Issue 7

Page 1

‫م‬

‫شـ ـ ـ ـ‬

‫ـ ـــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫روع‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬ ‫ـــ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـاء اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالمي املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدن‬ ‫العدد السابع‬ ‫رجب ‪1429‬هـ‬

‫نشـ ـ ــرة إس ــالمية تربويـ ــة اجتماعيـ ــة‬

‫تصدر عن جلنة العمل االجتماعي ‪ -‬محافظة مبارك الكبير‬

‫ال�شيخ يو�سف ال�سند‪:‬‬ ‫د‪ .‬حممد ال�شطي‪:‬‬

‫ال�سبائك الذهبية ‪..‬‬

‫يف ا�ستثمار الإجازة ال�صيفية‬

‫‪www.mabsam.com‬‬

‫‪1‬‬


2


‫املحتويات‬ ‫نشرة إسالمية تربوية اجتماعية دورية‬

‫افتتاحية مب�سم‬

‫كيف نعد برناجم ًا‬ ‫لأبنائنا؟‬

‫رئيس التحرير‬

‫عي�ســى الفيلـكاوي‬

‫‪4‬‬

‫نائب رئيس التحرير‬

‫حممد نا�صر العراك‬

‫أسرة التحرير‬

‫ال�شيخ‪ /‬يو�سـف ال�ســند‬ ‫دكتور‪ /‬حممـد ال�شـطي‬ ‫دكتور‪ /‬بدر ال�صميط‬ ‫الأ�ستاذ‪� /‬أحمد الذهبي‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬ع�صام العبيد‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬خالد علي الكندري‬ ‫الأ�ستاذ‪ /‬خالد بور�سلي‬ ‫مهند�سة‪ /‬منال الفيلكاوي‬

‫طبع مبطابع‬ ‫التجارية‬ ‫االخراج الفني والتنفيذ‬

‫أشرف زعتر‬

‫املب�سم الإمياين‬

‫التقوى‬

‫‪6‬‬ ‫املب�سم الرتبوي‬

‫ال�سبائك‬ ‫الذهبية‪ ..‬يف‬ ‫ا�ستثمار الإجازة‬ ‫ال�صيفية‬

‫‪8‬‬

‫< مب�سم القراء‪ :‬من يا ترى الرجل املائة؟‬ ‫< مب�سم املر�أة‪ :‬هيا نلعب مع �أطفالنا هذا ال�صيف‬ ‫< املب�سم الفقهي‪� :‬أنواع ال�سفر و�أحكامه‬ ‫< نزهة ثقافية‬ ‫< املب�سم االجتماعي‪� :‬أن�شطة جلنة العمل االجتماعي‬ ‫< م�سك اخلتام‬

‫لال�ستف�سار ‪6092989 - 5445412/3‬‬ ‫جلنة العمل االجتماعي حمافظة مبارك الكبري‬

‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪3‬‬


‫افتتاحية مب�سم‬ ‫< ال�شيخ‪/‬‬ ‫يو�سف ال�سند‬

‫(‪� )3‬إن ر�سم الربنامج من قبل الوالدين ترجمة‬ ‫احلمد لله على نعمة املال والبنني‪ ،‬ون�صلي‬ ‫ون�سلم على خامت الأنبياء واملر�سلني �سيدنا ور�سولنا عملية لرغبة الوالدين يف تفوق الأبناء يف احلياة‪.‬‬ ‫حممد وعلى �آله و�صحبه �أجمعني وبعد‪:‬‬ ‫خطوات �إعداد الربنامج‪:‬‬ ‫كيف نعد برناجما لأبنائنا؟‬ ‫‪ -1‬معرفة ميول الإبن �أو البنت والهواية‪.‬‬ ‫بداية يجب علينا نحن الآباء والأمهات �أن ندرك‬ ‫‪� -2‬إ�رشاك االبن �أو البنت يف التخطيط والإعداد‬ ‫الآتي‪:‬‬ ‫(‪� )1‬إعداد الربنامج طريقة ناجحة تربوية للربنامج‪.‬‬ ‫‪ -3‬حتديد املدة الزمنية للربنامج‪.‬‬ ‫وحكيمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬و�ضع الأهداف للربنامج ولتكن حمدودة‬ ‫(‪ )2‬نحن �أدرى النا�س ب�أبنائنا من حيث هواياتهم‬ ‫وعملية و�سهلة التطبيق‪.‬‬ ‫وممار�ساتهم واحتياجاتهم‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫اختيار الو�سائل املنا�سبة لتنفيذ الربنامج‬ ‫خطوات عملية‪:‬‬ ‫جل�ست مع ابنتي لينة (‪� 9‬سنوات) واقرتحت عليها‬ ‫الربنامح الآتي مع علمي امل�سبق بهوايتها وقدراتها‬ ‫والتي منها الآتي‪:‬‬ ‫ حفظ القر�آن الكرمي وتالوته‪.‬‬‫ الألعاب الإلكرتونية والكمبيوتر‪.‬‬‫ القراءة واملطالعة‪.‬‬‫ اللعب والنزهة‪.‬‬‫ عمل الأكالت والطبخات مب�ساعدة �أمها‪.‬‬‫ م�شاهدة التلفاز‪.‬‬‫‪ -‬امل�شي والريا�ضة‪.‬‬


‫خطوات �إعداد الربنامج‬ ‫خطوات �أولية‬

‫و�سائل الربنامج التخطيط الأ�سبوعي واليومي لتحقيق الربنامح‬

‫�أهداف الربنامج‬

‫�إمياين‬

‫ثقايف‬

‫التقومي ال�شهري‬

‫ترفيهي‬

‫و�ضع �أهداف عملية وحمدودة‬ ‫و�سهلة التحقيق‬

‫حتديد مدة الربنامج‬

‫مكاف�آت وحوافز‬

‫اختيار الو�سائل‬

‫الفرتة الزمنية للربنامج‪:‬‬ ‫ثالثة �شهور هي ‪8-7-6‬‬ ‫�أهداف الربنامج‪:‬‬ ‫(‪� )1‬أن ننمي ونزيد اجلانب الإمياين‪.‬‬ ‫(‪� )2‬أن نهتم بالثقافة والقراءة‪.‬‬ ‫(‪� )3‬أن نعتني باجلانب الرتفيهي‪.‬‬ ‫و�سائل الأهداف‪:‬‬ ‫يتحقق الهدف الأول عرب الآتي‪:‬‬ ‫ املتابعة اليومية وال�س�ؤال عن‬‫ال�صلوات اخلم�س والأذكار والأدعية‬ ‫وحفظ �أربع �سور من اجلزء الثامن‬ ‫والع�رشين‪.‬‬ ‫الهدف الثاين يتحقق عرب الآتي‪:‬‬ ‫ قراءة بع�ض الكتيبات ال�صغرية‬‫واملجالت مثل براعم الإميان‪.‬‬ ‫الهدف الثالث يتحقق عرب الآتي‪:‬‬ ‫اللعب وزيارة بع�ض الأماكن مثل املركز‬ ‫العلمي والغداء �أو الع�شاء يف املطعم وريا�ضة‬ ‫امل�شي‪.‬‬

‫معرفة ميول الأبناء‬ ‫�إ�رشاك الأبناء يف �إعداد الربنامج‬

‫اخلطوة الأخرية‪:‬‬ ‫التخطيط اليومي والأ�سبوعي لتطبيق فقرات‬ ‫الربنامج ثم التقومي ال�شهري‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫املب�سم الإمياين‬

‫التقوى‬

‫ب�سم الله الرحمن الرحيم احلمد لله رب العاملني‬ ‫وال�صالة ال�سالم على ا�رشف الأنبياء واملر�سلني‬ ‫�سيدنا حممد �صلى الله عليه و�سلم وعلى �آله‬ ‫و�صحبة �أجمعني‬

‫بقلم الأ�ستاذ‪ /‬عي�سىالفيلكاوي‬

‫التقوى ن�صب عينيك وجالء قلبك‪.‬‬ ‫> وا�ستعمل علي بن ابي طالب ر�ضي الله عنه رجال‬ ‫على �رسيه فقال له �أو�صيك بتقوى الله عز وجل الذي البد‬ ‫لك من لقاه وال منتهى لك دونه وهو ميلك الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫وكتب عمر بن عبدالعزيز ر�ضي الله عنه �إىل رجل‪� :‬أو�صيك‬ ‫بتقوى الله عز وجل التي ال يقبل غريها وال يرحم �إال �أهلها‪،‬‬ ‫وال يثيب �إال عليها �إن الواعظني بها كثري والعاملني بها‬ ‫قليل جعلنا الله و�إياك من املتقني‪.‬‬ ‫> وقيل لرجل من التابعني عند موته �أو�صنا قال‪� :‬أو�صيكم‬ ‫بخامتة �سورة النحل‪َّ �« :‬إن ال َّل َه َم َع ا َل ِذي َن ا َّتقَوا وا َّل ِذي َن ُهم‬ ‫محُّ ْ ِ�سنُو َن» وكتب رجل من ال�سلف �إىل �أخ له‪� :‬أو�صيك بتقوى‬ ‫الله عز وجل ف�إنها من �أكرم ما �أ�رسرت و�أزين ما �أظهرت‬ ‫و�أف�ضل ما ادخرت‪� ،‬أعاننا الله و�إياك عليها و�أوجب لنا ولك‬ ‫ثوابها‬ ‫وم��ا زال الوعاظ واخلطباء �إىل الآن يتوا�صون بها‬ ‫ويجعلونها بداية مواعظهم وخطبهم ويجب على كل م�سلم‬ ‫وم�ؤمن �أن يو�صي بها نف�سه و�أهله وجمتمعه و�أن يعمل بها‬ ‫ف�إن العمل بها جناة من النار والفوز باجلنة‪.‬‬ ‫فما هي التقوى؟ وما هي الآيات والأحاديث الدالة على‬ ‫التقوى؟ وما �صفات املتقني؟ وما هي ثمرات التقوى؟‬

‫�أما بعد‪ :‬قال تعاىل‪َ «:‬يا �أَ ُّي َها ا َل ِذي َن �آ َمنُوا ا َّتقُوا ال َّل َه َحقَّ‬ ‫ُتقَا ِت ِه وال مَتُو ُت َّن �إ َّال و�أَنتُم ُّم ْ�س ِل ُمو َن (‪ »)102‬يف هذه الآية‬ ‫وغريها من الآيات يو�صينا الله عز وجل وي�أمرنا بالتقوى‬ ‫وحق التقوى فالتقوى هي طريق التقرب �إىل الله جل جالله‬ ‫وك�سب حمبته ونيل ر�ضاه‪.‬‬ ‫فالتقوى هي و�صية الله تعاىل جلميع خلقه كما‬ ‫َاب ِمن َق ْب ِل ُك ْم و�إ َّيا ُك ْم �أَ ِن‬ ‫قال‪«:‬و َل َق ْد َّ‬ ‫و�ص ْينَا ا َل ِذي َن �أُوتُوا ال ِكت َ‬ ‫ا َّتقُوا ال َّل َه»‬ ‫وكذلك هي و�صية ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم‬ ‫لأمته فلما خطب ر�سول الله �صلى الله عليه وعلى �آله‬ ‫و�سلم يف حجة الوداع يوم النحر �أو�صى النا�س بتقوى الله‬ ‫وبال�سمع والطاعة لأئمتهم وملا وعظ النا�س قالوا له ك�أنها‬ ‫موعظة مودع ف�أو�صنا قال‪�«:‬أو�صيكم بتقوى الله وال�سمع‬ ‫والطاعة» ويف حديث �أبي ذر الذي خرجه ابن حبان وغريه‪:‬‬ ‫قلت يا ر�سول الله �أو�صني قال‪� :‬أو�صيك بتقوى الله ف�إنه‬ ‫ر�أ�س الأمر كله «ومل يزل ال�سلف ال�صالح يتوا�صون بها‬ ‫فكان �أبو بكر ر�ضي الله عنه يقول يف خطبته‪� :‬أما بعد‬ ‫ف�إين �أو�صيكم بتقوى الله و�أن تثنوا عليه مبا هو �أهله و�أن التقــوى‪:‬‬ ‫تخلطوا الرغبة بالرهبة‪.‬‬ ‫لــــغـــة‪ :‬ال�صيانة واحلذر واحلماية واحلفظ‬ ‫> وكتب عمر ر�ضي الله عنه �إىل ابنه عبد الله ر�ضي‬ ‫�شرعـــ ًا‪ :‬هي كمال توقي الإن�سان عما ي�رضه يوم‬ ‫الله عنه‪� :‬أما بعد‪ :‬ف�إين �أو�صيك بتقوى الله عز وجل ف�إنه‬ ‫من اتقاه وقاه ومن �أقر�ضه جزاه ومن �شكره زاده‪ ،‬واجعل القيامة �أو فعل امل�أمورات التي ت�ستوجب ر�ضى الله وثوابه‬

‫‪6‬‬


‫وجتنب املنهيات التي توجب غ�ضب الله وعقابه‪.‬‬ ‫قال ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم جماع التقوى‬ ‫يف قوله تعاىل‪َّ � :‬إن ال َّل َه َي�أْ ُمرُ بِا ْل َع ْد ِل وال ْإح َ�سا ِن و�إيتَا ِء ِذي‬ ‫ال ُق ْر َبى و َي ْن َهى َع ِن الف َْح�شَ ا ِء والمْ ُن َك ِر وا ْل َبغ ِْي َي ِع ُظ ُك ْم َل َع َّل ُك ْم‬ ‫َت َذ َّكرُو َن (‪)90‬‬ ‫> وقد ورد �أن عمر بن اخلطاب ر�ضي الله عنه �س�أل �أبي‬ ‫بن كعب ر�ضي الله عنه عن التقوى فقال‪� :‬أما �سلكت طريقا‬ ‫ذا �شوك‪.‬؟ قال بلى‪ !.‬قال‪ :‬فما عملت قال �شمرت واجتهدت‬ ‫قال‪ :‬فذلك التقوى‪.‬‬ ‫> يقول �سيد قطب رحمه الله عن التقوى معلقا على‬ ‫هذه الرواية‪ :‬فذلك التقوى ح�سا�سية يف ال�ضمري و�شفافية يف‬ ‫ال�شعور وخ�شية م�ستمرة وحذر دائم وتوق لأ�شواك الطريق‬ ‫طريق احلياة الذي تتجاذبه �أ�شواك الرغائب وال�شهوات‬ ‫و�أ�شواك املطامع واملطامح و�أ�شواك املخاوف والهواج�س‬ ‫و�أ�شواك الرجاء الكاذب فيمن ال ميلك �إجابة رجاء واخلوف‬ ‫الكاذب ممن ال ميلك نفعا وال �رضا وع�رشات غريها من‬ ‫الأ�شواك‪.‬‬ ‫> وقال علي بن ابي طالب ر�ضي الله عنه عن التقوى‪:‬‬ ‫هي اخلوف من اجلليل‪ ،‬والعمل بالتنزيل‪ ،‬والر�ضا بالقليل‪،‬‬ ‫واال�ستعداد ليوم الرحيل‪.‬‬ ‫> وقال عمر بن عبدالعزيز ر�ضي الله عنه‪ :‬التقوى ترك‬ ‫ما حرم الله و�أداء ما فر�ض الله‪.‬‬ ‫> قال ابن املعتز‪:‬‬ ‫خــــل الذنـــــوب �صغيـــــرها‬ ‫وك����ب��ي�ره����ا ذاك ال��ت��ق��ى‬ ‫وا�صنـــــع كمـــــــــا�ش فــــــوق‬ ‫ار�ض ال�شــــــوك يحـــذر ما يرى‬ ‫وال حتقـــــرن �صغـيــــــرة �إن‬ ‫اجل������ب������ال م������ن احل�������ص���ى‬

‫من �آيات و�أحاديث التقوى‪:‬‬

‫َيا �أَ ُّي َها ا َل ِذي َن �آ َمنُوا ا َّتقُوا ال َّل َه َحقَّ ُتقَا ِت ِه وال مَتُو ُت َّن �إ َّال‬ ‫و�أَنتُم ُّم ْ�س ِل ُمو َن (‪�102 /)102‬سورة �آل عمران‬ ‫اع ِة �شَ ْي ٌء َع ِظي ٌم‬ ‫ال�س َ‬ ‫َيا �أَ ُّي َها الن ُ‬ ‫َّا�س ا َّتقُوا َر َّب ُك ْم � َّإن َز ْل َز َل َة َّ‬ ‫(‪ 1 /)1‬من �سورة احلج‬ ‫َيا �أَ ُّي َها ا َل ِذي َن �آ َمنُوا ا َّتقُوا ال َّل َه و ْلتَن ُظ ْر َن ْف ٌ�س َّما َق َّد َم ْت ِل َغ ٍد‬ ‫وا َّتقُوا ال َّل َه � َّإن ال َّل َه َخ ِبريٌ بمِ َ ا َت ْع َملُو َن (‪ 18 /)18‬من �سورة‬ ‫احل�رش‬ ‫ني‬ ‫ال�صا ِد ِق َ‬ ‫َيا �أَ ُّي َها ا َل ِذي َن �آ َمنُوا ا َّتقُوا ال َّل َه وكُونُوا َم َع َّ‬ ‫(‪ 119 /)119‬من �سورة التوبة‬ ‫وا َّتقُوا َي ْوماً ُت ْر َج ُعو َن ِفي ِه �إلىَ ال َّل ِه ُث َّم ُت َوفَّى ُك ُّل َن ْف ٍ�س َّما‬ ‫ك َ​َ�س َب ْت و ُه ْم ال ُيظْ َل ُمو َن (‪ 281 /)281‬من �سورة البقرة‬ ‫َف�إن لمَّ ْ َت ْف َعلُوا ولَن َت ْف َعلُوا فَا َّتقُوا النَّا َر ا َّل ِتي َوقُو ُد َها‬ ‫َّا�س َوالحْ ِ َجا َر ُة �أُ ِع � َّد ْت ِل ْلكَا ِفرِي َن (‪ 24 /)24‬من �سورة‬ ‫الن ُ‬ ‫البقرة‬ ‫و َت َعا َونُوا َعلَى البرِ ِّ وال َّت ْق َوى وال َت َعا َونُوا َعلَى الإ ْث ِم‬ ‫وا ْل ُع ْد َوا ِن وا َّتقُوا ال َّل َه � َّإن ال َّل َه �شَ ِدي ُد ال ِعقَابِ (‪)2‬‬ ‫الآية ‪ 2‬من �سورة املائدة‬ ‫عن �أبي �سعيد اخلدري ر�ضي الله عنه عن النبي �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم قال‪�« :‬إن الدنيا حلوة خ�رضة‪ ،‬و�إن الله‬ ‫م�ستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون‪ ،‬فاتقوا الدنيا واتقوا‬ ‫الن�ساء‪ ،‬ف�إن �أول فتنة بني ا�رسائيل كانت يف الن�ساء»‪ .‬رواه‬ ‫م�سلم‬ ‫عن �أبي �أمامة �صدى بن عجالن الباهلي ر�ضي الله عنه‬ ‫قال‪� :‬سمعت ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم يخطب يف‬ ‫حجة الوداع فقال‪« :‬اتقوا الله‪ ،‬و�صلوا خم�سكم‪ ،‬و�صوموا‬ ‫�شهركم‪ ،‬و�أدوا زكاة �أموالكم‪ ،‬و�أطيعوا �أمراءكم‪ ،‬تدخلوا جنة‬ ‫ربكم» رواه الرتمذي وقال‪ :‬ح�سن �صحيح‬ ‫عن عدي بن حامت ر�ضي الله عنه قال‪« :‬ذكر النبي �صلى‬ ‫الله عليه و�سلم النار فتعوذ منها و�أ�شاح بوجهه‪ ،‬ثم ذكر‬ ‫النار فتعوذ منها و�أ�شاح بوجهه ثم قال‪ :‬اتقوا النار ولو‬ ‫ب�شق مترة ف�إن مل يكن فبكلمة طيبة»‪ .‬رواه البخاري‬ ‫فما �صفات املتقني؟ وما هي ثمرات التقوى؟ ف�سنكتبها‬ ‫يف العدد القادم �إن �شاء الله‬

‫ال�س َم َو ِ‬ ‫ات و َما فيِ الأَ ْر ِ‬ ‫و�ص ْينَا ا َل ِذي َن‬ ‫و�آخر دعوانا �أن احلمد رب العاملني وال�صالة وال�سالم‬ ‫و ِل َّل ِه َما فيِ‬ ‫�ض و َل َق ْد َّ‬ ‫َّ‬ ‫َاب ِمن َق ْب ِل ُك ْم و�إ َّيا ُك ْم �أَ ِن ا َّتقُوا ال َّل َه‪� 131 /‬سورة على �سيدنا حممد �صلى الله عليه و�سلم وعلى �آله و�صحبه‬ ‫�أُوتُوا ال ِكت َ‬ ‫الن�ساء‬ ‫�أجمعني‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫املب�سم‬ ‫الرتبوي‬ ‫كتبه‪:‬د‪ .‬محمد يوسف الشطي‬

‫ال�سبائك الذهبية ‪..‬‬ ‫يف ا�ستثمار الإجازة ال�صيفية‬

‫قال تعاىل‪« :‬وجعلنا الليل والنهار �آيتني‬ ‫فمحونا �أيه الليل وجعلنا �أيه النهار مب�رصة‬ ‫لتبتغوا ف�ضال من ربكم ولتعلموا عدد ال�سنني‬ ‫واحل�ساب وكل �شيء ف�صلناه تف�صيال»‪.‬‬ ‫الإ�رساء‬ ‫هذه حقيقة �إلهية و�رشيعة كونية‪ ،‬ب�أن‬ ‫الإن�سان ال يعرف �رشف زمانه وقدر وقته �إال‬ ‫�إذا توقفت �أنفا�سه يف احلياة‪ ،‬ووقف بني يدي‬ ‫رب العزة �سوف يتح�رس على كل �ساعة مل‬ ‫يذكر الله تعاىل فيها �أو مل يجد يف �صحيفته‬ ‫ت�سبيحه �أو حتميده �أو تهليلة �أو ا�ستغفار‬ ‫فعن معاذ بن جبل ر�ضي الله عنه – قال‪:‬‬ ‫قال الر�سول �صلى الله عليه و�سلم‪« :‬لي�س‬ ‫يتح�رس �أهل اجلنة على �شيء �إال على �ساعة‬ ‫مرت بهم مل يذكروا الله عز وجل فيها» رواه‬ ‫الطرباين والبيهقي ب�سند ح�سن‪.‬‬ ‫فينبغي �أن نعلم ب�أن الوقت هو حياة‬ ‫امل�سلم‪ ،‬لأنه ما من يوم ين�شق فجره �إال نادى‬ ‫مناد من قبل احلق يا ابن ادم �أنا خلق جديد‬ ‫وعلى عملك �شهيد‪ ،‬فتزود مني بعمل �صالح‬ ‫ف�إين ال �أعود �إىل يوم القيامة‪.‬‬ ‫وجميل يف هذه الر�سالة �أن نعر�ض‬ ‫بع�ض النماذج الرائعة يف ا�ستغالل الوقت‬ ‫وا�ستثمار الإجازة ال�صيفية‪:‬‬

‫‪8‬‬

‫ال�سبيكة الأوىل‪ :‬تالوة القر�آن وحفظه‬ ‫فعن عبد اهلل بن م�سعود ر�ضي اهلل عنه‪� ،‬أنه قيل لنافع‪:‬‬ ‫«ما كان ابن عمر ي�صنع يف منزله قال الو�ضوء لكل �صالة‪،‬‬ ‫وامل�صحف فيما بينهما» فجدير على املربني و�أولياء الأمور‬ ‫حث �أوالدهم على الت�سجيل بحلقات حتفيظ القر�آن الكرمي‬ ‫املنت�رشة يف البالد «خريكم من تعلم القر�آن وعلمه» بذلك �أخرب‬ ‫امل�صطفى – �صلى اهلل عليه و�سلم – رواه الرتمذي‪.‬‬ ‫ال�سبيكة الثانية‪ :‬النوادي ال�صيفية النافعة‬ ‫ينبغي �أن ي�شجع �أولياء الأمور �أبنائهم على الت�سجيل يف‬ ‫النوادي ال�صيفية لي�سهموا يف ا�ستثمار �أوقاتهم بالتنمية العقلية‬ ‫وزيادة احل�صيلة الثقافية وك�سب بع�ض املواهب والقدرات‬ ‫ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫ال�سبيكة الثالثة‪ :‬القراءة والإطالع‬ ‫العلم نور دياجري الظلمات‪ ،‬قال الإمام �أحمد بن حنبل –‬ ‫رحمه اهلل – «النا�س �إىل العلم �أحوج منهم �إىل الطعام وال�رشاب‪،‬‬ ‫لأن الرجل يحتاج �إىل الطعام وال�رشاب يف اليوم مرة �أو مرتني‬ ‫وحاجته �إىل العلم بعدد �أنفا�سه»‪ ،‬كما يروي ابن دا�سه رحمه‬ ‫اهلل عن املحدث �أبي داوود �صاحب ال�سنن‪« :‬كان لأبي داوود‬ ‫كم وا�سع وكم �ضيق‪ ،‬فقيل له يف ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬الوا�سع للكتب‪،‬‬ ‫والأخر ال يحتاج �إليه»‪ ،‬وهذه فائدة اقتناء الكتيبات ال�صغرية‬ ‫يف �أن يقر�أ منها امل�سلم يف �أوقات انتظاره عند �إ�شارات املرور‬


‫والعيادات ال�صحية وغريها وحتى ال ميل القارئ ينبغي �أن �أو اللجان اخلريية تنظم للأهايل رحلة �إىل الديار املقد�سة لأداء‬ ‫منا�سك العمرة �أو زيارة م�سجد ر�سول اهلل– �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫ينوع يف قراءاته حتى ال متل نف�سه وت�ضعف عزميته‪.‬‬ ‫– فعن جابر بن عبد الله– ر�ضي الله عنهما– قال‪ :‬قال‬ ‫ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم «�صالة يف م�سجدي هذه‬ ‫ال�سبيكة الرابعة‪ :‬الكتابة والتقييد‬

‫�أف�ضل من �ألف �صالة فيما �سواه من م�ساجد‪ ،‬و�صالة يف‬ ‫وهو �أن يكتب جميل الفوائد التي يقر�ؤها من بطون الكتب امل�سجد احلرام �أف�ضل من مائة �ألف �صالة فيما �سواه» رواه‬

‫القدمية واحلديثة من حديث �أو موعظة �أو حكمة �أو �أثر �أو بيت �أحمد ب�سند �صحيح‬ ‫�شعر �أو ق�صة �أو موقف‪ ،‬ف�إنه يدونها يف بطاقة وي�ضع لها عنوان‬ ‫�أي �أن �صالة واحدة يف امل�سجد احلرام تعادل ما يزيد على‬ ‫�أو يكتب �أ�سفلها ا�سم املرجع وامل�ؤلف واجلزء وال�صفحة‪ ،‬ي�ستفيد ال�صالة فيما �سواه �أكرث من خم�سة وخم�سني �سنة من عمر‬ ‫منها م�ستقبال ملحا�رضة �أو كلمة �أو بحث �أو درا�سة‪.‬‬ ‫الإن�سان‪ ،‬فحري �أن نحر�ص على �أداء منا�سك العمرة يف هذه‬ ‫الإجازة ال�صيفية‪.‬‬ ‫ال�سبيكة اخلام�سة‪ :‬امل�سابقات الثقافية‬ ‫ي�ستطيع القارئ �أثناء قراءته واطالعه على الكتب الكثرية ال�سبيكة التا�سعة‪ :‬ال�صيام اجلماعي يف البيت �أو امل�سجد‬ ‫�أن ي�صيغ بع�ض الفقرات والعبارات واملعلومات على �صيغة‬ ‫عن �أبي هريرة – ر�ضي الله عنه – قال‪�« :‬أو�صاين‬ ‫�س�ؤال‪ ،‬ويكتب لها عنوان ويق�سمها مثل ق�سم الدين واللغة خليلي – �صلى الله عليه و�سلم – بثالث‪� :‬صيام ثالثة �أيام‬ ‫والآداب والتاريخ والفلك والطب واملعلومات العامة �إىل �آخره‪ ،‬من كل �شهر‪ ،‬وركعتي ال�ضحى‪ ،‬و�أن �أوتر قبل �أن �أنام» رواه‬ ‫�أو �أنه ي�شرتي من املكتبات بع�ض الكتب املتخ�ص�صة يف جمال البخاري (‪ .)1981‬و�أخرج م�سلم من حديث عائ�شة قالت‪« :‬كان‬ ‫امل�سابقات الثقافية ويرتب لها وقتا خا�صا ليفيد منها �أفراد ر�سول اهلل – �صلى اهلل عليه و�سلم – ي�صوم من كل �شهر ثالثة‬ ‫�أ�رسته‪ .‬وي�ستثمر �أوقات فراغهم مبا هو نافع ومفيد‪.‬‬ ‫�أيام ما يبايل من �أي ال�شهر �صام»‪ ،‬ال ب�أ�س �أن ينظم الوالد �صيام‬ ‫يوم االثنني وي�شجع �أ�رسته و�أوالده على ال�صيام ويجعل لهم‬ ‫ال�سبيكة ال�ساد�سة‪ :‬امللفات‬ ‫جائزة حتفيزية لإحياء هذه ال�سنة املباركة‪� ،‬أو �أن �إمام امل�سجد‬ ‫تعتمد هذه الفكرة على قراءة اجلرائد واملجالت والدوريات يدعو امل�صلني ل�صيام يوم االثنني �أو اخلمي�س يف امل�سجد ويتم‬ ‫والن�رشات املختلفة يف �شتى العلوم الإ�سالمية والإن�سانية‪ ،‬تناول الفطور بامل�سجد لرتبية امل�صلني على �صيام الدهر وهي‬ ‫فقد يعجب القارئ مبو�ضوع معني �أو الوقوف على �إح�صائية �صيام ثالثة �أيام من كل �شهر‪.‬‬ ‫مهمة �أو درا�سة ميدانية‪ ،‬ف�إنه ي�صور هذه الورقات وي�ضعها يف‬ ‫ملف‪ ،‬ويكتب �أ�سفل هذه الورقة ا�سم املجلة ورقم العدد والتاريخ ال�سبيكة العا�شرة‪ :‬ح�ضور جمال�س العلم‬ ‫وال�صفحة‪ ،‬يفيد منها القارئ عند البحث والدرا�سة واحلاجة‪.‬‬ ‫فعن �أبو هريرة ر�ضي اهلل عنه قال‪ ،‬قال ر�سول اهلل �صلى اهلل‬ ‫عليه و�سلم‪« :‬من التم�س طريقا يلتم�س فيه علما �سهل الله‬ ‫ال�سبيكة ال�سابعة‪ :‬الألعاب الريا�ضية‬ ‫له طريقا �إىل اجلنة» رواه م�سلم‪ .‬فحري على امل�سلم �أن يحر�ص‬ ‫يقول الر�سول– �صلى اهلل عليه و�سلم– لعبد اهلل بن عمرو على جمال�س العلم ملا فيه من ثواب كبري و�أجر كرمي‪ ،‬ولو عقد‬ ‫بن العا�صي ر�ضي اهلل عنهما‪« :‬و�إن جل�سدك عليك حقا» رواه الأب جمل�سا يف بيته لقر�أه �أحاديث الر�سول �صلى اهلل عليه و�سلم‬ ‫البخاري‪ .‬و�أقل فوائد الريا�ضة �أنها تن�شط الدورة الدموية‪ ،‬وتزيد من كتاب ريا�ض ال�صاحلني للإمام النووي رحمه اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫من ن�شاط الرئتني‪ ،‬وتقوى القلب وتقلل من �أمرا�ض الع�رص‪ .‬و�إن لكان جميال نال به الدرجات العال يف الدنيا والآخرة‪ ،‬قال‬ ‫هناك �ألعابا ال حتتاج �إىل نادي �صحي �أو التزامات مالية مثل تعاىل «وقل ربي زدين علما» (�سورة طه)‪.‬‬ ‫هذه الع�رشة �سبائك تعدل �أكرث من الذهب لأنها تقرب الإن�سان‬ ‫ريا�ضة امل�شي وال�سباحة والتمارين ال�سويدية وركوب الدرجات‬ ‫من اهلل تعاىل‪ ،‬وت�ضع له قدما يف اجلنة ف�أحر�ص �أخي امل�سلم‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫على ا�ستغالل وقتك بالأعمال ال�صاحلة حيث ال تنفع احل�رسة‬ ‫يف يوم العر�ض الأكرب‪ ،‬فعن �أبي هريرة قال‪ :‬قال ر�سول اهلل –‬ ‫ال�سبيكة الثامنة‪� :‬أداء منا�سك العمرة‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم‪« :‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى‬ ‫عن �أبي هريرة – ر�ضي اهلل عنه – قال‪ :‬قال ر�سول اهلل ي�س�أل عن عمره فيم �أفناه‪ ،‬وعن علمه فيم فعل به‪ ،‬وعن‬ ‫– �صلى اهلل عليه و�سلم ‪« : -‬العمرة �إىل العمرة كفارة ملا ماله من �أين اكت�سبه وفيم �أنفقه‪ ،‬وعن ج�سمه فيم �أباله»‬ ‫بينهما» رواه ملك و�أحمد ب�إ�سناد �صحيح‪ ،‬جميل �أن رب الأ�رسة رواه الرتمذي (‪ )2417‬وقال حديث �صحيح‬

‫‪9‬‬


‫مب�سم القراء‬ ‫واقع �أم خيال؟! �صورة �أو حقيقة ؟!‬ ‫�أمنية نحلم بها �أم �شاهد ُن�سع ُد به؟!‬ ‫�إنه �أنت ! نعم �أنت ! من يقر�أ خطابي يف كتابي‪..‬‬ ‫�إين الحت�سب على اهلل تعاىل �أن تكون �أنت الرجل املائة!‬ ‫ببذلك وعطائك‪ ..‬بعلمك وعملك‪ ..‬بقولك وفعلك‪ ..‬مبظهرك وخمربك‪ ..‬مبا�ضيك وم�ستقبلك‪..‬‬ ‫فحي هال بك!‬ ‫وهذه الر�سالة هدية �أخيط �إليك‪ ..‬دليل حبه لك‪ ،‬وخوفه عليك‪..‬‬ ‫فاقبلها على عالتها‪ ..‬وغ�ض الطرف عن هفواتها‪ ..‬وجتاوز بحلمك عن زالتها‪..‬‬ ‫فعذراً على التق�صري‪ ،‬فالب�ضاعة مزجاة‪ ،‬واجلراب خايل الإهاب! وال�صيد قليل يف جوف الفرا‪..‬‬ ‫فمن ذلك الرجل املائة الذي تت�شوف له الأب�صار‪ ،‬وترتقبه الأنظار‪ ،‬وتتلهف �إليه القلوب‪ ،‬وحتن‬ ‫�إليه ال�ضمائر؟!‬ ‫عن عبد اهلل بن عمر بن اخلطاب ر�ضي اهلل عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‪� :‬إمنا‬ ‫النا�س كالإبل املائة ال تكاد جتد فيها راحلة « �صحيح البخاري‪.‬‬ ‫الرجل املائة‪ :‬من تطيب املجال�س بذكره‪ ،‬وتهتف الأل�سن ب�شكره‪ ،‬وترتفع الأكف والأيدي للمعيد‬ ‫املبدي بالدعاء له والثناء عليه‪..‬‬ ‫فهو مبارك �أينما كان‪ ،‬ويف كل مكان وزمان‪ ،‬حيثما حل وارحتل كالريحانة يعبق ب�شذاه لكل من‬ ‫وجد‪ ،‬و�إن غاب فقد‪ ،‬فهو ي�سد م�سد مائة رجل ال ينفعون وال يدفعون‪.‬‬ ‫يهواه‪ ،‬ف�إذا طُ لب ِ‬ ‫ومل �أر �أم��ث��ال ال��رج��ال تفاوتت‬ ‫�إىل الف�ضل حتى ُعد �أل��ف بواحد‬ ‫لأنه يعي�ش لغريه قد ن�سى نف�سه‪ ،‬وغفل عن ذاته وتنكر حلظوظ نف�سه فعا�ش للنا�س يرعاهم‬ ‫ويعتني بهم‪ ،‬يعطف عليهم ويتلطف معهم‪ ،‬يعطيهم ويبذل لهم‪.‬‬ ‫فكم من قتيل لإبلي�س قد �أحياه! وكم من �رصيع للهوى �أيقظه من �سكرته وهداه! وكم من فقري‬ ‫�أغناه! وكم من حمزون وا�ساه! وكم حمروم �أعطاه! وكم من يتيم رعاه! وكم من مري�ض �شافاه‬ ‫ب�إذن اهلل!‬ ‫فما �أجمل �أثره على النا�س! و�أقبح �أثر النا�س عليه!‬ ‫همته عالية‪ ،‬وعزميته ما�ضية‪ ،‬فهو ال ير�ضى بالدون‪ ،‬وال يقبل �أن يكون يف ذيل القافلة!‬ ‫وال يف �آخر الركب!‬ ‫الرجل املائة ‪ :‬ال ي�شبع من خري حتى يكون مورده اجلنة‪ ،‬وال ي�س�أم من بذل املعروف ملن ي�ستحقه‪،‬‬ ‫وال يفرت عن تقدمي الإح�سان طمع ًا يف الدرجات العلى واملقام الأ�سمى يوم العر�ض الأكرب على‬ ‫اهلل عز وجل‪.‬‬ ‫فهو ي�رضب ب�سهمه يف كل جمال‪ ،‬ومي�ضي بفر�سه يف كل ميدان‪...‬‬ ‫«املرجع‪ :‬من كتاب الرجل املائة للم�ؤلف �أبي حمزة عبد اللطيف بن هاج�س الغامدي»‬ ‫الأخ‪ :‬عبدالعزيز امل�سلم‬

‫‪10‬‬

‫‪a-almosalam@hotmail.com‬‬


‫احلمد هلل رب العاملني الرحمن الرحيم‪ ،‬مالك يوم الدين‪ ،‬خلق‬ ‫الإن�سان من �ساللة من طني ثم جعله نطفة يف قرار مكني‪ ،‬ثم‬ ‫خلق النطفة علقة فخلق العلقة ُم�ضغة فخلق امل�ضغة عظام ًا‬ ‫فك�سى العظام حلما ثم �أن�ش�أه خلق ًا �آخر‪ ،‬فتبارك اهلل �أح�سن‬ ‫اخلالقني‪.‬‬ ‫يا من توجه �إليك اخلطاب الرباين امل�صون ‪ :‬ا�سمع �إىل هذا‬ ‫ون) �سورة الذاريات‪.‬‬ ‫الوحي املكنون‪( :‬وفيِ �أَنفُ�سِ ك ُْم �أَفَال ُت ْب�صرِ ُ َ‬ ‫فهل تب�رصت ب�أقرب الأ�شياء �إليك؟ ةهل تفكرت يف نف�سك التي‬ ‫بني جنبيك؟ فقد دعاك خالقك وم�صورك وندبك بارئك وفاطرك‬ ‫املر�شد �إليه ف�ستجد �آثار‬ ‫�إىل التب�رص الدال عليه‪ ،‬و�إىل التفكر ُ‬ ‫التدبري فيك قائمات‪ ،‬ودالئل توحيد ربك لك ناطقات‪.‬‬ ‫فا�ستقبل الآن النظر يف نف�سك والتب�رص يف مبد�أ خلقك كيف‬ ‫�أخرج الباري اخلالق من بني ال�صلب والرتائب املاء الدافق‬ ‫وهو ُنطفة من ماء مهني ثم جمعها يف الرحم يف قرار مكني‬ ‫�صف تلك النطفة طورا بعد طور وطبق ًا بعد طبق حتى‬ ‫ثم رّ‬ ‫كمل يف الظلمات اخللق‪.‬‬ ‫ثم ت�أمل كيف انقلبت تلك النطفة ال�ضعيفة املهينة �إىل العظام‬ ‫ال�صلبة املتينة فجعل اهلل تعاىل منها الر�أ�س وهو �أ�رشف‬ ‫الأع�ضاء و�صانة ب�أنواع من ال�صيانات التي تدفع عنه الآفات‬ ‫والأدواء‪.‬‬ ‫و�شق فيه الب�رص وال�سمع وربطهما بالقلب ليعقل بهما خطاب‬ ‫ال�رشع ولهذا يقرب اهلل �سبحانه بينهما كثريا يف الكتاب كما‬ ‫قال يف خطابه لأويل الألباب " وال َت ْق ُف َما ل َْي َ�س لَكَ ِب ِه عِ ل ٌْم‬ ‫ان َع ْن ُه َم ْ�س�ؤُو ًال (‪")36‬‬ ‫ال�س ْم َع وا ْل َب�صرَ َ وا ْل ُف�ؤَا َد كُ لُّ �أُ ْو َلئِكَ كَ َ‬ ‫� َّإن َّ‬ ‫من �سورة الإ�رساء ‪.‬‬ ‫وت�أمل كيف حفظ الرب تعاىل للإن�سان حا�سة ال�سمع والب�رص‬ ‫والكالم من م�ؤذيات الدواب والهوام فجعل داخل منفذ ال�سمع‬ ‫مراً قات ًال غري م�ست�ساغ‪ ،‬لئال تلج فيها دابة م�ؤذيه فتخل�ص‬ ‫�إىل الدماغ وجعل داخل بابي الب�رص ماد ًة ماحلة الطعم‪ ،‬لئ ًال‬ ‫تذيب احلرارة الدائمة ما هنالك من ال�شحم وجعل داخل باب‬ ‫الطعام وال�رشاب حلو اللعاب‪ ،‬لي�سيغ به ما ي�أكل وي�رشبه فال‬ ‫يتنغ�ص به الطعام وال�رشاب‪.‬‬ ‫ولو ت�أملت �صدر الإن�سان لر�أيته معدن العلم واحللم والر�شاد‬ ‫وجممع �أ�ضدادها من اجلهل وال�سفه ف�سبحان اهلل من ملأ‬ ‫�صدور �أوليائه بالرب واخلري والعلم والإح�سان كما ُملئت �صدور‬ ‫ربنا �آتنا يف الدنيا ح�سنة ويف الآخ��رة ح�سنة وقنا عذاب‬ ‫�أعدائه بالفجور وال�رشور واجلهل والكفران‪.‬‬ ‫ثم انظر بب�صرية اللب من �ساحة ال�صدر �إىل م�شاهدة القلب‪ ،‬النار‪...‬‬ ‫ال�شيخ‪ /‬حممود همام‬ ‫لتب�رص ملك ًا جال�سا على �رسير مملكته واجلند كلهم يف خدمته‪،‬‬

‫ي�ستخدمهم ا�ستخدام امللوك للعبيد والراعي لرعيته قد ُحفت‬ ‫بالقلب الأع�ضاء‪ ،‬كما ُحف بامللك الأمراء والوزراء وال�سفراء‬ ‫ف�إن ا�ستقام ا�ستقاموا و�إن زاغ زاغو‪ ،‬ويكفي هذا القلب رتبة‬ ‫عليه ودرجة �سنية �أنه حمل نظر لرب الربية‪ ،‬فعن �أبي هريرة‬ ‫ر�ضي اهلل عنه‪ :‬قال‪ :‬قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم "�إن‬ ‫اهلل ال ينظر �إىل �أج�سادكم وال �إىل �صدوركم ولكن ينظر �إىل‬ ‫قلوبكم و�أ�شار ب�أ�صابعه �إىل �صدره " �أخرجه م�سلم‬ ‫يا عبداهلل‪ ،‬هل تفكرت يف نف�سك‪ ،‬وهل تب�رصت يف خلقك‪،‬‬ ‫يوم نخ�سك ال�شيطان معلن ًا يوم ما من مولود يولد �إال نخ�سه‬ ‫ال�شيطان �إال ابن مرمي و�أمه " قال �أبو هريرة اقر�ؤوا �إن �شئتم‪:‬‬ ‫الر ِجي ِم (‪ ")36‬من‬ ‫"و�إنيِّ �أُعِ يذ َُها بِكَ وذ ُِّر َّي َت َها مِ َن َّ‬ ‫ال�ش ْيطَ ِ‬ ‫ان َّ‬ ‫�سورة �آل عمران ( �أخرجه م�سلم )‪.‬‬ ‫فكيف ت��ع��ادي رب��ك وول��ي��ك ال��ذي حفظك وت�سعة ا�شهر يف‬ ‫بطن �أمك وتواىل عدوك وعدو �أبيك و�أم��ك‪ ،‬وربك يتلطف لك‬ ‫باخلطاب‪ ،‬ويتودد �إليك بالعتاب ويقول لك يف حمكم الكتاب‬ ‫ان مِ َن‬ ‫ِي�س كَ َ‬ ‫ا�س ُج ُدوا لآ َد َم ف َ​َ�س َج ُدوا �إ َّال � ْإبل َ‬ ‫"و�إ ْذ ُق ْل َنا ِلل َْمال ِئ َك ِة ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا ِ‬ ‫اء مِ ن ُدونيِ‬ ‫جل ِّن َفف َ​َ�س َق َع ْن �أَ ْم ِر َر ِّب ِه �أ َف َت َّتخِ ذُو َن ُه وذ ُِّر َّي َت ُه �أ ْو ِل َي َ‬ ‫ني َب َد ًال (‪ ")50‬من �سورة الكهف‬ ‫وه ْم َلك ُْم َع ُد ٌّو ِب ْئ َ�س لِلظَّ المِ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ف�أي عقوق منك لآدم �أبي الأنام؟ �أعظم من مواالتك ملن �أخرجه‬ ‫من دار ال�سالم وحلف بعزة الرب لي�رضمن نار العداوة لذريته‬ ‫�أميا �إ�رضام؟‬ ‫وبعد هذا كله ف�إنظر �إىل نف�سك وما فيها من ال�صفات احلميدة‪،‬‬ ‫وما �أودعه ربك فيك من اخلالل الر�شيدة لتعرف عل ربك الكبري‬ ‫املتعال‪ ،‬و�أن من �أعطاك الكمال �أحق و�أوىل منك بهذا اجلمال‬ ‫واجلالل فكيف ُتب�رص عينك منظر العدوان الذميم وت�سمع اذنك‬ ‫�صوت النكران الوخيم �أما علمت �أن اهلل عليم ب�صري ُيب�رص‬ ‫فعلك و�أن الرب �سميع خبري ي�سمع مقالك‪.‬‬ ‫و�إذا خ���ل���وت ب���ري���ب��� ٍة يف ظلم ٍة‬ ‫وال��ن��ف�����س داع���ي���ة �إىل ال��ط��غ��ي��ان‬ ‫فا�ستح من نظر الإله وقل لها �إن الذي خلق الظالم يراين‬ ‫فهذه مع�رش امل�سلمني وامل�سلمات‪ :‬كلمات ي�سريات تنبئكم �أن‬ ‫خلقكم وما حولكم من املخلوقات �شواهد على وجود الكبري‬ ‫املتعال وما له من �أ�سماء اجلمال و�صفات الكمال ونعوت‬ ‫اجلالل فهي تنطق بل�سان احلال واملقال‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫مب�سم املر�أة‬

‫إعداد‪ :‬م‪ .‬منال الفيلكاوي‬

‫�إطار ب�أعواد الآي�س كرمي‬ ‫يف ال�صيف ال ي�ستغنى الأطفال وحتى الكبار رمبا عن الآي�س‬ ‫كرمي‪ ..‬دعونا جنمع �أعواد الآي�س كرمي لن�صنع منه �شيئا مفيدا‬ ‫ونحقق بع�ض الفوائد الرتبوية والتعليمية‪.‬‬ ‫الأدوات الالزمة‪:‬‬ ‫< �أعواد �آي�س كرمي‬ ‫< �ألوان �شينية �أو �شمعية �أو مائية‬ ‫< حبل ملون (ممكن يكون من ال�صوف �أو �رشيطه ملونة)‬ ‫< �صورة للطفل �أو ل�شخ�ص حمبب لديه‬ ‫< غراء ملون‬ ‫الطريقة للقيام بالن�شاط‪:‬‬ ‫< نطلب من الأطفال �أن ي�ضعوا غراء يف �أطراف الأعواد لعمل‬ ‫�إطار مربع ال�شكل‬ ‫< نطلب من الأطفال و�ضع الغراء يف مكانني على �أحد الأعواد‬ ‫لتثبيت احلبل على ال�ضلع العلوي للإطار‬ ‫< نطلب من الأط��ف��ال تلوين الأع���واد ب ��أي ن��وع من الأل��وان‬ ‫املتوفرة‬ ‫< نطلب من الأطفال ل�صق �صورة على الإطار من اخللف‬ ‫قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و �سلم‪« :‬املعدة بيت الداء»‬ ‫لي�ست الزيادة يف الوزن فقط هي امل�شكلة التي يعاين منها‬ ‫الكثري من الن�ساء وال��رج��ال ب�سبب ع��دم مراقبة وتنظيم‬ ‫الوجبات الغذائية بل �إن امل�شكلة تتعدى �إىل ما هو �أكرب من‬ ‫ذلك يف بع�ض الأحيان‪..‬‬ ‫�إن ال��ع��ادات الغذائية ال�سيئة قد تكون هي ال�سبب وراء‬ ‫الكثري مما نعانيه يف حياتنا اليومية من توتر �أو ك�آبه �أو‬ ‫ع�صبية �أو حتى ك�سل وملل ‪ ..‬وعلى ربة املنزل �أن تراعي‬ ‫تقدمي الأطعمة املفيدة وال�صحية يف الأ�رسة وتتجنب بع�ض‬ ‫الأطعمة �أو تقلل منها اىل �أق�صى درجة ممكنة‬ ‫فعلى �سبيل املثال الأطعمة التي تزيد التوتر‪:‬‬ ‫< الكافيني‬ ‫وهي مادة موجودة يف القهوة وال�شاي وال�شيكوالته و الكوال‬ ‫وغريها‬ ‫< احللويات‬

‫‪12‬‬

‫مالحظة‪:‬‬ ‫ممكن ا�ستبدال ال�صورة ب�أي �صورة ملنظر طبيعي ممكن �أن‬ ‫يح�صل عليها الطفل من جملة �أو يطبعها من الكمبيوتر‬ ‫و للأطفال الأكرب �سنا ممكن ي�ستبدل ال�صورة بورقة (مقوى)‬ ‫منقو�ش عليها حديث �رشيف �أو مقولة يحب �أن يعلقها يف‬ ‫غرفته‬ ‫�أهداف الن�شاط‪:‬‬ ‫< تعليم الأطفال ال�صغار �شكل هند�سي وهو املربع (ممكن �أن‬ ‫نناق�ش الأطفال الأكرب �سنا يف كم �ضلع للمربع وكم زاوية وكم‬ ‫قيا�س زوايا املربع)‬ ‫< تدريب الأطفال على التلوين وا�ستخدام الغراء بدقة‬ ‫< �إ�ضافة خ�برات جديدة مبناق�شة الأطفال ب�أهمية اخل�شب‬ ‫وتعداد الأ�شياء املمكن �صناعتها من اخل�شب‪.‬‬ ‫< تعزيز �إح�سا�س الطفل بالإجناز من خالل �صناعة �إطار ي�ستفيد‬ ‫منه يف غرفته‪.‬‬ ‫< تعليم الطفل �أن هناك �أ�شياء حولنا ترمى يف القمامة غالبا‪..‬‬ ‫ميكننا ا�ستخدامها و �إعادة ت�صنيعها واال�ستفادة منها‪.‬‬ ‫< اال�ستمتاع يف ن�شاط هادف ي�شارك الطفل فيه مع الكبار‪.‬‬

‫< الأطعمة املاحلة (النقانق من الأطعمة املعاجلة الغنية‬ ‫بامللح)‬ ‫< الأطعمة الدهنية (الأطعمة املقلية والوجبات ال�رسيعة)‬ ‫< الأطعمة املتبلة ( جتنب الكاري احلار والفلفل احلار وقلل‬ ‫من الأطعمة الهندية واملك�سيكية)‬ ‫يف املقابل هناك �أطعمة تخل�صك من التوتر مثل‪:‬‬ ‫< الكرف�س‬ ‫(ين�صح بتناول ‪� 4-2‬أعواد من الكرف�س يوميا ملن يعاين‬ ‫من التوتر – ب�إمكانك �إ�ضافة كمية منه لل�سلطة )‬ ‫< احلب ال�شم�سي‬ ‫(ب��ذور دوار ال�شم�س) فهي غنية بالبوتا�سيوم والزنك‬ ‫وفيتامني ب‬ ‫< الأرز البني < الكرنب < اللوز < بذور ال�سم�سم‬ ‫< اخليار (له ت�أثري مهديء للكبد والدم)‬ ‫< الثوم‬


‫ابتلى الزوج بعادة �سيئة‪� ،‬أال وهي عادة التدخني‪ ..‬حاولت‬ ‫�إقناعه االمتناع عن التدخني فلم يقتنع اتبعت �شتى ال�سبل‬ ‫معه‪ ..‬يف البداية اتبعت �أ�سلوب التلميح من بعيد‪ ..‬ثم انتقلت‬ ‫لأ�سلوب التلميح القريب‪ ..‬ثم الت�رصيح الوا�ضح ب�أنها عاده‬ ‫�سيئة تتلف املال وال�صحة‪ ،‬وت�ضايق الآخرين منه‪ ..‬لكن‬ ‫مع الأ�سف مل ت�صل �إىل �أي نتيجة معه‪ ..‬ثم اتبعت �أ�سلوب‬ ‫�آخر معه‪ ،‬فقالت له‪� :‬أن املال الذي ت�رصفه لل�سجائر‬ ‫هو ملك العائلة ولي�س ملكك وحدك‪ ،‬ولي�س لك احلرية‬ ‫يف �رصفه دون موافقتنا‪ ..‬لذلك مقابل كل علبة �سجائر‬ ‫تدخنها تدفع مقابلها ن�صيب الأ�رسة‪ ..‬ف�إذا كانت قيمة‬ ‫علبة ال�سجائردينار عليك ان تدفع دينارلنا‪� ..‬ضحك الزوج‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬بل ادفع ع�رشدنانريلكم‪ ،‬واتركوين على راحتي‪..‬‬ ‫ا�ستمر الو�ضع مدة من الزمن‪ ،‬والزوج العزيز يدفع دينارين‬ ‫يومي ًا للأ�رسة مقابل العلبتني اللتني يدخنهما يومياً‪..‬‬ ‫ومع ذلك مل ميتنع عن التدخني‪ ..‬لقد اعتقدت الزوجة بان ذلك‬

‫املال �سوف يردع الزوج عن عادته ال�سيئة‪ ..‬ولكن اعتقادها مل‬ ‫يكن يف حمله‪ ..‬فكرت الزوجة بفكرة �أخرى‪ ،‬فقررت �أن حترق‬ ‫الدينارين التي ت�أخذها منه �أمامه كل يوم‪ ..‬وفعالً‪ ،‬كلما‬ ‫ا�ستلمت الدينارين منه‪� ،‬أحرقتها �أمامه احتج الزوج على هذا‬ ‫الت�رصف الذي اعتربه تبذيراً و�ضياع ملال الأ�رسة‪ ،‬ف�أجابته‬ ‫الزوجة‪� :‬أنت حر فيما تعمل بنقودك‪ ،‬ونحن �أحرار فيما‬ ‫نفعل‪ ،‬بنقودنا فكالنا نحرق النقود‪ ،‬مع اختالف الأ�سلوب‪..‬‬ ‫مل ي�ستطع الزوج ان يتحمل ذلك املنظر‪ ..‬فهذا املال يتعب هو‬ ‫يف حت�صيله‪ ،‬والزوجة بكل ب�ساطة حترقه‪ ..‬فجل�س بينه وبني‬ ‫نف�سه‪ ،‬وفكر‪ ،‬ثم قال يف نف�سه‪ :‬فع ًال االثنني‪ ،‬هو وزوجته‪،‬‬ ‫يقومان بحرق النقود يومي ًا ولكن الأ�سلوب هو املختلف‬ ‫فقط‪ ..‬فكان هذا اال�ستنتاج املنطقي كفيل برتكه لتلك العادة‬ ‫ال�سيئة‪ ..‬وبذلك ا�ستطاعت هذه الزوجة الذكية ب�أن تنقذ‬ ‫زوجها العزيز من هذا املر�ض الفتاك‪ ..‬الذي يت�ساهل فيه‬ ‫كثريون‪.‬‬

‫�صحابية و�شاعرة‬ ‫�أ�سلم �أبوها امرئ القي�س بن عدي بن �أو�س على يد عمر بن فقالت‪:‬‬ ‫اخلطاب ر�ضي اهلل عنه‬ ‫خطبها علي بن �أب��ي طالب ر�ضي اهلل عنه البنه احل�سني‬ ‫ي�ست�ضاء به‬ ‫�إن الذي كان نورا‬ ‫ُ‬ ‫فزوجه �إياها‬ ‫�ون‬ ‫ي�ر م��دف� ِ‬ ‫ب��ك��رب�لاء ق��ت��ي� ٌل غ� ُ‬ ‫ولدت للح�سني ر�ضي اهلل عنه عبداهلل و�سكينة‬ ‫�سبط النبي جزاك اهلل �صاحل ًة‬ ‫يقول فيها احل�سني و يف ابنته منها (�سكينة)‪:‬‬ ‫املوازين‬ ‫عنا‪ ،‬وجنبت ح�سدان‬ ‫ِ‬ ‫ل��ع��م��رك �إن���ن���ي لأح�����ب دارا‬ ‫قد كنت يل جبال �صعبا �ألوذ به‬ ‫حت��ل ب��ه��ا �سكينة وال��رب��اب‬ ‫بالرحم والدين‬ ‫وكنت ت�صحبنا ُّ‬ ‫فل�ست لهم و �إن غابوا م�ضيعا‬ ‫من لليتامى ومن لل�سائلني ومن‬ ‫ح��ي��ات��ي �أو يغيبني ال�ت�راب‬ ‫يغني وي ��أوي �إليه كل م�سكني‬ ‫فخطبت بعد قتل‬ ‫واهلل ال �أبتغي �صهرا ب�صهركم‬ ‫و كانت الرباب من خيار الن�ساء و�أف�ضلهن ُ‬ ‫حما بعد ر�سول اهلل �صلى اهلل‬ ‫أغيب بني الرمل والطني‬ ‫حتى � َّ‬ ‫احل�سني فقالت‪ :‬ما كنت لأتخذ ً‬ ‫عليه و�سلم‪.‬‬ ‫وقد رثت الرباب بنت امرئ القي�س زوجها احل�سني حني قتل‬ ‫املرجع‪ :‬مو�سوعة ن�ساء �شاعرات‬

‫‪13‬‬


‫املب�سم الفقهي‬

‫�أنواع ال�سفر و�أحكامه‬ ‫�إعداد‪:‬خالد علي‬

‫احلمد لله وال�صالة وال�سالم على ر�سول الله �صلى الله عليه و�سلم وبعد‪-:‬‬ ‫هذه ن�صائح وتوجيهات وفتاوى من العلماء وامل�شايخ و�أهل العلم يف م�س�ألة‬ ‫ال�سفر والنزهة‪.‬‬ ‫وقد �رصح ال�شافعية واحلنابلة ب�أن ال�سفر لر�ؤية البالد والتنزه فيها مباح‬ ‫وقال احلنابلة �أن ال�سياحة لغري مو�ضع معني مكروه‪.‬‬ ‫وق�سم احلنفية ال�سفر من حيث حكمه �إىل ثالث �أق�سام‪:‬‬ ‫‪� 1‬سفر طاعة كاحلج واجلهاد‪.‬‬ ‫‪� 2‬سفر مباح كالتجارة‪.‬‬ ‫‪� 3‬سفر مع�صية كقطع الطريق وحج املر�أة بال حمرم‪.‬‬ ‫املالكية‪ :‬ال�سفر على ق�سمني‪:‬‬

‫‪� -2‬سفر الطلب‪:‬‬

‫ويوافقهم ال�شافعية واحلنابلة عليها ك�سفر حج الفري�ضة‬ ‫‪� -1‬سفر طلب‪.‬‬ ‫واجلهاد �إذا تعني‪.‬‬ ‫‪� -2‬سفر هرب‪.‬‬ ‫وقال الثعالبي رحمه اهلل من ف�ضائل ال�سفر �أن �صاحبه‬ ‫يرى من عجائب الأم�صار وبدائع الأقطار وحما�سن‬ ‫‪� -1‬سفر هرب واجب‪:‬‬ ‫الآثار ما يزيد علما بقدرة اهلل تعاىل ويدعوه �شكرا على‬ ‫‪ -1‬بلد يكرث فيه حرام ويقل فيه احلالل‪.‬‬ ‫نعمته‪.‬‬ ‫‪ -2‬كذلك يجب عليه الهرب من بلد يذل فيه نف�سه �إىل ويقول الإمام �أبو الوفاء ابن عقيل‪:‬‬ ‫مو�ضع يعز فيه نف�سه‪.‬‬ ‫فنعوذ باهلل من عيون �شاخ�صة غري ب�صرية وقلوب‬ ‫‪ -3‬ويجب الهرب من بلد ال علم فيه �إىل بلد فيه ناظرة غري خبرية‪.‬‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫هل بلغ ال�صحابة الأج�لاء وال�سلف النبالء والأئمة‬

‫‪14‬‬


‫الفقهاء‪ ،‬ما بلغوا من ذرا القمم‪ ،‬وق�صب ال�سبق بني ‪� -2‬إخال�ص النية يف ال�سفر‪.‬‬ ‫الأمم �إال الرحالت يف طلب احلديث وحت�صيل العلوم ‪ -3‬ال�سفر بنية الإ�ستجمام والنزهة والتمتع باملناظر‬ ‫واملعارف‪.‬‬ ‫الطبيعية‪.‬‬ ‫‪� -4‬أن يرد املظامل و�أداء احلقوق والأمانات‪.‬‬ ‫وفوائد ال�سفر كثرية وذكر ال�شافعي رحمة اهلل ‪� -5‬أن يعد النفقة التي تلزم من يجب عليه الإنفاق‪.‬‬ ‫‪ -6‬الرفقة ال�صاحلة من الأهل والأوالد‪.‬‬ ‫تغرب عن الأوط��ان يف طلب ال ُعلى‬ ‫‪ -7‬يكره �أن ي�سافر وحده‪.‬‬ ‫و�سافر ففي الأ�سفار خم�س فوائد‬ ‫‪ -8‬ال ت�سقط �صالة اجلماعة عن امل�سافر لأن اهلل تعاىل‬ ‫���ف���رج ه���م و�إك��ت�����س��اب معي�شة‬ ‫َت ّ‬ ‫�أمر بها يف حال القتال‪.‬‬ ‫وع���ل���م و�آداب و���ص��ح��ب��ة م��اج��د‬ ‫وذك��ر اب��ن عثيمني رحمه اهلل ‪ :‬هناك �صنف ي�سافر‬ ‫ملجرد املتعة لكنها متعة حالل وه��ذا جائز �أن��ه �أن‬ ‫ي�سافر و�أن كان �سينفق �أمواله لكنه �سينفقها يف‬ ‫مباح‪ ،‬والنفو�س تكل وت�س�أم وتتعب من الدرو�س ف�إذا‬ ‫انطلقت وذهبت لتنف�س عن نف�سك فال حرج‪ ،‬الدين‬ ‫احلمد هلل ي�رس ولكن ب�رشط �أال يذهب �إىل محُ رم‪...‬‬ ‫و�أجابت �إدارة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية عن‬ ‫�س�ؤال حول ال�سفر �إىل بلد غريب مع العلم �أن هذا البلد‬ ‫يحل ما حرم اهلل تعاىل من جمون وفح�ش‪.‬‬ ‫�أن الأ�صل يف ال�سفر الإباحة �إال �إذا خ�شى الإن�سان على‬ ‫دينه �أو نف�سه �أو عر�ضه ف�إنه ال يجوز له �أن ي�سافر �إىل‬ ‫ذلك املكان الذي ال ي�أمن فيه على ما ذكر وكذلك ال‬ ‫يجوز �أن�شاء ال�سفر بق�صد الع�صية كالزنى و�رش اخلمر‪.‬‬ ‫‪ -3‬ن�����ص��ائ��ح وت��وج��ي��ه��ات يف ن��زه��ت��ك‬ ‫و�سفرك‪:‬‬ ‫‪ -1‬اال�ستخارة يف نزهتك و�سفرك‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫نزهة ثقافية‬ ‫يكتبها الأ�ستاذ‪� /‬أحمد الذهبي‬

‫ر�سولنا �صلى الله عليه و�سلم ال ينطق عن الهوى فقد قال‬ ‫(داوو مر�ضاكم بال�صدقة)‪ ..‬هذه ق�صة عجيبة ال ي�صدقها اال‬ ‫امل�ؤمن امل�صدق بهذا احلديث‪.‬‬ ‫روى يل اح��د الأخ���وان م��ن بلدة ح��رمي�لاء اح��دى قرى‬ ‫الريا�ض ان احدى الن�ساء من نف�س البلدة ا�صيبت مبر�ض‬ ‫��سرط��ان ال��دم وحلاجتها للرعاية ا�ستقدمت خادمة‬ ‫اندوني�سية وكانت ه��ذه امل���ر�أة �صاحبة دي��ن وخلق‪.‬‬ ‫وبعد مرور ا�سبوع تقريبا على ح�ضور اخلادمة الحظت هذه‬ ‫املر�أة ان اخلادمة متكث طويال يف دورة املياه اعزكم الله واكرث‬ ‫من املعتاد وترتدد كثريا على الدورة اعزكم الله ويف احدى‬ ‫املرات �سالتها عن �سبب بقاءها طويال يف الدورة؟ وعندما‬ ‫�سالتها اخذت اخلادمة تبكي بكاء �شديد وعندما �سالتها‬ ‫عن �سبب بكاءها قالت‪ :‬انني و�ضعت ابني من ع�رشين يوم‬ ‫فقط وعندما ات�صل بي املكتب يف اندوني�سيا اردت اغتنام‬ ‫الفر�صة واحل�ضور للعمل عندكم حلاجتنا املا�سة للمال‬ ‫و�سبب بقائي طويال يف الدورة هو ان �صدري مليء باحلليب‬

‫واقوم بتخفيفة!! عندما علمت هذه املر�أة قامت فورا باحلجز‬ ‫لها يف اقرب رحلة اىل اندوني�سيا و�رصفت املبلغ الذي‬ ‫�ستتقا�ضاه خالل ال�سنتني بالتمام والكمال ثم ا�ستدعتها‬ ‫وقالت لها هذه رواتبك ملدة �سنتني مقدما اذهبي اىل ابنك‬ ‫وار�ضعيه واعتني به وبعد �سنتني بامكانك احل�ضور الينا‬ ‫واعطتها ارق��ام الهواتف يف حال رغبتها للعودة بعد‬ ‫�سنتني وبعد �سفر اخل��ادم��ة ك��ان ل��دى امل���ر�أة موعد‬ ‫متابعة لتطور ال�رسطان وعند الفح�ص الروتيني للدم‬ ‫كانت املفاجاة مل ي��ج��دوا فيها اي اث��ر لل�رسطان !!!‬ ‫طلب ال��دك��ت��ور منها ان تعيد التحليل ع��دة م��رات‬ ‫وك��ان��ت النتيجة واح����دة ذه���ل ال��دك��ت��ور ل�شفاءها‬ ‫خل��ط��ورة امل��ر���ض فحولها على اال�شعة فوجد ن�سبة‬ ‫ال����سرط��ان �صفر ‪ %‬ع��ن��ده��ا اي��ق��ن ال��دك��ت��ور �شفاءها‬ ‫�س�ألها عن العالج امل�ستخدم وكان جوابها عن �أبي �أمامه‬ ‫ر�ضي الله عنه �أن النبي �صلى الله عليه و�سلم قال‪ :‬داوو‬ ‫مر�ضاكم بال�صدقة‪.‬‬

‫دخل رجل وامر�أته على مو�سى بن �إ�سحاق – قا�ضي الأهواز‬ ‫– فادعت املر�أة �أن لها على زوجها خم�سمائة دينار مهرا ً‪،‬‬ ‫و�أنه مل ي�سلمه �إياها‪ ،‬و�أنكر الزوج ادعاء زوجته عليه و�أنه‬ ‫�أدى لها مهرها‪ .‬فقال القا�ضي للزوج‪ :‬هات �شهودك لي�شريوا‬ ‫�إليها يف ال�شهادة‪ .‬ف�أح�رض الزوج ال�شهود فا�ستدعى القا�ضي‬ ‫�أحدهم وقال له‪ :‬انظر �إىل الزوجة وت�أكد من معرفتك بها‬ ‫لت�شري �إليها يف �شهادتك‪ .‬فقام ال�شاهد لينظر وقال القا�ضي‬ ‫للزوجة‪ :‬قومي واك�شفي عن وجهك ليتعرف عليك ال�شاهد‬ ‫فقال الزوج‪ :‬وماذا تريدون منها؟ قال له القا�ضي‪ :‬ال بد‬ ‫�أن ينظر ال�شاهد �إىل امر�أتك وهي �سافرة كا�شفة لوجهها‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫لت�صح معرفته بها‪� ،‬إذ كيف ي�شهد على من ال يعرف؟‬ ‫فكره الزوج �أن تك�شف زوجته عن وجهها لرجل �أجنبي عنها‬ ‫وقال للقا�ضي‪� :‬إين �أ�شهد �أن لزوجتي يف ذمتي املهر الذي‬ ‫تدعيه‪ ،‬وال حاجة �إىل �أن تك�شف وجهها �أمام الرجال الأجانب‬ ‫فلما �سمعت ال��زوج��ة ذل��ك �أك�ب�رت و�أع��ظ��م��ت زوجها‬ ‫�أن����ه ي��غ��ار عليها وي�����ص��ون��ه��ا م��ن �أع��ي�ن النا�س‪.‬‬ ‫فقالت للقا�ضي‪� :‬إين �أ�شهدك �أين قد وهبته هذا املهر‬ ‫و�ساحمته فيه و�أب���ر�أت���ه منه يف ال��دن��ي��ا والآخ����رة‪.‬‬ ‫فقال القا�ضي‪ :‬اكتبوا هذا يف مكارم الأخالق‪.‬‬

‫امل�صدر‪ :‬كتاب (‪ )150‬ق�صة لل�صاحلني‬


‫املب�سم االجتماعي‬ ‫حفل تكرمي حلقات �أجيال القر�آن‬

‫حما�ضرة د‪ .‬مو�سى املزيدي لرواد ديوانية اللجنة‬

‫حلقات �أجيال القر�آن الكرمي‬

‫رحلة جلنة العمل بعنوان‪� :‬إجازة �سعيدة‬

‫‪17‬‬


‫يكتبها الأ�ستاذ‪ /‬ع�صام العبيد‬

‫علي بن �أبي طالب ر�ضي اهلل عنه �أمري امل�ؤمنني‪ ،‬ابن‬ ‫عم ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬وزوج ابنته فاطمة‬ ‫ر�ضي اهلل عنها‪� ،‬أحد اخللفاء الرا�شدين‪ ،‬و�أحد الع�رشة‬ ‫املب�رشين باجلنة‪ ،‬ومن �أوائل الذين �أ�سلموا‪.‬‬ ‫ولد يف �سنة ‪ 23‬قبل الهجرة فهو �أ�صغر من ر�سول اهلل‬ ‫بثالثني عاما‪� ،‬أبوه عبد مناف بن عبداملطلب بن ها�شم‬ ‫ويكنى ب�أبي طالب وبذلك ا�شتهر‪ ،‬وهو عم ر�سول اهلل‬ ‫و�شقيق �أبيه ‪ ،‬يعد �أحد �شيوخ قري�ش‪ ،‬دافع عن ر�سول‬ ‫اهلل وحماه‪ ،‬ودافع عن امل�سلمني‪ ،‬ومل ي�سلم فمات كافرا‪،‬‬ ‫و�أم علي هي فاطمة بنت �أ�سد بن ها�شم بن عبد مناف‬ ‫�أ�سلمت وهاجرت‪ ،‬ن�ش�أ علي يف بيت ر�سول اهلل �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم‪� ،‬إذ كان �أبو طالب فقريا كثري العيال‪،‬‬ ‫فكلم ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم �أعمامه يف �أخيهم‬ ‫�أبي طالب وم�ساعدته‪ ،‬فذهبوا �إليه‪ ،‬وطلبوا منه تربية‬ ‫ولده‪ ،‬فقال لهم‪ :‬خذوا ما �شئتم ودعوا يل عقيال‪ ،‬ف�أخذ‬ ‫ر�سول اهلل عليا‪ ،‬و�أخذ العبا�س جعفر‪.‬‬ ‫بعث ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ف�أخرب �أهل بيته‬ ‫ومنهم علي ف�أ�سلم‪ ،‬ومل يبلغ العا�رشة بعد‪ ،‬ويعد �أول‬ ‫من �أ�سلم من الأوالد‪ ،‬ومن ال�سابقني للإ�سالم‪ ،‬ومل‬ ‫يعرف وثنية‪ ،‬فهو قد ن�ش�أ على الإ�سالم‪ ،‬وملا هاجر‬ ‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم بات مكانه يف فرا�شه‪،‬‬ ‫ي�سلم الودائع والأمانات التي كانت عند ابن عمه‬ ‫لأ�صحابها‪ ،‬وكان عمره قريبا من الثالثة والع�رشين‪،‬‬ ‫ثم هاجر‪ ،‬وملا بد�أت املعارك بني امل�سلمني و�أعدائهم‬ ‫كان بطلها و�أ�شد النا�س على اخل�صوم‪ ،‬ففي ال�سنة‬ ‫الثانية من الهجرة جرت معركة بدر الكربى فكان بني‬ ‫املتبارزين فقتل الوليد بن عتبة‪ ،‬و�شارك عمه احلمزة‬ ‫يف قتل عتبة بن ربيعة‪ ،‬ويف غزوة اخلندق وقف مع‬ ‫امل�سلمني مدافعا وعندما قطع بع�ض امل�رشكني اخلندق‬ ‫ومنهم البطل العربي اجلاهلي عمرو بن ود العامري‬ ‫الذي وجلت الأبطال عن منازلته ت�صدى له على وقتله‬ ‫فكرب امل�سلمون‪ ،‬وعرف ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‬

‫‪18‬‬

‫�أن عليا قتل عمرا‪ ،‬و�شهد بيعة الر�ضوان‪ ،‬وحمل لواء‬ ‫امل�سلمني يف خيرب‪ ،‬وبقي يف املدينة �أمريا عليها يوم‬ ‫غزوة تبوك‪ ،‬و�أر�سله ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يف‬ ‫ال�سنة التا�سعة وراء �أبي بكر الذي حج يف النا�س ذلك‬ ‫العام ليتلو على امل�سلمني �سورة (براءة) التي نزلت‬ ‫بعد خروج امل�سلمني حجاجا‪ ،‬تويف ر�سول اهلل �صلى‬ ‫اهلل عليه و�سلم وهو عنه را�ض‪.‬‬ ‫بايع امل�سلمون �أبا بكر ال�صديق بعد وفاة ر�سول اهلل‬ ‫�صلى اهلل عليه و�سلم‪ ،‬وكان علي من �أوائل الذين‬ ‫بايعوا‪� ،‬إال �أنه �شغل بتمري�ض زوجه فاطمة بنت ر�سول‬ ‫اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم التي �أ�صابها املر�ض �إثر وفاة‬ ‫�أبيها علية ال�صالة وال�سالم‪ ،‬فكان يح�رض اجلماعة‪،‬‬ ‫ويعود �إىل زوجه حتى توفيت بعد �ستة �أ�شهر من وفاة‬ ‫�أبيها ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم‪� ،‬إال �أن �أبا بكر‬ ‫كان يدعوه لي�ست�شريه يف بع�ض الأمور‪ ،‬وبعد وفاة‬ ‫زوجه كان مع ال�صديق يف كل �أمر وبخا�صة عندما‬ ‫كان �أمر املرتدين والذين امتنعوا عن الزكاة وهاجموا‬ ‫املدينة‪ ،‬وتويف ال�صديق وهو عنه را�ض‪.‬‬ ‫اختار ال�صديق للم�سلمني عمر بن اخلطاب‪ ،‬فكان على‬ ‫�أول املبايعني‪ ،‬بل �رصخ ال نقبل �إال �أن يكون عمر‬ ‫عندما �س�أل �أبو بكر امل�سلمني هل تر�ضون من اخرتت‬ ‫لكم؟ وكان علي بجانب عمر وقا�ضيه‪ ،‬فعمر يقول‪:‬‬ ‫�أبو احل�سن �أق�ضانا‪ ،‬و�أمري املدينة �إذا خرج عمر منها‪،‬‬ ‫وامل�ست�شار الذي ي�ؤخذ بر�أيه‪ ،‬وقد زوج انته �أم كلثوم‬ ‫لعمر‪ ،‬وعندما طعن عمر كان علي �أحد رجال ال�شورى‬ ‫الذين اختارهم عمر ليكون �أحدهم خليفة امل�سلمني‪،‬‬ ‫وكان عمر يقول لو ولوها الأجلح لأخذهم علي اجلادة‪،‬‬ ‫وكان �أ�شبه النا�س بعمر يف حزمه وحكمته وعدم‬ ‫اخلوف يف اهلل لومة الئم‪.‬‬ ‫ا�ست�شهد ر�ضي اهلل عنه يف ‪ 17‬رم�ضان �سنة ‪ 40‬هـ‪،‬‬ ‫وهو ي�صلي الفجر على يد �أحد اخلوارج وهو عبدالرحمن‬ ‫بن ملجم احلمريي‪ ،‬و�صلى عليه ابنه احل�سن‪.‬‬



‫جمعية الإ�صالح االجتماعي‬ ‫جلنة بيان وم�شرف وغرب م�شرف‬ ‫للزكاة واخلريات‬

‫وقف بيت القر�آن الكرمي‬

‫ال‬

‫ا‬

‫ال س‬

‫ي‬

‫سسهم الذه‬

‫ي‬

‫د‪.‬ك‬

‫د‪.‬كفض‬ ‫لسسهم ال‬

‫د‪.‬ك‬ ‫ربون‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫ال‬

‫زي‬

‫‪200‬‬ ‫‪300‬‬ ‫ض‬ ‫ب‬

‫‪100‬‬

‫عمل خريي وقفي لك ولأبنائك ي�ستمر يف حياتك وبعد مماتك‬ ‫عن طريق ا�ستقطاعات بنكية ح�ساب رقم ‪ 06224149‬بنك اخلليج‬

‫‪53 89 777 - 78 81 423‬‬

‫بيان ‪ -‬ق ‪ - 9‬طريق ‪ - 20‬بجانب م�سجد ال�شيخة مرمي ال�صباح‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.