بيان للناس في الرد على التهم

Page 1

‫سورة األنبياء ‪ -‬آية ‪81‬‬

‫‪0‬‬


‫فهرس املحتويات‬ ‫عناوين رئيسة ‪3 ........................................................................................................‬‬ ‫مقدمة ‪7 ...............................................................................................................‬‬ ‫عملية الخصخصة ‪ ...‬وقضية الفوسفات ‪8 ...........................................................................‬‬ ‫ملاذا ؟ ‪8 ..............................................................................................................‬‬ ‫كيف تم ذلك؟ ‪9 ....................................................................................................‬‬ ‫هل هذه املعلومات صحيحة ‪11................................................................................... ...‬‬ ‫ملكية شركتي أسترا وكوارتز ‪11...................................................................................‬‬ ‫حساب لندن العائد لوليد الكردي ‪11............................................................................‬‬ ‫قيمة املبالغ املنهوبة املزعومة ‪13..................................................................................‬‬ ‫خسائر الشركة ‪ ...‬قبل وخالل إدارة وليد الكردي وبعدها‪11.....................................................‬‬ ‫حقيقة أجور الشحن ‪11..........................................................................................‬‬ ‫حقائق إدارية وقانونية تحكم عمل رئيس مجلس اإلدارة‪/‬الرئيس التنفيذي ‪11........................................‬‬ ‫أقوال شهود النيابة ‪12..................................................................................................‬‬ ‫معالي واصف عازر ‪12...............................................................................................‬‬

‫‪1‬‬


‫سهيل املصلح‪11.....................................................................................................‬‬ ‫محمد الحمود ‪13....................................................................................................‬‬ ‫أحمد الزعبي ‪11.....................................................................................................‬‬ ‫سناء قراعين ‪11.....................................................................................................‬‬ ‫سليم الحلحولي ‪11................................................................................................ ...‬‬ ‫عمر إياد خليفة ‪11..................................................................................................‬‬ ‫دور اإلعالم في توجيه سير القضية‪18............................................................................... ...‬‬ ‫حكاية الخسائر التي كبدها وليد الكردي للشركة‪32................................................................ ...‬‬

‫‪2‬‬


‫عناوين رئيسة‬ ‫•‬

‫الفوسفات ‪ ..‬قضية رأي عام بامتياز‪ ،‬لم تثبت األدلة جريمة وال فساد فيها‬

‫•‬

‫تصريح رئيس الوزراء األخير تحت قبة البرملان قبل أيام على النطق بالحكم تحمل بوضوح‬ ‫حكم إدانة وتمثل ضغوطا على املحكمة‪.‬‬

‫•‬

‫الكردي رفض عروضا قدمتها بعض الجهات بتسويات مالية مقابل إغالق امللف لقناعته‬ ‫ببراءته‪.‬‬

‫•‬

‫املدعي العام تجاهل شهادة الشهود وعشرات الوثائق التي تفند املزاعم منذ اللحظة األولى‪.‬‬

‫•‬

‫من خطط ودبر أراد منها أن تكون قضية رأي عام يتلهى فيها الناس في مسيرات املطالبة‬ ‫باالصالح‪.‬‬

‫•‬

‫تحويل القضية للقضاء جاء بعد مذكرة سرية أعدها الوزير بسام حدادين إلنجاح‬ ‫االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫•‬

‫ال عالقة للقرارات القضائية بكون املحاكمة غيابية أو وجاهية فصحة وسالمة األدلة وثبوتها‬ ‫هي األساس‪.‬‬

‫•‬

‫الكردي كان مفوضا خطيا من مجلس اإلدارة لتحديد أسعار البيع وشروطه وتوقيع العقود‬ ‫ومارس صالحياته ضمن التفويض‪.‬‬

‫•‬

‫كل الشهادات أكدت أن نشرات األسعار العاملية ال تعد مرجعا معتمدا وملزما لتحديد‬ ‫األسعار وذلك العتمادها على تصريحات البائعين واملشترين والتي ال تكون صادقة في معظم‬ ‫األحوال‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫•‬

‫تتضمن نشرات األسعار العاملية عبارات صريحة مفادها أن القائمين على إعداد هذه‬ ‫النشرات غير مسؤولين عن صحة مضمونها وال يضمنون دقتها وكفايتها وال ينصحون أحدا‬ ‫باالعتماد عليها في تعامالتهم‪.‬‬

‫•‬

‫لم يثبت أن الكردي يملك أية حصة أو أنه تربح من أي من الشركات الوسيطة‪ ،‬وشركتي‬ ‫وأسترا وكوارتز مملوكتان لشركة تريدكس وعائلة هندية‪.‬‬

‫•‬

‫التعامل مع شركة املشارطة ليس ملزما ال للفوسفات وال للبوتاس ما يناقض القول بأن‬ ‫التعاقد مع غيرهما أدى إلى تخسير الشركة‪ .‬بل أن تعارض مصالح هذه الشركة مع مصلحة‬ ‫شركة الفوسفات وشركة البوتاس أمر وارد جدا‪.‬‬

‫•‬

‫األموال التي وردتها أسترا لحساب الكردي في لندن أعيدت كاملة وغير منقوصة إلى الشركة‬ ‫قبل أربع سنوات على بدء التحقيق في هذه القضية ما ينفي تحقيق أية فائدة‪ ،‬كما لم يثبت‬ ‫أن هناك صلة لهذه األموال ببيع أو شراء فوسفات أو عموالت من بيع أو شراء فوسفات‪.‬‬

‫•‬

‫لم يترتب على عقود الشحن كافة أية خسارة على شركة الفوسفات ألن املشتري هو من‬ ‫يتحمل أجور الشحن ويحدد الناقل البحري‪ .‬وقد صرحت شركة الفوسفات بذلك خطيا‬ ‫لسعادة املدعي العام‪.‬‬

‫•‬

‫التعامل مع الوكيل الهندي سابق على إدارة الكردي بدأ منذ مطلع التسعينات والتعامل مع‬ ‫استرا جلوبال تم بطلب خطي من شركة أي بي أل‪ .‬علما بأن العالقة مع صاحب شركة أسترا‬ ‫جلوبال قائمة إلى اليوم مع شركة الفوسفات‪ ،‬ومازال صاحب شركة أسترا وكيل شركة‬ ‫الفوسفات في الهند‪.‬‬

‫•‬

‫التعامل مع شركة كوارتز تم بطلب خطي من شركة استرا جلوبال بعد تعثر أعمالها‪.‬‬

‫‪4‬‬


‫•‬

‫مجلس اإلدارة يضم ممثلين للحكومة وللضمان االجتماعي ودولة الكويت ولم يشكك هؤالء‬ ‫في أي وقت وحتى تاريخه بسالمة إجراءات رئيس مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫•‬

‫لم يكن رئيس مجلس اإلدارة يحدد األسعار منفردا بل كان يقوم بذلك بناء على تنسيب من‬ ‫موظفي التسويق ووفقا لألصول املتبعة في الشركة‪.‬‬

‫•‬

‫خلط مادة الفوسفات ألغراض تحسين النوعية سياسة متبعة في الشركة منذ ‪ 1992‬أو‬ ‫حتى قبل ذلك ولجميع املشترين وال زالت الشركة تمارس السياسة ذاتها حتى يومنا هذا‪ .‬علما‬ ‫بأن اإلدارة الالحقة لوليد الكردي ملا لم تتمكن من تسويق منتجاتها إال بالخلط‪ ،‬خاطبت‬ ‫مجلس الوزراء خطيا طالبة موافقته على الخلط ووافق مجلس الوزراء على ذلك في جلسته‬ ‫املنعقدة بتاريخ ‪ .1213/1/13‬فأين هي الجريمة املزعومة‪.‬‬

‫•‬

‫جرم استثمار الوظيفة يتطلب تحقيق منفعة شخصية بطريق الغش أو مخالفة االحكام‬ ‫الناظمة للمعامالت محل الشبهة‪ ،‬وهذا ال يثبت إال باألدلة الدامغة القاطعة ومن الثابت أن‬ ‫املنفعة الشخصية غير متحققة في هذه القضية‪.‬‬

‫•‬

‫لم يثبت باألدلة القاطعة التي ال يشوبها الشك أن الكردي ّ‬ ‫تربح من عقود أبرمتها الشركة مع‬ ‫شركتي (آسترا) و (كوارتز) أو أنه استثمر وظيفته أو أنه قد نفذ عقودا من خالل شركات‬ ‫يملكها أو يساهم فيها‪.‬‬

‫•‬

‫لم يقم أي دليل قاطع على التربح ولم يقم الدليل على ممارسة الغش في املعامالت ولم يقم‬ ‫الدليل على قصد اإلضرار بالشركة ولم يقم الدليل على محاباة الشركات الوسيطة ولم يقم‬ ‫الدليل على ملكية أو مساهمة رئيس مجلس اإلدارة في أي من هذه الشركات‪.‬‬

‫•‬

‫الشاهد واصف عازر‪ :‬أسعار النشرات العاملية ليست رسمية وأن مصدر املعلومات الواردة‬ ‫فيها هو موظفي الشركات وأنها تعطي اتجاهات تأشيرية‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫•‬

‫عازر‪ :‬عندما عدت إلى مجلس اإلدارة‪ ،‬كان هناك اتفاق مع هيئة مكافحة الفساد بأن يتم بيع‬ ‫الفوسفات والسماد ألي شركة تجارية ترغب في الشراء‪.‬‬

‫•‬

‫الشاهد سهيل مصلح‪ :‬التعامل مع شركة املشارطة البحرية قد توقف بعد عام ‪ 1221‬حيث‬ ‫صدر في ذلك العام قرار من مجلس اإلدارة يوجب التوجه إلى البيع فوب‪.‬‬

‫•‬

‫مصلح‪ :‬املشتري هو الذي يتحمل أجور الشحن وأن شركة الفوسفات لم تخسر أجور شحن‬

‫•‬

‫الشاهد محمد الحمود‪ :‬التعامل مع شركة آسترا كان بطلب من شركة آي بي إل الهندية ولم‬ ‫يسمع من قبل أن وليد الكردي قد طلب من أحد أن يتم تحميل فوسفات من صنف أعلى‬ ‫من الصنف املتفق عليه‪.‬‬

‫•‬

‫الشاهد أحمد الزعبي‪ :‬ال عالقة لشركة الفوسفات بأجور الشحن وأن االجور تقع على عاتق‬ ‫املشتري‪.‬‬

‫•‬

‫الزعبي‪ :‬املشتري تحمل أجور الشحن في عقد البيع إلى تركيا والفوسفات تتقاض ى من املشتري‬ ‫ثمن البضاعة باإلضافة إلى أجور الشحن ‪.‬‬

‫•‬

‫الزعبي‪ :‬الكردي لم يكن يتدخل باملطلق في عمل شركة العقبة للتنمية والخدمات البحرية‬ ‫(آدمز) قبل أن يتخلى عن حصته‪.‬‬

‫•‬

‫الشاهدة سناء قراعين‪ :‬الفوسفات تقوم بتحصيل أجور الشحن باإلضافة لثمن كميات‬ ‫الفوسفات التي يتم شحنها من املشتري‪.‬‬

‫•‬

‫شهود ممن جرى التحقيق معهم لدى هيئة مكافحة الفساد تظلموا لدى ديوان املظالم من‬ ‫آلية التحقيق التي وصفوها بالترهيب وممارسة ضغوط تجبرهم على الشهادة ضد الكردي‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫مقدمة‬ ‫بتقديمه ملرافعته‪ ،‬ينهي سعادة مدعي عام هيئة مكافحة الفساد عامين من الخوض في مياه الفوسفات التي غاصت‬ ‫فيها أصابع كثيرة‪ ،‬مطالبا بتجريم وليد الكردي إلضراره بالشركة من خالل عدم االلتزام بالبيع بأسعار النشرات‬ ‫العاملية أو الشحن عن طريق شركة املشارطة والخسائر التي تكبدتها شركة مناجم الفوسفات كأجور شحن‪،‬‬ ‫واملعاملة التفضيلية لبعض الشركات التي حسب االتهام تصب في مصلحة وليد الكردي‪ .‬وكان من شأن هذه املرافعة‬ ‫التي نشرت وسائل االعالم جزءا كبيرا منها أن زادت في تعبئة الرأي العام ضد وليد الكردي بما يخالف أبسط قواعد‬ ‫العدالة وبما قد يكون من شأنه زيادة الضغط الشعبي على املحكمة للوصول الى قرار االدانة الذي أرادته جهات‬ ‫رقابية بعينها‪.‬‬ ‫وقد بدا منذ بداية القضية وحتى اللحظة أن اإلصرار كان واضحا على اتهام وليد الكردي وتجريمه‪ ،‬ليس فحسب في‬ ‫مرافعة املدعي العام التي ساق فيها ما يعتقد أنها دالئل إدانة بينما هي بش يء من التدقيق والتمحيص أدلة براءة‪ ،‬إلى‬ ‫جانب تجاهله لشهادة الشهود وعشرات الوثائق التي تفند املزاعم منذ اللحظة األولى‪ ،‬إنما أيضا في تصريح رئيس‬ ‫الوزراء األخير تحت قبة البرملان‪ ،‬والتي جاءت قبل أيام على النطق بالحكم‪ ،‬لتحمل بوضوح حكم إدانة في قضية‬ ‫وصفها رئيس الوزراء سلفا بأنها قضية فساد هي األكبر في تاريخ اململكة‪ .‬أليس في ذلك تهيئة لإلدانة‪ ،‬أال يمثل هذا‬ ‫التصريح الواضح والصريح ضغوطا على املحكمة التي إن كانت قد توصلت لقناعة بالبراءة فإنها ستتريث لتنقلب الى‬ ‫اإلدانة تأثرا بتصريح رئيس الوزراء الذي زاد في تأجيج الرأي العام‪.‬‬ ‫لقد رفض وليد الكردي رفضا قاطعا كل العروض التي قدمت له بتسوية مالية مقابل إغالق امللف‪ ،‬وهذه العروض‬ ‫التي وردت تصريحا وتلميحا من بعض الجهات ال نريد أن نكشف عنها موثقة‪ ،‬وقد رفضها الكردي كليا ورفض‬ ‫مناقشتها لقناعته الكاملة ببراءته من كل ما نسب إليه‪.‬‬ ‫أننا أمام قضية رأي عام بامتياز‪ ،‬أثبتت كل األدلة التي ساقها املدعي العام وقبله هيئة مكافحة الفساد على أن ال‬ ‫جريمة وال فساد فيها‪ .‬فهذه القضية تعد مثاال صارخا على أن عملية محاربة الفساد ال تزال تسير في سياق حشد‬

‫‪7‬‬


‫الزخم اإلعالمي والشعبي‪ ،‬وأن الغرض منها تحقيق أهداف شعبوية بعيدة تمام البعد عن محاربة الفساد‪ ،‬تعلو‬ ‫وتهبط على أنغام إيقاع الشارع والحراك الشعبي الذي كان يجد في كل مرة من يرفع له شعارات براقة ‪.‬‬ ‫ودليل ذلك أن هيئة مكافحة الفساد ومنذ بدأت القضية لم تلتزم مبدأ سرية التحقيق وعلنية املحاكمة‪ ،‬ما يؤكد‬ ‫جاهزية التوجه لإلدانة‪ ،‬والتغاض ي عن قرائن البراءة املوجودة‪ ،‬فالحكم صدر فعال في الشارع وال سبيل للتراجع عنه‬ ‫وهو ما دفع إلى تسيير القضية على نحو يؤدي إلى إدانته وتجريمه‪.‬‬

‫عملية الخصخصة ‪ ...‬وقضية الفوسفات‬ ‫إن األزمة التي ثارت في الشارع األردني للمطالبة بالتحقيق في موضوع خصخصة الكثير من املرافق العامة‪ ،‬ومنها‬ ‫الفوسفات والبوتاس واالتصاالت والكهرباء وغيرها‪ ،‬والتي تناوبت حكومات متعاقبة على تنفيذها‪ ،‬دفعت برئيس‬ ‫الوزراء عون الخصاونة بالرد على هذه املطالب رسميا‪ ،‬وتم بالتزامن مع ذلك وفي الليلة نفسها‪ ،‬اإلعالن على لسان‬ ‫رئيس هيئة مكافحة الفساد بأن الهيئة تنظر في شبهة فساد موجهة لوليد الكردي وليس لعملية الخصخصة بحد‬ ‫ذاتها‪ .‬وأعقب ذلك تصريح للناطق الرسمي باسم الحكومة وزير االعالم في ذات الفترة نسب فيه الفساد إلى وليد‬ ‫الكردي تحديدا وحمله مسؤولية ما وصفه بنهب أموال شركة الفوسفات‪.‬‬

‫لماذا ؟‬ ‫كل ذلك لم يكن هدفه الوصول إلى الحقيقة والتأكد من حصول فساد ونهب كما يقال‪ ،‬وهي مهمة القضاء أوال‬ ‫وأخيرا‪ ،‬وإنما كان هنالك العديد من الدوافع من أهمها‪:‬‬

‫•‬

‫إيجاد قضية رأي عام ينشغل بها الناس في مسيرات املطالبة باالصالح‪ ،‬وليس أفضل من وليد الكردي في‬ ‫مكانته ليكون كبش فداء‪.‬‬

‫•‬

‫فرصة ثمينة إلثبات أهمية عمل هيئة مكافحة الفساد وجديتها‪.‬‬

‫•‬

‫تشجيع الناس على املشاركة في االنتخابات النيابية التي كانت ستجري في شهر كانون الثاني ‪ 1213‬في‬ ‫أجواء من املقاطعة‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫ويمكن القول أن الكثير من هذه األهداف قد تحقق من خالل مجريات التحقيق واملحاكمة‪ .‬فقد أصبحت خصخصة‬ ‫الفوسفات وكأنها املشروع الوحيد الذي تمت خصخصته‪ ،‬وتم شغل الرأي العام به عن غيره من املشاريع‪ .‬كما‬ ‫تباهت الحكومة أنها تمكنت ونجحت في إجراء انتخابات نزيهة وشفافة ومعبرة عن إرادة الشعب‪ ،‬حيث لم تخلو‬ ‫مناقشات وخطابات الثقة بالحكومة الحالية من استعمال قضية الفوسفات لجلب الدعم والتأييد‪ ،‬السيما وأن من‬ ‫ينظر في تصريحات املسؤولين يعتقد أن حل قضية الفوسفات سوف يحل كل األزمات االقتصادية التي تعاني منها‬ ‫البالد‪.‬‬

‫كيف تم ذلك؟‬ ‫ثمة حقائق موثـقـة رصدت ال يمكن إنكارها‪ ،‬أدت بتنظيم وتخطيط واضح إلى ما آلت اليه القضية‪ ،‬نجملها باآلتي ‪:‬‬

‫‪.1‬‬

‫جاء تحويل ملف الفوسفات للقضاء بعد مذكرة سرية أعدها الوزير بسام حدادين في شهر كانون األول‬ ‫عام ‪ 1211‬اقترح فيها اإلسراع بتحويل امللف إلى املحكمة إلعطاء مصداقية وتشجيع الناس على االقبال‬ ‫على التصويت في االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫‪.1‬‬

‫التركيز في املجالس الخاصة وعبر التسريبات على أن العادة لم تجر بأن يبرأ متهم في محاكمة غيابية حتى‬ ‫لو كان بريئا‪ ،‬رغم أن الفقه القانوني ينص على أن ال عالقة للقرارات القضائية بكون املحاكمة غيابية أو‬ ‫وجاهية‪ ،‬فصحة وسالمة األدلة وثبوتها هي األساس وال فرق بين املحاكمة الوجاهية أو الغيابية في ذلك‪.‬‬ ‫وأن القول بأن التهم املوجهة للمتهم تثبت عليه إذا لم يقدم ما يخالفها هو قول غير صحيح وفيه تجاوز‬ ‫صارخ على القواعد الدستورية والقانونية وما نصت عليه االتفاقات والعهود الدولية‪ ،‬ألن القاعدة‬ ‫األساسية املستقرة في األردن وفي العالم هي أن املتهم بريء حتى تثبت إدانته وأن على املدعي العام أن‬ ‫يثبت وقائع االتهام باألدلة الدامغة الكافية لوحدها لنقض قرينة البراءة‪ ،‬وال يعني عدم تقديم ما‬ ‫يخالفها ثبوتها بأي حال من األحوال‪ .‬فال يوجد في العالم كله قانون يلزم املتهم بإثبات براءته وذلك ألن‬ ‫األصل هو البراءة وعلى من يدعي خالف هذا األصل أن يقدم األدلة القاطعة على اإلدانة‪ .‬أما دور‬ ‫املحكمة هنا فهو حراسة العدالة وتطبيق القانون حتى في غياب املتهم‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫‪.3‬‬

‫التأكيد على أن تجاهل اعتماد النشرات العاملية كسعر ملزم من قبل وليد الكردي‪ ،‬يثبت تهمة اإلضرار‬ ‫بالشركة ملصلحة الغير‪ .‬فلو كان هذا األمر صحيحا‪ ،‬فإن املسؤولية القانونية تستدعي تجريم كل‬ ‫اإلدارات التي مرت على شركة الفوسفات لذات السبب‪ .‬وقد أكدت شهادات جميع الشهود على أن‬ ‫نشرات األسعار العاملية ال تعد مرجعا معتمدا وملزما لتحديد األسعار وذلك العتمادها على تصريحات‬ ‫البائعين واملشترين‪ .‬ولم يقم الدليل على إلزامية التقيد بأسعار النشرات العاملية ولم يقم الدليل على‬ ‫دقة ومصداقية تلك النشرات‪ ،‬ولم يقم الدليل على تطابق أسعار تلك النشرات‪ .‬بل وأكثر من ذلك فإن‬

‫نشرات األسعار العاملية تتضمن عبارات صريحة مفادها أن القائمين على إعداد هذه‬ ‫النشرات غير مسؤولين عن صحة مضمونها وال يضمنون دقتها وكفايتها وال ينصحون أحدا‬ ‫باالعتماد عليها في تعامالتهم‪ .‬املفارقة العجيبة هنا أن ذات املدعي العام في قضية أخرى‬ ‫منظورة اآلن في املحاكم االردنية أعتبر التزام املشتكى عليهم بتقرير خبرة يتضمن عبارات‬ ‫مماثلة خطئا من جانبهم ووجه لهم االتهام بإستثمار الوظيفة تأسيسا على هذه املخالفة‪!!! .‬‬ ‫أال يعد ذلك إزدواجا في تطبيق املعايير والكيل بمكيالين؟‬ ‫‪.1‬‬

‫إصرار املدعي العام على االعتماد على دالئل غير صحيحة إلثبات أن رئيس مجلس اإلدارة قد ّ‬ ‫تربح من‬ ‫العقود التي أبرمتها الشركة مع شركتي (آسترا) و (كوارتز) أو أنه قد استثمر وظيفته أو أنه قد نفذ عقودا‬ ‫من خالل شركات يملكها أو يساهم فيها‪.‬‬

‫‪.1‬‬

‫القول بأن التعاقد مع شركات أخرى غير شركة املشارطة البحرية أدى إلى خسارة هذه الشركة وبالتالي‬ ‫خسارة شركة مناجم الفوسفات التي تساهم في شركة املشارطة‪ .‬إن ذلك القول غير صحيح حيث لم‬ ‫يترتب على عقود الشحن كافة أية خسارة على شركة الفوسفات ألن املشتري هو من يتحمل أجور‬ ‫الشحن ويحدد الناقل البحري‪ .‬وللعلم لم تتعامل أيضا شركة البوتاس حصريا مع شركة املشارطة‬ ‫البحرية‪ ،‬وقد نفذت‪ ،‬شركة البوتاس‪ ،‬العديد من العقود دون أن يتم ربط البواخر من خالل شركة‬ ‫املشارطة البحرية‪ ،‬ومنها ما هو منفذ من خالل شركة ‪ ،Sincomex‬وملفات شركة البوتاس تثبت ذلك‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫أي أن شركة البوتاس غير ملزمة بالتعامل حصرا من خالل شركة املشارطة !!! فلماذا هذه الضجيج‪ ،‬أم‬ ‫أن املسألة مقصودة؟‬ ‫‪.1‬‬

‫تفجير قصة حساب لندن العائد لوليد الكردي لهز الرأي العام‪ ،‬والذي قدمه املدعي العام كقرينة‬ ‫إلثبات استثمار الكردي لوظيفته بتلقيه أمواال من شركة “أسترا‪”.‬‬

‫‪.7‬‬

‫تسريب معلومات مضللة ومبالغ بها لإلعالم حول قيمة األموال املنهوبة املزعومة لتحريك الشارع‬ ‫للمطالبة وبشدة بإدانة وليد الكردي‪.‬‬

‫هل هذه المعلومات صحيحة ‪...‬‬ ‫إن املدقق في املعلومات أعاله يجد الكثير من التضليل واملغالطة فيها‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫ملكية شركتي أسترا وكوارتز‬ ‫إن الوثائق الرسمية الخاصة بملكية آسترا جلوبال وكوارتز‪ ،‬والتي قدمت ملدعي عام هيئة مكافحة الفساد‪ ،‬تدحض‬ ‫القول بأن وليد الكردي هو الذي أنشأ شركة آسترا جلوبال وشركة كوارتز ليحقق منفعة لنفسه أو ليحابي الغير‪.‬‬ ‫فشركة آسترا جلوبال مملوكة لشركة تريديكس اململوكة بدورها لعائلة قبطة‪ ،‬وبناء على ذلك ال يملك وليد الكردي‬ ‫الشركة وليس شريكا فيها‪ ،‬وقد تم إدخالها كشركة وسيطة بناء على طلب من املشتري من السوق الهندي وهو شركة‬ ‫افكو وشركة آي بي إل‪ .‬وذلك رغم املعارضة الخطية التي أبداها وليد الكردي على ذلك في حينه والتي يفترض أن تكون‬ ‫محفوظة في ملف القضية‪ ،‬مما ينفي بشكل قاطع أي قصد جرمي في هذه القضية أما شركة كوارتز فإنها مملوكة‬ ‫لعائلة مانيار‪ ،‬وقد تم التعامل معها بناء على طلب من شركة آسترا جلوبال بعد أن وقعت حجوزات قضائية على‬ ‫شركة آسترا جلوبال‪.‬‬ ‫نعود ونؤكد بأن ال مصلحة مباشرة أو غير مباشرة لوليد الكردي في شركتي آسترا جلوبال وكوارتز‪ .‬علما بأن اثنين من‬ ‫أعضاء مجلس إدارة شركة الفوسفات وهما عبد الفتاح أبو حسان وأحمد املشاقبة قد قاموا بزيارة املشتري الرئيس‬ ‫في الهند (‪ )1211/11/32-11‬وقدما تقريرا لوليد الكردي حول الزيارة وحول طلب ذلك املشتري بأن تنفذ مبيعات‬

‫‪11‬‬


‫شركة الفوسفات إليه من خالل شركة (آسترا)‪ .‬وهذا التقرير متاح لكل من يرغب بمعرفة الحقيقة‪ ،‬بل ويفترض‬ ‫وجود نسخة منه في ملف القضية املنظورة اآلن أمام املحكمة‪.‬‬ ‫وال صحة للقول بأن رئيس مجلس اإلدارة قد ّ‬ ‫تربح من العقود التي أبرمتها الشركة مع شركتي (آسترا) و (كوارتز) أو أنه‬ ‫قد استثمر وظيفته أو أنه قد نفذ عقودا من خالل شركات يملكها أو يساهم فيها‪ .‬فلم يقم أي دليل على هذا التربح‪،‬‬ ‫ولم يقم الدليل على ممارسة الغش في املعامالت‪ ،‬ولم يقم الدليل على قصد االضرار بالشركة‪ ،‬ولم يقم الدليل على‬ ‫محاباة الشركات الوسيطة‪ ،‬ولم يقم الدليل على ملكية أو مساهمة رئيس مجلس اإلدارة في أي من هذه الشركات (ال‬ ‫بصورة مباشرة وال بصورة غير مباشرة)‪ ،‬كما لم يقم الدليل على افتقار شركة الفوسفات مقابل ّ‬ ‫التربح املزعوم‪ ،‬ولم‬ ‫يقم الدليل على تواطؤ رئيس مجلس اإلدارة مع الشركات الوسيطة‪ .‬والحقيقة الواضحة أن االتهامات التي وجهت‬ ‫لوليد الكردي من هذه الجهة استمرت على حالها بعد أن فرغت النيابة العامة من تقديم أدلتها التي ال تعدو عن كونها‬ ‫أقوال مرسلة ال دليل على صحتها وال يمكن للقول املرسل أن يكون سببا لنقض قرينة البراءة‪.‬‬

‫والعجيب أن سعادة املدعي العام لم يطلب الوثائق التي تفند مزاعم ملكية الشركات الوسيطة‪ ،‬أو تلك التي‬ ‫تشير بأن التعامل مع شركات معينة كان بناء على طلب املشتري الرئيس في الهند‪ ،‬تماما كما لم يعط املدعي العام‬ ‫ً‬ ‫وزنا لكتاب شركة الفوسفات املرسل إليه واملؤرخ في‪ 2162/61/61‬والذي أفادت فيه الشركة بأنها ال تتحمل‬ ‫أجور الشحن وأنما يتحملها املشتري وأن بيوع الشركة إنما تتم على أساس بيع ‪.FOB‬‬ ‫حساب لندن العائد لوليد الكردي‬ ‫إن قصة كشف هذا الحساب والذي قدمه املدعي العام كقرينة إلثبات استثمار الكردي لوظيفته بتلقيه أمواال من‬ ‫شركة “أسترا” تعود لسنوات أربع قبل القضية‪ ،‬وتتلخص في أن شركة أسترا رغبت بشراء أسهم في شركة الفوسفات‬ ‫يمتلكها وليد الكردي وعائلته شخصيا وأسهم عدد من حملة األسهم ممن يرغب ببيعها وجزء من أسهم صندوق‬ ‫بروناي‪ .‬وكان من املفترض أن يقوم وليد الكردي بموجب اتفاقية مكتوبة بين الطرفين عام ‪ 1227‬بالسعي لجمع‬ ‫هذه األسهم لبيعها لشركة أسترا على أن تقوم الشركة بتحويل قيمة هذه األسهم إلى حساب خاص بوليد الكردي‬ ‫وعلى دفعات‪ .‬إال أن هذه الصفقة لم تتم‪ ،‬وتم إعادة األموال التي حولتها الشركة لهذا الحساب كاملة غير منقوصة‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫والغريب في األمر أن املدعي العام أغفل أن هذا الحساب مغلق منذ سنتين قبل بدء التحقيق‪ ،‬وأن األوراق التي قدمها‬ ‫املدعي العام للمحكمة وادعى أنها تثبت أنه دخل لحساب وليد الكردي في لندن مبلغ ‪ 111‬مليون دوالر‪ ،‬هي في الواقع‬ ‫عملية اجتزاء لبيانات هدفها خلق دليل عن طريق االستنتاج يالئم التهم التي تم إسنادها لوليد الكردي‪ ،‬في حين أن‬ ‫قيود الحساب املشار إليه ال تدل بأي حال من األحوال على ثبوت أية واقعة أسندت لوليد الكردي‪ ،‬ومن ذلك مثال‬ ‫عملية خلط املعلومات بين مبالغ تمثل حواالت واردة من شركة استرا وهي ثمن صفقة شراء أسهم‪ ،‬وبين مجموع‬ ‫الحركات والقيود التي يظهرها الحساب والتي ال صلة لها بحواالت استرا‪ ،‬وكذلك إغفال القيود التي تشير إلى إعادة‬ ‫تحويل املبالغ التي وردت من شركة استرا إلى ذات الشركة بعد إلغاء عقد شراء األسهم‪ ،‬وبطبيعة الحال اغفال أن‬ ‫الحركات الواردة في الحساب تمثل املجموع التراكمي لحركة الحساب خالل سنوات عديدة‪.‬‬ ‫وكان الهدف من تقديم كشف هذا الحساب ّ‬ ‫كبينة من قبل املدعي العام إلثارة الرأي العام‪ ،‬وال عالقة له بموضوع‬ ‫القضية وهو في تصنيفه القانوني ال يعد جريمة‪ ،‬ليس ألن الصفقة لم تتم وبالتالي لم يتحقق مبدأ التربح فحسب‪ ،‬بل‬ ‫ألن صفقات بيع وشراء األسهم تنفذ في بورصة عمان وعلى هامشها صباح كل يوم‪ ،‬وينفذها مدراء ورؤساء مجالس‬ ‫إدارات شركات وبنوك وغيرها عبر وسطاء أو بشكل مباشر‪.‬‬ ‫قيمة المبالغ المنهوبة المزعومة‬ ‫على مدى أكثر من عامين والخوض لم يتوقف في حجم املبالغ التي تدور حولها االتهامات‪ ،‬فتتغير بشكل درامي مثيرة‬ ‫للدهشة واالستغراب في ذات الوقت‪ .‬فمن حديث عن أموال ضائعة بلغت املليار تارة‪ ،‬تتناقص لتصل إلى ‪722‬‬ ‫مليون تارة أخرى‪ ،‬وثالثة ناهزت نصف املليار‪ ،‬إلى أن وصلت املبالغ فيها حسب تقديرات هيئة مكافحة الفساد إلى ما‬ ‫بين ‪ 132‬و‪ 112‬مليونا‪ ،‬وتارة تكون بالدينار وأخرى بالدوالر‪ .‬وإلى أن يتم البت في هذه القضية‪ ،‬قد يتناقص املبلغ‬ ‫ليصبح بضعة آالف!!‬ ‫إننا لو جمعنا املبالغ التي ّروجتها عشوائيا الجهات التي تعبث بالقضية‪ ،‬فستتجاوز حجم الشركة منذ تأسيسها بما‬ ‫فيها العوائد واألرباح! فمنذ عام ‪ 1221‬ولغاية ‪ 1211‬لم يتجاوز ما حققته الشركة من أرباح ‪ 112‬مليون دينار‬

‫‪13‬‬


‫مثبتة في ميزانيات الشركة الصحيحة واملدققة‪ ،‬فمن أين جاءت مليارات األموال الضائعة التي تتجاوز قيمة الشركة‬ ‫حتى في ظل أسعار أسهمها في السوق حاليا؟؟‬ ‫لعبة األرقام هذه ‪ ..‬هل كان الغرض منها إثارة الرأي العام وإقناعه بقضية غير موجودة‪ ،‬كبرت مثل كرة ثلج‪ ،‬حتى لم‬ ‫يعد أحد يعرف كيف يتراجع عن هذه املبالغات وهذا اإلسراف غير املحسوب في التصريحات؟‬ ‫خسائر الشركة ‪ ...‬قبل وخالل إدارة وليد الكردي وبعدها‬ ‫ّ‬ ‫تكونت قضية الفوسفات منذ البداية على فكرة مختلقة تقول إن وليد الكردي تسبب بخسائر مالية للشركة تقدر‬ ‫بمئات املاليين‪ ،‬وعلى هذا األساس تم بناء القضية التي ما زالت املحكمة تنظر فيها حتى اآلن‪ .‬وهذا يعني أن من‬ ‫املفروض بناء على ذلك أن تحقق الشركة أرباحا مضاعفة بعد وليد الكردي‪ .‬ولعل األمر أصبح واضحا أنه حتى‬ ‫الخراب الذي لحق بشركة الفوسفات من جراء هذه القضية ال يعني شيئا بالنسبة ملن ابتدع هذه القضية وألصقها‬ ‫بوليد الكردي‪ ،‬فنظرة بسيطة إلى أوضاع الشركة في الفترة من ‪ 1221‬وحتى عام ‪ 1211‬وما حققته من نجاح‬ ‫وأرباح‪ ،‬وما أصبحت عليه أوضاع الشركة املالية بعد ذلك كفيل بإيضاح األمر‪.‬‬

‫وبالعودة إلى مسيرة الشركة فإن قرارات وليد الكردي حققت نجاحات كبيرة‪ ،‬بدليل األرباح الهائلة التي تحققت‬ ‫والبالغة ‪ 112‬مليون دينار وما نتج عنها من ايرادات هائلة لخزينة الدولة على مدى ست سنوات فقط‪ .‬وقد أشادت‬ ‫إدارات الشركة الالحقة لوليد الكردي بإنجازات الشركة خالل فترة إدارته مقارنة مع وضع الشركة البائس قبل توليه‬ ‫إدارتها‪ .‬فعلى مدار خمسين عاما سبقت الخصخصة لم تحقق الشركة أرباحا تساوي نصف األرباح التي حققتها‬ ‫خالل فترة إدارة وليد الكردي لها البالغة ‪ 1‬سنوات‪.‬‬

‫فالنتائج التي أعلنتها الشركة عن الربع األول من العام الحالي ‪ 1213‬وهي سنة جديدة بالنسبة لعمل الشركة بدون‬ ‫وليد الكردي‪ ،‬أظهرت انخفاضا حادا يصل إلى ‪ % 81‬مقارنة مع الربع األول من العام املاض ي ‪( 1211‬وهو العام‬ ‫الذي نفذت فيه الشركة العديد من العقود التي أبرمت خالل إدارة وليد الكردي)‪ .‬فقد بلغ صافي أرباح الشركة بعد‬ ‫الضرائب والرسوم (‪ )1028‬ماليين دينار في حين زاد صافي أرباح الشركة في الفترة ذاتها من العام املاض ي عن(‪)38‬‬ ‫مليون دينار‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫والسؤال هنا‪ ،‬كيف حققت الشركة تلك األرباح بالرغم من الخسائر واألضرار التي تسبب بها وليد الكردي للشركة‪،‬‬ ‫كما جاء في القضية املنظورة أمام املحكمة؟ وملاذا انخفضت هذا االنخفاض الكبير في عهد إدارة يفترض أنها تالفت‬ ‫أسباب ضياع أموال الشركة (حسب الزعم)؟‬ ‫ّ‬ ‫التمعن في تباين قيمة األرباح خالل الفترتين املشار إليهما سابقا‪ ،‬تدحض بما ال يقبل الشك ودون حاجة إلى أدلة‬ ‫إن‬ ‫وبراهين‪ ،‬ما سبق وأن زعمته هيئة مكافحة الفساد حول وليد الكردي‪ .‬وإال أليس من حق الحكومة واملساهمين على‬ ‫السواء أن يتوقفوا طويال حول ما كيل من تهم لوليد الكردي وتسببه بخسائر بمئات املاليين للشركة‪ ،‬مما لم تثبته‬ ‫األدلة والبينات املعروضة أمام املحكمة؟ وأال يحق للناس أن يتساءلوا حول ما يجري وما إذا كانت القضية باطلة من‬ ‫أساسها؟ وأن يتساءلوا أيضا في ظل كل ذلك من هو املسؤول عن األوضاع املتردية التي آلت إليها الشركة؟ هل هو‬ ‫وليد الكردي أم ذلك الذي خلق القضية تحت وهم مكافحة الفساد ذرا للرماد في العيون لصرف النظر عما يجب‬ ‫مالحقته فعال؟‬ ‫حقيقة أجور الشحن‬ ‫إن كتاب الشركة املرسل لسعادة املدعي العام بتاريخ ‪ 11/12/121‬يؤكد على أن شركة الفوسفات ال تتحمل أجور‬ ‫الشحن وإنما يتحملها املشتري‪ ،‬وقد أكد على صحة ذلك شهود النيابة العامة ومنهم واصف عازر وأحمد الزعبي‬ ‫وآخرون‪ .‬وحتى في أحوال البيع س ي ف ر (النفقات وأجور الشحن مدفوعة حتى ميناء الوصول) فإن الشركة تتقاض ى‬ ‫ثمن البضاعة باإلضافة إلى أجرة الشحن‪ ،‬ومن هنا فإن الزعم بأن الشركة قد دفعت أجور الشحن من حسابها هو‬ ‫زعم غير صحيح‪.‬‬

‫وعلى عكس ما قاله بعض الشهود الذين نشرت أقوالهم في وسائل االعالم من أن شركة آسترا جلوبال وقعت عقود‬ ‫شحن مع شركة الفوسفات‪ ،‬فإن كتاب الشركة املذكور وشهادة أحمد الزعبي تثبت أن شركة آسترا جلوبال هي شركة‬ ‫وسيطة وليست شركة شحن‪ ،‬ولم توقع عقود شحن مع شركة الفوسفات‪.‬‬

‫وبالنسبة لعقد البيع إلى أثيوبيا الذي وقعه مدير تسويق السماد في الشركة وهو الشاهد سامي النجداوي فإن‬ ‫الشركة لم تتحمل أجور الشحن بل تحملها املشتري‪ .‬وقد أكد مدير تسويق السماد على ذلك في شهادته أمام‬ ‫‪15‬‬


‫املحكمة وفق ما نشر في وسائل االعالم‪ .‬وكذلك الحال بالنسبة لعقد البيع إلى تركيا فإن املشتري هو الذي تحمل‬ ‫أجور الشحن ألن العقد كان س ي ف ر (النفقات وأجور الشحن مدفوعة حتى ميناء الوصول) كما قال الشاهد أحمد‬ ‫الزعبي (وفق ما نشرته وسائل االعالم) والذي معناه أن شركة الفوسفات تتقاض ى من املشتري ثمن البضاعة‬ ‫باإلضافة إلى أجور الشحن‪ .‬ومعنى ذلك أن شركة الفوسفات لم تخسر أي مبلغ من عمليات الشحن‪ .‬هل من رجل‬ ‫رشيد يدرك كل هذه الحقائق؟‬

‫حقائق إدارية وقانونية تحكم عمل رئيس مجلس اإلدارة‪/‬الرئيس التنفيذي‬ ‫•‬

‫إن مجلس اإلدارة يضم ممثلين للحكومة وآخرين للمؤسسة العامة للضمان االجتماعي وآخرين‬ ‫للمستثمر الكويتي‪ ،‬ولم يشكك أي من هؤالء في أي وقت وحتى تاريخه بسالمة إجراءات رئيس مجلس‬ ‫اإلدارة ‪.‬‬

‫•‬

‫إن التعامل من خالل شركات وسيطة يمثل سياسة متبعة قبل تولي وليد الكردي مهامه كرئيس مجلس‬ ‫اإلدارة‪/‬الرئيس التنفيذي‪ ،‬واستمرت هذه السياسة وال زالت متبعة من قبل اإلدارة الحالية‪ .‬وفي الواقع‬ ‫فقد ازداد عدد هذه الشركات الوسيطة بشكل ملحوظ في عهد اإلدارة الحالية‪ .‬وتحقق هذه الشركات‬ ‫أرباحا كغيرها من الشركات التي تعاملت معها شركة الفوسفات سابقا‪.‬‬

‫•‬

‫إن رئيس مجلس اإلدارة كان مفوضا بقرارات أصولية صادرة عن مجلس اإلدارة تخوله اعتماد أسعار‬ ‫البيع وشروطه وتوقيع العقود‪ ،‬وقد مارس صالحياته ضمن نطاق ذلك التفويض املنسجم مع األحكام‬ ‫القانونية املنظمة إلدارة الشركات املساهمة العامة كما حددها قانون الشركات وعقد تأسيس الشركة‬ ‫ونظامها األساس ي‪ ،‬وال يغيب على هيئة مكافحة الفساد أو املدعي العام القاعدة الفقهية والقانونية التي‬ ‫تقض‬

‫•‬

‫ي بأن من استعمل حقه استعماال مشروعا فال ضمان عليه‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬لم يكن رئيس مجلس اإلدارة يحدد االسعار منفردا بل كان يقوم بذلك بناء على تنسيب من‬ ‫موظفي التسويق ووفقا لألصول املتبعة في الشركة‪ .‬وعلى مدى ست سنوات أمضاها في الشركة لم‬ ‫يحدث أن تم تقديم أي اعتراض من قبل أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وهم ممثلون للمساهمين الرئيسيين‬ ‫كالحكومة والضمان االجتماعي إضافة إلى املستثمر الكويتي‪ ،‬على أي قرار اتخذه أو اتفاقية وقـعها‪ ،‬ولم‬ ‫‪16‬‬


‫يسجل أحد أي تحفظ على أي ش يء منها‪ ،‬فلو كانت التهم املسندة لوليد الكردي صحيحة‪ ،‬ولو كان فعال‬ ‫قد ألحق ضررا بالشركة لسارع أعضاء مجلس اإلدارة ومن ورائهم املساهمون بالشكوى‪ .‬غير أن أيا من‬ ‫هؤال ء لم يتقدم بأي شكوى‪ ،‬ألن الواقع هو أن وليد الكردي لم يلحق الخسارة بالشركة وأنما نقلها من‬ ‫وضع شركة خاسرة على مدار خمسين عاما الى شركة تدر مئات املاليين من األرباح‪ ،‬كما صرح بذلك‬ ‫مجلس اإلدارة الحالي في اجتماع الهيئة العام املنعقد في شهر نيسان من هذا العام‪.‬‬ ‫•‬

‫أن لدى الشركة جهاز رقابة داخلي ومدقق حسابات خارجي وتخضع اإلدارة التنفيذية لرقابة مجلس‬ ‫اإلدارة والهيئة العامة‪ ،‬ورقابة دائرة مراقبة الشركات وتفصح عن أعمالها لهيئة االوراق املالية وفقا‬ ‫لألصول‪ .‬وقد أوضح مدقق الحسابات الخارجي على سبيل املثال في اجتماع الهيئة العامة املنعقد في‬ ‫شهر نيسان من العام ‪ 1211‬والخاص بأعمال الشركة للعام ‪ ،1211‬إن أسعار بيع منتجات الشركة‬ ‫ال تخرج عن إطار االسعار الواردة في بعض النشرات العاملية كتلك الصادرة عن البنك الدولي وتلك‬ ‫املنشورة على موقع ‪ Stormgateagree.com‬وأن هناك مصادر متعددة لنشرات االسعار‪.‬‬

‫•‬

‫إن نشرات األسعار العاملية ال تعد مرجعا معتمدا وملزما لتحديد األسعار وذلك العتمادها على‬ ‫تصريحات البائعين واملشترين والتي ال تكون صادقة في معظم االحوال‪ .‬وأن مصادر هذه النشرات‬ ‫متعددة وهناك تباينات بين ما ينشر فيها‪.‬‬

‫•‬

‫إن خلط مادة الفوسفات ألغراض تحسين النوعية سياسة متبعة في الشركة منذ ‪ 1992‬أو حتى قبل‬ ‫ذلك ولجميع املشترين‪ ،‬وال زالت الشركة تمارس السياسة ذاتها حتى يومنا هذا‪ ،‬خصوصا وأن‬ ‫الفوسفات األردني معروف بأنه متدني الجودة وأن املشترين يتوقعون تحسين درجة الجودة هذه‪ .‬إن‬ ‫هذه السياسة متعارف عليها ومقبولة‪ ،‬وفي الحقيقة متوقعة بشكل كبير من قبل املشترين وعلى نطاق‬ ‫عالمي واسع‪.‬‬

‫•‬

‫إن مقارنة أسعار البيع بشكل عادل تكون بمقارنتها مع أسعار بيع الشركات املنافسة وقت البيع وليس‬ ‫مع األسعار الواردة في النشرات العاملية‪ .‬وأن هنالك عقود بيع خاصة بشركات منافسة لشركة‬ ‫الفوسفات تمكن من إجراء املقارنة للتدليل على عدم وجود أي خطأ من هذا الجانب‪.‬‬

‫‪17‬‬


‫•‬

‫إن أسعار البيع يتحكم بها عوامل عدة أهمها جودة املنتج والكمية املباعة ودرجة املنافسة على األسواق‬ ‫العاملية والرغبة باالحتفاظ بالزبائن والسعي لزيادة الحصة السوقية والدخول إلى أسواق جديدة وغير‬ ‫ذلك‪.‬‬

‫•‬

‫إن اتعاب املستشار الهندي الذي تتعامل معه شركة الفوسفات منذ تسعينيات القرن املاض ي تخصم‬ ‫من عمولة الوكالة وال يوجد ازدواج في الدفع‪.‬‬

‫•‬

‫أن األرباح السنوية للشركة للعام ‪ 1211‬أدنى منها في السنوات السابقة‪ ،‬وهذا يدلل على أنه ال أموال‬ ‫نهبت أو أهدرت كما هو الزعم‪.‬‬

‫•‬

‫إن جرم استثمار الوظيفة يتطلب تحقيق منفعة شخصية بطريق الغش أو مخالفة االحكام الناظمة‬ ‫للمعامالت محل الشبهة‪ .‬ومن الثابت أن املنفعة الشخصية غير متحققة في هذه القضية‪ .‬وإن االنظمة‬ ‫التي تصدرها الشركات املساهمة العامة ال تتضمن أحكاما تصلح للتجريم والعقاب‪ .‬فهي ليست أكثر من‬ ‫قرارات يصدرها مجلس اإلدارة وله حق تعديلها أو الغاؤها بقرار يصدر عنه صراحة أو ضمنا‪،‬‬ ‫ومخالفتها ال تشكل جرما جزائيا وانما قد ترتب املخالفة مسؤولية مدنية شريطة توافر عناصر هذه‬ ‫املسؤولية‪ .‬ومن املفترض منطقيا أن تسن القوانين أوال لتنظم املعامالت التجارية وتنشر وتذاع للجميع؛‬ ‫ثم إذا ثبت بالدليل مخالفة تلك القوانين تتم محاكمة ومعاقبة املخالفين لها بناء على ذلك‪ .‬أما أن يجرم‬ ‫الناس دون قوانين تستدعي معاقبة من يخالفها فهذا مناف ألي منطق وعقل ‪.‬‬

‫•‬

‫إن تجريم مخالفة أحكام االنظمة الداخلية للشركة أمر مخالف ملبدأ الشرعية ويتسم بالجهل الواضح‬ ‫بأمهات املبادئ القانونية‪ .‬وعلى ذلك فإن الخطأ في االجتهاد قد يكون سببا للمسؤولية املدنية إال أنه ال‬ ‫يمكن أن يكون أساسا للمسؤولية الجزائية‪ ،‬التي تقوم بشكل أساس ي على قيام القصد الجرمي والذي‬ ‫يتمثل بجرم استثمار الوظيفة باتجاه اإلرادة إلى تحقيق منفعة شخصية أو للغير‪ ،‬أو إلحاق الضرر‬ ‫بالشركة‪ ،‬وهو أمر غير متوفر في قضية الفوسفات ‪.‬‬

‫•‬

‫مسؤولية مجلس إدارة الشركة املساهمة العامة عن ضمان األضرار الناشئة عن مخالفته للقوانين‬ ‫واألنظمة هي مسؤولية تضامنية تقوم على عاتق جميع أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وهذا الحكم مستخلص‬

‫‪18‬‬


‫من املادة (‪ )117‬من قانون الشركات والتي نصت على‪" :‬رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة املساهمة‬ ‫العامة مسؤولون تجاه الشركة والغير عن كل مخالفة ارتكبها أي منهم أو جميعهم للقوانين واألنظمة‬ ‫املعمول بها ولنظام الشركة وعن أي خطأ في إدارة الشركة وال تحول موافقة الهيئة العامة على إبراء ذمة‬ ‫مجلس اإلدارة دون املالحقة القانونية لرئيس وأعضاء املجلس‪ .‬وبناء على ذلك تكون املسؤولية‬ ‫املنصوص عليها في الفقرة (أ) من هذه املادة إما شخصية تترتب على عضو أو أكثر من أعضاء مجلس‬ ‫إدارة الشركة أو مشتركة بين رئيس وأعضاء املجلس ويكونون جميعهم في هذه الحالة األخيرة مسؤولين‬ ‫بالتضامن والتكافل عن التعويض عن الضرر الذي نتج عن املخالفة أو الخطأ‪ ،‬على أن ال تشمل هذه‬ ‫املسؤولية أي عضو أثبت اعتراضه خطيا في محضر االجتماع على القرار الذي تضمن املخالفة أو‬ ‫الخطأ‪ ،‬وفي جميع األحوال ال تسمع الدعوى بهذه املسؤولية بعد مرور خمس سنوات على تاريخ اجتماع‬ ‫الهيئة العامة الذي صادقت فيه على امليزانية السنوية والحسابات الختامية للشركة‬ ‫وتلخيصا ملا سبق ذكره أعاله‪ ،‬فإن االدلة القاطعة الذي غفلت عنها عين العدالة هي أن رئيس مجلس اإلدارة كان‬ ‫يتصرف ضمن نطاق التفويض املمنوح له من قبل مجلس اإلدارة‪ ،‬وان التفويض كان قد صدر وفق أحكام القانون‬ ‫واالنظمة الداخلية للشركة‪ ،‬وأن رئيس املجلس كان يمنح موافقاته على العقود بناء على تنسيبات املوظفين ذوي‬ ‫االختصاص والخبرة في التفاوض (دون تقصير منهم)‪ ،‬وأن التعامل مع شركات وسيطة وكذلك خلط مادة الفوسفات‬ ‫بهدف تحسين نوعيتها سياسات متبعة منذ ‪ 1991‬أو حتى قبل ذلك وانها مستمرة إلى يومنا هذا‪ ،‬وان التعامل من‬ ‫خالل شركتي (آسترا) و(كوارتز) كان بطلب من املشتري الرئيس في الهند رغم معارضة وليد الكردي خطيا لذلك‪ ،‬وأن‬ ‫مجلس اإلدارة لم يشكك يوما في قانونية املعامالت التي وافق عليها رئيس املجلس‪ ،‬وأن الشركة لم تدع يوما تعرضها‬ ‫ألي خسارة ‪ .‬وبالتالي فنحن أمام مزاعم تفتقر للدليل ويعوزها االثبات وتجافي العدالة‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫أقوال شهود النيابة ‪...‬‬ ‫إن ما سيتم عرضه هنا من أقوال الشهود وفق ما نشرته وسائل االعالم هو فيض من غيض‪ ،‬إذ من الصعوبة نقل‬ ‫كل ما أدلى به الشهود أمام املحكمة‪ ،‬من خالل امللخصات البسيطة التي ترمي إلى تسليط الضوء ولفت نظر املواطن‬ ‫األردني إلى الوقائع الحقيقية ليتأكد أن قضية الفوسفات قامت على وقائع تم تركيبها واختالقها لتتناسب مع النتيجة‬ ‫املحددة سلفا لهذه القضية‪ ،‬ولم تقم هذه القضية على وقائع تمثل تعدي فعلي من وليد الكردي على شركة‬ ‫الفوسفات‪.‬‬

‫معالي واصف عازر‬ ‫تولى إدارة شركة الفوسفات من عام ‪ 1983‬وحتى ‪ 1993‬ومن منتصف عام ‪ 1211‬وحتى نهاية الشهر األول من‬ ‫عام ‪ .1213‬ومن أقواله في املحكمة ‪:‬‬

‫•‬

‫إن أسعار النشرات العاملية ليست رسمية‪ ،‬وأن مصدر املعلومات الواردة فيها هو موظفي الشركات‪،‬‬ ‫وأنها تعطي اتجاهات تأشيريه‪ .‬وأنه عندما كان مديرا للفوسفات لم يكن يعتمد عليها ألنها الحقة للبيع‪،‬‬ ‫وليس بالضرورة أن تعطي األرقام الصحيحة‪ .‬ويضرب مثال على ذلك أن املغرب تصرح في النشرات بسعر‬ ‫أعلى من السعر الحقيقي وذلك ألغراض املنافسة‪ .‬وقال بأن هناك عددا كبيرا من النشرات؛ أسبوعية‪،‬‬ ‫وشهرية‪ ،‬وسنوية‪ ،‬وأن هذه النشرات تعكس اتجاه األسعار صعودا أو هبوطا لكنها قد ال تتحدث عن‬ ‫حقائق ضمن ما ينشر فيها ‪.‬‬

‫•‬

‫تعتبر النشرات العاملية مؤشرا عاما لألسعار ولكنها ال تشكل األسعار الحقيقية‪ ،‬كما ال تشكل بورصة‬ ‫(كما تعتقد الهيئة)‪ ،‬سيما وأنها تعتمد على ما يصرح به البائعون واملشترون‪.‬‬

‫•‬

‫ال تشكل النشرات رصدا للحدث بتاريخه وإنما وصفا ملا وردها بعد وقوعه بفترة‪.‬‬

‫•‬

‫ال يتم اإلعالن في النشرات العاملية عن الخصومات والرديات الواردة في عقود البيع‪.‬‬

‫•‬

‫ال تعد النشرات العاملية مرجعا رسميا‪ ،‬فمعلوماتها مستقاة من ممثلي الشركات‪ ،‬وهي تعطي اتجاها‬ ‫تأشيريا ملرحلة سابقة‪ ،‬ولم يكن يعتمد عليها‪ ،‬ألنها الحقة لإلجراء‪.‬‬

‫‪20‬‬


‫•‬

‫ال يصلح اتخاذ األسعار املعلنة في النشرات العاملية املرجعية األساس لتسعير منتجات الشركة وينبغي‬ ‫النظر إلى ممارسات املنافسين واملصلحة في الحفاظ على سوق معين أو زبون معين ألسباب استراتيجية‪.‬‬

‫•‬

‫عندما يوجد تباين في األسعار بين عميل وآخر أو بين أسعار الشركة وما هو منشور في النشرات‬ ‫العاملية‪ ،‬فإن لذلك سبب وتبرير كتاريخ توقيع العقد‪ ،‬ومدته‪ ،‬وأسعار املنافسين الحقيقية ‪-‬إن وجدت‪،-‬‬ ‫والكميات‪ ،‬والنوعيات‪.‬‬

‫•‬

‫إن تحديد أسعار مادة الفوسفات والسماد‪ ،‬تخضع ملعايير عدة‪ ،‬أهمها حجم الكمية املباعة وبعد‬ ‫املسافة ودرجة املنافسة‪ .‬كما أن تحديد سعر طن الفوسفات يدخل فيه حجم الكمية املباعة‪ ،‬أي كلما‬ ‫زادت الكمية أصبح من املمكن التساهل مع العميل في األسعار الكلية‪.‬‬

‫•‬

‫بيع الفوسفات يتم بناء على طلب من املشتري أو عرض من شركة الفوسفات‪ ،‬ثم يقوم موظفو الشركة‬ ‫املختصين باملبيعات بزيارة املشترين في موقع واحد في الهند‪ ،‬ويتم التعاون في ذلك مع وكيل شركة‬ ‫الفوسفات في الهند‪ .‬علما بأن العالقة مع صاحب شركة أسترا جلوبال قائمة إلى اليوم مع شركة‬ ‫الفوسفات‪ ،‬ومازال صاحب شركة أسترا وكيل شركة الفوسفات في الهند إلى تاريخه‪ ،‬وهو الوكيل منذ‬ ‫‪ 11‬سنة للشركة !!‬

‫•‬

‫يتم إبرام العقود مع املشترين بناء على رغبة املشتري وقد تكون لشحنة واحدة أو ملدة سنة‪ .‬وفي حالة‬ ‫كان العقد ملدة سنة‪ ،‬فيتم تحديد السعر سنويا مع التفاوض على السعر مرتين على األقل في السنة‪ ،‬أو‬ ‫كل ربع سنة‪.‬‬

‫•‬

‫يتم بيع مادة الفوسفات في الفترة الحالية‪ ،‬بظروف تتشابه مع ظروف بيع املادة في الفترة التي تولى بها‬ ‫املتهم بالقضية وليد الكردي‪.‬‬

‫•‬

‫يتم استخدام شركتين وسيطتين لتلبية طلبات عدد يتراوح ما بين ‪ 18 - 11‬منتجا صغيرا في مختلف‬ ‫مناطق الهند‪ .‬ويعزى عدم التعامل مع صغار املشترين مباشرة لصغر طلباتهم الشهرية‪ ،‬وما يتطلبه ذلك‬ ‫من جهد ووقت للوصول إليهم‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫•‬

‫عندما عدت إلى مجلس اإلدارة‪ ،‬كان هناك اتفاق مع هيئة مكافحة الفساد بأن يتم بيع الفوسفات‬ ‫والسماد ألي شركة تجارية ترغب في الشراء‪.‬‬

‫سهيل المصلح‬ ‫نائب الرئيس التنفيذي للشركة سهيل مصلح‪ .‬تناول موضوع شركة املشارطة البحرية‪ ،‬ربط البواخر‪ ،‬أجور الشحن‪،‬‬ ‫وشركة آسترا جلوبال‪ ،‬والتفاوض على األسعار‪ ،‬والخلط‪ ،‬واملعاملة التفضيلية لبعض الشركات على النحو التالي‪:‬‬

‫•‬

‫إن التعامل مع شركة املشارطة البحرية قد توقف بعد عام ‪ ،1221‬حيث صدر في ذلك العام قرار من‬ ‫مجلس اإلدارة يوجب التوجه إلى البيع فوب؛ وهذا يعني أن وليد الكردي الذي ّ‬ ‫عين رئيسا ملجلس اإلدارة‬ ‫عام ‪ 1221‬لم يكن هو الذي أوقف التعامل مع شركة املشارطة البحرية ‪.‬‬

‫•‬

‫املشتري الهندي كان هو الذي يحدد اسم الشركة التي يتم ربط البواخر من خاللها ‪.‬‬

‫•‬

‫املشتري هو الذي يتحمل أجور الشحن وشركة الفوسفات لم تخسر شيئا كأجور شحن‪ ،‬وأنه في حال‬ ‫كان البيع بشرط التوصيل إلى ميناء الوصول فإن شركة الفوسفات تتقاض ى من املشتري ثمن البضاعة‬ ‫وأجور الشحن ‪.‬‬

‫•‬

‫التعامل مع شركة آسترا جلوبال كان بطلب من املشتري الهندي آي بي إل ‪.‬‬

‫•‬

‫كان تحديد أسعار بيع السماد والفوسفات يتم عن طريق التفاوض مع املشتري وبعد التوصل إلى اتفاق‬ ‫على السعر يعرض األمر على وليد الكردي العتماده‪ .‬وكان وليد الكردي يضع الحد األدنى املقبول للسعر‬ ‫ويطلب منه ومن املوظفين املختصين التفاوض على السعر بما ال يقل عن الحد األدنى‪ ،‬وبعد أن يتم‬ ‫إبالغ وليد الكردي بنتيجة التفاوض يتخذ قراره باستكمال الصفقة أو إلغاؤها‪ .‬وأنه إذا كان السعر‬ ‫الذي تم التوصل إليه نتيجة التفاوض أقل من السعر الذي حدده وليد الكردي فإنه كان يطلب من‬ ‫الفريق املفاوض العودة إلى عمان وعدم التوقيع‪ .‬ومعنى ذلك أن وليد الكردي لم يكن ينفرد بتحديد‬ ‫السعر رغم أنه مفوض بذلك من قبل مجلس اإلدارة ‪.‬‬

‫‪22‬‬


‫•‬

‫األسعار الواردة في النشرات العاملية هي أسعار استرشاديه‪ ،‬وأن األسعار الواردة فيها ناتجة عن‬ ‫تصريحات البائعين واملشترين وأنها غير دقيقة‪ ،‬وأن البائعين يصرحون لهذه النشرات بأسعار أعلى من‬ ‫أجل الحصول على سعر أفضل ‪.‬‬

‫•‬

‫عملية خلط الفوسفات متبعة منذ زمن طويل وأن الهدف منها هو تحسين النوعية بهدف تلبية طلب‬ ‫الزبون ‪.‬‬

‫•‬

‫وليد الكردي لم يطلب من موظفي الشركة تحميل فوسفات من نوعية جيدة لشركة محددة‪ ،‬وبالتالي ال‬ ‫صحة للقول بأنه كان يمنح معاملة تفضيلية لشركة معينة ‪.‬‬

‫•‬

‫لم يمنح وليد الكردي بواخر شركة كوارتز أولوية في التحميل‪ ،‬وإنما كان يتم تأخير بعض البواخر‬ ‫العائدة لشركات أخرى ألن تلك الشركات كانت تطلب نوعية أعلى غير متوفرة فورا‪ ،‬وأن تحميل بواخر‬ ‫شركة كوارتز كان بهدف عدم تحميل شركة الفوسفات أي غرامات تأخير‪.‬‬

‫محمد الحمود‬ ‫مدير التسويق في الشركة‪ .‬تحدث عن أجور الشحن‪ ،‬والخلط واملعاملة التفضيلية لبعض الشركات على النحو التالي‪:‬‬ ‫•‬

‫شركة الفوسفات تعتمد طريقة البيع فوب‪ ،‬وأنه عندما تعتمد طريقة أخرى فإن الشركة تحمل املشتري‬ ‫ثمن البضاعة وأجور الشحن وبالتالي فإن الشركة ال تتحمل أجور الشحن وينطبق ذلك على عمليات‬ ‫البيع لشركة آسترا جلوبال حيث أن شركة آسترا كانت هي التي تتحمل أجور الشحن ‪.‬‬

‫•‬

‫التعامل مع شركة آسترا كان بطلب من شركة آي بي إل الهندية ‪.‬‬

‫•‬

‫كان مجلس اإلدارة قبل مجيء وليد الكردي قد قرر أن يكون البيع فوب‪ ،‬وأن التعامل مع شركة‬ ‫املشارطة البحرية بعد ذلك القرار فيه مخالفة للقرار ‪.‬‬

‫•‬

‫عملية الخلط وفق ما سمعه من الشاهد منذر املجالي كان بهدف تخفيض نسبة السيليكا لكي تتوافق‬ ‫مع املواصفات التي يطلبها املشتري‪ .‬ولم يسمع من قبل أن وليد الكردي قد طلب من أحد أن يتم تحميل‬ ‫فوسفات من صنف أعلى من الصنف املتفق عليه ‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫•‬

‫األسعار تتفاوت من بائع إلى آخر حتى خالل نفس الفترة الزمنية‪ ،‬وحجم الكمية املباعة يبرر منح بعض‬ ‫املشترين الكبار معاملة تفضيلية‪.‬‬

‫أحمد الزعبي‬ ‫املستشار ورئيس الدائرة القانونية السابق للشركة‪ .‬استمعت املحكمة ألقوال أحمد الزعبي فيما يتعلق بالنقاط‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫•‬

‫إن طبيعة عمل الدائرة تقديم االستشارات القانونية للشركة‪ ،‬وصياغة عقود الشحن البحري‪ .‬ولم يتم‬ ‫عرض عقود الشحن على الدائرة إال في حاالت بسيطة نظرا لعدم وجود إلزام بذلك‪.‬‬

‫•‬

‫كلفه وليد الكردي في شهر شباط من عام ‪ 1211‬بمراجعة االمور املنظورة في هيئة مكافحة الفساد‬ ‫والتحقيقات الجارية بحق الشركة بهدف بيان وجهة نظرهم القانونية للهيئة حول املوضوعات‬ ‫املطروحة‪ ،‬وبين أنه خلص إلى أن عملية بيع الفوسفات كانت تتم على ظهر الباخرة منذ عام ‪.1221‬‬

‫•‬

‫بعد أن اطلع على عقود الشحن وجد أنه ال توجد عالقة لشركة الفوسفات بأجور الشحن وأن االجور‬ ‫تقع على عاتق املشتري‪ ،‬وأن الحاالت التي وجد فيها أن البيع يتم على أساس ميناء الوصول يكون السعر‬ ‫شامال للفوسفات والسماد باإلضافة ألجور الشحن التي يتم االتفاق عليها مع املشتري‪.‬‬

‫•‬

‫إن هنالك اتفاقيتين مع شركة "ماكلف" واحدة عقد وكالة والثاني عقد استشارات‪ .‬فالعقود املوقعة مع‬ ‫"ترادكس" هي عقد استشارات‪ ،‬ومع "ماكلف عقد وكالة‪ ،‬وهنالك ترابط بين العقدين فكلتا الشركتان‬ ‫كانتا مملوكتين في التسعينات لعائلة قبطة‪ .‬واضاف أن شركة "ماكلف" كانت تتولى عملية تسويق‬ ‫السماد والفوسفات مقابل عمولة عن كل طن‪ ،‬أما عقد االستشارات مع ترادكس فيتضمن دراسة وضع‬ ‫السوق وتقديم تقارير لشركة الفوسفات‪ ،‬وتقديم الدعم اللوجستي لها‪ ،‬وكانت الشركتان تتقاضيان‬ ‫بدل عمولة وبدل استشارات‪ ،‬وكان مقدار العمولة يقتطع من االستشارات‪ .‬وقد وصلت قيمة أتعاب‬ ‫االستشارات منذ عام ‪ 1221‬إلى‪ 122‬ألف دوالر وكانت تخصم مما يتحقق من العموالت‪ ،‬وفي العادة‬ ‫يكون مقدار العموالت أكثر من االستشارات‪.‬‬

‫‪24‬‬


‫•‬

‫إن استرا جلوبال كانت تشتري الفوسفات أو السماد من شركة الفوسفات‪ ،‬حيث أصبحت وسيطا يتولى‬ ‫شراء الفوسفات وإعادة بيعه للسوق الهندي‪ .‬وانه تم ادخالها بناء على طلب املشتري وهو شركة (اي‬ ‫س ي ال) بناء على كتب صادرة عنها بالنسبة للسماد‪ .‬أما بالنسبة إلدخال شركة (اي بي ال) فكان بناء‬ ‫على طلبها الذي تقدمت به لشركة الفوسفات‪.‬‬

‫•‬

‫لم يجد طلبا خطيا بإدخال استرا جلوبال كوسيط‪ ،‬وإنما وجد كتابا موجها من وليد الكردي يذكر فيه‬ ‫"أنه بناء على اللقاء الجاري مع املوظفين في جنوب أفريقيا‪ ،‬وبناء على طلب (اي بي ال) سيتم شحن‬ ‫الفوسفات إليكم من خالل الشركة التي ذكرتموها والتي مقرها في دبي"‪ .‬وهذا الكتاب يبين أن‬ ‫الفوسفات تسعى لتعظيم مبيعاتها للهند‪ ،‬خصوصا وأنها وقعت مع (اي بي ال) اتفاقية شراكة لتصنيع‬ ‫حامض الفسفوريك في األردن‪ .‬أما بخصوص مضمون الرسالة املوجهة من شركة (اي بي ال) إلى شركة‬ ‫الفوسفات التي تطلب فيها ان يتم تنفيذ عمليات البيع عن طريق شركة استرا جلوبال دون أن تتقاض ى‬ ‫أية عموالت‪ ،‬فقد كان رد الكردي على الرسالة أنه بالرغم من أنه يرغب بالتعامل مع الشركة بناء على‬ ‫طلبها فسيتم التعامل مع شركة استرا جلوبال وال يستطيع الجزم بالسعر الذي سيباع به‪.‬‬

‫سناء قراعين‬ ‫عملت في شركة الفوسفات منذ عام ‪ 1981‬في الدائرة املالية وفي عدة أقسام فيها وشغلت منصب مدير الحسابات‬ ‫في الدائرة املالية ثم أصبحت املدير التنفيذي للدائرة املالية في العام ‪ .1227‬تناولت سناء موضوع أجور الشحن‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬

‫•‬

‫كانت شركة سينكومكس تقوم بنقل الفوسفات مقابل أجر (أجرة الشحن)‪ .‬وكانت شركة الفوسفات‬ ‫تتولى دفع أجور الشحن تلك وتقوم فيما بعد باسترداد أجور الشحن التي دفعتها إلى شركة سينكومكس‬ ‫من املشتري بموجب فواتير البيع الصادرة للمشتري التي تشمل ثمن كميات الفوسفات التي يتم شحنها‬ ‫وأجور الشحن‪.‬‬

‫‪25‬‬


‫•‬

‫شركة استرا جلوبال كانت تتولى شراء السماد من شركة الفوسفات‪ ،‬ويتولى املشتري ملادة السماد دفع‬ ‫أجور الشحن‪ ،‬وأن شركة الفوسفات لم تكن تدفع أجور الشحن‪ .‬وأن شركة استرا جلوبال هي التي‬ ‫كانت تشتري السماد من شركة الفوسفات وهي من تتولى دفع األجور‪.‬‬

‫•‬

‫حققت شركة الفوسفات عام ‪ 1211‬ارباحا مقدارها ‪ 111‬مليون دينار‪.‬‬

‫سليم الحلحولي ‪...‬‬ ‫ملاذا تم تجاهل رأي شركة من أعرق شركات التدقيق املالي على مستوى العالم؟‬ ‫املوظف املالي املكلف من هيئة مكافحة الفساد‪ .‬تحدث سليم الحلحولي حول ما خلص إليه من خالل جمع الفروقات‬ ‫بين أسعار بيع الفوسفات وسماد الداب بعد مقارنتها بالنشرات العاملية في ذات فترات عقود البيع من حيث بيع‬ ‫صنف أقل جودة بسعر صنف ذي مواصفات أفضل‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫•‬

‫إن إجمالي فروقات أسعار البيع في مادتي الفوسفات وسماد الداب بلغ ‪ 331‬مليون و‪ 937‬ألف دوالر‬

‫•‬

‫إن األرقام بينت أن فروقات األسعار في عقود بيع الفوسفات في الفترة من ‪ 1227‬ولغاية ‪ 1211‬بلغت‬ ‫‪111‬مليون و‪ 782‬ألف دوالر‪ ،‬بينما بلغت الفروقات نتيجة بيع سماد الداب صنف (‪ )17-11‬بسعر‬ ‫أصناف أعلى جودة ‪ 127‬مليون و‪ 117‬ألف دوالر‪.‬‬

‫•‬

‫"لقد أرفقت للمدعي العام جدوال كامال يتضمن تفصيال لفروقات األسعار من حيث تواريخ الشحن‬ ‫وكمياتها والسعر الفعلي في ذلك الحين ومتوسط السعر العالمي وإجمالي السعر الفعلي والعالمي‪".‬‬

‫عمر إياد خليفة‬ ‫‪ ...‬تضارب أقواله نتيجة آلية التحقيق التي وصفت بالترهيب‬ ‫ابن شقيقة رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات السابق وليد الكردي‪ .‬تناولت شهادته العديد من النقاط‬ ‫التي تتعلق بآلية التحقيق على النحو التالي‪:‬‬

‫‪26‬‬


‫•‬

‫اعترض الشاهد عمر إياد خليفة على إجراءات تحقيق محققي الضابطة العدلية لدى هيئة مكافحة‬ ‫الفساد‪ ،‬مشيرا إلى أنه ال يعترف بأقواله لديهم‪ ،‬وأنهم مارسوا معه "الترهيب"‪.‬‬

‫•‬

‫كان الشاهد خليفة وعشرات آخرين ممن جرى التحقيق معهم في قضية الفوسفات لدى هيئة مكافحة‬ ‫الفساد قد تظلموا لدى ديوان املظالم من آلية التحقيق التي وصفوها بالترهيب‪ ،‬وممارسة ضغوط‬ ‫تجبرهم على الشهادة ضد وليد الكردي‪ ،‬مثل التفتيش والزيارات املتكررة والتهديد بالسجن‪ ،‬ما وضعهم‬ ‫في ظروف نفسية صعبة ‪.‬‬

‫•‬

‫لم يترك الشاهد خليفة فرصة مثوله أمام القضاء النزيه والعادل تمر دون أن يكرر شكواه ويسرد‬ ‫تفاصيل الترهيب الذي مورس ضده‪ ،‬وقال إن التحقيق معه تم بأساليب الترهيب القديمة التي تفتقر‬ ‫إلى أدنى الحقوق التي يفترض توفيرها مثل الوضع النفس‬

‫•‬

‫ي واالطمئنان‪.‬‬

‫شهدت شهادته عدة تناقضات بين ما قاله أمام املحكمة‪ ،‬وما أدلى به لدى مدعي عام هيئة مكافحة‬ ‫الفساد‪.‬‬

‫•‬

‫إن وليد الكردي املتهم باستثمار وظيفته‪ ،‬لم يكن يتدخل باملطلق في عمل شركة العقبة للتنمية‬ ‫والخدمات البحرية (آدمز)‪ .‬وأن الشركة كانت مملوكة للكردي وشقيق عمر خليفة نفسه‪ .‬وأن وليد‬ ‫الكردي تخلى في وقت الحق عن حصته لصالح ابنه سعد وابنته زين الشرف‪ .‬وإنه (أي عمر خليفة)‬

‫•‬

‫بدوره أصبح شريكا في الشركة بعدما أخذ حصة شقيقه البالغة نسبتها ‪.%1‬‬ ‫إن شركة (آدمز) عندما وقعت أول ّ‬ ‫مرة مع شركة الفوسفات‪ ،‬لغايات تنفيذ العقدين املتضمنين نقل‬ ‫‪ 112‬ألف طن من مادة السماد ومثلها من مادة الفوسفات‪ ،‬كان ذلك التوقيع بالنيابة عن شركة تدعى‬ ‫سيرتكس ومقرها دبي‪ ،‬وهي شركة مملوكة على حد علمه لرجل جيبوتي يدعى حسن عبد اإلله إبراهيم‪،‬‬ ‫تربطه به عالقة صداقة‪.‬‬

‫•‬

‫سبب تغيير اسم املتعاقد معه في العقد بين شركة آدمز وشركة الفوسفات‪ ،‬هو أن شركة آدمز ال يوجد‬ ‫من بين األعمال التي يحق لها ممارستها ربط البواخر‪ .‬لذلك تم تغير اسم الطرف الثاني من العقد من‬ ‫"آدمز" إلى سيرتكس‪ ،‬بحسب الشاهد‪ .‬لكن "آدمز" تقاضت عمولة قال الشاهد إنها عمولة وكالة‪ ،‬بلغت‬ ‫‪27‬‬


‫في مجموعها من العقدين نحو ‪ 112‬ألف دوالر‪ .‬كما تقاض ى هو نفسه‪ ،‬نصف ما حصلت عليه شركة‬ ‫"سيرتكس"‪ ،‬وحصل شخصيا على نحو ‪ 322‬ألف دوالر‪ ،‬مبررا ذلك بأن شركة "سيرتكس" "أنقذته" من‬ ‫مأزق" عندما وافقت على تنفيذ العقدين‪.‬‬

‫•‬

‫أطال الشاهد الذي بدا عليه االرتباك إلى حد كبير‪ ،‬في شرحه عن مصدر دفع فرق السعر بأجور شحن‬ ‫البواخر لصالح شركة سيرتكس‪ .‬وتبلغ قيمة الفارق باألجور نصف دوالر عن كل طن‪ ،‬في عقد السماد‬ ‫إلى أثيوبيا‪ ،‬ودوالرين عن كل طن من عقد الفوسفات الخام إلى تركيا‪.‬‬

‫دور اإلعالم في توجيه سير القضية‪...‬‬ ‫إن املتابع لقضية الفوسفات منذ أن أصبحت مادة دسمة في وسائل اإلعالم املختلفة بات على يقين بأن هذه القضية‬ ‫ُب ـنـيـت على مجرد إشاعات وأعطيت بعدا سياسيا لتحقيق مآرب أخرى ليس من بينها املكافحة الحقيقية للفساد‬ ‫واسترداد األموال املنهوبة من خزينة الدولة‪.‬‬

‫فالتحقيق في هيئة مكافحة الفساد استند أساسا إلشاعات مغرضة استهدفت تصفية حسابات صغيرة مع إدارة‬ ‫الشركة السابقة‪ ،‬تحت عناوين براقة تجد لها صدى إيجابيا لدى الناس الغارقين بأوضاع مادية صعبة‪ .‬وبدأت‬ ‫الحكاية من أشخاص لم تمكنهم إدارة الشركة السابقة من تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب املصالح العامة‬ ‫أو الذين ظنوا أن ما يشهده الشارع من حراك ومطالب باإلصالح يعطيهم الفرصة ليفعلوا ما يروق لهم ويحقق‬ ‫مصالحهم الشخصية‪ .‬وأغرقت هيئة مكافحة الفساد نفسها في محرقة تلك اإلشاعات‪ ،‬تحت ضغط القيام بدور يبرر‬ ‫إنشاءها من ناحية‪ ،‬وخدمة الدولة بالعمل على استيعاب حراك الشارع من ناحية أخرى‪ ،‬عن طريق بناء مصداقية‬ ‫ملحاربة الفساد‪.‬‬

‫ومنذ اللحظة األولى تم استغالل اإلعالم إلثارة ضجة كبرى‪ ،‬وتم تسريب معلومات مغلوطة أو غير دقيقة لوسائل‬ ‫اإلعالم ما زاد من قناعة الناس بأن قضية الفوسفات قضية كبرى وهي أول الغيث في مكافحة الفساد؛ واضطرت إلى‬ ‫تحويل القضية إلى املحكمة رغم ما حصلت عليه من أدلة واهنة وبراهين ضعيفة وشهادات غير مقنعة‪ ،‬بتوجيه من‬

‫‪28‬‬


‫الحكومة التي كانت تواجه استحقاق االنتخابات النيابية خالل شهر كانون الثاني ‪ 1213‬في أجواء من املقاطعة‪،‬‬ ‫للتخفيف من الضغوط الواقعة عليها واملساءلة املتتالية عما فعلته وعما تفعله‪ ،‬حيث تم تحويل القضية إلى‬ ‫املحكمة بعد مض ي ما يزيد عن السنة على بدء التحقيق‪ ،‬خالفا لقانون الهيئة الذي ينص على أن تبت بالقضايا التي‬ ‫تنظر فيها خالل ثالثة أشهر فقط وبسرية تامة‪ ،‬فال هي التزمت باملدة وال التزمت بالسرية‪.‬‬

‫وخالل جلسات املحاكمة استخدم اإلعالم أيضا لترسيخ القناعة لدى الناس بحتمية إدانة وليد الكردي في الوقت‬ ‫الذي كانت املحكمة تنظر في ملف ال يتوفر فيه وصف قانوني للجرم وال األدلة القانونية الالزمة لإلدانة‪.‬‬

‫وما بين التحقيق وجلسات املحكمة املستمرة حتى اآلن‪ّ ،‬‬ ‫سرب اإلعالم أرقاما عديدة ومتباينة عن األموال املدعى بنهبها‪.‬‬ ‫وتباين هذه األرقام يعطي أي منصف الحق في القول بأن املقصود لم يكن هو البحث عن الحقيقة وإنما هو إثارة‬ ‫الرأي العام وتكوين موجبات اإلدانة الشعبية‪ ،‬دون التفات لوثائق القضية وما تشتمل عليه من أدلة أو بينات‬ ‫مقدمة للمحكمة‪ ،‬والتي يجب أن تتوفر لها موجبات اإلدانة القضائية‪ .‬وشتان بين اإلدانة الشعبية التي تكفي لها‬ ‫تكوين اإلشاعة والتصريح بها من جهات رسمية وضخها عبر وسائل اإلعالم‪ ،‬وبين اإلدانة القضائية التي قوامها قناعة‬ ‫وجدانية لدى املحكمة تـتحصل عليها بما تستخلصه بصورة منطقية من األدلة املشروعة الثابتة في ملف القضية‪.‬‬ ‫هذا عالوة على عدم االلتفات للنتائج املالية املتواضعة جدا للشركة بعد وليد الكردي‪ ،‬التي بناء على كل ما قيل‪ ،‬كان‬ ‫من املفروض أن تحقق أرباحا أضعاف ما حققته في ظل تلك اإلدارة‪.‬‬

‫‪29‬‬


‫حكاية الخسائر التي كبدها وليد الكردي للشركة‪...‬‬ ‫إن التهم التي استند اليها املدعي العام هي األضرار التي تسبب بها الكردي لشركة مناجم الفوسفات‪ ،‬وهي تهم ال تثير‬ ‫الدهشة واالستغراب فحسب بالنظر إلى الحقائق‪ ،‬بل هي تهم مؤملة تعكس اإلفالس الذي وصلنا اليه عندما ننكر‬ ‫اإلنجازات والجهود ‪.‬‬

‫•‬

‫أن األرباح التراكمية للشركة بلغت منذ عام ‪ 1913‬ولغاية نهاية ‪ 1221‬حوالي (‪ )112‬مليون دينار‪،‬‬ ‫وارتفعت تلك األرباح إلى ما يتجاوز (‪ )112‬مليون دينار منذ عام ‪ 1221‬ولنهاية عام ‪.1211‬‬

‫•‬

‫ارتفعت حقوق امللكية من حوالي (‪ )112‬مليون دينار في نهاية عام ‪ 1221‬إلى حوالي (‪ )131‬نهاية عام‬ ‫‪.1211‬‬

‫•‬

‫كان آخر استثمار في الشركة عام ‪ 1993‬وبقيمة (‪ )17‬مليون دوالر‪ ،‬في حين ارتفعت االستثمارات بعد‬ ‫عام ‪ 1221‬وحتى اآلن إلى ما يزيد عن مليار دوالر‪.‬‬

‫•‬

‫تم تعيين حوالي (‪ )822‬موظف في الشركة منذ عام ‪ 1221‬ولغاية اآلن وذلك ّ‬ ‫جراء التوسع في االستثمار‬ ‫في الشركة مقابل تعيين حوالي (‪ )111‬موظف خالل الفترة (‪.)1221 - 1222‬‬

‫•‬

‫انطالقا من املسؤولية املجتمعية‪ ،‬لم ينفذ التوصيات الصادرة عن املستشار املالي بتسريح أي من‬ ‫موظفي الشركة بعد التخاصية‪ ،‬ولم يغلق منجمي الحسا والوادي االبيض‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪،‬‬ ‫بلغ مجموع التعيينات بعد التخاصية ما يقارب (‪ )111‬موظفا‪ ،‬كما تم تحسين وزيادة امتيازات‬ ‫املوظفين‪ .‬وكانت الشركة رائدة في منح املوظفين راتب الخامس عشر وراتب السادس عشر‪ ،‬ما أدى إلى‬ ‫تضاعف معدل الدخل الشهري للموظف ليبلغ حاليا (‪ )1118‬دينارا‪.‬‬

‫•‬

‫بلغ ما تم توزيعه من أرباح منذ خصخصة الشركة ما نسبته ‪ %1101‬باملقارنة مع صافي األرباح‪.‬‬ ‫وتستخدم األرباح املحتجزة لغايات إنشاء وتطوير املشاريع االستثمارية داخل اململكة والتي يتم تنفيذها‬ ‫حاليا ومنها‪ :‬جافيكو – جيفكو – ميناء الفوسفات الجديد – تطوير امليناء الصناعي – االستثمار في‬

‫‪30‬‬


‫قطاع النقل – تأهيل املجمع الصناعي وااللتزام باملعايير البيئية – زيادة حصة الشركة وسيطرتها على‬ ‫الشركات الحليفة‪ ،‬بكلفة تقدر (‪ )101‬بليون دوالر‪ .‬هذه االستثمارات التي تخلق فرص عمل جديدة‪.‬‬

‫•‬

‫زيادة أرباح الشركة‪ ،‬الذي انعكس ايجابيا على عائدات الخزينة‪ .‬إذ بلغ مجموع العائدات املباشرة على‬ ‫خزينة الدولة من شركة الفوسفات خالل الفترة ‪ 1212-1221‬ما يقارب (‪ )311‬مليون دينار مقابل‬ ‫‪ 12801‬مليون دينار لألربع سنوات قبل الخصخصة‪ ،‬وبعملية حسابية بسيطة يكون كل من الحكومة‬ ‫التي تمتلك ‪ %11‬والضمان الذي يمتلك ‪ %11‬قد حصال على عائدات أكثر بكثير مما حصال عليه قبل‬ ‫الخصخصة‪.‬‬

‫•‬

‫إنشاء مشروع انتاج حامض الفوسفوريك مع "افكو" كلفته حوالي ‪ 312‬مليون دوالر‪ ،‬ومشاريع صغيرة‬ ‫باستثمار حجمه ‪ 11-12‬مليون دوالر إلنتاج)‪(STTP‬‬

‫•‬

‫إنشاء مشروع الستغالل الفوسفات في الحسا بشراكة أردنية ‪-‬بحرينية إلنتاج أسمدة مركبة‪ ،‬وبكلفة‬ ‫‪ 11‬مليون دوالر‪.‬‬

‫•‬

‫وضع حجر األساس ملشروع في الشيدية بكلفة ‪ 112‬مليون دوالر‪ ،‬مع اتحاد املزارعين الهنود‪.‬‬

‫•‬

‫بناء ميناء جديد للفوسفات بكلفة ‪ 172‬مليون دوالر‬

‫•‬

‫توسعة مصنع األسمدة‬

‫•‬

‫توسعة مصنع حامض الفسفوريك‬

‫•‬

‫إنشاء مشروع جيفكو في منجم الشيدية‬

‫•‬

‫إنشاء مشروع ميناء املجمع الصناعي‬

‫•‬

‫إنشاء مصنع األسمدة في الشيدية وباستثمار ‪ 322‬مليون دوالر‬

‫‪31‬‬


‫ختاما‬ ‫لقد فشلت كافة األطر التي عملت على إخراج قضية الفوسفات وحتى من خالل وسائل‬ ‫اإلعالم أن تخفي الكم الهائل من األخطاء والتجاوزات التي ارتكبت في هذه القضية‪ .‬إن األدلة‬ ‫التي ساقها سعادة املدعي العام كأدلة إثبات‪ ،‬هي ذاتها ظهر أنها أدلة نفي للتهم املوجهة لوليد‬ ‫الكردي‪ ،‬كما أن شهادات شهود النيابة والوثائق املقدمة للمدعي العام تثبت بما ال شك فيه‬ ‫براءته من التهم املوجهة ضده‪ .‬أما اإلنجازات التي تحققت خالل فترة إدارته فتعد شاهدا‬ ‫واضحا على أنه لم يقم باستثمار وظيفته لصالحه الشخص ي‪ ،‬ولم يقم بهدر أو نهب األموال‬ ‫العامة في الشركة‪ .....‬فهل بعد ذلك من حاجة الستمرار البحث في القضية عن موجبات‬ ‫تجريمه وإدانته؟‬

‫‪32‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.