يعتبر الوالدان أصحاب دور حاسم في استمرار شبكة العالقات القائمة بين المدرسة والمجتمع ،
ويعتمد ذلك على االتصال غير الرسمي مع الوالدين وذلك من خالل المكالمات الهاتفية ورصد المالحظات على سلوك الطفل ،ومناقشة الوالدان مع المدرسين حول مدى نمو وتقدم أطفالهم ،كما تمثل العالقات الشخصية مع
المدرسة دور هام في ربط المدرسة بالمجتمع وذلك عن طريق الزيارات المنزلية.
فعلى سبيل المثال لو أن طفال ً غاب عن المدرسة ،وقام شخص ما من المدرسة بزيارة منزلية للطفل فسوف يتضح خالل هذه الزيارة أن األسرة ربما تكون في حاجة إلى مساعدة المدرسة ،وأن المدرسة تستطيع تقديم هذه المساعدة ،وهكذا فإن الزيارات المتبادلة بين المدرسة وأولياء األمور تعتبر إحدى الطرق المفتاحية الهامة إلنهاء العزلة بينهما وزيادة وعي المدرسة بما يمكن عمله نحو وضع سياسات محددة للواجبات المنزلية وغيرها من المهام التي يكلف بها الطالب خارج حدود المدرسة. ويمكن للمدرسة أن تقوم بعمل العديد من برامج التنوير ألولياء األمور في شكل برامج غير رسمية عبر لقاءات مع الوالدين ورسم خطة للعمل يتم تنفيذها خالل العام الدراسي ،وبالطبع تتركز كل موضوعات هذه الخطة على التالميذ ويكون للوالدين جهود مكثفة في مثل هذه اللقاءات .
وهذه البرامج التطوعية ألولياء األمور يشترك من خاللها أولياء األمور والمعلمين في بعض المهام داخل المدرسة ،وكذلك مساعدة التالميذ في بعض األمور ،ودائما ً مايطلب المعلمون من أولياء األمور معرفة كيفية التعامل مع األطفال في المنزل وخاصة في أداء
الواجبات المنزلية ،وهناك العديد من المؤسسات الخاصة والمعاهد والجامعات واألندية وغيرها يمكن أن تشارك في الكثير من البرامج لمساعدة المدرسة في أداء أدوارها المختلفة في المجاالت المتعددة والتي من بينها التربية البدنية وتنمية المجتمع ،والتوجيه المهني ، والخدمات األسرية .
إن العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أهمها األسرة والبيت والمجتمع بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة على خير وجه للوصول للنتائج المرجوة وال يتحقق ذلك إال من خالل توثيق الصالت بين البيت والمدرسة ولعل من األسباب التي تستدعي إقامة مثل هذا التعاون الوثيق هم الطالب الذين أسست المدرسة من أجلهم فهم يمثلون أكبر مصلحة أو مسؤولية يعني بها أولياء األمور وسائر أعضاء المجتمع المحلي.
كذلك فإن التعليم قضية مجتمعية البد أن يشارك فيها جميع األطراف ( األسرة والمدرسة وجميع أفراد المجتمع مؤسساته المختلفة). وفي هذا اإلطار أصبح العبء علي المدرسة كمؤسسة اجتماعية أكبر لكي تتسم بالفاعلية وأن تكون ذات رؤية واضحة ومرنة تتطلب القيام بأدوار جديدة تنحي عن التقليدية المتمثلة في تعليم األبناء العلوم والمعارف فقط و بشكل منفرد.
ولتحقيق ذلك تضمنت برامج التطوير التربوي أبعادا جديدة كان من أهمها إعطاء دور أكبر ألولياء األمور للمساهمة في دعم العملية التعليمية من خالل المساندة والمتابعة المستمرة للتحصيل العلمي ألبنائهم وكذلك دعم دور المدرسة في المجتمع المحلي ،فالمدرسة ال تستطيع تطوير عملها وتحقيق أهدافها والمضي قدما في هذا الطريق دون عمل مخطط وجهد منظم ومشترك مع أولياء األمور
ومؤسسات المجتمع المحلي.
- 1تحسين األداء الدراسي لألبناء فالعديد من الدراسات والبحوث التربوية تؤكد علي وجود عالقة إيجابية بين مشاركة أولياء األمور ومستويات تحصيل الطلبة وسلوكياتهم واتجاهاتهم . - 2إن مشاركة أولياء األمور تعمل على زيادة دعم المجتمع للعملية التربوية التعليمية ،حيث يسعى أولياء األمور عن رضا وقناعة وتأييد تام إلى مساندة
خطط إصالح التعليم وتطويره وذلك من خالل تقديم الدعم المعنوي والمادي كلما أمكن ذلك
- 1يفهموا أهداف مشاركة أولياء األمور وأسبابها. - 2يتعلموا مهارات االتصال الفردي والجماعي الستخدامها مع أولياء األمور الموجودين في بيئات ثقافية متباينة ،ويكون هذا االتصال بشكل مستمر حول األمور
المتعلقة باألداء السلوكي والتعليمي للطالب ،ويستخدم المعلم مجموعة متنوعة من أساليب االتصال لتقديم التقارير لآلباء وأولياء األمور عن طريق إرسال المالحظات ،أو عن طريق البريد اإللكتروني،أو التليفون ،أو عقد لقاءات، عن طريق دفتر التواصل ،أو تحديد أيام معينة لمقابلة أولياء األمور. - 3يكتسبوا مهارات معينة في مجاالت كتابة النشرات الدراسية التي سيقرأها
أولياء األمور ،وفي تفسير األهداف والمناهج التربوية حتى يفهمها اآلباء ،وتحديد الطرق التي يساعد بها اآلباء أبناءهم ومدرسيهم ومدرستهم ،و تنظيم وتيسير اجتماعات اآلباء التي تشركهم وتخولهم بعض المسئوليات
- 4إطالع أولياء األمور عن مستوى أداء األبناء في الصف ،وعلى المعلم مناقشة
أولياء األمور عما يستطيعون تقديمه لرفع مستوى تحصيل أبنائهم مع تقديم اقتراحات سهلة و عملية يستطيع أولياء األمور تنفيذها
- 1أن تتسم برامج المدرسة بتقديم سلسلة من األنشطة الترحيبية والدعوة المستمرة لآلباء للمشاركة في األنشطة االجتماعية المختلفة التي يمكن االستفادة من خاللها من خبراتهم المتعددة ووظائفهم التي يمارسونها ،مثال المناسبات الدينية و الوطنية و االجتماعية المختلفة - 2التنمية المستمرة للعالقة بين المعلم وأولياء األمور من خالل اتباع نظام اتصال يعتمد على توجيه رسائل متعددة تبرز قدرة المعلم وخبرته في معالجة المشاكل الطالبية السلوكية .
- 3إبراز الخبرة التربوية الواضحة التي تساعد أولياء األمور على فهم الحقائق النفسية واالجتماعية ألبنائهم
- 4تتميز العالقة بين المدرسة وأولياء األمور بالفاعلية المستمرة عندما تركز على إظهار الجانب اإليجابي ألداء األبناء ،وال يتم استدعاء أوليا ء األمور فقط عندما تصادف الطالب مشكلة سلوكية معينة أو إبداء مالحظات على مستواه األكاديمي ،وهنا تظهر أهمية تخطيط المدرسة لتنمية العالقة وتفعيلها بحد ذاتها ولكافة األهداف .
- 5البد أن تتسم تقديرات المعلم لألداء األكاديمي و السلوكي لطلبته بالدقة المتناهية ،وأن تشتمل إيضاحاته لآلباء عن مقدار الجهد الذي يبذله الطالب وسلوكياته في الصف ومدى تحمله المسؤولية والقدرة على المشاركة في األنشطة
الصفية وغيرها لتتاح ألولياء األمور الفرصة للتعرف على إمكانيات المعلم والثقة في أدائه مما يخلق شعورا ً باالرتياح لدى اآلباء ،وبالتالي التوجه بإيجابية للتعاون مع المعلم حول تعليم أبنائهم - 6.إخطار أولياء األمور بمستوى أبنائهم أوال ً بأول والتعاون معهم لحل مشكالتهم - 7التواصل المستمر مع أولياء األمور وتنشيط العالقة معهم ودعوتهم
للمشاركة في المناشط والبرامج المختلفة واالحتفاالت. - 8تكريم الطالب المتفوقين في التحصيل العلمي والمتميزين في األنشطة المدرسية وذلك بحضور أولياء أمورهم . - 9االهتمام بعالج المتأخرين دراسيا ً بمشاركة أولياء األمور. - 10تكريم أولياء األمور المتواصلين والبارزين والمتعاونين مع المدارس في
المناسبات المختلفة .
- 11تفعيل دور مجالس اآلباء واألمهات لإلسهام في توثيق الصلة بين البيت والمدرسة حيث أن مجالس اآلباء واألمهات في الواقع تعتبر من أهم اآلليات المناسبة لربط البيت بالمدرسة . - 12تبنى المدارس ألسلوب اليوم المفتوح وأسبوع تنمية العالقة بين البيت والمدرسة وإشراك أولياء األمور في ذلك - 13.تكثيف الندوات والمحاضرات وحمالت التوعية ألولياء األمور لتوضيح أهمية التعاون مع المدارس وزيارتها وفوائدها ألبنائهم الطالب وتوضيح األضرار الناجمة عن عدم التعاون و التواصل مع المدارس التي تنعكس على أبنائهم .والشك أن األساليب السابقة ستحقق الهدف المنشود من إشراك أولياء األمور في العملية التربوية ،وهي تحسين المستوى ألتحصيلي لألبناء الذي تسعى إليه المدرسة والمجتمع بأكمله.
- 1متابعة أبنائه في المدرسة من خالل زيارته لها للتعرف على أدائهم دراسيا ً وسلوكيا ً. - 2المشاركة في عضوية مجلس المدرسة وحضور اجتماعاتها واجتماعات الجمعية العمومية ألولياء أمور الطالب والمعلمين. - 3متابعة مذكرة الواجبات المنزلية ،من خالل مالحظات المعلمين ،وتسجيل مالحظاته فيها. - 4إشعار المدرسة بأي مشكلة تواجه األبناء سواء أكان ذلك عن طريق الكتابة أم المشافهة والتعاون مع االختصاصي االجتماعي على التعامل معها بطريقة تربوية مالئمة.
- 5إعطاء المعلومات الالزمة عن األبناء الذين يحتاجون لرعاية خاصة والتعاون مع االختصاصي االجتماعي في انتهاج األساليب اإلرشادية والتربوية لمساعدتهم على التوافق السليم - 6.االستجابة لدعوة المدرسة وحضور المناسبات التي تدعو إليها ،كالندوات والمحاضرات والجمعيات والمجالس والمعارض والحفالت المسرحية والمهرجانات الرياضية المختلفة. - 7إبداء أولياء األمور مالحظاتهم حول تطوير األداء المدرسي ،واإلسهام في تحسين البيئة المدرسية بما يتوافق مع نظرتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
- 8التعاون مع المدرسة في توعية أولياء أمور الطالب اآلخرين بالدور الذي تقوم به المدرسة في تربية وتعليم أبنائهم.
- 9تنظيم وقت الطالب بحيث يكون هناك وقت كافي ومناسب للمذاكرة ووقت مناسب آخر للترفيه في األشياء المفيدة وفي هذا الجانب يعتبر قرب ولي األمر من أبنائه ومتابعته لهم ومنحهم الرعاية هي أقصر الطرق لسد ساعات الفراغ. إن قضية الشراكة بين أولياء األمور والمدرسة البد أن تكون قوية وتسير في
مسار واحد ،وليس مسارين متضادين