issue13

Page 1

‫م‬

‫شـ ـ ـ ـ‬

‫ـــ‬

‫ــــ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ع الب‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ ـاء اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالمي املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدن‬ ‫العدد الثالث عشر‬ ‫ربيع األول ‪1431‬هـ‬

‫نشـ ـ ــرة إس ــالمية تربويـ ــة اجتماعيـ ــة‬

‫تصدر عن جلنة العمل االجتماعي ‪ -‬محافظة مبارك الكبير‬

‫كويتنا‪..‬‬ ‫جتمعنا‬

‫‪www.mabsam.com‬‬



‫املحتويات‬ ‫نشرة إسالمية تربوية اجتماعية دورية‬

‫الكويت جتمعنا‪..‬‬ ‫وحدة ومتا�سك ًا‬ ‫رئيس التحرير‬

‫عي�ســى الفيلـكاوي‬ ‫نائب رئيس التحرير‬

‫د‪ .‬حممد ال�شطي‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫حمبــــة اهلل‬

‫أسرة التحرير‬

‫ال�شيخ د‪ /.‬يو�سـف ال�ســند‬ ‫الدكتور‪ /‬حممـد ال�شـطي‬ ‫الدكتور‪ /‬بدر ال�صميط‬ ‫الأ�ستاذ‪� /‬أحمــد الذهبي‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬ع�صام العبيد‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬خالد علي الكندري‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬خالد بور�سلي‬ ‫مهند�سة‪ /‬منال الفيلكاوي‬

‫طبع مبطابع‬

‫و�أ ّلف بني قلوبهم‬

‫‪8‬‬

‫ويف هذا العدد‬ ‫< مب�سم املر�أة‪ :‬ق�صة �صاحبة القالدة‬ ‫< النزهة الثقافية‪� :‬أجمل كلمة يف اللغة العربية‬ ‫< لقاء الأخوة والوفاء‬ ‫< �أن�شطة اللجنة‬ ‫< بدء بناء م�شروع املركز الوقفي لأجيال القر�آن‬

‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪18‬‬

‫التجارية‬ ‫االخراج الفني والتنفيذ‬

‫أشرف زعتر‬

‫لال�ستف�سار ‪66092989 - 25445412/3‬‬ ‫جلنة العمل االجتماعي حمافظة مبارك الكبري‬

‫‪3‬‬


‫الكويت جتمعنا‪ ...‬وحدة ومتا�سكا‬

‫�أخوكم ال�شيخ‪:‬‬

‫د‪ .‬يو�سـف ال�ســند‬

‫احلمد لله ونصلي ونسلم على رس��ول الله وعلى آل��ه وصحبه وم��ن وااله‪،‬‬ ‫يقول الله سبحانه‪{ :‬وت�ع��اون��وا على البر وال�ت�ق��وى وال ت�ع��اون��وا على اإلثم‬ ‫والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (املائدة آية ‪ ،)2:‬ما من مجتمع‬ ‫إال وهو يطمح إلى الوحدة والتماسك وهذه الوحدة وذاك التماسك هو الذي‬ ‫جعل أمة اإلسالم حتقق أهدافها وتسمو إلى غاياتها فقد كان بالل احلبشي‬ ‫وصهيب الرومي وسلمان الفارسي –رضي الله عنهم‪ -‬جتمعهم أخوة اإلسالم‬ ‫وروح اإلميان فقد كانوا متمثلني لقوله تعالى‪{ :‬واعتصموا بحبل الله حميعا‬ ‫وال تفرقوا} (آل عمران اآلية‪ ،)103 :‬لقد عاشوا كاجلسد الواحد إذا تألم منه‬ ‫عضو تداعى له سائر األعضاء بالسهر واحلمى ولقد كان املجتمع الكويتي‬ ‫منذ فجر تاريخه ينعم بالوحدة والتماسك واألخوة والتراحم وكان مجتمعا‬ ‫تظلله الوحدة والتآلف والتماسك والتكاتف بعيدا عن الفرقة واالختالف‬ ‫وأسباب الشقاق والنزاع حتى تطور وأصبح من املجتمعات الراقية فقد غلّب‬ ‫الكويتيون مبدأ العمل من أجل صفاء القلوب وتوحيد املشاعر وسيادة مبدأ‬ ‫احلب والتفاهم واالئتالف على الكراهية والتناحر واالختالف فكانوا قدوة‬ ‫للمجتمعات الراقية وكانوا يعملون بوصية القائل‪:‬‬ ‫يابني اذا اعترى‬ ‫كونــــوا جميعـا‬ ‫ّ‬

‫خطب وال تتفرقوا أفرادا‬

‫تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا‬ ‫وإذا تفرقن تكسرت آحادا‬ ‫ونحن اليوم يجب أن نتداعى إلى التالي ‪-:‬‬ ‫االستماع إلى اآلخر بدل إلغائه‬ ‫التعمير بدل التدمير‬ ‫االحترام بدل االحتقار‬ ‫التيسير بدل التعسير‬ ‫التواصل بدل التقاطع‬ ‫التبشير بدل التنفير‬ ‫احملبة بدل العداوة‬ ‫التالحم بدل التحارب‬ ‫التعاون بدل التخاصم‬ ‫قبول اآلخر بدل اخلصومة‬ ‫التعارف بدل التهاجر‬ ‫األخوة بدل العداوة‬ ‫والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته‪،،‬‬

‫‪4‬‬


‫أســـــــرة مبـســـــــم‬

‫تنعي أحد أفرادها املخلصيـن العامليـن‬ ‫ورئيس جلنة القرين للزكاة واخليرات‬

‫وتسأل الله العلي القدير أن يسكنه الفردوس األعلى من اجلنة‬ ‫املرحوم بإذن الله تعالى‬

‫نافع محمد مطلق املطيري‬ ‫يرحمه الله مواليد سنة ‪1954‬‬

‫تعلم في مدارس الكويت وحصل على بكالوريوس كلية‬ ‫التجارة جامعة الكويت وبعدها شغل منصب مدير إدارة لعدة‬ ‫سنوات في وزارة املواصالت باإلضافة إلى مطتوعة كنائب‬ ‫رئيس جلنة القرين للزكاة واخليرات منذ سنة ‪ 1994‬منذ‬ ‫التأسيس وأستمر املغفور له بإذن الله تعالى في عطائه في‬ ‫تطوير اللجنة والرقي في العمل اخليري داخل الكويت مما‬ ‫خدم كثير من احملتاجني من جميع فئات املجتمع الكويتي‬ ‫وفي عام ‪ 2000‬مت تنصيبه كرئيس للجنة وكان رحمه الله‬ ‫ً‬ ‫طويال حتى غير‬ ‫كثير االهتمام في اللجنة وكان ميضي وقتا‬ ‫ساعات العمل الرسمية لرد على استفسارات املتبرعني واحملتاجني‪.‬‬ ‫وسعى إليجاد السبل االيجابية التي من خاللها رفع اسم جلنة القرين عند املتبرعني‬ ‫مبا أثمر ثماره لصالح احملتاجني داخل وخارج املنطقة وحتى وصل املرحلة التي ترك بها‬ ‫ً‬ ‫كامال إلدارة اللجنة‪.‬‬ ‫املرحوم العمل احلكومي وتقاعده سنة ‪ 2004‬ليتفرغ تفرغ ًا‬

‫ونذكر بعض املشاريع والوقفيات التي متت في عهده‪:‬‬ ‫< مشروع وافعلوا اخلير (لكراسي املعاقني)‬ ‫< مشروع افطار صائم في املساجد املعروفة في املنطقة‬ ‫< وقفية األسر املتعففة‬ ‫< وقفية افطار صائم‬ ‫< الوقفية الشاملة‬

‫‪5‬‬


‫املب�سم الإمياين‬ ‫أعدها الشيخ ‪ /‬عيسى الفيلكاوي‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫احلمد لله رب العاملني والصالة والسالم على اشرف األنبياء واملرسلني سيدنا محمد‬ ‫صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعني‬ ‫آمنُ وا َأ َش ُّد ُحب ًا‬ ‫وم َن َّ‬ ‫ون ال َل ِّه َأ َ‬ ‫نداد ًا ُي ِح ُّبو َن ُه ْم َك ُح ِ ّب ال َل ِّه وا َل ِّذ َ‬ ‫ِ‬ ‫اس َمن َي َّت ِخ ُذ ِمن ُد ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ين َ‬ ‫اب‬ ‫اب َأ َّن القُ َّو َة ِل َل ِّه َج ِميع ًا و َأ َّن ال َّلهَ َش ِد ُ‬ ‫ِ ّل َل ِّه و َل ْو َي َرى ا َل ِذ َ‬ ‫الع َذ َ‬ ‫يد َ‬ ‫ين َظ َل ُموا إذْ َي َر ْو َن َ‬ ‫الع َذ ِ‬ ‫وتقَ َّط َع ْت ِب ِه ُم َ‬ ‫اب َ‬ ‫اب‬ ‫ين ُّات ِب ُعوا ِم َن ا َل ِذ َ‬ ‫(‪ )165‬إذْ َت َب َّر َأ ا َل ِذ َ‬ ‫الع َذ َ‬ ‫األ ْس َب ُ‬ ‫ور َأ ُوا َ‬ ‫ين َّات َب ُعوا َ‬ ‫(‪َ )166‬‬ ‫وق َ‬ ‫يه ُم ال َل ُّه‬ ‫ال ا َل ِذ َ‬ ‫ين َّات َب ُعوا َل ْو َأ َّن َلنَ ا َك َّر ًة َفنَ َت َب َّر َأ ِم ْن ُه ْم َك َما َت َب َّر ُءوا ِم َّنا َك َذ ِل َك ُي ِر ِ‬ ‫الن ِار (‪ )167‬سورة البقرة‬ ‫وما ُهم ِب َخ ِار ِجنيَ ِم َن َّ‬ ‫َأ ْع َما َل ُه ْم َح َس َر ٍ‬ ‫ات َع َل ْي ِه ْم َ‬ ‫ي��ذك��ر ال �ل��ه ت�ع��ال��ى ف��ي ه ��ذه اآلي� ��ات ع��اق�ب��ة حب‬ ‫امل �ش��رك�ين وح��ال �ه��م ف��ي ال��دن �ي��ا وم��ال �ه��م ف��ي ال ��دار‬ ‫ً‬ ‫أمثاال ونظراء –‬ ‫اآلخرة حيث جعلوا له أندادا أي‬ ‫يحبونهم كحبه وهو الله الذي ال إله إال هو وال ضد‬ ‫له وال ند له وال شريك معه ويذكر حب املؤمنني‬ ‫له فيقول « والذين امنوا أشد حبا لله « وحلبهم‬ ‫لله ومتام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم له‬ ‫ال يشركون به شيئا بل يعبدونه وحده ويتوكلون‬ ‫عليه ويلجئون إليه في جميع أحوالهم ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫فشتان بني احلبني حب يدخل اجلنة وحب يدخل‬ ‫النار‪.‬‬ ‫أخ��ي احلبيب – إن احل��ب ال�س��ام��ي وه��و ح��ب الله‬ ‫ورس��ول��ه وح��ب م��ا يحبه ال�ل��ه وال��رس��ول م��ن أعلى‬ ‫مراتب اإلمي��ان فكان من دع��اء داود عليه الصالة‬ ‫والسالم ‪ :‬اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك‬ ‫والعمل الذي يقربني إلى حبك اللهم أجعل حبك‬ ‫أحب إلي من أهلى ومالي ونفسي والناس أجمعني‪.‬‬ ‫واعلم أن السعادة في الدنيا واآلخرة هي نيل محبة‬


‫الله تعالى فاعمل جاهد ًا على نيل هذه احملبة‪.‬‬ ‫واعلم أن األمة مجمعة على أن احلب لله ولرسوله‬ ‫ف��رض وم��ن ش��واه��د احملبة قوله تعالى‪{ :‬يحبهم‬ ‫ويحبونه} املائدة ‪ ،54‬وقوله تعالى‪{ :‬والذين آمنوا‬ ‫أشد حب ًا لله} البقرة ‪ ،165‬وهذا دليل على إثبات‬ ‫احلب لله وإثبات التفاوت فيه‪ ،‬فمتى حصلت محبة‬ ‫الله تعالى لشخص صار قلبه مستغرقا بها‪.‬‬ ‫وروى أن ملك املوت جاء إلى إبراهيم اخلليل عليه‬ ‫الصالة والسالم ليقبض روحه فقال له‪ :‬هل رأيت‬ ‫خليال مييت خليله؟ فأوحى الله إليه‪ :‬هل رأيت‬ ‫حبيبا ي�ك��ره ل�ق��اء حبيبه؟ ف �ق��ال‪ :‬ي��ا ملك املوت‬ ‫اقبض‪.‬‬ ‫واعلم أخ��ي احلبيب‪ :‬يقول اب��ن قدامه في كتابه‬ ‫مختصر منهاج القاصدين من كتاب احملبة أن أسعد‬ ‫ً‬ ‫حاال في اآلخرة أقواهم حب ًا لله‬ ‫الناس وأحسنهم‬ ‫تعالى‪ ،‬فإن اآلخرة معناها القدوم على الله تعالى‬ ‫ودرك سعادة لقائه وما أعظم نعيم احملب إذا قدم‬ ‫على محبوبه بعد طول شوقه ومتكن من مشاهدته‬ ‫من غير منغص وال مكدر إال أن ه��ذا النعيم على‬ ‫قدر احملبة فكلما ازداد احلب ازدادت اللذة‪.‬‬ ‫وأصل احلب ال ينفك عنه مؤمن ألنه ال ينفك عن‬ ‫أصل املعرفة وأما قوة احلب واستيالؤه فذلك ينفك‬ ‫عنه األكثرون‪.‬‬ ‫يقول احلسن البصري‪ :‬من ع��رف رب��ه أحبه ومن‬ ‫ع��رف ال��دن�ي��ا زه��د فيها وك �ي��ف ي�ت�ص��ور أن يحب‬ ‫اإلنسان نفسه وال يحب ربه الذي به قوام نفسه‪.‬‬ ‫وهناك أحاديث كثيرة توضح أهمية احلب وثمرات‬ ‫احلب وجزاء احلب في اآلخرة ولكن احلب املقصود‬ ‫في األحاديث هو حب الله ورسوله وإتباع ما أمروا‬ ‫ب��ه واالن �ت �ه��اء ع�م��ا ن �ه��وا ع�ن��ه ول �ي��س احل��ب الذي‬ ‫يدعيه بعض ال�ن��اس بأنهم يحبون الله ورسوله‬ ‫ولكن فعلهم يناقض ذلك وال ننكر أن أصل احلب‬ ‫موجود عندهم وح��ب الله ورسوله ال ينفك عن‬ ‫مؤمن ولكن ما مدى قوة هذا احلب‪ .‬كالرجل الذي‬ ‫حب يدخلك اجلنه وحب يدخلك النار‬ ‫ال يأمر أهله وأبناءه بطاعة الله وكاملرأة التي ال‬ ‫فأيهما تختار‬ ‫ت��راع��ي زوج �ه��ا وتغفل ع��ن بيتها وت��رب�ي��ة أبنائها‬ ‫ال�ت��رب�ي��ة اإلس�لام �ي��ة الصحيحة وك��ال �ش��اب الذي‬ ‫يقلد األجانب في تصرفاتهم وكالفتاة التي تتبرج وآخ��ر دع��وان��ا أن احل�م��د لله رب العاملني والصالة‬ ‫في لباسها وتظهر زينتها للناس وال تعلم أنها بفعلها والسالم علي سيدنا محمد [ على وآله وصحبه‬ ‫هذا قد عصت ربها وأهانت نفسها وأه��درت حقها أجمعني‬ ‫وت��رك��ت ل�ب��اس العفاف وال�ك��رام��ه واحلشمة الذي‬ ‫أم��ر الله ب��ه وم��ن ال�ن��اس م��ن ي�ش��ارك النصارى في‬ ‫أعيادهم كعيد رأس السنة ويشارك املشركني في‬ ‫عيدهم ويسمونه عيد احلب وغيرها وهذا العيد‬ ‫يريدون به نشر الضالل والفساد والضحك على‬ ‫عقول الناس والبعد عن الله فنسأل الله العلي‬ ‫القدير لهم ال�ه��داي��ة والبعد ع��ن ال�غ��واي��ة ونذكر‬ ‫بعض األح��ادي��ث التي ذك��رت آث��ار احل��ب الصادق‬ ‫السامي فقد قال رسول الله [‪« :‬ثالث من كن فيه‬ ‫وجد بهن ح�لاوة اإلمي��ان ‪ ..‬أن يكون الله ورسوله‬ ‫أحب إليه مما سواهما وأن يحب املرء ال يحبه إال‬ ‫لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله‬ ‫منه كما يكره أن يقذف في ال�ن��ار» رواه البخاري‬ ‫ومسلم عن أنس‬ ‫عن معاذ بن جبل ] قال‪ :‬سمعت رسول الله [‬ ‫يقول‪« :‬ق��ال الله عز وج��ل‪ :‬املتحابون في جاللي‬ ‫لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء» رواه‬ ‫الترمذي‬ ‫ع��ن أب��ي ه��ري��رة رض��ي ال�ل��ه عنه ق��ال‪ :‬ق��ال رسول‬ ‫الله [‪« :‬ان الله تعالى يقول ي��وم القيامة‪ :‬أين‬ ‫املتحابون بجاللي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم ال‬ ‫ظل إال ظلي»‪.‬‬ ‫وع��ن أن��س أن أعرابيا ق��ال لرسول الله [‪« :‬متى‬ ‫الساعة؟ قال له رسول الله [‪ :‬ماذا أعددت لها؟‬ ‫قال‪ :‬حب الله ورسوله قال‪ :‬أنت مع من أحببت» ‪.‬‬ ‫رواه البخاري ومسلم‬ ‫ق��ال أن��س فما رأي��ت املسلمني ف��رح��وا ب�ش��يء بعد‬ ‫اإلسالم فرحهم بها‬ ‫فأخي احلبيب مع من تريد أن حتشر وتكون مع‬ ‫رس��ول��ك احلبيب أم م��ع غ �ي��ره؟ وأخ �ي��را بعد هذه‬ ‫امل�ق��ال��ة امل�خ�ت�ص��رة ال�ق�ص�ي��رة ن �ق��ول ون�خ�ت��م بهذه‬ ‫العبارة القصيرة أن هناك حبان‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫املب�سم الرتبوي‬

‫و�أ َّلف بني قلوبهم‬

‫كتبه‪ :‬د‪ .‬محمد يوسف الشطي‬

‫احلمد لله الذي ألف بني قلوبنا وأصلح ذات بيننا وجنانا من‬ ‫الظلمات إلى النور وهدانا سبل السالم والصالة والسالم على‬ ‫الرحمة املهداة والنعمة املسداة محمد إم��ام املرسلني وخامت‬ ‫النبيني وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير ًا ‪..‬‬

‫تتميز األخ ��وة اإلمي��ان�ي��ة ب ��زوال الصبيات اجلاهلية‬ ‫والفوارق املادية من حسب أو نسب أو جاه أو مال‪ ،‬قال‬ ‫اكم ِ ّمن َذ َك ٍر و ُأ َ‬ ‫اس إ َنّا َخ َلقْ نَ ُ‬ ‫نثى‬ ‫{يا َأ ُّي َها َّ‬ ‫الله تعالى‪َ :‬‬ ‫الن ُ‬ ‫اك ْم ُش ُعوب ًا َ‬ ‫وج َعلْنَ ُ‬ ‫ند ال َل ِّه‬ ‫إن َأكْ َر َم ُك ْم ِع َ‬ ‫وق َب ِائ َل ِل َت َع َار ُفوا َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قَ‬ ‫ير (‪( })13‬سورة احلجرات)‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫يم‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫إن‬ ‫م‬ ‫اك‬ ‫هَ‬ ‫َأتْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َ ٌ ِ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ال تقل أص�ل��ي وفصلي ي��ا فتى‬ ‫إمن��ا اص��ل الفتى ما قد حصل‬ ‫ً‬ ‫بطال‬ ‫ل�ي��س م��ن ي�ق�ط��ع ط��رق � ًا‬ ‫وإمن� ��ا م��ن ي�ت�ق��ى ال �ل��ه البطل‬ ‫ابو جهل كان يقول ‪ :‬أنا من بني مخزوم‪ ،‬وأنا سيد قريش‬ ‫وأنا وأنا ‪ ..‬ولكنه ملا كفر بال إله إال الله وأدخله الله على‬ ‫وجهه في النار فما نفعته أسرته وال فخره بقبيلته أما‬ ‫بالل العبد الرقيق املولى األس��ود فلما آمن بال إله إال‬ ‫الله وسجد لرب العاملني أصبح سيدا من السادات يقول‬ ‫عمر رضي الله عنه‪ ،‬ابو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني‬ ‫ب�ل ً‬ ‫�اال‪ .‬أخ��رج��ه البخاري (‪ )3754‬كما تتميز األخوة‬ ‫اإلميانية باالتصال واالستمرار واحملبة في الله تعالى‬ ‫فال يقطعها فنى وال فقر وال مرض بل وال حتى املوت‬

‫‪8‬‬

‫ففي عرصات احلشر تتقطع الوشائج إال وشائج األخوة‬ ‫َ‬ ‫{األ ِخ � َّل�ا ُء َي� ْ�و َم� ِ�ئ� ٍ�ذ َب ْع ُض ُه ْم ِل َب ْع ٍض َع � ُ�د ٌّو َّ‬ ‫إال‬ ‫اإلميانية‬ ‫ا ُمل َّت ِقنيَ (‪( })67‬الزخرف)‬ ‫ومن النماذج األخوية احلية في واقعنا اليوم أن أخانا‬ ‫ع�ب��اس ح�م��زه أص�ي��ب مب��رض ع�ف��ان��ا ال�ل��ه م�ن��ه وإياكم‬ ‫وراف �ق��ه أح��د م��ن أه �ل��ه ف��ي ال��رح�ل��ة ل�ل�ع�لاج ف��ي خارج‬ ‫الكويت وأجل��أت ال�ظ��روف أن امل��راف��ق اضطر اضطراريا‬ ‫أن يعود إلى الكويت وأن أخانا عباس بحاجة إلى من‬ ‫يرافقه في رحلته فعلم به أخوه إبراهيم عبدالواحد‬ ‫فما كان منه إال أنه ضحى بكل شيء وسافر إلى أخيه‬ ‫عباس ليكون بجانبه لرعايته والقيام بواجب األخوة‬ ‫اإلمي��ان �ي��ة وج �ل��س م�ع��ه ش �ه��را ك��ام ً‬ ‫�لا محتسبا األجر‬ ‫من الله تعالى على أخينا‬ ‫والثواب عند الله تعالى حتى ّ‬ ‫عباس بالشفاء بحمد الله تعالى وع��ادا م��ن الرحلة‬ ‫سويا ساملني غامنني‬ ‫ه��ذا هو املجتمع املتحاب املتعاون يشعر فيه األخ مع‬ ‫إخوانه باألمن والسالم والتعاطف والتعاون واالنتصار‬ ‫على النفس والوقوف بجانب أخيه والعمل على ترسيخ‬ ‫رابطة األخوة واحملبة في الله وتقدمي الغالي والنفيس‬


‫وأن نحب للمسلم ما نحب ألنفسنا ونكره له ما نكره‬ ‫لها وأن نساعده حني احلاجة فعن أنس بن مالك ]‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الله [‪« :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب‬ ‫ألخيه ما يحب لنفسه» متفق عليه وق��ال رس��ول الله‬ ‫[‪« :‬املسلم أخ��و املسلم‪ ،‬ال يظلمه وال يسلمه‪ ،‬ومن‬ ‫كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن‬ ‫مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب‬ ‫يوم القيامة» رواه البخاري ومسلم‬ ‫ض��رب أخ��وك��م إب��راه�ي��م عبدالواحد أمن��وذج��ا صادقا‬ ‫في احملبة األخ��وي��ة وحقق مقولة أمير املؤمنني عمر‬ ‫ب��ن اخل �ط��اب ] ُرب أخ ل��ك ل��م ت �ل��ده أم��ك «فأخوك‬ ‫من صدقك وواس��اك بنفسه وماله وول��ده فاملرء كثير‬ ‫بإخوانه تكثر من اإلخ��وان ما استطعت إنهم عماد إذا‬ ‫استنجدت بهم وظهور‬ ‫وليس كثيرا ألف خل لصاحب‬ ‫وإن ع � � � ��دوا واح � � � ��د لكثير‬ ‫نعم ما ضاع من كان له صاحب يقدر أن يصلح من شأنه‬ ‫فإمنا الدنيا بسكانها وإمنا املرء بإخوانه‬ ‫ومم��ا يساعد على تقوية راب��ط احملبة أن تعلم أخاك‬ ‫بحبك له‪ ،‬عن املقدام بن معد يكرب ] عن النبي [‬ ‫قال‪« :‬إذا احب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه» رواه ابو‬ ‫داود والترمذي وقال‪ :‬حديث حسن صحيح وعلى أخيه‬ ‫أن يجيبه بقوله «أحبك الذي أحببتني فيه»‬ ‫ومن متام احلب في الله وصفائه عدم القطيعة مهما‬ ‫ك ��ان ال�س�ب��ب ألن ف��ي ال�ب�ع��د ج �ف��اء وإض �ع��اف��ا لرابطة‬ ‫األخوة واحلب في الله حلديث أبي أيوب ] قال‪ :‬قال‬ ‫رسول الله [‪« :‬ال يحل ملسلم أن يهجر أخاه فوق ثالث‬ ‫يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ‬ ‫بالسالم» متفق عليه‬ ‫وم��ن وسائل تقوية احملبة األخوية واألواص��ر القلبية‬ ‫هو‪:‬‬ ‫< إفشاء السالم وطالقة الوجه وتتقوى معاني السالم‬ ‫ع�ن��دم��ا ي�ص��اح�ب��ه ال �ت �ص��اق األي� ��دي ب��امل�ص��اف�ح��ة لكي‬ ‫تترجم معاني السالم عمليا ولهذا قال رسول الله [‪:‬‬ ‫«ما من مسلمني يلتقيان فيتصافحان إال غفر لهما قبل‬ ‫أن يتفرقا» رواه ابو داود وحسنه األلباني‬ ‫ومن أعظم ما يزيد احملبة بني القلوب ويفرحها‪:‬‬ ‫< اإلحسان إلى اإلخ��وان والقيام على خدمتهم وبذل‬ ‫املعروف لهم حلديث ابن عمر مرفوعا «أحب األعمال‬

‫إل��ى الله عز وج��ل س��رور تدخله على مسلم أو تكشف‬ ‫عنه كربة أو تقضي عنه دين ًا أو تطرد عنه جوع ًا ولئن‬ ‫أمشي مع أخي في حاجته أحب إلى الله من أن أعتكف‬ ‫ف��ي ه��ذا املسجد (امل�س�ج��د ال�ن�ب��وي) ش�ه��را وم��ن مشى‬ ‫مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ ل��ه‪ ،‬أثبت الله قدمه‬ ‫يوم تزول األق��دام» رواه الطبراني في الكبير وحسنه‬ ‫األلباني في الصحيحة ( ‪) 609/2‬‬ ‫وأيضا مما يزيد في احملبة األخوية‪:‬‬ ‫< ت �ب��ادل ال �ه��داي��ا ف ��إن ال �ه��دي��ة ت���ورث امل� ��ودة وتذهب‬ ‫الضغينة وتنقي القلب من احلقد ولهذا جاء في حديث‬ ‫عائشة مرفوعا «تهادوا حتابوا» رواه ابو يعي في مسنده‬ ‫وحسنه األلباني في صحيح اجلامع الصغير‪.‬‬ ‫< كما أمرنا اإلس�لام بالتزاور بني األخ��وان واألحباب‬ ‫ف��ي الله تعالى وه��ذا مم��ا يساعد على تقوية رابطة‬ ‫احملبة حلديث معاذ ب��ن جبل ق��ال سمعت رس��ول الله‬ ‫[ ق��ال‪ :‬ق��ال الله تعالى‪( :‬وج�ب��ت محبتي للمحابني‬ ‫في واملجالسني في واملتزاورين في واملتباذلني في) رواه‬ ‫مالك في املوطأ‪.‬‬ ‫ومما يعضد احملبة األخوية‪:‬‬ ‫< سالمة الصدر ونزع الغل والبغضاء من النفوس فلما‬ ‫ق�ت��ل طلحة ] ف��ي م�ع��رك��ة اجل�م��ل وك ��ان ف��ي الصف‬ ‫امل �ض��اد علي ب��ن ط��ال��ب ] ن��زل علي م��ن على فرسه‬ ‫وت ��رك ال�س�ي��ف وت��رج��ل ن�ح��و طلحة ون �ظ��ر إل �ي��ه وهو‬ ‫مقتول وطلحه أحد العشرة املبشرين باجلنة فنفض‬ ‫التراب عن حلية طلحة وق��ال ‪ :‬يعز علي يا أبا محمد‬ ‫أن اراك على ه��ذه احل��ال ولكن أس��ال الله أن يجعلني‬ ‫وإي��اك مم��ن ق��ال فيهم سبحانه وتعالى‪{ :‬و َن��زَ ْع��نَ ��ا َما‬ ‫إخ َوان ًا َع َلى ُس ُر ٍر ُّم َتقَ ِاب ِلنيَ (‪})47‬‬ ‫ور ِهم ِ ّم ْن ِغ ٍ ّل ْ‬ ‫ِفي ُص ُد ِ‬ ‫(سورة احلجر ‪. )47‬‬ ‫وإن مما يزيد في حبال األخوة أو احملبة ويقويها‪:‬‬ ‫< أن حت��س مب�ص��اب أخ�ي��ك ف�ت�ف��رح إذا أص��اب�ت��ه سراء‬ ‫وحتزن وتتألم إن مسته ضراء فهذا أبو سليمان الداراني‬ ‫يقول إني أللقم اللقمة أخا من إخواني فأجد طعمها‬ ‫في حلقي ويقول سعيد بن العاص «إن��ي ألك��ره أن مير‬ ‫الذباب بأخي مخافة أن يؤذيه»‬ ‫فتجاوز أخي احلبيب دائرة الكالم واخلطاب إلى ميدان‬ ‫العمل واحل��رك��ة وحتسس مشاعر إخ��وان��ك وس��ارع في‬ ‫مساعدتهم وتألّف قلوبهم وتراحم معهم تنل رضا الله‬ ‫وتفوز بجنات النعيم ‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫إعداد‪ :‬م‪ .‬منال الفيلكاوي‬

‫مب�سم املر�أة‬

‫ق�صة �صاحبة القالدة‬

‫منوذج احلب الطاهر‬

‫بسم الله وحده والصالة والسالم على من ال نبي بعده‪..‬‬ ‫أما بعد‬ ‫قصتنا اليوم من أروع القصص التي وردت في السيرة النبوية‬ ‫والتي متثل منوذج من مناذج احلب الزوجي الطاهر املتزن‪.‬‬ ‫هل تعرفون من هي صاحبة القالدة التي سنروي حكايتها؟‬ ‫ان�ه��ا زي�ن��ب بنت محمد [‪ ،‬ك�ب��رى بناته م��ن خديجة بنت‬ ‫خويلد‬ ‫زوجها هو ابن خالتها (أبو العاص بن الربيع)‬

‫حني نزل الوحي على رسول الله [ وبدأ أمر الدعوة‬ ‫ينتشر ك��ان أبوالعاص مسافر ًا خ��ارج مكة ومل��ا رجع‬ ‫ووجد أن زوجته زينب قد أسلمت واتبعت أباها دار‬ ‫بينهما حوار بعد أن دعته لالسالم ‪..‬‬ ‫إرضاء لزوجته‬ ‫قال‪ :‬أخاف أن يقال فارق دين آبائه‬ ‫ً‬ ‫وحمية‪.‬‬ ‫فقالت زينب‪ :‬لكنك لن تدع كالم القوم يثنيك عن‬ ‫احلق وأنا قد أسلمت يا ابن اخلالة‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬والله ما أب��وك عندي مبتهم وليس أحب إلي‬ ‫شعب واح��د لكني‬ ‫من أن أسلك معك يا حبيبة في‬ ‫ٍ‬ ‫أكره لك أن يقال أن زوجك خذل قومه ويكفر بآبائه‬ ‫وغدرت‪.‬‬ ‫ارضاء إلمرأته وحميه فهال قدرت‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫لكن أبا العاص بالرغم من حبه لزوجته ويقينه أن‬ ‫أباها ليس كاذبا‪ ..‬بالرغم من ذلك لم يسلم خوفا‬

‫‪10‬‬

‫مما ذكر من تعيير الناس‪.‬‬ ‫مرت األي��ام وجاء يوم صعب على زينب‪ ..‬يوم بدر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فـأبوها احلبيب ال��ذي اتبعته يقف ف��ي ط��رف مع‬ ‫جيش املؤمنني األوائ��ل‪ ،‬وزوجها الذي منحته حبها‬ ‫من دون أن يكون له طاعة فوق أمر الله يقف في‬ ‫الطرف الآلخر مع جيش املشركني ‪.‬‬ ‫ودارت رح ��ى احل ��رب إل ��ى أن ج� ��اءت األخ �ب��ار إلى‬ ‫زينب بأن زوجها قد أسر من قبل املسلمني ففرحت‬ ‫بهذا اخلبر خاصة بعد أن عرفت أن أباها قد أوصى‬ ‫باألسرى خيرا‪.‬‬ ‫وأرس �ل��ت زينب فدية م��ع عمرو ب��ن ال��رب�ي��ع‪ ..‬وكانت‬ ‫الفدية ق�لادة غالية‪ ..‬أهدتها اياها أمها خديجة‬ ‫يوم زفافها فما أن رأى رس��ول الله [ القالدة حتى‬ ‫رق لها قلبه رق��ة ش��دي��دة‪ ..‬فهي ق�ل�ادة محبوبته‬


‫خديجة أم أبنائه وبناته‪..‬‬ ‫فلما رآها قال‪ :‬إذا رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا‬ ‫عليها مالها فافعلوا ‪.‬‬ ‫فقال خ��راش بن الصمة (الصحابي ال��ذي أس��ر زوج‬ ‫زينب)‪ :‬أفعل يا رسول الله‬ ‫فانظر إل��ى احل��ب والرحمة في ه��ذه القصة واملودة‬ ‫التي مألت قلب زينب لتفتدي زوجها بهذه القالدة‬ ‫الغالية بذكراها‪ ..‬رغم عناده على الكفر‬ ‫واحل��ب محمد [ خلديجة ووفائه لذكراها‪ ..‬فهل‬ ‫ميلك املتشدقون بأعياد احلب مثل هذه النماذج؟‬ ‫وقبل أن يغادر األسير احملرر زوج زينب الى مكة حدث‬ ‫فرق االسالم بآيات القرآن بني كل‬ ‫تطور خطير‪ ،‬لقد ّ‬ ‫زوج كافر وزوجته املسلمة فأمر النبي [ أبا العاص‬ ‫ابن الربيع أن يرد اليه ابنته زينب فهي مسلمة وهي‬ ‫ال حتل له ما دام على الكفر‪ ،‬فقال ‪ :‬أفعل‪.‬‬ ‫ف�ج��اء اب��ا ال �ع��اص زوج �ت��ه زي�ن��ب م��ودع��ا‪ ..‬ول��م يكد‬ ‫االثنان يلتقيان ‪ ..‬وملا سمعت قريش بالقصة وألم‬ ‫الفراق الذي متلك أبا العاص بن الربيع قالوا له‪:‬‬ ‫ف� ��ارق ص��اح �ب �ت��ك‪ ..‬و ن �ح��ن ن ��زوج ��ك أي ام � ��رأة من‬ ‫قريش‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ال والله إني ال أفارق صاحبتي وما أحب أن لي‬ ‫بامرأتي امرأة من قريش‪.‬‬ ‫يقصد‪ ..‬أنه لو كان اخليار بيده ملا فارقها ابدا ‪..‬‬ ‫وخ��رج��ت زي �ن��ب ال��ى امل��دي �ن��ة ‪ ..‬م��ودع��ة زوج �ه��ا ابا‬ ‫العاص‪ ..‬حتمل في أحشائها طفال له‪ ..‬لم يكتب الله‬ ‫له ان يعيش‪ ..‬فقد اعترض هودجها نفر من قريش‬ ‫ممن م� ْ�ل احلقد قلوبهم بعد هزمية ب��در واسقطوا‬ ‫ال�ه��ودج على صخرة فطرحت حملها وك��ان��ت تنزف‬ ‫دم��ا‪ ..‬فأعادوها ال��ى زوجها ال��ذي رعاها اياما حتى‬ ‫استعادت صحتها ثم خرجت ال��ى املدينة بصحبة‬ ‫زيد بن حارثة ‪.‬‬ ‫وظلت زينب سنوات في املدينة حتت رعاية ابيها‬ ‫وظل ابو العاص كل هذه السنوات رافضا الزواج بعد‬ ‫زينب‪.‬‬ ‫وذات ليلة في حادثة غير متوقعة ‪ ..‬طرق باب زينب‬ ‫ط��ارق ف��ي الليل فتحت ال�ب��اب لترى املفاجأة ‪ ..‬انه‬ ‫زوجها السابق ابو العاص‪ ..‬كادت ان تفرح اعتقدت انه‬ ‫اسلم‪ ..‬لكنه بني لها احلقيقة‪ ..‬لم يأت مسلما‪ ..‬لكن‬ ‫هرب من سرية املسلمني التي اعترضته وهو عائد‬ ‫من الشام وسلبت امواله‪ ،‬لقد جاء اليها مستجيرا‪.‬‬ ‫فقالت زينب‪ :‬مرحبا بابن اخلالة‪ ،‬وخرجت زينب الى‬

‫املسجد وكان املسلمون قد صلوا الفجر فقالت‪:‬‬ ‫أيها الناس إني أجرت ابا العاص بن الربيع ‪.‬‬ ‫فقال النبي [‪:‬‬ ‫أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك‬ ‫حتى سمعت م��ا سمعتم‪ .‬إن��ه يجير على املسلمني‬ ‫أجرت‪.‬‬ ‫أدناهم وقد أجرنا من‬ ‫ِ‬ ‫وقال لها النبي [‪ :‬أي بنيه اكرمي مثواه وال يخلصن‬ ‫فأنت ال حتلني له ‪.‬‬ ‫اليك‬ ‫ِ‬ ‫إن ك��ل ح��ب ال ينضبط ب��أوام��ر ال �ل��ه و ن��واه �ي��ه هو‬ ‫غوغائية وفوضى وإننا كمسلمني نعلم أن الله تعالى‬ ‫أع �ل��م م�ن��ا مب��ا يصلح املجتمعات و يحفظ الشرف‬ ‫وك��رام��ة ال�ن��اس‪ ،‬لذلك ف��إن احل��ب عندنا ال يساوي‬ ‫ال�ن��زوات التافهة ولكنه يساوي األخ�لاق الرفيعة و‬ ‫املعاملة الراقية واألدب واالحترام و املودة‪.‬‬ ‫ودار بني زينب وأبو العاص حوار وعتاب‪..‬‬ ‫زينب‪ :‬هان عليك فراقنا يا أبا العاص؟‬ ‫ابو العاص‪ :‬معاذ احلب يا زينب‪ ،‬أما والله ما طاب لي‬ ‫من بعدك عيش‪.‬‬ ‫زينب‪ :‬ففيم إذا هذا العذاب؟ و حتى ما؟‬ ‫أبو العاص‪ :‬حتى يقضي الله فينا أمره‪.‬‬ ‫وأحسن اليه املسلمون وردوا عليه ماله‪ ..‬ورجع الى‬ ‫ورد امل��ال الى اصحابه ثم س��أل‪ :‬هل بقي ألحد‬ ‫مكة ّ‬ ‫منكم مال؟‬ ‫فقالوا‪ :‬ال‬ ‫فقال‪ :‬فإني أشهد أن ال إله اال الله وأن محمدا رسول‬ ‫الله‪.‬‬ ‫وهاجر الى املدينة و ترك كفره وعناده القدمي في‬ ‫مكه‪ ..‬ورد عليه رسول الله [ زوجته زينب‪ ..‬وجمع‬ ‫الله الشمل من جديد بعد كل سنوات الفراق‬ ‫قد يجمع الله الشتيتني بعدما‬ ‫يظنان كل الظن أن ال تالقيا‬ ‫وق� ّ�در الله تعالى‪ ..‬وماتت زينب بعد عام واح��د من‬ ‫اسالم زوجها ابو العاص‬ ‫وق� ّ�در الله‪ ..‬أن يدفنها زوجها املسلم في املدينة ‪..‬‬ ‫وح��زن عليها ح��زن��ا ش��دي��دا ‪ ..‬فهل ط��وي��ت صفحة‬ ‫احلب الطاهر؟ إن احلب باملفهوم االسالمي ال يطويه‬ ‫موت احلبيب‪ ..‬فهل نسي محمد [ خديجة؟‬ ‫ال والله فقد ظل ب��ار ًا بها وبصويحباتها حتى بعد‬ ‫وفاتها‪ ،‬فمن ميلك مناذج أروع من مناذج احلب هذه؟‬ ‫وهل يغني عن سنوات احلب والوفاء‪ ..‬احتفال مبتدع‬ ‫في يوم من أيام السنة؟!‬

‫‪11‬‬


‫نزهة ثقافية‬ ‫يكتبها األستاذ‪ /‬أحمد الذهبي‬

‫قرأت قصة فتاة أسبانية تدرس اآلن ماجستير‬ ‫لغة عربية في جامعة اليرموك األردنية‬ ‫وذات ي��وم وأث �ن��اء إح ��دى احمل��اض��رات في‬ ‫ال�س�ن��ة ال�ث��ان�ي��ة ط��رح ال��دك �ت��ور‪ /‬فخري‬ ‫كتانة سؤاال على طالبه ‪:‬‬ ‫من منكم يحدثني عن لفظ اجلاللة‬

‫من الناحية اإلعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟‬ ‫لم يرفع يده أحد ‪...‬‬ ‫ما عدا فتاة أسبانية تدعى «هيلني» والتي جتيد التحدث باللغة العربية‬ ‫الفصحى على الرغم من كونها أسبانية مسيحية قالت ‪:‬‬ ‫إن أجمل ما قرأت بالعربية هو اسم‬ ‫فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة‬ ‫فمكونات حروفه دون األسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص اجلوف ‪ ,‬ال من الشفتني‬ ‫فـلفظ اجلاللة (‬

‫‪12‬‬

‫) ال تنطق به الشفاه خللوه من النقاط‬


‫) اآلن‬

‫اذكروا اسم ‪( ..‬‬

‫وراقبوا كيف نطقتموها‬ ‫هل استخرجتم احلروف من باطن‬ ‫اجلوف‬ ‫أم أنكم لفظتموها وال حراك في‬ ‫وجوهكم وشفاهكم ‪...‬‬ ‫وم��ن حكم ذل��ك أن��ه إذا أراد ذاكر‬ ‫أن‬ ‫يذكر اسم (‬

‫)‬

‫فإن أي جليس لن يشعر بذلك‬ ‫ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن االسم يبقى‬ ‫كما هو‬ ‫وكما هو معروف أن لفظ اجلاللة (‬ ‫نهاية احلرف األخير‬ ‫'الله'‬ ‫ُ‬ ‫وإذا ما حذفنا احلرف األول يصبح اسمه‬ ‫(‬

‫) يشكل بالضمة في‬

‫)‬

‫كما تقول اآلية ‪( :‬و‬

‫األسماء احلسنى فادعوه بها)‬

‫وإذا ما حذفنا األلف والالم األولى بقيت‬ ‫' له'‬ ‫وال يزال مدلولها اإللهي كما يقول سبحانه وتعالى‬ ‫(له ما في السموات واألرض)‬ ‫وإن حذفت األلف والالم األولى والثانية بقيت الهاء بالضمة‬ ‫« هـُ »‬ ‫ورغم ذلك تبقى اإلشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه‬ ‫(هو‬

‫الذي ال اله إال هو)‬

‫وإذا ما حذفت الالم األولى بقيت‬ ‫' إله '‬ ‫ال إله إال هو)‬ ‫كما قال تعالي في اآلية‪( :‬‬ ‫هيلني اسمها اآلن 'عابدة'‬

‫‪13‬‬


‫�أن�شطة اللجنة‬ ‫‪14‬‬

‫لقـ ـ ــاء الأخ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫ع ��اد األخ ع �ب��اس حمزة‬ ‫م� � �ش � ��رف ع�� � ��ام ح� �ل� �ق ��ات‬ ‫أج �ي��ال ال �ق��رآن – موجه‬ ‫ال � �ت� ��رب � �ي� ��ة اإلس �ل�ام � �ي� ��ة‬ ‫ب��وزارة التربية من رحلة‬ ‫العالج التي استمر أربعة‬ ‫أشهر بالواليات املتحدة‬ ‫األم��ري �ك �ي��ة ب �ع��د أن م� َّ�ن‬ ‫الله عليه بالشفاء ‪ ،‬حيث‬ ‫زاول ع�م�ل��ه ف��ي متابعة‬ ‫أن �ش �ط��ة امل ��رك ��ز الوقفي‬ ‫ألجيال القرآن الكرمي‪.‬‬


‫ـ ــوة وال ـ ــوفــاء‬

‫‪15‬‬


‫تكرمي جامعي التربعات للمركز الوقفي‬

‫�أن�شطة اللجنة‬ ‫‪16‬‬


‫ملتقـــــــى الوفــــــــــاء (‪)2‬‬

‫‪17‬‬


‫املركــزالوقفـي لأجيــــــ‬

‫‪18‬‬


‫ـــــــال القر�آن الكرمي‬


‫�شكر ًا‪� ...‬أهل اخلري‬

‫بتربعاتكم ي�ستمر بنا�ؤكم‬ ‫قيمة ال�سهم الوقفي ‪ 100‬د‪.‬ك‬

‫املركـــز الوقفي لأجيال القر�آن الكرمي (رجــــال ‪ -‬ن�ســــاء)‬

‫جلنة القرين للزكاة واخلريات تلفون‪25429222 :‬‬ ‫جلنة العمل االجتماعي ‪ -‬حمافظة مبارك الكبري تلفون‪ 25445412/3 :‬نقال‪97470956 :‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.