رؤية مستقبلية للصحافة العربية والدولية

Page 1

‫رؤية مستقبلية للصحافة العربية والدولية‬ ‫بقلم‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‬ ‫مع انتشار شبكة االنترنيت العالمية خالل تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬ترددت أصوات تقول بأن المسألة مسالة وقت‪ ،‬لتفسح الصحف المطبوعة الطريق أمام التوزيع اإللكتروني‬ ‫بالكامل‪ ،‬وبعد مرور سنوات على تلك التنبؤ ات ترددت أحاديث بين مغامري النشر اإللكتروني العرب تبشر بترك النشر اإللكتروني والعودة للنشر والتوزيع التقليدي‪ ،‬دون أي إيضاح ألسباب‬ ‫نجاح أو فشل تجربتهم تلك‪ ،‬أو عن عوائدهم المالية التي هي في الحد األدنى تكاد تغطي التكاليف‪ .‬خاصة وأن نجاح أي مشروع إعالمي تجاري يعتمد بالدرجة األولى على المبيعات‪،‬‬ ‫واالشتراكات‪ ،‬واإلعالنات التجارية‪ ،‬في الوقت الذي تقدم فيه الصحف اإللكترونية خدماتها في البلدان العربية بالمجان تقريباً‪ ،‬ألن اإلعالن يكاد في اوآونة األخيرة يغطي بع نفقات تلك‬ ‫المواقع اإللكترونية بشكل ال يمكن التعويل عليه إلنجاح أي مشروع إعالمي الكتروني تجاري‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن تجارب إطالق وسائل اإلعالم الجماهيرية اإللكترونية الجديدة هي استثمار في المجهول‪ ،‬ألن مؤسسات اإلعالم الجماهيري على ما يبدوا تصرف من مواردها‬ ‫الذاتية ومن عوائد مبيعاتها على مواقعها اإللكترونية‪ ،‬مما يساعد على أ ن تفرض عالقات السوق نفسها على وسائل اإلعالم الجماهيري التجارية المطبوعة وتوجهها نحو التوقف عن بث‬ ‫إصداراتها اإللكترونية عبر مواقعها اإللكترونية في اإلنترنت‪ .‬أو الحد منها أو تأخيرها لتتمكن من تسويق طبعاتها‪ ،‬والبحث عن طرق للحفاظ على مشتركيها‪ ،‬في الوقت الذي أصبحت فيه‬ ‫الصفحات اإللكترونية لوسائل اإلعالم الجماهيري غير التجارية تزدهر كونها تحقق خفضاً في نفقات النشر والتوزيع وتجعلها في متناول الراغبين في أي مكان‪ ،‬وفي أي وقت يرغبونه‪ ،‬وهو‬ ‫ما يحقق سعة االنتشار والوصول لألهداف المرسومة‪.‬‬ ‫وقد حذر روبرت مردوخ‪ ،‬رئيس مجموعة «نيوزكورب» اإلعالمية‪ ،‬من التغيرات التي يشهدها قطاع الصحف‪ ،‬ومن تحول القراء إلى تفضيل استخدام االنترنت‪ .‬وأضاف أمام‬ ‫حشد في لندن من أن « جيال جديدا من مستخدمي اإلعالم‪ ،‬نما ويحصل على المحتوى المعلوماتي ساعة يشاء‪ ،‬وكيفما يشاء‪ ،‬وحتى كما يشاء»‪ .‬وأضاف أن «القوة باتت تبتعد عن الطبقة‬ ‫المتحكمة القديمة في قطاع اإلعالم‪ ..‬رؤساء التحرير‪ ،‬المديرين‪ ،‬وحتى المستثمرين»‪ .‬وأضاف مردوخ‪ ،‬انه من التحديات التي يواجهها قطاع اإلعالم اليوم‪ ،‬االستفادة من ثورة االنترنت‪،‬‬ ‫ووصف هذه التقنية بأنها «على الرغم من أنها ال تزال جنينا‪ ،‬إال أنها تدمر وتعيد بناء أي شيء في طريقها»‪ .‬ولعل أبرز ما قاله مردوخ‪ ،‬هو تشبيه الفت للنظر اعتبر فيه أن «اإلعالم سيصبح‬ ‫مثل الوجبات السريعة‪ ..‬يستهلكها الناس خالل حركتهم‪ ،‬حيث يشاهدون األخبار‪ ،‬واألحداث الرياضية واألفالم خالل السفر على أجهزتهم الجوالة»‪ ،‬وأضاف اعتقاده بأن أمام الصحف التقليدية‬ ‫سنوات كثيرة من الحياة‪ ،‬ولكن مستقبل الطباعة والحبر سيكون مصيره واحدا فقط أمام الكثير من القنوات اإلعالمية‪ ،‬التي يختار منها المستخدم ما يشاء‪.‬‬ ‫وعلق رئيس قسم الصحافة والنشر في جامعة «سيتي» اللندنية‪ ،‬البروفيسور أدريان مونك‪ ،‬على الموضوع بقوله «ال بد من أخذ تصريحات مردوخ على محمل الجد»‪ .‬وأضاف‬ ‫أن «هذا رجل أمضى حياته في هذا المجال‪ ،‬منذ أيام اوآلة الطابعة» ‪ ،‬وكان روبرت مردوخ قد أطلق تصريحات مشابهة العام الماضي‪ ،‬تسببت في جدل إعالمي كبير‪ ،‬عندما اعتبر أن عمر‬ ‫الصحف سينتهي عام ‪ ،0202‬معترفا أن الكثير من الناشرين «فشلوا في تقدير تأثير االنترنت على مهنتهم»‪ ،‬وتسبب التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬في ظهور الكثير من قنوات إرسال واستقبال‬ ‫المعلومات الجديدة والموازية للقنوات التقليدية‪ ،‬خصوصا مع انتشار ظاهرة «المواطنين الصحافيين»‪ ،‬وازدياد عدد المدونات االلكترونية الشخصية (بلوغ)‪ ،‬التي تشكل تحديا لهيمنة سلطة‬ ‫هيئات التحرير التقليدية‪ .‬ورأى البروفيسور مونك‪ ،‬أنه ال بد من التروي قبل الحكم على مدى نجاح هذه الظاهرة‪ ،‬وقال أنه في النهاية ليس كل شخص مهيّأً ألن يكون صحافيا‪ ،‬موضحاً أن‬ ‫«الصحافة الجيدة سوف تبقى مطلوبة»‪.‬‬ ‫ولكن المشكلة القائمة أمام الباحثين العرب في المجال اإلعالمي اليوم تبقى متمثلة بكيفية تحويل الكم الهائل من الصفحات اإللكترونية إلى بنك قومي شامل يختزن المعلومات‬ ‫والمعرفة باللغة العربية يمكن الوصول إليها في أي مكان وأي وقت دون الرجوع إلى أكداس الورق في المكتبات الوطنية للحصول على المعلومات المطلوبة للمعرفة والتحصيل العلمي‪ ،‬وهو‬ ‫ما يحتاج لتمويل ال بد أن تتحمل جزءاً هاماً منه المؤسسات الثقافية العربية الحكومية‪ ،‬وباإلضافة لمشكلة إيجاد جهة حكومية تشرف على إشهار والتحقق من سعة انتشار ودراسة محتوى تلك‬ ‫الوسائل ودراسة استخداماتها الفعلية وليست المفترضة كمورد من موارد بنك المعلومات القومي العربي‪.‬‬ ‫وكلنا يعلم أهمية المعرفة في بناء األمم والشعوب‪ ،‬وال يخفى على أحد أهمية العلم والتعلم لنا كأمة تريد أن يكون لها مكان واضح في التاريخ اإلنساني المعاصر‪ ،‬فنحن أمة اهتمت‬ ‫بالقراءة وقرض الشعر منذ أقدم العصور‪ ،‬ومع ذلك ظلت اهتماماتنا كعرب متواضعة إذا ما قارناها باهتمامات األمم األخرى وهو ما أشار إليه تقرير التنمية البشرية لعام ‪ 0222‬الصادر عن‬ ‫برنامج األمم المتحدة لإلنماء ويعطينا بع المؤشرات الرقمية الخطرة· رغم تركيزه على الحريات‪ ،‬وحقوق المرأة‪ ،‬وحق الحصول على المعرفة في تدخل شبه صريح في الشؤون الداخلية‬ ‫لدول ذات سيادة دون تناول غيرها من المشاكل المعاصرة التي تواجه التدفق اإلعالمي الدولي‪.‬‬ ‫ومن المؤشرات اإليجابية أن معظم وسائل اإلعالم الجماهيرية العربية تقريباً تعتبر ملكاً للدولة أي لها مصادر تمويل ثابتة‪ ،‬وبالتالي تسهل عملية دخولها عالم وسائل اإلعالم‬ ‫الجماهيري اإللكترونية‪ ،‬ولكن هذا الدخول قد ال يتناسب مع عصر العولمة والمعلوماتية المتغير والمفتوح في عصر أصبح يعرف بعصر الكلمة الحرة التي تعتمد على عقول البشر وتحاول‬ ‫التخلص من سلطان الرقابة لتحل محلها سلطات اإلشراف ومتابعة مدى التقيد بالقوانين الوطنية للنشر واإلعالم والتدخل عند الحاجة عن طريق السلطات القضائية صاحبة القول الفصل في مثل‬ ‫هذه الحاالت‪.‬‬ ‫وأورد التقرير المشار إليه أن عدد الصحف في البلدان العربية آخذ باالنخفاض ليصل إلى أقل من ‪ 32‬نسخة لكل ألف نسمة‪ ،‬بينما هي في الدول المتقدمة تبلغ نحو ‪ 083‬صحيفة‬ ‫لكل ألف نسمة‪ ،‬إضافة لتميز بع الصحف في الدول المتقدمة بحرية التعبير وهو أمر على ما نعتقد مشكوك فيه كثيراً !!؟ رغم التطور الكبير الذي تشهده وسائل االتصال واإلعالم‬ ‫الجماهيري في الوطن العربي خالل العقود األخيرة‪ .‬ويشير التقرير المذكور إلى أن استخدام الحاسب اوآلي لم يزل محدوداً في البلدان العربية ويشير إلى وجود ‪ 88‬حاسوب لكل ألف نسمة‪ ،‬في‬ ‫الوقت الذي هو ‪ 88‬حاسوباً في الدول المتقدمة‪ ،‬وأن عدد مستخدمي خدمات شبكة اإلنترنيت العالمية ال يتجاوز في البلدان العربية الـ ‪ ،%8.1‬األمر الذي يعيق التوسع باستخدام موارد بنك‬ ‫المعلومات القومي اإللكتروني في أكثر البلدان العربية في الوقت الحاضر على األقل‪ .‬نضيف إليها مشكلة اللغة في التواصل الحضاري لعصر العولمة فمؤشرات الترجمة في البلدان العربية‬ ‫تشير إلي أمرين مهمين أولهما حب اللغة القومية والتعلق برغبة االنفتاح على التجارب العالمية‪ .‬ففي المجر مثال بلغ عدد الكتب المترجمة ‪ 385‬كتابا وفي إسبانيا ‪ 502‬كتابا لكل مليون نسمة‪،‬‬ ‫بينما كان عددها في البلدان العربية ال يتجاوز الـ ‪ 0.0‬كتب‪ .‬ومن قضايا تحويل ذلك الكم الهائل من الصفحات اإللكترونية إلى بنك قومي ووطني شامل للمعلومات والمعرفة قضية البحث‬ ‫العلمي التي تحتاج لتوفير النفقات المالية الالزمة‪ .‬ويشير تقرير التنمية البشرية آنف الذكر إلى أن الدول العربية تخصص لإلنفاق على البحث العلمي نسبة ال تتجاوز الـ ‪ %0‬من مجموع الدخل‬ ‫الوطني‪ ،‬إضافة لندرة الباحثين والمتخصصين اللذين ال يتجاوز عددهم في البلدان العربية عن ‪ 288‬لكل مليون نسمة‪ ،‬مقابل ‪ 585‬لكل مليون نسمة في العالم المتقدم‪ .‬وهو ما يفسر عدد براءات‬ ‫االختراع المسجلة في العالم المتقدم مقارنة باإلنتاج الوطني العربي للمعرفة‪ ،‬فقد سجلت دولة اإلمارات العربية المتحدة ‪ 20‬براءة اختراع‪ ،‬ومع حلول عام ألفين سجلت المملكة العربية‬ ‫السعودية ‪ 888‬براءة اختراع‪ ،‬بينما سجلت كوريا ‪ 81208‬براءة اختراع‪ ،‬وسجل الكيان الصهيوني ‪ 8130‬براءة اختراع خالل نفس الفترة‪.‬‬ ‫هذا إن لم نشر إلى مشكلة تفشي األمية وهجرة العقول العربية إلى الخارج‪ ،‬ومشاكل القوة الذاتية الطاردة للكفاءات الوطنية في الدول العربية‪ ،‬فخالل عامي ‪ 8558‬و ‪0222‬‬ ‫غادر أكثر من ‪ 83‬ألف طبيب عربي إلى الخارج وأن ‪ %03‬من أصل ‪ 222‬ألف خريج جامعي هاجروا إلى أوروبا وأميركا قبل عام ‪ 8551‬فقط‪ ،‬وهذه كلها من العوامل التي تكرس تأخرنا‬ ‫عن العالم المتقدم في مجال البحث العلمي منذ نشوء أول أ شكال سائل االتصال واإلعالم الجماهيري الدولي في القرن الخامس عشر‪ .‬فكيف نشأت ؟‬ ‫وسائل اإلعالم الجماهيرية الدولية‬ ‫الصحافة المطبوعة‪ :‬تعد الصحف من أقدم وسائل اإلعالم في العالم على اإلطالق‪ ،‬فقد سبقت منافستيها اإلذاعة والتلفزيون بعدة قرون‪ .‬وللصحف خصائص تميزها عن سواها‬ ‫من وسائل اإلعالم الجماهيرية‪ ،‬فالصحيفة ال تستطيع نقل األخبار بتلك السرعة التي تنقلها بها اإلذاعة‪ ،‬وال يمكنها نقل وتقريب الواقع كما يفعله التلفزيون‪ ،‬ولكنها تقوم بذلك بشكل متميز جعل‬ ‫من الصحيفة جزءاً ال يتجزأ من حياة الفرد المتعلم في كل أنحاء العالم‪.‬‬ ‫ويعتبر عام ‪ 8030‬م بداية ظهور الصحف بشكلها المعاصر‪ ،‬عندما اخترعت الطباعة عن طريق صف الحروف‪ ،‬وخدم هذا االختراع المركز الرئيسي للسلطة في العالم المسيحي‬ ‫آنذاك‪ ،‬والمتمثل بسلطة الكنيسة‪ ،‬بينما تأخر استخدام هذه الوسيلة الحديثة في طباعة الكتب والنصوص لعدة قرون في العالم اإلسالمي بسبب التحريم الديني‪.‬‬ ‫وخدمت المطابع الكنيسة في نشر مواضيع تهم الدين والدنيا‪ ،‬وأصبحت من عوامل اإلصالح الديني في العالم المسيحي خالل الفترة الممتدة مابين القرنين السادس عشر والسابع‬ ‫عشر‪ ،‬ونشرت المطابع روائع كتب القرون الوسطى‪ ،‬وكتب عصر النهضة بنسخ كثي رة‪ ،‬ووضعتها بمتناول الجميع بعد أن كانت حبيسة خزائن الكتب‪ .‬ونقلت أخبار التجارة واالقتصاد للتجار‬ ‫في كل مكان‪ ،‬ولعل المنشورات مجهولة المصدر والهوية التي لعبت دوراً كبيراً إبان الثورتين الفرنسية‪ ،‬واألمريكية‪ ،‬من أبلغ األمثلة على الدور الهام الذي لعبته الطباعة في تغيير العالقات‬ ‫اإلنسانية في المجتمع اإلنساني المعاصر‪.‬‬ ‫وحاولت الصحف بالتدريج أن تصبح حارساً للديمقراطية‪ ،‬بإتاحتها الفرصة للمرشح والناخب بالتعرف إلى بعضهما البع دون اتصال مباشر‪ ،‬بل عن طريق انتقال األفكار‬ ‫المنشورة على صفحاتها‪ ،‬وأصبحت من الوسائل الهامة التي يعتمد عليها التعليم في مختلف مراحله‪ ،‬وساعدت الصحف من خالل اإلعالنات التي تنشرها على تصريف قدر هائل من السلع‬ ‫المنتجة في المصانع‪ ،‬وإيجاد فرص العمل‪ ،‬وتوفير األيدي العاملة للباحثين عنها‪.‬‬ ‫وجاءت الثورة الصناعية للصحف مع مطلع القرن العشرين بالمطبعة البخارية أو ً‬ ‫ال‪ ،‬ومن ثم بالمطبعة الكهربائية‪ ،‬مما ساعد على خف تكاليف طباعتها‪ ،‬وأجور اإلعالنات على‬ ‫صفحاتها وزيادة عدد نسخها‪ ،‬مما ساعدها على االنتشار الواسع وتحولها إلى وسيلة اتصال جماهيري‪ ،‬رخيصة الثمن توزع أعداداً ضخمة من النسخ يعتمد عليها لنشر إعالنات مربحة للمنتج‬ ‫والناشر في آن معاً‪ .‬ومن الميزات الهامة األخرى التي تنفرد بها المادة المطبوعة عن غيرها من وسائل اإلعالم الجماهيري‪ ،‬أنها تسمح للقارئ بالتكيف مع الظروف ومطالعتها في الوقت‬ ‫المالئم له‪ ،‬وإعادة القراءة كلما أراد‪ ،‬إضافة إلى أنها من أفضل الوسائل لمخاطبة الجماعات والشرائح االجتماعية الصغيرة والمتخصصة‪.‬‬


‫الصحافة المسموعة ( الراديو )‪ :‬تعتبر اإلذاعة المسموعة من أفضل وسائل االتصال الجماهيري قدرة على الوصول للمستمعين في أي مكان بسهولة ويسر متخطية الحواجز‬ ‫الجغرافية والسياسية واألمية‪ ،‬ألنها تستطيع مخاطبة الجميع دون تمييز وبغ النظر عن فارق السن ومستوى التعليم‪ ،‬وال تحتاج لظروف وأوضاع خاصة لالستماع كما هي الحال بالنسبة‬ ‫لإلذاعة المرئية ( التلفزيون )‪ ،‬حتى أنها أصبحت في بع المجتمعات المتقدمة نوعا ً من الوسائل اإلعالمية التي يتعامل معها اإلنسان دون اهتمام أو تركيز‪ ،‬كمصدر للترفيه أكثر من أنها‬ ‫مصدراً للمعلومات يحتاج للتركيز واالهتمام‪ .‬ومن الصعب جداً تحديد أصل االختراعات العلمية التي أدت إلى ظهور اإلذاعة المسموعة‪ ،‬التي تعتبر اليوم واحدة من أهم وسائل اإلعالم‬ ‫الجماهيرية‪ .‬ففي الفترة من ‪ 8852‬إلى ‪ 8850‬اكتشف برافلي المبادئ األساسية للمبرق الالسلكي‪ ،‬ونجحت تجارب ماركوني التي أجراها خالل الفترة من عام ‪ 8850‬وحتى عام ‪ 8855‬عندما‬ ‫نجح في إرسال أول برقية السلكية عبر بحر المانش‪.‬‬ ‫وتطورت األبحاث العلمية بعد ذلك‪ ،‬حتى استطاع المهندس الفرنسي رايموند برايار‪ ،‬وزميله الدكتور البلجيكي روبير فولدا سميث‪ ،‬من إرسال واستقبال بث إذاعي عن بعد عدة‬ ‫كيلو مترات عام ‪ ، 8580‬وتوقفت التجارب بعد ذلك بسبب الحرب العالمية األولى‪ ،‬إلى أن عادت مرة أخرى إلى دائرة االهتمام بعد انتهاء الحرب مباشرة‪ .‬وبدأت أول البرامج اإلذاعية اليومية‬ ‫المنظمة البث من ديتروا نيوز في الواليات المتحدة األمريكية عام ‪ ،8502‬وتبعتها بريطانيا التي نظم فيها دايلي مايل أول برنامج إذاعي في نفس العام‪ .‬أما فرنسا فقد نجح الجنرال فيري من‬ ‫إرسال أولى البرامج اإلذاعية عام ‪ . 8508‬وتعتبر العشرينات من القرن العشرين فترة هامة في حياة هذا االختراع الهام‪ ،‬اوآخذ في التطور والتوسع‪ .‬ورافقه في عام ‪ 8503‬اختراع البيك آب‬ ‫الكهربائي‪ ،‬وفي عام ‪ 8520‬اختراع التسجيل على االسطوانات المرنة‪ ،‬وآلة التسجيل عام ‪ ،8503‬وتمكن األمريكيان براتان وباردن عام ‪ 8508‬من اختراع المذياع‪ ،‬الذي انتشر في األوساط‬ ‫الشعبية اعتبارا من عام ‪8532‬وتبع هذا االختراع عام ‪ 8538‬اختراع اسطوانة التسجيل الستريو التي انتقل البث اإلذاعي معها إلى مرحلة جديدة‪.‬‬ ‫الصحافة المرئية ( التلفزيون )‪ :‬بدأت أولى التجارب على إرسال الصور الثابتة باللونين األسود واألبي عن بعد في منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬وتطور هذا االختراع حتى‬ ‫استطاع األلماني دي كورن من اختراع الفوتوتلغرافيا عام ‪ ، 8523‬وجاء بعده الفرنسي إدوارد بلين‪ ،‬الذي طور االختراع األول وأطلق عليه اسم البيلينوغراف عام ‪ .8528‬واستمرت هذه‬ ‫التجارب بالتطور مستخدمة وسائل ميكانيكية أو ً‬ ‫ال ثم راديو كهربائية‪ ،‬حتى توصل كالً من اإلنجليزي جون لوجي بيارد واألمريكي س‪ .‬ف‪ .‬جنكيس إلى وسيلة إرسال تستعمل فيها اسطوانة‬ ‫دورانية مثقوبة عام ‪ . 8502‬وتكللت التجارب التي جرت خالل ثالثينات القرن العشرين بالنجاح‪ ،‬حيث بدأ مركز أليكساندر بالس البريطاني للتلفزيون بالبث التلفزيوني لمدة ساعتين يومياً عام‬ ‫‪ ،8521‬وتبعه المركز الفرنسي في التوريفال ببث برامج تلفزيونية يومية عام ‪ ،8528‬وتبعتها الواليات المتحدة األمريكية في العام التالي ببث تلفزيوني لجمهور كبير‪ .‬وأخرت الحرب العالمية‬ ‫الثانية البداية الفعلية النتشار البث التلفزيوني للجمهور العري حتى عامي ‪ 8501 - 8503‬أي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫وبدأ في الخمسينات من القرن العشرين االنتقال التدريجي إلى نظام البث التلفزيوني الملون‪ ،‬وتبعه االنتشار العاصف للبث التلفزيوني بواسطة الدارات المغلقة‪ ،‬ومحطات التقوية‬ ‫األرضية‪ ،‬إلى أن انتقل البث التلفزيوني عبر األقمار الصناعية مع تطور غزو اإلنسان للفضاء الكوني الذي بدأ في نفس الفترة تقريباً‪ .‬وللتلفزيون فاعلية فريدة ألنه الوسيلة التي تعتمد على‬ ‫حاستي السمع والبصر في آن معاً‪ ،‬ويستحوذ على االهتمام الكامل للجمهور‪ ،‬أكثر من الوسائل اإلعالمية األخرى‪ ،‬وخاصة في أوساط األطفال واليافعين‪ ،‬وكشفت بع الدراسات أن الصغار‬ ‫والكبار على حد سواء يميلون إلى تقبل كل ما يقدمه التلفزيون بدون مناقشة‪ ،‬ألنهم يعتبرونه واقعياً ويعلق في أذهانهم بصورة أفضل‪ .‬واالختالف بين التلفزيون والراديو‪ ،‬أن التلفزيون يحتاج‬ ‫لحاستي السمع والبصر وانتباهاً ال يستطيع المتفرج معه أن يفعل شيئاً آخر أثناء المشاهدة‪ ،‬في حين أن المستمع لإلذاعة المسموعة (الراديو) يستطيع أثناء استماعه أن يقرأ ويمشي ويعمل‬ ‫ويقود سيارته‪ ،‬أو أن يستلقي مغمضاً عينيه سارحاً في خياله‪ .‬ومن المزايا التي يتميز بها التلفزيون عن سواه من وسائل اإلعالم الجماهيرية‪ :‬أنه أقرب لالتصال المباشر‪ ،‬ويجمع بين الصورة‬ ‫والصوت والحركة واأللوان‪ ،‬ويتفوق عن االتصال المباشر بأنه يكبر األشياء الصغيرة‪ ،‬ويحرك األشياء الثابتة؛ وينقل األحداث فور حدوثها‪ ،‬وبفارق زمني طفيف؛ ويسمح بأساليب متعددة‬ ‫لتقديم المادة اإلعالنية‪ ،‬مما يضاعف من تأثيرها على الجمهور؛ وأصبح وسيلة قوية بين وسائل اإلعالم الجماهيرية بعد أن دخل كل بيت‪ ،‬ووفرت له األقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء‬ ‫الكوني انتشارا عالمياً‪ ،‬مما زاد من فاعلية عملية التبادل اإلعالمي والثقافي العالمي‪ ،‬وأصبح وسيلة تقارب بين الشعوب‪.‬‬ ‫وهكذا نرى كيف تغير وضع اإلنسان الذي عاش قديماً في مجتمعات صغير ة‪ ،‬محدودة العدد معزولة عن بعضها البع ‪ ،‬يصعب االتصال فيما بينها‪ ،‬ليأتي القرن العشرين ليغير‬ ‫الوضع تماماً لسببين أساسيين نلخصهما‪ :‬بنشوب الحرب العالمية األولى ( ‪ ،) 8588 - 8580‬والحرب العالمية الثانية (‪ ،)85503 - 8525‬وما تمخ عنهما من انتقال للقوات العسكرية عبر‬ ‫الدول والقارات‪ ،‬وهذا بحد ذاته ساعد على تطوير وسائل المواصالت البرية والبحرية والجوية‪ ،‬ومعها تطورت الطرق البرية والمائية والسكك الحديدية والموانئ البحرية والجوية؛ وانتشرت‬ ‫وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬من تلغراف وتلفون وراديو وتلكس وفاكس وحاسوب (كمبيوتر) وبريد إليكتروني‪ ،‬ووسائل إعالم جماهيرية‪ ،‬من صحف ومجالت وإذاعة وتلفزيون‪ .‬مما " أحدث‬ ‫تغيرات جذرية على تصورات المواطنين في جميع أنحاء العالم‪ ،‬واتسع أفق األفراد وإطارهم الداللي بشكل لم يسبق له نظير‪ ،‬بحيث لم يعد باإلمكان عزل الناس عقلياً أو سيكولوجياً عن‬ ‫بعضهم البع ألن ما يحدث في أي بقعة من بقاع العالم‪ ،‬يترك آثاره على جميع األجزاء األخرى‪ .‬وهكذا أصبح عالم اليوم قرية األمس بعد أن اتسعت تصورات الفرد التقليدي القديم التي كانت‬ ‫تتسم بالبساطة عن واقعه وأصبح عليه أن يجاهد حتى يفهم األخبار التي تغمره بها وسائل اإلعالم الجماهيرية يومياً عن أحوال األمم والشعوب األخرى المختلفة األلوان والعقائد "‪.‬‬ ‫وخرجت وسائل اإلعالم الجماهيرية بالتدريج عن إطارها المحلي لتصبح أداة اتصال وتواصل بين األمم لها دوراً مرسوماً ومحدداً في إطار العالقات الدولية‪ ،‬وعملية التبادل‬ ‫اإلعالمي الدولي‪ ،‬ودخلت ضمن األدوات والوسائل التي تحقق من خاللها مختلف الدول والمنظمات الدولية واإلقليمية والمحلية بعضاً من سياساتها الخارجية‪ .‬وبالتدريج انتقلت المؤسسات‬ ‫الصحفية الدولية للعمل على نشر المبادئ واألفكار والمواقف واألخبار عن طريق وسائل اإلعالم الجماهيرية المختلفة بغرض اإلقناع والتأثير على األفراد والجماعات داخل المجتمع‪ ،‬فعندما‬ ‫تخرج المؤسسات اإلعالمية عن نطاق المحلية وتجتاز وسائلها الحدود الجغرافية والسياسية للدولة‪ ،‬لنقل تلك المبادئ واألفكار والمواقف واألخبار لمواطني دول أخرى‪ ،‬لخلق نوع من الحوار‬ ‫الثقافي أو الهيمنة الثقافية‪ ،‬متجا وزة الحواجز اللغوية‪ ،‬تأخذ هذه المؤسسات الصحفية ووسائلها اإلعالمية صفة اإلعالم الدولي‪.‬‬ ‫واإلعالم الدولي جزء ال يتجزأ من السياسة الخارجية للدول المستقلة ذات السيادة‪ ،‬ووسيلة فاعلة من الوسائل التي تحقق بع أهداف السياسة الخارجية لكل دولة داخل المجتمع‬ ‫الدولي‪ .‬وتخدم من خاللها المصلحة الوطنية العليا للدولة‪ ،‬وفقاً للحجم والوزن والدور الذي تتمتع به هذه الدولة في المعادالت الدولية‪ ،‬وتأثيرها وتأثرها باألحداث العالمية المستجدة كل يوم؛‬ ‫وخاصة عند نشوب أزمات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو اضطرابات اجتماعية تطال تلك الدول‪ ،‬أو الدول المجاورة لها؛ أو تطال مناطق المصالح الحيوية للدول الكبرى في أنحاء العالم؛‬ ‫أو في حال حدوث كوارث طبيعية وأوبئة‪ ،‬أو تهديدات للبيئة والحياة على كوكب األرض‪ .‬ولإلعالم الدولي دوافع متعددة‪ ،‬تنطلق من المصالح السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والعسكرية‪،‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬واإلنسانية‪ ،‬بما يتفق والسياسة الخارجية للدولة‪ ،‬وتنبع من المصالح الوطنية العليا للدولة‪ ،‬وتعمل من خالل هذا المنظور على تعزيز أو تعكير التفاهم الدولي والحوار‬ ‫بين األمم‪ ،‬الذي أدى إلى خلق تصور واضح للدول بعضها عن بع ‪ ،‬مفاده التحول من النظام الثقافي القومي التقليدي المغلق‪ ،‬إلى نظام ثقافي منفتح يقوي هيمنة القوي أو يعزز التفاهم الدولي‬ ‫ويعمل على تطويره‪ .‬وكان لوسائل اإلعالم الجماهيرية دوراً أساسياً في هذا التحول بعد التطور الهائل في تقنياتها خالل القرن الماضي والتي ساعدت على إحداث تغيير ثقافي واجتماعي‬ ‫واض ح‪ ،‬رغم تضارب المصالح االقتصادية والسياسية والصراعات اإليديولوجية المؤثرة في القرار السياسي الالزم ألي تقارب أو حوار دولي‪.‬‬ ‫وظائف الصحافة الدولية ‪ :‬ونحن في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى لمعلومات عن الظروف المحيطة بنا‪ ،‬وتصلنا هذه المعلومات وبسرعة فائقة ودقة كبيرة عن طريق‬ ‫وسائل اإلعالم الجماهيرية التي باتت تستخدم أحدث وسائل االتصال المزودة بأحدث المعدات اإللكترونية والتجهيزات المتطورة باهظة التكاليف‪ ،‬تلك المعلومات التي تساعدنا على اتخاذ‬ ‫القرارات وتنفيذها‪ .‬وأصبحت الدولة أكثر من ذي قبل تشارك عن طريق ممثليها في التأثير على مجرى الحياة االجتماعية في الداخل والخارج من خالل سياساتها الداخلية والخارجية مستعينة‬ ‫بوسائل اإلعالم الجماهيرية‪ ،‬وأصبحت المصالح الوطنية العليا للدولة أكثر تأثيراً في عملية اتخاذ القرارات على الصعيدين الداخلي والخارجي‪ .‬ودخلت وسائل اإلعالم الجماهيرية القرية‬ ‫والمدينة والتجمعات السكانية أينما كانت‪ ،‬وتحولت إلى نظام مفتوح أمام قوى التغيير اوآتية من الداخل ومن الخارج‪ ،‬وأصبحت وسائل اإلعالم الجماهيرية التي كانت يوماً ما تصل إلى جمهور‬ ‫محدود وبتأثير محدود‪ ،‬تصل اليوم إلى كل سكان العالم تقريباً‪ ،‬لتؤثر على آراء الناس وتصرفاتهم وأسلوب حياتهم‪ ،‬فالصحيفة والمجلة والكتاب الذي كان يقرؤه في الماضي عدد محدود من‬ ‫األفراد‪ ،‬يقرؤه اليوم ماليين البشر‪ ،‬مطبوعاً أم منقوالً عبر البريد اإللكتروني وشبكات الكمبيوتر المتطورة‪ ،‬والبرنامج اإلذاعي الذي كان يسمعه الناس في دائرة محدودة أصبحت تسمعه‬ ‫الماليين من البشر في مناطق متباعدة من العالم‪ ،‬والبرنامج التلفزيوني الذي كان حكراً على منطقة جغرافية محدودة أصبح اليوم في متناول المشاهد عبر قارات العالم‪ .‬وأجهزة االتصال‬ ‫الحديثة حلت مكان المبرقات التلغرافية القديمة‪ ،‬مما جعل الناس يؤمنون بأن تلك الوس ائل قادرة على التأثير في المجتمع وتغييره بشكل أساسي ليس على الصعيد المحلي وحسب‪ ،‬بل وعلى‬ ‫الصعيد العالمي‪ .‬وبرز كإعالم دولي له مكانته وتأثيره ووظائفه‪ .‬وكما كان لإلعالم الدولي دوافعه المحددة‪ ،‬كما أشرنا سابقاً‪ ،‬فله وظائف محددة أيضا ً يؤديها تنفيذاً للدور الذي تفرده له السياسة‬ ‫الخارجية للدولة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -8‬االتصال باألفراد والشرائح االجتماعية والجماعات والكتل السياسية والمنظمات داخل الدولة التي يمارس نشاطاته اإلعالمية داخلها‪ ،‬وتتمثل بالحوار مع القوى المؤثرة في‬ ‫اتخاذ القرار السياسي من شخصيات وأحزاب وكتل برلمانية‪ ،‬سواء أ كانت في السلطة أم في المعارضة على السواء‪ ،‬للوصول إلى الحد األقصى من الفاعلية التي تخدم السياسة الخارجية‬ ‫لبالده‪ ،‬وتخضع عملية االتصال عادة لمعطيات هامة من حيث المواقف من القضايا المطروحة قيد الحوار ومواقف السلطة والمعارضة منها والخط السياسي الرسمي للدولة حيالها‪ .‬وتتراوح‬ ‫هذه المواقف عادة ما بين المؤيد التام‪ ،‬والمؤيد‪ ،‬والحياد التام‪ ،‬والحياد‪ ،‬والمعارضة التامة‪ ،‬والمعارضة‪ ،‬والعداء التام‪ ،‬والعداوة‪ ،‬ولهذا كان البد من التحديد الدقيق للموقف السياسي للدولة‪،‬‬ ‫والمواقف األخرى‪ ،‬للعمل على كسب التأييد الالزم لصالح القضايا ا لمطروحة للنقاش‪ ،‬والعمل على زحزحة المواقف السياسية المعلنة للدولة‪ ،‬لصالح تلك القضايا‪ .‬أو خلق مناخ مالئم للحوار‬ ‫اإليجابي على األقل‪ .‬كما ويجب األخذ بعين االعتبار أيضاً طبيعة النظام السياسي السائد في تلك الدولة‪ ،‬ومدى ديمقراطية هذا النظام‪ ،‬وطرق اتخاذ القرارات السياسية في ظل النظام السياسي‬ ‫القائم‪ ،‬ومدى المشاركة الفعلية لكل القوى السياسية الموجودة في اتخاذ تلك القرارات‪ ،‬ألن االتصال بالجماهير الشعبية في أي دولة يتم من خالل تلك القوى التي تمثل النخبة المؤثرة‪ ،‬أوالً‪ :‬بين‬ ‫أصحاب الحق باتخاذ القرارات؛ وثانياً‪ :‬على الجما هير الشعبية‪ ،‬التي هي بمثابة قوة ضاغطة على أصحاب حق اتخاذ القرار‪ ،‬ومن هنا نفهم مدى أهمية إلمام خبراء اإلعالم والمخططين‬ ‫للحمالت اإلعالمية الدولية‪ ،‬بالنظم السياسية للبلدان المستهدفة والقوى المؤثرة فيها سلطة أم معارضة‪ ،‬ودور كل من تلك القوى في اتخاذ القرارات الستخدامها في التخطيط للحمالت اإلعالمية‬ ‫المؤيدة أو المضادة آخذين بعين االعتبار الحقائق االجتماعية والثقافية التي تساعد على نجاح الحمالت اإلعالمية الدولية‪.‬‬ ‫‪ -0‬االتصال المباشر بالجماهير الشعبية‪ ،‬عن طريق وسائل اإلعالم واالتصال الجماهيري ومن خالل النشرات اإلعالمية‪ ،‬والمؤتمرات الصحفية‪ ،‬والمقاالت‪ ،‬والبرامج اإلذاعية‬ ‫والتلفزيونية‪ ،‬واإللكترونية‪ ،‬والعروض السينمائية والمسرحية‪ ،‬وأفالم الفيديو‪ ،‬وإقامة المعارض اإلعالمية‪ ،‬وتشجيع السياحة وتبادل الزيارات‪ ،‬وغيرها من الوسائل التي تتيح أكبر قدر ممكن‬ ‫من الصالت المباشرة مع الجماهي ر‪ ،‬للوصول إلى تأثير إعالمي أفضل وأكثر فاعلية‪ .‬وتأخذ بع الدول لتحقيق سياستها الخارجية أسلوب مخاطبة الجماعات المؤثرة فقط‪ ،‬توفيراً للنفقات التي‬ ‫تترتب من جراء استخدام أسلوب االتصال بالجماهير الشعبية العريضة‪ ،‬وتوفيراً للوقت الذي يستغرق مدة أطول من الوقت الالزم عند مخاطبة قطاعات وشرائح اجتماعية متباينة من حيث‬ ‫المصالح والتطلعات‪ ،‬ومستوى التعليم‪ ،‬والثقافة‪ ،‬واالتجاه الفكري‪ .‬ومزاجية الجماهير العريضة في متابعة القضايا المطروحة‪ ،‬المحصورة في بوتقة اهتمامات شريحة اجتماعية معينة فقط‪،‬‬


‫وألن أسلوب االتصال الفعال بالجماهير الشعبية يحتاج أيضاً إلمكانيات كبيرة ووسائل متعددة‪ ،‬تفتقر إليها الدول الفقيرة والنامية بينما نراها متوفرة لدى الدول الغنية القادرة من حيث اإلمكانيات‬ ‫المادية والتقنية والخبرات اإلعالمية‪ ،‬التي تمكنها من استخدام األسلوبين في آن معاً‪.‬‬ ‫‪ -2‬ويمثل اإلعالم الدولي الدولة أو المنظمة التي ينتمي إليها‪ ،‬سواء أكانت محلية أم إقليمية أم دولية أم متخصصة أم تجارية‪ ،‬كمكاتب األمم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة في‬ ‫العديد من دول العالم‪ ،‬ومكاتب منظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬والجامعة العربية‪ ،‬واألوبيك‪ ،‬ومنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬ومنظمة التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬والسوق األوربية المشتركة‪ ،‬ومنظمة‬ ‫شنغهاي للتعاون‪ ،‬ورابطة الدول المستقلة‪ ،‬ورابطة أوروآسيا االقتصادية‪ ،‬وغيرها من المنظمات الدولية واإلقليمية‪ .‬ونحن عندما نرى اليوم الدول الغنية تستخدم كل تقنيات وسائل االتصال‬ ‫الحديثة في خدمة حمالتها اإلعالمية الدولية‪ ،‬ومن أبسط صورها القنوات التلفزيونية الفضائية‪ ،‬بعد انتشار استعمال هوائيات استقبال البث التلفزيوني عبر األقمار الصناعية في المنازل‪،‬‬ ‫وشيوع استخدام شبكات الكمبيوتر بشكل واسع‪ ،‬ومن أهم هذه الشبكات‪ ،‬شبكة الكمبيوتر العالمية " إنترنيت " التي تملكها وتديرها الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬دون منافسة تذكر حتى اوآن‪.‬‬ ‫بينما نرى الدول النامية تتخبط بمشاكلها اإلعالمية‪ ،‬وتعاني من اوآثار المترتبة عن التطور التكنولوجي الحديث‪ ،‬والخلل الفاحش في التدفق اإلعالمي الدولي أحادي الجانب والتوجه والتأثير‪.‬‬ ‫مشاكل الصحافة الدولية‪ :‬ور غم الجهود الحثيثة التي بذلتها وتبذلها الدول النامية والفقيرة حتى اليوم‪ ،‬للخروج من المأزق اإلعالمي التي تعاني منه‪ ،‬نراها تتخبط حتى اليوم‬ ‫بمشاكلها اإلعالمية التي تزداد تشعباً وتعقيداً كل يوم‪ ،‬بسبب التطور العلمي والتكنولوجي الهائل في ميدان وسائل االتصال الحديثة‪ ،‬ووسائل اإلعالم الجماهيرية حتى على الصعيد الوطني‪،‬‬ ‫ومن أهم هذه المشاكل‪ :‬الخلط بين الوظيفة اإلعالمية الدولية‪ ،‬والوظيفة اإلعالمية اإلقليمية‪ ،‬والوظيفة اإلعالمية المحلية‪ ،‬ومتطلبات كل من تلك الوظائف وخصائصها المتميزة؛ والخلط بين‬ ‫السياسات الداخلية واإلقليمية و الخارجية للدولة عند التخطيط للحمالت اإلعالمية الدولية‪ ،‬واالرتباك في تحديد األولويات؛ وضعف أجهزة وتقنيات المؤسسات اإلعالمية الوطنية‪ ،‬وافتقارها‬ ‫للمعدات والتجهيزات المتطورة‪ ،‬واإلمكانيات المادية الالزمة للحمالت اإلعالمية الدولية‪ ،‬أو استخدامها لإلعتمادات المالية المتاحة بشكل سيء‪ ،‬أو بشكل غير فعال في األغراض المطلوبة‪،‬‬ ‫إضافة لسطحية المساعدات الخارجية التي تحصل عليها تلك الدول من الدول الغنية‪ ،‬والمنظمات الدولية المتخصصة؛ والنقص الفاضح في الكوادر اإلعالمية المتخصصة باإلعالم المحلي‬ ‫والدولي‪ ،‬وندرة أصحاب ا لتخصص األكاديمي بينهم‪ ،‬مما يؤدي إلى‪ :‬اختيار كوادر غير كفوءة للعمل اإلعالمي الدولي‪ ،‬العتبارات سياسية في أكثر األحيان‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى‪ :‬غياب‬ ‫التنسيق بين المخطط والمنفذ وأجهزة المتابعة‪ ،‬في الحمالت اإلعالمية الدولية؛ وضعف اإللمام بخصائص الجمهور اإلعالمي األجنبي‪ ،‬وعدم وضع أسلوب إعالمي منطقي مالئم ومتطور قادر‬ ‫على إيصال مضمون الرسالة اإلعالمية للجمهور المستهدف من الحملة اإلعالمية الدولية؛ وغياب التعاون وحتى التنسيق بين المؤسسات اإلعالمية‪ ،‬ومؤسسات التعليم العالي المتخصص‬ ‫ومؤسسات البحث العلمي‪ ،‬فيما يخص إعداد الكو ادر اإلعالمية الوطنية والبحوث العلمية والتطبيقية‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بدراسة راجع الصدى اإلعالمي وتأثير المادة اإلعالمية‪ ،‬وفاعلية‬ ‫الخطط اإلعالمية‪ .‬واالكتفاء بدالً عن ذلك بالبحوث النظرية البحتة التي تتناول الجوانب الوصفية والتاريخية فقط‪ ،‬مبتعدة عن الدراسات التي تتناول جوهر التخطيط‪ ،‬وتحليل مضمون الرسائل‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬وتقدير راجع الصدى اإلعالمي المخطط له وراجع الصدى الفعلي للمواد والوسائل اإلعالمية‪.‬‬ ‫الصحافة الدولية والصراعات الدولية ‪ :‬يعاني عالم اليوم من صراعات سياسية ومنازعات عسكرية عديدة‪ ،‬وقد بينت السوابق التاريخية أن لكل صراع أبعاداً داخلية‪ ،‬وأبعاداً‬ ‫إقليمية‪ ،‬وأبعاداً دولية‪ ،‬وعناصر قوى يجب مراعاة التفاعل بينها‪ ،‬وتأثير هذا التفاعل على تطور الصراع بشكل عام‪ ،‬بقصد التعامل مع هذا الصراع ومعالجته بالشكل المناسب‪ ،‬وهذا ال يمنع‬ ‫وجود عناصر مشتركة بين الصراعات المختلفة‪ ،‬يمكن االستفادة منها عند معالجة تلك الصراعات أو التعامل معها‪ .‬وتعتمد النتائج النهائية ألي صراع من الصراعات‪ ،‬على عناصر القوة‬ ‫المتوفرة لدى كل طرف من أطرافه‪ ،‬وتضم هذه العناصر القوى العسكرية‪ ،‬والمعلوماتية‪ ،‬والتكنولوجية‪ ،‬واإلمكانيات االقتصادية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والبشرية‪ ،‬والحالة المعنوية للقوى البشرية‪ ،‬كما‬ ‫وتعتمد على مسائل أخرى كعنصر المفاجأة‪ ،‬وتطوير اإلستراتيجية والتكتيك‪ ،‬واللجوء إلى أساليب جديدة غير معروفة من قبل‪ ،‬مما تجعل عملية التنبؤ بنتائج الصراع صعبة جداً‪ ،‬وفي بع‬ ‫األحيان غير مجدية‪ ،‬إضافة لإلمكانيات الذاتية لألشخاص ال قائمين على إدارة الصراع‪ ،‬ومدى توفر المعلومات لديهم‪ ،‬والتقنيات واألدوات الحديثة التي يستخدمونها في الصراع‪ .‬فصانع القرار‬ ‫في عملية الصراع يبني قراره على معطيات ملموسة أوالً‪ ،‬وعناصر غير ملموسة تشمل الخصائص النفسية والحالة المعنوية للخصم ثانياً‪.‬‬ ‫وتقتضي معالجة أ ي صراع االعتماد على العقالنية وبعد النظر واستبعاد العواطف واالنفعاالت‪ .‬ألن عملية معالجة أي صراع هي عملية معقدة وشاقة‪ ،‬ونابعة أساسا ً من عناصر‬ ‫القوى المشاركة فعالً في الصراع من الجانبين‪ ،‬ومبنية على الحسابات الدقيقة والخطط الموضوعة‪ ،‬والمستخدمة فعالً من قبل طرفي الصراع‪ .‬وتتنوع أدوات الصراع‪ ،‬عندما تقتضي ظروف‬ ‫الصراع اللجوء إلى القوة العسكرية تارة‪ ،‬وإلى القوة االقتصادية تارة أخرى‪ ،‬أو إلى العمل السياسي والدبلوماسية الهادئة في حاالت أخرى‪ ،‬أو قد يلجأ الجانبان المتصارعان إلى استخدام القوة‬ ‫العسكرية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والدبلوماسية في آن معاً‪ ،‬مستخدمين المرونة في تكتيك إدارة الصراع وفقاً لطبيعة الظروف المتبدلة محلياً وإقليمياً ودولياً‪ .‬ولكن يبقى دور وسائل اإلعالم‬ ‫الجماهيرية في عملية الصراع متمثالً بتعبئة الرأي العام المحلي والعالمي حول وجهة النظر الرسمية للدولة من الصراع الدائر‪ ،‬وشرحها‪ ،‬وتغطية أخبار أهم أحداثها تباعاً‪ .‬وشرح وتحليل أبعاد‬ ‫هذا الصراع وأسبابه‪ ،‬مع مراعاة أن يأخذ خبراء اإلعالم والصحفيون بعين االعتبار‪ ،‬خصائص الجمهور اإلعالمي المخاطب ثقافياً وسياسياً وتاريخياً‪ ،‬ومدى تعاطفه مع وجهة النظر الرسمية‬ ‫للدولة المعني ة في هذا الصراع‪ ،‬واختيار اللغة المناسبة للرسالة اإلعالمية لتصل إلى أقصى حد ممكن من التأثير والفاعلية‪ .‬ألن سالح اإلعالم في أي صراع كان ال يقل أهمية عن القوة‬ ‫العسكرية واالقتصادية‪ ،‬وهو الوسيلة الناجعة لرفع معنويات القوى البشرية في الدولة المعنية‪ ،‬وتحطيم الروح المعنوية للخصم في الصراع الدائر‪ ،‬واإلعالم الناجح هو السند القوي للكفاح على‬ ‫الجبهة السياسية والعمل الدبلوماسي الهادئ والرصين والمنطقي‪.‬‬ ‫ولكننا نرى أن الدراسات اإلعالمية في الدول المتخلفة لم تزل حتى اوآن محصورة في إطار مساقات اإلعالم التي تدرس في الجامعات‪ ،‬وبارتباط باإلشكاليات الظرفية والمكانية‬ ‫والمناخ السياسي واالقتصادي والتنموي الذي تعمل فيه وسائل اإلعالم واالتصال الجماهيرية المعنية‪ ،‬دون االعتماد على الظروف التاريخية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬واإلستراتيجية‬ ‫الموضوعية بالكامل‪ ،‬وهي نفس الظروف التي تحيط باإلعالم العربي كما هي الحال في معظم الدول اإلفريقية واألمريكية الالتينية واوآسيوية‪ .‬وتشير الدراسات اإلعالمية إلى أنه إعالم ال‬ ‫يتجاوز كونه وسيلة ناقلة للخبر أو المعلومة وليس أكثر من ردة فعل على ما تورده وسائل اإلعالم الدولية‪ ،‬في الوقت الذي أخذت فيه الشبكات العالمية بالبث من داخل بع الدول وبلغاتها‬ ‫القومية ومنها شبكة "‪ "MTV‬العالمية التي تجري استعداداتها لتدشين قناتها العربية انطالقا من دبي في نهاية العام الجاري ‪ ،0228‬عبر شراكة مع المجموعة العربية لإلعالم‪ .‬وبالرغم من‬ ‫الكم الكبير للقنوات الغنائية والشبابية العربية‪ ،‬إال أن مسؤولي "‪ "MTV‬العربية واثقون من قدرتهم على المنافسة‪ ،‬غير عابئين بحجمها‪.‬‬ ‫وأشار بيل رودي نائب رئيس شبكات ‪ MTV‬الدولية إلى أنه ال توجد قنوات يمكنها منافسة قناته المرتقبة‪ ،‬معتبرا أنها ستكون منبراً ثقافياً للشباب وليس مجرد قناة للموسيقى‪،‬‬ ‫وستعمل على نشر مزيج فريد من المحتويين العربي والدولي‪ ،‬وهذا يعني استفادة الشبكة من نتائج الدراسات العلمية والتطبيقية الميدانية التي البد وأنها قامت بها لدراسة واقع الساحة اإلعالمية‬ ‫العربية‪ ،‬وهي الدراسات الغائبة في مجال البحث العلمي في الدول العربية تقريباً‪ .‬وبهذا تكون اللغة العربية اللغة التاسعة والعشرين التي تبث بها قناة "‪ MTV‬العالمية"‪ ،‬وأعلن أن قناة "‪MTV‬‬ ‫العربية"‪ ،‬ستكون قناة مفتوحة على مدار اليوم تلبي من خالل برامجها احتياجات جمهور المشاهدين الشباب في المنطقة العربية‪ ،‬إذ تعول القناة على الفئة العمرية ممن هم دون سن الـ ‪ 03‬سنة‪،‬‬ ‫والذين يشكلون أكثر من نصف إجمالي سكان منطقة الشرق األوسط‪ ،‬حيث ستعمل قناة "‪ MTV‬العربية" على استقطاب هذه الفئة الكبيرة من خالل تقديم العديد من البرامج والمواد المختارة‬ ‫بعناية‪ .‬والسؤال الذي ال بد من طرحه هنا هو رغم أن الشركة الدولية معروفة االنتما ء فأي مصالح وطنية ستمثل ؟ وأية ثقافة قومية ستغرس في نفوس الشباب العربي الذين هم في طور‬ ‫التكوين بعد ؟ فهل حاول بع المحللين اإلعالميين الوطنيين اإلجابة عليها ؟ وأشك بذلك صراحة !‬ ‫فقد أشار عبد اللطيف الصايغ رئيس مجلس إدارة المجموعة اإلعالمية العربية إلى أن "شراكتنا مع شبكة "‪ "MTV‬العالمية تعد خطوة هامة في إطار رؤيتنا اإلستراتيجية بعيدة‬ ‫المدى والخاصة بإطالق قناة دولية مخصصة لعرض البرامج الموسيقية والثقافية العربية‪ ،‬وأضاف ال شك من أننا مسرورين إلطالق قناة "‪ MTV‬العربية"‪ ،‬ونتطلع نحو تحقيق المزيد من‬ ‫فرص النمو في ا لمنطقة"‪ .‬وتتضمن الخطة البرامجية للقناة عرض األغاني المصورة‪ ،‬والبرامج المتخصصة بالموسيقى‪ ،‬ونخبة من برامج المنوعات‪ ،‬وتلفزيون الواقع‪ ،‬والمسلسالت الكوميدية‬ ‫والدرامية‪ ،‬وتقديم نشرات األخبار‪ ،‬والمقابالت والبرامج الوثائقية‪ ،‬كما ستقدم قناة "‪ "MTV‬العربية‪ ،‬باإلضافة إلى برامج قناة "‪ "MTV‬العالمية التي القت شعبية واسعة‪ ،‬برامج تعالج القضايا‬ ‫المحلية لتلبية احتياجات جمهور الشباب العربي بشكل خاص‪ .‬وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن قنوات "‪ "MTV‬تم إطالقها في عام ‪ 8588‬في وقت كانت فيه خدمات البث التلفزيوني عن طريق‬ ‫الكابالت ال تزال في بداياتها األولى‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت شهدت الشبكة تطورات هائلة لتصبح من أكبر الشبكات التلفزيونية في العالم‪ ،‬من خالل كونها جزءاً من ثقافة الشباب‪ ،‬وتنوع الثقافات في‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫ومفهوم أنها ستستخدم اللغة العربية التي ترتبط بتاريخ‪ ،‬وثقافة‪ ،‬وهوية‪ ،‬كل العرب وتحظى باهتماماتهم ورعايتهم‪ ،‬وهم يسعون اليوم الستكمال جهودهم للنهوض بها في المرحلة‬ ‫التي يتعرض فيها وجودهم القومي لمحاوالت طمس الهوية القومية ومكوناتها والذي يشكل التمسك باللغة العربية عنوانا للتمسك بهذا الوجود ذاته‪ .‬وتتعرض لغزو لغوي مستمر ومتخفي برداء‬ ‫العولمة الثقافية وبلغ من الخطورة مبلغاً حمل أعلى القيادات السياسية في الدول العربية على أن تجعل التصدي له في هذه المرحلة من أولوياتها وعلى قدم المساواة مع التحديات الكبيرة التي‬ ‫تواجهها األمة العربية مساهمة بذلك مع القوى العالمية الممانعة والمقاومة لطمس الثقافات األصيلة أو تذويبها في أتون العولمة الثقافية أو باألدق أمركتها‪ ،‬ولكن دون نكران الحاجة إلى أن يهتم‬ ‫المرء باللغات األجنبية‪ ،‬ألنها جسر التواصل بين العرب وثقافات غيرهم من األمم‪ ،‬ولكن دون أن تكون أية لغة أجنبية بديلة عن اللغة العربية عند العرب‪ ،‬أو أن تكون من عوامل طمسها أو‬ ‫تحريف ثقافتها‪.‬‬ ‫والبد أن من عوامل الجذب إلى السوق اإلعالمية العربية كانت زيادة حجم اإلنفاق اإلعالني وازدهاره في بع الدول العربية الذي هو من مؤشرات انتعاش دور وسائل اإلعالم‬ ‫الجماهيري وسعة انتشارها‪ ،‬فدولة اإلمارات العربية المتحدة مثالً لوحظ فيها خالل الربع األول من عام ‪ 0220‬نمواً بنسبة ‪ %23‬مقارنة بنفس الفترة من عام ‪ .0222‬وحسب معلومات الجمعية‬ ‫الدولية لإلعالن‪ ،‬فإن حجم اإلنفاق في دولة اإلمارات العربية المتحدة بلغ ‪ 001‬مليون دوالر خالل عام ‪ ،0222‬وبلغ متوسط نصيب الفرد من اإلنفاق اإلعالني في اإلمارات ‪ 812‬دوالراً‪ ،‬فيما‬ ‫كان نصيب الفرد في بقية دول مجلس التعاون الخليجي ‪ 13‬دوالراً فقط‪ ،‬مقارنة بحوالي ‪ 222‬دوالر في الواليات المتحدة وأوروبا وكندا‪ .‬ونما حجم اإلنفاق اإلعالني في السوق اإلعالمية‬ ‫العربية عامة بنسبة ‪ %82‬خالل عام ‪ .0223‬بينما وصل حجم اإلنفاق اإلعالني في المملكة السعودية إلى نحو ‪ 302.0‬مليون دوالراً أمريكياً خالل العام المنتهي في أبريل‪/‬نيسان ‪0220‬‬ ‫بارتفاع مقداره ‪ %81‬مقارنة بحجم اإلنفاق المماثل من العام السابق‪ ،‬الذي كان ‪ 018.2‬مليون دوالراً أمريكياً‪ ،‬واستحوذت الصحف على حصة وصلت إلى ‪ 028.0‬مليون دوالراً أمريكياً لتمثل‬ ‫أعلى حصة تستحوذ عليها وسيلة إعالنية وبمعدل ‪ % 80‬من حجم هذا اإلنفاق اإلجمالي‪ ،‬في حين تقاسمت وسائل اإلعالم األخرى الحجم المتبقي من اإلعالن والبالغ ‪ 800.8‬مليون دوالراً‬ ‫أمريكياً‪.‬‬ ‫وأشار أحدث تقرير عن حجم اإلنفاق اإلعالني في المملكة العربية السعودية والصادر عن مركز بارك للدراسات العربية (‪ )Park‬مستوى اإلنفاق الشهري في السعودية خالل‬ ‫عام بدأ من مايو‪/‬أيار ‪ 0222‬وحتى أبريل‪/‬نيسان ‪ ،0220‬وأشار إلى أن شهر أكتوبر‪/‬تشرين األول كان أكثر الشهور إنفاقا‪ ،‬حيث بلغ ‪ 12.2‬مليون دوالراً أمريكياً‪ ،‬في حين كان أغسطس‪/‬آب‬


‫من اقل الشهور إنفاقاً وكان ‪ 08.8‬مليون دوالراً أمريكياً‪ ،‬وان معدل النمو السنوي لإلنفاق اإلعالني شهد زيادات في الـ ‪ 5‬أشهر من العام ‪ 0220‬مقارنة بنفس األشهر من العام األسبق‪ ،‬وان‬ ‫معدالت اإلنفاق اإلعالني تراجعت خالل ‪ 2‬أشهر وهي في مايو‪/‬أيار نسبة ‪ ،%8‬وفي يونيو‪/‬حزيران نسبة ‪ ،%1‬ونوفمبر‪/‬تشرين الثاني نسبة ‪ .%82‬وحازت الصحف في المملكة العربية‬ ‫السعودية على أعلى تفضيالت للمعلنين حيث استحوذت الصحف على ‪ 028.0‬مليون دوالراً أمريكياً أو نسبة ‪ %80‬من اإلنفاق‪ ،‬في حين جاءت المجالت في المرتبة الثانية واستحوذت على‬ ‫‪ 32.2‬مليون دوالر أي نسبة ‪ ،%5.0‬تتلوها اللوحات اإلعالنية واستحوذت ‪ 08.1‬مليون دوالر أي نسبة ‪ ،%8.8‬والتلفزيون واستحوذ ‪ 02.8‬مليون دوالر أي نسبة ‪ ،%8‬في حين لم يزد‬ ‫نصيب الراديو عن ‪ 2.3‬مليون دوالر فقط‪ ،‬ومن جهة أخرى أشار التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية كانت األولى على مستوى دول الخليج العربية من حيث اإلنفاق اإلعالني على مدار‬ ‫عام‪ ،‬تلتها دولة اإلمارات العربية المتحدة واستحوذت على ‪ 321‬مليون دوالراً أمريكياً‪ ،‬ثم الكويت واستحوذت على ‪ 208‬مليون دوالراً أمريكياً‪ ،‬والبحرين واستحوذت على ‪ 58‬مليون دوالراً‬ ‫أمريكياً‪ ،‬وعمان وقطر واستحوذتا على ‪ 38‬مليون دوالراً أمريكياً لكل منهما‪.‬‬ ‫وعلى مستوى الدول العربية جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بعد مصر التي بلغ اإلنفاق اإلعالني فيها ‪ 102‬مليون دوالراً أمريكياً‪ ،‬ثم دولة اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة ودولة الكويت‪ ،‬في حين احتلت لبنان المرتبة الخامسة بحجم إنفاق بلغ ‪ 055‬مليون دوالراً أمريكياً خالل العام الذي انتهى في أبريل ‪ ،0220‬وما هذا إال دليل يشير إلى حقيقة انتشار‬ ‫وسائل اإلعالم العربية وجذبها للمعلنين وهو ما تم دراسته في الوقت التي نرى ندرة وسطحية الدراسات الوطنية التي تتناول الجوانب اإلعالمية األخرى‪.‬‬ ‫وهذا في الوقت ال ذي أشارت إحصاءات شركة فوريستر كما ذكرت البي بي سي إلى أن اإلعالنات االلكترونية في أوروبا ستبلغ ‪ 00‬مليار دوالراً أمريكياً بحلول عام ‪0280‬‬ ‫وهذا يعني ضعف القيمة المسجلة في العام ‪ 0221‬وما يعني أن اإلعالنات االلكترونية ستسجل ما قيمته ‪ %88‬من إجمالي اإلنفاق اإلعالني حينها‪ ،‬بينما هي ‪ %1‬اوآن‪ .‬وهو ما يحتاج أن يأخذ‬ ‫المسؤولون والمخططون اإلعالميون العرب هذا بعين االعتبار‪ ،‬خاصة وأن عدد مستخدمي موقع "ويكبيديا" اإللكتروني زاد بواقع ‪ 02‬مليون مستخدم شهريا خالل العام الماضي ‪ 0221‬ليصل‬ ‫اإلجمالي إلى ‪ 01.8‬مليون حسب ما ذكرته إحصاءا ت شركة "نيلسن نت رايتينغز"‪ ،‬و"ويكبيديا" الموسوعة الكترونية المفتوحة التي باتت أحد مراجع المعلومات واألخبار العالمية‪.‬‬ ‫وفي دراسة أجرتها شركة "هيل اند نولتن – الشرق األوسط"‪ ،‬اعتبر ‪ %50‬من المسؤولين اإلداريين في الشرق األوسط أن السمعة المؤسساتية هي في غاية األهمية‪ ،‬وأضاف‬ ‫‪ %88‬منهم أن السمعة هي إحدى ‪ 2‬أهم عوامل ينظر إليها المستثمرون‪ ،‬وكانت أعلى النتائج في دولة الكويت حيث قال مسؤولي هيل اند نولتن أنها من أكثر بلدان الخليج نشاطا في مجال‬ ‫برامج المسؤولية المؤسساتية‪.‬‬ ‫مكان الصحافة العربية في الصراع‪ :‬رغم عراقة الصحافة العربية وخبرتها التي تشير إليها بع الدراسات اإلعالمية وتذكر أن الصحافة أخذت باالنتشار في الدول العربية منذ‬ ‫القرن التاسع عشر‪ ،‬وأن دولة الكويت أو مملكة البحرين أو إمارة دبي لم تكن أولى المناطق التي ظهرت فيها الطباعة والصحافة من بين دول مجموعة "دول مجلس التعاون الخليجي"‪ ،‬كما‬ ‫تُعرف الدول الخليجية اليوم‪ ،‬بل كانت الحجاز العثمانية السبّاقة بعد بالد الشام العثمانية ومصر‪ ،‬حيث تأسست عام ‪ 8880‬مطبعة "حجاز واليتي مطبعة سي" ولم تدخل أولى المطابع إلى‬ ‫البحرين إال عام ‪ ،8520‬ودخلت دولة الكويت بعد ذلك بسنوات‪ ،‬وكانت الحجاز المكان الذي شهد أولى التجارب الصحفية الخليجية مع صدور جريدة "الحجاز" عام ‪ 8528‬و"شمس الحقيقة"‬ ‫في العام التالي‪ ،‬ورغم مضى أكثر من ‪ 83‬عاماً على صدور أول مجلة كويتية‪ ،‬في مارس‪/‬آذار ‪ ، 8508‬عندما صدر العدد األول من مجلة "الكويت"‪ ،‬التي أشارت على صدر غالفها بأنها‬ ‫"مجلة د ينية تاريخية أدبية أخالقية‪ ،‬تصدر في الكويت"‪ ،‬وكان الشيخ عبد العزيز الرشيد‪ ،‬مؤرخ الكويت المعروف‪ ،‬يعد مواد المجلة في الكويت‪ ،‬وبعد ذلك من مقر إقامته المؤقت في البحرين‬ ‫بعد انتقاله إليها‪ ،‬وكان يطبعها في "المطبعة العربية" بالقاهرة‪ ،‬التي كان يملكها ويديرها الشاعر واألديب السوري خير الدين الزركلي‪ ،‬في مصر‪ ،‬ليكون الكويتيون بذلك أول من مارس‬ ‫التعاون اإلعالمي العربي منذ مطلع القرن الماضي‪ .‬وقد بلغ عدد المشتركين في المجلة قرابة الثالثمائة شخص وهيئة‪ ،‬واستمرت في الصدور حتى مارس‪/‬آذار من عام ‪ ،8522‬وكان الرشيد‬ ‫خالل سنتي الصدور القصيرتين‪ ،‬منشئ المجلة وصاحبها ورئيس تحريرها ومديرها المسؤول‪ ،‬إلى جانب قيامه بدور المراسل‪ ،‬والموزع‪ ،‬والمحاسب‪ ،‬بعد أن وافق أمير دولة الكويت آنذاك‬ ‫على إصدار المجلة‪ ،‬بشرط أن يطلعه الشيخ عبد العزيز الرشيد على محتوى العدد األول منها‪ ،‬وقرر األمير أحمد الجابر أن يكون الشيخ يوسف بن عيسى القناعي مراقباً على المجلة‪ .‬وكانت‬ ‫بداية لـ"الرقابة" في الحياة الصحفية الكويتية‪ ،‬وشهد النشر في دولة الكويت منذ تأسيسه مظاهر سلبية عديدة‪ ،‬ومظاهرة إيجابية نتمنى لها االنتشار في بقية دول الخليج والعالم العربي‪ ،‬أال وهي‬ ‫إعادة إصدار طبعات من الصحف والمجالت القديمة‪ ،‬لوضعها بين أيدي الباحثين المعاصرين‪ .‬وبعد مرور كل هذه السنوات على بداية الحياة الصحفية منذ عام ‪ ،8508‬وصدور صحف يومية‪،‬‬ ‫وعدد كبير من المجالت باللغة العربية ‪ ،‬لم تزل الكويت مثلها مثل الدول العربية األخرى‪ ،‬بحاجة ماسة إلى الدراسات واالستبيانات واإلحصائيات التي تعطي المسؤول والكاتب والقارئ معاً‬ ‫تصوراً دقيقاً عما تتناوله المواد الصحافية المنشورة‪ ،‬وصدى راجعها اإلعالمي والفكري والتقني والعلمي‪.‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫لفت انتباهي نتائج استبيان نشرته صحيفة "القبس" الكويتية‪ ،‬يوم ‪ 80‬يونيو‪/‬حزيران عام ‪ ،0220‬وشمل عينة عشوائية من الكويتيين ذكوراً وإناثاً بلغ عددهم ‪ ،021‬وتراوحت‬ ‫أعمارهم بين ‪ 00‬و‪ 32‬سنة‪ ،‬من فئة الموظفين‪ ،‬أبدوا آرائهم وانطباعاتهم حول الصحافة‪ ،‬و أول استطالع للرأي العام أجرته صحيفة تشرين الدمشقية ونشرته في عددها الصادر يوم‬ ‫‪ 0228/0/88‬وأظهر تراجعاً بنسبة ‪ %25‬في عدد قراء الصحف الرسمية اليومية‪ .‬ومعروف أن أكثر الصحف العربية تقوم باستطالعات مشابهة وتنشر نتائجها على صفحاتها وتظهر كلها‬ ‫الحاجة الملحة للدول العربية إلى دراسات منهجية في هذا المجال واالستمرار بمثل هذه األبحاث من خالل وضع منهج ومدخل علمي عربي من ضمن إستراتيجية عربية تمكن من تفعيل دور‬ ‫المؤسسات اإلعالمية ووسائل اإلعالم واالتصال الجماهيري في عملية التواصل الثقافي العربي ‪ -‬العربي‪ ،‬والعربي ‪ -‬العالمي‪.‬‬ ‫إذ ال يمكن إيجاد تواصل ثقافي وحضاري وتأمين الفرص الالزمة الستمراره دون المعرفة الدقيقة ألطراف عملية التبادل اإلعالمي الدولي‪ ،‬والتحديد الدقيق للقضايا المطروحة‬ ‫لمناقشة المشكالت اإلنسانية العالمية ومحاولة التقريب بين وجهات النظر الحالية والمستقبلية والمشاركة في تأسيس نظام إعالمي عالمي جديد من خالل إستراتيجية إعالمية توفر ظروف تفعيل‬ ‫التواصل الثقافي العربي – العربي‪ ،‬والعربي ‪ -‬العالمي‪ ،‬تواصل ينطلق من نظريات ومناهج التحليل المعرفي والثقافي واإلنساني‪ .‬خاصة بعد أن ثبت يقينا بعد سقوط النظام ثنائي القطبية بعد‬ ‫انهيار المنظومة االشتراكية ونهاية عصر الحرب الباردة‪ ،‬أن المناهج السياسية التقليدية عاجزة عن فهم وتأويل العالم المعقد‪ ،‬وأننا بحاجة إلى منهجية جديدة للتحليل المعرفي والثقافي‬ ‫واإلنساني كي نرسخ تقاليد حوار الثقافات والحضارات في عصر يسميه البع عصر الحضارة العالمية الواحدة‪ .‬في الوقت الذي تعلن فيه مصادر أميركية في واشنطن عن نجاح الحملة‪ ،‬التي‬ ‫يقودها «التحالف ضد وسائل التحري على اإلرهاب» ‪ .CATM‬وقيام الشركة الفرنسية تيليكوم بمنع نقل اإلشارات التلفزيونية لقناة «المنار» الفضائية إلى القمر الصناعي «آسيا سات»‪،‬‬ ‫وتأكيد مسؤول العالقات العامة في تلفزيون «المنار»‪ ،‬إبراهيم فرحات «أن القناة تنتهج سياسة إعالمية واضحة‪ ،‬أساسها تقديم مادة إخبارية صادقة وموضوعية حول ما يجري من أحداث في‬ ‫العالم‪ ،‬وأنها ستستمر باعتماد هذا النهج‪ ،‬مع الحرص دوماً على تطوير أساليب عملها وأدواتها رغم قرار منع البث الذي وصل إلى آسيا بعد أوروبا وأميركا الشمالية»‪ .‬باإلضافة لقرارات المنع‬ ‫بالجملة التي صدرت عن المجلس األعلى الف رنسي لإلعالم المرئي والمسموع لتشمل دول االتحاد األوروبي‪ ،‬إضافة إلى منع أمريكي وآخر استرالي طال القناة التلفزيونية المعنية‪ .‬وما كان من‬ ‫مدير األخبار في المحطة‪ ،‬الذي فاز بمقعد نيابي في البرلمان اللبناني‪ ،‬حسن فضل هللا‪ ،‬حينها إال أن يصدر حكما مسبقا على أن اإلجراءات المنفذة ضد القناة تنطلق من خلفيات وضغوط تقوم‬ ‫بها مؤسسات صهيونية‪ .‬ليتبادر إلى الذهن سؤال أين الديمقراطية والحرية الفكرية التي يدعوا إليها الغرب ؟!! وهو ما أجبر قناة «المنار» اللبنانية على ما أعتقد لالكتفاء ببث فضائي عبر‬ ‫قمري عربسات ونايلسات العربيين‪ ،‬وبذل جهود من أجل إتاحة أقمار صناعية أخرى للبث عليها‪ ،‬حيث أوضح فرحات‪« :‬أن الحملة إلقصاء القناة عن األقمار الصناعية العالمية مستمرة‪ ،‬ولم‬ ‫يعد خافياً على احد أن الحكومة اإلسرائيلية واللوبي الصهيوني الموجود في الخارج‪ ،‬والعديد من المنظمات اليهودية‪ ،‬تقف خلف الحملة المعادية بشكل مباشر‪ ،‬ويمارسون ضغوط على‬ ‫الحكومات األجنبية وعلى هيئات البث في تلك الدول وعلى شركات البث الناقلة إلشارة البث التلفزيوني للـ«المنار» عبر أقمارها الصناعية‪ .‬ويفهم من هذه التصرفات بوضوح مدى التناق‬ ‫القائم مع فكرة اإلسهام بتعزيز الحوار بين الثقافا ت واألديان واوآراء المختلفة‪ ،‬وهو ما يفرض معه حق مطالبة الدول األوروبية والغربية عامة باتخاذ مواقف واضحة تصون حرية التدفق‬ ‫اإلعالمي باتجاهين ويكفل له حرية العمل ضمن القوانين المرعية‪ ،‬وأال تتخلى عن أهم المبادئ التي قامت عليها الشرعية الدولية‪ ،‬وهي حرية الفكر والرأي‪.‬‬ ‫مصادر البحث‪:‬‬ ‫‪.8‬‬

‫د‪ .‬أحمد جاد هللا شلبي‪ :‬تاريخ التربية اإلسالمية‪ .‬القاهرة‪ :‬مطبعة دار الكتب‪.‬‬

‫إبراهيم أولحيان‪ :‬كتاب المغرب حول استخدام العاميات في وسائل اإلعالم العربية‪ :‬كل لغة تعاني من ازدواجية ولكن هناك من يريد لعامياتنا أن تسود !‪ // .‬لندن‪:‬‬ ‫‪.0‬‬ ‫القدس العربي‪.0228/8/83 ،‬‬ ‫‪.2‬‬

‫اإلعالن الخليجي‪ // .‬أبو ظبي‪ :‬االتحاد ‪0220/3/3‬‬

‫‪.0‬‬

‫جرجي زيدان‪ :‬تاريخ آداب اللغة العربية‪ ،‬ج‪ . 0‬مطبعة دار الهالل‪.‬‬

‫‪.3‬‬

‫جواد مرقة‪ :‬متخذو القرار اإلعالمي العربي والمتوسطي واإلفريقي‪ // .‬عمان‪ :‬صحيفة الدستور ‪.8558/8/8‬‬

‫جمايما كيس‪ :‬دمج «الورقي» بـ«اإللكتروني» في صحف «نيوز انترناشونال» خطوة تشمل كبريات مطبوعات الشركة كالـ «تايمز» والـ «صن» والـ «صنداي‬ ‫‪.1‬‬ ‫تايمز»‪ // .‬لندن‪ :‬الشرق األوسط‪0228/8/83 ،‬‬ ‫‪.8‬‬

‫د‪ .‬جيهان أحمد رشتي‪ :‬األسس العلمية لنظريات اإلعالم‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.8588 ،‬‬

‫‪.8‬‬

‫خالد الحروب‪ :‬اإلعالم العربي كجزء من العملية السياسية والديمقراطية‪ // .‬أبو ظبي‪ :‬االتحاد ‪.0220/8/ 80‬‬

‫‪.5‬‬

‫خدمة «الغارديان» – خاص بالشرق األوسط‪ // .‬لندن‪ :‬الشرق األوسط ‪.0228/8/83‬‬

‫‪.82‬‬

‫خلدون غسان سعيد‪ :‬حرب إلكترونية عبر شبكات الكومبيوتر واالنترنيت‪ // .‬لندن‪ :‬الشرق األوسط‪.0228/8/00 ،‬‬


‫‪.88‬‬

‫خليل علي حيدر‪ :‬صحافة الكويت‪ ...‬حرة أم مقيدة؟ ‪ //‬أبو ظبي‪ :‬االتحاد‪.0220 /8/88 ،‬‬

‫‪.80‬‬

‫د‪ .‬خليل صابات‪ :‬تاريخ الطباعة في الشرق العربي‪.‬‬

‫‪.82‬‬

‫د· خليفة علي السويدي‪ :‬هل يعرف العرب ؟ ‪ //‬أبو ظبي‪ :‬صحيفة االتحاد‪0220/8/00 ،‬‬

‫‪.80‬‬

‫روالن كايرول‪ :‬الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية‪ .‬ترجمة‪ :‬مرشلي محمد‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪8580‬‬

‫سلمان الدوسري‪ :‬نائب رئيس «إم‪ .‬تي‪ .‬في» العالمية‪ :‬قناتنا العربية لن ينافسها أحد‪ ،‬تنطلق من دبي نهاية العام الحالي وتتميز بمزيج من المحتويين الغربي‬ ‫‪.83‬‬ ‫والعربي‪ // .‬لندن‪ :‬الشرق األوسط‪.0228/8/00 ،‬‬ ‫‪.81‬‬

‫السيد يسين‪ :‬اإلعالم والتواصل العربي األوروبي‪ // .‬أبو ظبي‪ :‬االتحاد‪0220 /0/8 ،‬‬

‫سناء الجاك‪ :‬المنار تبحث عن أقمار بديلة‪ ..‬وتبقي على سياستها اإلعالمية بعد أوروبا وأميركا الشمالية‪ ..‬آسيا أيضا على خريطة القارات التي منعت فيها القناة‬ ‫‪.88‬‬ ‫بيروت‪ // .‬لندن‪ :‬الشرق األوسط األحد ‪ 80‬آب ‪0223‬‬ ‫‪.88‬‬

‫د‪ .‬شمس الدين الرفاعي‪ :‬تاريخ الصحافة السورية‪ ،‬ج‪ ،8‬العهد العثماني‪ .‬القاهرة‪ :‬دار المعارف بمصر‪.8515 ،‬‬

‫‪.85‬‬

‫د‪ .‬صابر فلحوط‪ ،‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬العولمة والتبادل اإلعالمي الدولي‪ .‬دمشق‪ :‬دار عالء الدين للنشر‪.8555 ،‬‬

‫‪.02‬‬

‫د‪ .‬صالح عبد الرحمن المانع‪ :‬صورة المملكة العربية السعودية في العالم‪ // .‬أبو ظبي‪ ،‬االتحاد ‪.0220/82/5‬‬

‫‪.08‬‬

‫فايز بن عبد هللا الشهري‪ :‬الصحافة بين اإللكتروني والمطبوع‪ // .‬الرياض‪ :‬صحيفة الرياض ‪.0220/8/8‬‬

‫‪.00‬‬

‫فيصل عباس‪ :‬مردوخ يشتري «داو جونز»‪ ..‬و«حاجز» لمنع تدخله في تحرير «وول ستريت جورنال» ‪ //‬لندن‪ :‬الشرق األوسط ‪.0228/8/8‬‬

‫فيصل عباس‪ :‬مردوخ‪ :‬اإلعالم سيصبح مثل الوجبات السريعة عمالق الصحافة العالمية يوجه «إنذارا بالطاعة» للناشرين ويدعوهم لالستفادة من اإلنترنت‪// .‬‬ ‫‪.02‬‬ ‫لندن‪ :‬الشرق األوسط‪0221/2/83 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.00‬‬

‫مازن يوسف صباغ‪ :‬خطاب الرئيس بشار األسد بمناسبة أدائه القسم الدستوري‪ ...‬قراءة إعالمية‪ // .‬دمشق‪ :‬الثورة‪.0228/8/00 ،‬‬

‫د‪ .‬محمد البخاري‪ ،‬د‪ .‬سرفار جان غفوروف ‪ :‬دولة الكويت‪ .‬مقرر جامعي‪ .‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪ ،‬طشقند‪ :‬دار نشر مكتبة علي شير‬ ‫‪.03‬‬ ‫نوائي الوطنية‪( .0228 ،‬باللغة الروسية)؛ ‪ -‬جمهورية مصر العربية‪ .‬مقرر جامعي‪ .‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .0220 ،‬باللغة الروسية)؛ ‪ -‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫مقرر جامعي‪ .‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .0228 ،‬باللغة الروسية)‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬محمد البخاري‪ :‬التبادل اإلعالمي الدولي في إطار العولمة والعالقات الدولية المعاصرة‪( .0221 .‬قيد النشر)؛ ‪ -‬العالقات الدولية في ظروف الثورة‬ ‫‪.01‬‬ ‫المعلوماتية‪ // .‬دمشق‪ :‬مجلة "المعرفة"‪ ،‬العدد ‪ 385‬كانون أول‪/‬ديسمبر ‪0221‬؛ ‪ -‬العالقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفين للنشر اإللكتروني‪.0221/8/0 ،‬‬ ‫‪http://www.dardolphin.org‬؛ ‪ -‬المجتمع المعلوماتي وتداعيات العولمة‪ .‬دمشق‪ :‬دار الدلفين للنشر اإللكتروني‪http://www.dardolphin.org .0221/8/08 ،‬؛ ‪ -‬التبادل اإلعالمي‬ ‫الدولي والعالقات الدولية‪ .‬مقرر جامعي‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .0221 ،‬باللغة الروسية)؛ ‪ -‬التفاعالت السياسية في وسائل اإلعالم الجماهيرية‪ .‬مقرر‬ ‫جامعي‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية‪( .0221 ،‬باللغة الروسية)؛ ‪ -‬مبادئ الصحافة الدولية في إطار العالقات الدولية‪ .‬مقرر جامعي‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومي‬ ‫العالي للدراسات الشرقية‪( .0221 ،‬باللغة الروسية)؛ ‪ -‬قضايا التبادل اإلعالمي الدولي في ظروف العالقات الدولية المعاصرة‪ .‬مقرر جامعي‪ .‬طشقند‪ :‬معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات‬ ‫الشرقية‪ ،‬مطبعة بصمة‪( .0220 ،‬باللغة الروسية)‬ ‫‪.08‬‬

‫د‪ .‬محمد علي العويني‪ :‬اإلعالم الدولي بين النظرية والتطبيق‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.8552 ،‬‬

‫محمد بدير‪ :‬الرياض‪ :‬اإلنفاق اإلعالني في السعودية يرتفع ‪ %81‬بإجمالي ‪ 302.0‬مليون دوالر خالل عام السعودية األولى خليجيا والثانية عربيا والصحف‬ ‫‪.08‬‬ ‫مفضلة لدى المعلنين بنسبة ‪ // .%80‬لندن‪ :‬الشرق األوسط ‪.0220/8/05‬‬ ‫‪.05‬‬

‫في أول استطالع للرأي العام‪ ..‬استطالع تشرين‪ ..‬القراء اليوميين للصحف الرسمية في تراجع ‪ // .%25‬دمشق‪ :‬صحيفة تشرين‪0228/0/88 ،‬‬ ‫‪Alan Hancock: Mass Communication (London, Longmans, 1966).‬‬

‫‪30.‬‬

‫‪31.‬‬ ‫‪Harry Goldstein: "Reading and Listenning Comprehension at Various Controlled Rates" ( N.Y.: Teachers College,‬‬ ‫‪Columbia University Bureau of Publications, 1940).‬‬ ‫‪H. Blumer: Movies and Conduct. ( N.Y.: the Macmillan Company 1933).‬‬

‫‪32.‬‬

‫‪33.‬‬ ‫‪Lazarsfeld et al: The People's Choice, McPHee, New strategies for Recearch in the Mass Media. ( N.Y.: Bureau of‬‬ ‫‪Applied Social Research, Columbia University 1953 ).‬‬ ‫‪Leo Bogart: the Age of Television. ( N.Y.: Frederick Ungar, 1956 ).‬‬

‫‪34.‬‬

‫‪P. Lazarsfeld: Radio and the printed Page. ( N.Y.: Duell Sloan and Pearce, 1940).‬‬

‫‪a.‬‬

‫‪William L: Rivers and Wilbur Schramm, Responsibility Mass Communication. New York, Harper & Row, 1969.‬‬

‫‪35.‬‬

‫‪36.‬‬ ‫‪W. Charters: Motion Pictures and Youth. (N. Y.: Macmillan 1933); Doob, Propaganda: Its Psychology and Technique.‬‬ ‫)‪(N.Y.: Henry, Holt and Company 1935‬‬ ‫‪W. Schramm: One Day In the Wold's Press.‬‬

‫‪37.‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.