البحث عن قيادات تتبنى تطبيق الجودة الشاملة

Page 1

‫البحث عن قيادات تتبنى تطبيق اجلودة الشاملة‬

‫ميكن ملعايري بالدريدج للتميز يف األداء و نظرية جورج إدواردز دمينج للمعرفة العميقة أن توفر التوجيه‬ ‫ألولئك‬

‫الذين لديهم شغف للتعلم و القيادة‪.‬‬

‫هناك أوقات اقتصادية صعبة مقبلة علينا‪ .‬اضطر ثالثة من مصنعي السيارات الكربى االستغناء عن قيادة‬ ‫سياراتهم اخلاصة‪ ،‬ك ان على قادة أمتنا أن يفصلوا أنفسهم إىل حزبني‪ ،‬و األشخاص املتضررين من‬ ‫عمليات التسريح كان عليهم العودة إىل ديارهم ليعولوا عائالتهم خالل هذه األوقات العصيبة‪.‬‬ ‫باعتقادكم‪ ،‬ما الذي يعد أصعب مهمة ويتطلب املزيد من القيادة؟‬ ‫مجيعنا نتقبل هذا الدور كقادة لعائالتنا‪ ،‬و املساجد‪ ،‬وجملس احلي‪ ،‬أو رمبا إىل جملس إدارة املدرسة‬ ‫احمللية‪ .‬هذه األدوار هي أكثر أهمية بالنسبة لنا كأفراد من األدوار اليت يقوم بها جملس الشورى أو‬ ‫موظفي الشركات املصنعة للسيارات‪ .‬بل هو خيار علينا اختاذه شخصيا ‪ ،‬وهذا القرار يتطلب مسائلة‬ ‫ليس فقط ملدى التزامنا بالوقت‪ ،‬ولكن أيضا ملدى توافق معتقداتنا اخلاصة مع معتقدات املؤسسة اليت‬ ‫نعمل بها‪.‬‬ ‫صفات القادة‪:‬‬ ‫ما هي صفات القائد؟ وهناك جمموعة متنوعة من الكتب متوفرة يف األسواق و حتتوي على مئات‬ ‫الصفحات والنظريات حول القيادة‪ .‬و تتفاوت هذه القائمة تفاوتا كبريا تبعا لتفضيالتك الشخصية‬ ‫واخلربات السابقة‪ .‬بالنسبة للعديد‪ ،‬القيادة متأصلة يف كل واحد منا‪ ،‬كأفراد‪ ،‬علينا التعرف عليها و‬ ‫البحث عن اخلصائص األكثر جاذبية بالنسبة لنا‪.‬‬ ‫قد تكون بعض اخلصائص ذات األولوية العالية هي ‪:‬‬ ‫• الشغف‪ :‬يكون هذا واضح يف تصرفات القائد من خالل القرار ات اليت يتخذها والسبل اليت يستطيع من‬ ‫خالهلا تشجيع أتباعه‪.‬‬ ‫• الثبات على اهلدف‪ :‬أول نقطة من النقاط األربعة عشر لدى جورج ادوارد دمينج حول اإلدارة تدور حول‬ ‫األفراد وحماذاة معتقداتهم مع سلوكياتهم و أساليب تعاملهم‪.‬‬ ‫• جدير بالثقة‪ .‬الثقة هي دائما قضية حساسة والس بب هو السؤال التالي ‪ :‬هل علينا أن نثق بالشخص ثم‬ ‫ننتظر لنرى عكس ذلك‪ ،‬أم علينا أن جنعل الفرد يثبت أنه جدير بالثقة؟‬


‫• املسؤولية واألخالقية‪ :‬تفعل ما تقول أنك ذاهب للقيام به و تكون منوذج للسلوك األخالقي يف مجيع‬ ‫األوقات‪.‬‬ ‫• قدوة حيتذى بها‪ . :‬اثبت أنك جدير بالثقة ‪ ،‬يعتمد عليه‪ ،‬أهل للمسؤولية‪ ،‬شغوف بعملك ثم قم‬ ‫بتوضيح األهداف حبيث ميكن لآلخرين إتباعك‪ . .‬حتى حيني وقتهم للقيادة‪.‬‬ ‫القيادة تبدأ من القلب وتبحث عن تلك العناصر املشرتكة للنجاح اليت جتعل الفرد يتواصل مع‬ ‫اآلخرين ليتعلم ويعلم‪.‬‬ ‫هل قائد املنظمة خمتلف عن قائد األفراد؟ قد تكون اخلصائص نفسها ولكن األسرة هي على األرجح‬ ‫أكرب‪.‬‬ ‫كما سرتون‪ ،‬ميكننا أن نتعلم الكثري عن القيادة من خالل معايري بالدريدج للتميز يف األداء و من ادواردز‬ ‫دمينج دبليو‪.‬‬ ‫طور مالكوم بلدرج ‪ M. Baldrige‬نظاماً لضبط اجلودة يف التعليم‪ ،‬ومت إقراره كمعيار قوي معرتف به‬ ‫لضبط اجلودة والتميز يف األداء باملؤسسات التعليمية بالتعليم العام‪ ،‬وذلك حتى تتمكن املدارس من‬ ‫مواجهة املنافسة القاسية يف ضوء املوارد احملدودة للنظام التعليمي ومطالب املستفيدين منه‪.‬‬ ‫ويعتمد نظام بلدرج لضبط جودة التعليم على (‪ )11‬قيمة أساسية توفر إطاراً متكامالً للتطوير التعليمي‬ ‫وتتضمن (‪ )82‬معياراً ثانوياً جلودة التعليم وتندمج يف (‪ )7‬جمموعات هي (عبداجلواد‪ ،1991 ،‬ص‪:)82 - 82‬‬ ‫‪-1‬‬

‫القيادة (‪ 99‬نقطة)‪ :‬ومتثل اإلدارة العليا ونظام القيادة والتنظيم‪ ،‬ومسؤولية اجملتمع واملواطنة‪.‬‬

‫‪-8‬‬

‫املعلومات والتحليل (‪ 77‬نقطة) وتشمل‪ :‬إدارة املعلومات والبيانات واملقارنة بني املعلومات‪ ،‬وحتليل‬

‫واستخدام مستويات التحصيل املدرسي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫التخطيط اإلجرائي والتخطيط االسرتاتيجي (‪ 77‬نقطة) وتشمل‪ :‬التطوير االسرتاتيجي‪ ،‬وتنفيذ‬

‫االسرتاتيجيات‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫إدارة وتطوير القوى البشرية (‪ 719‬نقطة) وتشمل‪ :‬تقويم وختطيط القوى العاملة‪ ،‬ونظام تشغيل‬

‫اهليئة التدريسية‪ ،‬ونظام تطوير اهليئة التدريسية‪ ،‬والرضا املهين للهيئة التدريسية‪.‬‬


‫‪-7‬‬

‫اإلدارة الرتبوية (‪ 79‬نقطة) وتشمل‪ :‬تصميم النظام الرتبوي‪ ،‬واخلدمات التعليمية‪ ،‬ودعمها‪،‬‬

‫وتوصيلها‪ ،‬وتصم يم البحوث الرتبوية‪ ،‬وتطوير إدارة تسجيل وإلتحاق الطلبة‪ ،‬والنظر إىل اإلدارة الرتبوية‬ ‫كعمل اقتصادي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أداءاملدارس ونتائج الطلبة (‪ 839‬نقطة) وتشمل‪ :‬نتائج الطلبة‪ ،‬واملناخ املدرسي وحتسني املناخ‬

‫املدرسي والنتائج‪ ،‬واألحباث يف جمال أداء املدارس‪ ،‬والنظر إىل أداء املدارس كعمل اقتصادي‪.‬‬ ‫‪ - 7‬رضا الطلبة وممولي النظام الرتبوي (‪ 839‬نقطة) وتشمل‪ :‬حاجات الطلبة احلالية واملستقبلية‪،‬‬ ‫والعالقة بني ممولي النظام التعليمي واإلدارة الرتبوية‪ ،‬ورضاء الطلبة وممولي النظام التعليمي احلالي‬ ‫واملتوقع‪ ،‬ومقارنته مع باقي املدارس أو النظم الرت بوية األخرى‪.‬‬ ‫ويوضح الشكل رقم (‪ )1‬التفاعل بني جماالت معايري بلدرج لضبط جودة أداء النظام التعليمي‪.‬‬

‫تتغري املعايري كل سنة ‪ ،‬مع بقاء القيادة كأول معيار‪ .‬على الرغم من أن املعايري ليست إلزامية‪ ،‬هناك‬ ‫جمال لطرح االقرتاحات عندما يتم تفسري األسئلة من قبل مقدم الطلب‪.‬‬ ‫مت دمج القيادة يف املعايري الستة األخرى مجيعا ‪ ،‬وميثل أكثر من ‪ 18‬يف املائة من جمموع النقاط املتاحة‬ ‫يف التقييم‪ .‬تدور أسئلة املعايري حول قيمة أساسية من ”القيادة احلكيمة” ‪ ،‬والرتكيز على كيفية تطوير‬ ‫القيادات التنظيمية و إيصاهلم لرسالة ورؤية وقيم املؤسسة‪ .‬تقوم معظم املنظمات ذات األداء العالي بنشر‬ ‫نظام القيادة لديها يف مجيع أحناء املنظمة‪ .‬يشري نظام القيادة إىل الكيفية اليت توفرت بها القيادة بشكل‬ ‫رمسي أو غري رمسي يف مجيع أحناء املنظمة‪ ،‬وهو األساس لكيفية اختاذ القرارات وكيفية إجراء عمليات‬ ‫التواصل‪.‬‬ ‫على الرغم من أن نظام القيادة خيتلف من منظمة إىل أخرى‪ ،‬إال أن مزاياه الرئيسية هي ‪:‬‬ ‫• القيادة ومدير التطوير‪.‬‬ ‫• التخطيط لسلسلة القيادة‪.‬‬ ‫• التعزيز و قيم التواصل ‪ ،‬السلوك األخالقي‪ ،‬والتوجيه‪ ،‬وتوقعات األداء‪.‬‬


‫• هيكل الختاذ القرارات واالتصال يف اجتاهني‪.‬‬ ‫من خالل نشر نظام القيادة الفعالة‪ ،‬فإن املنظمة ذات املستويات العالية من األداء سوف تتوقع ‪:‬‬ ‫• والء القوى العاملة واجلهود القائمة على العمل اجلماعي لتحقيق األهداف املشرتكة‪.‬‬ ‫• شواهد على املبادرات اليت قد تتطلب مستوى عال من املخاطرة‪.‬‬ ‫• اخلضوع للهيكل التنظيمي لتحقيق األغراض املرجوة والفاعلية‪ .‬والذي يلغي تسلسل القيادة و اليت‬ ‫تتطلب وقتا طويال الختاذ القرارات‪.‬‬ ‫• آليات تركز على النتائج ليتمكن القادة من إجراء اختبارات الذاتي‪ ،‬وتلقي تغذية راجعة ‪ ،‬وحتسني‬ ‫قدراتهم القيادية‪.‬‬ ‫وميكن لنظام القيادة أن يأخذ القدرات اجلماعية واملعتقدات من كبار القادة و يسأهلم كيف يقومون‬ ‫بقيادة املنظمة بشكل منهجي خالل األوقات اجليدة واألوقات الصعبة‪ .‬الصعوبة هنا هي أنه ليس كل‬ ‫القادة يفكرون و يتصرفون و يتواصلون بنفس الطريقة‪ .‬غالبا ما يفتقر كبار القادة للتوجيه واألدوات‬ ‫الالزمة لقياس فعالية قيادتهم وكذلك هو احلال مع جملس اإلدارة‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬تطرح معايري بالدريدج األسئلة على كبار القادة حول كيفية إنشاء منظمة مستدامة‪ .‬قادة‬ ‫املنظمات املستدامة عادة ما يقدرون الرتكيز على بناء املستقبل وخفة احلركة يف النظم اليت يقودونها‪.‬‬ ‫القيادة على هذا املستوى تتطلب أن يكون القادة على استعداد لالستماع إىل العمالء وتقبل تغريات‬ ‫السوق‪ ،‬إىل جانب حتفيز وإدارة القوى العاملة بطرق تشجع على االبتكار واإلبداع ‪ ،‬والتحسينات املستمرة‬ ‫يف اإلنتاجية‪.‬‬ ‫الرتكيز على احتياجات العمالء‪:‬‬ ‫قادة اجلودة يدركون أنهم من مناصري العمالء داخل املنظمة ويركزون على ذلك من خالل توفري‬ ‫األساليب واإلجراءات اليت جيسدونها يف املؤسسة‪ .‬احتياجات العمالء هي أهم جانب من جوانب أي عمل‬ ‫جتاري‪ .‬من دون الرتكيز على احتياجات العمالء سيكون من الصعب مواصلة تقدم وجناح املنظمة يف‬ ‫املستقبل‪.‬‬ ‫احتياجات العمالء ديناميكية و قد تتغري يف أي وقت‪ ،‬األمر الذي يتطلب وضع أنظمة من اجل عمليات‬ ‫التواصل و قياس مستوى رضا العمالء باستمرار‪ .‬ي بدو هذا وكأنه عملية سهلة للحل‪ :‬كل ما علينا‬ ‫القيام به هو وضع نظام لشكاوى العمالء ومن ثم اإلجابة عن كل األسئلة اليت يطرحها العميل‪ .‬إذا مت‬


‫حل كل شكوى‪ ،‬حينها نكون قد حققنا احتياجات العمالء وبذلك يزدهر العمل‪ ،‬أليس كذلك؟ خطأ‪.‬‬ ‫شكاوى العمالء هي مؤشرات متأخرة توضح استياء العمالء يف معظم احلاالت‪.‬‬ ‫إن القائد املتميز باجلودة سيقوم بالتطوير من خالل تطبيق نظام استباقي يتضمن ‪:‬‬ ‫• قياس والء العمالء و إمكانية االحتفاظ بهم‪.‬‬ ‫• تطوير أساليب التواصل مع العمالء املهمني‪.‬‬ ‫• املواءمة بني احتياجات العمالء مع قدرات املنظمة‪.‬‬ ‫• تدريب موظفي دعم العمالء ليكون تركيزهم منصب على العميل و توفري مصادر لضمان التحسني‬ ‫املستمر‪.‬‬ ‫• املقارنة املعيارية داخل السوق و استخدام بيانات هذه املقارنة للتطوير‪.‬‬ ‫• االستماع والتشجيع على صوت العميل لتوفري البيانات من أجل حتقيق التطوير يف مجيع أحناء‬ ‫املنظمة‪.‬‬ ‫منوذج دمينج للقيادة‪:‬‬ ‫سيبذل قادة اجلودة جمهودهم لفهم احليثيات األساسية لنظام دبليو إدواردز دمينج حول املعرفة العميقة ‪:‬‬ ‫• التقدير للنظام‪.‬‬ ‫• املعرفة حول التغيريات‪.‬‬ ‫• نظرية املعرفة‪.‬‬ ‫• علم النفس‪.‬‬ ‫وقد عرف د ‪ /‬دمينج النظام بأنه ( ترابط معقد ملكونات مرتابطة وظيفيا واليت تعمل معا حملاولة إجناز‬ ‫هدف النظام‪ .‬بدون هدف ال يوجد نظام و بسبب هذا الرتابط بني األجزاء‪ ،‬جيب علينا أن نفهم ضرورة‬ ‫التواصل والتعاون داخل النظام‪ .‬قادة اجلودة هم املوصالت‪ ،‬هم األفراد الذين ينقلون احتياجات كل جزء‬ ‫من هذه األجزاء املرتابطة‪ .‬للعمل مع بقية أجزاء النظام‪ .‬عندما يتم جلب أجزاء النظام معا بطريقة‬ ‫منهجية‪ ،‬يتم دعمها بالبيانات كما أنها قابلة للتكرار مع مرور الوقت‪ .‬وأغلب الناس املتفقون فى الرأي‬ ‫معه يرون أن النظام هو املوردون والزبائن واملنظمة والذين جيب عليهم العمل سويا للوصول اىل اهلدف‬ ‫املنشود من النظام وا لشكل التالي يعطى تصور للنظام‪ .‬وبناءا على هذا التصور فإننا نستطيع أن نعطى‬ ‫بعض األمثلة لنماذج توضيحية للنظام ‪.‬‬ ‫ولنتحدث مثال عن صناعة شركة طريان واليت من احملتمل أنها متثل نظام حيث مكونات هذا النظام‬


‫هي‪- :‬‬ ‫لو الحظنا كل هذه املكونات جند أنها حقا مرتابطة معا وتؤدى هدف واحد هلا وهو خدمة مسافر ومن‬ ‫املمكن جدا أن يكون هذا نظام لصناعة شركة طريان واحدة‪ .‬ولكن جيب علينا أن نالحظ أنه ليس نظاما‬ ‫لكامل صناعة شركات الطريان‪.‬‬ ‫ كل منظمة هي يف حد ذاتها نظام ومن املمكن أن تكون جزء من نظام أوسع ونالحظ هنا أن املنظمة‬‫اليت تستقبل مدخ الت من مورديها وتقوم بتحويلها إىل خمرجات من خالل عملياتها هي نظام وهذه‬ ‫احلقيقة ميكن تطبيقها على التصنيع أو اخلدمات أو التعليم أو اهليئات احلكومية‪.‬‬ ‫ولكل نظام عملياته وتعريف العملية ببساطة هي ( عمل بسيط واليت ميكن أن تكون جزء واحد من وظيفة‬ ‫لشخص ما داخل النظام )‬

‫ترمجة‪ :‬إقبال الشهيل‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.