issue 11

Page 1

‫م‬

‫شـ ـ ـ ـ‬

‫ـــ‬

‫ــــ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ع الب‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ ـاء اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالمي املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدن‬ ‫العدد احلادي عشر‬ ‫رمضان ‪1430‬هـ‬

‫عي�سى الفيلكاوي‪:‬‬

‫نشـ ـ ــرة إس ــالمية تربويـ ــة اجتماعيـ ــة‬

‫تصدر عن جلنة العمل االجتماعي ‪ -‬محافظة مبارك الكبير‬

‫ال�شيخ يو�سف ال�سند‪:‬‬

‫‪www.mabsam.com‬‬



‫املحتويات‬ ‫نشرة إسالمية تربوية اجتماعية دورية‬

‫‪4‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫عي�ســى الفيلـكاوي‬ ‫نائب رئيس التحرير‬

‫د‪ .‬حممد ال�شطي‬

‫‪6‬‬

‫أسرة التحرير‬

‫ال�شيخ‪ /‬يو�سـف ال�ســند‬ ‫دكتور‪ /‬حممـد ال�شـطي‬ ‫دكتور‪ /‬بدر ال�صميط‬ ‫الأ�ستاذ‪� /‬أحمــد الذهبي‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬ع�صام العبيد‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬خالد علي الكندري‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬خالد بور�سلي‬ ‫مهند�سة‪ /‬منال الفيلكاوي‬

‫طبع مبطابع‬ ‫التجارية‬ ‫االخراج الفني والتنفيذ‬

‫أشرف زعتر‬

‫‪8‬‬ ‫ويف هذا العدد‬ ‫< رحلة ال اّ‬ ‫أخلء‬ ‫< �أحكام الزكاة‬ ‫< مب�سم املر�أة‬ ‫< املركز الوقفي‬ ‫< �أن�شطة اللجنة‬ ‫< نزهة ثقافية‬ ‫< م�سك اخلتام‬

‫لال�ستف�سار ‪66092989 - 25445412/3‬‬ ‫جلنة العمل االجتماعي حمافظة مبارك الكبري‬

‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪3‬‬


‫�أخوكم ال�شيخ‪:‬‬

‫يو�سـف ال�ســند‬

‫�أهال �شهر‬ ‫اجلود‬ ‫والعطاء‪...‬‬ ‫فلنكن‬ ‫كذلك !!‬

‫‪4‬‬

‫�شهر رم�ضان‪� ،‬شهر اجلود والعطاء‪� ،‬شهر ال�سخاء والنماء‪� ،‬شهر الريح املر�سلة‪،‬‬ ‫مر�سلة بالغيث والرحمة والهدى والبينات والربكات واخلريات والتوجيهات‬ ‫املباركات‪...‬‬ ‫وقد كان ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم �أجود ما يكون يف رم�ضان‪ ،‬فقد كان‬ ‫–عليه ال�صالة وال�سالم– �أجود من الريح املر�سلة‪ ..‬واجلود وال�سخاء يجري يف‬ ‫نفو�س ال�صائمني يف �شهر رم�ضان كما يجري ال�ضياء يف الأفق معلنا انبالج‬ ‫الفجر ال�صادق من الكلمة الطيبة وحفظ الل�سان �إىل تفطري ال�صائمني وال�صدقات‬ ‫طوال رم�ضان �إىل زكاة الفطر ليلة العيد‪.‬‬ ‫ال ي�ستوى البخل عند الله واجلود‬ ‫اجلــود مكرمــة‪ ،‬والبـخــل مبغ�ضـة‬ ‫ومن امل��روءة �سخاوة النف�س وح�سن اخللق‪ ،‬وتنوع ال�صدقات والتربعات‬ ‫وامل�ساهمة الفاعلة يف �إقامة م�شاريع النه�ضة والتنمية لأمة الإ�سالم يف‬ ‫م�شارق الأر�ض ومغاربها ابتغاء بذلك الثواب ومر�ضاة اهلل تعاىل والدار الآخرة‬ ‫فال�سخاء واجلود حمبة وحممدة كما �أن البخل مذمة ومبغ�ضة‪.‬‬ ‫وي�سرته عنهم جميعا �سخا�ؤه‬ ‫ويظهر عيب املرء يف النــا�س بخله‬ ‫�أرى كل عيب وال�سخاء غطا�ؤه‬ ‫تغـــط ب�أثـــواب ال�سـخـــاء‪ ،‬ف�إنــني‬ ‫عن �أبي ذر ر�ضي اهلل عنه قال‪ :‬قال يل النبي �صلى اهلل عليه و�سلم‪( :‬ال حتقرن‬ ‫من املعروف �شيئا ولو�أن تلقى �أخاك بوجه طليق) رواه م�سلم‪ ،‬وقال ر�سول اهلل‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم‪( :‬اتقوا النار ولوب�شق مترة) رواه البخاري وم�سلم وعن �أبي‬ ‫هريرة –ر�ضي اهلل عنه– قال‪ :‬جاء رجل �إىل النبي �صلى اهلل عليه و�سلم فقال‪:‬‬ ‫يا ر�سول اهلل‪� ،‬أي ال�صدقة �أعظم �أجراً؟ فقال‪�« :‬أن ت�صدق و�أنت �صحيح �شحيح‪،‬‬ ‫تخ�شى الفقر وت�أمل الغنى‪ ،‬وال متهل حتى �إذا بلغت احللقوم‪ ،‬قلت‪ :‬لفالن كذا‪،‬‬ ‫ولفالن كذا‪ ،‬وقد كان لفالن»‪.‬‬ ‫ويف احلديث توجيهان تربويان‪:‬‬ ‫ف�ضيلة خلق حب العطاء ال �سيما يف حالة ال�صحة والقوة‪.‬‬ ‫ف�ضيلة خلق قوة الإرادة‪ ،‬وعلوالهمة‪ ،‬فهما اخللقان اللذان ين�ش�أ معهما احلزم‬ ‫والعزم واملبادرة �إىل فعل اخلري‪.‬‬ ‫فلنبادر �إىل ال�سخاء واجلود عرب التايل‪:‬‬ ‫< م�����س��اع��دة ال��ف��ق��راء واملحتاجني < و�ضع زكاة الفطر يف حملها ال�رشعي‬ ‫واملع�رسين واملدينني‪.‬‬ ‫< احلر�ص على �إخراج زكاة املال‪.‬‬ ‫< امل�شاركة يف امل�شاريع اخلريية < ت��ق��دمي ال��ه��داي��ا املنا�سبة للأهل‬ ‫املنوعة واملعروفة‪.‬‬ ‫واجلريان‪.‬‬ ‫< داللة النا�س على اخلري‪.‬‬ ‫< التو�سعة على الأهل والعيال خ�صو�صا‬ ‫< �إفطار ال�صائمني‪.‬‬ ‫�أيام العيد‪.‬‬ ‫وختاما �أهال �شهر اجلود والعطاء‪ ...‬فلنكن كذلك!!!‬ ‫وال�سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،،،‬‬


‫رحلة ال اّ‬ ‫أخلء‬ ‫برعاية جلنة العمل االجتماعي مبحافظة مبارك الكبري‬

‫تنظيم رحلة العمرة الثالثة لأهايل حمافظة مبارك الكبري‬

‫قامت جلنة العمل االجامتاعي‬ ‫مبحافظة مبارك الكبري برحلته‬ ‫ال�سنوية �إىل الديار املقد�سة وقد‬ ‫�شارك فيها بع�ض �أهايل املحافظة‬ ‫وقد كانت الرحلة بتاريخ ‪- 6/29‬‬ ‫‪� 7/9‬إىل �أبها ثم مكة املكرمة ثم‬ ‫املدينة‪ .‬وقد كان هناك برناجماً‬ ‫ثقافياً وترفيهياً للرحلة‪ ،‬وكان‬ ‫الأخ را�شد العروج مديرا ً للرحلة‬ ‫وال�شيخ د‪ .‬يو�سف ال�سند املر�شد‬ ‫لهذه الرحلة‪.‬‬ ‫وقد �شارك فيها عدد من �أع�ضاء‬ ‫اللجنة‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫املب�سم الإمياين‬ ‫أعدها الشيخ ‪ /‬عيسى الفيلكاوي‬

‫بزكاتي و�إنفاقي يزداد �إمياين‬ ‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم واحلمد هلل رب العاملني‬ ‫وال�صالة وال�سالم على �أ��شرف الأنبياء واملر�سلني‬ ‫�سيدنا حممد وعلى �آله و�صحبه �أجميعن‪� ...‬أما بعد‪..‬‬ ‫ِين � َآم ُنوا ا َّت ُقوا َهّ َ‬ ‫الل و�آمِ ُنوا‬ ‫}يا �أَ ُّي َها ا َلذ َ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫وي ْج َعل َّلك ُْم ُنوراً‬ ‫ب َِر ُ�سو ِل ِه ُي ْ�ؤ ِتك ُْم كِ ْف َلينْ ِ مِ ن َّر ْح َم ِت ِه َ‬

‫وي ْغف ِْر َلك ُْم َهّ ُ‬ ‫يم (‪{)28‬‬ ‫تمَ ْ ُ�ش َ‬ ‫ون ِب ِه َ‬ ‫ور َّر ِح ٌ‬ ‫والل َغ ُف ٌ‬ ‫�سورة احلديد (‪)28‬‬ ‫يبوا للِ َهّ ِ‬ ‫}يا �أَ ُّي َها ا َلذ َ‬ ‫ا�س َت ِج ُ‬ ‫وقال تعاىل‪َ :‬‬ ‫ِين � َآم ُنوا ْ‬ ‫واعل َُموا �أَ َّن َهّ َ‬ ‫الل َي ُحولُ‬ ‫ِلر ُ�سولِ �إ َذا َد َعاكُ ْم لمِ َا ُي ْحيِيك ُْم ْ‬ ‫ول َّ‬ ‫ون{‬ ‫َبينْ َ امل َْر ِء و َق ْل ِب ِه و�أَ َّن ُه �إل َْي ِه تحُ ْ �شرَ ُ َ‬ ‫(‪( )24‬الأنفال)‬ ‫�إن اهلل تعاىل �أنعم علينا بنعمة الإميان التي هي‬ ‫من �أعظم النعم فهي �أعظم من نعمة ال�سمع والب�رص‬ ‫و�أعظم من نعمة الطعام وال�رشاب فنعمة الإميان‬ ‫نعمة عظيمة وتقوى اهلل واال�ستجابة له ولر�سوله‬ ‫فيها احلياة الطيبة وفيها ال�سعادة التي ين�شدها‬ ‫كل فرد فكلما �أكرثت من العمل يف طاعة اهلل‬ ‫وا�ستجب ملا يدعوك ازداد �إميانك وقويت �صلتك‬ ‫ب��اهلل ف��زاد قربك منه ف�أ�صبحت روح��ك معلقة‬ ‫بخالقها فرتكت جواذب الأر�ض و�سمت �إىل الأعلى‬ ‫فذاك غذاءها فالروح ت�ستمد غذاءها من خالقها وتلك‬ ‫هي ال�سعادة التي ين�شدها كل فرد فنحن بحاجة‬ ‫ما�سة �إىل زاد من الإميان وتقوى اهلل وزاد كبري فذلك‬ ‫هوالزاد الذي يجب �أن تتزود منه لأننا نحتاج �إليه يف‬

‫‪6‬‬


‫كل وقت فعند االبتالءات وامل�صائب واملحن‬ ‫نحن بحاجة �إىل زاد من الإميان وتقوى اهلل‬ ‫و�إذا �أردنا �أن ن�شعر مبعية اهلل يف كل حركة‬ ‫و�سكنه و�أن �أردن��ا �أن من�شي بنور من اهلل‬ ‫و�أردنا �أن يغفر لنا و�أردنا �أن ن�ست�شعر معاين‬ ‫العزة والقوة فلنتزود من الإمي��ان وتقوى‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫وهناك �أعمال �إذا فعلتها ازداد �إميانك‬ ‫فمن ه��ذه الأع��م��ال‪ :‬ال��ق��ر�آن – ال�صالة –‬ ‫ال�صيام – الزكاة – احلج وغريها‪.‬‬ ‫و�سنو�ضح ال��ي��وم كيف ت��ك��ون الزكاة‬ ‫والإنفاق يف �سبيل اهلل زاد للإميان من خالل‬ ‫هذه النقاط‪-:‬‬ ‫�إن الزكاة من �أركان الإ�سالم ف�إذا �أخرجت‬ ‫زك���اة م��ال��ك ك��ان��ت تزكية مل��ال��ك ولنف�سك‬ ‫ف��ه��ي ت��زك��ي م��ال��ك فتنميه وت��زك��ي نف�سك‬ ‫ب��أن تبعدها عن ال�شح والبخل فقال تعاىل‪:‬‬ ‫}ومن يوق �شح نف�سه ف�أولئك هم املفلحون{‬ ‫�سورة احل�رش ( �آية ‪)9‬‬ ‫يف �إخراج الزكاة والإنفاق يف �سبيل اهلل‬ ‫حث على العطف على الفقراء وامل�ساكني‬ ‫وال�شعور بامل�شاركة يف �أمور الأمة الإ�سالمية‬ ‫وامل�ساعدة يف تقدمها ونه�ضتها‪.‬‬ ‫امل�سلم يخرج الزكاة وينفق يف �سبيل اهلل‬ ‫ويرى �أن هذا هوطاعة هلل وامتثال لأوامره‪.‬‬ ‫�أح�سا�س امل�ؤمن ب�أنه بحاجة �إىل الفقراء‬ ‫ليت�صدق عليهم مباله �أكرث من حاجة الفقري‬ ‫�إليه وذلك ب�أنه بحاجة �إىل ثواب اهلل يوم‬ ‫القيامة �أكرث من حاجة الفقري �إىل املال‬ ‫االقتداء بر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫و�صحابته يف الإنفاق يف �سبيل اهلل وكان‬ ‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم �أج��ود من‬ ‫الريح املر�سلة وك��ان �أج��ود ما يكون يف‬

‫رم�ضان القر�آن وهوكالم اهلل يحثنا على‬ ‫امل�سارعة يف الإنفاق يف �سبيل اهلل قبل‬ ‫فوات الأوان فقد قال تعاىل‪:‬‬ ‫}�أولئك ي�سارعون يف اخلريات وهم لها‬ ‫�سابقون{ �سورة امل�ؤمنون ‪61‬‬ ‫ال��زك��اة والإن��ف��اق يف �سبيل اهلل تدفع‬ ‫امل�سلمني ال�ستثمار �أم��وال��ه��م مب��ا ينفع‬ ‫امل�سلمني بدال من تعطيلها ويف ذلك مناء‬ ‫وقوة للإ�سالم وامل�سلمني‬ ‫وهكذا جند �أن الزكاة والإنفاق يف �سبيل‬ ‫اهلل عمل من الأعمال التي يتقرب بها العبد‬ ‫م��ن رب��ه وزاد نافع ل�صاحبه يف الدنيا‬ ‫والآخرة‪.‬‬ ‫و�آخر دعوانا �أن احلمد هلل رب العاملني‬ ‫وال�صالة وال�سالم على نبينا حممد �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم وعلى �آله و�صحبه �أجمعني‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫املب�سم الرتبوي‬ ‫كتبه‪ :‬د‪ .‬محمد يوسف الشطي‬

‫من �سيت�ص ّدق عنك غدا ؟‬ ‫احلمد هلل الكرمي املتف�ضل بالعطايا والإح�سان‪،‬‬ ‫وال�صالة وال�سالم على �أجود النا�س و�أبرهم‪ ،‬نبينا حممد‬ ‫وعلى �آله و�صحبه �أجمعني‪.‬‬ ‫�إن املال يف حقيقته هومال اهلل تعاىل‪ ،‬عارية من‬ ‫�أودعها الإن�سان ابتالء وامتحانا لينظر من ي�سابق به‬ ‫يف اخلريات ممن يبخل به‪ ،‬ويحر�ص على جمعه ومنعه‪،‬‬ ‫قال اهلل تعاىل‪� } :‬آمِ ُنوا ِباللهَّ ِ َو َر ُ�سو ِل ِه َو�أَن ِف ُقوا ممِ َّ ا َج َع َلكُم‬ ‫ِين � َآم ُنوا مِ نك ُْم َو�أَن َف ُقوا َل ُه ْم �أَ ْج ٌر‬ ‫ني فِ ي ِه فَا َّلذ َ‬ ‫ُّم ْ�س َت ْخ َل ِف َ‬ ‫ِري{ (احلديد‪.)7 :‬‬ ‫كَ ب ٌ‬ ‫ولذلك وعد اهلل عز وجل عباده الكرماء با َ‬ ‫خلل َِف ملن‬ ‫«و َما �أَن َف ْق ُتم ِّمن َ�ش ْي ٍء َف ُه َو ُي ْخ ِل ُف ُه َو ُه َو َخيرْ ُ‬ ‫�أعطى و�أنفق َ‬ ‫الرا ِزقِ ني» (�سب�أ‪ .)39 :‬و�أجزل اهلل لهم العطية للمنفقني‬ ‫َّ‬ ‫ب�أعظم مما �أنفقوا �أ�ضعاف ًا كثرية يف الدنيا والأخرة‪،‬‬ ‫�ض هّ َ‬ ‫الل َق ْر ً�ضا َح َ�س ًنا‬ ‫«من َذا ا َّلذِي ُي ْق ِر ُ‬ ‫فقال جل وعال‪َّ :‬‬ ‫ري ًة» (البقرة‪ ،)24 :‬كما �أن‬ ‫َف ُي َ�ضاعِ َف ُه َل ُه �أَ ْ�ض َعافًا كَ ِث َ‬ ‫ال�صدقة �سبب بحول اهلل وقوته �إىل زيادة املال‪ ،‬لأن‬ ‫املال ذاهب ال حمالة‪ ،‬و�إمنا �سمي املال ماالً‪ ،‬لأنه مييل‬ ‫�إىل هذا تارة‪ ،‬و�إىل الآخر تارة �أخرى‪ ،‬ف�إذا كان املال‬ ‫ذاهبا ال يبقى‪ ،‬وعر�ض ًا زائ ًال يفنى‪ ،‬فما �أجدر بالعاقل‬ ‫�أن ي ّدخره عند اهلل تعاىل‪ ،‬فما عند اهلل خري و�أبقى‪ ،‬فيقول‬

‫‪8‬‬

‫الر�سول �صلى الله عليه و�سلم ‪« -‬ما نق�صت �صدقة من‬ ‫مال‪ ،‬بل تزده» رواه م�سلم‪.‬‬ ‫وكان من خلق الر�سول ‪� -‬صلى اهلل عليه و�سلم ‪ -‬يف‬ ‫رم�ضان �أنه كان �أجود النا�س وال يخ�شى من ذي العر�ش‬ ‫�إقالالً‪ ،‬عن ابن عبا�س ‪ -‬ر�ضي الله عنهما ‪ -‬قال‪ .‬كان‬ ‫ر�سوالله ‪� -‬صلى الله عليه و�سلم ‪�« -‬أجود النا�س‪،‬‬ ‫وكان �أجود ما يكون يف رم�ضان حيث يلقاه جربيل‪،‬‬ ‫ولر�سول الله حيث يلقاه جربيل �أجود باخلري من الريح‬ ‫املر�سلة» رواه البخاري‪.‬‬ ‫وينبغي �أن تعلم ب�أن اهلل تعاىل ابتالنا بحق املال‪،‬‬ ‫فمن ا�ستعان به على طاعة اهلل‪ ،‬و�أنفقه يف �سبل اخلريات‪،‬‬ ‫كان �سببا مو�ص ًال له �إىل ر�ضوان اهلل والفوز باجلنة‪،‬‬ ‫اموا‬ ‫ِين َي ْتل َ‬ ‫وقال اهلل تعاىل‪�} :‬إِ َّن ا َّلذ َ‬ ‫اب اللهَّ ِ َو�أَ َق ُ‬ ‫ُون كِ َت َ‬ ‫ون‬ ‫اه ْم �سرِ ًّ ا َو َع َال ِن َي ًة َي ْر ُج َ‬ ‫ال�ص َال َة َو�أَن َف ُقوا ممِ َّ ا َر َز ْق َن ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ور ُه ْم َو َي ِزي َد ُهم ِّمن‬ ‫جِ َ‬ ‫ور (‪ِ )92‬ل ُي َو ِّف َي ُه ْم �أ ُج َ‬ ‫ار ًة لَّن َت ُب َ‬ ‫ت َ‬ ‫ُور{‪( .‬فاطر‪.)30-29 :‬‬ ‫ف ْ‬ ‫ُور َ�شك ٌ‬ ‫َ�ض ِل ِه �إِ َّن ُه َغف ٌ‬ ‫و�إن الإنفاق يف �سبيل اهلل‪ :‬يدفع اهلل عز وجل به عن‬ ‫العبد ال�رضّ واملر�ض والبالء‪ ،‬قال ابن القيم‪ :‬ف�إن لل�صدقة‬ ‫ت�أثرياً عجيب ًا يف دفع البالء‪ ،‬ولوكانت من فاجر �أوظامل‬ ‫بل من كافر‪ ،‬ف�إن اهلل يدفع بها �أنواع ًا من البالء‪ ،‬وهذا‬


‫�أمر معلوم عند النا�س خا�صتهم‬ ‫وعامتهم‪ ،‬و�أهل الأر���ض كلهم‬ ‫مقرون به لأنهم جربوه‪ .‬انتهى‪،‬‬ ‫وكم من يد �أعطت لوجه اهلل عز‬ ‫وجل عافاها اهلل ودفع عنها البالء‪.‬‬ ‫وم��ن عجائب ال�صدقة‪� :‬إن فيها‬ ‫على ع��ب��اد اهلل امل��ؤم��ن�ين وتنفي�س‬ ‫لكرباتهم فعن �أبي هريرة ‪ -‬ر�ضي الله‬ ‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال ر�سول الله �صلى الله‬ ‫عليه و�سلم‪« :‬من نف�س عن م�ؤمن كربة من‬ ‫كرب الدنيا‪ ،‬نف�س الله عنه كربة من كرب‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬ومن ي�رس على مع�رس ي�رس الله‬ ‫يف الدنيا والآخرة» رواه م�سلم‪.‬‬ ‫بل �إن ال�صدقة تطهر �صاحبها من الذنوب‬ ‫واخلطايا وتزكية «قال اهلل تعاىل‪ُ } :‬خ ْذ مِ ْن‬ ‫ِّيهم ِب َها{ (التوبة‪:‬‬ ‫�أَ ْم َوال ِ​ِه ْم َ�ص َد َق ًة ُتطَ ِّه ُر ُه ْم َو ُت َزك ِ‬ ‫‪.)103‬‬ ‫كما �أن يف ال�صدقة قلت �أوك�ث�رت‪ ،‬ع�رش‬ ‫خ�صال حممودة‪ ،‬خم�سة يف الدنيا‪ ،‬وخم�سة يف‬ ‫الآخرة‪.‬‬ ‫�أما التي يف الدنيا‪:‬‬ ‫ف�أولها‪ :‬تطهري املال‬ ‫وثانيها‪ :‬تطهري البدن كما قال اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫}خ��ذ من �أموالهم �صدقة تطهرهم وتزكيهم‬ ‫بها{ (التوبة‪.)103 :‬‬ ‫وال��ث��ال��ث‪� :‬أن فيها دفع‬ ‫ال��������ب����ل���اء‬

‫والأم���را����ض‪ ،‬كما ق��ال عليه ال�صالة‬ ‫وال�سالم‪« :‬داووا مر�ضاكم بال�صدقة»‪.‬‬ ‫ورابعها‪� :‬أن فيها �إدخال ال�رسور على‬ ‫امل�ساكني‪ ،‬وتفريج كربهم وه��ذا من �أف�ضل‬ ‫الأعمال‪.‬‬ ‫واخلام�س‪� :‬أن فيها بركة يف املال و�سعة‬ ‫يف الرزق كما قال اهلل تعاىل‪} :‬وما �أنفقتم من‬ ‫�شيء فهويخلفه{ (�سب�أ‪.)39 :‬‬ ‫�أما اخلم�سة التي يف الآخرة‪:‬‬ ‫ف�أولها‪� :‬أن ال�صدقة تكون ظ ّال ل�صاحبها من‬ ‫�شدة احلر‪.‬‬ ‫وثانيها‪� :‬أن فيها خفة احل�ساب‪.‬‬ ‫والثالثة‪� :‬أنها تثقل امليزان‪.‬‬ ‫والرابعة‪ :‬جواز على ال�رصاط‪.‬‬ ‫و�أخ�يراً ينبغي �أن ُيعلم ب��أن �أف�ضل ال�صدقة‬ ‫�إذا كانت يف عز ال�شباب‪ ،‬واقبال العمر مع كمال‬ ‫ال�صحة والعافية‪ ،‬حلديث �أبي هريرة ‪ -‬ر�ضي اهلل‬ ‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬جاء رجل �إىل النبي ‪� -‬صلى الله عليه‬ ‫و�سلم ‪ -‬فقال يا ر�سول الله‪� :‬أي ال�صدقة �أعظم �أجرا ً؟‬ ‫قال‪�« :‬أن ت�صدق و�أنت �صحيح �شحيح تخ�شى الفقر‬ ‫وت�أمل الغنى‪ ،‬وال متهل حتى �إذا بلغت احللقوم قلت‪:‬‬ ‫لفالن كذا ولفالن كذا‪ ،‬وقد كان لفالن» رواه البخاري‬ ‫وم�سلم‪ ،‬فهذه ال�صدقة من �أحب ال�صدقات �إىل اهلل‬ ‫تعاىل‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫إعداد األستاذ‪ :‬خالد علي‬

‫املب�سم الرتبوي‬

‫�أحكام الزكاة‬

‫الزكاة م�شتقة يف اللغة العربية من زكا والتي تعني النماء والطهارة‬ ‫والربكة ف�إخراج الزكاة طهر لأموال امل�سلم وقربه �إىل اهلل تعايل يزداد‬ ‫بها وجمتمعه بركة و�صالحا‪.‬‬ ‫فالزكاة طهر للمجتمع من التحا�سد والتباغ�ض وعن�صر هام لزيادة التواد‬ ‫والتكافل بني �أفراد املجتمع‪.‬‬

‫�أهمية الزكاة‬ ‫الزكاة رك��ن من �أرك��ان الإ���س�لام الأ�سا�سية وهي‬ ‫فري�ضة على كل م�سلم تتوفر فيه �رشوطها فيجب‬ ‫عليه �إخراجها مل�ستحقيها وقد ورد لفظ الزكاة يف‬ ‫القر�آن الكرمي مع ال�صالة يف �أكرث من (‪� )80‬آية‪.‬‬ ‫}�إن الذين �أمنوا وعملوا ال�صاحلات و�أقاموا ال�صالة‬ ‫و�أتوا الزكاة لهم �أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم‬ ‫وال هم يحزنون{ البقرة �آية ‪.277‬‬

‫حكمة الزكاة‬

‫}من ذا الذي يقر�ض اهلل قر�ض ًا ح�سن ًا في�ضاعفه له‬ ‫�أ�ضعاف ًا كثرية واهلل يقب�ض ويب�سط و�إليه ترجعون{‬ ‫البقرة �آية ‪.245‬‬ ‫والزكاة يف الإ�سالم هي �أول نظام عرفته الب�رشية‬ ‫لتحقيق الرعاية للمحتاجني والعدالة االجتماعية‬ ‫بني �أفراد املجتمع حيث يعاد توزيع جزء من ثروات‬ ‫الأغنياء على الطبقات الفقرية واملحتاجني‪.‬‬

‫زكاة احللي‪..‬‬ ‫من الذهب والف�ضة‬

‫احللي امل�صنعة من غري الذهب والف�ضة ال زكاة‬ ‫امل�سلم الغني ينظر �إىل ثروته و�أمواله ك�أمانة ا�ست�أمنه فيها‬ ‫اهلل عليها ينبغي عليه �أن ي�ؤدي حقها وي�ستعملها حلي املر�أة املعدة لال�ستعمال ال�شخ�صي ال زكاة فيها‬ ‫�إذا مل تزد عن القدر املعتاد للب�س املر�أة بني مثيالتها‬ ‫فيما ير�ضي اهلل تعايل‪.‬‬ ‫ويحث اهلل تعايل امل�سلمني على الإنفاق من �أموالهم يف امل�ستوي االجتماعي لها‪.‬‬ ‫�أما ما زاد عن القدر املعتاد فيجب تزكيته لأنه �صار‬ ‫لي�سدوا حاجات الفقراء واملحتاجني‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫فيه معني الإكتناز والإدخار وكذلك تزكي املر�أة ما �أوجاحد للدين ولكن عليه بينة �أودليل بحيث لورفع‬ ‫عرفت عن لب�سه من احللي لقدم طرازه �أونحوذلك من �أمره للق�ضاء ا�ستطاع التاجر ا�سرتداده‪.‬‬ ‫الأ�سباب‪.‬‬ ‫جتب الزكاة يف هذا الق�سم من الديون‬ ‫وجتب الزكاة يف احللي مهما بلغت �إذا ا�شرتتها املر�أة‬ ‫بنية الإدخار �أوالإ�ستثمار‪.‬‬ ‫‪ -2‬دين غري مرجوالأداء‪.‬‬ ‫وحت�سب زكاة حلي الذهب والف�ضة ح�سب وزن الذهب وهوما كان على جاحد �أومنكر ولي�س عليه بينة‬ ‫والف�ضة اخلال�صني وال �إعتبار بالقيمة وال زيادتها �أوكان على مقر بالدين ولكن كان مماطال �أومع�رسا‬ ‫ب�سبب ال�صياغة وال�صناعة وال بقيمة الأحجار ال يقدر على ال�سداد‪.‬‬ ‫الكرمية والقطع امل�ضافة من غري ذهب والف�ضة‪.‬‬ ‫ال جتب الزكاة يف هذا الق�سم من الديون �إال بعد قب�ضه‬ ‫احللي امل�صنوعة من غري الذهب اخلال�ص ي�سقط من فع ًال فيزكي �سنة واحدة و�إن بقي عند املدين �سنني‪.‬‬ ‫وزنها ما يخالطها من غري الذهب‪.‬‬

‫املقتنيات من‬ ‫الذهب والف�ضة‬

‫امل�ستحقون للزكاة‬

‫ثمانية �أ�صناف لقوله تعايل }�إمنا ال�صدقات للفقراء‬ ‫وامل�ساكني والعاملني عليها وامل�ؤلفة قلوبهم ويف‬ ‫املقتنيات من الذهب والف�ضة و�إن حرمت جتب ال��رق��اب والغارمني ويف �سبيل اهلل واب��ن ال�سبيل‬ ‫الزكاة فيها ومثال ذلك ما اتخذه الرجل من الزينة فري�ضة من اهلل واهلل عليم حكيم{‪.‬‬ ‫املحرمة ك�سوار الذهب لل�ساعة �أوقلم ذهبي �أو�ساعة‬ ‫ذهبية �أوخامت ذهبي‪.‬‬ ‫وحلي املر�أة من الذهب والف�ضة التي تتخذها ت�شبها‬ ‫بالرجال‪ ,‬وكذلك �آنية الذهب والف�ضة ونحوها‪.‬‬ ‫وي�ضم الذهب بع�ضه �إىل بع�ض وت�ضم الف�ضة‬ ‫بع�ضها �إىل بع�ض ف���إن بلغ الن�صاب وجبت‬ ‫الزكاة‪.‬‬

‫زكاة الديون‬ ‫يق�سم الفقهاء الديون �إىل ق�سمني‪:‬‬ ‫‪ -1‬دين مرجوالأداء‪.‬‬ ‫وهوما كان على مقر بالدين قادر على �أدائه‬

‫‪11‬‬


‫إعداد‪ :‬م‪ .‬منال الفيلكاوي‬

‫مب�سم املر�أة‬ ‫الر�سائل‬ ‫الرم�ضانية‬

‫�إىل كل الأحبة‬ ‫�إلــــى‪ ..‬جدتي العزيــــزة‬

‫ال�سالم عليك ورحمة الله وبركاته‪ ..‬لعل ر�سالتي ال تعرف طريقها اليك و�أنت تفرت�شني الرتاب وتلتحفني الرتاب‪..‬‬ ‫لكن كوين مت�أكدة �أنني لن �أن�ساك يف �شهر الدعاء‪ ..‬فالدعاء هدايا الأحياء للأموات و�إن كان بع�ض النا�س قد اعتادوا‬ ‫على عادات جميلة كتقدمي الهدايا لأحبائهم من اجلدات واالمهات يف بداية ال�شهر‪ ..‬هدايا من عطور وبخور ودهن‬ ‫عود‪ ..‬ف�إن هدايا الأموات هي ال�صدقة عنهم والدعاء لهم‪ ..‬وكيف ال �أدعولك ياجدتي و�أنت �أول من علمني ف�ضل ليلة‬ ‫القدر‪..‬‬ ‫ال �أن�سى ياجدتي ذلك اليوم حينما كنت حتدثينا عن ف�ضل ليلة القدر على �سائر الليايل والأيام و�أنها ليلة يجاب‬ ‫فيها الدعاء‪ ..‬وال يف�صل بني الدعاء وبني ال�سماء �أبواب‪ ..‬ليلتها فكرت يف كالمك كثريا قبل النوم حتى انني قررت‬ ‫�أن �أجعل لنف�سي وردا من الدعاء �أكرره كل م�ساء يف ليايل رم�ضان الع�رش الأواخر‪ ..‬وكلما كربت ياجدتي �أجد لهذا‬ ‫الدعاء �أثر عظيما يف حياتي‪ ..‬كيف ال والدعاء هومخ العبادة‪ ..‬وما �أعذب �أن يناجي العبد ربه يف ليايل رم�ضان‪...‬‬ ‫ويف الع�رش الأواخر يف �صالته ويف كل وقت من �أوقات اليوم‪ ،‬وقد كانت لك عادة طيبة فكنت دائما تفرقني الطعام‬ ‫على اجلريان وعلى الفقراء فكانت الأوقات التي تق�ضينها يف املطبخ امنا هي عبادة من العبادات فرم�ضان �شهر‬ ‫اطعام الطعام وال�صدقة‪ ..‬فرحمك الله رحمة وا�سعة‪..‬‬

‫�إلــــى‪ ..‬جــدي العزيـــــز‬ ‫عندما �أتذكرك ياجدي �أتذكر القر�آن‪ ..‬وهذا هو�شهر القر�آن‬ ‫قد جاء‪� ..‬شهر ت�ضاعف فيه الأج��ور‪ ..‬عندما �أتذكرك‬ ‫اليوم �أتذكر ما قاله ابن م�سعود‪ :‬من قر�أ ليلة خم�سني‬ ‫�آية مل يكتب من الغافلني ومن قر�أ مبئة �آية كتب من‬ ‫القانتني ومن قر�أ ثالثمائة �آية كتب له قنطار‪.‬‬ ‫لقد كان ال�صحابة الكرام والتابعني من بعدهم ال‬ ‫ين�شغلون يف رم�ضان بغري القر�آن فقد كان لل�شافعي‬ ‫رحمه الله يف رم�ضان �ستون ختمة يقر�ؤها يف غري‬ ‫ال�صالة وكان الزهري يقول اذا دخل رم�ضان‪ :‬ف�إمنا‬ ‫هوتالوة القر�آن و�إطعام الطعام‪.‬‬ ‫وكنت ياجدي ك�أنك تتمثل قول الزهري هذا يف رم�ضان‬ ‫وال تلقى النا�س اال بعد �أن تكمل وردك من القر�آن‪..‬‬

‫‪12‬‬

‫كنت تق�سم يومك يف رم�ضان‪ ..‬فبعد الفجر اىل ال�رشوق‬ ‫كان لك ورد من القر�آن وكلنا يعلم ف�ضل هذا الوقت‪..‬‬ ‫فقد قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‪« :‬من �صلى‬ ‫ال�صبح يف جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع‬ ‫ال�شم�س ثم �صلى ركعتني كانت له ك�أجر حجة وعمرة‬ ‫تامة تامة تامة»‪.‬‬ ‫وكان لك ورد من القر�آن فيما بني �أذان الع�رص اىل‬ ‫املغرب �أما وردك الثالث فكان من بعد �صالة الرتاويح‬ ‫م�ساء‪ ..‬وهكذا ع�شت مع القر�آن حتى �أكرمك الله بقب�ض‬ ‫روحك يف الع�رش الأواخر‪ ..‬لتكون �أول ليلة لك يف القرب‬ ‫هي ليلة ال�سابع والع�رشين من رم�ضان‪ ..‬فرحمك الله‬ ‫و�أعلى يف اجلنة مرتقاك‪.‬‬


‫�إلــــى‪� ..‬أمي احلبيبة‬

‫�إلــــى‪� ..‬أبي احلبيب‬

‫لقد �أحاطتنا رعايتك منذ ال�صغر‪ ..‬وكنت �أرى‬ ‫امنياتك لنا يف ال�صالح ودعواتك لنا يف �صالتك‪..‬‬ ‫ب�أن نكون على قدر من الدين نقتدي بال�صاحلات‬ ‫�أمثال خديجة وزينب بنت حج�ش‪ ..‬هل تذكرين‬ ‫يا �أمي ق�صة زينب بنت جح�ش‪ ..‬قال ر�سول الله‬ ‫�صلى الله عليه و�سلم يوما لن�سائه‪� »:‬أطولكن‬ ‫يدا �أ�رسعكن حلوقا بي» وكانت ن�ساء النبي‬ ‫ر�ضوان الله عليهن يق�سن طول ايديهن فلما قب�ض‬ ‫الله تعاىل زينب قبلهن علمن انه امنا كنى عن‬ ‫ال�صدقة والعطاء بطول اليد وكانت زينب حتب‬ ‫ال�صدقة‪ ..‬وحتى اليوم كنت دائما تدليننا على‬ ‫ابواب اخلري وال�صدقة وحتثيننا عليها‬ ‫وقد ورد يف ال�صحيحني عن ابن عبا�س ان �أن‬ ‫النبي �صلى الله عيله و�سلم كان �أجود النا�س‬ ‫وكان �أج��ود ما يكون يف رم�ضان حني يلقاه‬ ‫جربيل يدار�سه القر�آن‪..‬‬

‫لقد علمتنا ال�صرب وان��ت تكابد اي��ام ال�صيف‬ ‫احلارة �صائما تطوعا لله تعاىل‪ ..‬بالرغم من‬ ‫ان�شغاالتك وم�سئولياتك‪ ..‬وعام بعد عام يزداد‬ ‫اجلوحرارة يف �شهر رم�ضان‪ ..‬لكنك �رضبت لنا‬ ‫اروع مناذج املجاهدة وانت ت�صوم االيام احلارة‬ ‫ومل يكن ذلك مينعك من املثابرة والعمل الذي‬ ‫ميتد �أحيانا حتى قبيل �أذان املغرب‪..‬‬ ‫�إن �شهر رم�ضان هو �شهر العبادة والعمل يف‬ ‫طلب الرزق هو نوع من العبادة اي�ضا‪.‬‬ ‫عن املقدام ر�ضي الله عنه عن ر�سول الله �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم قال‪( :‬ما �أكل �أحد طعاماً قط‬ ‫خريا ً من �أن ي�أكل من عمل يده و�إن نبي الله‬ ‫داود عليه ال�سالم كان ي�أكل من عمل يده) رواه‬ ‫البخاري‪.‬‬ ‫وهذا احلث من النبي عليه ال�صالة وال�سالم‬ ‫ال ي�ستثنى منه �شهر الربكة �شهر رم�ضان املبارك‪..‬‬ ‫واالجر على قدر امل�شقة‪.‬‬

‫�إلــــى‪� ..‬أختي احلبيبة‬ ‫ي�أتي رم�ضان يا �أختاه و�أتذكر �شقاوة الطفولة‪..‬‬ ‫و�رسقة الطعام ونحن �صغار يف نهار رم�ضان‪ ..‬تذكري‬ ‫يا اختاه ان م�ساعدة والدتك يف املطبخ هواي�ضا نوع‬ ‫من انواع العبادة يف رم�ضان اذا احت�سبتي �أجر اطعام‬ ‫ال�صائمني‪ ..‬وما �أجمل هذه امل�ساعدة عندما ت�أتي‬ ‫منك بوجه ب�شو�ش‪� ..‬أختاه تتكالب علينا يف رم�ضان‬ ‫الف�ضائيات وك�أنها تتناف�س على �رسقت دقائق رم�ضان‬ ‫الثمينة من بني �أيدينا و�أنت تعرفني كيف تنق�ضي‬ ‫�أيامه ولياليه بلمح الب�رص فهل يعقل �أن ينفرط الكنز‬ ‫من يديك حبة حبة و�أنت �أمام التلفاز متجمدة بال‬ ‫حراك‪ ..‬ت�صيغ �أفكارك �سيناريوهات امل�سل�سالت التي‬ ‫ال تكاد تخلومن املجون وال�سفاهات‪� ..‬أنت �أعقل من‬ ‫ذلك‪ ..‬لقد كنا جنل�س معا مت�سك كل واحدة منا بورقة‬ ‫وقلم‪ ،‬نخطط القتنا�ص الأوقات يف رم�ضان باجناز‬

‫عدد من ختمات القر�آن و�أعمال الرب واخلري فال ترتكي‬ ‫هذه العادة ودعك من �سارق االوقات الثمينة الذي‬ ‫ي�سمونه التلفاز‪..‬‬ ‫وعندما يطرب �أه��ل اللهويف لهوهم‪ ..‬نفرح نحن‬ ‫باالجتماع مع ربنا يف تراويح �أوتهجد نردد فيه‬ ‫الرحمن �أو�آل عمران ونرفع �أكف الدعاء كل يوم كما‬ ‫علمتنا جدتنا‪..‬‬ ‫�أختاه‪ ..‬احذري من �أن ي�رسقك ال�سوق من �أداء حقوق‬ ‫الله تعاىل يف رم�ضان �أن�صحك ب�أن حتاويل جتميع كل‬ ‫ما حتتاجينه يف ورقة لإجنازه يف يوم واحد �أويومني‬ ‫حتى يت�سنى لك التفرغ للعبادة فيما بعد وا�ستغلي‬ ‫زحمة الطرقات بتالوة القر�آن خري من �ضياع الوقت‬ ‫بال فائدة ترجتى‪..‬‬ ‫بارك الله لك يف وقتك‪..‬‬

‫‪13‬‬


‫املركز الوقـفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫لأجـي ـ ـ ــال‬

‫‪14‬‬


15


‫�أن�شطة اللجنة‬ ‫ق��ام��ت جلنة العمل االجتماعي‬ ‫مبحافظة مبارك الكبري بتنظيم‬ ‫رحلة ترفيهية لأه��ايل حمافظة‬ ‫مبارك الكبري �إىل �شاليه ل�ؤل�ؤة‬ ‫القرين حيث �شملت الرحلة درو�س‬ ‫وخ��واط��ر �إميانية تناولت ف�ضل‬ ‫الأخ���وة يف الله و�أث��ره��ا الكبري‬ ‫يف الت�أليف بني القلوب وتقوية‬ ‫�أوا�رص املحبة والتعاون فيما بني‬ ‫امل�سلمني‪ ،‬كما مت عمل دوري ريا�ضي‬ ‫يف كرة الطائرة‪ ،‬وم�أدبة غداء على‬ ‫�رشف احل�ضور‪ ،‬وقد تخلل الرحلة‬ ‫حفل تكرمي للم�شاركني يف رحلة‬ ‫العمرة التي نظمتها اللجنة لأهايل‬ ‫حمافظة مبارك الكبري خالل الفرتة‬ ‫من ‪ 2009/6/29‬حتى ‪2009/7/8‬‬ ‫حتت �شعار «عمرة الأخالء»‪.‬‬

‫‪16‬‬


‫يكتبها الأ�ستاذ‪� /‬أحمد الذهبي‬

‫نزهة ثقافية‬

‫هم بالقيام امر�أة عليها هيئة ال�سفر‪ ،‬وعليها ثياب رثة فوقفت‬ ‫جل�س امل�أمون يوما للمظامل فكان �آخر من تقدم �إليه‪ ،‬وقد ّ‬ ‫بني يديه فقالت‪ :‬ال�سالم عليك يا �أمري امل�ؤمنني ورحمة اهلل وبركاته‪ .‬فنظر امل�أمون �إىل يحيى بن �أكثم ‪ .‬فقال لها يحيى‪:‬‬ ‫وعليك ال�سالم يا �أمة‪ ،‬تكلمي يف حاجتك‪ ،‬فقالت ‪:‬‬ ‫يا خري منت�صف ُيهدى له الر�شد ويا �إمامــــا به قـد �أ�شـــرق البلد‬ ‫ت�شكو �إليك عميد قوم �أرملـــــة عـدا عليها فلم يرتك لها �سبد‬ ‫وابتزّ مني �ضياعي َمنْعتهــــا ظلما وفرّق مني الأهل والولد‬ ‫ف�أطرق امل�أمون حينا ثم رفع ر�أ�سه �إليها وهو يقول ‪:‬‬ ‫يف دون ما ِ‬ ‫قلت زال ال�صرب واجللد عـني و�أقرح منــي القلــب والكبــ ُد‬ ‫هــذا �أوان �صالة الع�صـر فان�صــرفــي واح�رضي اخل�صم يف اليوم الذي � ِأع ُد‬ ‫ق�ض اجللو�س لنا نن�صفــك منـه و�إال املجـــــل�س الأحـــ ُد‬ ‫واملجل�س ال�سبت �إن ُي َ‬ ‫فلما كان يوم الأحد جل�س فكان �أول من تقدم �إليه تلك املر�أة فقالت‪ :‬ال�سالم عليك يا �أمري امل�ؤمنني ورحمة اهلل وبركاته فقال‪:‬‬ ‫وعليك ال�سالم‪� .‬أين اخل�صم؟ فقالت‪ :‬الواقف على ر�أ�سك يا �أمري امل�ؤمنني‪ ،‬و�أوم�أت �إىل العبا�س ابنه فقال‪ :‬يا �أحمد بن �أبي خالد‬ ‫ُخذ بيده ف�أجل�سه معها جمل�س اخل�صوم‪ ،‬فجعل كالمها يعلو كالم العبا�س‪ .‬فقال لها �أحمد بن �أبي خالد‪ :‬يا �أمة اهلل �إنك بني يدي‬ ‫�أمري امل�ؤمنني و�إنك تكلمني الأمري فاخف�ضي من �صوتك‪ .‬فقال امل�أمون‪ :‬دعها يا �أحمد‪ ،‬ف�إن احلق �أنطقها و�أخر�سه‪ ،‬ثم ق�ضى لها‬ ‫بر ّد �ضيعتها �إليها‪ ،‬و�أمر بالكتاب لها �إىل العامل ببلدها �أن يوفر لها �صيعتها ويح�سن معونتها و�أمر لها بنفقة‪.‬‬

‫ا�شرتى مواطن يدعى جاك ويلي جهازا‬ ‫متطورا للتحذير من الأعا�صري‪ ،‬وبعد‬ ‫ثالثة ايام و�صل اجلهاز بوا�سطة الربيد‬ ‫وكانت ابرة القيا�س ت�شري اىل وجود‬ ‫(اع�صار عنيف) ولأن الطق�س كان هادئا‬ ‫و�صحوا ‪ -‬ولأن االبرة رف�ضت التحرك‬ ‫عن مكانها ‪ -‬قرر ويلي �إعادة اجلهاز‬ ‫�إىل ال�رشكة امل�صنعة‪ .‬غري ان موظف‬ ‫الربيد رف�ض ا�ستالمه لأن العنوان كان‬ ‫ناق�صاً ب�سبب متزق الغالف اخلارجي‪.‬‬ ‫وحينها قرر جاك اعادة اجلهاز بنف�سه‬ ‫والبحث عن مقر ال�رشكة يف والية‬ ‫نيواجنالند‪ ،‬وبالفعل جنح يف �إرجاع‬ ‫اجلهاز وا�ستعادة نقوده ولكنه حني‬ ‫و�صل منزله وجده قد دمر متاما ب�سبب‬ ‫�إع�صار مفاجئ ت�سبب يف وفاة زوجته‬ ‫وطفله!‬

‫ذكر رم�ضان يف القر�آن الكرمي مرة واحدة‪ ،‬ففي �أي �سورة ذكر؟‬ ‫ما هي ال�سورة الوحيدة يف القر�آن الكرمي التي حتمل �إ�سم نبات؟‬ ‫ما هي �أطول كلمة يف القر�آن الكرمي‪.‬‬ ‫يف كم �سنة مت نزول القر�آن الكرمي على ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم؟‬ ‫من هي �أول زوجات الر�سول عليه ال�صالة و ال�سالم ومن هي �أخر زوجاته؟‬ ‫من �أول من جهر بقراءة القر�آن الكرمي مبكة؟‬ ‫كم عدد �آيات �سورة البقرة؟‬ ‫ما الليايل الع�رش ؟‬ ‫�سورة يف القر�آن الكرمي ال تخلو �آية فيها من لفظ اجلاللة (اهلل) فما هي؟‬ ‫ما ال�سور القر�آنية التي بد�أت باحلمد هلل ؟‬ ‫كم عدد ال�سور املفتتحة باحلروف املقطعة ؟‬ ‫ما �أ�سماء يوم القيامة التي وردت يف القر�آن الكرمي ؟‬

‫الإجابة يف العدد القادم �إن �شاء اهلل‬

‫‪17‬‬


‫�إعداد‪� /‬أ‪ .‬ع�صام العبيد‬

‫حواري الر�سول الزبري بن العوام‬ ‫�إنه الزبري بن العوام ‪-‬ر�ضي الله عنه‪ -‬الذي يلتقي يف‬ ‫‪ ،‬ف�أمه �صفية بنت عبد املطلب عمة‬ ‫ن�سبه مع النبي‬ ‫الر�سول ‪ ،‬وهو�أحد الع�رشة املب�رشين باجلنة‪ ،‬وهو�أحد‬ ‫ال�ستة �أهل ال�شورى الذين اختارهم عمر؛ ليكون منهم اخلليفة‬ ‫بعد موته‪ ،‬وزوج �أ�سماء بنت �أبي بكر ال�صديق ‪-‬ر�ضي الله‬ ‫عنه‪.-‬‬ ‫وقد �أ�سلم الزبـري مبك ًرا‪ ،‬فكان واح ًدا من ال�سبعة الأوائل‬ ‫الذين �سارعوا �إىل الإ�سالم‪ ،‬وملا علم عمه نوفل بن خويلد‬ ‫ب�إ�سالمه غ�ضب غ�ض ًبا �شدي ًدا‪ ،‬وتوىل تعذيبه بنف�سه‪ ،‬فكان‬ ‫يل ُفّه يف ح�صري‪ ،‬ويدخن عليه بالنار‪ ،‬ويقول له‪ :‬اكفر برب‬ ‫حممد‪� ،‬أدر�أ (�أكف) عنك هذا العذاب‪ .‬فريد عليه الزبري قائالً‪:‬‬ ‫ال‪ ،‬والله ال �أعود للكفر �أب ًدا‪[ .‬الطرباين و�أبونعيم]‪.‬‬ ‫و�سمع الزبري يو ًما �إ�شاعة كاذبة تقول‪� :‬إن حمم ًدا قد‬ ‫قتل‪ ،‬فخرج �إىل �شوارع مكة �شاه ًرا �سيفه‪ ،‬ي�شق �صفوف‬ ‫النا�س‪ ،‬وراح يت�أكد من هذه ال�شائعة معتز ًما �إن كان اخلرب‬ ‫�صحيحا �أن يقتل من قتل ر�سول الله ‪ ،‬فلقي النبي (‬ ‫ً‬ ‫"مالك؟" فقال‪� :‬أخربت �أنك‬ ‫ب�شمال مكة‪ ،‬فقال له النبي‬ ‫"فكنت �صان ًعا ماذا؟"‬ ‫�أخذت (قُتلت)‪ .‬فقال له النبي‬ ‫فقال‪ :‬كنت �أ�رضب به من �أخذك‪ .‬ففرح النبي ( ملا �سمع هذا‪،‬‬ ‫ودعا له باخلري ول�سيفه بالن�رص‪�[.‬أبونعيم]‪ .‬فكان ‪-‬ر�ضي‬ ‫الله عنه‪� -‬أول من �سل �سيفه يف �سبيل الله‪.‬‬ ‫وقد هاجر الزبري �إىل احلب�شة مع من هاجر من امل�سلمني‪،‬‬ ‫بالعودة �إىل املدينة‪.‬‬ ‫وبقي بها حتى �أذن لهم الر�سول‬ ‫وقد �شهد مع ر�سول الله ( الغزوات كلها‪ ،‬ويف غزوة �أحد‬ ‫بعد �أن عاد جي�ش قري�ش �إىل مكة �أر�سل الر�سول �سبعني‬ ‫رجال من امل�سلمني يف �أثرهم‪ ،‬كان منهم �أبوبكر والزبري‪.‬‬ ‫[البخاري]‪.‬‬ ‫‪�" :‬إن لكل نبي حوار ًيا وحواري‬ ‫وقال عنه النبي‬ ‫الزبري" [متفق عليه]‪ .‬وكان يتفاخر ب�أن النبي ( قال له يوم‬ ‫�أحد‪ ،‬ويوم قريظة‪" :‬ارم فداك �أبي و�أمي"‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫وتقول ال�سيدة عائ�شة ر�ضي الله عنها لعروة بن الزبري‪:‬‬ ‫كان �أبواك من الذين ا�ستجابوا لله وللر�سول من بعدما‬ ‫�أ�صابهم القرح (تريد �أبا بكر والزبري)‬ ‫[ابن ماجة]‪.‬‬ ‫وكان الزبري بن العوام من �أجود النا�س و�أكرمهم‪ ،‬ينفق‬ ‫كل �أموال جتارته يف �سبيل الله‪ ،‬يقول عنه كعب‪ :‬كان للزبري‬ ‫�ألف مملوك ي�ؤدون �إليه اخلراج‪ ،‬فما كان يدخل بيته منها‬ ‫دره ًما واح ًدا (يعني �أنه يت�صدق بها كلها)‪ ،‬لقد ت�صدق مباله‬ ‫كله حتى مات مديونًا‪ ،‬وو�صى ابنه عبد الله بق�ضاء دينه‪،‬‬ ‫وقال له‪� :‬إذا �أعجزك دين‪ ،‬فا�ستعن مبوالي‪ .‬ف�س�أله عبد الله‪:‬‬ ‫�أي موىل تق�صد؟ ف�أجابه‪ :‬الله‪ ،‬نعم املوىل ونعم الن�صري‪.‬‬ ‫يقول عبد الله فيما بعد‪ :‬فوالله ما وقعت يف كربة من دينه‬ ‫�إال قلت‪ :‬يا موىل الزبري اق�ض دينه فيق�ضيه‪[ .‬البخاري]‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من طول �صحبته للنبي ف�إنه مل يروعنه‬ ‫�إال �أحاديث قليلة‪ ،‬وقد �س�أله ابنه عبدالله عن �سبب ذلك‪،‬‬ ‫من‬ ‫فقال‪ :‬لقد علمت ما كان بيني وبني ر�سول الله‬ ‫علي متعم ًدا‪،‬‬ ‫الرحم والقرابة �إال �أين �سمعته يقول‪" :‬من كذب َّ‬ ‫فليتبو�أ مقعده من النار" [البخاري]‪ .‬فكان ‪-‬ر�ضي الله‬ ‫عنه‪ -‬يخاف �أن يتحدث عن ر�سول الله ب�شيء مل يقله‪،‬‬ ‫فيزل بذلك يف النار‪.‬‬ ‫وخرج الزبري من معركة اجلمل‪ ،‬فتعقبه رجل من بني‬ ‫متيم ي�سمى عمروبن جرموز وقتله غد ًرا مبكان ي�سمى وادي‬ ‫علي يظن �أنه يحمل �إليه‬ ‫ال�سباع‪ ،‬وذهب القاتل �إىل الإمام ّ‬ ‫علي حني علم بذلك قائالً خلادمه‪ :‬ب�رش قاتل‬ ‫ب�رشى‪ ،‬ف�صاح ٌّ‬ ‫ابن �صفية بالنار‪ .‬حدثني ر�سول الله �أن قاتل الزبري يف‬ ‫النار‪�[ .‬أحمد وابن حبان واحلاكم والطرباين]‪.‬‬ ‫ومات الزبري ‪-‬ر�ضي الله عنه‪ -‬يوم اخلمي�س من �شهر‬ ‫جمادى الأوىل �سنة (‪36‬هـ)‪ ،‬وكان عمره يوم قتل (‪ 67‬هـ)‬ ‫�سنة وقيل (‪� )66‬سنة‪.‬‬


‫جلنة العمل االجتماعي مبحافظة مبارك الكبري‬ ‫وجلنة القرين للزكاة واخلريات‬ ‫بالتعاون مع الأخوة مب�شروع �شفاء للرقية ال�شرعية‬ ‫ي�سرها توزيع عبوات ماء زمزم وزيت زيتون‬ ‫مقري عليه جمان ًا يف مقر اللجنة‬ ‫من الأحد �إىل اخلمي�س‪ 8 – 5‬م�ساء‬ ‫الق�صور ‪ /‬قطعة ‪� / 7‬شارع ‪ / 38‬منزل ‪23‬‬ ‫العدان ‪ /‬قطعة ‪ / 1‬بجانب م�سجد حممد بن احلنفية ت‪25429222 / 25445412 :‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.