Achamal n° 921 le 26 décembre 2017

Page 1

‫ثقافة ‪ :‬جهة طنجة في الصف الثامن‬

‫يوميــة جهــويــة وطنـيـــة ت�صـدر م�ؤقتـ ًا كــل �أ�سبــوع‬

‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪info@achamal.ma‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.ma‬‬

‫املدير امل�س�ؤول ‪ :‬عبد احلق بخات ـ الهاتف ‪ 05.39.94.30.08 :‬ـ الفاك�س ‪05.39.94.57.09 :‬‬ ‫العدد ‪ 921‬ـ الثمن ‪ 4‬دراهم ـ الثالثاء ‪ 7‬ربيع الثاين ‪ 26 / 1439‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 1‬يناير ‪2018‬‬

‫كريمة ولد علي‬

‫وفق إحصائيات وزارة الثقافة واالتصال حول األنشطة الثقافية‬ ‫المنظمة منذ ‪ 12‬أكتوبر الماضي‪ ،‬بمختلف جهات المملكة‪ ،‬والتي بلغت‬ ‫‪ 878‬نشاطا ثقافيا وفنيا متنوعا ‪ 167 ،‬منها موجها للطفل‪ ، ،‬يتضح أن‬ ‫جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬شهدت تنظيم ‪ 47‬نشاطا لتحتل بذلك‬ ‫الصف ‪ 8‬وراء كل من جهات الرباط سال القنيطرة (‪ 157‬نشاطا) والدار‬ ‫البيضاء سطات (‪ )129‬وسوس ماسة (‪ )66‬وبني مالل‪ ،‬الخنيفرة (‪)64‬‬ ‫ودرعة تافياللت (‪ )54‬وفاس مكناس (‪ )50‬و مراكش آسفي(‪. )49‬‬ ‫ويأتي بعد جهة طنجة‪ ،‬كل من جهات العيون الساقية الحمراء‬ ‫(‪ )35‬و الداخلة واد الذهب (‪ 33‬وكلميم واد نون (‪.)7‬‬ ‫الوزارة اعتبرت أن هذه الحصيلة مشجعة على مستوى الكم والنوع ومن شأنها خلق نوع من التنافس‬ ‫بين الجهات خالل الموسم الثقافي ‪.2018 - 2017‬‬ ‫وتتشكل مختلف هذه األنشطة من عروض مسرحية وموسيقية وأنشطة للفنون التشكيلية والمعارض‬ ‫التراثية و الكتاب والقراءة العمومية‪.‬‬ ‫هذه الفترة تميزت بتنظيم ثالثة مهرجانات‪ :‬الطرب الحساني بالداخلة‪ ،‬و أهازيج واد نون الشعبية‬ ‫بكلميم ‪ ،‬والمهرجان الوطني للمسرح بتطوان‪ ،‬عالوة على المهرجانات الجهوية والمحلية‪.‬‬

‫بنت الريف تتوج بجائزة إسبانية رفيعة‬ ‫ألحسن جمعية‪ ‬للمتطوعين‬

‫تفضل األستاذ فكري ولد علي‪ ،‬على جريدة «الشمال»‪ ،‬وهو من أبرز أنصارها والمساهمين فيها‪ ،‬فخصنا بمقالة هامة‪ ،‬تخص مغربية من‪ ‬عرين الريف‬ ‫المجيد‪ ،‬ومن مدينة الحسيمة بالذات‪ ،‬نجحت في فرض اسمها ووجودها في العديد من المحافل الدولية‪ ،‬انطالقا من إسبانيا‪ ‬التي تقيم بها منذ سنوات‬ ‫والتي يتميز مقامها بها‪ ،‬بنشاط دؤوب في خدمة الجالية المغربية‪ ،‬في إطار «الجمعية المغربية إلدماج المهاجرين»‪ ،‬التي ترأسها‪.‬‬ ‫ولعل تألق األستاذة كريمة ولد علي رئيسة‪ ‬الجمعية المغربية إلدماج المهاجرين‪ ،‬في مجاالت تخصصها يعتبر من الجوانب ‪ ‬المضيئة ‪ ‬لنجاح مغربيات‬ ‫ومغاربة العالم‪ ،‬في مجتمعات االستقبال حيث صاروا يحتلون مكانة بارزة‪ ‬في مختلف المجاالت السياسية والثقافية والفكرية والعلمية‪ ‬ويحظون باحترام‪ ‬‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫(البقية على الصفحة األخيرة)‬


‫العدد ‪921‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫الغرفة الفالحية للجهة تنظم الملتقى الثالث للزيتون‬ ‫بتطوان وتراهن على تطوير القطاع إنتاجاً وجودة و تسويقاً‬

‫إسهاما منها في تنمية قطاع الزيتــون‬ ‫بالجهة‪ ،‬نظمت الغرفة الفالحية لجهة طنجة‪-‬‬ ‫تطـوان ‪ -‬الحسيمة‪ ،‬الملتقـــى الجــهـــــوي‬ ‫الثالـث للزيتون بتطـــوان‪ ،‬ما بين ‪ 19‬و‪21‬‬ ‫دجنبر الجاري‪ ،‬تحت شعار “تطوير المهارات‬ ‫التسويقية‪ ،‬أداة للرفع من القيمة المضافة‬ ‫لمنتجات الزيتون”‪.‬‬ ‫و ألقت كل من المديرية الجهوية للفالحة‪،‬‬ ‫وكالة التنمية الفالحية‪ ،‬مديرية سالسل اإلنتاج‪،‬‬ ‫مديرية السالمة الصحية للمنتوجات الغذائية‬ ‫وشركة «‪ ،»Connectit‬عروضا تفصيليــة‬ ‫وتوضيحية همـــت قطاع الزيتــون بالجهــة‪،‬‬ ‫العالمات المميزة للمنشأ والجودة‪ ،‬تسويق‬ ‫الزيتون وزيت الزيتون‪ ،‬الترخيـص الصحــي ‪:‬‬ ‫اإلجراءات والقوانين‪ ،‬دور األنترنت في تطوير‬ ‫عملية التسويق وتقنيات تسويق المنتجات‬ ‫الفالحية‪.‬‬ ‫عبد اللطيــف اليونســي رئيس الغرفـة‬ ‫الفالحية للجهة‪ ،‬أكد من خالل مداخالته خالل‬ ‫الملتقى‪ ،‬أن الهدف الرئيس من هذه المناظرة‬ ‫يتجلى في تحسيس الفاعلين في القطاع من‬ ‫منتجين ومصنعين إلى أهمية التسويق تظرا‬ ‫النعكاس هذا األخير على مستقبل القطاع‬ ‫برمته‪ ،‬مبرزا الدور الذي يلعبه التسويق الرابح‬ ‫للمنتج في التطوير منه‪.‬‬ ‫و أضاف اليونسي‪ ،‬أن الغرفــة الفالحيـة‬ ‫تتطلع إلى وضع تصورات عملية مع شركائها‬ ‫من شأنها المساعدة على الرفع من القيمة‬ ‫المضافة لهذا القطاع الذي أصبح يشكل أهم‬ ‫منتجات المنطقة ال من حيث الكم وال من حيث‬ ‫الجودة‪.‬‬ ‫ويعد هذا‪ ‬الملتقى الذي نظمته الغرفة‬ ‫الفالحية لجهـة طنجـة ـ تطوان ـ الحسيمة‪،‬‬ ‫فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين الباحثين‬ ‫والفاعلين في مجال الزيتون‪ ،‬حيت يهدف إلى‬ ‫تعزيز وتنمية قطاع زيت الزيتون‪ ،‬وكذا تشجيع‬

‫تثمينه‪ ،‬وتعزيز جودته‪ ،‬عبر الرفع من القدرات‬ ‫التسويقية لمنتجي الزيتون وزيت الزيتون‪،‬‬ ‫كما يعد تبادال للخبرات بين جميع المتدخلين‬ ‫في القطاع‪ ،‬من خالل ندوات وورشات‬ ‫تحسيسية لفائدة المهنيين والعاملين في‬ ‫هاته السلسلة‪.‬‬ ‫نقطـــة التسويــق عبـــر األنترنت كــان‬ ‫لها حظا وافرا من خـالل العـرض التفصيلي‬ ‫الذي قـام بـه شـــوقـي منيــر مديـر شركـة»‬ ‫‪ ،»Connectit‬حول التسويق اإللكتروني‪،‬‬ ‫وهو المشـروع الذي يهــدف إلى تنميـــة‬ ‫استخدام تكنولوجيا المعلومات واإلتصاالت‬ ‫لدعم قدرات الصناعات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬ ‫حيــث يعمــل البائـع على ولـوج خـــدمـة‬ ‫التجـارة والتسويــق اإللكتروني لمنتجـــات‬ ‫الزيتون ووزيت الزيتون لفتح آفاق جديدة‬

‫للمستخدمين وتسهيل عملية البيع بطريقة‬ ‫صحية ومضبوطة‪.‬‬ ‫وبالموازاة مع المناظرة الجهوية الثالثة‬ ‫للزيتون‪ ،‬تم تنظيم المعــرض الجهـــوي‬ ‫للمنتجات المجالية‪ ،‬والذي عرف مشاركــة‬ ‫أزيـد من ‪ 40‬عارضا‪ ،‬يمثلــون التعاونيــات‬ ‫والجمعيات النشيطة بالجهة‪ ،‬حيـث عرضوا‬ ‫منتجاتهــم من زيـــت الزيـــتــون والعســـل‬ ‫واألعشاب الطبية والكسكس وجبن الماعز‪،..‬‬ ‫وأقيم المعرض على مساحة ‪ 800‬متر مربع‬ ‫بالساحة المحاذيـــة لمقـــر عمالـة تطــوان‪،‬‬ ‫ما جـــعــــل المشـــاركـيــن يعملــون على‬ ‫التعـريــف بمنتجاتهــــم وتسويقهــا بجـــو‬ ‫مالئم‪.‬‬

‫لمياء السالوي‬

‫قيـدوم اإلعالمييـن بالمغرب يفـوز بالجائـزة التقديريـة‬ ‫ضمن فعاليـات الجائزة الوطنية الكبرى للصحافـة‬ ‫أعلنت لجنة تحكيـم الجائـزة الوطنيــة‬ ‫الكبرى للصحافة‪ ،‬اإلثنين ‪ 18‬دجنير الجاري‬ ‫في حفل نظم بالرباط‪ ،‬عن أسماء الفائزين‬ ‫برسم دورتها الخامسة عشر وذلك بحضــور‬ ‫سعد الدين العثماني‪ ،‬رئيس الحكومة‪ ،‬ومحمد‬ ‫األعرج‪ ،‬وزير الثقافة واإلتصال‪ ،‬وعدد من الوزراء‬ ‫والشخصيات المنتميــة إلى عالمي الثقافــة‬ ‫واإلعالم‪.‬‬ ‫وتم‪ ،‬خالل هذا الحفل‪ ،‬اإلعالن عن أسماء‬ ‫الفائزين بالجائزة التقديرية‪ ،‬إلى جانب الفائزين‬ ‫في أصناف التلفزة واإلذاعة والوكالة والصحافة‬ ‫المكتوبة والصحافة اإللكترونيــة واإلنتـــاج‬ ‫الصحافي األمازيغي واإلنتاج الصحافي الحساني‬ ‫وكذا الصورة‪.‬‬ ‫و حــاز اإلعــالمــي القديــر عبد اللطيف‬ ‫بنيحيى‪ ،‬على الجائزة التقديرية لهذه الدورة‪،‬‬ ‫اعترافا له بمساره المهني الحافل و بخدمته‬ ‫لإلعالم المغربي الذي أعطاه الكثير من الجهد‬ ‫و التركيز‪ ،‬صوت بنيحيى و هو يلعلع خافتا كان‬ ‫يأتينا ليغمرنا بطيبه وصفائه‪ ،‬محلقا بنا تارة إلى‬ ‫عوالم الفن والشعر والموسيقى وتارة أخرى‬ ‫ينزل بنا إلى سفينة الحياة بما فيها من صراع‬ ‫يعمره الجشع والمتناقضات‪« :‬الحيتان الكبيرة‬ ‫تلتهم الحيتان الصغيرة صارخا بأعلى صوت‬ ‫ولكن بهمس شعري دفين»‪.‬‬ ‫هو أستاذ وشاعر قبل أن يكون صحافيا‪،‬‬ ‫و ما نأمله في إعالميي المغرب ‪ ،‬أن ينخرطوا‬ ‫كل من موقعه في النضال لنشر الوعي الصحيح‬ ‫بقضايا الوطن واألمة‪ ،‬وإيقاظ الهمم لحل‬ ‫مشاكل الناس البسطاء‪ ،‬ومقاومة كل أشكال‬ ‫الموت واليـأس‪ ،‬وهـذا ما قــام به و ال يزال‪،‬‬ ‫أستاذنا عبد اللطيف بنيحيى في برامجه الليلية‬

‫وكأن ضوء النهار وضجيجه ال يالئمانه وأنه ال‬ ‫يمتلك كل قدراته الصحفية واإلبداعية إال في‬ ‫جنح الظالم‪ ،‬يحول صدى الجراح الدفين في‬ ‫نفوس المقهورين من صيادين وسكان بسطاء‬ ‫وشباب متطوع إلى إيقاع صوت وذبذبات‬ ‫على األثير وقد وفر لها كل البهارات ووسائل‬ ‫اإلستقبال و اإلقناع السمعية والتقنية واإلنسانية‬ ‫كذلك الالزمة للخطاب اإلذاعي الناجح ‪.‬‬ ‫و لإلشارة فقد ضمت لجنة تحكيم الدورة‬ ‫الخامسة عشر للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة‪،‬‬ ‫التي يرأسها األستاذ بالمعهد العالي لإلعالم‬ ‫واإلتصال السيد عبد الرحيم السامي‪ ،‬كال من‬ ‫السيدات فاطمة البارودي مديرة األخبار بالقناة‬ ‫األولى بالشركة الوطنية لإلذاعــة والتلفـزة‪،‬‬ ‫وفضيلة أنور رئيسة التحرير بمديرية األخبار‬

‫بالقناة الثانية‪ ،‬وكريمــة المهداوي مخرجة‬ ‫بالقناة الثانية‪ ،‬واسمهان عمور صحفية باإلذاعة‬ ‫والتلفزة الوطنية‪ ،‬وعائشة التــازي أستــاذة‬ ‫بالمعهد العالي لإلعالم واالتصال‪ ،‬والسادة‬ ‫محمد بوخراز كاتب صحفي بجريدة الشـرق‬ ‫األوسط وموقع «إيالف»‪ ،‬وأحمد عصيد كاتب‬ ‫وباحث‪ ،‬ونور الدين اللوزي صحفي بوكالة‬ ‫المغرب العربي لألنباء‪ ،‬وشاكيــر العلـوي من‬ ‫موقع «‪ ،»360‬ومربيه ربه ماء العينين صحفي‬ ‫وباحث في الثقافة الحسانية‪/‬مكلف بالدراسات‬ ‫بقطاع االتصال‪.‬‬ ‫فهنيئـا لإلعالمــي و الشــاعــر‪ ،‬األستــاذ‬ ‫عبد اللطيف بنيحيى بهذا التكريم المستحق‬ ‫ومزيدا من األلق و التفوق‪.‬‬

‫ل‪.‬س‬

‫‪2‬‬

‫ق�صيـدة زجليـة نظمها ال�شاعر يف حق‬ ‫عا�شق مدينة تطوان‬

‫عبد ال�سالم َّ‬ ‫الدا ُمون‬


‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪921‬‬

‫درد‬ ‫شة‬

‫م�صطفى حجاج‬

‫‪3‬‬

‫دردشة‬ ‫‪ ‬أخيراً تحررت بعض شوارع المدينة من قبضة الباعة المتجولين‪ ،‬و ُفكّ الحصار‬ ‫الذي كان مضروبا على ساحة المشور‪ ،‬والمداخل المؤدية إليها‪ ،‬واستعاد شارع الجزائر‬ ‫استقالله‪.‬‬ ‫والجميع يعلم أن هذه الظاهرة –ظاهرة الفرّاشة أو الباعة المتجولين‪ -‬عمّت عدداً‬ ‫من المدن‪ ،‬وأقلقت السكان في عدة مناطق من المملكة‪ ،‬ولكنها في تطوان‪ ،‬كان‬ ‫وقعُها أشدّ‪.‬فقد سدت منافذ المدينة الرابطة بين شقها القديم وشقها الحديث‪:‬‬ ‫سدّت باب ال��رواح‪ ،‬والمالح‪ ،‬والمص ّلى‪ ،‬وجميعها تصب في ساحة المشور‪ ،‬وسدت‬ ‫باب التوت‪ ،‬وباب النوادر‪ ،‬وباب العقلة‪ ،‬وشددت الخناق على مسرح اسبانيول‪ ،‬والمركز‬ ‫الثقافي اإلسباني‪ ،‬ونادي االتحاد‪ ،‬ومقر الباشوية‪ ،‬والمتحف المالصق له‪ ،‬وعرقلت حركة‬ ‫السير والجوالن في وجه الراجلين والراكبين‪.‬‬ ‫وإذا كان أهالي تطوان قد ه ّللوا وكبّروا لهذه الحملة التطهيرية التي قامت بها‬ ‫السلطات المحلية‪ ،‬مدعومة بتعزيزات من رجال األمن والقوات المساعدة‪ ،‬فإنهم‬ ‫يتوجّسون خيفة من أن يكون هذا اإلج��راء ظرفيا‪ ،‬وأال يُنصَف هؤالء الباعة عند‬ ‫توزيعهم على أسواق القرب التي شُيدت في عدد من األحياء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومؤكد وال نقاش فيه‪.‬‬ ‫فتأمين لقمة العيش لهذه الطائفة من التجار‪ ،‬أمر ضروري‬ ‫الحملة التطهيرية همّت الشّق العصري من المدينة أو جزءا منه‪ ،‬فهل ستمتد إلى‬ ‫المدينة العتيقة؟‪ ‬‬ ‫َ‬ ‫المنتظر و المؤمّل‪ ،‬إال أنه قد يؤجّل إلى حين إعادة انتشار الفئة التي‬ ‫هذا هو‬ ‫استُهدفت‪ ،‬و تسوية وضعيتها في القريب العاجل إن شاء اهلل‪ .‬‬ ‫َ‬ ‫المنتظر والمُؤمّل أيضا‪ ،‬أن يشمل التطهير‪ ،‬والضبط والتنظيم‪ ،‬المتاجر التي‬ ‫و‬ ‫تعرض بضاعتها خارج النطاق المسموح به‪ ،‬وكل المقاهي والمطاعم التي احتلت‬ ‫أرصفة الشوارع أو الساحات بدون وجه حق‪.‬‬ ‫إن استعادة المدينة لفضاءاتها‪ ،‬ليس بالشيء الهيّن‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن الهجرة‬ ‫إلى تطوان‪ ،‬ارتفع مؤشّرها في السنوات األخيرة بشكل غير مسبوق‪.‬‬ ‫وإذن‪ ،‬فطريق اإلصالح ال زال طويال وشاقاً‪ ،‬ويحتاج إلى الصبر‪ ،‬وسعة الصدر‪،‬‬ ‫والتحلي بروح المسؤولية‪.‬‬ ‫فعلى بركة اهلل‪.‬‬

‫الفنان الفوتوغرافي الشفشاوني أحمد بن األمين‬ ‫العلمي في «أحاديث األمكنة» بتطوان‬ ‫‬‫ب��رواق المركز السوسيو ثقافي لمؤسسة‬ ‫محمد السادس للنهوض باألعمال االجتماعية‬ ‫للتربية والتكوين بتطوان يقام معرض الصور‬ ‫الفوتوغرافية للفنان أحمد بن األمين العلمي تحت‬ ‫عنوان‪« :‬أحاديث األمكنة»‪ ،‬ويمتد المعرض من‬ ‫‪ 19‬دجنبر‪ 2017‬إلى ‪ 09‬يناير من السنة المقبلة‪.‬‬ ‫مسار الفنان أحمد بن األمين العلمي في فن‬ ‫التصوير الفوتوغرافي يتعدى خمسين سنة‪ ،‬حيث‬ ‫برزت موهبته حينما كان طفال في الرابعة عشر‬ ‫من عمره‪ ،‬وقد صقل موهبته في مدينة تطوان‬ ‫على يد «مصورين‪/‬معلمين» مغاربة و إسبان‪،‬‬ ‫قبل أن يعود إلى مسقط رأسه ليمارس التصوير‪،‬‬ ‫منذاك إلى اآلن‪ ،‬كفن وحرفة‪ ،‬وهو فنان ومهني‬ ‫لم يسجن نفسه في قالب جامد بل ساير التجديد‬ ‫السريع الطارئ في مجال التصوير‪ ،‬وفي حين‬ ‫لم يستطع عدد من المصورين الفوتوغرافيين‬ ‫بمدينة شفشاون التكيف‬ ‫مع هذا التجديد وأفل نجم‬ ‫جلهم‪ ،‬استطاع الفنان أحمد‬ ‫ب��ن األم��ي��ن العلمي البقاء‬ ‫بل االرتقاء بموهبته ليصبح‬ ‫أحد الفنانين الفوتوغرافيين‬ ‫المرموقين على الصعيد‬ ‫الوطني والعربي والدولي‪.‬‬ ‫وال��ف��ن��ان أح��م��د بن‬ ‫األمين العلمــي استطــاع‬ ‫بحدسه المهني وحسه الفني‬ ‫وذك��اء خبرته ال��ذي ال غبار‬ ‫عليه أن يخلق مدرسة لهواة‬ ‫التصوير الفوتوغرافي ويجعل‬ ‫من شفشاون‪ ،‬مدينة وإقليما‪،‬‬ ‫قبلة لهذا الفن‪ ،‬وهو اآلن‬ ‫يترأس المهرجـــان الدولـــي‬ ‫للتصوير الضوئي الذي ينظم‬ ‫بشفشاون كل سنة من طرف‬ ‫جمعية «الشاون أونالين» بتنسيق مع اتحاد المصورين العرب‪ ،‬وقد رسخ‬ ‫هذا المهرجان قدمه في خريطة المهرجانات الخاصة بالتصوير (المهرجان‬ ‫نظم خمس دورات حاليا)‪ ،‬وأخذ يستقطب فنانين كبار من شتى بقاع العالم‪،‬‬ ‫المعرض الحالي للفنان أحمد الذي تحتضنه مدينة تطوان‪ ،‬والذي‬ ‫سبقته معارض متعددة فردية وجماعية للفنان داخل وخارج المغرب‪،‬‬ ‫يضم أكثر من عشرين صورة بعضها مأخوذ باألبيض واألسود كتعبير عن‬ ‫الحنين إلى زمن البدايات؛ وتطوان كانت ربما طفرة في هذا الزمن ومرحلة‬ ‫أساسية لالنتقال بشغف التصوير من الرعشة إلى التمكين‪.‬‬ ‫في هذا المعرض يكرس أحمد بن األمين العلمي نفسه كفنان يحتفي‬

‫عبد الحي مفتاح‬ ‫بالطبيعة واإلنسان والعمران أو لنقل بالحياة‪،‬‬ ‫ويدهشك في ص��وره بالمستويات المتراكبة‪،‬‬ ‫وبكيمياء األلوان‪ ،‬وروعة الظل والضوء‪ ،‬وتعانق‬ ‫الحركة والثبات‪ ،‬وتشابك العناصر المتفرقة في‬ ‫انسجام فاتن أو انعكاس رائع‪.‬‬ ‫في صوره الناطقة والموحية التي عنونت ب‪:‬‬ ‫أزمنة العبور‪ ،‬إطاللة‪ ،‬نظرة‪ ،‬مقام‪ ،‬غدير‪ ،‬المساء‬ ‫يحكي‪ ،‬الجبهة‪ ،‬االنتظار‪ ،‬باب القرن‪ ،‬طفل يسأل‪،‬‬ ‫غروب‪ ،‬خريف‪ ،‬العابر‪ ،‬أشجار تحكي‪ ،‬أفق‪ ،‬تأمل‪ ،‬بيت‬ ‫قديم‪ ،‬عبور‪،‬أضواء المكان‪ ،‬دافيد‪ ،...‬يدعونا الفنان‬ ‫أحمد بن األمين بريشته التصويرية (كاميرته) إلى‬ ‫التأمل في جمال مايحيط بنا من قسمات الوجوه‬ ‫وعذوبتها‪ ،‬وأحاديث األمكنة الباذخة‪ ،‬ومونولوج‬ ‫اإلنسان وحواراته الدافقة أو الدافئة أو الهادئة‬ ‫مع أخيه اإلنسان أوالفضاء الذي يسكنه أو يمشي‬ ‫فيه‪ ،‬كما يذكرنا بغفلتنا التي تسرق منا اقتناص‬ ‫لحظات المتعة ف��ي مجرى‬ ‫الحياة العابرة‪.‬‬ ‫وك���ل ص����ورة ف��ي ه��ذا‬ ‫المعرض لها فرادتها وزاوية‬ ‫رؤيتها التي تبهرك وتوقظ‬ ‫نهمك إلى صورة أخرى‪ ،‬وترى‬ ‫الصور كلها في النهاية وكأنك‬ ‫ش��رب��ت ك��أس��ا م��ن ملكوت‬ ‫الخالق ال تريد توقف االنتشاء‬ ‫ب���ه‪ ،‬وه���ي ص���ور التقطت‬ ‫بمدينة شفشاون ومحيطها‪...‬‬ ‫وتحمل‪ ،‬في تقديري‪ ،‬رسالة‬ ‫من الفنان ترمي‪ ،‬تلميحا ال‬ ‫تصريحا‪ ،‬إلى حماية الموروث‬ ‫الطبيعي والعمراني‪ ،‬وتنتصر‬ ‫للتوازن المطلوب في حياة‬ ‫الخلق والسعي‪ ،‬بمعنى ما‪ ،‬إلى‬ ‫عزف سمفونية الوجود أو إلى‬

‫وحدته‪.‬‬ ‫الفنان أحمد بن األمين العلمي‪ ،‬يؤكد في هذا المعرض الذي ال‬ ‫يشكل إال قطرات من فيضه‪ ،‬أنه فارس من فرسان الصورة‪ ،‬استطاع بروحه‬ ‫المبدعة أن يسخر تقنية التصوير في القبض على بعض من أسرار الكون‬ ‫والحياة‪ ،‬وصوره التقطها من الواقع لكنها تتعالى عليه وتتجاوزه‪ ،‬وأحيانا‬ ‫يختلط عليك وأنت أمام إحدى صوره إن كنت أمام لوحة تشكيلية أم صورة‬ ‫فوتوغرافية‪...‬‬ ‫فما أروع الخالق في خلقه‪ ،‬وطوبى للفنان المبدع أحمد بن األمين‬ ‫العلمي بسحره ولكل الفنانين في مشارق األرض ومغاربها‪...‬‬

‫المرحوم أحمد بوكماخ‬ ‫يكتب سيرة الحبيب المصطفى‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم*‬ ‫عبد اللطيف �شهبون‬

‫‪abdelchahboun@hotmail.com‬‬

‫السيرة النبوية تأليف مخصوص بنبي الرحمة؛ حبيب‬ ‫المسلمين وشفيع المؤمنين وخاتم النبيئين‪..‬‬ ‫والمهتم بسيرة الحبيب المصطفى ينبهر أمام الكم‬ ‫الهائل من التأليف في هذا الموضوع الشريف‪ ،‬بل ترتفع‬ ‫دهشته أمام ما كتب في الموضوع ذاته بلغات أوربية‪..‬‬ ‫لم يخل عصر من العصور من االهتمام بسيرة‬ ‫الحبيب المصطفى‪ ،‬غير أن شرط كتابة السيرة النبوية‬ ‫الشريفة تفرض في مقام أول توثيق المروي‪ ،‬لكونها‬ ‫مصدر من مصادر الشريعة اإلسالمية‪..‬‬ ‫من عيون ما ألفه علماء المغرب وصلحاؤه كتاب‬ ‫«الشفا بالتعريف بحقوق المصطفى» للقاضي عياض‬ ‫السبتي وكتاب ‹‹السراج الوهاج في مدح صاحب اللواء‬ ‫والتاج›› لمحمد المعطي الشرقــي‪ ،‬وهذا األخير أكبر‬ ‫موسوعة محمدية‪..‬‬ ‫تعددت مناهج كتابة السيرة النبوية بين آخذ عن‬ ‫علماء السلف‪ ،‬أو معتمد على منهج تاريخي أو مستأنس‬ ‫بتحليل الشخصية المحمدية‪ ،‬أو مستمد من فقه السيرة‬ ‫أو مستلهم من فنون قصصية أو مسرحية أو شعرية‪،‬‬ ‫حتى عدت السيرة مادة من مواد األدب العربي الحديث‪..‬‬ ‫كتب المرحوم أحمد بوكماخ مسودة عن سيرة‬ ‫الرسول األعظم صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ولم يكتب لهذه‬ ‫المسودة أن تعرف طريقها إلى الصدور مطبوعة حتى‬ ‫بادرت إلى ذلك أسرته بتعاون مع الصديق عبد العزيز‬ ‫جدير الذي بذل جهدا مشكورا في قراءتها‪ ،‬وحصر متنها‬ ‫في سبعة أبواب تضمنت خمسا وخمسين موضوعة‬ ‫تتعلق بحياة الرسول األعظم صلى اهلل عليه وسلم منذ‬ ‫مولده حتى هجرته من مكة إلى المدينة‪ ،‬مع إلماع من‬ ‫الصديق عبد العزيز جدير إلى كون هذه السيرة حررت‬ ‫بتقنيات السرد والتخييل والحوار في لغة وظيفية تفي‬ ‫بالقصد‪.‬‬ ‫وقد أثار اهتمام الصديق عبد العزيز جدير توقف‬ ‫المرحوم بوكماخ عند حدث الهجرة الشريفة‪ ،‬وعد ذلك‬ ‫أمرا فريدا‪.‬‬ ‫وفي اعتقادي «واهلل أعلم» أن حدث الهجرة مرتبط‬ ‫بابتالء مشدود إلى اجتباء فاصطفاء‪..‬‬ ‫وفضال عن ذلك فإن دستور المدينة لهو سقف‬ ‫حقوقي يستدعي األمم المتحدة أن تدرجه ضمن‬ ‫أدبياتها‪..‬‬ ‫إن حدث الهجرة قد أصل لدستور إنساني من‬ ‫مشموالته كما حددت ذلك شقيقتي آسية شهبون في‬ ‫كتابها «من أحكام الهجرة في اإلسالم» ‪:‬‬ ‫ المهاجرون واألنصار إخوة متكافئون‪..‬‬‫ كل مؤمن نصير أخيه المؤمن‪..‬‬‫ من قتل مؤمنا قتل به‪ ،‬إال أن يرضى ولي المقتول‪.‬‬‫اللهم صل على سيدنا محمد الذي مألت قلبه من‬ ‫جاللك وعينه من جمالك‪،‬فأصبح فرحا مؤيدا منصورا‪،‬‬ ‫وعلى آله وصحبه وسلم تسليما‪ ،‬والحمد هلل على ذلك‪.‬‬ ‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسالم على‬ ‫المرسلين والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬ ‫ــــــــــــــ‬ ‫*من حديث قدمته بدعوة من مقاطعة طنجة المدينة يوم الجمعة ‪ 4‬ربيع‬ ‫الثاني ‪ 22/ 1439‬دجنبر‪، 2017‬بمشاركة الدكتور محمد كنون الحسني واألستاذة‬ ‫آسية الروقي‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪921‬‬

‫من دفاتري‬

‫�أوراق‬ ‫مغربية‬

‫�سل�سة جديدة‬ ‫‪ 26‬دي�سمبـر ‪2017‬‬

‫هل»حذفوا» ماستر الترجمة والتواصل‬ ‫والصحافة» من مسالك التخصصات‬ ‫بمدرسة الملك فهد؟‬

‫كالم‬

‫عابر‬

‫ممر الراجلين‬ ‫طلع علينا‪ ،‬األسبوع الماضي‪ ،‬أبوليف‪ ،‬المحسـوب «خلـوق وترابـي» ‪ ،‬على‬ ‫قضاء طنجة‪ ،‬بقرار حرك مشاعر الغضب والسخرية بين المواطنين الذين‬ ‫واجهوه بالكثير من مظاهر االستهزاء‪ ،‬و «التقشاب» خاصة على مستوى مواقع‬ ‫التواصل االجتماعي التي أبدع بعض نشطائها في صياغة تعاليق ساخرة‬ ‫ورسوم مضحكة‪ ،‬بشأنه‪ ،‬كان من أبرزها تلك التي تصور «راجال» مربوطا من‬ ‫رجله اليسرى إلى «رومورك» البوليس وهو «يجرجر» في اتجاه المحجز البلدي‪،‬‬ ‫ال شك‪ ....‬ألنه قد يكون «حصل» أثناء «قطعه» الطريق خارج الحيز الضيق‬ ‫المرخص له به‪ ،‬ولم يكن يملك قيمة «الدعيرة» التي حددت ما بين ‪ 20‬و ‪25‬‬ ‫درهما للرأس‪ ،‬وهو مبلغ «تافه» بالنسبة لمن يملك اآلالف والماليين‪ ،‬ولكنه‬ ‫«ثروة» بالنسبة لمن ال يملك شيئا‪ ،‬وهم الغالبية من سكان هذا البلد الغني‪،‬‬ ‫والغني هو اهلل‪.‬‬ ‫وللحقيقة تجب اإلشارة إلى أن القرار الذي أوجب المشي داخل الخطين‬ ‫المتوازيين للتنقل بين ضفة وأخرى على الطريق العمومية‪ ،‬لقي بعض الترحاب‬ ‫من بعض من رأوا أن الزجر كفيل بالقضاء على «الفوضى الشعبية» ــ هكذا ــ‬ ‫وحماية سالمة «قاطعي» الطريق بطريقة عشوائية‪.‬‬ ‫ولكن المعترضين كانوا أشد «ضراوة» من المساندين الذين يُعتقد أن‬ ‫يكون‪ ،‬جلهم‪ ،‬من «األنصار والمهاجرين» أو ممن قاربهم بإحسان إلى يوم‬ ‫الدين !‬ ‫وهؤالء يرون أن تغريم الراجلين تسبب في «سخــط مبيــن» إذ كان‬ ‫من األنسب القيام بإجراءات «استباقية‪ ،‬وبالحجم المناسب‪ ،‬وداخل الزمان‬ ‫الضروري‪ ،‬سواء على مستوى التوعية الشعبية أو بالنسبة للتجهيزات اإلساسية‪،‬‬ ‫وهو ما كان سيعطي لهذه العملية مزيدا من المصداقية التي هي بحاجة إليها‬ ‫‪...‬لتقنع‪ ...‬وتضمن موافقة ومشاركة الجميع !‪...‬‬ ‫وحتى نبقى قريبين من أرض الواقع‪ ،‬البد من اإلشارة إلى أن مدينة طنجة‪،‬‬ ‫كغيرها من المدن المغربية الكبرى‪ ،‬ال تتوفر على تخطيط محكم وشامل‬ ‫لممرات الراجلين‪ ،‬في كبريات شوارعها باستثناء تلك التي بنيت قبل ‪،1960‬‬ ‫والتي تحتاج إلى الصيانة والترميم المستمر‪ .‬هذا الترميم الذي ال تتسارع‬ ‫المصالح البلدية إليه‪« ،‬تجييرا» وصباغة‪ ،‬إال في «المناسبات المعلومة» !!!‪.....‬‬ ‫وال يجهل العمدة وال السلطات الترابية أن «الكورنيش» التي تعد من‬ ‫مفخرات المدينة الحديثة أقام المواطنون الدنيا من أجل أن تحدث بها ممرات‬ ‫للراجلين‪ ،‬وحين تمت االستجابة‪ ،‬كانت مخيبة ‪ ،‬حيث إنها جاءت على مسافات‬ ‫متباعدة بينها وصار على الناس أن «يضربوا» عشرات األمتار حتى يجدوا‬ ‫«منفذا» للضفة األخرى !‬ ‫ويرى المعترضون أيضا أنه كان من األنسب القيام ‪ ،‬قبل الممرات» بعملية‬ ‫تحرير األرصفة‪ ،‬حتى يمكن للراجلين أن يتحركوا بأمان و «يفلتوا» من تهور‬ ‫بعض السائقين الذين ال يحترمون في الراجلين إال وال ذمة !‪.‬‬ ‫وما دام حرص الحكومة على سالمة المواطنين يدفعها إلى سن قانون‬ ‫زجري في ما يخص احترام ممرات الراجلين‪ ،‬فلم لم تفعل قانون عدم التدخين‬ ‫في األماكن العمومية وهو قانون قديم صدر به ظهير ‪ 26‬يونيه ‪ 1995‬أم إن‬ ‫الحكومة احتارت بين التدخين «المضر» بصحة المواطنين‪ ،‬والدخان «المدر»‬ ‫للمدخول بالنسبة للخزينة‪ .....‬ففضــلت الثانـي على األول‪ .‬ومن اعتــرض‪،‬‬ ‫فليشرب البحر !‪.....‬‬ ‫كما يرى المعترضون أن بناء مراحيض عمومية في مختلف فضاءات‬ ‫المدينة‪ ،‬باعتبارها حاجة من الحاجات البيولوجية لإلنسان‪ ،‬أمر يفرض السبق‬ ‫على «الممرات» ‪.‬‬ ‫والطامة الكبرى في طنجة‪ ،‬بوجه خاص‪ ،‬هو أنها‪ ،‬ربما‪ ،‬المدينة الوحيدة‬ ‫التي ال يوجد في نهاية شوارعها ومقاطع طرقها سوى عمود واحد للتشوير‬ ‫الكهربائي‪ ،‬األمر الذي يدفع الراجل الواصل إلى نهاية الشارع إلى النزول إلى‬ ‫قارعة الطريق ‪ ،‬بما في ذلك من خطر محقق على سالمته‪ ،‬وإلى ليّ عنقه ب‬ ‫‪ 360‬درجة في اتجاه «صندوق العجب» المتضمن للمربعات الضوئية الثالثة‪،‬‬ ‫ليتأكد من لون االنطالق‪....‬وفي جل مدن الدنيا يوجد في نهاية كل شارع‬ ‫عمودان واحد على كل جانب من الطريق ‪ ،‬للتشوير الضوئي تسهيال لحركة‬ ‫وسير الراجلين وسائقي المركبات وحماية لسالمة الجميع‪.‬‬ ‫إال في طنجة‪ ،‬فالتشوير الضوئي «أحادي الجانب» على المواطنين أن‬ ‫«يتفاعلوا معه» كما صادف‪....‬واألمل في اهلل كبير أن يكتب السالمة للجميع!‪....‬‬ ‫تبقى اإلشارة كذلك إلى أن بعض «علماء كل شيء» يرون أن «الغرامات»‬ ‫الزجرية «رادعة» على المدى الطويل وأنه ال يجــب التــذرع بحالة الطرق‬ ‫المتدهورة وال بغياب ممرات الراجلين للتهرب من «الذعيرة»‪ ،‬إذ أن كل ذلك‬ ‫يمكن «تداركه» في المستقبل‪ ......‬المهم أن تدفع ! في حين يرى آخرون أن‬ ‫القانون وحده ال يكفي وأن العقوبة الزجرية ال تحقق الهدف‪ ،‬في غياب حمالت‬ ‫إخبارية مستمرة‪ ،‬ولسنوات‪ ،‬وتواصل إعالمي فعال‪ ،‬وتدخل ناجع للمنظمات‬ ‫األهلية ولألسرة وللمدرسة ‪ .‬فهل يعتقد كاتب الدولة أن ما يسمى ب«الحملة‬ ‫التحسيسية‪ ،‬التي انطلقت العام الماضي كافية وأن «الوصالت التليفزيونية‬ ‫«البايخة» والمملة والمقززة أحيانا موضوعا وتمثيال إنتاجا كافية لتغير سلوكات‬ ‫اعتداد المواطنون عليها عشرات السنين‪ ،‬في غياب تام للبعد البيداغوجي‬ ‫التربوي الذي يدفع إلى وعي جماعي بأهمية المسألة‪.‬‬ ‫وتلك هي المسألة !‬

‫ع‪ .‬كنوني‬

‫تــــروج‪ ،‬بإلحــــاح‪،‬‬ ‫في وسائـــل اإلعــالم‪،‬‬ ‫أخبار مفادها أن ماستـر‬ ‫الترجـمـــة والتواصـــل‬ ‫والصحافة قد تم حذفـه‬ ‫مـن برامـــج التعليـــم‬ ‫الجامعي بمدرسة فهــد‬ ‫بطنجة‪.‬‬ ‫الخبــر أثــار غضـب‬ ‫الطالب وذويهم‪ ،‬بسبب كونـه «طلـع» بشكل مفاجئ‪ ،‬دون اعتبار لرأي‬ ‫الطلبة و مناقشة موضوعه معهم باعتبارهم المعنيين بالدرجة األولى‪،‬‬ ‫ثم إنه يشكل عقبة أخرى في وجه الطلبة الذين اختاروا هذا المسلك‬ ‫أو استعدوا له‪ ،‬ألنهم وجدوا لديهم استعدادا نفسيا وعلميا الختياره‪،‬‬ ‫خاصة وال توجد في طنجة ومدن الشمال‪ ،‬معاهد عمومية عليا تدرس‬ ‫علوم اإلعالم والتواصل‪.‬‬ ‫وإنه ليحار الفهم فيما يخص إقدام إدارة مدرسة عليا‪ ،‬على إلغاء‬ ‫مسلك في الدراسات المتخصصة‪ ،‬بجرة قلم‪ ،‬ودون إخبار الطلبة‬ ‫بموضوعه أو شرح مسببات ذلك‪ ،‬بغاية إقناعهم بوجاهة القرار أو‬ ‫بحتميته‪ ،‬ودون استحضار ردود فعل الطلبة وذويهم والرأي العام‬ ‫المحلي والجهوي والوطني‪ ،‬وما يمكن أن يحتمله هذا القرار من تبعات‬ ‫في األوساط الطالبية‪ ،‬األمر الذي فسرته جهات من داخل المدرسة‬ ‫بأنه «قرار ناتج عن جملة من االختالالت التي تتخبط فيها المدرسة»‪.‬‬ ‫كيف كانت طبيعة قرار «إلغاء» ماستــر الترجمة والصحافــة‬ ‫والتواصل‪ ،‬والجهة التي اتخذته أو أوحت به‪ ،‬فإنه يبقى قرارا «تعسفيا»‬ ‫«هجينا» ينتسب إلى «عهد مضى» وال يحترم مبدأ التواصل مع الطلبة‬ ‫وإشراكهم في القرارات التي تخصهم ومستقبلهم‪.‬‬ ‫ما أروع العيش بمشاعرنا‬ ‫لكن األروع‪ ،‬تقدير مشاعر اآلخرين …ممن حولنا!‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫تزوجت رجلين في وقت واحد !‬ ‫يبدو األمر غريبــا في مجتمعنـــا المغربي المسلم‪ ،‬المحافظ‪،‬‬ ‫المتشبث بــ «األعراف والتقاليد» واألصول !‬ ‫ولكنه حدث‪ ،‬ويحدث‪ ،‬وفق نسق اجتماعي قد تجد له تفسيرا أو‬ ‫ال تجد‪ ،‬ولكنه واقع فرض نفسه على التقاليد واألعراف واألصول‪.....‬‬ ‫وعلى التعامل المجتمعي الذي غالبا ما يثور‪ ،‬في صمت‪ ،‬على الواقع‬ ‫المفروض !‬ ‫الزواج «الثالثي» حدث في ناحية القنيطرة‪ ،‬حين اكتشف «زوج»‬ ‫أن «رفيقة دربه» «ضررته» أي جعلت له «ضرا» حين «تزوجت عليه‬ ‫بشاب «فالح» من قبيلتها بعد أن أدلت بشهادة العزوبة‪ ،‬وما أسهلها‬ ‫عندما تشتد الحاجة إليها‪ ،‬لتوثق زواجها «الثاني»‪.‬‬ ‫الزوج «المتزوج عليه» أدلى ببيانات تخص عالقته الزوجية‬ ‫مع ابنة عمه التي أنجب منها طفلين‪ ،‬دون أن يقدم على توثيق‬ ‫زواجه منها «ألسباب حالت دون ذلك»‪ ،‬ليواجه زوجته بدعوى الزور‬ ‫واستعماله للزواج من غيره‪.‬‬ ‫وكان اهلل في عون المحكمة التي سوف تبت في قضية شابة في‬ ‫عقدها الثاني متزوجة برجلين في وقت واحد بعقدي زواج صحيحين‬ ‫تامين‪.‬‬ ‫وما يدريك‪ ،‬فقد تشكل هذه القضية «سابقة» في فقه «األسرة»‪،‬‬ ‫ونتساوى في «التعدد» مع النساء ونضطر يوما لـ « ضرب الصف» بباب‬ ‫قاضي األسرة‪ ،‬للحصول على وثيقة ترخص لزوجاتنا الزواج بأكثر من‬ ‫واحد‪ ،‬ويعود بنا التاريخ إلى الجزيرة العربية قبل ظهور اإلسالم‪ ،‬حيث‬ ‫كانت المرأة تتزوج بأحد عشر رجال‪« ...‬يغرس» كل زوج سيفه بباب‬ ‫الخيمة‪ ،‬في يوم «نوبته»‪ ،‬أما ما زاد عن األحد عشر زوجا‪ ،‬فال حق له‬ ‫في «غرس» سيفه‪ ،‬ألنه ليس «زوجا شرعيا» ولكنه يرفع راية بيضاء‬ ‫فوق الخيمة‪ ،‬وبالتالي فإن ما «تنسل» من حمل المرأة منه‪ ،‬يسمون‬ ‫«أبناء الراية» !!!‪.....‬‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫«البدون»‬ ‫وكـــأن «الــبـــرد»‬ ‫من الكـوارث البيئيـــة‬ ‫المفاجئـــــة‪ ،‬بالنسبـــة‬ ‫للمغرب والمغاربة‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يحتاج إلى تدابير‬ ‫استثنائية من إحــداث‬ ‫لجــان تقصي ولجـــان‬ ‫إحصــاء‪ ،‬والبحـــث عن‬ ‫موارد طارئة‪ ،‬وكأن البرد‬ ‫ال يخلف كل عام ضحايا‬ ‫من بين المواطنين‪ ،‬ليس فحسب المتشردين ومنهم «بدون مأوى»‬ ‫يعني أولئك الذين يعيشون بين «السما والما»‪....‬فإن الحكومة‪ ،‬وبعد‬ ‫تحرك بعض المنابر اإلعالمية للكشف عن ضحايا البرد‪ ،‬هذا العام‪،‬‬ ‫ارتآى نظرها السديد إلى القيام بإحصاء شامل للمتضررين من البرد‬ ‫في المدن والسهول والجبال والوديان‪ ،‬في إطار «خطة وطنية للتخفيف‬ ‫من آثار البرد» في العديد من مناطق المغرب‪.‬‬ ‫العزيزة الحقاوي استصعبت خطة اإلحصاء وذكرت أن وزارتها‬ ‫تمد مؤسسات الرعاية االجتماعية منذ ‪ ،2014‬بـ «كل» اللوازم من‬

‫عزيز گنوني‬

‫‪azizguennouni@hotmail.com‬‬

‫أغطية ومواد غذائية وأسرة لفائدة فئة المتشردين‪ .‬وأن العملية‬ ‫توسعت‪ ،‬هذا العام‪ ،‬بتدخل وزارتي الداخلية والصحة من أجل الرفع‬ ‫من جودة هذه الخدمة االجتماعية‪ .‬كما أنه سيتم نقل «كل» من هم‬ ‫بحاجة إلى المساعدة إلى «دور الرعاية»أو إلى المستشفيات أو إعادة‬ ‫بعضهم إلى أسرهم‪.‬‬ ‫وال زالت في جعبة الحقاوي المزيد من «سوف» في مجال اإليواء‬ ‫والرعاية و تأهيل البنايات حتى تشمل هذه المخططات «جميع»‬ ‫المتشردين واألشخاص الذين ال يتوفرون على سقف أو لقمة عيش‪....‬‬ ‫وأمام هذا الوضع الذي «يكذب» اإلدعاءات السابقة للوزيرة‬ ‫بأن الفقر «انتفى من المغرب» وفق المعايير الدولية‪ ،‬فإننا لم نعد‬ ‫بحاجة إلى لجان العثماني لمكافحة آثار البرد ب ‪ 26‬إقليما وفك‬ ‫العزلة»الثلجية» خاصة‪ ،‬عن هذه األقاليم وتوزيع المؤن الغذائية‬ ‫وإقحام األقمار االصطناعية لمراقبة المتشردين وإحصائهم وفتح‬ ‫أبواب الفردوس أمامهم‪ ،‬ما دام أن العزيزة الحقالوى وضعت خطة‬ ‫اجتماعية تلتزم بواسطتها باستقبال «جميع المتشردين ومن هم‬ ‫بدون مأوى أو مأكل أو مشرب يعني «البدون» !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫لكن‪ ...‬بأي ثمن !‬ ‫برنامج «الحسيمة‬ ‫منارة المتوسط» يشهد‬ ‫تقدمــا وفقـــا لآلجـــال‬ ‫المحــددة‪ ،‬هـــذا من‬ ‫فهمنا من كــالم فريــد‬ ‫شوارق‪ ،‬عامـــل إقليــم‬ ‫الحسيمة خالل لقاء عقد‬ ‫مؤخرا بالرباط‪ ،‬بحضور‬ ‫وزير الداخلية‪ ،‬خصص‬ ‫لدراسة تطور اإلنجازات‬ ‫في المخطط التنموي للحسيمة الذي أطلقه جاللة الملك منذ سنتين‪،‬‬ ‫من تطوان‪.‬‬ ‫وكما لو أن هذا المشروع الكبير كان بحاجة إلى «توضيح جديد»‬ ‫أصر العامل شوارق‪ ،‬على تأكيد أنه يهدف إلى تعزيز البنيات التحتية‬ ‫للمنطقة والنهوض بالبيئة االجتماعية وتدبر المخاطر والتاهيل‬ ‫الترابي وتطوير الفضاء الثقافي‪.‬‬ ‫مضبوط ! ولو أن المخطط يوجد معروضا على الرأي العام منذ‬ ‫سنتين‪ ،‬بأدق عناوينه وتفاصيله‪ ،‬وتمويالته‪ ،‬وما مر به من أهوال‬ ‫ومحن وشدائد‪ ،‬وما ترك من «ضحايا» في ساحة المواجهات والمواقع‪،‬‬ ‫فرج اهلل أشجان وأحزان وكرب الجميع !‬ ‫‪DDDDDDD‬‬

‫«مسحوق العظام» لتغذية دواجن المغرب !‬ ‫ال تستغربوا !‬ ‫فمــن بيـع الزيوت‬ ‫المغشوشة إلى السقي‬ ‫بالميـاه الملوثــة إلــى‬ ‫تسويق األدوية الفاسدة‪،‬‬ ‫إلى ترويج مواد التغذية‬ ‫«البيــــريــــمـي»‪ ،‬إلــى‬ ‫األكسجين المغشـــوش‬ ‫وإلى استعمـال مسحوق‬ ‫عظـــام الحيوانــات في‬ ‫تغــــذيـــة الدواجــــن‪،‬‬ ‫وهو أمر محرم قانونا لما يحتمله من أخطار على صحة البشر‬ ‫والحيوان‪....‬‬ ‫تحرك مكتب السالمة الصحية بمديونة برفقة الدرك الملكي‬ ‫مكن من العثور على ‪ 36‬طنا من مسحوق عظام المواشي كانت معبأة‬ ‫داخل أكياس بالستيكية ومهيآا للترويج كعلف للدواجن‪ ،‬كما تم العثور‬ ‫على ‪ 26‬طنا من عظام األبقار وهي من بعض المواد األولية لصناعة‬ ‫«العلف»‪....!!! made in Morocco‬‬ ‫ومما يحز في النفس أن هذه « الوحدة الصناعية» تشتغل منذ‬ ‫سنة ‪ 2001‬في إنتاج «المحظور» بـ «رخصة» إدارية «سليمة»‪ ،‬حصل‬ ‫عليها اعتمادا على «عينات» أنجزت مختبر رسمي لوزارة الفالحة‬ ‫بالرغم من أن قانون ‪ 22‬يوليوز ‪ ،1963‬كما عدل وتمم‪ ،‬ينص على أن‬ ‫المواد المحصل عليها من دقيق العظام ال يمكن أن تدخل في تغذية‬ ‫الحيوانات !‪.....‬‬ ‫ويبقى السؤال‪:‬‬ ‫أين كانت مصالح المراقبة المتعددة االنتماءات والتخصصات‪،‬‬ ‫منذ ‪ ،2001‬حتى ال تفطن إلى الغش الحاصل في «أسمدة» علف‬ ‫الدواجن‪ ،‬واللحوم البيضاء تعتبر قمة اللحوم المستعملة في تحضير‬ ‫طواجين المغاربة «فقراؤهم وأغنياؤهم»‪ ،‬حيث إن إنتاج اللحوم البيضاء‬ ‫فاق‪ ،‬السنة الماضية نصف المليون طن‪ ،‬منها ‪ 470‬ألف طن لحم‬ ‫دجاج‪ ،‬و ‪ 90‬ألف طن لحم «بيبي»‪ ،‬وفق إحصائيات قدمها المنتجون‬ ‫خالل ندوة نظمت أخيرا بالمحمدية تحت شعار «دواجن المغرب‪ :‬عماد‬ ‫«األمن الغذائي» والمحافظة على البيئة»‪.‬‬ ‫وكان شعار ندوة سابقة بالمحمدية ذاتها‪ ،‬سنة ‪« : 2015‬لحوم‬ ‫الدواجن في التغذية السليمة»‪.‬‬ ‫شعارات تدعو للكثير من التفكير والتأمل و‪ ....‬التساؤل ؟ !‪.....‬‬

‫ع‪ .‬كنوني‬


‫‪5‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪921‬‬

‫بليلة روحانية في مدح سيد الخلق‬ ‫• إعداد ‪ :‬لمياء السالوي ‪lamiae.s.81@gmail.com‬‬

‫إختتم يوم الجمعة المنصرم‪ ،‬بقصر موالي عبد الحفيظ‬ ‫بطنجة‪ ،‬الموسم الثقافي والفني لجمعية نسائم األندلس‬ ‫لهواة الطرب األندلسي بطنجة‪ ،‬و ذلك بسهرة مديحية‬ ‫جاءت بالموازاة مع اإلحتفال بالمولد النبــوي الشريـف أحيتها‬ ‫كل من المجموعة الجهوية للمديح والسماع لجهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬بقيادة الفنان والمادح سعد التمسماني‬ ‫وبمشاركة الفنان محمد أعبود‪ ،‬والمجموعة الرسمية للطريقة‬ ‫البودشيشية تحت إشراف شيخ الطريقة موالي معاذ القادري‬ ‫البودشيشي نجل المرحوم الفقيــه العـــالمــة سيــدي‬ ‫حمـــزة بن العباس‪ ‬البودشيشي‪.‬‬ ‫أجواء روحانية طبعت اختتام الموسم الثقافي لجمعيــة‬ ‫نسائــم األندلس لهواة الطرب األندلسي بطنجــة‪ ،‬حيث‬ ‫قدمت المجموعتان خالل السهرة الختامية‪ ،‬التي حضرها‬ ‫العديد من المولعين بفن المديح والسماع والمهتمين‬ ‫بهذا الموروث الثقافي والحضاري‪ ،‬وصالت فنية من عيون ما‬ ‫تضمنته األشعار التي خلفها شعراء كبار في مدح الرسول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم وتعداد شمائله ومكارم أخالقه‪.‬‬

‫المحلي و الوطني‪ ،‬ويتعلق األمر بالراحل اإلعالمي خالد‬ ‫مشبال‪ ،‬الذي تم تكريمه في شخص أرملته اإلعالمية أمينة‬ ‫السوسي‪ (،‬ماما أمينة)‪ .‬‬ ‫األستاذ أحمد كنون‪ ،‬المحامي بهيئـة طنجـة و رئيس‬ ‫جمعيــة نسائم األندلس في كلمة له بالمناسبة‪ ،‬أكـد أن‬ ‫المهرجـان ظل وفيـا لما عودت به جمعية نسائم األندلس‬ ‫جمهورها‪ ،‬من خالل إحياء حفالت موسيقية روحانية‪ ،‬مع‬ ‫تخصيص لحظات وفاء و اعتراف لتكريم وجوه فنية ساهمت‬ ‫في إغناء هذا الموروث الموسيقي العريق‪ ،‬تكريسا لمبدأ‬ ‫الجمعية‪ ،‬والذي يتجلى في تثمين المكانة التي تحظى بها‬ ‫مدينة طنجة‪ ،‬و التي تسعى من خاللها الجمعية للمساهمة‬ ‫الفعالة في تنشيط المجال الفني والثقافي بالمدينة‪ ،‬من‬ ‫خالل الرقي بمستوى ملتقياتها السنوية‪ ،‬بتضافر جهود‬ ‫جميع الجهات المعنية بتدبير الشأن المحلي‪ ،‬في سبيل‬ ‫مواكبة مسيرة التنمية بنظرة شمولية في إطار حكامة‬ ‫جيدة‪ ،‬نحو تحقيق ما يطمح إليه سكان المدينة وزوارها‪،‬‬ ‫من أجل طنجة المتوسطية بإطاللتها األندلسية‪.‬‬

‫وصدح أفراد المجموعتين بقصائد من السماع وقدموا حصصا من األمداح النبوية سافرت بالجمهور إلى مجالس‬ ‫الذكر وليالي الترنيمات الصوفية التي شكلت على امتداد قرون ملتقى للمريدين والهائمين في محبة الرسول صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم والتي كانت تحتضنها فضاءات الزوايا واألضرحة وغيرها‪.‬‬

‫‪ ‬إن الملتقيات السنوية لجمعية‪ ‬نسائم األندلس‪ ‬لهواة الطرب األندلسي بطنجة تعطي بشهادة الجميع دفعة‬ ‫فنية للمدينة بعد بزوغ عدد كبير من األجواق والفنانين والعازفين للمشاركة في فعالياتها ما كان له أثر إيجابي‬ ‫على المجال الفني بالمدينة‪ ،‬و ما يساهم في إبقاء هذا التراث الموسيقى األصيل محفوظا من اإلندثار ودائم الروح‪.‬‬

‫و وفاء ألهل العطاء تم تكريم مجموعة من المادحين‪ ،‬تقديرا لمسارهم اإلبداعي الحافل بالعطاء‪ ،‬و جهودهم في‬ ‫التعريف بهذا الموروث التراثي والديني والحضاري‪ ،‬واجتهادهم المتواصل والمنقطع النظير في الحفاظ على استدامة‬ ‫هذا الموروث الروحي‪ ،‬والعمل على إبرازه وتلقينه للناشئة كرافد مهم من روافد الهوية الثقافية المغربية األصيلة‪. ‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى المجهودات القيمة التي يقوم بها أعضاء جمعية نسائم األندلس لهواة الطرب األندلسي‬ ‫بطنجة‪ ،‬من خالل تنظيمهم المحكم و الرصين و لهم منا أسمى عبارات التقدير و اإلحترام‪ ،‬األساتذة الكرام أحمد‬ ‫كنون‪ ،‬عبد الحق العبادي‪ ،‬محمد العريسي‪ ،‬أنس بن سليمان‪ ،‬إبتهاج الحافظي‪ ،‬محسن لقاللش‪ ،‬محمد بوزكري‪،‬‬ ‫ادريس المهور‪ ،‬نزهة ابن المقدم‪ ،‬محمد معاد ابن سودة مري‪ ،‬نور الدين الوجيه‪ ،‬المعتمد عباد االندلسي‪ ،‬إسماعيل‬ ‫اإلدريسي و كل من يساهم من قريب أو من بعيد في إشعاع الجمعية و المشهد الثقافي و الفني بالمدينة‪.‬‬

‫ومن أبرز شيوخ وأقطاب فني المديح‪ ‬والسماع الذين تم تكريمهم في هذا السمر الروحاني‪ ،‬نذكر سيدي المختار‬ ‫العلمي‪ ،‬عبد الحميد الحنوط‪ ، ‬الحاج محمد السماللي‪ ،‬سيدي محمد المدني‪ ،‬سعد التمسماني‪ ،‬باإلضافة إلى موالي‬ ‫معاذ القادري البودشيشي‪ ،‬وضمن فقرات هذه الليلة المديحية‪ ،‬قررت الجهة المنظمة أيضا تكريم أحد رموز اإلعالم‬

‫لمياء السالوي‬


‫العدد ‪921‬‬

‫‪6‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫هذا إلى وكيل الملك‬ ‫بالمحكمة االبتدائية بوزان‬

‫قضايا الشمال في الصحافة الوطنية‬ ‫مشروع الطاقة الريحية «خالدي» يضخ أول «كيلواط»‬ ‫في شبكة التوتر العالي‬ ‫توجد المحطة الريحية «خالدي»‪ ،‬التي أنجزتها‬ ‫مجموعة «أكوا باور»‪ ،‬ب «جبل صندوق» على بعد ‪ 30‬كلم‬ ‫من مدينة طنجة‪ .‬وتتوفر هذه المحطة على سعة تصل‬ ‫إلى ‪ 120‬ميغاواط‪ ،‬باستثمار قدره ‪ 1.7‬مليارات درهم‪.‬‬ ‫ويعتبر مشروع «خالدي» من أول المشاريع التي‬ ‫طورتها مجموعة «أكوا بازر»‪ ،‬بتعاون مع صندوق‬ ‫االستثمار المتعلق بالطاقات المتجددة التي تسمح‬ ‫للمنتجين الخواص ببيع الكهرباء ذات التوتر العالي‬ ‫مباشرة كما هو الحال مع المقاوالت الصناعية‪.‬‬ ‫وقد تم تمويل المشروع بقرض على المدى‬ ‫الطويل‪ ،‬وأساسا عبر المصرف األوروبي لإلنشاء والتعمير‬ ‫وبمساهمة من صندوق التكنولوجيات النظيفة والبنك‬ ‫المغربي للتجارة الخارجية وهكذا‪ ،‬فإن مشروع «خالدي»‬ ‫هو أول مشروع للطاقات المتجددة يتم تمويله من طرف‬

‫المصرف األوروبي لإلنشاء والتعمير بالمغرب على أساس‬ ‫تمويالت تعاقدية‪ ،‬وبدون أي دعم‪.‬‬ ‫وسوف تتمكن المحطة الريحية «خالدي» التي‬ ‫يتنتج تقريبا ‪« 380‬جيغا واط ساعة» سنويا (أي ما يعادل‬ ‫االستهالك السنوي لمدينة متوسطة تضم ‪ 40000‬ساكن)‬ ‫من التموين المباشر لكبار الزبناء الصناعيين المرتبطين‬ ‫بشبكة التوتر العالي‪.‬‬ ‫وتتكون هذه المحطة من ‪« 40‬توربينة» ريحية بسعة‬ ‫‪ 3‬ميغا واط للواحدة‪ ،‬أنجزها مورد المعدات «فيستاس»‬ ‫الذي سيتولى مسؤولية االستغالل والصيانة‪.‬‬ ‫وقد تم تثبيت كل «توربينة» على برج يعلو ‪80‬‬ ‫مترا‪ ،‬كما تم تجهيزها بثالث شفرات طولها ‪ 45‬مترا‪.‬‬ ‫وسوف يسمح تشغيل أولى «التوربينات» بالتزود الفوري‬ ‫بالكهرباء‪.‬‬

‫كما سيسمح التشغيل آلخر التوربينات في ظرف ‪4‬‬ ‫أشهر من الوصول إلى سعة إجمالية تبلغ ‪ 120‬ميغاواط‪.‬‬ ‫وصرخ «بادي بادمانثان»‪ ،‬المدير التنفيذي لـ «أكوا‬ ‫باور» قائال‪« :‬يعتبر مشروع خالدي إنجازا مهما في الطاقات‬ ‫الريحية مطورا بنظام اإلنتاج المستقل للكهرباء‪ ،‬حيث يبرز‬ ‫مدى التزام مجموعة «أكوا باور» بالمساهمة في تنمية‬ ‫وتحقيق قيمة مضافة للمملكة المغربية‪.‬‬ ‫بكل مؤسساتها المعنية واستغاللنا الفعال لمحطاتنا‪،‬‬ ‫سيسمح بتأمين الولوج إلى الطاقة مع ضمان نمو مستدام‬ ‫االقتصاد‪.‬‬ ‫ومن جهته‪ ،‬صرح «باديس دراجي» المدير العام‬ ‫الجهوي ل»أكوا باور المغرب» ‪« :‬إننا فخورون بالمساهمة‬ ‫في تحقيق طموحات المملكة المغربية في تطوير مجال‬ ‫الطاقات المتجددة مع تعزيز النسيج الصناعي الوطني»‪.‬‬

‫غرامة ‪ 25‬درهم تدفع جماعة طنجة إلى مراجعة التشوير الطرقي‬

‫حركت الحوادث الكثيرة التي تعرفها شوارع طنجة‬ ‫وكذا البدء في تطبيق مواد مدونة السير في الجانب‬ ‫المتعلق منها بالراجلين‪ ،‬جماعة طنجة من أجل إيجاد‬ ‫حل لمشاكل التشوير الطرقي األفقي الذي يعاني‬ ‫من ضعف واضح بالمدينة‪ ،‬خاصة ما يتعلق بممرات‬ ‫الراجلين‪.‬‬ ‫ووضع عمدة طنجة محمد البشير العبدالوي نقطة‬ ‫تتعلق بالمصادقة على قرار تنظيمي بشأن توحيد‬ ‫التشوير األفقي بالمدينة‪ ،‬ضمن جدول أعمال الدورة‬ ‫االستثنائية المقرر المنعقدة يوم الخميس‪ ،‬حيث ينتظر‬ ‫أن تتدخل فرق المعارضة لعرض مسؤوليات الجماعة في‬ ‫الحوادث الحاصلة نتيجة غياب ممرات الراجلين‪ ،‬وفق ما‬ ‫أوردته مصادر جماعية‪.‬‬

‫وأضحى غيـــاب ممرات الراجليـــن من األسبـــاب‬ ‫األساسية للحوادث بطنجة‪ ،‬حيث فارق الكثيرون الحياة‬ ‫بسببها نسبة كبيرة منهم أطفال‪ ،‬خاصة في الشوارع‬ ‫الكبرى التي عرفت عمليات إعادة التهيئة‪ ،‬إذ غفلت‬ ‫سلطات المدينة رسم ممرات الراجلين في شوارع كبرى‬ ‫مثل محج محمد السادس وشارع محمد الخامس وشارع‬ ‫المولى رشيد وشارع الجيش الملكي‪.‬‬ ‫ومع وقوع كل حادث جديد ترتفع أصوات المواطنين‬ ‫المطالبين بوضع ممرات الراجلين بالشوارع الكبرى التي‬ ‫تعرف حركة كثيفة للسيارات‪ .‬مشيرين بأصابع االتهام‬ ‫لجماعة طنجة بوصفها الجهة المسؤولة عن التشوير‬ ‫األفقي للطرق والوالية بصفتها الجهة المشرفة على‬ ‫أشغال برنامج طنجة الكبرى‪ ،‬وهو النقاش الذي عاد أخيرا‬

‫بشكل يميل للسخرية بعد اإلعالن عن تفعيل غرامات‬ ‫الراجلين‪.‬‬ ‫وبعد دخول النصوص المتعلقة بمخالفات الراجلين‬ ‫حيز التطبيق عمليا‪ ،‬وهي المخالفات المنصوص عليها‬ ‫وعلى عقوبتها في المواد ‪ 94‬و‪ 178‬و‪ ،219‬أصبحت‬ ‫الجماعة ملزمة بوضع إشارات طرقية موحدة وفق‬ ‫المعايير القانونية حتى يلتزم الراجلون بالنص القانوني‪،‬‬ ‫إذ ال يمكن تطبيق غرامة ال‪ 25‬درهما على المخالفين‬ ‫ما دام ال يوجد ممر للراجلين على بعد ‪ 50‬مترا من‬ ‫مكان قطعهم للطريق‪ ،‬وهو األمر الذي ينسحب على جل‬ ‫الشوارع الكبرى بطنجة‪.‬‬

‫حمزة المتيوي‬

‫آباء طلبة محرومين من المنح الجامعية بتطوان والنواحي‬ ‫يستعدون لالحتجاج‬

‫كشفت مصادر مطلعة أن مجموعة من آباء وأولياء‬ ‫الطلبة بتطوان وعمالة المضيق ـ الفنيدق‪ ،‬يقومون بالتنسيق‬ ‫والتحضير لتنزيل مجموعة من األشكال النضالية السلمية‬ ‫والحضارية‪ ،‬خالل األيام القليلة المقبلة‪ ،‬احتجاجا على إقصاء‬ ‫عدد كبير من الطلبة المستحقين للمنح الجامعية‪ ،‬فضال‬ ‫عن االختالالت التي شابت عملية التوزيع وانسحاب ممثل‬ ‫فيدرالية جمعيات اآلباء واألمهات بإقليم تطوان من اللجنة‬ ‫اإلقليمية للمنح‪ ،‬بسبب ما وصفته الفيدرالية بغياب تكافؤ‬ ‫الفرص واالختالالت التي شابت الملف‪.‬‬ ‫وحسب المصادر نفسها فإن المتضررين من اإلقصاء‬ ‫من المنح الجامعية‪ ،‬طالبوا بلقاء مباشر مع والي جهة‬ ‫طنجةـ تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬من أجل إطالعه على االختالالت‬ ‫واالحتجاجات التي رافقت عملية توزيع المنح‪ ،‬فضال عن‬ ‫مطالبتهم بفتح تحقيق موسع لكشف حيثيات وظروف إقصاء‬

‫مجموعة من الطلبة الذين ينتمون إلى عائالت فقيرة بالكاد‬ ‫توفر المصاريف الضرورية‪.‬‬ ‫وتضيف المصادر ذاتها أنه ضمانا لمبدأ الديمقراطية‬ ‫والشفافية وتكافؤ الفرص‪ ،‬كان على اللجان التحري بشكل‬ ‫دقيق‪ ،‬بخصوص مسألة متوسط دخل األسر الشهري‬ ‫والسنوي‪ ،‬من أجل تسهيل عملية توزيع المنح الجامعية على‬ ‫مستحقيها من األسر المعوزة‪ ،‬فضال عن تجنب مؤشرات‬ ‫االحتقان لدى الحاالت المتضررة‪.‬‬ ‫وكان مجموعة من الطلبة بإقليم المضيق ـ الفنيدق‬ ‫قد استغربوا عدم ظهور أسمائهم في الئحة المنح الجامعية‪،‬‬ ‫رغم أن عائالتهم تعيش ظروفا اجتماعية قاهرة‪ ،‬فضال عن‬ ‫معاناتهم مع الفقر والمدخول اليومي لآلباء الذي يكاد يكفي‬ ‫لسد الحاجات الضرورية من مأكل ومشرب‪ ،‬وال يمكن معه‬ ‫توفير أي شيء لمتابعة الطلبة دراستهم الجامعية التي‬ ‫تتطلب مصاريف إضافية متعددة‪.‬‬

‫وسبق أن راسلت مجموعة من جمعيات المجتمع‬ ‫المدني‪ ،‬عددا من المؤسسات المعنية‪ ،‬من أجل رفع ما‬ ‫وصفته بالحيف والظلم الذي لحق مجموعة من الطلبة‬ ‫الذين يستحقون المنح الجامعية‪ ،‬ألن عائالتهم ال تتوفر على‬ ‫مداخيل قارة‪ ،‬فضال عن تأكيدهم على االستعداد إلثبات‬ ‫كل حالة اجتماعية مزرية‪ ،‬وحقها في االستفادة من المنحة‬ ‫لمواصلة المشوار الدراسي الجامعي والتحصيل العلمي‪.‬‬ ‫يذكر أن مجموعة من الطلبة الذين يعيشون أوضاعا‬ ‫اجتماعية مزرية‪ ،‬قرروا عدم استئناف الدراسة الجامعية‬ ‫بعد إقصائهم من المنحة‪ ،‬فضال عن تقديم مطالب ملحة‬ ‫بإعادة النظر في الملفات ودراستها من جديد‪ ،‬مع األخذ‬ ‫بعين االعتبار حاالت الفقر المدقع ومرض اآلباء وبطالتهم‬ ‫أو عملهم بشكل غير منتظم‪.‬‬

‫فجر عدد من األعضاء داخل مركز خدمات الشباب‬ ‫بمنطقة مسنانة بطنجة‪ ،‬فضيحة من العيار الثقيل‪ ،‬تتعلق‬ ‫بوجود شبهات اختفاء الماليين من صندوق هذا المركز‬ ‫منذ إحداثه‪ ،‬حيث تحول الجمع العام االستثنائي‪ ،‬الذي‬ ‫نظم بحر األسبوع الماضي بالمدينة‪ ،‬قصد تجديد مكتب‬ ‫الجمعية المشرفة على هذا المركز‪ ،‬إلى ما يشبه حلبة‬ ‫للمالكمة‪ .‬وأكدت مصادر أن عددا من األعضاء دخلوا في‬ ‫عراك لمحاولة نسف الجمع العام‪ ،‬عقب مطالبتهم بتبرير‬ ‫ما يقارب ‪ 180‬ألف درهم خاصة بمداخيل هذا المركز‪،‬‬ ‫حيث طالب بعض الحاضرين بضرورة اإلدالء بالتقرير‬ ‫المالي بعد ورود شكوك حول نزاهة التقارير‪ ،‬سيما عن‬ ‫مصير ‪ 36‬ألف درهم قدمها بنفسه لرئيسة البرمجة‬ ‫والشراكة بالمركز‪ ،‬بهدف تقديم الدعم التربوي لحوالي‬ ‫‪ 500‬تلميذ‪ ،‬حسب تعبيره‪ ،‬قبل أن يكتشف أن هذا المبلغ‬

‫وزان‪ :‬مراسلة خاصة‬ ‫لوث االعتداء الجسدي والمعنوي الذي تعرض له‬ ‫ثالثة أطفال ينحدرون من الجماعة الترابية بني كلة ‪،‬‬ ‫مناخ األنشطة التي أطلقتها فعاليات مدنية وحقوقية‬ ‫‪ ،‬مساهمة منها في تخليد لليوم العالمي للطفل الذي‬ ‫أطره هذه السنة شعار « أخذ زمام المبادرة»‪.‬‬ ‫فقد تسلمت الجريدة من مواطنتين تقيمان‬ ‫بدوار بودروة الواقع تحت النفوذ الترابي ‪ ‬لجماعة‬ ‫بني كلة بإقليم وزان ‪ ( ،‬تسلمت) نسخا من شكايتين‬ ‫سبق توجيهها يوم ‪ 4‬دجنبر الجاري إلى السيد وكيل‬ ‫الملك بالمحكمة االبتدائية بوزان ‪ ،‬استعرضتا فيها‬ ‫المالبسات المحيطة بما أسموه «اختطاف قاصرين‬ ‫واحتجازهما مع الضرب»‪ .‬وتضيف الشكايتين – تتوفر‬ ‫الجريدة على نسختين منهما – بأن أبناءهما الثالثة‬ ‫المعتدى عليهم ‪ ،‬وبينما هم ‪ ‬في طريقهم يوم‬ ‫األحد ‪ 3‬دجنبر حاملين وجبة الغذاء ألفراد أسرهم‬ ‫الذين كانوا منهمكين في جني الزيتون ‪ ،‬فوجئوا‬ ‫باألشخاص الثالثة الواردة أسماءهم في الشكايتين‬ ‫«يعترضون سبيل األطفال وأخذهم بالقوة وربطهم‬ ‫بالشجرة دون أدنى شفقة‪. »....‬‬ ‫المشتكيتان لم تعثرا على األطفال الثالثة إال‬ ‫بعد أن أضناهما البحث‪ ،‬كما جاء ذلك على لسانهما‪،‬‬ ‫وشددتا بأن القاصرين تعرضوا للعنف الجسدي‬ ‫والنفسي كما تشهد على ذلك الشواهد الطبية‬ ‫المرفقة بالشكايتين ‪.‬‬ ‫وألن العدالة هي بيت المظلوم‪ ،‬فإن المشتكيتان‬ ‫تنتظران إنصاف األطفال الثالثة الذين تعمقت‬ ‫معاناتهم النفسية ‪ .‬‬

‫بحث عن متغيبة‬

‫حسن الخضراوي‬

‫شبهات اختفاء الماليين تفجر األوضاع بمركز يشرف على مالعب‬ ‫القرب بطنجة‬ ‫اختفى بشكل غامض‪ ،‬لثالثة أشهر جاء من المبادرة‬ ‫الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وليس من مال جمعيته‪.‬‬ ‫وتساءل أعضاء آخرون عن مصير مداخيل مالعب‬ ‫القرب التي قامت جمعية دعم المركز بتحصيلها‪ ،‬بينما‬ ‫لم تتم اإلشارة إليها في التقرير المالي‪ ،‬علما أن حوالي‬ ‫سنتين مرتا دون تقديم التقرير المالي‪ ،‬سيما وأن مالعب‬ ‫القرب تدر الماليين عل هذا المركز‪ ،‬وأكدت مجموعة من‬ ‫الجمعيات التي حضرت هذا اللقاء أنها تستعد لمراسلة‬ ‫المجلس الجهوي للحسابات بطنجة‪ ،‬بهدف فتح تحقيق‬ ‫والقيام بعملية افتحاص شاملة إلدارة مركز خدمات‬ ‫الشباب‪ ،‬خاصة في ما يتعلق بالجانب المالي‪ ،‬لما يشهده‬ ‫من اختالالت‪ ،‬حسب تعبيرها‪ ،‬ألنها مؤسسة عمومية‬ ‫ويتطلب رفع الغموض عن ماليتها‪.‬‬

‫اعتداء صارخ على ثالثة‬ ‫أطفال بجماعة بني كلة‬ ‫بإقليم وزان‪ ‬‬

‫وأضافت المصادر نفسها أنها كانت تنتظر‪ ،‬خالل‬ ‫الجمع العام االستئنافي‪ ،‬الحصول على إجابات والتفاعل‬ ‫إيجابيا مع دعوات التحقيق والشفافية‪ ،‬لكنها تفاجأت‬ ‫بعملية التهرب من الكشف عن مصير الماليين السالف‬ ‫ذكرها‪ ،‬دون تقديم إجابات واضحة حول هذا الوضع‪ ،‬في‬ ‫وقت سبق إلطارات أخرى أن قامت بوضع شكايات أمام‬ ‫المصالح الوالئية المختصة بالجهة‪ ،‬استنكرت فيها ما‬ ‫يجري في المركز‪ ،‬وأعقب ذلك اجتماع مع باشا المنطقة‬ ‫الذي عرضت عليه كافة االختالالت‪ ،‬ثم عرضها على‬ ‫الوالي‪ ،‬لكن دون جدوى‪ ،‬تقول مصادر حضرت اللقاء آنف‬ ‫الذكر‪.‬‬

‫محمد أبطاش‬

‫تغيب��ت الطفلة هناء أكري (‪14‬‬ ‫س��نة ) ع��ن منزل والديها مس��اء‬ ‫الجمع��ة ‪20‬دجنب��ر‪ 2017‬بح��ي‬ ‫الموظفين‪ ،‬بني مكادة بطنجة‪.‬‬ ‫المرج��و مم��ن عث��ر عليها أو‬ ‫على معلومات عنها االتصال على‬ ‫الرقم التالي‪:‬‬

‫‪0624486804‬‬


‫‪7‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪921‬‬

‫إقتصاد‬ ‫بنك المغرب يخفض توقعاته للنمو إلى ‪ 3‬في المائة سنة ‪2018‬‬

‫خفض بنك المغرب توقعاته بتحقق النمو من ‪ 4.1‬في المائة عام ‪ ،2017‬إلى ‪ 3‬في المائة في ‪ ،2018‬وجاء‪ ،‬في بالغ للبنك عقب‬ ‫انعقاد اجتماعه الفصلي الرابع برسم ‪ ،2017‬يوم الثالثاء‪ ،‬أن نسبة النمو بلغت خالل الفصل الثاني ‪ 4.2‬في المائة‪ ،‬وذلك بفضل تحقيق‬ ‫موسم فالحي جيد‪ .‬وتوقع بنك المغرب أن يصل معدل النمو بالنسبة لمجموع السنة إلى ‪ 4.1‬في المائة نتيجة انتعاش القيمة المضافة‬ ‫الفالحية بواقع ‪ 14.7‬في المائة‪ ،‬وبافتراض موسم فالحي متوسط ينتظر أن يتباطأ النمو اإلجمالي إلى ‪ 3‬في المائة في ‪ ،2018‬قبل أن‬ ‫يتسارع إلى ‪ 3.6‬في المائة في ‪ ،2019‬حسب البنك‪ .‬وفي السياق ذاته‪ ،‬أفادت توقعات بنك المغرب أن متوسط التضخم سيصل إلى ‪0.7‬‬ ‫بالمائة مع متم ‪ 2017‬مقارنة ب‪ 1.6‬بالمائة السنة الماضية‪ ،‬موضحا أنه «من المتوقع أن يصل متوسط التضخم في متم السنة إلى ‪0.7‬‬ ‫بالمائة بعد ‪1.6‬بالمائة في ‪ ،2016‬بينما يرتقب أن يتسارع مكونه األساسي‪ ،‬الذي يقيس التوجه األساسي لألسعار‪ ،‬من ‪ 0.8‬بالمائة إلى‬ ‫‪ 1.3‬بالمائة‪ ،‬حسب البالغ الذي أشار إلى أنه «على المدى المتوسط يتوقع أن يرتفع التضخم وأن يظل في مستويات معتدلة تصل إلى‬ ‫‪ 1.5‬بالمائة في ‪ 2018‬و‪ 1.6‬بالمائة في ‪.»2019‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬كشف عبد اللطيف الجواهري‪ ،‬والي بنك المغرب‪ ،‬أن األداء بواسطة الهاتف المحمول يمكن أن يرى النور في ‪،2018‬‬ ‫مؤكدا أن تفعيل هذا الورش «يتقدم بشكل إيجابي»‪ ،‬ومبينا أن إطالق هذه الخدمة التي تتيح للمستهلكين أداء مشترياتهم بواسطة‬ ‫الهاتف المحمول «تمت الموافقة عليه»‪ ،‬مشيرا إلى أنه إلى جانب البنك المركزي‪ ،‬كانت كل من الهيئة الوطنية لتقنين المواصالت‪،‬‬ ‫والبنوك الرئيسية والفاعلين في مجال االتصال‪ ،‬مشاركين في هذا المشروع‪ ،‬ولتفعيل هذا المشروع كان من الالزم إدخال بعض‬ ‫التعديالت على مستوى القانون البنكي الجاري به العمل‪ ،‬بهدف السماح بإدخال مؤسسات األداء‪ ،‬وأضاف أنه «حتى الفاعلين في مجال‬ ‫الهاتف يتوقع أن ينخرطوا ليصبحوا مؤسسات أداء»‪ .‬وبخصوص الجدل الدائر حول منع المغرب للتعامل بالعملة الرقمية (بيتكوين) ‪،‬‬ ‫موضحا أن «العملة يتوجب أن تستجيب لثالثة معايير ‪ :‬أن تكون وسيلة لألداء‪ ،‬وتشكل احتياطيا للقيمة وأن تكون أداة ادخار‪ .‬وبيتكوين‬ ‫ال تستجيب لهذه المعايير»‪ ،‬مضيفا أن بيتكوين هي أصل مالي أكثر مما هي عملة‪ ،‬محذرا من كونها تمثل « أداة مضاربة وتعرف‬ ‫تقلبات» ويمكن أن توظف‪ ،‬من حيث استخدامها‪ ،‬في أهداف مجرمة‪ ،‬من قبيل تمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫‪ 172.7‬مليارات درهم ‪ :‬عجز الميزان التجاري‬

‫سجلت المبادالت الخارجية للمغرب تفاقما في عجز الميزان التجاري بنسبة ‪ 3.3‬في المائة خالل األشهر األحد عشر األولى من السنة‬ ‫الجارية‪ ،‬ليصل إلى مبلغ ‪ 172.7‬مليار درهم مقابل ‪ 167.2‬مليار قبل السنة‪.‬‬ ‫وحسب مكتب الصرف‪ ،‬فقد بلغت قيمة الواردات ‪ 395.9‬مليار درهم‪ ،‬بزيادة قدرها ‪ 6.7‬في المائة‪ ،‬في حين ارتفعت قيمة الصادرات‬ ‫بنسبة ‪ 9.4‬في المائة لتصل إلى حوالي ‪ 223.2‬مليار درهم‪ ،‬حسب المعطيات األولية الصادرة عن مكتب الصرف حل المبادالت الخارجية‬ ‫لشهر نونبر‪.‬‬ ‫وانتقلت بالتالي نسبة تغطية الصادرات للواردات من ‪ 55‬في المائة إلى ‪ 56.4‬في المائة‪ ،‬حسب المصدر ذاته‪ .‬وعزا مكتب الصرف‬ ‫ارتفاع قيمة الواردات في جزء منه إلى زيادة الفاتورة الطاقية ب‪ 28.6‬في المائة والمنتجات الخام بنسبة ‪ 13.4‬في المائة‪ ،‬والسلع الجاهزة‬ ‫لالستهالك ب‪ 4.9‬في المائة‪ ،‬ومنتجات التجهيز ب‪ 3.4‬في المائة والمنتجات نصف المصنعة ب‪ 3.3‬في المائة‪ ،‬بينما انخفضت فاتورة‬ ‫المنتجات الغذائية ب‪ 4.4‬في المائة‪.‬‬ ‫أما تطور الصادرات فيعود بالخصوص إلى زيادة مبيعات جميع القطاعات تقريبا‪ ،‬وخصوصا قطاع الطيران (زائد ‪ 16.3‬في المائة)‪،‬‬ ‫والفوسفاط ومشتقاته (زائد ‪ 12.2‬في المائة)‪ ،‬والفالحة والصناعة الغذائية (زائد ‪ 8.5‬في المائة)‪ ،‬والسيارات (زائد ‪ 6.9‬في المائة)‪ ،‬والنسيج‬ ‫والجلد (زائد ‪ 5.2‬في المائة)‪ ،‬واألجهزة اإللكترونية والصناعة الصيدالنية (زائد ‪ 5.1‬في المائة لكل حدة)‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬بلغت االستثمارات األجنبية المباشرة بالمغرب ‪ 22.1‬مليار درهم خالل األشهر ال‪ 11‬األولى من السنة الجارية‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 19.2‬مليار درهم قبل سنة‪ ،‬أي بارتفاع نسبته ‪ 14.6‬بالمائة‪.‬‬ ‫وهذه النتيجة تعزى إلى انخفاض النفقات ب‪ 62.5‬بالمائة إلى ‪ 4.8‬مليارات درهم‪ ،‬بنسبة أكثر أهمية من المداخيل (ناقص ‪16.4‬‬ ‫بالمائة) التي بلغت ‪ 26.9‬مليار درهم نهاية شتنبر ‪.2017‬‬ ‫كما أن مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج سجلت ارتفاعا بنسبة ‪ 3‬بالمائة‪ ،‬لتصل إلى ‪ 59.6‬مليار درهم برسم األشهر ال‪ 11‬األولى‬ ‫من السنة الجارية‪.‬‬ ‫وبخصوص ميزان األسفار‪ ،‬سجل مكتب الصرف أنه ظهر فائضا من ‪ 1,4‬مليار درهم إلى ‪ 48.6‬مليار درهم في متم شهر نونبر‬ ‫الماضي‪ ،‬مسجال ارتفاع مداخيل األسفار من ‪ 3.9‬مليارات درهم إلى ‪ 64.3‬مليار درهم‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع النفقات من ‪ 2.6‬مليار درهم‬ ‫إلى ‪ 15.8‬مليار درهم‪.‬‬

‫‪ 4.4‬معدل نمو االقتصاد الوطني خالل سنة ‪2017‬‬ ‫حسب توقعات صندوق النقد الدولي‬ ‫توقع صندوق النقد الدولي أن معدل النمو االقتصادي بالمغرب يصل ‪ 4.4‬في المائة‪ ،‬وهو ما يرجع في معظمه إلى االنتعاش‬ ‫الملحوظ في النشاط الزراعي‪ ،‬بينما يظل النشاط ضعيفا في القطاع غير الزراعي‪.‬‬ ‫وقال خبراء الصندوق عقب ختام زيارتهم إلى الرباط‪ ،‬إن معدل البطالة ارتفع إلى ‪ 10.6‬في المائة في الربع الثالث من ‪ ،2017‬بينما ال‬ ‫تزال بطالة الشباب مرتفعة بمعدل ‪ 29.3‬في المائة‪ .‬ومن المتوقع أن خالل سنة ‪ 2017‬بفضل انخفاض أسعار المواد الغذائية‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أيضا‪ ،‬حسب الصندوق‪ ،‬أن ينخفض عجز الحساب الجاري إلى ‪ 3.9‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي في ‪ ،2017‬عقب‬ ‫ارتفاعه بصورة ملحوظة في عام ‪ ،2016‬وذلك في األساس بفضل البيئة العالمية الملحوظة بالمغرب‪ ،‬وال سيما ازدياد قوة التعافي في‬ ‫أوروبا ونمو الصادرات القوي بنحو ‪ 6.5‬في المائة‪ ،‬ما يرجع في معظمه إلى جودة أداء صادرات المنتجات الغذائية والفوسفاط ومشتقاته‪.‬‬ ‫ومن المتوقع أيضا أن تظل االحتياطيات الدولية في مستوى مريح‪ ،‬حيث تغطي حوالي ستة أشهر من الواردات‪.‬‬ ‫على صعيد المالية العامة‪ ،‬ال يزال الضبط المالي مستمرا‪ ،‬وكانت التطورات إيجابية إلى حد كبير منذ نهاية أكتوبر ‪ .2017‬فقد‬ ‫حققت اإليرادات الضريبية نتائج أفضل من المتوقع‪ ،‬ولكن إيرادات المنح كانت أقل مما أشارت التوقعات‪ .‬وكان اإلنفاق العام على األجور‬ ‫ومدفوعات الفائدة أقل من المستوى المتوقع‪ ،‬كما انخفض معدل المصروفات الرأسمالية بنحو ‪ 2‬في المائة على أساس سنوي مقارن‪.‬‬ ‫وكشف صندوق النقد الدولي أن البنوك المغربية تتمتع بمستوى جيد من الرسملة ‪،‬وأن المخاطر محدودة على االستقرار المالي‪.‬‬ ‫وال تزال القروض المتعثرة مرتفعة نسبيا‪ ،‬ولكنها تخضع لرقابة دقيقة‪ ،‬وهناك مخصصات كافية لمواجهة خسائرها المحتملة‪ ،‬كما يجري‬ ‫تعزيز الضوابط التنظيمية لتخفيض تركز االئتمان وتوثيق التعاون مع األجهزة الرقابية العابرة للحدود‪ ،‬من أجل احتواء المخاطر المتعلقة‬ ‫بتوسع البنوك المغربية في إفريقيا‪.‬‬

‫‪EEEEEEEE‬‬

‫احتياطيات العملة الصعبة‬ ‫أعلن بنك المغرب في مؤشراته األسبوعية أن صافي االحتياطيات الدولية للمغرب بلغ ‪ 238.6‬مليار درهم في ‪ 08‬دجنبر ‪،2017‬‬ ‫مسجال بذلك تراجعا بنسبة ‪ 3.5‬في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية‪.‬‬ ‫وأوضح أن هذه االحتياطيات حافظت على نفس المستوى المسجل في األسبوع الماضي‪.‬‬ ‫وبخصوص السوق المالي‪ ،‬أبرز البنك أنه ضخ ما مجموعه ‪ 44.2‬مليار درهم منها ‪ 41‬مليار درهم على شكل تسبيقات لمدة سبعة‬ ‫أيام بناء على طلب عروض‪ ،‬و ‪ 3.2‬مليارات درهم تم منحها في إطار برنامج دعم تمويل المقاوالت الصغيرة جدا والمتوسطة‪.‬‬ ‫وحسب المصدر ذاته فقد استقر المعدل البنكي في نسبة ‪ 2.3‬في المائة‪ ،‬في حين انتقل حجم المبادالت من ‪ 3.5‬إلى ‪ 4.1‬مليارات‬ ‫درهم‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بحجم المبادالت اإلجمالي‪ ،‬فقد بلغ ‪ 2‬مليار درهم مقابل ‪ 8.6‬مليارات درهم أسبوعا قبل ذلك‪ ،‬حيث بلغت قيمة‬ ‫الصفقات في سوق الكتل ‪ 1.5‬مليار درهم‪ ،‬فيما بلغت قيمة الصفقات التي أنجزت بالسوق المركزي ‪ 97.7‬مليون درهم في المتوسط‬ ‫يوميا‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬أن نسبة تطور الكتلة النقدية (مجمع م‪ )3‬لم تتغير وظلت عند نسبة ‪ 5.4‬في المائة مقارنة مع شهر شتنبر ‪،2017‬‬ ‫في حين شهدت حسابات اإليداع محددة األجل انخفاضا من ‪ 10.8‬في المائة‪ ،‬وحيازات الوكالء االقتصاديين من سندات هيئات التوظيف‬ ‫الجماعي للقيم المنقولة النقدية ارتفعت بنسبة ‪ 7.2‬بالمائة بعد انخفاض قدر بنسبة ‪ 4.2‬بالمائة‪.‬‬ ‫وارتفعت الودائع تحت الطلب لدى البنوك بنسبة ‪ 7.4‬في المائة‪ ،‬في حين استقر تداول النقد بنسبة ‪ 6.5‬في المائة‪ ،‬وهو نفس‬ ‫وتيرة شتنبر‪.‬‬ ‫وأبرز بنك المغرب أنه خالل الفترة الممتدة من ‪ 07‬نونبر إلى ‪ 13‬دجنبر ‪ ،2017‬ارتفعت قيمة الدرهم بنسبة ‪ 0.16‬في المائة مقارنة‬ ‫مع األورو‪ ،‬بينما انخفضت مقارنة الدوالر بنسبة ‪ 0.27‬بالمائة‪.‬‬

‫بمناسبة الذكرى األربعينية لوفاة األستاذ عبد اهلل شقرون‬ ‫المؤسس الرائد‬ ‫عبد العزيز الديالل المصوري‬ ‫بقلم ‪:‬‬

‫بعد عمر مديد‪ ،‬انتقل إلى عفو اهلل‪ ،‬ليلة يوم الخميس ‪ 11‬نوفمبر ‪ ،2017‬األستاذ عبد اهلل شقرون‪ ،‬الذي يُعد من أهم‬ ‫وألمع رواد المسرح اإلذاعي والتلفزي بالمغرب‪ ،‬وذلك لغزارة إنتاجاته وإبداعاته التمثيلية‪ ،‬مؤلفا ومخرجا ومؤطرا‪ ،‬كانت‬ ‫ثقافته واسعة وشاملة‪ ،‬ألف ما يزيد عن خمسمائة تمثيلية لإلذاعة والتلفزيون والمسرح‪ ،‬باللسان العربي الفصيح‪،‬‬ ‫وباللسان العربي الدارج‪.‬‬ ‫كان لألستاذ عبد اهلل شقرون وعي عميق بقضايا المجتمع‪ ،‬فيضعها في قالب تمثيلي هادف‪ ،‬يُعالجها قدر‬ ‫قدراتة‪ .‬كما كانت له رؤية متميزة وقادرة على تحليلها وفهمها وإيجاد الحلول لها‪.‬‬ ‫فمنذ سنة ‪ 1952‬إلى نهاية ‪ ،1962‬كنا نُنصتُ باهتمام بالغ‪ ،‬وشوق كبير‪ ،‬إلى التمثيليات اإلذاعية كل‬ ‫ليلة أحد على أمواج األثير ‪« :‬قسم التمثيل لدار اإلذاعة يُقدم «أوالد العكرة» تمثيلية من تأليف وإخراج األستاذ‬ ‫عبد اهلل شقرون»‪ ..‬أذكر من بين تلك التمثيليات‪ :‬الطماع‪ ،‬وبديعة بنت الموضة‪ ،‬والبسطيلة والمحنشة‪ ،‬وكلها‬ ‫يلقى فع ُله‪ ..‬وصبيحة يوم الجمعة على الساعة العاشرة والنصف تمثيلية دينية أو تاريخية‪ ،‬أذكر من بينها ‪ :‬ناقة‬ ‫اهلل‪ ،‬وسفينة نوح‪ ،‬ويوسف بن تاشفين‪ ،‬وموقعة وادي المخازن‪ ،‬وكانت كلها باللسان العربي الفصيح‪ ،‬طبعا‪.‬‬ ‫ومن أهم المسرحيات التاريخية التي كتبها األستاذ عبد اهلل شقرون ‪« :‬الواقعة»‪ ،‬التي سجلت مجدا فنيا‬ ‫ووطنيا خالدا لفرقة التمثيل العربي لإلذاعة والتلفزة المغربية‪ ،‬التي تجولت بها وعرضتها في جل مدن المغرب‪،‬‬ ‫وكان ذلك سنة ‪ ،1962‬وهي من إخراج الفنان المسرحي المبدع محمد سعيد عفيفي رحمة اهلل عليه‪ .‬هذه‬ ‫المسرحية تحكي عن احتالل البرتغال لمدينة الجديدة‪ ،‬وذلك أوائل سنة ‪ 1762‬ميالدية‪.‬‬ ‫كان األستاذ عبد اهلل شقرون كثير الولع وشغوفا ومفتونا بالفنون الشعبية‪ ،‬وباألخص فن الملحون وطرب اآللة‬ ‫األندلسية والطرب الغرناطي‪.‬‬ ‫األستاذ عبد اهلل شقرون صنع نجوما لمعت في آفاق اإلذاعة والمسرح والسينما‪ ،‬أذكر من بينهم ‪ :‬الحاج العربي‬ ‫الدغمي‪ ،‬ومحمد حسن الجندي‪ ،‬والحاجة حبيبة المذكوري‪ ،‬رحمة اهلل عليهم جميعا‪ -‬وأرملته أمينة رشيد متعها اهلل‬ ‫بالصحة والعافية والصبر الجميل‪.‬‬ ‫لم يقتصر األستاذ عبد اهلل شقرون عن إبداعاته في كتابة النصوص التمثيلية‪ ،‬بل أمطر األغنية‬ ‫المغربية كتابات زجلية في منتهى الرقة والعذوبة والجمال‪ ،‬أذكر بينها‪« :‬يا بنت المدينة»‪ ،‬و «آه يا‬ ‫المسرارة»‪ ،‬ألحان محمد بن عبد السالم وغناء المعطي بنقاسم‪ ،‬رحمة اهلل عليه‪ ،‬و «رجا عْلى وكان‬ ‫مْسافر»‪ ،‬غناء بهيجة إدريس‪ ،‬المطربة المغربية األولى التي ظهرت على الساحة الفنية‪.‬‬ ‫األستاذ عبد اهلل شقرون متعه اهلل بخصال وشمائل طيبة جعلته محبوبا عند كل أصدقائه‬ ‫ورفاق دربه الطويل‪.‬‬

‫***‬

‫محطات مشرقة من حياة األستاذ عبد اهلل شقرون‬

‫ ولد األستاذ عبد اهلل شقرون بسال سنة ‪ ،1925‬وبها درس حتى حصل على الشهادة‬‫االبتدائية‪ ،‬وتلقى تعليمه الثانوي بمدرسة موالي يوسف الثانوية بالرباط‪ ،‬ثم بمعهد الدراسات العليا بالرباط «اآلداب والحقوق»‪ ،‬ثم‬ ‫بكلية اآلداب بالجامعة بالجزائر شعبة األدب العربي واللغة العربية‪ ،‬ثم بجامعة السربون بباريس‪ ،‬ثم بمدروسة اإلذاعة والتلفزيون التابعة‬

‫لهيئة اإلذاعة والتلفزيون الفرنسية بباريس‪ ،‬حيث حصل على دبلوم مخرج محترف‪.‬‬ ‫ متخصص في الملكية الفكرية «حقوق المؤلف» على الصعيد الدولي‪.‬‬‫ عضو المعهد الدولي لإلعالم واالتصال بلندن‪ ،‬وقد كان أحد األعضاء بمجلس األمناء لهذا المعهد‪.‬‬‫ تقلد فيما بين سنة ‪ 1963‬وسنة ‪ 1979‬مهام في اإلذاعة والتلفزة المغربية‪ :‬مدير التلفزة المغربية‬‫مرتين من سنة ‪ 1963‬إلى سنة ‪ ،1965‬ومن سنة ‪ 1971‬إلى سنة ‪.1973‬‬ ‫ رئيس مجلة اإلذاعة الوطنية في بداية الستينات‪.‬‬‫ أستاذ في فن اإللقاء العربي والتشخيص المسرحي بالمعهد الوطني للموسيقى والفن المسرحي‬‫بالرباط‪.‬‬ ‫ كان أمينا عاما التحاد إذاعات الدول العربية‪.‬‬‫ قدم العديد من البرامج التي تولى إعدادها وإخراجها لإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬لعل أشهرها برنامج‬‫«مشاكل وحلول» وبرنامج «الشعراء وشعرهم»‪.‬‬ ‫ كان مدير العالقات الخارجية لإلذاعة والتلفزة المغربية من سنة ‪ 1968‬إلى سنة ‪.1979‬‬‫ كان عضوا بارزا في اتحاد كتاب المغرب بالرباط‪.‬‬‫ في بداية التسعينات أقام بالواليات المتحدة األمريكية في دورات دراسية‪.‬‬‫ وفي سنة ‪ 1992‬عاد إلى المغرب‪ ،‬حيث أصبح مديرا لديوان وزير الشؤون الثقافية‬‫السيد محمد عالل سيناصر‪ ،‬وهذه المهمة لم تمنعه من مواصلة عطائه اإلعالمي‬ ‫والفني والثقافي‪ .‬وخالل السنوات الثالث األولى من فترة التسعينات‪ ،‬ألقى محاضرات‬ ‫في سال والرباط والدار البيضاء حول فن الملحون أدبا شعريا وأداء مُلحنا‪ ،‬كما‬ ‫قام بإلقاء عروض في ميدان االتصاالت الفضائية ومجال الملكية الفكرية «حقوق‬ ‫التأليف»‪..‬‬ ‫هذه أهم المحطات والمساهمات التي أنجزها األستاذ عبد اهلل شقرون في مجال‬ ‫اإلعالم السمعي والمرئي‪ ..‬المسرح واإلذاعة‪..‬‬ ‫رحمه اهلل‪ ،‬وجزاه خير الجزاء عما أسداه من جهود‪ ،‬وعما قدمه من عطاء لألجيال‬ ‫ولهذا الوطن‪.‬‬

‫من بين مؤلفاته ‪:‬‬

‫ المسرح في اإلذاعة والتلفزيون‪ - .‬شعراء على مسرح التلفزيون‪ - .‬حديث‬‫اإلذاعة حول المسرح العربي‪.‬‬ ‫‪ -‬فجر المسرح العربي بالمغرب‪ - .‬نظرات في فن الملحون‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪921‬‬

‫تالميذ مركز «صنوان» للصم في ضيافة مؤسسة «النور»‬ ‫كالعادة‪ ،‬تواصل مؤسسة «النور» الحرة حضورها‬ ‫بقوة في أنشطتها المختلفة والمتميزة خارج نطاق‬ ‫القسم والدراسة‪ ،‬من خالل تنظيم نشاط مميز من‬ ‫طرف نادي الصحة واألعمال االجتماعية للمؤسسة‪،‬‬ ‫عبر أمسية تواصلية وترفيهية مع أطفال يستحقون‬ ‫كل الدعم والعناية‪ ،‬أتوا من مركز «صنوان» لتربية‬ ‫وتعليم وتأهيل الصم‪.‬‬ ‫وك���ان ال��ه��دف م��ن ه��ذا النشاط المنظم‬ ‫تحــت شعــار «أطفالنــا‪ ...‬مستقبلنا» يروم خلق‬ ‫التواصل وترسيــخ مفهــوم المساواة والتضامن‪،‬‬ ‫والمساهمــة في إدماج تالميذ المركز في محيطهم‬ ‫السوسيوثقافي‪.‬‬ ‫واس��ت��ف��اد ع��دد كبير م��ن تالميذ المركز‬ ‫والمؤسسة وآباء وأولياء األمور واألطر الحاضرة‪ ،‬من‬ ‫لحظات رائعة امتزجت بالضحك تارة عبر مسرحية‬ ‫فكاهية بعنوان «الزوجة الثانية» قدمها بإتقان‬ ‫التالميذ‪ ،‬سعد البقالي في دور «الحاج» وسرين‬ ‫الشاعر في دور «الزوجة االولى» ونفيسة البقالي في‬ ‫دور «الزوجة الثانية»‪ ،‬مستوحاة من التراث القديم‬ ‫ومن تأليف األستاذة نبيلة العوني‪ .‬وبنوع من الحزن‬ ‫والتأثر الشديد تارة أخرى من خالل مسرحية مؤثرة‬ ‫قدمها تالميذ مركز «صنوان» تحت عنوان «مناجاة‬ ‫الوطن» جسدوا من خاللها بلغة اإلشارة‪ ،‬وبأصوات‬ ‫«نهيلة أجمعن ومعاذ الشبكي (إطارين بالمركز)‪،‬‬ ‫وبرسائل معبرة‪ ،‬معاناة الشخص المعاق في وطنه‪،‬‬ ‫من صعوبة تقبله واندماجه في المحيط االجتماعي‬ ‫والعملي والعملي بسبب اإلعاقة‪ ،‬ووسط مجتمع ال‬ ‫يرحم‪ ،‬ومسؤولين ال يبالون‪ .‬متسائلين عن سبب‬ ‫حرمانهم من المساواة مع اآلخرين وتخلي الوطن‬ ‫عنهم‪ .‬واختتمت المسرحية برفع لوحات تحمل رسائل‬ ‫معبرة موجهة إلى من يهمه األمر‪ ،‬نظير( الحق في‬ ‫التربية والتعليم – الحق في الصحة – الحق في‬ ‫المساواة – الحماية من سوء المعاملة)‪ .‬وعرف العرض‬ ‫تفاعال كبيرا من طرف الحاضرين الذين‪ ‬صفقوا بقوة‬ ‫وبحسرة كبيرة في آن واحد‪.‬‬ ‫ولم يقف برنامج الحفل الذي انطلق بتالوة‬ ‫القرآن الكريم بلغتي اإلشارة والصوتية‪ ،‬وعزف النشيد‬ ‫الوطني‪ ،‬وكلمات الترحيب‪ ،‬من طرف أطر المؤسسة‬ ‫المنظمة‪ ،‬أو أطر المركز‪ .‬بل شهد فقرات مميزة‬ ‫كرقصة البط‪ ،‬نشيد «يا معلمي»‪ ،‬ولوحة «ماما‬

‫�أوراق من�سية‬ ‫بقلم‪ :‬م�صطفى احلراق‬

‫التراث الغربي كأحد أشكال التعبير‬ ‫يعتبر التراث الغربي حسب ما يقوله القدماء من علوم الوسائل‬ ‫وليس من علوم الغايات‪ ،‬أي يمكن استعماله كأحد أشكال التعبير‪ ،‬كما‬ ‫استخدم الحكماء من قبل الفلسفة اليونانية قديما كوسيلة للتعبير ولغة‬ ‫لألداة وليس كعلم ينقل‪ .‬وهذا هو التيار الغالب والمقبول ألن نستفيد‬ ‫من أدواته وآلياته‪ ،‬ونتجنب األفكار والقيم التي أنتجتها‪ ،‬وهذه عملية قد‬ ‫تكون مستحيلة ‪ ،‬إذ ال يمكن تجنب اآلثار حتى لو راوغنا الخلفيات التي‬ ‫تنتج التكنولوجيا ووسائل العلم التطبيقية‪.‬‬

‫إفريقيا» من تقديم تالميذ مركز صنوان‪ ،‬وسكيتش‬ ‫صامت وأغنية «ن��داء الحسن» من تقديم تالميذ‬ ‫مؤسسة النور‪.‬‬ ‫واختتم النشــاط بحفــل توزيــع شواهد‬ ‫المشاركة بحضور مدير المؤسسة‪ ،‬السيد مصطفى‬ ‫الحمــادي‪ ،‬وأطر المؤسسة‪ ،‬أعضاء نادي الصحة‬ ‫واألعمال االجتماعية‪ ،‬لطيفة الحراق‪ ،‬رجاء البقالـي‪،‬‬

‫صفــاء البقالي‪ ،‬جميلة اليوسفي‪ ،‬إحسان غيالن‪ ،‬سنــاء‬ ‫بنيحيــى‪ .‬ومؤطرات مركز «صنوان» إيمان النجمي‪،‬‬ ‫كنزة عبد العزيز‪ ،‬زينب احمامو‪ ،‬حسناء الصمدي‪،‬‬ ‫سالمة أولهري‪ ،‬فاطمة الزهراء البقالي‪ ،‬نادية المسياح‪،‬‬ ‫أمينة مرون‪ ،‬فاطمة النكراج‪ ،‬فاطمة الزهراء الحساني‪،‬‬ ‫وغزالن بنيونس‪.‬‬

‫محمد السعيدي‬

‫هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بوزان‬

‫دورات تكوينية لالرتقاء بالدور االستشاري آللية الديمقراطية التشاركية‬ ‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫‪ ‬في إطار إعطاء نفس قوي آلليات الديمقراطية‬ ‫التشاركية التي ثبتها دستور ‪ 2011‬في فصله‬ ‫‪ 139‬الذي جاء في فقرته األول��ى « تضع مجالس‬ ‫الجهات‪ ،‬والجماعات الترابية األخرى‪ ،‬آليات تشاركية‬ ‫للحوار والتشاور‪ ،‬لتيسير مساهمات المواطنات‬ ‫والمواطنين والجمعيات في إع��داد برامج التنمية‬ ‫وتتبعها»‪ ،‬ومساهمة من بعض الشركاء في تعزيز‬ ‫قدرات أعضاء وعضوات هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع لجماعة وزان‪ ،‬وارتقاء بالدور االستشاري‬ ‫لآللية الدستورية المذكورة وتجويدا لهذا الدور‪،‬‬ ‫احتضن فضاء قصر بلدية وزان يوم األحد ‪ 17‬دجنبر‪،‬‬ ‫دورة تكوينية جديدة‪ ،‬شارك في أشغالها باإلضافة‬ ‫إلى مكوناتها‪ ،‬منتخبات ومنتخبون وأطر إدارية بذات‬ ‫الجماعة ‪.‬‬ ‫ال��دورة التكوينية أطرها الخبير في المجال‪،‬‬ ‫الدكتور محمد اليوبي اإلدري��س��ي‪ ،‬بتعاون مع‬ ‫المشاركين والمشاركات الذين توزعوا على محترفات‬ ‫وقفوا فيها عند نقاط القوة‪ ،‬والضعف‪ ،‬والتهديدات‪،‬‬ ‫والفرص الكامنة في أعمال هيئة المساواة وتكافؤ‬ ‫الفرص ومقاربة النوع لجماعة وزان بعد مرور سنة‬ ‫على إحداثها وهيكلتها ‪ .‬كما خصص المؤطر حيزا‬ ‫زمنيا مهما سلط فيه الضوء على األدوار النوعية‬ ‫التي على الهيئة أن تلعبها‪ ،‬وهي أدوار تجد مرجعيتها‬ ‫في أحكام وروح دستور المملكة‪ ،‬والقانون التنظيمي‬ ‫الخاص باآلليات التشاورية ذات الصلة‪ ،‬وانتهى‬ ‫باالنتصار لقوة وظيفة ال��دور االستشاري لآللية‬ ‫المذكورة الذي يحاول البعض تبخيسه ‪ .‬‬ ‫‪ ‬ولكي تنجح هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع في وضع لمستها على برنامج عمل‬ ‫الجماعة وباقي المشاريع التنموية األخرى‪ ،‬فقد اقتنع‬ ‫المشاركون والمشاركات بأن المدخل الرئيسي‬ ‫لتحقيق ذلك‪ ،‬يمر عبر بوابة بناء الثقة مع الفاعل‬ ‫السياسي الذي هو المجلس الجماعي‪ ،‬المعبر عن إرادة‬

‫‪8‬‬

‫السكان( الديمقراطية التمثيلية )‪ ،‬ووعي المنتخبين‬ ‫والمنتخبات ‪ ‬بالدور الذي أسنده الدستور للمواطنين‬ ‫والمواطنات وللنسيج المدني للمشاركة في تدبير‬ ‫الشأن العام وصناعة القرار ‪ .‬كما أن المجلس الجماعي‬ ‫بدوره مطالب بتوفير المناخ السليم واإلمكانيات‬ ‫اللوجيستيكية الكفيلة بضمان تجويد عمل الهيئة‬ ‫المذكورة ‪ .‬أحمد العيداني رئيس جمعية الحمامة‬ ‫البيضاء لحقوق األشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب‬ ‫تناول في ورقته المقدمة في هذا اليوم التكويني‪،‬‬ ‫موضوع النظام الداخلي للهيئة أو مساطر العمل‬ ‫الجيدة‪ ،‬وعالقة كل صيغة معتمدة بالنظام الداخلي‬ ‫للمجلس الجماعي‪ ،‬مبرزا نقاط القوة والضعف الواردة‬ ‫في أحشاء كل واح��دة من الصيغ المعتمدة بهذا‬ ‫المجلس أو ذاك ‪ .‬وبعد نقاش مستفيض حصل‬ ‫االتفاق على مفاتحة المجلس الجماعي من أجل دعوته‬ ‫لدمج قانون هيئة المساواة ضمن نظامه الداخلي‪،‬‬ ‫وتبني اآللية المذكورة لصيغة دليل المساطر ‪.‬‬ ‫‪ ‬ونظرا ألهمية آلية تعزيز القدرات وتقويتها‬

‫في تفعيل أدوار هيئة المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع‪ ،‬ونظرا لحداثة التجربة وجنينيتها‪،‬‬ ‫وغياب أي تراكم في المجال‪ ،‬وبعد أن كان الرئيس‬ ‫السابق للجماعة قد عطل القانون الذي دعا إلحداث‬ ‫هذه اآللية‪ ،‬فقد صادق المشاركون والمشاركات في‬ ‫أشغال الدورة على الئحة ‪ ‬مواضيع الدورات التكوينية‬ ‫الالحقة ‪.‬‬ ‫‪ ‬يذكر بأن هذه ال��دورات التكوينية موجهة‬ ‫لعضوات وأعضاء هيآت المساواة وتكافؤ الفرص‬ ‫ومقاربة النوع‪ ،‬ومنتخبين ومنتخبات‪ ،‬وأطر إدارية‪،‬‬ ‫بأربع جماعات ترابية ( وزان‪ ،‬شفشاون‪ ،‬العرائش‪،‬‬ ‫المالليين ) ‪ ‬بجهة طنجة تطوان الحسيمة‪ ،‬وتدخل‬ ‫هذه الورشات التكوينية ضمن برنامج دعم المجتمع‬ ‫المدني بالمغرب الذي تشرف عليه جمعية الحمامة‬ ‫البيضاء لحقوق األشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب‪،‬‬ ‫بشراكة ودعم من شركاء دوليين‬ ‫‪( USAID- COUNTERPART international). ‬‬

‫والد الدكتور شرف الدين ماجدولين في ذمة اهلل‬ ‫انتقل إلى عفو اهلل تعالى يوم اإلثنين ‪ 29‬ربيع األول‪ 18/ 1439‬دجنبر‬ ‫‪ 2017‬الفاضل المرحوم‬

‫الحاج عمر ماجدولين‬

‫ودفن في اليوم الموالي بمقبرة موالي عبد الرحمان الشريف بشفشاون‪.‬‬ ‫وبهذه المناسبة األليمة تتقــدم هيئــة تحرير جريدة «الشمـال» بأحر‬ ‫التعازي وأصدق المواساة إلى أبنائه‪ :‬شرف الدين‪ ،‬ثريا‪ ،‬إلياس‪ ،‬بشرى‪ ،‬أحمد‪،‬‬ ‫نعمى‪ ،‬فاطمة‪ ،‬محمد‪ ،‬دالل وزينب‪ ،‬سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد‬ ‫بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬

‫يبدو هذا الحل التوفيقي الذي يفصل بين الذهن واليد أو العقل‬ ‫ونتاجه المادي‪ ،‬مخرجا سهال ومريحا لتخفيف صدمة ارتطام العرب بحضارة‬ ‫اآلخر القوية والمتفوقة‪ ،‬ولكنه في الواقع سبب لحل المشكالت النفسية‬ ‫واالجتماعية والفكرية‪ ،‬ويقف وراء التوتر والجمود والشلل الذي تعيشه‬ ‫الثقافة العربية التي فقدت ما تسميه الهوية ‪ ،‬ولم تلحق بالمعاصرة‪،‬‬ ‫ورضيت بأن تكون ثقافة ملصقات‪ ،‬أي تأخذ إنتاج وابتكار وتجديد اآلخر‬ ‫وتلصق عليه تسمية عربي‪ ،‬كما في الصناعة تقوم بعملية تجميع أو‬ ‫تركيب المنتوجات الصناعية‪ ،‬وتعتبر أن هذا العمل صناعة محلية‪ .‬هذه‬ ‫العالقة الملتبسة مع اآلخر والتي تتراوح بين الحب والكراهية ال بد أن‬ ‫تتعدل من خالل التفاعل والتبادل والجدال‪ ،‬ليتحقق بواسطتها تعايش‬ ‫صحي متين ومتكافئ على األقل على المستوى الشعوري والنفسي‪ ،‬أي‬ ‫عدم اإلحساس بالنقص‪ ،‬وبدون عقدة الدونية التي تغطيها عدوانية‬ ‫زائدة ضد اآلخر‪.‬‬ ‫وقد يفهم مما تقدم بأنه نعني الذوبان في الثقافة الغربية أو عدم‬ ‫مقاومة الجوانب السلبية والمرتبطة بالهيمنة واالستعمار بأشكاله‬ ‫المختلفة‪ ،‬ولكن في نفس الوقت ال يعني المبالغة والخوف المرضي‬ ‫(الفتحة فوق الراء) مما يسمى الغزو الثقافي‪ .‬هذا الموقف السلبي يرتبط‬ ‫بفترات الضعف واالنحطاط‪ ،‬ويغيب في أوقات الصعود والنهضة كما فعل‬ ‫العرب في تعاملهم مع الثقافات األخرى‪ .‬ويالحظ أن مفكري اإلصالح‬ ‫والنهضة في القرن التاسع عشر لم يركزوا على وجود الخطر األوروبي‬ ‫رغم تداعي اإلمبراطورية العثمانية‪ ،‬ويقول الباحث العربي حوراني‬ ‫«عندما نظر رفعت الطهطاوي وخير الدين إلى أوروبا ‪ ،‬كانا أكثر ما رأياه‬ ‫فيها أفكارها واختراعاتها الجديدة‪ ،‬ال قوتها القاهرة الناجمة عن تلك‬ ‫األفكار واالختراعات‪ ،‬نعم كان خير الدين يعي األخطار الكامنة في النفوذ‬ ‫األوروبي المهدد بتزايد كيان اإلمبراطورية العثمانية‪ .‬غير أنه رأى أن‬ ‫باإلمكان صد تلك األخطار بتعاون مع الليبيرالية نفسها»‪.‬‬ ‫كان الخطر أحيانا حقيقيا وقد يكون متوهما‪ ،‬وفي كل األحوال ال‬ ‫يأتي الخطر دائما من قوة اآلخر فقط‪ ،‬إذ غالبا ما يكون العامل الذاتي‬ ‫هو الحاسم‪ ،‬كما أن رفض اآلخر ال يعني بالضرورة نقده‪ ،‬خاصة حين‬ ‫ال نمتلك معرفة جيدة بثقافة الغرب‪ .‬وكثيرا ما نالحظ أن العديد ممن‬ ‫يتصدون لنقد نظريات مثل الماركسية والدروينية وغيرها‪ ...‬ال يجدون‬ ‫أي لغة أجنبية تمكنهم من استيعاب أصول هذه النظريات‪.‬‬

‫( يتبع )‬ ‫} َيا �أَ ّ َيت َُها ال َنّفْ ُ�س مْ ُ‬ ‫ا�ض َي ًة َم ْر ِ‬ ‫ك َر ِ‬ ‫ال ْط َم ِئ ّ َن ُة ْار ِجعِي ِ�إ َلى َر ّ ِب ِ‬ ‫�ض ّ َي ًة‬

‫اد ُخلِي َج ّ َنتِي‬ ‫اد ُخلِي يِف عِ َبادِ ي َو ْ‬ ‫َف ْ‬

‫{‬

‫(�صدق اهلل العظيم)‬

‫عن عمــر يناهـز ‪ 70‬سنــة‪ ،‬لبى‬ ‫نداء ربـه المشمول بعفــوه وكرمــه‪،‬‬ ‫المرحوم‬

‫حمزة أبرودي‬

‫وشيـع جثمانـــه الطـــاهـــر في‬ ‫موكــب جنائزي مهيب‪ ،‬حضره األهل‬ ‫واألحبــاب والمعارف‪ ،‬ودفن بمقبــرة‬ ‫سيدي اعمار‪ ،‬بعد صالة العصر‪.‬‬ ‫وبهذا المصاب الجلـــل‪ ،‬نتقـدم‬ ‫بأحر التعازي إلى عائــالت‪ ،‬أبرودي‪ ،‬الوسيني‪ ،‬العونــي والشلواتــي‪،‬‬ ‫وكـذا إلى جميـــع أفراد أسرته‪ ،‬راجيــن لهم منه تعالى الصبر‬ ‫والسلوان‪ ،‬وللفقيد عظيم األجـر والغفــران‪ ،‬تغمــده اهلل بواســع‬ ‫رحمته‪ ،‬وأسكه فسيح جناته‪.‬‬

‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬


‫العدد ‪921‬‬

‫‪9‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫الخصوصية الثقافية لجهة كلميم واد نون‬ ‫ورهان التنمية‬

‫ياسين الباقيلي‬

‫طالب باحث بسلك الدكتوراه علم اإلجتماع‬ ‫كلية األداب جامعة محمد الخامس‬

‫‪2/2‬‬

‫‪ .4‬المقوم الثقافي كرافعة للتنمية بجهة كلميم واد نون‬

‫أكدت األدبيات الحديثة التي تتناول المقوم الثقافي داخل مقاربة التنمية من أن المداخل‬ ‫الكالسيكية للتنمية المحلية لم تعد ذات جدوى داخل النظام العالمي المعولم المسيطر اآلن‪ .‬ألن‬ ‫الرهانات الفعلية يمكن أن تتجلى كذلك في الموارد أال مادية وفي المخزون التراثي وفي المعارف‬ ‫المحلية‪ .‬لذلك يمكن أن ندرج المبادرات التنموية التالية ضمن هذا المنحى‪:‬‬ ‫‪ .1‬خلق وحدة لتجميع حليب اإلبل وتسويقه‪ :‬انطالقا من كون المنطقة تتوفر على قطيع‬ ‫مهم من اإلبل‪ ،‬يمكن استغالل منتوجاته خاصة الحليب الذي ستقوم هذه الوحدة بإنتاجه‬ ‫وتوزيعه محليا وجهويا ووطنيا‪ ،‬ويتطلب المشروع توفير التجهيزات العصرية( وسائل‬ ‫النقل‪ ،‬الحالبات‪ ،‬أماكن التعليب والتسويق‪،)...‬بالموازاة مع ذلك يتم خلق تعاونيات تقوم‬ ‫بتسيير الوحدة مع تسهيل المساطر اإلدارية المساعدة على إنشائها‪ ،‬وال شك بأن هذه‬ ‫الوحدة ستساهم في خلق فرص للشغل‪ ،‬وتثمين المجال الرعوي واالهتمام بمورد اإلبل‬ ‫باعتباره مورد ترابي وتراثي يميز المنطقة عن مناطق أخرى‪.‬‬ ‫‪ .2‬خلق وحدة إلنتاج زيت األركان‪ :‬يمكن خلق وحدة لصناعة زيت األركان‪ ،‬نظرا لالنتشار الواسع‬ ‫لهذا المورد الغابوي بمنطقة كلميم‪ ،‬ويقوم المشروع على تجميع مورد أركان وتحويله إلى‬ ‫زيوت متعددة االستعماالت الغذائية والتجميلية‪ ،...‬ويتطلب المشروع توفير اليات عصرية‬ ‫(معصرة عصرية‪ ،‬تعليب‪ ،‬نقل المنتوج‪ ،)...‬سيساهم في حماية مورد أركان باعتباره مورد‬ ‫ترابي وتراثي مرتبط بثقافة الساكنة المحلية‪ ،‬إضافة إلى الحد من أشكال تدهور المجال‬ ‫الغابوي‪ ،‬وخلق فرص للشغل وتحسين الوضع االجتماعي للساكنة‪.‬‬ ‫‪ .3‬في الميدان الثقافي‪ ،‬خلق إشعاع ثقافي بجهة كلميم واد نون‪ .‬عبر تفعيل االندماج االجتماعي‬ ‫بين األفراد والمحافظة على التضامن التقليدي وإبراز الهوية الثقافية‪« ،‬الثقافة مجموعة‬ ‫حية ومتجددة من الممارسات والمعارف والتصورات التي تسمح لألفراد والجماعات بالتعبير‬ ‫عن تصوراتهم للعالم‪ ،‬من خالل مجموعة من األنساق القيمية والمعايير األخالقية»( ) ‪ ،‬في‬ ‫ظل هيمنة الثقافة الواحدة التي تسعى إلى طمس المكونات الثقافية للمجموعات البشرية‪،‬‬ ‫بات من الضروري اتخاد مجموعة من التدابير لصيانة هذا المورد التراثي الحيوي وتمكين‬ ‫منطقة واد نون من تنمية ثقافية مستديمة‪ ،‬وفي هذا الصدد قامت وزارة الثقافة بتوسيع‬ ‫شبكة المؤسسات الثقافية‪ ،‬واعتماد أسلوب الشراكة مع الجماعات المحلية‪ ،‬من أجل‬ ‫المحافظة على المصادر الثقافية المتنوعة والغنية‪ ،‬وتطوير كل أشكال االبتكار واإلبداع‬ ‫الثقافي والفني‪.‬‬ ‫فمن خالل تشخيصنا لجهة كلميم واد نون تبين أنها مجال ذو صبغة ثقافية‪ ،‬يضم مقومات‬ ‫ثقافيــة متنوعـــة (العـادات والتقـــاليـــد‪،‬‬ ‫اللبــاس‪ ،‬الرقص‪ ،‬الموسيقى‪ ،‬الشعر‪ )....‬إال‬ ‫أنها تعاني من ضعـف في النشـــاط الثقافي‬ ‫نتيجة عدم استغاللهــا بالشكل المطلوب‬ ‫وقلة التجهيزات الثقافية‪.‬‬ ‫‪ .4‬إحـــداث معـهــد للثقـــافــــة الحســــانيـة‪:‬‬ ‫نظــرا لغياب مؤسسـة تهتــم بالبحـــث في‬ ‫الثقافة المحلية مع كون المنطقة تعتبر خزان‬ ‫تراثي شفهـي ومادي مهم يحتاج إلى البحث‬ ‫والتنقيب من أجــل حمايتــه وصيانتـه من‬ ‫الضياع واالندثـار‪ ،‬مع تشجيع وتحفيز الطلبة‬ ‫الباحثين على االهتمام بالتراث الثقافي وخلق‬ ‫تعاون مع األساتذة األكاديميين والمهتمين‬ ‫بالتراث الثقافي لالستفادة من خبرتهم في‬ ‫هذا المجال‪ ،‬إضافة إلى تخصيص فضاء خاص‬ ‫بنشر الدراسات والبحوث الثقافية على شكل‬ ‫كتب ومنشورات وخلق دورات تكوينية لفائدة‬ ‫الطلبة‪ ،‬وكدا إحداث موقع على األنترنت‬ ‫للتعريف بمعهد الثقافة الحسانية‪.‬‬ ‫‪ .5‬فضاء األلعـــاب الشعبية‪ :‬تشكــل األلعـــاب‬ ‫الشعبية أحد الممارسات التقليدية التي تميز‬ ‫الساكنة المحلية بالمجال الترابي لجهة كلميم واد نون إال أننا نالحظ غياب أشكال تنظيمية‬ ‫لأللعاب الشعبية وعدم توفر أماكن قارة لمزاولتها‪ ،‬وفي هذا اإلطار نقترح إنشاء فضاء‬ ‫لممارسة األلعاب الشعبية يضم جانب للرجال المتقدمين في السن‪ ،‬وجانب أخر للشباب‬ ‫واألطفال‪ ،‬مع توفير الوسائل واألدوات الالزمة (أعواد من القصب‪ ،‬أفرشة‪ ،‬كمية من الرمل‪،‬‬ ‫حجارة‪ ،)...‬إضافة إلى تخصيص أماكن للمتفرجين‪ .‬ويقوم هذا الفضاء على تنظيم مسابقات‬ ‫كمجال للمنافسة بين الالعبين وتخصيص جوائز للفائزين‪ ،‬مع خلق مرشدين وموجهين‬ ‫لألطفال وتحسيسهم بالقيمة الثقافية لأللعاب الشعبية‪ ،‬وإعداد دليل لأللعاب الشعبية‪،‬‬ ‫وال شك بأنه سيساهم في الحفاظ على األلعاب الشعبية كموروث ثقافي‪ ،‬وإحياء العادات‬ ‫والتقاليد السائرة في االندثار وتحريك عجلة التنمية بالمنطقة ودعم السياحة الثقافية‪.‬‬ ‫‪ .6‬مهرجان األمثال والحكايات الشعبية‪ :‬بغية الرفع من اإلشعاع الثقافي ورد االعتبار للتراث‬ ‫الشفهي‪ ،‬وجب خلق مهرجان لألمثال والحكايات الشعبية بالمجال الترابي لجهة كلميم واد‬ ‫نون‪ ،‬من أجل الحفاظ على الثقافة الشعبية للمجال وإعادة إحيائها‪ ،‬والتعريف بالمجال من‬ ‫أجل استقطاب السياح‪ ،‬مع تنويع األنشطة الثقافية بمشاركة الساكنة المحلية‪ ،‬ألن ذلك من‬ ‫شأنه خلق دينامية تنموية بالجهة تثمين الموروث الثقافي‪.‬‬ ‫‪ .7‬رد االعتبار للتراث المعماري والتاريخي‪ :‬بجهة كلميم واد نون حيث نجد كل من قصبة‬ ‫كلميم وبرج أكويدير وبعض األكواخ تعبر عن حضارة نول لمطة‪ ،‬التي في حاجة ماسة‬ ‫للتثمين والصيانة‪ ،‬ويمكن في هذا الصدد عقد شراكات مع جهات مختصة في الترميم‬ ‫والتجديد‪ ،‬مع االستفادة من تجارب رائدة في هذا المجال خاصة مدينة فاس العتيقة ‪...‬ومما‬ ‫ال شك فيه أنها ستساهم في توفير فرص للعمل وستحافظ على المعالم التاريخية األصيلة‪،‬‬ ‫وستحافظ على تاريخ وهوية المنطقة‪.‬‬ ‫‪ .8‬قطاع السياحة‪ :‬استثمار مؤهالت المنطقة لتحقيق تنمية سياحية بجهة كلميم واد نون‪:‬‬ ‫يعد قطاع السياحة أهم القطاعات المساهمة في تنمية الجهة‪ ،‬نظرا لتوافد عدد ال بأس به‬ ‫من السياح‪ ،‬إال أن واقع السياحة ال زال يعاني من عدة مشاكل وإكراهات‪ ،‬تجعل مساهمته‬ ‫في التنمية االجتماعية واالقتصادية تظل دون تحقيق الهدف المنشود‪ .‬ويمكن إجمال هذه‬ ‫المشاكل فيما يلي‪ :‬موسمية النشاط السياحي‪ ،‬وقلة المهنيين المتخصصين في القطاع‬ ‫السياحي‪ ،‬وشح مصادر التمويل وارتفاع نسب فوائد القروض البنكية‪ ،‬وأسعار وسائل النقل‬ ‫الجوي‪ ،‬مع غياب الدعاية واإلشهار للمنتوج السياحي المحلي‪ ،‬وضعف االستثمارات الموجهة‬ ‫للقطاع السياحي‪ ،‬إضافة إلى غياب التنسيق بين الجهات ومناطق الجذب السياحي لعرض‬ ‫منتوج متكامل‪ .‬لهذا فمن شأن تدعيم النشاط السياحي بجهة كلميم واد نون‪ ،‬التي تزخر‬ ‫بمقومات طبيعية وثقافية ومعمارية متميزة ومتعددة سيساهم في استقطاب أعداد مهمة‬ ‫من السياح‪ .‬ونعتقد بأن اعتماد هذه اإلجراءات ضروري لتنمية هذا القطاع‪.‬‬ ‫‪ .9‬المسار السياحي‪ :‬تزخر جهة كلميم واد نون بموارد تراثية وترابية متنوعة‪ ،‬مرتبطة أساسا‬

‫بتعدد وحداتها الترابية (جماعات قروية)‪ ،‬مما يقتضي استغاللها في إطار مسار سياحي‬ ‫اقتصرنا فيه على أربعة جماعات قروية‪ :‬أباينوا‪ ،‬لقصابي‪ ،‬أسرير‪ ،‬تيغمرت‪ .‬ويعتبر دليل‬ ‫سياحي الكتشاف مؤهالت هذا الحيز الترابي من أجل دعم السياحة والصناعة التقليدية‬ ‫وإشراك الساكنة في األنشطة المحلية‪.‬‬ ‫يبرز هذا المسار السياحي بجهة كلميم واد نون بأن هذه األخيرة تزخر بمآثر عمرانية تؤرخ‬ ‫لتاريخها الحضاري والمعماري العريق‪ ،‬كقصبة كلميم وبرج أكويدير والسوق األسبوعي أمحيريش‬ ‫التي استفادت من تجهيزات وبنيات االستقبال السياحي‪ ،‬يتجه بعد ذلك المسار إلى دوار أباينو الذي‬ ‫ال يبعد عن مدينة كلميم سوى بـ ‪ 15‬كلم‪ ،‬حيث تزخر الجماعة بوجود حامة معدنية استجمامية‬ ‫َ‬ ‫األركان‪ ،‬ليتجه هذا المسار إلى جماعة لقصابي‬ ‫واستشفائية‪ ،‬ووجود واحة صغيرة وانتشار شجر‬ ‫بمسافة تقدر بحوالي ‪ 25‬كلم‪ ،‬يتمتع بها السائح بجمالية المشهد الصحراوي (كثبان رملية) وأودية‬ ‫ومنعرجات تسمح بممارسة رياضات سياحية (سباق الدراجات النارية والسيارات ذات الدفع الرباعي)‪،‬‬ ‫بعد ذلك يتجه المسار في اتجاه واحة أسرير حيث تزخر بمؤهالت سياحية واحية متنوعة تجمع‬ ‫بين المشهد الواحي الطبيعي ووجود مآثر تاريخية (نول لمطة)‪ ،‬ليتجه المسار نحو واحة تغمرت‬ ‫التي تتمتع بمشاهد واحية خالبة إلى جانب وجود متحف القصبة الغني بأشكال الصناعة التقليدية‬ ‫البدوية‪ ،‬بعد ذلك يتجه المسار إلى فندق سياحي قصد الراحة وليستمتع السائح بالفلكلور الشعبي‬ ‫المتنوع‪ ،‬وينتهي هذا المسار بالعودة مساء إلى مدينة كلميم‪.‬‬ ‫‪ .10‬خلق مآوي سياحية تقليدية‪ :‬تكون عبارة عن خيام مؤثثة بالشكل التقليدي بحيث تضم‬ ‫كل مكونات الخيمة الصحراوية من أواني وأفرشة وأدوات للغزل‪ ،‬يتم إنشاؤها بالجماعات‬ ‫الترابية المدمجة في إطار المسار السياحي المقترح كجماعة أباينوا ولقصابي وأسرير‪،‬‬ ‫وذلك من أجل السياح وأسرهم‪ ،‬إلى جانب خيام االستقبال كما يتم إنشاء خيام خاصة ببيع‬ ‫المنتوجات التقليدية وتناول الوجبات الصحراوية‪.‬‬ ‫‪ .11‬إحداث مركز لتكوين المرشدين السياحيين‪ :‬ويتم إحداثه كمركز للمنطقة‪ ،‬نظرا لغياب‬ ‫مؤسسة خاصة بتكوين المرشدين السياحيين‪ .‬ويكون التكوين لفائدة الشباب من أجل‬ ‫إدماجهم في األنشطة السياحية‪ ،‬الشيء الذي سيمكن من توفير فرص عمل لهم‪.‬‬ ‫‪ .12‬قطاع الصناعة التقليدية‪ :‬تثمين المنتوج المحلي لتنشيط السياحة‪.‬‬ ‫يلعب قطاع الصناعة التقليدية بالجهة دورا مهما في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عبر‬ ‫مساهمته في تحريك دواليب التشغيل وخلق فرص العمل كما يعد مجاال خصبا لالستثمارات‪.‬‬ ‫فهذا النشاط عرفت به ساكنة المنطقة عبر تاريخها‪ ،‬متميزة في ميادين الحرف اليدوية‬ ‫الهادفة إلنتاج أدوات ولوازم العيش‪ ،‬الشيء الذي جعله اليوم يشكل تراثا ثقافيا وحضاريا‬ ‫يعكس الشخصية المحلية للمنطقة‪.‬‬ ‫فالجهة تتميز بأنشطة تقليدية كالنسيج وصناعة‬ ‫الفضة والنحاس التي تعتمد على المواد األولية(‬ ‫كالخشب والجلود والفضة والصوف والوبر) وهي‬ ‫حرف تتعايش مع أنشطة نفعية تزاول لتلبية‬ ‫حاجيات السوق المحلية‪ ،‬إال أن هذا القطاع رغم‬ ‫ما يتوفر عليه من مؤهالت اقتصادية واجتماعية‬ ‫وثقافية‪ ,‬فإنه يعرف مجموعة من المشاكل التي‬ ‫تحد من مساهمته المساهمة الفعالة في تنمية‬ ‫المنطقة ويمكن أن نجملها في‪ :‬وفرة المنتوج‬ ‫التقليدي وضعف فرص تسويقه‪ ،‬وضعف النشاط‬ ‫السياحي الذي يساهم في ترويج المنتوج‪ ،‬وغياب‬ ‫تنويع مصادر التمويل واآلجال القصيرة المدى‬ ‫للقروض الممنوحة‪ ،‬إضافة إلى قلة التجهيزات‬ ‫في مراكز التكوين المهني وضعـف نظامهــا‬ ‫التكويني‪ ،‬غياب التنافسية عند الصناع‪ ،‬والبعد‬ ‫عن مصادر التمويل من المواد األوليــة بالنسبة‬ ‫للصناع والحرفيين‪ ،‬غياب الحمالت اإلشهاريــة‬ ‫للمنتوج‪ ،‬وعدم توفر الشروط الصحية للحرفيين‪.‬‬ ‫لهذا فإن تطوير هذا القطاع نقترح ما يلي‪:‬‬ ‫‪ /1‬السوق الشعبية للصناعة التقليدية‪ :‬من أجل تصريف المنتوجات بشكل يراعي الخصوصيات‬ ‫المحلية ( الثقافة الشعبية) وجودة المنتوج‪ ،‬وتقوم باستقبال المنتوجات التقليدية من طرف‬ ‫لجنة مكونة من صناع محليين‪ ،‬تعمل على تقييم جودتها بهدف عرضها للبيع‪ ،‬ووضع عالمة‬ ‫خاصة تعبر عن جودة المنتوج‪ ،‬ويتم على هامش أنشطة السوق تنظيم دورات تكوينية‬ ‫وتأطيرية لفائدة الصناع التقليديين‪ ،‬وهذا سيساهم في إشراك الساكنة المحلية في‬ ‫األنشطة االقتصادية‪ ،‬إضافة إلى دعم الحرف التقليدية التي يهددها االندثار‪ ،‬مع التعريف‬ ‫بالثقافة الحرفية لساكنة المنطقة‪.‬‬ ‫‪ /2‬دليل الصناعة التقليدية‪ :‬نظرا لغياب أشكال التعريف بالمنتوج التقليدي مع وجود حرف‬ ‫تقليدية متنوعة وضعف تسويقها‪ ،‬وجب التركيز على وضع دليل للصناعة التقليدية بلغات‬ ‫مختلفة (إسبانية‪ ،‬فرنسية‪ ،‬إنجليزية‪ )..‬يقوم بالتعريف بمنتوجات الصناعة التقليدية‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬يتم بالموازاة مع ذلك تحسيس الحرفيين والصناع بقيمة وأهمية منتوجاتهم‪،‬‬ ‫وإبراز قيمتها الثقافية واالقتصادية‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫من خالل دراستنا للمقوم الثقافي لجهة كلميم واد نون داخل هذا المقال‪ ،‬اتضح لنا بشكل جلي‬ ‫ضرورة اعتماد مقاربة شمولية تستدعي المعطى الثقافي بمفهومه األنثروبولوجي‪ ،‬وتتوخى التفكير‬ ‫العميق في مستقبل التنمية الحضرية بالجهة من زوايا أكثر موضوعية‪ ،‬وذلك عن طريق رصد‬ ‫المقومات الثقافية القابلة للترصيد والتثمين‪ ،‬وتعبئة كل الفاعلين المحليين والثقافيين وكذلك‬ ‫الساكنة‪ ،‬ونعني كل الجماعات االجتماعية المحلية التي يمكن أن تندمج في إطار تشاركي يتجاوز‬ ‫النظرة القطاعية الضيقة وإقناع فئات المجتمع المحلي بكل أصنافها بضرورة إعادة اعتبار مخزونها‬ ‫التراثي والثقافي ضمن رؤية تنموية شمولية واستباقية في نفس الوقت‪ ،‬وانخراط كل المؤسسات‬ ‫المسؤولة والفاعلة داخل الشأن الثقافي والسياحي ببلورة استراتيجيات كفيلة بالنهوض بالمقوم‬ ‫الثقافي وإدماجه في سيرورة بناء اقتصاد ثقافي وفق السياسات العالمية النموذجية الرائدة في هذا‬ ‫الجال‪ .‬لذلك‪ ،‬وضمن هذه الرؤية الجديدة للتنمية المحلية والجهوية المندمجة‪ ،‬كان من الضروري‬ ‫اقتراح مشروع تنموي حضري يوحد كل الفاعلين ويحدد أهدافهم ومسؤولياتهم حول التوظيف‬ ‫والتدبير العقالني لمعظم المكونات التراثية الثقافية المحلية‪.‬‬ ‫ال شك أن بلورة استراتيجيات الفاعلين المحلي مدعومة بخبرات جهوية ووطنية ‪ ،‬والهادفة إلى‬ ‫تحقيق التنمية الحضرية المرجوة بما تستوجبه غنى الموارد وأصالة وغنى الموروث الثقافي يجب‬ ‫أن تعتمد مقاربة شمولية تشرك الساكنة المحلية ومختلف الفاعلين‪ ،‬وتعبئ شتى الموارد والطاقات‬ ‫عبر توفير الشروط واآلليات المالئمة إلنجاز المخططات التنموية وتنزيلها على أرض الواقع بما‬ ‫يالئم طموحات ساكنة المجال‪.‬‬

‫(انتهى)‬


‫‪10‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪921‬‬

‫ـور َ‬ ‫ُ‬ ‫امل ْعرفـة‬ ‫ض ُم ُ‬ ‫‪ ...‬ويقول تولستوي قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن‪ ،‬بينما المتنبي له قولة مشهورة‪:‬‬ ‫خير جليس في الزمان كتاب‪ .‬والمجتمع بال كتاب «قطيع»‪ .‬وقد ث ُقلتْ على العرب المعرفة‪ ،‬وخفَّ‬ ‫علينا َّ‬ ‫اللغو والنفاق‪ ،‬حتى أصبح العربيُّ قزماً بال قراءة‪ .‬وليس للجهل سرْوال‪.‬‬ ‫إنشاء مكتبة منزلية منذ الطفولة سبيل إلى العلم‪ ،‬خير من مجالس اللغو واللهو‪ .‬وال ينال‬ ‫العلم إال اللسان السَؤول‪ .‬والسؤال مفتاح العلم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن في حفظ آيات من كتاب اهلل‪ ،‬الحصن الحصين للغة العربية‪ ،‬سيجد القارئ في محراب‬ ‫بيانه عذوبة اللفظ والتعبير‪ْ .‬‬ ‫إن هي إال حرْب حالمة ضدَّ الثقافة العربية‪ ،‬سبيل يستمرئ من‬ ‫خالله الصهيوني عقيدة المسلمين‪ .‬فزرَعتْ بعض األنظمة «الموالية» لالستعمار دعاية‬ ‫سطحية لتخدير عقلية مجتمعاتها الغير القارئة‪ .‬وذلك من أجل تأليه الرئيس بالمدح‪ .‬وألبي‬ ‫الطيب أحكام عند نظمه ‪:‬‬

‫ُ‬ ‫فطــن‬ ‫ـــدرك املجـــ َد �إال �س ّي ِـ ٌد‬ ‫ال ُي‬ ‫ٌ‬ ‫فـــعـالُ‬ ‫لمِ ا‬ ‫ُّ‬ ‫ال�ســادات ّ‬ ‫ي�شــق على ّ‬ ‫و على مذهب جرير قائال ‪:‬‬

‫مبدح �أنف�سنا‬ ‫لقد � ْأر�ضينا غرورنا ْ‬ ‫القلب بخمر املديــح‬ ‫�سكـــر‬ ‫حتى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫فاالفتخار باآلباء واألج��داد مع العجــز‬ ‫منقصة‪ .‬وطالب المناصب والرياسة وحبُّ‬ ‫الثناء‪ ،‬مع ضيق األف��ق العلمي هو سبب‬ ‫المواقف العرْجــاء‪ .‬للعارف نقــدٌ ذاتيٌّ ال‬ ‫مع نقد الذات‪ .‬ورحم ُ‬ ‫اهلل رَجال عرَف قدْرَ‬ ‫نفسه‪َّ .‬‬ ‫إن إصدار أحكام من بعض الغُالة‬ ‫على اآلخر‪ ،‬ومن هذا األخير (الغرب) على‬ ‫المجتمعات العربية – اإلسالمية‪ ،‬جز ٌء من‬ ‫الذاكرة العربية التي أضحتْ فراغاً‪ .‬للحياة‬ ‫أحداث من أشوَاك باإلسهال اللفظي‪ ،‬وثمار‬ ‫ُ‬ ‫جمال العين‬ ‫بالعقل العربي المبدع الخالق‪.‬‬ ‫أنّها ال ترى في الظالم‪َّ ،‬‬ ‫ألن أصلها نورٌ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والجهل عارٌ‪ .‬ثمة للجهل بابٌ يتسرَّبُ منها خنَّاس االستعمار الفكري‪ ،‬كائن من‬ ‫فالعلم نورٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كان ويكون‪ .‬ليُمارس على العالم العربي حروبا بالوكالة وعلى أديم أرْضه‪ ،‬طوال وعرْضا‪ ،‬من‬ ‫الشام إلى اليمن ومن ليبيا إلى أرْض الرافدَين‪ ،‬التي قال عنها عمرُ ابن الخطاب رضي اهلل عنه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫المسؤول عنها»‪ .‬هل بقي للعرب من‬ ‫«لستُ خيراً من أحدكم‪ ،‬لو تعثرَتْ بغلة في العراق لكنتُ‬ ‫ضمير ليستفيق‪ ،‬وال ذرة من حياء ؟ حتى من التصفية العِرْقية ! أين دوْرُ منابر اإلعالم العربية‬ ‫التي لم ترْقَ إلى درجة أكبر من التوازن في مادة األخبار بين بعض األنظمة العربية‪َّ ،‬‬ ‫ألن هذه‬ ‫األخيرة عازمة على جعل الصحافة تجثو على رُكبتيها!! تلك هي السلطة الرابعة التي تجهرُ‬

‫بقلم ‪ :‬عبد المجيد اإلدريسي‬

‫«بالحقِّ»‪ ،‬وال تخشى وقعه في السلطة التنفيذية وال في نفوس «الناس»‪ .‬وبمبدإ ‪ :‬إذا دُفعت‬ ‫المفسدَة الكبرى بترْك المصلحة الصغرى‪ .‬يترتبُ عن ذلك حقٌ في التعبير مكفول للجميع‪.‬‬ ‫كما جاء على لسان أبي تمام ‪:‬‬

‫ن�شـــر ف�ضيلـــة‬ ‫و�إذا �أراد الله‬ ‫َ‬

‫ُ‬

‫طوي ْت‪� ،‬أتاح لها ل�سان ح�سودٍ‬ ‫َ‬

‫أفال يستحيي هذا األخير وال يرفُّ له جفنٌ ‪.‬؟!‬

‫َّ‬ ‫فاستحل «الغرْب» و «الشرق» أرض العروبة‪ ،‬مختبرًا أِلسلحتهم الفتاكة (صناعة الموت)‪،‬‬ ‫على بني يعرُب باسم اإلرهاب «ماركة» مسجلة إسرائيلية‪ .‬وكلهم يبغون في األرض ويسارعون‬ ‫في سفك دماء الشيوخ واألطفال والنساء‪ ،‬في إبادة جماعية للجنس العربي !! في حديث‬ ‫قدسي للحق َّ‬ ‫ُ‬ ‫وأطفال رُضع‪ ،‬وبهائم رُتع‪،‬‬ ‫جل في عُاله ‪« :‬وعزتي وجاللي لوال شيوخ رُكع‪،‬‬ ‫لخسفتُ بكم األرضَ خسفاً»‪ .‬فأمست‬ ‫بعض األنظمة العربية تضع قيوداً لمعاداة‬ ‫أخواتها‪ ،‬مِنْ عندها لتجــاري بهــا «القوى‬ ‫العظمــى» ومدَللتها اإلسرائيلية‪ .‬إنما هي‬ ‫األحداث التي تُمدُّ القلم بمعين ال ينضب‬ ‫من األحزان العربية‪ .‬ولكي تنشط صفقات‬ ‫بيع األسلحة يوَظفُ صانعوهـا مسرحيات‬ ‫التمويه السنيمـائي والقيــام بالتضليل‬ ‫الدبلوماسي الختالق بؤر صراعات الكراهية‬ ‫والطائفية والعقدية واإلديلوجية لشنِّ‬ ‫حروب تذِرُّ عليهم ماليير الدوالرات‪ ،‬كي‬ ‫ال تصدأ مخازن أسلحتهم!! ال بأس من‬ ‫تشطيب خزينة الدول العربية عند إقحام‬ ‫أنظمتهم في حروب عبثية‪ ،‬لإلذعان إلى‬ ‫«القوى العظمى»‪ ،‬من الشـرق والغــرب‪،‬‬ ‫المسؤولين عن جرائم كاملة األركان ضد‬ ‫حقوق اإلنسان العربي‪ .‬تلك هي الدول‬ ‫التي تنشدُ (ليدْرْ شيبْ) الزعامــة في‬ ‫مادَتيْ حرية الرأي وحقوق اإلنسان‪ .‬ومن‬ ‫سخرية القــدر‪ ،‬ألنظمة عربية تلجأ إلى‬ ‫من يحميها من شقيقاتها‪ ،‬لتستعيد بها فكرة الحماية القديمة ( التجنيس) التي ترتبتْ عنها‬ ‫األنظمة االستعمارية‪ .‬فأين سماحة الكريم أيها األشقاء العرب ؟ ولكم العبرة في حديث لرسول‬ ‫اهلل – صلعم ‪َّ : -‬‬ ‫«إن من عباد اهلل‪ ،‬عبادٌ يغبطهم األنبياء والشهداء‪ ،‬هم قومٌ تحابوا بروح اهلل‬ ‫من غير مال وال اكتساب‪ ،‬وجوههم نور على منابر من نور‪ ،‬ال يخافون إذا خاف الناس وال يحزنون‬ ‫إذا حزن الناس» ( حديث رواه النسائي وأبي داود)‪ .‬سبحان اهلل والحمد هلل وال إله إال اهلل واهلل‬ ‫أكبر وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬فإنها تُرْضي ذا الجالل‪ ،‬وتشرْحُ البال‪ ،‬وتُصلحُ الحال‪ ،‬وتدْفعُ‬ ‫ِّ‬ ‫ولكل حادث حديث ‪ ،‬ثمَّ للحديث قضية !!!‪...‬‬ ‫األهوال ‪...‬‬

‫الطفولة الوزانية تتأهل حقوقيا ألخد زمام المبادرة‬

‫وزان ‪ :‬محمد حمضي‬ ‫«أخذ زمام المبادرة» شعار خلدت به األمم المتحدة هذه السنة‬ ‫اليوم العالمي للطفل الذي يحتفل به المجتمع الدولي يوم ‪ 20‬نونبر‬ ‫من كل سنة ‪ .‬رمزية هذا اليوم تجد قوتها في اتفاقية حقوق الطفل‬ ‫التي كانت غالبية الدول األعضاء في األمم المتحـدة قد صادقـــت‬ ‫عليها بشكــل كامل أو جزئي يـوم ‪ 20‬نونبر ‪. 1989‬‬ ‫‪ ‬ولكي ال يظل هذا الشعار الذي يخاطب الحكومات والمنظمات غير‬ ‫الحكومية والمجتمع المدني من أجل مد الجسور أمام أطفال العالم‬ ‫لضمان مشاركتهم القوية والواعية‪ ،‬للقبض على حقوقهم األساسية‪،‬‬ ‫والترافع من أجل أن يتمتع بها من ظل محروما منها في أكثر من بقعة‬ ‫في العالم ‪ ( ،‬لكي ال يظل ) مجرد ترف فكري ‪ ،‬ومعلقا في السماء ‪ ،‬فقد‬

‫سارعت فعاليات مدنية وحقوقية بوزان لتنزيله وإعطائه نفسا محليا ‪،‬‬ ‫فأطلقت بتعاون مع اللجنة الجهوية لحقوق اإلنسان بالشمال‪ ،‬أكثر‬ ‫من مبادرة مبتدأهــا ومنتهاهــا التأهيل الحقوقــي ألطفــال دار‬ ‫الضمانة ‪.‬‬ ‫‪ ‬حركة الطفولة الشعبية الفاعل المدني األساسي الذي يعنى‬ ‫بقضايا أطفال وزان لعقود خلت‪ ،‬خلد اليوم العالمي للطفل ببرنامج‬ ‫متنوعة فقراته‪ .‬فعلى امتداد ثالثة أيام تحولت دار الشباب المسيرة‬ ‫إلى ورش بلمسة حقوقية ‪ ،‬اقترب فيها أطفال وإخوان حركة‬ ‫الطفولة‪ ،‬وأطفال مدرسة النواة الخاصة أكثر من الميثاق الدولي‬ ‫الذي يحدد حقوقهم المدنية والسياسية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬ ‫كما المسوا واقع الطفولة المغربية على ضوء التقرير الذي أصدرته‬ ‫المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم العالمي للطفل‪ .‬ولم‬

‫تغب الحمولة الحقوقية عن األنشطة الفنية والترفيهية التي أثثت‬ ‫برنامج االحتفال‪.‬‬ ‫من جهتها اختارت إدارة التعاون الوطني التي يحتضن مركبها‬ ‫االجتماعي بحي العدير ‪ ،‬دار األطفال ودار الطالبة ‪ ،‬التي يربطها‬ ‫باللجنة الجهوية لحقوق االنسان بالشمال أكثر من خيط ناظم‬ ‫للتعاون‪( ،‬اختارت)‪ ‬تسليح ساكنتها المنحدرة من أوساط اجتماعية‬ ‫هشة بالثقافة الحقوقية ‪ ،‬بما سيساعد هذه الفئة من األطفال بعد‬ ‫تملكهم لحقوقهم األساسية كما توافق عليها المجتمع الدولي ‪،‬‬ ‫وكما وجدت لها أثرا واضحا في أحكام دستور ‪ ، 2011‬من ضخ الروح‬ ‫في شعار ‪« ‬أخذ زمام المبادرة» الذي من المفروض أن يجد صداه‬ ‫في برامج القطاعات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني التي تعنى‬ ‫بقضايا الطفولة المغربية‪.‬‬


‫العدد ‪921‬‬

‫‪11‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫أوال ‪ :‬العادة ‪:‬‬

‫من �أعالم طرب‬ ‫الألة بطنجة‪:‬‬

‫الشيخ المبدع الفنان المتألق‬

‫أحمد بن الحسين الزيتوني الصحراوي‬ ‫‪ ■ -‬بقلــم‪ :‬عبداملجيـد ال�سماللــي‬

‫(‪)3‬‬

‫باحث في تاريخ موسيقى األلة المغربية‬

‫استدراك ‪:‬‬ ‫فاتني في الحلقة الماضية إدراج تلحين ميزان كامل‪ ،‬وهو من بدائع األعمال الفنية التي اهتدى إلى تلحينها الفنان أحمد‬ ‫الزيتوني‪ ،‬المتمثل في ميزان قدام النهاوند‪ ،‬وفيما يلي إفادات عن هذا اإلبداع الجميل‪:‬‬

‫قدام النهاوند‪:‬‬

‫وضع الفنان أحمد الزيتوني توشية بديعة لهذا الميزان‪ ،‬وضمنه مجموعة صنائع‪ :‬من شعر فصيح‪ ،‬وتوشيح‪ ،‬وزجل‪،‬‬ ‫وبراول‪ ،‬كل تلك الصنائع تنتمي إلى غرض واحد هو مدح الجناب النبوي واإلشادة بفضائله العلية‪ .‬وهذا الميزان سبق للفنان‬ ‫الزيتوني أن ل ّقنه ألفراد من المعهد الموسيقي بطنجة‪ ،‬كما درّب عليه فرقة جمعية اإلمام الشاذلي بطنجة‪ ،‬وقد تسنى‬ ‫ظهور الميزان في الحفل التكريمي الذي أقيم تقديرًا لعطاءات مربي األجيال األستاذ عبدالسالم اللواح‪ ،‬يوم السبت ‪10‬‬ ‫دجنبر ‪2011‬م‪ ،‬في المعهد اإلسباني بطنجة‪،‬‬ ‫وقد ترأس الفنان أحمد الزيتوني بنفسه تسيير هذه الوصلة الفنية‪ ،‬وقاد الجوق الذي ضم بين صفوفه نخبة أفراد من‬ ‫جوق المعهد الموسيقى بطنجة‪ ،‬وأعضاء من فرقة جمعية اإلمام الشاذلي المنوه بها سابقا‪ .‬شنف الجوق الحاضرين بأعذب‬ ‫ألحان هذا الميزان وجميل األشعار المديحية المتضمنة فيه‪ ،‬وفيما يلي مجموع صنائع هذا الميزان‪:‬‬

‫وسيرًا على منوال أقطاب هذا الفن األصيل في التلحين‪ ،‬قام الفنان أحمد الزيتوني بتلحين عدد كبير من الصنائع من‬ ‫الشعر الفصيح‪ ،‬والتوشيح‪ ،‬والزجل‪ ،‬والبراول‪ ،‬وتوفق في تلحينها‪ ،‬وإخراجها في قالب فني رائق‪ ،‬نالت استحسان وإعجاب هواة‬ ‫طرب األلة‪ ،‬واستعملها بعض الهواة في وصالتهم الفنية‪ ،‬وفيما يلي نماذج تلك الصنائع‪:‬‬ ‫برولة‪( :‬صافي الحبيب) في درج الحجاز المشرقي‪.‬‬ ‫صنعة‪( :‬تعلم يا خِ ّلي) في درج الحجاز المشرقي‪.‬‬ ‫برولة‪( :‬لو كان شوقي) في درج درج الحجاز المشرقي‪.‬‬ ‫صنعة‪( :‬أنتم حياتي) في درج الحجاز المشرقي‪.‬‬ ‫برولة‪( :‬طال علي الحال) في درج رصد الذيل‪.‬‬

‫ترميمه ( إصالح) بعض الصنائع‪:‬‬

‫تلحينه مجموعة من التواشي ‪:‬‬ ‫إذا كان المدلول اللغوي لكلمة توشية يفيد الزخرفة والتحسين والتجميل‪ ،‬فإن تلك اللفظة في اصطالح أرباب طرب‬ ‫األلة يقصد بها قطعة موسيقية ألية موزونة غير مصحوبة بأشعار‪.‬‬ ‫ويبلغ مجموع تواشي طرب األلة على ما يزيد عن ثالث وتسعين توشية‪ ،‬وهي موزعة على ثالثة أصناف‪ :‬توشيات‬ ‫النوبات‪ ،‬توشيات الميازين‪ ،‬توشيات الصنائع‪:‬‬ ‫توشيات النوبات‪ :‬تؤدى بعد البغية مباشرة‪ ،‬وهناك نوبات ضاعت توشيتها مثل‪ :‬نوبة رمل الماية‪ ،‬والرصد‪ .‬وبعض‬ ‫النوبات لها توشية واحدة مثل‪ :‬العشاق‪ ،‬والماية‪ ،‬كما اشتملت بعض النوبات على أكثر من توشية مثل‪ :‬نوبة االستهالل‬ ‫(توشيتان)‪ ،‬نوبة الحجاز المشرقي (سبعة توشيات)‪.‬‬ ‫توشيات الميازين‪ :‬هي عبارة عن معزوفة تحدد طبيعة الميزان الذي سيتم أداؤه‪.‬‬ ‫توشيات الصنائع‪ :‬هي معزوفة رشيقة لصنائع معينة تؤدى في أولها أو داخلها أو بعدها ‪.‬‬ ‫ومما يجدر التذكير به في هذا الموضع أن هنالك عددًا من التواشي ضاعت وانمحى أثرها مع عوادي الزمن سواء‬ ‫كانت تواشي النوبات‪ ،‬أو الميازين‪ ،‬أو الصنائع‪ ،‬وهذا األمر دفع بمجموعة من هواة طرب األلة وأقطاب هذا الفن األصيل‬ ‫في العصور المتأخرة إلى اقتحام باب تلحين التواشي‪ ،‬واستعادة أجزاء النوبات الموسيقية الضائعة‪ ،‬وهو ما تجلى في صنيع‬ ‫كبار الفنانين أمثال‪ :‬سيدي عمر بن العباس الجعيدي (ت‪1952‬م)‪ ،‬والفنان العربي السيار(ت‪1964‬م)‪ ،‬والفنان محمد العربي‬ ‫التمسماني(ت‪2001‬م)‪ ،‬وقد تشجع الفنان أحمد الزيتوني بدوره لخوض غمار هذ التجربة الفنية‪ ،‬وشمر عن ساعد الجد‪،‬‬ ‫وشارك من سبقوه في سد الثغرات الفنية الواقعة في بعض النوبات‪ ،‬وخالل مساره الفني بادر إلى تلحين مجموعة كبيرة‬ ‫من التواشي‪ ،‬وشملت األصناف الثالثة المذكورة أعالها‪ ،‬وفيما يلي مجموع التواشي التي لحنها الفنان أحمد الزيتوني‪:‬‬

‫جهوده في تلحين بعض صنائع األلة‪:‬‬

‫يقصد بتلحين الصنائع‪ ،‬هو قيام الفنان المبدع بوضع تلحين جديد لبعض الصنائع في أحد الطبوع األربعة والعشرين‬ ‫المعتمدة في تراث اآللة‪ ،‬وتسمى تالحين جديدة ألن صنائعها غير أصيلة بمعنى أنها غير مدرجة في كناش الحايك‪ ،‬وقد‬ ‫اقتحم باب هذه اإلبداعات الجديدة مجموعة من أعالم موسيقى األلة في العصور المتأخرة‪ ،‬نذكر منهم‪:‬‬ ‫الفنان الحاج حدو بنجلون شيخ جماعة الموسيقيين بفاس في نهاية ‪13‬هـ‪19/‬م‪ ،‬ينسب اليه تلحين صنائع من‬ ‫ميزاني قائم ونصف غريبة الحسين‪ ،‬والفنان سيدي عمر بن العباس الجعيدي (ت ‪1952‬م) الذي لحن ميزاني‪ :‬القائم ونصف‬ ‫المشرقي‪ ،‬ودرج رصد‪ ،‬والفنان العربي السيار (ت ‪1964‬م) الذي لحن ميزاني‪ :‬قائم ونصف الرصد ودرج العشاق‪.‬‬

‫إذا كانت لفظة (ترميم) في اللغة تعني‪ :‬إصالح‪ ،‬إرجاع‪ ،‬إعادَة‪ ،‬تعويض‪ ،‬فهي في اصطالح أرباب طرب األلة تعني إصالح‬ ‫عنصرين أساسيين في ميازين النوبات الموسيقية‪ ،‬وهما‪ :‬المتن الشعري‪ ،‬واللحن‪.‬‬ ‫وبخصوص المتن الشعري‪ ،‬كان الفنانون المتأدبون األكفاء يعمدون إلى إصالح النصوص الشعرية بعد أن اعتارها‬ ‫النقص والتحريف سواء كان‪ :‬شعرًا‪ ،‬موشحا‪ ،‬زجال‪ ،‬بروال‪ ،‬وكذلك بتقويم ما اختل من تفعيالت وأوزان وقواف والسعي إلى‬ ‫إرجاع المتن إلى أصوله‪ ،‬ويعتبر الفنانان موالي أحمد الوكيلي (ت‪1988‬م) وعبداللطيف بنمنصور (ت ‪2010‬م) رائدي هذا‬ ‫الجانب بال منازع‪.‬‬ ‫وأما اللحن الموسيقي فكان بين الفينة واألخرى ينهض الفنانون المقتدرون بترميم جمل الصنعة الموسيقية المختلة‪،‬‬ ‫أو بتقويم عدد أدوارها غير المنضبطة‪ ،‬وذلك باالعتماد على القواعد الموسيقية وكذلك بالرجوع إلى أدوار الصنعة كما هي‬ ‫مدونة في كناش الحايك‪ ،‬ويعتبر الفنان محمد بن العربي التمسماني (ت‪2001‬م) رائد هذا التوجه‪ ،‬وقد قام بمجهودات‬ ‫كبيرة في إصالح هيكل بعض الصنائع‪ ،‬أو ضبط خطها اللحني‪ ،‬أو عدد أدوارها‪ .‬وقد اقتفى الفنان أحمد الزيتوني أثر من‬ ‫سبقوه في هذا الجانب‪ ،‬وأضحى مَعْلمًا بارزًا في هذا المجال في الفترة المعاصرة‪ ،‬حيث نهض بجهد فني كبير يشكر عليه‪،‬‬ ‫واتجه إلى ترميم مجموعة من صنائع طرب األلة‪ ،‬نذكر على سبيل المثال بعضا منها‪:‬‬ ‫لحَّن (كرسي) صنعة (يا رسول اهلل يا بحر الوفا) من بسيط عراق العجم‪ ،‬وهذا الكرسي ـ كما يعرفه هواة طرب األلة ـ‬ ‫ضائع‪ ،‬و تلك الصنعة تندرج ضمن الصنائع النادرة‪ ،‬ومما يحسن ذكره في هذا السياق أن الفقيه محمد بن المختار السبيع‬ ‫(ت‪1984‬م)‪ ،‬سبق له ـ في السبعينات من القرن الماضي ـ أن سجل تلك الصنعة بمدينة الرباط‪.‬‬ ‫لحّنَ دخول إلى صنعة (قم وانظر الى مداد العذار) من قدام غريبة الحسين‪ ،‬حيث جعل من تلك الصنعةِ صنع ًة‬ ‫خماسي ًة‪ ،‬بعد أن كانت ثالثية‪.‬‬ ‫لحن صنعة تخليل من ميزان بطايحي عراق العجم‪ ،‬بين القنطرة (فتنت بالنظرة) واالنصراف (باهلل يا ساقي)‪.‬‬

‫مساهمته في التدوين الموسيقى (التنويط) لتراث اآللة‪:‬‬ ‫يُعَرَّف التدوين بالكتابة الموسيقية (التنويط) بأنه عملية تمثيل بصرية من خالل استخدام رموز كتابية للموسيقى‬ ‫المسموعة‪ ،‬وقد أصبحت عملية التدوين الموسيقي لتراثنا ملحة‪ ،‬بعدما ظلت موسيقى األلة عبر القرون يتناقلها الهواة‬ ‫شفهيا‪ ،‬وهذا التدوين الموسيقي هو من أهم الوسائل الذي يكفل بقاء هذا التراث الموسيقي ويضمن استمراره ويحفظ‬ ‫أصالته‪.‬‬ ‫ويعتبر الشيخ أحمد الزيتوني من الشيوخ المعاصرين القالئل الذين اقتنعوا بأهمية تدوين تراث اآللة بالكتابة‬ ‫الموسيقية‪ ،‬ومن أوائل من خاض هذه التجربة رفقة تلميذه الباحث الموسيقي يونس الشامي في منتصف السبعينات‪،‬‬ ‫حيث كانت باكورة أعماله تدوين نوبة رمل الماية كاملة وفق رواية الشيخ الفنان احمد الزيتوني‪ .‬صدر الكتاب عن مؤسسة‬ ‫بنشرة بالدار البيضاء سنة ‪1984‬م‪.‬‬ ‫وبعد نجاح التجربة األولى قام األستاذ يونس الشامي بتدوين نوبة الماية وفق رواية الشيخ أحمد الزيتوني أيضا‪ ،‬وقد‬ ‫صدر هذا الكتاب ضمن منشورات أكاديمية المملكة المغربية سنة ‪2011‬م‪.‬‬ ‫وقد قبل سنوات انبرى تلميذه النجيب الفنان المتألق جمال الدين بن عالل إلى تدوين نوبة عراق العجم وفق رواية‬ ‫شيخه وأستاذه أحمد الزيتوني‪ ،‬وصدر عمله التوثيقي ضمن منشورات جمعية نسائم األندلس لهواة طرب الموسيقى‬ ‫األندلسية بطنجة سنة ‪2012‬م‪.‬‬ ‫وبعد تراكم تجاربه الفنية الكثيرة وإلمامه الكبير بموضوع الكتابة الموسيقية التي أنجز فيها مجموعة أعمال‪ ،‬بادر‬ ‫الشيخ أحمد الزيتوني مؤخرًا بتوثيق نوبة الحجاز المشرقي بروايته‪ ،‬وقد صدر هذا الكتاب ضمن منشورات جمعية نسائم‬ ‫األندلس لهواة طرب الموسيقى األندلسية بطنجة سنة ‪2016‬م‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪921‬‬

‫‪12‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫عادات وتقاليد أهل شفشاون‬ ‫(‪)3/3‬‬

‫الطقطوقة الجبلية‬

‫يرتبط الغناء الشعبي بالبيئة والمجتمع الذي خلق فيه‪ ،‬وهو ذو جذور‬ ‫وأصول عريقة‪ ،‬ويتنوع بتنوع المناطق‪ ،‬بحيث ال تخلو جهة من جهات‬ ‫المغرب‪ ،‬سواء كانت مدينة أو قرية من فن غنائي وموسيقى يطبعها‬ ‫بطابعها المحلي‪ ،‬والعاكس لالهتمامات والمشاغل اليومية لإلنسان‬ ‫الحضري أو القروي‪ ،‬وهو مرتبط بالحياة بما فيها من لحظات حزن وفرح‬ ‫وجفاف وخصب وحرث وحصاد‪ ،‬يجسد عفويا وتلقائيا تلك االحتفالية بما‬ ‫تقدمه الحياة من متع ومن مظاهر الخصب والجذب‪ ،‬تلك األغاني التي‬ ‫ساهم في إبداعها رجال ونساء وتناقلتها األجيال عبر عشرات السنين‪،‬‬ ‫فهناك أغاني المهد (الخاصة باألطفال) وأغاني الخصب كتعبير عن الفرح‬ ‫بموسم فالحي جيد‪ ،‬وأغاني األعراس‪ ،‬وأغاني االحتفال بحفظ القرآن‬ ‫الكريم (الختمة أو التخريجة)‪ ،‬وأغاني األعياد‪ ،‬وأغاني الصيادين‪ ،‬وأغاني‬ ‫الحصاد‪ ...‬إن كل هذه األغاني بكلماتها وأنغامها وإيقاعها ومواويلها‬ ‫تعكس أمال الشعب‪ ،‬وجميع الصفات المهمة لحياته‪.‬‬ ‫وتعتبر العيطة الجبلية أو الطقطوقة الجبلية هي أحد الطقوس‬ ‫االحتفالية التي حافظت عليها القبائل الغمارية والخمسية إلى اليوم‪،‬‬ ‫وهي تجمع بين الغناء والموسيقى والرقص‪ ،‬وتتميز أغانيها الشعبية‬ ‫ذات المقاطع القصيرة والميزان الموسيقي البسيط التركيب بمواضيع‬ ‫يغلب عليها الطابع الروحي واالجتماعي والعاطفي‪ ،‬وارتبط بمجموعة‬ ‫من األسماء التي صنعت مجد هذا الفن‪ ،‬وحافظت على استمراريته‬ ‫ضمن المشهد الغنائي المغربي‪ ،‬ويؤديها أفراد اليقلون عن أربعة أفراد‬ ‫يقودهم رئيس الجوق‪ ،‬الذي غالبا ما يكون عازفا كمان أو كنبري‪ ،‬يتحكم‬ ‫في تسيير وتغيير اإليقاع الموسيقي‪ ،‬إضافة إلى قيامه بدور المغني‬ ‫الرئيسي في الفرقة التي يكون بقية أفرادها عبارة عن مرددين وعازفين‬ ‫في الوقت نفسه على آالت إيقاعية كالدربوكة والطر (الدف) والبندير أو‬ ‫آالت وترية كالكمان والكنبري والعود والطبل‪ .‬والطقطوقة في الحفالت‬ ‫واألعراس عادة ما تكون مرفوقة برقصات يؤديها راقص متنكر في ثياب‬ ‫امرأة‪ ،‬وأحيانا يضع فوق رأسه صينية عليها كؤوس شاي وشموع‪ ،‬فيقوم‬ ‫بأداء حركاته التي تثير إعجاب المتفرجين‪.‬‬ ‫وللجوق لباس خاص وموحد يميزهم‪ ،‬ويتكون من جلباب خاص‬ ‫قصير وعريض وعمامة صفراء (الشرقاوية) أو طربوش أحمر أحيانا وبلغة‬ ‫صفراء غالبا‪ ،‬وذلك إلثبات الهوية الخصوصية للمنطقة الجبلية‪.‬‬ ‫غير أن بوادر الثراء التي بدأت تطفو على المنطقة منذ الثمانينات‬ ‫من القرن الماضي‪ ،‬وبدأت معها مرحلة الفتور بسبب االنفتاح والمنافسة‪،‬‬ ‫وهذا ما أبداه الفنان محمد العروسي في إحدى حواراته حيث قال ‪:‬‬ ‫«يؤسفني مدى التراجع الذي طال هذا التراث الفني حتى أصبح فنانوه‬ ‫يعدون على رؤوس األصابع‪ ...‬بسبب اإلهمال الذي لحقه»‪)1(.‬‬ ‫ومن مقاطع العيطة الجبلية نورد هنا هذا المقطع‪:‬‬ ‫طلعوا الطلعة يزوروا طلعوا بالجـــــاللـة‬ ‫موالي عبد الســـــالم هو شيخ جبــــــاال‬ ‫أبو هالل أبو هـــــالل عالي وفيـه نزاهـــا‬ ‫الجلسة مع لحبــــــاب شحايلي نتــمناهــا‪.‬‬ ‫ويروى في صيغة أخرى‪:‬‬ ‫(عيوع‪ ...‬الحبيب موالي عبد السالم)‬ ‫طلعوا الطلبة يزوروا ‪ /‬طلعوا بالجاللة ‪ /‬الحبيب موالي عبد السالتم ‪/‬‬ ‫واربيع عماد ‪ /‬وارعاتوا القطيفة ‪ /‬الهوي‬ ‫في الشاون يحييني ‪ /‬الشاون عالية‬ ‫تشجيني‪ /‬فرسانها في كل قبيلة‪)2(.‬‬ ‫وتصاحبها ما يسمى (التبوريدة)‪،‬‬ ‫وه��و طقس فلكلوري جبلي يرافق‬ ‫االحتفاالت بالمدينة والمناطق المحيطة‬ ‫بها‪ ،‬وتقدم خالله عروض موسيقية‪،‬‬ ‫وتتكون هذه الفرقة التي يطلق عليها‬ ‫(البوردية) من رجال قد يزيد عددهم‬ ‫على العشرة بلباس موحد وهو جلباب‬ ‫صوفي قصير وعريض‪ ،‬بني اللون‪ ،‬وعلى‬ ‫أكتافهم بنادق أو (المكوحلة)‪ ،‬وهي ذات‬ ‫تصميم خاص تتميز بالطول‪ ،‬يطلق‬ ‫منها البارود بعد أدائهم لرقصة دائرية‬ ‫يرددون فيها اهازيج تبدأ بالصالة على‬ ‫النبي (ص)‪ ،‬وبعد كل دورة يقومون برفع‬ ‫بنادقهم إلى السماء ويطلقون الرصاص‬ ‫في الفضاء محدثين بذلك صوتا موحدا‬ ‫والناس ملتفون حولهم يتفرجون‪ .‬إنه‬ ‫طقس عريق ارتبط بالمنطقة وما زال‬ ‫موجودا إلى اليوم‪.‬‬

‫هو أنه كلما تعددت زيارة ضريح هذا القطب الصوفي وبلغت سبع مرات فإن ذلك‬ ‫يعادل القيام بأداء فريضة الحج‪ ،‬ويوجد بالقرب من ضريحه معلمتان يحج إليهما‬ ‫الكثير‪ :‬األولى هي (حجرة المرضيين) وهي عبارة عن حجرتين متقاربتين من‬ ‫الجبل بينهما ممر ضيق‪ ،‬ويعتقد أن من مر بينهما بسهولة فهو في عداد من‬ ‫يرضى عنه والداه‪ ،‬أما إذا استعصى عليه المرور‪ ،‬فيهب بعض الفقهاء إلى قراءة‬ ‫القرآن عليه‪ ،‬وعلى والدته أن ترضي عليه‪ ،‬فيمر و يعود من حيث أتى‪.‬‬ ‫أما الثانية فهي التي يطلق عليها (العروسة المسخوطة) وهي عبارة عن‬ ‫مغارة في آخرها يصب ماء بطيء يشبه الدموع‪ ،‬ويعتقد أن هناك عروسة من‬ ‫المنطقة مسخت في ليلة زفافها‪ ،‬وانطبق عليها الجبل‪ ،‬ومن ثم تزورها الفتيات‬

‫م��ع��ت��ق��دات ش��ائ��ع��ة‬ ‫بالمدينة وضواحيها‪:‬‬ ‫على ال��رغ��م م��ن أن��ه��ا خ��راف��ات‬ ‫واعتقادات شعبية قديمة‪ ،‬كان يتصورها‬ ‫األج��داد في حياتهم اليومية كمنهاج‬ ‫معرفي يساعدهم على فهم األشياء‬ ‫وتفسيرها حتى قبل وقوعها‪ ،‬فإن بعض‬ ‫هذه المعتقدات ال زالت سارية المفعول‬ ‫إلى اليوم‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫ذ‪ .‬محمد القاضي‬

‫الكرسي في بعض الحاالت‪ ،‬أو عينا مفتوحة وسط كف اليد‪ ،‬والتي‬ ‫تستعمل في مجملها للوقاية والحماية من كل عين عائنة‪ ،‬تحمل هذه‬ ‫اليد الرمزية اسم يد لال فاطمة الزهراء‪ ،‬لذلك قد نجدها على صدر باب‬ ‫منزل أو في عنق مولود‪ ...‬في كل الحاالت تؤدي وظيفة الحماية ضد‬ ‫الحسد‪ ،‬وقد أدركنا مهاميز بعض أبواب األسر الميسورة مصنوعة من‬ ‫النحاس أو الحديد متقونة الصنع تثير الناظر وفضوله‪ ،‬يطرق بها على‬ ‫األبواب‪ ،‬وهي ترمز إلى اليد‪.‬‬ ‫إذا جلست البنت على الوسادة‪ ،‬فإنها ستنجب بعد زواجها البنات‬ ‫فقط!‬ ‫الفتاة البكر ال تكنس ليال‪ ،‬مخافة عدم الزواج!‬ ‫ال تضرب الفتاة بمغرفة ألنها لن تتزوج بعدها!‬ ‫اليجب أن تمشط الفتاة أو السيدة شعرها ليال‪ ،‬ألن ذلك يجلب لها‬ ‫المصائب!‬ ‫تكسير األواني الخزفية يوم الزفاف دليل على فشل هذا الزواج!‬ ‫في حفل العرس‪ ،‬ال يجب قلب «زالفة‪/‬اإلناء» الحناء حتى ال تصاب‬ ‫العروس بالعقم!‬ ‫في يوم العقيقة ال يشوى لحم الكبش وال الكبد وال الرأس وذلك‬ ‫حتى ال تصاب األم ومعها األب بفاجعة في مولودها الجديد فتكتوي‬ ‫بنارها!‬ ‫إذا أصيب الطفل ببوحمرون (مرض جلدي) يتم إلباسه ثوبا أحمر‬ ‫لشفائه‪ ،‬ويكثر من أكل الحلوى!‬ ‫حك الحاجب األيمن عالمة على أن هناك من يتكلم عنك في الخير‪،‬‬ ‫أما األيسر ففي الشر!‬ ‫رمش العين عالمة على أنك سترى أحد أقربائك!‬ ‫صورة البوم نذير شؤم!‬ ‫تحليق البوم فوق إحدى الدور دليل على قرب موت أحد أفرادها!‬ ‫إذا وضع اإلنسان حذاءه أو نعله ووقع أحدهما على اآلخر فإنه‬ ‫سيسافر!‬ ‫اليجب أن يقاس شعر الفتاة‪ ،‬ألن ذلك يحد من طوله!‬ ‫إذا نطق شخصان في لحظة واحدة‪ ،‬فإن أحدا يقول فيهما كالما!‬ ‫إذا تالقت خطوط راحة اليد فإن رزق ذلك الشخص سيكون واسعا!‬ ‫إذا دخل إلى البيت طفل صغير يجب أن تعطيه قطعة سكر كي ال‬ ‫تتكاثر الفئران في البيت!‬ ‫إذا جلست على عتبة الباب فإنك تمنع الرزق من دخول البيت!‬ ‫يستبشر الناس خيرا‪ ،‬عند قدوم إحدى الفراشات «بشارة الخير» إلى منزله‬ ‫ألنها تخبر بقدوم الخير إلى منزله ألنها تخبر بقدوم الخير والسعد إلى المنزل!‬ ‫يتحاشى الناس النظر إلى القط األسود والكلب األسود‪ ،‬فهما يجلبان‬ ‫النحس طيلة اليوم!‬ ‫وضع اليد بالوراء أثناء المشي يعتبر نذير شؤم ومؤشرا على دخول صاحبها‬ ‫إلى السجن!‬ ‫تعليق صحائف البهائم بالبيت يذهب عنه الحسد واألذى!‬ ‫إذا وقف الخبز فوق المائدة فإنه دليل خير أو قدوم ضيف!‬ ‫إذا قام الطفل بحمل المكنسة وبد‬ ‫يكنس بها فإنها عالمة لقدوم ضيف!‬ ‫الينبغي تنظيف الزربية بعد آذان‬ ‫المغرب ألن ذلك يذهب بالرزق!‬ ‫يمنع الصفير داخل الدار أو المتجر‬ ‫العتقادهم بأن ذلك يؤدي إلى اإلفالس‪.‬‬ ‫الشعور بحك في الشارب معناه أنك‬ ‫ستسلم على أحد!‬ ‫حك راحة اليد اليمنى عالمة على‬ ‫أنك ستقبض المال‪ ،‬وحك اليسرى معناه‬ ‫أنك ستصرفه!‬ ‫اليجوز أن تخطو فوق الصغار مخافة‬ ‫أن يبقى طولهم قصيرا!‬ ‫وجود خيط على مالبسك عالمة‬ ‫على أنك ستستقبل الضيوف!‬ ‫إذا صببت ال��م��اء ال��س��اخ��ن في‬ ‫ال��م��رح��اض أو (ال��م��ج��رى) ف��إن الجن‬ ‫سيضربك أو يسكنك!‬ ‫إذا أصيب أحد من أهل العريس‬ ‫بمكروه بعد العرس فإن ذلك يرجعونه‬ ‫إلى أن العروسة منحوسة!‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫النســـخـــــة ومــوالي‬ ‫عبد السالم بن مشيش‬

‫موعدها هو منتصف شهر شعبان‬ ‫من كل عام‪ ،‬حيث يتم بضريح الولي‬ ‫عبد السالم بن مشيش العلمي (على‬ ‫بعد ‪40‬كلم من المدينة) إحياء ليلة النسخة يحضرها القادمون من مدن وقرى‬ ‫شمال المغرب‪ ،‬في نطاق االعتقاد الشائع بأنه في مثل هذا اليوم «تنسخ األرواح»‬ ‫(من سيموت ومن سيحيى منها)‪ .‬وهناك من يتبنى فكرة حسب ما هو متداول‬

‫‪-‬‬

‫بقلم‪:‬‬

‫الراغبات في الزواج وتغردن ويصلين ويسلمن على النبي (صلى اهلل عليه وسلم)‬ ‫عسى أن تمنحهن «العروس المسخوطة» عريسا في أقرب وقت!‬ ‫الخميسة (نسبة إلى رقم‪ )5‬التي تتعدد تمظهراتها ووظائفها في الحياة‬ ‫الشعبية اليومية والطقوسية‪ ،‬إنها اليد الخماسية األصبع التي قد تحمل آية‬

‫ـــــــــــ‬

‫إن الهوية الشفشاونية تجابه‬ ‫التحديات وتدعو إلى التصدي لكل ما‬ ‫يحاول أن يخترقها بالحداثة أو التطور أو‬ ‫التجديد‪ ،‬فإن دورنا يقتضي الحفاظ على‬ ‫فاعلية هذه الهوية التي ال تزال تشكل‬ ‫قوة التماسك في النسيج االجتماعي‬ ‫الشفشاوني‪ ،‬المتمثلة في رابطة األسرة‬ ‫بمعناها الواسع من جهة‪ ،‬وفي االنتماء‬ ‫إلى العماد الثقافي الواحد والمشترك من‬ ‫جهة ثانية‪.‬‬

‫(‪ )1‬صحيفة األحداث المغربية‪ ،‬عدد‪ 22/23:‬ماي ‪ ،1999‬ص‪.8‬‬ ‫(‪ )2‬نقال عن جريدة الشمال‪ ،‬عدد‪ ،42:‬ص‪.16‬‬

‫(انتهى)‬


‫العدد ‪921‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫لؤلؤة بيتي‬

‫ومن طبيب خاطــرك اكتـب لي شيئا أتباهى به بين أقراني‬ ‫بالشرق‪ .‬كما ال يخفى عليك أني عضوة تنشيطية في جمعية النشاط‬ ‫التربوي والتعليمي وأحب أن أظهر بين خالني بشيء يميزني عن‬ ‫باقي النشيطات‪ ،‬فهال تفضلت وتكتب عن برج خليفة وهو دليل على‬ ‫سعة فكرك وعمق خيالك فتصف شيئا أعلم مسبقا أنك لم تشاهده‬ ‫بأم عينيك ولم تزر دبي بعد إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫حركت كلماتها مشاعري وأسبهت في الكتابة تبعا لوصفها وأنا‬ ‫على يقين لن أعطي البرج ما يستحقه من تهليل وتعظيم‪ .‬فقلت لها‬ ‫اكتبي ‪:‬‬ ‫دبي وأهلها سكنا مهجتي‪.‬‬

‫سألتك باهلل جواب صدق وأمانة‬ ‫من سقم منيع راودني حتى أغماني‬ ‫الصدق والعفة واألمانة مآلي‬ ‫سألتك من هي دبي من العرب واإلسالم‬ ‫دبي المتيم بعشقها حتى النخاع‬ ‫هي مفخرة بالد العرب القح الكرام‬ ‫هي رابعة بكة والمدينة والقدس تدينا‬ ‫فحباها اهلل دين محمد الصادق المختار‬ ‫فزادها عزا وكرامة وسؤددا‬ ‫فاإلسالم والسالم منبع مبادئها‬ ‫والرفعة والصوالن تاج رأسها‬ ‫لبست الصولجان فات شهرتها‬ ‫شكلت لوحة أبدع فيها كل فنان‬ ‫قلت كيف أرضها ومعالمها الغراء‬ ‫قلت هي أرض كانت جدباء قاحلة‪.‬‬ ‫واآلن أصبح لونها عم االخضرار‬ ‫وجهها سراب وهاج وبطنها ذهب‬ ‫خلتها أراض مهجورة من أناس‬ ‫قلت أهلها عرب قح رجال‬ ‫قلت سفنها تشق المعابر شقا‬ ‫هي صقور منيعة تطوي الجبال طيا‬ ‫قلت هي شبه جزيرة العرب المعطاء‬ ‫على جوانبها نخل باسق غناء‬ ‫تمر وبلح ومجهول معسول‬ ‫دبي بها نخلة احتضنت ساكنها‬ ‫عامت في بحر هادئ من األمواج‬ ‫في روعة وإبداع وشجر وجنان‬ ‫قلت من شيخ أهلها وقراها ومدنها‬ ‫هو الشيخ خليفة بن زيد آل مهيان‬ ‫دانت له العشائر قاطبة مرضية‬ ‫فنهج سبل والده زيد المنعم‬ ‫سدد اهلل خطاه وأثبت دعائمه‬ ‫برج خليفة امتد في األفق شامخا‬

‫بقلم ‪ :‬عبد الرحيم ابن جلون‬

‫برج السادس‬

‫بروح من المنافسة الشريفة أقترح على جاللة الملك‬ ‫بناء برج السادس بطنجة بوابة أوروب��ا وبوابة إفريقيا‬ ‫على غرار برج خليفة (بدبي)‪ ،‬حيث اقترحت علي ابنة أخي‬ ‫المرحوم أن أكتب شيئا عن هذه المعلمة التي ال مثيل لها‬ ‫في العالم ‪.‬‬ ‫واستطردت قائلة‪ :‬عمي العزيـز أنا منتميــة لفرقــة‬ ‫موسيقية (بدبي) وهمي الوحيد أن أشارك من غير العزف‬ ‫بأغنية من طراز مغربي أشارك بها في الحفل الختامي‬ ‫للسنة الدراسية‪ .‬فجادت قريحتي بذلك وهذا مطلعها ‪:‬‬ ‫غنى البلبل الصداح وصاح‬ ‫أشرقت الشمس بنورها الوضاح‬ ‫قطرات الندى فاح أريجها‬ ‫ربي احفظ حبيبتي على صالح‬ ‫في عشها احتضت فراخي الصحاح‬ ‫غنى البلبل الصداح وصاح‬ ‫وأشرقت الغزالة بنورها الوضاح‬

‫‪13‬‬

‫كلى أمل في العاملين على طنجــة أن ينظروا بأعين ثاقبـــة‬ ‫ويعملون على تشييد البرج وبأمر من الملك سدد اهلل خطاه‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تحدى السحاب والغمام ونام هادئا‬ ‫فات كل أبراج العالم علوا وفنا‬ ‫حفظ اهلل شيوخ الشارقة والخيمة‬ ‫وعصبان والفجيرة وأم القون‬ ‫دام تفوقهم وانتشر بين العباد‬ ‫بها شباب تخطى الصعاب بلهف‬ ‫نحو العال والمجد واإلقدام‬ ‫تغنى بها البلبل الصداح منتشيا‬ ‫يحلق مرحا بين العمارات واألبراج‬ ‫برج العرب شاهد مميز بين اآلفاق‪.‬‬

‫دبي الفيحاء‪:‬‬

‫يا راحلة الصحراء إلى دبي الفيحاء‬ ‫اهلل اهلل عليك يا دبي بحمدي وهناء‬ ‫أصلي ركعتين بمسجد خليفة الرحباء‬ ‫وأطوف بين سعف النخلة العذراء‬ ‫أصعد برج خليفة ال أخشى الدغماء‬ ‫اهلل‪ ،‬اهلل عليك يا دبي وسناء‬ ‫باهلل عليك يا برج العرب مسكنا وهدوء‬ ‫اهلل اهلل عليك يا دبي مشعل األوفياء‬ ‫اهلل‪ ،‬اهلل عليك يا دبي موطن النبالء‬ ‫زادك شهرة و رونقا فرس األحباء‬ ‫اهلل‪ ،‬اهلل عليك يا دبي جمعت األعزاء‬ ‫شدوا الرحال إلى دبي ند بال افتراء‬ ‫اهلل‪،‬اهلل عليك يا دبي غرة األقرباء‬

‫جوهرة بيتي تضيء أرجاء بيتي ‪:‬‬ ‫كعادتها جوهرة بيتي تلم أوراق��ي المبعثرة فوق المكتب‪،‬‬ ‫وصدفة سقطت من يدها ورقة كتب في أعالها برج خليفة‪ ،‬بصوت‬ ‫رنان قالت لي ‪:‬‬ ‫باهلل عليك يا رجل‪ ،‬يقول المثل الدارجي ‪« :‬لم تغسل بابك وتغسل‬ ‫باب جيرانك» بأي حق تثني على برج دبي وتنسى أن تشحد الهمم‬ ‫في المغرب ليشيدوا مثيال له ال حسدا‪ ،‬ولكن توأما له بالمغرب‪.‬‬ ‫جلست إلى مكتبي وعلى ثقة أن أكتب ما تمنته زوجتي‪ .‬صنعت‬ ‫لي إبريقا من الشاي األخضر المنعنع لعله يهدئ من روعي وينطلق‬ ‫قلمي فيكتب كلمات تسير سير الحدث لكنها ال تف بالغرض‬ ‫المطلوب‪.‬‬ ‫كانت كلمات وعناوين مبعثرة مجردة الدالالت‪ ،‬أفكار وكلمات‬ ‫وجمل في حاجة إلى جمع شملها وتوضيبها ليكون وقعها نافذا‪.‬‬ ‫لؤلؤة حياتي أنارت طريقي ‪:‬‬ ‫أحسنت الجلوس‪ ،‬وأخ��ذت نفسا عميقا مر بخاطري شريط‬ ‫األحداث وصممت العزم على الكتابة‪ ،‬سميت اهلل تعالى فجرى قلمي‪،‬‬ ‫لم أتوقع منه هذا السيل وكتبت أول كلمة (بسم اهلل الذي علم بالقلم‬ ‫علم اإلنسان ما لم يعلم) وضعت نقطة أول السطر وعاودني التفكير‬ ‫وضغطت على رأس القلم فكتب برج السادس‪.‬‬

‫بمداد ذهب وفضة سجل في السماء‬ ‫برج محمد السادس بطنجة شامخ العلياء‬ ‫جدد به عهد األجداد واآلباء واألبناء‬ ‫اقتبست به يا سادس معالم ومآثر العظماء‬ ‫نافست برج خليفة بدبي رغم البهاء‬ ‫وحسبك برج (إيفل) الحديدي الصادئ‬ ‫آنست فيك الراحة والسكن الهنيء‬ ‫أضأت بنورك الوهاج إفريقيا السمراء‬ ‫وأنرت شعاب أوربا الظلماء بالضياء‬ ‫فتبددت غيوم االستعمار الغاشم النكراء‬ ‫أغبياء حسبوا االستعباد قهرا لإلنماء‬ ‫منى نفسي التواقة للجد والوفاء‬ ‫منارة شاع شعاعها عبر الزرقاء‬ ‫يا برج السادس أضأت الضفتين بجالء‬ ‫رحبت بك األندلس ومسجد قرطبة والزهراء‬ ‫وأضحت قرطبة مهد اإليمان واألداء‬ ‫نور اإلسالم واضح رغم تعنت األعداء‪.‬‬ ‫يا غافال قم لذكر اهلل حتى اللقاء‬ ‫لتنعم بالرضى وجنة الفردوس النعماء‬ ‫صدى اآلذان تعالى في األفق صم األعداء‬ ‫عم قول اهلل أكبر كل المدن واألرجاء‬ ‫الحمد هلل والشكر هلل وهو خير الجزاء‬ ‫رددت بعده الصوامع حي على الوالء‬ ‫وربك المستعان على البر والعطاء‬ ‫فاح عطر الندى ودنا شعاع الضياء‬ ‫هرول المستثمرون طمعا في الغناء‬ ‫برج العاصمة طور البناء والعلياء‬ ‫صرح تمدد علوا نحو السماء‬ ‫وعانق صرح الرباط طنجة في السراء‬ ‫احتضن تمثال الحرية عبر المحيط السمراء‬ ‫برج السادس وبرج خليفة وإيفل مثلثات لإلنهاء‬ ‫معلمة شاهدة لعبقرية األذكياء‬ ‫كسبت ثقة إفريقيا بتكتل وإخاء‬ ‫سليل الحسن الثاني أغنى اإلسالم باالهتداء‬ ‫يحفظك اهلل من كل ناقم وعداء‬ ‫تتباهى بك األقوام والرؤساء‬ ‫يا رب كن للسادس عند البناء‬ ‫نوريك المستعان على البر والعطاء‬ ‫خالط المهندسون المآثر بالجديد في البناء‬ ‫مقاولون يبنون كالجن وعفاريت سليمان‬ ‫مفخرة جادت بها األقدار األعداء‬ ‫استقبلتك الشعوب بالهتاف واإلحناء‬ ‫قيل وما المكان للتشيد ببحيرة الندماء‬ ‫بحيرة الزوارق العديمة مرتعا للغرباء‬ ‫سور أسمنتي مانع روافد البحر بالماء‬ ‫كسر المد لألبيض عند المساء‬ ‫شد العزم والشعب وراءك عند النداء‪.‬‬ ‫طنجة في ‪ 10 :‬رمضان ‪1438‬‬


‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪921‬‬

‫منبر المجلس العلمي‬ ‫بطنجة‬

‫‪14‬‬

‫ا�صطفاء الإخوان الأتقياء‬

‫المومن الكامل يصطفي لنفسه اإلخوان األتقياء والخالن األوفياء‪ ،‬يقيمونه إذا عثر ويرشدونه إذا ضل‬ ‫يقتدي بهم في الصالحات ويستعين بهم في الملمات‪ ،‬فإن اإلنسان ال يستطيع تنظيم شؤون حياته وتدبير‬ ‫مصالحه بدون معاونة بني جنسه‪ ،‬و فال مفر من المخالطة والمعاشرة‪ ،‬وأقوى غرائز اإلنسان محاكاته لغيره‬ ‫وتقليده له‪ ،‬فهو يحاكي غيره في الخير كما يقلده في الشر‪ ،‬فإن عاشر قوما أخالقهم سامية وطباعهم كريمة‬ ‫وغاياتهم شريفة سمت أخالقه وكرمت طباعه وشرفت غاياته وتأثر في كل أعماله وأحواله بمن عاشرهم وسار‬ ‫على طريقهم ونهج نهجهم‪ ،‬وإن خالط إخوان السوء وصاحب أهل الفجور تدنس بدنسهم وأصيب بدائهم‬ ‫وتطبع بطباعهم واحترق بنارهم‪.‬‬ ‫اَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذِين ظل ُموا َف َت َم َّ�س ُ‬ ‫ولنتأمل قول موالنا جل عاله‪َ « :‬ول ت َْر َ‬ ‫َّار» حيث جعل سبحانه الميل‬ ‫كنُوا �إِلى َّال َ‬ ‫ك ُم الن ُ‬ ‫إلى الظالم والركون إلى المجرم سببا في العذاب بالنار‪ ،‬فكم رأينا قرناء السوء وأعوان الشر يصحبون الناشئين‬ ‫في الطهر الراغبين في الخير المتأدين بآداب الدين فينحرفون بهم عن جادة الفضيلة ويمهدون لهم سبيل‬ ‫ي �أَ ْيدِيهِ ْم َو َما‬ ‫الشر ويزينون لهم سوء األعمال‪ ،‬وتأمل أيضا قوله تعالى‪َ « :‬و َق َّي ْ�ضنَا َلهُ ْم ُق َرنَا َء َف َز َّينُوا َلهُ م َّما َب نْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫م َق ْد َخ َل ْ‬ ‫ن�س ۖ �إِ َّنهُ ْم َ‬ ‫َ‬ ‫ين»‪،‬‬ ‫ا�س َ‬ ‫ن جْال ِّ‬ ‫ت مِن َق ْبلِهِ م ِّم َ‬ ‫ِن َو ْ إِ‬ ‫َخ ْل َفهُ ْم َو َح َّق عَ َل ْيهِ ُم ا ْل َق ْول يِف �أ مَ ٍ‬ ‫كانُوا خ رِ ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫فعشرة المرء آلخر نوع من قرب نفسيهما وصلة بين روحيهما‪ ،‬وشاهد ذلك ما أخرجه البخاري تعليقا عن عائشة‬ ‫وأحمد ومسلم وأبو داوود عن أبي هريرة والطبراني عن ابن مسعود مرفوعا‪ « :‬األرواح جنود مجندة»‪ ،‬أي جموع‬ ‫مجتمعة‪« ،‬فما تعارف منها»‪ ،‬أي توافق في الصفات وتناسب في األخالق ائتلف «وما تناكر منها»‪ ،‬أي لم يتوافق‬ ‫ولم يتناسب‪« ،‬اختلف»‪ ،‬فالصالح يألف الصالحين ويميل إلى مجالسهم ألن روحه من روحهم وطبعه من طبعهم‬ ‫والشيء من معدنه ال يستغرب‪ ،‬والفاسق يهوي الفاسقين ويميل إلى مجالسهم وال يقوى على تركهم‪ ،‬فروحه‬ ‫أشربت الفسق والفجور وامتزجت الشهوات الشريرة بلحمه ودمه‪ ،‬وأصبح داؤه عضاال ودواؤه عسيرا وبقدر‬ ‫العشرة وكثرة االختالط تكون نسبة التأثير‪ ،‬فالرشيد الفطن من يختار لنفسه صحبة آهل الصالح واالستقامة‪،‬‬ ‫فقديما قيل‪« :‬اختر الرفيق قبل الطريق والجار قبل الدار»‪ ،‬ولقد بلغ من تأثير المخالطة في النفوس وامتزاجها‬ ‫بمن تعاشره أن العقالء إذا أرادوا معرفة سلوك شخص من الناس سألوا عن صديقه فإن كان مستقيم الحال‬ ‫طيب األخالق طاهر السريرة حكموا بوصفه بكل تلك السجايا الجميلة والخصال المجيدة‪ ،‬وان كان الصديق‬ ‫خليعا فاجرا كان الصديق األخر كذلك لذا قيل‪:‬‬ ‫عن المرء ال تسال وسل عن قرينــه‬

‫فكل قريــن بالمقــارن يقتـــدي‬

‫ولقد ضرب صلى اهلل عليه وسلم لذلك مثال أغنانا عن كل قول وكل بيان‪ ،‬أخرج البخاري ومسلم عن أبي‬ ‫موسى األشعري مرفوعا‪« :‬مثل الجليس الصالح والجليس السوء كصاحب المسك وكير الحداد ال يعدمك من‬ ‫صاحب المسك إما أن يعطيك وإما أن تشتري منه وإما أن تجد ريحا طيبة‪ ،‬وكير الحداد إما أن يحرق ثيابك وإما‬ ‫أن تنالك ريحا خبيثة»‪ ،‬فمعاشرتك للصالح تكسبك نفعا في دينك بتعليمك ما لم تكن تعلم والسلوك بك إلى‬ ‫الطريق األقوم ويرشدك إلى ما يحسن زراعتك أو يروج تجارتك‪ ،‬وقد بين صلى اهلل عليه وسلم في هذا الحديث‬ ‫أن جلوسك وصحبتك للرجل الصالح كجلوسك مع بائع الروائح العطرية فهو إما أن يعطيك بدون ثمن‪ ،‬أو‬ ‫تشتري منه ما ينفعك بقليل من دراهمك‪ ،‬فان لم يكن هذا وال ذاك استفدت رائحة زكية مادمت في صحبته‪،‬‬ ‫وأما اختالطك بسيء األخالق وبذيء اللسان فإنه يجر عليك وباال وشرا كجلوسك في محل حداد‪ ،‬فإن قربت من‬ ‫مكان النار احترقت ثيابك وان اتخذت مكانا قصيا شممت رائحة خبيثة‪ ،‬فمعاشرة األشرار شر في الدنيا وعذاب في‬ ‫اآلخرة ومجانبة قرناء السوء مفتاح كل خير‪ ،‬ففي حديث البخاري والنسائي مرفوعا‪« :‬فمن وقي شرها ‪ -‬أي بطانة‬ ‫السوء‪ -‬فقد وقي»‪ ،‬وفي حديث آخر إذا أراد اهلل بعبده شرا ساق إليه جليس سوء ينهاه عن األخذ بالموعظة»‪،‬‬ ‫وقال عليه السالم‪« :‬الجليس الصالح باب من أبواب التوفيق والجليس السوء باب من أبواب الفتنة»‪ ،‬وقال‪« :‬ال‬ ‫يصلح المرء حتى يصلح جليسه»‪ ،‬وقال‪« :‬أربع من سعادة المومن أن تكون زوجته صالحة وأوالده أبرارا وخلطاؤه‬ ‫صالحين وان يكون رزقه في بلده وقال إياك وقرين السوء فانك به تعرف»‪.‬‬ ‫إذا صاحب اإلنسان أخيــار قومــه‬

‫واعرض عن أشرارهم فهو صالح‬

‫وان قارب اإلنسان أشــرار قومــه‬

‫واعرض عن أخيارهم فهو طالـح‬

‫وكــل امــرئ ينبيك عـنه قـرينه‬

‫وذلك أمــر في البـــريــة واضــح‬

‫وأخرج أبو داوود و الترمذي وحسنه مرفوعا ‪«:‬المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»‪ ،‬وعن منصور‬ ‫بن عمار قال‪« :‬قد تغير الزمان حتى كل في وصفه اللسان‪ ،‬ما بقى من العلم إال اسمه وال من الدين إال رسمه‪،‬‬ ‫ال تواضع في هذا الزمان إال لمخادعة وال زهد إال لحيلة وال أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر إال لحمية النفس‪،‬‬ ‫والناس ذياب في ثياب‪ ،‬إن رفضتهم حرموك وان نصحتهم غشوك وان كنت شريفا حسدوك أو ضعيفا حقروك‬ ‫أو عالما جهلوك أو جاهال لم يرشدوك‪ ،‬فان نطقت قالوا مهدار وإن سكت قالوا بليد مدرار‪ ،‬فمعاشرتهم داء‬ ‫والفرار منهم دواء»‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫بقلم الدكتور‬

‫محمد كنون احل�سني‬

‫إن كنت منبسطا سموك مسخــرة‬

‫أو كنت منقبضـا قالوا بـه ثقــل‬

‫وان تواصلهم قالوا به طمـــــــع‬

‫وإن تفاصـــــلهم قالوا به ملل‬

‫وان تعففت عن أموالهم شـرفـــا‬

‫قالوا غني وان تسألهـم بخلـوا‬

‫فالمومن الذي يخشى ربه ويخاف على دينه يبتعد عن أهل الفسق والفجور فال يختلط بهم وال يشترك‬ ‫معهم في أي عمل من األعمال ويحث غيره على ذلك‪ ،‬إن الدين النصيحة‪ ،‬كما يجب عليه أن ينشئ أوالده على‬ ‫الفضيلة ويحبب إليهم صحبة الصالحين من أبناء قومهم فمن شب على شيء شاب عليه‪ ،‬ولقد قال اهلل تعالى‬ ‫ى َي َد ْي ِه َي ُق ُ‬ ‫َّ‬ ‫الظ ُ‬ ‫فيما يقوله الخليل لخليله الذي أغواه وأبعده عن طريق النور والهداية‪َ » :‬و َي ْو َم َي َع ُّ‬ ‫ول‬ ‫ال عَ َل ٰ‬ ‫�ض َّ مِ‬ ‫َ‬ ‫ل �أَتَّخِ ْذ ُف اَلنًا َخل اً‬ ‫ول َ�سب اً‬ ‫ى َل ْي َتنِي مَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ن الذك ِر َب ْع َد‬ ‫ِيل َيا َو ْي َل َت ٰ‬ ‫ِيل َّل َق ْد �أ�ضلنِي عَ ِ‬ ‫َيا َل ْي َتنِي ات َ​َّخ ْذ ُت َم َع ال َّر ُ�س ِ‬ ‫اً‬ ‫ْ‬ ‫ان َّ‬ ‫�إِ ْذ َجا َء يِن ۗ َو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان خذول »‪ ،‬ويقول سبحانه إرشاد للمومنين وأمرا لهم بهجر مجالس‬ ‫ك َ‬ ‫ال�ش ْي َط ُان ل إِ​ِل َ‬ ‫ن�س ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫غ‬ ‫دِيث‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫وا‬ ‫و�ض‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ٰ‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫�ض‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫آ‬ ‫ف‬ ‫ون‬ ‫و�ض‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ذِين‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫يهِ ۚ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عَ‬ ‫ْهُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ يِ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫الفاسقين « َو ِ�إ َذ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫رْ ِ‬ ‫يِ‬ ‫سبحانه‪ْ :‬‬ ‫ك َرىٰ َم َع ا ْل َق ْوم َّ‬ ‫ال�ش ْي َط ُان َف اَ‬ ‫َّك َّ‬ ‫َو ِ�إ َّما ُين�سِ َين َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الظالمِ ِنيَ »‪ ،‬ويقول‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ْع‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫«الأخِ اَّل ُء َي ْو َمئِذٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َب ْع ُ�ضهُ ْم ِل َب ْع�ض عَ ُد ٌّو �إِ اَّل مْ ُ‬ ‫ال َّتقِنيَ » أي أن الخلة أي المصاحبة والمعاشرة في الدنيا إذا كانت على غير‬ ‫ٍ‬ ‫توحيد اهلل وطاعته فإنها مضرة مهلكة منقطعة‪ ،‬أما المتحابين في اهلل المجتمعين على طاعته فإنها‬ ‫الخلة الباقية‪.‬‬ ‫إن الزمان اليوم شديد شيطانه مريد و جباره عنيد‪ ،‬قد قويت فيه شوكة الكبر والنفاق وعظمت سورة‬ ‫الرياء ومساوئ األخالق‪ ،‬وتخلق كثير من الناس باألخالق الذميمة وأظهروا التجاهر بالتحاسد والغيبة والنميمة‪،‬‬ ‫وأمرضوا القلوب بالنفاق وصاروا عن اآلخرة معرضين‪ ،‬وأطلقوا ألسن الكذب والنفاق‪ ،‬وفي مضمار السباق مع‬ ‫الغافلين أتوا لما يرديهم ال بما يجديهم نفعا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا‪ ،‬لعمرك أنهم لفي سكرتهم‬ ‫يعمهون وما اهلل بغافل عما يعملون وقد انعدمت الصداقة ودرس اإلخاء وانطمست معالمهما وأصبحنا ننكرهما‬ ‫جريا وراء قول الشاعر‪:‬‬ ‫لما رأيت بني الزمان وما بهـــم‬

‫خل وفــي للشــدائــد اصطفــى‬

‫أيقنت أن المستحيل ثالثــــــة‬

‫الغول والعنقـاء والـخل الوفـــي‬

‫فإياك أن تحسن الظن بإنسان إال بعد التجربة واالمتحان‪ ،‬وال تثق بسماع أخباره إال بعد إحكام نقده‬ ‫واختباره عليه من تقلبات األحوال‪ ،‬فإن حسن الظن بالناس كان محمود العواقب حيث اإلخالص في السلف‬ ‫الصالح األكثر الغالب إذ الناس ناس والزمان زمان‪،‬‬ ‫فأكثـر من تلقى يسـرك قولـه‬

‫ولكـن قليـل من يسـرك فعلـه‬

‫فإياك و الوثوق بمطلق الناس فإنهم ذئاب مستورة بغش اللباس‪ ،‬فعن ابن عباس قال‪ :‬ذهب الناس وبقى‬ ‫النسناس‪ ،‬قيل وما النسناس؟ قال الذين يتشبهون بالناس وليسوا بالناس‪ ،‬وقال أبو الدرداء‪« :‬كان الناس ورقا‬ ‫ال شوك فيه فصاروا شوكا ال ورق فيه»‪ ،‬وعن أبي إمامة مرفوعا‪« :‬إن الناس اليوم كشجرة ذات جنى ويوشك‬ ‫الناس أن يعودوا كشجرة ذات شوك‪ ،‬إن ناقدتهم ناقدوك وان تركتهم لم يتركوك وإن هربت منهم طلبوك‪،‬‬ ‫قيل فكيف المخرج من ذلك؟ قال تقرضهم من عرضك ليوم فقرك»‪ ،‬هذا وقد قال علقمة بن لبيد يوصي ولده‬ ‫يا بني‪« :‬إن احتجت إلى صحبة الرجال فاصحب من إن صحبته زانك‪ ،‬وإن أصابتك خصاصة أعانك وإن قلت حقا‬ ‫سدد قولك‪ ،‬وإن صلت قوي صولتك‪ ،‬وان بدت منك ثلمة سدها‪ ،‬وإن رأى منك حسنة عدها‪ ،‬وان سألته أعطاك‬ ‫وإن نزلت بك إحدى المهمات واساك‪ ،‬من ال تأتيك منه البوائق وال تختلف عليك منه الطراف»‪..‬‬ ‫فطلب الصديق على حد ما وصف لك أمر متعين لتشكو إليه حزنك وتنتصر به على من ظلمك‪ ،‬فإن خال‬ ‫الصديق مما ذكر فال خير في عشرته وال راحة في صحبته بل يجب الصد عنه والبعد منه‪ ،‬فإن عشرته ال تفيد إال‬ ‫التعب و المشقة و النصب‪ ،‬خصوصا في زمان قل فيه الخير وطم األمر وصار القابض على دينه كالقابض على‬ ‫الجمر‪ ،‬فهيهات ثم هيهات أن تجد صديقا فيه ما تقدم من الصفات فإن هذا أقل من القليل بل صار من قسم‬ ‫المستحيل‪ ،‬وسئل بعضهم ما الصديق؟ فقال‪ :‬إسم على غير مسمى وحيوان غير موجود‪ ،‬لكن ال ينبغي للعاقل‬ ‫اليأس من جميع أهل زمانه‪ ،‬بل يجب عليه أن يتفقد األخيار وإن قلوا مع إقباله على شأنه‪ ،‬فالعبرة بتجريب األريب‬ ‫ألنه يميز الخبيث من الطيب والعدو من الحبيب‪ ،‬ال تحسب الناس شكال واحدا أبدا فربما قام إنسان مقام فئة‪،‬‬ ‫فالدال والذال في التصوير واحدة الدال أربعة والذال سبعمائة فصاحب واحد يحصل به المراد خير من ألف تكثير‬ ‫األعداد‪ ،‬وأخرج الحاكم وصححه مرفوعا‪« :‬الوحدة خير من جليس السوء والجليس الصالح خير من الوحدة وإمالء‬ ‫الخير خير من السكوت والسكوت خير من إمالء الشر»‪.‬‬

‫على هام�ش �إعالن القد�س عا�صمة لإ�سرائيل‪ ‬‬ ‫‬‫لقد حزننا على‪ ‬رئيس دولة عمالق جعلته أيادي قدرة يعيش في حفرة ويعدم يوم العيد‬ ‫األضحى وها نحن نسمـع خبـرا يائسا بإعـالن عاصمة جديـدة إلسرائيـل تسمى القـدس وكأننا‬ ‫ال نعرف تاريخنا وهويتنا العربية فمتى نقول «وين الماليين؟»‪.‬‬ ‫وصمة عار نقطة حمراء فوق أرضنا أرض العرب والمسلمين تبقى حمراء وستزيد احمرار‬ ‫على الدوام ‪ ،‬نحن نائمون فوق التراب ال أحد يعرف ماذا يجري حولنا مجرمو الحرب كادوا يقتلوا‬ ‫عزائمنا ‪.‬‬ ‫سئل هتلر ذات مرة ‪ :‬من أحقـر النـاس في حياتك‪ .....‬قال ‪ :‬الذين ساعدوني على احتالل‬ ‫أوطانهم‪ ،‬فعال نمتم طويال أيتها الشعوب العربية وذرفتم الدموع المختلفة واجتمعتم كثيرا‬ ‫وألقيتم خطبا وأقاويل وأسئلة ونسيتـم أننا أحياء داخل أموات فلم تبق تهمنــا اجتماعاتكم‬ ‫وقراراتكم فال داعي لتجتمعوا مرة أخرى‪ ،‬لقد أصبحنــا نحتفــل بتاريخ غير تاريخنا ونفتخر‬ ‫بمعارك أنهكت معالمنا وأحرقت أطفالنـا فوداعا أيهــا الجسد العربــي الضخم‪ ،‬ما هذا الركوع‬ ‫الطويل؟‪ ،‬استيقظوا وازرعوا الثورة في قلوب األطفال والشباب والنساء والشيوخ ازرعوها فوق‬ ‫الجبال والصحاري وفي أي مكان كفى من الصمت الرهيب نحن نائمون بال حدود‪.‬‬ ‫وطني العزيز أريد أن تقدم لي كأس عيد ميالدي األول ألحتسي ما بداخله من فاجعة حتى‬ ‫ال يتسنى ألولئك الذين يتحدثون كثيرا وال يحبونني إال قليال قتلي‪ ،‬أريدك يا وطني العزيز أن‬ ‫تحبني بالحدود حتى أموت إال بين أحضانك‪.‬‬

‫بقلم ‪ :‬عمران بوشعيب‬


‫العدد ‪921‬‬

‫‪15‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫نبش في الذاكرة بحث ًا عن َلحظات عابرة وأشياء غابرة‬ ‫• محمد وطاش‬

‫‪oitache@hotmail.com‬‬

‫حدائق الأزاهر يف م�ستح�سن الأجوبة وامل�ضحكات‬ ‫واحلكم والأمثال واحلكايات والنوادر‬ ‫وهوكتاب جامع للحكم واألمثال والنوادروالحكايات‪،‬ألفه الفقيه األديب محمد بن محمد بن محمد أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي قاضي من فقهاء‬ ‫المالكية باألندلس توفي بمسقط رأسه غرناطة عن عمر السابعة والستين سنة (عام ‪ 829‬هـ الموافق ‪1426‬م)؛كان يجلد الكتب في صباه‪ ،‬وتقدم حتى‬ ‫ولي قضاء القضاة ببلده‪.‬‬ ‫وقد أخذ عن أعالم منهم‪:‬‬ ‫أبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وأبو عبد اهلل القيطاجي‪ ،‬وأبو عبد اهلل الشريف التلمساني‪ ،‬وأبو إسحاق ابن الحاج‪ ،‬وابن عالق‪ ،‬وخااله أبو بكر‪ ،‬ومحمد ولدا أبي القاسم‬ ‫بن جزي‪ ،‬وابن لب وغيرهم‪.‬‬ ‫وله من المؤلفات‪:‬‬ ‫ــ تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام‪ (:‬أرجوزة في الفقه المالكي تعرف بالعاصمية)‪ ،‬شرحها جماعة من العلماء‪.‬‬ ‫ــ أراجيز في األصول والنحو والقراءات‪.‬‬ ‫وحدائق األزاهر في مستحسن األجوبة والمضحكات والحكم واألمثال والحكايات والنوادر (وهو الكتاب الذي سنتحف به القارئ الكريم عبر سلسلة‬ ‫حلقات)‪.‬‬

‫يف احلكايات امل�ستطرفة والأخبارامل�ستظرفة‬ ‫دخل سارق دار تاجر‪ ،‬وكان التاجر غائباً‪ ،‬واستخفى‪ ،‬ثم دخل آخر واستخفى‪ ،‬وال يعلم األول بالثاني‪ ،‬فلما‬ ‫جن الليل خرج السارق األول‪ ،‬فذبح الخادم‪ ،‬ودخل على المرأة‪ ،‬وقال لها هات ما عندك‪ ،‬فأحضرت له جميع‬ ‫مالها وحليها وحلفت له أن ذلك جميع ما على ملكها‪ ،‬فأراد ذبحها‪ ،‬فقالت‪« :‬وألي شيء تفعل هذا وقد‬ ‫أعطيتك جميع ما عندي؟»‪ ،‬فقال لها‪« :‬ال يؤكل مال حي»‪ ،‬وعزم على قتلها فبكت وخضعت‪ ،‬فأشفق عليها‬ ‫السارق الثاني‪ ،‬وخرج عليه بسرعة فقتله‪ ،‬فدهشت منه‪ ،‬فقال لها‪« :‬ال خوف عليك‪ ،‬واهلل‪ ،‬ال آخذ لك شيئاً‪،‬‬ ‫فناوليني فأساً أو مسحاة»‪ ،‬فناولته‪ ،‬فحفر في الدار‪ ،‬ودفن السارق والخادم‪ ،‬وأراد الخروج‪ ،‬فرغبت إليه في‬ ‫معرفة موضعه‪ ،‬فعرفها؛ لما جاء زوجها عرفته بما كان في غيبته‪ ،‬فمضى إليه وقاسمه ماله‪ ،‬وكان صديقه‬ ‫إلى الموت‪.‬‬ ‫حكى الحسن بن خضر عن أبيه قال‪ :‬لما أفضت الخالفة إلى بني العباس‪ ،‬اختفى رجل من بني أمية‬ ‫يقال له إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك حتى أخذ له أمان من بني العباس‪ ،‬فقال له أبو العباس يوماً‪:‬‬ ‫«حدثني عما مر بك في اختفائك»‪ ،‬فقال‪« :‬كنت يا أمير المؤمنين متخفياً بالحيرة في منزل على الصحراء‪،‬‬ ‫فبينا أنا ذات يوم على باب بيتي‪ ،‬إذ نظرت إلى أعالم سود‪،‬‬ ‫قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة‪ ،‬فوقع في نفسي أنها‬ ‫تريدني‪ ،‬فخرجت متنكراً حتى دخلت الكوفة وال أعرف بها‬ ‫أحداً‪ ،‬فبقيت متحيراً‪ ،‬فإذا أنا بباب ورحبة واسعة‪ ،‬فدخلت‬ ‫الرحبة فجلست فيها فإذا رجل وسيم الوجه‪ ،‬حسن الهيئة‬ ‫على فرس‪ ،‬فدخل ومعه جماعة من أصحابه وأتباعه‪،‬‬ ‫فقال‪« :‬من أنت وما حاجتك؟»‪ ،‬فقلت‪« :‬رجل يخاف على‬ ‫دمه واستجار بمنزلك»‪ ،‬فصيرني في حجرة تلي حرمه‪،‬‬ ‫فمكثت عنده حو ًال كام ًال في كل ما أحببت من مطعوم‬ ‫ومشروب وملبوس‪ ،‬ال يسألني عن شيء من مال ‪ ..‬فقلت‬ ‫له يوماً‪« :‬أراك تدمن الركوب‪ ،‬ففيم ذلك؟» فقال‪« :‬إن‬ ‫إبراهيم بن سليمان قتل أبي صبراً‪ ،‬وقد بلغني عنه أنه‬ ‫مختف‪ ،‬فأنا أطلبه»‪ ،‬فقلت‪« :‬يا هذا‪ ،‬قد وجب حقك علي‪،‬‬ ‫ومن حقك أن أقرب عليك الخطوة»‪ ،‬قال‪« :‬وما ذلك؟»‪،‬‬ ‫قال‪« :‬أنا إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك‪ ،‬فخذ بثأرك»‪،‬‬ ‫فأطرق ملياً‪ ،‬ثم قال‪« :‬أما أنت فستلقى أبي فيأخذ بحقه‬ ‫منك‪ ،‬وأما أنا فغير مغفر ذمتي‪ ،‬فاخرج عني؛ فلست آمن‬ ‫نفسي عليك»‪،‬قال‪« :‬فأعطاني ألف دينار‪ ،‬فلم أقبلها منه‪،‬‬ ‫وخرجت عنه‪ ،‬فهذا أكرم رجل رأيت»‪.‬‬ ‫قال أبو الربيع البغدادي‪ :‬كان في جوار أبي عمر القاضي رجل ظهر في يده مال جليل بعد فقر طويل‪،‬‬ ‫فسألته عن أمره‪ ،‬فقال‪« :‬ورثت ما ًال جلي ًال‪ ،‬فأسرعت في إتالفه‪ ،‬حتى أفضيت إلى بيع أثاث داري‪ ،‬ولم يبق لي‬ ‫حيلة‪ ،‬وبقيت ال قوت عندي إال من غزل أم أوالدي‪ ،‬فتمنيت الموت‪ ،‬فرأيت ليلة من الليالي كأن قائ ًال يقول‬ ‫لي‪ :‬غناؤك بمصر فاخرج إليه‪ ،‬فبكرت إلى أبي عمر القاضي وتوسلت إليه بالجواب في كتب إلى مصر ففعل‬ ‫وخرجت‪ ،‬فلما وصلت مصر‪ ،‬ودفعت الكتب وسألت التعريف‪ ،‬فسد اهلل علي الوجوه‪ ،‬ونفدت نفقتي‪ ،‬وبقيت‬ ‫متحيراً‪ ،‬وتفكرت في أن أسأل الناس بين العشاءين‪ ،‬فخرجت أمشي في الطريق‪ ،‬ونفسي تأبى المسألة‪ ،‬إلى‬ ‫أن مضى من الليل كثير‪ ،‬فلقيني الطائف‪ ،‬فقبض علي‪ ،‬ووجدني غريباً‪ ،‬فأنكر حالي وسألني فقلت‪« :‬رجل‬ ‫ضعيف»‪ ،‬فلم يصدقني‪ ،‬وضربني بمقارع فصحت وقلت‪« :‬أنا أصدقك‪ ،‬فقالت هات‪ ،‬فقصصت عليه القصة‬ ‫من أولها إلى آخرها وحديث المنام»‪ ،‬فقال لي‪« :‬أنت أحمق واهلل‪ ،‬لقد رأيت منذ كذا وكذا سنة في النوم‬ ‫قائ ًال لي‪ :‬ببغداد في الشارع الفالني‪ ،‬في المحلة الفالنية مال‪ ،‬فذكر شارعي ومحلتي‪ ،‬ثم قال‪ :‬دار يقال لها‬ ‫دار فالن‪ ،‬فذكر داري واسمي‪ ،‬وفيها بستان فيه سدرة‪ ،‬تحتها مدفون ثالثون ألف دينار‪ ،‬فامض فخذها‪ ،‬فما‬ ‫فكرت في هذا الحديث وال التفت إليه‪ ،‬قال‪ :‬فقوي قلبي بذلك الحديث‪ ،‬فأطلق عني‪ ،‬فخرجت من مصر إلى‬ ‫بغداد‪ ،‬وقلعت السدرة‪ ،‬فوجدت تحتها ثالثين ألف دينار‪ ،‬فأنا أعيش بها‪..‬‬ ‫وقال أبو المثنى‪ :‬كنت أمشي يوماً بين يدي رجل على رأسه قفص زجاج وهو مضطرب المشي‪ ،‬فما‬ ‫زلت أرتقب وقوعه‪ ،‬فزلق وتكسر القفص‪ ،‬وتلف جميع ما فيه‪ ،‬فبهت الرجل وأخذ يبكي‪ ،‬ويقول‪« :‬هذا واهلل‪،‬‬ ‫جميع بضاعتي‪ ،‬وواهلل‪ ،‬لقد أصابتني بمكة مصيبة أخرى‪ ،‬وما دخل على قلبي مثل هذا»‪ ،‬فاجتمع حوله‬ ‫جماعة يرثون لحاله‪ ،‬فقالوا‪« :‬ما الذي أصابك بمكة؟»‪ ،‬قال‪« :‬دخلت قبة زمزم وتجردت لالغتسال‪ ،‬وكان‬

‫في يدي دملج وزنه ثمانون مثقا ًال فخلعته واغتسلت‪ ،‬فخرجت ونسيته‪ ،‬فقال رجل من الجماعة‪« :‬دملجك‬ ‫معي منذ سنتين»‪.‬‬ ‫حكى بعضهم أن شيخاً أتى سعيد بن مسلم‪ ،‬فكلمه في حاجة‪ ،‬فوضع زج عصاه على إصبع سعيد‪،‬‬ ‫حتى أدماه‪ ،‬فما تأوه سعيد لذلك وال نهاه‪ ،‬فلما فارقه قيل لسعيد‪« :‬لم صبرت على هذا ولم تعلمه؟»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«خفت أن يعلم جنايته‪ ،‬فينقطع عن طلبه الذي جاء فيه»‪.‬‬ ‫وقال آخر‪ :‬صاح رجل بيحيى بن خالد‪« :‬يا أبا علي‪ ،‬متوسل باهلل إليك أقعدني في دهليزك‪ ،‬وأحبر علي‬ ‫كل يوم ألف درهم»‪ ،‬فقال‪« :‬نعم»‪ ،‬فأقعده وأجرى عليه النفقة كما ذكر ثالثين يوماً‪ ،‬ثم انصرف‪ ،‬فقيل‬ ‫ليحيى‪« :‬إنه انصرف»‪ ،‬فقال‪« :‬بمن توسل به‪ ،‬لو أقام حتى يموت لكان له كل يوم ألف درهم»‪.‬‬ ‫دخل عمارة بن حمزة على المنصور‪ ،‬فجلس في مجلسه فقال رجل للمنصور‪« :‬مظلوم‪ ،‬يا أمير‬ ‫المؤمنين»‪ ،‬قال‪« :‬من ظلمك؟»‪ ،‬قال‪« :‬عمارة ظلمني وأخذ صنيعتي»‪ ،‬فقال المنصور‪« :‬قم يا عمارة‬ ‫فاقعد مع خصمك»‪ ،‬فقال عمارة‪« :‬ما هو لي بخصم»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫«وكيف ذلك؟»‪ ،‬قال عمارة‪« :‬إن كانت الصنيعة له فلست‬ ‫أنازعه فيها‪ ،‬وإن كانت لي فقد وهبتها له‪ ،‬وال أقوم من‬ ‫موضع شرفني به أمير المؤمنين»‪.‬‬ ‫حكى أبو سهل الداري عمن حدثه عن الواقدي أنه‬ ‫قال‪ :‬كان لي صديقان‪ ،‬أحدهما هاشمي‪ ،‬فكنا كنفس‬ ‫واحدة‪ ،‬فنالتني ضيقة شديدة‪ ،‬وحضر العيد‪ ،‬فقالت لي‬ ‫امرأتي‪« :‬أما نحن في أنفسنا‪ ،‬فنصبر على البؤس والشدة‪،‬‬ ‫وأما صبياننا فال صبر لهم»‪ ،‬فقال‪« :‬فكتبت إلى صديقي‬ ‫الهاشمي أسأله التوسعة علي بما حضر‪ ،‬فوجه لي كيساً‬ ‫مختوماً‪ ،‬وذكر أن فيه ألف درهم‪ ،‬فما استقر قراره‪ ،‬حتى‬ ‫كتب لي صديقي اآلخ��ر يشكو إلي حاله فوجهت إليه‬ ‫الكيس بما فيه وخرجت إلى المسجد‪ ،‬فأقمت به الليل‬ ‫مختفياً من امرأتي‪ ،‬فبينا أنا كذلك إذ وافاني صديقي‬ ‫الهاشمي ومعه الكيس كهيئته‪ ،‬وقال أخبرني عما فعلته‬ ‫فيما وجهت إليه به‪ ،‬فعرفته الخبر‪ ،‬فقال‪« :‬إنك وجهت إلي‪،‬‬ ‫وما أملك إال ما بعثت إليك‪ ،‬ثم كتب إلى صديقي أسأله‬ ‫المواساة‪ ،‬فوجه إلي الكيس بخاتمي‪ ،‬فاقتسمنا ألف درهم‬ ‫فيما بيننا ثالثاً‪ ،‬فوصل الخبر إلى المأمون فدعاني‪ ،‬فشرحت له ما كان فأمر لنا بسبعة آالف دينار‪ ،‬ألفين‬ ‫لكل واحد‪ ،‬وللمرأة ألف»‪.‬‬ ‫كان رجل له مال كثير‪ ،‬وكان ال يقدر أحد على أن يأتي عليه في أمر لشدة حزمه‪ ،‬وكان يقول لمن‬ ‫عليه أمر‪« :‬ضيعت الحزم»‪ ،‬فاتفق جماعة على أن يفعلوا معه أمراً يقولون له بسببه ضيعت الحزم‪ ،‬فأتوا‬ ‫داره لي ًال‪ ،‬وأخذوا خادمه وربطوها‪ ،‬وقالوا لها‪« :‬إن لم تصيحي على سيدك‪ ،‬وتقولي له أصابني وجع‪ ،‬وأنا‬ ‫أجد الموت فاخرج لي‪ ،‬قتلناك»‪ ،‬ففعلت الخادم وجعلت تصيح به‪ ،‬فقالت له زوجته‪« :‬اخرج إليها‪ ،‬وانظر‬ ‫ما دهاها»‪ ،‬فقال‪« :‬ال أفعل»‪ ،‬فقالت‪« :‬دعني أنا أخرج إليها»‪ ،‬قال‪« :‬ال يفتح بابي بالليل»‪ ،‬قالت‪« :‬فدعني‬ ‫أناولها معجوناً من تحت الباب»‪ ،‬قال‪« :‬افعلي»‪ ،‬فأخرجت يدها من تحت الباب بالمعجون‪ ،‬فقبضوا على‬ ‫يدها‪ ،‬وأوثقوها بشريط‪ ،‬فاستغاثت بزوجها‪ ،‬فقال لها‪« :‬ألم أقل لك ضيعت الحزم»‪ ،‬فقالوا له‪« :‬إن لم‬ ‫تعطنا كذا وكذا قطعنا يدها»‪ ،‬فقال لهم‪« :‬إن أعطيتكم ما طلبتم وزيادة‪ ،‬واهلل أنكم تطلقونها؟»‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫«نعم»‪ ،‬قال‪« :‬فاذهبوا إلى الموضع الفالني فاحفروا»‪ ،‬فذهب بعضهم وحفر‪ ،‬فوجد إناء فيه ألف دينار‬ ‫كما طبعت‪ ،‬فأخذوها‪ ،‬وأطلقوا يد المرأة‪ ،‬واقتسموا الدنانير وانصرفوا‪ ،‬وكان هو قد صنع تلك الدنانير‬ ‫مدلسة‪ ،‬وأعدها لمثل ما جرى له‪ ،‬فلما أصبح الصباح انتظروه يعلم الناس بما جرى له‪ ،‬فيقولون له‪:‬‬ ‫«ضيعت الحزم»‪ ،‬فلم يعلم أحد بذلك‪ ،‬ثم ذهبوا‪ ،‬وتصرفوا في تلك الدراهم‪ ،‬واشتروا بها أسباباً وحوائج‪،‬‬ ‫ووقع الناس على دلسها‪ ،‬فرفعوا إلى الحاكم‪ ،‬ودخلت ديارهم‪ ،‬فوجدوا باقي الدراهم بها‪. ،‬فضربوا وطوفوا‬ ‫فلقيهم‪ ،‬وقال لهم‪« :‬ضيعتم الحزم»‪..‬ألنه ال يقدر عليه أحد؛ لشدة حزمه‪.‬‬

‫(يتبع)‬


‫العدد ‪921‬‬

‫كتابات يف تاريخ‬ ‫منطقة ال�شمال ‪:‬‬

‫(‪)824‬‬

‫‪16‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫“عناقيد ‪ -‬رسائل”‬

‫�أ�سامـة الزكاري‬ ‫‪zougariousama@gmail.com‬‬

‫هل انتهى –فعال‪ -‬أدب الرسالة إلى االندثار؟ وهل فقد قيمته البيانية وأبعاده‬ ‫في أودية األدب شعرا ونثرا‪ ،‬تقويما ألسلوب‪ ،‬وإعجازا برمز‪ ،‬وإيقادا لفكرة‪ ،‬وتنويرا لعبرة‪،‬‬ ‫وتنويها بفطرة‪ ،‬وإبرازا إلبداع‪ ...‬وخشية تناثر حباتها الدانية‪ ..‬فتضيع وهي حانية‪..‬‬ ‫اإلنسانية ومعالمه الجمالية؟ وهل سنقبل بواقع التواري واالنقراض في ظل هيمنة‬ ‫لملمتها في هذا السفر‪ ،‬كما تلملم قطوف الكرم مصونة مكنونة‪( ”...‬ص ص‪.)10-9 .‬‬ ‫ثقافة الصورة وآليات التواصل اإللكترونية الحديثة؟ وفي المقابل‪ ،‬هل سنقبل بالتفريط‬ ‫والحقيقة إن مضامين نصوص هذه المراسالت تشكل توثيقا أدبيا راقيا لغزارة عطاء‬ ‫في تراث أدبي ومعرفي هائل خلفه األقدمون في شكل مراسالت ثنائية أضحت منجما‬ ‫الحقل الثقافي الحي بشمال المغرب‪ ،‬ليس فقط بالنسبة الهتمامات المؤلف‪ ،‬ولكن –‬ ‫لتداول عيون الشعر واألدب والفن والمعرفة بين نخب المجتمع ومبدعيه ومثقفيه؟ وهل‬ ‫أساسا‪ -‬بالنسبة لمجمل اإلبداالت والتحوالت التي يحبل بها هذا الحقل‪ .‬يتعلق األمر‪،‬‬ ‫باإلمكان كتابة التاريخ الثقافي العربي اإلسالمي بدون النهل من معين هذا التراث‬ ‫بكتابات متفاعلة مع لحظتها وموثقة لتفاصيلها التي تلتقطها عين الكاتب المبدع‬ ‫الثقافي الذي يأبى االندثار؟ وأخيرا‪ ،‬هل بإمكان أي من مثقفي المغرب الراهن ومبدعيه‬ ‫ورهافة ذوق المفكر الحصيف وصرامة الناقد المفتتن بعناصر اإلبداع العربي الذي يعطي‬ ‫ومفكريه التنكر لما خطت أياديهم من خربشات الصبا ومن تمارين البداية المكونة‬ ‫للهوية الثقافية المشتركة ميسمها الخاص وطابعها المميز‪ .‬وإذا أضفنا إلى ذلك سحر‬ ‫لتمارين األوراش األولى للكتابة وللتدوين وللتأليف؟‬ ‫اللغة المعتمدة في تدوين التفاصيل وفي االحتفاء بالحميميات‪ ،‬أمكن القول إننا أمام‬ ‫أسئلة متناسلة‪ ،‬يفرضها االطالع على مضامين العمل النثري الجديد لألستاذ بدر‬ ‫متن شيق تظل قراءته المتجددة مدخال البد منه الستكشاف عوالم الكتابة لدى الرائدين‬ ‫العمراني الصادر سنة ‪ ،2017‬تحت عنوان “عناقيد”‪ ،‬في محاولة اللتقاط تفاصيل اللحظة‬ ‫قطب الريسوني وبدر العمراني‪.‬‬ ‫من خالل تدوينات تقاسم فيها صاحبها انشغاالته المعرفية وانتظاراته اإلبداعية مع‬ ‫ولالقتراب من أفق السقف العام للتدوين المعتمد في الكتاب‪ ،‬يمكن أن نستشهد‬ ‫قطاعات واسعة من أعالم الفكر والثقافة بمغربنا الراهن‪ .‬ال يتعلق األمر بمناجاة شخصية‬ ‫ببعض من مضامين رسالة مؤرخة في ‪ 22‬شعبان ‪1436‬ه‪ ،‬كتبها المؤلف تحت وقع فاجعة‬ ‫تفرضها سياقات اللحظة والحنين لألهل ولألصدقاء‪ ،‬وال بمواقف آنية من شؤون الحياة‬ ‫فقدان الباحث العالمة المرحوم عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬ففيها اختزال لنبل المسعى‬ ‫اليومية‪ ،‬وال بمذكرات كرونولوجية للوقائع ولألحداث‪ ،‬بقدر ما أنها توظيف متميز لملكة‬ ‫ولصفاء المقصد ولقيمة الوفاء‪ .‬تقول الرسالة‪...“ :‬وبعد‪ ،‬فأخط إليك هذه الكلمات‪،‬‬ ‫التخييل والتأمل والتفكير في االنشغاالت الفكرية والثقافية‪ ،‬قبل تقاسم قيمها مع رعيل‬ ‫وكلي أسى بعد فقد األستاذ األديب البحاثة المطلع على التراث المخطوط ومؤرخ األدب‬ ‫من المفكرين ومن الباحثين ممن يصنعون للمغرب الثقافي بهاءه االستثنائي وألقه‬ ‫المغربي والخبير في فن تراجم الرجال الدكتور عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬رحمه اهلل وغفر‬ ‫المستدام‪ .‬ولعلي في ذلك أستحضر نماذج رائدة في تراثنا األدبي والفكري العربي‪،‬‬ ‫غالف الكتاب‬ ‫له‪ ..‬تخونني األلفاظ والعبارات‪ ،‬وتهرب من بين أناملي الحروف والكلمات‪ ..‬فما عساي أن أقول‬ ‫القديم والمعاصر‪ ،‬من خالل أعمال مؤسسة جعلت من الهاجس الثقافي انشغاال مشتركا‪ ،‬تقاسمت‬ ‫فيه النخب مداخل التفكير والسؤال والتفكيك حول قضايا مجتمعية وثقافية متداخلة‪ ،‬مرتبطة باالنشغاالت سوى‪ :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪ .‬إن هلل ما أخذ وهلل ما أعطى وكل شيء بأجل مسمى‪ .‬سيدي عبد اهلل عايشته‬ ‫الفردانية للمبدعين في تقاطعاتها مع إواليات الوعي الجمعي المنتج للقيم وللرموز ولمكونات الهوية الثقافية في أيامه األخيرة يوما بيوم‪ ..‬كنت أجالسه وهو ذو معنويات عالية‪ ..‬وآمال في أن يشفى‪ ..‬وتعود إليه حيوته‬ ‫المركبة‪ .‬نقول هذا الكالم‪ ،‬ونحن نستحضر أعماال خالدة ألسماء بصمت حقل “أدب الرسالة” في الفكر العربي‪ ،‬ونشاطه‪ ..‬ليكمل مشروعه في تراجم أعالم شمال المغرب الذي طبع منه الجزء األول‪ ،‬وقد بلغ فيه ثالثة أجزاء‪..‬‬ ‫مثلما هو الحال –على سبيل المثال ال الحصر‪ -‬مع كل من أبي العالء المعري‪ ،‬والجاحظ‪ ،‬وابن حزم‪ ،‬ومحمد صادق وخالل أيام مكثه بالمستشفى‪ ،‬كان مهموما بطباعة الجزء الثاني تنفيذا للوعد بنشره‪ ..‬وفي تلك األيام رغم‬ ‫مرضه وتعبه‪ ،‬إال أنه لم يستسلم للمرض‪ ،‬بل قام بكتابة مقدمة الجزء األول على ورقة دواء‪ ،‬واهتم بأطروحة كان‬ ‫الرافعي‪ ،‬وشكيب أرسالن‪ ،‬ونزار قباني‪ ،‬وسهيل إدريس‪ ،‬ومحمود درويش‪ ،‬وسامح القاسم‪ ،‬وحسن الوراكلي‪...،‬‬ ‫عضوا في لجنة المناقشة‪ ،‬فأعدها وسلمها للدكتور البشير الريسوني لينوب عنه في الحضور وقراءة المالحظات‬ ‫في سياق هذا التصور العام‪ ،‬تندرج مضامين الكتاب موضوع هذا التقديم‪ ،‬بالنظر لحرص صاحبه الشديد التي حررها األستاذ الترغي‪ ..‬بل أخذ يتابعها بالهاتف حتى أجيزت‪ ..‬وقد عجبت من هذه الهمة وهذا الصبر‪ ..‬فقد‬ ‫على الوفاء لثوابت “أدب الرسالة” ولقيمه الجمالية المميزة‪ .‬وقد حرص األستاذ العمراني على توضيح اإلطار كانت تفد عليه الوفود لزيارته‪ ..‬فيذاكرهم ويفيدهم بما يطلبون من سؤال عن مخطوط أو مصدر أو مطبوع أو‬ ‫الفني والجمالي ألبعاد االهتمام بهذا الجانب‪ ،‬عندما قال في كلمته التقديمية‪“ :‬فن التراسل فن راق وجميل‪ ،‬أطروحة أو ترجمة علم‪ ..‬وقد ذكرني حاله هذا بحال العلماء المتقدمين الذين كانوا ال يكترثون لحالهم مرضى‬ ‫عرف عند العرب مهيعا مسلوكا للتواصل عبر العصور‪ ،‬وقد ارتفع وعال شأوه على مر الدهور بزكاء صنعته ورفعة كانوا أو أصحاء‪ ،‬إنما همهم العلم إفادة واستفادة‪ ...‬ولحبي له‪ ..‬وحدبه علي‪ ..‬قلت فيه مرثية‪ ...‬وقبل أن أوردها‬ ‫صناعه‪ .‬فهم المبدعون في رصف األلفاظ‪ ،‬وتوليد المعاني‪ ،‬وتجديد الحكم واألسرار‪ ..‬وفي كتب التواريخ أخبرك بآخر لقاء لي به‪ ،‬وآخر كالم له معي‪ :‬ففي آخر ليلة تكلم معي فيها قبل وفاته‪ ،‬قال لي بعد أن ذاكرني في‬ ‫والمحاضرات نماذج مضيئة تزدان بوشيها الطروس‪ ،‬وتنعم بقراءتها النفوس‪( ”...‬ص‪.)7 .‬‬ ‫تراجم أعدها لنشرها لجريدة الشمال‪ :‬ال تغب عني يا بدر‪ ..‬ال تغب عني يا بدر‪...‬‬ ‫وقد اختار المؤلف تخصيص مضامين كتابه‪ ،‬الموزعة بين ما مجموعه ‪ 86‬من الصفحات ذات الحجم‬ ‫أخي قطب‪ ...‬اعذرني فيما ألقيت بين ناظريك‪ ..‬من أسى وحزن‪ ..‬فإني أحببت أن تشاركني مشاعري‪..‬‬ ‫المتوسط‪ ،‬لنشر باقة من مراسالته مع األستاذ قطب الريسوني‪ ،‬الباحث المرموق وأحد أبرز الوجوه األكاديمية خصوصا وأن المرثي أستاذك‪ ،‬بل من أحب أساتذتك‪ ...‬كل هذا الصنيع يخفف عني ما ألم بي‪( ”...‬ص ص‪.‬‬ ‫الرائدة بمنطقة شمال المغرب خالل المرحلة الراهنة‪ .‬وقد أوضح المؤلف سقف اختياره في كلمة شاعرية عميقة ‪.)34-27‬‬ ‫جاء فيها‪“ :‬وهذه األخيرة (أي مراسالته مع قطب الريسوني) هي مضمون ومحتوى هذا الكتاب الذي أزفه إلى‬ ‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬تنساب المراسالت لتقرأ تفاصيل اللحظة الثقافية ولتوجه أشكال التفاعل معها نحو عوالم‬ ‫القارئ في غاللة من الشفوف والضياء‪ ،‬حامال بين طياته حلو المعاني‪ ،‬وطلي المباني‪ ،‬مما بثته المواجيد‪ ،‬إنسانية راقية‪ ،‬تسمو بالقيم إلى مستوى الخلود‪ ،‬وبالمواقف إلى مستوى النبل‪ ،‬وباإلبداع إلى مستوى الجمال‪،‬‬ ‫وصدقت به المواعيد‪ ،‬في قالب نثري‪ ،‬قد خولط أحيانا بأنغام الشعور‪ ،‬وأوتار البحور‪ .‬مواضيعها طريفة تتقلب وباللغة إلى مستوى االفتتان‪.‬‬

‫قراءة في كتاب خالصة عمدة الراوين‬ ‫في تاريخ تطاوين‬

‫جميعا من أجل‪ ‬إدماج األشخاص‬ ‫في وضعية إعاقة‬

‫بالمكتبة الداوودية بتطوان تم األسبوع ما قبل الماضي تنظيم لقاء ثقافي حول كتاب خالصة عمدة الراوين في‬ ‫تاريخ تطاوين ألبي العباس أحمد بن محمد الرهوني التطاوني لمحققه األستاذ يونس السباح الطنجي ‪.‬‬ ‫هذا اللقاء الذي نظمته مكتبة سلمى الثقافية بتعاون مع مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة بتطوان‪ ،‬والذي‬ ‫أدارته الدكتورة سعاد الناصر عرف مشاركة األساتذة إسماعيل شارية وعبد العزيز سعود وياسين الهبطي‪.‬‬ ‫يعتبر «عمدة الراوين» من أهم الكتب التاريخية التي أرخت لمدينة تطوان باعتبار ما كان يشغله المؤرخ الفقيه‬ ‫الرهوني الذي تقلد عدة وظائف إدراية جعلته يطلع عن قرب على مجمل األحداث التاريخية التي عرفتها المدينة‪ ،‬مما‬ ‫ضمن موسوعته التاريخية مجموعة من الوقائع من بعض الكنانيش خاصة «كناش لوقش» الشهير‪ ،‬ذلك ما أكده‬ ‫يونس السباح الطنجي عند استعراضه لكتابه خالصة عمدة الراويين في تاريخ تطاوين‪ ،‬مستعرضا منهجه في التحقيق‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن هذا التلخيص هو ميزة إضافية للتاريخ المحلي للمدينة ولم يشأ أن يثقله بكثرة النقول والحواشي‪.‬‬ ‫فيما تركزت مداخالت باقي األساتذة المشاركين في هذا اللقاء الثقافي حول المجهودات التي قام بها المحقق‬ ‫األستاذ يونس السباح الذي تمكن من إخراج محتويات هذا الكتاب من رفوف الخزانات الخاصة إلى عالم الكتب‪ ،‬مبينين‬ ‫كذلك بأن جل الدارسين يعرفون كتاب «تاريخ تطوان» للفقيه أحمد الرهوني في نسخته األصلية المؤلفة في خمسة‬ ‫عشر جزءا إال أنهم ال يعرفون شيئا عن هذه الخالصة التي تم تحقيقها مستعرضين معلومات حول الكتاب األصل من‬ ‫خالل الحديث عن عناوين فصوله ومواضيعها التاريخية والجغرافية بل حتى الطبوغرافية لمدينة تطوان‪ ،‬مشيرين إلى‬ ‫أن الرهوني لم يكن مؤرخا بالمعنى العلمي التخصصي للكلمة وإنما كان كغيره جامعا للمعلومات التي توفرت له حول‬ ‫المدينة وكان جلها مأخودا من المؤلف المغمور قبله األستاذ السكيرج في مؤلفه (نزهة اإلخوان)‪ ،‬وذكر األساتذة جملة‬ ‫من الخصائص التي طبعت هذا الكتاب التاريخي‪ ،‬وهي عبارة عن أحاديث كان الفقيه الرهوني قد أذاعها على أمواج‬ ‫إذاعة تطوان‪ ،‬ضمت حلقات متعددة مما عكسه أسلوب األستاذ السباح الذي كان أسلوبا إذاعيا وبالتالي يحسب له هذا‬ ‫الجهد واألمانة في نقل المعلومة‪ ،‬بعد أن قدم له بدراسة وصفية معددا المصادر التاريخية التي اعتمدها المؤلف في‬ ‫جمع المعلومات التاريخية حول مدينة تطوان‪ ،‬معتمدا على نسختين في هذا التحقيق مع ما تطلبه ذلك من جهد وتعب‪.‬‬

‫تخليدا لليوم العالمي لألشخاص في وضعية إعاقة الذي يصادف الثالث من دجنبر من كل سنة ‪ ،‬نظم نادي األمل‬ ‫لذوي اإلحتياجات الخاصة التابع لجمعية األعمال اإلجتماعية لشركة أمانديس بتطوان األسبوع الماضي محاضرة بعنوان‬ ‫«‪ ‬بيداغوجية تربية وتعليم األطفال في وضعية إعاقة» لألستاذة كريمة الحساني زروق أخصائية النفس الحركي ومدربة‬ ‫واستشارية أسرية ومديرة البرامج البيداغوجية بجمعية أطفال الجنة لألطفال في وضعية إعاقة بمدينة طنجة‪.‬‬ ‫وخالل هذه المحاضرة التي قام بتسييرها سليمان العمراني المدير العام لجمعية حنان‪ ،‬ركزت من خاللها‬ ‫المحاضرة على عدة نقط‪ ،‬تتعلق بمراحل اإلدماج لألطفال في وضعية إعاقة في محيطهم اإلجتماعي والتربوي‪ ،‬وصعوبة‬ ‫التعلم وكيفية التعامل‪ ،‬والدعم المعنوي والنفسي ألمهات وآباء األطفال في وضعية إعاقة‪ ،‬نظرا للظروف والصعوبات‬ ‫التي يصادفونها في حياتهم‪ ،‬وكيفية تشخيص األطفال في وضعية إعاقة‪.‬‬ ‫•‪ ‬أهمية التكوين الذاتي لألباء واألمهات في عملية المرافقة والمصاحبة ألطفالهم‪ ،‬ودور المؤسسة التعليمية‬ ‫والمراكز في العملية التربوية وإدماج األطفال في وضعية إعاقة‪ .‬ومجاالت التربية الخاصة‬ ‫• مجاالت التربية الخاصة ودورها في عملية اإلدماج‬ ‫• وكيفية تحقيق التواصل مع المؤسسات التعليمية التي تحتضن األطفال في وضعية إعاقة خصوصا مع األطر‬ ‫التعليمية التي تشتغل مع هؤالء األطفال‪.‬‬ ‫وكيفية إكساب بعض المهارات الحياتية لألطفال في وضعية إعاقة‪ ،‬وتقديم نصائح وتوجيهات لألباء واألمهات‬ ‫في مجال التعامل مع أطفالهم‪.‬‬ ‫‪ ‬هذا اللقاء كان مناسبة لتكريم األستاذة كريمة على مساهمتها القيمة والجهود التي تبذلها لفائدة األطفال‬ ‫في وضعية إعاقة والدفاع عن حقوقهم‬ ‫‪ ‬كما تم تكريم بعض األطفال من ذوي اإلعاقة من خالل منحهم شواهد تقديرية وجوائز تشجيعية وتحفيزية‬ ‫ألطفال ذوي إعاقةبعضهم يمثل برلمان الطفل بالجهة ‪ ،‬باإلضافة إلى التلميذ في وضعية إعاقة «‪ ‬أسامة مفتاح » الذي‬ ‫حصل على البكالوريا بميزة مستحسن والمسجل حاليا بكلية األداب والعلوم اإلنسانية شعبة التاريخ والحضارة‪ /‬كما تم‬ ‫تكريم بعض األطر المختصة العاملة في مجال اإلعاقة على المجهودات القيمة والجبارة التي يبذلونها لفائدة‬ ‫األطفال في وضعية إعاقة‪،‬منهم األستاذة نعيمة األزماني مؤطرة ببرلمان الطفل وأستاذة الدمج المدرسي لألطفال في‬ ‫وضعية إعاقة بمدرسة موالي الحسن االبتدائية‪.‬‬

‫م ‪ .‬الحراق‬

‫م‪.‬ح‬


‫‪17‬‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫العدد ‪921‬‬

‫مع‬

‫لعبة السودوكو (‪)389‬‬

‫املواطنني‬

‫أصل اللعبة‬

‫الجماعة القروية «اسطيحات»‬ ‫تواصل تراميها على عقارات الغير‬ ‫بال مبرر مشروع وفي غفلة‬ ‫من ذوي الحقوق‬

‫يومية جهوية وطنية ت�صدر م� ً‬ ‫ؤقتا كل �أ�سبوع‬

‫لعبة السودوكو اليابانية األصل «‪ ،»SUDOKU‬كانت معروفة منذ الثمانينيات‬ ‫في اليابان‪ ،‬إال أنها لم تظهر كلعبة ذات شعبية إال سنة ‪.2005‬‬

‫معنى كلمة سودوكو‬

‫كلمة سودوكو هي اختصار للجملة اليابانية (‪)Nikagiru Sujiwa Dokushin‬‬ ‫وتعني أن األعداد البد أن تكون مفردة‪ .‬وهذه اللعبة عبارة عن عالمة تجارية لشركة‬ ‫‪.Nikol‬‬

‫كيف تلعبها؟‬

‫اللعبة تعتمد على المنطق لدرجة كبيرة‪ ،‬وهي لوحة مقسمة إلى تسع مناطق كل‬ ‫منطقة مكونة من تسع خانات‪ ،‬وعليك أن تمأل هذه الخانات أفقيا أو عموديا بأرقام من‬ ‫‪ 1‬إلى ‪ ،9‬حيث ال تستخدم الرقم إال مرة واحدة في جميع المربعات على العمود نفسه‬ ‫أو السطر أو القطر‪ ،‬وتكون هناك أرقام موضوعة سابقا في بعض الخانات‪.‬‬

‫مفيدة لكن معقدة‬

‫اللعبة مفيـدة جدا لتقوية مهارات المنطـق‪ ،‬ويستخدمهـا مدرسو الرياضيات‬ ‫كتمارين للطلبة وتختلف درجة التعقيد حسب الفئة المستهدفة‪.‬‬

‫املوقع الإلكرتوين ‪:‬‬ ‫‪www.achamal.com‬‬ ‫ت�صدر عن مطبعة جريدة طنجة‬ ‫المدير المسؤول ‪:‬‬

‫عبد احلــق بخــات‬ ‫مدير النشر ورئيس التحرير ‪:‬‬

‫عزيـز گنـونـي‬ ‫هيئة التحرير ‪:‬‬

‫عبد اللطيف �شهبون‬ ‫زبيدة الورياغلي‬ ‫هدى املجاطي‬ ‫ر�ضوان احدادو‬ ‫�أ�سامـة الزكــاري‬ ‫محمــد وطـــا�ش‬ ‫محمد �إمغــران‬ ‫م�صطفى احلراق‬ ‫ملـيـــاء ال�ســالوي‬ ‫محمد ال�سعيدي‬ ‫محمد �سدحــي‬ ‫اإلدارة واإلشهار والعالقات العامة ‪:‬‬

‫محمد طارق بخات‬ ‫اإلخراج والتصفيف‪:‬‬

‫تمادت الجماعة القروية «اسطيحات»‬ ‫في أفعال الترامي واالستيالء على عقارات‬ ‫الغير بدون سند مشــروع وال إجــراءات‬ ‫قانونية مبررة‪.‬‬ ‫آخر تطورات هذا الملف ما يقـع حاليـا‬ ‫في أرض بين الويدان المتاخمة للساحل‬ ‫المتوسطي والمملوكة لعائلــة مهــدي‪،‬‬ ‫حيث تشهد اجتياحا غير مسبوق بجرافات‬ ‫وشاحنات وانتهاكا للسياج وقلعا لألشجار‬ ‫بدون إشعـــار ذوي الحقــوق واستغـــالال‬ ‫لغيابهم‪ .‬في خرق سافر للقانون رقم ‪7.81‬‬ ‫المتعلق بمسطرة نزع الملكية المشروطة‬ ‫باالتفاق بالتراضي مع مالك العقار أو اللجوء‬ ‫إلى القضاء من أجل نزع الملكية‪.‬‬ ‫كما يعد هذا اإلجراء خرقا سافرا لألوامر‬

‫الملكية التي وجهت رسائل شديدة اللهجة‬ ‫للحد من التسيب اإلداري والشطط في‬ ‫استعمال السلطة‪ .‬إضافــة إلى انتقــادات‬ ‫الذعة حول االستيالء على عقارات في ملكية‬ ‫الغير‪.‬‬ ‫وإذ تستنكر عائلة مهدي ما صدر عن‬ ‫الجماعة القروية من خروقـات وانتهاكــات‬ ‫قانونية‪ ،‬توجه نداء مستعجال إلى عامل‬ ‫إقليم شفشاون‪ ،‬وإلى والي جهة طنجة ـ‬ ‫تطوان ـ الحسيمة‪ ،‬وإلى وزير الداخلية‪..‬‬ ‫من أجل تدخل سريــع وفتــح تحقيق في‬ ‫طريقة اشتغال الجماعة القروية اسطيحات‬ ‫لتصحيح الوضعية‪ .‬تحقيقا للعدل وإنصافا‬ ‫لذوي الحقوق‪.‬‬

‫هـ‪ .‬م‬

‫«جريدة ال�شمال»‬ ‫عنوان التحرير والمراسالت والتسويق‬ ‫واإلشهار ‪:‬‬

‫‪ 7‬مـكـــرر‪ ،‬زنقـة عمــر بــن‬ ‫عبد العزيز ـ طنجــة ـ‬

‫سرعة المالحظة‬

‫بين الصورة واألصل ‪ 6‬اختالفات‪ ،‬حاول أن تهتدي إليها‪.‬‬

‫الهاتــف ‪:‬‬ ‫‪05.39.94.30.08‬‬ ‫‪06.22.45.30.67‬‬ ‫الفاكــ�س ‪:‬‬

‫‪05.39.94.57.09‬‬ ‫الربيد الإلكرتوين ‪:‬‬

‫‪info@achamal.com‬‬ ‫‪achamal2000 @gmail.com‬‬ ‫سحب من هذا العدد ‪:‬‬

‫‪� 10‬آالف ن�سخــة‬ ‫التوزيع‪:‬‬

‫�سبـريــ�س ‪Sapress‬‬ ‫الإيداع القانوين‪99/10 :‬‬ ‫ر‪.‬د‪.‬م‪.‬ك‪:‬‬

‫‪I.S.S.N : 1114-1832‬‬

‫حل السودوكو‬ ‫رقم ‪389‬‬

‫وثائق عائلة مهدي‬


‫كلمة العدد‬

‫الشمال‬

‫صفحة‬

‫‪18‬‬ ‫�إعداد ‪:‬‬

‫‪3‬‬

‫محمد ال�سعيدي‬

‫العـدد ‪ 921‬ـ الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫الخزانة الرياضية ‪:‬‬

‫ادريس‬

‫المرابط يسير بخطى ناجحة ويحقق نتائج رائعة مع اتحاد‬ ‫طنجة‪ .‬المدرب الطنجاوي لم يات بعصى سحرية أخرجت‬ ‫الفريق من أزمة سوء محطة بادو الزاكي‪ .‬فقط فتح بابه في وجه كل الطاقات‬ ‫البشرية للفريق‪ ،‬أغلبها أحبط في عهد المدرب السابق من شبان‪ ،‬بعضهم‬ ‫كان الزاكي نفسه من استقدمهم إلى طنجة‪ ،‬وفي األخير تنكر لهم‪ .‬فجاءت‬ ‫مرحلة ادريس المرابط بمنح الثقة لمجموعة من هؤالء الالعبين الذين تم‬ ‫تهميشهم‪ ،‬ضمنهم العبين محليين‪ ،‬فأصبحوا مؤثرين في التركيبة الرسمية‬ ‫التحاد طنجة وفاعلين في في منظومة المدرب المرابط‪ .‬نأمل أن يتحلى‬ ‫المكتب بالشجاعة‪ ،‬ويضع ثقته في المدرب المرابط‪ ،‬ومساعدته‪ .‬دون إغفال‬ ‫وضع استراتيجية عمل مستقبلي من اآلن‪ ،‬باستقطاب العنصر المحلي وفتح‬ ‫أبواب المستقبل أمامه‪.‬‬

‫أسئلة ‪:‬‬

‫تاريخ رياضة التنس‪...‬‬ ‫قوانينها‪..‬تسميتها‪..‬‬ ‫أساسها (‪)1‬‬

‫جولين لوبيتيغي‪...‬‬ ‫مدرب منتخب �إ�سبانيا لكرة القدم‬

‫التطلع إلى المستقبل‬ ‫«فازت إسبانيا بالكثير من األلقاب في‬ ‫اآلونة األخيرة‪ .‬من الجيد النظر إلى الوراء‬ ‫إلى ذلك العصر الذهبي وشكر أفضل‬ ‫جيل في كرة القدم األسبانية وأحد أفضل‬ ‫األجيال على مر العصور‪ ،‬ولكن كل ذلك‬ ‫أصبح في طي النسيان‪ .‬اآلن‪ ،‬بقي بعض‬ ‫من أولئك الالعبين إلى جانب شباب‬ ‫آخرين‪ ،‬ونحن نحاول المزج بين األجيال‪،‬‬ ‫ولكن دون الوقوع في فخ المقارنة‪.‬‬ ‫فنحن نثق في الالعبين الصاعدين‪ ،‬في‬ ‫قدراتهم‪ ،‬في جودتهم وفي طموحهم‪.‬‬ ‫وعلينا أن نتركهم يسلكون طريقهم‪».‬‬

‫تعتبر رياضة التنــس األرضي ثاني أكثــر الرياضات شعبية‬ ‫في العالم بعد كرة‪ ‬القدم‪ ،‬وهي رياضة عريقة تاريخية كانت‬ ‫حصرا على الطبقة الملكية‪ .‬والقت هذه الرياضة أسماء عديدة‬ ‫من بينها (اللعبة البيضاء)‪ ،‬و(لعبة الملوك)‪ ،‬واستقرت أخيراً على‬ ‫اسمها‪ ‬الحالي (التنس) حيث إن الذين مارسوها في البداية هم‬ ‫نبالء فرنسا في القرن الثالث عشر الميالدي‪ ،‬ولكن بطريقة بدائية‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق استخدام كف اليد لضرب الكرة‪ .‬حدثت عقب ذلك‬ ‫تطورات كبيرة في هذه اللعبة حيث استخدمت المضارب ألول‬ ‫مرة بشكل فعلي في القرن الخامس عشر الميالدي‪ ،‬وحتى ذلك‬ ‫الوقت لم تكن هذه الرياضة تتمتع بالطابع التنافسي حيث كانت‬ ‫تمارس كنوع من الترويح عن النفس ال أقل وال أكثر ولم تدخلها‬ ‫الروح التنافسية إال بعد ذلك التاريخ بفترة طويلة‪ .‬ولم تلبث هذه‬ ‫الرياضة أن انتشرت من فرنسا إلى القارة األوروبية‪ ،‬حيث مارسها‬ ‫اإلنجليز في القرن الخامس عشر الميالدي‪ ،‬واإلنجليز هم أول من‬ ‫أطلق عليها اسمها‪ ‬‬ ‫المعـروف حاليا (التنــس)‪ ،‬وأقيــمــت أول بطولـة رسميـــة‬ ‫لهذه الرياضة في إنجلترا وبالتحديد في مدينة ويمبلدون في‬ ‫شهر نوفمبر من سنة ‪1887‬م‪ ،‬وسميت البطولة باسم (بطولة‬ ‫ويمبلدون)‪ .‬وال تزال تقام حتى وقتنا الحاضر‪ ،‬ولم يتم تأسيس‬ ‫اتحاد خاص لهذه اللعبة حتى سنة ‪1913‬م‪.‬‬

‫(يتبع)‬

‫عملية التغيير مع كثير من‬ ‫التواصل‬ ‫«من الواضح أن عملية التغيير ليست‬ ‫سهلة وتتخ ّللها تفاصيل دقيقة‪ .‬ونحن‬ ‫نحاول‪ ،‬قبل كل شيء‪ ،‬أن نتحدث بشكل‬ ‫واضح مع الالعبين‪ ،‬لننقل لهم أسلوب‬ ‫كرة القدم الذي نريده ونستعيد الثقة‪.‬‬ ‫كان لزاماً علينا إجراء التغييرات الضرورية‬

‫خبـر‬ ‫دولـي‬

‫لتقوية الفريق‪ .‬ونحن ندرك تماماً أن ما‬ ‫حققناه في مرحلة التصفيات ال يضمن لنا‬ ‫أي شيء على اإلطالق‪ .‬تماماً كما حدث‬ ‫في السابق‪ :‬فالمنتخب األسباني‪ ،‬الذي‬ ‫فاز ببطوالت رائعة‪ ،‬لم يضمن له ذلك‬ ‫أي شيء‪ .‬هنا الشيء الوحيد الذي يضمن‬ ‫لك شيئاً هي كرة القدم التي تلعبها خالل‬ ‫المنافسة‪ ،‬وعلينا أن نكون مستعدين‬ ‫لذلك‪».‬‬

‫تكييف التكتيك مع الالعبين‬ ‫و جيل جديد بعقلية الفوز‬ ‫«المنتخــب الحالــي ال يمكنـــه أن‬ ‫يلعب بنفـــس أسلوب الماضـي‪ ،‬وذلك‬ ‫ببساطة ألنه ال يوجد فريقان مماثالن‪.‬‬ ‫إنهما مجموعتان مختلفتان‪ ،‬مع العبين‬ ‫لديهم فروق دقيقة عن غيرهم‪ .‬ولهذا‬ ‫السبب حاولنا تعزيز فضائل الالعبين‪،‬‬ ‫وتكييفهم مع طريقتنا في فهم اللعبة‬ ‫لنكون تنافسيين‪ ،‬منظمين‪ ،‬شرسين‬ ‫وطموحين‪ .‬الفريق الكبير يجب أن يكون‬ ‫ق��ادراً على االستجابة لحاالت مختلفة‬ ‫مع العلم أن أفضل استجابة هي تعزيز‬

‫نقاط قوتك‪ .‬وهذا ما حاولنا فعله‪ .‬اللعب‬ ‫بأسلوبنا ثم القدرة على التكيف مع كل‬ ‫حالة دون فقدان جوهر ما يجعلنا أقوى‪».‬‬

‫جيل جديد بعقلية ال��ف��وز‪« .‬كان‬ ‫العديد من الالعبين من ه��ذا الجيل‬ ‫الجديد يلعبون تحت إمرتي في منتخبات‬ ‫الشباب ثم حرقوا المراحل‪ .‬وبفضل‬ ‫التطور الطبيعي‪ ،‬بعضهم يرافقنا في‬ ‫هذه المغامرة‪ .‬إيسكو‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫هو العب نجح في فرض نفسه في ريال‬ ‫مدريد‪ ،‬وهذا ليس باألمر السهل‪ .‬عمره‬ ‫ال يتجاوز ‪ 24‬عاماً‪ ،‬ولديه موهبة فذة‬ ‫وهامش كبير للتحسّن‪ .‬اكتسب إيسكو‬ ‫وغيره من الالعبين خبرة الفوز باأللقاب‬ ‫في سن مبكرة وتمكنوا من تطوير‬ ‫هذا الطموح‪ .‬الالعبون الذين حققوا‬ ‫االنتصارات في فئات الشباب لديهم‬ ‫قيمة مضافة في عقليتهم‪ .‬صحيح أن‬ ‫هذا ليس شرطاً ال غنى عنه‪ ،‬ولكنه شيء‬ ‫إيجابي‪ ،‬ألن الالعب يمكن أن يلجأ إلى‬ ‫تلك التجارب في األوقات الحرجة‪ ،‬ونأمل‬ ‫أن يستفيد منها»‪.‬‬

‫الرقص سبب إصابة أوباميانج‬

‫كشفت تقارير صحفية ألمانية‪ ،‬حقيقة اإلصابة التي غيبت مهاجم‬ ‫بوروسيا دورتموند‪ ،‬بيير أوباميانج‪ ،‬عن مواجهة بايرن ميونيخ‪ ،‬في دور الـ‪16‬‬ ‫من كأس ألمانيا (‪ .)2-1‬وقالت صحيفة «بيلد»‪ ،‬إن هداف دورتموند تعرض‬ ‫لإلصابة‪ ،‬خالل رقصه في ملهى ليلي‪ ،‬وليس أثناء تدريبات الفريق‪ ،‬االثنين‬ ‫قبل الماضي‪ .‬وأضافت الصحيفة أن بعد الفوز على هوفنهايم (‪ ،)2-1‬ذهب‬ ‫أوباميانج مع زمالئه‪ ،‬كاجاوا ويارمولينكو وفيجل‪ ،‬إلى مطعم إيطالي في‬ ‫دورتموند‪ ،‬واحتفلوا في أحد النوادي بعدها‪ .‬وأصيب أوباميانج في الفخذ‪،‬‬ ‫خالل تلك الليلة‪ ،‬عندما كان يرقص على أغاني مايكل جاكسون‪ ،‬وف ًقا‬ ‫للصحيفة‪ .‬وتابعت‪« ‬بيلد»‪« :‬في وقت سابق من هذا األسبوع‪ ،‬تحدث النادي‬ ‫عن معاناة الالعب من مشاكل عضلية‪ ،‬فيما لم يكن يعرف بيتر ستوجر‪،‬‬ ‫المدير الفني للفريق‪ ،‬حقيقة ما حدث»‪ .‬وذكرت الصحيفة أن المهاجم‬ ‫الجابوني‪ ،‬بات ملفا ساخنا‪ ،‬على طاولة اإلدارة‪ ،‬حيث يريد العودة إلى ناديه‬ ‫السابق‪ ،‬ميالن اإليطالي‪ ،‬ويبدو ذلك من خالل تصرفاته‪ ،‬إضافة لخالفاته مع‬ ‫زمالئه في الفريق‪.‬‬


‫العدد ‪921‬‬

‫الشمال الرياضي‬

‫جمعية سال لكرة السلة يتوج بطال إلفريقيا‬

‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬

‫‪19‬‬

‫الجامعة‬ ‫أخبار‬ ‫من الجامعة‬ ‫أخبار من‬ ‫قرارات لجنة األخالقيات‬

‫في اجتماع للجنة األخالقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬أصدرت اللجنة‬ ‫قرارات تهم‪ ،‬توقيف محمود بنحليب‪ ،‬العب نادي الرجاء الرياضي لمباراتين نافذتين مع غرامة‬ ‫مالية قدرها ‪ 20‬ألف درهما‪ ،‬لتوجيهه عبارات السب في حق أنصار فريق الوداد الرياضي من‬ ‫خالل شريط الفيديو الذي تداولته وسائل التواصل االجتماعي‪ .‬وتوجيه توبيخ إلى حكيم دومو‬ ‫رئيس عصبة الغرب لكرة القدم مع غرامة مالية قدرها ‪ 40‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال العنف وتبادل‬ ‫السب والقدف بينه وبين حسن الفزواطي بصفته نائبا لرئيس عصبة الغرب سابقا أثناء انعقاد‬ ‫الجمع العادي للمكتب المديري لعصبة الغرب بتاريخ فاتح شتنبر ‪ .2016‬كما تم توجيه توبيخ‬ ‫إلى حسن الفزواطي مع غرامة مالية قدرها ‪ 40‬ألف درهما‪ ،‬الستعمال العنف وتبادل السب‬ ‫والقدف بينه وبين حكيم دومو أثناء انعقاد الجمع العادي ذاته‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬ ‫أحرز جمعية سال لكرة السلة لقب كاس إفريقيا بعد طول انتظار دام لمدة عشرين سنة‪ .‬وهو اللقب األول في تاريخ الفريق‬ ‫السالوي بعد أربع مشاركات‪ ،‬وتحقق هذه المرة على حساب رادس التونسي في مباراة آلت لصالح الفريق السالوي بحصة ‪77‬‬ ‫مقابل ‪ .69‬وكان المغرب الفاسي توج باللقب ذاته سنة ‪.1998‬‬

‫شروط المشاركة في البطولة الجهوية لفئتي‬ ‫البراعم و الكتاكيت للتنقيب عن المواهب‬ ‫تنهي عصبة الشمال لكرة القدم انه في إطار برنامـج‬ ‫اللجنة التقنية الجهوية من اجل تطوير الممارسة والتنقيب عن‬ ‫المواهب سيتم تنظيم النسخة الرابعة للبطولة‪ ‬الجهوية لفئتي‬ ‫البراعم والكتاكيت‪.‬‬ ‫وتهيب اللجنة بكافة مسؤولي المدارس و الجمعيات‬ ‫الرياضية المشاركة باحترام اإلجراءات التنظيمية التالية‪:‬‬ ‫ البطولة جهوية تجرى ذهابا وإيابا وفق نظام كرة القدم‬‫(‪.)9‬‬ ‫ رخصة الملعب إجبارية مع ضرورة تحديد توقيت‬‫المباريات يوم الثالثاء من كل أسبوع‪.‬‬ ‫ المؤطرين‪ : ‬يجب توفرهم على دبلوم درجة (دال ‪) D‬‬‫على األقل‬ ‫ المرافقين‪ :‬المسموح بتسجيلهم بورقة التحكيم‬‫وبتواجدهم بالملعب‪:‬‬ ‫مدرب ‪ +‬ممرض ‪ +‬إداري‬ ‫ الفريق المضيف يتحمل مسؤولية الملعب والتنظيم‬‫وأداء واجب التحكيم‬ ‫‪ -‬ضرورة تأهيل ‪ 12‬العبا على األقل في كل فئة‬

‫ عدد الالعبين المسموح بتسجيلهم ومشاركته في‬‫المباراة‪ :‬‬ ‫ الحد األدنى ‪ 9‬العبين‪ ، ‬والحد األقصى ‪ 14‬العب مع‬‫ضرورة تسجيل ‪ 6‬العبين مواليد ‪ 2006‬في ورقة التحكيم‬ ‫ اعتماد رخصة الالعب والمرافق كوثيقة وحيدة للتسجيل‬‫بورقة التحكيم‬ ‫ اعتماد القوانين العامة للجامعة بخصوص المصادقة‬‫على النتائج و حاالت التأديب‬ ‫ كل مدرب قام بتصرفات الرياضية سواء مع الحكم أو مع‬‫اي متداخل في البطولة سيحرم من اجتياز الدورات التكوينية‬ ‫المقبلة‬ ‫ كل فريق يتصرف بشكل سيئ خالل المباريات من‬‫خالل مسؤوليه (احتجاجات الرياضية حول قرارات الحكام ‪،‬‬ ‫دخول ألرضية الملعب دون ادن من الحكم أوتصرف ال اخالقي‬ ‫مع الفريق المنافس أو أي متداخل في اللعبة) تتخذ في حقه‬ ‫عقوبات انظباطية منها اقصاؤه من إتمام البطولة‪.‬‬ ‫ كل العب قام ولي امره بتصرف سيئ خالل المباريات‬‫(احتجاجات الرياضية حول قرارات الحكام او دخول ألرضية‬ ‫الملعب او أي اخالل بالروح الرياضية واألهداف النبيلة لهذه‬ ‫البطولة) سيتم توقيفه‪.‬‬

‫ريال مدريد وسان جيرمان من أقوى مواجهات‬ ‫دور الـ‪ 16‬من دوري أبطال أوروبا‬

‫أسفـــرت قرعــة دور ثمن نهائي‬ ‫مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم‬ ‫التي سحبت أخيرا في نيون السويسرية‪،‬‬ ‫عن مواجهتين من العيار الثقيل تجمعان‬ ‫عمالقي اسبانيا‪ ،‬ريال مدريد حامل اللقب‬ ‫وبرشلونة بباريس سان جرمان الفرنسي‬ ‫وتشلسي اإلنكليزي على التوالي‪ .‬ولم‬ ‫يكن هناك مفر من حصول مواجهات‬ ‫نارية في الدور الثاني‪ ،‬سيما بعدما أنهت‬ ‫اندية مثل ريال مدريد‪ ،‬الفائز باللقب في‬ ‫الموسمين األخيرين‪ ،‬وتشلسي وبايرن‬ ‫ميونيخ األلماني ويوفنتوس اإليطالي‬ ‫وصيف ‪ ،2017‬دور المجموعات في المركز الثاني‪.‬‬ ‫وأسعف الحظ إلى حد ما مانشستر سيتي ومانشستر‬ ‫يونايتد وليفربول اإلنكليزييين‪ ،‬إذ أن التأهل إلى ربع النهائي‬ ‫في متناولها تماما‪ .‬ووقع سيتي الذي يتربع على صدارة الدوري‬ ‫الممتاز‪ ،‬بمواجهة بازل السويسري الذي يعود مجددا إلى‬ ‫مانشستر بعد أن كان في الدور األول في المجموعة ذاتها‬ ‫مع يونايتد‪ .‬وستكون المباراة األولى على اإلطالق بين سيتي‬ ‫وبازل في سويسرا‪ ،‬ويبدو فريق المدرب اإلسباني جوسيب‬ ‫غوارديوال مرشحا فوق العادة لتخطي منافسه في ظل األداء‬ ‫المميز الذي يقدمه هذا الموسم إن كان محليا أو قاريا حيث‬ ‫أنهى دور المجموعات في صدارة مجموعته السابعة بفارق‬ ‫‪ 3‬نقاط عن شاختار دانييتسك األوكراني‪ .‬أما بالنسبة لجاره‬ ‫يونايتد الذي شارك في المسابقة القارية األم بعد تتويجه‬ ‫بطال للدوري األوروبي «يوروبا ليغ» للمرة األولى في تاريخه‪،‬‬ ‫فسيتواجه مع اشبيلية اإلسباني الذي خلفه «الشياطين الحمر»‬ ‫في رفع كأس «يوروبا ليغ»‪ ،‬وذلك للمرة األولى على اإلطالق‪.‬‬ ‫ومن ناحيته‪ ،‬يلتقي ليفربول مع بورتو البرتغالي للمرة‬ ‫الرابعة‪ ،‬ويملك الفريق اإلنكليزي األفضلية كونه فاز في‬ ‫مباراتين وتعادل في األخريين‪ ،‬فيما يلعب ممثل انكلترا األخر‬ ‫توتنهام الذي تصدر مجموعته أمام ريال مدريد‪ ،‬مع يوفنتوس‬ ‫االيطالي للمرة األولى‪.‬‬ ‫ومن المؤكد أن المهمة األصعب بالنسبة لممثلي انكلترا‬

‫الخمسة‪ ،‬ستكون لتشلسي بطل الدوري‬ ‫الممتاز الذي يواجه برشلونة في اختبار‬ ‫صعب لرجال المدرب اإليطالي انتونيو‬ ‫كونتي‪ .‬ويعود الفريقان بالذاكرة إلى‬ ‫نصف نهائي نسخة ‪ ،2011-2012‬حين‬ ‫فاز تشلسي في ذهاب نصف النهائي على‬ ‫أرضه ‪ - 1‬صفر بقيادة مدرب ايطالي آخر‬ ‫هو روبرتو دي ماتيو الذي قاده إلى النهائي‬ ‫بعد التعادل إيابا في كامب نو ‪ ،2-2‬ثم الى‬ ‫الفوز باللقب على حساب بايرن ميونيخ‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمواجهة التي يمكن اعتبارها‬ ‫األقوى‪ ،‬فستكون بين ريال مدريد وباريس سان جرمان الذي‬ ‫يضم في صفوفه حاليا نجم برشلونة السابق البرازيلي نيمار‪.‬‬ ‫وسيكون بايرن ميونيخ أمام النادي البافاري خالل موسم‬ ‫‪ 1997-1998‬وفاز عليه ذهابا وايابا في دور المجموعات‬ ‫بنتيجة واحدة ‪2-‬صفر‪.‬‬ ‫وسيكون باب التأهل مفتوحا على مصراعيه بين شاختار‬ ‫دانيتسك وروما االيطالي الذي انتهى مشواره في الدور ثمن‬ ‫النهائي لنسخة ‪ 2010-2011‬على يد الفريق األوكراني‬ ‫بالخسارة أمامه ‪ 2-3‬ذهابا وصفر‪ -3‬ايابا‪ .‬وتقام مباريات‬ ‫الذهاب في ‪ 13‬و‪ 14‬و‪ 20‬و‪ 21‬فبراير المقبل‪ ،‬ومباريات اإلياب‬ ‫في ‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 13‬و‪ 14‬مارس المقبل‪.‬‬ ‫برنامج المواجهات‪:‬‬ ‫يوفنتوس اإليطالي ‪ /‬توتنهام اإلنجليزي‬ ‫بازل السويسري ‪ /‬مانشستر سيتي اإلنجليزي‬ ‫بورتو البرتغالي ‪ /‬ليفربول اإلنجليزي‬ ‫أشبيلية اإلسباني ‪ /‬مانشستر يونايتد اإلنجليزي‬ ‫ريال مدريد اإلسباني ‪ /‬باريس سان جيرمان الفرنسي‬ ‫شاختار دونيتسك األوكراني ‪ /‬روما اإليطالي‬ ‫تشيلسي اإلنجليزي ‪ /‬برشلونة اإلسباني‬ ‫بايرن ميونخ األلماني ‪ /‬بشكتاش التركي‬

‫اللجنة المركزية للتأديب تضرب بقوة‬

‫اصدرت اللجنة المركزية للتأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة في اجتماع عقدته‬ ‫الثالثاء الماضي بخصوص لبطولة اتصاالت المغرب القسم الوطني األول‪ ،‬توقيف جمال برارو‪،‬‬ ‫العب فريق الكوكب المراكشي لـ‪ 3‬مباريات مع غرامة مالية قدرها ‪ 5000‬درهما‪ ،‬لطرده في‬ ‫المباراة التي جمعت فريقه بالدفاع الحسني الجديدي لحساب الجولة ‪ 12‬من البطولة اتصاالت‬ ‫المغرب القسم الوطني األول‪ .‬وتغريم المغرب التطواني مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه‬ ‫على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق الراسينغ الرياضي‪ ،‬لحساب الجولة ‪ 10‬من‬ ‫البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬ ‫وتغريم الراسينغ الرياضي مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي‬ ‫جمعته بفريق المغرب التطواني‪ ،‬لحساب فعاليات الجولة ‪ 10‬من البطولة االحترافية القسم‬ ‫األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬وتغريم الدفاع الحسني‬ ‫الجديدي مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بفريق‬ ‫الرجاء الرياضي‪ ،‬لحساب الجولة ‪ 11‬من البطولة االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء‬ ‫على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪ .‬وتغريم أولمبيك أسفي مبلغ ‪ 2000‬درهما‪ ،‬لحصول فريقه‬ ‫على ‪ 4‬إنذارات خالل المباراة التي جمعته بالفتح الرياضي‪ ،‬لحساب الجولة ‪ 12‬من البطولة‬ ‫االحترافية القسم األول اتصاالت المغرب‪ ،‬بناء على المادة ‪ 89‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫لجنة االستئناف تنظر في ملف الواكيلي ونعيم‬

‫وفي اجتماع للجنة لجنة االستئناف التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم‪ ،‬قررت‬ ‫األخيرة‪ ،‬توقيف ياسين الواكيلي العب سريع واد زم‪ ،‬لمدة ‪ 12‬شهرا‪ 4 ،‬أشهر منها موقوفة‬ ‫التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 10‬آالف درهما‪ .‬وتوقيف زهير نعيم العب فريق المغرب التطواني‬ ‫لمدة ‪ 3‬مباريات واحدة منها موقوفة التنفيذ مع غرامة مالية قدرها ‪ 5000‬درهما‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫اإلدارة التقنية الوطنية تجتمع مع اللجنة التقنية للكاف‬

‫عقدت اللجنة التقنية التابعة لإلتحاد اإلفريقي لكرة القدم‪ ،‬والتي يترأسها السيد كالوشا‬ ‫بواليا‪ ،‬اجتماعا مع اإلدارة التقنية الوطنية من أجل دراسة الجوانب التنظيمية الخاصة بنظام‬ ‫دبلوم التدريب‪ .‬وخالل هذا االجتماع الذي عقد بمدينة الرباط تم االتفاق على ما يل‬ ‫‪ - 1‬الهيكلة الجديدة الخاصة بتكوين األطر‪C CAF - B CAF - A CAF et Pro CAF‬‬ ‫‪ - 2‬شروط التسجيل‪ ‬‬ ‫‪ - 3‬المحتويات مع عدد ساعات الدراسة‬ ‫‪ - 4‬شروط التقييم‬ ‫‪ - 5‬شروط المكونين‬ ‫‪ - 6‬اتفاقية كاف بشأن التدريب األطر‪ ‬‬ ‫وتقرر خالل هذا اإلجتماع أيضا‪ ،‬أن يتم رفع جميع البيانات الخاصة بالمدربين‪ ،‬إلى المكتب‬ ‫التنفيذي للكونفدرالية اإلفريقية لكرة القدم‪ ،‬مع إطالق شهر يناير ‪ 2018‬دبلوم جديد ‪Pro‬‬ ‫‪ CAF‬الذي سيكون األول في إفريقيا وسيتم إطالقه من المغرب‪.‬‬ ‫ومن أجل رفع مستوى كرة القدم بإفريقيا‪ ،‬ستتم دراسة دبلوم تخصص آخر ويتعلق‬ ‫األمر بـ‪( :‬المكون‪ ،‬المعد البدني‪ ،‬مدرب حراسة المرمى‪ ،‬كرة القدم داخل القاعة وكرة القدم‬ ‫الشاطئية)‪.‬‬

‫‪vvvvvv‬‬

‫منتخب الكرة الشاطيئة ينهزم مع إسبانيا ويفوز‬ ‫على لبنان‬

‫انهزم المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية بنتيجة ‪ 7‬أهداف لـ ‪ 6‬في اللقاء الذي جمعه‬ ‫بالمنتخب النيجري‪ .‬كما انهزم المنتخب الوطني‪ ،‬بنتيجة ‪ 8‬أهداف مقابل ‪ ،5‬في المباراة التي‬ ‫جمعته مساء يوم السبت ‪ 9‬دجنبر ‪ 2017‬بالمنتخب اإلسباني‪ .‬في حين فاز المنتخب بنتيجة‬ ‫هدفين دون مقابل‪ ،‬في المباراة التي جمعته مساء يوم االحد ‪ 10‬دجنبر ‪ 2017‬بالمنتخب‬ ‫اللبناني‪ .‬وسجل الهدف األول للمنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية في هذه المباراة التي‬ ‫أقيمت بمدينة الغوس‪ ،‬الالعب ياسر عبادة‪ ،‬بينما وقع الهدف الثاني الالعب نسيم الحداوي‪.‬‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أن هذه المباريات تدخل في إطار الدوري الدولي الذي تجرى أطواره بمدينة‬ ‫الغوس بنيجيريا‪.‬‬


‫الثالثاء ‪ 26‬دي�سمرب ‪� 2017‬إلى ‪ 01‬يناير ‪2018‬‬ ‫العدد ‪921‬‬ ‫األخيرة‬ ‫فرع طنجة لرابطة كاتبات المغرب‬ ‫كريمة ولد علي‬ ‫يحتفي بـ ‪:‬‬ ‫بنت الريف تتوج بجائزة إسبانية رفيعة‬ ‫« اآلخر في الرحلة المغربية»‬ ‫ألحسن جمعية‪ ‬للمتطوعين‬ ‫(تتمة ص‪)1‬‬

‫هذه الجائزة‪ ‬تعبر عن تقديــر الشعــب‬ ‫اإلسباني لروح التطوع التي تطبع عمل العديد‬ ‫من الجمعيات األهلية‪ ‬للمصلحة العامة‪ ،‬في‬ ‫هذا الزمن الذي تتحكم فيه الماديات والمصالح‬ ‫الشخصيةو«الميركانتيلية»‪،‬ووجودنساءورجال‬ ‫يعملون عكس هذا التيار الهدام ‪ ‬لألخالق وقيم‬ ‫التضامن‪ ،‬أمر يستحق من األمم والشعوب‬ ‫المتحضرة‪ ،‬الكثير من التقدير واالحترام‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلط��ار تندرج جهود األستاذة‬ ‫كريمة ولد علي‪ ،‬التي فازت جمعيتها بجائزة‬ ‫أحسن جمعية للمتطوعين‪ ،‬من بين خمسين‬ ‫جمعية وطنية إسبانية ودولية‪ ،‬ومنظمات غير‬ ‫حكومية‪ ،‬تبارت كلها من أجل الفوز بالجائزة‪.‬‬ ‫وتسلمت األس��ت��اذة كريمة ول��د علي‬ ‫الجائزة في حفـــل كبيــر بحضور مئـــات من‬ ‫الفاعلين الجمعويين والحقوقيين والسياسيين‬ ‫والمتتبعين والمعنييـــن بالعمل التطوعـــي‬ ‫اإلنساني ‪.‬‬ ‫ولم يكن ‪ ‬وصول األستاذة كريمة ولد على‪،‬‬ ‫بجمعيتها إلى المركز األول ‪ ‬لهذه الجائزة باألمر‬ ‫الهين‪ ،‬إذا علمنا أن مدينة مالقا‪ ‬تضم‪ ،‬لوحدها‪،‬‬ ‫فوق ألف ومائتي جمعية‪ ‬تنشط في مختلف‬ ‫مجاالت العمل المجتمعي التطوعي‪ ‬ومن بينها‬ ‫جمعيات تنتسب لمنظمات كبرى بميزانيات‪ ‬‬ ‫ضخمة كالصليــب األحمـــر‪ ‬واليونيسيـــف‬ ‫والمنظمات الخيرية التابعة للكنيسة‪ ،‬وغيرها‪،‬‬ ‫خصوصا إذا علمنا أن هذه هي المرة الثالثة‬ ‫التي تحصل فيها الجمعية المغربية إلدماج‬ ‫المهاجرين على هذه الجائزة التي فازت بها‬ ‫في سنة ‪ 2011‬وسنة ‪ 2016 ‬تقديرا من‬ ‫المسؤولين اإلسبان للجهــود التي تبذلهـــا‬ ‫الجمعية المغربية إلدماج المهاجرين ‪ ‬وجدية‬ ‫وفعالية‪ ‬المخططات والبرامج التي تضعها لهذا‬ ‫الغرض‪ .‬‬ ‫وكانت الجمعية قد اشتغلت هذه السنة‬ ‫على مشروع موجه لألطفال المهاجرين غير‬ ‫المرافقين والشباب المغاربة الذين كانوا تحت‬ ‫وصاية حكومة األندلس‪ ،‬وهو المشروع المدعم‬ ‫من طرف الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية‬ ‫المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون‬ ‫الهجرة‪.‬‬ ‫وتعمل الجمعية من خالل هذا المشروع‬ ‫على تقديم مجموعة من الخدمات لهذه‬ ‫الفئة‪ ،‬كالمرافقة االجتماعية والتوجيه القانوني‬ ‫والتكوين في عدة مجاالت‪ ،‬وكذا المواكبة‬ ‫الصحية والنفسية والتوجيه في مجال الشغل‬ ‫والمواكبة ‪ ‬والمتابعة قبل مغادرة مراكز األطفال‬ ‫وبعدها‪ .‬‬ ‫ولتحقيق أه��داف��ه��ا ق��ام��ت الجمعية‬ ‫المغربية‪ -‬التي يوجد مقرها المركزي بمالقا‪-‬‬ ‫بالضغط على السلطات اإلسبانية ضمن خطة‬ ‫عمل منظمة ومحكمة مزجت بين العمل‬ ‫المؤسساتي والعمل اإلع�لام��ي وذل��ك من‬ ‫أجل التعريف بمشاكل األطفال المغاربة غير‬ ‫المرافقين والذين غالبا ما يطردون من مراكز‬ ‫اإليواء عندما يصلون سن ‪ 18‬ويتحولون إلى‬ ‫العيش بالشارع‪.‬‬ ‫وت��ح��رص الجمعية المغربية إلدم��اج‬ ‫المهاجرين على االستعانة بوسائل اإلعالم‬ ‫في إيصال رسائلها إلى‪ ‬المؤسسات الرسمية‬ ‫وإلى الرأي العام ‪ ‬بخصوص مشاريعها‪ ،‬األمر‬ ‫الذي دفع ب��اإلدارة العامة لسياسات الهجرة‬ ‫بحكومة األندلس إلى تكوين خلية من الخبراء‬ ‫من ضمنهم فريق الجمعية المغربية إلدماج‬ ‫المهاجرين من أجل دراس��ة وضعية هؤالء‬ ‫الشباب وتقديم مقترحات بهذا الخصوص‪ ‬إلى‬ ‫المنتدى األندلسي للهجرة وهي أعلى هيئة‬ ‫استشارية في الهجرة بحكومة األندلس يدخل‬ ‫من ضمن اختصاصها اقتراح مشاريع القوانين‪.‬‬ ‫وكنتيجة لهذا العمل المتواصل‪ ،‬قامت‬ ‫حكومةاألندلسبتعديلبرنامجهااإلستراتيجي‬ ‫في الهجرة من أجل ضم الشباب المهاجرين‬ ‫الذين كانوا تحت وصاية السلطات اإلسبانية‬ ‫كفئة ذات أولوية في برامج الدعم اإلجتماعي‪.‬‬ ‫كما أن بلدية مالقا‪ ‬قامت‪ ‬بخلق خلية محلية‬ ‫وشبكة من دور اإلي��واء المؤقتة لتسهر على‬ ‫استقبال الشباب البالغ سنهم ‪ 18‬سنة‪ ،‬المحتمل‬ ‫طردهم من مراكز اإليواء لألطفال‪.‬‬ ‫ومعلوم أن موضوع األطفال المغاربة‬ ‫المهاجرين ‪ ‬إلى إسبانيا والغير مرافقين‪ ‬عاد‬ ‫بقوة هذه السنة‪ ،‬حيث تقول إحصائيات وزارة‬ ‫الداخلية اإلسبانيـــة‪ ‬إنه إلى حدود نهايـــة‬ ‫شتمبر الماضي‪ ،‬تم تسجيل وج��ود‪1468 ‬‬ ‫طفل مغربي ‪ ‬غير مرافق باألندلس من بين‬ ‫‪ 2076‬طفل‪ ،‬وهو ما يعني أن األطفال المغاربة‬

‫يمثلون ‪ 71‬بالمائة من مجموع األطفال غير‬ ‫المرافقين‪،‬‬

‫دكتوراه حول الوضعية القانونية‬ ‫‪ ‬للعائلة المغربية ‪ ‬بإسبانيا‬

‫ومعلوم أن األستاذة ‪ ‬الباحثة كريمة ولد‬ ‫علي ‪ ‬سبق وأن ناقشت بجامعة جيان اإلسبانية‬ ‫أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪،‬‬ ‫حول موضوع «تحليل قانوني للوضعية العائلية‬ ‫للمرأة المغربية بإسبانيا‪ :‬ال��زواج وانحالله‬ ‫وحضانة األطفال»‪ .‬‬ ‫وقد أشرف على هذه األطروحة أساتذة‬ ‫متخصصون في القانون الدولي الخاص من‬ ‫أهم الجامعات اإلسبانية والمغربية‪ ،‬الذين‬ ‫نوَّهوا بأهمية الموضوع وتميزه‪ .‬‬ ‫وقد تطرقت الباحثة في أطروحتها إلى‬ ‫مجموعة من المواضيع ‪ ‬التي تهم المشاكل‬ ‫العائلية للمرأة المغربية القاطنة في إسبانيا‬ ‫مثل الزواج المختلط‪ ،‬وانحالل ميثاق الزوجية‪،‬‬ ‫وحضانة األطفال‪ ،‬وتطبيق القانون األجنبي‪،‬‬ ‫وتنازع القوانين‪ ،‬إلخ… كما تطرقت إلى التساؤل‬ ‫حول الدور الذي يلعبه القانون الدولي الخاص‬ ‫اإلسباني ومدى محافظته على تطبيق القانون‬ ‫األجنبي (المغربي) داخل التراب اإلسباني عندما‬ ‫يتعلق األمر بأطراف مغربية‪ .‬‬ ‫أهية الموضوع ال تكمن فقط في تقديم‬ ‫مدونة األس��رة المغربية بإسبانيا وتحليلها‬ ‫باللغة اإلسبانية‪ ،‬وإنما أيضاً في تحليل القانون‬ ‫اإلسباني عندما يدخل في تنازع مع القانون‬ ‫المغربي خاصة المبادئ المتعلقة بالقانون‬ ‫المدني اإلسباني والقانــون الدولي الخاص‪.‬‬ ‫في هذا المجال قدمت رسالة الدكتوراه حلو ًال‬ ‫للعديد من المشاكل القانونية‪ ،‬وكذا ‪ ‬نظريات‬ ‫مهمة وجديدة يمكن تطبيقها وإدخالها في‬ ‫السياق القانوني بين البلدين‪ .‬‬ ‫و قد جاءت هذه األطروحة ‪ ‬نتيجة سنوات‬ ‫عديدة من البحث حيث قامت الباحثة المغربية‬ ‫بنشر عدد من المقاالت في المجالت القانونية‬ ‫المتخصصة متطرقة للقانون المغربي وتطبيقه‬ ‫في إسبانيا‪ .‬كما نشرت ترجمة مدونة األسرة‬ ‫إلى اللغة اإلسبانية‪ ،‬حيث شارك في العمل ثلة‬ ‫من األساتذة الجامعيين المغاربة واإلسبان‬ ‫المنتمين لشعبة القانون وشعبة األدب اإلسباني‬ ‫والترجمة‪ ،‬وتعتبر حالياً هي الترجمة الصحيحة‬ ‫المأخوذ بها من طرف المختصين ومراكز‬ ‫البحث باللغة اإلسبانية‪ .‬كما تقوم الباحثة بإلقاء‬ ‫عدد من الدروس والمحاضرات من أجل عرض‬ ‫وشرح قانون األسرة المغربية في الجامعات‬ ‫اإلسبانية ولألطر اإلسبانية التي تعمل في مجال‬ ‫الهجرة كالمحامين والمساعدين االجتماعيين‬ ‫بالبلديات‪ .‬هذه المحاضرات تنظم في عدد من‬ ‫المدن اإلسبانية من طرف الجمعية المغربية‬ ‫إلدماج المهاجرين التي ترأسها الباحثة‪ .‬‬

‫سيدات ريفيات رائدات‪ ‬‬

‫أخبار «ابنة الريف» والنجاحات المتواصلة‬ ‫التي تحققها‪ ،‬في خدمة أبناء وطنها وفي مختلف‬ ‫المجاالت المتصلة بالمرأة المغربية‪ ،‬حقوقها‬ ‫وواجباتهـــا‪ ‬ومساهماتها في بنـــاء الوطن‪ ،‬‬ ‫وتطلعاتها‪ ‬المحقةلمستقبلالمساواةوالكرامة‪ ،‬‬ ‫تذكرنا ‪ ‬بالرائدات األمازيغيات المجيدات الالئي‬ ‫طبعن الحياة السياسية والفكرية والمجتمعية‬ ‫بالمغرب‪ ،‬عبر العصور‪ ،‬من كنــزة األوربيــــة‪ ‬‬ ‫زوجة المولى إدريس األول‪ ،‬وزينب النفزاوية‬ ‫واسمها باألمازيغية «زاينة تانفزاوت»‪ ،‬وفاطمة‬ ‫الفهرية‪ ،‬والسيدة الحرة‪ ،‬في العصر الوسيط‪ ،‬‬

‫وقبلهن ملكات أمازيغيات‪ ‬بسطن نفوذهن‬ ‫على ممالك شمال إفريقيا وطبعن التاريخ‬ ‫بجمالهن وأناقتهن ‪ ‬وواسع ثقافتهن‪ ،‬وبالئهن‬ ‫في الدفاع عن شعوبهن ‪ ‬وتحصين أراضي‬ ‫مملكاتهن‪ .‬إلى رائدات معاصرات قدمن الكثير‬ ‫من البذل والعطاء للمغرب الحديث ومن أبرزهن‬ ‫أول صحافية مغربية‪ ‬الراحلة ارحيمو‪ ‬المدني‪،‬‬ ‫التي نشرت أولى مقاالتها بجريدة الريف سنة‬ ‫‪ ،1936‬فكانت بحق أول مغربية ولجت عالم‬ ‫الصحافة ‪ .‬وارحيمو المدني هي لمعرفتكم‪،‬‬ ‫ابنة ‪ ‬المجاهد ميمون المدني‪ ‬رفيق الجهاد‬ ‫ألمير الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي‪،‬‬ ‫التي سجل أهالي الشاون وتطوان وطنجة‬ ‫مسارها وحياتها ‪ ‬ونشاطها التربوي‪ ،‬بالكثير‬ ‫من اإلعجاب والتقدير ‪ .‬ونذكر بالمناسبة أيضا‬ ‫السيدة أمينة اللوه العالمة الريفية وهي كريمة‬ ‫المجاهد ‪ ‬عبد الكريم اللوه‪ ،‬أحد كبار رفاق‬ ‫األمير عبد الكريم الخطابي‪ ،‬وأمها السيدة رقية‬ ‫الخطابي‪ ،‬إحدى بنات أعمام األمير الخطابي‪.‬‬ ‫أما عمها المرحوم ‪ ‬العربي اللوه‪ ،‬فقد كان‬ ‫من أكبر وأبرز علماء الريف والمغرب بشكل‬ ‫ع��ام‪ ,‬وه��ي أول ام��رأة تنال شهادة اإلج��ازة‪،‬‬ ‫حيث حصلت عليها سنة ‪ 1957‬بكلية اآلداب‬ ‫بجامعة مدريد‪ .‬وقد كانت أستاذة باحثة بالمركز‬ ‫الجامعي للبحث العلمي بمدينة الرباط‪ .‬كما لها‬ ‫مشاركات إذاعية تدعو إلى تحقيق المساواة بين‬ ‫الرجل والمرأة في الحقوق والعلم والثقافة‪ .‬ولها‬ ‫مجموعة من المؤلفات أشهرها «األميرة خناثة‬ ‫بنت الشيخ بكار» (زوجة موالي إسماعيل)‪ .‬ونالت‬ ‫أمينة اللوه عن هذا التأليف جائزة المغرب عام‬ ‫‪ ،1954‬ولها كتابان آخران‪ ،‬األول عن الطفولة‬ ‫المغربية‪ ،‬واآلخر عن األخوين محمد ‪ ‬ومَحمد‬ ‫عبد الكريم الخطابي‪ ,‬كما أنها اشتهرت بترجمة‬ ‫روائع الشعر اإلسباني إلى العربية‪.‬‬ ‫ولو أن المجال ال يسمح باستحضار نساء‬ ‫الريف العالمات األديبات المناضالت‪ ،‬فإنه يلزم‬ ‫اإلشارةإلى‪ ‬عالمةريفيةشابةاقتحمت«حصن»‪ ‬‬ ‫محطة الفضاء األمريكية‪ ،‬العالمة أسماء بوجيبار‬ ‫المرتبط نسبها إلى المقاومة الريفية المجيدة‪،‬‬ ‫حيث إن جدها هو المجاهد أحمد بوجيبار من‬ ‫الجماعة الريفية األولى التي أطلقت وأطرت‬ ‫المقاومة المسلحة الريفية بقيادة األمير محمد‬ ‫عبد الكريم الخطابي وكان ‪ ‬مشرفا على تدبير‬ ‫ماليةالمقاومة‪.‬‬ ‫أسماء بوجيبار من مواليد ‪ ،1984‬نالت‬ ‫إجازة في علوم األرض من جامعة رين‪ /‬فرنسا‪،‬‬ ‫ثم شهادة الماستر من جامعة جزيرة الرينيون‬ ‫(حيث كان الخطابي منفيا) عن عالم البراكين‬ ‫حيث تشتهر الجزيرة بكثرتها‪ ،‬وتركز اهتمام‬ ‫بحوثها حول تشكل الكواكب وتفريقها‪ .‬أسماء‬ ‫بوجيبار تعتبر أول عالمة ‪ ‬مغربية تقتحم محطة‬ ‫الفضاءاألمريكية‪.‬‬ ‫ونختم بالتلميذة الريفية‪ ‬مريم بورحايل‬ ‫التي حصلت على معدل ‪ 21.03‬في امتحال‬ ‫الباكلوريا لسنة ‪ 2014 - 2013‬بفرنسا‪ ،‬وهو‬ ‫المعدل األعلى في تاريخ االتحاد ‪ ‬األوروبي‪.‬‬ ‫ولن يتسع المقـــام لذكـــر العديد من‬ ‫الرائدات من بنات الريف المتألقات ‪ ‬في شتى‬ ‫حقول العلم والمعرفة‪ ،‬فضال عن‪ ‬الالئي خلد‬ ‫التاريخ أسماءهن في معارك ‪ ‬الجهاد المقدس‬ ‫من أجل الوطن‪.‬‬

‫عزيز كنوني‬

‫بتعاون مع فكري ولد علي‬ ‫وموقع ناظور سيتي‬

‫‪ ‬نظم ف��رع طنجة لرابطة كاتبات المغرب‪،‬‬ ‫بتنسيق ودعم من مجلس مقاطعة المدينة‪ ،‬مساء‬ ‫الجمعة ‪ 15‬دجنبر ‪ ، 2017‬في قاعة فنون المدينة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫حفل توقيع كتاب «اآلخر في الرحلة المغربية» للباحثة‬ ‫نادية األزم��ي ؛ بمشاركة كل من الناقــد «محمد‬ ‫المسعودي» و األستاذ الباحث « محمد بكور»‪ ،‬وقدمت‬ ‫الحفل اإلذاعية المخضرمة زهور الغزاوي‪ .‬‬ ‫وقد جاء هذا الحفل تفعيال للمجال الثقافي في‬ ‫المدينة‪ ،‬وقد أشارت الدكتورة هدى المجاطي رئيسة‬ ‫فرع مدينة طنجة لكاتبات المغرب إلى ذلك في‬ ‫قولها‪« :‬هذا أول لقاء ثقافي افتتاحي للرابطة بدعم‬ ‫من مقاطعة طنجة المدينة؛ موضوعه «تقديم كتاب‬ ‫نادية األزمي» اآلخر في الرحلة المغربية» بمشاركة‬ ‫كل من الدكتور محمد المسعودي والباحث األستاذ‬ ‫محمد بكور»‪.‬‬ ‫وبعد الكلمة الترحيبية لرئيسة الرابطة والتي‬ ‫أثنت فيها على مجهودات العضوات في إنجاح أول لقاء‬ ‫للرابطة؛ وعلى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تحتفي‬ ‫باألقالم النسائية أخذ الكلمة الناقد محمد المسعودي‬ ‫مؤكداً بأن كتاب «اآلخر في الرحلة المغربية»؛ تميز‬ ‫بالجدية على مستوى الطرح‪ ،‬عبر المحاور التي ناقشت‬ ‫الباحثة من خاللها أوجه االختالف والتقارب بين‬ ‫الرحلتين ؛ فالرحلة السفارية كانت وجهتها فرنسا‬ ‫والرحلة الحجازية قصدت بيت اهلل الحرام؛ ما جعل‬ ‫مواجهة اآلخر تختلف؛ وهذا ما أعطى ثراء للكتاب عبر‪ ‬‬ ‫تلمس مكامن التشابه واالختالف بينهما‪.‬‬ ‫ثم انتقلت الكلمة للباحث أحمد بكور الذي أثنى‬

‫على جرأة الباحثة في اختيار الموضوع‪ ،‬ومما قاله‬ ‫عن الكتاب‪ :‬إنه «كتاب قيم يتميز بمنهجه الرصين؛‬ ‫حيث نرصد فيه سمات البحث العلمي بكل مكوناته‬ ‫وأدواته والجميل أيضا أنه موضوع متشعب ومركب؛‬ ‫إذ استطاعت الباحثة نادية األزمي أن تجري مقارنة‬ ‫بين رحلتين انطلقتا إلى فضاءين مختلفين»‪ .‬‬ ‫فيما كانت الكلمة الختامية للحضور الذي ناقش‬ ‫أهمية البحث األكاديمي في االهتمام بمجال تميز فيه‬ ‫المغاربة على مستوى اإلنتاج‪ ،‬ومازال ينتظر أياد بيضاء‬ ‫إلزاحة الستار عن مجموعة كبيرة من الرحالت التي ما‬ ‫تزال طيّ المخطوطات‪ ،‬وذلك عبر الدراسة والتحقيق‪.‬‬ ‫كما شهدت اللقاء مداخالت لعدد من النقاد واألساتذة‬ ‫الجامعيين الذين ركزوا على أهمية مثل هذه اللقاءات‬ ‫التي تحتفي بأقالم نسائية مغربية‪.‬‬ ‫حقاً لقد كان اللقاء مناسبة لمناقشة مجموعة‬ ‫من القضايا المتعلقة بالبحث األكاديمي في كليات‬ ‫المغرب وانفتاح الباحثين على مجاالت متعددة؛ خاصة‬ ‫أدب الرحلة الذي تميز فيه المغاربة وأثبتوا قدرتهم‬ ‫من خالل مجموعـة من الرحـالت امتدت من ابن‬ ‫بطوطة‪ ،‬وأتحفت األدب العربي بمجموعة من الكتب‬ ‫النادرة‪.‬‬ ‫هنيئاً لرابطة كاتبات المغرب فرع مدينة طنجة‬ ‫التي أشرفت على الحفل‪ ،‬حيث تحمّل منظموه كثيراً‬ ‫من اإلكراهات التي تحيط عادة البدايات‪ ،‬ووعدوا بمد‬ ‫جسور التواصل مع مثقفي المدينة وضرب لهم موعدا‬ ‫جديدا يعد بالتميز‪.‬‬

‫نقابة صيادلة طنجة تنظم حملة‬ ‫إنسانية بمناسبة اليوم العالمي‬ ‫لداء السكري‬

‫تفعيال لقيم الصيدلية المواطنة‪ ،‬نظمت‬ ‫نقابة صيادلة طنجة بتعاون وشراكة مع المديرية‬ ‫الجهوية للصحة طنجة‪-‬تطوان‪-‬الحسيمة‪ ،‬ونادي‬ ‫أطباء الكلي الشباب بالمغرب‪،‬برنامجا شمل حملة‬ ‫جهوية توعوية وتحسيسية بداء السكري‪ ،‬مع إجراء‬ ‫تحاليل مجانية تحت شعار «المرأة وداء السكري» من‬ ‫‪ 14‬إلى ‪30‬نونبر ‪ ،2017‬وقد استفاد من هذه الحملة‬ ‫مئات المواطنين والمواطنات في مدن طنجة وأصيال‬ ‫وشفشاون والعرائش والقصر الكبير ووزان وتطوان‬ ‫والحسيمة‪.‬‬

‫وخلفت هذه الحملة ذكرا حسنا وأثرا طيبا لدى‬ ‫جميع المستفيدين والمستفيدات في مجموع مدن‬ ‫الجهة‪.‬‬ ‫والجدير باإلبراز أن نقابة صيادلة طنجة دأبت‬ ‫على تنظيم مثل هذه الحمالت على مدار السنة‪،‬‬ ‫معتمدة في كل ذلك على قيم المواطنة ومبدأ‬ ‫التعاون والشراكة الهادفين إلى إعطاء معنى حقيقي‬ ‫للتضامن‪.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.