Taqa'd 2017

Page 1

‫العدد الخامس‬

‫يونيو ‪٢٠١٧‬‬

‫دوريــة متخصصــة فــي مجــال التقاعــد تصدر عن صندوق تـقاعـــد موظفي الخدمـــة المـــدنية‬

‫مواصفات عصرية تواكب تطلعات المراجعين‬

‫افتتاح مبنى دائرة صندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة المدنية بظفار‬

‫أهمية ثقافة الضمان االجتماعي لدى المجتمع‬

‫مشروع استثماري متعدد‬ ‫االستخدامات‬

‫منظمة العمل الدولية ترصد‬ ‫متغيرات الضمان االجتماعي‬ ‫في آسيا والدول العربية‬


3


‫من أقوال القائد‬ ‫إن األمم ال تبنى إال بسواعد أهلها‪ ،‬وإن رقيها في مدارج الحضارة والتقدم ال يتم إال عن طريق العلم‬

‫والخبرة والتدريب والتأهيل‪ ،‬وليس بخاف أن الثروة الحقيقية ألية أمة إنما تتمثل في مواردها البشرية‬ ‫القادرة على دفع عجلة التطور إلى األمام في جميع مجاالت الحياة وبما يحقق آمالها ويوقد جذوة‬ ‫الطموح المتجدد فيها وصوال إلى ما ننشده من عزة وكرامة ومجد وسؤدد ‪ ..‬لذلك كانت دعوتنا‬

‫الدائمة منذ بزوغ فجر النهضة العمانية المباركة إلى النهوض بهذه الموارد وتوفير كل أسباب الرعاية‬ ‫لها وتذليل كل الصعوبات التي قد تعترض طريقها حتى تتمكن من اإلسهام بفاعلية وإيجابية في‬ ‫تطوير المجتمع وبناء قدراته العلمية والعملية ومهاراته الفنية وخبراته التقنية‪.‬‬

‫من خطاب حضرة صاحب الجاللة السلطان قابوس بن سعيد المعظم‬ ‫في االنعقاد السنوي لمجلس عمان ‪٢٠١١‬‬


‫االفتتاحية‬ ‫اإلفتتاحية‬

‫التطوير والمواكبة‬

‫وتحقيق الرضا‬ ‫خالد بن عمر المرهون‬ ‫وزير الخدمة المدنية‬ ‫نائب رئيس مجلس إدارة صندوق‬ ‫تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬

‫يضع صندوق تقاعد موظفي الخدمة‬ ‫المدنية تطوير خدماته في االعتبار‬ ‫دائما بما يؤدي إلى استفادة المستهدفين‬ ‫من الخدمة ووصولها إلى مختلف‬ ‫محافظات السلطنة‪ ،‬ويعد افتتاح مبنى‬ ‫دائرة الصندوق بمحافظة ظفار بمدينة‬ ‫صاللة نهاية شهر أبريل الماضي جانبا‬ ‫من هذه الجهود‪.‬‬ ‫إن افتتاح مبنى دائرة الصندوق‬ ‫الجديد بمحافظة ظفار‪ ،‬يعتبر إضافة‬ ‫إلى الجهود المتواصلة لما يقوم به‬ ‫الصندوق من تسهيل تقديم الخدمات‬ ‫للمواطنين‪ ،‬بأن يصل إليهم في‬ ‫أماكنهم‪ ،‬باإلضافة إلى مواكبة التقنيات‬ ‫الحديثة في تقديم الخدمة‪ ،‬فقد جاء‬ ‫المبنى عصريا ً بكل ما تحمله الكلمة‬ ‫من معنى عبر تهيئة كافة المتطلبات‬ ‫والمقومات التي تساعد على إنجاز‬ ‫األعمال بالوجه األمثل‪ ،‬ومن خالل‬ ‫استيفاء عناصر الجودة والسرعة‬ ‫والمواكبة لالحتياجات‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بهذه اإلضافة على صعيد‬ ‫البنية األساسية‪ ،‬فإن تبسيط وتسريع‬ ‫اجراءات تقديم الخدمات للمتقاعدين‬ ‫والمراجعين من أهم أولويات صندوق‬ ‫تقاعد موظفي الخدمة المدنية‪ ،‬معتمدا‬ ‫التحديث الدائم ومستخدما ً أفضل‬ ‫المنظومات والتقنيات التي تساعد في‬

‫تبسيط وتسريع‬ ‫اجراءات تقديم‬

‫الخدمات للمتقاعدين‬ ‫والمراجعين من أهم‬ ‫أولويات صندوق‬

‫تقاعد موظفي‬

‫الخدمة المدنية‬

‫تبسيط اإلجراءات وتطوير الخدمات‪،‬‬ ‫وهي سمة العصر الذي نعيش فيه‪،‬‬ ‫الذي يقوم على اإلجادة في العمل‪ ،‬وفي‬ ‫الوقت نفسه تحقيق عناصر السرعة‬ ‫والكفاءة‪.‬‬ ‫إن منظومة العمل الممنهج التي‬ ‫يتبعها الصندوق تأخذ بااللتزام التام‬ ‫بالمبادئ والرؤية التي ينطلق منها عمله‬ ‫والرسالة التي تأسس ألجلها‪ ،‬وتركز‬ ‫على أهمية تقديم الخدمات بكفاءة‬ ‫وفاعلية والتجويد بما يحقق الرضا‬

‫للمستفيدين‪ ،‬سواء كانوا متقاعدين أو‬ ‫مستحقين أو موظفين مشمولين بأحكام‬ ‫قانون معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة‬ ‫لموظفي الحكومة العمانيين وكذلك‬ ‫المشمولين بالنظام الموحد لمد الحماية‬ ‫التأمينية لمواطني دول مجلس التعاون‬ ‫لدول الخليج العربية العاملين في غير‬ ‫دولهم في أي دولة عضو بالمجلس‪.‬‬ ‫إن مجلس ادارة الصندوق وإداراته‬ ‫التنفيذية تضع في أولوياتها‪ ،‬المضي‬ ‫في تبسيط اإلجراءات وتوفيرها بشكل‬ ‫أسهل للمستفيدين وفي أماكن تواجدهم‪،‬‬ ‫وما افتتاح مبنى محافظة ظفار المشار‬ ‫إليه إال دليل على ذلك‪ ،‬وحتما سوف‬ ‫تستمر المشروعات واإلنجازات في‬ ‫ظل وضوح الرؤية واألهداف‪ ،‬والتأكيد‬ ‫الدائم على الواجب الوطني الذي نضطلع‬ ‫به خدمة ألبناء هذا الوطن العزيز‪.‬‬ ‫وإذا كان صندق تقاعد موظفي الخدمة‬ ‫المدنية قد تمكن في السنوات الماضية‬ ‫من تحقيق العديد من المنجزات‪ ،‬وعمل‬ ‫على التطوير في الخدمات والتنويع في‬ ‫االستثمارات بما يحقق رسالته وفق‬ ‫الخطط والبرامج؛ فإنه يستمر في‬ ‫المحافظة على المتحقق واالستمرار‬ ‫في إبداع المزيد من النجاحات وتحقيق‬ ‫العوائد وتقديم الخدمة األمثل لجمهور‬ ‫المستفيدين‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪٦‬‬

‫افتتاح مبنى دائرة صندوق تقاعد‬ ‫موظفي الخدمة المدنية بظفار‬

‫‪١٠‬‬

‫‪١٢‬‬

‫تأكيد على المساواة التامة في‬ ‫مستحقات نهاية الخدمة بين‬ ‫الرجل والمرأة وورثتهما‬

‫بدء إعداد المخططات التفصيلية‬ ‫للمبنى االستثماري متعدد‬ ‫االستخدامات‬

‫‪١٦‬‬

‫جلسة حوارية حول ثقافة الضمان‬ ‫االجتماعي لدى المجتمع‬

‫‪٢٤‬‬

‫مدير دائرة الصندوق بمحافظة‬ ‫البريمي‪:‬‬ ‫اهتمام بتسهيل الخدمات وتحقيق‬ ‫الالمركزية في إنجاز المعامالت‬

‫‪ .3٠‬عدالة وشمول المنافع التقاعدية‬ ‫يعزز األمن االجتماعي‬

‫‪ .3٦‬أكبر ‪ 8‬أنظمة تقاعد في العالم تواجه‬ ‫عجزا هائال بحلول ‪٢٠١5‬‬

‫‪ .3٢‬االكتواريون وصناديق التقاعد‬

‫‪ .4٢‬الدول العربية اتبعت منهجا للضمان‬ ‫يقوم على العقد االجتماعي‬

‫‪ .34‬ما هو كتابك األول بعد التقاعد؟‬ ‫‪ .4٠‬البحث عن نموذج أفضل إلدارة‬ ‫الكتل المالية‬

‫المشرف العام‬ ‫خالد بن عمر المرهون‬

‫وزير الخدمة المدنية‬ ‫نائب رئيس مجلس ادارة صندوق‬ ‫تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬

‫رئيس التحرير‬ ‫شبيب بن محمد الدرمكي‬

‫مدير عام الصندوق‬

‫مدير التحرير‬ ‫مصبح بن عبدالله الغساني‬

‫مدير دائرة االعالم والتوعية‬

‫‪ .4٦‬المؤسسات المالية وصناديق‬ ‫التقاعد تواجه تحديات بسبب أسعار‬ ‫الفائدة المنخفضة‬

‫التحرير‬ ‫أمل رجب‬ ‫اإلنفوجرافيك‬ ‫عهود الشيدي‬

‫رئيسة قسم تطوير األعمال‬ ‫التجارية‬ ‫فاطمة الغيالني‬ ‫قسم تطوير األعمال التجارية‬ ‫عبد العزيز الشكيلي‬ ‫بريم فرجس‬ ‫كارين جان ستيفين‬ ‫التصميم و اإلخراج الفني‬ ‫علي عبد العزيز الجاويش‬


‫أخبــــــار‬

‫تصوير عبدالرحيم سبيت ربيع‬

‫جانب من الحضور‬

‫محمد البوسعيدي‪:‬‬

‫نقدر جهود تسهيل‬ ‫الخدمات لمواطني‬ ‫محافظة ظفار‬

‫أولويات مجلس إدارة الصندوق وإدارته‬ ‫التنفيذية‪ ،‬وأن الجهود منصبة على‬ ‫تبسيط إجراءات تقديم خدمات الصندوق‬ ‫وتوفيرها بشكل أيسر للمستفيدين وفي‬ ‫أماكن تواجدهم‪ ،‬متمنيا معاليه التوفيق‬ ‫والسداد لكافة الجهود المبذولة لخدمة‬ ‫المواطنين والتيسير عليهم‪.‬‬ ‫وأكد شبيب بن محمد الدرمكي مدير‬ ‫عام صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬

‫على أهمية إنشاء هذا المبنى لدائرة‬ ‫الصندوق بمحافظة ظفار لرفع مستوى‬ ‫جودة الخدمات التي تقدم للمراجعين‬ ‫والتسهيل عليهم في إنهاء معامالتهم وفق‬ ‫أفضل المعايير‪ ،‬مضيفا أن تصميم المبنى‬ ‫استند في أساسه على ضمان توفير أماكن‬ ‫االستقبال المالئمة للمراجعين التي تتوفر‬ ‫بها كافة وسائل الراحة إضافة إلى وجود‬ ‫مرافق مخصصة لذوي اإلعاقة تسهل‬ ‫معها خدمتهم والوقوف على احتياجاتهم‪.‬‬ ‫وأكد الدرمكي على أن جهود صندوق‬ ‫تقاعد موظفي الخدمة المدنية تتواصل‬ ‫بشكل حثيث لتطوير خدماته‪ ،‬مبينا بأن‬ ‫الصندوق وفي سبيل سعيه لتقديم أفضل‬ ‫الخدمات قام بوضع إطار عمل منهجي‬ ‫قائم على اتباع أفضل الممارسات‬ ‫في هذا الشأن وذلك من خالل إيجاد‬ ‫منظومة متكاملة من اإلجراءات والنظم‬ ‫التي تساعد على تطوير الخدمات‬ ‫وتسريع وتبسيط اإلجراءات‪ ،‬وضمن‬ ‫تلك الجهود تم وضع رؤية ورسالة‬ ‫للصندوق منبثقة من رؤية ورسالة‬ ‫الحكومة والتي تركز على أهمية تقديم‬ ‫الخدمات الحكومية بكفاءة وفاعلية‪،‬‬ ‫وكذلك وضع دليل للخدمات الحكومية‬ ‫‪7‬‬


‫أخبــــــار‬

‫على مساحة ‪ 3١٦8‬مترا مربعا ويستفيد منه ‪ 775٢‬مواطنا‬

‫افتتاح مبنى دائرة صندوق تقاعد‬ ‫موظفي الخدمة المدنية بظفار‬ ‫صاللة‪ :‬بخيت الشحري‬

‫تم افتتاح مبنى دائرة صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية بمحافظة ظفار‪ ،‬وقام بافتتاح المبنى‬ ‫معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار بحضور معالي الشيخ خالد بن عمر‬ ‫المرهون وزير الخدمة المدنية نائب رئيس مجلس إدارة صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‪.‬‬

‫معالي السيد محمد البوسعيدي ومعالي الشيخ خالد المرهون أثناء االفتتاح‬

‫خالد المرهون‪:‬‬

‫مواصفات المبنى‬ ‫عصرية وتواكب‬ ‫تطلعات المراجعين‬ ‫‪٦‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫وأعرب معالي السيد وزير الدولة ومحافظ‬ ‫ظفار عن اعجابه بالتصميم العصري‬ ‫وما يتضمنه المبنى من مرافق حديثة‬ ‫تكفل مراعاة احتياجات المراجعين‪،‬‬ ‫مشيرا معاليه إلى أن إنشاءه يعكس جهود‬ ‫صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬ ‫المقدرة لتسهيل تقديم خدماته للمواطنين‬ ‫من أبناء محافظة ظفار‪ ،‬والتيسير عليهم‬ ‫للحصول على تلك الخدمات في مكان‬ ‫تواجدهم دون تكبد عناء السفر خارج‬

‫المحافظة‪ ،‬متمنيا معاليه لكافة موظفي‬ ‫صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬ ‫دوام التوفيق والنجاح‪.‬‬ ‫وقال معالي الشيخ خالد بن عمر بن‬ ‫سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية نائب‬ ‫رئيس مجلس إدارة صندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة المدنية أن إنشاء هذا المبنى يأتي‬ ‫في إطار حرص الصندوق على تيسير‬ ‫تقديم خدماته للمواطنين وتهيئة المقومات‬ ‫الالزمة لموظفيه إلنجاز أعمالهم على‬ ‫الوجه األفضل‪ ،‬حيث روعي في تصميم‬ ‫المبنى المواصفات العصرية التي تواكب‬ ‫التطور التقني لتلبية تطلعات المراجعين‬ ‫وتسريع إجراءات تقديم الخدمات‪ ،‬وبما‬ ‫يكفل ضمان إنجاز معامالتهم بصورة‬ ‫حديثة تواكب احتياجاتهم ومتطلباتهم‪،‬‬ ‫خاصة وأن إجمالي عدد المواطنين‬ ‫الحاليين المستفيدين بشكل مباشر من‬ ‫خدمات الصندوق بمحافظة ظفار يبلغ‬ ‫‪ 7752‬مواطنا‪ ،‬منهم ‪ 3177‬متقاعدا‬ ‫و‪ 4575‬مستحقا حتى مارس الماضي‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى المتقاعدين والمستحقين من‬ ‫مختلف محافظات السلطنة عند زيارتهم‬ ‫لمحافظة ظفار‪ ،‬مشيرا معاليه إلى أن‬ ‫تعزيز جودة العمل بالصندوق من أهم‬


‫أخبــــــار‬

‫جولة تفقدية في قاعة المراجعين‬

‫ترحيب كبير من قبل المراجعين‬

‫وبعد االفتتاح وبدء تقديم الخدمات‬ ‫للمراجعين التقينا بعدد من المستفيدين الذي‬ ‫حضروا للتعرف على خدمات الدائرة أو‬ ‫تخليص بعض االجراءات‪ ،‬وقال أحمد‬ ‫بن محمد كنز‪ ،‬وهو أحد المتقاعدين‬ ‫والمستفيدين من خدمات صندوق تقاعد‬ ‫موظفي الخدمة المدنية‪ ”:‬نبارك للصندوق‬ ‫افتتاحهم هذا المبنى الجميل وهو إضافة‬ ‫معمارية جميلة لوالية صاللة ويسعدنا‬

‫أحمد كنز‪:‬‬

‫إجابتهم على استفساراتي المختلفة وأبدوا‬ ‫رحابة ملموسة في أن يوضحوا لنا جميع نبارك للصندوق افتتاحهم هذا‬ ‫التفاصيل الخاصة باإلجراءات المختلفة‬ ‫التي تتعلق بالمتقاعدين والمستحقين المبنى الجميل ويسعدنا إقامته‬ ‫لمعاشات التقاعد”‪.‬‬ ‫في منطقة السعادة والتي يسهل‬ ‫كما أكد سالم بن أحمد سهيل جعبوب‬ ‫أن المتقاعدين والورثة في محافظة ظفار الوصول إليها من كل مكان‬ ‫سعداء بافتتاح المبنى ويمكنهم اآلن إنهاء‬ ‫معامالتهم بيسر أو يمكنهم زيارة المبنى‬ ‫لالستفسار عن كل ما يتعلق بالخدمات التي‬ ‫يقدمها الصندوق سواء كانت رسائل رسمية‬

‫مرافق حديثة في المبنى تلبي احتياجات المراجعين‬

‫إقامته في منطقة السعادة والتي يسهل لجهات معينة أو تجديد معامالت أو شهادات أحمد جعبوب‪:‬‬

‫الوصول إليها من كل مكان‪ ،‬وهذا الفرع‬ ‫سوف يلبي احتياجات المستفيدين من‬ ‫صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬ ‫بمحافظة ظفار وخاصة انه مجهز بأجهزة‬ ‫حديثة وصاالت انتظار مريحة مما يسهل‬ ‫على المراجع قضاء أموره بسهولة ويسر‪،‬‬ ‫وقد لمست تعاونا من الموظفين من خالل‬

‫اثبات المعاش التقاعدي‪ .‬وأضاف أن جميع أن المتقاعدين والورثة في محافظة‬ ‫الموظفين رحبوا بالرد على استفساراته‬ ‫المختلفة وتمكن من انهاء اإلجراءات بوقت ظفار سعداء بافتتاح المبنى‬ ‫قصير‪ ،‬وزيارة المبنى في حد ذاتها أسعدتنا‬ ‫ويمكنهم اآلن إنهاء معامالتهم‬ ‫بفضل تصميمه الجميل وما يتضمنه من‬ ‫أماكن استقبال للمراجعين مزودة بوسائل بيسر‬ ‫للراحة وأجهزة حديثة لتسهيل المعامالت‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫أخبــــــار‬

‫شبيب الدرمكي‪:‬‬ ‫منظومة متكاملة‬ ‫لتطوير الخدمات‬ ‫وتسريع اإلجراءات‬

‫أصحاب المعالي أثناء ازاحة الستار عن اللوحة التذكارية‬

‫بدر الشحري‪:‬‬ ‫المبنى مزود بكافة‬ ‫األجهزة التقنية الحديثة‬ ‫ويعكس رؤية الصندوق‬ ‫لجودة الخدمة‬

‫‪8‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫وميثاق لخدمة المتعاملين تنفيذا لقرارات‬ ‫مجلس الوزراء الموقر في هذا الشأن‪،‬‬ ‫بما يكفل تسريع إجراءات تقديم الخدمات‬ ‫للمتعاملين وتجويد تلك الخدمات‪ ،‬وأشار‬ ‫الدرمكي إلى أن اجمالي عدد المتقاعدين‬ ‫بلغ ‪ 50‬ألف متقاعد وقيمة المعاشات‬ ‫الشهرية المستحقة لهم أكثر من ‪21‬‬ ‫مليون لاير بنهاية مارس الماضي‪.‬‬ ‫وأشار بدر بن محمد الشحري مساعد‬ ‫مدير دائرة صندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة المدنية بمحافظة ظفار الى أن‬ ‫المبنى مزود بكافة األجهزة التقنية‬ ‫الحديثة لتسهيل اإلجراءات والمعامالت‪،‬‬ ‫وهو يعكس رؤية وأهداف الصندوق‬ ‫من حيث جودة الخدمة التي يقدمها‬ ‫للمستفيدين من خدماته المختلفة‪ ،‬وكذلك‬ ‫الرؤية االستثمارية للصندوق حيث ان‬ ‫جزءا منه مخصص لالستثمار‪ ،‬كما‬ ‫أن فرع الصندوق في المحافظة سوف‬ ‫يسهل كثيرا على المواطنين المنتفعين‬ ‫الوصول إليه بسهولة ويسر من خالل‬ ‫موقعه بمنطقة السعادة بوالية صاللة‪،‬‬ ‫وتبلغ مساحة المبنى اإلجمالية ‪3168‬‬ ‫مترا مربعا‪ ،‬وستقدم الدائرة العديد‬ ‫من الخدمات مثل تخليص اإلجراءات‬ ‫المتعلقة بحقوق الورثة والمتقاعدين‬ ‫األحياء وكذلك نقل الخدمة وضم سنوات‬

‫الخدمة من جهة ألخرى وكذلك خدمة‬ ‫مدى للحياة التأمينية للعاملين خارج‬ ‫السلطنة‪.‬‬ ‫وتضمنت فعاليات االفتتاح تقديم‬ ‫عرضين مرئيين حول صندوق تقاعد‬ ‫موظفي الخدمة المدنية‪ ،‬تضمن العرض‬ ‫األول معلومات عن نشأة الصندوق‬ ‫واختصاصاته وأهدافه والخدمات التي‬ ‫يقدمها‪ ،‬باإلضافة إلى عدد من األرقام‬ ‫واإلحصائيات المرتبطة بعمل الصندوق‪،‬‬ ‫في حين ركز العرض المرئي الثاني على‬ ‫تفاصيل المبنى الجديد بمحافظة ظفار‪،‬‬ ‫وتضمن معلومات حول تصميم المبنى‬ ‫والخدمات التي توفرها دائرة الصندوق‬ ‫بمحافظة ظفار للمراجعين‪ ،‬وغيرها‬ ‫من المعلومات المتصلة بعمل الدائرة‪،‬‬ ‫أعقب ذلك تقديم قصيدة شعرية من قبل‬ ‫الشاعر حامد بن ناصر الحمر تناولت‬ ‫عددا من المعاني الوطنية المرتبطة‬ ‫بإنشاء مثل هذه الدوائر الخدمية‪.‬‬ ‫ثم قام معالي السيد وزير الدولة‬ ‫ومحافظ ظفار راعي المناسبة بقص‬ ‫شريط افتتاح المبنى وازاحة الستار عن‬ ‫اللوحة التذكارية الخاصة بالمبنى‪.‬‬ ‫وحضر حفل االفتتاح عدد من‬ ‫المكرمين أعضاء مجلس الدولة وعدد‬ ‫من أصحاب السعادة أعضاء مجلس‬ ‫الشورى وعدد من أصحاب السعادة‬ ‫الوكالء وعدد من أصحاب السعادة‬ ‫الوالة وجمع من المسؤولين بمحافظة‬ ‫ظفار من مختلف الوزارات والوحدات‬ ‫الحكومية‪.‬‬


‫أخبــــــار‬

‫يوفر المشروع مساحة‬

‫‪ 3٠777‬متــرا مربعا من‬ ‫المكاتب التجارية على‬

‫مساحة ‪ ٤‬طوابق‬

‫وستضم مجموعة متنوعة من المحالت‬ ‫والماركات العالمية بمساحة إجمالية تقدر‬ ‫بنحو ‪ 3897‬مترا مربعا‪ ،‬حيث سيقدم‬ ‫المشروع فرصة لمحبي التسوق للحصول‬ ‫على تشكيلة واسعة من الخيارات تحت‬ ‫سقف واحد‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالمطاعم سيضم الدور‬ ‫األرضي بالمشروع واجهة كبيرة من‬ ‫المطاعم والمقاهي وتشمل خيارات‬

‫متنوعة تلبي رغبات الزوار‪ ،‬حيث‬ ‫ستكون هذه الواجهة من ضمن الخيارات‬ ‫المفضلة لقضاء أوقات عائلية ممتعة‪.‬‬ ‫أما المكاتب فسوف يوفر المشروع‬ ‫مساحة ‪ 30777‬مترا مربعا من المكاتب‬ ‫التجارية على مساحة ‪ 4‬طوابق حيث‬ ‫ستكون الخيار األفضل للباحثين عن‬ ‫المكان األمثل إلدارة أعمالهم وشركاتهم‬ ‫وذلك لما سيوفره المشروع من خدمات‪.‬‬

‫وإضافة إلى المكونات السابقة سيشتمل‬ ‫المشروع على ثالثة طوابق تحت‬ ‫األرض لمواقف السيارات ستضم ‪1581‬‬ ‫موقفا تقريبا لكافة المستخدمين ألجزاء‬ ‫المشروع حيث تم األخذ باالعتبار تأمين‬ ‫الحاجة المستقبلية والمتزايدة للمواقف‪،‬‬ ‫حيث ستكون هذه المواقف مؤمنة ومجهزة‬ ‫بأحدث األجهزة واألنظمة االلكترونية‬ ‫المستخدمة في هذا المجال‪.‬‬ ‫‪١١‬‬


‫أخبــــــار‬

‫تنويع االستثمارات والمساهمة في تعزيز نمو السياحة‬

‫بدء إعداد المخططات التفصيلية للمبنى‬ ‫االستثماري متعدد االستخدامات‬ ‫بدأ صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية إعداد المخططات التفصيلية لمشروع المبنى االستثماري‬

‫متعدد االستخدامات والذي يقع في منطقة غال بمحافظة مسقط‪ ،‬ويأتي المشروع في إطار سعي‬ ‫الصندوق لتنويع استثماراته‪ ،‬ومساهمة منه في تعزيز نمو قطاع السياحة في السلطنة والذي يعد‬

‫أحد مرتكزات الخطة الخمسية التاسعة‪.‬‬

‫المكونات‪ :‬فندق وشقق‬

‫فندقية وسكنية ومساحات‬

‫تسوق ومكاتب ومطاعم‬ ‫ومواقف للسيارات‬ ‫‪١٠‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫ويتكون المشروع من فندق فئة أربع نجوم‬ ‫وشقق فندقية وشقق سكنية ومساحات‬ ‫تسوق ومساحات مخصصة للمطاعم‬ ‫السياحية ومبان مخصصة لالستخدام‬ ‫كمكاتب متكاملة الخدمات وأماكن‬ ‫للتسوق‪ ،‬ويتكون المبنى من طابق أرضي‬ ‫للمحالت التجارية وأربعة طوابق للمكاتب‬ ‫وخمسة طوابق للشقق والغرف الفندقية‪،‬‬ ‫إضافة إلى ثالثة طوابق تحت األرض‬

‫مخصصة كمواقف للسيارات حيث تقدر‬ ‫المساحة اإلجمالية للبناء ‪ 146،962‬مترا‬ ‫مربعا‪.‬‬ ‫ويقع المشروع في مكان استراتيجي‬ ‫ويتميز بسهولة الوصول إليه وذلك لقربه‬ ‫من الشارع العام وتوسطه منطقة حيوية‬ ‫قريبة من مطار مسقط الدولي ومركز‬ ‫عمان للمؤتمرات والمعارض‪.‬‬ ‫وبالنسبة لتفاصيل المشروع فهو يضم‬ ‫فندقا من فئة أربع نجوم يشمل ‪274‬‬ ‫غرفة وجناحا فندقيا وكذلك‪ 50‬شقة‬ ‫فندقية فاخرة وذلك بمجموع ‪ 5‬طوابق‬ ‫على مساحة ‪ 3782‬مترا مربعا‪ ،‬وسيضم‬ ‫الفندق مجموعة من المطاعم العالمية‬ ‫إضافة إلى مساحات وقاعات لالجتماعات‬ ‫والمؤتمرات والفعاليات المختلفة وناد‬ ‫صحي‪.‬‬ ‫وقد وقع االختيار على شركة موفنبيك‬ ‫كمشغل للفندق وذلك للخبرة الواسعة التي‬ ‫تمتلكها هذه الشركة في تشغيل الفنادق‬ ‫حيث تتواجد في أكثر من ‪ 24‬دولة حول‬ ‫العالم وسيكون هذا الفندق األول الذي‬ ‫تقوم الشركة بإدارته في السلطنة‪.‬‬ ‫أما مرافق التسوق فسوف يوفر‬ ‫المشروع مساحات واسعة للتسوق‬


‫أخبــــــار‬

‫المستحقات التقاعدية وما ال يتم احتسابه‪،‬‬ ‫وأن هناك عدة أنواع من الخدمة التي يمكن‬ ‫ضمها هي خدمة سابقة بالقطاع الحكومي‪،‬‬ ‫وخدمة سابقة بالقطاع الخاص‪ ،‬وخدمة سابقة‬ ‫على الحصول على الجنسية العمانية ‪ ،‬ومدة‬ ‫الخدمة السابقة للنظام الموحد لمد الحماية‬ ‫التأمينية للعاملين في دول المجلس وقد تم‬ ‫توضيح كافة الشروط واالجراءات الالزمة‬ ‫لضم كل نوع من هذه األنواع‪.‬‬ ‫واستعرضت الندوة المحور الثالث وهو‬ ‫المستحقات التقاعدية مع االستعانة ببعض‬ ‫األمثلة عليها‪ ،‬وأوضح أن أنواع المستحقات‬ ‫هي المعاش التقاعدي ومكافأة نهاية الخدمة‬ ‫ومنحة مصاريف الجنازة والعزاء مشيرا إلى‬

‫نسبة مساهمة الحكومة‬ ‫في صندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة المدنية هي من أعلى‬ ‫النسب بين صناديق التقاعد‬ ‫في السلطنة وربما في دول‬ ‫المجلس‬

‫أن هناك فارقا بين مكافأة نهاية الخدمة التي‬ ‫يحصل عليها المتقاعد من الصندوق ومنحة‬ ‫نهاية الخدمة التي يحصل عليها الموظف من‬ ‫جهة عمله‪ ،‬كما أوضحت الشروط الالزمة‬ ‫للحصول على المعاش التقاعدي والفئات‬ ‫المستحقة له وان المعاش يستحق في حاالت‬ ‫بلوغ السن القانونية لالحالة للمعاش أوالوفاة‬ ‫أو عدم اللياقة الصحية أواالستقالة بعد خدمة‬ ‫مدتها ‪ 20‬عاما أو خدمة ‪ 15‬عاما لمن بلغ‬ ‫سن الخمسين فأكثر‪ ،‬كما يستحق المعاش‬ ‫في حالة إلغاء الوظيفة أو انتهاء الخدمة‬ ‫بغير األسباب السابقة (ماعدا فقد الجنسية‬ ‫العمانية)‪ ،‬وتضمن هذا المحور كذلك‬ ‫طريقة توزيع المعاش التقاعدي بين الورثة‬ ‫‪١3‬‬


‫أخبــــــار‬

‫ندوات توعوية لموظفي وزارة القوى العاملة‬

‫تأكيد عىل المساواة التامة يف مستحقات نهاية‬ ‫الخدمة بني الرجل والمرأة وورثتهما‬ ‫نظم صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية عددا من الندوات التوعوية لموظفي وزارة القوى العاملة بهدف‬

‫التعريف بأنظمة التقاعد وقانون معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة لموظفي الحكومة العمانيين‪ ،‬وتأتي هذه‬

‫الندوات في إطار الجهود التوعوية للصندوق لتوعية الموظفين العمانيين العاملين بالجهاز اإلداري للدولة بأنظمة‬

‫التقاعد وقانون المعاشات والمكافآت وتعريفهم بصندوق التقاعد وأهدافه ودوره االستثماري في التنمية‬ ‫االقتصادية واالجتماعية بالسلطنة‪.‬‬

‫وتضمنت الندوات عرضا حول أنظمة‬ ‫التقاعد وقانون المعاشات والمكافآت‬ ‫واالشتراكات ومدد الخدمة المحسوبة في‬ ‫المعاش ومكافأة نهاية الخدمة‪ ،‬وضم مدد‬ ‫الخدمة السابقة والمستحقات التقاعدية‪.‬‬ ‫وكانت أولى الندوات بمبنى وزارة القوى‬ ‫العاملة‪ .‬وخالل الندوة أشارمقدمي الندوة إلى‬ ‫أن صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية تم‬ ‫انشاؤه بمقتضى المرسوم السلطاني رقم‬ ‫‪ 86/26‬والصندوق له شخصية اعتبارية‬ ‫وذمة مالية مستقلة ‪.‬‬ ‫وأوضح أن أنظمة التقاعد هي برامج‬ ‫حكومية هدفها حماية المشتركين بها من‬ ‫مخاطر محددة كالعجز والشيخوخة والوفاة‬ ‫وكذلك تحقيق األمان للمشتركين من خالل‬ ‫حصولهم على دخل يوفرلهم الحياة الكريمة‬ ‫عند عدم قدرتهم على العمل وأن هذه األنظمة‬ ‫يتم تمويلها بشكل مشترك من قبل الموظفين‬ ‫والحكومات‪.‬‬ ‫وأشارت الندوة الى أنه بالنسبة لقانون‬ ‫المعاشات والمكافآت فلكي يمكن تطبيقه‬ ‫على موظف ما يجب أن يكون الموظف‬ ‫عماني الجنسية وأن يعمل بالجهاز اإلداري‬ ‫للدولة في جهة ليس لديها صندوق تقاعد‬ ‫خاص بها‪ ،‬وأن يشغل وظيفة دائمة كما أن‬ ‫القانون المذكور يشمل المواطنين العمانيين‬ ‫‪١٢‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫أثناء إحدى الندوات التوعوية ‪ -‬تصوير شمسة الحارثية‬

‫الصندوق يعمل وفقا لمبدأ‬ ‫التكافل وقد يعمل موظف‬ ‫لمدة بسيطة جدا ثم يتوفى‬ ‫ويصرف الصندوق معاشا‬ ‫تقاعديا لورثته‬

‫الذين يعملون في جهات مدنية تطبق فيها‬ ‫نظم التقاعد المدني بدول مجلس التعاون في‬ ‫ما سمي بالنظام الموحد لمد الحماية التأمينية‬ ‫وتم خالل الندوات مناقشة عدة محاور‬ ‫أساسية عن قانون المعاشات والمكافآت‪،‬‬ ‫وتناول المحور األول أنظمة التقاعد وأهميتها‬ ‫والتعريف بالصندوق ومهامه‪ ،‬أما المحور‬ ‫الثاني فقد تناول مدد الخدمة وتعريف‬ ‫الراتب الخاضع لالشتراك‪ ،‬وتوضيح نسب‬ ‫االشتراك حيث يدفع الموظف مساهمة‬ ‫قدرها ‪ % 7‬في حين تساهم الحكومة (جهة‬ ‫العمل) بنسبة ‪.% 17،7‬‬ ‫وانتقل العرض بعد ذلك إلى مدد الخدمة‬ ‫وتعريفها وتوضيح ما يدخل منها في حساب‬


‫أخبــــــار‬

‫بمشاركة الصندوق‬

‫حلقة عمل بالهند حول اسرتاتيجيات تحصيل االشرتاكات‬

‫شارك صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية في الحلقة‬ ‫األكاديمية التي نظمتها الجمعية الدولية للضمان االجتماعي‬ ‫(إيسا) بعنوان «تحصيل االشتراكات» وذلك خالل الفترة من‬ ‫‪ 5‬وحتى ‪ 7‬أبريل الماضي بجمهورية الهند‪ .‬وتناولت الحلقة‬ ‫تعريف المشاركين بكيفية ابتكار استراتيجيات جمع االشتراكات‬ ‫بالمؤسسة والتعرف على تجارب وخبرات المشاركين في كيفية‬ ‫مواجهة التحديات ومناقشة مجاالت التحسين في تحصيل‬ ‫االشتراكات‪ ،‬كما ناقشت الحلقة أهم التحديات التي تواجه‬ ‫تحصيل االشتراكات وأفضل الممارسات والمناهج ذات الصلة‬ ‫في هذا الجانب‪.‬‬ ‫وتضمنت الحلقة جلسات عمل قام المشاركون من خاللها بإعداد‬ ‫خطة عمل لتحديد اإلجراءات والخطوات المقترحة لرفع معدالت‬ ‫تحصيل االشتراكات ووضع الحلول وتطبيقها في مؤسساتهم‬ ‫ومن ثم متابعتهم من المختصين بالجمعية‪.‬‬

‫جانب من مشاركة الصندوق في حلقة العمل‬

‫‪15‬‬


‫أخبــــــار‬ ‫المستحقين عند وفاة صاحب المعاش‪ ،‬كما‬ ‫أكد على أن هناك متابعة دورية للورثة‬ ‫المستحقين لضمان توفر شروط استحقاقهم‬ ‫للمعاش التقاعدي‪.‬‬ ‫وفي نهاية الندوات تم فتح باب األسئلة‬ ‫والرد على تساؤالت الحاضرين وأوضح‬ ‫ممثلو الصندوق أن هناك اهتماما كبيرا‬ ‫لعقد مثل هذه الندوات والتي تعد فرصة‬ ‫للتواصل بين الصندوق والمستفيدين‪.‬‬ ‫وأكد الصندوق على أن قانون المعاشات‬ ‫يتعامل بمساواة تامة بين كافة المستفيدين‬ ‫من خدماته وليس هناك أي تفرقة بين‬ ‫الرجل والمرأة وكذلك االمر فيما يتعلق‬ ‫بورثة كل منهما في المستحقات التقاعدية‬ ‫وتساءل بعض الحضور حول مصير‬ ‫معاشات بعض الموظفين الذين يتوفون‬ ‫دون أن يكون لديهم ورثة مستحقين بحيث‬ ‫أن مبدأ التكافل هو المبدأ الذي تعمل به‬ ‫أنظمة التقاعد‪ ،‬فعلى سبيل المثال قد يكون‬ ‫هناك موظف التحق بالخدمة لمدة بسيطة‬ ‫جدا ثم توفي ووفق مبدأ التكافل المشار‬ ‫اليه يلتزم الصندوق بصرف معاش‬ ‫للورثة ـــ عند توفر الشروط الالزمة ـــ‬ ‫لسنوات طويلة رغم ان الموظف نفسه لم‬ ‫يدفع اشتراكات اال لفترة وجيزة‪.‬‬ ‫وحول التساؤالت حول نسبة مساهمة‬ ‫الحكومة في الصندوق أوضح ممثال‬ ‫الصندوق أن النسبة المطبقة في صندوق‬ ‫تقاعد موظفي الخدمة المدنية هي‬ ‫(‪ )%17.7‬من الراتب الخاضع لالشتراك‬ ‫لكل موظف وموظفة ممن يشملهم القانون‪.‬‬ ‫ويعمل الصندوق من خالل عدد‬ ‫من الدوائر في عدد من المحافظات أما‬ ‫بعض المحافظات األخرى فيتم تقديم‬ ‫الخدمات فيها عبر منافذ خدمية لخدمة‬ ‫المستفيدين‪ ،‬كما تناولت الندوة استعراض‬ ‫الموقع اإللكتروني للصندوق وما يقدمه‬ ‫من خدمات إلكترونية للمشمولين بقانون‬ ‫معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة لموظفي‬ ‫الحكومة العمانيين وتتضمن هذه الخدمات‬ ‫طباعة الشهادات المختلفة وآالت حاسبة‬ ‫لحساب المعاش التقاعدي المستحق‬ ‫وحساب االشتراكات عن االجازات‬ ‫بدون راتب وتقسيم المعاش على الورثة‬ ‫المستحقين للمعاش‪.‬‬ ‫وأكد ممثلو الصندوق خالل الندوات‬ ‫‪١٤‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫تأكيد على المساواة‬ ‫التامة في مستحقات‬ ‫التقاعد بين الرجل والمرأة‬ ‫وورثتهما‬

‫على أن صناديق التقاعد هي برامج‬ ‫حكومية لحماية الموظفين من مخاطر‬ ‫معينة كالشيخوخة والعجز والوفاة‬ ‫وال تهدف إلى تحقيق أرباح لكنها قد‬

‫تستثمر جزأً من أموالها لتنمية مواردها‬ ‫وللحفاظ على قيمة األموال وتنميتها‬ ‫لمواجهة التزاماتها المالية المتعاظمة‪.‬‬ ‫ويدير الصندوق استثماراته عبر لجنة‬ ‫االستثمار والتي تضع الخطة االستثمارية‬ ‫للصندوق وتتابع تنفيذها‪ ،‬كما أن هناك‬ ‫دائرة لالستثمار في الصندوق مهمتها‬ ‫متابعة الفرص االستثمارية المتاحة ومن‬ ‫بين االستثمارات التي يقوم بها الصندوق‬ ‫المشروع الذي تم االعالن عنه مؤخرا‬ ‫إلنشاء مبنى استثماري متعدد األغراض‪.‬‬ ‫يذكر أن الندوات شملت كافة مديريات‬ ‫وزارة القوى العاملة ودوائر القوى‬ ‫العاملة بالواليات ومراكز التدريب‬ ‫المهني و كليات التقنية في كافة محافظات‬ ‫السلطنة‪.‬‬


‫جلســــة العدد‬

‫الحضور في ندوة ثقافة الضمان االجتماعي ‪-‬تصوير صالح الشرجي‬

‫مظلة الضمان االجتماعي‬ ‫وقال سعادة الدكتور يحيـي بن بدر المعولي‬ ‫وكـيل وزارة التنمية االجـتماعية أن أهمية‬ ‫صناديق التقاعد تنبع من أنها تهم شريحة كبيرة‬ ‫من المجتمع‪ ،‬ودور الصناديق األساسي هو مد‬ ‫شبكات األمان االجتماعي وتقديم نظام حماية‬ ‫للمواطن ضد مختلف األخطار مثل الشيخوخة‬ ‫واإلعاقة والعجز عن العمل‪ ،‬وتأمين حياة كريمة‬ ‫للمتقاعدين‪.‬‬ ‫وأضاف سعادة وكيل وزارة التنمية االجتماعية‬ ‫إلى أنه فيما يخص شبكات األمان االجتماعي‬ ‫في عمان فهي تضم مكونات عديدة من ضمنها‬ ‫صناديق التقاعد‪ ،‬وهناك أهداف لهذه الشبكات تم‬ ‫تحقيقها بالفعل كما أن هناك أهدافا أخرى يحتاج‬ ‫تحقيقها إلى دراسة ورصد التحديات ووضع‬ ‫حلول لها‪.‬‬ ‫وأوضح سعادته أن دور وزارة التنمية‬ ‫االجتماعية هو التعامل مع الحاالت التي ال تشملها‬ ‫مظلة أنظمة التقاعد المطبقة على الموظفين في‬ ‫القطاعين المدني والعسكري وغيرها من أنظمة‬ ‫التقاعد المعمول بها في السلطنة‪ ،‬وتقوم الوزارة‬ ‫بتأمين تحويالت نقدية للمستفيدين من نظام‬ ‫الضمان االجتماعي‪ ،‬ويصل عدد الحاالت التي‬ ‫تتعامل معها الوزارة حاليا أكثر من ‪ 81‬ألف‬ ‫حالة‪ ،‬تتوزع بين فئات متعددة يشملهم النظام مثل‬ ‫المسنين وحاالت العجز‪.‬‬

‫ضرورة تربية النشء على حب‬ ‫الوطن وإعالء قيمة العمل‪..‬‬ ‫ودور المؤسسات ترسيخ قيم‬ ‫العمل‬ ‫سعادة الدكتور يحيـى بن بدر المعولي‬ ‫وكـيل وزارة التنمية االجـتماعية‬

‫ومن جانبه أوضح عبد العزيز بن خليفة السعدي‬ ‫نائب المدير العام للعمليات بصندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة المدنية أن أول مستويات شبكات الحماية‬ ‫االجتماعية ما تقدمه وزارة التنمية االجتماعية‬ ‫ويستهدف ضمان الحد األدنى لمستوى المعيشة‪،‬‬ ‫وهناك تقديرات عامة لهذا الحد لكن ربما نحتاج‬ ‫إلى اعتماد تعريف رسمي وعلمي‪.‬‬ ‫كما أن هناك حاجة للتكامل والربط بين‬ ‫مختلف الجهات المكونة لشبكات األمان‬ ‫االجتماعي فهناك حاالت نشهد فيها تقديم مزايا‬ ‫لنفس األسرة وهناك أيضا حاجة إلى أن تكون‬ ‫المزايا التقاعدية موحدة‪.‬‬

‫لدينا في السلطنة مجموعة‬ ‫ال بأس بها من الجمعيات في‬ ‫مجاالت متعددة منها الطبية‬ ‫والهندسية وهي مفتوحة للجميع‬ ‫لالنضمام إليها والعمل فيها‬ ‫‪١7‬‬


‫جلســــة العدد‬

‫جلسة حوارية حول ثقافة الضمان االجتماعي لدى المجتمع‬

‫ً‬ ‫المشاركون‪ :‬تزايد عدد المستفيدني يتطلب ثقافة ووعيا‬ ‫لدى أفراد المجتمع لضمان استدامة أنظمة التقاعد‬

‫ً‬ ‫مهما في مد‬ ‫أكد المشاركون في الجلسة الحوارية حول « ثقافة الضمان االجتماعي لدى المجتمع» أن صناديق التقاعد تلعب دورا‬ ‫مظلة الحماية االجتماعية وأن وجود ثقافة تقاعد لدى أفراد المجتمع يساهم في تمكين الصناديق ومؤسسات الضمان االجتماعي‬ ‫من القيام بدورها واستدامة تقديم المزايا التقاعدية سواء للمستفيدين في الوقت الحالي أو لألجيال القادمة من المتقاعدين‪ .‬وأشار‬ ‫المشاركون إلى أن هناك حاجة إلى التكامل والربط بين مختلف الجهات المكونة لشبكات األمان االجتماعي‪ ،‬وتقريب المزايا التقاعدية‬ ‫بين مختلف جهات التقاعد‪.‬‬ ‫كما أن جهود التوعية بثقافة الضمان االجتماعي البد أن تواكب المتغيرات وتستفيد من االمكانيات الكبيرة للتواصل عبر وسائط‬ ‫التواصل االجتماعي المختلفة‪.‬‬

‫كذلك أشار صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬ ‫إلى أن هناك تواصال مع مؤسسات التعليم‬ ‫العام والعالي إلعطاء هذا الموضوع أهمية‬ ‫ضمن المقررات الدراسية‪،‬كما أن هناك جهوداً‬ ‫لتسليط الضوء على مفهوم الضمان االجتماعي‬ ‫والتأمينات االجتماعية في مراحل التعليم‬ ‫الجامعي‪.‬‬ ‫كما تناول المشاركون موضوع التقاعد المبكر‬ ‫مشيرين إلى أنه أصبح ظاهرة في المنطقة‬ ‫بشكل عام مما يتطلب إيجاد حلول لمواجهة هذه‬ ‫الظاهرة حفاظا على استدامة مؤسسات وصناديق‬ ‫التقاعد‪ .‬وتضمنت الجلسة عدة محاور منها أنظمة‬ ‫الضمان االجتماعي والتقاعد في السلطنة والتي‬ ‫تشمل نظام الضمان االجتماعي وأنظمة التقاعد‬ ‫في القطاع الخاص (التأمينات االجتماعية) وفي‬ ‫القطاع الحكومي (صندوق تقاعد موظفي الخدمة‬ ‫المدنية) ‪ ،‬كما تضمنت المحاور الصورة النمطية‬ ‫لدى المجتمع بالنسبة ألنظمة التقاعد والجهود‬ ‫التي يقوم بها صندوق تقاعد موظفي الخدمة‬ ‫المدنية والجهات المعنية بهدف نشر ثقافة التقاعد‬ ‫والجهود المطلوبة من جهات أخرى مثل وسائل‬ ‫اإلعالم ومنظمات المجتمع المدني وأعضاء‬ ‫مجلس الشورى لنشر الوعي والثقافة التقاعدية‬ ‫بين المستفيدين و أفراد المجتمع‪.‬‬ ‫نظم الجلسة التي أقيمت بمقر مؤسسة عمان‬ ‫للصحافة والنشر واإلعالن بمدينة االعالم‬ ‫صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية بالتعاون‬ ‫‪١٦‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫هناك حاجة للتكامل بين‬ ‫مختلف شبكات األمان‬ ‫االجتماعي وتقريب المزايا‬ ‫بين جهات التقاعد‬ ‫مع المؤسسة‪ ،‬وحضرها سعادة الدكتور يحيـي‬ ‫بن بدر المعولي وكـيل وزارة التنمية االجـتماعية‬ ‫وسعادة محمد بن سليمان الكندي عضو مجلس‬ ‫الشورى عن والية نخل والدكتور فيصل بن‬ ‫عبدهللا الفارسي مدير دائرة التخطيط ‪ ،‬مدير‬ ‫دائرة اإلعالم والعالقات العامة المكلف في الهيئة‬ ‫العامة للتأمينات االجتماعية والدكتور عبيد بن‬ ‫سعيد الشقصي األمين العام للجنة الوطنية لحقوق‬ ‫االنسان وعبد العزيز بن خليفة السعدي نائب‬ ‫المدير العام للعمليات بصندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة المدنية وابراهيم مراد البلوشي متقاعد‬ ‫من احدى المؤسسات الحكومية وحاليا مدير أول‬ ‫التسويق بكلية عمان الطبية وأدار الجلسة سيف‬ ‫بن سعود المحروقي رئيس تحرير جريدة عمان‪.‬‬

‫أهمية صناديق ومؤسسات التقاعد‬ ‫في البداية رحب رئيس تحرير جريدة عمان‬ ‫بالحضور وأكد على أن موضوع الجلسة‬ ‫الحوارية يكتسب أهمية كبيرة نظرا للدور الذي‬ ‫تقوم به صناديق التقاعد سواء في تأمين الحماية‬ ‫االجتماعية للمواطنين أو فيما تقوم به الصناديق‬ ‫من استثمارات تدعم النمو االقتصادي‪ ،‬وأشار‬ ‫إلى أن أنظمة التقاعد من أهم مكونات الحماية‬ ‫والتكافل االجتماعي في المجتمعات الحديثة‪ ،‬ومع‬ ‫تطور المجتمعات أصبح هناك متغيرات عديدة قد‬ ‫تؤثر على هذه األنظمة منها زيادة حجم الجهاز‬ ‫اإلداري للدول والنمو االقتصادي بما يتبعه من‬ ‫ارتفاع في أعداد العمالة في القطاعين العام‬ ‫والخاص‪ ،‬وأيضا ارتفاع متوسطات األعمار‬ ‫نتيجة التقدم الطبي وتحسن مستويات المعيشة‪،‬‬ ‫وفي ظل هذه المتغيرات وغيرها من العوامل‬ ‫يتزايد عبر السنوات عدد المستفيدين من خدمات‬ ‫التقاعد وهو ما يتطلب وجود ثقافة تأمينية ووعي‬ ‫كبير من قبل أفراد المجتمع لضمان استدامة‬ ‫أنظمة التقاعد على المدى الطويل‪ ..‬وانطالقا من‬ ‫ذلك تسلط الجلسة الحوارية الضوء على ثقافة‬ ‫الضمان االجتماعي في المجتمع العماني‪ ،‬ثم‬ ‫بدأت المداخالت من خالل المحور األول للجلسة‬ ‫والذي تضمن تسليط الضوء على أنظمة الضمان‬ ‫االجتماعي في السلطنة‪.‬‬


‫يتعلق بالتحديات فأحد أهم الجوانب التي ترتبط‬ ‫بفكرة ثقافة التقاعد هي أننا ال بد أن ندرك أن‬ ‫الصناديق تعمل على أساس اكتواري وهو ما‬ ‫يعني أنه بقدر ما يتم ضخه من مساهمات في‬ ‫الصناديق بقدر ما يمكنها تلبية ما عليها من‬ ‫التزامات‪ .‬وأوضح أن التحديات عديدة أولها‬ ‫سخاء األنظمة التقاعدية وهي سمة سائدة في‬ ‫صناديق دول مجلس التعاون‪ ،‬وبينما البعض‬ ‫يعتبر أن المعاشات لدينا قليلة لكن مقارنتها على‬ ‫المستوى العالمي هو ما يجعلنا نصفها بانها‬ ‫سخية‪ ،‬مثال إذا حسبنا الكلفة التمويلية للمعاش‬ ‫التقاعدي في التأمينات االجتماعية على سبيل‬ ‫المثال نجد أن المتقاعد يحصل على ‪ 80‬بالمائة‬ ‫من األجر الكامل أو الحد األقصى للراتب‪،‬‬ ‫ونعرف أن جميع الصناديق في السلطنة عدا‬ ‫صندوق شركة تنمية نفط عمان هي ممولة‬ ‫جزئيا بمعنى أنه حتى يحصل موظف على ما‬ ‫يحصل عليه حاليا من مميزات تأمينية فان عليه‬ ‫أن يدفع مساهمة أعلى من تلك التي يدفعها بالفعل‬ ‫حاليا‪ ،‬وكلما قدمت الصناديق مزايا تقاعدية مع‬ ‫قلة حجم االشتراكات فإن هذا العجز االكتواري‬ ‫اذا ما وجد فأنه سيتزايد‪.‬‬ ‫مفارقات في النظرة لصناديق التقاعد‬ ‫وطرح سيف المحروقي مدير الندوة المحور‬ ‫التالي في المناقشات وهو مدى انتشار الثقافة‬ ‫التقاعدية في المجتمع‪ ،‬وبدأت المداخالت في هذا‬ ‫المحور مع الدكتور عبيد الشقصى وقد أوضح‬ ‫في البداية أن التقاعد والضمان االجتماعي‬ ‫جزء ال يتجزأ من حقوق االنسان الذي قضى‬ ‫سنوات طويلة في العمل وقدم عطاء كبيراً‬ ‫لعمله ومؤسسته ومجتمعه وبالده‪ ،‬وعندما‬ ‫يصل إلى مرحلة الشيخوخة فهو يستحق معاشا‬ ‫تقاعديا لضمان الحياة الكريمة وحمايته في فترة‬ ‫الشيخوخة‪ ،‬وحين نتناول موضوع ثقافة التقاعد‬ ‫ندرك أن الوصول لهذه الثقافة يتطلب جهودا‬ ‫متكاملة على مدى زمني طويل‪ ،‬فالثقافة ال يمكن‬ ‫اكتسابها فجأة أو بمقتضى تعليمات ألنها عملية‬ ‫تراكمية طويلة المدى‪ ،‬واعتبر الدكتور عبيد‬ ‫الشقصي أن الخطوة األولى نحو إرساء هذه‬ ‫الثقافة هي وجود اإلحصائيات وقواعد البيانات‬ ‫التي يمكن أن توفرها الصناديق وتتضمن عدد‬ ‫المتقاعدين ومعدالت المتقاعدين سنويا وهل يزيد‬ ‫المعدل أم يقل وأسباب التقاعد خاصة المبكر‪.‬‬ ‫وأضاف الدكتور عبيد «بناء على هذه القاعدة‬ ‫من المعلومات يمكننا كعاملين ومتخصصين في‬ ‫مجال اإلعالم أن نبني رسالة نوجهها للمجتمع‬ ‫حول سلبيات هذا النوع من التقاعد‪ ،‬أيضا نحتاج‬ ‫تغييرات في مجموعة القوانين والتشريعات التي‬ ‫تحكم التقاعد‪ ،‬وينبغي ان يرافق ذلك حمالت‬

‫جلســــة العدد‬ ‫كثير من الموظفين ال يفضلون‬ ‫التقاعد ويرتبط لديهم بمخاوف‬ ‫فقدان المزايا الوظيفية‬

‫سعادة محمد بن سليمان الكندي‬ ‫عضو مجلس الشورى عن والية نخل‬

‫لتوعية المجتمع بأسباب وأهداف التغيير القادم‪،‬‬ ‫وما اعتدنا عليه هو أن جهود التوعية عادة ما‬ ‫تؤدي إلى زيادة الشائعات وهو ما يقود بالتالي إلى‬ ‫اتخاذ شريحة من الناس قرارات بناء على هذه‬ ‫الشائعات مثل القيام بالتقاعد المبكر خشية صدور‬ ‫قوانين أو قرارات قد ال يعتبرونها في صالحهم‪،‬‬ ‫وللتعامل مع ذلك نحتاج الى تحرك سريع‬ ‫لتخفيف العبء على صناديق التقاعد خاصة‬ ‫بسبب زيادة معدالت التقاعد المبكر في السنوات‬ ‫القليلة الماضية‪ ،‬واذا كنا نتحدث عن وجود سخاء‬ ‫اعتمادا على مقارنة مع الدول المجاورة لنا‪،‬‬ ‫وليس مع دول أخرى قد تختلف ظروفها ونظمها‬ ‫خاصة من حيث وجود أنظمة للضرائب وغير‬ ‫ذلك من متغيرات‪ ،‬والسائد في المجتمع حاليا هو‬ ‫ان الموظف يفكر في التقاعد خوفا من تقليص‬ ‫المزايا ويتجه بعد ذلك للبحث عن وظيفة أخرى‬ ‫في القطاع الخاص او إنشاء مشروع خاص مثال‪.‬‬ ‫وقال الدكتور عبيد‪«:‬أي خطوة تتعلق بتغيير‬ ‫في تشريعات التقاعد ال بد أن تسبقها دراسة‬ ‫جيدة وان يتم توعية وتثقيف المجتمع باألسباب‬ ‫واألهداف من وراء هذا التغيير‪ ،‬وأؤكد على‬ ‫أهمية الشراكة دائما بين أصحاب المصلحة عند‬ ‫القيام بتغييرات مماثلة وهذه الشراكة تحقق أهدافا‬ ‫ممتازة‪ ،‬ووجدنا في بعض الدول أن الشراكة‬ ‫وصلت إلى درجة كبيرة من توعية المواطنين‬ ‫إلى درجة تشجيعهم ومبادرتهم بالتبرع من‬ ‫ممتلكاتهم الخاصة لصناديق التقاعد بهدف ضمان‬ ‫حسن واستدامة عملها‪».‬‬ ‫وأشار إلى أنه عند تناول موضوع الثقافة‬ ‫التقاعدية نجد في الوقت الحالي هناك مفارقة‬ ‫كبيرة في النظرة لصناديق التقاعد فالخبراء‬ ‫والصناديق تعتبر األنظمة سخية والمستفيد‬ ‫يشعر أنه ال يحصل على تقاعد مرضي‪ ،‬وأي‬ ‫محاولة لزيادة مساهمة الموظف يتم رفضها من‬ ‫قبل الموظفين حتى لو كانت بمبالغ بسيطة للغاية‬

‫ثقافة التقاعد تتطلب‬ ‫االهتمام بما بعد التقاعد‬ ‫وهذا جهد يمكن ان يكون‬ ‫مشتركا بين كافة المعنيين‬

‫إشكاليات ترتبط بموضوع‬ ‫اندماج الصناديق منها‬ ‫تباين منافعها التقاعدية‬ ‫وسياساتها المالية‬ ‫وتوجهاتها االستثمارية‬

‫‪١9‬‬


‫جلســــة العدد‬

‫نسعى للمساهمة في تقديم إجابات لهذه التساؤالت‬ ‫حيث تقوم لجنة الخدمات والتنمية االجتماعية‬ ‫باستضافة المعنيين في وزارة التنمية االجتماعية‬ ‫وبعض صناديق التقاعد في إطار دراسة تتم‬ ‫حول شبكات األمان االجتماعي ونأمل أن يتم‬ ‫االنتهاء منها وإعالن نتائجها بنهاية الفترة الحالية‬ ‫للمجلس‪».‬‬

‫ظاهرة التقاعد المبكر تحدٍ‬ ‫إقليمي تؤدي إلى العجوزات‬ ‫االكتوارية في الصناديق‬

‫تحديات التقاعد المبكر‬ ‫عبد العزيز بن خليفة السعدي‬ ‫نائب المدير العام للعمليات بصندوق تقاعد‬ ‫موظفي الخدمة المدنية‬

‫تواصل مع مؤسسات‬

‫التعليم إلعطاء موضوع‬

‫ثقافة الضمان أهمية‬

‫ضمن المقررات الدراسية‬

‫وجهود لتسليط الضوء على‬

‫مفهوم الضمان االجتماعي‬ ‫والتأمينات االجتماعية في‬

‫مراحل التعليم المختلفة‬ ‫هناك قطاعات جاذبة‬

‫للشباب مثل النفط والغاز‬

‫والبنوك لكن ظروف العمل‬ ‫تختلف في قطاع التجزئة‬ ‫ومن هنا يأتي دور قانون‬ ‫العمل في الزام أصحاب‬

‫االعمال بتحديد ساعات‬ ‫العمل‬ ‫‪١8‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫تساؤالت حول التقاعد‬ ‫وفي أول مداخلة له قال سعادة محمد بن سليمان‬ ‫الكندي عضو مجلس الشورى عن والية نخل‬ ‫أن مثل هذه المبادرات والندوات التي تساهم في‬ ‫نشر ثقافة التقاعد تعد مبادرات جيدة ونحتاجها‬ ‫في الوقت الحالي‪ ،‬وأضاف أنه عند الحديث‬ ‫عن شبكات األمان االجتماعي هناك كثير من‬ ‫التساؤالت التي ينبغي أن نطرحها‪ ،‬في صدارتها‬ ‫هل الموظف في السلطنة يحب أن يتقاعد أم ال؟‬ ‫وقال سعادته أنه رغم عدم وجود دراسة علمية‬ ‫ترصد لنا إجابات محددة حول هذا التساؤل‬ ‫لكن االنطباع هو أن كثيرا من الموظفين ال‬ ‫يفضلون التقاعد‪ ،‬وهو يرتبط لديهم بمخاوف من‬ ‫فقدان المزايا التي يحصلون عليها أثناء التحاقهم‬ ‫بالوظيفة ويعتبرون أن التقاعد يضعهم في مكانة‬ ‫اجتماعية أقل مما اعتادوا عليه أثناء فترة عملهم‪،‬‬ ‫والسبب في ذلك أن نظام التقاعد هو نظام مادي‬ ‫بحت يقوم على اقتطاع المساهمات من الموظف‬ ‫وإعطائها للمتقاعد‪ ،‬والسائد لدينا هو أن المؤسسات‬ ‫تنسى تماما المتقاعدين بمجرد تقاعدهم وتركهم‬ ‫للعمل‪ ،‬ونرى حاليا أن قلة من صناديق التقاعد‬ ‫هي من تهتم بهذا الجانب‪ ،‬ويحصل المتقاعد على‬ ‫مستحقاته التقاعدية فقط دون أي مزايا مكملة رغم‬ ‫أنه يحتاج إلى أمان نفسي واجتماعي وليس ماديا‬ ‫فقط‪ ،‬وأعتقد أن الحديث عن ثقافة التقاعد يتطلب‬ ‫العمل على هذا الجانب واالهتمام بفترة ما بعد‬ ‫التقاعد وهذا الجهد قد يكون من قبل الصناديق‬ ‫نفسها أو جهات أخرى أو بجهد مشترك بين‬ ‫المعنيين من قبل مؤسسات المجتمع‪.‬‬ ‫وأشار سعادته إلى انه ينبغي أن نتساءل‬ ‫عن ماهية األمان االجتماعي وهل هو نفسي‬ ‫أم اجتماعي أم مالي أم انه كل هذه المكونات‬ ‫مجتمعة‪ ،‬وأضاف ‪«:‬نحن في مجلس الشورى‬

‫وانتقل مدير الجلسة بعد ذلك إلى المحور الثاني‬ ‫وهو التحديات التي تواجه صناديق التقاعد‪ ،‬وقال‬ ‫عبد العزيز السعدي أن التحدي األكبر الذي‬ ‫تواجهه الصناديق هو التقاعد المبكر والمقصود‬ ‫به تقاعد الموظف قبل أن يبلغ سن الستين عاما‪،‬‬ ‫ويعد ذلك تحديا ألن فكرة عمل الصندوق هي‬ ‫تأمين الموظف من مخاطر محددة مثل الشيخوخة‬ ‫أو العجز أو الوفاة‪ ،‬والتقاعد المبكر هو تحدي ألنه‬ ‫يؤدي إلى العجوزات االكتوارية في الصناديق‬ ‫أي أن تصبح األعباء أكبر من الموارد‪ ،‬والتقاعد‬ ‫المبكر أصبح ظاهرة تحتاج إلى حلول ليس في‬ ‫السلطنة فقط بل في منطقة الشرق االوسط بشكل‬ ‫عام وبرزت هذه الظاهرة ألن القوانين واألنظمة‬ ‫في المنطقة تسمح بالتقاعد المبكر‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫إلى حرمان أنظمة التقاعد من االشتراكات ودفع‬ ‫معاشات مبكراً قبل بلوغ سن التقاعد‪.‬‬ ‫التكامل ضروري‬ ‫واتفق الدكتور فيصل بن عبدهللا الفارسي مدير‬ ‫دائرة التخطيط ‪ ،‬مدير دائرة اإلعالم والعالقات‬ ‫العامة المكلف في الهيئة العامة للتأمينات‬ ‫االجتماعية مع عدد من النقاط التي تم طرحها‬ ‫ومنها أهمية التكامل والربط بين صناديق التقاعد‬ ‫وقال ‪ «:‬لدينا ‪ 12‬صندوق تقاعد‪ ،‬وإذا قارنا مع‬ ‫بعض دول المجلس نجد أن الحد األقصى من‬ ‫الصناديق في بعض دول المجلس هو صندوقان‪،‬‬ ‫وفي الكويت على سبيل المثال ينضوي جميع‬ ‫المتقاعدين المدنيين والعسكريين تحت جهة‬ ‫واحدة هي التأمينات االجتماعية‪ ،‬وفي البحرين‬ ‫كان يوجد صندوقان للتقاعد وتم مؤخرا دمجهما‬ ‫في كيان واحد‪ ،‬وهناك مميزات توفرها صناديق‬ ‫التقاعد واألصل والهدف من صناديق التقاعد هو‬ ‫توفير المعاشات التقاعدية‪ ،‬وهناك منافع تأمينية‬ ‫أولها المعاشات إضافة لبعض المزايا األخرى‬ ‫مثل أنواع من المنح وهي ميزات تكميلية اضافية‪،‬‬ ‫وبالنسبة للتأمينات االجتماعية فإن دورها هو‬ ‫توفير المعاشات أما الميزات اإلضافية مثل المنح‬ ‫فهي تتوقف على التنسيق مع بعض المؤسسات‬ ‫األخرى في القطاع الخاص‪.‬‬ ‫وأضاف الدكتور فيصل الفارسي أنه فيما‬


‫جلســــة العدد‬ ‫العائد االستثماري حاليا لبعض صناديق االستثمار‬ ‫قد يكون قليال بسبب سياسة توزيع االستثمار‪،‬‬ ‫ونجد أن الصناديق العالمية تركز استثماراتها في‬ ‫مناطق من العالم تحقق عوائد جيدة‪ ،‬من هنا فان‬ ‫السياسات االستثمارية لدى متخذ القرار يجب ان‬ ‫تكون واضحة وبناء على توجهات مدروسة‪ ،‬لكن‬ ‫حتى اذا كان الدمج صعبا فان وجود كيان واحد‬ ‫تعمل الصناديق كلها تحت مظلته وتتبع سياسات‬ ‫موحدة هو امر مهم للغاية‪.‬‬ ‫وبالنسبة للشباب فاذا اردنا تشجيعهم على‬ ‫العمل في القطاع الخاص ال بد من تشجيعهم‬ ‫بمزايا جاذبة‪ ،‬ونؤكد ان المزايا المالية‬ ‫للمتقاعدين من كبار السن غير كافية‪ ،‬وال بد من‬ ‫مزايا أخرى تشعرهم بتقدير عطائهم وال بد من‬ ‫برامج إلعدادهم للتقاعد وهذا يزيد من االنتماء‬ ‫الذي هو قيمة تنتقل من جيل الى آخر فضال‬ ‫عن امكانيات االستفادة من خبرات المتقاعدين‪.‬‬ ‫دراسة األسباب‬ ‫ثم انتقل مدير الجلسة إلى المتقاعد ابراهيم مراد‬ ‫ليقدم تجربته في التقاعد ومدى استعداده لهذه‬ ‫المرحلة قبل ان يتقاعد بالفعل‪ ،‬وقال إبراهيم‬ ‫مراد‪« :‬قراري بالتقاعد كان مفاجئا‪ ،‬وانا أتفق‬ ‫على انه ال بد من القيام بدراسة لمعرفة أسباب‬ ‫التقاعد المبكر وهل التقاعد يتم لعدم الرغبة في‬ ‫العمل ام لعدم الرغبة في مواصلة العمل في‬ ‫الوظيفة الحالية؟ ومن هو المتقاعد فعليا هل‬ ‫هو من اختار التقاعد مبكرا ام من يتقاعد في‬ ‫سن التقاعد‪ .‬وأضاف‪« :‬هناك دول تفرق بين‬ ‫من ترك عمله وبين المتقاعد‪ ،‬وهي تربط بين‬ ‫التقاعد وبين الوصول إلى سن معينة يكون من‬ ‫الصعب فيها مواصلة العمل‪ ،‬لكن من يترك‬ ‫العمل في هذه الدول في سن مبكرة ال يتحول‬ ‫للتقاعد انما يخضع لنظام التأمينات الذي يوفر‬ ‫له راتبا حتى يجد وظيفة أخرى‪ ،‬مثال الواليات‬ ‫المتحدة شخص عمره ‪ 40‬عاما وترك وظيفته ال‬ ‫يدخل في نظام التقاعد إنما يطبق عليه نظام آخر‬ ‫هو الضمان ضد فقدان الوظيفة الى حين التحاقه‬ ‫بوظيفة أخرى‪.‬‬ ‫تبعات سلبية‬ ‫وأضاف إبراهيم مراد‪« :‬فيما يتعلق بي فقد كان‬ ‫سني صغيرا عند التقاعد ولدي خبرات جيدة‬ ‫أكتسبتها من عملي الحكومي‪ ،‬والتحقت بوظائف‬ ‫عديدة بعد تركي وظيفتي الحكومية ووجدت ان‬ ‫الوظائف والفرص متوفرة في القطاع الخاص‬ ‫لمن يملك الخبرة‪ ،‬لكن في حاالت عديدة لمن‬ ‫يتقاعد مبكرا نرى هناك تأثيرات سلبية من الناحية‬

‫مفارقة كبيرة في النظرة لصناديق‬ ‫التقاعد فالخبراء والصناديق تعتبر‬ ‫األنظمة سخية والمستفيد يشعر‬ ‫أنه ال يحصل على تقاعد مرض‬ ‫الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي‬ ‫األمين العام للجنة الوطنية لحقوق االنسان‬

‫النفسية واالجتماعية‪ ،‬والبعض يعاني من تراجع‬ ‫تقدير المجتمع له ومن أوقات الفراغ وغير ذلك‬ ‫من تبعات التقاعد المبكر‪ ،‬وما يحدث من تبعات‬ ‫للمتقاعد مبكرا يرتبط كثيرا بما يفعله بعد التقاعد‬ ‫وهل يجد وظيفة أخرى وهل لديه مدخرات أو‬ ‫رأس مال يمكنه من إنشاء مشروع خاص‪،‬‬ ‫ومن ال يفعل ذلك في الغالب ما يتعرض لنكسة‬ ‫نفسية واجتماعية بسبب تركه للعمل‪ .‬وأضاف‬ ‫«من جانب آخر فإن المتقاعد في سن التقاعد أو‬ ‫المتقاعد مبكرا يستويان في أنه ال يوجد من يهتم‬ ‫بهما بعد ترك العمل رغم أنهما يعدان قيمة كبيرة‬ ‫انفقت عليها الدولة ونخسر كثيرا إذا لم نستفد من‬ ‫طاقة العمل للمتقاعد مبكرا ومن الخبرات لدى من‬ ‫تقاعدوا في سن الستين‪ ،‬ونجد حولنا متقاعدين من‬ ‫األطباء والمدرسين وأساتذة وأكاديميين وأنفقت‬ ‫عليهم الدولة الكثير‪ ،‬وليس هناك أي جهة محددة‬ ‫تكون معنية باالستفادة من هؤالء‪ ،‬أيضا ال بد ان‬ ‫يكون هناك جهد لزيادة منافع المتقاعدين خاصة‬ ‫كبار السن وذلك باالتفاق مع الشركات الخاصة‬ ‫مثل تخفيضات على المشتريات او خدمات‬ ‫متميزة وغير ذلك مما يشعره اكثر باالنتماء‬ ‫للمجتمع وبأن هناك تقدير لما بذله من جهود حافلة‬ ‫بالعطاء‪».‬‬ ‫واتفق مدير الندوة على الحاجة لمزيد من الجهد‬ ‫في هذا الصدد مشيرا إلى مجاالت كثيرة ممكنة‬ ‫لعطاء المتقاعدين مثل التواصل والعمل التطوعي‬ ‫ويمكن للمتقاعدين ان يتفرغوا لمثل هذه المهام‬ ‫التي تتناسب مع خبراتهم‪.‬‬ ‫وعلق عبد العزيز السعدي‪ :‬بان مختلف‬ ‫جوانب التقاعد تشبه حلقة متصلة‪ ..‬فالمعلم على‬ ‫سبيل المثال يتقاعد مبكرا وهو في قمة عطائه وال‬ ‫تستفيد الدولة مما اكتسبه على مدار سنوات طويلة‬ ‫من خبرات‪ ،‬وهو يتقاعد وقد يظل في البيت دون‬ ‫عمل ويتعرض للفراغ وكثير من التبعات النفسية‪.‬‬

‫ثقافة الضمان االجتماعي‬ ‫ال يمكن اكتسابها فجأة‬ ‫والخطوة األولى نحو إرسائها‬ ‫هي توفير اإلحصائيات‬ ‫وقواعد البيانات حتى يمكن‬ ‫صياغة رسالة للمجتمع‬

‫البد من وسائل جيدة‬ ‫للتواصل وتوعية المستفيدين‬ ‫بأي اجراءات وتوضيح‬ ‫المزايا والعائد وذلك من‬ ‫خالل حمالت تمتد على‬ ‫مراحل وفترات زمنية طويلة‬ ‫ومتقاطعة‬ ‫‪٢١‬‬


‫جلســــة العدد‬ ‫بقدر ما يتم ضخه من مساهمات‬ ‫في الصناديق بقدر ما يمكنها‬ ‫تلبية ما عليها من التزامات‬

‫الدكتور فيصل بن عبد الله الفارسي‬ ‫مدير دائرة التخطيط‪ ،‬مدير دائرة اإلعالم‬ ‫والعالقات العامة المكلف في الهيئة العامة‬ ‫للتأمينات االجتماعية‬

‫على وسائل اإلعالم‬ ‫المساعدة في تصحيح‬ ‫مفاهيم مغلوطة حول‬ ‫المزايا األقل التي تعطيها‬ ‫التأمينات لمتقاعدي‬ ‫القطاع الخاص‬

‫التأمين على العاملين‬ ‫لحسابهم الخاص من‬ ‫أفضل التطورات االيجابية‬ ‫التي أنجزتها الحكومة‬ ‫وتسليط األضواء عليها‬ ‫من صلب ثقافة التقاعد‬

‫‪٢٠‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫وهذا ما حدث بالفعل في التأمينات االجتماعية‪،‬‬ ‫وربما السبب األساسي في هذا هو ان الرسالة‬ ‫لم تصل ولم يعلم المستفيد الفوائد الجديدة التي‬ ‫يمكن أن يحصل عليها من هذه الزيادة البسيطة‪،‬‬ ‫ومن هنا تأتي أهمية الشراكة من خالل حمالت‬ ‫مدروسة ومنظمة تجعل المستفيد يدرك جيدا‬ ‫سبب رفع المساهمة وما يستفيده هو واالجيال‬ ‫القادمة من هذا الرفع‪.‬‬ ‫ومن ناحيته اعتبر عبد العزيز السعدي ان‬ ‫تفاوت النظرة إلى صناديق التقاعد يأتي نتيجة‬ ‫المقارنة بين المزايا المتفاوتة في مختلف‬ ‫الصناديق والتي هي سبب رئيسي في النظرة‬ ‫الحالية لصناديق التقاعد‪ ،‬أما بالنسبة لفكرة‬ ‫االستثمارات لدى صناديق التقاعد والتي يعتبرها‬ ‫البعض وسيلة متاحة لزيادة عائدات الصناديق‬ ‫فقد علق عبد العزيز السعدي قائال‪ «:‬من منطلق‬ ‫رؤية الصندوق المتمثلة في المحافظة على‬ ‫أموال الصندوق واالستثمار األمثل لها فان‬ ‫الصندوق يسعى إلى تنويع سلة استثماراته بما‬ ‫فيها االستثمار في المشاريع المحلية ذات العائد‬ ‫المضمون والتي تدعم عجلة التنمية في البالد‪.‬‬ ‫اهتمام بالقطاع الخاص‬ ‫وأكد الدكتور يحيى المعولي على أهمية تقريب‬ ‫المزايا التقاعدية بين مختلف الجهات حتى لو‬ ‫استغرق ذلك بعض الوقت‪ ،‬وعلى المدى البعيد‬ ‫ينبغي انجاز ذلك‪ ،‬ودمج الصناديق فكرة مفيدة‬ ‫جدا فهو يحولها لكيان واحد كبير ويزيد دورها‬ ‫في التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫وأضاف‪ «:‬نحتاج أيضا تركيزا أكبر في‬ ‫موضوع القطاع الخاص فتوجهات الحكومة هي‬ ‫زيادة دور القطاع الخاص في االقتصاد وتشجيع‬ ‫الشباب على االلتحاق بالعمل في هذا القطاع‪،‬‬

‫وهنا ال بد أن تكون المزايا جاذبة للشباب بما‬ ‫في ذلك المزايا التقاعدية‪ ،‬ولدينا عدد كبير من‬ ‫الباحثين عن عمل هم من خريجي الجامعات‬ ‫وهم يبحثون عن مزايا أفضل‪ ،‬وهنا نشير إلى‬ ‫واحد من أفضل التطورات اإليجابية التي انجزتها‬ ‫الحكومة في هذا المسار وهو نظام التأمين على‬ ‫العاملين لحسابهم الخاص وتسجيلهم كأصحاب‬ ‫مهن وتدفع لهم الحكومة نسبة من المساهمة‬ ‫التأمينية‪ ،‬وأصبح رواد األعمال أصحاب‬ ‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يتمتعون بنظام‬ ‫الحماية االجتماعية وهذه التطورات االيجابية‬ ‫ينبغي ان تبرز وان تسلط عليها االضواء فهذا من‬ ‫صلب ثقافة التقاعد‪».‬‬ ‫وقال ‪«:‬بالنسبة لجانب مهم في موضوع‬ ‫الثقافة نحتاج إلى أن يكون المتقاعد جاهزا للتقاعد‬ ‫قبل التقاعد الفعلي وان نساعده في هذا التقاعد‬ ‫بالتخطيط السليم من خالل مؤسسات معنية‬ ‫بهذا الغرض‪ ،‬وأن نسانده في إدراك أن مرحلة‬ ‫التقاعد هي «منحة وليست محنة» وهذا الدور‬ ‫يحتاج لتعاون وتكاتف إلنجازه من قبل الصناديق‬ ‫والمؤسسات‪ ،‬أيضا ثقافة التقاعد تتطلب أن‬ ‫نساعد المتقاعد في استشراف مرحلة التقاعد‬ ‫وانتهاز الفرصة لبدء مرحلة ايجابية من حياته‪،‬‬ ‫وعدم القيام بذلك هو ما يؤدي إلى تبعات نفسية‬ ‫واجتماعية وحتى صحية‪».‬‬ ‫وهنا أشار مدير الندوة إلى أن هناك مبادرات‬ ‫جيدة وان كانت قليلة جدا في هذا الصدد فبعض‬ ‫المؤسسات تعطي تأهيال جيدا قد يمتد الى سنة‬ ‫كاملة قبل التقاعد حتى يستعد المتقاعد جيدا لهذه‬ ‫المرحلة من حياته‪.‬‬ ‫إشكاليات تواجه الدمج‬ ‫وتعليقا على بعض المداخالت السابقة أشار سعادة‬ ‫محمد الكندي إلى بعض اإلشكاليات المرتبطة‬ ‫بموضوع االندماج بين الصناديق فهناك عدد‬ ‫كبير من الصناديق وهناك تباين بينها من حيث‬ ‫منافعها التقاعدية وسياساتها المالية وتوجهاتها‬ ‫االستثمارية وعجوزاتها االكتوارية‪ ،‬وموضوع‬ ‫االندماج تم طرحه مرات عديدة‪ ،‬على سبيل‬ ‫المثال نجد في سوق مسقط ان مساهمة الصناديق‬ ‫في بعض الشركات المدرجة في السوق تصل‬ ‫الى ‪ 60‬بالمائة‪ ،‬واذا تم دمج الصناديق سيكون‬ ‫علي المساهمين بمثل هذه النسبة التخارج من هذه‬ ‫الشركات واالكتفاء بحصة ‪ 40‬بالمائة للتوافق مع‬ ‫قوانين السوق‪ ،‬وهذا مجرد نموذج لإلشكاليات‬ ‫التي ترتبط بدمج صناديق التقاعد والتي تحتاج‬ ‫دراسة وافية وتحتاج الى خطة على مدار عدة‬ ‫سنوات تتضمن عدة مراحل والمؤكد ان الدمج‬ ‫يمثل قوة كبيرة للصناديق‪ ،‬أيضا من التحديات ان‬


‫جلســــة العدد‬ ‫حمالت منظمة‬ ‫وقال الدكتور عبيد الشقصى أنه من الجوانب‬ ‫التي ترتبط بثقافة التقاعد وتحديات التقاعد المبكر‬ ‫هو ان علينا اجراء دراسة لمعرفة أين يذهب‬ ‫المتقاعد بعد انتهاء عمله الحكومي؟ وهل أغلبهم‬ ‫يذهب للقطاع الخاص؟ ونحتاج إعادة نظر في‬ ‫التعريفات حول من هم المتقاعدون وما الوظائف‬ ‫التي كانوا يشغلونها وإعادة استثماراتهم في‬ ‫المجتمع‪ ،‬ولدينا في السلطنة شركات خاصة‬ ‫تستعين بخبرات أجنبية تتقاضى رواتب مرتفعة‬ ‫للغاية ويمكن إعادة توظيف المتقاعدين ذوي‬ ‫الخبرات الكبيرة للحد من التحويالت المالية‬ ‫الخارجية الكبيرة على سبيل المثال‪.‬‬ ‫وعلق الدكتور فيصل الفارسي أن أحد‬ ‫التسهيالت في القطاع الخاص هي أن سن‬ ‫العمل مفتوح في القطاع الخاص وخاضع‬ ‫لرغبة المتقاعد وشروط تعاقده مع صاحب‬ ‫العمل‪ ،‬ومن الصحيح أننا نحتاج إلى معرفة‬ ‫من هو المتقاعد‪ ،‬واألصل أنه هو من يبلغ‬ ‫سن الستين ويصل مرحلة متغيرات صحية‬ ‫وفسيولوجية تتطلب تركه العمل‪ ،‬لكن في دول‬ ‫المجلس يختلف التعامل مع التقاعد المبكر‬ ‫رغم ان األصل ان هذا النوع من التقاعد وجد‬ ‫لحاالت محددة‪ ،‬وأغلب المتقاعدين مبكرا‬ ‫يتجهون لعمل آخر‪ ،‬وأوضح أنه فيما يتعلق‬ ‫بالتأمينات االجتماعية فهناك ضوابط للتقاعد‬ ‫ساهمت في الحد من التقاعد المبكر‪.‬‬ ‫وطرح مدير الجلسة سيف المحروقي المحور‬ ‫التالي للنقاش وهو دور مختلف الجهات مثل‬ ‫وسائل االعالم والصناديق ومجلس الشورى‬ ‫في التوعية والتثقيف‪.‬‬ ‫وقال الدكتور عبيد الشقصي ان الجهد المنفرد‬ ‫من وسيلة إعالم واحدة أو جهة واحدة قد ال يحقق‬ ‫النتائج المرجوة‪ ،‬ومن جانب آخر فإن التوعية‬ ‫قائمة على رسالة والرسالة قائمة على احتياج‪،‬‬ ‫وجميع الصناديق تحتاج إلى تحديد الرسائل‬ ‫التي ترغب في توجيهها للمجتمع‪ ،‬وعلى سبيل‬ ‫المثل نجد انه في القطاع المدني فإن التأمينات‬ ‫االجتماعية وصندوق تقاعد موظفي الخدمة‬ ‫المدنية يخدمان أكبر شريحة من المتقاعدين‬ ‫وهم بحاجة لتوصيل رسائل للمجتمع ونشر ثقافة‬ ‫التقاعد‪ ،‬وبعد ذلك نحدد كيف نظهر للجمهور‬ ‫وبأي صيغة‪ ،‬وعلينا أن نضع في اعتبارنا ردود‬ ‫االفعال ومنها أنه بمجرد تناول قضية التقاعد‬ ‫تبدأ المقارنات في ذهن الجمهور‪ ،‬وعلينا ان‬ ‫نستعد لذلك ونعرف كيف نعالجها ونتعامل معها‪،‬‬ ‫وال بد من ايجاد وسائل جيدة للتواصل وتوعية‬ ‫المستفيدين بأي اجراءات مثل رفع المساهمة‬ ‫وتوضيح المزايا والعائد‪ ،‬وذلك من خالل‬

‫أنظمة التقاعد من أهم مكونات‬ ‫الحماية االجتماعية ومتغيرات‬ ‫عديدة تؤثر على هذه األنظمة‬

‫سيف بن سعود المحروقي‬ ‫رئيس تحرير جريدة عمان‬

‫حمالت تمتد على مراحل وفترات زمنية طويلة‬ ‫ومتقاطعة‪ ،‬وتتوجه لفئات محددة من المستهدف‬ ‫الوصول إليها‪.‬‬ ‫وعلقت ندى الكندية أخصائية اإلعالم‬ ‫اإللكتروني بصندوق تقاعد موظفي الخدمة‬ ‫المدنية بأن هناك اهتماما من قبل الصندوق‬ ‫لالستفادة من إمكانيات التواصل التي تتيحها‬ ‫وسائل االتصال االجتماعي‪ ،‬كما أن هناك‬ ‫سعي لالستفادة من التجارب المتاحة فيما يتعلق‬ ‫بكيفية توجيه الرسائل للشريحة المستهدفة من‬ ‫المستفيدين من خدمات الصندوق‪.‬‬ ‫وقال الدكتور فيصل الفارسي أن على وسائل‬ ‫اإلعالم المساعدة في تصحيح المفاهيم المغلوطة‬ ‫حول المزايا األقل التي تعطيها التأمينات‬ ‫لمتقاعدي القطاع الخاص‪ ،‬وعلينا ان ندرك انه‬ ‫بالنسبة للخبراء في التقاعد فإن السخاء قد يكون‬ ‫خطأ كبيرا ومن يحافظ على أموال األجيال‬ ‫المقبلة واالستدامة هو األفضل‪ ،‬ووجود‬ ‫أطراف أخرى لتوصيل الرسالة للمجتمع يكون‬ ‫مفيدا من هنا تأتي اهمية دور وسائل االعالم‪،‬‬ ‫من جانبنا في التأمينات االجتماعية فقد كانت‬ ‫هناك مبادرات على مستوى دول المجلس لنشر‬ ‫ثقافة التقاعد‪ ،‬ونستعد لمبادرة سيعلن عنها قريبا‬ ‫هي مبادرة البحوث الخاصة بالتأمينات وهي‬ ‫على مستوى العالم العربي كما اننا نصدر نشرة‬ ‫صحفية شهرية لتوعية المستفيدين‪.‬‬ ‫وأكد عبدالعزيز السعدي إلى الحاجة للفهم‬ ‫الصحيح للضمان االجتماعي وذلك من خالل‬ ‫إدخال هذا المفهوم في المناهج الدراسية‬ ‫بمراحل التعليم المختلفة‪.‬‬ ‫أما سعادة محمد الكندي فقد أشار إلى أن جهود‬ ‫التوعية ال بد أن تواكب المتغيرات وال بد من‬ ‫االستفادة من وسائل االتصال االجتماعي ألن لها‬ ‫تأثيرا كبيرا في الوقت الحالي وينبغي وضعها في‬ ‫االعتبار عند وضع السياسات اإلعالمية‪.‬‬

‫مؤسسات قليلة جدا‬ ‫تعطي تأهيال جيدا قد‬ ‫يمتد الى سنة كاملة‬ ‫قبل التقاعد‬

‫تنظيم ساعات العمل‬ ‫ال يتعارض مع االنتاجية‬ ‫وشركات في الدول‬ ‫المتقدمة تطلب مغادرة‬ ‫موظفيها في أوقات‬ ‫معينة بسبب أعباء الوقت‬ ‫اإلضافي‬

‫‪23‬‬


‫جلســــة العدد‬ ‫نريد دراسة ألسباب التقاعد‬ ‫المبكر وهل يتم لعدم الرغبة في‬ ‫العمل أم عدم الرغبة في مواصلة‬ ‫الوظيفة الحالية؟‬ ‫ابراهيم مراد البلوشي‬

‫ما يحدث من تبعات‬

‫للمتقاعد مبكرا يرتبط كثيرا‬

‫بما يفعله بعد التقاعد وهل‬ ‫يجد وظيفة أخرى أو يمكنه‬ ‫إنشاء مشروع خاص‪ ,‬ومن‬

‫ال يفعل ذلك قد يتعرض‬ ‫لنكسة نفسية واجتماعية‬

‫في الواليات المتحدة من‬

‫يترك وظيفته في عمر ‪4٠‬‬

‫عاما مثال ال يدخل في نظام‬ ‫التقاعد إنما يطبق عليه‬

‫الضمان ضد فقدان الوظيفة‬ ‫إلى حين التحاقه بوظيفة‬

‫أخرى‬

‫لكن فيما يتعلق بالمتقاعدين بشكل عام هناك‬ ‫مشروع إلنشاء جمعية للمتقاعدين في وزارة‬ ‫التنمية االجتماعية‪ ،‬حيث ان تقديم أو توفير مزايا‬ ‫للمتقاعدين من ضمن أدوار مثل هذه الجمعيات‬ ‫إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫الجمعيات‪ ..‬مكان جيد للعطاء‬ ‫من جانبه أشار سعادة الدكتور يحيى المعولي إلى‬ ‫أنه إذا أردنا معرفة لماذا يلجأ الناس للتقاعد بما‬ ‫يرتبط بذلك من فقدان للكفاءات ال بد من عمل‬ ‫دراسة والتوصل لحلول دائمة وليست مؤقتة‪،‬‬ ‫لكن بشكل عام هناك عوامل ترتبط بقرار التقاعد‬ ‫المبكر مثل قيم العمل واالنتماء للمؤسسة التي‬ ‫يعمل بها الموظف واالنتماء للوطن‪ .‬وأضاف‬ ‫سعادته‪« :‬الموضوع يبدأ من الصغر وال بد من‬ ‫تربية النشء على حب الوطن وإعالء قيمة العمل‬ ‫كما ان هناك دور على المؤسسات من حيث‬ ‫ترسخ قيم العمل‪ ،‬وجزء من الدراسة الخاصة بها‬ ‫الموضوع ال بد ان تشمل ما اذا كانت بيئة العمل‬ ‫طاردة ام ال؟ وأوضح انه بالنسبة للجمعيات التي‬ ‫يمكن ان تكون مكانا لعطاء المتقاعدين فلدينا‬ ‫في السلطنة مجموعة ال بأس بها من الجمعيات‬ ‫وهي مفتوحة للجميع لالنضمام إليها والعمل في‬ ‫المجاالت الطبية والهندسية وهي تمثل حاضنات‬ ‫تطوعية مهمة للمتقاعدين وغير المتقاعدين‪،‬‬ ‫أيضا هناك جمعية أصدقاء المسنين والتوجه‬ ‫بالنسبة لهذه الجمعية هو أال يكون لديها مقر ألن‬ ‫الهدف منها هو الدمج الكامل في المجتمع من‬ ‫خالل مؤسساته وأنديته الحالية‪.‬‬ ‫تحسين بيئة ما قبل التقاعد‬ ‫وأكد الدكتور عبيد على أنه ينبغي النظر للتقاعد‬

‫‪٢٢‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫كحلقة تتأثر بما قبلها وتؤثر فيما بعدها‪ ،‬والقطاع‬ ‫الخاص يجب ان يكون جاذبا‪ ،‬واذا قارنا‬ ‫التسهيالت والمزايا بين القطاعين العام والخاص‬ ‫فهي دائما أقل لدى األخير من حيث سهولة‬ ‫القروض ووقت العمل وغير ذلك فال بد من‬ ‫النظر الى بيئة ما قبل التقاعد حتى يمكننا تعزيز‬ ‫االلتحاق بالقطاع الخاص‪.‬‬ ‫واتفق مدير الجلسة سيف المحروقي على ان‬ ‫الضغوط أقل في القطاع العام مقارنة مع القطاع‬ ‫الخاص وهذا أحد أسباب تفضيل العمل في هذا‬ ‫القطاع العام‪ ،‬وعلق ابراهيم مراد بأن إقبال‬ ‫الشباب على القطاع الخاص يحتاج إلى شعورهم‬ ‫بالوالء والشعور بالوالء يحتاج تسهيالت وحقوق‬ ‫مثل تسهيل المزايا كالقروض على سبيل المثال‪.‬‬ ‫وأكد الدكتور فيصل الفارسي على أن‬ ‫الحكومة تبذل مجهودا كبيرا في القطاع الخاص‬ ‫وهناك الكثير مما تم انجازه مثل رفع الحد‬ ‫األدنى للرواتب في القطاع الخاص وجهود‬ ‫الحكومة مستمرة لتحسين العمل في القطاع‬ ‫الخاص ‪ ،‬لكن عين الموظف تظل على المزايا‬ ‫في القطاع العام‪.‬‬ ‫وأشار عبد العزيز السعدي إلى ان هناك‬ ‫قطاعات جاذبة جدا للشباب مثل النفط والغاز‬ ‫والبنوك لكن ظروف العمل تختلف في قطاع‬ ‫التجزئة مثال بسبب ساعات العمل الطويلة ومن‬ ‫هنا دور قانون العمل في الزام أصحاب االعمال‬ ‫بتحديد ساعات العمل‪.‬‬ ‫واتفق مدير الندوة على ضرورة مثل هذا‬ ‫التنظيم لساعات العمل‪ ،‬مشيرا الى ان ذلك ال‬ ‫يتعارض مع معايير االنتاجية بل على العكس‬ ‫نجد في كثير من الدول المتقدمة ان هناك مواعيد‬ ‫محددة ونعرف ان الشركات في الغرب تطلب‬ ‫مغادرة موظفيها في أوقات معينة حتى ال تتحمل‬ ‫أعباء مثل مقابل مادي للوقت اإلضافي‪.‬‬

‫ندى الكندية‬


‫حـــــوار العدد‬

‫المعاش‪ ،‬وكذلك استخراج خطاب استمرارية تحويل معاش‬ ‫لنفس البنك أو تحويله لبنك آخر‪ ،‬باإلضافة إلى طلب استخراج‬ ‫بطاقة متقاعد وتقديم استمارة المتابعة الدورية للمتقاعدين‬ ‫فاقدي الجنسية‪ ،‬وتقديم أي طلبات لها عالقة بتطبيق قانون‬ ‫معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة لموظفي الحكومة العمانيين‪.‬‬ ‫ويمكن لوكيل ورثة أو المستحق استخراج شهادة لمن يهمه‬ ‫األمر بقيمة المعاش والمستحقين له‪ ،‬وتقديم طلب استخراج‬ ‫بطاقة وكيل ورثة ‪ /‬مستحق‪ ،‬وتقديم استمارة المتابعة الدورية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى طلب تحويل المعاش إلى بنك آخر وأي طلبات‬ ‫لها عالقة بتطبيق قانون معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة‬ ‫لموظفي الحكومة العمانيين‪.‬‬ ‫وأكد مدير الدائرة على أن هناك جهودا حثيثة من قبل‬ ‫الصندوق لتسهيل الخدمة للمستفيدين‪ ،‬وهناك اهتمام بتحقيق‬ ‫الالمركزية في إنجاز معامالت المستفيدين ومنح صالحيات‬ ‫أوسع لدوائر الصندوق في المحافظات وهو ما تتجه إليه إدارة‬ ‫الصندوق حاليا ً بمنح صالحيات لهذه الدوائر بشكل أوسع‬ ‫وأشمل عما سبق وبشكل تدريجي وهو ما نأمل أن يزداد بعد‬ ‫تدشين العمل بنظام إدارة معلومات االشتراكات والتقاعد‬ ‫الجديد‪.‬‬

‫محافظة البريمي في سطور‬ ‫تقع محافظة البريمي في الجزء الشمالي الغربي من ُعمان‪ ،‬وكانت‬ ‫تعرف قديما باسم توام و الجو‪ ،‬وهي عبارة عن سهل شبه صحراوي‬ ‫ينحدر من السفوح الجنوبية لجبال الحجر الغربي‪.‬‬ ‫تبعد والية البريمي عن العاصمة مسقط مسافة ‪ 370‬كيلومترا‪،‬‬ ‫ويستطيع الزائر القادم لهذه المحافظة من محافظة مسقط الوصول‬ ‫إليها عبر طريقين رئيسيين األول هو طريق الظاهرة ‪ -‬عبري – حفيت‬ ‫والثاني هو طريق الباطنة صحار – وادي الجزي‪.‬‬ ‫يبلغ عدد سكان المحافظة ‪ 72‬ألف نسمة‪ ،‬ويمثلون ‪ 2،7‬بالمائة‬ ‫من إجمالي سكان السلطنة‪ ،‬ويتوزعون بين ‪ 43‬ألف عماني‪ ،‬و‪ 30‬ألف‬ ‫وافد‪ ،‬وفقا للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام ‪. 2010‬‬ ‫واليات محافظة البريمي هي والية البريمي ووالية محضة ووالية‬ ‫السنينة‪.‬‬

‫‪٢5‬‬


‫حـــــوار العدد‬

‫مدير دائرة الصندوق بمحافظة البريمي‪:‬‬

‫اهتمام بتسهيل الخدمات وتحقيق‬ ‫الالمركزية يف إنجاز المعامالت‬ ‫قال حسين بن سالم الزيدي مدير دائرة صندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة المدنية بمحافظة البريمي أن الدائرة تقدم حاليا مجموعة‬ ‫متنوعة من الخدمات للمستفيدين‪ ،‬وتختص الدائرة بتقديم‬ ‫كافة الخدمات وإنجاز المعامالت لجميع المستفيدين الخاضعين‬ ‫ألحكام قانون معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة لموظفي‬ ‫الحكومة العمانيين الصادر بالمرسوم السلطاني رقم ‪.8٦/٢٦‬‬

‫وتتمثل أهم الخدمات التي تقدمها الدائرة للمتقاعدين‬ ‫والورثة المستحقين في إنجاز كافة المعامالت‬ ‫المتعلقة بالمستحقات التقاعدية ومنها إصدار بطاقات‬ ‫التقاعد والشهادات المتعلقة بالمستحقات التقاعدية‪،‬‬ ‫وتحصيل االشتراكات عن مدد اإلجازات بدون‬ ‫راتب ومدد اإلعارات‪ ،‬واستقبال طلبات ضم مدد‬ ‫الخدمة السابقة بالنسبة للموظفين الخاضعين ألحكام‬ ‫قانون المعاشات‪ ،‬وأي طلبات متعلقة بتطبيق قانون‬ ‫المعاشات‪ .‬وحول عدد المستفيدين من خدمات‬ ‫الدائرة في محافظة البريمي سواء المتقاعدين‬ ‫أو الورثة‪ ،‬أشار مدير دائرة الصندوق إلى أن‬ ‫اختصاص الدائرة ال يقتصر على تقديم الخدمات‬ ‫للمتقاعدين من سكان محافظة البريمي بل يمكن لكل‬ ‫متقاعد أو مستفيد من خدمات الدائرة إنجاز معامالته‬ ‫لدى الدائرة بغض النظر عن مقر إقامته‪ ،‬أما فيما‬ ‫يتعلق بعدد المتقاعدين في محافظة البريمي فقد بلغ‬ ‫‪ 659‬متقاعدا حتى نهاية شهر مارس ‪،2017‬‬ ‫باإلضافة إلى ‪ 559‬من الورثة المستحقين للمعاش‪.‬‬ ‫وأوضح مدير دائرة صندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة المدنية بمحافظة البريمي أن الدائرة تم‬ ‫افتتاحها وبدأ العمل بها في العيد الوطني الثالث‬ ‫واألربعين الموافق ‪ 18‬من نوفمبر من عام ‪،2013‬‬ ‫وتهدف الدائرة إلى خدمة المراجعين بالقرب من‬ ‫مقر إقامتهم دون تكبدهم عناء السفر إلى المقر‬ ‫الرئيسي للصندوق في محافظة مسقط‪ ،‬وأشار‬ ‫مدير الدائرة أن صندوق تقاعد موظفي الخدمة‬ ‫‪٢٤‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫دائرة البريمي تقدم كافة الخدمات للمستفيدين‬

‫المدنية يواصل العمل في تقديم جميع الخدمات‬ ‫وإنجاز جميع العمليات المرتبطة بتطبيق قانون‬ ‫معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة لموظفي الحكومة‬ ‫العمانيين‪ ،‬دون الحاجة للرجوع إلى المقر الرئيسي‬ ‫في مسقط مما له أثر في تسريع وتسهيل إنجاز‬ ‫المعامالت وتجويد الخدمات‪.‬‬ ‫وأوضح أن الفترة الماضية شهدت تطورا‬ ‫كبيرا في الخدمات التي يمكن إنجازها إلكترونيا‪،‬‬ ‫وفي الوقت الحالي يمكن للمستفيدين استخدام هذه‬ ‫الخدمات بعد تفعيل الخدمات االلكترونية من قبل‬ ‫المستفيد وذلك بالتسجيل من خالل الموقع االلكتروني‬ ‫الخاص بالصندوق على شبكة اإلنترنت‪ ،‬وفيما‬ ‫يتعلق بالخدمات االلكترونية فهي عديدة ومختلفة‬ ‫باختالف المستفيد من الخدمة سواء كان موظفا‬

‫بالجهاز اإلداري المدني للدولة أو متقاعد أو وكيل‬ ‫ورثة أو أحد الورثة المستحقين للمعاش‪.‬‬ ‫وأضاف أن الموظف بإمكانه تقديم طلب لتسوية‬ ‫االشتراكات عن اإلجازة بدون راتب بأنواعها‪،‬‬ ‫وكذلك طلب تسوية االشتراكات لمدد اإلعارة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى تقديم طلب ضم مدد الخدمة السابقة‪،‬‬ ‫وإصدار شهادة للموظفين الخاضعين لنظام مد‬ ‫الحماية التأمينية للعاملين بدول المجلس‪ ،‬وكذلك‬ ‫الحاسبة اإللكترونية التي تمكن الموظف من‬ ‫احتساب مستحقاته التقاعدية‪ ،‬وبشكل عام تقديم أي‬ ‫طلب له عالقة بتطبيق قانون معاشات ومكافآت ما‬ ‫بعد الخدمة لموظفي الحكومة العمانيين‪.‬‬ ‫أما المتقاعد فيتاح له استخدام الخدمات‬ ‫اإللكترونية الستخراج شهادة لمن يهمه األمر بقيمة‬


‫حوار مع متقاعد‬

‫جانب من المشاركات المحلية والدولية‬

‫األسـر المحتاجـة‪ ...‬أتذكـر أن معـاش‬ ‫الضمـان الشـهري كان يتـراوح فـي‬ ‫المتوسـط بيـن ‪ 5‬رياالت إلـى ‪ 10‬رياالت‬ ‫لألسـرة وكان الحـد األقصـى الـذي يمكـن‬ ‫أن تحصـل عليـه األسـرة هـو ‪ 45‬ريـاال‬ ‫تـدرج بعـد ذلـك إلـى ‪ 60‬ثـم ‪ 80‬ريـاال‪،‬‬ ‫وفـي وحدة الشـرقية للشـؤون االجتماعية‬ ‫كنـا فقـط اثنيـن من الباحثين تحت إشـراف‬ ‫مديـر وأخصائـي اجتماعـي‪ ،‬ويخـدم هـذا‬ ‫الفريـق ‪ 10‬واليـات ونتقاسـم هـذا العـدد‬

‫فيمـا بيننـا فـي العمـل‪ .‬كنا نخرج بالسـيارة‬ ‫فـي رحلـة عمـل تسـتغرق نحـو ‪ 15‬يومـا‬ ‫للعمـل الميدانـي وننتقـل خاللهـا مـن والية‬ ‫ألخـرى حتـى يمكننـا تغطيـة الطلبـات‬ ‫وزيـارة أسـر الضمـان وبحثهـا ومتابعتها‪،‬‬ ‫وكنـا نبيـت أحيانـا فـي مكتـب الوالـي‬ ‫وفـي بعـض األحيـان نحمـل الطعـام‬ ‫والمـاء وكميـات إضافيـة مـن الوقـود معنا‬ ‫فـي السـيارة ونبيـت فـي الطريـق بيـن‬ ‫الزيـارات‪ ،‬ولـم يكن هناك فـي ذلك الوقت‬

‫ال كهربـاء وال مطاعـم وال فنـادق وال‬ ‫خدمـات‪ ،‬وكان العمـل الميدانـي يسـتغرق‬ ‫نصـف الشـهر ثم يبـدأ العمـل المكتبي في‬ ‫النصـف الثانـي مـن الشـهر‪ .‬هـذه الرحلـة‬ ‫كان هدفهـا تغطيـة طلبـات األسـر التـي‬ ‫تتقـدم بطلـب للحصـول علـى معـاش‬ ‫الضمـان االجتماعـي‪ ،‬وأيامهـا كانـت‬ ‫حـدود التنميـة فـي بداياتهـا وكان التحـدي‬ ‫الـذي تسـعى سياسـات الضمـان للتغلـب‬ ‫عليـه هـو توفيـر مثلـث الرعايـة الصحية‬ ‫والتعليـم والمسـتوى الكريـم للمعيشـة‪،‬‬ ‫وكانـت طريقـة العمـل بسـيطة ومنهجيـة‬ ‫العمـل أن نصـل للنـاس أينمـا يعيشـون‬ ‫مثـل الطبيـب الزائر أو العيـادات المتنقلة‪،‬‬ ‫وعلـى سـبيل المثـال حيـن نريـد أن نقابـل‬ ‫المسـتحقين مـن األسـر كنـا أثنـاء زيارتنـا‬ ‫لهـم نحـدد مواقـع وأماكن محـددة للصرف‬ ‫للشـهر القـادم ونتقابـل في زيارتنـا التالية‪،‬‬ ‫وكانـت النـاس تأتـي علـى الـدواب أحيانا‪،‬‬ ‫وإذا نظـرت بعيـدا لهـذه السـنوات أشـعر‬ ‫انـي كنـت محظوظـا ألنـي عشـت هـذه‬ ‫الفتـرة‪ ،‬واآلن هنـاك تطـور كبيـر فـي هذا‬ ‫‪٢7‬‬


‫حوار مع متقاعد‬

‫صالح العريمي المدير العام السابق للهيئة العامة للتأمينات االجتماعية‪:‬‬

‫عىل المتقاعد أن يواصل العطاء ويفيد بالده‬ ‫ومجتمعه بما لديه من خربات‬ ‫يحمل صالح بن ناصر العريمي خبرة سنوات طويلة في اثنتين‬ ‫من أهم الجهات التي تندرج ضمن مظالت األمان االجتماعي في‬ ‫السلطنة وهما وزارة الشئون االجتماعية والعمل (وزارة التنمية‬ ‫االجتماعية حاليا) والهيئة العامة للتأمينات االجتماعية حيث‬ ‫أمضى فيهما قرابة األربعين عاما من العمل قبل ان يتقاعد في‬ ‫عام ‪.٢٠١٦‬‬

‫وبـدأ المديـر العـام السـابق للهيئـة العامـة‬ ‫للتأمينـات االجتماعيـة حياتـه الوظيفيـة‬ ‫باحثـا اجتماعيـا فـي وزارة الشـؤون مازلت حريصا على‬ ‫االجتماعيـة والعمـل‪ ،‬وتـدرج فـي عديـد المشاركة في مؤتمرات‬ ‫مـن المناصـب حتـى وصـل إلـى منصـب‬ ‫مديـر عـام الشـؤون االجتماعيـة بالـوزارة دولية كخبير أو بأوراق‬ ‫لينتقـل بعدهـا فـي عـام ‪ 1996‬إلـى الهيئـة‬ ‫العامـة للتأمينـات االجتماعيـة حامـال عمل حول التقاعد‬ ‫خبرتـه االجتماعيـة ودراسـته فـي مجـال‬ ‫إدارة األعمـال‪ ،‬حيـث خـاض مـن خـالل‬ ‫عملـه فـي التأمينـات االجتماعيـة تجربـة‬ ‫مهنيـة فريـدة مـن نوعهـا‪ ..‬وتزامنـت يقـول صالـح العريمـي‪ «:‬ولـدت عـام‬ ‫حياتـه الوظيفيـة مـع كثيـر مـن األعمـال ‪ 1955‬فـي واليـة صـور وبـدأت تعليمـي‬ ‫الوظيفيـة أو التطوعيـة فـي مجـال الخدمة االبتدائـي فـي دولـة الكويـت ثـم اسـتكملت‬ ‫االجتماعيـة ورعايـة المعوقين والمسـنين‪ ،‬دراسـتي في المدرسـة السـعيدية في مسقط‬ ‫كمـا حفلـت حياتـه بمحطـات يعتبرها ذات وبعـد حصولـي علـى الشـهادة اإلعداديـة‬ ‫مكانة خاصة في نفسـه مثل المشـاركة في العامـة بـدأت حياتـي المهنيـة فـي وزارة‬ ‫لجنـة اإلعـداد الحتفـاالت العيـد الوطنـي الشـؤون االجتماعيـة بالعمـل كباحـث‬ ‫وعضويـة النـادي الثقافـي ومشـاركته اجتماعـي عـام ‪ 1975‬ثـم أخصائـي‬ ‫فـي أول قانـون لألحـوال الشـخصية فـي اجتماعـي ثـم رئيـس وحـدة في صـور‪ ،‬ثم‬ ‫انتقلـت إلـى مسـقط فـي بدايـة الثمانينـات‬ ‫السـلطنة‪.‬‬ ‫كمديـر للدراسـات واالحصـاء‪ .‬وبعدهـا‬ ‫‪٢٦‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫عينـت مديـرا عامـا لإلسـكان االجتماعـي‬ ‫فـي الـوزارة فـي منتصف الثمانينـات‪ ،‬ثم‬ ‫مديـرا عامـا للشـؤون الماليـة واإلدارية ثم‬ ‫مديـرا عامـا للشـئون االجتماعيـة بـوزارة‬ ‫الشـؤون االجتماعيـة‪ ،‬وفـي أواخـر عـام‬ ‫‪ 1996‬انتقلـت للعمـل فـي الهيئـة العامـة‬ ‫للتأمينـات كنائـب للرئيـس التنفيـذي ثـم‬ ‫تعدل المسـمى وأصبح المديـر العام للهيئة‬ ‫‪ ،‬وتوليـت هـذا المنصـب حتـى تقاعـدت‬ ‫العـام الماضـي‪.‬‬ ‫مـن أهـم المالمـح التـي ال تمحـى مـن‬ ‫ذاكـرة صالـح العريمـي هـي فتـرة عملـه‬ ‫فـي وزارة الشـؤون االجتماعيـة ويحكـي‬ ‫لنـا قائـال‪ «:‬كنـا فـي منتصـف السـبعينات‬ ‫ومضـى علـى عهـد النهضـة المباركـة‬ ‫بتولـي صاحـب الجاللـة السـلطان المعظـم‬ ‫مقاليـد الحكـم فـي البـالد نحـو ‪ 5‬سـنوات‪،‬‬ ‫وبـدأت جهـود الـوزارة فـي تنفيـذ برنامـج‬ ‫الضمـان االجتماعـي كأحـد وسـائل‬ ‫الرعايـة االجتماعيـة لمحاربـة الفقـر‪،‬‬ ‫وكنـت محظوظـا بكونـي ممـن عاصـروا‬ ‫التطـور فـي الكـم والكيـف مـع شـريحة‬


‫حوار مع متقاعد‬

‫حظـي أنـه تعاقبـت علـى مجالـس إدارات‬ ‫كانـت داعمـة وتعطينـا الثقـة‪ ،‬وهـذا طـور‬ ‫كثيـرا مـن عملنـا‪ ،‬كما شـهدت هـذه الفترة‬ ‫عمـل بعـض مـن أهـم الدراسـات التـي‬ ‫تخـص القطـاع الخـاص مثل دراسـة حول‬ ‫الـدوران الوظيفـي في القطـاع الخاص في‬ ‫عـام ‪ 2008‬والزالـت تطلـب حتـى اآلن‬ ‫ويعتمـد عليهـا فـي دراسـة هـذه الظاهـرة‬ ‫ألن الدراسـة قائمـة علـى مسـح شـامل‬ ‫للعامليـن وأصحـاب األعمـال فـي القطـاع‬ ‫الخـاص‪.‬‬ ‫وحـول دراسـته يقـول صالـح العريمـي‬ ‫أنـه رغـم حبـه للعمـل فـي المجـال‬ ‫االجتماعـي لكـن كان لديـه ميـل كبيـر‬ ‫لدراسـة الرياضيـات ولهـذا عندمـا أتيحت‬ ‫لـه فرصـة التعليـم الجامعـي اختـار كليـة‬ ‫التجـارة تخصـص إدارة االعمـال وسـافر‬ ‫للدراسـة فـي جامعـة القاهـرة‪ ،‬وكان‬ ‫اختيـارا جيـدا إذ افادتـه هـذه الدراسـة فيما‬ ‫بعـد حيـن انتقـل للعمـل فـي التأمينـات‬ ‫االجتماعيـة‪ ،‬كمـا أن دراسـته للماجسـتير‬ ‫فـي عـام ‪ 2001‬كانـت أيضـا فـي إدارة‬ ‫األعمـال فـي جامعـة لنكولـن بالمملكـة‬ ‫المتحـدة‪ ،‬وأنهـي الماجسـتير فـي السـلطنة‬ ‫أثنـاء عملـه فـي التأمينـات االجتماعية عن‬ ‫طريـق أحـد المعاهـد األكاديميـة المحليـة‪.‬‬ ‫إلـى جانـب الوظيفة كان هناك متسـع لعدد‬ ‫مـن التجـارب الوطنية والثقافيـة التي يعتز‬ ‫بهـا صالـح العريمـي منهـا عضويـة لجنـة‬ ‫احتفـاالت العيـد الوطنـي والتـي كانـت‬ ‫تمـارس عملهـا عبـر وزارة التـراث‪...‬‬ ‫وأثنـاء عملـه مـع اللجنـة تولـت اعـداد ‪8‬‬ ‫مهرجانـات للعيـد الوطنـي‪ .‬وحـول هـذه‬ ‫التجربـة يقـول‪« :‬كنـا نحـن فريـق العمـل‬ ‫مجموعـة من الشـباب وكان التكامل رائعا‬ ‫بيـن المشـاركين فـي هـذا العمـل وكان يتم‬ ‫تنظيـم المهرجانـات بحيـث تكـون هنـاك‬ ‫رسـالة أو موضـوع معيـن هـو محـل‬ ‫االهتمـام فـي كل سـنة‪ ،‬وكان مـن ضمـن‬ ‫مهمـة الفريـق صياغـة الرسـالة وكيفيـة‬ ‫توصيلهـا خـالل المهرجانـات‪ ،‬وعلـى‬

‫من المشاركات الدولية‬

‫البعض ينظر إلى التقاعد‬ ‫باعتباره فرصة للخلود للراحة‬ ‫لكن من اعتاد العمل والنشاط‬ ‫ال يمكن أن تتجاوز فترة الراحة‬ ‫بالنسبة له شهر أو شهرين‬

‫سـبيل المثـال كان هنـاك عـام الحرفييـن‬ ‫ثـم عامـا الزراعـة األول والثانـي ثـم‬ ‫عـام االصناعـة األول والثانـي ثـم التـراث‬ ‫وبعدهـم عـام الشـبيبة‪ .‬ومـن ضمـن مـن‬ ‫عملنـا معهـم كثيـر مـن المواهـب العمانيـة‬ ‫ومـن خـارج عمـان‪ ،‬ونجحنـا فـي تقديـم‬ ‫التـراث العمانـي بشـكل أكاديمـي وكثيـر‬ ‫مـن األعمـال التـي تـم تقديمهـا فـي هـذه‬ ‫الفتـرة مازالـت مكونا أساسـيا في األعمال‬ ‫التراثيـة العمانيـة حتـى اليـوم‪».‬‬ ‫التجربـة الثانيـة خـارج نطـاق العمـل‬ ‫الوظيفـي كانـت فـي النـادي الثقافـي‪،‬‬ ‫وكان فـي بدايتـه يسـمى نـادي الخريجيـن‬ ‫ثـم تحـول االسـم بعـد ذلـك للنـادي الثقافـي‬

‫وكان فتـرة نشـاطه فـي النادي مـن فترات‬ ‫العطـاء الثريـة حيـث شـهدت اسـتضافة‬ ‫العديـد مـن أعـالم األدب والثقافـة منهـم‬ ‫الكاتـب أنيـس منصـور والعالـم فـاروق‬ ‫البـاز وسـليم الحـص رئيـس الـوزراء‬ ‫اللبنانـي األسـبق‪.‬‬ ‫وعـن حياتـه بعـد التقاعـد يقـول صالـح‬ ‫العريمـي أنـه اآلن عضـو فـي مجالـس‬ ‫إدارات عـدة شـركات وبنـوك بعضهـا‬ ‫انتقـل إليـه بعـد التقاعـد‪ ،‬ومـازال علـى‬ ‫صلـة بتخصصـه فـي مجـال التأمينـات‬ ‫االجتماعيـة وهـو يشـارك فـي مؤتمـرات‬ ‫لمنظمـات دوليـة للمسـاهمة كخبيـر أو‬ ‫أوراق عمـل وهـي مشـاركات ثريـة‬ ‫بالنسـبة لـه ألن البحـث فـي أمـور التقاعـد‬ ‫أمـر ممتـع وشـيق بالنسـبة لـه‪.‬‬ ‫ويؤكـد صالـح العريمـي ان مواصلـة‬ ‫العطـاء أمـر مهـم للغايـة خاصـة بعـد ان‬ ‫يتخلص المتقاعد من ضغوط ومسـؤوليات‬ ‫الوظيفـة اليوميـة‪ ،‬والبعـض ينظـر إلـى‬ ‫التقاعـد باعتبـاره فقـط فرصـة للخلـود‬ ‫للراحـة لكـن مـن اعتـاد العمل والنشـاط ال‬ ‫يمكـن أن تتجـاوز فتـرة الراحة بالنسـبة له‬ ‫شـهر أو شـهرين فـي مرحلـة التقاعـد ثـم‬ ‫يجـب أن يواصـل العطـاء واالسـتفادة مما‬ ‫اكتسـبه مـن خبـرات حتـى يظـل مواطنـا‬ ‫مفيدا لمجتمعه ولوطنه‪.‬‬ ‫‪٢9‬‬


‫حوار مع متقاعد‬

‫تجربة عمل ثرية أثناء العمل في التأمينات االجتماعية‬

‫العمـل فالحصـول علـى معـاش الضمـان‬ ‫االجتماعـي يتـم عبـر البطاقـة الذكيـة‬ ‫للصـرف مـن البنـك‪ ،‬والبحـث االجتماعي‬ ‫أيضـا تطـور كثيـرا‪».‬‬ ‫يعتـز صالـح العريمـي بـأن الحكومـة‬ ‫ممثلـة بـوزارة الشـؤون االجتماعيـة‬ ‫اتبعـت سياسـة أن معـاش الضمـان يوفـر‬ ‫حـد الكفـاف والسياسـات والضوابـط التـي‬ ‫صاحبـت منـح رواتـب الضمـان حققـت‬ ‫إنجـازات مهمـة للغايـة علـى الصعيـد‬ ‫االجتماعـي وعلـى سـبيل المثـال كان مـن‬ ‫بيـن شـروط الصـرف أن أسـر الضمـان‬ ‫عليهـا أن تعلـم أبناءهـا سـواء الذكـور أو‬ ‫الفتيـات في مـدارس التربيـة والتعليم أينما‬ ‫كانـت اسـتجابة لدعـوة جاللـة السـلطان‬ ‫حفظـه هللا ألبنـاء شـعبه عندمـا قـال‪«:‬‬ ‫سـنعلم أبناءنـا ولـو تحـت ظـل الشـجر»‬ ‫واليـوم لدينـا اجيـال علـى أعلـى مسـتوى‬ ‫تعليمـي مـن بيـن أبنـاء أسـر الضمـان‬ ‫االجتماعـي‪.‬‬ ‫ويواصـل العريمي‪ «:‬خالل هذه السـنوات‬ ‫دخلنـا بيـوت النـاس وكانـت مهمتنـا ال‬ ‫تقتصـر علـى البحـث االجتماعـي فقـط بل‬ ‫أيضـا علـى تقصـي احتياجـات هذه األسـر‬ ‫التـي نعمـل معهـا مثـل توجيه خطـاب إلى‬ ‫الجهـات الخدميـة فـي الدولـة لمسـاعدة‬ ‫األسـرة فـي الحصول على تلـك الخدمة أو‬ ‫‪٢8‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫الضوابط التي صاحبت منح‬ ‫رواتب الضمان منذ بداية‬ ‫نهضة عمان حققت إنجازات‬ ‫اجتماعية مهمة خاصة‬ ‫تعليم أسر الضمان‬

‫تقريـر يحملـه المريض للطبيب أو رسـالة‬ ‫لمديـر المدرسـة لتسـهيل التحـاق األبنـاء‬ ‫فـي القـرى البعيـدة‪ ،‬ثـم نتابـع هـذه األمور‬ ‫فـي زيارتنـا الشـهرية التاليـة‪ ،‬وباختصـار‬ ‫كان الباحـث االجتماعـي مفوضـا بـكل مـا‬ ‫يخـص األسـرة كما امتد عملـه الحتياجات‬ ‫المجتمـع المحلـي بشـكل عـام‪ ،‬وهنـاك‬ ‫كثيـر مـن المشـاريع األهليـة المهمـة تمت‬ ‫فـي هـذا الوقـت وكان ذلـك أحـد األدوار‬ ‫المهمـة التـي قامـت بهـا وزارة الشـؤون‬ ‫االجتماعيـة والعمـل باعتبارهـا وزارة‬ ‫األسـرة‪ ،‬وأثنـاء عملـه في الوزارة شـارك‬ ‫صالـح العريمـي في دراسـات عديـدة منها‬ ‫تأثيـر المربيـات األجنبيات على خصائص‬

‫االسـرة العمانيـة والـزواج المبكر وغالء‬ ‫المهور‪.‬‬ ‫ويضيـف‪ «:‬مـا تثبتـه هـذا الفتـرة أن‬ ‫العمانييـن لديهـم انتمـاء بال حـدود لوطنهم‬ ‫فـي ظـل القيـادة الحكيمة لصاحـب الجاللة‬ ‫ورأينـا خـالل عقـود قليلـة مـدى التقـدم‬ ‫فـي السـلطنة ال مـن حيـث الكـم في إنشـاء‬ ‫وتطويـر البنيـة األساسـية وغيرهـا مـن‬ ‫أوجـه التطـور العمرانـي واالقتصـادي‬ ‫فحسـب بـل مـن حيـث الكيـف فـي بنـاء‬ ‫االنسـان العُمانـي وبنـاء شـخصيته وثقافته‬ ‫وهويتـه‪».‬‬ ‫وبعدهـا خـاض صالـح العريمـي القادم من‬ ‫مؤسسـة للتنميـة االجتماعيـة تجربـة عمـل‬ ‫مختلفـة تمامـا فـي التأمينـات االجتماعيـة‪،‬‬ ‫فالتأمينـات جهـاز مسـتقل تمامـا إداريـا‬ ‫وماليـا ونظـام العمـل فيهـا أقـرب ألنظمـة‬ ‫القطـاع الخـاص حيـث أتـاح لهـا المشـرع‬ ‫ذلـك فـي نظام إنشـائها‪ ،‬ولهـا مجلس إدارة‬ ‫ولجنـة تدقيـق ولجنـة إدارة للمخاطـر كمـا‬ ‫ان لهـا إيراداتهـا ومصروفاتهـا‪ ،‬والعمـل‬ ‫في إدارة الحسـابات واالستثمارات يختلف‬ ‫تمامـا عـن الضمـان والتنميـة االجتماعية‪.‬‬ ‫يقـول صالـح العريمـي‪ «:‬اطلعـت علـى‬ ‫علـوم جديـدة مثـل الحسـابات االكتواريـة‪،‬‬ ‫ومثلـت التأمينـات االجتماعيـة فرصـة‬ ‫لالطـالع علـى التجـارب العالميـة‪ ،‬وكنـا‬ ‫مـن أهـم المؤسسـات التـي اتبعـت النظـم‬ ‫التقنيـة الحديثـة‪ ،‬وانضمـت الهيئـة العامـة‬ ‫للتأمينـات االجتماعيـة إلـى عضويـة‬ ‫المؤسسـة الدوليـة للضمـان االجتماعـي‬ ‫«االيسـا»‪ ،‬وكنـت أمثـل الحكومـة فـي‬ ‫مجلـس اإلدارة‪ ،‬ثـم عينتـي االيسـا رئيسـا‬ ‫لهيئـة االسـتثمار فـي المؤسسـة وهي هيئة‬ ‫معنيـة بوضـع السياسـات والنظـم لـدول‬ ‫العالـم‪ ،‬وفـي هيئـة التأمينـات االجتماعيـة‬ ‫طورنـا كثيـرا مـن قانـون التأمينـات‪،‬‬ ‫واسـتعنا بكـوادر بشـرية وفريـق عمـل‬ ‫قـادر تمامـا علـى تحمـل المسـؤولية‪،‬‬ ‫وباعتبـاري كنـت مسـؤوال سـابقا فـي‬ ‫الهيئـة العامـة للتأمينـات أجـد مـن حسـن‬


‫مقاالت‬

‫وتشير منظمة العمل الدولية إلى أن تدابير‬ ‫الضمان االجتماعي قد لعبت دورا حاسما‬ ‫في الحد من اآلثار االجتماعية المترتبة على‬ ‫األزمات االقتصادية‪ ،‬إال أن كثيرا من القوى‬ ‫العاملة‪ ،‬خاصة في البلدان الفقيرة‪ ،‬مازالت ال‬ ‫تحصل على مزايا ضمان وحماية اجتماعية‬ ‫مناسبة‪.‬‬ ‫لذا فإن التشريعات التقاعدية يجب أن تسن‬ ‫وفق نتائج دراسات تؤسس على متغيرين‪:‬‬ ‫تحديد سن التقاعد‪ ،‬والتعويضات المالية‬ ‫للمتقاعد‪ .‬جدير بالذكر أن القوانين والتشريعات‬ ‫التقاعدية في الدول المتقدمة ال تميز بين‬ ‫العاملين في المؤسسات الحكومية وبين العاملين‬ ‫في القطاع الخاص‪ .‬فالقوانين موحدة في تحديد‬ ‫سن التقاعد للعاملين في القطاعين‪.‬‬ ‫بما في ذلك ضمان التقاعد المبكر والسن‬ ‫القانوني للتقاعد وجواز التشغيل بعد السن‬ ‫القانوني للتقاعد‪ .‬ونجد أن قوانين الدول ذات‬ ‫االقتصادات القوية حددت ‪ 65‬ــ ‪ 67‬سنة‬ ‫للتقاعد‪ .‬بل إن الشركات في اليابان تقدمت عام‬ ‫‪ 2011‬بطلب للمشرعين بمد السن القانوني‬ ‫للتقاعد حسب الخبرة والقدرة على األداء للعاملين‬ ‫إذ إن لديها عشرات اآلالف من العاملين ممن‬ ‫تجاوز السبعين وكانت خبراتهم وإنتاجيتهم سببا‬ ‫في نجاح تلك الشركات‪ .‬كما وجدت الدراسات‬ ‫الميدانية لمنظمة التنمية والتعاون االقتصادي‬ ‫(‪ )OCED‬ان عدد العاملين بين سن ‪ 55‬إلى‬ ‫‪ 59‬سنة يمثلون النسب األكبر من العاملين في‬ ‫الدول الصناعية المتقدمة ‪.‬‬ ‫ووجد أن معظم دول آسيا ذات التعداد‬ ‫السكاني الكبير تميل إلى تحديد سن التقاعد بين‬ ‫‪ 50‬ــــ ‪ 60‬سنة‪ ،‬والهدف إفساح المجال للقوى‬ ‫العاملة القادمة الى سوق العمل بتوفير فرص‬ ‫العمل التي يتركها المتقاعدون للقادمين الجدد‪.‬‬ ‫واوصى التقرير السادس لمؤتمر العمل‬ ‫الدولي المتعلق بالضمان االجتماعي ‪2011‬‬ ‫بالعمل على انسجام أنظمة الحماية االجتماعية‬

‫القوانين والتشريعات‬ ‫التقاعدية في الدول‬ ‫المتقدمة ال تميز بين‬ ‫العاملين في المؤسسات‬ ‫الحكومية وبين العاملين‬ ‫في القطاع الخاص‬ ‫تطوير أ ْنظِ َمة‬ ‫في الدول النامية من خالل‬ ‫ِ‬ ‫الضمان االجتماعي القائمة فيها على أسس‬ ‫واقعية عادلة ال تترك تفاوتا في المنافع بين‬ ‫المشمولين بالضمان االجتماعي‪ .‬فالصعوبات‬ ‫الدورية‪ ،‬التي تعترضُ أنظمة الضمان‬ ‫االجتماعي في العديد من الدول النامية‪،‬‬ ‫تجعل من الضروري التوّ جه إلى اإلصالح‪.‬‬ ‫لذلك تبرز أهمية إصالح التنظيم المالي لهذه‬ ‫األنظمة‪ ،‬وإعادة النظر في الوسائل التقليدية‬ ‫للتمويل؛ ال سيما بعد أن ا َّتجه الضمان‬ ‫االجتماعي نحو الشمولية وحماية األشخاص‬ ‫غير العاملين‪ ،‬حيث لم يعد مالئما ً االستمرار‬ ‫في اتباع النمط الحالي للتأمينات االجتماعية‪.‬‬ ‫لذلك كان ال بدَّ‪ ،‬عند التفكير في تأسيس نظام‬ ‫لتمويل الضمان االجتماعي‪ ،‬أو تطويره‪ ،‬أن‬ ‫نتحدَّث في أمور ٍ ثالثة تتعلَّق بمالءمة الموارد‬ ‫مع تطور مفهوم الضمان االجتماعي‪ ،‬وتوزيع‬ ‫عادل‪ ،‬وعدم عرقلة‬ ‫بشكل‬ ‫أعباء التمويل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫االقتطاعات االجتماعية للسياسة االقتصادية‪.‬‬ ‫فالمقاييس الضرورية لتقديم عدالة تمويل نظم‬

‫ُ‬ ‫تتعلق إما بدراسة مستوى المؤسسات‬ ‫للضمان‬ ‫المعنية بتمويل صناديق الضمان‪( ،‬القطاع‬ ‫الخاص والدولة)‪ .‬أو بدراسة مدى المالءمة‬ ‫بين مبالغ الضمان الممنوحة للعاملين وتكاليف‬ ‫المعيشة في المجتمع‪.‬‬ ‫ووجد التقرير أن من غير المنطقي‬ ‫استمرار تغطية نفقات الضمان الصحي‬ ‫باالشتراكات المهنية فقط التي تتأثر في‬ ‫حاالت كثيرة بااللتفاف على القوانين من‬ ‫قبل القطاع الخاص‪ ،‬وتحجج الحكومات‬ ‫بأولويات الوضع االقتصادي للدولة‪،‬‬ ‫مما يحد من موارد اشتراكات القوى‬ ‫العاملة في صناديق الضمان االجتماعي‪.‬‬ ‫وبما أن أموال الضمان االجتماعي قابلة‬ ‫لالستثمار؛ وكلما أمكن زيادة معدَّل ريع هذا‬ ‫أمكن تخفيف عبء االشتراكات‬ ‫االستثمار‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أو زيادة التقديمات ك ّما ً ونوعاً‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى اتباع خطة استثمارية مدروسة ومتطوِّ رة‬ ‫يؤدي إلى تخفيف عوامل التضخم وتأثيرها‬ ‫على المنافع المادية وعلى أموال الضمان‬ ‫االجتماعي بالذات‪ ،‬وذلك بالحفاظ على‬ ‫استمرارية القيمة الحقيقية لهذه األموال‪.‬‬ ‫في السلطنة فإن احكام قانون التأمينات‬ ‫االجتماعية الخاص بالعاملين في القطاع‬ ‫الخاص الصادر بالمرسوم السلطاني رقم‬ ‫(‪ )91/72‬وتعديالته نصت على شمول‬ ‫المواطنين العمانيين بالتأمين ضد مخاطر‬ ‫الشيخوخة والعجز والوفاة‪ .‬ومن ثم التأمين ضد‬ ‫إصابات العمل واألمراض المهنية باإلضافة‬ ‫إلى التأمين على العمانيين العاملين في الخارج‬ ‫وأيضا تطبيق النظام الموحد لمد الحماية‬ ‫التأمينية لمواطني دول مجلس التعاون العاملين‬ ‫في غير دولهم وأخيراً تم تطبيق نظام التأمينات‬ ‫االجتماعية على العمانيين العاملين لحسابهم‬ ‫الخاص ومن في حكمهم‪ .‬أما العاملون في‬ ‫القطاع العام فإنهم مشمولون بمعاشات تقاعدية‬ ‫تنظمها عدة صناديق للتقاعد‪.‬‬ ‫‪3١‬‬


‫مقاالت‬

‫عدالة وشمول المنافع التقاعدية‬ ‫يعززان األمن االجتمايع‬ ‫د‪ .‬محمد رياض حمزة‬

‫ان نظم الضمان االجتماعي‬ ‫تعتبر من بين المعايير التي‬ ‫تصنف الدول بناء عليها وفق‬ ‫تطور نظمها وعدالتها في‬ ‫التنمية البشرية‬

‫‪3٠‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫تعتبر نظم التأمينات والحماية االجتماعية‬ ‫مفهوما أوجده اإلعالن العالمي لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ .‬إذ نصت المادة ‪ 23‬من اإلعالن على‬ ‫ان« لكل شخص حق العمل‪ ،‬وحرية اختيار‬ ‫عمله‪ ،‬وفي شروط عمل عادلة ومرضية‪،‬‬ ‫وفي الحماية من فقدان العمل أو عدم توفر‬ ‫فرص العمل لكافة القوى العاملة في المجتمع‬ ‫‪ ،‬دون أيِ تمييز‪ ،‬والحق في أجر متساو على‬ ‫العمل المتساوي ‪ .‬وإن لكل فرد يعمل حقا‬ ‫في مكافأة عادلة ومُرضية تكفل له وألسرته‬ ‫عيشة الئقة بالكرامة البشرية‪ ،‬وتستكمل‪ ،‬عند‬ ‫االقتضاء‪ ،‬بوسائل أخرى للحماية االجتماعية‪.‬‬ ‫كما نصت المادة ‪ 25‬على انه لك ِّل شخص‬ ‫ٌّ‬ ‫حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة‬ ‫ً‬ ‫والرفاهة له وألسرته‪ ،‬وخاصَّة على صعيد‬ ‫المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية‬ ‫وصعيد الخدمات االجتماعية الضرورية‪ ،‬وله‬ ‫ُّ‬ ‫الحق فيما يأمن به العوائل في حاالت البطالة‬ ‫أو المرض أو العجز أو الترمُّل أو الشيخوخة‬ ‫أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته‬ ‫والتي تفقده أسباب عيشه‪.‬‬ ‫وأصبحت الحماية االجتماعية أرضية‬ ‫تنطلق منها سياسات اجتماعية عالمية‬ ‫تعزز االستراتيجيات الوطنية لتوفير الحد‬ ‫األدنى من الخدمات األساسية وضمان دخل‬ ‫مجزي للعاملين الذين يتقاعدون وفقا للقوانين‬ ‫المرعية‪ .‬وقد نشأت فكرة ضمان الدخل‬ ‫المجزي والخدمات األساسية للمتقاعدين عام‬ ‫‪ .2009‬وأقرتها منظمة األمم المتحدة التي‬ ‫كلفت منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة‬ ‫العالمية بوصفهما منظمتين رائدتين بترويج‬ ‫وتعزيز أرضية الحماية االجتماعية‪.‬‬ ‫ورصدت دراسة للمكتب اإلقليمي لمنظمة‬ ‫العمل الدولية عددا من التحديات التي تواجه‬ ‫نظم الضمان االجتماعي منها عدم توحيد نظم‬ ‫التأمينات االجتماعية في الدول العربية‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يتسبب بتفاوت المنافع المادية بين فئة من‬

‫العاملين المشمولين بصندوق تقاعدي عن فئة‬ ‫أخرى مشمولة بصندوق تقاعدي أخر‪.‬‬ ‫وتميل برامج التأمينات والضمان‬ ‫االجتماعي في معظم الدول العربية إلى‬ ‫التركيز على توفير معاشات تقاعدية للقوى‬ ‫العاملة ال تغطي مخاطر أخرى كالتعطل عن‬ ‫العمل واألمومة والمرض أو تغطيها جزئيا ً‬ ‫فقط‪ .‬وتواجه بعض برامج التأمينات والضمان‬ ‫االجتماعي تحديات من حيث التكافل بين‬ ‫الراتب التقاعدي للعامل وبين تكاليف المعيشة‬ ‫المتصاعدة‪ .‬كما أشارت دراسة لمنظمة العمل‬ ‫العربية إلى أنه ال تزال شرائح كبيرة من‬ ‫القوى العاملة خارج نطاق التغطية التأمينية‬ ‫‪ .‬وتشمل معظم أنظمة التأمينات والضمان‬ ‫االجتماعي العاملين في القطاع العام حيث‬ ‫يحظى العاملون في المؤسسات الحكومية‬ ‫بضمانات أفضل مما يحصل عليه العاملون‬ ‫في القطاع الخاص‪.‬‬ ‫وتختلف نظم التأمينات االجتماعية في‬ ‫دول العالم في تحديد سن التقاعد والراتب‬ ‫التقاعدي‪ ،‬أال أن نظم الضمان االجتماعي‬ ‫تعتبر من بين المعايير التي تصنف الدول بناء‬ ‫عليها وفق تطور نظمها وعدالتها في التنمية‬ ‫البشرية‪ .‬فالدول المتقدمة تتابع دراسة تطور‬ ‫مجتمعاتها على أسس ديموغرافية واقتصادية‬ ‫تكفل للمتقاعدين مستوى معيشي يتناسب‬ ‫مع المعايير اإلنسانية في الراتب التقاعدي‬ ‫والرعاية الصحية‪.‬‬ ‫وخلصت منظمة العمل الدولية في تقرير‬ ‫حديث إلى أنه ليس هناك أية مبررات لعدم‬ ‫قيام الدول بإقامة أنظمة موحدة للتأمينات‬ ‫االجتماعية وللضمان االجتماعي لديها‪.‬‬ ‫ويضيف التقرير أن نظم الضمان االجتماعي‬ ‫تعد أقوى أدوات يمتلكها المجتمع لمكافحة‬ ‫الفقر وعدم المساواة‪ ،‬وكذلك لالستثمار في‬ ‫الموارد البشرية في أعمار مبكرة لجعلهم‬ ‫قادرين على الحصول على فرصة العمل ‪.‬‬


‫أخبار‬

‫حلقة عمل حول تطوير نظم التقاعد والمعاشات العربية‬ ‫نظم صندوق النقد العربي حلقة عمل حول‬ ‫تطوير نظم التقاعد والمعاشات في الدول‬ ‫العربية وسبل بلورة رؤية شاملة لتطوير نظم‬ ‫التقاعد والخيارات المناسبة لتحقيق ذلك بما‬ ‫يساهم في تحقيق استقرار مالي يدعم التنمية‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫وخالل الجلسة أكد الدكتور عبدالرحمن بن‬ ‫عبدهللا الحميدى‪ ،‬مدير عام ورئيس مجلس‬ ‫اإلدارة في صندوق النقد العربي‪ ،‬على أهمية‬ ‫القيام بإصالحات هيكلية وعميقة لالرتقاء‬ ‫بكفاءة نظم التقاعد والمعاشات في الدول‬ ‫العربية‪ ،‬بما يساهم في مواجهة التحديات‬ ‫االقتصادية والمالية واالجتماعية ويعزز من‬ ‫جانب آخر فرص تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫وأضاف أن القيام بإصالحات تشريعية‬ ‫ومؤسسية يساهم في تعزيز هذه النظم وزيادة‬ ‫وصولها لمختلف فئات المجتمع‪ ،‬ويدعم‬ ‫فرص االرتقاء بكفاءة واستدامة األوضاع‬ ‫المالية لهذه النظم والصناديق وتحسين إدارتها‬ ‫للمخاطر‪ ،‬إلى جانب تعزيز مساهمتها في رفد‬ ‫أسواق التمويل المحلية بالموارد طويلة األجل‬ ‫الالزمة لتعميق وتطوير هذه األسواق‪.‬‬ ‫وتناول مدير عام صندوق النقد العربي‬ ‫التحديات التي تواجه صناديق التقاعد في‬ ‫الدول العربية‪ ،‬مشيدا في الوقت نفسه بالجهود‬

‫التي تبذلها العديد من الدول العربية بهدف‬ ‫إصالح نظم التقاعد والمعاشات بها‪ ،‬مؤكدا‬ ‫على الحاجة للمزيد من االصالحات‪ ،‬كما أشار‬ ‫إلى أن صناديق التقاعد والمعاشات في الدول‬ ‫العربية تواجه تحديا آخر على صعيد تحسين‬ ‫كفاءتها المؤسسية وإدارة أصولها وقراراتها‬ ‫االستثمارية‪ ،‬إذ تصل الكلفة اإلدارية وفقا‬ ‫لتقديرات البنك الدولي إلى نحو ‪ 10‬في المائة‬ ‫من نفقات هذه الصناديق‪ ،‬في مقابل ‪ 2‬في‬

‫المائة لدى الصناديق المماثلة في مجموعة‬ ‫دول منظمة التنمية والتعاون االقتصادي‪.‬‬ ‫وقال أنه بينما تحتاج الصناديق العربية إلى‬ ‫تنويع استثماراتها وربط توجهات االستثمار‬ ‫بتحليل دقيق لواقع األصول وااللتزامات تبرز‬ ‫أهمية العمل على تطوير أدوات التمويل‬ ‫المحلية وأسواقها‪ ،‬كما يوجد قنوات استثمارية‬ ‫متعددة لزيادة عائدات الصناديق وتحسين‬ ‫إدارتها لألخطار‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫مقاالت‬

‫االكتواريون وصناديق التقاعد‬ ‫هاجر بنت مراد البلوشية‬

‫أخصائية متابعة‬ ‫دائرة المستحقات التقاعدية بصندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬

‫قليلون هم من يعرفون االكتواري‪،‬‬ ‫وقليلون هم أصحاب هذا االختصاص‪،‬‬ ‫ورغم أهميته البالغة إال أن العالم يعاني قلة‬ ‫في عدد االكتواريين بشكل عام وخاصة في‬ ‫العالم العربي‪ ،‬فمن هو االكتواري؟ وما‬ ‫هي أعماله؟ ولماذا يعاني العالم من شح‬ ‫في عدد االكتواريين؟ وما مجاالت عمله؟‬ ‫وهل لالكتواريين دور في مواجهة العجز‬ ‫االكتواري الذي قد تمر به صناديق التقاعد؟‬ ‫االكتواري هو المفكر والمتمرس في‬ ‫النظريات والتطبيقات في علوم الرياضيات‬ ‫واإلحصاء والتمويل واالستثمار والتأمين‬ ‫واالحتماالت واالقتصاد وإدارة المخاطر‪،‬‬ ‫وهو يتولى تقييم احتمالية وقوع األحداث‪،‬‬ ‫وقياس النتائج الطارئة بهدف تقليل الخسائر‬ ‫المالية المرتبطة باألحداث غير المؤكدة‬ ‫وغير المرغوب فيها‪ ،‬وقد صنفت مهنة‬ ‫االكتواري على أنها واحدة من أكثر المهن‬ ‫المرغوب فيها‪ ،‬وذات مستقبل زاهر‪ ،‬حيث‬ ‫يلقى الخبير االكتواري التقدير المادي‬ ‫والمعنوي في كثير من الدول‪.‬‬ ‫ولكي تصبح اكتواريا البد أن تتحلى‬ ‫بصفات المعرفة والمهنية والسرية وااللتزام‪،‬‬ ‫وأن تعمل على تطوير نفسك‪ ،‬والبد أن‬ ‫تحصل على شهادة متقدمة في تخصص‬ ‫علمي كالرياضيات أو المالية أو االحصاء‪،‬‬ ‫وأن تجتاز بعض االختبارات التي تحتاج‬ ‫لسنوات طويلة قد تصل الى ست سنوات‬ ‫احيانا او أكثر الجتيازها‪ ،‬والبد أن تحصل‬ ‫على العضوية الكاملة إلحدى الجمعيات‬ ‫االكتوارية‪ ،‬وأن تكون مطلعا على القوانين‪،‬‬ ‫والمعايير والتوجهات االكتوارية‪.‬‬ ‫ورغم أهمية هذه المهنة إال أن الساحة‬ ‫العالمية والعربية تعاني من شح في عدد‬ ‫االكتواريين فمعدل عدد االكتواريين في‬ ‫العالم الغربي يتعدى ‪ 16‬لكل مليون عامل‪،‬‬ ‫وفي العالم الثالث يبلغ المعدل حوالي ‪4‬‬ ‫اكتواريين لكل مليون عامل‪ ،‬أما في العالم‬ ‫‪3٢‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫يعمل ‪ ٪ 4٦‬من‬ ‫االكتواريين في قطاع‬ ‫التأمين‪ ،‬و‪ ٪ 43‬في‬ ‫قطاع االستشاري‬ ‫و‪ ٪ ٧‬في قطاعات‬ ‫مختلفة‬ ‫العربي فعدد االكتواريين ‪ ‚2‬لكل مليون‬ ‫عامل‪ ،‬وهي تمثل لسوء الحظ أقل نسبة‪،‬‬ ‫ويعزى ذلك الى السنوات الطويلة التي‬ ‫يقضيها االكتواري للحصول على رخصة‬ ‫الخبير االكتواري‪ ،‬وتكاليفها الباهظة الثمن‪،‬‬ ‫وأيضا ألن قطاعات العمل التي تعتمد على‬ ‫االكتواريين قليلة جدا‪ ،‬وأغلب القطاعات ال‬ ‫تلجأ إلى الدراسات االكتوارية إال عند الحاجة‬ ‫اليها‪ ،‬وقد يستعينون بالخبرات الغربية في‬ ‫أغلب األحيان‪.‬‬ ‫وتتعدد المجاالت التي يعمل فيها الخبراء‬ ‫االكتواريين في العالم حيث يعمل ‪ 46‬بالمائة‬ ‫من االكتواريون في قطاع التأمين‪ ،‬و‪43‬‬ ‫بالمائة في القطاع االستشاري و‪ 7‬بالمائة في‬ ‫قطاعات مختلفة مثل المصارف‪ ،‬وقطاعات‬ ‫الصناعة والتعليم‪ ،‬وتلجأ صناديق التقاعد‪،‬‬ ‫وبعض المؤسسات الحكومية‪ ،‬والخاصة عادة‬ ‫إلى االكتواريين الذين يعملون في القطاع‬ ‫االستشاري لعمل الدراسات االكتوارية‪.‬‬ ‫وفي ظل المتغيرات الديمغرافية التي‬

‫تواجه صناديق التقاعد بسبب كثرة عدد‬ ‫المتقاعدين‪ ،‬وقلة عدد المواليد‪ ،‬وطول عمر‬ ‫المتقاعد‪ ،‬حيث بلغ متوسط عمر الرجل‬ ‫والمرأة في دول الخليج العربي بين ‪75-70‬‬ ‫عاما‪ ،‬فالدول التي لديها معدل حياة عال البد‬ ‫أن ترفع من سن التقاعد كما فعلت بعض‬ ‫الدول في العالم مثل السويد حيث رفعت سن‬ ‫التقاعد إلى ما بين ‪ 65‬عاما الى ‪ 67‬عاما‪،‬‬ ‫أما في دول الخليج العربي فسن التقاعد بين‬ ‫‪ 60-55‬عاما‪ ،‬وهذا مؤشر خطير جدا ألن‬ ‫االشتراكات سوف تقل‪ ،‬وتزداد فترة دفع‬ ‫المعاش التقاعدي‪ ،‬واذا استمر الوضع على‬ ‫ما هو عليه فلن تجد الصناديق مبالغ مالية‬ ‫كافية لألجيال القادمة‪ ،‬وهذا ماال نرغب في‬ ‫حدوثه‪ ،‬والبد من دراسة صناديق التقاعد‬ ‫لمعرفة وضع الصناديق المالي وقياس مدى‬ ‫قدرتها على الوفاء بااللتزامات المستقبلية في‬ ‫ظل التغيرات‪ ،‬والقوانين الحالية‪ ،‬والبد من‬ ‫وضع الحلول المالئمة لمواجهة العجز‬ ‫االكتواري الذي قد يحصل مستقبال‪ ،‬وال بد‬ ‫من تغيير أنظمة التقاعد بصورة تدريجية‬ ‫ومدروسة وذلك عن طريق األخذ بعين‬ ‫االعتبار التوصيات التي يقدمها الخبير‬ ‫االكتواري للحد من العجز‪ ،‬واالستفادة من‬ ‫الفائض لننعم باألمان االقتصادي‪ ،‬وأن نشمر‬ ‫عن سواعدنا لكي نوفر لألجيال القادمة حياة‬ ‫أفضل مما نعيشه اليوم‪.‬‬ ‫المصادر‪:‬‬ ‫ عدد االكتواريين في التقرير بناء على‬ ‫معلومات أثناء مقابلة مع إبراهيم مهنا رئيس‬ ‫مجموعة مهنا للخدمات االكتوارية‪.‬‬ ‫ األعمار المذكورة في التقرير من مقال‬ ‫تم نشره في جريدة الوطن للدكتور حمد‬ ‫العليان الخبير في الدراسات اإلكتوارية تحت‬ ‫عنوان «صناديق التقاعد هي ملك للعاملين‬ ‫والمتقاعدين والبد ان تكون محاطة بضوابط‬ ‫وتحفظات»‪.‬‬


‫مقاالت‬

‫قبـل أذان الفجـر‪ ،‬يصلـي ثـم يدخـل فـي‬ ‫تدريباتـه العسـكرية وأعمالـه لبقيـة اليـوم‬ ‫الـذي يسـير وفـق نظـام عسـكري صـارم‬ ‫ال مجـال فيـه للمفاجـآت‪ ..‬ثـم فجـأة يجـد‬ ‫نفسـه فـي التقاعـد‪ ..‬فـي إجـازة طويلـة‪.‬‬ ‫خاصـة ألولئـك الذيـن شـغلتهم أعمالهـم‬ ‫عـن بنـاء مشـاريعهم الشـخصية‪.‬‬ ‫بعـد األيـام األولـى سـألته كيـف يقضـي‬ ‫يومـه‪ ..‬قـال مـا زلـت أعتقـد أننـي فـي‬ ‫اإلجـازة األسـبوعية ولذلـك أحـاول النـوم‬ ‫فـي الفتـرة الصباحيـة وانشـغل ببعـض‬ ‫األعمـال المنزليـة بقية اليوم‪ .‬كان السـؤال‬ ‫الـذي يشـغلني دائمـا وأحـاول طرحـه‬ ‫للمتقاعديـن هـو كيـف هـو اليـوم األول في‬ ‫التقاعـد‪ .‬وأذكـر أننـي طلبت مـن الكثيرين‬ ‫الكتابـة حـول هـذا اليـوم‪ ،‬تفاصيلـه العامـة‬ ‫وأيضـا المشـاعر الداخليـة التـي ينظـر من‬ ‫خاللهـا المتقاعـد للتفاصيـل حولـه‪.‬‬ ‫سـألت قريبـي إذا مـا كانـت فكـرة‬ ‫القـراءة سـتكون جيـدة بالنسـبة لـه؟ قـال‬ ‫فكـرة جميلـة ولكـن الكتـب التـي بحوزتـي‬ ‫قرأتهـا كلهـا مـن زمـن‪ .‬قلـت لـه األمـر‬ ‫سـهل أنـا سـأحضر لـك مجموعـة كتـب‬ ‫وجـرب الفكـرة ربمـا تأتـي بنتيجـة جميلة‪.‬‬ ‫يمكـن أن يكـون التقاعـد مسـاحة سـيئة‬ ‫للكثيـر مـن النـاس خاصـة أولئـك الذيـن‬ ‫انغمسـوا فـي الحيـاة العمليـة وتعودوا على‬ ‫كل تفاصيلهـا‪ ،‬سـكنوها وسـكنتهم ولذلـك‬ ‫يكـون أول يـوم فـي التقاعـد بمثابـة عـد‬ ‫عكسـي للحيـاة ولتبـدل أحـوال المتقاعـد‬ ‫مـن اندمـاج كامـل فـي مجتمـع الوظيفـة‬ ‫واالختـالط بالنـاس إلـى حيـاة أخـرى لهـا‬

‫لن يندم الذين يشترون‬ ‫الكتب وتتراكم في‬ ‫مكتباتهم الشخصية‬ ‫ففي اليوم األول للتقاعد‬ ‫سينظرون لتلك الكتب‬ ‫ويبتسمون ابتسامة فرح‬

‫نظامهـا الخـاص‪.‬‬ ‫يـرى الجميـع أن القـراءة هـي الخيـار‬ ‫األفضـل لتحويـل التقاعـد إلـى مسـاحة‬ ‫زمنيـة يتجـول فيهـا المتقاعـد بيـن رفـوف‬ ‫الكتـاب وأوراقـه‪ ،‬يقـرأ مـا لـم يجـد وقتـا‬ ‫لقراءتـه‪ ،‬يعيـد قـراءة التاريـخ بعيـون‬ ‫رجـل يمتلـك خبـرة فـي الحيـاة‪ ،‬بعيـون‬ ‫مـن لـه تجربـة‪ ،‬ومـن عـاش تفاصيـل‬ ‫بعـض األحـداث‪ ..‬يمكـن أن يبتسـم فـي‬ ‫لحظـة مـن اللحظـات خاصـة إذا قـرأ‬ ‫تحليـال لواقعـة مـن الوقائـع كان قـد عـاش‬ ‫تفاصيلهـا بنفسـه‪ ،‬يـرى كيـف دونهـا‬

‫اآلخـرون وكيـف فسـروها‪ ..‬فـي لحظـة‬ ‫مـن اللحظـات يمكـن أن يضـع خطـا تحـت‬ ‫سـطر مـن أسـطر كتـاب يقـرأه ويضـع في‬ ‫الهامـش عالمـة اسـتفهام‪.‬‬ ‫وإذا كانـت القـراءة أكثـر مـن حيـاة‬ ‫وأكثـر مـن متعـة فهـي للمتقاعـد حيـاة‬ ‫كاملـة وخيـار ال منـاص عنـه أبـدا‪.‬‬ ‫ولـن ينـدم الذيـن يشـترون الكتـب‬ ‫وتتراكـم فـي مكتباتهـم الشـخصية ففـي‬ ‫اليـوم األول للتقاعـد سـينظرون لتلـك‬ ‫الكتب ويبتسـمون ابتسـامة فـرح ويقولون‪:‬‬ ‫جـاء اليـوم المنتظـر‪.‬‬ ‫فـإذا كنـت مـن الذين لـم يخططـوا كثيرا‬ ‫لمرحلـة مـا بعـد التقاعـد وليسـت لديـك‬ ‫اسـتثمارات وتجـارة تشـغلك فيمـا بقـي لك‬ ‫مـن العمـر فـإن الكتـاب خيـر صاحب لك‪،‬‬ ‫وخيـر مشـروع يرافقـك وال تعتقـد أن عدم‬ ‫تعـودك علـى القـراءة فـي سـنوات عمـرك‬ ‫الماضيـة يمكـن أن يقـف حاجـزا أمامـك‪،‬‬ ‫قـد يحـدث ذلـك فـي األيـام األولـى ولكـن‬ ‫مـع الوقـت سـتجد أن القـراءة تتحـول إلـى‬ ‫جـزء مـن حياتـك اليوميـة‪ ..‬سـتعرف كـم‬ ‫قصـرّ ت فيمـا مضـى مـن الزمـن ألنـك‬ ‫كنـت بعيـدا عـن الكتـاب‪.‬‬ ‫اآلن ابـدأ أول أيـام تقاعـدك باقتنـاء كتـاب‬ ‫وسـتجد نفسـك تبحـث عـن غيـره قبـل أن‬ ‫تنهيـه خاصـة إذا ما أحسـنت اختيـار الكتاب‬ ‫األول‪ ..‬وإذا لـم يبـدأ تقاعـدك فـال بـأس أن‬ ‫تبـدأ فـي اختيـار الكتـب مـن اآلن لتنـام ليلـة‬ ‫اسـتالمك قرار التقاعد قريـر العين ألن كتبا‬ ‫مهمـة تنتظـرك لتبـدأ تقليـب صفحاتهـا‬ ‫واختيار كتابك األول‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫مقاالت‬

‫ما هو كتابك األول بعد التقاعد؟‬ ‫عاصم الشيدي‬

‫هل تحلـم بالتقاعد؟‬

‫يرى الجميع أن القراءة هي‬ ‫الخيار األفضل لتحويل‬ ‫التقاعد إلى مساحة زمنية‬ ‫يتجول فيها المتقاعد بين‬ ‫رفوف الكتاب وأوراقه‬

‫‪3٤‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫الكثيـرون يحلمـون بالتقاعـد ألسـباب‬ ‫كثيـرة‪ ،‬ليـس أولهـا التخلـص مـن الوظيفـة‬ ‫والتفـرغ للمشـاريع الشـخصية والخاصة‪..‬‬ ‫ليـس شـرطا أن تكـون تلـك المشـاريع هي‬ ‫مشـاريع اسـتثمارية بالمعنـى المباشـر‬ ‫للكلمـة ‪.‬‬ ‫هنـاك معلمـة تريـد أن تصـل سـن‬ ‫التقاعـد‪ ،‬أو السـن الـذي يسـمح لهـا‬ ‫بالحصـول علـى تقاعـد مبكـر مـن أجـل‬ ‫التفـرغ لبيتهـا وتربيـة أبنائهـا‪ ،‬وهنـاك‬ ‫آخـر يريـد التقاعـد مـن أجـل التخلـص من‬ ‫ضغـوط العمـل فـي الوحـدة التـي يعمـل‬ ‫بهـا‪ ،‬وهنـاك مـن ال يـرى فـي وظيفتـه‬ ‫أي تحقيـق لذاتـه وأمـوره الماليـة شـبه‬ ‫ميسـورة ولذلـك يـرى فـي التقاعـد مكسـبا‬ ‫كبيـرا «ليسـتريح» وينـام بما فيـه الكفاية‪.‬‬ ‫أسـباب التقاعـد تختلـف كثيـرا من شـخص‬ ‫آلخـر‪.‬‬ ‫لكـن هنـاك مـن يريـد التقاعـد مـن أجـل‬ ‫القـراءة‪ ..‬القـراءة وكفـى‪ .‬هـو يـرى أن‬ ‫الحيـاة العمليـة ال تعطيـه المجـال المفتـوح‬ ‫لممارسـة حياتـه التـي يـرى كل تفاصيلهـا‬ ‫فـي القـراءة‪ ..‬وقـد مـارس وظيفتـه كثيـرا‬ ‫وال يـرى أنـه يمكـن أن يضيـف فيهـا‬ ‫الكثيـر وسـن التقاعـد قـد آن أوانـه‪.‬‬ ‫فـي لحظـة التقاعـد يكون الزمـن مفتوحا‬ ‫علـى مصراعيـه‪ ،‬ليـس عليـك حينهـا ترك‬ ‫كتابـك عنـد السـاعة الحاديـة عشـرة مسـاء‬ ‫والتوجـه للسـرير ألن عليـك االسـتيقاظ‬ ‫مبكـرا وقيـادة سـيارتك وسـط الزحـام‬

‫الشـديد لتكـون فـي السـاعة السـابعة‬ ‫والنصـف صباحـا فـي مكتبـك‪ .‬ليـس‬ ‫عليـك أن تخبـئ الكتـاب فـي درج المكتـب‬ ‫حتـى ال يشـكيك زمـالؤك عنـد مديـرك‪.‬‬ ‫الزمـن فـي لحظـة التقاعـد مفتـوح علـى‬ ‫القـراءة‪ ..‬القـراءة حتـى النـوم‪ ،‬القـراءة‬ ‫طـوال اليـوم‪ .‬القـراءة بوصفهـا حيـاة‬ ‫أخـرى ممكنـة أكثـر فـي مرحلـة التقاعـد‪..‬‬ ‫وإذا انتهيـت مـن كتـاب ليـس عليـك إال أن‬ ‫تتنـاول اآلخـر مـن أحـد رفـوف مكتبتـك‪.‬‬ ‫صحيـح أن المكتبـات قليلـة هنـا ولكـن ال‬ ‫بـد أن تكـون قـد جمعـت بعـض الكتـب‬ ‫خـالل سـنواتك الماضيـة الحافلـة بالوظيفة‬ ‫وبالرغبـة المنقوصـة فـي القـراءة‪.‬‬ ‫وصـل أحـد أقاربـي الذيـن كانـوا‬ ‫يعملـون فـي السـلك العسـكري إلـى سـن‬ ‫التقاعـد‪ ،‬وعندمـا رأى رسـالة تقاعـده‬ ‫شـعر بصدمـة كبيـرة‪ ..‬ال ألنـه تفاجـأ بها‪،‬‬ ‫فاألمـر بالنسـبة لـه محسـوم بحكـم السـن‬ ‫والزمـن‪ ،‬ولكـن ألن حيـاة جديـدة الحـت‬ ‫أمامـه وعليـه أن يتأقلـم معهـا‪ ،‬كان فـي‬ ‫غمـرة عملـه وانتقالـه مـن مـكان إلـى آخر‬ ‫ينسـى أن يومـا مثـل هـذا اليـوم يمكـن‬ ‫أن يأتـي‪ ..‬كان السـؤال الـذي رافقـه فـي‬ ‫األيـام األولـى مـاذا يمكـن أن أفعـل فـي‬ ‫هـذه اإلجـازة المفتوحـة؟ ليـس سـهال أن‬ ‫تصـل إلـى إجابـة لهـذا السـؤال المباغـت‪،‬‬ ‫خاصـة إذا كنـت مـن الذيـن لـم يخططـوا‬ ‫لمرحلـة مـا بعـد التقاعـد أو لـم يطلبـوا‬ ‫التقاعـد ويجـرون وراءه ولكـن جاءهـم‬ ‫بحكـم الزمـن وتصريفـه‪.‬‬ ‫تصـور رجـال اعتـاد أن يصحـو كل يوم‬


‫تقارير اقتصادية‬

‫ضغوطـا أكبـر بسـبب ارتفـاع معـدالت‬ ‫شـيخوخة السـكان ووجـود أعـداد كبيـرة‬ ‫مـن العمالـة الهامشـية فـي القطاعـات‬ ‫غيـر الرسـمية مـن االقتصـاد‪.‬‬ ‫واسـتند تقريـر المنتـدى االقتصـادي‬ ‫العالمـي فـي تقديراتـه إلـى حجـم الموارد‬ ‫الماليـة المطلوبـة لتوفيـر معـاش تقاعـدي‬ ‫يسـاوي ‪ 70‬فـي المئة من دخل الشـخص‬ ‫قبـل تقاعـده‪ .‬وقـال المنتـدى أن الفجـوة‬ ‫سـوف تسـتمر فـي االتسـاع بمعـدل أعلى‬ ‫مـن المعـدل المتوقـع لنمـو االقتصـاد‬ ‫العالمـي الـذي غالبـا مـا يكون فـي حدود‬ ‫‪ 4‬الـى ‪ 5‬فـي المئـة سـنويا ألسـباب مـن‬ ‫أهمهـا شـيخوخة السـكان‪ ،‬أي زيـادة عدد‬ ‫المتقاعديـن المتوقـع أن يعيشـوا سـنوات‬ ‫أطـول بعـد التقاعـد‪.‬‬ ‫ومـن المقـرر أن ترفـع بريطانيـا‬ ‫سـن التقاعـد إلـى ‪ 67‬سـنة بيـن ‪2026‬‬ ‫و‪ 2028‬ولكـن حتـى هـذا اإلجـراء لـن‬ ‫يكـون كافيـا للتوصـل إلى تغييـر فعلي إذ‬

‫األنظمة تواجه ضغوطا‬ ‫بسبب الزيادة غير المتوقعة‬ ‫في أعداد من تبلغ أعمارهم‬ ‫أكثر من ‪ ٦5‬سنة وسيرتفع‬ ‫هذا العدد من ‪ ٦٠٠‬مليون‬ ‫نسمة حاليا إلى ‪ ٢.١‬مليار‬ ‫نسمة في عام ‪٢٠5٠‬‬

‫أن تقريـر المنتـدى االقتصـادي العالمـي‬ ‫قـال أن المطلـوب زيـادة أعلـى مـن‬ ‫ذلـك لمنـع ارتفـاع العجـز المتوقـع فـي‬ ‫المدخـرات التقاعديـة البريطانيـة مـن ‪8‬‬ ‫تريليونـات دوالر اآلن الـى ‪ 33‬تريليون‬ ‫دوالر بحلـول عـام ‪ ،2050‬إذ يمكـن‬ ‫أن يعيـش نصـف األطفـال المولوديـن‬ ‫فـي عـام ‪ 2007‬إلـى سـن ‪ 103‬وهـو‬ ‫مـا يسـبب زيـادة الضغـط علـى نظـام‬ ‫التقاعـد‪.‬‬ ‫وكان صنـدوق النقـد الدولـي قـد دعـا‬ ‫مؤخـرا القـوى االقتصادية اآلسـيوية إلى‬ ‫أن تتعلـم مـن تجربـة اليابـان وتتحـرك‬ ‫مبكـرا للتعامـل مـع التزايـد السـريع‬ ‫للسـكان المتقدميـن فـي السـن‪ ،‬محـذرا‬ ‫مـن أن دوال فـي المنطقـة مهـددة بـأن‬ ‫«تشـيخ قبـل أن تصبـح غنيـة‪ ».‬وقـال‬ ‫الصنـدوق فـي تقريـر سـنوي إن آسـيا‬ ‫حصـدت الكثيـر مـن الفوائـد االقتصاديـة‬ ‫بسـبب تركيبتهـا السـكانية المتنوعـة فـي‬ ‫‪37‬‬


‫تقارير اقتصادية‬

‫تقرير لمنتدى «دافوس» االقتصادي‪:‬‬

‫أكرب‪ 8‬أنظمة تقاعد يف العالم تواجه عجزا هائال بحلول‪٢٠٥٠‬‬ ‫حذر تقرير صادر عن المنتدى االقتصادي العالمي «دافوس» من أن حجم العجوزات المالية التي تواجه أنظمة التقاعد قد‬ ‫يصل إلى ‪ ٤٠٠‬تريليون دوالر بعد نحو ‪ 3٠‬عاما من اآلن‪ ،‬وهو ما يوازي خمسة أضعاف إجمالي حجم االقتصاد العالمي‬ ‫حاليا‪ ،‬وأشار التقرير إلى أن هذه العجوزات هي نتيجة ارتفاع متوسط العمر وتراجع عائد االستثمارات‪ ،‬ورغم أن بعض‬ ‫الدول بدأت في إصالح أنظمة التقاعد لديها إال أن هناك الكثير مازال مطلوبا لمواجهة هذه الطفرة غير المسبوقة في‬ ‫العجوزات‪ ،‬والبلدان المتطورة ستجد من الضروري اتخاذ العديد من اإلجراءات لمعالجة هذا الوضع المتفاقم إذا أرادت‬ ‫ان تتفادى أكبر أزمة تقاعدية في التاريخ‪ ،‬ومن بين اإلجراءات رفع سن التقاعد إلى ‪ 7٠‬سنة بحلول منتصف القرن وزيادة‬ ‫حجم المدخرات للمتقاعدين‪ ،‬ورغم أن حجم العجز حاليا في أنظمة التقاعد الستة األكبر في العالم هو ضخم بالفعل‬ ‫لكن األزمة ستزيد وسيتضاعف العجز أكثر من أربع مرات بحلول عام ‪ ٢٠5٠‬ما لم يعمل مواطنو هذه البلدان سنوات‬ ‫أطول ويدخرون أكثر‪.‬‬

‫وأضـاف التقريـر الـذي صـدر فـي‬ ‫نهايـة مايـو مـن العـام الجـاري أن ‪224‬‬ ‫تريليـون دوالر مـن العجـز سـيكون لدى‬ ‫أكبـر ‪ 6‬أنظمـة للتقاعـد فـي العالـم وهـي‬ ‫الواليـات المتحـدة وبريطانيـا واليابـان‬ ‫وهولنـدا وكنـدا واسـتراليا فـي حيـن‬ ‫سـتكون بقيـة العجـوزات وقدرهـا ‪176‬‬ ‫تريليـون لـدى كال مـن الصيـن والهنـد‪.‬‬ ‫وأشـار المنتـدى االقتصـادي العالمـي‬ ‫إلـى أن متوسـط العمـر المتوقـع أن‬ ‫يعيشـه مـن يولـدون اليـوم يزيـد علـى‬ ‫‪ 100‬سـنة‪ ،‬وهـو مـا يرفـع إلـى حـدود‬ ‫غيـر مسـبوقة كلفـة توفيـر ضمـان بعـد‬ ‫التقاعـد للسـكان‪ ،‬خاصـة أن شـرائح‬ ‫السـكان األكبـر عمـرا تتزايـد أعدادهـا‬ ‫بمعـدالت كبيـرة لـدى غالبيـة الـدول‬ ‫فـي أوروبـا وآسـيا‪ ،‬وحـذر التقريـر مـن‬ ‫أن هـذه الكلفـة الهائلـة سـتهدد األجيـال‬ ‫القادمـة وربمـا تـؤدي إلـى دخـول العالـم‬ ‫الصناعـي المتطـور فـي أكبـر أزمـة‬ ‫‪3٦‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫‪ ٢٢4‬تريليون دوالر حجم‬ ‫العجوزات لدى أكبر ‪ ٦‬أنظمة‬ ‫للتقاعد في العالم وهي‬ ‫الواليات المتحدة وبريطانيا‬ ‫واليابان وهولندا وكندا‬ ‫واستراليا‪ ..‬و‪ ١٧٦‬تريليونا‬ ‫لدى الصين والهند‬

‫تقاعديـة عرفهـا التاريـخ‪.‬‬ ‫وقـام فريـق مـن المنتـدى االقتصـادي‬ ‫العالمـي بإعـداد هـذا التقريـر بنـاء علـى‬ ‫دراسـة ألكبـر سـتة أنظمـة تقاعديـة‬ ‫فـي العالـم وقـد توصـل إلـى أنهـا كلهـا‬ ‫تواجـه ضغوطـا ناجمـة عن الزيـادة غير‬ ‫المتوقعـة فـي أعـداد مـن تبلـغ أعمارهـم‬ ‫أكثـر مـن ‪ 65‬سـنة‪ ،‬وسـيرتفع هـذا العدد‬ ‫مـن ‪ 600‬مليـون نسـمة حاليـا إلـى ‪2.1‬‬ ‫مليـار نسـمة فـي عـام ‪.2050‬‬ ‫ويقـدر حجـم زيـادة العجـز سـنويا فـي‬ ‫الواليـات المتحـدة األمريكيـة بنحـو ‪3‬‬ ‫تريليونـات دوالر‪ ،‬ووصـل العجـز إلـى‬ ‫‪ 28‬تريليـون دوالر حاليـا ومـن المتوقـع‬ ‫أن تـزداد الفجـوة التقاعدية فـي الواليات‬ ‫المتحـدة نحـو خمسـة أضعـاف إلى ‪137‬‬ ‫تريليـون دوالر فـي منتصـف القـرن‪،‬‬ ‫كمـا انـه مـن المتوقـع أن يزيـد العجـز‬ ‫بنحـو ‪ 7‬بالمائـة سـنويا فـي الصيـن و‪10‬‬ ‫بالمائـة فـي الهند‪ ،‬وكال الدولتيـن تعانيان‬


‫تقارير اقتصادية‬

‫النســاء أكرث تقاعدا مــن الرجال يف أبوظبي‬ ‫كشــف تقريــر أصــدره صنــدوق المعاشــات‬ ‫ومكافــآت التقاعــد فــي أبوظبــي‪ ،‬عــن أن‬ ‫رعايــة األبنــاء كانــت الســبب الرئيــس‬ ‫لتقاعــد ‪ 67‬بالمائــة مــن المواطنــات الالتــي‬ ‫تركــن عملهــن خــالل عــام ‪ ،2016‬بعــد‬ ‫إتمامهــن ‪ 15‬ســنة خدمــة‪ ،‬الفتــا فــي الوقــت‬ ‫ذاتــه إلــى أن ‪ 54‬بالمائــة مــن الذكــور‪،‬‬ ‫الذيــن تقاعــدوا خــالل العــام الماضــي‪ ،‬كان‬ ‫ســبب تقاعدهــم اســتكمال ســنوات الخدمــة‪.‬‬ ‫وبلــغ إجمالــي عــدد المتقاعديــن العــام‬ ‫الماضــي ‪ 6308‬متقاعديــن‪ ،‬بينهــم ‪4975‬‬ ‫مــن الذكــور بنســبة ‪ 79‬بالمائــة‪ ،‬مقابــل‬ ‫‪ 1333‬مــن اإلنــاث بنســبة ‪ 21‬بالمائــة‬

‫مــن إجمالــي المتقاعديــن‪ ،‬و ‪ 85‬بالمائــة‬ ‫مــن المتقاعديــن‪ ،‬العــام الماضــي ينتمــون‬ ‫إلــى القطــاع الحكومــي‪ ،‬بينمــا ‪ 14‬بالمائــة‬ ‫ينتمــون للقطاع شــبه الحكومــي‪ ،‬و‪ 1‬بالمائة‬ ‫مــن القطــاع الخــاص‪.‬‬ ‫وأوضحــت اإلحصائيــات أن النســاء أكثــر‬ ‫تقاعــدا مــن الرجــال العــام الماضــي فــي‬ ‫المراحــل العمريــة من منتصــف الثالثينيات‬ ‫حتــى نهايــة األربعينيــات‪ ،‬بإجمالــي ‪818‬‬ ‫امــرأة‪ ،‬مقابــل ‪ 268‬رج ـالً‪ ،‬الفتــة إلــى أن‬ ‫عــدد مــن تقاعــدوا قبــل أن يتمــوا العــام‬ ‫الـــ‪ 30‬مــن أعمارهــم لــم يتجــاوز ثالثــة مــن‬ ‫الذكور‪.‬‬

‫أوسلو تعدل قواعد اإلنفاق من صندوق التقاعد‬ ‫أعلنت الحكومة النرويجية مقترحات‬ ‫لتخفيض نسبة إنفاقها من صندوق الثروة‬ ‫السيادي الضخم التابع لها «صندوق‬ ‫التقاعد الحكومي النرويجي العالمي» بسبب‬ ‫انخفاض العائدات المستقبلية للصندوق‪.‬‬ ‫وقالت رئيسة الوزراء النرويجية إيرنا‬ ‫سولبرج ووزيرة المالية سيف ينسن في‬ ‫تصريحات صحفية إنه بدال من إنفاق ما‬ ‫يصل إلى ‪ 4‬بالمائة من العائدات الحقيقية‬ ‫للصندوق وفقا لقواعد تم وضعها عام‬ ‫‪ ،2001‬فإن الحكومة تقترح خفض النسبة‬ ‫إلى ‪ 3‬بالمائة فقط‪ .‬كما اقترحت الحكومة‪،‬‬ ‫التي يقودها اليمين النرويجي‪ ،‬زيادة النسبة‬ ‫التي يستثمرها الصندوق في األسهم من‬ ‫‪ 60‬بالمائة إلى ‪ 70‬بالمائة لزيادة عائدات‬ ‫الصندوق‪ ،‬ويذكر أن صندوق االستثمار استثمارات الحكومات والصناديق السيادية‬ ‫السيادي النرويجي تأسس عام ‪ 1996‬كشفت عن أن صندوق التقاعد الحكومي‬ ‫الستثمار عائدات قطاعي النفط والغاز في النرويجي يأتي في المرتبة األولى كأكبر‬ ‫صندوق سيادي في العالم‪ ،‬بحجم أصول‬ ‫النرويج‪.‬‬ ‫ويذكر ان بيانات صادرة عن مؤسسة تقدر بنحو ‪ 885‬مليار دوالر‪ ،‬ويليه شركة‬ ‫سويفت انستيتيوت المتخصصة في دراسة الصين لالستثمار بحجم أصول ‪813.8‬‬

‫مليار دوالر حتى نهاية العام الماضي‪ ،‬كما‬ ‫وصل إجمالي موجودات الصناديق السيادية‬ ‫بنهاية الربع األخير من ‪ 2016‬حوالي‬ ‫‪ 7.42‬تريليون دوالر بزيادة طفيفة قدرها‬ ‫‪ 0.4‬بالمائة مقارنة بالربع الذي سبقه حيث‬ ‫بلغت آنذاك ‪ 7.39‬تريليون دوالر‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫تقارير اقتصادية‬

‫من المقدر أن يصبح معدل‬ ‫النمو السكاني آلسيا صفرا‬ ‫بحلول عام ‪٢٠5٠‬‬

‫العقـود السـابقة‪ ،‬لكـن عـدد المسـنين‬ ‫الـذي ينمـو بسـرعة سيشـكل عبئـا علـى‬ ‫النمـو‪ ،‬وقـد يكـون التكيـف مـع التقـدم‬ ‫فـي العمـر تحديـا خاصـا بالنسـبة آلسـيا‪،‬‬ ‫حيـث يصبـح السـكان الذيـن يعيشـون في‬ ‫ظـل مسـتويات متدنيـة نسـبيا للدخـل فـي‬ ‫كثيـر مـن مناطـق اإلقليـم متقدميـن فـي‬ ‫العمـر بسـرعة‪ .‬وأضـاف التقرير أن من‬ ‫المقـدر أن يصبـح معـدل النمـو السـكاني‬ ‫آلسـيا صفـرا بحلـول عـام ‪ 2050‬وأن‬ ‫نسـبة مـن هـم فـي سـن العمـل‪ ،‬والتـي‬ ‫بلغـت ذروتهـا حاليـا‪ ،‬سـتنخفض خـالل‬ ‫العقـود المقبلـة‪ ،‬كمـا أشـار إلـى أن نسـبة‬ ‫السـكان فـي فئـة ‪ 65‬عامـا أو أكبـر‬ ‫سـتزداد بسـرعة وسـتقترب مـن نسـبة‬ ‫تعـادل مرتيـن ونصـف مسـتواها الحالـي‬ ‫بحلـول عـام ‪.2050‬‬ ‫وذكـر الصنـدوق أن التحديـات كبيـرة‬ ‫بالنسـبة لليابـان بشـكل خـاص‪ ،‬إذ إنهـا‬ ‫تواجـه سـكانا يتقدمـون فـي العمـر‬ ‫ويتناقصـون فـي الوقـت نفسـه‪ ،‬وتقلصت‬ ‫قوتهـا العاملـة بنسـبة سـبعة بالمائـة فـي‬ ‫العقديـن المنصرميـن‪ ،‬وأضـاف ان‬ ‫تجربـة اليابـان تبـرز مـدى التأثيـر‬ ‫السـلبي للمتغيـرات السـكانية علـى النمـو‬ ‫والتضخـم وفعاليـة السياسـة النقديـة‪.‬‬ ‫ودعـا الصنـدوق الـدول اآلسـيوية إلـى‬ ‫التعلـم مـن تجربـة اليابـان وأن تتعامـل‬ ‫مبكـرا مـع المتغيـرات السـكانية مـن‬ ‫خـالل تطبيـق خطـط تحظـى بمصداقيـة‬ ‫لضبـط أوضـاع الماليـة العامـة وتعزيـز‬ ‫مشـاركة النسـاء والمسـنين فـي قـوة‬ ‫العمـل وإصـالح شـبكات الضمـان‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪٢٠١٧‬‬


‫مقاالت‬

‫األموال لمديري محافظ متخصصين إلدارتها‬ ‫مقابل عمولة معينة أو الخلط بين األسلوبين‬ ‫السابقين أو إنشاء أذرع استثمارية مستقلة‬ ‫كشركات متخصصة مملوكة بالكامل لصناديق‬ ‫التقاعد يوكل لها إدارة هذه االستثمارات وتكون‬ ‫لها أنظمة داخلية مشابهة للبنوك وتقوم بعض‬ ‫الدول بإدارة االستثمارات سواء عن طريق‬ ‫الهيئة العامة لالستثمار أو البنوك المركزية‬ ‫وتوفر األموال لهذه الصناديق للصرف عند‬ ‫الطلب‪.‬‬ ‫تتعرض االستثمارات لمخاطر أهمها‬ ‫المخاطر المالية والمخاطر التشغيلية والمخاطر‬ ‫القانونية والمخاطر االستراتيجية (التوزيع‬ ‫الخاطئ لمحفظة االصول) إضافة إلى‬ ‫مخاطر التركيز (النوعي والجغرافي)‪ ،‬وهناك‬ ‫أساليب لتحديد وقياس مخاطر االستثمار في‬ ‫صناديق المعاشات والتقاعد وخطط لمعالجة‬ ‫كل منها‪ ،‬ومنها التحليل والحذر في الخطط‬ ‫واالستراتيجيات وتوزيع االصول (التنويع)‬ ‫مع االعتماد على التجربة والخبرات الذاتية‬ ‫المتراكمة‪.‬‬ ‫لكن قد ال يعرف القارئ أن نظام المعاشات‬ ‫الحكومية المصري قد أفلس ذات مرة في‬ ‫ثالثينيات القرن الماضي بسبب ما اعترى‬ ‫األسواق من تقلبات حادة فضال عن اختالالت‬ ‫في النظام وإدارته‪ ،‬وقد تركت هذه التجربة‬ ‫آثارا عميقة وأفادت الحقا عند تأسيس نظام‬ ‫جديد بعد ثورة يوليو ‪ ،1952‬وهو النظام الذي‬ ‫ترافق مع التوسع الشديد في دور الدولة وزيادة‬ ‫عدد العاملين بها بالتبعية وكذا العاملين بالقطاع‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ال ينكر أحد جسامة االختالالت القائمة‬ ‫اإلدارية والمالية والفنية في أنظمة التقاعد‬ ‫العامة والخاصة بمعظم دول العالم بيد ان الحل‬ ‫ال يجب أن يكون بزيادة استثمارات الصناديق‬ ‫في أسواق المال مهما كانت االغراءات وأشير‬

‫تتعرض االستثمارات‬ ‫لمخاطر أهمها المخاطر‬ ‫المالية والمخاطر‬ ‫التشغيلية والمخاطر‬ ‫القانونية والمخاطر‬ ‫االستراتيجية‬ ‫هنا إلى أن أحد مقترحات البنك الدولي التي‬ ‫حاولت مصر العمل بها هي تقسيم نظام التقاعد‬ ‫ماليا إلى مسارين أحدهما تكافلي مثل الوضع‬ ‫الراهن‪ ،‬والثاني بنظام الحسابات الشخصية‬ ‫التي يساهم فيها فرد باشتراكات مع مساهمة‬ ‫صاحب العمل‪ ،‬ويجني وحده عوائدها التي‬ ‫تديرها له شركة التأمين أو االستثمار بحسب‬ ‫الحال‪ ،‬و كان الداعي لهذا كما قيل وقتها وكما‬ ‫ال يزال يقال أن الخزانة العامة ال يمكن ان‬ ‫تتحمل المزيد من دعم أنظمة التقاعد على‬ ‫المدى الطويل (كل عالوات المعاشات بقوانين‬ ‫او قرارات جمهورية تمولها الخزانة العامة‬ ‫وال تمولها الصناديق ) فضال عن سبب‬ ‫آخر هو ضآلة المعاشات أي أننا بصدد عدم‬ ‫رضا من جماهير المؤمن عليهم وأصحاب‬ ‫المعاشات ومن الحكومة وأصحاب األعمال‬ ‫معا وقد تم إلغاء النظام الذي اقترحه البنك‬ ‫الدولي بعد وقت وجيز من إقراره‪ ،‬ومازالت‬ ‫مصر تكافح من أجل عمل قانون جديد يعيد‬ ‫ترتيب أوضاع النظام التأميني واشتراكاته‬ ‫ومزاياه‪ ،‬إنها معادلة صعبة للغاية‪ ،‬وبغض‬

‫النظر عن التفاصيل الفنية الكثيرة في مجال‬ ‫إدارة أموال التأمينات فإنني أقترح ما يمكن أن‬ ‫نسميه استراتيجية الحزمة الذهبية العشرية او‬ ‫السبيكة الذهبية العشرية‪ ..‬فماذا نعني بذلك؟‬ ‫أعني أننا نالحظ بصفة عامة وجود دورات‬ ‫اقتصادية للصعود والهبوط العالمي فترة كل‬ ‫منها نحو عشر سنوات‪ ،‬وعليه فإن المفيد أن‬ ‫يتكيف النظام مع قانون الدورات هذا وبما‬ ‫يعظم منافعه ويقلل خسائره في أوقات التراجع‪،‬‬ ‫ويعتمد ذلك على بناء مزيج مدروس في ضوء‬ ‫التجارب االستثمارية المحلية واالقليمية‬ ‫والدولية وبعد تحليلها بشكل معمق ويتم‬ ‫تجديدها كل عشر سنوات علي أن يبقي جزء‬ ‫ال يجب ان يقل في تقديري عن ‪ 60‬بالمائة من‬ ‫االحتياطيات في أوراق مضمونة أولها‬ ‫السندات واألذون الحكومية وسندات الخزانة‬ ‫األمريكية وشهادات االستثمار المضمونة من‬ ‫الحكومة‪ ،‬على أن يتم تقسيم بقية االحتياطيات‬ ‫بين عدة مجاالت تتدرج فيها المخاطر بحيث‬ ‫يتم استثمار ما ال يزيد عن ‪ 10‬بالمائة من‬ ‫األموال المتراكمة باي حال في أسواق المال‬ ‫(األسهم ) ذات السيولة العالية بصفة خاصة‪،‬‬ ‫والباقي في مجاالت أخرى مثل اإلقراض‬ ‫المضمون واالستثمار المباشر في الصناعات‬ ‫الغذائية والعقارات وفي األنشطة الخدمية‬ ‫الواعدة وبعض وسائط النقل وأضيف أيضا‬ ‫وطبقا لما قاله لي المصرفي وخبير االستثمار‬ ‫والتمويل البارز يوسف بشاي فإن سندات‬ ‫مجموعة الدول السبع الكبرى «جي ‪ »7‬على‬ ‫العموم هي بين أهم األوراق ذات العائد‬ ‫الدوري المضمون‪ ،‬ومن رأيه أيضا أهمية‬ ‫االستثمار في البنية التحتية ذات العوائد‬ ‫المستقلة والتوزيعات النقدية في آن واحد‪،‬‬ ‫وبطبيعة الحال فانه المفضل مع أموال صناديق‬ ‫التقاعد هو االستثمارات طويلة األجل الن‬ ‫االلتزامات هي األخرى طويلة األجل‪.‬‬

‫‪٤١‬‬


‫مقاالت‬

‫البحث عن نموذج أفضل إلدارة الكتل المالية‬ ‫مصباح قطب‬

‫يحرص القائمون على‬ ‫أمر هذه األموال ومعهم‬ ‫االكتواريون على أن‬ ‫تضمن االستثمارات‬ ‫تدفقات مناسبة لمجابهة‬ ‫االلتزامات التي تطرأ كل‬ ‫يوم‬ ‫‪٤٠‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫تزداد قضية المعاشات وأموالها تعقيدا يوما‬ ‫بعد يوم‪ ،‬وعلى العموم ليس هناك من شأن‬ ‫واحد في عالمنا المعاصر إال وقد طاله التعقيد‪،‬‬ ‫بيد أن القضية مع أموال المعاشات والتقاعد‬ ‫أكثر خطورة ألنها تتعلق باألجل الطويل وما‬ ‫يمكن أن نسميه كيفية اإلبحار في عدم اليقين‪،‬‬ ‫والقاعدة الذهبية في استثمار أموال التقاعد‬ ‫شأنها شأن احتياطيات قطاع التأمين‪ ،‬هي أن‬ ‫يكون الضمان قبل الربحية‪ ،‬والهدف هو ضمان‬ ‫عدم تبخر األموال أو نقصها وهو هدف أهم‬ ‫من أن تضمن زيادتها وتنميتها‪ ،‬وستظل هذه‬ ‫القاعدة باقية مهما ابتدع عمالقة االستثمار من‬ ‫أفكار جديدة وذكية بهذا الشكل أو ذاك‪.‬‬ ‫كان من المفهوم مبكرا منذ نشأة أنظمة‬ ‫التقاعد الحديثة أن تنويع أصناف وآجال‬ ‫ومجاالت استثمار األموال المتراكمة في‬ ‫صناديق التقاعد أمر مهم ‪ ،‬فأنت تحصل علي‬ ‫األموال من األفراد وال تمنح كال منهم حقه‬ ‫أو التزامك ناحيته اال بعد مضي مدة قد تصل‬ ‫الى ‪ 36‬عام‪ ،‬ولذلك كان من الطبيعي أن‬ ‫يحرص القائمون علي أمر هذه األموال ومعهم‬ ‫االكتواريون الذين يضعون الهيكل المالي‬ ‫للنظام التأميني علي أن تضمن االستثمارات‬ ‫تدفقات مناسبة لمجابهة االلتزامات التي تطرأ‬ ‫كل يوم‪ ،‬أخذا في االعتبار أنه يحدث كثيرا أو‬ ‫عادة أن تزيد تراكمات أموال المشتركين في‬ ‫بدايات النظام بفارق ضخم عن االلتزامات‬ ‫حيث ال يبدأ صرف االلتزامات إال بعد أجل‬ ‫طويل‪ ،‬لهذا فان الدساتير الحديثة أصبحت‬ ‫تحرص على النص علي أن أموال التأمينات‬ ‫هي في المعني األخير أموال خاصة أي ملك‬ ‫ألصحابها‪ ،‬وواجب الدولة وضع التشريعات‬ ‫والتدابير التي تضمن سالمة النظام التقاعدي‪،‬‬ ‫كما تميل القوانين الحديثة إلى تأكيد عدم الخلط‬ ‫بين أموال التأمينات وأموال الخزانة العامة‪،‬‬ ‫وشفافية عمليات توظيف قدر من احتياطيات‬

‫صناديق التقاعد في أدوات الدين الحكومية‪،‬‬ ‫كما تحرص القوانين على أن يكون لكل‬ ‫صندوق تقاعد لجنة استثمار مهنية متخصصة‬ ‫( أو تشترط التعاقد مع شركة أو أكثر من‬ ‫شركات إدارة االستثمار المسجلة) وذلك‬ ‫بغية تحقيق أعلي مردود ممكن وتوظيف‬ ‫تلك األموال لزيادة المزايا للمشتركين‪ ،‬وكلنا‬ ‫يذكر أن األزمة المالية واالقتصادية العالمية‬ ‫‪ 2008- 2007‬كانت قد كشفت كيف أن عددا‬ ‫ليس بالقليل من صناديق التقاعد قد أسرف‬ ‫في المخاطرة مما عرض حقوق أصحاب‬ ‫المعاشات لمخاطر جمه بل ان واحدا من‬ ‫اهمها أسباب اعالن افالس ايسلندا وقت ذاك‬ ‫هو سوء القنوات االستثمارية التي اختارها‬ ‫القائمون علي إدارة اموال التقاعد في ذلك‬ ‫البلد ‪ ،‬ومن يتابع حركة الكتل المالية التقاعدية‬ ‫سيجد الكثير من الدروس والعبر‪ ،‬ونحن نعلم‬ ‫أن مؤسسات كبرى مثل البنك الدولي‪ ،‬قد‬ ‫درست أوضاع صناديق المعاشات والتقاعد‬ ‫في دول عربية وغير عربية وخرجت بدروس‬ ‫منها أن الكفاءة في إدارة االستثمارات في‬ ‫مؤسسات التقاعد والتأمينات وتحقيق معدالت‬ ‫عوائد مرتفعة تؤدي إلى استمرارية االنظمة‬ ‫التقاعدية والتأمينية لفترات أطول‪ ،‬حيث تملك‬ ‫صناديق التقاعد ثروات ضخمة بالمقارنة مع‬ ‫أي صناديق استثمارية في أي دولة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تتم إدارتها‪ ،‬أو يجب إدارتها‪ ،‬بطرق مختلفة‬ ‫عن ادارة االستثمارات األخرى‪ ،‬وبصفة عامة‬ ‫تهدف العملية االستثمارية في صناديق التقاعد‬ ‫في أي دولة إلى التركيز على قياس المخاطر‬ ‫وعدم اإلقدام على المخاطر العالية مهما كان‬ ‫اإلغراء ويتم وضع السياسات االستثمارية‬ ‫وإقرار االستراتيجية من قبل خبراء ماليين‬ ‫واستثماريين واقتصاديين وقانونيين في هذه‬ ‫الدول سواء من خالل انشاء إدارات خاصة‬ ‫إلدارة هذه االستثمارات بشكل مباشر أو تسليم‬


‫دراسة عالمية‬

‫بعــض بلــدان المنطقــة اتســاعا فــي نطــاق عــدم‬ ‫المســاواة االجتماعيــة‪ ،‬وتوضــح االحصائيــات‬ ‫أن واحــدا مــن كل عشــرة مــن العامليــن يعيــش‬ ‫فــي فقــر مدقــع‪ ،‬ويرتبــط ذلــك غالبــا بارتفــاع‬ ‫وانتشــار العمالــة منخفضــة المســتوى وغيــر‬ ‫الرســمية والتــي ال يتــاح لها الوصــول أو التمتع‬ ‫بأنظمــة للحمايــة االجتماعية‪ ،‬وترصد الدراســة‬ ‫أن هيكليــة واتجاهــات التوظيــف إلــى جانــب‬ ‫اإلنفــاق االجتماعــي العــام المنخفــض نســبيا‬ ‫كانــت مــن العوامــل المهمــة وراء التغطيــة‬ ‫االجتماعيــة المنخفضــة فــي أنظمــة الحمايــة‬ ‫االجتماعيــة ســواء القائمــة على االشــتراكات أو‬ ‫غيــر القائمــة علــى االشــتراكات‪.‬‬ ‫تحديات العمالة خارج االقتصاد الرسمي‬ ‫تشــير الدراســة إلــى أن غالبيــة دول المنطقــة‬ ‫تحقــق معــدالت نمــو جيــدة ونتيجــة لذلــك مــن‬ ‫المتوقــع انخفــاض معــدالت العمالــة غيــر‬ ‫النظاميــة والرثــة والتــي تمــارس أعمــاال‬ ‫خــارج االقتصــاد الرســمي للــدول‪ ،‬ورغــم‬ ‫تبعــات األزمــة الماليــة فــي ‪ ،2008‬فــان النمــو‬ ‫المحقــق خــالل العقــد الماضــي سيســاهم غالبــا‬ ‫فــي اســتمرار النمــو االقتصــادي في المســتقبل‪،‬‬ ‫وترتفــع معــدالت هــذه النوعيــة مــن العمالــة‬ ‫فــي كال مــن منطقــة جنــوب شــرق آســيا وفــي‬ ‫منطقــة جنــوب آســيا والــدول المطلــة علــى‬ ‫المحيــط الهــادي‪ ،‬وبنهايــة عــام ‪ 2015‬بلغــت‬ ‫النســبة فــي المنطقتيــن ‪ 54‬بالمائــة و‪ 73‬بالمائة‬ ‫علــى التوالــي‪ ،‬ورغــم أنــه مــن المتوقــع علــى‬

‫من أهم التطورات مد‬ ‫مظلة الحماية االجتماعية‬ ‫وزيادة الخيارات للعاملين‬ ‫لحسابهم الخاص‬ ‫المــدى الطويــل انخفــاض عــدد العمالــة الفقيــرة‬ ‫فــي جنــوب آســيا لكنهــا ســتظل ثانــي أعلــى‬ ‫معــدل عالمــي بعــد منطقــة جنــوب الصحــراء‬ ‫األفريقيــة‪.‬‬ ‫وفــي الــدول العربيــة هنــاك تحديــات تتعلــق‬ ‫بتراجــع أســعار النفــط العالميــة وهــو مــا أثــر‬ ‫ســلبا علــى نمــو الناتــج المحلــي فــي الــدول‬ ‫المصــدرة بمــا فــي ذلــك دول مجلــس التعــاون‪،‬‬ ‫أمــا بقيــة الــدول العربيــة الواقعــة فــي آســيا‬ ‫والتــي هــي خــارج مجلــس التعــاون فقــد‬ ‫اســتمرت أغلبهــا فــي حالــة مــن عدم االســتقرار‬ ‫والصراعــات السياســية‪ ،‬وأدى ذلــك إلــى تأثيــر‬ ‫علــى النمــو فــي هــذه الــدول‪ ،‬وتتوقــع الدراســة‬ ‫وجــود تقــدم فــي معــدالت النمــو االقتصــادي‬ ‫فــي الــدول العربيــة بشــكل عــام‪ ،‬وبشــكل‬ ‫خــاص فــي دول مجلــس التعاون سيشــهد ســوق‬

‫العمــل اســتقرارا‪ ،‬ويصــل معــدل البحــث عــن‬ ‫عمــل نحــو ‪ 4،6‬بالمائــة‪ ،‬لكــن خــارج منطقــة‬ ‫دول المجلــس يرتفــع المعــدل كثيــرا ويبلــغ فــي‬ ‫المتوســط ‪ 15،5‬بالمائــة حتــى نهايــة عــام‬ ‫‪.2016‬‬ ‫ويمثــل قطــاع العمالــة غيــر النظاميــة فــي‬ ‫الــدول العربيــة فــي آســيا خــارج دول المجلــس‬ ‫نحــو ‪ 33‬بالمائــة‪ ،‬ويتناقــص هــذا المعــدل كثيرا‬ ‫فــي دول المجلــس ويمثــل ‪ 3‬بالمائــة فقــط‪ ،‬كمــا‬ ‫أن معــدل العمالــة الفقيــرة فــي الــدول العربيــة‬ ‫خــارج دول المجلــس ارتفــع مــن ‪ 30‬بالمائــة‬ ‫فــي ‪ 2014‬الــى ‪ 37‬بالمائــة فــي ‪،2015‬‬ ‫ورغــم توقــع تراجــع هــذه األرقــام خــالل‬ ‫الفتــرة المقبلــة اال انــه ســيظل أعلــى بكثيــر مــن‬ ‫معدالتــه قبــل عــام ‪ ،2013‬أمــا فــي دول مجلس‬ ‫التعــاون فــإن نســب العمالــة الفقيــرة منخفضــة‬ ‫للغايــة وال تتجــاوز ‪ 8‬بالمائــة وشــهدت هــذه‬ ‫النســب اســتقرار منــذ عــام ‪ 2011‬وحتــى‬ ‫نهايــة ‪ .2015‬لكــن أحــد التحديــات أن نحــو‬ ‫‪ 25‬بالمائــة فقــط مــن الشــباب فــي دول المجلس‬ ‫منخرطــون فــي ســوق العمــل‪ ،‬وال يتعــدى‬ ‫المعــدل نحــو ‪ 20‬بالمائــة فــي الــدول العربيــة‬ ‫خــارج دول المجلــس‪ ،‬وبينمــا يمكــن إرجــاع‬ ‫ضعــف مشــاركة الشــباب فــي ســوق العمــل‬ ‫إلــى جوانــب لهــا عالقة بتقاليــد المجتمــع وثقافة‬ ‫العمــل فــان أحــد األســباب المهمــة أيضــا هــي‬ ‫االتجــاه الســائد نحــو تفضيــل العمــل الحكومــي‬ ‫عــن أي عمــل آخــر‪ ،‬مــن جانــب آخــر تــرى‬ ‫‪٤3‬‬


‫دراسة عالمية‬

‫دراسة لمنظمة العمل الدولية حول الضمان االجتماعي في آسيا والمحيط الهادي والدول العربية‬

‫الدول العربية اتبعت منهجا يقوم عىل العقد االجتمايع‬ ‫ويتمتع المواطنون بأنظمة حماية تتسم بالكرم والسخاء‬

‫تغطــي هــذه الدراســة الصــادرة عــن منظمــة‬ ‫العمــل الدوليــة‪ ،‬إحــدى المنظمــات الدوليــة‬ ‫التابعــة لألمــم المتحــدة‪ ،‬أوضــاع شــبكات‬ ‫الحمايــة االجتماعيــة فــي منطقــة آســيا والــدول‬ ‫المطلــة علــى المحيــط الهــادئ والــدول العربيــة‬ ‫التــي تقــع في غــرب آســيا‪ ،‬وتضم هــذه المنطقة‬ ‫‪ 47‬دولــة اضافــة الــى فلســطين المحتلــة‪،‬‬ ‫وتتبايــن هــذه الــدول فيمــا بينهــا مــن الجوانــب‬ ‫االقتصاديــة واالجتماعيــة‪ ،‬كمــا تختلــف دول‬ ‫هــذه المنطقــة فــي المــدى الــذي وصلــت إليــه‬ ‫لمــد شــبكات الحمايــة االجتماعيــة‪ .‬وترصــد‬ ‫الدراســة أن هنــاك دوال فــي المنطقــة تمكنــت‬ ‫مــن تحقيــق إنجــازات جيــدة في توفيــر الضمان‬ ‫االجتماعــي الــذي يعــد مــن حقــوق اإلنســان‬ ‫األساســية‪ ،‬وأرســت هــذه الــدول أنظمــة شــاملة‬ ‫وناضجــة للحمايــة االجتماعيــة‪ ،‬وتنــدرج الدول‬ ‫العربيــة الواقعــة فــي غــرب القــارة اآلســيوية‬ ‫ومــن بينهــا دول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج‬ ‫العربــي ضمــن هــذه الفئــة مــن الــدول‪ ،‬بينمــا‬ ‫بعــض الــدول لــم تبــدأ اال مؤخــرا فــي إنشــاء‬ ‫شــبكات الحمايــة االجتماعيــة بمــا في ذلــك الحد‬ ‫األدنــى الــالزم للحيــاة الالئقــة‪.‬‬ ‫وتبــدأ الدراســة رصــد أهــم العوامــل التــي‬ ‫تؤثــر علــى شــبكات الضمــان االجتماعــي منهــا‬ ‫أنــه علــى الرغــم مــن التوقعــات باالنخفــاض‬ ‫التدريجــي فــي معــدالت العمالــة غيــر الرســمية‬ ‫والضعيفــة‪ ،‬فمــن المرجــح أن تظــل هــذه‬ ‫النوعيــة مــن العمالــة ســائدة فــي بعــض بلــدان‬ ‫‪٤٢‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫بين متطلبات االستدامة‬

‫التفصيــل‪ ،‬وثانيا ســتعرض التطــورات األخيرة‬ ‫فيمــا يتعلق بتوســيع نطاق الحمايــة االجتماعية‪،‬‬ ‫وفــي ثالــث اجــزاء الدراســة ســتقدم منظمــة‬ ‫العمــل الدوليــة توصيــات لبلــدان المنطقة بهدف‬ ‫مســاعدتها فــي تحديــد مســاراتها الخاصــة نحــو‬ ‫تطبيــق نظــم فعالــة للحمايــة االجتماعيــة وتبنــي‬ ‫حــد أدنــي لمســتوى الحيــاة الالئقــة‪.‬‬

‫وتلبية حدود الكفاية‬

‫تباين في نظم الحماية‬

‫إصالحات الضمان‬ ‫االجتماعي البد أن توازن‬

‫للمستفيدين‬ ‫المنطقــة‪ ،‬كما ســتكون التغييــرات الديموغرافية‬ ‫الســيما التزايــد الســريع فــي شــيخوخة الســكان‬ ‫أحــد المحــددات فــي مدى توســع أنظمــة الحماية‬ ‫االجتماعيــة فــي المنطقــة‪ ،‬وهناك أيضــا الزيادة‬ ‫المتوقعــة فــي معــدالت الهجــرة واإلقامــة فــي‬ ‫المناطــق الحضريــة‪ ،‬ويوجــد عوامــل ثانويــة قد‬ ‫تكــون مؤثــرة علــى أنظمــة الحمايــة االجتماعية‬ ‫فــي المنطقــة مثــل اتفاقيــات التجــارة ومــا يمكــن‬ ‫أن تــؤدي إليــه مــن متغيــرات علــى أســواق‬ ‫العمالــة وحركــة التجــارة‪ ،‬وهــذه العوامــل‬ ‫المشــار اليهــا مجتمعــة تؤثــر علــى الخيــارات‬ ‫المتاحــة أمــام الجهــات المعنية بوضع سياســات‬ ‫الضمــان االجتماعــي فــي الــدول التــي تســعى‬ ‫إلــى توســعة وتحســين أنظمــة وشــبكات الحماية‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬وبنــاء علــى مــا ســبق فــأوال‬ ‫ســتناقش الدراســة كل هــذه الجوانــب بمزيــد من‬

‫تــرى الدراســة أن بعــض بلــدان المنطقــة‬ ‫تمكنــت مــن توســيع نطــاق الحمايــة‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬ويرجــع ذلــك أساســا إلــى اتباعهــا‬ ‫خطــط فعالــة للحمايــة االجتماعيــة ونجــح‬ ‫تطبيــق هــذه الخطــط بفضــل توفــر اإلرادة‬ ‫السياســية لتطبيقهــا وإجــراء حــوار مجتمعــي‬ ‫بيــن األطــراف المعنيــة وســاعد الحــوار فــي‬ ‫التوصــل والتوافــق علــى خطــط اجتماعيــة‬ ‫جيــدة‪ ،‬مــن جانــب آخــر وعلــى الرغــم مــن‬ ‫النمــو االقتصــادي الســريع وانخفــاض معــدالت‬ ‫الفقــر بشــكل عــام فــي منطقــة آســيا والمحيــط‬ ‫الهــادئ والــدول العربيــة فــي غــرب آســيا فــإن‬ ‫حــق اإلنســان فــي الضمــان االجتماعــي ال يزال‬ ‫دون مســتوى الطمــوح لقطــاع مــن ســكان هــذه‬ ‫المنطقــة‪ .‬وترصــد الدراســة ان االحصائيــات‬ ‫توضــح ان أكثــر مــن نصــف العامليــن فــي‬ ‫المنطقــة وأســرهم يصنفــون اآلن ضمــن الطبقة‬ ‫المتوســطة أو أعلــى‪ ،‬لكــن بشــكل عــام تشــهد‬


‫دراسة عالمية‬

‫تراجع في مشاركة الشباب في سوق العمل‬

‫لــم يكــن هنــاك اهتمــام كاف بالعامليــن خــارج‬ ‫القطــاع الحكومــي لكــن الســنوات األخيرة تشــهد‬ ‫تزايــدا فــي توســيع مظــالت الحمايــة لتشــمل‬ ‫العامليــن لحســابهم الخــاص والعاملين في بعض‬ ‫قطاعــات العمــل غيــر الرســمية‪ ،‬وطرحــت‬ ‫عديــد مــن الــدول أنظمــة ضمــان اجتماعــي غير‬ ‫قائمــة علــى االشــتراكات التــي يتــم دفعهــا مــن‬ ‫قبــل كل مــن الموظــف وصاحــب العمــل‪ ،‬وهــذه‬ ‫الجهــود مــن الحكومــات ســاهمت فــي رفــع عدد‬ ‫الســكان فــي ســن التقاعــد الذيــن يحصلــون على‬ ‫معاشــات تقاعــد بســبب الشــيخوخة مــن ‪16،4‬‬ ‫بالمائــة فــي بدايــات العقــد الماضــي إلــى ‪43،8‬‬ ‫بالمائــة خــالل العقــد الحالــي‪.‬‬ ‫توصيات الدراسة‬ ‫تقــدم الدراســة عــددا مــن التوصيــات التــي‬ ‫تســتهدف مســاعدة دول المنطقــة علــى تحديــد‬ ‫مســار خــاص بــكل دولــة فيمــا يخــص شــبكات‬ ‫األمــان االجتماعــي‪ ،‬وأول التوصيــات هــي أن‬ ‫عبــور الفجــوة فــي شــبكات الحمايــة االجتماعية‬ ‫يتطلــب تطبيــق رؤى واضحــة وطموحــة‬ ‫تركــز علــى تطويــر أنظمــة شــاملة للحمايــة‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬وتحديــد حــد أدني للمعيشــة الالئقة‬ ‫للجميــع‪ ،‬ويمكــن أن يكــون الحــوار المجتمعــي‬ ‫مفيــد للغايــة للتوصــل إلــى تقبــل المجتمعــات‬ ‫لنهــج تدريجــي لزيــادة المســاهمات الشــخصية‬ ‫لألفــراد ويتزامــن ذلك مع توســيع نطــاق الفوائد‬ ‫المحققــة‪ ،‬ويمكــن لــدول المنطقــة االســتفادة مــن‬ ‫تجــارب عالميــة حققــت نتائــج ايجابيــة فــي هــذا‬

‫‪ ٪٢5‬فقط من شباب دول‬ ‫المجلس منخرطون في‬ ‫سوق العمل‪ ..‬والسبب‬ ‫ثقافة العمل وتفضيل‬ ‫العمل الحكومي‬ ‫الصــدد‪ ،‬وتحويــل هــذه الرؤيــة الــى واقــع فعلــي‬ ‫يتطلــب زيــادة حجــم االنفــاق االجتماعــي علــى‬ ‫الحمايــة االجتماعية‪ ،‬ولتوفير التمويل المطلوب‬ ‫يمكــن إعــادة توجيــه بعــض أوجــه االنفــاق العام‬ ‫أو زيــادة المســاهمات فــي التأميــن االجتماعــي‬ ‫أو تحســين آليــات تحصيــل الضرائــب بهــدف‬ ‫زيــادة المــوارد العامــة وبالتالــي توجيــه جانــب‬ ‫مــن الزيــادة نحــو االنفــاق االجتماعــي‪.‬‬ ‫وتوصــي الدراســة أنــه فيمــا يخــص خطــط‬ ‫الحمايــة االجتماعيــة القائمــة علــى دفــع‬ ‫االشــتراكات فينبغــي أن تكــون متوائمــة مــع‬ ‫خصائــص أســواق العمالــة فــي كل دولــة‪،‬‬ ‫ويحتــل ذلــك أهميــة أكثــر فــي األســواق التــي‬ ‫يتزايــد فيهــا وجــود عمالــة غيــر منتظمــة‪ ،‬كمــا‬ ‫أن األمــر يســتدعي االبتــكار إليجــاد سياســات‬ ‫وحلــول تكفــل االلتــزام بالقوانيــن المنظمــة‬ ‫لســوق العمل‪ ،‬ومــن التوصيات أيضــا أن الدمج‬

‫بيــن نظــم للحمايــة تجمــع بيــن أنظمــة قائمــة‬ ‫علــى االشــتراكات وأنظمــة غيــر قائمــة علــى‬ ‫االشــتراكات يمكــن ان يلعــب دورا أساســيا فــي‬ ‫ابتــكار سياســات جديــدة للضمــان االجتماعــي‪،‬‬ ‫كمــا يحتــاج األمــر تحويــل التزامــات التأمينــات‬ ‫الخاصــة بأصحــاب األعمــال إلــى أنظمــة‬ ‫للحمايــة االجتماعيــة تجمــع بيــن جانبيــن همــا‬ ‫مســاهمة الشــركات فــي الضمــان االجتماعــي‬ ‫ومســؤولية الدولــة‪.‬‬ ‫ومــن أهــم توصيــات الدراســة أنــه رغــم‬ ‫الزيــادة الملحوظــة فــي معــدالت الشــيخوخة في‬ ‫بعــض الــدول فــإن االصالحــات الخاصــة‬ ‫بعمليــة الضمــان االجتماعــي ال بــد أن تــوازن‬ ‫بيــن متطلبــات االســتدامة لمؤسســات التقاعــد‬ ‫مــن جهــة وبين تلبيــة حدود الكفاية للمســتفيدين‪،‬‬ ‫وان يعتمــد االصــالح دائمــا علــى دراســات‬ ‫إكتواريــة جيــدة المســتويات‪ ،‬وأن تراعــي‬ ‫برامــج الحمايــة االجتماعيــة وضــع المــرأة‬ ‫العاملــة والتــي مــن جانبهــا هــي راغبة بقــوة في‬ ‫المشــاركة االقتصاديــة لكــن يواجههــا تحديــات‬ ‫فــي ســوق العمــل‪ ،‬وعلــى القوانيــن المحليــة‬ ‫أيضــا أن تكفــل عدالــة بيــن العمالــة الوطنيــة‬ ‫وبيــن العمالــة المهاجــرة‪ ،‬وأن تتضمــن خطــط‬ ‫الحمايــة االجتماعيــة تأميــن الوصــول إلــى‬ ‫أنظمــة الرعايــة الصحيــة‪ ،‬وأخيــرا توصــي‬ ‫الدراســة بــأن تطويــر األطــر العامــة للسياســات‬ ‫الوطنيــة والقانونيــة ينبغــي ان يتزامــن معــه‬ ‫تحســين إدارة خطــط الضمــان االجتماعــي‪،‬‬ ‫وتوفيــر خدمــات عاليــة الجــودة تتمتــع‬ ‫بالالمركزية في مختلف مستويات تطبيقها‪.‬‬ ‫‪٤5‬‬


‫دراسة عالمية‬

‫من اهم التطورات مد الحماية التامينية على اصحاب المشروعات الخاصة‬

‫الدراســة أنــه مــن بيــن أهــم التحديــات التــي‬ ‫تتعلــق بأنظمــة الضمــان االجتماعــي أن دول‬ ‫آســيا المطلــة علــى المحيــط الهــادئ تتميــز‬ ‫بوجــود فجــوة واســعة فــي التوظيــف بيــن‬ ‫الذكــور واإلنــاث‪ ،‬وتســود هذه الســمة نســبيا في‬ ‫الــدول العربيــة وجنــوب آســيا حيــث يقــل معدل‬ ‫المشــاركة االقتصاديــة للمــرأة‪ .‬في منطقة آســيا‬ ‫والــدول المطلــة علــى المحيــط الهــادي والــدول‬ ‫العربيــة نجــد أن معــدالت االنفــاق العــام علــى‬ ‫الضمــان االجتماعــي تتبايــن بيــن مجموعــات‬ ‫الــدول‪ ،‬ففــي جنــوب آســيا والــدول المطلــة على‬ ‫المحيــط الهــادي يعد انخفــاض معــدالت االنفاق‬ ‫العــام علــى الحمايــة االجتماعيــة نتيجــة نمــوذج‬ ‫للنمــو اتبعتــه هــذه الدول لســنوات طويلــة ويقوم‬ ‫علــى إعطــاء أولويــة قصــوى لمعــدالت النمــو‬ ‫االقتصــادي‪ ،‬ونجــد أن حــدة هــذا النمــوذج اقــل‬ ‫كثيــرا فــي الــدول العربيــة التــي اتبعــت منهجــا‬ ‫يقــوم علــى العقــد االجتماعــي بيــن الدولــة‬ ‫ومواطنيهــا‪ ،‬ويتمتــع المواطنيــن العامليــن فــي‬ ‫هــذه الــدول ســواء فــي القطــاع العــام أو قطــاع‬ ‫االعمــال بأنظمــة حمايــة اجتماعيــة تتســم‬ ‫بالكــرم والســخاء‪ .‬ونتيجة األزمــات االقتصادية‬ ‫والماليــة فــي عامــي ‪ 1997‬و‪ 2008‬تبينــت‬ ‫الحاجــة لــدى دول العالــم كلهــا إلــى زيــاد‬ ‫وتوســيع نطــاق الحمايــة االجتماعيــة‪ ،‬وخــالل‬ ‫العقــد الماضــي شــهد اإلنفــاق علــى شــبكات‬ ‫الحمايــة االجتماعيــة فــي آســيا نقلــة كبيــرة‬ ‫وارتفــع حجــم االنفــاق االجتماعــي علــى هــذه‬ ‫الشــبكات مــن ‪ 2،6‬بالمائــة فــي العقــد الماضــي‬ ‫إلــى ‪ 5،1‬بالمائــة فــي العقــد الحالــي‪ ،‬وكان نفس‬ ‫‪٤٤‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫بين سكان المنطقة يرفع‬

‫عــام ‪ ،2050‬يتزامــن ذلــك مــع زيــادة الســكان‬ ‫فــي المناطــق الحضريــة‪ ،‬وهــو مــا يرفــع مــن‬ ‫معــدالت العمالــة فــي االقتصــاد غيــر الرســمي‪،‬‬ ‫ويســتدعي ذلــك سياســات تســتهدف تنظيــم‬ ‫العمالــة ودمجهــا فــي قطاعــات العمــل الرســمية‪.‬‬

‫كلفة التقاعد والرعاية‬

‫متغيرات سياسات األنظمة االجتماعية‬

‫تزايد معدالت الشيخوخة‬

‫الصحية وتأثير سلبي على‬ ‫االنتاجية‬ ‫االتجــاه ســائدا فــي الــدول المتقدمــة أيضــا حيث‬ ‫ارتفــع حجــم اإلنفــاق االجتماعــي مــن ‪11،8‬‬ ‫بالمائــة الــى ‪ 15،8‬بالمائــة مــن الناتــج المحلي‪،‬‬ ‫وشــهد العقــد الحالــي أيضــا شــهد توســعا فــي‬ ‫مــد مظلــة الحماية االجتماعيــة وزيــادة خيارات‬ ‫الضمــان المتاحــة للعامليــن خــارج القطــاع‬ ‫الحكومــي وقطــاع األعمــال‪.‬‬ ‫العامل الديموجرافي‬ ‫بشــكل عــام تتزايــد معــدالت الشــيخوخة بيــن‬ ‫ســكان المنطقــة‪ ،‬وهــو ما ســيؤدي إلــى رفع كلفة‬ ‫التقاعــد والرعايــة الصحيــة وتأثيــر ســلبي علــى‬ ‫معــدالت االنتاجيــة‪ ،‬ومــن المتوقــع أن شــريحة‬ ‫الســكان فــي الــدول العربيــة التــي يبلــغ عمرهــا‬ ‫‪ 65‬ســنة فمــا فــوق ســتزيد أربعــة أضعــاف‬ ‫مــن ‪ 17‬مليــون اليــوم إلــى ‪ 70‬مليــون فــي‬

‫بينمــا عديــد مــن دول المنطقــة بــدأت مؤخــرا‬ ‫فــي زيــادة االنتبــاه إلــى مــد شــبكات األمــان‬ ‫االجتماعــي‪ ،‬تعــد الــدول العربيــة اقــدم عهــدا‬ ‫فــي هــذا الصــدد ويتمتــع اغلبهــا بشــبكات‬ ‫اجتماعيــة شــاملة لحمايــة مواطنيهــا اجتماعيــا‪،‬‬ ‫وبشــكل عــام فــإن دول المنطقــة جميعــا تقــدم‬ ‫أنظمــة للحمايــة فــي حــاالت الشــيخوخة‬ ‫واالعاقــة وتعويضــات عــن إصابــات العمــل‪،‬‬ ‫لكــن الضمــان الــذي مــا زال غيــر مطبــق إلــى‬ ‫حــد كبيــر هــو تعويــض أو بــدل مالــي فــي حالة‬ ‫البطالــة‪ ،‬لكــن بعــض دول المنطقــة أصبحــت‬ ‫تعطــي أهميــة لهــذا الجانــب خاصــة فــي أوقــات‬ ‫االزمــات التــي تعجــز فيهــا الشــركات عــن دفــع‬ ‫رواتــب موظفيهــا وتضطــر لتســريح العمالــة‪،‬‬ ‫وأدخلــت بعــض الــدول موضــوع تعويضــات‬ ‫البطالــة ضمــن الحــوار المجتمعــي الخــاص‬ ‫بتطويــر أنظمــة الضمــان االجتماعــي‪.‬‬ ‫تطور خطط الضمان االجتماعي‬ ‫هنــاك متغيــرات ايجابيــة فيمــا يتعلــق بخطــط‬ ‫الضمــان االجتماعــي‪ ،‬وقبــل عقديــن مــن اآلن‬


‫تقرير عالمي‬

‫أن يـؤدي اقتـران مجموعـة مـن العوامل‬ ‫الهيكليـة بطيئـة الحركـة‪ ،‬ومـن أبرزهـا‬ ‫شـيخوخة السـكان وتباطـؤ نمـو اإلنتاجية‬ ‫فـي عـدد كبيـر مـن االقتصـادات‬ ‫المتقدمـة‪ ،‬إلـى إرسـاء حالـة ثابتـة مـن‬ ‫انخفـاض النمـو وتراجـع أسـعار الفائـدة‬ ‫االسـمية والحقيقيـة فـي هـذه البلـدان‪.‬‬ ‫فمـا هـي العواقـب التـي يمكـن أن‬ ‫تلحـق بالقطـاع المالـي مـن جـراء هـذا‬ ‫السـيناريو؟ يذهـب التقريـر إلـى أن‬ ‫اسـتمرار بيئـة أسـعار الفائـدة المنخفضـة‬ ‫بصورة مزمنة من شـأنه أن يشـكل تحديا‬ ‫كبيـرا أمـام المؤسسـات الماليـة‪ ،‬وعلـى‬ ‫المـدى الطويـل سيسـتلزم هـذا السـيناريو‬ ‫تغييـرات كبيـرة فـي نمـاذج عمـل البنوك‬ ‫وشـركات التأميـن وصناديـق التقاعـد‬ ‫والمنتجـات التـي يقدمهـا القطـاع المالي‪.‬‬ ‫وفـي مثـل هـذه البيئـة السـائدة قـد‬ ‫تتأثـر العائـدات وتنخفـض أربـاح البنوك‬ ‫وتتواجـد تحديـات طويلـة األمـد أمـام‬ ‫شـركات التأميـن على الحيـاة والصناديق‬ ‫التـي تقـدم معاشـات تقاعديـة محـددة‬

‫شيخوخة السكان وتباطؤ‬ ‫نمو اإلنتاجية يهددان عددا‬ ‫كبيرا من االقتصادات‬ ‫المتقدمة‬

‫المزايـا‪ ،‬وإذا كان مـن المتعـذر هبـوط‬ ‫أسـعار الفائـدة علـى الودائـع المصرفيـة‬ ‫(بدرجـة كبيـرة) إلـى أقـل مـن الصفـر‪،‬‬ ‫فمـن شـأن هـذا أن يعرض أربـاح البنوك‬ ‫لضغـوط أكبـر‪ ،‬وفـي هذا السـياق‪ ،‬سـيقع‬ ‫الضـرر األكبـر علـى البنـوك الصغيـرة‬ ‫األقـل تنوعـا التـي تسـتمد تمويلهـا مـن‬ ‫الودائـع‪ ،‬مما قـد يعزز الضغـوط لدمجها‬ ‫فـي بنـوك أخـرى‪ .‬ومـع سـعي البنـوك‬ ‫لتحقيـق عائـد فـي الداخـل والخـارج‪ ،‬قـد‬

‫تنشـأ تحديـات جديـدة علـى االسـتقرار‬ ‫المالـي فـي األسـواق المحليـة والمضيفة‪.‬‬ ‫ومـن المرجـح أن يـؤدي النمـو‬ ‫المنخفـض وشـيخوخة السـكان إلـى‬ ‫تخفيـض طلـب األسـر والشـركات علـى‬ ‫االئتمـان وزيـادة طلـب األسـر علـى‬ ‫الودائـع المصرفيـة السـائلة وخدمـات‬ ‫المعامـالت‪ ،‬ومـن المرجـح أيضا حدوث‬ ‫تغيـر كبيـر علـى المـدى الطويـل فـي‬ ‫الترتيبـات المتعلقـة بمعاشـات التقاعـد‬ ‫ومنتجـات شـركات التأميـن علـى الحيـاة‬ ‫وفـي نمـاذج عملهـا‪.‬‬ ‫وفي هذا السـيناريو‪ ،‬غالبا ما سـتصبح‬ ‫خطـط المعاشـات التقاعديـة ذات المزايـا‬ ‫المحـددة التـي يتيحهـا أصحـاب األعمـال‬ ‫أقـل جاذبيـة مقارنـة بالخطـط ذات‬ ‫المسـاهمات المحـددة التـي تنطـوي علـى‬ ‫إمكانيـة أكبـر لنقـل معاشـات التقاعـد من‬ ‫مـكان إلـى آخـر‪ .‬ومـن المرجـح أيضـا‬ ‫أن تـؤدي زيـادة طـول العمـر إلـى دعـم‬ ‫الطلـب علـى التأميـن الصحـي والرعايـة‬ ‫طويلـة األجـل‪ .‬ويمكـن أن نتوقـع ضعف‬ ‫‪٤7‬‬


‫تقرير عالمي‬

‫صندوق النقد الدولي‪:‬‬

‫المؤسسات المالية وصناديق التقاعد تواجه‬ ‫تحديات بسبب أسعار الفائدة المنخفضة‬ ‫رصـد تقريـر االسـتقرار المالـي العالمي‬ ‫الصـادر مؤخـرا عـن صنـدوق النقـد‬ ‫الدولـي أن االقتصـادات المتقدمـة تمـر‬ ‫بفتـرة مطولـة مـن االنخفـاض فـي‬ ‫أسـعار الفائـدة ومعـدالت النمـو منـذ‬ ‫األزمـة الماليـة العالميـة فـي ‪،2008‬‬ ‫وأشـار الصنـدوق إلـى أنـه فـي البلـدان‬ ‫التـي تـزداد فيهـا أعـداد المسـنين‪ ،‬هنـاك‬ ‫شـعور بـأن سياسـات اليـوم ينبغـي أال‬ ‫تضـر باألجيـال القادمـة التـي سـتضطر‬ ‫إلـى دفـع ثمـن اإلجـراءات غيـر الحكيمة‬ ‫التـي يتخذهـا الجيـل الحالـي‪ ،‬ويشـمل‬ ‫هـذا البيئـة المتدهـورة والبنيـة التحتيـة‬ ‫المتهالكـة والديـن العـام المرتفـع‪ ،‬ويبلـغ‬ ‫متوسـط الديـن العـام فـي االقتصـادات‬ ‫المتقدمـة اليـوم مسـتوى مرتفعـا بالنسـبة‬ ‫لمرحلـة مـا بعـد الحـرب العالميـة الثانيـة‬ ‫وهـو ‪ 108‬بالمائـة مـن إجمالـي الناتـج‬ ‫المحلـي‪ ،‬ولذلـك هنـاك حاجـة إلـى أطـر‬ ‫قويـة ترتكـز عليهـا السياسـات الماليـة‬ ‫العامـة وجهـود أكبـر إلعـادة الديـن‬ ‫العـام إلـى مسـتوى آمـن‪ ،‬وخاصـة فـي‬ ‫‪٤٦‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫كثير من االقتصادات‬ ‫الصاعدة تحتاج بدورها‬ ‫إلى جعل نظمها آمنة‬ ‫للجيل القادم‬

‫المجتمعـات ذات معـدالت الشـيخوخة‬ ‫الكبيـرة‪.‬‬ ‫ورصـد التقريـر أن تأثيـر المجتمعـات‬ ‫التـي ترتفـع بهـا معـدالت الشـيخوخة‬ ‫وخاصـة التأثيـر علـى نظـم معاشـات‬ ‫التقاعـد وتكاليـف الرعايـة الصحية‪ ،‬ليس‬ ‫مجـرد ظاهـرة تنفـرد بهـا االقتصـادات‬ ‫المتقدمـة‪ ،‬فكثيـر مـن االقتصـادات‬ ‫الصاعـدة تحتـاج بدورهـا إلـى جعـل‬

‫نظمهـا آمنـة للجيـل القـادم‪ ،‬وبالنظـر إلى‬ ‫المسـتقبل‪ ،‬ينبغـي أن تبذل كل الحكومات‬ ‫مزيـدا مـن الجهـد لمسـاعدة المواطنيـن‬ ‫علـى التأهـب لإلنجـازات التكنولوجيـة‬ ‫الكبـرى‪ ،‬ويتطلـب هـذا التزامـا بالتعلـم‬ ‫مـدى الحيـاة مـن التعليـم فـي الطفولـة‬ ‫المبكـرة إلـى التدريـب فـي موقـع العمـل‬ ‫إلـى الـدورات التدريبيـة للكبـار عبـر‬ ‫شـبكة اإلنترنـت‪ ،‬وتقـدم سـنغافورة‪،‬‬ ‫علـى سـبيل المثـال‪ ،‬منـح تدريبيـة لـكل‬ ‫البالغيـن طـوال حياتهـم العمليـة‪.‬‬ ‫وأوضـح التقريـر أن المؤسسـات‬ ‫الماليـة وصناديق التقاعـد تواجه تحديات‬ ‫بسـبب أسـعار الفائـدة المنخفضـة حيـث‬ ‫ان أسـعار الفائـدة الحقيقيـة واصلـت‬ ‫هبوطهـا المطـرد علـى مـدار الثالثـة‬ ‫عقـود الماضيـة‪ ،‬ورغـم بـوادر ارتفـاع‬ ‫العائـدات طويلـة األجـل مؤخـرا‪ ،‬وال‬ ‫سـيما فـي الواليـات المتحدة‪ ،‬فـإن تجربة‬ ‫اليابـان تشـير إلـى أن الخـروج الوشـيك‬ ‫والدائـم مـن الوضـع الراهـن ليـس‬ ‫مضمونـا بالضـرورة‪ ،‬ومـن المتصـور‬


‫تقرير عالمي‬

‫فـي كثيـر مـن البلـدان خـالل السـنوات‬ ‫األخيـرة‪.‬‬ ‫وفــي نفــس الوقــت‪ ،‬هنــاك مخاطــر ستزداد أهمية الرقابة‬ ‫منهــا عــدم اليقيــن السياســي بمــا فــي ذلــك والتنظيم ألنشطة إدارة‬ ‫مــا تشــهده أوروبــا‪ ،‬وســيف الحمائيــة‬ ‫المســلط علــى التجــارة العالميــة وزيــادة األصول مع زيادة نصيب‬ ‫ضيــق األوضــاع الماليــة العالميــة األمــر‬ ‫الــذي يمكــن أن يــؤدي إلــى خــروج هذه الصناعة في القطاع‬ ‫التدفقــات الرأســمالية بصــورة مربكــة مــن المالي‬ ‫االقتصــادات الصاعــدة والناميــة‪ .‬ووراء‬ ‫هــذه القضايــا قصيــرة األجــل يكمــن اتجــاه‬ ‫عــام مــن اإلنتاجيــة الضعيفــة يشــكل عقبــة السـابق علـى أزمـة ‪ ،2008‬وهـو مـا‬ ‫أمــام تحقيــق نمــو قــوي وهــو مــا يرجــع يعـادل إضافـة بلـد يحقـق ناتجـا أكبـر من‬ ‫فــي األســاس إلــى شــيخوخة الســكان‪ ،‬ألمانيـا إلـى االقتصـاد العالمـي‪ .‬ويعنـي‬ ‫وتباطــؤ التجــارة‪ ،‬وضعــف االســتثمار هـذا أنـه ال يوجـد مجـال للتراخـي بشـأن‬ ‫الخــاص منــذ األزمــة الماليــة‪.‬‬ ‫السياسـات االقتصاديـة‪ ،‬وإن العالـم‬ ‫وتشـير تقديـرات الصنـدوق إلـى بحاجـة للبنـاء علـى السياسـات التـي‬ ‫أن إجمالـي الناتـج المحلـي الكلـي فـي حققـت للعالـم الكثيـر‪.‬‬ ‫االقتصـادات المتقدمـة كان يمكـن أن‬ ‫كيـف يتحقـق ذلـك؟ يـرى التقريـر‬ ‫يصـل إلـى مسـتوى أكثـر ممـا هـو عليـه وجـوب التركيـز علـى ثالثـة ابعـاد‬ ‫اليـوم بنسـبة ‪ 5‬بالمائـة تقريبـا لـو أن للسياسـات االقتصاديـة هـي دعـم النمـو‪،‬‬ ‫نمـو اإلنتاجيـة سـار علـى نفـس المنـوال مـع التركيـز علـى اإلنتاجيـة وتوزيـع‬

‫الثمـار بمزيـد مـن العدالـة والتعـاون‬ ‫عبـر الحـدود مـن خـالل اإلطـار متعـدد‬ ‫األطـراف الـذي حقـق للعالـم الكثيـر‪.‬‬ ‫ويعنـي البعـد األول الحفـاظ علـى زخـم‬ ‫النمـو الحالـي وزيـادة التركيـز علـى‬ ‫سياسـات الماليـة العامـة الداعمـة للنمـو‬ ‫كإصـالح الضرائـب ونظـم المسـتحقات‬ ‫لتحسـين الحوافـز وتعزيـز االسـتثمار‬ ‫عالـي الجـودة فـي مشـروعات البنيـة‬ ‫التحتيـة فـي البلـدان التـي تمتلـك حيـزا‬ ‫كافيـا فـي موازناتهـا العامـة‪ ،‬وينبغـي أن‬ ‫تصاحـب هـذه اإلجـراءات إصالحـات‬ ‫هيكليـة لزيـادة النمـو الممكـن‪ .‬واألهـم‬ ‫مـن ذلـك أنـه علـى صنـاع السياسـات‬ ‫تنشـيط اإلنتاجيـة‪ ،‬فهـي أهـم مصـدر‬ ‫لزيـادة الدخـل ورفـع مسـتويات المعيشـة‬ ‫علـى المـدى الطويـل‪.‬‬ ‫ولكـن مـا الـذي تسـتطيع الحكومـات‬ ‫عملـه لتعزيـز اإلنتاجيـة؟ ينبغـي أن تبـدأ‬ ‫بدعـم االبتـكار‪ ،‬وهـو مـا يتضمـن زيـادة‬ ‫االسـتثمار فـي التعليـم والبنيـة التحتيـة‪،‬‬ ‫وتقديـم حوافـز ضريبيـة للبحـوث‬ ‫‪٤9‬‬


‫تقرير عالمي‬

‫الطلـب علـى منتجـات االدخـار مضمونة‬ ‫العائـد طويلـة األجـل التـي تقدمهـا‬ ‫شـركات التأميـن‪ ،‬بينمـا يرجـح ارتفـاع‬ ‫الطلـب علـى صناديـق االسـتثمار التـي‬ ‫تعمـل وفـق مؤشـرات وتقدمهـا شـركات‬ ‫إدارة األصـول‪.‬‬ ‫ومـا هـو مطلـوب اآلن هـو أن تسـاعد‬ ‫السياسـات فـي تيسـير التكيـف مـع مثـل‬ ‫هـذه البيئـة‪ ،‬وبالنسـبة للبنـوك‪ ،‬ينبغـي‬ ‫أن تسـاعد السياسـات فـي تيسـير دمـج‬ ‫المؤسسـات التـي ال تمتلك مقومات البقاء‬ ‫وخروجهـا مـن السـوق دون مشـكالت‪،‬‬ ‫مـع الحـد مـن الزيـادات المفرطـة فـي‬ ‫تحمـل المخاطـر وضمـان عـدم تفاقـم‬ ‫مشـكلة المؤسسـات «األكبـر مـن أن‬ ‫تفشـل»‪ .‬وسـيكون مـن الضـروري تنفيذ‬ ‫متطلبـات المـالءة االقتصاديـة التـي‬ ‫تشـجع شـركات التأميـن علـى الحيـاة‬ ‫علـى إجـراء التعديـالت الالزمـة فـي‬ ‫نمـاذج عملهـا‪ ،‬وسـتزداد أهميـة الرقابـة‬ ‫والتنظيـم ألنشـطة إدارة األصـول مـع‬ ‫زيـادة نصيـب هـذه الصناعة فـي القطاع‬ ‫‪٤8‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫من المرجح حدوث تغير‬ ‫كبير على المدى الطويل‬ ‫في الترتيبات المتعلقة‬ ‫بمعاشات التقاعد ومنتجات‬ ‫شركات التأمين على الحياة‬ ‫وفي نماذج عملها‬ ‫المالـي‪.‬‬ ‫ورصـد التقريـر أنـه فيمـا يتعلـق بآفاق‬ ‫النمـو االقتصـادي بشـكل عـام فبعـد سـتة‬ ‫أعـوام مـن النمـو المخيـب لآلمـال‪ ،‬بـدأ‬ ‫االقتصـاد العالمـي يكتسـب زخمـا دافعـا‬ ‫حيـث يأتـي التعافـي الـدوري مبشـرا‬ ‫بتوفيـر فـرص عمـل أكثـر ودخـول‬ ‫أعلـى ورخـاء أكبـر فـي الفتـرة المقبلـة‪،‬‬ ‫وفـي االقتصـادات المتقدمـة‪ ،‬تحسـنت‬ ‫اآلفـاق المتوقعـة مـع زيـادة قـوة النشـاط‬ ‫فـي قطـاع الصناعـة التحويليـة‪ ،‬وجـاء‬

‫هـذا التحسـن علـى نطـاق واسـع عبـر‬ ‫مختلـف البلـدان‪ ،‬بمـا فيهـا أوروبـا‪،‬‬ ‫وإن كانـت بعـض البلـدان هنـا ال تـزال‬ ‫تواجـه ديونـا مرتفعـة ومواطـن ضعـف‬ ‫فـي بعـض البنـوك‪ .‬وفـي االقتصـادات‬ ‫الصاعـدة والناميـة‪ ،‬تبشـر اآلفـاق‬ ‫المتوقعـة بمسـتقبل إيجابـي للنمـو‬ ‫العالمـي‪ ،‬فقـد قـادت هـذه البلـدان مسـيرة‬ ‫التعافـي العالمـي فـي السـنوات األخيـرة‪،‬‬ ‫وسـتواصل المسـاهمة بأكثـر مـن ثالثـة‬ ‫أربـاع نمـو إجمالـي الناتـج المحلـي‬ ‫العالمـي فـي ‪ .2017‬وفـي نفـس الوقت‪،‬‬ ‫أدى ارتفـاع أسـعار السـلع األوليـة إلـى‬ ‫انفراجـة فـي كثيـر مـن البلـدان منخفضة‬ ‫الدخـل‪ .‬غيـر أن هـذه االقتصـادات ال‬ ‫تـزال تواجـه العديـد مـن التحديـات‬ ‫الصعبـة‪ ،‬بمـا فـي ذلـك اإليـرادات التـي‬ ‫يُتوقـع أن تظـل أدنـى بكثيـر ممـا كانـت‬ ‫عليـه فـي سـنوات االنتعـاش‪ ،‬وبالنظـر‬ ‫إلـى كل ذلـك‪ ،‬يـرى الصندوق مؤشـرات‬ ‫علـى اقتصـاد عالمـي سـريع الخطـى‬ ‫يسـتفيد مـن خيـارات السياسـة السـليمة‬


‫أخبار عالمية‬

‫منظمة التعاون تدعو بريطانيا إللغاء أو خفض معاشات األغنياء‬ ‫قالـت منظمة التعـاون االقتصادي والتنمية‬ ‫(‪ )DCEO‬إن الحكومـة البريطانيـة يجب‬ ‫عليهـا أن تلغـي المعاشـات التقاعديـة‬ ‫للمواطنيـن األثريـاء‪ .‬وأوضحـت المنظمة‬ ‫التـي تتخـذ مـن باريـس مقـرا لهـا أن قيـام‬ ‫الحكومـة بخفـض أو إلغـاء المدفوعـات‬ ‫لألغنيـاء الذيـن تتـراوح نسـبتهم مـا بيـن‬ ‫‪ 5‬بالمائـة إلـى ‪ 10‬بالمائـة مـن العـدد‬ ‫اإلجمالـي للمواطنيـن‪ ،‬مـن شـأنه أن يوفـر‬ ‫لهـا مـوارد مالية تمكنها من رفع معاشـات‬ ‫المواطنيـن األقـل دخـال‪.‬‬ ‫وبموجـب القانـون الحالـي‪ ،‬يحـق لـكل‬ ‫مواطـن بريطانـي الحصـول علـى معـاش‬ ‫تقاعـدي كامـل لـدى بلوغـه سـن التقاعـد‪،‬‬ ‫شـريطة أن ال تقـل مـدة اشـتراكه فـي‬ ‫برنامج التأمين الوطني عن ‪ 30‬عاما‪.‬‬

‫ألمانيا تستهدف توحيد معاشات التقاعد بحلول عام ‪٢٠٢٥‬‬ ‫أقــرت الحكومــة االتحاديــة األلمانيــة‬ ‫مشــروع قانــون يهــدف إلــى إجــراء‬ ‫إصالحــات علــى نظــام التقاعــد يقــوم علــى‬ ‫توحيــد مبلغ المعــاش التقاعدي بيــن واليات‬ ‫شــرق ألمانيــا وغربهــا وكذلك رفــع المعاش‬ ‫التقاعــدي لألشــخاص ذوي التقاعــد المبكر‪،‬‬ ‫وبعــد مــرور نحــو عــام كامل من النقاشــات‬ ‫حــول مشــروع القانــون وحــول قضيــة رفع‬ ‫معاشــات المتقاعديــن فــي واليــات شــرق‬ ‫ألمانيــا ليتســاوى مــع الراتــب الــذي يتلقــاه‬ ‫المتقاعــدون فــي الواليــات الغربيــة أقــرت‬ ‫الحكومــة األلمانيــة مشــروع القانــون الــذي فــي األول مــن يوليــو عــام ‪ 2018‬والتــي يتحمــل دافعــي أقســاط التقاعد هــذه التكاليف‬ ‫تقدمــت بــه وزيــرة العمــل اندريــا نالــس سيتســلم فيهــا المتقاعــدون فــي واليــات بالكامــل حتــى العــام ‪ 2022‬قبــل ان تبــدأ‬ ‫والــذي يقضــي بتوحيــد الراتــب التقاعــدي الشــرق األلمانــي ‪ 95،8‬بالمائة مــن الراتب الحكومــة االتحاديــة فــي المســاهمة فــي هذه‬ ‫فــي عمــوم ألمانيــا بدايــة مــن عــام ‪ 2025‬التقاعــدي الــذي يتســلمه المتقاعــدون فــي التكاليــف‪ .‬وبحســب مصــادر فــي الحكومــة‬ ‫أي بعــد ‪ 35‬عامــا مــن إعــادة توحيــد ألمانيا‪ .‬واليــات الغــرب‪ .‬وســتبلغ تكلفــة هــذه االتحاديــة فإنــه مــن المتوقــع أن يســتفيد مــن‬ ‫وينــص مشــروع القانــون علــى توحيــد التســوية فــي الراتــب التقاعــدي حتــى العــام قانــون توحيــد الراتــب التقاعــدي أكثــر مــن‬ ‫الراتــب التقاعــدي فــي ســبع خطــوات أولهــا ‪ 2024‬حوالــي ‪ 15،7‬مليــار يورو وســوف ستة ماليين متقاعد‪.‬‬ ‫‪5١‬‬


‫تقرير عالمي‬

‫والتطويـر‪ ،‬وتوضـح تحليـالت الصندوق‬ ‫أن االقتصـادات المتقدمـة يمكنهـا زيـادة‬ ‫إجمالـي الناتـج المحلـي بنسـبة ‪ 5‬بالمائـة‬ ‫علـى المـدى الطويـل إذا زادت أنشـطة‬ ‫البحـوث والتطويـر الخاصـة بنسـبة ‪40‬‬ ‫بالمائـة فـي المتوسـط‪ .‬وكمـا أن هنـاك‬ ‫حاجـة إلـى مزيـد مـن االبتـكار‪ ،‬يحتـاج‬ ‫االمـر أيضـا إلـى مزيـد مـن التجـارة‪،‬‬ ‫ألن التجـارة تدعـم تبـادل المبتكـرات‬ ‫وتشـجع الشـركات علـى االسـتثمار فـي‬ ‫تكنولوجيـات جديـدة وممارسـات أعمـال‬ ‫أكثـر كفـاءة‪.‬‬ ‫فعلـى سـبيل المثـال‪ ،‬تشـير تقديـرات‬ ‫الصنـدوق إلـى أن اندمـاج الصيـن فـي‬ ‫النظـام التجـاري العالمـي كان السـبب‬ ‫فـي زيـادة متوسـط اإلنتاجيـة الكليـة‬ ‫بنسـبة تصـل إلـى ‪ 10‬بالمائـة فـي‬ ‫االقتصـادات المتقدمـة بيـن منتصـف‬ ‫التسـعينات ومنتصـف األلفينـات‪ .‬وهنـاك‬ ‫مكاسـب هائلـة علـى هـذا الغـرار تترجـم‬ ‫مـع الوقـت إلـى مسـتويات معيشـية‬ ‫أعلـى‪ ،‬فالمليـارات مـن النـاس يتمتعـون‬ ‫‪5٠‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫بالنسبة للبنوك‪ ،‬ينبغي‬ ‫أن تساعد السياسات في‬ ‫تيسير دمج المؤسسات‬ ‫التي ال تمتلك مقومات‬ ‫البقاء وخروجها من‬ ‫السوق دون مشكالت‬ ‫اليـوم بحيـاة أطـول وأصـح وأكثـر رخاء‬ ‫بفضـل قدرتنـا علـى تسـخير قـوة التجارة‬ ‫واإلنتاجيـة فـي المقـام األول‪.‬‬ ‫أمـا البعـد الثانـي للسياسـات وهـو‬ ‫النمـو االحتوائـي‪ ،‬فقـد أشـار التقريـر‬ ‫إلـى أنـه حيـن تـوزع ثمـار النمـو علـى‬ ‫نطـاق أوسـع‪ ،‬يصبـح النمو أقـوى وأكثر‬ ‫دوامـا وصالبـة‪ ،‬وهناك ضـرورة لزيادة‬ ‫التركيـز علـى التدريـب التحويلـي‬

‫والمهنـي‪ ،‬والمسـاعدة فـي البحـث عـن‬ ‫فـرص العمـل‪ ،‬وخدمـات الدعـم فـي‬ ‫عمليـة االنتقـال‪ ،‬يمكـن أن تسـاعد‬ ‫المتضرريـن مـن اضطرابـات سـوق‬ ‫العمـل‪ ،‬فالواليـات المتحـدة‪ ،‬علـى سـبيل‬ ‫المثـال‪ ،‬يمكـن أن تركـز أكثر علـى تقديم‬ ‫مسـاعدات مصممـة بدقـة للبحـث عـن‬ ‫وظائـف وتحقيق االتسـاق بيـن المهارات‬ ‫واحتياجـات سـوق العمـل‪ ،‬وهـو مـا‬ ‫يشـمل اسـتخدام األدوات القائمـة علـى‬ ‫واالقتصـادات‬ ‫اإلنترنـت‪.‬‬ ‫شـبكة‬ ‫الصاعـدة يمكنهـا العمـل أيضـا علـى‬ ‫تصميـم حلـول تكنولوجيـة كاإلعـالن‬ ‫عـن فـرص العمـل مـن خـالل الرسـائل‬ ‫النصيـة الشـخصية علـى الهاتـف‬ ‫المحمـول‪ ،‬وهـذا علـى سـبيل المثـال ال‬ ‫الحصـر‪ .‬أمـا البعـد الثالـث فقـد اشـار‬ ‫التقريـر الـى انـه فـي عالمنـا الـذي يتسـم‬ ‫بالترابـط الفائـق‪ ،‬غالبـا مـا تنتقـل آثـار‬ ‫السياسـات القوميـة عبـر الحـدود‪ .‬والبـد‬ ‫مـن تشـجيع البلـدان علـى دعـم التعـاون‬ ‫الدولي الوثيق‪.‬‬


‫مقاالت‬

‫شخصا مهمشا بعدما كان يشغل مركز وظيفي‬ ‫مهم قد يجلب معه الشعور بالسلطة وإدارة‬ ‫اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ - 3‬التفكير في خسارة المكانة االجتماعية‬ ‫التي كان يشغلها بمركزه الوظيفي وما يصاحبه‬ ‫من فقدان للكثير من األدوار والمزايا المرتبطة‬ ‫بالعمل‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الخوف من الفراغ والشعور بالعزلة‬ ‫والوحدة والملل خاصة إذا لم يقم بشغل وقته‬ ‫بمشروع جديد أو نشاط اجتماعي يتناسب مع‬ ‫ميوله ومستواه الثقافي واالجتماعي‪.‬‬ ‫كيف نتعامل مع المتقاعد ‪:‬‬ ‫ليتمتع الفرد بصحة نفسية جيدة بعد التقاعد‬ ‫يجب أن يتم االستعداد لهذه المرحلة من وقت‬ ‫مبكر حتى ال يتفاجأ الفرد بنمط الحياة الجديدة‬ ‫بعد التقاعد‪ ،‬ويشمل هذا االستعداد ما يسمى‬ ‫بثقافة التقاعد والتى تقترح أن يقوم الفرد‬ ‫بالموازنة بين حياته العملية وحياته األسرية فال‬ ‫يفني سنوات الشباب في العمل وجمع األموال‬ ‫بل يخصص جزء من وقته في االستثمار‬ ‫في العالقات االجتماعية وقضاء وقت كاف‬ ‫مع األسرة واألصدقاء‪ ،‬ويساعد ممارسة‬ ‫الهوايات في خلق مجال يسترخي فيه الفرد من‬ ‫ضغوطات العمل كما يمكن أن يمأل جزء من‬ ‫وقت الفراغ الذي يأتي مع التقاعد‪ .‬كما ركزت‬ ‫الدراسات البحثية على دور األسرة في مساعدة‬ ‫الفرد على التأقلم مع نمط الحياة الجديدة بعد‬ ‫التقاعد فهي الملجأ األول للمتقاعد‪ ،‬كما أن‬ ‫للمؤسسات للحكومية دورا مكمال في ذلك وأهم‬ ‫هذه األدوار هي ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اختيار أفضل وسيلة الستغالل الوقت‬ ‫كممارسة هواية ما أو ممارسة أي نشاط فكري‬ ‫فقد أظهرت الدراسات العلمية األثر اإليجابي‬ ‫لألنشطة اإلدراكية المعرفية في التقليل من‬ ‫خطر اإلصابة بأمراض الشيخوخة كالزهايمر‬ ‫مثال فقد وجدت دراسة بريطانية ارتباطا بين‬ ‫تأخير التقاعد من العمل وتأخر ظهور أعراض‬ ‫مرض الزهايمر (خرف الشيخوخة)‪ ،‬وخلصت‬

‫تشير الدراسات االجتماعية‬ ‫إلى أن درجة التكيف لها‬ ‫عالقة بالمستوى التعليمي‬ ‫للمتقاعد وطبيعة العمل‬ ‫والدرجة الوظيفية‬

‫الدراسة إلى أن االستمرار في العمل بعد سن‬ ‫التقاعد قد يساعد على تجنب المرض‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ممارسة عمل بسيط أو عمل تطوعي له‬ ‫عالقة بالوظيفة السابقة بحيث يستفيد المتقاعد‬ ‫من خبراته السابقة‪ ،‬وتؤكد دراسة أمريكية‬ ‫نشرتها «الدورية الدولية للصحة المهنية»‬ ‫أن األشخاص الذين يعملون بعد سن التقاعد‬ ‫يتمتعون بصحة أفضل مقارنة مع غيرهم من‬ ‫المتقاعدين‪ .‬وتقول الدراسة التي صدرت عن‬ ‫الرابطة النفسية األمريكية أن األفراد الذين‬ ‫يعملون بعد بلوغ سن التقاعد في مهن مؤقتة‬ ‫أو وظائف تتطلب العمل بدوام جزئي يتمتعون‬ ‫بحيوية أكبر ومشكالت صحية اقل مقارنة مع‬ ‫المتقاعدين اآلخرين‪.‬‬ ‫وحسب فريق الدراسة الذي ضم مختصين‬ ‫من جامعة «ميريالند» األمريكية فإن مرحلة‬ ‫ما بعد الحياة المهنية تشكل ما يمكن تسميته‬ ‫بالجسر الوظيفي‪ ،‬حيث يعمل الفرد في هذه‬ ‫المرحلة في وظيفة بدوام جزئي‪ ،‬أو وظيفة‬ ‫مؤقتة‪ ،‬أو لحسابه الخاص‪ ،‬وتقول الدراسة‬ ‫إن األشخاص الذين عملوا بعد تقاعدهم ضمن‬

‫مجال مهنهم السابقة أظهروا تحسنا في الحالة‬ ‫النفسية لديهم‪ ،‬فيما لم يرصد ذلك عند من عملوا‬ ‫خارج مجالهم الوظيفي ‪.‬‬ ‫‪ – 3‬إتاحة الفرصة للمتقاعدين للتكفل ببعض‬ ‫المهام األسرية اليومية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬محاولة عدم التخلي عن أصدقاء العمل‬ ‫وتخصيص وقت للقاءات الدورية ألن العزلة‬ ‫هي باب الدخول لالكتئاب‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحة‬ ‫وقتل الفراغ والملل حيث تساعد الرياضة في‬ ‫تحسين الصحة والحالة المزاجية‪.‬‬ ‫‪ - 6‬مساعدة المتقاعد على إدراك أن مصيره‬ ‫بيده وعليه أن يواجه حياته من خالل اختياراته‬ ‫الحرة وأنه مسؤول عن كل ما وصل إليه من‬ ‫نجاح أو فشل في الحياة‪.‬‬ ‫وقد اقترحت بعض الدول طرقا عالجية للحد‬ ‫من الوقوع في المشاكل النفسية بعد التقاعد‬ ‫ومن بين هذه الطرق‪:‬‬ ‫طريقة التقاعد المرحلي‪ :‬حيث يتم تقليل‬ ‫ساعات وأيام العمل قبل عامين من التقاعد‬ ‫وتهيئ الفرد نفسيا لدخول هذه المرحلة‬ ‫العمل على تكريم هؤالء المتقاعدين يوم‬ ‫خروجهم وعدم نسيانهم واستشارتهم عند‬ ‫الحاجة أو تكليفهم بأمور ربما خارج مكان‬ ‫العمل ولكن لها عالقة به كجمع المعلومات أو‬ ‫أشياء أخرى حتى يشعر أنه الزال له دور في‬ ‫مجال عمله‪.‬‬ ‫نشر ثقافة مرحلة التقاعد بتوضيح أن التقاعد‬ ‫ليس نهاية الحياة وفتح جمعيات خاصة بإعانة‬ ‫الفرد نفسيا عند هذه الفترة واستغالله في بعض‬ ‫المهارات واألعمال التي من الممكن أن يقوم بها‪.‬‬ ‫وختاما ‪ ،‬فان األفراد الذين يصلون إلى سن‬ ‫التقاعد يمثلون طاقة عمل وإنتاج اكتسبت خبرة‬ ‫عبر سنوات طويلة ويصعب تعويضها بمجرد‬ ‫إحالتها إلى التقاعد خاصة إذا كانت تشغل‬ ‫مناصب هامة لها دورها الفعال‪ ،‬ويصعب‬ ‫اإلستغناء عنها مثل رجال القضاء وأساتذة‬ ‫الجامعات والعاملين في قطاع مراكز البحوث‬ ‫العلمية ‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫مقاالت‬

‫التقاعد و الصحة النفسية‬ ‫الدكتور حمد بن ناصر السناوي‬

‫استشاري أول بقسم الطب السلوكي‬ ‫مستشفى جامعة السلطان قابوس‬

‫ليتمتع الفرد بصحة‬ ‫نفسية جيدة بعد‬ ‫التقاعد يجب أن‬ ‫يتم االستعداد لهذه‬ ‫المرحلة من وقت‬ ‫مبكر‬

‫‪5٢‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫يعتبر التقاعد مرحلة حتمية في حياة كل موظف‬ ‫يجب أن يمر عليها بعد رحلة الكفاح الطويلة في‬ ‫المجال الوظيفي‪ ،‬بحلوها ومرها‪ .‬والبعض يجد‬ ‫فيها فرصة للراحة من عناء العمل وما يحمل‬ ‫معه من ضغوطات بينما يعتبرها البعض اآلخر‬ ‫نهاية لمرحة العطاء والكفاح والتواصل اليومي‬ ‫مع أشخاص نشأت بينهم عالقات وطيدة بحكم‬ ‫رفقة العمل‪.‬‬ ‫وتختلف طريقة تعامل الفرد مع مرحلة‬ ‫التقاعد وما يصاحبها من تأقلم مع نمط الحياة‬ ‫الجديدة حيث تشير الدراسات االجتماعية‬ ‫إلى أن درجة التكيف لها عالقة بالمستوى‬ ‫التعليمي للمتقاعد وطبيعة العمل والدرجة‬ ‫الوظيفية التي كان يشغلهما‪ ،‬وال ننسى الحالة‬ ‫االقتصادية للفرد التي ستتأثر حتما بالتقاعد‬ ‫وقد تلزم الشخص بتبني مستوى معيشي جديد‬ ‫لم يتعود عليه وقد يصاحبه ترشيد في اإلنفاق أو‬ ‫تقليل بعض مظاهر الرفاهية كعدد السيارات‬ ‫والعمالة المنزلية والعطالت الخارجية‪ .‬كما ال‬ ‫ننسى الجانب االجتماعي للتقاعد فالتعود على‬ ‫زمالء العمل وما يحمله التقاعد من شعور‬ ‫بالوحدة خاصة لدى األفراد التي تنحصر‬ ‫عالقاتهم االجتماعية بأصدقاء من العمل ‪.‬‬ ‫وقد اقترح علماء النفس نموذجا للتقاعد‬ ‫يتضمن ست مراحل‪:‬‬ ‫‪ -1‬مرحلة ما قبل التقاعد‪ :‬يصبح الموظف‬ ‫واعيا أن التقاعد في طريقه إليه‪ ،‬فيبدأ في‬ ‫ادخار نقوده ويحلم بأشياء يرغب في القيام بها‬ ‫كالسفر الى بالد جديدة أو تبني مشروع خاص‬ ‫به ويستعد بشكل عام لهذا التغير في حياته‪.‬‬ ‫‪ -2‬مرحلة شهر العسل ‪ :‬وتحدث هذه‬ ‫المرحلة مباشرة في األسابيع األولى من التقاعد‬ ‫وتوصف عادة بالسعادة واالستمتاع بوقت‬ ‫الفراغ ‪ ،‬فيشعر الشخص أن باستطاعته اآلن‬ ‫القيام باألشياء التي يحبها كالسفر أو ممارسة‬ ‫الهوايات التي قد تمنعه الوظيفة من ممارستها‪.‬‬ ‫‪ -3‬مرحلة التحرر من الوهم‪ :‬في هذه‬ ‫المرحلة يبدأ المتقاعد بالشعور باالكتئاب‬ ‫بسبب طبيعة الحياة النمطية الجديدة واكتشافه‬

‫أنها ليست بالطريقة التي كان يحلم بها‪ ،‬وندرة‬ ‫األعمال المطلوب منه أدائها ووجود وقت‬ ‫الفراغ الطويل مما يسبب الشعور بالملل‬ ‫والتعب‪.‬‬ ‫‪ -4‬مرحلة التوجه من جديد‪ :‬هنا يجد‬ ‫المتقاعد نفسه ملزما بتبني اتجاه أكثر واقعية‬ ‫نحو االستخدام الفعال لوقت الفراغ والتأقلم مع‬ ‫طبيعة الحياة الجديدة‪ .‬فيبدأ في إعادة تقييم هذه‬ ‫األنشطة ويتخذ بعض القرارات المتعلقة بتحديد‬ ‫ما هو أكثرها أهمية‪ ،‬وتضع هذه األولويات‬ ‫المقدمة للمرحلة التي تليها‪.‬‬ ‫‪ -5‬مرحلة االستقرار‪ :‬يتشكل هنا روتين‬ ‫التقاعد الذي يستمتع به المتقاعد وذلك قد يكون‬ ‫من خالل عمل تطوعي أو زيارات أو بعض‬ ‫البرامج األخرى التي يتم تطويرها والتي تجعل‬ ‫المتقاعد سعيدا وتشعره بأنه إنسان مهم‪.‬‬ ‫‪ -6‬مرحلة االنتهاء‪ :‬يحدث هذا عندما يمنع‬ ‫المرض أو العجز المتقاعد عن العناية بنفسه‪،‬‬ ‫وأيضا غالبا ما يحدث بسبب االلتحاق بعمل ما‪،‬‬ ‫خاصة عندما يتقاعد الفرد تقاعدا مبكرً ا فيكون‬ ‫ما زال سليم الجسد وما زال في سن يمكنه من‬ ‫الحصول على عمل آخر‪ ،‬ولذا يمكن اعتبار‬ ‫هذه المرحلة أنها انتهاء التقاعد بشكل مؤقت‪.‬‬ ‫ويعد االكتئاب من أهم المشاكل النفسية عند‬ ‫التقاعد‪ ،‬فكل منا يمر بظروف قد تعكر مزاجه‬ ‫فينتابه شعور بالحزن لسبب أو آلخر لكن هذا‬ ‫الشعورعادة ما يكون خفيفا وال يؤثرعلى حياتنا‬ ‫اليومية‪ ،‬بل هي كبوة قصيرة نستيقظ من بعدها‬ ‫لنواصل الحياة بذات الهمة والنشاط ‪.‬أما مريض‬ ‫االكتئاب فيكون الحزن أكثر شدة وترافقه بعض‬ ‫األعراض األخرى مثل الشعور باإلرهاق‬ ‫والتعب‪ ،‬وفقدان االهتمام واالستمتاع باألعمال‬ ‫التى كان الشخص يجد متعه في مزاولتها‪.‬‬ ‫ولتشخيص االكتئاب يجب أن تتواجد هذه‬ ‫األعراض أكثر من مرة لمدة أسبوعين‬ ‫‪ - 1‬التخوف من الدخول إلى مرحلة‬ ‫الشيخوخة وآثارها ومتطلباتها إذ يرتبط التقاعد‬ ‫بالتقدم بالعمر وما يصاحبه من أعراض صحية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الشعور بعدم القيمة والدونية وأنه أصبح‬


‫كاريكاتير‬

‫‪55‬‬


‫أخبار‬

‫أشهر متقاعد يزور السلطنة‬

‫البريطاني بيتر ويلسون يجوب العالم سعيا إلى مساعدة اآلخرين‬ ‫في بداية أبريل الماضي حط بيتر ويلسون رحاله‬ ‫في السلطنة في إطار جولة عالمية تشمل ‪41‬‬ ‫دولة وتمتد لمدة ‪ 130‬يوما‪ ،‬وتعد هذه الجولة‬ ‫هي الثانية ضمن خطة من ثالث جوالت يقوم‬ ‫بها ويلسون على مدار ثالث سنوات‪.‬‬ ‫وبعد تقاعده من عمله كمهندس طيران‬ ‫قرر البريطاني بيتر ويلسون أن يتفرغ تماما‬ ‫لمهمة إنسانية كانت تمثل حلم حياته‪ ،‬وقرر أن‬ ‫يجوب العالم سعيا الى مساعدة اآلخرين وإبراز‬ ‫التجارب اإلنسانية التي تجعل من كوكب‬ ‫األرض مكانا أجمل للحياة‪ ،‬ولتحقيق أحالمه‬ ‫قرر المتقاعد الشهير القيام بثالث رحالت في‬ ‫طائرته الهليكوبتر وشملت الرحالت جولة‬ ‫أفريقيا في عام ‪ ،2016‬وجولة العالم ‪2017‬‬ ‫وجولة أمريكا الالتينية وسيقوم بها في عام‬ ‫‪ ،2018‬وفي كل دولة يزورها يقابل ويلسون‬ ‫عددا من قادة المجتمع المحلي بهدف معرفة‬ ‫تجاربهم اإلنسانية ونقلها إلى مجتمعات أخرى‬ ‫أثناء رحالته‪.‬‬ ‫ويقدم بيتر ويلسون واحدا من أشهر نماذج‬ ‫التقاعد اإليجابي حيث أمكنه أن يكون قدوة‬ ‫للمتقاعدين الراغبين في االستفادة من فترة‬ ‫ما بعد انتهاء الخدمة والحياة المهنية واالتجاه‬ ‫للعمل التطوعي وتكريس ما لديهم من وقت‬ ‫وخبرات في مساعدة مجتمعهم مثل تقديم الدعم‬ ‫للجمعيات الخيرية والتفاعل اإليجابي مع أي‬ ‫نشاط يخدم الناس والمجتمع في مجاالت مثل‬ ‫الصحة والتعليم‪.‬‬ ‫ويشهد العالم تجارب مضيئة لمتقاعدين‬ ‫قرروا أن يكون التقاعد بداية جديدة للحياة‬ ‫وتوجهوا بشغف كبير نحو ممارسة هوايات‬ ‫منعتهم حياتهم المهنية والعملية الطويلة من‬ ‫االستمتاع بممارستها‪ ،‬وتضيف هذه الهوايات‬ ‫‪5٤‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫متعة لحياتهم ولم يكن ذلك متاحا لهم قبل‬ ‫التقاعد‪ ،‬ومن جانبه يقول بيتر ويلسون أنه قرر‬ ‫أن يستفيد من تقاعده وأن يرضي في الوقت‬ ‫نفسه شغفه بكل من الطيران والرغبة في‬ ‫مساعدة اآلخرين‪ ،‬وهذا ما يحققه بالفعل من‬ ‫خالل جوالته في العالم‪ ،‬وعبر موقعه‬ ‫اإللكتروني يتابع اآلالف من المعجبين مختلف‬ ‫الرحالت التي يقوم بها ويلسون والذي كثيرا ما‬

‫ينجح في جمع مبالغ جيدة من التبرعات‬ ‫يخصصها لجمعيات خيرية وإنسانية يرى أنها‬ ‫أكثر استحقاقا للمساعدة خالل رحالته‪ ،‬ويقدم‬ ‫مهندس الطيران المتقاعد حالة ناجحة للقدرة‬ ‫على ابتكار أنشطة بعد التقاعد تتضمن أكبر قدر‬ ‫من التفاعل االجتماعي مع اآلخرين‪ ،‬وهي‬ ‫أنشطة يمكن أيضا أن تصنع فارقا كبيرا في‬ ‫حياة أشخاص كثيرين‪.‬‬


‫أخبار عالمية‬

‫النشاط االجتمايع والبدين يجعل الحياة أفضل‬ ‫توصلـــت دراســـة بريطانيـــة إلـــى أن‬ ‫المتقاعديـــن الذيـــن يتمتعـــون بحيـــاة‬ ‫تتضم ــن كثي ــرا م ــن النش ــاط والتفاع ــل‬ ‫االجتماعـــي يعيشـــون نوعيـــة أفضـــل‬ ‫مـــن الحيـــاة‪ ،‬كمـــا أن أوضاعهـــم‬ ‫الصحيـــة جيـــدة ومعـــدالت تعرضهـــم‬ ‫لألم ــراض أق ــل م ــن نظرائه ــم الذي ــن‬ ‫يعيشـــون وحدهـــم أو ال يمارســـون‬ ‫أنشـــطة اجتماعيـــة وبدنيـــة‪.‬‬ ‫وتـــم رصـــد هـــذه النتائـــج بنـــاء علـــى‬ ‫مؤشـــر «رفاهيـــة المتقاعديـــن»‪،‬‬ ‫والـــذي قامـــت بوضعـــه إحـــدى‬ ‫الجمعي ــات التطوعي ــة المعني ــة بصح ــة‬ ‫المتقاعديـــن بالتعـــاون مـــع جامعـــة‬ ‫ســـاوثهامبتون‪ ،‬وتـــم وضـــع المؤشـــر‬ ‫بعـــد تحليـــل بيانـــات مـــن نحـــو ‪15‬‬ ‫ألـــف شـــخص تبـــغ أعمارهـــم ‪60‬‬ ‫عامـــا فأكثـــر‪ ،‬ويســـتهدف المؤشـــر‬ ‫قيـــاس رفـــاه الســـكان األكبـــر ســـنا‬ ‫فـــي المملكـــة المتحـــدة‪ ،‬وركـــز‬ ‫الباحثـــون علـــى دراســـة وتحليـــل‬ ‫خمســـة جوانـــب رئيســـية مـــن حيـــاة‬ ‫النـــاس هـــي االجتماعيـــة والشـــخصية‬

‫المشاركة في أنشطة‬ ‫اجتماعية مختلفة أو‬ ‫االنخراط في مجتمع أو‬ ‫مجموعة تطوعية يمكن‬ ‫أن يكون لها تأثير مفيد‬ ‫في المساهمة في شعور‬ ‫الشخص بالرفاهية‬

‫والصحيـــة والماليـــة والبيئيـــة‪.‬‬ ‫وأظهـــرت النتائـــج أن المشـــاركة‬ ‫فـــي أنشـــطة اجتماعيـــة مختلفـــة مثـــل‬ ‫الذهـــاب إلـــى الســـينما أو المتاحـــف‬ ‫أو المواقـــع التاريخيـــة أو المشـــاركة‬ ‫فـــي الفعاليـــات الفنيـــة أو المشـــاركة‬ ‫ف ــي ن ــادي اجتماع ــي أو رياض ــي ‪ ،‬أو‬ ‫االنخـــراط فـــي مجتمـــع أو مجموعـــة‬ ‫تطوعيـــة أو خيريـــة يمكـــن أن يكـــون‬ ‫له ــا جميع ــا تأثي ــر مفي ــد ف ــي المس ــاهمة‬ ‫فـــي شـــعور الشـــخص بالرفاهيـــة‪،‬‬ ‫ممـــا يعطيهـــم درجـــة أعلـــى علـــى‬ ‫المؤشـــر‪.‬‬ ‫ووج ــد المؤش ــر أيض ــا أن «األنش ــطة‬ ‫اإلبداعيـــة» وممارســـة الهوايـــات‬ ‫كانـــت مفيـــدة بشـــكل خـــاص وكان‬ ‫له ــا تأثي ــر مباش ــر كبي ــر عل ــى س ــعادة‬ ‫المتقاعدي ــن‪ ،‬وم ــن العوام ــل األخ ــرى‬ ‫التـــي أثـــرت إيجابيـــا علـــى الرفاهيـــة‬ ‫تمتـــع المتقاعـــد بشـــخصية منفتحـــة‬ ‫وأن يكـــون علـــى اســـتعداد لتجربـــة‬ ‫أشـــياء جديـــدة ووجـــود شـــبكة‬ ‫اجتماعيــة جيدة والنشــاط البدني‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫أخبار عالمية‬

‫ناخبو سويرسا يقررون مصري إصالح‬ ‫المعاشات يف سبتمرب المقبل‬

‫وافــق أعضــاء البرلمــان الفدرالــي (مجلس‬ ‫الشــيوخ ومجلــس النــواب) علــى إدخــال‬ ‫إصــالح جــذري علــى نظــام معاشــات‬ ‫الشــيخوخة فــي سويســرا‪ ،‬بمــا فــي ذلــك‬ ‫رفــع ســن التقاعــد للمــرأة وزيــادة طفيفــة‬ ‫فــي الفوائــد‪ ،‬وفــي وقــت الحــق مــن هــذا‬ ‫العــام‪ ،‬ســتكون الكلمــة األخيــرة للناخبيــن‬ ‫فــي تقريــر مصيــر هــذه الحزمــة الهادفــة‬ ‫لحشــد المــوارد الماليــة لمعاشــات الدولــة‪.‬‬ ‫وتتضمــن حزمــة اإلصالحــات التــي وافــق‬ ‫عليهــا البرلمــان فــي مــارس الماضــي‬ ‫الترفيــع فــي ســن التقاعــد للنســاء مــن ‪64‬‬ ‫إلــى ‪ 65‬عامــا لتتطابــق مــع ســن تقاعــد‬ ‫الرجــال‪ ،‬وزيــادة شــهرية بقيمــة ‪ 70‬فرنــكا‬ ‫لألشــخاص المتقاعديــن تدفــع بواســطة‬ ‫اقتطاعــات مــن الرواتــب األســمى بمجــرد‬ ‫موافقــة الناخبيــن علــى هــذه اإلصالحــات‪ .‬اإلصــالح ألن صنــدوق التأميــن ضــد تتضمــن زيــادة بـــ ‪ 0.6‬بالمائــة فــي نســبة‬ ‫وأكــد آالن بيرســيه وزيــر الشــؤون الشــيخوخة والباقيــن علــى قيــد الحيــاة لــن الضريبــة علــى القيمــة المُضافــة‪.‬‬ ‫الداخليــة متحدثــا باســم الحكومــة الفدراليــة يكــون قــادرا فــي المســتقبل علــى التعاطــي يُشــار إلــى أن محــاوالت ســابقة إلصــالح‬ ‫علــى األهمية الحاســمة لعمليــة اإلصالح لـ مــع العــدد المتزايــد مــن المنتفعيــن‪ ،‬وقــال نظــام التقاعــد السويســري تــم رفضهــا‬ ‫«سويســرا والشــعب واالقتصاد واســتقرار إذا مــا تــم رفــض اإلصــالح فــإن العجــز داخــل البرلمــان أو مــن خــالل اقتراعــات‬ ‫المؤسســات‪ ،‬وأوضــح إنــه مــن الضروري علــى مســتوى التمويــالت ســيصل إلــى شــعبية‪ ،‬وفي شــهر ســبتمبر ‪ 2016‬رفض‬ ‫أن يُمنــح الناخبــون الفرصــة للتعبيــر عــن حوالــي ‪ 8‬مليــارات مــن الفرنــكات فــي الناخبــون بأغلبيــة واضحة مقترحــا تقدمت‬ ‫موقفهــم بخصــوص هــذه المســألة التــي الســنة‪ ،‬فيمــا ســتبلغ ديــون الصنــدوق القديم بــه النقابــات يطالــب بالترفيــع بنســبة ‪10‬‬ ‫تقتضــي تغييــرا للدســتور مــن خــالل لمعاشــات المســنين حوالــي ‪ 40‬مليــار بالمائــة فــي قيمــة العــالوات المتأتيــة مــن‬ ‫صناديــق االقتــراع طبقــا لمقتضيــات فرنــك بحلــول عــام ‪ .2030‬ومــن المقــرّر صنــدوق التقاعــد الحكومــي‪ ،‬وهــي خطــوة‬ ‫نظــام الديمقراطيــة المباشــرة المطبــق فــي أن تــؤول الكلمــة األخيــرة حــول هــذا حظيــت بتأييــد بعــض األحــزاب لكنهــا‬ ‫الملــف إلــى الناخبيــن فــي شــهر ســبتمبر اعتبــرت مُكلفــة جــدا مــن طــرف‬ ‫سويســرا‪.‬‬ ‫وحــذر بيرســيه مــن مغبــة رفــض المقبــل نظــرا ألن حزمــة اإلصالحــات المعارضين للمقترح‪.‬‬ ‫‪5٦‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬


‫أخبار عالمية‬

‫عمرها ‪ 89‬عاما ‪..‬‬ ‫وترفض التقاعد من‬ ‫مهنة الطب‬

‫جراحــة رغــم أن عمرهــا ‪ 89‬عامــا‪،‬‬ ‫وتؤكــد الطبيبــة أنهــا ال يمكنهــا التوقــف‬ ‫عــن عملهــا ألنهــا تشــعر أن مرضاهــا‬ ‫قريبــون جــدا منهــا وتتمنــى أن يكــون لهــا‬ ‫دور فــي شــفائهم وأن يصبحــوا بصحــة‬ ‫أفضــل‪.‬‬ ‫وبــدأت ليفوشــكينا مســيرتها المهنيــة فــي‬ ‫عالــم الطــب عندمــا عملــت كطبيبــة فــي‬ ‫فريــق لإلســعافات الجويــة كان يطيــر‬ ‫إلــى القــرى الروســية البعيــدة ليســعف‬ ‫المصابيــن والمرضــى‪ ،‬وخــالل عملهــا‬ ‫تعرضــت لعديــد مــن الواقــف الطارئــة‬ ‫التــي دفعتهــا لتعلــم الطيــران وبــدأت‬ ‫بقيــادة الطائــرات بنفســها‪ ،‬واليــوم يطلــق‬ ‫قضــت الروســية آال ليفوشــينكا نحــو أكثــر مــن ‪ 10‬آالف عمليــة جراحيــة‪ ،‬عليهــا الجميــع (الجــدة الجرّ احــة) ألنهــا‬ ‫‪ 67‬عامــا مــن عمرهــا فــي مهنــة الطــب والطريــف ان الطبيبــة الروســية مازالــت مــا زلــت تمــارس مهنــة الطــب حتــى هــذا‬ ‫وأجــرت خــالل هــذه الســنوات الطويلــة حتــى اآلن تمــارس عملهــا كطبيبــة العمر‬

‫الرياضة تحفز الذاكرة‬ ‫أكدت دراسة أمريكية أن ممارسة‬ ‫الرياضة بصورة منتظمة له فوائد‬ ‫كثيرة للصحة وخاصة على الخاليا‬ ‫الدماغية‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى‬ ‫مؤشرات أولية مهمة فيما يتعلق‬ ‫بالعالقة بين النشاط البدني في سن‬ ‫الشباب‪ ،‬خاصة نشاط الجري‪،‬‬ ‫وبين الحماية من مرض الزهايمر‬ ‫(خرف الشيخوخة) عند التقدم‬ ‫في العمر‪ ،‬وتوصلت الدراسة‬ ‫التي قامت بها جامعة أريزونا‬ ‫األمريكية إلى أن رياضة الجري‬ ‫لها فوائد صحية كثيرة للدماغ‪.‬‬ ‫ويذكر أن الدراسات السابقة‬ ‫كانت تركز في الغالب على‬ ‫تأثير الرياضة على المسنين من‬ ‫خالل عينات من كبار السن يتم‬ ‫مشاركتهم في هذه الدراسات‪ ،‬أما‬ ‫الدراسة االمريكية الجديدة فهي‬

‫تتميز بأنها قامت بتحليل التغيرات‬ ‫الدماغية لمشاركين شباب تتراوح‬ ‫أعمارهم بين ‪ 18‬و ‪ 25‬سنة‪،‬‬ ‫نصفهم يمارس رياضة الجري‬ ‫بانتظام والنصف اآلخر لم يمارس‬ ‫هذه الرياضة لمدة عام‪.‬‬ ‫ويقول البروفيسور دان الندرس‬ ‫من فريق الدراسة التابع لجامعة‬ ‫أريزونا‪« :‬لقد وسعنا دراساتنا‬ ‫لتشمل مجموعة كبيرة من‬ ‫األشخاص وأثبتت النتائج أن‬ ‫الدماغ يستفيد بشكل كبير من كل‬ ‫ممارسة رياضية‪ ،‬والمفيد للغاية‬ ‫في إدخال شريحة الشباب إلى‬ ‫عينة هذه الدراسة أنه يمكن القيام‬ ‫برصد مبكر للغاية لعدد من‬ ‫العوامل التي يمكن ان تكون فعالة‬ ‫في حماية المسنين من بعض‬ ‫أمراض التقدم في السن»‪.‬‬ ‫‪59‬‬


‫أخبار عالمية‬

‫دراســة ايرلندية تنصح باأللبان للحماية من هشاشــة العظام‬ ‫نصــح علمــاء أيرلنديــون بتنــاول منتجــات‬ ‫األلبــان فــي ســن الشــيخوخة للوقايــة مــن‬ ‫هشاشــة العظــام وآالم الفخــذ والعمــود‬ ‫الفقــري‪ ،‬وتوصــل العلمــاء إلــى هــذه‬ ‫النتائج بعد دراســات اســتمرت ‪ 4‬ســنوات‪،‬‬ ‫قامــوا خاللهــا بدراســة الحالــة الصحيــة‬ ‫ومســتويات األمــالح المعدنيــة وكثافــة‬ ‫العظــام ألكثــر مــن ‪ 4000‬متطــوع زادت‬ ‫أعمارهــم عــن ‪ 60‬عامــا‪ .‬وبينــت النتائــج‬ ‫أن النســاء اللواتــي واظبــن علــى تنــاول‬ ‫اللبــن الرائــب ومشــتقات الحليــب لمــرة‬

‫واحــدة فــي اليــوم‪ ،‬قلــت لديهــن معــدالت‬ ‫اإلصابــة بهشاشــة العظــام مقارنــة باللواتي‬ ‫كــن يتناولــن تلــك المنتجــات بمعــدل مــرة‬ ‫واحــدة فــي األســبوع‪.‬‬ ‫وبالنســبة للرجــال‪ ،‬فأظهــرت النتائــج أن‬ ‫الذيــن واظبــوا علــى تنــاول األلبــان‬ ‫ومشــتقات الحليــب تمتعــوا بعظــام أكثــر‬ ‫كثافــة منهــا لــدى الذيــن ال يحبــون تلــك‬ ‫المنتجــات‪ ،‬ومعــدل كســور الحــوض‬ ‫وعظــم الفخــذ وآالم العمــود الفقــري لديهــم‬ ‫كانت أقل بـ‪.%9.5‬‬

‫السويد تســعى إىل تحسني رعاية كبار السن‬ ‫بعد عامين متواصلين من الدراسة توصلت‬ ‫لجنة حكومية خاصة في السويد إلى تقرير‬ ‫يتضمن عديد من المقترحات التي تستهدف‬ ‫تحسين الرعاية الصحية لكبار السن‪،‬‬ ‫وقدمت سوزان رولفنير سوفانتو رئيسة‬ ‫اللجنة الحكومية تقريرها النهائي إلى وزيرة‬ ‫المسنين أوسا ريجنر‪ ،‬والذي شمل مجموعة‬ ‫من المقترحات حول كيفية تحسين العمل‬ ‫في مجال الرعاية الصحية للمسنين‪ ،‬وجذب‬ ‫مزيد من األشخاص للعمل في هذا المجال‪.‬‬ ‫وأوضح التقرير أن رعاية المسنين قضية‬ ‫كبيرة جدا في السويد‪ ،‬وتؤثر على كثير من‬ ‫كبار السن‪ ،‬وعوائلهم واألشخاص الذين‬ ‫يعملون على رعايتهم‪ ،‬وأشار التقرير إلى‬ ‫أنه من المتوقع زيادة أعداد كبار السن‬ ‫بشكل كبير في السويد خالل السنوات القليلة‬ ‫القادمة‪ ،‬كما أنه من المتوقع زيادة أعداد من‬ ‫يعانون من اضطرابات الذاكرة بينهم‪.‬‬ ‫وقالت رئيسة اللجنة‪« :‬نواجه العديد من‬ ‫المتغيرات في مجتمعنا وهذا أمر يجب علينا‬ ‫أن نعد أنفسنا له‪ ،‬والمؤكد أن الحاجة إلى‬ ‫‪58‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫المزيد من الموظفين في مجال رعاية‬ ‫المسنين ستزداد أيضا‪ ،‬والعمل في هذا‬ ‫المجال يجب أن يكون أكثر جاذبية في‬ ‫المستقبل‪ ،‬والممرضات والممرضين‬

‫المساعدين لهم دور حيوي ومهم للغاية في‬ ‫هذا العمل ولذلك تسعى الحكومة إلى بحث‬ ‫كيفية توظيف المزيد منهم وتشجيع عدد أكبر‬ ‫من األشخاص على القيام بهذه الوظائف‪.‬‬


‫أخبار عالمية‬

‫صندوق النقد الدويل يدعو أوكرانيا إىل إصالح نظام التقاعد‬ ‫دعــا صنــدوق النقــد الدولــي أوكرانيــا‬ ‫إلــى إصــالح نظــام التقاعــد علــى وجــه‬ ‫الســرعة‪ ،‬وخاصــة فيمــا يتعلــق بزيــادة‬ ‫ســن التقاعــد‪ ،‬فضــال عــن إلغــاء إمكانيــة‬ ‫التقاعــد المبكــر‪ ،‬وقــال الصنــدوق أنــه بعــد‬ ‫هــذه اإلصالحــات ســيكون مــن األســهل‬ ‫دعــم صندوق للمعاشــات التقاعديــة‪ ،‬ويمكن‬ ‫ألوكرانيــا ان تطــرح موضوعــات للنقــاش‬ ‫مثــل زيــادة الرواتــب التقاعديــة‪ ،‬ويذكــر أن‬ ‫عــدد المتقاعديــن يبلــغ نحــو ‪ 12‬مليونــا فــي‬ ‫أوكرانيــا يشــكلون نحــو ثلث الســكان تقريبا‪.‬‬ ‫وكان صنــدوق النقــد الدولــي وافــق عــام‬ ‫‪ 2015‬علــى تقديــم قــروض ألوكرانيــا‬ ‫بقيمــة ‪ 17.5‬مليــار دوالر تلقــت منهــا‬ ‫أوكرانيــا حتــى اآلن أربــع شــرائح بقيمــة‬ ‫نحو ‪ 9‬مليارات دوالر‪.‬‬

‫مسنون بذهن متوقد‪ ..‬والفضل للمادة “البيضاء”‬ ‫يحافظ العديد من المتقدمين في السن على‬ ‫كامل قدراتهم العقلية ويتذكرون جيدا‬ ‫تجاربهم الشخصية وكأنهم في منتصف‬ ‫العمر‪ ،‬بسبب قابلية جزء من مادتهم الرمادية‬ ‫على االستمرار في نشاطها‪.‬‬ ‫وأجرى العلماء دراسة أجريت على مدى‬ ‫‪ 18‬شهرا ونشرتها الجمعية الطبية‬ ‫األمريكية بهدف التعرف على تطور حجم‬ ‫الدماغ البشري لدى كبار السن‪ ،‬وقابلية‬ ‫تعرض أجزاء من أدمغتهم للتلف‪ ،‬خاصة‬ ‫المادة الرمادية‪ .‬وركزت الدراسة على‬ ‫مسح أدمغة أكثر من ألف شخص في‬ ‫عقدهم الثامن‪ ،‬تبين أن ‪ 12‬منهم يتمتعون‬ ‫بنشاط دماغي عادي‪ ،‬في حين يتميز ‪24‬‬ ‫منهم بقدرات دماغية جيدة‪ .‬وكشفت أن‬ ‫أدمغة بقية عينة الدراسة تضمر مرتين‬ ‫أكثر من األشخاص الـ‪ 24‬الذين مازالوا‬ ‫يحافظون على قدراتهم‪ .‬وتتآكل المادة‬

‫الرمادية التي تتحكم في االنفعاالت والمادة‬ ‫البيضاء التي تخزن المعلومات بشكل‬ ‫تدريجي مع التقدم في العمر‪ ،‬غير أن‬ ‫دراسة نشرت نتائجها في ‪ 2014‬في مجلة‬ ‫«ناتور كوميونيكايشنز» كشفت أن بعض‬ ‫المتقدمين في السن يخزنون جزءا من‬ ‫مادتهم البيضاء ويستعملونها في حال بدأ‬ ‫مخزون المادة الرمادية يتضاءل‪ .‬وبحسب‬

‫المختصين‪ ،‬فإن المتقدمين في السن الذين‬ ‫يحافظون على مادتهم البيضاء نادرون‪،‬‬ ‫لذلك اقترحت دراسة عددا من الطرق كي‬ ‫يتمكن اإلنسان من مساعدة دماغه على‬ ‫تخزينها‪ .‬وينصح المختصون بالتمارين‬ ‫الرياضية‪ ،‬وتقوية العالقات العائلية وروابط‬ ‫الصداقة‪ ،‬إلى جانب اإلقالع عن التدخين‪،‬‬ ‫وتعلم أشياء وخوض تحديات جديدة‪.‬‬ ‫‪٦١‬‬


‫أخبار عالمية‬

‫ً‬ ‫سنا‬ ‫في دراسة ألوضاع المتقاعدين األكبر‬

‫االسرتاليون يستمتعون بالتقاعد عرب تغيريات إيجابية يف نمط الحياة‬ ‫توصلت دراسة هي األولى من نوعها إلى‬ ‫أن الناس يصبحون أكثر نشاطا‪ ،‬وينامون‬ ‫بشكل أفضل ويقللون من وقت الجلوس‬ ‫عندما يتقاعدون‪.‬‬ ‫وقامت بالدراسة جامعة سيدني وتمت على‬ ‫عينة من المتقاعدين الذين تتجاوز أعمارهم‬ ‫‪ 60‬عاما فأكثر وتم نشر النتائج في مجلة‬ ‫الطب الوقائي األسترالية‪ ،‬واستهدفت‬ ‫الدراسة معرفة مدى تأثير التقاعد على‬ ‫نمط الحياة‪ ،‬وتتبعت الدراسة السلوكيات‬ ‫ونمط الحياة لنحو ‪ 25‬ألفا من األستراليين‬ ‫األكبر سنا بما في ذلك النشاط البدني والنظام‬ ‫الغذائي والسلوك االجتماعي وعادات النوم‪.‬‬ ‫وقال الباحث الرئيسي الدكتور ميلودي‬ ‫دينج‪ ،‬باحث أول في كلية الصحة العامة‬ ‫بجامعة سيدني‪« :‬كشفت أبحاثنا أن التقاعد‬ ‫يرتبط بتغييرات في نمط الحياة اإليجابي‪،‬‬ ‫وبالمقارنة مع األشخاص الذين ما زالوا‬ ‫يعملون‪ ،‬فإن المتقاعدين قد زادت لديهم‬ ‫مستويات النشاط البدني‪ ،‬وقل وقت الجلوس‪،‬‬ ‫وأصبحوا أقل اقباال على التدخين ويتبعون‬ ‫أنماط نوم صحية‪ ،‬والتغيير الكبير في الحياة‬ ‫مثل التقاعد يخلق فرصة عظيمة إلحداث‬ ‫تغييرات إيجابية في نمط الحياة وهو ما يعد‬

‫‪٦٠‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫«زيادة النشاط البدني لدى‬

‫المتقاعدين األكبر سنا‬

‫‪ 93‬دقيقة في األسبوع‪،‬‬ ‫وانخفاض الوقت بدون‬

‫حركة ‪ ٦٧‬دقيقة يوميا‪،‬‬

‫وزيادة النوم ‪ ١١‬دقيقة‬

‫يوميا‪ ،‬و‪ ٪5٠‬توقفوا عن‬

‫التدخين»‬

‫فرصة للتخلص من الروتين السيئ وتبنى‬ ‫سلوكيات جديدة وصحية»‪.‬‬ ‫ومن بين النتائج التي توصلت اليها الدراسة‬ ‫زيادة النشاط البدني لدى المشاركين في‬ ‫الدراسة بمعدل ‪ 93‬دقيقة في األسبوع‪،‬‬ ‫وانخفاض الوقت الذي يقضيه المتقاعد بدون‬ ‫حركة بمقدار ‪ 67‬دقيقة يوميا‪ ،‬وزيادة النوم‬ ‫بمقدار ‪ 11‬دقيقة يوميا‪ ،‬كما ان‪ 50‬في المائة‬

‫من المدخنين والمدخنات توقفوا عن التدخين‪.‬‬ ‫كما رصدت الدراسة االختالفات اإليجابية‬ ‫الكبيرة التي حدثت للمتقاعدين رغم وجود‬ ‫تباينات فيما بينهم من حيث العمر والجنس‬ ‫والمكان الحضري أو الريفي الذي يعيش‬ ‫فيه المتقاعد والحالة االجتماعية والتعليم‪.‬‬ ‫واستخلصت الدراسة أن التقاعد أعطى‬ ‫الناس مزيدا من الوقت التباع نمط حياة‬ ‫صحي‪ ،‬وكانت التغيرات في نمط الحياة أكثر‬ ‫وضوحا في األشخاص الذين يتقاعدون بعد‬ ‫العمل بدوام كامل أو الذين كانوا ملتزمين‬ ‫بأعمال مرهقة أو تستغرق كثيرا من الوقت‪.‬‬ ‫ويأمل الدكتور دينج أن تشجع نتائج البحث‬ ‫الناس على التفكير بشكل إيجابي في التقاعد‪،‬‬ ‫وأن يتحول كل متقاعد إلى نموذج يعبر عن‬ ‫رسالة مهمة هي « أنا أستمتع بتقاعدي» ‪،‬‬ ‫وأعرب عن أمله في أن تساهم الدراسة في‬ ‫تحول مزيد من المتقاعدين إلى نمط حياة‬ ‫أكثر صحة األمر الذى يمنع أمراض القلب‬ ‫والشرايين والسكري‪ ،‬واعتبر الدكتور دينج‬ ‫أن التقاعد هو الوقت المناسب لألطباء كي‬ ‫يجروا أحاديثا مع مرضاهم عن أهمية‬ ‫إجراء تغييرات ايجابية في نمط الحياة وهو‬ ‫ما يجعلهم يعيشون بصحة أفضل‪.‬‬



‫ولنا لقاء‬ ‫شبيب بن محمد الدرمكي‬

‫مدير عام صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬

‫تقوم شبكات الضمان االجتماعي بدور‬ ‫محوري في تأمين الحياة المستقرة‬ ‫والحماية االجتماعية للمواطنين سواء في‬ ‫فترة الشيخوخة أو غيرها من الحاالت‬ ‫التي تسبب عجز االنسان عن العمل‬ ‫والكسب‪ ،‬وهناك أهداف رئيسية تسعى‬ ‫صناديق التقاعد وغيرها من مؤسسات‬ ‫الضمان االجتماعي إلى تحقيقها‪ ،‬وهي‬ ‫تأمين المواطنين من مخاطر الشيخوخة‬ ‫والعجز و الوفاة أو غير ذلك من المخاطر‬ ‫المحتملة‪ ،‬وتحقيق االستدامة لمؤسسات‬ ‫وصناديق التقاعد والمحافظة على أموال‬ ‫األجيال المقبلة‪.‬‬ ‫وتسعى السلطنة الى الوصول إلى موقع‬ ‫متقدم عالميا في إنشاء وتطوير نظام‬ ‫راسخ للحماية االجتماعية لمواطنيها‪،‬‬ ‫من خالل شمولية توفير الحياة الكريمة‬ ‫لشرائح واسعة منهم‪ ،‬وتعمل مؤسسات‬ ‫التقاعد والضمان االجتماعي لتأمين حياة‬ ‫كريمة خالل فترة التقاعد للمستفيدين‬ ‫من هذه المؤسسات الذين قدموا عطا ًء‬ ‫بال حدود لوطنهم طوال سنوات خدمتهم‬ ‫الوظيفية وكذلك كافة الورثة والمشمولين‬ ‫بمظلة التغطية التأمينية والتقاعدية‪.‬‬ ‫وتشهد دول العالم بشكل مستمر‬ ‫تطورا في مختلف المجاالت االقتصادية‬ ‫والعمرانية والحضرية وما يرافق ذلك‬ ‫من ارتفاع أعداد العاملين في مختلف‬ ‫‪٦٢‬‬

‫العدد الخامس‪ .‬يونيو ‪2017‬‬

‫نأمل ان تتكامل الجهود‬ ‫سعيا إلى ترسيخ ثقافة‬ ‫الضمان االجتماعي لدى‬ ‫كافة أفراد المجتمع حفاظا‬ ‫على مصالح المستفيدين‬ ‫في الحاضر والمستقبل‬ ‫و استدامة صناديق‬ ‫ومؤسسات التقاعد‬

‫القطاعات االقتصادية وبالتالي زيادة‬ ‫أعداد المتقاعدين المستفيدين وزيادة حجم‬ ‫االلتزامات لدى صناديق ومؤسسات‬ ‫التقاعد مقارنة بما لديها من موارد‪،‬‬ ‫ومن هنا تبرز بعض التحديات التي على‬ ‫مؤسسات وصناديق التقاعد دراستها‬ ‫وايجاد حلول لها في ضوء ما هو متوقع‬ ‫من متغيرات سكانية مستقبلية‪.‬‬ ‫ولمواجهة هذه التحديات هناك عمل‬ ‫دؤوب من قبل صناديق التقاعد للحفاظ‬

‫على مواردها وتنويع استثماراتها‪ ،‬وعلى‬ ‫الجانب اآلخر فإن وجود ثقافة للتقاعد‬ ‫والضمان االجتماعي لدى المواطنين‬ ‫يعتبر محورا أساسيا للوصول عبر جهد‬ ‫مجتمعي مشترك ومتكامل إلى ضمان‬ ‫االستدامة لصناديق ومؤسسات التقاعد‬ ‫ووضع أفضل الحلول التي تمكن هذه‬ ‫الكيانات المهمة من مواصلة أداء دورها‬ ‫االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬ ‫وفي إطار الجهود التوعوية يحرص‬ ‫الصندوق دائما على المساهمة الفعالة في‬ ‫هذه الجهود والتواصل مع المستفيدين‬ ‫وتوعيتهم بحقوقهم التقاعدية وذلك من‬ ‫خالل العديد من الوسائل التوعوية‪،‬‬ ‫كما يعمل الصندوق على التواصل مع‬ ‫بعض المؤسسات التعليمية إلدراج‬ ‫مفاهيم صحيحة للضمان االجتماعي‬ ‫ضمن المناهج الدراسية بمراحل التعليم‬ ‫المختلفة‪.‬‬ ‫ويسعدنا أن هناك جهودا مقدرة من‬ ‫مختلف الجهات المعنية ومن وسائل‬ ‫االعالم لزيادة الوعي في هذا الجانب‪،‬‬ ‫ونأمل ان تتزايد وتيرة هذه الجهود‪ ،‬وأن‬ ‫تتكامل سعيا إلى ترسيخ ثقافة الضمان‬ ‫االجتماعي لدى المستفيدين وكافة أفراد‬ ‫المجتمع حفاظا على مصالح المستفيدين‬ ‫في الحاضر والمستقبل وعلى استدامة‬ ‫وجود صناديق ومؤسسات التقاعد‪.‬‬


‫‪@csepf‬‬

‫‪civilpension‬‬

‫صندوق تقاعدموظفي الخدمة المدنية‬

‫‪www.civilpension.gov.om‬‬

‫‪@csepf‬‬

‫صندوق تقاعد الخدمة المدنية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.