ا ﺑﻮاب ◧◧◧◧◧◧
1 ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
2
◨◨◨◨◨◨
ﺳر اﻷﺑواب رواﯾﺔ
ﺗﺄﻟﯿﻒ د .ھﺪﯾﻞ طﻼل
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 3
◧◧◧◧◧◧
اﻟﻨﺎﺷﺮ دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ اﻷردن – ﻋﻤﺎن
ھﺎﺗﻒ009626 /5658253 – 5658252 : ﻓﺎﻛﺲ009626/ 5658254 : اﻟﻌﻨﻮان :اﻟﻌﺒﺪﻟﻲ -ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﻌﺮﺑﻲ ص .ب141781 : Email: darosama@orange.jo www.darosama.net
ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ ﻣﺤﻔﻮظﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ
2018م اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻻردﻧﯿﺔ اﻟﮭﺎﺷﻤﯿﺔ رﻗﻢ اﻹﯾﺪاع ﻟﺪى داﺋﺮة اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ )(2018/9/4411 813.9 ﻋﺒﺪ اﻟﺠﺒﺎر ،ھﺪﯾﻞ طﻼل ﺳﺮ اﻷﺑﻮاب/ھﺪﯾﻞ طﻼل ﻋﺒﺪ اﻟﺠﺒﺎر – .ﻋﻤﺎن :اﻟﻤﺆﻟﻒ2018 ، ر.إ2018/9/4411 :. اﻟﻮاﺻﻔﺎت/ :اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ//اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ/ ﯾﺘﺤﻤ ﻞ اﻟﻤﺆﻟ ﻒ ﻛﺎﻣ ﻞ اﻟﻤﺴ ﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿ ﺔ ﻋ ﻦ ﻣﺤﺘ ﻮى ﻣﺼ ﻨﻔﮫ وﻻ ﯾﻌﺒّ ﺮ ھ ﺬا اﻟﻤﺼﻨﻒ ﻋﻦ رأي داﺋﺮة اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ أو أي ﺟﮭﺔ ﺣﻜﻮﻣﯿﺔ أﺧﺮى ISBN 978-9957-22-798-2 )ردﻣك(
رﺳﻢ وﺗﺼﻤﯿﻢ اﻟﻐﻼف :ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺳﻌﺪ abood.art2018@gmail.com
◨◨◨◨◨◨
4
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
إھﺪاء أﻟﮭﻣﺗﻧﻲ اﺟواء ﺑﻐداد وﺳﻠوﻓﺎﻛﯾﺎ أﺣداث ھذه اﻟرواﯾﺔ.. وأھدﯾﮭﺎ اﻟﻰ واﻟدي اﻟذي ﺷﺟﻌﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﮭوأدﯾب وﻟدﯾﮫ ﻣؤﻟﻔﺎت ﻋدة.. وأھدﯾﮭﺎ اﻟﻰ واﻟدﺗﻲ اﻟﺗﻲ ﻧ ﱠﻣت طﻣوﺣﻲ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻧﺟﺎزات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة.. واھدﯾﮭﺎ اﻟﻰ ﻛل ﻣن اﻗﺗﻧﻰ ھذه اﻟرواﯾﺔ واﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄﺣداﺛﮭﺎ..
اﻟﻤﺆﻟﻒ
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 5
◧◧◧◧◧◧
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
6
◨◨◨◨◨◨
ﺗﺗﻣﺎﯾل ازھﺎر اﻟرﺑﯾﻊ ﻣﻊ ﺣﻔﯾف اﻻﺷﺟﺎر اﻟﺧﺿراء اﻟﯾﺎﻧﻌ ﺔ ﻓ ﻲ ﻏﺎﺑ ﺔ ﻛﺛﯾﻔ ﺔ واﺳ ﻌﺔ ،واﻟ رﯾﺢ ﺗﺗﺳ ﺎﺑﻖ ﻣ ﻊ أول ﺷ ﻌﺎع ﺷ ﻣس اﻟﺻ ﺑﺎح ،واﻟﺣﯾواﻧ ﺎت ﺑﺄﺻ ﻧﺎﻓﮭﺎ راﻛﺿ ﺔ واﻟطﯾ ور ﻣﺣﻠﻘ ﺔ ﻧﺣ و ﻧﮭر ﻋذب ﻟﯾرﺗوي ﻣﻧﮫ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ ﻓﺟر ﯾوم ﺟدﯾد. ﺗﺧ رج ﻓﺗ ﺎة ﺑﺷ ﻌرھﺎ اﻟطوﯾ ل اﻻﺳ ود وﻓﺳ ﺗﺎﻧﮭﺎ اﻻﻣﯾ ري ﺑﺷراﺋط ذھﺑﯾﺔ ﺗﺗطﺎﯾر ﻣ ﻊ اﻟ رﯾﺢ ﻟﺗﻧظ ر اﻟ ﻰ ذﻟ ك اﻟﺟﻣ ﻊ اﻟﻣ ﺑﮭﺞ ﺣول اﻟﻧﮭر ﻣن ﻗﺻرھﺎ ،ﻓﺗرﻣﻲ اﺣ دى ﺗﻠ ك اﻟﺷ راﺋط ﻓ ﻲ اﻟﮭ واء ﻟﯾﻠﺗﻘطﮭ ﺎ ط ﺎﺋر اﻟﻧ ورس راﺣ ﻼً ﺑ ﮫ اﻟ ﻰ ﻣﻛ ﺎن ﺑﻌﯾ د ﻓﯾ ﮫ ﻧ ﺎس ﯾﻌﯾﺷ ون ﻋﻠ ﻰ ﺗﺟ ﺎرة ﺻ ﯾد اﻟﺳ ﻣك واﻟﺗ ﯾن وﻣﺎﯾﻧﺿ ﺞ ﻣ ن ﺣ ب اﻟﻣﻠوك ﻓﻲ ﺣﻘو ٍل واﺳﻌﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾطﮭ ﺎ اﻟﺟﺑ ﺎل اﻟﺷ ﺎﻣﺧﺔ، وﺑﯾوﺗﮭم اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن اﻻﺣﺟﺎر اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗظل ﺑﺎﺷﺟﺎر اﻟﻧﺧﯾل اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ،وﻣﺣﻼﺗﮭم ﯾﻛﺳوھﺎ اﻟﻠون اﻻﺑ ﯾض ﻟﺗﻘﯾﮭ ﺎ ﻣ ن ﺣ ر اﻟﺻ ﯾف وﯾﺳ ﺗﺑدﻟوﻧﮭﺎ ﺑ ﺎﻟﻠون اﻻزرق اﻟ داﻛن ﻓ ﻲ اﻟﺷ ﺗﺎء ﻟﺗزھ و اﻟطرق ﺑﻣﺷﺎﻋر اﻟدفء ﺣﯾن رؤﯾﺗﮭﺎ. وﺗﺿﻣﮭم ﻗرﯾﺔ )ﻣﻧﺑﻊ رأس اﻟﻣﺎء( ﺑﺣ دودھﺎ اﻟﺷﺎﺳ ﻌﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗط ل ﻋﻠ ﻰ ﺑﺣ ر ھ ﺎدئ ﯾﻣﯾ ل ﻟوﻧ ﮫ اﻟ ﻰ اﻻزرق اﻟﻣﺧﺿ ر اﻟ ذي ﯾﺷﺑﮫ ﻋﯾﻧﻲ اﻟﺻﯾﺎد ﺳراج اﻟﻣﺗﻣﯾز ﺑطوﻟﮫ ورﺷﺎﻗﺗﮫ وﺳﻣﺎره اﻟ ذي ﯾﻌﻛس اﺧﻼﺻﮫ ﻟﻼرض ،وأھل اﻟﻘرﯾﺔ اﻟ ذﯾن ﯾﻌﺗﻣ دون ﻋﻠﯾ ﮫ ﻓ ﻲ ﺗﺄﻣﯾن ﺑﺿﺎﻋﺗﮭم ﻋﻧده ﻟﯾﺗﺎﺟر ﺑﮭﺎ ﻓﻲ رﺣﻠﺗﮫ اﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ ﻣراﻛش. وﻛﺎن اﻟﺻﯾﺎد ﺳراج ﯾﺑﻘﻰ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺗﺄﺧرة ﻓﻲ اﻟﻠﯾل وﯾﺳﮭر ﺣﺗﻰ اﻟﻔﺟر ﻷﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾ رة ﻣ ن اﻟﺳ ﻣك ،ﻓﯾﻌ ود ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 7
◧◧◧◧◧◧
داﺋﻣﺎ ً ﻣوﻓور اﻟﺻﯾد وﯾﺑﯾﻊ ﻗﺳﻣﺎ ً ﻣﻧ ﮫ واﻟﻘﺳ م اﻵﺧ ر ﯾوزﻋ ﮫ ﻋﻠ ﻰ أھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ ﻣ ن اﻟﻣﺣﺗ ﺎﺟﯾن .ﻓﯾ رى ﺷ رﯾطﺎ ً ذھﺑﯾ ﺎ ً ﯾﺣﻣﻠ ﮫ ط ﺎﺋر اﻟﻧ ورس واﻟ ذي ﯾﺣ ط ﻋﻠ ﻰ ﻛﺗﻔ ﮫ وﯾرﻣ ﻲ اﻟﺷ رﯾط ﻋﻠﯾ ﮫ وﯾﺄﺧ ذ اﺣ دى اﺳ ﻣﺎك ﺳ راج اﻟﻣﺻ طﺎدة وﯾﮭ رب ﻣﺣﻠﻘ ﺎً ،ﻣﺳ ك ﺳ راج اﻟﺷ رﯾط اﻟ ذھﺑﻲ وﺗﻌﺟ ب ﻣ ن ﻧوﻋﯾﺗ ﮫ اﻟﻔ ﺎﺧرة ،ﻓﺣ س ﺑﺷ ﻌور ﻏرﯾب وﺿﻣﮫ ﻓﻲ ﺻرة ﻧﻘوده. ذات ﯾوم اﺣﺗﺎج ﺳراج اﺳﺗﺑدال ﺳﻧﺎرة اﻟﺻﯾد ﺑﺳﻧﺎرة ﺟدﯾدة وﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺷﺗرﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻓرﺣل ﻣﺑﻛ را ً وأﺧ ذ ﻣﻌ ﮫ ﺑﺿ ﺎﻋﺔ ﯾﺣﺗﺎﺟﮭ ﺎ أھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ ﻟﺑﯾﻌﮭ ﺎ ﻟﮭ م .وھ و ﻓ ﻲ طرﯾﻘ ﮫ اﻟ ﻰ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﻛ ﺎدت أن ﺗﺻ طدم ﺑ ﮫ ﻋرﺑ ﺔ ﻣﺳ رﻋﺔ ﺟ داً ،ﻓﺗوﻗﻔ ت وﺑ دأ ﻓ ﻲ ﺗوﺑﯾﺧ ﮫ ﺳ ﺎﺋﻖ اﻟﻌرﺑ ﺔ ،ﻓ ﺄراد ﺳ راج أن ﯾ داﻓﻊ ﻋ ن ﻧﻔﺳ ﮫ اﻻ أن ﻋﯾﻧﯾﮫ وﻗﻌت ﻋﻠ ﻰ ﻋﯾﻧ ﻲ ﻓﺗ ﺎة ﺗﻧظ ر ﻣ ن ﺷ ﺑﺎك اﻟﻌرﺑ ﺔ وﺗرﺟﻠ ت ﻣﻧﮭﺎ وھﻲ ﺗﻌﺗ ذر ﻣ ن ﺗﺻ رف ﺳ ﺎﺋﻘﮭﺎ ﻻﻧ ﮫ ﻛ ﺎن ﻣﺳ رﻋﺎً ،وﻟﻛ ن ﺳراج ﻟم ﯾﺗﻔوه ﺑﻛﻠﻣﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺳﺎﺋﻖ ﻟﺷدة دھﺷﺗﮫ ﻣن ﺟﺎذﺑﯾ ﺔ ﺗﻠ ك اﻟﻔﺗ ﺎة اﻟﺗ ﻲ ﻟ م ﯾ َر ﺑﺟﻣﺎﻟﮭ ﺎ أﺣ د .ﻋﻧ دھﺎ ﻧظ رت اﻟ ﻰ ﺳﺎﺋﻖ اﻟﻌرﺑﺔ وﻋﺎﺗﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﺳ ﻠوﺑﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺣ دﯾث ،ورﻛﺑ ت اﻟﻌرﺑ ﺔ واﻧطﻠﻖ ﺑﮭﺎ ﺑﻌﯾدا ً ﻋ ن أﻧظ ﺎر ﺳ راج اﻟ ذي وﻗ ف ﺟﺎﻣ دا ً وﺻ ورة ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ﻻ ﺗﻔﺎرق ﻣﺧﯾﻠﺗﮫ. واﺻ ل ﺳ راج رﺣﻠﺗ ﮫ اﻟ ﻰ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ وھ و ﯾﻔﻛ ر ﻓ ﻲ اﻟﻔﺗ ﺎة وﯾﺳﺗرﺟﻊ ﺻوﺗﮭﺎ اﻟﻌذب ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻣﻌﮫ .ﺣﯾن وﺻ ل اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﺗﻔﺎﺟ ﺄ ◨◨◨◨◨◨
8
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﺑﺄن ﻛل اﻻﺳواق ﻣﻐﻠﻘﺔ ،ﻓﺄﺳرع ﻋﻠﻰ أﺣدھم وھو ﯾﺿﻊ آﺧر ﻗﻔ ل ﻓﻲ ﻣﺣﻠﮫ ﻟﯾﺳﺄﻟﮫ ﻋن اﺳﺑﺎب اﻟﻐﻠﻖ اﻟﻣﺑﻛر ﻟﻠﺳوق ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ: ﻓﻲ ھ ذه اﻟﺳ ﺎﻋﺎت اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ﺳ ﺗﻌﻠن ﺧطوﺑ ﺔ اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر أﺑﻧ ﺔاﻟﺳﻠطﺎن اﺑ و ﯾوﺳ ف ﯾﻌﻘ وب اﻟﻣوﺣ دي ﺳ ﻠطﺎن دوﻟ ﺔ اﻻﻧ دﻟس ﻋﻠ ﻰ اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد أﻣﯾ ر ﻣدﯾﻧ ﺔ ﺑﺟﺎﯾ ﺔ وﺳ ﯾﻘﺎم ﺣﻔ ل ﻛﺑﯾ ر ﻓ ﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻣراﻛش وﺑﺣﺿور ﺣﺷد ﻛﺑﯾر ﻣ ن ﻛﺎﻓ ﺔ أﻧﺣ ﺎء اﻟﻣدن واﻟﻘرى اﻟﻣﺟﺎورة ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ أھل ﻣدﯾﻧﺔ ﻣراﻛش. ﻟﺣ ﻖ ﺳ راج ﺻ ﺎﺣب أﺣ د اﻟﻣﺣ ﻼت اﻟ ﻰ ﺳ ﺎﺣﺔ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ وﺟﻠ س ﻓ ﻲ أﻋﻠ ﻰ اﻟﻣ درج ﻻﻛﺗظ ﺎظ اﻟﻧ ﺎس ﻓﯾ ﮫ ،وﻛﺎﻧ ت اﻟﺳ ﺎﺣﺔ واﺳ ﻌﺔ ﺟ داً ،ﻣ دورة وﺗﺗﺳ ﻊ ﻣ ﺎ ﯾﻘ ﺎرب اﻟ ف ﺷ ﺧص وارﺿ ﯾﺗﮭﺎ زﯾﻧ ت ﺑرﺳ وﻣﺎت ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻛل ازھ ﺎر ﻣرﺟﺎﻧﯾ ﺔ وأﻧ وار ﺗﺑ دو ﻛرﺳ ﺗﺎﻟﯾﺔ ﺑﺳ ﺑب اﻟﺷ ﻣوع اﻟﻣﺷ ﺗﻌﻠﺔ واﻟﻣﺣﯾط ﺔ ﺑ ﺄطراف أرﺿ ﯾﺔ اﻟﺳ ﺎﺣﺔ ،وﺑﻌ د ﺑرھ ﺔ وﻋﻧ د ﻏﯾ ﺎب اﻟﺷ ﻣس ﻗُرﻋ ت اﻟطﺑ ول ﻟﺑ دء اﻟﺣﻔل ووﻗف اﻟﺟﻣﯾ ﻊ ﻟﺣﺿ ور اﻟﺳ ﻠطﺎن واﻟﺳ ﻠطﺎﻧﺔ وﺑﺻ ﺣﺑﺗﮭﻣﺎ اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر ،وﻋﻧدھﺎ ﺑﮭت ﺳراج وھو ﯾﺻ ﻔﻖ ﻣ ﻊ اﻟﺟﻣﯾ ﻊ ﺑﻣ ﺎ ﺗراه ﻋﯾﻧﺎه ،وھو ﯾﺗﺳﺎءل أﻟﯾﺳت ھذه ﻧﻔس اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ ظﮭ رت ﻟ ﻲ ﻓﻲ اﻟطرﯾﻖ؟! ،ﻓﺎﺻﺎﺑﺗﮫ ﻏﺑط ﺔ ﻓ رح وﺣ زن ﻓ ﻲ ﻗﻠﺑ ﮫ وﺑ دأ ﯾﻘ ول ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ:
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 9
◧◧◧◧◧◧
ﺑﺛوﺑك اﻟزھري ووﺷﺎﺣك اﻟﻔﺿﻲ ﯾﻌﺎﻧﻘﺎن ﻗﻠﺑﻲ وﻋﯾﻧــﺎك أﻣواج ﺗﺷــــــﻊ أﻧــــوارا ً ﻓﯾﻧﺑﺛﻖ ﺣﺑـــﻲ ِ وﺷﻌــــــرك اﻟﻠﯾﻠــــــﻲ اﻟﻣﻧﺳدل ﯾﺳــﺣر ﻣﺧﯾﻠﺗﻲ ﻓﯾﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻟف ﺷﺑﻛﺔ ﻻﺻطﺎد اﻟﻧﺟوم واﻟﺟواھ ِر اﻟﻣﺣﺎر ﻟك ﻓﻲ ﻋﻘـــــد ﯾﻧﺎﻓس ﻛل ﻵﻟﺊ وازﯾﻧﮭﺎ ِ ِ ت ﺑل ﻟﯾﺟﻌـــــــﻠك أﻣﯾرﺗﻲ وﻟﻛن أﯾن أﻧﺎ وأﯾن أﻧ ِ وﺗﻘدم اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد طﺎﻟﺑﺎ ً ﯾد اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﺑﻣراﺳ ﯾم ﻣﮭﯾﺑ ﺔ وﺗﻣت ﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻷﻣﯾرة ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺣﻧت رأﺳﮭﺎ ﺑﺣﯾﺎء وﺧﺟل ،وﻋﻧدھﺎ ﺻ ﻔﻖ اﻟﺟﻣﯾ ﻊ وﻗرﻋ ت اﻟطﺑ ول ﻛ ﺄﻋﻼن ﺑﺑ دء اﻻﺣﺗﻔ ﺎﻻت واﻟرﻗﺻ ﺎت اﻟﻔﻠﻛﻠورﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺳ ﺎﺣﺔ اﻟﻣ دورة .اﻻ أن ﺳ راج ﻟ م ﯾﺷﻌر ﺑﻔرﺣﺔ اﻟﻧ ﺎس ﻣ ن ﺣوﻟ ﮫ وﺑﺎﻻﺣﺗﻔ ﺎﻻت واﻻﻏ ﺎﻧﻲ ﺑ ل ﻛ ﺎن ﺷ ﺎردا ً ﯾﻧظ ر اﻟ ﻰ اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر وﻛ ﺄن اﻻﺷ ﯾﺎء ﺗﺗﻼﺷ ﻰ ﻟﺣزﻧ ﮫ اﻟذي ﻻ ﯾﻌرف ﺳﺑﺑﮫ! ﻓﺗﺢ ﻋﯾﻧﯾ ﮫ ﺳ راج ﻓﺗﻔ ﺎﺟﺊ ﺑﺄﻧ ﮫ وﺣ ده ﻓ ﻲ اﻟﻣ درج! واﻟﻠﯾ ل ﯾﺧﯾم ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﻧظر ﻣ ن ﺣوﻟ ﮫ ﻓوﺟ د اﻟﺑﺿ ﺎﻋﺔ وأﻏراﺿ ﮫ ﻣﺎزاﻟ ت ﺑﺟﻧﺑﮫ ﻓﻘﺎل: ﺳﺑﺣﺎن ﷲ ﻟﻘد اﺧذﻧﻲ اﻟﻧﻌﺎس واﻟﺗﻌب دون أن أﺷﻌر.ﺗر ﻓﺄﺧذ أﻏراﺿﮫ ،وﺗذﻛر ﺑﺄﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﺟز ﺷ ﯾﺋﺎ ً اﻟﯾ وم ،ﻓﻠ م ﯾﺷ ِ اﻟﺳﻧﺎرة وﻟم ﯾﺑﻊ اﯾﺔ ﺑﺿﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺗﻣن ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻓﺳﺎر ﻟﯾﺟد ﻣﻛﺎﻧﺎ ً ◨◨◨◨◨◨
10
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ً ﯾ ﺄوي اﻟﯾ ﮫ ﻟﺣ ﯾن ﺑ زوغ اﻟﻔﺟ ر ،وﻓ ﻲ طرﯾﻘ ﮫ ﺑ ﯾن اﺷ ﺟﺎر اﻟﻐﺎﺑﺔ اﻟﻛﺛﯾﻔﺔ ﺳﻣﻊ ھﻣﺳﺎ ً ﻓﺗﻘرب ﺑﺑطﺊ ﻣن ﻣﺻدره ﻓوﺟد اﻷﻣﯾ ر ﻣﺎرد ﯾﺗﺣدث ﻣﻊ ﺷﺧص ﻏرﯾب اﻟﻣﻼﺑس ﯾرﺗدي اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﺑﺣﯾ ث ﺗﻐط ﻲ ﻣﻼﻣﺣ ﮫ ،ﻓ رأى ﺳ راج اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﯾﻌط ﻲ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﻛﯾﺳﺎ ً ،وﯾﻘول ﻟﮫ: ﻋﻧ دﻣﺎ ﺗﻧﮭ ﻲ ﻣﮭﻣ ﺔ ﻗﺗ ل اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺳ ﺄﻋطﯾك ﺑ ﺎﻗﻲ اﻟﻣﺑﻠ ﻎ وﻣ ﺎوﻋدﺗك ﺑﮫ. ﺗﻔﺎﺟﺄ ﺳراج ﻣﻣﺎ رآه وﺳ ﻣﻌﮫ! ﻓﺗﺗﺑ ﻊ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﺑﻌ د ﻣﻐﺎدرة اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد اﻟﻣﻛﺎن اﻻ أن ﻛﺛﺎﻓ ﺔ أﺷ ﺟﺎر اﻟﻐﺎﺑ ﺔ واﻟط رق اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻌﺗد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺳراج ﺣﺎﻟت دون ﺗﻘﻔﻲ أﺛره. ﺧرج ﺳراج ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻐﺎﺑﺔ اﻟﻰ اﻟﺳوق وھ و ﯾﻔﻛر ﺑدھﺷﺔ وﺗﺳﺎؤﻻت ﻛﺛﯾرة ﺗؤرق ﻋﻘﻠ ﮫ وأﻟ م ﯾﻌﺻ ر ﻗﻠﺑ ﮫ ﻣ ن طﻣﻊ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻓ ﻲ ﻛرﺳ ﻲ اﻟﺳ ﻠطﺎن وﺧﯾﺎﻧﺗ ﮫ اﻟﻌظﻣ ﻰ ﻟ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺗﺂﻣر ﻋﻠﻰ ﻗﺗﻠﮫ ،ﻓﻘﺎل ﺳراج: اذا ﺣ دث ﻣ ﺎ ﯾرﯾ د اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﻓﺳ وف ﯾﺣﻛ م ھ ذه اﻟ ﺑﻼدﺑﺷرﻗﮭﺎ وﻏرﺑﮭ ﺎ رﺟ ل ﻓﺎﺳ د وﻻ ﯾﺳ ﺗﺣﻖ ﻟﻘ ب اﻷﻣﯾ ر ﻓﻛﯾ ف اذا ﺻﺎر ﺳﻠطﺎﻧﺎً! ﺑدأت أﺷﻌﺔ اﻟﺷﻣس ﺗﺧﺗرق اﻟظﻼم ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻓﺷ ﯾﺋﺎ ً ﺑﺷ روﻗﮭﺎ ﻟﯾﺑدد ﺣزن ﺳراج ﻣن أﺣداث اﻟﯾوم اﻟﻣﺎﺿ ﻲ ﻓﺟﻠ س ﻋﻠ ﻰ أﺣ د ﻋﺗﺑ ﺎت ﺣدﯾﻘ ﺔ ﺗط ل ﻋﻠ ﻰ أﺳ واق اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ورﻓ ﻊ رأﺳ ﮫ اﻟ ﻰ اﻟﺳﻣﺎء ﻓﻘﺎل: ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 11
◧◧◧◧◧◧
ﯾﺎرﺑﻲ أﻧﺎ ﻋﺑدك اﻟﻔﻘﯾر دﻟﻧﻲ وارﺷدﻧﻲ اﻟﻰ اﻟطرﯾﻖ اﻟﺻ ﺣﯾﺢﺑﻘوة ﻧورك وﻗدرﺗك ﺳﺑﺣﺎﻧك. أﻏﻣ ض ﺳ راج ﻋﯾﻧﯾ ﮫ ﻗﻠ ﯾﻼً ﻣﻧﺗظ را ً ﻣوﻋ د ﻓ ﺗﺢ أﺳ واق اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻓﺟﺎءه ﺷﺧص أﯾﻘظﮫ ﺑﺻوﺗﮫ ﻗﺎﺋﻼً: ﯾﺳﻌد ﷲ ﺻﺑﺎﺣك ﯾﺎﺻدﯾﻘﻲ.اﻧﺗﺑ ﮫ ﺳ راج ﻓوﺟ د ﺻ دﯾﻘﮫ أﺳ ﻛﻧدر اﻟ ذي ﯾﺳ ﺎﻋده ﻓ ﻲ ﺑﯾ ﻊ ﺑﺿﺎﻋﺔ اﻟﻘرﯾﺔ ،ﻓﻌﺎﻧﻘﮫ وﺳﻌد ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺋﮫ وﻗﺎل ﻟﮫ: ت ﻟﺑﯾﺗﻲ ﻟﺗرﺗﺎح ﻗﻠﯾﻼً. ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﺄ ِﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﺳراج ﻣﺑﺗﺳﻣﺎً: ﻛﻧت ﻓﻲ ﺣﻔل اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻧﻣت ﻋﻠﻰ اﻟﻣدرج دون ان اﺷﻌر ﺑﻣنﺣوﻟﻲ وﻣﺗﻰ ﻏﺎدروا؟! ﻓﺿﺣك ﺻدﯾﻘﮫ ﻋﻠﻰ ﻏﻔﻠﺗﮫ ،وﻟﻛن ﺳراج ﻟ م ﯾﻛﻣ ل ﻟ ﮫ ﺑﻘﯾ ﺔ ﻗﺻ ﺗﮫ .ﻓﻣﺿ ﻰ ﺳ راج وﺑﻣﺳ ﺎﻋدة ﺻ دﯾﻘﮫ ﻓ ﻲ ﺑﯾ ﻊ ﺑﺿ ﺎﻋﺔ أھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ اﻟﻣﺗﻣﯾ زة ﺑﺎﻷﻋﻣ ﺎل اﻟﯾدوﯾ ﺔ وﻣﻧﮭ ﺎ اﻟﺳ ﺟﺎد اﻟﻣﻧﺳ وج ﺑﺎﻟﺑرﯾﺳ م واﻟﻣزﺧ رف ﺑ ﺎﻟﺣرﯾر واﻟﺳ ﻼل اﻟﻣﺻ ﻧوﻋﺔ ﻣ ن اﻟﺧﯾ زران واﻟﻣطﻌﻣ ﺔ ﺑﺻ دف اﻟﺑﺣ ر واﻟوﺷ ﺎﺣﺎت اﻟﻘطﻧﯾ ﺔ اﻟﻣطرزة ﺑﺎﻟﻠؤﻟؤ ،وﻟﻛن ﻧﺳﻰ أن ﯾﺷﺗري ﺳ ﻧﺎرة اﻟﺻ ﯾد ﻣ ن ﺗﻌﺑ ﮫ اﻟﺷدﯾد ﻣن اﻟﺳ ﻔر وﺗﺷ ﺗت ﻓﻛ ره ﻣﻣ ﺎ رأه ،ﻓ ودع ﺻ دﯾﻘﮫ أﺳ ﻛﻧدر ﻋﻠﻰ اﻣل ﻟﻘﺎﺋﮫ ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ. وھ و ﻓ ﻲ طرﯾ ﻖ ﻋودﺗ ﮫ اﻟ ﻰ ﻗرﯾﺗ ﮫ وﺟ د ﺷ ﯾﺧﺎ ً ذا ﻟﺣﯾ ﺔ ◨◨◨◨◨◨
12
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﺑﯾﺿﺎء وﯾﻌﻠو رأﺳﮫ ﻏطﺎ ًء ﻧﺎﺻﻊ اﻟﺑﯾﺎض ،ﻓﺳﻠم ﻋﻠﯾﮫ وطﻠب ﻣﻧﮫ أن ﯾدﻟﮫ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺻ ﯾﺎد اﻟﻣﺷ ﮭور ﻓ ﻲ اﻟﻘرﯾ ﺔ اﻟﺑﻌﯾ دة ﻋ ن ﻧﺎظرﯾ ﮫ، ﻓﺗﻌﺟب ﺳراج وﺳﺄﻟﮫ: ﻣﺎ أوﺻﺎف ھذا اﻟﺻﯾﺎد؟ﻓﻘﺎل اﻟﺷﯾﺦ وھو ﯾﻧظر ﺑﻌﯾﻧﻲ ﺳراج: أﻧﮫ ﯾﺗﺻف ﺑﺷدة اﻻﺧﻼص وﺳﻣﺎﺣﺔ اﻟوﺟﮫ وﻓطﻧﺔ اﻟﻌﻘل.ﻓﻘﺎل ﺳراج ﺑﺑﺳﺎطﺔ دون ﺗﻛﻠف: ﺣﺳ ب ظﻧ ﻲ ھﻧ ﺎك أﻛﺛ ر ﻣ ن ﺻ ﯾﺎد ﻓ ﻲ اﻟﻘرﯾ ﺔ ﯾﺗﺻ ف ﺑﮭ ذااﻟﺻﻔﺎت! ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺷﯾﺦ واﺿﻌﺎ ً ﻋﺻﺎه ﺑﻘ وة ﻋﻠ ﻰ اﻷرض وﺑﺻ وت ھﺎدئ ﻋﻣﯾﻖ ﻛﺄﻧﮫ ﯾﻌرف أﺳرار اﻟوﺟود: أﻧﮫ ﺻﯾﺎد واﺣد ﻻ ﻏﯾر ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺻﯾﺎدﯾن ﯾﺎ ﺑﻧﻲوﻋﻼﻣﺗ ﮫ أﻧ ﮫ ﯾرﺗ دي ﻗ ﻼدة ﻣ ن ﺧﺷ ب اﻟﺑﻠ وط وﻣﺣﻔ ورة ﻋﻠﯾﮭﺎ اﺳم ﷲ اﻻﻋظم. ﻓﺄﻧدھش ﺳراج وﻛﺷف ﻋن ﻗﻼدﺗﮫ ،ﻓﻌﻘب اﻟﺷﯾﺦ وﺑﻔرﺣﺔ: أﻧ ت اذن ﯾﺎﻋﺑ د ﷲ اﻟﻣﺧﻠ ص أرﯾ د أن أﺣ ذرك وﻟﺗﺣ ذر أھ لﻗرﯾﺗ ك ﺑ ﺄن ھﻧ ﺎك ﻣﺣ ﺎرة ﻛﺑﯾ رة ﺳ وداء ﻓﯾﮭ ﺎ ﻟؤﻟ ؤة ﺳ وداء ﻻﺗﺧرﺟوھﺎ ﻣن اﻟﺑﺣر ،إن ھ ذه اﻟﻠؤﻟ ؤة ﻓ ﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘ ﺔ ھ ﻲ ﻣ ن ﺻ ﻧﻊ ﺳ ﺎﺣرة ،ﻓ ﺎذا اﺧرﺟﮭ ﺎ أي ﺷ ﺧص ﻣ ن اﻟﺑﺣ ر ﺳ وف ﺗﺗﺣ ول اﻟﻘرﯾ ﺔ ﻛﻣ ﺎ ﺗﺣوﻟ ت ﻗ رى أﺧ رى ﻏﯾرھ ﺎ اﻟ ﻰ ﺑ ؤس وﺷ ﻘﺎء ،ﻓﮭ ﻲ ﻛﺎﻟﻠﻌﻧ ﺔ ،وﻟﻛ ن ّاﻻ أﻧ ت ﻓ ﻼ ﺗﺻ ﺎب ﺑﺳ ﺣرھﺎ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 13
◧◧◧◧◧◧
وﻗ ﺎدر ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺑ ﺎذن ﷲ ﻻﻧ ك ﺗﺣﻣ ل اﺳ م ﷲ اﻻﻋظ م ،ﻓ ﺎذا ﺷﺎھدھﺎ اﺣدا ً ﻓﻠﯾﺣﺑس ﺗﻠك اﻟﻣﺣﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ،ورﺑﻧ ﺎ ﯾﺣﻔظﻛ م وﺗوﻛ ل ﻋﻠ ﻰ ﷲ أﻧ ﮫ ﯾﺣ ب اﻟﻣﺗ وﻛﻠﯾن ،وﻣﺿ ﻰ اﻟﺷ ﯾﺦ ﻓ ﻲ طرﯾﻘﮫ واﺧﺗﻔﻰ ﺑﯾن أزھﺎر اﻟﺑﻧﻔﺳﺞ اﻟﺗ ﻲ ﺗﻐط ﻲ اﻟﺣﻘ ول ﺑ ﯾن اﻟﻣدﯾﻧﺔ واﻟﻘرﯾﺔ. وھﻧ ﺎ أﺻ ﺎب ﺳ راج اﻟﻔ زع واﻟﺣﯾ رة ﺑ ﯾن ﻣ ؤاﻣرة اﻷﻣﯾ ر ﻣﺎرد وﺑﯾن ﺳﺎﺣرة اﻟظﻼم ،وﻣن ﺳﯾﻧﻘذ أوﻻً اﻟﺳﻠطﺎن ام اﻟﻘرﯾﺔ؟ ﺟﻠس ﺳراج ﻋﻠ ﻰ اﻟﺻ ﺧور ﯾﺗﺄﻣ ل ﺻ ورة اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻓ ﻲ اﻟﺑﺣ ر وھ ﻲ ﺗ ﺗﻸﻷ ﻋﻠ ﻰ رﻗﺻ ﺎت ﺿ وء اﻟﻘﻣ ر ووﺷ ﺎﺣﮭﺎ اﻟﻔﺿﻲ ﯾﺗطﺎﯾر ﻣﻊ ﺷﻌرھﺎ ﻓﻣد ﯾ ده ﻟ ﯾﻠﻣس وﺟﮭﮭ ﺎ ،ﻓﺄﺳ ﺗﯾﻘظ ﻣ ن ﺣﻠﻣﮫ اﻟﺟﻣﯾل ،وﻗﺎل: ﻛﯾ ف أﻧﻘ ذ اﻟﺳ ﻠطﺎن وأﻧﻘ ذ ﺣﯾ ﺎة اﻷﻣﯾ رة ﻣ ن اﻷﻣﯾ ر اﻟﺧ ﺎﺋن؟وﻛﯾ ف أﻧﻘ ذ ﻗرﯾﺗ ﻲ؟ ودﻋ ﺎ رﺑ ﮫ أن ﯾﺳ ﺎﻋده وﯾﻌطﯾ ﮫ اﺷ ﺎرة، وﻣﺳك اﻟﻘﻼدة وﺳﺑﺢ ﺑﺎﻷﺳم اﻷﻋظ م ،ﻓﺄﺷ رﻗت اﻟﺷ ﻣس ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻓﺷ ﯾﺋﺎ ً اﻟ ﻰ أن ﻟﻣﺳ ت أﺷ ﻌﺗﮭﺎ ﯾ د اﻟﺻ ﯾﺎد ﺳ راج ﺗﻣﻧﺣ ﮫ ﯾوﻣ ﺎ ً ﺟدﯾ دا ً ﻣﺗﻔ ﺎﺋﻼً ،ﻓﺄﺑﺗﺳ م ﺳ راج ﻟﮭ ﺎ وذھ ب اﻟ ﻰ أھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ ﻟﯾﺻ ﺑّﺢ ﻋﻠ ﯾﮭم وﯾ وزع ﻋﻠ ﯾﮭم ﻣﺳ ﺗﺣﻘﺎت ﻣﺑﯾﻌ ﺎت ﺑﺿ ﺎﻋﺗﮭم ﻓﺷ ﻛروه ،وﺣﻛ ﻰ ﻟﮭ م اﻻﺣﺗﻔ ﺎل اﻟﺟﻣﯾ ل اﻟ ذي ﺷ ﺎھده ﻓ ﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،واﺛﻧ ﺎء ﺣدﯾﺛ ﮫ ﺳ ﻣﻌوا ﺻ وﺗﺎ ً ﻣ ن ﺑﻌﯾ د ﺑ ل ھ و اﺷ ﺑﮫ ﺑﺻراخ واﻗﺗرﺑوا ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺻرخ ﻓﺎﺧﺑرھم ﺑﺄﻧﮫ ﻗد ◨◨◨◨◨◨
14
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﺳرق! وﻗد ﻋرﻓﮫ ﺳراج ﺑﺄﻧﮫ ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﮭﺎم ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: ُ ھون ﻋﻠﯾك ﯾﺎﺻﺎﺣﺑﻲ ﻣﺎذا ﺣدث؟!ﻓرد ﻋﻠﯾﮫ ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﮭﺎم وھو ﯾﺄﺧذ أﻧﻔﺎﺳﮫ: وﺟ دت ﺑ ﺎب اﻟﻣﺣ ل ﻣﻔﺗوﺣ ﺎ ً واﻟﻘﻔ ل ﺳ ﺎﻗطﺎ ً ﻋﻠ ﻰ اﻻرضوﻋﻧدﻣﺎ دﺧﻠت أﺣﺻ ﻲ ﻋ دد اﻻﻗ واس ﻓوﺟدﺗ ﮫ ﻧﺎﻗﺻ ﺎ ً ﻗوﺳ ﺎ ً واﺣدا ً ﻣﻊ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﮭم! ﻓﻘﺎل ﺳراج ﻣﺗﻌﺟﺑﺎً: ھذه أول ﻣرة ﺗﺣدث ﻓﻲ ﻗرﯾﺗﻧﺎ ﺳرﻗﺔ .ﻓﺻ ﻣت ﺑرھ ﺔ وأﺣ سﺑﺄن ھذه اﺷﺎرة ،وﻋﻠﯾ ﮫ اوﻻً أن ﯾﺣﻣ ﻲ اﻟﻘرﯾ ﺔ وﺑﻌ دھﺎ ﯾﻣﺳ ك ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﻻﻧﮫ ﻻ ﯾوﺟد ﻏﯾره ﻣن ﻗﺎم ﺑﮭ ذه اﻟﺳ رﻗﺔ أن ﺻدق ﺣدﺳﮫ. ﻓطﻠ ب ﺳ راج ﻣ ن أھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ اﻻﺟﺗﻣ ﺎع ﻷﻣ ر ﻣﮭ م ﻗﺑ ل ﻏروب اﻟﺷﻣس ،ووﻋد ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﮭﺎم ﺑﺄﻧﮫ ﺳﯾﺟد اﻟﻔﺎﻋل ﻟﯾﺄﺧذ ﻗﺻﺎﺻﮫ. اﺟﺗﻣﻊ رﺟﺎل اﻟﻘرﯾﺔ ﻓﻲ اﺣ دى اﻟﻣﻘ ﺎھﻲ اﻟﻘرﯾﺑ ﺔ ﻣ ن أﺟﻣ ل ﻧﺎﻓورات اﻟﻘرﯾ ﺔ اﻟﻣﺷ ﮭورة ﺑﺳ ﻌﺗﮭﺎ وﺑﻧﺎﺋﮭ ﺎ اﻟﻔﺧ م اﻟ ذي ﯾﺗوﺳ طﮫ ﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺣﺻﺎن وﻓﺎرس ﯾﻌﻠوه ،وﯾده ﺗﺣﻣل ﺳﯾﻔﺎ ً ﯾﺧ رج ﻣﻧﮫ اﻟﻣﺎء رﻣزا ً ﻟﻠﻧﺻر واﻟﺳﻼم ،وﻗد اﺳﺗﻐرب اﻟرﺟﺎل وﺗﺳ ﺎءﻟوا ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ﻋن ﺳﺑب اﻷﺟﺗﻣﺎع وﻣﺎذا ﯾرﯾد ﺳراج أن ﯾﻘول ﻟﮭم.
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 15
◧◧◧◧◧◧
ﻗدم ﺳراج ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً ﻟﮭم ﻓﻘﺎل: اﻟﺳ ﻼم ﻋﻠ ﯾﻛم ورﺣﻣ ﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗ ﮫ ،أﺷ ﻛرﻛم ﻋﻠ ﻰ ﺗﻠﺑﯾ ﺔطﻠﺑﻲ ،اوﻻً اﺣﺑﺑت أن ﺗزودوﻧﻲ ﺑﻣﺎ ﻟدﯾﻛم ﻣ ن ﺑﺿ ﺎﻋﺔ ﺣﺗ ﻰ ﻟ و ﻛﺎﻧ ت ﻗﻠﯾﻠ ﺔ ﻻﺑﯾﻌﮭ ﺎ ﻟﻛ م ﺑ ﺄذن ﷲ ﻏ دا ً ﻻﻧ ﮫ ﻟ م ﯾﻛ ن ﻟ دي اﻟوﻗ ت اﻟﻛ ﺎﻓﻲ ﻟﺑﯾ ﻊ ﺑﺿ ﺎﻋﺗﻛم اﻟﺳ ﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﺳ ﺑب اﺣﺗﻔ ﺎﻻت اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺑﺧطوﺑﺔ اﺑﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻌﻘوب ،واﻷﻣر اﻟﺛ ﺎﻧﻲ ،أرﺟ و ﻣ ﻧﻛم ﻋﻧ دﻣﺎ ﺗﺻ طﺎدون وﺗﺟ دون ﻓ ﻲ ﺷ ﺑﻛﺎﺗﻛم اﯾ ﺔ ﻣﺣ ﺎرة ﻛﺑﯾ رة ﺳ وداء أن ﻻﺗﻔﺗﺣوھ ﺎ ﻟﺗﺧرﺟ وا اﻟﻠؤﻟ ؤة اﻟﺗ ﻲ ﻓﯾﮭ ﺎ، وﺣ ﺎﻓظوا ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺑﻘ ﺎرورة ﻣ ﺎء ﻻﻧ ﮫ ھﻧ ﺎك رﺟ ل ﻋﺟ وز ﻓ ﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻗد طﻠب ﻣﻧﻲ أن اﺟد ﻟﮫ ﺗﻠك اﻟﻣﺣﺎرة ﻟﯾﺻ ﻧﻊ ﻣ ﺎ ﻓﯾﮭ ﺎ ﻣ ن ﻟؤﻟ ؤ ﻗ ﻼدة ﯾﮭ دﯾﮭﺎ ﻻﺑﻧﺗ ﮫ اﻟوﺣﯾ دة اﻟﺗ ﻲ ﺳ ﺗﺗزوج ﻗرﯾﺑ ﺎ ً، ﻓواﻓﻖ رﺟﺎل اﻟﻘرﯾﺔ ﻋﻠﻰ طﻠﺑﮫ وﻗﺎﻟوا: أﻧﮭﺎ أﻣﺎﻧﺔ ﻋﻧدﻧﺎ اذا وﺟدﻧﺎھﺎ ﺳﻧﺣﻔظﮭﺎ ﻟك.ﻓﺷﻛرھم ﺳراج وﺑﺄﻧﺣﻧﺎءة ﻗﺎل ﻟﮭم: ﺳﺄﻧﺗظر ﺻﺑﺎﺣﺎ ً أﺳﺗﻼم ﺑﺿﺎﻋﺗﻛم واﻧطﻠﻖ ﺑﻌدھﺎ اﻟ ﻰ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔﻋﺳﻰ أن ﯾﻛﺗب ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ﻟﻲ وﻟﻛ م رزﻗ ﺎ ً وﻓﯾ راً ،ﻓﺑ ﺎرك ﻟ ﮫ رﺟﺎل اﻟﻘرﯾﺔ ﻣﺳﻌﺎه. اﺧﻔ ﻰ ﺳ راج ذﻛ ر اﻟﺣﻘﯾﻘ ﺔ ﻻﻧ ﮫ اذا ﻗ ص ﻟﮭ م ﻗﺻ ﺔ اﻟﻠؤﻟ ؤة واﻟﺳﺎﺣرة ﺳﯾﻔزﻋون وﯾﺧﺎﻓون ورﺑﻣﺎ ﺳﯾﻘوﻟون أن ﺗﺣطﯾﻣﮭــــﺎ
◨◨◨◨◨◨
16
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
اﻓﺿل ﺣ ل ،وھ ذا ﻣ ﺎ ﻻ ﯾرﺟ وه ،ﻓﺣﻣ د ﷲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﮭﺎﻣ ﮫ اﻟﺻ ﺑر واﻟﺣﻛﻣﺔ. وﺣﯾن ھم ﺳراج اﻟﻣﻐﺎدرة اﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﻛر ﺑرھﺔ ﻣﺗﺳﺎﺋﻼً: ﻛﯾف ﻟﻲ أن أﺟد ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة؟ وھل ھو ﻣن أھل اﻟﻣدﯾﻧ ﺔأم ﻣ ن اﻟﻘ رى اﻟﻣﺟ ﺎورة؟ ،ﻷﻧ ﻲ اذا أﺧﺑ رت اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺑﻣ ﺎ ﺷ ﺎھدﺗﮫ ﻟ ن ﯾﺻ دﻗﻧﻲ ورﺑﻣ ﺎ ﺳ ﯾﻘطﻊ ﻋﻧﻘ ﻲ ،ﻓﻠﻌﻠ ﻲ أن أﺟ د دﻟﯾﻼً ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ھذا. ودع ﺳراج أھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ وأﺧﺑ رھم أﻧ ﮫ ﺳ ﯾﻐﯾب ﻋ ﻧﮭم أﯾﺎﻣ ﺎ ً ووﻋدھم ﻓﻲ ﻋودﺗﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﺳﯾﺟﻠب ﻟﮭم رﯾﻊ ﻣﺎﯾﺑﯾﻌﮫ وﺑﺄﺳﻌﺎر أﻋﻠ ﻰ ﻻن ﺗﺟﺎر اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻗد أﻋﺟﺑوا ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﮭم. أﺧ ذ ﺳ راج ﺣﺻ ﺎﻧﮫ وﺣﻣﻠ ﮫ ﺑ ﺑﻌض ﻣ ﺎ ﯾﻣﻛ ن ﺣﻣﻠ ﮫ ﻣ ن ﺑﺿ ﺎﻋﺔ اھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ ،واﻷﺳ ﻣﺎك اﻟﻣﺻ طﺎدة ﻣ ن ﻗﺑ ل ﻋ دد ﻣ ن أﺻدﻗﺎﺋﮫ ﻓﻲ اﻟﻘرﯾﺔ .وﻣﺎ أن وﺻل ﺳوق اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺣﺗﻰ رأى طﻔﻠ ﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺗﺑﯾﻊ أزھﺎرا ً وﺗﻘول: أرﺟوﻛم اﺷﺗروا ﻣﻧﻲ ﻟﻌﻼج واﻟدﺗﻲ.ﻓﺣ زن ﺳ راج ﻷﻣرھ ﺎ واﺷ ﺗرى ﻛ ل اﻻزھ ﺎر ،ﻓﻔرﺣ ت وﻗﺎﻟت ﺑﺻوﺗﮭﺎ اﻟﻌذب اﻟطﻔوﻟﻲ: أأﻧت اﻟﺳﻠطﺎن؟ﻓﺄﺑﺗﺳم ﺳراج واﻧﺣﻧﻰ ﺟﺎﻟﺳﺎ ً ﻋﻧدھﺎ وﻗﺎل: -أﻧﺎ ﻣﺟرد ﺻﯾﺎد ﯾﺎﺻﻐﯾرﺗﻲ.
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 17
◧◧◧◧◧◧
ﻓودﻋﺗﮫ ﺑﻔرح ورﻛﺿت ﻣﺑﺗﻌدة ﻋﻧﮫ واﻟﺗﻔﺗت اﻟﯾﮫ ﻗﺎﺋﻠﺔ: أﺣﺑك وﻛﺄﻧك أﺑﻲ.ﻓدﻣﻌت ﻋﯾﻧﺎه ﻟﻘوﻟﮭﺎ ودﻋﺎ ﻟﮭﺎ: أرﺟو أن ﯾﻛﺗب ﻟك اﻟرﺣﻣن ﻋﯾﺷﺎ ً ﺷرﯾﻔﺎ ً ورﻏﯾداً.ﺳﻠم ﺳراج ﻋﻠﻰ اﺻﺣﺎب اﻟﻣﺣ ﻼت وھ م ﺳ ﻌداء ﺑرؤﯾﺗ ﮫ وﺑرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺷراء اﻻﺳﻣﺎك اﻟﺗ ﻲ اﻋﺗ ﺎدوا ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻟﻛ ون ﺻ ﻧﻔﮭﺎ ﻟذﯾ ذ ﻓ ﻲ اﻟﺷ واء ،ﻓﺑﺎﻋﮭ ﺎ ﺟﻣﯾﻌﮭ ﺎ ،وﺳ ﻌد ﻛﺛﯾ را ً ﻻﻧ ﮫ ﺳﯾﺳ ﻌد أﺻ دﻗﺎءه ﺑﻣ ﺎ وھ ب ﻟ ﮫ اﻟ رﺣﻣن ﺳ ﺑﺣﺎﻧﮫ ﻣ ن رزق .وأن ﯾﺑﯾ ﻊ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ اﻻﺧرى ﺗﺑﺎﻋﺎ ً ﻓﻲ اﻻﯾﺎم اﻟﻘﺎدﻣﺔ. ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﺣ ل اﻟﻣﺳ ﺎء وﻧظ ر ﺳ راج اﻟ ﻰ اﻟﻘﻣ ر وھ و ﻣﺳ ﺗﻠ ٍ ﻋﺷب اﻟﺻﯾف ﯾﺳﺄﻟﮫ ﻋن اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر ﻗﺎﺋﻼً: ﯾ ﺎ ﻗﻣ ري اﻟﺟﻣﯾ ل أﯾﻌﺷ ﻘك ﻗﻣ ر ﻓ ﻲ اﻻرض ﻓﺑﻠﻐﻧ ﻲ ﻋﻧ ﮫوأﺟﻣﻌﻧ ﻲ ﺑ ﮫ ﺑﺎﺳ م اﻟﺟ ﺎﻣﻊ اﻟﻘ دﯾر ،أﻋ رف أﻧ ﮫ ﺑﻌﯾ د ﻣﺛﻠ ك وﻣﺗﻌﺎ ٍل ﻛﺟﻣﺎﻟك وﺑريء ﻛﺄﺑﺗﺳﺎﻣﺗك. وﻓﻲ ﺑرھﺔ ﻟﻣﺢ ﺻدﯾﻘﮫ أﺳﻛﻧدر ﻗﺎدﻣﺎ ً اﻟﯾ ﮫ وﻣﺣﻣ ﻼً ﺑ ﺎﻟﺧﺑز اﻟﺣ ﺎر واﻟ دﺟﺎج اﻟﻣﺷ وي واﻟﺧﺿ روات اﻟﻣﺗﻧوﻋ ﺔ ﻛﻌﺷ ﺎء ﻟﮭﻣ ﺎ، ﻓﺷﻛره ﺳراج ،واﺛﻧﺎء اﻟﺣدﯾث ﺳﺄﻟﮫ: ھل ﻟﻠﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺧﺎرج ﻋدﯾدة؟ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ أﺳﻛﻧدر وﺑدھﺷﺔ ﻣن ﺳؤاﻟﮫ: ﻓﯾﮭﺎ ﺛﻼﺛ ﺔ ﻣﺧ ﺎرج أﺣ دھﻣﺎ ﻻﺑﻧ ﺎء اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﻟﻠﺗﻧﻘ ل اﻟ ﻰ اﻟﻘ رى◨◨◨◨◨◨
18
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
اﻟﻘرﯾﺑ ﺔ واﻟﺛ ﺎﻧﻲ ﻟﻠﺗﻧﻘ ل اﻟ ﻰ اﻟﻣ دن اﻟﺑﻌﯾ دة واﻟﺛﺎﻟ ث ﺧ ﺎص ﻟﻠﺳﻠطﺎن وﺣﺎﺷﯾﺗﮫ. ھﻧﺎ ﺗﻌﺟب ﺳراج وﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻛﯾ ف رأى اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﺗﻣ ر ﻣ ن اﻟﻣﺧ رج اﻻول ؟! ﻓﻌ ﺎدﺳؤاﻟﮫ ﺑطرﯾﻘﺔ اﺧرى: ھل اﻟﻣﺧرج اﻟﺛﺎﻟث ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻻول واﻟﺛﺎﻧﻲ؟!ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ أﺳﻛﻧدر: ﻻ اﺣد ﯾﻌرف اﻟﺣﻘﯾﻘ ﺔ ﺑﺎﻟﺿ ﺑط ﻻن ھ ذا اﻟﻣﺧ رج ﻟ م ﯾﻣ ر ﺑ ﮫأﺣد ﻓﻼ ﻧﻌرف اﺗﺻﺎﻟﮫ ﺑﺄي طرﯾﻖ .وھﻧﺎ اﺳﺗطرق ﻣﺗﺳﺎﺋﻼً: ﻟﻣﺎذا ﯾﺎ ﺳراج ھذا اﻟﺳؤال؟ﻓﺄﺑﺗﺳم ﺳراج ﻗﺎﺋﻼً ﺑﺗﮭﻛم: رﺑﻣﺎ أرﯾد ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻣك ﻟﻠﺳﻠطﺎن!ﻓﺿ ﺣﻛﺎ واﻛﻣ ﻼ ﻋﺷ ﺎءھﻣﺎ وھﻣ ﺎ ﯾﺗﺣ دﺛﺎن ﻋ ن ﻗﺻ ص اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﺣﻛﺎﯾﺎﺗﮭﺎ وﻋداﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن. اﺳ ﺗﯾﻘظ ﺳ راج ﻋﻠ ﻰ رﺣﯾ ﻖ اﻻزھ ﺎر اﻟﻘرﯾﺑ ﺔ ﻣ ن ﺧﯾﻣﺗ ﮫ اﻟﺻﻐﯾرة ،ﻓوﺟد رﯾﺷ ﺔ ذھﺑﯾ ﺔ ﻣﻠﻘ ﺎة اﻣ ﺎم اﻟﺳ ﺗﺎر اﻟﺷ ﻔﺎف ﻟﻠﺧﯾﻣ ﺔ ﻓﺣﻣﻠﮭ ﺎ ﻣﺗﻔ ﺎﺋﻼً ﺑﯾ وم ذھﺑ ﻲ ﺟﻣﯾ ل ﻣﺛﻠﻣ ﺎ ﻗ رأه ﺳ ﺎﺑﻘﺎ ً ﻓ ﻲ ﻛﺗ ﺎب )ﻣذﻛرات راھب(. وﺗﺑ ﺎدل ﺣ دﯾث اﻟﺻ ﺑﺎح ﻣ ﻊ ﺻ دﯾﻘﮫ اﻟ ذي ﺷ ﺎرﻛﮫ اﻟﺳ ﮭر واﻟﺳﻣر اﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ وﺗﺣﺿﯾر اﻟﺧﯾﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗراﺣﺔ واﻟﻧوم ﻓﯾﮭ ﺎ. ودﻋﺎ أﺳﻛﻧدر ﺻدﯾﻘﮫ ﺳراج أن ﯾزوره ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮫ ،ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ ﺳراج: ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 19
◧◧◧◧◧◧
ﻻ أرﯾ د أن أﺛﻘ ل ﻋﻠﯾ ك وﺗﻌ رف أﻧ ﻲ أﺣ ب اﻟطﺑﯾﻌ ﺔ وﺑﺳ ﺎطﺔاﻟﺣﯾﺎة وﻟﻛن ﺳﺄزورك ﯾوﻣﺎ ﻣﺎ. ﻓودﻋﮫ أﺳﻛﻧدر وﺗﻣﻧﻰ ﻟﮫ ان ﯾﻘﺿﻲ ﯾوﻣﺎ ً ﺳﻌﯾداً. اﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎم ﺳراج ﺑﺟوﻟﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺳﻧﺎرة ﺟدﯾ دة وﺑﯾ ﻊ ﻣﺎﺗﺑﻘﻰ ﻣن ﺑﺿﺎﻋﺔ أھل اﻟﻘرﯾﺔ ،ﻣﺳﻛت ﯾده ﻋﺟ وز ﺗﺣ ذره ﻓﻧظ ر اﻟﻰ ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ وﺷﻌر ﺑﻐراﺑﺗﮭﻣﺎ ﻣﺗﺳﺎﺋﻼً: ت ھل ﺗﻌرﻓﯾﻧﻲ؟ ﻣن أﻧ ِﻓﻘﺎﻟت ﻟﮫ ﺑﺻو ٍ ت أﺟش وﻧظرات ﺗﺑرق ﺷراً: أﻧت ﺻﯾﺎد اﻟﺳﻣك ،ﻧﻌم أﻋرﻓك ..وﻟﻛن ﻗرﯾﺗك . .وﺻﻣﺗت!ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ ﺳراج وﻗﻠﺑﮫ ﯾدق ﺑﺳرﻋﺔ: ﺗﻛﻠﻣﻲ ﻣﺎﺑﮭﺎ؟ﻓﺗرﻛﺗﮫ ووﺷﺎﺣﮭﺎ اﻻﺳود ﯾﻐطﻲ ﺷﻌرھﺎ اﻻﺣﻣر ﻗﺎﺋﻠﺔ: أن ﻟم ﺗﻌد اﻟﯾﮭﺎ ﻓﺳﺗﮭﻠك ﻗرﯾﺗك ﻗرﯾﺑﺎً!وﻓﻲ ﺳرھﺎ ﺗرﯾد أن ﯾﮭﻠك ھ و اﯾﺿ ﺎً .واﺧﺗﻔ ت ﺑ ﯾن ﺟﻣ وع اﻟﻣﺗﺳوﻗﯾن. أﻧ زﻋﺞ ﺳ راج ﻣ ن ﺷ ر ﻋﯾﻧﯾﮭ ﺎ وﺗﻌ وذ ﺑ ﺎ ﻣ ن اﻟﺷ ﯾطﺎن اﻟرﺟﯾم ،وأﺳ رع ﺑﺷ راء اﻟﺳ ﻧﺎرة وﻣﺿ ﻰ اﻟ ﻰ اﻟﻐﺎﺑ ﺔ ﯾﺑﺣ ث ﻋ ن طرﻗﮭﺎ وأﯾن ﺗﻧﺗﮭ ﻲ ،ﻓوﺟ د ﻓ ﻲ ﻧﮭﺎﯾﺗﮭ ﺎ ﺣ راس اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ،وﻋ رف ﺑﺄﻧﮫ ھو ھذا اﻟﻣﺧرج اﻟﺛﺎﻟث اﻟﺳ ري ﻟﻠﺳ ﻠطﺎن ﻻن اﻟطرﯾ ﻖ اﻟ ذي أﺗﻰ ﻣﻧﮫ اﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﺣراس ،ﻓﺟﻠس ﻋﻠﻰ رﺑوة وھو ◨◨◨◨◨◨
20
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﯾﺗرﻗب وﯾﻔﻛر ﻗﺎﺋﻼً: اذا اراد ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة أن ﯾﻘﺗ ل اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻓﺎﻧ ﮫ ﺳﯾﺳ ﻠكاﻟﻐﺎﺑﺔ ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ اﻟطرﯾﻖ اﻟﺳري ،ﻟﻛن ﻗﺎﻓﻠﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ھ ل ﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺔ أم ھﻧﺎك طرﯾﻖ آﺧر؟ أﺳ رع ﺳ راج اﻟ ﻰ ﻗﺻ ر اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻓ رأى ھﻧ ﺎك ﻣراﻗﺑ ﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻣن ﺣ راس اﻟﻘﺻ ر وﻣ ﺎ أن ﻣﺿ وا ﺑﻌﯾ دﯾن ﻋ ن اﻟﺟﺎﻧ ب اﻻﯾﻣ ن ﻣ ن اﻟﺳ ور ،ﺣﺗ ﻰ رﻛ ض ﺳ راج ﯾﺣ ﺎول أن ﯾﺟ د ﺑ ﺎب اﻟﻘﺻر ،ﻓوﺟد ﺑ ﺎﺑﯾن ﻟﻠﻘﺻ ر أﺣ دھﻣﺎ ﯾط ل ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ واﻻﺧ ر ﻋﻠ ﻰ اﻟﻐﺎﺑ ﺔ ،ﻓﻌ رف أن اﻟطرﯾ ﻖ اﻟ ذي ﯾ ؤدي اﻟ ﻰ اﻟﻐﺎﺑ ﺔ ھ و اﻟطرﯾﻖ اﻟﺳري ﻟﻠﺳﻠطﺎن وﺣﺎﺷﯾﺗﮫ ،وﺗﺳﺎءل: ﻛﯾف ﺳﺄﻣﺳك ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة؟ وان ﻣﺳﻛﺗﮫ ﻣﺎذا ﺳ ﺄﻓﻌل ﺑ ﮫ؟وﻟﻣن ﺳﺄﺳﻠﻣﮫ؟ وﻣن ﺳﯾﺻدﻗﻧﻲ؟ ﺗﺳ ﺎؤﻻت ﻛﺛﯾ رة ﻓ ﻲ ﻓﻛ ره ﺗﺗﺷ ﺎﺑك ﻛﻣﻌ ﺎدﻻت ﺣﺳ ﺎﺑﯾﺔ، وﺣﯾﻧﻣ ﺎ ﻧظ ر اﻟ ﻰ اﻟﺳ ﻣﺎء ،رأى ﻧﺳ را ً ذھﺑﯾ ﺎ ً ﯾﺣﻣ ل ﺳ ﻣﻛﺔ ﺑ ﯾن ﻣﺧﺎﻟﺑ ﮫ اﻟﺣ ﺎدة ،ﻓﺟﺎءﺗ ﮫ ﻓﻛ رة ﺑﺄﻧ ﮫ ﺳ ﯾﻠﻘﻲ اﻟﻘ ﺑض ﻋﻠﯾ ﮫ ﺑﺗﮭﻣ ﺔ ﺳرﻗﺗﮫ ﻟﺳﮭﺎم ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻘرﯾﺔ. ﻓﻣﺿﻰ اﻟﻰ اﻟﻐﺎﺑﺔ وﺗوﻗف ﺑرھﺔ ﯾﺗﻌﻘب اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي اﻧطﻠﻖ ﻣﻧﮫ اﻟﻧﺳر وھو ﺣﺎﻣﻼً اﻟﺳ ﻣﻛﺔ ،ﺑﻣﻌﻧ ﻰ ان ھﻧ ﺎك ﻧﮭ را ً ﻗرﯾﺑ ﺎ ً ﻣ ن اﻟﻐﺎﺑﺔ ،ﻓﺳ ﺎر ﻷﻛﺛ ر ﻣ ن ﺟﺎﻧ ب ﯾﺗﺗﺑ ﻊ اﻟطﯾ ور ،ﺣﺗ ﻰ وﺟ د اﻟﻧﮭ ر ﻓ رأه ﻋ ذﺑﺎ ً ﯾ ﺗﻼﻷ ﺑﺄﺷ ﻌﺔ اﻟﺷ ﻣس ،وﻏﺳ ل وﺟﮭ ﮫ وأﻛ ل ﺑﻌ ض اﻟطﻌﺎم ،وﻓﻛرﺑطرﯾﻘﺔ ﯾﻛﺗﺷف اﻟﺑﺎب اﻟذي ﺳﯾﺧرج ﻣﻧﮫ اﻟﺳﻠطﺎن. ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 21
◧◧◧◧◧◧
ﻛﺎﻧت اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر ﺗﺳﺗﻌد ﻟﻘﯾ ﺎس ﺛﯾ ﺎب اﻟﻌ رس اﻟﻣﻧﺗظ ر، وﺗدور ﺣول ﻧﻔﺳﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﻣرآة ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺎﺳب ﺣرﻛﺗﮭ ﺎ ﻋﻧ دﻣﺎ ﯾﺣ ﯾن اﻟ رﻗص ﻣ ﻊ أﻣﯾرھ ﺎ ،وﻟﻛﻧﮭ ﺎ ﺗﺟ د ﻧﻔﺳ ﮭﺎ ﺛﻘﯾﻠ ﺔ اﻟﺣرﻛ ﺔ ﺑﻌ ض اﻟﺷﻲء وﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺧﺳر ﺑﻌﺿﺎ ً ﻣ ن وزﻧﮭ ﺎ ﻟﺗﻛ ون ﺣرﻛﺗﮭ ﺎ اﻛﺛ ر ﺧﻔﺔ ورﺷﺎﻗﺔ ﻓوﺿﻌت ھذه اﻟﺛﯾﺎب ﻟﺣﯾن ﻗﯾﺎﺳﮭﺎ ﻣن ﺟدﯾد. وﺧرﺟ ت اﻟ ﻰ ﺣدﯾﻘ ﺔ اﻟﻘﺻ ر ﻟﺗﺷ رف ﻋﻠ ﻰ ﺧ دم اﻟﻘﺻ ر وﻣﺗﺎﺑﻌ ﺔ ﻣﮭ ﺎراﺗﮭم ﻓ ﻲ اﻻﻋﺗﻧ ﺎء ﺑﺟﻣﺎﻟﯾ ﺔ اﻟﺣدﯾﻘ ﺔ ،وﻧظﺎﻓ ﺔ اﻻﺳ طﺑل وﺻ ﺣﺔ اﻟﺧﯾ ول ،وﺑﻌ دھﺎ ﻛ ﺎن ﻟ دﯾﮭﺎ ﻣوﻋ د ﻣ ﻊ أﺣ د ﺷ ﯾوخ اﻟﻘ رى اﻟﻣﺟ ﺎورة ﻟﺳ ﻣﺎع ﺷ ﻛﺎوى أھ ل ﺗﻠ ك اﻟﻘرﯾ ﺔ ﻟﺗﺣ ل ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل ھﻧ ﺎك واﻟ ﺑﻌض اﻵﺧ ر ﺗﻌرﺿ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺑﻧﯾ ﺔ ﺗﺧﺻ ﯾص ﻣ ﺎ ٍل ﻛﺛﯾ ر او ﺗﻔﻌﯾ ل ﻗ ﺎﻧون ﻟﻠﻣﺻ ﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. وھﻧ ﺎ طﻠﺑ ت ﻣ ن ﺳ ﺎﺋﻘﮭﺎ أن ﯾﺳ ﺗﻌد ﻷﺧ ذھﺎ اﻟ ﻰ ﺷ ﯾﺦ ﺗﻠ ك اﻟﻘرﯾﺔ ،وأرﺗدﯾت ﺛوﺑﮭﺎ اﻻزرق واﻟوﺷﺎح اﻻﺣﻣر اﻟﺷﻔﺎف ﯾﻐط ﻲ ﺷ ﻌرھﺎ اﻻﺳ ود اﻟطوﯾ ل ،واﺛﻧ ﺎء ﻣرورھ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟطرﯾ ﻖ اﻟﺳ ري اﻟﺧ ﺎص ﺑﺣﺎﺷ ﯾﺔ اﻟﻘﺻ ر ،ﺷ ﺎھدت ﺷ ﺎﺑﺎ ً ﯾﺟﻠ س ﻗ رب اﻟﻧﮭ ر ﻓﺗﻌﺟﺑت ﻣن وﺟوده ﻓﻲ ﻣﻛ ﺎن ﻻ ﯾﻘﺗ رب ﻣﻧ ﮫ أﺣ د ﻟﺧﺻوﺻ ﯾﺗﮫ، ﻓ دﻗت ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﺎب اﻟﻌرﺑ ﺔ ﻟﻠﺗوﻗ ف وﺗرﺗﺟﻠ ت ﻣﻧﮭ ﺎ وطﻠﺑ ت ﻣ ن اﻟﺳﺎﺋﻖ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎداة ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺷﺎب ﻟﺗﺣذﯾره.
◨◨◨◨◨◨
22
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
رﻛ ض اﻟﺳ ﺎﺋﻖ ﻧﺣ و اﻟﺻ ﯾﺎد وﻟﻣﺣ ﮫ ﺳ راج ﻟﻛﻧ ﮫ ﻟ م ﯾﺟ د ﻓرﺻﺔ ﺳ رﯾﻌﺔ ﻟﻼﺧﺗﺑ ﺎء ،وطﻠﺑ ﮫ ﻟﻠﺣﺿ ور أﻣ ﺎم اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر، ﻓﺎﻧدھش ﺳراج وﺗﻘ دم ﻧﺣوھ ﺎ وﻗﻠﺑ ﮫ ﯾﺧﻔ ﻖ ﺑﺷ دة ﻟﮭ ﺎ وﻟ م ﯾﺳ ﺗطﻊ اﻟﺣ دﯾث ،وﺗوﻗ ف أﻣﺎﻣﮭ ﺎ ﺑﻧظراﺗ ﮫ اﻟﺣﺎﻟﻣ ﺔ ﻛﺄﻧ ﮫ ﯾﻧظ ر اﻟ ﻰ ﻧﺟ م ذھﺑﻲ ﯾﺧطف ﺑﺻره ،وﻗﻠﺑﮫ ﯾﺣﻠﻖ ﻓﻲ ﺷﻌﺎﻋﮫ ﻋﺑر اﻟﻔﺿﺎء. وﻗﺎﻟت ﻟﮫ ﺟﻠﻧﺎر ﺑدھﺷﺔ: ﻛ ﺄﻧﻲ رأﯾﺗ ك ﻣ ن ﻗﺑ ل وﻟﻛﻧﮭ ﺎ ﺷ ﻌرت ﻓ ﻲ ﻧظراﺗ ﮫ اﻋﺟ ﺎب،ﻓﻘﺎل ﺳراج ﺑﺻوت ھﺎدئ ﻓﯾﮫ ﻣﺷﺎﻛﺳﺔ: ﻧﻌم أﻣﯾرﺗﻲ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ.ﻓوﻛزه اﻟﺳﺎﺋﻖ ﺑﺄن ﯾﻧﺗﺑﮫ اﻟﻰ اﻟﻔﺎظﮫ! ﻓﻘﺎل ﺳراج ﺑﺄﻧﺣﻧﺎءة وﻋﯾﻧﯾﮫ ﺗﻧظر ﻟﻌﯾﻧﻲ ﺟﻠﻧﺎر: ﻟك أﯾﺗﮭﺎ اﻷﻣﯾرة. أﺳف ﺑل ﻣن ﺷدة أﺣﺗراﻣﻲ ِﻓﻘﺎﻟت اﻷﻣﯾرة ﻟﮫ وﺑﺻوت ﻣﺗﮭدج: ﻻﺗﮭﻣﻧﻲ اﻗواﻟ ك اﻻن ،أﻧ ت ﻓ ﻲ ﻣﻛ ﺎن ﻏﯾ ر ﻣﺳ ﻣوح اﻟﺗواﺟ دﻓﯾ ﮫ ،وﻟ و رآ ك ﺣ رس اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻟﻘﺑﺿ وا ﻋﻠﯾ ك ورﻣ وك ﻓ ﻲ اﻟﺳﺟن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾﻖ ﻓﻲ أﻣرك ،وأرﺟوك أن ﺗرﺣل ﻣن ھﻧﺎ ﺣﺎﻻً، رﺑﻣﺎ أﻧت ﻟﺳت ﻣن أھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻻ ﺗﻌرف ﻗواﻧﯾﻧﮭﺎ. اﺟﺎﺑﮭﺎ ﺳراج وھو ﻣﺎزال ﺑﺎﻧﺣﻧﺎءﺗﮫ: آﺳف اﯾﺗﮭﺎ اﻷﻣﯾرة ﺳﺄرﺣل ﻓورا ً ﺳﻣﻌﺎ ً وطﺎﻋ ﺔ ،ﻗﺎﻟﮭ ﺎ وﻛﺄﻧ ﮫﯾدق ﻋﻠﻰ ﺑﺎب ﻗﻠﺑﮭﺎ ﺑﻛل ھدوء ﻟﻠدﺧول اﻟﯾﮫ. ﻓرﻛﺑت اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر اﻟﻌرﺑﺔ ،ورﺣﻠت ﺑﻌﯾدا ً ﻋن ﻧﺎظرﯾ ﮫ، ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 23
◧◧◧◧◧◧
وھﻧ ﺎ ﺗﺄﻛ د اﻟﺻ ﯾﺎد ﺳ راج ﺑ ﺄن ھ ذا ھ و اﻟطرﯾ ﻖ اﻟ ذي ﺗﻣ ر ﻓﯾ ﮫ ﻋرﺑﺎت اﻟﺳﻠطﺎن وﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻧﺗظر ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺔ ﻟﺣﯾن اﻟﺗﻔﻛﯾ ر ﺑﺧط ﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة. وﺟ د أﺣ د ﺻ ﯾﺎدي ﻗرﯾ ﺔ ﺳ راج ﻓ ﻲ ﺷ ﺑﻛﺔ اﻟﺻ ﯾد ﻣﺣ ﺎرة ﺳ وداء ﻛﺑﯾ رة ،وﻣ ن اﻟﻣﻌ روف اﻧ ﮫ ﻧ ﺎدرا ً ﻣ ﺎ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﺷ ﺑﺎك اﻟﺻﯾﺎدﯾن ﻣﺣﺎر اﺳود ،ﺑل ﯾﺟدون ﻓﻘط اﻟﻣﺣﺎر اﻟﺻ ﻐﯾر اﻻﺑ ﯾض واﻟذي ﯾﺳﺗﺧرﺟون ﻣﻧﮫ اﻟﻠؤﻟؤ اﻻﺑ ﯾض وﯾﺻ ﻧﻌون ﻣﻧ ﮫ اﻟﻘ ﻼدات واﻻﺳورة واﻟﺣﻠﻖ ،وﻋﻧدھﺎ ﺗذﻛر ﻧﺻﯾﺣﺔ ﺳراج ﺑ ﺄن ﻻﯾﻔﻌ ل ﻟﮭ ﺎ ﺷﯾﺋﺎ ً ﺳوى اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭﺎ ،ﻓرﻛض ﻣﺳرﻋﺎ ً اﻟﻰ ﺷﯾﺦ اﻟﻘرﯾﺔ وﺣﻔ ظ ﺗﻠك اﻟﻣﺣﺎرة اﻟﻛﺑﯾرة ﻋﻧده ﻟﺣﯾن ﻋودة ﺳراج ،ﻓﻘﺎم اﻟﺷﯾﺦ ﺑﺣﻔظﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎرورة ﻣﺎء ﻛﺑﯾرة ،وﻟﻛن ﻻﯾﻌﻠ م اﻟﺷ ﯾﺦ أن ﻓ ﻲ داﺧ ل اﻟﻠؤﻟ ؤة ﺳﺣر وﻟﮭﺎ ﻗدرات ﻋﺟﯾﺑﺔ ﻻﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻠك اﻟﻘﺎرورة أن ﺗﺣ دھﺎ ﻋ ن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﺷﻲء!. ﻛ ﺎن ﯾﺳ ﺗﻌد ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻟﺗﻧﻔﯾ ذ ﻣ ﺎ طﻠ ب ﻣﻧ ﮫ اﻷﻣﯾ ر ﻻﻏﺗﯾﺎل اﻟﺳﻠطﺎن ﺧﺻوﺻﺎ ً ﺑﻌد ﺳرﻗﺗﮫ اﻟﻘوس واﻟﺳﮭﺎم ﻣ ن ﻗرﯾ ﺔ )ﻣﻧﺑﻊ رأس اﻟﻣ ﺎء( ،وﻟﻛﻧ ﮫ ﯾﺣﺗ ﺎج اﻟ ﻰ اﺧﺑ ﺎر ﻣ ن داﺧ ل اﻟﻘﺻ ر ﺗﻌﻠﻣ ﮫ -ﺑطرﯾﻘ ﺔ ﻏﯾ ر ﻣﺑﺎﺷ رة -ﻋ ن وﻗ ت ﺧ روج اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟ ﻰ ﻣﮭﻣﺔ ﻣﺎ ﻟﯾﻘﺗﻧص ﻓرﺻﺔ اﻏﺗﯾﺎﻟﮫ .ﻓﻔﻛر ﺑﺄن ﯾﺟد ﺣﺎرﺳﺎ ً او ﺧﺎدﻣ ﺎ ً راض ﻋ ن ﻋﻣﻠ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر ﺑﺳ ﺑب ﺳ وء ﺗﻌ ﺎﻣﻠﮭم ﻣﻌ ﮫ او ﻏﯾ ر ٍ طﺎﻣﻌﺎ ً ﻓﻲ ﻣﻧﺻب أﻋﻠﻰ ،وﺗﻧﻔﯾ ذ ھ ذه اﻟﻔﻛ رة ﺗﺣﺗ ﺎج وﻗﺗ ﺎ ً ط وﯾﻼً ◨◨◨◨◨◨
24
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻣ ن ﺣﯾ ث اﯾﺟ ﺎده او اﻟوﺛ وق ﺑ ﮫ ،ﻓوﺟ د ﻓﻛ رة اﻓﺿ ل وھ ﻲ أن ﻋرﺑ ﺎت اﻟﻘﺻ ر ﺗﺣﺗ ﺎج اﻟ ﻰ ﺻ ﯾﺎﻧﺔ وﻣﻌ دات ﺟدﯾ دة ﻣ ن اﺣ دى اﺳواق اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺑﺣث ﻋن ذﻟك اﻟﻣﺣل اﻟﺧ ﺎص ﺑﺗزوﯾ د ﺗﻠ ك اﻟﻣﻌ دات ﻟﻠﻘﺻ ر ﻟﻛ ﻲ ﯾﺳ ﺗدرج ذﻟ ك اﻟﻌﺎﻣ ل ﺑﺣﯾﻠ ﺔ ﻣ ﺎ ﻟﻌﻠ ﮫ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرﯾد. اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﺗﺿﺞ ﺑﺎﻟﺣرﻛﺔ واﻟﻌﻣل دؤوب ،ھذا اﻟذي ﯾﻧظ ف ﺛرﯾ ﺎت اﻟﻘﺻ ر ،وھ ذه اﻟﺗ ﻲ ﺗﻣﺳ ﺢ اﻟﻔ ﺎزات اﻟﻌﻣﻼﻗ ﺔ اﻟﻣزﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟذھب ،واﺧرى ﺗﻧظف ﻣرﻣر ارﺿ ﯾﺔ اﻟﻘﺻ ر ذا اﻟﻠ ون اﻟﻛﺣﻠﻲ وﯾﻔﺗرﺷﮭﺎ ﺑﺳﺎط اﺣﻣر ﻣﻣﺗد ﻣ ن ﺑواﺑ ﺔ ﻣﺑﻧ ﻰ اﻟﻘﺻ ر اﻟ ﻰ ﻗﺎﻋﺎت اﻟﺿﯾﺎﻓﺔ وﻏ رف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺎت ،واﻟطﮭ ﺎة ﯾﻌ دون اﻻطﻌﻣ ﺔ اﻟﺻ ﺣﯾﺔ ﻟﻠﺳ ﻠطﺎن واﻟﺳ ﻠطﺎﻧﺔ واﻷﻣﯾ رة وﻣﺳﺗﺷ ﺎرﯾﮭم ،وﻛ ل ﯾ وم ﺻ ﻧﻔﺎن ﻓﻘ ط ﻣ ن ﺗﻠ ك اﻻطﻌﻣ ﺔ ،اﺿ ﺎﻓﺔ اﻟ ﻰ واﺟﺑ ﺎت ﻣﻧظﻔ ﻲ اﻻﺳطﺑﻼت وﻋﻧ ﺎﯾﺗﮭم ﺑﻌرﺑ ﺎت اﻟﻘﺻ ر واﻟ ذﯾن ﻟﮭ م ﺷ ﺄن ﺧ ﺎص، ﻓﺎﺧﺗﯾ ﺎرھم ﯾﻌﺗﻣ د ﻋﻠ ﻰ ﻛﻔ ﺎءﺗﮭم ووﻻءھ م ﻟﻠﺳ ﻠطﺎن ،ﻻﻧ ﮫ ﺗﻠ ك اﻟﻌرﺑ ﺎت اﻟوﺳ ﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾ دة واﻟﻣﮭﻣ ﺔ ﻟﺗ ﻧﻘﻼت اﻟﺳ ﻠطﺎن وﺣﺎﺷ ﯾﺗﮫ واﻟوﺛوق ﺑﮭم ﻣﮭم .وﻛل ھؤﻻء اﻟﺧدم ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ اﻟﻘﺻر وﺗوزع ﻋﻠﯾﮭم داﺋﻣﺎ ً ھداﯾﺎ زاﺋري اﻟﺳﻠطﺎن ﻣن ﻛل أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم. وﺟ د أﺣ د ﺧ دم اﻟﻘﺻ ر أن ھﻧ ﺎك ﻣﺷ ﻛﻠﺔ ﺑﺄﺣ دى ﺣ دوات اﻟﺣﺻﺎن اﻻﺑﯾض وھ و ﻣ ن أھ م اﻟﺧﯾ ول ﻓ ﻲ ﺟ ر ﻋرﺑ ﺔ اﻟﻘﺻ ر، ﻓﺄﺳ ﺗﺄذن ﻣ ن أﺣ د ﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻓ ﻲ اﻟ ذھﺎب اﻟ ﻰ ﺳ وق اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻟﺗﻐﯾﯾرھﺎ. ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 25
◧◧◧◧◧◧
ﻣﺿ ﻰ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﯾراﻗ ب ﻣ ن ﺑﻌﯾ د ﻣﺣ ﻼً ﻣﺧﺗﺻ ﺎ ً ﺑﺗﺻ ﻠﯾﺢ اﻟﻌرﺑ ﺎت وھ و اﻟﻣﺣ ل اﻟوﺣﯾ د ﻓ ﻲ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﻟدﯾ ﮫ ﺟﻣﯾ ﻊ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻌرﺑﺎت واﻟﺧﯾل ﻟﻌل أﺣد ﺧدم اﻟﻘﺻر ﯾﻣر ﻋﻠﯾﮫ. اﺻﺎب ﺳراج اﻟﻣﻠل ﻣن اﻻﻧﺗظﺎر ﻋﻧد اﻟﻐﺎﺑﺔ وﻣﺿﻰ ﯾﺳ ﯾر ﻓ ﻲ طرﻗﮭ ﺎ اﻟ وﻋرة ﺣﯾﻧ ﺎ ً واﻟﻣﻧﺑﺳ طﺔ ﺣﯾﻧ ﺎ ً آﺧ ر واﻟﺗ ﻲ ﺗزﯾﻧﮭ ﺎ اﻻزھ ﺎر اﻟﺣﻣ راء اﻟﺻ ﻐﯾرة ،وﻋﻧ د وﺻ وﻟﮫ اﻟ ﻰ اﺣ دى ﻣﺧ ﺎرج اﻟﻐﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗﻘﻲ ﺑطرﯾﻖ ﻣؤدي اﻟﻰ ﺷرق اﺳواق اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻓﺷﻌر ﺑﺎﻟﺗﻌ ب ورأى ﺷ ﺟرة ﺻ ﻧوﺑر ﻋﻧ د اﺣ دى اﻟﻧ ﺎﻓورات اﻟﺟﻣﯾﻠ ﺔ اﻟﻣزﺧرﻓﺔ ﺑﺣورﯾﺎت ﻣﻊ ﻻﻟﻰء اﻟﺑﺣر ،ﻓﻘﺎل: ﻟﻌﻠﻲ أﺟﻠس ﻗﻠﯾﻼ ھﻧﺎك واﺳﺗظل ﺑظل ﺗﻠك اﻟﺷﺟرة.وھ و ﯾﻘﺗ رب ﻣ ن ﺷ ﺟرة اﻟﻛﺎردﯾﻧﯾ ﺎ ،أﺳﺗﻧﺷ ﻖ ﻋط ر ازھﺎرھﺎ ،ﻓﺗذﻛر اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر وﺷﺎﻟﮭﺎ اﻻﺣﻣر وﻋﯾﻧﯾﮭﺎ اﻟﻠﺗ ﯾن ﻻ ﺗﻐ ﺎدران ﻣﺧﯾﻠﺗ ﮫ .وﻓﺟ ﺎة رأى ﺷﺧﺻ ﺎ ً ﻣ ن ﺑﻌﯾ د ﯾﺷ ﺑﮫ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ،ﺟ ﺎﻟس ﯾراﻗ ب ﺣرﻛ ﺔ اﻟﺑﯾ ﻊ واﻟﺷ راء ﻓ ﻲ اﻷﺳ واق، ﻓﺄﻗﺗرب ﺳراج ﺑﺑطﺊ وھ و ﻻ ﯾﺻ دق ﻣ ﺎﯾرى! وﻟﻛﻧ ﮫ ﻏﯾ ر ﻣﺗﺄﻛ د ﻣ ن ﺷﺧﺻ ﮫ اﻟ ذي رآه ﻓ ﻲ اﻟﻠﯾ ل ﺳ ﺎﺑﻘﺎً ،اﻻ أﻧ ﮫ ﺣﺳ ﺑﻣﺎ ﺗﺳ ﻌﻔﮫ ذاﻛرﺗﮫ ﺑﺄن ﺷﻛل اﻟﻌﺑﺎءة اﻟﺗﻲ ﯾرﺗدﯾﮭﺎ ذﻟك اﻟﺷ ﺧص ﺗﺷ ﺑﮫ ﻋﺑ ﺎءة ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ،ﻓﻘرر ﻣراﻗﺑﺗﮫ واﻧﺗظﺎر ﻣ ﺎ ﺳ ﯾﻔﻌل ﻓﻠﻌﻠ ﮫ ﯾﻛ ون ھو؟!.
◨◨◨◨◨◨
26
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻛﺎن اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﯾﻌرف ﻣن ﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة وﻟﻛ ن ﻻﯾرﯾد اﻟﻠﻘ ﺎء ﺑ ﮫ ﻣ رة اﺧ رى ﻛ ﻲ ﻻﯾ راه أﺣ د ﻓﻛ ﺎن ﺑﺎﻻﻣﻛ ﺎن أن ﯾﺳﺄل ﻋن ﺗﺣرﻛﺎت اﻟﺳﻠطﺎن وﻟﻛ ن ﺳ ؤاﻟﮫ رﺑﻣ ﺎ ﯾﺛﯾ ر اﻟﺷ ك ﻟﻣ ن ﻓﻲ اﻟﻘﺻر اذا ﺣدث ﺷﯾﺋﺎ ً ﻟﻠﺳﻠطﺎن ،واﻣﺎ ﻓ ﻲ اﻣﺎرﺗ ﮫ ﻓﮭ و ﻻ ﯾﺛ ﻖ ﺑﻣ ن ﺣوﻟ ﮫ ﺣﺗ ﻰ ﻣﺳﺗﺷ ﺎرﯾﮫ ﻻﻧ ﮫ ﯾﺗﻣﯾ ز ﺑﺎﻟﺣ ذر واﻟﯾﻘظ ﺔ ،وﻟﻛ ن اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻻ ﯾﻌرف ﺑﺄن ﺷدة ﺣذره ﻗد اﺧﺗرﻗﮭ ﺎ اﻟﺻ ﯾﺎد ﺳ راج واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﺑﺎﻟﺣﺳﺑﺎن! ﻛﺎﻧ ت اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻣﻧﺷ ﻐﻠﺔ ﻓ ﻲ ﺣ ل ﺷ ﻛﺎوى ﻗرﯾ ﺔ )دﻣﻧﺎت( اﻟﺗﻲ وﺻﻠت اﻟﯾﮭﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣوﺳم زراﻋﻲ ﺑﺎﺋس وﺿﻌف اﻟﺣﺻﺎد وﻻﯾوﺟد ﻏﯾر ﻣﺻدر ﻟﻠرزق ﻟﮭذه اﻟﻘرﯾﺔ ﺳ وى اﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟزراﻋ ﺔ ،ﻓﻘ د ﻗﺎﻣ ت ﺑﺗﺳ ﻠﯾم أﺣ د ﺣراﺳ ﮭﺎ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ اﻟﻰ ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻟﻼﻣ ر ﺑﺎرﺳ ﺎل ﺣﻔ ﺎرﯾن ﯾﻘوﻣ ون ق ﺣﺗ ﻰ ﯾﺻ ل ﻣ ﺎء اﻟﻧﮭ ر اﻟ ﯾﮭم ،ﻻن ﺳ ﺎﻗﯾﺔ واﺣ دة ﺑﺣﻔ ر ﺳ وا ٍ ﻻﺗﻛﻔ ﯾﮭم ﻟﻠزراﻋ ﺔ ،وﺧﺑ رت أھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ اﻧﮭ ﺎ ﻟ ن ﺗﻐ ﺎدر اﻻ ﺑﻌ د اﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣل. اﺳﺗﯾﻘظ ﺷﯾﺦ ﻗرﯾﺔ ﺳراج وھو ﯾﻌ د اﻟﺷ ﺎي ﻟزوﺟﺗ ﮫ اﻟﻣﻘﻌ دة وﻋﻧ دﻣﺎ اراد ﻓ ﺗﺢ ﻧواﻓ ذ داره ،وﺟ د اﺣ د ﻧواﻓ ذھﺎ ﻣﻔﺗوﺣ ﺎً! وﺗﺳﺎﺋل: ھل ﻧﺳﻰ ﻏﻠﻖ اﺣد ﻧواﻓذ داره ﯾوم اﻣس؟ﻓﻧظ ر اﻟ ﻰ ﻗ ﺎرورة اﻟﻣ ﺎء ﻓوﺟ دھﺎ ﻓﺎرﻏ ﺔ! وھﻧ ﺎ دق ﻗﻠﺑ ﮫ ﺳرﯾﻌﺎ ً ﻣن ﺻدﻣﺗﮫ ،ﻓﺑدأ ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺣﺎرة وﻟ م ﯾﺟ دھﺎ ،وﻟﻛﻧ ﮫ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 27
◧◧◧◧◧◧
وﺟد اﻟﻣﺣﺎرة ﻣﻔﺗوﺣﺔ وﻣرﻣﯾﺔ ﻗرب اﻟﻧﺎﻓذة ﻓﺄﺧذھﺎ ووﺿ ﻌﮭﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺣ وض واﻻﻟ م ﯾﻌﺗﺻ ر ﻗﻠﺑ ﮫ ﻻﻧﮭ ﺎ اﻣﺎﻧ ﺔ ﻟدﯾ ﮫ ﻓﻛﯾ ف ﺳﯾﻔﺳ ر ﻟﺳراج وﻻھل اﻟﻘرﯾﺔ ﻣﺎ ﺣدث ﺑﺎن اﻟﻠؤﻟؤة اﻟﺳوداء اﺧﺗﻔت؟!. ﻓرﺣ ت اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻻﺗﻣ ﺎم اﻟﻌﻣ ل ﺑﺳ رﻋﺔ ،ﺣﯾ ث ﻋﻣ ل اﻟﺣﻔ ﺎرون ﻟﺳ ﺎﻋﺎت ﻣﺗواﺻ ﻠﺔ اﻟ ﻰ أن أﻧﮭ وا اﻟﻌﻣ ل وﺑﺄﺷ راﻓﮭﺎ، ﻓﺷﻛرھﺎ اھل اﻟﻘرﯾﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺑرھﺎ واﻟوﻓ ﺎء ﺑﻌﮭ دھﺎ ،وﻗ د ﺷ ﻌروا ﻓﯾﮭ ﺎ اﻟﺗواﺿ ﻊ واﻟﺻ دق واﺳ ﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ ﻟﻣﻛﺎﻧ ﺔ اﻷﻣﯾ رة ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر وﻓﻲ ﻗﻠوﺑﮭم. ﻗﺎﻟت ﻟﮭم واﻻﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﺗﻌﻠو وﺟﮭﮭﺎ: أﻧﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﺧ دﻣﺗﮭم داﺋﻣ ﺎ ً وﻗ ت ﻣ ﺎ ﯾﺣﺗ ﺎﺟون ﻟﺷ ﻲء ﻻﻧﮭ ﺎ ھ ﻲواﻟﺳ ﻠطﺎن وﻛ ل ﻣ ن ﯾﻌﻣ ل ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر ﻣﺳ ﺗﻌدون ﻟﺗﻘ دﯾم ﻛ ل ﻣﺎھو ﻣﻣﻛن ﻻﺟل ان ﯾﻌﯾش اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﯾﺷﺎ ً رﻏﯾداً. ﻓﻌ ﺎدت اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر اﻟ ﻰ اﻟﻘﺻ ر وﻗﺎﻣ ت ﺑﺗﻘ دﯾم اﻟﺷ ﻛر ﻟﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟﺳﻠطﺎن ﻟﺳرﻋﺔ ﺗﻠﺑﯾﺔ طﻠﺑﮭﺎ ﺑﻘوﻟﮭﺎ ﻟﮭم: اﺷﻛرﻛم ﻣن ﻛل ﻗﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺗﻛم اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻟطﻠﺑﻲ ،واﻧﮫ دﻟﯾلﻋﻠﻰ ﻗدرﺗﻛم ﻓﻲ رﻋﺎﯾﺔ ﺷؤون اﻟﺑﻼد ﺑﺎﻟﺷ ﻛل اﻟﺻ ﺣﯾﺢ ،ﻻﻧ ﮫ ﻋﻣﻠ ﻲ وﻋﻣﻠ ك ﺳﯾﺳ ر ﺑ ﮫ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،واﻧﻧ ﻲ ﻟﺳ ت ﻓ ﻲ ﻣوﺿﻊ ﺗﻘﯾﯾﻣﻛم ﻻﺳﻣﺢ ﷲ ﻻﻧﻧﺎ ﺗﺣت اﻧظﺎر ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن، أﻧﻣﺎ ﻓﻘط اﺣﺑﺑت اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺷﻛري واﺣﺗراﻣﻲ ﻟﻛم.
◨◨◨◨◨◨
28
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
راود اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻌﻘوب ﺣﻠ م ﻏرﯾ ب ،ﺑ ﺄن ھﻧ ﺎك اﻓﻌ ﻰ ﺗرﯾ د أن ﺗﻧﺎل ﻣﻧﮫ ،وﯾظﮭر ﻓﺟﺄة ﻧﺳر ﯾﺣﻣل اﻻﻓﻌﻰ ﺑﻌﯾ دا ً وﯾرﻣﯾﮭ ﺎ ﻓ ﻲ وادٍ ،واﻟﻧﺳر ﻛﺄﻧﮫ أﻧﺳﺎن ﺑﮭﯾﺋﺔ ﻧﺳر .اﺳﺗﯾﻘظ اﻟﺳﻠطﺎن ﻣن ﺣﻠﻣﮫ وﺗﻌ وذ ﺑ ﺎ ﻣ ن ﺷ ر اﻟﺷ ﯾطﺎن اﻟ رﺟﯾم وﻗ رأ آﯾ ﺔ اﻟﻛرﺳ ﻲ ﻣ ن ﺳورة اﻟﺑﻘ رة ﻓ ﻲ اﻟﻘ رآن اﻟﻛ رﯾم .وﻓﻛ ر ﻣﻠﯾ ﺎ ً ﺑﮭ ذا اﻟﺣﻠ م وھ و ﯾﻌﻠم ﺑﺗﻔﺳﯾر اﻻﺣﻼم ،وﻟﻛﻧﮫ أﺳﺗﻐرب ﺑﺄن ﯾﻛون ﻟ ﮫ ﻋ دو ﻛﺑﯾ ر طﺎﻣﻌﺎ ً ﻓﻲ ﺳﻠطﺎﻧﮫ وھﻧﺎك ﻣن ﻻ ﯾﻌرﻓﮫ ﯾﻧﻘذه ،ﻓدﻋﺎ ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ﺑﻘوﻟﮫ: ﺳﺑﺣﺎن ذو اﻻﺟﻼل واﻻﻛرام ،رﺑﻧﺎ ﻣﻧ ك اﻟﺣﻛ م واﻟﯾ ك اﻟﺣﻛ مواﻧ ت ﺗ رزق ﻣ ن ﺗﺷ ﺎء وﺗﻌ ز ﻣ ن ﺗﺷ ﺎء ﺑﯾ دك اﻟﺧﯾ ر ﻓﺟﻧﺑﻧ ﺎ ﯾﺎرﺑﻧﺎ ﺳوء اﻓﻌﺎﻟﻧﺎ واوھﺎﻣﻧﺎ واﻋوذ ﺑك ﻣن اﻟﻐرور وﺳ وء اﻟظن. أﻣر اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻌﻘ وب أن ﯾُ ذﺑﺢ ﻣﺎﺋ ﺔ ﺧ روف وﺗ وزع ﻋﻠ ﻰ أھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﺗﺎﺟﯾن ﻻﺑﻌﺎد اﻟﺑﻼء واﺻ ﻼح اﻟﺷ ﺄن ودﻋ وة ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ أن ﯾﺗﻘﺑل ﻣﻧ ﮫ ،واﺳ ﺗﻐﻔره ﻛﺛﯾ را ً ﻛ ﺄن ﯾﻛ ون ﻗ د اﺧط ﺄ ﻓﻲ ﺷﺄن ﻣﺎ ،وھو ﻻﯾدرك ھذا اﻟﺧطﺄ. ﻛﺎن اﻟﺻﯾﺎد ﺳراج ﯾراﻗب ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻋﻠ ﻰ ﻣﺷ ﺎرف اﻟﺳوق وھو ﯾدﻋو ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ أن ﯾﺣﻣﻲ أھل ﻗرﯾﺗﮫ ﻣن اﻟﺷر ،ﻓﻲ ھذا اﻟﺣﯾن ﻗدم أﺣد ﺧدم اﻟﻘﺻر وﻣﻌﮫ اﻟﺣﺻ ﺎن اﻻﺑ ﯾض اﻟﺧ ﺎص ﺑﻌرﺑ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،ﻟﻛ ﻲ ﯾﺳ ﺗﺑدل اﻟﺣ دوة اﻟﻣﻛﺳ ورة ﺑﺟدﯾ دة ﻣ ن ﺻ ﺎﺣب ﻣﺣ ل ﺗﺻ ﻠﯾﺢ اﻟﻌرﺑ ﺎت ،ﻓ رأى ﺳ راج ﻧظ رات ﺻ ﺎﺣب ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 29
◧◧◧◧◧◧
اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﺗﺗﺟﮫ ﻧﺣو ﻣﺣل ﺗﺻﻠﯾﺢ اﻟﻌرﺑﺎت ،ﻓﻠم ﯾﻔﮭم ﻣﺎ ﻧﯾﺗﮫ. وﺑﻌد ﻣرور ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﺗﮭﺎء ﺗﺑدﯾل ﺣدوة اﻟﺣﺻﺎن ،دﻓﻊ ﺧ ﺎدم اﻟﻘﺻ ر اﻟﻣﺑﻠ ﻎ اﻟﻣطﻠ وب ﻟﻠﺣ دوة وﺷ ﻛر ﺻ ﺎﺣب اﻟﻣﺣ ل وﺧرج ،وﻋﻧد ﺧروج اﻟﺧﺎدم ﺗﻘرب ﻣﻧ ﮫ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة وﻓ ﻲ ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻣﻛر وﺣﯾﻠﺔ وﻗﺎل ﻟﮫ: أرﺟوك أرﯾد أن اﻟﺗﻘﻲ ﺑﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻻن زوﺟﺗﻲ ﻣرﯾﺿ ﺔﺟدا ً وﻗد راﺟﻌت أﻛﺛر ﻣن طﺑﯾب وﻟم ﯾﺟ دوا ﻟﮭ ﺎ ﻋﻼﺟ ﺎ ً ﻟﻌ ل ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾرﺷ دﻧﻲ وﯾﺳ ﺎﻋدﻧﻲ ﻓ ﻲ اﺳﺗﺷ ﺎرة طﺑﯾﺑ ﮫ او طﺑﯾب آﺧر أﻛﺛر ﺧﺑرة ودراﯾﺔ ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺧﺎدم: ﯾوم ﻟﻠﻘﺎء ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﺑﻌد ان ﻟﻣﺎذا ﻻﺗﺳﺄل ﻋن ٍﯾﻧظر ﻣﺳﺗﺷﺎروه ﻓﻲ أﻣرك. ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﺑﺄﺳﻠوﺑﮫ اﻟﻣﻧﻣﻖ: أرﺟوك ﻻ أرﯾد أﺣدا ً أن ﯾﻌرف ﺑﻣرض زوﺟﺗﻲ ﻓﮭ ﻲ ﺗﺧ ﺎفﻛﺛﯾراً ،وﻟﻛن أن اﻟﺗﻘﯾ ت ﺑﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻓ ﻲ اﺣ دى رﺣﻼﺗ ﮫ اﻟﻰ اﻟﻘرى اﻟﻣﺟﺎورة ﺳ ﯾﻛون اﻻﻣ ر ﺳ ﮭﻼً وﻟ ن ﯾﻌﻠ م ﺑﻘﺻ ﺗﻲ ﺳوى ھو. ﻓﺗردد اﻟﺧﺎدم ﺑﻌض اﻟﺷﻲء وﻗﺎل ﻟﮫ: ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻠﻘﺎه ﻏدا ً ﻻﻧﮫ ﺳﯾزور ﻣدﯾﻧﺔ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد.ﻓﺄﺑﺗﮭﺞ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﺑﺎﻟﺧﺑر وھو ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺎﻟطرﯾﻖ اﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﺷﻛره ﻛﺛﯾرا ً وﻣﺿﻰ ﻛﻼً ﻓﻲ طرﯾﻘﮫ. ◨◨◨◨◨◨
30
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻛﺎن اﻟﺻ ﯾﺎد ﺳ راج ﻋﻧ د ﺑ ﺎﺋﻊ اﻟﻣﻼﺑ س وﻛﺄﻧ ﮫ ﻣﻧﺷ ﻐل ﻓ ﻲ ﺷراء ﻋﺑﺎءة ﺣﺗ ﻰ ﯾﺳ ﺗطﯾﻊ ﺳ ﻣﺎع اﻟﺣ وار ﺑ ﯾن ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة وﺧﺎدم اﻟﻘﺻر ،وﻗد ﻛﺎﻧﺎ وﺳط اﻟﺳ وق اﻟ ذي ﯾﻌ ﺞ ﺑﺎﻟﻣ ﺎرة ،ﻓﺳ ﻣﻊ ﻣﺳﺗﻐرﺑﺎ ً ﻣﺎ دار ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ! وأﺗﺑﻊ ﺑﺑطء ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﺣﺗﻰ وﺻل اﻟﻰ ﻛوﺧﮫ اﻟﺻﻐﯾر ﺷرق اﻟﻐﺎﺑ ﺔ وﺑﻌﯾ دا ً ﺟ دا ً ﻋ ن وﺳ ط اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ، ﻓ ﺄﺧﺗﺑﺊ ﺳ راج ﺗﺣ ت اﺣ دى اﻻﺷ ﺟﺎر اﻟوارﻓ ﺔ اﻟظ ل ﻣﻧﺗظ را ً أن ﯾﺣ ل اﻟﻠﯾ ل .أﻗﺗ رب ﻣ ن اﻟﻛ وخ ودار ﺣوﻟ ﮫ ﻟﯾﺟ د ﻣﻛﺎﻧ ﺎ ً ﯾﺳ ﺗطﯾﻊ اﻟدﺧول ﻣﻧﮫ ،ﻓوﺟد اﺣ دى اﻟﻧواﻓ ذ ﻣﻣﻛ ن ﻓﺗﺣﮭ ﺎ ﺑطرﯾﻘ ﺔ اﻟﺿ ﻐط ﻣن اﺣدى ﺟواﻧﺑﮭﺎ اﻟﻰ أن ﯾﻧزل اﻟﻘﻔل ﺷﯾﺋﺎ ً ﻓﺷﯾﺋﺎً ،وﻋﻧ دھﺎ ﻓﺗﺣﮭ ﺎ ودﺧ ل ﻓ رأى ﻓ ﻲ اﺣ دى زواﯾ ﺎ ﺑﺎﺣ ﺔ اﻟﺟﻠ وس اﻟﻘ وس واﻟﺳ ﮭﺎم! وﺗﺄﻛد ﻣن أﻧﮫ ھ و اﻟﻘ وس اﻟﻣﺳ روق ﻣ ن ﻗرﯾﺗ ﮫ ،ﻓﺗ ﯾﻘن ﺣﯾﻧﮭ ﺎ أن ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ھو اﻟذي ﯾرﯾد اﻏﺗﯾﺎل اﻟﺳﻠطﺎن ،وﻋرف ﺑﺣﯾﻠﺗ ﮫ ﻓ ﻲ ﺣ واره ﻣ ﻊ ﺧ ﺎدم اﻟﻘﺻ ر ،ﻓﻔﻛ ر ﺳ راج ﺑرھ ﺔ ﻛﯾ ف ﻟ ﮫ أن ﯾؤﺧر ﺧروﺟﮫ ﻣن اﻟﻛوخ ﻗﺑل أن ﯾﺣل اﻟﺻ ﺑﺎح ،ﻓوﺟ د ﺣ ﺑﻼً ﻓ ﻲ أﺣد أرﻛﺎن اﻟﻛوخ ،ﻓرﻓﻊ ﻟﺛﺎﻣﮫ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ وھﺟم ﺑﺳرﻋﺔ ﺧﺎطﻔ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة وھ و ﻧ ﺎﺋم ﻓ ﻲ ﺳ رﯾره وﻗﯾ ده ،وذﻋ ر ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﻣﺳﺗﯾﻘظﺎ ً ،وھو ﻻ ﯾﻌﻠم ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻟﮫ ﻗﺎﺋﻼً: ﻣن أﻧت؟ ﻣﺎذا ﺗرﯾد؟ﻟم ﯾﺟب ﺳراج ﺣﺗ ﻰ ﻻ ﯾﺗﻌ رف ﻋﻠ ﻰ ﺻ وﺗﮫ ﻓ ﻲ ﯾ وم ﻣ ﺎ، ﻓﺄﻧﺳﺣب ﻣن ﻏرﻓﺔ ﻧوﻣﮫ ،وﯾﻘول ﻣﻊ ﻧﻔﺳﮫ: ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺷ ك ﺑ ﻲ ﺳ ﺂﺧذ ﺣ ذاءه وﺑﻌ ض اﻏراﺿ ﮫ ﻛ ﻲ ﯾﻌﺗﻘ د◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 31
◧◧◧◧◧◧
ﺑﺄﻧﻲ ﺳﺎرق. أﺳرع اﻟﺻﯾﺎد ﺳراج ﻓﻲ اﻟﻌودة اﻟﻰ اﻟﻘرﯾﺔ ﻟﯾﺧﺑ ر ﺻ ﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﮭﺎم ﺑﺄﻧﮫ ﻗد وﺟد اﻟﺳﺎرق ،وﻓﻲ اﻟطرﯾ ﻖ أﺧﻔ ﻰ اﻟﺣﺎﺟ ﺎت اﻟﺗ ﻲ ﺳ رﻗﮭﺎ ﺗﺣ ت ﺷ ﺟرة ﻋﻣﻼﻗ ﺔ ذات اﻻزھ ﺎر اﻟﺣﻣ راء ﺣﺗ ﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﮫ ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﻛﺎن واﻋﺎدة ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻟﮫ ﯾوﻣﺎ ً ﻣﺎ ،وﻋﻧدﻣﺎ وﺻ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ ﺷ ﻌر ﺑﺷ ﻲء ﻏرﯾ ب واﻻﺳ واق ﯾﺳ ودھﺎ اﻟﺳ ﻛون وﺷ ﺑﮫ ظ ﻼم ﻣﺧﯾ ف ﻓ ﻲ اطراﻓﮭ ﺎ ﻓﺑ دأ ﯾﺳ ﯾر ﺑ ﺑطء وﻗﻠﺑ ﮫ ﯾﺧﻔ ﻖ ﺑﺷدة ،ﻓوﺟد ﺷﯾﺦ ﻗرﯾﺗﮫ ﺟﺎﻟﺳﺎ ً ﺣزﯾﻧﺎ ً وﺳﺄﻟﮫ ﺳراج: اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم ﯾﺎ ﺷﯾﺧﻧﺎ اﻟﺟﻠﯾل ،ﻣﺎذا ﺣدث؟ﻓﮭب اﻟﺷﯾﺦ ﯾﺣﺿﻧﮫ واﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: أھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﯾﺷﻌرون ﺟﻣﯾﻌﮭم ﻓﻲ اﻟﺣزن وﻻﻧﻌﻠ م ﻣ ﺎذا ﺣ دثوﻻ أﺣد ﯾﻔﺗﺢ ﻣﺣﻠﮫ! ﻓﺗﻔﺎﺟﺄ ﺳراج وﻗﺎل ﻟﮫ: ھل وﺟدﺗم اﻟﻣﺣﺎرة اﻟﺗﻲ أﺧﺑرﺗﻛم ﻋﻧﮭﺎ؟ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ اﻟﺷﯾﺦ وھو ﯾﺧﻔض رأﺳﮫ: ﻧﻌ م وﻗ د أﺧﻔﯾﺗﮭ ﺎ وﻟﻛ ن اﻟﻠؤﻟ ؤة اﻟﺗ ﻲ ﺑ داﺧل اﻟﻣﺣ ﺎرة اﺧﺗﻔ توﻻ أﻋرف ﻛﯾف ﺧرﺟت اﻟﻣﺣﺎرة ﻣن اﻟﻘﺎرورة! ﻓﻘﺎل ﺳراج داﻋﯾﺎ ً ووﺟﮫ ﻣﺻﻔرا ً ﻣن اﻷﻟم: -ﯾﺎ رﺑﻧﺎ اﻟوﻛﯾل اﻟﻘوي اﻟﻣﻌﯾن.
◨◨◨◨◨◨
32
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻓﻛ ر ﺳ راج ﻣ ﻊ اﻟﺷ ﯾﺦ أن ﯾﻌﺛ را ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﻲء ﯾ دﻟﮭم ﻋﻠ ﻰ ﻣﻛﺎن اﻟﻠؤﻟؤة اﻟﺳوداء ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺷﯾﺦ: ﻟﻘد راﯾت ﻗطﺔ ﻗرب ﻧﺎﻓذة داري.ﻓرد ﺳراج ﺑﻠﮭﻔﺔ: ﻓﻠﻧﺳرع وﻧﺑﺣث ﻋﻧﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﻘطﺔ.ﻓذھﺑﺎ ﻟﯾﺑﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﻘطﺔ ﺣول دار اﻟﺷﯾﺦ ﻓوﺟدھﺎ ﺷﺑﮫ ﻣﯾﺗﺔ ﻻ ﺗﺗﺣ رك! وﻓﻣﮭ ﺎ ﻣﻔﺗوﺣ ﺎ ً وﻓﯾ ﮫ اﻟﻠؤﻟ ؤة اﻟﺳ وداء ﯾﺗط ﺎﯾر ﻣﻧﮭ ﺎ دﺧﺎن اﺳود ،ﻓﺄﺳرع ﺳ راج ﺑﺄﺣﺿ ﺎر اﻟﻘ ﺎرورة ووﺿ ﻊ اﻟﻠؤﻟ ؤة دون ﻟﻣﺳﮭﺎ ﻓﯾﮭﺎ وﻗﺎل ﻟﻠﺷﯾﺦ: أرﺟوك اﺟﻠس وارﺗﺢ وأﻧﺎ ﺳﺄﺣل اﻻﻣر ﺑﺎذن ﷲ.اﺧذ ﻗﺎرورة اﻟﻣﺎء وﻓﯾﮭﺎ اﻟﻠؤﻟؤة اﻟﺳوداء وﻗد اﻧطﻔ ﺄ اﻟ دﺧﺎن ﻣﻧﮭﺎ ،وﺳﺎر ﺑﯾن ازﻗﺔ اﻟﻘرﯾ ﺔ وھ و ﺣ زﯾن وﯾﻧظ ر اﻟﯾﮭ ﺎ ﺑظﻼﻣﮭ ﺎ اﻟﻌﺟﯾب اﻟﺧﺎﻧﻖ ﻟﻠروح ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت اﺷﺟﺎرھﺎ اﻟﺧﺿراء اﻟوارﻓ ﺔ وﯾﻧﺎﺑﯾﻌﮭ ﺎ اﻟﻣﺗدﻓﻘ ﺔ ﺗزﯾ ل ﻋﺗﻣ ﺔ اﻟ ﻧﻔس اذا ﺷ ﻌر اﺣ د ﺑﺄﺣ دى طوارق اﻟظ ﻼم ،وھ و ﻓ ﻲ طرﯾﻘ ﮫ ﺗ ذﻛر ﺑ ﺄن ھ ذه اﻟﻠؤﻟ ؤة ﻋﻧ دﻣﺎ ﺗﻌﯾش ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ﺗﺳﻛن ﺣﺳﺑﻣﺎ ﺣدﺛﮫ اﻟﺷﯾﺦ ذو اﻟﻠﺣﯾﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء وﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻋﻣل ﺷﻲء وﻟﻛن ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺧرج ﻣن اﻟﻣﺎء ﯾﺑدأ ﻋﻣﻠﮭﺎ ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﺳﺄﺣﺑس ھذه اﻟﻠؤﻟؤة ﻓﻲ اﻟﺑﺣر.ﻓﻐط س ﻓ ﻲ اﻟﺑﺣ ر ﺑﻌ د ان وﺿ ﻊ اﻟﻘ ﺎرورة ﻓ ﻲ ﺻ ﻧدوق وﻧزل اﻟﻰ ﻋﻣﻘﮫ وﺗرك اﻟﺻ ﻧدوق ﻣﻘﻔ ﻼ ھﻧ ﺎك ،وﻋ ﺎد اﻟ ﻰ وﺳ ط ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 33
◧◧◧◧◧◧
اﻟﻘرﯾ ﺔ ﯾﻧﺗظ ر ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﯾﺣ دث ،وظﮭ رت اﻟﻌﺟ وز اﻟﺳ ﺎﺣرة أﻣﺎﻣ ﮫ وﻗﺎﻟت ﻟﮫ: أﻧ ت اﻟوﺣﯾ د اﻟ ذي اﺳ ﺗطﺎع أن ﯾﺗﺣ داﻧﻲ ،ﻓﻛ ﺎدت ﻗرﯾﺗ كﺗﺧﺗﻔ ﻲ أﺿ واؤھﺎ ﻟ وﻻ اﻋﺎدﺗ ك اﻟﻠؤﻟ ؤة اﻟ ﻰ اﻟﺑﺣ ر ﻓﺑط ل ﺳ ﺣري وﻟﻛﻧ ﻲ ﺳ ﺄﻏﺎدر ﻗرﯾﺗ ك وأذھ ب ﻟﻘرﯾ ﺔ أﺧ رى وأﻋود اﻟﯾﻛم ﯾوﻣﺎ ً ﻣﺎ ،واﺧﺗﻔت. ﺷ ﻌر ﺳ راج ﺑﻌ د ﻓزﻋ ﮫ ﻣ ن رؤﯾﺗﮭ ﺎ ﺑ ﺎﻟﻔرح ﻻﻧﻘ ﺎذ ﻗرﯾﺗ ﮫ ﯾﻘض ﻋﻠ ﻰ ﺗﻠ ك اﻟﺳ ﺎﺣرة اﻟﺗ ﻲ وﻟﻛﻧﮫ ﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣزن اﯾﺿﺎ ً ﻻﻧﮫ ﻟم ِ ﺳﺗؤذي اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘرى. اﺑ ﺗﮭﺞ ﺷ ﯾﺦ اﻟﻘرﯾ ﺔ ﻟﻌ ودة أﻧوارھ ﺎ وﻧﺎﺳ ﮭﺎ ﺑﺎﻟﺣﯾوﯾ ﺔ واﻟﻧﺷﺎط ،وﻟم ﯾﻌﻠم اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺎ اﻟ ذي ﺣ دث وﻟﻛ ن أﺣ س أن اﻟﺻ ﯾﺎد ﺳراج وﺟ د اﻟﺣ ل اﻟﻣﻧﺎﺳ ب ،وﻟ م ﯾﻛ ن ﻟ دى ﺳ راج وﻗ ت ﻟﯾﺷ رح ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻣﺎ أﺳﺑﺎب أﻣر اﻟﻘرﯾﺔ ﻷن ﻋﻠﯾﮫ اﻟذھﺎب اﻟﻰ ﺻ ﺎﺣب ﻣﺣ ل اﻟﺳﮭﺎم ﻟﯾراﻓﻘﮫ اﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻓوﺟده وﻗﺎل ﺳراج ﻟﮫ: أرﺟو أن ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻌﻲ ﻷﻧﻲ وﺟدت ﺳﺎرق اﻟﻘ وس واﻟﺳ ﮭﺎم ﻓ ﻲاﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻋﻠﯾﻧﺎ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟ َدرك ﻋﻧﮫ. وﺻ ﺣﺑﮭﻣﺎ َدرك اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ودﻗ وا ﺑ ﺎب ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة، واﺑﺗﺳم ﺳراج وﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻛﯾ ف ﻟ ﮫ أن ﯾﻔ ﺗﺢ اﻟﺑ ﺎب وھ و ﻣﻘﯾ د؟! وﻛﯾ ف ﻟﻠ درك أن ﺗ دقاﻟﺑﺎب ﻋﻠﻰ ﻟص؟! ◨◨◨◨◨◨
34
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻓﻘﺎل ﺳراج ﻟﮭم: أﯾﮭﺎ اﻟ َدرك أﻧﮫ ﻟص أرﺟو أن ﺗﻘﺗﺣﻣوا اﻟﻣﻛﺎن! ﻓﻘﺎل أﺣدھم ﻻﯾﻣﻛن ھذا ،ﻻﻧﮫ ﻣﺷﺗﺑﮫ ﺑﮫ.ﻓﻘﺎل ﺳراج ﻣﺗذاﻛﯾﺎ ً ﺑﺣﯾﻠﺔ: ﻟﻛﻧﻲ أﺳﻣﻊ ﺻوﺗﺎ ً ﻣن اﻟداﺧل ﻛﺄن أﺣد ﯾﺧﺗﻧﻖ!.ﻓﺷ ﻌر اﻟ َدرك ﺑ ﺄن ﻋﻠ ﯾﮭم اﻗﺗﺣ ﺎم اﻟﻣﻛ ﺎن ،وﻋﻧ د اﻗﺗﺣﺎﻣ ﮫ وﺟ دوا ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻣﻘﯾ داً .وﻧ ﺎدى أﺣ د رﺟ ﺎل اﻟ َدرك ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﮭﺎم ﺑﻘوﻟﮫ: ھل ھذا ھو اﻟﻘوس واﻟﺳﮭﺎم اﻟﻣﺳروﻗﺔ؟ ﻓﻘﺎل ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﮭﺎم: ﻧﻌم أن اﻟﻘوس واﻟﺳﮭﺎم ﻣن ﻋﻣﻠﻲ.ﻓﺎﻟﻘوا اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﮫ ﺑﮭذه اﻟﺗﮭﻣﺔ وذھﺑوا ﺟﻣﯾﻌﺎ ً اﻟ ﻰ اﻟﻣﺣﻘ ﻖ وﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﻣﺗﻔﺎﺟﺊ ﻣن ﻛل اﻻﺣداث اﻟﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ ﻣن ﺣوﻟﮫ وﺷﻌر ﺑﺎﻻﺣﺑﺎط اﻟﺷدﯾد ﻻﻧﮫ ﻟم ﯾﺗﻣﻛن اﻟﯾوم ﻣن اﻏﺗﯾﺎل اﻟﺳﻠطﺎن. ﻛ ﺎن اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾﻔﻛ ر وھ و ﻓ ﻲ طرﯾﻘ ﮫ ﻟﻠﻘ ﺎء اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﺑطرﯾﻘﺔ ﯾﻛﺗﺷف ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣﺎ ﺣوﻟﮫ وﻧواﯾﺎه ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻟﻛﻲ ﯾﻘطﻊ اﻟﺷك ﺑ ﺎﻟﯾﻘﯾن .وﻋﻧ دﻣﺎ وﺻ ل اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟ ﻰ اﻣ ﺎرة اﻷﻣﯾ ر رﺣ ب ﺑ ﮫ ﺑﺄﺣﺗﻔﺎل ﻛﺑﯾر ﺑدأ ً ﻣن اﻟﺳﺟﺎد اﻟﻣﻔروش ﻋﻠﻰ ﻣدﺧل ﺑواﺑﺔ اﻻﻣ ﺎرة واﻟﻣﻧﺳ وج ﻣ ن ﺧﯾ وط اﻟ ذھب واﻟﺣرﯾ ر ،واﻧﺗظ ﺎم اﻟﺣ رس ﻹداء اﻟﺗﺣﯾ ﺔ واﻟﺗﻘ دﯾر ﻻﺳ ﺗﻘﺑﺎل اﻟﺳ ﻠطﺎن ،اﻟ ﻰ اﻟرﻗﺻ ﺎت اﻟﺷ ﻌﺑﯾﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠ ﺔ ﻷھ ل ﺑﺟﺎﯾ ﺔ داﺧ ل اﻻﻣ ﺎرة ،وﯾراﻓ ﻖ اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻷﻣﯾ ر ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 35
◧◧◧◧◧◧
ﻣ ﺎرد ،وﺑﻌ د أﻧﺗﮭ ﺎء اﻟﻣراﺳ ﯾم ،ﺟﻠ س اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﻋﻠ ﻰ ﻛرﺳ ﻲ اﻻﻣ ﺎرة وأﺟﻠ س اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻛرﺳ ﻲ أﻧﯾ ﻖ ﺑﺟﺎﻧﺑ ﮫ ! ﺷ ﻌر اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﻌدم اﺣﺗراﻣﮫ ،ﻓوﻗف اﻟﺳﻠطﺎن وﻗﺎل ﻟﮫ: أود أن اﺳﯾر ﻗﻠﯾﻼً ،ﻓﻠﻘد اﺗﻌﺑﻧﻲ اﻟﺟﻠوس اﻟطوﯾل ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﺔ.ﻓﺄﺟﺎب اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻣﺗﻌﺟﺑﺎً: ﻧﻌم ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد ﻟﻧذھب اﻟﻰ ﺣدﯾﻘﺔ اﻻﻣﺎرة.وﻋﻧ دﻣﺎ ﻛﺎﻧ ﺎ ﯾﺳ ﯾران ﻓ ﻲ اﻟﺣدﯾﻘ ﺔ ،ﺳ ﺄل اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻷﻣﯾ ر ﺧ ﻼل ﺗﺑ ﺎدﻟﮭم اﻟﺣ دﯾث ﻋ ن ﺷ ؤون اﻻﻣ ﺎرة واﻟﻣﺷ ﺎﻛل اﻟﺗ ﻲ ﺻ ﺎدﻓﺗﮫ وﻛﯾ ف ﺣﻠﮭ ﺎ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑ ﮫ ﻣﻔﺗﺧ را ً ﺑﻘدرﺗ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺣ ل ﻛ ل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮫ ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺑﺎﻏﺗﺎً: ﻣ ﺎ رأﯾ ك أن اﺻ ﺑﺣت ﺳ ﻠطﺎﻧﺎ ً ﺑ دﻻً ﻋﻧ ﻲ واﻧ ﺎ آﺧ ذ اﻣﺎرﺗ كوﻧﺗﺑﺎدل اﻻدوار؟ ﻓﺑﮭت اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد وﺿﺣك ﻓﺿﺣك اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﻌﮫ وﻗﺎل: ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن أﻋرف أﻧ ك ﺗﺣ ب اﻟﻣ زاح ﻋ ذرا ً ﻛﯾ ف ﻟ ﻲأن آﺧذ ﻣﻛﺎﻧك؟! ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺳﻠطﺎن وھو ﯾﻧظر اﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء: ﺣﻘﺎ ً أرﯾد أن أرﺗﺎح وﺗﺗزوج اﺑﻧﺗ ﻲ ﺟﻠﻧ ﺎر ﺑﺳ رﻋﺔ وﺗﺻ ﺑﺢاﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺎ رأﯾك؟ وﻓﻛر اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﺑرھﺔ وأردف ﻗﺎﺋﻼً: اذا رﻏﺑت ﺑﮭذا ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻟدي واﻛون ﻋﻧد ﺣﺳن ظﻧك.◨◨◨◨◨◨
36
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺳﻠطﺎن وھو ﯾﻠﺗﻔت اﻟﯾﮫ: وﻟﻛﻧ ك ﻟ م ﺗﺳ ﺄﻟﻧﻲ ﻣ ﺎھﻲ واﺟﺑ ﺎت اﻟﺳ ﻠطﺎن وھ ل أﻧ ت ﻗ ﺎدرﻋﻠﯾﮭﺎ أﻟﯾس ﺻﻌب ﻋﻠﯾك ﺗﺣﻣل اﻋﺑﺎء ﺗﻠك اﻟﻣﮭﺎم؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ اﻷﻣﯾر وﺑﺛﻘﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻟ دﯾك اﻟﻣﺳﺗﺷ ﺎرون اﻻﻛﻔ ﺎء اﻟ ذﯾن ﯾﻣﺗﻠﻛ ون ﺧﺑ رة طوﯾﻠ ﺔ ﻓ ﻲﺣﻛم اﻟدوﻟﺔ وﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﺳوى أن اﺧطو ﺧطﺎك. ﻓﺄﺑﺗﺳم اﻟﺳﻠطﺎن وﻗﺎل ﻟﮫ: اذن ﺳﺗﺄﺗﻲ اﻟﻰ ﻗﺻر اﻟدوﻟﺔ ﻏدا ً ﻟﻛﻲ ﺗﺧﺿﻊ اﻟﻰ اﺧﺗﺑﺎر ﻣ نﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن وان ﻧﺟﺣت ﻓﯾ ﮫ ﺳﺗﺻ ﺑﺢ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،واذا ﻟ م ﺗ ﻧﺟﺢ ﺳ ﺗﻌود اﻟ ﻰ اﻻﻣ ﺎرة ﻻﻧ ﻲ ﻻ اﺳ ﺗطﯾﻊ أن أﺿ ﻊ أﺣ دا ً ﺑدﯾﻼً ﻋﻧﻲ اﻻ ﺑﻌد أن أﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﻛﻣﺗﮫ. ﻣﺿﻰ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺎﺋدا ً وﻣودﻋﺎ ً اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻋﻠﻰ أﻣل اﻟﻠﻘﺎء ﺑﮫ ﻏداً .وأﺛﻧﺎء ﺗﻠوﯾﺢ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﺑﯾده ﻟﮫ ،وﻗﺎل: أﯾ ن أﻧ ت ﯾ ﺎ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة وﻟﻣ ﺎذا ﻟ م ﺗﻧﻔ ذ اﻟﻣﮭﻣ ﺔ ﺣﺗ ﻰاﻻن؟! أﺟﺎب ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﻓ ﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾ ﻖ أﻧ ﮫ ﻟ م ﯾﺳ رق اﻟﻘ وس واﻟﺳﮭﺎم ﺑل اﺷﺗراھﺎ ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ ورﺑﻣﺎ ﺗﺷ ﺎﺑﮭت ﻓﮭﻧ ﺎك اﻛﺛ ر ﻣ ن ﻣﺣل ﻟﺑﯾﻊ اﻻﻗواس واﻟﺳﮭﺎم ﻓﻲ اﻟﺳوق. ﻓﻘﺎل ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﮭﺎم: ﻻ اﺑ دا ً ﻻ ﯾوﺟ د ﺗﺷ ﺎﺑﮫ ،ﻻﻧ ﻲ أﺣﻔ ر ﺣ رﻓﯾن ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ وسﺑﺎﻟﻔﺿﺔ ﻟﯾدل ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻ ﺎر ﻻﺳ ﻣﻲ ﺳ ﻠﯾﻣﺎن ﺑ ن ﷴ )س .م( ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 37
◧◧◧◧◧◧
ﻓﻧظ ر اﻟﻣﺣﻘ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟﻘ وس ووﺟ د اﻟﺣ رﻓﯾن ،وھﻧ ﺎ ﺗﻔﺎﺟ ﺄ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﻣن اﻛﺗﺷﺎف ﻛذﺑﮫ ،وﻗﺎل اﻟﻣﺣﻘﻖ: ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑﺣﺑﺳك ﻟﺣ ﯾن اﺳ ﺗدﻋﺎﺋك ﻏ دا ً أﻣ ﺎم اﻟﻘﺎﺿ ﻲ واﻟﺑ ت ﻓ ﻲﻣﺣﻛوﻣﯾﺗك. ﻋﺎد ﺳراج ﻣﻊ ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﮭﺎم اﻟﻰ اﻟﻘرﯾﺔ ،وﻓ ﻲ داره اﺳ ﺗﻠﻘﻰ وھ و ﯾﻔﻛ ر ﻛﯾ ف ﻟ ﮫ أن ﯾﻛﺷ ف ﻟﻠﺳ ﻠطﺎن ﻧواﯾ ﺎ اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ،وﺑ دت ﺻ ورة اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﺑﺄﺑﺗﺳ ﺎﻣﺗﮭﺎ اﻟﺳ ﺎﺣرة ﻓ ﻲ ﺳﻣﺎﺋﮫ اﻟﻧﺟﻣﯾﺔ وﻏط ﻓﻲ ﻧوم ﻋﻣﯾﻖ. اﺳﺗﯾﻘظت ﺟﻠﻧﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﺳﻣﺎت ھﺑت ﻣ ن ﺷ ﺑﺎﻛﮭﺎ وﻛﺄﻧ ﮫ ﯾ وم رﺑﯾﻌ ﻲ ﺟدﯾ د وھ ﻲ ﺗﺳ ﺗﻌد ﻟﻠﻘ ﺎء اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﺣﺳ ﺑﻣﺎ أﺑﻠﻐﮭ ﺎ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺑﻘدوﻣ ﮫ ﻻﺟ راء اﻻﺧﺗﺑ ﺎر ،ﻓﺟﮭ زت ﻧﻔﺳ ﮭﺎ ﺑﺎرﺗ داﺋﮭﺎ اﻟﻔﺳﺗﺎن اﻟزھري وﻓﯾﮫ ﻧﻘﺷﺎت اﻷزھﺎر اﻟرﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻓﺟﺎءة وھﻲ ﺗﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣرآة ﺗﺧﯾﻠ ت ذﻟ ك اﻟﺷ ﺎب وﻋﯾﻧﯾ ﮫ اﻟﺧﺿ راوﺗﯾن وﻧظراﺗ ﮫ اﻟﻣﻌﺑ رة ﻋ ن ﺷ ﻲء ﻻ ﺗﻌرﻓ ﮫ وﻟ م ﺗﺷ ﻌر ﻓﯾ ﮫ ﻣ ن ﻗﺑ ل ﻓﻘﺎﻟت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ: ﻟﻣﺎذا ﺟﺎءت ﺻورﺗﮫ أﻣﺎﻣﻲ ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺣدث ﻟﻌﻘﻠ ﻲ! ﻓرﺑط تﺷﻌرھﺎ اﻟﻰ اﻟﺧﻠ ف وھﻣ ت ﻓ ﻲ اﻟ ذھﺎب اﻟ ﻰ اﻟﺳ وق ﻟﺷ راء ﺷﺎ ٍل ﺟدﯾ ٍد ﯾﻧﺎﺳب ﻓﺳﺗﺎﻧﮭﺎ. ﺧ رج ﺳ راج ﻟﺻ ﯾد اﻟﺳ ﻣك وھ و ﯾﻔﻛ ر ﻛﯾ ف ﺳ ﯾﺛﺑت ﻟﻠﺳﻠطﺎن ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﯾر ﻟﮫ ،وﯾﺣدّث ﻧﻔﺳﮫ: ◨◨◨◨◨◨
38
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻟﯾس ﻟدي ﺳوى ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﻟﯾﻌﺗرف ﻋﻠﯾﮫ وﻟﻛ ن ﻛﯾ ف؟وھ و اﻵن ﻓ ﻲ ﺳ ﺟن اﻟ درك ،ورﺑﻣ ﺎ ﺳ ﯾﺣﻛم ﻋﻠﯾ ﮫ ﺑﺎﻟﺳ ﺟن ﺑﺳ ﺑب اﻟﺳ رﻗﺔ وﻋﻧ د أﻧﺗﮭ ﺎء اﻟﻣ دة ﺳ ﯾﺧرج .ورﺑﻣ ﺎ ﺗﻣﻛ ن اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﻣ ن اﺧراﺟ ﮫ ﺑﻣﺑﻠ ﻎ ﻣ ن اﻟﻣ ﺎل ﻋﺑ ر ﺣﺎﺷ ﯾﺗﮫ وﺳﯾﻧﻔذ ﺣﯾﻧﮭﺎ ﻣﮭﻣﺗﮫ ﻓﻲ اﻏﺗﯾﺎل اﻟﺳﻠطﺎن! وﻏﯾر ﺳراج وﺟﮭﺗ ﮫ اﻟﻣﻔﺗ رض ﺗﻛ ون ﻟﻠﺻ ﯾد وأﺳ رع اﻟ ﻰ ﺻ ﺎﺣب ﻣﺣ ل ﺑﯾ ﻊ اﻟﺳ ﮭﺎم واﺧﺑ ره ﺑ ﺄن ﻋﻠﯾ ﮫ أن ﯾﺗﻧ ﺎزل ﻋ ن اﻟ دﻋوى ﺣﺗ ﻰ ﻻ ﯾﺻ ﺑﺢ اﻟﺳ ﺎرق ﻋ دوا ً ﻟﮭ م ﻓ ﻲ اﻻﯾ ﺎم اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ وﯾﻧﺗﻘم ﻣﻧﮭم ،ﻓﺎﻗﻧﻌﮫ ﺳراج ﺑﺄن اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﺷﻲء ﺟﻣﯾ ل ،وﻟﻌﻠ ﮫ ﺗﻌﻠ م ھذا اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺳ رق اﻟﻘ وس درﺳ ﺎ ً ﺑﻌ دم اﻋ ﺎدة اﻟﺳ رﻗﺔ ﻣ رة ﺳ رق ﻣﻧ ﮫ ،ﻓواﻓ ﻖ ﺻ ﺎﺣب ﻣﺣ ل ﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﻛﻣﺎ اﻧﮭﻣﺎ ﻗ د اﻋ ﺎدا ﻣ ﺎ ُ اﻟﺳﮭﺎم ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزل واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ .ﻟﻛن ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ ﺳراج اﺧﺑﺎره ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘ ﺔ ﻛﻲ ﻻﺗﻛﺗﺷف ﺧطﺗﮫ. أﻧطﻠﻖ ﺳراج ﻣﻊ ﺻ ﺎﺣب ﻣﺣ ل اﻟﺳ ﮭﺎم اﻟ ﻰ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ وﻣ را ﻋﻠ ﻰ ﻣﻛ ﺎن اﻟ درك ﻟﯾﺗﻧ ﺎزﻻ ﻋ ن دﻋ وة اﻟﺳ رﻗﺔ ،ﻓﻘﺑ ل اﻟﻣﺣﻘ ﻖ اﻟطﻠ ب ووﻋ دھﻣﺎ ﺑﺄﻧ ﮫ ﺳ ﯾﺧرﺟﮫ ﻗرﯾﺑ ﺎ ً ﺑﻌ د ﻋ دة اﺟ راءات ﺗُﺗﺧ ذ ﻗﺑل اطﻼق ﺳراﺣﮫ وﻗد ﯾﺳﺗﻐرق ﺑﺿﻌﺔ أﯾﺎم. ذھب ﺳ راج اﻟ ﻰ ﻣﺣ ل ﻗرﯾ ب ﻣ ن اﻟﺳ وق ﻟﯾﺷ ﺗري ﺳ ﻧﺎرة ﺟدﯾ دة ﻓﺗوﻗ ف ﻟﺣظ ﺔ وﺗوﻗ ف ﻗﻠﺑ ﮫ ﻟﺣظﺗ ﯾن ﻣ ر ﻋﺑﯾ ر ﻋط ٍر ﺑ ل ﻧﺳﻣﺎ ٍ ت ﻣن ورود ﺗﺣﻣل ﻋﺑﻘﺎ ً ﺟﻣﯾﻼً ،وﺗﺳﺎءل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ:
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 39
◧◧◧◧◧◧
أھﻲ اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر! ﻣﺎذا ﺗﻔﻌل ﻓﻲ اﻟﺳ وق؟ ﺑ ل ﻣ ﺎذا ﺗرﯾ د أنﺗﺷﺗري؟ ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﻓﻛﺎر ﺗدور ﻓﻲ ﻋﻘ ل ﺳ راج وﻗﻠﺑ ﮫ ﯾ دق ﺑﺳ رﻋﺔ، وھو ﯾﻧظر اﻟﻰ ﺷﺎل اﺧﺿر ﯾﺗطﺎﯾر ﻣﻊ ﺷ ﻌرھﺎ ،واﻷﻣﯾ رة ﺗﻧظ ر اﻟﻰ اﻟﻣرآة اﻟﺻﻐﯾرة ﻋﻧد اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﺗ راه ﻣﻧﺎﺳ ﺑﺎ ً ﻟﻔﺳ ﺗﺎﻧﮭﺎ ،ﻓﺄﺧﺗ ﺎرت ھذا اﻟﺷﺎل اﻻﺧﺿر ودﻓﻌت اﻟﻧﻘود وﻣﺿت ،وﻋﯾﻧ ﺎ ﺳ راج ﺗﺣ دق ﺑﺻﻣت ﻧﺣوھﺎ ،ﻓﺻﺎدف أن طﺎر اﻟﺷﺎل ﻣن ﯾ دھﺎ ﺑﻌ د أن ﻧزﻋﺗ ﮫ ﻣ ن ﺷ ﻌرھﺎ وﺣ ط ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﮫ ﺳ راج ﻓﯾﺄﺧ ذه وھ و ﯾﺳ ﯾر ﻧﺣوھ ﺎ وھﻲ ﺗﻠﺗﻔت ﺗﺑﺣث ﻋن اﻟﺷﺎل وﯾﻘول ﻟﮭﺎ: ﺳ ﯾدﺗﻲ اﻟﺟﻣﯾﻠ ﺔ ﻻﯾﺻ ﺑﺢ اﻟﺷ ﺎل ﺟﻣ ﯾﻼَ اﻻ ﻓ ﻲ اﺷ ﻌﺔ ﺷ ﻌركﻓﺗﺷرق اﻟﻧﺟوم ﻓﻲ ﻋﯾﻧﻲ ﻗﺑل ﺷروﻗﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﻣﺎﺋك. ﻓﻧظرت ﺟﻠﻧﺎر ﻣﻧدھﺷﺔ ﻣ ن رؤﯾﺗ ﮫ أﻣﺎﻣﮭ ﺎ وﻣﺿ ت ﻛﻠﻣﺎﺗ ﮫ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻣﻌﮭﺎ ﻛﺄﻧﻐﺎم ﯾﺧﻔﻖ ﻗﻠﺑﮭﺎ ﻟﮭﺎ ،ورﺑط ﺳراج اﻟﺷﺎل ﻓﻲ ﯾ دھﺎ ﻓﻠم ﺗﻘل ﻟﮫ ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﺳ وى ﺷ ﻛراً ،وﻣﺿ ت ﺷ ﺎردة ﻟﺗﻌ ود اﻟ ﻰ ﻋرﺑ ﺔ اﻟﻘﺻر ،وﺗﻧظر ﻣن ﺧﻼل ﺷ ﺑﺎﻛﮭﺎ ﻓﺗ رى ﻧظ رات ﺳ راج ﺗﺧﺗ رق ﻧﺎﻓذة اﻟﻌرﺑﺔ وﺗﺻﯾب ﻗﻠﺑﮭﺎ .ﺣزن ﺳراج ﻟرﺣﯾﻠﮭﺎ ﻣن ﻋﯾﻧﯾﮫ وﻗﻠﺑﮫ ﻣﺳرور ﻓﻲ ھذا اﻟﻠﻘﺎء وﺷﻌر ﺑﺄن ﺷﯾﺋﺎ ً ﻗد أﺛر ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻧﮫ .وﻟﻛن ﻓﻲ ﺑرھﺔ ﺗﺳﺎءل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: -ﻛﯾف ﻟﻲ أن أﻓﻛر ﻓﯾﮭﺎ وھﻲ اﻷﻣﯾرة واﻧﺎ ﻣﺟرد ﺻﯾﺎد ﺑﺳﯾط!
◨◨◨◨◨◨
40
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
اﻻ أن ﺷﯾﺋﺎ ً ﻏرﯾﺑﺎ ً ﯾﺣدث ﻟﻘﻠﺑﻲ ،ﻣﺷﺎﻋر ﺗﺳﺎﺑﻖ اﻻﻣواج ﺣﯾن رؤﯾﺗﮭ ﺎ وﻻ اﺳ ﺗطﻊ ﻣﻘﺎوﻣ ﺔ ﺗﻠ ك اﻟﻣﺷ ﺎﻋر اﻟﺣﻣﻘ ﺎء اﻟﺗ ﻲ ﺗﺟرﻓﻧ ﻲ اﻟ ﻰ ﻋﻣ ﻖ اﻟﺑﺣ ر اﻣ ﺎ أﻏ رق ﻓﯾ ﮫ او ھ و ﯾﻐ رق ﻓ ﻲ أﻋﻣﺎﻗﻲ! ﻗدم اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد وﺣﺎﺷﯾﺗﮫ اﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وراوده اﻟﻘﻠﻖ ﻻﻧﮫ ﻻ ﯾرى او ﯾﺳﻣﻊ ﺣدﺛﺎ ً ﻏرﯾﺑﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﯾﻘول ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻣ ﺎ زال اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻗﯾ د اﻟﺣﯾ ﺎة وﻟﻛ ن أﯾ ن ﺻ ﺎﺣباﻟﻘﻠﻧﺳوة؟! ﻟﻣﺎذا ﻟم ﯾﻧﻔذ اﻟﻣﮭﻣﺔ؟! وﻋﻧد وﺻوﻟﮫ اﺳﺗﻘﺑﻠﮫ أﺣ د ﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﺳ ﻠطﺎن وﻗ ﺎده اﻟ ﻰ ﺻﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﺣﯾث رﺣب ﺑﮫ اﻟﺳﻠطﺎن وﻗ ﺎل ﻟ ﮫ ﺑﺄﺑﺗﺳ ﺎﻣﺔ ﺗﻌﻠ و وﺟﮭﮫ: إذن ﺟﺋت اﻟﯾوم ﻻﺧﺗﺑﺎر ﻋﺳﯾر! ﺳﺗﺄﺧذ ﻗﺳطﺎ ً ﻣن اﻟراﺣ ﺔ ﻓ ﻲاﻟﻘﺻ ر وﺑﻌ دھﺎ ﺳ ﯾﺄﺧذك ﻣﺳﺗﺷ ﺎري ﺑﺟوﻟ ﺔ ﻣ ن اﻻﺧﺗﺑ ﺎرات وأرﺟو ﻟك اﻟﺗوﻓﯾﻖ ﻓﯾﮭﺎ. ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﺑﺎﻧﺣﻧﺎءة: ﺷﻛرا ً ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ظﻧك ﺑﻲ.اﺷ ﺗرى اﻟﺻ ﯾﺎد ﺳ راج اﻟﺳ ﻧﺎرة اﻟذھﺑﯾ ﺔ وﻓ رح ﺑﮭ ﺎ ،ﻓﻔﻛ ر ﺑ ﺄن ﯾ ذھب اﻟ ﻰ ﻛ وخ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻟﻌﻠ ﮫ ﯾﺟ د دﻟ ﯾﻼً ﻋﻠ ﻰ ﻣﻌرﻓﺗ ﮫ ﺑ ﺎﻷﻣﯾر او ﺑﺎﻟﺧط ﺔ اﻟﻣﻌ دة ﻻﻏﺗﯾ ﺎل اﻟﺳ ﻠطﺎن ،وﻋﻧ د ﻋودﺗﮫ اﻟﻰ ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳ ﮭﺎم اﻟ ذي ﻛ ﺎن ﯾﻧﺗظ ره ﻗ رب ﺳ ﺎﺣﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،اﻋﺗذر ﻣﻧﮫ ﺑﻘوﻟﮫ: ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 41
◧◧◧◧◧◧
ﺳ ﺄﻋود ﻟ ك ﻗرﯾﺑ ﺎ ً أن ﺷ ﺎء ﷲ ﻓﻠ دي ﻋﻣ ل ﻋﻠ ﻲ اﺗﻣﺎﻣ ﮫ ﻗﺑ لاﻟﻌ ودة اﻟ ﻰ اﻟﻘرﯾ ﺔ وﺳ ﯾﺄﺗﻲ ﺻ دﯾﻘﻲ أﺳ ﻛﻧدر وﯾﺄﺧ ذك ﻓ ﻲ ﺿﯾﺎﻓﺗﮫ. رﺟﻌت اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر اﻟﻰ اﻟﻘﺻر وھﻲ ﺳ ﻌﯾدة وﻻ ﺗﻌ رف ﺳر ﺳﻌﺎدﺗﮭﺎ اﻟﻐرﯾﺑﺔ أھو ذاك اﻟﺷﺧص ذو اﻟﻌﯾﻧ ﯾن اﻟﺧﺿ راوﺗﯾن واﻟﺑﺷرة اﻟﺳﻣراء اﻟذي ﻻﯾﻐ ﺎدر ﻣﺧﯾﻠﺗﮭ ﺎ أم أﻧ ﮫ ﺑﺳ ﺑب اﺳ ﺗﻌدادھﺎ ﻟﻠﻘ ﺎء اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ،وﻋﻧ د وﺻ وﻟﮭﺎ اﻟﻘﺻ ر أﺧﺑرھ ﺎ أﺣ د ﻣراﺳ م اﻟﻘﺻ ر ﺑوﺻ ول اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ،ﻓ ذھﺑت اﻟ ﻰ ﻏرﻓﺗﮭ ﺎ ﻟﺗرﺗ دي اﻟﻣﻼﺑ س اﻟﻣﻧﺎﺳ ﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋ ﮫ ،وﻋﻧ د ارﺗ داﺋﮭﺎ اﻟﻔﺳ ﺗﺎن اﻟزھ ري ﺳت ﺑﺷﻲء ﻓﻲ ﻗﻠﺑﮭﺎ وھﻲ ﺗﻧظر اﻟ ﻰ أﺧرﺟت ﺷﺎﻟﮭﺎ اﻷﺧﺿر ،أﺣ ّ اﻟﺷ ﺎل وﺗ رﺑط ﺷ ﻌرھﺎ ﺑ ﮫ ،وﺗ ذﻛرت ﺑ ﺄن ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺑﺎﻻﺳ راع ﻟﻠﻘ ﺎء اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد. ﺳﻣﻌت اﺛﻧﺎء ﻧزوﻟﮭﺎ درج اﻟﻘﺻر ،ﺣدﯾث اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﻣ ﻊ اﺑﯾﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺷﺄن اﺧﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛ م ﻟﻼﻣﯾ ر وﻻ ﺗﻌ رف ﻣ ﺎ ﺟ دوى ھذا اﻻﺧﺗﺑﺎر ،ﻓﺳﻠﻣت ﻋﻠﻰ اﻷﻣﯾر وﺳﺄﻟت: ﻣﺎ ھو ھذا اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟذي ﺗﺗﺣدﺛﺎن ﻋﻧﮫ ھل ﻟﻲ أن أﻋرف؟ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺎن وﺑﺻوت ﺣﻧون: اﺑﻧﺗﻲ ﺗﻌ رﻓﯾن أﻧ ﻲ ﺑﻠﻐ ت ﻣ ن اﻟﻌﻣ ر ﻋﺗﯾ ﺎ ً وأﺣﺗ ﺎج اﻟ ﻰ أﻣﯾ رﻣﺛل اﻷﻣﯾر ﻣ ﺎرد أن ﯾﺳ ﺗﻠم ﺣﻛ م اﻟ ﺑﻼد وﻟﻛ ن ﺑﻌ د أن ﯾﺟﺗ ﺎز اﻻﺧﺗﺑ ﺎر ،ﻻن اﻟﺣﻛ م ﻟ ﯾس ﺑ ﺎﻷﻣر اﻟﮭ ﯾن وﻻ ھ و ﻛرﺳ ﻲ ◨◨◨◨◨◨
42
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
وﺑﮭرﺟﺔ واﺳﺗﻣﺗﺎع. ﻓﻘﺎﻟت اﻷﻣﯾرة وﻋﯾﻧﺎھﺎ ﺗدﻣﻌﺎن ﻣن ﻛﻠﻣﺎﺗﮫ: ارﺟوك ﯾﺎ واﻟدي اﻟﻣﺑﺟل ﻟك ط ول اﻟﻌﻣ ر ﺑﺎﺳ م اﻟﺣ ﻲ اﻟﻘﯾ وموﺑﻘدرﺗﮫ ﯾدﯾﻣك ﻟﻧﺎ ﻋزا ً ورﻓﻌﺔً. ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺎن وھو ﯾﺗﻘدم ﻧﺣوھﺎ وﯾﺿﻊ ﯾده ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﮭﺎ: ﺗﺟ وﻟﻲ ﺟﻣﯾﻠﺗ ﻲ اﻟﺻ ﻐﯾرة ﻗﻠ ﯾﻼً ﻣ ﻊ اﻷﻣﯾ ر ﻻن وراءه اﺧﺗﺑ ﺎرﺻﻌب. أﺣس اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻣن ﻛﻼم اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺧ وف ﺷ دﯾد ورھﺑ ﺔ وﻛﺄﻧﮫ ﺳﯾدﺧل اﻣرا ً ﻻ ﯾﻔﻘﮭﮫ ،ﻓﻘﺎل: ﻣرﺣﺑﺎ اﯾﺗﮭﺎ اﻷﻣﯾرة ﯾﺳﻌدﻧﻲ ان أﺗﺟول ﻣﻌك ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ.وﺻل اﻟﺻﯾﺎد ﺳراج اﻟﻰ ﻛوخ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ودﺧل ﻣن ﺷﺑﺎك اﻟﻛوخ ،وﺑدأ ﯾﺑﺣث ﻓ ﻲ ﻛ ل ﻣﻛ ﺎن ﻋ ن أﺛ ر ﯾدﻟ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺗﻠ ك اﻟﻣ ؤاﻣرة ،ﻓوﺟ د ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﯾﺗﺣ رك ﺗﺣ ت ﻗدﻣﯾ ﮫ ،ﻓ رأى ﺳ ﺟﺎدة ﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔرو ﺗﺻ در ازﯾ زا ً ﻋﻧ د اﻟﺳ ﯾر ﻓوﻗﮭ ﺎ ،ﻓرﻓ ﻊ ﺗﻠ ك اﻟﺳﺟﺎدة ﻟﯾﺟد ﺑﺎﺑﺎ ً ﺻﻐﯾرا ً ،ﻓرﻓﻌ ﮫ ﻟﻼﻋﻠ ﻰ ورأى ﺳ ﻠﻣﺎ ً ﯾﻣﺗ د اﻟ ﻰ اﻻﺳﻔل وﻟﻛن اﻟظﻼم ﯾﺳود اﻟﻣﻛ ﺎن ،ﻓﺷ ﻌل ﺷ ﻣﻌﺔ ﺻ ﻐﯾرة وﻧ زل ﺑﺣ ذر ،وﻋﻧ د وﺻ وﻟﮫ ارﺿ ﯾﺔ اﻟﻐرﻓ ﺔ ،رأى ﻋﻧ د أﺣ د زواﯾﺎھ ﺎ طﺎوﻟ ﺔ وﻛرﺳ ﻲ ،ﻓﺟﻠ س ﻋﻠ ﻰ اﻟﻛرﺳ ﻲ ووﺿ ﻊ اﻟﺷ ﻣﻌﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ وﺑ دأ ﯾﺗﻔﺣﺻ ﮫ وﻟﻛ ن ﻟ م ﯾﺟ د ﻋﻠﯾ ﮫ ﻏرﺿ ﺎ ً وﻟ ﯾس ھﻧ ﺎك دُرﺟ ﺎً ،ﻓﻣﺿ ﻰ ﯾﺗﻣﺷ ﻰ ﻓ ﻲ اﻟﻐرﻓ ﺔ اﻟﻣظﻠﻣ ﺔ ﻟﻌﻠ ﮫ ﯾﺟ د ﺷ ﯾﺋﺎً، وﻋﻧ دﻣﺎ اﻋ ﺎد اﻟﻧظ ر اﻟ ﻰ اﻟطﺎوﻟ ﺔ ﻣ ن اﻟﺟﮭ ﺔ اﻻﻣﺎﻣﯾ ﺔ وﺟ د أن ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 43
◧◧◧◧◧◧
ﺳﻣﻛﺎ ً ﻓﯾﮭﺎ! وﻧظر ﻣرة اﺧ رى ﺗﺣﺗﮭ ﺎ ،ﻓﻼﺣ ظ ﺑوﺟ ود درج ھﻧﺎك ُ ﺧﻔ ﻲ ﯾُﻔ ﺗﺢ ﻣ ن أﺣ د ﺟواﻧ ب اﻟطﺎوﻟ ﺔ وﻟﻛﻧ ﮫ ﻻ ﯾﻔ ﺗﺢ ﺑﺳ ﮭوﻟﺔ، ﻓﺎﺿطر اﻟﻰ ادﺧﺎل ﺧطﺎف اﻟﺳﻧﺎرة ﻛﻣﺣﺎوﻟ ﺔ ﻟﻔ ﺗﺢ اﻟ درج ،وﺑﻌ د ﻋ دة ﻣﺣ ﺎوﻻت أﻧﻔ ﺗﺢ اﻟ درج ،ﻓوﺟ د ﻓﯾ ﮫ ﻣﺑﻠﻐ ﺎ ً ﻣ ن اﻟﻧﻘ ود وھ ذه اﻟﻧﻘود ﻏرﯾﺑ ﺔ ﻟ م ﯾرھ ﺎ ﻣ ن ﻗﺑ ل وﻛﺄﻧﮭ ﺎ ﻣ ن اﻟ ذھب ووﺟ د اﯾﺿ ﺎ ً رﺳ ﺎﻟﺔ ﻓﻔﺗﺣﮭ ﺎ ووﺟ دھﺎ ﻓﺎرﻏ ﺔ ﻓوﺿ ﻊ اﻟﺷ ﻣﻌﺔ ﺗﺣﺗﮭ ﺎ ﻓﻘ رأ ﻓﯾﮭ ﺎ )ﺳﺎﻧﺗظرك ﻋﻧد غ .أ(؟! .ظ ل ﯾﺣ دق اﻛﺛ ر ﻓ ﻲ اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ وﻟ م ﯾﺟ د ﺳوى ھذه اﻟﻌﺑﺎرة واﻟﺣروف وﺗﺳﺎءل: ان ﻛﻠﻣ ﺔ اﻻﻧﺗظ ﺎر رﺑﻣ ﺎ ﺗﻌﻧ ﻲ ﻟﻘ ﺎء ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻣ ﻊاﻷﻣﯾر. ﻓﻘرر أن ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺎﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻓﮭﻲ دﻟﯾل اﻛﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤاﻣرة ﻣﻊ ﱠ ﺻك ﺗﻠك اﻟﻧﻘ ود ،وﻋﻧ دھﺎ اﻏﻠ ﻖ اﻟ درج وﻣﺿ ﻰ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣﻛﺎن اﻟﻰ اﻟﻐﺎﺑﺔ ﻓوﺟد راﻋﯾﺎ ً ﻓﺳﺄﻟﮫ ﻣﺎ اﺳم ھذه اﻟﻐﺎﺑﺔ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: اﺳﻣﮭﺎ ﻏﺎﺑﺔ اورﯾﻛﺎ ﻟﻘرب ﻧﮭر اورﯾﻛﺎ ﻣﻧﮭﺎ.ﻓ رح ﺳ راج ﻻﻧﮭ ﺎ ﺗﻔﺳ ر ﻣﻌﻧ ﻰ )غ .أ( .ﺑﻌ دھﺎ ﺗوﺟ ﮫ اﻟ ﻰ ﺻ دﯾﻘﮫ أﺳ ﻛﻧدر اﻟ ذي طﻠ ب ﻣﻧ ﮫ ﺑﺄﺑ داء اﻟﻣﺳ ﺎﻋدة ﻓ ﻲ رﻋﺎﯾ ﺔ ﺻ ﺎﺣب ﻣﺣ ل اﻟﺳ ﮭﺎم واﻋﺎدﺗ ﮫ اﻟ ﻰ اﻟﻘرﯾ ﺔ ،ﻓﺄﻛ د ﻟ ﮫ اﺳ ﻛﻧدر ﺑوﺻوﻟﮫ ﺳﺎﻟﻣﺎ ً اﻟﻰ اﻟﻘرﯾﺔ ،ﻓﺷﻛره ﺳراج ﻋﻠﻰ ﻟطﻔﮫ وﻛرﻣﮫ. ﻓﻛ ر ﺳ راج ﺑرھ ﺔ ﻛﯾ ف ﯾﺟ د اﻟ رد اﻟﻣﻧﺎﺳ ب ﻻي ﺳ ؤال ﻣﺣﺗﻣل ﻣن ﺻ دﯾﻘﮫ اذا ﺳ ﺄﻟﮫ ﻋ ن ﻣدﯾﻧ ﺔ اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﻟﻛ ﻲ ﯾﺗﺄﻛ د ◨◨◨◨◨◨
44
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﱠ ﺻك اﻟﻧﻘود اﻟﺗ ﻲ ﻋﻧ د ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة .وﻋﻧ د ﺗﻧﺎوﻟ ﮫ ﻣن ﻣﻛﺎن وﺟﺑﺔ اﻟﻐداء ﻣﻌﮫ ﺳﺄﻟﮫ أﺳﻛﻧدر ﻛﯾف ھو ﯾوﻣك: ﻓﺄﺟﺎب ﺳراج ﺑﻣﺷﺎﻛﺳﺔ: ﯾوﻣﻲ ﻣﺛﻠك ﻣﺷرق وﻛرﯾم ﻣﻌﻲ.ﻓﺄﺑﺗﺳم أﺳﻛﻧدر وﻗﺎل: اﺟدك ھذه اﻻﯾﺎم ﻏرﯾﺑﺎ ً ﺑﻌض اﻟﺷﻲء؟!ﻓﺄﺟﺎب ﺳراج وھو ﯾﻧظر ﻋﺑر ﺷﺑﺎك داره: ﻧﻌ م ﻻﻧ ﻲ اﻓﻛ ر ﺑﻣدﯾﻧ ﺔ اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد وﻛ م ﺗﺑﻌ د ﻋ ن ﻣدﯾﻧ ﺔﻣراﻛش ﺳﯾراً. ﻓﺿﺣك أﺳﻛﻧدر ﻣﺗﻌﺟﺑﺎ ً وﻗﺎل ﻟﮫ: ﻣ ﺎ ھ ذا اﻟﺳ ؤال اﻟﻐرﯾ ب ھ ل ﺗرﯾ د أن ﺗطﻣ ﺋن ﻋﻠ ﻰ ﻣﺳ ﺗﻘﺑلاﻷﻣﯾر! ﻓﺿﺣﻛﺎ ورد ﺳراج ﻋﻠﻰ ﻣزاﺣﮫ: ﺳﻊ ﺗﺟﺎرﺗﻲ. أرﯾد أن او ّﻓﻘﺎل أﺳﻛﻧدر واﻟﺳﻣك ﻓﻲ ﻓﻣﮫ: ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺑﻌﯾدة ﻣﺳ ﯾر ﻟﻠﯾﻠﺗ ﯾن ﻓ ﻲ اﻟﻌرﺑ ﺔ واذا اﻣﺗطﯾ ت اﻟﺣﺻ ﺎنﻓﺳ ﺗﻛون ﯾوﻣ ﺎ ً واﺣ دا ً وﺑ دون ﺗوﻗ ف ﻓﻛﯾ ف اذا ﻛﺎﻧ ت ﺳ ﯾراً! ﯾﻌﻧﻲ اﻟوﺻول اﻟﯾﮭﺎ ﻣﺗﻌب ﺟداً. وھل ﺗﻌرف اﻟطرﯾﻖ اﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻣدﯾﻧﺔ؟ ﻻ أﻋ رف ،وﻟﻛ ن ﻋﻧ دي أﺻ دﻗﺎء أﺳ ﺗطﯾﻊ أن اﺳ ﺄﻟﮭم أنرﻏﺑت ﺑذﻟك. ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 45
◧◧◧◧◧◧
أﻛون ﺷﺎﻛرا ً ﻟك.أﺧ ذ اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﺣﺻ ﺎﻧﮫ ﻟﻐ رض اﻟﺗﺟ ول ﻓ ﻲ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ واﻟﺑﺣث ﻋن ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﺑﻌ د أن أﺧ ذ اﻻذن ﻣ ن ﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺑﺄﻧ ﮫ ﯾرﯾ د أن ﯾطﻠ ﻊ ﻋﻠ ﻰ اوﺿ ﺎع اھ ل اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﻗﺑ ل أن ﯾﺟري اﻻﺧﺗﺑﺎر .ﺗﺳﺎؤﻻت وﺣﯾرة ﺗﺷﻐل اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد وھو ﯾﻔ ﺗش ﻓﻲ طرﯾﻘﮫ ﺑ ﯾن ازﻗ ﺔ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﻋ ن ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ،ﺑﺎﻟﻣﺻ ﺎدﻓﺔ ﻋﻧ د ﺗودﯾ ﻊ ﺳ راج ﻟﺻ دﯾﻘﮫ أﺳ ﻛﻧدر ﺻ ﺎرت ﻋﯾﻧﯾ ﮫ ﻓ ﻲ ﻋﯾﻧ ﻲ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد اﺛﻧ ﺎء ﻣ روره ﻣ ن اﻣﺎﻣ ﮫ! وھﻧ ﺎ ﻧظ ر ﻧظ رة ﻏﺎﺿ ﺑﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺧ ﺎﺋن ﻟﻛ ن اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﻟ م ﯾﺷ ﻌر ﺑﮭ ﺎ أﻧﻣ ﺎ ﻧظرﺗ ﮫ ﻛﺎﻧ ت ﺧﺎطﻔﺔ .وﺗﺳﺎءل ﺳراج ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻟﻣ ﺎذا ﯾﺗﺟ ول اﻷﻣﯾ ر ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧ ﺔ؟! اﻛﯾ د أﻧ ﮫ ﯾﺑﺣ ث ﻋ ن ﺻ ﺎﺣباﻟﻘﻠﻧﺳوة. ﻓراودﺗﮫ ﻓﻛرة ﺧﺎطﻔﺔ وﻗﺎل ﻟﺻدﯾﻘﮫ ﻋﻧد اﻟﺑﺎب: ارﺟوك اﻋطﻧﻲ ﻗﺑﻌﺔ وﺛﯾﺎﺑﺎ ً رﺛﺔ. ﻣﺎھذا ﻣﺎ اﻟذي ﺣدث ﻟك؟! ﻟﻘد وﻋدت اﻟﺷﯾﺦ ﻓﻲ ﻗرﯾﺗﻲ أن أﺟﻠب ﻟﮫ ﺑﻌض اﻟﺣطب اﺛﻧﺎءﻋودﺗﻲ ،وھذه اﻟﻣﻼﺑس اﻟﺗﻲ ارﺗدﯾﮭﺎ ﻻ أرﯾدھﺎ أن ﺗﺗﺳ ﺦ ﻓﺎﻧ ﺎ اﻟﺑﺳﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ آﺗﻲ اﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ. ﺣﺎﺿر ﯾﺎﺻدﯾﻘﻲ واﻣﻧﺣﻧﻲ ﻟﺣظﺔ ﻷﻧظر أن ﻛﺎن ﻟ دي ﺑﻌ ضاﻟﺛﯾ ﺎب اﻟﻘدﯾﻣ ﺔ .وﺑﻌ د ﻋ دة دﻗ ﺎﺋﻖ ،ﻗ دم ﻟ ﮫ ﻣ ﺎ طﻠ ب وﻟﺑﺳ ﮭﺎ ◨◨◨◨◨◨
46
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﺳراج وﻟﺑس اﻟﻘﺑﻌ ﺔ وﺷ ﻛر ﺻ دﯾﻘﮫ ﻛﺛﯾ را ً وودﻋ ﮫ ﻋﻠ ﻰ أﻣ ل ﻟﻘﺎء اﺧر. ذھب ﺳراج اﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﻓﺎرﻏﺔ ﻓﻠطﺦ ﺛﯾﺎﺑﮫ ﺑﺎﻟﺗراب وﺑﻌ ض اﻻوﺳ ﺎخ وﻏط ﻰ وﺟﮭ ﮫ ﺑﺎﻟﻠﺛ ﺎم وذھ ب ﻣﺳ رﻋﺎ ً ﯾﻠﺣ ﻖ ﺑ ﺎﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ،ﻓوﺟده ﻋﻧد ﺑﺎﺋﻊ اﻻﺳورة ﯾرﯾد أن ﯾﺷ ﺗري ﺳ وارا ً ﻟﻼﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ،وﺗ ذﻛر اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﺑ ﺄن ﻋﻠﯾ ﮫ أن ﯾﺑ دل اﻟﻧﻘ ود ﺑﻧﻘ ود اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،واﺛﻧﺎء ﻋودﺗﮫ ﻟرﻛوب ﺣﺻﺎﻧﮫ ظﮭر اﻣﺎﻣﮫ ﺳراج ﻣﺗﻧﻛرا ً ﺑﺎﻟﻣﻼﺑس اﻟرﺛﺔ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﺳراج: ارﺟوك ﺳﯾدي اﻋطﻧﻲ ﻣﺎ رزﻗك ﷲ. أن ﻧﻘودي ﻻﺗﻧﻔﻌك ﺑﺷﻲء. ﻟﻣﺎذا ﯾﺎﺳﯾدي؟ ﻻﻧﻲ ﻣن ﻏﯾر ﻣدﯾﻧﺔ. ارﺟوك اﻋطﻧ ﻲ اي ﻗطﻌ ﺔ ﻧﻘ ود رﺑﻣ ﺎ اﺑﯾﻌﮭ ﺎ وﯾﻌط وﻧﻲ ﻓﯾﮭ ﺎﻧﻘودا ً ﻛﺛﯾرة. ﻓﺿﺣك اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻋﻠﻰ ﺳذاﺟﺗﮫ وﻗﺎل ﻟﮫ: اذن ﺧذ ھذه اﻟﻘطﻌﺔ وﺗﺻرف ﺑﮭﺎ ﻛﯾف ﺗﺷﺎء.اﺧ ذھﺎ ﺳ راج واﺑﺗﺳ ﺎﻣﺔ اﻟﻧﺻ ر ﺗﻌﻠ و وﺟﮭ ﮫ وﺷ ﻛره وﻗ ﺎل ﻟﮫ: أرﺟو أن ﺗﻧﺎل ﻣﺎ ﺗﺳﺗﺣﻘﮫ! ﻟم ﯾﻧﺗﺑﮫ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻟﻘوﻟﮫ وﻣﺿﻰﻓ ﻲ طرﯾﻘ ﮫ ﻋﺎﺋ دا ً اﻟ ﻰ اﻟﻘﺻ ر وﻟ م ﯾﺳ ﺗطﻊ أن ﯾﺟ د أي أﺛ ر ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة. ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 47
◧◧◧◧◧◧
اﺧ رج ﺳ راج ﻗطﻌ ﺔ اﻟﻧﻘ ود اﻟﺗ ﻲ ﺑﺣوزﺗ ﮫ ﻟﯾﻘﺎرﻧﮭ ﺎ ﺑﻘطﻌ ﺔ اﻟﻧﻘ ود اﻟﺗ ﻲ اﻋطﺎھ ﺎ ﻟ ﮫ اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد وﺗﻔﺎﺟ ﺄ ﺑﺗط ﺎﺑﻖ ﺷ ﻛﻠﮭﺎ وﻣﻌدﻧﮭﺎ وھﻧﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: أﻧﺗﮭت ﻣؤاﻣرﺗك اﯾﮭﺎ اﻟﺧﺎﺋن.ﻋﺎد اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد اﻟﻰ اﻟﻘﺻر وﻓﻲ ﻗﻠﺑﮫ ﺧوف ﻣن اﻻﺧﺗﺑ ﺎر وﻻ ﯾﻌرف اي ﻧوع ﻣن ھ ذا اﻻﺧﺗﺑ ﺎر اﻟ ذي ﺳ ﯾواﺟﮭﮫ ! .اﺳ ﺗﻘﺑﻠﮫ أﺣد ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟﺳ ﻠطﺎن وﻗ ﺎده اﻟ ﻰ اﻟطرﯾ ﻖ اﻟﺳ ري ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر ﺗوﺻ ل اﻟ ﻰ اﺑ واب اﻻﺧﺗﺑ ﺎر .زادت ﺧﻔﻘ ﺎت ﻗﻠ ب اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد وھو ﯾﺳﯾر ﻓﻲ اﻟطرﯾﻖ اﻟﺳري اﻟﻣظﻠ م ﻣ ﻊ ﺑﻌ ض أﻧ وار اﻟﺷ ﻣوع واﻟ ذي ﯾﻧﺣ در ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻓﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻧﺣ و ﺳ ﺎﺣﺔ ﻛﺑﯾ رة ﻣ دورة وﻣﺿ ﯾﺋﺔ وﺣوﻟﮭﺎ ﺳﺑﻌﺔ اﺑواب ﻟﻛل ﺑﺎب ﻣﺣﻔور ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﺑﺎرة. ﻓﻘﺎل اﺣد ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟﺳﻠطﺎن ﻟﻼﻣﯾر ﻣﺎرد: ھﻧﺎك ﺳﺑﻌﺔ أﺑواب ﻟﻼﺧﺗﺑ ﺎر ،وﻟ ك ﺳ ﯾﻛون اﻻﺧﺗﺑ ﺎر ﻣﺧﺗﻠﻔ ﺎً،ﻓﺎﻻﺧﺗﺑ ﺎر اﻻﺻ ﻌب ﻟﻠﺣﻛ م ﻋﻠﯾ ﮫ ان ﯾﻛﺗﺷ ف ﻓ ﺗﺢ اﻻﺑ واب ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻣن اﻟداﺧل ،اﻣ ﺎ ﻟ ك اﯾﮭ ﺎ اﻻﻣﯾ ر ﺳ ﻧﻔﺗﺢ اﻻﺑ واب ﻟ ك ﻣ ن اﻟﺧ ﺎرج ،وان ﻧﺟﺣ ت ﻓ ﻲ اﻟﺧ روج ﻣ ن اﻻﺑ واب اﻟﺛﻼﺛ ﺔ اﻻوﻟ ﻰ ﺳ ﺗﻛﻣل ﻓ ﺗﺢ اﻻﺑ واب اﻻﺧ رى ﻣ ن اﻟ داﺧل ،وﺗوﻛ ل ﻋﻠﻰ ﷲ. ﻓﺗﻘدم اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد وھ و ﻣﻧ دھش ﻣ ن طرﯾﻘ ﺔ ھ ذا اﻻﺧﺗﺑ ﺎر وﻓ ﺗﺢ اﻟﺑ ﺎب اﻻول ﻓ رأى ﻏرﻓ ﺔ ﻛﺑﯾ رة وﻓﯾﮭ ﺎ اﻟﻛﺛﯾ ر ﻣ ن اﻟﻛﺗ ب ◨◨◨◨◨◨
48
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
واﻟﻣﺧطوطﺎت ووﺟد ﻓﻲ اﺣد ارﻛﺎﻧﮭﺎ ﺷﯾﺧﺎ ً ﺟﺎﻟﺳ ﺎ ً ﯾﺗﺻ ﻔﺢ ﻛﺗﺎﺑ ﺎ ً ﻓﺗﻘدم ﻧﺣوه ،وﻗﺎل ﻟﮫ اﻟﺷﯾﺦ وﻋﯾﻧﺎه ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب: ﻋﻧد دﺧوﻟك أي ﻣﻛﺎن ﻋﻠﯾك أن ﺗﺳ ﻠم أن ﺗﻘ ول اﻟﺳ ﻼم ﻋﻠ ﯾﻛمورﺣﻣﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗﮫ. ﻓﺳﻠم اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد واﻋﺗذر ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺷﯾﺦ: اﺧﺗ ر اي ﻛﺗ ﺎب ﻣ ن ھ ذه اﻟﻛﺗ ب واﺟﻠ س ﻟﻘراءﺗ ﮫ ،ﻓﺎﺣﺗ ﺎراﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻣﺎذا ﺳﯾﺧﺗﺎر ﻓرأى ﻛﺗﺎﺑﺎ ً ﻣﻛﺗوب ﻋﻠﯾ ﮫ اﻟﺳ ﻌﺎدة ﻓﺄﺧ ذه ،وﺟﻠ س ﻟﻘراءﺗ ﮫ وھ و ﯾﻘﻠ ب ﺻ ﻔﺣﺎﺗﮫ أﺣ س أن ﻣﺿ ﻣون اﻟﻛﺗ ﺎب ﻻﯾﺷ ﺑﮫ ﻋﻧواﻧ ﮫ ﻻن اﻟﻛﺗ ﺎب ﯾﺗﺣ دث ﻋ ن اﻟﺣ زن واﻟﺣ روب وﻣﻌﺎﻧ ﺎة اﻻﻧﺳ ﺎﻧﯾﺔ ﻋﺑ ر اﻟﺗ ﺎرﯾﺦ ﻓﺷ ﻌر ﺑﺎﻟﻣﻠل وظل ﯾﻘﻠب اﻟﻛﺗﺎب ﺑﺳرﻋﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﻧﺗﮭ ﻲ ﻣﻧ ﮫ .ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﮫ اﻟﺷﯾﺦ ﻣﻘﺎطﻌﺎ ً ﻗراءﺗﮫ اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ وﻣﺗﺳﺎﺋﻼً: ﻣﺎذا وﺟدت ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﻛﺎﻧك ﻟم ﺗُﺳﻌد ﺑﻘراءﺗﮫ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺗوﻗﻌ تﻣن ﻋﻧواﻧﮫ. ﻓﺄﺟﺎب اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد وﺑﺗردد: أن ﻓﯾﮫ اﺣداث ﻗرأﺗُﮭ ﺎ ﻣ ن ﻗﺑ ل ﺑﺣﻛ م ﻛ وﻧﻲ ﻗﺎﺋ دا ً ﻋﺳ ﻛرﯾﺎ ً واﻋ رف اﻣ ور اﻟﻣﻌ ﺎرك اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺣ دﺛت .ﻓﺄﺑﺗﺳ م اﻟﺷ ﯾﺦ وﻗﺎل ﻟﮫ: ھل ﺗﺑﺣث ﻋن اﻟﺳﻌﺎدة؟ ﻓرد اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد وھو ﯾﻐﻠﻖ اﻟﻛﺗﺎب: ﻧﻌم ﻛﻠﻧﺎ ﻧﺑﺣث ﻋن اﻟﺳﻌﺎدة واﻻﻣل واﻟﺗﻔﺎؤل.◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 49
◧◧◧◧◧◧
ﻗﺎل اﻟﺷﯾﺦ وھو ﯾﺣدق ﻓﻲ ﻋﯾن اﻷﻣﯾر: وھل وﺟدﺗﮭﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻛﺗﺎب؟ھﻧﺎ اﺣﺗﺎر اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻣﺎذا ﺳﯾﺟﯾب! .وﻓﻛر ﻗﻠﯾﻼً وﻗﺎل: ھﻧ ﺎك أﻣ ر ﻓ ﻲ اﻟﻛﺗ ﺎب رﺑﻣ ﺎ اﻟﺳ ﻌﺎدة ﺗﻌﻧ ﻲ ﻓﯾ ﮫ ھ واﻻﻧﺗﺻﺎرات اﻟﻣﺗﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرك. اﺧذ اﻟﺷﯾﺦ ﻧﻔﺳﺎ ً ﻋﻣﯾﻘﺎ ً وﻗﺎل: ﻟﻛ ن اﻻﻧﺗﺻ ﺎر ﻋﻠ ﻰ ﺣﺳ ﺎب ﻗﺗ ل اﻟﻛﺛﯾ ر ﻣ ن اﻟﻧ ﺎس ﻓ ﺄﯾناﻟﺳﻌﺎدة ﻟﻠذﯾن ﺧﺳروا ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرك؟ ﻗﺎل اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻣﺗردداً: رﺑﻣﺎ اراد اﻟﻛﺎﺗب ﺣﯾن ﯾﻘرأ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﻛل ﺣﺳب وﺟﮭﺔ ﻧظره ﻓ ﻲﻓﮭم اﻟﺳﻌﺎدة. أﺣس اﻟﺷﯾﺦ ان ﻣﺎرد ﻻﯾرد ﻋﻠﻰ اﺳﺋﻠﺗﮫ ﺑﺣﻛﻣﺔ أﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣﺎﯾل ﻓﻲ اﻻﺟﺎﺑﺔ ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺷﯾﺦ: اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﻌرﻛﺔ ھ و أن ﻻ ﺗدﺧل ﻣﻌرﻛ ﺔً ،ﻓﻛﻠﻣ ﺎ اﺳ ﺗطﻌتاﺳ ﺗﺧدام اﻟﺳ دﯾد ﻣ ن اﻟﻘ ول واﻟﻔﻌ ل اﻣ ﺎم اﻟ ذﯾن ﯾﺗ ﺂﻣرون ﻟﻧﺷ وﺑﮭﺎ ﻛﻠﻣ ﺎ ﺿ ﻣﻧت اﻟﺳ ﻌﺎدة ﻣ ن وﯾﻼﺗﮭ ﺎ اﻟﺗ ﻲ ﺗﺷ رد اﻟﻧ ﺎس وﺗﺿ ﻌف ﺑﯾت اﻟﻣﺎل. ﺗﺳﺎءل اﻷﻣﯾر ﻗﺎﺋﻼً: وﻟﻛن اذا ﺣدث اﻋﺗدا ًء ﻋﻠﻰ ﻣدﯾﻧﺗﻲ ﻣﺛﻼ أﻟﯾس ﻣن واﺟﺑﻲ أناداﻓﻊ ﻋﻧﮭﺎ؟ ◨◨◨◨◨◨
50
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻓﺎﺟﺎﺑﮫ اﻟﺷﯾﺦ: ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺣﺟب ﻧور اﻟﺷﻣس وﻟﻛن ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻧﯾر اﻟظ ﻼمھذا ھو ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﺗﺎب ﺑﯾن ﯾدﯾك. ﻛﺎن اﻟﺻﯾﺎد ﺳراج ﻓﻲ طرﯾﻘﮫ اﻟ ﻰ ﻛ وخ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻟﻛﻲ ﯾﻌﯾد ﻗطﻌﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻰ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺷﻌر ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﺑﺷﻲء اﺛﻧﺎء ﺧروﺟﮫ ﻣن اﻟﺗوﻗﯾف. وظل ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﯾﻔﻛر وھو ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾ ف ﺑﺎﻟﻌدﯾ د ﻣ ن اﻻﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﺣﯾرة ﻋن ھذا اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻗﯾده ﻗﺎﺋﻼً: ھل ﻗﯾدﻧﻲ ﻷﺟل اﻟﻘوس اﻟذي ﺳرﻗﺗﮫ ام ﻷﺟل ﺷﻲء آﺧر؟ ھلﻛﺎن ﯾراﻗﺑﻧﻲ وﻣن ﻣﺗﻰ؟ وﻛﯾف ﯾﻌرف ﻣﻛﺎﻧﻲ؟ ﻓﺟ ﺎءه اﺣ د اﻟ دّرك واﺑﻠﻐ ﮫ ﺑ ﺄن اﺟ راءات ﺧروﺟ ﮫ ﺳ ﺗﻛون ﯾ وم ﻏ د ﺑﻌ د ﺗﻧ ﺎزل ﺻ ﺎﺣب ﻣﺣ ل اﻟﺳ ﮭﺎم ﻋ ن اﻟ دﻋوى ،ﻓﺗﻔﺎﺟ ﺄ ﻣﺗﺳﺎﺋﻼً: ﻟﻣﺎذا ﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟدﻋوى؟! ،رﺑﻣﺎ ﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧوف ﻣﻧﻲ أن أﻧﺗﻘمﻣﻧﮫ .ﻓﻔرح ﻟﯾﻛﻣل اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣوﻛﻠﺔ اﻟﯾﮫ اﻟﻰ ﯾوم ﻏد. ﻣﺿﻰ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد اﻟﻰ اﻟﺑﺎب اﻻﺧر ،وﻋﻧ دﻣﺎ دﺧ ل ﻗ ﺎل اﻟﺳﻼم ﻋﻠ ﯾﻛم وﻟﻛ ن ﻟ م ﯾﺟ د اﺣ دا ً ﻓ ﻲ ھ ذه اﻟﻐرﻓ ﺔ ﺑ ل وﺟ دھﺎ ﻓﺎرﻏﺔ وﻓﯾﮭﺎ ﻧور واﺣد ﻣﻧﯾر ﻟﻠﻐرﻓﺔ ،وﻣﺻدره ﺷ ﻌﻠﺔ ﺻ ﻐﯾرة ﻓ ﻲ رﻛﻧﮭ ﺎ ،وھﻧ ﺎك ﺳ ﺟل ﻣﻔﺗ وح ﻋﻠ ﻰ ﻣﻛﺗ ب ﺻ ﻐﯾر ﻓﺗﻘ دم وﺟﻠس ﻋﻠﻰ اﻟﻛرﺳــــﻲ وﻧظـر ﻓﻲ اﻟﺳﺟل وﻗرأ ﺳؤاﻻ ً )ﻣ ﺎھﻲ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 51
◧◧◧◧◧◧
اﻟظﻠﻣﺎت اﻟﺛﻼث(؟ ﻓﻘﺎل اﻷﻣﯾر ﻣﺎ رد ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﯾﺎ اﻟﮭﻲ ﻣﺎھذا اﻟﺳؤال وﻣﺎذا ﺳﺄﺟﯾب؟!ﻓﻛر ﻗﻠﯾﻼ واﻟﻌرق ﯾﺗﺻﺑب ﻣن ﺟﯾﺑﻧﮫ ،ﻓﻛﺗ ب ظﻠﻣ ﺔ اﻟﻌﻘ ل، وظﻠﻣ ﺔ اﻟﻠﯾ ل ،وظﻠﻣ ﺔ اﻟﺑﺎط ل .ﻓﺎﺧﺗﻔ ت اﻟﻛﺗﺎﺑ ﺔ ،وﺗﻔﺎﺟ ﺄ ﺑظﮭ ور ﺟواب ﻣﻌﻧﻰ اﻟظﻠﻣﺎت اﻟﺛﻼث ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻻاﻟﮫ اﻻ أﻧت ﺳﺑﺣﺎﻧك أﻧﻲ ﻛﻧت ﻣن اﻟظﺎﻟﻣﯾن".ﺟﺎءت اﻻﯾﺔ اﻟﻘرآﻧﯾﺔ ﻓ ﻲ ﺗﺳ ﺑﯾﺢ اﻟﻧﺑ ﻲ ﯾ وﻧس ﻋﻠﯾ ﮫ اﻟﺳ ﻼم وھ و ﻓ ﻲ ﺑط ن اﻟﺣ وت اﻟ ذي اﺧﺗﺑ ر ﺑﺎﻟظﻠﻣ ﺎت اﻟ ﺛﻼث ،ﻓﺎﻟظﻠﻣ ﺔ اﻻوﻟﻰ ھﻲ ظﻠﻣﺔ ﺑطن اﻟﺣوت ،واﻟظﻠﻣﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ھﻲ ظﻠﻣﺔ اﻟﺑﺣر، واﻟظﻠﻣ ﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛ ﺔ ھ ﻲ ظﻠﻣ ﺔ اﻟﻠﯾ ل .وھ ذا اﻟﺗﺳ ﺑﯾﺢ ﻣ ن اﻟﻣﻧﺟﯾ ﺎت ﻋﻧدﻣﺎ ﯾظﻠم اﻻﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﮫ وﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻟظﻠﻣﺎت. ﻓﻘﺎل اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد: اﻋﺗﻘد أن ﺟواﺑﻲ ھو اﻻﻓﺿل!أراح ﺳراج ﺟﺳﻣﮫ ﻓﻲ اﺣدى ﺣ داﺋﻖ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﻣﺳ ﺗﻠﻘﯾﺎ ً وھ و ﯾرى اﻟﻧﺟوم اﻟﻣﺗﺄﻟﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء اﻟﺣﺎﻟﻛ ﺔ اﻟظ ﻼم ورﺳ م ﻓ ﻲ ﻓﻛ ره ﺻورة اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر ﻣن ﺗﻠك اﻟﻧﺟوم وﯾﺣﺎﻛﯾﮭﺎ ﺑﻘوﻟﮫ: ﺗذوب روﺣﻲ وﯾﺗﻌﻠل ﺟﺳدي ﻣن رؤﯾﺔ اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ اﻟﻘﻣــر ﻓﯾﺧﺗﻔﻲ وﯾظﮭر وﺟﮭك ﻟﯾﻧﯾر ﻗﻠﺑﻲ وﯾﻌذﺑﻧﻲ ﺑﺎﻟﺳﮭـــر أرﻧو اﻟﯾك ﻣﺗﻌﺑﺎ ً ﻣﺷدوھﺎ ً ﻣن ﻋﯾﻧﯾك اﻟظﺎﻟﻣﺗﯾن واﻟﺛﻐـــر ﺿﻌﻲ ﯾدك ﻋﻠﻰ ﻓؤادي ﻟﺗﺷرﺑﻲ ﻋﺷﻘﻲ ﻻﯾﻧﺿب ﻛﺎﻟﻧﮭر ◨◨◨◨◨◨
52
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻛـــم ﺑﻌﯾد ﻋﻧك وﺳﻌﯾد ﺑك ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﻧت وھﻣﺎ ً او ﻗـــــدر ﺷ ﻌر اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﺑﺄرھ ﺎق ﻣ ن ھ ذا اﻟﯾ وم اﻟ ذي ﻻ ﯾﻧﺗﮭ ﻲ ﺑﺎﻻﺧﺗﺑﺎرات ﻓﺳﺄل اﺣد ﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻗﺑ ل أن ﯾﻣﺿ ﻲ اﻟ ﻰ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث: ھل ﻣﻣﻛن أن أﺳﺗرﯾﺢ ﻗﻠﯾﻼً؟ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر: ﻧﻌم ،وﻟﻛن ﺑﻌد أن ﺗدﺧل ﻣن ﻛل اﻻﺑ واب ،ﻓ ﺎﻟﻣﻔروض اﻟﯾ ومأن ﺗﻧﮭﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻷﻧك أﻣﯾر وﻟﺳت ﺷﺧﺻﺎ ً ﻣﺑﺗ دﺋﺎ ً ﻛ ﻲ ﺗﺄﺧ ذ اﯾﺎﻣﺎ ً أﺧر ﻟﺗﻛﻣﻠﺔ اﻻﺧﺗﺑﺎرات ھذا ھو ﻣﺎ ﻣﻛﺗوب ﻟدﯾﻧﺎ. دﺧل اﻷﻣﯾر ﻓﻲ اﻟﺑ ﺎب اﻟﺛﺎﻟ ث ،ﻓ رأى ﻓ ﻲ اﻟﻐرﻓ ﺔ ﺻ ﻧﺎدﯾﻖ ﻛﺛﯾ رة وﻛﻠﮭ ﺎ ﻣﻘﻔﻠ ﺔ ﻓﻠ م ﯾﻔﮭ م ﻛﯾ ف ﯾﺣ ل ھ ذا اﻟﻠﻐ ز ،ﻓﻧظ ر ﯾﻣﯾﻧ ﺎ ً وﯾﺳﺎرا ً ﻟﻌﻠﮫ ﯾﺟد ﺷﯾﺋﺎ ً اﺧر ﯾرﺷده ﻓﺗوﻗف ﺑرھﺔ ﯾﻔﻛر ،وﺗﻌب ﻣن اﻟوﻗ وف واﻟﺗﻔﻛﯾ ر وﻟ م ﯾﻛ ن ھﻧ ﺎك ﺷ ﻲء ﯾﺟﻠ س ﻋﻠﯾ ﮫ ﺳ وى اﻟﺻ ﻧﺎدﯾﻖ ﻓﺟﻠ س ﻋﻠ ﻰ اﺣ د اﻟﺻ ﻧﺎدﯾﻖ ،ﻓﻠ م ﯾﺗﺣﻣ ل اﻟﺻ ﻧدوق وزﻧﮫ ﻓﺄﻧﻛﺳر واﻧﺟرح اﻷﻣﯾر ﻓﻲ ظﮭره وﺧرج ﻣن اﻟﺑﺎب ﻣﺻﺎﺑﺎ ً وﯾﻧﺎدي ﺑﺻو ٍ ت ﻋﺎ ٍل: أﯾن أﻧﺗم ﻟﯾﺄﺗﻲ اﺣد ﯾﺳﺎﻋدﻧﻲ.ﻓﺄﺳ رع اﻟﻣﺳﺗﺷ ﺎر ﻣ ﻊ ﺣ راس اﻟﻘﺻ ر ﻋﻠ ﻰ ﻧداﺋ ﮫ وھ و ﯾﺳﺄل: -ﻣﺎذا ﺣدث ﻣﺎذا ﺑك؟
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 53
◧◧◧◧◧◧
ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ اﻷﻣﯾر ﻣﻣﺗﻌﺿﺎً: ﻣﺎ ھذه اﻻﺧﺗﺑﺎرات وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻟﻼطﻔﺎل وﻟﯾس ﻟﻸﻣراء.ﻓﺗﻌﺟب اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر ﻣن ﻗوﻟﮫ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: ﻟم ﺗﺻل اﻟﻰ ﻋﺗﺑﺔ اﻟﺻﺑر ﻓﻘدت ﺻﺑرك ﻓﻛﯾف ﻟو ﻋﻠﻣت أﻧﻲاﺳﺗﻐرﻗت ﻓﻲ ﺻﻧﻊ ﺗﻠك اﻟﺻﻧﺎدﯾﻖ 15ﺳﻧﺔ! ﻓﺎﻧدھش اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد وھو ﯾﻘول: ﻣﺎذا ﺗﻘول أﺻﻧﻌﺗﮭﺎ ﺑﻔﺗرة 15ﺳﻧﺔ! وﻟﻣﺎذا وﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ؟ﻓﺄردف اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر ﻗﺎﺋﻼً: ﻟ و ﺻ ﺑرت ﻗﻠ ﯾﻼً ﻻﻛﺗﺷ ﻔت أن اﻟﺻ ﻧﺎدﯾﻖ ظﺎھرھ ﺎ ﻣﻘﻔ لوﺑﺎطﻧﮭ ﺎ ﻣﻔﺗ وح! ﻓﺎﻻﻗﻔ ﺎل ﺷ ﻛﻠﯾﺔ ﻓﻘ ط واﻟﺻ ﻧدوق ﯾﻔ ﺗﺢ ﻣ ن اﻻﻋﻠﻰ ﺑرﻓﻊ اﻟﻐطﺎء ﻛﺎﻣﻼً .وﻟﻛن ﻣﻊ اﻻﺳف اﯾﮭ ﺎ اﻷﻣﯾ ر ﻟ م ﺗﺳ ﺗطﻊ اﻛﻣ ﺎل اﻻﺧﺗﺑ ﺎر ﻻﻧ ك ﻓﺷ ﻠت ﻓ ﻲ ﺑ ﺎب ﻋﻠ م اﻻﺳ ﺑﺎب واﻟﺻﺑر وﻋﻠﯾﻧﺎ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺳﻠطﺎن اﻣﺎ ﯾﻣﻧﺣك ﻓرﺻﺔ اﺧرى ﺑﻌد ﺳﻧﺗﯾن ﺣﺳب ﻗﺎﻧون اﻟدوﻟﺔ او ﯾﻠﻐﻲ اﺧﺗﺑﺎرك ﺗﻣﺎﻣﺎ ً. ﺣ زن اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﺣزﻧ ﺎ ً ﻋﻣﯾﻘ ﺎ ً وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ ﻧﻔﺳ ﮫ ﺑﻐﺿ ب وﺗﻛﺑر: ﻟﻛﻧك ﻻ ﺗﻌﻠم اﯾﮭ ﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷ ﺎر ﻟ ن اﺟ ري ھ ذا اﻻﺧﺗﺑ ﺎر ﻻ ﺑﻌ دﺳ ﻧﺗﯾن وﻻ ﺑﻌ د ﯾ وم .ﻓ ﻲ اﺷ ﺎرة ﻣﻧ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺛﻘﺗ ﮫ ﻣ ن ﻧﺟ ﺎح ﺧطﺗﮫ ﻻﻏﺗﯾﺎل اﻟﺳﻠطﺎن.
◨◨◨◨◨◨
54
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
اﺳﺗﯾﻘظ ﺳراج ﺻﺑﺎﺣﺎ ً ﻋﻠ ﻰ ﺗﻐرﯾ د ط ﺎﺋر اﻟﻛﻧ ﺎري ﺑﺻ وﺗﮫ اﻟﻌذب اﻟﺟﻣﯾل وﻗﺎل داﻋﯾﺎً: ﯾﺎرﺑﻲ أﻧﻲ ﻋﺑدك اﻟﻔﻘﯾر اﻟﺳﺎﻋﻲ اﻟ ﻰ اﻟﺧﯾ ر ﻓﯾﺳ ر ﻟ ﻲ أﻣ ريأﻧك ﺳﻣﯾﻊ ﻣﺟﯾب ،وﻣﺿﻰ اﻟﻰ اﻟﺳوق ﻟﯾﺷ ﺗري ﻣﻼﺑ س ﺗﻠﯾ ﻖ ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺗ ﮫ ﻟﻠﺳ ﻠطﺎن اذا اﺳ ﺗطﺎع ﻣﻘﺎﺑﻠﺗ ﮫ! ﻟﻛ ﻲ ﯾﺧﺑ ره ﺑﻛﺎﻣ ل اﻟﻘﺻﺔ ﻣﻊ اﻟدﻻﺋل اﻟﺗﻲ ﻋﻧ ده وﻻﯾﻌ رف أن ﻛ ﺎن ﺳﯾﺻ دﻗﮫ ام ﺳﯾﻛذﺑﮫ وﯾرﻣﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﺟن!. ﻗﺎﺑل اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻌﻘوب ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن ﯾوم اﻻﺧﺗﺑ ﺎر ،وﻗ د اﻋﻠﻣ ﮫ ﻣﺳﺗﺷ ﺎره ﻣ ﺎ ﺣ دث ﻓ ﻲ اﻻﺧﺗﺑ ﺎر، ﻓﻧظر اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻰ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻧظرة ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺳﺎؤﻻت ﻛﺛﯾرة ،ﺳ ﻠم اﻷﻣﯾر ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌد أﻧﺣﻧﺎﺋﮫ واردف ﻗﺎﺋﻼً: ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن أﻋﺗذر أن أﺧﻔﻘت ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻷﻧﮫ ﻏرﯾ بﻋﻠﻲ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ،ﻓﺄرﺟو ﻣﻧ ك اﻟﺳ ﻣﺎح أن ﺗﻣﻧﺣﻧ ﻲ ﻓرﺻ ﺔ أﺧرى اذا رﻏب ﺟﻼﻟﺗﻛم ﺑذﻟك. أﺟﺎﺑﮫ اﻟﺳﻠطﺎن وﯾده ﻋﻠﻰ ﻟﺣﯾﺗﮫ: ﻻﻋﻠﯾ ك ﻻﻧ ك ﻣﺎزﻟ ت ﺷ ﺎﺑﺎ ً ﯾﺎﻓﻌ ﺎ ً وﺗﺣﺗ ﺎج اﻟ ﻰ اﻟﻛﺛﯾ ر ﻣ ناﻟﺣﻛﻣ ﺔ واﻟﺗ روي ،ﺗﺳ ﺗطﯾﻊ اﻟﻌ ودة اﻟﯾ وم اﻟ ﻰ اﻣﺎرﺗ ك وﺳﺄﻧﺎﻗش أﻣرك ﻣﻊ ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟﻘﺻر ،ﻓﺎﺳﺗﺄذن اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻣ ن اﻟﺳ ﻠطﺎن وﻋ ﺎد اﻟ ﻰ ﻏرﻓﺗ ﮫ ﻟﯾﻐﯾ ر ﻣﻼﺑﺳ ﮫ ،وھ و ﻓ ﻲ طرﯾﻘﮫ اﻟﻰ اﻟﻐرﻓﺔ رأﺗﮫ اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر وﻗﺎﻟت ﻟﮫ: اﯾﮭﺎ اﻻﻣﯾر ﻟﻣﺎذا اﻧت ﻋﻠﻰ ﻋﺟﻠﺔ ﻣن اﻣرك؟◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 55
◧◧◧◧◧◧
أﻋﺗذر ﻣﻧﮭﺎ واﺧﺑرھ ﺎ ﺑ ﺄن ﻋﻠﯾ ﮫ اﻟﻣﻐ ﺎدرة ﻟﻌ دم ﻧﺟﺎﺣ ﮫ ﻓ ﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎر ،ﻓﺣزﻧت وﺗﻣﻧت ﻟﮫ اﻟﻧﺟ ﺎح ﻓ ﻲ اﻟﻣ رة اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ .ﻓﺄﺑﺗﺳ م وﻗﺎل ﻟﮭﺎ: أﻧﺎ ھﻧﺎ ﻣﻌك اذا ﻛﺎن ھﻧﺎك ﻧﺟﺎﺣﺎ ً ام ﻻ!وﺻ ل اﻟﺻ ﯾﺎد ﺳ راج اﻟﻘﺻ ر ورأى ﻋرﺑ ﺔ اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﺗرﺣل ﻣﻐﺎدرة ،ﻓوﺿﻊ ﺳراج ﯾده ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺑﮫ وﻗﺎل: اﻟﺣﻣد ﻟم اﻋرف أن اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻛﺎن ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر ﻓ ﺄﻗﺗربﻣن ﺑﺎب اﻟﻘﺻر ﻓﺄوﻗﻔﮫ اﺣد اﻟﺣراس وﻗﺎل ﻟﮫ: ﻣﺎذا ﺗﻔﻌل ھﻧﺎ ﯾﺎھذا؟! أرﯾد أن أﻗﺎﺑل ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن.ﺿﺣك اﻟﺣﺎرس ﻣﺳﺗﮭزﺋﺎ ً ﺑﻘوﻟﮫ: ﻣﺎذا ﻗﻠت؟! أرﯾد أن أﻗﺎﺑل ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﺎﻷﻣر ﻋﺎﺟل! أرﺟ وك أرﺣ ل ﻣ ن ھﻧ ﺎ ﻟ ﯾس ﺑﮭ ذه اﻟطرﯾﻘ ﺔ ﺗﻘﺎﺑ ل اﻟﺳ ﻠطﺎن،ﯾﺟ ب أن ﺗﻘ دم طﻠﺑ ك ﻟ واﻟﻲ ﻣ دﯾﻧﺗك وھ و ﯾﻘ دﻣﮭﺎ ﻟﺗﺻ ل اﻟ ﻰ ﻣﺳﺗﺷ ﺎر اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻟﻌرﺿ ﮭﺎ ﻋﻠﯾ ﮫ إن ﻛ ﺎن اﻻﻣ ر ﯾﺧ ص اﻟﻣﺻ ﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ،اﻣ ﺎ ﻣﺻ ﻠﺣﺗك اﻟﺧﺎﺻ ﺔ ﻓﻣﻣﻛ ن ﻋرﺿ ﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟ واﻟﻲ اذا ﻟ م ﯾﺣﻠﮭ ﺎ ﻓﮭﻧ ﺎك ﺧ ﺎن اﻟﻌداﻟ ﺔ ھ و ﯾﻧظ ر ﻓ ﻲ ﻗﺿﯾﺗك.
◨◨◨◨◨◨
56
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
أﺑﺗﺳم ﺳراج وﻗﺎل ﻟﮫ: أن ﻛﺎﻧ ت اﻟﻘﺿ ﯾﺔ ﺗﺧ ص ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺷﺧﺻ ﯾﺎ ً ﻓﻠﻣ نأﻋرﺿﮭﺎ! أرﺟوك ﻻ أﻋرف ،أذھب ﻣن ھﻧﺎ. ﻟن أذھب أن ﻟ م أﺧﺑ ر ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻻن ،واﻧ ت ﺳ ﺗﺗﺣﻣلﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻣﺎﺳﯾﺣدث وﺳﺄذﻛر اﺳﻣك ﻋﻧد اﻟﻘﺎﺿﻲ. أﻧك ﺗﺗﺟﺎوز ﻋﻠﻲ وﺗﮭددﻧﻲ! اﻟﻘﺿﯾﺔ ھﻲ ﻣﺻﯾر اﻟدوﻟﺔ اﻻﻧدﻟﺳ ﯾﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﮭ ﺎ ،ﻓﮭ ﻲ ﻣﺻ ﯾركوﻣﺻﯾري وﻣﺻﯾر اﻟﺟﻣﯾﻊ. أﻧﺗظر ﻟﺣظﺔ رﺑﻣﺎ ﺳﺄﺧﺑر ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﺳﻠطﺎن. أرﺟوك أرﯾد أن اﻗﺎﺑﻠﮫ. أﻧك ﺗطﻠب أﻣرا ً ﺧﺎرج ﻋن ﺻﻼﺣﯾﺗﻲ. اذن ﺳ ﺄﺟﻠس ھﻧ ﺎ اﻣ ﺎم ﺑ ﺎب اﻟﻘﺻ ر ﺣﺗ ﻰ اﻗﺎﺑ ل ﺟﻼﻟﺗ ﮫ وﻟ نأرﺣل. أﻧك ﺗﺗﻣ رد ﻋﻠ ﻰ ﻗ واﻧﯾن اﻟﻘﺻ ر ،وأﻧ ﺎ ﻣﺳ ؤول ﻣ ﻊ اﻟﺣ راساﻻﺧ رﯾن ﻓ ﻲ ﺣﻣﺎﯾ ﺔ اﻟﻘﺻ ر وﻛ ل ﻣ ن ﻓﯾ ﮫ ،واﻧ ت ﺗﻌ رض ﻧﻔﺳك اﻟﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ورﺑﻣﺎ اﻟﺳﺟن. ﻓدﻋﺎ ﺳراج ﻣﻣﺳﻛﺎ ً ﺑﻘﻼدﺗﮫ ﯾﺎﻓﺗﺎح ﯾ ﺎﻋﻠﯾم .وھﻧ ﺎ ﺑﻌ د ﺑرھ ﺔ ﻓﺗﺣت ﺑ ﺎب اﻟﻘﺻ ر وﺧرﺟ ت اﻷﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﺟﺎﻟﺳ ﺔ ﻓ ﻲ ﻋرﺑﺗﮭ ﺎ ﻓ رأت ﻣﻧدھﺷ ﺔ اﻟﺷ ﺎب اﻟ ذي ﺗ راه ﺑﻣﺻ ﺎدﻓﺎت ﻋﺟﯾﺑ ﺔ! وھﻧ ﺎ اﺧﺑرت ﺳﺎﺋﻖ اﻟﻌرﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗوﻗف وﻧزﻟت ﺗﻧظر اﻟﯾ ﮫ ﺑدھﺷ ﺔ ! ﻋﻧ دﻣﺎ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 57
◧◧◧◧◧◧
رآھﺎ ﺳراج ﺗوﻗف اﻟزﻣن ﻋﻧده وﻛﺄﻧﮫ ﯾﺷرب ﺷراﺑﺎ ً ﺳﺣرﯾﺎ ً ﯾﻔﻘ ده اﻟوﻋﻲ دون أﻟم دون ﻓرح ،ﻓﻘﺎﻟت: ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺟري ﻟﻣﺎذا أﻧت ھﻧﺎ؟ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ اﻟﺣﺎرس: ﻋذرا ً ﺳﯾدﺗﻲ ﺗﺣدﺛت ﻣﻌﮫ ﻟﻛن ﻻﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻸواﻣر.ﻓﻘﺎﻟت اﻷﻣﯾرة: ﻣﺎ ھو طﻠﺑﮫ؟ﻗﺎل ﻟﮭﺎ اﻟﺣﺎرس: ﯾرﯾ د ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺷﺧﺻ ﯾﺎ ً وﻗ د أﻣﻠﯾ ت ﻋﻠﯾ ﮫ ﻛ لاﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﺣﺳب أواﻣر اﻟﻘﺻر. ﻓﻘﺎﻟت ﻟﻠﺷﺎب )ﺳراج(: ﻋﻔوا ً ﻣﺎھﻲ ﺣﺎﺟﺗك ؟ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ ﺳراج: ارﺟوك ﺳ ﯾدﺗﻲ أن اﻻﻣ ر ﺧطﯾ ر وﻋﺎﺟ ل ،أرﯾ د أن أﺗﺣ دثﻣ ﻊ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن وﺑﺷ ﻛل ﺳ ري ،ھ ل ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟﻌﺎدل ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﺣدث ﻣﻌﮫ ﺑﺿﻌﺔ دﻗﺎﺋﻖ؟! أن ﻛﺎن اﻻﻣر ﻻ ﯾﺳﺗﺣﻖ ﻓﻠﯾدق ﻋﻧﻘﻲ!. رأت اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر اﻟﺻدق ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻓﻘﺎﻟت: أﻧﺗظر ﻟﺣظﺔ .ﻓﻌﺎدت اﻟﻰ اﻟﻘﺻر وﻣﺿت ﻧﺣو أﺑﯾﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺎنواﺧﺑرﺗﮫ ﺑﺎﻷﻣر .ﻓﺄﻣر اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺑﺎﻟﺳ ﻣﺎح ﻟ دﺧول ﺳ راج اﻟ ﻰ ◨◨◨◨◨◨
58
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
اﻟﻘﺻ ر ،دﺧ ل ﺳ راج ﻣﺑﺗﮭﺟ ﺎ ً وﺑﻛ ل اﺣﺗ رام أﻧﺣﻧ ﻰ أﻧﺣﻧ ﺎء ﺗﻘدﯾر واﺣﺗرام ﻟﻠﺳﻠطﺎن ،وﺟﻠس ﻣﻌﮫ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺿ ﯾﺎﻓﺔ وﻣ ﻊ اﻟﺳﻠطﺎن ﺳوى اﻟﺣﺎرس اﻟﺧﺎص ﺑﮫ. رﺣب ﺑﮫ اﻟﺳﻠطﺎن وﺿﯾﻔﮫ وﻗﺎل ﻟﮫ: ﻣﺎ اﺳﻣك اﯾﮭﺎ اﻟﺷﺎب؟ اﺳﻣﻲ ﺳراج ﯾﺎﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن. اﺣﻛﻲ ﻟﻧﺎ اﻣرك ﻧﺳﺗﻣﻊ وﻧﺻﻐﻲ.ﻗص ﺳراج اﻟﻘﺻﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﮭﺎ ،ﻓﺗﻔﺎﺟ ﺄ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻣ ن اﻻﺣ داث اﻟﺗ ﻲ ﯾروﯾﮭ ﺎ وﻛ ﺄن ﺳ ﮭﻣﺎ ً اﺻ ﺎب ﻗﻠﺑ ﮫ ﻋﻧ دﻣﺎ ﺳ ﻣﻊ ﺑﺗ ﺂﻣر ﻣ ﺎرد ﻋﻠ ﻰ ﺧﯾﺎﻧﺗ ﮫ .واﺳ ﺗﻐرب ﻣ ن ﺷ ﺟﺎﻋﺔ ﺳ راج رﻏ م ﻛوﻧ ﮫ ﺻ ﯾﺎد اﺣدى اﻟﻘرى اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ. ﻓﺳﺄﻟﮫ اﻟﺳﻠطﺎن: وﻛﯾف ﻟﻲ أن اﺻدﻗك؟! أن ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻟ ن ﯾﺗﺧﻠ ﻰ ﻋﻣ ﺎ أًﻣ ر ﺑ ﮫ ،وﻟ و ﺟﻌﻠ تأﺣدا ً ﯾراﻗﺑ ﮫ ﻓﺳ وف ﺗﺷ ﻌر ﺑﻐراﺑ ﺔ ﺗﺣرﻛﺎﺗ ﮫ ،وﺳﯾﺳ ﺄل ﺑﻛ ل ﺗﺄﻛﯾ د ﻋ ن ﺗﺣرﻛﺎﺗ ك ﯾ ﺎ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺗ ك وﺗﻧﻔﯾ ذ اﻟﺧطﺔ .وﺑﺎﻟطﻌم ﻣﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻋﻧد ﻣﺣل ﺗﺻﻠﯾﺢ اﻟﻌرﺑﺎت ﻣﺛﻠﻣ ﺎ ﻓﻌ ل ﻣ ن ﻗﺑ ل او رﺑﻣ ﺎ ﻟدﯾ ﮫ ﺧط ﺔ اﺧ رى! وﻟﻛ ن ﻓ ﻲ ﻣراﻗﺑﺗﮫ اﻟﻧﺟﺎة ﺑﺎذن ﷲ اﻟﺣﻔﯾظ ،وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﺣ د ﻣ ﺎ أن ﺗﻛﻠﻔ ﮫ ﺟﻼﻟﺗ ك ﻟﻛ ﻲ ﯾﺣﺻ ل ﻋﻠ ﻰ اﻟ دﻻﺋل ﻣ ن طﺎوﻟﺗ ﮫ ﻓ ﻲ ﻗﺑ و ﻛوﺧﮫ ،وان ﺗﻣت اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﺳﺎدﻟﻛم ﻋﻠﯾﮫ. ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 59
◧◧◧◧◧◧
ﺗﺳﺎءل اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﻘوﻟﮫ: ﻟﻣﺎذا ﯾﺎ ﺳراج ﺗﻔﻌل ﻛل ھذا ﻟﻣﺎذا ﺗرﯾد أﻧﻘﺎذي؟!ﻓﻘﺎل ﺳراج وﻋﯾﻧﺎه ﺗﻠﻣﻌﺎن ﺑﺎﻟﺻدق: ﻻن ﺟﻼﻟﺗك ﺳﻠطﺎن ﻋﺎدل ،وﻓﻲ ﻛل ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻣﻧذ اﻟﺻﻐر واﻟﻰھذا اﻟﻌﻣر أﺗﺎﺟر وأﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺑﻛل ﯾﺳر ،واﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء ﻟم ﯾﺗﻐﯾر ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻻﺳواق وھذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن اﻟذي ﯾﺣﻛم ھو ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺣﻛﻣﺔ واﻟورع واﻟﻌدل. ﻧظ ر اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟﯾ ﮫ ﺑﺄﻋﺟ ﺎب ﻷﺳ ﻠوﺑﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺣ دﯾث وﺷﺧﺻﯾﺗﮫ اﻟﻘوﯾﺔ اﻟﻔذة وﺛﻘﺗﮫ ﺑﻧﻔﺳﮫ ،وﺷﻛره ﻋﻠﻰ ﺷ ﺟﺎﻋﺗﮫ وﻗ ﺎل ﻟﮫ: اﻗ در اﻟﺻ ﻌوﺑﺎت اﻟﺗ ﻲ ﻣ ررت ﺑﮭ ﺎ ،واﺳﺗﺿ ﯾﻔك ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ راﻟﻰ أن ﺗظﮭر اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ. ﺧ رج ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻣ ن ﺳ ﺟن اﻟ درك ﻓ ﻲ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ، ورﺟﻊ اﻟﻰ ﻛوﺧﮫ ﻓرﻛض ﻣﺳرﻋﺎ ً اﻟﻰ اﻟﻘﺑو ﻟﯾطﻣ ﺋن ﺑﻌ دم دﺧ ول أﺣد اﻟﯾﮫ وﻓﺗﺢ درج اﻟذي ﻓﻲ طﺎوﻟﺗﮫ ،ﻓرأى ﻛل اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت ﻋﻠ ﻰ ﺣﺎﻟﮭﺎ ﻓﺎطﻣﺋن ،وﻟﻛن وﺟ د ﺑﻌ ض ﻣ ن اﻏراﺿ ﮫ ﻣﺳ روﻗﺔ ،ﻓﺗﺄﻛ د ﺣﯾﻧﮭ ﺎ أن اﻟ ذي ﻗﯾ ده ﻛ ﺎن ﻟﺻ ﺎ ً .وﻓﻛ ر ﻛﯾ ف ﺳ ﯾﺟد ﻣﺣ ل ﻟﺑﯾ ﻊ اﻟﺳ ﮭﺎم واﻻﻗ واس ﻻﻛﻣ ﺎل ﻣﮭﻣ ﺔ اﻏﺗﯾ ﺎل اﻟﺳ ﻠطﺎن وﻋﻠﯾ ﮫ أن ﯾﺷ ﺗرﯾﮭﺎ ﻣ ن ﺷ ﺧص اﺧ ر ﻛ ﻲ ﻻﺗﺗﻛ رر اﻟﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺳ ﺎﺑﻘﺔ ،ﻓ ذھب ﻣﺳ رﻋﺎ ً اﻟ ﻰ ﺻ دﯾﻖ ﻟ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﯾﻌﻣ ل ﻓ ﻲ ﺻ ﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳ ﻔن، ◨◨◨◨◨◨
60
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
وطﻠب ﻣﻧﮫ أن ﯾﺷﺗري ﻟﮫ ﻗوﺳﺎ ً ﻣ ﻊ ﻋ دد ﻣ ن اﻟﺳ ﮭﺎم ﻟﯾﺻ ﯾد ﻓﯾﮭ ﺎ اﻟﻐ زﻻن ﻻﻧ ﮫ ﻣوﻟ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﺻ ﯾد وﻟﻛﻧ ﮫ ﻻ ﯾﺳ ﺗطﯾﻊ أن ﯾﺷ ﺗرﯾﮭﺎ ﺑﺳﺑب ﻣﺟﺎدﻟﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌر ﻣﻊ ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﮭﺎم ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ، ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﺻﺎﻧﻊ اﻟﺳﻔن: ﻻ ﺑﺄس ﯾﺎ ﺻدﯾﻘﻲ اﻟطﻠب ﺑﺳﯾط وﺳﺄﺣﺿرھﺎ اﻟﯾ وم ﻟ ك ﺑ ﺄذنﷲ. وﺷ ﻛره ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة وﻓﻛ ر ﺑ ﺄن ﯾﺟ د طرﯾﻘ ﺔ ﻟﻣﻌرﻓ ﺔ رﺣﻠﺔ اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﻧﻔذ اﻟﻣﮭﻣﺔ ،ﻓذھب اﻟﻰ ﻣﺣل ﺗﺻ ﻠﯾﺢ اﻟﻌرﺑ ﺎت وﺳ ﺄل ﻋ ن اﺳ ﻌﺎر اﻟﺗﺻ ﻠﯾﺢ ﻷﯾﮭ ﺎم اﻟﻣﺻ ﻠﺢ ﺑ ﺄن ﻟدﯾ ﮫ ﻋرﺑﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻷﺣد اﻻﺷ ﺧﺎص اﻟ ذﯾن ﯾﻌﻣ ل ﻟ دﯾﮭم وﺑﺳ ﺧرﯾﺔ ﻗ ﺎل ﻟﮫ: اﻛﯾد أﻧك ﺗﺻﻠﺢ ﻋرﺑﺎت ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن دون ﻗﺑض اﻟﺛﻣن؟ﻓﻘﺎل ﻣﺻﻠﺢ اﻟﻌرﺑﺎت ﻣﻣﺗﻌﺿﺎً: ﻛﻼ أن ﺣ راس ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾ دﻓﻌون ﻟ ﻲ اﺳ ﺗﺣﻘﺎﻗﻲ داﺋﻣ ﺎ ًوﺣﺳب اﻟوﻗت اﻟﻼزم ﻟﻠﺗﺻﻠﯾﺢ واﻻدوات اﻟﻼزﻣﺔ. أﺗﻣﻧﻰ أن أرى ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﮭو اﻋدل ﺳﻠطﺎن رأﯾﺗﮫ! أﻧﮫ ﺳﯾزور ﻣﺳﺎء ﯾوم ﻏ ٍد اﺣدى اﻟﻘرى اﻟﻣﺟﺎورة.ﻓرد ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﺑﻔرﺣﺔ ﻏﺎﻣرة: ﺣﻘﺎ ً أﯾﺔ ﻗرﯾﺔ؟! اظن اﻟﻘرﯾﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻻن اﺑن ﺷﯾﺦ اﻟﻘرﯾﺔ ﻣرﯾض ﺟ دا ً ﻓرﺑﻣ ﺎﺗﺳﺗطﯾﻊ رؤﯾﺗﮫ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘﺑﺎل اھﺎﻟﻲ اﻟﻘرﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎن. ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 61
◧◧◧◧◧◧
ﺷﻌر ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﺑﺎﻟﻔرح وﻗﺎل ﻟﮫ: اذن ﻋﻠ ﻲ اﻟ ذھﺎب اﻟ ﻰ ھﻧ ﺎك ﺣ ﺎﻻً ﻟﻌﻠ ﻲ اراه وأٌﺳ ﻌد .ودﻋ ﮫوﺧ رج ﻣﺳ رﻋﺎ ً اﻟ ﻰ ﻛوﺧ ﮫ ﯾﻧﺗظ ر ﺻ ﺎﻧﻊ اﻟﺳ ﻔن ﻟﯾﺟﻠ ب ﻟ ﮫ اﻟﻘوس واﻟﺳﮭﺎم. ﺟﻠب ﺻﺎﻧﻊ اﻟﺳﻔن اﻟﻘوس واﻟﺳﮭﺎم ﻣﺳﺎ ًء اﻟﻰ ﻛوخ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة وﺷ ﻛره ﻛﺛﯾ را ﺑﻌ د أن ﺿ ﯾﻔﮫ ،وﺣ ل اﻟﺻ ﺑﺎح وأﺳ ﺗﺄﺟر ﺣﺻﺎﻧﺎ ً وذھب ﻣﺳرﻋﺎ ً اﻟﻰ اﻟﻘرﯾﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء ،وﺧطط ھﻧﺎك ﺑﺄﯾﺟ ﺎد اﻟﻣﻛ ﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳ ب اﻟ ذي ﯾُﻣﻛ ن ﻟ ﮫ أن ﯾرﻣ ﻲ اﻟﺳ ﮭم ﻟﯾﺻ ﯾب ﻗﻠ ب اﻟﺳﻠطﺎن ،ﻓﮭو ﻣﺎھر ﺟدا ً ﻓﻲ رﻣ ﻲ اﻟﺳ ﮭﺎم ﻣﻧ ذ أن ﻛ ﺎن ﺻ ﻐﯾرا ً. ﻓرأى اھﺎﻟﻲ اﻟﻘرﯾﺔ ﯾﺳﺗﻌدون ﻟﻠﻘﺎء اﻟﺳﻠطﺎن. ﻗ دم اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻣﺳ ﺎ ًء اﻟ ﻰ اﻟﻘرﯾ ﺔ اﻟﺑﯾﺿ ﺎء وﺑﺄﺳ ﺗﻘﺑﺎل ﻣ ﺑﮭﺞ ﻣ ن اھ ﺎﻟﻲ اﻟﻘرﯾ ﺔ ﻟ ﮫ وﻣ ﺎ أن ﻧ زل ﻣ ن اﻟﻌرﺑ ﺔ ﻟﯾﺳ ﻠم ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﯾﺦ اﻟﻘرﯾﺔ ،رﻓ ﻊ ﺣﯾﻧﮭ ﺎ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة اﻟﻘ وس ﻟرﻣ ﻲ اﻟﺳ ﮭم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺳﻠطﺎن ،ﻓﺟﺎءﺗﮫ ﺿرﺑﺔ ﻣن اﻟﺧﻠف ﻓﺳﻘط ﻣﻐﺷﯾﺎ ً ﻋﻠﯾﮫ .ﻛﺎن اﺣ د ﺣ راس اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟ ذي ﺿ رﺑﮫ ﺿ رﺑﺔ ﺧﺎطﻔ ﺔ ﻋﻠ ﻰ رأﺳ ﮫ ﻣ ن اﻟﺧﻠف ﻟﻛﻲ ﯾﻔﻘده اﻟ وﻋﻲ ،وﺑﻌ د ﺑرھ ﺔ اﺳ ﺗﯾﻘظ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻟﯾﺟد ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﻋرﺑﺔ ورﻓﻊ رأﺳﮫ ﻟﯾرى اﻟﺳﻠطﺎن اﻣﺎﻣ ﮫ وﺑﺻ دﻣﺔ اﺧﺎﻓﺗﮫ ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺳﻠطﺎن: أﻣﺗﻌﺟب ﻣن رؤﯾﺗﻲ أﻟﯾس ﻛذﻟك؟! وﻟﻛن ﻻ ﺣ دﯾث ﻣﻌ ك اﻻنﺳﺄﻧﮭﻲ ﻋﻣﻠﻲ واﻋود اﻟﯾك ﺑﺎذن ﷲ. ◨◨◨◨◨◨
62
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
اطﻣﺄن اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻰ ﺻ ﺣﺔ أﺑ ن ﺷ ﯾﺦ اﻟﻘرﯾ ﺔ ﺑﻌ د أن أﺧ ذ ﻣﻌ ﮫ طﺑﯾ ب اﻟﻘﺻ ر ﻟﻔﺣﺻ ﮫ وﺗﻘ دﯾم اﻟﻌ ﻼج اﻟﻣطﻠ وب ﻟ ﮫ ،ﻓ رح اﻟﺷﯾﺦ ﻛﺛﯾرا ً وﺷﻛر اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻰ ﻛرﻣﮫ ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺳﻠطﺎن: ﻋﻠﻲ اﻟﻌودة ﺳرﯾﻌﺎ ً ﻟ دي أﻣ ر ﻻ ﺑ د ﻣ ن أﺗﻣﺎ ﻣ ﮫ ،وأرﺟ وﻣن ﷲ ﻋز وﺟ ل أن ﯾﺗﻌ ﺎﻓﻰ اﺑﻧ ك وﯾﻌ ود اﻟﯾ ك ﻟﯾﺳ ﺎﻋدك ﻓ ﻲ ﺷ ﺄن اﻟﻘرﯾ ﺔ وﻣﺻ ﺎﻟﺣﮭﺎ .ودﻋ ﮫ اﻟﺷ ﯾﺦ واھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ ﺑﺳ ﻌﺎدة ﻏ ﺎﻣرة ﻓرﻛ ب اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟﻌرﺑ ﺔ واﻣﺎﻣ ﮫ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﯾﻧظر اﻟﯾﮫ ﻣﻠﯾ ﺎ ً ورأس ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻣﻧﺣﻧ ﻲ واﻟﻌرق ﯾﺗﺻﺑب ﻣن ﺟﺑﯾﻧﮫ ،ﻗﺎل ﻟﮫ اﻟﺳﻠطﺎن: ﻋﻠﯾك أن ﺗﺣدﺛﻧﻲ ﺑﻘﺻﺗك ﻛﺎﻣﻠﺔ واﻋدك ﺑﺄن ﻻﯾﺻﯾﺑك ﻣﻛروهﻓﺄﻧت ﻣﺄﻣور ،وأرﯾد أن أﻋرف ﺳﺑب ﺗﺻوﯾﺑك اﻟﺳﮭم ﻧﺣوي؟ وﻣن أﻣرك ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﮭذه اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ؟. ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة: ﻟ م ﯾ ﺄﻣرﻧﻲ أﺣ د ﺑﺷ ﻲء ﻓﻘ ط أردت أن أﺗﺧﻠ ص ﻣ ن ﺷ ﯾﺦاﻟﻘرﯾﺔ! أﺟﺎﺑﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺑﺗﺳﻣﺎً: ﯾظﮭ ر أن ﺟﻠﺳ ﺗﻧﺎ طوﯾﻠ ﺔ ! ﺳﻧﺻ ل ﻗرﯾﺑ ﺎ ً ﻟﻠﻘﺻ ر وﻟﻛ ن أنﺧرﺟت ﻣن ﯾدي اﻟﻰ اﯾدي ﺣراﺳﻲ وﻣﺳﺗﺷ ﺎرﯾﻲ ﺳ وف ﺗﺟ د ﻣﺎﻻ ﺗﺣﺑذه .ﻓﺎﻻﻓﺿل أن ﺗﺧﺑرﻧﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﺳﺄﻋﻔو ﻋﻧك .ﻻﻧﮫ ھﻧﺎك ادﻟﺔ ﻋﻠﯾك ﻛﺛﯾ رة ،ﻓ ﺎﺧرج ﻟ ﮫ اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ واﻟﻧﻘ ود اﻟذھﺑﯾ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻗﺑو ﻛوﺧﮫ ،أﻧدھش ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة وﻗﺎل ﻓ ﻲ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 63
◧◧◧◧◧◧
ﻧﻔﺳﮫ: رﺑﻣﺎ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﻓﻌﻠﮭﺎ ﺑﻲ او ﻣن ﯾﻛون؟ﻓرﻛﻊ ﺧﺎﻧﻌﺎ ً ﯾﺎﺋﺳﺎ ً وﻗﺎل ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﻟﻠﺳﻠطﺎن: ارﺟ وك ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺳ ﺎﻣﺣﻧﻲ أن اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد وﻋ دﻧﻲﺑﻣﻧﺻب ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﺑﻌد أن ﯾﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻛم اﻟدوﻟﺔ ،وطﻠب ﻣﻧﻲ أن أﻧﻔذ ھذا اﻻﻣر ،ارﺟوك ﺳﺎﻣﺣﻧﻲ ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن. ﺳﺄﻟﮫ اﻟﺳﻠطﺎن: أﯾن اﻟﺗﻘﯾﺗم؟اﺟﺎب ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ووﺟﮫ ﻣﺻﻔراً: اﻟﺗﻘﯾﻧ ﺎ ﻓ ﻲ ﻏﺎﺑ ﺔ اورﯾﻛ ﺎ ﺑﻌ د اﻻﺣﺗﻔ ﺎل ﺑ ﺄﻋﻼن اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎردﺧطﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر. وﺻل اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻘﺻر واﻟﺣزن ﯾﺄﻛل ﻗﻠﺑﮫ وردد ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻟﻣﺎذا ﯾﺎﻣﺎرد ﺗﻔﻌل ھذا واﻧت أﻣﯾر! ھل اﻟطﻣﻊ ﯾﻘﺗ ل اﺣﺳﺎﺳ كوﺿ ﻣﯾرك .ﻓ ﺄﻣر ﻣﺳﺗﺷ ﺎرﯾﮫ ﺑ ﺎﻟﺗﺣﻘﻖ ﻣ ن اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ اﻟﺗ ﻲ ارﺳ ﻠت ﻟﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة وأﻣ ر اﻟﺣ راس ﺑﺄﺧ ذ ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة اﻟﻰ اﻟﺗوﻗﯾف ﻣؤﻗﺗﺎً ،ﻗﺎﺋﻼً ﻟﮫ: أﻧﻲ وﻋدﺗك ﺑﺎﻟﻌﻔو وﻟﻛﻧﻲ اﺣﺗﺎﺟك ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗك ﻟﻸﻣﯾر وھذاﻣﮭم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ. ﻓﻛر اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﻠﯾﺎ ً ﻓﻲ ﻧﺻب ﻓﺦ ﻟﻼﻣﯾر ﻟﻛﻲ ﯾﻌﺗ رف ﺑﻔﻌﻠ ﮫ ﻓﻧﺎدى ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ وﻗﺎل ﻟﮫ: ◨◨◨◨◨◨
64
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ارﯾدك أن ﺗﻠﺗﻘﻲ ﺑﺎﻷﻣﯾر ﻣﺎرد وﺗﻘول ﻟﮫ ﻗد ﻧﻔذت اﻟﻣﮭﻣﺔ!ﻓﺗﻌﺟب ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة وﻗﺎل: ﻛﯾف ﯾﺎﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن؟ﻓﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺎن وھو ﯾﺳﯾر ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺿﯾﺎﻓﺔ: ﺳ ﯾﺑﻌث رﺳ ﺎﻟﺔ اﺣ د ﻣﺳﺗﺷ ﺎرﯾﻲ ﻟﯾﺑﻠﻐ ﮫ ﺑﺎﻟﻘ دوم ﻓ ورا ً ﻻناﻟﺳﻠطﺎن ﻗد ﺗم اﻏﺗﯾﺎﻟﮫ واﺻﺎﺑﺗﮫ ﺧطﯾرة وﯾرﯾ د اﻟﺳ ﻠطﺎن أن ﯾﺧﺑ ره ﺷ ﯾﺋﺎً ،وھﻧ ﺎ ﻋﻧ د ﻗدوﻣ ﮫ ﺳ وف ﺗﺣ ﺎول أن ﺗﻠﺗﻘ ﻲ ﺑ ﮫ ﻟﺗطﺎﻟﺑﮫ ﺑﺎﻟﻧﻘود وﺗﻧﻔﯾذ وﻋده ﻟك. ﻓﺎﻧﺣﻧﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ﻣﺗﻔﺎﺟﺋﺎ ً ﻣن اﻟﺧطﺔ وﻗﺎل: اﻣرك ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن.ﻗ دم اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﻋﻠ ﻰ ﻋﺟ ل واﻟﺗﻘ ﻰ اﺣ د ﻣﺳﺗﺷ ﺎرﯾﻲ اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: ﻻ ﯾﺳ ﺗطﯾﻊ رؤﯾﺗ ك ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺣﺎﻟﯾ ﺎ ً ﻟﻛ ن ﺿ روري أنﺗﺑﻘﻰ ﻣؤﻗﺗﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻘﺻر. ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد: ﻣﺎذا ﺣدث ﻟﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن؟!ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﺳﻠطﺎن: رﻣ ﻲ ﻋﻠﯾ ﮫ ﺳ ﮭﻣﺎ ً ﻣﺳ ﻣوﻣﺎ ً ﻓﺎﺻ ﺎﺑﮫ ﺑ ﺎﻟﻘرب ﻣ ن ﻗﻠﺑ ﮫ وﻻﻧﻌرف وﺿﻌﮫ اﻟﺻﺣﻲ ﺣﺎﻟﯾﺎً. ﻓﻘﺎل اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد ﺑﻘﻠﻖ: اﯾن اﻷﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر؟◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 65
◧◧◧◧◧◧
ﻟ م ﻧﺑﻠﻐﮭ ﺎ ﺑ ﺎﻻﻣر ﻧرﯾ د أن ﯾﺑﻘ ﻰ اﻻﻣ ر ﺳ را ً ﺣﺗ ﻰ ﻻ ﺗﺣ دثﺑﻠﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ. ﻧﻌم ﻓﮭﻣت. أرﺟو أﯾﮭﺎ اﻷﻣﯾر أن ﺗﺗﺟول ﻓ ﻲ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ض اﻟﺣ راسﺣﺗﻰ ﺗﺗﺄﻛ د ﻣ ن ﻋ دم وﺟ ود ﺗﺣ رك ﻣﺎﻧﺧﺷ ﻰ أن ﯾﻛ ون وراء ھذه اﻟﻣؤاﻣرة اﺷﺧﺎص آﺧرون رﺑﻣﺎ؟! طﺑﻌﺎ ً ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد.ﻧﻔذ اﻻﻣﯾر ﻣﺎرد ﻣﺎ طﻠب ﻣﻧﮫ .وھو ﯾﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﺣراس ظﮭر ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة اﻣﺎﻣ ﮫ واﺷ ر ﻟ ﮫ ،ﻓﻘ ﺎل ﻟﺣراس اﻟﻘﺻر: اذھﺑ وا اﻟ ﻰ اﻻط راف اﻟﻣﺣﯾط ﺔ ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ،واﻧ ﺎ ﺳ ﺄﺧرج اﻟ ﻰاﻟطرف اﻻﺧر ﻣن اﻟﻘﺻر. ذھ ب اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد اﻟ ﻰ ﻏﺎﺑ ﺔ اورﯾﻛ ﺎ ﻟﯾﻠﺗﻘ ﻲ ﺑﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة ،وﻋﻧدﻣﺎ رأه ﻗﺎل ﻟﮫ اﻷﻣﯾر: اﺣﺳﻧت ﺑﻔﻌﻠك.وﺗﻘدم اﻻﻣﯾر ﻣﺎرد ﻧﺣو ﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳ وة ﻟﯾﻌﺎﻧﻘ ﮫ ،ﻓ ﺄﺧرج ﺳﻛﯾﻧﺎ ً ﻟﯾطﻌﻧﮫ ﻓﻲ ظﮭره! ﻋﻧدھﺎ ظﮭر اﻟﺳﻠطﺎن اﻣﺎﻣﮫ ﻣن اﻟطرف اﻻﺧر وﻣﺳ ك اﻟﺣ راس اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد وھ و ﻓ ﻲ دھﺷ ﺔ ﻣ ن اﻻﻣ ر وﺻﻣت ﻣﻐﻣﺿﺎ ً ﻋﯾﻧﯾﮫ وﻣﻧﻛﺳﺎ ً رأﺳﮫ.
◨◨◨◨◨◨
66
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗ ﺎﻟﻲ ﻧ ﺎدى اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻋﻠ ﻰ ﻣﺳﺗﺷ ﺎرﯾﮫ واﺧﺑ روه ﺑﺻﺣﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻣن اﻷﻣﯾر ﻣﺎرد اﻟﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة .وأﺧﺑ رھم اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺑﻘﺻ ﺔ اﻟﺻ ﯾﺎد ﺳ راج وﺷ ﺟﺎﻋﺗﮫ وﺟرأﺗ ﮫ وﺑ دون أن ﯾطﻠب ﺷﯾﺋﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﻓﺳﻛت ﻗﻠﯾﻼً وﻗﺎل: ﺳ ﺄﺣﻛم وﺑﻣ واﻓﻘﺗﻛم ﺑﺄرﺳ ﺎل اﻷﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ﺑﻌ د ﺗﺟرﯾ ده ﻣ نﻣﻧﺻ ﺑﮫ اﻟ ﻰ ﺷ ﯾﺧﻧﺎ اﻟزاھ د اﻟﺷ ﯾﺦ ﻣﺣﯾ ﻲ اﻟ دﯾن ﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ ﻟﯾﻌﻠﻣ ﮫ اﻟزھ د ﻓ ﻲ اﻟﺣﯾ ﺎة ﻟﻣ دة ﻋﺷ ر ﺳ ﻧوات ،وﺻ ﺎﺣب اﻟﻘﻠﻧﺳوة أﻋﻔ ﻲ ﻋﻧ ﮫ وﺳ ﺄﻋطﯾﮫ اﻟﻣزرﻋ ﺔ وﻣ ﺎ ﺳﯾﺣﺻ د ﻣﻧﮭ ﺎ ﻣﻧﺎﺻ ﻔﺔ ﻟ ﮫ وﻟﻠﻌ ﺎﻣﻠﯾن ﻧﺻ ف اﻟﻣﺣﺻ ول واﻟﻧﺻ ف اﻻﺧ ر ﻟﻠﻔﻘ راء ،اﻣ ﺎ اﻟﺻ ﯾﺎد ﺳ راج ﺳ ﺄدﺧﻠﮫ ﻓ ﻲ ﻣﻘﺻ ورة اﻻﻣ راء ﻟﻠ ﺗﻌﻠم واﻟﺗ درﯾب ﻋﻠ ﻰ ﻛ ل ﻓﻧ ون اﻟﻔروﺳ ﯾﺔ واﻻﺳﺗﺷ ﺎرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﯾﺻﺑﺢ اﻣﯾرا ً وﻟﻣدة ﺛﻼث ﺳﻧوات. ******
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 67
◧◧◧◧◧◧
وﻗﻌ ت اول ورﯾﻘ ﺔ ﺧرﯾ ف ﻣ ن ﺷ ﺟرة ﺧﺿ راء ﻛﺑﯾ رة وارﻓ ﺔ اﻟظ ل اﻣ ﺎم اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ،وھ ﻲ ﺗﺗﻔﻘ د ﺣ داﺋﻖ اﻟﻘﺻ ر ﻛﻌﺎدﺗﮭ ﺎ ،ﻓرﻓﻌ ت اﻟورﯾﻘ ﺔ وﺗ ذﻛرت اﻻﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد وھ و ﯾﮭ دﯾﮭﺎ ﻗﻼدة ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ورﯾﻘﺔ ذھﺑﯾﺔ ﻣﻛﺗوب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﺳﻣﮭﺎ ﻛﮭدﯾﺔ ﻟﮭﺎ ﻓ ﻲ ﻋﯾ د ﻣﯾﻼدھ ﺎ ﻗﺑ ل ﻛ م ﺷ ﮭر وﻛﺄﻧﮭ ﺎ ﺗﺣوﻟ ت اﻟ ﻰ ورﯾﻘ ﺔ ﺧرﯾ ف، ﻓﺎدﻣﻌ ت ﻋﯾﻧﺎھ ﺎ ﻟﺻ دﻣﺗﮭﺎ ﺑﺧﯾﺎﻧﺗ ﮫ ﻟﻠﺳ ﻠطﺎن وﻟ م ﺗﺟ د اي ﻣﺑ رر ﻟطﻣﻌ ﮫ ﺑﻛرﺳ ﻲ اﻟﺳ ﻠطﺎن وﻟدﯾ ﮫ ﻛ ل ﻣﺎﯾرﻏ ب ﻓ ﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘ ﮫ ﻣ ن رﻓﺎھﯾ ﺔ وﺳ ﻌﺎدة .ﻓوﺿ ﻊ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾﻌﻘ وب ﯾ ده ﻋﻠ ﻰ ﻛﺗ ف اﺑﻧﺗ ﮫ ﺟﻠﻧﺎر وﻗﺎل ﻟﮭﺎ: اﻣﯾرﺗﻲ اﻟﺟﻣﯾﻠ ﺔ ﻻﺗﺣزﻧ ﻲ ﻛ ل اﻣ ر ﻟ ﮫ ﺣﻛﻣ ﺔ وﻛﻠ ﮫ ﺧﯾ ر ﻟ كﺑﺈذن ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ. ﻓﻌﺎﻧﻘت اﻻﻣﯾرة واﻟدھﺎ اﻟﺳﻠطﺎن ﻗﺎﺋﻠﺔ: اﺣﺑك ﯾﺎ اﺑﻲ ورﺑﻲ ﯾﺣﻣﯾك ﻣن ﺷر اﻻﻧس واﻟﺟن.ﺟﻠس ﺳراج ﻋﻠ ﻰ ﺟ رف اﻟﻧﮭ ر ﯾﺗﺄﻣ ل ﺣﯾﺎﺗ ﮫ اﻟﺗ ﻲ ﺗﻐﯾ رت ﻣن ﺻﯾﺎد ﺑﺳﯾط اﻟﻰ أﻣﯾر ﺣﺎﻛم وﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﮭ وى اﻻﻣ ﺎرة ،وﺧ دم ﺣوﻟ ﮫ ﯾطﯾﻌ ون اواﻣ ره ﺑﻌ د ان ﻛ ﺎن ﯾﺧ دم اھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ وﯾرﻋ ﻰ اﺣواﻟﮭ ﺎ ،وﺷ ﺗﺎن ﻣ ﺎﺑﯾن اﻟﺻ ﯾد واﻻﻣ ﺎرة وﻟﻛ ن ﺗﺟﻣﻌﮭﻣ ﺎ ﻗ وة اﻟﺻﺑر واﻟﻛرم وﯾﺻﻘﻠﮭﻣﺎ اﻟﺣﻣد واﻟﺷﻛر ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ،ﻓﻧزل ﺑﻘرﺑ ﮫ اﺣد طﯾور اﻟﻧورس ،ﻓﻘﺎل ﺳراج ﻟﮫ: ﻻ ﯾوﺟد ﻟدي ﺳﻣك اﻟﯾوم ﻓﺎرﺣل اﻟﻰ ﻣﻛﺎن اﺧر وﻻﺗﺣدق ﺑﻲ◨◨◨◨◨◨
68
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻟﺗذﻛرﻧﻲ ﺑﺻراع ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﯾؤرﻗﻧﻲ. ﻓط ﺎر اﻟﻧ ورس اﻟ ﻰ اﻻﻓ ﻖ ﻧﺣ و اﻟﺷ ﻣس وﻛ ﺄن ﺷ ﻌﺎﻋﮭﺎ اﻟ ذھﺑﻲ ﺳ ﻘط ﻓ ﻲ ﻋﯾﻧﯾ ﮫ ،وﺣﯾﻧﮭ ﺎ ﺗ ذﻛر ﺳ راج اﻟﺷ رﯾط اﻟ ذھﺑﻲ اﻟذي رﻣﺎه طﺎﺋر اﻟﻧورس ﻓﻲ ﯾوم ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﺄﺑﺗﺳم ﻗﺎﺋﻼً: طﺎﺋر ﻣﺷﺎﻏب وﻗدر ﯾﻘﻠب اﻻﺣوال ﻓﯾك وﻗﻠﺑﻲ ﻣﻌﻠﻖ ِ ﯾﺳﺎﻓر ﺣﯾﻧﺎ ﻟﻠﻣﺟﮭول وﯾﻌود ﺣﯾﻧﺎ ﻟﻠﻣﻌﻘول ت ﺗﺳﻛﻧﯾن ﺣدﻗﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾن واﻧ ِ وﯾﺟﻣﻌﻧﻲ ﻓﯾك ﺷﻌﺎع ﺷﻣس ﺑل رﺣﯾﻖ زھرة ﺣﻣراء ﻧﺎﻋﺳﺔ ﻻ ادري ﯾﺎ ﻓؤادي ﻣن ﯾداوﯾك ﻗﻣرك اﻟﺑﻌﯾد ام ﻧظرة ﻣﻧﮭﺎ ﻋﺎﺑرة ام ﺳﺗﺑﻘﻰ ﺗﺟول ﻛﺎﻟﻣﺟﻧون ﺗﺳﺎﺑﻖ ﻛل اﻟﻔﺻول ﻟﺗرﺗوي ﯾوﻣﺎ ً ﻣن ﻓم ﺧﺟول ﻛﻧﮭر ﯾﻌﺑرﻛل اﻟﻣدن واﻻﺳﺎطﯾر آه اﯾﮭﺎ اﻟﻧﮭر ﻻﺗﺣزن ﻓﺎﻟﻘدر ھﻧﺎ اﺑدا ً وﺳﯾﻐﯾر اﻻﺣوال ﻧﻌم ﺳﯾﻘﻠب اﻻﺣوال
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 69
◧◧◧◧◧◧
ﺟﺎء اﺣد اﻟﺣراس اﻟﻰ اﻻﻣﯾر ﺳراج وﻗﺎل ﻟﮫ: ﯾﺳﻌد ﺻﺑﺎﺣك اﯾﮭﺎ اﻻﻣﯾر ،ﯾﺳ ﺗدﻋﯾك ﺳ ﯾدي ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎنﻷﻣر ﻋﺎﺟل! ﻓﻌدل ﺳراج ﺛﯾﺎﺑﮫ وﻟﺑس ﻗﺑﻌﺗ ﮫ وراﻓﻘ ﮫ اﻟﺣ ﺎرس اﻟ ﻰ ﻗﺎﻋ ﺔ اﻟﺿﯾﺎﻓﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﻟﯾﻠﺗﻘﻲ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎن. ﻓﺎﻟﻘﻰ ﺳ راج اﻟﺗﺣﯾ ﺔ ﺑﺎﻧﺣﻧ ﺎءة ﻟﻠﺳ ﻠطﺎن ووﺿ ﻊ ﺳ ﯾﻔﮫ ﻓ ﻲ اﻻرض. ﻓﻘﺎل ﻟ ﮫ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺗﻔﺿ ل اﺟﻠ س ارﯾ دك ﻻﻣ ر ﯾﺳ ﺗﺣﻖ آﺧ ذ رأﯾك ﻓﯾﮫ ﻓرد ﺳراج: اﻟﺳﻣﻊ واﻟطﺎﻋﺔ ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن. ﯾﻌد اﻟﺻﻠﯾﺑﯾون ﺟﯾوﺷﺎ ً ﻟﻠﺗﻘدم اﻟﻰ ﻗﺷﺗﺎﻟﺔ واﻟﻣدن اﻻﺧرى ﻣ نﺑ ﻼد اﻻﻧ دﻟس ،واذا ﻟ م ﻧﺳ رع ﻓ ﻲ اﻟﺗﺄﻛ د ﻣ ن ﺧط ﺗﮭم ،رﺑﻣ ﺎ ﺳ ﯾﻛون ردﻧ ﺎ ﻣﺗ ﺄﺧرا ً وﺳ ﺗﺗﺄﺛر ﻛﺎﻓ ﺔ ﺑﻠ داﻧﻧﺎ ﺑﻣﻌ ﺎرك ﻻﻧﮭﺎﯾ ﺔ ﻟﮭﺎ ،وﻋﻠﯾﻧﺎ اﻋداد اﻟﻌدة ﻟﮭذا اﻻﻣ ر اﻟﺟﻠ ل ،ﻓﻣ ﺎ ھ و رأﯾ ك ان ﺗﻌ د ﺟﯾﺷ ﺎ ً ﯾ ؤﻣن ﺣ دود ﺗﻠ ك اﻟﻣ دن وﺑﻣﻌﺎوﻧ ﺔ ﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﻘﺻر. ﻓﻘﺎل ﺳراج ﺑﻌد ﻟﺣظﺎت ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر: ھل ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻧﻊ ﺗﻘدﻣﮭم وﺗﻔﺎدي ﻧﺷوب ﻣﻌﺎرك ﻣطوﻟﺔ؟ﻓﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺗﻔﺎﺟﺋﺎ ً ﻣن رده: وﻟﻛن ﻛﯾف واﻟوﻗت ﺳﯾدرﻛﻧﺎ ﻻﻣﺣﺎل اﻻ اذا ﻛ ﺎن ﻟ دﯾك ﺧط ﺔ◨◨◨◨◨◨
70
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻋﺎﺟﻠﺔ. ﻓﻘﺎل ﺳراج: ذھﺑ ت اﺣ د اﻻﯾ ﺎم اﻟ ﻰ ﺗﻠ ك اﻟﺑﻠ دان وﺟﻣﻌﺗﻧ ﻲ ﺑﺣﻛ م اﻟﺗﺟ ﺎرةﺻ داﻗﺎت ﻋدﯾ دة وﻣ ن اﻟﻣﻣﻛ ن ان اﻗ وم ﺑﻌ دة ﺟ وﻻت ﺑﺣﻛ م ﺗﺟﺎرﺗﻲ وﻟن ﯾﺷﻛوا ﺑﻲ ﻟﻌدم ﻣﻌرﻓﺔ اي أﺣ ٍد ﺑ ﺄﻧﻲ اﻋﻣ ل ﻓ ﻲ ﻗﺻرك ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن. ﻣﺎ اﺟﻣل ﺗواﺿﻌك ﺑﻘوﻟك اﻧك ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻗﺻري وﻟم ﺗﻘل اﻧ كاﻣﯾر ،ﺣﻘﺎ اﻧﺎ ﺳﻌﯾد ﺑك ،وﻋﻠﻰ ﺑرﻛ ﺔ ﷲ ﺳ ﺑﺣﺎﻧﮫ اﻓﻌ ل اﻟ ذي ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻓﻌﻠﮫ وﻟدﯾك ﻋﺷرة اﯾﺎم ﻻﯾﺟﺎد اﻟﺣل ،واذا ﻟم ﺗﺗوﺻل اﻟ ﻰ ﺷ ﻲء ﻋ د ﻣﺳ رﻋﺎ ً ﻟﻛ ﻲ ﻧﺧط ط ﻓ ﻲ ﻣ ﻧﻌﮭم ﻣ ن ﺣﻛ م اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻧﺎ. اﻟﺳ ﻣﻊ واﻟطﺎﻋ ﺔ ﯾ ﺎ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن وﺳ ﺄﻟﺗزم ﺑ ﺄذن ﷲﺑﺎﻟﻣوﻋد. وﻗ ف ﻣ ﺎرد وھ و ﯾﺗﺄﻣ ل ﻣ ن ﻗﻣ ﺔ اﻟﺟﺑ ل ﻣدﯾﻧ ﺔ ﻣ راﻛش اﻟﺑﻌﯾدة ﺟدا ً ﻋن ﻧﺎظرﯾﮫ وﻻ ﯾﻌﻠ م ﻛﯾ ف ﺗﺳ ﺎرﻋت اﻻﺣ داث ﻋﻠﯾ ﮫ وﻧﻘﻠﺗﮫ ﻣن ﻋﯾش اﻻﻣراء اﻟﻰ ﺧ ﺎدم ﻣﻧﻔ ﻲ ،وﻣوﺟ وع اﻟ رأس ﻣ ن ﻓﻠﺳ ﻔﺔ ﺷ ﯾﺦٍ ﻣﺗﻧﻘ ٍل ﻣ ن ﻣﻛ ﺎن ﻟﻣﻛ ﺎن ﯾﺄﺧ ذه ﻓ ﻲ رﺣﻼﺗ ﮫ اﻟﻣﺗﻌﺑ ﺔ واﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻌس ﺑﮭﺎ داﺋﻣﺎً! اﻗﺗرب اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن ﺑن ﻋرﺑﻲ ﻣن ﻣﺎرد ﻗﺎﺋﻼً ﻟﮫ: ﺳوف ﯾﺣل اﻟﺷ ﺗﺎء وﺗﺗ دﻓﺊ اﻟﻘﻠ وب ،ﻓ ﻼ ﺗﻧظ ر اﻟ ﻰ اﻟﻣﺎﺿ ﻲﻻﻧﮫ ﺳﯾؤرﻗك داﺋﻣﺎ ً ﺑل اﻧظر اﻟﻰ ﻗﻠﺑك وﺳﺗﺗﻘﻠب اﻟﻔﺻول ﻓﯾ ﮫ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 71
◧◧◧◧◧◧
ﻟﻌﻠﮫ ﺳﯾﺟد اﻟﻔﺻل اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﯾﺣل ﻓﯾ ﮫ ط وﯾﻼً .ﻟ دﯾﻧﺎ ﺑ ﺄذن ﷲ ﺳ ﺑﺣﺎﻧﮫ رﺣﻠ ﺔ اﻟ ﻰ اﻟﺷ ﻣﺎل ﻻﻟﺗﻘ ﻲ ﺑﺄﺣ د اﻟﺷ ﯾوخ اﻻﻓﺎﺿ ل وﻟﻧﺄﺧذ ﻣﻌﻧﺎ ﯾﺎﺑﻧﻲ ﺑﻌض ﻣﺎرزﻗﻧﺎ اﻟرﺣﻣن ﺑﮫ. ﺗ ذﻛر ﺳ راج ﺑ ﺄن ﻋﻠﯾ ﮫ ﻗﺑ ل اﻟرﺣﯾ ل اﻟ ﻰ ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ اﺣ دى ﻣ دن اﻻﻧ دﻟس ان ﯾﻣ ر ﻋﻠ ﻰ ﻗرﯾﺗ ﮫ وﯾﺳ ﻠم وﯾطﻣ ﺋن ﻋﻠ ﯾﮭم، ﻓﺄﺳﺗﻘﺑﻠﮫ اھل اﻟﻘرﯾﺔ ﺑﺣﻔﺎوة وﺷوق وﺟﻠس ﻣﻌﮭ م ﻟﯾﺣ دﺛﮭم ﻋ ن اﻟﻘﺻ ر واﻟﺗ درﯾﺑﺎت اﻟﻌدﯾ دة اﻟﺗ ﻲ ﯾﺗﻠﻘﺎھ ﺎ ﻣ ن ﻓﻧ ون اﻟﻣﺑ ﺎرزة واﻟﺧطﺎﺑ ﺔ وادارة ﺷ ؤون اﻟﺟ ﯾش واﻟﻠﻘ ﺎء ﺑﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻟﺗﻌﻠم اﻟﺣﻛﻣﺔ واﻟﺗروي ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ أي أﻣر ،وھو ﺳﻌﯾد ﺑﺄﻧ ﮫ ﯾﺑ ذل ﺟﮭده ﻟﯾﻘدم ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻘدﯾﻣ ﮫ ﺑﻣ ﺎ ﯾطﻠ ب ﻣﻧ ﮫ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،وﯾﺣ ن ﻛﺛﯾرا ً اﻟﻰ اﻟﺻﯾد وﺣﯾﺎة اﻟﻘرﯾ ﺔ اﻟﻣﻔﻌﻣ ﺔ ﺑﺎﻟ دفء ﺑﻧﺎﺳ ﮭﺎ وطﯾ ب اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺎت اﻟﺳﻣر اﻟﻠﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻘﺿﯾﮭﺎ ﻣﻌﮭم. ﻗﺿﻰ ﻟﯾﻠﺔ ﺟﻣﯾﻠ ﺔ ﻣ ﻊ أھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ وأﺧ ذ ﺑﻌ ض اﻻﻏ راض اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔﻌﮫ ﺑﺎﻟﺳ ﻔر ،وﺑ دون اﺧﺑ ﺎر أﺣ د ﺑﺄﻧ ﮫ ﺳ ﯾﻐﺎدر اﻟ ﻰ ﻗﺷﺗﺎﻟﺔ ﻟﺳرﯾﺔ اﻟﻣﮭﻣﺔ ،ﻓﺳﻠم ﻋﻠﯾﮭم ودﻋوا ﻟﮫ ﺑﻘﺿﺎء أﻣره. ﻛﺎﻧت اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧ ﺎر ﺗراﻗ ب ﻧﻣ و ﺑﻌ ض اﻻﺷ ﺟﺎر اﻟﻣﺛﻣ رة ﻻﻗﺗراب اﻟﺷ ﺗﺎء ﻛﺎﻟﺑرﺗﻘ ﺎل واﻟﻠﯾﻣ ون وﺟﻣﯾ ﻊ اﻻﺷ ﺟﺎر اﻟﺣﻣﺿ ﯾﺔ اﻻﺧ رى ،واﻣﻛﺎﻧﯾ ﺔ ﺟﻧﯾﮭ ﺎ وﺗوزﯾﻌﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ اھ ل اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ واﻟﻘ رى اﻟﻘرﯾﺑ ﺔ ﻻھﻣﯾﺗﮭ ﺎ اﻟﺻ ﺣﯾﺔ ،رﻏ م وﺟ ود ﻣ ن ﯾﮭ ﺗم ﺑﺎﻟﺣ داﺋﻖ واﺷ ﺟﺎر اﻟﻘﺻ ر اﻻ ان اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﺗﺷ ﻌر ﺑﺎﻻطﻣﺋﻧ ﺎن اﻛﺛ ر ◨◨◨◨◨◨
72
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﺣ ﯾن ﺗﺷ رف ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺑﻧﻔﺳ ﮭﺎ ،وﻋﻧ دﻣﺎ ﻛﺎﻧ ت ﺗﻘﺗ رب ﻣ ن اﺣ دى اﻻﺷﺟﺎر اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﻟﻠطرﯾﻖ اﻟﻣؤدي اﻟﻰ ﺑواﺑﺔ اﻟﻘﺻر ،رأت اﻻﻣﯾ ر ﺳ راج واﻟ ذي ﻋرﻓ ت ﺑﺄﻧ ﮫ ھ و ﻣ ن اﻧﻘ ذ واﻟ دھﺎ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،ﺣﯾ ث ﻛﺎﻧت ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻠﻘﺎه ﺗﺷﻌر ﻧﺣوه ﺑﺷﻲء ﻏرﯾب ﻻﺗﻌ رف ﺗﻔﺳ ﯾره ،ﻓﻘ د ﻛﺎن ﺳراج ﯾﻣر ﻣﺳرﻋﺎ ً ﻟﯾﺄﺧ ذ ﻋﺑ ﺎءة ﻟﺗﻐﯾﯾ ر ﻣظﮭ ره ﻣ ن ﻏرﻓﺗ ﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر واﻟﺗﻲ ﺳ ﺗﻔﯾده ﺑﺎﻟﺳ ﻔر ،ﻓﺗوﻗ ف ﺑرھ ﺔ ﻻﻧ ﮫ ﺷ ﻌر ﺑﻘﻠﺑ ﮫ ﯾﺳرع ﻓﻲ اﻟﻧﺑض ﻟرؤﯾﺗﮫ اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر وھﻲ ﺗﻧظر اﻟﯾ ﮫ ،ﻓﺎﻟﺗﻔ ت اﻟﯾﮭﺎ واﻧﺣﻧﻰ اﻟﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﺳﻼم واﻻﺣﺗرام ،ﻓﺄﺑﺗﺳﻣت ﻟﮫ وﻗﺎﻟت: ﺷﻛرا ً ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﻲء اﯾﮭﺎ اﻻﻣﯾر ﺳراج. ﺳﺎﺑﻘﻰ ﺧﺎدﻣﻛم ﺳﯾدﺗﻲ.وﻗف ﺳراج ﯾﻧظر اﻟﯾﮭﺎ ﺑﻧظرات ﺗﻘول ﻟﮭ ﺎ ﻛ ل اﺣﺎدﯾ ث اﻟﺷ وق اﻟﺗ ﻲ ﻻ ﯾﺳ ﺗطﻊ ﻗوﻟﮭ ﺎ ﻟﻣﻛﺎﻧﺗﮭ ﺎ واﻣﺎﻧﺗ ﮫ اﻟﺗ ﻲ أاﺗﻣﻧﮭ ﺎ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺻر. ﻓﻐﺎدر ﺳراج ﻣﺳ رﻋﺎ ً اﻟ ﻰ ﻏرﻓﺗ ﮫ واﺧ ذ اﻟﻌﺑ ﺎءة وﺑﻌ ض اﻟطﻌﺎم واﻟﻣﺎء ﻟﻛﻲ ﯾﺳد ﺟوﻋ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﺳ ﻔر اﻟ ﻰ ﺑ ﻼد اﻻﻧ دﻟس، وأﺧ ذ ﺣﺻ ﺎﻧﮫ اﻻﺳ ود ذو اﻟﻌﻼﻣ ﺔ ﺑﯾﺿ ﺎء ﻓ ﻲ رأﺳ ﮫ ،ﺣﯾ ث ﺗ درب ﻋﻠﯾ ﮫ ﻣﻧ ذ ﻣ دة وﺟﯾ زة ﺑﻌ د ان ﻧظﻔ ﮫ ﺑﻧﻔﺳ ﮫ ﺑرﻓ ﻖ ﻣ ن رأﺳﮫ اﻟﻰ اﻗداﻣﮫ ،وﺗﺄﻛد ﻣن ﺣدواﺗ ﮫ وﻗوﺗﮭ ﺎ وراﺣ ﺔ اﻟﺣﺻ ﺎن ﺑﮭﺎ ،واﻧطﻠﻖ ﻣﺗوﻛﻼ ً ﻋﻠﻰ ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﮭﻣﺔ. ﻛﺎﻧت ﺑﻼد اﻻﻧ دﻟس اﻟﺗ ﻲ ﻓﺗﺣﮭ ﺎ اﻟﻣﺳ ﻠﻣون ﻣﮭ ددة ﻣ ن ﻗﺑ ل اﻻطﻣﺎع اﻟﺑرﺗﻐﺎﻟﯾ ﺔ وﺑﻣﺳ ﺎﻧدة اﻟﺻ ﻠﯾﺑﯾن ﻟﻐ رض اﻟﺳ ﯾطرة ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 73
◧◧◧◧◧◧
وﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺳراج ان ﯾﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﺧطﺔ اﻟﻣﻌدة ﻣن ﻗﺑﻠﮭم ﻟﻛ ﻲ ﯾﻌﻠ م اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻌﻘوب اﻟﻣوﺣدي ﺑﺎﻷﻣر. وﺻل ﺳراج اﻟ ﻰ ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ اﺣ دى ﻣ دن اﻻﻧ دﻟس اﻟﺟﻣﯾﻠ ﺔ، ﻓﻣ ر ﻋﻠ ﻰ اﺣ د اﺻ دﻗﺎﺋﮫ اﻟﺗﺟ ﺎر اﻟﻛﺑ ﺎر )ﺳ ﯾراق ﻛ ﺎر( ﺣ ﺎﻣﻼ ً ﻣﻌﮫ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﺑﺎﻟواﻧﮭﺎ وﻧﻘوﺷ ﺎﺗﮭﺎ اﻟزھرﯾ ﺔ، واﺛﻧﺎء اﻟﺣدﯾث ﺳﺄﻟﮫ ﺳراج: ھ ل ﻣ ن اﻟﻣﻣﻛ ن ان اﺑﯾ ﻊ اﻟﻣﻧﺳ وﺟﺎت ﻟ ﺑﻌض اﻟﺗﺟ ﺎراﻻﻓ رﻧﺟﯾﯾن ﻟﻛ ﻲ ﺗﺄﺧ ذ ﺻ ﯾﺗﺎ ً ﺣﺳ ﻧﺎ ً وﯾﺷ ﺗﮭر اﺳ م ﻗرﯾﺗ ﻲ اﻟﺻﻐﯾرة )ﻣﻧﺑﻊ رأس اﻟﻣﺎء( ﻓﻲ اﻛﺛر ﻋدد ﻣن اﻟﺑﻠدان؟ ﻧﻌم ،ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻟدﯾﻧﺎ ﻟﻘﺎء ﻧﺣن اﻟﺗﺟﺎر ﻓ ﻲ اﺣ دى اﻻﺳ واق ﻋﻧ دﻣﻘﮭﻰ )اﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة( ﺑﻌد ﯾوﻣﯾن ﺑﺎذن ﷲ ،وﯾﻣﻛن ان ﺗﺣﺿر واھ ﻼ وﺳ ﮭﻼ ﺑ ك ،واﺗﺷ رف ان اﻋرﻓ ك ﻋﻠ ﻰ ﻋﻣﯾ د اﻟﺗﺟ ﺎر )ﺳ ﺎﯾر ﻋﻣ ران( واﻟ ذي ﺳ ﯾﻌﺟب ﺑﺷﺧﺻ ﯾﺗك ﺑﻛ ل ﺗﺄﻛﯾد. اﺑﺗﺳم ﺳراج ﻣﻌﺑرا ً ﻟﮫ ﻋن اﻣﺗﻧﺎﻧﮫ ،وﻗﺎل ﻟﮫ: اذن ﻧﻠﺗﻘﻲ ﺑﻌد ﯾ وﻣﯾن ﺑ ﺄذن ﷲ وﻟ ﻲ اﻟﺷ رف ﺑﺣﺿ ور ﺗﺟﻣﻌﻛ مھذا. ﻓﺧرج ﺳراج ﻣن دار ﺻدﯾﻘﮫ اﻟﺗﺎﺟر وھو ﯾﺣﺳب اﯾﺎﻣﮫ اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣدﺗﮭﺎ ﻋﺷرة اﯾﺎم وﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﺟد ﺷﯾﺋﺎ ً اﺧر ﺑ دﯾﻼ ً اذا ﻟم ﺗﻧﺟﺢ ﻓﻛرة ﺣﺿور ﻟﻘﺎء اﻟﺗﺟﺎر ،رﺑﻣﺎ ﺳﯾﺗطﻠب وﻗﺗﺎ ً اطول ◨◨◨◨◨◨
74
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
وﻟﻛ ن ﻻ ﺿ ﯾر ﻓ ﻲ اﻟﺣﺿ ور واﯾﺟ ﺎد اﻣ ر آﺧ ر ،وھ و ﻓ ﻲ اﻟطرﯾﻖ رآى ﻣﺎرد وھو ﺑﺛﯾﺎب ﺑﺳﯾطﺔ! وﻣﻌﮫ ﺷ ﯾﺦ ﻛﺑﯾ ر ﻓ ﻲ اﻟﺳن وﻟﻛن وﺟﮭﮫ ﻣﺷرق ﻣﺣب ﯾدﺧل اﻟﻘﻠب. اﺣﺗﺎر ﺳراج ﺑرھﺔ ،وﺷ ﻌر ﺑﺄﻧﮭ ﺎ اﺷ ﺎرة ﻟﮭ ذا اﻟﺣ ل اﻟﺑ دﯾل ﻷﻣره ،ﻓﺄﻗﺗرب ﻣن اﻟﺷﯾﺦ )ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن ﺑن ﻋرﺑﻲ( ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: ﯾ ﺎ ﺷ ﯾﺧﻧﺎ اﻟﺟﻠﯾ ل ﻟﻘ د اﺿ ﻌت أﻣ ري ﻓﮭ ل ﺗ دﻟﻧﻲ ﺑﺣﻛﻣﺗ كوﻋﻠﻣك؟ ﻓﻧظر اﻟﯾﮫ اﻟﺷﯾﺦ وأﺑﺗﺳم وﻗﺎل ﻟﮫ: ھﻧﺎك اﻣران ﻟدﯾك ﯾﺎﺑﻧﻲ وﻟﯾس اﻣرا ً واﺣدا ً ،ﻓﻲ ﻓﻛرك ﺷﺄنﻛﺑﯾر وﻓﻲ ﻗﻠﺑك طﻣوح ﻛﺑﯾر! وﻛﻼھﻣﺎ ﯾﺟﻣﻌﮭﻣ ﺎ اﺧﻼﺻ ك اﻟﻧ ﺎدر واﻟﻌظ ﯾم .وﻋﻠﯾ ك ان ﺗراﻓﻘﻧ ﻲ ﻟﻛ ﻲ ﺗﺟ د ﺿ ﺎﻟﺗك اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،اﻣﺎ ﻣ ﺎ ﯾﻔﻘﮭ ﮫ ﻗﻠﺑ ك ﻓﯾﺣﺗ ﺎج ﻟ ﮫ زﻣ ن .وﺗﻌ رف ﻋﻠ ﻰ اﺧوك ﻣﺎرد ﻓﮭو ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻰ رﻓﻘﺗك ﻓﻘد ﻣل ﻣﻧﻲ ﻣﻊ )ﻗﮭﻘﮭﺔ(. ﻗﺎل ﺳراج ﻟﻠﺷﯾﺦ اﻟﺟﻠﯾل: اﺗﺷ رف ﯾﺎﺷ ﯾﺧﻧﺎ اﻟﻛ رﯾم ﺑرﻓﻘﺗ ك ورﻓﻘ ﺔ اﺧ ﻲ ﻣ ﺎرد)وﯾﺧﻔﻲ اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﺑداﺧﻠﮫ( ﻻﻧ ﮫ ﻣ ﺎرد ﻻﯾﻌ رف ﺑ ﺎن ﺳ راج ھو ﻣن ﻛﺷف ﺧﯾﺎﻧﺗﮫ! ﻗﺎم ﺳﺎﺑﻘﺎ ً ﻣﻠك اﻟﺑرﺗﻐﺎل )ﺳﺎﻧﺷ و اﻻول( ﺑﻐ زو ﻣدﯾﻧ ﺔ ﺷ ﻠب اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘوات اﻟﺻ ﻠﯾﺑﯾﺔ وﻛ ﺎن ذﻟ ك ﻓ ﻲ ﻋ ﺎم 1191م وﻋﻧدﻣﺎ ﻋﻠ م اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟﻣوﺣ دي ﺟﮭ ز ﺟﯾﺷ ﮫ وﻋﺑ ر اﻟﺑﺣ ر ﻟ ﺑﻼد اﻻﻧدﻟس وﺣﺎﺻرھﺎ واﻟﻘﻰ اﻟرﻋب ﻓ ﻲ ﻣﻠ وك اﯾﺑﯾرﯾ ﺎ وﻣ ن ﺑﯾ ﻧﮭم ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 75
◧◧◧◧◧◧
اﻟﻔوﻧﺳ و ﻣﻠ ك ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ اﻟ ذي طﻠ ب ﻣ ن اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟﮭدﻧ ﺔ واﻟﺻ ﻠﺢ ﻓﮭﺎدﻧﮫ 5ﺳﻧﯾن. ﯾش وﻟﻣ ﺎ اﻧﻘﺿ ت اﻟﮭدﻧ ﺔ ﺧط ط اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳ و ﺑﺄرﺳ ﺎل ﺟ ٍ اﻟﻰ ﺑﻼد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟﻐرض اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﮭﺎ واﻋﺎدة اﻟﻣد اﻟﺻﻠﯾﺑﻲ. دﺧ ل ﺷ ﺧص ﻣﻠﺗﺣ ﻲ ﯾﺣﻣ ل ﻓ ﻲ ﯾ ده ﺻ ﻧدوﻗﺎ ً ﻛﺑﯾ را ً اﻟ ﻰ ﻣﻘﮭ ﻰ ﺻ ﻐﯾر اﺳ ﻣﮫ )رﺳ ﺎﺋل( ﻣﻠﺻ ﻖ ﻋﻠ ﻰ ﺟدراﻧ ﮫ آﺛ ﺎر ﻣدﯾﻧ ﺔ طﻠﯾطﻠ ﺔ وﺑﯾوﺗﮭ ﺎ اﻟﻌﺗﯾﻘ ﺔ ﻣ ﻊ أﻧ ﺎرة ﺧﺎﻓﺗ ﺔ ﻓ ﻲ ارﻛﺎﻧ ﮫ ،وﯾﺧ دﻣﮭﺎ رﺟل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺳن ﻣﻊ اﺑﻧﺗﮫ )ﺳﺎرة( ذات اﻟﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎ ً. ﻓﺟﻠ س ھ ذا اﻟﺷ ﺧص وطﻠ ب اﻟﻘﮭ وة وارﺗﺷ ﻔﮭﺎ وﺗ رك اﻟﺻﻧدوق ﺗﺣت اﻟطﺎوﻟﺔ وﺧ رج .اﺧ ذت ﺳ ﺎرة اﻟﺻ ﻧدوق وﻛﺄﻧﮭ ﺎ ﻣﻌﺗﺎدة ﻋﻠﻰ ھذا اﻻﻣر وادﺧﻠﺗ ﮫ ﻓ ﻲ ﻣﺧ زن اﻟﻣﻘﮭ ﻰ اﻟ ذي ﯾﺣ وي ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﯾن ﺻﻧدوﻗﺎ ً ﻣﺛﻠﮫ ،وﻗﺎﻟت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ )ﺑﺗﻧﮭﯾدة(: ﻣﺗﻰ ﯾﺣﯾن اﻋﺎدة ﻣﻣﻠﻛﺗﻧﺎ اﻟﻰ اھﻠﮭﺎ وﻧﺧرج اﻟرﻋﺎع اﻟﻘﺗﻠﺔ!ﻛ ﺎن اﻻﻣﯾ ر ﺳ راج ﯾﺟﻠ س ﻣ ﻊ اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ وﺧﺎدﻣ ﮫ ﻣ ﺎرد ﻓ ﻲ ﻣﺟﻠ س ﻛﺑﯾ ر ﯾﺟﻣ ﻊ ﻋ دة ﺷ ﯾوخ ﻓ ﻲ ﻣدﯾﻧ ﺔ ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ ﻣ ﻊ ﺗﻼﻣﯾذھم اﻟﻣﺧﻠﺻﯾن. ﻓﻘﺎل اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ: ﻗﻠوﺑﻧﺎ ﺗ َﺳﻠم وﺗطﻠب اﻟﻧور اﻻﺑدي ﻣ ن ﺧ ﺎﻟﻖ اﻟوﺟ ود واﻻﻛ وانواﻟ ذي اﻛﺗﻣ ل ﺑﻧﻘط ﺔ اﻟﻧ ون اﻟﻣﺻ طﻔﻰ ﷴ )ﷺ( ،وﺑﻌ د ان رددوا اﻟﺟﻣﻊ اﻟﺻﻼة ﻋﻠﻰ رﺳول ﷲ اﺳﺗرﺳل ﻗﺎﺋﻼً: ◨◨◨◨◨◨
76
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﯾﻌرﻓون ﺑﺄﻧﻔﺳ ﮭم ،وﻓ ﻲ اﺷ ﺎرة اﻟ ﻰ ﺳ راج ﻣﻌﻧ ﺎ اﺧ وة ﺳ ّﺑﺎﻟﺗﺣدث. ﺗﻔ ﺎﺟﺊ ﺳ راج وھ و ﯾ رى اﻟﺟﻣﯾ ﻊ ﯾﻧظ ر اﻟﯾ ﮫ ﺑﺄﻧﺗظ ﺎر اﻟﺗﻌرﯾ ف ﻋ ن ﻧﻔﺳ ﮫ ،وﺣ ﺎول اﻟﺗرﻛﯾ ز ﻋﻠ ﻰ اﻓﻛ ﺎره ﺑﻣ ﺎذا ﺳﯾﺧﺑرھم؟ ﻻﻧﮫ ﻋﻠﯾﮫ ان ﻻ ﯾﻛ ذب اﻣ ﺎم ھ ؤﻻء اﻟرﺟ ﺎل اﻻﻓﺎﺿ ل وﻣن ﺟﮭﺔ اﺧرى ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟوﺛوق وﻣﺎ رد ﻣوﺟود ﺑﯾﻧﮭم ،ﻓﻘﺎل: اﻟﺳ ﻼم ﻋﻠ ﯾﻛم ورﺣﻣ ﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗ ﮫ ،اﻧ ﻲ ﻋﺑ د ﻣ ن ﻋﺑ ﺎد ﷲﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ،اﺳﻣﻲ ﺳراج اﺗﺟ ول ﺑ ﺄرض ﷲ اﻟواﺳ ﻌﺔ ﻻﺳﺗﺳ ﻘﺎء اﻟﻌﻠ م واﻟوﺻ ول اﻟ ﻰ ﺳ ﻌﺎدة اﻟﻘﻠ ب ﺑﻌﺷ ﻖ اﻟﺧ ﺎﻟﻖ ،وﻟ ﻲ اﻟﺷرف ان اﻛون ﺣﺎﺿرا ً ﺑﯾﻧﻛم وﺳﻌﯾدا ً ان ﻗﺑﻠﺗﻣوﻧﻲ ﻛﺄخ ﻟﻛم ﯾﺎ اﺧوﺗﻲ ﻓﻲ ﷲ. ﻓر ﱠد اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠﯾ ﮫ ﺑﺎﻟﺳ ﻼم ووﺿ ﻌوا اﯾ دﯾﮭم ﻋﻠ ﻰ ﺻ درھم ﻛﺄﺷﺎرة ﻟﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺣﯾب ﺑﮫ. ﻓﻧظ ر اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎرد ﻟﯾﻛ ون دوره ﻓ ﻲ اﻟﺗﻌرﯾف ﻋن ﻧﻔﺳﮫ. اﺻﺎﺑﺗﮫ ﻣ ﺎرد ﻛﺣ ﺔ ﺧﻔﯾﻔ ﺔ ﻟﺗ ردده ﻓ ﻲ اﻻﺟﺎﺑ ﺔ وﺑﻌ د ﺑرھ ﺔ ﻗﺎل: اﻟﺳ ﻼم ﻋﻠ ﯾﻛم اﻧ ﺎ اﻻﻣﯾ ر ﻣ ﺎرد ،وﻻ اﻋ رف ﻟﻣ ﺎذا اﻧ ﺎ ھﻧ ﺎ!وﻟﻛ ن اﻟﻘ در وﺿ ﻌﻧﻲ ﻣﻌﻛ م دون ارادﺗ ﻲ ،وﻋﻠ ﻲ ان اﺗﺣﻣ ل ھذا اﻟﻘدر اﻟﻌﺟﯾب ،وﯾﺷرﻓﻧﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻛم. رد اﻟﺟﻣ ﻊ ﻋﻠﯾ ﮫ ﺑﺎﻟﺳ ﻼم ،ووﺿ ﻌوا اﯾ دﯾﮭم ﻋﻠ ﻰ ﺻ درھم◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 77
◧◧◧◧◧◧
ﻟﻠﺗرﺣﯾب. ﻓﺄﺑﺗﺳم اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ وﻗﺎل ﻟﮭم: ﻻ ﺗﺗﺷﺎﺑﮫ اﻟﻘﻠوب وﻟو ﺗﺷﺎﺑﮭت ﻻﻧﺗﻔﻰ وﺟودﻧﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون،ﻓ ﺎﻻﺧﺗﻼف ﯾﺷ ﺣذ اﻟﮭﻣ م وﺗﺗﮭ ذب اﻟﻧﻔ وس وﺗﻌ رف ﺳ رھﺎ وﻧﺟواھﺎ ﻣن ﻧور اﻟوﺟود ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ. واﺳﺗرﺳل ﻗﺎﺋﻼً: اﺣ س ان اﻣ را ً ﺳﯾﺻ ﯾب اﻟ ﺑﻼد وﻻﺑ د ﻣ ن اﻟﺗﺳ ﺑﯾﺢ ﻟﺗﮭ دأاﻟﻧﻔوس ﻣن ﺧﻼﻟﻛم ﯾﺎ اﯾﮭﺎ اﻻﺧوة. واﺛﻧﺎء ﺗﻼوة اﻟﺗﺳﺎﺑﯾﺢ اﻟﻧوراﻧﯾﺔ ،ﻻﺣظ ﺳراج ان ھﻧﺎك ﺑﯾن اﻟﺗﻼﻣﯾ ذ ﻓ ﻲ اﻟﻣﺟﻠ س رﺟ ل ﻣﻠﺗﺣ ﻲ وﻣﻼﻣﺣ ﮫ ﻏرﯾﺑ ﺔ وﺟﺳ ﻣﮫ ﺿ ﺧم وﻋﯾﻧ ﺎه ﺗﻠوﺣ ﺎن ﺑﺎﻟﺷ ر وﯾﺣ رك ﺷ ﻔﺎﯾﻔﮫ وﻟﻛ ن ﻻﯾﻧط ﻖ ﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﺳﺎﺑﯾﺢ ﻣﻊ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،ﻓﺄﺣس ﺳ راج ﺑﺷ ﻲء ﻣ ﺎ وراء ھ ذا اﻟرﺟل وﻗرر ان ﯾﻼﺣﻘﮫ ﻟﯾﻌرف ﺳره وﯾﻘطﻊ اﻟﺷك ﺑﺎﻟﯾﻘﯾن!. اﺳﺗدﻋﻰ اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو اﻟﺛﺎﻣن رﺋ ﯾس اﻟﺟ ﯾش ﻟﯾﻌﻠﻣ ﮫ ﺑ ﺄن ﻋﻠﯾ ﮫ ارﺳ ﺎل رﺳ ﺎﻟﺗﯾن اﺣ دھﻣﺎ اﻟ ﻰ ﺻ دﯾﻘﮭم ﻓ ﻲ ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ ﯾﻌﻠﻣ ﮫ ﻓﯾﮭ ﺎ ﺑﺎﻻﺳ راع ﻓ ﻲ ﺗوزﯾ ﻊ اﻟﺻ ﻧﺎدﯾﻖ اﻟﻣﻠﯾﺋ ﺔ ﺑﺎﻻﺳ ﻠﺣﺔ ﻟﻘ رب ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﮭﺟوم واﻟﺗوھﯾم ﺑﺄن ﺑدء اﻟﮭﺟوم ﺳﯾﻛون ﻣن ﻗﺷﺗﺎﻟﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻛ ﺎن ﯾﺑﻌ د ﻣﺳ ﯾرة ﯾ وﻣﯾن ﻋ ن ﻋﺎﺻ ﻣﺔ ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ )طﻠﯾطﻠﺔ( وھﻲ ﻗﻠﻌﺔ اﻻرك!. واﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻻﺧ رى اﻟ ﻰ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾﻌﻘ وب اﻟﻣوﺣ دي ،ﺗﺷ ﯾر ◨◨◨◨◨◨
78
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻓﯾﮭﺎ وﺑﻠﻐﺔ ﺗﮭدﯾد اﻟﻰ اﻧﮭﺎء اﻟوﺟود اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد وھذا ﺑﻌ د ﻣﺎوﺻل ﻗﺑﻠﮫ ﻣن اﺧﺑﺎر ﻋن ﻗﯾﺎم اﺗﺑﺎع اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو ﺑﺣﻣﻠﺔ ﻧﮭب وﺗﺧوﯾف ﻋﻠﻰ ﺑﯾوت اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻋدد ﻣن ﻣ دن اﻻﻧ دﻟس واﻟﺗ ﻲ ﻛﺎﻧ ت ﺗﺣ ت ﺣﻛ م اﻟﻣوﺣ دﯾن وﻋ ﺎﺛوا ﻓﯾﮭ ﺎ اﻟﻔﺳ ﺎد ،وﻛﺎﻧ ت ھ ذه اﻟﺣﻣﻠ ﺔ اﺳ ﺗﻔزازﯾﺔ ،وﻗ د اﻏﺿ ﺑت اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾﻌﻘ وب اﻟﻣوﺣدي ،ﻓﻠﻣﺎ ﻗرأ اﻟﺧطﺎب ﻛﺗ ب ﻋﻠ ﻰ ظﮭ ر رﻗﻌ ﺔ ﻣﻧ ﮫ )ارﺟ ﻊ اﻟﯾﮭم ﻓﻠﻧﺄﺗﯾﻧﮭم ﺑﺟﻧود ﻻ ﻗﺑل ﻟﮭ م ﺑﮭ ﺎ وﻟﻧﺧ رﺟﻧﮭم ﻣﻧﮭ ﺎ اذﻟ ﺔ وھ م ﺻﺎﻏرون اﻟﺟواب ﻣﺎ ﺗرى ﻻ ﻣﺎ ﺗﺳﻣﻊ(. وﺑﻌد اﻧﺗﮭ ﺎء اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ ﻣ ن اﻟ ﺗﻼوات واﻟﺗﺳ ﺑﯾﺣﺎت وﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻣﻊ ﺷﯾوخ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺗطرﻗ وا اﻟ ﻰ ﻋ دم اﻻﺳ ﺗﻘرار ﻓ ﻲ اﻟ ﺑﻼد ھ ذه اﻟﻔﺗ رة وﻋﻠ ﯾﮭم ﺗﻧﺑﯾ ﮫ اﻟﻧ ﺎس اﻟ ﻰ ﺗوﺧﻲ اﻟﺣذر ﻣن ﻧﺷوب ﻣﻌرﻛﺔ ،رﺑﻣﺎ ﻗد ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣﯾ ﺎة اﻟﻧ ﺎس اﻵﻣﻧ ﺔ ،ﻛ ﺎن ﺳ راج ﯾراﻗ ب اﻟرﺟ ل اﻟﻣﻠﺗﺣ ﻲ وﻟﻛ ن ﻣ ن دون ان ﯾﺣﺳﺳﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻧﺗﺑ ﮫ ﻋﻠﯾ ﮫ ،ﻓﻌﻧ د اﻧﺗﮭ ﺎء اﻟﺟﻠﺳ ﺔ ﻣ ﻊ ﺑﻘ ﺎء ﻋ دد ﻣ ن اﻟﺗﻼﻣﯾ ذ ﻟﻠﺻ ﻼة واﻟدراﺳ ﺔ ﺧ رج اﻻﺧ رون ﻣ ن ﺑﯾ ﻧﮭم اﻟرﺟ ل اﻟﻣﻠﺗﺣ ﻲ واﺳ ﺗﺄذن ﺳ راج اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ وﺷ ﻛره ﻋﻠ ﻰ ﻗﺑ ول ﻣراﻓﻘﺗﮫ اﻟطﯾﺑﺔ. ﻛﺎﻧ ت ﺷ وارع ﻣدﯾﻧ ﺔ طﻠﯾطﻠ ﺔ داﻓﺋ ﺔ ﺑﺎﻧوارھ ﺎ وارﺿ ﯾﺗﮭﺎ اﻟﺻ ﺧرﯾﺔ ﺗﻠﻣ ﻊ ﺑﻌ د ھط ول زﺧ ﺎت ﻣ ن اﻟﻣط ر ،ووﻗ ﻊ ﺧط وات ﺳراج اﻟﺣذرة واﻟﺑطﯾﺋﺔ اﺣﯾﺎﻧﺎ ً واﻟﻣﺳرﻋﺔ اﺣﯾﺎﻧﺎ ً اﺧرى وھو ﯾﺗﺑﻊ ﺧط وات اﻟرﺟ ل اﻟﻣﻠﺗﺣ ﻲ اﻟﻣﻧﺣﻧ ﻲ ﻗﻠ ﯾﻼً ﻓ ﻲ ﻣﺷ ﯾﺗﮫ ،وﺑﻌ د ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 79
◧◧◧◧◧◧
ﻣﺎﯾﻘ ﺎرب رﺑ ﻊ ﺳ ﺎﻋﺔ ﻣ ن اﻟﺗﺗﺑ ﻊ ،ﺗوﻗ ف ﺑرھ ﺔ اﻟرﺟ ل اﻟﻣﻠﺗﺣ ﻲ ﯾﻧظ ر ﯾﻣﯾﻧ ﺎ ً وﯾﺳ ﺎرا ً ﻓﺳ ﺎرع ﺳ راج ﺑ ﺎﻟﺗﺧﻔﻲ ﻓ ﻲ اﺣ دى اﻻزﻗ ﺔ وﯾﻧظر ﻣن ﺑﻌﯾد ﻧﺣوه ،وﺷﻌر ﺑﺄن ھذا اﻟرﺟل ﯾﻧﺗظر اﺣداً ،ﻓرأى ﺷﺧﺻ ﺎ ً ﯾﺳ ﻠﻣﮫ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻣ ﻊ ﺑﻌ ض ﻛﻠﻣ ﺎت ﺗﺧ رج ﻣ ن ﻓﻣ ﮫ ﻟ ﮫ واﺧﺗﻔ ﻰ .ﻓﺄﺳ رع ﺳ راج ﻟﯾﻛﻣ ل ﺗﺗﺑﻌ ﮫ ،وﺑﻌ د ﺑرھ ﺔ دﺧ ل اﻟرﺟ ل اﻟﻣﻠﺗﺣ ﻲ ﻣﺑﻧ ﻰ ﻗ دﯾﻣﺎ ً وﺑﺎﺑ ﮫ اﻟرﺋﯾﺳ ﺔ ﻣﺻ ﻧوﻋﺔ ﻣ ن اﻟﺧﺷ ب اﻟﻣﻛﺗ وب ﻋﻠﯾ ﮫ ﺣ روف وﻛﻠﻣ ﺎت ﺑﺷ ﻛل ﻣﺑﻌﺛ ر ،ﻓﺻ ﻌد ﺳ راج اﻟﺳﻠم ﺑﻌد ﻣﺿﻲ دﻗﯾﻘﺗﯾن ﻣ ن دﺧ ول اﻟرﺟ ل اﻟﻣﻠﺗﺣ ﻲ ،ﻓ ﺄﺣس ان اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻏﯾر ﻣﺳﻛون ،ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﺣ ذر ﺑ ﺎﻟﻣﻛوث ﺑﻌﯾ دا ً ﻋ ن اﻟﻣﺑﻧ ﻰ ﯾﺗرﻗب اي ﻏرﻓﺔ ﻣن اﻟﻐرف ﺳﯾﺿﻲء ﻧورھﺎ؟! ﻓﺷ ﺎھد ﺳ راج اﻟﻐرﻓ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟط ﺎﺑﻖ اﻟراﺑ ﻊ ﻗﺑ ل اﻻﺧﯾ ر ﻣ ن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﯾﻣﻧﻰ ﻧورا ً ﺧﺎﻓﺗﺎ ً ﯾظﮭر ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻌرف ﻣﻛﺎن ﻏرﻓﺗﮫ! ﻛﺎﻧ ت اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﺗﺳ ﺗﻌد ﻟﺣﺿ ور ﻣﺟﻠ س ﻟ وﻻة اﻻﻣ ر ﻓ ﻲ ﻣدﯾﻧ ﺔ اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ ،رﻏ م ﺗﺣ ذﯾر اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾﻌﻘ وب اﻟﻣوﺣ دي ﻟﮭ ﺎ ﻻﻧﮫ ﯾﺳﺗﻌد ﻻﻋداد ﺟﯾش ووﺿﻊ ﺧطﺔ ھﺟوم واﺳ ﻌﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳ و واﺗﺑﺎﻋ ﮫ ،اﻻ ان اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر اﺧﺑ رت اﻟﺳ ﻠطﺎن ان ﺑﻘﺎءھﺎ ھﻧﺎك ﻓﻘط ﻟﺛﻼﺛﺔ اﯾﺎم واﻟﻌودة ﻓﻲ ﻣﺳﺎء اﻟﯾوم اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻛ ون ھذا اﻟﻣﺟﻠس ﯾﮭﺗم ﺑﺧدﻣﺎت ﻣدن اﻻﻧدﻟس وﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻌ رف ﻋﻠ ﻰ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ واﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣﻠﮭﺎ. اﻧﺗظر ﺳراج اﻣﺎم ﻣﺑﻧﻰ اﻟرﺟل اﻟﻣﻠﺗﺣﻲ وھو ﯾﻔﻛر ﺑطرﯾﻘﺔ ◨◨◨◨◨◨
80
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻓﺗﺢ ﺑ ﺎب اﻟﻐرﻓ ﺔ وﻟﻛ ن ﺑﻌ د ﺧ روج اﻟرﺟ ل ﻣﻧﮭ ﺎ ،وﻟﻛ ن اﻟﻧﻌ ﺎس ﺑدء ﯾﻐﻠﺑﮫ وﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓرأى ﻣﻘﮭﻰ ﻗرﯾﺑﺎ ً ﻣن اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻟﻌل ﻛوﺑ ﺎ ً ﻣن اﻟﻘﮭوة ﯾوﻗظﮫ ﺑﺿﻊ ﺳﺎﻋﺎت اﺧرى ﻟﯾﺗم ﻋﻣﻠ ﮫ ،وﻋﻧ د اﻗﺗراﺑ ﮫ ﻣﻧﮫ وﺟده ﻛﺄﻧﮫ ﻣﻐﻠﻖ أو اﻧﺎرﺗ ﮫ ﺧﺎﻓﺗ ﺔ ،ﻓﻔ ﺗﺢ ﺑ ﺎب اﻟﻣﻘﮭ ﻰ ورأى ﻓﺗﺎة ذات اﻟﺷﻌر اﻻﺻﻔر اﻟطوﯾل ﺟﺎﻟﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛرﺳﻲ وﻧﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺣ دى ط ﺎوﻻت اﻟﻣﻘﮭ ﻰ ،وﻻﯾوﺟ د ﺷ ﺧص ﻏﯾرھ ﺎ ﻓﺷ ﻌر ﺳ راج ﺑ ﺎﻟﺣرج ﺑﺄﯾﻘﺎظﮭ ﺎ! وﻋﻠﯾ ﮫ ان ﯾﻌ ود ادراﺟ ﮫ اﻻ اﻧ ﮫ ﺳ ﻣﻊ ﺻ وﺗﺎ ً رﻗﯾﻘﺎ ً ﺣﯾن ﻗﺎﻟت ﻟﮫ: ﺗﻔﺿل ﻣﺎزال ﻣﻘﮭﻰ اﻟرﺳﺎﺋل ﻣﻔﺗوﺣﺎً!ﻓﺎﻟﺗﻔت ﺳراج ﻟﮭﺎ وﻗﺎل: اﻧﺎ اﺳف ﺑﺄزﻋﺎﺟك ﺑﮭذا اﻟوﻗت اﻟﻣﺗﺄﺧر ،ﻟﻛن ﻓﻘط ارﯾد ﺑﻌضﻣن اﻟﻘﮭوة اذا ﻛﺎن ھذا ﻣﻣﻛﻧﺎ ً آﻧﺳﺗﻲ. ﻓﺄﻋﺟﺑ ت اﻟﻔﺗ ﺎة ﺑﺳ راج وﻛﺎﻧﮭ ﺎ رأت ﻣﻼﻛ ﺎ ً وﺳ ﯾﻣﺎ ً ﻓ ﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل اﻟﺣﺎﻟك اﻟظﻼم ﻟﯾﻧﯾر ﻗﻠﺑﮭﺎ اﻟﺣزﯾن ! ﻓﻘﺎﻟت ﻟﮫ: ﺳﺄﻋده ﻟك ﺣﺎﻻً.ﻛ ﺎن ﻓﻛ ر ﺳ راج ﻣﺷ ﻐوﻻ وﻣﺗﻌَ ﺑ ﺎ ً ﺑﻌ دة اﻣ ور وھ و ﯾرﺗﺷف اﻟﻘﮭوة وﻧظرات ﺗﻠك اﻟﻔﺗﺎة ﺗﺗﺟﮫ ﻧﺣوه وھو ﻟم ﯾﺷ ﻌر ﻓﯾﮭﺎ ،وھﻧﺎ ﺳﺄﻟﮭﺎ: اﺣﺗﺎج اﻟﻰ اﻟﻣﺑﯾت ﯾوﻣﺎ ً واﺣدا ً ﻓﻲ اﺣدى اﻟﻐ رف اﻟﻘرﯾﺑ ﺔ ﻣ ناﻟﻣﻘﮭﻰ ،ﺗﻌﻠﻣﯾن اﯾن اﺟدھﺎ اﻻن؟ ﻓﻘﺎﻟت ﻟﮫ اﻟﻔﺗﺎة ﻣﺑﺗﺳﻣﺔ: ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 81
◧◧◧◧◧◧
ﻧﻌم ھﻧ ﺎك ﻏ رف ﻓ ﻲ ﻋ دة ﻣﺑ ﺎﻧﻲ وﻟﻛ ن ﻟ دى اﺑ ﻲ ﻏرﻓ ﺔ ﻓ ﻲاﻟﻣﺑﻧ ﻰ ﻋﻠ ﻰ اﻟﯾﻣ ﯾن ﻣ ن اﻟﻣﻘﮭ ﻰ وﻓ ﻲ اﻟط ﺎﺑﻖ اﻻﺧﯾ ر وھ ﻲ ﻟﯾﺳت ﻟﮫ وﻟﻛن ﻟﺻدﯾﻘﮫ اﻟﻣﺳﺎﻓر ﺣﺎﻟﯾﺎ ً وﺗرﻛﮭﺎ اﻣﺎﻧﺔ ﻟدﯾﮫ ،ﻓﻼ ﺑﺄس ﺑﺗﺄﺟﯾرھﺎ ﻟك ﯾوﻣﺎ ً واﺣدا ً. ﻓرح ﺳراج ﻛﺛﯾرا ً ﻻﻧﮭﺎ ﺗﺷﯾر اﻟﻰ اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ: اﺷﻛرك ﺟداً.ﻓﺎﻗﻔﻠت اﻟﻣﻘﮭﻰ وﺧرﺟت ﻣﻊ ﺳراج ﻟﺻ ﻌود اﻟﻣﺑﻧ ﻰ ﺑﻌ د ان اﺧذت ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻐرﻓﺔ ﻣن اﺑﯾﮭ ﺎ اﻟﻧ ﺎﺋم ﻓ ﻲ اﻟﻐرﻓ ﺔ اﻟﺧﻠﻔﯾ ﺔ ﻟﻠﻣﻘﮭ ﻰ، وﺑﻌد ان ﻓﺗﺣت ﻟﮫ اﻟﻐرﻓﺔ ،ﺳﺄﻟﮭﺎ ﺳراج: ﯾﺑدو ان ھذا اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻏﯾر ﻣﺳﻛون؟!ﻓﺄﺟﺎﺑﺗﮫ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻘرب ﻟﮫ: اﻛﯾد ﯾﻌﻧﻲ اﻧﺎ واﻧت ﻓﻘط ﻓﯾﮫ!ﻓﺷﻌر ﺳراج ﺑﺎﻻﺣراج ﻣن ﻗوﻟﮭﺎ واردف ﻗﺎﺋﻼً: ﺣﻘ ﺎ اﺧﺷ ﻰ ﺑوﺟ ود اﺷ ﺑﺎح ﻓﯾ ﮫ وﻟﻛ ن ﺑﻘ دوﻣك اﻋﺗﻘ د اﻧﮭ ماﺧﺗﻔوا اﻻن. ﻓﺄﺑﺗﺳﻣت اﻟﻔﺗﺎة وﻗﺎﻟت ﻟﮫ: اﻧ ﺎ اﺳ ﻣﻲ ﺳ ﺎرة ،اذا اﺣﺗﺟ ت اي ﺷ ﻲء ﻓﺎﻧ ﺎ ﻣوﺟ ودة ﻓ ﻲاﻟﻣﻘﮭﻰ داﺋﻣﺎً ،ارﺟو ان اﻟﻘﺎك ﺛﺎﻧﯾﺔ وﻟﯾﻠﺔ ﺳﻌﯾدة. ﻣﻛث ﺳراج ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺻ ﻔراء اﻟﻠ ون وھ ﻲ اﺷ ﺑﮫ ﺑرﻛ ﺎم ﻣﺗ روك ﻟﺳ ﻧﯾن ،ﻓوﺿ ﻊ اﻟﻛرﺳ ﻲ ﻗ رب اﻟﺑ ﺎب ﻣ ن داﺧ ل اﻟﻐرﻓ ﺔ ◨◨◨◨◨◨
82
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﯾﻧﺗظ ر ﺳ ﻣﺎع اي ﺻ و ٍ ت ﺣﺗ ﻰ ﯾﻧﻔ ذ ﻣ ﺎ ﯾﺧط ط ﻟ ﮫ .ﻓﻌﻧ دﻣﺎ ﻛ ﺎن ﯾﺣدق ﻓ ﻲ ارﺟ ﺎء اﻟﻐرﻓ ﺔ رأى ﻟوﺣ ﺔ ﻣرﺳ وم ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺻ ورة ﻓﺗ ﺎة ﺗﻠﺑس ﺛﯾﺎﺑﺎ ً ﺣﻣراء ﺷﻔﺎﻓﺔ طوﯾﻠﺔ وراﻛﺿﺔ ﻓﻲ ﺣدﯾﻘﺔ ﻛﺑﯾرة ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟوﻧ ﺎت وردﯾ ﺔ وﺷ ﻌرھﺎ اﻻﺳ ود ﻣﺗ دﻟﯾﺎ ً ﻋﻠ ﻰ ظﮭرھ ﺎ ،ﻓﺗﻧﮭ د ﺳ راج ﺑﺷ وق اﻟ ﻰ اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﺑﻌ د ان ﻛ ﺎن ﯾراھ ﺎ ﻣ ن ﺷ ﺑﺎك ﻏرﻓﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﻛل ﯾوم ﺑدون ان ﺗﺷﻌر وﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻟو ﺗﻌﻠﻣﯾن ان اﻣﻧﯾﺎﺗﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺑﺎﻟوﻧﺎت اﻟوردﯾـــﺔ وان دﻗﺎت اﻟﺳﺎﻋﺎت ﻛﺧﯾول ﺗﻌدو ﻧﺣو ﻣوﻋد ﻟرؤﯾﺎك ﻟو ﺗﻌﻠﻣﯾن ان اﻻرض اﺗﺻورھﺎ ﻛﻘﻠﺑك رﺑﯾﻌﺎ ً اﺧﺿر وان اﻟﻐرف اﻟﻣظﻠﻣﺔ اﻟﺑﺎردة ﺑذﻛراك ﺗﺻﺑﺢ اﻧور ﻛم ﻣوج ﯾﺄﺧذﻧﻲ ﺑﻌﯾد ﻋﻧك وﺗﺑﻘﯾن ﺳﻔﯾﻧﺗﻲ واﻟﻘﻣـــر وھواك ﻣﺟداف اﻋﺑر ﺑﮫ ﻛل اﻟﺑﻠدان ﻻﻧك ﻛل اﻻﻣل ﺷ ﻌر ﺳ راج ﺑﺎﻟﻧﻌ ﺎس اﻟ ذي ﺑ دأ ﯾﺄﺧ ذه ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻓﺷ ﯾﺋﺎ ً وﻋﯾﻧ ﺎه ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠوﺣ ﺔ ﺣﯾﻧ ﺎ ً وﻋﻠ ﻰ دﻗ ﺎت اﻟﺳ ﺎﻋﺎت ﺣﯾﻧ ﺎ ً اﺧ ر ،وﻛ ﺎد اﻻﻧﺗظ ﺎر ان ﯾﺧﻧﻘ ﮫ ﻟ وﻻ ﺻ ورة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻓ ﻲ ﻣﺧﯾﻠﺗ ﮫ .وﻋﻧ د اول ﺧ ﯾط ﻣ ن اﻟﻔﺟ ر ﺳ ﻣﻊ ﺻ وت ﺑ ﺎب اُﻏﻠ ﻖ ووﻗ ﻊ اﻗ دام ﺗﻧ زل اﻟﺳﻼﻟم ،ﻓﻧظر ﻣن ﺷﺑﺎك ﻏرﻓﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﺗطل ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎرع ،وﺑﻌد ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 83
◧◧◧◧◧◧
ﻟﺣظ ﺎت رأى اﻟرﺟ ل اﻟﻣﻠﺗﺣ ﻲ ﯾﺧ رج ﻣ ن اﻟﻣﺑﻧ ﻰ واﺗﺟ ﮫ ﻧﺣ و اﻟﻣﻘﮭ ﻰ اﻟﺻ ﻐﯾر ،ﻓﻔ ﺗﺢ ﺳ راج ﺑ ﺎب ﻏرﻓﺗ ﮫ وﯾﻧظ ر ﺑﺣ ذر ﺷ دﯾد ﻓﻧزل اﻟﺳﻼﻟم اﻻوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي اﻟﻰ اﻟط ﺎﺑﻖ اﻟراﺑ ﻊ ،ورأى ﺑ ﺎب اﻟﻐرﻓ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﯾﻣ ﯾن ﻓﺗﻘ دم ﻧﺣوھ ﺎ وھ و ﯾﻔﻛ ر ﺑطرﯾﻘ ﺔ ﻣ ﺎ ﻟﻔﺗﺣﮭﺎ ،وﻣﺳك ﻗﻼدﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﻓﯾﮭﺎ اﺳم ﷲ اﻻﻋظم ﻓﺳ ﺑﺢ ﺑ ﮫ ،وﻗ ﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻟﻣ ﺎذا ﻻاﺟ رب ﻣﻔﺗ ﺎح ﻏرﻓﺗ ﻲ ﻟﻌ ل ﻓﯾ ﮫ ﺑﻌ ض اﻻﺧ ﺗﻼفوﯾﺻﯾب. ﻓﺗﻔ ﺎﺟﺊ ﻻن اﻟﻣﻔﺗ ﺎح ﻗ د ﻓ ﺗﺢ ﺑ ﺎب اﻟﻐرﻓ ﺔ ،ﻓ دﺧل ﺑﺑط ﺊ واﻏﻠ ﻖ اﻟﺑ ﺎب ﺧﻠﻔ ﮫ ،ﻓ رأى اﻟﻠوﺣ ﺎت ﻓ ﻲ ﺻ ﺎﻟﺔ اﻟﻐرﻓ ﺔ ﻣﺗﺷ ﺎﺑﮭﺔ ﻟﻠوﺣﺎت ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﮫ! ﻓﻠم ﯾﺟ د ﺷ ﯾﺋﺎ ً اﺧ ر ﯾﺳ ﺗرﻋﻲ اﻧﺗﺑﺎھ ﮫ ،ﻓﻧظ ر اﻟﻰ ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﻐرﻓﺔ ،ﻓوﺟدھﺎ ﻣرﺗﺑﺔ ﺳوى ﻓ راش واﺣ د ﻏط ﺎءه ﻏﯾ ر ﻣرﺗ ب ،ﻓﺑ دأ ﯾﺑﺣ ث ﻓ ﻲ ﺧزاﻧ ﺎت اﻟﻣﻼﺑ س واﻟ دُرﺟﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻛﺑﯾرة ﻟﻌﻠﮫ ﯾﺟد ﺗﻠك اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺳ ﻠﯾﻣﮭﺎ ﻟﻠرﺟ ل اﻟﻣﻠﺗﺣﻲ ،ﻓﻠم ﯾﺟد ﺷﯾﺋﺎً! رﺟﻊ ﻣ رة اﺧ رى ﯾﺗﺄﻣ ل اﻟﻠوﺣ ﺎت وﺗﻘ دم ﻧﺣوھ ﺎ ﻓوﺟ د ﺗوﻗﯾ ﻊ ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺑﺄﺳ م )ﻓراﻧ ك( ،ﻓﻠﻣ س اﻟﻠوﺣ ﺔ ﻟﻛ ﻲ ﯾﻌرف ﺑﺎﯾﺔ اﻟوان ﻗد رﺳﻣت ،ﻓﺄﺣس ﺑوﺟود ﺷﻲء ﺧﻠ ف اﻟﻠوﺣ ﺔ، ﻓرﻓﻌﮭﺎ وﻟﻛن ﻟ م ﯾ ر ﺷ ﯾﺋﺎً ،ﻓﻧظ ر ﺧﻠ ف اﻟﻠوﺣ ﺔ ﻣ ن ﻛ ل ﺟواﻧﺑﮭ ﺎ ﻓﻼﺣ ظ ﺷ ﻘﺎ ً ﺻ ﻐﯾرا ً ﻓ ﻲ اﻟﻘﻣ ﺎش اﻟﺧﻠﻔ ﻲ ﻟﮭ ﺎ وﻣ د ﯾ ده ﻓﻠﻣﺳ ت رﺳﺎﻟﺔ؟! اﺧذھﺎ وﻓﺗﺣﮭﺎ ﻓﻘرأھﺎ ﻣﻛﺗوﺑﺎ ً ﻓﯾﮭﺎ: ◨◨◨◨◨◨
84
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
)ﻣن اﻟﻔوﻧﺳو ﻣﻠ ك ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ اﻟ ﻰ ﺻ دﯾﻘﻧﺎ ﻓراﻧ ك ،اﺳ رع ﻓ ﻲ ﻧﻘل اﻟﺻﻧﺎدﯾﻖ اﻟﻰ ﺟﮭﺔ اﻟﺷرق ﻣن ﻗﻠﻌﺔ اﻻرك ﻻﻧﮫ ﻟم ﯾﺗﺑﻖ ﻏﯾر ﺛﻼﺛﺔ اﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑدء ﻓﯾﻣ ﺎ اﺗﻔﻘﻧ ﺎ ﻋﻠﯾ ﮫ( .وﻛ ﺎن ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ ﺧرﯾط ﺔ ﺗﺷ ﯾر اﻟ ﻰ طرﯾ ﻖ ﺳ ري ﻟﻘﻠﻌ ﺔ اﻻرك ﻣﻊ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو. ﺷﻌر ﺳراج ﺑﻐﺑطﺔ ﺣزن ﻣن اﻟﺧطﺔ اﻟﺳ رﯾﺔ ﻟﺑ دء اﻟﻣﻌرﻛ ﺔ ﻣ ﻊ ﺷ ﻲء ﻣ ن اﻟﻧﺻ ر ﻓ ﻲ داﺧﻠ ﮫ ﻻﻧ ﮫ ﺳ ﯾﻌﻠم اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾﻌﻘ وب ﺑ ﺎﻻﻣر ،وﻟﻛ ن ﻓﻛ ر ﺑﺿ رورة اﻋ ﺎدة اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ ﻟﻣﻛﺎﻧﮭ ﺎ واﻻ اذا اﻛﺗﺷ ف اﻣ ره ﺳ ﺗﻠﻐﻰ وﺗﻐﯾ ر اﻟﺧط ﺔ ﻣ ن ﻗ ﺑﻠﮭم ،ﻓﺳ ﺣب رﯾﺷ ﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑ ﺔ ورﺳ م اﻟﺧرﯾط ﺔ ﻋﻠ ﻰ رﻗﻌ ﺔ ﻣ ن اﻟﺟﻠ د ﻛ ﺎن ﯾﺣﻣﻠﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﺟﯾﺑﮫ. وھﻧ ﺎ ﺳ ﻣﻊ ﺑﺿ ﻊ ﺧط وات ﻋﻠ ﻰ اﻟﺳ ﻼﻟم ،ﻓ ﺄرﺟﻊ ﺑﺳ رﻋﺔ اﻟﻠوﺣ ﺔ ﻟﻣﻛﺎﻧﮭ ﺎ ،ﻓﻧ زع ﺣذاﺋ ﮫ وﺧ رج ﺑﺧﻔ ﺔ وﻗﻔ ل اﻟﺑ ﺎب وﺻ ﻌد اﻟﺳ ﻼﻟم اﻻوﻟ ﻰ اﻟ ﻰ ﻏرﻓﺗ ﮫ وھ و ﯾﻧظ ر ﻣ ن زاوﯾ ﺔ اﻟﺳ ﻠم ،وﺑﻌ د ﺛواﻧﻲ ﺷﺎھد اﻟرﺟل اﻟﻣﻠﺗﺣﻲ ﺣﺎﻣل ﻣﻌﮫ ﺷراب ﻓﻔ ﺗﺢ ﺑ ﺎب ﻏرﻓﺗ ﮫ ودﺧﻠﮭ ﺎ ،وﻗﻠ ب ﺳ راج ﯾﺧﻔ ﻖ ﺑﺷ دة ،ﻓ ﺎﻧﺗظر دﻗ ﺎﺋﻖ ﺗﻣ ر ودﺧ ل ﻏرﻓﺗﮫ ورﻣﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻛرﺳﻲ ﻟﯾﺳﺗرﺟﻊ ﻗواه. وﺻﻠت اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر اﺷﺑﯾﻠﯾﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ ً وﻛﺎن ﺑﺎﺳﺗﻘﺑﺎﻟﮭﺎ اﺣد اﻣراء واﻟﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻟﺗﻘﯾم ﻓﻲ ﻗﺻر اﻟواﻟﻲ ﻟﯾﻠﺗﯾن ،وﺣﺿ رت ﺑﻌ د ﺳﺎﻋﺔ ﻣن وﺻوﻟﮭﺎ اﻟﻣﺟﻠ س ﻣ ﻊ وﻻة اﻻﻣ ر ﻣ ن ﻛ ل اﻧﺣ ﺎء ﺑ ﻼد اﻻﻧ دﻟس ،وﻋﻧ د دﺧوﻟﮭ ﺎ اﻟﻣﺟﻠ س ﺳ ﺣرت اﻋ ﯾن اﻟﺣﺎﺿ رﯾن، ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 85
◧◧◧◧◧◧
ﻓﺗوﺳ طت اﻟﺟﻣ ﻊ ﺑ ﺎﻟﺟﻠوس ﺣ ول طﺎوﻟ ﺔ ﻣﺳ ﺗطﯾﻠﺔ اﻻﺑﻌ ﺎد ﻣ ن ﺟﮭﺗ ﯾن وﻣﺻ ﻧوﻋﺔ ﻣ ن ﺧﺷ ب اﻟﺑﻠ وط واﻟﻣزﺧرﻓ ﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘوﺷ ﺎت اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻠوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠون اﻟﺳﻣﺎوي واﻟذھﺑﻲ. ﺑدء اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس ﻋن وﻗ وع ﺳ رﻗﺎت وﺗﺧرﯾ ب ﻣ ن ﻗﺑ ل اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳ و واﺗﺑﺎﻋ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻣ دن ﻻﺟ ل اﺛ ﺎرة اﻟرﻋ ب وھروب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣدن ،وﻗد ﺗﺄﺛرت اﻻﺳواق واﻟﺗﺟ ﺎرة ﻓ ﻲ اﻧﺣ ﺎء اﻟ ﺑﻼد ﻣ ن ھ ذه اﻻﺣ داث ،ﻓﻣ ن ﺿ ﻣن اﻟﺣﻠ ول اﻟﺗ ﻲ اﻋطﺗﮭﺎ اﻻﻣﯾرة ﻟﮭم ،ھﻲ طﻣﺄﻧﺔ اﻟﻧﺎس ﺑﺎن اﻟﺳﻠطﺎن ﺳوف ﯾ وﻓر ﻟﮭ م اﻟﺣﻣﺎﯾ ﺔ وﯾ ؤﻣن ﻟﮭ م دورھ م ،وﺳ ﯾﺗم ﺗ رﻣﯾم ﻣ ﺎﺗم ﺗﺧرﯾﺑ ﮫ، وﺳ ﺗﺗﺎﺑﻊ ﺑﻧﻔﺳ ﮭﺎ اﺻ ﻼح اﻻﻣ ر ،ووﻗﻌ ت اﻣ را ً ﺑﺻ رف اﻻﻣ وال اﻟﻼزﻣ ﺔ ﻧﯾﺎﺑ ﺔ ﻋ ن اﻟﺳ ﻠطﺎن وﻣوﺟﮭ ﺎ ً اﻟ ﻰ اﻟﻣ دن اﻟﺗ ﻲ اﺻ ﺎﺑﮭﺎ اﻟﺗﺧرﯾ ب وﻋرﺿ ﮭﺎ ﻋﻠ ﯾﮭم ﻟﻛ ﻲ ﯾﺻ ﺑروا وﯾﺛﺑﺗ وا وﻟﯾﻌﻠﻣ وا ﺑ ﺄن اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻌﻘوب اﻟﻣوﺣدي ﻋﺎزﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟﻘدوم ﻗرﯾﺑﺎ ً اﻟ ﯾﮭم واﻧﮭ ﺎء اﻣر اﻟﻣﺧرﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻼد. ﻗ دم وﻻة اﻻﻣ ر اﻟﺷ ﻛر واﻟﻌرﻓ ﺎن ﻟﻼﻣﯾ رة وﻣﻣﺗﻧ ﯾن ﻋﻠ ﻰ ﻗدوﻣﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ ﻟﺣ ل اﻻﻣ ر رﻏ م ﺧط ورة اﻟوﺿ ﻊ اﻟ ذي ﺗﻣ ر ﺑﮭ ﺎ اﻟﺑﻼد. اﺳ ﺗﯾﻘظ ﺳ راج وھ و ﻣﻧﮭ ك ﻣ ن اﻟﺗﻌ ب وﻧظ ر ﻣ ن ﺷ ﺑﺎك ﻏرﻓﺗﮫ ﻓوﺟد اﻟﺷﻣس ﻣﺎزاﻟت ﻟم ﺗﺗوﺳط اﻟﺳ ﻣﺎء ،ﻓ ﻧﮭض ﻣﺳ رﻋﺎ ً واﺧذ اﻏراﺿ ﮫ واﻏﻠ ﻖ ﺑ ﺎب اﻟﻐرﻓ ﺔ وﺧ رج ﻣ ن اﻟﻣﺑﻧ ﻰ ﻣﺗوﺟﮭ ﺎ ً ◨◨◨◨◨◨
86
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
اﻟ ﻰ اﻟﻣﻘﮭ ﻰ ،ﻓ دﺧل ورأى ﺑﻌ ض اﻟرﺟ ﺎل ﯾﺣﺗﺳ ون اﻟﺷ ﺎي واﻟﻔط ور ،ﻓرأﺗ ﮫ اﻟﻔﺗ ﺎة ﺳ ﺎرة وﺗﻘ دﻣت اﻟﯾ ﮫ ﺗﺻ ﺑﺢ ﻋﻠﯾ ﮫ ﺑﺳ ﻌﺎدة ﻏﺎﻣرة ،ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ ﺳراج: ﯾﺳ ﻌد ﺻ ﺑﺎﺣك آﻧﺳ ﺗﻲ ،اﺷ ﻛر ﻟطﻔ ك ﻟﯾﻠ ﺔ اﻣ س وھ ذا ﻣﺑﻠ ﻎﻣﺑﯾت ﻟﯾﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻐرﻓﺔ. ﻋﻠﻰ اﻟرﺣب واﻟﺳﻌﺔ وﻟﻛن اﻻ ﺗرﻏب ﺑﺎﻟﺷﺎي ﻗﺑل ﻣﻐﺎدرﺗك؟ ﻧﻌم ﺑﻛل ﺳرور.ﺟﻠ س ﺳ راج ﻋﻠ ﻰ اﺣ د اﻟط ﺎوﻻت وھ و ﯾراﺟ ﻊ اﻻﺣ داث اﻟﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ ،وﯾرﺗﺷف اﻟﺷﺎي وھﻧﺎك ﺗﺳﺎؤﻻت ﻛﺛﯾرة ﺗﺷﻐﻠﮫ. ﻓﺗﻘدﻣت اﻟﯾﮫ ﺳﺎرة ﻗﺎﺋﻠﺔ: اﺑﻲ ﯾرﯾدك ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﮭﻰ! ﻋﻔوا وﻟﻛن ﻟﻣﺎذا؟ ھل ھﻧﺎك ﺧطﺄ ً ﺑدر ﻣﻧﻲ؟! ﻻ اﺑدا ً وﻟﻛن ﯾرﯾ د ان ﯾﺳ ﺄﻟك ﻋ ن وﺿ ﻊ اﻟ ﺑﻼد ﻟﻛوﻧ ك ﺗﺣ باﻟﺗرﺣﺎل ﻛﻣﺎ اﺧﺑرﺗﻧﻲ. ﺗﻔﺎﺟﺊ ﺳراج ﻣن اﻻﻣر واﺣس ﺑﺄﻣر ﻏرﯾب.ﻓ دﺧل اﻟﻐرﻓ ﺔ ووﺟ دھﺎ ﻣﻛﺗظ ﺔ ﺑ ﺎﻻﻏراض وﻣﻐط ﺎة ﺑﺷراﺷف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻻﻟوان ،ﻓﺎﻗﺗرﺑت ﻣﻧﮫ ﺳﺎرة ﺷﯾﺋﺎ ً ﻓﺷﯾﺋﺎ ً وھﻲ ﺗﻠﻣس ﯾده وﺗﻘول ﻟﮫ: اﻧﺗظ ر ﻗﻠ ﯾﻼ اﺑ ﻲ ﺳ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌ د ﺑرھ ﺔ! ﺗﺑ دو ﻟ ﻲ اﻧﺳ ﺎﻧﺎ ً ﻣﻼﺋﻛﯾ ﺎ ًوھﻲ ﺗﻠﻣس وﺟﻧﺗﯾﮫ وﻓﻣﮫ ﺑﯾدﯾﮭﺎ.
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 87
◧◧◧◧◧◧
ﻧﺎدى ﻋﻠﯾﮭ ﺎ اﺣ د اﻟزﺑ ﺎﺋن ﻓ ﻲ اﻟﻣﻘﮭ ﻰ ﻟﻛ ﻲ ﯾ دﻓﻊ ﻣ ﺎ ﻋﻠﯾ ﮫ، ﻓﻘﺎﻟت ﻟﺳراج: اﻧﺗظر ارﺟوك ھﻧﺎ وﺳﯾﺎﺗﻲ اﺑﻲ واﻋود اﻟﯾك.وﻋﻧد ﻣﻐﺎدرﺗﮭﺎ اﻟﻐرﻓﺔ ،ﺷﻌر ﺳ راج ﺑﺣ رج ﺷ دﯾد وﻋ رف ﻧواﯾﺎھ ﺎ وھ و ﻏﯾ ر راﻏ ب ﻓﯾﮭ ﺎ ،ﻓﺟﻠ س ﻋﻠ ﻰ اﺣ د اﻟﻐ راض اﻟﻣﻐط ﺎة ،ﻓﺷ ﻌر ﺑﺷ ﻲء ﻣ زﻋﺞ ﺗﺣﺗ ﮫ ﻓرﻓ ﻊ اﻟﺷرﺷ ف ووﺟ د ﺻﻧدوﻗﺎ ً ﺧﺷﺑﯾﺎ ً واراد رﻓﻌﮫ ﻓوﺟ ده ﺛﻘ ﯾﻼً ﺟ داً ،ﻓﻛ ﺎن ھﻧ ﺎك ﻓﺗﺣ ﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣ ن اﻟﺟواﻧ ب ﻟرﻓ ﻊ اﻟﺻ ﻧدوق ﻓﻧظ ر ﻣ ن ﺧﻼﻟﮭ ﺎ ،ﻓ رآى اﺳ ﻠﺣﺔ ! ،ﻓرﻓ ﻊ اﻟﺷراﺷ ف اﻻﺧ رى ووﺟ دھﺎ ﻛﻠﮭ ﺎ ﺻ ﻧﺎدﯾﻖ ﻣ ن ھ ذا اﻟﻧ وع ،ﻋ رف ﺣﯾﻧﮭ ﺎ ﺑﺄﻧﮭ ﺎ ھ ﻲ اﻻﺳ ﻠﺣﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗﺷ ﯾر اﻟﯾﮭ ﺎ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻔوﻧﺳو .ﻓﺄرﺟﻊ اﻟﺷراﺷف ﺑﺳرﻋﺔ ،ووﻗف ﺑﻧﻔس اﻟزاوﯾ ﺔ وﻋﺎدت ﺳﺎرة اﻟﯾﮫ ،ﺗﻌﺗذر ﻗﺎﺋﻠﺔ: اﺳﻔﺔ ﺗﺄﺧرت ﻋﻠﯾك.ﻲ اﻟرﺣﯾ ل ،ﻓﻠ دي ﻟﻘ ﺎء ﻣﮭ م اﺳﺗﻣﯾﺣك ﻋذرا ً آﻧﺳ ﺗﻲ وﻟﻛ ن ﻋﻠ ﱠﻣ ﻊ ﺑﻌ ض اﻻﺻ دﻗﺎء ،واوﻋ دك ﺑ ﺄﻧﻲ ﺳ ﺎﻋود ﻟﮭ ذا اﻟﻣﻘﮭ ﻰ اﻟﺟﻣﯾل وﯾده ﺗ داﻋب وﺟﻧﺗﯾﮭ ﺎ وﺗﻼط ف ﺷ ﻌرھﺎ اﻟ ذھﺑﻲ ﻟﻛ ﻲ ﺗطﻣﺋن. اذن ﺳﺄراك ﻻﺣﻘﺎ ً وﻗد وﻋدﺗﻧﻲ! ﻧﻌم ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد.ﻏﺎدر ﺳراج اﻟﻣﻘﮭﻰ ﻣﺳ رﻋﺎ ً وھ و ﻣﺗ ﺄﻟم ﻣ ن ﻛ ل اﻻﺣ داث ◨◨◨◨◨◨
88
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
واﻟﻣ ؤاﻣرات ،وﻓ ﻲ ﻗﻠﺑ ﮫ اﻋﺗ ذر ﻟﺗﻠ ك اﻟﻔﺗ ﺎة اﻟﺑرﯾﺋ ﺔ واﻟﻣﺗورط ﺔ ﺑﺎﻻﻣر ،ﻣﺣدﺛﺎ ً ﻧﻔﺳﮫ: رﺑﻣ ﺎ ﺗورط ت ﺑﮭﻛ ذا اﻣ ر ﻟﻔﻘرھ ﺎ او ﻟﺷ ﻌور ﺑ ﺄن وﺟودﻧ ﺎﻋﻠ ﯾﮭم ﻛﻌ رب ﻣﺳ ﻠﻣﯾن ﻏﯾ ر ﻣﻼﺋ م ﻟﮭ م وھ و ﺳ ﺑب ﺣﻘ دھﺎ ﻋﻠﯾﻧﺎ. ﻛ ﺎن ﻋﻠ ﻰ ﺳ راج ان ﯾ ذھب اﻟ ﻰ ﺻ دﯾﻘﮫ اﻟﺗ ﺎﺟر )ﺳ ﯾراق ﻛﺎر( واﻟ ذي وﻋ ده ﺑﺣﺿ ور ﻣﻘﮭ ﻰ ﯾﺟﻣﺗ ﻊ ﻓﯾ ﮫ ﻛﺑ ﺎر اﻟﺗﺟ ﺎر ﻣ ن اﻧﺣﺎء اﻟﺑﻼد. ﻋﺎدت ﺟﻠﻧﺎر اﻟﻰ ﻗﺻر واﻟﻲ اﺷﺑﯾﻠﯾﺔ ،وﻗﺎل ﻟﮭﺎ اﻟواﻟﻲ: ھل ﺗﺣﺑﯾن رؤﯾﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ؟ ارﺟو ان ﯾﻛون ﻏدا ً ﺑﺄذن ﷲ ﻻﻧﻲ اﺷﻌر ﺑﺗﻌب ﻣن اﻟطرﯾﻖ. اﻗﺎﻣﺔ طﯾﺑﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺳﻌﺎدة.دﺧﻠ ت اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻏرﻓﺗﮭ ﺎ ﻟﻠراﺣ ﺔ وﺗﻧ زع ﻣ ن ﺷ ﻌرھﺎ اﻟﺷﺎل اﻻﺧﺿر وﺗذﻛرت ﺳراج ﻋﻧدﻣﺎ ارﺟﻊ ﻟﮭ ﺎ اﻟﺷ ﺎل ﻓ ﻲ اﺣ د اﺳواق ﻣدﯾﻧﺔ ﻣ راﻛش وھ ﻲ ﺗﻧظ ر اﻟ ﻰ ﻋﯾﻧﯾ ﮫ واﻟﺻ دف اﻟﻛﺛﯾ رة اﻟﺗﻲ ﺟﻣﻌﺗﮭﺎ ﻣﻌﮫ ،وﺗﻘول ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ: ﻛم ﻓﺻل ﻏﺎدر وأﺗﻰ ورﺑﯾﻌك ﻓﻲ ذاﻛرﺗﻲ واﻗﺗرب ﺗﺗﻠون اﻻزھﺎر ﻣن ﻋﯾﻧﯾك ﻓﺗﻧﺣﻧﻲ ُ ﻟﯾت اﻟذي ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ ﺻﺎدق ﻓﺗﺄﺗﻲ او ﻻﺗرﺣ ُل اﻋﺑر ﺷﻌور ﯾﻐﻣرﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻟﻘﯾﺎك ﯾﺎﻟﯾﺗﻧﻲ ُ ﺻﻣﺗﺎ ً ﯾﺎﻗﻠﺑﻲ ﻓﺎﻟدﻧﯾﺎ ﺑﻼء ﯾﻐرﻗﻧﺎ ﻓﻛم ﻣن ﻣﻧﻘ ٍذ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 89
◧◧◧◧◧◧
اﺷ رق ﯾ وم ﺟدﯾ د ﻋﻠ ﻰ ﺑ ﻼد اﻻﻧ دﻟس اﻟﺗ ﻲ ﺗﻧﺗظ ر ﺑﺻ ﺑر ﺳ ﻼﻣﺎ ً ﯾطﻣ ﺋن ﻗﻠ وب ﻗﺎﻧطﯾﮭ ﺎ ﻣ ن ظﻠ م ﺑ دأ ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻓﺷ ﯾﺋﺎ ً ﯾﺳ ود ﺷ وارﻋﮭﺎ ﺧوﻓ ﺎ ً ﻣ ن اﻟﻔوﺿ ﻰ واﻟﺧ راب ،واﺳ ﺗﯾﻘظ ﺳ راج ﻋﻠ ﻰ ﺻ وت اﻟﮭ دﯾل ﺧ ﺎرج ﺷ ﺑﺎﻛﮫ اﻟﺻ ﻐﯾر ﻓ ﻲ اﻟﻐرﻓ ﺔ اﻟﻌﻠوﯾ ﺔ ﻟ دار ﺻ دﯾﻘﮫ ﺳ ﯾراق اﻟ ذي اﺳﺗﺿ ﺎﻓﮫ ﻟﯾﻠ ﺔ اﻣ س ،ﻓﺎﺳ ﺗﺄذن ﺳ راج ﻣ ن ﺻ دﯾﻘﮫ ﺑﻌ د ان ﺻ ﺑّﺢ ﻋﻠﯾ ﮫ وﺗﻧ ﺎول ﻣﻌ ﮫ اﻟﻔط ور ﺑ ﺎﻟﺧروج واﻟﺗﺟول ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ. ﺟﺎل ﻓﻲ ﺑ ﺎل ﺳ راج ان ﯾﻠﺗﻘ ﻲ ﺑﺎﻟﺷ ﯾﺦ ﻣﺣﯾ ﻲ اﻟ دﯾن ﺑ ن ﻋرﺑﻲ ﻣرة اﺧرى ﻓﻘد ﺷﻌر ﻣﻌ ﮫ ﺑﺎرﺗﯾ ﺎح ﻛﺑﯾ ر ،وﻛ ﺎن ﻋﻠﯾ ﮫ ان ﯾﺳ ﻠم ﻋﻠﯾ ﮫ ﻗﺑ ل ﻋودﺗ ﮫ اﻟ ﻰ ﻣ راﻛش ،ﻓوﺻ ل اﻟ ﻰ ﻣﺟﻠﺳ ﮫ ﻋﺳ ﻰ ان ﯾﻛ ون ﻣوﺟ وداً ،وﻋﻧ د دﺧوﻟ ﮫ وﺟ د اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ ﯾﺻﻠﻲ ،ﻓﺟﻠس ﺑﺎﻧﺗظﺎره ﯾﻛﻣل اﻟﺻﻼة. وﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎﺋﮫ ﻗﺎل ﻟﮫ ﺳراج: اﻟﺳ ﻼم ﻋﻠ ﯾﻛم ﺷ ﯾﺧﻧﺎ اﻟﺟﻠﯾ ل رﺑﻧ ﺎ ﯾﺗﻘﺑ ل ﻣ ﻧﻛم اﻟ دﻋﺎءواﺳﺗﻘﺑﺎﻟﻛم اﻟﻧور اﻟذي ﯾﻧور ﺑﮫ طرﯾﻘﻧﺎ. رد ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ: وﻋﻠﯾﻛم اﻟﺳﻼم ورﺣﻣﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗﮫ ،ﻣن ﯾرى اﻟﻧور ﻓﯾﮫ ﻧ ورواﻧت ﯾﺎﺳراج ﻓﯾك ھﻣﺔ ﺗﻌﻠو ﻧور اﻟﻔﺟر ﻗﺑل ﺑزوغ اﻟﺷﻣس.
◨◨◨◨◨◨
90
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻓوﺿ ﻊ ﺳ راج ﯾ ده ﻋﻠ ﻰ ﺻ دره اﺷ ﺎرة ﻟﻠﺷ ﻛر وﻟﺗﻘ دﯾر، وﻗﺎل: ﺷﯾﺧﻧﺎ اﻟﺟﻠﯾل اﺣﺑﺑت ان اﺳﻠم ﻋﻠﯾك ﻗﺑل ﻋودﺗﻲ اﻟﻰ ﻣ راﻛشﺑﺈذن ﷲ ﻏداً. ﺳﻧﻣﺿﻲ اذن ﺳ وﯾﺔ اﻟ ﻰ ﻣ راﻛش ﻓﻠ دﯾﻧﺎ طرﯾ ﻖ ﯾوﺻ ﻠﻧﺎ اﻟ ﻰﻣﻧﺎﺑﻊ ﺟدﯾدة ﻣن اﻻﻛﺗﺷﺎف واﻟﺗﻌﻠم. ﺣﻘﺎً! اﺷﻌر ﺑﺳﻌﺎدة ﻏﺎﻣرة ﺑﺄﻧﻧﺎ ﺳﻧﻣﺿﻲ ﻣﻌﺎً ،اﻟﺣﻣد .وھﻧﺎﺗذﻛر ﺑﺎﻻﻣﯾر ﻣﺎرد واﻟذي ﺳﯾراﻓﻘﮭم اﯾﺿﺎً! وﻟﻛن ﺷﻌر ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﻠطف اﻟرﺑﺎﻧﻲ ﺑرﻓﻘﺗﮫ ﻣﻊ ﻣﻐﺎﻣرة ﺗﺑدو ﻣﺷوﻗﺔ. ﻛ ﺎن اﻟﺗ ﺎﺟر ﺳ ﯾراق ﯾﻧﺗظ ر ﺻ دﯾﻘﮫ ﺳ راج ﻓ ﻲ ﻣﻘﮭ ﻰ )ﻣﺳ ﺎﻓرﯾن ﻓ ﻲ اﻟﺣﯾ ﺎة( وﻗ د ﺣﺿ ر ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻛﺑﯾ رة ﻣ ن اﻟﺗﺟ ﺎر ﻟﻣﻧﺎﻗﺷ ﺔ اوﺿ ﺎع اﻟﺳ وق واﻟﺗﺟ ﺎرة ﺑ ﯾن اﻟﺑﻠ دان واﻻوﺿ ﺎع اﻟﺗ ﻲ ﺗﻌﯾﺷ ﮭﺎ ﻣدﯾﻧ ﺔ ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ واﻟﻣ دن اﻟﺗ ﻲ ﺣوﻟﮭ ﺎ وﺗوﻗ ﻊ ﻧﺷ وب ﺣ رب ﺳﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ وﺳﺗﺿﻌف اﻟﺧزاﺋن واﻧﺗﻘﺎل اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ﺔ ،وھﻧ ﺎ ﻗ دم ﺳ راج ﻟﻠﻣﻘﮭ ﻰ واﻋﺗ ذر ﻣ ن ﺻ دﯾﻘﮫ ﺳ ﯾراق ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺧره ﺑﺳﺑب زﯾﺎرﺗ ﮫ ﻟﺻ دﯾﻘﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ واﺧ ذھم اﻟﺣ دﯾث اﻟذي ﻛﺎن راﺋﻌ ﺎ ً ﺣﯾ ث اﻟﮭﻣ ﮫ اﻟﺗﺄﻣ ل واﻟﺗﻔﻛﯾ ر وﯾﻘﺻ د ھﻧ ﺎ ﺑ دون اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﮫ )اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ( وﺳﺄﻟﮫ ﺳراج ﻋﻧ دﻣﺎ ﻧظ ر ﻟﺟﻣ ﻊ ﻣن اﻟﺗﺟﺎر: ﻟﻣﺎذا ﯾﺑدو ﻋﻠﯾﻛم اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺗوﺗر واﻟﺣزن؟ ﺗﻌ رف وﺿ ﻊ اﻟ ﺑﻼد اﻻن ﻏﯾ ر ﻣطﻣ ﺋن وﺳ ﺗﺗﺄﺛر اﻟﺗﺟ ﺎرة◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 91
◧◧◧◧◧◧
وﺣرﻛﺗﮭﺎ وﺳﺗﺿﻌف اﻟﻧﻔوس واﻻﻣ وال ﺑﺳ ﺑب ھ ذا اﻟﺗﺧرﯾ ب ورﺑﻣ ﺎ ﺳ ﯾؤدي اﻟ ﻰ ﺣ دوث ﻣﻌرﻛ ﺔ طﺎﺣﻧ ﺔ .وھ ﺎ اﻧ ت ﺑﯾﻧﻧ ﺎ ﺳﺄﻋرﻓك ﺑﻛﺑﯾر اﻟﺗﺟﺎر )ﺳﺎﯾر ﺑن ﻋﻣران(. ﻓ ﻧﮭض ﺳ ﯾراق وﻣﻌ ﮫ ﺳ راج وﺗﻘ دﻣوا ﻧﺣ و ﺳ ﺎﯾر ﻟﻠﺳ ﻼم ﻋﻠﯾ ﮫ واﻟﺗﻌرﯾ ف ﺑﺳ راج ﻛﺻ ﯾﺎد وﺗ ﺎﺟر ﻟﻣدﯾﻧﺗ ﮫ ﻧﺑ ﻊ رأس اﻟﻣ ﺎء واﻟذي ﺗﺣدث ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺎﺳﻠوب ﺷﯾﻖ وﻣﻣﺗﻊ اﻣﺎم ﺳﺎﯾر. ﻓﻘﺎل ﻟﮫ ﺳﺎﯾر ﺑﻌد رد اﻟﺳﻼم: ﺳﻌﯾدون ﺑﻣﻌرﻓﺗك ﯾﺎ ﺳراج وﺗﺑدو ﻋﻠﯾك اﻟﻣﮭﺎرة ﻓ ﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣ لوﺣﻧﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة وﯾؤﺳ ﻔﻧﺎ اﻧﻧ ﺎ ﻻﻧﺳ ﺗطﯾﻊ اﻻن ﺗﻘ دﯾم ﺷ ﻲء ﻟ ك ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﻧﻣر ﻓﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻠم. ﻓﺎﺟﺎب ﺳراج ﻗﺎﺋﻼً: ﻟﻣﺎذا ﻻ ﻧؤﻣن طرﯾﻖ ﺳري ﻟﻠﻘواﻓل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣ ن ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ اﻟ ﻰاﻟﻣﺿ ﯾﻖ وﻋﺑ ر اﻟﺳ ﻔن اﻟ ﻰ ﻣ راﻛش واﻟﻣ دن اﻻﺧ رى ﻟﺣ ﯾن اﻋﺎدة اﻟوﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎھو ﻋﻠﯾﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎً. ﻓﺄﺟﺎﺑ ﮫ ﺳ ﺎﯾر وﻛ ل اﻟﺗﺟ ﺎر اﻻﺧ رﯾن ﻓ ﻲ اﻟﻣﻘﮭ ﻰ ﯾﻧظ رون ﺑﺗﻣﻌن ﻣن ﻓﻛرة ﺳراج ﺑﻘوﻟﮭم: وﻣﺎ ھو ھذا اﻟطرﯾﻖ اﻟﺳري؟ وﻛﯾف ﻧؤﻣﻧﮫ؟ ﻻن اﻋ ﯾن اﺗﺑ ﺎعاﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو ﻋﻠﯾﻧﺎ داﺋﻣﺎً. ﻧﻌ م اﻻﻋ ﯾن ﻋﻠ ﯾﻛم ﻻﻧﻛ م ﻣﻌروﻓ ون ﻟ دﯾﮭم وﻟﻛ ن ﻟ و ﺧ رجاوﻻدﻛم او اﺷﺧﺎص اﺧرون ﺗﺛﻘ ون ﺑﮭ م وﯾﻠﺑﺳ ون ﺛﯾ ﺎب رﺛ ﺔ ◨◨◨◨◨◨
92
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
وﯾﺧرﺟ ون ﻣﺗﻔ رﻗﯾن ﻣ ﻊ وﺿ ﻊ ﺣ راس ﺣ وﻟﮭم ﻋﻠ ﻰ ﻣﺳ ﺎر اﻟطرﯾ ﻖ ﻣﺧﺗﺑﺋ ﯾن ﺧﻠ ف اﻻﺷ ﺟﺎر ﻟﺗرﻗ ب اي ظ رف ط ﺎرئ ﯾﺳ ﺗطﯾﻌون ﻣواﺟﮭﺗ ﮫ ﻟﺗ ﺄﻣﯾن ﺣﻣﺎﯾ ﺔ اﻟﺑﺿ ﺎﺋﻊ ،وھﻧ ﺎك ﻋ دة طرق ﻋﻠﻰ ﺣدود اﻟﻣدن ﺑﯾن اﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﻛﺛﯾﻔ ﺔ ،ﻓﺄﺧﺗﯾ ﺎر اﺣ دھﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﯾن ﺑﺿﺎﺋﻌﻛم اﻟﻰ ان ﺗﺻل اﻟﺳﻔن واﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘﻠﮭﺎ ﻋﺑر اﻟﺑﺣر وﺻوﻻ اﻟﻰ ﻣراﻛش. ﺳﻌد اﻟﺗﺟﺎر وﺧﺻوﺻﺎ ً ﻛﺑﯾ ر اﻟﺗﺟ ﺎر ﺳ ﺎﯾر ﻣ ن ﻓﻛ رة ﺳ راجاﻟراﺋﻌﺔ واﻟﺗﻲ ﻣﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﻟﺣﯾن اﺳﺗﻘرار ﺗﺣﻘﯾﻖ اﻟﺳﻼم ﻓﻲ ﺑﻼد اﻻﻧدﻟس. اﺳ ﺗﯾﻘظت اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻋﻠ ﻰ ﺗﻐرﯾ د ط ﺎﺋر ازرق ﻛﺄﻧ ﮫ ﯾﺧﺑرھ ﺎ ﺑﻠﻘ ﺎء ﻣﻔ ﺎﺟﺊ او ﺧﺑ ر ﺳ ﻌﯾد ،ﻓﻔﺗﺣ ت اﻟﻧﺎﻓ ذة اﻟﺗ ﻲ ﺗط ل ﻋﻠ ﻰ ﺣ داﺋﻖ اﻟﻘﺻ ر وﻣ ﺎوراء اﺳ وارھﺎ ﺗﺳ ﻣﻊ اﺻ وات ﻋرﺑ ﺎت اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻣﻌزوﻓﺎت ﺟﻣﯾﻠﺔ رﺑﻣﺎ اﻧﮭﺎ ﻓﻲ إﺣ دى اﺳ واﻗﮭﺎ ،ﻓﺎرﺗ دت ﻣﻼﺑﺳ ﮭﺎ اﻟﺑﻧﻔﺳ ﺟﯾﺔ اﻟﻠ ون وﺷ دت ﺷ ﻌرھﺎ ﺑﺎﻟوﺷ ﺎح اﻻﺧﺿ ر، وﻧزﻟ ت ﺳ ﻼﻟم اﻟﻘﺻ ر ﻟﺗﺟ د ﻣﺎﺋ دة اﻻﻓط ﺎر ﺑﺄﻧﺗظﺎرھ ﺎ ﻻﻧﮭ ﺎ ﻻﺗرﻏ ب ﺗﻧ ﺎول اﻻﻓط ﺎر ﻓ ﻲ ﻏرﻓﺗﮭ ﺎ ﻻﺣﺗراﻣﮭ ﺎ ﻟﻠﻧﻌﻣ ﺔ اﻟﺗ ﻲ رزﻗﮭﺎ ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ﺑﮭﺎ. ﻓطﻠﺑت ﻣن ﻣراﻓﻘﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻔر ان ﯾﺣﺿ روا اﻟﻌرﺑ ﺔ ﻟرؤﯾ ﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﺣوال اﻟﻧﺎس اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش ﻓﯾﮭﺎ. ﻏﺎدر ﺳراج ﻣدﯾﻧﺔ طﻠﯾطﻠﺔ ﺑرﻓﻘﺔ اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑ ﻲ وﻣ ﺎرد ﻣﻣﺗط ﯾن ﺧﯾ وﻟﮭم ،ﺑﻌ د ان ﻗﺿ ﻰ ﺳ راج ﻟﯾﻠﺗ ﮫ ﻓ ﻲ اﺣ د ﻏ رف ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 93
◧◧◧◧◧◧
ﻣﺟﻠ س اﻟﺷ ﯾوخ ،وﻣﺗ وﺟﮭﯾن اﻟ ﻰ ﻣدﯾﻧ ﺔ اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ اوﻻ وﻣﻧﮭ ﺎ ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ ﻣراﻛش ﻋﺑر ﻣﺿﯾﻖ ﺟﺑل طﺎرق. ﻻﺣ ظ ﺳ راج اﺛﻧ ﺎء اﻟﺟ ري ان ﺣﺻ ﺎﻧﮫ ﻟ ﯾس ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎﯾرام ﻓﺎوﻗﻔﮭم ﺑرھ ﺔ ﻟﯾ رى ﻣﺎﻓﯾ ﮫ ،ﻓوﺟ د اﺣ د اﻗداﻣ ﮫ ﻓﯾﮭ ﺎ ﺧ دش وﻟﻛ ن اﻻﺻﺎﺑﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﺧطﯾرة ،ﻓﺄﻋطﺎه اﻟﺷﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ دوا ًء وﺷ ده ﺑﺧرﻗﺔ ﺑﯾﺿﺎء ،وﻣﺎرد ﻣﻣﺗﻌض ﻣن اﻻﻣر ﻛﻠﮫ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: ان ﺣﺻﺎﻧك ﯾﺑدو ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﻌ ب ،وﻟﻛ ن ﻛ ﺄﻧﻧﻲ رأﯾﺗ ﮫ ﻓ ﻲ ﻣﻛ ﺎنﻣﺎ ﻟوﺟود ﻋﻼﻣﺔ ﺑﯾﺿﺎء ﻓﻲ رأﺳﮫ؟! ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ ﺳراج وھ و ﻣﺳ ﺗﻌد ﻟﻠ رد ﻟﮭﻛ ذا ﺳ ؤال ﻓﻘ د ﻓﻛ ر ﻓﯾ ﮫ ﻣﺳﺑﻘﺎً: ﻧﻌ م اﻧ ﮫ ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ ﻗﺻ ر ﻣدﯾﻧ ﺔ ﻣ راﻛش وﻟﻛ ن ﺗ م ﺑﯾﻌ ﮫ ﻓ ﻲاﻟﺳوق واﻧﺎ اﺷﺗرﯾﺗﮫ وﺷﻌرت ﺑﺎﺣﺳﺎﺳﮫ ﻓﻲ ﺗﺗﺑﻊ اﻟ ذي ﯾﻌطﯾ ﮫ اھﺗﻣﺎﻣﮫ ﻟﯾﻛون اﻗوى ﺑﺻﺎﺣﺑﮫ! ﻓﻘﺎل ﻣﺎرد ﺑﺄﺳﺗﮭزاء: ﻣﺎذا ﺣﺻ ل ﻟﻠﻘﺻ ر ﯾﺑ دو ان ﻛ ل ﺷ ﻲء اﺻ ﺑﺢ ھرﻣ ﺎ ً وﻣﺗﻌﺑ ﺎ ًﻓﯾﮫ! ﺑﺎﻻﺷﺎرة ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎن! اﺑﺗﺳم ﺳراج دون ان ﯾﻌﻘب. وﺑﺣﻠ ول اﻟﻣﺳ ﺎء وﺻ ﻠوا اﻟ ﻰ ﻣدﯾﻧ ﺔ اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ وھ م ﻣﺗﻌﺑ ون ﻛﺛﯾرا ً ﻣن اﻟطرﯾﻖ وﻟﻛن ﺣدﯾث اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ ﻛ ﺄﻧوار ﺗﺿ ﻲء اﻟﻘﻠب وﺗﺳﺗﻣﺗﻊ اﻟروح ﻓﯾﮫ ،ﻓﻘﺎل ﺳراج: ◨◨◨◨◨◨
94
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
أرﺟو ان ﻧﺳﺗرﯾﺢ ﻗﻠﯾﻼ ﻓﻲ اﺣد ﻣﻘﺎھﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﺗﻧﺎول ﺑﻌ ضاﻟﻐذاء. ﻓواﻓﻘ ﮫ اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ ،وﺟﻠﺳ وا ﻓ ﻲ ﻣﻘﮭ ﻰ )اﻟﺷ ﻌراء( وطﻠﺑوا رﻏﯾﻔﺎ ً ﻣن اﻟﺧﺑز واﻟﻔﺎﺻوﻟﯾﺎ اﻟﺣﻣراء وﺑﻌض ﻣ ن اﻟﻣ ﺎء، وﻗد اﺻر ﺳراج ﺑﺄﻧﮫ ھو اﻟذي ﺳﯾﺗﻛﻠف ﻓﻲ دﻓﻊ ﻣﺎﯾﺗﻧﺎوﻟوﻧﮫ. ﺳﻌدت اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر ﻓﻲ ﺗﻧﻘﻠﮭ ﺎ ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧ ﺔ وﺷ ﻌور ﺟﻣﯾ ل ﯾﺄﺧذھﺎ اﻟﻰ ﺗﻠك اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺧﺿراء ﺑﺎﺷﺟﺎرھﺎ وﻧﺎﺳ ﮭﺎ اﻟطﯾﺑ ﯾن واﺳ واﻗﮭﺎ اﻟﻣﺗﻘﺎرﺑ ﺔ واﻟﻐﻧﯾ ﺔ ﺑﺎﻟﺑﺿ ﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷ ﻐوﻻت اﻟﯾدوﯾ ﺔ، ﻛﻣﺎ ﺳﺎﻋدت ﺑﻌض اﻟﻌواﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج ﻟﻠﻣﺎل ﻟﺣﺎﻟﺗﮭم اﻟﻔﻘﯾ رة، وطﻠﺑت ﻣن اﺣد ﺣراﺳﮭﺎ ان ﯾراﻓﻘﮭﺎ ﺳﯾرا ً ﻧﺣو ﺑﻌض اﻟﻣﻘ ﺎھﻲ، وﺑﻌ د ان ﺑ دﻟت ﻣﻼﺑﺳ ﮭﺎ ﺑﻣﻼﺑ س رﯾﻔﯾ ﺔ ﺑﺳ ﯾطﺔ اﺷ ﺗرﺗﮭﺎ ﻣ ن إﺣدى اﻻﺳواق ﺻﺑﺎﺣﺎ ً. ﺷ ﻌر ﺳ راج ﺑﺷ ﻲء ﻏرﯾ ب ﯾط رق ﻗﻠﺑ ﮫ وﻣ ﻊ اﺧﺗﻔ ﺎء اﺧ ر ﺷﻌﺎع ﻟﻠﺷﻣس ﻋﻧد اﻟﻣﻐﯾب! ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ: ﻻ ﺗﻔﻛر ﻛﺛﯾرا ً ﻛل ﺷﻲء ﺑﻘ در واﻻﻣ ﺎﻛن اﻟﻐرﯾﺑ ﺔ ﻣﮭﻣ ﺎ ﺑﻌ دتﻣﻣﻛن ان ﺗﺟﻣﻊ اﻻﻣراء ﺣﺗﻰ وان ﻗﻠوﺑﮭم اﺧﺗﻠﻔت ﺣﯾﻧﺎ ً وﺣﯾﻧﺎ ً اﺧ ر اﻗﺗرﺑ ت ،ھﻛ ذا ھ ﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧ ﺎ ﺷ روق وﻏ روب ﻟﺗﺗﻠ ون ارواﺣﻧﺎ ﻟﺗﺻل اﻟﻰ اﻟﻠون اﻻﺑﯾض.
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 95
◧◧◧◧◧◧
ﻓﻘﺎل ﺳراج وھو ﯾﺿﻊ ﯾده ﻋﻠﻰ ﺻدره: ﺷ ﯾﺧﻧﺎ اﻟﺟﻠﯾ ل ﺳ ﻠﻣت ﻟﻧ ﺎ ،اﻧ ت اﻟ دﻟﯾل ﻛ ﺎﻟﻧﺟم ﻧﮭﺗ دي ﻓﯾ ﮫوﻧﺗﻌﻠم. ﻓﻘ ﺎم اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ وﻣ ﺎرد وﺳ راج ﻟﯾواﺻ ﻠوا رﺣﻠ ﺗﮭم اﻟﻰ ﻣراﻛش وﻋﻧدﻣﺎ ﺧرﺟ وا ﻣ ن اﻟﻣﻘﮭ ﻰ اﻟﺗﻘ ت ﻋﯾﻧ ﺎ ﺳ راج ﻓ ﻲ ﻟﺣظﺔ ﺑﻌﯾﻧﻲ اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻊ ﺣﺎرﺳﮭﺎ ﺗﻣر ﻣن ﻗرب اﻟﻣﻘﮭ ﻰ ،ﻓﺗوﻗ ف اﻟ زﻣن ﻟﺣظ ﺔ وﻗﻠﺑ ﮫ ﺗوﻗ ف ﻟﺣظﺗ ﯾن وﺗﺳ ﺎؤﻻت ﻛﺛﯾرة ﺗﺷﻐﻠﮫ. ﺗﻔﺎﺟﺋت اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻣ ن رؤﯾ ﺔ ﺳ راج ﻣ ﻊ ﻣ ﺎرد ورﺟ ل ﯾﺑدو ﻟﮭﺎ ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻣر ،ﻓﺷﻌرت ﺑﺻدﻣﺔ ﻣن وﺟودھم ﻣﻌﺎ ً. اﻟﺗﻔت ﻣﺎرد اﻟ ذي ﻛ ﺎن ﯾﮭ م ﺑرﻛ وب ﺣﺻ ﺎﻧﮫ ﻋﻠ ﻰ اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻓﺗﻔ ﺎﺟﺊ ﻣ ن وﺟودھ ﺎ واﺣ س ﺑﻐﺑط ﺔ ﻣ ن اﻻﻟ م واﻟﺣ زن واﻟﺣﻘد. ﻟ م ﯾﻌ رف ﺳ راج ﻛﯾ ف ﯾﺗﺻ رف وﻣ ﺎرد ﺑﺟﺎﻧﺑ ﮫ ﺧﺷ ﯾﺔ ان ﯾﻛﺗﺷف اي ﺷﻲء اذا ﻣﺎ اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر ﺳﺄﻟﺗﮫ؟! راودت ﺳراج ﺧطﺔ ﺳرﯾﻌﺔ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻠﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ: ﺷﯾﺧﻧﺎ اﻟﻔﺎﺿ ل اﺳ ﺑﻘوﻧﻲ ﻓ ﻲ ﻣواﺻ ﻠﺔ اﻟطرﯾ ﻖ ﻻﻧ ﮫ ﺗ ذﻛرتﺑ ﺄن ﻣ ن اﻟواﺟ ب ان اﺳ ﻠم ﻋﻠ ﻰ ﺻ دﯾﻖ ﻟ ﻲ ﻗرﯾ ب ﻣ ن ھ ذا اﻟﻣﻛﺎن وﻟن اﺗﺄﺧر ﻋﻠﯾﻛم ﺑﺎذن ﷲ. ﻓﺎﺑﺗﺳم اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ واردف ﻗﺎﺋﻼً: ◨◨◨◨◨◨
96
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻟﻛ ل اﻣ ر ﺳ ﺑب ﻣﻌﻠ وم ﻟﻠﻌ ﺎرﻓﯾن ﻓ ﻼ ﯾﺣﺗ ﺎج اﻟﻌ ذر ،وﻟﻛ نﻟﻐﯾرھم ﯾﺣﺗﺎج اﻟف ﻋذر ،ﺑﺎذن ﷲ ﻧﻠﻘﺎك ﻗرﯾﺑﺎً. ﻓﻘﺎل ﺳراج ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﯾﺎ ﷲ ان ھذا اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺟﻠﯾ ل ﻻﯾﺣﺗ ﺎج ان اﻓﺳ ر ﻟ ﮫ ﻓﮭ و ﯾﺣ سﻣن ﻧظرة ﻋﯾﻧﻲ ﺑﻌﯾﻧﮫ! ﻓدﺧل ﺳ راج ﺑﺄﺣ د اﻻزﻗ ﺔ ﻗ رب اﻟﻣﻘﮭ ﻰ ﻟﯾﺗرﻗ ب ﻣ ن ﺑﻌﯾ د اﻻﻣﯾرة وﺑﺎﻧﺗظﺎر اﻟﺷﯾﺦ ﻣﻊ ﻣﺎرد اﻟرﺣﯾل ﻣن اﻟﻣﻛﺎن. ﺗﺟﺎھل ﻣ ﺎرد اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر وھ و ﻣرﻓ وع اﻟ رأس ﯾواﺻ ل رﺣﻠﺗﮫ ﻣﻊ اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ. وﺑﻌد ﺑرھ ﺔ ﺗﺄﻛ د ﺳ راج ﻣ ن رﺣ ﯾﻠﮭم ﻓﺗﻘ دم ﻟﻼﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﯾﺳﻠم ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻧﺣﻧ ﺎءة رأﺳ ﮫ اﺣﺗراﻣ ﺎ ً ﻟﮭ ﺎ ،وﻟﻛ ن ﻛﻠﻣ ﺎ ﯾﻧظ ر اﻟﯾﮭ ﺎ ﯾدق ﻗﻠﺑﮫ وﯾﻧﺳﻰ اﻟﺣدﯾث! ﻓﻘﺎﻟت اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر: وﻋﻠﯾك اﻓﺿل اﻟﺳﻼم ،ﻣﺎذا ﺗﻔﻌل ھﻧﺎ؟ ارﺳ ﻠﻧﻲ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻓ ﻲ ﻣﮭﻣ ﺔ وﻗ د ﺻ ﺎدﻓت ﺑ ﺎﻟطرﯾﻖاﻟﺷﯾﺦ اﻟﺟﻠﯾل اﺑن ﻋرﺑﻲ وﻛﺎن ﻣﻌﮫ ﻣﺎرد وﻟﻛ ﻧﮭم ﻻﯾﻌرﻓ وﻧﻲ ﻣن اﻛون ،ھل ﺗﺣﺗﺎﺟﯾﻧﻧﻲ ﺑﺷﻲء واﻧﺎ ﺗﺣت اﻣرﺗك؟ اﻛﻣ ل ﻣﺷ وارك اﯾﮭ ﺎ اﻻﻣﯾ ر اﻋﺗﻘ د ان اﻣ رك اھ م ،راﻓﻘﺗ كاﻟﺳﻼﻣﺔ. ﺣﺎﺿ ر واﺷ ﻛر ﺗﻔﮭﻣ ك ،ارﺟ و ان ﯾﻛ ون طرﯾ ﻖ ﻋودﺗ كﺳﯾدﺗﻲ اﻟﻰ اﻟﻘﺻر ﺳﺎﻟﻛﺎ ً وﻣﺣﻔوظﺎ ﺑﻧ ور ﷲ ﻣ ن ﺷ ر اﻻﻧ س ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 97
◧◧◧◧◧◧
واﻟﺟن. وﻗﺑ ل ان ﯾﻣﺿ ﻲ ﺳ راج وﯾرﺣ ل ،ﻧظ ر ﻓ ﻲ ﻋﯾﻧﯾﮭ ﺎ ﻧظ رة ﺷوق ﻓﺎﻧﺣﻧﻰ اﻟﯾﮭﺎ ،ورﻛب ﺣﺻﺎﻧﮫ واﺑﺗﻌ د ﻋ ن ﻧ ﺎظري اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر اﻟﺗ ﻲ ﻛﺎﻧ ت ﺳ ﻌﯾدة ﺑﻠﻘ ﺎء ﺳ راج وﺳ ّرت ﺑﻧظراﺗ ﮫ وﻗﻠﺑﮭ ﺎ ﯾﺧﻔﻖ ﺑﺄرﺗﺑﺎك وﺷﻌور ﺟدﯾد ﻟم ﺗﺷﻌر ﺑﮫ ﻣﺳﺑﻘﺎً! وﺻل ﺳراج ﻣدﯾﻧﺔ ﻣ راﻛش وﻗ د اﺳ ﻌدﺗﮫ رﻓﻘ ﺔ اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑﻲ وﺗذﻣر ﻣﺎرد اﻟداﺋم ،واﻻﻣر اﻟﻐرﯾ ب ﻟ دى ﺳ راج ان ﻣ ﺎرد ﻻﯾﮭرب ﻣن اﻟﺷﯾﺦ رﻏم ﻋدم رﺿﺎه ،وﻻ ﯾﻌرف ﺳراج ﻣ ﺎ اﻟﺳ ر ﻓ ﻲ اﻻﻣ ر ،ھ ل ﻻﻧ ﮫ اﻟﺷ ﯾﺦ اﻟﺟﻠﯾ ل ﻟدﯾ ﮫ ﺳ ﺣر ﻋﻠ ﻰ اﻻﺧ رﯾن وﻻﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﮭروب دون اﺳﺗﺋذاﻧﮫ؟ ام ﻻن ﻣﺎرد ﻻﯾﻌرف اﯾ ن ﯾرﺣل ﻟوﺣده؟ او رﺑﻣﺎ اﻧﮫ ﯾﺧطط ﻻﻣر اﺧر؟ ﻗﺎل ﺳراج ﻣودﻋﺎ ً اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ: ﯾﺎ ﺷﯾﺧﻧﺎ اﻟﺟﻠﯾل ﻋﻠﻣﺗﻧﻲ ﻓﻲ ھذه اﻟرﺣﻠﺔ ﺳر اﻟﺳ ﻌﺎدة وراﺣ ﺔاﻟﻌﻘ ل وﻓﻘ ﮫ اﻟﻘﻠ ب ،ﺳ ﺎﺗذﻛر داﺋﻣ ﺎ دروﺳ ك ﻟﻌ ل ﻛ ل درس ﯾﻌطﯾﻧﻲ ﻣﻔﺗﺎح ﻻﻓﺗﺢ ﺑﺎب اﺧر ﻣن ﺳﻌﺎدة اﻟﻧﻔس ،وارﺟو ﻣ ن ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ان اﻟﻘﺎك ﻣرة اﺧرى. ﻋش ﺻﺎﻟﺣﺎ ً ﯾﺎ ﺳراج ووﻓﻘك داﺋﻣﺎ ً اﻟﻌزﯾز اﻟﻘ دﯾر ﻟﻣ ﺎ ﺗﺻ ﺑواﻟﯾ ﮫ ﻓ ﻲ طﯾ ب ﻋ ﯾش اﻻﺧ رﯾن ،ﻧﻠﺗﻘ ﻲ ﺑﻣﺷ ﯾﺋﺔ ﷲ اﻟﺟ ﺎﻣﻊ اﻟﻘدﯾر. وﺳﻠم ﺳراج ﻋﻠﻰ ﻣﺎرد ﺑﻣﺻﺎﻓﺣﺗﮫ واردف ﻣﺎرد ﻗﺎﺋﻼً:◨◨◨◨◨◨
98
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨
ﻻ ادري ﻛﻠﻣﺎ اﻧظر ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾك اﺷﻌر ﺑﺄﻧﻲ راﯾﺗك ﺳﺎﺑﻘﺎ ً وﻟﻛ نﯾﺎﺗرى اﯾن؟! ﻓﺄﺑﺗﺳم ﺳراج وﻗﺎل: ﻛﺎﻧ ت ﺟ دﺗﻲ ﺗﻘ ول ﻟ ﻲ ان ﻧظ رات ﻋﯾﻧﯾ ك ﻛﻧظ رات ﻋﯾ وناﻟﺻﺎﻟﺣﯾن ،ﻓرﺑﻣﺎ رأﯾت اﺣد اﻟﺻﺎﻟﺣﯾن! وﻟﻛن ﻋﯾﻧﯾك ﻻﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼح ﻓﻘط ﺑ ل ﯾﺑ دو ﻋﻠﯾﮭ ﺎ اﻟ دھﺎءاﯾﺿﺎً! ﻛل روح ﺗﮭ وى ﻣ ﺎ ﯾﻼﺋﻣﮭ ﺎ ! ﻓ ﻲ اﺷ ﺎرة ﻣ ن ﺳ راج ﺑﺄﻧ ﮫ ايﻣﺎرد اﻻﻛﺛر دھﺎ ًء. وﺻل ﺳ راج اﻟﻘﺻ ر واﺳ رع ﻓ ﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾﻌﻘ وب اﻟﻣوﺣ دي ،وﻗ د ﺑ دل ﺛﯾﺎﺑ ﮫ ﺑﺛﯾ ﺎب ﺧﺎﺻ ﺔ ﯾرﺗدﯾ ﮫ اﻻﻣ راء ﻋ ﺎدة وھ ﻲ اﻟﺑدﻟ ﺔ ذات اﻟﻠ ون اﻻﺳ ود واﻻزرار اﻟذھﺑﯾ ﺔ ،ﻓ دﺧل ﻗﺎﻋ ﺔ اﻻﺳ ﺗﻘﺑﺎل ﺑﻌ د ان اﺳ ﺗﺄذن ﻓ ﻲ اﻟ دﺧول ﻣ ن ﻗﺑ ل اﻟﺣ راس ورأى اﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾط ﺎﻟﻊ ﺑﻌ ض اﻟرﺳ ﺎﺋل اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ﻣ ن وﻻة اﻻﻣ ر ﻟﺑﻠ دان ﻏرب وﺷرق ﺑﻼد اﻻﻧدﻟس. ﻓﻘﺎل ﺳراج وھو ﯾﺣﻧﻲ رأﺳﮫ: اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗﮫ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن. وﻋﻠ ﯾﻛم اﻟﺳ ﻼم ورﺣﻣ ﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗ ﮫ ،ﺳ ﻌﯾد ﺑﻌودﺗ ك ﺳ ﺎﻟﻣﺎ ًوﯾﺑدو ان ﻟدﯾك ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣﮭﻣﺎ ً ﺗﺧﺑرﻧﻲ ﺑﮫ؟! ﻧﻌ م ﺻ ﺣﯾﺢ ﯾﺎﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،ﺗﻔﺿ ل ھ ذه اﻟرﻗﻌ ﺔ اﻟﺗ ﻲرﺳ ﻣت ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺧﺎرط ﺔ اﻟﻣﻌرﻛ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﺧط ط اﻟﯾﮭ ﺎ اﻟﻣﻠ ك ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 99
◧◧◧◧◧◧
اﻟﻔوﻧﺳو ﻓﻲ ﻧﺷوﺑﮭﺎ واﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﻐﯾﯾر ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻻﺟل ﺧداﻋﻧﺎ ﻓ ﻲ ﻣوﻗﻊ اﺧر ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض وﻗوع اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﻓﯾﮫ .وﺣﻛ ﻰ ﻟ ﮫ ﻗﺻﺔ رﺣﻠﺗﮫ ﻟﻘﺷﺗﺎﻟﺔ وﻛﯾف وﺟ د اﻟﺟﺎﺳ وس )ﻓراﻧ ك( ،وﻟﻛﻧ ﮫ اﺧﻔﻰ رؤﯾﺔ ﻣﺎرد ﻻﻧﮫ اﻣره ﺳﯾزﻋﺞ اﻟﺳﻠطﺎن. رأى اﻟﺳﻠطﺎن اﻟرﻗﻌﺔ وﺗﺑ ﯾن ان اﻟﻣﺧط ط ھ و ﺗﺟﻣ ﻊ ﺟ ﯾش اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳ و ﻓ ﻲ ﻗﻠﻌ ﺔ اﻻرك ﻻﺟ ل ﺣﺻ د اﻟﻛﺛﯾ ر ﻣ ن ارواح ﺟ ﯾش اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻋ ن ﺑﻌ د وﺣﻛ م اﻟﺳ ﯾطرة وﺗﺣﻘﯾ ﻖ اﻟﻐﻠﺑ ﺔ ﺣﺳ ﺑﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﻔوﻧﺳو. ﻓﺄﺑﺗﺳم اﻟﺳﻠطﺎن وﻗﺎل: ان اﺣﻼم اﻟﻔوﻧﺳو ﺳﺗذھب ﻓﻲ ﻣﮭب اﻟرﯾﺢ ،ﺳ ﻠﻣت ﯾ ﺎ ﺳ راجﻛل ﯾوم ﯾﻣر واﻧت ﺗﻛﺑر ﻓﻲ ﻋﯾﻧﻲ ﻟﻣواﻗﻔك اﻟﺣﻛﯾﻣﺔ اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ واﻟﺑﺎرﻋﺔ اﻟذﻛﺎء ﺑل اﻧت ﺣﻘﺎ ً اﻣﯾر ﯾﺎ ﺳراج. ﺷ ﻛرا ً ﯾﺎﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ان رأﯾ ك ﺑ ﻲ ﯾﺷ رﻓﻧﻲ وﯾﺷ ﻌرﻧﻲﺑﺎﻟﻌز وارﺟو ان اﻛون ﻋﻧد ﺣﺳن ظﻧك داﺋﻣﺎً. ﺑﻌ د اﻻﻧﺗﮭ ﺎء ﻣ ن ﻣﻌرﻛﺗﻧ ﺎ ﺿ د اﻟﻔوﻧﺳ و ،ﺳﺗﺧﺿ ﻊ ﻻﺧﺗﺑ ﺎراﻟﺣﻛم. اﻟﺳ ﻣﻊ اﻟطﺎﻋ ﺔ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن .ﺷ ﻌر ﺳ راج ﺑﺷ ﻲء ﻣ ناﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻘﻊ ﻋﻠﯾﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻣﺳ ﺗﻘﺑل اذا ﻣ ﺎ ﻧﺟ ﺢ ﻓﻲ ھذا اﻻﺧﺗﺑﺎر. ﻋ ﺎدت اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر اﻟ ﻰ اﻟﻘﺻ ر ﺑﻌ د ﯾ وم ﻣ ن ﻋ ودة ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 100
ﺳ راج ،وﻋﻧ د اول وﺻ وﻟﮭﺎ ﺳ ﺄﻟت اﺣ د اﻟﺣ راس ﻋ ن اﻻﻣﯾ ر ﺳراج ﻟﺗطﻣﺋن ﻣن ﻋودﺗﮫ ﺳﺎﻟﻣﺎً ،وﻣﺿت ﻧﺣو واﻟ دھﺎ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻟﺗﺣﻛﻲ ﻟﮫ ﻋن ﺣﺿورھﺎ اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ وﻣ ﺎ وﻋ دﺗﮭم ﺑ ﮫ، ﺑﺎن اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﯾﻌﯾد ﻟﮭم اﻻﻣﺎن ﻓ ﻲ اﻟ ﺑﻼد ﻟﺗﻌ ود اﻟﺣﯾ ﺎة طﺑﯾﻌﯾ ﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،وﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺗﺿررﯾن ﻣن اﻋﻣﺎل اﺗﺑﺎع اﻟﻔوﻧﺳو. اﺳﺗﻌد ﺟﯾش اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻌﻘوب اﻟﻣوﺣ دي ﻟﻠﺗﻘ دم ﻧﺣ و ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ وﺑﺎﺗﺟﺎه ﻗﻠﻌﺔ اﻻرك ،وﻋﻠﻰ رأس اﻟﺟﯾش اﻟﺳﻠطﺎن ﻧﻔﺳﮫ ،وﻣ ﺎ ان وﺻل اﻟﺟﯾش اﻟﻘﻠﻌﺔ ﻓوﺟﺊ اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو ﺑﮭم ﻻﻛﺗﺷﺎﻓﮭم اﻟﺧطﺔ، ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺣرﻛﺔ ﻣﺑﺎﻏﺗﺔ وﺳرﯾﻌﺔ ﻋﻠﯾﮭم ﻣن ﻗﺑل ﺟﯾش اﻟﺳﻠطﺎن واﻟﺗ ﻲ اﻧﺗﺻ ر ﻓﯾﮭ ﺎ واﻟﺣ ﻖ ﺧﺳ ﺎرة ﻛﺑﯾ رة ﻓ ﻲ ﺟ ﯾش اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳو ،وﺷﯾﺋﺎ ً ﻓﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻋ ﺎدت اﻟﺣﯾ ﺎة طﺑﯾﻌﯾ ﺔ اﻟ ﻰ ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ واﻟﻣ دن اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﮭﺎ. اﺳﺗﯾﻘظ ﺳ راج ﻋﻠ ﻰ ﺣﻠ م ﺟﻣﯾ ل ﺣﯾ ث رأى اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻓﻲ ﺣدﯾﻘﺔ ﻛﺑﯾرة وﺗﻠﺑس ﻓﺳﺗﺎﻧﺎ ً اﺣﻣر ﺷﻔﺎﻓﺎ ً وﺷﻌرھﺎ ﻣﻧﺳدل ﻋﻠ ﻰ ﻛﺗﻔﯾﮭﺎ وﺗﺄﺧذه ﻣن ﯾده ﻧﺣو ﺷﺟرة واﻓرة اﻟظل وھ ﻲ ﺗﻌطﯾ ﮫ ﺳ ﯾﻔﺎ ً ﻣرﺻﻌﺎ ً ﺑﺎﻟﻣرﺟﺎن واﻟﻠؤﻟؤ وﻓﺟﺎءة اﺧﺗﻔت. ﺷﻌر ﺳراج ﺑﺎﻟﺳرور ﻣن ھذا اﻟﺣﻠم ﻓ ﻲ اﺷ راﻗﺔ ﯾ وم ﺟدﯾ د وھو ﯾوم ﺑدء اﺧﺗﺑﺎر اﻟﺣﻛ م ،وﻟﻛﻧ ﮫ ﻗﻠ ﻖ ﻣ ن ﺗﻔﺳ ﯾر اﺧﺗﻔﺎﺋﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺣﻠم ،ودﻋﺎ ﷲ ان ﯾﻛون اﻟذي رأه ﺧﯾراً. اﻣر اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺳﺗﺷﺎرﯾﮫ ﺑﺄﺟراء اﻻﺧﺗﺑﺎر واﻟذي ﯾﺑدأ ﻣﺑﻛرا ً ﺻﺑﺎﺣﺎً ،وﺑﻣراﺳ ﯾم ﻣﮭﯾﺑ ﺔ اﻣ ﺎم ﺣﺷ د ﻛﺑﯾ ر ﻣ ن اﻟﻧ ﺎس ﻟﻛ ﻲ ﯾﻌﻠ م ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 101
◧◧◧◧◧◧
اھ ل اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ان اﻻﻣﯾ ر ﺳ راج اذا ﻣ ﺎ ﻧﺟ ﺢ ﺳ ﯾﻌﻠن ﺑﺎﻧ ﮫ وزﯾ ر اﻟﺳﻠطﺎن ﻓﻲ اﻋطﺎﺋﮫ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ .وﻗ د طﻠ ب ﺳ راج ﻋدم اﻟظﮭور ﺣﺎﻟﯾﺎ ً اﻣﺎم اﻟﺣﺷد اﻻ ان ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎر! دﺧل ﺳراج اﻟﺑﺎب اﻻول ﻣن ﺑﯾن ﻋدة ﺑواﺑ ﺎت ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر، ﻓرأى ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﺗﺣﯾط ﺟدران ﻗﺎﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻘﺎل: ﺳﺑﺣﺎن ﷲ واﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗﮫ ،ﻓﺳﺎر ﻋ دة ﺧطوات ووﺟد ﺷ ﯾﺧﺎ ً ﻛﺑﯾ را ً ﻓ ﻲ اﻟﻌﻣ ر ﯾﺟﻠ س ﺧﻠ ف ﻣﻛﺗ ب ﻓﺧ م وﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌض اﻻﺣﺑ ﺎر ورﯾﺷ ﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎﺑ ﺔ ﻣ ﻊ ﻛﺗ ﺎب ﻛﺑﯾ ر ﯾﻛﺗ ب ﻓﯾ ﮫ ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣﺎ. واﻋ ﺎد ﺳ راج اﻟﺳ ﻼم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺷ ﯾﺦ ﻣ ﻊ اﻧﺣﻧ ﺎءة ،ﻓﻘ ﺎل ﻟ ﮫ اﻟﺷﯾﺦ ﺑﺎﺑﺗﺳﺎﻣﺔ: وﻋﻠ ﯾﻛم اﻓﺿ ل اﻟﺳ ﻼم ورﺣﻣ ﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗ ﮫ ،اﻟﯾ ومﯾﺻﺎدف ذﻛرى ﺣدث ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻛﺑﯾر ،ھ ل ﺗﺳ ﺗطﯾﻊ اﯾﺟ ﺎده ﻣن ﺑﯾن ھذه اﻟﻛﺗب؟ ﻓﺳﻛت ﺑرھﺔ ﺳراج وﻗﺎل: ﻧﻌم ﺣدث ﻛﺑﯾر وﻋظﯾم ،وﻧظر اﻟﻰ ﯾﻣﯾن ﺟﻠوس اﻟﺷﯾﺦ ﻟﯾﺗﺄﻛدﻣن طرﯾﻘ ﺔ ﺗرﺗﯾ ب اﻟﻛﺗ ب ،ﻓوﺟ دھﺎ ﺗﺑ دا ً ﺑ ﺎﻻﺣرف اﻻﺑﺟدﯾ ﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺗﺑدأ ﺑﺣرف اﻻﻟف ،ﻓﻔﻛ ر ﻟﺣظ ﺔ واﻟﺗﻔ ت ﻗﺑ ل ﻧﮭﺎﯾ ﺔ اﻟﻛﺗب ﻣن اﻟطرف اﻻﺧر ﻓﻲ ﯾﺳﺎر ﺟﻠوس اﻟﺷﯾﺦ ﻟﯾﺟد ﺣرف اﻟﮭﺎء ،ﻓﺗﻘدم ﻧﺣوه ،ﻓوﺟد اﻟﻛﺗ ﺎب )ھﺟ رة اﻟرﺳ ول ﷴ ﺻ ﻠﻰ ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 102
ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم( ،ﻓﺄﺧذه وﺳﻠﻣﮫ اﻟﻰ اﻟﺷﯾﺦ ﺗﻌﺑﯾرا ً ﻋن ﺟواﺑﮫ. اﺧ ذ اﻟﺷ ﯾﺦ اﻟﻛﺗ ﺎب وﻓ ﺗﺢ ﻣﻧﺗﺻ ﻔﮫ واﻋ ﺎده اﻟ ﻰ ﺳ راج وﻗﺎل ﻟﮫ: أﻗرا ھذه اﻟﺻﻔﺣﺔ واﺧﺑرﻧﻲ ﻣﺎ اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻓﯾﮭﺎ؟ﻓﻘرأ ﺳراج ﻣﺎ ﻣوﺟود ﻓﯾﮭﺎ ﺗﺣﻛﻲ ﻋن اﺧﺗﺑ ﺎء اﻟرﺳ ول ﷴ )ﷺ( ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻐﺎر ﺑﯾن ﻣﻛﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧ ورة وﺧ وف ﺻ ﺎﺣﺑﮫ ﻣ ن ان ﯾﻛﺗﺷ ف اﻋ داء اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ اﻻﻧﺳ ﺎﻧﯾﺔ وﺟودھﻣ ﺎ وﻗ ﺎل ﺧ ﺎﺗم اﻻﻧﺑﯾ ﺎء واﻟﻣرﺳ ﻠﯾن ﺣﺳ ب ﻣ ﺎ ذﻛ ر ﻓ ﻲ اﻟﻘ رآن اﻟﻛرﯾم )ﻻ ﺗﺣ زن ﻓ ﺎن ﷲ ﻣﻌﻧ ﺎ( ،وھﻧ ﺎ ﺗ ذﻛر ﺳ راج اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑﻲ وﺣدﯾﺛ ﮫ ﻓ ﻲ اﺣ دى ﻣﺣط ﺎت اﻻﺳ ﺗراﺣﺔ ﻓ ﻲ اﻟطرﯾ ﻖ ﺑ ﯾن ﻗﺷﺗﺎﻟﺔ وﻣراﻛش ﻋن اﻟﺛﻘﺔ واﻟﺗوﻛل ﻓﻘﺎل ﺳراج: اﻟﺛﻘﺔ واﻟﺗوﻛل ﻋﻠﻰ رب اﻟﻌزة ھﻣﺎ ﯾﻧﺟﯾ ﺎن اﻟﻌﺑ د ﻣﮭﻣ ﺎ ﻛﺎﻧ تاﻟط رق ﺻ ﻌﺑﺔ وﻏﯾ ر ﻣﻌﺑ دة .ﻓﺛﻘ ﺔ اﻟرﺳ ول ﷴ )ﷺ( ﺑﺎﻟﻣﻠ ك اﻟﻘ دﯾر ھ و اﻋﻠ ﻰ درﺟ ﺎت اﻻﯾﻣ ﺎن ،وﻟ م ﯾﻛ ن ﺻ ﺎﺣﺑﮫ ﺧﺎﺋﻔ ﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﺑل ﺧﺎﺋﻔﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟرﺳول اﻟﻛرﯾم اذا ﻣﺎ اﻛﺗﺷف اﻣ ره وﻗﺗل!. وھﻧ ﺎ ﻗ ﺎم اﻟﺷ ﯾﺦ واﻋط ﺎه ﻣﻔﺗﺎﺣ ﺎ ً ذھﺑﯾ ﺎ ً واﺷ ﺎر اﻟ ﻰ اﺣ د اﻟﻣﻛﺗﺑﺎت اﻟواﻗﻌﺔ ﺧﻠف اﻟﻣﻛﺗب! اﺧذ ﺳراج اﻟﻣﻔﺗﺎح وﺗﻘدم ﻧﺣو اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ﻓوﺟد ﻓﺗﺣ ﺔ ﻓ ﻲ اﺣ د اﻟﻛﺗب وادﺧل اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﯾﮭﺎ وﻓ ﺗﺢ ﺑ ﺎب اﻟﻣﻛﺗﺑ ﺔ اﻟ ﻰ ﻏرﻓ ﺔ اﺧ رى ﻓ دﺧل و ُ ﻏﻠﻘ ت .ﻓ رأى ﻏرﻓ ﺔ ﻛﺑﯾ رة وﻓﯾﮭ ﺎ ﺳ ﺟل ذو ﻏ ﻼف ﺑﻧ ﻲ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 103
◧◧◧◧◧◧
ﻗدﯾم ﻣﻊ رﯾﺷﺔ وﻣﺣﺑرة ﺗم وﺿﻌﮭم ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ واﻣﺎﻣﮭ ﺎ ﻛرﺳ ﻲ، ﯾر ﺷﯾﺋﺎ ً آﺧر ﻏﯾره وﺗﻘدم ﻧﺣو اﻟﺳﺟل ﻓﻔﺗﺣﮫ ﻓﻘرأ ﺳؤاﻻ: وﻟم َ ﻣﺎ ھو اﻟﻛﻧز؟ﻓﻛﺗب ﺳراج: اﻟرﺿﻰﻓﺄﺧﺗﻔت اﻟﻛﻠﻣﺎت! وﺗﻔﺎﺟﺄ ﺳراج! وظﮭر ﺳؤال اﺧر: ﻣﺳﻛن اﻟروح........اﻏﻣ ض ﺳ راج ﻋﯾﻧﯾ ﮫ وﺗ ذﻛر ان اﻟﺷ ﯾﺦ اﺑ ن ﻋرﺑ ﻲ ﻛ ﺎن ﯾﺿﻊ ﯾده ﻋﻠﻰ ﺻدره وﯾﻘول :ﯾﺎﺧﺎﻟﻖ اﻟوﺟود ﻣﻧك اﻟ روح واﻟﯾ ك اﻟروح. ﻓﻛﺗب: ﻣﺳﻛن اﻟروح اﻟرﺋﺗﯾنﻓﺎﺧﺗﻔت اﻟﻛﻠﻣﺎت! وظﮭر ﺳؤال اﺧر: اﻟﻧﺟﺎة؟ﻓﺗذﻛر ﺳ راج ﻗﺻ ﺔ اﻟﻧﺑ ﻲ ﯾ وﻧس ﻋﻠﯾ ﮫ اﻟﺳ ﻼم اﻧ ﮫ اﺳ ﺗﻐﻔر ﻓﻧﺟﻰ ،ﻓﻛﺗب: اﻻﺳﺗﻐﻔﺎر.اﺧﺗﻔت اﻟﻛﻠﻣﺎت! وﻓﺗﺢ درج ﺻﻐﯾر ﻓﯾﮫ ﻣﻔﺗﺎح! ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 104
ﻓﺎﺧذ اﻟﻣﻔﺗﺎح وﻓﻛر ﻣﺗﺳﺎﺋﻼ: ﻋﺟﺑ ﺎ اﯾ ن اﻟﺑ ﺎب اﻟ ذي ﯾﻧﺎﺳ ب ھ ذا اﻟﻣﻔﺗ ﺎح؟ ،ﻓ ﺎﻧﺗظر ﺑﺿ ﻊدﻗﺎﺋﻖ ﯾﺑﺣث ﻋن ﺷﻲء ﯾدﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎب ،ﻓﺗﻘرب ﻣن اﻟﻔ ﺎﻧوس اﻟﻣﻧﯾر ﻟﻠﻐرﻓﺔ ،ووﺟد ﻓوﻗﮫ ﻓﺗﺣﺔ ،ﻓوﺿﻊ اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﯾﮭﺎ واﻧﻔ ﺗﺢ اﻟﺟدار ﺑزاوﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺳراج اﻟ دﺧول ﻣﻧﮭ ﺎ ،وأﻏﻠ ﻖ ﺧﻠﻔﮫ. ﻓ رأى ﺳ راج ﻏرﻓ ﺔ ﻓﯾﮭ ﺎ ﻛﺛﯾ را ً ﻣ ن اﻟﺻ ﻧﺎدﯾﻖ وﻻ ﯾوﺟ د ﺷﻲء ﻏﯾرھﺎ ،ﻓوﺿﻊ ﯾده ﻋﻠﻰ اﺣ د اﻟﺻ ﻧﺎدﯾﻖ ﻟﻔﺗﺣ ﮫ ﻣ ن اﻟوﺳ ط وﻟﻛن ﻟم ﯾﻔﺗﺢ!؟ ﻓﺷﻌر ﺳراج ﺑﺻ ﻌوﺑﺔ ھ ذا اﻻﺧﺗﺑ ﺎر وﺑ دأ ﻋرﻗ ﮫ ﯾﺗﺻﺑب ﻣن ﺟﺑﮭﺗ ﮫ ،ﻓﺟﻠ س ﻓ ﻲ اﻻرض وھ و ﯾﺣ دق ﺑﺎﻟﺻ ﻧﺎدﯾﻖ اﻟﺳﺑﻌﺔ وﺣﺎول ان ﯾﺟد اﻟﻔرق ﺑﯾﻧﮭم ،ﻓوﺟد ﻗﺎﻋ دة اﺣ د اﻟﺻ ﻧﺎدﯾﻖ اوﺳﻊ ﻣن ﺑﻘﯾ ﺔ اﻟﺻ ﻧﺎدﯾﻖ اﻻﺧ رى ،ﻓﺗﻘ رب ﻣ ن اﻟﺻ ﻧدوق اﻟ ذي ﻛﺎن ﺛﺎﻟث ﺻﻧدوق ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﯾﻣﯾن ،وﺑدء ﺑدﻗﮫ ﺑﯾ ده دﻗ ﺎت ﺧﻔﯾﻔ ﺔ ﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟواﻧب ﻟﻛﻲ ﯾﺣ س ﺑ ﺎﺧﺗﻼف اﻟﺻ وت وھﻧ ﺎ ﯾ دل ﻋﻠ ﻰ وﺟ ود ھ واء ﯾﻣ ر ﻣ ن ﺧ ﻼل ﻓﺗﺣ ﺔ اﻟﺻ ﻧدوق ،ﻓﺷ ﻌر ﺑ ﺎن ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﺻﻧدوق اﻟﺗﻲ ﺗﻼﻣس اﻻرض ﻓﯾﮭﺎ اﺧﺗﻼف ﺑﺳﯾط ﻋن اﻟﺟواﻧ ب اﻻﺧرى ،ﻓﺎراد ان ﯾﺣرك اﻟﺻﻧدوق وﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﺗﺣرك ﻓﻌرف ﺑﺎﻧﮫ ﻏ ﻼف ﻻ اﻛﺛ ر! ،ﻓﻣﺳ ك ﻣ ن ﺟ ﺎﻧﺑﻲ اﻟﺻ ﻧدوق ﻓﺗﺣ رك ﻗﻠ ﯾﻼً، ﻓرﻓﻌﮫ ﻛﻐطﺎء اﻟﻰ اﻻﻋﻠﻰ ووﺿﻌﮫ ﺟﺎﻧﺑﺎ ً وظﮭر ﻓﻲ داﺧ ل ﻗﺎﻋ دة اﻟﺻﻧدوق ﺳﻠم ﯾﺗﺟﮫ ﻧﺣو اﻻﺳﻔل! ﻓ ﺗﺢ اﺣ د ﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﻘﺻ ر ﺑ ﺎب اﻟﻐرﻓ ﺔ اﻟ رﺋﯾس ﻟﯾﺧﺑ ر ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 105
◧◧◧◧◧◧
ﺳراج اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻧوي ﻧزول اﻟﺳﻠم ،ﺑﻘوﻟﮫ: اﯾﮭﺎ اﻻﻣﯾر ان اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﺳﺗدﻋﯾك ﻻﻣر طﺎرئ!ﻓﻘﺎل ﺳراج وھو ﻣﻧدھش: اﻟﻠﮭم ﺧﯾراً.وﺻل ﺳراج ﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺿﯾﺎﻓﺔ ودﺧل ﻗﺎﺋﻼً: اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗﮫ ﯾ ﺎ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،ارﺟ وان ﯾﻛون اﻻﻣر ﺧﯾراً. ﻓﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺎن وھو ﻣﺗﻘدم ﻧﺣو ﺳراج ﺑﻘﻠﻖ وﺣزن: اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر ﻣﻔﻘودة!ﻓﺷﻌر ﺳراج ﺑﺗوﻗف ﻧﺑض ﻗﻠﺑﮫ واط راف اﺻ ﺎﺑﻌﮫ اﺻ ﺎﺑﮭﺎ اﻟﺑرد ،ﻓﺎردف ﻗﺎﺋﻼً ﻣﺣﺎوﻻً اﻟﻣﺳك ﺑرﺑﺎطﺔ ﺟﺄﺷﮫ: وﻟﻛن ﻛﯾف؟ ﻛﺎﻧت ﻣﻌﻲ ﺻﺑﺎﺣﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺣﻔ ل ،وﺑﻌ د ذﻟ ك ﻧزﻟ ت اﻟ ﻰ ﺣ داﺋﻖاﻟﻘﺻر ﺗﺷ رف ﻛﻌﺎدﺗﮭ ﺎ ﻋﻠﯾﮭ ﺎ وﻋﻠ ﻰ اﻟﺧﯾ ول ﻓ ﻲ اﻻﺳ طﺑل، وﻟﻛن ﻟم ﯾر ﺣراس اﻟﻘﺻر ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻗد ﺧرﺟت ﻣن اﺣدى اﺑواب اﻟﻘﺻر. اﻟﺳ ﻣﻊ واﻟطﺎﻋ ﺔ ﯾﺎﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺳ ﺄﺑﺣث ﻋﻧﮭ ﺎ وأﺗﺄﻛ د ﻣ ناﻷﻣر ،وﺑﺄذن ﷲ ﺗﻌود ﺳﺎﻟﻣﺔ وﯾطﻣﺋن ﻗﻠﺑك. ﺑﺎرك ﷲ ﺑك ،ﺧرج ﻋدد ﻣن ﺣراس اﻟﻘﺻر ﻟﻠﺑﺣث ﻋﻧﮭﺎ ﻓ ﻲاﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﻟﻛن ﺷﻌرت ﺑﺄﻧك اﻧت ﻣن ﺳﺗﺟدھﺎ ﺑﺎذن ﷲ. ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 106
ﻓ ﺎﻧﺣﻧﻰ ﺳ راج وﺧ رج ﻣﺳ رﻋﺎ ً ﯾﺗﻘﻔ ﻰ اﺛ ر ﻟﮭ ﺎ ﻓ ﻲ ﺣ داﺋﻖ اﻟﻘﺻر واﻻﺳطﺑل ،ﻓﻠﻣﺢ وراء اﺣد اﻟﺧﯾول ﺷﯾﺋﺎ ً وﺗﻘرب ﻣﻧﮫ واﻻ ھ و ﺷ ﺎﻟﮭﺎ اﻻﺧﺿ ر ،ﻓﺎﺧ ذه وﺿ ﻣﮫ ﺑ داﺧل ﺟﯾﺑ ﮫ ،وﺳ ﺎل أﻣ ﯾن اﻻﺳطﺑل ﻗﺎﺋﻼ: اﻟم ﺗدﺧل اﻻﻣﯾرة اﻻﺳطﺑل؟ ﻛﻼ ﻟم ارھﺎ ﯾﺎ ﺳﯾدي!ﻓﺗﻌﺟ ب ﺳ راج ﻣ ن ﺑرودﺗ ﮫ ﻓ ﻲ اﻻﺟﺎﺑ ﺔ وﺷ ﻌر ان ﻋﯾﻧ ﺎه ﺗﻌﻛس ﻛذﺑﮫ؟! ﻓﺣزن ﻻﻧﮫ ﺣس ﺑوﺟود ﺧﯾﺎﻧﺔ ﻣن داﺧل اﻟﻘﺻر. ﻓﻣﺿ ﻰ ﺳ راج اﻟ ﻰ اﺣ دى ﻣﺧ ﺎرج اﻟﻘﺻ ر اﻟﻣواﺟﮭ ﺔ ﻟﻼﺳطﺑل ،وﺳﺄل ﺣﺎرس اﻟﺑواﺑﺔ: أﻟم ﺗ َر اﻻﻣﯾ رة ﺑ ﺎﻟﻘرب ﻣ ن ھ ذه اﻟﺑواﺑ ﺔ او ﻗرﯾﺑ ﺔ ﻣ ن ﻣﻛ ﺎنﺗواﺟدك؟ ار ﺳﯾدﺗﻲ. ﻻ ﯾﺎ ﺳﯾدي ﻟم َوھﻧﺎ ﺗﺄﻛ د ﻣ ن وﺟ ود ﺧﯾﺎﻧ ﺔ ،ﻻﻧ ﮫ اﻧﺗﺑ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ارﺗﺑﺎﻛ ﮫ ﻓ ﻲ اﻻﺟﺎﺑﺔ ،ﻓﻛﺗم ﺳراج اﻻﻣر واﺑدى ﻟﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻗد ﺻدﻗﮫ. رﻛ ب ﺳ راج ﺣﺻ ﺎﻧﮫ وﻣﺿ ﻰ ﻣ ن اﻟﺑواﺑ ﺔ اﻟﻘرﯾﺑ ﺔ ﻣ ن اﻻﺳطﺑل وﺑﺳﯾر ﺧﻔﯾف ﯾﺗﻘﻔﻰ اﺛر ﺣواﻓر ﺣﺻﺎن ﻣﺿﻰ ﻣ ن ﺗﻠ ك اﻟﺑواﺑﺔ او اﺛر ﻋﺟﻼت ﻋرﺑﺔ؟ وﻟﻛ ن اﻟ رﯾﺢ ﻓ ﻲ ذاك اﻟﯾ وم ﻛﺎﻧ ت ﺷ دﯾدة وﺻ ﻌب ﻋﻠﯾ ﮫ اﯾﺟ ﺎد ﺷ ﻲء ﯾدﻟ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺧ ﺎطف اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧﺎر .وھو ﻓﻲ طرﯾﻘﮫ ﯾدﻋو ﷲ ﻋز وﺟل ان ﯾرﺷده اﻟ ﻰ اﺷ ﺎرة ﻣﺎ ﺗﻧور طرﯾﻘﮫ اﻟﯾﮭﺎ ،وﺑﻌد ﺳﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺣث رأى طﻔﻠﺔ ﺗﻠوح ﻟﮫ، ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 107
◧◧◧◧◧◧
ﻓﺗرﺟل ﻣن ﺣﺻﺎﻧﮫ وﻣﺿﻰ ﻧﺣوھﺎ ﻓﻘﺎﻟت ﻟﮫ اﻟطﻔﻠﺔ: ﻛﯾف ﺣﺎﻟك ﯾﺎ اﺑﻲ!ﻓﺎﺑﺗﺳم ﺳراج وﺗذﻛر اﻧﮭﺎ اﻟطﻔﻠﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗرى ﻣﻧﮭﺎ اﻻزھﺎر ﻟﺗﻌﺎﻟﺞ واﻟدﺗﮭﺎ وﻗﺎل ﻟﮭﺎ وھو ﯾﺿﻊ ﯾده ﻋﻠﻰ ﺷﻌرھﺎ: اﻣﯾرﺗﻲ اﻟﺻﻐﯾرة ﻛﯾف ﺣﺎﻟك وﺣﺎل واﻟدﺗك. ﻧﺣ ن ﺑﺧﯾ ر ﯾ ﺎ اﺑ ﻲ .ﻟﻣ ﺎذا ﻻﺗ ﺎﺗﻲ ﻣﻌ ﻲ ﻟﻧﻠﻌ ب ﻓ ﻲ دارياﻟﺻﻐﯾر. ﻓﻲ وﻗت اﺧر ﺻﻐﯾرﺗﻲ ،واﻋطﺎھﺎ ﺑﻌض اﻟﻧﻘود. ان داري ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻓﻲ داﺧل ﺷﺟرة ﻛﺑﯾرة. أﻛﯾد ﺳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﯾوم ﻣﺎ وأﻟﻌب ﻣﻌك.ﻓرﻛب ﺣﺻﺎﻧﮫ وھو ﯾﻠ وح ﻟﮭ ﺎ ،وﺑﻌ د ﺑرھ ﺔ ﺗ ذﻛر اﻟﺷ ﺟرة ﻓﻲ اﻟﺣﻠم اﻟﺗﻲ اﻋطﺗﮫ ﺟﻠﻧﺎر اﻟﺳﯾف ،واﺣس ﺑﺄﻧﮭ ﺎ اﺷ ﺎرة .ﻓرﺟ ﻊ ﻟﻠطﻔﻠﺔ ﻣﺳرﻋﺎ ً وﻗﺎل ﻟﮭﺎ: دﻟﯾﻧﻲ ﻋﻠﻰ دارك اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ!ﻓرﺣت اﻟطﻔﻠﺔ وﻗﺎدﺗﮫ اﻟﻰ اﻟﺷﺟرة اﻟﻛﺑﯾرة وﺣﻘﺎ رأى ﺣﻔرة ﻛﺑﯾ رة داﺧ ل اﻟﺷ ﺟرة .ﻓﺟﻠ س ﻣ ﻊ اﻟطﻔﻠ ﺔ داﺧ ل اﻟﺣﻔ رة وﻗ ﺎل ﺿﺎﺣﻛﺎً: اﯾن ﻣﻛﺎن اﻋداد اﻟطﻌﺎم؟ ﻓﻘدﻣت ﻟﮫ ﺗﻔﺎﺣﺔ.دﻣﻌت ﻋﯾﻧﺎ ﺳ راج ﻋﻠ ﻰ طﯾﺑﺗﮭ ﺎ وھ ﻲ ﻓﻘﯾ رة اﻟﺣ ﺎل وﻧظ ر ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 108
اﻟﻰ ﻣﺎ ﺣول اﻟﺷﺟرة ﻓرأى دارا ً ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﺷﺟرة ،ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ: دار ﻣن ھذا؟ ھ ذا داراﻟﺳ ﯾد ﻓراﻧ ك ،اﻧ ﮫ ﯾرﺳ م داﺋﻣ ﺎ ﻓرﺳ ﻣﻧﻲ واﻋط ﺎﻧﻲاﻟﻠوﺣﺔ ﻛﮭدﯾﺔ ﻟﻲ. ھﻧﺎ ﺗﻔﺎﺟﺊ ﺳراج! وﯾﻘول ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻓراﻧك! ھل ﯾﻌﻘل اﻧﮫ ﻧﻔﺳﮫ اﻟذي ﺗﺂﻣر ﻣ ﻊ اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳ و ﻓ ﻲﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن! ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ: ﻣﻣﻛن ارى اﻟﻠوﺣﺔ ﯾﺎ ﺻﻐﯾرﺗﻲ. أﻛﯾ د ﯾ ﺎ اﺑ ﻲ اﻧ ﺎ ﻣﺣﺗﻔظ ﺔ ﺑﮭ ﺎ ﻓ ﻲ داري ھ ذا ،ﻓﺎﺧرﺟﺗﮭ ﺎ ﻣ نﺗﺣت اﻟﻘش. وﺣدق ﺳراج ﻓ ﻲ اﻟﻠوﺣ ﺔ ﺟﯾ دا ً ووﺟ ده ﻧﻔ س اﻟﺗوﻗﯾ ﻊ اﻟ ذي رأه ﻓﻲ طﻠﯾطﻠﺔ. ﺻﻐﯾرﺗﻲ ﺳ ﺎﻋود ﻟ ك ﻗرﯾﺑ ﺎ ً ﻻﻧ ﮫ ﯾﺟ ب ان ازور ﻓراﻧ ك ھ ذاﻻرى ﻟوﺣﺎﺗﮫ وﻟﻌﻠﮫ ﯾرﺳﻣﻧﻲ اﯾﺿﺎً. ﺷﻛرا ﻟك ﯾﺎ اﺑﻲ اﻧك اﺗﯾت ﻣﻌﻲ واﻧﺎ ﺳﻌﯾدة ﺑك.ﻓﻛر ﺳراج ﻗﻠﯾﻼ ﺑﺎن ﻋﻠﯾﮫ ان ﯾﺗﻧﻛر ،ﻻن ﻓراﻧك ﻗد رأه ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ طﻠﯾطﻠ ﺔ ،ﻓ ﺎﺧﻔﻰ ﺣﺻ ﺎﻧﮫ ﺑﻌﯾ داً ،وﺗ ذﻛر ﺷ ﯾﺋﺎ ً اﻧ ﮫ ﯾﺣ ب اﻟﺷ راب ،ﻓﺎﺷ ﺗرى ﻋ دة ﻗﻧ ﺎﻧﻲ ﻣ ن اﻟﻣﺷ روب وأﺟ ر ﻋرﺑﺔ وﺗﻧﻛر ﺑزي ﺑﺎﺋﻊ ،ﻓﻣﺿﻰ ﻧﺣو اﻟﺑﯾت وﯾﻧﺎدي ﻣﻛررا ً: ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 109
◧◧◧◧◧◧
ﻣﺷروﺑﺎت ﻣﻌﺗﻘﺔ وﻧﺎدرة.ﻓﻠﻣﺢ ﺳراج اﺣدا ً ﯾﻔﺗﺢ ﻧﺎﻓذة اﻟدار وﯾﻧﺎدي ﻋﻠﯾﮫ: ﺗﻌ ﺎل ﯾﺎھ ذا واﻋطﻧ ﻲ واﺣ دة ،رﻏ م اﻧ ﮫ ﻣﻣﻧ وع ﺑﯾﻌ ﮫ ﻓ ﻲﻣدﯾﻧﺗﻛم اﻟﻌرﯾﻘﺔ )ﯾﻘوﻟﮭﺎ ﺑﺳﺧرﯾﺔ(! ﻓﻘﺎل ﺳراج: اﺑﯾﻌﮭﺎ ﺑﯾن اﻟدور ﻋﻠﻰ اﻧﮭﺎ ﺷراب ﻋﻧب ﻓﻠ ن ﯾﻼﺣ ظ اﻟﻐرﯾ بواﻟﻘرﯾب ﺷﯾﺋﺎً. ﻓﺎﻋطﺎه ﺳراج ﻗﻧﯾﻧﺔ اﻟﺷراب ﻣن اﻟﺷ ﺑﺎك واﺳ ﺗﻠم ﺛﻣﻧﮭ ﺎ وﻻ ﯾﻌﻠم ﻓراﻧك ان ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺧدرا ً ﯾﺟﻌﻠﮫ ﯾطﯾل ﻓﻲ اﻟﻧوم ،رﻏ م ﻣﺣﺎوﻟﺗ ﮫ اﻟﻧظر ﻣن اﻟﺷﺑﺎك ﻟرﺻد اﯾ ﺔ ﺣرﻛ ﺔ ﺗدﻟ ﮫ ﻋﻠ ﻰ ﺟﻠﻧ ﺎر او ﺻ وت ﯾﺻدر ﻣﻧﮭﺎ ،وﻟﻛن ﻻ ﺟدوى. ﻓ ﺄرﺟﻊ اﻟﻌرﺑ ﺔ ورﻣ ﻰ اﻟﻘﻧ ﺎﻧﻲ ﻓ ﻲ اﺣ دى اﻟﺣﺎوﯾ ﺎت، وﻋ ﺎد ﯾﺗرﻗ ب ﺧﻠ ف اﻟﺷ ﺟرة اﻟﻛﺑﯾ رة وﯾﻧﺗظ ر ﻣ دة ﻗﺻ ﯾرة ﻟﺳ رﯾﺎن ﻣﻔﻌ ول اﻟﻣﺧ در ﻓ ﻲ اﻟﺷ راب ،واﺧ ذ ﺑﺎﻟﺣﺳ ﺑﺎن ان ﻓرﻧك ﺿﺧم ﺟدا ً ﻓﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺧدر وﻗﺗﺎ ً اﺿﺎﻓﯾﺎ ً.
◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 110
ﺑ دأت اﻟﺷ ﻣس ﺑ ﺎﻟﻐروب ﺷ ﯾﺋﺄ ﻓﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻓوﺿ ﻊ ﺳ راج رأﺳ ﮫ ﻋﻠﻰ ﺟذع اﻟﺷﺟرة وھو ﯾﻘول ﻣﻊ ﻧﻔﺳﮫ: ﺟﻠﻧﺎر رﺣﻠﺗﻲ ﺑﻌﯾدا ً ﻋن ﻗﻠﺑﻲ اﻟﻣﺗﯾم ﻏراﻣﺎ ً ﺑك رﺣﻠﺗﻲ ورﺣﻠت ﻣﻌك ﻛل اﻟطﯾور ﯾراﻓﻘﮭﺎ ﻓؤادي ﺗﻐﯾب ﺷﻣﺳك ﻋن ﻣدﯾﻧﺗﻲ ﻓﻼ ﯾﺑﻘﻰ ﻟون وﻻ ﺳﮭر ﺑرد ﯾﺳﻛن روﺣﻲ ﻓﺗﻌﺎﻟﻲ ﯾﺎ ﻗﻣرا واﻋﯾدﯾﻧﻲ اﻋﯾدي دﻣﻲ ﯾﺳري ﻓﻲ ﺷراﯾﯾن ﺣﯾﺎﺗﻲ ﯾﺎ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﺗﻘ دم ﺳ راج ﻧﺣ و دار ﻓراﻧ ك ﺑﺣ ذر وﻧظ ر ﻣ ن اﻟﺷ ﺑﺎك اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺷﺑﺎك اﻟذي ﺳﻠﻣﮫ اﻟﻣﺷ روب وﺷ ﺎھد ﻣ ن ط رف ﺻ ﻐﯾر ﻋﺑ ر اﻟﺳ ﺗﺎرة اﻟﻣﺗﺣرﻛ ﺔ ﻗﻠ ﯾﻼً ﻋ ن ﻣﻛﺎﻧﮭ ﺎ ،ﻓﺷ ﺎھد اﻗ دام ﻓراﻧ ك ﻣﻣدة ،ﻓﺳﻌد ﺑﮭذا اﻻﻣر ،وﻓﺗﺢ اﻟﺷﺑﺎك ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻠﻣﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ً ﻋﺑر ﺗﺣرﯾﻛﮫ ﺑﺣرﻛﺎت ﻣﺗواﺻﻠﮫ ﻣﻊ ادﺧﺎل ﻣﻔﺗﺎح طوﯾل ﯾﻔﺗﺢ ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺷروب ﻋﺎدة ،ﻓﻔﺗﺢ اﻟﺷﺑﺎك. دﺧل ﺳ راج ﻣ ن اﻟﺷ ﺑﺎك ﺑﺣ ذر ﻓﺗﺄﻛ د ﻣ ن ﻧ وم ﻓراﻧ ك ﻻﻧ ﮫ ﯾﺻدر ﺷﺧﯾرا ً ﻋﺎﻟﯾﺎً ،ﻓ رﻛض ﺑﺧﻔ ﺔ ﻟﻠﺑﺣ ث ﻋ ن ﺟﻠﻧ ﺎر وﻟﻛ ن ﻟ م ﯾﺟ د ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻓﺎﺻ ﺎﺑﮫ اﺣﺑ ﺎط ﺷ دﯾد وﻣﺳ ك ﺑﻘﻼدﺗ ﮫ ﻟﯾﺳ ﺑﺢ ﯾ ﺎ واﺟ د ﯾ ﺎﻋظﯾم وھﻧ ﺎ رأى ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﻓ ﻲ ﺳ ﻘف اﻟ دار وھ ﻲ ﺑ ﺎب ﻣﺗوﺳ طﺔ اﻟﺣﺟم ،وﻟﻛن ﻛﯾف ﯾﺻ ل اﻟﯾﮭ ﺎ ﻓﺄﺧ ذ ﻛرﺳ ﯾﺎ ً وﺻ ﻌد ﻋﻠﯾ ﮫ ﻟﯾﻔ ﺗﺢ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 111
◧◧◧◧◧◧
اﻟﺑ ﺎب ﻓﻔﺗﺣ ت وﺻ ﻌد ﻣ ن ﻓﺗﺣﺗﮭ ﺎ ﻋﺑ ر ﻋﺗﻠ ﺔ ﺗ دﻟﻰ ﻣﻧﮭ ﺎ ﺣﺑ ل ﻓﻣﺳﻛﮫ وﺻﻌد ،ﻓوﺟد ﻏرﻓﺔ ﻣظﻠﻣﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ رؤﯾﺔ ﺷ ﻲء ﻓﯾﮭ ﺎ، ﻓﺄﺧرج ﻣن ﺟﯾﺑﮫ ﻋود ﺛﻘﺎب واﺷﻌﻠﮫ وظﮭرت اﻣﺎﻣ ﮫ ﺟﻠﻧ ﺎر ﻧﺎﺋﻣ ﺔ ﻓﺄﺳ رع ﺑﺣﻣﻠﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ظﮭ ره وﻧ زل ﻣ ن اﻟﻌﺗﻠ ﺔ ﺑﺑط ﺊ ﺷ دﯾد واﺧرﺟﮭﺎ ﻣن اﻟﺷﺑﺎك وﺧرج ﺑﻌدھﺎ وﺣﻣﻠﮭﺎ ﻣﺳ رﻋﺎ ً اﻟ ﻰ ﺣﺻ ﺎﻧﮫ اﻟﻘرﯾ ب ﻣ ن اﻟﺷ ﺟرة اﻟﻛﺑﯾ رة ،ووﺿ ﻌﮭﺎ اﻣﺎﻣ ﮫ ورأﺳ ﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺻدره ،وھﻲ ﻟم ﺗﺷﻌر ﺑﻣ ﺎ ﯾﺟ ري ﻟﻛوﻧﮭ ﺎ ﻣﺳﺗﻧﺷ ﻘﺔ ﻛﻣﯾ ﺔ ﻛﺑﯾ رة ﻣن ﻣﺧدر ﺷدﯾد اﻟﻣﻔﻌ ول ،ﯾﻌ دو اﻟﺣﺻ ﺎن وﻗﻠ ب ﺳ راج ﻣﺳ رور ﺑﺣﻣ د ﷲ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺿ ﻠﮫ ،وﻣ ﺎ ان وﺻ ل ﺳ راج ﻗ رب اﻟﻘﺻ ر واﺳﺗﻔﺎﻗت ﺟﻠﻧﺎر وھﻲ ﺗﻧظ ر اﻟ ﻰ ﻋﯾﻧ ﻲ ﺳ راج ﻣﻧدھﺷ ﺔ وﻋ ﺎدت ﻏﺎﺋﺑﺔ ﻋن اﻟوﻋﻲ ﻣرة اﺧ رى ،اﺑﺗﺳ م ﺳ راج ﻟﮭ ﺎ وﻋﯾﻧ ﺎه اﻟﻌﺎﺷ ﻘﺔ ﺗﺣﺎول ﺿﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻟﮫ وﺣده. ﻓُﺗﺣ ت ﺑ ﺎب اﻟﻘﺻ ر ودﺧ ل ﺳ راج ﺣ ﺎﻣﻼً ﺟﻠﻧ ﺎر ﺑ ﯾن ﯾدﯾ ﮫ وادﺧﻠﮭﺎ اﻟﻰ اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟ ذي ﺗﻘ دم ﻧﺣ وه ﻣﺳ رﻋﺎ ً ووﺿ ﻌﮭﺎ اﻣﺎﻣ ﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻧﺑﺔ ،ﻓﻘﺎل ﺳراج: ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن اطﻣﺋن ﻓﮭﻲ ﺑﺧﯾر وﻟﻛﻧﮭ ﺎ ﻣﺧ درة وﻟ م ﯾﺑ ﻖَﺷ ﻲء اﻻ ﻟﺣظ ﺎت وﺳ وف ﺗﺳ ﺗﻔﯾﻖ اذا ﻣ ﺎ اﺳﺗﻧﺷ ﻘت ﻋط را ً ﻗوﯾﺎً. ﻓﺄﺣﺿ رت اﺣ دى اﻟﺧﺎدﻣ ﺎت ﻋط ر زھ رة اﻟﻛﺎردﯾﻧﯾ ﺎ اﻟﻣرﻛز ،واﻋطﺗﮭﺎ ﻟﺳراج ،ﻓﻘﺎم ﺑوﺿﻊ ﻗط رات ﻗﻠﯾﻠ ﺔ ﻣ ن اﻟﻌط ر ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 112
ﻋﻠﻰ ﯾده وﻗرﺑﮭ ﺎ ﻣ ن اﻧﻔﮭ ﺎ ،ﺷ ﻌرت ﺑﻌ د ﺑرھ ﺔ ﺟﻠﻧ ﺎر ﺑﺎﻻﺧﺗﻧ ﺎق وﻋطﺳت ﺑﺿﻊ ﻣرات وﻓﺗﺣت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ،ﻓ رأت ﺳ راج ﻣﺑﺗﺳ ﻣﺎ ً ﻟﮭ ﺎ وﻋﯾﻧﯾﮫ ﻏﺎرﻗﺗﯾن ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ،واﺑﺎھﺎ اﻟﺳﻠطﺎن ﺟﺎﻟﺳﺎ ً ﯾﻣﺳ ك ﯾ دھﺎ، ﻓﻘﺎﻣت ﻣن اﻟﻛﻧﺑﺔ ﻣﻣﺳﻛﺔ ﺑرأﺳﮭﺎ وﻛﺎﻧﮭﺎ ﺗﺷﻌر ﺑدوار وﻗﺎﻟت: ﯾﺎ ﷲ ﻟك اﻟﺣﻣد واﻟﺷﻛر ﻣﺎذا ﺣدث؟ﻓﺎﺟﺎﺑﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺎن: اﺑﻧﺗﻲ اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ ان اﻻﻣﯾر ﺳراج ھ و اﻟ ذي ﯾﻌ رف اﻟ ذي ﺣ دثوھو اﻟذي اﻧﻘذك ﯾﺎ ﺻﻐﯾرﺗﻲ اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ. ﺷ ﻛرا ﻟ ك اﯾﮭ ﺎ اﻻﻣﯾ ر ﻻ اﻋ رف ﻣ ﺎ اﻟ ذي ﺣ دث؟! وﻟﻛ ناﻟ ذي اذﻛ ره اﻧ ﻲ ﻛﻧ ت ﻓ ﻲ اﻻﺳ طﺑل ووﺟ دت اﻟﺣﺻ ﺎن اﻻﺑ ﯾض ﻗ د ﻟﺳ ﻌﺗﮫ ﺣﺷ رة ﻓ ﻲ اﺣ دى اﻗداﻣ ﮫ ،وﯾﻌ ﺎﻧﻲ ﻣ ن اﻟﻠﺳﻌﺔ ﻓﺳﺣﺑت ﺷ ﺎﻟﻲ ﻟﻛ ﻲ ارﺑ ط ﻣﻛ ﺎن اﻟﻠﺳ ﻌﺔ ﻟﺣ ﯾن ﻗﯾ ﺎم اﺣد اﻟﺧدم ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮭﺎ ،ﻓﺷﻌرت ﻓﺟ ﺎءة َ ﺑﺷ ﺧص ﯾﺿ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﻓﻣﻲ ﻣﻧدﯾﻼ وﻻ اذﻛر ﺑﻌدھﺎ ﺷﯾﺋﺎ ً. ﻓﺎﺑﺗﺳم ﺳراج وﻗﺎل: اﻟﺣﻣ د ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻼﻣﺗك ﺳ ﯾدﺗﻲ ،اﻧ ﮫ ﻣ ن واﺟﺑ ﻲ اﻟ ذي ﯾﺣ ﺗمﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ ،واﻧﺎ اﻟذي اﺷﻛر ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﻟﺛﻘﺗ ﮫ ﺑ ﻲ ﻓ ﻲ ﻋﻠ ّ ﺗﺳﻠﯾﻣﻲ ھذه اﻟﻣﮭﻣﺔ ،وﺳوف اﻗ ص ﻋﻠ ﻰ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻣ ﺎ ﺣ دث ،وارﺟ و ان ﺗﺄﺧ ذﯾن ﻗﺳ طﺎ ً ﻣ ن اﻟراﺣ ﺔ .اﺳ ﻣﺢ ﻟ ﻲ ﯾ ﺎ ﻲ ﺣﻠ ﮫ وﻋﻧ د ﻋ ودﺗﻲ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ھﻧ ﺎك أﻣ ر آﺧ ر ﻋﻠ َ ﺳﺄﺧﺑر ﺟﻼﻟﺗﻛم ﺑﺎﻟذي ﺣدث. ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 113
◧◧◧◧◧◧
ﻣﺿﻰ ﺳراج ﻣﺳرﻋﺎ ً وﻣﻌﮫ ﻋدد ﻣن اﻟﺣرس ﻟﻛﻲ ﯾﻘﺑض ﻋﻠ ﻰ ﻓراﻧ ك ،وﻣ ﺎ ان وﺻ ل اﻟ دار اﻟ ذي ﻛ ﺎن ﺳ ﺎﻛﻧﺎ ً ﻓﯾ ﮫ ،ﺑﻌ د ان ﻛﺳ روا اﻟﺑﺎب ودﺧﻠوا وﻟﻛن ﻟم ﯾروا اﺣدا ً ﻓﯾﮫ! ،ﻓﻘﺎل ﺳراج ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﺳﺑﺣﺎن ﷲ ﯾظﮭر اﻟﻣﺧدر اﻟذي وﺿﻌﺗﮫ ﻓﻲ ﻗﻧﯾﻧﺔ اﻟﺷ راب ﻟ مﯾﻛن ﻛﺎﻓﯾﺎً. ﻓوﺟ د اﻟﻘﻧﯾﻧ ﺔ ﻣ ﺎزال ﻓﯾﮭ ﺎ اﻟﻘﻠﯾ ل ﻣ ن اﻟﺷ راب واﻟ ذي ﻟ م ﯾﺳ ﺗطﻊ اﻛﻣﺎﻟﮭ ﺎ ﻟﺷ ﻌوره ﺑﺎﻟﺗﻌ ب واﻟﻧﻌ ﺎس ،وطﻠ ب ﻣ ن اﻟﺣ راس ﺟﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻟرﺳﺎﺋل اذا ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة. واﺛﻧ ﺎء ﺗﺟواﻟ ﮫ ﺳ راج ﻓ ﻲ اﻟ دار وﺟ د ﻟوﺣ ﺔ ﻣرﺳ وم ﻓﯾﮭ ﺎ اﻣرأة ﺑﺛﯾﺎب ﺳوداء ﻗﺻﯾرة ﺗرﻗص ﻣﻊ رﺟل ﯾﻠﺑس ﻣﻼﺑس ﻣﻠﻛﯾ ﺔ وھﻧﺎك ﻣظﻠ ﺔ زھرﯾ ﺔ ﻣرﻣﯾ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟطرﯾ ﻖ اﻟﻣﺑﻠ ل ﺟ راء ﺳ ﻘوط ﺎن ﻗدﯾﻣ ﺔ ﺣوﻟﮭ ﺎ اﺷ ﺟﺎر ﺧﺿ راء ﻗ رب ﻧﮭ ر اﻟﻣطر ﻓﻲ وﺳط ﻣﺑ ٍ واﺟواؤھ ﺎ ﻣﺳ ﺎﺋﯾﺔ ،وﻣوﻗﻌ ﺔ ﺑﺎﺳ ﻣﮫ )ﻓراﻧ ك( .ﻓﻛ ر ﺳ راج ﻓ ﻲ اﻟﻠوﺣﺔ وﺷﻌر ﺑﺄن ﻓﯾﮭﺎ ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣن اﻟواﻗ ﻊ ﻻﻧ ﮫ ﻗ د رأى ﺳ ﺎﺑﻘﺎ ً ھﻛ ذا ﻣﺑﺎﻧﻲ ﻗدﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ ،ﻓ ﺎﻗﺗرب ﻣ ن اﻟﻠوﺣ ﺔ ﻓ راى ھﻧ ﺎك رﻗﻣ ﺎ ً ﻻﺣد اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ وھو رﻗم ) 15ب( ،واﺳم ﺷﺎرع ﻻﯾﻛﺎد ﯾﺑﯾن اﻻﺳ م اﻟﻛﺎﻣل ﻟﮫ ﺑل ھﻧﺎك اول ﺣرﻓﯾن )ﺳﺎ(. ﻓﺳﺄل اﺣد اﻟﺣرس ﺳراج: ﺳﯾدي ھل ﻧﺄﺧذ اﻟﻠوﺣﺔ؟ ﻻ اﺗرﻛﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ،ﻓﮭذا ﻋﻣل ﺧﺎص ﺑﮫ وﻋزﯾز ﻋﻠﯾﮫ.◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 114
وﻟﻛن ﯾﺎ ﺳﯾدي ﻟم ﻧﺟد ﺳوى رﺳ ﺎﻟﺔ واﺣ دة وﺑﻌ ض اﻟﻣﻼﺑ ساﻟرﺛﺔ ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺗﻧﻔﻊ ﻟﻠﻣرأة ﺑﺎرﺗداﺋﮭﺎ! ﻧظر ﺳراج ﻟﻠرﺳﺎﻟﺔ ﻓوﺟدھﺎ ﻓﺎرﻏﺔ وﻟﻛن ھﻧﺎك ﺧﺗم ﺷﻔﺎف ﻋﻠﯾﮭﺎ! ﻓﻘﺎل ﺳراج ﻟﻠﺣراس: ﻓﻠﻧذھب ﻻ ﻧﺣﺗﺎج اﻟﺑﻘﺎء اﻛﺛر واﻋﺗﻘد اﻧﮫ ﻟن ﯾ ذھب ﺑﻌﯾ دا ً ﻣ نھﻧﺎ وﻟﻛن ﺳﺄﺟده ﯾوﻣﺎ ً ﻣﺎ ،وﻟﺗﻌ رض اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ ھ ذه ﻋﻠ ﻰ اﺣ د ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟﻘﺻر ﻟﻠﻧظر ﻓﯾﮭ ﺎ ﻣ ﻊ ﺗ رك ﺗﻠ ك اﻟﻣﻼﺑ س ،رﺑﻣ ﺎ ﻛﺎن ﯾرﯾد ﻣن اﻻﻣﯾ رة ارﺗ داﺋﮭﺎ ﻻﺧﻔﺎﺋﮭ ﺎ وﻟﻛ ن ﻻ اﻋ رف ﻣ ﺎ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻧﺗظر ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺳﺎء؟! ﺣﺎﺿر ﺳﯾدي.ﻛ ﺎن ﻓراﻧ ك ﻣﻣﺗﻌﺿ ﺎ ً ﺟ دا ً وﻣﺧﺗﺑﺋ ﺎ ً ﺧﻠ ف اﺣ د اﻻﺷ ﺟﺎر اﻟﻘرﯾﺑ ﺔ ﻣ ن داره ﻟﯾراﻗ ب ﻣ ن اﻟ ذي ﺳ ﯾﻌود ﻟﺗﻔﻘ ده ،ﻓ رأى ﺳ راج رﺑط اﻻﺣ داث وﻋ رف ﺑﺄﻧ ﮫ ھ و اﻟ ذي ﻛﺷ ف ﺧط ﺔ ﻗﻠﻌ ﺔ اﻻرك، واﻧﮫ ھو اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺑﯾﻌﮫ اﻟﺷراب ! ﻓﻘﺎل ﻓراﻧك ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ار ﺻﺑورا ً وداھﯾﺔ ﻣﺛﻠك ! وﻟﻛن ﻟ ﻲ ﻛم اﻧت ﺣﺎذق ﯾﺎھذا ! ﻟم َﺷﺄن ﻣﻌك ﯾوﻣﺎ ً ﻣﺎ ،واﻛﯾد اﻧﻧﺎ ﺳ ﻧﻠﺗﻘﻲ وﺣﯾﻧﮭ ﺎ ﺳ ﯾﻛون ﻟﻘﺎؤﻧ ﺎ ودﯾﺎ ً ﺟداً. ﻓرﺟ ﻊ ﻓراﻧ ك اﻟ ﻰ داره ﺑﻌ د اﻟﺗﺄﻛ د ﻣ ن رﺣ ﯾﻠﮭم ،ﻓ رأى اﻟﻠوﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﻓﺗﻌﺟب! وﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﯾﺑدو اﻧﮭﺎ ﻟم ﺗرق ﻟﮭم ،وﺿ ﺣك ﺿ ﺣﻛﺔ ﻓﯾﮭ ﺎ ﺳ ﺧرﯾﺔ واﻟ م،ﻓﺄﺧ ذھﺎ وﺗ ذﻛر اﻧ ﮫ ﻧﺳ ﻰ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻓﯾﮭ ﺎ ﻣوﻋ د ﻟﻘ ﺎء وﻟﻛﻧ ﮫ ﻟ م ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 115
◧◧◧◧◧◧
ﯾﺟدھﺎ وﻋرف اﻧﮭم ﻗد ﻋﺛروا ﻋﻠﯾﮭﺎ ،وﻟم ﯾﮭﺗم ﻓﻘد اﻧﺗﮭﻰ ﻛل ﺷﻲء. ﻋﺎد ﺳراج ﻣﻊ اﻟﺣرس اﻟﻰ اﻟﻘﺻر وﺷﻌور ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﯾﻐﻣره ﻻﻧﮫ اﺳﺗطﺎع ان ﯾﻧﻘذ اﻻﻣﯾرة ،وﻋﻧد وﺻ وﻟﮫ ﻏﯾ ر ﻣﻼﺑﺳ ﮫ واﺧ ذ ﺣﻣﺎﻣ ﺎ ً ﺳ ﺎﺧﻧﺎ ً ﻟﯾﻧﺳ ﯾﮫ ﺗﻌ ب وﺗ وﺗر اﻟﯾ وم ﻣ ن اﺧﺗﺑ ﺎر وﻣﻐ ﺎﻣرة وﺗﺣ ٍد ،وﺑﻌدھﺎ ارﺗدى ﻣﻼﺑس اﻟﻣﺳﺎء اﻻﻣﯾرﯾ ﺔ ﻟﯾﻠﺗﻘ ﻲ ﺑﺎﻟﺳ ﻠطﺎن، وﻋﻧد ﺣﺿوره اﻣﺎﻣﮫ ،روى ﻟﮫ ﻗﺻﺔ ﻓراﻧ ك وﻛﯾ ف ﺗ م ﻛﺷ ﻔﮫ اﻻ اﻧﮫ ھرب ﺑﺳﺑب ﺿﺧﺎﻣﺗﮫ وﻗدرة ﺗﺣﻣﻠﮫ ،وطﻠب ﻣ ن اﻟﺳ ﻠطﺎن ان ﯾﺣﻘﻖ ﻓﻲ اﻣﯾن اﻻﺳطﺑل ﻻﻧﮫ ﻛذب وﺣﺎرس اﻟﺑﺎب ﻛ ذﻟك واﻻﻣ ر ﻣﺗروك ﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن. ﻓﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﻌد اﻻﻧﺻﺎت ﻟﺳراج: اﺣﺳ ﻧت ﯾ ﺎ ﺳ راج وﺣﻘ ﺎ اﻧ ك ﺳ راج ﻓ ﻲ ﻛ ل ﺷ ﻲء ،وﻟ وﻻاﻟﺗزاﻣﻧ ﺎ ﺑ ﺎﻟﻘواﻧﯾن ﻓ ﻲ ان ﺗﺻ ﺑﺢ وزﯾ را ً ﺑﻌ د ﺧﺿ وﻋك ﻟﻼﺧﺗﺑ ﺎر ﻻﻋﻠﻧ ت اﻻن ﻧﺟﺎﺣ ك واﺳ ﺗﺣﻘﺎﻗك ﻟﻘ ب اﻟ وزﯾر واﻟﻣﻧﺻب اﻟﻣوﻛل ﻟك. ﺳ ﻌﯾد ﺟ دا ً ﺑﺣﺳ ن ظﻧ ك ﯾﺎﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،وﻣﺳ ﺗﻌد ﻓ ﻲاﻧﮭﺎء اﻻﺧﺗﺑﺎر. ﻏدا ً ﺻﺑﺎﺣﺎ ً ﺳﺗﻛﻣل اﻻﺧﺗﺑﺎر وادﻋو ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ان ﯾوﻓﻘك.ﻓﺗﻘ دم اﺣ د ﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﺳ ﻠطﺎن وﺳ ﻠﻣﮫ اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ اﻟﺗ ﻲ وﺟدوھﺎ ﻓﻲ دار ﻓراﻧك ،وﻗﺎل: ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 116
ﯾ ﺎ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ ﻣﻛﺗوﺑ ﺔ ﺑﻣ ﺎء اﻟﻔﺿ ﺔ وﻗ دوﺿﻌﻧﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣرارة ﺑدرﺟﺔ ﻣﻌﺗدﻟﺔ وﻛﺷﻔت اﻟﻛﻠﻣﺎت وﺑﻌد ﺗرﺟﻣﺗﮭﺎ اﺗﺿ ﺢ ان ھﻧ ﺎك ﻟﻘ ﺎء ﻛ ﺎن اﻟﻣﻔ روض ﻣ ن ﺳ ﺎﻛن اﻟدار اﻟﺗﻲ وﺟدت ﻓﯾﮫ اﻻﻣﯾرة ان ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻣﺳﺎ ًء ﺑﺷ ﺧص ذي ﻋﯾن واﺣدة ﺣﺳب ﻣﺎ وﺻف ﻓﻲ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗﻠم اﻟﻣﺗﻔﻖ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻘﺎﺑل ﺳﺑﯾﻛﺗﯾن ﻣن اﻟذھب. ﻓﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﺑﺗﺳﺎﻣﺔ: ﺑﻌد ان ﺗﻧﮭﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎر ﯾﺎ ﺳراج ،ﺳﺗﺳﻠﻣﻧﺎ اﻟﻣدﻋو ﻓراﻧك ،ھذهﻣﮭﻣﺗك اﻟﺗﻲ ﺑﻘﯾت ﻣﻌﻠﻘﺔ وﻋﻠﯾك اﺗﻣﺎﻣﮭﺎ ،أﻟﯾس ﻛذﻟك؟ ﺑﻛل ﺳرور ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ،وھذا واﺟﺑﻲ واﻧﺎ ﺳﻌﯾد ﺑﮫ.ﻛﺎﻧت اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﮭﺎ وھﻲ ﻣﻣدة ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﯾر وﺗﻧظر اﻟﻰ اﻟﻧﺟوم اﻟﺑﻌﯾدة ﻋﺑر ﺷﺑﺎﻛﮭﺎ ،وﺗﺗ ذﻛر ﻋﯾﻧ ﻲ اﻻﻣﯾ ر ﺳ راج ،وﺷ ﻌرت ﺑﻧظراﺗ ﮫ اﻟﻌﺎﺷ ﻘﺔ واﺑﺗﺳ ﺎﻣﺔ ﻻﺗﻔ ﺎرق ﺛﻐرھ ﺎ وھﻲ ﺗﻘول ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ: ﻣن ﺑﯾن ﻛل اﻟﻧﺟوم ﻧﺟﻣك اﻧت ﺳﺣرﻧﻲ اﻧت ﻧﺟم ﺑل ﺷﻣس ﻣﺿﯾﺋﺔ ﺗﺧرق ﻗﻠﺑﻲ ﺷـــﻌرت ﺑدفء ﺻدرك وھو ﯾﺿﻣﻧﻲ ﯾﻌﺷﻘﻧﻲ دون اﻟﻘول ﺑل ﻗﻠﺑك ﺻﺎرﺣﻧﻲ اﻧت ﻛﺑﺣر ﯾﺄﺧذﻧﻲ ﻋﻧوة وﻓﯾﮫ ﺳﻌﺎدﺗﻲ ﻓﻲ ﻟﻘﯾﺎك اﺷﻌر ﺑﺄﻧﻲ زھرﺗك واﻧت ﺣدﯾﻘﺗﻲ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 117
◧◧◧◧◧◧
ﻓﻘﺎﻣت ﻣ ن اﻟﺳ رﯾر وﻓﺗﺣ ت ﺑ ﺎب ﺷ رﻓﺗﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺣدﯾﻘ ﺔ اﻟﻘﺻر ﻟﺗﺳﺗﻧﺷﻖ اﻟﮭواء اﻟﻌﻠﯾ ل وھ ﻲ ﺗﺗ ذﻛر اﺣ داث ﯾوﻣﮭ ﺎ، وﺗﺳﺎءﻟت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ: ﻛﯾف دﺧل ھذا اﻟﺷﺧص اﻟﻐرﯾب اﻟﻘﺻر ﻷﺟل ان ﯾﺧطﻔﻧﻲوھﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣرس ﺣول اﻟﻘﺻر؟! اذن ھﻧﺎك ﺧﯾﺎﻧ ﺔ ﺑ ﯾن اﻟﺣ رس او ﺧ دم اﻟﻘﺻ ر! اﻟﻣﺣ زن ﻛﯾ ف اﺳ ﺗطﺎﻋوا ﺧﯾﺎﻧﺗﻧ ﺎ وﻧﺣ ن ﻟ م ﻧﻘﺻ ر ﻣﻌﮭ م ﺑﺷ ﻲء او رﺑﻣ ﺎ ھﻧ ﺎك أﻣ ر اﺧ ر؟ ،ﺳ ﺄﺗﺣﻘﻖ ﻓ ﻲ اﻻﻣ ر ﺻ ﺑﺎﺣﺎ ً ﺑ ﺄذن ﷲ ،وﺑﻌ د ﺑرھ ﺔ رأت ﺳراج ﯾﺗﻣﺷﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر وﯾﺗﻛﺊ ﻋﻠ ﻰ اﺣ دى اﺷ ﺟﺎر اﻟﺣدﯾﻘﺔ وﻛﺄﻧﮫ ﻣﮭﻣوم وﯾﻧظ ر اﻟ ﻰ اﺑ واب اﻟﻘﺻ ر ،وﺑﻌ دھﺎ ﺗﻧﮭد وﻣﺿﻰ داﺧﻼ ً اﻟﻘﺻر ،ﻓﻘﺎﻟت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ: ﯾﺑدو ان ﺳراج ﻣﺎزال ﻗﻠﻘﺎ ً ﻋﻠﻰ أﻣن اﻟﻘﺻ ر ،ﻋﺟﯾ ب اﻣ رهﻣﻧ ذ ان رأﯾﺗ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﺑ ﺔ وھ و ﯾﺧط ط ﻟﻛﺷ ف أﻣ ر ﻣ ﺎرد، وﯾﺣﺎول ﺣل ﻛل اﻟﻣﺷ ﺎﻛل اﻟﺗ ﻲ ﻧﺗﻌ رض ﻟﮭ ﺎ ،ﻛ م ﯾﻌﺟﺑﻧ ﻲ اﺧﻼﺻﮫ وﺷﺟﺎﻋﺗﮫ ﺣﻘﺎ اﻧ ﮫ ﯾﺳ ﺗﺣﻖ ﻟﻘ ب وزﯾ ر اﻟﺳ ﻠطﺎن، وﺳﻧرى ﻣﺎذا ﺳﯾﺣﻘﻖ ﻏدا ً ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎر. اﺷ رﻗت اﻟﺷ ﻣس ﻋﻠ ﻰ ﻣدﯾﻧ ﺔ ﻣ راﻛش ﻟ ﺗﻌﻠن ﻟﮭ ﺎ ﻋ ن ﯾ وم ﺟﻣﯾل وﺑﺄﺟواء ﺗﺷ رﯾﻧﯾﺔ ﻟطﯾﻔ ﺔ ،واﺳ ﺗﻌد ﺳ راج ﻟﺗﻛﻣﻠ ﺔ اﻻﺧﺗﺑ ﺎر ﻋﺑر اﻛﺗﺷﺎف ﺳر اﻻﺑواب. ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 118
ادﺧل اﺣد ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟﻘﺻر ﺳراج اﻟﻰ اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻟﺗﻲ اﻛﺗﺷ ف ﻓﯾﮭ ﺎ ﻓﺗﺣ ﺔ اﻟﺻ ﻧدوق ﻓﻧ زل ﻣ ن اﻟﺳ ﻠم ووﺟ د ﻧﻔﺳ ﮫ ﻓ ﻲ ﻛﮭف ﻛﺑﯾر وﻧﮭر ﯾﺟري ﻓﻲ وﺳطﮫ وﻗﺎرب وﻣﺟ ذاف ﻣ ﻊ ﺑ رودة ﻗﺎرﺻﺔ ،ﻓرﻛب اﻟﻘﺎرب وھو ﯾﺟذف اﺣ س ﺑ ﺄن اﻟﻧﮭ ر ﯾ زداد ﻗ وة ﻓ ﻲ ﺟرﯾﺎﻧ ﮫ ،وھﻧ ﺎ ﺗﺣ ذر ﺳ راج ﻣ ن اﻟﻣﺿ ﻲ اﻛﺛ ر ،ﻓ رأى ﻋ دة ﺣﺑﺎل ﻣﺗدﻟﯾﺔ ﻣن ﺻﺧور ﺑﺎرزة ﻓﻲ اﻟﻛﮭ ف ﻓﻣﺳ ك ﺑﺄﺣ دھﺎ وﻧ زل ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻧﮭر وﺗرك اﻟﻘ ﺎرب اﻟ ذي راه ﯾﺳ ﯾر ﺑﺳ رﻋﺔ واﺧﺗﻔ ﻰ ﻋن ﻧﺎظرﯾﮫ ،ﻓﻘﺎل: اﻋﺗﻘد ﻣن اﻻﻓﺿل ان ﻻ اﺗﺳرع ﻓ ﻲ اﻟﻣﺿ ﻲ ﻻي ﻣﻛ ﺎن واناﻧﺻت ﻟﮭذا اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻐرﯾب واراﻗب ﺟﯾدا ً ﻻﻓﮭم اﻟﺳر. ﻓﺳﻣﻊ ﺻوﺗﺎ ً ﺧﺎﻓﺗﺎ ً ﻣﺛل ﺷﻲء ﯾدق ﻓﻲ ﻣﻛ ﺎن وﺑﺷ ﻛل ﻣﺗﻛ رر، ﻓﺗﻘرب ﻣن ﻣﺻدر اﻟﺻوت ﻣﻣﺳﻛﺎ ً ﺑﺟدران اﻟﻛﮭف ﻟﻛ ﻲ ﻻ ﯾﻘ ﻊ ﻓ ﻲ اﻟﻧﮭ ر اﻟﻌﻣﯾ ﻖ ﻛﻣ ﺎ ﯾﺑ دو ﻟ ﮫ ،ﻓ راى ﻓ ﻲ ﻣﻛ ﺎن اﻟﻘ ﺎرب اﻟ ذي ﻛ ﺎن ﻣوﺟ ودا ً اﻧ ذاك ،ﺷ ﯾﺋﺎ ً ﯾﻠﻣ ﻊ ﻓ ﻲ ﺣﺎﻓ ﺔ اﻟﻧﮭ ر ورأى ﻣﻔﺗﺎﺣ ﺎ ً ذھﺑﯾ ﺎ ً ﻣرﺑوطﺎ ً ﺑﺧﯾط ﺻﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﺳﻣﺎر ﻗرﯾب ﻣن اﺣدى ﺟ دران اﻟﻛﮭ ف، ﻓﺳﺣب اﻟﺧﯾط ﺑرﻓﻖ واﺻﺑﺢ اﻟﻣﻔﺗﺎح ﻓﻲ ﯾده ،ﻓﻘﺎل: ﻛﯾف ﻟﻲ ان اﺟد اﻟﺑﺎب اﻟ ذي ﺳ ﯾﺧرﺟﻧﻲ ﻣ ن ھ ذا اﻟﻛﮭ فاﻟﻣظﻠ م؟ ﻟﻛ ن ھﻧ ﺎك اﺷ ﻌﺔ ﺧﺎﻓﺗ ﺔ ﺗﺿ ﻲء اﻟﻛﮭ ف ،ﻓﻸﺗﺑ ﻊ اﻟﺿوء. ﻓﺳ ﺎر ﺳ راج ﺑﺿ ﻊ ﺧط وات ووﺟ د ﺻ ﻧدوﻗﺎ ً ﻣﺧﻔﯾ ﺎ ً ﻓ ﻲ اﺣدى ﺟدران اﻟﻛﮭف ﻓﺎدﺧل اﻟﻣﻔﺗﺎح وﻓﺗﺢ اﻟﺻﻧدوق ورأى ﻣﻣرا ً ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 119
◧◧◧◧◧◧
ﺿﯾﻘﺎ ً ﺟدا ً ﻓﻣﺿ ﻰ ﻓﯾ ﮫ ﯾﺣﺑ و ،ﻓﺷ ﺎھد ﻧ ورا ً ﯾﺗﺧﻠ ل اﻟﻣﻣ ر اﻟ ﻰ ان وﺟد ﺳﻠﻣﺎ ً ﻓﺻﻌد ﻣﻧﮫ ﻟﯾﺟد ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﺣدﯾﻘﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﺣﺎط ﺔ ﺑﺟ دران ﻋﺎﻟﯾ ﺔ وﺳ ﻘف زﺟ ﺎﺟﻲ وﻓﯾﮭ ﺎ ﻛ ل اﻟﺷ ﺟﯾرات اﻟﻣﺛﻣ رة وازھﺎر اﻟﺗﯾوﻟﯾب اﻟﺣﻣراء واﻟﺑﯾﺿﺎء وطﯾور ﻣﻠوﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﻐرﯾداﺗﮭﺎ اﻟﻌذﺑﺔ ﺗﻧﺗﻘل ﻣن ﺷﺟﯾرة اﻟﻰ اﺧرى ،ﻓﺎﺑﺗﺳم ﺳراج وﻗﺎل: ﻛﯾف ﺳﯾﻛون اﻻﺧﺗﺑﺎر ھﻧﺎ؟وﻓﺟ ﺄة دﺧﻠ ت ﻓﺗ ﺎة ﺟﻣﯾﻠ ﺔ ﻟﺗﻌﺗﻧ ﻲ ﺑﺎﻟﺣدﯾﻘ ﺔ ،وﺗﻘ دﻣت ﻧﺣ و ﺳراج وطﻠﺑت ﻣﻧﮫ ﻗطف ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣﺎر ﻟﺑﯾﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق. ﻓﻧظر ﺳراج ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺛﻣﺎر وﻗﺎل ﻟﮭﺎ: ﺳﻧﻘطف اﻟﻧﺎﺿﺞ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻘط وﻟﯾس ﻛﻠﮭﺎ آﻧﺳﺗﻲ. ﻧﻘطﻔﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ وﻧﺑﯾﻊ اﻟﻧﺎﺿﺞ ﻣﻧﮭﺎ ﻣﻊ ﻏﯾر اﻟﻧﺎﺿﺞ. آﻧﺳﺗﻲ ﻓ ﻲ اﻟﺗﺟ ﺎرة ﻻﺑ د ﻣ ن وﺟ ود ﺻ دق اﻟﻧﯾ ﺔ ﻓ ﻲ ﺑﯾ ﻊ اﯾ ﺔﺑﺿ ﺎﻋﺔ ﻟﻛ ﻲ ﯾﺛ ﻖ اﻟﻣﺗﺑﺿ ﻌون ﺑﻧ وع اﻟﺑﺿ ﺎﻋﺔ وﯾﺳ ﺗﻣرون ﻣﻧك. ﺑﺎﻟﺷراء ِ وﻟﻛن ﯾﺎﺳﯾدي ارﯾد ان اوﻓر ﺑﺿﺎﻋﺔ ﻛﺛﯾرة ﻟﻛﻲ اﺣﺻل ﻋﻠ ﻰﻣﺎل ﻛﺛﯾر. ان ﺻ دق اﻟﻧﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺑﯾ ﻊ ﺣﺗ ﻰ ﻟ و ﻛﺎﻧ ت ﺑﺿ ﺎﻋﺔ ﻗﻠﯾﻠ ﺔوﻟﻛﻧﮭﺎ ﺟﯾدة ﺳﺗﺟﻠب اﻟﺑرﻛﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ،ﻓﺎﺣﯾﺎﻧﺎ ً اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻣوال ﻛﺛﯾرة ﻣن ﻏش ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﺳﺗزول ﺗﻠك اﻻﻣ وال ﺑﻠﻣ ﺢ اﻟﺑﺻر ،ﻓﮭو اﻟرﻗﯾب ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ. ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 120
اﺑﺗﺳﻣت ﺗﻠك اﻟﻔﺗﺎة ﻣن ﻧﺑﺎھﺔ ﺳراج وﺷﻛرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﻛﻣﺗﮫ ورﺷده ﻓ ﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣ ل ،ﻓﻘ دﻣت ﻟ ﮫ ﺳ ﻠﺔ ﻓﯾﮭ ﺎ ﻣﻔﺗ ﺎح ،اﺧ ذ ﺳ راج اﻟﻣﻔﺗ ﺎح وﻟﻛﻧ ﮫ ﻗ ﺎم ﺑﻘط ف اﻟﺛﻣ ﺎر اﻟﻧﺎﺿ ﺟﺔ وﺗوزﯾﻌﮭ ﺎ ﺑﺳ ﻼل ﺣﺳب ﻛل ﻧ وع ،وﺑﻌ د ان اﻧﺗﮭ ﻰ ﻣ ن اﻟﻌﻣ ل ،ﺗﻘ دم ﻧﺣ و اﻟﺑ ﺎب اﻟذي دﺧﻠت ﻣﻧﮫ اﻟﻔﺗﺎة وﻓﺗﺣﮫ. ﻛﺎﻧت اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧ ﺎر ﺗﺗﺣ دث ﻣ ﻊ اﺑﯾﮭ ﺎ اﻟﺳ ﻠطﺎن اﻟﻣوﺣ دي ﻋ ن ھ ؤﻻء اﻟ ذﯾن ﺧ ﺎﻧوا ﺛﻘ ﺗﮭم وﻛﯾ ف ﺳ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭ م ،ﻓﻘ ﺎل اﻟﺳﻠطﺎن: ھم اﻻن ﻓﻲ دار اﻟﻌدل ﯾﻧظر اﻟﻰ اﺳﺑﺎب ﻗﯾﺎﻣﮭم ﺑﺎﻟﺧﯾﺎﻧﺔ وﻣنھ م وراء ﻋﻣﻠﮭ م ھ ذا ،وﻟ ن ﻧﺳ ﺗﻌﺟل ﺑ ﺎﻟﺣﻛم ﻋﻠ ﯾﮭم ﻻﻧﻧ ﺎ ﻻ ﻧﻧﺳﻰ ﺧدﻣﺗﮭم ﻟﺳﻧﯾن طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر. اﻧ ﺎ واﺛﻘ ﺔ ﻣ ن ﻋ دﻟك وﺣﻛﻣﺗ ك ﯾ ﺎ اﺑ ﻲ ،وﻧﻧﺗظ ر ﺳ ﻣﺎع رأىاﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻣرھم ،وﻟﻛن اﺧﺷﻰ ان ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻏﯾ رھم ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر وﻻ اﻋ رف اﺳ ﺑﺎب ﻟﺟ ؤھم اﻟ ﻰ ﺧﯾﺎﻧﺗﻧ ﺎ وھ ل ھﻧ ﺎك ﺗﻘﺻ ﯾر ﻣﻧ ﺎ ﻧﺣ وھم وﯾﻧﺗظ رون ﺷ ﯾﺋﺎ ً اﻛﺛ ر وﻟ م ﻧﻠﺑ ﮫ ﻟﮭ م؟ ﺗﺳﺎؤﻻت ﻛﺛﯾرة ﺗﺷﻐﻠﻧﻲ. ﻧﻌم ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺎھو اﻟﺗﻘﺻﯾر ﻣﻧﺎ ﻧﺣوھم؟ ﻧﺻ ﺑر ورﺑﻧ ﺎ اﻟﻣﻌ ﯾناﻟﺣﻔﯾظ. وھﻧﺎ ﻗدم اﺣد ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟﺳﻠطﺎن وﻗﺎل ﻟﮫ: ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺑﻌ د اﻟﺗﺣﻘﯾ ﻖ ﻣ ﻊ اﻣ ﯾن اﻻﺳ طﺑل وﺣ ﺎرسﺑواﺑ ﺔ اﻟﻘﺻ ر ،اﺗﺿ ﺢ اﻧﮭ م ارﺗﻌﺑ وا ﻣ ن وﺻ ول ﺷ ﺧص ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 121
◧◧◧◧◧◧
ﻏرﯾب ﻟﺣﻛم اﻟدوﻟﺔ وﻛﺎﻧوا ﯾﺷﯾرون اﻟﻰ اﻻﻣﯾر ﺳراج ،وھﻧ ﺎ ﺗﻌ ﺎوﻧوا ﻣ ﻊ اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳ و ﻋﺑ ر اﺗﺑﺎﻋ ﮫ ﻟﺧط ف اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧﺎر. ﻋﺟﯾ ب اﻣ رھم ،ﺻ دق ﷲ ﺳ ﺑﺣﺎﻧﮫ ﺑﻘوﻟ ﮫ " وﺧﻠﻘﻧ ﺎ اﻻﻧﺳ ﺎنﻋﺟ وﻻ" ،ﻓﻠﯾﺑﻘ وا ﻓ ﻲ اﻟﺗوﻗﯾ ف ﻟﺣ ﯾن اﻟﺗﺄﻛ د ﺑﺄﻧ ﮫ ﻻ ﯾوﺟ د ﻏﯾ رھم ﻣ ن اﻟﺧوﻧ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر ،وﺑﻌ دھﺎ ﻧﺻ در اﻟﺣﻛ م ﻓ ﻲ أﻣرھم. دﺧ ل ﺳ راج ﻏرﻓ ﺔ ﻛﺑﯾ رة اﻟﺣﺟ م وﻣرﺻ ﻌﺔ ﺟ دراﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟذھب واﻟﻛرﺳﺗﺎل ﻣﻊ وﺟود ﺛرﯾﺎت ﻓﯾﮭﺎ ﺷﻣوع ﻣﺷﺗﻌﻠﺔ ﺗﻌﻛس اﻧوار ﻣﺑﮭﺟﺔ ،واﻻرﺿﯾﺔ ﻣرﻣر ﻗﮭواﺋﻲ اﻟﻠ ون وﻻ ﯾوﺟ د ﺷ ﻲء آﺧر! ﻓﺎﺑﺗﺳم ﺳ راج ﻣ ن ﻏراﺑ ﺔ ھ ذه اﻟﻐرﻓ ﺔ ،ﻓﻛ ر ﻓ ﻲ ﺟ دراﻧﮭﺎ وﺑدء ﺑﻠﻣس ﺣﺎﻓﺎت ﻣزﺧرﻓﺔ ﻣﺻﻣﻣﺔ ﻓﻲ وﺳطﮭﺎ وﻟﻛن ﻟم ﯾﺣس ﺑوﺟود ﺷﻲء! اﻋﺎد اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣرة اﺧرى وﻟ م ﯾﺳﺗﺳ ﻠم ،وﻓ ﻲ وﺳ ط اﺣ دى اﻟﺟدران اﺣس ﺑوﺟود اﺧﺗﻼف وﺿﻐط ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓ ﺎﻧﻔﺗﺢ ﺷ ﺑﮫ ﺟ رار وﻓﯾ ﮫ رﺳ ﺎﻟﺔ ،ﻓ ﺗﺢ اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ ﻣﻛﺗ وب ﻓﯾﮭ ﺎ "ﻧ ور ﻓ ﻲ ﻧ ور" ،ﻗﻠ ب اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ ورﻓﻌﮭ ﺎ ﻟﻼﻋﻠ ﻰ اﺗﺟ ﺎه اﻟﺛرﯾ ﺎت رﺑﻣ ﺎ ﯾظﮭ ر ﻓﯾﮭ ﺎ ﺷ ﻲء اﺧر وﻟﻛن ﻻﺟدوى. ﻓﻛ ر ﻓ ﻲ ﻛﻠﻣ ﺎت اﻟرﺳ ﺎﻟﺔ ﺗﺷ ﯾر اﻟ ﻰ اﻟﻧ ور ،ﻓﻧظ ر اﻟ ﻰ اﻟﺛرﯾ ﺎت ووﺟ د اﻧﮭ ﺎ ﻣرﺑوط ﺔ ﺑﺣﺑ ل ﻟﻛ ﻲ ﺗﻧ زل اﻟ ﻰ اﻻرﺿ ﯾﺔ ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 122
وﺗﺑدل اﻟﺷﻣوع او ﺗﺷﻌل ،ﻓﻣﺳك اﺣد اﻟﺣﺑ ﺎل وﻧ زل اﺣ د اﻟﺛرﯾ ﺎت وﻟﻛ ن ﻟ م ﯾﺟ د ﺷ ﯾﺋﺎ ً آﺧ ر ﺳ وى اﻟﺷ ﻣوع وﻋ ﺎد ﺑرﻓﻌﮭ ﺎ ،واﻧ زل اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻛذﻟك ﻟم ﯾﺟد ﻣﺎ ﯾرﯾد ،وﻧزل اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ واﻻﺧﯾرة ﻓوﺟد ﻣﻔﺗﺎﺣﺎ ً ذھﺑﯾﺎ ً ﻣﻌﻠﻘﺎ ً ﻣﻊ اﺣد اطراف اﻟﺛرﯾ ﺎ ،ﻓﺎﺧ ذه واﻋﺎدھ ﺎ اﻟ ﻰ ﻣﻛﺎﻧﮭ ﺎ، ﻓﻧظر ﻣرة اﺧرى اﻟﻰ ﺟدران اﻟﻐرﻓﺔ واﻻرﺿ ﯾﮫ ﻟﻌﻠ ﮫ ﯾﺟ د ﻓﺗﺣ ﺔ اﻟﻣﻔﺗ ﺎح ،ﻓرﺟ ﻊ اﻟ ﻰ اﻟﺟ رار وﺿ ﻐط ﻋﻠﯾ ﮫ ﻣ رة اﺧ رى ﻓ ﺎﻧﻔﺗﺢ، ﻓﻛر ﺑرھﺔ وﺟ ر اﻟﺟ رار ﻛ ﺎﻣﻼً ﻟﯾﺧ رج ﻣ ن ﻣﻛﺎﻧ ﮫ واﻧﺣﻧ ﻰ ﻗﻠ ﯾﻼ ﻟﯾ رى ﻣﻛ ﺎن اﻟﺟ رار ،ﻓوﺟ د ﻓﺗﺣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺟ دار اﻟ داﺧﻠﻲ وﺟ رب وﺿﻊ اﻟﻣﻔﺗﺎح وﻓﺗﺣت ﺑﺎب. ﻓظﮭ ر ﻣرﻣ ر طوﯾ ل ،ووﺟ د ﻋﻠ ﻰ ﺟواﻧﺑ ﮫ ﻟوﺣ ﺎت زﯾﺗﯾ ﺔ ﺟﻣﯾﻠ ﺔ ﻋ ن اﻟﺑﺣ ر واﻟطﯾ ور وﻓ ﻲ ﻛ ل اﻟﻔﺻ ول ﺻ ﺑﺎﺣﺎ ً وﻣﺳ ﺎ ًء ﺣﯾ ث ﯾظﮭ ر اﻟﺑﺣ ر ﻣ ﻊ اﻟﻧﺟ وم واﺣﯾﺎﻧ ﺎ ﯾظﮭ ر ﻓ ﻲ اول ﺷ ﻌﺎع ﺷروق اﻟﺷﻣس ،ﻓﺗﻣﻌن ﺳراج ﻓﻲ اﻟﻠوﺣﺎت ،وﻋﻧد ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣرﻣر وﺟد ﺑﺎﺑﺎ ﻣﻔﺗوﺣﺎ ً اﻟﻰ ﻏﺎﺑﺔ اورﯾﻛﺎ واﻟﺗﻲ ھﻲ ﺗﻘﻊ ﺧﻠف اﻟﻘﺻر، ﻓﺗﻔﺎﺟﺄ وﺗﺳﺎءل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ھل اﻧﺗﮭﻰ اﻻﺧﺗﺑﺎر ام ﻣﺎذا؟!ﺳ ﺎر ﺳ راج ﻗﻠ ﯾﻼً ﻓ ﻲ اﻟﻐﺎﺑ ﺔ وراى رﺟ ﺎﻻً ﺟﺎﻟﺳ ﯾن ﻋﻠ ﻰ ﺷﻛل داﺋرة ﻗرب ﺷﺟرة واﻓ رة اﻟظ ل ﻓ ﺄﻗﺗرب ﻣ ﻧﮭم وﺳ ﻠم ﻋﻠ ﯾﮭم وﺗﻔﺎﺟﻰء ﺑوﺟود اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ ﻣﻌﮭم! ﻓﺎﺑﺗﺳم اﻟﺷﯾﺦ اﺑن ﻋرﺑﻲ ﻟﮫ وﻗﺎل: وﻋﻠﯾك اﻟﺳﻼم ورﺣﻣﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗﮫ ،ﺗﻔﺿل ﺑﺎﻟﺟﻠوس ﻣﻌﻧﺎ.◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 123
◧◧◧◧◧◧
ﺟﻠ س ﺳ راج ﺑﯾ ﻧﮭم وھ و ﻻﯾﻌ رف ﻣﺎﯾﺣ دث وﻛﯾ ف اﻟﺷ ﯾﺦ اﻟﺟﻠﯾل ﻣﻌﮭم؟! ﻓﻘﺎل ﻟﮫ اﻟﺷﯾﺦ: ﻟوﺣﺎت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻲ رأﯾﺗﮭﺎ ﺻﻔﮭﺎ ﻟﻧﺎ؟ﻓﺗذﻛر ﺳراج اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻌن ﺑﮭﺎ وﻗﺎل: ﯾﺎ ﺷ ﯾﺧﻧﺎ اﻟﺟﻠﯾ ل ان اﻟﺑﺣ ر ھ و اﻟﺣﯾ ﺎة ﻓﺎﺣﯾﺎﻧ ﺎ ً ﺗﻛ ون ﻣﺷ رﻗﺔﻟﻼﺗﻣﺎم ﻣﺎ ﻧﻘدر ﻋﻠﯾﮫ ،واﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﺗﻛون ﻣظﻠﻣﺔ وﺑ ﺎﻟظﻼم ﻧﮭﺗ دي ﺑﻧﺟوم اﻟﻌﻠم ﻟﻛﻲ ﻧﺧرج اﻟﻰ اﻟﻧور. ﺳﻠﻣت ﯾﺎﺳراج ان وﺻوﻟك ﻟﻧﺎ ﯾ دل ﻋﻠ ﻰ ﻓطﻧﺗ ك وﻋﻠﻣ كوﺻ ﺑرك وﺣﻛﻣﺗ ك ﻓﮭ ذه ھ ﻲ ﺳ ر اﺑ واب اﻟﺣﯾ ﺎة وﻋ دم اﺳﺗﺳ ﻼﻣك ﻟﻣﻌرﻓ ﺔ اﻻﺳ رار ﯾ دل ﻋﻠ ﻰ ﺷ ﺟﺎﻋﺗك واﺻ رارك وﺣﻘ ﺎ ً اﻧ ك ﻧﺟﺣ ت ﺑﺎﻻﺧﺗﺑ ﺎرات وھ ذه ھ ﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﺗﻲ ﻣﻣﻛن ان ﺗواﺟﮭﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك. ﻓﻘﺎم اﻟﺷﯾﺦ وﻣﻊ ﻋدد ﻣ ن ﻣﺳﺗﺷ ﺎري اﻟﻘﺻ ر وﺳ ﻠﻣوا ﻋﻠ ﻰ ﺳراج وﺑﺎرﻛوا ﻟﮫ ﻧﺟﺎﺣﮫ وﺳﻠﻣﮫ اﻟﺷﯾﺦ ﻣﻔﺗﺎﺣﺎ ً آﺧر. ﻓﺎﺑﺗﺳم ﺳراج ﻣﺗﺳﺎﺋﻼً: ﺷﻛرا ﻋﻠ ﻰ ﻧﻌﻣ ﮫ وﺷ ﻛرا ً ﻟ ك ﯾﺎﺷ ﯾﺧﻧﺎ اﻟﺟﻠﯾ ل ،وﻟﻛ ن ھ لﻣ ن اﻟﻣﻔﺗ رض ان اﺟ د اﻟﺣ ل ﻟﺳ ر ھ ذا اﻟﻣﻔﺗ ﺎح ام ﺳ ﺗﻌطﯾﻧﻲ ﺳره؟ ھذا اﻟﻣﻔﺗﺎح ھو رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎن ﺑﺎﻧك اﺻﺑﺣت وزﯾرا ً ﻟﮫ.◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 124
اﻧﺣﻧ ﻰ ﺳ راج اﻧﺣﻧ ﺎءة اﺣﺗ رام وﺷ ﻛر ﻟﮭ م وﻣﺿ ﻰ اﻟ ﻰ اﻟﻘﺻر ،ودﺧل اﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ ﺿ ﯾﺎﻓﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ﺑﻌ د ان ﺧ ذ اﻻذن ﻣ ن اﻟﺣﺎرس اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺎن ،وﻗ دم ﺳ راج اﻟﻣﻔﺗ ﺎح ﻟﻠﺳ ﻠطﺎن ﺑﻌ د اﻧﺣﻧﺎءة اﻟﺳﻼم واﻻﺣﺗرام ﻟﮫ. ﻓﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺎن: اﺗﻌرف ﻛﻧت اﻋﻠم اﻧك اﻣﯾرا ً ﻧﺑ ﯾﻼً ﻓ ﻲ اول ﻣ رة رأﯾﺗ ك ،ﻻنﻟ دﯾك ھﻣ ﺔ ﻋﺎﻟﯾ ﺔ وﺑ دون اﻧﺗظ ﺎر اﻟﻣﻘﺎﺑ ل وھ ذا ھ ﻲ ﺻ ﻔﺎت اﻟﻧﺑل ،اﺳﻌدﺗﻧﻲ ﯾﺎ اﯾﮭﺎ اﻟوزﯾر ﺳراج اﺳﻌدﺗﻧﻲ ﻛﺛﯾراً. ﺷﻛرا ً ﯾﺎ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،ان ﻛﻧ ت وزﯾ را ً او ﺻ ﯾﺎدا ً اﻧ ﺎ ﻓ ﻲﺧ دﻣﺗك وﺧدﻣ ﺔ اﻟ ﺑﻼد واﻛ ون ﺳ ﻌﯾدا ً ان ﻗﻣ ت ﺑﻌﻣ ل ﯾﺣﻘ ﻖ اﻟﻧﻔﻊ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ،ﻓﻘط ﻟﻲ طﻠب ﺑﺳﯾط اذا ﺳﻣﺣت ﻟﻲ زﯾﺎرة اھﻠﻲ ﻓﻲ ﻗرﯾﺔ )ﻣﻧﺑ ﻊ رأس اﻟﻣ ﺎء( ﻻطﻣ ﺋن ﻋﻠ ﯾﮭم ﻓﻘ د اﺷ ﺗﻘت ﻟﮭ م وﺑﻌدھﺎ ﺳﺎﻏﺎدر اﻟﻰ اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﺗﻲ وﻛﻠﺗﮭﺎ ﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻘ ﺑض ﻋﻠ ﻰ ﻓراﻧك ﺑﺎذن ﷲ. ﺗوﻛل ﻋﻠﻰ ﷲ وﻟك ﻣﺎ ﺳﺄﻟت.وﻗﺑل ان ﯾﻐﺎدر ﺳراج اﻟﻘﺻ ر ،ﻣ ر ﻋﻠ ﻰ اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻟﯾطﻣﺋن ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ،واﻗﺗ رب ﻣ ن ﻗﺎﻋ ﺔ اﻟﻘ راءة ﻓ ﻲ اﺣ دى طواﺑ ﻖ اﻟﻘﺻ ر ،ورآھ ﺎ واﻗﻔ ﺔ ﺗﻧظ ر ﻓ ﻲ اﺣ د ﻛﺗ ب اﻟﻣﻛﺗﺑ ﺔ اﻟﻛﺑﯾ رة اﻟﻔﺧﻣﺔ ،ﻓﻘﺎل ﺳراج ﺑﺻوت ﻣﻧﺧﻔض: ﯾﺳﻌد ﻣﺳﺎءك ﺳﯾدﺗﻲ اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر.ﻓﺎﻟﺗﻔﺗت ﻣﺗﻔﺎﺟﺋﺔ ورأت ﺳراج! ﻓﻘﺎﻟت: ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 125
◧◧◧◧◧◧
ﯾﺳﻌد ﻣﺳﺎءك اﯾﮭﺎ اﻻﻣﯾر ﺳ راج ،ﻟﻘ د ﺳ ﻣﻌت ﺑﺧﺑ ر ﻣ روركاﻻﺧﺗﺑﺎر وﻓﻘك ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ﻟﻠﺧﯾر. ت ارﺟ و ان اﺣﺑﺑ ت أن اطﻣ ﺋن ﻋﻠﯾ ك ﺳ ﯾدﺗﻲ ،ﻛﯾ ف اﺻ ﺑﺣ ِﺗﻛوﻧﻲ ﺑﻛﺎﻣل ﺻﺣﺗك؟ ﻧﻌم ﺷﻛرا ً ﻓﺎﻟﻔﺿل ﯾﻌود ﻟﺷﺟﺎﻋﺗك وﻗﻠﺑك اﻟﻧﻘﻲ.ﻓﺳﻣﻊ ﺳراج ﻛﻠﻣﺔ ﻗﻠﺑ ك وﻗﻠﺑ ﮫ ﯾ دق ﺑﺳ رﻋﺔ وﯾﻛ ﺎد ان ﯾﻔﻘ د اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد ﻗوﻟﮭﺎ ﻟﮭﺎ. ﻣﺎذا أردت اﻟﻘول اﯾﮭﺎ اﻻﻣﯾر؟ ﺳ ﺎذھب ﻓ ﻲ رﺣﻠ ﺔ طوﯾﻠ ﺔ او ﻻ اﻋ رف ﻣ داھﺎ ﻓﻠ ﻲ زﯾ ﺎرةﻟﻘرﯾﺗ ﻲ ﻻرى اھﻠ ﻲ واﺻ دﻗﺎﺋﻲ وﺑﻌ دھﺎ ﺳ ﺎذھب ﻓ ﻲ ﻣﮭﻣ ﺔ ﻛﻠﻔﻧﻲ ﺑﮭﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن ،واﺣﺑﺑ ت ان اطﻣ ﺋن واﺳ ﻠم ﻋﻠﯾ ك ﺳﯾدﺗﻲ. واﺧ رج ﺳ راج ﺷ ﺎﻟﮭﺎ اﻻﺧﺿ ر اﻟ ذي ﺳ ﻘط ﻣﻧﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻻﺳطﺑل وﺳﻠﻣﮭﺎ ﻟﮭﺎ. اوه ﺷ ﻛرا ً ان ھ ذا اﻟﺷ ﺎل ﻓﯾ ﮫ ﺣﻛﺎﯾ ﺔ! ،ﺳ ﻧﻔﺗﻘدك وادﻋ و ﷲﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ان ﺗﻌود ﺑﺳﻼم. اﺣس ﺳراج ﺑﻧظراﺗﮭ ﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔ ﺔ وﻓﯾﮭ ﺎ ﺷ ﻲء ﻏرﯾ ب وﻛﺄﻧﮭ ﺎ ﺗﺄﺧذه اﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﺑل اﻟﻰ اﻟﺧﻠود ،وﻗﺎل: ﺷﻛرا ً ﺳﯾدﺗﻲ ،اﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء ﺑﺄذن ﷲ.ﻓﺄﻧﺣﻧﻰ ﺳراج اﻧﺣﻧ ﺎءة اﺣﺗ رام وھ و ﯾﺳ رق ﺑﻧظراﺗ ﮫ اﻟﯾﮭ ﺎ ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 126
رﺣﯾﻖ ورد ﻣن ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ﻟﺗﺻﺑّر ﻗﻠﺑﮫ ﻓﻲ رﺣﻠﺗﮫ. ﻓﺗﺢ ﺻﺎﺣب ﻣﺣل اﻟﺳﺟﺎد ﺑﺎﺑﮫ ﻟﯾﻧظ ف اﻻرﺿ ﯾﺔ وﯾ رش اﻟﻣﺎء وﯾﺿﻊ اﺟﻣل اﻟﻣﻧﺳوﺟﺎت ﻣن اﻟﺳ ﺟﺎد ﻓ ﻲ ﺧ ﺎرج اﻟﻣﺣ ل وھ ذه ﻋ ﺎدة ﺗﺟ ﺎر ﻗرﯾ ﺔ )ﻣﻧﺑ ﻊ رأس اﻟﻣ ﺎء( ﻓ ﻲ اﺳ واﻗﮭم اﻟﺻ ﻐﯾرة واﻟﺗ ﻲ ﺗﻠوﻧﮭ ﺎ ﺑﺿ ﺎﺋﻌﮭم اﻟﯾدوﯾ ﺔ وﻧﻔوﺳ ﮭم اﻟطﯾﺑ ﺔ، ﻓﺣﻣل اﺣدة اﻟﺳﺟﺎدات ﻟﻛﻲ ﯾﻌﻠﻘﮭﺎ ﺧﺎرج ﺑﺎب ﻣﺣﻠﮫ ،ﻓﺎﺣس ان ﺷﺧﺻﺎ ً ﯾﺳﺎﻋده وﻋﻧد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﺗﻌﻠﯾﻘﮭﺎ ﻗﺎل ﻟﮫ: ﺷﻛرا ً اﯾﮭﺎ اﻟﺷﺎب وﻟﻛن ﻣن اﻧت؟ أأﻧت ﺳراج! أأﻧت اﻟﺣﺎج ﻋﺎﺑد! ﯾﻘوﻟﮭﺎ ﺳراج ﺑﺄﺑﺗﺳﺎﻣﺔ.ﻓﻌﺎﻧﻖ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺣل ﺳراﺟﺎ ً وﻋﺑر ﻟﮫ ﻋن ﺷوﻗﮫ وﺳﻌﺎدﺗﮫ ﺑرؤﯾﺗ ﮫ ،وﺷ رﺑﺎ اﻟﺷ ﺎي وھﻣ ﺎ ﯾﺣﻛﯾ ﺎن ﻋ ن اﻟﺗﺟ ﺎرة واﻟ ذﻛرﯾﺎت اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ،ﻓﻘﺎل ﺳراج: ﺳﻌدت ﺑرؤﯾﺗك وﺳوف اﺳﻠم ﻋﻠ ﻰ اھﻠ ﻲ وﺑ ﺎﻗﻲ اھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ،وﺳﺎﺷﺗري ﺗﻠك اﻟﺳﺟﺎدة ﺑﺎﻏﻠﻰ ﺛﻣن ﺗﺧﺑرﻧﻲ ﺑﮫ. ﻓﺿﺣك ﺑﺳﻌﺎدة اﻟﺣﺎج ﻋﺎﺑد وﻗﺎل ﻟﮫ: ﺳﻠﻣت ﯾﺎ ﺳ راج ،ﯾظﮭ ر اﻧ ك ﺑﻌ ت ﺳ ﻣﻛﺎ ً ﻛﺛﯾ را ً ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر!وﺳﺎﺑﯾﻌﮭﺎ ﻟك وﻟﻛن ﺑﺷرط؟ وﻣﺎ ھو ﯾﺎ ﻋﻣﻲ؟ ان ﺗﺄﺧذﻧﻲ ﯾوﻣﺎ ً اﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﺗرﯾﻧﻲ ﺑﻛم ﺳﺗﺑﯾﻊ ﺗﻠ ك اﻟﺳ ﺟﺎدةاذا اﺷﺗرﯾﺗﮭﺎ ﻣﻧﻲ. ﻓﺿﺣك ﺳراج وﻗﺎل: ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 127
◧◧◧◧◧◧
ﺣﺎﺿر ﯾﺎﻋﻣﻲ ﻓﻘط اﻋطﻧ ﻲ ﻛ م ﯾ وم ﻻﻋ ود ﻟ ك وﻧ ذھب ﻣﻌ ﺎ ًﺣﯾﺛﻣﺎ ﺗﺷﺎء. ﻣﺿﻰ ﺳراج ﻟﯾﺳﻠم ﻋﻠﻰ واﻟدﺗﮫ اﻟﺗ ﻲ اﻓﺗﻘدﺗ ﮫ ﻛﺛﯾ را ً وواﻟ ده اﻟ ذي ﯾﻌﺗﻣ د ﻋﻠﯾ ﮫ ﻓ ﻲ ﻛﺎﻓ ﺔ اﻻﻋﻣ ﺎل رﻏ م وﺟ ود اﺧﯾ ﮫ اﻟ ذي ﯾﺻ ﻐره ﺑ ﺛﻼث ﺳ ﻧوات ،وﺗﻌﺷ ﻰ ﻣﻌﮭ م وﯾﻘ ص ﻋﻠ ﯾﮭم ﺑﻌ ض اﻟﻘﺻ ص واﻟﻣواﻗ ف اﻟﺳ ﻌﯾدة اﻟﺗ ﻲ ﺣ دﺛت ﻣﻌ ﮫ ،وﻟﻛ ن ﻟ م ﯾ ﺑﻠﻐﮭم ﺑﺄﻧﮫ اﺻﺑﺢ وزﯾرا ً ﻟﻠﺳﻠطﺎن ،ﻻﻧﮫ ﺣﺎﻟﯾﺎ ً ﻓﻲ ﻣﮭﻣﺔ وﯾﻌرﻓ ون ﻓﻘ ط اﻧ ﮫ ﯾﻌﻣ ل ﻓ ﻲ ﻗﺻ ر اﻟﺳ ﻠطﺎن ،وھ و ﯾﺧ ﺎف ﻋﻠ ﯾﮭم ﻻﻧ ﮫ اذا ﻣ ﺎ ﻋرﻓوا ﺳﯾطﻠﺑون اﻟﻌﯾش ﻣﻌﮫ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧ ﺔ ،وﻓﺿ ل ﺣﺎﻟﯾ ﺎ ً ﺑﻘ ﺎءھم ﻓﻲ اﻟﻘرﯾﺔ اطﯾب ﻋﯾﺷﺎ ً ﻟﮭم واﻛﺛر أﻣﻧﺎً ،ﺧﺎﺻﺔ وھو ﻗد ﻋﻠم ﺑﺄن اﻟذﯾن ﺧﺎﻧوا اﻟﻘﺻر ﺑﺳﺑب ﻋدم رﻏﺑﺗﮭم ﺑ ﺄن ﯾﻛ ون ھ و ﺻ ﺎﺣب ﺷﺄن ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﻟﻛوﻧﮭم ﻻﯾﻌرﻓوﻧﮫ ﻋن ﻗرب ﺑل ﯾﻌرﻓون اﻧ ﮫ ﻣن اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﺣل اﻟﻣﺳﺎء وﺟﻠس ﺳراج اﻣﺎم اﻟﺑﺣر وﺑﯾده ﺳﻧﺎرة ﻟﯾﺻطﺎد اﻟﺳ ﻣك ﻟﻛ ﻲ ﯾوزﻋ ﮫ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻣﺣﺗ ﺎﺟﯾن ﻣ ن اھ ل اﻟﻘرﯾ ﺔ وﻣ ﻊ اﻋطﺎﺋﮭم ﻧﻘودا ً ﻛﺎن ﻗد ﺟﻣﻌﮭﺎ ﻟﮭم ،ﻓﺗذﻛر ﻧظرات اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر اﻟذي ظﮭر ﻓﯾﮭﺎ ﺑرﯾﻖ ﺟﻣﯾل ﻣن اﻟﺣب ﻧﺣوه ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ:
◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 128
ﺗﺳﺑﻘﻧﻲ اﻟﺧﯾول ﺟﺎﻣﺣﺔ ﻧﺣو ﻋﯾﻧﯾك وﯾﺑﻘﻰ ﻗﻠﺑﻲ ﻓﯾﮭﻣﺎ ﯾﮭﯾم ﺿﺎﻻً ﻣرﺳﺎه وﻧﺟوﻣﮭﻣﺎ ﺗﻧﺎدﯾﻧﻲ وﻻ اﻗوى ﺷﻌﺎﻋﮭﻣﺎ ت اﺣﺑك ﯾﺎﺷﻼﻟﻲ ﻧﻔﺳﻲ ﯾﺎ ﻧﻔﺳﻲ اﻧ ِ ﯾﻧﻘﯾﻧﻲ ﻣن اﺛﺎم اﻟﻣﺎﺿﻲ ام ﯾﺳﻛرﻧﻲ ﯾﺿﻌﻔﻧﻲ ﻛﺎﻟﺳﯾف ﻻﯾﺧرج ﻣن ﻏﻣده
وﺻل ﻓراﻧ ك اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ واﺷ ﺗرى ﻣ ن اﺣ دى اﻟﻣﻘ ﺎھﻲ ﺑﺎﻟﺳ ر ﻗﻧﺎﻧﻲ ﺷراب ﻣﺳﻛر واﺧذھﺎ اﻟﻰ ﺷﻘﺗﮫ ﻓ ﻲ اﺣ دى اﻟﻣﺑ ﺎﻧﻲ اﻟﻣطﻠ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﮭر اﻟوادي اﻟﻛﺑﯾر ،وﻗد ﻓﺗﺢ اﺣدى اﻟﻘﻧ ﺎﻧﻲ ﻟﯾﺷ رﺑﮭﺎ وﯾﻧظ ر اﻟﻰ ﻟوﺣﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﺟﻠﺑﮭﺎ ﻣﻌﮫ ﻣن ﻣراﻛش وﯾﺗوﻋد ﻓ ﻲ ﻧﻔﺳ ﮫ اﻧﺗﻘﺎﻣ ﺎ ً ﻣن ﺳراج اﻟذي اﻓﺷل ﺧطﺗﮫ واﺿﺎع ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺑﻠﻐﺎ ً ﻛﺑﯾراً! ﻛﺎن ﺳراج ﻓﻲ طرﯾﻘﮫ اﻟﻰ اﺷﺑﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻓراﻧ ك ،ﺑﻌ د ان ﺳﻠم ﻋﻠﻰ اھل ﻗرﯾﺗﮫ واﺧ ذ ﻣﻌ ﮫ ﺑﻌ ض اﻟﻐ ذاء اﻟﺗ ﻲ اﻋدﺗ ﮫ ﻟ ﮫ واﻟدﺗﮫ ،وﺑﻌض اﻟﻣﻌ دات اﻟﺑﺳ ﯾطﺔ اﻟﺗ ﻲ ﺗﻌﯾﻧ ﮫ ﻓ ﻲ ﺳ ﻔره ،ﻓ ﺎﻟﺗﻘﻰ ﺑﺎﺣد اﻟﺗﺟ ﺎر اﻟ ذﯾن ﺳ ﺎﻋدھم ﻓ ﻲ ﻓﺗ رة ﺗﻌرﺿ ﮭم اﻟ ﻰ اﻟﺧط ر ﻣ ن ﻗﺑل اﺗﺑﺎع اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو ﻓﻘﺎل ﻟﮫ: اﺳﻌدﻧﻲ اﻟﻠﻘﺎء ﺑك ﯾﺎ ﺳﯾد ﺳراج ،ﻛﯾف ﺣﺎﻟك؟ ﺑﺧﯾر ﻧﺣﻣد ﷲ وﻧﺷﻛره ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻣ ﮫ ،اﻧ ﺎ اﺳ ﻌد ﺑﻠﻘﺎﺋ ك ﯾ ﺎ ﺳ ﯾد◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 129
◧◧◧◧◧◧
ﺑﺎھر ،ﻛﯾف ﺣﺎﻟك وﺣﺎل اﺧوﺗﻧﺎ؟ وﻛﯾف ھﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻻن؟ اﻟﺣﻣد ﺑﺧﯾر ،ﻧﺣ ن ﻣﻣﺗﻧ ﯾن ﻟ ك ﻛﺛﯾ را ً ﻓﻘ ط ﻧﺟﺣ ت ﺧطﺗ كﻓﻲ اﯾﮭﺎم اﺗﺑﺎع اﻟﻔوﻧﺳو ﻣن اﻟﻐ در ﺑﺗﺟﺎرﺗﻧ ﺎ ،اﯾ ن اﻧ ت ذاھ ب ﻓﻼﺿﯾﻔك ﻓﻲ داري ان ﻛﺎن طرﯾﻘك اﻟﻰ اﺷﺑﯾﻠﯾﺔ؟ اﺷﻛرك ﻛﺛﯾ راً ،ﻧﻌ م طرﯾﻘ ﻲ اﻟ ﻰ اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ ﻻﯾﺻ ﺎل اﻣﺎﻧ ﺔ اﻟ ﻰﺻدﯾﻖ ﻟﻲ ھﻧﺎك ﻓﯾﮭﺎ ،ﻓﻼراﻓﻘك وﻧﺗوﻛل ﻋﻠﻰ ﷲ. ﻣﺳرور ﻛﺛﯾرا ﺑﻘﺑوﻟك دﻋوﺗﻲ ،وﻓﻲ رﻓﻘﺗك ﺧﯾر وﺑرﻛﺔ.ﻓوﺻ ﻼ اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ وﻣ را ﻋﻠ ﻰ ﻣﻧ ﺎرة ﺧﯾراﻟ دا ﻣ ن اﻟﻣﻧ ﺎرات اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ،واﻟﺗﻲ اﻣر ﺑﺑﻧﺎﺋﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻌﻘوب اﻟﻣوﺣدي، وﻛﺎن اﻟﺗﺎﺟر ﺑﺎھر ﯾﺷرح ﻟﺳراج ﻋن اﻟﻣﻧﺎرة اﻟﺗﻲ ﺟﻣﻠت اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ ﺑزﺧﺎرﻓﮭ ﺎ اﻻﺳ ﻼﻣﯾﺔ ،واﻟﺗ ﻲ ﺗﻌﺗﺑ ر اﻋﻠ ﻰ ﻣﻧ ﺎرة ﻓ ﻲ اﻟﺑﻠ دان، ارﺗﻔﺎﻋﮭ ﺎ 97م وﻻﯾوﺟ د ﻓﯾﮭ ﺎ ﺳ ﻼﻟم ﻟﺻ ﻌودھﺎ ﺑ ل ﻛ ﺎن ﻓﯾﮭ ﺎ ﻣﻧﺣدرات ﯾﻘوم اﻟﻣؤذن ﺑﺻﻌودھﺎ ﻋ ن طرﯾ ﻖ رﻛ وب اﻟﺣﺻ ﺎن، ﻓﺄﻧدھش ﺳراج ﻣن ﺑﻧﺎﺋﮭﺎ اﻟﻣﻌﻣﺎري اﻟﻣذھل. ﺟﻠس ﺑﻌدھﺎ ﺳراج ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟﺗﺎﺟر ﻷﺧذ ﻗﺳطٍ ﻣن اﻟراﺣ ﺔ، ﻓﺳﺄﻟﮫ: ھل ھﻧﺎك ﻧﮭر ﻓﻲ اﺷﺑﯾﻠﯾﺔ؟ ﻧﻌم ھﻧﺎك ﻧﮭر اﺳﻣﮫ اﻟوادي اﻟﻛﺑﯾر.ﻣﺑﺎن ﻛﺛﯾرة ھﻧﺎك؟ وھل ھﻧﺎكٍ ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 130
اﻛﯾد ﺗوﺟد ﻣﺑﺎﻧﻲ ﻛﺛﯾرة وﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺷ ﺎرع ﺳ ﺎﻣرﻗﻧد ،ھ ل ﺗ وداﻟذھﺎب اﻟﻰ ھﻧﺎك؟ ﻧﻌم ﺑﺎذن ﷲ ﺳﺄذھب ﻣﺳﺎ ًء ،ﻓﻠﻲ ﺻ دﯾﻖ ھﻧ ﺎك ،وﻟﻛ ن ﺳ ﺎﻧﺎمﻗﻠﯾﻼً اذا ﺳﻣﺣت ﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻧﺑﺔ وﻻ ارﯾد ان اﺛﻘل ﻋﻠﯾك. ﻋﻠﻰ اﻟرﺣب واﻟﺳﻌﺔ وﻟ و ﺗﻣﻧﯾ ت ان اﺿ ﯾﻔك ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﺷ ﺎءوﻟﻛن ﻟك ﻣﺎ ﺷﺋت. اﺳ ﺗﯾﻘظ ﺳ راج ﻋﻠ ﻰ ﺻ وت ﻋﺻ ﻔور ﯾﺧ رج ﻣ ن ﺳ ﺎﻋﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺣﺔ اﻟ دار ،وﺳ ﻣﻊ اﺻ واﺗﺎ ً ﻓ ﻲ اﻟﻣط ﺑﺦ ﻓ رأى اﻟﺗ ﺎﺟر ﯾﻘ وم ﺑﺄﻋ داد اﻟﻘﮭ وة ،ﻓﺳ ﻠم ﻋﻠﯾ ﮫ وﺳ ﺎﻋده ﻓ ﻲ وﺿ ﻊ اﻟﻔﻧ ﺎﺟﯾن اﻟذھﺑﯾ ﺔ ،ﻓﺟﻠﺳ ﺎ ﻟﺷ رب اﻟﻘﮭ وة وﺗﺣ دﺛﺎ ﻋ ن ﻣ راﻛش وﻋ دل اﻟﺳ ﻠطﺎن وﻗوﺗ ﮫ وادارة ﺑ ﻼد اﻻﻧ دﻟس ،ﺷ ﻛره ﺳ راج ﻋ ن ﺣﺳ ن ﺿﯾﺎﻓﺗﮫ واﻣﺗﻧﺎﻧﮫ ﺑرﻓﻘﺗﮫ. وﺻ ل ﺳ راج ﻣﺳ ﺎ ًء اﻟ ﻰ ﺷ ﺎرع ﺳ ﺎﻣرﻗﻧد ،وﺑﻌ د ﻏ روب اﻟﺷﻣس ﺑﻘﻠﯾل أﺣس ﺑ ﺎن اﻟﺗﻔﺎﺻ ﯾل ھ ﻲ ﻧﻔﺳ ﮭﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻠوﺣ ﺔ اﻟﺗ ﻲ رﺳﻣﮭﺎ ﻓراﻧك! ﻓﻧظر ﻧﺣو ارﻗﺎم اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻓوﺟ د ﻧﻔﺳ ﮫ اﻣ ﺎم ﻣﺑﻧ ﻰ رﻗم 102ﻓﻣﺿﻰ اﻟﻰ اﻻﻣﺎم ﻟﯾﺟد اﻟرﻗم ﯾﺗﻧﺎﻗص ،ﻓوﺻل اﻟرﻗم 15ﻓﺗوﻗ ف ﻋﻧ د اﻟﻣﺑﻧ ﻰ ،ﻓ رأى ﺑ ﺎﺋﻊ اﻟﺣﻠ وى اﻣ ﺎم اﻟﻣﺑﻧ ﻰ ﻣ ن اﻟﺟﮭﺔ اﻻﺧرى ،ﻓﺎﺑﺗﺳم ﺳراج وﻗﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺳﮫ: ﻟم أ َر اﻟﺑﺎﺋﻊ ھذا ﻓﻲ اﻟﻠوﺣﺔ!ﻓﺎﻗﺗرب ﻣﻧﮫ وﺳﺄﻟﮫ: ﻛم ﺳﻌر ھذه اﻟﺣﻠوى؟◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 131
◧◧◧◧◧◧
رﺑﻊ دﯾﻧﺎر اﻟﻘطﻌﺔ اﻟواﺣدة. اﻋطﻧﻲ ﻗطﻌﺔ واﺣدة.اﺛﻧ ﺎء اﻛ ل ﺳ راج ﻗطﻌ ﺔ اﻟﺣﻠ وى ،ﺗﺣ دث ﻣ ﻊ اﻟﺑ ﺎﺋﻊ ﻋ ن اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﺷﺑﯾﻠﯾﺔ ،وﺑﻌدھﺎ ﺳﺄﻟﮫ: اﻧت ﺗﺑﯾﻊ ھﻧﺎ داﺋﻣﺎ ً ﻟم ارك ﻣن ﻗﺑل؟ ﻧﻌم ﺳﯾدي اﻧﺎ ھﻧﺎ ﻣﻧذ اﻛﺛر ﻣن ﻋﺎم أاﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء داﺋﻣﺎ ً. اﻧﺎ اﺑﺣث ﻋن ﺻدﯾﻖ ﻟﻲ اﺳﻣﮫ ﻓراﻧك.ﻋﻠﻲ ﻛل ﯾوم وﯾﺄﺧذ ﻗطﻌﺗﯾن ﻣن اﻟﺣﻠوى وﯾﻛرﻣﻧﻲ ﻛﺛﯾراً. ﻧﻌم ﯾﻣر ً وھل ﺗﻌرف اﯾن ﯾﺳﻛن؟ اﻧﮫ اﻟﻣﺑﻧﻰ اﻟذي اﻣﺎﻣﻲ وﻛﺎن ﯾﺷﯾر اﻟﻰ اﻟﻣﺑﻧﻰ .15 واي طﺎﺑﻖ ﯾﺳﻛن؟ اﺣﯾﺎﻧﺎ ً اوﺻل اﻟﺣﻠوى ﻟﮫ ،وھو ﻓﻲ ا ﻟطﺎﺑﻖ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻏرﻓ ﺔ) ،( 4وﻟﻛﻧ ﮫ ﻏﯾ ر ﻣوﺟ ود اﻻن ،ﻗﺑ ل ﻗﻠﯾ ل اﺷ ﺗرى ﻣﻧ ﻲ وذھب ﺑﺎﺗﺟﺎه اﻟﻧﮭر. ﺷﻛرا ً ﺟزﯾﻼ ﺳﺎﻧﺗظره ﻓﻲ اﻻﻋﻠﻰ اﻟﻰ ان ﯾﻌود ﻓﻘد ﺗﻌﺑت ﻣناﻟطرﯾﻖ ،ﺳﻼﻣﺎً. دﺧ ل ﺳ راج اﻟﻣﺑﻧ ﻰ وﺻ ﻌد اﻟ ﻰ اﻟط ﺎﺑﻖ اﻟﺛ ﺎﻧﻲ ووﻗ ف ﺑرھ ﺔ اﻣ ﺎم اﻟﺑ ﺎب ،وﻗﺑ ل ان ﯾﻔﺗﺣ ﮫ ﺷ ﻌر ﺑﺷ ﻲء ﻏرﯾ ب ﻏﯾ ر ﻣرﯾﺢ ﻟﻧﻔﺳﮫ ،اﻻ ان ﻋﻘﻠﮫ وﺛﻖ ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟذي ﻛﺎن ﻣﺗﺄﻛدا ً ﺑﻌ دم وﺟ ود اﺣ د ﻓ ﻲ اﻟﻐرﻓ ﺔ ،ﻓﻔ ﺗﺢ اﻟﺑ ﺎب ﺑطرﯾﻘﺗ ﮫ اﻟﺧﺎﺻ ﺔ ،ودﺧ ل ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 132
ﻓﺷم راﺋﺣﺔ ﻓراﻧك اﻟﻘذرة ﺑﺳﺑب اﻟﺷراب اﻟذي اﻋﺗﺎد ﻋﻠﯾﮫ ،وﻓﻲ ﻟﺣظ ﺔ اﺣ س ﺳ راج ﺑﺧدﻋ ﺔ ﻣ ﺎ ،وﻟﻛ ن ﻟ م ﯾﻛ ن ھﻧ ﺎك وﻗ ت ﻟﻠﺗﺻرف واﻟﺧروج ﻣن اﻟﺑﺎب ﻓﻘط ﺗﻠﻘﻰ ﺿرﺑﺔ ﻗوﯾﺔ ﻋﻠﻰ رأﺳﮫ ﻣن اﻟوراء ،وﺳﻘط ﺳراج ارﺿﺎً. ﻓﻘ ﺎل ﻓراﻧ ك وﺑﯾ ده ﻗﻧﯾﻧ ﺔ اﻟﺷ راب اﻟﺗ ﻲ ﻛﺳ رھﺎ ﻋﻠ ﻰ رأس ﺳراج: اھ ﻼً ﺑ ك ،ﺧ دﻋك ﺑﻛ ل ﺳ ﮭوﻟﺔ ذﻟ ك اﻟﺑ ﺎﺋﻊ ،وﻛﻧ ت اﻧﺗظ ركﻻﻧﻲ ﻋرﻓت ﺑدھﺎﺋك ﻓﻲ اﻟوﺻول اﻟﻲ ،واﻧﺗﮭﯾت اﻻن. اﺳﺗﯾﻘظ ﺳراج ﻋﻠﻰ رﺷﺔ ﻣ ﺎء ﺑ ﺎرد ﺟ دا ً ﻓ ﻲ وﺟﮭ ﮫ ،ﻓوﺟ د ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ ﻣظﻠﻣ ﺔ ورأى ﺷﺧﺻ ﯾن ﯾظﮭ ران اﻣﺎﻣ ﮫ وﻛﺎﻧﮭﻣ ﺎ اﺷﺑﺎح ﺟﺎءت ﻣن اﻟظﻼم ،ﻓﻘﺎل ﺳراج ﻣﺗﺳﺎﺋﻼً ﺑﻌد ان رﻓﻊ راﺳ ﮫ ﻗﻠﯾﻼً: ﻣن اﻧﺗم؟ وﻣﺎذا ﺗرﯾدون؟ﻓﺎﺣدھﻣﺎ ﺿﺣك وﻗﺎل: اﻧ ت ﺿ ﯾﻔﻧﺎ ﻟﮭ ذه اﻟﻠﯾﻠ ﺔ واﻟﻠﯾ ﺎﻟﻲ اﻻﺧ رى اذا ﺑﻘﯾ ت ﺿ ﯾﺎﻓﺗكﻋﻠﯾﻧﺎ! ﻓرﺑﻣﺎ ﺗﻧﺗظرك اﻟﺿﯾﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻻﺧر ﻗرﯾﺑﺎً. اﻧﮭﺎ ﻣﺷﺋﯾﺔ ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ھو اﻟﻣﻠك وھو ﻓﻌﺎل ﻟﻣﺎ ﯾرﯾد.ﻓﺎﺧذوه ﺑﻘوة ﻣ ن ﯾﺎﻗﺗ ﮫ وﺟ روه واﺧرﺟ وه ﻣ ن اﻟﻐرﻓ ﺔ اﻟ ﻰ ﻣﻣر ﺿﯾﻖ ﻓﯾﮫ ﺷﻌﻼت ﻧﺎر وﻣن ﺛم ﻣن ﺑﺎب اﻟ ﻰ ﻗﺎﻋ ﺔ اﻟ ﻰ ﺑ ﺎب اﺧرى اﻟﻰ ان وﺻل اﻟﻰ ﻏرﻓﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﺧﻣﺔ وﯾﺟﻠس ﻋﻠﻰ ﻛرﺳﻲ ﻣذھب ﺷﺧص ﯾﺿﻊ ﻓ وق رأﺳ ﮫ ﺗﺎﺟ ﺎ ً ﻣرﺻ ﻌﺎ ً ﺑﺎﻟﯾ ﺎﻗوت وﻗ رب ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 133
◧◧◧◧◧◧
ﻣﻧﮫ ﺷﺧص ﺿﺧم ،ﻓﻌرف ﺳراج اﻧﮫ اﻣﺎم ﻓراﻧك واﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو ﻓﺄﺑﺗﺳم ﻟﮭﻣﺎ وﻗﺎل: اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺔ ﷲ وﺑرﻛﺎﺗﮫ ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻌﺎدة.ﻓﻘﺎم اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮫ وﺗﻘدم ﻧﺣو ﺳراج وﻗﺎل: اﻧ ت ﻣ ن اﻓﺷ ل ﺧطﺗﻧ ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻌرﻛ ﺔ اﻻرك ،واﻧ ت ﻣ ن اﻓﺷ لﺧطﺗﻧﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻻﻣﯾرة ﻋﻧدﻧﺎ ،ﻛﻧﺎ ﺳﻧﺿﯾﻔﮭﺎ ﺿ ﯾﺎﻓﺔ ﺗﻠﯾ ﻖ ﺑﮭﺎ! وﻟﻛن ﻧراك ﻣﺷﺎﻏﺑﺎ ً وﻋﻠﯾك ان ﺗﺧﺗﺎر اﺣ د اﻻﻣ رﯾن ،اﻣ ﺎ ان ﺗﻧﻔ ذ ﻣﺎﻧطﻠﺑ ﮫ ﻣﻧ ك وﺳ ﻧﻛرﻣك ﺑ ﺎﻣوال ﺗﺣﻠ م ﻓﯾﮭ ﺎ ،او ﻧﺿﯾﻔك ﺿﯾﺎﻓﺔ ﻻﺗﻠﯾﻖ ﺑك اﯾﮭﺎ اﻟوﺳﯾم. ﻛ ل اﻣ ر ﻓﯾ ﮫ ﺑ ﻼء! وﺳ ﺎﺧﺗﺎر اﻻﻗ ل ﺑ ﻼ ًء ﻓ ﻲ ﺿ ﯾﺎﻓﺗﻛمﯾﺎﺻﺎﺣب اﻟﺳﻌﺎدة. ﻓﻧظر اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو اﻟﻰ ﻓراﻧك ﺑﻧظرة ﺗﻌﻧﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ طﻠﺑﮫ! اﺧذ ﻓراﻧك ﺳﻼﺳل ﺛﻘﯾﻠﺔ ﺟدا ً وﻗﺎم ﺑرﺑطﮭ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﯾ د ﺳ راج وﺟ ره ﻣﻧﮭ ﺎ وﺑطرﯾﻘ ﺔ ﺗ دﻣﻲ ﯾدﯾ ﮫ اﻟ ﻰ ان اﻋ ﺎده اﻟ ﻰ اﻟﻐرﻓ ﺔ اﻟﻣظﻠﻣﺔ ورﻣﺎه ﻓﯾﮭﺎ وﻗﺎل ﻓراﻧك ﻟﮫ: ﺳﺗﻧدم ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎرك.ﻓرد ﺳراج: ﻛل ﻟوﺣﺔ ﺗرﺳﻣﮭﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﺣﯾﺎة ﻣن ﺣﯾﺎﺗك اﻟﻣﻔﻘودة ،رﺑﻣﺎ اﻧﺎ ﻟ ناﺟد اﻟوﻗت ﻻﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧدم ،اﻣﺎ اﻧت ﻓﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧدم داﺋﻣﺎً؟! اﻏﻠﻖ ﻓراﻧك اﻟﺑﺎب ﻋﻠﻰ ﺳراج ﺑﻘوة وﻗﻔﻠﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ. ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 134
ﺷ ﻌر ﺳ راج ﺑ ﺎﻟم ﺷ دﯾد ﯾ دق ﻗﻠﺑ ﮫ وﻋﻘﻠ ﮫ ﻣ ن اﻻﺧﻔ ﺎق وﺧﺷﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼل وﺿﻌﮫ ﻓﻲ ﺗﮭدﯾد اﻟﺳﻠطﺎن وھذا ﻣﺎ ﺳ ﯾﻘوﻣون ﺑ ﮫ ﻻ ﻣﺣ ﺎل ،ﻓﻠ م ﯾﻛ ن ﻟدﯾ ﮫ ﺳ وى أﻣ ر واﺣ د ﯾﻘ وم ﺑ ﮫ ھ و اﻟﺗﺳﺑﯾﺢ ،وﺗذﻛر ﺗﺳﺑﯾﺢ ﯾوﻧس ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم وھو ﻓﻲ اﻟظﻠﻣﺎت " ﻻاﻟﮫ اﻻ اﻧت ﺳﺑﺣﺎﻧك اﻧﻲ ﻛﻧت ﻣن اﻟظﺎﻟﻣﯾن". ﻛﺎﻧ ت ﺟﻠﻧ ﺎر ﺗﻘط ف ﺑﻌ ض اﻻزھ ﺎر ﻟﺗﺿ ﻌﮭﺎ اﻣ ﺎم اﺑﯾﮭ ﺎ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋدة اﻻﻓطﺎر ﻓﻘ د اﻋﺗ ﺎدت ﻋﻠ ﻰ ھ ذا اﻻﻣ ر ﺳ ﻧﯾن ﻋ دة ،وﻟﻛ ن وﺧ زت اﺻ ﺑﻌﮭﺎ ﻻول ﻣ رة اﺣ د اﻻﺷ واك ﻓ ﻲ ﺳ ﺎق زھرة ،ﻓﺷﻌرت ﺑﺷﻲء ﻏرﯾب ﯾزﻋﺞ ﻗﻠﺑﮭﺎ وﻻﺗﻌرف ﺳﺑﺑﮫ. ﺻﺑﺢ اﻟﺳﻠطﺎن واﻟﺳﻠطﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﺑﻧﺗﮭﻣﺎ ﺟﻠﻧﺎر وﻗ ﺑﻼ رأﺳ ﮭﺎ وﺟﻠﺳوا ﻣﻌﺎ ً ﻟﺗﻧﺎول اﻟﻔطور ،وﻗﺑل اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣﻧﮫ ﻗدم اﺣد اﻟﺣ راس ﺑﺷﻛل ﻋﺎﺟل ﻟﯾﺳﻠم ﻟﻠﺳﻠطﺎن رﺳﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو وﻋﺎﺟﻠﺔ. ﻓﺗﺣﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺎن وﻣﻛﺗوب ﻓﯾﮭﺎ: )ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ﯾﻌﻘ وب اﻟﻣوﺣ دي ،ﺗﺣﻛﻣوﻧﻧ ﺎ وھ ذا ﻗ درﻧﺎ وﺳﯾﺄﺗﻲ ﯾوم ﻧﺣﻛﻣﻛم ﻓﯾﮫ وﻟﻛن ﺳﻧﻛون ﻗدرﻛم ﻟﻼﺑد ،اﻣﺎ ﺑﻌد ﻟدﯾﻧﺎ ﺿﯾف ﻋزﯾز ﻋﻠﯾﻛم وﺛﻘﯾل ﻋﻠﯾﻧﺎ اﺳﻣﮫ ﺳراج ،اذا ﻟم ﺗ ﺎﺗوا ﻻﺧ ذه ﺑﻌ د ظﮭ ور ھﻼﻟﻛ م ﺑﺷ رط ﺗ رك ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ ﺗﺣ ت ﺣﻛﻣﻧ ﺎ ﺳ ﯾﻛون ذﻛرى ﻟﻛم(. اﻣ ﺗﻌض اﻟﺳ ﻠطﺎن ﻣ ن اﻻﻣ ر ووﻗﺎﺣ ﺔ اﻟﻔوﻧﺳ و ،وﻗﺑ ل ان ﯾﺄﻣر اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟﺟﯾش ﻟﻛﻲ ﯾﻌﺎﻗب اﻟﻔوﻧﺳو اﺷد ﻋﻘ ﺎب، ﻗﺎﻟت ﻟﮫ ﺟﻠﻧﺎر: ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 135
◧◧◧◧◧◧
ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ،اﺳﻣﺢ ﻟﻲ ﺑﺣل اﻻﻣر ،اﻋرف ان اﻟوﺿﻊ ﺧطﯾروھﻲ ﻣﮭﻣﺔ ﺻﻌﺑﺔ وﻟﻛن ﺳﺄﻗوم ﺑﺣﯾﻠﺔ ﺗﺧرج ﺳراج ﻣﻧﮭم. ت اﻟﻣطﻠوﺑ ﺔ ﻟﮭ م ﻻ اﻗﺑ ل ھ ذا اﻻﻣ ر اﺑ دا ً وﺗﻌ رﻓﯾن اﻧ ك اﻧ ِﻟﺗﮭدﯾدي ﻓﻛﯾف ﺳﺄﺳﻠﻣك ﺑﮭذه اﻟﺳﮭوﻟﺔ؟! ﻓﻘﺎﻟت اﻟﺳﻠطﺎﻧﺔ: اﻧ ﺎ اﺛ ﻖ ﺑﻘ درات اﺑﻧﺗ ﻲ ﺟﻠﻧ ﺎر وھ ﻲ ﻗ ﺎدرة ﺑ ذﻛﺎﺋﮭﺎ ﺣ ل ﻛ لﻣ ﺎھو ﺻ ﻌب وﺑ ﺎذن ﷲ ﺗ ﻧﺟﺢ ﺑﻣﺳ ﻌﺎھﺎ وﺑﻘ وة اﻟ رﺣﻣن وﺣﻔظﮫ. ﺟﻼﻟﺗﻛم ﻟن اذھب ﺑﻣﻼﺑس اﻻﻣﯾرة ﺑ ل ﺳ ﺄﺗﺧﻔﻰ ﺑ دور اﺣ دىاﻟﺧدم ،وھﻧﺎك ﻣن ﺳﯾﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻣن ﺣرس اﻟﻘﺻر ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻣ ر وﻧﺗوﻛل ﻋﻠﻰ ﷲ ﻓﮭو اﻟرﺷﯾد اﻟﻣﻘﺗدر ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ. ﯾﺑدو ان ﺳراج ﻗد دﺧل ﻗﻠﺑك وھذا ﻣﺎ آراه ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾك وﻓﮭﻣ تاﻣرك ،وﺑﻣﺎ ان اﻟﻘﻠب ﻣﻌﻠﻖ ﻓﺳﯾﺟد ﻣﺎ ﯾرﯾد ﺑﮭﻣﺗﮫ. ﺧﺟﻠت ﺟﻠﻧﺎر ﻣن ﻗوﻟﮫ وﻓﻘط اﺟﺎﺑت ﺑﺳﻌﺎدة: ﺷﻛرا ً ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن.رﺣﻠ ت ﺟﻠﻧ ﺎر ﻣ ﻊ ﻋ دد ﻣ ن اﻟﺣ راس اﻟ ﻰ ﻗﺷ ﺗﺎﻟﺔ وھ م ﯾﻠﺑﺳون ﺛﯾﺎﺑﺎ ً ﺑﺳﯾطﺔ ،وﻗد اﺧذ اﺣد اﻟﺣراس دور اﺑﯾﮭﺎ واﻻﺧ رﯾن اﺧواﻧﮭﺎ ،وﺣﯾن وﺻﻠوا ﻗﺷﺗﺎﻟﺔ ﻗﺎﻣ ت ﺟﻠﻧ ﺎر ﺑﺗ ﺄﺟﯾر ﺳ ﻛن ﻗرﯾ ب ﻣن ﻗﺻر اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو ،وھﻧ ﺎ رﺗﺑ ت ﺧط ﺔ ﻟﻠﻧﻔ وذ اﻟ ﻰ اﻟﻘﺻ ر، ﻓﻘﺎﻣت ﺑﺣﻣل ﺗﻔﺎح ﻓﻲ ﺳﻼل ﻟﺑﯾﻌﮭﺎ اﻣﺎم اﻟﻘﺻ ر واﻟﺣ ﺎرس ﺑ دور ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 136
اﺑﯾﮭ ﺎ ﻗ ﺎم ﺑﺗﺄﻧﯾﺑﮭ ﺎ ﻻﻧﮭ ﺎ ﻟ م ﺗﺑ ﻊ اي ﺷ ﻲء اﻟﯾ وم ،وﻗ ﺎﻣوا ﺑﮭ ذه اﻻدوار ﻋﻧ دﻣﺎ ﻣ رت اﺣ د ﻋرﺑ ﺎت اﻟﻘﺻ ر ﻣ ن اﻣ ﺎﻣﮭم ،ﻓﻧظ ر اﻟﻔوﻧﺳو ﻓوﺟد ﻓﺗﺎة ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺟدا ً ﺗﺑﯾ ﻊ ﺗﻔﺎﺣ ﺎ ً واﺑﯾﮭ ﺎ ﯾﻌﺎﺗﺑﮭ ﺎ وﯾوﺷ ك ان ﯾﺿرﺑﮭﺎ ،ﻓﺑﻌث اﺣد ﻣن ﺣرﺳﮫ ﻟﯾﻧﺎدي ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ. ﻓرﺣ ت ﺟﻠﻧ ﺎر ﻟﻧﺟ ﺎح اول ﺧط وة ،وﻗ دﻣﺎ اﻣ ﺎم اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳو ،ﻓﻘﺎل: اﻧت أﺑوھﺎ؟ ﻧﻌم ﯾﺎﺻﺎﺣب اﻟﺳﻌﺎدة واﺑﻧﺗﻲ ھذه ﻏﺑﯾﺔ ﺟداً. ھل ﺗواﻓﻖ ان ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻗﺻري؟ ﺑﻛ ل ﺗﺄﻛﯾ د ﯾ ﺎ ﺻ ﺎﺣب اﻟﺳ ﻌﺎدة وﻟﻛ ن ﻟ دﯾﮭﺎ اﺧ وة ﻣﺟ ﺎﻧﯾن ﻻﯾﻘﺑﻠون ﺑﺄن ﺗﻌﻣل ﺑﻌﯾدا ً ﻋﻧﮭم ،ﻻﻧﮭﺎ ھﻲ ﻣن ﺗطﻌﻣﮭ م وﺗﻐﺳ ل ﻣﻼﺑﺳﮭم وواﻟدﺗﮭم ﺗرﻛﺗﮭم ﻣﻧذ ﺳﻧﯾن. ﻓﻠﯾ ﺎﺗوا ھ ؤﻻء اﻻﺧ وة ﻟﯾﻌﻣﻠ وا ﻓ ﻲ اﻟﻘﺻ ر ﻓﻘ ط ﻓ ﻲ اﻟﺻ ﺑﺎحوﯾرﺣﻠون ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء واﺟروھم ﯾﺟﻠﺑون ﺑﮭ ﺎ ﺧﺎدﻣ ﺔ ﻟﮭ م ،اﻣ ﺎ ھﻲ ﻓﺗﺑﻘﻰ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻘﺻر داﺋﻣﺎ ً. ﺷ ﻛرا ً ﯾ ﺎ ﺻ ﺎﺣب اﻟﺳ ﻌﺎدة ھ ذا ﻣ ن ﻛرﻣ ك وﺳ ﺄﻧﺎدي ﻋﻠ ﯾﮭمﻓﺎﺳﻣﺢ ﻟﻲ. اﺳﻣك؟ ت ﯾﺎ ھذه ﻣﺎ اﻧ ِِ اﺳﻣﻲ ﯾﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻌﺎدة ﻧﺎدﯾن.ت ﺳﺗﻘوﻣﯾن ﺑﺧدﻣﺗﻲ ﺑﺄﻋداد اﻟطﻌﺎم وﺗﻘدﯾم اﻟﺷراب. اﻧ ِ ﻧﻌم ﯾﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻌﺎدة.◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 137
◧◧◧◧◧◧
ﻓﻧﺎدى اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳو رﺋ ﯾس اﻟﺧ دم واﻋﻠﻣ ﮫ ﺑﺷ ﺄن اﻟﺧﺎدﻣ ﺔ اﻟﺟدﯾ دة ﻧ ﺎدﯾن ﺣﺗ ﻰ ﯾ وﻓر ﻟﮭ ﺎ ﻏرﻓ ﺔ ﻧ وم ﻣﻧﺎﺳ ﺑﺔ داﺧ ل اﻟﻘﺻ ر وﯾرﺷدھﺎ اﻟﻰ طرق اﻟﻌﻣل واﻟﺗﻘدﯾم. ﺣﺎوﻟت ﺟﻠﻧﺎر اﻟﺗﻲ ھﻲ ﺑدور ﻧﺎدﯾن ان ﺗﺑﯾن ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺟﺎھﻠﺔ ﻓﻲ ﻛ ل ﺷ ﻲء ﻛ ﻲ ﻻ ﯾﻧﻛﺷ ف اﻣرھ ﺎ ،وﻋﻧ دﻣﺎ وﺻ ﻠت ﻟﻐرﻓﺗﮭ ﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﻧظرت ﻣ ن ﺷ ﺑﺎك اﻟﻐرﻓ ﺔ ﺗﻧﺗظ ر اﻟﺣ رس اﻟ ذﯾن ھ م ﺑدور اﺧوﺗﮭﺎ ،وﺑﻌد ﺑرھﺔ دﺧﻠ وا اﻟﻘﺻ ر ،ﻓﺧرﺟ ت ﻣ ن اﻟﻐرﻓ ﺔ اﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺿﯾﺎﻓﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺳﺗﻣﻊ اﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻟﮭم ،ﻓﺎطﻣﺄﻧت ﻻﻧﮭ م ﺳﯾﻛوﻧون ﻣﻌﮭﺎ ﻛل اﻟﺻﺑﺎح ﺣﺗﻰ اﻟﻣﺳﺎء ،ودﻋت ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ان ﯾﻘرﺑﮭﺎ ﻣن ﺳراج وﯾﻧﺗﮭﻲ اﻻﻣر ﺳرﯾﻌﺎً. ﺣ ل اﻟﻣﺳ ﺎء وﺳ راج ﻣﻛﺑ ل اﻟﯾ دﯾن ﺑﺎﻟﺳﻼﺳ ل وﻗ د اﺧ ذه اﻟﻧﻌ ﺎس ،ﻓﻔﺗﺣ ت ﻋﻠﯾ ﮫ اﻟﺑ ﺎب ﺑﻘ وة ﻟﯾرﺷ وا ﻋﻠﯾ ﮫ ﻣ ﺎ ًء ﺑ ﺎردا ً ﻣﻔﺎﺟﺋﺎً ،وﯾﺟﻔل ﺳراج وﯾﺳﺗﯾﻘظ ودﻗﺎت ﻗﻠﺑﮫ ﺗﺧﻔﻖ ﺑﺷدة وادرك اﻧﮭﻣﺎ اﺷﺑﺎح اﻟظ ﻼم ﻣ رة اﺧ رى ،ﻓﻘ ﺎﻣوا ﺑرﻓﻌ ﮫ وﺗﺛﺑﯾﺗ ﮫ واﻗﻔ ﺎ ً وﺟﻠ دوه ﺑﺎﻟﺳ وط اﻟ ﻰ ان ﺑ دأ اﻟ دم ﯾﺧ رج ﻣ ن اﻟﺗﺷ ﻘﻘﺎت اﻟﺗ ﻲ ظﮭرت ﻓﻲ ظﮭره ،وﺗرﻛوه ورﺣﻠوا واﻏﻠﻘوا اﻟﺑﺎب. ﺷﻌر ﺳراج ﺑﺎﻟﮭوان واﻟﺿﻌف واﻟﻧدم ﺑﺄﻧﮫ وﺛﻖ ﺑﺳرﻋﺔ ﻣن ﺑﺎﺋﻊ اﻟﺣﻠوى وﻛﺎﻧت اﻟﻣواﻗف ﺗﺗﻛرر ﻓﻲ ﻋﻘﻠﮫ ،وﻗﻠﺑﮫ ﯾﮭ ون ﻋﻠﯾ ﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗذﻛر ﺣﺑﯾﺑﺗﮫ ﺟﻠﻧﺎر ،وھﻧ ﺎ دﻋ ﺎ ﷲ ﺳ ﺑﺣﺎﻧﮫ )ﯾ ﺎﺣﻲ ﯾ ﺎﻗﯾوم ﺑﺎﺳﻣك اﻟﻌظﯾم اﻧﺻرﻧﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘ وم اﻟظ ﺎﻟﻣﯾن ﺳ ﺑﺣﺎﻧك ﻻ اﻟ ﮫ اﻻ ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 138
اﻧ ت ﻻ اﻟ ﮫ اﻻ اﻧ ت ﻟ ك اﻟﻣﻠ ك وﻟ ك اﻟﺣﻣ د ﺑﻧ ورك اﺳ ﺗﻌﯾن ﻟﺗﺧرﺟﻧﻲ ﻣن اﻟظﻠﻣﺎت اﻟﻰ اﻟﻧور اﻧك ﺳﻣﯾﻊ ﻣﺟﯾب(. اﺗﻔﻘت ﺟﻠﻧﺎر ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻌد طﻌﺎم اﻟﻐداء ﻓﻲ ﻣطﺑﺦ ﻗﺻر اﻟﻔوﻧﺳ و ﻣ ﻊ اﻟﺣ راس ﻋﻠ ﻰ ﺧط ﺔ ﻟﻠوﺻ ول اﻟ ﻰ ﻣﻛ ﺎن ﺳ راج، ﻓﻌﻧدﻣﺎ اﻧﺗﮭت ﻣن اﻋداد اﻟﻐداء ﻗدﻣﺗﮫ اﻟﻰ اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳ و ،ﻓﻣﺳ ك ﯾدھﺎ ﺑﻘوﻟﮫ: اراك اﻟﻠﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺧدﻋﻲ.ﻓﺗﻔﺎﺟﺄت ﻣن وﻗﺎﺣﺗﮫ وﻗﺎﻟت ﻟﮫ: اﻧ ﺎ ﻣﺗﻌﺑ ﺔ اﻟﯾ وم ﯾ ﺎ ﺻ ﺎﺣب اﻟﺳ ﻌﺎدة وﻏﯾ ر ﻣﺗﺣﺿ رة ،وﻛﻣ ﺎﺗﻌﻠ م ﻟﻠﻧﺳ ﺎء ﺣﺎﺟ ﺎت ﻻﺑ د ان ﯾﻘُ ْﻣ ن ﺑﮭ ﺎ ﻗﺑ ل ان ﯾﺗﺣﺿ رن ﻻﺣد! ﻻ ﺑ ﺄس ارﺗ ﺎﺣﻲ اﻟﯾ وم واراك ﻏ دا ً واﺳ ﺗﻌدي ﻟ ﻲ ﺑ ﺄﺑﮭﻰﻣﺎﻋﻧدك. ﺣﺎﺿر ﯾﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻌﺎدة.وﻋﻧد رﺟوﻋﮭﺎ ﻟﻠﻣطﺑﺦ ،ﻗدم اﺣد ﺣراس ﺳ ﺟن ﺳ راج اﻟ ﻰ ﻣطﺑﺦ اﻟﻘﺻر وﻛﺄﻧﮫ ﯾﺑﺣث ﻋن طﻌﺎم. ﻓﻘﺎﻟت ﻟﮫ ﺟﻠﻧﺎر: ﻣن اﻧت؟ وﻣﺎذا ﺗرﯾد؟ت ! ﺧﺎدﻣﺔ ﻗذرة ! ارﯾد طﻌﺎﻣﺎ ً ﺑﺳرﻋﺔ. وﻣﺎدﺧﻠك اﻧ ِ اﻧت ﺗﮭﯾﻧﻧﻲ وﺗرﯾد ان اﺧدﻣك! ﻛﻔﺎك ﻛﻼﻣﺎً ،واﺣﺿري ﻟﻲ ﺷﯾﺋﺎً.◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 139
◧◧◧◧◧◧
ﻓرﻣ ت ﻋﻠ ﻰ اﻟطﺎوﻟ ﺔ اﺣ دى اﻟﻘ دور ﻓﯾﮭ ﺎ رز وﺑطﺎط ﺎ، ﻓﺄﺧذھﺎ وھو ﯾﻧظر اﻟﯾﮭﺎ ﺑﺄﻣﺗﻌﺎض. وﺑﻌد ان اﻧﺗﮭﻰ ﻣن اﻟطﻌﺎم ،ﺧرج ﻣن اﻟﻣطﺑﺦ وھو ﯾﻣﺳ ﺢ ﻓﻣﮫ ﺑﺄﻛﻣﺎﻣﮫ ،ﻓﻘﺎﻣت ﺟﻠﻧﺎر ﺑﻣﻼﺣﻘﺗﮫ ﻋ ن ﺑﻌ د ورأت اﻧ ﮫ ﯾ دﺧل ﺑﻣﻣ رات ﻛﺛﯾ رة اﻟ ﻰ ان ﻧ زل ﺳ ﻠم اﻟ ﻰ ﺳ رداب اﻟﻘﺻ ر وھﻧ ﺎ ﺗوﻗﻔ ت ﺑرھ ﺔ وﻧظ رت اﻟ ﻰ اﻟﺧﻠ ف ورأت ﺣراﺳ ﮭﺎ ﯾﺗﺎﺑﻌوﻧﮭ ﺎ، ﻓﺄﺷرت ﻟواﺣد ﻣﻧﮭم ان ﯾﻧزل اﻟﺳﻠم ﺑﺣذر ،ﻓﻧ زل اﺣ د ﺣراﺳ ﮭﺎ، وﺑﻌ د ﻋ دة دﻗ ﺎﺋﻖ ﻋ ﺎد ﻓ ﺄﺧﺑرھم ان ھﻧ ﺎك ﻋ دة اﻗﻔ ﺎص وﻟﻛ ن ﺑﺳ ﺑب وﺟ ود اﻟﺳ ﺟﺎﻧﯾن اﻟ ذي ﯾﺑﻠ ﻎ ﻋ ددھم ﺛﻼﺛ ﺔ اﺷ ﺧﺎص ﻟ م ﯾﺳﺗطﻊ اﻟﺗﻔﺣص اﻛﺛر. ﻓﺄﺗﻔﻘ ت ﻣﻌﮭ م ﺟﻠﻧ ﺎر ﻗﺑ ل ان ﯾرﺣﻠ ون ﻣﺳ ﺎ ًء ان ﯾراﻗﺑ وا ﺧروﺟﮭم ﻣن اﻟﺳرداب ،وﻋﻧدھﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﺑﺣث ﻋن ﺳراج ھﻧﺎك. ﺧرج ﻣن اﻟﺳرداب ﻗﺑل ﻏروب اﻟﺷ ﻣس اﺛﻧ ﺎن ﻣ ﻧﮭم وﺑﻘ ﻲ اﻟﺛﺎﻟث ،ﻓﻘﺎﻣت ﺟﻠﻧﺎر ﺑﻧزول اﻟﺳﻠم وﻗ دﻣت ﺷ راﺑﺎ ً ﻟ ﮫ ﻓﯾ ﮫ ﻣﺧ در، ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ ﻣن اﻧتِ؟ اﻧﻲ اﻟﺧﺎدﻣﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻘﺻر وﻗ د آﻣرﻧ ﻲ ﺻ ﺎﺣب اﻟﺳ ﻌﺎدة اناھﺗم ﻻﻣرﻛم. ﻟ م اﺳ ﻣﻊ ﻋﻧ ك؟ وﻟﻛ ن ھ ذا اﻟﺷ راب ﻣ ن اﻟﻧ وع اﻟﻧ ﺎدر وﻓﻘ ط◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 140
ﻣﺧﺻص ﻟﺻ ﺎﺣب اﻟﺳ ﻌﺎدة ! وﻟﻛ ن ھﺎﺗﯾ ﮫ وارﺣﻠ ﻲ ﻣ ن ھﻧ ﺎ ﺑﺳرﻋﺔ. ﺻﻌدت اﻟﺳﻠم ﺟﻠﻧﺎر ،واﺷرت ﻟﺣراﺳﮭﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻣ ر وﻟﻛ ن ﺑﻌ د ﻋ دة دﻗ ﺎﺋﻖ ﻟﯾﺳ ري ﻣﻔﻌ ول اﻟﻣﺧ در ﻓ ﻲ ﺟﺳ ده ،اﺧ ذ اﺣ د ﺣراس ﺟﻠﻧﺎر ﻋدة ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﻣن اﻟﺳﺟﺎن اﻟﻧﺎﺋم ﺑﻔﻌل اﻟﻣﺧدر ،وﻧظر ﻣن ﺣوﻟﮫ ﻟﯾﺟد ﻋدة اﺑواب ﻣؤﺻ دة ،ﻓ راح ﯾﺳ ﺗﻣﻊ ﻣ ن وراء ﻛ ل ﺑﺎب اﻟﻰ ان وﺟد ﺻوﺗﺎ ً ﻣن ﺧﻠف اﺣد اﻻﺑواب ،ﻓﺟ رب اﻟﻣﻔ ﺎﺗﯾﺢ وﻓﺗﺣت اﻟﺑﺎب ﺑﺎﺣدھﺎ ،ووﺟد ﺳراج ﻣﻌﻠﻘﺎً ،ﻓﮭرع ﺑﻠﮭﻔﺔ اﻟﯾﮫ وﻓﺗﺢ اﻟﺳﻼﺳ ل ﻋ ن ﯾ ده ورﻓ ﻊ ﻋﻧ ﮫ اﻟﺣﺑ ﺎل اﻟﻣﻌﻠ ﻖ ﺑﮭ ﺎ ،وﻛ ﺎن ﺳ راج ﻣﻧدھﺷ ﺎ ً ﻣ ن اﻻﻣ ر ،ﻓﺑ دل اﻟﺣ ﺎرس ﻣﻼﺑ س ﺳ راج ﺑﻣﻼﺑﺳ ﮫ واﺧرﺟﮫ ﻣن اﻟﺳرداب ،ﻓﻔرﺣت ﺟﻠﻧﺎر ﻣ ن رؤﯾ ﺔ ﺳ راج ،ﻓﺧ رج اﻟﺣ راس وﻣﻌﮭ م ﺳ راج ﺧ ﺎرج اﻟﻘﺻ ر ،ﻓ راى اﺣ د اﻟﺳ ﺟﺎﻧﯾن ﺷﺧﺻﯾن وﯾﺗوﺳطﮭم ﺛﺎﻟث ﻣﺗﻛﺄ ﻋﻠﯾﮭم ،ﻓﺎوﻗﻔﮭم وﻗﺎل: ﻣن اﻧﺗم؟وھﻧﺎ ردت ﻋﻠﯾﮫ ﺟﻠﻧﺎر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗراﻗﺑﮭم ﻣن ﺑﻌﯾد: اﻧﮭ م اﺧ وﺗﻲ وﻻﺑ د ان ﯾﺧرﺟ ون ﻗﺑ ل اﻟﻣﺳ ﺎء وھ ذه ارادةﺻﺎﺣب اﻟﺳﻌﺎدة. وﻣﺎ ﺑﺎل اﺧﯾك ﻟﻣﺎذا ھو ﻣﺗﻌب؟ اﻧﮫ ﺷرب ﻛﺛﯾرا ً وﺳﯾﻘﺗﻠﮫ اﺑﻲ ان ﻋرف ﺑﺎﻣره.ﻓﺿﺣك وﻗﺎل: اﻧﺗم ﺷر ﻣﻛﺎﻧﺎ ً ﺑﺑﺷرﺗﻛم اﻟﺳﻣراء ھذه ،ھﯾﺎ اذھﺑوا ﺑﺳرﻋﺔ.◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 141
◧◧◧◧◧◧
ﺑﻘ ﻲ اﻟﺣ ﺎرس اﻟ ذي اﺧ ذ ﻣﻼﺑ س ﺳ راج ﻓ ﻲ ﻏرﻓ ﺔ ﺟﻠﻧ ﺎر ﯾﻧﺗظرھﺎ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﻗدﻣت ﻟﻠﻐرﻓﺔ ،ﻗﺎﻟت ﻟﮫ: ﻋﻠﯾﻧ ﺎ ان ﻧﻛ ون ﺣ ذرﯾن ﻓ ﻲ اﻟﺧ روج ﻣ ن اﻟﻘﺻ ر وﺳ ﻧﻧﺗظراﻟﻔﺟر وھذا اﻓﺿل ﻻﻧﮫ ﺳﯾﻛون اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻧﺎﺋﻣﯾن. وﻋﻧ دﻣﺎ ﺑ زوغ اﻟﻔﺟ ر ،ﺧرﺟ ت ﺟﻠﻧ ﺎر ﻣ ﻊ اﻟﺣ ﺎرس ﻣ ن اﻟﻘﺻر وواوﻗﻔﮭﻣﺎ اﻟﺣراس ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻘﺻر ،وﻗﺎل اﺣدھﻣﺎ: اﯾن ﺗذھﺑﯾن ﯾﺎھذه؟! اﺑ ﻲ ﺳ رﻗﮫ اﻟﻠﺻ وص وﻗ د ﺟ ﺎء اﺧ ﻲ ﻟﯾﺧﺑرﻧ ﻲ ﺑ ﺎﻻﻣرواﻧظروا اﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﺧﻲ وﻣﻼﺑﺳﮫ اﻟﻣﻣزﻗﺔ. وﻟﻛن ﻛﯾف دﺧل اﺧوك اﻟﻰ اﻟﻘﺻر ﻟم ﻧره؟! ﻧﻌ م ھ و ﻛ ﺎن ﻣرﺗﻌﺑ ﺎ ً وﻗ د ﻋﺑ ر ﺳ ﯾﺎج اﻟﻘﺻ ر ﻟﻌﻠﻣ ﮫ اﻧ ﮫ ﻻﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟ دﺧول ،واﻻﻣ ر ﻋﺎﺟ ل ﻛﻣ ﺎ ﺗ رون وﻋﻠﯾ ﮫ ارﺟ وﻛم ان ﻧذھب واﻻ ﺳﯾﺻﯾب أﺑﻲ ﺷﻲء ﻏﯾر ﺣﺳن. اذھﺑﺎ وﻋودي ﺑﺳرﻋﺔ. ﺷﻛرا ﻟﻛﻣﺎ ،ھﯾﺎ ﯾﺎ اﺧﻲ ،ﺗﻘوﻟﮭﺎ وﺗﺑﻛﻲ.وﺻ ﻠت ﺟﻠﻧ ﺎر اﻟ ﻰ اﻟﻌرﺑ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﻗ دﻣت ﺑﮭ ﺎ ﻣ ن اﻟﻘﺻ ر وﺻﻌدت ﺑﮭﺎ ﻟﺗرى اﻻﻣﯾر ﺳراج ﯾﺳﺗراح ﻓﯾﮭﺎ ،وﻗﺎﻟت ﻟﮫ: اﻟﺣﻣد اﻧك ﺳﺎﻟم.ﻟك ﻛﺛﯾراً ،وﻗد ارھﻘﺗﻛم ﺑﺄﻣري ،آﺳف ﺣﻘﺎً. ﺳﯾدﺗﻲ اﻧﺎ ﻣﻣﺗن ِ اﻟﻣﮭم اﻻن ﺳﻧﻧطﻠﻖ اﻟﻰ ﻣراﻛش.◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 142
ارﺟوك ﺳﯾدﺗﻲ أود اﻧﮭﺎء اﻟﻣﮭﻣﺔ ،ﻓﻘد وﻋدت ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎنان اﻗﺑض ﻋﻠ ﻰ ﻓراﻧ ك ،ﻓﻘ ط ان ﺗﺄﺧ ذﯾﻧﻲ اﻟ ﻰ اﻟطرﯾ ﻖ اﻟ ذي ﺳﺎﺷﯾر ﻋﻠﯾﮫ وھو طرﯾﻖ ﺳري ،ﻓﻠدي اﺻ دﻗﺎء ھﻧ ﺎك ﺳ ﺎﺑﻘﻰ ﻟدﯾﮭم ﻻ ﺗﻌﺎﻟﺞ ،وﻛﻣﺎ ﻟدي ﺧطﺔ اﺧ رى ﻷﻧﺟ ﺎح اﻟﻣﮭﻣ ﺔ ﺑ ﺎذن ﷲ. ﻟ ك ﻣﺎﺗرﯾ د ،وﻋﻠﯾ ك ان ﺗﻌ رف اﻻن وﺟ ودك ﻓ ﻲ ﺧط رﺳﯾﻌرف ﺑﻌد ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻣﻠ ك اﻟﻔوﻧﺳ و اﻧ ك ھرﺑ ت وﺳ ﯾﺑﺣﺛون ﻋﻧك ،ﻓﻌﻠﯾك اﻟﺣذر. اﺷﻛرك ﺳﯾدﺗﻲ.اﻣرت ﺟﻠﻧﺎر ﺣراﺳﮭﺎ ان ﯾﻧطﻠﻘوا اﻟﻰ اﻟطرﯾ ﻖ اﻟﺳ ري ﻓ ﻲ ﻗﺷﺗﺎﻟﺔ ،واﺛﻧﺎء اﻟطرﯾﻖ ﻗﺎﻟت ﻟﺳراج: اﺷﻌر اﻧك ﻣﺗﺎﻟم ﻣن ﺷﻲء ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﺳدك ،ﻣﺎذا ﺣدث؟ ﺳ ﯾدﺗﻲ ﻻ ﯾوﺟ د ﺷ ﻲء ﻣﮭ م ﻓﻘ ط اﺗﻌﺑﻧ ﻲ اﻟظ ﻼم اﻻ انﺻورﺗك..وﺳﻛت! ﺻورﺗﻲ؟ ﻛﯾف؟ ﻋذرا ً اﻗﺻد ﺷﻌرت ﺑﺄﻧك ﻗﺎدﻣﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﻧﻘذﯾﻧﻲ. وﻛﯾف ﺷﻌرت؟!ﻓﺄﺑﺗﺳم ﺳراج وﺷﻌر ﺑﺄﺣراج وﻗﺎل: اﻻرواح اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺷﻖ اﻟﻧور وﺗﺗﺑﻌﮫ ﺗﺷﻌر ﺑﺑﻌﺿﮭﺎ.ﻓﺄﺑﺗﺳﻣت ﺟﻠﻧﺎر وﺷﻌرت ﺑﺳﻌﺎدة ﻣن ﻣﺷﺎﻋره اﻟﺗ ﻲ ﯾﺧﻔﯾﮭ ﺎ وﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻣﺷرﻗﺔ ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮫ وﻧﺑرة ﺻوﺗﮫ. ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 143
◧◧◧◧◧◧
وﺻ ﻠوا ﺑداﯾ ﺔ اﻟطرﯾ ﻖ اﻟﺳ ري اﻟ ذي ﯾﺳ ﻠﻛﮫ اﺻ دﻗﺎؤه اﻟﺗﺟﺎر ،ﻓﺷﻛر ﺳ راج اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر وﺣراﺳ ﮭﺎ ووﻋ دھم اﻧ ﮫ ﻟ ن ﯾرھﻘﮭم ﻣرة اﺧرى وﺑﺎذن ﷲ ﺳﯾﻧﺻره وﯾﻌود اﻟﯾﮭم ﻗرﯾﺑﺎً. ﺳ ﺎر ﺑﺿ ﻊ ﺧط وات ﻓ ﻲ اﻟطرﯾ ﻖ اﻟﺳ ري ﺑ ﯾن اﻻﺷ ﺟﺎر، ﻓﺗﻘدم ﻧﺣوه اﺣد ﺣراس اﻟﻘواﻓل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣﺳﻛﮫ ،وﺳﺄﻟﮫ: ﻣن اﻧت؟ اﺳﺎل ﻋن ﺳﯾراق ﻛﺎر ﻓﺎﻧﺎ ﺳراج. أاﻧت ﺳراج اﻟﺗﺎﺟر اﻟﺣذق ﺳﻣﻌﻧﺎ ﻋﻧك اﻧت ﻣن اﻧﻘذ ﺗﺟﺎرﺗﻧﺎ. ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ھو اﻟﻘدﯾر وﻧﺣن وﺳﯾﻠﺔ ﻻ اﻛﺛر ،ﺑﺎرك ﷲ ﺑك. وﻧﻌﻣﺔ ﺑﺎ ،ﺳﺗﺻل ﺑﺳﻼم اﻟﻰ اﻟﺗﺎﺟر ﺳﯾراق.ﻓﺄرﻛﺑﮫ ﺣﺻﺎﻧﺎً ،وﺷﻛره ﺳراج ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدﺗﮫ وودﻋﮫ. دق ﺳ راج اﻟﺑ ﺎب ﻓﻔ ﺗﺢ ﻟ ﮫ ﺻ دﯾﻘﮫ اﻟﺗ ﺎﺟر ﺳ ﯾراق ﻛ ﺎر ﺳر ﺑﻌودﺗﮫ ،ﻓﻘﺎل ﺳراج: ورﺣب ﺑﮫ و ُ اﻋ ذرﻧﻲ ﻓﻘ ط ارﯾ د اﻟﻣﺑﯾ ت ﻋﻧ دك ﯾ وﻣﯾن او ﺛﻼﺛ ﺔ اﯾ ﺎم واذاﻛ ﺎن ھﻧ ﺎك طﺑﯾ ب ﻟﻌﻼﺟ ﻲ ﻓﻘ د ط ﺎردﺗﻧﻲ ﻣﺟﻣوﻋ ﺔ ﻣ ن اﻟﻠﺻوص وﻗﺎﻣوا ﺑﺟﻠدي ﻻﻧﻲ ﻟم اﺳﻠﻣﮭم اﻟﻧﻘود ﺑﺳﮭوﻟﺔ. ﻧﻌم ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد ﯾﺎﺻدﯾﻘﻲ اﻟﻌزﯾز ﺳ ﺄﻧﺎدي اﻟطﺑﯾ ب ﺣﺎﻟﯾ ﺎ ً ،ﺣﻘ ﺎ ًﻟﻘد ﺗﺄﻟﻣت ﻷﻣرك. ﻋﺎدت ﺟﻠﻧﺎر اﻟﻰ اﻟﻘﺻر وﻗﺻت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎن واﻟﺳ ﻠطﺎﻧﺔ ﻣﮭﻣﺗﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻧﻘ ﺎذ اﻻﻣﯾ ر ﺳ راج وﻟﻛﻧ ﮫ اﺑ ﻰ ان ﯾﻌ ود دون ﺗﻧﻔﯾ ذ ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 144
اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟﻣوﻛﻠﺔ اﻟﯾﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺎن. ﺑﻌ د ﻣ رور ﯾ وم ﻋﻠ ﻰ اﻟﺗﺋ ﺎم اﻟﺟ روح ﻋﻧ د ﺳ راج ،ﺧ رج ﻣﺳ ﺎ ًء ﻣﺗﺟﮭ ﺎ ً اﻟ ﻰ ﻣﻘﮭ ﻰ )رﺳ ﺎﺋل( ووﺟ د اﻟﻔﺗ ﺎة ﺳ ﺎرة ﺻ ﺎﺣﺑﺔ اﻟﻣﻘﮭﻰ ،ﻓرﺣت ﺑﮫ ﻟوﻓﺎﺋﮫ ﺑﻛﻠﻣﺗﮫ وﻋﺎد ﻟﻠﻘﺎﺋﮭﺎ ،ﻓﻘﺎﻟت: ﻣرﺣﺑﺎ ً ﺑك ﺳﻌﯾدة ﺑﻠﻘﺎﺋك ،رﻏم اﻧك ﻟم ﺗذﻛر ﻟﻲ اﺳﻣك.ﻓﺎﺑﺗﺳم ﺳراج وﻗﺎل ﻟﮭﺎ: ﻧﺎدﯾﻧﻲ ﺑﺄي اﺳم ﺗﺣﺑﯾﻧﮫ وﺳﺄﻧﺳﻌد ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرك.ﻓﺿﺣﻛت وﻗﺎﻟت: ﺳﺄﺳﻣﯾك ﻣﺎﻟك! اﺳم ﺟﻣﯾل ھل ھذا اﻻﺳم ﺳﯾﻣﻠك ﻛل ﺷﻲء ﺣﺗﻰ اﻧتِ؟!ﻓﺟﻠﺳت ﺳﺎرة ﺑﻘرﺑﮫ وﯾدﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﮫ وﻗﺎﻟت: ارﺟو ھذا! ﻗﺑل ان اﺳﺎﻓر اﻟﻰ ﺟزﯾرﺗك ھل ﻟﻲ ﺑﺎﻟطﻌﺎم؟ ﻧﻌم ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد.اﺛﻧﺎء إﻋ داد ﺳ ﺎرة اﻟطﻌ ﺎم ﺟﻠ س ﺳ راج ﺧﻠ ف اﻟﺑ ﺎر اﻟﻣﻣﺗ د ﻓﻲ اﻟﻣﻘﮭﻰ وﻗﺎل ﻟﮭﺎ: ﻣن ھو ذاك اﻟرﺳﺎم اﻟراﺋ ﻊ اﻟ ذي رأﯾ ت اﺳ ﻣﮫ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠوﺣ ﺎتاﻟﻣﻌﻠﻘ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻐرﻓ ﺔ اﻟﺗ ﻲ اﺟرﺗﮭ ﺎ ﻣﻧ ك ﺳ ﺎﺑﻘﺎً ،اﻋﺗﻘ د اﺳ ﻣﮫ ﻓراﻧك ھل ﺗﻌرﻓﯾﻧﮫ؟ -ﻧﻌم اﻧﮫ اﺧﻲ.
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 145
◧◧◧◧◧◧
-
-
-
ﻓﺄﻧدھش ﺳراج وﻗﺎل: ھ ل ﯾ ﺄﺗﻲ اﻟ ﻰ ھﻧ ﺎ ﻻن اﺣ د اﻟﺗﺟ ﺎر اراد رﺳ ﺎﻣﺎ ً راﺋﻌ ﺎ ً ﻟﻛ ﻲ ﯾرﺳم ﺣﺑﯾﺑﺗﮫ وﯾﻘدﻣﮭﺎ ھدﯾﺔ ﻟﮭﺎ. ﺟﻣﯾل ﺷﻲء روﻣﺎﻧﺳﻲ ،وﻟﻛ ن اﺧ ﻲ ﻓراﻧ ك ﻻ اﻋﺗﻘ د ﺳ ﯾواﻓﻖ ﻋﻠ ﻰ رﺳ م اي اﺣ د ،ﻓﮭ و ﯾرﺳ م ﺑطرﯾﻘﺗ ﮫ اﻟﺧﺎﺻ ﺔ وﺣﺳ ب ﻣﺎﯾﺷﻌر ﻓﯾﮫ. ﺣﺗﻰ ﻟو اﻋطﯾﺗﮫ 300ﻗطﻌﺔ ذھﺑﯾﺔ! اوه ﻛم! 300ﻗطﻌﺔ ذھﺑﯾﺔ ،ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد ﺳﯾواﻓﻖ. وﻣﺗﻰ اﺳﺗطﯾﻊ ان اﻟﺗﻘﻲ ﺑﮫ. ھو ﯾﺄﺗﻲ ﻏدا ً وﻟدﯾﮫ ﻏرﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻧﻔﺳﮫ اﻟذي ﺳﻛﻧت ﻓﯾﮫ. اﻋطﯾﮫ ھذه اﻟﮭدﯾﺔ ﻗﻧﯾﻧﺔ ﺷ راب ﻣﻌﺗ ﻖ ﻛﻧ ت أرﯾ د ان اﻋطﯾﮭ ﺎ ﻟﺻ دﯾﻘﻲ اﻟﺗ ﺎﺟر وﻟﻛﻧ ﻲ اﻋﺗﻘ د ان اﺧ ﺎك اﻟرﺳ ﺎم اوﻟ ﻰ ﻣﻧ ﮫ ﻟﺑداﯾﺔ ﺗﻌﺎرﻓﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺳﻌده ﺑﻛل ﺗﺄﻛﯾد. ﺷﻛرا اﻧت ﻛرﯾم ﺟداً ،ﺳﺎوﺻﻠﮭﺎ ﻟﮫ اول اﻟﺻﺑﺎح ﻏداً. ت ﻓﺗﺎة ﺟﻣﯾﻠﺔ وﻟﻛﻧﻲ ﺳﺄﻛون ﺣذر ﻣﻌك. اﻧ ِ ﻟﻣﺎذا؟! اﺧﺷﻰ ان اﺗﻌﻠﻖ ﺑك واﻧﺎ داﺋﻣﺎ ً ﻣﺳﺎﻓر. ﻻﯾﻣﻧﻊ ھذا ،ﺗﻔﺿل اﻟطﻌﺎم. ﺷﻛرا ﻟك.
◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 146
ﻋﻧ دﻣﺎ ﻛﺎﻧ ت ﺳ ﺎرة ﺗﻘ دم اﻟﺷ راب واﻟﻠﺣ م اﻟﻣﻘ دد ﻟﺿ ﯾوف اﻟﻣﻘﮭﻰ اﻟداﺋﻣﯾن ،ﻛﺎن ﺳ راج ﯾﺳ ﺗﻌد ﻟﻠﺧ روج دون ﻋﻠﻣﮭ ﺎ وﺗ رك ﻟﮭﺎ ﻣﺑﻠﻐﺎ ً ﻣن اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ اﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﻖ ﻋﻠﯾﮫ. وﺻل ﻓراﻧك ﺻ ﺑﺎﺣﺎ ً ﻏرﻓﺗ ﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻣﺑﻧ ﻰ اﻟﻘ دﯾم وﻧ ﺎم ﻗﻠ ﯾﻼً ﻓﯾﮭﺎ وﻧزل ﺑﻌدھﺎ ﻟﯾﺄﺧذ اﻟﺷ راب ﻛﺎﻟﻣﻌﺗ ﺎد ﻣ ن اﺧﺗ ﮫ ﺳ ﺎرة ﻓﻘﺎﻟ ت ﻟﮫ: ﻣرﺣﺑﺎ ﺑك ﯾﺎ اﺧﻲ ﻟﻘد ﺟ ﺎء ﺷ ﺧص ﯾﺳ ﺄل ﻋ ن رﺳ وﻣﺎﺗكﻻﻧﮫ ھﻧﺎك ﺗﺎﺟر ﻏﻧﻲ ﯾرﯾد ان ﺗرﺳم ﻟوﺣﺔ ﻟﺣﺑﯾﺑﺗ ﮫ ﺑﺳ ﻌر ﻣﻐر ﺟدا ً. ٍ ﻛم اﻟﺳﻌر؟ 300ﻗطﻌﺔ ذھﺑﯾﺔ. اوه ﺳﻌر ﻣﻐر ﺣﻘﺎ ً. وﺧ ذ ھ ذه ﻗﻧﯾﻧ ﺔ اﻟﺷ راب ﻓﻘ د اھ داﻧﯾﺎھﺎ ھ ذا اﻟﺷ ﺧص اﻟ ذياﺳﻣﯾﮫ ﺑﻣﺎﻟك. ﯾﺑدو اﻧك ﻣﻌﺟﺑﺔ ﻓﯾﮫ؟! ﻧﻌم وﻟﻛن ﻻ اﻣل ﻣﻧﮫ ﻓﮭو داﺋﻣﺎ ً ﻣﺳﺎﻓر. ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ اوﺻﻠﯾﮫ ﻟﻐرﻓﺗﻲ وﺳﺄرى ان ﻛﺎن ﯾدﻓﻊ اﻛﺛر. ﯾﺎ اﺧﻲ ﻛم اﻧت طﻣﺎع اﺗرﯾد اﻛﺛر ﻣن ھذا اﻟﻣﺑﻠﻎ. ﻧﻌم ﻓﺎﻟﻌﺷﻖ اﻋﻣﻰ وﺳﯾدﻓﻊ اﻛﺛر!ﻟم ﯾﻌﻠم ﻓراﻧك ﺑ ﺄﻣر ھ روب ﺳ راج ﻻﻧ ﮫ ﻛ ﺎن ﻓ ﻲ ﺣﯾﻧﮭ ﺎ ﯾﺣﺗﻔ ل ﻣ ﻊ اﺻ دﻗﺎﺋﮫ ﺑ ﺎﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟ ذي اﻋط ﺎه اﻟﯾ ﮫ اﻟﻔوﻧﺳ و ﻋﻠ ﻰ ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 147
◧◧◧◧◧◧
اھداﺋﮫ ﺳراج ﺑوﻗت ﻗﺻﯾر. دﺧل ﺳراج اﻟﻣﻘﮭ ﻰ ﻗﺑ ل ان ﺗﺗوﺳ ط اﻟﺷ ﻣس اﻟﺳ ﻣﺎء وﺳ ﻠم ﻋﻠﻰ ﺳﺎرة ورﺣﺑت ﺑﮫ وﻗﺎل ﻟﮭﺎ: ھل ﺟﺎء ﻓراﻧك؟ ﻧﻌم اﻧﮫ ﯾﻧﺗظرك ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﮫ ﻓﻲ اﻟطﺎﺑﻖ اﻟراﺑﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﯾﻣﯾن. وﻣﺗﻰ وﺻل؟ ﻗﺑل ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎً. ﺷﻛرا ً ﻟك.اﺗﻔﻖ ﺳ راج ﻣ ﻊ ﺷﺧﺻ ﯾن ﻛ ﺎن ﯾﻌرﻓﮭﻣ ﺎ ﺳ ﺎﺑﻘﺎ ً وﻣﻌ روﻓﯾن ﺑﻘوﺗﮭﻣ ﺎ ﻟﺗﻧﻔﯾ ذ اي طﻠ ب ﯾطﻠ ب ﻣﻧﮭﻣ ﺎ وﺑﻣﺑﻠ ﻎ ﻣ ن اﻟﻣ ﺎل ﺑ ﺄن ﯾﺻ ﻌدا اﻟ ﻰ ﻏرﻓ ﺔ ﻓراﻧ ك وﯾوﺛﻘﺎﻧ ﮫ وﯾﺄﺗﯾ ﺎن ﺑ ﮫ وﯾﺿ ﻌﺎﻧﮫ ﻓ ﻲ اﻟﻌرﺑﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺄﺟرھﺎ ﺳراج ﻟﯾرﺣل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻰ ﻣراﻛش. ﻛﺎن ﻓراﻧك ﻗد ﺷرب اﻟﻘﻧﯾﻧ ﺔ وﻻﯾﻌﻠ م ﺑ ﺄن ﺳ راج ﻗ د ﺧدﻋ ﮫ ﻣرة اﺧرى ﺑوﺿﻊ ﻣﺧدر ﻗوي ھ ذه اﻟﻣ رة ،ﻟﯾﻔﻘ د ﻗ واه وﯾﻐ ط ﻓ ﻲ ﻧ وم ﻋﻣﯾ ﻖ ،وﺻ ل اﻟﺷﺧﺻ ﺎن وﻓﺗﺣ ﺎ ﺑ ﺎب اﻟﺷ ﻘﺔ ﺑطرﯾﻘﺗﮭﻣ ﺎ اﻟﺧﺎﺻ ﺔ ورأﯾ ﺎ ﻓراﻧ ك ﻧﺎﺋﻣ ﺎ ً ﻓﺎوﺛﻘ ﺎه وﺣﻣ ﻼه واﻧ زﻻه ﻣ ن اﻟﺳ ﻠم وﻗﺑل اﻟﺧروج ﻣن ﺑﺎب اﻟﻣﺑﻧﻰ اﻟﺗﻔﺗﺎ ﯾﻣﯾﻧﺎ ً وﯾﺳﺎرا ً ﻟﻛ ﻲ ﻻ ﯾراھﻣ ﺎ اﺣد ،ﻓوﺿﻌﺎه ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﺔ ،واﻋطﺎھﻣﺎ ﺳراج اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻣـــــﺎل
◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 148
ورﺣ ﻼ ،وﻗﺑ ل ان ﺗﻧطﻠ ﻖ اﻟﻌرﺑ ﺔ .ﻓﻛ ر ﻓ ﻲ ﺳ ﺎرة واﺧ ذ 300 ﻗطﻌﺔ ذھﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ اﺳﺗداﻧﮭﺎ ﻣن ﺻدﯾﻘﮫ ﺳﯾراق وﻗدﻣﮭﺎ اﻟﯾﮭﺎ وﻗﺎل ﻟﮭﺎ: ان اﺧﺎك ﻟم ﯾﻘﺑل ﺑﺎﻟﻣﺑﻠﻎ؟ت واﻓﺗﺣﻲ ﻣﻘﮭﻰ اﻛﺑر ﻓﻲ اﺷﺑﯾﻠﯾﺔ. ﻓﺧذﯾﮭﺎ اﻧ ِ ﺗﻌﺟﺑ ت ﺳ ﺎرة ﻣ ن اﻻﻣ ر وﻓرﺣ ت ﻛﺛﯾ را ً ﻟﺣﺻ وﻟﮭﺎ ﻋﻠ ﻰﻣﺑﻠﻎ ﻛﺑﯾر ﻛﮭ ذا ،وﻟﻛ ن ﺗﻌﺟﺑ ت ﻟﻣ ﺎذا ﻟ م ﯾﻘﺑ ل اﺧوھ ﺎ ھ ذا اﻟﻣﺑﻠﻎ؟! ودﻋﮭﺎ ﺳراج واﻧطﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻠس ﻓﯾﮭﺎ اﻣﺎﻣ ﮫ ﻓراﻧ ك ﻧﺎﺋﻣ ﺎ ً وﻣوﺛوﻗ ﺎ ً ﺑﺎﻟﺳﻼﺳ ل ،وﺳ ﻠك اﻟطرﯾ ﻖ اﻟ ذي ﺣ دده ﻟﻠﺗﺟﺎر ﺳﺎﺑﻘﺎ ً ﻟﻛﻲ ﯾؤﻣﻧوا ﺑﺿ ﺎﻋﺗﮭم ،وﻗ د ﻣ ر ﻓﯾ ﮫ ﻋﻧ د ﻗدوﻣ ﮫ ﻣﻊ اﺣد اﻟﺗﺟﺎر اﻟﻰ اﺷﺑﯾﻠﯾﺔ ،وﻗﺑل ان ﯾﻌﺑ ر اﻟﺑﺣ ر ﺑﺳ ﻔﯾﻧﺔ اﻟ ﻰ ﻣراﻛش اوﻗﻔﮫ اﺣدھم ﺑﺳؤاﻟﮫ: ﻣن ﺗﻛون ﻟﻛﻲ ﺗﻘﯾد ﺷﺧﺻﺎ ً ﻣﻌك؟ﻓﺄﺟﺎب ﺳراج: اﻧﺎ اﻻﻣﯾر ﺳراج وھذا اﻟﺧﺗم اﻟﺳ ﻠطﺎﻧﻲ ﻋﻠ ﻰ رﺳ ﺎﻟﺔ ﻣﻌروﻓ ﺔﻟدﯾﮭم. ﻓﻔﺗﺣ وا ﻟ ﮫ اﻟطرﯾ ﻖ ،وﻓراﻧ ك ﻣﻧﺻ دم ﻣ ن اﻻﺣ داث اﻟﻣﺗﺳ ﺎرﻋﺔ ﻋﻠﯾ ﮫ ﻓ ﻲ ﻟﺣظ ﺔ ﻟ م ﯾﻔﮭﻣﮭ ﺎ ﻛﯾ ف ھ رب ﺳ راج ﻣ ن اﻟﺳﺟن؟ وﻛﯾف ﻗﯾده؟ وھﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ ﻗﺎل ﻓراﻧك: ﻣﺎذا ﺳﺗﻔﻌل ﺑﻲ؟ ﻓﺎﻧﺎ ﻣﺟرد ﺷﺧص اﻧﻔ ذ ﻣ ﺎ أؤﻣ ر ﺑ ﮫ وﺑﻣﺑﻠ ﻎ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 149
◧◧◧◧◧◧
-
-
-
-
ﻣن اﻟﻣﺎل. ﻧﻌم اﻋرف ،وﻟﻛﻧك ﻟﺳت اي ﺷﺧص! ھل ﺳﺗﻘﺗﻠوﻧﻲ ام ﺗﺳ ﺟﻧوﻧﻲ؟ وﻟ و ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟ ﻲ ﻛﻼھﻣ ﺎ ﺳ ﯾﺎن، ﻓﺎﻧﺎ رﺳﺎم اﺣب اﻟﺣرﯾﺔ واذا ﻓﻘدﺗﮭﺎ ،ﻓﻼ ارﯾد اﻟﺣﯾﺎة. اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺎدل ﺟدا ً ﻏﯾر اﻟذي ﺗﻌرف ﻋﻧﮫ ﻣن اﺗﺑ ﺎع اﻟﻔوﻧﺳ و او اﻟﻔوﻧﺳ و ﻧﻔﺳ ﮫ ،ﻓﺎﻟﺻ راع ﻟ دﯾﻛم ھ و اﻟﺣﻛ م اﻣ ﺎ ﺻ راﻋﻧﺎ ﻣﻌﻛم ھو ﻧﺷر اﻟﻌداﻟﺔ ،وﻋدم ظﻠم اﻟﻧﻔس. ﺿﺣك ﻓراﻧك وﻗﺎل: اﻧ ﺗم ﻻﺗﻌرﻓ ون ﻣ ن اﻟﻌداﻟ ﺔ ﺷ ﯾﺋﺎً ،وﺳ ﺗدﻓﻌون ﺛﻣ ن اﺣ ﺗﻼﻟﻛم ﻣدﻧﻧﺎ ﺛﻣﻧﺎ ً ﺑﺎھظﺎً. ﻻ ﺗﺳﺗﻌﺟل ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣدث وﺳﯾﺣدث ان ﻛﺎن ﺷ را ً ﻓﻣ ن اﻧﻔﺳ ﻧﺎ وان ﻛ ﺎن ﺧﯾ را ً ﻓﺑﮭداﯾ ﺔ ﻣ ن ﷲ ﺳ ﺑﺣﺎﻧﮫ ورﺷ ده ،اﻟ م ﺗ َر اﻟﻌﻣران ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻛﻣﮭﺎ اﻟﻣوﺣدون ﺳﺗﺑﻘﻰ ﺷﺎھدا ً ﻟﻧ ﺎ، وھذا ﺳﻌﯾﻧﺎ ﻟﺗﺟﻣﯾل اﻟﻧﻔس اوﻻً ﻗﺑل ﺗﺟﻣﯾل اﻟﻣدن. وﺿﻊ ﺳراج ﻓراﻧك اﻣﺎم اﻟﺳﻠطﺎن وﻗﺎل: ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ھذا ھو ﻓراﻧك اﻟذي ﺧطط ﻣﻊ اﻟﻣﻠك اﻟﻔوﻧﺳ و ﺗﺧرﯾ ب اﻟ ﺑﻼد ﻓ ﻲ اﻻﻧ دﻟس وﺗوزﯾ ﻊ اﻻﺳ ﻠﺣﺔ ،وﺧط ف اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر وﺑﺎﻻﺗﻔ ﺎق ﻣ ﻊ ﻋ دد ﻣ ن ﺧ دم اﻟﻘﺻ ر وﻟ ك اﻟﺣﻛم. ﯾﺑ دو ان ﻓراﻧ ك ھ ذا ﻟ ﯾس ﺑﺎﻟﺷ ﺧص اﻟﻌ ﺎدي ﻣ ن اﻟﺣﻧﻛ ﺔ ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 150
واﻟدھﺎء ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻛل اواﻣر اﻟﻔوﻧﺳو ،رﻏم ﻋﻠﻣ ﻲ اﻧ ك رﺳ ﺎم ﻣﺎھر ،ھل ﺗﻌﻠم ﻣﺎذا ﺳﻧﺣﻛم ﻋﻠﯾك؟ ﻻ اﻋ رف وﻻﯾﮭﻣﻧ ﻲ ﻓ ﻲ ﻛ ل ﺣ ﺎل اﻧ ﺎ ﻻ ارﻏ ب ﻓ ﻲ اﻟﺣﯾ ﺎةﻋﻧدﻛم. ﻓﺄﺑﺗﺳم اﻟﺳﻠطﺎن وﻗﺎل: ﺳﻧطﻠﻖ ﺳراﺣك ﺑﺷرط ان ﺗرﺳم زﺧﺎرف ﻣﻠوﻧﺔ داﺧل اﺣدىاﻟﻘﺻ ور ﻓ ﻲ اﺷ ﺑﯾﻠﯾﺔ وﺑﻣﺑﻠ ﻎ ﻣ ن اﻟﻣ ﺎل وﻟ ك اﻟﺣرﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣن ﯾﻌطﯾك ﻣﺑﻠﻐﺎ ً ﻣن اﻟﻣﺎل ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﮭﺎم ﻟﻠﻘﺗ ل او اﻟﺧط ف او ﻣ ن ﯾﻌطﯾ ك ﻣﺑﻠﻐ ﺎ ً ﻣ ن اﻟﻣ ﺎل ﻟﯾﺑﻘ ﻰ اﺳ ﻣك ﻣﺷرﻗﺎ ً ﻓﻲ رﺳوﻣﺎﺗك ﻟﻘﺻور ھﻲ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻻﻧدﻟس. ﺗﻌﺟب ﻓراﻧك ﻣن ﺣﻛم اﻟﺳﻠطﺎن وادﻣﻌت ﻋﯾﻧﯾﮫ ،وﻧظر اﻟﻰ ﺳراج وﻗﺎل: ﺻدﻗت ﯾﺎﺳراج.ﻓﺄﺑﺗﺳم ﺳراج ﻣن ﻋ دل اﻟﺳ ﻠطﺎن وﺣﻛﻣﺗ ﮫ ،واﺧﺗ ﺎر ﻓراﻧ ك اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﺣدى اﻟﻘﺻور وزﺧرﻓﺗﮭﺎ وﻛﺎﻧﮫ ﻛﺗﺑت ﻟﮫ ﺣﯾﺎة ﺟدﯾدة. ﻣﺿ ت اﻻﯾ ﺎم واﻟﺳ ﻠطﺎن ﯾﻧظ ر ﻣ ن اﻟﺷ ﺑﺎك ﻋﻠ ﻰ اﻻﻣﯾ ر ﺳ راج وھ و ﯾﺳ ﺗﻌد ﻓ ﻲ رﺣﻠ ﺔ ﻟﻼطﻣﺋﻧ ﺎن ﻋﻠ ﻰ اوﺿ ﺎع اﺣ دى اﻟﻘ رى اﻟﻣﺟ ﺎورة ﻟﻣ راﻛش ﻓﻧ زل اﻟﺳ ﻠطﺎن وﺗﻘ رب ﻣ ن ﺳ راج وﻓﺎﺟﺄه ﺑﺳؤال: ﻣﺗ ﻰ ﺳ ﺗﺗزوج اﯾﮭ ﺎ اﻻﻣﯾ ر ﺳ راج؟ ﻓﻘ د اﺧ ذﻧﺎك ﻣ ن ﻗرﯾﺗ كوﺣﯾﺎﺗ ك اﻟﺑﺳ ﯾطﺔ اﻟ ﻰ ﻣﺳ ؤوﻟﯾﺎت ﻛﺑﯾ رة رﺑﻣ ﺎ اﻧﺳ ﺗك ﻧﻔﺳ ك ◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 151
◧◧◧◧◧◧
واﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﮭﺎ. ﻓﺄﺑﺗﺳم ﺳراج واﻧﺣﻧﻰ ﻟﮫ وھو ﯾﺳﻠم ﻋﻠﯾﮫ وﻗﺎل: ﺑﺄﻣرك ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن ،وﻟﻛن اﻟﻘﻠب ﻣ ﺎﯾﮭوى وھ ذا ﻻ أﻣ رﻋﻠﯾ ﮫ ،ﻓ ﺎ ﺳ ﺑﺣﺎﻧﮫ ھ و اﻟواﺟ د اﻟﻘﻠ ب اﻟ ذي اھ واه وﯾﮭ واﻧﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﺗم اﻻﻣر. وﻗﻠﺑك ﻻ ﯾﮭوى اﻻن؟!ﻓﻠم ﯾﺳﺗطﻊ ان ﯾرد ﺳراج واﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻟﺻﻣت وﺷﻲء ﻓﻲ ﻗﻠﺑﮫ ﯾرﺗﺟف ﻟﺧوﻓﮫ ﻣن اﻟﺳﻠطﺎن ﺑﺎن ﯾﻌرف ﺑﺄﻣر ﻋﺷ ﻘﮫ ﻟﻼﻣﯾ رة ﺟﻠﻧﺎر وھذا اﺳﺗدراج ﻟﮫ رﺑﻣﺎ. ﻓﺿﺣك اﻟﺳﻠطﺎن وﻗﺎل ﻟﮫ: ﻧﻌم اﻋرف ﻣن ﯾﮭوى ﻗﻠﺑك وھ و ﯾﮭ واك اﯾﺿ ﺎً ،وﻟ دي ﺷ رطﻟﻛﻲ ﺗﻛون اﻻﻣﯾرة ﺟﻠﻧﺎر ﻟك. وﻣﺎ ھو ﯾﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺳﻠطﺎن؟!ﻟﻘد ﻧﺟﺣت ﻓﻲ ﻛل اﻻﺧﺗﺑ ﺎرات واﻧﻘ ذﺗﻧﻲ ورﻣﯾ ت ﻧﻔﺳ ك ﻓ ﻲ ﻛ ل اﻟﺷ داﺋد واﺧﻔﻘ ت ﻓ ﻲ واﺣ دة وﻟ وﻻ ھ ذا اﻻﺧﻔ ﺎق ﻟﻣ ﺎ ﻋرﻓت ﺑ ﺄن ﺟﻠﻧ ﺎر ﺗﮭ واك وﺗرﻣ ﻲ ﻧﻔﺳ ﮭﺎ ﻓ ﻲ ﺧط ر ﻣﻣﻛ ن ان ﯾ ؤدي ﺑﺣﯾﺎﺗﮭ ﺎ ،وﻛﻧ ت اراﻗ ب ﻧظراﺗ ك ﻋﻧ دﻣﺎ اﻧﻘ ذت ﺟﻠﻧ ﺎر وﺑﺳ رﻋﺔ ﻏﯾ ر ﻣﻣﻛ ن ان ﯾﻧﻘ ذھﺎ اﺣ د ﺳ وى ﻣ ن ﯾﺗﺑ ﻊ اﺣﺳ ﺎس ﻗﻠﺑﮫ اﻟﻌﺎﺷﻖ ،اﻧت ﺧﯾر اﻟﻧﺎس وﺧﯾر اﻻﻣراء وﻣﻣﻛ ن ان أﺿ ﻊ ﺣﯾﺎة اﺑﻧﺗ ﻲ أﻣﺎﻧ ﺔ ﻋﻧ دك ﻣﺛﻠﻣ ﺎ اﺿ ﻊ ﺣﯾ ﺎة اﻟ ﺑﻼد ،ﺑﺳ ﺑب ﻋﻠ و ◨◨◨◨◨◨
◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨◨ 152
ھﻣﺗك واﺧﻼﺻك ،وﻋﻠﯾ ﮫ ﺳ ﺗﻛون اﻻﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻟ ك ،ﺑﻌ د ان ﺗﺗوﻟﻰ ﺷﺄن ﺑﻼد ﻣراﻛش ﺑﻧﻔﺳك ودون ﺗدﺧل ﻣﻧﻲ ﻓ ﻲ أي أﻣ ر ﻓﻘط ﺳﺄراﻗﺑك واذا ﻧﺟﺣت ﻟﻣدة ﺳ ﻧﺗﯾن وﻻ ﺗوﺟ د ﺷ ﻛوى ﻋﻠ ﻰ ﺣﻛﻣك ﻣن داﺧل اﻟﻘﺻر وﻣن ﺧﺎرﺟﮫ ،ﺣﯾﻧﮭﺎ ﺳﻧﻌﻠن زواﺟﻛﻣ ﺎ وﻋﻠﻰ ﺑرﻛﺔ ﷲ. ﺷ ﻌر ﺳ راج ﺑﻘﺷ ﻌرﯾرة ﻓ ﻲ ﺟﺳ ده ﻣ ن ھ ول اﻟﻣﺳ ؤوﻟﯾﺔ، وﻓﻛر ﻗﻠﯾﻼً ﺑﺄﻧﮫ ﻻﺑد ﻣن ﻗﺑوﻟﮫ اﻟﺷرط ﻟﻛﻲ ﯾظﮭ ر ﻟﻼﻣﯾ رة ﺟﻠﻧ ﺎر ﻣدى ﺣﺑﮫ ﻟﮭﺎ ،ﻓﻘﺎل: اواﻓﻖ ﻋﻠ ﻰ ﺷ رطك ﯾ ﺎ ﺟﻼﻟ ﺔ اﻟﺳ ﻠطﺎن وﺳ ﺄﻛون ﺑ ﺄذن ﷲ ﻋﻧد ﺣﺳن ظﻧك.
◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧◧ 153
◧◧◧◧◧◧