Baijori qutadah

Page 1

‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫بسم ال الرح ن الرحيم‬

‫الرد الرثري المفيد‬

‫على البيجوري في جوهرة التوحيد‬ ‫ملحظات على البيجوري في شرح جوهرة التوحيد‬

‫تأليف‬

‫أبو قتادة الفلسطيني‬

‫عمر بن محمود أبو عمر‬

‫تم تنـزيل هذه المادة من‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬

‫‪w.dehwat.www//:ptth‬‬ ‫‪qamla.www//:ptth‬‬ ‫‪ofni.hannusla.www//:ptth‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(1‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫بسم ال الرح ن الرحيم‬

‫مقدمة‬ ‫إن الدمد ل ندمده ونستعينه ونستغيفره ونعععوذ بعال معع ن شععرور أنيفسععنا وم ن سعيئات‬ ‫أعدمالن ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ع ععا‪،‬‬ ‫مع ن ياهعده الع فل مضعل لعه‪ ،‬وم ن يضعلل فل هعادي لعه‪ ،‬وأشعاهد أن ل إلعه إل الع وحده ل‬ ‫ش عريك لععه‪ ،‬وأشععاهد أن مدمععداً عبععده ورس وله‪{،‬يععا أياهععا الععذي ن آمن عوا اتق عوا ال ع حععق تقععاته ول‬ ‫تععوت ن إل وأنتععم مسععلدمون{‪} ،‬يععا أياهععا النععاس اتق عوا ربكععم الععذي خلقكععم معع ن نيفععس واحععدة‬ ‫وبث مناهدما رجالً كثياً ونسعاًء واتقعوا الع العذي تسعاءلون بعه والرحام إن الع كعان عليكعم‬ ‫رقيبا{‪} ،‬يا أياها الذي ن آمنوا اتقوا ال وقولوا قولً سديدًا‪ ،‬يصلح لكم أعدمالكم ويغيفععر لكععم‬ ‫ذنوبكم وم ن يطع ال ورسوله فقد فاز فوزاً عظيدمًا{‪.‬‬ ‫أما بعد‪:‬‬ ‫فإن خي العلععوم وأشعرفاها‪ :‬علععم التوحيعد‪ ،‬وأفضععل مراتعب الاهععاد‪ :‬العذب ععع ن جنعاب‬ ‫التوحيد وتصيفيته م ن الشوائب والبدع ما يدخل عليه غيفلة م ن أهل الق‪.‬‬ ‫وف غيفلٍة تول قيادة هذه المة فئات م ن اليفكري ن سعاروا بالمعة إلع معواط ن الاوية‬ ‫وذلك لبعدهم ع ن النبع السلمي الصاف وحلاهم ألوية الزخارف الباطلة والعقائد التصدعة‬ ‫الاوية فكان على أهل السعلم وخاصعة أهعل السعنة والدماععة بيعان العق وسل سعيف المعر‬ ‫بالعروف والناهي ع ن النكر‪.‬‬ ‫ولعا كععان أمععر هععذه المععة ل يعععود إل ع سععابق عاهععده معع ن عععزة وانتصععار إل بتصععيفية‬ ‫عقائ ععدهم م ععا عل ععق ب ععا م عع ن ش عوائب ال ععدخ ن الباط ععل ك ععان لزام عاً فضععح م عوارد ومظ ععان ه ععذا‬ ‫الدخ ن‪.‬‬ ‫وبدمعد الع ععز وجل وطدمععاً فع تصعيل معا حصعله السعلف مع ن فضعائل غزيرة فعإن‬ ‫جعلععت هععي فع بععاكورة انتععاجي‪ :‬تليععة السععتار ععع ن مسععائل عقديععة نسععبت إلع السععلم زوراً‬ ‫ل‪.‬‬ ‫وبتاناً وع ن كتب غررت بالسلدمي طوي ً‬ ‫فكان هذا النتاج وهو نقد لشرح جوهرة التوحيد للبيجوري السدمى تيفة الريد‪ ،‬وسيت‬ ‫كتاب ‪ -‬الرد الرثري اليفيد ‪ ""1‬على البيجوري ف شرح جوهرة التوحيد ‪ -‬وقد تريت فيه‬ ‫"‪ "1‬هذه الطبعة الثانية عام ‪ 1412‬هـ تهذيب يسير للصل بعنوان‪:‬‬ ‫ملحظات على البيجوري في شرح جوهرة التوحيد‪.‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(2‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫عقيدة أهل السنة والدماعة ومناهج وعلوماهم واستدللهتم ول أزعم الكدمال ول القرب منه‬ ‫والتقصي من مقق‪ ،‬واسأل ال العظيم الغيفرة والداية والقبول‪.‬‬

‫وكتب‬ ‫أبو قتادة‬ ‫عدمان ‪ /‬الردن‬ ‫‪""2‬‬ ‫‪ / 26‬شوال ‪ 1407 /‬هع‬

‫الشعرية وكل م ال تعالى‬ ‫البيجوري أستاذ الشاعرة ف عصعرنا ومعلدماهععم عقائععد السعلف كدمعا يعبي فع شعرحه‬ ‫لععوهرة التوحيععد ييفيععض ويسععاهب ف ع شععرح عقيععدته ف ع كلم ال ع تعععال‪ ،‬وهو عععودة منععه إلع‬ ‫طامة كب ى له تعال‪:‬‬ ‫مععرت علععى السععلدمي ف ع الزم ان السععاليفة الععت دخلععت فياهععا علينععا عقائععد اليونعان‬ ‫ونيفاياهتم وعقائد الندوس وضللهتم باسم السلم وعقيدة السلدمي‪.‬‬ ‫"‪ "2‬وأخذت هذه الملحظات من الصل وطبعت ‪ 1412‬هـ‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(3‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫فدمععا هععي عقيععدة الععبيجوري وم ن قبلععه اللقععان وم ن شععايعاهم معع ن الشععاعرة فع كلم‬ ‫ال تعال‪:‬‬ ‫يقول اللقان ناظم الوهرة‪:‬‬ ‫ونزه القرآن أي كلمه‬ ‫فكل نص للحدوث دلّ‬

‫ع ن الدوث واحذر انتقامه‬ ‫إحل ع ن الليفظ الذي قد دلّ‬

‫‪""1‬‬

‫ويشرح العبيجوري هععذا النظععم بقعوله‪) :‬أي واعتقععد أياهععا الكلععف تنعزه القععرآن ‪ -‬بعنع‬ ‫كلمععه تعععال‪ -‬ععع ن الععدوث‪ ،‬خلفعاً للدمعتزلة القععائلي بععدوث الكلم‪ ،‬زعدمعاً مناهععم أن معع ن‬ ‫لعوازمه الععروف والصعوات‪ ،‬وذلععك مسععتحيل عليععه تعععال‪ ،‬فكلم الع تعععال عنععدهم ملععوق‪،‬‬ ‫لن ال خلقه ف بعض الجرام‪ ،‬ومذهب أهععل السععنة أن القععرآن بعنع الكلم النيفسعي ليععس‬ ‫بلخلوق‪ ،‬وأما القرآن بعن الليفظ الذي نقرؤه إل ف مقام التعليعم‪ ،‬لنعه ربا أوهم أن القعرآن‬ ‫بعن كلمه تعال ملوق‪ ،‬ولذلك امتنعت الئدمة م ن القول بلق القرآن( ‪.""2‬‬ ‫ث قال ف شرحه‪:‬‬ ‫فكل نص للحدوث دلّ‬

‫إحل على الليفظ الذي قد دلّ‬

‫)أي إذا تققت ما سبق ‪ -‬م ن التيفريق بي الليفظ القرآن والكلم النيفسي ‪ -‬فكععل‬ ‫نص‪ ...‬إل ؛ فاليفاء فاء اليفصيحة‪ ،‬وهذا م ن باب القيقة جواب عدما تسععك بععه العتزلة معع ن‬ ‫النصععوص الدالعة علععى الععدوث مثععل‪} :‬إنععا أنزلنععاه فع ليلععة القععدر{‪} ..‬إنععا نعع ن نزلنععا العذكر{‬ ‫ل" أي دل علعى حعدوث‬ ‫والراد م ن‪""3‬النص‪ :‬الظععاهر معع ن الكتعاب والسعنة ؛ وق وله "للحععدوث د ّ‬ ‫القرآن( ‪.‬‬ ‫ث ع قععال‪) :‬والاصععل أن كععل ظععاهر معع ن الكتععاب والس عّنة دل علععى حععدوث القععرآن‪،‬‬ ‫فاهو مدمول على الليفظ القروء ل على الكلم النيفسعي‪ ،‬لكع ن يتنعع أن ُيقال‪ :‬القعرآن ملعوق‬ ‫إل ف مقام التعليم( ‪.""4‬‬ ‫هععذه القعوال تععبي لنععا معراد الععبيجوري فع عقيععدته فع كلم الع تعععال‪ ،‬وهو التيفريق‬ ‫بي ع العن ع والليفععظ وأن العن ع والليفععظ وأن العن ع هععو كلم ال ع تعععال النيفسععي القععدي‪ ،‬وأنععه‬ ‫لي ععس بلخل ععوق والليف ععظ القرآن ع لي ععس ه ععو كلم ال ع تع ععال بععل ه ععو مل ععوق وإن ك ععان يص ععح‬ ‫"‪ "1‬شرح الجوهرة ‪95-93‬‬ ‫"‪ "2‬ص ‪94-93‬‬ ‫"‪ "3‬ص ‪95‬‬ ‫"‪ "4‬شرح الجوهرة ‪73‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(4‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫إطلق كلم ال عليه ولك ن يكون كلم ال هنا ملوق ول يقال ذلك إل فع مقعام التعليعم‬ ‫هذا هو المر الراد م ن كلمه‪.‬‬ ‫أما الراد الثان‪ :‬فاهو أن كلم ال تعال نيفسي قععدي ليععس بععرف ول صععوت‪ .‬وصرح‬ ‫بعذلك فع معوط ن آخععر حيع قعال‪ :‬فقعد سعع سعيدنا موسى كلم الع القعدي وهو ليععس بععرف‬ ‫ول صوت ‪.""5‬‬ ‫‪."6‬‬

‫وم ن عقيعدته كعذلك فع كلم الع تععال‪ ،‬قعوله بعأن الع بع يعزل متكلدمعاً أزلً وأبعداً‬

‫"‬

‫عقيدة السلف في كل م ال تعالى‪:‬‬ ‫أ( هععل التيفريق بيع العنع والليفععظ معلععوم معع ن كلم العععرب وهل الكلم يطلععق علععى‬ ‫الليفظ دون العن أو العكس؟‬ ‫الكلم عند النحاة‪ :‬هو الليفظ الركب اليفيد بالوضع‪.‬‬ ‫هععذا التعريف لعن ع الكلم يععدل بعبععارته علععى أن الكلم هععو مععا اجتدمععع فيععه أم عران‬ ‫الليفظ والفادة ‪.""7‬‬ ‫فععالكلم هععو الليفععوظ النطععوق وفيععه دللععة علععى معن ع وبذا يعلععم أن لغععة العععرب ل‬ ‫تيفرق بي الليفظ والعن حي إطلق معن الكلم‪.‬‬ ‫فقولنا كلم ال تعال‪ :‬لبد فيعه مع ن أمري ن فع لغعة الععرب الليفعظ والفعادة )العنع(‪.‬‬ ‫ول يصح فصل أحد المري ن ع ن الخععر إل لسععبب لغععوي أو شععرعي مقبععول وإل بقععي المععر‬ ‫على أصله‪.‬‬ ‫وهذا الععذهب الععذي ذكرناه معع ن أن كلم ال ع تعععال هععو مععا حععو ى الليفععظ والعنعع‪،‬‬ ‫فالليفظ القرآن والعن الراد م ن الليفظ هو كلم ال تعال علعى القيقعة هعو معذهب السعلف‬ ‫بل خلف وما دخل اللف إل عندما دخل الدخ ن م ن عقول اليفلسيفة ومنطق اليونان‪.‬‬ ‫ومذهب الشعرية هو مذهب العتزلة ولكنه متطور بغرابة غيع معقولة ول ميفاهومة‪،‬‬ ‫وهذا ديدن الشاعرة ف تليفيق مذهباهم وتوفيقاهم بي التناقضات با ل يتيفق‪.‬‬ ‫"‪ "5‬شرح الوهرة ‪74‬‬ ‫"‪ "6‬أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك‪.‬‬ ‫"‪ "7‬شرح الجوهرة ‪74‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(5‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫فدمؤد ى مذهب الشعاعرة أن القععرآن العذي بيع أيعدينا ملععوق‪ ،‬وأنععه دال علععى كلم‬ ‫ال ع وليععس هععو كلم ال ع تعععال‪ ،‬لن كلم ال ع معنعع‪ ،‬وليععس ليفظ عاً ومعنعع‪ ،‬ونيفس عّي ‪:‬ع ليععس‬ ‫بقروء على اللس ن ول ميفوظ ف الصدور وليس بكتوب على الوراق ؛ قدي‪ ،‬ومعن قععولم‬ ‫قدي أي أن ال عز وجل ل يزل متكلدماً أزلً وأبداً ‪.""8‬‬ ‫بعد هذا الذي بيناه هل ف كلم السلف ما يوافقه ‪ -‬وهو أن الكلم ليفععظ ومعنع‬ ‫حرف وصوت ‪ -‬؟‬ ‫ص أئدمعة السععلم أحععد وم ن قبلععه معع ن الئدمععة‬ ‫قال اب ن تيدمية رحه ال تعال‪) :‬وقد ن ّ‬ ‫أن ال ع تكل ععم ب ععالقرآن بروفععه ومع ععانيه بص ععوت نيفس ععه كدم ععا رثب ععت بالكت ععاب والس ععنة وإج ععاع‬ ‫السلف‪ ،‬وصوت العبد ليس هو صوت الرب ول مثععل صععوته فعإن الع ليععس كدمثلععه شععيء ل‬ ‫ف ذاته ول ف صيفاته ول ف أفعاله وقد نص أئدمة السلم أحعد وم ن قبلعه مع ن الئدمعة علعى‬ ‫مععا نطععق بععه الكتععاب والسععنة بععأن ال ع ينععادي بصععوت وأن القععرآن كلمععه تكلععم بععه بععرف‬ ‫وصوت ليس منه شيء كلماً لغيه ل لبيل ول غيه( ‪.""9‬‬ ‫قال أبو العال‪) :‬كنت يوماً عند الشيخ أب البيان رحه الع تععال فجعاءه ابع ن تيعم‬ ‫الععذي يععدعى الشععيخ الميعع‪ ،‬فقععال لععه الشععيخ بعععد كلم جععر ى بيناهدمععا‪ :‬ويك‪ ،‬النابلععة إذا‬ ‫قيل لم‪ :‬ما الدليل على أن القرآن برف وصوت؟ قعالوا‪ :‬قعال الع تععال كععذا‪ ،‬وقال رس وله‬ ‫كععذا‪ ،‬وسرد الشععيخ اليععات والخبععار‪ :‬وأنتععم إذا قيععل لكععم‪ :‬مععا الععدليل علععى أن القععرآن معنع‬ ‫ق ععائدمه فع ع النيف ععس؟ قلت ععم‪ :‬ق ععال الخط ععل "إن الكلم ليف ععي اليفع عؤاد" إيش عع ن ه ععذا الخط ععل؟!!‬ ‫نصران خبيث بنيتم مذهبكم على بيت شعر م ن قوله وتركتم الكتاب والسنة( ‪.""10‬‬ ‫وقال أبو أحد السيفرائين‪) :‬مذهب ومذهب الشافعي رحه ال تعال وجيع علدمععاء‬ ‫المصار أن القرآن كلم ال ليس بلخلوق‪ ،‬وم ن قعال ملععوق فاهعو كعافر‪ ،‬وأن جبائيعل عليععه‬ ‫السلم سعه م ن ال عز وجل وحله إل مدمد صلى ال عليعه وسلم‪ ،‬وسعه النعب صعلى الع‬ ‫عليه وسلم معع ن جبائيعل عليعه السععلم وسعه الصععحابة رضي الع عناهععم مع ن مدمعد صعلى الع‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬وأن كل حرف منه كالباء والتاء كلم ال عز وجل ليس بلخلوق( ‪.""11‬‬ ‫فععالقرآن كلم الع ليفظعاً ومعنع منعّزل غيع ملععوق وهو التلععو السععدموع والكتععوب فع‬ ‫الصاحف‪.‬‬ ‫وتفصيل ذلك على التي‪:‬‬ ‫"‪ "8‬الفتاوى ‪2/584‬‬ ‫"‪ "9‬مختصر العلو ‪285-284‬‬ ‫"‪ "10‬اجتماع الجيوش السلمية ‪116‬‬ ‫"‪ "11‬جواب أهل العلم واليمان ‪80-79‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(6‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫الكلم صيفة كدمال لن م ن يتكلم أكدمل مع ن ل يتكلعم وم ن يتكلععم بشعيئة وقدرة‬ ‫أكدمععل معع ن يكععون الكلم ل إراديعاً ليععس لععو عليععه قععدرة ول لععه فيععه مشععيئة ولذلك فععال عععز‬ ‫وج ل متكلععم حقيقععة بكلم هععو صععيفة معع ن صععيفاته العليععا حقيقععة ويتكلععم مععت شععاء بععا شععاء‬ ‫ولذلك قال تعال‪} :‬ولا جاء موسى ليقاتنا وكلدمه ربه{‪.‬‬ ‫والية تبي وقت كلم ال سبحانه وتعال لنبيه موسى عليععه السععلم وهو إنععا كععان‬ ‫بعد ما جاء موسى ليقات ربه وليس كدما قال البيجوري وأشياعه وسليفه‪ ،‬أن الع عععز وجل‬ ‫ل يزل متكلدماً أزلً وأبداً ومعن كلمه أن ال عز وجل ل يزل ول يزال أزلً وأبداً يقععول يععا‬ ‫موسى يعا موسى يعا موسى وكلم الع ععز وجل يعلعم منعه أنعه حيع جعاء موسى كلدمعه فاهعو‬ ‫سبحانه وتعال ل يزل متكلدماً إذا شاء ومشيئته وقعت حي جاء موسى‪.‬‬ ‫قال شيخ السلم اب ن تيدمية‪) :‬وأتباع السلف يقولون إن كلم ال قدي إي ل يزل‬ ‫متكلدماً إذا شاء‪ ،‬ل يقولون إن نيفس الكلدمة العينة قدية‪ ،‬كندائه لوسى ونو ذلك( ‪.""12‬‬ ‫ومثععال ذلععك الععذي ذكرن ا ف ع كتععاب ال ع كععثي ومنععه قععول ال ع تعععال‪} :‬فلدمععا ذاقععا‬ ‫الشععجرة بععدت لدمععا سععوءاهتدما وطيفقععا يصععيفان علياهدمععا معع ن ورق النععة ونععاداهم ربدمععا أل ع‬ ‫أنك ععم ع عع ن تلكدم ععا الش ععجرة وأق ععل لكدم ععا إن الش ععيطان لكدم ععا ع ععدو م ععبي{‪ .‬وكق عوله تع ععال‪:‬‬ ‫}وناديناه م ن جانب الطور الي ن وقربناه نيًا{‪.‬‬ ‫وقعد تكلععم ال ع بليفظععه ومعنععاه بصععوت نيفسععه قععال تعععال‪} :‬وإن أحععد معع ن الشععركي‬ ‫اسععتجارك فععأجره حععت يسععدمع كلم لعع{‪ .‬فععبي سععبحانه وتعععال أن السععدموع هععو كلم ال ع‬ ‫تعال حقيقة وقد سعه رسول ال صلى ال عليه وسلم م ن جبيل عليععه السععلم العذي سعععه‬ ‫م ن ال تعال ونزل به إليه وأسعه رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه وهو العذي أمععره‬ ‫ال عز وجل بإساعه للدمشرك الستجي‪.‬‬ ‫وقولم أن القرآن دال على كلم ال عز وجل وليععس هعو كلم الع عععز وجل ؛ بعل‬ ‫ليععس فيععه إل العنع القععائم بععذات الع والليفععظ ملععوق فاهععذا يععرده قعوله تعععال‪} :‬وإن أحععد معع ن‬ ‫الشععركي اسععتجارك فععأجره حععت يسععدمع كلم العع{ ول يقععل الع عععز وجل‪) :‬حععت يسععدمع مععا‬ ‫هععو عبععارة ععع ن كلم العع(‪ ،‬والصععل ف ع الطلق القيقععة كدمععا أشععار الععبيجوري نيفسععه ص‬ ‫‪.74‬‬ ‫قععال شععارح العقيععدة الطحاوية‪) :‬وحقيقععة كلم الع تعععال الارجيععة‪ :‬هععي مععا يسععدمع‬ ‫منه أو م ن البلّعع غ عنعه فعإذا سععه السعامع علدمعه وحيفظعه‪ ،‬فكلم الع تععال مسعدموع لعه معلعوم‬ ‫ميفوظ‪ ،‬فإذا قاله السامع فاهو مقروء له متلو فإن كتبه فاهو مكتوب له مرسوم‪ .‬وهو حقيقة‬ ‫فع ع ه ععذه الوجع وه كلاه ععا ل يص ععح نيفي ععه‪ ،‬وال ععاز يص ععح نيفي ععه‪ ،‬فل ي ععوز أن يق ععال‪ :‬لي ععس فع ع‬ ‫الصععحف كلم العع‪ ،‬ول‪ :‬مععا ق عرأ القععارئ كلم ال ع تعععال وقعد قععال تعععال‪} :‬وإن أحععد معع ن‬ ‫الشععركي اسععتجارك فععأجره حععت يسععدمع كلم العع{ وه و ل يسععدمع كلم ال ع معع ن ال ع وإنععا‬ ‫"‪ "12‬الطحاوية ‪194‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(7‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫يسععدمعه معع ن مبلّغععه ععع ن العع‪ .‬واليععة تععدل علععى فسععاد قععول معع ن قععال‪ :‬إن السععدموع عبععارة ععع ن‬ ‫كلم ال ع وليععس هععو كلم ال ع فععإنه تعععال قععال‪} :‬حععت يسععدمع كلم العع{ ول يقععل حععت‬ ‫يسععدمع مععا هععو عبععارة ععع ن كلم العع‪ ،‬أو حكايععة ععع ن كلم العع‪ ،‬وليععس فياهععا كلم ال ع فقععد‬ ‫خالف الكتاب والسنة وسلف المة وكيفى بذلك ضلًل( ‪.""13‬‬ ‫والعبيجوري قعال هعذا الضعلل عنعدما قعال‪) :‬واعلعم أن كلم الع يطلعق علعى الكلم‬ ‫النيفسععي القععدي‪ ،‬بعنع أنععه صععيفة قائدمععة بععذاته تعععال‪ ،‬وعلععى الكلم الليفظععي بعنع أنععه خلقععه‪،‬‬ ‫وليععس لحععد ف ع أصععل تركيبععه كسععب‪ ،‬وعلععى هععذا العن ع يدمععل قععول عائشععة‪ :‬مععا بي ع دفععت‬ ‫الصحف كلم ال تعال‪ .‬وإطلقه علياهدما قيعل بالشعتاك‪ ،‬وقيعل حقيقعي فع النيفسعي‪ ،‬معاز‬ ‫ف الليفظي( ‪.""14‬‬ ‫أما بالنسبة للمر الخعر العذي كعان بينعه فع كلمعه أن الع تعععال لع يتكلععم بععرف‬ ‫وصععوت ودليل ععه عل ععى ذل ععك ل ع ييفص ععح عن ععه وإن ك ععان معلومع اً أن ععه نيف ععى ذل ععك ه ععو وسععليفه‬ ‫وأشياعه مافة التشبيه‪.‬‬ ‫ص‬ ‫ومذهب السلف ف ذلك هو ما ذكره سابقاً شعيخ السععلم ابع ن تيدميعة‪) :‬وقد نع ّ‬ ‫أئدمة السلم أحد وم ن قبله م ن الئدمعة أن الع تكلعم بعالقرآن بروفه ومععانيه بصعوت نيفسععه‬ ‫كدمعا رثبععت بالكتعاب والسعنة وإجعاع السعلف‪ ،‬وصوت العبعد ليععس هعو صععوت الععرب ول مثععل‬ ‫صععوته فععإن ال ع ليععس كدمثلععه شععيء ل ف ع ذاتععه ول ف ع صععيفاته ول ف ع أفعععاله وقعد نععص أئدمععة‬ ‫السلم أحد وم ن قبله م ن الئدمة على ما نطعق بعه الكتعاب والسعنة بعأن الع ينعادي بصعوت‬ ‫وأن القرآن كلمه تكلم به برف وصوت ليس منه شيء كلماً لغيعه ل لبيل ول غيعه(‬ ‫‪.""15‬‬ ‫والدلة على ذلك كثيرة من السنن النبوية الشريفة فمنها‪:‬‬ ‫‪ (1‬قوله صلى ال عليه وسلم‪)) :‬م ن قرأ حرفاً م ن كتاب ال تعال فله بععه حسععنة‪،‬‬ ‫والس ععنة بعش ععر أمثال ععا‪ ،‬ل أق ععول لك ععم ألع ع ح ععرف ؛ ولك عع ن أل ععف ح ععرف ولم ح ععرف ومي ععم‬ ‫حرف((‪.‬‬ ‫فععبي رس ول ال ع صععلى ال ع عليععه وسععلم أن كت ععاب ال ع حععروف‪ ،‬وكت ععاب ال ع ه ععو‬ ‫كلمه وقد سى الصحابة آيعات الع وكلمعه حروف ًا‪ ،‬فاهعذا عدمعر بع ن الطعاب رضي الع عنعه‬ ‫قال‪) :‬سعت هشام ب ن حزام يقرأ سورة اليفرقان فقعرأ فياهعا حروف اً لع يكعع ن نعب الع صععلى الع‬ ‫عليه وسلم أقرأنياها‪ ،‬قال‪ :‬فأردت أن أساوره وأنا ف الصلة فلدما فععرغ قلععت‪ :‬معع ن أقعرأك هععذه‬ ‫القراءة‪ .‬قال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬قلت‪ :‬كذبت وال ما هكذا أقرأك رسول ال‬ ‫"‪ "13‬الوهرة ‪72‬‬ ‫"‪ "14‬مجموع الفتاوى ‪2/584‬‬ ‫"‪ "15‬رواه الترمذي عن ابببن مسببعود دون قببوله ولم حببرف‪،‬وقببال‪ :‬هببذا حببديث حسببن‬ ‫صحيح غريب من هذا الوجه ‪3075/4‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(8‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬فأخذت بيده أقوده فانطلقت به إل رسول ال صلى ال عليععه وسلم‬ ‫فقل ععت‪ :‬ي ععا رسع ول ال ع إن ععك أقرأتن ع س ععورة اليفرقع ان وإن ع س عععت ه ععذا يق عرأ حروفع اً ل ع تك عع ن‬ ‫أقرأتنياهععا‪ .‬فقععال رسول الع صععلى الع عليععه وسلم‪ :‬إقعرأ يععا هشععام‪ .‬فقعرأ كدمععا كععان قعرأ‪ .‬فقععال‬ ‫رسول الع صععلى الع عليععه وسلم‪ :‬هكعذا أنزلت‪ .‬ثع قعال‪ :‬إقعرأ يعا عدمعر فقعرأت فقعال‪ :‬هكععذا‬ ‫أنزلت‪ .‬ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن القرآن نععزل علععى سعبعة أحعرف فعاقرؤا معا‬ ‫تيسر منه( ‪.""16‬‬ ‫والرثار ف ذلك كثية‪.‬‬ ‫أم ــا أن الـ ـ ع ــز وجـ ل يتكل ــم بص ــوت وهــو م ــا ق ــدمنا أن ــه ق ــول الس ــلف م ــن‬ ‫الصحابة رضوان ال عنهم ومن تابعهم فأدلته كثيرة منها‪:‬‬ ‫‪ (1‬قععال البلخععاري ف ع صععحيحه ف ع كتععاب التيفسععي ف ع بععاب ق عوله‪} :‬وتعر ى النععاس‬ ‫سععكار ى{ ح عدرثنا عدمععر بعع ن حيفععص ح عدرثنا أب ع ح عدرثنا العدمععش ح عدرثنا أبععو صععال ععع ن أب ع‬ ‫سعيد الدري قعال‪ :‬قعال النعب صعلى الع عليعه وسلم‪)) :‬يقعول الع ععز وجل يعوم القيامعة‪ :‬يعا‬ ‫آدم! فيقول‪ :‬لبيك ربنا وسعديك‪ .‬فينعادي بصعوت‪ :‬إن الع يعأمرك أن تعرج مع ن ذريتعك بعثعاً‬ ‫إل النار‪ .‬قال‪ :‬يعا رب وما بععث النعار؟ قعال‪ :‬مع ن كعل ألعف ‪ -‬أراه‪ -‬قعال‪ :‬تسععدمائة وتسععة‬ ‫وتس عععي‪ .‬فحينئ ععذ تض ععع الام ععل حلاه ععا‪ ،‬ويش ععيب الولي ععد‪ ،‬وتععر ى الن ععاس س ععكار ى ومععا ه ععم‬ ‫بسكار ى ولك ن عذاب ال شديد‪ .‬فشق ذلك على الناس حعت تغيعت وجوهاهم فقعال النعب‬ ‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬م ن يأجوج ومأجوج تسعدمائة وتسعع وتسععي‪ .‬ومنكعم واحعد‪ .‬ثع أنتعم‬ ‫ف ع النععاس كالشعععرة السععوداء ف ع جنععب الثععور البيععض أو كالشعععرة البيضععاء ف ع جنععب الثععور‬ ‫السود وإن لرجوا أن تكونوا ربع أهل النة‪ ،‬فكبنا‪ .‬ثع قععال‪ :‬رثلعث أهععل النعة‪ ،‬فكبنا‪ .‬ثع‬ ‫قال‪ :‬شطر أهل النة‪ ،‬فكبنا(( ‪.""17‬‬ ‫قععال البلخععاري ف ع خلععق أفعععال العبععاد‪ :‬ح عدرثنا داود بعع ن شععبيب ح عدرثنا هععام ح عدرثنا‬ ‫القاسم بع ن عبدالواحعد حعدرثن عبعدال بع ن مدمعد بع ن عقيعل أن جعابر بع ن عبعدال حعدرثاهم أنعه‬ ‫سع عبدال ب ن أنيس رضي ال عنه يقول‪ :‬سعت النب صلى ال عليعه وسلم يقعول‪) :‬يشعر‬ ‫العباد فينادياهم بصوت يسدمعه م ن بعَعَُد كدما يسدمعه م ن قرب أنا اللك أنا الععديان ل ينبغععي‬ ‫لحد م ن أهل النة أن يدخل النة وأحد م ن أهل النار يطلبه بظلدمة( ‪.""18‬‬ ‫"‪ "16‬البخبباري)‪ (228-6/227‬وأحمببد)‪ (43-1/24،42‬والنسبببائي)‪(152-2/150‬‬ ‫وغيرهم‪.‬‬ ‫"‪ "17‬وأخرجه أحمد )‪ (33-3/32‬ومسلم)‪(202-1/201‬‬ ‫"‪ "18‬وأخرجببه البخبباري فببي الدب المفببرد وأحمببد )‪ (3/495‬والحبباكم )‪-2/437‬‬ ‫‪ (575-438،4/574‬وصححه ووافقه الذهبي‪ .‬وذكره البخاري فببي صببحيحه معلق با ً‬ ‫في كتاب التوحيد وأخرجبه الطببراني فبي الكببير كمبا فبي مجمبع الزوائبد )‪(1/133‬‬ ‫وقال الهيثمي فيه عبدا بن محمد ضعيف أ‪.‬ه‪ .‬قلت‪ :‬وفي التقريب صدوق فببي حببديثه‬ ‫لين‪ .‬قال ابن حجر في فتح الباري )‪ (1/174‬بأن له طريقا ً آخر أخرجه الطبراني في‬ ‫مسند الشاميين وتمام في فوائده من طريق الحجاج بن دينببار عببن محمببد بببن المنكببدر‬ ‫عن جابر بمعناه وقال ابن حجر‪:‬إسناده صحيح‪.‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(9‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وقعال البلخععاري قبلععه‪) :‬وفع هععذا دليععل أن صععوت ال ع ل يشععبه أص عوات اللععق لن‬ ‫صوت ال جل ذكره يسدمع م ن بعد كدما يسدمع م ن قرب وأن اللئكعة يصعععقون مع ن صعوته‬ ‫فإذا تناد ى اللئكة ل يصعقوا وقال ال عز وجل‪} :‬فل تعلوا ل أندادًا{(‪.‬‬ ‫قال شيخ السلم اب ن تيدمية رحه ال تعال‪) :‬وذلك أن م ن آم ن با وصف الع بععه‬ ‫كلمه‪ ،‬فأقر بأنه جيعه كلم ال‪ ،‬وأقر به فلم يكيفر برف منه‪ ،‬وعلم أن كلم الع أفضععل‬ ‫معع ن كععل كلم وأن خي ع الكلم كلم العع‪ ،‬وأنععه ل أحسعع ن معع ن ال ع حععديثاً ول أصععدق منععه‬ ‫ل‪ ،‬وأقععر بععا أخععب ال ع بععه ورس وله معع ن فضععل بعععض كلمععه‪ ،‬كيفضععل فاتععة الكتععاب وآيععة‬ ‫قي ً‬ ‫الكرسي وقل هععو ال ع أحععد ونو ذلععك ؛ بععل وتيفضععيل يععس وتبععارك واليععتي معع ن آخععر سععورة‬ ‫البقرة ؛ بل وتيفضيل البقرة وآل عدمعران وغيع ذلعك مع ن السعور واليعات العت نطقعت النصعوص‬ ‫بيفضلاها وأقربأنه كلم الع ليععس منعه شعيء كلمعاً لغيععه ل مععانيه ول حروفه فاهعو أبعععد عع ن‬ ‫جعله ِعضي( ‪.""19‬‬ ‫مسألة‪:‬‬ ‫سئل شيخ السلم رحه ال ععع ن إمععام يقعول يععوم الدمععة علععى النعب فع خطبتععه‪ :‬إن‬ ‫الع تكلععم بكلم أزل قععدي‪ ...‬ليععس بععروف ول صععوت‪ ،‬فاهععل تسععقط الدمعععة خليفععه أم ل؟‬ ‫وما يب عليه؟‬ ‫فأجاب رحه ال تعال‪) :‬الذي اتيفق عليه أهل السنة والدماعة أن القرآن كلم ال‬ ‫منزل غي ملوق‪ ،‬وأن هذا القرآن الذي يقعرؤه النعاس هعو كلم الع‪ ،‬يقعرؤه النعاس بأصعواهتم‪،‬‬ ‫فععالكلم كلم البععاري‪ ،‬والصععوت صععوت القععارئ‪ ،‬والقععرآن جيعععه كلم ال ع حروفعه ومعععانيه‪.‬‬ ‫وإذا كان المام مبتدعًا‪ ،‬فإنه يصلي خليفه الدمعة‪ ،‬وتسقط بذلك‪ ،‬وال أعلم( ‪.""20‬‬ ‫قال الذهب رحه ال تعال‪) :‬وأما داود فقال‪ :‬القرآن مععدث‪ ،‬فقعام علععى داود خلعق‬ ‫م ن أئدمة الديث وأنكروا قوله وبّد عععوه‪ ،‬وجاء معع ن بعععده طائيفعة مع ن أهعل النظععر فقعالوا‪ :‬كلم‬ ‫الع معن ع قععائم بععالنيفس‪ ،‬وهذه الكتععب النزلة دالععة عليععه ودققعوا وعدمقعوا‪ ،‬فنسععأل الع الععد ى‬ ‫وإتباع الق‪ ،‬فعالقرآن العظيععم حروفه ومعععانيه وأليفععاظه كلم رب العععالي غيع ملععوق وتلّيف ظعُنا‬ ‫‪""21‬‬ ‫به م ن أعدمالنا اللخلوقة قال النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬زينوا القرآن بأصواتكم"(‬ ‫وقعال أبععو أحععد بعع ن السععي الشععافعي العععروف بععاب ن الععداد رحه ال ع تعععال‪) :‬وأن‬ ‫القعرآن كلم الع رب الععالي نعزل بعه العروح الميع علعى قلعب مدمعد خعات النعبيي صعلى الع‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬أنزله بعلدمه واللئكة يشاهدون‪ ،‬وكيفى بال شاهيدًا‪ ،‬وأنه غي ملوق‪ ،‬وأن السور‬ ‫واليات والروف والسدموعات والكلدمات التامات الت أعجزت النس وال ن على أن يعأتوا‬ ‫"‪ "19‬جواب أهل العلم واليمان ‪80-79‬‬ ‫"‪ "20‬الفتاوى ‪23/361‬‬ ‫"‪ "21‬أ خرج ه أحععد)‪ (304 ،285 ،283‬وابعع ن ماجععة)‪ (1342‬والنسععائي)‪ (180-2/179‬والععاكم)‬ ‫‪ (1/573‬وأبو داود الطيالسي)‪ (738‬واب ن حبان)‪-6610‬موارد الظدمآن(‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(10‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫بثلععه ولو كععان بعضععاهم لبعععض ظاهيعاً ليععس بلخلععوق كدمععا قععال العععتزل‪ ،‬ول عبععارة كدمععا قععال‬ ‫الكلب‪ ،‬وأنه التلعو باللسعنة اليفعوظ فع الصعدور‪ ،‬الكتعوب فع الصعاحف‪ ،‬السعدموع ليفظعه‪،‬‬ ‫اليفاهوم معناه‪ ،‬ل يتعدد بتعدد الصعدور والصعاحف واليعات‪ ،‬ول يتلعف بعاختلف النعاجر‬ ‫والنغدمات( ‪.""22‬‬ ‫فدم ن أي ن للبيجوري وأساتذته وتلميذه هذه العقيدة ف كلم ال تعال؟‬ ‫قال شارح العقيدة الطحاوية‪ :‬بعد سرده هذا القول ‪ -‬وهو أن الكلم معنع نيفسععي‬ ‫قععدي والليفععظ العّب ع عنععه ملععوق ‪) :-‬وهنععا معن ع عجيععب‪ ،‬وهو أن هععذا القععول لععه شععبه قععوي‬ ‫بقول النصار ى القائلي باللاهوت والناسوت! فإنم يقولون‪ :‬كلم ال هو العن القائم بذات‬ ‫ال ع ال ععذي ل يك عع ن س ععاعه‪ ،‬وأم ععا النظ ععم الس ععدموع فدملخل ععوق‪ ،‬فإفاه ععام العن ع الق ععدي ب ععالنظم‬ ‫اللخلععوق يشععبه امععتزاج اللهععوت بالناسععوت الععذي قععالته النصععار ى ف ع عيسععى عليععه السععلم‪،‬‬ ‫فأنظر إل هذا الشبه ما أعجبه( ‪.""23‬‬ ‫س أخ ععي القععارئ احتجععاج الععبيجوري وأمث ععاله عل ععى عقي ععدته بععأن الكلم هععو‬ ‫ول تن ع‬ ‫َ‬ ‫العن النيفسي القدي القائم بالذات بقول الخطل النصران الولد‪:‬‬ ‫إن الكلم ليفي اليفؤاد وإنا‬

‫ُج عِعَل اللسان على اليفؤاد دليلً‬

‫"‪ "22‬اجتماع الجيوش السلمية ‪104‬‬ ‫"‪ "23‬الطحاوية ‪198‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(11‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫البيجوري وحديث الحاد‬ ‫ال ععبيجوري م عع ن ق ععوم ل يتج ععون لعقائ ععدهم إل ب ععالتواتر لن ععا قطعي ععة بزعدماه ععم‪ ،‬ول‬ ‫يقبلععون حععديث الحععاد لنععه ييفيععد الظعع ن فقععط‪ ،‬وهعؤلء القععوم يزعدمععون التععوقي لععديناهم معع ن‬ ‫الدخ ن والتحرز م ن اعتقاد الطأ‪.‬‬ ‫والعجيععب أن الععبيجوري الععذي يععر ى أن الكشععف أعلععى درج ات الدلععة ف ع إرثبععات‬ ‫العقائد كدما فصلنا ف ذلك ف بابه يرفض الحاديث النبوية الحاديعة ويزعم أنععا ل تصععلح‬ ‫دليلً للحتجاج‪.‬‬ ‫فاهععو يرف ض حععديث النععب صععلى ال ع عليععه وسعلم النصععي أن والععده ف ع جاهنععم لنععه‬ ‫حديث آحاد‪ ،‬وهو يرفض حديث إطالة الجل بصلة الرحم لنه حديث آحاد ول يزم أن‬ ‫للنبياء أحواض لنا أحاديث آحاد ‪.""1‬‬ ‫وهعذه السععألة هععي معع ن السععائل الععت ظاهععرت عنععدما نبتععت نابتععة السععوء ف ع تاري خ‬ ‫السععلم فععدخلت آرثععار اليونان ونيفايععات السععابقي إلع ُأمتنععا فصععارت مسعّلدمة ل شععباهة فياهععا‬ ‫حت زعم أقوام أن الجاع قد انعقد على أن العقائد ل يقبل فياها إل بالتواتر‪.‬‬ ‫قععال الشععيخ شععلتوت‪) :‬نصععوص العلدمععاء التكلدمي ع وأص عوليي متدمعععة علععى أن خععب‬ ‫الحععاد ل ييفيععد اليقي ع فل تثبععت بععه العقيععدة وند الققي ع معع ن العلدمععاء يصععيفون ذلععك بععأنه‬ ‫ضروري ل يصح أن ينازع أحد ف شيء( ‪.""2‬‬ ‫"‪ "1‬انظر شرح الجوهرة ص ‪.184 – 160 – 29‬‬ ‫"‪ "2‬السلم عقيدة وشريعة ‪.76 – 74‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(12‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫فعنععدما بلععع غ المععر بععذه المععة إل ع هععذه الالععة‪ ،‬وصعار أمععر أعلماهععا وعلدمائاهععا إل ع‬ ‫تقليععد السععابقي وتعرك النصععوص والرثععار‪ ،‬تغيععت العقائععد ومسععلخت أصععول السععلم‪ ،‬فصععار‬ ‫النطق اليونان درثار الصوليي وماهو ى مرادهم‪.‬‬ ‫وهذا المععر ‪ -‬وهو تععرك التجععاج بععديث الحععاد ف ع العقائععد‪ -‬صععرف النععاس ععع ن‬ ‫طري ق الععد ى والص عواب‪ ،‬فتحجدمععت العقيععدة‪ ،‬وقلععص التوحيععد‪ ،‬فصععار أهععل الكلم يلععؤون‬ ‫مععداخل العقيععدة بععآرائاهم ونتععاج عقععولم وأهعوائاهم فلخععرج الععق معع ن نصععله وحل الععبيث بععدلً‬ ‫منه‪ ،‬ولعل قارئ شرح جوهرة التوحيد للبيجوري ير ى ذلك واضحاً جليًا‪.‬‬ ‫ولهيععة هععذه الععردود علععى الععذاهب الدخيلععة العت تزيت بععزي السععلم وعقيععدته فإننععا‬ ‫نقتصر على الجابة بالدلة النقلية النصية وبأقوال أهععل العلععم العورثقي القبعولي بإجععاع أهععل‬ ‫المة‪.‬‬ ‫تحقيق المسألة‪:‬‬ ‫التواتر ف لغعة القعرآن والععرب التتعابع قعل أو كعثر قعال تععال‪} :‬ثع أرسلنا رسلنا تعتا‬ ‫كل ما جاء أمة رسولا كذبوه{‪.‬‬ ‫والعن أن الرسل تتابعت إل أماها وتواترت إلياها‪.‬‬ ‫ق ععال الش ععوكان‪) :‬والت عواتر لغ ععة عب ععارة ع عع ن مي ععء الواح ععد بع ععد الواح ععد بيف ععتة بيناهدمععا‬ ‫مأخوذ م ن الوتر( ‪.""3‬‬ ‫وف الصطلح‪) :‬خب جع ع ن جع مسوس ينع تواطؤهم على الكذب( ‪.""4‬‬ ‫وقيععل‪ :‬هععو أن يرويه جاععة عع ن جاععة مثلاهععا معع ن أول طريقععه إلياهععم قرن اً فقرن اً حعت‬ ‫يصل م ن الصادر منه إل الرفوع إليه‪.‬‬ ‫والحاد‪ :‬هو ما ل يوجد على صيفة التواتر‪.‬‬ ‫ول يظ ن ظان أن الحاد ما رواه الواحد ع ن واحد إل النب صلى ال عليه وسعلم ؛‬ ‫فليس هذا الراد وإن ُعد م ن الحاد‪.‬‬ ‫والتواتر‪ :‬عندهم هو أن يبلع غ العدد مبلغاً م ن غي العادة تواطؤهم على الكذب ول‬ ‫ُيقّيد ذلك بعدد معي‪.‬‬ ‫"‪ "3‬الرشاد ‪.46‬‬ ‫"‪ "4‬المرجع السابق‪.‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(13‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫والسالة كدما هي معروضة واضحة دائععرة حععول حصععول الطدمئنععان القلععب‪ ،‬فاهعي فع‬ ‫الصل شاء النكرون أم أبوا تعود إل نيفس الشلخص السامع وحاله ل إل ضابط صحيح‪.‬‬ ‫ومععا دام أن الس ععألة تع ععود إلع ع الس ععامع فق ععد يص ععل الطدمئن ععان واليقيع ع فع ع نيف ععس‬ ‫السععامع بععب الواحععد فقععط لعتقععاده بصععدقه وقعد ل يصععل الطدمئنععان واليقي ع بععب جاعععة‬ ‫كثية لتدده وتوارد وساوسه‪.‬‬ ‫ولعععل إدراكنععا لععذا المععر يكشععف لنعا ععع ن حقيقععة أصععل هععذه البدععة ‪ -‬وهي رفض‬ ‫حععديث الحععاد ف ع العقيععدة‪ -‬وهو أن أقوام عاً ظن عوا أن القععائق هععي مععا وجدوه معع ن نيفايععات‬ ‫اليونعان ؛ فوجدوا أن هععذه القععائق كدمععا زعدم عوا تععالف مععا ورد معع ن كتععاب ال ع وسعنة رس وله‬ ‫س عواء أكععانت ه ععذه الس ععائل ف ع اللي ععات أم ف ع غيهعا فععانتحلوا السععباب والععدلئل لرده ععا‬ ‫لصول الشك لدياهم ف هذه النصوص فابتدع لم شيطانم هذه القالة‪.‬‬ ‫قعال ابع ن القيعم‪) :‬وأعلعم أن خعب الواحعد وإن كععان يتدمعل الصععدق والكعذب والظع ن‬ ‫وللتجوز فيه مدخل ؛ ولك ن هذا الذي قلناه ‪ -‬وهو أن الديث بنيفسه ييفيد العلعم‪ -‬ل ينعاله‬ ‫أحد إل بعد أن يكون معظم وقته مشتغلً بالديث والبحث ع ن سية النقلعة والععرواة ليقععف‬ ‫علععى رسوخاهم ف ع هععذا العلععم وكبي معرفتاهععم بععه وصدق ورعاهععم ف ع أق عوالم وأفعععالم وشدة‬ ‫حععذرهم معع ن الطغيععان والزلل وما بععذلوه معع ن شععدة العنايععة فع تاهيععد هععذا المععر والبحععث ععع ن‬ ‫أحوال الرواة والوقوف على صحيح الخبار وسقيدماها وكانوا بيث لو قتلوا ل يساموا أحداً‬ ‫ف كلدمة واحدة يتقولا على رسول الع صعلى الع عليعه وسلم ول فعلعوا هعم بأنيفسعاهم ذلععك‬ ‫وقععد نقلع عوا ه ععذا ال ععدي ن كدم ععا نق ععل إلياه ععم وأدوا كدم ععا أد ى إلياه ععم وك انوا فع ع ص ععدق العناي ععة‬ ‫والهتدمام بذا الشأن ما يّل ع ن الوصف ويقصر دونه الذكر وإذا وقف الععرء علعى هعذا فع‬ ‫شأنم وعرف أحوالم وخب صدقاهم وورعاهم وأمانتاهم ظاهر له العلم فيدما نقلوه ورووه( ‪.""5‬‬ ‫ولن أهععل الععديث هععم أدر ى النععاس بكلم رسول ال ع صععلى ال ع عليععه وسلم فاهععو‬ ‫أعلععم أمععة مدمععد صععلى ال ع عليععه وسعلم بععا ييفيععد الطدمئنععان واليقي ع معع ن حععديث رسول ال ع‬ ‫صلى ال عليه وسلم وما ل ييفيعد ذلعك فقعد حعاول الصعوم إخعراج هعؤلء الزمرة مع ن سعاحة‬ ‫الععاورة ليلخلععو لععم الععو فينشععروا بضععاعتاهم اليفجععة ويوردهععا النععاس بل مععدافع ولعذلك قععالوا‪:‬‬ ‫)وبعدما تبي اختصعاص كعل علعم بوضوعه يتضعح أن تقيعق مسعألة ععدم جعواز السعتدلل‬ ‫بععديث الحععاد ف ع العقيععدة إنععا يكععون ف ع علععم أصععول اليفقععه ول تعلععق لععه بالسععائل اليفقاهيععة‬ ‫والديثية إل م ن حيث التدمثيل والتوضيح ؛ بعل هعي العت لعا علقعة بعلعم الصعول أو لع يبنعوا‬ ‫بععث هععذه السععألة علععى السععس الصعولية يكععون بثاهععم ناقصعاً غيع ناضععج وبالتععال ل يعتععد‬ ‫بآرائاهم وأقوالم ف هذا الوضوع( ‪.""6‬‬ ‫وبياناً لعذا العنع يقععول ابع ن القيعم رحه الع تععال‪) :‬كععون العدليل مع ن المععور الظنيعة‬ ‫أو القطعيععة أمععر نسععب يتلععف بععاختلف الععدرك السععتدل ليععس هععو صععيفة للععدليل ف ع نيفسععه‬ ‫"‪ "5‬مختصر الصواعق المرسلة ‪.410 – 2/409‬‬ ‫"‪ "6‬الستدلل الظني في العقيدة ‪.11‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(14‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫فاهذا أمر ل ينعازع فيعه عاقعل فقعد يكعون قطعيعاً عنعد زيد معا هعو ظنع عنعد عدمعرو فقعولم إن‬ ‫إخبار رسول ال صلى ال عليعه وسلم الصعحيحة التلقعاة بيع المعة بعالقبول ل تيفيعد العلعم ؛‬ ‫بل هي ظنية هو إخبار عدما عندهم إذ ل يصل لم م ن الطرق الععت اسعتيفاد بعا العلععم أهععل‬ ‫السعنة مععا حصععل لععم فقععولم لع نسعتيفد بعا العلععم لع يلعزم مناهعا النيفعي العععام علععى ذلععك بنزلة‬ ‫الستدلل علعى أن الواجعد للشعيء الععال بعه غيع واجعد لعه ول ععال بعه فاهعو كدمع ن يعد مع ن‬ ‫نيفسه وجعاً أو لذة أو حبعاً أو بغضعاً فينتصعب لعه مع ن يسعتدل علعى أنعه غيع وجع ول متعأل‬ ‫ول مب ول مبغض ويكثر له م ن الشبه العت غايتاهعا أنع لع أجعد معا وجدته ولو كععان حقعاً‬ ‫لشتكت أنا وأنت ف وهذا عي الباطل وأحس ن ما قيل‪:‬‬ ‫أقول للئم الاهدي ملمته‬

‫ذق الو ى وإن استطعت اللم ل‬

‫فيقععال لععه‪ :‬اصععرف عنايتععك إلع مععا جععاء بععه الرسول صععلى الع عليععه وسلم والععرص‬ ‫عليععه وتتبعععه وجعععه ومعرف ة أح عوال نقلتععه وسعيهتم وأع عراض عدمععا س عواه واجعلععه غايععة طلبععك‬ ‫وناية مقصدك ؛ بعل احعرص عليعه حعرص أتبعاع أرباب العذاهب علعى معرفة معذاهب أئدمتاهعم‬ ‫بي ععث حص ععل ل ععم العل ععم الض ععروري بأن ععا م ععذاهباهم وأق عوالم ولععو أنك ععر ذل ععك علياه ععم منك ععر‬ ‫لسلخروا منه‪ ،‬وحينئٍذ تعلم هل تيفيد أخبار رسول ال صلى ال عليه وسلم العلععم أول تيفيععده‬ ‫فأما معع إعراضعك عناهعا وع ن طلباهعا ف‪"7‬اه"عي ل تيفيعدك علدمعًا‪ ،‬ولو قلعت‪ :‬ل تيفيعدك أيضعاً ظنعاً‬ ‫لكنت مباً بصتك ونصيبك مناها( ‪.‬‬ ‫أقوال المئمة في هذا المسألة‪:‬‬ ‫ذكر كععثي معع ن أهععل العلععم الجععاع السععليفي علععى قبععول حععديث الحععاد فع العقائععد‬ ‫وأنه ييفيد العلم كدما أنه ييفيد العدمل‪.‬‬ ‫ق ععال الس ععيفارين فع ع لوام ععع النع عوار الباهي ععة‪) :‬يعدم ععل ب ععب الح ععاد ف ع أص ععول ال ععدي ن‪،‬‬ ‫وحكى المام اب ن عبدالب الجاع على ذلك( ‪.""8‬‬ ‫وقعال المععام الشععافعي رح ه العع‪) :‬ول يععزل سععبيل سععليفنا والقععرون بعععدهم إل ع معع ن‬ ‫شععاهدنا هععذه السععبيل )أي تثبععت بععب الواحععد( ‪ ،""9‬وقعال رح ه العع‪) :‬ولعو جععاز لحععد أن‬ ‫يقول ف علم الاصة‪ :‬أجع السلدمون قدياً وحديثاً على تثبيت خعب الواحعد والنتاهعاء إليععه‪،‬‬ ‫بععأنه لع يعلععم معع ن فقاهععاء السععلدمي أحععد إل وقد رثبتععه جععاز لعع‪ .‬ولكنع أقععول‪ :‬لع أحيفععظ ععع ن‬ ‫فقاهاء السلدمي أنم اختليفوا ف تثبيت خب الواحد‪ ،‬بعا وصيفت مع ن أن ذلعك موجوداً علعى‬ ‫كلاهم( ‪.""10‬‬ ‫"‪ "7‬مختصر الصواعق ‪.433 – 2/432‬‬ ‫"‪.1/19 "8‬‬ ‫"‪ "9‬الرسالة ‪.453‬‬ ‫"‪ "10‬الرسالة ‪.458 – 457‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(15‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫قال اب ن القيم رحه ال‪) :‬وقد صرح الشافعي ف كتبه بأن خب الواحد ييفيد العلععم‪،‬‬ ‫نص على ذلك صرياً ف كتاب اختلف مالك(‪.‬‬ ‫ت لبع عبععدال ‪ -‬المععام أحععد ‪:-‬‬ ‫وف كتععاب السععودة قععال أبععو بكععر الععروزي‪) :‬قلع ُ‬ ‫هاهنا إنسان يقول‪ :‬إن الب يوجب عدملً ول يوجب علدمًا‪ ،‬فعابه وقال‪ :‬ما أدري ما هذا(‪.‬‬ ‫قال الؤلف‪) :‬وظاهر هذا أنه سو ى فيه بي العدمل والعلم( ‪.""11‬‬ ‫وقال السيفارين‪) :‬نقل أحد ب ن جعيفر اليفارسي ف كتععاب الرسالة ععع ن المععام أحععد‬ ‫رضي الع عنععه أنععه قععال‪ :‬ل نشععاهد علععى أحععد معع ن أهععل القبلععة أنععه فع النععار لععذنب عدملععه ول‬ ‫لكبية أتاها إل أن يكون ذلك ف حديث كدما جاء نصدقه أنه كدما جاء فقوله‪ :‬ونعلم أنه‬ ‫كدما جاء نص صريح ف أن هذه الحاديث تيفيد العلم عنده( ‪.""12‬‬ ‫قال الشوكان‪) :‬وقال أحد ب ن حنبل أن ييفيد بنيفسه العلم( ‪.""13‬‬ ‫وقال‪) :‬وحكاه اب ن جواز منداد ع ن مالك ب ن أنس واختاره( ‪.""14‬‬ ‫وقال اب ن حزم‪) :‬وقد رثبعت يقينعاً أن خعب الواحععد الععدل عع ن مثلععه مبلغعاً إلع رسول‬ ‫ال صلى ال عليه وسلم حق مقطوع به موجب للعدمل والعلم معًا( ‪.""15‬‬ ‫وقععال اب عع ن أبع ع الع ععز النيف ععي‪) :‬وخع ب الواح ععد إذا تلقت ععه الم ععة ب ععالقبول‪ ،‬عدملً ب ععه‬ ‫وتصديقاً لعه ييفيعد العلعم اليقينع عنعد جعاهي المعة‪ ،‬وهو أحعد قسعدمي التعواتر‪ .‬ول يكع ن بيع‬ ‫سععلف المععة ن عزاع ف ع ذلععك كالحععاديث التيفععق علياهععا بي ع الصععحيحي‪ :‬كلخععب عدمععر إنععا‬ ‫العدمال بالنيعات‪ .‬وخب ابع ن عدمعر رضي الع عناهدمعا "نعى عع ن بيعع العولء وهبتعه"‪ .‬وخب أبع‬ ‫هريرة‪ :‬ول تنكح الرأة على عدمتاها ول خالتاها‪ ،‬وكقوله‪ :‬يرم م ن الرضاع ما يرم مع ن النسععب‬ ‫وأمثال ذلك( ‪.""16‬‬ ‫وف فتاو ى شيخ السلم اب ن تيدمية أنعه يعب العدمعل بالحعاديث الصعحيحة العت ل‬ ‫يعلععم لععا معععارض يععدفعاها وهي تنقسععم إلع مععا دللتععه قطعيععة بععأن يكععون قطعععي السععند والنتع‬ ‫وهو مععا تيقنععا أن رسول الع قععاله وتيقنععا أنععه أراد بععه تلععك الصععورة وإلع مععا دللتععه ظععاهرة غيع‬ ‫قطعية‪.‬‬ ‫"‪ "11‬السودة ‪.242‬‬ ‫"‪ "12‬لوامع النوار البهية ‪.1/18‬‬ ‫"‪ "13‬الرشاد ‪.48‬‬ ‫"‪ "14‬انظر الحكام ‪.1/119‬‬ ‫"‪ "15‬الحكام ‪.1/124‬‬ ‫"‪ "16‬شرح العقيد الطحاوية ‪.400 – 399‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(16‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫فأم ععا الول فل خلف بي ع ع العلدم ععاء ف ع ع الدمل ععة أن ععه ي ععب اعتق ععاد م ععوجبه علدم ع عاً‬ ‫ل‪...‬‬ ‫وعدم ً‬ ‫وقد اختليفوا ف خعب الواحععد العذي تلقتعه المعة بعالقبول والتصععديق أو العذي اتيفقععت‬ ‫علععى العدمععل بععه‪ ،‬فعنععد عامععة اليفقاهععاء وأكععثر التكلدمي ع أنععه ييفيععد العلععم وذهععب طوائععف معع ن‬ ‫التكلدمي ع إل ع أن ععه ل ييفي ععد‪ ...‬وأم ععا القس ععم الث ععان وهعو الظ ععاهر فاه ععذا ي ععب العدم ععل ب ععه ف ع‬ ‫الحكام الشرعية باتيفاق العلدماء العتبي ن فإن كان تضدم ن حكدماً علدميعاً مثعل الوعيععد ونوه‬ ‫فقععد اختليفعوا فيععه فععذهب طوائععف معع ن اليفقاهععاء إلع أن خععب الواحععد العععدل إذا تضععدم ن وعيععداً‬ ‫علععى فعععل فععإنه يععب العدمععل بععه فع تري ذلععك اليفعععل ول يعدمععل بععه فع الوعيععد إل أن يكععون‬ ‫قطعياً وكذلك لو كان النت قطعياً لكع ن الدللعة ظعاهرة‪ .‬وذهعب الكعثرون مع ن اليفقاهعاء وهو‬ ‫قععول عامععة السععلف إل ع أن هععذه الحععاديث حجععة ف ع جيععع مععا تضععدمنته معع ن الوعيععد فععإن‬ ‫أصحاب رسول ال والتابعي م ن بعدهم ما زالوا يثبتون بذه الحععاديث الوعيعد كدمعا يثبتعون‬ ‫با العدمل ‪.""17‬‬ ‫وقال رحه ال‪) :‬وم ن الديث الصحيح ما تلقاه السلدمون بعالقبول فعدملعوا بععه فاهعذا‬ ‫ييفي ععد العل ععم ونعزم ب ععأنه ص ععدق لن الم ععة تلقت ععه ب ععالقبول تص ععديقاً وعدملً ب ععوجبه والم ععة ل‬ ‫تتدمع على ضللة( ‪.""18‬‬ ‫ويقععول كععذلك‪) :‬فععالب الععذي رواه الواحععد معع ن الصععحابة والرثنععان إذا تلقتععه المععة‬ ‫بعالقبول والتصعديق أفعاج العلعم عنعد جعاهي العلدمعاء وم ن النعاس مع ن يسعدمي هعذا السعتيفيض‪،‬‬ ‫والعلم هنا حصل بإجاع العلدماء علععى صععحته فعإن الجععاع ل يكعون علععى خطعأ ولذا كعان‬ ‫أكثر متون الصحيحي ما يعلم صحته عند علدماء الطوائعف معع ن النيفيعة والالكيعة والشععافعية‬ ‫والنبلية والشعرية وإنا خالف ف ذلك فريق م ن أهل الكلم( ‪.""19‬‬ ‫قععال الشععوكان‪) :‬ول نعزاع فع أن خععب الواحععد إذا وقع الجععاع علععى العدمععل بقتضععاه‬ ‫فإنه ييفيد العلم لن الجاع عليه قد صيه م ن العلوم صدقه‪ ،‬وهكععذا خعب الواحععد إذا تلقتععه‬ ‫المععة بععالقبول فكععانوا بيع عامععل بععه ومتععأول لععه وم ن هععذا القسععم أحععاديث الصععحيحي فععإن‬ ‫المة قد تلقت ما فياها بالقبول( ‪.""20‬‬ ‫قععال ابعع ن حععزم‪) :‬قععال أبععو سععليدمان والسععي بعع ن علععي الكرابيسععي والععارث بعع ن أسععد‬ ‫الاسب‪ :‬إن خب الواحد العدل ع ن مثله ع ن رسول ال صلى الع عليععه وسلم يعوجب العلععم‬ ‫والعدمل جيعًا( ‪.""21‬‬ ‫"‪ "17‬مجموع الفتاوى ‪.268 – 20/257‬‬ ‫"‪ "18‬مجموع الفتاوى ‪.18/16‬‬ ‫"‪ "19‬مجموع الفتاوى ‪.18/70‬‬ ‫"‪ "20‬إرشاد الفحول ‪.50‬‬ ‫"‪ "21‬الحكام ‪.1/119‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(17‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وقال ابعع ن تيدميععة رحه العع‪) :‬وهو قععول النصععيفي معع ن أصععحاب أبع حنييفععة‪ ،‬ومالععك‬ ‫والشافعي وأحد‪ ،‬إل فرقة قليلة مع ن التععأخري ن اتبععوا فع ذلععك طائيفععة معع ن أهععل الكلم أنكعروا‬ ‫ذلك(‪.‬‬ ‫وقععال‪) :‬وأه ععل ال ععديث والس ععلف عل ععى ذل ععك‪ ،‬وهععو ق ععول أك ععثر الش عععرية‪ ،‬ك ععأب‬ ‫إسحاق واب ن فورك(‪.‬‬ ‫وقال‪) :‬وهو قول أب حامد وأب الطيب وأب إسحاق م ن الشافعية‪ ،‬وقول القاضعي‬ ‫عبععدالوهاب معع ن الالكيعة‪ ،‬وهو قععول السرخسععي وأمثععاله معع ن النيفيععة‪ ،‬وإذا كععان الجععاع علععى‬ ‫تصديق الب موجباً للقطع به فالعتبار ف ذلك بإجاع أهل العلم والديث(‪.""22‬‬ ‫قال أبعو إسعحاق السعيفرايين‪) :‬أهعل الصعنعة مدمععون علعى أن الخبعار العت اشعتدمل‬ ‫علياه ععا الص ععحيحان مقط ععوع بص ععحة أص ععولا ومتونععا‪ ،‬ول يص ععل اللف فياه ععا ب ععال‪ ،‬وإن‬ ‫حصععل فععذاك اختلف ف ع طرقاهععا ورواهتععا ؛ قععال‪ :‬فدمعع ن خععالف حكدمععه خععباً مناهععا وليععس لععه‬ ‫تأويل سائع غ لللخب‪ ،‬نقضنا حكدمه‪ ،‬لن هذه الخبار تلقتاها المة بالقبول( ‪.""23‬‬ ‫وقال اب ن حجر‪) :‬الب التف بالقرائ ن قد ييفيد العلم خلفاً ل ن أب ذلك( ‪.""24‬‬ ‫هععذه أق عوال لسععاطي العلععم وجاهابععذة اليفتععو ى يععرون أن حععديث الحععاد ييفيععد العلععم‬ ‫والعدم ععل وأن ه ععذه الح ععاديث كدم ععا ت ععوجب العل ععم والعدم ععل ك ععذلك ه ععي حج ععة ف ع العقائ ععد‬ ‫والتصورات والزعم بلف ذلك أمر مدث بدعي ل يعلم عند السلف السابقي‪.‬‬ ‫قال ابع ن حعزم‪) :‬وقد أوجب الع تععال علعى كعل طائيفعة إنعذار قوماهعا وأوجب علعى‬ ‫قوماهععا قبععول نععذارهتم بق عوله تعععال‪} :‬ولينععذروا قععوماهم إذا رجع عوا إلياهععم لعلاهععم يععذرون{ فقععد‬ ‫حععذر تعععال معع ن ماليفععة نععذارة الطائيفععة ‪ -‬والطائيفععة ف ع اللغععة تقععع علععى بعععض الشععيء كدمععا‬ ‫قدمنا‪ -‬ول يتلف ارثنان معع ن السعلدمي فع أن مسعلدماً رثقعة لعو دخعل أرض الكيفععر فعدعا قوم اً‬ ‫إلع السععلم وتل علياهععم القععرآن وعلدماهععم الشعرائع لكععان لزامعاً علياهععم قبعوله ولكععانت الجععة‬ ‫علياهم بذلك قائدمة وكذلك لو بعث اللييفة أو الميع رسولً إلع ملععك معع ن ملععوك الكيفععر أو‬ ‫أمععة معع ن أمععم الكيفععر يععدعوهم إلع السععلم ويعلدماهععم القععرآن وش رائع الععدي ن ول فععرق وما قععال‬ ‫قط مسلم أنه كان حكام أهل اليدم ن أن يقولوا لععاذ ول ن بعثعه رسول رسول الع صعلى الع‬ ‫عليععه وسعلم وعقععد اليععان حععق عنععدنا ؛ ولكعع ن مععا أفتيتنععا بععه وعلدمتنععاه معع ن أحكععام الصععلة‬ ‫ونوازل الزكاة وسائر الديانة ع ن النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وما أقرأتنععا معع ن القعرآن عنعه عليععه‬ ‫السلم فل نقبله منك ول نأخذه عنك لن الكعذب جعائز عليعك ومتعوهم منعك حعت يأتينعا‬ ‫لكل ذلعك كعواف وت واتر ؛ بعل لعو قعالوا ذلعك لكعانوا غيع مسعلدمي‪ ،‬وكذلك ل يتلعف ارثنعان‬ ‫ف ع أن رسول الع صععلى الع عليععه وسلم إنععا بعععث معع ن بعععث معع ن رسله إل ع الفععاق لينقلبعوا‬ ‫"‪ "22‬مجموع الفتاوى ‪.352 – 13/351‬‬ ‫"‪ "23‬قواعد التحديث للقاسمي ‪.85‬‬ ‫"‪ "24‬شرح النخبة ‪.7‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(18‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫إلياهم عنه القرآن والسن ن وشرائع الدي ن‪ ،‬وأنه عليه السلم ل يبعثاهم إلياهم ليشعرعوا لععم دينعاً‬ ‫لع يععأت هععو بععه ععع ن الع تعععال‪ .‬فصععح بععذا كلععه أن كععل مععا نقلععه الثقععة ععع ن الثقععة مبلغعاً إلع‬ ‫رسول الع صععلى الع عليععه وسلم معع ن قععرآن أو سععن ن فيفععرض قبعوله والقعرار بععه والتصععديق بععه‬ ‫واعتقاده والتدي ن به( ‪.""25‬‬ ‫وقال رحه ال‪) :‬وم ن البهان ف قبول خب الواحد‪ :‬خب ال تعال ع ن موسى عليه‬ ‫السلم أنه قال له رجل‪ :‬إن الل يأترون بك ليقتلوك فصعدقه وخرج فعاراً وتصعديقه العرأة فع‬ ‫قولا‪} :‬إن أب يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا{ فدمضى معاها وصدقاها( ‪.""26‬‬ ‫حكم منكر أحاديث الحاد‪:‬‬ ‫ق ععال الش ععيخ عدم ععر الش ععقر‪) :‬ذه ععب الم ععام إس ععحاق ب عع ن راه ععويه إل ع الق ععول بكيف ععره‬ ‫والصحيح أنه ل يكيفر لنه ل يكذب الرسول صلى ال عليه وسلم وإنعا يتاهعم العرواة العذي ن‬ ‫نقلوا ع ن رسول ال صلى ال عليه وسلم بالغلط ولععل العذي ن ذهبعوا إلع القعول بكيفعره نظعروا‬ ‫إل ع الحععاديث الدمععع علععى صععحتاها أو الععت تلقتاهععا المععة بععالقبول وليععس معن ع عععدم القععول‬ ‫بتكيفيه أنه مسلم ؛ ل بل يشى على مثل هذا أن يصعيبه الع بعقعاب لنعه أععرض عع ن قعول‬ ‫رسول ال صلى ال عليعه وسلم والع يقعول‪} :‬فليحعذر العذي ن يعاليفون عع ن أمعره أن تصعيباهم‬ ‫فتنععة أو يصععيباهم عععذاب أليععم{ ونقععول لثععل هععذا كدمععا قععال الشععافعي رحه الع ليععس لععك أن‬ ‫تشك ف أحاديث الرسول صلى ال عليه وسلم الت رواها الثقات العدول فاهععذه الحععاديث‬ ‫أصل الدي ن والدي ن ميفوظ إل ناية الزمان( ‪.""1‬‬ ‫وأمععا معع ن رأ ى أن السععنة بالكليععة ل تصععلح دليلً للعقائععد واليقينععات ويزع م أنععه ل‬ ‫يرضى إل بكتاب ال عز وجل فاهو كافر كدما أفت به كثي م ن العلدماء‪:‬‬ ‫قععال السععيوطي‪) :‬فععاعلدموا رحكععم ال ع أن معع ن أنكععر كععون حععديث النععب صععلى ال ع‬ ‫عليععه وسعلم قععولً كععان أو فعلً بشععرطه العععروف ف ع الصععول حجععة كيفععر وخ رج معع ن دائععرة‬ ‫السلم وحشر مع الياهود والنصار ى أو مع م ن شاء ال م ن فرق الكيفرة‪.‬‬ ‫رو ى المعام الشععافعي رضي الع عنعه يوم اً حعديثاً وقال إنعه صععحيح فقعال لععه قائععل‪:‬‬ ‫أتقول به يا أبا عبدال؟ فاضطرب وقال‪ :‬يا هذا أرأيتن نصرانيًا؟ أرأيتن خارجاً مع ن كنيسعة؟‬ ‫"‬ ‫أرأيت ف وسطي زنارًا؟ أروي حعديثاً عع ن رسول الع صعلى الع عليعه وسلم ول أقعول بعه؟(‬ ‫‪."2‬‬ ‫"‪ "25‬الحكام ‪.113 – 1/112‬‬ ‫"‪ "26‬الحكام ‪.1/118‬‬ ‫"‪ "1‬العتقاد ‪.88‬‬ ‫"‪ "2‬مفتاح الجنة ‪.6‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(19‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وقال اب ن حزم‪) :‬ولو أن امرءاً قال‪ :‬ل نأخعذ إل معا وجدنا فع القعرآن لكعان كعافراً‬ ‫بإجاع المة‪ ،‬ولكعان ل يلزمه إل ركععة معا بيع دلعوك الشعدمس إلع غسعق الليعل وأخعر ى عنعد‬ ‫اليفجر لن ذلك هو أقل ما يقع عليه اسم صلة ول حد للكثر ف ذلك وقائل هذا كعافر‬ ‫مشرك حلل الدم والال( ‪.""3‬‬

‫البيجوري ومفهو م اليمان‬ ‫يقول اللقان‪:‬‬ ‫وفسر اليان بالتصديق‬

‫والنطق فيه اللف بالتحقيق‬

‫‪""1‬‬

‫"‪ "3‬الحكام ‪.2/80‬‬ ‫"‪ "1‬الشرح ‪.42‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(20‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وفس ععر ال ععبيجوري ه ععذا النظ ععم بقع عوله‪) :‬إن الي ععان ه ععو مطل ععق التص ععديق‪ ،‬والي ععان‬ ‫والعدمل الصال متغايران‪ ،‬وم ن صدق بقلبه ول يتيفق له القرار ف عدمره ل مععرة ول أكععثر معع ن‬ ‫مععرة مععع القععدرة علععى ذلععك فاهععو مععؤم ن عنععد ال ع تعععال ؛ ولكنععه شععرط ف ع إج عراء الحكععام‬ ‫الدنيوية( ‪.""2‬‬ ‫قال‪) :‬والراجح أن اليان هو التصديق وهو غي الزم( ‪.""3‬‬ ‫هل اليمان هو التصديق فقط؟!!‬ ‫إن القععول أن اليععان هععو التصععديق خطععأ كععبي‪ ،‬ذلععك لن فيععه اقتصععاراً علععى العنع‬ ‫اللغععوي فععط‪ ،‬والسععلم قعد أضععاف للليفعاظ مععان شععرعّية زيادة علعى الععان اللغوية‪ ،‬معع أن‬ ‫اليان ف بعض وجوه الصل اللغوي تيفيد العدمل ‪.""4‬‬ ‫مععع أن هنععاك اع عتاض علععى قععولم بععأن اليععان ف ع اللغععة عبععارة ععع ن التصععديق بنععع‬ ‫ال عتادف بي ع التصععديق واليععان‪ ،‬وهعب أن المععر يصععح ف ع موضعع‪ ،‬فلععم قلتععم إنععه يععوجب‬ ‫التادف مطلقًا؟ وكذلك اعتض على دعو ى التادف بي السلم واليان‪.‬‬ ‫ووما يدل على عد م الترادف‪:‬‬ ‫أنه يقال للدملخَب إذا صدق‪ :‬صّد قععه‪ ،‬ول يقال آمنه ول آم ن بعه ؛ بعل يقعال آمع ن لعه‪،‬‬ ‫كدمععا قععال تعععال‪} :‬فععآم ن لععه لععوط{‪} ،‬فدمععا آمعع ن لوسعى إل ذرية معع ن قععومه علععى خععوف{‪،‬‬ ‫وقععال تع ععال‪} :‬ي ععؤم ن ب ععال ويععؤم ن للدم ععؤمني{‪ .‬فيف ععرق بي ع الع عّد ىع بالب ععاء والع ععد ى ب ععاللم‪،‬‬ ‫فالول يقال للدملخَب به‪ ،‬والثان للدملخب‪ .‬ول يرد كونه يوز أن يقال‪ :‬مععا أنععت بصععدٍق لنععا‪،‬‬ ‫لن دخععول اللم لتوقيععة العامععل‪ ،‬كدمععا إذا تقععدم العدمععول‪ ،‬أو كععان العامععل اسععم فاعععل‪ ،‬أو‬ ‫مصدراً ‪.""5‬‬ ‫فاقتصار اليان على التصديق فقعط اقتصعار مرفوض‪ ،‬ذلعك لن الرسول صعلى الع‬ ‫عليععه وسلم قععد أوقيفنععا علععى معععان اليععان وعلدمنععا معع ن معراده علدمعاً ضععرورياً أن معع ن قيععل إنععه‬ ‫صععدق ول يتكلععم بلسععانه باليععان مععع قععدرته علععى ذلععك ول صععلى ول صععام ول أحععب ال ع‬ ‫ورسوله ول خاف ال ؛ بل كان مبغضاً للرسول معادياً له يقاتله‪ :‬أن هذا ليس بؤم ن ‪.""6‬‬ ‫"‪ "2‬الشرح ‪.51 – 46‬‬ ‫"‪ "3‬الشرح ‪.34‬‬ ‫"‪ "4‬انظر شرح الطحاوية ‪.338‬‬ ‫"‪ "5‬الطحاوية ‪.338‬‬ ‫"‪ "6‬شرح الطحاوية ‪ ،339‬وبمثله يقول شببيخ السببلم رحمببه اب فببي كتبباب اليمببان‬ ‫‪.112‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(21‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وم ن هنععا التصععديق ل يطلععق علععى العنع الععرد ععع ن الليفععظ ولذا لع يعععل الع أحععداً‬ ‫مصدقاً للرسل بجعرد العلعم والتصعديق العذي فع قلعوبم حعت يصعدقوهم بألسعنتاهم ول يوجد‬ ‫ف ع كلم العععرب أن يقععال فلن صععدق فلن عاً أو كععذبه إذا كععان يعلععم بقلبععه أنععه صععادق أو‬ ‫كاذب ول يتكلم بذلك ‪.""7‬‬ ‫وقد نيفى ال اليان عدم ن صدق بقلبه ول ينطقاها بلسانه فقال سبحانه‪} :‬وما هععم‬ ‫بععؤمني{‪ .‬وقد بيع الع سععبحانه حععال أقعوام صععدقوا بقلععوبم وأبعوا أن يقععروا بألسععنتاهم بععأنم‬ ‫كيفععرة مكععذبي للرسل وللحععق قععال سععبحانه‪} :‬الععذي ن آتينععاهم الكتععاب يعرفونه كدمععا يعرفون‬ ‫أبنائاهم وإن فريقاً مناهم ليكتدمون الق وهم يعلدمون{‪.‬‬ ‫قععال شععيخ السععلم ابعع ن تيدميععة‪) :‬والشععاهد أن هنععاك خلق عاً معع ن الكيفععار يعرفون ف ع‬ ‫البعاط ن أن ديع ن السعلم حعق ويذكرون معا ينعاهعم معع ن اليعان إمعا مععاداة أهلاهعم وإمعا معا ل‬ ‫يص ععل م عع ن جاهتاه ععم يقطع ععونه عناه ععم وإم ععا خ ععوفاهم إذا آمنع عوا أن ل يك ععون ل ععم حرمع ة عن ععد‬ ‫السع ععلدمي كحرمتاهع ععم ف ع ع ديناهع ععم قع ععال تعع ععال‪} :‬يَع ععا َأيعَّاه ع اع الّع عِذيعَ ن آَم نُ ع عواْ لَ تعَتِّلخ ع ع ُذ عواعْ اْليعَُاه ع وعَد‬ ‫ضعُاهعْمع أَْو لِعَياء بعَْع ٍ‬ ‫ضع َو َمع نع يعَتعَوّلُعم ّم نعُك ْمع فَِإنّهُ ِم نعُْاه ْمع إِّن اللّعَه لَ يعَْاه ِدعيع الَْقع ْوعَمع‬ ‫ص اعَر ى أَْو لِعَياء بعَْع‬ ‫والنّ‬ ‫ُ‬ ‫َالظّععالَِِدم يع * فعت عر ى الّعِذيع ن ِف ع قعُلوِ​ِبم ّم ع رعضع يسع اعِرعوَن ِفيِاه ع مع يعُقوعلُعوَن َنَْشع ىع َأن تُ ِ‬ ‫صع يعبعَنا َدآعئِعَرٌة‬ ‫َ ِ ٌِ ُِ َ ُ‬ ‫َ َ​َ​َ ِ ِ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫لى َمع اع أَس ّرعواْ ِفع َأنعُيفِس ع ِاه عمع نَعاِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يع *‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫عن‬ ‫ع‬ ‫ ن‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫فعَعَس ىع اللّهُ َأن يَأْتَ بالَْيف ْتعِح أَْو‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ِ َُِ ُ ِ​ِ َ ِ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت أَْع َدم ع اعُلُْم‬ ‫َو يعَُق وعُل الّعذيعَ ن ِآَم نُعواْ أَ​َه ُ‪"8‬ؤع"علء الّعذيعَ ن أَقَْسع ُدمعواعْ بعاللّه َج ْاه عَد ع أََْيانْم إنعُّاه ْمع لَ​َدم َععُكع ْمع َح بعطَع ْ‬ ‫ص بَعُح واعْ َخ اعس ِريعَ ن {عع( ‪.‬‬ ‫فَأَ ْ‬ ‫واليفسععرون متيفقععون علععى أنععه نزلت بسععبب قععوم معع ن كععان يظاهععر السععلم وف قلبععه‬ ‫مرض وخاف أن يغلععب أهعل السعلم فيعوال الكيفععار مع ن الياهعود والنصععار ى وغيهم لللخععوف‬ ‫العذي فع قلعوبم ل لعتقعادهم أن مدمعداً كعاذب والياهعود والنصعار ى وغيهم لللخعوف العذي‬ ‫فع قلععوبم ل لعتقععادهم أن مدمععداً كععاذب والياهععود والنصععار ى صععادقون فقععد روي أن عبععادة‬ ‫ب ن الصامت قال‪) :‬يا رسول ال إن ل موال م ن الياهود وإنع أبعرأ إلع الع معع ن وليعة ياهعود(‪،‬‬ ‫فقال عبدال ب ن أب‪) :‬لكن رجل أخاف الدوائر ول أبرأ م ن ولية ياهود(‪ ،‬فنزلت هعذه اليعة‬ ‫‪.""9‬‬ ‫وبقولهم إن اليمان هو التصديق فقط إخراج للعمال منه‪ ،‬وهو قول باطل‪:‬‬ ‫قععال شععيخ السععلم ابعع ن تيدميععة‪) :‬لقععد غلععط الرجئععة ف ع أصععلي أحععدها ظناهععم أن‬ ‫الي ععان م ععرد تص ععديق وعل ععم فق ععط لي ععس مع ععه عدم ععل وحع ال وحرك ة وإرادة ومب ععة وخش ععية ف ع‬ ‫القلب‪ ،‬فإن أعدمال القلوب كلاها فياها ما فرضه ال ورسوله فاهو م ن اليان الواجب‪ ،‬وفياهععا‬ ‫مععا أحبععه ال ع ول ييفرض ه فاهععو معع ن اليععان السععتحب‪ ،‬فععالول لبععد لكععل مععؤم ن منععه‪ ،‬ومع ن‬ ‫اقتصععر عليععه فاهععو معع ن البعرار أصععحاب اليدميعع‪ ،‬والثععان للدمقربيع السععابقي وذلععك مثععل حععب‬ ‫"‪ "7‬اليمان ‪.113‬‬ ‫"‪ "8‬المائدة ‪.53 – 51‬‬ ‫"‪ "9‬اليمان ‪.141 – 140‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(22‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫ال ع ورس وله ؛ بععل أن يكععون ال ع ورس وله أحععب إليععه مععا س عواها ؛ بععل أن يكععون ال ع ورس وله‬ ‫والاه ععاد ف ع س ععبيله أح ععب إلي ععه م عع ن أهل ععه ومععاله‪ ،‬ومث ععل خش ععية ال ع وحع ده م عع ن دون خش ععية‬ ‫اللخلوقي‪ ،‬ورجاء ال وحده دون رجاء اللخلععوقي‪ ،‬والتوكل علععى الع وحده دون اللخلعوقي‪،‬‬ ‫والنابة إليه مع خشيته‪ ،‬كدما قال تعال‪} :‬هذا معا توعدون لكعل أواب حيفيععظ‪ ،‬معع ن خشعي‬ ‫الرح ن بالغيب وجاء بقلب منيب{‪.‬‬ ‫والثان م ن غلط الرجئعة ظناهعم أن كعل مع ن حكعم الشعارع بعأنه كعافر ملعد فع النعار‬ ‫فإنععا ذلععك لنععه ل ع يكعع ن ف ع قلبععه شععيء معع ن العلععم والتصععديق‪ ،‬وهذا أمععر خععاليفوا بععه الععس‬ ‫والعقععل والشععرع‪ ،‬فععإن النسععان قععد يعععرف أن الععق مععع غيععه ومع ذلععك يحععد ذلععك لسععده‬ ‫إيععاه أو لطلععب علععوه عليععه أو لععو ى ف ع النيفععس وهو ف ع قلبععه يعلععم أن الععق معععه وعامععة معع ن‬ ‫كععذب الرس ل علدم عوا أن الععق معاهععم وأنععم صععادقون ولكناهععم يك عّذ بععون إمععا لسععدهم وإمععا‬ ‫لرادهتععم العلععو والرئاسععة‪ ،‬وإمععا لباهععم لععديناهم الععذي كععانوا عليععه‪ ،‬فيكونون بععذلك معع ن أكيفععر‬ ‫النععاس كععإبليس وفرعون مععع علدماهععم بععأنم علععى الباطععل والرسول إنععا معتدمععدهم علععى ماليفععة‬ ‫أهوائاهم كقولم لنوح‪} :‬أنؤم ن لك واتبعك الرذلون{ ومعلوم أن إتباع الرذلي له ل يقدح‬ ‫ف ع صععدقه ومثععل قععول فرعون‪} :‬أنععؤم ن لبشععر مثلنععا وقوماهدمععا لنععا عابععدون{ ومثععل قععول عامععة‬ ‫الشععركي‪} :‬إنععا وج دنا آباءنععا علععى أمععة وإنععا علععى آرثععارهم ماهتععدون{ وه ذه المععور وأمثالععا‬ ‫ليسععت حججعاً تقععدح فع صععدق الرسل ؛ بععل تععبي أنععا تععالف إرادهتععم وأه عوائاهم وعاداهتم‪،‬‬ ‫فلعذلك لع يتبععوهم وهؤلء كلاهعم كيفعار ؛ بعل أبعو طعالب وغيعه كعانوا يبعون النعب صعلى الع‬ ‫عليه وسلم ويبون علو كلدمتععه وليعس عنعدهم حسععد لععه ولكعع ن كعانوا بعلدمعون أّن فع متعابعته‬ ‫فراق دي ن آبائاهم وذم قريس لعم فدمعا احتدملعت نيفوساهم تعرك الععادة واحتدمعال هعذا العذم فلعم‬ ‫يتكوا اليان لعدم العلم ؛ بل لو ى النيفس‪ ،‬فكيف يقال إن كل كافر إنا كيفعر لععدم علدمعه‬ ‫بال( ‪.""10‬‬ ‫وقال رحه ال‪) :‬وقد َك ّيف عرع السعلف كوكيعع بع ن العراح وأحعد بع ن حنبعل وغيها مع ن‬ ‫يقععول بععذا القععول )إن اليععان هععو التصععديق فقععط( وقعالوا‪ :‬إبليععس كععافر بنععص القععرآن‪ ،‬وإنععا‬ ‫بع خععبًا‪ ،‬وكذلك فرعون وقعومه‬ ‫كيفععره باسععتكباره وامتنععاعه ععع ن السععجود لدم ل لكععونه َك ع ّذع َ‬ ‫قععال ال ع تعععال فياهععم‪} :‬وجحععدوا بععا واسععتيقنتاها أنيفسععاهم ظلدم عاً وعلععوًا{ وقعال موسعى عليععه‬ ‫السععلم ليفرع ون‪} :‬لقععد علدمععت مععا أنععزل هععؤلء إل رب السععدماوات والرض بصععائر{ فععدل‬ ‫على أن فرعون كان عالاً بأن ال أنزل اليات وهو مع ن أكعب خلعق الع عنعاداً وبغيعاً ليفسعاد‬ ‫‪""11‬‬ ‫إرادته وقصده ل لعدم علدمه(‬ ‫وقال رحه العع‪) :‬لقععد تععبي أن اليععان إذا أطلععق فع القععرآن والسععنة يُعراد بععه مععا يعراد‬ ‫بليفععظ الععب والتقععو ى وبليفععظ الععدي ن‪ ،‬فععإن النععب صععلى ال ع عليععه وسعلم يععبي أن اليععان بضععع‬ ‫وسبعون شعبة أفضلاها قول ل إله إل ال‪ ،‬وأدناها إماطة الذ ى ععع ن الطريق‪ ،‬فكعان كعل معا‬

‫"‪ "10‬اليمان ‪.140 – 138‬‬ ‫"‪ "11‬اليمان ‪.138‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(23‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫يبه ال يدخل ف اسم اليعان‪ ،‬وكذلك ليفعظ العب يعدخل فيعه جيعع ذلعك إذا أطلعق وكذلك‬ ‫ليفظ التقو ى وكذلك الدي ن أو دي ن السلم( ‪.""12‬‬ ‫أما قول البيجوري إن التصديق ل يعن الزم فاهو يعنع عنععده أن الععؤم ن ل يعزم بععا‬ ‫آم ن به وال عز وجل يقول‪} :‬إنا الؤمنععون العذي ن آمنعوا بعال ورس وله ثع لع يرتابوا{ فاشعتط‬ ‫سبحانه ف صدق إيانم كونم ل يرتابوا ول يشكوا‪.‬‬ ‫وف الصحيح م ن حعديث أبع هريرة رضي الع عنعه قعال‪ :‬قعال رسول الع صعلى الع‬ ‫عليععه وسعلم‪)) :‬أشععاهد أن ل إلععه إل ال ع وأن ع رسول ال ع ل يلقععى ال ع بدمععا عبععد غي ع شععاك‬ ‫فياهدما فيحجب ع ن النة((‪.‬‬ ‫فاشتط رسول ال صلى ال عليه وسلم الزم وعدم الشك لصحة اليان‪.‬‬ ‫وف الصحيح أن رسول الع صعلى الع عليعه وسلم أرسل أبعا هريرة بنعليعه قعائلً لعه‪:‬‬ ‫م ن لقيت م ن وراء هذا الائط يشاهد أن ل إله إل ال مستيقناً با قلبه فبشره بالنة‪.‬‬ ‫ولذلك لبــد لكلمــة التوحيــد مــن شــروط لتكــون مفتاحـاً لــدخول الجنــة‪ ،‬وهـذه‬ ‫الشروط هي‪:‬‬ ‫‪ (1‬العلم بعناها‪ :‬قال تعال‪} :‬فاعلم أنه ل إله إل ال{ وف الصحيح عع ن عثدمعان‬ ‫ب ن عيفان رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪) :‬م ن مات وهو يعلم أنه‬ ‫ل إله إل ال دخل النة(‪.‬‬ ‫‪ (2‬اليقي‪ :‬أن يكون القائل مستيقناً بععدلول هععذه الكلدمعة يقينعاً جازم اً فععإن اليععان‬ ‫ل يغن ع فيععه إل اليقي ع ل علععم الظعع ن والشععك قععال تعععال‪} :‬إنععا الؤمنععون الععذي ن آمن عوا بععال‬ ‫ورسوله ث ل يرتابوا{‪.‬‬ ‫‪ (3‬القععول لععا اقتضعته هععذه الكلدمعة بقلبععه ولسععانه‪ :‬قععال تعععال‪} :‬إنععم كععانوا إذا قيععل‬ ‫لم ل إله إل ال يستكبون ويقولون أإنا لتاركوا آلتنا لشاعر منون{‪.‬‬ ‫فجعل ال سبحانه وتععال علعة تععذيباهم وسببه هعو اسعتكبارهم عع ن قعول ل إلعه إل‬ ‫ال كدما تقدم‪.‬‬ ‫‪ (4‬النقياد لا دلت عليه بالطاعة والنابة قال سبحانه‪} :‬وأنيبوا إلع ربكععم وأسععلدموا‬ ‫له{ وقال سبحانه‪} :‬وم ن يسلم وجاهه إل ال وهو مس ن فقد استدمسك بالعروة الورثقى{‪.‬‬ ‫"‪ "12‬اليمان ‪.130‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(24‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫‪ (5‬الصدق‪ :‬وهو أن يقولا صدقاً م ن قلبه يوافق قلبه لسانه قال عز وجل‪} :‬وم ن‬ ‫النععاس معع ن يقععول آمنععا بععال واليععوم الخععر ومعا هععم بععؤمني يععادعون ال ع والععذي ن آمن عوا ومعا‬ ‫يدعون إلّ أنيفساهم وما يشعرون{‪ ،‬فاهم كاذبون ف قولم‪.‬‬ ‫وقال صلى ال عليه وسلم ف الديث التيفق عليه‪)) :‬ما م ن أحد يشاهد أن ل إلععه‬ ‫إل ال وأن مدمداً عبده ورسوله صدقاً م ن قلبه إل حرمه الع علعى النعار(( فاشععتط فع قائععل‬ ‫الكلدمة أن يكون صادقًا‪.‬‬ ‫‪ (6‬الخلص‪ :‬قال سبحانه‪} :‬أل ل الدي ن الالص{ وقال تعال‪} :‬وما أمععروا إل‬ ‫ليعبدوا ال ملصي له الدي ن حنيفاء{‪.‬‬ ‫‪ (7‬البة‪ :‬قال تععال‪} :‬وم ن النعاس مع ن يتلخعذ مع ن دون الع أنععداداً يبععونم كحععب‬ ‫ال والذي ن آمنوا أشد حباً ل{ ‪.""13‬‬

‫"‪ "13‬انظر العقيدة في ا لعمر الشقر‪.‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(25‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫الشاعرة وصفات ال‬ ‫الععبيجوري ونعاظم الععوهرة اللقععان يأبيععان سععلوك طري ق السععلف الصععال ف ع توحيععد‬ ‫الصيفات وها يتبعان طريق اللف ف ذلك‪.‬‬ ‫فالبيجوري مع ن القععائلي بتأويل صععيفات الع ععز وجل وص رفاها ععع ن ظاهرها وتدميععل‬ ‫معان الصيفات معان جديدة جاؤوا با م ن عند أنيفساهم فحرموا متابعة ا ُ‬ ‫لول ووافقعوا أقوامعاً‬ ‫طالععا حععل علياهععم السععلف الغععارات معع ن أجععل ردعاهععم ععع ن بععاطلاهم وم ن أجععل كشععف ععوار‬ ‫وعقائدهم يقول اللقان‪:‬‬ ‫وكل نص أوهم التشبياها‬

‫أوله أو فّو ضع ورم تنزياهاً‬

‫يق ععول ال ععبيجوري‪") :‬أّو ل ععه" ؛ أي احل ععه عل ععى خلف ظ ععاهره م ععع بي ععان العن ع ال عراد‪،‬‬ ‫فالراد‪ :‬أوّله تأويلً تيفصيلياً بأن كون قه بيان العن الراد كدما هو مذهب اللف‪ :‬وهم معع ن‬ ‫كععانوا بعععد الدمسععدمائة‪ .‬وقيععل‪ :‬معع ن بعععد القععرون الثلرثععة‪ .‬وق وله‪" :‬أو فعّو ضع" ؛ أي بعععد التأويل‬ ‫الجال الذي هو صرف الليفظ ع ن ظاهره‪ ،‬فبعد هذا التأويل فّو ضع العراد معع ن النعص العوهم‬ ‫إليه تعال على طريقة السلف(‪.‬‬ ‫يق ععول‪) :‬وطريق ععة الل ععف أعل ععم وأحك ععم‪ ،‬ل ععا فياه ععا م عع ن مزيع د اليض ععاح وال ععرد عل ععى‬ ‫الصوم‪ ،‬وهي الرجح‪ ،‬ولذلك قدماها النعاظم‪ ،‬وطريقعة السعلف أسعلم‪ :‬لعا فياهعا مع ن السعلمة‬ ‫م ن تعيي معن قد يكون غي مراد ال‪ .‬وقوله "ورم تنزياها" ؛ أي واقصد تنزياهعاً لععه تعععال عدمعا‬ ‫ل يليق به مع تيفويض علم العن الراد ؛ فظاهر ما قررناه اتيفاق السلف واللف على التأويل‬ ‫الجال لنم يصرفون النص الوهم ع ن ظاهره الال عليه تعال(‪.‬‬ ‫ويقول شارحاً ذلك بالمثلة‪:‬‬ ‫‪ (1‬ق عوله تع ععال‪} :‬ي ععافون ربع م م عع ن ف ععوقاهم{ فالس ععلف يقولععون فوقي ععة ل نعلدماه ععا‪،‬‬ ‫واللف يقولون‪ :‬الراد باليفوقية التعال ف العظدمة أي ارتيفاعه فياها‪.‬‬ ‫‪ (2‬قوله تعال‪} :‬الرح ن علعى الععرش اسعتو ى{ فالسعلف يقولون‪ :‬اسعتواء ل نعلدمعه‪،‬‬ ‫واللف يقولون‪ :‬الراد به الستيلء واللك‪ .‬كدما قال الشاعر‪:‬‬ ‫قد استو ى بشر على العراق‬

‫م ن غي سيف ول دم ماهراق‬

‫ويقول مؤيداً قول الغزال ف القصيدة النسوبة إليه‪:‬‬ ‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(26‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وهو فوق اليفوق ل فوق له‬

‫وهو ف كل النواحي ل يزول‬

‫‪ (3‬قععال‪ :‬ومععا يععوهم السععدمية ق عوله تعععال‪} :‬وج اء رب ك{ وح ديث الصععحيحي‪:‬‬ ‫)ينععزل ربنععا كععل ليلععة إل ع سععاء الععدنيا حي ع يبقععى رثلععث الليععل الخيعع‪ ،‬ويقععول معع ن يععدعون‬ ‫فأستجيب له مع ن يسعألن فعأعطيه مع ن يسعتغيفرن فعأغيفر لعه(‪ ،‬فالسعلف يقولون‪ :‬ميعء ونزول‬ ‫ل نعلدماها‪ ،‬واللف يقولون‪ :‬الراد‪ :‬وجاء ععذاب ربك أو أمعر ربك الشعامل للععذاب‪ ،‬والعراد‬ ‫ينزل ملك ربنا فيقول ع ن ال‪ ...‬إل‪.‬‬ ‫‪ (4‬ق ععال‪ :‬ومععا ي ععوهم ال عوارح ق عوله تع ععال‪} :‬ويبق ععى وجع ه ربع ك{ و}ي ععد ال ع ف ععوق‬ ‫أيععدياهم{ وح ديث‪) :‬إن قلععوب بن ع آدم كلاهععا كقلععب واحععد بي ع أصععبعي معع ن أصععابع معع ن‬ ‫الرح ن( فالسعلف يقولون‪ :‬لع وجه ويد وأصعابع ل نعلدماهعا‪ ،‬ويقعول اللعف العراد مع ن العوجه‪:‬‬ ‫العذات‪ ،‬وباليعد‪ :‬القعدرة ؛ والعراد مع ن قعوله‪) :‬بيع أصعبعي مع ن أصعابع الرح ن( بيع صعيفتي مع ن‬ ‫صيفاته وهاتان الصيفتان‪ :‬القدرة والرادة ‪.""1‬‬ ‫هــذه هــي عقيــدة الــبيجوري الشــعري فــي صــفات الـ عــز وجل وقوله يتضــمن‬ ‫عّد ةـ أمور‪:‬‬ ‫‪ (1‬أن صيفات ال عز وجل دائرة بي التأويل والتيفويض ل رثالث لدما‪.‬‬ ‫‪ (2‬أن تأويل هو صرف الليفظ ع ن ظاهره إل معن آخر‪.‬‬ ‫العالي‪.‬‬

‫‪ (3‬التيفععويض‪ :‬هععو جاهععل بعن ع الصععيفات‪ ،‬وتيفععويض العععان للصععيفات الوه ة لععرب‬

‫‪ (4‬التيفععويض والتأويعل متيفقععان علععى أن الليفععظ القرآن ع للصععيفة غي ع م عراد ؛ والسععلف‬ ‫واللف متيفقان على صرف النص الوهم ع ن ظاهره الال عليه تعال ‪ -‬كدما يزعم ‪-‬‬ ‫‪ (5‬أن إرثبات صيفات ال عز وجل يؤدي إل التجسيم‪.‬‬ ‫فاهل ما قاله البيجوري يوافق معتقد أهل السنة والدماعة م ن السلف الصععال؟ وهل‬ ‫ما قاله يوافق ما فاهدمه الئدمة م ن صيفات ال عز وجل؟‬ ‫ما هي عقيدة السلف في صفات ال عز وجل؟‬ ‫قال اب ن القيم رحه ال‪) :‬وقد تنعازع الصعحابة فع كعثي مع ن مسعائل الحكعام‪ ،‬وهم‬ ‫سععادات الععؤمني وأكدمععل المععة إيان عاً ؛ ولكعع ن بدمععد ال ع ل ع يتنععازعوا ف ع مسععألة واحععدة معع ن‬ ‫"‪ "1‬الشرح ‪93 – 91‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(27‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫مسائل الساء والصيفات والفعال ؛ بل كلاهم على إرثبات ما نطق به الكتاب والسعنة كلدمعة‬ ‫ل‪ ،‬ول‬ ‫ل‪ ،‬ول يرفوها ععع ن مواضعععاها تبععدي ً‬ ‫واحععدة‪ ،‬معع ن أولعم إل ع آخرهم‪ ،‬ل ع يسععدموها تععأوي ً‬ ‫يبدوا لشعيء مناهعا إبطعاًل‪ ،‬ول ضعربوا لعا أمثعاًل‪ ،‬ول يعدفعوا فع صعدورها وأعجازها‪ ،‬ول يقعل‬ ‫أحدهم يب صرفاها ع ن حقائقاها وحلاها على مازها ؛ بل تلقوها بالقبول والتسليم(‪.""2‬‬ ‫وقال الشيخ مدمد أمي الشنقيطي‪) :‬والق الذي ل يشك فيه أدن عاقل‪ ،‬أن كل‬ ‫ما وصف ال به نيفسه أو وصيفه به رسوله فالظاهر التبادر منه السابق إل فاهم م ن فع قلبععه‬ ‫شيء م ن اليان هو التنزيه التام ع ن مشابة شيء م ن صيفات الوادث(‪.‬‬ ‫قععال‪) :‬وه ل ينكععر عاقععل أن السععابق إل ع اليفاهععم التبععادر إل ع كععل عاقععل هععو منافععاة‬ ‫الالق للدملخلوق ف ذاتععه وجيعع صعيفاته؟ ل والع ل ينكعر ذلععك إل مكععابر‪ .‬والاهععل اليفعتي‬ ‫الععذي يزعم أن ظععاهر آيععات الصععيفات ل يليععق بععال ؛ لنععه كيفععر وتشععبيه‪ ،‬إنععا جععر إليععه ذلععك‬ ‫تنجيس قلبه بقذر التشبيه بي الالق واللخلوق فأداه شعؤم التشعبيه إلع نيفعي صعيفات الع ععز‬ ‫وجل وععدم اليععان بععا مععع أنععه جععل وعل هععو الععذي وصف نيفسععه بععا فكععان هععذا الاهععل‬ ‫مشباهاً أولً ث معطلً رثانيًا‪ ،‬فارتكب ما ل يليق بال ابتداء وانتاهاء‪ ،‬ولو كان ف قلبه عارفاً‬ ‫بععال كدمععا ينبغععي‪ ،‬معظدم عاً ل ع كدمععا ينبغععي‪ ،‬طععاهراً معع ن أقععذار التشععبيه‪ ،‬لكععان التبععادر عنععده‬ ‫السععابق إل ع فاهدمععه أن وصعف ال ع تعععال بععالع غ ف ع الكدمععال والدمععال مععا يقطععع أوه ام علئععق‬ ‫الشابة بينه وبي صيفات اللخلوقي فيكون قلبه مستعداً لصيفات الكدمال واللل الثابتة ل‬ ‫ف ع القععرآن والسععنة الصععحيحة مععع التنزي ه التععام ععع ن مشععابة صععيفات اللععق علععى نععو ق عوله‪:‬‬ ‫}ليس كدمثله شيء وهو السدميع البصي{( ‪.""3‬‬ ‫وقعال ابعع ن عبععدالب‪) :‬أهععل السععن ن مدمعععون علععى الق عرار بععذه الصععيفات ال عواردة ف ع‬ ‫الكتععاب والسععنة‪ ،‬ول يكييفعوا شععيئاً مناهععا ؛ وأمععا الاهدميععة والعتزلة والعوارج فقععالوا‪ :‬معع ن أقععر بععا‬ ‫فاهو مشبه فسدماهم م ن أقر با معطلة( ‪.""4‬‬ ‫وقعال المععام التم ذي ف ع سععننه ف ع بععاب فضععل الصععدقة‪) :‬مععا رثبععت بععذه الروايععات‬ ‫فنؤم ن با ول نتوهم ول يقال كيف هذا‪ ،‬هكذا روي ع ن مالك ب ن أنس وسيفيان ب ن عيينة‬ ‫وعبدال ب ن البارك أنم قالوا ف هعذه الحعاديث‪ :‬أَِم ّرعها بل كيعف‪ ،‬وهكعذا قعول أهعل العلعم‬ ‫م ن أهل السنة والدماعة‪.‬‬ ‫وأما الاهدمية فأنكرت هعذه الروايعات وقالوا هعذا تشعبيه‪ .‬وقد ذكر الع ععز وجل فع‬ ‫غي موضع م ن كتابه اليد والسدمع والبصر فتأولت الاهدمية هذه اليععات وفسععروها علععى غيع‬ ‫ما فسر أهل العلم وقالوا‪ :‬إن ال ل يلق آدم بيده وقالوا‪ :‬إنا معن اليد القدرة‪.‬‬ ‫"‪ "2‬أعلم الموقعين ‪1/49‬‬ ‫"‪ "3‬أضواب البيان ‪ 2/319‬وأنظر منهج الدراسات ليات السماء والصفات له ‪– 19‬‬ ‫‪.20‬‬ ‫"‪ "4‬فتح الباري ‪.13/407‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(28‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وقال إسععحاق بع ن إبراهيعم‪ :‬إنعا يكععون التشعبيه إذا قعال يعد كيعد أو مثععل يعد أو سعع‬ ‫كسدمع أو مثل سع فإذا قال سع كسدمع أو مثل سع فاهذا تشبيه‪ ،‬وأمععا إذا قععال كدمععا قععال‬ ‫ال‪ :‬يد وسع وبصر‪ ،‬كيف ول يقول مثل سع ول كسدمع فاهذا ل يكون تشبياهاً وهو كدما‬ ‫‪""5‬‬ ‫قال تبارك وتعال ف كتابه‪} :‬ليس كدمثله شيء وهو السدميع البصي{(‬ ‫وقعال الشاهرس تان‪) :‬فأمععا أحععد بعع ن حنبععل وداود بعع ن علععي الصععيفاهان وجاعععة معع ن‬ ‫أئدمة السلف فجروا على مناهاج السلف التقعدمي علياهعم مع ن أصعحاب العديث مثعل مالعك‬ ‫ب ن أنس ومقاتل ب ن سليدمان وسلكوا طريق السلمة فقالوا‪ :‬نؤم ن با ورد ف الكتععاب والسععنة‬ ‫ول نتععرض للتأويل بعععد أن نعلععم قطععاً أن الع عععز وجل ل يشعبه شعيئاً مع ن اللخلوقات وأن‬ ‫كل ما تثل ف الوهم فإنه خالقه ومقدره( ‪.""6‬‬ ‫وقال اب ن خزية فع كتعابه "التوحيعد وإرثبعات صعيفات الععرب"‪) :‬فنحعع ن وجيعع علدمائنععا‬ ‫م ن أهل الجاز واليدم ن والعراق والشام ومصر مذهبنا‪ :‬أن نثبت ل مععا أرثبتععه الع لنيفسععه نقععر‬ ‫بععذلك بألسععنتنا ونصععدق بععذلك ف ع قلوبنععا معع ن غي ع أن نشععبه وج ه خالقنععا بععوجه أحععد معع ن‬ ‫اللخلوقي وعز ربنا أن نشباهه باللخلوقي‪ ،‬وجل ربنا ع ن مقالة العاطلي وعز أن يكععون كدمععا‬ ‫قال البطلون( ‪.""7‬‬ ‫قال اب ن قدامة القدسي‪) :‬وعلى هذا درج السلف واللف رضي ال عناهم متيفقون‬ ‫علععى الق عرار والم عرار والرثبععات لععا ورد معع ن الصععيفات ف ع كتععاب ال ع وسعنة رس وله معع ن غي ع‬ ‫تعععرض لتععأويله وقد أمرنا بالقتيفععاء لرثععارهم والهتععداء بنععارهم وحذرنا العدرثات وأخبنا أنععا‬ ‫ضللت( ‪.""8‬‬ ‫فاهذه نصوص م ن أقوال السلف الصال ف وصف عقائد أصحاب اللعة الصعحيحة‬ ‫واضحة جلية ف أن عقائد السلف هي ما اجتدمع فياها‪:‬‬ ‫‪ (1‬تنزيه ال ع ن مشابة اللق ف صيفاته وأفعاله وذاته‪.‬‬ ‫‪ (2‬اليععان بالصععيفات الثابتععة بالكتععاب والسععنة وعدم التعععرض لنيفياهععا وعدم التاهجععم‬ ‫على ال بنيفي ما أرثبته لنيفسه‪.‬‬ ‫‪ (3‬صيفات ال مقطوع الطدمع بإدراك كييفيتاها ‪.""9‬‬ ‫"‪ "5‬سنن الترمذي ‪.2/87‬‬ ‫"‪ "6‬الملل والنحل ‪.604‬‬ ‫"‪ "7‬ص ‪.10‬‬ ‫"‪ "8‬لمعة العتقاد ‪.4‬‬ ‫"‪ "9‬منهج ودرسات ‪.26 – 25‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(29‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫إذاً فعقيدة السلف رضي ال عنهم‪:‬‬ ‫إرثبات ما أرثبته ال لنيفسه م ن غي تأويل ول تعطيل ول تشبيه‪.‬‬ ‫وأنه م ن قال بالتأويل والتعطيل فاهو جاهدمي معاند‪.‬‬ ‫قال شيخ السلم اب ن تيدمية‪) :‬فقول ربيعععة ومالععك‪" :‬السعتواء غيع ماهعول والكيعف‬ ‫غي ع معقععول واليععان بععه واجععب" ؛ موافععق لقععول البععاقي أمروها كدمععا جععاءت بل كيععف فإنععا‬ ‫نيفوا علم الكييفية ول ينيفوا حقيقة الصيفة ولو كان القوم قد آمنوا بالليفظ الرد م ن غيع فاهععم‬ ‫لعنععاه علععى مععا يليععق بععال لععا قععالوا‪ :‬أمروها كدمععا جععاءت بل كيععف فععإن السععتواء حينئ عٍذ ل‬ ‫يكون معلوماً ؛ بل ماهولً بنزلة حروف العجم‪ ،‬وأيضعاً فعإنه ل يتععاج إلع نيفععي علععم الكييفيعة‬ ‫إذا ل ييفاهم م ن الليفظ معن وإنا يتاج إل نيفي علم الكييفية إذا أرثبت ف الصيفات‪ ،‬وأيض عاً‬ ‫فععإن معع ن ينيفععي الصععيفات مطلقعاً ل يتععاج أن يقععول بل كيععف فدمعع ن قععال‪ :‬إن الع ليععس علععى‬ ‫العرش ل يتاج أن يقول بل كيف فلو كان مذهب السلف نيفي الصععيفات فع نيفععس المععر‬ ‫لععا قععالوا بل كيععف وأيضعاً فقععولم‪ :‬أمروها كدمععا جععاءت يقتضععي إبقععاء دللتاهععا علععى مععا هععي‬ ‫عليه فإنا جاءت أليفاظاً دالة على معان‪ ،‬فلو كانت دللتاها منيفية لكان الواجب أن يقععال‬ ‫أمععروا ليفظاهععا مععع اعتقععاد أن اليفاهععوم مناهععا غي ع م عراد أو أمععروا ليفظاهععا مععع اعتقععاد أن ال ع ل‬ ‫يوصف با دلت عليه حقيقة‪ ،‬وحينئذ فل تكون قد أمرت كدما جاءت ول يقال حينئذ بل‬ ‫كيف إذا نيفي الكيف عدما ليس بثابت لغو م ن القول( ‪.""10‬‬ ‫فليععس مععذهب السععلف التيفععويض ول التأويل إنععا هععم يثبتععون صععيفات الع عععز وجل‬ ‫مع تنزياهه سبحانه وتعال‪.‬‬ ‫قععال الشععيخ مدمععد بعع ن صععال بعع ن عععثيدمي‪) :‬ظ عواهر نصععوص الصععيفات معلومعة لنععا‬ ‫باعتبار آخر‪ ،‬فباعتبار العن هي معلومة‪ ،‬وباعتبار الكييفية الت هي علياها ماهولة‪.‬‬ ‫وقد دل على ذلك السدمع والعقل‪.‬‬ ‫أما السدمع فدمنه قوله تعال‪} :‬كتاب أنزلنعه إليععك مبععارك ليععدبروا آيععاته وليتعذكر أولو‬ ‫اللباب{ وقوله تععال‪} :‬إنععا جعلنععاه قرآنعاً عربيعاً لعلكععم تعقلععون{ وق وله جعل ذكره‪} :‬وأنزلنعا‬ ‫إليك الذكر لتبي للناس ما نزل إلياهم ولعلاهم يتيفكرون{‪.‬‬ ‫والتدبر ل يكون إل فيدما يك ن الوصول إل فاهدمه ليتذكر النسان با فاهدمه منه‪.‬‬ ‫وكون القرآن عربياً ليعقله م ن ييفاهم العربية يعدل علععى أن معنعاه معلععوم وإل لعا كعان‬ ‫اليفرق بي أن يكون باللغة العربية أو غيها‪.‬‬ ‫"‪ "10‬مجموع الفتاوى ‪.42 – 5/41‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(30‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وبيععان النععب صععلى ال ع عليععه وسعلم القععرآن للنععاس شععامل لبيععان ليفظععه ومعنععاه‪ .‬وأمععا‬ ‫العقل فلن م ن الال أن ينزل ال تعال كتاباً أو يتكلم رسوله صلى ال عليه وسلم بكلم‬ ‫يقصد بعذا الكتعاب وهذا الكلم أن يكععون هدايعة لللخلععق ويبقععى فع أعظععم المعور وأشعدها‬ ‫ضععرورة ماهولة العنع بنزلة الععروف الجائيععة الععت ل ييفاهععم مناهععا شععيء لن ذلععك معع ن السععيفه‬ ‫الععذي تأبععاه حكدمععة الع تعععال وقد قععال الع تعععال ععع ن كتععاب‪} :‬كتععاب أحكدمععت آيععاته ثع‬ ‫فصلت م ن لدن حكيم خبي{‬ ‫هذه دللة السعدمع والعقعل علعى علدمنعا بععان نصعوص الصعيفات‪ :‬وبذا علعم بطلن‬ ‫مععذهب اليفوضععة الععذي ن ييفوضععون علععم معععان نصععوص الصععيفات ويععدعون أن هععذا مععذهب‬ ‫السععلف والسععلف بريئععون معع ن هععذا الععذهب‪ ،‬وقد تعواترت القعوال عناهععم بإرثبععات العععان لععذه‬ ‫النصوص إجالً أحياناً وتيفصيلً أحياناً وتيفويضاهم الكييفية إل علم ال عز وجل‪.‬‬ ‫قععال شععيخ السععلم ابعع ن تيدميععة ف ع كتععابه العععروف "العقععل والنقععل" ‪- 1/116 -‬‬ ‫الطبععوع علععى هععامش مناهععاج السععنة‪) :‬وأمععا التيفععويض فدمعع ن العلععوم أن ال ع أمرنا بتععدبر القععرآن‬ ‫وحضععنا علععى عقلععه وفاهدمععه فكيععف يععوز مععع ذلععك أن يعراد منععا الععراض ععع ن فاهدمععه ومعرفتععه‬ ‫وعقله(‪.‬‬ ‫إل أن قال – ص ‪) :- 118‬وحينئذ فيكون ما وصف ال به نيفسه ف القرآن أو‬ ‫كععثي مععا وصف الع بععه نيفسععه ل يعلععم النبيععاء معنععاه ؛ بععل يقولون كلمعاً ل يعقلععون معنععاه‪،‬‬ ‫قععال‪ :‬ومعلععوم أن هععذا قععدح ف ع القععرآن والنبيععاء إذ كععان ال ع أنععزل القععرآن وأخععب أنععه جعلععه‬ ‫هد ى بياناً للنعاس‪ ،‬وأمععر الرسول أن يبلعع غ البلغ العبي‪ ،‬وأن يعبي للنعاس مععا نععزل إلياهععم وأمععر‬ ‫بتدبر القرآن وعقله‪ ،‬ومع هذا فأشرف ما فيعه هعو معا أخعب بعه العرب عع ن صعيفاته‪ ...‬ل يعلعم‬ ‫أحععد معنععاه‪ ،‬ول يعقععل ول يتععدبر ول يكععون الرسول بيع للنععا مععا نععزل إلياهععم‪ ،‬ول بلععع غ الععبي ؛‬ ‫وعلى هذا التقدير فيكون كل ملحد ومبتعدع‪ :‬العق فع نيفعس المعر معا علدمتعه برأيعي وعقلعي‬ ‫وليععس ف ع النصععوص مععا ينععاقض ذلععك‪ ،‬لن تلععك النصععوص مشععكلة متشععابة ول يعلععم أحععد‬ ‫معناه ععا‪ ،‬ومععا ل يعل ععم أح ععد معن ععاه ل ي ععوز أن يس ععتدل ب ععه فيبق ععى ه ععذا الكلم س ععد للب ععاب‬ ‫الد ى‪ ،‬والبيان ف طريقنا ل ف طريق النبياء‪ ،‬لننا ن ن نعلم ما نقول ونبينه بالدلة العقليععة‬ ‫والنبيععاء ل ع يعلدم عوا مععا يقولعون فض علً ععع ن أن يععبينوا مرادهععم‪ ،‬فتععبي أن قععول أهععل التيفععويض‬ ‫الذي ن يزعدمون أنم متبعون للسنة والسلف م ن شر أقوال أهل البدع واللاد( ‪.""11‬‬ ‫فالتأويل والتيفويض مذهبان باطلن وفياهدما إلاد ف صيفات الرب تبارك وتعال‪.‬‬ ‫قال ب ن عثيدمي‪) :‬ومذهب التأويل باطل م ن وجوه‪:‬‬ ‫‪ (1‬أنعه جنايعة علعى النصعوص حيعث جعلوها دالعة علعى معنع باطعل غيع لئعق بعال‬ ‫ول مراد له‪.‬‬ ‫"‪ "11‬القواعد المثلى ‪.36‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(31‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫‪ (2‬أنه صرف لكلم ال تعال وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم ع ن ظاهره‪ .‬والع‬ ‫تعال خاطب الناس بلسان عرب مبي ليعقلوا الكلم وييفاهدموه على ما يقتضعيه هععذا اللسععان‬ ‫العربع والنععب صععلى ال ع عليععه وسعلم خععاطباهم بأفصععح لسععان البشععر فععوجب حععل كلم ال ع‬ ‫ورس وله علععى ظععاهره اليفاهععوم بععذلك اللسععان العربع غي ع أنععه يععب أن يصععان ععع ن التكييععف‬ ‫والتدمثيل ف حق ال عز وجل‪.‬‬ ‫‪ (3‬أن صععرف كلم ال ع ورس وله ععع ن ظععاهره إل ع معن ع يععاليفه ؛ قععول علععى ال ع بل‬ ‫علععم‪ ،‬وهو مععرم لق عوله تعععال‪} :‬قععل إنععا حععم ربع اليف عواحش مععا ظاهععر مناهععا ومعا بطعع ن والث ع‬ ‫والبغي بغي الق وأن تشركوا بال ما ل ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على ال ما ل تعلدمععون{‬ ‫ولقوله سبحانه‪} :‬ول تقف ما ليس لك به علم إن السدمع والبصر واليفؤاد كل أولئك كععان‬ ‫مسئول{‪.‬‬ ‫فالصارف لكلم ال تععال ورس وله ععع ن ظععاهره إلع معنع يعاليفه قعد قيفعا نعا ليعس لععه‬ ‫به علم وقال على ال ما ل يعلم م ن وجاهي‪:‬‬ ‫الول‪ :‬أنه زعم أنه ليس الراد بكلم ال تعال ورسوله كذا مع أنه ظاهر الكلم‪.‬‬ ‫الثان‪ :‬أنه زعم أن العراد بععه كععذا لعنع آخععر ل يعدل عليعه ظععاهر الكلم‪ .‬وإذا كععان‬ ‫العلععوم أن تعيي ع أحععد العنيي ع التسععاويي ف ع الحتدمععال قععول بل علععم ؛ فدمنععا ظنععك بتعيي ع‬ ‫العن الرجوح اللخالف لظاهر الكلم؟‬ ‫ي {ع فععإذا‬ ‫مثععال ذلععك ق عوله تعععال لبليععس‪} :‬مععا منعععك أن تسععجد لععا خلقععت بيععد ّ‬ ‫صرف الكلم ع ن ظاهره وقال ل يرد باليدي ن اليدي ن القيقتي وإنا أراد كععذا وكذا قلنعا لععم‬ ‫ما دليلك على معا نيفيعت وما دليلعك علعى معا أرثبعت فعإن أتعى بعدليل ‪ -‬وأنع لعه ذلعك‪ -‬وإل‬ ‫كان قائلً على ال بل علم بنيفيه وإرثباته‪.‬‬ ‫‪ (4‬أن صرف نصوص الصيفات ع ن ظاهرها مالف لا كان عليه رسول الع صععلى‬ ‫ال عليه وسلم وأصحابه وسلف المة وأئدمتاها فيكععون بعاطلً لن الععق بل ريب فيدمععا كععان‬ ‫عليه النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه وسلف المة وأئدمتاها( ‪.""12‬‬ ‫الصفات التي أولها البيجوري‪:‬‬ ‫بعد بيان مذهب السلف ف صيفات ال عز وجل وأنا حق علععى ظاهرها معع ن غيع‬ ‫تشبيه‪ ،‬نر ى تأويل البيجوري لبعض صيفات ال وما هو موقف السلف م ن هذه الصيفات‪.‬‬ ‫"‪ "12‬انتهى باختصار القواعد المثلى ‪.43- 40‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(32‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫‪ (1‬أّولـ البيجوري الفوقية بالعظمة وزعم أن فوقية الذات تستلز م التشبيه‪.‬‬ ‫وأّولع الستواء بالستيلء‪.‬‬ ‫وإليك فهم السلف لقول ال فيهما‪:‬‬ ‫قال تعال‪} :‬إِّن ربُّك مع اللّه الِّذيع خ لَعق الّس دمعاعوا ِ‬ ‫ضع ِفع ِسع تّعِة أَّياٍم ُثّع اْسع تعَو ى‬ ‫ت َوالَْر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عبحانه‪} ُ:‬تَنعُِزيلً ّمّع ن َ خَلَ عق اْ َلَر َضع والّسع دمعاعوا ِ‬ ‫تالْعُلَععى * الّرْحَُ ن َعلَععى‬ ‫َعلَععى الَْععْر ِشع { عع‪،‬وقال سع‬ ‫ِ ِْ َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫الَْعْر ِشع اْسع تعَو ى * لَعهُ َمع اع ِفع الّسع َدمعاعَوات َو َم عاع فع اْلَْر ِ‬ ‫ت الث عَّر ى{‪ ،‬وقال‬ ‫ضع َو َم عاع بعيَْعنعَُاه َدمِعاع َو َم عاع َْتعِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لعع{‪ ،‬وقعال تعععال‪َ} :‬وُه ع َوع الَْقع اعه ُرع ف عَْو َقع عبَععادهع َوُه ع َوع اْلَكي عُم‬ ‫ك َوَرافِعُع‬ ‫تعععال‪} :‬إِّنع متعو فّعيع‬ ‫ك إِ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫اْلَبِي{‪ ،‬وقالُ َتعال‪َ} َ:‬يَعاُفوَن ربعّاه مع ّمع نع ف عو قِعِاه مع و يعْيف ععلُععوَن مع اع يعْؤ معرعوَن {عع‪ ،‬وقال تععال‪} :‬إليعهِ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َْ ْ َ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫يص ععُ​ُدع الَْك لِ‬ ‫ّ‬ ‫صع ْرعحاً لَّعلّععي‬ ‫صاعلُِح يعَْرفعَعُ​ُه{‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ب َوالَْعَدم ُلع ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقال تعععال‪}ِ :‬يَععا َه اعَمع اعُن ابْعِ​ِ ن ِلع َ‬ ‫َ​َأبعلُُْع غَ اْلَس بععا ُب * أَ ُس بععاب الّس دمعاعوا ِ‬ ‫ت فَأَطّلَِع إَِل إِلَِه ُموعَس ىع َو إعّن َلَظُنّهُ َك اعذبعًا{‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َْ َ َ َ‬ ‫قععال الععافظ الععدارمي ف ع "الععرد علععى الاهدميععة"‪) :‬فيفععي هععذه اليععة بيععان بي ع ودللععة‬ ‫ظاهره أن موسى كان يعدعو فرعون إلع معرفة الع بعأنه فعوق السعدماء‪ ،‬فدمع ن أجعل ذلعك أمعر‬ ‫ببناء الصرح ورام الطلع إليه(‪.‬‬ ‫قال معاوية ب ن الكم السلدمي‪) :‬كانت ل غنم بي أحد والوانية فياهعا جارية لعع‪،‬‬ ‫فأطلعتاهععا ذات يععوم فععإذا الععذئب قععد ذهععب مناهععا بشععاة ‪ -‬وأنععا رجل معع ن بن ع آدم‪ -‬فأسععيفت‬ ‫فصككتاها فأتيت النب صلى ال عليه وسلم ذكرت ذلك لعه‪ ،‬فعظعم ذلعك علعي‪ ،‬فقلعت‪ :‬يعا‬ ‫رسول ال أفل أعتقاها؟ قال‪ :‬ادعاها‪ .‬فقال لا رسول ال‪ :‬أي ن ال؟ قالت‪ :‬ف السدماء‪ ،‬قععال‪:‬‬ ‫م ن أنا؟ قالت‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬قال‪ :‬اعتقاها فإنه مؤمنة( ‪.""13‬‬ ‫وع ن أب سعيد قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليعه وسلم‪)) :‬أل تعأمنون وأنعا أميع‬ ‫م ن ف السدماء؟ يأتين خب السدماء صباح مساء(( متيفق عليه‪.‬‬ ‫وع ن أنس أن رسول ال صلى ال عليعه وسلم كعان إذا أمطعرت حسعر عع ن منكعبيه‬ ‫حت يصيبه الطر ويقول‪) :‬إنه حديث عاهد بربه( ‪.""14‬‬ ‫وقال عدي ب ن عدمية‪ :‬خرجت ماهاجراً إل النب صععلى الع عليععه وسلم فعذكر قصعة‬ ‫طويلعة‪ ...‬إلع أن قعال‪) :‬فعإذا هعو وم ن مععه يسعجدون علعى وجوهاهم ويزعدمعون أن إلاهعم فع‬ ‫السدماء فأسلدمت وتبعته( ‪.""15‬‬ ‫"‪ "13‬رواه مسلم وأبو داود والنسائي‪.‬‬ ‫"‪ "14‬رواه مسلم‪.‬‬ ‫"‪ "15‬اجتماع الجيوش السلمية ‪.51‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(33‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وقال أبو حنييفة‪) :‬م ن قال ل أعرف رب ف السععدماء أو فع الرض فقععد كيفععر‪ ،‬لن‬ ‫ال تعال يقول‪} :‬الرح ن على العرش استو ى{ وعرشه فوق سبع ساوات( ‪.""16‬‬ ‫وقال عبععدال بعع ن البعارك‪) :‬نعععرف ربنععا بعأنه فععوق سعبع سععاوات علععى العععرش اسعتو ى‬ ‫بائ ن م ن خلقه‪ ،‬ول نقول كدما قالت الاهدمية( ‪.""17‬‬ ‫وقال وهب ب ن جرير‪) :‬الاهدمية الزنادقة إندما يردون أنه ليس على العرش استو ى(‪.‬‬ ‫وقال‪) :‬أحعذر مع ن الريسعي وأصعحابه فعإن كلماهعم يسعتجلب الزندفعة وأنعا كلدمعت أسعتاذهم‬ ‫جاهدما فلم يثبت ل أن ف السدماء إلًا( ‪.""18‬‬ ‫وقال ابع ن خزية‪) :‬فنحعع ن نعؤم ن بععب الع جعل وعل أن خالقنععا مسعتوي علععى عرشه‬ ‫ل نبدل كلم ال ول نقول قول غي الذي قيل لنا( ‪.""19‬‬ ‫وقال أبو الس ن الشعري‪) :‬نقول إن ال عز وجل مستوي على عرشه( ‪.""20‬‬ ‫وقعال ابعع ن تيدميععة‪) :‬والقععول اليفصععل هععو مععا عليععه المععة الوسعط معع ن أن ال ع مسععتوي‬ ‫على عرشه استواًء يليق بلله ويتص به( ‪.""21‬‬ ‫قععال أبععو السعع ن الشعععري شععارحاً السععتواء‪) :‬فالسععدماوات فوقاهععا العععرش فلدمععا كععان‬ ‫العرش فوق السدماوات قال‪} :‬أأمنتم م ن ف السدماء{ لنعه مسعتوي علعى الععرش العذي فعوق‬ ‫السدماوات‪ ،‬وكل ما عل فاهو سعاء‪ ،‬فعالعرش أعلععى السععدماوات‪ ،‬وليعس إذا قعال‪} :‬أأمنتعم مع ن‬ ‫ف ع السععدماء{ ‪ -‬يعن ع جيععع السععدماوات‪ -‬وإنععا أراد العععرش الععذي هععو أعلععى السععدماوات‪ ،‬أل‬ ‫تععر ى أن الع عععز وجل ذكر السععدماوات فقععال‪} :‬وجعععل القدمععر فياهعع ن نععورًا{ ول يععرد أن القدمععر‬ ‫يله ن جيعًا‪ ،‬وأنه فياه ن جيعًا‪ ،‬ورأينا السلدمي جيعاً يرفعون أيدياهم إذا دعوا نعو السعدماء‪،‬‬ ‫لن ال عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السدماوات‪ ،‬فععول أن الع عععز وجل علععى‬ ‫العرش ل يرفعوا أيدياهم كدما ل يطونا إذا دعوا إل الرض( ‪.""22‬‬ ‫وقال رحه ال‪) :‬إن قال قائل‪ :‬ما تقول ف الستواء؟ قيل‪ :‬تقععول لععه‪ :‬إن الع مسععتو‬ ‫على العرش كدما قال تعال‪} :‬الرح ن علعى الععرش اسعتو ى{‪ ...‬وقد قعال قعائلون مع ن العتزلة‬ ‫والاهدميععة والروري ة‪ :‬إن قععول ال ع تعععال‪} :‬الرح ن علععى العععرش اسععتو ى{ أنععه اسععتول وقاهععر‬ ‫"‪ "16‬شرح الطحاوية ‪.322‬‬ ‫"‪ "17‬الرد على الجهمية ‪.8‬‬ ‫"‪ "18‬الرد على الجهمية ‪.8‬‬ ‫"‪ "19‬التوحيد ‪.104 – 101‬‬ ‫"‪ "20‬البانة ‪.30‬‬ ‫"‪ "21‬الحموية ‪ 440 – 1/439‬المجموعة الكبرى‪.‬‬ ‫"‪ "22‬البانة ‪.31‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(34‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وملك‪ ،‬وأن ال تعال ف كل مكعان‪ ،‬وجحعدوا أن يكعون الع علعى عرشه ‪ -‬كدمعا قعال أهعل‬ ‫الععق ‪ -‬وذهب عوا ف ع السععتواء للقععدرة ولعو كععان هععذا كدمععا ذكعروه كععان ل فععرق بي ع العععرش‬ ‫والرض‪ ،‬فعال سعبحانه قعادر علياهععا وعلععى الشععوش وعلععى كعل معا فع العععال‪ ،‬فلعو كعان الع‬ ‫مسععتوياً علععى العععرش بعن ع السععتيلء ‪ -‬وهو سععبحانه مسععتوٍل علععى الشععياء كلاهععا‪ -‬لكععان‬ ‫مسععتوياً علععى العععرش وعلععى الرض وعلععى السععدماء وعلععى الشععوش والقععذار لنععه قععادر علععى‬ ‫الش ععياء مس ععتوٍل علياه ععا‪ ،‬وإذا ك ععان ق ععادر عل ععى الش ععياء كلاه ععا ‪ -‬ول ي ععز عن ععد أح ععد م عع ن‬ ‫السععلدمي أن يقععول‪ :‬إن ال ع عععز وج ل مسععتو علععى الشععوش والخليععة‪ -‬ل ع ييععز أن يكععون‬ ‫السععتواء علععى العععرش السععتيلء الععذي هععو عععام ف ع الشععياء كلاهععا فععوجب أن يكععون معنععاه‬ ‫استواء يتص العرش دون الشياء كلاها‪.‬‬ ‫وزعدمت العتزلة والرورية والاهدمية أن ال ععز وجل فع كعل مكعان‪ ،‬فلزماهعم أنعه فع‬ ‫بط ن مري وف الشعوش والخليعة‪ ،‬وهذا خلف العدي ن‪ ،‬تعععال الع ععع ن قععولم علعواً كعبيًا(‬ ‫‪."3‬‬

‫‪"2‬‬

‫وقععال أب ععو نص ععر الس ععجزي‪) :‬وأئدمتن ععا ك ععالثوري ومال ععك واب عع ن عيين ععة وحع اد ب عع ن زيع د‬ ‫واليفضيل وأحد وإسحاق متيفقون على أن ال فوق العرش بذاته‪ ،‬وأن علدمه ف كععل مكععان(‬ ‫‪.""24‬‬ ‫وقال المام القرطب ف قوله تعال‪} :‬ثع اسعتول علععى الععرش{‪) :‬وقد كععان السعلف‬ ‫الول رض ي ال ع عناهععم ل يقولعون بنيفععي الاهععة ول ينطقععون بععذلك ؛ بععل نطق عوا هععم والكافععة‬ ‫بإرثباهتععا ل ع تعععال كدمععا نطععق كتععابه وأخععبت رسله‪ .‬ول ينكععر أحععد معع ن السععلف الصععال أنععه‬ ‫استو ى على عرشه حقيقعة‪ .‬وخص الععرش بعذلك لنعه مع ن أعظعم اللخلوقات‪ ،‬وإندمعا جاهلعوا‬ ‫كييفية الستواء فإنا ل تعلم حقيقته( ‪.""25‬‬ ‫وقعال ابعع ن خزي ة‪) :‬معع ن ل ع يقععل أن ال ع فععوق سععاواته علععى عرشه بععائ ن معع ن خلقععه‪،‬‬ ‫وجب أن يستتاب‪ ،‬فإن تاب وإل ضربت عنقه‪ ،‬ثع ألقععي علععى مزبلععة لئل يتععأذ ى بريه أهععل‬ ‫القبلة ول أهل الذمة(‪.‬‬ ‫وقال المععام البلخععاري عنععد قعوله تعععال‪} :‬ثع اسععتو ى إلع السععدماء{‪) :‬قععال أبوالعاليععة‬ ‫الرياحي‪ :‬استو ى إل السدماء أي ارتيفع‪ ،‬وقال ماهد‪ :‬استو ى‪ :‬عل على العرش( ‪.""26‬‬ ‫وقال الععدارمي فع "الععرد علععى الاهدميعة" بععدما سعاق حعديث الارية‪) :‬فيفععي حععديث‬ ‫رسول ال صلى ال عليه وسلم هععذا دليععل علعى أن الرجل إذا لع يعلععم أن الع عععز وجل فع‬ ‫"‪ "23‬البانة ‪.71- 70‬‬ ‫"‪ "24‬اجتماع الجيوش السلمية ‪.97‬‬ ‫"‪ "25‬الجامع لحكام القرآن ‪.7/219‬‬ ‫"‪ "26‬صحيح البخاري الفتح ‪.13/404‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(35‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫السدماء دون الرض فليعس بعؤم ن ولو كعان عبعداً فعأعتق لع يعز فع رقبعة مؤمنعة‪ ،‬إذ ل يعلعم‬ ‫أن ال ف السدماء( ‪.""27‬‬ ‫وقال حاد ب ن زيد‪) :‬إنا يدورون علعى أن يقول وا ليعس فع السعدماء إلعه( ‪ - ""28‬يعنع‬ ‫الاهدمية ‪-‬‬ ‫معنى قولهم‪ :‬إن ال في السماء‪:‬‬ ‫قععال أبععو بكععر مدمععد بع ن مععوهب العالكي فع شععرحه لرسالة المععام أبع مدمععد بع ن أبع‬ ‫زيد‪) :‬أما قوله‪ :‬إنه فوق عرشه اليد بعذاته‪ ،‬فدمعنع فععوق وعل عنعد جيعع العععرب واحععد‪ .‬وف‬ ‫الكتاب والسنة تصديق ذلك‪ ،‬وهو قوله تععال‪} :‬ثع اسعتو ى علعى العععرش{‪ .‬وقال‪} :‬الرح ن‬ ‫على العرش استو ى{ وقال‪} :‬يافون ربم م ن فوقاهم{(‪.‬‬ ‫وسعاق حععديث الاري ة والع عراج إل ع سععدرة النتاهععى‪ ،‬إل ع أن قععال‪) :‬وقعد تععأت ليفظععة‬ ‫"ف" ف لغة العرب بعن فوق‪ ،‬كقوله تعال‪} :‬فامشعوا فع مناكباهعا{ و}فع جعذوع النلخعل{‬ ‫و}أأمنتم م ن ف السدماء{ قال أهل التأويل ‪ -‬أي التيفسي ‪ :-‬يريد فوقاهععا‪ ،‬وهو قعول مالععك‬ ‫مععا فاهدمععه عدمعع ن أدرك معع ن التععابعي مععا فاهدمععوه ععع ن الصععحابة‪ ،‬مععا فاهدمععوه ععع ن النععب صععلى الع‬ ‫عليه وسلم أن ال ف السدماء‪ ،‬يعن فوقاها وعلياها‪ ،‬فلذلك قال الشعيخ أبعو مدمعد‪) :‬إنعه فعوق‬ ‫عرشه" ث بي أن علوه فوق عرشه إنا هو بذاته لنه تعععال بععائ ن ععع ن جيععع خلقععه بل كيععف‬ ‫وهو ف ع كععل مكععان بعلدمععه ل بععذاته‪ .‬إذ ل تععويه المععاك ن‪ ،‬لنععه أعظععم مناهععا‪ ،‬قععد كععان ول‬ ‫مكان(‪.‬‬ ‫ل‪ ...‬إلع أن قععال‪) :‬فلدمععا أيقعع ن النصععيفون إفعراد ذكره بالسععتواء‬ ‫ثع سععرد كلمعاً طععوي ً‬ ‫علععى عرشه بعععد خلقععه سععاواته وأرضه‪ ،‬وتصيصععه بصععيفة السععتواء‪ ،‬وعلدمعوا أن السععتواء هنععا‬ ‫غي الستيلء نععوه‪ ،‬فعأقروا بوصيفه بالسعتواء علععى عرشه‪ ،‬وأنعه علعى القيقععة ل علععى العاز‪،‬‬ ‫لنه الصادق ف قيله‪ ،‬ووقيفوا ع ن تكييف ذلك إذ ليس كدمثله شيء( ‪.""29‬‬ ‫وقال شيخ السلم ابع ن تيدميعة‪) :‬ثع مع ن تعوهم أن كععون الع فع السعدماء ‪ -‬بعنع أن‬ ‫الع فع السععدماء تيععط بععه ‪ -‬فاهععو كععاذب إن نقلععه ععع ن غيععه‪ ،‬وضال إن اعتقععده فع ربه‪ ،‬وما‬ ‫سعنا أحداً ييفاهدمه م ن الليفظ ول رأينا أحعد نقلعه عع ن واحعد ؛ ولو سعئل سعائل السعلدمي هعل‬ ‫ييفاهدم ععون م عع ن ق ععول ال ع ورسع وله إن ال ع ف ع الس ععدماء )أن الس ععدماء( ت ععويه‪ ،‬لب ععادر ك ععل واح ععد‬ ‫مناه ععم(‪ ...‬إل ع أن يق ععول‪) :‬ه ععذا ش ععيء لعل ععه ل ع يط ععر ببالن ععا‪ .‬وإذا ك ععان الم ععر هك ععذا فدم عع ن‬ ‫التكلف أن يعل ظاهر الليفعظ شعيئاً مععالً ل ييفاهدمعه النعاس منععه ثع يريد أن يتعأوله ؛ بعل عنعد‬ ‫"‪ "27‬الرد على الجهمية ‪.39‬‬ ‫"‪ "28‬مختصر العلو ‪.146‬‬ ‫"‪ "29‬مختصر العلو ‪.283 – 282‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(36‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫السلدمي أن معن "ال ف السدماء وهو على العرش" واحد إذ السدماء يعراد بعه العلعو‪ ،‬فعالعن‬ ‫أن ال ف العلو ل ف السيفل( ‪.""30‬‬ ‫وقععد تق ععدم ق ععول الم ععام أب ع الس عع ن الش عععري ف ع ه ععذا‪ ،‬وقع وله أن الس ععتواء بعن ع‬ ‫الستيلء فقد قدمنا أقوال السلف ف نيفي هذا التأويل الباطل‪.‬‬

‫وممن قال كذلك في هذا النفي‪:‬‬ ‫قععال مدمععد بعع ن أحععد بعع ن النضععر‪) :‬كععان أبععو عبععدال جارنا وكان ليلععه أحسعع ن ليععل‪،‬‬ ‫وذكر لنا أن اب ن أب داود سأله‪ :‬أتعرف فع اللغعة اسععتو ى بعنع اسعتول؟ فقععال‪ :‬ل أعرفه(‬ ‫‪."1‬‬

‫‪"3‬‬

‫وقال داود بع ن علعي‪) :‬كنعا عنعد ابع ن العرابع فأتعاه رجل‪ ،‬فقعال‪ :‬يعا أبعا عبعدال‪ ،‬معا‬ ‫معنع قعوله تعععال‪} :‬الرح ن علععى العععرش اسععتو ى{؟ قععال‪ :‬هععو علععى عرشه كدمععا أخععب‪ ،‬فقععال‬ ‫الرجل‪ :‬ليس كذلك ؛ إنا معناه استول‪ .‬فقال‪ :‬اسكت معا يعدريك معا هعذا؟ الععرب ل تقعول‬ ‫للرجل استول على الشيء حت يكون له فيه مضاد‪ ،‬فأياهدما غلب‪ ،‬قيل استول‪ ،‬وال تعععال‬ ‫ل مضاد له وهو على عرشه كدما أخب( ‪.""32‬‬ ‫وبذا يعلم أن قول م ن قال‪ :‬أن ال ف كل مكان ضلل مبي‪.‬‬ ‫‪ (2‬أّولـ البيجوري صفة المجيء بأنه مجيء العذاب أو الملمئكة‪.‬‬ ‫وتقععدم قععول السععلف ف ع الصععيفات وأن ال عواجب علععى الععؤم ن أمررها واعتقادهععا معع ن‬ ‫غي ع تأويل ول تعطيععل‪ ،‬فاهععذه صععيفة لع عععز وجل قععد نسععباها لنيفسععه فقععال سععبحانه‪} :‬وجاء‬ ‫ربك واللك صيفاً صيفًا{ فنح ن نقول أن ال عز وجل يأت كدما يليق بلله وعظدمته‪.‬‬ ‫وقععال س ععبحانه وتع ععال‪} :‬ه ععل ينظ ععرون إل أن ي ععأتياهم ال ع ع ف ع ع ظل ععل م عع ن الغدم ععام‬ ‫واللئكة{‪.‬‬

‫"‪ "30‬العقيدة الحموية ‪.158‬‬ ‫"‪ "31‬مختصر العلو ‪.195 – 194‬‬ ‫"‪ "32‬مختصر العلو ‪.195‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(37‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫قال شيخ السلم اب ن تيدمية‪) :‬فأهل السنة والدماعة يثبتون ما يقوم بال تععال مع ن‬ ‫الصععيفات والفعععال الععت يشععاؤها ويقععدر علياهععا ؛ وقعال رح ه العع‪ :‬ولعو ل ع يتصععف ال ع تعععال‬ ‫بالنزول واليء والتيان وغي ذلك م ن صيفات الفعال الت وصف با نيفسععه‪ ،‬أو وصيفه بعا‬ ‫رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لكان م ن يتصف بعذلك مع ن خلقعه أكدمعل منعه وأتع‪ ،‬ول يقعول‬ ‫بذا أحد‪ ،‬وف القاعدة الكلمية الشاهورة‪ :‬أن كل كدمال رثبعت للخلعوق مع ن غيع أن يسعتلزم‬ ‫نقصاً بوجه م ن الوجوه فالعالق تبعارك وتعععال أول بعه مع ن كعل ملععوق‪ .‬وكل نقعص تنعزه عنععه‬ ‫ملوق فالالق سبحانه وتعال أول بتنزهه عنه م ن كل موجود( ‪.""33‬‬ ‫وك ذلك صععيفة النععزول هععي معع ن صععيفات ال ع تعععال حقيقععة ل مععاز فاهععو تعععال ينععزل‬ ‫وييععء ويأت علععى مععا يليععق بللععه‪ .‬وهي صععيفة ككععل صععيفات ال ع عععز وجل نقطععع الطدمععع‬ ‫بإدراك كييفيتاها‪.‬‬ ‫وأمعا صعيفة العوجه واليعد والصعابع‪ ،‬فاهعي صعيفات حعق أخعب الع ععز وجل فع كتعابه‬ ‫وأخب رسوله صلى ال عليه وسلم عناها ف كلمه‪ ،‬والقول فياها كالقول بباقي الصيفات‪.‬‬

‫"‪ "33‬موافقة صريح المعقول ‪.2/119‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(38‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫البيجوري وأول واجب على المكلف‬ ‫يقول البيجوري بعد أن ذكر أول الواجبات وان فياها اللف‪ ،‬ويوصل القعوال إلع‬ ‫ارثن عشعر قعول‪ .‬قعال‪) :‬والصععح أن أول واجعب مقصععدًا‪ :‬العرفة‪ .‬وأول واجعب وسيلة قريبعة‪:‬‬ ‫النظر‪ ,‬ووسيلة بعيدة‪ :‬القصد إل النظر( ‪.""1‬‬ ‫إذاً فأول واجب على الكليفي عند البيجوري هعو القصعد إلع النظعر ‪ ,‬لن الوسيلة‬ ‫قبل الغاية ‪ ,‬والوسيلة تبدأ م ن البعيد قبل القريب‪.‬‬ ‫وييفسر البيجوري النظر بقوله‪) :‬والنظر – لغة ‪ -‬البصار‪ :‬أي إدراك الشيء باسععة‬ ‫البصععر واليفكععر‪ :‬أي حرك ة النيفععس ف ع العقععولت ‪,‬وأمععا ف ع السوسعات فتلخيععل ‪ ,‬وعلععم معع ن‬ ‫ذلك أن النظر مشتك بي البصار واليفكر‪ ,‬والراد منه هنا الثان وهو اليفكر( ‪.""2‬‬ ‫إذاً فالقصد إل النظر‪ :‬هو القدرة على التعبي ع ن وجود ال – فقط ‪ -‬باصطلح‬ ‫التكلدمي م ن الدلة النطقية الت وررثاها بعض أهل السلم م ن نيفايات أهل اليونان‪.‬‬ ‫ويقصععد بالعرف ة‪ :‬اعتقععاد وج ود الصععانع وليععس ال عراد بععا التوحيععد كدمععا يتبععادر إل ع‬ ‫الذهععان‪ .‬ودليععل ذلععك قععول الععبيجوري‪ :‬وحاصععله أن تقععول‪ :‬نيفسععي ملزومعة لصععيفات حععادرثه‬ ‫وك ل ملععزوم لصععيفات حععادرثه فاهععو حععادث ‪,‬وكل حععادث لبععد لععه معع ن صععانع حكيععم واجععب‬ ‫الوجود موصوف بالصيفات ‪.""3‬‬ ‫فععإذا علدمععت هععذا تسععتطيع أن تكععم علععى حكدمععه بععان أول واجععب هععو النظععر‪,‬أو‬ ‫القصععد إلع النظععر ‪ ,‬أو العرفة إن هععذا ليععس معع ن السععلم فع شععيء ؛ بععل حيع تعععرض إيععان‬ ‫رسول الع صعلى الع عليعه وسلم وإيعان أصعحابه وهو أكدمعل النعاس إيانعاً بععد النبيعاء علعى‬ ‫هععذه القاعععدة الباطلععة‪,‬والكععم الععائر الععذي جعععل السععلدمي وأئدمتاهععم دهععورا طويلععة مشععغولي‬ ‫بباحث فلسيفيه أغن الع السعلدمي عناهعا ورحاهعم حيع انعزل لععم مععا يصعلحاهم تعام الصعلح‬ ‫م ن كتاب قوي وسنة هد ى نية ‪ ,‬تد أن عقائدهم ف طريق غي هذا الطريق‪.‬‬ ‫ولعو نظرن ا إل ع هععذي ن الأخععذي ن ‪ -‬كتععاب وسعنة‪ -‬لنععر ى مععا هععو أول واجععب علععى‬ ‫الكلف ‪ ,‬وما هعو أول أمعر دععا رسول الع صعلى الع عليعه وسلم ‪ ,‬لرأينعا يغعاير كعل الغعايرة‬ ‫ما دعا البييجوري الناس إليه‪.‬‬

‫"‪ "1‬الشرح ‪38‬‬ ‫"‪ "2‬الشرح ‪38‬‬ ‫"‪ "3‬الشرح ‪39‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(39‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫قععال تعععال‪} :‬لقععد أرسلنا نوحا إلع قععومه فقععال يعا قععومي اعبععدوا الع مععالكم معع ن الععه‬ ‫غيه{‪ ،‬وقال تعال‪}:‬اعبدوا الع معالكم مع ن العه غيعه{‪ ،‬وقال سعبحانه وتععال‪} :‬ولقعد بعثنعا‬ ‫ف كل امة رسول ان اعبدوا الع واجتنبعوا الطعاغوت{‪ ،‬وقال تعععال‪} :‬وما أرسلنا مع ن قبلعك‬ ‫م ن رسول إل نوحي إليه انه ل اله إل أنا فاعبدون{‪.‬‬ ‫إجععاع النبيععاء أنععم مععا أت عوا بععالنظر ول بالقصععد‪ ,‬بععل جععاءوا بالتوحيععد وعبععادة ال ع‬ ‫وحده واجتناب ما عبدوا م ن دون ال ‪ ,‬ومعاهم ف ذلك خات النبياء والرسلي مدمد صلى‬ ‫ال ع عليععه وسعلم حي ع قععال‪)) :‬أمععرت أن أقاتععل النععاس حععت يشععاهدوا أن ل الععه إل ال ع وان‬ ‫مدمدا رسول ال( متيفق عليه‪.‬‬ ‫فاهععذه النصععوص الصععرية والواضععحة جليععة ال عراد ف ع دل لتاهععا الكيععدة علععى أن أول‬ ‫واجب على الكلف هو شاهادة أن ل اله إل ال‪.‬‬ ‫قععال شععارح العقيععدة الطحاوية بعع ن العععز النيفععي‪) :‬أئدمععة السععلف كلاهععم متيفقععون علععى‬ ‫أن أول واجععب يععؤمر بععه العبععد الشععاهادتان ومتيفقععون علععى أن معع ن فعععل ذلععك قبععل البلععوغ ل ع‬ ‫يععؤمر تديععد ذلععك عقيععب بلععوغه‪,‬بععل يععؤمر بالطاهععارة والصععلة إذا بلععع غ أو ميععز عنععد معع ن يععر ى‬ ‫ذلععك‪ ,‬ول يععوجب احععد مناهععم علععى وليععه أن يععاطبه حينئععذ بتجديععد الشععاهادتي وان كععان‬ ‫القرار بالشاهادتي واجبا ووجوبه يسبق الصلة‪ ,‬لك ن هو أد ى هذا الواجب قبل ذلك(‪.""4‬‬ ‫فالتوحيد هو أول واجب وكذلك هو آخر واجب‪.‬‬ ‫قععال صععلى ال ع عليععه وسلم‪)) :‬معع ن كععان آخععر كلمععه ل الععه إل ال ع دخععل النععة((‬ ‫رواه الاكم وغيه‪.‬‬

‫البيجوري قبورياً‬ ‫لعععل السععلم ال عواعي التيفاهععم لبععديات عقيععدته فحسععب‪ ،‬يععدرك أن أصععل عقيععدته‬ ‫وأساسععاها يكدمعع ن ف ع أن العبععادة ل تصععرف إل ل ع وح ده‪ ،‬وأن ال ع عععز وج ل هععو السععتحق‬ ‫للعبادة‪ ،‬وهذا هو التبادر الول لذه ن الؤم ن حي ينطق بل إله إل العع‪ ،‬وهو يعلععم كععذلك‬ ‫أن ص ععرف العب ععادة لغيع ع الع ع إن ععا ه ععو ش ععرك فع ع إلوهي ععة الل ععه ال ععق س ععبحانه وتع ععال‪ .‬فاه ععل‬ ‫البيجوري حي يقرر عقائد التوحيد كدما يزعم ييفاهم هذه البدية ويعي حقيقتاها؟!!‬ ‫"‪ "4‬شرح العقيدة الطحاوية ‪75‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(40‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫يقول البيجوري‪) :‬ولذا قيعل‪ :‬مع ن لع تظاهعر كرامتعه بععد معوته كدمعا كعانت فع حيعاته‬ ‫فليس بصعادق‪ .‬وقال الشععران‪ :‬ذكر لع بععض الشعايخ أن الع تععال يوكل بقعب العول ملعك‬ ‫يقضي الوائج‪ ،‬وتارة يرج الول م ن قبه فيقضياها بنيفسه( ‪.""1‬‬ ‫اللقان‪:‬‬

‫هععذا التقرير العجيععب فع بععاب إرثبععات كرامععات الوليععاء وتت شععرحه لقعوله النععاظم‬ ‫وأرثبنت للولياء الكرامة‬

‫وم ن نيفاها إنبذن كلمه‬

‫أقععول هععذا التقرير العجيععب مععاذا يدمععل فع طيععاته‪ :‬هععل هععو إرثبععات كرامععات الوليععاء‬ ‫الت ل ينكرها م ن أهل السنة أحد أم هو أمر آخر؟!‬ ‫الناظر فيه بتدمعع ن يعدرك العدعوة الصعارخة لللتجعاء إلع القبعور لقضعاء الوائعج‪ ،‬لن‬ ‫الول يقضي الوائج أو اللك الوكل بقبه‪.‬‬ ‫وتعال‪.‬‬

‫طامععة عظدمععى ودعععوة جاهليععة ف ع كتععاب التوحيععد معع ن أجععل الش عراك بععال سععبحانه‬

‫وم ن أجل بيان أجلى ف شرح ميفاهوم العبادة‪ ،‬وخاصة الدعاء‪ ،‬وأنه ل ينبغي صرفه‬ ‫إل ل تعال‪ ،‬وصرفه إل غيه شرك بالعبادة‪.‬‬

‫نقول وبال التوفيق‪:‬‬ ‫إن ال ع عععز وج ل هععو الععذي خلععق اللععق وهعو الععذي لععه حععق المععر وح ده‪ .‬قععال‬ ‫سععبحانه وتعععال‪} :‬أل لععه اللععق والمععر{ وخ روج النععاس ععع ن أمععره سععبحانه وتعععال إنععا هععو‬ ‫معصية كبية لذا الله العظيم‪ .‬ولذلك جعل سعبحانه وتعععال أوامععره معع ن أجععل إحقععاق الععق‬ ‫وصرف العبععادة لععه وحده‪ .‬والعبععادة‪ :‬هععي اسععم جععامع لكععل مععا يبععه الع ويرضاه معع ن القعوال‬ ‫والعدمععال الظععاهرة والباطنععة‪ .‬فالصععلة والزكاة والصععيام والععج وصعدق الععديث وأداء المانععة‬ ‫وبعر الوالععدي ن وصعلة الرح ام والوفعاء بععالعاهود والمععر بععالعروف والناهععي ععع ن النكععر والاهععاد‬ ‫للكيفععار والنععافقي والحسععان للجععار واليععتيم والسععكي وابعع ن السععبيل والدملععوك معع ن الدميي ع‬ ‫والباهائم والدعاء والذكر والقراءة‪ ،‬وأمثال ذلك م ن العبادة ‪.""2‬‬ ‫"‪ "1‬شرح الجوهرة ‪153‬‬ ‫"‪ "2‬العبودية ‪38‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(41‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫ومع هذا البيان لعان العبادة‪ ،‬لبد أن نعلم أن العبادة القبولة عند ال تعععال لبععد‬ ‫لا م ن شروط‪ ،‬وإل كانت العبادة باطلة وكانت وبالً على صاحباها‪.‬‬ ‫وهذه الشروط أجع علدماء السلم علياها‪ ،‬وهي واضحة جلية ف الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫أجلى هذه الشروط وأعمقها وأهمها‪:‬‬ ‫أل تعب ععد إل ال عع‪ ،‬ول تعب ععد الع ع إل ب ععا ش ععرع‪ .‬ف ععأن ل تعب ععد إل الع ع تقي ععق لعنع ع‬ ‫التوحيععد بشععقه الول وهو‪ :‬أن ل إلععه إل العع‪ ،‬ول تعبععد ال ع إل بععا شععرع تقيععق لعن ع مدمععد‬ ‫رسول ال‪ .‬فل عبادة إل بنية‪ ،‬ول عبادة إل بنص‪ .‬فدم ن صرف عبادته لغي ال فقد أشععرك‪،‬‬ ‫وم ن عبدال بغي ما شرع فقد ابتدع‪.‬‬ ‫قال المام شيخ السلم اب ن تيدمية‪) :‬جاع الدي ن أصععلن‪ :‬أن ل نعبعد إل الع‪ ،‬ول‬ ‫نعبععده إل بععا شععرع‪ ،‬ل نعبععده بالبععدع‪ .‬كدمععا قععال تعععال‪} :‬فدمعع ن كععان يرج وا لقععاء ربه فليعدمععل‬ ‫عدملً صععالاً ول يشععرك بعبععادة ربه أحععدا{‪ .‬وذلععك تقيععق الشععاهادتي‪ :‬شععاهادة أن ل إلععه إل‬ ‫ال‪ ،‬وشاهادة أن مدمداً رسول ال‪.‬‬ ‫فيفي الول‪ :‬أن ل نعبد إل ال‪ .‬وف الثانية‪ :‬أن مدمععداً هعو رس وله البلعع غ عنععه فعلينععا‬ ‫أن نصدق خبه ونطيع أمره‪ .‬وقد بي لنا ما نعبد ال به‪ ،‬ونانا ع ن مدرثات المععور‪ ،‬وأخععب‬ ‫أنا ضللة‪ .‬قال تعال‪} :‬بلى م ن أسلم وجاهه ل وهو مسع ن فلعه أجعره عنعد ربه ول خعوف‬ ‫علياهم ول هم يزنون{‪.‬‬ ‫وكدما أننا مأمورون أن ل ناف إل ال‪ ،‬ول نتوكل إل على الع‪ ،‬ول نرغب إل إلع‬ ‫ال عع‪ ،‬ول نس ععتعي إل ب ععال‪ ،‬وأل تك ععون عبادتن ععا إل ب ععال‪ ،‬فك ععذلك ن عع ن م ععأمورون أن نتب ععع‬ ‫الرسول ونطيعه‪ ،‬ونتأسى به‪ .‬فاللل ما حلله‪ ،‬والرام ما حرمه‪ ،‬والدي ن ما شرعه( ‪.""3‬‬ ‫بعد هذا البيان القتضب ليفاهوم العبعادة لبعد أن نعلعم أن مع ن أعظعم العبعادات العت‬ ‫ل يوز صرفاها إل ل‪ :‬الدعاء‪ ،‬وأن صرفه لغيه سبحانه وتعال شرك يبط العدمال‪.‬‬ ‫وقد أمر سبحانه وتعال أن ل ندعو إل إياه‪ .‬قال جل وعل‪} :‬ول تدعو م ن دون‬ ‫ال ما ل ينيفعك ول يضرك{‪ ،‬وقال تعال‪} :‬ول تدعو مع ال إلاً آخر ل إله إل هو{‪.‬‬ ‫وجعل سبحانه وتعال دعاء غيه عبادة له وشركاً بال تععال‪ :‬قعال سعبحانه وتععال‪:‬‬ ‫}قععل أرأيتععم مععا تععدعون معع ن دون الع أرون مععاذا خلقعوا معع ن الرض{‪ ،‬وقال سععبحانه‪} :‬قععل‬ ‫أرأيتععم شععركائكم الععذي ن تععدعون معع ن دون ال ع أرونع مععاذا خلق عوا معع ن الرض{‪ ،‬وقععال جععل‬ ‫وعل‪} :‬قععل إن ع نيععت أن أعبععد الععذي ن تععدعون معع ن دون العع{‪ ،‬وقعال سععبحانه‪} :‬حععت إذا‬ ‫"‪ "3‬العبودية ‪171 – 170‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(42‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫جاءهتم رسلنا يتوفونم قالوا أي ن ما كنتم تدعون م ن دون الع قعالوا ضعلوا عنعا وشاهدوا علعى‬ ‫أنيفساهم أنم كانوا كافري ن{‪ ،‬وقال سبحانه وتععال‪} :‬يول الليعل فع الناهعار ويول الناهعار فع‬ ‫الليععل وسعلخر الشععدمس والقدمععر كععل يععري لجععل مسععدمى ذلكععم ال ع ربكععم لععه اللععك والععذي ن‬ ‫تععدعون معع ن دونعه مععا يلكععون معع ن قطدميعع‪ ،‬إن تععدعوهم ل يسععدمعوا دعععائكم ولعو سعععوا مععا‬ ‫استجابوا لكم ويوم القيامة يكيفرون بشرككم ول ينبئك مثل خبي{‪.‬‬ ‫فاهذه اليات وأمثالا ف كتاب ال العزيز كثية تبي لنعا بوضوح أن معع ن دعععاء غيع‬ ‫ال م ن قب أو ميت إنا هو مشرك بال رب العالي‪.‬‬ ‫قععال ابعع ن كععثي ف ع بيععان اليععة ‪ 37‬معع ن س ععورة الع عراف التقدم ععة‪) :‬ي ععب تعععال أن‬ ‫اللئكة إذا تعوفت الشعركي بيفزعاهعم عنعد العوت وقبعض أرواحاهعم إلع النعار يقولون لعم‪ :‬أيع ن‬ ‫ال ععذي ن كنت ععم تش ععركون ب ععم ف ع ع الي ععاة ال ععدنيا وتععدعونم وتعب ععدونم م عع ن دون ال ع ع أدع ععوهم‬ ‫يلصونكم ما أنتم فيه( ‪.""4‬‬ ‫وأما الحاديث فكثية وأبيناها قوله صععلى الع عليععه وسلم‪)) :‬العدعاء هععو العبعادة((‪،‬‬ ‫فاهععذا الععديث جلععي واضععح أن دعععاء غيع الع عبععادة لغيع العع‪ ،‬لن الععدعاء عبععادة فكععل معع ن‬ ‫دعاء غي ال سبحانه وتعال فقد وقع ف الشرك الكب‪.‬‬ ‫قععال شععيخ السععلم ابعع ن تيدميععة‪) :‬والععذي ن يععزورون قبععور النبيععاء والصععالي ويجععون‬ ‫إلياها ليدعوهم ويسألوهم أو ليعبدوهم ويدعوهم م ن دون ال هم مشركون( ‪.""5‬‬ ‫وفع مععوط ن آخععر معع ن الكتععاب ‪ -‬ص ‪) :- 56‬وهعؤلء الععذي ن يعتقععدون أن القبععور‬ ‫تنيفعاهم وتدفع البلء عناهم قد اتذوها أورثاناً م ن دون ال وصاروا يظنون فياها ما يظنععه أهععل‬ ‫الورثان ف أورثانم فإنم كانوا يرجونا ويافونا ويظنون أنا تنيفع وتضر(‪.‬‬ ‫وقد يقول جاهل متعال إننا لو دعونا صاحب القب إنا ن ن نعتقد أنه ل ينيفععع ول‬ ‫يضر إل ال ؛ ولك ن ن ن نعدعوه بقولنعا يعا مععدد أو بقولنععا مععدد يعا رسول الع أو يعا بعاز أو يعا‬ ‫"أبو العلدميي"‪ .‬إنا لنتقرب بذلك إل ال ب ن يباهم م ن أوليعائه ورسله‪ ،‬أي بعنع‪ :‬نتلخعذهم‬ ‫واسطة لعظم قدرهم وجاهاهم عند ال‪.‬‬ ‫فتقول وبال التوفيق‪:‬‬ ‫إن هععذا هععو شععرك القرب ة وه و معع ن جنععس شععرك الععاهليي الععذي بعععث رس ول ال ع‬ ‫إلياهععم ليععدعوهم إل ع التوحيععد واليععان‪ .‬قععال سععبحانه وتعععال‪} :‬ويعبععدون معع ن دون ال ع مععا ل‬ ‫يض ععرهم ول ينيفعاه ععم ويقولععون ه ععؤلء ش ععيفعاؤنا عن ععد ال ع ع ق ععل أتنب ععؤن ال ع ع ب ععا ل يعل ععم ف ع ع‬ ‫"‪ "4‬ابن كثير ‪2/203‬‬ ‫"‪ "5‬الرد على الخنائي ‪52‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(43‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫السععدماوات ول ف ع الرض سععبحانه وتعععال عدمععا يشععركون{‪ ،‬وقعال سععبحانه‪} :‬أل ل ع الععدي ن‬ ‫الالص والذي ن اتذوا م ن دونه أولياء ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زليفى{‪.‬‬ ‫قععال شععيخ السععلم ابعع ن تيدميععة‪) :‬والقصععود هنععا أن هععؤلء الشععركي الععذي ن يعلععون‬ ‫أص ععحاب القب ععور وسععائط يش ععركون ب ععم كدم ععا يش ععرك أص ععحاب الورثععان بأورثععانم‪ ،‬ي ععدعونم‬ ‫ويستشععيفعون بععم ويرجونم ويافونم وقد جعلععوهم أنععداداً يبععونم كحععب العع‪ ،‬هععم الععذي ن‬ ‫يقولون لعع ن نععى ععع ن هععذا الشععرك وأمععر بعبععادة ال ع وحده إنععه تنقصععاهم وعاداهم وعانععدهم‪.‬‬ ‫كدمععا يزعم النصععار ى إن معع ن جعععل السععيح عبععداً لع ول يلععك ضعراً ول نيفععاً أنععه قععد تنقععص‬ ‫السيح وعاداه وسبه وعانده( ‪.""6‬‬ ‫وبعععد هععذا نععر ى ضععلل الععبيجوري وأمثععاله واضععح ودعععوة صععرية للش عراك بععال ف ع‬ ‫كتاب موسوم أنه لب التوحيد وجوهره فإل ال الشتكى‪.‬‬ ‫وكذلك ما نى ال عنعه‪ :‬أن يتحعر ى السعلم العدعاء فع أمعاك ن القبعور ظانعاً أن هعذا‬ ‫أرجى لعدعائه وادععى لقبعوله ولذلك نعى رسول الع صعلى الع عليعه وسلم فع أحعاديث عع ن‬ ‫اتاذ القبور مساجد يصلى عندها ويدعى ال فياها وم ن هذه الحاديث‪:‬‬ ‫‪ (1‬ععع ن عائشععة رضي الع عناهععا قععالت‪) :‬قععال رسول الع صععلى الع عليععه وسلم فع‬ ‫مرضه الععذي لع يقععم منععه‪ :‬لععع ن الع الياهععود والنصععار ى اتععذوا قبععور أنبيععائاهم مسععاجد‪ .‬قععالت‪:‬‬ ‫فلول ذاك أرز قبه غي أنه خشي أن يتلخذ مسجدًا( ‪.""7‬‬ ‫‪ (2‬ع ن أب هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول الع صععلى الع عليععه وسلم‪) :‬قاتعل‬ ‫ال الياهود اتذوا قبور أنبيائاهم مساجد( ‪.""8‬‬ ‫‪ (3‬ععع ن عائشعة رضي الع عناهععا قععالت‪ :‬لععا كععان مععرض النععب صععلى الع عليععه وسلم‬ ‫تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض البشة يقعال لعا مارية ‪ -‬وقد كعانت أم سعلدمة وأم حبيبعة‬ ‫قد أتتا أرض البشة‪ -‬فذكرن م ن حسناها وتصاويرها قالت‪ :‬فرفع النب صلى ال عليه وسلم‬ ‫رأسععه فقععال‪) :‬أولئععك إذا كععان فياهععم الرجل الصععال فدمععات بنععو علععى قععبه مسععجداً ثع صععوروا‬ ‫تلك الصور أولئك شرار اللق عند ال يوم القيامة( ‪.""9‬‬ ‫‪ (4‬ععع ن عبععدال بعع ن مسعععود قععال‪ :‬سعععت رسول الع صععلى الع عليععه وسلم يقععول‪:‬‬ ‫)إن م ن شرار الناس م ن تدركه الساعة وهم أحياء وم ن يتلخذ القبور مساجد( ‪.""10‬‬ ‫"‪ "6‬الرد على الخنائي ‪62‬‬ ‫"‪ "7‬رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬ ‫"‪ "8‬رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬ ‫"‪ "9‬رواه البخاري ومسلم وغيرهما‪.‬‬ ‫"‪ "10‬رواه ابن خزيمة فببي صببحيحه )‪ (1/92/2‬وابببن حبببان )‪ (340/341‬قببال شببيخ‬ ‫السلم ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم إسناده جيد‪.‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(44‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫فاهذه الحاديث وغيها مع ن الحعاديث الكعثية تعبي ضعلل مع ن قصعد القعب للتعبك‬ ‫والدعاء والصلة‪.‬‬ ‫ق ععال ش ععيخ الس ععلم اب عع ن تيدمي ععة‪) :‬فدم عع ن قص ععد بقع ععة يرجع و اليع ع بقص ععدها ‪ -‬ول‬ ‫يس ععتحب الش ععارع قص ععدها‪ -‬فاه ععو م عع ن النكع عرات وبعض ععه أش ععد م عع ن بع ععض‪ ،‬سع عواء قص ععدها‬ ‫قاص ععدها ليص ععلي عن ععدها‪ ،‬أو لي ععدعو عن ععدها‪ ،‬أو ليق ع عرأ عن ععدها‪ ،‬أو لي ععذكر ال ع ع عن ععدها‪ ،‬أو‬ ‫لينسععك عنععدها‪ ،‬بيععث يععص تلععك البقعععة بنععوع معع ن العبععادة الععت ل ع يشععرع تصيصععاها بععه ل‬ ‫نوعاً ول عيناً إل أن ذلك قد يوز لكم التيفاق ل لقصد الدعاء فيه كدم ن يزورها ويسععلم‬ ‫علياها ويسأل ال العافية له وللدموتى كدما جاءت به السنة‪ ،‬وأما تري العدعاء عنعدها بيعث‬ ‫يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه ف غيه فاهذا هو الناهي عنه( أهع ‪.""11‬‬ ‫وقال رحه ال ع تعععال‪) :‬والقصععود أن مععا سععنه لمتععه غيع النععوع الععذي يقصععده أهععل‬ ‫البعدع مع ن السعيفر إلع زيارة قبعور النبيعاء والصعالي‪ ،‬فعإنم ‪ -‬أي أهعل البعدع ‪ -‬ل يسعافرون‬ ‫لجععل مععا شععرع معع ن الععدعاء لععم والسععتغيفار ؛ بععل لجععل دعععائاهم والععدعاء بععم والستشععيفاع‬ ‫بم‪ ،‬فيتلخذون قبور أنبيائاهم مساجد وأورثاناً وعيداً يتدمعون فيه( ‪.""12‬‬

‫الكشف عند البيجوري وطرف من وحدة الوجود‬ ‫م ن العلعوم البعدهي لعد ى السعلم أن لكعل فع ن مع ن اليفنعون مصعادره‪ ،‬ولكعل علعم منعه‬ ‫قواعععد ل ينبغععي التصععرف فياهععا‪ ،‬وهذه القواعععد مععا وضعت فع كععل فعع ن إل حيفععاظ عليععه معع ن‬ ‫"‪ "11‬نقلً عن فتح المجيد ‪251‬‬ ‫"‪ "12‬الرد على الخنائي ‪11‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(45‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫العدخ ن العوارد عليععه‪ ،‬وم ن أجععل تييععز حقععائقه معع ن أبععاطيله وبدون هععذه القواعععد يصععبح المععر‬ ‫فوضى ل ضابط له‪.‬‬ ‫وإذا علم هذا فإن اطدمئنان النيفس وحديثاها‪ ،‬وخيعالت العقعول ل تصعلح بعال مع ن‬ ‫الح عوال ض ععابطاً يق ععوم ب ععه مقب ععول العل ععوم ومردوده ععا‪ ،‬لن أمزج ة النيف ععوس متليف ععة‪ ،‬ورغع ائب‬ ‫القلب وهواه مضطرب ل استقرار له‪ ،‬وقد يصعل فع النيفعس أمعر يكعون خلف العق‪ ،‬وم ن‬ ‫أجل هذا فدمعلوم قطعاً أن عقائد السلدمي ل تؤخذ إل م ن الوحيي الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫قال المام العلمة عبدالرح ن ب ن العلدمي اليدمنع‪) :‬مآخعذ العقائعد السعلمية أربععة‪:‬‬ ‫سليفيان وها اليفطرة والشرع‪ ،‬وخليفيان وها النظر العقلي التعدمق والكشف الصوف‪.‬‬ ‫أما اليفطرة فأريد با ما يعم الداية اليفطرية والشعععور اليفطععري والقضععايا العت يسععدمياها‬ ‫أهل النظر ضروريات وبدياهيات‪ ،‬والنظر العقلي العادي وأعنع بعه معا يتيسعر للمييع ونوهم‬ ‫م ن ل يعرف علم الكلم ول اليفلسيفة‪.‬‬ ‫وأما الشرع فالكتاب والسنة‪.‬‬ ‫وأما النظر العقلي التعدمق فيه فدما يتص بعلم الكلم واليفسليفة‪.‬‬ ‫وأما الكشف التصوف فدمعروف عند أهله وم ن يوافقه عليه( ‪.""1‬‬ ‫ثع قعال‪) :‬وم ن أول معع ن مععزج التصععوف بعالكلم الععارث الاسعب ثع اشعتد المععر فع‬ ‫الععذي ن أخععذوا عنععه فدمعع ن بعععدهم‪ ،‬وكان معع ن نتائععج ذلععك قضععية اللج ولعلععه كععان فع أق عران‬ ‫اللج م عع ن ه ععو مواف ععق ل ععه ف ع الدمل ععة ؛ ب ععل لع ععل فياه ععم م عع ن ه ععو أوغععل من ععه إل أن ععم ك ععانوا‬ ‫يتكتدمععون ودعععا اللج إل ع إظاهععار مععا أظاهععره معع ن حععب الرياسععة‪ ،‬وكذلك مععزج اليفلسععيفة ف ع‬ ‫التصوف كان معروفاً عند بعض اليفلسيفة القدمي‪ ،‬وتد ف كلم اليفاراب واب ن سعينا نتيفعاً‬ ‫معع ن ذلععك‪ ،‬وك ذلك ف ع كلم متيفلسععيفة الغارب ة كععاب ن باجععة وغيععه‪ ،‬وهكععذا الباطنيععة كععانوا‬ ‫ينتحلععون التصععوف فلدمععا جععاء الغزال ع نصععب التصععوف منصععب الكلم واليفلسععيفة الباطنيععة‪،‬‬ ‫وزع م أن الععق ل يعععدو هععذه الرب ع مقععالت وقضععى ظععاهراً للتصععوف مععع ذك ره كغيععه أن‬ ‫طائيفعة مع ن التصعوفة ذهبعوا إلع الباحعة الطلقعة وف ذلعك نبعذ الشعراع البتعة‪ ،‬ثع لع يعزل المعر‬ ‫يشععتد حععت جععاء ابعع ن عربع وابعع ن سععبعي والتلدمسععان ومقععالهتم معروفة‪ ،‬وم ن تتبععع مععا كععان‬ ‫عليععه النععب صععلى ال ع عليععه وسعلم والصععحابة وأئدمععة التععابعي ومعا يصععرح بععه الكتععاب والسععنة‬ ‫وآرثععار السععلف وأنعععم النظععر فع ذلععك ثع قععارن ذلععك بقععالت هععؤلء القععوم علععم يقينعاً أنععه ل‬ ‫يكن ععه إن ل ع يغ ععالط نيفس ععه أن يص ععدق الش ععرع ويص ععدقاهم مع ععه‪ ،‬وإن غ ععالط نيفس ععه وغععالطته‬ ‫فالتكذيب رثابت ف قرارها ولبد(‪.‬‬ ‫"‪ "1‬القائد لتصحيح العقائد ‪37‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(46‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫هععذا والشععرع يقضععي بععأن الكشععف ليععس مععا يصععلح السععتناد إليععه ف ع الععدي ن فيفععي‬ ‫صحيح البلخاري م ن حديث أب هريرة‪ :‬سعت رسول ال صلى ال عليععه وآلععه وسلم يقععول‪:‬‬ ‫))ل يبقى م ن النبوة إل البشرات‪ ،‬قالوا‪ :‬وما البشرات؟ قال‪ :‬الرؤية الصالة((‪.‬‬ ‫وورد نععوه معع ن حعديث جاعععة معع ن الصععحابة ذكر فع فتععح البععاري مناهععا حعديث ابعع ن‬ ‫عباس عند مسلم وغيه وحديث أم كرز عند أحد واب ن خزية وابع ن حبعان وحديث حذييفعة‬ ‫اب ن أسيد عند أحد والطبان وحديث عائشة عند أحد وحديث أنس عند أب يعلى‪.‬‬ ‫وفيه حجة على أنه ل يبقى ما يناسب الوحي إل الرؤيا‪.‬‬ ‫وقال‪) :‬قععد تقععدم أن الرؤية قصععارها التبشععي والتحععذير وف الصععحيح‪ :‬أن الرؤيا قععد‬ ‫تكععون حق عاً وه ي العععدودة معع ن النبععوة‪ ،‬وقعد تكععون معع ن الشععيطان‪ ،‬وقعد تكععون معع ن حععديث‬ ‫النيفععس والتدمييععز مشعكل‪ ،‬ومع ذلعك فالغععالب أن تكعون علععى خلف الظععاهر‪ ،‬حعت فع رؤيا‬ ‫النبياء علياهم الصلة والسعلم كدمعا قعص مع ن ذلعك القعرآن ورثبعت فع الحعاديث الصعحيحة‬ ‫ولذه المور اتيفق أهل العلم على أن الرؤيا ل تصلح للحجة وإنا هي تبشي وتنبيه وتصلح‬ ‫للستئناس با إذا وافقععت حجعة شععرعية صععحيحة كدمعا رثبععت ععع ن ابع ن عبعاس أنععه كعان يقعول‬ ‫بتعة الج لثبوهتا عنده بالكتاب والسنة فرأ ى بعض أصحابه رؤيا توافععق ذلععك فاستبشععر ابعع ن‬ ‫عباس‪.‬‬ ‫هذه حعال الرؤيا فقعس عليععه حعال الكشععف إن كعان فع معنعاه فأمعا إن كعان دونا‬ ‫فالمر واضح وتد ف كلم التصوفة أن الكشعف قعد يكعون حقعاً وقد يكعون مع ن الشعيطان‬ ‫وقد يكون تيلً موافقاً لديث النيفس وصرحوا بأنه كثياً معا يكشعف للرجل بععا يوافععق رأيععه‬ ‫ل‪ ،‬ولذا تععد فع التصعوفة مع ن ينتسععب إلع قععول أهعل الععديث ويزعم أنععه‬ ‫حقعاً كعان أو بعاط ً‬ ‫يكشف له بصحة مذهبه وهكذا تد فياهم الشعري والعتزل والتيفلسف وغيهم وكل يزعم‬ ‫أنععه يكشععف لععه بصععحة مععذهبه وماليفععة مناهععم ل يكععذبه ولكعع ن يكععذب كشععيفه وقد يكشععف‬ ‫لحعدهم بعا يوافعق مقعالت اليفرقة العت ينتسعب إلياهعا وإن لع يكع ن قعد ععرف تلعك القعالت‬ ‫معع ن قبععل كععأنه لسعع ن ظنععه بععم وحرصه علععى معوافقتاهم إنععا تتجععه هتععه إلياهععم فيقعرأ أفكععارهم‬ ‫وترتسم ف ميلته أحوالم‪.‬‬ ‫فالكشععف إذاً تبع عاً للاهععو ى فغععايته أن يؤيعد الععو ى ويرس لخه ف ع النيفععس ويعول بي ع‬ ‫صعاحبه وبيع العتبعار والستبصعار فكعأن السعاعي فع أن يصعل لعه الكشعف إنعا يسععى فع‬ ‫أن يضله ال ععز وجل‪ ،‬ول ريب أن مع ن التدمعس العد ى مع ن غيع الصعراط السعتقيم مسعتحق‬ ‫أن يضله ال عز وجل‪ ،‬وما يزعدمه بعض غلهتم م ن أن لم علمات ييزون بعا بيع معا هعو‬ ‫حق م ن الكشف وما هو باطل دعو ى فارغة إل ما تقدم ع ن أبع سعليدمان العداران وهو أن‬ ‫العق معا شعاهد لعه الكتععاب والسعنة ؛ لكعع ن القصععود الشعاهادة الصعرية العت ييفاهدماهعا أهعل العلعم‬ ‫م ن الكتاب والسنة بالطريقة الت كان ييفاهدماها با السلف الصال‪.‬‬ ‫فأما ما ععرف عع ن التصعوفة مع ن تريف النصعوص بعا هعو أشعنع وأفضعع مع ن تريف‬ ‫الباطنية فاهذا ل يشاهد لكشيفاهم ؛ بل يشاهد علياهم أوضح شاهادة بأنه أبطل م ن الباطل‪.‬‬ ‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(47‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫باطل‪.‬‬

‫أوًل‪ :‬لن النصععوص بععدللتاها العروفعة حجععة‪ ،‬فععإذا شععاهدت ببطلن قععولم علععم أنععه‬

‫رثانيًا‪ :‬لنم يعتفون أن الكشععف متعاج إلع شعاهادة الشعرع‪ ،‬فعإن قبلعوا مع ن الكشعف‬ ‫تأويل الشرع فالكشف شاهد لنيفسه‪ ،‬فدم ن يشاهد لنيفسه على تأويله‪.‬‬ ‫وأما التحديث واللام فيفي "صعحيح البلخعاري" وغيعه مع ن أحعاديث أبع سعلدمة عع ن‬ ‫أب هريرة ع ن النب صلى ال عليه وسلم قال‪" :‬لقد كان فيدما قبلكم م ن المم مدرثون فإن‬ ‫يك ن ف أمت أحد فإنه عدمر" وأخرجه مسلم م ن حديث أبع سععلدمة ععع ن عائشعة وفيععه‪" :‬فععإن‬ ‫يك عع ن ف ع أم ععت مناه ععم أح ععد ف ععإن عدم ععر ب عع ن الط ععاب مناه ععم" وجع اء ف ع ع ععدة رواي ععات تيفس ععي‬ ‫التحديث باللام‪.‬‬ ‫وهذه سية عدمر بي أيدينا ل يعرف عنه ول ع ن أصعدق أئدمعة الصعحابة وعلدمعائاهم‬ ‫استدلل بالتحديث واللام ف القضايا الدينية ؛ بل كان ييفععى علياهععم الكععم فيسععألون عنععه‬ ‫فيلخ ععبهم إنس ععان ب ععب الن ععب ص ععلى الع ع علي ععه وسععلم فيص ععيون إلي ععه‪ ،‬وك انوا يقولععون الق ععول‬ ‫فيلخبهم إنسان ع ن النب صلى ال عليه وسلم بلفه فيجعون إليه‪.‬‬ ‫وأمععام اليفراسععة فععإن التيفععرس يكنععه أن يشععرح لغيععه تلععك الععدلئل الععت تنبععه لععا فععإذا‬ ‫شرحاها عرفت‪ ،‬فإن كانت ما يعتد بععه عدمععل بعا‪ ،‬ل باليفراسعة(‪ .‬انتاهععى مع ن القائعد لتصععحيح‬ ‫العقائد‪.‬‬ ‫أقول‪:‬‬ ‫بعد هذه القدمة الت تبي شيئاً ع ن حقيقة الكشف وأنه ليس م ن الدي ن فع شعيء‬ ‫ول يصععلح دليلً لقيقععة علدميععة‪ ،‬سععنر ى وضع الععبيجوري العجيععب وأمععره معععه الكشععف وإل ع‬ ‫أي مد ى عنده يصلح الكشف دليلً لرثبات القائق العلدمية‪.‬‬ ‫يقول البيجوري‪ :‬بعد أن يذكر طععرق النظععر الوصلة للحقععائق العقديعة‪) :‬ويقععوم مقععام‬ ‫ذلك ما لو عرف العقائد بالكشف( ‪.""2‬‬ ‫أي أن الكشععف يوصلك إلع حقيقععة العقائععد اليانيععة مععع العلععم أنععه لع يععذكر شععيئاً‬ ‫ع ن الكتاب والسنة‪ ،‬وأندما يصلحان طريقاً للعقائد ؛ بل منع تصيلاها بأحاديث الحاد‪.‬‬ ‫وهنععا لبععد معع ن تسععاؤل ععع ن الكشععف بععأي شععيء يصععل‪ :‬هععل هععو باسععتغراق صععوف‬ ‫ضععال علععى طري ق متصععوفة النععد والعقائععد الباطلععة يصععل الكشععف؟! أم بععاذا؟ وخاصععة إذا‬ ‫"‪ "2‬الجوهرة ‪22‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(48‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫علدمنا أن هذا الرجل السالك إل حقيقة الكشف ‪ -‬كدمعا زعم ‪ -‬ليععس لعديه عقيععدة سعليدمة‬ ‫حال سلوكه فاهذه العدمال الت توصله إل الكشف بأي نية يقوم با وبأي طريق؟‬ ‫جزماً سيكون الواب أنه بغيه نية صحيحة‪ ،‬وبغي عدمعل صعال لنععه بععد لع يصعل‬ ‫إل العقائد الصحيحة كدما يزعم‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬إل أي عقيدة سيصل هذا السالك؟‬ ‫الوجود‪.‬‬

‫قطععاً سيصععل إلع عقيععدة أبالسععة الرض منععذ أن ذرأ الع ذرية آدم أل وهي وحدة‬

‫وليععس هععذا تن ع علععى الععبيجوري وأمثععاله معع ن يؤمنععون بالكشععف طريق عاً يوصعل إل ع‬ ‫العرفة ؛ بل هو يصرح بذلك ويدي ن نيفسه بنيفسه‪.‬‬ ‫يقععول الععبيجوري‪) :‬فععإن تصععديق القلععد ليععس كتصععديق العععارف بالععدليل‪ ،‬وهو ليععس‬ ‫كتصععديق الراقععب‪ ،‬وهو ليععس كتصععديق الشععاهد‪ ،‬وهو ليععس كتصععديق السععتغرق الععذي ل‬ ‫يشاهد إل ال( ‪.""3‬‬ ‫ه ععذه ناي ععة الكش ععف وهععو أن ل يش ععاهد إل ال عع‪ .‬ل ي ععر ى ف ع الوجع ود إل ال عع‪ .‬ل‬ ‫خالق ول ملوق فالكل هو ال‪ .‬العبد رب والرب عبد‪.‬‬ ‫وإن أردت عبععارة أصععرح مناهععا وأوضعح معع ن الععبيجوري‪ ،‬تكشععف ععع ن مععؤد ى كشععيفه‬ ‫فععاقرأ‪) :‬فالتقليععد ‪ -‬أي ف ع العرفع ة ‪ -‬للع عوام‪ ،‬والعلععم لصععحاب الدلععة‪ ،‬والعيععان له الراقبععة‬ ‫ويسععدمى مقععام الراقبععة‪ ،‬والععق للعععارفي‪ ،‬ويسععدمى مقععام الشععاهدة‪ ،‬والقيقععة لل عواقيفي ويسععدمى‬ ‫مق ععام اليفن ععاء لن ععم ييفن ععون ع عع ن غي ع ال ع ول يش ععاهدون إل إي ععاه‪ ،‬وأم ععا حقيق ععة القيق ععة فاه ععي‬ ‫للدمرسلي‪ ،‬وقد منعنا ال م ن كشيفاها‪ ،‬فل سبيل إل بيانا( ‪.""4‬‬ ‫وحدة وجود بينة واضحة وطامات مستورة ل يستطيع )تستًا( بيانععا‪ ،‬فسععبحان الع‬ ‫العظيععم إذا كععان الكيفععر قعد كشعيفه وبينععه فدمععا هععو السعتور العذي يعاف فضعحه‪ .‬وإذا كعانت‬ ‫حقيقععة القععائق ييفياهععا ععع ن السععلدمي إذًا‪ :‬مععا هععذا الععذي يعلدماهععم فع شععرحه جععوهرة التوحيععد‬ ‫هععل هععو بععاط ن؟ هععل هععو الظععاهر؟ وهنععاك معع ن البععاط ن السععتور‪ ،‬وقطع عاً أنععه يععالف الظععاهر‬ ‫النظور إليه‪.‬‬

‫"‪ "3‬الجوهرة ‪51‬‬ ‫"‪ "4‬الجوهرة ‪43‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(49‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫ل يستطيع عال منصف أن يسح هذا السعواد الظلععم ععع ن هععذه الضععللت‪ ،‬أو أن‬ ‫ل‪ .‬وبعععد هععذا كلععه يكععون هععذا الشععرح معتدمععداً لععد ى السععلدمي ف ع مدارس اهم‬ ‫يععد لععا تععأوي ً‬ ‫وحلقاهتم‪ .‬هذا الكشف ف العقائد‪ .‬فاهل الكشف عند البيجوري يصلح لمر آخر؟‬ ‫يقول البيجوري‪) :‬ولعل هذا الديث ‪ -‬حديث إحياء والععدي النععب صععلى الع عليععه‬ ‫وسلم وإياندما ث موهتدما ‪ -‬صح عند أهل القيقة بطريق الكشف( ‪.""5‬‬ ‫يععا لضععيعة جاهععود علدمععاء الععديث وتعباهععم فع البحععث ععع ن السععانيد وتدميعاهععا‪ ،‬ويا‬ ‫لضيعة جاهودهم ف تقيق هذه السانيد‪ .‬لاذا أضاعوا أعدمععارهم؟ ولاذا شععقوا علععى أنيفسععاهم‬ ‫إذا كانت هذه العلوم والضوابط ل معن لا عند البيجوري؟‬ ‫يلععس الصععوف فع خلععوة لععه مسععتغرقاً فع وحدة الوجود‪ ،‬وبالكشععف يبنا صععحيح‬ ‫الديث وضعييفه }كبت كلدمة ترج م ن أفواهاهم إن يقولون إل كذبا{‪.‬‬ ‫أهععذا هععو العلععم‪ ،‬أهكععذا هععو السععلم الععذي فاهدمععه أصععحاب رسول ال ع صععلى ال ع‬ ‫عليععه وسلم ورضي الع عناهععم‪ .‬أهععذا هععو إسععلم التععابعي وأئدمععة السععلدمي‪ .‬أهععذه هععي عقائععد‬ ‫السلدمي الت يعلدماهدما البيجوري ف شرحه للجوهرة؟‬ ‫والععذي يععب علععي أن ل أكتدمععه ععع ن حقيقععة الكشععف بعععد ذلععك وأنععه ضععلل ف ع‬ ‫ضلل ؛ بل هو النون بعينه‪.‬‬ ‫أقععول‪ :‬إن الكشععف هععو عبععارة ععع ن أمععور ف ع نيفععس الشععلخص يظعع ن أنععا موجدة ف ع‬ ‫العيععان فيجععزم بوقوعاهععا وأنععا حقيقععة قائدمععة‪ ،‬ول يسععتطيع نيفياهععا عنععده أحععد ماهدمععا تدمعععت‬ ‫لععديه الدلعة الخععر ى علععى ضععلل اعتقععاده‪ ،‬لوحدة الوجود وحصععول بععض الشععاهدات لععديه‬ ‫كادععائه أنعه يعر ى الع وأن الع يكلدمعه وأنعه يلعس معع الرسول صعلى الع عليعه وسلم ويتلقعى‬ ‫منععه العلعم ويصعلي اليفرائععض ورائععه وهي فع القيقععة تصععورات ذهنيعة داخليعة وخيعالت نيفسعية‬ ‫شيطانية ليس لا واقع صحيح وليست م ن هدي الكتاب والسنة ول هي سبيل الؤمني‪.‬‬ ‫أي نسعتطيع أن نقعول إن الكشعف هعو خيعال جنعون داخلعي يعدعي الصعوف أنعه بعه‬ ‫يصل له علم اليقي ف مسعائل العتقعاد وف كعثي مع ن السعائل الشعرعية وغيها وهذا شعرع‬ ‫م ن الدي ن ل يأذن به ال ول رسوله‪.‬‬ ‫فنسأل ال العيفو والعافية‪.‬‬

‫"‪ "5‬الجوهرة ‪30‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(50‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وقال شععيخ السععلم رحه الع تعععال‪) :‬وعامععة هععؤلء إذا خوطبعوا ببيععان فسععاد قععولم‬ ‫قالوا م ن جنس قول النصار ى هذا أمر فوق العقل‪ ،‬ويقول بعضاهم ما كان يقععول التلدمسععان‬ ‫لشيخ أهل الوحدة يقول‪ :‬يثبت عندنا ف الكشف ما يناقض صريح العقل( ‪.""6‬‬ ‫فإذا ل تك ن م ن صحيح النقل ول م ن صريح العقل ؛ فدم ن أي ن جاءت؟‬ ‫لشك أنا م ن الشيطان والو ى‪.‬‬

‫البيجوري والتقليد‬ ‫قال اللقان‪:‬‬ ‫ومالك وسائر الئدمة‬ ‫فواجب تقليد حب مناهم‬

‫كذا أبو القاسم هداة المة‬ ‫كذا حكى القوم بليفظ ييفاهم‬

‫‪""1‬‬

‫وأبو القاسم هو مدمد النيد سيد الطائيفة الصوفية‪.‬‬ ‫والتقليد هو‪ :‬العدمل بقول الغي م ن غي حجة ‪.""2‬‬ ‫إذاً فالنعاظم يريد منععا وم ن مدمععوع المععة أن نقلععد الئدمعة الربعععة وكذا نقلععد النيععد‪،‬‬ ‫فالئدمة الربعة ف السائل اليفقاهية‪ ،‬والنيد ف التصوف ‪.""3‬‬ ‫إن الناظر لذه السعألة معع عرضاها علعى نصعوص السعنة النبوية وأقعوال الئدمعة‪ ،‬يعر ى‬ ‫فياها أن الق ف جانب يالف الانب الذي دعا إليه اللقان‪ ،‬لن ال عز وجل قععد تعبععدنا‬ ‫بكتابه وبسنة رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وقد منعع كعثي مع ن الئدمعة جعواز التقليعد ؛ بعل قعد‬ ‫ذكر بعضاهم الجاع على ذلك‪:‬‬ ‫قال عبدال ب ن خويز منداد البصري العالكي‪) :‬التقليعد معنععاه فع الشعرع الرجوع إلع‬ ‫قول ل حجة لقائله عليه‪ ،‬وذلك منوع منه ف الشريعة‪ .‬والتباع ما رثبت عليه حجة( ‪.""4‬‬ ‫"‪ "6‬الجواب الصحيح ‪2/92‬‬ ‫"‪ "1‬الشرح ‪150‬‬ ‫"‪ "2‬إرشاد الفحول ‪ ،265‬وشرح جوهرة التوحيد ‪33‬‬ ‫"‪ "3‬الشرح ‪151‬‬ ‫"‪ "4‬جامع بيان العلم وفضله ‪2/117‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(51‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وقد نهى المئمة عن تقليدهم فينبغي متابعتهم فيما قالوا‪:‬‬ ‫‪ (1‬سععئل أبععو حنييفععة‪ :‬إذا قلععت قععولً وكتععاب الع يععاليفه؟ قععال‪) :‬أترك وا قععول لكتععاب‬ ‫ال(‪ .‬فقيعل‪ :‬إذا كعان خعب رسول الع صعلى الع عليعه وسلم يعاليفه؟ قعال‪) :‬أترك وا قعول لعب‬ ‫رسول ال ع صععلى ال ع عليععه وسلم(‪ .‬فقيععل لععه‪ :‬إذا كععان قععول الصععحابة يععاليفه؟ قععال‪) :‬أترك وا‬ ‫قول لقول الصحابة رضي ال عناهم( ‪.""5‬‬ ‫‪ (2‬قال عبدال ب ن البعارك‪ :‬سععت أبعا حنييفعة يقعول‪) :‬إذا جعاء عع ن النعب صعلى الع‬ ‫عليععه وسلم فعلععى العرأس والعيعع‪ ،‬وإذا جععاء ععع ن أصععحاب رسول الع صععلى الع عليععه وسلم‬ ‫نتار م ن قولم‪ ،‬وإذا جاء ع ن التابعي زاحناهم( ‪.""6‬‬ ‫‪ (3‬قال الشافعي‪) :‬إذا قلت قولً وكان ع ن النب صلى الع عليعه وسلم خلفععه فدمععا‬ ‫يصح م ن حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم أول فل تقلدون( ‪.""7‬‬ ‫‪ (4‬وقال رحه ال‪) :‬إذا صح خب يالف مذهب فاتبعوه واعلدموا أنه مذهب(‪.‬‬ ‫‪ (5‬وقعال‪) :‬مثععل الععذي يطلععب العلععم بل حجععة كدمثععل حععاطب ليععل‪ ،‬يدمععل حزم ة‬ ‫حطب‪ ،‬وفيه أفعى تلدغه وهو ل يدري( ‪.""8‬‬ ‫‪ (6‬وأما أحد ب ن حنبل رحه ال فقعال أبعو داود‪ :‬قلعت لحعد بع ن حنبعل‪ :‬الوزاععي‬ ‫هو أتبع أم مالك ‪ -‬كأنه يريد أكثر أتباعاً م ن مالك‪ -‬فقال‪) :‬ل تقلد ف دينك أحععداً معع ن‬ ‫هؤلء‪ ،‬ما جاء ع ن النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه فلخذ به ث التابعي بعععد الرجل فيععه‬ ‫مي( ‪.""9‬‬ ‫‪ (7‬وقال أحععد أيض عًا‪) :‬ل تقلععدن ول تقلععد مالك عاً ول الثععوري ول الوزاعععي‪ ،‬وخذ‬ ‫م ن حيث أخذوا( ‪.""10‬‬ ‫‪ (8‬وقال رحه ال‪) :‬م ن قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال( ‪.""11‬‬

‫"‪ "5‬إيقاظ همم أولي البصار ‪50‬‬ ‫"‪ "6‬اليقاظ ‪70‬‬ ‫"‪ "7‬إعلم الموقعين ‪ ،2/285‬وإيقاظ همم أولي البصار ‪50‬‬ ‫"‪ "8‬إعلم الموقعين ‪2/211‬‬ ‫"‪ "9‬مسائل المام أحمد لبي داود ‪ ،277–276‬وإعلم الموقعين ‪201-2/200‬‬ ‫"‪ "10‬إعلم الموقعين ‪ ،2/201‬والنصاف ‪105‬‬ ‫"‪ "11‬إعلم الموقعين ‪2/201‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(52‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫‪ (9‬وقال الشافعي‪) :‬أجع الناس على أن م ن استبانت له سنة رسول ال صلى ال‬ ‫عليه وسلم ل يك ن له أن يدعاها لقول أحد( ‪.""12‬‬ ‫‪ (10‬وقال‪) :‬إذا صععح الععديث علععى خلف قععول فأضعربوا قععول بالععائط‪ ،‬واعدملعوا‬ ‫بديث الضابط( ‪.""13‬‬ ‫فاهععذه نصععوص الئدمععة وغيها كععثي تععدل دللععة واضععحة علععى أنععم قععد ألزم وا بعععض‬ ‫أتباعاهم على ترك تقليدهم ويرون ذلك م ن قلة اليفقه وإن التبععاع ‪ -‬إتبععاع الكتععاب والسععنة‪-‬‬ ‫هو سبيل أهل التدي ن م ن السلف واللف‪.‬‬ ‫أما قول الناظم بوجوب التقليد فاهو قول مدعى يعوزه الدليل‪ ،‬وينقصه البهان‪.‬‬ ‫أمـــا احتجـــاج ال ــبيجوري باليـــة الكريمـــة‪} :‬فاس ــألوا أه ــل ال ــذكر إن كنت ــم ل‬ ‫تعلمون{؛‬ ‫فــالجواب‪ :‬إن اليععة الكري ة الععت سععبقت قععد أمععر ال ع تعععال فياهععا معع ن ل يعلععم أن‬ ‫يسأل )أهل الذكر(‪ ،‬والذكر هو القعرآن والسعنة كدمعا ذكره الع فع قعوله ماطبعاً لنسعاء رسول‬ ‫الع صععلى الع عليععه وسلم‪} :‬واذكرن مععا يتلععى فع بيععوتك ن معع ن آيععات الع والكدمععة{‪ .‬وآيععاته‬ ‫القرآن‪ ،‬والكدمة السنة‪.‬‬ ‫وكدم ععا ق ععال تع ععال‪} :‬ه ععو الععذي بع ععث ف ع الميي ع رسع ولً مناه ععم يتل ععو علياه ععم آي ععاته‬ ‫ويزكياه ععم ويعلدماه ععم الكت ععاب والكدم ععة{ ف ععالمر ف ع ع الي ععة للجاه ععل أن يس ععأل أه ععل الق ععرآن‬ ‫والديث عناهدما ليلخبوه‪ ،‬فإذا أخبوه وجب عليه إتباع ما أخب به ‪.""14‬‬ ‫أمـ ــا قـ ــول النـ ــاظم بوج ـ وب تقليـ ــد الجنيـ ــد فـ ــي التصـ ــوف‪ ،‬وه ــو كمـ ــا شـ ــرحه‬ ‫البيجوري‪ ،‬فهو قول ساقط عجيب‪.‬‬ ‫فالصوفية معذهب دخيعل ليعس مع ن السعلم فع شعيء‪ ،‬وهو ديانعة مسعتقلة ليعس لعا‬ ‫وجه قربة مععع السععلم‪ ،‬ل فع أصععولا‪ ،‬ول فع فروعاهععا‪ ،‬فاهععي لععا عقائععد خاصععة بععا‪ ،‬وأركان‬ ‫عبادات كذلك‪ .‬وشرح هذا المر يطععول جععداً وعلععى ال خ القععارئ أن ينظععر كتععاب السععتاذ‬ ‫مدمود قاسم‪) :‬الكشف ع ن حقيقة الصوفية لول مرة ف التاريخ( فاهو كتعاب فريد قعد ملئعه‬ ‫ص ععاحبه بالنص ععوص الص ععوفية ال ععت ل ت ععتك لط ععالب ال ععق مناص عاً إل العع عتاف أن الص ععوفية‬ ‫مذهب شركي ليس م ن السلم ف شيء‪.‬‬ ‫"‪ "12‬إعلم الموقعين ‪ ،2/282‬وإيقاظ أولي البصار ‪103-58‬‬ ‫"‪ "13‬إعلم الموقعين ‪ ،2/288‬وإيقاظ أولي البصار ‪63‬‬ ‫"‪ "14‬إرشاد النقاد إلى تيسير الجتهاد ‪169‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(53‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫وم ن آرثار دعوة هذا الناظم أنه جعل على السلدمي جيعاً وجوب تقليد إمام معيع‬ ‫ل يععرج عنععه قيععد أنلععة‪ ،‬وكذلك عليععه إتبععاع طريقععة الصععوفية‪ ،‬وم ن هنععا صععار مؤليفعاً أن تععر ى‬ ‫الرج ل بعععد أن يععذكر اسععه ومعوطنه‪ ،‬يععذكر مععذهبه‪ ،‬فاهععو شععافعي مثلً أو حنيفععي‪ ،‬وه و بعععد‬ ‫ذلععك قععادري أو شععاذل أو رفاعي معع ن هععذه السععاء الععت مععا أنععزل الع بععا معع ن سععلطان‪ .‬فععال‬ ‫سبحانه وتعال قد سانا السلدمي‪ ،‬ورضي السلم لنا دينًا‪ ،‬فكيف ل نرضاه لنيفسنا؟!‬ ‫فدمعع ن هن ععا ص ععارت الم ععة شععيعاً وأحزاب عًا‪ ،‬وصععار لععذه الشععيع واليفععرق كت ععب علدميععة‬ ‫خاصة فياها‪ ،‬وهي مع ن الضعلل بكعان‪ .‬فعلعى قعول اللقعان بتقليعد النيعد أو أحعد أتبعاعه مع ن‬ ‫مشععايخ التصععوف‪ ،‬مععاذا يصععنع طععالب العلععم وهو يععر ى جلً وعبععارات شععركية تنسععب للجنيععد‬ ‫وليس لطالب العلم إل أن يسلم با لوجوب تقليده كدما أمر اللقان والبيجوري‪.‬‬ ‫وماذا يصنع طعالب العلعم بقعول النيععد‪) :‬ل يكععون الصعديق صععديقاً حعت يشعاهد لعه‬ ‫ف حقه سبعون صديقاً أنه زنديق( ‪.""15‬‬ ‫م ععاذا يص ععنع بث ععل ه ععذه الطام ععات ال ععت تنس ععب للجني ععد أيس ععلم ل ععا تقلي ععداً أم يتب ععع‬ ‫الكتاب والسنة ويقول سبحانك هذا بتان عظيم‪.‬‬ ‫إن القععول بتقليععد عععال أو رجل معع ن غيع حجععة كععائ ن معع ن كععان هععو امتاهععان لعقععول‬ ‫البشر وسلخرية بإنسانيتاهم فل ينبغعي للدمعرء أن يسعلم لحعد إل لع تعععال ورسول الع صعلى‬ ‫ال عليه وسلم‪.‬‬ ‫قال المام الشافعي‪) :‬وأما أن يقلده فلم يعل ال ذلك لحد بعد رسول ال صععلى‬ ‫ال عليه وسلم( ‪.""16‬‬

‫ضللت وطامات في شرح جوهرة التوحيد‬ ‫"‪ "15‬المناظر اللهية للجيلي ‪44‬‬ ‫"‪ "16‬إرشاد الفحول ‪265‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(54‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫معع ن الضععحكات البكيععات غرائععب كععثي معع ن القصععص الععت يري دها الععبيجوري ف ع‬ ‫شععرحه‪ ,‬وغرائععب هععذه القصععص يكدمعع ن ف ع أن فياهععا معع ن الشععطط والضععللت والععدعوة إل ع‬ ‫الاهليعة الشععيء الكعثي ‪ ,‬والعبيجوري يععورد هععذه القصععص ليعدلل بعا علععى عقيععدته وينصععر بعا‬ ‫دعوته‪ .‬سي ى قارئ هذه القصص أو أمثلعة مناهععا كععم أن العبيجوري يتقععر عقعل الععرء السعلم‬ ‫الواعي وكم يدث ف عقل التابع له م ن الضللت والعتقادات الباطلة الغريبة‪.‬‬ ‫‪ (1‬يق ععول ال ععبيجوري‪ :‬ع عع ن موسععى علي ععه الس ععلم حي ع س ععع كلم ال ع ‪ -‬م عع ن غي ع‬ ‫صععوت ‪) : -‬وقد أشععرق وجاهععه معع ن النععور‪ ,‬فدمععا رآه احععد إل عدمععي فتععبقع وبقععي الععبقع علععى‬ ‫وجاهه إل أن مات( ‪.""1‬‬ ‫ولعلك ستسأل أخي القارئ م ن أي ن للبيجوري هذا الب وم ن أي طريق استقاه؟‬ ‫وسيجيبك أتباع البيجوري م ن الشاعرة والصوفية‪ :‬قعد صععح هععذا عنععد أهععل القيقعة‬ ‫بطريق الكشف وما عليك إل التسليم ‪ ,‬ول تعتض فتنطرد‪.‬‬ ‫وكلنا نقول ال يسدمع رسول الع صعلى الع عليعه وسلم كلم ربه حيع اسعري بعه ؟‬ ‫فلدمععاذا لع يتععبقع رسول الع صععلى الع عليععه وسلم؟؟ كدمععا فعععل أخععوه موسى معع ن قبععل كدمععا‬ ‫زعدموا؟؟‬ ‫‪ (2‬يقول البيجوري‪ :‬وحكي أن ب ن الشجري كان يقرر ف درسه قوله تعععال‪}:‬كععل‬ ‫يععوم هععو فع شععأن{ فسععال سععائل وقال لععه‪ :‬مععا شععأن ربك الن؟؟ فععاطرق رأسععه وقام متحيعا‬ ‫فنعام‪ ,‬فعرأ ى النععب صععلى الع عليععه وسلم فسععأله ععع ن ذلععك ‪ ,‬فقععال لععه صععلى الع عليععه وسلم‪:‬‬ ‫السععائل لععك الضععر ‪ ,‬فععإذا أتععاك ف ع غععد وسعالك فقععل لععه‪ :‬شععؤون يبععدياها ول يبتععدياها يرف ع‬ ‫أقوامععا وييفععض آخري ن‪ .‬فلدمععا أصععبح ‪ ,‬أتععاه وسأله فأجععابه بععا ذكر فقععال لععه‪ :‬صععل علععى معع ن‬ ‫علدمك‪ .‬ومشى مسرعا‪.‬‬ ‫في هذه القصة يقرر عدة أمور منها‪:‬‬ ‫‪ (1‬أن الضر عليه السلم بي أظاهرنا ‪.‬‬ ‫‪ (2‬ان الضر عليه السلم يعلم الغيب حت ما يدث معنا ف منامتنا " صل على‬ ‫م ن علدمك"‪.‬‬ ‫‪ (3‬الرؤ ى والحلم طريق م ن طرق تلقي العلم‪.‬‬ ‫وللجواب على هذه المور نقول‪:‬‬ ‫"‪ "1‬الشرح ‪74‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(55‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫‪ (1‬إما أن الضر عليه السلم حي فقول الع تععال‪} :‬وما جعلنعا لبشعر مع ن قبلعك‬ ‫اللد أفإن مت فاهم الالدون{ رد عليه وناف له‪.‬‬ ‫‪ (2‬إما أن الضر عليه السلم يعلم الغيب فقعول الع تععال‪} :‬قعل ل يعلعم مع ن فع‬ ‫السدموات والرض الغيب إل ال{‪ ،‬وقوله تعال‪} :‬عال الغيب فل يظاهر على غيبه أحععدا{‬ ‫أحق بالتباع والقبول‪.‬‬ ‫‪ (3‬إما أن الرؤ ى والحلم طريق تلقي العلم فقول ال تعال‪} :‬اليوم أكدملت لكععم‬ ‫دينكم وأتدمت عليكععم نعدمعت ورضيت لكعم السعلم دينعا{ بيعان أوضح علعى أن العلععم هععو‬ ‫كتاب وسنة‪.‬‬

‫الخاتمة‬ ‫بع ععد ه ععذا الس ععتعراض اللختص ععر لعقي ععدة ال ععبيجوري لش ععرحه ل ععوهرة التوحي ععد ‪ ,‬ه ععذا‬ ‫الكت ععاب ال ععذي ص ععار عدمع ععدة للحلق ععات العلدمي ععة الشع ععرعية ‪ ,‬ومص ععدرا للت ععدريس ف ع ع بع ععض‬ ‫الامعات والعاهد السلمية‪.‬‬ ‫بعــد هــذا الســتعراض‪ :‬هــل الــبيجوري فــي شــرحه لجــوهرة التوحيــد يمثــل أهــل‬ ‫السنة والجماعة؟‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(56‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫لقععد رأينععا فيدمععا سععبق أن الععبيجوري وشعرحه ل يثععل أهععل السععنة ‪ ,‬فاهععو يثععل مععذهبا‬ ‫بععدعيا ؛ أل وهعو العقيععدة الشعععرية ‪ ,‬وقععد جعععت هععذه العقيععدة عقائععد وتصععورات لععذاهب‬ ‫تلكععم علياهععا أهععل السععنة معع ن السععلف الصععال وردوا علياهععا ردودا ميفصععلة ‪ ,‬فقععد رأينععا أشعععرية‬ ‫البيجوري قد جعت الرجاء ف اليان والب ف القدر وقول الدماهيعة فع السععاء والصععيفات‬ ‫وقول العتزلة فع خلعق القعران ؛ فاهعل بععد هعذا كلعه أشععرية العبيجوري تكعون هعي معتقعد أهعل‬ ‫السنة والدماعة؟؟‬ ‫إذا كععانت البية منيفععردة قععد حلععت لعواء بععه خرجت ععع ن أهععل السععنة وعدت فرقة‬ ‫بدعية ضالة ‪ ,‬وإذا كانت العتزلة منيفردة قعد حلعت لعواء القعول بلعق القعران وبه ععدت فرقة‬ ‫بدعية ضالة ‪ ,‬وإذا كانت الرجئة منيفردة حلت لواء الرجاء وبه خرجت ععع ن أهععل السععنة ‪,‬‬ ‫اذا كانت كل فرقة م ن هذه اليفععرق مععع قولا ببدععة منيفععردة قعد خرجت معع ن أن تكععون مثلعة‬ ‫لهل السنة والدماعة ؛ فكيف ب ن حل هذه العقائد جيعا‪ ,‬هععل يكعون فع عقيعدته مع ن أهعل‬ ‫السنة والدماعة؟؟‬ ‫الواب‪ :‬قطعا وبكل يقي هو النيفي‪.‬‬ ‫وقد انب ى عدد م ن أئدمة الد ى للرد علعى مثعل معا يعدعو إليععه العبيجوري فع عقيععدته‬ ‫‪ ,‬فالئدمة على مدار القعرون‪ :‬الول والثعان والثعالث والرابععع قعد نشعطة أقلماهعم فع العرد علععى‬ ‫أهل البدع م ن خلف البيجوري وأمثاله‪:‬‬ ‫فق ععد أل ععف عب ععدال ب عع ن مب ععارك )‪181‬هع عع( وأب ععو س عععيد يىيع ع ب عع ن س عععيد القط ععان )‬ ‫‪198‬ه عع( وبع ن أب ع شععيبة )‪225‬ه عع( ونعيععم بعع ن حععاد الععروزي )‪228‬ه عع( وعبععدال بعع ن مدمععد‬ ‫العيفي شيخ البلخاري )‪229‬هع( وإسحاق ب ن راهويه )‪238‬هع( واحد ب ن حنبععل )‪241‬ه عع(‬ ‫ومدمعد بع ن إسعاعيل البلخعاري )‪256‬هعع( فاهعؤلء وأمثعالم كتبعوا الصعنيفات وأليفعوا العردود علعى‬ ‫أمثال البيجوري ف عقيدته وكلاهم قعد أكعدوا اعتدمعاد الكتعاب والسعنة مصعدرا وحيعدا للعقيعدة‬ ‫وطعنوا ف كل عقيدة تصادم النصوص الشرعية‪.‬‬ ‫فعلععى السععلم التبععع أن يععوجه وجاهتععه نععو الصععادر اليقينيععة الصععحيحة ليسععتقي مناهععا‬ ‫عقيععدته‪ :‬الكتععب الععت تعتدمععد ف ع أدلتاهععا علععى كتععاب ال ع وسعنة النععب صععلى ال ع عليععه وسلم‬ ‫فنسال ال عز وجل حس ن التباع ووقانا م ن شر البتداع‪.‬‬ ‫فكل خي ف إتباع م ن سلف‬

‫وكل شر ف ابتداع م ن خلف‬

‫وصلى ال على نبينا وأسوتنا مدمد‬ ‫وعلى اله وصحبه وم ن تبعاهم وحذا حذوهم إل يوم الدي ن‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(57‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫تم تنـزيل هذه المادة من‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬

‫‪w.dehwat.www//:ptth‬‬ ‫‪qamla.www//:ptth‬‬ ‫‪ofni.hannusla.www//:ptth‬‬

‫المراجع‬ ‫القر ى‪.‬‬

‫‪ - 1‬البانة ع ن أصول الديانة لب الس ن الشعري ‪ -‬دال الكتاب العرب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ابعع ن حععزم وموقيفه معع ن الليععات للععدكتور أحععد بعع ن ناصععر الدمععد ‪ -‬جامعععة أم‬

‫‪ - 3‬اجتدمععاع اليععوش السععلمية علععى غععزو العطلععة والاهدميععة لبعع ن قيععم الوزية ‪-‬‬ ‫دار الكتب العلدمية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الحكععام ف ع أصععول الحكععام لبعع ن حععزم الندلسععي ‪ -‬منشععورات دار الفععاق‬ ‫الديدة‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الدب اليفرد ‪ -‬المام البلخاري ‪ -‬باعتناء مدمد هشام البهان‪.‬‬ ‫‪ - 6‬إرشاد اليفحععول إل ع تقيععق الععق ف ع علععم الصععول ‪ -‬المععام الشععوكان ‪ -‬دار‬ ‫اليفكر‪.‬‬ ‫‪ - 7‬الستدلل بالظن ف العقيدة ‪ -‬فتحي مدمد سليم‪.‬‬ ‫‪ - 8‬أصل العتقاد دراسة حديثية ‪ -‬لعدمر الشقر ‪ -‬الدار السليفية الطبعة الول‪.‬‬ ‫‪ - 9‬أصول الديانة للبغدادي ‪ -‬استنبول‪.‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(58‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫‪ - 10‬أض ع عواء البي ععان ف ع ع إيض ععاح الق ععرآن ب ععالقرآن ‪ -‬لدم ععد المي ع ع الش ععنقيطي ‪-‬‬ ‫الرئاسة العامة للبحوث العلدمية‪.‬‬ ‫‪ - 11‬العتصام للمام الشاطب ‪ -‬دار اليفكر‪.‬‬ ‫‪ - 12‬علقععة الرثبععات والتيفععويض بصععيفات رب العععالي ‪ -‬رض ا نعسععان معطععي ‪-‬‬ ‫الطبعة الامسة‪.‬‬ ‫‪ - 13‬العلم لي الدي ن الزركلي ‪ -‬دار العلم للدمليي‪.‬‬ ‫‪ - 14‬إعلم الوقعي ع ن رب العالي ‪ -‬اب ن القيم ‪ -‬دار اليل‪.‬‬ ‫‪ - 15‬اقتضاء الصراط الستقيم للخاليفة أصحاب الحيععم ‪ -‬ابعع ن تيدميعة ‪ -‬بتحقيعق‬ ‫ناصر العقل‪.‬‬ ‫‪ - 16‬النصععاف ف ع أسععباب الختلف لععول ال ع الععدهلوي ‪ -‬مراجعععة عبععداليفتاح‬ ‫أبو غدة ‪ -‬دار النيفائس‪.‬‬ ‫‪ - 17‬إيق ع ععاظ ه ع ععم أول ع ع البص ع ععار لليفلنع ع ع ‪ -‬دار نش ع ععر الكت ع ععب الس ع ععلمية ‪-‬‬ ‫باكستان‪.‬‬ ‫‪ - 18‬اليان لب ن تيدمية ‪ -‬تللخيص حسي يوسف الغزال ‪ -‬دار إحياء العلوم‪.‬‬ ‫‪ - 19‬بدعة التعصب الذهب لدمد عيد عباسي ‪ -‬الكتبة السلمية‪.‬‬ ‫‪ - 20‬تاريخ بغداد لللخطيب أحد ب ن علي ‪ -‬الكتبة السليفية‪.‬‬ ‫‪ - 21‬تععبيي كععذب اليفععتي فيدمععا نسععب إل ع المععام أب ع السعع ن الشعععري ‪ -‬ابعع ن‬ ‫عساكر ‪ -‬طبعة دمشق‪.‬‬ ‫‪ - 22‬التعع ععرف علع ععى مع ععذهب أهع ععل التصع ععوف للكلبع ععاذي ‪ -‬لنع ععة نشع ععر ال ع عتاث‬ ‫الصوف‪.‬‬ ‫‪ - 23‬تيفسي اب ن كثي ‪ -‬دار اليفكر‪.‬‬ ‫‪ - 24‬التوحيد وإرثبات صعيفات العرب ععز وجل لبع ن خزية ‪ -‬تعليعق هعراس ‪ -‬دار‬ ‫الكتب العليدمة‪.‬‬ ‫‪ - 25‬الامع لحكام القرآن للقرطب ‪ -‬دار اليفكر‪.‬‬ ‫‪ - 26‬جواب أهل العلم واليان لب ن تيدمية‪.‬‬ ‫‪ - 27‬الواب الصحيح ل ن بدل دي ن السيح لب ن تيدمية ‪ -‬مطابع الد التجارية‪.‬‬ ‫‪ - 28‬حلية الولياء لب نعيم الصيفاهان‪.‬‬ ‫‪ - 29‬الرد على الخنائي لب ن تيدمية‪ -‬تقيق عبدالرح ن العلدمي‪.‬‬ ‫‪ - 30‬الرد على الاهدمية للمام الدارمي ‪ -‬تعليق‪ :‬بدر البدر ‪ -‬الدار السليفية‪.‬‬ ‫‪ - 31‬الرسالة للمام الشافعي ‪ -‬تقيق أحد شاكر‪.‬‬ ‫‪ - 32‬الروض الباسم ف الذب ع ن سنة أب القاسم للوزير اليدمان ‪ -‬دار العرفة‪.‬‬ ‫‪ - 33‬سن ن اب ن ماجة ‪ -‬ترقيم مدمد فؤاد عبدالباقي‪.‬‬ ‫‪ - 34‬سن ن التمذي ‪ -‬تقيق عبدالرح ن مدمد عثدمان ‪ -‬دار اليفكر‪.‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(59‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫‪ - 35‬سن ن الدارمي ‪ -‬دار اليفكر‪.‬‬ ‫‪ - 36‬سن ن النسائي بشرح السيوطي وحاشيته السندي ‪ -‬دار اليفكر‪.‬‬ ‫‪ - 37‬سي أعلم النبلء للذهب ‪ -‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬ ‫‪ - 38‬شرح العقيدة الطحاوية لب ن أب العز ‪ -‬الكتب السلمي‪.‬‬ ‫‪ - 39‬ش ععيفاء العلي ععل ف ع مس ععائل الق ععدر والكدم ععة والتعلي ععل لب عع ن القي ععم الوزيع ة ‪-‬‬ ‫مكتبة دار التاث‪.‬‬ ‫‪ - 40‬صحيح اب ن خزية ‪ -‬تقيق العظدمي‪.‬‬ ‫‪ - 41‬صحيح البلخاري ‪ -‬دار إحياء التاث العرب‪.‬‬ ‫‪ - 42‬صحيح مسلم ‪ -‬ترقيم مدمد فؤاد عبدالباقي‪.‬‬ ‫‪ - 43‬طبقات الشافعية الكب ى ‪ -‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪ - 44‬العقيدة ف ال لعدمر الشقر ‪ -‬مكتبة اليفلح ‪ -‬الطبعة الامسة‪.‬‬ ‫‪ - 45‬فتح الباري شرح صحيح البلخاري لب ن حجر العسقلن ‪ -‬دار اليفكر‪.‬‬ ‫‪ - 46‬فتح اليد شرح كتاب التوحيد ‪ -‬عبدالرح ن ب ن حس ن آل الشيخ‪.‬‬ ‫‪ - 47‬ف مال العقيدة عرض ونقد ‪ -‬غازي التوبة ‪ -‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬ ‫‪ - 48‬القائ ععد إلع ع تص ععحيح العقائ ععد ‪ -‬عب ععدالرح ن ب عع ن يىي ع ع العلدم ععي ‪ -‬الكت ععب‬ ‫السلمي‪.‬‬ ‫‪ - 49‬قواعد التحديث فع فنععون مصعطلح الععديث ‪ -‬جععال العدي ن القاسعي ‪ -‬دار‬ ‫الكتب العلدمية‪.‬‬ ‫‪ - 50‬القواعد الثلى ف صيفات ال وأسائه السن‪.‬‬ ‫‪ - 51‬لعة العتقاد الادي إل سبيل الرشاد لب ن قدامة القدسي ‪ -‬دار مصر‪.‬‬ ‫‪ - 52‬مدموع الزوائد ومنبع اليفوائد للاهيثدمي ‪ -‬مؤسسة العارف‪.‬‬ ‫‪ - 53‬مدموع فتاو ى شيخ السلم ‪ -‬جع عبدالرح ن ب ن قاسم وابنه مدمد‪.‬‬ ‫‪ - 54‬متصر العلو للعلي الغيفار للذهب ‪ -‬اللبان ‪ -‬الكتب السلمي‪.‬‬ ‫‪ - 55‬الستدرك على الصحيحي للحاكم النيسابوري ‪ -‬دار اليفكر‪.‬‬ ‫‪ - 56‬مسند أبو داود الطيالسي ‪ -‬دار العرفة‪.‬‬ ‫‪ - 57‬مسند أحد ب ن حنبل ‪ -‬الكتب السلمي‪.‬‬ ‫‪ - 58‬معععارج القبععول بشععرح سععلم الوصعول إل ع علععم الصععول ‪ -‬حععافظ بعع ن أحععد‬ ‫الكدمي ‪ -‬الطبعة السليفية‪.‬‬ ‫‪ - 59‬معال ف الطريق لسيد قطب ‪ -‬دار الشروق ‪ -‬الطبعة العشرة‪.‬‬ ‫‪ - 60‬ميفتاح النة ف الحتجاج بالسنة للسيوطي ‪ -‬الامعة السلمية‪.‬‬ ‫‪ - 61‬مقالت السلميي للشعري ‪ -‬نشر ميي الدي ن عبدالدميد‪.‬‬ ‫‪ - 62‬اللل والنحل للشاهرستان ‪ -‬تقيق مدمد سيد الكيلن ‪ -‬دار العرفة‪.‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(60‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫‪ - 63‬مناقب المام أحد ب ن حنبل لب ن الوزي ‪ -‬دار الفاق‪.‬‬ ‫‪ - 64‬النتظم ف تاريخ اللوك والمم لب ن الوزي ‪ -‬حيدر أباد‪.‬‬ ‫‪ - 65‬مناهاج السنة النبوية لب ن تيدمية ‪ -‬دار الكتب العلدمية‪.‬‬ ‫‪ - 66‬مناه ع ع ععاج ودراس ع ع ععات لي ع ع ععات الس ع ع ععاء والص ع ع ععيفات للش ع ع ععنقيطي ‪ -‬الامع ع ع ععة‬ ‫السلمية‪.‬‬ ‫‪ - 67‬موافقة صحيح النقول لصريح العقول لب ن تيدمية ‪ -‬مطبعة السنة الدمدية‪.‬‬ ‫‪ - 68‬النووي على مسلم ‪ -‬النووي ‪ -‬دار اليفكر‪.‬‬ ‫ومراجع أخر ى تراها ف طيات الكتاب‪.‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(61‬‬


‫الرد الرثري اليفيد على البيجوري‬ ‫التوحيد‬

‫فهرس‬ ‫‪ (1‬القدمة‪ ...................................................‬ص ‪1‬‬ ‫‪ (2‬الشعرية وكلم ال تعال‪ ..................................‬ص ‪3‬‬ ‫‪ (3‬البيجوري وحديث الحاد‪ .................................‬ص ‪13‬‬ ‫‪ (4‬البيجوري وميفاهوم اليان‪ ..................................‬ص ‪23‬‬ ‫‪ (5‬الشاعرة وصيفات ال‪ .....................................‬ص ‪29‬‬ ‫‪ (6‬البيجوري وأول واجب على الكلف‪ .......................‬ص ‪44‬‬ ‫‪ (7‬البيجوري قبوريًا‪ ..........................................‬ص ‪46‬‬ ‫ف م ن وحدة الوجود‪ ...........‬ص ‪52‬‬ ‫‪ (8‬الكشف عند البيجوري وطر ٌ‬ ‫‪ (9‬البيجوري والتقليد‪ ........................................‬ص ‪58‬‬ ‫‪ (10‬ضللت وطامات ف شرح جوهرة التوحيد‪ ...............‬ص ‪62‬‬ ‫‪ (11‬الاتة‪ ..................................................‬ص ‪64‬‬ ‫‪ (12‬الراجع‪ .................................................‬ص ‪66‬‬ ‫‪ (13‬اليفاهرس‪ ................................................‬ص ‪69‬‬

‫تم تنـزيل هذه المادة من‬ ‫منبر التوحيد والجهاد‬

‫‪w.dehwat.www//:ptth‬‬ ‫‪qamla.www//:ptth‬‬ ‫‪ofni.hannusla.www//:ptth‬‬

‫منب التوحيد والاهاد‬

‫)‪(62‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.