جؤنة المطيبين 1
مـلـحـظة بة بض طلبب كنت قد أرسلت الكتاب إلى بعب العلببم للطل ع عليببه ومراجعتببه حببتى بادة بعيف عب برء الضب أراجع ما يفوت المب ،ولم أرد نشره إل بعد سما ع أقببوالهم وملحظاتهم ونصائحهم ،ولكن قدر ا أن باب باحب الكتب بدي صب بي أيب به فب بع بعضب يقب المردود عليه وعلق على كتابي ما شاء له قلمه ،فلم يكن بعد ذلك من فائببدة في تغيير ما ورد في الكتاب لمور بينة بذه برت هب بإذا انتشب بر ،فب بك المب في ذلب الطبعة التي علق عليها صبباحب الكتبباب بدها أن برء بعب بان للمب المردود عليه كب يغير ويبدل ما يراه مناسبا ،خاصببة أن ما وردني من ملحظات على الكتاب إنما بر ، بيء آخب هي على أسلوبه فقط ل على شب والنبباس فببي هببذا الببباب علببى آراء مختلفة ،فها هو الكتاب كما أرسببلته إلى أخي أبي محمد ليطلع عليه قبل أن به با كتبب با مب باب ،وأمب يرد صاحب الكتب الراد على كتابي هذا فسببيأتيه نصببيبه بة بو معرفب بوب الن هب عليه ،لكن المطلب بي به فب برد عليب بي الب به فب الناس ما كتبتب كتببابه ) كشببف شبببهات المقبباتلين( والحمد ل رب العالمين
جؤنة المطيبين 2
إهداء إلىازع عبدازع اازع عزام المامازع الشيخازع الذيازع ظلمازع ـحيا ًازع وميتا ً ..رجلازع مرـحلة ..وإمامازع قضية
مقدمـة بقلم الشيخ أبي محمد المقدسي
جؤنة المطيبين 3
الحمد ل والصل ة والسل م على رسممول ام وعلممى آلممه وصممحبه ومممن وال ه …وبعد فإن الموضوع الذي طرقه أخونا وحبيبنا الشيخ أبو قتاد ة حفظه امم تعممالى ، في هذا الكتاب موضوع غايممة فممي الهميممة ،ل يقممدر مبلممغ أهميتممه إل مممن عرف واقع المسلمين وواقع الشممباب المسمملم المتحمممس لنصممر ة دينممه ،حممق .المعرفة وإن أجمممل ممما وقفممت عليممه فممي رسممالة أخينمما أبممي قتمماد ة هممذ ه ،قمموله فممي أواخرها " :التكفير ل يصار أليممه بعممد ثبمموت عقممد السممل م إل بعممد تحقيممق ونظممر شممديد ،وخاصممة فممي تكفيممر الطوائممف الممتي تعمممل للسممل م وتسممعى لتحقيقه في الرض ،فإطل ق التكفير في حق هؤل ء دون النظر إلممى قواعممد أهل العلم ليس هو بسبيل المؤمنين " أهم وإنما وقعت عبارته هذ ه في نفسممي موقعمما دفعنممي للتقممديم لهمما بهممذ ه الكلمممات رغم تباين معلو م بين الشيخ وبيني في الجتهمماد فممي بعممض مسممائل محممدود ة … معدود ة يعرفها كل من يعرفنا ورغم ما في كتابه هذا من شد ة على صاحب كتاب ) كشف شبهات المقاتلين ( خصوصا وصفه بأنه ) غال جاهممل فممي ديممن ام ل يمدري مما يخمرج ممن رأسه ( ولكنه آب في آخر الكتاب فأحسن وأجاد ورجع إلممى ممما قطعممه علممى نفسه في أول الكتاب حين قال ):وقد حاولت جهدي أن أكون ناصحا مممذكرا ل مقرعا ومخطئا ( حيث قال ص " :89فهؤل ء إخواننا وأحبتنا ونصيحتهم أولى من غيرهم وموالتهم بما معهممم مممن ديممن ام تعممالى وبممما عنممدهم مممن الحرص على دينهم واجب في ديممن ام ل ينكممر ه إل جاحممد جاهممل ،وأنمما ل أتهمهم بخارجية ،لن التها م بالخارجية تعني أنهم قالوا بأصول الخوارج ، وهؤل ء ليس عندهم شي ء من هذا ،هذا مع أنهم وقعوا في بعض ما وقع فيه الخمموارج مممن الغلممو ،لكنهممم ممما زالممت أصممولهم هممي أصممول أهممل السممنة .والجماعة (..أهم أقول :إنما وقعت مقالته الولى المتعلقممة بممالتريث والتممدقيق عنممد الكل م فممي تكفير الطوائف التي تعمل للسل م ،في نفسمي ذلمك الموقمع ..لنهما جما ءت منسجمة مع وصية رسول ا صلى ا م عليممه وسمملم فممي أنصممار ه ،والممتي طالما دندنا حولها وذكرنا فيها في نصحنا لحبتنا وإخواننا فممي كممل مكممان .. أعني ما روا ه البخاري وغير ه مما أخبر به النبي صلى ا عليممه وسمملم مممن أن النمماس سمميكثرون والنصممار يقلممون ..قممال ) :فمماقبلوا مممن محسممنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ( ففي هذ ه الوصية النبوية الشريفة :الوصا ة بأنصممار
جؤنة المطيبين 4
الدين إلى يو م القيامة ،فل شك بأنه ما من عامل ساع في نصر ة هممذا الممدين … في أي زمان ومكان إل وله نصيب من هذ ه الوصية إلى يو م الدين لذلك وجب عند الكل م في هذ ه الطوائف أو النصح لها أو نقممدها :تممذكر هممذ ه الوصممية وإعمالهمما ورعايتهمما حممق رعايتهمما ..فممما داممموا طوائممف وأفممرادا وجماعممات ،معروفيممن عنممدنا أنهممم فممي الشممق المممواجه لمممن يشمماقق امم ورسوله ..مصنفين لدينا في الصمف والحمد المقابمل لممن حماد ام ورسموله صلى ا عليه وسلم ..معممدودين فممي العممدو ة المناوئممة لمممن عممادى ديممن ام وشرعه ..فيجب عند الكل م فيهم اعتبار تلممك الوصممية النبويممة ..فنقبممل مممن محسنهم ول نبخسه إحسانه أو نطمسه ،ونتجاوز عن مسيئهم فل نشمت بممه العدا ء أ ونقر عيون الطواغيت بشن الغارات عليه ،ما دامت تلك السا ء ة لم تخرجه من دائر ة السل م ..وسبب ذلك كما بين المصممطفى صمملوات ا م وسلمه عليه أن الناس سيكثرون ،وأنصار الدين يقلممون ..فّقلتهممم ونممدرتهم وغربتهم في هذا الزمان ،وتكالب العمدا ء عليهمم وتممآمر الطممواغيت علممى دعواتهم وجهادهم ،ورمي الدنيا كلها لجماعتهم وعلمممائهم بقمموس العممداو ة : كل ذلك مدعا ة إلى التجاوز عن مسيئهم ،لن إسا ءته ما دامت دون الشممرك الكبر الذي يغفر ه ا تعالى فهي دون شك مغمور ة محروقة بأنوار نصممرته لدين ا ..وذلك كله دافع إلى الحساسية البالغة عند الكل م أو الحكممم عليهممم وعلى دعواتهم وجهادهم ..فل يصار إلى تكفيرهممم والحممال كممذلك كممما قممال أخونا وحبيبنمما – إل بعممد تحقيممق وتممدقيق ونظممر شمديد – وهكممذا فل بمد وأن القارئ قد عرف بوضوح مرادنا ومراد الشيخ أبي قتاد ة في كتابه هممذا وهممو النكار على من بادر إلى تكفير الطوائممف والجماعممات الممتي تعمممل للسممل م لجل ما عندها من التقصير والنحرافات والبدع والخطمما ء الممتي ل تصممل إلى حد الكفر الكبر البواح ،أو الشرك الصراح الذي ل يغفر ه ا تعممالى .. وأنه يجب التفريق بيمن وجموب المتريث والتممدقيق والتحقيمق فممي همذا المممر الخطير ..وبين وجوب التحذير من البدع والمعاصي التي هي بريممد الكفممر وجواز المبالغة في الوعيد على الخطا ء التي قد تكون ذريعة توصل إليممه . فكل ذلك مرد ه إلى الحرص على المسمملمين وجهممادهم وطاقمماتهم أن تصممير ..هبا ء منثورا فيجب التفريق بين هذا الباب الذي يجوز فيه استعمال نصوص الوعيد حممتى تلك الوارد ة في حق الكفار ولو كممان المخمماطبون بهمما مسمملمين ،وفيممما هممو دون الكفر الكبر المستبين ..وذلك للردع والزجممر والممترهيب حرصمما علممى
جؤنة المطيبين 5
المسلمين ونصحا لجهادهم ..وبين أحكا م التكفير ..فباب الوعظ والممترهيب .غير باب إنزال حكم التكفير الذي يجب فيه التدقيق والتأصيل والحتياط والتفريق بين ما كان من الكفر البواح ،وبين ما كان ذريعة أو بريدا إليه ، فضل عما هو دون ذلك ..من أوجب الواجبات … فل يحل خلط هذا بهذا ، أو إلحمما ق همذا بمذاك ..فممذلك تطفيمف منمماف لميمزان العممدل الممذي قمامت بمه السموات … وها هنا مزلة القممدا م وإباحممة الممدما ء المعصممومة والممموال .. وقد حذر علماؤنا المحققممون مممن ذلممك أشممد التحممذير ،وتورعمموا فيممه أعظممم الورع ..ومن أدا م الجرأ ة علممى ممما تممورع فيممه أسمملفنا ،فإنممما علممى نفسممه جنايته ،وبدينه يغامر ويقامر ..وكممل مممن يعرفنمما ويعممرف كتاباتنمما يعلممم أن إنكارنمما لتكفيممر تلممك الطوائممف أو الجماعممات ل يعنممي بحممال الممدفاع عممن انحرافاتها ،أو الممترقيع لخطائهمما ،أو حممتى التشممجيع وحممث الشممباب علممى النضوا ء تحممت راياتهمما ..فممذاك شممي ء وهممذا شممي ء آخممر ،خصوصمما مممع تشعب الواجبات وتعدد الولويات علممى المسمملمين فممي هممذا الزمممان ..إذ ممما نتمنا ه ويؤرقنا ،وندعو ونتطلع إليه ونربي الشباب عليممه ونعممدهم مممن أجلممه هو جهاد رباني المنهج والقياد ة ،واضح الراية ،بّين السممبيل ..ول نسمممح لنفسنا أن نحث الشباب أو نشجعهم أو ندعوهم إلى غيممر ذلممك ..لكممن وإلممى أن يفتح ا علينا ويهيئ لنا الفرصة لمثممل ذلممك الجهمماد ،فل يجمموز أن نقممف حجممر عممثر ة بفتمماوى أو أحكمما م قصممير ة النظممر ،كليلممة عممن إدراك مقاصممد الشريعة ومعرفة واقع المسمملمين :فنصممد عممن كممل قتممال أو جهمماد يقممو م فممي الرض يدفع فيه الصائل عن المسلمين المستضعفين أو مقدساتهم ،بممدعوى ممما يتخللممه مممن أخطمما ء أو انحرافممات ..فللممه حكمممة بالغممة فممي خلقممه الخلممق ومداركهم وتطلعاتهم على درجات ..فإن كنت يا عبد ا ترو م جهادا ربانيمما خاليا مممن تلممك الشمموائب والشممبهات ،وتشمّح بنفسممك أن تبممذلها إل بمثممل هممذا الجهاد ،فلك هذا ،ول يحل لحد إنكار ه عليك ،فما هي إل نفممس واحممد ة ، وليس ثم غيرها لتجرب بذلها هاهنا ،ثم هاهنا ..ثم ها هناك ..لكممن حممذار أن تصّدن غيرك عن جهاد يجيز ه بل يوجبه الشرع أحيانا :لمجرد ممما فيممه مممن ..هنات أو أخطا ء أو تشوهات بل سأذهب بحديثي أبعد من ذلك فأقول :حذار أن تصمّدن عمن قتمال لعمدا ء ا ،ولو كان المقاتلون مممن ل خل ق لهمم وليسموا علمى سمبيل الممؤمنين.. فلقد هالني ما قرأته من كل م بعض المتسرعين ممن ينقصهم الوعي بممالواقع ولم يوفقوا للنظممر فممي مقاصممد الشممريعة وممما جمما ءت لتحقيقممه مممن مصممالح وغايات ،كيف يهاجمون عمو م الناس المواجهين لليهود في هذ ه اليا م على
جؤنة المطيبين 6
إثر تدنيسهم المسجد القصممى ويثبطممون أو يصممدون عمموا م النمماس عممن تلكممم المواجهات ،بدعوى أن أولئك المواجهين ل يمتممون إلممى الممدين بصمملة ،بممل كثير منهم كفار ولم يسجدوا ل يوما سجد ة ،ومنهممم مممن يبممارز ام بالمسممبة !!.. فممأي فقممه أعمموج هممذا الممذي يممدعو إلممى تهمموين جرائممم اليهممود بمثممل هممذ ه الدعاوى ..شا ء أصحابه أ م أبوا ؟؟ وإلى متى يبقى هؤل ء الممدعا ة يغطممون في هذ ه السلبية واللمبمال ة .فمي الموقت المذي حماز فيمه قصمب السمبق فمي اسممتغلل مثممل هممذ ه المواجهممات ،بممل وتقممد م الصممفوف فممي الميممدان ؛ كممل نطيحممة ومترديممة مممن العلمممانيين و البمماطنيين أو غيرهممم مممن المنحرفيممن .؟ أوليس الوعي بسبيل المجرمين والنضوج في معرفة واقع المسلمين يقتضممي إن لم نشممارك ؛ أن ل نقممف فممي وجممه مثممل هممذ ه المواجهممات ،وأن ل نقممف حجر عثر ة في مثل هذ ه الميادين ؟؟ أو ليس هذ ه المواجهات كيفما كان حممال أهلها ،ما دامت تفهم في العممالم كلممه علممى أنهمما غضممبة للقصممى المبممارك ، وتحسب على أنها انتفاضة للمقدسات :تنبئ العالم كله ،وعلى رأسهم أعدا ء ا اليهود أن ثمن انتهاك مقدسات المسلمين باهظ جدا ،وتثمر ولو بعد حين استبانة لسبيل المجرمين أو وعيمما بكيممد العممدا ء لهممذا الممدين وتكممالبهم علممى حرب أهله ،الشي ء الذي قد يتمخض عن رجعة إلى الدين ..؟؟ أيممن المموعي بواقع المسلمين ،و معرفة تشعب الواجبات فممي هممذا الزمممان عليهممم ،الممذي يقتضي حكمة وروية بالغة ونظر ة ناضجة في التعامل مع الحداث ؟ وأين الفقه الواسع لقوله تعالى " :ولممول دفممع ام النمماس بعضممهم ببعممض لهممدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم ا كثيرا ولينصرن ا م مممن ".ينصر ه إن ا لقوي عزيز ثم ما الدافع الذي يدفع مثل هؤل ء الشباب الغرار إلى التخذيل والصممد عممن مثل هذ ه المواجهات والمدافعات ؟ أهو حقا النصح لهلها ؟؟ فإن هممذا متممأت دون التخذيل عنها ،والتهوين من شأنها وشأن الدما ء النازفة فيهمما مممع أنهمما ل تخلوا من مسلمين ..ودون ظهور الدعا ة بمظهممر السمملبيين فممي مثممل هممذ ه الميادين ،اللمبالين بكيممد اليهممود وانتهاكمماتهم لمقدسمماتهم واعتممدا ءاتهم علممى المسلمين ..وإذا كممان فممي أولئممك المممواجهين كفممار أو مرتممدون ،فممما الممذي يضممير المسمملمين أن يغضممب لمقدسمماتهم كفممار أو يقتممل دونهمما مرتممدون محسوبون على السل م ،وأي مفسد ة فمي همذا ؟؟ وأي مصملحة فمي صمدهم وتثبيطهم عن مثل هذا القتال إل إقرار عيون اليهود وأذنممابهم مممن طممواغيت
جؤنة المطيبين 7
الحكا م وأعدا ء هذا الدين ..ألم يخممبر النممبي صمملى ام عليممه وسمملم بممأن ام يؤيد هذا الدين بأقوا م ل خل ق لهم ..؟ وإذا كانت مثل هذ ه المواجهات ل تخلوا من مسمملمين صممادقين يممدفعهم حممب الجهمماد أو العاطفممة السمملمية والحممماس والغيممر ة علممى المحرمممات أو غيممر ذلممك ؛ فكيممف يجمموز التعميممم فممي الحكمما م والطعممن فممي النوايمما والجممز م ..بالخواتيم ..خصوصا ول راية توحد مثل هذ ه العمال أو المواجهات وأخيرا ،فإن إطل ق القول في مثل هذا المقا م بممأن ) سممبيل ام هممو التوحيممد الخالص ،وفيه يقاتل المؤمنون ،وكممل سممبيل غيممر ه فهممو سممبيل الطمماغوت ، وفيه يقاتل أوليا ء الشيطان ( ، ( 1إن كان كما يفهمه ويطلقه كثير من الشباب المتسرع في هذا الزمان ،حيث يعنون ) بالتوحيد الخالص ( كمممال التوحيممد واليمممان الممواجب بممل والمسممتحب ..ففممي هممذا الفهممم تجممن علممى كممثير مممن المسلمين الذين حازوا أصل التوحيد واجتبوا الشرك الكبر والتنديممد ،حيممث يجعلونهم جميعا أوليا ء للشيطان ،ويجعلون قتالهم جميعمما أفممرادا وجماعممات في سبيل الطاغوت ،لمجرد ما عندهم من معمماص أو انحرافممات أو بممدع أو أخطا ء أو مداهنات ل تخدش أصل التوحيد ول تخرجهم مممن دائممر ة السممل م .. فمثل هذ ه الطلقات الفضفاضة الغير منضبطة يجب أن تتجنب عنمد الكل م في مباحث الكفر واليمان ،فقممد قلممت لبعممض مممن زعممم أن مصممنف كتمماب ) كشف شبهات المقاتلين تحت رايممة مممن أخممل بأصممل الممدين (؛ لممم يصممرح بكفر الطالبان متهما أخانا أبي قتمماد ة بممالفترا ء عليممه وتقممويله ممما لممم يقممل : نعم قد لحظت عد م تصريحه بذلك على مدى الكتاب ،ولكنه حشد ممما حشممد من الدلئل كي يدلل على إخلل الطالبان بأصل الدين كما هو عنوان كتابه ؛ وهو الشي ء الذي أناط به بطلن القتال تحت رايتهم ،وجعلهم مممن أوليمما ء الشيطان وجعل سبيلهم وسبيل أمثالهم -كما في إطلقه في عبارته السممابقة هممو عيممن سممبيل الطمماغوت … فممأي شممي ء يعنممي الخلل بأصممل الممدينواليمممان عنممد الكل م فممي أبممواب اليمممان والممدين ؛ إل الكفممر ومناقضممة السل م ؟؟ ثم هل من النصاف والعدل الذي قامت بممه السممماوات أن تحشممر الطالبممان وأمثالها ،وتحشر رايتها مع راية صدا م حسين أو راية علي عبد ام صممالح (
)كشف شبهات المقاتلين تحت راية من أخل بأصل الدين ( ..ص ( 1)15
(
جؤنة المطيبين 8
أو راية النظا م المصري أو راية النظا م السعودي أو راية ياسممر عرفممات أو )نحوها من الرايات الكافر ة المرتد ة كما فعل صاحب الكتاب ..ص )80 ثم ينكر بعد ذلك على من نسبه إلى تكفير الطالبان ،وهو يرا ه يساوي بينهمما وبين المرتدين المحاربين لدين ا جهارا نهمارا ،ويلحممق رايتهما والمقماتلين تحتها براياتهم ..فليكن كلمنا عند الخوض في أحكا م التكفير ،خصوصا مع المنتسممبين للسممل م مؤصممل دقيقمما منضممبطا ،أو فلنتحمممل تبعمماته ولنعممذر ..المخالفين و بممدهي أن كلمنمما هممذا ليممس ترقيعمما للطممواغيت أو أذنممابهم ،ول تسممويغا للدخول تحت الرايات التي يصطنعونها ،فما في هؤل ء كلمنمما ،ول يقولنمما مثل ذلك إل مفتر كذاب ..وكذا أخونا أبو قتاد ة فما قصد في كتممابه شمميئا مممن هذا وقد نبه عليه ..وحاشا ه من أن يقصد مثله ،كيف وهو شوكة في حلممو ق الطواغيت وأذنابهم وغصة في صدورهم ..فكم قد أسمعونا وأسمعوا غبرنا أثنا ء العتقال وفي غرف التحقيق مسبتهم له ،وكم أظهروا لنا مممن حقممدهم عليه وبغضهم لدعوته وكتاباته … وذلك بعض ما تبديه أفواههم من بغضا ء وغيظ وحقد عليه ،وعلى كل نصير من أنصار هذ ه الدعو ة المباركة ،وما تخفي صدورهم أكبر ..وهو إن شا ء ام قربممة لممه عنممد ام ،ووسمما م فخممار على جبينه الوضا ء ..أسأل ا تعالى أن يوفقني وإيا ه وسممائر العمماملين لهممذا الممدين لممما يحبممه سممبحانه ويرضمما ه 00وأن يجعممل خيممر أيامنمما يممو م لقممائه ..وأحسن أعمالنا خواتيمها ..وصلى ا على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وكتبه /أبو محمد عاصم المقدسي الردن – /22رجب 1421/هم
جؤنة المطيبين 9
بسمازع اازع الرـحمنازع الرـحيم ربازع أِعْنازع وَيسـّْر الحمد ل رب العالمين والصل ة والسل م على النبي المممي وعلممى آلممه :وصحبه أجمعين ،وبعد فقممد أرسممل لممي بعممض الخممو ة رسممالة علميممة تحممت عنمموان – كشممف شبهات المقاتلين تحت راية من أخل بأصل الدين -فقرأتها ورأيممت ممما فيهمما، صرت وأسا ءت في بابها ،ثم اتصل بي يطلب رأيمي فيهما فقلمت فوجدتها قد ق َّ له باللفظ" :إنها رسالة سيئة" ،فطلب مني كتابة ما وجممدته فيهمما مممن أغلط، فأعرضت عن هذا مد ة لعد م نشاطي ورغبتي في كتب الممردود لممما فيهمما مممن حظوظ النفس ،ثم لما تجر بعد ذلك من خصومات ومحن آن للمر ء أن يريممح نفسه منها في هذا الوقت الذي غلبت فيه الهوا ء واتبمماع الممرأي والشممهوات، ثَّم لما رأيت بعضهم يحيل إليها كأنها فصل المقال في باب القتال في منمماطق من العالم بين المسملمين وخصمومهم ،وصمارت حجممة بمل فتنمة فممي صمرف الناس عن بعض أنواع الجهاد الشرعي الذي يحبه ا تعممالى ويرضمما ه ،كممما أن بعض الحبة قد رغب إلي بالرد عليها إن كان هنمماك رد ،فنشممطت لهممذا
جؤنة المطيبين 10
وقمت بقرا ءتها مر ة أخرى وجمع ما ركبه صاحبه من أدلة عامة علممى جهممة غريبة ثم صار بعد ذلك إلى النتيجة الغريبة ،وللرد عليها بالدلة مممن كتمماب ا تعالى ومن سنة رسوله صلى ا عيه وسلم ومن أقمموال أهممل العلممم فكممان .هذا الكتاب وسو ء الكتاب سيتبين لطالب العلم حيممن يقممرأ هممذا الممرد أنممه وقممع مممن :جهتين .من جهة الوقائع والحوال التي يتكلم عنها كاتب الرسالة- .ومن جهة الدلة الشرعية التي يقيمها- فهو لم يفهمم المريمن ،فكمان الغلممط مركبمًا ،وهمما سمبب غلمط النمماس والمفتي والمجتهد في الحكا م ،لكن قد يكممون غلممط الواحممد منهممم مممن إحممدى طرفي الحكم الشرعي -ل من كليهما -ولكن هذا الكاتب اجتمممع لممه المممران، ويقول الما م الشاطبي رحمه ا تعالى في مثل هذا :صرف الحكممم الشممرعي الممى غيممر منمماطه مممن أوصمماف أهممل البممدع ،إذ هممو مممن تحريممف الكلممم عممن .مواضعه ،ول يصدر من معتبر ال لخفا ء المعنى عليه وحتى أقد م شيئا مممن هممذا الممرد فممأقول :إن العنمموان كممما يممرا ه الخممو ة يبحث في القتال تحت راية المشركين ل غير ،لنهم هم الممذين أخلمموا بأصممل المدين ،فمإذا قمرأت الكتمماب وتممبين لممك أن الكمماتب يعنممي بهمم حركمة طالبممان الفغانية ،وحركة حممماس الفلسممطينية ،ورايممة الخمموان المسمملمين والطليعممة حيممن كممان الجهمماد فممي سمموريا ضممد نظامهمما ،والحركممة السمملمية فممي كردستان،حينها تعلم ظلم هذا الكاتب وجهله وغلو ه في تكفير هممذ ه الطوائممف .وإخراجها عن أصل الدين وهو السل م ولذلك فليبق الخو ة على ذكممر هممذا خلل قرا ءتهممم لهممذا الكتمماب ،وأن الحديث هو عن تكفير هذ ه الطوائف وليس فممي بيممان بممدعتها أو انحرافهمما أو أخطائها أو خروجها عن الُّسَنة ،فيظن من قصر نظر ه أننا ل نقول بانحراف هذ ه الطوائف ،أو خروجها عن بعض الهدي الَّنبوي ،بل يعلم كل من عرفني أّني بفضل ا تعالى من أبصر الناس بأخطا ء هذ ه التنظيمممات والتنممبيه علممى انحرافاتهمما وأخطائهمما ،لكننممي أعتقممد انحممراف وضمملل مممن اعتقممد أن هممذ ه الطوائف هي طوائف كفر وشرك أخلت بأصممل الممدين ،فممإن هممذا مممن الظلممم
جؤنة المطيبين 11
المبين والميل عن سنة سبيل المؤمنين ،وقائل هذا القول هممو مممن أهممل الغلممو والنحراف كصاحب هذا الكتاب ،وأنه أتى بالطامة العظيممة والموبقمة المتي .ترديه في حمأ ة التكفير البدعي المذمو م وأما جهله بالدلة الشرعية ،فسترى العمومممات الممتي يحتممج بهمما علممى التكفير من آيات وأحاديث وأقوال أهل العلم ،وكيف حملها على غيممر المموجه الذي هي معروفة عليممه عنممد أهممل الُّسممنة والجماعممة ،فممإنه قمما م بتجميممع هممذ ه العمومات على الوجه الذي أراد ه هو وليس علممى المموجه الُّسممني المعممروف، فخرج بهذا الخلق المشَّيأ الذي ل يرضا ه من شَّم شيئا ً من كل م أهل العلم فممي .هذا الباب الخطير وحتى يكون قارى ء هذا الكتاب على بصير ة من حممالي مممع صمماحب الكتمماب فإني ل أعرفه ل باسمه ول بوصفه ،ول أعمرف إل الكتماب المذي وصملني، فتعاملت مع الكل م فقط دون النظر ولو لحظة إلى متكلمه ،لننممي وإلممى الن ل أعرف من كتبه )جا ءني من أخبرني باسم كاتبه الحقيقي بعد كتممابتي لهممذ ه الورا ق لكني إلى الن لست متأكدا مما ُأخممبرت بممه( ،فعسممى أن يكممون هممذا قاطعاً لصحاب النفمموس العجيبمة ممن أن يلقمموا بممالموانع الظنيمة الممتي تعيمق .الناس من حصول الفائد ة من تنبيهاتي هذ ه كممما إنممي أرجممو مممن صمماحب الكتمماب )كشممف شممبهات (..إن وصمملته هممذ ه الورقات ،ومن أي قمماري ء لهمما أن ل يتعامممل معهمما ال بممما أمممر ام تعممالى، وذلك بقبول النصح ،وانزاله علممى المعنممى الحسممن ،وتممدبر ه لصممابة المموجه الصحيح منه ،فممما مممن كتمماب ال راد ومممردود عليممه ،اذ أبممى ام أن يتممم ال كتابه ،ولول أن الكتاب المذكور تكلم كلما خطيرا في دين ا تعالى ،وكفممر طوائف من المسلمين ظلما وعدوانا ما اهتممت به ول نشطت للرد عليممه ،إذ الكتب البشرية ل تخلو من أخطا ء ،لكن فر ق بين تلك الخطا ء التي ل تضممر كثيرا وبين خطأ هذا الكتاب،فهو شنيع في بابه ،وصاحبه تكلم في غيممر فنممه، وصد ق الما م ابن حجر رحمه ا تعالى حين قال :من تكلم في غير فنه أتى .بمثل هذ ه العجائب وقد حاولت جهدي أن أقلل من كلمي في هممذ ه الورقممات ،وأكممثر مممن النقل عمن الئممة حمتى يحصمل الثقمة ممن المعنمى الممراد بثمه ،ولكمون همذ ه القضايا قد فرغ منها الئمة ،فليس علينا إل اتباع غرزهم ففيممه النجمما ة بحمممد ا تعالى ،وقول السلف لنا أصوب من كلمنا لنفسنا ،وما كممان يومئممذ دينمما فهو دين ا تعالى في كل وقت ،وما لم يكن دينا عندهم فل يمكممن أن يكممون
جؤنة المطيبين 12
دينا لمن بعدهم ،وفضلهم في معرفممة ديممن ام وفممي فهمممه ل يممدانيه فهممم ول معرفة ،ولو قرأنا سير ة أحدهم ثم رأينا ما عليه المتممأخرون مممن علممم وعمممل لدركنا أن بلوغ الشم الرواسي في علوها اهون مممن أدراك علمهممم ودينهممم، فل يغرك جعجعة البعض بممأن متمماخرا اسممتدرك علممى مجممموع الوائممل فممي علمهم وفقههم ،فوا ليست هي إل المدعاوي الفجمة الفارغمة ،ول يقولهما إل من ل يعرف سير ة السلف ،ولم يتضلع من كتبهممم وفقههممم ،وإنممما هممو طيلممة .وقته مع ما كتبه المتاخرون ،ل يرى سواها ول يعرف غيرها والمتأخرون حين يكتبون في أغلبهم -إل من رحم امم -إن وجممدوا ممما يستدرك على المتقد م أبرزو ه وصاحوا باسمه ،وإن أخممذوا منممه شمميئا سممتروا مصدر ه ،وسكتوا عن قائله ،وإن أظهر ه فإنممما يظهممر ه -مدلسمما -فممي مظهممر الموافقة له بعد جهود ه الذاتية كممما يزعممم فممي اكتشمماف المممر بنفسممه ،فتجممد ه يقول" :وهذا الذي هديت اليه وجدته من قول فلن مممن السمملف" ،وهممو فممي الحقيقممة متطفممل عليهممم سممار ق منهممم ،فيممأتي التممابع لممه -لجهلممه -فيممرى هممذا المتأخر يستدرك على الكبار فممي أخطممائهم ،وإذا أصمماب فإنممما هممو اسممتقلل بنفسه ،فيرا ه من القو م الذين فاتوا من قبلهم ،وأعجزوا من بعدهم! فيا ل م كممم ظلمنا السلف وكم صغرناهم فممي أعيممن النمماس ،حممتى صممار أمثممال الشممافعي ومالك يرد عليهم ممن ل يعرف في دين ا حتى الحواشممي ،لكنممه وام هممذا هو ذهاب العلم وانتشار القلم كما أنبأ بذلك رسول ا صلى ا عليممه وسمملم، والحقيقممة أيهمما الحبممة أننمما اكتشممفنا أن المتممأخرين لممم يصمملوا بعممد الممى فهممم .مصطلحات المتقدمين ،فكيف يصلوا لعلومهم أو أن يتجاوزوها وأنا أنبؤك عن أحد الشم الرواسي فممي ديممن ام تعممالى ممماذا قممال عممن :نفسه مقابل المتقدمين الما م الدارقطني -عرفه مممن عرفممه وجهلممه مممن جهلممه -يقممول :مممن أراد أن .يعرف مقدار جهله فليقرأ كتاب القسامة لمحمد بن نصر المروزي .هكذا يعرف الوائل فضل من سبقهم وهذا الما م أبو عمرو بن العل ء يقول :ما نحن فيمن مضى إل كبقل صممغير .في أصول نخل طوال رحم ا سلفنا ،وجزاهم عن دين ا خير الجزا ء ،وأصلح ا أمة لم تعرف .فضلهم ثم إني ملت أن أجعممل هممذ ه الورقممات )مممع صممغرها( أصممول لخممواني فممي فهمهم لما يقع منهم ومعهممم ممن قضممايا ونموازل ،وممن شمق عليمه فهممم كل م
جؤنة المطيبين 13
الئمة فليس له أن يتكلم في أعظم الحداث والنوازل ،بل عليممه أن يتقممي ا م في نفسه وفي أمة محمد صلى ا عليه وسلم ،وليتذكر الخو ة أن أمة محمممد صلى ا عليه وسلم فيها من البل ء ما ا به عليم ،فل ينبغممي لنمما أن نزيممدها بل ء على بل ء ،وأن نتعاممل معهما بالقسمو ة والشمد ة ،بمل نرفمق بهما مما كمان .للرفق متسعا كذلك أنبه نفسي وإخواني أننا نعيش في عصور متأخر ة متباعد ة فمي الزمن والعمل عن مجتمع الصحابة رضي ا عنهممم ومجتمممع خيممر القممرون فل نحمل الناس على الشد ة ،اذ كما كان يقممول بعممض الصممالحين :الحممق مممر .فل تزد ه مرار ة باسلوبك وقد حاولت جهدي أن أكون ناصحا مذكرا ،ل مقرعا ومخطئا ،وليس القصد هو بيان ضلل أحد ،أو التنبيه على فساد جماعة مممن النمماس أو فرقممة .من الفر ق ،وإنما هو النصح والتذكير أرجو من ا تعالى أن أكون قد أصبت ووفقت ،وأستغفر ا تعالى ممما نمد .وأخطأ به القلم ،واعتذر لكل من أسأت له من غير قصد واراد ة
.واازع الموفقازع إلىازع خيرازع الدارين
جؤنة المطيبين 14
ـحولازع منهجازع المعالجة :هناك طريقتان للرد في كتب الئمة أولهما :أن تتعقب الكتاب فقر ة فقممر ة ،وتعممالجه جملممة جملممة ،وكلمممة كلمة منفمرد ة عمن بقيتهما دون النظمر إلمى منهجيمة الكتماب المتي صماغته إل لماما ،وهذ ه الطريقة هي الشهر والكثر انتشارا في كتب الردود والمناقشة عند الئمة كما ترى ذلك في كتب ردود المتقدمين ،وهذا بين لمن قرأ كتمماب منهاج السنة لبن تيمية مثل وكتبه الخرى كالرد على البكري والرد علممى الخنائي ،أو قرأ الصار م المنكي في الرد علممى السممبكي لبممن عبممد الهممادي، .وكتب أئمة الدعو ة النجدية وغيرهم ثانيهما :معالجة منهجية الكتاب ،والرد على أصوله التي بنممي عليهمما، :وهذ ه الطريقة وإن كانت القل انتشارا إل أني سرت فيها لسباب أهمها إن كاتب "كشف شبهات المقاتلين "..اعتمد على أصول صحيحة من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم ،لكن خطأ ه أنه حملها علممى غيممر محملهمما ،وأنزلهمما على وقائع دون مراعا ة بين الواقممع الخمماص واللفممظ العمما م ،فسمميرى القممارئ مثل موضوع القبور كيف عمم الحكمما م علممى القضممايا المختلفممة والمتباينممة، فهل يرد عليه بقولنا :إن بنا ء القباب حلل وليس حراما؟ أ م ببيان مرتبة بنا ء القباب على القبور ،وأنهمما ليسممت مممن الكفممر الكممبر ،بممل هممي معصممية مممن .الكبائر وحسب .وقل كذلك مثل هذا في موضوع الديمقراطية والديمقراطيين فكان معالجة الصول المنهجية التي اعتمد عليها الكتمماب هممو السمملم عنممدي :لنه يحقق مقصد الرد إن شا ء ا كما يتبين من التالي لقد عشت مع الدعو ة أكثر من عشرين عاما ،ورأيت أن علة أخطمما ء المفممتين والكاتبين هي في طريقة معالجة النص الشرعي وليممس الجهممل )والممذي هممو ضد المعرفة( بالنص الشممرعي ،ولممما وقعممت الفتنممة بيممن أهممل الممرأي وأهممل الحديث في القرون الولممى مممن عهممود السممل م ،وكممان البحممث يممدور حممول
جؤنة المطيبين 15
الفروع ،وكانت المناظرات بين أهل السل م ل تعدوها ،أدرك الممما م محمممد بن ادريس الشافعي -رضي ا عنه ورحمممه ام تعممالى -أن المشممكلة ليسممت في معرفة هذ ه الفئة للحديث وغيابه عند الفئة الخرى ،لكن المشكلة هي في الصول المنهجية لتفسير كل م ا تعالى وكل م رسممول ام صمملى ام عليممه وسلم ،فألف لمعالجة هذ ه المشكلة القائمة بين الفئتين كتابه الممتع"الرسالة"، وفصل فيه طريقة معالجة النص الشرعي ,وكذلك ذكر ممما يصملح مممن أدلمة .وما ل يصلح ،والمشكلة الى يومنا هذا ما زالت في الصول قائمة وأصول الفقه التي ضيعت هي التي قال عنها ابن خلدون :من أعظممم العلممو م )الشرعية ،وأجلها قدرا ،وأكثرها فائد ة ) .المقدمة 453 وقد خبر كل من عانى الفتوى والنظر إلى المختلفين اليو م أن ضممعف النمماس في أصول الفقه وقواعد أهل العلم وأصولهم في الفتمموى سمممة بممارز ة ،وهممي علة العلمل اليمو م ،وهمذا الضمعف سمببه أن أصمول الفقمه تحتماج المى معانما ة ودربة وملكة ،والنفموس ألفممت الخممول والدعمة ،وممالت المى أعممال الكتبمة والنقلة كما يقو م بها اليو م الكثير من الزاعمين للتحقيق والتممأليف"والخممذين من ها هنا ومن ها هنمما ثممم يقممول ألفتممه أنمما" وهممؤل ء ملممؤوا السممهل والممواد، وازداد شرهم حين يأنف الواحد منهم أن ينسب القول والفكر ة لصاحبها ،بممل يزعم أنه ابن بكارتها وعذريتها وهو في الحقيقة سممار ق لممص ،لكنممه متبجممح .صاحب دعوى عريضة ،فل يخجل من ا ول من الناس :أعود الى ضعف الناس في أصول ،فأقول لما كانت أصمول الفقمه ملكمة ودربمة تحتماج المى طمول ممراس ومعانما ة فقمد أعرضت ومالت النفموس عنمه ،بمل صمار بعضمهم المى القمدح والطعمن فيمه بحجة أنمه علمم كلممي ،وقمولهم صمحيح ممن وجمه لكمن همذا ل يعفيهمم ممن المسؤولية في تعلمه وفقهه ،بل هو في الحقيقة يزيد من المسؤولية على أهممل العلم وطلبته كذلك )إن كانوا كذلك( ،فإن اختلط هذا العلم بعلم الكل م أمر ل يمنع من تحرير فوائد ه ومعرفة مباحثه ،ومن جهله فليس له أن يعدو ه ويتكلم في دين ا بدون الحاطة له ،وبما يلزممه فمي الفتموى والترجيمح والجتهماد .في دين ا تعالى وحين يتكلم أهل العلم عن أهمية أصول الفقه ،فإنهم ل يعنون ما صممار اليممه في كتب المعاصرين من الكل م على مصممطلحات علممم أصممول الفقممه ،ففممر ق بين ادراك العلم وبين معرفة مصطلحاته ،إذ معرفممة المصممطلحات هممي أول الطريممق ،ويتعلمهمما صممغار الطلبممة ،وهممي أشممبه بمعرفممة المبضممع وأدوات
جؤنة المطيبين 16
الجراحة عند الطبيب ،و معرفة همذ ه ل تجعلمه طبيبما ،وهكمذا معرفمة معنمى مصممطلحات علممم أصممول الفقممه ،فإنهمما هممي كمعرفممة مصممطلحات أصممول الحديث ،فهل معرفتها تجعل المر ء حديثيا ؟ .هذا ل يقول به طالب علم :وههنا عندي قصتان أولهمـاازع :شيخ مممن شمميوخ الفتمموى المشممهورين بيممن النمماس ،ويفممزع الناس إليه في النوازل والحداث الجسا م ،ومع ذلك يعترف في شريط له أنه لم يقرأ فممي أصمول الفقممه إل "مممذكر ة أصمول الفقمه" للشمنقيطي رحممه امم، ويقول مفتخرا وجاعل أصول الفقه ما يقابل الكتاب والسممنة" :أنمما ممما قممرأت في أصول الفقه ال مذكر ة الشنقيطي رحمه ا ،على كل الذي أنصح بممه أن ".هذ ه الصول نفسها ما يعارض بها الكتاب والسنة وكما ترون فإن الشيخ -غفر ا له -ظن أن أصول الفقه أدلة للحكممم وليسممت .قواعد لفهم أدلة الحكم ،حيث جعلها تقابل النص ثانيهما :كنت مع بعضهم في نقاش حول مسألة تتعلق فممي دللممة لفممظ شرعي ،فقدمت مقدمة على دللة اللفاظ ،وممما هممي اسممتعمالت الئمممة لهمما، من أجل أن أبين له أن اللفاظ ليس مجممرد ة عمن المعمماني ،فقممد كممان يريممد أن يجرد لفظا شرعيا "وهو الخلفة "من محتوا ه ،ويجعله مجرد اسم فقط علممى معنى هزيل ،وفجأ ة قال المخالف :وهل الذي تقوله دليل في دين ا تعالى ؟ .فعلمت أنه ل يعرف أصول العلو م ،وإل لما قال هذا القول .فالعلة هي هي ما زالت قائمة ،منذ القديم والى يومنا هذا ماهي علة النحراف عند الخوارج وسبب فسادهم؟ ماهي العلة في المرجئة؟ ماهي العلة في الفتاوى المتسيبة؟ ماهي العلة في الفقه المنحرف؟ .لو فقهت لعلمت أنها كلها تعود إلى الصول المنهجية عند كل فرقة وطائفة وفي عصرنا هذا نعيش نفس الموضوع ،ويعاني الناس نفس القضية الولى، ولفهم هذا إليك القضية في واقعها المعاصر مع مثممل صمماحب كتمماب )كشممف ..):شبهات
جؤنة المطيبين 17
منذ مد ة صممار حممديث واسممع عممن التوحيممد ،وحكممم ام تعممالى فممي الطوائممف الحاكمة ،وحكم الناس تحتهممم ،وفصممل بعممض أهممل العلممم فممي هممذ ه الحكمما م، وكثرت الخصومات في هذ ه البواب بين المختلفين ،قد وجد إخو ة أحبممة مممن الشباب هداهم ام تعممالى إلممى معرفممة التوحيممد وأركممانه ،مممن توحيممد الممول ء والبرا ء ،وتوحيد العباد ة فممي النسممك ،وتوحيممد العبمماد ة فممي الحكممم والتشممريع، وهداهم ا تعالى إلى البرا ء ة من الطواغيت ،فكفروا بممما يعبممد مممن دون ا م تعالى ،وهذا كله من نعم ا تعالى ،لكنهم وقعوا في محظور يتعلق بأحكامهم على الوقائع والنوازل ،هذا المحظور ليس في غياب نصوص شرعية عنهم، .ولكن في منهجهم في الحكم على الحداث والوقائع ظن هؤل ء الشباب -هداني ا وإياهم -أن معرفة التوحيممد كافيممة للفتمموى فممي كل نازلة وواقعة ،فقد فهموا أن الول ء ل إيمان ،والول ء للكفار كفر ،فما من عمل فيه ول ء ل وللمؤمنين إل وهو إيمان ،وما من عمل فيه ول ء للكفار إل وهو كفر ،وهي قاعد ة صحيحة ول شممك فيهمما ،ول ينممازع فيهمما ال محجمموج .بالكتاب والسنة والفتمموى ل تكفيهمما القاعممد ة العامممة ،والكل م فممي النمموازل ل يصمملح مممع العمومات ،يقول سحنون بن سعيد رحمه ا تعالى :أجرأ الناس على الفتمموى .أقلهم علما ،يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم فيظن أن الحق كله فيه لكن لجهلهم بكتب الفقه ،وعد م قرا ءتهم فيهمما ،وقلممة اطلعهممم عليهمما ،إذ جممل قرا ءتهممم لكتممب التوحيممد فقممط كفتممح المجيممد لعبممد الرحمممن آل الشمميخ وكتمماب اليمان لبن تيمية وما ألف بعد ذلك من كتب المتاخرين ككتمماب الجممامع فممي طلب العلم الشريف لعبد القادر بن عبد العزيز ومثلها ،فانهم لم يروا اليمممان إل مرتبة واحد ة في الحكممم -وإن قممالوا بألسممنتهم أن اليمممان يزيممد وينقممص،- وأن الكفممر مرتبممة واحممد ة فممي الحكممم -وإن قممالوا بألسممنتهم أن الكفممر مراتممب متعدد ة ،-فحيث رأوا عمل من الول ء لغير ا سمو ه كفممرا ،ثممم حكممموا علممى فاعله بالرد ة والكفر ،دون النظر لمرتبة هذا العمل في دين ا تعالى ،وكتممب التوحيد التي تتكلم عن الول ء والبرا ء ل تفصل في هذا ،لن التفصمميل مكممانه .في كتب الفقها ء .وقل مثل ذلك في توحيد النسك ،وكذلك توحيد الحكم والتشريع هذ ه هي علممة خطممأ هممؤل ء الشممباب ،فهممم يتعمماملون مممع القواعممد دون النظممر .للحكم الخاص في المسألة ،ويعممون الحكا م بهذ ه الطريقة
جؤنة المطيبين 18
هذا طرف يقابل الطممرف المتحلممل الخمر المذي يتعاممل ممع القواعمد الفقهيممة ويفتي بها دون النظر للحكم الخاص في المسألة الخاصة ،ويجعلممون القواعممد الفقهية أدلة للمسائل الشرعية ،وبالتالي هؤل ء يتعمماملون مممع قضممايا التوحيممد .الذي يضاد السل م من كل وجه بأحكا م السل م الخمسة طرف يرى أن جميع العمال تدخل في أمرين اثنين غائيين ل وسطية فيهمما: .توحيد أو كفر وطرف يرى أن جميع العمال تدخل في مجال الوسط الذي ل غائية فيه فل .تكفير ول توحيد .هذ ه هي الحال بين طائفتي الفراط والتفريط قال علي بن أبي طالب رضي ا عنه :أل أنبئكم بالفقيه كل الفقيه؟ .قالوا :بلى قال :من لم يقنط الناس من رحمة ا ،ولم يؤيسهم من روح ا ،ولم يؤمنهم من مكر ا ،ول يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سوا ه .أل ل خير في عباد ة ليس فيها تفقه ،ولت علم ليس فيه تفهم ،ول قرا ء ة ليس فيها تدبر )ابطال )الحيل لبن بطة ،وروي مرفوعا ول يصح ولذلك كنت أقول للخو ة الشباب :إن الفتوى ل تكفيها القاعد ة العامة ،بل لبد من معرفة الجزئيات ،فمعرفتك بحقيقة اليمان والكفر ل تكفيك للفتوى في النازلة والحادثة ،بل لبد من معرفة ما كتبه الئمة من مسائل في كتب .الفقه التي تمثل الجزئيات في كتب التوحيد كل م عن القبور ،وعن عبادتها ،وعن بنائها ،وعن التبرك بها ،وعن الدعا ء عندها ،وعن شد الرحال إليها ،فبعضها يدخل في التوحيد والذي ضد ه الشرك والكفر ،وبعضها يدخل في التوحيد لن ضدها وسيلة إلى الشرك والكفر ،وبعضها يدخل في التوحيد لن ضدها سمة من سمات الشرك والكفر ،وبعضها يدخل في التوحيد فضدها يثبت حكم الحرمة له، لكن الشاب المبتدئ -وكذا غير الشاب لكنه مبتدئ -ل يعرف إل طرفين ول .وسط بينهما :في كتب التوحيد كل م عن الحكم بغير ما أنزل ا ،ولكن البدعة حكم بغير ما أنزل ا) ،كما قال الما م الشاطبي رحمه ا تعالى في العتصا م( - -.المعصية مطلقا حكم بغير ما أنزل ا) ،لن العمل حكم كما قال الما م ابن حز م رحمه ا تعالىفي الفصل " ،"3/234لكن يدخل في
جؤنة المطيبين 19
حكمه دخول جزئيا ،وهذا ما لم يفهمه الخوارج ول المرجئة ففسروا قوله تعالى" :ومن لم يحكم بما أنزل ا فأولئك هم الكافرون"بأحد شقيها دون )الخر فكيف نفر ق بين حكم وحكم مع دخولهما جميعا في الحكم بغير ما أنزل ا؟ .هذا ل يفهمه المبتدئ ،وبالتالي ل يجوز له الفتوى ول الحكم في النوازل من أجل هذا رأيت أن أناقش الكتاب في منهجيته ،وأرجو من ا تعالى أن أصيب وأوفق .ثم إنه ليس من قصدي اثبات جهل أحد ،ول كشف ستر ا على أحد ،ولكن أردت أن أنبه على قضايا لهميتها لرجال الهدى وشباب السل م في هذ ه اليا م ،وهذا الكتاب "كشف شبهات "...نموذج للتنبيه على هذ ه القضايا ،وهي عندي مهمة جدا، وبيانها يعادل بيان ضلل المتحللين من المشايخ والفقها ء الذي فتحوا باب المعصية تحت دعوى التيسير ورفع الحرج ،فالتشدد والتحلل كلهما ضلل منهي عنه ،وكما .أن التشدد يتقنه كل أحد ،فكذلك التسهيل والترخيص يتقنه كل أحد ثم ان تعقب الكتاب كلمة كلمة يضخم الكتاب فيصبح الكتاب كتابين :الصلي والرد، وهذا ما ل أريد ه ،لن قصر الكتاب على أصول ومنهج الكتاب توفر على القاري ء .الجهد ،وتعرفه موطن الخلل بأيسر طريقة
.أسأل ا تعالى القبول والسداد ،وأن ينفع بهذا الكتاب كاتبه وقارئه آمينازع آمين
مقدمتانازع علميتان ) :قال الشاطبي رحمه ا تعالى في العتصا م ) 1/220 :إل أن أهل البدع لم يبلغوا مبلغ الناظرين في الدلة بإطل ق .إما لعد م الرسوخ في معرفة كل م العرب والعلم بمقاصدها- وإممما لعممد م الرسمموخ فممي العلممم بقواعممد الصممول الممتي مممن جهتهمما تسممتنبط- .الحكا م الشرعية .وإما لعد م المرين جميعا ً - يقول أبممو قتمماد ة الفقيممر :ولغلممط أكممثر أهممل البممدع والمجتهممدين فيهممما، :ولقيمة هذين المرين .أهمية معرفة معنى الدليل ومرتبته1-
جؤنة المطيبين 20
.أهمية معرفة مراتب اللفاظ2- .فقد قدمت في بيانهما شيئا يسيرا في مقدمتين وقبل الكل م على المقدمتين فل بد من التنبيه الممى أهميمة أدوات العلممم، فالعلم من الكتاب والسنة ل يصلح من غير أدواتممه ،فممإن حممال الجاهممل بهممذ ه الدوات مع الكتاب والسنة كحال المتطبب الجاهل الذي يعالج الناس بأدويممة صممحيحة لكنممه ل يضممعها موضممعها ،ولممذلك كممان العلممم بممالدوات واجبمما، وهمؤل ء أصمحاب رسمول ام تعمالى نقمل عنهمم همذا ،ونبمه أهمل العلمم المى ضرورته ،قال أبو اسماعيل الهروي في ذ م علم الكل م :ورأيممت منهممم )أهممل البدع( قوما يجتهدون في قرا ء ة القرآن ،وتحفظ حروفه ،والكثار من ختمه، ..ثم اعتقاد فيه ما قد بينا ه ،اجتهاد روغان كالخوارج ثم روى باسناد ه عن حذيفة رضي ا عنه قممال :إنمما آمنمما ولممم نقممرأ القممرآن .وسيجي ء أقوا م يقرؤون القرآن ل يؤمنون ثممم قممال :قممال ابممن عمممر رضممي امم عنهممما :كنمما نممؤتى اليمممان قبممل ).القرآن) حديث رقم 1457 / وروى عن ابن عمر رضي ا عنها قوله :إنا كنا صدور هذ ه المممة ،وكممان الرجل من خيار أصحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم وصالحيهم ما يقيممم ال سور ة من القرآن أو ما أشبه ذلك ،وكان القرآن ثقل عليهم ،ورزقوا علممما بممه معمل ،وإن آخممر هممذ ه المممة يخفممف عليهممم القممرآن حممتى يقممرأ ه الصممبي ).والعجمي ل يعلمون منه شيئا )حديث رقم1457 / :والن الى المقدمتين :المقدمةازع الولى :بيان معنى الدليل ومرتبته كثر طلب الشباب المتدين للدليل في المسائل الشرعية ،وهذ ه ظاهر ة صحية طيبممة وعظيمممة ،لنهمما تنممبى ء عممن وجممود نفسممية علميممة تممترفع عممن التقليممد المذمو م ،وما من شك أن كل عاقممل يممدعو إلممى عممد م قبممول قممول إل بممدليله، :ولكن يخطى ء بعض المبتدئين في هذ ه المسألة من جهتين الولى -:عد م معرفتهم بمراتممب الدلممة ،وكيفيمة دخممول الحادثممة فممي الممدليل، فإنهم لعممد م معرفتهممم بعلممم الصممول وهممو دا ٌ ء قممديم كممما نبممه عليممه الخطيممب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" وفي شرف أصحاب الحديث ،وابن قتيبممة فممي مقدمة مختلف الحممديث ،والرامهرمممزي فممي المحممدث الفاصممل بيممن الممراوي
جؤنة المطيبين 21
والواعي ،وكممذلك أبممو سممليمان الخطممابي فممي "معممالم الُّسممنن") (1/75وابممن الجوزي وغيرهم ،وقال ابن المديني :التفقه في معاني الحديث نصف العلممم، ومعرفة الرجال نصف العلم )الجامع للخطيب (2/211فممإن هممؤل ء الشممباب يظنون أن كل المسائل هي على درجة واحد ة في بيان الحكممم الشممرعي لهمما، ولمعرفة خطئهم .فلبد من معرفة جنس الدلة ،وكذلك مراتب الدلة :معنى الدليل الدليل يطلق في اللغة على ما يستدل بممه ،فهممو بمعنممى المرشممد عممن الشممي ء، .والكاشف له ،كما يطلق على الدال نفسه الذي نصب الدليل وفممي الصممطلح :ممما يمكممن التوصممل بصممحيح النظممر فيممه الممى المطلمموب .الخبري :يقول ابن تيمية في أهمية علم الصول ومعرفة الدلة ازع والعلمازع شيئانازع إماازع نقٌلازع مصدق،ازع وإماازع بحـٌثازع محقــق،ازع مـاازع ســوىازع ذلـكازع فهــذيان" …مسروق .ويقول:فل يتحقق جنسازع اللدلة حتى يميز بين ما يدل وما ل يدل .ول مراتبازع اللدلة حتى يقد م الراجح على المرجوح إذا تعارض الدليلن ازع ولهذاازع كانازع أصولازع الفقـهازع مقصــولدهازع :معرفـةازع اللدلـةازع الشــرعية،ازع جنـسازع الــدليل …ومرتبةازع الدليل وقد قيل إنما يفسد الناس نصف متكلم ونصف فقيه ونصممف نحمموي ونصممف طبيب ،وهذا يفسد الديان ،وهذا يفسد البلدان ،وهممذا يفسممد اللسممان ،وهممذا يفسد البدان -ل سيما إذا خاض هذا في مسألة لم يسبق إليها عالم ،ول معممه فيهمما نقم ٌل عممن أحممد ،ول هممي مممن مسممائل النممزاع بيممن العلممما ء فيختممار أحممد ) .القولين…الخ" ) .الستغاثة الكبرى أو الرد على البكري 629 -1/628 :ويقول رحمه ا في بيان ما يحتاجه العالم والمناظر من المجتهدينتار ة بنص اختص بسممماعه مممن الرسممول صمملى ام عليممه وسمملم أو مممن…" غير ه ،وحصل له بذلك العلم لسباب كثير ة في النقممل ،وهممذا كممثي ٌر ممما يكمون لعلما ء الحديث ،فإنهم يعلمون من النصمموص ويقطعممون منهمما بأشمميا ء كممثير ة .جدًا ،وغيرهم قد يكذب بها أو يجز م بكذبها ،دع من يجهلها أو يشك فيها
جؤنة المطيبين 22
وتار ة بفهم النصوص ومعرفة دللتها ،فما أكممثر ممما يجهممل معنممى النممص أو يشك فيه ،أو يفهم منه نقيممض -أو يممذهل عنممه ،-أو يعجممز ذهنممه عممن دركممه، .ويكون الخر قد فهم من ذلك النص -وعلم من ما يقطع به .وتار ة بإجماع علمه من إجماعات الصحابة وغيرها :ثم بعد ذلك تار ة بقياس قطعيفإن القياس نوعان :قطعي وظني -كما في القياس)أي القطعي( الذي هو فممي معنى الصل قطعًا ،بحيث ل يكون بينهما فر ق تأتي بممه الشممريعة ،أو يكممون .أولى بالحكم منه قطعا ً وتار ة بتحقيق المناط )أي الظني( ،وهذا يعود إلممى عممود فهممم معنممى النممص- بأن يعرف ثبوت المناط الذي ل شك فيه في المعين -وغيممر ه يشممك فممي ذلممك كما يقطع الرجل في القصاص -وإبدال المتلفات بممأن هممذا أقممرب إلممى المثممل والعدل من كذا -وغير ه يشك فيممه أو يعتقممد خلفممه وأمثممال ذلممك) .السممتغاثة 69-1/68). .هذاازع كلمهازع فيازع بيانازع جنسازع اللدلة :وأماازع مراتبازع اللدلةازع جملةازع عندازع البحثازع فهي .أمو ٌر تذكر للعتماد" .وأمور تذكر للعتضاد ".وأمور تذكر لنها لم يعلم أنها من نوع الفساد ) .الصفدية لبن تيمية (1/287 :المقدمةازع الثانية .مراتب اللفاظ الشرعية ودخولها في مراتب الحكا م يقول ابن حجر رحمه ا" :ل يلز م الشتراك فممي السممما ء الشممتراك ).في المعنى")فتح الباري ،شرح حديث المعدن جبار ص 3/265 يقول أبو قتاد ة :تأمل هممذا كممثير فسممتحتاجه فممي أغلممب مسممائل العلممم، .وأهمية هذ ه الكلمات ل يقدرها ال من مارس العلم وعانا ه
جؤنة المطيبين 23
ويقول ابن حز م رحمه ا تعالى" :وليعلم من قرأ كتابنا هذا أن منفعممة هذ ه الكتب ليست في علم واحد فقط ،بل في كل علم ،فمنفعتها فممي كتمماب ام تعالى وحديث نممبيه صمملى ام عليممه وسمملم وفممي الفتيمما فممي الحلل والحممرا م والواجب والمباح من أعظم منفعة ،وجملة ذلك في فهممم السممما ء الممتي نممص ا تعالى ورسوله صلى ا عليه وسلم عليها ،وما تحتوي عليه من المعمماني التي تقع عليها الحكمما م وممما يخممرج عنهمما مممن المسممميات ،وانقسممامها تحممت الحكا م على حسممب ذلممك ،واللفمماظ الممتي تختلممف عبارتهمما وتتفممق معانيهمما، وليعلم العالمون أن من لم يفهم هذا القدر فقد بعد عممن الفهممم عممن ربممه تعممالى وعن النبي صلى ا عليه وسلم ،ولم يجز له أن يفتي بين اثنين لجهله بحدود الكل م ،وبنا ء بعضه على بعض ،وتقديم المقدمات ،وانتاج النتائج الممتي يقممو م بها البرهان وتصد ق أبدا ،ويميزها من المقدمات الممتي تصممد ق مممر ة وتكممذب أخرى ول ينبغي أن يتعبد بها" )رسائل ابن حممز م ،تقريممب حممد المنطممق ص 102). يقول الفقير أبو قتاد ة :هذ ه كلمات رجل عانى في هممذا البمماب فكلممماته كالدرر ،ففيها الفهم عن ا ،والفهم على رسوله صلى ا عليه وسلم ،وفيهمما .معرفة علل الناس في أبواب العلم قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ يخاطب بعممض أهممل الغلو في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ) ،(3/4وهي كذلك فممي الممدرر ):السنية )1/475 وقد رأيت سنة أربع وستين رجلين من أشباهكم المارقين بالحسا ء قد اعتزل الجمعة والجماعة ،وكَّفرا من في تلك البلد مممن المسمملمين ،وحجتهممم :من جنس حجتكم يقولون أهل الحسا ء يجالسون ابن فيروز ،ويخممالطونه هممو وأمثمماله ممممن لممم يكفممر" بالطاغوت ،ولم يصرح بتكفير جد ه الذي رد دعو ة الشمميخ/محمممد ولممم يقبلهمما .وعاداها قال" :ولم يصرح بكفممر ه فهممو كمماف ٌر بممال ،لممم يكفممر بالطمماغوت ومممن ".جالسه فهو مثله يقول أبو قتاد ة :ما أشبه اليو م بالبارحة ،وصد ق السمملف حيممن قممالوا(: ).الناس كأسراب القطا يتبع بعضهم بعضا ،فانتبه لدينك حفظك ا ورعاك
جؤنة المطيبين 24
ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين ما يترتب على الممرد ة الصريحة من الحكا م ،حتى تركوا رد الَّسل م ،فرفع إلي أمرهم وأحضممرتهم .وهددتهم ،وأغلظت لهم القول فزعموا أو ً ل :أنهم على عقيد ة الشيخ /محمد بمن عبممد الوهماب ،وأن رسمائله عندهم ،فكشفت لهم شبهتهم ،وأدحضت ضللتهم بما حضرني فممي المجلممس :وأخبرتهم ببرا ء ة الشيخ من هذا المعتقد والمذهبوإنه ل يكفر إل بما أجمع المسلمون على تكفيممر فمماعله مممن الشممرك الكممبر، والكفر بآيات ا ورسله ،أو بشي ء منها بعد قيمما م الحجممة وبلوغهمما المعتممبر، كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع ا ،وجعلهم أنداداً فيما يسممتحقه علممى .خلقه من العبادات واللوهية …..وهذا مجمع عليه عند أهل العلم واليمان وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والند م ،وزعما أن الحق ظهر لهما ثم لحقا بالساحل ،وعادا إلممى تلممك المقالممة وبلغنمما عنهممم تكفيممر أئمممة المسمملمين، .بمكاتبة الملوك المصريين بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين ،ونعوذ بال من الضمملل .بعد الهدى والحور بعد الكور يقول أبو قتاد ة :كان أئمة الدعو ة النجديممة فممي الدولممة الثانيممة يكفممرون( جنممد وعسمماكر وقمماد ة المصممريين بعممد أن رأوا منهممم العمماجيب لممما دخلمموا الدرعيممة بقيمماد ة ابراهيممم باشمما ابممن محمممد علممي ،فقممد اسممتباحوا الممدما ء والعراض ,ونقضوا الدرعية حجممرا حجممرا ،وذلممك بعممد أن أعطمموا المممان لهلها ،ثم أخذوا العلما ء والمممرا ء الممى مصممربعد قتممل الكممثير منهممم ،فممرأوا ) .هناك أن عامة الجند ل يصلون ويستحلون المحرمات :ثم قال ولفممظ الظلممم والمعصممية والفسممو ق والفجممور والممموال ة والمعممادا ة والركممون والشرك ونحممو ذلممك مممن اللفمماظ المموارد ة فممي الكتمماب والُّسممنة قممد يممراد بهمما مسماها المطلق وحقيقتها المطلقة ،وقد يراد بها مطلممق الحقيقممة ،والول هممو الصل عند الصوليين ،والثمماني ل يحمممل الكل م عليممه إل بقرينممة لفظيممة أو .معنوية ،وإنما يعرف ذلك بالبيان الَّنبوي وتفسير الُّسنة
جؤنة المطيبين 25
ثم قال :ونضرب لك مث ً ل :وهو أن رجلين تنازعا في آيات مممن كتمماب .ا أحدهما خارجي والخر مرجى ء قال الخارجي :إن قول ا تعالى "إنممما يتقبممل ام مممن المتقيممن" دليممل على حبوط أعمال العصا ة والفجار وبطلنهمما إذ ل قائممل أنهممم مممن عبمماد ام .المتقين قال المرجى ء :هي في الشممرك ،فكممل مممن اتقممى الشممرك يقبممل عملممه ، لقوله تعالى "من جا ء بالحسنة فله عشر أمثالها" )يقممول أبممو قتمماد ة:وجممد مممن بعض أهل العلم قديما من لم يممر محبطمما للعمممل الجزئممي والكلممي إل الشممرك وهذا خطأ شنيع –انظر فتح الباري لبن رجب الحنبلممي فممي كتمماب اليمممان- -).باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله قال ابن رجب رحمه ا تعمالى فيمه :والثمار عمن السملف فمي حبموط .بعض العمال بالكبير ة كثير ة جدا يطول استقصاؤها وأما من زعم أن القول بإحباط الحسنات بالسيئات قول الخمموارج والمعتزلممة .خاصة ،فقد أبطل فيما قال ،ولم يقف على أقوال السلف الصالح في ذلك .نعم المعتزلة والخوارج أبطلوا بالكبير ة اليمان كله ،وخلدو ه بها في النار ).وهذا هو القول الباطل الذي تفردوا به .فتح الباري لبن رجب 1/200 قال الخارجي :قوله تعالى "ومن يعص ا ورسوله فإن له نممار جهنممم .خالدين فيها أبدا" يرد ما ذهبت إليه )(1 )(2 )(3 )(4 )(5 )(6 )(7 )(8
قال المرجى ء :المعصية هنا الشرك بال، واتخاذ النداد معه لقوله "إن ا ل يغفر أن يشرك به ويغفممر ممما دون ذلممك ".لمن يشا ء قممال الخممارجي" :أفمممن كممان مؤمنمما كمممن كممان فاسممقًا" دليممل علممى أن .الفسا ق من أهل النار خالدين فيها
جؤنة المطيبين 26
قال المرجى ء :في آخر الية "وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الممذي كنتممم به تكذبون" دليل على أن المراد من كَّذب ا م ورسمموله ،والفاسممق مممن أهممل .القبلة كامل اليمان قال الشيخ :ومن وقف على هذ ه المناظر ة من جهال الطلبممة والعمماجم ظن أنها الغاية المقصممود ة ،وعممض عليهمما بالنواجممذ ،مممع أن كل القممولين ل يرتضى ،ول يحكم بإصابته أهل العلم والهدى ،وما عند السمملف والراسممخين في العلم خلف همذا كلمه ،لن الرجموع إلممى الُّسممنة المبينمة للنمماس ممما نممزل .إليهم .وأما أهل البدع والهوا ء فيستغنون عنها بآرائهم وأهوائهم وأذواقهم ثم قال :وقد بلغني أنكم تأولتم قول ا تعالى فممي سممور ة محمممد ) ذلممك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل ا سنطيعكم في بعض المر( .على بعض ما يجري من أمرا ء الوقت :من مكاتبة أو مصالحة أو هدنة لبعض الرؤسمما ء الضالين والملوك المشركين) ،يقول أبو قتمماد ة :الحممال اليممو م هممي الحممال فممي أمس المسلمين .وا الحافظ مممن مضمملت الفتممن( ،ولممم تنظممروا لول اليممة وهي قوله" :إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهممم الهممدى" ولممم تفقهوا المراد من الطاعة ،ول المراد من المر بالمعروف المذكور في قوله تعممالى فممي هممذ ه اليممة الكريمممة ،وفممي قصممة صمملح الحديبيممة ،وممما طلبممه المشركون واشترطو ه وأجابهم إليه رسول ا صلى ا عليه وسلم ما يكفممي .في رد مفهومكم ودحض أباطيلكم .انتهى يقول أبو قتاد ة :أصل المناظر ة هذ ه التي ذكرها الشيخ هي فممي كتمماب الفصل للما م ابن حز م رحمه ا تعالى عند رد ه على المرجئة ،فهنمماك تممرا ه .بتوسع قال أبو قتاد ة :تأمل أخي وأعد قرا ءتها لتفهمها علممى وجههمما الصممحيح .فتدرك ما أنت عليه من الفقه في هذ ه المسائل يقممول الشمميخ ابممن تيميممة رحمممه ا م تعممالى فممي مجممموع الفتمماوى ) 145-11/141) :ازع ذلكازع أنازع الماهيتينازع إذاازع كانازع بينهماازع قــدرازع مشــتركازع وقــدرازع مميــز،ازع واللفـظازع يطلــق :ازع علىازع كلازع منهما،ازع فقدازع يطلقازع عليهما ازع باعتبارازع ماازع بهازع تمتازازع كلازع ماهيّةازع عـنازع الخــرى،ازع فيكــونازع مشــتركا ًازع كالشــتراك- .اللفظي
جؤنة المطيبين 27
ازع وقدازع يكونازع مطلق اًازع باعتبــارازع القــدرازع المشــتركازع بيـنازع المــاهيتينازع ،ازع فيكــونازع لفظـًا- .متواطئا ً :ثم قالثم إنه في اللغة يكون موضوعاً للقدر المشترك ،ثم يغلب عرف السممتعمال على استعماله في هذا تممار ة ،وفممي هممذا تممار ة ،فيبقممى دالً بعممرف السممتعمال .على ما به الشتراك والمتياز وقد يكون)هناك( قرينة ،مثل ل م التعريممف أو الضممافة ،تكممون هممي الدالممة .على ما به المتياز ولفممظ النفمما ق مممن هممذا البمماب -:فممإنه فممي الَّشممرع إظهممار الممدين وإبطممان خلفه،وهذا المعنى الشرعي أخص من مسمى النفا ق في اللغة فإنه في اللغممة .أعم من إظهار الدين :ثم إبطان ما يخالف الدين إممما أن يكممون كفممراً أو فسممقًا ..فممإطل ق النفمما ق عليهممما فممي الصممل بطريقممة …التواطؤ .فإطل ق لفظ )النفا ق( على الكافر وعلى الفاسق إن أطلقته باعتبار ما يمتاز به عن الفاسق –كان إطلقه عليه وعلممى الفاسممق .باعتبار الشتراك… وكذلك يجوز أن يراد به الكافر خاصة ويكون متواطئا ً إذا كان الَّدال علممى الخصوصممية غيممر لفممظ )منممافق( بممل ل م .التعريف :وهذاازع البحثازع الشريفازع جاءازع فيازع كلازع لفظازع عامازع استعملازع فيازع بعضازع أنواعه .إماازع لغلبةازع الستعمال .أوازع لدللةازع لفظيةازع خصتهازع بذلكازع النوع.ازع انتهى ويقممول :ومممن كل م العممرب وغيرهممم أنهممم ينفممون الشممي ء فممي صمميغ :الحصر أو غيرها ،فتار ة لنتفا ء ذاته- .وتار ة لنتفا ء فائدته ومقصود ه- :ويحصرون الشي ء في غير ه
جؤنة المطيبين 28
.تار ة لنحصار جميع الجنس منه- .وتار ة لنحصار المفيد أو الكامل فيه- .ثم إنهم تار ة يعيدون النفي إلى المسمى وتار ة يعيدون النفي إلى السم ،وإن كان ثابتا ً في اللغممة ،إذا كممان المقصممود الحقيقي بالسم منتفيا ً عنه ثابتاً لغير ه كقوله" :يا أهل الكتاب لستم على شي ء .حتى تقيموا التورا ة والنجيل وما أنزل إليكم من ربكم" المائد ة168: فنفى عنهم مسمى الشي ء ،مع أنه شامل فمي الصممل لكممل موجمود ممن حممق وباطل ،ولما كان ما ل يفيد وما ل منفعممة فيممه يممؤول إلممى الباطممل الممذي هممو .العد م ،فيصير بمنزلة المعدو م ) .مجموع الفتاوى /الطبعة الجديد ة (25/87 ويقول -:فكما أنهم في الثبات يثبتون للشي ء اسم المسمى إذا حصل فيممه من مقصود السم ،وإن انتفت صور ة المسمى ،فكذلك في النفي ،فممإن أدوات :النفي تدل على انتفا ء السم بانتفا ء مسما ه .ازع تارةازع لنهازع لمازع يوجدازع أصلً 2- .ازع وتارةازع لنهازع لمازع توجدازع الحقيقةازع المقصولدةازع بالمسمى .وتارةازع لنهازع لمازع تكتملازع تلكازع الحقيقة ازع وتارةازع لنازع ذلكازع المسمىازع مماازع لازع ينبغيازع أنازع يكونازع مقصــولداً،ازع ب ـلازع المقصــولد .غيره
345-
) .وتارةازع لسبابازع أخرى 25/89) .مجموع الفتاوى /الطبعة الجديد ة - يقول أبو قتاد ة :هذ ه القاعد ة لو تأملها طالب العلمم لعلمم ممن أيمن يمؤتى أهل البدع ،إذ يظنون أن نفي الشي ء يستلز م نفي حقيقتممه لزوم مًا ،وإن إثبممات الشي ء يستلز م كمال حقيقته "أركاناً وواجبات ومستحبات "جميعا .وهذا هممو .سبب ضلل الفر ق المبتدعة من خوارج ومرجئة وقدرية وجبرية ثم إنهم بعد ذلممك يطلقممون الحكممم الغممائي علممى الموجممود الجزئممي ،أو يلغممون الحكم كلياً لنتفا ء بعضه وأجزائه ،وبهذا يتبين لك جهممل مممن يطلممق الحكمما م .الشرعية على مجرد الشعارات واللفاظ دون النظر للحقيقة والواقع يقول الشاطبي رحمه ا تعالى ":ل يلز م العتبار بالمنصوص عليمه، ).ما لم ينص عليه مثله من كل وجه")العتصا م 2/246
جؤنة المطيبين 29
يقول أبو قتاد ة :وهذا الذي وقع فيه الكاتب حين تعامل مع القبمموريين ،والديمقراطيين فإنه تعامل مع القبوريين على مرتبممة واحممد ة وكممذلك الممديمقراطيين ،وأطلممق .حكما ً نهائياً هو التكفير الغائي على الوجود الجزئي كما سيتبين في موطنه فشابه بهذا الخوارج الوائل وإن كانت قواعد ه الكليممة صممحيحة ،ووقممع فيممما .حَّذر منه أهل الُّسنة ثم بهذا يتبين لك الفر ق فيما فعله الخوارج مممن إنممزال الحكمما م الغائيممة علممى الجزا ء بحجة انتفا ء السم ،وبين ما كان يحتج به السلف كعمر بن الخطمماب رضي ا عنه في آيات أنزلت في الكفار كقوله تعالى "اذهبتممم طيبمماتكم فممي .حياتكم الدنيا" وخطابه للمسلمين المؤمنين بها .فالخوارج :أنزلوا الحكم الكلي على الجزئي وأهل الُّسنة :أنزلوا الحكم الجزئي على الجزئي ,وإن استخدموا اللفممظ الكلممي .الوارد في النص وأخطأ أقوا ٌ م من المرجئة فزعموا أن احتجاج عمر بمن الخطماب رضمي ام عنه بهذ ه اليات التي نزلت في الكافرين إنما على جهممة التحممذير والممترهيب .فقط ،ول نصيب للمؤمن منها قط ،وهو غلط آخر وقع من المرجئة :والخلصة يقول ابن تيمية -:وجماع المر أن السم الواحد ينفي ويثبت بحسب الحكمما م المتعلقة به ،فل يجب إذا ثبممت أو نفممي فممي حكممم أن يكممون كممذلك فممي سممائر …الحكا م ،وهذا في كل م العرب وسائر المم ،لن المعنى مفهو م فتبين أن السم الواحد ينفى في حكمم ويثبمت فمي حكمم ) مجمموع الفتماوى 419-7/418). يقول أبو قتاد ة الفقير :وعد م فهم هذا أوقع البعممض فممي تفسممير باطممل لحادثممة .ذات أنواط كما سيأتي :ازع تنبيهازع مهم يقول ابن تيمية رحمه ا تعالى ":إذا نهى )يكون نهيا( عن بعضه ،وإذا أمر ).بشي ء كان أمراً بجميعه" أي الشارع" )الفتاوى 21/85
جؤنة المطيبين 30
ليسازع تبريراازع للباطلازع ولازع لدفاعاازع عنه ".المنكر أبدا منكر" ازع قالازع المروزيازع فيازع العلل:ازع ذكر-أيازع أـحمدازع بنازع ـحنبل-ازع )الفوائد(،ازع فقال":الحديث .عنازع الضعفاءازع قدازع يحتاجازع إليهازع فيازع وقت،ازع والمنكرازع أبداازع منكر"ص 87 .وهي كلمة جليلة وا ول تصدر إل ممن كان إماما في الخير نعم قيلت في الحديث النبوي وقواعد ه ،ولكن لو تأملها طالب العلم لوجدها :تعبر عما نحن فيه .الضعيفازع يحتاجازع إليهازع فيازع وقت .المنكرازع أبداازع منكر البدعة والسيئة في واقع العمل السلمي ل ينكر وجودهما إل أعمى ،فمن علم هدي الكتاب والسنة ،وأبصر سبيل الهدي النبوي علم وقوع الطوائف والفراد من أمة محمد صلى ا عليه وسلم في مستنقع البدعة والسيئة ،ول يجوز لمسلم أن يدافع عن الباطل أو يبرر وجود ه ،فالباطل باطل أبدا ،كما أن المنكر منكر أبدا ،ومن زعم أن الحق ل يمكن أن يستقيم له أمر في هذ ه الدنيا إل بنوع من الباطل فهو مخطئ على الشريعة النبوية ،فالحق ل يحتاج إلى الباطل ،والهدى ل يحتاج إلى الضللة ،بل ل يتم أثر الحق والهدى إل
جؤنة المطيبين 31
بالبرا ء ة من الباطل والضللة ،وعلى المسلم دوما محاولةكشف البدعة .والتنفير من السيئة ما استطاع لذلك سبيل وقد وجد أقوا م ظنوا أن الحق ل يثبت ول يؤثر إل إذا اقترن بنوع من أنواع الباطل ،فأفتوا بهذا الباطل وقننو ه وجعلو ه دينا يتبع ،وهؤل ء هم الذين يفسدون على أهل السل م دينهم ،وما أتاهم هذا الشر إل بسبب إعراضهم عن هدي النبي صلى ا عليه وسلم وسير ة صحابته معه ومن بعد ه ،ولكثر ة قرا ءتهم ودراستهم لكتب وتجارب أهل الباطل والكفر ،فإنهم رأوا غلبة وقدر ة لهؤل ء على تحصيل مقاصدهم ،ثم نظروا نظر ة أخرى إلى أهل السل م فرأوا ذلة وهزيمة وتأخرا في السير نحو أهدافهم ،ففكروا وقدروا :وخرجوا بهذا الستنتاج أن الحق ل يمكن أن يثبت وجود ه ،ول أن تقو م له قائمة إل بشي ء من .الباطل ،والمهادنة له أو الركون إليه .وهم في الحقيقة عطلوا عمل الحق وأبطؤوا سير ة وأذهبوا عنه بعض قوته :والفقه السليم في هذ ه المسألة أن الباطل والبدعة والسيئة ل يمكن بحال من الحوال أن تبرر ،أو أن تصبح حقا وهدى وسنة وحسنة ،فمن أفتى بجواز الباطل والبدعة والسيئة بحجة حاجة الحق والصواب إليها ،أو بحجة تمرير الحق من خللها ،أو .بحجة خلف العلما ء حولها فهو مبطل هاد م للشريعة علم ذلك أو لم يعلم لكممن هنمماك فممر ق بيممن ممما هممو حممق وباطممل فممي المطلممق ،وبيممن واقممع الحممق ووجود ه ،ففي العصور المتأخر ة عمن صمدر النبممو ة ابتعمد النمماس عمن السمنة والحسممنة ،وكممثرت البممدع والسمميئات ،وصممار فيهممم اختلط بيممن السمميئات والحسنات ،وبين السنن والبدع ،ولم يختلف أهل العلم بأن هؤل ء يشممكر لهممم حسناتهم وما فيهم من السنة ،وتذ م سيئاتهم وما فيهم من البدع ،ومن رأى أن الطوائف والفراد ل يقبلون إل بحسنة مطلقة وبسنة صافية فقد خالف هممدي النبي صلى ا عليه وسلم ،فإنه صلى ا عليه وسلم كان يصبر على ما يقع من أصحابه من أعمال غير شرعية ول يطردهم من مجلسه ول من طممائفته ول من مسمى أصحابه ،ثم هذا علي رضي ا عنه دخل في جنممد ه مممن قتلممة عثمان رضي ا عنه الفسا ق ،وكانوا هم أهل الشوكة والقممو ة ،وكممان يشممكوا أمرهم للخارجين عليه -كطلحة والزبيررضي ام عنهممما -الممذين لممم يكونمموا يعذرونه بوجود هؤل ء الفسا ق في جند ه،فقاتلو ه وعادو ه،يقول رضي ا عنه وهو البر الصاد ق في دينه :يا إخوتا ه ،إني لسممت أجهممل ممما تعلمممون،ولكممن
جؤنة المطيبين 32
كيف أصنع بقو م يملكوننا ول نملكهم ؟ هاهم قد ثارت معهم عبممدانكم وثممابت إليهم أعرابكم،وهم خللكم يسومونكم ما يشاؤون فهل تممرون موضممعا لقممدر ة ) الطبري /تاريخ الرسل 4/437 ، ).على شي ء مما تريدون ؟ فمن الباطل السكوت عن الباطل وعد م انكممار ه ،لكممن كممذلك مممن الباطممل هممو إزالة الحق وعد م اعتبار ه لوجود نوع من الباطل معه ،ثم مممن الباطممل كممذلك تدمير الحق فممي طائفممة مممن الطوائممف وعممد م العممتراف بممه لوجممود الباطممل والسيئة فيهم) فإنه قد يجتمع في الشخص الواحد والطائفة الواحممد ة ممما يحمممد من الحسنات وما يذ م من السيئات ،وما ل يذ م من المباحممات ..ولهممذا يكممثر في المة من أئمة المرا ء والعلما ء وغيرهم من يجتمع فيه المران ،فبعممض الناس يقتصر على ذكر محاسنه ومدحه غلوا وهوى ،وبعضهم يقتصر على ذكر مساوئه وذمه غلوا وهمموى ,وديممن ام بيممن الغممالي فيممه والجممافي عنممه، ").وخيار المور أوسطها "التسعينية 1033-1032 فلبد للمفتي أن يفر ق بين الحديث عن الحق في مجاله العلمي ،وبين واقعه ومآل فتوا ه بعمل من العمال الشرعية ،وهذا بعض معنى الذي قاله بعض أهل العلم من الموازنة بين الكليات والجزئيات كما نص على ذلك الما م .الشاطبي رحمه ا تعالى فليس من الفقه ول من الورع ول من اتباع الهدي النبوي تضخيم السيئة في مجال مرتبتها وحكمها ،وإن كان من الفقه ومن الورع ومن اتباع الهدي النبوي تضخيم السيئة والتنفير منها في مجال الدعو ة والنصيحة والوعظ والرشاد ،فمن سلك السبيل في الولى فهو خارجي حروري ،ومن سلك سبيل الثانية فهو على هدي النبي صلى ا عليه وسلم ويرجى له النجا ة، .ومن بررها وسماها دينا فهو على شفا هلكة ومن النحراف والبدعة اعمال السبيل الثاني في الول ،أي تضخيم السيئة أكثر من واقعها في الحكم الشرعي ،فل يجوز تسمية ما ليس كفرا من المعاصي والكبائر بالكفر على جهة الطل ق ،وحمل أحكا م الكفر الكبر عليها بحجة تسمية النبي صلى ا عليه وسلم لها بالكفر ،كقوله صلى ا عليه وسلم" :سباب المسلم فسو ق وقتاله كفر" وغيرها من الحاديث ،ومن .وقع في هذا المر فهو على دين الخوارج ولشك وكثير من المبتدئين جاؤوا إلى عبارات التغليظ والتنفير في كل م العلما ء في حق بعض المعاصي والذنوب والبدع فحملوها على معنى الكفر والشرك المخرج من الملة،فضلوا وأضلوا ،وأفسدوا كل م أهل العلم ،وهذا
جؤنة المطيبين 33
كله بسبب جهلهم بمراتب اللفاظ في الشريعة السلمية ،وهو جهل كذلك .بأصول الفقه الذي هو واجب على الفقيه والمفتي وقد وقع الكاتب في هذا كما سترى في نقله لكل م صاحب )العمد ة في إعداد العد ة( في الجهاد تحت أمرا ء من أهل البدع ،إذ قال صاحب العمد ة...":ينبغي "...فجعلها صاحب الكتاب من أركان الدين الذي يكفر )مخالفه في عمله).انظر فصل الديمقراطيين فل اجتماع في الشرع بين الحق والباطل ،ول بين السنة والبدعة ،لن الحق الشرعي الوارد في الكتاب والسنة حق كله ،والسنة نور كلها ،لكن الجتماع بينهما إنما هو في الطوائف والفراد ،فالفتا ء بالباطل والسيئة والبدعة هو ادخال للباطل في الحق والبدعة في السنة ،وهذا هو عين الضلل والقول .على ا بغير علم ولكن بعض الناس ل يفعلون الحق والهدى والسنة إل بنوع من الباطل والسيئة والبدعة ،فحينها تعمل قاعد ة تدافع الحسنات والسيئات ،وقاعد ة المصالح والمفاسد ،فيسكت عن الباطل ول يفتى به ول يبرر ول يشرع، ويسكت عن بيان الحق ول يلغى ول يصبح باطل ،وأغلب غلط الناس هذ ه اليا م في هذا المر ،حيث يرون أن الحق محتاج إلى الباطل فيفتون بالباطل ،ويرى بعضهم الباطل مقرونا بالحق فيسبون الحق ويحتقرونه، وكلهما مبطل مفار ق للطريقة النبوية في المر بالمعروف والنهي عن .المنكر
"وجوهازع الفسالدازع فيازع كتابازع "ازع كشفازع شبهاتازع المقاتلين
جؤنة المطيبين 34
:فسالدازع منازع جهةازع التصورازع والعتقالد1-فقممد رأينمما الكمماتب يممرى كفممر حركممة طالبممان الفغانيممة ،وحركممة حممماس الفلسطينية ،والحركة السلمية فممي كردسممتان ،وحركممة الجهمماد ممن إخمموان .مسلمين في سوريا ،وغيرهم ولم يفصل الكاتب إل في حركة طالبان ،حيث كتب أكممثر مممن خمممس عشممر ة ورقة من مجموع كتابه البالغ مائة ورقممة فممي أمممر الديوبنديممة ،وهممي اعتقمماد الطلبة هناك ،وسماهم قبورية ،وأنها تمموالي أعممدا ء امم ،وتممتزلف للنضممما م للمم المتحد ة ،وأما بقية الطوائف فإنه اقتصر على ممما ذكممر ممما فممي الجممامع لطلب العلم الشريف من عد م جواز الجهاد تحت راية مختلطممة بيممن السممل م :والديمقراطية ونحوها قال تعالى" :أل ل الدين الخالص" وقال تعالى في مفاصلة الكافرين والتميز عنهم "لكم دينكم ولي دين" فهذ ه مفاصلة تامة ل خلط فيها وتبرؤ صممريح ل ".مداهنة فيها…الخ ص 13من الكتاب "الكشف وهذا الكاتب غاٍل جاهل في دين ا تعالى ل يدري ما يخرج من رأسه ،فممإن تكفير الناس على هذا الساس وبهممذ ه الصممور ة هممي طريقممة أهممل البممدع مممن :الخوارج وأذنابهم وإليك التفصيلتكفير الديوبندية بدعة لم يقل بها أحد من أهل العلم ،وهو أمر حادث جديممد- يقو م عليه بعض المعاصرين بسبب خصومات وكثر ة منازعات ،وقد أحممال الكاتب في فهممه للديوبنديمة إلمى كتماب "عمدا ء الماتريديمة" للشممس السملفي .الفغاني وهذا الكاتب ل يوجد فيه قط تكفير الديوبندية ،وإنممما فيممه بيممان فسمماد اعتقمماد الماتريدية والتي يمثلها فممي القممار ة الهنديممة الديوبنديممة؛ وهممي نسممبة لديوبنممد ،وفيها جامعة إسلمية قديمة هي التي حفظت السل م في القار ة الهنديممة منممذ قممرون ،وعامممة علممما ء القممار ة منممذ مئممات السممنين إنممما هممم مممن خريجيهمما .ومشايخها فتكفير الديوبندية من أجل خروج البريلويممة المشممركة منهممم هممو أشممبه بسممب .علي بن ابي طالب لن الخوارج كانوا من جند ه وأتباعه وتكفير الديوبندية لنهم ماتريدية ؛بدعة خارجية وافممترا ء علممى مممذهب أهممل الُّسممنة والجماعممة ،لنممي ل أعلممم عالمماً علممى ظهممر الرض كفممر الشمماعر ة وأخرجهم من أهل القبلة ،أو كَّفر الماتريدية وأخرجهم من أهل القبلممة ،وهممذ ه
جؤنة المطيبين 35
المسألة تابعة لمسألة تكفير المتأولين ،وقد كتبت فيها بحثا ً تحت عنوان -أهل .القبلة والمتأولون -فليرجع إليه والماتريدية لم يصمملوا الممى مرتبممة الجهميممة الغل ة ،مممع أن فيهممم نمموع تجهممم ،ومع ذلك يقول ابن تيمية رحمه ا لما وقعت الفتنة بينه وبين علما ء عصر ه في أبواب العلم المعروفة " :ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفا ة الذين نفوا أن يكون ا تعالى فو ق عرشه لما وقعت محنتهم ،أنا لو وافقتكممم كنممت كممافرًا، لني أعلم أن قولكم كفر ،وأنتم عنممدي ل تكفممرون لنكممم جهممال ،وكممان هممذا خطاباً لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم") .السممتغاثة الكممبرى 1/383 384–). فتأمل قوله ":وكان هذا خطابا لعلمممائهم وقضمماتهم وشمميوخهم "وقممارن بينممه وبين من يريد تكفير المقلدين من عوا م المسلمين لهؤل ء الئمة ،حينها تدرك الفممر ق بيممن طريقممة السمملف مممع هممؤل ء المبتدعممة وطريقممة مممن انتسممب لهممم بالشعار فقط ،وكمذلك تمدرك الفممر ق بيمن رحممة الوائممل مممع عزتهمم وغلبمة السل م يومهمما ،وبيممن غلظتنمما علممى بعضممنا مممع هواننمما علممى أنفسممنا وعلممى .الناس وتذكر قول علي رضي ا عنه في الخوارج وهو معلو م مشممهور" :إخواننمما ).بغوا علينا" )انظر تخريجه في مجلة المنهاج فتكفير الديوبندية لعقيدتهم الماتريدية بدعممة خارجيممة ،إذ أن تكفيممر المتممأولين .كالشاعر ة والماتردية ليس إل مذهب الخوارج والمتكلمين والمعتزلة :ثمازع إنازع تكفيرازع طالبانازع لنهمازع قبوريةازع تعميمازع جاهلازع منازع جهتين أولهما :تعميم هذا الوصف على طبقات متعممدد ة ل يجمعهمما إل السممم فقممط، :وذلك أن حال أهل البدع مع القبور على طبقات لكن يجمعهما حالن .من استغاث بالقبر والتجأ إليه طالبا ً منه حوائجه 1- ومن ذهب للقبر وقصممد ه للممدعا ء عنممد ه لظنممه أن الممدعا ء هنمماك أدعممى 2- .للجابة،أو للتوسل به في دعائه .فالول هو الذي يقال له الستغاثة وهو عمل كفري .أما الثاني فهو الذي يقال له التوسل
جؤنة المطيبين 36
وهذا الثاني قد اختلف الناس فيه ،فيرى بعض أهل العلممم جممواز ه كشمممس الدين الذهبي تلميذ ابن تيمية مثلً ،فهو كثيراً ما يذكرهذا فممي سممير أعل م .النبل ء له ففي ترجمة ابن لل ) (77-17/76بعد أن نقل كل م شيرويه عنه وقوله: .والدعا ء عند قبر ه مستجاب قال الذهبي" :والمدعا ء مسمتجاب عنمد قبمور النبيما ء والوليما ء ،وفمي سمائر البقاع ،لكن سبب الجابة حضور الداعي ،وخشوعه وابتهاله ،وبل ريب في البقعة المباركة وفي المسجد ،وفي الَّسحر ،ونحو ذلك ،يتحصل ذلك للممداعي ".كثيرًا ،وكل مضطر فدعاؤ ه ُمجاب وفي ترجمة معممروف الكرخمي ) (9/343نقمل قمول ابراهيممم الحربممي :قمبر .معروف التريا ق المجرب قال الذهبي بعدها " :يريد إجابة دعا ء المضمطر عنمد ه ،لن البقماع المباركمة يستجاب عندها الدعا ء ،كما أن الدعا ء في الَّسحر مرجممو،ودبممر المكتوبممات، .وفي المساجد ،بل دعا ء المضطر مجاب في أي مكان اتفق اللهم إني مضطر إلى العفو ،فاعف عني".أ.هم ويممرى الكممثر حرمتممه وهممو قممول السمملف مممن الصممحابة والتممابعين والئمممة المتبوعين كمالك وأبي حنيفة والشممافعي وأحمممد ،وهممو اختيممار ابممن تيميممة – .رحمه ا -فإنهم يقولون ببدعته ،ولم يقل أحد بأن هذا من الشرك وقد فَّر ق ابن تيمية بين المرين فقال" :كما ل يذبح للميت عند قبر ه ،بل نهى النبي صلى ا عليه وسلم عن العقر عند القبر وكر ه العلما ء الكممل مممن تلممك ).الذبيحة فإنها شبه ما ذبح لغير ا" )الستغاثة ،طبعة أخرى ص 525 .فأنت ترا ه جعله شبيها له ل هو هو يقول الشمميخ عبممد اللطيممف آل الشمميخ" :وهممذ ه المممور المبتدعممة عنممد القبممور أنواع ،أبعدها عن الشرع :أن يسأل الميت حاجته كممما يفعلمه كممثير ،وهمؤل ء من جنس عباد الصنا م ،يتمثل لهم الشمميطان فممي صممور ة الميممت كممما يتمثممل .لعباد الصنا م ،وكذلك السجود للقبر وتقبيله والتمسح به النوع الثاني :أن يسأل ا به ،وهذا يفعلممه كممثير مممن المتممأخرين وهممو بدعممة .إجماعا النوع الثالث :أن يظن أن الدعا ء عند ه مستجاب وأنه أفضمل ممن المدعا ء فمي المسجد فيقصد القبر لذلك ،فهذا أيضا من المنكرات إجماعا وممما علمممت فيممه
جؤنة المطيبين 37
نزاعا بين أئمة الدين ،وإن كان كثير من المتأخرين يفعلممه").جممامع المسممائل ).والرسائل 3/418 .والناس في تلك البلد وفي غيرها على هذين الحالين وكبار الطلبة هناك ل يرون الول ،وقد راسلني بعض إخواني الذين جلسمموا مع كبارهم فبينوا لهم ذلممك ،وأنهممم ل يقولممون بجممواز السممتغاثة بممالمقبورين .والموات .وسترى في ختا م هذا الكتاب رسالة لحد طلبة العلم في وصف حال الطلبة ثانيهما :إن الكمماتب لممم ينقممل مممذاهب العلممما ء فممي تكفيممر الجهلممة المسممتغيثين بالقبور ،وكأن للعلما ء قول واحدا ل غير ،وهذا خطممأ ،فممإن الكمماتب إن كممان .يرى كفرهم ،إل أنه كان ل بَّد من ذكر الخلف ول يوهم الجماع والتفا ق فإن ابن تيميمة -رحممه ام -لمم يكمن يمرى تكفيمر همؤل ء المسمتغيثين بسمبب جهلهم ،ويرى بعض أئمة الدعو ة النجدية عد م إعذارهم )كاسحا ق بن سليمان .والصنعاني( وهو قول ل يرضا ه عامة العلما ء وعابا عليهما ذلك ومحمد بن عبد الوهاب رحمه ا اختلف أبناؤ ه وأتباعه فممي فهممم كلمممه فممي .حكم هؤل ء وساذكر ألفاظه في هذا المر يقول ابن تيمية في من دعا الموات إذ سجد لقبر":وأن ذلك من الشرك الذي حرمه ا ورسوله ،لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسممالة فممي كممثير مممن المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين )اختلف النمماقلون لهممذا الحممرف فبعضهم رجح هذا الحرف على -يُبَيَّْن (-لهم ما جا ء به الرسول مما يخممالفه، ولهذا ما بينت هذ ه المسألة قط لمن يعرف أصل الممدين إل تفطممن ،وقممال هممذا أصل دين السل م ،وكان بعض الكابر من الشمميوخ العممارفين مممن أصممحابنا يقول هذا أعظم ما بينته لنا لعلمه بأن هذا أصل الممدين") .السممتغاثة الكممبرى 1/629/631). وقال في الفتاوى )" :(33-20/32كل عباد ة غير معمول بها ،فلبد أن ينهى عنها ،ثم إن علم أنها منهممي عنهمما وفعلهمما اسممتحق العقمماب ،فممإن لممم يعلممم لممم يستحق ،وإن اعتقد أنها مأمور بها وكممانت مممن جنممس المشممروع فممإنه يثمماب عليها ،وإن كانت من جنسازع الشرك فهذا الجنس ليس فيممه شممي ء مممأمور بممه، وهذا ل يكون مجتهدا ،لن المجتهد لبد أن يتبع دليل شرعيا ،وهذ ه ل يكون عليها دليل شرعي ،لكن قد يفعلها باجتهاد مثله ،وهو تقليد لمن فعل ذلك مممن
جؤنة المطيبين 38
الشيوخ والعلما ء ،والذين فعلموا ذلمك قمد فعلمو ه لنهمم رأو ه ينفمع ،أو لحمديث .كذب يتبعو ه ،فهؤل ء إذا لم تقم عليهم الحجة بالنهي ل يعذبون .وأما الثواب :فإنه قد يكون ثوابهم أنهم أرجح من أهل جنسهم ".وأما الثواب بالتقرب إلى ا فل يكون بمثل هذ ه العمال وابن تيمية رحمه ا تعالى لم ُيكفّْر البكري مع أنممه يقممول عنممه" :وهممم ) أي الخوارج( أظهر حجة وأبين محجة من مثل هذا الضممال وأمثمماله الممذين ليممس لهم فيما يبتدعونه من الشرك سمموى محممض البهتممان والفممترا ء والعتممدا ء". )).الستغاثة /طبعة أخرى 264-1/263 ".يقول ابن تيمية فيه" :فلهذا لم يقابل جهله وافتراؤ ه بالتكفير بمثله .وأما ما قاله ابن عبد الوهاب ،فهو منقول في كتبه وما نقله أتباعه يقول سليمان بن سحمان" :أما تكفير المسلم فقد قدمنا أن الوهابية ل يكفرون المسلمين ،والشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه ا -من أعظم الناس توقفمما ً وإحجاماً عن إطل ق الكفر ،حتى أنه لم يجز م بتكفير الجاهل الذي يدعو غير ا من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة الممتي يكفر تاركها ،قال في بعض رسائله :وإن كنَّمما ل نكفممر مممن عبممد قبممة الكممواز .لجهلهم وعد م من ينبههم فكيف ممن لم يهاجر إلينا؟ وقال وقد سئل عن هؤل ء الجهال – فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهممل لمعرفتها – يكفر بعباد ة القبور ،وأما مممن اخلممد إلممى الرض واتبممع همموا ه فل ).أدري ما حاله" ).مجموعة الرسائل والمسائل 3/5 يقول أبو قتاد ة الفقير :تأمل بممال عليممك أخممي الحممبيب كلمممة محمممد بممن عبممد الوهاب " ..فل أدري ما حاله "..ثممم انظممر اليممو م لممو قالهمما أحممد كيممف سمميفر الجهلة عنمه فمرار الحممر المسمتنفر ة ،لنهمم ل ترتماح نفوسمهم ال بمالتكفير، واطل ق أقسى العبارات في حق المسلمين ،فل يخدعنك يا طالب العلم تشممدد الجهلة ،ول تنسا ق ورا ءهم طمعا بمدحهم وخوفا من ذمهم ،فوا ل يريممدون .منك ال أن تكون جسرا لهم على جهنم وفي الدرر السنية :يقول محمد بن عبد الوهمماب فممي رسممالة لممه":وإذا كنمما ل نكفر من عبد الصنم الذي على عبممد القممادر ،والصممنم الممذي علممى قممبر أحمممد )البدوي ،وأمثالهما لجل جهلهم وعد م من ينبههم1/104) . .والقصد من هذا :أن الكاتب عمم ولم يفصل ووقع في المحذور
جؤنة المطيبين 39
يقممول ابممن القيممم -رحمممه ام تعممالى -فممي الكافيممة الشممافية فممي خطممور ة هممذ ه :العمومات وترك التفصيل الذي هو منهج المهتدين من أهل السنة والتباع فعليك بالتمفصيل والتمييز فالم774- إطل ق والجمال دون بيان قد أفسد هذا الوجود وخبطا الم 775- أذهان والرا ء كل زممان وما فساد هذا الكاتب إل لطلقاته وإجمماله فمي الحمديث ،إذ يمرى أن السمم الواحد ليس له إل مرتبة واحد ة ،ثم يطلق عليممه حكمما ً واحممدًا ،وهممذ ه طريقممة .الجهال ،ويتورع عنها صغار الطلبة إن التفصيل هو الذي به يتم البيان الحق الصممحيح كممما قمال تعمالى" :وكمذلك ".نفصل اليات ولتستبين سبيل المجرمين وقد جعل الكاتب القبر وثنا ،وهذا حق ،لكن أعطا ه نفس الحكم الغائي ،وهممذا هو الضلل الذي ننبه عليه ،فإن اجتماعهما في السم ل يقتضي اجتماعهممما في الحكم كما تقد م من قول ابن حجر رحمه ا تعالى " :ل يلز م الشممتراك "في السما ء الشتراك في المعنى ويقول ابن عبد الوهاب" :وأما بنا ء القباب عليها )القبور( فيجب هممدمها ،ول )علمت أنه يصل إلى الشرك الكبر") .مؤلفات الشيخ الما م 1/101 وقد وجد في بعض الوقات من كفر بنا ء القبور والقبمماب عليهمما مممن الجهلممة :أهل الغلو ورد عليهم الما م الشوكاني في قصيد ة له وفيها فكيف يقال قد َكفََر ْ س يرى لقبورهم حجر وعوُد ت أنا ٌ بتسوية القبور فل جحوُد فإن قالوا أتى أمر صحيح ولكن ذاك ذنب ليس كفراً ول فسقا فهل في ذا وروُد وإل كان من يعصي بذنب كفورًا ،إن ذا قول شرود )نيل الوطر (299 ويقول علمة اولعراق محمود شكري الولوسسسي ساني) سى اولنبهس سرد علس في غاية الماني في اولس : (1/36واولذي تحصل مما سقناه من اولنصوص أن اولغلة ودعاة غير ا وعبسسدة اولقبسسور اذا كانوا جهلة بحكم ما هم عليه وولم يكن أحد
جؤنة المطيبين 40
سس سم فليس سى خطئهس من أهل اولعلم قد نبههم علس )لحد أن يكفرهم.أ .هسسس
الجهلازع واـحتمالازع وجولدهازع فيازع لدارازع السلم ) :قال الكاتب في فصل ) رد شبهة إطل ق العذر بالجهل في دار السل م وقال البعض أنه وإن ظهر بعض المنكرات والشرك من القيمماد ة الممتي يقاتممل تحت رايتها ،فهذ ه القياد ة وهذ ه الراية تبقى إسلمية ،ودارهم تبقى دار إسل م وذلك لوجود موانع من التكفير قائمة في أعيان هممذ ه القيمماد ة ،فهممم معممذورون .بجهلهم وبالتالي دارهم دار إسل م وهذا القول متناقض ،فالعلما ء على عكس هذا تماما ،فهم يقولون بعد م العممذر بالجهل في دار السل م وذلك أنها مظنة العلم ،فلممو كممانت دارهممم دار إسممل م !فكيف يعذرون بجهلهم؟ .فانظر رحمك ا إل هذا التناقض ونقل الكاتب كل م الشيخ ابن باز– رحمه ا تعالى :-والحاصل أن من أظهر .الكفر في ديار السل م حكمه حكم الكفر ة ثم نقل كل م الدكتور عبد الكريم زيممدان :ولهممذا قممال الفقهمما ء :العلممم مفممترض .فيمن هو في دار السل م
جؤنة المطيبين 41
ثم صار إلى كل م صاحب الجامع في طلب العلم الشريف عبد القادر بن عبد العزيز وهو :أنه ل عذر بالجهل للمقيم في دار السممل م ،ويعللممون ذلممك أنهمما مظنة لنتشار العلم ،وأن المكلف يتمكن من طلب علم ما يجب عليممه فيهمما – إلى أن قال – ومع ذلك يستثني العلما ء أحوال يعذرونه فيها بالجهممل فممي دار السل م ،وهو حديث العهد بالسل م ،ومن نشأ في بادية أو في شاهق جبل ل يخالط المسلمين ،والضابط الذي يحكممم كممل هممذ ه الصممور والسممتثنا ءات هممو التمكن من العلم أو عدمه ،فليست العبر ة بمجرد القامة بدار السل م ،ولكممن " لن الولى مظنة العلم ،والثانية مظنة الجهل والن يقال لهذا الكاتب :من الذي تناقض :من رددت عليهم أ م أنت؟ فإن كل م صاحب الجامع جعل الضممابط هنمما هممو التمكممن مممن العلممم وعممدمه ، .وليس مجرد القامة في دار السل م وهذا هممو الضممابط الصممحيح فممي المسممألة ،وقممد رأينمما كل م ابممن تيميممة وهممو .يتحدث عن بلد المسلمين يومها وهو نفس كل م محمد بن عبد الوهاب :وأما كل م ابن باز ففيه غلو وتناقض في هذ ه المسالة من وجو ه منها أن ابن باز ل يعذر المستغيثين بالقبور بالجهل مطلقا ،وهممذا شممي ء معممروف .عنه مبثوث في فتاويه رأينا ابن باز قد أعذر من طلبوا الشرك في نظر ه من رسممول ام صمملى ام عليه وسلم في حادثة ذات أنممواط ،وهممم فممي دار إسممل م ،لنهممم حممديثوا عهممد بكفر ،فالضابط إذا في الجهل وعدمه ليس هو وجود الرجمل فمي دار إسمل م .أو دار كفر تنبيه :سيأتي الرد على ابن باز ومن قلد ه في حادثة ذات أنواط – إن شمما ء * -ا تعالى
جؤنة المطيبين 42
تكفيرازع طالبانازع منازع أجلازع موالةازع الكافرين وقد نقل الكاتب في ثنايا كتممابه ممما وجممد ه فقممط فممي "الجممامع فممي طلممب العلممم الشريف" في موضوع الموال ة ،وصاحب الجامع ل يعرف الموال ة إل على معنى واحد فقط ،وهو الكفر الذي يضاد اليمان مممن كممل وجممه ،وهممذا خطممأ .سنبين وجه الفساد فيه فيما يأتي تنبيهازع :فصلت الرد علممى صمماحب الجممامع فممي ممموطنه حيممث سمميتبين لكممل( طالب علم أنه وقع في نفس )المهلكة( التي وقع فيها مؤلف كتاب "الممموال ة" للجماعة السلمية المصرية ،فكلهما اعتبرا الموال ة معنى واحممداً ومرتبممة .واحد ة أما صاحب كتاب "الموال ة" فقممد جعلهمما كلهمما ممن الكفممر الصممغر والممتي ل يكُفر المر ء بها إل بوجود الستحلل وما في معنا ه ،وأممما صمماحب الجممامع، فقد جعلها كلها من الكفر الكمبر ،ولمذلك كفمر الجاسموس مطلقما ً دون النظمر .لحاله وكلهما اعتمدا على قصة حاطب –رضي ا عنه -بوجه من وجممو ه الغلممط ).في الستدلل ولكن لم يبين الكاتب أبداً ما هي العمال التي وقعممت فيهمما حركممة "طالبممان" .والتي هي من موال ة المشركين ،والتي تجعل طالبان مخلة بأصل الدين :نقبت في الكتاب فلم أجد شيئا ً سوى قوله لم تعد العلقات سراً ،بممل علنيممة ،ورايممة الصممليب ترفممرف فممي شمموارع" !!مدنهم وغيرها إلى جانب راياتهم
جؤنة المطيبين 43
وتراعى تلك النظمة قواعد القانون والعرف الدولي فيما يتعلممق برفممع العلممم الجنممبي علممى المبمماني الخاصممة بالممثليممات السياسممية والقنصمملية للممدول الجنبية في أراضيها وكذلك المممم المتحممد ة والهيئممات الدوليممة والقليميممة أو رفعه على السيارات الخاصة بموظفيها" .ص 42 ولما كان هذا العمل عند ه من أعمال الول ء للكافرين ،وكان الول ء عنممد ه فممي مرجعه )وهو الجامع( على مرتبة واحد ة وهي الكفممر الكممبر ،كممان مممن أَِذَن بهذا من الكافرين الذين أخلوا بأصل الدين وبالتممالي ل يقاتممل معممه ول تحممت .رايته وهذا كل ٌ م غريب مركب على مقممدمات باطلممة ل يصممح منهمما شممي ء ،وإليممك :البيانليس من أصول الدين الذي يكفر مخالفه منع المشركين من يهممود ونصممارى من إظهار دينهم والمجمماهر ة بممه ،وإن كممان مممن واجبممات الممدين وفروضممه ، وفر ق بين أصل الدين الركين وبيممن واجبمماته ،فمممن أخممل بأصممله فهممو كممافر ومرتد ،ومن أخل بواجب من واجباته فهو فاسق عاص ،والكفر ل يجوز إل بالكرا ه ،ول يجوز للحاجة والضطرار إجماعا ً بخلف الحرا م الذي يجمموز .للضطرار تنبيه :لي رسالة في بيان عد م جواز الكفر للحاجة والضممطرار ،وهممي رد( على من زعم أن رسول ا أجاز الكفممر ممن أجمل المصمملحة فممي قصمة قتممل كعب بن الشرف كما قال بها بعض الكتبة الغرار ،أو في حادثة قتل خالممد ).بن سفيان الهذلي ولو صح قولهم هذا لكان القول بوجود كنائس للنصارى وبيع لليهود في بلد المسلمين مانعاً من لحوقها بمسمى دار السل م ،وهممو قممول لممو عقلممه المممر ء .لعرف فساد ه بمجرد تصور معنا ه فممإن الجممماع منعقم ٌد علممى أن البلممد الممذي يُْفتَمُح صمملحا ً ويشممترط أهلممه بقمما ء .الكنائس فيه فإنه ل يجوز للمسلمين نقض هذا العهد ويجب ابقائها .وجوزوا لمن فتحت عنو ة أن تبقى فيها كنائسهم ،كما جوزوا هدمها صَر من قبل المسلمين من البلد أن تبنى فيها الكنائس .ولم يجيزوا لما ُم ّ
جؤنة المطيبين 44
وهذا كله في غير جزير ة العرب) .انظر مسألة فممي الكنممائس لشمميخ السممل م ).ابن تيمية ).وانظر في أحكا م ترميمها وبنائها في فتاوى السبكي ) 2/369 :أما بيان تعدد مراتب الول ء والبرا ء ،وقول أهل العلم فإليك أقوالهم :يقول ابن تيمية في مراتب الموال ة ،وأنها ليست مرتبة واحد ة إن ُشَعب اليمان قد تتلز م عند القو ة ول تتلز م عند الضعف ،فإذا قوي ممما" في القلب من التصديق والمعرفة والمحبة ل ورسوله صلى ا م عليممه وسمملم أوجب بغض أعدا ء ا كما قال تعالى" :ولو كانوا يؤمنون بممال والنممبي وممما أنزل إليه ما اتخذوهم أوليا ء" وقال" :ل تجد قوماً يؤمنون بال واليو م الخممر يوادون من حمماد ام ورسمموله ولممو كممانوا آبمما ءهم أو أبنمما ءهم أو إخمموانهم أو عشيرتهم .أولئك كتب في قلوبهم اليمان وأيدهم بممروح منممه" ،وقممد تحصممل للرجل موادتهم لرحم أو حاجة فتكون ذنبما ً يتقممص إيمممانه بممه ،ول يكممون بممه كافراً ،كما حصل من حماطب بمن أبمي بلتعمة لمما كماتب المشمركين ببعمض أخبار النبي صلى ا عليممه وسمملم وأنممزل ام فيممه" :يمما أيهمما الممذين آمنمموا ل تتخذوا عمدوي وعمدوكم أوليما ء تلقمون إليهمم بمالمود ة" … المخ" ) .مجمموع ).الفتاوى 523-7/522 .ازع أماازع الكفرازع فيازع الموالةازع فهيازع الموالةازع المطلقة يقول رحمه ا :ومن تولى أمواتهم وأحيا ءهم بالمحبة والتعظيم والموافقة فهو منهم… وام يحممب تمييممز الخممبيث مممن الطيممب ،والحممق مممن الباطل ،فيعرف أن هؤل ء منافقون ،أو فيهم نفا ق وإن كانوا مممن المسمملمين ، فإن كون الرجل مسلما ً في الظاهر ل يمنع أن يكون منافقا ً في البمماطن/28 ). 202-201) . ويقول ابن القيم فمي تجزيم ء المموال ة" :أهمل السمنة متفقمون علمى أن الشخص الواحد يكون فيه ولية ل وعداو ة مممن وجهيممن مختلفيممن" )مممدراج )السالكين 1/281 وقد جعل ابن تيمية التشبه بالكافر ممن المموال ة ،قمال بعمد حمديث ابمن عمر رضي ا عنهما المرفوع" :من تشبه بقوٍ م فهو منهم" :وهممذا الحممديث أقل أحمواله أن يقتضمي تحريمم التشمبه بهمم ،وإن كمان ظماهر ه يقتضمي كفمر المتشبه بهم كما فممي قموله" :وممن يتممولهم منكممم فمإنه منهمم" وهممو نظيممر مما سنذكر ه عن عبد ا بن عمر أنه قال" :مممن بنممى بممأرض المشممركين وصممنع
جؤنة المطيبين 45
نيروزهم ومهرجممانهم ،وتشممبه بهممم حممتى يممموت حشممر معهممم يممو م القيامممة" )) .أخرجه البيهقي في سننه 9/243 ازع فقدازع يحملازع هذاازع علىازع التشبهازع المطلقازع ،ازع فإنهازع يــوجبازع الكف ـرازع ،ازع ويقتض ـيازع تحريــم ازع أبعاضازع ذلكازع ،ازع وقدازع يحملازع علىازع أنهازع منهمازع فيازع القدرازع الذيازع شــابههمازع في ـهازع ،ازع فــإنه كانازع كفــراًازع أوازع معصــيةازع أوازع شــعاراًازع لهـاازع كــانازع ـحكمـهازع كــذلك.ازع )اقتضمما ء الصمراط ) .المستقيم237/238 / ازع يقولازع الشيخازع عبدازع اللطيفازع بنازع عبدازع الرـحمـنازع آلازع الشــيخ-:ازع وعرفتـمازع أنازع مســمى ازع الموالةازع يقـعازع علـىازع شــعبازع متفاوتـةازع منهـاازع مـاازع يــوجبازع الـّرلدةازع كـذهابازع الســلم بالكليةازع ،ازع ومنهاازع ماازع هوازع لدونازع ذلكازع منازع الكبائرازع والمحرمات.ازع )نقلممه سممليمان بممن ).سحمان /انظر الرسائل والمسائل النجدية 3/38 ، أممما تكفيممر طالبممان مممن أجممل مطالبتهمما بالممدخول فممي المممم المتحممد ة وأنظمتها وهيئاتها فإني سألت الخممو ة مممن المجاهممدين العممرب هنمماك ،وكممذا :سألت بعض رجال الطلبة فكان الجواب هو التالي نحن نطلب الدخول في هممذ ه الهيئممات مممع شممرط شممرعي يجيممز لهممم )حسممب رؤيتهم الفقهية( المطالبة بالدخول فيها ،هذا الشرط هممو أن ل تلممتز م الحركممة بأي بنممد مممن بنودهمما الممتي تخممالف الشممريعة ،فهممي تطلممب الممدخول فممي هممذ ه الهيئممات بهممذا الشممرط ،وهممم يعتقممدون جممواز هممذا الطلممب مممع هممذا الشممرط، ويعتبرون أن من أسباب عد م قبولهم في هذ ه الهيئات هو وجممود همذا الشممرط .الذي قَّدمو ه مع طلبهم أما الدخول مع هذ ه الهيئممات مممع اللممتزا م بمبادئهمما وعقائممدها وقوانينهمما فهمو الكفر بعينه ،وكل ما نقله الكمماتب فممي همذا البمماب هممو قممو ٌل صممحي ٌح ل غبممار .عليه لن التزا م المسلم بهذ ه القوانين الكفرية هو من الشرك والكفر المبين الذي ل .ينتطح فيه أهل العلم وقد رأيت بعض من ينصر هذا الكتاب يكفرهم لنهم أرسمملوا رسممالة كفريممة لحكا م طواغيت تعزية لهم بوفا ة أسلفهم ،وهذا ممن تمما م الجهمل ،فلممو رجمع إلى كتب الجنائز في كتب الفقه المصنفة مممن قبممل أهممل العلممم لممرأى الخلف .الفقهي في جواز أو حرمة أو كراهية تعزية الكافرين فاللهم رحماك من غلبة هؤل ء الصبية الصغار والجهلة الغرار ،وتصدرهم .للفتوى والقول على ا ورسوله بغير علم
جؤنة المطيبين 46
):ازع مسألة( :الفر ق بين المتابعة في التشريع وبين الدخول في العمل :وهاهنا مسألة مهمة وهي ذكر صاحب الكتاب قول غاليمما ل يعممد مممن أقمموال أهممل السممنة ،وهممو تكفيممر المتابع عمل دون الستحلل في المعصية لمن فعلها اسممتحلل ،أو قممال بهمما .تشريعا وصمورتها همي واقمع المسملمين العصما ة اليمو م فمي بلدهمم وتحمت أنظممة .حكامهم والصمور ة همي أن الدولمة كفمرت لمما شمرعت للنماس المحمر م ،فقممالت بحمل الخمر والربا والكثير من المعاصي المحرمة إجماعمما عممن طريممق القمموانين، والناس يفعلون هذ ه العمال متابعة للدولة فممي العمممل ،فممترى المسمملم يرابممي ويشرب الخمر ،ولكنه ل يتابع المبدل في استحلل المعصية ،وإنممما يتابعهمما في عمله من غير اسممتحلل لهمما،فالدولممة )والممتي هممي طائفممة متمكنممة( تكفممر اجماعا بهذا ،لقولها بتشريع على خلف الشممرع ،لكممن القممول بتكفيممر المممر ء المتابع في عمله في غير المكفممرات دون السممتحلل ليممس هممو مممذهب أهممل السنة والجماعة ،بل هذا القول هو قول الغل ة مممن أهممل البممدع الممذين حكممموا على الناس جملة هذ ه اليا م بالكفر أو بالتوقف فيمن أظهر السل م حتى يعلم برا ءته من المتابعة في العمل ،وهذا الخطممأ نبممه عليممه ابممن تيميممة رحمممه ام تعالى في تفسير قوله تعممالى " :اتخممذوا أحبممارهم ورهبممانهم أربابمما مممن دون :ا" فقال وهؤل ء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم ،حيث أطاعوهم في تحليل ما حممر م :ا وتحريم ما أحل ا يكونون على وجهين أحدهما :أن يعلموا أنهم بدلوا دين ا فيتبعوهم على التبديل، فيعتقدون تحليل ما حر م ا ،وتحريم ما أحل ا اتباعا لرؤسائهم ،مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل ،فهذا كفممر ،وقممد جعلممه ام ورسمموله شممركا ،وأن لممم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم ،فكان من اتبع غير ه في خلف الممدين مممع علمه انه خلف الدين ،واعتقد ما قال ذلك دون ما قاله ام ورسمموله مشممركا .مثل هؤل ء والثاني :أن يكون اعتقادهم وإيمممانهم بتحريممم الحلل وتحليممل الحلل ثابتمما ،لكنهممم أطمماعوهم فممي معصممية ام ،كممما يفعممل المسمملم ممما يفعلممه مممن
جؤنة المطيبين 47
المعاصي التي يعتقد أنها معاص ،فهؤل ء لهم حكم أمثالهم مممن أهممل الممذنوب كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى ا عليه وسلم أنه قممال" :إنممما الطاعممة في المعروف" وقال " :على المسلم السمع والطاعة فيما أحممب وكممر ه ممما لممم يؤمر بمعصية" ،وقال" :ل طاعة لمخلو ق في معصية الخالق" وقال " :مممن ).أمركم بمعصية ا فل تطيعو ه" ).مجموع الفتاوى 7/70 ففر ق بين المتابعة في التشريع والتبديل وبين المتابعة في العمممل ،ول يجمموز .الخلط بينهما ومن المتابعة في التشريع الدخول في العقود الكفرية كالممدخول فممي عقممد مممع المم المتحد ة سوا ء التز م عمل بقوانينها أو لم يلتز م ،لكن من أين لكاتب هممذا :الكتاب أن مجرد وجود ما ذكر هو دخول في العقد الكفري ،بل هو يقول تراعىتلك النظمة قواعممد القممانون والعممرف الممدولي فيممما يتعلممق برفممع العلممم الجنممبي علممى المبمماني الخاصممة بالممثليممات السياسممية والقنصمملية للممدول الجنبية في أراضيها وكذلك المممم المتحممد ة والهيئممات الدوليممة والقليميممة أو رفعه على السيارات الخاصة بموظفيها" .ص 42 فهو كما ترى أخي المسلم السني يجعل المتابعة في العمممل كفممرا دون النظممر في أحكا م هذ ه العمال في أصلها دون استحلل ،ودون أن يثبت وجود عقممد .اللتزا م :فهما أمران ليثبت الكفر ،ول يشترط اجتماعهما أول:وجود عقد التزا م على عمل غير شرعي سوا ء كان كفرا بذاته أ م .مجرد معصية ،فإن عقد اللتزا م مكفر بذاته ،لنه دخول في التشريع ثانيهما :تحرير حقيقة العمل في دين ا في الفعممل المجممرد مممن غيممر .التزا م ،هل هو كفر أ م ل ،فإن كان كفرا فهو وذاك ،وإل فل
جؤنة المطيبين 48
هلازع الديمقراطيونازع كفارازع بلازع مثنوية؟ بل شك أن الديمقراطية دين ،وهي في أصلها دين تخالف دين ا تعالى مممن كل وجه ،والديمقراطية فيها شقا كل دين من الديان سوا ء كانت سممماوية أو :وضعية وهما .شق التصور والعتقاد وهو ما يتعلق بالمرازع العلميازع الخبري 3- وشق التشريع والتعبد وهو ما يتعلق بالمر العملي الرالدي ،فكل مممن 4- .دان بها أو بأحد شقيها التزاما فهو كافر لكن يوجد من انحرف من أهل السل م فل يأخذ بها علممى جهممة الشمممول،ول بما يكفر المر ء ،إنما يرى أن فيها شيئا ً مما يصمملح أن يكممون عمماملً وجانبما ً يزيد فعالية السل م ،أو يمل ما أجاز السل م نفسه اجتهاد النمماس فيممه ،وهممذا هو ما يقع فيه الكثير من المبتدعة والمنحرفين المنتسبين للسممل م ،وحممديثنا .عن الحكم الشرعي في هؤل ء وقبل أن أخوض مع إخواني في حكم هؤل ء ،فإني أحب أن أبين أن ما حدث مع المنحرفين اليو م بسبب الديمقراطية قد وقع مثيله في التاريممخ السمملمي، .ولسنا أما م حالة لم تسبق من قبل ولم يتعامل معها أهل السل م :وأقرب ما نحن فيه هو دين الصوفية فالصوفية دين ،وموجود ة قبل السل م ،وهي تحمل شق التصور وهو وحممد ة الوجممود ،وشممق التعبممد والتشممريع المتضمممن للسممهر والجمموع والخلممو ة وممما .أضيف إليه بعد ذلك من الذكر ولما دخلت الصوفية في أول أمرها َحَكَم عليها العلما ء بالكفر والزندقة ،لكن لما رأت نفسها غير مقبولة بهذا الطرح الواضح ذهبت وتخفت بستار التقية، فكتمممت شممق العتقمماد وأسممبغت علممى الجممانب التعبممدي الخطمماب الشممرعي، فالسهر هو قيا م الليل ،والجوع هو الصيا م والخلو ة هي العزلممة والممذكر كممما .هو
جؤنة المطيبين 49
وُخِدَع جماعممات مممن المتعبممدين بهممذا الوافممد الجديممد ،وسمممي هممؤل ء جميعما ً :بالصوفية مع اختلف مراتبهم ففيهم الغالي وهممم القممائلون بوحممد ة الوجممود )مثممل الحلج وأبممي يزيممد 5- ) .البسطامي وابن عربي وغيرهم وفيهممم مممن يكفممر بهممذ ه العقيممد ة وهمموعلى اعتقمماد بممدعي كالشممعرية 6- ).والماتريدية والقدرية )كالقشيري والغزالي وغيرهما سنة ولكن يمممارس بممدعتهم فممي التعبممد 7- وفيهم من هو على معتقد أهل ال ُّ )).كأبي اسماعيل الهروي وهكذا ،وحكم كل طائفة من هؤل ء ليس حكمما ً واحممداً ،بممل بحسممب البدعممة س المر ء بها ،فإذا كان من المممؤمنين بالعقيممد ة الصمموفية فهممو كممافر، التي تلبَّ َ وإن كان بريئاً ممن همذا العتقمماد وتلبمس ببعمض تشمريعاتها وأعمالهمما فهممو .محكو م عليه بحسب هذ ه البدعة والذين يحكمون على الصوفي بمجرد السم مطلقا ً هم جاهلون فممي ديممن ا م .تعالى ،مخالفون لجماع المة في الحكم على هذ ه الطائفة وكذلك الديمقراطية والديمقراطيون ،فمعتقُد الديمقراطيممة هممو سممياد ة الشممعب لنفسه في جميع سلطاته التشريعية والتنفيذية والقضائية ،وهي سلطة عليمما ل سلطة فوقها حتى لو كانت خطاب ا تعالى فممي الكتمماب والُّسممنة ،ومممن قممال بهذا القول فهو كاف ٌر مشر ٌك في دين ا تعالى ل يشك في كفر ه مسمملم ،ومممن .توقف في تكفير ه هو كافر مثله إل أن يكون جاهل وأما تلبس المر ء ببعض تشريعاتها وأعمالها فحكمه بحسب هذ ه البدعة الممتي صممبية تلبس بها ،والحكم على جميع هممذ ه النممواع حكمما ً واحممداً هممو سممبيل ال ّ الذين يعلقون الحكا م على السما ء دون النظر إلى مراتبها ،وهممو ممما نحممذر منه في هذ ه الورقات ،بل هو سبب ضلل كل الفر ق والطوائف التي فممارقت سبيل المؤمنين فخرجت عن هدي الكتاب والُّسممنة مممع احتجاجهمما بألفاظهممما، وعامة ما يقع به الشباب اليو م من النحراف بشممقيه – الفممراط أو التفريممط- هممو بسممبب هممذا الجهممل ،وهممم يظنممون أن المسممائل الفقهيممة أشممبه بالعمليممة الرياضية ،والكلمة أشبه بالرقم لها دللة واحد ة ل مراتب فيها ،فالديمقراطية .دين ،فكل ديمقراطي يدين بغير السل م ،إذاً كل ديمقراطي هو كافر وهو ما وقع فيه هذا الكاتب إذ فهم علممى صمماحب )العمممد ة فممي اعممداد العممد ة( فهما سيئا فقد نقل الكاتب عنه قوله" :كذلك فإن راية الجهاد ينبغممي أن تكممون
جؤنة المطيبين 50
إسلمية خالصة غير مختلطة بأي من الهوا ء والرا ء البشرية كالشتراكية والديمقراطية ونحوها ،قال تعالى" :أل ل الدين الخممالص" وقممال تعممالى فممي مفاصلة الكافرين والتميز عنهم "لكم دينكممم ولممي ديممن" …"الممخ كلمممه ص 13. وكل م صاحب العمد ة فيه إجمال في صدر ه بقوله )ينبغي أن تكون…( وهممو لفظ غير محممدد فممي هممذا البمماب ،فحملممه الكمماتب علممى معنممى واحممد وهممو أن .مخالفه مخ ٌل بأصل الدين كما هو موضوع الكتاب وهذا لو تفطنت له علمت ما قلته لك أخي القارى ء في مقدمة كتابي هممذا بممأن الكتاب الذي أرد عليه هو )كشف شبهات المقمماتلين( هممو كتمماب سممي ء يحتممج .بالعمومات دون تفصيل ،فكان أن وقع في حمأ ة الغلو المذمو م :فالديمقراطيون طبقات هناك مسلم ديمقراطي )استخدمت لفظ مسلم ديمقراطممي ،كاسممتخدامهم مسمملم صوفي ،وإن كان الديمقراطي الكلي ل يكون مسلما( يقممول :أن الديمقراطيممة عندي هممي وسمميلة فممي اختيممار الحمماكم ،ول أقممول بممأن للشممعب أن يقبممل مممن الحكا م بحسب رأي الكثرية دون مراعاٍ ة للحكم الشرعي المنزل ،فهذا أبممداً ل يكون حكمه من قممال بالديمقراطيممة فممي معتقممدها ،ومممن سمموى بينهممما فقممد ،افترى على دين ا تعالى وسلك غير سبيل المؤمنين نعم هو مبتد ٌع مخطى ء ،كحال الصوفية والمتكلميممن فممي بممدعهم وأخطممائهم، .لكن ل يمكن أن يكون كافراً بهذا القول فحين يَُكّفر صاحب الكتاب السي ء حركممة حممماس لنهمما تقممول بالديمقراطيممة هكذا مطلقًا ،أو حين يَُكّفر الحركة السلمية في كردستان لهذا القممول يكممون قد افترى في دين ام تعممالى كممما افممترى سممابقا ً فممي التسمموية بيممن السممتغاثة والتوسل بجامع دخولهما تحت اسم واحد وهو "القبوريين"! وهم عند ه علممى .مرتبة واحد ة كلهم قد أخلوا بأصل الدين ثممم إن هممؤل ء حممتى لممو قممالوا مثممل هممذ ه القمموال الحادثممة كالديمقراطيممة والشمتراكية )كممما وقممع ممن الشميخ المدكتور /يوسممف السمباعي رحممه ام تعالى( فإن الواجب إعمال موانع التكفير في حقهم لخفا ء السممل م ودروسممه، ولعمومات هذ ه اللفاظ واحتوائها على معاني باطلة متعدد ة وبعض المعمماني السلمية الصحيحة كما وقع من الشيخ الدكتور يوسف السممباعي فممي كتممابه ".الذي سما ه "اشتراكية السل م
جؤنة المطيبين 51
.فالقول بردتهم غل ٌو وإفراط وانحراف عن سبيل أهل الُّسنة والجماعة وأهل العلم في حكمهم على الطوائف والفر ق كممانوا يفصمملون تفصمميل يزيممل كل لبس ,ومن ذلك ما ذكر ه ابن تيمية في الشيعة ،فممإنه يقممول :والشمميعة هممم :ثلث درجات شرها الغالية :الذين جعلوا لعلي )ابن أبي طممالب رضممي ام عنممه( - شيئا من اللوهية ،أو يصفونه بالنبو ة ،وكفر هممؤل ء بيممن لكممل مسمملم يعممرف السل م ،وكفرهم من جنممس كفممر اليهممود والنصممارى ممن هممذا المموجه ،وهممم .يشبهون اليهود من وجو ه أخر والدرجة الثانية :وهممم الرافضمة المعروفممون ،كالماميمة وغيرهممم - ،الذين يعتقدون أن عليا هو الما م الحق بعد النبي صلى ا عليه وسلم بنص جلي أو خفي ،وأنه ظلم ومنع حقه ،ويبغضون أبا بكر وعمر ،ويشتمونهما، .وهذا عند المامية سيما الرافضة ،وهو بغض أبي بكر وعمر وسبهما والدرجة الثالثة :المفضلة من الزيدية وغيرهم الذين يفضلون عليا - على أبي بكر وعمر،ولكن يعتقممدون إمامتهممما وعممدالتهما ويتولونهممما ،فهممذ ه الدرجة -وإن كانت باطلة -فقد نسب اليها طوائممف مممن أهممل الفقممه والعبمماد ة، وليممس أهلهمما قريبمما ممممن قبلهممم ،بممل هممم ألممى أهممل السممنة أقممرب منهممم الممى الرافضة ،لنهم ينازعون الرافضة في إمامة الشيخين وعدلهما وموالتهممما، وينازعون أهل السنة في فضلهما على علي ,والنممزاع الول أعظممم ،ولكنهمما .المرقا ة التي تصعد منه الرافضة فهم لهم باب :وكذلك الجهمية على ثلث درجات فشرها الغالية :الذين ينفون أسما ء ا وصفاته،وإن سمو ه بشي ء مممن- أسمائه الحسنى ،قالوا :هو مجاز ،فهو فممي الحقيقممة عنممدهم ليممس بحممي ول … ،عالم ول قادر ول بصير ول تكلم ول يتكلم وهممذا القممول الممذي يقمموله الغاليممة النفمما ة للسممما ء حقيقممة هممو قممول القرامطممة .الباطنية ،ومن سبقهم من إخوانهم الصابئة الفلسفة والدرجممة الثانيممة مممن التجهممم :هممو تجهممم المعتزلممة ونحمموهم الممذين- يقرون بأسمما ء ام الحسمنى فمي الجملمة لكمن ينفمون صمفاته ،وهمم أيضمما ل يقممرون بأسممما ء ام الحسممنى علممى الحقيقممة ،بممل يجعلممون كممثيرا منهمما علممى .المجاز ،وهؤل ء هم الجهمية المشهورون
جؤنة المطيبين 52
وأما الدرجة الثالثة :فهم الصفاتية المثبتون المخالفون للجهمية ،لكن- فيهم نوع من التجهم ،كالممذين يقممرون بأسممما ء ام وصممفاته فممي الجملممة لكممن يردون طائفة من أسمائه وصفاته الخبرية ،أو غير الخبرية ،ويتأولونها كممما تأول الولون صفاته كلها ..وذلك كأبي محمد بن كلب ومن اتبعه ،وفي هذا القسم يدخل أبو الحسن الشعري وطوائف من أهممل الفقممه والكل م والحممديث والتصوف ،وهممؤل ء الممى أهممل السممنة أقممرب منهممم الممى الجهميممة والرافضممة والخوارج والقدرية ،لكن انتسب اليهم طائفة هم الى الجهمية أقرب منهم إلى أهل السنة المحضة ،فإن هؤل ء ينازعون المعتزلة نزاعا عظيما فيما يثبتونه .من الصفات ،وأعظم من منازعتهم لسائر أهل الثبات فيما ينفون وأما المتأخرون فإنهم والوا المعتزلة وقمماربوهم أكممثر ،وقممدموهم علممى أهممل السنة والثبات ،وخالفوا أوليهم ،ومنهم من يتقارب نفيه وإثباته ) .التسممعينية )271-236 يقول الفقير :انظر هداك ا لرشد أمر ه الى طريقة أهل العلم فمي التفصميل لحال المخالفين ليصد ق عليهم الحكم الشمرعي ،وممن لمم يفقمه همذا فليمس لمه .الحديث في النوازل والحكا م ،بل هو الى الجهل أقرب
تحقيقازع ـحديثازع قتالازع الزبيرازع –ازع رضيازع اازع عنهازع –ازع معازع النجاشي نقل الكمماتب عممن أحممدهم أنممه قممال :بجممواز قتممال المسمملم تحممت رايممة الشممرك واسممتدل بحممديث الزبيممر – رضممي ام عنممه -وقتمماله مممع النجاشممي ،ورأيممت صَر في بيان الحديث ،وفهم أهل العلم له ،ومممن أجممل الفائممد ة رأيممت الكاتب ق َّ
جؤنة المطيبين 53
أهميمة تخريمج الحمديث فهمو الصمل ،ثمم كل م أهمل العلمم عليمه وعلمى همذ ه :المسألة:تخريجازع الحديث روى الما م أحمد في مسند ه ) (203-1/201ومحمد بن اسحا ق في السير ة ) 1المختصممر (334/والممبيهقي فممي الُّسممنن ) (9/144وفممي دلئممل النبممو ة ) (1/301وفممي معرفممة الُّسممنن والثممار كلهممم مممن طريممق محمممد بممن شممهاب الزهري عن أبي بكر بن أبي عبد الرحمن بن الحارث بن هشا م عن أ م سلمة رضي ا عنها زوج النبي صلى ا عليه وسلم قممالت " :لممما ضمماقت علينمما مكة ..فذكرت الحديث في هجرتهم إلممى أرض الحبشممة وممما كممان مممن بعثممة قريش عمرو بن العاص وعبد ا بن أبي ربيعة إلى النجاشي ليخرجهممم مممن بلدهم وفيه قالت :فلم ينشب أن خرج عليممه رجم ٌل مممن الحبشممة ينممازعه فممي ملكه ،فوا ما علمتنا حزنا حزنا ً قط كان أشد منه ،فرقا ً مممن أن يظهممر ذلممك .الملك فيأتي ملك ل يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه فجعلنا ندعو إلى ا ونستنصر ه للنجاشي ،فخرج عليه سائراً فقممال أصممحاب رسول ا صلى ا عليه وسلم بعضهم لبعممض :مممن رجممل يخممرج فيحضممر الوقعة حتى ينظر من تكون؟ .فقال الزبير رضي ا عنه وكان من أحدثهم سنًا :أنا فنفخوا له قربة فجعلها في صدر ه ثم خرج يسبح عليها في النيل حممتى خممرج من الشقة الخرى إلى حيممث التقممى النمماس فحضممر الوقيعممة،وهممز م ام ذلممك الملك وقتله ،وظهر النجاشي عليه ،فجا ءنا الزبير رضي ا عنه فجعل يليمح إلينا بردائه ،ويقول :أل أبشروا فقمد ظهممر النجاشممي فموا مما فرحنما بشممي ء ..فرحنا بظهور النجاشي وفي المصادر ألفاظ متباينة ،لكن ل اختلف علممى هممذا المعنممى ان شمما ء ا م .تعالى وسند الحديث حسن كما قال البيهقي في معرفة الُّسنن والثار ،وذلك لوجممود محمد بن اسحا ق صاحب المغازي في سند الحديث وهو مختلف فيه ،ومتهممم .بالتدليس لكنه صرح بالَّسماع :كلمازع أهلازع العلمازع فيازع القتالازع تحتازع رايةازع المشركازع لتحقيقازع مقاصدازع شرعية
جؤنة المطيبين 54
قال الشافعي في ال م ) : (4/159لو أُِسَر جماعة من المسلمين فاسممتعان بهممم المشركون على مشممركين مثلهممم ليقمماتلوهم فقممد قيممل :يقمماتلونهم ،وقيممل قاتممل .الزبير وأصحاب له ببلد الحبشة مشركين عن مشركين ومن قال هذا القول قال :وما يحر م من القتال معهم ودممما ء الممذين يقمماتلونهم !!وأموالهم مباحة بالشرك؟ :ولو قال قائل :قتالهم حرا م لمعاٍن منها أن واجبا ً علممى مممن ظهممر مممن المسمملمين علممى المشممركين فغنممم فممي- الخمس لهل الخمس ،وهم متفرقون في البلدان وهذا ل يجد السممبيل إلممى أن .يكون الخمس مما غنم لهل الخمس ليؤديه إلى الما م فيفرقه ب عليهم أن يقمماتلوا أهممل الكتمماب فممأعطوا الجزيممة :أن يحقنمموا- وواج ٌ دممما ءهم ،وهممذا أن أعطمموا الجزيممة لممم يقممدر علممى أن يمنعهممم حممتى يحقنمموا .دما ءهم ،كان مذهبا ً وإن لم يستكرهوهم على قتال كان أحب إلي أل يقاتلوا ،ول نعلم خبر الزبير يثبت )يقول الفقير :وذلك لوجود محمد بن اسحق فيه ،وا أعلم( ولممو ثبممت: فإن النجاشي كان مسلماً آمن برسول ا صلى ا عليه وسلم وصلى النممبي .صلى ا عليه وسلم عليه .انتهىكل م الما م المطلبي رحمه ا وأجزل له المثوبة :وفي المدونة لسحنون المالكي قال مالك في السارى يكونون في بلد المشركين يستعين بهم الملك على أن .يقاتلوا عدواً له ويجا ء بهم إلى بلد المسلمين قال :ل أرى أن يقاتلوا على هذا ول يحل لهم أن يسفكوا دما ءهم علممى مثممل ذلك ؛وإنما يقاتَمَل النمماس ليممدخلوا فممي السممل م مممن الشممرك ،فأممما أن يقمماتلوا الكفار ليدخلوهم من الكفر إلى الكفر ويسفكوا في ذلك دما ءهم فممي ذلممك فهممذا ).مما ل ينبغي ول ينبغي لمسلم أن يسفك دما ً على هذا1/391) . :وفي مسائل الما م أحمد لبي داود قال الما م أحمد :لو قممال ملممك الكفممار للسممرى المسمملمين :اخرجمموا فقمماتلوا .أعطيكم كذا وكذا ،فل يحل أن يقاتلوا معه .وأن قال:أخلي عنكم ،فل بأس بذلك رجا ء أن ينجوا
جؤنة المطيبين 55
وسئل :إن قال لهم ملك الكفار :أعطيكم وأحسن إليكم ،هل يقاتلون معه؟ قال :قال رسول ا صلى ا عليه وسلم " :من قاتممل لتكممون كلمممة ام هممي ).العليا فهو في سبيل ا" ،ل أدري )ص 249-248 يقول أبو قتاد ة :رحم ا أهممل العلممم والتقمموى كيممف كممانوا علممى بصممير ة مممن .دينهم ،وكيف كانت تقواهم فهذا الما م أحمد يقممول فممي مسممألة ل أدري ،ولممو عرضممت اليممو م علممى غممر صغير جاهل لما حك ذقنه قليل قبل أن يخوض فيها ويقول فيها ما يرى ،ثممم .لن يتردد في تبديع مخالفه ولعنه وفي كشاف القناع للبهوتي من الحنابلة :تحر م إعانة الكفار علممى عممدٍو منهممم إل خوفاً من شرهم ،أما إن كان عدو الكفار من المسمملمين فيجممب أن يجتمممع ).المسلمون على قتال الكفار جميعا ً)3/57 :قال الجصاص الحنفي في مختصر اختلف الفقها ء للما م الطحاوي قال أصحابنا) :فممي المسممتأمن المسمملم يقاتممل مممع المشممركين( :ل ينبغممي أن .يقاتلوا مع أهل الشرك ،لن حكم الشرك هو الظاهر وهو قول مالك .وقال الثوري :يقاتلون معهم وقال الوزاعي :ل يقاتلون إل أن يشترطوا عليهم إن غلبوا أن يردوهم إلممى .دار السل م ).وللشافعي :قولن انتهى)3/454 :قال ابن هبير ة في الفصاح واختلفوا :هل يستعان بالمشركين على قتال أهل الحممرب ،أو يعمماونون علممى عدوهم ؟ قال مالك وأحمد :ل يستعان بهم ول يعاونون على الطل ق ،واستثنى مالممك: .إل أن يكونوا خدما ً للمسلمين فيجوز وقال أبو حنيفة :يستعان بهم ويعاونون على الطل ق متى كان حكم السل م ) .هو الغالب الجاري عليهم ،فإن كان حكم الشرك هو الغالب كر ه)2/286 وفي الفتاوى الكبرى الفقهية لبن حجر الهيتمي )بالتا ء ،نسبة الى محلة أبممي ):الهيتم من إقليم الغربية بمصر وسئل نفع ا به وفسح في مدته :عما إذا حضر المسلم الحمرب الواقعمة بيمن الكافر الحربيين ككفر ة مليبار )إقليم كبير يشمل على مممدن كممثير ة فممي وسممط
جؤنة المطيبين 56
الهند قريب من ملتان ومتصممل بممه( فممإن مممن يشمماهد الحممرب كممافراً كممان أو مسلماً يقصد معاركهم إلى نحو فرسخين ،ويعدون لممذلك مآكممل ،ويقممو م عنممد معركتهم ويتفرج على القتل والضرب فيما بينهم ،فهل يأثم المسلم بمشمماهدته وحضور ه لما فيه من تكثير جمعهم ،مع أنه ل ضرور ة له إلى ذلممك ،وتقبيممح طائفة وتحسين أخرى والحث على الهجو م على الخرين ،ووجممود الخطممر، فربما تصل إليه سهامهم ،وربما يجرح وربما يقتل أو ل إثم في ذلك؟ وإذا أعان المسلمون إحدى طائفتي الكفر ة فممي حروبهممم ،وقمماتلوا الخريممن معهم من غير ضرور ة ول حاجة حتى يَْقُتلمموا أو يُْقَتلمموا فممي الحممروب ،فهممل يجوز ذلك أو ل ؟ وهل ُيؤجر المسلم بذلك لقتله الكافر أو لكممونه مقتمموله ،وهممل يعامممل معاملممة الشهيد في عد م الغسل والصل ة عليه؟ وقد يكون خروج المسلم لعانتهم لطلب ملوك بلدهم الكفر ة منه أن يخرج معهم لذلك ،فكيف يكون الحكم في ذلك؟ وهل فر ق بين ما إذا خرج بطلب ملوكهم أو ل؟ :فأجاب بقوله حضور المسلم لحرب الحربيين فيما بينهممم بقصممد تعلمممه الشممجاعة وكيفيممة القتال وقو ة النفس عند مشاهدته أو بقصد فرحه بمن مات من الحربيين لتعلو كلمة ا تعالى بضعف شوكتهم وقلة عددهم ،أو بقصد شممي ء غيممر ذلممك مممن المقاصد الصحيحة جائز ة غيرمحذور فيه بوجه ،سوا ء بعد مكان الحممرب أو قرب ،وليمس فممى ذلمك تكممثير لجمعهمم ،فممان التكممثير انمما يتصمور فممي حمق الممموالي والمناصممر ،وأممما الحاضممر راجيمما لزوالهممم وفنممائهم عممن آخرهممم ومنتظرا وقوع دائر ة عليهم فينتقم منهم فغير مكثر لجمعهم ،بل هو من جملة .المحاربين لهم باطنا وكذا ل محذور أيضا في اغرا ء بعضهم على بعض ،لن التوصممل الممى قتممل .الحربي جائز بل محبوب بأي طريق كان .هذا كله إن ظن سلمته أو قتله بعد انكائهم أما لو غلب على ظنه أن مجرد حضور ه يؤدي الى قتله أو نحو ه من غير أن يلحقهم منه نكاية بوجه ،فحضور ه حينئذ في غاية العز م والتقصمير ،فليمسمك .عنه
جؤنة المطيبين 57
وإذا أعان مسلم أو أكثر إحدى الطائفتين فقتله في الحرب أحد الحربيين فهممو شهيد ل يغسل ول يصلى عليه وله ثواب ،أي ثواب إن قاتل لتكون كلمة امم .هي العليا ول فر ق في ذلك كله بين من خرج بنفسه ومن خرج بطلب ملكهممم لممه حيممث )ل إجبار2/25) . :وسئل كذلك هل يجوز حضور المسلمين الحروب التي تقع فيما بين الكفر ة للمشاهد ة - والتفرج أو ل يجوز ،لما في ذلك من تكثير جمعهم وإعانتهم على ظلمهم وتحسين طائفة وتقبيح أخرى ،ووجود الخطر ،فإنه ربما تصل أسهمهم إلى الناظرين ،وكان مشايخنا من أهل مليبار يمنعون المسلمين من حضورهم حروبهم؟ وهل يجوز قتال المسلمين مع إحدى الطائفتين من الكفار حتى يقتل أو - يقتل من غير حاجة إلى ذلك أول؟ وهل يؤجر لنه إما أن يقتل كافرا أو يقتله كافر ،وهل يعامل معاملة - الشهيد؟ :فأجاب رحمه ا تبارك وتعالى بقوله إذا وقع قتال بين طائفتين من الحربيين لم يحر م الحضور ،لن كل من الطائفتين مهدر ،فالقتل فيهما واقع في محله ،فليس ثم معصية أقر عليها .المتفرج بحضور ه نعم إن خشي على عود ضرر عليه ) -في الصل غير مستقيمة وهذا الذي .أرجحه مناسبة للسيا ق والسبا ق( -من الحضور حر م عليه .ولعل منع المشايخ المذكورين الحضوركان لجل ذلك وللمسلمين أن يقاتلوا كل من الطائفتين وإن يقاتلوا إحداهما ل بقصد نصر ة الطائفة الخرى ،بل بقصد اعل ء كلمة السل م ،والحا ق النكاية في أعدا ء ا تعالى ،ومن فعل ذلك بهذا القصد حصل له أجر المجاهد لقوله صلى ا عليه وسلم في خبر البخاري وغير ه :من قاتل لتكون كلمة ا هي العليا فهو في سبيل ا -ول شك أن من قاتل إحدى الطائفتين بقصد ذلك كان كذلك، حتى إذا قتل في الحرب ،أو انقضت وحركته حركة مذبوح أو ليس به حيا ة .مستقر ة عومل معاملة الشهيد في الدنيا والخر ة ،فل يغسل ول يصلى عليه
جؤنة المطيبين 58
نعم يشترط أن يعلم مريد القتال أنه يبلغ نوع نكاية فيهم ،أما لو علم أنه بمجرد أن يبرز للقتال ،بادرو ه بالقتل من غير أدنى نكاية فيهم فل يجوز له قتالهم حينئذ ،لنه يقتل نفسه من غير فائد ة البتة ،فيكون عليه اثم قاتل نفسه ).وا سبحانه وتعالى أعلم4/222) . :قال محمد بن الحسن الشيباني رحمه ا تعالى إذا قال أهل الحرب للسرا ء قاتلوا معنا عدونا من المشركين ،وهم 1- يخافون أولئك الخرين على أنفسهم ،فل بأس أن يقاتلوا ،لنهم يدفعون الن شر القتل عن أنفسهم ،فإنهم يأمنون الذين في أيديهم على أنفسهم ول يأمنون .الخرين إن وقعوا في أيديهم ،فيحل لهم أن يقاتلوهم دفعا عن انفسهم وإن قالوا لهم :قاتلوا معنا عدونا من المشركين وإل قتلناكم ،فل بأس 2- بأن يقاتلوا دفعا لهم ،لنهم أيضا يدفعون الن شر القتل عن أنفسهم ،وقتل أولئك المشركين حلل ،ول بأس بالقدا م على ما هو حلل عند تحقق الضرور ة بسبب الكرا ه ،وربما يجب ذلك كما في تناول الميتة وشرب .الخمر فإن هددوهم ليقفوا معهم في صفهم ول يقاتلوا المسلمين ،فهم في سعة 3- في ذلك ،لنهم الن ل يصنعون بالمسلمين شيئا ،فهذا ليس من جملة المظالم وأكبر ما فيه أن يلحق المسلمين هم لكثر ة سواد المشركين في أعينهم -فهو .بمنزلة ما لو أكر ه على إتلف مال المسلمين بوعيد متلف ولو قالوا لهم :قاتلوا معنا عدونا من أهل حرب آخرين على أن نخلي سبيلكم إذا انقضت حربنا ،ووقع في قلوبهم أنهم صادقون فل بأس أن .يقاتلوا معهم ،لنهم يدفعون بهذا السر عن أنفسهم )وما بعدها /السير الكبير (4/ 1516 :قال أبو قتاد ة وبهذا يتبين لك أن مسألة قتال المسلم تحت راية المشركين لتحقيق بعض مصالح السل م من مسائل الفروع والجتهاد التي اختلف فيها نظر الئمة،
جؤنة المطيبين 59
فل يضلل ول يكفر مخالفها ،ولينتبه إلى أنه ليس المقصود بيان ترجيح أحد .القولين ،وإنما رد تكفير من قال بأحد القولين كما يفعل الغرار
ـحالدثةازع ذاتازع أنواطازع وتحقيقازع المقالازع فيها تابع الكاتب بعض أهل العلم من المعاصرين في أن الصحابة رضي ا عنهم طلبوا عمل مكفرا من رسول ا صلى ا عليه وسلم عندما مروا ):على سدر ة للمشركين يعلقون بها أسلحتهم ،فقال الكاتب )ص 37 في الحقيقة أن مجرد الطلب شرك )أي طلب الصحابة رضي ا عنهم(" بدليل قوله صلى ا عليه وسلم للطالبين :قلتم والذي نفسي بيد ه كما قالت بنو .اسرائيل اجعل لنا إلها" وهذا هو الشرك ).ثم أحال إلى الجامع في طلب العلم الشريف)ص 360 وصاحب الكتاب ينقل من الجامع في طلب العلم الشريف ومن العمد ة في إعداد العد ة )لعبد القادر بن عبد العزيز( نقل المسلم له في ما يقوله دون تمحيص ،بل عند ه هذان الكتابان يقومان مقا م الدلة ،فإنه بعد أن يقول الحكم الذي يريد ه يحيل القاري ء إلى ما في الجامع أو العمد ة ،وهذا هو من تما م الجهل ،فإن المفتي والحاكم في هذ ه النوازل ل يجوز أن يكون مقلدا لكتب المتأخرين ،غير بصير بكتب السلف ول مذاهبهم ،وهو يظن أنه بمجرد
جؤنة المطيبين 60
ذكر الية أو الحديث بعد القول الذي يقوله صاحب الكتابين يجعله على الصابة بل تردد ،وهذا أرا ه كثيرا الن من الصغار والمبتدئين ،ويفتون بما فيهما ،وإنما وقعوا في هذا بسبب جهلهم بمدارك الحكا م ،وبكل م أهل العلم .السابقين وابن باز ممن قال بهذا القول في تعليقه على فتح المجيد ،ولم يقبل كل م :محمد بن عبد الوهاب في أن ما طلبو ه معصية وليست كفرا وقال ).ليس ما طلبو ه من الشرك الصغر" )هامش فتح المجيد ص 141 :يقول أبو قتاد ة وهذا القول من أفسد ما يعرف من القوال المنسوبة لهل العلم ،وإنه من الجهل بحال الصحابة رضي ا عنهم في أن يقال عنهم أنهم طلبوا من .رسول ا صلى ا عليه وسلم أن يكفروا ،أو أن ما طلبوا هو الكفر وهؤل ء لو تأملوا يسيرا لعلموا أنه لو كان هذا شركا لستتابهم رسول ا صلى ا عليه وسلم ،ثم إن قولهم هذا ل سلف لهم فيه ،بل كل م أهل العلم .في تفسير الحديث على الضد من هذا القول :تحقيق المسألة الحديث :قال أبو واقد الليثي :خرجنا مع رسول ا صلى ا عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر ،وللمشركين سدر ة يعكفون عليها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ،فمررنا بسدر ة ،فقلنا :يا رسول ا اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ،فقال النبي صلى ا عليه وسلم :ا أكبر، قلتم والذي نفسي بيد ه كما قالت بنو اسرائيل "اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، " .قال إنكم قو م تجهلون" لتركبن سنن من كان قبلكم .روا ه الما م الترمذي في سننه وصححه ،والما م أحمد في مسند ه وغيرهما وخطأ القائلين بأن ما طلبه الصحابة كفرا هو عد م اعتنائهم بالقاعدتين اللتين .تقدمتا في هذا البحث :وإليك كيف هي طريقتهم في الوصول الى فهمهم السقيم .قالوا :ذات أنواط وثن .وطلب البركة من الوثن شرك .إذا :من طلب البركة من ذات أنواط فهو مشرك
جؤنة المطيبين 61
ثم انهم بعد ذلك تكرموا واعذروهم بالجهل لن الحديث فيه كما تقد م-حديثو -.عهد بكفر :وهذا غلط شنيع وإن قاله بعض الفضل ء وإليك البيان في سنن ابن ماجة قال رسول ا صلى ا عليه وسلم " :مدمن الخمر كعابد .وثن"وسند ه حسن فهل يعني هذا أن مدمن الخمر مشرك؟ .الجواب:ل وسب ذلك أن المشابهة ل تستلز م المطابقة التي تستلز م الحكم الغائي للمشبه .به،ولفهم هذا الكل م انظر القاعد ة الثانية في المقدمات :وإليك أقوال السابقين من العلما ء في فهم الحديث قال الشاطبي رحمه ا تعالى :فإن اتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ اللهة من دون ا ،ل أنه هو بنفسه ،فلذلك ل يلز م العتبار بالمنصوص عليه ما لم ).ينص عليه مثله من كل وجه) .العتصا م 2/246 وتأمل كلمة الما م الشاطبي" :ل يلز م العتبار بالمنصوص عليه ،ما لم .ينص عليه مثله من كل وجه والشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد قال بعد أن سا ق الحديث :السابق وذكر محاسن الباب صار إلى قوله الى الحسنة التالية .الحادي عشر ة :أن الشرك فيه أكبر وأصغر لنهم لم يرتدوا بهذا .فقد جعل طلبهم من الكفر الصغر كما هو واضح وفي الفائد ة الرابعة عشر جعل علة المنع من باب سد الذرائع ،فارجع اليها .هناك لتراها وقال ابن تيمية رحمه ا تعالى :ولما كان للمشركين شجر ة يعلقون عليها أسلحتهم ويسمونها ذات أنواط فقال بعض الناس "يا رسول ا :اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ،فقال :ا أكبر قلتم كما قال قو م موسى ".لموسى:اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ،إنها السنن ،لتركبن سنن من كان قبلكم ازع قال:فأنكرازع النبيازع صلىازع اازع عليهازع وسلمازع مجرلدازع مشابهتهمازع الكفارازع فيازع اتخاذ شجرةازع يعكفونازع عليهاازع معلقينازع عليهاازع سلـحهم ،فكيف بما هو أطم من ذلك من مشابهتهم المشركين أو هو الشرك بعينه؟
جؤنة المطيبين 62
فمن قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ،ولم تستجب الشريعة ذلك فهو من المنكرات وبعضه أشد من بعض سوا ء كانت البقعة شجر ة أو غيرها أو قنا ة جارية أو جبل أو مغار ة وسوا ء قصدها ليصلي عندها ،أو ليدعو عندها ،أو ليقرأ عندها ،أو ليذكر ا سبحانه عندها ،أو لينسك عندها ،بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العباد ة التي لم يشرع تخصيص تلك البقعة به ل عينا ).ول نوعا) .اقتضا ء الصراط المستقيم 2/644 يقول أبو قتاد ة :تأمل هذ ه الكلمة من هذا الما م واعقلها حق العقل تعرف فساد ما عليه من ل يرى المور إل على مرتبة واحد ة ،وتعرف فيها انحراف من جعل القبوريين مرتبة واحد ة ،وفساد من لم ير في طلب الصحابة ال الكفرلقوله صلى ا عليه وسلم في احتجاجه بالية" :اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" وكل م الشيخ ابن تيمية واضح في أن هؤل ء الصحابة لم .يطلبوا شركا ول كفرا ،وإنما شابهوا المشركين مجرد مشابهة ولو سأل سائل :ماهي هذ ه المشابهة؟ :فالجواب اعلم يا عبد ا أن ا تعالى جعل في مواطن من الرض البركة ،وقد طلب عمر بن الخطاب رضي ا عنه من رسول ا صلى ا عليه وسلم أن يسأل ربه في اتخاذ مقا م ابراهيم عليه السل م مصلى ،وقد أجيب طلبه كما الحديث الذي في البخاري من قوله صلى ا عليه وسلم عن أنس رضي ا عنه :وافقت ربي في ثلث أو وافقني ربي في ثلث ،قلت :يا رسول ا لو اتخذت من مقا م ابراهيم مصلى؟ فنزلت "واتخذوا من مقا م ابراهيم مصلى" .الحديث ومن طلب من ا تعالى أن يجعل في مكان ما البركة لعمل من العمال ل يكون قد طلب شركا ،وهؤل ء الصحابة طلبوا ذات أنواط ،أي مكانا يعلقون .فيه أسلحتهم لتحصل فيها البركة ولما كان هذا الطلب فيه مشابهة للمشركين كما هو في الظاهر من الحديث ،وكما هو فهم ابن تيمية والشاطبي ،والمشركون يعتقدون في المكان .أن فيه البركة استقلل أو ادعا ء على ا وكذبا ،منع منه المسلمون لكن لو قيل :فكيف قال لهم رسول ا صلى ا عليه وسلم :قلتم كما قالت ".بنوا اسرائيل "اجعل لنا إلها كما لهم آلهة
جؤنة المطيبين 63
فالجواب :هذا كله من باب تسمية الشي ء بما يؤول إليه أو ببعضه )كما تقد م في المقدمة الثانية( ،وهو كقوله صلى ا عليه وسلم لرجل قال له :ما شا ء .ا وشئت فقال له رسول ا صلى ا عليه وسلم :اجعلتني ل ندا؟ والجاهل يحمل هذا على الشرك الكبر ،لقوله صلى ا عليه وسلم في .تفسير الشرك :أن تجعل ل ندا وهو خلقك ".وهو كقوله تعالى" :أفرأيت من اتخذ إلهه هوا ه إذ الجاهل يرى أن كل من اتبع هوا ه ،في أي عمل على خلف الشريعة، .كالسار ق والزاني هو مشرك لنه اتخذ هوا ه إلها .وهو قول باطل عار من دين ا تعالى هذا هو الحق الحقيق في المسألة ،وما قاله ابن باز رحمه ا ،ثم ما تبعه عليه صاحب الجامع ،وكاتب هذا الكتاب ،وكذا بعض الكتبة كصاحب قواعد في التكفير)ص (62هو خطأ في فهم الواقعة لم أر أحدا من السلف قال .بقولهم هذا،وليس لهؤل ء أن يخالفوا غرز من سبق في فهم هذا الحديث
ازع تحقيقازع معنىازع لدارازع السلمازع ومناقشةازع فتوىازع ـحمدازع بنازع عتيقازع رـحمهازع ا تعالى
جؤنة المطيبين 64
.هذا الكتاب )كشف الشبهات (..مشيأ والمشيأ هو الذي أخذ من كل جانب بطرف ثم جمع على غير قواعد الحق( ).والصول جا ء هذا الكاتب إلى فتوى حمد بن عتيق رحمه ا تعالى ،وهو من أئمة المشايخ النجديين في الدولة الثانية ،وفي هذ ه الفتوى كما ادعى الكاتب أن .الدور التي يظهر فيها الشرك وتشاد فيها القبور أنها دار كفر وشرك :قال الكاتب هل البلد الذي ل تهد م فيه القباب أو يظهر فيه الشرك دار إسل م؟ :ثم نقل فتوى الشيخ حمد بن عتيق وفيها ومن له مشاركة فيما قرر ه المحققون ،قد اطلع على أن البلد إذا ظهر فيها " الشرك ،وأعلنت فيها المحرمات ،وعطلت فيها معالم الدين ،أنها تكون بلد ".كفر وقال :وأما إذا كان الشرك فاشيا مثل دعا ء الكعبة والمقا م والحطيم ،ودعا ء النبيا ء والصالحين ،وإفشا ء توابع الشرك ،مثل الزنا والربا ،وأنواع الظلم ،ونبذت السنة ورا ء الظهر ،وفشت البدع والضللت ،وصار التحاكم إلى الئمة الظلمة ونواب المشركين ،وصارت الدعو ة إلى غير القرآن والسنة ،وصار هذا معلوما في أي بلد كان ،فل يشك من له أدتى علم أن هذ ه البلد محكو م عليها بأنها بلد كفر وشرك ،ل سيما إذا كانوا معادين لهل التوحيد ،وساعين في إزالة دينهم ،ومعينين في تخريب بلد السل م ،وإذا أردت إقامة الدليل على ذلك ،وجدت القرآن كله فيه ،وقد أجمع عليه العلما ء م فهو معلو م بالضرور ة عند كل عالم .انتهى )الدرر السنية (261-9/260 والشيخ حمد كما هو في الفتوى ذكر أمورا متعدد ة ،علق عليها هذا الحكم. :وهذ ه المور التي ذكرها هي .ظهر فيها الشرك - .أعلنت فيها المحرمات - .عطلت فيها معالم الدين - .كان الشرك فاشيا ،مثل دعا ء الكعبة والمقا م والحطيم -
جؤنة المطيبين 65
.افشا ء توابع الشرك مثل الزنا والربا أنواع الظلم - .نبذت السنة ورا ء الظهر وفشت البدع والضللت - .صار التحاكم إلى الئمة الظلمة ونواب المشركين - .صارت الدعو ة إلى غير القرآن والسنة - .هذ ه المناطات التي ذكرها الشيخ حمد للحكم على الدار التي سئل عنها ماذا فعل الكاتب غفر ا له وهداني ا وإيا ه لرشد المر؟ :جا ء الكاتب بهذا العنوان .هل البلد الذي ل تهد م فيه القباب أو يظهر فيه الشرك دار إسل م؟ ولم يلتفت الى أي أمر آخر ،بل ضرب عليه وكأنه كل م ل قيمة له ،ول أهمية لذكر ه ،وهذا ليصير الى النتيجة التي حضرها قبل البحث والنظر ، .وما كل م العلما ء بعد ذلك ال خادما له فيما قرر ه ما هي هذ ه النتيجة التي يريدها ،وهي طلبه ومبتغا ه؟ :انها لن طالبان لم يهدموا القباب ،ولم يمنعوا الناس من التعبد عندها أو لها فهم .مشركون ودارهم دار شرك هكذا يكيف هذا الكاتب كل م أهل العلم ،وهكذا ينزله على الوقائع ،وهكذا .يجتزئ منه ما يريد .وهي طريقة الصبية الذين يقال لهم :تزببتم قبل الحصر م ومن تأمل ما كتبه حمد بن عتيق رحمه ا تعالى مما قدمت وجمعته على نقاط ؛ثم رأى بعد ذلك العنوان العا م الموهم من قبل مؤلف الكتاب علم جهل .هذا الكاتب :وفتوى الشيخ حمد رحمه ا تعالى عليها ما يقال فقد علم كل من عرف شأن الدعو ة النجدية أن الدولة الثانية صار فيها نوع غلو في حكمهم على الدولة العثمانية ،وهذا سترا ه مفصل في ردي على الجامع في تكفير ه للدولة العثمانية تبعا لبعض مشايخ الدولة الثانية وفي كتابي "الوهابيون والدولة العثمانية" ،وسترى بأ م عينيك أن الشيخ الما م محمد بن عبد الوهاب له مراسلت بإقرار ه أنه داخل تحت سلطان الدولة، وتابع لها ،ولكن بعد ان دخل ابراهيم باشا ابن محمد علي اللباني بجنود ه
جؤنة المطيبين 66
المصريين الدرعية ودمرها وسا ق أهلها إلى مصر ثم رجعوا بعد ذلك بعد وفا ة محمد علي إلى الدرعية مر ة ثانية صاروا إلى تكفير الدولة العثمانية، وسنرى في البحث-إن شا ء ا تعالى -أن محمد علي لم يكن من عمال دولة .بني عثمان بل قد خرج وقاتلها في الشا م سنة 1831حتى 1840م ومن قرأ ما كتبته في المقدمة الثانية من كل م الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ علم وجود هذا الغلو حتى وجد بينهم من حر م القهو ة ،3/362وسيفصل هذا .هناك إن شا ء ا تعالى ولما روجع الشيخ عبد اللطيف في فتوى حمد بن عتيق هذ ه علق حكم الدار ):الحسا ء( على مناط واضح صريح حيث قال القامة ببلد يعلو فيه الشرك والكفر ،ويظهر الرفض ودين الفرنج ،ونحوهم من المعطلة للربوبية واللهية ،وترفع فيها شعائرهم ويهد م السل م والتوحيد ،ويعطل التسبيح والتكبير والتحميد ،وتقلع قواعد الملة واليمان،ويحكم بينهم بحكم الفرنج واليونان ،ويشتم السابقون من أهل بدر وبيعة الرضوان ،فالقامة بين ظهرانيهم-والحالة هذ ه -ل تصدر عن قلب ).باشر ه حقيقة السل م واليمان والدين )355-8/354من الدرر السنية ولو عرض كلمهما على مناط دار الكفر ودار السل م الذي تكلمه علما ء .الشريعة لوجد أن كل م الشيخ عبد اللطيف أصوب وأد ق ثم اعلم أن مشايخ وكذا معاصروا وأتراب الشيخ حمد بن عتيق كانوا )يعيبون عليه سو ء عبارته وغلظها)أنظر الدرر السنية 3/186و 1(/3 وقولهم بأن الحسا ء ) وهي المسؤول عنها( أنها كانت عندهم دار كفر ذلك لنهم كانوا يرون":عند رؤسائهم قانون وطاغوت وضعو ه للحكم بين الناس في الدما ء والموال وغيرها مضاد ومخالف للنصوص ،وإذا وردت قضية نظروا فيه وحكموا به ونبذوا كتاب ا ورا ء ظهورهم"كما يقول الشيخ عبد )اللطيف).الدرر السنية 3/67 فهذا هو مناط الحكم على الدار ،وليس وجود القباب على القبور ،وارتفاع بنائها عليها ،وليس هو وجود القبوريين على اختلف طبقاتهم بين الناس كما يريد هذا الكاتب في كتابه الغريب !فمتى كان بنا ء القباب شركا يا صاحب الكتاب؟ وقد تقد م كل م ابن عبد الوهاب في حكم بنا ء القبور والقباب وقوله :ول .علمت أنه يصل إلى الشرك الكبر
جؤنة المطيبين 67
:وأما كل م أهل العلم في مناط الحكم على الدار فهو يقول مالك عن مكة قبل الفتح :وكانت الدار يومئذ دار حرب ،لن أحكا م ).الجاهلية كانت ظاهر ة يومئذ )المدونة 2/22 .وكذا قال عامة الفقها ء .انظر أصول الدين للبغدادي ص 270 .وكشاف القناع 3/38 .والسير الكبير للشيباني 1/251وموطن أخرى فمناط الحكم على الدار هو أمر ظاهر جلي وهو غلبة الحكا م وظهورها .بحيث تكون لها السياد ة والغلبة يقول السرخسي :إن الدار إنما تنسب إلينا أو إليهم باعتبار القو ة والغلبة )).المبسوط 10/114 ان التقاط العمومات من كل م أهل العلم ،ثم وضعه على غير طريقتهم ودون النظر الى مقاصدهم يصنع هذا الشي ء العجيب الذي خرج به صاحب .الكتاب
رلدازع علىازع خلطازع وجهل جعل الكاتب المصلحة الشرعية هي الستحسان الذي نهى العلما ء عنه، .والذي سما ه الشافعي رحمه ا تعالى "التلذد"وجعله تشريعا والكاتب جعل القتال تحت راية شركية كفرية عمل كفريا كما هو بين في .كلمه ،وحينها لم يجعل المصلحة تدخل في ذلك وقد بينت في نقل كل م أهل العلم تحت حديث الزبير رضي ا عنه ودعوى قتاله مع النجاشي رضي ا عنه أن المسألة من مسائل الخلف القديم وأن .ادخالها في أصول الدين خطأ على دين ا تعالى
جؤنة المطيبين 68
والعمل بالمصلحة الشرعية ليس هو الستحسان الذي نهى عنه الشافعي .رحمه ا تعالى فالستحسان عند أهله "وهم الحنفية ومعهم بعض أهل الصول" هو :نوعان العمل بالجتهاد وغالب الرأي في تقدير ما جعله الشرع موكول لرائنا - نحو المتعة المذكور ة في قوله تعالى" :متاعا بالمعروف حقا على المحسنين" أوجب ذلك بحسب اليسار والعسر ة وشرط أن يكون بالمعروف، فعرفنا أن المراد ما يعرف استحسانه بغالب الرأي ،وكذلك قوله تعالى":وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف" ول يظن بأحد من .الفقها ء يخالف في هذا النوع من الستحسان والنوع الثاني :هو الدليل الذي يكون معارضا للقياس الظاهر الذي تسبق- إليه الوها م قبل انعا م التأمل فيه ،وبعد انعا م التأمل في حكم الحادثة وأشباهها من الصول يظهر أن الدليل الذي عارضه فوقه في القو ة، وبالتالي العمل به هو الواجب ،فسموا ذلك استحسانا للتمييز بين هذا من الدليل وبين الظاهر الذي تسبق إليه الوها م قبل التأمل على معنى أنه يمال بالحكم عن ذلك الظاهر لكونه مستحسنا لقو ة دليله )أصول السرخسي 2/200). وبعضهم عمم القسم الثاني ،فلم يجعل الستحسان هو العدول عن قياس جلي إلى قياس خفي لقرينة فقط؛ لكن جعله عدول عن دليل قوي إلى دليل أقوى ).منه مطلقا).انظر تيسير التحرير للمير باشاد ه 4/87ومابعدها والستحسان الفاسد هو العدول عن دليل شرعي معتبر إلى دليل الهوى والشهو ة ،وهو الرأي المجرد ،وهذا ل يقول به أحد من أهل العلم ،وأنكر ه .الحنفية وردوا علىمن اتهمهم به :لكن عاب أهل الفقه على الحنفية أمورا منها :العدول عن حديث الحاد إلى القياس بحجة أن حديث الحاد- .روا ه غير فقيه)(1 .يخالف القياس )(2 .العدول عن الخاص إلى العا م ،ودعواهم أن العا م أقوى-
جؤنة المطيبين 69
وأما القول بمجرد الرأي فهو قول ل ينسب لمسلم بله فقيه وأصولي ).وعالم )انظر إلى كفر من قال بهذا القول في المستصفى :والذين أبطلوا الستحسان من الصوليين ،ردوا على الحنفية من وجو ه أ-قال الشافعي :وهذا يبين أن حراما على أحد أن يقول بالستحسان ،إذا خالف الستحسان الخبر ،والخبر )من الكتاب والسنة( عين يتأخى معناها المجتهد ليصيبه،كما البيت يتآخا ه من غاب عنه ليصيبه ،أو قصد ه بالقياس ،وأن ليس لحد أن يقول إل من جهة الجتهاد ،والجتهاد ما وصفت من طلب الحق ،فهل تجيز أنت أن يقول الرجل استحسن ،بغير ).قياس )فقر ة /1456الرسالة .فجعل الما م الشافعي رحمه ا الستحسان مقابل الخبر ،ومقابل الجتهاد وقال في ابطال الستحسان :أفرأيت إذا قال الحاكم والمفتي في النازلة ليس فيها خبر ول قياس وقال :استحسن ،فلبد أن يزعم أن جائزا لغير ه أن يستحسن خلفه ،فيقول كل حاكم في بلد ومفت بما يستحسن ،فيقال في الشي ء الواحد بضروب من الحكم والفتيا ،فإن كان هذا جائزا عندهم فقد ).أهملوا أنفسهم فحكموا حيث شاؤوا).ال م 7/289 قال الرازي في المحصول) :(6/124ومخالفوهم أنكروا ذلك عليهم لظنهم .أنهم يعنون به الحكم من غير دليل ب -زعم بعض الحنفية أن الستحسان هو" :دليل ينقدح في نفس المجتهد ".وتقصر عنه عبارته ،فل يقدر على اظهار ه المستصفى ص 249ابن الحاجب في مختصر المنتهى /388الحكا م( .للمدي 136(/3 قال الغزالي :وهذا هوس ،لن ما ل يقدر على التعبير عنه ل يدري أنه وهم أو خيال أو تحقيق ،ولبد من ظهور ه ليعتبر بأدلة الشريعة لتصححه الدلة .أو تزيفه ،أما الحكم بما ل يدري ما هو فمن أين يعلم جواز ه وقال الشاطبي في هذا التعريف :إنه لو فتح هذا الباب لبطلت الحجج، وادعى كل من شا ء ما شا ء ،واكتفى بمجرد القول ،فألجأ الخصم إلى )البطال ،وهذا يجر فسادا ل خفا ء فيه") .العتصا م 2/130
جؤنة المطيبين 70
وردوا عليهم على ما قالو ه في معنى الستحسان السابق :هو تخصيصه .بالذكر ،لن حقيقته ل تنكر ،وإنما يرجع الستنكار إلى اللفظ .قال ابن حاجب :إنه ل يتحقق استحسان مختلف فيه إذا الستحسان الذي تكلم العلما ء بذمه هو التشهي والتلذذ ،وهو القول في دين ا تعالى بغير دليل ،وأما العمل بالستحسان في الصول فهو ما ل .ينكر بضابطه يقول السعد في التلويح على التوضيح ) " :(2/82ولما اختلفت العبارات في تفسير الستحسان ،مع أنه قد يطلق لغة على ما يهوا ه النسان ويميل إليه وإن كان مستقيما عند الغير ،وكثر استعماله في مقابلة القياس على الطل ق ،كان انكار العمل به عند الجهل بمعنا ه مستحسنا حتى يتبين المراد .منه ،إذ ل وجه لقبول العمل بما ل يعرف معنا ه وهذا الكاتب أتى إلى لفظ الستحسان وأنزله على المصلحة دون تفصيل كما .هو سبيله في كتابه هذا كله فهل المصلحة دليل يعمل به؟ وما هو ضابطها؟ لقد صار لفظ المصلحة اليو م لفظا شائعا ،يستخدمه المحق والمبطل ،ولما رأى من ل خبر ة له بكل م أهل العلم استخدا م أقوا م من المتحللين من الشريعة لهذا اللفظ كلما أرادوا أن يبطلوا حكما شرعيا فإنهم كرهوا هذا اللفظ وصاروا ينفرون منه ويسبونه ،والواجب في هذ ه اللفاظ أن تبين وتفصل ،حتى يظهر وجه الحق منها ووجه الباطل فيها ،ل أن ترد بالكلية .أو تقبل بالكلية ،وهذا هو دين ا تعالى في كل اللفاظ الحادثة .معنى الستصلح أو المصلحة أو المناسب :يقسم بعض أهل الصول المصلحة إلى ثلث أقسا م .قسم شهد الشرع باعتبارها- .قسم شهد الشرع ببطلنها- .قسم لم يشهد الشرع باعتبارها أو ببطلنها- والحقيقة أن القسم الثالث ل وجود له عند التحقيق ،ولذلك الخلف حولها ).أي المصلحة المرسلة( خلف ل ضرور ة له اذا تأملها المر ء ):يقول ابن تيمية )11/345
جؤنة المطيبين 71
الطريق السابع:المصالح المرسلة :وهو أن يرى المجتهد أن هذا الفعل" :يجلب منفعة راجحة ،وليس في الشرع ما ينفيه .فهذ ه الطريق فيها خلف مشهور " .فالفقها ء يسمونها "المصالح المرسلة .ومنهم من يسميها الرأي .وبعضهم يقرب إليها الستحسان وقريب منها ذو ق الصوفية ووجدهم والهاماتهم ،فإن حاصلها أنهم يجدون في القول والعمل مصلحة في قلوبهم وأديانهم ويذقون طعم ثمرته ،وهذ ه .مصلحة ولكن بعض الناس يخص المصالح المرسلة بحفظ النفوس والموال والعراض والعقول والديان ،وليس كذلك ،بل المصالح المرسلة في جلب المنافع وفي دفع المضار ،وما ذكرو ه من دفع المضار عن هذ ه المور .الخمسة فهو أحد القسمين وجلب المنفعة يكون في الدنيا؛ ففي الدنيا كالمعاملت والعمال التي يقال .فيها مصلحة للخلق من غير حظر شرعي وفي الدين ككثير من المعارف والحوال والعبادات والزهادات التي يقال .فيها مصلحة للنسان من غير منع شرعي فمن قصر المصالح على العقوبات التي فيها دفع الفساد عن تلك الحوال .ليحفظ الجسم فقد قصر وهذا فصل عظيم ينبغي الهتما م به ،فإن من جهته حصل في الدين .اضطراب عظيم وكثير من المرا ء والعلما ء والعباد رأوا مصالح فاستعملوها بنا ء على هذا .الصل .وقد يكون منها ما هو محظور في الشرع ولم يعلمو ه .وربما قد م على المصالح المرسلة كلما بخلف النصوص وكثير منهم من أهمل مصالح يجب اعتبارها شرعا بنا ء على أن الشرع لم يرد بها ،ففوت واجبات ومستجبات ،أو وقع في محظورات ومكروهات، .وقد يكون الشرع ورد بذلك ولم يعلمه
جؤنة المطيبين 72
وحجة الول :أن هذ ه مصلحة والشرع ل يهمل المصالح ،بل قد دل الكتاب .والسنة والجماع على اعتبارها .وحجة الثاني :أن هذا أمر لم يرد به الشرع نصا ول قياسا .والقول بالمصالح المرسلة يشرع من الدين ما لم يأذن به ا غالبا وهي تشبه من بعض الوجو ه مسألة الستحسان والتحسين العقلي والرأي ونحو ذلك ،فإن الستحسان طلب الحسن كالستخراج ،وهو رؤية الشي ء حسنا كما أن الستقباح رؤيته قبيحا ،والحسن هو المصلحة ،فالستحسان والستصلح متقاربان ،والتحسين العقلي قول بأن العقل يدرك الحسن ،لكن .بين هذ ه فرو ق والقول الجامع :أن الشريعة ل تهمل مصلحة قط ،بل ا تعالى قد أكمل الدين ،وأتم النعمة ،فما من شي ء يقرب إلى الجنة أل وقد حدثنا به النبي صلى ا عليه وسلم ،وتركنا على البيضا ء ليلها كنهارها ل يزيغ عنها إل .هالك :لكن ما اعتقد ه العقل مصلحة وإن كان الشرع لم يرد به فأحد أمرين لز م له .إما أن الشرع دل عليه من حيث لم يعلم هذا الناظر- .أو أنه ليس بمصلحة وإن اعتقد ه مصلحة- لن المصلحة هي المنفعة الحاصلة أو الغالبة ،وكثيرا ما يتوهم الناس أن الشي ء ينفع في الدين والدنيا ويكون فيه منفعة مرجوحة بالمضر ة ،كما قال تعالى في الخمر والميسر"قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما".انتهى ويقول :ا تعالى بعث الرسل لتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل ).المفاسد وتقليلها )الفر ق بين الحق والباطل45/ :ويقول فعليك بالموازنة في هذ ه الحوال والعمال الباطنة والظاهر ة حتى يظهر لك التماثل والتفاضل وتناسب أحوال أهل الحوال الباطنة لذوي العمال الظاهر ة ،ل سيما في هذ ه الزمان المتأخر ة التي غلب فيها خلط العمال الصالحة بالسيئة في جميع الصناف ،لنرجح عند الزدحا م والتمانع خير الخيرين ،ونمدفع عنمد الجتممماع شمر الشمرين ،ونقمد م عنمد التلز م-تلز م الحسنات والسيئات-ما ترجح منها ،فإن غالب رؤوس المتأخرين وغممالب المة من الملوك والمرا ء والمتكلميممن والعلممما ء والعبمماد وأهممل الحمموال
جؤنة المطيبين 73
يقع غالبا منهم ذلك ،وأما الماشون على طريقة الخلفا ء الراشممدين فليسمموا )الستقامة 169-21/168 ).أكثر المة. ويقول :والشريعة جا ءت لتحصيل المصالح وتكميلها ،وتعطيل المفاسد وتقليلها ،فهي تحصل أعظم المصلحتين بفوات أدناهما ،وتدفع أعظم ).الفسادين باحتمال أدناهما )الستقامة 1/288 ويقول :وجماع ذلك داخل في القاعد ة العامة فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات ،أو تزاحمت ،فإنه يجب ترجيح الراجح منها فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد ،وتعارضت المصالح والمفاسد ،فإن المر والنهي وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسد ة ،فينظر في المعارض له ،فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأمورا به ،بل يكون محرما إذا كانت .مفسدته أكثر من مصلحته ولكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة ،فمتى قدر النسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها ،وإل اجتهد رأيه لمعرفة الشبا ه والنظائر ،وقل أن تعوز ه النصوص من يكون خبيرا بها وبدللتها .على الحكا م وعلى هذا إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث ل يفرقون بينهما بل إما أن يفعلوهما جميعا أو يتركوهما جميعا لم :يجز أن يأمروا بالمعروف ول أن ينهوا عن منكر ،بل ينظر .فإن كان المعروف أكثر أمر به وإن استلز م ما هو دونه من المنكر ولم ينه عن منكر يستلز م تفويت معروف أعظم منه ،بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل ا ،والسعي في زوال طاعته وطاعة .رسوله صلى ا عليه وسلم وزوال فعل الحسنات وإن كان المنكر أغلب نهي عنه ،وإن استلز م فوات ما هو دونه من المعروف ،ويكون المر بذلك المعروف المستلز م للمنكر الزائر عليه .أمرا بمنكر وسعيا في معصية ا ورسوله .وإن تكافأ المعروف والمنكر المتلزمان؛ لم يؤمر بهما ولم ينه عنهما
جؤنة المطيبين 74
فتار ة يصلح المر ،وتار ة يصلح النهي ،وتار ة ل يصلح ل أمر ول نهي ،حيث كان المنكر والمعروف متلزمين ،وذلك في المورالمعنية .الواقعة .وأما من جهة النوع فيؤمر بالمعروف مطلقا ،وينهى عن المنكر مطلقا وفي الفاعل الواحد والطائفة الواحد ة ،يؤمر بمعروفها وينهى عن منكرها ،ويحمد محمودها ويذ م مذمومها ،بحيث ل يتضمن المر بمعروف فوات معروف أكبر منه ،أو حصول منكر فوقه ،ول يتضمن النهي عن المنكر حصول ما هو أنكر منه أو فوات معروف أرجح منه، وإذا اشتبه المر استثبت المؤمن حتى يتبين له الحق ،فل يقد م على الطاعة إل بعلم ونية ،وإذا تركها كان عاصيا ،فترك المر الواجب معصية ،وفعل ما نهي عنه من المر معصية ،وهذا باب واسع ول حول ).ول وقو ة إل بال)الستقامة 219-2/218 .تأمل أخي في كلمه وادع ا لهذا الما م باجزال المثوبة والرحمة له .والن قارن كل م الكاتب بالكل م التالي لبن تيمية رحمه ا :يقول الشيخ رحمه ا تعالى وكثير من الناس قد يرى تعارض الشريعة في ذلك )المر بالمعروف والجهاد( فيرى أن المر ل يقو م إل بفتنة ،فإما أن يؤمربهما جميعا ،أو ينهى عنهما جميعا ،وليس كذلك ،بل يؤمر وينهى ويصبر عن الفتنة كما قال تعالى" :وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك" ))الستقامة 1/41 وقد أجمل ابن دقيق العيد العبار ة كعادته رحمه ا تعالى وأجزل مثوبته :فقال لست أنكر على من اعتبر أصل المصالح ،لكن السترسال فيها وتحقيقها محتاج إلى نظر سديد ،وربما تخرج عن الحد) .ارشاد الفحول ص 342). :ويقول الجويني ونحن نعلم أنه لم يفوض إلى ذوي الرأي والحل م أن يفعلوا ما" يستصوبون ،فكم من أمر تقضي العقول بأنه صواب في حكم اليالة والسياسة ،والشارع وارد بتحريمه ،فلسنا ننكر تعلق مسائل الشرع
جؤنة المطيبين 75
بوجو ه من المصالح ،لكنها مقصور ة على الصول المحصور ة ،وليست ثابتة على السترسال في جميع وجو ه الستصلح ومسالك )الستصواب").الغياثي 270-269 :أما شروط المصلحة المعتبر ةفي عمل المكلف فهي أن تكون ملئمة لمقاصد الشرع بحيث ل تنافي أصل من أصوله ول دليل- .من دلئله .أن تكون فيما عقل معنا ه ،بحيث لو عرضت على العقول تلقتها بالقبول- .أن يكون في الخذ بها حفظ أمر ضروري أو رفع حرج لز م في الدين- ).أنظر العتصا م (115-2/110 وأما الغزالي فقد جعل لها شروطا في عد ة من كتبه المنخول :والمستصفى، :وشفا ء الغليل :وهي .أن تكون المصلحة ضرورية أو حاجية منزلة منزلة الضرور ة- .أن تكون قطعية غير ظنية- .أن تكون ملئمة لتصرفات الشارع- :هل الستحسان هو المصلحة مطلقا كما أوهم الكاتب .تقد م كل م ابن تيمية في وجه التفريق بينهما- قال الشاطبي عند المالكية :أنهم صوروا الستحسان تصور الستثنا ء- ).من القواعد ،بخلف المصلحة المرسلة).الموافقات 4/121 ومضى الكل م أن المصالح منها ما هو استحسان ،وما لم يكن اسثنا ء فهو .مصلحة وهو قريب من معنى كل م ابن تيمية السابق ،وصاحب الكتاب سمى "مصلحة الدعو ة" استحسانا مطلقا ،وحمله على معنى الذ م مطلقا ،وهو .عمل أليق بصبية المكاتب وأما ابن حز م فل عبر ة بكلمه في هذا الباب ،لنه خالف أهل السنة في نفي الحكمة والتعليل في أفعال الرب وأحكامه ،وهذا من أثر المنطق السي ء عليه ،وليس هذا موطن مناقشة ابن حز م في هذ ه المسألة ،لكن نشير إليها :هذ ه الشار ة فقط
جؤنة المطيبين 76
فابن حز م يجوز على الرب أن يأمر بالشي ء وينهي عن مثيله ،وينهى عن شي ء ويأمر بمثيله ،وهو ل يرى حكمة ول علة لحكا م ا تعالى، وهو في هذا الباب موافق للشاعر ة ،إل أن الصوليين من الشاعر ة مع قولهم بنفي الحكمة والتعليل في أفعال الرب وأحكامه إل أنهم جعلوا العلة والحكمة في أفعال الرب وأحكامه علمة وأمار ة غير مؤثر ة ،واختلفوا .عن ابن حز م في قولهم بالقياس وكل هذ ه القوال عارية من الدليل الشرعي بل مخالفة له ،والمعتزلة في هذا الباب مع ضللهم في قولهم بوجوب الصلح على ا تعالى ،حيث ل يجوزون على الرب القدر ة على فعل كل شي ء ،إل أنهم في باب الحكمة والتعليل أقرب إلى أهل السنة من جهة إثباتها مع مخالفتهم لهل السنة في .تفسيرها ،وا تعالى أعلم
مقاصدازع الجهالد مر الكاتب على مقاصد وأهداف وأسباب ودواعي الجهاد مرورا سريعا، حيث فصل في مقصد جهاد الطلب ،وهو نشر الدعو ة إلى ا تعالى ،ورفع .كلمة التوحيد ،وأجمل ،بل مر مرورا خجل على مقاصد جهاد الدفع ومن تأمل كتابه علم سبب عد م إيراد هذ ه الهداف في جهاد الدفع ،لنها تنقض بعض ما أراد ه من ابطال جهاد الناس هذ ه اليا م من أجل الدفع عن .الرض والعرض والمال والنفس :بعضازع مقاصدازع جهالدازع الدفع :الدفع والجهاد عن النفس والعرض والمال- روى أبو داود في سننه في كتاب السنة ،باب في قتال اللصوص عن سعيد بن زيد رضي ا عنه عن النبي صلى ا عليه وسلم :من قتل دون ماله
جؤنة المطيبين 77
فهو شهيد ،ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد) .روا ه ).الترمذي في باب الديات وقد روى البخاري بعضه وهو قوله صلى ا عليه وسلم :من قتل دون ماله .فهو شهيد في كتاب المظالم ،باب من قتل دون ماله( من حديث عبد ا بن عمرو بن( .العاص رضي ا عنهما وهو عند مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي بألفاظ مقاربة وفيه قصة ؛ ).انظر جامع الصول لبن الثير ) 2/742وما بعدها وعند مسلم في صحيحه من حديث أبي هرير ة رضي ا عنه :أرأيت إن جا ء رجل يريد أخذ مالي؟ قال صلى ا عليه وسلم :فل تعطه ،قال :أرأيت إن قاتلني؟ قال :فاقتله .قال :أرأيت إن قتلني؟ قال :فأنت شهيد ،قال :أرأيت .إن قتلته؟ قال :هو في النار وفي مصنف ابن أبي شيبة من حديث الزهري عن القاسم عن عبيد بن عمير :أن رجل أضاف إنسانا من هذيل ،فذهبت منهم جارية تحتطب، فأرادها على نفسها ،فرمته بفهر )أي حجر عظيم( فقتلته ،فرفع إلى عمر .ابن الخطاب .فقال :فذلك فتيل ا ،ل يودي أبدا كتاب الديات ،باب الرجل يريد المرأ ة على نفسها( وهو عند عبد الرزا ق( ).في مصنفه )9/435 قال النووي في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" :أما أحكا م الباب ففيه جواز قتل القاصد لخذ الموال بغر حق ،سوا ء كان المال قليل أو كثيرا ،لعمو م الحديث .وهذا قول جماهير العلما ء ،وقال بعض أصحاب مالك :ل يجوز قتله إذا طلب شيئا يسيرا كالثوب والطعا م ،وهذا ليس بشي ء، ).والصواب ما قاله الجماهير" )1/125 قال الشافعي في ال م )6/35وما بعدها(":وإذا دخل الرجل منزل الرجل ليل أو نهارا بسلح ،فأمر ه بالخروج فلم يخرج ،فله أن يضربه ،وإن أتى ".الضرب على نفسه ،فإذا ولى راجعا لم يكن له ضربه :ومما يدخل في هذ ه المعاني قتال أهل الحرابة-
جؤنة المطيبين 78
قال ابن تيمية في جند قاتلوا عربا )من العراب( نهبوا أموال تجار ليردوها عليهم فهم مجاهدون في سبيل ا )الختيارات العلمية من ).الفتاوى الكبرى 4/599 ومن أهل العلم من عد قتال البغا ة الخارجين على الما م جهادا في سبيل- ا تعالى كما قال الصنعاني في سبل السل م في تعريف الجهاد":بذل ).الجهد في قتال الكفار أو البغا ة" )4/53 والحق أن هذا ليس من القتال الممدوح-وإن كان جائزا لولي المر- .وانظر تفصيل ذلك في مقدمة الستقامة لبن تيمية رحمه ا تعالى والقصد أن المتحدث عن الجهاد هذ ه اليا م فإنه لبد أن يذكر هذ ه النواع ،لن عامة الجهاد اليو م هو من جهاد الدفع ل من جهاد الطلب لعد م وجود الما م ،وحيث مر عليها الكاتب دون أن يفصل فيها كان لبد .من بيانها ليعلم هذا
هلازع الـحداثازع التاريخيةازع يستدلازع بها أفرد الكمماتب فصممل كممامل عنمموانه ب):بطلن اسممتنباط أحكمما م شممرعية مممن ).أحداث تاريخية وكتب التاريخ وهو عنوان صممحيح ،لكممن موضمموعه فيممه ككممل أبحمماث الكتمماب تحتمماج إلممى .تفصيل وبيان ،فإن ما تحت هذا العنوان ما يستنكر من الكل م .وإليك التفصيل هناك فر ق بين اثبات الدليل من حيث الرواية )القبول أو الممرد( ،وبيممن قبممول الممدليل باعتبممار صمملحية الحتجمماج بممه بعممد ثبمموته ،وقممد خلممط الكمماتب بيممن المرين ،فإن المتكلمين على كتب التاريخ تكلموا عنها كثيرا مممن حيممث عممد م تحقيقها للخممبر ،وأنهمما تممروي الغممث والسمممين،والصممحيح والمكممذوب ،وهممذا النوع من الحديث ل يدخل في البحث الذي يتكلم فيه الكاتب علممى الرغممم أنممه نقل كلما لبعض أهل العلم حولها وذلك عند قمموله" :إن هممذ ه أحممداث ووقممائع تاريخية نقلت إلينا بأسانيد معظمها ضعيفة أو غيممر معروفممة...إلممخ ،هممذا مممع
جؤنة المطيبين 79
التنبيه أن طر ق تحقيق الخبر التاريخي تختلف في بعض وجوهها عن تحقيق .الحديث النبوي ،وهذا يحتاج الى تفصيل ليس هذا موطنه ولكن هل عمل المة له نوع ترجيح في بعض مسائل العلم؟ وهل يجوز للعالم أن يستدل بما جرت عليه المة في أبواب العلم؟ هذ ه المسألة كان ينبغي على الكاتب أن ينتبه لها ،وأن يممذكرها لهميتهمما فممي هذا الباب العظيم ،ولذلك سأذكر أقمموال أهممل العلممم الدالممة علممى أن ممما جممرت .عليه المة في تاريخها هو إحدى مرجحات المسائل والتمييز بينها ففي العتبار في الناسخ والمنسوخ لبي بكر الحازمي رحمه ا تعالى ذكممر في أول كتابه طر ق الترجيح بين الخبار والقوال ذكر خمسين وجهمما وهممي .من عيون المسائل في كتابه قال في الوجه الثاني والثلثين :في ترجيح الخبار أن يكون مع أحد حممديثين عمل المة دون الخر ،لنهمما يجمموز أن تكممون عملممت بمموجبه لصممحته ولممم .تعمل بموجب الخر لضعفه ،فيجب تقديم الول لهذا التجويز وهذا الكل م ربما أخذ ه من الغزالي في المستصمفى ،فمإنه قمال فمي بماب فيمما :ترجح به الخبار الثالث عشر - :أن تعممل الممة بمموجب أحمد الخمبرين ،فمإنه إذا احتممل أن يكون عملهم بدليل آخر فيحتمل أن يكون هذا الخبر .فيكون صدقه أقمموى فممي .النفس ولذلك كان أهل العلم يذمون الغرائب من القمموال ،ولممما أراد الممما م الحممافظ أبو داود رحمه ا تعممالى أن يمممدح كتمماب السممنن مممدحه أنمه لممم يممرو فيممه إل .المشهور ولم يذكر فيه الغرائب وقد فصل الما م الشاطبي رحمه ام فممي الموافقممات هممذا المممر فقممال" :فممإن موافقة العمل )للنص( من أوجه الرجحممان ،فممإن ممموافقته شمماهد للممدليل الممذي استدل به ،ومصد ق له ،على نحو ما يصدقه الجماع ،فإنه نوع من الجممماع الفعلي ،بخلف ما إذا خالفه ،فإن المخالفة موهنة لممه أو مكذبممة ،وأيضمما فممإن العمل مخلص للدلة من شوائب المحامل المقدر ة الموهنة ،لن المجتهد متى نظر في دليل على مسألة احتجاج إلى البحث عممن أمور كثير ة ،ل يستقيم إعمال الدليل دونها ،ومعيممن لناسممخها مممن منسمموخها، ومبين لمجملها ،إلى غير ذلك ،فهو عون في سمملوك سممبيل الجتهمماد عظيممم، .ولذلك اعتمد ه مالك بن أنس ومن قال بقوله
جؤنة المطيبين 80
وأيضا فإن ظواهر الدلممة إذا اعتممبرت مممن غيممر اعتممماد علممى الوليممن فيهمما مؤدية إلى التعارض والختلف وهو مشاهد معنى ،ولن تعارض الظممواهر .كثير مع القطع بأن الشريعة ل اختلف فيها ولذلك ل تجد الفر ق الضالة ول أحدا من المختلفين في الحكمما م ل الفروعيممة ول الصولية بعجز عن الستدلل على ممذهبه بظمواهر ممن الدلمة ،بمل قمد شاهدنا ورأينا من الفسا ق من يسممتدل علممى مسممائل الفسممق بأدلممة ينسممبها إلممى الشريعة المنزهة ،وفي كتب التواريخ والخبممار مممن ذلممك أطل ق ممما أشممنعها في الفتئممات علمى الشممريعة ...ولهمذا كلممه يجمب علمى كممل نماظر فممي المدليل الشرعي مراعا ة ما فهم منه الولون ،وما كانوا عليه من العمممل فهممو أحممرى بالصواب وأقو م في العلم والعمل ..ثم شرع رحمه ا في بيان ضرور ة ذلك. ))77-2/76 واقرأ إن شئت توسعا )المسألة الثانية عشر( والتي بعنوان )كل دليل شرعي ل يخلو أن يكون معمول به في السلف المتقدمين دائما اوأكثريا ،او ل يكون ..).معمول به إل قليل أو في وقت ما أو ل يثبت به العمل ومن قرأ كتب فتاوى العلما ء رأى استدللهم الكثير بما جرى عليه عمل .المة في تاريخها ،ومن اطلع على ما كتبه شيخ السل م يرىهذا كثيرا ولذلك حين يقول القائل :هذا ما حرى عليه السلف ،أو هذا عمل المة ،أو ينقل موقف العلما ء العملي من حادثة أو نازلة ما فإنه ليكون قد تجنى على الشريعة ،ول ينسب إليها ما ليس منها ،لكن ينبغي وضع هذا الدليل موضعه فل يقد م حتى ينقض الحكا م .الصريحة الجلية ،كذلك ل يهمل كما أراد كاتب هذ ه الرسالة وفي هذا يقول الما م أحمد في رسالة له :ومن زعم أنه ل يممرى التقليممد ،ول يقلد دينه أحدا :فهو قول فاسق عند ا ورسوله صمملى ا م عليممه وسمملم ،إنممما .يريد أن بذلك إبطال الثر وتعطيل العلم والسنة ،والتفرد بالرأي والخلف :ثم قال رحمه ا بعد أن ذكر مسائل في العقائد وهممذ ه المممذاهب والقاويممل الممتي وصممفت مممذهب أهممل السممنة والجماعممة والثار،وأصممحاب الروايممات ،وحملممة العلممم الممذين أدركنمماهم ،وأخممذنا عنهممم الحديث،وتعلمنا منهم السنن ،وكانوا أئمة معروفيممن ثقممات أصممحاب صممد ق ، يقتدى بهم ويؤخذ عنهم ،ولم يكونوا أصممحاب بدعممة ،ول خلف ول تخليممط، .وهو قول أئمتهم وعلمائهم الذين كانوا قبلهم أ.هم
جؤنة المطيبين 81
فتأمل حفظك ا كيف استدل على صد ق مباحثه بكون ما قاله هممو قممول أهممل .العلم وما ساروا عليه،وكيف ذ م من ترفع عن متابعتهم وأما ما نقله من الجامع في طلب العلممم الشممريف مممن القممدح فممي الكتممب الممتي ألفت تحت اسم )فقه السير ة( وقلد ه الكاتب تقليدا سيئا ،فالردالمفصل عليممه إن شا ء ا تعالى في الرد على كتاب الجامع ولكني أقممد م الن هنمما ممما يلممز م مممن .بيان خطأ صاحب الجامع ومقلد ه اذ الصحيح أن السير ة تصلح لنوع من أنواع الفقه ،والتأليف في فقممه السممير ة ليس بدعة محدثة ،فلو فقه هذ ه المسألة النممافون لعلممموا أن كتمماب"زاد المعمماد .في هدي خير العباد" لبن القيم الجوزية هو من هذ ه المشكا ة وذلك المنبع ثم كثيرا ما أغفلت كتب الفقه بعض عيون مسائل الفقممه والممتي تممدخل تحممت اسمه المبارك في قوله صلى ا عليه وسلم":من يرد ا به خيممرا يفقهممه فممي ".الدين فأين فقه الرؤيا؟ وأين فقة الخشوع؟ وأين فقه المنية والتمني؟ .وغيرها من المسائل ثم إن هناك من الفقه العظيم )بمعنا ه الواسع( التي تحتويه الخبار الوارد ة في كتب السير ،سوا ء كانت هذ ه الخبار مما صح في أعلممى مراتممب الصممحة أو ما كان قريبا من الصحة أو ما كان مرسممل أو منقطعمما ،وتممرك هممذ ه الخبممار جملة بحجة ضعف أسممانيدها ليممس منهممج العلممما ء المتقممدمين فممي الحتجمماج، وهذا باب واسع جهله المتأخرون وأفسدوا نضارته ،حتى رأينا من دعمما إلممى تأليف كتب في صحيح السير ة على غممرار كتممب الصممحيح ،أو تقليممدا لبعممض المتأخرين في إفساد كتب المحدثين في تشويهها بتقسيمها إلى صحيح وضعيف ،وهذا وا هو الجهل بعينه ،وهو مممن جرائممم المتممأخرين فممي حممق .هذ ه الكتب السلفية العظيمة والقصد أن )فقه السير ة( هو إحدى العلو م الشممرعية الجليلممة ،ولمه مرتبمة فممي دين ا تعالى ل ترد بالكلية ،والراد لها بالكلية شممأنه شممأن مممن قممد م المرسممل .على الصحيح أو الضعيف على الحسن فكلهما على طرفي نقيض
جؤنة المطيبين 82
وصمماحب الجممامع لطلممب العلممم الشممريف تعامممل فممي أكممثر مممن ممموطن مممع مصطلحات السلف بما استقرت عليه عند المتممأخرين ،وهممذا تحكممم جاهممل ل .يفعله إل من ل يعرف منهج المتقدمين في المصطلحات فهو ناقش بعضهم في مصطلح المرسل بما استقر عليه فممي كتممب المتممأخرين بعد ابن الصلح ،وهاهنا حجممم مصممطلح الفقممه العظيممم إلممى ممما اسممتقر عليممه المصطلح من ضيق عند المتممأخرين ،إذ الفقممه أوسممع وأشمممل مممما هممو كتممب الفقها ء عند المتأخرين ،ولو سألت أحدهم أين تجد في هذ ه الكتب فقه الخل ق السلمية ،وأين تجد فيها "حكمة التصممرف فممي النمموازل" والممتي هممي عيممن .الفقه ،لما أحرى جوابا يقممول ابممن بطممة العكممبري فممي إبطممال الحيممل ص ":6فأممما الفقممه فممي اللسممان .الفصيح فمعنا ه الفهم ،تقول فلن ل يفقه قولي ،أي ل يفهمه وقال ابن الثير )في جامع الصول :(9/116الفقه :العلم والدراية في الصل ،وقد جعله العرف خاصا بعلم الشريعة وخاصة علم الفروع ،فإذا .قيل فقيه :علم أنه العالم بعلو م الشرع ،وإن كان كل عالم بعلم فقيها وهذ ه المسألة أقتصر فيها هنا على هذا المطلوب ،وتما م تفصيلها كما تقد م .في ردي على كتاب الجامع لطلب العلم الشريف
جؤنة المطيبين 83
تنبيهات )تنبيه)1 سلخ كاتب"كشف شبهات المقاتلين ".من كتاب الجامع مبحث أولية الجهاد ..ومتى شرع فقال تحت عنوان":بد ء شرع الجهاد وختامه ولم يشرع الجهاد بمعنى قتال الكفار ال في شريعة موسى عليه السل م بعد" "..هلك فرعون ولو تأملت كلمه ل تجد فيه دليل بينا على هذا الستنتاج ،ولعل صاحب الجامع رأى ما تفسير ابن كثير عند قوله تعالى" :ولقد آتينا موسى الكتاب من بعدما أهلكنا القرون الولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم .يتذكرون" القصص43/ حيث قال الما م وغير ه كابن حبان الندلسي :إنه بعد انزال التورا ة لم يعذب .أمة بعامة ،بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعدا ء ا من المشركين ثم ذكر الحديث الموقوف على أبي سعيد وفيه :ما أهلك ا قوما بعذاب من السما ء ول في الرض بعدما أنزلت التورا ة على وجه الرض غير أهل القرية الذين مسخوا قرد ة بعد موسى ثم قرأ" ..ولقد آتينا موسى الكتاب من "..بعدما أهلكنا القرون الولى وليس في هذا الكل م أي دللة لهذ ه المة على ابتدا ء مشروعية الجهاد لمن .تأمله حق تأمله ولقد راجعت أمهات كتب التفسير المشهور ة والمعلومة فلم أر واحدا من أهل العلم استدل بهذ ه الية بما استدل بها صاحب الجامع ثم قلد ه الكاتب في هذ ه .الدعوى وسلخ كلمه دون تحقيق فذكرها من باب التكثير الذي ل دليل عليه ول ضرور ة له ،وا أعلم بما في .الصدور ) :تنبيه)2 حيث منعت قواعد أهل العلم التكفير البدعي الذي وقع فيه كاتب هذا الكتاب )كشف شبهات المقاتلين ( ..فإنه ل يعني جواز القتال مع المبتدعة في كل حال ،وورقاتي هذ ه ل تبحث في هذا الشأن )أقصد شأن القتال( إنما تتحدث
جؤنة المطيبين 84
عن رد حكم التكفير البدعي عن طوائف من أهل البدع ,وضرو ة اعمال القواعد الشرعية التفصيلية في الحكا م ،وقتال المرتدين في الجملة جائز تحت راية أهل البدع ما لم يكفروا مثلهم ،وهذا له شأن آخر ،فالورقات هذ ه ل يجوز أن ينسب لها القول بجواز القتال مع طائفة من الطوائف ال ما كانت هذ ه الطوائف على السل م ومخالفوها على الرد ة والكفر ،وهي مسألة .تبحث على حد ة من غير تعميم )تنبه)3 لميل الكاتب الى الغلو ،واستعار ه في نفسه ،فإنه وقع في موبقة عظيمة من جهة المانة واللتزا م الخلقي ،حيث نقل نقل مبتورا ناقصا عن الخرين :أفسد به كلمهم ،واليك الدليل قال الكاتب ) ص(41/نقل عن كتاب أبي محمد المقدسي )فك ا أسر ه من ":سجون الطواغيت( تحت عنوان :الرد على شبهة " من كفر مسلما فقد كفر ولو قلنا نحن الذين يحتج علينا خصومنا بمثل هذ ه الشبهة أن من كفرنا أو كفر غيرنا من الموحدين المسلمين بغضا لهم ولتوحيدهم وبرا ءتهم من الطواغيت وسمى دينهم دين الخوارج نصر ة لعدا ء التوحيد على الموحدين ،بأنه كافر استدلل بهذا الحديث لكان ذلك حقا ل مرية فيه ولما .احتيج الى تأويله لن ذلك كفر دون شك" انتهى نقله :وكل م أبي محمد في كتابه المذكور هو التالي ولو قلنا نحن الذين يحتج علينا خصومنا بمثل هذ ه الشبهة أن من كفرنا أو" كفر غيرنا من الموحدين المسلمين بغضا له ولتوحيد ه وبرا ءته من الطواغيت ،وسمى دينه دين الخوارج نصر ة لعدا ء التوحيد من الطواغيت، ومظاهر ة لقوانينهم وعساكرهم بأنه هو الكافر استدلل بهذا الحديث لكان ".ذلك حقا ل مرية فيه ولما احتيج الى تأويله :والن يقال لهذا الكاتب أين ذهبت عبار ة "ومظاهر ة لقوانينهم وعساكرهم"؟ أ م تظن أن قولك في الهامش" :بتصرف يسير " يكون لك العذر بإسقاط هذ ه الكلمة المهمة؟ إن كنت تظن أن هذ ه الكلمة ل أهمية لها فهي وا الباقعة ،وهي الطامة العظيمة ،وتصرفك بكل م الشيخ حمد بن عتيق وبكل م أبي محمد المقدسي على هذا المنوال يدل على أن اللفاظ العلمية ل خبر ة لك فيها ،وأن تحقيق
جؤنة المطيبين 85
المعاني بينك وبينه قفار ومفاوز ،ومن كان هذا حاله وجب عليه أن ل يتكلم .في أخطر القضايا وأعوص المسائل ،هذا ان اتقى ربه وخشي يو م اللقا ء ثم ان التصرف في كل م الناس بما يفسد المعنى جريمة في حقهم لعد م نقلها على وجهها الصحيح ،وجريمة في حق القاري ء لما في ذلك من التغرير به .والتلبيس عليه وكل م أبي محمد واضح في عد م تكفير كل من سمى توحيد المخالف انه دين الخوارج ،بل هو يكفر نوعا خاصا من هؤل ء الشاتمين لهذا التوحيد ،وهو من قال هذا الكل م وسبب قوله ما ذكر ه من التعليلت ،أما مجرد تسمية توحيد رجل من أهل الحق أنه على دين الخوارج بسبب الجهل أو بسبب مخالفة المذهب كما كان خصو م الشيخ محمد بن عبد الوهاب يسمونه فل يكون كافرا بهذا التها م ،وهذا أنبه عليه لوقوع كثير من المبتدئين في تكفير من سماهم خوارجا بحجة أنهم يسبون دين الموحدين ،وقد بليت بأمثال هؤل ء ورأيت منهم العجب ،فالواجب معرقة أن اتها م رجل بالخارجية ل تجيز للمتهم بها أن يرد على مخالفه بالتكفير ،بل لو كفر ه لجهله فإنه ل يجوز له أن يكفر ه ،لما علم أن التكفير حق ا تعالى وليس حقا شخصيا يكافأ المضيع له بمثله ،وهذا أمر يعرفه طلبة العلم وهو أمر مشهور ،ويجب .على كل مسلم أن يتعلمه لهميته
ازع وفيازع الختام انتهي حيث بدأت من النصيحة لنفسي وإخواني بأن نقف مع دين ا تعالى حيث هو؛ فل الغلو من دين ا تعالى ول التسيب والتحلل منه ،إذ كلهما مذمو م غير مرضي ،وأعوذ بال أن أمنع اجرا ء الحكا م الشرعية على الطوائف والفراد ،فمن كفر فهو كافر ،لكن التكفير ل يصار اليه بعد ثبوت عقد السل م ال بعد تحقيق ونظر شديد ،وخاصة في تكفير الطوائف التي تعمل للسل م وتسعى لتحقيقه في الرض ،فإطل ق التكفير في حق هؤل ء
جؤنة المطيبين 86
دون النظر الى قواعد أهل العلم ليس هو سبيل المؤمنين ،ومثله اطل ق التكفير في حق العلما ء والدعا ة والمشايخ فهذا يحتاج الى علم وورع .وتقوى ،وكذا تكفير المم والطوائف والتعميم فيه وإني مع هذا كله ومع التنبيه السممابق فممي مقدمممة هممذ ه الرسممالة أن الباطممل ل يجوز الدفاع عنه ول تبرير ه ال أني أشعر أنمي مضمطر للتنمبيه عليمه كمثيرا وفي ختا م هذ ه الرسالة ،لن الذين ل يفهمممون الفممر ق بيمن دفممع التكفيممر عمن هؤل ء وبيان بدعهم وضللهم كثيرون في هممذا الزمممان ،ذلممك أنممي لممن أعممد م وجود غر جاهل يقول عن هذ ه الرسالة إنها دفاع عن الضالين أو الطواغيت أو تبرير لبدعة أو سيئة ،وهؤل ء يجب على أهل الدين نبذهم ،فوا ما أفسممد طوائممف الحممق وجماعممات الجهمماد ال وجممود هممؤل ء ،إذ يريممدون بجهلهممم وغلوهم قياد ة السفينة ،وسو ق طلبة العلمم إلمى أهمموائهم ،ولن بيئممات معينمة يميل أهلها إلى الخطاب الشديد ،ويحب شبابها كل تشدد فيجد هؤل ء لنفسهم موطنا ،ثم تجد بعض من اقتبس شيئا من العلم ولم يترسخ فيممه ينسمما ق معهممم ويمموافقهم مسمماير ة للنحلممة ،أو لعممد م فقهممه بمممآلت كلمهممم ،أو خوفمما مممن انفضاض الجمممع عنممه ،فعلممى طلبممة العلممم أن يتقمموا ام تعممالى ،ول يقبلمموا لنفسهم ربط رؤوسهم بمن ل يستطيع أن يقيم مسألة فقهية واحد ة ،بل يجممب وضع هؤل ء في مواطنهم التي يستحقونها ،فليممس بممأس الرجممل فممي الجهمماد بمبرر لن يكون هو الذي يقرر حكم ا تعممالى فممي المسممائل ،وليممس طيممب نفس الرجل بالبذل تبرر له أن يكون قوله في الحكا م مسممددا ،وليممس الغلممو ال أحد طرفي الباطل ،فليس من قال الشد هو المصيب ،بممل المصمميب هممو صاحب الدليل ،ثم ليس مجرد وجود آية أو حديث ورا ء كل كلمة دليممل علممى صواب ما يقوله المتكلم ،بل ل بد من مراجعة كلمه على أصول أهل العلم والفقه ،وليبصر الفقيه مآلت كلمه في نفممس السممامع والمسممتفتي والمتعلممم . نعم ،أهل الغلو في كل بيئات السممل م هممم الضمعف صموتا والقممل وجممودا، والكثر في المسلمين من عوا م ومفتين هم أهل التحلممل والتسمميب لكممن علينمما أن نعلم أن أهل الدين على الجملة والمشغولين بهم هذا الدين ورفعته هم قلة، ووجود هذ ه القلة بين القلة تفسد كثيرا وتضر ضررا على مسير ة العمل لدين ا تعالى بما ل يعلم مدا ه ال ا تعالى ،وقد نصحني بعممض الحبممة الخيممار عندي وا حسيبهم أن ل أنشغل بهذا الرد على كتاب كشف شبهات المقاتلين تهوينا لمر ه ،وهذا عندي )وأستغفر ا تعالى( خطأ شديد ،فهممؤل ء إخواننمما وأحبتنا ،ونصيحتهم أولى من غيرهم ،وموالتهم بما معهم من دين ا تعالى وبما عندهم من الحرص على دينهم واجب فممي ديممن ام تعممالى ل ينكممر ه ال جاحد جاهل ،وأنا ل أتهمهممم بخارجيممة ،لن التهمما م بالخارجيممة تعنممي أنهممم
جؤنة المطيبين 87
قالوا بأصول الخوارج ،وهؤل ء ليس عنممدهم شممي ء مممن هممذا ،هممذا مممع أنهممم وقعوا في بعض ما وقع فيه الخوارج من الغلو ،لكنهم ما زالت أصولهم هممي أصول أهل السنة والجماعة إذا ذكروا بها ولممم يكممن الهمموى تممذكروا إن أراد .ا بهم خيرا هذا وأسأل ا تعالى أن أكون قد وفقت في بيان ما يجب علي من دين ا تعالى والنصيحة لخواني ،وأستغفر ا تعالى مما جهلته أو قلته على غير وجهه الصحيح ،فما أردت علم ا تعالى ال الخير "إن أريد إل الصلح ما .استطع" ،والحمد ل رب العالمين