Achamal n° 920 le 19 décembre 2017

Page 1

‫ح ّتى ال َنن�سى‪...‬‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 920‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 30‬ربيع الأول ‪� 19 / 1439‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫حلت أمس اإلثنين‪ ،‬الذكرى ‪ 42‬للمأساة‬ ‫األليمة والظالمة‪ ،‬التي كـان ضحيتها حوالي‬ ‫‪ 50‬ألف أسرة مغربية‪ ،‬أقدمت الجزائر على‬ ‫طردها من الجزائر‪ ،‬بطريقة همجية ومهينة‪،‬‬ ‫كرد فعل غبي وبئيس للمسيرة الخضراء‬ ‫المغربية‪.‬‬ ‫آالف من المغاربــة‪ ،‬نسـاء ورجـــاال‪ ،‬شيبا‬ ‫وشبابا‪ ،‬وأطفـــاال‪ ،‬لحقهــم الكثيــر من األذى‬ ‫واإلذالل على يد عسكر الجزائر الذين باغتوهم‪،‬‬ ‫ليال‪ ،‬بقرار الطرد الجائر‪ ،‬وأكرهوهم تحت اإلرهاب‬ ‫والعنف والفتك والقساوة‪ ،‬واالغتصاب على‬ ‫مغادرة البالد في ظروف كارثية‪ ،‬بعد أن جردوهم من كل أموالهم و ممتلكاتهم ولم يسمحوا لهم باالحتفاظ‬ ‫إال بما كان عليهم من مالبس‪ ،‬ضاربين عرض الحائط بكل القيم والمواثيق الدولية‪ ‬لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫بعد ‪ 42‬عاما على «النكبة»‪ ،‬ال زال ضحايا الطرد التعسفي الجزائري يطالبون باسترجاع ممتلكاتهم‬ ‫وكافة حقوقهم وباعتذار الدولة الجزائرية لهم‪ ،‬ويعتبرون أن قضيتهم «مسؤولية الجميع» وهو بالضبط‬ ‫الشعار الذي رفعته‪ ،‬هذا العام‪« ،‬جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر»‪.‬‬

‫ع‪.‬ك‬

‫بف�ضل املخطط امللكي لـ «طنجة الكربى»‬

‫طنجة تستقبل العام الجديد بدينامية اقتصادية قوية‬ ‫وبمجموعة مشاريع ضخمة‬ ‫«جوهرة البوغاز» قاطرة التنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية الشاملة لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫بالتوقيع على مجموعة هامة من االستثمارات في مشاريع اقتصادية كبرى بطنجة‪ ،‬تخص صناعة السيارات الكهربائية‪ ،‬خالل‬ ‫األسبوع الماضي‪ ،‬تكون جهة الشمال قد قطعت شوطا جديدا وهاما في مسارها التنموي المتضمن في مخطط «طنجة الكبرى» الذي‬ ‫أشرف جاللة الملك على انطالقته في شتنبر ‪ 2013‬والذي خصص له فوق ثمانية ماليير درهم‪ ،‬هذا المخطط الذي سيمكن طنجة من‬ ‫االرتقاء إلى مصاف المدن الكبرى على ضفتي األبيض المتوسط‪ ،‬والذي سيوفر للجهة التي تضم ثمانية أقاليم‪ ،‬فرصا جديدة وثمينة‬ ‫للتنمية والشغل‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪920‬‬

‫خيي‪ :‬ال تجعلوا من إسم بنكيران «حجرة التيمم»‬ ‫لمن انتقض وضوءه‬ ‫في خضم الحرب الضارية الدائرة بين‬ ‫اإلخ��وة األع���داء‪ ،‬والتي انتقلت رحاها إلى‬ ‫الفضاء األزرق‪ ،‬بعد انتهاء موقعهة المؤتمر‬ ‫الوطني‪ ،‬وما أسفرت عنه من نتائج‪ ،‬وبعد‬ ‫تزايد تصريحات ما يعرف بتيار االستوزار‪ ،‬والتي‬ ‫تلجأ فيها إلى أقوال وأفعال بنكيران لتبرير‬ ‫مواقفهم المساندة للعثماني‪ ،‬خاصة من طرف‬ ‫القيادي محمد يتيم‪ ،‬خرج محمد خيي أحد‬ ‫أشد المدافعين عن الوالية الثالثة لبنكيران‪،‬‬ ‫وأبرز المعارضين النتخاب العثماني على رأس‬ ‫الحزب‪ ،‬بتدوينة قاسية انتقد فيها الذين باتوا‬ ‫ال يتوقفون عن استعمال اسم بنكيران‪ ،‬وجعلوا‬ ‫منه «قميص عثمان» جديد‪ ،‬بل و «حجرة‬ ‫التيمم» لمن انتقض وضوءه‪..‬‬ ‫وجاء في تدوينة خيي‪:‬‬

‫«رج����اء ت��وق��ف��وا ع��ن استعمال اسم‬ ‫بنكيران‪...‬‬ ‫ال تجعلوا من اسمه «قميص عثمان»‬ ‫جديد ‪...‬‬ ‫«حجرة التيمم» بالدارجة ‪...‬‬ ‫من الواضح ان الكثير من التصريحات‬

‫اإلعالمية والكتابات والتدوينات التي تنتصر‬ ‫لرأي معين تحاول ان تقحم اسم بنكيران في‬ ‫معرض الكالم استدالال على صوابية رايها ‪..‬‬ ‫م��ن المؤسف ذل��ك حقا ونحن نتابع‬ ‫تنامي استعمال «اسم بنكيران» بطريقة تبدو‬ ‫انتهازية أحيانا عندما يحاول البعض تجاوز‬ ‫النقص الحاد في قدرته على اإلقناع بقراراته‬ ‫وتوجهاته واختياراته الملتبسة وتعويض ذلك‬ ‫باإلحالة على بنكيران وتوجيهاته و االستشهاد‬ ‫بأقواله وأفعاله ‪ ،‬أو حتى بما يمكن أن يقوله‬

‫أو يفعله في نازلة قانونية أو حدث طارئ أو‬ ‫تطورات سياسية مفاجئة ‪...‬‬ ‫ومن المؤسف أيضا أن ال يتداول هذا‬ ‫البعض اسم بنكيران إال بغرض استعماله مثل‬ ‫تنبر أو دمغة على أوراق مشكوك في صالحيتها‬ ‫أو متهافتة في محتواها‪.‬‬ ‫و تبقى أسوأ هذه «االستعماالت « الغريبة‬ ‫هي تلك التي تَسْتَخلص من أقوال بنكيران‬ ‫وأفعاله ما تستعمله ضد بنكيران نفسه‪،...‬‬ ‫وأحيانا من أجل اإلمعــان في ْ‬ ‫رَك ِنهِ على‬ ‫الجَانب و إيداعه باألرشيف ‪...‬‬ ‫أيها األفاضل رجاء ‪ ،‬لنطوي هذه الصفحة‬ ‫من السجال المر ‪ ،‬وأرجو ان ندع اسم الرجل‬ ‫في حاله ‪.‬‬ ‫اس��م بنكيران لن يضفي صوابية وال‬ ‫شرعية على ماتريــده وما تتجــه إليه من‬ ‫اجتهادات‪ ،‬فلكل مرحلة خطابها ومفرداتها‬ ‫وقوانينها النفسيـة‪ ،‬وفي اعتقادي أن اسـم‬ ‫بنكيران قد يصلح لالستعمال و للتداول في‬ ‫العديد من المناسبات المفيدة‪ ،‬لكن أبعد هذه‬ ‫االستعماالت عن االحترام هي توظيف تلك‬ ‫الكلمات كأنها «حجرة التيمم» لمن انتقض‬ ‫وضوءه ‪.»...‬‬

‫تأزم وضعية المقاوالت الصغرى في قطاع البناء‬ ‫والنقل بالجهة يستدعي حلوال استعجالية‬ ‫من لدن الوزارة الوصية‬

‫اليغيب عن المتتبـع للشـأن الوطنـــي‬ ‫والجهوي‪ ،‬ما للمقاوالت الصغرى المتخصصة‬ ‫في البنــاء والنقل واألش��غ��ال العمومية‪،‬‬ ‫م��ن أدوارط�لائ��ع��ي��ة ف��ي إن��ع��اش االقتصاد‬ ‫الوطني‪ ،‬وكونها مصدر رزق لعدد من األسر‬ ‫المغربية‪ ،‬حيث تشغل نسبة هائلة من اليد‬ ‫العاملة والكفاءات واألطــر من مهندسيـــن‬ ‫وطبوغرافيين وتقنيين وحرفيين من مختلف‬ ‫التخصصات المرتبطة بالقطـــاع؛ إال أن هذه‬ ‫المقاوالت المواطنة أضحت تعاني ركودافعليا‬ ‫كاد يشــل حركيتها ويجمد أنشطتها نظرا‬ ‫لغياب الدعــم الحقيقــي من لدن الجهـــات‬ ‫المسؤولة لهذا القطاع الحيوي ‪.‬‬ ‫وف��ي ش��أن ه��ذا الموضــوع المقلـق‬ ‫الذي يقض مضاجع عدد من المقاولين في‬ ‫شركات البناء والنقل بجهة طنجــة ـ تطوان‬ ‫ـ الحسيمـــة‪ ،‬اتصــل بالجريــدة المواطن‬

‫عبد المومن وهو مدير تقني بهذا القطاع‪،‬‬ ‫معربا عن استيائه وتنكره لما آل إليه وضع‬ ‫المقاوالت الصغرى في البناء والنقل بالجهة‪،‬‬ ‫خاصة وأن بعض المقـاوالت الكبرى تحاول‬ ‫جاهدة التهـــام المقـــاوالت الصغــرى‪ ،‬في‬ ‫احتكار غير مسبوق لجميع الصفقات العمومية‬ ‫بدون منافسـة حقيقية وشريفـــة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يصعب على المقاوالت الصغــرى المنافسة‬ ‫على الفـوز بالصفـــقــة ويدفــع بالعديـــد‬ ‫منها إل��ى حافة اإلف�لاس واالنسحاب من‬ ‫الساحة بخيبة أمل كبيرة‪ .‬ويؤكد المقاول‬ ‫عبدالمومن أن األزم��ة االقتصادية التي‬ ‫اجتاحت مجال البنــاء والنقــل واإلنعاش‬ ‫العقاري أث��رت بشكل سلبــي على جميــع‬ ‫القطاعات المرتبطة بالقطاع؛ مما يلزم وزارة‬ ‫التجهيز والنقل ووازرة االقتصاد والمالية‬ ‫ومختلف اإلدارات العموميــة التابعــة لهما‬ ‫دعم وتفعيل دور المقاوالت الصغرى للبناء‬

‫والنقل في حركية المشاريع التنموية الكبرى‬ ‫التي تشهدها الجهة؛وذلك لن يتم ‪ -‬حسب‬ ‫قوله ‪ -‬إالباعتماد الشفافية وتكافؤ الفرص في‬ ‫طلب العــروض والصفقـــات العمومية‪ ..‬وكذا‬ ‫تنظيم هذا القطاع الحيوي وتنقية أجوائه من‬ ‫أخطبــوط الشركات الكبرى التي تسلـــك‬ ‫أساليــب ملتويــة للفوز بالصفقات العمومية‬ ‫قاطعة الطريق على المقاوالت الصغرى‪.‬‬ ‫ومن خالل هذا المنبر يناشــد المقــاول‬ ‫الشــاب الوزارة الوصية على القطاع بضرورة‬ ‫تفعيل ما هو مسطر ومتفق بشأنه ‪-‬رسميا‪-‬‬ ‫فيما يتعلـق بدعم وتشجيــع المقـــاوالت‬ ‫الصغرى وتطويرهـــا وحمايتهــا ضمــانــا‬ ‫لمصدررزق شريحة عريضـــة من المقــاولين‬ ‫والمهندسيــن والتقنيين والعمـــال الذيــن‬ ‫أضحـــوا في وضع الينبئ بخير‪.‬‬

‫ج‪.‬ش‬

‫والدة الدكتور محمد سعد الزموري في ذمة اهلل‬ ‫انتقلت إلى عفو اهلل تعالى يوم الخميس ‪ 25‬ربيع األول ‪1439‬الموافق لـ ‪ 15‬دجنبر ‪2017‬‬

‫الأ�ستاذة الفا�ضلة حف�صة بولعي�ش‬

‫والدة الدكتور محمد سعد الزموري عميد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان‪،‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة يتقدم أساتذة شعبة اللغة العربية بآداب تطوان بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى‬ ‫زوجها الفاضل مبارك الزموري وأبنائها‪ :‬محمد سعد‪ ،‬نبيل‪ ،‬ابتسام‪ ،‬سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة‬ ‫بواسع رحمته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان‪.‬‬

‫} َ َ‬ ‫�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي �إِ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫اد ُخلِي‬ ‫�ض ّ َي ًة َف ْ‬ ‫يا �أ ّ َي ُت َها ال ّ َن ْف ُ‬ ‫يِف عِ َبادِ ي َو ْاد ُخلِي َج ّ َنتِي {‬ ‫(�صدق اهلل العظيم)‬ ‫عن عمر يناهز الخامسة والثمانين رحل إلى دار البقاء المشمول بعفو اهلل وكرمه المرحوم‬

‫�أحمد احل�سني‬

‫ولقــد لبى الفقيــد نــداء ربـه يـــوم الجمعـــة ‪ 8‬دجنبــر ‪ 2017‬وشــيــع جثمانــه‬ ‫الطاهر في موكـــب جنائزي مهيب ودفن في مقبرة المجاهدين بعد صالة الجنــازة‬ ‫ــ ظهر نفس اليوم ــ بمسجد الحضري بحي الموظفين‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلل نتقـدم بأحر التعازي إلى أرملة المرحوم السيدة‬ ‫الزهرة القطرني‪ ،‬وإلى أوالده ‪ :‬محمد سعيــد‪ ،‬أسيــة‪ ،‬مصطفى‪ ،‬عبد القادر‪،‬‬ ‫عبد السالم وعبد الواحد‪ ،‬وإلى أسرة الحسني قاطبــة؛ سائلين العلي القدير أن‬ ‫يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر الجميل‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫ق�صيـدة زجليـة نظمها ال�شاعر يف حق‬ ‫امل�ؤرخ التطواين الفقيه‬

‫محمد داود‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪920‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫بالليلة التي أحيتها الزاوية الريسونية في التاسع والعشرين من ربيع األول‪ ،‬يُسدَل‬ ‫الستار على ليالي المولد النبوي الشريف‪.‬‬ ‫وسأغتنم هذه المناسبة ألنوه بجميع الذين يساهمون ماديا أو معنويا في الحفاظ‬ ‫على هذه السـنة الحميدة‪.‬‬ ‫إنها سنة نجتمع فيها على ذكر اهلل وشكره وحسن عبادته‪ ،‬نتلو فيها ما تيسر من‬ ‫كتاب اهلل‪ ،‬ونتصفح كتب األذكار واألمداح‪ ،‬ونصل الرحم بمن سبقونا باإليمان‪.‬‬ ‫وإذا كان هناك من يستخف بهذه السّنة‪ ،‬و يعدّها من البدع المنكرة‪ ،‬فلينظر إلى‬ ‫هذه المستجدات التي يتعامل بها ومعها في كل وقت وآن‪ ،‬وليسمّها بما شاء من‬ ‫أسماء‪.‬‬ ‫مما يُقرأ في هذه الليالي المباركة‪ :‬همزية البوصيري‪ ،‬وخاتمة البردة‪ ،‬واألمداح‬ ‫النبوية‪ ،‬والدعاء الناصري‪ ،‬والمنفرجة‪ ،‬والمولدية‪ ،‬وهذه األخيرة يتلوها على مسامع‬ ‫الناس شخص يتميز بحسن الصوت‪ ،‬واألداء الحسن‪ .‬وقد كان الفقيه الذاكر محمد بن‬ ‫الهاشمي رحمه اهلل‪ ،‬من هؤالء الذين ميزهم اهلل بالميزتين معا‪ ،‬فإذا قرأها‪ ،‬تخشَع‬ ‫لسماعها القلوب قبل اآلذان‪.‬‬ ‫فما رأيكم فيمن يريد حذف المولدية من خريطة هذه الليالي‪ ،‬أو إعادة تفصيلها‬ ‫على مقاس بعض المحسوبين على اإلنشاد الديني؟ ما رأيكم فيهم؟ فهم ُكثر‪.‬‬ ‫إذا تركنا لهؤالء الحبل على الغارب‪ ،‬فقد تحدثهم نفوسهم بإعادة النظر في بردة‬ ‫البوصيري‪ ،‬والعبث بهمزيته‪.‬‬ ‫فهناك من يحرّف بعض الموازين‪ ،‬وهناك من يمد الحروف التي ال تحتاج إلى مد‪،‬‬ ‫وهناك من يستبدل وزنا بوزن‪.‬‬ ‫وهناك من يقلد منشدي المدن األخرى‪ ،‬على اعتبار أنهم مجددون‪ ،‬وأننا تقليديون‪،‬‬ ‫وهناك وهناك‪.‬‬ ‫والجميع تخرّج من الزاوية الحراقية‪ ،‬وتردّد على الزاوية الريسونية‪ ،‬وحضر مجالس‬ ‫الزاوية الكتانية والزاوية التيجانية‪.‬‬ ‫َفلِم نستبدل أوزاننا وألحاننا وإيقاعاتنا الموضوعة على يد شيخين جليلين هما‬ ‫سيدي محمد الحراق والشريف الريسوني‪ ،‬بما هو أدنى منها؟‬ ‫أنا ال تطربني‪« :‬يا آمنة بشراك» إال باللحن الذي ألِفتْه أذني منذ الصغر‪.‬‬ ‫فيا أيها السادة‪ ،‬اتقوا اهلل في تراثنا الديني‪ ،‬وحافظوا عليه‪.‬‬

‫من يسقي الشباب‬ ‫ينفع الوطن‬ ‫‬‫«الشباب مستقبل األمة»‪« ،‬الشباب عماد المستقبل»‪...‬عبارات نرددها‬ ‫كثيرا‪ ،‬تلقائيا ودون تفكير‪ ،‬كلما كان الموضوع يهم هذه الفئة من‬ ‫المجتمع‪ ،‬وقبل االنتقال إلى مرحلة الشباب يكون على المجتمع أن يضمن‬ ‫مرور مرحلتين أساسيتين وصعبتين ألبنائه‪ ،‬الطفولة والمراهقة‪ ،‬في مرحلة‬ ‫الشباب إذن تطوى صفحة الحياة األكثر ارتباطا باألسرة‪ ،‬بحلوها ومرها‪،‬‬ ‫ليتم الدخول إلى مرحلة االستقاللية واالعتماد على النفس‪.‬‬ ‫السياسة المرتبطة بالشباب سياسة أفقية بامتياز ال تعتمد على مدخل‬ ‫واحد‪ ،‬على اعتبار أن الشباب فئة واسعة وتتعدد حاجياتها بتمايز انتماءاتها‬ ‫االجتماعية‪ ،‬أمام هذه الفئة نكون أمام رزمة من االنشغاالت تمتد من‬ ‫التكوين إلى التدريب إلى الشغل والتشغيل والسكن والثقافة والرياضة‬ ‫والترفيه‪ ،...‬إنها الفئة األقوى إقباال على االستهالك‪ ،‬لكنها في نفس‬ ‫الوقت األقدر عطاءا على مستوى اإلنتاج وإبداعا في شتى المجاالت كما‬ ‫توضح تجارب البلدان المتقدمة التي يحتل فيها الشباب واجهة المغامرة‬ ‫والتجريب والخلق والتجديد‪.‬‬ ‫في البلدان العربية‪ ،‬رغم أن الشباب يحتل الصدارة في الهرم السكاني‪،‬‬ ‫ورغم الخطابات المشيدة بالشباب والمثنية على دوره في المجتمع‪ ،‬تبقى‬ ‫السياسات في مجال الشباب‬ ‫ال تلبي الطموحات الكبيرة‬ ‫لهذه الفئة التي الزالت تعاني‬ ‫الكثير من مظاهر التهميش‬ ‫ومن قدر كبير من عدم الثقة‬ ‫في قدراتها وكفاءاتهــا في‬ ‫احتالل الموقــع الالئق بها‬ ‫سياسيا واجتماعيــا وثقافيـا‬ ‫وإعالميا‪ ،...‬وإذا كنا نالحظ‬ ‫بعض التململ في العقليات‬ ‫التقليديــة المكبلــة‪ ،‬بعــد‬ ‫الحراكات التي قادها الشباب‬ ‫ف��ي ال��ع��ال��م ال��ع��رب��ي‪ ،‬ف��إن‬ ‫التوجس من الشباب المغلف‬ ‫بنفحة «األبوية» الزال يفعل‬ ‫فعله في المجتمع ويعرقل‬ ‫تحرير طاقاته وأفكاره‪ ،‬ويجعله نفسيا غير قادر على المساهمة الحيوية في‬ ‫الدفع بعجلة التقدم قي البلدان التي ينتمي إليها‪.‬‬ ‫في المغرب‪ ،‬كما في باقي الدول العربية‪ ،‬الشباب يشكل القاعدة‬ ‫األهم في الهرم السكاني‪ ،‬وقد تحققت له مكتسبات مافتئت تتوسع في‬ ‫العقود األخيرة بفضل سياسة إرادية للدولة ودينامية المجتمع المدني‪،‬‬ ‫والتي يوجد من ثمارها على سبيل المثال ال الحصر‪ :‬التمركز المؤسسات‬ ‫الجامعية‪ ،‬وإحداث مراكز التكوين في المهن الجديدة خاصة‪ ،‬والمراكز‬ ‫السوسيو ثقافية‪ ،‬والمجمعات المتعددة االختصاصات والقاعات الرياضية‬ ‫ومالعب القرب وتنظيم المهرجانات الثقافية والفنية والبطوالت الرياضية‪،‬‬ ‫إال أن هذه المكتسبات‪ ،‬على أهميتها‪ ،‬لم تستطع أن تصل بعد إلى التغلب‬ ‫على التفاوت الحاصل في توزيع التجهيزات والمرافق والتظاهرات التي‬ ‫يستفيد منها الشباب بين العالم الحضري والقروي‪ ،‬وبين الحواضر الكبرى‬ ‫والمتوسطة والصغرى‪ ،‬وفي الحواضر نفسها بين األحياء الراقية واألحياء‬ ‫الهامشية‪.‬‬ ‫وتظل الرهانات المعقودة على الشباب تعاني من بعض األعطاب التي‬ ‫تحول دون اندماجه اإليجابي في النسيج المجتمعي والمشاركة الفعالة‬

‫عبد الحي مفتاح‬

‫في الدينامية التنموية‪ ،‬ولعل عطالة الخرجين الجامعيين وذوي الشهادات‬ ‫العليا تعتبر إحدى اإلشكاالت الكبرى التي ترخي بكلكلها على المجتمع‬ ‫المغربي وتعتبر ترمومترا لقياس حرارة االندماج والمشاركة‪ ،‬كما أن ظواهر‬ ‫مثل التطرف و التشرميل وعنف المالعب وقوارب الموت‪ ،‬تؤشر على أزمة‬ ‫الشباب أن اليأس واألفكار الهدامة قد سارت في أوصال شرائح من الفئة‬ ‫المجتمعية فقدوا البوصلة واألمل في حياة بعيون الثقة واالطمئنان والتمتع‬ ‫بحالوة العيش المشترك الكريم و اآلمن في وطنهم‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ال نشك أن أغلب الشباب في المغرب يختزنون طاقة‬ ‫تحتاج فقط إلى إلى التوجيه‪ ،‬والتشجيع‪ ،‬والتحفيز والمواكبة‪ ،‬ثم االعتراف‪،‬‬ ‫والدليل على ذلك هو بروز قيادات شبابية واعدة في المجتمع المدني‪ ،‬وفي‬ ‫التنظيمات الحزبية والنقابية‪ ،‬والمقاوالت االقتصادية واإلدارة‪ ،‬وكفاءات في‬ ‫البحث العلمي و االختراع وكذا في السينما والموسيقى والغناء والمسرح‬ ‫والفكاهة‪ ،‬واإلنتاج الفني عامة‪ ،‬ومجاالت أخرى متعددة‪.‬‬ ‫وفي هذا الصدد‪ ،‬يجب التأكيد على األهمية المركزية النخراط الشباب‬ ‫في التنظيمات المواطنة وفي إطالق المبادرات المجتمعية‪ ،‬وفي المقابل‬ ‫التشديد على ضرورة احتضان‬ ‫هذه التنظيمات والمبادرات‬ ‫وتبنيها من طرف المجتمع‬ ‫والدولة‪ ،‬فالتنظيم والمبادرة‬ ‫من شأنهما تشجيع المشاركة‬ ‫اإليجابية للشباب وتحصينه‬ ‫من التيهان وتوجيه طاقته‬ ‫فيما ينفع الناس ويمكث في‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫ونشير هنا أنه ما بين‬ ‫إحداث المجلـــس الوطنــي‬ ‫للشباب والمستقبــل اآلفــل‬ ‫وإح����داث مجلس الشباب‬ ‫والمجتمع المدني اآلتي‪ ،‬جرت‬ ‫مياه كثيرة تحت الجسر‪ ،‬فإذا‬ ‫كان المجلس األول قد أدى‬ ‫دوره الظرفي كضمادة أخمدت مظاهر الحريق الذي كانت إرهاصاته توحي‬ ‫باستمرار االشتعال‪ ،‬فإن الثاني‪ ،‬في ظل التحوالت العالمية المتسارعة‬ ‫والتغير في انماط اإلنتاج واالستهالك وال��رؤى واألفكار والسلوكات‬ ‫والعالقات‪ ،‬مطروح عليه مقاربة اإلشكاالت والمشاكل المرتبطة بالشباب‬ ‫برؤية شمولية استراتجية تقترح على الدولة والفاعل السياسي والمدني‬ ‫على السواء خطوط المعالجة الواقعية‪ ،‬الملموسة والثاقبة لإلشكاالت‬ ‫والمشاكل المتفاعلة مع التطورات الداخلية والخارجية من حولنا‪.‬‬ ‫وفي األخير ال بد من التذكير أن الشباب ال يحتاج منا إلى المدح‬ ‫العاطفي بل إلى التسليح باإلرادة والثقة والتكوين والتثقيف‪ ،‬وإلى تحرير‬ ‫مبادراته والوقوف إلى جانبه وتوفير الشروط له في الجامعة ومراكز البحث‬ ‫والتدريب ومشاتل االستثمار والخلق واإلبداع‪ ،‬ومساعدته لتحقيق حياة‬ ‫كريمة وحمايته من األمراض االجتماعية ومن السقوط في أتون اليأس‬ ‫والعدمية‪.‬‬ ‫وكل عام وأرواحنا وعقولنا نتمنى أن يسقيها ماء الشباب والحكمة إن‬ ‫شاء اهلل‪.‬‬

‫وجـهـة‪..‬‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫منذ أن فتح اهلل في قلبـي بابا لمحبة سيــدي حمزة‬ ‫القادري بودشيش قدس اهلل سره‪ ،‬وأنــا أواظب على‬ ‫حضور االحتفال بالميالد المحمـدي في مداغ‪.‬‬ ‫مداغ تصبح قبلة كونية لزمن محمدي متجدد ممتد‪.‬‬ ‫بعد فجر العاشر من ربيع األول الجاري‪ ،‬قصدت مداغ‬ ‫رفقة عزيزي مصطفى اليمالحــي ومحمــد عبد الواحد‬ ‫العسري‪.‬‬ ‫أقمنا في مدينة السعيدية بعض الوقت‪ ،‬ثم توجهنا‬ ‫إلى مداغ‪ ،‬حيث قابلنا سيــدي جمال الدين القــادري‬ ‫بودشيش‪ ،‬شيخ الطريقة القادرية البودشيشية؛ عنوان‬ ‫الكماالت والعنايات‪.‬‬ ‫في مداغ ناولت خاطرا شعريا لسيدي عبد اإلاله بن‬ ‫داود‪ ،‬كتبته بهذه المناسبة الجاللية الجمالية‪:‬‬

‫مداغ وجهتـي‪..‬‬ ‫وهـوى جناين‪..‬‬ ‫لأن بـها‪..‬‬ ‫ر�سول ال ّله‪..‬‬ ‫حالَّ‪..‬‬ ‫�سه‪..‬‬ ‫تنقل رِ ّ‬ ‫يف ُروح ِح ٍّب‪..‬‬ ‫ـاه ال ّله‪..‬‬ ‫حب ُ‬ ‫َ‬ ‫جم ُله‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫و�صلَّى‪..‬‬ ‫ومن غر�ست يداه‪..‬‬ ‫ثمـار حمزة‪..‬‬ ‫غدا للنا�س‪..‬‬ ‫كُ ِّل النا�س‪..‬‬ ‫ظالً‪..‬‬ ‫جمال الدين‪..‬‬ ‫مق�صد ذا الأوان‪..‬‬ ‫بح�رضته‪..‬‬ ‫�أقام العبد‪..‬‬ ‫كـبـر‪..‬‬ ‫َّ‬ ‫ثم �صلَّى‪..‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪920‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 19‬دي�سمبـر ‪2017‬‬

‫مختلة عقلياً‪....‬‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫عناد «الديبوطادوس»‪! ‬‬ ‫لست أدري ما إذا كان الموقف يدعو للبكاء أم للضحك‪ ،‬فالقضية‬ ‫لم تعد قضية غياب ممثلي األمة عن حضور أشغال البرلمان أو ممارسة‬ ‫دورهم الدستوري في مراقبة وتوجيه الجهاز التنفيذي‪ ،‬فلقد «هرمنا»‬ ‫ونحن ننتظر‪ ،‬بل ونمني النفس بأن يشعر «السالتون»‪ ،‬بوخز ضمير‬ ‫مؤنب ومؤلم‪ ،‬أمام إصرارهم على أن ال يفارقوا جماعة آكلي السحت‪،‬‬ ‫«إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا»‪.‬‬ ‫فبالرغم من االنتقادات المريرة والمتواصلة‪ ،‬التي توجهها فئات‬ ‫الشعب المتنورة‪ ،‬لغيابات البرلمانيين‪ ،‬في الغرفتين معا‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫االمتيازات التي يتمتعون بها و «اإلرضاءات» التي حصلوا عليها ‪ ،‬ومنها‬ ‫الفنادق الفاخرة واألكل المناسب‪ ،‬ووسائل النقل المريحة‪ ،‬فضال عن‬ ‫«األجور» المرتفعة واإلعفــاءات المغريـــة‪ ،‬و «التقاعـد» الذي ال يحلم به‬ ‫موظف «تكسرت فوق رأسه المطارق» بعد سنوات من عمره قضاها في‬ ‫المدارس والمعاهـد‪ ،‬وسنوات تخطـى خاللهـا حواجز الرتب والسالليم‪،‬‬ ‫من «ناقـص واحـد» إلى نهاية صرح هامان‪ ....،‬فإن عددا من النواب‬ ‫والمستشارين يصرون على استفزازنا‪ ،‬بل وتحدينا‪ ،‬نحن من «فصلنا‬ ‫الشوارع وخطناها» خالل حمالت الدعاية االنتخابية لهم‪ ،‬أو من منا لم‬ ‫«يتسوق» ألي «كائن انتخابي منهم»‪ ،‬ألننا في النهاية نجد أنفسنا‪،‬‬ ‫جميعــا‪ ،‬في خنـدق واحد‪ ،‬خندق «خاسر ـ خاسر» ومن لم يعجبه الحال‪،‬‬ ‫فليشرب البحر‪! ‬‬ ‫مناسبة هذه «الورود» التي أصررت على إهدائها‪ ،‬تحية صباحية‬ ‫مباركة‪ ،‬لبرلمانيينا «األنجاد» هو ما طلعت به علينا صحف نهاية األسبوع‪،‬‬ ‫بخصوص غياب ما بين ‪ 122‬و ‪ 133‬من «الديبوطادوس» عن جلسة‬ ‫التصويت على الجزء األول من مشروع قانون المالية لسنة ‪ ،2018‬حيث‬ ‫تضاربت الكتابات حول عدد المشاركين والسالتين والذين تحايلوا على‬ ‫«المجلس الموقر» حتى ال «يشرفــوا» قاعــة الجلسات إال دقائق قبل‬ ‫التصويت‪....‬‬ ‫ولو أن عملية «الجمع والطرح» ال تحتاج إلى دماغ «جابر ابن حيان»‪ ،‬أو‬ ‫نبوغ الخوارزمي أو دهاء البيروني واكتشافاته الفريدة في علوم الرياضيات‬ ‫والزوايا وقياساتها‪ ،‬فإن «حيلة» «البوانطاج» التي يكون بعض «نواب‬ ‫األمة» قد انخرطوا فيها من أجل الضحك على ذقني المالكي وبنشماش‪،‬‬ ‫أربكت حسابات الصحافيين‪ ،‬حتى أن «الناقص» تأرجح بين ‪ 133‬و ‪.122‬‬ ‫ما عليهــش يا أفندمينــا‪ ،‬عند «فـورا» يظهر الحساب‪ ...‬وحسابكم‬ ‫«نعاماس» لن يكون سهال يسيرا‪ ،‬على كل حال‪....! ‬‬ ‫قالت الشوافة ‪:‬‬ ‫إن عدد نواب الغرفة األولى ‪ 395‬بالتمام والكمال‪ ،‬صوت لفائدة القسم‬ ‫األول من المشــروع ‪ 180‬ديبوطـــي من «العثمانييــن» األصلييــن‬ ‫والمريدين‪ ،‬بينما عارضه ‪ 53‬ممن يعتبرون «مشاغبين» بينما فضل ‪29‬‬ ‫من االستقالليين أن «يستقلوا» بقرارهم الذي يدخل في نطاق «لم آمر‬ ‫بها ولم تسؤني»‪.....!!! ‬‬ ‫وبهــذا يكـون المصـوتــون ب «‪ »OUI, OUI 180‬والمصـوتـــون بــ‬ ‫«‪ .»NIET 53‬أما أصحاب المبادئ الراسخة في «المراوغة االمتناعية» فقد‬ ‫كان عددهم ‪ .29‬وبهذا يكون مجموع المصوتين من جميع «الخيارات»‬ ‫«السياسية» ‪( ......‬يعني)‪ ،262 ! ‬ويتبين من عملية الجمع والطرح‪ ،‬أن‬ ‫المتغيبين عن الحضور وعن التصويت ‪.133‬‬ ‫وفي رواية أخرى‪ ،‬فإن المتغيبيــن من الفرق البرلمانيــة كانوا على‬ ‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫العدالة والتنمية ‪ 8 :‬ـ التجمع الدستوري‪ 24 :‬ـ الفريق الحركي ‪ 16 :‬ـ‬ ‫الفريق االشتراكي‪( 11 :‬من أصل ‪ )19‬ــ التقدم واالشتراكية ‪ 8 :‬ـ الفريق‬ ‫االستقاللي ‪ .15 :‬أما األصالة والمعاصرة ‪ :‬فقد حقق الـ ‪ ،Record‬بغياب‬ ‫‪ 38‬من أعضائه‪.‬‬ ‫الفريق الوحيد الذي حضر بكامل أعضائه ولم يتخلف منهم أحد‪ ،‬هو‬ ‫فريق فيدرالية اليسار الذي يتكون من نائبين اثنين ال ثالث لهم‪ ،‬في‬ ‫انتظار انتخابات ‪ 2 : 2021‬على ‪! Bravo..... 2‬‬ ‫لعلمكم‪ ،‬فقد كانت الحكومة «كريمة» جدا مع النواب إذ أنها قبلت‬ ‫‪ 77‬تعديال من التعديالت تقدمت بها األغلبية والمعارضة وكان عددها‬ ‫‪ ،215‬ومن هذه التعديالت تراجع الحكومة عن فرض الضريبة على‬ ‫القيمة المضافة المتعلقة بمواد المحروقات وغاز البوتان‪ ،‬التي كانت‬ ‫ستكلف المواطنين أعباء مالية واجتماعية إضافية‪ .‬وأصر وزير االقتصاد‬ ‫على اإلعالن بالمناسبة‪ ،‬أن الحكومة لم تشهر في وجه النواب الفصل ‪77‬‬ ‫من الدستور الذي «يخلع» النواب ألنه يشكل سيف داموكليس المسلط‬ ‫دوما على رقابهم‪.‬‬ ‫األمل أن ينتهي النـواب والمستشــارون إلى القبول بفك االستجابة‬ ‫الكريمة لدعوتنا لهم بالحضور‪ ،‬فقط‪ ،‬في «جلسة التصويت» على الفصل‬ ‫الثاني من مشروع القانون المالي لسنة ‪ 2018‬الذي «يرهن» الحياة العامة‬ ‫بالبالد طيلة سنة كاملة‪ .‬فقد اشتقنا‪ ،‬فعال‪ ،‬إلى التمتع بمنظر البرلمان‬ ‫الممتلئ عن آخره بالبرلمانيين بجالبيبهم البيضاء وشاشياتهم الحمراء‬ ‫و «أقبابهم» المصففة المرصدة‪ ،‬وهو مشهد جميل ومثير ال يتكرر إال‬ ‫حين تنصب موائد الحلويات الملكية‪ ،‬بداية كل والية تشريعية جديدة‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫تداول نشطاء مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬هذا األسبوع‪ ،‬فيديو‬ ‫لعجوز قيل إنها كانت ضحية «تعنيف» من طرف مخازني بدائرة‬ ‫كاساباراطا الحضرية‪ .‬الشريط أظهر العجوز وآثار الدم على رأسها وهي‬ ‫تحكي «مغامرتها» مع المخزني الذي لم يظهر في الصورة‪.‬‬ ‫مصادر جريدة األخبار أفادت أن السيدة المتقدمة في السن‬ ‫تعاني من «خلل عقلي»‪ ،‬وأنها تتردد باستمرار على الدائرة الحضرية‬ ‫الخامسة‪ ،‬لتستفسر عن إحدى قريباتها التي كانت تعتقد أنها محتجزة‬ ‫بهذه اإلدارة‪.‬‬ ‫وأمام «إلحاحها»‪ ‬تكفل عناصر من القوات المساعدة بإقناعها‬ ‫بضرورة التوجه إلى الجهة المكلفة‪ ‬بـ «المختفين»‪ ،‬إال أنها لم‬ ‫«تقتنع» بأقوال المخازنية‪ ‬وأصرت على «زياراتها» للمقاطعة‪ ‬حيث‬ ‫«اتهمت» مخزنيا بتعنيفها وإسقاطها أرضا والتسبب لها في جروح‬ ‫برأسها‪ ،‬وبسبب صياحها‪ ‬تجمهر المواطنون حولها و «وثق» بعضهم‬ ‫المشهد بالصوت والصورة‪ ،‬ليتم تداول الشريط على نطاق واسع‪.....‬‬ ‫مصادر األخبار أكدت أن ال عالقة لها بما حدث للسيدة المسنة‬ ‫بينما تم تداول أخبار عن ‪ ‬تحقيق ‪ ‬في الموضوع‪ ،‬يكون قد تم فتحه‬ ‫من طرف الوالية‪ .‬‬ ‫وما يدريك‪ ،‬فقد يخرج التحقيق بمفاجأة «مفاجئة» ألصحاب‬ ‫الشريط ومتعهدي «الكاستينغ» و التصوير والتحميض والتوزيع‪،‬‬ ‫يفضي إلى أن السيدة التي سبقت «المصادر» المطلعة أن وضعتها‬ ‫في خانة المختلين عقليا الذين تزخر بهم شوارعنا وأزقتنا ودروبنا‪،‬‬ ‫وأنها قد تكون «نطحت» الحائط‪ ‬بعنف في نوبة غضب تسبب لها‬ ‫فيما «نسبوه» إلى المخزني الذي قد يحال على مجالس التأديب‪ ‬في‬ ‫حال ثبوت فعل التعنيف المفضي إلى جروح غائرة في الرأس دون نية‬ ‫في ما حصل‪..‬‬ ‫المهم‪ ،‬نحن في انتظار نتائج التحقيق التي لن تتأخر ‪ ،‬أكيدا‪ ! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫ينتحرون في‪ ......‬طنجة‪! ‬‬ ‫إنهم ينتحرون في مختلف جهات البلد السعيد‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬في طنجة‪ ،‬الظاهرة ملفتة لالنتباه‪...‬والقلق‪ ! ‬فقد تجددت‬ ‫عل‪ ،‬التي شهدتها المدينة السنة‬ ‫حوادث الشنق والحرق والقفز من ٍ‬ ‫الماضية‪ ،‬وهاهي تنبئ ببداية مسلسل جديد مع بداية السنة‬ ‫الجديدة‪ ....‬فهل أصبحت الحياة في هذه المدينة «السعيدة» «تغري»‬ ‫باالنتحار ؟‪....! ‬‬ ‫الجواب عند خبراء الموت الزؤام‪! ‬‬ ‫والثانية لثالثيني فضل الموت شنقا بحبل شده إلى جذع شجرة‬ ‫بمقبرة بنفس المقاطعة‪ ،‬حتى يبقى على مقربة من حفاري القبور‪.‬‬ ‫التفاصيل ال زالت عند «من يجب» ‪ ،‬وعلى كل حال‪ ،‬لنترحم على‬ ‫الشيخ والشاب‪ ،‬مع الدعاء لهما‪ ،‬ولمن سبقوهما‪ ،‬ولمن قد يلحقون‬ ‫بهما‪ ،‬بالرحمة والمغفرة ‪.‬‬

‫‪DDDDDDD‬‬

‫ما حدها تقاقي‪...‬‬

‫‪ ‬‬ ‫تقارير العزيز جطو حول ما صار معلوما لدى المغاربة باالختالالت‬ ‫المفضية إلى الزالزل‪ ،‬أطاحت بالكبار والصغار في مغارة المنارة‪،‬‬ ‫وتسببت في «بلوكــويــج»‪ ‬ال زال العثماني يحاول فكــه بـ «الريق‬ ‫الناشف»‪ ،‬وهاهي اليوم تطيح بوال وستة عمال‪ ‬و ‪ 86‬رجل سلطة‪،‬‬ ‫والبقية في الطريق إلى «الكاراج»‪.....‬‬ ‫ذلك أن الزمن تبدل‪ ،‬وحال اليوم لم يعد كحال األمس‪ ،‬المسؤولية‬ ‫تتبعها المحاسبة ‪ ‬وما جاورها‪ ،‬ومعناها بالعربية الفصحى «من فرط‬ ‫كرط» واهلل أعلم‪.‬‬ ‫وما يزعج في هذه الوقائع‪ ‬المثيرة‪ ،‬أنه لو استمر العزيز ادريس في‬ ‫«تكنيشاته»‪ ‬المرعبة‪ ،‬فإن اإلدارة الوطنية قد تجد نفسها‪ ،‬ذات صباح‬ ‫«خاوية على عروشها» ليس ألن «االختالالت» اجتاحت كافة األسالك‬ ‫والدواليب‪ ،‬حاشى هلل‪« ،‬فالخير ال ينقطع من أمتي إلى يوم القيامة»‬ ‫ولكن من في «كرشه العجين»‪ ‬وما أكثرهم‪ ،‬سوف يختار حل «سلة‬ ‫بال عنب»‪ ،‬و «يسلت» ‪« ‬حسي مسي»‪ ،‬من تلقاء نفسه‪ ،‬تاركا «الجمل‬ ‫بما حمل» ‪ .....‬خاصة والحصول على إقامة أو جنسية أوروبية ‪ ‬لم تعد‬ ‫مشكلة ‪ ،‬في زمن األزمة التي تضرب ‪ ‬عددا من بلدان ‪ ‬أوروبا‪ ،‬بالنسبة‬ ‫لمن بمقدورهم شراء‪ ‬شقة ببضعة ماليين ‪ ،‬أما إذا أقدم على شراء‬ ‫عمارة أو «فيرمة»‪ ،‬وهو أمر يسير بالنسبة لعدد من موظفينا األنجاد‬ ‫األمجاد‪ ،‬فقد يحصل على وسام «ال ليجيون دونور»‪ ! ‬ويدخل جوقة‬ ‫«الخالدين»‪ ‬وفق شعار «الخلود» الذي وهبه الكاردينال دو ريشوليه‬ ‫في العام ‪ 1816‬آلعضاء األكاديمية الفرنسية‪.....!!! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫الثقافة من أجل تحرير الملك العمومي‬ ‫في تطوان‪....!!! ‬‬ ‫تحرك أهل الثقافة والفن في تطوان‪ ،‬ضد بالء محاصرة الباعة‬ ‫المتجولين للمراكز الثقافية واألندية الفنية والقاعات السينمائية‪،‬‬ ‫ونددوا باحتالل الملك العمومي بما يشوه الفضاء الخارجي ويسيء‬ ‫إلى تاريخ هذه المدينة المعلمة‪ ،‬فتحركت سلطات تطوان‪ ،‬ليلة الثالثاء‬ ‫الماضي لتقوم بحملة واسعة في مواجهة مظاهر الفوضى والعشوائية‬ ‫التي يتسبب فيها تجار العربات والفراشة و «بائعو كل شيء»‪ ،‬في‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫غياب حلول بديلة وعمليــة لكل «طالــب معاشــه» له على الدولة‬ ‫والمجتمع ‪ ‬حق االستفادة من «نصيبه» في المواطنة‪.‬‬ ‫وحدهم أهل الثقافة والفن في تطوان‪ ،‬وقفوا للتنديد بمحاصرة‬ ‫المراكز الثقافية واألندية السينمائية التي يزورها العديد من كبار‬ ‫الفنانين بمناسبة المهرجانات الثقافية و األدبية والسينمائية حيث‬ ‫تترك فوضى بازارات الشارع انطباعا سيئا لديهم‪.‬‬ ‫أما المجلس البلدي ‪...!!! ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬

‫في المقربين أولى‪! ‬‬ ‫‪ 18‬محال تجاريا في سوق تجارية بعاصمة‪ ‬جنوبية‪« ‬قد الدنيا»‪ ‬‬ ‫تحصلت بشأنها بيانات تفيد أن عددا من الموظفين الجماعيين ‪ ‬بنفس‬ ‫هذه المدينة‪ ،‬يستفيدون منها عن طريق «الحيلة» ‪ ،‬وقديما قيل «من‬ ‫صنع القانون‪ ،‬صنع الحيلة»‪...! ‬‬ ‫كيف؟‪ ‬كل الحيل ممكنة‪ ،‬إال أنه ثبت أن ال حيلة مع أصحاب الحال‬ ‫الذين تحركوا في اتجاه الجنوب‪ ،‬ودخل سين وجيم على الخط‪ ،‬وبدأ‬ ‫العديدون في تحسس رؤوسهم‪ ‬في انتظار نتائج التحقيق‪ ،‬بعد أن‬ ‫تفجرت فضيحة «االختالالت» و «التالعبات» التي ‪« ‬جرجرت» موظفا‬ ‫ومنتخبا أمام القضاء‪ ، ‬والباقي في الطريق‪.‬‬ ‫وال «زربة على صالح»‪! ‬‬ ‫وما دام الشيء بالشيء يذكر‪ ،‬فقد طلعت علينا الصحافة بما يفيد‬ ‫أن نافذين كبارا‪ ،‬وزراء وبرلمانيين سابقين ورجال أعمال‪ ،‬من أصحاب‬ ‫«اليد الطولى» استفادوا من إعفاءات ضريبية بالمليارات بقرارات‬ ‫إدارية ‪ .‬ومن سوء حظهم‪ ،‬وحسن حظنا بالمقابل‪ ،‬فقد تحركت عجلة‬ ‫التحقيقات لتحديد الجهات التي سهلت على جماعات النافذين اإلفالت‬ ‫من الضرائب الجماعية‪ ،‬ــ إلى حين ــ طبعا ــ ‪ ‬فدوام الحال من المحال‪! ‬‬ ‫وراه يحوّم آه‪ ... ‬راه يحوم كيف الطير‪....! ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ DDDDDDD‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬يطالبون بالمعاش‬

‫غياب البرلمانيين‪ ،‬نوابا ومستشارين‪ ،‬أتعب المالكي وبنشماش‬ ‫الذيــن لم تسعفهمــا قـــرارات «البوانطــاج» وال االقتطــاعات‪ ،‬وال‪ ‬‬ ‫التهديدات بالتشهير‪ ،‬فضال عن اإلغراءات واالمتيازات‪ ،‬في إقناع «نواب‬ ‫األمة» بحاجة األمة إلى أن «يزوروا» بناية البرلمان‪ ،‬بانتظام‪ ،‬ولو من‬ ‫باب «درء الضرر» ‪....‬‬ ‫تصوروا أن مجلس المستشارين يصادق على ميزانية ‪،2018‬‬ ‫بـ«أغلبية» ‪ 47‬مستشارا من المجموعة الحاكمة‪ ،‬بينما عارضه ‪ 22‬فيما‬ ‫امتنع ‪ 16‬مستشارا عن التصويت‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يقيمون الدنيا طلبا للمعاش الذي نفذ في الغرفة األولى‬ ‫وهو على طريق النفاذ بالنسبة للغرفة الثانية بفعل شح االحتياطات‬ ‫المالية‪.‬‬ ‫في الغرفة األولى يبدو أن الحبيب ال يزال مصرا في سعيه من أجل‬ ‫صرف معاشات من صندوق فارغة‪ ،‬مع بداية السنة القادمة إذا فرج اهلل‬ ‫وحصل «تفهم»‪ ‬عثماني لـ «الحصلة» خاصة وبعض البرلمانيين‬ ‫«الزغابا» يمرون بظــروف صعبة «تقطـــع قلوب العديــان» وقد‬ ‫يضطرنا الوضع إلى أن ننصب «صينية طاميم» لنفرج‪ ‬كربتهم‪،‬‬ ‫فمن فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا فرج اهلل عنه كربة من‬ ‫كرب يوم القيامة‪.‬‬ ‫ويبقى سؤال «تقاعد» البرلمانيين ‪ ‬مطروحا‪ ..‬إلى أن يأتي اهلل‬ ‫بالفرج‪! ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ DDDDDDD‬‬ ‫‪ ‬‬

‫صدقوا أو ال تصدقوا‬

‫عندما تصادفون «خلال ما» في التجهيزات الجماعية‪ ،‬التحتية أو‬ ‫الفوقية‪ ،‬أو نقصا حادا في بعض المرافق والخدمات البلدية‪ ،‬تذكروا أن‬ ‫نسبة الفائض‪ ‬المالي للجماعات الترابية‪ ‬وفق بيانات الخزينة العامة‪،‬‬ ‫تجاوزت إلى غاية شتنبر الماضي‪ 33 ،‬مليار درهم‪! ‬‬ ‫نفس المصدر أفاد بأن الميزانيات الملحقة والحسابات الخاصة‬ ‫المسيرة من طرف الجماعات المحلية سجلت خالل التسعة أشهر من‬ ‫السنة الجارية فائضا كبيرا مقارنة مع السنة التي قبلها ‪ ،‬استقر في ‪6,7‬‬ ‫مليارات درهم يضاف إلى ‪ 26‬مليارا المتراكمة منذ ‪ 2009‬والتي لم يتم‬ ‫استغاللها في تنفيذ المشاريع المبرمجة ‪ ،‬األمر الذي يشكل عبئا ثقيال‬ ‫على ميزانية الخزينة‪.‬‬ ‫األمر يتعلق ال محالة بالجماعات الكبرى الغنية‪ ،‬ألن الجماعات‬ ‫الفقيرة‪ ‬أو التي تآكلت ميزانيتها ومدخراتها بفعل سوء التقدير‬ ‫والتدبير‪ ،‬كما هي الحال بالنسبة لجماعة طنجة المنكوبة‪ ،‬والتي زاد من‬ ‫نكبتها رفض الداخلية مشروع ميزانيتها للسنة المقبلة‪ ،‬تلك الجماعات‬ ‫تضطر الستجداء صندوق التجهيز الجماعي عوض «تصريف» شعار‬ ‫التضامن الجماعي الذي ال يفترون عن إثارة الحديث حوله‪.‬‬ ‫وصدق الخبير االقتصادي المغربي ‪ ‬الذي الحظ أن جماعات ترابية‬ ‫كبرى تملك ‪ ‬موارد مالية ضخمة ولكنها ال تملك موارد بشرية كفؤة‬ ‫ومؤهلة وعالية األداء‪ ،‬لتدبير الوضع‪.‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫العدد ‪920‬‬

‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫مراكز التدليك بطنجة‬

‫«أنامل ناعمة وبغي مقنع»‬ ‫• إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬ ‫نعود اليوم لنتكلم عن صالونات التدليك‪ ،‬لما لهذا الموضوع من أهمية تخص تطور شكل من أشكال الفساد‪ ،‬فساد مقنّع‪ ،‬تحت‬ ‫مسميات صحية تتراقص بين مسد الظهر إلزالة آالمه‪ ،‬وشد عضالت البطن والفخذ درءا للتشنجات والترهالت‪ ،‬ومنح الجسد اإلسترخاء وإزالة‬ ‫التوتر‪ ،‬إضافة إلى التقشير والخضوع للبخار المنسم بالخزامى وغيرها من األعشاب المريحة لألعصاب‪ ،‬وذلك لمناطق معينة كالقدمين‬ ‫والساقين والمفاصل واألرداف والوجه‪ ،‬هذه الخدمات الصحية المهمة‪ ،‬تقوم بها عامالت بوزرات يغلب عليها اللون األبيض‪ ،‬يخدمن‬ ‫الزبون‪ ،‬بتركه أوال متكئا على أريكة هزازة تضمد إعياءه وخموله بحركات دوارة‪ ،‬وبعد هذا اإلحماء األولي‪ ،‬يلج الزبون غرفة خاصة ويزيل‬ ‫ثيابه ويتمدد فوق مفرش إسفنجي مغلف‪ ..‬فتدخل عليه فتاة مثيرة بلباسها‪ ،‬وبلمسة الماكياج الباهرة‪ ..‬كي تشرع في حصة المساج‬ ‫باستخدام الزيوت أو بعض اآلليات‪ ..‬هنا قد تحيد الحصة عن أغراضها التي جاء الزبون من أجلها‪ ..‬ولذلك‪ ،‬ما أن تطأ قدمك بهو اإلستقبال‬ ‫مثال أو القبو‪ ،‬حتى تنهال عليك التحذيرات بعدم استخدام الهاتف النقال أو الكاميرا اجتنابا لكل ما من شأنه أن يفضح المستور‪.‬‬ ‫دخلنا هذا العالم الغامض والمغلق‪ ،‬خاصة وأن اإلحصاءات والدالئل حول طبيعة عمله منافية لما أحدث من أجله‪ ،‬إذ من الصعب‬ ‫الوصول إلى ما يعتمل وراء جدران غرف تلك المحالت‪ ،‬صمت مطبق وعيون مترقبة ال تكسرها إال موسيقى هادئة ونور شموع خفيف‬ ‫تعكس طالء غرفة التدليك الحمراء‪ ،‬وفتيات فاتنات في عمر الزهور مع روائح تجعلك تسترخي‪ ،‬يا سالم‪.....‬‬ ‫وإذا ما لمست الفتاة العاملة أن الزبون لديه رغبة جامحة‪ ،‬خلعت وزرتها‪ ،‬كي تمر والزبون إلى مرحلة «الروالكس»‪ ،‬بعد انتقاء نوعية‬ ‫الزيوت المرغوب فيها من قبله‪ ،‬حيث تشرح له العاملة خصائصها العالجية‪.‬‬ ‫أغلب العامالت ال يمتلكن شهادات في التدليك الطبيعي وال مؤهالته‪ ،‬إال أن ما يتوفرن عليه هي مؤهالت جسدية مثيرة في صالونات‬ ‫غير خاضعة لضوابط أو قواعد‪.‬‬

‫• ما يجري ويدور في بعض صالونات التدليك بطنجة‪..‬‬ ‫بعد خرجة إلى وسط المدينة‪ ،‬وبعد بحث غير مضني نجحنا في العثور على صالون للتدليك‪ ،‬تبين أنه على طراز‬ ‫عال من النظافة وحسن الترتيب‪ ..‬ويستهدف زبناء خاصين وزبونات من المجتمع المخملي‪ ،‬تقوده مجموعة من‬ ‫العامالت الحسناوات المرتديات تنانير قصيرة وملتصقة تزيدهن جاذبية‪.‬‬ ‫ويبقى للزبون اعتباره ومكانته داخل هذا الفضاء‪ ..‬بعد أن يكون قد قام باإلجراءات الروتينية للحجز لدى كاتبة‬ ‫تنظم المواعيد‪ ،‬قبل ولوجه غرفة خاصة ومميزة‪ ،‬كي يخلع مالبسه ويتمدد‪ ،‬فتبادره العاملة بعينين متوثبتين‪ ،‬وحواس‬ ‫يقظة‪ ،‬وابتسامة عريضة‪ ..‬تستلطفه لحظة‪ ،‬حتى تزول عنه الدهشة‪ ،‬وتدفع به إلى مزيد من الرضا واإلسترخاء‪ ..‬تقف‬ ‫أمامه بشكل مثير‪ ،‬مبرزة أنوثتها‪ ،‬كي تقتاده إلى عوالم التدليك بسالسة‪ ..‬تقوم بصب بعض الزيوت على رقبته‬ ‫وظهره‪ ،‬لتشرع في تدليك دائري‪،‬تارة بأطراف أصابعها‪ ،‬وتارة أخرى ببطن كفها‪ ..‬وتتوالى الحركات ‪ ..‬فتتفتح المسام‪،‬‬ ‫مطلقة الحواس من عقالها‪ ،‬مفككة كل تشنج عضلي‪ ،‬ومحاصرة زوايا التوتر حيثما كانت‪ ،‬مع لمس مناطق حساسة‬ ‫من شأنه أن يقود الزبون نحو انهيار خطوط دفاعاته األولى واإلستسالم‪.‬‬ ‫تتلوه بعد ذلك‪ ،‬عمليات أخرى للمساج باستخدام جهاز يشتغل بالبطارية ومزود بمدلك آلي يتم تثبيته‬ ‫باألطراف السفلى‪ ،‬وتحديدا الفخذين وأخمص القدمين‪ ،‬وتنحصر مهمته في إعادة الطراوة البدنية إليها‪ ،‬بعد‬ ‫دقائق معدودات‪.‬‬ ‫وبعد أن يكون الزبون قد تم إرضاؤه‪ ..‬يسترد أنفاسه‪ ،‬ويرتدي مالبسه داخل المستودع المخصص لذلك‪ ،‬ثم‬ ‫يغادر بعد أن يكون قد مد العاملة بعمولة كي يكسب ودها‪ ،‬مادامت قد أعجبته‪ ،‬بل أدهشته في تلقائيتها وحميميتها‬ ‫وجرأتها‪ ،‬هذه المعاملة المتميزة بالغنج واإلبتذال وأحيانا الممارسة «‪ ‬إيّاها‪ » ‬غالبا ما يُختار لها أوقاتا معينة‪ ،‬تفاديا‬ ‫ألي طارئ أو مفاجأة غير سارة قد تكشف ما يجري ويدور في مثل هذه الفضاءات من إمتاع ومؤانسة‪ ..‬وآنذاك سيتم‬ ‫تفجير الحقائق‪ ،‬والتي ستكون‪ ،‬وال شك‪ ،‬صادمة سواء للمرتادين العاديين أو للذين لم يعتقدوا يوما أن تزيغ هذه‬ ‫األماكن المرخص لها عن أهدافها التي وجدت من أجلها أصال‪.‬‬ ‫أحد الزبناء أوضح في معرض تصريحاته‪ ،‬أنه قد تعرف على الصالون للتدليك من خالل عرض إعالني يضيف‬ ‫«ماجعلني أبادر إلى ربط اإلتصال بالصالون لحجز مسبق‪ ..‬وفي الوقت المحدد ذهبت إلى هناك وخضعت لحصة أكثر‬ ‫من رائعة للتدليك‪ ،‬وبعدما لمحت لي العاملة‪ ،‬خضعت إلغرائها‪ ،‬فاستدرجتني إلى غرفة خاصة وقامت معي بالالزم‬ ‫فعوضتها عن خدمتها»‪.‬‬ ‫بدورها تعرفت (إ‪-‬ن) على صالون للتدليك من خالل الشبكة العنكبوتية‪ ،‬يعرض خدماته بأثمنة تفضيلية‪ ،‬مفصال‬ ‫كل عملية على حدة‪ ،‬فزارته للمرة األولى حبا لإلستطالع‪ ،‬لكنها خضعت للتدليك في المرة الثانية‪.‬‬ ‫العاملة في صالون التدليك‪ ،‬تأخذ أجرا محددا مسبقا ومتفقا عليه‪ ،‬لكنها قد تنال ‪ 5‬في المائة من المبلغ‬ ‫المتحصل عليه‪ ،‬عن كل زبون استطاعت إقناعه بالحضور للخضوع لحصة أو حصص من التدليك‪ ،‬إذا كانت محظوظة‪،‬‬ ‫ألن التعليمات في هذا المجال تقضي بذلك‪ ،‬عبر البحث المغري عن زبناء متميزين‪ ،‬قد يحضرون أصدقاءهم أيضا‪،‬‬ ‫والنهوض بالمهمة المنوطة على أفضل وجه‪ ،‬باستخدام اإلغراء‪ ..‬فكلما ازداد الطلب عليها من قبل الزبناء‪ ،‬كلما ازداد‬ ‫مكسبها المادي‪ ،‬فعليها أن تتحرك في حدائق الحواس بنشاط نحلة‪ ،‬قصد تحريك اللعبة الحسية الموقظة للرغبات‬ ‫الكامنة‪ ،‬كي تجعل الزبون يدفع أكثر‪ ،‬إما نقدا أو بواسطة األداء اإللكتروني‪ ،‬من خالل البطاقة البنكية الممغنطة‪،‬‬ ‫مادام قد اغتنم لحظات من المتعة‪ ،‬قل نظيرها‪ ،‬وتمت بعيدا عن أعين الفضوليين و‪« ‬أصحاب الحسنات»‪.....‬‬

‫• دخول الصالون ماشي بحال خروجو‪..‬‬

‫بعض «المدلكات» إستغللن مهنتهن وحولنها إلى غطاء لممارسة الدعارة‪ ،‬منهن من تتصيد زبناءها داخل‬ ‫المحل المخصص لـ«المساج»‪ ،‬بطرق احترافية ولو لم تكن لهم نية أصال لممارسة الجنس‪ ،‬وآخريات قررن العمل‬ ‫بشكل فردي ووزعن رقم هاتفهن المحمول على كل من يرغب أن تزور منزله‪ ،‬فيما قبلت فتيات معاشرة أشخاص في‬ ‫محالت راقية‪ ‬والمقابل «حصة مساج»‪.‬‬

‫• يوسف وجد نفسه ضحية مدلكة‬

‫القاعة‪ ،‬وكيف استقبلته «المدلكة» بابتسامة أدرك في ما بعد أنها خبيثة‪ ،‬وكيف تمدده فوق السرير وشعوره براحة‬ ‫تنبعث من أنامل المدلكة‪ .‬‬ ‫كما تذكر لباسها المحرض على الفتنة حسب قوله‪ ،‬قميص أبيض يبرز نصف نهديها‪ ،‬وتنورة قصيرة‪ ،‬وكيف‬ ‫كانت تتحرك في إرجاء الغرفة بطريقة إيروتيكية‪.‬‬ ‫بعد صمت‪ ،‬اعترف بابتسامة ممزوجة بغبن تظهر على شفتيه‪ ،‬أنه كان يرفض أن يتورط في مثل هذه المواقف‪،‬‬ ‫لكن حسب قوله‪« :‬عندما استدرت على ظهري‪ ،‬وقعت أمور لم تكن في الحسبان‪ ،‬إذ شرعت المدلكة تلمس أجزاء‬ ‫حساسة من جسدي‪ ،‬في البداية اعتقدت أنها صدفة‪ ،‬إال أنها كانت مصيدة سقطت فيها سريعا»‪.‬‬ ‫يكشف يوسف تفاصيل اإليقاع به موضحا ‪« :‬كانت المدلكة تضع زجاجة زيت بين فخذي‪ ،‬وكنت أتساءل لماذا‬ ‫اختارت هذا المكان بالذات‪ ،‬كانت تعيد ‪ ‬الكرة مرات عديدة إلى أن تيقنت أن درجة شهوتي وصلت قمتها‪ ،‬وقتها‬ ‫دون أن تطلب اإلذن شرعت تمارس معي الجنس وأنا ال أقوى على مقاومتها‪ ،‬وعندما انتهينا وجدت نفسي‬ ‫مضطرا أن أسدد لها ‪ 400‬درهم»‪ ،‬شعرت بـ «الشمتة»‪ ،‬لكن يؤكد يوسف‪ ،‬أن ال شخص مكانه كان سيقاوم‬ ‫هذا اإلغراء‪.‬‬

‫• أمينة‪ ‬المدلكة‬ ‫إذا كانت مدلكة يوسف تضع المصائد للرجال داخل قاعات «المساج»‪ ،‬فإن أمينة (إسم مستعار) اختارت طريقة‬ ‫اعتبرتها أسهل وأنجح لضمان زبناء‪ ،‬ودون أن تقتسم األرباح مع أصحاب هذا النوع من المحالت‪.‬‬ ‫فكرة أمينة بسيطة‪ ،‬استعانت بزميلة لها تعمل حالقــة بأحد األحياء الراقيـة‪ ،‬و التي‪ ‬تكلفــت بتسليم‬ ‫رقم هاتفها لكل راغب في قضاء لحظة ممتعة معها‪ ،‬كشفت أمينة أنها تتلقى يوميا أزيد من‪ ‬ثالثة اتصاالت‬ ‫يومية من زبناء يطالبونها بالحضور إلى منزلهم‪ ،‬من أجل حصة في التدليك‪ ،‬والتي تتحول إلى لحظة جنسية‬ ‫مدفوعة األجر‪.‬‬ ‫اعترفت أمينة أن زبناءها شخصيات كبيرة‪ ،‬إضافة إلى مواطنين قادرين على دفع التكاليف‪ ،‬نسجت عالقات مهمة‬ ‫معهم‪« ،‬ساعدتني في توفير حماية لي في حال ضبطت متلبسة مع شخص في منزله»‪.‬‬ ‫وبخصوص سعر كل حصة‪ ،‬اعترفت أمينة دون تردد أنها تختلف من شخص آلخر حسب مكانته اإلجتماعية‪ ،‬إذ‬ ‫توضح أكثر‪« :‬سعر حصة التدليك ما بين ‪ 300‬و‪ 500‬درهم حسب المركز اإلجتماعي للزبون‪ ،‬و قد يتحول السعر إلى‬ ‫الضعف في حال أرادوا المعاشرة الجنسية‪ ،‬وفي بعض األحيان يسلم لي زبون‪ ،‬خصوصا إذا كان ذا مكانة إجتماعية‬ ‫مرموقة مبلغا ماليا يتجاوز ‪ 3000‬درهم»‪.‬‬

‫• الزبون أمير وطلباته أوامر‬ ‫تقول فاطمة ‪ 36‬سنة متزوجة وأم لطفل‪« :‬اشتغلت في البداية بالتدليك لحساب شركة خاصة «‪ ‬بالمساج‪،» ‬‬ ‫كانت ترسلنا إلى الزبائن في محالت إقامتهم‪ ،‬وذات يوم كان من نصيبي زبون بإحدى الفنادق ذات الخمس نجوم‪،‬‬ ‫إلتحقت بالزبون للقيام بعملي ووجدته مستلقيا أمام مسبح الفندق‪ ،‬جهزت نفسي للقيام بالعملية‪ ،‬هيأت الزيوت‬ ‫والعطور الالزمة للعملية وبعدها طلبت من الزبون القيام بتغطية وسطه بفوطة‪ ،‬لكنه رفض وقال‪« :‬مال هاذ لبالصة‬ ‫معليهاش اهلل»‪ ،‬وطلب مني تدليك (ع‪.‬ت) أيضا‪ ،‬وعندما رفضت قام منزعجا واتصل بالشركة التي بعثتني والتي‬ ‫طردتني في الحين‪ ،‬ألن قانون هذه األخيرة يقول «ال يمكن للمدلكة أن ترفض طلب الزبون‪ ،‬ألن الزبون عندنا أمير‬ ‫وطلباته أوامر»‪.‬‬ ‫فاطمة اآلن تشتغل بالتجميل وحكايتها ما هي إال واحدة من ضمن آالف القصص الخاصة بفتيات التدليك الالئي‬ ‫تقاذفت بهن األيام نحو أوكار دعارة مقنعة‪ ،‬ظاهرها العناية بالجسم وباطنها تقديم المتعة الجنسية وبأسعار تختلف‬ ‫حسب نوعية رغبات الزبون الجنسية…‬ ‫الغريب في األمر‪ ،‬يبقى الصمت الذي يعتري صفوف الجهات المسؤولة عن المراقبة و التقصي‪ ،‬الجهات األمنية‬ ‫ال نجدها تداهم هذه المراكز على غفلة خصوصا بعد الساعة السادسة مساء‪ ،‬فالفترة المسائية هي الفترة المنتعشة‬ ‫يحل الظالم‪ّ ،‬‬ ‫بطلبات المساجات و الحمامات‪ ،‬فعندما ّ‬ ‫تحل معه الرذيلة‪.‬‬

‫?‬

‫قرر يوسف الولوج إلى محل لـ«المساج» بعد أن كان يقضي عطلة نهاية األسبوع رفقة أصدقائه بطنجة‪ ،‬بعد‬ ‫أن تشجع وحاول تجريب التدليك‪ ،‬بعدما أغراه العديد من أصدقائه بركوب هذه المغامرة‪ ،‬وقدموا له ضمانات‪ ،‬أن‬ ‫المدلكات يتفادين كل رافض لممارسة الجنس‪ ،‬إال أنه سيجد نفسه في ورطة‪ ،‬سيما أنه متزوج‪ ،‬وأقسم أن ال يخون‬ ‫زوجته‪ ،‬لكن مكر «المدلكة» كان عظيما‪ ،‬يحكي يوسف وهو يبتسم‪ ،‬متذكرا ما وقع لحظة بلحظة‪ ،‬عندما دخل إلى‬


‫العدد ‪920‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫شركة عقارية تتحدى القضاء والجماعة وتحاول البناء‬ ‫وسط ساحة عمومية بطنجة‬

‫فوجئ سكان حي السانية بطنجة بمحاولة شركة‬ ‫عقارية البناء فوق ساحة عمومية موجودة وسط حيهم‪،‬‬ ‫والتي تعد المتنفس الوحيد لهم‪ ،‬على الرغم من وجود‬ ‫قرار من الجماعة الحضرية بمنعها من متابعة األشغال‬ ‫بحكم أن النزاع معروض على القضاء‪ ،‬غير أن آخر فصول‬ ‫الصراع بين السكان وصاحب الشركة أخذ منحى مثيرا بعد‬ ‫«انحياز» أمنيين لصالح هذا األخير‪.‬‬ ‫بدأت القصة في شهر يوليوز الماضي حين فوجئ‬ ‫السكان بوضع آليات بناء وسط الساحة العمومية التي‬ ‫خضعت قبل فترة وجيزة لعملية إعادة الهيكلة تحت‬ ‫إشراف مباشر من والية طنجة‪ ،‬والتي تحولت إلى فضاء‬ ‫للنزهة‪ ،‬قبل أن يتبين أن شركة تسمى «نرجس» تستعد‬ ‫للبناء فوقها معتمدة على ترخيص حصلت عليه سنة‬ ‫‪ ،2016‬من أجل إنشاء عمارة من ‪ 4‬طوابق وطابق أرضي‪.‬‬ ‫وشرعت الشركة في أعمال الحفر بالفعل غير أن‬ ‫السكان خرجوا لالحتجاج ومطالبة الشركة بإخراج آلياتها‬ ‫من وسط الساحة‪ ،‬قبل أن يلجؤوا إلى والية طنجة‬ ‫والجماعة الحضرية لمطالبتها بالتدخل وإنقاذ الساحة‪،‬‬ ‫كما لجؤوا إلى القضاء بشكل جماعي إلنقاذ متنفسهم‬

‫الوحيد كما يصفونه‪ ،‬وهو األمر الذي أتى آكله‪ ،‬إذ راسلت‬ ‫الجماعة الحضرية لطنجة رئيس الملحقة اإلدارية ‪18‬‬ ‫لمطالبته بإيقاف األشغال إلى حين حل النزاع‪.‬‬ ‫ووفق الوثيقة التي حصلت «المساء» على نسخة‬ ‫منها‪ ،‬فإن الشركة حاصلة بالفعل على ترخيص سنة ‪2011‬‬ ‫وتم تجديده سنة ‪ ،2016‬للبناء فوق البقعة األرضية التي‬ ‫تحمل الرقم العقاري ‪ ، ...‬لكن المراسلة ذاتها تؤكد أن‬ ‫هذه البقعة تحولت إلى ساحة عمومية وقد تمت بالفعل‬ ‫تهيئتها وإحداث ممرات بها‪.‬‬ ‫ووفق ما أكده نشطاء جمعويون ناشطون بحي‬ ‫السانية ل»المساء» فإن هذه األرض تحولت إلى ساحة‬ ‫عمومية بموجب تصميم التهيئة الجديد‪ ،‬أي من‬ ‫المفروض أن تكون ملكيتها قد نزعت من صاحبها لتصبح‬ ‫ملكية عامة‪ ،‬وفي انتظار إتمام اإلجراءات القانونية لهذه‬ ‫العملية كان على الجماعة أن تلغي الترخيص ال أن تجدده‪.‬‬ ‫ويعول السكان على حكم القضاء لصالحهم‪ ،‬وسندهم‬ ‫في ذلك مراسلة الجماعة والضرر الذي سيسببه هذا أي‬ ‫بناء قائم في هذا المكان‪ ،‬الذي من شأنه إقفال عدة‬ ‫ممرات بما فيها المخصصة لسيارات اإلسعاف‪ ،‬إلى جانب‬

‫حرمانهم من المساحة الخضراء الوحيدة المتوفرة لهم‪،‬‬ ‫غير أن الشركة تصر رغم ذلك على متابعة األشغال دون‬ ‫انتظار حكم المحكمة‪ ،‬واألخطر‪ ،‬حسب السكان‪ ،‬أن أفراد‬ ‫شرطة يساندونها في ذلك‪.‬‬ ‫ويوم الخميس الماضي حلت آليات الشركة من جديد‬ ‫بالساحة العمومية‪ ،‬تحت حماية من عناصر األمن‪ ،‬ما دفع‬ ‫السكان إلى إخالء المكان تنفيذا ألمر «شفوي» من وكيل‬ ‫الملك مهددين إياهم باالعتقال‪ ،‬وهو ما رفضه المحتجون‬ ‫الذين طالبوهم باإلدالء بأمر النيابة العامة مكتوبا‪ ،‬ليغادر‬ ‫األمنيون وممثلو الشركة المكان أمام إصرار السكان‪،‬‬ ‫تاركين خلفهم المعدات‪.‬‬ ‫وطالب السكان عبر عدة مراسالت الوالي محمد‬ ‫اليعقوبي للتدخل من أجل التصدي ل»محاولة االستيالء‬ ‫على ساحة عمومية‪ ،‬مبدين تخوفهم من تمكن الشركة‬ ‫من بدء األشغال فعال ووضع المتضررين أمام األمر الواقع‪،‬‬ ‫بالرغم من وقفها من طرف الجماعة وأيضا بالرغم من‬ ‫عدم حسم الملف قضائيا‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫أعطاب بجهاز «الرادار» تهدد سالمة نزول وإقالع‬ ‫الطائرات بمطار طنجة‬

‫قرر المكتب النقابي لتقنيي سالمة المالحة الجوية‪،‬‬ ‫التابع للجامعة الوطنية لألشغال العمومية والنقل‪ ،‬المنضوية‬ ‫تحت لواء االتحاد المغربي للشغل‪ ،‬تنظيم وفقة احتجاجية‬ ‫يوم الثالثاء ‪ 26‬دجنبر الجاري‪ ،‬أمام مطار طنجة ابن بطوطة‪،‬‬ ‫كما وجه رسالة إلى رئيس الحكومة ووزير الداخلية والمفتش‬ ‫العام للقوات الجوية الملكية والمدير العام للطيران المدني‬ ‫بوزارة السياحة والنقل الجوي‪ ،‬يخبرهم بالوضعية الخطيرة‬ ‫بمركز المراقبة الردارية بمطار طنجة‪ ،‬والمطالبة بإيفاد لجنة‬ ‫لالفتحاص والتدقيق في أسباب عدم استغالل نظام معالجة‬ ‫المعطيات الرادارية المتواجد بمطار محمد الخامس منذ‬ ‫‪.2011‬‬ ‫وكشفت الرسالة التي (حصلت «األخبار» على نسخة‬ ‫منها)‪ ،‬وجود محاوالت مستميتة لمديرية قطب المالحة‬ ‫الجوية إليهام جميع السلطات المدنية والعسكرية بإمكانية‬ ‫البدء باستغالل هذا المركز‪ ،‬دون احترام للقوانين الوطنية‬ ‫والدولية المنظمة للطيران المدني‪ ،‬والتي تنص على‬ ‫ضرورة وجود مداومة تقنية مكونة من أطر تقنية لسالمة‬ ‫المالحة الجوية بالعدد الكافي‪ ،‬ومؤهلة في اختصاص الرادار‬ ‫بما يمكنها من تأمين استمرارية عمل أجهزة الرادار دون‬

‫انقطاع‪ ،‬بما يضمن سالمة المالحة الجوية للطائرات التي‬ ‫ستستفيد من هذه الخدمة‪ ،‬وهذا المعطى غير المتوفر‬ ‫حاليا‪ ،‬حيث يتواجد فقط خمسة أطر تقنية لسالمة المالحة‬ ‫الجوية يداومون ‪ 24‬ساعة على ‪ 24‬لضمان استمرارية جميع‬ ‫أنظمة الطيران المدني وكذا باقي التجهيزات المطارية‪.‬‬ ‫ونبهت الرسالة إلى أن مديرية قطب المالحة الجوية‪،‬‬ ‫بعد فشلها في تشغيل المركز المستقل للمراقبة الرادارية‬ ‫بمطار محمد الخامس‪ ،‬والذي ال زال يشتغل إلى اليوم‪،‬‬ ‫منذ تدشينه سنة ‪ ،2013‬بالمعطيات الرادارية التي تتم‬ ‫معالجتها بالمركز الوطني لسالمة المالحة الجوية‪ ،‬وذلك‬ ‫لتجاوز عدم قدرة المديرية على تشغيل نظام معالجة‬ ‫المعطيات الرادارية بمطار محمد الخامس‪ ،‬والذي تم اقتناؤه‬ ‫منذ سنة ‪ ،2011‬بحوالي ملياري سنتيم‪ ،‬حيث أقدمت على‬ ‫إخفاء هذا الفشل والهدر للمال العام‪ ،‬وذلك بمغالطة جميع‬ ‫السلطات وإيهامها بوجود مركز مستقل للمراقبة الرادارية‬ ‫بمطار محمد الخامس‪ .‬ودعا المكتب النقابي الجهات‬ ‫المسؤولة للتأكد منه بإيفاد لجنة الفتحاص هذا المركز في‬ ‫أقرب اآلجال‪.‬‬ ‫وأشارت الرسالة إلى توقف المراقبة الرادارية بمطار‬

‫محمد الخامس‪ ،‬يوم الجمعة ‪ 03‬نونبر الماضي‪ ،‬فور وقوع‬ ‫عطب لمدة ‪ 44‬ثانية بنظام معالجة المعطيات الرادارية‬ ‫بالمركز الوطني لسالمة المالحة الجوية‪ ،‬ما يؤكد أنه ال‬ ‫يتم استغالل نظام معالجة المعطيات الرادارية بالمطار‪.‬‬ ‫وأضافت الرسالة أنه‪ ،‬تماشيا مع الخطب الملكية األخيرة‪،‬‬ ‫والتي نصت على تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة‪،‬‬ ‫وتفاديا إلقدام مديرية قطب المالحة على استنساخ التجربة‬ ‫الفاشلة لمطار محمد الخامس‪ ،‬طالب المكتب النقابي بعدم‬ ‫الترخيص الستغالل هذا المركز إلى حين التأكد من احترام‬ ‫مديرية قطب المالحة الجوية للقوانين الوطنية والدولية‬ ‫في ما يخص تكوين وتأهيل العدد الكافي من األطر التقنية‬ ‫لسالمة المالحة الجوية‪ ،‬طبقا لما تنص عليه الدورية رقم‬ ‫‪ 5372‬الصادرة عن مديرية الطيران المدني وكذا القوانين‬ ‫الدولية للطيران المدني‪ ،‬وكذا التأكد من تشغيل استغالل‬ ‫نظام معالجة المعطيات الرادارية بمطار طنجة في المراقبة‬ ‫الرادارية‪ ،‬وعدم اعتباره نظاما راداريا صوريا يطاله الصدأ‬ ‫كما هو الحال بمطار محمد الخامس‪.‬‬

‫محمد اليوبي‬

‫عمالة تطوان تصدر قرارات لوقف خروقات‬ ‫التعمير بجماعة واد لو‬ ‫كشف مصدر خــاص ل»األخبــار»‬ ‫أن المصالح المختصة المكلفة بقطاع‬ ‫التعمير بعمالة تطوان‪ ،‬قامت بإصدار‬ ‫قرارات بالجملة لوقف خروقات التعمير‬ ‫بجماعة واد لو الساحليـــة‪ ،‬فضال عن‬ ‫تشميع بعض األوراش بسبب عدم احترام‬ ‫قوانين التعمير المعمول بها‪ ،‬ومضامين‬ ‫تصميم التهيئة الذي تتم المصادقة‬ ‫عليه من طرف مؤسسة الوكالة الحضرية‬ ‫ومصالح الجماعــة‪ ،‬ناهيـــك عن القسم‬ ‫المسؤول بالعمالة‪.‬‬ ‫وأضاف المصدر نفســه أن هنــاك‬ ‫رجال أعمال كبار وسياسيين مشهورين‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬اتضح أنهم استغلوا فوضى قطاع التعمير‬ ‫بجماعة واد لو‪ ،‬من أجل إقامة مشاريع عقارية ضخمة‪،‬‬ ‫حققت لهم أرباحا مالية خيالية‪ ،‬مقابل تفويت الفرصة‬ ‫على ميزانية الدولة لتحقيق مداخيل يمكنها المساهمة‬ ‫في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫وحسب المصدر ذاته‪ ،‬فإن المحكمة اإلدارية أصدرت‬ ‫حكما قطعيا رقم (‪ )3798‬بتاريخ ‪ 05‬دجنبر من السنة‬ ‫الحالية‪ ،‬ضد (م‪.‬م) رئيس الجماعة بصفته الشخصية‪،‬‬

‫يتضمن غرامة تهديدية قدرها ثالثون ألف درهم عن كل‬ ‫يوم تأخير بخصوص التنفيذ‪ ،‬وذلك بسبب دعوى قضائية‬ ‫تتعلق بطلب سحب رخص تعمير انفرادية ألحد المشاريع‬ ‫العقارية التي أثارت جدال واسعا‪.‬‬ ‫ولم تستبعد مصادر الجريدة استدعاء بعض‬ ‫السياسيين ورجال األعمال الذين يملكون عقارات‬ ‫ضخمة بجماعة واد لو‪ ،‬خالل األسابيع المقبلة‪ ،‬من أجل‬ ‫استفسارهم عن خروقات التعمير التي شابت مشاريعهم‪،‬‬ ‫إلى جانب تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وسؤال‬

‫من أين لك هذا ؟ الذي يرعب أصحاب‬ ‫االغتناء غير المشروع على حساب المال‬ ‫العام وملفات التدبير والتسيير‪.‬‬ ‫وكانت تقارير إعالمية قد تناولت‬ ‫خروقات التعمير بجماعة واد لو وتشويه‬ ‫وجه المدينة السياحي‪ ،‬فضال عن منح‬ ‫رخص تعمير انفرادية لتشييد عمارات‬ ‫ومشاريع‪ ،‬دون استشارة مصالح الوكالة‬ ‫الحضرية وقسم التعمير بالعمالة‪ ،‬ما‬ ‫تسبب في فوضى غير مسبوقة بقطاع‬ ‫التعميير‪ ،‬ما زالت نتائجها مستمرة‬ ‫من حيث تسجيل الدعاوى القضائية‬ ‫بالمحاكم المختصة‪ ،‬والشكايات المفصلة التي استقبلتها‬ ‫مصالح وزارة الداخلية‪ ،‬في انتظار فتح تحقيقات موسعة‪،‬‬ ‫وتفعيل مضامين الخطب الملكية التي تؤكد على تفعيل‬ ‫المبدأ الدستوري المتعلق بربط المسؤولية بالمحاسبة‪،‬‬ ‫ألن ذلك هو الطريق الوحيد الكفيل باحترام القوانين‬ ‫وتحمل تبعات وعقاب الخروقات التي ترتكب في ظروف‬ ‫غامضة وغير مفهومة‪.‬‬

‫حسن الخضراوي‬

‫السلطات تشن حملة‬ ‫على المهاجرين‬ ‫في غابات الناظور‬ ‫بعد الحملة التي شنتها السلطات المغربية على مخيم‬ ‫المهاجرين في غابة «بولينغو»‪ ،‬بالقرب من مدينة سلوان‬ ‫التي تبعد عن مركز الناظور بحوالي ‪ 10‬كلم‪ ،‬تقوم السلطات‬ ‫ذاتها بحملة تمشيط واسعة للغابة المذكورة إلفراغها تماما‬ ‫من المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء‪.‬‬ ‫وكشف مصدر مطلع‪ ،‬وجود اقتحامات متكررة للغابة‬ ‫خالل األيام القليلة الماضية‪ ،‬مشيرا‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬إلى‬ ‫أن السلطات أوقفت‪ ،‬قبل أيام‪ 23 ،‬مهاجرا بالغابة ذاتها‬ ‫ضمنهم ‪ 8‬نساء‪ ،‬وأضاف المصدر ذاته أنه خالل عمليات‬ ‫المداهمة‪ ،‬يتم إتالف ممتلكاتهم البسيطة إلجبارهم على‬ ‫إخالء الغابة المذكورة‪ ،‬وفق المصدر ذاته‪ ،‬رغم حاجتهم‬ ‫الملحة لبعضها بسبب الظروف الجوية الصعبة‪.‬‬ ‫وأبرز المصدر نفسه‪ ،‬أنه ال توجد مؤشرات على توقيف‬ ‫السلطات لحمالتها ضد المهاجرين في هذه الفترة‪ ،‬بالنظر‬ ‫إلى وتيرة التدخالت التي تقودها السلطات‪ ،‬وهو ما قد‬ ‫يؤدي إلى مزيد من التوقيفات وسط المهاجرين الذين‬ ‫يتم ترحيلهم‪ ،‬في الغالب‪ ،‬إلى مناطق بعيدة عن المنافذ‬ ‫الحدودية لمليلية المحتلة‪.‬‬ ‫وفي السياق نفسه‪ ،‬وجهت الجمعية المغربية لحقوق‬ ‫اإلنسان فرع الناظور‪ ،‬رسالة إلى وزير الداخلية عبد الوافي‬ ‫لفتيت‪ ،‬ومصطفى الرميد وزير الدولة لحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫والمفتشية العامة للقوات المساعدة‪ ،‬حول ما أسمته‬ ‫«انتحال صفة من قبل أفراد من القوات المساعدة العتقال‬ ‫مهاجرين أفارقة بوكاالت لتحويل األموال بالناظور»‪.‬‬ ‫وقالت الجمعية في المراسلة التي تتوفر «أخبار اليوم»‬ ‫على نسخة منها ‪ « :‬إن ممارسات متكررة ألفراد من القوات‬ ‫المساعدة بزي مدني ‪ ،‬قاموا يومي ‪ 27‬و‪ 28‬نونبر في حدود‬ ‫الساعة ‪ 11‬و‪ 12‬صباحا‪ ،‬بمداهمة وكالة لتحويل األموال‬ ‫بمدينة أزغنغان بالناظور‪ ،‬مدعين أنهم من أفراد الشرطة‪،‬‬ ‫حيث قاموا باعتقال بعض المهاجرين مباشرة بعد سحبهم‬ ‫لمبالغهم المالية بطريقة قانونية»‪.‬‬ ‫وأضافت الجمعية‪ ،‬أنه جدير بالذكر أن فرع الجمعية‬ ‫«سبق له أن راسل كال من عامل الناظور والمفتشية العامة‬ ‫للقوات المساعدة‪ ،‬والقائد اإلقليمي للقوات المساعدة إثر‬ ‫حادثة مماثلة رصدها مناضلو الجمعية‪ ،‬يوم ‪ 09‬نونبر‪،‬‬ ‫بوكالة «وافا كاش» بسلوان تم خاللها توقيف ‪ 10‬مهاجرين‬ ‫بعد سحبهم ألموالهم وترحيلهم فورا إلى مدن بعيدة‪ ،‬دون‬ ‫أن تتاح لهم فرصة تقديم شكايات حول األموال التي سلبت‬ ‫منهم»‪.‬‬ ‫عبد المجيد أمياي‬

‫عصابات تفرض‬ ‫على الشاحنات «ضريبة‬ ‫مرور» بالعرائش‬ ‫ال يزال الرعب يسيطر على نفوس سائقي شاحنات‬ ‫نقل الرمال ومواد البناء بالعرائش‪ ،‬حيث يتخوف أغلبهم‬ ‫من قيادة شاحناتهم عبر الطريق الرابطة بين دوار «أوالد‬ ‫صخار» والطريق الوطنية رقم ‪ ،1‬وذلك عقب تعرض أحدهم‬ ‫إلى «التشرميل» على يد أفراد عصابة مسلحة‪.‬‬ ‫وعلمت «أخبار اليوم» أن الرعب أصبح سيد الموقف‬ ‫وسط المئات من سائقي شاحنات نقل الرمال الذين‬ ‫ينخرطون ضمن تعاونية نقل الرمال ومواد البناء بالعرائش‪،‬‬ ‫بعدما اعتدت عصابة مكونة من شبان دوار «أوالد صخار»‪،‬‬ ‫بحر األسبوع الماضي‪ ،‬على السائق «محمد بوجناح» الملقب‬ ‫«بالغرباوي» حيث اعترضت سبيله حين كان يقود شاحنته‬ ‫المحملة بالرمال‪ ،‬وألزموه بالتوقف ودفع «ضريبة» للسماح‬ ‫له بالمرور سالما‪ ،‬وعندما رفض األمر‪ ،‬أشبعوه ضربا‬ ‫بالعصي‪ ،‬إذ تسببوا له في جرح غائر برأسه‪.‬‬ ‫واستغربت مصادر عديدة من بين سائقي الشاحنات‬ ‫في اتصال مع «أخبار اليوم»‪ ،‬عدم تدخل عناصر مركز الدرك‬ ‫الكائن بجماعة العوامرة بإقليم العرائش‪ ،‬لفرض سلطة‬ ‫القانون‪ ،‬واستتباب األمن على طول الطريق الرابطة بين‬ ‫مقلع أوالد صخار والطريق الوطنية رقم ‪ ،1‬المؤدية بدورها‬ ‫إلى مدينتي العرائش والقصر الكبير‪ ،‬بالرغم من تقديم‬ ‫السائق بوجناح لشكاية تكشف تفاصيل االعتداء عليه‪ ،‬ما‬ ‫خلف ذعرا وسط حوالي ‪ 700‬سائق شاحنة‪.‬‬ ‫وأكدت مصادر من تعاونية نقل الرمال ومواد البناء‪،‬‬ ‫في اتصال مع الجريدة‪ ،‬أن شبان دوار أوالد صخار‪ ،‬اعتادوا‬ ‫التكتل على شكل عصابات مدججة بالعصي والهراوات‬ ‫و»الزبارات»‪ ،‬ثم ينقسمون على شكل مجموعات منظمة‪،‬‬ ‫ويعمدون إلى اعتراض الشاحنات‪ ،‬ثم يرغمون سائقيها على‬ ‫دفع ما بين ‪ 100‬و‪ 300‬درهم‪ ،‬مقابل السماح بهم بالمرور‬ ‫سالمين‪ ،‬أو يعرضونهم لضرب خطير‪ ،‬ويفرغون حمولة‬ ‫الرمال من فوق شاحناتهم‪ ،‬دون أن يجدوا من يحميهم من‬ ‫جبروت تلك العصابات‪.‬‬

‫العربي الجوخ‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪920‬‬

‫إقتصاد‬ ‫ارتفاع عدد السياح بين يناير وأكتوبر ‪2017‬‬ ‫سجل عدد السياح الذين زاروا المغرب‬ ‫بين يناير وأكتوبر ‪ ،2017‬زيادة ب‪ 9‬في‬ ‫المائة‪ ،‬حيث بلغ ‪ 9.7‬ماليين سائح‪ ،‬مقارنة‬ ‫مع الفترة ذاتها من السنة المنصرمة‪ ،‬وفق‬ ‫إحصائيات لمرصد السياحة‪.‬‬ ‫وأوضح المرصد‪ ،‬الذي نشر إحصائياته‬ ‫حول السياحة المغربية لألشهر العشرة‬ ‫األولى من ‪ ،2017‬أن عدد السياح األجانب‬ ‫ارتفع بنسبة ‪ 14‬في المائة‪ ،‬فيما ارتفع عدد‬ ‫الوافدين من السياح المغاربة المقيمين‬ ‫بالخارج بنسبة ‪ 5‬في المائة‪.‬‬ ‫وأبرز المصدر ذاته أن هذا االرتفاع هم‪ ،‬على الخصوص‪ ،‬السياح القادمين من ألمانيا (زائد ‪ 14‬في‬ ‫المائة) وفرنسا (زائد ‪ 7‬في المائة)‪ ،‬وكذا األسواق الواعدة مثل الصين (زائد ‪ 203‬في المائة)‪ ،‬في حين‬ ‫سجلت اليابان وكوريا الجنوبية والواليات المتحدة األمريكية والبرازيل على التوالي‪ ،‬ارتفاعا بنسب ‪ 40‬في‬ ‫المائة و‪ 33‬في المائة و‪ 51‬في المائة‪.‬‬ ‫وبخصوص إجمالي عدد ليالي المبيت بالمؤسسات السياحية المصنفة‪ ،‬فقد سجلت ارتفاعا مهما بلغ‬ ‫‪ 15‬في المائة‪ ،‬مقارنة مع الفترة نفسها من سنة ‪( 2016‬زائد ‪ 19‬في المائة بالنسبة للسياح غير المقيمين‬ ‫وزائد ‪ 8‬في المائة للمقيمين)‪.‬‬ ‫وأشار المصدر اإلجمالي لليالي المبيت بالمؤسسات الفندقية المصنفة سجلت ارتفاعا بنسبة ‪ 15‬في‬ ‫المائة خالل األشهر العشرة األوائل من سنة ‪( 2017‬زائد ‪ 19‬في المائة بالنسبة لغير المقيمين وزائد ‪8‬‬ ‫في المائة للمقيمين)‪.‬‬ ‫وذكر مرصد السياحة أن قطبي السياحة بمراكش وأكادير استحوذا لوحدهما على ‪ 60‬في المائة من‬ ‫العدد اإلجمالي لليالي المبيت نهاية شهر ماي‪ ،‬مشيرا إلى أن المدينتين سجلتا ارتفاعا على التوالي بنسبة‬ ‫‪ 18‬و‪ 12‬في المائة‪.‬‬ ‫وسجلت الوجهات السياحية األخرى نتائج إيجابية‪ ،‬خاصة مدينتي فاس وطنجة بارتفاع بلغ على التوالي‬ ‫‪ 37‬في المائة و ‪ 26‬في المائة‪.‬‬ ‫أما نسبة الملء‪ ،‬فبلغت ‪ 44‬بالمائة في متم أكتوبر ‪ ،2017‬مسجلة بذلك ارتفاعا بثالث نقط مقارنة‬ ‫مع الفترة نفسها من سنة ‪.2016‬‬ ‫وبلغت مداخيل النشاط السياحي لغير المقيمين بالمغرب ‪ 59.2‬مليار درهم متم أكتوبر ‪ ،2017‬مقابل‬ ‫‪ 56.1‬مليار درهم سنة ‪ ،2016‬مسجلة ارتفاعا بنسبة ‪ 5.4‬في المائة‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫احتياطيات بنك المغرب من العملة الصعبة تتراجع‬ ‫أعلن بنك المغرب أن صافي االحتياطيات‬ ‫الدولية للمغرب بلغ ‪ 238.4‬مليار درهم في‬ ‫‪ 30‬نونبر ‪ ،2017‬مسجال بذلك تراجعا بنسبة‬ ‫‪ 3.5‬في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من‬ ‫السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضح بنك المغرب‪ ،‬الذي نشر مؤخرا‬ ‫مؤشراته األسبوعية من ‪ 30‬نونبر إلى ‪6‬‬ ‫دجنبر ‪ ،2017‬أن هذه االحتياطات حافظت‬ ‫على نفس المعدل المسجل في األسبوع‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫وأضاف البنك المركــزي أنه ضـــخ ما‬

‫مجموعه ‪ 43.2‬مليار درهم‪ ،‬منها ‪ 40‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام بناء على طلب‬ ‫عروض‪ ،‬و‪ 3.2‬مليارات درهم تم منحها في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫وكان بنك المغرب قد ضخ خالل طلب العروض ليوم ‪ 6‬دجنبر الجاري (تاريخ االستحقاق يوم ‪ 30‬دجنبر‬ ‫‪ )2017‬مبلغ ‪ 41‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة أيام‪.‬‬ ‫وبخصوص نشاط البورصة‪ ،‬أوضح المصدر ذاته أن مؤشر مازي سجل ارتفاعا بنسبة ‪ 2.9‬في المائة‬ ‫ليصل بذلك أداؤه منذ بداية السنة إلى ما يقرب من ‪ 5.5‬في المائة‪ ،‬مضيفا أن هذا التطور يعزى أساسا‬ ‫إلى انخفاض المؤشرات القطاعية بالنسبة لقطاع العقار (‪ 10.7‬في المائة) ومواد البناء (‪ 3.8‬في المائة)‬ ‫واألبناك (‪ 3.3‬في المائة) واالتصاالت (‪ 1.9‬في المائة)‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بحجم المبادالت اإلجمالي‪ ،‬فقد بلغ ‪ 6.8‬مليارات درهم مقابل ‪ 800.8‬مليون‬ ‫درهم أسبوعا قبل ذلك‪ ،‬حيث تم تحقيق ‪ 92‬في المائة في سوق األسهم المركزية حسب بنك‬ ‫المغرب‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫االستثمارات األجنبية في البورصة‬ ‫تتجاوز ‪ 192‬مليار درهم‬ ‫كشف التقرير السنوي للهيئة المغربية‬ ‫لسوق الرساميل لسنة ‪ ،2016‬تسجيل ارتفاع‬ ‫االستثمارات األجنبية بنحو ‪ 23‬بالمائة‬ ‫لتصل إلى أزيد من ‪ 192‬مليار درهم‪ ،‬وزيادة‬ ‫في قيمة المخزون المستثمر في األسهم‬ ‫المسعرة‪ ،‬من طرف المستثمرين األجانب‬ ‫والمغاربة المقيمين بالخارج بنسبة ‪ 23‬في‬ ‫المائة في ‪ 31‬دجنبر ‪ ،2016‬حيث مرت من‬ ‫‪ 155.86‬مليار درهم في دجنبر ‪ 2015‬إلى‬ ‫‪ 192.36‬مليار درهم عند متم ‪ ،2016‬أي‬ ‫ما يمثل ‪ 32.97‬في المائة من رسملة البورصة‪ ،‬ويتمثل الجزء األكبر من االستثمار األجنبي في األسهم‬ ‫المسعرة على شكل مساهمات استراتيجية‪.‬‬ ‫وبلغت الحصة العائمة من رأس المال األجنبي المستثمر في بورصة الدار البيضاء ‪ 2.77‬في المائة من‬ ‫إجمالي رسملة البورصة‪ ،‬و‪ 12.13‬في المائة من الرسملة العائمة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى ‪ ،‬حققت شركات البورصة خالل سنة ‪ ،2016‬رقم معامالت إجمالي قارب ‪ 204‬مليون‬ ‫درهم‪ ،‬مسجال بذلك زيادة بنسبة ‪ 10‬في المائة مقارنة مع سنة ‪ .2015‬كما أن شركات البورصة تلقت‪،‬‬ ‫سنة ‪ ،2016‬ربحيات استثنائية تبعا لالنتهاء من عملية فتح رأس مال بورصة الدار البيضاء‪ ،‬وهو ما سمح‬ ‫بتحقيق نتيجة صافية بلغت ‪ 330‬مليون درهم مقابل ‪ 22‬مليون درهم سنة ‪.2015‬‬ ‫وبخصوص رسملة البورصة‪ ،‬أورد التقرير أنها ارتفعت من ‪ 453‬مليار درهم في نهاية ‪ 2015‬إلى ‪583‬‬ ‫مليار درهم سنة ‪ ،2016‬لتسجل بذلك تحسنا بنسبة ‪ 28.6‬في المائة‪.‬‬ ‫وأضاف التقرير أن حجم نشاط السوق المركزيةفي بورصة الدار البيضاء بلغ ‪ 34.2‬مليار درهم‬ ‫سنة ‪ ،2016‬مسجال بذلك زيادة قدرها ‪ 9‬في المائة مقارنة مع ‪ .2015‬وحسب فئة المستثمرين‪ ،‬شكل‬ ‫األشخاص المعنويين المغاربة ‪ 45‬في المائة من حجم المعامالت اإلجمالي للسوق المركزية‪ ،‬تلتها‬ ‫مؤسسات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة بنسبة ‪ 27‬في المائة‪.‬‬

‫«السياسة الترابية للسلطات االستعمارية بشمال المغرب» و «رهان تنمية السياحة الثقافية»‬ ‫موضوعاً نقاش ملتقى ثقافي بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل‬ ‫تطوان – رضوان سالم‬ ‫في إطار الملتقى الثقافي الوطني لعام ‪ ،2017‬الذي تُنظمه جمعية رسالة الطالب بشراكة وتعاون مع‬ ‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمرتيل‪ -‬تطوان‪ ،‬احتضنت قاعة الندوات «محمد الكتاني» برحاب الكلية ندوة‬ ‫نقدية حول اإلصدار األخير للدكتور علي بولربح‪ ،‬األستاذ بالكلية نفسها‪ .‬ويتعلق األمر بكتاب «السياسة الترابية‬ ‫للسلطات االستعمارية االسبانية بشمال المغرب ‪ 1912‬و ‪.»1956‬‬ ‫اللقاء عرف مداخلة كل من السادة الدكاترة‪ :‬عبد السالم بوغابة‪ ،‬نسرين بن دريس‪ ،‬أحمد الشعرة‪ ،‬واألستاذ‬ ‫عبد اهلل الزيدي‪ .‬وقد أجمع المتدخلون على أن هذا الكتاب يكتسي أهمية كبيرة وقيمة تفخر به المكتبة التاريخية‬ ‫المغربية‪ ،‬نظرا لكونه يكشف النقاب عن الماضي االستعماري اإلسباني في شمال المغرب‪ ،‬واصفا سياسات‬ ‫التخطيط المكاني «االستعماري»‪ ،‬وأيضا لكونه يعدُّ حسب المتدخلين أفضل قراءة للحاضر اإلقليمي نظرا للرؤية‬ ‫الواضحة التي يُقدمها في مبحثه المتعلق بالتوقعات المستقبلية‪.‬‬ ‫اللقاء عرف حضورا مكثفا‪ ،‬ونقاشا مستفيضا بين المتدخلين واألساتذة الباحثين‪ ،‬الذين حضروا هذه الندوة‪،‬‬ ‫من جهة‪ ،‬وبين هؤالء األخيرين والمؤلف من جهة ثانية‪.‬‬ ‫في نفس سياق التظاهرة‪ ،‬وخالل الفترة المسائية احتضنت نفس القاعة فعاليات الندوة الثانية المبرمجة‬ ‫ضمن فقرات الملتقى الثقافي الوطني لعام ‪ ،2017‬والتي خصصت لمناقشة موضوع «التراث المادي ورهان تنمية‬ ‫السياحة الثقافية»‪ ،‬وهي الندوة التي حظيت بمتابعة مكثفة من قبل المهتمين بالشأن السياحي والسياحي‪-‬‬ ‫ثقافي‪ ،‬وبشكل خاص من طلبة اإلجازة المهنية في السياحة والتواصل والتنمية المستدامة‪...‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪920‬‬

‫« األيْنُ و المالذ ومقام» الرضى «في ديوان « مالذ»‬ ‫للشاعر عبد اللطيف شهبون‬ ‫ونحن نقرأ في التجربة الشعرية‪ ،‬للدكتور‬ ‫عبد اللطيف شهبون‪ ،‬ما نفتأ نعثر على مالمح نبوغ‬ ‫يتبدى في إبداع يجدد الصلة بين الشاعر وواقعه‬ ‫وماضيه‪ ..‬حيث يصرح هو نفسه بذلك – على‬ ‫المستوى الذاتي ‪ -‬قائال‪« :‬علمني األستاذ كنون‬ ‫أن أحب ما يخصني‪ ،‬ويخص ثقافة بالدي‪ ،‬وأعتز‬ ‫بها» ليضيف في نفس النسق من التفكير‪ -‬وعلى‬ ‫المستوى الموضوعي هذه المرة ‪ -‬أن الوثيقة‬ ‫العتيقة التي نقرؤها ال بد أن نستشرف فيها قدرا‬ ‫من األدبية‪ ،‬سواء أكانت شعرا أم نثرا أم تفسيرا‬ ‫أم فهرسة أم نقدا أو مجرد تعليق على هامش‬ ‫كشكول»‪.‬وفي المقولتين‪ ،‬ال يخلو األمر من ملمح‬ ‫فكر صوفي يؤطره‪ ،‬حين يعلن كذلك أن الجو‬ ‫العلمي مفعم بقيم المحبة والبرور‪ ،‬لما كان بينه‬ ‫وبين شقيق روحه الراحل سيدي عبد اهلل الترغي‪،‬‬ ‫وبين الراحل سيدي عبد السالم الهراس‪ ،‬رحمهما‬ ‫اهلل‪ ،‬والجليلين محمد بنشريفة‪ ،‬وعبد القادر زمامة‬ ‫حفظهما اهلل‪.‬كما يرى أن أطروحة صديقه الراحل‬ ‫كانت قربى وزلفى إلى اهلل‪ ،‬بل ذهب في استحضار‬ ‫البعد الصوفي‪ ،‬حتى في رب��ط اسمه العائلي‬ ‫«المرابط »‪ ،‬برمز الجهاد والتصوف‪ ،‬يناجيه راثيا‬ ‫‪ :‬عشت مرابطا في خلوتك العلمية‪ ،‬مترقيا منازلها‪،‬‬ ‫مُنضَّرا بسخائك الروحي»‪.‬‬ ‫انصهرت ‪ -‬عند منعطفات رحلته العلمية‪-‬‬ ‫أبعاد المعرفة والتجربة الذاتية‪ ،‬في جوهر العملية‬ ‫اإلبداعية لديه‪ ،‬لتصبح حصيلة معارفه وتفاعله مع‬ ‫مجريات مساره العلمي‪ ،‬واإلنساني‪ ،‬معرفة مرتبطة‬ ‫بالقلب‪ ،‬كما سنرى‪ .‬ولعل قراءتي في كتاب الشاعر‬ ‫«ذكريات صداقة»‪ ،‬أضاءت لي جوانب من مساره‬ ‫العلمي‪ ،‬وتوجهه في الخط الموازي‪ ،‬والمتعالق مع‬ ‫صداقته الخاصة برفيق دربه‪ ،‬الراحل العالمة سيدي‬ ‫عبد اهلل الترغي‪ ،‬رحمه اهلل‪ .‬في البحث والتأليف‬ ‫والعمل المشترك‪ ،‬والحج‪ ،‬والرحلة البودشيشية‪،‬‬ ‫والشقورية‪ ،‬أي الشق المرتبط بالسياحة الصوفية‪،‬‬ ‫وتحرير الذات‪ .‬وهو كتاب خصه لرثائه رحمة اهلل‬ ‫عليه‪ ،‬ووثقه بمقام المحبة‪ ،‬يقول في أول صفحة‬ ‫من الكتاب مقولة هي نفسها يكررها على ظهر‬ ‫الكتاب – وهو من ال تعوزه العبارة – «‪ :‬كان رحيله‬ ‫موجعا‪..‬لكن إرثه العلمي‪ ،‬واألخالقي‪ ،‬مازال قائما‬ ‫يشكل جسرا لأللفة والمحبة»‪.‬‬ ‫يجترح الشاعـــر من مقــام المحبـــة‪ ،‬حقوال‬ ‫لتجربته الشعرية‪ ،‬فهو ببدنه مع الخلق‪ ،‬وبقلبه‬ ‫مقبال على اهلل تعالى‪..‬فمن تحت سنابك قلمه‪،‬‬ ‫تتوهج قصائده‪ ،‬مشتعلة بأنوار العرفان الربانية‬ ‫‪ ..‬أشعار تصوف نابعة من قلب تجربة ذاتية يقول‬ ‫عنها الدكتور محمد الحافظ الروسي‪ ،‬في كلمته‬ ‫التي قدم بها للشاعر‪ ،‬ديوانه «غدا تلقاه»‪ « :‬أما‬ ‫الشعر الذي يحدثك عن التصوف من داخل تجربة‬ ‫الشاعر الصوفية‪ ،‬ويدلك على مكابداته‪ ،‬ويكشف‬ ‫ويحدثك عن سجدة‬ ‫لك عن نبض ال����روح‪،‬‬ ‫وتسبيح‪ ،‬ومحبة‪ ،‬وتوبة‪ ،‬وفناء‪ ،‬بعد أن شرب مما‬ ‫سُقي‪ ،‬فذلك شعر ال يتأتى لصاحبه إال بشيخ مربٍّ‬ ‫مع صدق وإخالص وإقبال على اهلل تعالى‪ ،‬ثم يكون‬ ‫مع ذلك الطبع المواتي‪ ،‬والثقافة الواسعة‪ ،‬والعلم‬ ‫الغزير‪ ،‬وامتالك أدوات الصنعة‪ ،‬وهذه أمور كلها‬ ‫اجتمعت لصاحب هذا الديوان»‪.‬‬ ‫أي قراءة عابرة للدواوين الثمانية‪ ،‬للشاعر‬ ‫عبد اللطيف شهبون‪ ،‬تمكن المتلقي من التقاط‬ ‫إشارات التصوف الكامنة في متونها‪..‬و تبدي له أن‬ ‫الرجل راكم تجربة وازنة في إبداع الشعر الصوفي‪،‬‬ ‫توجب الوقوف عندها‪ ،‬وتأملها‪.‬ألنها تمثل رحلة‬ ‫بدأت بفرحة عشق‪ ،‬حين داعب قلبه طيف خيال‪،‬‬ ‫ينظر إليه‪ ،‬فإذا به في حيرة الذي كان منتظرا‬ ‫ح��دوث الرؤيا من معشوقه‪ ..‬وإذ تباغته‪ ..‬فإذا‬ ‫بصوت من داخله ‪ -‬بفرحة الظمآن – يصيح ‪ :‬يبدو‬ ‫«كما لو رآني» ثم يلتفت الشاعر إلى ذاته‪ ،‬ليتأكد‬ ‫من وجودها فعال في حضرة الرؤيا‪ ،‬وأنه إليها‬ ‫انتهى ثم أتاه اليقين بعد أن نال الرضى جودا‬ ‫ورشادا‪ ..‬كرما‪ ،‬وعطاء من الحبيب‪ ،‬ثم يأتي اللقاء‬ ‫الذي سيصبح فضاءه مالذا‪.‬‬ ‫بعد هذه الرفقة للدواوين يجد القارئ نفسه‬ ‫أمام وجود من نوع خاص‪ ،‬عند تخوم تفتق الوعي‪،‬‬ ‫وانجالء الحيرة‪ ،‬وبلوغ المجتهد ما يسمح له بإلقاء‬ ‫نفثاته في ديوان « مالذ»‪ ،‬نفثات استوت تسعة‬ ‫عشرة قصيدة‪ ،‬بمياسم فرح وجودي شفيف يشع‬ ‫بانبعاث حياة داخل حياة يغشاها نفس روحي‪،‬‬ ‫وهي‪ :‬تهليلة – رواء – دليل‪ -‬سكن – دعوة – غياب‬ ‫إشارة – بشارة – انفراج – سقيا – تسليم – رجاء –‬ ‫قلب يتذكر – أين مختار – سنبقى – كيف يسافر‬ ‫– وجه ساتي اليك‪.‬‬ ‫فسر لنا هذا المنحى في القراءة‪ ،‬النصُ‪/‬‬ ‫المفتاح‪ ،‬الموجود أسفل أول صفحة في الديوان‬ ‫موقعا باسم الشاعر‪ ،‬يقول ‪ « :‬نفثات نشأت في‬ ‫روعي ثم بزغت بما سمح به حالي‪..‬تصف بعض‬ ‫ما لقيته بعيدا عن كل غفلة»‪ ،‬في تواضع العالم‪،‬‬ ‫وتذلل المتصوف للحبيب‪/‬الذات اإللهية‪ ،‬يمجد‬ ‫الشاعر غبطته‪ ،‬بما وقاه اهلل من شر الغفلة‪ ،‬وبما‬ ‫منحه إياه من يقين به وصل أرض الرضى‪ ،‬يقول‬ ‫في قصيدة تهليلة‪:‬‬ ‫دفنت جميعي‬ ‫بأرض‬ ‫الرضى‬ ‫فاحيت مدامي‬ ‫رميم‬ ‫الشبح‬ ‫تشعشع نجمي‬ ‫ببرج يقيني‬ ‫فهلل كوني‬ ‫بلون‬ ‫الفرح‪..‬‬ ‫فشكرا لربي‬

‫‪8‬‬

‫على ذا الجالل‬ ‫بما وقى‪..‬‬ ‫وبما قد منح‬ ‫يعلو يقين الشاعر ويسمو‪..‬يتربع في برج هو‬ ‫مكان مقابل للمالذ‪ ،‬للسكينة الربانية المكتسبة‬ ‫باليقين‪ .‬القصيدة ترنيمة روحية‪ ،‬تسلم المتلقي‪،‬‬ ‫بطاقة مرور في مسالك « أرض الرضى»‪ ،‬حيث‬ ‫يقيم الشاعر‪.‬بينما البياض الذي يعقب القصيدة‪،‬‬ ‫يفسح لها مكانها هي األخرى كي تستفرد بذاتها‪..‬‬ ‫ه��ذا االحتفاء بالمكان السامي‪ ،‬المعمد‬ ‫بالقدسية‪ ،‬هو القيمة المهيمنة في الديوان‪،‬‬ ‫ابتداء من العنوان‪ ،‬حيث تفسح لنا لفظة «مالذ»‪،‬‬ ‫فضاء بداللة مركبة من ملموس هو مكان‪/‬مقر‪،‬‬ ‫ومحسوس هو الحضن ‪/‬األمان ‪ .‬هو تخليق لمكان‬ ‫بكر‪ ،‬تزداد نفس الشاعر فيه سموا‪ ،‬فياتي به في‬ ‫قصيدة « رواء» بداللة الفضاء ذي المنظر الجميل‪،‬‬ ‫بأفنائه تقام الصالة‪ ،‬ولعله يقصد بذلك مكة‪،‬يقول‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫مداغ رواء‬ ‫تقام الصالة بافنائها‬ ‫و يقصدها‬ ‫االتقياء‬ ‫بها قبلة االولياء‬ ‫بها حكمة القلب‬ ‫تهدي بسر‬ ‫بهاء‬ ‫بها نطق حب‬ ‫عال قدره‬ ‫في سماء‬ ‫السماء‪..‬‬ ‫الرؤى في وصف المكان‪ ،‬تتشكل في قالب‬ ‫تصويري‪ ،‬وتعبير‪ ،‬وإيقاع يرتقيان به‪ ،‬إلى حيز‬ ‫يستحضر روع��ة شعيرة الصالة‪ ،‬ويصف حجاجه‬ ‫باألتقياء ويمنحه سمته األسمى وه��ي القبلة‬ ‫ويستدعي «نطقَ حِبِّ»‪ ،‬في إشارة إلى الحبيب‬ ‫المصطفى محمد صلى اهلل عليه وسلم الذي عال‬ ‫قدره في سماء السماء‪.‬‬ ‫المكان إذن في الديوان‪ ،‬تخليق لغوي شكلي‪،‬‬ ‫ينتج متواليات من البنيات الشعرية‪ ،‬في أكثر من‬ ‫قصيدة‪ ،‬من جهة‪ ،‬ويضفى على الداللة قدسية‬ ‫اإلشارة‪ ،‬حيث داللة المكان‪/‬المأمن‪ ،‬التي تقدمها‬ ‫القصائد تشف بالقدسية‪ ،‬وتمثل الخيط الناظم‬ ‫بين جل القصائد‪ .‬حيث «األي��ن»‪ ،‬لفظ منفصل‬ ‫عن داللته المعيارية‪ ..‬يتحول بهذا التخليق‪،‬‬ ‫إلى أيقونة تجلي مدارج وصول الشاعر‪ ،‬أبدعها‬ ‫الشاعر‪..‬لتساند داللة « مالذ» عنوان الديوان الذي‬ ‫نحن بصدد تقصي خصوصيته‪ ،‬وتحديداته‪..،‬إنه‬ ‫ليس مكان اإلقامة‪ ،‬وال مكان الذاكرة والمستحضر‪،‬‬ ‫بل هو مكان حيث توجد روح الشاعر في حالة‬ ‫وصل مع من أتى بها إلى مالذه‪ ،‬يقول في قصيدة‬ ‫دعوة‪:‬‬ ‫هلم يا صاحبي‬ ‫وادن‬ ‫رعاك بدَنْوك‬ ‫اإلذن‬ ‫هلم في قربك األمن‬ ‫تزيا الحال‬ ‫األيْنُ‬ ‫هلم يا صاحبي‬ ‫وادن‬ ‫ي��ف��ك��ك ال��ش��اع��ر وظ��ي��ف��ة أداة «أي���ن»‬ ‫االستفهامية»‪ ،‬وداللتها التي تحيل على المكان‪،‬‬ ‫وظرف المكان الذي يكون وحدته التركيبية‪ ،‬وجواب‬ ‫السؤال «أين»‪ ،‬ثم يلحم السؤال أين‪ ،‬بتخييل مكان‬ ‫افتراضي‪ ،‬هو هدية السماء‪ ،‬الذي يصير مقر وجود‬ ‫من نوع آخر‪ ،‬فيه تجد الروح مالذها الذي تسكن‬ ‫إليه‪ ،‬وهذا التوظيف يمثل جوهر التكوين الشعري‬ ‫لدى الشاعر‪ ،‬المنبني على ثنائية بؤرية‪ ،‬تمنح اللغة‬ ‫تفردها‪ ،‬في مدارج المحبة‪ ،‬ومقاماتها العلوية‪.‬‬ ‫ثالث قصائد فقط يسبقها الشاعر بنصوص‪/‬‬ ‫مفاتيح‪ ،‬بعد األولى التي أسلفت اإلشارة إليها‪ ،‬وهي‬ ‫مقترنة بأسماء أصدقاء ثالث للشاعر‪ .‬أحدهم رفقة‬ ‫العمل والبحث العلمي‪ ،‬بما فيه اإلبحار في التصوف‬ ‫علما وإبداعا‪ ،‬وقد أهداه قصيدة «رؤاه»‪ ،‬مقدما‬ ‫لها بإهداء من مقام األخوة الصوفية‪ ،‬يقول فيه‬ ‫صديقي العزيز الطريبق‪« :‬على أجنحة الهداية‬ ‫سنرحل حيث نبقى»‪ ،‬نص بنكهة المكان القدسي‪،‬‬ ‫توحي به الهداية التي تقود إلى «حيث نبقى»‪،‬‬ ‫الدالة على األبدية والخلود في مكان آخر غير هذا‬ ‫العالم ‪ .‬يقول ابن خلدون في هذا السياق ‪« :‬هذا‬ ‫العلم ـ يعني التصوف ـ من علوم الشريعة الحادثة‬ ‫في الم َّلة‪ .‬وأصله أن طريقة هؤالء القوم لم تزل‬ ‫عند سلف األمة وكبارها من الصحابة والتابعين‬ ‫ومَن بعدهم طريقة الحق والهداية‪.‬هكذا تتجلى‬ ‫هوية الديوان الصوفية‪.‬‬ ‫ثم الراحل سيدي عبد اهلل الترغي‪ ،‬الذي‬ ‫ناجاه على بوابة قصيدة «غياب»‪ ،‬بقوله ‪« :‬أخي‬ ‫عبد اهلل‪ :‬ستنتهي حيواتنا كما تنتهي األنهار في‬ ‫البحار بهدوء وسكينة‪ ،»..‬يمتد سمْتُ الهدوء‬ ‫والسكينة‪ ،‬في القصيدة‪ ،‬حيث يفتتحها الشاعر‬ ‫بالسالم‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫سالم اهلل‬ ‫رصع بالمعاني‬ ‫عليكم‬ ‫من اقاص‬ ‫او أدان‬ ‫سالم اهلل‬ ‫عبد اهلل‬ ‫يأتي النص‪/‬المفتاح األخير‪ ،‬إهداء إلى صديق‬ ‫ثالث‪ ،‬حيث أتى اسم عبد الكريم الطرماش‪ ،‬أسفل‬ ‫األبيات األولى لقصيدة « سآتي إليك»‪ ،‬اقتبسه‬ ‫هذه المرة من المفكر المغربي طه عبد الرحمن‪،‬‬

‫يقول‪ « :‬المحبة لها سلطان على القدر فمن احبك‬ ‫البد آتيك‪.»..‬‬ ‫تستمر القصائد في رحلتها تجاه الزمان‪ ،‬الذي‬ ‫هو الوجه اآلخر للمكان والدال عليه‪ ،‬واتحادهما‬ ‫يمنحهما تحققا مستقال للحظة الكشف والمعرفة‬ ‫واليقين‪ ،‬نرصد ذلك في قصيدة‪:‬‬

‫قلب يتذكر‬

‫هل تذكرين‬ ‫هل تذكرين‬ ‫من كان يجلس وجه نافذة المدى؟‬ ‫يستعذب األوقات‬ ‫يجريها‬ ‫ليسجد قرب َق ْطر‬ ‫من ندى‬ ‫هل تذكرين الصوت‬ ‫الصوت كان هو الصدى‪..‬‬ ‫و الوصل حبال‬ ‫فرقدا‬ ‫أو تذكرين؟‬ ‫سبقت اإلشارة إلى كون الشاعر‪ ،‬له مسيرة‬ ‫علمية حافلة‪ ،‬بالبحث وال��دراس��ة‪ ،‬والتنقيب في‬ ‫النصوص‪ ،‬يتقصى مالمحها األدبية‪ ،‬وما يشير إلى‬ ‫وجود فنية داخلها لغة وتركيبا‪ ،‬ومضامين‪ .‬فكيف‬ ‫إذا كانت النصوص من إبداعه هو؟‪.‬‬ ‫تبدو عملية الغوص في تجربة الشاعر‪ ،‬داخل‬ ‫نصوصه‪ ،‬فعال الزما‪ ،‬وباختيارنا ديوان «مالذ»‪ ،‬نقف‬ ‫على آخر ما أنتجته تجربته اإلبداعية في الشعر‬ ‫الصوفي‪.‬حيث المعجم الصوفي للديوان‪ ،‬يومض‬ ‫بألالء مفرداته‪ ،‬فيُدخِل المتلقيَ‪ ،‬ملكوت الجمال‬ ‫الروحي‪ ،‬عند مقام «تتجلى (فيه) رؤي��ة اهلل في‬ ‫األشياء»‪ ،‬ويمده ببساط رحلة علوية في االستمداد‬ ‫المعرفي والعرفاني‪ ،‬فيجد ‪ :‬المالزمة – التدرج –‬ ‫المقامات – الحيرة – السياحة – العروج – الرؤيا‬ ‫– السني – األسنى – األسمى – عوارف – معارف‪.‬‬ ‫هو معجم فيه المسكوك‪ ،‬والمنحوت‪ ،‬والمشتق‪،‬‬ ‫والمصنوع صناعة‪..‬هي األيقونات اإلشارية‪ ،‬التي‬ ‫ستقود قراءتنا للديوان‪ .‬يسمي الشاعر عبد اللطيف‬ ‫شهبون‪ ،‬اللغة الصوفية‪ ،‬باللغة العليا‪ ،‬ولعل هذا ما‬ ‫يجعلنا – كمتلقين – نكتشف أن الشاعر يتحول في‬ ‫الديوان إلى نحات‪ ،‬يقد لغته ليسبر بها أغوار النفس‬ ‫وهي تتساوق في مدارج عرفان‪ ..‬ملفوظاتها تعلو‬ ‫على تداولية لغوية متعارف عليها‪ ،‬بينما التصوف‬ ‫كحقل إلبداع الشاعر‪ ،‬يفتح للمتلقي أفقا ممتدا‪،‬‬ ‫لالكتشافات اللغوية المغرقة في الروحانية العميقة‬ ‫التي تسمو باإللهام اإلنساني عموما‪ ،‬وي��زداد‬ ‫تأثيرها عمقاً في المتلقي‪.‬‬ ‫كيف ينسج الشاعر حدوسه العرفانية شعرا‪..‬‬ ‫و كيف يشيد خطابه على ما تقوده إليه بصيرته‪،‬‬ ‫وسمعه ورؤاه‪ ،‬ودفق تجربته الحياتية‪ ..‬كيف يطرق‬ ‫األبواب التي يتحقق بها االمتالء الروحي‪.‬ذلك ما‬ ‫تجيب عنه قصائده‪.‬‬ ‫يقول الشاعر في قصيدة « إشارة»‬ ‫أشارت‬ ‫فهمت الخطاب‬ ‫شهدت شهودي‬ ‫أشارت‬ ‫تلقيت منها‬ ‫نشيد‬ ‫اطالعي‬ ‫أشارت‬ ‫خيالي بجمع‬ ‫تحمل صوره‬ ‫أشارت‬ ‫فنيت في صحوي‬ ‫و محوي راح‬ ‫سرى في التلذاذي‬ ‫أشارت‬ ‫فكان انتهائي‬ ‫بعز امتالئي‬ ‫خمس إش��ارا ت من تاء التأنيث قد تكون‬ ‫المعرفة‪ ،‬وبالعدد خمسة‪ ،‬قد تكون الصلوات‬ ‫الخمس‪ ،‬وكلتا اإلشارتان تمنح االمتالء الذي يشير‬ ‫إليها آخر بيت في القصيدة‪.‬‬ ‫تبدو في ال��دي��وان كذلك‪ ،‬عناية الشاعر‬ ‫بمضامين‪ ،‬تنتج معرفة يغترفها من النبع األخالقي‪،‬‬ ‫للمقامات الصوفية مثل ‪:‬‬ ‫• المجاهدة وبداية الطريق‪ ،‬حين يقول ‪:‬‬ ‫في جنح‬ ‫سوادي‬ ‫رأيت هاللي‬ ‫كأنه صبح‬ ‫أنار‬ ‫فؤادي‬ ‫• الثبات على النهج العرفاني‪ :‬حين يقول‬ ‫يا سيدي‬ ‫يا بدر وقت‬ ‫انت المحجة والدليل‬ ‫موضوعة المحبة‪ ،‬لها حضورها الباني في‬ ‫مضامين قصائد الديوان‪ ،‬وإن تنوعت مقاصدها‪،‬‬ ‫ورواف��ده��ا‪ ،‬ومسالكها‪ .‬حيث االختيار والقناعة‬ ‫عند الشاعر‪ ،‬يقومان على علم األخالق اإلنسانية‪،‬‬ ‫والسلوك اإلنساني‪ ‬اللذين يراهما الشاعر‪ ،‬طريقين‬ ‫يؤديان إلى الكشوف الربانية‪ ،‬كلما أسلم لها‬ ‫القيادة‪ ،‬وأخلص لها االنقياد‪ ،‬أتاحا له صفاء القلب‪،‬‬ ‫ومداه بإشراقات الوعي المتعالي‪ .‬فالشاعر يتأمل‪،‬‬ ‫والتأمل أساس الوعي‪ ،‬والكشف الرباني‪ ،‬اللذان‬ ‫يقودان إلى « األي��ن»‪ ،‬حيث يتم الوصال مع الـ‬ ‫«المالذ»‪.‬‬

‫الزهرة حمودان‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫نظرية التطور التاريخي‬ ‫توصلت دراسات األنثروبولوجيا الثقافية إلى وجود سمات وخصائص‬ ‫وقيم إنسانية عامة وجدت وتوجد في المجتمعات وبين األقوام مهما‬ ‫كان مستوى معيشتها أو موقعها فيما يسمى سلم الحضارة أو التطور‬ ‫التاريخي‪ ،‬وقامة هذه النظرية على مفهوم «وحدة النفس البشرية» وقد‬ ‫فسرت هذه الوحدة في السابق وكأنها تعني الغرائز‪ ،‬ويكون االختالف‬ ‫في طريقة التعبير عنها‪ ،‬وهذا ما نسميه الخصوصية‪ .‬وقد شاع في‬ ‫فترة سابقة مفهوم «الحاجات األساسية» ورغم أنه بدأ اقتصاديا إال أنه‬ ‫اتسع ليشمل الحاجات المادية مثل الغذاء والصحة والسكن والتعليم‬ ‫والمواصالت‪ ،‬باإلضافة إلى حقوق التعبير والمعرفة واالتصال والمشاركة‬ ‫السياسية‪ .‬أما المفاهيم العصرية أو الحداثة فهي أكثر تداوال لمقاربة‬ ‫أسس وقيم ومبادئ ما يمكن اعتباره ثقافة إنسانية‪.‬‬ ‫وقد حدد بعض المفكرين العرب مجموعة من المواقف الجوهرية‬ ‫أو» اإليمانية» كما أسموها كشروط أوليــة وضرورية وهي‪ ،‬اإليمان‬ ‫بالعالم الطبيعي بأنه العالم الحقيقي الذي يجب أن نوجه اهتماماتنا‬ ‫إليه ونصب فيه جهودنا‪ ،‬واإليمان باإلنسان بأنه أهم كائن في العالم‬ ‫الطبيعي ومعيار األشياء جميعا‪ ،‬وهو الغايــة والعامل معــا‪ ،‬واإليمان‬ ‫بالعقل‪ ،‬ونتيجة لهذه المعتقدات واإليمان بالقوى والروابط اإلنسانية‬ ‫كأساس لبناء المجتمعات‪ .‬ومن أجل تجنب سلبيات الحداثة البد من‬ ‫ضبط اإلنسان ذاته وتجديدها‪ ،‬وأن يتحول من اإلنسان الصانع فقط إلى‬ ‫اإلنسان الفاضل له غايات مثالية من كل هذه اإليمانية‪.‬‬ ‫وتزخر الثقافــة العربيــة بالتيـــارات واألصوات الرافضـــة لالتجاهات‬ ‫القائلة بوجود إنسانية ذات ثقافة واحدة قائمة أو كامنة أو ممكنة التحقق‬ ‫تحت ظروف معينة‪ ،‬وترى هذه التيارات أن كل هذا مجرد تمويه لعملية‬ ‫التغريب أو «الغربنة» ومن أقواها وأوضحها التيار الديني الشمولي أو‬ ‫المتشدد‪ ،‬والذي يقبل مثل غيره نتائج وتطبيقات العلوم اآلتية من‬ ‫ثقافات أخرى‪ ،‬ولكن دون أن تتجاوز هذه المنطقة التفسيرات الفلسفية‬ ‫(الميتافيزيقية) لنتائج هذه العلوم ‪ ،‬وال إلى التفسيرات لنفس اإلنسان‬ ‫ونشاطه وتاريخه وغيرها ‪ ...‬ولكنها فيما وراء ذلك إحدى مصايد اليهود‬ ‫العالمية‪ ،‬التي يهمها تمييع الحواجز كلها – بما في ذلك ‪ ،‬بل أول ذلك‬ ‫حواجز العقيدة والتصور‪ -‬لكي ينفذ اليهود إلى جسم العالم كله‪ ،‬وهو‬ ‫مسترح مخدر ‪ ،‬يزاول فيه اليهود نشاطهم الشيطاني‪ ،‬ويقول (السيد‬ ‫قطب) بإن اإلسالم يعتبر أن هناك نوعين من الثقافة «الثقافة اإلسالمية‬ ‫القائمة على التصور اإلسالمي والثقافة الجاهلية القائمة على مناهج‬ ‫شتى ترجع كلها إلى قاعدة واحدة ‪ ...‬قاعدة إقامة الفكر البشري إالها ال‬ ‫يرجع إلى اهلل في ميزانه «ويأخذ هذا الرفض مواقف في بعض األحيان‬ ‫حيث يدعو إلى األخذ بالنتائج والثمرات ورفض المبادئ واألسس‪ .‬وهذا‬ ‫ما يعتبره بعض المفكرين العرب بمظاهر االستيالب إزاء الغرب ألننا‬ ‫«نستورد منه لنستهلك وليس لنغرس ونستنبت»‪.‬‬

‫( يتبع )‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن سن تناهز ‪ 83‬سنة انتقل إلى عفو‬ ‫اهلل‪ ،‬المرحوم‬

‫احلاج علي بوكرين‬ ‫املطال�سي‬

‫والد األخت سميرة بوكرين‪ ،‬الموظفة بمجلس‬ ‫جهة طنجة – تطوان – الحسيمة‪ ،‬والصديق‬ ‫مصطفى بوكرين‪ ،‬مستشار جماعي سابق‪.‬‬ ‫وذلك يوم الجمعة ‪ 9‬دجنبر ‪ .2017‬وووري جثمانه الطاهر الثرى في اليوم‬ ‫نفسه بمقبرة المجاهدين‪ ،‬بعد صالة الظهر بمسجد محمد الخامس بطنجة‪.‬‬ ‫ولهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعــازي إلى جميــع أفراد أسرة الفقيد‪،‬‬ ‫أبنائه‪،‬إخوانه‪ ،‬أحفاده‪ ،‬وأصهــاره‪ ،‬عائالت‪ ،‬مورو‪ ،‬الزيدي‪ ،‬أوالد الجياللي‪،‬العبـرق‪،‬‬ ‫شقدوف‪ ،‬البقالي‪ ،‬ابن جودة عــزوز‪ ،‬العشيــري‪ ،‬ابن جلون‪ ،‬سائلين المولى عز‬ ‫وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته‪ ،‬ويسكنه فسيح جنانه ويلهم ذويه الصبر‬ ‫الجميل‪.‬‬


‫العدد ‪920‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫الخصوصية الثقافية لجهة كلميم واد نون‬ ‫ورهان التنمية‬

‫ياسين الباقيلي‬

‫طالب باحث بسلك الدكتوراه علم اإلجتماع‬ ‫كلية األداب جامعة محمد الخامس‬

‫‪3/1‬‬

‫تقديم‬

‫تتعدد وتختلف مقومات مشروع الجهوية كما تبناه المجتمع الدولي خالل الثمانينيات من القرن الماضي‬ ‫كحل للتفاوتات المجالية التي أضحت تعيشها أغلب الدول داخل المجتمعات الرأسمالية‪ ،‬وكلها استرعت في‬ ‫البداية المقوم االقتصادي والجغرافي كدعامة لتحقيق التوازن التنموي بين الجهات‪ .‬لكن‪ ،‬ومع تراكم التجارب‬ ‫التنموية والسياسات المرافقة لها‪ ،‬اتضح بأن التنمية الفعلية ال يمكن ان تتحقق إال باعتبار المقوم االجتماعي‬ ‫والثقافي في بعديهما الحضاري والتراثي‪ ،‬وقد أكدت تجارب دولية صحة هذا المعطى بعدما غيرت نظرتها‬ ‫للتراث الثقافي من كونه عالة على االقتصاد الوطني إلى محرك له‪ .‬لكن لألسف‪ ،‬لم يلق هذا األخير األهمية‬ ‫التي يستحقها داخل المجتمعات الثالثية رغم أنه يعتبر مكون أساسي تظل فيه الجهة ممتلكة لحقها في‬ ‫ممارسة االختالف والتميز فيما يتعلق بحاجياتها‪ ،‬وذلك حسب أولوياتها واهتماماتها ورهاناتها التنموية‪ .‬بل‬ ‫أصبح في بعض الدول كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا أحد رافعات التنمية المحلية والجهوية‪ ،‬وذلك ضمن ما أصبح‬ ‫يصطلح عليه باالقتصاد الثقافي‪.‬‬ ‫فالجهة بهذا المعنى ليست مجرد امتداد مادي أو مجالي أو ترابي محدد جغرافيا وإداريا يستمد معناه من‬ ‫إمالءات أمنية واقتصادية‪ ،‬بل هو كيان ثقافي بالمعنى األنثروبولوجي تأسس عبر التاريخ وامتلك هوية وسمة‬ ‫خاصة‪ ،‬وارتبط بخاصيات اجتماعية وثقافية ولغوية ميزته عن باقي الجهات‪ .‬من هنا جاءت ضرورة اختيارنا‬ ‫لموضوع البحث‪ ،‬وبالضبط من بعد مالمستنا لسوء تقدير المقوم الثقافي في بلورة السياسات الجهوية‪،‬‬ ‫فدراستنا لموضوع الخصوصيات الثقافية ورهانات الجهوية المتقدمة ليس من باب الترف الفكري‪ ،‬وإنما‬ ‫لتسليط الضوء على دور المؤثرات التاريخية والثقافية والهوياتية في فهم الخصوصية الثقافية بجهة كلميم‪-‬‬ ‫واد نون‪ ،‬ومن ثمة استثمارها لتحقيق تنمية مندمجة ومكتملة تستحضر وتثمن كل المقومات دون تفضيل أو‬ ‫تمييز‪ .‬يقول سعيد بنيس في هذا االتجاه‪« :‬فالجهوية المعول عليها هي جهوية تروم التوحيد واالندماج ال فك‬ ‫االرتباط أو االنفصال‪ .‬فالجهوية المتقدمة جهوية تهدف إلى التركيز على تنمية ثقافية ولغوية مندمجة تقوم‬ ‫على مبدأ أن االندماج المحلي هو أساس االندماج الوطني»‪.‬‬ ‫يستمد موضوع البحث أهميته من كونه يستهدف تبيان عناصر الخصوصية الثقافية في امتزاجها بحكم‬ ‫تجدرها التاريخي بالعناصر الطبيعية للجهة‪ .‬لهذا تولدت قناعة أساسها أن نجاح كل مشروع يستهدف تنمية‬ ‫الجهة سيكون رهينا باالعتبار المقوم الثقافي في سياقه المجالي في مستوياته المختلفة (التشكيلة القبلية‪،‬‬ ‫الموروث الثقافي‪ ،‬التنوع اللغوي) ومدى مساهمة هذه الخصوصيات في خلق وترسيخ وعي باالنتماء الجهوي‪.‬‬ ‫هذا ألن لكل جهة هوية تميزها عن باقي الجهات وجب الحفاظ عليها وتثمين مؤهالتها وتوظيفها كلما‬ ‫توفرت الشروط القمينة بذلك‪ .‬كما أن البحث جاء في مرحلة طغت فيها فكرة الجهوية المتقدمة وشكلت‬ ‫موضوع نقاش وطني كان ال بد من تعميق البحث حول إشكاالته األساسية وتبيان الشروط الموضوعية لبنائها‬ ‫وتعزيزها‪ .‬ضمن هذا اإلطار‪ ،‬جاء تساؤلنا المركزي في الصيغة التالية‪ :‬إلى أي حد يمكن اعتبار الخصوصيات‬ ‫الثقافية المحلية لمجتمع البحث آلية من آليات تدبير التنمية المحلية بجهة كلميم واد نون؟‬

‫‪ 1‬ــ جهة كلميم واد نون‪ :‬تراث ثقافي متنوع‬ ‫إثنيات تعطي للجهة صبغة ثقافية متميزة‪.‬‬

‫عرفت منطقة وادي نون استقرار مجموعة من القبائل الصحراوية التي تدخل ضمن قبائل اتحادية تكنة‪.‬‬ ‫وقد استقرت بهذه المنطقة منذ زمن يصعب تحديده تاريخيا‪ ،‬وكانت تعيش على نمط الترحال السائد في‬ ‫منطقة البيضان ككل‪ ،‬حيث ساهم التنقل المستمر للقبائل التكنية في تنوع عناصر ساكنتها وتعدد أصولهم‪،‬‬ ‫فإلى جانب قبائل تكنة والتي تتكلم اللهجة الحسانية‪ ،‬نجد قبائل أمازيغية تتكلم اللغة األمازيغية‪ .‬أحدث هذا‬ ‫األمر مزيجا ثقافيا واجتماعيا مما أدى إلى تعدد العادات والتقاليد وتنوعها‪ .‬وهذا ما أكده مصطفى ناعيمي‬ ‫عندما قال بأن داخل هذه االتحادية يتعايش الناطقين باألمازيغية (أيت براهيم‪ ،‬أيت حماد‪ ،‬أيت بوهو‪، )...‬‬ ‫والناطقين بالحسانية (أزوافيط – أيت لحسن‪ -‬أيت موسى وعلي‪.)...‬‬ ‫فرغم أن المنطقة كانت مجال بدو ورحل‪ ،‬لم يمنع هذا من وجود مجاالت محددة لكل قبيلة تمارس فيه‬ ‫سلطتها ومراقبتها وتدافع عنه كونه يشكل مصدر مواردها االقتصادية (مراعي‪ .‬زراعة‪ .‬مرور القوافل) ورمز‬ ‫لوحدتها وهويتها‪ ،‬كما أن المجال الترابي مثل العنصر المادي الذي يجسد وحدة القبيلة وتعايشها مع ما‬ ‫يكرس ذلك التعايش من أواصر التضامن والتالحم واالستمرارية‪.‬‬ ‫لقد امتد مجال نفوذ قبائل تكنة من هوامش الجنوبية الغربية لألطلس الصغير شماال إلى الساقية الحمراء‬ ‫جنوبا‪ ،‬ثم من المحيط األطلنطي غربا إلى حدود واد تمنارت شرقا‪ ،‬وهو بذلك ينقسم إلى مجال شبه صحراوي‬ ‫في الشمال وآخر صحراوي بالجنوب‪ ،‬فهي تضم ‪ 12‬قبيلة‪ ،‬تنقسم إلى لفين رئيسيين هما لف أيت جمل وأيت‬ ‫عثمان‪.‬‬ ‫يستقر بالمجال الجغرافي لمنطقة كلميم عدة قبائل منضوية تحت لواء كونفدرالية تكنة‪ ،‬باستثناء قبيلة‬ ‫أيت بعمران التي تجاور هذه القبائل بمجال وادي نون‪ ،‬إال أن بعض من «فخداتها» استقر بجماعة أباينو‪ .‬وقد‬ ‫تم توزيع هذه القبائل كل حسب منطقة استقراره‪ ،‬بحيث نجد تمركز قبيلة أيت موسى وعلي بمنطقة البيار‪،‬‬ ‫وقبيلة أزوافيط بالمجال الترابي لجماعة أسرير‪ ،‬وقبيلة أيت لحسن بجماعة لقصابي‪ ،‬ثم أيت حماد وأيت بعمران‬ ‫بالمجال الترابي لجماعة أباينو‪ .‬الجدول التالي يمثل القبائل اإلثنا عشر ضمن اتحادية تكنة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ جهة كلميم واد نون ‪ :‬موارد تراثية وترابية جديرة بالتثمين‬ ‫تتميز جهة كلميم واد نون ‪ ،‬بحكم موقعها الجغرافي كبوابة للصحراء بتراث ثقافي متنوع‪ ،‬يضم مجموعة‬ ‫من الخصوصيات الثقافية من عادات و تقاليد ( الشاي‪ ،‬اللباس التقليدي ‪ ،‬الزواج ‪ ،‬الحكايات الشعبية‪ ،‬األلعاب‬ ‫الشعبية المتنوعة ‪ )...‬وصناعة تقليدية والتراث المسموع على شكل رقصة الكدرة‪ ،‬ورقصة الطبل‪ ،‬وكنكة‪،‬‬ ‫والهرمة‪ ،‬وأحواش‪ ،‬إضافة إلى الشعر والموسيقى الحسانية التي تشكل خزانا للثقافة الوطنية‪ ،‬دون ان‬ ‫ننسى احتضانها لمهرجان أسبوع الجمل ‪،‬باعتباره أحد التظاهرات المتميزة بالجهة والذي يعرف إقباال مهما‬ ‫للساكنة سواء من داخل مدينة كلميم أو المجاالت المجاورة لها‪ ،‬كما يتميز المهرجان بمجموعة من الفقرات‬ ‫كالمحاضرات والندوات حول التحسيس بأهمية الجمل كمورد تراثي بالمنطقة‪ ،‬وإبراز الخصوصيات الثقافية‬ ‫المحلية‪ ،‬و دوره في التنمية المحلية‪ ،‬إضافة إلى تنظيم مسابقات ثقافية ورياضية ومعرض لمنتوجات الصناعة‬ ‫التقليدية‪ ،‬وفضاء للقرية التراثية التي تضم خيمة الشعر الحساني يشارك فيها مجموعة من الشعراء المحليين‬ ‫بقصائدهم الشعرية التي تحمل في جوهرها حماية التراث والحفاظ عليه‪ ،‬كما تتخلله سباقات للفروسية وسباق‬ ‫لإلبل وسهرات فنية يشارك فيها مختلف الفنانين المحليين والوطنيين والدوليين‪.‬‬ ‫فهذه المؤهالت التراثية تجعلها تكتسي صبغة ثقافية متميزة‪ ،‬وال شك بأن الحفاظ عليها وتثمينها‬ ‫سيساهم في تنشيط السياحة الثقافية المحلية مع المحافظة على الهوية الثقافية والتراثية لجهة كلميم واد‬ ‫نون‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ مقاربة انتروبولوجية للتراث الالمادي‬ ‫أوال‪:‬‬

‫إذا كانت المقاربة األنثروبولوجية للعالقة بين األنظمة الثقافية واألنظمة االجتماعية‪ ،‬وتعريفاتها التي‬ ‫تركز على عناصر إنتاج التراث الثقافي الذي تبدعه المجموعات االجتماعية المتجذرة في المجال واألفراد الذين‬ ‫ينتمون إليها‪ ،‬فإنها قد تتجاهل شروط اإلنتاج المتعلقة باألفراد أنفسهم‪« ،‬وكما انتبه إلى ذلك كليفورد غيرتز‬ ‫وقبله إيميل دوركهايم وماكس فيبر‪ ،‬فإن المعنى ليس كامنا في طبيعة األشياء» التي يحمله هذا التراث‬ ‫الثقافي‪ ،‬وإنما في التصورات التي تمنحها هذه الجماعات للتراث الثقافي‪.‬‬ ‫كما يثير أيضا مفهوم التغير في التراث الثقافي الالمادي‪ ،‬من حيث ممارسته‪ ،‬وتمثله من طرف الفئات‬ ‫التي تعتبره تراثا جملة من اإلشكاالت التي لم يشر إليها التعريف‪ .‬ونتيجة لعوامل داخلية قد تتصل بالجماعات‬ ‫واألفراد الذين يتناقلون هذا التراث‪ ،‬أو عوامل خارجية‪ ،‬فإن التحوالت التي عرفتها المنطقة كان لها بالغ األثر‬ ‫على البنى االجتماعية والثقافية على وجه التحديد مما جعل الممارسات التراثية الثقافية في واد نون قد عرفت‬ ‫انحسارا‪ ،‬سيما إذا نظرنا على سبيل المثال إلى األشكال التعبيرية كالرقص الذي اقتصرت ممارسته على بعض‬ ‫الطقوس االحتفالية وضمن مجاالت محدودة‪.‬‬ ‫تبعا لهذه القاعدة األولية‪ ،‬أي «ذاكرة الزمن»‪ ،‬يتم تداول التراث الثقافي ضمن منظور خاص‪ ،‬إذ نجذ أن‬ ‫األجيال الالحقة تستدمج الموروث الثقافي في عموميته وكأنه فكرة بناها األجداد وتستمر في الحاضر عن‬ ‫طريق التنشئة والتداول‪ ،‬وهي سمة ال تحيل فقط على أهمية الماضي في صنع الذاكرة الجماعية المحلية‪ ،‬بل‬ ‫تتعداه إلى توظيف مفاهيم الزمن إلعادة إنتاج روايات خاصة عن التاريخ المحلي‪ ،‬وهو ما ينسحب أيضا على‬ ‫التمثالت االجتماعية للتراث الثقافي أيضا‪ ،‬حيث ال يعدو هذا األخير‪ ،‬تعبيرا عن «الكالم الشفوي» حصرا‪ ،‬إذ‬ ‫تمارس هذه المجتمعات هي أيضا «عنفا على الكلمات المنطوقة»‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫أما فيما يخص التأويل األنثروبولوجي للتراث الثقافي الالمادي‪ ،‬نجد أن الباحث ينكب في دراسته للمجتمعات‬ ‫المحلية على تأويل التراث الثقافي من منطلقات ذاتية أو وفق التجربة الشخصية وطبيعة المعطيات التي تم‬ ‫بناءها داخل البحث الميداني‪ ،‬وهو يحرص على أن يبقى الموروث الثقافي عموما كما تم تناقله عبر أجيال‬ ‫عديدة دون تدخل المؤرخ أو األنثروبولوجي رغم أنه يخضع لمحاوالت التأويل والتحليل والتركيب‪ .‬إن الكتابات‬ ‫األنثروبولوجية هي نفسها تأويالت‪ ،‬وهي تأويالت من الدرجة الثانية أو الثالثة على أحسن تقدير‪ ،‬وبحسب‬ ‫تعريف التأويل األنثروبولوجي‪ ،‬ليس هناك إال تأويل واحد يأتي في الدرجة األولى‪ ،‬وذلك هو الذي يقدمه ابن‬ ‫الثقافة نفسه‪ ،‬فهو بذلك يقدم تأويال لثقافته نفسها»‪ .‬وبذلك يتجه الباحث األنثروبولوجي‪ ،‬إلى إعادة تشكيل‬ ‫هذا التراث الثقافي‪ ،‬تبعا لمناهج ومقاربات محددة‪ ،‬بما فيها الخصائص التي تحدثنا عنها سابقا (طبيعة التقليد‬ ‫الشفوي بالصحراء‪ ،‬التراث الثقافي وبناء الذاكرة الجماعية (آليات التناقل المتصلة بمفهوم الزمن كما يتمثله‬ ‫أهل الصحراء‪ ،‬توظيف التراث تبعا لرؤى المجتمع‪ ،)...‬عن طريق محاولة استيعاب منطق هذه «الوثائق الثقافية‬ ‫الشفوية»‪ ،‬وفهم آليات إنتاجها‪ ،‬ومحاوالت توظيفها ضمن سياقات منهجية خاصة (كأن يعتمدها عند عدم توفر‬ ‫مصدر تاريخي مكتوب)‪ ،..‬والحالة هاته‪ ،‬فإن الكتابة عن التراث الثقافي‪ ،‬وإخضاعه للتدوين والتحليل‪ ،‬يصبح‬ ‫نوعا من إعادة كتابة للذاكرة المحلية‪.‬‬ ‫تتلخص أولى العقبات التي تعترض الباحث األنثروبولوجي في دراسته للتراث الثقافي الالمادي في كون‬ ‫هذا التراث يتصل بثقافة المجتمع ذاته‪ ،‬أو باألحرى كما أشرنا سابقا‪ ،‬بالتأويل الذي تعطيه المجموعات نفسها‬ ‫لهذا التراث‪ ،‬وهو ما يجعل عملية التأويل ذاتها تقع بين هذين المستويين‪.‬‬ ‫إن التقليد المنهجي الذي قام باتباعه بيير بونت لمعالجة ونقد الروايات التأسيسية لغرب الصحراء عموما‪،‬‬ ‫قد تم بناءه وفق مناهج التحليل البنيوي الذي استقاه من تحليالت كلود ليف ستراوس لألساطير‪ ،‬بينما استند‬ ‫األنثروبولوجي اإلسباني كارو باروخا في دراسته على الرواية الشفوية من جانب واحد‪ ،‬وقام نوريس بمقاربة‬ ‫الروايات التاريخية المؤسسة كأساطير وقصص بطولية في كتابه «‪.»Saga‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪920‬‬

‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫رسالة الماستر في فنّ السينما‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬ ‫‪...‬وسائل التخاطــب الحضاري عبـــر‬ ‫اآلداب والموسيقى والمســرح والسينما‪،‬‬ ‫هذه األخيرة كان لطلبة الماستر بكلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬لهـم موعـــدٌ‬ ‫معها يــوم افتتــاح المهرجــان الدولــي‬ ‫لمدارس السينما بتطوان في دورته الثالثة‬ ‫( من ‪20‬نوفمبر إلى ‪ 24‬منه ‪ .) 2017/‬وقد‬ ‫شاركت في المهرجان ‪ 15‬دولة من ‪22‬‬ ‫مدرسة ب‪ 32‬فيلم‪ .‬عُرضت على شاشة‬ ‫مسرح إسبانيــول‪ ،‬لتحظى بنقاشــات كل‬ ‫الصباح الموالي للعرض من لدُن ثلة من‬ ‫الفنانين بقاعة المحاضرات بكلية اآلداب‬ ‫(مرتيل)‪ .‬وقد تمَّ‪ ،‬بداية تكريم األستاذ‬ ‫«ميشيل سيرْصو»‪ ،‬بعد تقديم ورقة عنْ‬ ‫هذه الشخصية من طرف األستاذ أحمد فرْتات‪ .‬وهو (ميشيل) صديق المغرب الذي ساهم في تأسيس‬ ‫«ماسترْ كالس»‪ ،‬والعالقة األدبية بين اآلداب والتربية والثقافة السينمائية‪ .‬تسلم درع المهرجان من‬ ‫يد عميد كلية اآلداب الدكتور محمد الزموري‪ ،‬الذي افتتح التظاهرة الثقافية بخطاب للترحيب بالضيوف‬ ‫وبالحضور الكريم‪ .‬تاله بالكلمة الدكتورحميد العيدوني‪ ،‬أستاذ بالكلية ورئيس جمعية بدايات‪ ،‬عن‬ ‫تنظيم المهرجان مع ثلة من الحرفيين منهم محمد سعيد الدردابي‪ ،‬رغم كل اإلكراهات ‪ ...‬رغم عدم‬ ‫افتراش السجاد األحمر على باب مسرح إسبانيول»!‬ ‫تمتع الجمهور بمشاهدة فيلم من ثالثة دقائق‪ ،‬عمرُهُ ستون سنة بعنوان «لندن –سكول‪-‬‬ ‫فيلم»‪ ،‬ليعرض مشاهد إبداعية من خمسينيات القرن العشرين‪.‬‬ ‫لمحة عن السينما في القرن التاسع عشر ‪ :‬إذ أول استوديو سينمائي تم تشييده في فرنسا‬ ‫سنة ‪ 1897‬للميالد‪ ،‬أنشأه «ميليس» في «مونتروييل –سو‪-‬بْوا»‪ ،‬بأوراش من الطالء والديكور‬ ‫وخزانات المالبس بشتى المرافق‪ ،‬لما يتطلبه إنجاز األفالم‪ ،‬بواسطة الحِيَل واألجهزة الفنية‪ .‬جاء‬ ‫بعد «ميليس» سنة ‪ 1912‬للميالد» شارل باط « الفرنسي الذي أنشأ في « فانسين» استوديو بأنواع‬ ‫الوسائط‪ .‬وقبله كان البريطاني سنة ‪1899‬م وقد شيَّدَ في منزله كوخاً خشبياً الستعماله كاستوديو‬ ‫للتصوير ‪« ،‬سيسيل هيبوروت»‪ .‬في سنة ‪1911‬م «لويس فوياد» تمَّ له إنجاز سلسلة عنونها «‬ ‫الحياة كما هي «من ستة عشر فيلماً‪ .‬كانت تعرض األشياء واألشخاص كما هي في الحقيقة‪ ،‬ومنها‬ ‫استوحى عنوان المسلسل‪ ،‬فكان فيلم « فانطوماس « سنة ‪1913‬م قد حصد نجاحاً‪ ،‬بطابعه الترفيهي‬ ‫والتنشيطي‪ .‬من سمات فنية «الفانطازيا» تتفرَّدُ بانهزام خصلة الشرِّ في نهاية الفيلم‪ .‬وللفرنسي‬ ‫«أوجين أكوستين لوست» الذي قدَّمَ قبل غيره تجربة الرسوم المتحركة‪ ،‬وهو الذي صمَّمَ َ‬ ‫أوَّل آلة‬ ‫عرض أشرطة‪ .‬وقد عزَّزَتْ اإلمكانيات الفنية واإلنتاجية واألجهزة العلمية من تطوُّر صناعة السينما‪.‬‬ ‫و بعد عرض فيلم «لندن‪-‬سكول‪-‬فيلم»‪ ،‬قدَّم األستاذ سيد سعيد‪ ،‬نبذة عن «ماستر كالس»‪.‬‬ ‫أعقبتها مشاهدة فيلم غزو الجيش اإلسرائيلي للبنان‪ ،‬وارتكابه جرائم ضد اإلنسانية في بيروت مع‬ ‫المقاومة وحرب الشوارع التي أجهزتْ على األخضر واليابس‪ ،‬وقد انسجمتْ مع الحدث أغنية كوكب‬ ‫الشرق السيدة أم كلثوم «يا عالم األسرار»‪ .‬انتهى يوم االفتتاح بقصة فيلم غسان سهلب‪ ،‬وعن‬ ‫األم التي وضعت ابنها وهي تعاني من شلل نصفي‪ .‬استحوذتْ عليها الكآبة والسوداوية التي ورثها‬ ‫عنها وليدها األوَّل‪ .‬وكيف َّ‬ ‫أن الشقاء أصبح طبعها‪ .‬خالل عيشه ( اإلبن) بالسنيغال التي يصف بحارها‬

‫الشاسعة وهي تدير له ظهرها‪ ،‬إذ بها كانت‬ ‫هنا ولم تكن هنا‪ ،‬ويكأنها حاجزاً وليس‬ ‫فضا ًء أفقياً‪ ،‬مع مفارقة لبحر بيروت وسمائها‬ ‫التي ليست صافية عند (اإلب��ن)‪ .‬فيلم على‬ ‫نغمات تحفة الصوت المالئكي ألسمهــان‬ ‫في قصيدة ‪ :‬أشمُّ ريح الزهور‪ ،‬وخلي نفسي‬ ‫الحزينة وأسمع نشيد الطيور‪ .‬عند هــذه‬ ‫«السنفونية» انتهى اليوم األول‪...‬‬ ‫و بعد ثالثة أيام من عندما يأتي المساء‬ ‫تتمُّ العروض الشيقة‪ ،‬وبعد غروب شمس‬ ‫العشي لليــوم األخير من المهرجــان‪ ،‬كان‬ ‫للحضور المكثف موعد مع خطاب عميد كلية‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانيـة الدكتــور محمد‬ ‫ِّ‬ ‫مستهـل كلمته‪ ،‬أشار‬ ‫سعيد الزموري‪ ،‬وفي‬ ‫إلى العمل الدؤوب الذي عكف عليه األساتيذ والطلبة‪ ،‬إذا به يقيِّمُ نجاح المهرجان بكل المقاييس‪،‬‬ ‫ويكرِّرُ الشكر بالجمع والمفرد ضارباً للمهرجان موعدَاً في القابل وفي دورته الرابعة‪ .‬تلى ذلك تكريم‬ ‫الفنان المصري الرائد سيد سعيد بدرع المهرجان على لسان رئيس لجنة التحكيم مرفوقا بفريدة‬ ‫بليزيد وفلورانس مارتاً أُعلنت نتائج األفالم الفائزة التي كانت تتخللها بعض األفالم القصيرة عند‬ ‫ذكر كل جائزة على حِدة‪ .‬فأخذت ترتيبها على الشكل التالي ‪ :‬الجائزة الكبرى‪ – :‬تيبيزيان بيوشي‪،‬‬ ‫وثائق‪ ،‬بلجيكا‪.‬‬ ‫جائزة لجنة التحكيم‪ ( :‬فاز بها إثنان ) – الغياب‪ ،‬هو أليو نديان‪ ،‬وثيقة جامعة كاسطون بيرجي ‪.‬‬ ‫سان لوي‪ ،‬سينيغال‪ .‬مالي‪ /‬سينيغال‪ ،‬فيروز داي « أوف كلوري» ( ثالث نقط فوق الكاف ) ‪ -‬فؤاد الزعري‬ ‫وهشام آيت أوكرّاب ( ثالث نقط فوق الكاف )‪ -‬وثائقي‪ ،‬المغرب ‪.‬‬ ‫جائزة اإلبداع ‪ :‬حفلة باستمرار ( فور إيفير )‪ -‬جورج جاكوم‪ ،‬تنشيط تجريبي – فريسنوي‪ ،‬فرنسا ‪.‬‬ ‫جائزة أحسن فيلم وثائقي‪( :‬فاز بها اثنان) ‪ :‬الخسوف – باسمة فرحات‪ ،‬وثائقي لبنان‪ .‬وفيلم ‪:‬‬ ‫الرجل األسود دون هوية – خابيير إكستريميرا رودريكيس( ثالث نقط فوق الكاف )‪ ،‬وثائقي – إسبانيا‪.‬‬ ‫جائزة أحسن فيلم روائي ‪ :‬ما يهرُب – إيلي شوفيو‪ ،‬خيال – بلجيكا‪.‬‬ ‫جائزة حقوق اإلنسان ‪ :‬اليمامات المزعجة – زينب دانيسمان‪ ،‬وثيقة‪ .‬ماستر وثيقة أرشيف –‬ ‫بوردو‪ ،‬مونطيني‪ ،‬فرنسا ‪.‬‬ ‫جائزة الجمهور ‪ :‬المسابقة الرسمية – الرجل الشاب والبحر‪ ،‬ر‪ .‬كزناي( ثالثة نقط فوق الكاف ) وه‪.‬‬ ‫هويدار‪ ،‬ماستر‪ ،‬السينما الوثائقية‪« ،‬ف‪،‬ل‪،‬إس‪،‬ه» تطوان –المغرب‪.‬‬ ‫جائزة الجمهور‪ – :‬وثائقي تطوان‪ -‬القايد عبد اهلل‪ ،‬شيماء الريحاني‪ « ،‬م‪،‬إس‪ ،‬س‪،‬د» من تطوان‪،‬‬ ‫« ف‪،‬ل‪،‬إس‪،‬ه»‪ ،‬المغرب ‪.‬‬ ‫رسالة الفنِّ السابع ٌ‬ ‫نبل في تقديم الفكر بالمشاعر التي تتولد عن الصورة مصحوبة بالصوت‬ ‫لضمان مدى جمالية الرواية اإلبداعية للمشاهد والمتلقي إذ السينما شعر خارج القصيدة‪ ،‬يليق لها‬ ‫نظم أبي الطيب المتنبي ‪:‬‬

‫إذا كانــت النفــوس كباراً‬

‫تعبتْ في مرادها األجسام ‪.‬‬

‫هذا ما يطالب به شباب قرية مصمودة بإقليم وزان‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫قافلــــة التنشيــط السوسيــــو ثقـــافي‬ ‫والرياضي التي أطلقتـــهــا المديـــريـــة‬ ‫اإلقليميــة للشـــباب والرياضــــة بوزان‪،‬‬ ‫بتعاون مــع شركائهـــا المؤسساتييــــن‪،‬‬ ‫اختارت محطة جماعة مصمودة كأول‬ ‫منصة تطلق من فوقها حوارا مفتوحا مع‬ ‫مختلف فئات الشباب لمسح ‪ ‬المساحة التي‬ ‫يغطيها الفصل ‪ 33‬لدستور ‪ 2011‬الذي من‬ ‫بين ما جاء فيه « على السلطات العمومية‬ ‫اتخاذ التدابير المالئمة لتحقيق ما يلي‪....:‬‬ ‫– مساعدة الشبـــاب على االنـدمــاج في‬ ‫الحيــاة النشيطـة والجمعويـــة‪ ،‬وتقديـــم‬ ‫المساعدة ألولئك الذين تعترضهم صعوبة‬ ‫في التكيف المدرسي أو االجتماعي أو المهني – تيسير ولوج الشباب للثقافة والعلم والفن والرياضة‬ ‫واألنشطة الترفيهية‪ ،‬مع توفير الظروف المواتيـــة لتفتق طاقاتهم الخالقـة واإلبداعية في كل هذه‬ ‫المجاالت»‪.‬‬ ‫‪ ‬اللقاء التواصلي الذي احتضنت أشغاله قاعة الندوات لدار الشباب الواقعة بمركز جماعة مصمودة يوم‬ ‫الجمعة ‪ 8‬دجنبر الجاري‪ ،‬شارك في تأطيره كل من المديرة اإلقليمية للشباب والرياضة‪ ،‬ورئيس جماعة‬ ‫مصمودة‪ ،‬وعضو اللجنة الجهوية لحقوق االنسان‪ ،‬حيث تفاعل كل متدخل مع قضايا الشباب من زاوية‬ ‫المؤسسة التي يمثلها‪ ،‬لكن مقولة فيلسوف صيني تعود لثالثة قرون قبل الميالد «إذا أردتم مشاريع‬ ‫سنوية فازرعوا القمح‪ ،‬وإذا أردتم مشاريع لعقد من الزمن فاغرسوا األشجار‪ ،‬وإذا أردتم مشاريع الحياة فما‬ ‫عليكم إال أن تعلموا‪ ،‬وتنشئوا‪ ،‬وتثقفوا» كانت لها الكلمة الفصل في محور اللقاء ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن اللقاء كان تنفيسا عن الصهد المتجمع في صدر الشباب‪ ،‬وعن النار التي تشب في أوصال‬ ‫المتتبعين لفقراته‪ ،‬شباب بطبعه يرفض الغموض‪ ،‬ويتطلع إلى الولوج للخدمات األساسية التي تحفظ‬ ‫كرامته‪ ،‬وتجعل من قريته فضاء حاضنا لألمل‪ ،‬مطاردا للتطرف‪...‬وألن واقع بنية استقبال شباب قرية‬ ‫مصمودة يعبر عنه باألرقام وليس بالجمل المفيدة‪ ،‬فقد جاءت عناصر دفتره( الشباب ) المطلبي المعبر‬ ‫عنها بصوت ينم عن النضج والمسؤولية (جاءت) مشروعة وقابلة للتنفيذ‪ ،‬األمر الذي فرض على الشركاء‬

‫كل من موقع المؤسسة التي يمثلها وفي‬ ‫حدود اختصاصاتها االلتزام بالبصم على‬ ‫المطالب التالية ‪:‬‬ ‫‪ - ‬فتح أبواب دار الشباب في وجه روادها‬ ‫بدون انقطاع‪ .‬وفي هذا السياق فقد أفاذ‬ ‫الشباب بأن الموظف الجماعي الذي يشرف‬ ‫على إدارتها استثناء ما يفتحها في وجههم‪/‬‬ ‫هن‪ .‬‬ ‫‪ - ‬تكييف توقيت فتح أبواب دار الشباب مع‬ ‫محيطها بما يسمح االستفادة من خدماتها‪.‬‬ ‫‪ - ‬تنزيل برنامج تربوي ورياضي وتثقيفي‬ ‫وحقوقي يفجر طاقات الشباب ويصقل‬ ‫مواهبهم‪ ،‬ويحقنهم بقيم المواطنة‪.‬‬ ‫‪ - ‬التعجيل بتعزيز بنيات استقبال شباب‬ ‫القرية بملعب القرب خصوصا وأن فضاء دار الشباب يتوفر على مساحة كافية إلنجاز هذا المشروع الكفيل‬ ‫بتمنيعهم‪/‬هن ضد أمراض الشارع ‪.‬‬ ‫ إحداث مكتبة بدار الشباب متوفرة على الكتب والمراجع المناسبة ألعمار مختلف فئات شباب القرية‬‫وتالمذتها المتابعين لدراستهم بمختلف المستويات التعليمية ‪.‬‬ ‫‪ - ‬المساهمة في حل معضلة النقل المدرسي‪ ،‬وهي ‪ ‬بالمناسبة خدمة اجتماعية يعتبر االستمرار في‬ ‫تعطيلها قتل لمبدأ تكافؤ الفرص‪ ،‬وتوسيع لمساحة الهذر المدرسي الذي تؤدي الفتيات فاتورته ‪.‬‬ ‫‪ - ‬تجهيز دار الشباب بالحواسيب وربطها بالشبكة العنكبوتية ‪.‬‬ ‫‪ - ‬تجهيز المرفق الشبابي بآلة النسخ لوضع حد لالستغالل البشع الذي يتعرضون له على يد بعض‬ ‫الخواص بمركز الجماعة‪.‬‬ ‫‪ - ‬تأمين حياة شباب القرية‪ ،‬وذلك بتنظيم دوريات أمنية بأبواب المؤسسات التعليمية ( اإلعدادية‬ ‫والتأهيلية )‪ ،‬وتجفيف محيطها من كل مصادر العنف ‪.‬‬ ‫‪ - ‬تنظيم دروس للدعم في اللغات والمواد العلمية‪.‬‬ ‫‪ - ‬اطالق حمالت تحسيسية وتوعوية للتربية على المواطنة والنهوض بثقافة حقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪ ‬وألن الغد لنظيره قريب‪ ،‬فإن بناء الثقة بين شباب القرية ومختلف الفاعلين رهين بفتح هذا الورش‪،‬‬ ‫والعمل على التعجيل بتنزيل مختلف االلتزامات التي لم يكن عليها غبار ‪.‬‬


‫العدد ‪920‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫من �أعالم طرب‬ ‫الألة بطنجة‪:‬‬

‫الشيخ المبدع الفنان المتألق‬

‫أحمد بن الحسين الزيتوني الصحراوي‬ ‫(‪)2‬‬

‫من المزايا الفنية الكبرى التي تطبع مسيرة الشيخ الفنان والمبدع المقتدر أحمد الزيتوني بارك اهلل في عمره‪ :‬اجتهاده‬ ‫المتواصل في االرتقاء بأسلوب أداء موسيقى األلة إلى مستوى رصين يحفظ لها أصالتها‪ ،‬وبحثه الجدي عن القوالب الفنية‬ ‫األصيلة التي تعوض النقص الحاصل في بعض صنائعها‪ ،‬وسعيه الدائم إلى اإلبداع الفني األصيل الذي سار عليه كبار‬ ‫الحفاظ وهواة طرب اآللة في العصور المتأخرة‪ ،‬وبفضل تلك المزايا الفنية‪ ،‬وكذا بما أوتي هذا الرجل المبدع الموهوب من‬ ‫مؤهالت كبيرة المتمثلة في حفظه الجيد لنوباتها‪ ،‬واستيعابه التام للصيغ الفنية التي تؤدى بها موسيقى األلة‪ ،‬وبذلك‬ ‫صار في الفترة المعاصرة علما شامخا في طرب اآللة‪ ،‬وأحد المراجع األساسية الذي ال يمكن االستغناء عنه في رواية الصنعة‬ ‫األندلسية‪ ،‬وقد اجتهد في إبداع بعض الميازين الموسيقية المفقودة‪ ،‬واهتدى إلى تلحين بعض التواشي كانت مفقودة‪،‬‬ ‫كما جمّل عمله الفني ـ الحافل بالمنجزات الفنية الكثيرة جداـ بإتمام بعض الصنائع الناقصة ‪.‬‬ ‫جهوده في إبداع بعض الميازين الموسيقية المفقودة‪:‬‬ ‫قائم ونصف النهاوند‪:‬‬ ‫ايمانا من نخبة الفنانين وبعض هواة طرب األلة في مدينة طنجة بأهمية االستمرار في البحث عن النوبات الموسيقية‬ ‫األصيلة‪ ،‬وسعيا إلى بعث بعض الميازين المفقودة التي ضاعت ـ مع األسف ـ مع تراث موسيقي ال يستهان به‪ ،‬لم يلتفت في‬ ‫عصور سابقة إلى العناية به والمحفاظة عليه‪ ،‬وفي نهاية الستينات من القرن الماضي‪ ،‬ندب الباحث الفنان موالي العربي بن‬ ‫أحمد الوزاني (ت‪1983‬هـ) بعض أصدقائه الفنانين إلى بعث ميزان قائم ونصف النهاوند‪ ،‬وهذا الطبع الموسيقي‪ :‬النهاوند‬ ‫كان متداوال بين الموسيقيين‪ ،‬وجرى تداوله في دائرة المسمعين في بعض الزوايا الصوفية‪ ،‬وكان يسمى عندهم بطبع‬ ‫الساحلي الذي هو قريب من طبع النهاوند‪ ،‬وكان ممن تحمس لفكرة موالي العربي الوزاني واقتنع بجدواها‪ ،‬ولمس من‬ ‫نفسه القدرة على تلحين ميزان قائم ونصف النهاوند‪ :‬الفنان أحمد الزيتوني‪ ،‬واألديب الشاعر محمد المختار العلمي بارك‬ ‫اهلل في عمرهما‪ ،‬فتكفل األول بتلحين البغية وتوشية الميزان وبعض الصنائع‪ ،‬وقام اآلخر بنظم أشعارها وتلحين بعض منها‬ ‫(سبع صنائع من إبداعه)‪ ،‬وهذا ما ذكره لي األستاذ الزيتوني في إحدى لقاءته به‪ .‬وقد جاء هذا العمل الفني الجميل في قالب‬ ‫إبداعي رائع‪ ،‬وهو يبرز مدى قدرة الرجل على االبتكار‪ ،‬وحرصه على أصالة الطبع الموسيقي مع المحافظة على الشكل الفني‬ ‫الموروث‪ ،‬وقد سجل هذا العمل بداية في إذاعة طنجة سنة ‪.1969‬‬ ‫ومن جهة ثانية قدم هذا العمل الفني‪ ،‬في المؤتمر الثاني للموسيقى العربية الذي انعقد بفاس سنة ‪1969‬م‪ ،‬تحت‬ ‫إشراف الفنان الحاج إدريس بنجلون التويمي وبمشاركة المنشد الحاج محمد باجدوب‪ ،‬وفي هذا المحفل قام موالي العربي‬ ‫الوزاني مدافعا بقوة واستماتة على ميزان قائم ونصف النهاوند الذي هو ثمرة جهد فني كبير بادر إليه نخبة هواة طرب‬ ‫األلة بطنجة‪ ،‬المذكورون أعاله‪ ،‬ورفع عقيرته قائال‪ ( :‬هذا عمل طنجاوي ‪ ،)..‬بعدما أحس أن هنالك محاوالت لنسبة اإلبداع‬ ‫إلى غير أهله الحقيقيين‪.‬‬ ‫درج النهاوند‪:‬‬ ‫بعد النجاح الذي لقيه ميزان قائم ونصف النهاوند‪ ،‬واالستحسان الذي تلقاه من قبل هواة طرب األلة‪ ،‬خاض الشيخ‬ ‫أحمد الزيتوني تلحين ميزان آخر‪ :‬هو درج النهاوند‪ ،‬وقضى في إعداده فترة ليست باليسيرة‪ ،‬وعرضه أول مرة على هواة‬ ‫طرب االلة بمدينة طنجة‪ ،‬وتشرف بتقديمه مع نخبة من العازفين في عرض موسيقي بنادي بوحنتيت الواقع بزنقة تطوان‪.‬‬ ‫وممن تقدم بالتعريف بهذا العمل الفني األستاذ الشاعر محمد المختار العلمي الذي نوه بهذا الميزان وبالجهد المبذول من‬ ‫قبل الفنان الزيتوني‪ .‬ولعل هذا العرض كان في الثمانينات من القرن الماضي‪..‬‬ ‫وبعد عقد من الزمن من تلحينه‪ ،‬قام الشيخ أحمد الزيتوني بتلقين بعض أجزائه للفرقة الفنية التابع لجمعية االمام‬ ‫الشاذلي للمديح والسماع بطنجة‪ ،‬وهي التي تشرفت أوال بتقديمه في عرض موسيقي بسينما دوليز ‪2007‬م‪ .‬وقدم هذا‬ ‫الميزان ايضا الحقا من قبل المجموعة المذكورة في موسم موالي ادريس األكبر بزرهون ‪2012‬م‪ .‬وسجل ميزان درج‬ ‫النهاوند منذ بضع سنوات باذاعة طنجة في رمضان ‪1435‬هـ‪2014 /‬م‪ ،‬ومدة تسجيله ‪ 50‬دقيقة‪.‬‬ ‫تلحينه بعض الميازين من طبع الحسين‪:‬‬ ‫ميزان قائم ونصف الحسين‪:‬‬ ‫مع بداية سنة ‪2010‬م قام الفنان أحمد الزيتوني بإنجاز عمل فني كبير تمثل في تلحين ميزان قائم ونصف الحسين‪،‬‬ ‫ومما يحسن التذكير به أن طبع الحسين فقدت نوبته قديما‪ ،‬ولم يعد له ظهور في كناش الحايك إال من خالل بعض‬ ‫صنائعه اليتيمات‪ ،‬وهي مدرجة في نوبة رمل الماية (وهذه النوبة تضم الطبوع التالية‪ :‬رمل الماية – انقالب الرمل –‬ ‫حمدان – الحسين)‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة والتنبيه إلى أن ميزان بسيط الحسين ضم باإلضافة إلى ما هو متداول من صنائعه المعروفة‪ ،‬ثالثة‬ ‫صنائع ألحقت به وهي‪ :‬صنعة (خاتم الرسل)‪ ،‬وصنعة (ال جمال اال جماله العجيب)‪ ،‬وصنعة (قلبي بك مولع)‪ ،‬ومجموع تلك‬ ‫الصنائع تلقاها موالي أحمد الوكيلي بتطوان‪ ،‬رواية عن المعلم الشهير والفنان الكبير السيد العياشي الوراكلي الشفشاوني‬ ‫(ت‪1955‬م)‪ ،‬الذي كان يشغل يومذاك رئيس جوق المعهد الموسيقي بتلك المدينة األندلسية بامتياز‪.‬‬ ‫وقد قام بتسجيل تلك الصنائع موالي أحمد الوكيلي لإلذاعة سنة ‪1974‬م‪ ،‬بالتماس والحاح من األستاذ الشاعر سيدي‬ ‫عبد اللطيف خالص رحمه اهلل‪ ،‬الذي كان مديرًا لإلذاعة وقتئد‪.‬‬ ‫وفي سياق اجتهاداته الموفقة دائما‪ ،‬قام مؤخرا شيخ الصنعة األندلسية أحمد الزيتوني بتلحين صنائع من بسيط‬ ‫الحسين‪.‬‬ ‫وقد اضطلع الفنان أحمد الزيتوني أيضا‪ ،‬معتمدا على كفاءته الفنية العالية وتمرسه الكبير في موسيقى األلة‪ ،‬بوضع‬ ‫تلحين ميزان قائم ونصف الحسين في غرض مديحي‪ ،‬ونسق أجزاءه فلحَّنَ توشية الميزان‪ ،‬كما لحّن فيه بعد ذلك اثنى‬ ‫عشرة صنعة في حركاتها الثالث‪ :‬الموسع‪ ،‬والقنطرة واالنصراف‪.‬‬ ‫وقد ظهر هذا العمل الفني الرائع إلى الوجود في إحدى التظاهرات الفنية التي أحيتها جمعية البعث للموسيقى‬ ‫األندلسية بمدينة فاس سنة ‪2012‬م‪.‬‬ ‫وقد لقي هذا العمل الفني الجميل استحسانا من لدن هواة تراث اآللة بالمغرب عامة‪ ،‬ومن قبل الولوعين بالطرب‬ ‫األصيل بمدينة فاس خاصة‪ ،‬الذين أشادوا بمكانة الرجل الفنية وبإبداعه الفريد وبتميزه في األداء والتلحين‪.‬‬ ‫وقد أبدى الرغبة في أن ينهض بعض الفنانين األكفاء بتلحين ميزان آخر من طبع الحسين‪ ،‬ويبادرون إلى وضع ميزان‬ ‫تام األركان الموسيقية المألوفة في طرب األلة‪ ،‬وطلب في هذا الشأن من تلميذه النجيب والفنان المبدع األستاذ نبيل‬ ‫العرفاوي بتلحين ابطايحي الحسين‪ ،‬وشجعه على خوض هذه التجربة الفنية‪ ،‬واستطاع التلميذ بمباركة أستاذه أن يدرك‬ ‫المبتغى‪ ،‬وينال قصب السبق في هذا المضمار‪ ،‬فأخرج هذا العمل الفني إلى الوجود‪ ،‬وتوفق ـ كما هي عادته ـ في إنجاز هذا‬ ‫الميزان بإتقان‪ ،‬ووضع له توشية بديعة ولحن فيه صنائع عدة ‪.‬‬

‫ ■ بقلــم‪ :‬عبداملجيـد ال�سماللــي‬‫باحث في تاريخ موسيقى األلة المغربية‬

‫درج الحسين‪:‬‬ ‫بعد االنتهاء من الميزان السابق شرع الفنان أحمد الزيتوني في تلحين ميزان درج الحسين وأبدع وأجاد فيه‪ ،‬وفي وقت‬ ‫الحق لقنه لمجموعة الشيخ ابن عجيبة التابعة لجمعية اإلمام الشاذلي للمديح والسماع بطنجة‪(،‬يرأسها األستاذ عبدالسالم‬ ‫الدياز)‪ ،‬وقد قدّم هذا العمل الفني الجميل جدا في موسم المولى إدريس األكبر بزرهون‪ ،‬في شهر غشت من سنة ‪2014‬م‪.‬‬

‫ميزان قدام الحسين‪:‬‬ ‫ومسك ختام هذه النوبة هو تلحينه لميزان قدام الحسين الذي يقع في عشرين صنعة موزعة ما بين شعر فصيح وزجل‬ ‫وموشح‪ ،‬وقد وضع للميزان توشية‪ ،‬كذللك توشية ثانية لصنعة (هو هو النبي ‪.)...‬‬

‫ومع هذا العطاء المتدفق والجهود الموفقة في التلحين ووضع التواشي وترميم الصنائع المختلفة‪ ،‬ما يزال الفنان‬ ‫المتألق وشيخ الصنعة األندلسية‪ ،‬المتجدد في نفسه وروحه وأعماله‪ ،‬يقوم بمراجعات أعماله المرة بعد األخرى‪ ،‬ويدخل‬ ‫عليها التحسينات الفنية الالزمة‪ ،‬ونجده ال يهدأ له بال إال بالبحث المستمر عن كل جديد في صنائع األلة‪ ،‬وطرق أدائها‬ ‫المميز‪ ،‬وترميم ما يحسن إبرازه بالترميم المناسب‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪920‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫عادات وتقاليد أهل شفشاون‬ ‫(‪)3/2‬‬

‫االحتفال بالطفل الذي يختم القرآن‪:‬‬

‫يدخل الطفل إلى الكتاب أو المسيد مبكرا ‪ 3‬سنوات أو أربع‪ ،‬ويقضي مدة‬ ‫طويلة ال يفعل شيئا سوى التمرن العسير على حفظ حروف الهجاء المكتوبة‬ ‫دفعة واحدة على اللوح وحسب شكل تتابعي ثابت‪.‬‬ ‫ويمكن تقسيم مرحلته الدراسية إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪ - 1‬من بداية تعلمه القراءة والكتابة إلى وصوله الثالثين حزبا وكانت‬ ‫تسمى (البقرة الصغرى) ويحتفل به والده في البيت فيستدعي الفقيه وأقران‬ ‫ولده الذين يدرسون معه‪ ،‬وتقام لهم وليمة يقدم فيها أكله (الكسكوس باللحم)‬ ‫وهو طعام مغربي تقليدي‪.‬‬ ‫الفترة الثانية وتكتمل بنهايته للقرآن الكريم (ستون حزبا) وكانت تسمى‬ ‫(السلكة) و(الختمة) نسبة إلى ختم القرآن أو (البقرة الكبيرة)‪ .‬وهي أسمى ما‬ ‫ينتظره والد من ولده‪ ،‬ودليل على مدى همة الطفل واجتهاده‪ ،‬وهي فرصة‬ ‫لمكافأة الفقيه وإظهاره التقدير الذي يكنه له المجتمع‪.‬‬ ‫وفي كالهما تقيم األسرة حفلة كبيرة تذبح فيها األسرة الميسورة ثورا‬ ‫واألخرى شاة أو ما يُسر لها‪ ،‬وتهيئ وليمة يحضرها الفقيه واألقران وأفراد األسرة‬ ‫والجيران‪ ،‬يقدم فيها الكسكوس باللحم وشرب الشاي بالفقاقص (نوع من الخبز‬ ‫الصغير الحجم حلو المذاق) وحلوة الغريبية (نوع من الحلوى المغربية التقليدية)‪.‬‬ ‫كما تحتفل النساء بالمناسبة وتهنئة األم بالختم القرآني لولدها‪.‬‬ ‫وحسب ما ذكره الباحث محمد بن يعقوب‪« :‬حدثني بعضهم من المعنيين‬ ‫والمشاهدين‪ ،‬فإن أهل المحضري يحتفلون بالفقيه والمحاضرة معا في هذه‬ ‫المناسبة‪ ،‬بحيث سيتقدمونهم إلى الدار فيقدمون في موكب يتقدمه الفقيه‬ ‫والمحضري المحتفل به في زينته‪ ،‬ولوحه في يده وقد زخرف بزواقة يستعمل‬ ‫في تحضيرها الصمغ وأصفر البيض وبعض األصباغ النباتية مما يلفت االنتباه‬ ‫ويلقي بظالل من اإلجالل على حامله في هالته التشريفية‪ ،‬والذي يتولى أمر هذه‬ ‫الزخرفة غالبا هو الفقيه‪.‬‬ ‫وينطلق الموكب من المسيد عبر األحياء واألزقة وهم يرددون منشدين‪:‬‬

‫كالم اهلل حقا يقـــول وما محمـد إال رسـول‬ ‫كالم اهلل حقا تحقيقا وما محمد إال صديقـا‬

‫وهكذا في خطوات متأنية متزنة إلى المنزل حيث يستقبلون بزغاريد‬ ‫نساء البيت والجيران واألقارب‪ ،‬فيطعمون ويقرأون ما تيسر من القرآن بحضور‬ ‫المستقبلين والمدعوين المبتهجين المشدودين إلى الفتى بعين الرضا‬ ‫والغبطة‪ ،‬وقد ترجم بعضهم هذه العاطفة بمناولته (بنايل=درهم) معدودة فرحا‬ ‫به وتشجيعا له‪ ،‬وينصرفون بعد أن يكون ولي أمر الصبي قد نفح الفقيه بعض‬ ‫رياالت لتحرير «المحاضرة» التي قد تدوم ثالثة أيام في بعض األحيان»‪.‬‬ ‫ويمنح األب للفقيه جلبابا جديدا تقديرا له على حسن قيامه بواجبه وتمكين‬ ‫ابنه من ختم كتاب اهلل‪ ،‬وتشجيعا له كذلك على المسايرة والجد‪ .‬وقد انقرضت‬ ‫هذه العادة في المدينة‪ ،‬وبقيت موجودة في بعض القرى والبوادي المغربية‪.‬‬

‫الموسيقى األندلسية بشفشاون‬

‫استطاعت الحضارة األندلسية أن تخرج من األندلس مع النازحين‪ ،‬وفي‬ ‫طبيعتها استعداد للنمو واالسترسال والبناء فعاشت في شمال المغرب لقربه‬ ‫من األندلس‪ ،‬فال نبالغ إذا قلنا إننا نجد األندلس في شفشاون‪ ،‬فأطلقوا عليها‬ ‫أسماء عديدة‪ :‬بنت الحمراء‪ ،‬غرناطة الصغيرة‪ ،‬فردوس المغرب األندلسي‪ ،‬وديعة‬ ‫األندلسيينبالمغرب‪.‬‬ ‫إن إعجاب أبناء المدينة بالفن األندلسي الرفيع تعدى كل إعجاب واعتزازهم‬ ‫بتقاليدهم القومية في السكن والملبس والمأكل واألفراح واألتراح‪ ،‬وهو ما‬ ‫جعل من المدينة قلعة حصينة من قالع األصالة والتراث األندلسي اإلسالمي‬ ‫في المغرب‪ .‬ففي مجال الموسيقى األندلسية التي كانت تعرف عند دخولها‬ ‫المغرب (باسم فن اآللة) تمييزا لها عن فني الملحون والسماع إضافة إلى نوبات‬ ‫الموسيقى األندلسية‪ .‬وعندما وفدت على المغرب‪ ،‬كانت عبارة عن نوبات آلية‪،‬‬ ‫ولم تكن قد انتظمت بعد في منظوم الكالم سواء كان شعرا فصيحا أو مقطوعة‬ ‫زجلية أو موشحة‪.‬‬ ‫ويقال إن عدد النوبات الموسيقية كانت أربعا وعشرين نوبة بعدد ساعات‬ ‫اليوم‪ ،‬غير أن الذي بقي منها اآلن ال يتجاوز إحدى عشرة نوبة في المغرب‪ ،‬وفي‬ ‫تونس يتوفرون على ثالث عشرة نوبة وقد جمعها محمد بن الحسين الحايك‬ ‫التطواني سنة ‪1800‬م‪ ،‬واحتضنت مدينة شفشاون أكثر الحفاظ على أصالة‬ ‫الموسيقى األندلسية‪ ،‬فكان من النادر أن تجد صانعا أو تاجرا بل وحتى فقيها ال‬ ‫يحفظ نوبات من الموسيقى األندلسية‪.‬‬ ‫والزالت مدينة شفشاون محافظة إلى اليوم على طبائع الموسيقى األندلسية‬

‫وذلك بفضل مجموعة من فنانيها الكبار‪ ،‬كما أصبحت الزاوية الشقورية بحي‬ ‫السويقة ملتقى الهواة وال��رواد عشية كل جمعة‪ ،‬وكان للمرحوم الهاشمي‬ ‫السفياني الدور الرائد في إحياء هذا التراث وتلقينه وسعيه إلى تأسيس معهد‬ ‫الموسيقى األندلسية بالمدينة‪ ،‬فتحققت رغبته باستجابة السلطات المحلية إلى‬ ‫وجود المعهد فتم تدشينه بتاريخ ‪.1975/11/19‬‬ ‫وقد اشتهرت مدينة شفشاون باحتضانها للمهرجان السنوي للموسيقى‬ ‫األندلسية تحضره األجواق الموسيقية من مختلف المدن المغربية‪ ،‬ويكون‬ ‫مناسبة لتأصيل جذور هذا اللون الموسيقي وربطه بالحاضر وذلك ابتداء من‬ ‫سنة ‪1982‬م ‪.‬‬ ‫فال تخلو حفالت الزفاف الشفشاونية أو المناسبات الوطنية من وجود فرق‬ ‫للموسيقى االندلسية المتميزة بلباسها الموحد‪ ،‬وهو عبارة عن جلباب أبيض‬ ‫وطربوش أحمر‪ ،‬وبلغة (حذاء تقليدي) أصفر اللون‪ ،‬بآالتهم الموسيقية التي‬ ‫يحملونها معهم عند كل حفل‪ ،‬وهو ما جعل المدينة تشتهر بأجواقها الموسيقية‬ ‫األندلسية بحيث تستدعى إلى المهرجانات الوطنية والدولية وإلى جهات مغربية‬ ‫لتساهم في حفالت من يقوم باستدعائها‪ .‬وهو أمر حافظت عليه المدينة وما زال‬ ‫يثبت هويتها في هذا المجال الفني الرائع‪.‬‬

‫الحضرة النسائية‬

‫تعتبر مدينة شفشاون منبرا مشعا ومنبعا أصيال ورافدا من الروافد المشعة‬ ‫للفنون الشعبية والتراثية األصيلية‪ ،‬حيث عرفت عبر عصور وحقب من التاريخ‬ ‫أنها قلعة من القالع لمختلف الفنون التعبيرية والشفوية‪ ،‬ومن أزخر المناطق‬ ‫بشمال المغرب احتفاظا على الموروثات الحضارية العريقة سواء منها الفلكلورية‬ ‫الشعبية العريقة والروحية‪ ،‬ومن النماذج التي أصبحت تحظى باهتمام العديد من‬ ‫المهتمين بالتراث والباحثين في ثناياه نذكر‪( :‬الحضرة النسائية)‪.‬‬ ‫والحضرة غناء يتكون من متواليات من األذكار التي تقوم على الصالة على‬ ‫النبي (ص) والتشفع به وذكر األولياء والصالحين‪ ،‬إضافة إلى األشعار واألناشيد‬ ‫الفصيحة والزجلية التي تتناول الزهد في الدنيا والترغيب والحث على العمل‬ ‫الصالح وما إلى ذلك مما يشحن النفوس ويستثير كوامنها ويحرك مشاعرها‪،‬‬ ‫ويلهب عواطفها ويؤجج أحاسيسها‪ .‬وتغنى في مناسبات دينية كذكرى المولد‬ ‫النبوي الشريف وليلة اإلسراء والمعراج‪ ،‬وليلة النصف من شعبان‪ ،‬وليلة القدر‬ ‫ومناسبات أخرى معروفة عند المتصوفة الطرقيين‪ .‬أو في مناسبات اجتماعية‬ ‫كالعرس أو العقيقة والختان والعودة من الحج‪ ،‬ثم األمسيات األسبوعية التي‬ ‫تحييها بعض الزوايا في المدينة‪ ،‬وعادة ما تكون مصحوبة بالبندير و(المقيلة=آلة‬ ‫حديدة دائرية الشكل) والدفوف‪ .‬وبالنسبة للنساء التعارج والطر‪ .‬حيث يوجد جناح‬ ‫خاص بالنساء اللواتي يحضرن في هذه المناسبات‪ ،‬حتى أصبحت مدينة شفشاون‬ ‫من أعرق المدن المغربية حفاظا على هذا التراث‪ .‬فاحتل مكانة عظيمة في قلوب‬ ‫أبناء المدينة من رجال التصوف الذين اختاروا صوفية األخالق والسلوك‪ ،‬فأبدعوا‬ ‫شعرا صوفيا للتعبير عن خلجات النفس وحسراتها ومسراتها واألخالد إلى وصف‬ ‫العمق الداخلي لإلنسان المتعطش إلى المعرفة‪ ،‬فكلما ازداد الذكر عند الذاكر‬ ‫المخلوق ازدادت عنده نسبة الحضور والوجود‪ ،‬فاعتبروا مؤسسين لفن الحضرة‬ ‫الذي يعد من أهم الركائز التي يقوم عليها نشاطهم من خالل أقوال وحركات‬ ‫يمارسونها‪.‬‬ ‫وللنساء نصيبهن في هذا المجال‪ ،‬فأضحت الحضرة النسائية موروثا ثقافيا‬ ‫وفكريا أصيال «يتميز بسمات قل نظيرها نظرا لتميزه بأشعار وألحان تحمل‬ ‫إبداعا محليا قل انتشاره في األوساط الفنية المتداولة في المحيط الفني الوطني‬ ‫المعروف أو المدون بصفة رسمية‪ ،‬فهو من نوادر الفنون الروحية النسائية التي‬ ‫لم تصلها يد العبث والتغيير‪ ،‬بحيث إن هذا التراث الصوفي بقي محافظا على‬ ‫خصوصياته وجمالياته اللحنية والشعرية‪ ،‬وتحكي الروايات أن هذا الفن النسائي‬ ‫الطبيعي ظهر في القرن العاشر الهجري بهذه الربوع‪ ،‬حيث يذكر العالمة محمد‬ ‫بن عسكر أن والدته كانت من الذاكرات تقيم االحتفال بالمولد النبوي الشريف‪،‬‬ ‫وتنحر الذبائح وتنشد األناشيد في مدحه»‪.‬‬ ‫ويذكر الدكتور الباحث عباس الجيراري في كتابه «القصيدة» أسماء بعض‬ ‫الشاعرات اشتهرن في هذا المجال فذكر منهن‪ :‬الشاعرة التوردانية وهي ابنة‬ ‫الفقيه قاضي شفشاون في القرن الثاني عشر الهجري‪ .‬والشاعرة الورديغية وهي‬ ‫من أسرة الورديغي عاشت في نفس القرن‪ .‬وهناك مجموعة من نساء أسرة‬ ‫الريسوني ومنهن لالزهرة بنت موالي الصادق بن ريسون صاحبة دار الحضرة‬ ‫بالمدينة التي تعرف سنويا احتفاال دينيا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف‬ ‫وهو تقليد توارثته منذ عشرات السنين‪ ،‬حيث تجتمع نساء المدينة بعد صالة‬ ‫العشاء لحضور هذا الحفل الحضروي الذي يستمر إلى الفجر‪.‬‬ ‫وتعرف السيدة الحاجة عائشة أبراق قيدومة الحضرة النسائية بالمدينة‬ ‫«أن الحضرة هي مجموعة من األمداح واألذكار من شعر الملحون والقصائد‬ ‫المنسوبة للصالحين كسيدي محمد بن علي دفين تاغزوت وسيدي عالل الحاج‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫دفين الحرايق‪ ،‬وكذا أشعار سيدي عبد القادر العالم وغيرهم‪ ،‬فلكل هؤالء طقوس‬ ‫حضرتهم‪ ،‬ولكل مناسبة أيضا طريقة استحضار أذكارها‪ ،‬ويفضل القيام بفن‬ ‫الحضرة داخل بيت يتوسطه فناء واسع‪ ،‬ففي البداية نجلس القرفصاء‪ ،‬ونقوم‬ ‫بترديد بعض األذكار والصالة على الرسول (ص)‪ ،‬ثم هناك (الدندنة) وهي‬ ‫بداية دخول الحضرة إلى أن نصل إلى (الجاللة) حيث تقف النساء في صف واحد‬ ‫متقاربات األكتاف‪ ،‬ويبدأن التمايل جهة اليمين واليسار‪ ،‬إضافة إلى األمام في‬ ‫لحظات من الخشوع التام‪ ،‬وهو ما يسمى بتكسير الحضرة‪ ،‬تتخللها إيقاعات‬ ‫موحدة منسجمة ومتواصلة على (التعارج) و (البنادير) وقد يستغرق كل هذا مدة‬ ‫ساعة أو أكثر‪ ...‬إلى أن نجلس على األرض من جديد ونقوم في الختام باستحضار‬ ‫بعض األزجال الخفيفة والدعوات المختلفة» ‪.‬‬ ‫ومن أشهر الفرق المعروفة بالمدينة على الصعيدين المحلي والوطني هي‬ ‫فرقة (رحوم البقالي) سيدة (الحضرة الشفشاونية والسماع النبوي) ومجموعتها‬ ‫متخصصة في التراث الغنائي والفن الصوفي الذي يستخدم البندير والطعريجة‬ ‫والدربوكة والطبل والدف والرق كآالت موسيقية‪ ،‬وترتدي فنانات المجموعة‬ ‫مالبس تقليدية شفشاونية مميزة‪ .‬وتقول رئيسة المجموعة بأن فرقتها «هي‬ ‫أول فرقة فنية نسائية في المملكة المغربية تنشط بمجال تلقين وتحفيظ فن‬ ‫الحضرة الشفشاونية والمديح والسماع النبوي ألكثر عدد من الفتيات بأسلوب‬ ‫أكاديمي‪ .‬ويبقى للمجموعة طابعها الخاص على مستوى اإليقاع‪ ،‬وهي متفردة‬ ‫به على المستوى المحلي‪ ،‬ويعده الخبراء من أصعب اإليقاعات التي تؤدى ضمن‬ ‫قالب ستة عشرة على أربعة‪.»...‬‬ ‫ومن القصائد الشهيرة التي ترددها الحضرة النسائية (أنا سيدي عندي‬ ‫طبيب) والتي تقول‪:‬‬

‫أنا سيدي عندي طبيب = وعالجني بدواه‬ ‫قلبي متولع بالحبيب = سيدي رسول اهلل‬ ‫صلوا على رحيم = هلل يا محمد‬ ‫بوجهك النعيم‪ ،‬شوفو حضرتنا يا ناس‬ ‫يحضر فيها رسول اهلل والحفيظ موالي ادريس‬ ‫شوفوا حضرتنا يا ناس كيف هي مخفيا‬ ‫يحضر فيها رسول اهلل والرجال األولياء‬ ‫أنا شيخي عندي اطبيب = ويعالجني بدواه‬ ‫شوفو قلبي ما حل به = ما عرف حد شنو فيه‬ ‫ال طالب وال فقيه = وال من حب اهلل‬ ‫ال إله إال اهلل = زادتني والعة‬ ‫سيدنا محمد = صاحب شفاعة‬ ‫يا سمع صوتي = يا الضامن قوتي‬ ‫احيني يا رب = من بعد موتي‬ ‫ال إاله إال اهلل = عمر بها وقاتي‬ ‫ال إله إال اهلل = صلي بها صالتي‬ ‫ال إله إال اهلل = نصلي بها ونصوم‬ ‫ونغفر بها كل الدنوب = ال إله إال اهلل‬ ‫ننعاس بها ونقوم = لد وقفني نباب‬ ‫اال نبابك يا جواد = ماد وقفنيشي يا رب‬ ‫نلعباد ما رتلي = نهار يقيل فباب دراز جالس‬ ‫والليل يبات على الخيال عساس‬ ‫مخير في العشرة يهزلي الراس‬ ‫واحد على بيعو = وشراه عوال‬ ‫واحد منزه = على راس مالو‬ ‫هاذي هي دنيا = كلها وحالو‬ ‫يا رب وأنا = نسعاك يا لعالي‬ ‫يالعالم بالحال = والخفاك حالي‬ ‫يارب طب عاليلي = بدواك يداو يا لعالي‬ ‫بابك يا رب = ماذنشد بقفل‬ ‫بابك مفتوحة = نسعى فيها حالي‬


‫‪13‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪920‬‬

‫شاعر وقصيدة‬

‫بقلم ‪ :‬عبد القادر الغزاوي‬

‫أقدم إلى القراء الكرام بصفة عامة وإلى محبي األدب العربي وعشاق الشعر العربي بصفة خاصة جماعة من الشعراء العرب الذين خلدهم‬ ‫شعرهم الرائع والجميل من القديم والحديث‪ ،‬وكذا مختارات من روائع شعرهم الخالد‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار ترتيبهم الزمني وعصورهم‬ ‫األدبية‪ .‬وقد أعملت جهدي المتواضع ما استطعت ألقدم إليكم هذه الطائفة الشعرية الرائعة المختارة حتى تنال إعجابكم وتروقكم ‪ ،‬وأن ينال‬ ‫هذا االختيار إقبالكم واستحسانكم ‪ .‬ألني ال أختار ما تختارون‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار ‪ ،‬وال أنا مختار ما اخترتم ‪ ،‬وال أنتم مختارون ما أختار‪،‬‬ ‫لكم اختياركم ولي اختياري‪.‬‬

‫‪ )5‬الشاعر محمود أبو الوفا‬ ‫أغنية مشهورة ‪ ...‬وشاعرها منسي‬ ‫( ‪ 1900‬ـ ‪ 1978‬م )‬ ‫الشاعر‪ :‬هو محمود أبو الوفا (‪ 1900‬ـ ‪ 1963‬م ) ولد في قرية‬ ‫األنشاصية بمصر‪ ،‬شاعر مصري ‪ .‬في حداثة سنه أصيب بكسر في‬ ‫رجله فبترت ساقه‪ ،‬فأصبح يعتمد على عكاز في سيره ‪ .‬تلقى تعليمه‬ ‫األولي في كتاب مسقط رأسه‪ ،‬انتقل إلى مدينة دمياط للدراسة‪،‬‬ ‫فالتحق بالمعهد الديني‪ ،‬إال أنه فصل منه قبل التخرج‪ ،‬فسافر إلى‬ ‫مدينة القاهرة إلتمام دراسته في األزهر‪ ،‬غير أنه غادره دون إتمامها‬ ‫نظرا لعدم قدرته المالية على أداء مصاريف الدراسة واإلقامة‪ ،‬مما‬ ‫جعله يبحث عن وظيفة أو عمل‪ ،‬فاشتغل بائعا للسجائر‪ ،‬وعامال في‬ ‫مقهى‪ ،‬ووسيط أراضي زراعية‪ ،‬إال أنه خسر في ذلك‪ ،‬فبات بدون عمل‬ ‫قاري ونظامي ‪.‬‬ ‫لقد كون وثقف نفسه بنفسه‪ ،‬فقرأ الشعر العربي‪ ،‬واتصل‬ ‫بالشعراء واألدباء الذين عاصرهم‪ ،‬كأحمد شوقي وحافظ إبراهيم‬ ‫وخليل مطران وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي وعباس محمود‬ ‫العقاد وطه حسين وغيرهم ‪.‬‬ ‫بدأ في نظم الشعر مبكرا‪ ،‬وبعد ذلك تمكن من نظم الشعر‬ ‫حتى عد من الشعراء المجددين في الشعر العربي ‪ .‬وفي المهرجان‬ ‫الشعري الخاص بأمير الشعراء أحمد شوقي شارك بقصيدة شعرية‬ ‫فكانت أولى القصائد الفائزة‪ ،‬فحصلت على الموافقة من طرف اللجنة‬ ‫المشرفة‪ ،‬والتي كان من أعضائها شاعر النيل حافظ إبراهيم وشاعر‬ ‫القطرين خليل مطران ‪ .‬يقول في تلك القصيدة ‪:‬‬ ‫وخالد الشعر سوف يبقى مرايا‬ ‫تجتلى في صفائها األشيــــــاء‬ ‫يا أمير البيان إن بيانـــــــــــي‬ ‫فيك أعشت عبرته األضــــواء‬ ‫إال أن شوقي رفض لقاءه خالل حفلة التكريم الرسمية لكونه‬ ‫مصاب بالعرج ويسير بعكاز ومظهره ال يليق بذلك المهرجان‬ ‫الشعري‪ ( ،‬وهاجمته «مجلة عكاظ» لسان شوقي بقولها ‪ :‬إنه من‬ ‫سوء اختبار اللجنة أال تجد غير شاعر رث الثياب مبتور الساق يمشي‬ ‫على عكازين ليمثل شعراء العرب في المهرجان ) ‪ .‬كتاب مشاهير‬ ‫الشعراء واألدباء ‪ .‬ص ‪. 220‬‬ ‫فقد التحق بالعمل في مجلة المقتطف التي أتاحت له فرصة‬ ‫االتصال بالحياة األدبية والصحف‪ ،‬ونشر بها « قصيدة اإليمان « وقد‬ ‫لفت انتباه السيدة هدى شعراوي بشعره وفنه‪ ،‬فساعدته في السفر‬ ‫إلى فرنسا قصد العالج والدراسة‪ ،‬حيث سافر على نفقة الدولة‪ ،‬فعاش‬ ‫بها سنة تقريبا ففتح له باب االطالع على أدب وشعر كبار أدبائها‬ ‫وشعرائها ‪ .‬وفي عمله بمجلة المقتطف تعرف إلى جماعة « أبولو»‪،‬‬ ‫فنقد شعر أحمد شوقي بأسلوب جميل وكالم طيب‪ ،‬ولما اطلع على‬ ‫ذلك شوقي رغب في مقابلته إال أن أبا الوفا رفض تلك المقابلة ‪.‬‬ ‫وعمل كذلك في جريدة األه��رام حيث كان ينشر بها بعض‬ ‫شعره‪ ،‬وفي دار الكتب المصرية وفي مطبعة مصر مكلفا بالتصحيح‪.‬‬ ‫وفي وزارة اإلعالم‪ ،‬وكان من مؤسسي رابطة األدب الجديد وأحد‬ ‫المؤسسين لجماعة أبولو الشعرية ‪ .‬نال وساما في عيد العلم على‬ ‫شعره ‪.‬‬ ‫لما أقامت «رابطة األدب الجديد» حفل تكريم للشاعر محمود‬ ‫أبي الوفا‪ ،‬نظم أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة في تكريمه ونشرها‬ ‫بجريدة األهرام سنة ‪ 1932‬م‪ ،‬وذلك اعترافا بالبراعة الشعرية للشاعر‬ ‫أبي الوفا‪ ،‬وبجمال شعره‪ ،‬يقول فيها ‪:‬‬

‫غيرَ قلبي‪ ،‬فهو مــــــــا زا‬ ‫يا حبيبـــي‪ ،‬لك روحــــــي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إن روحـي‪ ،‬خيـــر افــــــــق‬ ‫َ‬ ‫وجَهتُ عينـــــــــــي‬ ‫ك ّلما ّ‬ ‫األفق نجمــــــاً‬ ‫لم أجد فى ِ‬

‫هل تُرى يا ليل أحظـــــى‬ ‫فأغني وحبيــــبــــــــــــــي‪،‬‬

‫األفق محيَـــر‬ ‫ل على ِ‬ ‫لك ما شئت وأكثــــــر‬ ‫فيه انوارك تظهـــــــر‬ ‫لمَاح المحيَــــــّـا‬ ‫نحو ّ‬ ‫واحداً يرنو إلــــــــــيَ‬ ‫علـــــيَ‬ ‫منكَ بالعطف‬ ‫ّ‬ ‫يـــــديَ‬ ‫والمنـى بيـن‬ ‫ّ‬

‫‪hhh‬‬

‫البلبل الغريد الذي هـز الربى‬ ‫وشجى الغصون ‪...‬وحرك األوراقا‬ ‫خلف البهاء على القريض وكأسه‬ ‫تسقى بعذب نسيبه العشاقـــــــــــا‬ ‫في القيد ممتنع الخطا وخياله‬ ‫يطوي البالد وينشر اآلفاقــــــــــــا‬ ‫سباق غايات البيان جرى بال‬ ‫ساق فكيف إذا إسترد الساقـــــــــا‬ ‫لقد ترك الشاعر محمود أبو الوفا مجموعة من األشعار والخطب‬ ‫والكتابات‪ ،‬فجمعت في دواوين منها ‪ « :‬أنفاس محترقة» و « أشعاري‬ ‫في الحب» و «شعري» و «أشواق» و « أناشيد وطنية ودينية » وغيرها‪.‬‬ ‫وكان يقول ‪ ... ( :‬ولدي مشروع آخر أتمنى لو أتيح لي إخراجه للناس‪.‬‬ ‫ذلك أنني أود في شرح نفسي وتسجيل رحلتي ورصد تجربتي الفنية‬ ‫وتقييم شعري ومحاسبة نفسي حسابا عسيرا على ما قدمت بحيث‬ ‫يجمع ذلك في كتاب صغير يكون بمثابة خالصة رحلة الحياة والشعر‬ ‫‪ ...‬فهل يسعفني العمر ؟ ) ‪ .‬وقد تناول في شعره بعض األغراض‬ ‫الشعرية كالمدح والغزل والوصف والرثاء ‪.‬‬ ‫قصيدة «عندما يأتي المساء» ‪ :‬تعتبر هذه القصيدة من أجمل‬ ‫قصائد الشاعر محمود أبو الوفا‪ ،‬فقد أعجب بها الموسيقار الكبير‬ ‫محمد عبد الوهاب فلحنها وأداها‪ ،‬فكانت من أروع أغانيه وأشهرها‪ ،‬إذ‬ ‫نالت تلك القصيدة مكانة مميزة‪ ،‬ولقيت انتشارا واسعا وذيوعا كبيرا‪،‬‬ ‫في حين ظل شاعرها منسيا ومغمورا أو يكاد ‪.‬‬ ‫ونجوم الليل تُنْثـــــــر‬ ‫عندمـا يأتـي المســــــــاء‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬متى نجميَ يظهـر؟‬ ‫إسألوا لي الليل عن نجمـ‬ ‫فى السما‪َ ،‬‬ ‫مثل الآللـئ‬ ‫عندما تبدو النجـــــــــــوم‬ ‫عنده علمٌ بحالـــــي ؟‬ ‫حبيـــــــب‪،‬‬ ‫إسألوا هل من‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ل بنجم يتنـــــــــــور‬ ‫كل نجم‪ ،‬راح فى الليــــــــ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫مختارات من أشعاره ‪:‬‬ ‫‪ ) 1‬قصيدة اإليمان‬ ‫يقول في مطلعها ‪:‬‬ ‫قوة لمُتتح لقلب جبــــــــــان‬ ‫تتجلى على جميع قوى الكــــو‬ ‫لكأنى أرى الحيـاة و إيــــــــــا‬ ‫أول المؤمنين باهلل حقـــــــــا‬ ‫يا ضياء الحياة بوركت فيهــــا‬ ‫إن روحى فدا الجمال ســـــواء‬

‫تلـك في المـــرء قـو ُة اإليمــان‬ ‫ن شيــوع األرواح في األبـــدان‬ ‫ها سمييـن‪ ،‬أو همــا توأمـــــان‬ ‫هـو‪ ،‬فى األرض‪ ،‬كان أول بــان‬ ‫بل تباركـــت‪ ،‬يا يـد العمـــــران‬ ‫في المبانى أكان أم في المعاني‬

‫‪hhh‬‬ ‫‪ )2‬قصيدة رثاء أمير الشعراء أحمد شوقي‬ ‫يقول فيها ‪:‬‬ ‫ ‬ ‫رُوِّعَ الشِّعـرُ فـي أعزِّ حُمـــــــــــــــاتِهْ‬ ‫ويحَ طالبـــــــــــــــــــه وويحَ رُواتهْ‬ ‫نكب ٌة بـالـبـيـان َّ‬ ‫حـلت فـمـالــــــــــتْ‬ ‫بـالقـويِّ الـمتـيـن مـن شُرُفـــــــاته‬ ‫مـاتَ صن ُ‬ ‫َّاجة الزّمـانِ فكـــــــــــــــادتْ‬ ‫ُلغَ ٌة تـنطـوي َغدا َة ممـــــــــــــــــاته‬ ‫وانطـوت صـفح ٌة مـن الـمـجـــــــــد أغ َلى‬ ‫مـا اقتـنـاه الزمـان مـن صَ َفحــــــــاته‬ ‫مـاتَ شـوقـي ولـم يَعُدْ ذكرُ شـوقـــــــــي‬ ‫غـيرَ حُ ْلم يُرَى عـلى ذكريـــــــاتـــه‬ ‫ٍ‬

‫‪hhh‬‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫ـ محمود أبو الوفا ‪ :‬أشعاره ‪.‬‬ ‫ـ مجلة المقتطف ‪ :‬أعداد سنوات ‪ 1930‬م و ‪ 1931‬م و ‪ 1932‬م‬ ‫ـ مجلة الرسالة ‪ :‬العدد ‪ . 868‬سنة ‪ 1950‬م ‪.‬‬ ‫ـ طه حسين ‪ :‬كتاب حديث األربعاء ‪ .‬الجزء ‪. 3‬‬ ‫ـ أحمد هيكل ‪ :‬تطور األدب الحديث في مصر ‪ 1968 .‬م ‪.‬‬ ‫ـ شوقي ضيف ‪ :‬كتاب الشعر العربي المعاصر في مصر ‪.‬‬ ‫ـ روبرت ب ‪.‬كامبل ‪ :‬كتاب أعالم األدب العربي المعاصر ‪.‬سير وسير ذاتية‬ ‫‪.‬الطبعة ‪ 1996 .1‬م‪.‬‬ ‫ـ كامل سليمان الجبوري ‪ :‬كتاب معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة‬ ‫‪ 2002‬م ‪ .‬المجلد الخامس ‪ .‬الطبعة ‪ 2002 .1‬م ‪.‬‬ ‫ـ محمد حسين األعرجي ‪ :‬كتاب الصراع بين القديم والجديد في الشعر العربي ‪.‬‬ ‫ـ أحمد قبش ‪ :‬كتاب تاريخ الشعر العربي الحديث ‪ 1971 .‬م ‪.‬‬ ‫ـ عبد ‪ .‬أ ‪.‬علي مهنا وعلي نعيم خربس ‪ :‬كتاب مشاهير الشعراء واألدباء ‪.‬الطبعة‬ ‫‪ 1990 . 1‬م ‪.‬‬ ‫ـ لقاء مع الشاعر محمود أبو الوفا ‪ :‬إعداد فتحي سعيد مجلة الفيصل العدد ‪15‬‬ ‫السنة ‪ 1978‬م‪.‬‬


‫العدد ‪920‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫النــفــاق‬

‫أخرج البخاري ومسلم عن عبد اهلل بن عمرو مرفوعا‪ « :‬أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت‬ ‫فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها‪ ،‬إذا حدث كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا خاصم‬ ‫فجر‪ ،‬وإذا عاهد غدر»‪.‬‬ ‫النفاق هو الخداع وإظهار غير ما يبطنه اإلنسان وهو نوعان‪ :‬أحدهما نفاق االعتقاد وذلك هو النفاق‬ ‫األكبر‪ ،‬وهو أن يظهر اإلنسان اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر‪ ،‬ويبطن ما يناقض ذلك‬ ‫أو بعضه‪ ،‬وهذا النوع من النفاق هو الذي كان على عهد النبي صلى اهلل عليه وسلم ونزل القرءان بذمه‬ ‫وتكفير أهله واإلخبار بأنهم في الدرك األسفل من النار‪ ،‬ألن المتصفين به كانوا يعلنون اإليمان بألسنتهم‬ ‫ويخفون الكفر في قلوبهم ويقصدون من التظاهر باإليمان خداع المسلمين ليشاركوهم في مغانمهم‬ ‫ويتخلصوا من القتل‪ ،‬ويتخذوا من إيمانهم الذي تظاهروا به ستارا يدسون من ورائه الدسائس ويثيرون‬ ‫الفتن بين المسلمين‪ ،‬وقد كشف اهلل سترهم وعرفهم للمؤمنين بسيماهم وأنزل فيهم سورة بأكملها‬ ‫تسمى سورة المنافقين‪ ،‬وأنزل ثالث عشرة آية في سورة البقرة ذكر فيها خداعهم وكثيرا من قبائحهم‪،‬‬ ‫وفضح شرورهم وبين أنواعهم في معظم سورة براءة‪ ،‬وهذا النوع من النفاق ليس مرادا من حديثنا‬ ‫ألن الخصال المذكورة فيه قد توجد في غير المنافق في اعتقاده‪ ،‬وإنما المراد من النفاق في الحديث‬ ‫النوع الثاني من النفاق وهو نفاق العمل‪ ،‬وهو أن تكون عالنية اإلنسان حسنة وسره سيئا‪ ،‬وعالمات هذا‬ ‫النفاق كثيرة منها هذه الخصال المذكورة في هذا‬ ‫الحديث وهي أربع ويزاد عليها خامسة وهي الخيانة‬ ‫في األمانة‪ ،‬وقد دل عليها قوله صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫في رواية أخرى‪« :‬إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا‬ ‫ائتمن خان» فتحصل من مجموع الروايتين أن خصال‬ ‫النفاق العملي خمس‪ ،‬فمن وجدت فيه تلك الخصال‬ ‫كان منافقا تام النفاق‪ ،‬ومن كانت فيه خصلة منها‬ ‫كانت فيه خصلة من النفاق ال يزال موصوفا بها حتى‬ ‫يدعها‪ ،‬فإذا كان ال يجاهد نفسه كي يبعدها عنه وال‬ ‫يبالي بها بعد إنذار اهلل له وتشديد رسوله ولم يتب‬ ‫إلى اهلل منها فليبشر نفسه بخاتمة السوء والعياذ‬ ‫باهلل‪ ،‬وتلك الخصال هي‪:‬‬ ‫• إذا حدث كذب أي إذا حدث غيره بحديث تظاهر‬ ‫بالصدق فيه وهو كاذب في الواقع‪ ،‬وذلك من أشد‬ ‫أنواع الخيانات ومن أخبث خصال النفاق‪ ،‬وقد روى‬ ‫أحمد وغيره مرفوعا‪« :‬كبرت خيانة أن تحدث أخاك‬ ‫حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب»‪ ،‬وسئل صلى‬ ‫ك َ‬ ‫ْتي ا ْل َ‬ ‫الل‬ ‫ات هَّ ِ‬ ‫ُون ِب�آ َي ِ‬ ‫ذِب َّال َ‬ ‫ذِين اَل ُي�ؤْ ِمن َ‬ ‫اهلل عليه وسلم أيكون المومن كذابا؟ قال ال‪ ،‬ثم تال «�إِ مَّنَا َيف رَ ِ‬ ‫ِك هُ ُم ا ْل َ‬ ‫ولئ َ‬ ‫ون »‪.‬‬ ‫ۖ َو�أُ َ ٰ‬ ‫كاذِ ُب َ‬

‫• قوله‪« :‬وإذا وعد أخلف»‪ ،‬هذه الخصلة الثانية من خصال النفاق وهي أن يعد المرء أخاه وفي نيته أن‬ ‫يخلف وعده‪ ،‬وال يكون منافقا ذلك الذي يعدك وهو مصر على اإلنجاز بما وعد ولكن عرض له مانع قهري‬ ‫اضطراري من أمور القدر الذي ال يعلمه إال اهلل‪ ،‬وقد انتشرت هذه الخصلة بين الناس في هذا العصر حتى‬ ‫قل أن تجد من يوفي بوعده‪ ،‬وخلف الوعد من أفحش أنواع الكذب وأسوأها شرا في الحياة‪ ،‬وهو مظهر‬ ‫لالستخفاف بالناس ألن من كان يحترم غيره ال يخلف وعده له‪.‬‬ ‫• قوله‪« :‬وإذا خاصم فجر»‪ ،‬هذه الخصلة الثالثة من خصال النفاق وهي أن يفجر اإلنسان في خصومته‬ ‫أي يخرج عن الحق عمدا حتى يصير الحق باطال والباطل حقا‪ ،‬فإذا كان الرجل ذا قدرة في الخصومة سواء‬ ‫أكانت خصومته في أمر دنيوي كالخصومة في األمور المالية أو في أمر ديني كالخصومة في المسائل‬ ‫الخالفية‪ ،‬فانتصر للباطل وحاطه بشبه حتى يخيل للناس أنه حق واجتهد في إضعاف الحق حتى يخرجه‬ ‫في صورة الباطل‪ ،‬كان فعله من أكبر المحرمات وأخبث خصال النفاق والفجور في الخصومة‪ ،‬أثر من آثار‬ ‫الكذب ألن من كان كاذبا في حديثه وتمرن على الكذب حتى صار من سجاياه وطبائعه ال يتورع عند‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫خصومته من الكذب والتدليس ولبس الحق بالباطل وقلب حقائق األمور‪ ،‬وإلى كونه من ءاثار الكذب فهو‬ ‫باب من أبواب الفجور‪ ،‬مصداقا لقوله صلى اهلل عليه وسلم «إياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور» وورد‬ ‫عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم ما يدل على شدة بغض اهلل لمن فجر في خصومته وتعمد إخراج الحق‬ ‫في صورة الباطل أو أعان على ذلك‪ ،‬ففي الصحيحين مرفوعا‪« :‬إن أبغض الرجال إلى اهلل األلد‪ ،‬أي الشديد‬ ‫الخصومة بالباطل‪ ،‬الخصم‪ ،‬أي المولع بالخصومة الماهر فيها الحريص عليها»‪ ،‬وأخرج أبو داوود عن ابن‬ ‫عمر مرفوعا‪« :‬من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط اهلل حتى ينزع»‪ ،‬وفي رواية له أيضا‪:‬‬ ‫«من أعان على خصومة ظلما فقد باء بغضب من اهلل»‪ ،‬وأخرج أيضا وابن حبان في صحيحه مرفوعا‪ « :‬مثل‬ ‫الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير تردى في بئر فهو ينزع منها بذنبه»‪ ،‬والمعنى أنه وقع في اإلثم‬ ‫وهلك كالبعير إذا سقط في بير مهلكة فصار ينزع بذنبه وال يقدر على الخالص»‪ ،‬وأخرج الطبراني مرفوعا‪:‬‬ ‫« أيما رجل شد غضبا على مسلم في خصومة ال علم له بها فقد عاند اهلل حقه وحرص على سخطه وعليه‬ ‫لعنة اهلل تتابع إلى يوم القيامة»‪ ،‬وأخرج أيضا وغيره مرفوعا‪« :‬من أعان على خصومة ال يعلم أحق أو باطل‬ ‫فهو في سخط اهلل حتى ينزع»‪ ،‬وأخرج أيضا مرفوعا‪« :‬من أعان ظالما فقد برئ من ذمة اهلل وذمة رسوله‬ ‫ومن مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقـد خرج من اإلسـالم»‪.‬‬ ‫• قوله‪« :‬وإذا عاهد غدر» ‪ :‬هذه الخصلة الرابعة من خصال النفاق وهي عدم الوفاء بالعهد إذا كان فيما‬ ‫يجوز شرعا‪ ،‬فمن غدر في عهده كان متصفا بخصلة‬ ‫من خصال المنافقين‪ ،‬وقد أمر اهلل سبحانه بالوفاء‬ ‫بالعهد ونهى عن نقضه والغدر فيه فقال‪َ « :‬و�أَ ْو ُفوا‬ ‫ان َم ْ�س ُئ اً‬ ‫ِبا ْل َع ْهدِ �إِ َّن ا ْل َع ْه َد َ‬ ‫ول» ‪ ،‬وقال‪َ « :‬و�أَ ْو ُفو ْا ِب َع ْهدِ‬ ‫ك َ‬ ‫َّ‬ ‫�ٱلل ِه �إِ َذا َعٰهَ مُّ ْ‬ ‫دت»‪ ،‬وفي الصحيحين مرفوعا لكل غادر‬ ‫لواء يوم القيامة يعرف به ويدخل في ضمن العهود‬ ‫التي يجب الوفاء بها جميع عقود المسلمين التي‬ ‫تقع فيما بينهم إذا تراضوا عليها كعقود المناكحات‬ ‫والمبايعات وغيرها‪ ،‬وكذلك ما يجب الوفاء به هلل تعالى‬ ‫مما عاهد عليه العبد ربه كالنذور المشروعة وغيرها‪.‬‬ ‫وهذه الخصال األربع التي ذكرت في الحديث‬ ‫الشريف هي أعظم خصال النفاق ويزاد عليها الخيانة‬ ‫في األمانة‪ ،‬سواء أكانت بين العبد وربه كالتكاليف‬ ‫الشرعية التي ائتمن اهلل المكلفين عليها أو أمانة بين‬ ‫العباد بعضهم مع بعض كالودائع‪ ،‬فمن ائتمن على‬ ‫وديعة وجب عليه ردها إلى صاحبها وإال كان منافقا‬ ‫مجرما أثيما‪ ،‬قال تعالى‪�« :‬إن اهلل ي�أمركم �أن ت�ؤذوا‬ ‫الأمانات �إلى �أهلها» وقال‪« :‬ال تخونوا اهلل والر�سول وتخونوا �أماناتكم و�أنتم تعلمون »‪.‬‬ ‫إن النفاق العملي يرجع إلى اختالف السريرة والعالنية ومنه خشوع النفاق وهو أن يكون الجسد خاشعا‬ ‫والقلب ليس بخاشع‪ ،‬عن عمر رضي اهلل عنه قال‪« :‬من أظهر خشوعا للناس فوق ما في قلبه فإنما أظهر‬ ‫نفاقا على نفاق»‪ ،‬وقال أيضا‪« :‬من تخلق للناس بما ليس خلقا له شانه اهلل»‪ ،‬ومن أعظم خصال النفاق‬ ‫العملي أن يعمل اإلنسان عمال ويظهر أنه قصد به الخير وهو إنما عمله ليتوصل به إلى غرض سيء‪ ،‬فيتم‬ ‫له ذلك ويتوصل بهذه الخديعة إلى غرضه ويفرح بمكره وخداعه وحمد الناس له على ما أظهره‪ ،‬وهذا قد‬ ‫�ضا ًرا َو ُ‬ ‫ك ْف ًرا‬ ‫حكاه اهلل في القرآن عن المنافقين واليهود‪ ،‬فحكي عن المنافقين أنهم «ات َ​َّخ ُذوا َم ْ�سجِ ًدا رِ َ‬ ‫ى ۖ و هَّ ُ‬ ‫ب هَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫الل َو َر ُ�س َ‬ ‫ار َ‬ ‫الل‬ ‫ٰ‬ ‫ن‬ ‫�س‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ول ُه مِن َق ْب ُل ۚ َو َل َي ْح ِل ُف َّ‬ ‫َو َتف ِْري ًقا بَينْ َ مْ ُال�ؤْ ِمنِنيَ َو ِ�إ ْر َ�صادً ا مِّلَ ْن َح َ‬ ‫َ‬ ‫ن ِ�إ ْن �أَ َر ْدنَا ِ�إ اَّل حْ ْ‬ ‫ون �أنَ‬ ‫َ‬ ‫اَ‬ ‫حَ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َي ْ�شهَ ُد �إِ َّنهُ ْم َل َ‬ ‫ون « وأنزل في اليهود قوله سبحانه‪« :‬ل ت َ�س نَ​َّ‬ ‫ب ال َ‬ ‫ذِين َي ْف َر ُح َ‬ ‫ون بمِ َا �أتَوا َّو ُيحِ ُّب َ‬ ‫كاذِ ُب َ‬ ‫ُي ْح َم ُدوا بمِ َا مَ ْ‬ ‫اب ۖ َو َلهُ ْم عَ َذ ٌ‬ ‫ل َي ْف َع ُلوا َف اَل حَ ْت َ�س َب َّنهُ م بمِ َ َف َ‬ ‫ِيم» فكل من قصد بعمل الخير‬ ‫ن ا ْل َع َذ ِ‬ ‫ازةٍ ِّم َ‬ ‫اب �أَل ٌ‬ ‫غرضا سيئا كان عمله نفاقا ووباال عليه‪ ،‬أخرج الطبراني في األوسط مرفوعا‪« :‬من تزين بعمل اآلخرة وهو‬ ‫ال يطلبها وال يريدها لعن في السماوات واألرض»‪ ،‬وأخرج أيضا مرفوعا‪« :‬من طلب الدنيا بعمل اآلخرة‬ ‫طمس وجهه ومحق ذكره وأثبت اسمه في النار»‪.‬‬

‫تشغيل قاعة المكتبة بثانوية أوالد أو الشيح بمديرية التربية‬ ‫الوطنية بإقليم العرائش‬ ‫انطالقا من إيمانهم بضرورة تشجيع التمدرس‬ ‫بالعالم القروي لتجويد التعليم من خالل توفير الظروف‬ ‫المالئمة إلقبال التالميذ على القراءة لتنمية مداركهم‬ ‫وبناء قدراتهم الثقافية واألدبية‪ ،‬تنير لهم الطريق نحو‬ ‫المستقبل‪ ،‬وبالتالي تضمن لهم حسن االختيار وفق‬ ‫الميول الذي سيتبنونها لضمان مستقبلهم‪ ،‬أقدم‬ ‫نادي التربية على القيم والسلوك المدني بثانوية أوالد‬ ‫أوشيح بإقليم العرائش إحياء تشغيل قاعة المكتبة‬ ‫من أجل تفعيل دورها داخل المدرسة باعتبارها ركيزة‬ ‫تعليمية ضرورية لتنمية مدارك التلميذ وبناء قدراته‬ ‫الفكرية التي تنير له دروب المستقبل وتضمن حسن‬ ‫اختياره وفق ميوله الخاصة‪.‬‬ ‫ورغــم ضعــف التجهيـزات واإلمكانيات فبفضل‬ ‫الساهرين على النادي وتشجيعا من مدير المؤسسة‬ ‫واألطر التربوية واإلدارية بها استطاعت المكتبة أن تفتح أبوابها أمام تالمذة المدرسة وذلك إليمانهم بأن البداية‬ ‫دائما تكون صعبة‪ ،‬لكن المهم هو االنطالق‪ ،‬والعمل على تجاوز كل اإلكراهات والصعاب و المساهمة في تشجيع‬ ‫التمدرس من خالل توفير الظروف المالئمة إلقبال التالميذ على القراءة‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن أغلب تالميذ وتلميذات هذه الثانوية يقضون وقتهم خارج المؤسسة لعدم وجود أي مكان‬ ‫في انتظار حصصهم الدراسية وال ملجأ أو مكان يحتضنهم ساعات الفراغ لبعد المسافة بين قراهم والمدرسة‪.‬‬ ‫وستمكن هذه المكتبة رغم عدم توفرها حاليا على كراسي وال طاوالت وال كتب إال النزر القليل من إيواء‬

‫التالميذ والتلميذات لمراجعة دروسهم بذل التسكع خارج‬ ‫المؤسسة‪.‬‬ ‫ورغم ضعف اإلمكانيات كما أسلفنا ومن بينها الكتب‪،‬‬ ‫وبفضل إسرار القائمين على المكتبة تطوع بعض األساتذة‬ ‫وأعضاء نادي التربية على القيم من التالميذ والتلميذات‬ ‫للسهرعلى تسيير شؤونها‬ ‫ومن أجل تمكينهم من المفاهيم الضرورية المتعلقة‬ ‫بعلم تصنيف الكتب وتسيير المكتبة المدرسية استضاف‬ ‫نادي التربيـة على القيم والسلوك المدنـي يوم األربعــاء‬ ‫الماضي أعضــاء جمعيــة شبــاب الصحوة بالقصر الكبير‬ ‫لتأطير دورة تكوينية لفائدة التالميذ والتلميذات واألساتذة‬ ‫المتطوعين لتشغيل هذه المكتبة حول موضوع تصنيف‬ ‫الكتب حسب تصنيف العالم ديوي للمكتبات‪..‬‬ ‫وقد تضمن برنامج هذه الدورة التكوينية عروضا نظرية وورشات تطبيقية‪ ،‬حول هذا الموضوع باعتبار أن‬ ‫جمعية شباب الصحوة لها تجربة غنية في مجال الكتب وطرق تصنيفها ‪ ،‬حيث عملوا على تصنيف كتب مكتبة المركز‬ ‫الثقافي بالقصر الكبير ومكتبة دار الثقافة‪ ،‬كما نظموا حمالت للتبرع بالكتب‪ ،‬مكنتهم من جمع العديد من المراجع‬ ‫والمصادر القيمة التي تبرع بها عدد من المحسنين من داخل المدينة ومن خارجها لمكتبة المركز الثقافي ومكتبة‬ ‫دار الثقافة بالقصر الكبير‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‪ ‬‬


‫العدد ‪920‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫يف احلكايات امل�ستطرفة والأخبارامل�ستظرفة‬ ‫قال سهل بن سعد الساعدي‪ :‬دخلت على جميل بمصر أعوده في مرضه الذي مات منه‪ ،‬فقال‪« :‬يا ابن‬ ‫سعد‪ ،‬ما تقول في رجل لم يزن قط‪ ،‬ولم يشرب خمراً قط‪ ،‬ولم يقتل نفساً قط‪ ،‬يشهد أن ال إله إال اهلل‬ ‫وأن محمداً رسول اهلل؟»‪ ،‬فقلت‪« :‬أظنه قد نجا‪ ،‬فمن هذا الرجل؟»‪ ،‬قال‪« :‬إني أرجو أن أكونه»‪ ،‬فتضاحكت‬ ‫وقلت‪« :‬أبعد عشرين سنة تأتي بثينة وتقول فيها األشعار؟ واهلل‪ ،‬ما سلمت من قول الناس»‪ ،‬قال‪« :‬إني‬ ‫لفي آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام اآلخرة‪ ،‬فال نالتني شفاعة النبي صلى اهلل عليه وسلم يوم‬ ‫القيامة إن كنت حدثت نفسي بحرام قط‪ ،‬فض ًال عما وراء ذلك»‪.‬‬ ‫لما بعث عبد الملك الحجاج والياً على العراق‪ ،‬أتى الكوفة وصعد المنبر وهو متلثم متنكب قوسه‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬يا غالم‪ ،‬اقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين»‪ ،‬فقرأ‪« :‬باسم اهلل الرحمان الرحيم‪ ،‬من عبد الملك أمير‬ ‫المؤمنين إلى من بالكوفة من المسلمين‪ ،‬سالم عليكم»؛ فلم يقل أحد شيئاً‪ ،‬فقال الحجاج‪« :‬اسكت‪،‬‬ ‫يا غالم‪ ،‬هذا أدب ابن بهيمة‪ ،‬واهلل ألؤدبنكم غير هذا األدب‪ ،‬أو لتستقيمن‪ ،‬اقرأ يا غالم كتاب أمير‬ ‫المؤمنين»‪ ،‬فلما بلغ إلى قوله‪« :‬سالم عليكم»‪ ،‬لم يبق أحد في المجلس إال وقال‪« :‬وعلى أمير المؤمنين‬ ‫السالم»‪ ،‬ثم نزل‪.‬‬ ‫قال الشيباني‪« :‬كان رجل من أهل الكوفة‬ ‫قد بلغه عن رجل من عمال السلطان أنه يعرض‬ ‫صنيعة له بواسط للبيع‪ ،‬في مغرم لزمه للخليفة‪،‬‬ ‫فحمل وكي ًال له على بغل‪ ،‬وأعطاه خرجاً بدنانير‪،‬‬ ‫وقال له اذهب إلى واسط فاشتر هذه الصنيعة‬ ‫المعروضة‪ ،‬فلما خرج عن البيوت لحق به أعرابي‪،‬‬ ‫على حمار له‪ ،‬معه قوس وكنانة‪ ،‬فقال له‪« :‬إلى‬ ‫أين تتوجه؟»‪ ،‬قال‪« :‬إلى واس��ط»‪ ،‬قال‪« :‬فهل‬ ‫لك في الصحبة؟»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬فسارا حتى رأوا‬ ‫ظباء عنت لهما‪ ،‬فقال األعرابي‪« :‬أي الظباء أحب‬ ‫إليك‪ ،‬المتقدم منها أم المتأخر فأذكيه لك؟»‪،‬‬ ‫ق��ال‪« :‬المتقدم»‪ ،‬فرماه بالسهم فاقتنصه‪،‬‬ ‫فاشتويا وأكال‪ ،‬واغتبط الرجل بصحبته‪ ،‬ثم عرض‬ ‫لهما سرب قطاة‪ ،‬فقال‪« :‬أيها تريد؟»‪ ،‬فأشار إلى‬ ‫واحدة منها‪ ،‬فرماها فلم يخطئها ثم اشتويا وأكال‪،‬‬ ‫فلما انقضى أكلهما‪ ،‬فجعل األعرابي سهماً على‬ ‫القوس‪ ،‬ثم قال‪« :‬أين تريد أن أصيبك؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«اتق اهلل‪ ،‬واحفظ ذمام الصحبة»‪ ،‬قال‪« :‬البد‬ ‫من ذلك»‪ ،‬قال‪ :‬اتق اهلل واستبقني‪ ،‬ودونك البغل‬ ‫والخرج فإنه مترع ما ًال»‪ ،‬قال‪« :‬فاخلع ثيابك»‪ ،‬فانسلخ من ثيابه ثوباً ثوباً‪ ،‬حتى بقي مجرداً فقال له‪:‬‬ ‫«اخلع خفيك»‪ ،‬قال له‪« :‬اتق اهلل ودع لي الخفين ‪ ،‬فإن الرمضاء تحرق قدمي»‪ ،‬قال‪« :‬البد من ذلك»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬فدونك الخف فاخلعه»‪ ،‬فوضع القوس وتناول الخف‪ ،‬وذكر الرجل خنجراً كان معه في الخف اآلخر‪،‬‬ ‫فاستخرجه‪ ،‬فضرب به صدره فشقه إلى عانته وقال‪« :‬االستقصاء فرقة»‪ ،‬فذهبت مث ًال‪.‬‬ ‫دخل أبو دالمة على المهدي‪ ،‬فأنشده أبياتاً أعجب بها‪ ،‬فقال له‪« :‬سلني أبا دالمة‪ ،‬واحتكم ما شئت»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬كلب‪ ،‬يا أمير المؤمنين أصطاد به»‪ ،‬قال‪ »:‬قد أمرنا لك بكلب‪ ،‬أها هنا بلغت همتك‪ ،‬وإلى ها هنا‬ ‫انتهت أمنيتك؟» قال‪« :‬ال تعجل علي يا أمير المؤمنين‪ ،‬فإنه بقي علي»‪ ،‬قال‪« :‬وما بقي عليك؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فرس أركبه»‪ ،‬قال‪« :‬قد أمرنا لك بفرس تركبه»‪ ،‬قال‪« :‬وغالم يقود الكلب»‪ ،‬قال ‪« :‬وغالم يقود الكلب»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬وخادم يطبخ لنا الصيد»‪ ،‬قال‪« :‬وخادم يطبخ لك الصيد»‪ ،‬قال‪« :‬ودار نسكنها»‪ ،‬قال‪« :‬ودار تسكنها»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬وجارية آوي إليها»‪ ،‬قال‪« :‬وجارية تأوي إليها»‪ ،‬قال‪« :‬بقي اآلن المعاش»‪ ،‬قال‪« :‬قد أقطعناك ألف‬ ‫جريب عامرة‪ ،‬وألف جريب غامرة»‪ ،‬قال‪« :‬وما الغامرة يا أمير المؤمنين؟»‪،‬قال‪ :‬التي ال تعمر»‪ ،‬قال‪« :‬أنا‬ ‫أقطع أمير المؤمنين خمسين ألف جريب غامرة من فيافي بني أسد»‪ ،‬قال‪« :‬قد جعلناها لك عامرة كلها»‪،‬‬ ‫قال‪ :‬فيأذن لي أمير المؤمنين في تقبيل يده؟»‪ ،‬قال‪« :‬أما هذه فدعها»‪ ،‬قال‪« :‬ما نفعتني شيئاً أيسر على‬ ‫أم عيالي من هذا»‪.‬‬ ‫حكي أن سائ ًال أتى عبد اهلل بن عباس‪ ،‬وهو ال يعرفه‪ ،‬فقال له‪« :‬تصدق فإني نبئت أن عبد اهلل بن‬

‫عباس أعطى سائ ًال ألف درهم واعتذر إليه»‪ ،‬فقال له‪« :‬وأين أنا من عبد اهلل؟»‪ ،‬قال له‪« :‬أين أنت منه في‬ ‫الحسب أم كثرة المال؟»‪ ،‬قال‪« :‬فيهما جميعاً»‪ ،‬قال‪« :‬أما الحسب في الرجل فمروءته وفعله‪ ،‬وإذا شئت‬ ‫فعلت‪ ،‬وإذا فعلت كنت حسيباً»‪ ،‬فأعطاه ألفي درهم واعتذر له من ضيق نفقته‪ ،‬فقال له السائل‪« :‬إن لم‬ ‫تكن عبد اهلل فأنت خير منه ‪ ،‬وإن تكن إياه فأنت اليوم خير منك أمس»‪ ،‬فأعطاه ألفاً آخر‪ ،‬فقال السائل ‪:‬‬ ‫«هذه هزة حسب كريم»‪.‬‬ ‫بعث ملك الهند إلى هارون الرشيد بسيوف قلعية وكالب وثياب من ثياب الهند‪ ،‬فلما أتاه الرسل‬ ‫بالمدينة‪ ،‬أمر األتراك فصفوا صفين‪ ،‬ولبسوا الحديد حتى ال يرى منهم إال الحدق‪ ،‬وأذن للرسل فدخلوا‬ ‫عليه‪ ،‬فقال لهم‪« :‬ما جئتم به؟»‪ ،‬فقالوا له‪« :‬هذه أشرف كسوة ببالدنا»‪ ،‬فأمر الرشيد أن يقطع منها‬ ‫أجال ًال لخيله فصلب الرسل على وجوههم ونكسوا رؤوسهم‪ ،‬ثم قال لهم‪« :‬ما عندكم غير هذا؟»‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫«هذه سيوف قلعية ال نظير لها»‪ ،‬فدعا الرشيد أن يؤتى بالصمصامة سيف عمرو بن معدي كرب‪ ،‬فقطعت‬ ‫به السيوف بين يديه سيفاً سيفاً كما يقطع الفجل‪ ،‬ثم عرضت عليهم الصمصامة‪ ،‬فإذا هي ال فل فيها‪،‬‬ ‫فنكس القوم رؤوسهم‪ ،‬ثم قال‪« :‬ما عندكم؟»‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫«هذه كالب‪ ،‬ال يبقى لها سبع إال عقرته»‪ ،‬قال لهم‬ ‫الرشيد‪« :‬إن عندي سبعاً‪ ،‬فإن عقرته‪ ،‬فهي كما‬ ‫ذكرتم»‪ ،‬ثم أمر باألسد فأخرج‪ ،‬فلما نظروا إليه‬ ‫هالهم‪ ،‬وقالوا‪« :‬ليس عندنا مثل هذا السبع»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬هذه سباع بالدنا»‪ ،‬قالوا‪« :‬فنرسلها عليه»‪،‬‬ ‫وكانت األكلب ثالثة‪ ،‬فأرسلت عليه فمزقته‪ ،‬فأعجب‬ ‫الرشيد بها‪ ،‬وقال لهم‪« :‬تمنوا في هذه الكالب ما‬ ‫شئتم»‪ ،‬قالوا‪« :‬ما نتمنى إال السيف الذي قطعت به‬ ‫سيوفنا»‪ ،‬قال لهم‪« :‬هذا ما ال يجوز في ديننا أن‬ ‫نهاديكم بالسالح‪ ،‬ولوال ذلك ما بخلنا به عليكم»‪،‬‬ ‫ثم أمر لهم بتحف كثيرة‪ ،‬وأحسن جائزتهم‪.‬‬ ‫ق��ال الشيباني‪ :‬خ��رج أمير المؤمنين أبو‬ ‫العباس متنزهاً‪ ،‬فأمعن في نزهته‪ ،‬وانتبذ من‬ ‫أصحابه‪ ،‬فوافى خباء ألعرابي‪ ،‬فقال له األعرابي‪:‬‬ ‫«ممن الرجل؟» ق��ال‪« :‬من كنانة»‪ ،‬ق��ال‪« :‬من‬ ‫أي كنانة؟»‪ ،‬قال‪« :‬من أبغض كنانة إلى كنانة»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬فأنت إذن من قريش»‪ ،‬قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«فمن أي قريش؟»‪ ،‬قال‪« :‬من أبغض قريش إلى‬ ‫قريش؟»‪ ،‬قال‪ :‬فأنت إذن من ولد عبد المطلب»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬نعم»‪ ،‬قال‪« :‬فمن أي ولد عبد المطلب؟»‪ ،‬قال‪« :‬من أبغض ولد عبد المطلب إلى عبد المطلب»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬فأنت إذن أمير المؤمنين‪ ،‬السالم عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اهلل وبركاته»‪ ،‬فاستحسن ما رأى‬ ‫منه‪ ،‬وأمر له بجائزة عظيمة‪.‬‬ ‫كان ابن الرومي الشاعر كثير التطير‪ ،‬فقرع البحتري يوماً عليه الباب‪ ،‬فقال‪« :‬من هذا؟»‪ .‬فقال البحتري‪:‬‬ ‫«سخط الحي القيوم‪ ،‬والمهل والغسلين والزقوم‪ ،‬يأخذ جميع الردم‪ ،‬وكل بالء كان أو يكون إلى يوم‬ ‫الدين»‪ ،‬فأغلق ابن الرومي بابه ولزم داره‪..‬‬ ‫وحكى بعضهم قال‪ :‬كانت أعرابية تحاجي الرجال‪ ،‬فال يكاد أحد يغلبها‪ ،‬فأتاها جني في صورة إنسان‪،‬‬ ‫فقال لها‪« :‬أحاجيك؟»‪ ،‬قالت‪« :‬قل»‪ ،‬قال‪« :‬كاد العروس أن يكون أميراً»‪ ،‬قالت‪« :‬كاد المنتعل يكون‬ ‫راكباً‪ ،‬قال‪« :‬كاد النعام يكون طائراً»‪ ،‬قالت‪« :‬كاد الفقر يكون كفراً‪ ،‬قال‪« :‬كاد المريب يقول خذوني»‪ ،‬ثم‬ ‫أمسك‪ ،‬فقالت له‪« :‬جاوبتك‪ ،‬فأين جوابي؟»‪ ،‬فقال لها‪« :‬قولي»‪ ،‬فقالت‪« :‬عجبت»‪ ،‬قال‪« :‬عجبت للسبخة‬ ‫كيف ال يجف ثراها‪ ،‬وال ينبت مرعاها»‪ ،‬فقالت‪« :‬عجبت للحصى‪ ،‬كيف ال يكبر صغيره‪ ،‬وال يهرم كبيره»‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬عجبت لحفرة بين فخذيك‪ ،‬كيف ال يدرك قعرها‪ ،‬وال يمل حفرها»‪ : ،‬فخجلت من جوابه‪ ،‬ولم تعد‬ ‫إلى ما كانت عليه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪920‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)823‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫“الحركـة التالميذيـة بإمـزورن‬ ‫بين المسار واالنكسار”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫ال شك أن الحديث عن تحوالت تاريخ الزمن الراهن ببالدنا‪ ،‬أضحى‬ ‫بسياقها التاريخي والظروف السياسية التي أنتجتها وصاحبتها‪ ،‬ومضاعفاتها‬ ‫على الحركة التالميذية بشكل خاص‪ ،‬وعلى الحركة االجتماعية بالمنطقة‬ ‫يستلزم العودة لتجميع شتات الذاكرة الجماعية التي بلورت حركات تأطيرية‬ ‫بشكل عام‪ ،‬وهي محاولة عكفت عليها لمدة من الزمن‪ ،‬حاولت أن أستعيد‬ ‫وسياسية ونقابية وجمعوية عديدة‪ .‬وال شك –كذلك‪ -‬أن هذا التجميع‬ ‫فيها شريط هذه األحداث قدر المستطاع‪ ،‬وحسب ما بقي عالقا بذاكرتنا وذا‬ ‫أصبح منفتحا ــ أكثر من أي وقت مضى ــ على توسيع مفهوم الوثيقة‬ ‫قيمة رمزية مؤثرة‪ ،‬حول هذه الحركة الشبابية بما لها وما عليها‪ ،‬مركزا‬ ‫التاريخية‪ ،‬لتتجاوز إطارها المدون والمادي‪ ،‬ولتنفتح على رحابة ملكة الحكي‬ ‫باألساس على أهمها دون أن يعني هذا إهمال بعض المحطات األخرى‪ ،‬أو‬ ‫وعلى استثمار عطاء الروايات الشفوية‪ ،‬بما لها وبما عليها‪ .‬فالتاريخ الحاضر‬ ‫استصغارا من حجمها وآثارها على هذه التجربة النضالية ككل‪ ،‬مع اإلشارة‬ ‫يظل محفوظا في صدور صانعيه‪ ،‬وعلى المؤرخ أن يستنفر جهوده للغوص‬ ‫في األخير إلى تداعيات هذه الحركة وما شكلته مستقبال من روافد مهمة‬ ‫في أعماق هذه الصدور‪ ،‬بحثا عن التفاصيل‪ ،‬وتجميعا للجزئيات‪ ،‬وتحقيقا‬ ‫لتأسيس وعي جمعوي وسياسي بإمزورن خاصة وبالمنطقة عامة‪( ”...‬ص‪.‬‬ ‫لألعالم‪ ،‬ثم استثمارا للنتائج‪ .‬ال يتعلق األمر بكتابة سير‪-‬ذاتية‪ ،‬بقدر ما‬ ‫‪.)4‬‬ ‫أنها اختراق منهجي لإلطار المرجعي الناظم للتوثيق في الكتابات التاريخية‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬اهتم الكتاب بتقديم غزارة استثنائية في المعطيات‬ ‫التقليدانية التي حصرت “الوثيقة” في إطارهـا المادي المباشر‪ ،‬متناسيـة‬ ‫المرتبطة بالسياق العام لبروز الحركة التالميذية بإمزورن وتطوراتها‬ ‫أن حركيـة المجتمع تصنعها مبادرات ومواقف ورؤى من الصعب‪ ،‬بل من‬ ‫السريعة لسنوات ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬وخاصة خالل المرحلة الممتدة‬ ‫المستحيل أحيانا‪ ،‬التوثيق لها ماديا بالتدوين وبالتأليف‪ ،‬مثلما هو الحال‬ ‫بين سنتي ‪ 1984‬و‪ .1987‬وقد حرص المؤلف على تقديم تفاصيل حول‬ ‫مع قضايـا التراث الرمزي‪ ،‬وتاريخ الذهنيات‪ ،‬وتراكم المواقف السياسية‪،‬‬ ‫ظروف ميالد النواة األولى لهذه الحركة االحتجاجية في عالقتها بأداء‬ ‫وتدافع الحركات االحتجاجية‪ ،‬إلى غير ذلك من الظواهر المرتبطة بردود‬ ‫الحركات االجتماعية المحلية والوطنية‪ ،‬مركزا على إبراز الجانب السياسي‬ ‫أفعال آنية ال تعطي ألصحابها الفرصة وال القناعة بضرورة الكتابة عنها‬ ‫والثقافي للحركة في إطار صراع القيم‪ ،‬وآثار ذلك على استنبات الوعي‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫المتقاطعة‬ ‫في حينها وفي خضم تفاعالتها المباشرة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن الذاكرة الفردية‬ ‫السياسي والثقافي للفاعلين‪ .‬وقد عزز عمله بإدراج شهادات لعدد من الفاعلين‬ ‫مع مواقف جماعية ناظمة‪ ،‬تظل خزانا االستثمار العلمي‪ ،‬بعد إخضاعها لقواعد النقد التاريخي المباشرين في الوقائع‪ .‬يتعلق األمر بكل من أحمد الشريف‪ ،‬وعبد الحافظ األزرق‪ ،‬ومكي الحنودي‪،‬‬ ‫المعروفة وألدواتها اإلجرائية في التجميع وفي التفكيك حسب ما هو معروف لدى المتخصصين‪ .‬وعبد الحكيم أمغار‪ ،‬ومحمد مخلص‪ .‬كما خصص حيزا إلدراج ملحقين منفصلين‪ ،‬األول خاص‬ ‫في سياق االهتمام بحفظ هذه الذاكرة الجماعية بالنسبة لنخب منطقة الريف عموما‪ ،‬باإلرهاصات األولى للعمل الجمعوي بإمزورن‪ ،‬والثاني بمعالم الدخول المحتشم للدولة لمرحلة‬ ‫ومدينة إمزورن تحديدا‪ ،‬يندرج صدور كتاب “الحركة التالميذية بإمزورن بين المسار واالنكسار”‪ ،‬العدالة االنتقالية عند بداية تسعينيات القرن الماضي‪.‬‬ ‫وبذلك‪ ،‬استطـاع محمد بلمزيـان تقديم عمل غير مسبوق‪ ،‬ال شك وأنه سيوجـه اهتمـام‬ ‫لألستاذ محمد بلمزيان‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬في ما مجموعه ‪ 155‬من الصفحات ذات الحجم الكبير‪.‬‬ ‫الباحثين في قضايا الزمن الراهن‪ ،‬وتحوالت الحركات االحتجاجية بمنطقة الريف بشمال المغرب‪،‬‬ ‫والعمل‪ ،‬تجميع لمظاهر الخصب في إحدى أنبل تجارب الحركات االحتجاجية التي عرفتها منطقة‬ ‫من أجل توفير الزاد الضروري لفهم حقيقة ما جري‪/‬وما يجري‪ .‬ولعل من عناصر القوة في‬ ‫الريف بشمال المغرب خالل فترة ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬فكان لها دور بارز في االرتقاء بالوعي العمل‪ ،‬ابتعاد المؤلف عن االطمئنان ليقينيات األحكام النوسطالجية الحالية وعن إضفاء البعد‬ ‫الجماعي لنخب المرحلة وفي إنشاء “مدرسة موازية” للتكوين السياسي والنقابي والحقوقي األسطوري على المواقف وعلى الرؤى وعلى المبادرات‪ ،‬في مقابل االهتمام بتجميع المعطيات‬ ‫والثقافي‪ ،‬غطت تأثيراته الالحقة أجزاء واسعة من عموم بالد المغرب‪ .‬ولقد أجمل المؤلف معالم التي صنعت التجربة وأينعت عطاءها المتميز‪ ،‬من دون إغفال عوامل االنكسار التي أدت إلى‬ ‫هذا األفق العام‪ ،‬في كلمته التقديمية‪ ،‬عندما قال‪ ...“ :‬لكون الذكرى عربونا على الوفاء‪ ،‬وتصديا تراجع تأثيرها في سياق تطورات بنيوية‪ ،‬منها ما هو مرتبط بطبيعة أداء الحركة ذاتها‪ ،‬ومنها‬ ‫للذاكرة لكي ال تصاب بالصدأ في يوم من األيام‪ ،‬وصون هذا الصرح الشامخ وتجديده دوما‪ ،‬ما هو مرتبط بأداء الحركات الثقافية األمازيغية وتناقضاتها العميقة عبر مجمل أصقاع خريطة‬ ‫كمعلمة تاريخية‪ ،‬كل لبنة من بنياتها تلخص موضوعا لحكاية قائمة‪ ،‬وهي تعكس مرحلة تعتبر البالد‪ .‬وال شك أن االنكباب الجدي لتشريح مضامين الكتاب‪ ،‬بعيدا عن قيود “الذاكرة الجماعية”‬ ‫من أخصب المراحل العمرية المتسمة بالعنفوان والحماس‪ ،‬التي يمكن أن يعيشها اإلنسان وقريبا من رحابة “الذاكرة التاريخية”‪ ،‬يساهم في تقديم القراءات النقدية الكفيلة بإعادة تقييم‬ ‫خالل مسار عمره تقريبا‪ ،‬والتي تحفظ خاللها الذاكرة كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬ال تدعها تمر دون السياقات والتأصيل لشروط تفسير الكثير من تحوالت الخطاب االحتجاجي بمنطقة الريف خالل‬ ‫أن تخصص لها حيزا في سجلها الذهبي‪ ،‬عبر استرجاع لوحات من تفاصيلها مع محاولة ربطها زماننا الراهن‪.‬‬

‫جمعية قوارب الحياة تصل إلى عين عبيد‬ ‫بإقليم العرائش‬

‫سلطات تطوان تعمل على تحرير جزء‬ ‫من الملك العمومي للمدينة‬

‫في إطار األنشطة التوعوية التي تقوم بها جمعية قوارب الحياة بشمال المغرب‪ ،‬حل أعضاء هذه الجمعية األسبوع‬ ‫الماضي بدوار عين عبيد التابع للجماعة القروية ألربعاء عياشة بإقليم العرائش‪ .‬و بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية‬ ‫البشرية و بتعاون مع رئيس جماعة أربعاء عياشة‪ ،‬نظمت الجمعية عدة ورشات تحسيسية لفائدة نساء و أطفال دوارعين‬ ‫عبيد التابع لجماعة أربعاء عياشة‪.‬‬ ‫و قد اشتملت الورشات التوعوية على حقوق المرأة أطرتها األستاذة فتحية اليعقوبي حيث تطرقت للتعريف بحقوق‬ ‫المرأة في التعليم والصحة والتمدرس‪ ،‬وباقي الحقوق األخرى التي يعتبرها الرجل القروي حكرا على الرجال فقط‪.‬‬ ‫و قد القت هذه الورشة استحسانا من طرف النساء القرويات بهذه المنطقة‪ ،‬وذلك من خالل تفاعلهن مع المؤطرة‪،‬‬ ‫حيث كن يبدين اهتماما كبيرا بما تقوله‪ ،‬وكذلك من خالل طرح العديد من األسئلة لالستفسار عن واقهم‪ ،‬ومدى‬ ‫مالؤمة هذه الطرحات الحقوقية داخل مجتمعهم القروي‪.‬‬ ‫أما ورشة التربية على المواطنة و حقوق اإلنسان فكانت من تأطير األستاذ فؤاد أخريف حول موضوع قيم و مبادئ‬ ‫حقوق اإلنسان لفائدة تالميذ مجموعة مدارس حمزة بن عبد المطلب‪ ،‬و الذين تمكنوا من خاللها فهم حقوق الطفل‬ ‫و حقوق الفرد تجاه األفراد و الجماعات‪.‬‬ ‫كما استفاد األطفال من ورشة الماكياج التمويهي التي أطرتها األستاذة سلوى هروسي‪ ،‬حيث إن أطفال دوار عين‬ ‫عبيد‪ ،‬اطلعوا وألول مرة على أدوات التجميل وكيف يتم التجميل التهريجي‪.‬‬ ‫نشاط هذه الجمعية لم يخل من الرياضة‪ ،‬حيث تم تنظيم مباراة في كرة القدم لفائدة تالميذ مجموعة مدارس‬ ‫حمزة بن عبد المطلب‪.‬‬ ‫و قد تخلل هذا النشاط وصالت ترفيهية من تنشيط أسامة ورياش و عبد السالم‪ ،‬باإلضافة إلى مقاطع غنائية‬ ‫من أداء الفنانة الصاعدة وصال‪ .‬كما شارك في هذا النشاط مجموعة من األساتذة من مدينة قرطبة اإلسبانية و الذين‬ ‫عبروا عن فرتحهم بالحضور وبالمشاركة في النشاط الذي نظمته الجمعية بدفه إدخال البهجة و الفرح على مواطنين‬ ‫هم في أمس الحاجة إلى مثل هذه االلتفاتات‪ ،‬وبالتالي بتنوير اإلنسان القروي وخاصة المرأة والطفل بحقوقهم‪.‬‬

‫‪ ‬بعد تفاقم ظاهرة الباعة المتجولين وبشكل ملفت بمدينة الحمامة البيضاء تطوان باحتاللهم الدائم وبشكل‬ ‫كلي أو جزئي ألرصفة الشوارع‪ ،‬وخاصة على مستوى شارع الجزائر‪ ،‬والمعهد الثقافي اإلسباني والفضاء المجاور لسينما‬ ‫إسبانيول‪ ،‬والذين احتلوا أهم شوارع المدينة‪ ،‬و عمدوا إلى إغالق جل الممرات و الطرق‪ ،‬محولين المدينة إلى أسواق‬ ‫عشوائية‪ ،‬وأضحت مدينة تطوان تعيش بشكل دائم في فوضى السير والجوالن وخاصة في الفضاءات المذكورة‪ ،‬حيث‬ ‫طالت حتى بعض المرافق الحيوية بالمدينة‪ ،‬ووضعت أصحاب المحالت التجارية على حافة اإلفالس‪ .‬وبعد أن عملت كل‬ ‫من السلطات المحلية والجماعة الحضرية‪ ،‬على إنشاء أسواق للقرب ببعض األماكن المختلفة بالمدينة قصد استيعاب‬ ‫هؤالء الباعة بتوفير بديل لهم‪ ،‬والذي من المنتظر أن يتم وضعها رهن إشارتهم خالل األيام القليلة القادمة‪ ،‬في انتظار‬ ‫اإلجراءات األخيرة لتحديد المستفيدين الحقيقيين من هذه األسواق‪ .‬نظمت السلطات المحلية مؤخرا حملة تمشيطية‬ ‫ضد هؤالء الباعة‪ ،‬شملت النقط السوداء اآلنفة الذكر‪ ،‬في انتظار مناطق أخرى متفرقة للباعة المتجولين‪ .‬هذا اإلجراء‬ ‫لم يرق الكثير من الباعة المتجولين ‪ ،‬وخاصة القادمين من مدن أخرى‪ ،‬حيث عبروا عن استيائهم وامتعاضهم‬ ‫من هذا اإلجراء الذي وصفوه بالتعسفي‪ ،‬فيما عبر العديد من ساكنة مدينة تطوان عن رضاهم على هذه الحملة‬ ‫التطهيرية التي أعادت لهذه الشوارع رونقها وجمالها بعد أن تم تحريرها من طرف الباعة المتجولين الذين‬ ‫كانوا يحتلون هذه الفضاءات الجميلة‪ ،‬طالبين من السلطات المحلية أن اليكون هذا اإلجراء ظرفيا‪ ،‬وأن يشمل‬ ‫أيضا بعض المقاهي التي تحتل األرصفة دون وازع‪ ،‬في منظر أقل ما يمكن نعته بأنه يخدش صورة تطوان تلك‬ ‫المدينة الجميلة‪.‬‬ ‫وقد قامت السلطات المحلية بإنزال أمني مكثف مدعومة بتعزيزات من القوات المساعدة للتصدي للباعة الجائلين‪،‬‬ ‫و تحرير شوارع المدينة من قبضتهم‪ ،‬حيث تمكنت وعلى مدار ساعات من إخالء جل شوارع المدينة من الفراشة بدءا‬ ‫من شارع الجزائر وصوال للفدان ومحيط مسرح إسبانيول دون تسجيل وقوع أي اشتباكات ما عدا بعض المالسنات‬ ‫بين الطرفين‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م‪.‬ح‬


‫العدد ‪920‬‬

‫مع‬

‫املواطنني‬

‫قليل من كثير هموم جماعة‬ ‫مصمودة بإقليم وزان‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫‪ ‬‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫لعبة السودوكو (‪)388‬‬ ‫أصل اللعبة‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫قنطرة جرفتها األمطار‬

‫‪ ‬عاينت ال��ج��ري��دة ب��دوار‬ ‫بني احسن الواقع تحت النفوذ‬ ‫الترابــي لجماعــــة مصمودة‪،‬‬ ‫ال��ت��ده��ور ال���ذي لحق قنطرة‬ ‫صغيرة تربط ال��دوار المذكور‬ ‫بالطريـق الرئيسي نحــو وزان‬ ‫ومركز الجماعة حيث تتمركز‬ ‫المرافق اإلدارية ‪ .‬ويستفاد من‬ ‫شكاية ‪ - ‬تتوفر الجريدة على‬ ‫نسخة منها – وجهها أحمد الصغير المستشار بذات الجماعة‪ ،‬إلى رئيس جماعة‬ ‫مصمودة‪ ،‬فإن سبب التحطم الذي لحق القنطرة يرجع للسيول الجارفة لألمطار‬ ‫التي نزلت على المنطقة في األيام األخيرة ‪ .‬ونظرا ألهمية هذه القنطرة في‬ ‫إنعاش الحياة بالدوار المذكور‪ ،‬ودورها في ربطه بمحيطه‪ ،‬ولكي يعطي المنتخب‬ ‫الجماعي معنى إيجابي لمفهوم القرب من قضايا الساكنة‪ ،‬فإنه التمس ‪-‬بنفس‬ ‫الشكاية‪ -‬من رئيس الجماعة الترابية مصمودة التعجيل بإصالح القنطرة‪ ،‬وتتبع‬ ‫األشغال التي يجب أن تكون وفق مواصفات مضبوطة حماية للمال العام ‪.‬‬ ‫‪oooo‬‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬

‫سوق أسبوعي في حالة كارثية‬ ‫‪ ‬ف��ي انتظار تعزيز بنية‬ ‫مركز جماعة مصمودة بسوق‬ ‫أس��ب��وع��ي ج���دي���د‪ ،‬مستوف‬ ‫للمعايير والمواصفات المطلوب‬ ‫توفرها في مثل هذه الفضاءات‬ ‫االجتماعية المستقطبة لساكنة‬ ‫ال��ع��ال��م ال���ق���روي‪ ،‬وألن ه��ذا‬ ‫المولود الجديد ال يلوح في‬ ‫األف��ق أي بصيص أم��ل بأنه‬ ‫سيخرج للوجود قريبا بسبب أكثر من إكراه ذاتي وموضوعي‪ ،‬فإن أصوات‬ ‫فعاليات مدنية ترتفع هنا وهناك مطالبة بإخراج السوق األسبوعي الحالي الذي‬ ‫يتوسط مركز الجماعة من المستنقع اآلسن الذي يسبح فيه ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬

‫‪ ‬الحالة الكارثية التي يوجد عليها هذا الفضاء تعكسها أكثر من نقطة‬ ‫سوداء تلتقط بالعين المجردة ‪ .‬فعلى سبيل الحصر‪ ،‬وقفت الجريدة على تالل‬ ‫من األزبال متراكمة بمختلف زوايا السوق‪ ،‬وتنبعث منها روائح نتنة معرضة‬ ‫البشر والسلع المعروضة لكل األوبئة واألمراض‪ .‬يضاف إلى ما سبق ذكره‪،‬‬ ‫مخلفات الزيتون (المرجـان) التي تمأل بركها مساحــة عريضـة من السوق‬ ‫األسبوعي‪ ،‬الذي حول البعض في ظروف غامضة‪ ،‬وأمام صمت أكثر من جهة‪،‬‬ ‫ومنذ سنوات‪( ،‬حول) جزءا من مساحته إلى محطة الستقبال الزيتون والمتاجرة‬ ‫فيه بالجملة ‪ .‬هذا دون الحديث عن تدهور أرضية السوق‪ ،‬ومختلف المرافق‪،‬‬ ‫والغياب الشبه مطلق لمراقبة السلع المعروضة ومدى صالحيتها‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يترتب عنه ضرب صحة المستهلكين والمستهلكات في المعصم ‪.‬‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪ ‬الساكنة تنتظر من بيدهم سلطة القرار بالجماعة الترابية‪ ،‬التعجيل‬ ‫بإطالق عملية تأهيل هذا المرفق الحيوي‪ ،‬كما تدعو السلطة المحلية فتح عينها‬ ‫التي ال تنام لوضع حد للتصرفات الطائشة لحفنة من المنتخبين تخصصت في‬ ‫ابتزاز بعض العارضين ‪......‬‬

‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪o o o o ‬‬ ‫تأهيل المركز يقتل‪ ‬‬ ‫ل�����ن ن����ت����ط����اول ع��ل��ى‬ ‫اخ��ت��ص��اص��ات ال��م��ؤس��س��ات‬ ‫ال��رس��م��ي��ة المتخصصة في‬ ‫االفتحاص المالي واإلداري لكل‬ ‫المشاريع واألوراش المنجزة‬ ‫بالمال العام‪ ،‬لكن ورش تأهيل‬ ‫مركز جماعة مصمودة وما‬ ‫أساله من م��داد وضجيج‪ ،‬لن‬ ‫يثني جريدة االتحاد االشتراكي‬ ‫عن تتبع خيوط حوالي مليار سنتيم المخصص لتأهيل مركز الجماعة‪ ،‬ووضع‬ ‫الرأي العام والجهات المختصة بين ثنايا اإلنفاق العمومي المخصص لهذا‬ ‫الورش كلما استجد جديد في الموضوع ‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار وقفت الجريدة في األيام األخيرة على صورة غريبة تنبئ‬ ‫بأن عملية التأهيل المشار إليها تمشي على رأسها ‪ .‬يتعلق األمر بتعريض‬ ‫المقاولة المسؤولة عن الورش حياة المواطنين لكل أنواع الخطر حين تركت‬ ‫عمودا كهربائيا نابتا في قلب الشارع العام الذي يربط المركز بتجمع سكاني‪،‬‬ ‫وبالسوق األسبوعي‪ ،‬وبدار الطالبة ودار الشباب ‪ ....‬السؤال المطروح هو كيف‬ ‫لمقاولة تجر وراءها خبرة طويلة حسب أكثر من مصدر «تهندس للموت‬ ‫المحقق»؟ ولماذا أصاب العمى عيون لجان تتبع هذا اإلبداع الغريب في‬ ‫التأهيل ؟‬ ‫إن إنقاذ أرواح مستعملي هذا المقطع من الطريق من المخاطر المحدقة‬ ‫بهم‪ ،‬يستدعي التعجيل وقبل فوات األوان الضغط على المقاولة القتالع هذا‬ ‫العمود الكهربائي‪ ،‬وأن كل تأخير في ذلك يمكن أن يصنف تحت عنوان « القتل‬ ‫العمد مع سبق اإلصرار والترصد» ‪ .‬‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 7‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪388‬‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 920‬ـ الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫صعد‬

‫اسماعيل بلمعلم ضد فريقه‪ ،‬اتحاد طنجة‪ ،‬بعد تشبث األخير بقراراته اتجاه‬ ‫الالعب‪ ،‬من إصدار عقوبة مالية وإلحاقه بتداريب فريق األمل‪ .‬القصة كما‬ ‫يعلمها الجميع تعود لتغيب غير مبرر للرجاوي السابق‪ ،‬عن الحصص التدريبية للفريق و في‬ ‫مبارتين رسميتين أمام أسفي والفتح دون سابق إشعار‪ ،‬ورفضه اإلجابة على اتصاالت هاتفية‬ ‫من بعض أعضاء المكتب‪ ،‬إلى حين توصله بإنذار وامتثاله لطلب اللجنة التأديبية والقانونية‬ ‫للفريق بالجلوس معها في اجتماع استعان فيه الالعب بمفوض قضائي‪ ،‬وعيا منه أن االجتماع‬ ‫لن يكون عاديا‪ .‬وهذا ما حصل حين برر الالعب غيابه بتعرضه إلصابة ولجوئه للبروفيسور‬ ‫العرصي بالدار البيضاء من أجل فحصه ومنحه شواهد تثبت إصابته وضرورة إجرائه لعملية‬ ‫جراحية‪ .‬اللجنة رفضت شواهد العرصي جملة وتفصيال‪ ،‬وتشبثت بأولوية الطاقم الطبي‬ ‫للفريق لإلشراف على فحص اللعب‪ ،‬ومتابعة حالته الصحية من باب مسؤوليتها‪ ،‬واعتبرت‬ ‫الشواهد التي قدمها بلمعلم الغية‪ ،‬كما طالبت الالعب بإجراء فحص مضاد‪.‬وهنا اتهم بلمعلم‬ ‫مسؤولين باإلساءة للفريق ويجهل مهامهم الحقيقية داخل بيت اتحاد طنجة‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫نظرة تاريخية حول التربية‬ ‫البدنية‪)6( :‬‬

‫التربية البدنية عند المسلمين ‪:‬‬ ‫يحفل ديننا الحنيف بجملة من التوازن الروحي والجسدي‪ ،‬والتربية‬ ‫البدنية جزء من هذا النظام فهي ذات أسانيد قوية من القرآن الكريم‬ ‫والسنة المطهرة ‪ -‬وسيأتي معنا تفصيل فيها – كما تحفل وقائع الحياة‬ ‫االجتماعية السلفية باألحداث الرياضية‪ ،‬قبل وبعد بعثة الرسول ‪ s‬وخالل‬ ‫فترة الخلفاء الراشدين‪ f ،‬وكانت تجد الدعم والتأييد سواء على المستوى‬ ‫الشعبي أو على مستوى األئمة وعلماء الدين‪ ،‬حتى أن بن القيم أفرد كتابا‬ ‫كامال لها تحت عنوان « الفروسية « وهو االسم الذي عرفت به الرياضة‬ ‫لدى المسلمين األوائل ‪،‬وتشهد أيام العرب وتواريخهم وأحوالهم‬ ‫وأشعارهم وتراثهم التي تناقلته األجيال بمدى شغف المسلمين برياضات‬ ‫النزال والسباق ‪ .‬ولقد كانت من األنشطة التي أثنى عليها ‪ ،‬بل ومارسها‬ ‫الخلفاء الراشدين من بعده‪ ،‬وبعض الصحابة والعلماء والفقهاء على‬ ‫مدى تاريخ الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ولهذا فإن الرياضة في اإلسالم لم تكن‬ ‫في موضع تعارض واختالف كما هو الحال في بعض األديان الكتابية‪،‬‬ ‫بل كانت أحد المنشطات اإلنسانية والثقافية البارزة لدى المسلمين في‬ ‫أغلب عصورهم‪ ،‬وخاصة المزدهرة منها‪ « ،‬فكانت تحمل في طياتها كل‬ ‫مقومات النظام االجتماعي « فهي معروفة وشائعة ومقبولة بين غالبية‬ ‫المسلمين‪ ،‬وقد آمن كثير من الفقهاء والمفكرين المسلمين بأهمية‬ ‫النشاط الرياضي والبدني ولم تغب عنهم القيم التربوية‪ ،‬المتضمنة‬ ‫لهذه المناشط‪ ،‬واشتملت مؤلفاتهم وأقوالهم على اإلشادة بالتربية‬ ‫البدنية فقد أحبّ اإلمام الشافعي رحمه اهلل رياضة الرمي بالقوس حباًّ‬ ‫جما‪ « ،‬كما أشار أبو حامد الغزالي إلى أهمية أن يلعب الصبي لعباً جمي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫يستريح إليه من عناء المكتب»‪.‬‬ ‫كما نوه المفكر االجتماعي المسلم ابن خلدون في كتابه المقدمة‬ ‫بفائدتها وعالقتها الكبيرة بالحياة داخل أي مجتمع كان ‪ .‬فاإلسالم إذن‬ ‫طور هذا المفهوم ليصبح نظاما قائما بذاته وستمر تطور هذا المفهوم‬ ‫إلى يومنا هذا ‪.‬‬ ‫منقول لالستفادة‬

‫محمد أحكان‪...‬‬ ‫رئي�س اللجنة الت�أديبية والقانونية لفريق‬ ‫احتاد طنجة لكرة القدم‬

‫فصول قضية بلمعلم‬ ‫واتحاد طنجة وتداعياتها‪،‬‬ ‫وحضور الالعب بمعية‬ ‫مفوض قضائي‪:‬‬ ‫انطلقت بتغيب الالعب عن‬ ‫ت��داري��ب الفريق كما ج��اء على‬ ‫لسان محمـــد أحكان‪ ،‬المحامـي‬ ‫بهيئة طنجــة‪ ،‬ورئيس اللجنـــة‬ ‫التأديبية والقانونية للفريـــق‬ ‫وقال» ال أحــد يشك في قدرات‬ ‫الالعب اسماعيــل بلمعلـــم‪ .‬ما‬ ‫حصل هو غيابــه عن التداريب‬ ‫من ‪ 27‬نوفمبــر إلى ‪ 6‬دجنبر‪،‬‬ ‫بدون مبــرر‪ ،‬الفريق تفاجأ لهذا‬ ‫الغياب‪ .‬ربطت اتصاالت هاتفية‬ ‫بالالعب من طرف بعض أعضاء‬ ‫المكتب المسير الستفساره في‬ ‫موضوع الغيــاب‪ ،‬الالعـــب كان‬ ‫يرفض الرد على المكالمات‪ .‬تمت مراسلته بطرق قانونية‪.‬‬ ‫وبعد استشارة المكتب المسير والطاقم التقني‪ ،‬دعت اللجنة‬ ‫التأديبية والقانونية للفريق إلى عقد اجتماع‪ ،‬وتقرر توجيه إنذار‬ ‫لالعب‪ .‬و»حضر الالعب اسماعيل بلمعلم في نهاية المطاف‬ ‫برفقة مفوض قضائي في اجتماع مع اللجنة المعنية بحضور‪،‬‬ ‫استفسرناه عن سبب غيابه‪ ،‬فتحجج باإلصابة‪ ،‬والجميع يعلم أن‬ ‫كل فريق يتوفر على طاقم طبي‪ .‬بلمعلم تجاهل الطاقم الطبي‬ ‫للفريق‪ ،‬وأحضر تقريرا طبيا ال ندري من أين أتى به‪ ،‬وبعد مرور‬ ‫ما يزيد عن تسعة أيام يدعي فيه تعرضه إلصابة»‪.‬‬

‫رفض حجج الالعب‪ ،‬إصدار عقوبات ودفاع عن‬ ‫اللجنة الطبية‪:‬‬ ‫وعن رد فعل اللجنة التأديبية والقانونية للفريق حول‬ ‫تبريرات بلمعلم أضاف رئيسها» اللجنة اعتبرت التقرير مرفوض‪،‬‬ ‫ألنه غير صادر عن اللجنة الطبية للفريق من جهة‪ ،‬ثم أن الالعب‬ ‫رفض إجراء فحص طبي مضاد من طرف الطاقم الطبي للفريق‬ ‫للتأكد من صحة إصابته‪ .‬وفي ظل تعنت الالعب‪ ،‬وعدم تجاوبه‬ ‫وضربه عرض الحائط العالقة التعاقدية التي تجمعه بالفريق‬ ‫والقانون الداخلي‪ ،‬جعل اللجنة تصدر عقوبات في حقه‪ ،‬من‬

‫غرامة مالية واإللحاق بفريق‬ ‫األم���ل والتشبث بعرضه‬ ‫لفحص طبي مضاد‪ .‬وأكـــد‬ ‫رئ��ي��س ال��ل��ج��ن��ة» الفريق‬ ‫يتوفر على طاقم طبي من‬ ‫أعلى المستويات‪ ،‬كان على‬ ‫الالعب أن يمر أوال عبره‪،‬‬ ‫ونحن كفريق كنا سنواكب‬ ‫ح��ال��ت��ه ال��ص��ح��ي��ة ون��ق��وم‬ ‫بالواجب‪ ،‬باعتبار أن الفريق‬ ‫مسؤول على الالعب ومخول‬ ‫له قانونيا وفق العقد الذي‬ ‫يربطه به‪ ،‬العناية الصحية‬ ‫بحالة ال�لاع��ب س���واء من‬ ‫الجانب المادي أو المعنوي‪.‬‬ ‫أكدنا لالعب ق��درة الفريق‬ ‫على مواكبة حالته الصحية‬ ‫بحكم عالقات تشاركية مع‬ ‫مجموعة من المصحات من أعلى مستوى‪ ،‬توفر العالج الطبيعي‪،‬‬ ‫الفحص باألشعة‪ ،‬ترميم ميغناطيسي‪ .‬في نظرنا أن هذا التقرير‬ ‫الطبي غير قانوني‪ ،‬والالعب أدلى به فقط من أجل التهرب من‬ ‫تبرير فترة غيابه»‪.‬‬

‫الحفاظ على صورة الفريق‪:‬‬

‫وختم رئيس اللجنة التأديبية والقانونية التحاد طنجة‬ ‫«بلمعلم تصرف تصرفا فرديا ال عالقة له بالمنطق‪ ،‬وهو العب‬ ‫كبير‪ ،‬يعلم حق الفريق عليه كما يعلم حقوقه‪ .‬تصرفه يدخل في‬ ‫نطاق األفعال المخالفة للقانون الداخلي للنادي‪ ،‬وبالتالي كان‬ ‫لزاما على اللجنة التدخل لردعه وتأديبه حفاظا على المصلحة‬ ‫العليا للفريق وشخصيته‪ .‬لألسف أن الالعب تعامل مع قرارات‬ ‫اللجنة بالالمباالة وبنوع من التعالي‪ ،‬وهذا في نظرنا سخرية‬ ‫وحط من قيمة الفريق‪ ،‬وألحق به ضررا على صعيد البطولة‬ ‫الوطنية وهو يحاول الظهور في صورة الضحية‪ .‬اللجنة وهي‬ ‫تؤمن باالنضباط كأساس نجاح ألي فريق لن تتهاون في اتخاذ‬ ‫القرارات التأديبية ومعاقبة أي كان في مخالفتها‪ ،‬ألن شعار‬ ‫اللجنة الفريق فوق الجميع ونطبق هذا على أي كان»‪.‬‬

‫خبـر إسبانيا ترد على التهديد باستبعادها‬ ‫دولـي‬ ‫من المونديال‬

‫أكد وزير التعليم والثقافة والرياضة اإلسباني‪ ،‬انييجو مينديث‬ ‫دي فيجو‪ ،‬اليوم إنه «ال خطر على مشاركة إسبانيا في المونديال»‪،‬‬ ‫وأن الحكومة تصرفت «وفقا للقانون وبكل شفافية»‪ ،‬فيما يتعلق‬ ‫بالعملية االنتخابية في االتحاد اإلسباني لكرة القدم‪ .‬وصرح‬ ‫المتحدث باسم الحكومة‪« :‬ق��رأت ما تم نشره‪ ،‬أي مسألة عن‬ ‫خطاب موجه من الفيفا لالتحاد اإلسباني لكرة القدم‪ ،‬وليس إلى‬ ‫المجلس األعلى للرياضة‪ ،‬تصرف وزير الرياضة وفقا للقانون وبكل‬ ‫شفافية داخل هذا اإلطار»‪ .‬وفي مؤتمر صحفي بعد اجتماع مجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬بسبب خطاب االتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)‪ ،‬الذي يهدد‬ ‫فيه إسبانيا باستبعادها من المونديال‪ ،‬بسبب التدخل الحكومي‬ ‫المفترض‪ ،‬قال إنه ال يعرف شيئا عن هذا الخطاب‪ .‬وأضاف دي‬ ‫فيجو‪« :‬سنتحدث معهم بهدوء‪ ،‬هدوء مطلق‪ ..‬أنا أعرف أن المسألة‬ ‫تهم الكثير من اإلسبان‪ ،‬نهتم بالمشاركة في البطولة‪ ،‬ال خطر على مشاركة إسبانيا»‪ .‬وأفادت صحيفة «الباييس» المحلية‪ ،‬بأن‬ ‫مقترح المجلس األعلى للرياضة بإجراء انتخابات رئاسية جديدة في االتحاد اإلسباني‪ ،‬هو السبب وراء خطاب الفيفا‪ ،‬الذي فعّل‬ ‫بروتوكول لبحث األمر قد يسفر عن فرض عقوبة على إسبانيا‪ ،‬تمنعها من كل البطوالت الدولية بما فيها المونديال‪ .‬وكان رئيس‬ ‫المجلس األعلى للرياضة في إسبانيا‪ ،‬خوسيه رامون ليتي‪ ،‬قد قرر في يوليو الماضي إيقاف رئيس اتحاد كرة القدم آنذاك‪ ،‬خوسيه‬ ‫ماريا فيار‪ ،‬بعد اتهامه بسوء استغالل منصبه والتربح غير المشروع واالحتيال وتزوير أوراق‪ ،‬األمر الذي أدى لسجنه ثم إطالق سراحه‬ ‫بكفالة‪ .‬وبحسب صحيفة «ماركا» فإن خطاب الفيفا يأتي بعد شكوى قدمها فيار‪.‬‬


‫العدد ‪920‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫محمد اليعقوبي يدعو شباب مدينة طنجة‬ ‫لإلدمان على الرياضة‬ ‫والي طنجة وعد بحل مشاكل عالقة في لقائه‬ ‫بالمكتب التنفيدي للجمعية المغربية للصحافة‬ ‫الرياضية ‪ -‬فرع طنجة‬

‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫بالغ حول االعتمادات الصحافية‬ ‫في إطار نهائيات كأس العالم فيفا والتي ستحتضنها فيدرالية روسيا االتحادية ما بين ‪14‬‬ ‫يونيو و‪ 15‬يوليوز ‪ ،2018‬تلفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم انتباه كافة المؤسسات‬ ‫اإلعالمية المغربية؛ المكتوبة واإللكترونية المعترف بها من طرف وزارة االتصال؛ والراغبة‬ ‫في تغطية مباريات هذه التظاهرة العالمية إلى ضرورة تقديم طلب االعتماد للجامعة الملكية‬ ‫المغربية لكرة القدم كمرحلة أولى للحصول على رقم التسجيل وكلمة المرور‪ ،‬قصد التمكن‬ ‫من ولوج القناة اإلعالمية للفيفا ‪ -FIFA Media Channel-‬ومأل استمارة االعتماد مباشرة‬ ‫عبر األنترنيت كمرحلة ثانية‪ .‬وتشير الفيفا في مراسلتها التي توصلت بها الجامعة أن الفئات‬ ‫المعنية بوضع طلبات اعتمادها لدى الجامعة هي‪:‬‬ ‫الصحافة المكتوبة المغربية‪ :‬صحافيون ومصورون فوتوغرافيون‬ ‫الصحافة اإللكترونية المغربية‪ :‬صحافيون ومصورون فوتوغرافيون‬ ‫الوكاالت الصحافية المغربية‪ :‬صحافيون ومصورون فوتوغرافيون‬

‫على مساحة ‪ 74‬هكتار‪ ،‬ستحظى مدينة طنجة بقرية رياضية‬ ‫نموذجية‪ ،‬توفر مالعب لرياضات مختلفة‪ ،‬كرة القدم وباقي الرياضات‬ ‫الجماعية و الفردية‪ ،‬ضمنها أكبر قاعة مغطاة على الصعيد الوطني‪،‬‬ ‫مالعب التنس‪ ،‬مسابح‪ ،..‬مدرسة رياضية تفتح أبوابها للمواهب في‬ ‫إطار برنامج «رياضة ودراسة»‪ ،‬فندقين إليواء األندية الراغبة في‬ ‫التربص بطنجة‪ .‬هي في الواقع ثورة على مستوى البنيات التحتية‬ ‫الرياضية بالمدينة‪ ،‬تشهدها عروس الشمال في إطار مشروع طنجة‬ ‫الكبرى الذي يدعمه الرياضي األول‪ ،‬جاللة الملك محمد السادس‬ ‫نصره اهلل‪.‬‬ ‫هذه البشرى‪ ،‬حملها والي طنجة‪ ،‬محمد اليعقوبي‪ ،‬لساكنة‬ ‫ورياضيي المدينة خالل اللقاء التواصلي الذي عقده مع أعضاء المكتب‬ ‫التنفيدي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية‪ -‬فرع طنجة صباح أول‬ ‫أمس الخميس بمكتبه بالوالية‪.‬‬ ‫الزميل محمد الصمدي‪ ،‬رئيس الجمعية أكد للسيد الوالي حرص‬ ‫الصحافة الرياضية بمدينة طنجة على االنخراط في جميع المشاريع‬ ‫الرياضية المهمة والهادفة‪ ،‬سواء المتعلقة بالنخبة أوالهواة‪ ،‬وكذا‬ ‫الجهات الهامشية‪ .‬منوها بالنجاح الباهر الذي حققته مجموعة‬ ‫من البرامج الرياضية المدعمة من قبل والي طنجة‪ ،‬نظير «طنجة‬ ‫الكبرى تتنفس كرة السلة»‪ ،‬والمخيم الصيفي الموضوعاتي الحضري‬ ‫لكرة السلة» و» عش الرياضات»‪ ،‬ودوري طنجة الكبرى لكرة القدم‬ ‫«طنجة األبطال» وما عرفه من نجاح كبير جسده دخول وزارة الشباب‬ ‫والرياضة على الخط من أجل نقل التجربة على مستوى الجهة‪ ،‬وعلى‬ ‫الصعيد الوطني مستقبال‪.‬‬ ‫وتناول اللقاء مجموعة من القضايا التي تخص واقع الرياضة‬ ‫بطنجة‪ ،‬اتحاد طنجة لكرة القدم‪ ،‬و معاناة أندية عصبة الشمال‬ ‫لكرة القدم مع أزمة ملعب‪ .‬وتساءل والي طنجة كما تساءل معه‬

‫الزمالء الصحفيين الحاضرين في اللقاء التواصلي‪ ،‬عن اسباب غياب‬ ‫الالعب المحلي بشكل كبير في التركيبة البشرية التحاد طنجة في‬ ‫غياب سياسة التكوين ودعم العمل القاعدي واالستفادة من البرامج‬ ‫واألنشطة الرياضية نظير» دوري طنجة الكبرى» كي يكون نواة‬ ‫الستقطاب المواهب الصاعدة لتعزز الفئات الصغرى لفريق المدينة‬ ‫األول وصقل مواهبها كي تصبح مؤهلة لبلوغ الكبار مع مرور الوقت‪.‬‬ ‫والي طنجة أماط اللثام عن مجموعة من األمور التي كانت‬ ‫غامضة بسبب غياب التواصل‪ ،‬وأكد قرب فتح الملعب المجاور للملعب‬ ‫الكبير كي تستفيد منه أندية العصبة في القريب العاجل‪ ،‬في انتظار‬ ‫تسوية أمور تقنية بسيطة‪ .‬كما دعا شباب المدينة لالنخراط على‬ ‫اإلدمان بالرياضة كبديل للتسكع واالنحراف‪ ،‬والتحضير لمستقبل‬ ‫أفضل‪ ،‬على غرار تجارب دول أخرى‪ ،‬نظير إسالندا التي خطت خطوات‬ ‫كبيرة في الرياضة كوسيلة إلصالح المجتمع‪ ،‬وغيرت المجتمع‬ ‫اإلسالندي رأسا على عقب في ظرف وجيز بفضل برامج رياضية‪ .‬مؤكدا‬ ‫أن البرامج الرياضية لوالية طنجة سوف لن تقف عند حد كرة القدم‪،‬‬ ‫بل ستروم رياضات جماعية أخرى وفردية تستفيد منها األحياء‪ ،‬على‬ ‫غرار دوري طنجة الكبرى لكرة القدم‪.‬‬ ‫مشاكل تدبير مالعب القرب‪ ،‬وانعدام مستودعات المالبس‪،‬‬ ‫كانت ضمن الملفات التي تمت مناقشتها مع السيد الوالي‪ ،‬وأكد‬ ‫أولوية هذا الملف المطروح بشكل ملح‪ ،‬وتم التوصل إلى حلول‬ ‫بشأنه ستجعل هذه المالعب آمنة‪ ،‬تتوفر فيها شروط الممارسة‪،‬‬ ‫والنظافة والحراسة‪ ،‬بل مشاريع لتوفير فرص الشغل‪ ،‬ووضعها رهن‬ ‫إشارة الشباب بالمجان‪ .‬مع تأخير فكرة إحداث مستودع المالبس‬ ‫بهذه المالعب إلى حين إيجاد حلول لما قد يرافقها من مشاكل‬ ‫صارت عصية على بلدان كبرى‪ ،‬من خالل استخدام هذه المستودعات‬ ‫ألغراض تناقض جميع األهداف التي أحدثت من أجلها جميع هذه‬ ‫المرافق الرياضية‪.‬‬

‫أبرون يستغرب تهرب السلطات‬ ‫من استقبال الرجاء‬

‫استغرب عبد المالك أبرون‪ ،‬رئيس المغرب التطواني تهرب‬ ‫سلطات العرائش وطنجة والحسيمة من احتضان مباراة فريقه أمام‬ ‫الرجاء البيضاوي بمبرر الظروف األمنية‪ .‬سيما أن الفريق استقبل الوداد‬ ‫البيضاوي بمدينة العرائش دون مشاكل‪ .‬وتفاجأ رئيس الفريق التطواني‬ ‫من تهرب الجميع من استقبال الجمهور الرجاوي‪ .‬مضيفا أنه اقترح خوض‬ ‫المباراة دون جمهور‪ .‬وتوصل الفريق التطواني بخبر سار بعد الموافقة‬ ‫على إجراء مباراته أمام الرجاء بمركب األمير موالي عبد اهلل بالرباط‬ ‫لحساب الدورة ‪ 12‬من البطولة االحترافية‪ ،‬القسم األول‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬أكد مصدر من المغرب التطواني‪ ،‬أن مسؤولو‬ ‫الشركتين المكلفتين بتأهيل ملعب سانية الرمل بتطوان اكدوا في‬ ‫اجتماع انعقد أوا أمس األربعاء بمقر النادي أن الملعب سيكون جاهزا‬ ‫الستقبال مباريات الفريق الرسمية انطالقا من ‪ 27‬دجنبر الحالي‪ .‬وعزا‬ ‫المسؤولون عدم االلتزام بالموعد المحدد سابقا بسبب تهاطل أمطار‬ ‫الخير بالمدينة يوم اإلثنين قبل الماضي‪ ،‬أدى إلى توقف األشغال‪ .‬وكانت‬ ‫الشركات المشرفة على اإلصالحات بملعب سانية الرمل حملت في وقت‬ ‫سابق تأخر االنتهاء من األشغال لسلطات المدينة التي دفعت إلى توقيف‬ ‫العمل لبعض الفترات لتزامن إنطالقة األشغال مع فصل الصيف‪ ،‬وما‬ ‫تعيشه المدينة من أنشطة رسمية‪ .‬كما كان للمشاكل التقنية العرضية‬ ‫التي واجهت الشركات المسؤولة عن الورش جزءا من األسباب‪ ،‬نظير‪،‬‬

‫إتالف قنوات سقي العشب وكذا أحواض وقنوات تجميع المياه التحت‬ ‫أرضية‪ ،‬التي تطلبت فتح صفقات جديدة إلصالح هذه األعطاب الخارجة‬ ‫عن إرادة الشركات‪ .‬وكان رئيس الجماعة الحضرية لتطوان قام بمعية‬ ‫أعضاء من الجماعة‪ ،‬وبعض أعضاء المكتب المسير للمغرب التطواني‪،‬‬ ‫بزيارة تفقدية إلى ملعب سانية الرمل للوقوف على سير األشغال الجارية‬ ‫به‪ .‬وكانت الزيارة مناسبة لالطالع على هذه المشاكل التي ساهمت في‬ ‫تأخير األشغال‪ ،‬كما أكدها مسؤولي الشركة‪ .‬ودعا رئيس الجماعة إلى‬ ‫ضرورة اإلسراع في إنهاء األشغال بتسريع وتيرة العمل‪ ،‬واالعتماد على‬ ‫فرقين من العمال يتناوبان على االشتغال بالليل والنهار‪ .‬ووفق مصادر‬ ‫متطابقة حضرت الزيارة‪ ،‬فإن رئيس الجماعة الحضرية وعد بتسليم‬ ‫الملعب للفريق خالل األسبوع الثاني من دجنبر الحالي‪ ،‬بعدما كلف أحد‬ ‫نوابه بمواكبة ومتابعة ورش إصالحه وتجهيزه‪.‬‬ ‫ويعاني المغرب التطواني من أزمة الملعب خالل الموسم الحالي‪،‬‬ ‫ويضطر الفريق لالستقبال خارج مدينة تطوان‪ ،‬وخاض المباراتين‬ ‫األخيرتين من البطولة أمام الوداد والراسينغ البيضاويين بمدينة‬ ‫العراش‪.‬‬ ‫واحتج عبد المالك أبرون‪ ،‬رئيس المغرب التطواني على عدم االلتزام‬ ‫بإصالح الملعب في الوقت المحدد في ‪ 30‬شتنبر‪ ،‬واصفا التأخير لثالثة‬ ‫اشهر إضافية‪ ،‬بالعبث‪.‬‬

‫ووتتضمن شروط طلب االعتماد‪ ،‬ضرورة توفر الصحافي أو المصور على حساب معتمد‬ ‫بالقناة اإلعالمية لالتحاد الدولي لكرة القدم ‪ .FIFA Media Channel-‬ووجوب تمثيل‬ ‫مؤسسة إعالمية معتمدة رسميا من طرف وزارة االتصال‪ .‬ومأل طلب االعتماد الموجه للجامعة‬ ‫والموقع من طرف مدير المؤسسة اإلعالمية‪ ،‬وإرساله عن طريق البريد اإللكتروني‪presse@ :‬‬ ‫‪ frmf.ma‬وإرفاق طلب االعتماد بنسخة من بطاقة الصحافة المهنية ‪( 2017‬معترف بها من‬ ‫طرف وزارة االتصال)‪ .‬وإيداع طلب االعتماد لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قبل يوم‬ ‫األحد ‪ 17‬دجنبر ‪ 2017‬على الساعة الثانية عشر زواال‪.‬‬ ‫وتشيرالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬إلى أن االتحاد الدولي لكرة القدم قد حدد‬ ‫في مراسلته عدد ممثلي وسائل اإلعالم المغاربة الذين بإمكانهم تغطية نهائيات كأس‬ ‫العالم‪ ،‬مؤكدة على أن الفيفا تظل المؤسسة الوحيدة التي لديها الصالحية لقبول أو رفض‬ ‫طلبات االعتماد بناء على المعايير التي تعتمدها‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية يفوز على لبنان‬ ‫فاز المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية‪ ،‬بنتيجة هدفين دون مقابل‪ ،‬في المباراة التي‬ ‫جمعته مساء يوم االحد ‪ 10‬دجنبر ‪ 2017‬بالمنتخب اللبناني‪ .‬وسجل الهدف األول للمنتخب‬ ‫الوطني لكرة القدم الشاطئية في هذه المباراة التي أقيمت بمدينة الغوس‪ ،‬الالعب ياسر‬ ‫عبادة‪ ،‬بينما وقع الهدف الثاني الالعب نسيم الحداوي‪ .‬جدير بالذكر‪ ،‬أن المباراة تدخل في إطار‬ ‫الدوري الدولي الذي تجرى أطواره بنيجيريا‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫بالغ اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية‬ ‫اجتمعت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة‬ ‫القدم‪ ،‬يومه الثالثاء ‪ 12‬دجنبر ‪ ،2017‬وأصدرت القرارات التالية‪:‬‬ ‫بالنسبة لبطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني األول ‪:‬‬ ‫ توقيف وليد الركراكي‪ ،‬مدرب فريق الفتح الرياضي لمباراة واحدة‪ ،‬مع غرامة مالية قدرها‬‫‪ 4000‬درهما‪ ،‬لطرده في المباراة التي جمعت فريقه بنادي حسنية اكادير لحساب الجولة ‪11‬‬ ‫من البطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني األول‪.‬‬ ‫ توقيف أيوب الما‪ ،‬مدرب حراس فريق الدفاع الحسني الجديدي لمباراة واحدة‪ ،‬مع غرامة‬‫مالية قدرها ‪ 4000‬درهما‪ ،‬لطرده في المباراة التي جمعت فريقه بنادي نهضة بركان لحساب‬ ‫مؤجل الجولة ‪ 8‬من البطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني األول‪.‬‬ ‫ توقيف امين لمسن‪ ،‬العب فريق الراسينغ الرياضي لمباراتين نافذتين لطرده في‬‫المباراة التي جمعت فريقه بنادي شباب الريف الحسيمي لحساب الجولة ‪ 11‬من البطولة‬ ‫اتصاالت المغرب القسم الوطني األول‪.‬‬ ‫ توقيف ابراهيما باكايوكو‪ ،‬العب فريق الجيش الملكي لمباراتين نافذتين لطرده في‬‫المباراة التي جمعت فريقه بفريق نهضة بركان لحساب الجولة ‪ 11‬من البطولة اتصاالت‬ ‫المغرب القسم الوطني األول‪.‬‬ ‫ تغريم نادي الفتح الرياضي مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 7‬إنذارات خالل‬‫المباراة التي جمعته بفريق حسنية اكادير‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 11‬من البطولة االحترافية‬ ‫القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫وبالنسبة لبطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني الثاني‪:‬‬ ‫ توقيف المهدي كريوطة‪ ،‬العب فريق المغرب الفاسي لمباراة واحدة لطرده في المباراة‬‫التي جمعت فريقه بنادي رجاء بني مالل لحساب الجولة ‪ 12‬من البطولة اتصاالت المغرب‬ ‫القسم الوطني الثاني‪.‬‬ ‫ توقيف هيثم عينا‪ ،‬العب فريق يوسفية برشيد لمباراة واحدة لطرده في المباراة التي‬‫جمعت فريقه بنادي رجاء بني مالل لحساب الجولة ‪ 13‬من البطولة اتصاالت المغرب القسم‬ ‫الوطني الثاني‪.‬‬ ‫ توقيف عبد الالي طراوري‪ ،‬العب فريق وداد تمارة لمباراة واحدة لطرده في المباراة التي‬‫جمعت فريقه بنادي المغرب الفاسي لحساب الجولة ‪ 12‬من البطولة اتصاالت المغرب القسم‬ ‫الوطني الثاني‪.‬‬ ‫ تغريم نادي يوسفية برشيد مبلغ ‪ 1500‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل‬‫المباراة التي جمعته بفريق رجاء بني مالل‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 13‬من البطولة االحترافية‬ ‫القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫ تغريم نادي جمعية سال مبلغ ‪ 1500‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 5‬إنذارات خالل المباراة‬‫التي جمعته بفريق وداد فاس‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 13‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫ تغريم نادي اتحاد سيدي قاسم مبلغ ‪ 1500‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات‬‫خالل المباراة التي جمعته بفريق النادي القنيطري‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 13‬من البطولة‬ ‫االحترافية القسم الثاني اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬


‫الثالثاء ‪� 19‬إلى ‪ 25‬دي�سمرب ‪2017‬‬

‫العدد ‪920‬‬

‫بفضل المخطط الملكي لـ «طنجة الكبرى»‬

‫طنجة تستقبل العام الجديد بدينامية اقتصادية قوية‬ ‫وبمجموعة مشاريع ضخمة‬ ‫«جوهرة البوغاز» قاطرة التنمية االقتصادية‬ ‫واالجتماعية الشاملة لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‬

‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫ولعل الورش األكثر داللة‬ ‫في هذا المخطط‪ ،‬ميناء طنجة‬ ‫المتوسط الذي تمت بلورتــه‬ ‫ليشكل القاطرة االستراتيجية‬ ‫لتنمية أقاليم الشمال بفضل‬ ‫موقغع المتميز المطــل على‬ ‫مضيق جبل طارق ‪ ،‬في مفترق‬ ‫ط��رق يعتبرـ من أه��م الطرق‬ ‫البحرية العالمية التي تربـط‬ ‫القارات الخمـس ويشهـد عبــر‬ ‫فوق المائة ألف سفينة في االتجاهين‪ ،‬نسبة‬ ‫كبيرة من هذه الحركة تخصص لنقل الحاويات‬ ‫في ما يعرف بـ ‪ dispatching‬التجاري‪.‬‬ ‫• ميناء طنجة المتوسط تم التخطيط له‬ ‫على أن يكون نموذجا على مستوى الضفة‬ ‫الجنوبية للمتوسط وللقارة اإلفريقية ‪ ،‬وفق‬ ‫معايير دولية متطورة من تجهيزات حديثة‬ ‫ومناطق صناعية حرة نجحت في فترة وجيزة‬ ‫في أن تجتذب استثمارات عمالقة‪ ،‬في العديد‬ ‫من الصناعات المستقبلية كصناعة السيارات‬ ‫والطائرات ومستلزماتها واإلليكترونيــــات‪،‬‬ ‫وأخيرا‪ ،‬الصناعات البيئية باستقرار الشركة‬ ‫األلمانية «زيمنس» بهذه المناطق من أجل‬ ‫صناعة محركات التوربينات الهوائية‪ ،‬وقد تم‬ ‫فعال‪ ،‬خالل األسبوع الماضي تصدير أول هذه‬ ‫اآلالت المصنوعة بالمغرب عبر ميناء المتوسط‪،‬‬ ‫الذي شهد أيضا‪ ،‬مؤخرا‪ ،‬عبورالسيارة المليون‬ ‫من سيارات «داسيا» المصنوعة بطنجة‪.‬‬ ‫وبفضل جاذبية مدينة طنجة وشهرتها‬ ‫عالميا‪ ،‬فإن الميناء المتوسط‪ ،‬شهد تطورا‬ ‫سريعا في تعامله مع موانئ العالم الكبرى حيث‬ ‫إنه يرتبط‪ ،‬حاليا‪ ،‬بأزيد من ‪ 180‬ميناء بحوالي‬ ‫‪ 80‬بلدا عبرالعالم‪ ،‬ما عزز مسار هذا الميناء‬ ‫الناجح ومكانته على خريطة التجارة الدولية‪،‬‬ ‫وال أدل على ذلك من نمو نشاط الحاويات الذي‬ ‫يقترب من معالجة ثالثة ماليين حاوية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي نزع عن بعض موانئ الضفتين‪ ،‬احتكارها‬ ‫الستقبال ومعالجة هذه الحاويات‪.‬‬ ‫وم��وازاة مع تشييد الشطر الثاني من‬ ‫الميناء المتوسط‪ ، 2 ،‬برزت في محيط هذا‬ ‫الميناء «مدينة محمد السادس تيك» المدينة‬ ‫الذكية‪ ،‬المقامة بشراكة مع الجمهورية‬ ‫الصينية‪ ،‬باستثمار يفوق ‪ 10‬ماليير دوالر‪.‬‬ ‫وسيقام مشروع المدينة على مساحة أولية‬ ‫تقدر بألفي هكتار ويمكن أن تخلق حوالي ‪300‬‬

‫األخيرة‬

‫ألف فرصة شغل جديدة وتضيف تكنولوجيات‬ ‫جديدة لفائدة اليد العاملة المغربية في مجاالت‬ ‫تخصصاتمتعددة‪.‬‬ ‫إلى جانب ذلك‪ ،‬شهدت طنجة‪ ،‬وتشهد‬ ‫العديد من مشاريع التجهيز الحضري خاصة في‬ ‫المجاالت االجتماعية والتي وجه جانب كبير منها‬ ‫للشباب‪ ،‬تخص إقامة دور الشباب والمالعب‬ ‫الرياضية ( مالعب القرب) والمكتبات‪ ،‬ودور‬ ‫الرعاية االجتماعية‪ ،‬إلى غير ذلك‪ ،‬وفضاءات‬ ‫الترفيه‪ ،‬ما ساعد على التخفيف من االحتقان‬ ‫الذي كان يطبع عالقات الشباب بوسطهم‪.‬‬ ‫وعلى ذكر فضاءات الترفيه تجمل اإلشارة‬ ‫إلى مشروع إعادة تأهيل الميناء القديم بإدراج‬ ‫مجموعة من المشاريع التجهيزية ‪ ،‬ومنها‬ ‫المارينة الكبرى التي تتوفر على ما فوق‬ ‫‪ 1500‬مربط‪ ،‬والفنادق والمنتزهات الشاطئية‬ ‫والكورنيش الذي تم فتحه وال��ذي يوجد في‬ ‫حاجة إلى بعض عمليات الصيانة‪ ،‬في الوقت‬ ‫الراهن‪ .‬ويراهن المخطط على جعل هذا الميناء‬ ‫قاعدة لتطوير وتنمية السياحة البحرية عبر‬ ‫السفن السياحية الكطبرى التي شرعت منذ‬ ‫السنة الماضية في استغالل هذا الميناء في‬ ‫مساراتها عبر األبيض المتوسط‪ .‬وينتظر أن‬ ‫يستقبل الميناء القديم‪ ،‬في سنة ‪ ،2020‬أزيد‬ ‫من ‪ 750‬ألف سائح‪.‬‬ ‫العناية بأقاليم الشمال شملة أيضا أقاليم‬ ‫تطوان والحسيمة والناظور ه��ذه المدينة‬ ‫التي تقرر أن يشيد بها ميناء ي���وازي في‬ ‫أهميته وتجهيزاته ميناء طنجة المتوسط‪،‬‬ ‫وهو ميناء «الناظور غرب المتوسط» الذي‬ ‫رصدت له اعتمادات بما يفوق ‪ ،‬في مرحلته‬ ‫األولى (‪2016‬ـ‪ )2020‬فوق ‪ 10‬ماليير درهم‪،‬‬ ‫وستكون من المهام األولية للميناء ‪ ،‬تخزين‬ ‫وتوزيع المواد البترولية‪ ،‬لالستفادة من الموقع‬ ‫االستراتيجي لهذا الميناء الضخم‪ ،‬حيث إن ‪30‬‬ ‫في المائة من البواخر‪ ،‬التي تهم هذا النشاط‬

‫تمر أمام جهة الشرق‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فالمغرب يسعى إلى االستفادة‬ ‫من هذا الموقع‪ ،‬وجلب أنشطـة‬ ‫مرتبطة بالمحروقــات بفضــل‬ ‫العرض العقاري بالمنطقــة مع‬ ‫إمكانية إحداث معمل للتكرير‪.‬‬ ‫كما أن المينـاء سيختـص‬ ‫أيضا بمعالجة الحاويات ‪ ،‬مستفيدا‬ ‫من موقعه الجغرافي المتميز‪،‬‬ ‫الذي يشهد مرور ‪ 40‬بالمائة من‬ ‫الخطوط البحرية الممارسة لهذا‬ ‫النوع من النشاط‪.‬‬ ‫مدينة تطوان استـفــادت بدورها من‬ ‫برنامج تنموي لفترة ‪ ،2018 - 2014‬رصدت‬ ‫له اعتمادات بمبلغ خمسة ماليير ونصف المليار‬ ‫درهم‪ ،‬ووضعت له أهداف اجتماعية واقتصادية‬ ‫لرفع التحديـــــات الحضريـــة واالقتصاديـــة‬ ‫واالجانماعية والبيئية التي يواجههــا هــذا‬ ‫اإلقليم واألقاليم المجاورة‪.‬‬ ‫البرنامج يشمل مشاريع تأهيـل بنيــوي‪،‬‬ ‫وحضري‪ ،‬واقتــصادي واجتماعي وسياحي‬ ‫وبيئي يأخذ بعين االعتبار تاريخ هذه المدينة‬ ‫وعراقتها وأصالتها وموقعها الحضاري والثقافي‬ ‫واالجتماعــي في المغرب‪ ،‬ماضيــه وحاضره‬ ‫ومستقبله‪.‬‬ ‫أما إقليم الحسيمة‪ ،‬فقد اتخذت لفائدته‬ ‫مبادرات ملكية بهدف استفادته من مشاريع‬ ‫تنموية شاملة‪ ،‬في إطار مخطط ملكي لفترة‬ ‫‪« ،2019 - 2015‬الحسيمة منارة المتوسط»‬ ‫رصدت له اعتمادات تفوق ‪ 6,5‬مليارات درهم ‪،‬‬ ‫األمر الذي كان من المتوقع أن يحول الحسيمة‬ ‫وإقليمها إل��ى ورش ضخم م��ن المشاريع‬ ‫واإلنجازات تنبني أساسا على التأهيل الترابي‪،‬‬ ‫وتطوير المجال االجتماعي والثقافي‪ ،‬والفالحي‪،‬‬ ‫وحماية البيئة وتدبير المخاطر‪ ،‬وتقوية البنيات‬ ‫التحتية‪..،‬وتقويةاالستثمار‪.‬‬ ‫وك��ان م��ن المفروض أن تحقق هذه‬ ‫المشاريع‪ ،‬لو أنجزت وفق المخططات التي‬ ‫وضعت لها في إطار هذا البرنامج‪ ،‬للسكان‪،‬‬ ‫المزيد من ظروف العيش الكريم‪.‬‬ ‫ولكن السفن ‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬جرت بما ال‬ ‫تهوى سفن الحسيمة وأهلها‪ ،‬فكان ما كان ‪،‬‬ ‫وما جرت به المقادير في حق السكان ‪ ،‬فرج اهلل‬ ‫كروب الجميع‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫مشاركة المركز المتوسطي‬ ‫للدراسات الدولية واالستراتيجية في‬ ‫ملتقى تاسكا الدولي (ازمير تركيا)‬

‫مشاركتنا في ملتقى تاسكا الدولي‪( .‬ازمير تركيا) باسم المركز المتوسطي للدراسات‬ ‫الدولية واالستراتيجية مع نخبة من األساتذة والباحثين أعضاء المركز اآلتية أسماؤهم‪:‬‬ ‫الدكتـورة العثماني اسعيدة‪ :‬أستاذة القانون الدولي والعالقــات الدوليــة‪ ،‬مديرة المركز‬ ‫ورئيسة الوفد المغربي المشارك‪.‬‬ ‫الدكتـور بناني محمد ‪ :‬الرئيس الشرفي للمركز‪ .‬أستاذ التعليم العالي (كرسي)؛ ‪ 11‬رئيس‬ ‫سابق لجامعة موالي اسماعيل مكناس ‪ ،‬عميد سابق كلية عين الشق البيضاء‪ ،‬عضو لجنة حقوق‬ ‫اإلنسان بجنيف وله مهام علمية كثيرة ومكانة كبيرة داخل وخارج الوطن‪.‬‬ ‫الدكتور البغاري أنوار‪ :‬أستاذ‪ :‬العلوم السياسية بكلية الحقوق بطنجة‪ .‬منسق ماستر التعاون‬ ‫الدولي والبناء الديمقراطي في إفريقيا‪.‬‬ ‫الدكتـورة شطيبـي أسمــاء ‪ :‬أستـاذ العلوم اإلدارية بكلية الحقـوق بطنجـة‪ .‬نائبـة رئيسـة‬ ‫المصلحة القانونيـة‪.‬‬ ‫الدكتور منشيح محمد ‪ :‬أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بطنجة‪ .‬نائب منسق بنية‬ ‫البحث في الدراسات المتوسطية‪.‬‬ ‫الدكتورة نسرين بوخيزو ‪ :‬أستاذة العلوم اإلدارية بكلية الحقوق بطنجة‪ .‬عضو المركز‬ ‫المتوسطي للدراسات االستراتيجية والدولية‪.‬‬ ‫الدكتور عريبو محمد العربي‪ :‬أستاذ العلوم االقتصاديـة والتدبير‪ .‬منسق مختبر االقتصاد‬ ‫والتدبير في المركز الدولي للتعاون البين إفريقي‪.‬‬ ‫الدكتورة منال منصور ‪ :‬أستاذة قانون األعمال بكلية الحقوق بطنجة‪.‬‬ ‫الطالب الباحث في الدكتوراه قانون خاص ‪ :‬ذ ‪ .‬بدر الدين بوشامة‪.‬‬ ‫الطالبة الباحثة في الدكتوراه القانون العام ‪ :‬ذة‪ .‬سناء الرانكو ‪.‬‬ ‫الطالب الباحث في اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ :‬ذ‪ .‬البوعزاوي محمد‬ ‫نسعى بإذن اهلل من خالل مشاركتنا أن نشرف بلدنا وأن نفتح أبواب التواصل والمعرفة‬ ‫لطلبتنا ‪.‬‬ ‫الدكتورة العثماني اسعيدة‬ ‫رئيسة المركز المتوسطي للدراسات الدولية واالستراتيجية‬

‫ِ‬

‫إصدار جديد‬ ‫للدكتور أبو الخير الناصري‬

‫ينقل إلينا الدكتور أبو الخير في هذا الكتاب بعضا من‬ ‫تدويناته حول دالالت علمية وأخالقية ذات صلة بالتحصيل‬ ‫العلمي وفضل طلبه وحمد السعي فيه‪ ،‬من خالل تجربته‬ ‫الشخصية مع أستاذه الدكتور سيدي محمد الحافظ الروسي‪،‬‬ ‫راجيا من كل ذلك نفع الناس بجوهر الرسالة العلمية‪ ،‬وهي‬ ‫رسالة أخالقية بالدرجة األولى‪..‬‬ ‫وأبو الخير في كل ما دون إنما يسعى إلى إظهار صدق‬ ‫المودة والتصريح بالوفاء واإلقرار بالفضل لمن هو أهل‬ ‫لذاك‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.