الغلف
بسم ال الرحمن الرحيم الهـــداء إلى أهل التوحيد: علماء و مجاهدين و دعـاة و عبّـاد
الذيـن..
)صدقوا ما عاهدوا ال عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بّد لـوا تبديل (
أبو قتادة
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][1
بسم ال الرحمن الرحيم توطئة -خطبة الكتاب الدمد ل رب العالني والصل ة والسل م على نبيه مدمد اليمني وعلى آله الطيبني الطاهرين وعلى صحبه الغر اليايمني ،أيما بعد: ف أيا م ربانية عشتها بفضله ورحته ،ويمنذ اللحظة الول فيها وأنا خائف أن ترب يمن ،فكنت أجاهد نفسي وأنا أحاول أن ألتقط وأج ع وأنظر وأراج ع ،يمنذ تلك اللحظة الت أغلق فيها السجان باب الغرفة الصغي ة الثقيَل علّي هي أل يسي الزيمن يمسرعاً ،فالربح وحيداً وأنا ف هم رجح على كل الدمو م :كيف أقتنص لظات هذا الزيمن؟ إذ ّ كثي وفي ،وكان يمن نعم ال تعال على هذا )النسان( أن حّب ب إليه صحيح اليما م البخاري ،حباً صنعه علم الققني والدارسني أنه أعظم كتاب ف الرض بعد كتاب ربنا سبحانه ،وحباً تكايمل تباعاً يم ع كثر ة الرد والراجعة ، ويم ع وجود غي ه يمن الكت ب الستة بني يدي إل أنن طوال عايمني وزياد ة ل أستط ع قط ول أنح ف أي ماولة أن أتول إل غي ه يمن كت ب السنة ،أذه ب إليه يمر ة يمن أجل حكم شرعي ،ويمرات يمن أجل إلتقاط الَِك مم والعظات ، وف أكثر الرات يكون الذهاب يمن أجل أن أقرأ قصة )النسان( ،نعم فإن أعت ف أن أكثر ذهاب لذا الكتاب ف تلك الفت ة يمن أجل قراء ة الرواية القيقية للبشرية ،وللحقيقة أن أكثر يما يبهرن ويبهجن ف كتاب ال تعال ،أن يمذكور فيه )لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفل تعقلون ( ،فأنا أعيش اليو م ف زيمن الصور واليالت ،فالبهارج
تعتض طريقي ف كل يمرحلة وزاوية ،والصباغ يمنثور ة بكر حرف على كل الصور ،والعروض كله خادع ،ولكل صور ة سي ة كتبها دهاقنتها وعّبادها ورجالا ،هذا صراع زيماِن الذي أدعي أنه ِخ َد مامع ل يكن بذ ه القدر ة على يمر التاريخ ،كتاب ال يسدميها فتناً ،لكن قضيت قضية الوعي القيقي لذا العقل التنازع عليه ،وقضية الدين الذي قد ُس ِرم ق وتنازعه اللصوص وقاِط عمو الطريق.
قراء ة )النسان( وروايته وتاريه وحقيقته ف كتاب ال والسنة النبوية هي الت تقق العب ة ،أو أزعم أنا حققت العب ة ل ،فقد عانيت يمشكلة القراء ة الغيبية للكتاب والسنة ،وحني أردت إنزال هذ ه الوادث على الرض اكتشفت ت أخي يمر ة وأنت تتهيأ لفتح صحيح البخاري حقيقتها وأنا سننية فيها أشخاص أرضيون وبشر حقيقيون ،فهل جّرب َ أن ترت ب عقلك ووعيك أنك ستقرأ كتاب حكدمة ،أو أن تقرأ رواية أو سي ة ،أو أن تقلبه كدما تقل ب ديوان شعر له -هو تبحث فيه عن جال التصوير وروعة البيان؟! إن فعلت ذلك ستعر ف يما أعن وهو أن صحيح البخاري ه -يمث ً كتاب )النسان(؛ )النسان( بسيته الرضية ،وسننها الواقعية ،حينها ست ى نفَس كم وأشواقك وحبك وبغضك وقوتك وضعفك وفرحك وألك وناحك وإخفاقك ،وحينها سَتعُب بكل قيم الق إليك فتحقق العب ة والعظة.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][2
أصدقك أخي ه -شهد اله -أن كنت ألغي يمن عقلي ونفسي حني أفتح صحيح البخاري أن سأقرأ كل م نب يعلم ويكم ويعظ ،أو أن سأقرأ سي ة نب يوحى إليه ،بل كنت أهّي ئ نفسي كثياً لعر ف هذا النسان وعقله وقلبه ، فأنا أريد أن أكتشف يمن هو يمن كليمه ،لن البيان هو إبانة اللسان عن النسان ،فأنا أريد أن أعر ف يمن هو ،ويم ع كل قول وكل حدث كنت أرتعش ارتعاشة العجاب والتقدير والتعظيم ،وأردد :ياله يمن قائد إيما م ،فالسعيد يمن سار وراء ه وضل يمن عصا ه. يمن حقي أن أقول هنا ه -ل ليمدح نفساً يكون الدح سبباً لذيمها ،ولكن لن أذيمها لستبطن الدح يمكراًه -أقول: لقد قرأت شعراً كثيا ،يمن قديه وحديثه ،وقرأت كليماً كثياً ،وقرأت سياً كثي ة ،وقرأت كتباً كثي ة ،حت صارت القراء ة صفت ،وكانت رحلة القراء ة ابتداء يمن أجل التعة ،فقد جبلت على ح ب هذ ه التعة ،ث تّولمت القراء ة إل ماولة يمعرفة النسان الذي أقرأ ه لعر ف ف النهاية يمن أكون وقبل ذلك يمن يكون ،وقد كنت أر ى حجباً كثي ة غطت كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم وكت ب أسلفنا ،ليس حجاب جهلنا فقط ،لكن تلك الج ب النفسية الكثيفة ،ذلك أننا ل نقرأ هذ ه الكت ب بثاً عن أنفسنا ،أي بثاً عن )النسان( ،بل نقرؤها وكأنا لواق ع غي الواق ع الرضي الذي نعيش فيه ،لقد رأيت الكثي ف زيمان ما قرأته هناك؛ ف الكتاب والسنة ،رأيت أحداثاً ورجالً ل تتلف قط إل ف المساء ،وكنت أعج ب لن عّظم هذين الصدرين كيف ل يدح يمن يمدحه الكتاب ول يذ م يمن ذيمه الكتاب ،يم ع أنه ل فر ق بينهدما ،وراعتن هذ ه الفارقة اللؤلة كثياً ،والقيقة أن السب ب ه -وأقول ذلك يمطدمئناًه -أن المساء هي الواجز ،وأن )العناوين( قد ألت الناس عن القائق ،فقلت :لقرأّن بل حواجز ول عناوين ،سأقرأ )النسان( بواقعه وسننه الرضية ف الكتاب والسنة لعّلي أبلغ إل قراءات الوائل الت صنعت الداية ،فهم جاؤوا إليها ليسدمعوا يما يقول ويعرفو ه يمن قوله هو ،فانتهت قراءتم إل أعظم إيان وأجل تسبيح) :بربنا ما خلقت هذا
باطلً سبحانك فقنا عذاب النابر ( .وكانت يمعضلة أخر ى هي يمعضلة العب ة والعظة ،فأهل السل م كلهم يرددون:
أن ل سعاد ة إل بالعود ة إل الكتاب والسنة ،أي أندما يمصدر صلح )النسان( وسيته ووجود ه ف زيماننا هذا ، فكيف يتم العبور إذا كان )النسان( ف زيماننا ليس هو )النسان( الذكور ف كتاب ربنا وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم؟! ،وأيما يمعضلت الكب ى فهي اكتشا ف خداع الزخار ف والصور الزائفة اللونة بكل الصباغ ،فهل ستسقط هذ ه العناوين ف زيمن صار دور الكتاب والسنة عناوين فقط لكل التعارضات ،وشعارات تمُّتخذ على وقائ ع يمدعا ة؟! نن ف زيمن ل يبقى لنا يمن كل هذا الرث اللي إل )البيان( وجئنا إليه يمن غي رجاله وهو يمعلق ف الصحف فقط ،بياناً مرداً ،ويا لفتنة عصرنا هذا ،حت البيان صار غريباً علينا فنحن يمعه مرد عجم .ف هذا )البيان( بقيت الرواية ،القصص ،الحداث ،بقيت الصور القيقية لسي ة )النسان( ،صور ة النسان وسيته حني يهتدي :يماذا يفعل ويماذا يقول ويماذا يس ويماذا يشعر ،وسي ة النَس امن حني يضل :يماذا يفعل ويماذا يقول وكيف يكم؟
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][3
ل أريد أن اقول صائحًا" :وجدتها" ،لكن يكفي أن وجدت نفسي ووجدت راحت وابتعدت عن )القطي ع( ، فلم تعد الصور الادعة تفتنن ،وسقطت قيدمة العناوين عندي وكذا الشعارات ،فلقد صرت أقرأ كل خب بعيداً عن المساء ويمن غي عناوين وشعارات ،أي أنن بق أزعم أنن حققت الطو ة الول لتحقيق العب ة .ف هذ ه الرحلة )النسان( ف كتاب ال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ازددت إياناً أن القرآن حق ،ولقد ازددت إياناً أن يما ف صحيح البخاري _ وهو يما يعنين هنا _ لن يقوله إل إنسان كايمل وليس هو على الغي ب بضنني ،ولقد عرفت حق العرفة يمعن كون الكتاب والسنة فيهدما صلح النسان وسعادته وهدايته ،وحني بثت عن صور ة )النسان( الهتدي كدما وجدتا ف الكتاب والسنة ف واقعي فإن أقسم أن وجدتا ف )أهل التوحيد والهاد( ،فلقد يمررت على يمنازل كثي ة ،وترددت على يموائد فكرية عد ة ،وطفت على النابر أفتش وأبث وأراق ب ،فأنغدمس غي هّياب با سألقي ،
وغي يمتعص ب لا أحل ،ولكن ها أنا أقول ه -وأنا ذاكر لقول رب )ستكتب شهادتهم وُيسألون ( ه -أن أهل التوحيد
والهاد هم الذين يعبون بوادث وفعال وأقوال النسان الهتدي ف كتاب ربنا وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم إل زيماننا هذا ،وإنه يمن نعدمة ال علّي أن أعيش ف زيمن الصور الكثي ة الادعة ويم ع ذلك فإن عين ل يألها إل هلؤلء )الفتيان( ف الشر ق والغرب ،ويمن حقي أن أقول :إن هذا اليمتلء ليس حاساً عاطفياً يم ع شاب يود بنفسه ل ي ،م ويمراجعة ودراسة لكل التهم الت تقال فيهم ،وُيقذفون با يمن جي ع الطرا ف تعال ،لكن بوقو ف حذر وتأيمل جد ّ سواء كان يمن يملؤيمن يالفهم أو عدّو يقاتلهم.
نعم ه -وال يشهد على يما أقوله -أن حني تردت يمن حج ب المساء وتليت عن هيبة الشعارات وحررت نفسي يمن سطو ة العناوين رأيت ف زيمان يمن يفعل فعل إبراهيم عليه السل م وهو يكسر الصنا م ،ورأيت يمن يفعل فعل الباء بن يمالك وهو ينغدمس ف حديقة يمسيلدمة الكذاب الرتد ،ورأيت يمن يبي ع يملكه طدمعاً ف رضا الرحن ، ورأيت الهاجر ف ذات ال والأسور ف سبيل كلدمة الق ،وكلهم ف هذا الزيمن ل يدمعهم إل اسم جايم ع لوصافهم: أهل التوحيد والهاد. يمن أجل هلؤلء الفتيان أردت أن أجل هذ ه الكلدمات لعلي أعُب با إليهم فيحن ال ه -إذ القو م ل يشقى بم جليسهمه -وذلك لنم يرحلون هم بالفعال ،ولكنهم يقبلون ه -لسعة رحة ال وسعة قلوبمه -أن يسي يمعهم يمن ل يدمل إل ال ب والكلدمات يمن أيمثال. فاللهم ل تعذب قلباً أح ب كتابك وأح ب كل م رسولك وأح ب الفارين إليك الهاجرين ف سبيلك ه -آيمني. فكانت هذ ه الباقة العطر ة ،الدمتعة الدميلة ،هذ ه الدرر النبوية الشريفة ،جعتها كلها يمن مسط اللل ئ الوسو م يمن قَِبل اليما م مدمد بن إمساعيل البخاري" :الايم ع السند الصحيح الختصر يمن أيمور رسول ال صلى ال عليه وسلم وسننه وأيايمه" عشت يمعها أجل الوقات ،وكانت لا بركات الشاعر الت تغزو القل ب فتثي الديم ع ف العني والقشعرير ة ف اللد ،وقد عرضت ل كدما عرض الكثي غيها لكن كان ل بد يمن الختيار ه -ويما أصع ب الختيار بني
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][4
اليماثله -فكانت على قيد السلف ف بعض تصانيفهم أربعون حديثاً ليمر يمعرو ف ويمشهور ،وإن شئت قلت: أربعون جوهر ة ،ث جئت إليها وبطيش رجل يمغرور حاولت أن أفك يمن كل ه -جايمعةه -كلدمة واحد ة لقول للناس انظروا ،فلم يزد هذا )النسان( إل أنه ادعى ،ولكن يكفيه أن يعت ف أنه حاول أن يفك كلدمة يمن )جوايم ع الكلم( ، وأن يصف ذر ة يمن كل جوهر ة ،وأن يشي إل وجه واحد يمن هذ ه الدر ة الت ل ينتهي تقل ب وجوهها العظيدمة ،ث إن ف القل ب عذر :هذا جهد القل ،والقلة يم ع ال ب ثقيلة ،ويم ع العذر رجاء أن أحشر يم ع أهل الديث علدماً ويم ع أهل التوحيد والهاد فعالً ،وإن ل أيملك يم ع هذا الطدم ع إل أن أح ب: )بربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ( وكتبه
أبو قتادة )سجن بلمابرش البريطاني مساء يوم النثنين السادس والعشرين من شهر ال المحرم لسنة 1426لهجرة المصطفى صلى ال عليه وسلم ،الموافق /7آذابر ،مابرس.( 2005/
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][5
الحديث الول عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ال ،فمن قال ل إله إل ال فقد عصم مني نفسه وماله إل بحقه وحسابه على ال (. هذا الديث أصل عظيم لذا الباب ه -التوحيد والهاده -فإنه يبني غاية قتال الناس وِلَ ُتشرع السيو ف ،وهو كدما سيأت حجة ف أبواب يمن العلم اختلف الناس فيها قدياً وأحدث بعضها ف زيماننا هذا يمواطأ ه لذاه ب وأديان ي الشريف بتفصيلته وبيانه الشاف باطلة ،وما يطدمئن نفوس السلدمني التدمسكني بغرز الدا ة الولني أّن الديث النبو ّ يقط ع البدع الادثة ف كل زيمان ،وإن زيماننا ليعج بالبدع التصويرية الفكرية ذلك لن تربتها الزيمانية خصبة للتوليد ، أل وهي بيئة الزية الت تعيشها اليمة التناثر ة بل راٍع ول سياج وبيضة ،وانتشار الرويبضات وتصدرهم النابر التعليدمية والرشادية. قوله) :أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ال ( فيه: أن هذا القتال ليس قتال فطرياً ،فإن اليمور الفطرية ل يلؤيمر با ابتداء كدما هو يمقرر ف علم الصول ،لن النفوس تتع إليها ،كالكل والشرب والنو م ،ويما ورد يمن اليات والحاديث اليمر ة بذ ه اليمور وأيمثالا يمن أعدمال
السجية النسانية ل تكن ابتداء ف بعضها إنا لبيان إتيانا على وجهها الصحيح ،كقوله تعال) :يا أيها الناس كلوا
من طيبات ما برزقناكم ول تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( ]البقر ة [168 :وكقوله) :يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما زبرقناكم واشكروا ل إن كنتم إياه تعبدون ،إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنرير وما أهل به لغير ال فمن اضطر غير باغ ول عاد فل إنثم عليه إن ال غفوبر برحيم ( ]البقر ة[172 : وكقوله) :كلوا واشربوا ول تسرفوا إنه ل يحب المسرفين ( فهذ ه الوايمر لبيان أحكا م شرعية تتعلق بالطعا م والشراب وليست أيمراً با ،إذ أن النسان ويمنه اللؤيمنون يعلدمونا بفطر ة وسجية خالصة ،وأيما النوع الثان كقوله
سبحانه) :ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهوبرها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها ( فإن فطر ة النسان
إتيان البيوت يمن أبوابا ،أي حضورها يمن غي تكلف أن يلف حولا ليدخلها يمن اللف ،ولا كان النصار ف حج الاهلية يتكلفون دخول الدينة يمن ظهرها وليس يمن وجهها فنبههم القرآن إل أن هذا ليس يمن التقو ى الت يبها ال تعال ،بل هي يمن التكلف الذيمو م ،وهذا بل ف رجوعه صلى ال عليه وسلم يمن يمصلى العيد يمن غي الطريق الذي ذه ب فيه إل الصلى ،ويمثل قوله صلى ال عليه وسلم ف رد ه على يمن أراد التعبد بتك الكل والشرب والنكاح ،فإن صدور هذ ه الوايمر يمنه ل تكن ابتداء إنا كانت رداً على يمن تكلف تركها تعبداً ل تعال ،أو كأيمر ه بالفطار ف
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][6
ريمضان عند يمواجهة العدو لنه أقو ى لم ،فهذا أيمر على غي الصل الذي يوجبه الوقت وهو الصيا م ،فالقصود أن اليمور الفطرية ل يلؤيمر با النسان إل لا تقد م وأشباهه كالتنبيه على أجرها وترك أضدادها يمن العاصي كبيانه صلى ال عليه وسلم أجر يمن أتى أهله وقال) :أرأيت إن وضعها ف الرا م أكان عليه وزر؟( ،ويمن اليمور الت يعرفها الناس بفطرهم لنا يمن سجية الثر ة والتدملك هي الدفاع عن أنفسهم وأيموالم وديارهم وأعراضهم ،وهي غريز ة ل ينفك النسان عنها إل برض أو دين باطل يدين به ،فدفاع الناس عن أيموالم وأعراضهم ويما يلكون يمن الفطر ة الت توجبها غريز ة الثر ة وح ب التدملك ،ويمن ذلك دف ع العتدي لرد إيذائه وظلدمه ،فهذ ه أيمور ل تأت با الشريعة إل على يما تقد م يمن الوجو ه وذلك كقوله صلى ال عليه وسلم )من مات دون ماله فهو شهيد ( كدما سيأت شرح هذا الديث إن شاء ال ،فدما أيمر اللؤيمنون يمن القتال ف كتاب ال تعال وف الديث ه -وهي كثي ةه -إنا هي على غي العن الذي تعرفه النفوس بفطرتا وغريزتا ،بل يما تعرفه الدواب ف سلوكها وغريزتا ،وهذا العن ل تنشط له هذ ه
النفوس إل بتحريض إلي طلباً لألجر والثوبة ولذلك قال تعال عن هذا النوع يمن القتال) :كتب عليكم القتال
وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم وال يعلم وأنتم
لتعلمون ( ،وقد حذر النب صلى ال عليه وسلم يمن تركه وقال) :من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على
شعبة من نفاق ( فهذ ه ل يكن فهدمها إن أنصف الرء إل على قتال واحد وهو القتال الذي يشرع فيه النسان ول يكون رداً على قتال ،إذ كيف يدث الرء نفسه أن يغزو ف رد العدوان إل بتدمنيه أن يغزو ه العداء ،وهذا لعدمر الق فساد ل يقوله عاقل ،ولو تدبر الناس هذا لوجدو ه يمن أعظم الردود على يمن زعم أن القتال ل يكون إل لذ ه العان النسانية الايمعة الت توجبها غريز ة الثر ة النسانية إذ هذا النوع يمن القتال تتع له النفوس دون التحريض الشديد الوارد ف الكتاب والسنة ،وهذا يما هو يمشاهد ف حيا ة البشرية وتاريخ اليمم ،ولا كان القتال ف السل م ن آخر وهو نشر السل م ويمبادئه وتشريعاته فإن اليمر جاء به ابتداء ف الكتاب والسنة ويمنه قوله صلى ال على يمع ً
عليه وسلم) :أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ل إله إل ال ( ...فقوله) :أمرت ( يدل على وجوبه وهو التفق
عليه عند أهل السل م الولني وهو أن الهاد واج ب على اليما م ويمن استنفر ه لذا النوع يمن القتال ،وهذ ه اللفظة )أمرت ( تدل على أن هذا النوع يمن القتال هو حق ل وحد ه ليس للعبد يمنه نصي ب ،ورّد العدوان نصي ب العبد فيه
أظهر يمن حق ال تعال ،ويمعلو م أن أيمر ال تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم هو أيمر لعدمو م اليمة إل بدليل يصه ،
وهذا أيمر يعم خلفاء الرسول صلى ال عليه وسلم ول شك .وقوله) :أن أقاتل ( فيه بيان أن هذا قتال ابتدائي يشرع فيه أهل السل م ول يتاجون إل ظلم غيهم أو عدوانم ليفعلو ه ،وفيه :أن لفظ )القتال( ليس هو )القتل( إذ أن )القتل( هو قصد شخص بعينه للقتل لسب ب مصوص كالقتل صباً أو غيلة كقتل الرتد أو الزان الصن أو السي
أو الارب ف قوله تعال) :إنما جزاء الذين يحابربون ال وبرسوله ويسعون في البرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا ب بن الشر ف أو تقطع أيديهم وأبرجلهم من خل(ف ( ،وكدما قتل مدمُد بن يمسلدمة رضي ال عنه يم ع سرية كع َ
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][7
اليهودي لا كان يمن سوء يمقالته وشعر ه ف أيمهات اللؤيمنني ،والديث هنا يتكلم عن )القتال( ،وهو الذي يبدأ بالدعو ة وإقايمة البلغ العا م على أيمة يمن اليمم ث يقصدهم بدم ع حت يزيل شوكتهم ويضعوا لكم السل م ،أو يقبلوا قبل ذلك دف ع الزية .واللفظ )أقاتل ( يدل على البتداء ف الفعل ،وهو يلؤيد يما تقد م يمن الكل م ويشهد لذلك يما قال )حتى يقولوا ( فإن )حت( تدل على انتهاء الغاية كدما هو يمعلو م يمن حرو ف العان ،وقوله) :حتى يقولوا ل إله إل ال ( يدل على علة هذا القتال الواج ب ،وهو السل م ،والسل م يعر ف بالكلدمة أي بم)ل إله إل ال ( كدما يعر ف بالدللة والتبعية ،فالدللة كالصل ة وأكل ذبيحة السلم كدما ورد ف الديث ،والتبعية للوالدين وللدار ،وهذ ه قد تتعارض )أي الكلدمة والدللة والتبعية( وحينئذ يعدمل بالقو ى والقرائن ،وتبقى الكلدمة هي القو ى إل أن يأت ب ال أو ناقض لا يدفعها ،كدمن قال ل إله إل ال وسجد لصنم أو أحل أيمراً مدم ع عليه ليس لثله جهُله ،أو س ّ الرسول ،فحينئذ ل تنف ع الكلدمة ،والسل م ليس هو الكلدمة ،لكن الكلدمة شرط السل م ،فإن الرء يسلم بالكلدمة
وشروطها الظاهر ة والباطنة ،كالنقياد ل ولرسوله ،لقوله تعال) :فل وبربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ( وإقايمة الصل ة يمن شروط الكلدمة كدما هو الصحيح ،ويمن شروطها ترك النواقض وأبوابا كثي ة جداً أعلها
الشرك بال تعال كإثبات الثل والبن والنّد ،م والديث يدل على أعلى الدللت ف إثبات السل م وهو التيان بالكلدمة وقد يتعذر التحقق يمن إثباتا ف الطوائف فيصار إل حقوقها الت تدل عليها كالذان وهو دليل الصل ة كدما ورد ف الصحيح أن النب صلى ال عليه وسلم كان ينظر قبل غزو ة القر ى أذان الفجر فإن مسعه تركهم وإل ص لم ف حديث غزاهم ،وهذا الديث )أي حديث أب هرير ة رضي ال عنه( جاء مدملً ف بيان علة هذا القتال وقد فُ ّ
ابن عدمر رضي ال عنهدما ف الصحيحني قال :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال) :أمرت أن أقاتل الناس حتى
يشهدوا أن ل إله إل ال وأن محمداً برسول ال ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة ،فإذا فعلوا ذلك عصموا مني
دماءهم وأموالهم إل بحق السلم وحسابهم على ال ( وقد آثرت حديث أب هرير ة رضي ال عنه لذا الباب لا فيه يمن بيان يمقصد الهاد والقتال وطريقة الدعو ة للتوحيد ،إذ أن يميل النب صلى ال عليه وسلم ونّوابه وخلفاُؤ ه كانوا يعرضون السل م والدخول فيه عن طريق الكلدمة ث يبينوا لم حق هذ ه الكلدمة ويمن حقها الصل ة والزكا ة ،والصحيح أن البان الربعة هي يمن أركانا ،ل يصح إسل م الرء بدونا ،ويمن تركها فقد نقض الكلدمة ،وهذا يمذه ب كبار الصحابة رضي ال عنهم ،وكلدمة التوحيد يمعناها إخلص عبودية الرء ل وحد ه ونفيها عدمن سوا ه ،إذ ل يستحق العباد ة أحد سوا ه ،والتأله هو التعبد ،ويمبن التعبد على القبول والنقياد أصلً ونفي الرج وجوباً والتسليم إحساناً
وهو يمعن يموجود ف قوله تعال) :فل وبربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم نثم ل يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلوا تسليماً ( فهذ ه يمرات ب العباد ة كدما قال أهل العلم ،ويمبعث العباد ة هو ال ب والو ف ،
وال ب ينشأ يمن أيمرين كدمال البوب ف ذاته وإحسانه إل غي ه وهذا يوج ب الدمد كدما قال النب صلى ال عليه وسلم) :لك الحمد كما ينبغي لجلل وجهك وعظيم سلطانك ( وقوله) :أحبوا ال لما يغذبركم من نعمه (.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][8
وال ب لكدمال البوب أعظم يمن ال ب للحسان ،فيكون الدمد لذلك أعظم يمن الدمد على النعدمة ،وإن كان كلها يمن يموجبات الدمد ل تعال ،وأيما الو ف فيكون ليمرين العظدمة وخو ف العقاب ،ويمعرفة العظيم توج ب الياء الان ع يمن السوء الذي يغض ب العظيم بل نظر إل العقاب ،كدما كان بعض السلف يقول) :ه ب أنه غفر ل فأين حيائي يمنه؟( ،والو ف يمن عقابه توج ب ترك النهي عنه بالنظر لعاقبة الغض ب وهو عقاب القادر العظيم العادل ،والو ف الول ه -بسب ب الياءه -أعظم وأجل يمن الثان وإن كان كلها يمن اليان بال تعال ،والعباد يتفاوتون ف اليان تفاوتم ف هذ ه البواب ،وقد تنازع السلف أيهدما أعظم وأجل قدراً ف ألفاظ الذكر هل الدمد أ م كلدمة التوحيد ،يم ع قول الكثرين إن ل يكن اتفاقاً أن كلدمة التوحيد أعظم يمن التسبيح ،لن التسبيح نفي النقائص والدمد إثبات الكدمال ،والثبات أجل يمن النفي وأعظم قدراً ،وف الديث) :التسبيح نصف الميزان ،والحمد تملؤه ( ،وف الذكار النبوية يكون التسبيح يمقروناً با يدل على الكدمال كقوله صلى ال عليه وسلم) :سبحان ال وبحمده ،سبحان ال العظيم ( ،والذين فضلوا الدمد على كلدمة التوحيد لنم قالوا إن الدمد يتضدمن التوحيد ،
والصواب أن كلدمة التوحيد أفضل ف إثبات الصل وكلدمة الدمد أفضل ف إثبات الكدمال ،وال تعال أعلم. قوله) :فمن قال ل إله إل ال فقد عصم مني نفسه وماله إل بحقها وحسابه على ال ( دل على أن النفوس واليموال يمباحة ف الصل دون التوحيد ،وأن أيموالم ه -أي العاندين الشركنيه -كدما هي أنفسهم غي يمعصويمة ، وليس أحد اليمرين يمرتبط بالخر )أي القتال وإباحة اليموال والنفس( ،فالقدور عليه ل يتخلف بسب ب الدمتن ع ، والفهو م هنا متن ع ،والفهو م هنا أن الباحة ل تكون إل بالقتال ،لن سببها هو ترك الكلدمة أو التيان بنواقضها ، فالقتال ليس سبباً لغي ه ،بل هو لسب ب وهو الكفر ،فتخلف القتال ل يسقط إباحة النفس واليموال يم ع بقاء السب ب الوج ب للقتال وهو الكفر ،فدمن علق حكم الباحة على علة القتال للدمفهو م فقد قال أيمراً عجباً غريبًا. والديث يبني الصل وهو قتال الشركني عدمويماً بل تفريق يم ع وجود يموان ع أخر ى للقتل كالذيمة والعهد ،وقد
جاءت بذلك الشريعة ،فالذي يم ع كفر ه وكذا العاهد ل يقتل ،كدما أن قوله) :بحقه ( أي أن الكلدمة ل تعصم يمن القتل على الدوا م إنا تعصدمه ف البتداء ،والاء ف حقه تعود على ال سبحانه ،فإن ل حقوقاً أخر ى على العباد غي الكلدمة بعضها يوج ب القتل أو ييز ه يمفصلة ف الشريعة لطول ذكرها ،وف أحاديث أخر ى قوله) :بحقها ( أي
الكلدمة ،وقد تقد م حديث ابن عدمر رضي ال عنهدما وفيه) :بحق السلم ( وكلها على يمعن واحد ،ول اختل ف. قوله) :وحسابه على ال ( إيكال أيمر الباطن إل ال تعال ،لن الشريعة وأحكايمها ف الدنيا على الظاهر بل خل ف ،فل ينق ب على قلوب الناس وأستارهم يمال تبُد يمنهم القرائن ،فإن جاء الظاهر الصريح فهو القد م على غي ه يمن الدعاو ى ،كالزنديق وغي ه ف دعوا ه السل م يم ع ظاهر ه الخالف لذلك ،ول يقو م يمقا م الظاهر العتب شيء ، ويمسألة إذا تعارض الظاهر يم ع الصل ل اختل ف فيها إذا كان الظاهر بني صريح خل يمن العارض الوافق لألصل. وقوله) :وحسابهم على ال ( يدل على أن القضاء بالظاهر ل يغي حكم الباطن على الصحيح ف أقوال أهل العلم ،
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][9
فإن قضاء القاضي ل يثبت القو ق ديانة ،وهذا بّني ف قوله صلى ال عليه وسلم) :فمن قضيت له من غير حقه
فإنما أقطع له قطعة من النابر ( وأدلة اخر ى .وهذا الديث ورد ف ألفاظ يمتعدد ة كدما تقد م يمن حديث ابن عدمر رضي ال عنهدما ،وورد عن أنس رضي ال عنه ف البخاري) :أمرت أن أقاتل الناس :يعني المشركين ،حتى
يشهدوا أن ل إله إل ال وأن محمداً عبده وبرسوله ،فإذا شهدوا أن ل إله إل ال وأن محمداً برسول ال وصلوا صلتنا واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إل بحقها ( ،وعند يمسلم يمن حديث
أب هرير ة رضي ال عنه هذا قوله) :حتى يشهدوا أن ل إله إل ال ويؤمنوا بي وبما جئت به (. من فوائد هذا الحديث: .1وجوب جهاد الدعو ة وقتال الخالفني للتوحيد ،ونبو ة مدمد صلى ال عليه وسلم ،وشرائ ع السل م على اليما م ويمن استنفر ه ،وف الديث حجة لن قال يمن أهل العلم كالشافعي أن علة القتال هي الكفر ل الرابة كدما قال آخرون ،والارب بإجاع العلدماء هو كل كافر ل يكن له ذيمة أو عهد أو أيمان ،والل ف ف هذ ه السألة يسي ل يتت ب عليه كبي خل ف كدما توّه مم بعض الهلة العاصرين كدمن فسروا الرابة بالقتال والعدوان ،فليست الرابة هي العدوان بل خل ف ،إنا الارب هو يمن تقد م تعريفه ،ولا ظن هلؤلء الهال أن يما قاله الدمهور يمن علة القتال هو الرابة ظنوا أن هذا ينصر قولم الادث البدعي بأن القتال ف السل م لرد العدوان بل هو هو ، وليس لا قالو ه علة إل الهل بلغة العلدماء والفقهاء ،فإجاع الولني يمن السلف والفقهاء الربعة وغيهم أن الهاد واج ب على اليما م للدعو ة إل السل م لذا الديث ولغي ه ولقوله تعال) :قاتلوا الذين ل يؤمنون بال
ول باليوم الخر ول يحّرمون ما حرم ال وبرسوله ول يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يٍد وهم صاغرون ( ولقوله تعال) :فإذا انسلخ الشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إّن ال غفوبر برحيم ( فإن قال قائل فبَم تفت ق أقوال أهل العلم على هذا العن فيجاب :با يتت ب عليها يمن يمسائل
فيدمن يوز للدمسلدمني قتله يمن غي القاتلة إن وضعت الرب أوزارها ودخل السلدمون الديار عنو ة ،فهل ُيقتل ل؟ فقال الشافعي :يقتل ول يصحح العسيف )أي الجي( أي العايمل ف الرض يمن الكافرين يمن الكفار يمث ً النهي عن قتله ،وقال الخرون بأنه ليقتل لنه صار يمقدوراً عليه ،واختلفوا ف الرهبان خارج الطوائف الكافر ة وديارهم فقال الشافعي ويمن يمعهُ :يقتلون لعلة الكفر ،وقال غي ه :ل يقتلون لعد م تقق العلة وهي الرابة ،وأيما الديار والطوائف الت ل يعاهدها اليما م لصلحة ول تسلم أو تدف ع الزية فإنا تقاتل بل خل ف حت تصي ديار إسل م ،فالشافعي ويمن يمعه أجاز قتل كل كافر ل يأت الدليل على عد م قتله كالرأ ة والصب ،والخرون قالوا الصل عد م القتل قصداً ،واتفقوا على أن يما أصابه السلدمون يمن الكافرين هلؤلء بغي قصد ل حرج فيه ،واحتج الدمهور بقوله صلى ال عليه وسلم ف نيه عن قتل النساء) :ما كانت هذه ِلتـَُق اـتل ( .
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][10
.2ل يشكل على هذا الديث قوله صلى ال عليه وسلم) :ل تتمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموهم فاصبروا ( لن هذا الديث على يمعنيني :أولها :تن القتال ،وهذا يستلز م وجوباً قدرياً وهو تن سببه وذلك لا يتدمن بعض الاهدين الغنيدمة ،أو لرغبة بعضهم بالقتال ،وقد نّبه رسول ال صلى ال عليه وسلم على هذا العن ف حديث فتح خيب فعن سهل بن سعد الساعدي رضي ال عنه قال :مسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يو م
خيب) :لعطيّن الراية غداً برجلً يفتح ال على يديه فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى ،فغدوا وكلهم يرجو أن ُيعطى .فقال :أين علي؟ فقيل :يشتكي عينيه ،فأخر فدعا له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن
به شيء .فقال :نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال :على برسلك حتى تنـزل بساحتهم نثم ادعهم إلى
السلم ،وأخبرهم بما يجب عليهم ،فوال لن ُيهدى بك برجل واحٌد خير لك من حمر النعم ( ،فهذا يمن هذا ،وهو يبني سب ب النهي عن القتال ،لن تن القتال يعن تن عد م إسليمهم وإسليمهم خي وأعظم يمن غنائَم ينونا .وثانيهدما :أن هذا الديث )النهي عن تن لقاء العدو( إنا قيل ف غزو ة الحزاب كدما ف بعض رواياته ،ويما فعله رسول ال صلى ال عليه وسلم فيها يمن أعدمال كلها تدل على كراهية )و هو إيما م السلدمني( لقاء قريش ويمن يمعها يمن غطفان وثقيف والعراب ،فكْو نمه صلى ال عليه وسلم ل يرج إليهم بل تصن ف الدينة وحفر حولا الند ق ،ول ينمزل إليهم أبداً خلل يمد ة الصار بل كان عدمله يمنمَْعهم يمن الدينة ،كل ذلك يدل على أن باب النهي إنا هو إرشاد إيما م ف اختيار خي الفعلني ف رد عدوان الحزاب ،وهو يمن باب الشور ى كدما وق ع ف أُح دم ،أيرج إليهم أ م يتحصن ف الدينة؟ فاختار قول يمن قال الروج ،وف الحزاب اختار عد م الروج وقال) :ل تتمنوا لقاء العدو ( وذلك لن هذا هو خي اليمرين للدمسلدمني ف هذ ه الغزو ة .واليمر
وال أعلم ل يرج عن هذين القولني ،وقيلت أقوال أخر ى أراها ضعيفة .والقول الول عندي أقو ى وأيمت ، والسب ب أن الصحابة وهم أعلم بعن الديث كانوا يتجون بالديث بعدمو م لفظه ،ناهني عن تن القتال يم ع يمسيتم إليه ،وذلك إقتداًء برسول ال صلى ال عليه وسلم ففي صحيح يمسلم أن الصحاب عبد ال بن أب أوف كت ب إل عدمر بن عبيد ال حني سار إل الرورية يب ه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ف بعض أيايمه الت لقي فيها العدو ينتظر حت إذا يمالت الشدمس قا م فيهم فقال) :يا أيها الناس لتتمنوا لقاء العدو واسألوا ال العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا ،واعلموا أن الجنة تحت ظلل السيو(ف ( وفيه بلفظ آخر) :دعا على الحزاب ( .وال أعلم. .3الديث غيظ لعداء ال يمن أهل العصر البغضني لشرائ ع السل م ،فإن أعظم نكيهم اليو م على الاهدين والداعني لحكا م الشريعة هو قولم إن هلؤلء يكدمون على الناس با هو حق ل تعال ،وأطلق بعضهم وصفنا بأننا ه -سكرتاريا القيايمةه -أي يقويمون ف الرض با هو حق ل يو م القيايمة ،وهذا يمن تا م غيظهم ،والديث حجة للؤلء الاهدين والدعا ة وذلك أنم يفعلون ف الشركني الرافضني ليمر ال تعال يما هو يمقديمة لا سيفعل
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][11
ال بم يو م القيايمة ،فهم سيعذبونم بقتلهم وأخذ أيموالم ليمر ال لم بذلك ،والذي فوضهم لذا الفعل هو ال كدما قال تعال) :قاتلوهم يعذبهم ال بأيديكم ( ،وكدما ورد ف صحيح يمسلم )وقاتل بمن اتبعك من عصاك ( ، وأيما قول الشركني العرضني بأن قضية اليان والتوحيد والنقياد للشرائ ع هي بني النسان وربه ول يق للعباد ماسبتهم عليها فهذا دينهم الذي به يدينون ،وأيما يما يدين به السلم النقاد لكم ال أن قضية التوحيد واليان والنقياد للشرائ ع هي حق ل أيمر ال عباد ه بإقايمتها ف أنفسهم وإقايمتها ف الناس بالدعو ة والوعظة السنة فإن أصروا على الباء والستكبار قوتلوا عليها ث عذبوا حت ينقادوا ،ول يضرهم قول هلؤلء اللعني أن هذا مالف لقو ق النسان وقواعد العصر فإن دين ال ل يقد م عليه يمثل هذ ه الزبالت والعج ب يمن بعض الفتونني يمن دعا ة السل م ه -زعدمواه -يقيدمون هذ ه الحكا م والقوال ف الفصل بني الصويمات الاصلة بني اللحدين يمن العلدمانيني وبني السلدمني. فإن قيل للمجاهد من َخ ّوـلـك وفـَّو ضـك لقتلي وأخذ مالي بسبب ما بيني وبين ال قيل له :إن ال أيمرن
بذلك ولو ل أفعل لكنت يمثلك ف العصيان ،ول أَر غيظاً ف قلوب هلؤلء على الاهدين والدعا ة بثل هذ ه النكتة ،إذ هو يمن قبيل السد البليسي أن الدعا ة والاهدين يِكلون يمستند أفعالم ل والسل م وليس لم هّم إل زبالت يعرفون صغارها وحقارتا.
.4ف الديث بيان هوان اللق على ال ف الدنيا كدما هو هوانم عليه ف الخر ة إن ل يسلدموا له ،فإن ال سبحانه خلق اللق ليعبدو ه ويطيعوا رسله وينقادوا ليمر ه ،فإن ل يصل هذا القصد ل يكن لوجودهم أهية ترعى أو تصان ،بل هم هباء ل قيدمة له ،فدما أهون اللق على ال سبحانه يمن غي إسل م له ،إذ ل قيدمة لم ول لبدانم ول ليموالم ول للكهم ول لسلطانم ،بل إن ال سبحانه وتعال يسلط عليهم أهل اليان ليذيقوهم عذاب الدنيا قبل أن يصيوا إل عذاب ال ف الخر ة ،وأيما دعاو ى أهل العصر أن القو ق واحد ة بني عباد ال والشركني فهي يمن دعاو ى إبليس وال يقول) :أفنجعل المسلمين كالمجرمين ،مالكم كيف تحكمون ( فدما يقال إن النفس النسانية متيمة بذاتا دون النظر لدينها إن هو إل هراء كل م يبؤ يمنه دين ال تعال ويبأ يمنه اللؤيمنون ،فإن قال قائل يمعتضاً على شرع ال بقدر ه :فلَم خلق ال الكفر ة إذًا؟ فيقال :إن ال خلق النسان
ليبتليه ف باب التوحيد واليان ،ويما ُخ لمقت الدنيا إل يمن أجل هذا كدما قال تعال) :و إذ قال بربك للملئكة
إني جاعل في البرض خليفة ،قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك
ونقدس لك قال إني أعلم ما ل تعلمون ( ولقوله تعال) :إنا خلقنا النسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرًا ،إنا هديناه السبيل إما شاكراً إما كفوبرًا ( وإن يمن إبتلء ال للدملؤيمنني هو يمعادا ة الناس على هذا
ب ال تعال وال ب ف ال ،وهذا ليق ع إل ببغض أعدائه ويمقاتلتهم وإن يمن عذاب ال الباب ليتم لم تا م ح ّ لعصاته أن يسلط عليهم اللؤيمنني فيزهقون أنفسهم ويغندمون أيموالم ،وكدما تقد م إن غزو الثأر للنتقا م والقصاص ،
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][12
ِ وقد ينشأ ف أنفسهم الل لذلك لكن ليس كالل الذي يصيبهم يمن غزو أقوا م سيطوقون ديارهم فإن سئلوا لَ جئتم قالوا) :إن ال ابتعثنا لنخرج الناس يمن عباد ة العباد إل عباد ة ال وحد ه ويمن جور الديان إل عدل السل م ويمن ضيق الدنيا إل سعة الدنيا والخر ة( فإن الغيظ الواق ع على قلوبم يمن هذ ه القالة يفو ق الوصف ، وهذا يمن تا م عذاب ال تعال ف هذ ه الدنيا للكافرين وهو يمن هوانم على ال سبحانه وتعال. إن السل م الذي حر م قتل اليوان إل لنفعة الكل أو لدف ع ضرر ه هو الذي أهان الكافر وأيمر بقتله لرفضه التوحيد فكان شأنه أقل يمن الدابة كدما قال تعال) :إن هم إل كالنعام بل هم أضّل ( فسبحانه يما أحكدمه
وأعدله ف خلقه.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][13
الحديث الثاني عن معاذ بن جبل برضي ال عنه قال :قال لي برسول ال صلى ال عليه وسلم) :يا معاذ وهل تدبري حق ال على عباده؟ وما حق العباد على ال؟ قلت :ال وبرسوله أعلم .قال :فإن حق ال على العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئًا ،وحق العباد على ال أل يعذب من ل يشرك به شيئاً (. س قيدمته ،فدمن وعاها فقد أفلح وأنح هذا الديث يوي فقهاً عظيدماً للقلوب الواعية ،فإنه يبني علة الوجود وأ ّ وإل فهو يمن حطيم جهنم ه -أعاذنا ال تعال برحته يمنهاه -ويبني بإشارته يما للدمشرك يمن حق إن عدمل صالاً ليعلم أهل اليان قيدمة هلؤلء الذين يوتون على عدمل صال يمن غي إسل م كالذين يقاتلون يمن أجل أرض وغيها وهم ي :م على عدمٍل شركّي وكفر ّ
يكفي هذا الديث بيان القابلة بني يما هو حق على النسان أن يلؤديه بْنطوقه ،والعقوبة الت يستحقها إن فّرط ف أدائه بفهويمه ،فإن الق الواج ب عليه أداُء ه هو عباد ة ال تعال وحد ه وترك الشرك به ،إذ العباد ة حق خالص له دون يما سوا ه والتوحيد شرط لقبولا وهو أجّل العبادات وأعلها ،فالعبد ل يأت بعدمل أعظم يمن التوحيد ويشهد
لذلك حديث البطاقة والذي ف آخر ه) :فتوضع السجلت في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلت ونثقلت البطاقة ،ول يثقل مع اسم ال شيء ( ]قال التيمذي :حسن غري ب[ .فدمن أتى بالتوحيد فقد حقق العباد ة وحقه
على ال أل يعذبه ،ويمن ترك التوحيد فقد ضي ع أعظم القو ق وأجلها فاستحق العذاب ،فليس للعبد يمن حق على ال سو ى هذا ،أيما يما يصل يمن فضل إياب على ترك العذاب بتحقيق التوحيد فهو يمن باب الفضل اللي ل يمن
باب القابلة ويشهد لذلك قوله صلى ال عليه وسلم )ل يدخل أحدكم الجنة بعمله ( فإن دخول النة ليس يمقابلة للعدمل الصال توج ب الداء وأيما قوله سبحانه وتعال) :ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ( وقوله) :وتلك الجنة التي
أوبرنثتموها بما كنتم تعملون ( وقوله) :إن الذين قالوا برّبنا ال نثم استقاموا فل خو(ف عليهم ول هم يحزنون، أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاًء بما كانوا يعملون ( وقوله) :كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون ( ويما ف يمعن هذ ه اليات الت تبني أن دخول النة يمعلق بالعدمل فإن هذا يمن باب ذكر السب ب ،إذ ل يق ع شيء ف هذ ه الدنيا ول ف الخر ة إل بسب ب ،ودخول النة ل يكون إل بسب ب ،والسب ب هو عباد ة ال تعال وحد ه ،والنة مريمة على الشركني ،والديث ل حجة لحد فيه يمن البتدعني الذين يوزون على ال تعذي ب الطي ع ويمكافأ ة العاصي إذ أن عدل ال وقدوسيته يأبيان هذا القول الشني ع الذي يّل عنه حكدماء البشر وفضلؤهم .فإن قيل يما يمعن قوله
صلى ال عليه وسلم) :لو أن ال جل نثناؤه عذب أهل سماواته وأهل أبرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][14
برحمهم كانت برحمته خيراً لهم من أعمالهم ( فهذا مدمول على تقصي العباد ل ف الشكر ،فإن نعم ال تعال
توج ب الشكر ،ويمهدما شكر العبد فشكر ه قاصر عن أداء الواج ب يمقابلة ،فالطالبة يمتعينة ف الذيمة وإن كانت لرحة ال ل تصل ،ولو حصلت لستحق العبد الزاء والعذاب للتقصي والتفريط فلذلك قال صلى ال عليه وسلم) :لو
عذبهم عذبهم وهو غير ظالم لهم (. وقوله صلى ال عليه وسلم) :أن يعبدوه وليشركوا به شيئاً ( فيه بيان شرط التوحيد قبل العدمل وأثنائه ،فإنه ل
يقبل ال يمن عدمل عدملً إل إن كان يموحداً ،ول يقبل يمنه إل أن أراد ه بذا العدمل وحد ه دون سوا ه ،فالتوحيد أساس ص دم ال بذا العدمل شرط لطل ب جزائه يمنه ،ولو سأل سائل :فدما هو جزاء الشرك على أعدماله ول بناء بل أساس ،وق ْ الصالة؟ فالواب :إن الكافر قد يقصد وجه ال بعدمله يم ع شركه وكفر ه كدما قال تعال) :حتى إذا كنتم في الفلك
وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها بريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا ال مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ( وغيها يمن اليات الت تبني إخلص الكافر ف دعاء ه عند حاجته وإضطرار ه ،وهذا يبني أن الشرك قد يعدمل عدملً صالا بشرطيه ه -التوحيد والخلصه - يم ع شركه ف أبواب أخر ى ،وقد يقصد الكافر بعدمله الصال غي وجه ال كدمن تصد ق وأراد الشهر ة والصيت السن فحينئذ يكون اليمر كالتال: أيما الشرك الذي قصد بعدمله وجه ال كدمشرك صلى ل وحد ه وحج ل وحد ه وتصد ق ل وحد ه فهذا له حق على ال أن يفف عنه يمن العذاب بقدار عدمله ،عدملً بذا الديث ،وعدملً بعدمو م اليات والحاديث الت تبني أن ال ل يضي ع عدمل عايمل ،وهذا يمقتضى عدل ال تعال وحكدمته ورحته ،وأيما تصيل السنات والت هي سب ب النة فهو غي يمستحق لا لنا فضل إلي ل يستحقها إل الوحدون لا بينته اليات والحاديث الكثي ة. وأيما إن قصد غي وجه ال فله يما طل ب لقوله تعال) :من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ( ولقوله) :و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الخرة من نصيب ( وقوله) :من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نو(ف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها ل يبخسون ( ولديث النب صلى ال عليه وسلم ف يمسند أحد وصحيح يمسلم قوله) :وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها ل في الدنيا ،حتى إذا أفضى إلى الخرة لم يكن له حسنة يجزي بها ( وهو كذلك الوافق للعدل اللي الطلق ،فإن العدل ل ير م أبداً ،إذ به تقو م السدماء والرض .وأيما قوله تعال) :و الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماًء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد ال عنده فوّفاه حسابه ( فهو لفعل الكافر عدمويماً حسنه وسيئه ،صاله وفاسد ه ،وإن ُِ ح لم على العدمل
الصال تصيصاً فل تعارض لن عدمل الكافر ل ينجيه يمن النار بالكلّية وإن كان يفف عنه يمن عذابا به ،وبالتال ي العطشان ف الصحراء وجد بعض قطرات الاء فلم تغنه ف دف ع البلء عنه. ليس فيه كفاية ،وحاله كحال الصد ّ
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][15
ويمفهو م الديث أن العبد يستحق العذاب بالشرك لتكه حق ال تعال وإتيانه بضد ه ،وهذا يمفهو م نطقت به نصوص شرعية كثي ة ،فإنه ل يمقصد للق النسان إل هذا ،وغي ه تب ع له ،فإن تعدمي الرض وسعَي النساِن فيها وقياَيم هم بشأن نفسه والخرين إنا تكون أهيته حني يأت به الرء على وجه التعبد ل لنه الوافق لقصد خلقه ووجود ه ، أيما إن جاء بذ ه العدمال على وجه التدمت ع ورغد العيش والرفاهية فإن له يما تول ول أجر له ،ولذا ل يستحق الدح الدين ول نسبَة الصلح له ،وبذا يظهر ضلُل الكثيين اليو م من يريدون إياب الدح اللي لقو م يكفرون به ويسبونه وينسبون له الشريك والولد ،أو يأبون الضوع ليمر ه وشرعه ،ويما دعاهم لذا إل سوُء طِوّيتهم وفراُغها يمن عظدمة ال وهيبته ولو كان ل تعال تعزيز ف قلوبم لا جرُؤوا على هذ ه القالت الشنيعة ،وإذا كان العبد ل يستحق الثناء ول رفعة الدرجات ول تصيل السنات بعدمله الصال يم ع توحيد ه إذ ليس له يمن حق على ال إل أن ل يعذبه فكيف يوج ب هلؤلء التهوكون على ال أن يعطي هلؤلء الشركني فضله وكرايمته وهم يسبونه ويشركون به؟! اللهم إّنا نعوذ بك يمن العدمي والضللة. حني وق ع هذا الديث يموقعه يمن قلوب العالني والخبتني له فإنم نسبوا كل يما يق ع لم يمن فضل ف الدنيا إل ال تعال فهم أهل الدمد لربم ،كدما سيكونون كذلك ف جنة النعيم ،إذ حد ال تعال ف الول والخر ة ،وحد ه حني يرون صد ق وعِد هم ووعيِد هم لنم ل يرون لم حق واج ب على يمولهم النعم الرحيم ،وكلدما زادت النعم كلدما غدمط العابدون أنفسهم وايمتألت قلوُب م محداً لربم حت يصي بم اليمر إل الشر يو م القيايمة تت لواء الدمد الذي مسا ه ال أحَد ومدمدًا. يتص به أعظم اللق على ال تعال وهو الذي ّ وأساس الكفر نسبة النعم لغي ال تعال كدما قال ال عن الشركني) :ولئن أذقناه برحمة منا من بعد ضراء
مسته ليقولن هذا لي ( ويمعن قولم :أي أن يمستحق لذ ه النعم ،كدما قال قارون) :إنما أوتيته على علم عندي ( أي أتتن هذ ه النعم لا عندي يمن أسبابا الت تستحقها ،وأساس التوحيد هو رؤية النعم القيقي لكل يما يق ع على النسان يمن خي وفضل ،ولذلك جاءت اليات والحاديث تبني النعم اللية ،يمذكر ة با لينس ب الحسان لهله ، والقرآن أغلبه على هذا الباب ف بيان حق التوحيد على العبيد كقوله) :أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ...أفرأيتم ماتحرنثون أأنتم تزبرعونه أم نحن الزابرعون ...أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنـزلون ...أفرأيتم النابر التي توبرون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون ( وكقوله) :ولئن سألتهم من خلق السماوات والبرض ليقولن خلقهن العزيز العليم الذي جعل لكم البرض مهداً وسلك لكم
فيها سبلً لعلكم تهتدون ،والذي أنزل من السماء ماًء بقدبر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون ،والذي خلق الزاج كلها وجعل لكم من الفلك والنعام ما تركبون لتستووا على ظهوبره نثم تذكروا نعمة بربكم إذا استويتم
عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى بربنا لمنقلبون (.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][16
ب لزيادتا والبكة فيها كدما قال تعال) :ولئن شكرتم لزيدّنكم ( بل إن وتذّك رم النعم و ْ حد ال تعال عليها سب ٌ أعظم يما َيسأل به النسان العابد ربه هو أن يدمد ه ويشكر ه كدما قال أيمية بن أب الصلت ف يمدح عبد ال بن جدعان: أأذكر حاجتي أم قد كفاني إذا أنثنى عليك المرء يوماً
حياؤك إّن شيمتك الحياء
كفاه من تعرضه الثناء
فبالشكر تدو م النعم وتزيد ،وّإن أعظم شِكرك ل أن تبذَل له يما أنعم به عليك يمن نف ٍ س ويماٍل وولٍد.م
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][17
الحديث الثالث ي الناس أفضل؟ فقال برسول ال قال أبو سعيد الخدبري برضي ال عنه :قيل يا برسول ال أ ّ
صلى ال عليه وسلم) :مؤمن يجاهد في سبيل ال بنفسه وماله .قالوا :نثم من؟ قال :مؤمن في ِش عــب من الشعاب يتقي ال ويدع الناس من شره (.
صد ق صيارفة الديث حني قالوا :إن للحديث الصحيح نوراً يعر ف به وإنه للكذب ظلدمة يعر ف با ،ويمن نظر ف هذا الديث بعني التقو ى ويمقصد خلقه علم أنه ل يرج إل يمن فم نب ،فإنه حّد للعابدين حّد يم الي لبتغيه ، ويمن ينظر إل اجتهادات الناس اليو م ويمن سبق َعِلم أن الكثي ما يقولونه خارج عن حد الي والعدل ،فالديث يهدي إل فعل الطاعة لن قدر عليها فإن تعّذ رممت فالي ف اعتزال الفعل ،هذا إن أراد خي دينه ،وأيما قول يمن قال ه -وهم اليو م كثيه -إن الشر هو خيارنا الوحيد فهم كاذبون على قدر ال وشرعه يمعاً فإن الشر ل يكون أبداً هو خيار اللؤيمن ف حياته ،إذ أن الي هو الغل ب والكثر ف خلق ال وقدر ه ،وال ل يأيمر بالشر ول يرضى به ول يبه ، لكن إن صارت يمطال ب النسان يمتعلقة بالو ى والشهو ة ،ل بالكفاية والضرور ة والاجية حينئذ يتصور أنه لبّد له يمن الشر والعصية فيفت له هوا ه وشيطانه يمن الن والنس أن ضرور ة اليا ة تيز له العصية والشر ،وهذا هو أساس ضلل الكثي يمن الفتاو ى هذ ه اليا م ،فإنم يأخذون أحكا م الضرورات ويستخديمونا للتحسينات والشهوات. الهاد هو ذرو ة سنا م السل م ،والعايمل فيه قائم ف الذرو ة يمن الفضائل فلذلك هو أفضل أهل اليان ،والهاد بالنسبة لذا الفاضل هو عدمل حياته الذي رضيه لنفسه ،فيه يقضي أوقاته ،وفيه باب رزقه ويمعيشته ،وهذا هو الذي رضيه ال تعال لعظم البشر بعد النبياء وهم أصحاب النب مدمد صلى ال عليه وسلم إذ كان الهاد هو عدمل حياتم ول ينتفعوا ف حياتم يمن يمال ونعيم كدما انتفعوا يمن حيا ة الهاد ولذلك مسى ال الهاد " حيا ة " كدما قال تعال) :استجيبوا ل وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم (. والهاد درجات أعظدمها أن ياهد الرء بنفسه ويماله ،فإن خرج بنفسه ويمال غي ه فحسن لكن دون الول ف الدرجة ،وإن بذل يماله دون نفسه كان كذلك ،وأول الدرجات وهو أن يرج بنفسه ويماله فل يعود بشيء يمن الغنيدمة فإن أصابته الشهاد ة فهي يمنمزلة النازل وأعظدمها وأجلها ،وال يلؤت فضله يمن يشاء. قوله) :مؤمن في شعب من الشعاب يتقي ال ويدع الناس من شره ( فإن اللؤيمن الذي ل يقدر على الهاد ويما كان ف يمعنا ه يمن طل ب العلم ونشر ه واليمر بالعرو ف والنهي عن النكر فإن أفضل يما يعدمله هو العتزال بعيداً عن أذ ى الناس وإيذائهم ،فالعزلة خيار إيان أضاعه الناس اليو م يمن أذهانم ،وغيابه يمن خيارات العدمال جّر على الناس الكثي يمن الباطل والث .والعزلة لا أحكايمها العايمة ،فهي خيار لن ل يقدر على العدمل سواء يمن جهة نفسه
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][18
أو جهة واقعة ،فإن الفضل هو العدمل لقوله صلى ال عليه وسلم) :الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي ل يخالط الناس ول يصبر على أذاهم ( ،ولكن ما خلق ال يمن البشر أن يكون ضيق النفس إن رأ ى الشر يعظ ف البتداء ث تضجر نفسه فيتحول وعظه إل تبكيت وقسو ة فهذا ف قلبه النكار ة والكر ه فهذا يا ف على دينه وإيانه ،كدما ُي ا مم ف عليه أن يق ع فيدما وقعوا فيه فهذا هروبه يمن الناس خي له وأسلم بل قد يكون بالعراض والعظة والتنبيه ،وكدما قال تعال) :وقد نّزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات ال يكفر بها ويستهزؤ بها
فل تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إّنكم إذاً مثلهم ( ،والذي ُيعر ف عن السابقني هو اعتزال الناس عدمويماً ف آخر العدمر وتفرغهم للعباد ة كدما ذكر أهل الدينة يمن تفرغ للعباد ة بعد الربعني إل يمن كان يمتكلفاً عدملً يمن أعدمال السلدمني الواج ب أداءها. وأيما العتزال بسب ب الواق ع والال فإن الشر قد يعم وين ع الي ويارب وتصم الذان عن السدماع والهتداء فإن سنة النبياء هو الجر ة كدما وق ع ليما م النفاء إبراهيم عليه السل م ويمعه لوط الذي آيمن يمعه ،وف الديث أّنه يما يمن نب إل وقد أخرجه قويمه كدما قال ورقة بن نوفل عنديما علم نبو ة مدمد صلى ال عليه وسلم لا ُعرض عليه يمن قَِبل خدية رضي ال عنها. والعزية يمرات ب يشرح يمراتبها الرد على الذين ل يرون إل خيار العدمل بعصية ال وكأنه لز م للدمسلم ،إذ نر ى ونسدم ع الذين يسلكون سبل الباطل يمن العدمال الكثي ة بجة أّن على أهل السل م أن يللؤوا هذ ه السبل وإل تركت للعصا ة أو غي السلدمني يمن الشركني والرتدين ،فدويماً حني يسألون عن دينهم الذي دانوا به حت جلسوا هذ ه الالس واقتفوا هذ ه العدمال أجابوا بأن أهل السل م إن ل يعدملوها عدملها أهل الباطل ،وهذا يمن باب تقليل الشر يما أيمكن ،والديث هنا ليس على يما ير ه سلوكهم يمن الباطل عليهم ف دينهم كدما نر ى يمن واقعهم وعلى يما ير ه على دين ال تعال ف أذهان الناس وعقولم ولكن التنبيه هنا إل أن هلؤلء القو م جهلوا أن الواج ب اعتزال الباطل ، فلسنا وكلء على الناس كدما قال ال لنبيه ه )-وما أنت عليهم بوكيل (ه -فالطلوب هو تطبيق حكم ال تعال أولً وهو هجران الباطل ه )-والذيم يجتنبون كبائر النثم والفواحش (ه -وقد أحسن يمن قال :إن فعل هلؤلء أشبه بن يقول وقد رأ ى ايمرأ ة تريد الزنا ول بّد ،م فقال :أن أزن با أنا وأستها يمن الفضيحة )يمن باب تقليل الشر( خي أن يزن با فاجر ويفضحها. إن اللؤيمن الذي يتقي ربه ويريد سليمة دينه إن ل يقدر على الق كدما أيمر ال تعال به فإنه يهرب يمن الباطل ضوما الناس عليها ،وقد مسى سفيان الثوري إتيان الباطل تت ذرائ ع ول يأتيه ،وهذ ه هي سي ة السلف الت عدملوها وح ّ وهية بديعة إبليس ،وقد صد ق رحه ال تعال.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][19
وللؤلء حجج كثي ة أغلبها تقّولم عن أهل العلم تتعلق بالوازنة بني الق والباطل ،وأن تقليل الشر يمطل ب شرعي كدما تصيل النفعة ،وما ل ري ب فيه أن هذ ه القواعد ه -الوازناته -قواعد صحيحة ف وضعها العلدمي لكن على ذلك تنبيهات فيها: .1أنه لغلبة الو ى هذ ه اليا م وقلة التقو ى كدما هو يمشاهد فإن أي يمنفعة ولو كانت يمن باب الشهو ة والتحسينات فإنا تضخم وتسبغ عليها كلدمات الباطل وكأنا يمن ضرورات العايمة والسلدمني يمن أجل تبيرها وإتيانا ،وواق ع الال وقواعد العدمل يشهدان أنا شهو ة خاصة ول زياد ة. .2وما يزيد اليمر خطور ة أن الكثي يمن هذ ه الصال الدنيوية تصاد م حق ال تعال وخاصة يما تعلق بتوحيد ال ف شرعه وأيمر ه ،وأهل العلم مدمعون على أن حق ال تعال يمصلحة أعظم يمن كل الصال ،فضرور ة الدين يمقديمة على كل الضرورات الخر ى كالنفس والال والعرض والعقل ،ولكنك تر ى هلؤلء ييزون أعدمالً شركية وكفرية يمقابل تصيل يمصال دنيوية ل تصل لدرجة الضرور ة ،وهذا يمن باب الهل والضللة. .3أن دقة "فقه الوازنات" ف أحيان كثي ة ل يهتدي إليه الفقيه الراسخ لدقته أو لتعقيد الواق ع وعد م تبسيطه كدما هو ف واقعه العلدمي ،ويم ع ذلك فإن هلؤلء يفتون للعايمة وللجهلة ويوسعون الباطل شباً فيأخذ ه الاهل ذراعاً ،ويعل كل م هذا الفت جسراً له على جهنم ،فدمثل هذ ه السائل ل يطلق فيها القول لتغي الظرو ف حني يتعلق اليمر يم ع أيمور دقيقة ف تقديرها ويموازنتها. .4وما يشهد لنرا ف هذ ه الفتاو ى الت تطلق للعدمو م يمن باب " الوازنات" إنا هي ف أصل وضعها يمن قبل العلدماء السابقني كانت لن تعينت ف حقه يمن العلدماء والقديمني وأهل الفنون والعقل والنظر ،ول توض ع لعدمو م الناس فيأخذها "الرويبضة" ويزعدمون أنا لم وهم أحق با فيفسدون أكثر ما يصلحون ،بل لو تركوها لهل الباطل لكانت يمنهم يمنفعة أكثر ،فإن الواق ع يشهد أن كثياً يمن الناف ع للدمسلدمني تصل على يد أهل الباطل بأكثر ما يصله الزاعدمون إتيانا تديناً ،فإن هلؤلء تصبح عندهم "يموازنة جديد ة" وهو البقاء ف العدمل يمصلحة على أي يمصلحة أخر ى ،فخو ف ذهاب النص ب أو العدمل يكم يما يأتون ويذرون ،فل الباطل تركوا ول يمصال السلدمني حصلوا ،فعاد اليمر باطل ل خي فيه. والتزات والتنبيهات على فقه "الوازنات" كثي ة ،وكل يو م نشهد باطلً ينتشر وحقاً يكتم وُيست ،يارسه الفتون به دون فقه دقيق ،ول ورع يدميهم ،وآخذون به والفون بل إهتدما م ليانم وتقواهم. فهذا الديث عظيم ف هذا الباب لن ابتغى حفظ دينه وطل ب الفضل والرفعة وتصيل التقو ى :فإيما الق كدما أيمر ال تعال ،والهاد للباطل أعل ه وأرفعه وإيما العتزال والجر ة ،وهذا أسلم للدمرء لدينه ف الدنيا والخر ه ،وأيما الزاعدمون أنم قادرون على السباحة ف الوحل وعندهم يمن التقو ى يما يدمي قلوبم ،ث ل يكتفوا بالسباحة بل تضلعوا يمنه شبعاً ورياً فال بصي بالقلوب وخطراتا ،وهو أعلم بن اتقى.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][20
كل هذا يق ع حني تكون الوازنة بني خي وشر يشتبه أيمرها لدقة يمقاربتهدما ف الفكر والنظر ،ولكن واقعنا يشهد أن القو م ه -يمفتني وأتباعه -ترؤوا على الريمات الصرية بنصوصها ،فالربا والدمر وقول الباطل ولبس الث كل هذا صار يل بشبه واهية تت باب التيسي ووجود الختل ف فيها ،والقد م يمن الفتني يمن يبيح أكثر يمن غي ه ويوس ع للناس شهواتم وأهواءهم ،ول حول ول قو ة إل بال. وبذا يعلم أن أعظم يما ف هذا الديث يمن فقه :أن الباطل إيما أن ياهد ،وإيما أن يعتزل ،والق أن الباطل ل يرضى بعزلتك ،لن إيمايمه هو الشيطان ،وقد وطن نفسه أن يهلك ابن آد م بالعاصي بتزيينها كدما قال) :فبما أغويتني لقعدَن لهم صراطك المستقيم ،نثم لتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم
ول تجد أكثرهم شاكرين ( بل سيشد على أذقانم حبالً ثقالً ليجرهم إل الباطل كدما قال) :أبرأيتك هذا الذي
ل ( والباطل إن ل تشغله بالهاد شغلك "بصوته ّك رـمت علي لئن أّخ رـتن إلى يوم القيامة لحتنكن ذبريته إل قلي ً وَرِج لِممهوخيله" ،ولذلك يمن أعظم طر ق اتقاء الباطل هو ماهدته. وف يويمنا هذا يعد اعتزال الناس حت ل تلؤذيهم ويلؤذونك ضرباً يمن العجائ ب ،لن جند الشيطان ألزيموا الناس بكل قانون ،ولحقوهم حت إنم يدخلون يمعهم ف أزواجهم وأيموالم )و شابركهم في الموال والولد ( فالهاد هو السبيل القو م لتحقيق سعاد ة الدنيا ونعيم الخر ة. وأيما أجر الهاد فهو ف أبواب أخر ى يمذكور ة ف أبوابا ،وأيما ترك الشر والساء ة للناس فهي يمن أعظم العدمال
لن عجز الصالات العدملية و)المسلم أخو المسلم ل يظلمه ول يخذله ول يكذبه ول يحقره ( و)كل المسلم
على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ( ولعظدمة حريمة اللؤيمن عند ال فإن النب صلى ال عليه وسلم ذكر ذلك ف آخر يما أوصى به أيمته ،ف يو م الج الكب ،ف حجة الوداع حني قال) :إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ( ،وقد أوصى النب صلى ال عليه وسلم ف أحاديث ترك إيذاء السلدمني لن عجز عن الصالات فإن ذلك صدقة. ث تأيمل نور هذا الديث ف بيان القابلة بني يما هو أعظم العدمال إياباً وبني أعظم العدمال سلباً ،وبني إيذاء
ال اعداَء ال بالهاد وترك إيذاِء السلدمني بالعزلة نعلم أن هذا الكل م ل يرج إل يمن فم نب يمهدي يمسّد دم )و إنك
لتهدي إلى صراط مستقيم (.
وقد ورد لذا الديث ألفاظ يمنها قوله صلى ال عليه وسلم) :من خير معاش الناس لهم برجل ممسك عنان فرسه في سبيل ال ،يطير على متنه ،كلما سمع هيعة أو فزعة طابر عليه ،يبتغي القتل والموت مظانة ،أو برجٌل ش غـف أو بطن واد من هذه الودية يقيم الصلة ويؤتي الزكاة ويعبد بربه حتى في غنيمة في برأس َش غـَف ةـ من ال ّ يأتيه اليقين ،ليس من الناس إل في خير (.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][21
الحديث الرابع عن أبي هريرة برضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وسلم قال) :تعس عبد الدينابر وعبد الدبرهم وعبد الخميصة ،إن أعطي برضي وإن لم يعط سخط ،تعس وانتكس ،وإذا شيك فل انتقش ،طوبى لعبٍد آخذ بعنان فرسه في سبيل ال أشعث برأُس هُـ ،مغبرٍة قدماه ،إن كان في الحراسة كان في الحراسة ،وإن كان في الساقة كان في الساقة ،إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع (. ت الطريق ،أي سهلتها للدمسي عليها ،وذلك بإزالة الوان ع حت العباد ة هي الضوع والطاعة ،فيقالَ :عّبد ُ تستجي ب للسالك فكل يمن انقاد لشيء على جهة ال ب والو ف استقلل فهو عابد له ،وضابطه هو يما ورد ف هذا الديث وهو قوله صلى ال عليه وسلم) :إن أعطي برضي ،وإن لم يعط سخط ( ذلك لن نيته وندمته دون سوا ه ، فهو عايمل له ،ساٍع يمن أجله ،فسعي اللؤيمن ف صلته وعبادته هو تصيل رضى ال تعال ،فإن حصلها فهي غايته ل يطل ب سواها ،وإن فاتته الطاعة وهي سب ب رضى ال تعال حزن ،ويمن سعى لدرهم أو غي ه ف صلته وعبادته كالهاد ونشر العلم وغيها فحصل يمطلوبه رضيت نفسه وفرحت لا نالت يمن يمطلوبا ،وإن فاتا الطلوب حزنت وسخطت ،فهذا هو الدليل على يمعبود النسان ف عدمله ،وهو ضابط الرياء والخلص ،وهو كدما تر ى تقيق يمعن العباد ة لغوياً ،لن العباد ة كدما تعلم هي الضوع والطاعة ،وهذا الضابط الذكور هو العن القيقي للخضوع القلب والطاعة الباطنة ،فإن يمن خض ع لشيء أحبه حت صار يمطلوبه وندمته ،ير ى كل شيء فيه ،يسي وجهته ويطل ب رضا ه ويتب ع أثر ه. ف هذا الديث كذلك ضابط حقيقة الهاد ف ال تعال دون سوا ه وهو قوله) :طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل ال(...إل الديث الذكور ،فإن حال الخلص لربه هو عد م النتصاب لغي ه ل ف زيه ولف عدمله ولف حاله :أيما الزي فهو ف قوله) :أشعث برأسه ،مغبرة قدماه ( وذلك للتهائه عن ذلك با هو فيه يمن النغدماس ف الهاد ،فهو يمستغر ق فيه بكليته ،ل يتطاول بشار ة ليبصر ه الناس ،وبَِعلٍَم يعلم الناس يمكانه وأفعاله ،وقوله صلى ال
عليه وسلم )أشعث برأسه ،مغبرة قدماه ( ل يعن أنه يتكلف ذلك ليكون كذلك ،بل هو ف حال ل تكون نتيجته إل كذلك ،ويمن نافلة القول التنبيه أّن تكلف ذلك ليس عباد ة يمطلوبة ل تعال ،بل تكلف ضدها ف حال ل يكون يمشغولً بطاعة الهاد هو الطلوب الشرعي يمن التجدمل والغتسال عن الدران وغيها لحاديث عد ة ولقوله
تعال) :قل من حرم زينة ال التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ( ويمقصود هذا الوصف )أشعث ...يمغب ة(...
إنا هو النشغال التا م با هو فيه وذلك لخلصه ،فلو كان غي ذلك لا أهه ف إحسان عدمله بل رغبته بتحسني
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][22
صورته .وأيما العدمل فهو قوله صلى ال عليه وسلم) :إن كان في الحراسة كان في الحراسة ،وإن كان في الساقة كان في الساقة ( فهذا رجل ل يفاضل بني العدمال بس ب قيدمتها بني الناس إنا بس ب يما يطل ب يمنه لنه الليق به فيدما ير ى له أيمي ه ،أو فيدما ير ى يمن نفسه ،ويمثل هذ ه العدمال مستها الفاء وجفاء الناس عنها لشقتها وعد م تنافس الناس فيها لعد م صيتها وقلة يمرتبتها ف الدنيا ،وإن كان ل قِواَ م للجهاد إل بدما ،ولكن الناس يرون أن هذ ه العدمال يمن يمرات ب الديمة الت تني صاحبها ف دنياهم فيغبون عنها ف جهادهم ،وشتان بني العدمل حني يكون لدنيا وأجر ة وحني يكون ف سبيل ال ،فهذا إبراهيم عليه السل م خليل ال ،وابنه إمساعيل الصاد ق الرضي يكلفهدما ال تعال بديمة بيته فيقول) :وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ( ، وقال عن إبراهيم خاصة كدما ف سور ة الج) :وطهر بيتي للطائفين والقائمين (. وأجر الراسة عظيم كدما ف الديث) :عينان ل تمسهما النابر ،عين بكت من خشية ال ،وعين باتت تحرس في سبيل ال ( ،وخديمة العابدين كانت قريش تتنافسها وراثة يمن أبيهم إبراهيم عليه السل م ،فالسقاية أحد اللوية الت كانوا يتنافسونا يم ع الرفاد ة وهي إطعا م الجيج .وقد رغ ب النب صلى ال عليه وسلم أن ينمزل يم ع الساقة للحجيج ولكن تركه مافة أن ينازع الناس أهله وظنهم أن هذا جائز لم ه -أي يمنازعة أهلهه -وقال للسقا ة) :أكملوا فإنكم على عمل صالح ( ث قال) :لول تغلبوا لنـزلت حتى أضع الحبل على هذه ( وأشار على عاتقه صلى ال عليه وسلم ،يم ع أن السقاية كانت لعدمه العباس رضي ال عنه ،فالقصود أن الخلص لربه ف جهاد ه ل يتشو ق إل إل رضا ه ،فهو غافل عن حظ نفسه ،ولو أرادها لا اختار إل العدمال الت فيها الظوظ لا ،وأيمر ه ليس كذلك .وأيما ف حاله فهو قوله) :إن استأذن لم يؤذن له ،وإن شفع لم يشفع ( ذلك لنه خفي عن الناس با هو فيه يمن إعدمار الباطن ،فالناس ل يعرفونه لعد م اشتهار امسه أو نسبه أو أفعاله ،والق أن أهل اليان والتقو ى ل يفى عليهم حال هلؤلء ،بل يعرفونم وقد يطلبونم كدما كان يفعل عدمر بن الطاب رضي ال عنه كدما قال) :لو كان سال يمول حذيفة حياً لوليته( وعدمر كان خبياً بالرجال ويم ع ذلك قال) :رحم ال أبا بكر كان أعلم يمن بالرجال( والبعض كان يتكهم لا هم فيه يمن الرغبة ف الختفاء ،والقصود أن هذا الخلص ل يغي ه يما يقوله الناس عنه ،ولو كان
يمقصود ه غي ال لسخط كدما يسخط غي ه ،كدما قال تعال) :ومنهم من يلمزك بالصدقات فإن أعطوا منها برضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ( ،وحني تر ى اليو م بعضهم وهو يعدد فعاله وتاريه ليدلل على أن له شأناً ل يقم به الناس له ،ول يقابلو ه بثله ،فيجعل ذلك سبباً للسخط والغض ب وترك العدمل الصال ،فيقول أحدهم) :لقد تكلدمت كلدمة الق وعذبت ف سبيلها ول أجد أحداً ينتصر ل أو ل يأبه ل أحد ،فهلؤلء قو م ل يستحقون أن يقد م لم شيء( ولو تفكر هذا القائل بذ ه القالة البيثة لعلم أن عدمله قد حبط بسببها ،ولو راج ع تاريخ العايملني لدين ال تعال لعلم أن هذ ه سي ة يمضطرد ة ،فأنصار رسول ال صلى ال عليه وسلم ورضي ال عنهم قّد يمموا كل شيء ،الال والروح والولد ،ول يدوا يما يقابل ذلك شيئاً يمن الدنيا ،بل أخبهم رسولنا صلى ال عليه وسلم أنم
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][23
سيجدون بعد ه أثر ة فأيمرهم بالصب وقد فعلوا فرضي ال عنهم وأرضاهم ،وقد رأوا الال العظيم يقسم أيما م أعني لن قاتلوهم وذلك ف حنني ،فوجدوا ف أنفسهم بعض شكو ى فلدما هبت ريح اليان بوعظة رسول ال) :أما ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول ال إلى برحالكم ( حت بكت عيونم فرحاً با رجعوا به ،وقالوا:
)رضينا( .بل هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يطل ب يمن أيمته شيئاً لنفسه ف هذ ه الدنيا سو ى يمود ة أهل بيته
فقال سبحانه) :قل ل أسألكم عليه أجراً إل المودة في القربى ( ويم ع ذلك قتل الناس أح ب أهل بيته إليه السني
بن علي رضي ال عنهدما ،ويما رعوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم حريمة ،وهلؤلء كبار الصحابة كسعد بن أب وقاص يتنازع الناس اللفة وهو يمشغول عنهم ببناء حوض يماٍء لبله ،والذين يتنازعونا يما أسلدموا إل بيد ه وأيدي أيمثاله ،وهذ ه اللفة قد آلت إل يمن قوتلوا على السل م ،ويمن قاتلهم عليه حاضر ير ى كدما قال ابن عدمر فصبوا وتذكروا يما أعد ال يمن النعيم ف النة فسكنت نفوسهم ،فهذ ه سي ة يمضطرد ة تكشف مبوء النفوس ونيتها ف عدملها وجهادها.
وهكذا القابلة بني الالني :حال يمن سخط لذهاب بغيته ورضا ه إن حصلها ،وحال يمن عدمل يمن أجل الخر ة فهي ندمته ورغبته ل يعيضه شي ئ عنها ،ل يهدمه إن فات يما فات ول تفت هي ،وطوب :يمن الطي ب لغًة ،قلبت الياء واواً ،وف الديث هي شجر ة ف النة. وف الديث يمن الفوائد :أن يمقايمات الخر ة والفضل اللي ليس بس ب يمقايمات الناس بينهم ف الناص ب
واليموال ،بل إن التفني هم أكثر الناس صدوداً عن الذكر كدما قال تعال) :وما أبرسلنا في قرية من نذير إل قال مترفوها :إنا بما أبرسلتم به كافرون ،وقالوا نحن أكثر أموالً وأولداً وما نحن بمعذبين ،وما أموالكم ول
أولدكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إل من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضعف بما صبروا وهم في
الغرفات آمنون ( وف القرآن ربط دائم بني العلو والفساد كدما قال عن بن إسرائيل) :لتفسدن في البرض ولتعلّن علواً كبيرا ( وكدما قال عن فرعون) :وإن فرعون عل في البرض وجعل أهلها شيعاً ( وقد وعد ال وراثة الرض للذين )ل يريدون علواّ في البرض ول فسادا ( والهاد والبلء ل يستقيم إل لهل الصب والحتساب ،وقد كشف ال النافقني بالهاد كدما ف سور ة التوبة ،تلك السور ة الت مسيت بالفاضحة لنا فضحت النافقني ،وغال ب يما فيها
يمن صفات فاضحة لم إنا كشفت بالهاد فهم الذين) :لو كان عرضاً قريباً أو سفراً قاصداً لتبعوك ولكن
بعدت عليهم الشقة ،وسيحلفون بال لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم وال يعلم إنهم لكاذبون ( وهم )و لوا أبرادوا الخروج لعدوا له عدة ولكن كره ال انبعانثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ،ولو خرجوا
فيكم ما زادوكم إل خبالً ولوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة ( وهم )ومنهم من يقول ائذن لي ول تفتّني ( وهم
الذين )فرح المخلفون بمقعدهم خل(ف برسول ال وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل ال وقالوا
ل تنفروا في الحر ( وهم )و إذا أنزلت سوبرة أن آمنوا بال وجاهدوا مع برسوله استأذنك أولوا الطول منهم
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][24
وقالوا ذبرنا نكن مع القاعدين ،برضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم ل يفقهون ( ...وغيها ، وهذا يدل على قو ة هذا الضابط ف التفريق بني الصاد ق والرائي ،بني اللؤيمن والنافق وف الديث) :من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق ( وهو تفسي لذ ه اليات ول شك. قوله صلى ال عليه وسلم) :تعس وانتكس ( هو شأن يمن عدمل لغي ال ل يدو م أيمر ه ول يصب ،بل ينقل ب حيث ل يص ب يمراد ه يمن الدنيا ،وهو وإن كان دعاًء يمن رسول ال صلى ال عليه وسلم عليه ،فهو كونه وقدر ه ، صفة لزيمة لن ل يريد وجه ال تعال كدما قال تعال) :ومنهم من يعبد ال على حر(ف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والخرة وذلك هو الخسران المبين ( ،وقوله) :وإذا شيك فل انتقش ( فهو دعاء عليه أن ل يصي ب يمراد ه بانتكاسته ،فإن هذا يرتد وينقل ب على عقبه رجاء جب دنيا ه الذاهبة بسب ب البلء ،فرسول ال صلى ال عليه وسلم يدعو عليه أن ليلتئم له شأنه ول يعود له يما رجا ه حت لو كان مرد
هه إل يمطال ب عد ة تنقلت به أيمواله زوال شوكة عنه .أيما قوله )تعس ( فهو دعاء وحقيقة كونية ،فإن يمن تشتت ّ وأتعبته سبلها ،كلدما أراد شيئاً وجد ه سراباً ل غناء فيه ول كفاية ،ويمن جعل ال قصد ه وغايته ونيته فهو كافيه لنه نعم الوكيل )أليس ال بكا(ف عبده (. وف الديث فائد ة جليلة أن العباد ة ليست ف أعدمال النسك فقط كالصل ة والسجود والدعاء بل هي أشل يمن ذلك وأعم ،وهذا يما ل يعرفه إل أهل السل م يمن يمعن العباد ة ،بل ل يعرفه إل العالون بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فالدمد ل على تعليم رسول ال صلى ال عليه وسلم ليمته هذا الفضل والكر م.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][25
الحديث الخامس عن ابن عمر برضي ال عنه قال :قال النبي صلى ال عليه وسلم) :أل كلكم براع وكلكم مسؤول عن برعيته ،فالمير الذي على الناس براع وهو مسؤول عن برعيته ،والرجل براٍع على
أهل بيته وهو مسؤول عنهم ،والمرأة براعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم ،والعبد
براع على مال سيده وهو مسؤول عنه ،أل فكلكم براع وكلكم مسؤول عن برعيته (. هذا دين حق وخي ،يمن أين أتيته وجدته هد ى ونوراً ،ويما أفسد اليمة إل الهواء وآراء الباطل الت تدملتها يمن غي سبيل القرآن والسنة ،فهذا الديث هو باب حقيقة الفاعلية الت يسعى إليها العقلء ليمتهم فإن فساد اليمم وشعوبا ف إلقاء التكاليف والكسل والعجز ،والنكفاء على الذات ،وأن حيا ة اليمم والشعوب ف فهم وتدمل صرم السلؤولية ،بيث ير ى كل واحد أنه الع ّ ن بالطاب وأن اليمر له دون بقية أهله ،متق ب بالث إن فرط فيه أو ق ّ عنه ،ويما حقق الولون يمن أعدمال عظيدمة كانت لا الفراد ة ف تاريخ البشرية ،والصدار ة ف إنازات اليمم إل لذ ه العقائد والفاهيم ،وحني دخل النسك العجدمي والتعبد الاهلي على أيمتنا وانسح ب الناس عن يمسلؤولياتم عاد الَْدم ُر م حطباً بارداً ورفاتاً هيناً ،وحني يس الرء بأهيته ليمته وأهيِة أيمته له تكتدمل دور ة اليا ة وتصل النجزات ،أيما حني توت هذ ه الصلة بني الفرد واليمة ،فل ير ى لنفسه شأناً يمعها ولا ،ول ير ى ليمته قيدمة فحينها يكون الوت القيقي لكل الشاري ع الت هي حقيقة حيا ة اليمم ويمقاصدها. السلؤولية ،والفعالية ،وصيغة العلقة بني اليمة وحقيقة الروابط ،وتوزي ع التكاليف ،ويمصدر الق وطبيعته ،هذ ه أسئلة أعيت اليمم وأتعبت عقلءهم ،وُس كم ب يمن أجلها آل ف الابر ،وتناطح فيها دعا ة الصلح ،لنا إن أدركت وخض ع الناس لا بتا ٍ ض ورغبة باطنية تقق الراد يمن الفرد باعتبار ه يمستقل الراد ة مت م العتبار ،وتقق الراد يمن الجتدماع بتسدمية الدموع أيمة تتحقق لا أهدافها ويصل لا يمقصودها ،بل تعارض بني الفرد واليمة ،وبل تفريط ف القو ق ،وبل ضياٍع لألهدا ف. هذا الديث لوحد ه كا ٍ حل الكّل ف للجابة على هذ ه السئلة الرضية الائر ة ،وبكلدمات نبوية صادقة َّ التكليف ،وأخض ع الدمي ع للواج ب ،وفرض على الكل الطاعة ،وفّس رم يمصدر الق ويمنب ع قوته.
إن اليا ة ل تستقيم إل بتنظيم ،وهذا التنظيم ف ظاهر ة يوزع اليمة إل دوائر ،وللوهلة الول يصل الوهم أن هذ ه الدوائر واللؤسسات هو تفر ق وتنازع ،كدما يصل الوهم أن هذا التوزع يلغي العلقة بني أفراد هذ ه اللؤسسسات وبني الخرين يمن هذ ه اليمة ،فحني يكلف الشرع الاكم القيا م بالهاد يمثل فُيظّن أن الهاد هو تكليف للؤسسة ولدائر ة يمن اليمة هو الدولة وبقية اليمة غي يمعنية به ،ويمثل ذلك الدود ،أو حني تنشأ يملؤسسة ودائر ة للعلدماء فينشأ
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][26
الوهم أن العلم يمسلؤولية لذ ه اللؤسسة دون سواها ،وبقية اليمة غي يمكلفة بذا الواج ب وهذ ه هي البدعة الكب ى الت تصي ب اليمم وتديمرها ،وإذا كان للعابدين بدع تفسد عبادتم ،وإذا كان للعلدماء بدع تفسد عدملهم فإن لأليمم بدع تفسد فاعليتها وأهدافها كلها تدور حول السلؤولية. الغاية الثلى هي خضوع اليمة للدمفاهيم ،بيث تكون السلطة لا ،فتكون هذ ه الفاهيم أعرافاً ف حس الناس ويمشاعرهم وف القانون الغال ب ،يض ع له الناس ويتداولونه كدما يتداولون لغتهم ،وكدما يتداولون يمفاهيدمهم الفطرية كالعلقة بني الب وأبنائه وال م وأبنائها ،وكلدما رقت الفاهيم الشرعية وخض ع الناس لا ببواطنهم كلدما اقتبت الفاهيم يمن كونا فطر ة وسجية ،ولا كان السل م هو الق وهو الفطر ة فإن الليق به ف صور ة الثال هو تققه خلل قانون الفطر ة والعر ف الباطن ،فيستسلم له الناس بل توزي ع ول تقسيم ول تقنني لكل فئة دون بقية اليمة ،ويمن أيمثلة ذلك "اللؤسسة العلدمية" ،فهذ ه ف صورتا الصحيحة الول كانت يموجود ة ،لا سلطانا ،وقوانينها ،وضوابطها ، س اليمة ويمشاعرها ووجدانا ،وهذا الوجود الكايمن ف داخل اليمة له قو ة آسر ة ، وحدودها ،وكل ذلك يمثبوت ف ح ّ ووضوح بّني أقو ى يمن أي سلطة يمقننة وُيمْعملَمٍن عنها ككيان ،ول يكن هذا الوجود يتاج إل فرضِه بقانون يعزله ويفصله عن بقية نشاطات اليمة ،فالسجد بنايته ،يمفتوحة أبوابه للجدمي ع ،وحلقات العلم جزء يمن نسيج هذا الدمي ع ،فل طبقية ول عزل أو استئثار ،ولو قارنت هذ ه "اللؤسسة العلدمية" ف تارينا يم ع أي يملؤسسة أخر ى ف تاريخ اليمم الخر ى كالنشاطات النقابية لوجدت أن الفار ق كبي ،حيث تتحول "اللؤسسة النقابية" إل عصابة وحزب له رجاله الذين يعلون "الشخص" أو "العائلة" هو الصل و"التنظيم" وسيلة للذات ل الفكر ة ،ولذلك عدمدت "الدولة" ف تاريخ اليمم دائدماً إل ابتلع هذ ه اللؤسسات وجعلها قو ة لتوحشها ضد فكر ة اللؤسسة نفسها ،فأنشأت يما يسدمى بنص ب الفت العا م ،أو "هيئة العلدماء" وجعلتها يمربوطة بنظا م "الدولة" وجزءاً يمنها ،وبالتال تولت اللؤسسة إل ناب لوحش الدولة تبطش به ضد خصويمها ،فالسجد للدولة كدما هي حال أي دائر ة حكويمية ،وبالتال صار العلم نشاط "يملؤسسة حكويمية" ل حركة أيمة ويمن ذلك "يملؤسسة الهاد" فالهاد أيمر ربان للدمسلدمني جيعاً بل استثناء ،حت العجز ة لم وجود ف هذا النشاط النسان السليمي العظيم ،فهو حركة أيمة ،وليس نشاط دائر ة يمعّينة به دون غيها ، وكلدما كان هذا الفهو م يمعدمدماً كلدما كانت فاعليته أقو ى ،وكلدما اقتب يمن تجيم اللؤسسة والتقنني كلدما ُفقَد تم هذ ه الفاعلية ،وذلك لروج طوائف يمن السلؤولية ،فتعدميم السلؤولية هو تقيق للفاعلية ،وتديد "اللؤسسة" هو قصم لذ ه السلؤولية وبالتال إبطال لقو ة الفاعلية ،فمَف ْرم ق أن يكون الهاد هو حركة أيمة كدما كان ف صورته الول ،وبني أن يصبح نشاط "يملؤسسة حكويمية" فيها أراضها. وهذا ل يلغي يمفهو م التنظيم والدار ة ،فنظا م الدواوين ليس هو "اللؤسسة" الت تعزل البعض عن الكل وبالتال يسهل ابتلعه يمن قِبَِل "الدولة" على حساب "اليمة" ،بل هو تنظيم لفعل أيمة ،وليس صناعة "للؤسسة" مدد ة.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][27
النشاطات ي ب أن تكون تكاليف أيمة ،وذلك يمن خلل الفاهيم السيطر ة ف التدم ع ،وانتقالا إل تكاليف "يملؤسسة" يعلها متاجة لتقنني وبالتال يق ع العزل وتديمي الفاعلية ،وسهولة قنصها واختطافها لديمة "الشخص" أو "الدولة" ل الفكر ة الت انتصبت يمن أجلها. ف القرآن الكري والسنة النبوية تكاليف يموجهة لأليمة ،وإذا وجدت أوايمر للبعض فهو لختصاص هذا البعض بالقدر ة اللزيمة لذا التكليف ،فاليمر بالعرو ف والنهي عن النكر يمكلف به كل يمن رآ ه )من برأى منكم ( ...والكم با أنزل ال تكليف ليمة )و ليحكم أهل النجيل بما أنزل ال فيه ( ،وهكذا جي ع النشاطات بل استثناء ،وتكليف الاكم بإقايمة الدود وإعلن الهاد هو يمن قبيل الوكالة عن اليمة ،فهو وكيل بعقد بينه وبني اليمة لقايمة أحكا م العايمة ،وسلطانه يستدمد يمن هذا العقد ،وقو ة هذا السلطان يمصدر ه رضا اليمة ،فليست السلطة توكيل إلي ول الغلبة والقهر ،وإن كان أيمر اليمة يعر ف بقو ة الشوكة والت تظهر عن طريق الغلبة أحيانًا .والعقد طرفا ه اليمة يمن جهة والاكم يمن جهة أخر ى ،والعقود عليه هو احكا م العايمة ،ويبطل العقد بأيمور تصي ب العاقدين ككفر الاكم أو جنونه أو بتخلف يمقاصد العقد وهي العقود عليه كتعطيل الدود وإبطال الهاد ،وحني يبطلها الاكم يعود أيمرها إل اليمة ول تسقط عنها ،فالهاد ل يبطله حاكم ،وإن عطله وج ب على اليمة أن تقو م به وكذلك الدود وغيها. وهذا الوصف الذي قديمنا ه يفيد أن دائر ة الدولة ضيقة جداً ،وهكذا ي ب أن تكون ،أيما ربط التكاليف بالدولة والاكم وتوسي ع ذلك فهو انرا ف وبدعة ،ويمن العجي ب أن يوجد بعض الفقهاء يمن وق ع يمن فتاو ى تلؤيد هذ ه البدعة وتنصرها ،وذلك يمثل ربط اليمر بالعرو ف والنهي عن النكر بإذن الاكم أو إقايمة الدمعة ،بل وصل بعض هذ ه القوال الغريبة إل دعاء القنوت ف النوازل ليمر الاكم وإذنه ،وهذا لعدمر الق إنرا ف ف تصور حقيقة اليمر الشرعي ،وأثر ه السّي ءم على اليمة أقو ى يمن أثر البدع الفردية والسلوكية الشخصية .وكدما رف ع ال بعضاً فو ق بعض درجات ،كذلك جعل الناس أقسايماً يمن ذكر وأنثى ،وأب وأ م ،وسيد وعبد ،وخاد م وآيمر ،وبائ ع ويمشتي ،وهكذا تق ع نشاطات اليا ة باعتبار أيمرها القدري الذي فطر ال اللق عليه ،وهذا اليمر الفطري ي ب اتباعه والقرار به ، وهو كذلك ف حس الناس ووجدانم إل يما يق ع يمن إبليس وجند ه يمن )فليغيرن خلق ال ( ،وبالتال يلؤيمر البن أن ل يقّر أبا ه على طاعة ،ول الزوجة لزوجها ،ول الصغي لكبي وذلك تت شعارات بيدمية يمعروفة.
هذا التوزي ع الفطري يم ع الكم الشرعي هو الذي يقق الفاعلية القيقية لأليمم ويديها ،وكلدما حصل فساد ف أحدها تعوقت اليمم وسارع فيها الفساد وبالتال حقت كلدمة ال بالعذاب والهلك والديمار ،وهذا التوزي ع هو يمصدر يمن يمصادر السلؤولية والتكليف ،خلقه ال وأقر ه شرعه ،وهو عقد فطري ،والفطر ة هي أقو ى أدلة الشرائ ع والحكا م بل خل ف بني عقلء البشر. هذا الديث يّدم لم السلؤولية لكل يمن كلف رعاية حق ،فالرعاية تعطى ف بعض جوانبها يمفهو م التقد م على س الغي ،فُتنِش ئ مَوهَم الطاعة دون السلؤال والراجعة ،ويم ع التقاد م وضياع البعد الخلقي يصل الستعلء وهي أ ّ
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][28
الفساد والراب كدما هو ف كتاب ال تعال ،فحني تصل اليمار ة يم ع فقدان يمفهو م الساءلة والراجعة ل يبقى يمن اليمار ة إل يمفهو م الطاعة ،أي طاعة الأيمور وخضوعه لأليمي ،والفاهيم الباطلة تنتج النرا ف السلوكي ،وأعظم يما يصي ب البشر هو الطغيان الذي أساسه الكب ،وف الديث) :سبحانك يا ذا الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ( وهذ ه هي الت نازَعهم سبحاَنه اللُق فيها ،وهي أساس كل فساد ف الدنيا والخر ة.
الفهو م الشرعي للدملك هو رعايته ،أي قيا م بأداء الواجبات والقو ق ،ويمساءلة ف الدنيا والخر ة ،كدما هي ف
حس الناس طاعة وايمتثال ،يم ع أن القاعد ة الفقهية القرر ة :الواجبات قبل الحقوق. وف الديث إطل ق لفهو م السلؤولية وبالتال ل يوز قصرها على الث الخروي ،بل هي كذلك ف الدنيا ،
وهذا الذي طبقه اليل الول وأتروا به كدما قال الصديق) :أطيعوني ما أطعت ال فيكم ،فإن عصيته فل طاعة لي عليكم ( وهذ ه الكلدمات ليست يمواعظ إرشادية بل هي دستور وعقد يملز م للطرفني ،وحني جاع الوال عا م الريماد ة وسرقوا يمن يمال سيدهم ل يقتص يمنهم عدمر رضي ال عنه لنم أخذوا يما هو حق لم يمن يمال سيدهم الذي يمنعهم إيا ه ،وحني استفتت هند بنت عتبة رسول ال صلى ال عليه وسلم هل تأخذ يمن يمال زوجها الذي يمنعها لشّح يمنه أجاز لا رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال) :خذي ما يكفيك وولَد كـ بالمعرو(ف ( وهذا الديث أصل ف يمسألة
"استيفاء القو ق بغي إذن صاحبها إن جحدها أو يمنعها" ،فدما قررت الفطر ة والشرع يمن حقو ق فالساءلة حق ل يوز لحد أن يعطلها. فدمن الواجبات اللقا ة على أيمتنا ول سعاد ة إل با ،وهي باب فاعلية اليمة بني اليمم ،كدما هي أساس نقاء اليمة وبراءتا يمن الفساد الداخلي " :إقامة الحدود والمر بالمعرو(ف والنهي عن المنكر ومن ذلك الحسبة
والجهاد في سبيل ال " وهذ ه هي خصائص هذ ه اليمة الت تعل لا حق قياد ة الغي ،والنصوص الدالة على ذلك صرمت فيها كثي ة تراج ع ف فطانا ،وهذ ه ي ب عل اليمة القيا م با ،توكل غيها يمن اليمراء وغيهم لباشرتها ،فإن ق ّ أو عطلها الوكلء أثت اليمة جيعاً ،ول يسقط الث عن الواحد إل بالداء بس ب الوس ع والستطاعة.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][29
الحديث السادس عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال النبي صلى ال عليه وسلم) :ما من النبياء نبّي إل
ُأعطي من اليات ما مثله آمن عليه البشر ،وإّنما كان الذي أوتيته وحياً أوصاه ال إلّي ،ـ فأبرجوا أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة (.
كان يمن حجج الكافرين على نبينا مدمد صلى ال عليه وسلم يمن أجل تصديقه واتباعه أن يأتيهم بآية كونية كدما أرسل يم ع النبيني السابقني ،وقد ذكر ال تعال هذا اليمر كثياً ف القرآن ما يستعي النتبا ه فقد ذكر ه ف سور ة النعا م ويونس وطه والنبياء وأشار إل ذلك ف يمواطن أخر ى كدما ف العرا ف والنحل والقصص ،وما ذكر ه ال تعال ف هذ ه الواطن أن هذ ه اليات ل تكن سبباً ليانم وتصديقهم ،بل كان إرسالا سبباً ف تعجيل العذاب كدما قال تعال ف سور ة السراء) :وما منعنا أن نرسل باليات إل أن كّذ بـ بها الولون ( وقال ف
النبياء) :ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون ( وقال ف القصص) :فلما جاءهم الحق من عندنا
قالوا لول أوتي مثل ما أوتي موسى ،أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ،قالوا سحران تظاهرا وإنا بكل كافرون ( ول يق ع خل ف ذلك إل يم ع قو م يونس عليه السل م كدما قال تعال) :إن الذين حقت عليهم كلمة بربك ل يؤمنون ،ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الليم ،فلول كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إل قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ( ،والقرآن كشف بذا كذب هذ ه الجج وتعّنت طالبيها ،وأن يمرادهم هو الادلة بالباطل والتعجيز ،ولذلك توقفت هذ ه اليات الكونية ول تعد هي السبيل للحجة يم ع الق ،فقال تعال ف سور ة طه) :و قالوا لول يأتينا بآية من بربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الولى ( والية تتدمل يمعنيني ،أولها :أن الذكر ف القرآن هي يما جاءت به الصحف الول فدل هذا على صد ق القرآن ويشهد لذا العن يما قال ال تعال ف سور ة النبياء يمن قوله) :بل قالوا أضغاث أحلم بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أبرسل الولون ( إل قوله) :لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفل تعقلون ( ،
والثان :أن يما جاء يمن اليات الكونية ف الصحف الول وأنه ل يقق اليان ف قلوبم كا ف أن ل يرسلها ال
يمر ة أخر ى ،وف سور ة القصص قال تعال) :و لقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الولى بصائر للناس وهدى وبرحمة لعلهم يتذكرون ( وهو يشهد لذا العن ،وهذ ه الية ف سور ة القصص تبني أن إهلك أيمة كايملة بسب ب تعنتها قد توقف ،وإن كان إهلك القر ى بإزالة قوتا وعلوها ل يتوقف كدما قال تعال ف سور ة
السراء) :و إن من قرية إل نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً كان ذلك في الكتاب
مسطوبرا ( ،والقصود أن اليات الكونية الكب ى للشهاد ة على صد ق النبياء والت يتعلق با الديمار إن كفروا با ول
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][30
يصدقوها قد توقف ،وكل يمن طلبها فهو يمتعنت كشف ال كذب سلفه قال تعال) :و قال الذين ل يعلمون لو ل يكلمنا ال أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بيـّنا اليات لقوم يوقنون ،إنا أبرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ول تسأل عن أصحاب الجحيم ( ،والجة الكب ى الت جعلها ال تعال لنبينا مدمد صلى ال عليه وسلم وهي حجة الدعا ة والاهدين والعلدماء إنا هي كتاب ال تعال ويما فيه يمن ي يمسألة فهو يمتعنت مادل بالباطل ل غي ،والقرآن هو الجة اليات ل غي ،فدمن سأل دليلً آخر على صد ق أ ّ وهو الداية ،وقد ربط الصحابة هداية رسول ال صلى ال عليه وسلم بسب ب أخذ ه بالكتاب فقد قال أبو بكر الصديق رضي ال عنه ف خطبة البيعة كدما ف الصحيح " :أيما بعد فاختار ال لرسوله صلى ال عليه وسلم الذي عند ه على الذي عندكم ،وهذا الكتاب الذي هد ى ال به رسولكم ،فخذوا به تتدوا ،ولا هد ى ال به رسوله". هذا الديث يدل على أن ال أعطى كل نب آية وفيها الكفاية لثبات صد ق النبو ة ،وف العجزات الباهر ة والت ل
يقدر على يمثلها البشر ،وفيها البصي ة التايمة كدما قال يموسى عليه السل م لفرعون) :لقد علمت ما أنزل هؤلء إل
برب السموات والبرض بصائر ( والضدمي يعود إل الية السابقة وهي قوله) :و لقد آتينا موسى تسع آيات بينات ( .وف سور ة العرا ف ذكر ال نوعني يمن البينات لقايمة الجة :أولها :البينة القدرية الكونية كدما قال عن قو م ثود) :و إلى نثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا ال مالكم من إله غيره ،قد جاءتكم بينة من برّبكم، هذه ناقة ال لكم آية ( وكذلك يما قاله يموسى عليه السل م عنديما طلبوا يمنه آية فقال فرعون) :إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين ( ،والثانية :هي البينة الشرعية كدما ذكر عن شعي ب عليه السل م) :وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا ال مالكم من إله غيره ،قد جاءتكم بّينة من برّبكم فأوفوا الكيل والميزان ول تبخسوا الّناس أشياءهم ول تفسدوا في البرض بعد إصلحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين (. وأيما العجز ة الكب ى الت جاء با رسولنا مدمد صلى ال عليه وسلم فهي القرآن الكري) :وإّنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه ال إلّي (ـ وليس الديث يمعنا ه أنه ل يكن له يمعجزات كونية تدل على صدقه كانشقا ق القدمر
وخروج الاء يمن بني أصابعه الشريفة وتكثي الطعا م وتسليم الجر عليه وغيها ما هو يمذكور ف سيته بأسانيد صحيحة وإنا القصود أن الية الكب ى هي القرآن ،ول تكن تلك اليات الكونية ما تعلق با الديمار واللك كآيات النبياء الخرين عليهم الصل ة والتسليم ،وهذا الذي جاء به رسولنا صلى ال عليه وسلم هو يمياثه لنا ،ل نتج إل به ف جهادنا ودعوتنا وإثبات القائق الشرعية ،فالق ل يثبت إل بالشرع وهو الكتاب ويما دل عليه الكتاب كالسنة الشريفة كقوله تعال) :و ما أتاكم الّرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ( ،وإْن أكر م ال
ب أبرني العايملني بكرايمة كونية فهي زياد ة رحة لصول الطدمئنان كدما طل ب إبراهيم عليه السل م ف قوله) :بر ّ
كيف تحيي الموتى قال :أولم تؤمن ،قال :بلى ولكن ليطمئن قلبي ( وقد قال رسولنا مدمد صلى ال عليه
ش كـ من إبراهيم ( أي ف طل ب الطدمأنينة ،وهي أيمر زائد عن اليان واليقني ،واللؤيمنون ف وسلم) :نحن أحّق بال ّ
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][31
طلبها ليسوا يمتجاوزين حد الشرع والعبودية ،وأيما يما يبطله البعض يمن اليات الكونية لثبات صد ق يما يقو م به الاهدون والدعا ة فهو طل ب تعّنت ل التفات إليه ،ويمن ذلك أن ينصر ال طائفة علم وجهاد ،وأن ل يصل لم
الزية أبداً أو اللكة الكلية لم ،فليس هناك اليو م طائفة يقال فيها) :اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في
البرض ( لن السل م وأهله ف كل يمكان ،وطوائف العلم والهاد يمتوزعون ف اليمصار ،إن هلكت طائفة لسنة
ال ف اليا ة لعد م القدر ة أو كفاية هذ ه القدر ة فهناك طوائف أخر ى تبقى بفضل ال ،ويما يصل يمن الشك والري ب ف قلوب البعض إن هلكت عصابة حق ،فيقال لو كانت على الق لنصرها ال تعال هو يمن قبيل الهل بسنة ال تعال ف التعايمل يم ع الق ،فأهل الخدود أبيدوا جيعاً ،وال جعل النصر هو الثبات على اليان فقال: )وأنتم العلون إن كنتم مؤمنين ( ،وليس هناك يمن وعد إلي أن كل يمن ثبت على الق أن ينصر ه على خصدمه
بنصر يمادي على يما يفهم الناس ،فهذا علّي رضي ال عنه كان على الق ضد يمعاوية رضي ال عنه ف قتاله ول ينتمصف يمنهم لعوايمل سننية ل تتبدل ول تتحول ،وكم ُقتل يمن عال أيما م طاغية كسعيد بن جبي أيما م الجاج وأهل الدرعية أيما م إبراهيم بن مدمد علي باشا اللبان ،واليمثلة تأل ملدات ف هذا الباب ،والقصود أننا حني نقول :إن ال يمعنا لننا على الق ،فال سبحانه وتعال يفعل يما يشاء ويتار لسباب كونية وشرعية ل تتبدل ، وال ل ُيكرهه أحد ول يوج ب عليه يموج ب ،ويما نن إل عبيد ه نلؤيمن با جاء به رسوله صلى ال عليه وسلم ونتوكل عليه ،ث نرضى با يق ع علينا يمن أقدار ال تعال ونصب عليها ،وها هو ربنا يذر رسولنا صلى ال عليه وسلم يمن هذ ه الّش مَبه الشيطانية الت يلقيها أتباعه فيقول) :فلعلك تابرك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدبرك أن يقولوا لول أنزل عليه كنـز أو جاء معه ملك ،إنما أنت نذير وال على كل شيئ وكيل (.
إن ثبت الفعل بالدليل ،فأنت على الق إن انتصرت يمادياً ،وأنت على الق إن هزيمت يمادياً ،وأنت على الق إن استجاب ال دعاءك ،وأنت على الق إن أّج لم ال إجابته ،وأنت على الق وإن يمشى خصدمك على الاء أو طار ف الواء ،فإن طلبت آية أو عليمة على صد ق يما أنت عليه ِلبد الطدمئنان ل لدليل تتج به ل تعد أن تكون يمقتدياً بإبراهيم عليه السل م ،وال تعال له اليمر يمن قبل ويمن بعد. ُثّ اعلم أن الستقايمة هي أكب كرايمة ،والثبات هو دليل الصد ق ،ويشهد لذا قوله صلى ال عليه وسلم:
)فأبرجوا أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ( فكم دخل أفراد وطوائف ف دين ال تعال لا رأوا ثبات أهل هذا
الدين عليه وثقتهم به ،وإن برد اليقني يم ع الضعف لو أعجوبة هذ ه اليا ة ،وإنه بدمد ال تعال يما نرا ه اليو م يم ع طوائف الهاد هذ ه اليا م فالدمد ل على نعدمه وكرايمته. وف الديث يمسألة :أن القرآن فيه آيات بّينات لكل عصر ويمكان ،ولذلك فالديث حجة للعلدماء والدعا ة الذين يستنبطون يمنه الباهني العلدمية والكونية والغرافية والتاريية والطبية والعددية وغيها ما هو عدمل بعض العلدماء اليو م ،فهلؤلء على ثغر ة يمن ثغور هذا الدين بشرط العلم وعد م التكلف فجزاهم ال خياً ،وقد كان ف يما قالو ه
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][32
حجة على كثي من مس ع يمنهم فآيمنوا وصدقوا هذا الدين واتبعوا الكتاب ،والنكار على أصل هذا العلم جهل وأيما النكار على التكلفني والتكلدمني بالرص والظن فهو حق ودين.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][33
الحديث السابع عن عبد ال بن مسعود برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :سباب المسلم فسوق وقتاله كفر (. صِرمفت إل البناء ل تستقيم يمنفعته لغي ه حت يستقيم ف داخله ،وف الرء طاقات إن صرفها عن الق ُ الباطل ،وإن أعظم يما يقق القو ة بني اليمم والدماعات هو التاد والذي ل يكون إل بال ب والحتا م ،والشيطان إن يأس يمن أن ُيعبد غي ال تعال فإنه ل ييأس أن يقط ع أواصر ال ب والود بني العابدين لربم كدما ف الديث الصحيح ،فدما يمن طريق أفضل لتحقيق يمراد اللؤيمنني أفضل يمن أن تتكايمل قواهم اليانية ليكونوا يداً واحد ة على الق ،لن اليان ل تظهر آثار ه ف هذ ه الدنيا إل بالجتدماع والوحد ة ،فقد ينجو اللؤيمن يو م القيايمة بإيانه الفردي ، لكن ل يتحقق لليان أثر ه ف الرض إل بالكثر ة والت ل تكون إل بالوحد ة والجتدماع ،وإن يمن أعظم يما ي ب أن يعلم أن "التفرد" عن الدماعة هو يمن الكبائر ،وهذا يمن الفقه النسي هذ ه اليا م فإن النب صلى ال عليه وسلم عد يمن الكبائر) :التعرب بعد الهجرة ( والتعرب هو العيش على صيغة العراب بل اجتدماع ويمدنّية ،وف هذا الديث أن العدمران والتدمدن يمن اليان وضدها يمن الكبائر والث العظيم ،وعلى الدوا م كانت الطرا ف البعيد ة عن حواضر السل م يمن البوادي والقر ى النائية يمصدر جهل وغفلة ث كانت يد شر يم ع أعداء السلدمني ضد السل م وأهله ، وقد ذكر أهل العلم أن يمن أعظم يما كان سبباً لهل الوارج هو تفردهم ف البوادي وتركهم حواضر السل م واجتدماَعهم ،وقد رأينا ف تارينا العاصر أن "العراب " هم يمن أطاح بدولة اللفة عنديما صاروا جنود كفر يم ع النليز ،وهم اليو م جنود كفر يم ع اليهود ف فلسطني ،واليمثلة كثي ة جداً ،و"التعرب" هو يمنهج حيا ة ،وليس نسباً ول عرقاً بشرياً ،فدما يقال اليو م يمن كلدمة "البدو" للدللة على أصل عر ق القو م أو الرجل ليس هو "التعرب" الذيمو م ف الديث ،وليس هو يمرادنا ف هذا الكل م ،فم"التعرب" هو العيش بل اجتدماع ُيضبط بقانون يملز م للفرد داخل الدماعة ،ولذلك قد يكون الرجل يعيش ف الدينة وهو "يمتعرب" ل يعيش إل لنفسه وبقانونه الاص به دون الناس يمن إخوانه ،ولكن لا كان العيش ف جزء يمن الرض يصن ع هذا النهج فصار السم ألصق بم يمن غيهم ،ولذلك لا يصل الجتدماع ف "العراب" يصل يمنهم للخي العظيم كدما فعل عبد ال بن ياسني وهو أصل طائفة الرابطني ف الغرب حني "يمّد نمم" طوائف يمن "العراب" فكان يمنهم الاهدون العلدماء الذين حافظوا على السل م ف الغرب زيمناً وعلى رأسهم يوسف بن تاشفني ،وكذا يمثله يما صنعه السنوسيون حني قديموا يمن الزائر وأنشلؤوا ف الصحراء يما يقال له "الزوايا" على طريقة وتسدمية الصوفية ،وهي حواضر تدن ،صار فيها العلم والجتدماع والهاد.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][34
ب السلم فسو ق ،وهو كبي ة هذا الديث الذي بني أيدينا يّر م أن يلؤذي السلُم السلَم بلسانه أو بيد ه ،فس ّ
يمن الكبائر ،والس ب هو ريمي السلم بفاحش الكل م ما يلؤذي نفسه وقلبه ،و)كل المسلم على المسلم حرام
دمه وماله وعرضه ( ،فل يس ب ف يماله ول ف ديمه ول ف عرضه ،ول يلؤذي ف واحد يمنها بفعل ول بقول ،وأعظم يمن الس ب هو القتال ،لن القتال ل ينشأ إل وقد تضدمن الس ب ،بل كثياً ما ينشأ القتال بسب ب الكل م السّي ءم بني الناس ،فدملعون يمن حل حديد ه على أخيه ،والقاتل والقتول ف النار ،وقد جاء ف تسدمية قتال السلم كفر أحاديث أخر ى كقوله) :ل ترجعوا بعدي كفابراً يضرب بعضكم برقاب بعض ( فإن السلم ل يقاتل أخا ه إل وقد
غفل عن اليان وروابطه ويما يأيمر به ،هذا وإن كان القصود بالكفر هنا هو الكفر الصغر الذي ل يرج الرء يمن
الّلة لقوله تعال) :وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ( فسدمى الطائفتني باللؤيمنني ،ولكن ل ين ع أن هذا الكفر ما يبط العدمل ،فإن الكبائر تبط العدمال فكدما أن السنات يذهب السيئات ،فكذلك بعض السيئات يبطن بعض الصالات ،ولذلك عنون اليما م البخاري على هذا الديث قوله " باب خو ف اللؤيمن يمن أن يبط عدمله وهو ل يشعر " ،ول ين ع أن ينشأ يمن القتال بني اللؤيمنني خروج بعضهم يمن السل م ،فقد رأينا يمن وال الشركني ونصرهم ضد طائفة يمسلدمة يكرهها ويقاتلها ،وقد حدث هذا كثياً ف تاريخ السل م ،وهذا يمن باب تسدمية الشيء باسم يما يلؤول إليه ،كدما قال تعال على لسان أحد السجينني يم ع يوسف عليه السل م) :إّني أبراني أعصر خمراً ( وإنا الذي ُيعصر هو العن ب ليصي خراً ،والقتال بني السلدمني كثياً يما يكون سبباً لقوال الكفر
وأفعاله الت ترج يمن اللة ،كأن يس ب دينه أو يشك ف السل م أو يوال الشركني كدما ُير ى يمن بعض الحزاب السليمية اليو م كدما هو شأن البارحة.
إن يمن الواجبات اللقى على السلم أن يبتعد عن أسباب الفسق والكفر ويمن ذلك السد الذي يفسد الدين ويدفعه للظلم والس ب والقتال ،وكذلك العصبية لغي الق ،فالنتصار ل يكون إل للحق دون النظر لألشخاص والذاه ب والحزاب ،والعجي ب اليو م أن طوائف يمن السلدمني ساروا ف ركاب الشرك كدما حصل لبعض يمن كان يمن أهل الهاد ث انقل ب على عقبيه حسداً أن غيهم وق ع عليهم الفضل اللي بالنصر ة والتأييد ،فوق ع يمنهم يما وق ع يمن اليهود كدما قال تعال) :بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل ال بغياً أن ينـزل ال من فضله
على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين ( ،حت قال بعض يمن ل يتقي ال تعال عن طائفة "طالبان " الاهد ة أنا عار على السل م ،وذلك خلل حرب الكافرين لا ،فكان قوله نصر ة ب الذي يفسق به الرء ث ل ين ع أن يكون بعد ذلك كفراً وقد وق ع ، للكافرين على السلدمني ،وهذا هو الس ّ والعياذ بال تعال. ب طائفة لخطاء اجتهادية ،أو إن أي س ب وقدح ف يمسلم بغي حق هو يمن الفسق ،ويشتد الث حني ُتس ّ ب يمذاه ب العلدماء لفعل بعض أهلها دون بعضهم لتنفي الناس يمنهم ،وذلك كدما يق ع يمن بعض طلبة العلم يمن س ّ
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][35
بذكر بعض القوال الضعيفة سواء كانت اجتهادية أو خلفية حت يسقط يما ي ب يمن الحتا م لذ ه الذاه ب والعلدماء فيها ،ويعلون ذلك طريقاً للا ق الناس بذاهبهم أو يمشايهم ،وهذا كله يمن قلة الدين والورع ،وهو يمن السباب النهي عنه ويمن قلة النصا ف وضعف الدين والعلم كذلك ،والسلم عليه أن يعلم أن أي س ب ،وهو يما ُيلِح ق م العار بالغي هو يمن الفسق ،وأشد يمنه القتال ،فليس هناك شيء يمن أشياء الدنيا ييز للدمسلم أن يرف ع حديد ة ف وجه يمسلم آخر ،وهذا ليس هو باب دف ع الصائل ،ول القتال ف الدفاع عن الال والعرض والنفس والدين ،بل النهي عنه هو القتال الذي هو يمن تريض الشيطان ،والذي دافُِعه الغض ب والشهو ة والنتصار للباطل ، وف العدمو م كل قتال بني السلدمني فغي ه أول يمنه يمن العفو والصفح. وليحذر الذين صار ف أيديهم الّس لمح سهلً يميسوراً أن يتجاوزوا به الد ،كدما على الذين آتاهم ال يمنابر الديث والقدر ة على الكل م أن يذروا يمن أن يتجاوزوا به الد ،وباستقايمة القو ة )السلح( يم ع استقايمة القول يتم الفلح ودوا م الال على خي يما يريد ه ال يمن عباد ه ،أيما فساد أحدها فهو اَل َحمِقم والديمار.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][36
الحديث الثامن عن ابن عباس برضي ال عنهما قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :إن هذا الحي من النصابر يقلون ويكثر الناس ،فمن ولي شيئاً من أمة محمد صلى ال عليه وسلم فاستطاع أن
ضّرـ فيه أحداً وينفع فيه أحداً فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم (. يُ
إنه كدما جاء ف بعض الحاديث أنه "ف كل قرن سابقون" ،يكونون طليعة الي ويمقديمي قويمهم إل الد ى والّس بمق ،فإذا شاع اليمر وتس ع تر ى أن هلؤلء السابقني ف خفاء وقلة ،وكأن ل يكن لم يمن الي شيئاً ،فيبز للناس غُيهم ،ويتصدر سواهم ،وهلؤلء القلة السابقة إن أخلصوا لربم ونظروا إل يما أعد ال لم ف الخر ة يمن وعود يفرحون لشيوع اليمر ويدمدون ال تعال أن صر ف عنهم زهر ة الدنيا فل ُينقص يمن أعدمالم شيء بسب ب التعجيل ،وكذا يفرحون أن الفت صرفت عنهم ،فهم ذاقوا يمرار ة البداية وعاشوا فتنة الضراء الت تصي ب الدعوات ف بدايتها ،فإذا اشتد اليمر وصار له الصدار ة جاءت فت العاجلة والال والقياد ة والصيت والسدمعة ،وكذا فت اللحقني الذين دخلوا ف اليمر يم ع قلة علم لقيقته ولكّنهم التحقوا بالناس اتباعاً للشيوع والنتشار يمن اليمور ، وهذ ه فت السراء الت صرفت عنهم والت تكون عاد ة للدعوات بعد انتصارها وشيوعها. النصار هم يماد ة السل م الول ف تقيق انتصار ه ،تلك الاد ة الت كانت وقود الصب الول والهاد الثان ، فقديموا الرواح الغالية يمن قادتم الكبار كسعد بن الربي ع الذي ُقتل ف أحد ،وسعد بن يمعاذ الذي قتل ف الند ق ، وقديموا أصول أيموالم الت يقتاتون با هم وأهلهم يمن الثدمار والدائق ،وقطعوا كل أسباب القو ة الت يركنون إليها قبل السل م ،فاليهود أحلفهم انقلبوا عليهم بالعداو ة ،وقر ى العلقات يمن يمكة والطائف صارت حرباً ،وأعراب البادية يمطايمعهم ف أرضهم وثارهم وأهلهم ،فذاقوا بق يمرار ة البداية الارقة ،ولا كادت الثدمر ة أن تين ع رأوا وإذا زهرتا ُْتتَن من قاتلوهم على السل م ،ففي حنني وقد جاء خي عظيم يمن غنائم غطفان وهوزان فدما راعهم إل أن الال والزهر ة الدميلة تفيض بل عد ول كيل على "اللؤلفة قلوبم" ،أيما هم فل شيء ،وهاجت نفوسهم بالل ،يم ع خو ف غشي القلوب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد وجد يمكة بلَد هم وسيكون فيها يمسّت ه ،ويمعن ذلك أن يرجعوا إل يمدينتهم البيبة بل شيء ،ولن يدوا فيها شيئاً ،فقد خربت يمزارعهم وثارهم لنشغالم بالهاد عنها ، وحينها ل يلكون إل الديموع ،فجرت هذ ه العان الزينة على ألسنتهم بأل واستحياء دفني حت وصلت إل البي ب صلى ال عليه وسلم ،فأرسل لم جايمعاً ،حت إذا جاؤوا وقف يكلدمهم ،بل ف القيقة وقف يفجر براكني اليان ، ويرسل ريح الد ى ،ويشعل قناديل النور ،فرحلت النفوس للجنان ومست على كل هذ ه الدنيا الفانية ،كيف ل وهو كل م رجل أحبهم أكثر يمن أنفسهم ،ويشفق عليهم أكثر يمن شفقة أيمهاتم عليهم ،ورحيم بم أكثر يمن رحتهم
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][37
على أنفسهم ،إنه كل م ال ب العدميق الذي يصل إل حشاشة القلوب ،واليقني البارد الذي يطف ئ نيان الشهوات العاجلة والل م النسانية ،فقد عّد فضائلهم على الي ،وذّك رمهم بفضائل الي عليهم ،ث "إن اليا مياهم والدمات ماتم" ويما سيجعون به إل رحالم خي ما سيج ع به الناس ،إنم سيجعون برسول ال صلى ال عليه وسلم. هكذا هي مسة الوائل يم ع دعو ة الق ،وف كل قرن ،ويم ع كل إحياء وتديد لذا الدين ،فالطليعة الول إيما إل الشهاد ة يم ع البتلء ،ويمن بقي يتوار ى عن يمناص ب الدنيا لكثر ة الزحا م بعد ذلك. يم ع هذ ه السنة الارية ل يكن أن يصب ويصدمد إل أهل اليقني على الخر ة ،أولئك الذين عدملوا لوجه ال ، ول يدخلوا ف هذا الدين إل يمن أجل النة والصول على نعيدمها ،وأيما يمن كان ف قلبه َدَخمنم أو ف نيته فساد فسيسخط وسيصرخ يمن قلة الوفاء حيث ل يضعه الناس يموضعه ،وسيتهم العايملني بانرا ف الطريق وتغيي السي ، ويما در ى أنا السنن ،ها هو أبو أيوب النصاري يرفض زيماناً أن يقاتل تت يزيد بن يمعاوية بن أب سفيان وقد رأ ى يما يكر ه ،وينكر يما ل يعر ف ،ث يتذكر أنه جهاد ف سبيل ال ،فيعاود نفسه ويرج تت إيمر ة يزيد ف فتح القسطنطينية ويصي ب يمبتغا ه ف الشهاد ة ،فالندي ف هذا الدين ل يضر ه يمن يتصدر ،لنه جهاد ف سبيل ال تعال وعدمل يمن أجل النة ل غي. ف هذا الديث وصية يمن رسول ال تعال بالرعيل الول ،وبالسابقني ف الي حيث يكثر الزحا م ،وصية بم لأليمراء ولكل يمن بيد ه زهر ة دنيا أصابا يمن هذا الدين أن ل ينسى هلؤلء ،بل يقيم لم يما ييزهم عن غيهم ، فهلؤلء ليسوا ككل الناس ،فهم أتوا عند القلة والضعف ،فإيانم له الّس بمق وله الفضل لذا يستحقون يما ييزون به ،
ولذلك جعل ال السابقني ه )-نثلة من الولين وقليل من الخرين (ه -وهلؤلء بل ف غيهم يمن أهل الي يمن أهل اليدمني فقد قال فيهم) :نثلة من الولين ونثلة من الخرين () (1فالسابقون دائدماً ف قلة ف آخر اليمر ،والية وإن
كانت تتحدث عن الصحابة ويمن بعدهم ف بعض أقوال أهل التفسي ،فالسابقون كثي ف الصحابة وقليل فيدمن بعدهم وهو اختيار ابن كثي رحه ال ف تفسي ه فإن الية تفيد كذلك ف بعض يمعانيها قلة السابقني ف كل قرن كذلك وال أعلم ،فهذ ه القلة ي ب على اليمة عدمويماً وعلى اليمراء خصوصاً أن يراعوا فضلهم فيقبلوا يمنهم القليل إن أحسنوا ،إذ قليلهم ليس بقليل كدما قال القائل: قليل منك يكفيني ولكن
1
قليلك ل يقال له قليل
)( ابن كثي رحه ال ضّعف قول ابن جرير ويمن تبعه من قال بقوله كالقرطب ف قوله :إن القصود بالثلة يمن السابقني هم اليمم السابقة يمن أتباع النبياء ،وإن القليل يمن التأخرين هم يمن هذ ه اليمة ،وقال القرطب :وُمسّوا قليلً بالضافة إل يمن كان قبلهم ،لن النبياء كانوا كثرً ة فكُثر السابقون إل اليان يمنهم .قال ابن كثي:م القول الذي اختار ه ابن جرير فيه نظر بل هو ضعيف .ويما قال ابن كثيصحيح ،م ويشهدم له قول صلى ال عليه وسلم) :نن الخرون السابقون(.م
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][38
و ف الديث ف فضل السابقني يمن أصحابه على بقية الصحاب) :لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ
مّد أحدهم ول نصيفه ( ،وقد ُعلم أن كثر ة العباد ة صارت ف التأخرين أكثر يمن الولني ولكن هيهات أن يبلغ
فضلها يما بلغ به الولون ،لن الولني هم أصل اليمر وأوله وهم الداعون له ،والتاب ع تاب ع كدما قالوا فدما هو إل فرع لصل ولِح ٌق ملتقد م ،فهل يما أنَف َقمْتمهم خدية رضي ال عنهدما يمهدما كان قليلً ف ظاهر ه هو أقل ما أنفقه أي لحق؟! ل وال ،وهل يما أنفقه أبو بكر رضي ال عنه كدما أنفقه غي ه؟! وهل العادلة تكون بالعدد أ م بالثر والسبق والتقد م؟! اللهم إن الولني السابقني ل يعدلم أحد ف الفضل واليان وهلؤلء السابقون إن أساؤوا ه -و هي
صفة لزيمة للبشر يمهدما كان صلحهم وفضلهم لقوله صلى ال عليه وسلم) :كل ابن آدم خّطاء وخير الخّطائين التـّو اـبون (ه -فإن أساؤوا ف غي الدود فحسناتم يماضية عند ال وكذا ي ب أن يكون اليمر عند البشر ،فعلى
الناس أن يتجاوزوا ويعفوا ويصفحوا عن سيئاتم ،فل يلحقونم كدما يلحقون غيهم ،ول يثربون عليهم كدما يثربون على الصغار ،وهذا ليس يمن الباب الذي حّذ رم يمنه رسول ال صلى ال عليه وسلم ووقعت فيه بنوا إسرائيل: )إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وإذا سرق الشريف تركوه ( ،فهذا يفت ق ف أيمرين :أن النكر ف هذا الديث هو إسقاط الدود وهي حق ال ل تسقط عن أحد ،ولو سقطت الدود لسقطت عن يمسطح بن أثاثة
رضي ال عنه ف حادثة الفك وهو البدري الذي قال عنهم رسول ال صلى ال عليه وسلم) :لعّل ال اّطلع على أهل بدبر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ( ،والثان :أن يمعيار التفضيل عند الغضوب عليهم هو الشر ف
والفقر والقو ة والضعف ،وهذا شر وسبيل شراء الذيمم وضياع القو ق. فيا أهل الهاد ،ويا أهل الي والفضل احفظوا لهل الفضل فضلهم ،فاحفظوا للسابقني سبقهم ،ولألنصار انتصارهم ولهل البيت قرابتهم يمن البي ب الصطفى صلى ال عليه وسلم ،ولهل العلم علدمهم ،وأنزلوا الناس يمنازلم ،فخيار أهل السل م هم خيارهم ف الاهلية إذا فقهوا ،وأشد الناس مبة لذا الدين هم أشدهم عداو ة له قبل السل م كدما ف الصحيح يمعنا ه. اللهم إن أح ب النصار يمن أهل يمدينة البي ب واحشرن يم ع لوائهم يو م القيايمة.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][39
الحديث التاسع عن سعد بن أبي وقاص برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :هل تنصرون وترزقون إل بضعفائكم (. اليمة تراعي أبناءها كأبناء ال م النون ترعاهم أيمهم بس ب حاجتهم وكدما قال العراب وقد سئل :يمن أح ب أبنائك إليك؟ فقال" :الصغي حت يكب ،والريض حت يبأ ،والفائ ب حت يعود" ،فالرعاية وال ب والعطف ل يكون ض لم والقو ة بل قاعدته الصحيحة بس ب الاجة والضعف ،وقانون ال ب هذا هو قانون دوا م اليا ة بس ب الف ْ
وسرها الباطن ،فالقوي حاله حال ضالة البل) :مالك ولها ،معها حذاؤها وسقاؤها ،ترد الماء وتأكل الشجر(
كدما قال حبيب الصطفى صلى ال عليه وسلم ،فالقوي يوكل إل قوته ،لكن العب ة والحسان إنا يكون للدمحتاج الضعيف ،يراعى بس ب حاجته ،وقد نشأت متدمعات وتدمعات بشرية ل تقيم إل لنوع واحد يمن القو ة الهية والعتبار ،وتنبذ يما عداهم من ل يلكون هذ ه القو ة وهذ ه التجدمعات وإن بدت سليدمة ف بداية اليمر إل أن عوايمل الضعف سرعان يما تسارع إليها ،لن اليا ة ل تقو م على نوع واحد يمهدما كان هذا قوياً ،فالستقلل يمهلكة كالقتصار على نوع واحد يمن الطعا م ،فإنه يمهدما كان هذا الطعا م يمغذياً يمليئاً بالفوائد إل أن القتصار عليه يوهي البدن ويضعف صاحبه ويورد ه الوت واللكة ،فاليا ة ل تستقيم بعلم بل قو ة ،ول بقو ة دون رحة ،ول برحة دون يمسلؤولية ،ول بسلؤولية دون يمشور ة ،وهكذا سبيل اليا ة ،وعال الغي ب ليس غائباً ف تأثي ه عن اليا ة الدنيا وإن كان غائباً بصورته عن العني فيها ،فحركة الغي ب الرتبطة بالخبات والدعاء والطاعة والعصية لا حقائق واقعية على الرض ويمن يعيش عليها يمن إنس وجن وحيوان ونبات ،فالذين ينظرون إل اليا ة الدنيا وحساباتا فقط يمن ب ال وبغضه ولذلك جعل ال يمن انتقايمه لعدائه أن يماديات ومسوسات سيصيطرون بالسنن اللية التعلقة ب ّ يأخذهم "بغتة" ،أي دون وجود يمقديمات تنذرهم للتغيي والتحضي لا والدارسون للّس نمن الجتدماعية خاصة يعلنون كثياً أن علو م الجتدماع ف دراسة الظواهر ليست يمطلقة إذ كثياً يما تصل هبات يمفاخئة تصد م الدارسني والراقبني ،وهو تقيق لذا التحذير اللي بالبغتة ،وأيما الظواهر الكونية يمن الزلزل والباكني والعاصي فأيمرها ف
هذا الباب أشهر يمن غيها ،وهي بق ينطبق عليها لن أراد البصي ة قوله صلى ال عليه وسلم عن العدو ى) :فمن
أعدى الول ( ،والقصد أن عال الباطن وعال الغي ب حضورها بالتأثي ف عال الشهاد ة بّني وواضح لول اللباب ،
وكذلك التدمعات ل تشعر باجتها للرحة والعطف ،وتعلم أن الضعيف لز م يمن لواز م اليا ة كدما القوي ،وهذا أيمر ل نتار ه بل هو سنة اليا ة الت نتعايمل يمعها يمن خلل قانونا ووجود ه.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][40
ف حركة اليمة والطوائف للجهاد ،وهي حركة أصيلة ثابتة ليمة مدمد صلى ال عليه وسلم بل لحيا ة ليمة يمن اليمم إل با لقوله صلى ال عليه وسلم) :ما غزى قوم في عقر دابرهم إل ذلوا ( ،قد ينشأ وهم أن هذا التدم ع يمعسكر ل لزو م فيه إل لألقوياء والصحاء والشجعان فبالتال غيهم عالة عليهم ،وف يمدينة اسبارطة القدية وصل غرور القو ة وعسكر ة التدم ع أنم كانوا إذا ُولِمد ولٌد ضعيف أو فيه يمرض أو تشّو ه ذهبوا به إل جبل عال وريمو ه يمن فوقه تلصاً يمنه لاهليتهم أنه ل حاجة لياتم له ،فهذا الديث النبوي تنبيه لتأثي عال الغي ب على عال الشهاد ة ، فالضعفاء هم مط نظر ال تعال ،لنم أحوج يمن غيهم لذا النظر ،فحيث كان البلء كانت الرحة ،إذ أن عدل ال ورحته ينعان العسر بل يسر ،والضعف بل رعاية ،والاجة بل عناية ،وهذا العدل اللي هو الذي يبه ال لعبيد ه أن يتصفوا به ،وهذ ه الرحة الت إن وجدت ف القلوب كانت سبباً لرحة ال تعال ،وهلؤلء الضعفاء تنكسر قلوبم بصد ق عند الطل ب فهم يسألون يمن حاجة ،وفر ق بني سلؤال الدمتل ئ وسلؤال الفقي ،وال ي ب هذا يمن عبيد ه لن العز ة هي إزاُر ه والكبياء رداؤ ه ،وال ل ي ب كل جبار يمتكب ،ولذلك كثر ف النة الضعفاء وهم دويماً أتباع النبياء كدما قال هرقل ف حوار ه يم ع أب سفيان ،ويمن السنن الدميد ة أن ُي رممج إل الدعاء بالبذاذ ة ويم ع الضعفاء والتاجني ،وقد ذكر ال ف كتابه أن يمن يمساوئ ترك الهاد هو حصول النقدمة والغض ب يمن الضعفاء على أهل القو ة لتقصيهم وقال تعال ف سور ة النساء) :ومالكم ل تقاتلون في سبيل ال والمستضعفين من
الرجال والّنساء والولدان اّلذين يقولون برّبنا أخرجنا من هذه القرية الّظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليّاُ واجعل لنا من لدك نصيراً ( فغض ب هلؤلء هو سب ب غض ب ال تعال كدما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لب بكر وقد حذر ه يمن إغضاب أيمثال هلؤلء فقال) :إن كنت أغضبتهم فقد أغضبت ال (.
وهذا الديث وإن كان فيه فضل الضعفاء على القوياء ،إذ ل يرز ق القوياء ول ينصرون إل بالضعفاء ،فإن هذا ل يعن أن الضعيف يمقد م ف إيانه على القوي ،لن اجتدماع القو ة يم ع اليان خي يمن استقلل اليان لوحد ه ب إلى ال من المؤمن الضعيف وفي كّّل خير ( بل قو ة ،لقوله صلى ال عليه وسلم) :المؤمن القوي خير وأح ّ
لن يمقاصد السل م ف الفرد والدماعة ل تقو م إل بالقو ة ،وكون الشيء متاج إل غي ه ل يعن أن غي ه خي يمنه ، فالنسان متاج إل الطعا م والاد م وغيها وليس ها بأفضل يمنه كدما هو يمعلو م ،ولذلك يمن الواج ب السعي للقو ة ، فقد قال تعال) :ول تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل ال لكم قياماً ( فالال قوا م اليا ة ول يوز إفساد ه بإعطائه لغي ُرَعاِته وَح َفمظَمتِِه ،م وقال تعال) :وأعّد وـا لهم ما استطعتم من قوة ( ،وقد قال النب صلى ال عليه وسلم ف عدمر ة القضية لصحابه لا دخلوا يمكة وهي ف يد الشركني يمن قريش) :برحم ال امرءاً أبراهم مّنا قوة ( ،وإنا يكون ص رم فهو آث تارك لواج ب. الفضل للضعيف لعد م قدرته على تصيل القو ة وأيما الق ّ
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][41
الحديث العاشر عن أنس برضي ال عنه أن برجلً سأل الّنبي صلى ال عليه وسَلم :متى الساعة يا برسول ال؟ ب ال قال) :ما أعددت لها؟ قال :ما أعددت لها من كثير صلة ول صدقة ولكّني أح ّ
وبرسوله .قال :أنت مع من أحببت ( قال أنس " :فما فرحنا بشيء َفرَح نـا بقول النبي صلى ال
ب النبي صلى ال عليه وسلم وأبا بكر وعمر، عليه وسلم) :أنت مع من أحببت ( فأنا أح ّ
وأبرجو أن أكون معهم بحّبي لهم وإن لم أعمل بمثل عملهم (.
اليا ة الدنيا لا عنوان جايم ع لركة الوجودات فيها ،هذا العنوان هو " ال ب " ،وهو العن السائر ف هذا الكون وف النسان ،ويمن خلله تصل الرادات وبالتال تتم الفعال والقوال ،وهذا شيء يعرفه الناس بعدمويمهم حني يدركون أسرار الوجود ،ولكن يمن عظدمة هذا الدين أن يعل اليا ة الخر ة كذلك ،فهي حيا ة قائدمة على ال ب كذلك و" ال ب " هذا العن اللطيف السر ،فيدملك قو ة التأثي يم ع خفائه ،ويموطنه القل ب الباطن ،وآثار ه على الوجود الشهود ،ففي النسان يظهر على وجهه وقسدماته ،وعلى أقواله وحركاته ونويمه وقيايمه ،والوجود كله ل يكتس ب جالً ونضر ة إل بال ب ،فحيا ة الوجود يمن حركة وإراد ة تنشأ بال ب ،وجال الوجود ونضارته ل يكون إل بال ب ،والعبودية ل تنشأ إل بال ب ،وكذا التابعة ،والسر ة ل يستقيم أيمرها إل بال ب سواء بني الزوج والزوجة أو بني الباء والبناء ،وكذا التدم ع الي ل يستقيم إل بذا العن اللطيف الدميل والعظيم كذلك. إن البشرية يمعرضة أن تتحول إل وحوش ينهش بعضها بعضاً ،وإل يمصال جافة ل فضل فيها للدمعان الباطنة ،وبالتال تنشأ الشرور والبغضاء والروب النجسة والنافسة البغيضة. إن هذا الدين دين الدمال والعان اللطيفة السايمية ،دين يُنش ئ علقة ح ب وجال بني النسان والخلوقات يمن غي ه يمهدما بدت جايمد ة ل حيا ة فيها ،فرسول ال صلى ال عليه وسلم يقول عن جبل أحد) :يحبنا ونحبه ( ، ِ ب والدينة النور ة يمدينة ح ب لقوله صلى ال عليه وسلم) :اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا أو بم وُيَ َُ فالبُل ُي ّ أشد ( ،ولذلك إذا يمات الكافر )فما بكت عليهم السماء والبرض ( أي أندما يبكيان على اللؤيمن لعلقة ال ب بينهدما ،وأخبار ال ب بني الصحابة ودوابم وشجرهم كثي ة جداً ،وأيما يم ع رسول ال صلى ال عليه وسلم فهي عج ب يمن العاجي ب فها هو يرج ويكشف عن كتفه الشريفة ليتعرض إل الطر ويقول) :إنه حديث عهد برّبه ( ، إنه بصر الباطن ف الشياء والوجودات ورؤية أسرارها الفية الدميلة ،وعلقتها بأعظم مبوب وأجل يموجود ،إنه الوحيد الذي َُي ب لذاته :إنه ال تعال .ورسول ال صلى ال عليه وسلم ُيسأل :يمن أح ب الناس إليك؟ فيقول: )عائشة ( .فهي حبيبته وهو حبيبها ول خجل ف هذا التدم ع يمن هذا ال ب الرائ ع العظيم ،يّبها حت إنه ليض ع
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][42
فدمه على يمكان شربا يمن الناء ليدمس بفدمه الشريف يمكان فدمها الطي ب الدميل ،فأين هذا يمن متدمعات القسو ة الت يجل الرء يمن إعلن حبه لبوبته وزوجته ثّ ُيسأل عن أح ب الرجال إليه فيقول) :أبو بكر ( ،فالرجل ي ب الرجل ،ويمن الدين أن يب الر أخا ه أنه يبه ،ولقد كان يمن مبته لألطفال أن ير بم ويسلم عليهم ،ويوط ئ كتفه الشريف إن أرادوا لعباً أو لواً يليق بم ،فهو ينحن ليك ب أبناؤ ه ه -السن والسني رضي ال عنهدما ولعن ال يمن أبغضهدما وقتل السنيه -ها يركبان على ظهر ه الشريف وب ب رائ ع جيل ،وكان ي ب البنات فكان يبش لرؤية حبيبته فاطدمة ويوس ع لا ويفرش لا رداء ه ،وامس ع إل حديث ال ب يم ع بنت تلهو بتم النبو ة على ظهر ه :فعن أم
خالد بنت خالد بن سعيد قالت :أتيت برسول ال صلى ال عليه وسلم مع أبي وعلّي قميص أصفر ،فقال
برسول ال صلى ال عليه وسلمَ) :س نَـه َس نَـه ( وهي بالحبشّية ومعناها "حسنة حسنة" ،فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزجرني أبي .قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :دعها ( نثم قال برسول ال صلى ال عليه وسلم: )أبلي وأخلقي نثم أبلي وأخلقي نثم أبلي وأخِلقي ( فليس هناك شيء يمقدس عن لس الطفل ين ع يمنه ،بل كان الطفل يبول ف حجر النب صلى ال عليه وسلم ،ويما أْيم ُرم ه بالرش يمن بول الطفل والغسل يمن بول الارية إل إشار ة أن ل ينعكم بوُل مم يمن حلهم واللع ب يمعهم فعلً يمن أفعال ال ب اللئقة بني الناس. ب قلب لرسول ال صلى ال عليه وسلم ل يصل بال ب وحد ه تصل التابعة بني التاب ع والتبوع فدمن غي ح ّ التأّس يم والنقياد. وبال ب وحد ه تصل العبودية ل رب العالني ،فحينها ُتنص ب القدا م وتنفق اليموال وتزهق الرواح وتبذل النفائس رجاء أن تر ى وجه البوب يو م القيايمة.
وبال ب وحد ه ُيطاع اليمر ف الباطن عن رضا وقبول كدما يطاع ف الظاهر ،ول حيا ة للدمجتدمعات والدماعات إل بذ ه الطاعة الباطنة الراضية. س اليا ة إن العان الدميلة ليس أيمراً زائداً عن اليا ة ،وليست يمكدملً لضرورات وحاجيات اليا ة ،بل هي أ ّ وضرورتا الول وغيها يمكدمل لا وهايمش على جوانبها ،ويمن ل يفهم هذا فهو أضل يمن دواب الرض وأنعايمها ، لن النعا م تفهم هذ ه العان وتراعيها على حساب أشيائها بل وعلى حساب حياتا ،فالسد يوت يمن أجل زوجته والدب يوت يمن أجل أولد ه ،وقد ذكر ال ف كتابه أن يمن عذاب ال تعال على الناس أن تضي ع هذ ه العان بني الناس والدواب والبال والبحار فقال سبحانه) :ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الّناس ليذيقهم بعض اّلذي عملوا لعلهم يرجعون (. تبقى يمسألة وهي يمهدمات تصيل ال ب ،والق أن الشرع كله يمن كتاب وسنة يما وض ع إل لذا القصد ، صلم الرء طاعة بينه وبني ربه اقتب بقدارها إل ح ب ال بل أكثر يمنها لن كر م ال يقتضي ذلك فقد وكلدما ح ّ قال تعال) :يمن أتان يشي أتيته هرولة( ،ولكدما حصل الرء طاعة بينه وبني ربه يزداد قرباً يمن أحباء ال وعبيد ه
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][43
وخلقه ،وكذا تصيل الطاعات يم ع اللق يمن حسِن ُخ لمٍق وإنفا ق ورحة بم وعفو عن إساءتم وتغاب عدما يفعلون كل ذلك وغي ه يمن خيات ال ب ،وتفصيل ذلك يطول ،ولكن القصد أن ال ب هو يميزان الدنيا وعنوانا ،وهو يميزان الخر ة ودرجاتا ،فأحبوا الصالني والاهدين والعلدماء والعايملني تشروا يمعهم يو م القيايمة برحة ال وفضله ، وأيميتوا شروَر القلوب وإساءات الخرين بال ب ،وقد صد ق يمن قال " :اقتلوا أعداءكم بال ب " ،فوال إن اليمر كدما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد شكى إليه أحد أصحابه فعل قَرابته له ،أنه يصلهم وهم يقطعونه ، ف ف أعينهم الل( أي الريماد الايمي ،فإن الصم يفرح إن رأ ى أنه أصاب فقال) :إن كنت كدما تقول فإّن ا م تس ّ يمنك ،فلدما يراك ل تغض ب لصنيعه بل تزداد له قرباً وصلة فإيما أن يصلح أيمر ه كدما قال تعال) :فإذا الذي بينك ل حيم( كدما صارت صفية بنت حيي بن أخط ب حبيبة لقاتل زوجها وأبيها وعدمها وإيما أن وبينه عداو ة كأنه و ّ يعّذ بم بإحسانك له. وعلى كل فهذا باب تُلؤلف فيه اللدات شهد ال لكن يما أردت إل الشار ة لهية هذا الباب ،فإن كثياً يمن الناس ف عقله قل هذا العدمل القلب العظيم ،وكفى بفضله أنه يثقل الضعيف حت يلحق بالكبار والعايملني ،فإن الر يم ع يمن أح ب ،وإنه يمن عدل ال ورحته أن يدم ع الحبة ول يفر ق بينهم.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][44
الحديث الحادي عشر عن أبي موسى الشعري برضي ال عنه قال :بعثني برسول ال صلى ال عليه وسلم ومعاذاً إلى اليمن وقال) :يّس رـا ول تعّس رـا ،وبّش رـا ول تنّف رـا وتطاوعا ول تختلفا (. اليمم والتدمعات والدماعات لا أرواح ،وأرواح الفراد كأرواح الدماعات تنبسط وتنقبض ،وتزن وتفرح والروح لا تقبض بالقهر والقسو ة والعنف تتعطل قواها الفاعلة لنا تنكدمش نكوصاً إل داخلها الزينة ،وتتلبس باليأس إن طال القهر وايمتد زيمانه ،ول يوجد ثة بيئة تتج البداع وتقّويمه سو ى بيئة التسايمح والنفتاح والبور واليمل ،فهذ ه بيئة العطاء ،لن النفس البتهجة هي الت تفكر بالبداع والحسان ،وتنطلق يمن هو م ذاتا إل غيها بال ب والعطاء ،والقهر والقسو ة والعنف وإن حققت بيئتهم بعض النتائج حيناً إل أنا ل يكن أن تدو م ،فالو ف إن طال إيما أن يتحول إل يمرض ووسواس قهري وإيما بالخالفة والنقلب حني يتم التجاوز. التدم ع السليمي واليمة السليمية والدماعات الية الت دا م تأثيها كدمذاه ب العلدماء وحلقات الدراسة يمادايمت إل بذا القانون النبوي العظيم )بشرا ول تنفرا وتطاوعا ول تختلفا (. أيما اليسر فهو ف التكاليف والها م العدملية. وأيما التبشي فهو ف الطاب ويمقال اللسان ويمقا م البيان. وأيما التطاوع فهو ف يمقا م الراء ف تقيق الجتدماع والنفة. فالراعي ييسر على رعيته ف التكاليف ول يكلفهم يما ل يطيقون ،فل يطل ب يمنهم " كرائم أيموالم " كدما جاء ف الديث الشريف ،ول يشق عليهم فيخونو ه ويدعو ه ،فالب وال م والعلم والسّيد واليمي والسلطان كل هلؤلء ل يستقيم ليمرهم تنفيذ أو دوا م إل بأن ييسروا على رعيتهم ،لان اليا ة طويلة ،والتكاليف دائدمة ليست ليو م ول يويمني بل للعدمر كله وبذا الال ل يتم التواصل إل باليسي ل العسي. وبالتبشي يتم دف ع النفس للعدمل ،فهو وقودها ل تقو ى إل به ،ول تتواصل إل بذا الدد ،ويمن ذلك الذي يقال له " التشجي ع " ،وهي تسدمية يمعاصر ة لدمارسات عدملية كالدية وقولية كالديح تدف ع صاحبها للقبال على العدمل وبذل الزيد يمن الهد ،وهذا باب يمعّطل ف العدمل السليمي بسب ب التبية الفاسد ة ف متدمعات إسليمية يمعينة وبسب ب غزو الدين الصوف لكثي يمن عقول الربني والعلدماء. لنر يما تقو م به التجدمعات الاهلية يمن يمديح و"تشجي ع" لرجالا وأعدمالم ،ولنقارن هذا يما يصل ف الصف السليمي ،وذلك لنتشار السد والتنافس الاهلي بني أهل السل م ،وكأن تقد م واحد يمضر بالخرين ،ول يعلدموا ضّرم يمسلم هو للدمسلدمني جيعاً ،لكنها جاهلية الشر يمن السد والكب أن تقد م يمسلم إنا هو للسل م وإن ُ والغرور.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][45
بالتيسي يصل الدوا م وبالتبشي يصل الندفاع وكثر ة العطاء ،والنفوس تُظِْلم بكثر ة التقري ع والغلظة ،وتدبر إن ل تد يمن يكشف لا حسن يما تعدمل كدما تد يمن يصّوبم خطأها ،وليس هذا يمن باب الرياء ف شيء ل يمن قري ب ول بعيد ،فإن الرياء هو أن يعدمل الرء عدمله لغي ال ،وذلك بأن يطل ب رضاهم غي ناظر إل وجه ال والدار الخر ة ،أيما فرح النفوس حني تر ى تقدير الناس لعدمالم يم ع أن عدملها يما قا م إل لوجه ال تعال فهذا شيء يمنتشر بني أخلص القلوب وهم أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وكم كان يسوؤهم أن يروا الكراهة ف نفوس إخوانم لا يفعلون ،ويمن ترك الشر حياًء يمن الناس فهو يملؤيمن لن الياء يمن اليان ،ويمن عدمل عدملً يمن الصالات لدخال البهجة على نفوس الصالني يمن إخوانه فهو يملؤيمن لن أصل الفعل هو ال ب ف ال والبغض ف ال ،وهذا يمن ل يدركه فهو جاهل صوف أخر ق. فالتبشي وهو ذكر السنات والبشائر والفأل إنا هو وصية رسول ال صلى ال عليه وسلم ليمته ،وهي وصية أليق بالرعا ة والئدمة والقاد ة والعلدماء وهي بق ل تليق إل بم ،ويما كان يذكر ه رسول ال صلى ال عليه وسلم يمن فضائل أصحابه ،ويما يظهر ه يمن فرح لا يعدملون يمن خي شيء كثي جداً ف سنته ،ولذلك كانوا ف تنافس لكس ب حبه وود ه وسرور ه. وقوله صلى ال عليه وسلم) :تطاوعا ول تختلفا ( إنا هو لدرء أسباب الفتنة والضعف وذهاب الريح والقو ة ، وهذا ل يكون إل بأن يطي ع كل واحد صاحبه وير ى لقول صاحبه فضلً على قوله ،وإن يمن أفسد الخل ق وأقبحها ف اليا ة يما يقال له " التصل ب ف الرأي " و" الصرار على القول " ،وإن يمن الشر أن ير ى البعض أن هذا يمن قبيل الرجولة والبطولة أو أنه يمن قبيل الثقة ف النفس ،ل وال بل هو يمن باب الشر والشيطان ،فإن الكيم هو الذي حّركْته التجارب وأدرك أن اليا ة تتس ع لقوال الخرين كدما تتس ع لرأيه ،وأن قو ة الفعل أن تدرك يمآخذ قول أخيك وتر ى وجه حسنه وصوابه كدما تر ى يمآخذ قولك وحسنه وصوابه ،وإن هذا وال يمن باب العقل والتجربة والكدمة وسعة العلم. الصغار يمهدما كبت يمناصبهم وأمساؤهم هم الذين ل يرون إل أنفسهم ول يثقون إل بأقوالم وأيما الكبار فهم الذين يَس عُمون الناس ويصبون على يمتابعتهم والستدماع لم واحتدمال آرائهم والنمزول عليها ،ث إن الجتدماع أهم يمقصد ي ب أن نسعى له ،ويمن أجله قد يتم التنازل عن بعض الق يمن أجل يما هو عظيم جليل ،إذ الجتدماع هو ل لتحقيق يمصال السل م ويمقاصد ه. الشرط الو ّ يما أدو م اليا ة وأجلها بذ ه الوصايا لن فيها يمتعَة الروِح وإبداَعاها ودواَيم هما ،ويما أشقى اليا ة وأقساها وأظلدمها حني تالفها وتسي ف الضد يمنها.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][46
الحديث الثاني عشر عن أبي موسى الشعري برضي ال عنه قال :قال النبي صلى ال عليه وسلمَ) :مثَـل المسلمين واليهود والنصابرى كمثل برجل استأجر قوماً يعملون له عملً يوماً إلى الليل على أجر معلوم
فعملوا له إلى نصف النهابر ،فقالوا :ل حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا ،وما عملنا
ل ،فأبوا وتركوه ،واستأجر باطل ،فقال لهم :ل تفعلوا ،أكملوا بقية يومكم وخذوا أجركم كام ً آخرين بعدهم ،فقال :أكملوا بقية يومكم هذا ولكم الذي شرطت لهم من الجر فعملوا
حتى حين صلة العصر قالوا :لك ما عملنا باطل ولك الجر الذي جعلت لنا فيه .فقال لهم :أكملوا بقية عملكم فإن ما بقي من النهابر شيء يسير ،فأبوا ،فاستأجر قوماً أن يعملوا
له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين كليهما - فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النوبر (.
ِ هة البدايات وإلّ خاب السعى وضاع الهد والعر ق ،والنفوس الرص على النهايات ينبغي أن يكون بقدار ّ قد تنشط للبدايات لسباب عديد ة يمنها عد م إدراك النفوس يما ستلقيه يمن تع ب ونص ب إذ تقبل على العدمال برؤية الدمال فإذا أصابا لظى العدمل وقسوُته ارتدت وانتكست ،ويمنها أن بعض العدمال تبدأ بصفة الدمهور وبنمزعة القطي ع ثّ تبدأ التصفيات وصولً للقلة الواعية ،ويمنها يما يصي ب النفوس يمن كسل أو يأس ،كسل ف
الراد ة والعدمال ،ويأس يمن النتائج إن طالت الطريق ،وكل هذا يمن أيمراض النفوس وعد ثقتها بالق نفسه ) ،و ما يلّقاـها إّل اّلذين صبروا وما يلّقاـها إّل ذو ح ّ ظ عظيم ( ،فالصب هو وقود الثبات ،وكدما قال ال تعال) :و جعلنا
منهم أئمة يهدون بأمرنا لّم اـ صبروا وكانوا بآياتنا يؤمنون ( " فالصب يد بالثبات ،واليقني يد باليمل " ،ول علج للنفوس إل بالثقة على الق وعد م الند م على ضياع الشهوات الدنيوية ،والعايملون لدين ال تعال يمن ماهدين وعلدماء ودعا ة هم أحوج الناس إل الصب واليقني ،فإن الطريق طويل طيلة اليا ة إل الوت ،والطريق شاّ ق مفو ف بالبتلء ،إبتلء يصي ب البدن وابتلء يصي ب العقل والعان ،وهكذا العال ل تكون إل بالَك بَمد كدما قال تعال: س تـهم البأساء والضراء وُزلِزُلوا حتى )أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم م ّ
يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر ال؟ إل إن نصر ال قريب ( ،وف الية أنه ل يكون النصر واليسر والفتح حت َتصَل ذرو ةُ البتلء أقصاها كدما قال ال عن الثلثة اّلذين ُخ لّمفت توبتهم) :حتى إذا ضاقت عليهم البرض بما برحبت وضاقت عليهم أنفسهم ( ،والقصد أن الط البيان يم ع البلء ف صعود وكلدما ارتقى البتلء درجة سقط قو م والتحق آخرون ،فدمن سقط يسقط لهله وشهوته ،ويمن التحق فإنا للتقاء عقله وقلبه يم ع هذ ه
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][47
العان الراقية العظيدمة ،فإذا كانت النهايات ل يلص إليها إل ذو حظ عظيم كدما قال ال تعال ،فهذا الدين عدمل يم ع ال تعال وهو دين الخر ة كدما قال عن أصحابه) :إّنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدابر (. ف هذا الديث التحذير يمن النكوص على العقاب قبل التدما م ،فإن عد م التدما م يديمر البدايات ،فتعساً لرجل عدمل للجنة حت إذا اقتب الغي ب صار إل أصحاب أعدمال النار. ف واقعنا كم رأينا يمن كانت بدايته على خي ودين ونصر ة للحق وأهله ،وصدعاً بكلدمة الق حت لتظن أن هلؤلء هم ُوّراث الرحلة ،فُيبسط لم ف قلوب اللق حباً ثّ إن هي غلو ة طريق حت أخذوا ذهاباً ييناً وشالً فبئس يما ضيعوا. وف الديث إشار ة أن السبق ل ُي دممح إن ل يواصل ،فالسابقون فضلهم بالثبات حت اليقني ،أيما تار التاريخ الذاه ب والزيمن الال وهم ف عدو ة أهل الباطل فهلؤلء ذّيمهمم أول يمن غيهم لنم عرفوا الق وأعرضوا عنه. لقد علدمتن اليا ة قيدمة هذا الديث وهو صعوبة النهايات ويمشقتها على النفوس ،فإن الدمم يصيبها التع ب هته كدما يتاج إل تغذية بدنه ،وتغذية الدمم تكون بالتذكر ة ورفقة كدما يصي ب البدان ،والرء يتاج إل تديد ّ الصحاب ،والرص على مالسة البتدئني ف قوتم وإقبالم وهدايتهم فلهلؤلء قلوب جديد ة وهم سابقة ،إذ أن طول اليمد يلق ويبلي. أهل الهاد هم أول الناس بذا الديث ،فإن الناس يعلدمون أن النصر يم ع الصب ،وف لظات ت ب رياح وتذه ب رياح ،فعنديما أضاع الصحابة رضي ال عنهم هذا العن أصابم يما أصابم ،وف حنني حيث تداعت الصفو ف وتضعضعت وصاح يمن صاح أن بطل السحر ،ثبت رسول ال صلى ال عليه وسلم يم ع قلة ل يصلون للدمئة فحصل النصر وهبت رياحه حت وق ع يما ي ب ال ورسوله واللؤيمنون ،ولذلك الذر يمن حصول الغفلة أو التهاون أو اليأس ،فكم يمن نصر بالغفلة والتهاون صار هزية وخزي وعار ،وكم يمن هزية تولت بدف ع اليأس وحصول اليقني إل نصر وتأييد ،ث ليحذر الاهد أن يركن على تاريه ويض ع السلح فإن ف ذلك ضياع أجر ه وذهاب فضله. وف الديث كذلك فضل اللحقني إن ورثوا اليمر كدما ي ب ،لن كثياً يمن اللحقني إنا تأخروا لعان ف قلوبم أو لظرو ف ف أحوالم فلدما حصل الي ارتقت نفوسهم بعان حصلوها يم ع اليان ويمرات ب حصولا بالعدمل
والواقف ،ولذلك قال النب صلى ال عليه وسلم) :استكملوا أجر الفريقين كليهما ( ،فهذا الفارو ق ابن الطاب
الذي كان إسليمه عّزاً للسل م وكان ليمارته فتح وصفه البي ب الصطفى بقوله) :لم يفر أحد فريه ( ،وذلك فضل
ال تعال يق ع على أهله ويمن يستحقه.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][48
الحديث الثالث عشر عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال النبي صلى ال عليه وسلم) :يعقد الشيطان قافية برأس أحدكم إذا هو نام نثلث عقد ،يضرب على كّل عقدة مكانها :عليك ليل طويل فابرقد ،فإن
ضأـ انحّلت عقدة ،فإن صّلى انحّلت عقده كّلها استيقظ فذكر ال انحّلت عقدة ،فإن تو ّ فأصبح نشيطاً طّيب الّنفس وإل أصبح خبيث الّنفس كسلن (.
العدمل قد يفسد ف بدايته ،وفساد ه ف بدايته بتسويفه وتأجيله تت ظن إيمكانية إدراكه ف زيمن آت ،فالعدمر طويل! ،وقد يفسد ف وسطه بعد م تايمه وترك إكدماله ،وقد يفسد لفساد يمقديماته ،فالقديمات الفاسد ة تنش ئ النهايات الفاسد ة. ب له يم ع علم به والشيطان فالعدمل الصال ل يتم إل بإراد ة تحو التسويف والتأجيل ،وتنبيه حت التدما م ،وب ّ يعدمل عدمله ف رغائ ب النفس وشهواتا ،وتذه ب قوته وتأثي ه بالعدمل الصال اللز م للفعل ،فهذا النسان حني ينا م ه -والنو م راحة للبدن لبّد يمنه لكنه يصبح رغبة وشهو ة لا علقة بالكسل إن طال وخرج عن حد هه -يعقد الشيطان على رأسه يمن اللف ثلث عقد ،ل عقد ة واحد ة ،وهذ ه طبيعة اليا ة قائدمة على التكي ب ،فل يوجد شيء ف الدنيا يمتوحد يقو م بنفسه دون غي ه ،سواء كان يمن أعدمال الي أو الشر ،سواء ف اللق أو النفس ،وإذا كان اليمر كذلك فل يصلحه ول يتم بناؤ ه بفعل واحد بل لبّد يمن تكرار له ف حالت أو ف يمزجه ف حالت يمعينة ، وهذا كدما ف قدر ال تعال فهو ف شرعه كذلك ه -وسيأت إن شاء ال تعال شرح ذلك ف باب الشرعيات كالدعاءه ، -وهذ ه العقد الشيطانية يم ع تركيبها إل أنا تتلء م يم ع الل وإل لا كان لا نف ع ،وهذا يمن كيد الشيطان ويمعرفته بالسنن ،وههنا يملءيمتها يم ع الل بتدمها بتم) :عليك ليل طويل فابرقد ( ،فهي تتلء م يم ع الزيمان ه "-عليك ليل"ه -ووتتلء م يم ع النفس ه "-فارقد"ه .- هذا الفعل الشيطان ل بد يمن هزيته ،وهزيُته إزالُته ،وهذا ككل الشر ،وشرط هزيته هو حصول التكافلؤ ، وهذا الشرط كثياً يما يغفل عنه العايملون ،إذ يظنوا أن مرد وجود الفعل كا ف لتحقيق الفعل ،وهذا خطأ يمنتشر ف عقول السلدمني ف الشرعيات كثياً كدما هو يمنتشر ف الكونيات فبدما يتعلق بالعدمل لدين ال تعال وتقيق النصر والداية ،والتكافلؤ لبّد له يمن التتاب ع حيناً كدما ل بد له يمن التنّوع والتكي ب حيناً آخر وقد يتاج إل اليمرين ه -التتاب ع والتكي به ، -كدما حصل يم ع الرجل الذي شكى للنب صلى ال عليه وسلم استطل ق )يمن الطل ق والنفلت( بطن أخيه ،فأيمر ه النب صلى ال عليه وسلم أن يسقيه عسلً ،فسقا ه فلم يشف ،ث عاد شاكياً ،فأيمر ه بالزياد ة وهكذا حت حصل القصود ،فبدمجرد جرعة يمن عسل ل تكفي لبعض اليمراض بل لبّد يمن التكافلؤ ، فالبعض يظن أنه بجرد لعقة يمن عسل لبّد يمن الشفاء لقوله تعال) :فيه شفاء للناس ( ،بل أن بعض اليمراض ل
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][49
يكفي العسل لوحد ه ،كدما قال سلفنا قدياً ه -ويمنهم ابن القيم ف الط ب النبويه :-إن الطعدمة غي الركبة ينف ع ليمراضها الدويةُ غي الركبة ،لكن اليمراض الركبة لبّد لا يمن الدوية الركبة ،فبعض اليمراض ل ينفعها العسل لوحد ه ،إذ لبّد يمن التكافلؤ ف شيئني :الكدمية والنوع ،وهذا الذي عينته بم "التتاب ع والتكي ب" ،فهذا النائم ل ينفعه أن يذكر ال تعال لّل كل العقد بل احتاج إل التنوع والتتاب ع ،فالعقد ة الول أزالا الذكر ،والثانية لبّد لا يمن يملئم يمكان وهو الوضوء ،والثالثة ل ينفعها إل الصل ة ،وف العدمل الدماعي لبد يمن هذا اليمر وتذّك ُرم ه ودليله حديث الذين آواهم البيت إل الغار فلم ينفعهم إل الدعاء بصال أعدمالم ،ولا ينجهم دعاء واحد يمنهم ،بل دعوا جيعاً ،وكل واحد حقق يمن الفرج بقدار دعائه ،ول يق ع الفرج الكلي إل بدعائهم جيعاً ،فإن هذا هو اللئم لا هم فيه ،فهذا القانون والسنة ل يوز أن تغي ب عن أذهاننا ف الهاد والدعو ة والدعاء وأي عدمل يمن أعدمال الدنيا أو الخر ة ،والنرا ف ف هذ ه القاعد ة هو الذي يوقعنا ف جهالة فهم قدر ال تعال يمن جهة وجهل وعود ال تعال وشرعه يمن جهة أخر ى ،فتكثر السئلةِ :لَ َلْ تق ع هذ ه النتيجة وقد حققنا شرطها؟ ،والصواب :أن سنة ال تعال جارية بأن الفعل لبد يمن وقوعه إن تققت شروطه ،لكن هذا السلؤال ينتج بسب ب جهالة يما هي الشروط ،فليس مرد الدعاء يقق الجابة بل لبد يمن التكافلؤ كدما تقد م ف حديث الثلثة الذين آواهم البيت إل الغار ،وليس مرد الهاد يقق النصر بل لبد يمن التكافلؤ ،ويمن شروط التكافلؤ هو يمعادلة الوان ع ،لن القو ة الكافية هي سليمة الفعل وعد م وجود الوان ع كدما قال ابن حز م رحه ال تعال. فهذا الذي انلت عقد ه كلها ووق ع الطلوب صار هذا الفعل سبباً لفعل آخر لقوله صلى ال عليه وسلم: )أصبح نشيطاً طّيب النفس ( ،وهكذا تتوال اليا ة يمركبة ،كل فعل يتاج إل يما قبله ،وكل فعل يتاج إل شروط ف نفسه ،وكل فعل يتاج إل شروط تيط به وتواكبه ،ولذلك ل يقال اليو مِ :لَ ل ننتصر؟ ففي هذا السلؤال عدماية عن تارينا الذي ورثنا نتائجه ،نتائج أفكار يمنحرفة وأعدمال ضالة وكسل أحاط كل جوان ب العدمل أو أغلبها ف حيا ة أيمتنا .وفيه عدماية عن شروط النصر الذاتية وفيه عدماية عن الشروط الوضوعية الت تيط بنا .كدما ل يوز لنا أن نسأل عن عدمل صال ل يقق النتيجة النهائية ،لن النتيجة النهائية هي ثر ة لتجدم ع أعدمال طويلة ل تكن وقتها كافية لظهار النتيجة ،فالشجر ة العظيدمة ل يتلفها قضدمة نلة صغي ة ،لكن هذ ه القضدمة هي الوحد ة الول لنيار الشجر ة فهذا النائم ل يسأل :يماذا سينفعك الذكر إذ ل يل عقدك كلها؟ لن الذكر هو اللبنة الول لزالة هذ ه العقد ة. هذ ه هي حكدمة اليا ة وهذ ه سننها ،ويم ع الفهم لدين ال تعال وحرقة التجارب تستقر الكدمة ف القلوب ِ والعقول ،ويبقى أيمر :هل يئس الشيطان يمن أن يعقد على رأس كل نائم ،وف كل ليلة؟ الواب يمعرو ف ،لكن لَ ييأس أهل السل م يمن ماربته ف كل صباح وكل يو م وكل لظة؟ هذ ه هي العضلة .كل يو م وف كل لظة أنت يمدعو للدمجاهد ة والصب والذكر والثبات والتذكر والتفكر والتعلم ) ،فإذا فرغت فانصب (.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][50
الحديث الرابع عشر عن أبي هريرة برضي ال عنه :أن برسول ال صلى ال عليه وسلم قال) :يستجاب لحدكم ما لم يستعجل ويقول :دعوت فلم يستجب لي (. كدما أن اليمور الكونية ل تق ع إل بشرط التكافلؤ بني القديمات والنتائج ،لبّد يمن عايمل الزيمن كدما نر ى ف نو اللق يمن إنسان وحيوان ونبات ،وكدما نر ى ف تقق الشفاء لأليمراض والروح ،فكذلك اليمر يم ع اليمور الشرعية ،فإنه لبّد يمن التكافلؤ بتتاب ع الفعل ،والتتاب ع ل يق ع إل يم ع عايمل الّزيمن ،فوض ع آل ف الطنان والكاييل يمن اليا ه دفعة واحد ة على النبتة الصغي ة ل يصن ع يمنها شجر ة باسقة يانعة ،بل لبّد يمن التتاب ع الّس نمن ،ويفسد هذ ه السنة العظيدمة يمرض الستعجال ،هذا الرض الذي إن ج ع يم ع يمرض اليأس يصفان كل هزية وفساد. العايملون لدين ال تعال يمن ماهدين وعلدماء ودعا ة هم أحوج الناس لبصي ة السنن ،والكثي يمن الشرعيات قد فقهها هلؤلء هذ ه اليا م لكن حاجتهم إل سنن النفس والجتدماع والنصر والزية والفعل هو ف العدل يمن حاجتهم إل يما يقق ح ب ال تعال يمن خلل أيمر ه ،فأيمر ه يقق ال ب اللي وقدر ه يقق الوعود )وأخرى تحبونها نصر من ال وفتح قريب (. يظن الكثي يمن العايملني لدين ال تعال أن عال الغي ب تققه يق ع يمن خلل القدر ة اللية دون اعتبار لذ ه السنن ،إذ يسبون أّن الّس نمن قانون خاص للحيا ة الدنيا ولألرض دون الغي ب والسدماء ،ولعدمر الق هذا انرا ف شني ع ،فإن الل ع تعال قال) :إن برّبي على صراط مستقيم ( إذ يمقتضى هذا أن ل يق ع شيء إل يمن خلل سنته وسببه ،فربنا خلق السدماوات والرض ف ستة أيا م وهو القادر على أن يلقها بكلدمة واحد ة وهي ه -كونه -لكن كل شيء خلق يمن خلل سنته ،وتلك اليا م ف طولا الزيمن ليست كأيا م الرض كدما هو يمعلو م يمن كتاب ال )و إن يوماً عند بربك كألف سنة مما تعدون ( وصعود اللئكة باليمر ف أيا م طول اليو م فيها خسون ألف سنة كدما قال تعال) :تعرج الملئكة والروح إليه في يوم كان مقدابره خمسين ألف سنة ( يمكان هذا الذكر لطول ل ،إّنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً ( والناسبة بينهدما واضحة ف يما نن فيه اليا م يمقديمة لقوله) :فاصبر صبراً جمي ً لن تفكر فيه والدمد ل رب العالني .ولذلك ل يتحقق شيء إل يمن خلل سنته ،وهذا النسان خلقه ال ف السدماء يمن طينة الرض وجر ى يما جر ى له ف السدماء يمن ابتلٍء كشف حقيقته وضعفه ويمن عدو ه ويماهي يمداخل هذا العدو فيه ،كل ذلك لتجري اليمور يمن خلل سنتها ،ويمقتضى ال ب يمن الحسان ل يق ع إل يمن خلل السنة كدما أن يمقتضى البغض يمن الهلك ل يق ع إل يمن خلل السنة حت لو وجد الوج ب ،وتأيمل قوله تعال ف سور ة النحل) :و لو يؤاخذ ال الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من داّبة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى، فإذا جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة ول يستقدمون ( فالوج ب للعذاب يمن الغض ب اللي بسب ب العاصي قد
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][51
وق ع ولكن تأخر العذاب حت تأت سنته ،وهذ ه الية هي ف نفس السور ة )أي النحل( الت فيها قوله) :إنما أمرنا لشيء إذا أبردناه أن نقول له كن فيكون ( ،فدل على أن الفعل اللي ل يق ع إل يمن خلل السنة ،ويمن جْه ِلم الكفر ة بذا جعلوا التأجيل وعد م وقوع الفعل دليلً على عد م استحقاقهم له فقالوا) :لول يعذبنا ال بما نقول ( وقال ال عنهم) :ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف ال وعده ( ،وهذ ه العان الباطلة الت جعلت إقبال الكفار على العاصي واستحقاقهم با هي الت تق ع ف قلوب السلدمني وتدفعهم لتك الصالات كدما ف هذا الديث ه -حديث البابه -وهو أن أحدهم حني يدعو ول ير ى سرعة الجابة يتك الدعاء والعدمل ،وقريباً يمنها هو الذي وق ع ف قلوب النافقني وف غزو ة أحد فقالوا) :لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا ( فإن فيها يمعن " لو كنا على الق لا تلف النصر عنا " وإن كان هذا العن يملحق ل الصلي ،والقصد أن الفعل لبّد له يمن سنة ويمنها ظرُفه التاريي لوقوعه ،وتأّخ ُرم ه ل يدل على عد م وجود ه فالثدمر ة قو ة كايمنة ف الشجر ة حت قبل ظهورها ،وحني تبدو ل تضر كزهر ة تايمة ،والزارع يفهم ذلك كله ول يتك العدمل لفاء الثدمر أو لعد م نضجه بل يرعا ه دائدماً ويرقبه وهو يموقن بوصوله إل يمطلبه يويماً ،وهكذا العايمل لدين ال تعال فإنه ليقينه على الوعود اللية يرعاها وهي ف علم الغي ب وعداً ث يرعاها وهي تندمو حت تصل لكدمالا كالدعاء ،فإن الر يدعو رّبه وبالدعاء يكون الجابة لوعد ال الذي ل خلف فيه )و قال برّبكم ادعوني أستجب لكم ( )وإذا سألك عبادي عّني فإّني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ( ث يرعا ه بالزياد ة والجتهاد وكثر ة السلؤال وتري أوقات وأيماكن القبول حت يصل إل النهاية وذلك بوقوع الوعد على الوجه الذي رجا ه السائل لربه ،ولذلك قال النب صلى ال عليه وسلم ف هذا الديث: )يستجاب لحدكم ( ث قال) :يقول دعوت فلم يستجب لي ( فأين الجابة إذًا؟ ،الواب ف يمثال حصول الولد بالنكاح ،فإن الولد يكون بالنكاح ،والستعجل يقول :أين الولد؟ فالرأ ة ل ترعى النني لعد م رؤيته فيخرج سقطاً قد ل ترا ه وتظنه د م حيض والق أنه استجي ب له ،لكن استعجل فبالتال كان كدمن ل ي ب له ابتداء لعد م الكتدمال ولو بقي راعياً للجابة الول لصل القصود بكدمال القدر اللي البوب للنسان ،كدما تقد م يمثال الثلثة الذين آواهم البيت إل الغار ،فلو قالوا :ل يستج ب لولنا لنم ل يرجوا بداعئه وإن كان ح ِ ص ل م الجابة ه -فلو تركوا ُ الدعاء لا خرجوا ،فهكذا يستجاب له وإن ل يق ع ،فإن واصل وق ع وإل ل يستج ب له ،وهذا هو يمعن الديث: يستجاب لحدكم إن رعى دعاء ه وإل فإن الجابة الول غي كافية لصول القصود ،وكذلك تأخر الجابة قد ل يكون بسب ب الاجة للرعاية ولكن ل بّد لذا الفعل يمن زيمن يملئم لسنة ال فيه كدما وق ع يم ع يوسف عليه السل م ،فإنه رأ ى رؤيا ،ولصول الرؤيا كان لبّد لذا الفعل يمن يمقديمات زيمنية وفعلية طويلة ليق ع التأويل ،وال ل يري شيئاً ف هذ ه الدنيا إل يمن خلل السنن إل يما يق ع يمن العجزات والكرايمات وهي خل ف العاد ة ،ه -ولو شئت لبسطت القول وقلت :حت العجزات والكرايمات تق ع يمن خلل السنن ولكن شرح ذلك يطول والكل مدم ع أن اليا ة جريانا على غي العجز ة والكرايمة ه ، -فالداعي ير ى أن دعاء ه الول ل ي ب ،وإن كان ف القيقة قد أجي ب فبتك الدعاء لباقي يما هو متاجه فحينئذ ل يق ع يما يريد لتخلف السب ب وهو الدعاء ،وهذان العنيان ها
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][52
على يمعن واحد ف يما نن فيه يمن فهم عال الغي ب والوعود اللية يم ع الفعال ،كنصر اللؤيمنني واليسر بعد العسر والرز ق بعد الفاقة أو قلة ذات اليد وغي ذلك يمن وعود إلية يمبسوطة ف الكتاب والسنة. ويمن عجائ ب يما يرا ه الرء الناظر ف سنة الصطفى صلى ال عليه وسلم هو اجتهاد ه صلى ال عليه وسلم ف الدعاء يو م بدر اجتهاداً شديداً وأبو بكر الصديق يقول له" :كفاك يمناشدتك ربك ،فإن ال يمنجز يما وعدك" وأبو بكر ل يعلم بالوعد إل يمن خلل هذا الداعي العظيم ه -رسول ال صلى ال عليه وسلمه ، -فهل أبو بكر ذاكر ليمر نسيه رسول ال صلى ال عليه وسلم؟ ه -وهذا ليس ببعيد لواز نسيان البي ب الصطفى صلى ال عليه وسلمه -ولكن ليس هذا هو الواق عه -يم ع جواز وجود ه كوناًه -وإنا الواق ع هو حاجة الوعد للدمكاثر ة والتابعة حت يتحقق ،ورسول ال صلى ال عليه وسلم أعلم بذا يمن أب بكر ،فأبو بكر نظر إل الوعد بإطل ق ورسول ال صلى ال عليه وسلم رأ ى يما ي ب عليه يمن حقو ق لذا الوعد ،ويما يتاجه هذا الوعد حت يق ع ،وهو وعد عظيم يتاج إل اجتهاد يملئم له حت يق ع ،يم ع أن ف هذا الديث فضيلة عظيدمة للصديق وهي شفقته على رسول ال صلى ال عليه وسلم يمن قيايمه بذا الجتهاد اللئم لوقوع الوعد بالنصر ،ولكن هيهات أن يتك البي ب الصطفى صلى ال عليه وسلم حق هذا الواج ب أو أن ل يشارك فيه بالنصي ب الوفر وذلك بالدعاء والستغاثة ف طل ب النصر. هكذا الاهدون والعلدماء والدعا ة والعّباد ترق ب قلوبم البوادر ويمطال ع الوعود فيعونا يم ع غفلة الناس عنها أو استهزاء النكرين لا ،كاستهزاء قو م نوح به وهو يصن ع السفينة على اليابسة ،ولكن هم يفهدمون فهم القلوب الزائد عن العلم بالد الشرعي كدما قال تعال عن سليدمان تفضيلً له على أبيه داوود عليهدما السل م) :ففّه مـناها سليمان وكلّ آتينا حكماً وعلماً ( وقال) :و لقد آتينا داوود وسليمان علماً (. ليتذكر العايملون سنن السدماء والغي ب وليعوها كدما يرعون سنن الرض فإن لم شأناً يمعها ،وليتذكروا أن رسول ال دعا ربه شهراً كايملً لينج ال بعض أصحابه حت استجي ب له ،ودعا ف يمكة ثلث عشر ة سنة حت تقق أول النصر بداية أهل الدينة يمن النصار وجاهد عشر سنني حت فتح يمكة ،فهذ ه ثلث وعشرون سنة كايملة حت تقق الوعد ،وعنديما دعا على قو م يمضت سنة ال ف غي يما كان يدعو به رسول ال صلى ال عليه وسلم لوجود يموج ب آخر أنزل ال عليه ه )-ليس لك من المر شيء (ه -كدما ف سور ة آل عدمران ويمن تأيمل تا م الية ف قوله) :أو يتوب عليهم أو يعّذ بـهم فإّنهم ظالمون ( علم حقاً يما نن بصدد ه ،وعنديما دعا ربه أن ل يعل عذاب هذ ه اليمة بالقتال بينها ل ي ب ال لدعائه لريان القدر بل ف يما يريد رسول ال ليمته ويما يبه لا. ولول أن اليمر يم ع هذ ه البواب أيمر إشار ة وتنبيه لكان الشرح طويلً ،وال يغفر ل ولخوان ،وهو الادي إل سواء السبيل ،ويما ضياع العدمال إل بالستعجال ه ) -ولكّنكم تستعجلون (.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][53
الحديث الخامس عشر صبـر عند الصدمة عن أنس برضي ال عنه قال :قال النبي صلى ال عليه وسلم) :إّنما ال ّ الولى (. يمن فوت البدايات ل يدرك النهايات إل بشقة زائد ة ،ذلك لن اليمور ل تلؤت ثارها إل ف يما يلئدمها ، وبالدلج ه -وهو السي يمبكراًه -يبلغ الرء يمراد ه ،وإل فإن نفسه قد تنقط ع ول يبلغ ،والبدايات ل يقو ى عليها إل يمن له رشد ل يتيه عند الفجاءات ،فالصديمة تقذ ف ف النفس الل ع والضطراب ،وأهل الرسوخ لم إفاقة ،وعندهم ثبات ف العقل والنفس فل تعدميهم الفجاءات عدما ي ب عليهم حفظه وعدمله ،وهذا رسولنا البي ب صلى ال عليه وسلم لو تا ه عقله يو م النني ول يصدمد ثبات البال الرواسي يمناديًا) :أنا النبي ل كذب ،أنا ابن عبد المّطلب، اللهم أنزل نصرك ( )وقد أرج ع فضل الثابت ف يموطن الصديمة إل نبو ة صادقة وإل نس ب عريق فالنبو ة رشد
وهداية والنس ب العريق ين ع فعل العار يمن الروب ،وهذا شأن الق الكايمل وذلك ف اجتدماع الفضل ف إناء يمن الفضل يناسبه لا رّدهمم إل البحر كدما قال بعضهم ،وسقوط الناس ل يكون إل عند بداية اللدمة فيتيه عقله ويضطرب نفسه ويار عن وجه الصواب فتكون حينئذ للعدو عليه صولة النتصار والعلو ،ولذلك يمدح الفارو ق عدمر رضي ال عنه الرو م بقوله إنم " :أسرع الناس إفاقة بعد يمصيبة " ،ويمن كان هذا شأنه يم ع تضي واستعداد ل تز ه الصائ ب ول تعدمه الفجاءات ،وأيما اليمة الت ل تصحو إل بعد أن طارت الطيور بأرزاقها وبلغ غيها بعيداً ف الشوط فإن اللحا ق عسي إن حصل وذلك بتقط ع شس ع النعال ولث النفاس ودف ع ضريبة الكسل والعجز ،وقد دلت اليا ة أن العدو إنا يريمي بكل قوته بالصديمة الول ليحقق النتصار السري ع واستغلل عايمل الفجأ ة فإذا وجد يمن يصب له ويتلقى الصديمة الول بثبات انتكس وخاب ،وهذ ه قريش أرادت تلك الضربة القاضية على الدينة ويمن فيها يمن السلدمني بقياد ة النب صلى ال عليه وسلم فلدما ثبت لا الصحاب بثبيت ال لم ارتدوا خائبني وحينها قال النب صلى ال عليه وسلم) :الن نغزوهم ول يغزونا ( ،وذلك بأن قو ة النطل ق قد ضعفت ف قريش
وتولت تلك القو ة إل جهة النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه ،وتلك سنة ال تعال ف التداول. لقد نايمت أيمتنا كثياً ،نايمت حت انارت قيدمتها ،ونايمت حت سبقها الغي ف العداد والعتاد ،فلدما أصبحت وإذا طوار ق الشر ق حطت ف بيوتا ،وبعد سنني يمن الغزو وثبات الكفر ف الديار صار البعض يتحدث عن " صحو ة إسليمية " ،وآخرون يتحدثون عن " الوعي " ،وكل ذلك دليل على أن الدر يما زال سارياً ف البدن والنعاس ف العيون ،ويمن ترك فإنا يتحرك بارتعاش الل ،والصارخ فيهم يمّتهم بم "إقل ق اليمن" و"فتان الوحد ة" ، وف اليمة يمن الصائ ب يما لو حلت ف الدواب لنتصرت ولكن هيهات ،فدما لرح بيت إيل م.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][54
حت نعادل الغي فل ينف ع الن أن نشي يمشيهم بل لبد يمن أن نسارع وند ونتع ب ،وندي الصراخ النذر الهتدي ،ونعدمل بل كلل دون التفات لهل النو م الذين حسنوا كل فساد ،وأسبغوا الشرعية على كل ضللة ، فالتكاليف عظيدمة ول يقو ى لا إل العظدماء. الصب هو النصر والظفر ،ول يتحقق إل بالستشرا ف ،وذلك بقراء ة الدلئل الول والتعايمل يمعها قبل أن تين ع ،ولذلك قال ال تعال لنبيه يمعلدماً وهاديًا) :و إما تخافّن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء ( وهذا الصديق الكب أبو بكر رضي ال عنه يعال الرد ة ف يمنبتها ،والفارو ق يطل ب يمن اليمهال ،والصديق يأب ،ويقول: " وال لو يمنعون عقالً كانوا يلؤدونه لرسول ال صلى ال عليه وسلم لقاتلتهم عليه " لنه ير ى أن يما وراء العقل ه -و هو حبل رقه ُيقاد به الدمله -ير ى أن وراء هذا الشر يما هو أكب يمنه ،فقط ع الشر قبل استفحاله هو عني السياسة والكدمة ،فإنه إن ترك قوي واشتد أيمر ه وصار عصياً عن الزالة ،وهذا يما شكى يمنه علي بن أب طال ب رضي ال عنه لا طالبه يمن طالبه أن يقتص يمن قتلة عثدمان بن عفان رضي ال عنه وقد صاروا كثياً ولم النعة والقو ة ،فإن يمعالتهم بالقو ة حينئذ يمفسد ة كدما كان يمعالة النافقني ف أول السل م ف الدينة يمفسد ة كدما قال النب صلى ال عليه وسلم) :لو قتلته )أي كبير المنافقين ( حينئذ ل حّم رـت له أنو(ف -ولقال الناس :إن
محّم دـاً يقتل أصحابه.( -
إن الذين يدعون يمهلً إل إيقا ف الهاد حت تتب اليمة ه -زعدمواه -هم ف حقيقة اليمر ودون أن يعوا إنا يتكون للباطل أن يمُّقومي نفسه ويريمي برانه ف القلوب والنفوس أكثر وأكثر ،ولو علم هلؤلء القو م أن يما يقولونه هو عني يما يبه العداء لا قالوا هذ ه القالة الشنيعة ،فها هي دولة يهود اليو م حني نركن تت دعو ى العداد والتبية قد صارت إل أيمر ل يعلدمه إل ال يمن القو ة ،وإزالتها يكلف الكثي يمن الثدمن والقو ة والديماء والرجال ، ولكن ف بدايتها كم كانت تتاج حت ينتهي أيمرها ول يكون لا الوجود؟؟ ولو قال أهل أفغانستان عنديما غزاهم الروس هذ ه القالة وتركوا الباطل يتجذر فهل سيكون أيمرها أبعد يمن حال الشيشان؟! واليو م أيمريكا ف العرا ق ،ويمن قرأ بعني الدين والتقو ى ل بعني الو ى والدنيا علم صد ق القال على الال وال الادي ،ويمن يضلل فدما له يمن هاد.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][55
الحديث السادس عشر عن أنس برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :إّن حقاً على ال أن ل يرفع شيئاً من الّد نـيا إلّ وضعه (.
إن الكدمالت ف اللق يملؤذنة بالّنهايات ،فحني تأخذ الرض زخرفها ويبلغ ف الناس الوهم أنم أسيادها التحكدمون فيها تكون نايتها )حتى إذا أخذت البرض زخرفها وظّن أهلها أّنهم قادبرون عليها أتاها أمرنا ( وها هو رسول ال صلى ال عليه وسلم قد كدمل له النصر وت له الفتح فقال ال له) :إذا جاء نصر ال والفتح س بـح بحمد بربك واستغفره إّنه كان تّو اـباً ( فكان ف ذلك نعيه صلى وبرأيت الّناس يدخلون في دين ال أفواجاً ف ّ ال عليه وسلم ،وهكذا ليس بعد القدمم إل الفول ،وهذ ه السنة خي ورحة لهل الدين ،فإن كان بم البلء واشتد عليهم فل يكون بعد ه إل الفرج ،فإن الكري يعقوب عليه السل م لا اشتد به الشو ق إل حبيبه يوسف وبكا ه طويلً شاكياً بثه وحزنه إل ال تعال ،فلدما بلغ اليمر كدماله فابيضت عينه الطاهر ة يمن البكاء الزين كان بعد ذلك الفرج ،وقال) :إّني أعلم من ال ما ل تعلمون ( ذلك أنه )ل ييأس من بروح ال إلّ القوم الكافرون ( ، وهلؤلء الثلثة الذين خّلف ال توبتهم فلدما ضاقت عليهم الدنيا وضاقت عليهم أنفسهم جاءتم التوبة ،وإن كان بم نعيم يم ع اليان فإن اليان ينعهم يمن العلو الذي يتم عنه القصم ،كدما دخل البي ب الصطفى يمكة على ناقته يمطأط ئ الرأس ،إذ الناجل تصي ب العوال ،كدما السيل حرب للدمكان العال ،فل علو يم ع اليان ،لن البذاذ ة يمن اليان ،وأيما لعداء ال فتلك سنة قاصدمة ،خاصة حني تتدم ع هذ ه السنة يم ع أيمرين ها يمن سنة ال تعال يم ع أعدائه ،سنة الكر وسنة البغتة ،فلحوادث الزيمان يمكر ف إلاء الغافلني عن العواق ب ،إذ ل تفكر عندهم ول اعتبار ،والعج ب أن كل الكفار على يمدار التاريخ زعدموا أنم خارج هذ ه السنة ،وأن لم خصوصية الستثناء يمن العواق ب ،لكن هيهات ،وهاهم اليو م قالوا" :بنهاية التاريخ" بتحريض الغرور وإغواء الستعلء ،ويمكر ال بم ميط ، وبالبغتة حت يتم الل ،فإن النتقال يمن حال إل حال بل تدرج يملؤل على النفس إن كان يمن نعيم كايمل إل جحيم وعذاب ،فاللهم رحتك. إن هذ ه السنة هي يمقتضى صفة ربنا ه -التكبه ، -فإن ال تعال يأب أن ينازع فيها ،وهي قرينة العز ة ،فالرب يذيق العباد البلء يمن التجوع والو ف ليعلدموا أنه العزيز التكب. وللدملؤيمن يم ع هذ ه السنة الت لو علدمها اللق على حقيقتها ه -لضحكوا قليلً ولبكوا كثياًه -حال وعدمل ،ذلك بأن اللؤيمن العايمل لدين ال تعال ل يغر ه برج الكفار ول علوهم ول استطالتهم ول غلبتهم ،وحني يتساقط الضعفاء كالفراش ف نار فتنتهم ودنياهم ،ويسيوا ف ركابم ظانني أن اليمر قد انتهى ،وأن اليمة زالت ول يعد
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][56
فيها قو ة الابة والعتاض يقو م الواثق بربه والعال بسنته ف التداول إل الصدا م والدافعة لعلدمه أن علوهم إل زوال ، وأن لكل شيء إذا يما تّ نقصان ،سنة تري ف اليمم والشخاص والدماعات ،فإن اجتدم ع يم ع هذ ه السنة قوله تعال) :و إن من قرية إل نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معّذ بـوها عذاباً شديداً كان ذلك في الكتبا
مسطوبرا ( ازدادت بصيته أن يمكر ال تعال يعدمل عدمله.
وما يرعا ه اللؤيمن يم ع هذ ه السنة أن ل يأيمن العثار يمهدما بلغ علدمه وحكدمته وقوته إذ العثار يمتحقق ول شك فل رهان على شخص ل يكبو وعلم ل يط ئ وحكدمة ل تطيش لن كل ذلك كائن ول شك. وإن يمن حال اللؤيمن يم ع هذ ه السنة أن ل يسد الكافرين على غناهم وعلوهم ،فإن هذا فعل الهلة الغبياء كدما كان حال البعض يم ع قارون ) ،فخرج على قومه في زينته ،قال اّلذين يريدون الحياة الّد نـيا ،يا ليت لنا
ظ عظيم ( والعج ب أن هلؤلء ل يطلبوا يمعصيته ولكن طلبوا أن يكون لم )مثل ما مثل ما أوتي قابرون إّنه لذو ح ّ ظ عظيم ( فرد عليهم أهل البصي ة) :و قال الذين أوتوا العلم أوتي ( لكن قاعد ة أيمنية الباطل إذ قالوا) :إّنه لذوا ح ّ
صاـبرون ( ووق ع الكر )فخسفنا به وبدابره ويلكم نثواب ال خير لمن إمن وعمل صالحاً ول يلّقاـها إلّ ال ّ البرض ( ،وها هو عدمر بن الطاب يبكي حني تأتيه كنوز الرض لا يعلم يما وراء ذلك يمن الوادث.
إنا البصي ة لا عليه يد ال تعال ف الفاء يمن السنة والتدبي ،بصي ة تضحك سعيد بن جبي ف يموطن الل حني يقول للحجاج ه -لعنه اله :-إن لعج ب يمن جرأتك على ال وصب ال عليك .وبصي ة تبكي ف يموطن الفرح كدما أبكت عدمر الفارو ق رضي ال عنه حني هطول الغنائم .إنا بصي ة النفاذ إل العواق ب ،تلك البصي ة الت تقق الرسوخ على البادئ والو ف يمن العواق ب )فإّنه ل يأمن مكر ال إلّ القوم الخاسرون (.
وهذا الديث الذي بني يدينا أن ناقة النب صلى ال عليه وسلم ل تكن تسبق ،فجاء أعراب على بعي له فسبقها فشق ذلك على الصحابة أن تُْس بممق ناقة النب صلى ال عليه وسلم فحني ذلك قال النب صلى ال عليه وسلم هذ ه السَنة الربانية النافذ ة ف اللق قدراً ل إنفكاك لم عنه ،وهذا دليل على أن هذ ه السنة ليست ف البشر أفراداً وتدمعات فقط بل هي ف اللق عدمويماً ،فدما يمن قو ة إل وستخض ع لا هو أقو ى يمنها ،ويما يمن جيل إل وسيتضاءل أيما م جال أرف ع يمنه ،ويما يمن ثني إل وسيكون يمقويماً لا هو أغلى يمنه ،وهكذا تضي هذ ه السنة ف اتا ه التحذير بعد م الغرور با أنت عليه فتطدمئن أن ل ناية لا ،ولا اتا ه آخر أن القدمم ل تتناهى فل ثبات ،بل لبّد يمن البحث دائدماً عن قدمة أخر ى حت يصل الرء إل اليقني وإل جنة الرحن ،فليحذر الرء يمن اليأس والقنوط كدما يذر يمن الغرور وكلها تفحم لرض واحد لكن باتاهني متلفني.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][57
الحديث السابع عشر عن عروة بن البابرقي برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ،الجر والمغنم (. لأليمم شعارات ترشح يمن عدمق أعدمالا ،ترمسها عقيد ة نافذ ة وأعدمال دائدمة ،وكدما أنه لألشخاص مسات يمن الُلق ،وألقاب وكن فكذلك لأليمم ،شعارات ترمسها الشاري ع الدائدمة الت تستغر ق اليا ة ،وهذ ه اليمة لا يمشروع حيا ة يتد يمعها عدملً إذا ايمتدت با النفاس بقاًء ،هذا الشرو ه هو "الهاد" ،يمشروع يقق لا الدوا م والقوايمة ويقق لا الخر ة والشهاد ة على اللق فيها. لقد جعل ال ف بعض يما خلق يميزات لا الصوصية ،كدما جعل ف الذه ب والفضة خصوصية النقد والعيارية ،فدمهدما غلت قيدمة بعض العادن وزاد ثنها يبقى هذان النقدان لدما العيارية دون غيها ،وهذا الديث يبني خصوصية هذا الخلو ق البي ب إل نفوس هذ ه اليمة ،إنه اليل ،لنه عنوان الهاد والغزو ،وصار هذا الخلو ق كذلك عنواناً لقيم إنسانية استحقت لق ب "الفروسية " ،هذ ه القيم تعب عن قيم الفطر ة السليدمة يمن كر م وشجاعة وعلدماؤنا إن تدثوا كثياً عن اثر اللبسة والطعدمة على نفوس أهلها فإن اليمر يتاج كذلك إل حديث عن أثر عشر ة النسان لذا الخلو ق البي ب ،يم ع علدمي أن بعضهم سيقابل هذا الكل م ببسدمة إستهزاء واستهجان لكنها على كل حال خي يمن عشر ة ابنائنا للكلب والفئران وأيمثالا ما يبدأ يغزو أيمتنا تأثراً يمن سنن أتباع الشيطان. هذا الديث الليل يبني يمشروع اليمة الدائم ،ذلك الشروع الذي يدم ع لا خيي الدنيا والخر ة ،أيما خي س فـهاء أموالكم اّلتي جعل ال لكم الدنيا ففي الغنم ،ذلك لن الال قوا م اليا ة كدما قال تعال) :و ل تؤتوا ال ّ
قياماً ( فسدمى الال قوايماً للنسان ،وأيما خي الخر ة ففي الجر الذي تتحصله اليمة ف هذا العدمل ،ولعله يمن اليمور البارز ة هنا أن النب صلى ال عليه وسلم ل يعلم قط أنه دعا إل تلك شيء يمن أشياء الدنيا ،فلم يرغ ب باقتناء الذه ب ول الفضة ول الدور ول ال ِ ض يمماع ولكنه هنا حض على اقتناء هذا الي يمن دنيا الناس وجاء ف
الديث الض على حبس هذا اللك والعتناء فيه فقال صلى ال عليه وسلم) :من احتبس فرساً في سبيل ال
إيماناً بال وتصديقاً بوعده فإّن َش بـََعهُ وَبريّهُ وبرونثه وبوله في ميزانه يوم القيامة ( ولذلك لثر هذا الخلو ق على حيا ة صاحبه وحيا ة اليمة الت ترعا ه وتعتن به ،ولست يمتبعداً إل يما يدمل الديث يمن يمعان تتعد ى إل يما عرفه الناس يمن صناعات تقو م يمن يمقا م اليل ،أن يمن دللت الديث على أن الهاد يماض فيج ب إعداد عتاد ه ولوازيمه قبل أن أنبه إل "اليل"هي عينها فيها فوائد عظيدمة لأليمة الت تعتن با وترعاها ،ولقد رأ ى الناس من خبوا الدول الت تقديمت ف الصناعات وخاصة العسكرية أن عنايتهم باليل يما زالت قائدمة ،ول يزيلوها كدما تفعل اليمم
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][58
الاهلة ،هذا يم ع علدمي أن يمثل هذ ه اليمور ل تقو م إل بعناية اليمة بجدموعها بذا اليمر ،فإن ل يكن كذلك ل يقو على هذا الديث إل أصحاب اليسار لا تتاجه اليول يمن رعاية يمكلفة ل يطيقها أكثر الناس.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][59
الحديث الثامن عشر عن أسماء برضي ال عنها قالت :قال لي برسول ال صلى ال عليه وسلم) :أنفقي ول تحصي فيحصي ال عليك ،ول توعي فيوعي ال عليك (. حركة الغي ب يم ع عال الشهاد ة ظّل له ،تسي حيث سار وتقف حيث تقف ،وعال الشهاد ة يمستور بستار السنن الكونية ،يقف عندها بعض اللق دون بصي ة النظر إل أثر حركاتم على هذا الكون ،ويمن أجل خر ق هذا الستار نظراً وبصي ة أيمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ننظر دائدماً إل )فمن أعدي الول؟! ( فحني قال
لم) :ل عدوى ( سألوا يمستبصرين كدما يرو ه يمن سنن جارية هي خلق ال فيهم فقالوا :فدما بال البل تكون ف الريمل كأنا الظباء فيخلطها البعي الجرب فيجربا ،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم) :فمن أعدي الول؟! ( ،ذلك لن الواقف على السنن دون النظر إل يد ال تعال وسنته ف إجراء القدار وتعلق ذلك با يبه ل تعال يمن أفعال اللق ويما يبغضه إنا هو قارئ للكتاب يمن يمنتصفه أو بادئ بالعد يمن غي الول ،واللؤيمن هو الذي يعلم أن ال هو الول سبحانه وتعال فكل شيء يمنه جّل ف عل ه والذين يفقهون على سنن الوادث الظاهر ة دون النظر إل يد ال وعال الغي ب هلؤلء ل يعلدمون إل )ظاهراً في الحياة الّد نـيا وهم عن الخرة
غافلون ( كدما قال تعال ف سور ة الرو م ،وقد قال سبحانه وتعال بعد هذ ه الية يما ينبه إل يد ال وحكدمته ف س مـوات والبرض وما بينهما إلّ بالحق وأجل مسّم ىـ خلقه فقال) :أولم يتفّك رـوا في أنفسهم ما خلق ال ال ّ
)أي بسنن حكيدمة قائدمة على العدل ،وإل آيماد ونايات لا تعلق بذا العدل( وإّن كثيراً من الّناس بلقاء برّبهم لكافرون )بغفلتهم عن سنة العاقبة والنهاية لكل شيء( ،أولم يسيروا في البرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانو أشّد منهم قّو ةـ وأنثابروا البرض وعمروها )ظانني أن هذا يقق لم اللود وين ع عنهم جريان
السنن اللية إذ ل تعلق للهلك عندهم با ي ب ال ويبغض( وجاءتهم برسلهم بالبّينات )بالتوحيد والشرائ ع( فما كان ال ليظلمهم )إذ أعطاهم يما أرادوا يمن سعيهم يمن قو ة وعدمار ة واكتشا ف( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
س وـأى أن كذبوا بآيات ال )بتك التوحيد والشرائ ع حيث حق عليهم اللك( ،نثم كان عاقبة اّلذين أساؤوا ال ّ
وكانوا بها يستهزؤون ،ال يبدؤ الخلق نثم يعيد نثم إليه ترجعون ( فهي يد ال سبحانه وهو الخر ،وكل شيء له تعلق با يبه ويبغضه وستبقى سنن التقل ب والنهايات قائدمة .وحديث العدو ى ليس إنكاراً لسنة سريان الرض ف اللق بفعل الخالطة فهذا القول وإن قال به بعض السابقني إل أنه لو قال به واحد اليو م لقيل له :هل تقبل أن تتزوج ايمرأ ة يمريضة بالسيدا )يمرض اليدز :نقص الناعة(؟ أو هل تقبل أن تزوج عرضك لواحد يمصاب به ،حينها ستعر ف جواب قلبه وعقله ل يمناكفة لسانه.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][60
والقصد أن يعلم اللق أن الرء يستطي ع أن يعلم حركة الغي ب لا يري على الرض يمن أعدمال وأخل ق ،فإن كان ف الرض هداية فإن حركة الغي ب هي ايمداد هذ ه الداية كدما قال تعال) :و اّلذين اهتدوا زادهم هدى
وآتاهم تقواهم ( وال قال) :من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد نثم جعلنا له جهّنم يصلها مذموماً مدحوبرًا ،ومن أبراد الخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوبرًا ،كلً عند هؤلء وهؤلء من عطاء برّبك ،وما كان عطاء برّبك محظوبراً ( . وف الغي ب حركة يرصدها أهل اليان وهي مط نظرهم ،وأعظدمها يما يق ع ف نفس الرحن يمن فرح وح ب ورضا أو غض ب وسخط وبغض ،وإذا أردت أن تعر ف نفس ال تاهك فانظر إل يما ف نفسك وقلبك عن ال ، هل تبه؟ هل أصبحت تطل ب رضا ه؟ هل أنت راض عنه؟ هل ظنك فيه حسن؟ هل تراعي أيمر ه وتنفي يمعصيته؟ فال ي ب يمن يبه ويرضى عدمن رضي عنه ،وهو عند حسن ظن عبد ه به وهكذا هي هذ ه القضية العظيدمة ، فالعطاء يقابل بثله وكذلك الن ع ،والحصاء يقابل بثله وكذلك البسط ،ويما يمن فعل ف هذ ه الدنيا إل ويقابله حركة ف عال الغي ب تكون آثارها ف الدنيا والخر ة ،وف قوله تعال عن بيعة الصحابة رضي ال عنهم للنب) :يد ال فوق أيديهم ( ،وعن الصدقة أنا تق ع ف يد ال تعال قبل يد الفقي ،وعن نيق الدمار أنه رأ ى شيطاناً وعن
صياح الدَيكة أنا رأت يملكاً ،وهكذا يوج عال الغي ب بركة اللئكة ه -يستغفرون للذين آيمنواه -ويضرون حلقات ب فلن الذكر ،و)نثّبتوا اّلذين آمنوا ( و)فاضربوا فوق العناق واضربوا منهم كّل بنان ( وال ينادي )إّني أح ّ
فأحّبوه ( وتوج الرض بذ ه الركة نواً )فينفخ فيه الملك ( وإياداً لشيء ل يكن وبركة لوجود ضعيف وَْمقاً لغرور يمتكب ،فتهتز الرض زلزل وبراكني عذاباً وابتلًء ،وها هو رسولنا صلى ال عليه وسلم يستأذنه يملك البال أن يطبق على أهل يمكة جبليها )الخشبني( ويقف هذا الغي ب يمنتظراً إشار ة يمن رسول ال صلى ال عليه وسلم ، فلو قال "نعم" لتحركت الرض وزلزلت زلزالا ،وحينها سيقول العدميان "سحاب يمركو م" ويشبهه يمن الوقو ف على السنن الظاهر ة وهي حق ول شك ،دون النظر إل بكاء يمظلو م أو دعو ة يمستجابة أو يمعصية واقعة ،وأيما أهل البصي ة فتتف قلوبم خوفاً يمن غض ب ال ويفزعون للتوبة والصل ة كدما هي سنته يم ع اليات الكونية كالكسو ف والسو ف وشد ة الرياح وغيها. هكذا هي القيقة الكونية ،فحني يتحدث الناس عن اليمطار وسنن نزولا وإصابتها للخلق ،هم يصيبون ف تفسي جريان السنة ولكن يقفون عن بلوغ القيقة ،وهي السلؤال عن الولوية ،وحني يفسرون حركة زلزل الرض وينسون السلؤال :فدمن فعل أول اليمر؟ ،ول يعن السلؤال عن الولية أي أولية السنن بالتكوين الول للخلق فقط بل أولية كل خلق ،فدمن نفخ الروح ف اليوان النوي؟ ويمن أنشأ كل خلية فيها روح اليا ة؟ ،وهكذا فكل ذر ة ف الرض هو خلق جديد لبد له يمن أولية تنشلؤ ه يمن العد م تدل على يد ال تعال ث تري فيه السنن الت خلقها ال تعال.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][61
هذ ه القيقة الكونية الباهر ة العظيدمة لا التطابق التا م يم ع ح ب ال تعال وبغضه ،ح ب ينشلؤ ه طاعة يمن عبيد ه ، وبغض ينشلؤ ه يمعصية يمن أعدائه ،ح ب ينش ئ ال ب والعطاء والحسان ،ويمعه البتلء ليزداد القرب ويصل الطهر والغفران ،ويمعصية تنش ئ العداء والقت واَل ْحمقم ،ويمعها البتلء ليزداد الغرور والعلو والعلو ليتحقق اليل م والكر. إن أردت صلة ال فَ ِ ص ْل م يمن أيمرك بصلته ،وإن أردت حبه فأح ب يمن أيمرك ببه ،إن أعطيت الفقي ستجد أنك أعطيت حسنة ف يد ال تعال )لوجدت ذلك عندي ( ،وإن زرت يمريضاً يتجد أنك وضعت قديمك على عتبة الرب )لوجدت ذلك عندي ( ،وهكذا بصائر اللؤيمنني يعيشون سنن اللق والتكوين ،ويعدملون بقيم الق وشرائعه ،والغي ب عندهم حاضر ويرجعون كل أيمر إليه )قل كّل من عند ال فمال هؤلء القوم ل يكادون يفقهون حديثا (.
)أنفقي ول تحصي ( بل يمادا م أن يد ال تتلقاها فستعا ه )كما يربي أحدكم فلوه ( حت تأت الّبة كجبل أحد ،فدما إحصاء العبد إل تضييقاً عليه ل على يد ال تعال ،وهذا قانون لعدمر الق هو سعاد ة البشرية ف الدنيا
والخر ة لو فعلو ه ،فالي )ل تصيه( بل افتح وكاء ه ودعه يفيض )و يسألونك ماذا ينفقون قل العفو ( والعفو يما
زاد عن حاجتك ،ويما قتل الناس وأفسدهم إل الرص والن ع ،فبه يقتل الناس بعضهم بعضاً ،ويتباغضون ويتقاطعون ،وبالعطاء ويمنه التضحية يتم الندماء والبكة لن الركة هي الت تصن ع اليا ة ،وبالركود يق ع الرض والوت والكساد. نكتة :الكلب تلد ف البطن الواحِد الكثَي ،والرا ف ل تدمل أكثر يمن اثنني ،ولكن أين أعداد الكلب ف الرض يمن الرا ف ،هل تعر ف السب ب؟ الجواب" :الناس ل يضحون بالكلب".
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][62
الحديث التاسع عشر عن ابن عمر برضي ال عنهما قال :قال النبي صلى ال عليه وسلم) :إّنما الّناس كالبل المائة ل تكاد تجد فيها براحلة (. الرغاء كثي والفعل قليل ،وحني يزيم ع الناس على الركوب تكون للرواحل الصبور ة الكلدمة الفصل ،فالبهرج ل يدي ف السفار والشقات بل هو ناف ع لهل الدمول والكسل ومّب القايمات على الذل والعفونة ،وشتان بني يما يوض ع ف القواعد والساسات وبني يما يعلق ف العوال للزينة والنظر ،فللقواعد الدملة يمتون قو ة وصب وجلد ،يم ع أنا للحدمل وللزينة البهرج واللدمعان والصوت العال الدميل ،يم ع أن العيون با يمعلقة ،ولكن العب ة بالناف ع ل بالليم ع. قوا م البداع "بالتخصص" ،هذ ه الكلدمة العاصر ة الدالية على يمقدرات خاصة وخبات ميز ة ف باب يمن أبواب اليا ة العرفية والعدملية ،هذ ه القدرات والبات يصنعها النقطاع لذا الباب العرف والعدملي ،إنقطاع الخلص والتفرغ والبذل والتضحية ليصل إل البداع وتقيق الناف ع اللزيمة لأليمة والدماعة ،وإذا كان القديمون قالوا عن العلم :إن أعطيته بعضك ل يعطك شيئاً ،وإن أعطيته كلك أعطاك بعضه ،وأنت يم ع هذا البعض على خطر عظيم ،فهذ ه قاعد ة حق ف كل العلو م العرفية والعدملية إذ يوت الرء وف قلبه شيء يمن )حت(. الشاركة ف العلو م ،أي الصابة فيها بنصي ب ل يصل لد " التخصص " خي للدمرء لكنه ل ينف ع اليمة إل ض عمه ف تقيق البداع الذي ينتجه التخصص ،إذ تقيق الناف ع الباهر ة لأليمة التقديمة الت لا حق القوايمة بقدار و ْ والشهاد ة ل إبداع يمن دون تصص ،لن البداع هضم للسابق وبناء جديد يتم به السفر الطويل لتحقيق الهدمات اللزيمة. الشاركون كثر ،واليمة ل تتحقق إل بجدموعها دون عزل لحد يمهدما كان صغيا أو ضعيفاً ،لكن النف ع الذي يتحقق به البداع ورحلة الشهاد ة والقوايمة ل يكونان إل للدمدميزين والبزين ،وهلؤلء قلة وُندر ة با يلكون يمن فطر ة ميز ة وإراد ة حية قوية وجلد يمثابر ،وهلؤلء على اليمة أن ترعاهم وتوفر لم سبل اليا ة ويما يتاجون يمن أجل تفرغهم لا هم فيه وإل ضّيعت اليمة نفسها بتضييعهم ،كدما أن عليها أن توفر الناخ اللئم لظهورهم ،إذ القائق ل تظهر إل ف يميادينها ،وجاعات الهاد والعلم والدعو ة والفكر ف رحلتها الطويلة لتحقيق الشهاد ة يمدعو ة لرعاية هلؤلء واكتشافهم ووضعهم ف بيئتهم اللئدمة. ف اليمم والتدمعات ليس يمطلوباً تيز الكل ول أن يكون الكل عالاً وقائداً وذكياً فل يوجد أيمة حققت أهدافها بثل هذا الشرط ،لكن شرط ف القياد ة ورعايتها ،ونن نلحظ أن يمهدمات اليمم تققها الراد ة الدميز ة الت
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][63
لا الفراد ة عن بقية القو م واليمة ،ويمن خلل هذ ه القياد ة ه -الراحلةه -يسي القطي ع وراءها ،وبالتال يكم على اليمة يمن خلل هذ ه القياد ة والرأس ل يمن خلل أفرادها الذين هم ف عرض الناس ،إذ الناس هم الناس ،ل تكاد تد فيها راحلة ،ويمن طل ب غي هذا اليمر إنا هو طال ب النار يمن الاء وهو يمن باب تعليق أيمر على العد م ل غي ، ورسولنا الذي يقول هذا الديث هو الذي حل أيمته التكاليف ،والقائد الفريد هو الذي يقق اليمكان يمن الوجود ل أن يذه ب ف وديان التقري ع ليسقط التكاليف ،فشتان يمن يعلم هذا الديث ويعدمل به ويفهدمه حق فهدمه على وجهه الصحيح وبني يمن يستخد م عجز الكثي أو جهلهم ليف ع التكاليف عن اليمة ويعلق يمشروع اليمة ف السعي إل أهدافها على غي شرط صحيح وذلك بأن يصبح الكل عالاً قادراً فيصبح الكل " رواحل ". ف رحلة الدماعات لتحقيق الشهاد ة بالهاد والعلم والدعو ة سيعان الدميزون كثياً يمن عد م يمستو ى الكثي يمن القواعد فالاسر هو الذي يهرب يمن التكاليف ويبتعد ساباً الهل والتخلف أو العجز وعد م الستجابة ،وأيما الذي تتحقق له يمهدماته فهو الذي يتعايمل بواقعيه وإدار ة حكيدمة يم ع هذ ه القواعد ،والذين يتصورون متدمعاً أو جسدماً كايملً يمن الوعي والبصي ة يمر يويماً على ظهر الرض هم واهون. هكذا الناس كثي والرواحل قليلة لكن لبّد يمن الرحلة والال قد يكون كحال الرجل يم ع الرأ ة حني يقول
رسول ال صلى ال عليه وسلم) :المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج (.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][64
الحديث العشرون عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :إذا أسند المر إلى س اـعة (. غير أهله فانتظر ال ّ دوا م أي أيمر ف تدبي ه وإدارته ،ونسق الوجود وجاله ف نص ب كل شيء ف يمكانه ،والشيء اليسي يندمو على يد أهله العالني به وبرعايته ،وباليد الاهلة تسقط اليمم العظيدمة والدماعات الشاهقة القوية ،فهذا هو يمفتاح النجاح :القيادة. يماذا عسى آل ف السود أن تفعل إن قادها أخر ق أو جبان ،إن قادها أخر ق كان سعيها فساداً عليها وعلى الخرين ،وإن قادها جبان كانت قوتا كأن ل شيء ،لن قيدمة الشيء ل بجرد وجود ه ،إذ وجود الشيء بل إثار ة ض عِممه ف الفساد لن ضرر ه حينئذ هو القق ل نفعه ،واليا ة قائدمة على التنوع والتعدد ول له كعديمه ،ول ف و ْ يصلحها إل الجتدماع والتكايمل ولذا لبّد يمن قياد ة تدير هذا الجتدماع وتوحد قوا ه ،تستدمد هذ ه القياد ة قوتا يمن أفرادها واجتدماعهم كدما أن هذ ه القو ى تتلء م وتلؤدي دورها تت هذ ه القياد ة وإدارتا ،ويمن غي هذ ه القياد ة تتشتت القو ى أو تتضارب ،وحني تول هذ ه القياد ة ليد أخر ق جاهل با ف يد ه فهذا يدل على جهالة القو ى وفسادها ،إذ تسلط الهلة على رقاب اللق يدل على أيمور يمنها :أن هذ ه الدماعة هي صور ة عن قيادتا كدما أن هذ ه القياد ة صور ة عن الدماعة ه )-و كذلك نّو لـي الّظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون (ه -كدما ف سور ة النعا م ، وهذ ه الية يدل يما قبلها عليها حني قال سبحانه) :و يوم يحشرهم جميعًا ،يا معشر الجّن قد استكثرتم من النس ،وقال أولياؤهم من النس برّبنا استمتع بعضنا ببعض ( فإن ال تعال عاب على الن استخدايمهم لدمي النسان يمطايا وجنوداً ،فصار الن كثر ة باستخدايمهم هلؤلء الدمي ،ولكن الصيبة كانت ف هلؤلء الدمي حني رضوا هذا الذل والستبعاد وجعلوا ف ذلك يمتعتهم ورغباتم وهكذا هي حقيقة اليا ة بني الستكب والذليل ،فإنه ل يقبل أحد الذل إل يمن هو يمستدمت ع به يملئم لنفسه الانعة الاهلة ،فالدماعة الاهلة الانعة هي الت تقبل هذا النوع يمن القياد ة ،ويمن اليمور الت تدل على تسلط القياد ة الاهلة على الدماعة هو عجز هذ ه الدماعة وجبنها ، فإن الساعي الاهل يصل لقصود ه الذي يريد ه ،أيما العاجز العاقل فهو يمنكوس على رأسه ل ينفعه عقله ول علدمه ،ونعوذ بال يمن عجز العاقل كدما نعوذ بال يمن جلد النافق ،وحني ُيسند اليمر إل غي أهله فحينئذ تكون النهاية ،فل علم وعقل ول قدر ة ينف ع هذ ه اليمة أو الدماعة ،إذ العب ة بالدار ة ل غي ،والذين يطلبون يمن هذ ه اليمة أن تنهض وقد تسلط عليها الفاسدون العدملء والهلة فهلؤلء يريدون اليا ة يمن ريميم العظا م ،ويطلبون الدمر يمن الريماد ،واليمم والدماعات ل تتحول إل قو ى فاعلة وحاضر ة ف عني التاريخ إل يمن خلل القياد ة العالة العايملة القوية ،وإنه يمن عجائ ب اليمر أن يرت ب النسان حياته الالية والسرية )فيدما يظن( ويتك أعظم يما يتاجه يمن إحسان وتدبي ويتكة فاسداً ،وإن أعظم يما يتاجه هو قياد ة متدمعة الت يتعلق با الحكا م العايمة ،فالحكا م
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][65
العايمة هي الت تضبط كل اليمور وتدد قيم التدم ع والدماعات ،فهل يستطي ع الرء أن يأكل اللل خاصاً ف متدم ع قيدمه العايمة تسي وفق الاهلية؟! أ م هل يستطي ع أن يضبط قيم أسرته وتربيتها ف متدم ع مكو م بقيم الاهلية؟! هذا يما ينبغي على اليمة أن تفهدمه ،وف هذا الديث مسى النب صلى ال عليه وسلم اليمر واليمانة فقال) :إذا ضّيعت المانة ( ولا سئل عن اليمانة قال صلى ال عليه وسلم) :إذا أسند المر إلى غير أهله ( فدل على أن هذا اليمر هو اليمانة ،فهو أيمانة ال للعال كدما أنه أيمانة ال لذ ه اليمة ،وحني ندم ع هذا الديث يم ع قوله صلى ال عليه وسلم) :تقوم الساعة وليس على وجه البرض برجل يقول " :ال " ( نعلم أن نو التوحيد ف العال إنا هو بقياد ة أهل التوحيد للعال ،وانتشار الشرك وغلبته ف العال إنا هو بقياد ة الشرك لذا العال ،فإن جعنا هذا يم ع قوله تعال) :و ما خلقت الجّن والنس إل ليعبدون ( ويم ع قوله) :إّنا عرضنا المانة على السماوات والبرض والجبال ( علدمنا أن العبودية ل تعال ل يستقر لا قرار إل بقياد ة العابدين ليمور هذ ه اليا ة ) ،فمال هؤلء القوم ل يكادون يفقهون حديثاً ( . إن يمصاديمة الاهدين لفراعنة العال يمن أجل إزالتهم وتوسيد هذ ه القياد ة لهلها إنا هو يمن أعظم العبادات ذاتاً وسبباً ،ذاتاً لعظيم أيمر ال الهاد ويمافيه يمن إيان واحتساب ،وسبباً لا ف إزالة هلؤلء الفسدين يمن الي على التوحيد وأهله ،بل وعلى العال أج ع يملؤيمنهم وكافرهم. )ف هذا الديث العلقة بني الرض كوناً يم ع السدماوات وبني هذا النسان وعدمله ،فهل يمن يمّدكر؟(. إن الدماعة السلدمة الاهد ة ف سعيها لقايمة الشهاد ة على اللق يمدعو ة لتوسيد اليمر ف داخلها لهله ،ول يوز التفريط ف هذا القانون تت أي دعو ى ،ل الال هو ركن اليمايمة ول العشي ة ول السابقة ول يمراعا ة الواطر ، كل ذلك دعاو ى فارغة أيما م الهلية ،وإن أول يمطل ب إلي للجدماعة إن تركت أن تول اليمر لهله ،فإن الأل يمن بن إسرائيل يمن بعد نب ال يموسى عليه السل م عنديما طلبوا الذن بالهاد واستجاب ال لطلبهم ،طل ب ال يمنهم تولية طالوت ،وقد احتجوا بجج الباطل ،فل يمال له ول تقديمة ف عشيته ،وبالتال ل مبة له سابقة ف القلوب ويم ع ذلك ل يراع الق لم هذ ه الجج بل قال) :إن ال اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ( والعجي ب أن نبينا مدمد صلى ال عليه وسلم ل يقبل يمطل ب صحابته ف تولية غي أسايمة رضي ال عنه تت دعو ى صغر السن أو غي ذلك بل نظر إل أهليته وقال) :إن تطعنوا في إمابرته فقد كنتم تطعنون في إمابرة أبيه )أي زيد( وأيم ال إن كان لخليقاً بالمابرة ( هذا يم ع أن النب صلى ال عليه وسلم كثياً يما راعى نفوس أصحابه رضي ال عنهم ف أيمور كثي ة لكن هذا الباب لطورته ل يمراعا ة للنفوس به. إن شئت الال فخذ ،وإن شئت الثياب فخذ ،وإن شئت اللوس ف صدور الالس فخذ أيما إذا شئت اليمار ة فل لنا :أمانة ول تعطى إل لهلها.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][66
الحديث الحادي والعشرون عن عبد ال بن الزبير برضي ال عنهما قال) :أمر ال نبّيه صلى ال عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلق الّناس (.
ل يََس ُ عم الناس إل الّس عمة ،إذ أرواح اللق ضيقة تذه ب بقليل العانا ة ،والتفريق بني الدماعة الاهد ة والتكاليف الت تَّدم ْلمها لنفسها استعداداً يمنها ل تّدم لم للدمجتدم ع الذي تعيش ف وسطه ،فإن فعلت لبد أن ينقل ب عليها
التدم ع ل مالة ،وال هو رب اللق وله حق العبودية على هذ ه التدمعات قال ف كتابه) :إّنما الحياة الدنيا لعب ولهو ،وإن تؤمنوا وتّتقوا يؤتكم أجوبركم ول يسألكم أموالكم ،إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم ( ولذلك ل يطل ب ال شيئاً يمن عبيد ه إل العفو ،وهو يما زاد عن حاجتهم ،سواًء كان يمن أيموالم أو
أوقاتم أو قواهم ،ول يكن لدماعة يمهدما كانت على الق ف نفسها أن تقق النصر ف متدم ع يمن التدمعات إل إن كسبت قل ب وروح هذا التدم ع ،ول يكن أن يتحقق هذا إل بأن يتيقن هذا التدم ع أن هذ ه الدماعة ل تصاد م حيا ة الناس وكسبهم ودنياهم ،فإنم إن رأوا أن سبيل هذ ه الدماعة هو سبيل الراب والفقر والو ف انفضوا عنها
ول شك ،ولذلك كان يمن حجج قريش ف عد م اتباعهم لرسول ال صلى ال عليه وسلم أن قالوا) :إن نتبع
الهدى معك نتخطف من أبرضنا ( وال أكَذ َبم م مف هذ ه الدعو ى وقال) :أولم نمّك نـ لهم حرماً آمناً يجبى إليه
نثمرات كل شيء برزقاً من لدّنا ( كدما ف سور ة القصص ،ول يصدقهم فيها فدّل على أن الدين هو الذي يقق للناس سعاد ة دنياهم ول يديمرها كدما قال تعال) :أطعمهم من جوع وآمنهم من خو(ف (.
هذ ه القيقة تالف يما يطرحه البعض يمن تقدي دين ال تعال على صور ة توافق أهواء الناس وشهواتم ،إذ دين ال ل يقد م للناس إل يم ع حقيقة اليان بالغي ب وتدمل الوايمر الشرعية على حقيقتها حت لو خالفت يما عليه والناس يمن رغبة ف الشهوات والهواء ،ولكن ل يقد م دين ال للناس وهم يرون أصحابه يتوعدونم بالذبح ويضيقون عليهم سبل اليا ة ،وكأن التدم ع ل يكفيه يما يفعله بم طواغيت الرض يمن استبعاد وإفساد وجعل الال )دولة بين الغنياء منهم ( حت يأتيهم آخرون يريدون أن يقضوا على البقية الباقية عندهم وفيهم ،وهذا اليمر
يستدعي بيان يمسألة يمهدمة وهو أن الهاد ل يكون إل ضد الأل والطواغيت فهم الذين يوجه لم سلح القتل والقتال ،وأيما الستضعفون فلهم السبة ،وهذا العدمل الليل )السبة( ل ينبغي أن تقو م به هذ ه الدماعات أصالة إل با يقق رف ع الظلم الذي تفعله الطواغيت ضد الستضعفني ،وأيما انشغال جاعات الهاد الصل ة بعدمل السبة فإن الاكم العادل سيبغضه نصف شعبه إن عدل فكيف لو ل يكن حاكدما بل كان يمتطوعاً ،يم ع يما ف عدمل السبة يمن أيمور هي أشبه بعدمل القاضي وأحكايمه وهذا قلدما يتحقق يمن غي تكن.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][67
)إّياك وكرائم أموال الّناس ( هذ ه وصية رسول ال صلى ال عليه وسلم ليمرائه ذلك لن الرحلة طويلة ض بم وبغضاء ،بل اليمر ضربة وضربة ،فواحد ة تضحكهم وتفرحهم ،وأخر ى والتضييق إن طال انقل ب إل سخط وَغ َ ما يتحدملون يرون فيها أثر الد والنشاط ليفزعوا لخر ى إن دعوناهم إليها يمر ة ثانية ،وخي العدمال أدويمها وإن قل ،وأيما الذين يشقون على الناس فسيشق ال عليهم ،وكفى بشقة ال عليهم أن يعاديهم أهلهم وأيمتهم. اليا ة الدعوية والهادية ليست قصة هريمية تسي إل ناية يمغلقة ،بل هي بناء يمتوازن ف أبعاد ه لنه ل ينتهي إل عقد ة حامسة ،ولو كان اليمر كذلك لصح أن نريمي ثقلنا وثقل الناس ف هذ ه العقد ة الامسة لنرتاح بعدها ، ت ل أرضاً قط ع ول ظهراً أبقى لكن اليمر ليس كذلك ،بل هي عقد يمتتالية ،وحلقة وراء حلقة ،ولذلك فإن النب ّ كدما ف الثر ،وأصحاب الرواح السريعة يذهبون بسرعة ،يأتون يرددون الكثي ويللؤون الوديان صراخاً ث ينفضون سراعاً كذلك. الرحة على اللق وتكليفهم يما يستطيعون وفتح أبواب الراحة والنمزهة لم تب ب فيك اللق وتب ب فيك الالق فإن الراحون يرحهم الرحن ،واليمر يم ع الدماعة هو أيمر الرحة والسعة نشي يمشي أضعفهم كدما هو شأن الرء يم ع الصل ة ،فإنه يفف يما يستطي ع ف الدماعة وأيما إن فرغ إل خاصة نفسه وصلته فليطل كدما ي ب ،ث ليت الناس ف زيماننا يقويمون فقط بُعشر يما كان عليه الناس قدياً ،إذاً لنجوا.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][68
الحديث الثاني والعشرون عن أسماء برضي ال عنها قالت :قال النبي صلى ال عليه وسلم) :المتشّبع بما لم يعط فهو كلبس نثوبي زوبر (.
أجل الكلدمات يما دلت على القائق ،وروعة البيان ف كونه إبانة عن صد ق الال وإل فهو لغو وباطل ،وإن آل ف الكلدمات ل تشب ع جائعاً ول تست عارياً ول تنصر يمقاتلً ،والفساد ليس ف وجود الشيء لكن قد يكون ف العبار ة العب ة عنه ،حينها يكون الوهم والكذب ،ورحلة العايملني لدين ال تعال هي رحلة إكدمال أي رحلة الصد ق والقائق. الشعارات والعناوين ل تقق النصر ول تدخل النان ،فلو أن الشرك مسى نفسه يموحداً وانتس ب إل إيما م
صدـوبر ( ،وإذا كان أيمر الخر ة هو صلـ ما في ال ّ الوحدين إبراهيم يما كان ليدخل النة إل بالقيقة الت يمعه )و ح ّ
أيمر الرحة الت هي أوس ع وأرح ب يمن العدل فإن الدنيا هي جار السنن الت قوايمها العدل ،وهي ل تاب أحداً )و
ل ( فإن يميزانا هو يميزان القائق ،أي الوجود ،فدمن غي صخر ل تبن البيوت ،ويمن غي لن تجد لسّنة ال تحوي ً رشد ل تدو م الدماعات ،والذين يبحثون عن شعار جيل أو إعل م يمبهرج دون اهتدما م بالقائق سرعان يما ينكشف الغبار ويظهر الستور. )نثوب الزوبر ( وثوب آخر هو أخو ه ،واحد يكذب به على الناس ويوههم باليلة اللفظية ،وآخر يرتد على نفسه لنه "يمتشّب ع" فيتجّش أم يمن غي طعا م إنا هو الواء ول شيء بعد ه ،فهذان الثوبان الصنوعان يمن الكلدمات ، ويمن الكلدمات فقط يماذا عساها أن يققان يمن ست العورات أو دف ع البد والهلكات؟! ويماذا لو صار عتاد التدم ع وقوايمه هو الكلدمات ،يقتاتون با ويتحاربون با وعليها ،وينايمون على أنغايمها ووسائدها ،فهل لذا التدم ع دوا م أو تقد م؟! جاعات الق عدمادها الصد ق الذي به تقق صد ق انتدمائها لدين ال ،وبه تقق احتايمها لنفسها واحتا م الخرين لا ،حينها يصبح لكلدماتا قو ة القائق ،فالصد ق ل يمساويمة فيه ،فل يوز الكذب بال على اليمة ول على الخوان وهذا ركن اليا ة والشهاد ة على اللق. )نثوب الزوبر ( يصن ع الوهم الادع ف الرء فيجلس على جذع شجر ة حطدمة ويظن نفسه أنه يتطي جواداً سابقاً ،فيطلق صرخات القاتل والتهديد ،ويض ع الطط والقررات دون وجود عدمد القديمات لا ،وهو ل يقو ى على نفخة هواء يمن خصم يتعايمل يم ع سنن اليا ة وحقائقها ،ولذلك يمن واجبات أي جاعة وحركة أن تعي واقعها ، وأن تعر ف حلقتها التاريية ،إذ الوعي على يموطن رجلك ف دور ة التاريخ شرط تقيق النصر اللئم للدمرحلة ،
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][69
فالتاريخ حلقات ،حلقة يمن حلقات الصعود أو الثبات أو البوط ،ففي الصعود تافظ على الندفاع ،وف الثبات تافظ على التوازن ،وف البوط تن ع النيار ،فدمن الهل الفاضح أن يتكلم أحد عن الفتوح ه -الهاد الجويميه - وهو ف حلقة إيقا ف البوط والنيار ،وتقيق الطلوب يمن أي يمرحلة هو النصر ،فخالد بن الوليد رضي ال عنه ف يملؤتة حني اناز بأصحابه مافظاً عليهم يمن الفناء إنا حقق النصر اللئم لواقعه ،ول يققه إل لوعيه على حلقته التاريية حينئذ ،وهذ ه هي لغة القائق ل "لغة الزور" ،وهي الت تنف ع حت لو كانت يملؤلة وصعبة على النفوس وآيمالا. يم ع رحلة الهاد والدعو ة لنحذر يمن الشعارات الكبي ة فهي "أعل م زور" ل تثبت أيما م الرياح والعواصف وتصبح أحالً ثقيلة على كاهل الدماعة واليمة ،تعان يمنها أكثر يمن يمعاناتا لعدائها ،لن يمطالبها كبي ة لقوا م يقابلها ويعادلا. ويم ع هذ ه الرحلة لنحذر يمن النتفاخ الكاذب ،إذ حاله حال "الدمل الكاذب" وهو عني "التشب ع" ،وهو انتفاخ وريمي عدماد ه الرض والرهق ل الصحة والقو ة. يم ع هذ ه الرحلة حجر صغي خي يمن صراخ عال ،وخيط عنكبوت خي يمن "ثوب زور". ليأت الناس إلينا وقد عرفوا يما لم ويما عليهم ،وقد وعوا يما سيلقونه ويما سيقديمونه ،فل مبآت يمكتويمة ،ول يمفاجآت ف طريق العدمل والشهاد ة على اللق ،لنه طريق يمعّبد يمرسو م قوايمه الصد ق واليمانة. ف الديث )حديث الباب( روعة البيان سايمقة بدمال يمثدمر ،وجذر قوي عدميق ،فأي جال عظيم هذ ه ف
قوله) :متشبع ( و)لبس نثوبي زوبر ( ،إذ الناس ل يعرفون سرك الكايمن ف بطنك ،فادعاء الرء الشب ع ل دليل للخصم يكذبه ،ولكن هيهات إنا هو "لبس" وهذا أيمر ه للعيان ل يفى ،فدمهدما ادعيت باطناً فإنا هو للعني يمكشو ف ،إذ ل تقل "عندي" لن اليدان سيكذبه ،شئت أ م أبيت. ث تأيمل )نثوبي ( ل واحد ،وقد تقد م سر ه .وال أعلم.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][70
الحديث الثالث والعشرون عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :سّد دـوا وقابربوا
واغدوا وبروحوا ،وشيئاً من الّد لةجْـجة ،والقصد القصد تبلغوا (.
ف الدوا م يم ع القلة النجاح مقق ،والدمل الكبي ل تعجز عنه قرية الندمل ،والّد بن سلسل عظيدمة يمن حجار ة صغي ة لرضه ،يدمعها بد يويمياً يمن بعد صل ة الفجر وف نفس طويل وأيما الفيد فعجز أن يبن بيت دجاج لنه ينتظر أن يدم ع يمليون دينار ليبن قصراً عالياً ف لظة واحد ة. صنيم ،وبسرج ليلية تعبة وأقل م ل يكاد على أرجل يملفوفة بقدماش مر ق يمرق ع ،ودواب هزيلة ،وصلوا إل ال ّ يكدمل الكلدمة حت يغدمس ف حب ه ،وعلى ور ق يمر ة يمن جريد النخل وأخر ى على حيوان كانت كنوز العلم تسي ف حائل الطفال والعرائس ،كل ذلك صن ع على قاعد ة) :القصد القصد تبلغوا ( ،وف زيمن "الكدمبيوتر" والطائرات النّف امثة والسيارات السريعة يما زال الناس يرتكسون ف يمقاعدهم لنم يلسون ينتظرون "اللحظة الناسبة" الت يتدمنونا يمن "الفراغ" و"القو ة" ليتحقق لم كل شيء ،فكانت النتيجة :ل شيء.
لعلك ل تلك قدر ة توصلك وعلدماً كافياً ،لكن يكفيك) :سّد دـوا وقابربوا ( إذ الكدمال وهٌم ف العقول ل وجود له ف العيان ،والذين ينتظرون الكدمال إنا يقتاتون الوهم. يقولون غداً ،ففي غد يكون الفراغ الواس ع الذي يكن به أن تبدأ الرحلة ،لن اليو م ضّيق ،وينسون أن غداً ليس فيه لظة زائد ة عدما عليه اليو م ،ولذلك إن كنت يمشغولً ف الصباح فجّد ف الساء ) ،اغدوا وبروحوا ( إذ
يكفيك يما عندك الن يم ع قلته.
ن حت يتعبك جنبك ،واضطج ع ف ليلك يما استطعت وأحببت ،لكّنك ستجد ف ناية الليل لظة قبل الفجر تعطيها لعدمل تبنيه فتجد ه أيمايمك كبيا بعد ذلك. كل شيء يكن الساويمة عليه ،إن ل يعجبك العدمل صباحا فاعدمله يمساءاً ،وإن ل تستط ع اليقني فيكفيك غلبة الظن ،لكن إياك والتفريط ف الدوا م ،بل )القصد القصد ( فهذا إن فرطت فيه ل تبلغ ولن تبلغ يمهدما يملكت يمن القدرات .الدين عدميق ،وكذا الكون ،والرحلة طويلة لنه ل ناية لا إل بالوت فالعلج الوحيد لذ ه العضلة هو أن تدمل الفيف وتداو م السي. هذ ه قاعد ة الناز ،وقاعد ة النجاح ،بل هي اكسي الثبات والوجود ،وحني يتبارز الناس يكون للدؤوب الكلدمة الفصل.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][71
)شيئاً من الدُلجة ( إذ النفس حال إقبالا ،والسم ف لظة نشاطه ،والرزا ق ل توزع ،ول ترحل الطيور بعُد بأرزاقها وحينها يكون القطا ف يمن رأس الثدمر ،وهو أغل ه وأجله وأغنا ه ،ولذلك يكون "الشيء" يم ع قلتها أفضل يمن حل بعي يمن "البقايا" والخلفات ،لن روحها ذابلة وعطاءها ضعيف. ل فر ق بني الغدو والرواح لكن ل بد يمن "شيء يمن الدلة" حينها تكون "بيعتان ف بيعة" وللقط ثن غاِل للحقو ق بالبعي إذ هو القصود.
ف العدمل :سّد دم وقارب. ف الوقت :غدو ورواح وشيء يمن الدلة. ف الدار ة :القصد القصد. حينها يقيناً ستصل بإذن ال تعال.
رحلة العايملني يم ع العلم والهاد ليست يمرحلة تقط ع ث نط الرحال بل هي رحلة وراء رحلة ،ف العدمل ويم ع الب ة إل القب ة ،وف الهاد )حتى ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل ( ،ورحلة العابدين )حتى يأتيك اليقين ( فدما أطولا يمن رحلة لبّد يمن قطعها ،ويما أرحم قائدها وراعيها :إنه محمد بن عبد المطلب صلى ال عليه وسلم. بناء الدماعات غي بناء الفراد ،فالفراد يبنون على قاعد ة )كن في الدنيا كأنك غريب ( فهو يعيش يمقتنصاً اللحظة كالطي ير على الاء فيأخذ حسوات ويسي ،لكن يم ع الدماعات تبن الكتائ ب كدما تبن الكت ب ،تبن ص بتانة الثبات والدوا م ،وإل فهي نسدمة ذاهبة ل تقو ى على يمهدمات اليا ة وتكاليف الدين يم ع اليمم لتدو م ،وتر ّ الخر ى ،فالتقان أساس ذلك ،والتأيمل العدميق ه )-سّد دـوا وقابربوا (ه -فهو بذل الستطاع يم ع العلم ،وليس ريمياً ف الواء ول يمن وراء الغي ب ،بل بقياس الدقة الت هي أقصى قدراتك ،وإل فدما تبنيه مرد ركا م حجار ة ل تكن يمغروراً ، فالعلم يسبق العدمل "سّد دم وقارب ث اغد ورح " ،وأيما الغادي والرائح ف كل اتا ه ل يدري أين يمذهبه ول يمقصد ه فهو راج ع بّف يم حنني ول شك. صدم ،وروح تتطل ع حّد دم وجهتك ،اج ع الدوات ،ث ابدأ السي ة ،وكلدما كّلت رواحلك أِرحها قليلً يم ع عني َتر ُ
إل هناك :حيث )ما ل عين برأت ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر ( ،فهناك تستيح.
نكتة :إن أعظم العلويمات والقدرات الت ينيها النسان ف حياته هي خلل الفت ة الول يمن حياته ،فهو يتعلم اللغة وروحها ،ويتعلم أمساء الشياء الكثي ة ،كدما يتعلم العجائ ب يمن حقائق الشياء ويماهيتها ،ويتعلم الداب والخل ق ،والكثي الكثي ،ولو تفكرنا لوجدنا أن هذ ه الكدمية الائلة يمن العلو م إنا تلقاها بروية وهدوء وعلى قاعد ة )القصد القصد ( ف تتاب ع يويمي وف كل لظة ،وبالصب وعد م التوان ،فهل تعلدمنا يمن هذ ه القيقة ف تصيلنا وحياتنا وجهادنا وسعينا؟!
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][72
الحديث الرابع والعشرون عن عبد ال بن عمر برضي ال عنهما قال :أخذ برسول ال صلى ال عليه وسلم بمنكبي فقال) :كن في الّد نـيا كأّنك غريب أو عابر سبيل (. منة القل ب يم ع النني لا فات وانقط ع يدفعه النني للت ،وحال الدعا ة والعابدين والاهدين يم ع ملكة الدنيا وأشيائها إنا هو )ل يصّليّن أحد منكم العصر إل في بني قريظة ( ،وإن صاح بك صائح "الصل ة" فقل له: ص) ، (2ول تقف على الطلل باكياً ول على يما "الصل ة أيمايمك" وعلى دابتك سر "الَعَنق" فإذا وجدت فجو ة فنُ ّ حصلت يمغتاً ،فدما ف هذ ه الدنيا إل "فاٍن وابن فاٍن "م ،والذكريات يمكانا القلوب فإن نزلت إل الرجل صارت ثقال سفن يمعوقة. يما تعطلت الرادات إل بالو ف على فوات يما ف اليد شغفاً به ،يم ع نسيان أن يما هو آت هو أجل وأفضل ، فالعناء متدمل إن كان ف النهاية غنيدمة وراحة ،وشعثاء السفر غبار زائل تذهبه غسلة يماء واضطجاع جْن ب البي ب النتظر ث يعود مرد ذكر ى. الباكون الريصون على "يمنجزات" دعوتم وجهادهم وأعدمالم وقد اطدمأنوا إليها وتلءيموا يمعها )فطال عليهم المد ( ف ظلها فبدت جنوبم إليها واهون ،فدما هي إل دنيا ذابلة ،يم ع أن الطريق طويل والواجبات أيمايمهم ،لكنه جهل "القايمة" ف ظل شجر بارد يموقوت. الجر ة حال دائم ،واتاذ الضيعة يمرغ ب بالقايمة فكيف يلتقيان؟! فالهاجر يمتخفف ،حايمل لتاعه دويماً ،أيندما مس ع هدفه طار إليها ،أو واحة علم طارت نفسه لا شعاعاً ،فكيف لعال أو ماهد أن يقيم واليعات كثي ة والواحات دونا بيد. "الغتاب" هّم الدميزين ف أزيمانم ،ف رحلتهم يم ع العال ،وبطأ يقتفونه دويماً هو ماولة القتاب يمن هذ ه الزيمان واجتناب دنياهم ،فتزداد الل م ويصل الفتا ق ،وحينها يكون الرض ،ويم ع العابدين تكون "الغربة" علجاً ، فبينهم وبني أزيمانم علقة يعرفون أنا "عابر ة" ل تقيم ،وأنا "غريبة" ل تتأقلم ،يربطها النني إل يما هو آت يمن النان ولقاء الرحن ،وإل فحدثون عن أئدمة الزيمان يمن الرسل وأتباعهم كيف قدروا أن يتدملوا جهالت عصرهم ، وظلم قويمهم ،وضعف هم اللق عدمويمًا؟ اجعل بينك وبني كل شيء ف هذ ه الدنيا يمسافة ف عقلك وقلبك ونفسك ،لنه الروح لا إن فارقته ،وأنت لبّد يمفارقه أو يمفارقك ،فالتعلق ف الدنيا رأس الطايا ،وإن أول يمعصية ف الرض بني أبناء آد م عليه السل م إنا كانت بسببها والتنافس عليها ،إذ يتصور النسان واهاً أنه ل يكن أن يعيش بدون هذا الشيء يمن أشياء الدنيا ،
2
)( وصف دف ع النب صلى ال عليهم وسلم يمن عرفة إل يمزدلفة بقول أسايمة رضي ال عنه :كان يسي الَعَنق ،م فإذا وجد فجو ة نص ،وقال له ف الطريق:م يا رسول ال أتصلي؟ فقال) :الصلة أمامك (.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][73
فيغلبه الاجس الرضي كدمجنون ليلى ،ويسيطر هذا الشيء على روحه حت تشربه كدما أشرب بنو إسرائيل العجل ، يم ع أنه لو تفكر قليلً لعلم أن الكثي يمن الناس يعيشون بدونه ،وهم ف استغناء عنه ،وهذا الذي قاله رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الغن وأنه ليس بكثر ة العرض ،ولكنه غن النفس. "الغتاب" للعابد العال والاهد ليس يمرضاً ول رهقاً يدمله ،بل هو اختيار عقلي وقلب ،فهو ليس يمقهوراً بزيمن ،ول بوطن ،ول بعرض فيها ،بل الزيمن بالنسبة إليه رحلة عدمل ،فل تشغله اللحظة إل بقدار يما ينجز فيها يمن عباد ة فهو يسبح ربه ويسجد له وياهد فيه ويزداد فيه علدماً وبصي ة ،حينها يصبح الزيمن هارباً وهو يلحقه ،ل حلً ثقيلً يرهقه وهو يهرب يمنه ،وأيما "الوطن" حيث حلت فيه أول تعاويذ ه فبالنسبة إليه رحلة ذكر ى لوطن قاد م فينتظر ه ،له فيه أهلون هم ينتظرونه كذلك ،فهو عابر سبيل ينظر ول يدمل ،ويتأيمل ول يثقل ،ويلدمس لكن رجله ف الغرز سائر ة ل تقيم. غريب أو عابر سبيل :غري ب حاضرك يم ع الدنيا ،عابر سبيل يمستقبلك إل الخر ة. غري ب ف يما أنزت يم ع الدنيا ،عابر سبيل إل واجبك الذي هو آت. وهكذا تتواصل الرحلة ،ل ترهق باض ،ول يثقلك حاضر ،ول تنقط ع اليمال .إياك أن تْند م أنك ضيعت وقتاً أو جهاداً ف يمكان يما ،فتقول :عدملت هنا فلم أقطف ،وبنيت هناك ول أُِقم ،فهذ ه الدنيا يمسارح عجيبة ،فقد زرع رسول ال ثلثة عشر عايماً ف يمكة وكانت الثدمار ف الدينة ،وريمى علدماء كثر البذر ف أرض فحدملتها رياح البكة إل أرض أخر ى وزيمن آخر ،فها هو ابن تيدمية ينبت بذر ه الن شجراً يمثدمراً عالياً ،وها هو سيد قط ب تن غراسه
بعد يموته ،وتفكر ف إبراهيم عليه السل م وهو ينادي )و أّذن في الّناس بالحج ( ف أرض قفر ة ،صحراء ل زرع ول يماء ،فأمس ع ال اللق أذانه واستجابت له أيمم ل يعلدمها إل ال بعد ه ،وها هي العيون تشرئ ب إل ذرية إسحق والسباط ،والعني تكاد تيل عن هذا الرضي ع وأيمه ف البيداء ،إمساعيل وأيمه هاجر ،ولكن كان لكلدمة الغي ب فصل آخر ،فالي ل يضي ع ه -أحصا ه ال ونسو هه ، -فل عليك أن ل تصيه وهو ف يد ال تعال الت تندميه رحة وقبوًل.
اهتم بنفسك أن تكون غريبا أو عابر سبيل ،وأيما شأن الرض فهو فعل الرب) :فأما الزبد فيذهب جفاءاً وأما ما ينفع الناس فيمكث في البرض ( ،فهذا رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول) :ما لي وللدنيا ،إَنما أنا كراكب استظل تحت ظل شجرة نثم براح وتركها ( وال يقول) :وبرفعنا لك ذكرك ( ،و)إّن شانئك هو البتر (. فال يقول الق وهو يهدي السبيل.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][74
الحديث الخامس والعشرون عن عائشة برضي ال عنها قالت :قال الرسول صلى ال عليه وسلم "البرواح جنود مجّندة، فما تعابر(ف منها ائتلف ،وما تناكر منها اختلف". ِيم لَمط الوصول بني الركائ ب باتفا ق الِْدم لم ،فإذا اتفق الم مسيت على وحه الوحد ة وإل فهي غبار ريح ،والنود ل تنبت يمن الرض بل تّند بالدمل ،فحدمل يمن يمعدنه وحل يمن صانعيه ويد صاحبه ،وبناء الدماعات يتم ببناء أرواحها ،وهي الدمو م والغايات ،فالعلم رحم بني أهله وكذا التقو ى والهاد ،يتواصلون بينهم بالدية والسل م والدعاء وال ب ،وبناء ف أبدانا ،فاليدان يدم ع أهله حني تنص ب القدا م على طريق الجر ة الت ل تنقط ع إل يو م القيايمة ،وعلى طريق العداد الذي هو دين ال رغم أنف الخنثني. )لو أنفقت ما في البرض جميعاً ما أّلفت بين قلوبهم ولكّن ال أّلف بينهم ( والتأليف هو الدم ع على وجه الدمال وروعة العن ،فحني تتفق الرو ف ف اجتدماعها على يمعن يكون تأليفاً ،وكذا الناس حني يتدمعون على هم واحد ويمقصد يمتفق يكونون على ألفة ومبة ،وبذلك تق ع يمقاصدهم ويبلغون أهدافهم ،ومط ئ يمن ظن أن هذا الديث يتحدث فقط عن أيمر قد قضي وانتهى والناس يعيشون على وض ع لبد لم فيه بل الق أن هذا الديث يم ع حديثه عن ذلك إنا يتحدث عن أثر يما يّند الرء فيه يمن تربية أهله له ويمن تربيته لنفسه ،فهي "مّند ة" والتجنيد كالعلم الذي هو بالتعلم والصب الذي هو بالتصب ،فدما جند الرء نفسه له فهو جندي له ،وبذا يدث صلم الصحابة رضي ال عنهم أهدافهم لوعيهم العدميق لا يدمل القائد اللقاء على وحد ة الطريق والد ف ،وقد ح ّ يمن هد ف ويمقصد ،وبالتال صدمدوا أيما م من الطريق لبهم لقائدهم وحبهم التبادل بينهم ،وهذا عدمر رضي ال عنه يقول" :يما رأيت أن شرح ال صدر أب بكر فعلدمت أنه الق" وذلك ف قتال الصحابة للدمرتدين ،وهذا يمرج ع يتعلق بأيمر القلوب والرواح ل كدما يعلم الجوبون باللفاظ والشعارات الوفاء. الدماعة السلدمة جاعة منة وابتلء ،ويمكر أعدائها با شديد ه )-و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال ( ه ، - وتصفيتها يمن الدرن خلوصاً با إل الطهر هي سنة ال تعال با ،فحالا كأنا على نار وشد ة ،ويمن كان هذا حاله فل يصدمد إل بدمل ثقيل يمن اليان والتقو ى ،وتدري ب شا ق على الهدمات وخاصة يما يتعلق ف داخل الدماعة نفسها ،فالرء حني ير ى وجوهاً يعرفها ويألف با ويأنس يمعها فإن نفسه تثبت وتلؤوب إن أصابا الفزع ، أيما إن نظر فرأ ى وجوها يمنكر ة ل يعرفها ،ومتلفة يمتدابر ة فإن الغربة تشتد عليه والن تتضاعف وحينها يق ع الذور يمن الفرقة الت هي رأس الشقاء والزية ،وقد وق ع ف زيمن النب صلى ال عليه وسلم يمن الن العلدمية والعدملية الشيء الكثي ،لكن حبهم لرسول ال صلى ال عليه وسلم وألفة قلوبم الطاهر ة لقلبه الطاهر ،وأنس أرواحهم الالصة بذكر ى الدار الخر ة يم ع روحه الت هي كذلك بل هي أعلها وأمساها ف ذلك ،كانت هذ ه الن تر عليهم فتزيدهم صلبة وقو ة ،ففي ُأحد تد الصحابة يشتدون باللتصا ق يمن حول رسول ال صلى ال عليه وسلم
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][75
ف حال لو كان يم ع غيهم لوجدتم مرد أشباح ذاهبة ،وف صلح الديبية حيث الفتنة العلدمية ،فرسول ال صلى ال عليه وسلم بشرهم بالفتح ،وفهدموا يمن ذلك أنم سيدخلون يمكة هذا العا م ،فدما أن عقد الصلح على صور ة ل تطر على بالم ،ورأوا فيها تنازلً عن تول اللؤيمن لخيه ،وتنازلً عدما عقدوا العز م عليه يمن الحرا م للعدمر ة ،فثارت نفوسهم ،واشتد اليمر عليهم حت أن النب صلى ال عليه وسلم أيمرهم بالحلل فلم تقو أبدانم ونفوسهم على ذلك ،وصار رسول ال صلى ال عليه وسلم غضباناً خو ف هلكهم يمن هذ ه العصية ،ث لا خرج إليهم وحلق أيمايمهم وأحل يمن إحرايمه ،قايموا يلون ويلقون حت يكاد الرجل يديمي صاحبه يمن الغض ب ،فدمثل هذ ه النة الشديد ة ل يكن ليثبت لا جند إل إن أحبوا صاحبهم وتعلقت أرواحهم به لتفا ق الال وأنس السدمات يم ع السدمات. لبّد يمن بناء خفي لألرواح ،يمن تسبيح واستغفار وقيا م ليل ودعاء بالغي ب ،ولبد يمن بناء عدملي لا بالعلم والعداد وبالجر ة ،حت تأتلف القلوب وتتعار ف وتصبح " جنوداً " ل " غبار طريق " ،وحت يعر ف الناس بعضهم بعضاً تعارفاً كدمعرفة البن بأيمه والخ بأخيه والبن بأبيه ،وبثل هذ ه العلقة ل تزيد الن الند إل اتاداً وقو ة ، فإن ال م ل تدع ابنها حت لو أخطأ أو يمرض أو ضعف ،وكذا الب والخ ،وهذ ه هي " صبغة ال " ،وهي ل تذوب ول تزول يمهدما تقاد م عليها الزيمن ،فها نن نر ى على يمدار التاريخ ح ب الدثني ليمايمهم أب هرير ة حباً خاصة ويمثله ليمنا عائشة رضي ال عنها وأنس بن يمالك ،حيث تتدم ع الصبغة ويتوارث أهل هذ ه " الصبغة " ال ب جيلً بعد جيل كدما يتوارث الناس النساب ،بل أشد ،وكذا نر ى ح ب العلدماء لعدمر وابن يمسعود ويمن سار على دربم حباً خاصاً لتفا ق " الصبغة " الت يتوارثونا ،صبغة تسري ف الرواح ،ويما يمن ماهد يذكر أيمايمه خالد بن الوليد أو أبا عبيد ة عايمر بن الراح وأيمثالدما إل ونرا ه قد انشرحت نفسه وعر ف ذلك يمن قسدمات وجهه وذلك لتفا ق "الصبغة" الت تلءيمت يمعها النفوس واشتكت با. إنا يمهدمة "التجنيد" وهي يمهدمة النبياء وأتباعهم يمن أجل صناعة "صبغة ال" ف أرواح اللق فاللهم اجعلنا يمن أهلها. ف هذا الديث العظيم تنبيه أن اللؤيمن ل يبه إل يمثله وكذا الكافر ،فالذين يطلبون رضا الكافرين عنهم ،وأن يقولوا فيهم كلدمة إنصا ف هم واهون ،إذ هذا لن يكون حت تتعار ف الرواح با تلؤيمن به ،وكم يمن حديث قال فيه الرجل لنبينا صلى ال عليه وسلم كلدمة بغض وكراهية ،فهو أبغض اللق إليه ،فدما أن يلؤيمن الرجل حت يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم أح ب إليه يمن نفسه وأهله والناس أجعني ،لنا الرواح ويما تدمل ،ولذلك الزان ي ب يمثله وكذا الراب والشرك والفاسق ،واللؤيمن ي ب يمثله ،فالذاكر ي ب الذاكرين وكذا الصلي والاهد والعال وذلك لتاد الصبغة وتلؤ م الرواح.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][76
الحديث السادس والعشرين عن أبي هريرة برضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال) :ل ُيلَدغ المؤمُن من جحٍر واحٍد مرتين (. اليد الول للكتشا ف والثانية لاذا يا يمغت؟! أهو أيمن الاهل يمن حّيات الطريق وعقاربا؟! أ م أنه ظن السوء أنه يكن أن تنقل ب الضواري حلً وديعًا؟! فيا لهالت الغتين بالبيق الزائف عن يماضي أجدادهم وتاريهم ويما أصابم!! ث يا أيها الغت تفكر :هذا " جحر " مفي داخله ولذلك أذن لك أن تد يدك الول يمكتشفاً ،فدمالك قد نت آيمناً ف وكر سباع وجاع أفاع لا ضباع تت الشدمس يمكشو ف؟!
ف حي ة تقيق الشهاد ة على اللق تندف ع اليات والعقارب والسعال تلؤزها شياطينها برار ة البث وسم الكراهية للحق لتقتنص الرك ب وأهله ه -ول يزالونه -سعياًَ وراء سعي ،ويمكراً وراء يمكر ه -بل يمكر الليل والنهاره -حت إذا أصابوا غر ة يمن غافل أو ضعيف لدغوا نشراً للسم فيه وف الدماعة ،وحينها يتعطل الرك ب أو يضعف ،هلؤلء هم " جحور "الباطل الت ي ب على الدماعة أن ترديمها ،ث يطني عليها فل يكون لا روح ول بقاء ،وهذا الذي أيمر ال به نبيه صلى ال عليه وسلم بقوله) :و لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض لنغريّنهم بك نثم ل ( وبذا قدمعت الحور ورديمت ف الصدر ل ،ملعونين أين ما نثقفوا أخذوا وقّتلوا تقتي ً ل يجاوبرونك فيها إل قلي ً الول. لكدمة عظيدمة جرت أحداث السدماء بني أبينا آد م عليه السل م وعدو ه إبليس لتق ع العب ة أن العداء هو العداء ش يـطان لكم عدّو فاّتخذوه عدّواً ( وقد ذكر ال أيمر الشيطان وعداء ه فلم يذكر طريقاً للتعايمل يمعه سو ى )إّن ال ّ الستعاذ ة يمنه وتوقي طرقه ويمكر ه ،فهو عدو ل يأت يمنه إل الشر ،فهذا هو طريق الكدمة يم ع "الشياطني" الذين يتقون ف "الحور" ،فإن للظلدمة والرطوبة الت يعيشون ف أجوائها يميز ة علدمتهم الكر الذي يستدعي "الكدمون" القائم على الصب الطويل ف انتظار اللحظة اللئدمة لبث مسويمها واليقاع بضحاياها. يمن أعظم هلؤلء شراً ومسّاً هم أهل "التقية" ،فهي جحر الفاعي الرط ب الظلم البيث ،ربوا على القد وقيح الكايا الباطلة ،وأشربت قلوبم "النواح القود" يبيتون على طو ى الذل والنوع حت إذا سنحت لم فرصة "اللدغ" نشطوا لا ل يردعهم دين ول خلق ،يتحالفون يم ع الكفر الصريح ليشفوا نار غليلهم يمن السلدمني ،هذا دأبم وسيتم يم ع كل حلقات التاريخ ،فيا لتعاسة الذين ل يقرؤون التاريخ ويعتبون به ،بل يرون عليه يمرور الهل قائلني :هذا زيمان يتلف ،وقد تغي الناس ،ولكل زيمن ظروفه ،ويما علدموا أن القيم والعقائد هي هي ل تتغي وإن تزينت بزي جديد وبلباس خادع يمتطور.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][77
ص عليه عن غي ه ،فإن كانت الندوب الت إن اللؤيمن شرطه " العتبار " فدمن ل يعتب با يصيبه لن يعتب با قُ ّ ف جسدمه ل يلتفت إليها فكيف له أن ير ى يما يق ع يم ع الخرين؟! هذا "العتبار " هو الذي يعله يراكم العار ف والتجارب ويضعها نص ب عينه ف يمسيته ورحلته يم ع العبودية لرب العالني ،أيما أولئك الذين يظنون أن شرط اليان " الغفلة " فهلؤلء حقيق بم الزوال وغلبة العداء عليهم ،بل اتاذهم يمطايا لتنفيذ مططات العداء بم ، وإن يمن أخطر الذنوب الت يق ع فيها اللؤيمن هو أن يكون يَد شّر لعداء ال تعال وهو يس ب أنه يسن صنعاً ، وحال هلؤلء كحال البتدع إذ ل توبة له ،لنه يظن أنه على حق وصواب ،بل يوت ف سبيل هذا ،وهو ف القيقة يد م أعداء ال ،وهذ ه " البدعة " الكب ى وهي الت تتعلق بالعدمل لدين ال هي الت ي ب أن نتكلم عنها أكثر يمن غيها يمن البدع " الشخصية " والفردية ،إذ البدع الفردية يمردها على صاحبها ،أيما البدع الت تتعلق بالعدمل السليمي فهذ ه ضللتا تعود على اليمة بجدموعها ،وهذا الذي يق ع ،فإن كثياً يمن العايملني لدين ال تعال إنا يديمون الشيطان وجند ه ،بل هم يمن " دوابم " ويمطاياهم وهم ل يشعرون ،وسب ب ذلك " الغفلة " وعد م العتبار والنظر. العدمل لدين ال تعال ل يتفاعل ول يقد م ثار ه دون نظر للتاريخ وأحداثه ،ول بالغفلة عن الواق ع وظروفه ، وليس هناك يمن حدث يمعاصر يمنبت عن تاريخ له ،بل كل عايمل يدمل يموروثه الذي يهتدي به ويتفاعل يمعه ويستشد به ،ويما وق ع لألجداد ي ب أن يكون حاضراً لألحفاد وكدما قال ابن يمسعود" :السعيد يمن اتعظ بغي ه" ولذلك "فالية ل تلد إل حية" وتربية الذئاب وسط الدملن ل تقبلها وديعة بل كدما قالت العرابية" :ويمن أدراك يا ابن الذئ ب أن أباك ذي ب" وهذ ه طوائف جحور "التقية" البيثة عاشوا يمئات السنني وسط السلدمني فهل انتفعوا بذلك أ م إن الفيد ل يزدد إل حقداً عدما كان عليه جد ه؟! وها هم اليهود الذين عاشوا بني آبائنا وأجدادنا هم شر يهود على السلدمني وأكثرهم عقراً لخواننا ف فلسطني ،فالتاريخ حل على الكواهل رغم أنف أهل "الغفلة" يمن يمدعي السياسة والكياسة ،ويمن عجائ ب الواق ع أنه يما يمن "علدمانه -ل دين" خرج يمن طوائف "جحور التقية" إل ويبقى وفياً لطائفته ،ينقل ب عليها بالنفعة والنصح والنتصار ،إل هلؤلء البثاء "الدواب والطايا" الذين خرجوا يمن أهل السنة إل رد ة العلدمانية واللدينية فإن شرهم على السلدمني أعظم يمن شر اليهود والنصار ى والشركني ، فسبحان ال كم هو ضرر "الدواب" هلؤلء وكم هي غفلتهم وجهالتهم؟! ث ليعلم أن الهاد ل ينف ع يم ع "الغفلة" ول "العدماية" بل يكون الهاد شراً وفساداً ف الرض يمن غي بصي ة وهداية وتذكر ة ،و"الهاد" خاصة ليس باليمر الني الذي يوز فيه يمثل هذ ه الغلط يمن "النو م على القارب والفاعي" ،فإن "الاهد" ف صدر ه حية وف يد ه بندقية وأقل غلط ف ذلك هو الفساد والديماء وإهلك الرث والنسل ه ) -و ال ل يحب الفساد (.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][78
الحديث السابع والعشرون عن زيد بن خالد الجهني برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :من جّه زـ
غازياً في سبيل ال فقد غزا ،ومن خلف غازياً في سبيل ال بخير فقد غزا (.
ليس ف الرك ب إل ماهد ،ل فر ق بني حل السلح أو أعان حايمله أو سّد دم السار ،فإن كانت تلك تدمة فهي تدمة حق ،وإن كانت يمنافسة على الجور والدرجات فالقسدمة سواء ،فالركائ ب ل تدو م ول يطدمئن أهلوها إل بالدد وحاية الظهور واطدمئنان على الهل والال والولد ،فهذ ه طريق ل طرد فيها لحد ،ول تفضيل فيها لحد باعتبار الصنعة إنا التفضيل بإتقان الصنعة ،والخلص لا ،ويمداد التقو ى الساري ف القلوب ،فعجي ب لن يتكلم عن الشجاعة وهو ل يعر ف أفنانا ول هويمها ،فهل الائض قتلً ف أعداء ال يمقتحدماً بفرسه ف غدمراتم أشد شجاعة من بات على ثغر الرائر ليس هناك سوا ه ،يملق بسايمعته لتلتقط أدن حس أو خب ،يا ف أن تلؤتى الذيما م يمن قبله؟! ل وال ،وهذا هو أبو بكر رضي ال عنه أفضل أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يذكر عنه كثي قتال ف بدر يمثلً كدما ذكر يمن شأن حز ة رضي ال عنه ،وكان يموقعه على غرز رسول ال وخيدمته ،كدما كان يموقعه ف الجر ة يدميه ويوطه بنفسه ،وبذلك عر ف له الفضل ،وها نن نر ى اليو م أن يمن قّد مم يماله ف سبيل ال يمعرض للبتلء أشد من هو آيمن يم ع سلحه يمقاتلً ،والواطن لا رجال ،فدمن جهالة البعض اختزال يمواطن الهاد ف يموطن واحد ،بل العدل والعقل هو النظر إل اليا ة ويما فيها يمن سبل وفجاج ،وإكبار الناس الواقفني على ثغور هذ ه السبل والفجاج ،فالاهد القاتل يما كان له أن يقو م لول إيما م السجد ،ويما كان له أن يقو م لول يمن يعّلم طفله سور ة الفاتة والخلص ،ويما كان له أن يقو م لول يمن يدميه ف ظهر ه بالدفاع عنه وعن عرضه بالبيان وسحر القال ،وها هي دول الشيطان تنفق الليني لصر ف الناس عن دينهم ل بالرب فقط ول بالسلح فحس ب ولكن بإغواء الكلدمة والصور ة .فالقائم لم أشد ف نورهم يمن رايمي النبل كدما قال البي ب الصطفى صلى ال عليه وسلم لسان بن ثابت رضي ال عنه ،وكدما ينمزل ال اللئكة لنصر الاهدين القاتلني فهو ينمزلا كذلك لتلك العان كدما قال الباء رضي ال عنه :أن النب صلى ال عليه وسلم قال لسان) :أهجهم وجبريل معك ( ، والرك ب الاهد ف يمسيته يمطلوب أن يعر ف يمقايمات الناس وفضلهم ف أيماكنهم ) ،فالساعي على البرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل ال أو كالذي يصوم النهابر ويقوم الليل ( كدما قال الصطفى يمن حديث صفوان ،وغرور الناس ف صنعتهم يمفسد ة للرك ب وهي أشبه بدعو ى الاهلية وحقيق أن يقال لن تطاول على إخوانه بنس ب الصنعة أن يقال له كدما يقال للدمفتخر بنس ب الباء ،ث قد علم يمن فنون الروب أن البهات القاتلة ل تس ع كل الناس ،بل إن زاد أهلها عن الد صاروا عبئاً على الناس ،فبهذا يعلم أن الكدمة هي وض ع
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][79
الشيء ف يموضعه .أل فليعلم أن يمكشو ف الظهر ل يدو م ،ويمهدمو م البال ل يصدمد ،والائ ع ل يقو م ،ويمن غي وقود يستحيل يما ف النار ريماداً ل يشتعل ،فلبد للرك ب يمن كلدمة حانية تنافح عنها ،وحاٍد يدف ع العيس حت يقال
له) :برفقاً بالقوابرير ( ،وتاجر يلؤيمن جيش العسر ة عثدمان القل ب والنفس ،وصاروخ ف اليش خي يمن ألف فارس ، ب ال أت ب ذلك؟ أخرج ث ل وحكيدمة كأ م سلدمة تقول لبيبها إن دخل عليها يمهدمويماً يمن تلف الناس " :يا ن ّ تكلم أحداً يمنهم كلدمة حت تنحر بُْد نممك ،وتدعو حالقك فيحلقك " فخرج فلم يكلم أحداً يمنهم حت فعل ذلك ، نر بُْد نممه ،ودعا حالقه فحلقه ،فلدما رأوا ذلك قايموا فنحروا ،وجعل بعضهم يلق بعضاً حت كاد بعضهم يقتل بعضاً غدمًا .وهكذا تتوزع الهدمات بس ب القدرات ويما قدر ال فيها للخلق ،كل يعلم أن يما هو فيه خي وأن غي ه ف خي كذلك ،وذلك فضل ال يلؤتيه يمن يشاء.
ث إن فضل العدمال ل تعر ف يمن قبل الطفال ،فهلؤلء صغار تبهرهم البهارج واللوان ،وتفزعهم الصوات العالية ،يظنون أن الاء إنا هو يمن هذا القبض الديدي الذي يديرونه فينمزل يماًء ،ول يرون أنابي ب اليا ه الفيه الت هي ناقلة له ،ول يرون يمناب ع اليا ه وراء البال ،فهذ ه نظر ة الطفال وتلك أحكايمهم الاهلة ،ويمثل هلؤلء إن صارت الحكا م إليهم وأكثروا الصراخ وقادوا السي ة فعلى الرك ب السل م ،إذ ل تصلح السي ة إل بقياد ة هادية رشيد ة ولو تأيملنا يما كان يقوله رسول ال لصحابه وحثه أن يلزيموا أيماكنهم وصنعتهم لرأينا عجباً ،فقد كان يثي الفضائل الكبوتة ،ول يفتخر الناس بشيء علدمو ه وانتشر أيمر ه إل وأشار إل غي ه يمن الفضائل ما تطئه العني ول تنتبه له ،ذلك لنه البصي با هي عليه اليا ة ،وكفى بقوله) :ديابركم تكتب آنثابركم ( و)اعمل من وبراء البحر (.
أيما أنا تدمة حق وأن الرك ب كله ماهد ،فعجي ب لولئك القو م الذين يمللؤوا نفوس الشباب ب ب الهاد والشهاد ة ،وصاغوا أيمرها بأحلى كل م وألقوا فيها الط ب والدروس ث لا كان الهاد ونار ه وفتنته انقلبوا ذايمني شاتني يمتبئني ،ألستم أنتم من بّغض ف نفوس الشباب الكفر وأهله؟! ألستم أنتم من عددت قبائح الكفار وظلدمهم؟! ألستم أنتم الذين قلتم إن أهل السل م هم قدر ال ف عذاب الشركني؟! ث ألستم أنتم يمن عّلم الناس الولء والباء؟! أبعد هذا كله يماذا كنتم تنتظرون يمن هلؤلء الشباب سو ى النغدماس ف غدمرات الوت ونكاية العداء؟! نعم" :يداك أوكتا وفوك نفخ" فإن نكثت ،فتلك سنة ال ف البعض :يقل الصالون حت ل يبقى إل كدما يبقى ف الناء بعد الشرب ،وإن صبت فتلك سنة ال ف آخرين) :الذين قال لهم الّناس إن الّناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا ال ونعم الوكيل ،فانقلبوا بنعمة من ال وفضل وال ذو الفضل العظيم ( ،فاخت أي السبيلني يا يمسكني.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][80
الحديث الثامن والعشرون صرـعة ش دـيد بال ّ عن أبي هريرة برضي ال عنه أّن برسول ال صلى ال عليه وسلم قال) :ليس ال ّ ش دـيد الذي يملك نفسه عند الغضب (. إّنما ال ّ
كل فعل ل يق ع بإراد ة يقظة مكو م بفساد ه ،إذ ضبط القو ة ف يمواطن الطيش حكدمة العقلء ،فالصلح ل يق ع لدماعات الق إل باجتدماع القو ة والكدمة ،فإذا انفرد أحدها عن الخر ل يق ع ،فقو ة ف يد سفيه يمهلكة ويمفسد ة ،وحكدمة ف رأس ضعيف كرأس بل بدن ،وف رحلة الشهاد ة على اللق ل يوجد إل العلم ،ول خصويمة إل ف ال كدما دعاء الصطفى صلى ال عليه وسلم ف قيا م) :اللهم بك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وفيك خاصمت وإليك حاكمت ( وهذ ه الكلدمات هي جاع فعل اللؤيمن ل يشذ عنها عدمل ول حركة ول قول ول سكنة ،والنفعالت النفسية الطارئة السريعة ل يسلم يمن باطلها إل القليل يمن الق ،لنا فالتة عن زيما م الكدمة والتدبر والدراسة ،فإذا اجتدم ع يمعها نسيان الر للتاريخ وغفلة عن الاضر وتهل بالعواق ب ازداد شرها ،فإن كانت يم ع القدر ة فحينئذ هو الفساد بعينه ،ويمن هنا فرّدامتالفعال ليست بشيء إن اتسدمت بسدمة السرعة والفجأ ة ،بل لبد يمن التأن لصول الوعي والقراء ة الصحيحة. )ليس الشديد بالصرعة ( ،فهذا إنسان قدر على الفعل لكن هل أيمن الردع والعاقبة ،فليس العب ة بأن تقدر على الفعل ،لكن يمن العب ة أن يكون عندك القدر ة على تلقي نتائج الفعل وهو الذي يسدمى بالردع ،فهذا هو العقل والكدمة ،ففي حالة الغض ب يكون الندفاع الذي يلؤيمن حصول الضرر للخصم ،اندفاع يم ع البغتة ،لكن بعد ذلك وبعد أن تلؤوب الُقَوم ى إل يميزانا الصحيح دون يمرجح آخر فكيف سيكون الال ،أو حني يدم ع الصم جرا__و عتاد ه ،ويلؤيمن لنفسه أسباب هلكتك فدماذا سيبقى لك حينئذ سو ى الزية؟ الغض ب تركز النفس حول نقطة عابر ة ،وحدث سري ع ،فتشتعل يم ع ذهول عن يماض ي ب أن يعتب ،وقد تقد م أن العتبار شرط اليان وهو بث كذلك ،فإن الرأ ة تكفر عشيها ،إذ يسن لا الدهر كله ،ث إن أردت شيئاً يمن زوجها قالت :يما رأيت يمنك خياً قط ،وهذا يمن قلة اليان والعقل ،وكذلك الغض ب. ث ليعلم أنه ليس كل اندفاع نو الصم صواب وحق ،فهذا رسولنا صلى ال عليه وسلم يقول لسلدمة بن
الكوع رضي ال عنه )ملكت فاسجح ( إذ ف ذلك عب ة أن حركة الجو م هي حركة واعية حت ف النصر وهزية الصم ،إذ العقل والكدمة ل يتيهان ف ظر ف يمن الظرو ف ،ول يغيبان ،ل بفعل غض ب ول هزية ولنصر ،إذ لكلك واحد يمن هذ ه الالت سكرته وجهالته.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][81
)الشديد الذي يملك نفسه ( فيحكم قيادتا ،يدفعها حني يكون الندفاع حكيدماً ،ويلجدمها حني يكون النكفاء حكيدماً ،فهي بيد ه ،يقيدها بقيد الكدمة والعقل ،فل تنفلت يمنه كانفلت الكل ب العقور وأوابر الدواب. ف رحلة الهاد وأنت تلك بعض "الشد ة" ُتستَف ّزم لفعل ل قوا م له سو ى الغض ب ،ول يقق سو ى النفعة للخصم كدما يستز الثور الحق ف لعبة الوت ،فيحرك الصم له بعض القدماش وقد وض ع أسيا ف الوت ف جنبه ، ففي هياجه الغب وحركته هلكُته ويموته ،والداعي والاهد بصي با عليه يمن قو ة ،وبصي با عليه الصم يمن قو ة ، ولذلك هو يكم قياد ة أفعاله ل لتتفجر كالقنبلة ل تقق وراءها سو ى الراب ،بل هو يبن وحني يهد م يكون ف سبيل البناء ،وكل فعل ل يقد م السل م إل اليما م فتكه واج ب ،وإن أخا ف أشد الو ف يمن تلك العقلية الت تعجز عن البناء فتهرب إل الوت ،وهذ ه عقلية صبيانية يكدمها الغض ب الاهلي وسعار النتقا م تت دعو ى مبة النة والرغبة ف الدار الخر ة ،وهذ ه إن كانت متدملة يمن الصغار فإنا جرية كب ى يمن القاد ة والئدمة ورعا ة السي ة لن هلؤلء ل تكدمهم اللحظة الزيمانية الراهنة بل يكدمهم يمنطق التاريخ بعدمقه الطويل ،والستقبل الذي قوا م التعايمل يمعه يمقولة علي رضي ال عنه" :واعدمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا". السي نو الوت خيار جائز ف حالتني فقط :أولها :حني ل يكون سو ى الوت خياراً ،فإيما أن توت ذليلً وإيما أن توت شهيداً فحينها تتحقق القولة الخدودية الالد ة" :يا أيما ه اصبي فإنك على الق" وحينها يقتحم الخدود ،وهذ ه ل فر ق فيها بني القاد ة والقاعد ة بل هي خيار للجدمي ع والختلف عنها ناقص ،والثانية :للقواعد الاهد ة من رصدوا للنكاية يمن يمنظور شرعي ويمصلحة راجحة ،ث إن هذا الفعل ليس إل استثناء ل قاعد ة. الغض ب يولد حركات انتقا م ،وهي حركات ل قيدمة لا ف حركة الشهاد ة على اللق إل يما كان ل تعال ، وهي حركات يمكشوفة للناس أن أبعادها شخصية ودوافعها الو ى وبالتال تفقد الدعو ة نورها الساري فيها أن القو م إنا ينتصرون لدين ال الذي يدملون هويمه وقضايا ه ،وحركات الغض ب حركات فيها الطيش والنفلت عن قيود الشرع والدين وغلبة الصغار الذين هم أشد صراخاً وفيهم قلة عقل يمن غيهم ،وهذ ه بجرد وقوعها فإنا كالشرر الذي ل يعر ف العقلء يمواطنه ول آثار ه ونتائجه ،وكل ذلك شر وبيل ف رحلة الشهاد ة على اللق. الغض ب يعن غياب الدار ة العالة ويعن غياب الوعي عن النتائج ،ويعن غلبة الو ى ،ول ُي دممح إل إن كان ل تعال فهو حينئذ مكو م بقيم الشرع والعقل ،ولكن كثياً يما يتقن ع الغض ب الشهوان بقناع الشريعة وتلك بدعة عظيدمة يمن بدع اليمم والدماعات.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][82
الحديث التاسع والعشرون عن عبد ال بن ُمغفل برضي ال عنه قال :نهى برسول ال صلى ال عليه وسلم عن الَخ ةجْذـ(فـ
س نـ (. وقال) :إنه ل يقتل ال ّ صيـد ول ينكأ العدّو ،ـ وإنه يفقأ العين ويكسر ال ّ
يمن استدمرأ الوان ذهبت إل غي ه العوال ،وجاء رجل إل اليما م أحد فقال :جئتك "بوية" ،فقال له :إبث لا عن رجيل ،فحني يق ع الصراع على أساس القيم والدين فليس إل النهايات يمطل ب صحيح ،وإل فاللكة ،والذين يشرعون ف الصدا م ول يتوقعون السحق هم جهلة بسنن اليا ة ويمسي ة التاريخ ،فالذين يفقلؤون العني ويكسرون السن ويمُْبقون على قو ة خصدمهم بعني يتكونا وأسنان قاطعة أخر ى سيتد عليهم جهلهم وتنقل ب غفلتهم ديماراً سينديمون عليه. حني تريمي حجراً على خصدمك لتقيس قوته وتقول :أريد أن أؤله لر ى رد ة فعله ،وأنت تتعايمل بنطق الهاد والقتال فأنت بق سفيه حقيق بك الديمار واللكة ،فدمثل هذ ه اليمور ل تتدمل هذ ه اللعبة السخيفة ول هذ ه الحتدمالت العقلية الت هي أحق بالكلدمات والرو ف ل بالرواح والديماء ويموازين القو ى. حني تقرأ تارب بعض العايملني لدين ال تعال تر ى جهالتهم العجيبة ف سنن الواجهة والصراع ،فهم يريمون "حجار ة" يلؤلون با الصم يمن خلل استعراض صور وكلدمات وأعداد ل عد ة لا ،فدما هي إل أن يصاب الصم بم"السعار" وتلك طبيعته ،فيبطش بطشته اللؤلة الت ل تبقي ول تذر ،ول يدري هذا السكني "الستعرض" بريمي الجار ة أن هذ ه طبيعة اليا ة وقانون الوجود. إياك أن تلؤل خصدمك استعراضاً بل نكاية ،فاليا ة ل تتدمل هذا اللع ب ،فإيما الفعل السنن اللئم وإل فالتك هو الواج ب ،فالذين يريمون الندمر ويرحونه دون الجهاز عليه سيبكون على هذ ه الثار ة الغبية ف العاقبة. )الَخ ةجْذـ(فـ ( لعبة الصغار ،صغار العقول ،فيها يمتعة الستعراض والتدمثيل ف باب يمن أبواب اليا ة ل ينف ع فيه
إل الد ،ول قيدمة فيه إل للقتل والنكاية ،والسلحة إن شرعت يمن أغدمادها يعن أنك مسحت لصدمك أن يأخذك بأشد يما يلك ،فل تقولن حينها ل أتوق ع ذلك ،أو أن رد ة فعله فو ق اللز م ،فهذ ه تدمينات الهال الصغار الذي ل يمكان لم ف الروب إنا هم لعبون بل لعبون صغار جهلة ،ويمن عجائ ب البعض أنم يلقون الكلدمات الكبار استعراضاً وتديداً وليسوا يمن أهلها وإنا جّل فعلهم أن يثيوا الصو م إثار ة التديمي واللكة. )الَخ ةجْذـ(فـ ( يمنهج عقلي فاسد ،يتعايمل يم ع الحتدمالت القريبة كفقء العني وكسر السن ،يم ع أن الطلوب هو
النكاية وقتل الصيد ،ويمنهج يتعايمل يم ع الد الذي ل جد بعد ه بلع ب صبيان جاهل ،وهو "تشي ئ" أي ج ع بني أشياء يمتعارضة ،فـ)الَخ ةجْذـ(فـ ( قد تريد يمنه اللع ب والستعراض والتعة ،لكن بأدوات يملؤذية ل تتناس ب يم ع روح
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][83
اللع ب والتعة والستعراض ،فتفقأ عني أخيك وتكسر سنه ،وقد تريد يمنه )الَخ ةجْذـ(فـ ( القتال لكن بأدوات ل تصل
إل يمستو ى جد القتال لنه ل يقتل الصيد ول يكسر السن ،فإيما أن تريد اللع ب فتلع ب بأدوات اللع ب ،وإيما أن تريد الهاد والقتال ،وللقتال أدواته وآلته ،أيما هذا "التشيء" فهو ل يتناس ب يم ع سنن اليا ة وضروراتا ،ولكن كثياً يما ير ى هذا "التشي ئ ه -الذ ف" ف حركة الدماعات واليمم ،فيلؤذون أنفسهم وإخوانم ،فبال عليكم يماذا تقولون فيدمن يستعرض الصدور العارية صراخاً وتديداً أيما م اليوش الدججة بالسلح والقد؟ فهل هلؤلء إل لعبون لعبة الديماء والرواح ف غي طريقها؟ وهل أرواح السلدمني تون لذ ه الدرجة؟ وهل الديماء رخيصة لتكون سبيلً لثار ة شفقة العلم الذي ل يعر ف إل لغة القو ة والو ف؟! يا أهل السل م إياكم و)الَخ ةجْذـ(فـ ( ،وأعرضوا قدر الستطاعة عن الستعراض الرخيص والناورات الاوية ف
أبواب اليا ة وخاصة باب الهاد والقتال والدعو ة إل ال تعال فإن اليمر جد كله ل لغو فيه وباطل.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][84
الحديث الثلنثون عن أنس برضي ال عنه قال :كّنا عند عمر فقال" :نهينا عن الّتكّلف". الوعود اللية جليلة عظيدمة ،وهي تكاليف شرعية على اليمة ،ي ب أن تسعى إليها لتبلغها ،ولكن هيهات أن تكون تكاليف النهايات هي حل البدايات ،فظال لنفسه يمن ل يعر ف قدر ه ووسعه ،إذ ف ذلك هلكته ،فدمن حكدمة العقلء وهي سنن النبياء يمعرفة ظرو ف اللقة التاريية الت يعيشونا ،ويما هي يمتطلباتا ووسعهم فيها ، وتاوز ذلك يما ل يكلفه ال تعال ،وف العصية الزلل والزية ،فل يصلح للخلق إل يما كلفهم ال به ،ول يكلف ال تكليفاً إل وشرطه القدر ة ،وتكليف يما ل يستطيعه الرء خارج عن حكدمة الشرع والعقل. السي ة النبوية هي الندموذج الي ف إيمكانية بلوغ الغايات العظيدمة والنهائية يمن البداية ،ودون التخلي ف كل يمراحل السي ة عن قيم الق ويمبادئه ،وكان الشرط الصاح ب لكل النجاحات ف كل يمراحل السي ة هو تن ب اللكة وذلك ف ترك التكلف ،إذ وض ع النفس ف الوض ع الغلط هو الذي يقق السحق والزية والتعو ق ،فحني جاء السيل هادراً ف الحزاب ل يواجهو ه بشواخص بارز ة ،ول يوضوا حرب يمواجهة كب ى يم ع الدمي ع ف يموقعة واحد ة ،بل هو بناء صبور بس ب الوس ع والقدر ة ،وحني يدعون إل يمرحة بل خيانة ل يتددوا ف اغتنايمها ،وحني يضر يموطن الرب فل هذر ول ماتلة ،وحني يكون الوار فل وجود إل للكلدمة السنة والوعظة الرقيقة ،فل يذهبون بعيداً والاء تت أقدايمهم ،فلم تستفزهم الوعود العظيدمة بفتح فارس والرو م أن يريموا أنفسهم ف قضايا أعظم يمن وسعهم ف كل يمرحلة ،بل كان التعايمل يم ع كل يمرحلة ضدمن ظروفها ل يمن خلل الوعود اللية بأخذ الشر ق والغرب ،ولعل ف حادثة صلح الديبية عب ة وعظة ف التوفيق بني الوعود وبني القدرات الظرفية ،إذ كان الوعد بالفتح حاضراً ،فظن الصحابة أن حضور الوعد يعن الذهاب إليه يمباشر ة يم ع تاوز الظر ف التاريي ،وف ذلك يمصاديمة للسنن الت أوج ب ال على البشر العيش يمن خللا ،والدي النبوي هو هدي السنن ،والدي يمعنا ه عدمل البشر اللئم للتكوين ،وبذلك يق ع النجاح ،هذ ه قضية ي ب على العايملني لدين ال تعال أن يفقهوها ،وهو أن الشرع ليس فيه قط يما يسدمح بتجاوز سنن اللق والتكوين ف النفس والتدم ع والطبائ ع ،إذ يظن البعض أن الشرع يعطي صاحبه والعايمل به قو ة خاصة تعله يتجاوز السنن التكوينية ،وكأن اليا ة يم ع السلدمني هي الكرايمة التواصلة الارقة للعاد ة ،ولعدمر ال هذا هو أبطل الباطل ،وما يلؤسف له أن الديث الدائر حول الوعود اللية وبركات الشرع كله يدور حول هذا الطار ،وهو أن السنن التكوينية تكسر وتتغي للعايمل بالشرع والعابد لربه والذاكر له ،فيا ويح هذا التصور كم أفسد يمن عقول وكم أوق ع السلدمني ف الزية واللكة ،ويسبغ البعض على هذ ه التصورات الباطلة آيات قرآنية يضعونا ف غي يموضعها كقوله تعال) :كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][85
بإذن ال ( وكقوله) :إنا لننصر برسلنا في الحياة الدنيا وفي الخرة ( ويتجاوزون يمعن الغلبة والنصر اللئم للظر ف ، فإن ال مسى نا ة نبيه مدمد صلى ال عليه وسلم يمن القتل ف حادثة الجر ة نصراً فقال) :إل تنصروه فقد نصره
ال إذ أخرجه الذين كفروا نثاني انثنين إذ هما في الغابر إذ يقول لصاحبه ل تحزن إّن ال معنا (...ومسى خروج إبراهيم عليه السل م يمن النار سالاً نصراً فقال) :و أبرادوا به كيداً فجعلناهم الخسرين ( ومسى نا ة نوح عليه ب انصرني على القوم المفسدين ( وقد فعل سبحانه ،وهكذا النصر السل م وهلكة قويمه نصراً فقال) :قال بر ّ
والزية أيمران اعتباريان بس ب اللقة التاريية وليس لدما يمفهو م يمطلق ف الوجود ،والقصود هو التنبيه على أن العايمل لدين ال تعال ل يوز له أن يدمل حلً أثقل ما آتا ه ال يمن الوس ع والقدر ة اتكالً على الوعود النهائية العظيدمة ،فإن السنن التكوينية ل تاب أحداً وعباد ة ال ل تعطي الرء حالة خاصة ول قدر ة خاصة يقفز با عن هذ ه السنن الت يمن عدل ال أن تري على الكل بل مابا ة ،والق يمعنا ه يموافقة التشري ع للتكوين ،فالب يموافق للحدث ،واليمر يموافق للغايات ،وبذا عر ف العقلء صد ق النبو ة الدمدية ويما أتت به. التكلف هو الذهاب أبعد يمن القدرات ،وأبعد يمن الطلوب ،والطلوب ف الشرع يموافق للقدرات ،والذاه ب بعيداً وإن سار قليلً فدمآله النقطاع والزية ،ويمن سيئات هذا التكلف عند الطوائف العايملة لدين ال تعال أنه أدن إل شر سلب عند طائفة بأن جعلها تتنازل عن بعض البادئ والقيم ،إذ يمن تّدم لم فو ق الطاقة حاله يما قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم) :اللهم إّني أعوذ بك من المأنثم والمغرم ( ،وحني ُس ئمل عن شر الغر م ه -والغر م هو الّد يمن الذي تدمله الرءه -قال) :إّن الّرجل إذا غَِرم حّد ثـ فكذب ووعد فأخلف ( وهكذا هلؤلء الناس حلوا
أنفسهم فو ق طاقتهم فتحالفوا يم ع الكفر وتنازلوا له عن الكثي يمن الدين والق ،ففي سبيل الوصول للوعود يمن النصر والتدمكني فعلوا الكثي يمن الشر وضاعت قيم الق الت قايموا يمن أجلها تت وطأ ة الد ف يمن التدمكني ،حت صارت صورتم ف أذهان الناس على صور ة غيهم يمن أهل الاهلية لسلوكهم سبيلهم ،وهذا التكلف عند طائفة اخر ى وذهبوا دون تقيق الوعود ،وإّن ا م غّرهم ثقتهم بأنفسهم البنية على الوهم ل القائق ،وعجي ب يمن هلؤلء أن يوجبوا على ال أن يقق عليهم الوعود ف الكان والوقت الذي يريدونه دون احتا م للسنن أو عدمل كا ٍ ف لوجباتا .فاللهم رحاك. التكلف يمعصية ف الشرع ويمعصية ف القدر ،فلهم ف الدنيا اللكة والفساد ،وف الخر ة حالم حال البتدع
)وهم يحسبون أّنهم يحسنون صنعاً ( .
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][86
الحديث الحادي والثلنثون عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :يرحم ال لوطاً لقد
س جـن ما لبث يوسف لجبت الداعي ،ونحن أحّق كان يأوي إلى بركن شديد ،ولو لبثت في ال ّ ش كـ من إبراهيم إذ قال له) :أولم تؤمن قال :بلى ولكن ليطمئن قلبي ( (. بال ّ
لشِه دم ال ويملئكته ويمن قرأ كليمي هذا أنن يما قلبت حديثاً للنب صلى ال عليه وسلم إل وتأخذن إّن ُ قشعرير ة النور ،فأتيل نفسي وكأن بني يدي جوهر ة ترج يمنها أنوار جيلة يمن كل جهاتا ل أدري يمن أين آتيها ، فتصيبن الي ة للحظات بل ويمرات ليا م فأقول لنفسي دعك يمن الكتابة ،وقف عند التأيمل فحس ب ،فإن يما ستكتبه ظلدمة تلل با هذا النور ،ويماذا ستبلغ ف كتابتك يمن هذ ه العان يم ع هذ ه الِز م الرائعة البديعة ،لن حني أترك القلم يم ع الديث أعود على نفسي بالتحقي والتأني ب :يماذا فعلت؟ أين ف كليمك يما أحسست به يمن العان ،فأجد كليماً فارغاً ُم بَ ممطاً ل روح فيه ،ليس أيما م الديث ،بل أيما م يما أحسست به فقط يمن العان الت غشيتن يمن نور ه فاللهم يا رحيم اجز عن وعن أيمة مدمد صلى ال عليه وسلم وعن العال أج ع نبينا مدمداً صلى ال عليه وسلم خي يما جزيت نبياً عن أيمته خياً ،وبرحتك يا خي الراحني وخي الغافرين احشرن تت لوائه يو م القيايمة .آيمني. يماذا أقول ف هذا الديث النوارن العظيم؟ ،هل أقول لكم أن يم ع هذا الديث تيلت رسول ال صلى ال عليه وسلم بقايمة يمديد ة يمن عظدمة وإيمايمة ،على ربو ة يمن قياد ة وحكدمة وعلم ،يستعرض يمن يمسي ة العظدماء يمن إخوانه ،فيسدد ،ويقد م ويلؤخر ف السي ة ،قاطفاً ليمته خي اليين وأعظم الدايتني ،يمرشداً ويمعلدماً ورحيدماً ورؤوفًا؟! يماذا أقول لكم :تأيملوا يمعي غوص هذا الكل م ف ثنايا النفوس ،ل النفوس الت تعيش على هايمش اليا ة بل الغوص ف النفوس الت تتل ئ بواهر العان ودرر الكم وتارب السنني وأنوار اليان. ل: هل أقول لكم :قفوا صحب على يمطيكم وانظروا طوي ً )يرحم ال لوطاً لقد كان يأوي إلى بركن شديد ( :ف لظة عصيبة ،تفجر فيها اليمل يمن نفس طاهر ة وهي
تر ى وحوشاً بيدمية تتداف ع نو النجاسات لتلغ فيها ،وتعرض عليها الطاهرات فتتأّفف يمنها ،وتادل بألفاظ الق )ما لنا في بناتك من حق ( فيلتفت الرجل الطاهر بغيظ يمرهق ،وأيد تلوح ف الواء ،وبدن يهتز كجدمر ة ،يريد أن
يصرخ يمستنجداً بوادي رجال فل ير ى إل يديه الفارغتني ،فيتأو ه يم ع صرخة يملؤلة ،وجارحة لوفه وفلؤاد ه ،يم ع ديمعة
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][87
حزن وقهر وغيظ ،فتخرج يمنه كلدمات تعبة يمهدود ة) :لو أّن لي بكم قّو ةـ أو آوي إلى بركن شديد ( ،لقد قصها
القرآن ول يعات ب صاحبها ،وكيف ُيعاَت ب الذهول بالقهر ،قهر النجس التدمكن للطاهر الضعيف؟ توقف أيها الراق ب :هذا حديث يمرات ب ،إنه حديث العان ،حديث الرواح الصاعد ة التسابقة ف صعد النور العلوية الرفيعة ،فإياك أن تتعايمل يمعها حديث الدود فتذه ب عنك روعتها وباء قسدماتا. نعم ل يكن يلك لوط عليه السل م قو ة ،لكنه كان يأوي إل ركن شديد وهو ال القوي العزيز.
إنه الرشاد النبوي اللطيف ،إرشاد لك أيها السائر على درب النبياء ف الدعو ة إل ال والهاد ف سبيل ال تعال ،إنه إذا ضاقت بك السبل ،وأطبقت عليك الوادث يمن كل أقطارها ،وغشيتك الغدمرات العاتية ،حينها
تذكر ركنك الشديد فتأوي إليه وتلتج ئ إليه) :اللهم إّني أسلمت نفسي إليك وفّو ضـت أمري إليك وألجأت ظهري إليك برغبة وبرهبة إليك ل ملجأ منك إل إليك ( باكياً شاكياً يمنيباً أواهاً ضعيفًا.
أخي :ل تثري ب على النفوس إن ضاقت وأغلقت عليها اليمور ،فالفِرح يقول غالطًا" :اللهم أنت عبدي وأنا
ربك" ،والزين ينسى كدما نسيت أ م يموسى عليه السل م يما أوحى ال لا) :إّنا برادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ( لكن الشو ق إل فلذ ة كبدها وحشاشة نفسها )و إن كادت لتبدي به لول أن بربطنا على قلبها
صيـه ( يما عوقبت ول قيل لا: لتكون من المؤمنين ( فتسل أخته لتتب ع أثر ه أين يكون يمستقر ه) :و قالت لخته ق ّ
أنسيت وعد ال أن يرد ه إليك حت أرسلت أخته وراء ه ،ل يا عبد ال هذ ه يمواطن ل تثري ب فيها على السالكني وقد علم ال يمن أهلها حبهم لدين ال تعال وانتصارهم للحق ،وإيثارهم للدين على يما سوا ه ،أل يقل البي ب الصطفى لا أيمر بالصدقة فقيل :يمن ع ابن جيل وخالد بن الوليد والعباس بن عبد الطل ب فقال البي ب) :ما ينقم ابن جميل إل أنه كان فقيراً فأغناه ال وبرسوله ،وأّماـ خالد فإّنكم تظلمون خالدًا ،قد احتبس أدبراعه وأعتده في سبيل ال ،وأّماـ العباس بن عبد المّطلب فعّم برسول ال صلى ال عليه وسلم فهي عليه صدقة ومثلها معها ( فانظر أخي الفقيه كيف رّد رسول ال صلى ال عليه وسلم الفعل الواحد إل يمرات ب يمتعدد ة بس ب الناس ويمنازلم ،فأيما ابن جيل فعوت ب ،وف العاتبة تقري ع وتأني ب ،وأيما خالد بن الوليد ففي ربو ة أخر ى إذ كيف ين ع الرجل زكا ة يماله وهو الذي حبس كل يماله للجهاد!! إذا دعوا أيمر فإن يمن أتى العوال ل يسأل عن أدن يمنها ، وأيما العباس فهو العم الذي ل يعات ب وف الوس ع تّدم لم يما يأت ،فدعو ه وأنا أدف ع لكم يما وج ب عليه بل ويمثلها يمعها ،وهكذا هي حكدمة النبو ة ونورها وهديها ،ل يفقهها الصغار الهلة الذين يقفون عند الظواهر فحس ب.
س جـن ما لبث يوسف لجبت الداعي ( :يوسف عليه السل م هو أكر م الناس فهو الكري )ولو لبثت في ال ّ
بن الكري بن الكري ،لبث ف السجن بض ع سنني ظلدماً وعدواناً ،ليس له يمن ذن ب إل أنه بّي الطلعة ،حاز على نصف السن الذي كان ف أبيه آد م عليه السل م ،ل يوافق عصبة الكر يمن النساء على الفاحشة ،فكان الل
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][88
الشيطان لذ ه العضلة هو سجنه ،ولئحة الدعاء :أنت رجل جيل وطاهر ،وكأنم يقولون :نن نعلم يما عليه القو م ف بلدنا يمصر يمن الفاحشة لكن طهرك يفضح هذ ه القذارات ،إذاً لنسجنن حسنك وطهرك وهكذا كان. ويمرت عليه السنون صابراً متسباً ،ويمن ل يذ ق القيد ووحد ة السجن ظلدماً يما كان له أن يتكلم أو يقول ف هذا الباب ،فالسجني يضي أيايمه خلف الباب ينتظر حساً ليشعر أنه حي: س جـان يوماً لحاجة عجبنا وقلنا جاء هذا من الّد نـيا إذا جاءنا ال ّ نعم :يقف خلف الباب لعل شيئاً يمن اليا ة تدخل عليه ف وحدته ،فكيف إذا جاء ه يمن يقول له :إن اللك يريد أن يراك ويسدم ع يمنك؟! أي ثبات جبلي ف نفس هذا الكري بن الكري بن الكري؟! أي اطدمئنان حاز ه هذا الصدر فل يتحرك له قد م لذ ه الدعو ة اللكية ،بل يقول وهو ف ملسه ،ول يفك حبوته: )إبرجع إلى برّبك ( فإن سألك أين الفت فقل له: )ما بال الّنسوة اللتي قّطعن أيديهّن (ـ هذ ه قضية ،قضية تاريخ ي ب أن يعاد فتحه يمن أوله ،فأنا ل أنتظر عفواً يمغدموساً بالكذب يثبت الر م الشائ ع على اللسن يم ع إقرار القلوب بكذبه. أيها اللك :لقد يمّر الكثي يمن الاء يمن تت قديميك وأنت ل تشعر ،فإن أردت كتاباً جديداً فأعد كتابة التاريخ بل تزوير ويمن بدايته. يوسف عليه السل م ل يكن واقفاً خلف الباب ،بل كان واقفاً ف النور. هنا يأت البي ب الصطفى صلى ال عليه وسلم ليقول) :لو دعيت لجبت ( ،إنه خيار آخر ،خيار التشري ع واليمايمة والقتداء ،إذ البي ب يعلم أن يما سيفعله سيكون تشريعاً ليمته ،وهو الرحيم با ،ل يدملها إل يما يدمل الضعيف فيها. خيار يوسف عليه السل م خيار لنفسه ،ويمن كان كذلك فليض ع نفسه حيث قدر ،وأيما خيار مدمد صلى ال عليه وسلم فهو خيار ليمته ،ويمن كان كذلك فإنه ل يتار إل اليسر ،فحني تكون لوحدك كن أبا بصي إن شئت ،أشعل حروباً كدما تريد ،واقط ع على الكافرين كل سبلهم ،واج ع حولك أيمثالك يمن أهل الصعلكة اليانية فالتحف السدماء ناراً والنجو م ليلً ،وافتش ريمال الصحراء لنبك ،لكن ليس هذا خيار دولة ،ول خيار القائد ليمة ،بل خيار ه أن يعطي الكافرين يما يبون يمن يمطال ب ليس فيها يمعصية ،ويض ع يمعهم العقود والصلح ،ويغض ب
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][89
السابقون ويصرخون :يمالكم ...هيا القوا بنا ،ولكن يما كان لقائد أيمة ول حاكم دولة أن يري هذا الري ويسبق هذا السبق ف قرارات أيمته كايملة ،بل يتدمهل ليلحق الدمي ع ،ويكون اليار واسعاً للكل. يوسف الكري ل ي ب ،ويمن حقه أن ينبش كل القضايا ،وأن تكشف كل اليمور ،وأن يلس ف السجن متاراً ،لكن خيار البي ب وهو يكت ب صلح الديبية فينازعه سهيل بن عدمرو على حق له وأنه مدمد رسول ال فيقول سهيل :وال لو كنا نعلم أنك رسول ال يما صددناك عن البيت ول قاتلناك ،فيقول البي ب الصطفى صلى ال عليه وسلم) :و ال إّني لرسول ال وإن كّذ بـتموني اكتب محمد بن عبد ال ( ذلك هو الذي قال) :ل يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات ال إل أعطيتهم إّياها ( . إنه خيار اليمايمة والقياد ة ل خيار النفرد التحلل يمن التبعات.
ث تأيمل الدب النبوي الرفي ع ،فحني ذكر يما قال لوط عليه السل م ل يذكر نفسه ،إذ ف ذكر نفسه تزكية لا وتفضيلً لا على أخ يمن إخوانه ،وهو كذلك صلى ال عليه وسلم ،أيما حني ذكر اليسر قال) :لو لبثت...
لجبت ( فقد ذكر ههنا نفسه إذ ليس ف ذلك تقديمة ول تفضيلً ،فصلى ال على البي ب عدد خلق ال وعدد رز ق ال ويمداد كلدمات ال وزنة عرش ال. ك من إبراهيم :إذ قال له) :أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ( ( )ونحن أحّق بالش ّ
أخي الفطن :هل رأيت أيوب عليه السل م وهو يغتسل عارياً فتنمزل عليه أسراب الراد ذهباً ،فقفز عليه السل م إل ثوبه يبسطه ليجدم ع فيه الذه ب الت يمن السدماء ،فيناديه ربه :يا أيوب ،أل أكن أغنيتك عدما تر ى؟! إذ قد حزت يما هو أفضل يمن الذه ب هذا ،وإنه لسلؤال يمن ربنا ،سلؤال ال ب والوداد وهو الودود ،وحوار البني ليكشف البي ب عن كنون صدر حبيبه ،يمناجا ة تت والعبد عار ف يموطن الياء ،فيد العبد البي ب بواب ال ب واللتفاتة الت تدمل كل الدّل والطدم ع الدميد " :بلى وعزتك ،ولكن ل غن ل عن بركتك " ،فلن يطر على بال قط أن سأشب ع ما يأتين يمنك؟ فليس الباب يمعك باب القو ق بل باب البكة ،إذ كل يما يأت يمنك فيه يمعن ل أجد ه ف غي ه ،لنا البكة الربانية. إنه حديث البني وحديث البسدمات والغوص بعيداً عن الدود والظواهر. تأيمل الفر ق بني القلوب الصدئة الت تقول) :لن نؤمن لك حتى نرى ال جهرة ( وبني القل ب الذي قيل له: )أولم تؤمن؟ ( فرد) :بلى ولكن ليطمئّن قلبي (.
تأيمل الفر ق بني يمن قال) :هل يستطيع برّبك أن ينـزل علينا مائدة من السماء فلدما قيل لم :اّتقوا ال إن ي :م كنتم مؤمنين ( فرّدوما باضطراب غي سو ّ ) .1نريد أن نأكل منها (
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][90
) .2و تطمئّن قلوبنا (
) .3و نعلم أن قد صدقتنا ( ) .4و نكون عليها من الشاهدين ( فالكل أولً ث ...ويماذا؟) :و نعلم أن قد صدقتنا ( وبني قول عيسى عليه السل م) :اللهم برّبنا أنزل علينا مائدة من السماء ( ) .1تكون لنا عيداً لّولـنا وآخرنا ( ) .2و آية منك (
) .3وابرزقنا وأنت خير الّرازقين ( فانظر يمرات ب الطالبني للزياد ة يم ع ثبات الصل ،وبني يمن علق اليان على شرط باطل ،أو إضطراب ف تصديقه حت ير ى. إبراهيم عليه السل م آيمن وسار ف درب اليان ولكن ل غن له عن البكة ،وكذا يمن كان على درب اليان والهاد والدعو ة. ل يعدمل ليغفر له فقط ولكن يعدمل شاكرًا. ل يدمد شاكراً لنعدمة أتته ،ولكن يدمد ربه للل وجهه وعظيم سلطانه.
قف عند قوله صلى ال عليه وسلم) :اللهم إّني أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك ( ،هل تر ى هذا الصعود ف درجات النور والبكة؟ )و أعوذ بك منك ( شر الساعد وجّد ف العدمل وأخبت القل ب وإياك أن تقول وصلت ،واسبح فيا أيها العايمل لدين ال عباد ة لّ : يما قدرت ف درجات النور والبكة ،فأنت يم ع ال وبال وف ال ) ،و ال على كل شيء قدير (. ب أن يريك إّيا ه. كن على يقين أّنك على الق ولكن ب ّ ت قلبك ويطدمئنه. كن على يقين أّنك على الق ولكن اسأله أن يريك يما يثبّ ُ كن على يقين أّنه لن يصيبك إل يما كت ب ال ولكن اسأله العفو والعافية.
ب اللؤيمنني وخبث النافقني. كن على يقين أّن عني ال تراك وترعاك ولكن اسأله أن يكشف لك ح ّ
وف كل حال إّياك أن تنسى ذكر ال والّد اممر الخر ة.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][91
الحديث الثاني والثلنثون عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :بينما نحن عند برسول ال صلى ال عليه وسلم جلوس ضأـ إلى فقال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :بينما أنا نائم برأيتني في الجّنة ،فإذا امرأة تتو ّ جانب قصر ،فقلت :لمن هذا؟ قال :هذا لِعَُم رـ ،فذكرت غيرته فوّليت مدبراً ( فبكى عمر وهو في المجلس نثّم قال" :أو عليك يا برسول ال أغابر؟" يمراعا ة خواطر الحبة خيل الوداد ،ويمعرفة نوازعهم حبل القياد ،وبناء أيمة السل م وجاعات الق قائم على الختيار )فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ( فل سليمة لذا البناء إل بود عدميق بني القاد ة والدموع ،فل ينظر القائد إل حقه عليهم فقط بل ينظر إل واجبهم عليه ،فليحظ بديمعة العني وخفقة القل ب وقشعرير ة البدن يمنهم ، فل يزعج خواطرهم ول يثقل عليهم بوطأ ة القياد ة ،حت لو كان يمن أح ب الناس إليهم ،فإن النفوس تنفر يمن التهجم الكثيف الثقيل حت لو كان يمطراً يمن عسل ،بل حاله يمعهم كنسدمة الريح وعلى وجنة الطفلة البهية. ل قياد ة صائبة دون خب ة عدميقة بالرجال ،ويمعرفة يمستوياتم وقدراتم ،ويمراعا ة هذ ه القدرات ،فأبوا ذر خي يمن أقلت الغباء وأظلت الضراء ف صد ق اللهجة يمنه لكنه ضعيف على اليمار ة ف زيمن الصحابة رضي ال عنه ، ويعلم يمنه البي ب الصطفى صلى ال عليه وسلم قبول الق وإن كان على خل ف يما ي ب فيواجهه بذلك ،ويعلم
ضعف غي ه عن اليمار ة فيعرض عنه ويقول) :إّنا ل نوّلي هذا من سأله ول من حرص عليه (.
هذا رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو حبي ب القلوب ،يفديه صحبه بأرواحهم ،وهو أح ب إليهم يمن أنفسهم وأهليهم وأيموالم ،ويم ع ذلك يراعي خواطر أصحابه حت يما يلؤذيهم بشيء ،بل يتودد لصغيهم سائلً إيا ه
عن طائر ه اللع ب به )يا أبا عمير ،ما فعل النغير ( رقة تذوب لا البال ،ويتودد لكبيهم حت يعرفوا ذلك يمنه أنه رقيق رفيق ليس ببار يقول السور بن مريمة :قال ل أب :يا بن إنه بلغن أن النب صلى ال عليه وسلم قديمت عليه أقبية فهو يقسدمها ،فاذه ب بنا إليه ،فذهبنا ،فوجدنا النب صلى ال عليه وسلم ف يمنمزله ،فقال ل :يا بن ادع ل النب صلى ال عليه وسلم فأعظدمت ذلك ،فقلت :أدعو لك رسول ال؟ فقال :يا بن ،إنه ليس ببار ،فدعوته فخرج وعليه قباء يمن ديباج يمزرر بالذه ب ،فقال) :يا خرمة ،هذا خّبأته لك ( ،فأعطا ه إيا ه ،قال السور :فنظر إليه النب صلى ال عليه وسلم فقال) :برضي مخرمة (.
وكذا على البني أن يراعوا خواطر الكبار وحاجاتم فل يرهقونم ،فإن للناس حاجات يم ع أنفسهم وأهليهم ، وقد عات ب ال أقوايماً أكثروا على رسول ال صلى ال عليه وسلم ف إطالة اللوس ف بيته دون يمراعا ة حاجته لهله وتفرغه لم فقال سبحانه) :يا أّيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوت الّنبي إل أن يؤذن لكم إلى طعام غير
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][92
ناظرين إناه ،ولكن إذا دعيتم فادخلوا ،فإذا طعمتم فانتشروا ،ول مستأنسين لحديث ،إن ذلكم كان يؤذي الّنبي فيستحي منكم وال ل يستحي من الحق ( ،وهكذا تستقيم العادلة بني القياد ة والدموع ،يمبادلة ح ب ب ب ووداد بوداد. هذ ه الرحلة رحلة طاعة ل ،رحلة تسجل فيها يمقادير الذر )فمن يعمل مثقال ذبرة خيراً يره ومن يعمل
مثقال ذبرة شّراً يره ( رحلة فيها الكلدمة ترف ع صاحبها إل أعلى النان أو تطه إل قرار الحيم ،رحلة فيها حركة
يد على رأس يتيم بعطف تكفر السيئات ،وبسدمة ف وجه الصديق تكت ب ف اليزان ،وجرعة يماء ف فم كل ب تدخل النة ،ورف ع حجر عن طريق السلدمني حسنة ،وأيمنية ف القل ب أن يصي ب يمسلم خياً تط سيئات ،إنا رحلة ل تتك الشر حت يعظم ول تتقر الي يمهدما صغر ،بل هي رحلة فيها رقة تشف حت ل يفى يمنها شيء ، ول يستبعد يمنها شيء. ونفوس اللق دقيقة اليزان تبهجها كلدمة يمار ة ،أو خفقة حانية ،أو وجه بشوش يلقيه ،وتزعجها كلدمة جافة أو إعراض وجه يمهدمو م أو إلتفاتة خد بعيداً عند اللقاء ،فهكذا النسان ل يباع قلبه ول يتأثر بالبال ول بالقيود ول بالسوار ،لكنه يأنف القياد ويوط ئ النجاح للكلدمة السنة والبسدمة الشرقة والدية يمهدما كان شأنا ،فل تقرن شيئاً يمن هذا ،ول تكن غلظاً فتَْك ِسم ر موتُْك َس مرم بل كنسدمة الواء ل يجبها شيء ول يكرهها أحد إل الريض.
وصفة نافعة:
عند السحر ه -فهو وقت التطب ب الوصو ف ف الكت به -وأنت تغتسل بطهور الستغفار ،اخلط يمعه هذ ه ل يمن السلدمني ،اللهم اغفر ل ولكل يمن آذيته يمن السلدمني وأنا الكلدمات" :اللهم اغفر ل ولكل يمن أحسن إ ّ ظال له واجعل دعائي كفار ة لذنب وصلة بين وبينه ،اللهم اغفر ل ولكل يمن آذان يمن السلدمني وهو ظال ل". كررها وأنت ساجداً ثلثاً ،ث بسدمة ف الوجه عند لقاء الخوان وكلدمة حسنة تبيتها لم وقد نقعتها بالفكر ة ، ستجد أن أيموراً ف حياتك قد صلحت ،فإن زاد الرض فاشدد عليه بالدية سيزول بإذن ال. لكن إن ل ينف ع كل هذا فتذكر :الرواح جنود مند ة ،وتذكر ح ب يمغيث لبير ة وبغض برير ة لغيث ،وف النة فقط تصلح القلوب يمن كل آفاتا.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][93
الحديث الثالث والثلنثون عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال الّنبي صلى ال عليه وسلم) :ل يأتي ابن آدم الّنذُبر بشيء لم أكن قدبرته ،ولكن يلقيه الّنذُبر إلى الَق َدـبرـ قد ّقدبر له ،فيستخرج ال به من البخيل، فيؤتيني عليه مالم يكن يؤتيني عليه من قبل (. ل إثبات إل بشرع صحيح أو قدر مسوس يمضطرد ،وخل ف ذلك أوها م وترص ،وباب التدّين البدعي فتح أبواب الوها م على يمدار التاريخ ،وقضية ارتباط الغي ب يم ع عال الشهاد ة إن ل يضبط بضابط يمتني تول إل يمرض يفسد العقول واليا ة ،والتوازن بني يما هو شرعي ويما هو قدري تضبطه السنة النبوية وجريان السنن واضطرادها ، فطغيان أحدها على الخر يمزلة أوقعت الفر ق العلدمية والتعبد ة ف ضللت وانرافات ،فقو م أتقنوا الكونيات وراعوا سننها وضلوا ف الشرعيات والليات والغيبيات فحريموا التوفيق اللي ،فساروا سعداء حيناً ث وق ع بم الكر اللي ،وقو م عظدموا الليات والشرعيات وضلوا ف القدر والتكوين ول يقيدموا لسننها شأناً فحلت بم عوايمل التخلف والزية والرافة ،وهذ ه الطائفة الثانية هي الت غلبت ف تارينا زيماناً فصرنا إل يما صرنا إليه ،ونن نس ب للقية والسنن الكونية باب يمصاديمة للدين وتعظيم الله ،والشيء إن أننا على شيء ،إذ صار الديث عن الطبائ ع ا َ فسد انقل ب على نفسه باللكة ،فبالتال انقل ب هذا التدين الاهل حجة عند الزنادقة ،إذ اعتبوا أن يمصدر يما نن فيه هو الدين وقيم الق اللية ،وعّي وا مأهل السل م أن غيهم يعيشون ف سعاد ة وببوحة ،وذلك لريان سنة التزيني لا أشرب القل ب )و كذلك ّزيّنا لكّل أّمةـ عملهم ( ،فالذين يعيشون على هايمش اليا ة ودائر ة الزية
والذلن يفتخرون أنم يعلدمون حقائق الكون وأسرار ه ،ويسبحون ف النوار القيقية ل الزائفة ،والخرون استغنوا عن غي هذ ه الدنيا ،ورأوا الخر ة وهاً ل واق ع له. )الكر اللي( قضية ي ب أن نعيها ،وأن نكون على حذر يمنها ،لن عدمادها الهل والغفلة ،ففي حديث الباب يمثلً ير ى رجلً اشتط على ال ه -نذره -إن فعل ال به أيمراً أن يتصد ق أو يقو م بعدمل صال ،فوق ع القدر على يما طل ب ،ل بسب ب شرطه ،ولكن لريان القدر على أيمر آخر ل ينتبه له ،فذه ب السكني ف وهه أن شرطه ه -نذر هه -هو سب ب الوقوع ،فذه ب يعدمل صالاً ،فاستخرجت يمنه الصدقة على بل يمنه. )المكر اللهي ( في هذا الباب يقع على نثلنثة مستويات: .1ترك العدمل السنن اللئم. .2جريان السنن على الوجه التوق ع البوب. .3تليل الديث على وجه الو ى /الرغبة ،فتحصل الفتنة.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][94
فهذ ه كدما نر ى أساسها ترك العدمل ووقوع الهل ،فهي لا تعلق بالعلم والراد ة. ويمن رحة ال فيدمن يرحه ال أن يق ع القدور على وجه يعيد ترتي ب العلم على الوجه الطلوب ،ويصلح العدمل ليوافق الق ،كدما وق ع يم ع الصحابة رضي ال عنهم ف أحد ،إذ هزيموا هزية جعلتهم يتساءلون) :أّنى هذا؟ ( فكان الواب اللي) :من عند أنفسكم (. حني تر ى النعيم الدنيوي ف يد عدو ال فلك أن تقول " :طيباتم عجلت لم " لكن أن تراهم هازيمني لنا ، يمستعلني على ذلتنا فدمن الفتاء على حكدمة ال أن تقول هذ ه الكلدمة ،بل الكلدمة الصحيحة) :من عند أنفسكم ( لنحذر تديناً وخوفاً يمن ال تعال أن نتكلم ف حكدمة الغي ب على اليمور الادثة ،فالعدمال ل تثبت صحتها بالتوافق يم ع اللحظة الراهنة ،فحني تنفق السلعة باللف ل يدل هذا على جواز اللف ف البيوع أو استحبابه ،بل اللف ف البي ع وإن كان للسلعة إل أنه مق للبكة. ف يموقعة أحد يمثال حي على يما نن فيه يمن أن جّر )التحليل والتفسي( على وجه الو ى ضلل وفساد ،فقد وق ع ف أحد أن أشار بعض الصحابة رضي ال عنهم على رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ل يرج يمن الدينة لقتال قريش ،وكان هذا رأي النافقني كذلك ،وبعد أن نزل رسول ال صلى ال عليه وسلم على رأي الكثي يمن أصحابه وخرج إل أحد يم ع رغبته عن هذا الرأي صلى ال عليه وسلم ،فكان أن انتصر النافقون لرأيهم )و هو رأي صواب ولكن اختي غي ه وهو أقل صواباً يمنه( ورجعوا يمن وسط الطريق وتلوا عن إخوانم ف النة ،ث وق ع يما وق ع يمن القتل ف الارجني ،فكان يماذا؟ وصف القرآن )تحليل وتفسير ( المنافقين بقوله: ) .1يا أّيها الذين آمنوا ل تكونوا كالذين كفروا وقالوا لخوانهم إذا ضربوا في البرض أو كانوا غّزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل ال ذلك حسرة في قلوبهم وال يحيي ويميت وال بما تعملون بصير ،ولئن قتلتم في سبيل ال أو مّتم لمغفرة من ال وبرحمة خير مّم اـ يجمعون ،ولئن مّتم أو قتلتم للى ال تحشرون (. ) .2و ما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن ال وليعلم المؤمنين ،وليعلم الذين نافقوا ،وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل ال أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالً لّتبعناكم ،هم للكفر يومئذ أقرب منهم لليمان، يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم وال أعلم بما يكتمون ،الذين قالوا لخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادبرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين (. هذا تليل باطل وإن توافق يم ع الدث ،وبطلنه يمبن على الو ى والشهو ة والو ف يمن الوت ،والزية ف أحد ل تق ع لن رأي الروج كان باطلً بل لن ف الروج حدثت يمعصيتان:
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][95
أولها :مالفة أيمر القائد ف ترك الريما ة يمواقعهم حباً للدنيا يمن ج ع الغنائم ،وهذا سجله القرآن بقوله) :حتى إذا
فشلتم وتنازعتم في المر وعصيتم من بعد ما أبراكم ما تحبون ،منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الخرة نثم صرفكم عنهم ليبتليكم ،ولقد عفا عنكم وال ذو فضل على المؤمنين (.
ثانيها :يما حصل يمن التول والروب عن يميدان العركة ،وهذا سجله القرآن بقوله) :إّن الذين توّلوا منكم يوم التقى الجمعان إّنما استزّلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا ال عنهم وال غفوبر حليم (. وهاتان يمعصيتان قد غفرها ال كدما ف اليات العظيدمة السابقة.
وسجل القرآن حال قو م صار ف قلوبم بعض رذاذ شبهة )تليل( النافقني فقال) :و طائفة قد أهّم تـهم
أنفسهم يظّنون بال غير الحّق ظّن الجاهلّية ،يقولون هل لنا في المر من شيء ،قل إن المر كله ل يخفون في أنفسهم ما ل يبدون لك ،يقولون لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا ،قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم (. والتأيمل ف اليات الت نزلت بعد يموقعة أحد يد أن القرآن هّونم يموضوع القتل وفسر ه على نو يذه ب يما ف النفوس يمن أل ،ولكن شّد دم على يموضوع العصية ،وكأنه يقول :أنتم تبكون القتلى ،وتصرخون يمن أل الراحات وذهاب الخوان ،ولكن هذا ليس بشيء ،فكل هذا كان سيحدث سواء خرجتم إليهم أ م ل ترجوا لكن اذهبوا بعيونكم إل هناك ،إل يما وق ع يمن أعدمال يمنكم )قل هو من عند أنفسكم (.
إن )التحليل السياسي( قد يمأل ف أيايمنا هذ ه السهل والواد ،وهو سهل على القل م والعقول الاهلة ،لكنه ل يدمل أي السدمات العلدمية العروفة ف قواعد العلو م ،فهو يمضطرب ،يستطي ع كل صاح ب فكر ة أو عقيد ة أن ير ه إل يمصلحته ،ولكن كل ذلك ل قيدمة له ،إنا الهية النظر إل تقق الكم الشرعي أ م ل؟ يمن الكبائر العاصر ة والبدع الادثة هو تعليق الكم الشرعي على هذا )التحليل( التوهم ،وذهبت جهالت قو م بم أن جعلوا هراءهم هذا )علة( لألحكا م الشرعية افتاًء على ال وعلى الفقه الشرعي وأصوله ،ولذلك كثر الل ف وعم الهل ،وصار هلؤلء )الللون( ف عقول البعض هم الفقهاء الذين يق لم القول ف يمصي اليمة وقضاياهم ،وهم قاد ة الفقه الاهل العاصر ،وهلؤلء لو حضروا إبراهيم عليه السل م وقد كسر الصنا م لكتبوا فيه تقريعاً ولويماً ،ولو حضروا أهل الخدود لقالوا لم يمن الرخص يما يل لم الكفر والروج يمن اللة ،ويضحكوا بلء أشداقهم استهزاًء بقول الرضي ع ليمه " :يا أيما ه إنك على الق " ،ولقالوا :ل يعد إل أن تطي ع الركة أقوال الطفال ،ولو حضروا الند ق لكانوا يم ع القائلني) :غّر هؤلء دينهم (.
ف هذا الباب نر ى فقه الشرع عند الل ف حول آراء تتضارب :أنفعل أ م ل نفعل؟ فبعد أن تطدمئن قلوب الخوان لعدمل يما فدمن النفا ق التخلي عنهم ،ويمن النفا ق تقريعهم إن حصل خل ف يما أشاروا به ،والواج ب النظر: هذا الذي اختنا ه يمن القوال هل قدمنا به على الوجه صحيح أ م ل؟ فالبحث يكون عن اتقان العدمل ل غي ،وأيما
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][96
البكاء على الصيبة واستغللا لتعظيم الذات وتقري ع الخوان ،و)تليلها( وتفسيها على الوجه يبطل الكم الشرعي يمن الهاد وغي ه فهو مسة النافقني. اللل يما أحله ال ،والرا م يما حريمه ال ،وكذب الراصون ،وليس ف الكم الشرعي إل الي ،لكن يما يق ع عند تطبيق الكم الشرعي يمن اخفا ق ف أحيان يما فسببه ترك التقان ف تطبيق هذا الكم أو التخلي عنه قبل اكتدماله ،وأيما الي فل يأت إل بالي. كذب الراصون وإن وق ع القدور حيناً على وجه يوافق تليلهم ،فدماشأنم إل شأن )العرافني( ،فكليمهم كثي أغلبه باطل وقد يصد ق ف الكلدمة الواحد ة ،فالشرع أن نعل كليمهم باطلً ل أن نسح ب يما أصابوا به على كثي كليمهم الباطل. تتمة: بعد الصيبة ف أحد ،أيمر سول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه أن يتابعوا قريشاً ففعلوا حت "حراء السد"
وقد سجل القرآن هذ ه الكريمة لألولياء بقوله) :الذين استجابوا ل وللرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين
أحسنوا منهم واّتقوا أجر عظيم ،الذين قال لهم الّناس إّن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا ال ونعم الوكيل ،فانقلبوا بنعمة من ال وفضل لم يمسسهم سوء واّتبعوا برضوان ال وال ذو
فضل عظيم (.
الصور ة كالتال :خروج حدثت به يمصيبة ويمقتلة ف الارجني ،وعلق )مللون( الصيبة بسب ب الروج ،وقد كان رأيهم أن ل يرجوا ،فدماذا سيقولون الن وهم يرون القياد ة ويمن والها وهي جرية يمصابة تتاب ع اللحا ق بالعداء فيا للعج ب :خروج للقاء جّر هزية ،فدماذا سيكون حال يمن لق النتصر الزهو وهو جريح ضعيف؟! أنا أعر ف أن )الللني( لن يقولوا شيئاً يمن السوء عن أحداث السي ة النبوية ،وذلك هيبة لصاحبها ،لكن ليتهم يفقهون!!
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][97
الحديث الرابع والثلنثون عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :تجدون الّناس معادن ،خيابرهم في الجاهلية خيابرهم في السلم إذا فقهوا ،وتجدون خير الّناس في هذا الشأن أشّد هـم له كراهية ،وتجدون شّر الّناس ذا الوجهين ،الذي يأتي هؤلء بوجه ويأتي
هؤلء بوجه (.
ل دين ناف ع إل بعقل راشد حكيم ،ول عقل صحيح إل بفقه يمكني ،واليية ل تكون بنص يمعلق ف أعنا ق أغبياء يمغفلني ،كدما ل تكون يمن غي يمعرفة اللل والرا م ،وف الاهلية عقول سليدمة ف يمعدنا ،صقلتها حكدمة اليا ة وتارب السنني وعظة اليا م ،هم خي هذ ه اليمة إن أسلدموا وفقهوا أحكايمه ،فالدين الق ل ينف ع إل إذا وض ع ف وعاء حكيم رشيد سوي ،وهو العقل ،وأيما وعاء الغباء والسفاهة فالدين ينجيه لنفسه لكن لن ينف ع غي ه ول يوز أن يكون له اليية ف أيمة السل م ول جاعات الق ،فكيف إذا اجتدم ع ف الرء خصلتا الباطل ،فل فقه عدميق بل هي اللفاظ وحفظ النصوص بل علم با ،ول حكدمة أهل الاهلية؟! حينها ول شك الراب والفساد. ث إن هذا الدين ل يقو م به إل الذين يأخذون اليمور ه -كل أيمور اليا ةه -بدية وتفاعل حقيقي ،أيما الذين يريدون إرضاء كل الطرا ف ،ويداهنون كل الختلفني ،فالقيم عندهم نسبية ،والقرارت يمتلونة ،فهلؤلء ل نف ع فيهم لذا الدين. الدين هداية ،لكن ل ينف ع يم ع آلة هي فاسد ة ف تركيبها ،كدما أننا نعلم أن هذا الدين نور كنور الشدمس لكن ل ينف ع هذا النور يم ع العدمى ،فلبد يمن نور العني ونور الشدمس ليق ع البصار ،وكذلك هداية الشرع ل تنف ع بل رشد العقل وحكدمته ،والعقل الرشيد الكيم ل يضطرب ف أي يموض ع كان فهو يمعدن نفيس إن كان قدر ه يم ع أهل الاهلية كان خيهم وأنفسهم ،وإن كان يم ع أهل السل م كان خيهم وأنفسهم ،فهو عقل أصيل ف يمعدنه ل يتلون بالزور ول بالخادعة ،بل هو ثبت لثبات قيم الكدمة والرشد فيه. هل هناك فقيه غب؟ الواب نعم ،كدما هناك حكيم كافر ،فحصول الكدمال منوع بوان ع خاصة لكل حالة ، فل ينبغي أن نثبت الكدمة لكل فقيه ،كدما ل نثبت الق يم ع كل حكيم ،وخي اليين هو الفقيه الكيم العاقل الرشيد ،كدما أن شر الشرين بعد الفقيه الغب والكيم الكافر هو ذو الوجهني ،أي استخدا م العقل ف تبير كل فعل وقول وحله على وجه القبول والرضى ،ويسدمون هذ ه حكدمة كذباً وزوراً عليها ،إنا هي النفا ق والثعلبة ،فالق واحد ل يتعدد ،وقد قايمت حكدمة السدماوات والرض يم ع التفريق بني الي والشر وبني العدل والظلم وبني السل م والكفر) .خير الّناس في هذا الشأن أشّد هـم له كراهية ( هلؤلء قو م ل يبون الخاتلة ،فهم يعطون يما يلؤيمنون به
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][98
كل شيء ،ويبغضون يما يكفرون به إل النهاية ،إرادتم ل تقبل الناصفة بل يذهبون يم ع إيانم إل النهاية ،كدما لم أن يكونوا يم ع دين ال ويم ع جاعة الق ،فحينها يدملون هذا حق الدمل ،ويعطونه كل أنفسهم وياربون أعداء ه إل آخر ريمق )تقاتلونهم أو يسلمون ( فهم يبغضون اعداء ه كل البغض كدما يبون أصحابه كل ال ب ، فهذ ه يمنطقة ل تقبل القسدمة ،فبئس أصحاب نسبية الق ف هذا الباب كم افسدوا دين ال وحيا ة الناس. لو راج ع الناس تاريخ هذ ه اليمة فلن يدوا أي يمكريمة قديمها )الداهنون( ول دعا ة أنصا ف اللول ،بل كل الكريمات سجلها أصحاب الواقف الواضحة اللية ،والخذون بم)الرخص( لم سعة لنفسهم لكن لن يقديموا لأليمة شيئاً ،ول تنتف ع اليمة بم ،ففي منة خلق القرآن إتقى يمن إتقى خشية السيف أو السجن أو الضرب ووسعه اليمر ،لكن حسم العارك والقضايا كان بيد يمن أظهر وواجه وتد ى ،نعم أصابه يما أصابه لكن هذا هو الطريق ، إيذاء وإبتلء ث نصر وتكني ،فإذا كانت )الرخص( ل تنتف ع اليمة يمن أصحابا فإذاً سيكون شأن )الداهنني( من يريدون إرضاء كل الطرا ف على حساب الق وقيدمه ،وعلى حساب الدين والسل م؟ إنا بل شك جرية تعود على دين ال وأيمة السل م. فهذه خصال الخيرية ،فمن أبراد الفضل فليسعى إليها: .1عقل رشيد حكيم. .2فقه يمكني عدميق. .3صلبة ف الق ويمواقف ثابتة. وشر الناس التلون ،فإن اجتدم ع يمعه قو ة البيان فهي الطاّيم ةم الكب ى ،والفاقر ة الت اجتدم ع فيها كل يمقويمات الفتنة لأليمة. وف الديث فقه رائ ع وهو قضية استخدا م )الرشيف( ،فالتاريخ سلح عظيم لكن وضعه ف غي يموضعه يمفسد ة وقلة دين ،فهذا رجل كان شديد الكراهية للحق ث لق به فل يوز أن ُيَّدم لم وزر أيا م خلت ُ ،يقرع با
كلدما سنحت لصويمه بادر ة خل ف ،فقد عاب القرآن على يمثل هلؤلء بقوله) :كذلك كنتم من قبل فمّن ال
س يـئات ( ذلك ذكر ى للذاكرين. عليكم ( ،وقد ُعلم يمن ديننا )إّن الحسنات يذهبن ال ّ إضاءة:
تأيمل يا عبد ال روعة الديث ف تسدمية الناس )معادن ( ،وتسدمية يما يعتي هذ ه العادن يمن تزوير بقوله) :ذا الوجهين ( تر ى نور النبو ة بادياً على يمثل هذ ه الكم العجيبة.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][99
الحديث الخامس والثلنثون عن أبي هريرة برضي ال عنه أنه سمع برسول ال صلى ال عليه وسلم يقول) :بينما امرأة ترضع ابنها إذ مّر بها براكب "ذو شابرة" وهي ترضعه فقالت :اللهم ل تُِم تـ ابني حتى يكون مثل هذا ،فقال :اللهم ل تجعلني مثله نثّم برجع في الّثدي ،وُمّرـ بامرأة تجّرُبر وُيلعب بها، فقالت :اللهم ل تجعل ابني مثلها ،فقال :اللهم اجعلني مثلها ،فقال :أما الّراكب فإّنه كافر )جّبابر من الجبابرة ( ،وأّماـ المرأة فإّنهم يقولون لها :تزني ،وتقول :حسبي ال ،ويقولون: تسرق ،وتقول حسبي ال (.
يقولون :ل دخان بل نار ،لن صناعة الدخان بل وجود أصِله ليس يمن سنن اللق ،لكن صناعة الكاذي ب هّني على اللسنة ،فتشبيه الشاعات بالدخان يمن كل وجه باطل ،هي كالدخان تشي ع وتزكم النو ف ،وهي كالدخان كذلك حني تطدمس القائق وتفيها لكنها تصن ع يمن يمعدن الكذب والزور والوها م ،لكن الدخان ل يكون بل نار ،والعقلء ليسوا قطي ع بقر تري عليهم نزعة القطي ع ،فدما أسهل أن تشي ع الكلدمات على اللسن ، وكثر ة الرددين يمن الغوغاء ل يزيد الكذب إل بطلناً ،والكثر ة الت عدمادها ه -زعدمواه -أو دليلها" :مسعت الناس يقولون فقلت" هم حط ب الفت وأثاف النيان الت تقو م عليها قدور البثاء ،و"الغفلون النافعون" هم يمطايا الشر ف أيمة السل م ،يتخذهم الشيطان عوناً وهم يسبون أنم على خي تت دعو ى الطهر والتنقية وكشف القائق. هذ ه الليني يمن البشر يعتقدون أن عيسى هو ابن ال تعال فهل لكل اعتقاداتم وكتبهم وصلواتم تأثي ف تغيي القيقة وهو أن عيسى عليه السل م بشر يأكل ويشرب ويوت ويرض؟ ث هذ ه الليني على يمدار التاريخ ، جوع وراء جي ع يعتقدون أن البقر ة روح يمقدسة فهل زادت هذ ه الدموع شيئاً سو ى أن البقر ة حيوان ل غي؟ ولو سألت هلؤلء جيعاً يما دليلكم لكان جوابم :الدموع ،القطي ع ،لقد وجدنا الدموع تقول فقلنا ،وهكذا ييون ويوتون ويقاتلون على هذ ه الكاذي ب والشاعات. أيمة السل م وجاعات الق يمستهدفة ُ ،يكاد لا بالليل والنهار ،ولعدائها خب ة عدميقة ف الكيد وصناعة الفت والكاذي ب والشاعات ،ول يبطل كل هذا الكيد إل بالدلة الت أقايمها ال نوراً كاشفاً للحقائق ،فهذ ه فتنة )الفك( الكب ى ،فتنة ضربت بيت الطهر والعفا ف ،وتول كبها النفا ق ورجاله ،وسارت على ألسن البعض من استزلم الشيطان ،وأهل الدين والورع انقسدموا إل قسدمني كدما ورد على لسان أسايمة بن زيد بن حارثة وعلي بن أب طال ب رضي ال عنهدما :فعلي قال :يا رسول ال ،ل يضيق ال عليك والنساء سواها كثي ،وأيما أسايمة فقال با يعلم يمن براء ة عائشة وبا يعلم يمن ح ب رسول ال لا ،فهذ ه الفتنة لو نزلت بالناس بعد الوحي فدما هو أقل يما
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][100
يفعل الرجل بأهله ،سيقال له أدن اليمر أن تطلقها اتقاء الفتنة ويمقالة السوء ،وبعد ذلك يماذا سيد كل م الناس وإشاعاتم وأقوالم ،فحسبنا ال كم تفعل الكاذي ب ،وكم تظلم الق وأهله. الشاعة ف ذلك الزيمان ساذجة بسيطة ،لكن يما نصن ع اليو م وقد صارت علدماً يدرس ف أقبية البث ، وصارت فناً يمتاكباً يقد م لا يما عهد لا ،ولا وسائل دخلت كل البيوت يمن يمذياع وتلفاز و"كدمبيوتر" وصحف سيار ة ،وتكرر كل يو م على المساع والعقول والقلوب حت إن الرء ليسدمعها أكثر ما يسدم ع امسه أو اسم أبيه؟! يماذا يقال اليو م عن الهاد وأهله؟ ويماذا يقال عن دعا ة الق والدين؟ ويماذا سيقال عن التدمسكني بالسنة والشريعة؟ وكيف تصور الرأ ة السلدمة الصان الرزان؟ أفل م تنتج ،واستهزاء قبيح يملؤل ،وصحف يقو م عليها يمأجورون يمأبونون ،والغوغاء قطي ع يسي وراء الناعقني إل جهنم وتديمي الذات. إن أتكلم ف هذا الوطن وف القل ب أل ه -شهد اله -لعلدمي أن كل يما سأقوله يمن يموجبات شرعية لرد الشاعة ضعيف أيما م كيد الذين قال ال عنهم) :و إن كاد كيدهم لتزول منه الجبال ( فوال إن حادثة الفك الت جعلت رسول ال صلى ال عليه وسلم يدخل على حبيبته الت يعلم براءتا كعلدمه بنفسه ويقول لا) :أّما بعد
يا عائشة ،فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ،فإن كنت بريئة فسيبرئك ال ،وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري ال وتوبي إليه ،فإن العبد إذا اعتر(ف بذنبه نثم تاب إلى ال ،تاب ال عليه ( ليمر يعل الشاعة شديد الوطأ ة عظيم. فدمن يمنا يستطي ع أن يقول اليو م لتهم يمتأل) :إن كنت بريئاً فسيبرئك ال ( وقد انقط ع الوحي يمن السدماء ،
فحسبنا ال ونعم الوكيل.
يماذا يلك اليو م أهل التوحيد ودعاته والاهدون ف سبيله يمن الوسائل للوقو ف أيما م طغيان آلة الكذب والشاعة الفاجر ة؟ علدماؤهم ف السجون أو يمقهورون يمعزولون منوعون يمن الظهور ،الاهدون يمطاردون ف كل فج ،البون لم يمتخفون على خو ف وترق ب ،فأي يمعادلة هذ ه والعداء يلكون كل السبل ويقفون على كل الصعد؟ اللهم رحتك وفقط ،فإن هذ ه يمعركة أقولا بكل أل يمعركة يملؤلة وعوايمل السار ة فيها جلية ،لكن يرط ب القلوب أن العاقبة للدمتقني. اثبت هنا حديث الفك ،فوال يما قرأته إل وبكيت ،والعظات فيه كبي ة لن تفكر واعتب إذ أن هذا الباب ل يس ع الرء فيه إل أن يض ع القلم فيه ويستغفر ويلتج ئ إل ال طالباً العون والدد) .حديث / 4750 :البخاري(
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][101
الحديث السادس والثلنثون عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال برسول ال صلى ال عليه وسلم) :شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الغنياء ويترك الفقراء (. شتان يمن يأتيك جائعاً يمتلهفاً ،وبني يمن يأتيك يمستدملحاً بطراً ،وشتان يمن يأتيك ليض ع الطعا م على الطعا م ويمن يأتيك يم ع فراغ الناء ،فشرط النتفاع كدما قالوا فراغ الل ،وقد كثر ف زيماننا البطرون ،لم أرجل كلت يمن الشي للتذو ق فقط ،كلدما مسعوا دعو ة لوليدمة قالوا هيا لنذو ق ولنشم ،ث نضحك ونستهزئ ،وند أرجلنا ل أيدينا صحمف ،فطالت ألسنتهم يمن كثر ة التذو ق يمرضاً ،ويماتت حواسهم يمن كثر ة الستهزاء ،ول يبق يمن "ريمتهم" ف ال ّ سو ى عفن الكلدمات وأحكا م السوء وإتقان البصق ف كل الصحون ،ل يقو م لهل الق رو ق إل وطافوا يبحثون عن "الكنف" فيه ،تغشى أعينهم عن كل الواهر ،وترض أنوفهم يمن الطي ب ،فيفرون إل تت الباط وجيوب الثنايا ليعيشوا هناك ث ل يرون إل "الرزايا". ف كل وليدمة للدين يأتون إل أطرافها يمستدملحني وهم يقولون" :هذ ه كتلك ،وستون النتيجة ،اجلسوا قليلً فلن ترون بعد كل هذا إل الراب" ونسي هلؤلء التخدمون بالقذر ة أن تلك سنة ل ف كل وليدمة ،إذ تقو م وتتد كالسو ق فيجن يمنها البا ة يمطالبهم ،فهذا شهيد ،وهذا يمتصد ق ،وهذا بائ ع لنفسه ينتظر ،ث ينفض السايمر فيج ع الناس إل يمنازلم كل يدمل يما التقط ول يبقى وراءها إل الخلفات والفت واللواقط الرخيصة ،فهذ ه "سو ق الدينة" ف زيمن رسول ال صلى ال عليه وسلم وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم على شرفتها وهو يقول) :هل ترون ما أبرى؟ قالو :ل ،قال :فإّني لبرى الفتن تقع خلل بيوتكم كوقع القطر ( ،وهل ف تاريخ العال قط بناء ل يصر إل زوال؟ ،وهل ف تاريخ الق قط أن ل يلف بعد ه شر وفت؟ ،لكن هلؤلء القو م ل يفقهون. لقد طا ف سلدمان الفارسي رضي ال عنه ظايمئاً جائعاً باحثاً عن الق ،وتقل ب على يموائد كثي ة حت هدا ه ال تعال إل يمائد ة رسول ال صلى ال عليه وسلم وارتفعت به هته حت صار )سلمان مّنا آل البيت ( ،وناس كانت الائد ة تنص ب أيما م أعينهم بل تطر ق عليهم بيوتم فيصدونا ويركلونا بأرجلهم ،فذاك الفقي التاج وهذا الستغن الدمتل ئ بالواء كذباً ،وستبقى هذ ه السنة جارية حت يرث ال الرض ويمن عليها ،وإن كانت ف أيايمنا هذ ه أجلى وأوضح ،إذ ظن البعض أن كثر ة التجارب الت يسدمونا جهلً "إخفاقات" وهي ف القيقة أسوا ق ربانية عظيدمة ،كانت فيها الجور والسنات ،وكان فيها العلم والتجربة والكدمة والوعظة ،يمات يمن يمات فيها شهيداً متسباً ،وصب فيها يمن صب يمبتلى ثابتاً ،وقطف يمن أفنان حكدمتها يمن تقل ب ف دروبا وشعبها ،ظن هلؤلء أن هذ ه التجارب إنا هي دليل على أن العقود أول ،وأن "الس ب" يمنذ البداية هي النجا ة ،فالقضية مسويمة لا يقولون ،وبعض هلؤلء ربا يمر يويماً على سو ق يمن جنباته أو حوافه فجلس بعد ذلك ملس "الكيم" يعظ على كل صعيد وكل وليدمة ربانية :أقول لكم ...قلت لكم ...ستون قريبًا ...لقد جربنا قبلكم ...حشاء مقوت يمن
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][102
بطن يمتخم بالهل .ث ...يدعون إل ولئم "النقد" ليتحدثوا حديث "الكدماء" و"النكة" ويدعى لتلك "الولئم" الالكون ف ج ب الكلدمات ليتذوقوا ويتحدثوا ويسدمروا على يموائد الغيبة والندميدمة ،والولئم الربانية تشتعل بوقود الفقراء ،وتوقد ببات قلوب أحبت النة والور العني ) ،و كأّين من نبّي قاتل معه بربّيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل ال وما ضعفوا وما استكانوا وال يحب الصابرين ،وما كان قولهم إل أن قالوا برّبنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ونثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ،فآتاهم ال نثواب الدنيا وحسن نثواب الخرة وال يحب المحسنين ( .فسبحان رب كيف قسم بني العباد؟ القياد ة ل تعجبهم فقالوا :لول )أنزل على برجل من القريتين عظيم ( فهذا رجل )مهين ول يكاد يبين ( و)نحن أحّق بالملك منه ،ولم يؤت سعة من المال ( والفقراء يقولون) :ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء (.
قالوا :يمن هلؤلء؟ "فقراء" فلو كان خياً يما سبقونا إليه ُ ،يضحك عليهم بذكر النة والنار ،والرغبة بالور العني ،ولكن أهل النظر والفكر والتجارب البطة والفقراء يقولون) :إّنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم ال نثم إليه يرجعون (.
قالوا :أتريدون يمنا أن نلؤيمن كدما آيمن هلؤلء ،بجرد أن يقال لنا آية أو حديث ،أو يط ب فينا خطبة حاسية يمن تاريخ ذاه ب أو ذكر لورية حت ن ب وقوفاً ،ل ،والفقراء يرددون قوله تعال عن هلؤلء) :و إذا قيل لهم آمنوا س فـهاء ولكن ل يعلمون (. س فـهاء ،أل إّنهم هم ال ّ كما آمن الّناس ،قالوا أنؤمن كما آمن ال ّ قالوا :مالسنا خاصة نتداول فيها ألفاظ العباقر ة ،ونلوك فيها جل الكدماء ،فهي مالس الاصة ،حيث يدار فيها "شول" النقاء الفكري ،فننشق يمقولة يمسيو ويمست ،فدمالنا مالس ليس فيها إل "السنة كذا" و"دين ال كذا" و"حكم ال كذا" فهذ ه مالس العايمة والرحاء ،والفقراء يرددون قوله تعال) :و ل تطرد الذين يدعون برّبهم بالغداة والعشّي يريدون وجهه (.
إي وال :شتان يمن يأت للتذو ق والسدمر ويمن يأت بغي زاد وهو ظايم ئ إل جنة ال تعال ،لكن أهل التوحيد والهاد يقولون للؤلء التخدمني :سنبقى فقراء وببطون خصة نطي إل كل هيعة يناد ى فيها إل النان ،ننغدمس فيها إل آذاننا لعلنا نبلغ النان والور العني ،ول عليكم فابقوا أنتم لتجدمعوا وراء كل هيعة الفتات والبقايا لتشيدوا يمنها دليلً جديداً على أن قعودكم أناكم يمن الوت بل ثن كدما تزعدمون )الذين قالوا لخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا ،قل فادبرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ،ول تحسبّن الذين قتلوا في سبيل ال أمواتاً بل أحياء عند برّبهم يرزقون ،فرحين بما آتاهم ال من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألّ خو(ف عليهم ول هم يحزنون ،يستبشرون بنعمة من ال وفضل وأّن ال ل يضيع أجر المؤمنين (.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][103
الحديث السابع والثلنثون عن كعب برضي ال عنه عن النبي صلى ال عليه وسلم قال) :مثل المؤمن كالخامة من الّزبرع ،تفيئها الّريح مّرة ،وتعدلها مّرة ،ومثل المنافق كالبرزة ل تزال حتى يكون انجعافها مّرة واحدة (. رياح عاتية ووحوش ضارية وجيوش كدمد القايموس قد أتت وذهبت وبادت و"خايمة الزرع" الصغي ة باقية ،فدما أعج ب روح اليان وعصار ة الق ،ويما أضعف رياح الباطل والغرور. "خايمة صغي عطر ة" لينة بضرتا ،قوية بثباتا ،تدخلها العني وتطدم ع با النفوس الشبعة وتستصغرها النظار البهيدمية ،فتأتيها "الرياح" "لكنها هواء" لتحطيدمها وغيظها وتديميها ،فتدميل هذ ه "الايمة اللينة" ،تيل كدما قال
تعال) :إذ تصعدون ول تلوون على أحد والرسول يدعوكم في اخراكم فأنثابكم غّم اًـ بغّم لكي ل تحزنوا على
ما فاتكم ول ما أصابكم وال خبير بما تعملون (.
س القوم قرح مثله ،وتلك تيل هذ ه الايمة "الضر ة القطر ة اللينة" ليقول ال لا) :إن يمسسكم قرح فقد م ّ
ب الّظالمين ،وليمّح صـ ال اليام نداولها بين الّناس ،وليعلم ال الذين آمنوا ويّتخذ منكم شهداء ،وال ل يح ّ الذين آمنوا ويمحق الكافرين ،أم حسبتم أن تدخلوا الجّنة ولّم اـ يعلم ال الذين جاهدوا منكم ويعلم
صاـبرين (. ال ّ
تميل هذه "الخامة الصغيرة اللينة": .1لنا سنة ال ف تداول اللق ،فالسنة فيها أن تيل هي ،والسنة ف غيها أن تنجعف يمر ة واحد ة. .2لبّد يمن اختبار عصار ة الفروع وروحها وجوفها ،فالغصن ليس بطوله ول بغلظه لكن بروح الضر ة فيه الت تعطيه القو ة والليونة ،فتسقط الفروع النخر ة ف فتنة البتلء وتبقى الفروع الصلية. .3ث إن بعض الثدمر قد طاب لألكل ونضج ،فلبد يمن أن يأوي إل الرين )ليّتخذ منكم شهداء (. وتضي السنة يمر ة بعد يمر ة ،قرون تأت فتخر ق ف الوان ب ويتفجر الد م والل ،ويبدأ التطب ب والحياء وإعاد ة الروح والبناء ،سنة ل تأبه لاهل يصرخ إذ ير ى هذا اليمل عذاباً بسب ب استعداء هذ ه الايمة الت ذنبها أن ريها
طي ب ف أرض )و أكثرهم الفاسقون ( .فيصرخ الاهل :هل كنا كغينا؟! وهل غيت هذ ه " الايمة " يمن يمنهجها لعلنا نرتاح كدما ارتاحت بقية اليمم؟! يمالنا نن فقط نعيش منة وراء منة ،وابتلًء وراء ابتلء؟ أين علة هذ ه القضية؟
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][104
قالوا :العلة ف روح استعلء هذ ه "الايمة الصغي ة" ،فهي تتيه أن جذورها تتد إل كل النبياء وروحها يمن روح ال ،وعصارتا يمن "صن ع ال" ،فهل توقفت هذ ه "الايمة" عن هذا "الستعداء" وصارت أرضية ككل شجر الرض؟! ث أل تجل هذ ه "النبتة" يمن كل هذا "الّدعماء" وهي صغي ة يمهينة داستها كل الرجل ،والنبتة تردد بياء
عدميق )و ل تهنوا ول تحزنوا وأنتم العلون إن كنتم مؤمنين (.
قالوا :أنظروا إل شجر الرض ،عالياً ،يمرتفعاً ،صلباً ،آيمناً ،سعيداً ،يعيش النعيم يمن كل الوان ب ،وكل قبحة الظاهرين قد ست بأجل اللبسة وبأروع الصباغ ،و" خايمة الطي ب الصغي ة " تضي على وسعها وقدرتا ،وعيونا إل جنة الرضوان. قدر هذ ه النبتة أن تكون "فلسطني" يمأو ى أفئد ة كل يما بقي يمن حق ف أديان السدماء السابقة ،والرض الباركة ف القرآن ،وقدرها أن تكون على يمريمى القل ب يمن كل الفر ق ،ت ب عليها الرياح يمر ة بعد يمر ة وفتنة تريمق سابقتها حت ينمزل عيسى عليه السل م ،والنافقون يقولون :بركة يموهويمة ،وشر ف يمّد عممى ،ولقدمة سائغة يم ع كأس يمهانة خي يمن كل هذ ه الرض. قدر هذ ه النبتة أن تست عرضها وشرفها وقيدمها بعصار ة أبنائها وروح يمهجتها ،والنافقون يقولون :ل شر ف إل نو م هان ئ وجي ب يمليء وروح صاح ب ينسى الرء فيه نفسه. قدر هذ ه النبتة أن يبارك ال ف أرضها ،لبناً لكل جو ف ،وعسلً لكل يمشته ،وراحة لكل راغ ب ،فينقدمون على أهلها أنم رعا ة إبل ،والنساء جوهر يمستور ،والعيون دويماً تراق ب الشدمس ،والنافقون يقولون :سينب ع كل شيء ف سو ق النجاسة رجاء إرضاء الرياح والوحوش. ستذه ب كل هذ ه الوساخ ،وستأوي إل يمستقرها يمن الزي والعار والعاقبة لذ ه " الايمة العطر ة اللينة الطيبة " وأيما رياح الكفر فليست أيمريكا ف زيماننا بأشد يمن التتار ف زيمانم ،وليس "صلي ب اليو م" بأصل ب يمن "صليبهم" ف اليمس ،وكل ذلك قد ذه ب ،والعاقبة للتقو ى. )أكّف اـبركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الّزبر (.
ستبقى هذ ه "الايمة" كدما هي تغري أعداءها لسحقها )و يقّللكم في أعينهم ( ،فتأتيها أيمم الرض ،أرتالً وراء أرتال ،قدر ل نستطي ع أن ننفك عنه إل أن نغي ديننا ،قدر هذ ه "اليمة" هو قدر التاريخ ،منة وراء منة ، وابتلء وراء ابتلء ،يسدميها الهلة "أخطاء" ،ويظنون أن بإيمكان هذ ه اليمة أن تتك "الستعداء" لتعيش آيمنة هانئة ،تفرح فرح البهائم كغيها يمن اليمم ،واليمر ليس سو ى "إغراء" إلي ليق ع "القدر" وتقو م "السوا ق" فيبح
الرابون يمن "التجار" الذين استجابوا لنداء ال تعال )هل أدلكم على تجابرة تنجيكم من عذاب أليم ( ،ويسقط
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][105
الذين استجابوا لكر العداء )و ل يزالون يقاتلونكم حتى يرّدوـكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم
عن دينه فيمت وهو كافر فألئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والخرة وأولئك أصحاب الّنابر هم فيها خالدون (. هذ ه "الايمة" ستدميل دويماً لكنها لن توت ،وستعود دويماً بعد كل يميٍل قو ة وارتفاعاً ،فالفوز والعاقبة لهل هذ ه "الايمة" يمهدما تألوا خلل إننائهم. فيا أهل التوحيد يمن ماهدين وعلدماء ودعا ة وعّباد أنتم ثار هذ ه الايمة اللينة القوية العطر ة ،عصارتا فيكم ، وروحها تتد إل قلوبكم ،تدكم حني تدمونا ،وتعطيكم حني تسقونا بديمائكم ،وكونوا على يقني أن أعداء ال سيسخرون ،وأن الساقطني يمن فروع هذ ه الايمة يما سقطوا زهداً با وترفهاً عنها لكنهم سقطوا لن أرواحهم يماتت وانقط ع الد م الواصل بينهم وبني نبتة الق ،أيما إن سألتهم عن روح هذ ه النبتة فإليكم الواب:
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][106
الحديث الثامن والثلنثون عن أبي الشعري برضي ال عنه قال :قال النبي صلى ال عليه وسلم )مثل الذي يذكر برّبه والذي ل يذكره مثل الحي والمّيت (. لنا رحلة الرواح ،فهي رحلة الحاسيس والشاعر ،رحلة الديمعة الائفة تتبعها الديمعة الراجية ،فيها تبصر
النفس تاريها السائر يمن عال الذر حني خاطبها اللك العظيم) :ألست برّبكم ( فقالت :بلى ،فحدملت اليمانة ثقيلة عظيدمة ،وتدفقت يمواك ب النور يقودها النبياء ويطوها الواريون ،وللرك ب هزيج هو غناء الوجود الواك ب للقافلة ،مسوات وأرضني وجبال وشجر ودواب ونو م وأفلك وبار كلها تردد تسبيح اللك العظيم فو ق العرش وتدمد ه:
اللهم لك الدمد أنت قّيا م الّس دمموات والرض ويمن فيهّن .م ولك الدمد أنت نور الّس دمموات والرض ويمن فيهّن .م ولك الدمد أنت يملك السدموات والرض ويمن فيهّن .م ب الّس دمموات والرض ويمن فيهّن .م ولك الدمد أنت ر ّ هذ ه رحلة القوافل الزجة الت يباهي با اللك يملئكته ،هلؤلء أوليائي وأحباب وعبيدي ،إنا قوافل الرواح الطاهر ة الطيبة ،تستعني على ثقل اليمانة بالكنوز التية يمن تت العرش )ل حول ول قوة إل بال ( وتقو ى أرواحهم بالباقيات الصالات قوتاً وغذاًء) :سبحان ال والحمد ل ول إله إل ال وال أكبر ( ،فتنشأ علقة
ال ب حيث يلهج البي ب بذكر حبيبه )كلمتان خفيفتان على اللسان نثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الّرحمن، سبحان ال وبحمده ،سبحان ال العظيم ( فتنشط الرواح التعبة وتقتحم العقبة وراء العقبة لتبلغ الراد. ف الرض جيف ،خش ب يمسند ة ،فيها جال الصور ،ولا صراخ وهلجة ،تأل جنبات ميطهم القي ،لم نت الرحم العفنة ،يمقيدمون على أدن يمن جناح بعوضة ،يمن أجلها يوتون ،ويتنافسون على غبارها ،ويتباهون كالكلب
صّمـ ولو كانوا ل على العظا م ويسبون أنم يسنون صنعاً )و منهم من يستمعون إليك ،أفأنت تسمع ال ّ يعقلون ،ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمَي ولو كانوا ل يبصرون (.
وتتكرر العب ة إذ يرج )على قومه في زينته ( فيفعل سحر البيق الكاذب أثر ه على الهلة فيصرخون) :يا ليت
ظ عظيم ( فيعظ العالون بالقائق) :قال الذين أوتوا العلم ويلكم نثواب ال لنا مثل ما أوتي قابرون إّنه لذو ح ّ صاـبرون (. خير لمن آمن وعمل صالحاً ول يلّقاـها إل ال ّ تلك منة البصي ة الية بذكر ال أيما م الدموع التائهة ببهرج العاجلة.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][107
ويضي رك ب اليا ة والرواح يمبكر ة على كل صعد ،يمسبحاً ف كل واد ،تشهد له ذرات الرض والواء والشجر والدواب ،وتصلي عليه وتستغفر له يملئكة الرض والسدماء. هذ ه هي اليا ة ،حيا ة ف النفاس والرواح ،والباقي " يملعون يمطرود " فالدنيا يملعونة يملعون يما فيها إل ذكر ال ويما وال ه وعالاً ويمتعلدمًا.
صاـلحات خير من الّد نـيا وما فيها (. )الباقيات ال ّ
)بركعتا الفجر خير من الّد نـيا وما فيها (. )كل سجدة لعابد ترفعه دبرجة (.
هذ ه هي القائق والكنوز ،يطويها العاقلون ف سر ،فتحيي أرواحهم ،لن الشياء ليس بوجودها فقط لكن بقيايمها على يمقصد وجودها ،وأعظم القاصد هو عباد ة هو عباد ة ال الليل ،حينها تكون فيها الرواح ،فذكر ال تعال هو روح هذا الوجود ،وحني تنتهي يمن ألسنة اللق كلدمة التوحيد تقو م الساعة وينتهي الوجود ،إذ تقو م الساعة وليس على الرض رجل يقول :ال .حينها ل تبقى إل اليف النتنة ،وقود جهنم. س هـم طائف من الشيطان تذّك رـوا فإذا هم ف رك ب الدعا ة والاهدين والعلدماء والعّباد وتركوا اليا ة فإن )م ّ مبصرون (. يمعهم تطدمئن القلوب) :أل بذكر ال تطمئن القلوب (. يمعهم كل الصفقات رابة ،إن يمسهم خي شكروا وإن يمسهم ضر صبوا ،فكل أيمرهم لم خي يمعهم إن قتلت فرحة وإن يمت فرحة) :ولئن قتلتم في سبيل ال أو مّتم لمغفرة من ال وبرحمة خير مّم اـ يجمعون (. يمعهم صحبة اللئكة ،فدما يمن قو م جلسوا يذكرون ال إل حّف تمهم اللئكة. ص ال على حبيبه ذكر الفتية الغرباء الذين هاجروا هذا هو رك ب الحياء فل تعد عيناك عنهم ،فبعد أن ق ّ فراراً بدينهم ،والعال بأيمواجه يمشغول عنهم ،يمشغول بصفقاته وهرج أهله وتقل ب اليموال والقوافل فيه ،كل هذا التاريخ العريض يمضى ،يمضى ول يذكر بشيء ،لكنه وقف يمتأيملً عند هلؤلء " الفتية " ،خّلد ال ذكرهم ف كتابه العظيم ،وقص الكاية على العال لن هلؤلء هم عليمات التاريخ فقط ،ليس اللوك ول الثرياء ول القواد ،بل
هلؤلء "الفتية" الضعفاء ،يأوون إل غار )سبعة ونثامنهم كلبهم ( ،بل طبل ول يمزيمار ،ول يمواك ب ،ويسدل الزيمن عليهم رداء ه بل ذكر كاذب يمبهرج ،بعد ذكر هلؤلء "العيان" يقول ال لبيبه الصطفى صلى ال عليه وسلم: )واصبر نفسك مع الذين يدعون برّبهم بالغداة والعشّي يريدون وجهه ول تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ،ول تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واّتبع هواه وكان أمره فرطا ( ،فدم ع يمثل هلؤلء كن.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][108
هذا هو تاريخ "الفتيان" ،تاريخ خاص ل تسجل فيه أعداد القصور ،ول أطنان اليموال ،ول عدد النود ،ل تسجل فيه زينة الدنيا ،فإن أردت هذ ه فاصر ف وجهك عن هلؤلء ،وكن هناك حيث الغافلني عن ذكر ال ،هناك ستجد كل يما تريد يمن زينة اليا ة الدنيا ،ستجد وزار ة عند فرعون ،وستجد يمالً عند قارون ،وستجد كل يما تشتهي نفسك ،وستلغ ف ذلك كالكل ب ،لكن يمالك إل ل شيء ف الدنيا والعذاب ف الخر ة. يم ع "الفتيان" ،يم ع الذاكرين ل تعال يكت ب تاريخ آخر ،تاريخ بدري وأحدي وخندقي ،تاريخ يلؤقت على إيقاع الديماء والشهداء ،وتصبغ أيايمه بفتية يهاجرون ،وفتية ُيأسرون ،وفتية َيقتلون وُيقتلون ،ويو م نَُس ّرم ويو م ُنساء ، وحبي ب يطف على بئر يمعونة ،ويويماً نوع فنسأل ال ويو م نشب ع فنحدمد ال. هذا هو تاريخ الحياء ،وهكذا تدخل يم ع "الصالني" ،وأيما هناك فهو تاريخ "اليموات" إن كان لأليموات واليف تاريخ.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][109
الحديث التاسع والثلنثون ت عند خالتي ميمونة )زوج الّنبي صلى ال عليه وسلم ( قال ابن عّباس برضي ال عنه" :ب ّ
فقلت لنظرّن إلى صلة برسول ال صلى ال عليه وسلم ،فطرحت لرسول ال وسادة ،فنام
برسول ال صلى ال عليه وسلم في طولها ،فجعل يمسح النوم عن وجهه فقرأ اليات العشر ضأـ نثم قام يصلي". الواخر من آل عمران حتى ختم نثّم أتى سقاء معّلقاً فأخذه فتو ّ
س مـوات والبرض واختل(ف الليل والّنهابر ليات لولي هكذا الكدمال :ذكر وفكر ) ،إّن في خلق ال ّ اللباب ،الذين يذكرون ال قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والبرض برّبنا ما خلقت ب الوجود ،وذكر للغي ب )إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى هذا باطلً سبحانك فقنا عذاب الّنابر ( ،ذكر ل ر ّ الّد اـبر ( ،وذكر لكتاب ربنا ،وهكذا تصل الروح ،ولبد يمن فكر ،وهو جهد العقل ف التأيمل والنظر ،يمن أجل
س مـوات والبرض ( ،فايمتطاء الشيء إدراك السنن للسي فيها وتسخي اللق الذي خلق لنا )و سّخ رـ لكم ما في ال ّ
ل يكون إل بإتقان وذلك يمن خلل يمعرفة سنة ال فيه ،وكلدما ازدادت يمعرفة النسان بالسنة كلدما أفاد يمنها
وسخرها فكانت له ،والذين يعرضون عن السنن هم ف وديان الباطل ،وهم بق يقولون بفعالم" :هذا باطل" ، والباطل يما ل نف ع فيه ،وهو اتا م الهلة لكدمة الرب وقدوسيته ،فإن ال ل يلق شيئاً ف السدموات والرض إل
يمن أجل أن ينتف ع به النسان ،ودخول أي شيء لبد له يمن يمفتاح ،والفتاح هو العلم بقدر هذا الشيء حت يتم القياد ،واليات الكونية هي عليمات ،فالية يمعناها العلقة ،أي فيها يمعن ،وأول هذ ه العان هي الدللة على خالقها وعظدمته وحكدمته ،وهذا ل يق ع على حقيقته إل بإدراك صحيح لذ ه اليات ،وأجهل الناس بربم هم الذين يفهدمون الكون على غي حقيقته ،فهم أهل البدع حقاً ،ويمالم حال يمن فهم الشرع على غي لنم عطلوا حكدمة الرب ف الوجود فلن يستفيدوا يمنه بشيء وهو الذي خلقه ال وسخر ه يمن أجلهم. يماذا ينتف ع الرء يمن "النفط" يمثلً وهو يظنه يمارداً يمن الن إن رآ ه استعاذ بال يمن الشيطان وهرب يمنه؟! ،
وهل استعاذته بال هي ذكر حقًا؟!
يماذا ينتف ع الرء يمن "غزو العداء" وهو يظن أن علجهم يكون بقيا م الليل دون يمواجهتهم ويمقاتلتهم؟! إن الذكر ل يلؤت ثار ه يمن اطدمئنان النفس وتقيق الوعد إل إن وض ع يم ع الفكر السليم الذي ينتج الفهم السنن الق ،فكم يمن ذاكرين ل بأفكار الرافة والعراض عن السنن فلم يتحصلوا الوعود اللية يمن النصر ل ( ،فكدما أن الذكر الذي يقق والتدمكني والعز ة) .الذين يذكرون ...ويتفكرون ( والنتيجة) :ما خلقت هذا باط ً
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][110
الو ف والرجاء دين فكذلك الفكر الذي يقق عظدمة ال ف القلوب وذلك بإدراك إتقان اللق وإبداع الوجود وحكدمة التكوين ،فولية ال قيا م بالشرع ودوا م ذكر على كل حال ،وتفكر ف اللق ،وهذا هو الفقه ،بصي ة حاضر ة ف عال الشهاد ة وعال الغي ب ،تراق ب حركة الغي ب وترعى حركة الشهاد ة ،فالغافلون عن ذكر ال ليسوا مست اجتدماع هذين اليمرين ف بأولياء ،والغافلون عن حركة الشهاد ة ليسوا بأولياء ،ويما أعظم هذ ه اليات حني ّ الرجل أنم) :أولي اللباب ( ،فإغل ق العني عن النظر وإغل ق العقل عن الفكر وإغل ق الفم عن الذكر فساد للخلق وذهاب لعقولم ،وهذا دين ل خيية فيه لغافل ول لاهل ول لغب ول لارب عن الواجهة ول يدمي عن حركة الوجود ،ويمن عجائ ب النتسبني له أنم جاؤوا إل كل هذ ه القو ى العظيدمة وهذ ه الرشادات الادية فقلبوها إل ضدها إذ صار الول هو العتزل عن حركة الوجود ،وصار التدين هو الذي ينتكس إل داخله ،ويم ع فكر ة يسي ة ف صور ة النبو ة ف القرآن نراها صور ة الضور والصراع والواجهة ،ل يوجد فيها هروب وانتكاسة إل الداخل بل حضور يقق الصديمات يم ع الصويمة حت تري السنن إل آخرها. إن عظدمة ال ف القلوب إنا تتحقق بعرفة قدرته ول تعر ف القدر ة إل بعرفة اللق ،وهذا ل يعر ف إل بالفكر والنظر والبحث والسي والتتب ع والدراسة ،وهذا باب ي ب أن تتعلم هذ ه اليمة أنه شق ل تكتدمل الولية إل به ،ول يصح أن ينس ب أحد إل )أول اللباب( الذين ُيمدمحوا ف القرآن إل بتحققه فيهم.
إن أكثر الناس حاجة لعرفة سنن اللق وإعدمال الفكر وإدايمة الذكر إنا هم الذين يصارعون الشيطان وجند ه ،
فهلؤلء الكفر ة عندهم بعض عوايمل الغلبة كالكثر ة ف كل يمعركة وعندهم الال والسلطان ،وبالتال ل يكن تقق النصر عليهم إل بأخذ أهل الق العوايمل الت أضلهم عنها ،وهذا ل يكون إل بتعايمل الاهدين يم ع السنن ورعايتهم لا ،وقد جعل ال سب ب هزية الكفار يم ع كثرتم أنم ل يفقهون ،فقال سبحانه) :يا أّيها الّنبّي حّرض المؤمنين على القتال ،إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ،وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من
الذين كفروا بأّنهم قوم ل يفقهون ( ،فالصراع إذاً بني يمن يفقه الق يمن الشرع والسنن وبني الضال عن الشرع والسنن ،بني أول اللباب وبني الضالني ،والضالون عن إعدمال العقل والتفكر يمآلم السار ة أيندما كانوا وتت أي ي شعار تدمعوا ،إن قواعد الصراع هي سنن الق ف اللق ،وإن عوايمل البقاء إن أخطأها أهل الشرع ل ينفعهم أ ّ ادعاء وسيق ع عليهم البلء بل مابا ة. إن أردت النجاح فأديوا النظر والتفكر ،واجعلوا نظركم وفكركم ف السدموات والرض وف اللق الادي وف الليل والنهار ف اللق العنوي إذ الليل والنهار أوان الوادث والوقائ ع ه ، -ففكر ة للتسخي وفكر ة للعتبار ،وذكر تكونوا أولياء ل حقًا.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][111
دبرتان:
ثم اليما م أحد وبات عند ه ،فأعد له اليما م أحد وضوء ه فلدما جاء ه صباحاً وجد وضوء ه ل زار يمسافر مّد ٌ يس ،واستيقظ الرجل صباحاً ،فعج ب يمنه اليما م وقال له :مّد ثم ل يقو م الليل!! فجعل الرجل يعتذر أنه يمسافر ،واليما م يكرر :مّد ثم ل يقو م الليل!! مّد ثم ل يقو م الليل!! كان ما قاله الشيخ أبو السن الندوي رحه ال :أن السدمة الت ل تط ئ الّد دممين ف تارينا هي قيا م الليل ، إذ ل يوجد يمصلح ف هذ ه اليمة ل يعر ف عنه هذ ه السدمة :قيا م الليل.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][112
الحديث البربعون عن أبي هريرة برضي ال عنه قال :قال الّنبي صلى ال عليه وسلم) :من آمن بال وبرسوله
وأقام الصلة وصام برمضان كان حقاً على ال أن يدخله الجنة ،هاجر في سبيل ال أو
جلس في أبرضه التي ولد فيها ،قالوا :يا برسول ال ،أفل ننبئ الّناس بذلك ،قال :إّن في
الجّنة مائة دبرجة أعّد هـا ال للمجاهدين في سبيل ال ،كل دبرجتين ما بينهما كما بين السماء
والبرض ،فإذا سألتم ال فسلوه الفردوس ،فإنه أوسط الجّنة وأعلى الجّنة ،وفوقه عرش الّرحمن ،ومنه تفّج رـ أنهابر الجّنة (.
هذ ه ركائ ب الرجاء ،وكذلك نائ ب السبق ،يميدان يس ع كل الدمم والرادات ،فهذا دين رب العالني جيعاً ، يس ع العالني جيعاً بيسر الدمائل ،فإن أثقلتك الذنوب فل قنوط إذ قوارب النجا ة يماد ة لك أذرعها تناديك ليل نار ،فالرحن يد يد ه بالليل ليتوب يمسيء النهار ويد يد ه بالنهار ليتوب يمسيء الليل ولو أذنبت ف اليو م يمائة يمر ة أو أكثر ،ولو أتيت ربك بلء الرض خطايا ث استغفرت وجدت ال غفوراً رحيدماً ،ولو قتلت يمائة نفس يمعصويمة ث رحلت إل ال سيفرح لك ويأت إليك أشد ما تأت إليه ،وقد سبقك أن بغياً يمن بن إسرائيل سقت كلباً عطشاً ب ال تعال فتقط ع طريق فشكر ال لا فغفر لا ،وإن يمن الكفر اليأس يمن رحة ال ،وما يبط الذنوب أن تس ّ التائبني عنه ،فإن رجلً قال :وال ل يغفر لفلن ،فأغضبت يمقالته رب العباد وقال :يمن التأله علي ،اشهدوا أن غفرت لصاحبك وأحبطت عدملك. افتحوا البواب ول تضيقوا واسعاً فربكم واس ع عليم ،وانثروا للخلق عناوين الرحة فكتاب ربكم عنوانه) :بسم
ال الّرحمن الّرحيم ( ،وإياكم واللاد ف أمسائه ،فإن رحته سبقت غضبه.
إن جاءكم يمثل "ضدما م ب ثعلبة" فقال :وال ل أزيد ول أنقص عن الصل ة الفروضة والزكا ة القدر ة وصو م
ريمضان وحج البيت فقولوا) :أفلح ودخل الجّنة إن صدق (. إن جاءكم يمثل صفوان بن العطل ،وقد شكت زوجته حاله لرسول ال صلى ال عليه وسلم أن صل ة الفجر تفوته بسب ب النو م يمن غي تقصي فقولوا) :ليس في الّنوم تفريط (. أكثروا يمن قول) :ل حرج ،فالّراحمون يرحمهم الّرحمن (.
صلم. ل تشددوا فيشدد ال عليكم ،ول تكثروا على الناس فتفتنوا الناس ،إذ يسعكم يمعهم صغار الف ّ
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][113
ث يمن جاءكم وقد علت هته لظة فاهدو ه إل رشد ه ،ويمن جاءكم يطل ب يمنحة فارفعوا له الجر ،ولهل العوال درجات السبق وقص ب السْبق عرش الرحن. هذا دين ال يقبل القليل ويدف ع للزياد ة ويرف ع الواق ع لن الصراع بني يمنهج ال ويمنهج الشيطان وجند ه.
تأملوا قوله تعالى: )يريد ال ليبّين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم وال عليم حكيم ،وال يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يّتبعون الشّه وـات أن تميلوا ميلً عظيمًا ،يريد ال أن يخّففـ عنكم وخلق النسان ضعيفا ( هذ ه هي العادلة ،فال يهدي ويتوب ويفف لن النسان ضعيف ،ويمنهج غي ه شهو ة عاصية ويميل عن الق ،فدم ع يمن أنت يا عبد ال؟ عّلدموا الناس الواج ب ،ث أعلدموهم بالدرجات ،فأبقوا ف النفوس الرجاء وادفعوهم للعوال ،وأعلدموهم أن الهاد هو باب الولوج إل الفردوس الذي سقفه عرش الرحن وهو أفضل النة وأعلها ويمنه تتفجر أنار النة ،فكدما أن الاهدين بأيديهم تتفجر اليات ف هذ ه الدنيا ،وبفعالم تسعى القلوب هداية ) ،فلول دفع الّناس بعضهم ببعض لفسدت البرض ولكّن ال ذو فضل على العالمين ( وبالهاد حيا ة البشرية )استجيبوا ل وللّرسول إذا دعاكم لما يحييكم ( أي الهاد ،فحق للدمجاهدين أن يكونوا عند نب ع النعيم ف جنة الرحن ،ف الفردوس العلى ،فاللهم اجعلنا يمن أهله.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][114
الحديث الحادي والبربعون عن أبي هريرة برضي ال عنه عن الّنبي صلى ال عليه وسلم قال) :قال ال تبابرك وتعالى:
صاـلحين ما ل عين برأت ول أذن سمعت ول خطر على قلب بشر ( قال أعددت لعبادي ال ّ
أبو هريرة" :إقرؤوا إن شئتم )فل تعلم نفس ما أخفي لهم من قّرة أعين (".
على يموائد الكري ترتاح الركائ ب وتلقي غبار السفر وشعثاء ه ،فقد لقت هذ ه القوافل الكثي يمن الكار ه ، وكثرت فيها جراح الكتائ ب ،وحطدمها الناس يمن كل جان ب ،فآن لا أن تقطف الجور وتذو ق النعيم ،يمرت هذ ه الركائ ب جوعى وهي السد الضواري والكلب حولا تلغ ف الدنيا ،يمرت وهي صابر ة لهثة ،صابر ة عدما تر ى ولهثة للنص ب الت علقت ف قلبها :أن الراحة فقط بلقاء الرحن. إي وال لقد جهدت هذ ه الركائ ب بأحال كالبال ،فاشتاقت أرواحها إل الوار وصحبة السيد العظيم الليل ب ابن لي عندك بيتاً في الجّنة ونجني من فرعون وعمله (. عند عرشه )بر ّ
هل هناك كتاب يطب ب دون ذكر النة؟! ،وهل هناك ملس يتزكى بغي عر ف طيبها ونسيدمها؟! أليست هي
يمن شغلت هذ ه القلوب السافر ة عن نعيم يعرض هنا وهناك ألى الكثيين عن ترحالم؟! أليست هي يمن أنست التألني آليمهم تت سياط اللد وقيد السجان وغبار العساكر؟! أليست هي يمن أقلقت النوب عن يمضاجعها فانتصبت القدا م لتناجي الرواح حبيبها ويمولها؟! أليست هي يمن هّونمت خوض الصفو ف واقتحا م الهوال؟!
أليست هي يمن خففت آل م هجر ة الرواح والولد والوطان؟! أليست هي يمن أبكى العيون ذكرها والشو ق
إليها؟! أليست هي يمن أضحكت الغافلني على هلؤلء الفقراء وهم يصرخون فيهم :يما وعدت إل غرورًا؟! أليست
هي الدميلة الرائعة الت ألت القلوب عن طعايمها وشرابا فصايمت متسبة صابر ة؟! إذاً أبشروا فهناك ستحطون أثقالكم وأحالكم وآليمكم وستون يما ل تعلدمون.
هناك يمائد ة الكري ،ويمائد ة القيو م ،ويمائد ة القدير ،ويمائد ة الغن ،وإذا كانت الوائد على قدر الكر م والغن فكيف هي يمائد ة الكري الذي له يدان ها يني كل يمنهدما سخاء ل يغيض عطاء واحد ة يمنهدما؟! وكيف هي يمائد ة الغن الذي أيمر ه كن فيكون؟! فهل لذا العقل الدود القاصر أن يتصور حدود عطاء هذا الول الذي ليس قبله شيء والخر الذي ليس بعد ه شيء؟! هناك حيث يتدم ع البي ب يم ع حبيبه بعد طول يمسي :فكم ناجا ه غيبًا! ،وكم بكى له ورجا ه وراقبه غيبًا! وكم ذكر ه ف سر ه وعلى لسانه وأفاض ف حد ه وتسبيحه وتكبي ه وتوحيد ه وهو ير ى فقط آثار ه؟! فالن جاء دور كشف
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][115
العذار ورف ع الج ب لينعم هذا الشتا ق برؤية البي ب ،فتزهر الوجو ه نضر ة وبجة وسروراً ) ،و وجوه يومئذ ناضرة إلى برّبها ناظرة (.
هذ ه النة الخفية الغائبة هي الت أجازت ف هذ ه الدنيا بني عقل بيدمي وعقل رشيد ،إذ البهيدمة هي الت ل
تفهم إل أن يلوح لا بالشيء أيما م عينها لتكض إليه ،وأيما العقل الرشيد فهو الذي يلؤيمن بالغي ب ويدرك حقيقته حت وإن غاب عن عينيه. هذ ه النة هي الت فرقت بني أرواح خبيثة وأرواح علوية ،خبيثة لنا رضيت بالدن وقبلت بالعاجلة السريعة وفرطت بالوعد الت يم ع خلود ه وروعته وجاله ،أرواح خبيثة استدمرأت لقيدمات قليلة يمغدموسة بالكفر حيث رفضت أن تلؤدي ل حقه ،وأن تعرض عن الشهوات النجسة ،لكن الرواح العلوية هي الت صبت على الواجر والكار ه وهي على يقني أن الواحة تنتظر وتتزين للراغبني ،فهم يشدمون أرواحها ت ب على أرواحهم فتحيل آليمهم وتعبهم ونصبهم عزية وصباً فو ق صب ،أرواحها تداع ب أرواحهم فتبسط عليها ند ى اليقني الذي يرط ب قسو ة اليا ة وشقاءها.
لقد آيمنتم با غيباً والن تعيشونا عيناً ،ولقد سألتدموها رجاًء والن تلون با يملوكاً ،ولقد بعتم أنفسكم وأيموالكم يمن أجلها والن تقبضون الزيد ،ث يل عليكم الرضوان فل يسخط عليكم السيد العظيم الليل. لقد أدركتم أن سكني النهايات ُينّغص كل نعيم ف العاجلة ،فكان الوت يسر ق اللوك عن عروشهم ،ويرحل بالثرياء عن أيموالم ،فطابت نفوسكم إل أرض اللود الذي ل ينقط ع والنعيم الذي ل يتحول ،والسعاد ة الت ل تنقضي فها هي الن بني أيديكم )فنعم عقبى الّد اـبر (. لقد تواضعتم يمعرضني عن العلو والستكبار وعلدمتم أنكم يمهدما كنتم فكل شيء إل ريماد وعذر ة ،وكل حي إل يميت فشاقت نفوسكم إل ُيمْلمك ل يبلى وسلطان ل يري ،فالن كل يما رغبتم هو بني أيديكم ،صنعه ال بيد ه ،إذ هو الذي "أعد ه" وحّس نَمه وطيبه حينها ستعرفون كيف عطاء هذا اللك العظيم.
هناك حيث يلتقي الخوان ويتدمعون ف مالس الديث الطي ب والنفاس والغناء الطاهر والوائد البسوطة ،
فيجتدم ع "التاريخ القيقي" ،أنبياء وأتباع وحكايات تروي عدما يمضى وكان. هناك حيث يطل ع "الصالون" على التاريخ الذاه ب حسر ة وتبكيتاً وعذاباً وهو يمنكوس ف جهنم ،حيث
الفراعنة وطواغيت الرض ،وحيث قارون وأيمثاله ،وحيث النود الدمي الغفلني.
هناك حيث الرضوان واللود وكل يما تشتهيه النفوس ،وكل يما يطر بالبال وفو ق ذلك ،وهناك حيث النهار فل ليل ،واليقظة فل ِس نَممة ول نو م ،والفرح فل حزن ول أل.
البربعون الجياد لهل التوحيد والجهاد -أبو قتادة
][116
كونوا على يقني أن كل ذلك ينتظر ويتق ب ويتزين ،ويما عليكم سو ى شد الآزر وجد السي ،ولن يلف ال وعد ه. سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن ل إله إل أنت أستغفرك وأتوب إليك. )برّبنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا برّبنا ول تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا برّبنا ول تحّم لـنا ما ل طاقة لنا به واعف عّنا واغفر لنا وابرحمنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الكافرين (. الحد / 25 :محرم 1426 / / 6آذابر 2005 /