اليك يا أبا الماضي ، وأخا الحاضر ، و ابن المستقبل ، في كل
زمان ومكان .. لتعلم أني ما قصدت مدحـك كمـا مدح المتنبي
سيف الدولة ، وال هجوتك كاهاجي جرير والفرزدق ، ولكن قد
أكون أصدق من الحطيئة حين ذم نفسه ، أوربمـا أكون جاحظ
زماني وأنت أحمـد بن عبد الوهاب فاربعـك وأدورك ، أو أكون ابن
زيدون وأنا بين الجد والهزل متذرعا اليك .. ولكني في كل االحوال
لن أطلـب لك الغفـران في رسالتي كما طلبها المعري ، ولن أتبعها
بالتوابع والزوابع كما فعل أبن شهيد االندلسي ، ولكني سوف
أحنطـك مثلما حنط الفراعنة مومياءاتهم ، وأضع تحت رأسك كتاب
الموتى الذهبي