رؤية مستقبلية للصحافة العربية والدولية بقلم :أ.د .محمد البخاري مع انتشار شبكة االنترنيت العالمية خالل تسعينيات القرن الماضي ،ترددت أصوات تقول بأن المسألة مسالة وقت ،لتفسح الصحف المطبوعة الطريق أمام التوزيع اإللكتروني بالكامل ،وبعد مرور سنوات على تلك التنبؤ ات ترددت أحاديث بين مغامري النشر اإللكتروني العرب تبشر بترك النشر اإللكتروني والعودة للنشر والتوزيع التقليدي ،دون أي إيضاح ألسباب نجاح أو فشل تجربتهم تلك ،أو عن عوائدهم المالية التي هي في الحد األدنى تكاد تغطي التكاليف .خاصة وأن نجاح أي مشروع إعالمي تجاري يعتمد بالدرجة األولى على المبيعات، واالشتراكات ،واإلعالنات التجارية ،في الوقت الذي تقدم فيه الصحف اإللكترونية خدماتها في البلدان العربية بالمجان تقريباً ،ألن اإلعالن يكاد في اوآونة األخيرة يغطي بع نفقات تلك المواقع اإللكترونية بشكل ال يمكن التعويل عليه إلنجاح أي مشروع إعالمي الكتروني تجاري. ومن الواضح أن تجارب إطالق وسائل اإلعالم الجماهيرية اإللكترونية الجديدة هي استثمار في المجهول ،ألن مؤسسات اإلعالم الجماهيري على ما يبدوا تصرف من مواردها الذاتية ومن عوائد مبيعاتها على مواقعها اإللكترونية ،مما يساعد على أ ن تفرض عالقات السوق نفسها على وسائل اإلعالم الجماهيري التجارية المطبوعة وتوجهها نحو التوقف عن بث إصداراتها اإللكترونية عبر مواقعها اإللكترونية في اإلنترنت .أو الحد منها أو تأخيرها لتتمكن من تسويق طبعاتها ،والبحث عن طرق للحفاظ على مشتركيها ،في الوقت الذي أصبحت فيه الصفحات اإللكترونية لوسائل اإلعالم الجماهيري غير التجارية تزدهر كونها تحقق خفضاً في نفقات النشر والتوزيع وتجعلها في متناول الراغبين في أي مكان ،وفي أي وقت يرغبونه ،وهو ما يحقق سعة االنتشار والوصول لألهداف المرسومة. وقد حذر روبرت مردوخ ،رئيس مجموعة «نيوزكورب» اإلعالمية ،من التغيرات التي يشهدها قطاع الصحف ،ومن تحول القراء إلى تفضيل استخدام االنترنت .وأضاف أمام حشد في لندن من أن « جيال جديدا من مستخدمي اإلعالم ،نما ويحصل على المحتوى المعلوماتي ساعة يشاء ،وكيفما يشاء ،وحتى كما يشاء» .وأضاف أن «القوة باتت تبتعد عن الطبقة المتحكمة القديمة في قطاع اإلعالم ..رؤساء التحرير ،المديرين ،وحتى المستثمرين» .وأضاف مردوخ ،انه من التحديات التي يواجهها قطاع اإلعالم اليوم ،االستفادة من ثورة االنترنت، ووصف هذه التقنية بأنها «على الرغم من أنها ال تزال جنينا ،إال أنها تدمر وتعيد بناء أي شيء في طريقها» .ولعل أبرز ما قاله مردوخ ،هو تشبيه الفت للنظر اعتبر فيه أن «اإلعالم سيصبح مثل الوجبات السريعة ..يستهلكها الناس خالل حركتهم ،حيث يشاهدون األخبار ،واألحداث الرياضية واألفالم خالل السفر على أجهزتهم الجوالة» ،وأضاف اعتقاده بأن أمام الصحف التقليدية سنوات كثيرة من الحياة ،ولكن مستقبل الطباعة والحبر سيكون مصيره واحدا فقط أمام الكثير من القنوات اإلعالمية ،التي يختار منها المستخدم ما يشاء. وعلق رئيس قسم الصحافة والنشر في جامعة «سيتي» اللندنية ،البروفيسور أدريان مونك ،على الموضوع بقوله «ال بد من أخذ تصريحات مردوخ على محمل الجد» .وأضاف أن «هذا رجل أمضى حياته في هذا المجال ،منذ أيام اوآلة الطابعة» ،وكان روبرت مردوخ قد أطلق تصريحات مشابهة العام الماضي ،تسببت في جدل إعالمي كبير ،عندما اعتبر أن عمر الصحف سينتهي عام ،0202معترفا أن الكثير من الناشرين «فشلوا في تقدير تأثير االنترنت على مهنتهم» ،وتسبب التكنولوجيا الحديثة ،في ظهور الكثير من قنوات إرسال واستقبال المعلومات الجديدة والموازية للقنوات التقليدية ،خصوصا مع انتشار ظاهرة «المواطنين الصحافيين» ،وازدياد عدد المدونات االلكترونية الشخصية (بلوغ) ،التي تشكل تحديا لهيمنة سلطة هيئات التحرير التقليدية .ورأى البروفيسور مونك ،أنه ال بد من التروي قبل الحكم على مدى نجاح هذه الظاهرة ،وقال أنه في النهاية ليس كل شخص مهيّأً ألن يكون صحافيا ،موضحاً أن «الصحافة الجيدة سوف تبقى مطلوبة». ولكن المشكلة القائمة أمام الباحثين العرب في المجال اإلعالمي اليوم تبقى متمثلة بكيفية تحويل الكم الهائل من الصفحات اإللكترونية إلى بنك قومي شامل يختزن المعلومات والمعرفة باللغة العربية يمكن الوصول إليها في أي مكان وأي وقت دون الرجوع إلى أكداس الورق في المكتبات الوطنية للحصول على المعلومات المطلوبة للمعرفة والتحصيل العلمي ،وهو ما يحتاج لتمويل ال بد أن تتحمل جزءاً هاماً منه المؤسسات الثقافية العربية الحكومية ،وباإلضافة لمشكلة إيجاد جهة حكومية تشرف على إشهار والتحقق من سعة انتشار ودراسة محتوى تلك الوسائل ودراسة استخداماتها الفعلية وليست المفترضة كمورد من موارد بنك المعلومات القومي العربي. وكلنا يعلم أهمية المعرفة في بناء األمم والشعوب ،وال يخفى على أحد أهمية العلم والتعلم لنا كأمة تريد أن يكون لها مكان واضح في التاريخ اإلنساني المعاصر ،فنحن أمة اهتمت بالقراءة وقرض الشعر منذ أقدم العصور ،ومع ذلك ظلت اهتماماتنا كعرب متواضعة إذا ما قارناها باهتمامات األمم األخرى وهو ما أشار إليه تقرير التنمية البشرية لعام 0222الصادر عن برنامج األمم المتحدة لإلنماء ويعطينا بع المؤشرات الرقمية الخطرة· رغم تركيزه على الحريات ،وحقوق المرأة ،وحق الحصول على المعرفة في تدخل شبه صريح في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة دون تناول غيرها من المشاكل المعاصرة التي تواجه التدفق اإلعالمي الدولي. ومن المؤشرات اإليجابية أن معظم وسائل اإلعالم الجماهيرية العربية تقريباً تعتبر ملكاً للدولة أي لها مصادر تمويل ثابتة ،وبالتالي تسهل عملية دخولها عالم وسائل اإلعالم الجماهيري اإللكترونية ،ولكن هذا الدخول قد ال يتناسب مع عصر العولمة والمعلوماتية المتغير والمفتوح في عصر أصبح يعرف بعصر الكلمة الحرة التي تعتمد على عقول البشر وتحاول التخلص من سلطان الرقابة لتحل محلها سلطات اإلشراف ومتابعة مدى التقيد بالقوانين الوطنية للنشر واإلعالم والتدخل عند الحاجة عن طريق السلطات القضائية صاحبة القول الفصل في مثل هذه الحاالت. وأورد التقرير المشار إليه أن عدد الصحف في البلدان العربية آخذ باالنخفاض ليصل إلى أقل من 32نسخة لكل ألف نسمة ،بينما هي في الدول المتقدمة تبلغ نحو 083صحيفة لكل ألف نسمة ،إضافة لتميز بع الصحف في الدول المتقدمة بحرية التعبير وهو أمر على ما نعتقد مشكوك فيه كثيراً !!؟ رغم التطور الكبير الذي تشهده وسائل االتصال واإلعالم الجماهيري في الوطن العربي خالل العقود األخيرة .ويشير التقرير المذكور إلى أن استخدام الحاسب اوآلي لم يزل محدوداً في البلدان العربية ويشير إلى وجود 88حاسوب لكل ألف نسمة ،في الوقت الذي هو 88حاسوباً في الدول المتقدمة ،وأن عدد مستخدمي خدمات شبكة اإلنترنيت العالمية ال يتجاوز في البلدان العربية الـ ،%8.1األمر الذي يعيق التوسع باستخدام موارد بنك المعلومات القومي اإللكتروني في أكثر البلدان العربية في الوقت الحاضر على األقل .نضيف إليها مشكلة اللغة في التواصل الحضاري لعصر العولمة فمؤشرات الترجمة في البلدان العربية تشير إلي أمرين مهمين أولهما حب اللغة القومية والتعلق برغبة االنفتاح على التجارب العالمية .ففي المجر مثال بلغ عدد الكتب المترجمة 385كتابا وفي إسبانيا 502كتابا لكل مليون نسمة، بينما كان عددها في البلدان العربية ال يتجاوز الـ 0.0كتب .ومن قضايا تحويل ذلك الكم الهائل من الصفحات اإللكترونية إلى بنك قومي ووطني شامل للمعلومات والمعرفة قضية البحث العلمي التي تحتاج لتوفير النفقات المالية الالزمة .ويشير تقرير التنمية البشرية آنف الذكر إلى أن الدول العربية تخصص لإلنفاق على البحث العلمي نسبة ال تتجاوز الـ %0من مجموع الدخل الوطني ،إضافة لندرة الباحثين والمتخصصين اللذين ال يتجاوز عددهم في البلدان العربية عن 288لكل مليون نسمة ،مقابل 585لكل مليون نسمة في العالم المتقدم .وهو ما يفسر عدد براءات االختراع المسجلة في العالم المتقدم مقارنة باإلنتاج الوطني العربي للمعرفة ،فقد سجلت دولة اإلمارات العربية المتحدة 20براءة اختراع ،ومع حلول عام ألفين سجلت المملكة العربية السعودية 888براءة اختراع ،بينما سجلت كوريا 81208براءة اختراع ،وسجل الكيان الصهيوني 8130براءة اختراع خالل نفس الفترة. هذا إن لم نشر إلى مشكلة تفشي األمية وهجرة العقول العربية إلى الخارج ،ومشاكل القوة الذاتية الطاردة للكفاءات الوطنية في الدول العربية ،فخالل عامي 8558و 0222 غادر أكثر من 83ألف طبيب عربي إلى الخارج وأن %03من أصل 222ألف خريج جامعي هاجروا إلى أوروبا وأميركا قبل عام 8551فقط ،وهذه كلها من العوامل التي تكرس تأخرنا عن العالم المتقدم في مجال البحث العلمي منذ نشوء أول أ شكال سائل االتصال واإلعالم الجماهيري الدولي في القرن الخامس عشر .فكيف نشأت ؟ وسائل اإلعالم الجماهيرية الدولية الصحافة المطبوعة :تعد الصحف من أقدم وسائل اإلعالم في العالم على اإلطالق ،فقد سبقت منافستيها اإلذاعة والتلفزيون بعدة قرون .وللصحف خصائص تميزها عن سواها من وسائل اإلعالم الجماهيرية ،فالصحيفة ال تستطيع نقل األخبار بتلك السرعة التي تنقلها بها اإلذاعة ،وال يمكنها نقل وتقريب الواقع كما يفعله التلفزيون ،ولكنها تقوم بذلك بشكل متميز جعل من الصحيفة جزءاً ال يتجزأ من حياة الفرد المتعلم في كل أنحاء العالم. ويعتبر عام 8030م بداية ظهور الصحف بشكلها المعاصر ،عندما اخترعت الطباعة عن طريق صف الحروف ،وخدم هذا االختراع المركز الرئيسي للسلطة في العالم المسيحي آنذاك ،والمتمثل بسلطة الكنيسة ،بينما تأخر استخدام هذه الوسيلة الحديثة في طباعة الكتب والنصوص لعدة قرون في العالم اإلسالمي بسبب التحريم الديني. وخدمت المطابع الكنيسة في نشر مواضيع تهم الدين والدنيا ،وأصبحت من عوامل اإلصالح الديني في العالم المسيحي خالل الفترة الممتدة مابين القرنين السادس عشر والسابع عشر ،ونشرت المطابع روائع كتب القرون الوسطى ،وكتب عصر النهضة بنسخ كثي رة ،ووضعتها بمتناول الجميع بعد أن كانت حبيسة خزائن الكتب .ونقلت أخبار التجارة واالقتصاد للتجار في كل مكان ،ولعل المنشورات مجهولة المصدر والهوية التي لعبت دوراً كبيراً إبان الثورتين الفرنسية ،واألمريكية ،من أبلغ األمثلة على الدور الهام الذي لعبته الطباعة في تغيير العالقات اإلنسانية في المجتمع اإلنساني المعاصر. وحاولت الصحف بالتدريج أن تصبح حارساً للديمقراطية ،بإتاحتها الفرصة للمرشح والناخب بالتعرف إلى بعضهما البع دون اتصال مباشر ،بل عن طريق انتقال األفكار المنشورة على صفحاتها ،وأصبحت من الوسائل الهامة التي يعتمد عليها التعليم في مختلف مراحله ،وساعدت الصحف من خالل اإلعالنات التي تنشرها على تصريف قدر هائل من السلع المنتجة في المصانع ،وإيجاد فرص العمل ،وتوفير األيدي العاملة للباحثين عنها. وجاءت الثورة الصناعية للصحف مع مطلع القرن العشرين بالمطبعة البخارية أو ً ال ،ومن ثم بالمطبعة الكهربائية ،مما ساعد على خف تكاليف طباعتها ،وأجور اإلعالنات على صفحاتها وزيادة عدد نسخها ،مما ساعدها على االنتشار الواسع وتحولها إلى وسيلة اتصال جماهيري ،رخيصة الثمن توزع أعداداً ضخمة من النسخ يعتمد عليها لنشر إعالنات مربحة للمنتج والناشر في آن معاً .ومن الميزات الهامة األخرى التي تنفرد بها المادة المطبوعة عن غيرها من وسائل اإلعالم الجماهيري ،أنها تسمح للقارئ بالتكيف مع الظروف ومطالعتها في الوقت المالئم له ،وإعادة القراءة كلما أراد ،إضافة إلى أنها من أفضل الوسائل لمخاطبة الجماعات والشرائح االجتماعية الصغيرة والمتخصصة.
الصحافة المسموعة ( الراديو ) :تعتبر اإلذاعة المسموعة من أفضل وسائل االتصال الجماهيري قدرة على الوصول للمستمعين في أي مكان بسهولة ويسر متخطية الحواجز الجغرافية والسياسية واألمية ،ألنها تستطيع مخاطبة الجميع دون تمييز وبغ النظر عن فارق السن ومستوى التعليم ،وال تحتاج لظروف وأوضاع خاصة لالستماع كما هي الحال بالنسبة لإلذاعة المرئية ( التلفزيون ) ،حتى أنها أصبحت في بع المجتمعات المتقدمة نوعا ً من الوسائل اإلعالمية التي يتعامل معها اإلنسان دون اهتمام أو تركيز ،كمصدر للترفيه أكثر من أنها مصدراً للمعلومات يحتاج للتركيز واالهتمام .ومن الصعب جداً تحديد أصل االختراعات العلمية التي أدت إلى ظهور اإلذاعة المسموعة ،التي تعتبر اليوم واحدة من أهم وسائل اإلعالم الجماهيرية .ففي الفترة من 8852إلى 8850اكتشف برافلي المبادئ األساسية للمبرق الالسلكي ،ونجحت تجارب ماركوني التي أجراها خالل الفترة من عام 8850وحتى عام 8855عندما نجح في إرسال أول برقية السلكية عبر بحر المانش. وتطورت األبحاث العلمية بعد ذلك ،حتى استطاع المهندس الفرنسي رايموند برايار ،وزميله الدكتور البلجيكي روبير فولدا سميث ،من إرسال واستقبال بث إذاعي عن بعد عدة كيلو مترات عام ، 8580وتوقفت التجارب بعد ذلك بسبب الحرب العالمية األولى ،إلى أن عادت مرة أخرى إلى دائرة االهتمام بعد انتهاء الحرب مباشرة .وبدأت أول البرامج اإلذاعية اليومية المنظمة البث من ديتروا نيوز في الواليات المتحدة األمريكية عام ،8502وتبعتها بريطانيا التي نظم فيها دايلي مايل أول برنامج إذاعي في نفس العام .أما فرنسا فقد نجح الجنرال فيري من إرسال أولى البرامج اإلذاعية عام . 8508وتعتبر العشرينات من القرن العشرين فترة هامة في حياة هذا االختراع الهام ،اوآخذ في التطور والتوسع .ورافقه في عام 8503اختراع البيك آب الكهربائي ،وفي عام 8520اختراع التسجيل على االسطوانات المرنة ،وآلة التسجيل عام ،8503وتمكن األمريكيان براتان وباردن عام 8508من اختراع المذياع ،الذي انتشر في األوساط الشعبية اعتبارا من عام 8532وتبع هذا االختراع عام 8538اختراع اسطوانة التسجيل الستريو التي انتقل البث اإلذاعي معها إلى مرحلة جديدة. الصحافة المرئية ( التلفزيون ) :بدأت أولى التجارب على إرسال الصور الثابتة باللونين األسود واألبي عن بعد في منتصف القرن التاسع عشر ،وتطور هذا االختراع حتى استطاع األلماني دي كورن من اختراع الفوتوتلغرافيا عام ، 8523وجاء بعده الفرنسي إدوارد بلين ،الذي طور االختراع األول وأطلق عليه اسم البيلينوغراف عام .8528واستمرت هذه التجارب بالتطور مستخدمة وسائل ميكانيكية أو ً ال ثم راديو كهربائية ،حتى توصل كالً من اإلنجليزي جون لوجي بيارد واألمريكي س .ف .جنكيس إلى وسيلة إرسال تستعمل فيها اسطوانة دورانية مثقوبة عام . 8502وتكللت التجارب التي جرت خالل ثالثينات القرن العشرين بالنجاح ،حيث بدأ مركز أليكساندر بالس البريطاني للتلفزيون بالبث التلفزيوني لمدة ساعتين يومياً عام ،8521وتبعه المركز الفرنسي في التوريفال ببث برامج تلفزيونية يومية عام ،8528وتبعتها الواليات المتحدة األمريكية في العام التالي ببث تلفزيوني لجمهور كبير .وأخرت الحرب العالمية الثانية البداية الفعلية النتشار البث التلفزيوني للجمهور العري حتى عامي 8501 - 8503أي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. وبدأ في الخمسينات من القرن العشرين االنتقال التدريجي إلى نظام البث التلفزيوني الملون ،وتبعه االنتشار العاصف للبث التلفزيوني بواسطة الدارات المغلقة ،ومحطات التقوية األرضية ،إلى أن انتقل البث التلفزيوني عبر األقمار الصناعية مع تطور غزو اإلنسان للفضاء الكوني الذي بدأ في نفس الفترة تقريباً .وللتلفزيون فاعلية فريدة ألنه الوسيلة التي تعتمد على حاستي السمع والبصر في آن معاً ،ويستحوذ على االهتمام الكامل للجمهور ،أكثر من الوسائل اإلعالمية األخرى ،وخاصة في أوساط األطفال واليافعين ،وكشفت بع الدراسات أن الصغار والكبار على حد سواء يميلون إلى تقبل كل ما يقدمه التلفزيون بدون مناقشة ،ألنهم يعتبرونه واقعياً ويعلق في أذهانهم بصورة أفضل .واالختالف بين التلفزيون والراديو ،أن التلفزيون يحتاج لحاستي السمع والبصر وانتباهاً ال يستطيع المتفرج معه أن يفعل شيئاً آخر أثناء المشاهدة ،في حين أن المستمع لإلذاعة المسموعة (الراديو) يستطيع أثناء استماعه أن يقرأ ويمشي ويعمل ويقود سيارته ،أو أن يستلقي مغمضاً عينيه سارحاً في خياله .ومن المزايا التي يتميز بها التلفزيون عن سواه من وسائل اإلعالم الجماهيرية :أنه أقرب لالتصال المباشر ،ويجمع بين الصورة والصوت والحركة واأللوان ،ويتفوق عن االتصال المباشر بأنه يكبر األشياء الصغيرة ،ويحرك األشياء الثابتة؛ وينقل األحداث فور حدوثها ،وبفارق زمني طفيف؛ ويسمح بأساليب متعددة لتقديم المادة اإلعالنية ،مما يضاعف من تأثيرها على الجمهور؛ وأصبح وسيلة قوية بين وسائل اإلعالم الجماهيرية بعد أن دخل كل بيت ،ووفرت له األقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء الكوني انتشارا عالمياً ،مما زاد من فاعلية عملية التبادل اإلعالمي والثقافي العالمي ،وأصبح وسيلة تقارب بين الشعوب. وهكذا نرى كيف تغير وضع اإلنسان الذي عاش قديماً في مجتمعات صغير ة ،محدودة العدد معزولة عن بعضها البع ،يصعب االتصال فيما بينها ،ليأتي القرن العشرين ليغير الوضع تماماً لسببين أساسيين نلخصهما :بنشوب الحرب العالمية األولى ( ،) 8588 - 8580والحرب العالمية الثانية ( ،)85503 - 8525وما تمخ عنهما من انتقال للقوات العسكرية عبر الدول والقارات ،وهذا بحد ذاته ساعد على تطوير وسائل المواصالت البرية والبحرية والجوية ،ومعها تطورت الطرق البرية والمائية والسكك الحديدية والموانئ البحرية والجوية؛ وانتشرت وسائل االتصال الحديثة ،من تلغراف وتلفون وراديو وتلكس وفاكس وحاسوب (كمبيوتر) وبريد إليكتروني ،ووسائل إعالم جماهيرية ،من صحف ومجالت وإذاعة وتلفزيون .مما " أحدث تغيرات جذرية على تصورات المواطنين في جميع أنحاء العالم ،واتسع أفق األفراد وإطارهم الداللي بشكل لم يسبق له نظير ،بحيث لم يعد باإلمكان عزل الناس عقلياً أو سيكولوجياً عن بعضهم البع ألن ما يحدث في أي بقعة من بقاع العالم ،يترك آثاره على جميع األجزاء األخرى .وهكذا أصبح عالم اليوم قرية األمس بعد أن اتسعت تصورات الفرد التقليدي القديم التي كانت تتسم بالبساطة عن واقعه وأصبح عليه أن يجاهد حتى يفهم األخبار التي تغمره بها وسائل اإلعالم الجماهيرية يومياً عن أحوال األمم والشعوب األخرى المختلفة األلوان والعقائد ". وخرجت وسائل اإلعالم الجماهيرية بالتدريج عن إطارها المحلي لتصبح أداة اتصال وتواصل بين األمم لها دوراً مرسوماً ومحدداً في إطار العالقات الدولية ،وعملية التبادل اإلعالمي الدولي ،ودخلت ضمن األدوات والوسائل التي تحقق من خاللها مختلف الدول والمنظمات الدولية واإلقليمية والمحلية بعضاً من سياساتها الخارجية .وبالتدريج انتقلت المؤسسات الصحفية الدولية للعمل على نشر المبادئ واألفكار والمواقف واألخبار عن طريق وسائل اإلعالم الجماهيرية المختلفة بغرض اإلقناع والتأثير على األفراد والجماعات داخل المجتمع ،فعندما تخرج المؤسسات اإلعالمية عن نطاق المحلية وتجتاز وسائلها الحدود الجغرافية والسياسية للدولة ،لنقل تلك المبادئ واألفكار والمواقف واألخبار لمواطني دول أخرى ،لخلق نوع من الحوار الثقافي أو الهيمنة الثقافية ،متجا وزة الحواجز اللغوية ،تأخذ هذه المؤسسات الصحفية ووسائلها اإلعالمية صفة اإلعالم الدولي. واإلعالم الدولي جزء ال يتجزأ من السياسة الخارجية للدول المستقلة ذات السيادة ،ووسيلة فاعلة من الوسائل التي تحقق بع أهداف السياسة الخارجية لكل دولة داخل المجتمع الدولي .وتخدم من خاللها المصلحة الوطنية العليا للدولة ،وفقاً للحجم والوزن والدور الذي تتمتع به هذه الدولة في المعادالت الدولية ،وتأثيرها وتأثرها باألحداث العالمية المستجدة كل يوم؛ وخاصة عند نشوب أزمات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو اضطرابات اجتماعية تطال تلك الدول ،أو الدول المجاورة لها؛ أو تطال مناطق المصالح الحيوية للدول الكبرى في أنحاء العالم؛ أو في حال حدوث كوارث طبيعية وأوبئة ،أو تهديدات للبيئة والحياة على كوكب األرض .ولإلعالم الدولي دوافع متعددة ،تنطلق من المصالح السياسية ،واالقتصادية ،والعسكرية، واالجتماعية ،والثقافية ،واإلنسانية ،بما يتفق والسياسة الخارجية للدولة ،وتنبع من المصالح الوطنية العليا للدولة ،وتعمل من خالل هذا المنظور على تعزيز أو تعكير التفاهم الدولي والحوار بين األمم ،الذي أدى إلى خلق تصور واضح للدول بعضها عن بع ،مفاده التحول من النظام الثقافي القومي التقليدي المغلق ،إلى نظام ثقافي منفتح يقوي هيمنة القوي أو يعزز التفاهم الدولي ويعمل على تطويره .وكان لوسائل اإلعالم الجماهيرية دوراً أساسياً في هذا التحول بعد التطور الهائل في تقنياتها خالل القرن الماضي والتي ساعدت على إحداث تغيير ثقافي واجتماعي واض ح ،رغم تضارب المصالح االقتصادية والسياسية والصراعات اإليديولوجية المؤثرة في القرار السياسي الالزم ألي تقارب أو حوار دولي. وظائف الصحافة الدولية :ونحن في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى لمعلومات عن الظروف المحيطة بنا ،وتصلنا هذه المعلومات وبسرعة فائقة ودقة كبيرة عن طريق وسائل اإلعالم الجماهيرية التي باتت تستخدم أحدث وسائل االتصال المزودة بأحدث المعدات اإللكترونية والتجهيزات المتطورة باهظة التكاليف ،تلك المعلومات التي تساعدنا على اتخاذ القرارات وتنفيذها .وأصبحت الدولة أكثر من ذي قبل تشارك عن طريق ممثليها في التأثير على مجرى الحياة االجتماعية في الداخل والخارج من خالل سياساتها الداخلية والخارجية مستعينة بوسائل اإلعالم الجماهيرية ،وأصبحت المصالح الوطنية العليا للدولة أكثر تأثيراً في عملية اتخاذ القرارات على الصعيدين الداخلي والخارجي .ودخلت وسائل اإلعالم الجماهيرية القرية والمدينة والتجمعات السكانية أينما كانت ،وتحولت إلى نظام مفتوح أمام قوى التغيير اوآتية من الداخل ومن الخارج ،وأصبحت وسائل اإلعالم الجماهيرية التي كانت يوماً ما تصل إلى جمهور محدود وبتأثير محدود ،تصل اليوم إلى كل سكان العالم تقريباً ،لتؤثر على آراء الناس وتصرفاتهم وأسلوب حياتهم ،فالصحيفة والمجلة والكتاب الذي كان يقرؤه في الماضي عدد محدود من األفراد ،يقرؤه اليوم ماليين البشر ،مطبوعاً أم منقوالً عبر البريد اإللكتروني وشبكات الكمبيوتر المتطورة ،والبرنامج اإلذاعي الذي كان يسمعه الناس في دائرة محدودة أصبحت تسمعه الماليين من البشر في مناطق متباعدة من العالم ،والبرنامج التلفزيوني الذي كان حكراً على منطقة جغرافية محدودة أصبح اليوم في متناول المشاهد عبر قارات العالم .وأجهزة االتصال الحديثة حلت مكان المبرقات التلغرافية القديمة ،مما جعل الناس يؤمنون بأن تلك الوس ائل قادرة على التأثير في المجتمع وتغييره بشكل أساسي ليس على الصعيد المحلي وحسب ،بل وعلى الصعيد العالمي .وبرز كإعالم دولي له مكانته وتأثيره ووظائفه .وكما كان لإلعالم الدولي دوافعه المحددة ،كما أشرنا سابقاً ،فله وظائف محددة أيضا ً يؤديها تنفيذاً للدور الذي تفرده له السياسة الخارجية للدولة ،وهي: -8االتصال باألفراد والشرائح االجتماعية والجماعات والكتل السياسية والمنظمات داخل الدولة التي يمارس نشاطاته اإلعالمية داخلها ،وتتمثل بالحوار مع القوى المؤثرة في اتخاذ القرار السياسي من شخصيات وأحزاب وكتل برلمانية ،سواء أ كانت في السلطة أم في المعارضة على السواء ،للوصول إلى الحد األقصى من الفاعلية التي تخدم السياسة الخارجية لبالده ،وتخضع عملية االتصال عادة لمعطيات هامة من حيث المواقف من القضايا المطروحة قيد الحوار ومواقف السلطة والمعارضة منها والخط السياسي الرسمي للدولة حيالها .وتتراوح هذه المواقف عادة ما بين المؤيد التام ،والمؤيد ،والحياد التام ،والحياد ،والمعارضة التامة ،والمعارضة ،والعداء التام ،والعداوة ،ولهذا كان البد من التحديد الدقيق للموقف السياسي للدولة، والمواقف األخرى ،للعمل على كسب التأييد الالزم لصالح القضايا ا لمطروحة للنقاش ،والعمل على زحزحة المواقف السياسية المعلنة للدولة ،لصالح تلك القضايا .أو خلق مناخ مالئم للحوار اإليجابي على األقل .كما ويجب األخذ بعين االعتبار أيضاً طبيعة النظام السياسي السائد في تلك الدولة ،ومدى ديمقراطية هذا النظام ،وطرق اتخاذ القرارات السياسية في ظل النظام السياسي القائم ،ومدى المشاركة الفعلية لكل القوى السياسية الموجودة في اتخاذ تلك القرارات ،ألن االتصال بالجماهير الشعبية في أي دولة يتم من خالل تلك القوى التي تمثل النخبة المؤثرة ،أوالً :بين أصحاب الحق باتخاذ القرارات؛ وثانياً :على الجما هير الشعبية ،التي هي بمثابة قوة ضاغطة على أصحاب حق اتخاذ القرار ،ومن هنا نفهم مدى أهمية إلمام خبراء اإلعالم والمخططين للحمالت اإلعالمية الدولية ،بالنظم السياسية للبلدان المستهدفة والقوى المؤثرة فيها سلطة أم معارضة ،ودور كل من تلك القوى في اتخاذ القرارات الستخدامها في التخطيط للحمالت اإلعالمية المؤيدة أو المضادة آخذين بعين االعتبار الحقائق االجتماعية والثقافية التي تساعد على نجاح الحمالت اإلعالمية الدولية. -0االتصال المباشر بالجماهير الشعبية ،عن طريق وسائل اإلعالم واالتصال الجماهيري ومن خالل النشرات اإلعالمية ،والمؤتمرات الصحفية ،والمقاالت ،والبرامج اإلذاعية والتلفزيونية ،واإللكترونية ،والعروض السينمائية والمسرحية ،وأفالم الفيديو ،وإقامة المعارض اإلعالمية ،وتشجيع السياحة وتبادل الزيارات ،وغيرها من الوسائل التي تتيح أكبر قدر ممكن من الصالت المباشرة مع الجماهي ر ،للوصول إلى تأثير إعالمي أفضل وأكثر فاعلية .وتأخذ بع الدول لتحقيق سياستها الخارجية أسلوب مخاطبة الجماعات المؤثرة فقط ،توفيراً للنفقات التي تترتب من جراء استخدام أسلوب االتصال بالجماهير الشعبية العريضة ،وتوفيراً للوقت الذي يستغرق مدة أطول من الوقت الالزم عند مخاطبة قطاعات وشرائح اجتماعية متباينة من حيث المصالح والتطلعات ،ومستوى التعليم ،والثقافة ،واالتجاه الفكري .ومزاجية الجماهير العريضة في متابعة القضايا المطروحة ،المحصورة في بوتقة اهتمامات شريحة اجتماعية معينة فقط،
وألن أسلوب االتصال الفعال بالجماهير الشعبية يحتاج أيضاً إلمكانيات كبيرة ووسائل متعددة ،تفتقر إليها الدول الفقيرة والنامية بينما نراها متوفرة لدى الدول الغنية القادرة من حيث اإلمكانيات المادية والتقنية والخبرات اإلعالمية ،التي تمكنها من استخدام األسلوبين في آن معاً. -2ويمثل اإلعالم الدولي الدولة أو المنظمة التي ينتمي إليها ،سواء أكانت محلية أم إقليمية أم دولية أم متخصصة أم تجارية ،كمكاتب األمم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة في العديد من دول العالم ،ومكاتب منظمة الوحدة اإلفريقية ،والجامعة العربية ،واألوبيك ،ومنظمة المؤتمر اإلسالمي ،ومنظمة التعاون لدول الخليج العربية ،والسوق األوربية المشتركة ،ومنظمة شنغهاي للتعاون ،ورابطة الدول المستقلة ،ورابطة أوروآسيا االقتصادية ،وغيرها من المنظمات الدولية واإلقليمية .ونحن عندما نرى اليوم الدول الغنية تستخدم كل تقنيات وسائل االتصال الحديثة في خدمة حمالتها اإلعالمية الدولية ،ومن أبسط صورها القنوات التلفزيونية الفضائية ،بعد انتشار استعمال هوائيات استقبال البث التلفزيوني عبر األقمار الصناعية في المنازل، وشيوع استخدام شبكات الكمبيوتر بشكل واسع ،ومن أهم هذه الشبكات ،شبكة الكمبيوتر العالمية " إنترنيت " التي تملكها وتديرها الواليات المتحدة األمريكية ،دون منافسة تذكر حتى اوآن. بينما نرى الدول النامية تتخبط بمشاكلها اإلعالمية ،وتعاني من اوآثار المترتبة عن التطور التكنولوجي الحديث ،والخلل الفاحش في التدفق اإلعالمي الدولي أحادي الجانب والتوجه والتأثير. مشاكل الصحافة الدولية :ور غم الجهود الحثيثة التي بذلتها وتبذلها الدول النامية والفقيرة حتى اليوم ،للخروج من المأزق اإلعالمي التي تعاني منه ،نراها تتخبط حتى اليوم بمشاكلها اإلعالمية التي تزداد تشعباً وتعقيداً كل يوم ،بسبب التطور العلمي والتكنولوجي الهائل في ميدان وسائل االتصال الحديثة ،ووسائل اإلعالم الجماهيرية حتى على الصعيد الوطني، ومن أهم هذه المشاكل :الخلط بين الوظيفة اإلعالمية الدولية ،والوظيفة اإلعالمية اإلقليمية ،والوظيفة اإلعالمية المحلية ،ومتطلبات كل من تلك الوظائف وخصائصها المتميزة؛ والخلط بين السياسات الداخلية واإلقليمية و الخارجية للدولة عند التخطيط للحمالت اإلعالمية الدولية ،واالرتباك في تحديد األولويات؛ وضعف أجهزة وتقنيات المؤسسات اإلعالمية الوطنية ،وافتقارها للمعدات والتجهيزات المتطورة ،واإلمكانيات المادية الالزمة للحمالت اإلعالمية الدولية ،أو استخدامها لإلعتمادات المالية المتاحة بشكل سيء ،أو بشكل غير فعال في األغراض المطلوبة، إضافة لسطحية المساعدات الخارجية التي تحصل عليها تلك الدول من الدول الغنية ،والمنظمات الدولية المتخصصة؛ والنقص الفاضح في الكوادر اإلعالمية المتخصصة باإلعالم المحلي والدولي ،وندرة أصحاب ا لتخصص األكاديمي بينهم ،مما يؤدي إلى :اختيار كوادر غير كفوءة للعمل اإلعالمي الدولي ،العتبارات سياسية في أكثر األحيان ،وهذا بدوره يؤدي إلى :غياب التنسيق بين المخطط والمنفذ وأجهزة المتابعة ،في الحمالت اإلعالمية الدولية؛ وضعف اإللمام بخصائص الجمهور اإلعالمي األجنبي ،وعدم وضع أسلوب إعالمي منطقي مالئم ومتطور قادر على إيصال مضمون الرسالة اإلعالمية للجمهور المستهدف من الحملة اإلعالمية الدولية؛ وغياب التعاون وحتى التنسيق بين المؤسسات اإلعالمية ،ومؤسسات التعليم العالي المتخصص ومؤسسات البحث العلمي ،فيما يخص إعداد الكو ادر اإلعالمية الوطنية والبحوث العلمية والتطبيقية ،وخاصة فيما يتعلق بدراسة راجع الصدى اإلعالمي وتأثير المادة اإلعالمية ،وفاعلية الخطط اإلعالمية .واالكتفاء بدالً عن ذلك بالبحوث النظرية البحتة التي تتناول الجوانب الوصفية والتاريخية فقط ،مبتعدة عن الدراسات التي تتناول جوهر التخطيط ،وتحليل مضمون الرسائل اإلعالمية ،وتقدير راجع الصدى اإلعالمي المخطط له وراجع الصدى الفعلي للمواد والوسائل اإلعالمية. الصحافة الدولية والصراعات الدولية :يعاني عالم اليوم من صراعات سياسية ومنازعات عسكرية عديدة ،وقد بينت السوابق التاريخية أن لكل صراع أبعاداً داخلية ،وأبعاداً إقليمية ،وأبعاداً دولية ،وعناصر قوى يجب مراعاة التفاعل بينها ،وتأثير هذا التفاعل على تطور الصراع بشكل عام ،بقصد التعامل مع هذا الصراع ومعالجته بالشكل المناسب ،وهذا ال يمنع وجود عناصر مشتركة بين الصراعات المختلفة ،يمكن االستفادة منها عند معالجة تلك الصراعات أو التعامل معها .وتعتمد النتائج النهائية ألي صراع من الصراعات ،على عناصر القوة المتوفرة لدى كل طرف من أطرافه ،وتضم هذه العناصر القوى العسكرية ،والمعلوماتية ،والتكنولوجية ،واإلمكانيات االقتصادية ،والسياسية ،والبشرية ،والحالة المعنوية للقوى البشرية ،كما وتعتمد على مسائل أخرى كعنصر المفاجأة ،وتطوير اإلستراتيجية والتكتيك ،واللجوء إلى أساليب جديدة غير معروفة من قبل ،مما تجعل عملية التنبؤ بنتائج الصراع صعبة جداً ،وفي بع األحيان غير مجدية ،إضافة لإلمكانيات الذاتية لألشخاص ال قائمين على إدارة الصراع ،ومدى توفر المعلومات لديهم ،والتقنيات واألدوات الحديثة التي يستخدمونها في الصراع .فصانع القرار في عملية الصراع يبني قراره على معطيات ملموسة أوالً ،وعناصر غير ملموسة تشمل الخصائص النفسية والحالة المعنوية للخصم ثانياً. وتقتضي معالجة أ ي صراع االعتماد على العقالنية وبعد النظر واستبعاد العواطف واالنفعاالت .ألن عملية معالجة أي صراع هي عملية معقدة وشاقة ،ونابعة أساسا ً من عناصر القوى المشاركة فعالً في الصراع من الجانبين ،ومبنية على الحسابات الدقيقة والخطط الموضوعة ،والمستخدمة فعالً من قبل طرفي الصراع .وتتنوع أدوات الصراع ،عندما تقتضي ظروف الصراع اللجوء إلى القوة العسكرية تارة ،وإلى القوة االقتصادية تارة أخرى ،أو إلى العمل السياسي والدبلوماسية الهادئة في حاالت أخرى ،أو قد يلجأ الجانبان المتصارعان إلى استخدام القوة العسكرية ،واالقتصادية ،والسياسية ،والدبلوماسية في آن معاً ،مستخدمين المرونة في تكتيك إدارة الصراع وفقاً لطبيعة الظروف المتبدلة محلياً وإقليمياً ودولياً .ولكن يبقى دور وسائل اإلعالم الجماهيرية في عملية الصراع متمثالً بتعبئة الرأي العام المحلي والعالمي حول وجهة النظر الرسمية للدولة من الصراع الدائر ،وشرحها ،وتغطية أخبار أهم أحداثها تباعاً .وشرح وتحليل أبعاد هذا الصراع وأسبابه ،مع مراعاة أن يأخذ خبراء اإلعالم والصحفيون بعين االعتبار ،خصائص الجمهور اإلعالمي المخاطب ثقافياً وسياسياً وتاريخياً ،ومدى تعاطفه مع وجهة النظر الرسمية للدولة المعني ة في هذا الصراع ،واختيار اللغة المناسبة للرسالة اإلعالمية لتصل إلى أقصى حد ممكن من التأثير والفاعلية .ألن سالح اإلعالم في أي صراع كان ال يقل أهمية عن القوة العسكرية واالقتصادية ،وهو الوسيلة الناجعة لرفع معنويات القوى البشرية في الدولة المعنية ،وتحطيم الروح المعنوية للخصم في الصراع الدائر ،واإلعالم الناجح هو السند القوي للكفاح على الجبهة السياسية والعمل الدبلوماسي الهادئ والرصين والمنطقي. ولكننا نرى أن الدراسات اإلعالمية في الدول المتخلفة لم تزل حتى اوآن محصورة في إطار مساقات اإلعالم التي تدرس في الجامعات ،وبارتباط باإلشكاليات الظرفية والمكانية والمناخ السياسي واالقتصادي والتنموي الذي تعمل فيه وسائل اإلعالم واالتصال الجماهيرية المعنية ،دون االعتماد على الظروف التاريخية ،واالقتصادية ،والسياسية ،والثقافية ،واإلستراتيجية الموضوعية بالكامل ،وهي نفس الظروف التي تحيط باإلعالم العربي كما هي الحال في معظم الدول اإلفريقية واألمريكية الالتينية واوآسيوية .وتشير الدراسات اإلعالمية إلى أنه إعالم ال يتجاوز كونه وسيلة ناقلة للخبر أو المعلومة وليس أكثر من ردة فعل على ما تورده وسائل اإلعالم الدولية ،في الوقت الذي أخذت فيه الشبكات العالمية بالبث من داخل بع الدول وبلغاتها القومية ومنها شبكة " "MTVالعالمية التي تجري استعداداتها لتدشين قناتها العربية انطالقا من دبي في نهاية العام الجاري ،0228عبر شراكة مع المجموعة العربية لإلعالم .وبالرغم من الكم الكبير للقنوات الغنائية والشبابية العربية ،إال أن مسؤولي " "MTVالعربية واثقون من قدرتهم على المنافسة ،غير عابئين بحجمها. وأشار بيل رودي نائب رئيس شبكات MTVالدولية إلى أنه ال توجد قنوات يمكنها منافسة قناته المرتقبة ،معتبرا أنها ستكون منبراً ثقافياً للشباب وليس مجرد قناة للموسيقى، وستعمل على نشر مزيج فريد من المحتويين العربي والدولي ،وهذا يعني استفادة الشبكة من نتائج الدراسات العلمية والتطبيقية الميدانية التي البد وأنها قامت بها لدراسة واقع الساحة اإلعالمية العربية ،وهي الدراسات الغائبة في مجال البحث العلمي في الدول العربية تقريباً .وبهذا تكون اللغة العربية اللغة التاسعة والعشرين التي تبث بها قناة " MTVالعالمية" ،وأعلن أن قناة "MTV العربية" ،ستكون قناة مفتوحة على مدار اليوم تلبي من خالل برامجها احتياجات جمهور المشاهدين الشباب في المنطقة العربية ،إذ تعول القناة على الفئة العمرية ممن هم دون سن الـ 03سنة، والذين يشكلون أكثر من نصف إجمالي سكان منطقة الشرق األوسط ،حيث ستعمل قناة " MTVالعربية" على استقطاب هذه الفئة الكبيرة من خالل تقديم العديد من البرامج والمواد المختارة بعناية .والسؤال الذي ال بد من طرحه هنا هو رغم أن الشركة الدولية معروفة االنتما ء فأي مصالح وطنية ستمثل ؟ وأية ثقافة قومية ستغرس في نفوس الشباب العربي الذين هم في طور التكوين بعد ؟ فهل حاول بع المحللين اإلعالميين الوطنيين اإلجابة عليها ؟ وأشك بذلك صراحة ! فقد أشار عبد اللطيف الصايغ رئيس مجلس إدارة المجموعة اإلعالمية العربية إلى أن "شراكتنا مع شبكة " "MTVالعالمية تعد خطوة هامة في إطار رؤيتنا اإلستراتيجية بعيدة المدى والخاصة بإطالق قناة دولية مخصصة لعرض البرامج الموسيقية والثقافية العربية ،وأضاف ال شك من أننا مسرورين إلطالق قناة " MTVالعربية" ،ونتطلع نحو تحقيق المزيد من فرص النمو في ا لمنطقة" .وتتضمن الخطة البرامجية للقناة عرض األغاني المصورة ،والبرامج المتخصصة بالموسيقى ،ونخبة من برامج المنوعات ،وتلفزيون الواقع ،والمسلسالت الكوميدية والدرامية ،وتقديم نشرات األخبار ،والمقابالت والبرامج الوثائقية ،كما ستقدم قناة " "MTVالعربية ،باإلضافة إلى برامج قناة " "MTVالعالمية التي القت شعبية واسعة ،برامج تعالج القضايا المحلية لتلبية احتياجات جمهور الشباب العربي بشكل خاص .وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن قنوات " "MTVتم إطالقها في عام 8588في وقت كانت فيه خدمات البث التلفزيوني عن طريق الكابالت ال تزال في بداياتها األولى ،ومنذ ذلك الوقت شهدت الشبكة تطورات هائلة لتصبح من أكبر الشبكات التلفزيونية في العالم ،من خالل كونها جزءاً من ثقافة الشباب ،وتنوع الثقافات في العالم. ومفهوم أنها ستستخدم اللغة العربية التي ترتبط بتاريخ ،وثقافة ،وهوية ،كل العرب وتحظى باهتماماتهم ورعايتهم ،وهم يسعون اليوم الستكمال جهودهم للنهوض بها في المرحلة التي يتعرض فيها وجودهم القومي لمحاوالت طمس الهوية القومية ومكوناتها والذي يشكل التمسك باللغة العربية عنوانا للتمسك بهذا الوجود ذاته .وتتعرض لغزو لغوي مستمر ومتخفي برداء العولمة الثقافية وبلغ من الخطورة مبلغاً حمل أعلى القيادات السياسية في الدول العربية على أن تجعل التصدي له في هذه المرحلة من أولوياتها وعلى قدم المساواة مع التحديات الكبيرة التي تواجهها األمة العربية مساهمة بذلك مع القوى العالمية الممانعة والمقاومة لطمس الثقافات األصيلة أو تذويبها في أتون العولمة الثقافية أو باألدق أمركتها ،ولكن دون نكران الحاجة إلى أن يهتم المرء باللغات األجنبية ،ألنها جسر التواصل بين العرب وثقافات غيرهم من األمم ،ولكن دون أن تكون أية لغة أجنبية بديلة عن اللغة العربية عند العرب ،أو أن تكون من عوامل طمسها أو تحريف ثقافتها. والبد أن من عوامل الجذب إلى السوق اإلعالمية العربية كانت زيادة حجم اإلنفاق اإلعالني وازدهاره في بع الدول العربية الذي هو من مؤشرات انتعاش دور وسائل اإلعالم الجماهيري وسعة انتشارها ،فدولة اإلمارات العربية المتحدة مثالً لوحظ فيها خالل الربع األول من عام 0220نمواً بنسبة %23مقارنة بنفس الفترة من عام .0222وحسب معلومات الجمعية الدولية لإلعالن ،فإن حجم اإلنفاق في دولة اإلمارات العربية المتحدة بلغ 001مليون دوالر خالل عام ،0222وبلغ متوسط نصيب الفرد من اإلنفاق اإلعالني في اإلمارات 812دوالراً ،فيما كان نصيب الفرد في بقية دول مجلس التعاون الخليجي 13دوالراً فقط ،مقارنة بحوالي 222دوالر في الواليات المتحدة وأوروبا وكندا .ونما حجم اإلنفاق اإلعالني في السوق اإلعالمية العربية عامة بنسبة %82خالل عام .0223بينما وصل حجم اإلنفاق اإلعالني في المملكة السعودية إلى نحو 302.0مليون دوالراً أمريكياً خالل العام المنتهي في أبريل/نيسان 0220 بارتفاع مقداره %81مقارنة بحجم اإلنفاق المماثل من العام السابق ،الذي كان 018.2مليون دوالراً أمريكياً ،واستحوذت الصحف على حصة وصلت إلى 028.0مليون دوالراً أمريكياً لتمثل أعلى حصة تستحوذ عليها وسيلة إعالنية وبمعدل % 80من حجم هذا اإلنفاق اإلجمالي ،في حين تقاسمت وسائل اإلعالم األخرى الحجم المتبقي من اإلعالن والبالغ 800.8مليون دوالراً أمريكياً. وأشار أحدث تقرير عن حجم اإلنفاق اإلعالني في المملكة العربية السعودية والصادر عن مركز بارك للدراسات العربية ( )Parkمستوى اإلنفاق الشهري في السعودية خالل عام بدأ من مايو/أيار 0222وحتى أبريل/نيسان ،0220وأشار إلى أن شهر أكتوبر/تشرين األول كان أكثر الشهور إنفاقا ،حيث بلغ 12.2مليون دوالراً أمريكياً ،في حين كان أغسطس/آب
من اقل الشهور إنفاقاً وكان 08.8مليون دوالراً أمريكياً ،وان معدل النمو السنوي لإلنفاق اإلعالني شهد زيادات في الـ 5أشهر من العام 0220مقارنة بنفس األشهر من العام األسبق ،وان معدالت اإلنفاق اإلعالني تراجعت خالل 2أشهر وهي في مايو/أيار نسبة ،%8وفي يونيو/حزيران نسبة ،%1ونوفمبر/تشرين الثاني نسبة .%82وحازت الصحف في المملكة العربية السعودية على أعلى تفضيالت للمعلنين حيث استحوذت الصحف على 028.0مليون دوالراً أمريكياً أو نسبة %80من اإلنفاق ،في حين جاءت المجالت في المرتبة الثانية واستحوذت على 32.2مليون دوالر أي نسبة ،%5.0تتلوها اللوحات اإلعالنية واستحوذت 08.1مليون دوالر أي نسبة ،%8.8والتلفزيون واستحوذ 02.8مليون دوالر أي نسبة ،%8في حين لم يزد نصيب الراديو عن 2.3مليون دوالر فقط ،ومن جهة أخرى أشار التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية كانت األولى على مستوى دول الخليج العربية من حيث اإلنفاق اإلعالني على مدار عام ،تلتها دولة اإلمارات العربية المتحدة واستحوذت على 321مليون دوالراً أمريكياً ،ثم الكويت واستحوذت على 208مليون دوالراً أمريكياً ،والبحرين واستحوذت على 58مليون دوالراً أمريكياً ،وعمان وقطر واستحوذتا على 38مليون دوالراً أمريكياً لكل منهما. وعلى مستوى الدول العربية جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بعد مصر التي بلغ اإلنفاق اإلعالني فيها 102مليون دوالراً أمريكياً ،ثم دولة اإلمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ،في حين احتلت لبنان المرتبة الخامسة بحجم إنفاق بلغ 055مليون دوالراً أمريكياً خالل العام الذي انتهى في أبريل ،0220وما هذا إال دليل يشير إلى حقيقة انتشار وسائل اإلعالم العربية وجذبها للمعلنين وهو ما تم دراسته في الوقت التي نرى ندرة وسطحية الدراسات الوطنية التي تتناول الجوانب اإلعالمية األخرى. وهذا في الوقت ال ذي أشارت إحصاءات شركة فوريستر كما ذكرت البي بي سي إلى أن اإلعالنات االلكترونية في أوروبا ستبلغ 00مليار دوالراً أمريكياً بحلول عام 0280 وهذا يعني ضعف القيمة المسجلة في العام 0221وما يعني أن اإلعالنات االلكترونية ستسجل ما قيمته %88من إجمالي اإلنفاق اإلعالني حينها ،بينما هي %1اوآن .وهو ما يحتاج أن يأخذ المسؤولون والمخططون اإلعالميون العرب هذا بعين االعتبار ،خاصة وأن عدد مستخدمي موقع "ويكبيديا" اإللكتروني زاد بواقع 02مليون مستخدم شهريا خالل العام الماضي 0221ليصل اإلجمالي إلى 01.8مليون حسب ما ذكرته إحصاءا ت شركة "نيلسن نت رايتينغز" ،و"ويكبيديا" الموسوعة الكترونية المفتوحة التي باتت أحد مراجع المعلومات واألخبار العالمية. وفي دراسة أجرتها شركة "هيل اند نولتن – الشرق األوسط" ،اعتبر %50من المسؤولين اإلداريين في الشرق األوسط أن السمعة المؤسساتية هي في غاية األهمية ،وأضاف %88منهم أن السمعة هي إحدى 2أهم عوامل ينظر إليها المستثمرون ،وكانت أعلى النتائج في دولة الكويت حيث قال مسؤولي هيل اند نولتن أنها من أكثر بلدان الخليج نشاطا في مجال برامج المسؤولية المؤسساتية. مكان الصحافة العربية في الصراع :رغم عراقة الصحافة العربية وخبرتها التي تشير إليها بع الدراسات اإلعالمية وتذكر أن الصحافة أخذت باالنتشار في الدول العربية منذ القرن التاسع عشر ،وأن دولة الكويت أو مملكة البحرين أو إمارة دبي لم تكن أولى المناطق التي ظهرت فيها الطباعة والصحافة من بين دول مجموعة "دول مجلس التعاون الخليجي" ،كما تُعرف الدول الخليجية اليوم ،بل كانت الحجاز العثمانية السبّاقة بعد بالد الشام العثمانية ومصر ،حيث تأسست عام 8880مطبعة "حجاز واليتي مطبعة سي" ولم تدخل أولى المطابع إلى البحرين إال عام ،8520ودخلت دولة الكويت بعد ذلك بسنوات ،وكانت الحجاز المكان الذي شهد أولى التجارب الصحفية الخليجية مع صدور جريدة "الحجاز" عام 8528و"شمس الحقيقة" في العام التالي ،ورغم مضى أكثر من 83عاماً على صدور أول مجلة كويتية ،في مارس/آذار ، 8508عندما صدر العدد األول من مجلة "الكويت" ،التي أشارت على صدر غالفها بأنها "مجلة د ينية تاريخية أدبية أخالقية ،تصدر في الكويت" ،وكان الشيخ عبد العزيز الرشيد ،مؤرخ الكويت المعروف ،يعد مواد المجلة في الكويت ،وبعد ذلك من مقر إقامته المؤقت في البحرين بعد انتقاله إليها ،وكان يطبعها في "المطبعة العربية" بالقاهرة ،التي كان يملكها ويديرها الشاعر واألديب السوري خير الدين الزركلي ،في مصر ،ليكون الكويتيون بذلك أول من مارس التعاون اإلعالمي العربي منذ مطلع القرن الماضي .وقد بلغ عدد المشتركين في المجلة قرابة الثالثمائة شخص وهيئة ،واستمرت في الصدور حتى مارس/آذار من عام ،8522وكان الرشيد خالل سنتي الصدور القصيرتين ،منشئ المجلة وصاحبها ورئيس تحريرها ومديرها المسؤول ،إلى جانب قيامه بدور المراسل ،والموزع ،والمحاسب ،بعد أن وافق أمير دولة الكويت آنذاك على إصدار المجلة ،بشرط أن يطلعه الشيخ عبد العزيز الرشيد على محتوى العدد األول منها ،وقرر األمير أحمد الجابر أن يكون الشيخ يوسف بن عيسى القناعي مراقباً على المجلة .وكانت بداية لـ"الرقابة" في الحياة الصحفية الكويتية ،وشهد النشر في دولة الكويت منذ تأسيسه مظاهر سلبية عديدة ،ومظاهرة إيجابية نتمنى لها االنتشار في بقية دول الخليج والعالم العربي ،أال وهي إعادة إصدار طبعات من الصحف والمجالت القديمة ،لوضعها بين أيدي الباحثين المعاصرين .وبعد مرور كل هذه السنوات على بداية الحياة الصحفية منذ عام ،8508وصدور صحف يومية، وعدد كبير من المجالت باللغة العربية ،لم تزل الكويت مثلها مثل الدول العربية األخرى ،بحاجة ماسة إلى الدراسات واالستبيانات واإلحصائيات التي تعطي المسؤول والكاتب والقارئ معاً تصوراً دقيقاً عما تتناوله المواد الصحافية المنشورة ،وصدى راجعها اإلعالمي والفكري والتقني والعلمي. الخاتمة لفت انتباهي نتائج استبيان نشرته صحيفة "القبس" الكويتية ،يوم 80يونيو/حزيران عام ،0220وشمل عينة عشوائية من الكويتيين ذكوراً وإناثاً بلغ عددهم ،021وتراوحت أعمارهم بين 00و 32سنة ،من فئة الموظفين ،أبدوا آرائهم وانطباعاتهم حول الصحافة ،و أول استطالع للرأي العام أجرته صحيفة تشرين الدمشقية ونشرته في عددها الصادر يوم 0228/0/88وأظهر تراجعاً بنسبة %25في عدد قراء الصحف الرسمية اليومية .ومعروف أن أكثر الصحف العربية تقوم باستطالعات مشابهة وتنشر نتائجها على صفحاتها وتظهر كلها الحاجة الملحة للدول العربية إلى دراسات منهجية في هذا المجال واالستمرار بمثل هذه األبحاث من خالل وضع منهج ومدخل علمي عربي من ضمن إستراتيجية عربية تمكن من تفعيل دور المؤسسات اإلعالمية ووسائل اإلعالم واالتصال الجماهيري في عملية التواصل الثقافي العربي -العربي ،والعربي -العالمي. إذ ال يمكن إيجاد تواصل ثقافي وحضاري وتأمين الفرص الالزمة الستمراره دون المعرفة الدقيقة ألطراف عملية التبادل اإلعالمي الدولي ،والتحديد الدقيق للقضايا المطروحة لمناقشة المشكالت اإلنسانية العالمية ومحاولة التقريب بين وجهات النظر الحالية والمستقبلية والمشاركة في تأسيس نظام إعالمي عالمي جديد من خالل إستراتيجية إعالمية توفر ظروف تفعيل التواصل الثقافي العربي – العربي ،والعربي -العالمي ،تواصل ينطلق من نظريات ومناهج التحليل المعرفي والثقافي واإلنساني .خاصة بعد أن ثبت يقينا بعد سقوط النظام ثنائي القطبية بعد انهيار المنظومة االشتراكية ونهاية عصر الحرب الباردة ،أن المناهج السياسية التقليدية عاجزة عن فهم وتأويل العالم المعقد ،وأننا بحاجة إلى منهجية جديدة للتحليل المعرفي والثقافي واإلنساني كي نرسخ تقاليد حوار الثقافات والحضارات في عصر يسميه البع عصر الحضارة العالمية الواحدة .في الوقت الذي تعلن فيه مصادر أميركية في واشنطن عن نجاح الحملة ،التي يقودها «التحالف ضد وسائل التحري على اإلرهاب» .CATMوقيام الشركة الفرنسية تيليكوم بمنع نقل اإلشارات التلفزيونية لقناة «المنار» الفضائية إلى القمر الصناعي «آسيا سات»، وتأكيد مسؤول العالقات العامة في تلفزيون «المنار» ،إبراهيم فرحات «أن القناة تنتهج سياسة إعالمية واضحة ،أساسها تقديم مادة إخبارية صادقة وموضوعية حول ما يجري من أحداث في العالم ،وأنها ستستمر باعتماد هذا النهج ،مع الحرص دوماً على تطوير أساليب عملها وأدواتها رغم قرار منع البث الذي وصل إلى آسيا بعد أوروبا وأميركا الشمالية» .باإلضافة لقرارات المنع بالجملة التي صدرت عن المجلس األعلى الف رنسي لإلعالم المرئي والمسموع لتشمل دول االتحاد األوروبي ،إضافة إلى منع أمريكي وآخر استرالي طال القناة التلفزيونية المعنية .وما كان من مدير األخبار في المحطة ،الذي فاز بمقعد نيابي في البرلمان اللبناني ،حسن فضل هللا ،حينها إال أن يصدر حكما مسبقا على أن اإلجراءات المنفذة ضد القناة تنطلق من خلفيات وضغوط تقوم بها مؤسسات صهيونية .ليتبادر إلى الذهن سؤال أين الديمقراطية والحرية الفكرية التي يدعوا إليها الغرب ؟!! وهو ما أجبر قناة «المنار» اللبنانية على ما أعتقد لالكتفاء ببث فضائي عبر قمري عربسات ونايلسات العربيين ،وبذل جهود من أجل إتاحة أقمار صناعية أخرى للبث عليها ،حيث أوضح فرحات« :أن الحملة إلقصاء القناة عن األقمار الصناعية العالمية مستمرة ،ولم يعد خافياً على احد أن الحكومة اإلسرائيلية واللوبي الصهيوني الموجود في الخارج ،والعديد من المنظمات اليهودية ،تقف خلف الحملة المعادية بشكل مباشر ،ويمارسون ضغوط على الحكومات األجنبية وعلى هيئات البث في تلك الدول وعلى شركات البث الناقلة إلشارة البث التلفزيوني للـ«المنار» عبر أقمارها الصناعية .ويفهم من هذه التصرفات بوضوح مدى التناق القائم مع فكرة اإلسهام بتعزيز الحوار بين الثقافا ت واألديان واوآراء المختلفة ،وهو ما يفرض معه حق مطالبة الدول األوروبية والغربية عامة باتخاذ مواقف واضحة تصون حرية التدفق اإلعالمي باتجاهين ويكفل له حرية العمل ضمن القوانين المرعية ،وأال تتخلى عن أهم المبادئ التي قامت عليها الشرعية الدولية ،وهي حرية الفكر والرأي. مصادر البحث: .8
د .أحمد جاد هللا شلبي :تاريخ التربية اإلسالمية .القاهرة :مطبعة دار الكتب.
إبراهيم أولحيان :كتاب المغرب حول استخدام العاميات في وسائل اإلعالم العربية :كل لغة تعاني من ازدواجية ولكن هناك من يريد لعامياتنا أن تسود ! // .لندن: .0 القدس العربي.0228/8/83 ، .2
اإلعالن الخليجي // .أبو ظبي :االتحاد 0220/3/3
.0
جرجي زيدان :تاريخ آداب اللغة العربية ،ج . 0مطبعة دار الهالل.
.3
جواد مرقة :متخذو القرار اإلعالمي العربي والمتوسطي واإلفريقي // .عمان :صحيفة الدستور .8558/8/8
جمايما كيس :دمج «الورقي» بـ«اإللكتروني» في صحف «نيوز انترناشونال» خطوة تشمل كبريات مطبوعات الشركة كالـ «تايمز» والـ «صن» والـ «صنداي .1 تايمز» // .لندن :الشرق األوسط0228/8/83 ، .8
د .جيهان أحمد رشتي :األسس العلمية لنظريات اإلعالم .القاهرة :دار الفكر العربي.8588 ،
.8
خالد الحروب :اإلعالم العربي كجزء من العملية السياسية والديمقراطية // .أبو ظبي :االتحاد .0220/8/ 80
.5
خدمة «الغارديان» – خاص بالشرق األوسط // .لندن :الشرق األوسط .0228/8/83
.82
خلدون غسان سعيد :حرب إلكترونية عبر شبكات الكومبيوتر واالنترنيت // .لندن :الشرق األوسط.0228/8/00 ،
.88
خليل علي حيدر :صحافة الكويت ...حرة أم مقيدة؟ //أبو ظبي :االتحاد.0220 /8/88 ،
.80
د .خليل صابات :تاريخ الطباعة في الشرق العربي.
.82
د· خليفة علي السويدي :هل يعرف العرب ؟ //أبو ظبي :صحيفة االتحاد0220/8/00 ،
.80
روالن كايرول :الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية .ترجمة :مرشلي محمد .ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر 8580
سلمان الدوسري :نائب رئيس «إم .تي .في» العالمية :قناتنا العربية لن ينافسها أحد ،تنطلق من دبي نهاية العام الحالي وتتميز بمزيج من المحتويين الغربي .83 والعربي // .لندن :الشرق األوسط.0228/8/00 ، .81
السيد يسين :اإلعالم والتواصل العربي األوروبي // .أبو ظبي :االتحاد0220 /0/8 ،
سناء الجاك :المنار تبحث عن أقمار بديلة ..وتبقي على سياستها اإلعالمية بعد أوروبا وأميركا الشمالية ..آسيا أيضا على خريطة القارات التي منعت فيها القناة .88 بيروت // .لندن :الشرق األوسط األحد 80آب 0223 .88
د .شمس الدين الرفاعي :تاريخ الصحافة السورية ،ج ،8العهد العثماني .القاهرة :دار المعارف بمصر.8515 ،
.85
د .صابر فلحوط ،د .محمد البخاري :العولمة والتبادل اإلعالمي الدولي .دمشق :دار عالء الدين للنشر.8555 ،
.02
د .صالح عبد الرحمن المانع :صورة المملكة العربية السعودية في العالم // .أبو ظبي ،االتحاد .0220/82/5
.08
فايز بن عبد هللا الشهري :الصحافة بين اإللكتروني والمطبوع // .الرياض :صحيفة الرياض .0220/8/8
.00
فيصل عباس :مردوخ يشتري «داو جونز» ..و«حاجز» لمنع تدخله في تحرير «وول ستريت جورنال» //لندن :الشرق األوسط .0228/8/8
فيصل عباس :مردوخ :اإلعالم سيصبح مثل الوجبات السريعة عمالق الصحافة العالمية يوجه «إنذارا بالطاعة» للناشرين ويدعوهم لالستفادة من اإلنترنت// . .02 لندن :الشرق األوسط0221/2/83 ،م. .00
مازن يوسف صباغ :خطاب الرئيس بشار األسد بمناسبة أدائه القسم الدستوري ...قراءة إعالمية // .دمشق :الثورة.0228/8/00 ،
د .محمد البخاري ،د .سرفار جان غفوروف :دولة الكويت .مقرر جامعي .معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية ،طشقند :دار نشر مكتبة علي شير .03 نوائي الوطنية( .0228 ،باللغة الروسية)؛ -جمهورية مصر العربية .مقرر جامعي .معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .0220 ،باللغة الروسية)؛ -المملكة العربية السعودية. مقرر جامعي .معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .0228 ،باللغة الروسية) أ.د .محمد البخاري :التبادل اإلعالمي الدولي في إطار العولمة والعالقات الدولية المعاصرة( .0221 .قيد النشر)؛ -العالقات الدولية في ظروف الثورة .01 المعلوماتية // .دمشق :مجلة "المعرفة" ،العدد 385كانون أول/ديسمبر 0221؛ -العالقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية .دمشق :دار الدلفين للنشر اإللكتروني.0221/8/0 ، http://www.dardolphin.org؛ -المجتمع المعلوماتي وتداعيات العولمة .دمشق :دار الدلفين للنشر اإللكترونيhttp://www.dardolphin.org .0221/8/08 ،؛ -التبادل اإلعالمي الدولي والعالقات الدولية .مقرر جامعي .طشقند :معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .0221 ،باللغة الروسية)؛ -التفاعالت السياسية في وسائل اإلعالم الجماهيرية .مقرر جامعي .طشقند :معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .0221 ،باللغة الروسية)؛ -مبادئ الصحافة الدولية في إطار العالقات الدولية .مقرر جامعي .طشقند :معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .0221 ،باللغة الروسية)؛ -قضايا التبادل اإلعالمي الدولي في ظروف العالقات الدولية المعاصرة .مقرر جامعي .طشقند :معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية ،مطبعة بصمة( .0220 ،باللغة الروسية) .08
د .محمد علي العويني :اإلعالم الدولي بين النظرية والتطبيق .القاهرة :مكتبة األنجلو المصرية.8552 ،
محمد بدير :الرياض :اإلنفاق اإلعالني في السعودية يرتفع %81بإجمالي 302.0مليون دوالر خالل عام السعودية األولى خليجيا والثانية عربيا والصحف .08 مفضلة لدى المعلنين بنسبة // .%80لندن :الشرق األوسط .0220/8/05 .05
في أول استطالع للرأي العام ..استطالع تشرين ..القراء اليوميين للصحف الرسمية في تراجع // .%25دمشق :صحيفة تشرين0228/0/88 ، Alan Hancock: Mass Communication (London, Longmans, 1966).
30.
31. Harry Goldstein: "Reading and Listenning Comprehension at Various Controlled Rates" ( N.Y.: Teachers College, Columbia University Bureau of Publications, 1940). H. Blumer: Movies and Conduct. ( N.Y.: the Macmillan Company 1933).
32.
33. Lazarsfeld et al: The People's Choice, McPHee, New strategies for Recearch in the Mass Media. ( N.Y.: Bureau of Applied Social Research, Columbia University 1953 ). Leo Bogart: the Age of Television. ( N.Y.: Frederick Ungar, 1956 ).
34.
P. Lazarsfeld: Radio and the printed Page. ( N.Y.: Duell Sloan and Pearce, 1940).
a.
William L: Rivers and Wilbur Schramm, Responsibility Mass Communication. New York, Harper & Row, 1969.
35.
36. W. Charters: Motion Pictures and Youth. (N. Y.: Macmillan 1933); Doob, Propaganda: Its Psychology and Technique. )(N.Y.: Henry, Holt and Company 1935 W. Schramm: One Day In the Wold's Press.
37.