التعلم بواسطة المشاريع ال يعد إدخال المشاريع في المنهاج الدراسي فكرة جديدة أو مبتكرة في التعليم .ورغم ذلك ،فقد تطور استخدام المشاريع خالل العقد الماضي لتصبح إستراتيجية تدريس محددة وواضحة .وقد حظي التعليم القائم على المشاريع العملية بدور أكثر أهمية في الصف الدراسي وفق ما قام الباحثون بتسجيله من فهم المعلمين على المدى الطويل .يصبح الطالب أكثر تعمقًا في التعليم عندما تتاح لهم الفرصة لمواجهة مشكالت معقدة ومثيرة للتحدي وأحيانا أكثرها تعقيدا والتي تشبه الحياة اليومية بشكل كبير . ويتجاوز التعليم القائم على المشاريع العملية فكرة إثارة اهتمام الطالب فقط .وتشجع المشاريع جيدة التصميم عملية االستقصاء الفعالة واالرتقاء بمستوى التفكير( .توماس )٨٩٩١تؤكد األبحاث التي تعني بدراسة الدماغ على أهمية هذه األنشطة التعليمية .تتعزز قدرات الطالب على اكتساب المزيد من الفهم عند "االرتبا بننشطة حل المشكالت ذات المززى وعند مساعدة الطالب في فهم سبب ووقت وكيفية ارتبا هذه المهارات والحقائق" (برانسفورد وبراون وكوكنج ،٠٢٢٢صفحة .(٠٢ يعتبر التعلم بواسطة المشاريع مقاربة وتصميما بيداغوجيا في آن واحد .يعتمد هذا األسلوب من التعلم على تشجيع الطلبة على التقصي ،و االستكشاف ،والمساءلة ،والبحث عن حلول لقضايا شائكة ،ويشجع المتعلمين على إظهار كفاءات ذهنية تسمح بتوسيع دائرة معارفهم من المجرد إلى التطبيق ،كما يشجع روح التعاون بين المتعلمين لتنفيذ مشاريعهم .وقد تكون هذه المشاريع بحوثا حقيقة في قضايا تت علق بالبيئة ،أو السكان،أو النشا االقتصادي ،إلخ .وألنها مرتبطة بقضايا لها عالقة مباشرة بالمحيط السوسيواقتصادي للمتعلمين ،فإن المشاريع كمقاربة تربوية تعطي فرصة تفتح المؤسسة التربوية على محيطها المباشر .تضع بيداغوجيا المشاريع المتعلم في قلب العملية التعلمية ،في حين يلعب المدرس دور الموجه والمرشد في عملية تصميم وتنفيذ هذه المشاريع .وبذلك تعتبر بيداغوجيا المشاريع نموذجا للتعليم الممركز على المتعلم . يرى مدار ) (2001أن بيداغوجيا المشاريع تمتاز بكثير من المزايا المختلفة حصرها في ثالثة رئيسية : أوال :المشاريع التربوية تعطي المتعلم اإلحساس بالتملك ،حيث أنها تنطلق من أسئلة محورية قد يطرحها هو بنفسه وتكون هذه األسئلة بعالقة مع وحدات أو أهداف محددة من المنهاج (الكريكلوم) .ويكون هذا اإلحساس بالتملك أقوى حينما تتمحور هذه األسئلة حول قضايا ذات عالقة بمحيطه االقتصادي ،واالجتماعي ،والثقافي .وبذلك يصبح المنهاج (الكريكولوم) أداة حية تربط بين المفاهيم األكاديمية الزامضة والقضايا الواقعية والمباشرة للمتعلم. ثانيا :المشاريع التربوية تخلق لدى المتعلم اإلحساس بالتحدي ،حيث أن تصميم هذه المشاريع من رف المتعلم يتطلب نظر ة شمولية حول المشروع وذلك إلخراجه من مرحلة التصور إلى مرحلة التنفيذ .ومرحلة التنفيذ بدورها تتطلب ذكاءات ومهارات مختلفة كالبحث، والتحليل ،والتركيب ،والنشر ،والتواصل ،الخ .فعملية البحث مثال تتطلب من المتعلم التفتح اإلدارة العامة لتربية و تعليم البنات باألحساء – لجنة الترجمة
على مصادر للمعلومات خارج فضاء المدرسة ،وهذا ما يفتح أعين المتعلم حول محيطه السوسيوثقافي ويزيد من تحدي النشا التربوي .كل هذا يرفع من توقعات المدرسين حول ما يمكن أن ينتجه تالمذتهم ،وهذا بدوره يرفع من درجة اإلحساس بالتحدي لدى المتعلمين أنفسهم. ثالثا :المشاريع التربوية تعطي المتعلم اإلحساس بالمسؤولية ،حيث أن المتعلم يلعب الدور المحوري في العملية التربوية بينما يلعب المدرس دور الموجه فقط .فهو الذي يختار األسئلة المحورية لمشروعه (المتعلم) ،كما يقوم بتوجيه عمليته التعلمية ومايتناسب ومستواه المعرفي ،كما يقوم بالتنمل الذاتي في سيرته التعليمة (مراحلها المختلفة ،معيقاتها ،أسئلتها المحورية ،تطورها) ،وهذا ما يعطي للمتعلم اإلحساس بالتحكم في مساره التعلمي . وتختلف بيداغوجيا المشاريع عن البيدغوجيات التقليدية كونها ترتكز على أنشطة تعليمية/ تعلميه مفتوحة و ويلة المدى وقريبة إلى الواقع المعيش للمتعلم و يلعب فيها المتعلم دورا رئيسيا ،على عكس األنشطة التعليمية التقليدية التي يلعب فيها المتعلم دور المتلقي فحسب والتي تنحصر في تمارين قصيرة المدى . ما التعليم القائم على المشاريع العملية؟ نموذجا تعليميًا ،حيث يُشزل الطالب في استقصاء يعد التعليم القائم على المشاريع العملية ً المشكالت الملحة والتي تصل إلى ذروتها في النتاجات الفعلية .يمكن أن تتنوع المشاريع الموجهة لتوفير فرص تعلم أقوى للصفوف الدراسية من حيث الموضوع والمجال ويمكن تقديمها للعديد من مستويات الصفوف الدراسية .وبالرغم من ذلك ،فإنها تميل إلى مشاركة سمات محددة .تنت ج المشاريع من األسئلة المثيرة للتحدي والتي ال يمكن اإلجابة عنها بالتعليم القائم على التذكر .كما تضع المشاريع الطالب في دور فعال هو حالل المشكالت ومتخذ القرار والمتقصي والموثِّق .تخدم المشاريع أهداف تعليمية هامة ومعينة فهي ليست مجرد لهو أو إضافات إلى المنهاج الدراسي الفعلي. إلى أي مدى يرتبط التعليم القائم على المشاريع بإستراتيجية األستقصاء؟ يدخل االستقصاء في العديد من األنشطة التي تتحكم في فضولنا الطبيعي لمعرفة العالم .وفيما يتعلق بالتعليم ،يكون لالستقصاء معنى أكثر تحديدًا .يقوم المعلمون الذين يستخدمون االستقصاء كإستراتيجية بتشجيع الطالب على رح األسئلة وتصميم األبحاث وتنفيذها وتدوين المالحظات والتعبير عما قاموا باكتشافه من معلومات .على الرغم من ذلك ،ال يعد هذا بمثابة بدءا تعريف ثابت .حتى داخل الصف الدراسي الواحد ،تتم أنشطة االستقصاء بشكل متسلسلً ، تنظيما وبتوجيه من المعلم من ناحية إلى أسئلة ذات نهايات مفتوحة أكثر وبرغبة بنسئلة أكثر ً من الطالب (جاريت.(٨٩٩1 ، قد يكون من المفيد التفكير في التعليم القائم على المشاريع العملية كمجموعة فرعية من تعليم إستراتيجية االستقصاء .وتخلص مراجعة البحث المتعلق بالتعليم القائم على المشاريع العملية إلى أن هذه المشاريع تركز على األسئلة أو المشكالت التي "تدفع الطالب إلى مواجهة ( والمعاناة مع) المفاهيم الرئيسية ومبادئ التدريب" (توماس ،٠٢٢٢ ،صفحة .)٢باإلضافة إلى ذلك ،تشتمل األنشطة الرئيسية للمشروع على االستقصاء وتكوين معرفة جديدة بواسطة
2
الطالب (توماس .)٠٢٢٢ ،عادة ً ما يتوفر لدى الطالب االختيار حين يصل األمر إلى تصميم المشروع الخاص بهم ،والذي يسمح لهم بمزاولة اهتماماتهم وإشباع فضولهم .أثناء اإلجابة عن أسئلتهم ،قد يقوم الطالب بالتحقق عن مواضيع غير محددة من قبل المعلم كنهداف تعليمية. مزايا التعليم القائم على المشاريع العملية يوفر التعليم القائم على المشاريع العملية مجموعة كبيرة من المزايا لكل من الطالب والمعلمين. يقوم قسم البحث األكاديمي الناشئ بدعم تطبيق التعليم القائم على المشاريع العملية في المدرسة وذلك ألشراك الطالب وتقليل نسبة الزياب وتعزيز مهارات التعلم التعاوني وتحسين األداء األكاديمي (مؤسسة جورج لوكاس التعليمية.(٠٢٢٨ ، وبالنسبة إلى الطالب ،تشمل مزايا التعليم القائم على المشاريع العملية ما يلي :
زيادة نسبة الحضور وزيادة االعتماد على الذات وتحسين اتجاهاتهم نحو التعليم ) توماس، ) ٠٢٢٢ فوائد أكاديمية تساوي تلك الناتجة عن النماذج األخرى أو تكون أفضل منها ،وذلك من خالل اشراك الطالب في مشاريع وتحمل مسؤولية تعلمهم على نحو أكبر مما يحدث أثناء أنشطة الصفوف الدراسية التقليدية (بولير ،٨٩٩1 ،إس آر آي(٠٢٢٢ ، فرص تنمية مهارات متقدمة مثل مهارات التفكير العليا وحل المشكالت والتعاون والتواصل (إس آر آي. (٠٢٢٢ ، الحصول على مجموعة أكبر من فرص التعلم في الصف الدراسي وتوفير إستراتيجية الحتواء متعلمين بخلفيات ثقافية مختلفة (رايلزباك(٠٢٢٠ ،
تنبع جاذبية هذا النمط من التعلم بالنسبة إلى العديد من الطالب من مصداقية التجربة .يتولى الطالب مسؤولية القيام بدور وسلوك هؤالء الذين يعملون في مجال دراسي معين .سواء أكان الطالب يقومون بعمل فيلم وثائقي حول أحد القضايا البيئية أو تصميم منشور سياحي للتركيز على المواقع األثرية في المجتمع أو تطوير عرض تقديمي متعدد الوسائط حول المؤيدين والمعارضين لبناء مركز تجاري للتسوق ،فإنهم ينخر ون في أنشطة واقعية لها مززى يتجاوز حدود الصف الدراسي . أما الفوائد التي تعود على المعلمين :فتتمثل في اكتساب مزيد من الخبرة وزيادة التعاون بين الزمالء وتوفر الفرص الالزمة لخلق عالقات مع الطالب (توماس . )٠٢٢٢،باإلضافة إلى ذلك ،يسعد العديد من المعلمين بإيجاد نموذج يالءم المتعلمين بالخلفيات الثقافية المختلفة عن ريق توفير مجموعة أكبر من فرص التعلم داخل الصف الدراسي .يكتشف المعلمون أن أكثر الطالب استفادة من التعليم القائم على المشاريع العملية هم هؤالء الذين ال يميلون إلى رق وأساليب التدريس التقليدية (إس آر آي. (٠٢٢٢ ، كيف يعمل هذا النموذج على تحويل صف دراسي تقليدي؟ نموذجا للتعليم القائم يوضح عرض تقديمي للتطوير المهني صفاً دراسيًا يستخدم معه المعلم ً على المشاريع العملية بكفاءة .في مثل هذا الوضع :
توجد مشكلة بدون إجابة محددة مسبقًا . تتم تهيئة مناخ يسمح بالخطن والتزيير . يتخذ الطالب قرارات أ ر العمل .
3
يقوم الطالب بتصميم عملية الوصول إلى حل . يحظى الطالب بفرصة للتعبير عن األنشطة . تتم عملية التقييم باستمرار . ينتج منتج نهائي ويتم تقييمه لقياس الجودة .
بالنسبة إلى الطالب المعتادين على تجربة المدرسة التقليدية ،فإن ذلك يعني تحوالً من إتباع األوامر إلى القيام بننشطة التعلم ذاتية التوجيه ،ومن التلقين والتكرار إلى القدرة على االكتشاف والربط والعرض ،ومن اإلصزاء والتفاعل إلى التواصل وتحمل المسؤولية ،ومن معرفة الحقائق والمصطلحات والمحتوى إلى عمليات الفهم ،ومن النظرية إلى تطبيقها ،ومن االعتماد على المعلم إلى االعتماد على الذات (إنتل.(٠٢٢٢ ، ما التحديات التي تواجه المعلمين؟ قد يضطر المعلمون الذين يستخدمون التعليم القائم على المشاريع العملية في الصفوف الدراسية إلى تبني إستراتيجيات تعليمية جديدة لتحقيق النجاح .لم يكن قيام المعلم بدور الموجه أو المرشد هو الطريقة التي درسها معظم المعلمين أو حتى الطريقة التي تم تدريسها لهم ليدرسوها للطالب. ال تعمل أساليب التدريس المباشر القائمة على الكتب المدرسية والمحاضرات وعمليات التقييم التقليدية بشكل فعال في عالم التعليم القائم على المشاريع العملية والذي يمتاز بتعدد الفروع المعرفية والنهايات المفتوحة .بدالً من ذلك ،يقوم المعلمون بتوفير مزيد من التدريب واألمثلة الموضحة وقليل من "األوامر ".ويحتاج المعلمون إلى التعامل بهدوء مع "التحوالت الخا ئة" التي قد يقوم بها الطالب أثناء إتمام المشروع قد يكتشف المعلمون أنهم أنفسهم يتعلمون جنبًا إلى جنب مع الطالب عندما تبدأ المشاريع. هناك تحديات معينة تواجه المعلمين تتضمن ما يلي :
التعرف على المواقف التي تصلح للمشاريع الجيدة فرصا للتعلم هيكلة المشكالت بحيث تصبح ً التعاون مع الزمالء لتنمية مشاريع لفروع معرفية متعددة إدارة عملية التعلم استخدام التكنولوجيا في المكان المناسب تطوير عمليات التقييم الحقيقة
قد يرغب المعلمون في المخا رة للتزلب على التحديات األولية .كما أن وجود إدارة داعمة يمكن أن يساعد من خالل تطبيق جداول أكثر مرونة مثل الجداول المدمجة أو وقت التخطيط للفريق باإلضافة إلى تزويد المعلمين بفرص التطوير المهني.
4