issue 1

‫« مب�ســـــــــــم »‬ ‫الباكورة املباركة‬

‫العدد األول‬ ‫رمضان ‪1427‬هـ‬

‫نشرة إسالمية تربوية اجتماعية دورية‬

‫الأمة الإ�سالمية تودع‬ ‫فقيدها الراحل‬ ‫العم (�أبو بدر)‬ ‫عبدالله العلي املطوع‬ ‫جمعية الإ�صالح االجتماعي‬ ‫جلنة القرين للزكاة واخلريات‬

‫جلنة �صباح ال�سامل للزكاة واخلريات‬ ‫جمعية الإ�صالح االجتماعي‬

‫جلنة جابر العلي والفنطا�س‬ ‫جمعية الإ�صالح االجتماعي‬

‫‪1‬‬

2

‫املحتويات‬ ‫نشرة إسالمية تربوية اجتماعية دورية‬

‫رئيس التحرير‬

‫عي�ســى الفيلـكاوي‬

‫«مب�سم» تودع والدها العم‬ ‫«�أبوبدر» عبداهلل املطوع‬

‫‪5‬‬

‫املب�سم الإمياين‬

‫أسرة التحرير‬

‫حاجتنا‬ ‫�إىل الإميان‬

‫ال�شيخ‪ /‬يو�سـف ال�ســند‬ ‫دكتور‪ /‬حممـد ال�شـطي‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬حممد العراك‬ ‫الأ�ستاذ‪� /‬أحمــد الذهبي‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬ع�صام العبيد‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬خالد علي الكندري‬

‫‪6‬‬

‫املب�سم الرتبوي‬

‫متيز ال�شخ�صية‬ ‫الإ�سالمية‬

‫‪8‬‬

‫طبع مبطابع‬ ‫التجارية‬ ‫االخراج الفني والتنفيذ‬

‫أشرف زعتر‬

‫< املب�سم النف�سي‪ :‬الإميان و�أثره على ال�صحة النف�سية‬ ‫< املب�سم فقهي‪ :‬من فقه ال�صيام‬ ‫< �أن�شطة جلنة العمل االجتماعي‬ ‫< مب�سم ال�سرية‪ :‬خري الأنام‬ ‫< نزهة ثقافية‬

‫لال�ستف�سار ‪6092989 - 5445412/3‬‬ ‫جلنة العمل االجتماعي حمافظة مبارك الكبري‬

‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪3‬‬

‫�أخوكم ال�شيخ‪:‬‬

‫يو�سـف ال�ســند‬

‫«مب�سم»‬

‫الباكورة املباركة‬

‫‪4‬‬

‫احلمد لله‪ ،‬والصالة والسالم على رسول الله وآله‬ ‫وصحبه وسلم‪ ،‬وبعد‪،،،‬‬ ‫مبسم ب��اك��ورة ل��ـ«م��ش��روع البناء اإلس�لام��ي املدني»‪،‬‬ ‫وه��و م��ش��روع وط��ن��ي يسعى لتقوية أواص���ر احملبة‬ ‫واأللفة بني أبناء الشعب الكويتي املسلم‪ ،‬ومد جسور‬ ‫التواصل‪ ،‬ونشر القيم املدنية اإلسالمية واملبادئ‬ ‫اإلميانية عبر مشاريع عملية مثل‪:‬‬ ‫‪ - 1‬حلقة تدبر القرآن للكبار‪.‬‬ ‫‪ - 2‬مجلة مبسم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬امل��ل��ت��ق��ى االج��ت��م��اع��ي ال��رب��ي��ع��ي ألهالي‬ ‫احملافظة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مبسم العيد‪.‬‬ ‫‪ - 5‬زيارة الديوانيات‪.‬‬ ‫‪ - 6‬مشروع خطابنا للمتقاعدين‪.‬‬ ‫‪ - 7‬العمرة واحلج‪.‬‬ ‫إننا في «مبسم» يهمنا أن نرسم البسمة على الشفاه‪،‬‬ ‫ونوحد الكلمة‪ ،‬ونغرس اخلير‪ ،‬متحدين ومتعاونني‬ ‫على البر والتقوى‪.‬‬ ‫وصدق من قال‪:‬‬ ‫إن اجلميل وإن ط��ال ال��زم��ان به‬ ‫فليس يحصده إال ال��ذي زرعا‬ ‫ً‬ ‫جميال ولو في غير موضعه‬ ‫ازرع‬ ‫ف�ل��ن يضيع جميل أي�ن�م��ا زُ رع��ا‬ ‫وف���ق ال��ل��ه اإلخ����وة ال��ق��ائ��م�ين ع��ل��ى م��ج��ل��ة مبسم‪،‬‬ ‫ومتمني ًا لهم التوفيق‪.‬‬

‫بقلوب يع�صرها الأمل وعيون جادت بالدموع و�أل�سنة تلهج بالثناء‬ ‫والدعاء «مب�سم» تودع والدها العم «�أبو بدر» عبدالله املطوع‬ ‫> ال�شيخ �سامل العلي‪ :‬فقدنا رجال جليال حمبا‬ ‫لوطنه و�أمته الإ�سالمية‬ ‫> بيت الزكاة‪ :‬عبداهلل علي املطوع رحمه اهلل‬ ‫يرعى ‪ 1858‬يتيما وبنى ‪ 73‬م�سجدا‬ ‫> د‪ .‬عجيل الن�شمي‪ :‬كان مفتاحا لقوائم اخلري‬ ‫> د‪ .‬حممــــد الب�صيــري‪ :‬نتمنـى �أن تكون‬ ‫م�سريته نربا�سا لنه�ضة الأمة ورفعة الدين‬ ‫> يو�سف املنديل‪ :‬رحم اهلل العم عبداهلل الكبري‬ ‫يف عطائه للكويت‬

‫< بعث �سمو رئي�س احلر�س الوطني ال�شيخ �سامل العلي ال�صباح بربقية تعزية �إىل‬ ‫�أ�رسة املطو ع بالفقيد ال�شيخ عبداهلل العلي املطوع رحمه اهلل‪.‬‬ ‫وقال �سمو رئي�س احلر�س الوطني يف برقية التعزية ما ن�صه التايل‪:‬‬ ‫عائلة املغفور له ب�إذن اهلل تعاىل ال�شيخ اجلليل عبداهلل العلي املطوع رحمه اهلل‪.‬‬ ‫ال�سالم عليكم ورحمه اهلل وبركاته‪،،‬‬ ‫ت�سليم ًا بق�ضاء اهلل �أعرب لكم وللأمة الإ�سالمية عن خال�ص العزاء لوفاة ال�شيخ‬ ‫اجلليل عبداهلل العلي املطوع الذي فقدنا برحيله رج ًال جلي ًال حمب ًا لوطنه و�أمته‬ ‫الإ�سالمية‪.‬‬ ‫و�إذ نحت�سب الفقيد عند بارئه �سبحانه وتعاىل ن�رضع �إىل املوىل �أن ي�سكنه ف�سيح‬ ‫جناته و�أن يبارك يف �أبنائه و�أحفاده وحمبيه‪.‬‬ ‫«�إنا هلل و�إنا �إليه راجعون»‬ ‫�سامل العلي ال�صباح عميد �أ�رسة �آل �صباح‬ ‫< و�أو�ضح عثمان عبدالرحمن املحطب مدير العالقات العامة والإعالم يف بيت‬ ‫الزكاة �أن املغفور له ب�إذن اهلل تعاىل قام ببناء (‪ )73‬م�سجداً منها ‪ 34‬م�سجداً على‬ ‫نفقته اخلا�صة و‪ 24‬م�سجداً من ثلث املرحوم والده علي عبدالوهاب املطوع و‪8‬‬ ‫م�ساجد من ثلث املرحومة جدته مو�ضي علي ال�سلطان القناعي و‪ 7‬م�ساجد من‬ ‫ثلث املرحومة والدته �شيخة عبداهلل عبدالإله القناعي وذلك يف �أندوني�سيا والهند‪،‬‬ ‫كما قام رحمه اهلل برتميم ‪ 77‬م�سجداً يف ال�سودان من ثلث املرحوم والده علي‬ ‫عبدالوهاب املطوع‪.‬‬ ‫وذكر املحطب �أن املغفور له ب�إذن اهلل تعاىل كان يكفل �إىل جانب ذلك (‪)1858‬‬ ‫يتيم ًا من �أيتام بيت الزكاة من خمتلف البالد العربية والإ�سالمية منها ‪492‬‬ ‫يتيم ًا على نفقته اخلا�صة و‪ 1366‬يتيم ًا على نفقة ثلث املرحوم والده ووالدته‬ ‫وجدته و�رشكة علي عبدالوهاب املطوع و�أوالده‪.‬‬ ‫< كما قال عميد كلية ال�رشيعة والدرا�سات الإ�سالمية ال�سابق د‪ .‬عجيل الن�شمي‬ ‫�إن العم عبداهلل العلي املطوع فقدته �أمة الإ�سالم لأن ا�سمه وخريه وعطاءه عمت‬ ‫الأرج��اء و�سارت بذكره الركبان من وفود الدعاة يف العامل الإ�سالمي بكافة‬ ‫اجتاهاته‪.‬‬ ‫< ومن جهته �أكد رئي�س اللجنة اال�ست�شارية العليا للعمل على ا�ستكمال تطبيق‬ ‫�أحكام ال�رشيعة الإ�سالمية د‪ .‬خالد املذكور �أن الكويت والعامل الإ�سالمي فقد‬ ‫طوداً �شاخم ًا يف البذل واخلري والعاء والدعوة الإ�سالمية مبين ًا �أن ال�شيخ عبداهلل‬ ‫املطوع عرفه اجلميع بتوا�ضعه و�سماحته و�أخالقه وجوده وكرمه ودعوته مما‬ ‫جعل اجلميع يف العامل الإ�سالمي ب�أكمله يعرفه‪ ،‬الفت ًا �إىل �أن الرجال يذهبون‬ ‫وي�أتي رجال غريهم واملطلوب وجود الدافع للدعوة �إىل اهلل �سبحانه وتعاىل داعي ًا‬ ‫املوىل عز وجل �أن ي�سكنه مو�ضع �صدق مع ال�شهداء وال�صديقني و�أن يجزيه خري‬ ‫اجلزاء على ما قدمه من بذل وعطاء لأمته ولدينه وجلميع امل�سلمني و�أن يتغمده‬ ‫بوا�سع رحمته وي�سكنه ف�سيح جناته‪.‬‬ ‫< وقال يو�سف �أحمد املنديل‪ :‬رحم اهلل العم عبداهلل املطوع الكبري يف عطائه‬ ‫للكويت والكبري يف �إنفاقه والكبري يف �أخالقه كان يجال�س ال�صغار وين�صحهم‬ ‫وي�أتيه الفقراء وامل�ساكني من كل حدب و�صوب وكان رحمه اهلل يعطي عطاء‬ ‫من ال يخ�شى الفقر وكان يتمثل بقول الر�سول عليه ال�صالة وال�سالم «انفق يا‬ ‫بالل وال تخ�ش من ذي العر�ش �إقالال» ولو ت�صفحنا ورجعنا �إىل �سريته رحمه اهلل‬ ‫لوجدنا �أنه كان جريئ ًا يف كلمة احلق وال يخاف يف اهلل لومة الئم‪ .‬مرت مواقف‬ ‫و�أزمات يف ال�ساحة ال�سيا�سية وكان �أبوبدر هو �أه ًال لها ويقف موقف الأبطال‬ ‫ويديل بكلمة احلق التي ي�ستحي منها كثري من النا�س ويو�صي الدعاة امل�صلحني‬ ‫بتقوى اهلل وي�شحذ همتهم وال يفرت على كرب �سنه رحمه اهلل وكان مكتبه حمطة‬ ‫لاللتقاء وحمطة لبناء العمل االخروي يبني احل�سنات ويقول �إن املال عارية‬ ‫فالبد من و�ضعه يف حقه‪ ،‬وكانت جنازته نعم اجلنازة وعندما ر�أي جموع �أهل‬ ‫الكويت خرجوا يف احلر ال�شديد وي�صلون على العــم �أبو بـدر وحتت �أ�شــعة ال�شـم�س‬ ‫احلارقة قلب يف نف�سـي بيـــ�ض اهلل وجوهكم يا �أهــل الكويــت حق ًا �أوفيــاء مع‬ ‫هــذا الرجــل ال�صالح‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫املب�سم الإمياين‬

‫حاجتنا �إىل الإميان‬

‫بقلم الأ�ستاذ‪ /‬عي�سىالفيلكاوي‬

‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم واحلمد هلل رب العاملني وال�صالة مثل ال�صحبة ال�صاحلة لذلك �أو�ضح بع�ض الأمور التي نحتاجها يف‬ ‫وال�سالم على �أ�رشف الأنبياء واملر�سلني �سيدنا حممد وعلى هذه احلياة وال تتحقق �إال بزاد من الإميان وتقوى اهلل‪.‬‬ ‫�آله و�صحبه �أجمعني �أما بعد‪،،،‬‬ ‫ف�إن �أ�صدق كتاب اهلل وخري الهدي هدي حممد �صلى اهلل عليه و�سلم �أوالً‪ :‬ال�شعور مبعية الله‪:‬‬ ‫وعلى �آله و�صحبه �أجمعني و�رش الأمور حمدثاتها وكل حمدثة بدعة �إننا نحتاج �إىل ال�شعور مبعية اهلل يف كل خطوة وكل حركة و�سكنه‬ ‫وكل بدعة �ضاللة وكل �ضاللة يف النار �أعاذنا و�إياكم من النار بل يف كل حلظة فمن كان اهلل معه مل يفقد �شيئ ًا ومن تخلى اهلل‬ ‫عنه فلن يجد �شيئا �إال ال�ضالل وال�ضياع‪ .‬فكن مع اهلل يكن معك فقد‬ ‫و�أهل النار‪.‬‬ ‫�إن من �أعظم النعم التي �أنعم اهلل بها علينا هي الإميان فالإميان من قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يف احلديث القد�سي‪�« :‬أنا عند‬ ‫الأمان وم�شتق من الأمن وهو �ضد اخلوف فالإميان باهلل عز وجل ظن عبدي بي و�أنا معه حني يذكرين ف�إن ذكرين يف نف�سه ذكرته يف‬ ‫� ّأ�س كل ف�ضيلة ور�أ�س كل كمال وهو القب�س الذي ي�ضيء احلياة نف�سي و�إن ذكرين يف ملأ ذكرته يف ملأ خري منه»‪.‬‬ ‫وينري الوجود ويبعث ال��دفء يف النفو�س والطم�أنينة يف القلب فا�ست�شعر يا �أخي احلبيب ذكر اهلل لك حني تذكره وت�سبحه وتكربه‬ ‫وال�سعادة يف الدنيا والآخرة وهو احل�صن من العوادي والدرع الواقي يف نف�سك �أو يف جمل�س من املجال�س فهو رب العاملني وخالق كل‬ ‫من ال�شظايا وهو ر�أ�س الدرب �إىل كل جمال وكمال وهو اجلوهرة �شيء وبيده ملكوت ال�سماوات والأر�ض ف�أنت تفرح حينما يقال‬ ‫النفي�سة التي ينبغي احلر�ص عليها والتم�سك بها وهو القوة التي لك �أن الوزير �أو الأمري قد ذكرك بخري فما بالك حني يذكرك رب‬ ‫حتمي عمود احلق وت�ستحق جيو�ش ال�رش من ا�ستم�سك به فد ا�ستم�سك العاملني‪.‬‬ ‫بالعروة الوثقى ال انف�صام لها‪ .‬ومن حاد عنه فقد �ضل �ضالال بعيدا هذه املعية قد من اهلل بها على امل�ؤمني �أهل التقوى والإح�سان حيث‬ ‫ت َز ْن َع َل ْي ِه ْم‬ ‫ا�ص رِ ْب َو َما َ�ص رْبُ َك �إِ َّال بِاللّ ِه َوالَ حَ ْ‬ ‫فقد قال تعاىل }الله ويل الذين �آمنوا يخرجهم من الظلمات قال تعاىل‪َ } :‬و ْ‬

‫�إىل النور والذين كفوا �أوليائهم الطغوت يخرجونهم من‬ ‫النور �إىل الظلمت �أولئك �أ�صحب النار هم فيها خالدون{‬

‫ي ُكرُو َن (‪� )127‬إِ َّن اللّ َه َم َع ا َّل ِذي َن ا َّتقَواْ‬ ‫ما مَ ْ‬ ‫َوالَ َت ُك يِف َ�ض ْي ٍق مِّ َّ‬ ‫م�سِ نُو َن{ ‪ 128‬النحل‪.‬‬ ‫َّوا َّل ِذي َن ُهم حُّ ْ‬ ‫ويف �آية �أخرى }و�أن الله مع امل�ؤمني{ ‪ 19‬الأنفال }واعلموا‬ ‫�أن الله مع املتقني{‪.‬‬

‫وقال «ومن ي�ؤمن باهلل يهد قلبه»‪ .‬وقال «�أومن كان ميتا ف�أحيينه‬ ‫وجعلنا له نورا مي�شي به يف النا�س كمن مثله يف الظلمت لي�س‬ ‫بخارج منها»‪ .‬فامل�ؤمن هو احلي احلقيقي الذي يعي�ش يف النور‬ ‫ويب�رص طريقه �إىل املقا�صد ال�رشيفة والآمال الطيبة بينما يبقى ثانياً‪ :‬نور الله‪:‬‬ ‫الكافر يعي�ش ظلمة احلياة يتخبط يف دياجري الأهواء لي�س بخارج ما �أحوجنا يف هذه احلياة لنور اهلل ي�ضيء لنا فن�سري على‬ ‫منها مادام كافرا بربه معر�ضا عنه فقد قال اهلل تعاىل‪َ } :‬ف�أَ َّما‬

‫ا َّل ِذي َن �آ َمنُواْ بِاللّ ِه َو ْاعت َ​َ�ص ُمواْ ِب ِه َف َ�س ُي ْد ِخلُ ُه ْم يِف َر ْح َم ٍة ِّم ْن ُه‬ ‫�صاطً ا ُّم ْ�س َت ِقي ًما{ الن�ساء ‪.175‬‬ ‫َو َف ْ�ض ٍل َو َي ْه ِدي ِه ْم �إِ َل ْي ِه رِ َ‬

‫فنحن بحاجة ما�سة �إىل زاد من الإمي��ان القوي وتقوى اهلل‬ ‫كحاجة امل�سافر �إىل الزاد ولراحلة و�أ�شد �إن هذا الزاد من‬ ‫الإميان القوي وتقوى اهلل يفجر ينابيع اخلري من داخل‬ ‫النفو�س ويولد الطاقات وي�شحذ الهمم والعزائم ويكون‬ ‫ال�صدق والإخال�ص يف العمل والعزم والثبات على‬ ‫احلق فنحن نحتاج �إىل الإمي��ان القوي وتقوى اهلل‬ ‫يف جميع �أحوالنا يف ه��ذه احلياة حيث �أن هذه‬ ‫احلياة لها �أحوال متقلبة ففيها الفرح وفيها احلزن‬ ‫وفيها االبتالء وفيها امل�صائب والنكبات وغريها فال‬ ‫ن�ستطيع �أن نعي�ش �سعداء ون�سري بخطى ثابتة وبنور من‬ ‫اهلل �إال بالإميان القوي وتقوى اهلل وثم مبعينات �أخرى‬

‫‪6‬‬

‫َات َب ْع�ضُ ُه ْم �أَ ْو ِل َياء َب ْع ٍ‬ ‫�ض| التوبة ‪�} 71‬إِ مَّنَا المْ ُ ْ�ؤ ِمنُو َن‬ ‫ب�صرية دون انزالق يف منعطفات تبعدنا �أو عرثات تقعدنا وهذا َوالمْ ُ�ؤْ ِمن ُ‬ ‫�ص ِل ُحوا َبينْ َ َ�أخَ َو ْي ُك ْم َوا َّتقُوا ال َّل َه َل َع َّل ُك ْم ُت ْر َح ُمو َن{‬ ‫يتحقق ب�إذن اهلل بزاد من التقوى والإميان م�صداق ًا لقول اهلل ِ�إخْ َو ٌة َف َ�أ ْ‬ ‫تعاىل‪} :‬ي�أيها الذين �آمنوا اتقوا الله و�آمنوا بر�سوله احلجرات ‪.10‬‬ ‫ي�ؤتكم كفلني من رحمته ويجعل لكم نورا مت�شون به ور�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ي�رشط متام الإميان بتحقيق هذا‬ ‫ويغفر لكم والله غفور رحيم{‪.‬‬ ‫احلب فيقول‪« :‬ال ي�ؤمن �أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنف�سه»‬

‫وقال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يف احلديث القد�سي الذي‬ ‫يرويه عن ربه «من عادى يل وليا فقد �آذنته باحلرب وما تقرب �إيل‬ ‫عبدي ب�شيء �أحب �إيل مما افرت�ضت عليه وما يزال عبدي يتقرب �إيل‬ ‫بالنوافل حتى �أحبه‪ ،‬ف�إذا �أحبته كنت �سمعه الذي ي�سمع به وب�رصه‬ ‫الذي يب�رص به‪ ،‬ويده التي يبط�ش بها ورجله التي مي�شي بها و�إن‬ ‫�س�ألني �أعطيته ولئن ا�ستعاذين لأعيذنه» رواه البخاري‪.‬‬ ‫فهذا احلديث يظهر �أثر حمبة اهلل لأوليائه مبا ورد يف احلديث «ف�إذا‬ ‫�أحببته كنت �سمعه الذي ي�سمع به…» ونحن يجب علينا �أن ن�صل‬ ‫�إىل هذه الدرجة لن�سري يف نور اهلل‪ ،‬قال ابن رجب‪ :‬واملراد من هذا‬ ‫الكالم �أن من اجتهد بالتقرب �إىل اهلل بالفرائ�ض ثم بالنوافل قربه‬ ‫�إليه ورقاه من درجة الإميان �إىل درجة الإح�سان في�صري يعبد اهلل‬ ‫على احل�ضور واملراقبة ك�أنه يراه فيمتلئ قلبه مبعرفة اهلل تعاىل‬ ‫وحمبته وعظمته وخوفه ومهابته والأن�س به وال�شوق �إليه حتى‬ ‫ي�صري هذا الذي يف قلبه من املعرفة م�شاهدا له بعني الب�صرية‪.‬‬ ‫ومتى امتلأ القلب بعظمة اهلل تعاىل حما ذلك من القلب كل ما �سواه‬ ‫ومل يبق للعبد �شيء من نف�سه وهواه وال �إرادة �إال ملا يريده منه‬ ‫مواله فحينئذ ال ينطق العبد �إال بذكره وال يتحرك �إال ب�أمره ف�إن‬ ‫نطق‪ ،‬باهلل و�إن �سمع‪� ،‬سمع به و�إن نظر‪ ،‬نظر به و�إن بط�ش‪ ،‬بط�ش به‬ ‫فهذا هو املراد بقوله‪« :‬كنت �سمعه الذي ي�سمع به…»‪.‬‬ ‫وقد ذهب ال�شوكاين �إىل �أن املراد‪� :‬إمداد الرب �سبحانه لهذه الأع�ضاء‬ ‫بنوره الذي تلوح به طرائق الهداية وتنق�شع عنده �سحب الغواية وقد‬ ‫نطق القر�آن الكرمي ب�أن اهلل �سبحانه هو نور ال�سماوات والأر�ض‪،‬‬ ‫ويف ال�صحيح من دعاء النبي عليه ال�صالة وال�سالم‪« :‬اللهم اجعل يف‬ ‫قلبي نورا ويف ب�رصي نورا‪ ،‬ويف �سمعي نورا»‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الأخوة واحلب‪:‬‬

‫�إن من �أعظم التي تربط املجتمع امل�سلم والتي يجب �أن يحر�ص‬ ‫عليها كل م�سلم هي رابطة الأخوة واملحبة يف اهلل ليتم الت�آلف‬ ‫والتعاون والتفاهم ولتتم القوة للمجتمع امل�سلم وقد‬ ‫حث القر�آن الكرمي يف �آياته وحث الر�سول �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم على ذلك فال تتحقق رابطة‬ ‫الأخ��وة واملحبة ب�صورة �صادقة دائمة‬ ‫�إال بني امل�ؤمنني الأتقياء الأنقياء‬ ‫فقد قال تعاىل‪} :‬المْ ُ�ؤْ ِمنُو َن‬

‫رواه البخاري وم�سلم‪.‬‬ ‫فري�شد احلديث �إىل متا�سك املجتمع امل�سلم واملحبة وال��ود فيه‬ ‫ويهدف الإ�سالم �أن يعي�ش النا�س جميعا متوادين متحابني ي�سعى‬ ‫كل فرد منهم يف م�صلحة اجلميع و�سعادة املجتمع‪ ،‬حتى ت�سود‬ ‫العدالة وتنت�رش الطم�أنينة يف النفو�س ويقوم التعاون والت�ضامن‬ ‫فيما بينهم وال يتحقق ذلك كله �إال �إذا �أراد كل فرد يف املجتمع لغري‬ ‫ما يريده لنف�سه من ال�سعادة واخلري والرخاء ولذلك جنده �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم يربط ذلك بالإميان ويجعله خ�صلة من خ�صاله‪.‬‬ ‫ويف هذا احلديث يبني لنا ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم �أن الإميان‬ ‫ال تر�سخ جذوره يف النف�س وال يتمكن من القلب وال يكمل يف �صدر‬ ‫امل�سلم �إال �إذا �أ�صبح �إن�سان خري بعيدا عن الأنانية واحلقد والكراهية‬ ‫واحل�سد فال يحب للنا�س الأمثل ما يحب لنف�سه من ال�سالمة من‬ ‫ال�رش والأذى والتمتع برغد العي�ش والفوز بر�ضوان �سبحانه والقرب‬ ‫منه جل وعال‪ .‬ومما يحقق هذا الكمال يف نف�س امل�سلم‪:‬‬ ‫‪� - 1‬أن يحب لغريه من اخلري املباح وفعل الطاعات ما يحبه لنف�سه‬ ‫و�أن يبغ�ض لهم من ال�رش واملع�صية ما يبغ�ضه لنف�سه �أي�ضاً‪ .‬فقد‬ ‫�أخ��رج �أحمد من حديث معاذ ر�ضي اهلل عنه �أنه �س�أل ر�سول اهلل‬ ‫�صلى عليه و�سلم عن �أف�ضل الإميان فقال‪�« :‬أن حتب للنا�س ما حتب‬ ‫لنف�سك وتكره لهم ما تكره لنف�سك»‪.‬‬ ‫‪� - 2‬أن يجتهد يف �إ�صالح �أخيه امل�سلم �إذا ر�أى منه تق�صريا يف‬ ‫واجبه �أو نق�صا يف دينه‪.‬‬ ‫‪� - 3‬أن يبادر �إىل �إن�صاف �أخيه امل�سلم من نف�سه وي ��ؤدي �إليه‬ ‫حقوقه كما يحب هو �أن ينت�صف لنف�سه من غريه ويح�صل على‬ ‫حقه منه وروى م�سلم عن عبد اهلل بن عمرو بن العا�ص ر�ضي اهلل‬ ‫عنهما عن النبي �صلى اهلل عليه و�سلم قال‪« :‬من �أحب �أن يزحزح عن‬ ‫النار ويدخل يف اجلنة فلتدركه منيته وهو م�ؤمن باهلل واليوم الآخر‬ ‫وي�أتي �إىل النا�س الذي يحب �أن ي�ؤتى �إليه»‪.‬‬

‫تتحقق بزاد من الإميان وتقوى اهلل‬ ‫ال�شعور مبعية اهلل‬ ‫نـــــــــور اهلل‬ ‫أخوة واملحبــــة‬ ‫ال ّ‬

‫‪7‬‬

‫املب�سم‬ ‫متيز ال�شخ�صية الإ�سالمية‬ ‫الرتبوي‬ ‫كتبه‪ :‬د‪ .‬محمد يوسف الشطي‬ ‫(‪)1‬‬ ‫يحر�ص امل�سلم �أن يكون متميزا ً بني الأو�ساط التي يعي�ش فيها عنه‪� ،‬أو ترك ما �أمرت النا�س به �إال نكلت به نكاالً �شديدا ً‪ ،‬ثم يخرج‬ ‫وذلك ب�سبب متيز ال�صفة الإ�سالمية التي �آمن بها والتي تقوم على ‪ -‬ر�ضي الله عنه ‪ -‬ويدعو النا�س �إىل اخلري فلم يت�أخر �أحد عن‬ ‫ال�سمع والطاعة لإعطائهم القدوة بفعله‪ ،‬قبل �إعطائهم �إياها بقوله‬ ‫�أربع دعائم �أ�سا�سية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬التميز يف العقيدة‪ :‬فامل�ؤمن ال�صادق ال يتخذ له يف فحري بامل�سلم �أن يتميز ب�أخالق الإ�سالم ليكون �أبلغ يف الت�أثري‬ ‫العقيدة والفكرة والأمور الدنيوية �إمامه غري �إمامة القر�آن‪ ،‬وال هديا‬ ‫غري هدي حممد �صلى الله عليه و�سلم‪ ،‬قال تعاىل‪َ } :‬فالَ َو َر ِّب َك الَ‬ ‫ُي�ؤْ ِمنُو َن َحت َ​َّى ُي َح ِّك ُمو َك ِفي َما �شَ َج َر َب ْي َن ُه ْم ُث َّم الَ َيجِ ُدوا ْ يِف �أَن ُف�سِ ِه ْم‬ ‫ما ق َ​َ�ض ْي َت َو ُي َ�س ِّل ُموا ْ ت َْ�س ِلي ًما| (الن�ساء‪.)65 :‬‬ ‫َح َر ًجا مِّ َّ‬ ‫ومما ي�ؤكد هذا التميز ربط النبي ‪ -‬عليه ال�سالم �أ�صحابه‬ ‫بالإ�سالم عقيدة و�رشيعة‪ ،‬فعن جابر ‪ -‬ر�ضي الله عنه ‪� :-‬أن عمر‬ ‫بن اخلطاب ‪ -‬ر�ضي الله عنه ‪� -‬أتى النبي �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫ بكتاب �أ�صابه من بع�ض �أهل الكتاب‪ ،‬فقر�أه على النبي �صلى الله‬‫عليه و�سلم ‪ -‬قال‪ :‬فغ�ضب وقال‪�« :‬أتتهوكون (�أت�شككون ملتكم) فيها‬ ‫يا ابن اخلطاب‪« ،‬والذي نف�سي بيده لو �أن مو�سى كان حياً ما و�سعه‬ ‫�إال �أن يتبعني» رواه �أحمد‪.‬‬ ‫فمما يجعل امل�سلم متميزا يف العقيدة �أنه مرتبط بالإ�سالم‬ ‫عقيدة ومنهاجاً والتزاماً قال تعاىل‪} :‬ومن يبتغ غري الإ�سالم ديناً‬ ‫فلن يقبل منه وهو يف الآخرة من اخلا�رسين|‪.‬‬ ‫‪ - 2‬التميز يف العبادة‪ :‬يتميز امل�سلم يف عبادته ب�أن يعبد‬ ‫الله تعاىل وحده وال ي�رشك معه �شيئاً‪ ،‬كما �أنه متميزٌ ب�أن يوىل‬ ‫وجهه �شطر امل�سجد احلرام‪ ،‬وي�ؤكد هذا التميز �أي�ضاً �أن النبي �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم ملا ر�أى اليهود ي�صومون عا�شوراء و�أراد �أن مييز‬ ‫�أمته يف هذا ال�صيام‪ ،‬ف�أمر الأمة �أن ت�صوم يوماً قبله �أو يوماً بعده‬ ‫خمالفة وكذلك مما مييزهم �أنهم ينتظمون �صفوفاً بني يدي الله‬ ‫�سبحانه خا�شعني خمبتني متوحدين يف خطاب (�إياك نعبد و�إياك‬ ‫ن�ستعني)‪.‬‬ ‫�أ�ضف �إىل هذا حر�ص امل�سلم القيام بواجب العبادات وفرائ�ض‬ ‫الطاعات حيثما كان وحيثما حل وحيثما ارحتل ال يجد يف ذلك‬ ‫حرجاً وال غ�ضا�ضة وال تهاونا‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التميز يف الأخالق‪ :‬من �أكرب العوامل يف الإ�صالح وهداية‬ ‫الب�رش الدعوة �إىل الله باحلال قبل املقال وهو ما ي�سمى الرتبية‬ ‫بالقدوة‪ ،‬و�أن مبد�أ الأخالق يف الإ�سالم يقوم على مبد�أ التحلي‬ ‫بالف�ضائل والتخلي عن الرذائل‪ ،‬و�أن ما مييز كل دين هو �أخالقه‪ ،‬و�أن‬ ‫الإ�سالم انت�رش يف ديار ال�رشق والغرب عن طريق الأخالق الإ�سالمية‬ ‫الرفيعة قال تعاىل‪َ } :‬يا �أَ ُّي َها ا َّل ِذي َن �آَ َمنُوا مِ َ‬ ‫ل َتقُولُو َن َما لاَ َت ْف َعلُو َن (‪)2‬‬ ‫َب َم ْقتًا ِعن َد ال َّل ِه �أَن َتقُولُوا َما لاَ َت ْف َعلُو َن| (ال�صف‪ )3-2 :‬وما �أعظم‬ ‫ك رُ َ‬ ‫موقف عمر ‪ -‬ر�ضي الله عنه ‪ -‬حني كان يجمع �أهل بيته ليقول‬ ‫لهم‪� :‬أما بعد‪ ،‬ف�إين �س�أدعو النا�س �إىل كذا وكذا‪ ،‬و�أنهاهم عن كذا وكذا‪،‬‬ ‫و�إين �أق�سم بالله العظيم ال �أجد واحدا ً منكم �أنه فعل ما نهيت النا�س‬

‫‪8‬‬

‫على القلوب والنفو�س‪ ،‬ولين�رش اخلري يف �أرجاء املعمورة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التميز يف املظهر‪ :‬من �أبرز الدعائم يف متيز ال�شخ�صية‬ ‫الإ�سالمية‪ ،‬بل هو من �أميز الدالئل التي تدل على امل�سلم‪ ،‬وتنبئ‬ ‫عن هويته‪ ،‬ومن مظاهر هذا التميز النظافة يف املخرب واملظهر‪،‬‬ ‫وتغيري ال�شيب ملا روى الن�سائي عن ر�سول الله �صلى الله عليه‬ ‫و�سلم �أنه قال «غريوا ال�شيب وجتنبوا ال�سواد‪ ،‬وال ت�شبهوا باليهود»‬ ‫يف املخالفة يف الزي ملا رواه م�سلم عن عبدالله بن عمرو بن‬ ‫العا�ص‪ :‬قال‪« :‬ر�أى ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم ‪ -‬على ثوبني‬ ‫مع�صفرين‪ ،‬فقال «�إن هذه من ثياب الكفار فال تلب�سها» و�إعفاء‬ ‫اللحية‪ ،‬ملا روي م�سلم عن �أبي هريرة ‪ -‬ر�ضي الله عنه ‪ -‬قال‬ ‫ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪« :‬جزوا ال�شوارب‪ ،‬وارخو اللحي‪،‬‬

‫خالفوا املجو�س»‪.‬‬ ‫والنهي عن الت�شبه باليهود والن�صارى ملا روي الرتمذي عن عبد‬ ‫الله بن عمر ‪ -‬ر�ضي الله عنهما ‪� -‬أن ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫«لي�س منا من ت�شبه بغرينا ال ت�شبهوا باليهود وال بالن�صارى»‪.‬‬ ‫والأمر باحلجاب‪ ،‬ملا جاء يف قوله تعاىل‪} :‬يا �أيها النبي قل‬ ‫لأزواجك وبناتك ون�ساء امل�ؤمنني يدنني عليهن من جالبيبهن‪ ،‬ذلك‬ ‫�أدنى �أن يعرفن فال ي�ؤذين وكان الله غفورا ً رحيماً| ونخل�ص من‬ ‫هذه الن�صو�ص �أن للم�سلم �شخ�صية متيزه يف �شكله ومظهره عن كل‬ ‫احل�ضارات الب�رشية‪ ،‬وبهذا ي�ستطيع امل�سلم �أن يعي�ش يف ال�صدارة‬ ‫والريادة ليكون قدوة للنا�س �أجمعني‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫املب�سم النف�سي‬

‫الإميان و�أثره على ال�صحة النف�سية‬ ‫بقلم‪ :‬د‪ .‬ليلى أحمد األحدب‬ ‫�إن دين الإ�سالم يقوم على توازن يندر مثله يف الديانات‬ ‫الأخرى؛ فكما هو توازن بني الروح واجل�سد‪ ،‬كذلك هو توازن‬ ‫بني الدين والدنيا }وابتغ فيما �آتاك الله الدار الآخرة وال تن�س‬ ‫ن�صيبك من الدنيا|‪ .‬وهو ت�صحيح النحراف الرهبانية التي‬ ‫�أحدثت خلال يف التوازن النف�سي واالجتماعي‪ .‬ففقدان هذا‬ ‫التوازن �سواء ب�إنكار اجل�سد وحاجاته الأ�سا�سية �أم ب�إغفال‬ ‫املطالب الروحية للإن�سان يجعل حياة الإن�سان خالية من‬ ‫املعاين اجلميلة وال�سامية التي تعطي للحياة قيمتها‪،‬‬ ‫فالإ�سالم هو الثوب ال�سابغ للفطرة الإن�سانية �إذ يلبي حاجات‬ ‫اجل�سد دون �أن يلغي �أ�شواق الروح‪.‬‬ ‫معنى الصحة النفسية‬ ‫لكن ما معنى ال�صحة النف�سية التي نتحدث عنها؟ تعرف‬ ‫ال�صحة النف�سية ب�أنها‪" :‬القدرة على مواجهة الأزمات النف�سية‬ ‫العادية التي تطر�أ على الإن�سان‪ ،‬ويرافقها الإح�سا�س الإيجابي‬ ‫بال�سعادة والكفاية‪ ،‬ويكون ذلك عادة ب�إ�شباع �أكرب قدر من‬ ‫حاجاته الأ�سا�سية للأمن واحل��ب و�إثبات ال��ذات والإجناز‬ ‫والنجاح"‪.‬‬ ‫ولكي يتم تو�ضيح ذلك �أكرث ميكن القول‪� :‬إن �أهم عر�ضني‬ ‫طارئني على ال�صحة النف�سية هما القلق واالكتئاب؛ فالقلق‬ ‫هو ال�شعور باخلوف من �رش متوقع وعدم القدرة على دفعه‪،‬‬ ‫�أما االكتئاب فهو ال�شعور بعدم االهتمام �أو بالقيمة ال�شخ�صية‬ ‫وقيمة الأ�شياء وافتقاد ال�رسور‪ ،‬ويف حاالت �شديدة منه يرتافق‬ ‫بالي�أ�س‪ ،‬وقد ي�ؤدي �إىل االنتحار‪.‬‬ ‫وحتقيق التوازن بني اجلانبني الروحي واملادي يف الت�صور‬ ‫الإ�سالمي ُيك�سب الإن�سان ال�شخ�صية ال�سوية التي هي �أ�سا�س‬ ‫ال�صحة النف�سية؛ مما يقلل من تعر�ضه لعوادي القلق و�أزمات‬ ‫االكتئاب‪ ،‬ومبا �أن الإن�سان ي�ستعجل دائما لتح�صيل ال�سعادة‬ ‫العاجلة }خُ لق الإن�سان من عجل|‪ ،‬ويغفل العمل للدار‬ ‫الآخرة؛ ف�إن القر�آن يو�ضح �أن الإميان والعمل ال�صالح هما‬ ‫و�سيلة احلياة الطيبة يف الدنيا والفوز باجلنة يف الآخرة‪:‬‬ ‫}من عمل �صاحلا من ذكر �أو �أنثى وهو م�ؤمن فلنحيينه حياة‬ ‫طيبة ولنجزينهم �أجرهم ب�أح�سن ما كانوا يعملون|‪.‬‬ ‫تقوية مناعة الفرد النفسية في اإلسالم‬ ‫مناح‪:‬‬ ‫يعتمد الأ�سلوب الرتبوي يف الإ�سالم على ثالثة‬ ‫ٍ‬ ‫املنحى الأول‪ :‬هو تقوية اجلانب الروحي يف الإن�سان‬ ‫طريق الإميان بالله وتقواه‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫املنحى الثاين‪� :‬أداء العبادات املختلفة لتعزيز اجلانب‬ ‫الروحي وال�صفاء النف�سي‪.‬‬ ‫املنحى الثالث‪ :‬هو ال�سيطرة على الدوافع الغريزية يف‬ ‫الإن�سان والتحكم ب�أهواء النف�س التي ت�ؤدي �إىل املعا�صي‪.‬‬

‫املنحى األول‬ ‫ِآمنوا‪َ ..‬ت ِص ّحوا‬ ‫فيما يخ�ص الإمي��ان بالله ف�إنه يقي من حدوث حاالت‬ ‫ع�صبية �أو ذهنية؛ فالإن�سان يتعر�ض ل�ضغوط خمتلفة ت�سبب‬ ‫له الإجهاد والقلق‪ ،‬و�إذا زاد القلق عن حده الطبيعي ف�إنه‬ ‫ي�ؤدي �إىل حاالت ع�صبية �أو ذهنية‪� .‬إن امل�ؤمن �ضعيف بنف�سه‬ ‫قوي بربه �سبحانه‪ ،‬وعندما يلج�أ �إليه لي�ستمد منه القوة‬ ‫ف�إنه يحول نقاط ال�ضغط هذه ل�صاحله‪ ،‬وهذا اللجوء يكون‬ ‫بال�صالة }وا�ستعينوا بال�صرب وال�صالة و�إنها لكبرية �إال على‬ ‫اخلا�شعني| والت�رضع }و�إذا �س�ألك عبادي عني ف�إين قريب‬ ‫�أجيب دعوة الداع �إذا دعان فلي�ستجيبوا يل ولي�ؤمنوا بي‬ ‫لعلهم ير�شدون| والذكر }�أال بذكر الله تطمئن القلوب|‪.‬‬ ‫كذلك ف�إن ما يفر�ضه هذا الإميان على العبد من �شعور‬ ‫بالعبودية للرب اخلالق الرازق املعطي املانع ال�ضار النافع‬ ‫الرحمن الرحيم العزيز احلكيم يجعل الإن�سان يف من�أى من‬ ‫اخلوف �أو القلق‪ ،‬وامل�ؤمن ال يخاف فوات رزقه؛ لأنه يقر�أ الآية‪:‬‬ ‫}ويف ال�سماء رزقكم وما توعدون|‪ ،‬وال يخاف غري الله‬ ‫}�ألي�س الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن‬ ‫ي�ضلل الله فما له من هاد|‪.‬‬ ‫ويف الإميان بالق�ضاء والقدر يرتفع الإن�سان فوق خماوفه‬ ‫وهمومه �أكرث ف�أكرث‪ ،‬فما كان لك �آتيك على �ضعفك‪ ،‬وما مل يكن‬ ‫لك فلن تناله بقوتك‪ ،‬وكما قال عليه ال�صالة وال�سالم‪" :‬يا‬ ‫غالم �إين �أعلمك كلمات‪ :‬احفظ الله يحفظك‪ ،‬احفظ الله جتده‬ ‫جتاهك‪� .‬إذا �س�ألت فا�س�أل الله‪ ،‬و�إذا ا�ستعنت فا�ستعن بالله‪،‬‬ ‫واعلم �أن الأمة لو اجتمعت على �أن ينفعوك ب�شيء مل ينفعوك‬ ‫�إال ب�شيء قد كتبه الله لك‪ ،‬و�إن اجتمعوا على �أن ي�رضوك‬ ‫ب�شيء مل ي�رضوك �إال ب�شيء قد كتبه الله عليك‪ .‬رفعت الأقالم‬ ‫وجفت ال�صحف"‪.‬‬ ‫فبالإميان بالق�ضاء يتحقق التوكل على الله والتفوي�ض‬ ‫عن‬ ‫�إليه بعد الأخذ بالأ�سباب واالعرتاف ب�أن نا�صية الإن�سان يف‬

‫يد الله ي�رصّفه كيف ي�شاء‪ ،‬و�أنه ما�ض فيه حكمه‪ ،‬عدل فيه‬ ‫ق�ضا�ؤه‪.‬‬ ‫ثم �إن الر�ضا بق�ضاء الله �سبحانه وتعاىل ي�سكب يف النف�س‬ ‫يقينا و�سكينة وطم�أنينة؛ فال يبالغ امل�ؤمن يف حزنه وال يف‬ ‫فرحه‪} :‬ما �أ�صاب من م�صيبة يف الأر�ض وال يف �أنف�سكم �إال يف‬ ‫كتاب من قبل �أن نرب�أها �إن ذلك على الله ي�سري ٭ لكيال ت�أ�سوا‬ ‫على ما فاتكم وال تفرحوا مبا �آتاكم والله ال يحب كل خمتال‬ ‫فخور|‪ .‬وعدم املبالغة يف احلزن والفرح دليل على التوازن‬ ‫االنفعايل وم�ؤ�رش على متتع ال�شخ�ص بال�صحة النف�سية‪ .‬ومن‬ ‫هنا نفهم قول النبي �صلى الله عليه و�سلم‪" :‬عج ًبا لأمر‬ ‫امل�ؤمن! �إن �أمره كله له خري؛ �إن �أ�صابته �رساء �شكر فكان خريًا‬ ‫له‪ .‬و�إن �أ�صابته �رضاء �صرب فكان خريًا له"‪ ،‬ويف هذا تعبري عن‬ ‫حالة متقدمة ج ًّدا يف ال�صحة النف�سية‪.‬‬ ‫والبد للإميان �أن يرتافق بالتقوى والعمل ال�صالح‪ ،‬والتقوى‬ ‫هي �أن يراك الله حيث �أمرك ويفتقدك حيث نهاك‪ ،‬وهي موجهة‬ ‫ل�سلوك الإن�سان لريقي ذات��ه ويرتقي يف �سلم الإن�سانية‪،‬‬ ‫والتقوى بهذا املعنى جتنب ال�سلوك املنحرف وال�شاذ وال�سيئ‪،‬‬ ‫وهي بالتايل من العوامل الرئي�سية يف ن�ضوج ال�شخ�صية‬ ‫وتكاملها واتزانها لبلوغ الكمال الإن�ساين‪ ،‬وحتقيق ال�سعادة‬ ‫وال�صحة النف�سية‪.‬‬ ‫املنحى الثاني‬ ‫العبادات‪ ..‬طريق للسالم النفسي والشفاء!‬ ‫�أم��ا ما يخ�ص املنحى الثاين؛ ف ��إن القيام بالعبادات‬ ‫املختلفة من �صالة و�صيام وزك��اة وحج تربي �شخ�صية‬ ‫الإن�سان وتزكي نف�سه‪ ،‬وجتعله يتحلى بكثري من ال�صفات‬ ‫التي تعينه على حتمل �أعباء احلياة‪ ،‬وجند يف بع�ض الآيات‬ ‫القر�آنية ارتباط ال�صرب مع ال�صالة؛ فال�صرب على تقلبات‬ ‫احلياة ي�ساعد يف تكوين ال�شخ�صية ال�سوية التي تتمتع‬ ‫بال�صحة النف�سية‪ .‬وكذلك ال�صوم واحلج يعلمان الإن�سان‬ ‫ال�صرب وحتمل امل�شاق‪ ،‬وجماهدة النف�س والتحكم يف �أهوائها‪،‬‬ ‫ويزيدان من قوة الإرادة و�صالبة العزمية‪ ،‬والزكاة تنمي حب‬ ‫النا�س والإح�سان �إليهم والتعاون معهم‪.‬‬ ‫�إنه ال يق�صد من العبادة �شكلها وحركاتها الظاهرة "من‬ ‫مل تنهه �صالته عن الفح�شاء واملنكر فال �صالة له"‪ ،‬و"رب‬ ‫�صائم لي�س له من �صيامه �إال اجلوع والعط�ش"‪ ،‬فالعبادات‬ ‫�أقيمت و�سائل لتحقيق غايات‪ ،‬و�إن كانت هذه الغايات ال تقوم‬ ‫�إال بتلك الو�سائل امل�ؤدية �إليها‪ .‬وهذا ما يف�رس ال�رس الكامن‬ ‫يف قوله �سبحانه‪} :‬وما خلقت اجلن والإن�س �إال ليعبدون|‪،‬‬ ‫وال ميكن ت�صور �أن خليفة الله هذا مق�صور دوره على �أداء‬ ‫ال�صلوات وال�شعائر فقط دون الو�صول �إىل الغايات التي‬ ‫�أقيمت لها‪ ،‬ما يعني �أن للعبادة معنى وا�س ًعا و�شامال‪.‬‬ ‫�إن عبادة الله ت�سكب على النف�س �شعورا بالر�ضا وهو دليل‬ ‫على ال�صحة النف�سية‪ ،‬وال�صالة هي ال�صلة احلقيقية بالله‬ ‫�سبحانه‪ ،‬وهنا نفهم جيدا ذلك ال�رس الكامن يف قول النبي‬ ‫«وجعلت قرة عيني يف ال�صالة»‪.‬‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪:‬‬ ‫ُ‬

‫ومعنى حديث ابن تيمية رحمه الله عن حت�صيل «لذة لو‬ ‫علمها امللوك لقاتلونا عليها بال�سيوف»‪.‬‬ ‫�إننا نربط �أنف�سنا حني ن�صلي بالقوة العظمى التي تهيمن‬ ‫قب�سا منها ن�ستعني‬ ‫على الكون ون�س�ألها �ضارعني �أن متنحنا ً‬ ‫به على معاناة احلياة‪ ،‬بل �إن ال�رضاعة وحدها كفيلة ب�أن‬ ‫تزيد قوتنا ون�شاطنا‪ ،‬ولن جتد �أح ًدا ت�رضع �إىل الله مرة �إال‬ ‫عادت عليه ال�رضاعة ب�أح�سن النتائج"‪.‬‬ ‫املنحى الثالث‬ ‫الرغبات‪ ..‬بني إشباعها والتحكم فيها‬ ‫هو االبتعاد عن املع�صية؛ فالإ�سالم مل يتنكر حلاجات‬ ‫الإن�سان ودوافعه الفطرية كما فعلت الرهبانية املبتدعة من‬ ‫قبل املتدينني املتزيدين الذين �شهدت الن�رصانية مولدهم‪،‬‬ ‫وحدثتنا ال�سنة النبوية عن منوذج منهم يف الإ�سالم يف‬ ‫الثالثة الذين تقالّوا عمل الر�سول؛ ف�أراود الرهبنة‪ ،‬بل يحث‬ ‫الإ�سالم على �إ�شباع الرغبات بطريق م�رشوع‪ ،‬و�إذا مل ي�ستطع‬ ‫ذلك ف�إنه يعلمه كيف ي�سيطر عليها ويتحكم فيها ويوجهها‬ ‫توجيها �سليما مراعيا مل�صلحة الفرد واجلماعة‪ .‬ومل ُيع َن‬ ‫القر�آن الكرمي بتوجيه الإن�سان �إىل ال�سيطرة على دوافعه‬ ‫الفيزيولوجية فقط؛ فقد ُعني كذلك بتوجيهه �إىل ال�سيطرة‬ ‫على دوافعه النف�سية �أي�ضا كالغ�ضب والعدوان والتكرب‪.‬‬ ‫�إن الإ���س�لام ينهى عن الكبائر وال��ذن��وب لأن املع�صية‬ ‫نف�سها حتطم النف�س الب�رشية‪ ،‬فب�سببها ي�ضيق �صدر امل�ؤمن‪،‬‬ ‫و�إذا �ضاق ال�صدر �ساءت الأخالق‪ ،‬و�إذا مل يلج�أ الإن�سان �إىل‬ ‫ربه لي�ساعده �أن يجرب ك�رسه يف مع�صيته‪ ،‬ف�إن قلقه يكون‬ ‫م�ضاعفا‪ ،‬وقد �صور القر�آن هذه احلالة يف �سورة التوبة فيما‬ ‫يخ�ص كعب بن مالك و�صاحبيه الذين تخلفوا عن ر�سول الله‬ ‫يف غزوة تبوك‪} :‬وعلى الثالثة الذين خُ ِّلفوا حتى �إذا �ضاقت‬ ‫عليهم الأر�ض مبا رحبت و�ضاقت عليهم �أنف�سهم وظنوا �أن‬ ‫ال ملج�أ من الله �إال �إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا �إن الله هو‬ ‫التواب الرحيم|‪.‬‬ ‫ومن الأق��وال احلكيمة البن عطاء الله ال�سكندري‪" :‬من‬ ‫عالمات االعتماد على العمل نق�صان الأمل عند وجود الزلل"‪،‬‬ ‫�أما امل�ؤمن احلقيقي ف�أعماله لي�س لها قيمة عنده‪ ،‬ولذلك هو ال‬ ‫يعتمد عليها‪ ،‬بل يعتمد على وا�سع مغفرة ربه حتى لو �أتاه‬ ‫بقراب الأر�ض خطايا لعلم �أن الله ي�أتيه مبثلها مغفرة‪.‬‬ ‫هذا الت�سامح مع النف�س ي�ؤدي �إىل تقبل النف�س بعد املع�صية‬ ‫والتوبة‪ ،‬وتقبل النف�س هو احلد الو�سط بني جلد النف�س الذي‬ ‫ي�ؤدي �إىل الي�أ�س والر�ضا عن النف�س الذي مينع من اال�ستزادة يف‬ ‫اخلري والرتقي نحو الكمال‪ .‬وتقبل النف�س عالمة من عالمات‬ ‫ال�صحة النف�سية؛ لأنه يجعل تقبل الآخرين �أمرا �سهال رغم‬ ‫كل اختالفهم و�أخطائهم‪ .‬بهذه الأ�ساليب الثالثة‪" :‬الإميان‪،‬‬ ‫والطاعة‪ ،‬واجتناب املع�صية" ي�سعى الإ�سالم �إىل تقوية مناعة‬ ‫الفرد النف�سية‪ ،‬وحتقيق التوازن بني البعد الروحي والبعد‬ ‫اجل�سدي؛ مما ي�ؤدي �إىل �شعور الفرد بالطم�أنينة وال�سكينة‬ ‫وات�صاف املجتمع كله بالأمن وال�سالم‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫املب�سم الفقهي‬

‫من فقـه‬ ‫ال�صيـ ــام‬

‫بقلم الأ�ستاذ‪ /‬عي�سىالفيلكاوي‬

‫< ال�صوم‪:‬‬

‫< �أق�سامه‪:‬‬

‫هو الإم�ساك عن املفطرات من �أكل �أو �رشب �أو ال�صيام فر�ض وتطوع‪ ،‬والفر�ض ثالثة �أق�سام‪� :‬صوم‬ ‫جماع �أو غريه من املف�سدات لل�صوم من طلوع رم�ضان ‪� -‬صوم الكفارات ‪� -‬صوم النذور‪.‬‬ ‫الفجر �إىل غروب ال�شم�س مع النية‪.‬‬

‫< �أركانه‪:‬‬

‫‪ - 1‬الإم�ساك عن املفطرات من طلوع الفجر �إىل‬ ‫< حكمه‪:‬‬ ‫�صوم رم�ضان واجب بالكتاب وال�سنة‪ ،‬وقد �أجمعت غروب ال�شم�س‪.‬‬ ‫الأمة على فري�ضة ال�صوم‪ ،‬و�أنه �أحد �أركان الإ�سالم ‪ - 2‬النية للحديث ال����وارد‪�« :‬إمن���ا الأعمال‬ ‫بالنيات»‪.‬‬ ‫اخلم�سة‪.‬‬

‫< ف�ضله‪:‬‬

‫‪12‬‬

‫< على من يجب؟‪:‬‬

‫‪ - 1‬ال�شهر ال��ذي �أن��زل فيه ال��ق��ر�آن‪ ،‬فهو �شهر يجب ال�صوم على كل‪ :‬م�سلم ‪ -‬عاقل ‪ -‬بالغ ‪-‬‬ ‫�صحيح ‪ -‬مقيم‪ ،‬ويجب �أن تكون املر�أة طاهرة من‬ ‫القر�آن‪.‬‬ ‫احلي�ض والنفا�س‪ ،‬فال �صيام على كافر وال جمنون‬ ‫‪ - 2‬فيه ليلة القدر خري من �ألف �شهر‪.‬‬ ‫وال �صبي وال مري�ض وال م�سافر وال حائ�ض وال‬ ‫‪ - 3‬رم�ضان �شهر الطاعات‪.‬‬ ‫نف�ساء وال �شيخ كبري ال ي�ستطيع ال�صيام‪.‬‬ ‫‪� - 4‬شهر اجلود والربكة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬تفتح فيه �أب��واب اجلنة‪ ،‬وتغلق فيه �أبواب‬ ‫النريان‪ ،‬وت�صفد فيه ال�شياطني‪.‬‬ ‫< فوائد ال�صيام‪:‬‬ ‫‪ - 6‬فيه عتقاء من النار كل ليلة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬بلوغ التقوى‪.‬‬ ‫‪ - 7‬العمرة يف رم�ضان تعدل حجة مع النبي ‪ - 2‬الثواب اجلزيل‪.‬‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ال�صوم تروي�ض للنف�س‪.‬‬ ‫‪ - 8‬فيه �صالة الرتاويح وقيام الليل‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ال�صيام تعليم لل�صرب‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ال�صيام ي�شفع ل�صاحبه‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تكفري للذنوب‪.‬‬ ‫< متى فر�ض‪:‬‬ ‫فر�ض �صوم �شهر رم�ضان يوم الإثنني يف ‪� 2‬شعبان ‪� - 7‬صحة للبدن‪.‬‬ ‫‪2‬هـ‪.‬‬ ‫والتطوع ك�صوم الإثنني واخلمي�س والأيام البي�ض < �آداب ال�صيام‪:‬‬ ‫(‪ 15 ،14 ،13‬من كل �شهر هجري) و�أيام تا�سوعاء ‪ - 1‬ت�أخري ال�سحور‪.‬‬ ‫وعا�شوراء‪ ،‬والوقوف بعرفة لغري احلاج وغريها‪ - 2 ..‬تعجيل الفطور على الرطب �أو التمرات �أو املاء‪.‬‬

‫‪ - 3‬الدعاء �أثناء ال�صيام وعند الفطر‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ا�ستعمال ال�سواك‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إطعام الصائم (والئم إفطار الصائم)‪.‬‬ ‫‪� - 6‬صيام ‪� 6‬أيام من �شوال بعده‪.‬‬ ‫‪ - 7‬حث الأهل والأوالد على القيام والإجتهاد‬ ‫يف العبادة‪.‬‬ ‫‪ - 8‬الكف عما يتنافى مع ال�صيام‪.‬‬ ‫‪ - 9‬اجلود ومدار�سة القر�آن‪.‬‬ ‫‪ - 10‬الإجتهاد يف الع�رشة الأواخر من رم�ضان‪.‬‬ ‫‪� - 11‬إعالن التوبة من اخلطايا والآثام‪.‬‬ ‫‪ - 12‬الإكثار من ذكر الله‪.‬‬ ‫‪ - 13‬الإكثار من ال�صدقات والإنفاق يف �سبيل‬ ‫الله‪.‬‬ ‫‪ - 14‬منا�سبة ل�صلة الرحم واملعارف والأهل‬ ‫والأ�صدقاء‪.‬‬ ‫‪ - 15‬احلر�ص على الدرو�س ال�رشعية وجمال�س‬ ‫الذكر يف امل�ساجد‪.‬‬ ‫‪� - 16‬إحياء �سنة الإعتكاف يف امل�سجد‪.‬‬

‫< �صالة الرتاويح‪:‬‬

‫التراويح هي قيام الليل جماعة في رمضان‪،‬‬ ‫ووقتها من بعد صالة العشاء إلى طلوع الفجر‪،‬‬ ‫وتصلى في املساجد جماعة وعدد ركعاتها مع‬ ‫الوتر إحدى عشر كعة فمن زاد فال بأس‪ ،‬وقد‬ ‫أجمع علماء اإلسالم على مشروعية أدائها‪.‬‬

‫< ليلة القدر‪:‬‬

‫هي �أف�ضل ليايل ال�سنة وهي خري من �ألف �شهر‬ ‫(�أكرث من ‪� 83‬سنة)‪� ،‬أي العمل فيها من ال�صالة‬ ‫والتالوة والذكر خري من �ألف �شهر‪ ،‬وي�ستحب طلبها‬ ‫يف الوتر من الع�رش الأواخر من رم�ضان‪.‬‬

‫< زكاة الفطر‪:‬‬

‫هي الزكاة التي جتب بالفطر من ال�صيام‪ ،‬وقد �أجاز‬ ‫بع�ض العلماء �إخراجها خالل �شهر رم�ضان وجتب‬ ‫على كل م�سلم كبريا ً �أو �صغري حرا �أو عبد ذكر �أو‬ ‫�أنثى‪ ،‬وقد �أمر ال�رشع ب�أدائها طعاماً‪ ،‬و�أجاز بع�ض‬ ‫العلماء �إخراج قيمتها ماالً‪ ،‬واحلكمة منها �أنها‬ ‫< مباحات ال�صوم‪:‬‬ ‫طهرة لل�صائم من اللغو والرفث‪ ،‬وتطييب خلاطر‬ ‫‪ - 1‬يباح لل�صائم امل�ضم�ضة واال�ستن�شاق دون الفقراء وهم مقبلون على العيد‪ ،‬وتكافل فريد بني‬ ‫مبالغة‪.‬‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬وقد قامت جلان الزكاة بدور طيب يف‬ ‫‪ - 2‬يباح لل�صائم االغت�سال يف نهار رم�ضان من ا�ستقبال زكاة الفطر وتوزيعها على امل�ستحقني‪.‬‬ ‫احلر‪.‬‬ ‫‪ - 3‬من �أكل �أو �رشب نا�سيا‪ ،‬فليتم �صومه وهو < �صالة العيد‪:‬‬ ‫�صحيح‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ا�ستحباب الغ�سل والتطيب ولب�س �أجمل‬ ‫‪ - 4‬ال ب�أ�س من التطيب‪.‬‬ ‫الثياب‪.‬‬ ‫‪ - 5‬بلغ الريق واالكتحال والقطرة يف العني‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الأكل قبل اخلروج �إىل ال�صالة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬خروج الن�ساء وال�صبيان واحلي�ض‪.‬‬ ‫< حمذورات ال�صيام‪:‬‬ ‫‪ - 4‬خمالفة الطريق والرجوع من طريق �آخر‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ال يجوز صيام يوم الشك وهو الثالثني من ‪ - 5‬تقام ال�صالة بال �آذان وال �إقامة‪.‬‬ ‫شعبان‪.‬‬ ‫‪ - 6‬ال �صالة قبل العيد وال بعدها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬يبطل الصيام من استفرغ ما في بطنه ‪ - 7‬التكبري يف الركعة الأوىل ‪ 7‬مرات ويف الثانية‬ ‫عمد ًا‪.‬‬ ‫خم�س مرات‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ي��ح��رم ع��ل��ى ال��ص��ائ��م اجل���م���اع ف���ي نهار ‪ - 8‬اخلطبة بعد ال�صالة‪.‬‬ ‫رمضان‪.‬‬ ‫‪ - 9‬التهنئة بالعيد وقول امل�سلمني لبع�ضهم‪:‬‬ ‫‪ - 4‬ي���ك���ره مل���ن ع����ذر ف���ي ال��ف��ط��ر أن يجاهر تقبل الله منا ومنك‪.‬‬ ‫بفطره‪.‬‬ ‫‪ - 10‬اللعب واللهو املباح يف الأعياد‪.‬‬ ‫والغيبة‬ ‫���ازف‬ ‫ع‬ ‫���‬ ‫مل‬ ‫وا‬ ‫��و‬ ‫ه‬ ‫��‬ ‫ل‬ ‫��‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫��ن‬ ‫ع‬ ‫��اد‬ ‫ع‬ ‫��‬ ‫ت‬ ‫��‬ ‫ب‬ ‫‪ - 5‬اال‬ ‫‪ - 11‬الإكثار من التكبري يف العيد‪.‬‬ ‫والنميمة‪.‬‬ ‫‪ - 12‬من مل يدرك �صالة العيد �صلى �أربعاً‪.‬‬

‫< الرتهيب من الفطر‪:‬‬

‫< �صيام �ستة �أيام من �شوال‪:‬‬

‫ورد يف احلديث ال�رشيف‪« :‬من �أفطر يوماً من للحديث الذي �أخرجه �أحمد وم�سلم والرتمذي‪« :‬من‬ ‫رم�ضان يف غري رخ�صة رخ�صها الله مل يق�ض عنه �صام رم�ضان ثم �أتبعه �ستاً من �شوال كان ك�صيام‬ ‫�صيام الدهر كله و�إن �صامه» رواه �أبو داود وابن الدهر كله»‪.‬‬ ‫ماجة والرتمذي‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫�أن�شطة جلنة العمل االجتماعي‬

‫لقد قام وفد من جلنة العمل االجتماعي بزيارة محافظ منطقة‬ ‫مبارك الكبير الشيخ‪ /‬علي العبدالله السالم الصباح ومناقشة‬ ‫بعض القضايا التي تهم املنطقة‬

‫مشروع «مبسم» يكرم حلقات القرآن الكرمي للكبار برعاية جلنة‬ ‫ضاحية جابر العلي للزكاة واخليرات بحضور رئيس اللجنة محمد‬ ‫مبارك العتيبي وحضور الشيخ يوسف السند املشرف العام ملشروع‬ ‫«مبسم» مبسجد طلحة األنصاري مبنطقة القرين‬

‫أقامت جلنة العمل االجتماعي محاضرة بعنوان من يكسب التحدي للشيخ يوسف السند في مركز شباب القصور مبناسبة العام الدراسي‬

‫أقام مشروع «مبسم» مهرجان عيد األضحى املبارك ‪1426‬هـ وكان هناك حضور من األهالي واألطفال‬

‫‪14‬‬

‫جلنة القرين للزكاة واخل�يرات تلفون‪ 5424948 - 5429222 :‬منطقة العدان ق‪١‬‬ ‫‪ -‬مقابل مركز القرين ال�صحي ‪ -‬الق�سم الن�سائي‪ - 5422173 :‬مندوب اللجنة‪9330225 :‬‬

‫مب�سم ال�سرية‬

‫خري الأنام‬ ‫بقلم الأ�ستاذ‪ /‬عي�سىالفيلكاوي‬

‫الت�أ�سي بالنبي �صلى الله عليه و�سلم يف �شمائله‬

‫الل �أُ ْ�س َو ٌة َح َ�س َنةٌ»‬ ‫ان َلك ُْم فيِ َر ُ�سولِ هَّ ِ‬ ‫قال رب العزة واجلالل‪َ « :‬ل َق ْد كَ َ‬ ‫(الأحزاب‪.)21 :‬‬ ‫قال ابن كثري رحمه اهلل يف تف�سريه‪( :‬هذه الآية الكرمية �أ�صل كبري‬ ‫يف الت�أ�سي بر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يف �أقواله و�أفعاله‬ ‫و�أحواله ولهذا �أمر تبارك وتعاىل النا�س بالت�أ�سي بالنبي �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم يوم الأحزاب يف �صربه وم�صابرته ومرابطته وجماهدته‬ ‫وانتظاره الفرج من ربه عز وجل �صلوات اهلل و�سالمه عليه دائم ًا‬ ‫�إىل يوم الدين‪ ،‬ولهذا قال تعاىل للذين تقلقوا وت�ضجروا وتزلزلوا‬ ‫الل‬ ‫ان َلك ُْم فيِ َر ُ�سولِ هَّ ِ‬ ‫وا�ضطربوا يف �أمرهم يوم الأحزاب‪َ } :‬ل َق ْد كَ َ‬ ‫�أُ ْ�س َو ٌة َح َ�س َن ٌة{ �أي هال اقتديتم به وت�أ�سيتم ب�شمائله �صلى اهلل عليه‬ ‫الل َوا ْل َي ْو َم ْالآخِ َر َوذَكَ َر هَّ َ‬ ‫ان َي ْر ُجو هَّ َ‬ ‫الل‬ ‫و�سلم ولهذا قال تعاىل‪ :‬مِّ‬ ‫«لَن كَ َ‬ ‫كَ ثِرياً» ثم قال تعاىل خمربا عن عباده امل�ؤمنني امل�صدقني بوعود‬ ‫اهلل لهم وجعله العاقبة حا�صلة لهم يف الدنيا والآخرة‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫ذكر �شمائله وف�ضائله �صلى الله عليه و�سلم يف التوراة‬

‫ذكر احلافظ ابن كثري يف تف�سريه‪ :498-497/3 :‬قال الإمام �أحمد‬ ‫حدثنا مو�سى بن داود‪ ..‬عن عطاء بن ي�سار قال‪« :‬لقيت عبد اهلل بن‬ ‫عمرو بن العا�ص ر�ضي اهلل عنها فقلت‪� :‬أخربين عن �صفة ر�سول‬ ‫اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يف التوراة‪ ،‬قال‪� :‬أجل واهلل �إنه ملو�صوف‬ ‫يف التوراة ببع�ض �صفته يف القر�آن } َيا �أَ ُّي َها ال َّنب ُِّي �إِ َّنا �أَ ْر َ�س ْل َناكَ‬ ‫ِيرا{ (الأح��زاب‪ )45 :‬وحرزاً للأميني‪ ،‬ف�أنت‬ ‫َ�شاهِ ًدا َو ُم َب�شرِّ ً ا َو َنذ ً‬ ‫عبدي ور�سويل‪� ،‬سميتك املتوكل‪ ،‬لي�س بفظ وال غليظ‪ ،‬وال �سخاب‬ ‫يف الأ�سواق‪ ،‬وال يدفع ال�سيئة بال�سيئة‪ ،‬ولكن يعفو وي�صفح ويغفر‪،‬‬ ‫ولن يقب�ضه اهلل حتى يقيم به امللة العوجاء ب�أن يقولوا ال �إله �إال‬ ‫اهلل‪ ،‬فيفتح بها �أعينا عميا‪ ،‬و�آذانا �صما وقلوبا غلفا»‪( .‬وقد رواه‬ ‫البخاري يف البيوع‪.)...‬‬

‫�صور من ع�رشته �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫مع �أزواجه ر�ضي الله عنهن‬

‫ذكر ابن القيم رحمه اهلل يف زاد املعاد ‪ 150/1‬حيث قال‪� :‬صح‬ ‫عنه �صلى اهلل عليه و�سلم من حديث �أن�س ر�ضي اهلل عنه �أنه‬ ‫يل من دنياكم‪ :‬الن�سا‪ ،‬والطيب‪ ،‬وجعلت قرة عيني‬ ‫«حبب �إ ّ‬ ‫قال‪ّ :‬‬ ‫يف ال�صالة» �أخرجه الن�سائي ‪ 16/7‬و�أحمد يف امل�سند ‪128/3‬‬ ‫و�سنده ح�سن و�صحه احلاكم ‪ 160/2‬ووافقه الذهبي‪.‬‬ ‫وكان الن�ساء والطيب �أحب �شيء �إليه �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫وكان يطوف على ن�سائه يف الليلة الواحدة‪ ،‬وكان قد �أعطي قوة‬ ‫ثالثني يف اجلماع وغريه‪ ،‬و�أباح اهلل له من ذلك ما مل يبحه لأحد‬ ‫من �أمته �صلى اهلل عليه و�سلم‪ .‬وك��ان يق�سم بينهم يف املبيت‬ ‫والإيواء والنفقة‪ ،‬و�أما املحبة فكان يقول‪« :‬اللهم هذا ق�سمي فيما‬ ‫�أملك‪ ،‬فال تلمني فيما ال �أملك»‪.‬‬ ‫وك��ان �إذا �صلى الع�رص دار على ن�سائه‪ ،‬فدنا منهن وا�ستقر�أ‬ ‫�أحوالهن‪ ،‬ف�إذا جاء الليل انقلب �إىل بيت �صاحبة النوبة فخ�صها‬

‫‪16‬‬

‫�إن �شخ�صيتنا للعدد الأول من جملتنا هي ال�شخ�صية‬ ‫الأوىل يف التاريخ من بني ال�شخ�صيات فهي �أعظم‬ ‫ال�شخ�صيات على مر الع�صور ولن ت�أت �شخ�صية مثلها‬ ‫حتى تقوم ال�ساعة ف�شخ�صيتنا هي ر�سولنا الكرمي وخري‬ ‫الأنام حممد بن عبدالله �صلى الله عليه و�سلم وعلى‬ ‫�آله و�صحبه �أجمعني‪� .‬إن �سريته �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫�شاملة‪ .‬جلميع النواحي الإن�سانية يف املجتمع مما‬ ‫يجعله القدوة ال�صاحلة لكل داعية وكل قائد وكل �أب‬ ‫وكل زوج وكل �صدق وكل مربي وكل �سيا�سي وكل رئي�س‬ ‫دولة وكل �إن�سان مي�شي على الأر�ض‪.‬‬ ‫بالليل‪.‬‬ ‫قالت عائ�شة ر�ضي اهلل عنها‪ :‬ال يف�ضل بع�ضنا على بع�ض يف ُمكثه‬ ‫عندهن يف الق�سم‪ ،‬وق ّل يوم الإ كان يطوف عليها جميعاً‪ ،‬فيدنو‬ ‫من كل امر�أة من غري م�سي�س حتى يبلغ التي هو يف نوبتها‪ ،‬فيبيت‬ ‫عندها» �أخرجه �أبو داود يف النكاح رقم ‪ .2135‬انتهى ما ذكره‬ ‫ابن القيم ‪ -‬رحمه اهلل تعاىل ‪ -‬يف زاد املعاد بحذق واخت�صار)‪.‬‬

‫مزاح ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‬

‫�أخرج الرتمذي يف ال�شمائل �ص‪ 17‬عن �أبي هريرة ر�ضي اهلل عنه‬ ‫قال‪ :‬قالوا‪ :‬يا ر�سول اهلل‪� ،‬إنك تداعبنا‪ ،‬قال‪�« :‬إين ال �أقول �إال حقا»‪.‬‬ ‫و�أخرجه البخاري يف الأدب (�ص‪ )14‬عن �أبي هريرة ر�ضي اهلل‬ ‫عنه مثله‪.‬‬

‫مزاحه مع امر�أة عجوزة‬

‫و�أخرج الرتمذي يف ال�شمائل (�ص‪ )17‬عن احل�سن ر�ضي اهلل عنه‬ ‫قال‪� :‬أتت عجوز النبي �صلى اهلل عليه و�سلم فقالت‪ :‬يا ر�سول اهلل!‬ ‫ادع اهلل �أن يدخلني اجلنة‪ ،‬فقال‪ :‬يا �أم فالن! �إن اجلنة ال تدخلها‬ ‫عجوز» قال‪ :‬فولت تبكي‪ ،‬فقال‪� :‬أخربوها �أنها ال تدخلها وهي‬ ‫اه َّن‬ ‫اه َّن �إِ َ‬ ‫عجوز‪� ،‬إن اهلل تعاىل يقول‪�} :‬إِ َّنا �أَ َ‬ ‫ن�شاء (‪ )35‬ف َ​َج َع ْل َن ُ‬ ‫ن�ش�أْ َن ُ‬ ‫َارا{ (الواقعة‪.)36 :‬‬ ‫�أَ ْبك ً‬ ‫قال العلماء‪ :‬كان النبي �صلى اهلل عليه و�سلم ميتاز من كمال‬ ‫َخلقه‪ ،‬وكمال ُخلقه مبا ال يحيط بو�صفه البيان‪ ،‬وكان من �أثره‬ ‫�أن القلوب فا�ضت ب�إجالله �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬والرجال تفانوا‬ ‫يف حياطته و�إكباره �صلى اهلل عليه و�سلم مبا ال تعرف الدنيا لرجل‬ ‫غريه �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬فالذين عا�رشوه‪� :‬أحبوه �صلى اهلل عليه‬ ‫و�سلم �إىل حد الهيام‪ ،‬ومل يبالوا �أن تندق �أعناقهم وال يخد�ش له‬ ‫ظفر‪ ،‬وما �أحبوه كذلك �إال �أن �أن�صبته من الكمال الذي يع�شق عادة‬ ‫مل يرزق مبثلها ب�رش‪1 .‬هـ‬

‫ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم يف عيون الآخرين‬

‫قالوا قدميا ‪ -‬احلق ما �شهدت به الأعداء ‪ -‬ونحن ننقل �أقوال بع�ض‬ ‫غري امل�سلمني يف ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم فمن ه�ؤالء‪:‬‬ ‫> غو�ستاف لوبون الفرن�سي‪ :‬حممد �أعظم من عرفهم التاريخ‬ ‫> توما�س االجنليزي‪ :‬حممد الرحمة واحلنان‬ ‫> نظمي لوقا امل�رصي‪ :‬حممد رجل فوق كل ال�شبهات‬ ‫> ديورافت الأمريكي‪ :‬حممد �أعظم عظماء التاريخ‬ ‫> ولز االجنليزي‪ :‬حممد �أعظم من �أقام دولة العدل والت�سامح‪.‬‬ ‫> اليتز االجنليزي‪ :‬امل�سيحي ال�صادق من يعرتف مبحمد‪.‬‬ ‫> وقد �ألف مايكل هارت الأمريكي كتابا �سماه اخلالدون مائة‬ ‫�أعظمهم حممد‪.‬‬ ‫هذه بع�ض �شهادات عظماء القوم يف �سيدنا ر�سول اهلل �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم فان كانوا ال يعرفون فليطلعوا على كتابات عقالئهم‬ ‫ومفكريهم فهذه �أقوالهم‪.‬‬

‫نزهة ثقافية‬ ‫يكتبها الأ�ستاذ‪� /‬أحمد الذهبي‬

‫< حدثت هذه الق�صة يف زمن الإمام �أحمد بن حنبل رحمه الله‬ ‫تعاىل‪ ،‬كان الإمام �أحمد بن حنبل يريد �أن يق�ضي ليلته يف امل�سجد‪،‬‬ ‫ولكن ُمنع من املبيت يف امل�سجد بوا�سطة حار�س امل�سجد‪ ،‬حاول‬ ‫مع الإمام ولكن ال جدوى‪ ،‬فقال له الإمام �س�أنام مو�ضع قدمي‪،‬‬ ‫بالفعل نام الإمام �أحمد بن حنبل مكان مو�ضع قدميه‪ ،‬فقام حار�س‬ ‫امل�سجد بجرّ لإبعاده من مكان امل�سجد‪ ،‬وكان الإمام �أحمد بن‬ ‫حنبل �شيخ وقور تبدو عليه مالمح الكرب‪ ،‬فر�آه خباز فلما ر�آه‬ ‫يجرّ بهذه الهيئة عر�ض عليه املبيت‪ ،‬وذهب الإمام �أحمد بن‬ ‫حنبل مع اخلباز‪ ،‬ف�أكرمه ون ّعمه‪ ،‬وذهب اخلباز لتح�ضري عجينه‬ ‫لعمل اخلبز‪ ،‬املهم الإمام �أحمد بن حنبل �سمع اخلباز ي�ستغفر‬ ‫وي�ستغفر‪ ،‬وم�ضى وقت طويل وهو على هذه احلال فتعجب الإمام‬ ‫�أحمد بن حنبل‪ ،‬فلما �أ�صبح �س�أل الإمام �أحمد اخلباز عن ا�ستغفاره‬ ‫يف الليل‪ ،‬ف�أجابه اخلباز‪� :‬أنه طوال ما يح�رض عجينه ويعجن‬ ‫فهو ي�ستغفر‪ ،‬ف�س�أله الإمام �أحمد‪ :‬وهل وجدت لإ�ستغفارك ثمره‪،‬‬ ‫والإمام �أحمد �س�أل اخلباز هذا ال�س�ؤال وهو يعلم ثمرات الإ�ستغفار‪،‬‬ ‫يعلم ف�ضل الإ�ستغفار‪ ،‬يعلم فوائد الإ�ستغفار‪.‬‬ ‫فقال اخلباز‪ :‬نعم‪ ،‬والله ما دعوت دعوة �إال �أجيبت‪� ،‬إال دعوة‬ ‫واحدة فقال الإمام الأحمد‪ :‬وما هي؟‬ ‫فقال اخلباز‪ :‬ر�ؤية الإمام �أحمد بن حنبل‬ ‫فقال الإمام �أحمد‪� :‬أنا �أحمد بن حنبل‪ ،‬والله �إين ُجررت �إليك جرا ً‬ ‫< قال الثوري‪ :‬العلم طبيب الدين واملال داءه ف�إذا ر�أيت الطبيب‬ ‫يجر الداء �إىل نف�سه فكيف يعالج غريه‪.‬‬ ‫< قال الثوري‪ :‬نعوذ بالله من فتنة العامل الفاجر وفتنة القائد‬

‫اجلاهل‪.‬‬ ‫< قال يحيى بن معاذ‪ :‬العلم قبل العمل والعقد قائد اخلري والهوى‬ ‫مركب املعا�صي واملال داء املتكرب‪.‬‬ ‫< قال مالك بن دينار‪� :‬إين ال �أقدر �أن �أعمل بجميع ما �أقول‪.‬‬ ‫< قال حامت‪ :‬ال تنظر �إىل من قال ولكن �أنظر �إىل ما قال‪.‬‬ ‫< قال �أبو م�سلم اخلوالين‪ :‬العلماء ثالثة‪.‬‬ ‫ رجل عا�ش بعلمه وعا�ش به النا�س‪.‬‬‫ رجل عا�ش بعلمه ومل يعي�ش به النا�س‪.‬‬‫‪ -‬رجل عا�ش بعلمه النا�س وهلك هو‪.‬‬

‫؟‬

‫< �أن القنفذ يعمده �إل تعلم‬

‫ىل‬ ‫العنب فيتمرغ فيه حتى الكرمه فيح‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫منها‬ ‫ف�إذا �أب�رصت به جرا�ؤه مي ًال �شو‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫�أطافت به تلتقط ذل ىل ع�شه‬ ‫<�شوكه وت�أكله‪.‬‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫حل‬ ‫ب‬ ‫من‬ ‫اخلي�ألن البقر ت�شت‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫رش‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫على �ض‬ ‫ملاء ال�صا‬ ‫الكدر الغليظ‪ .‬د ف�إنها ت�رشب مثل اجلميف النفي �أما‬ ‫ل من املاء‬ ‫< �أن الزرافة‬ ‫ال‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ال‬ ‫يف �أر�ض‬ ‫قليلة باملاء‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫م�سابقة‬

‫الرم�ضانية الأوىل‬ ‫�س‪ :1‬ما �أعظم �سورة يف القر�آن الكرمي؟‬ ‫�أ ‪ -‬الفاحتة‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬البقرة‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬الإخال�ص‪.‬‬ ‫�س‪ :2‬ما النوران اللذان �أوتيهما ر�سول الله‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم ومل ي�ؤتهما نبي‬ ‫قبله؟‬ ‫�أ ‪ -‬البقرة و�آل عمران‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬الفاحتة و�آية الكر�سي‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬الفاحتة وخواتيم �سورة البقرة‪.‬‬ ‫�س‪� :3‬آية يف كتاب الله من قر�أها دبر كل‬ ‫�صالة مل يحل بينه وبني دخول اجلنة �إال‬ ‫املوت‪ .‬فما هي؟‬ ‫�أ ‪� -‬آية الكر�سي‪.‬‬ ‫ب ‪� -‬آية ال ّدين‪.‬‬ ‫ج ‪� -‬آخر �آيتني من �سورة البقرة‪.‬‬ ‫�س‪ :4‬ما ال�سورة القر�آنية العظيمة التي‬ ‫�إذا قر�أت يف البيت نفر منه ال�شيطان ومل‬ ‫يدخله؟‬ ‫�أ ‪� -‬آل عمران‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬الرحمن‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬البقرة‪.‬‬

‫�س‪ :5‬من قائل هذه العبارة «لئن حييت حتى‬ ‫�آكل ثمراتي هذه �إنها حلياة طويلة»؟‬ ‫�أ ‪ -‬خبيب بن عدي ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬عمري بن احلمام ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬خباب بن الأرت ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫�س‪ :6‬من هو ال�صحابي الذي قال عنه الر�سول‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم‪« :‬لقد ر�أيتك مبكة وما‬ ‫بها من �أحد �أرق منك وال �أح�سن ملة منك ثم‬ ‫�أنت �أ�شعث الر�أ�س يف ب��رده» وذلك بعد �أن‬ ‫وقف عليه وهو �شهيد يف غزوة �أحد؟‬ ‫�أ ‪ -‬م�صعب بن عمري ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ب ‪� -‬أن�س بن الن�رض ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬حمزة بن عبداملطلب ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫�س‪ :7‬من �أول من بنى م�سجدا حول الكعبة‬ ‫ال�رشيفة؟‬ ‫�أ ‪� -‬أبو بكر ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬عمر بن اخلطاب ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬علي بن �أبي طالب ر�ضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫�س‪ :8‬اكمل احلديث التايل‪:‬‬ ‫قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‪ :‬من مل‬ ‫يدع قول الزور والعمل به ……………‬ ‫�س‪ :9‬ما �أركان ال�صيام؟‬ ‫ �أرك��ان��ه‪................................. -1 :‬‬‫‪.............................................‬‬ ‫‪-٢‬‬ ‫�س‪ :10‬اذكر بع�ض فوائد ال�صيام‪.‬‬ ‫‪.............................................‬‬ ‫‪-١‬‬ ‫‪.............................................‬‬ ‫‪-٢‬‬ ‫‪.............................................‬‬ ‫‪-٣‬‬ ‫‪.............................................‬‬ ‫‪-٤‬‬ ‫‪.............................................‬‬ ‫‪-٥‬‬ ‫‪..............................................‬‬ ‫‪-٦‬‬ ‫‪............................................. -٧‬‬

‫اال�سم‪........................................................................................................................................................................................ :‬‬ ‫العنوان‪ ........................................................................................... :‬رقم الهاتف‪............................................................... :‬‬

‫�رشوط امل�سابقة‪:‬‬

‫‪� -٢‬أن ال يقل عمر امل�شرتك عن ‪� ١٠‬سنوات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪� -١‬أن تكون �سبعة �إجابات �صحيحة‪.‬‬ ‫‪ -٣‬تو�ضع ورقة امل�سابقة يف �صندوق «جلنة العمل االجتماعي»بالق�صـور ق‪ ٧‬و�صندوق جمعية القرين‬ ‫مبنطقة الق�صور �أو االت�صال على‪6092989/5445413/5445412 :‬‬ ‫‪� -٤‬سحب القرعة على الفائزين وتوزيع اجلوائز بتاريخ ‪ 2006/11/3‬يوم اجلمعة مب�سجد طلحة‬ ‫الأن�صاري بعد �صالة اجلمعة‪.‬‬

‫‪18‬‬