Taqaad Issue 10

Page 1

‫العـــدد العاشـــر‬

‫نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫دوريــة متخصصــة فــي مجــال التقاعــد تصدر عن صندوق تـقاعـــد موظفي الخدمـــة المـــدنية‬

‫‪ 49‬عاما من النهضة املباركة‬

‫عمان تحتفل‪ ..‬والتنمية من أجل رفاه املواطن أبرز املنجزات‬



‫من أقوال القائد‬ ‫«ولقــد أكدنــا دائمــا يف شــى املناســبات أن اإلنســان هــو هــدف التنميــة وغايتهــا وأنــه يف ذات الوقــت‬

‫أداتهــا ووســيلتها وبقــدر مــا تكــون هــذه األداة فاعلــة ماهــرة تكــون قــادرة عــى تحقيق التنميــة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫فإننــا ندعــو دومــا إىل النهــوض باملــوارد البرشيــة وتطويــر قدراتهــا العلميــة ومهاراتهــا الفنيــة وخرباتهــا‬ ‫التقنيــة مــن خــال إيجــاد البيئــة املواتيــة لذلــك‪ ،‬وذلــك ملقابلــة حاجــة املجتمــع امللحــة وتوفــر الفــرص‬

‫الــي تمكــن هــذه املــوارد البرشيــة مــن اإلســهام بــكل طاقاتهــا يف مســرة النهضــة املباركــة الــي تشــهدها‬ ‫عمــان يف مختلــف مجــاالت الحيــاة‪».‬‬

‫من خطاب حرضة صاحب الجالة السلطان قابوس بن سعيد املعظم‪-‬حفظه الله ورعاه‪-‬‬ ‫بمناسبة االنعقاد السنوي ملجلس عُمان ‪ 4‬نوفمرب ‪2002‬م‬


‫االفتتاحية‬

‫نعمة األمان‬ ‫ومسرية النماء‬ ‫خالد بن عمر املرهون‬

‫وزير الخدمة املدنية‬ ‫نائب رئيس مجلس إدارة صندوق تقاعد موظفي الخدمة املدنية‬

‫يف الوقـت الـذي تحتفـل فيه بالدنـا الحبيبة‬ ‫بالعيـد الوطني التاسـع واألربعـن املجيد‪،‬‬ ‫ونحـن عـى أعتـاب االحتفـال باليوبيـل‬ ‫الذهبـي للنهضـة العامنيـة الحديثـة‬ ‫املباركة‪،‬نشـعر بعميـق اإلمتنـان للعنايـة‬ ‫السـامية الدامئـة التـي أوالهـا جاللـة‬ ‫السـلطان قابـوس بـن سـعيد املعظـم‬ ‫– حفظـه اللـه ورعـاه – لإلنسـان ال ُعـامين؛‬ ‫والـذي كان دامئًـا محـور التنميـة الشـاملة‪،‬‬ ‫وغايتهـا وصانعهـا‪.‬‬ ‫وعنـد الحديـث عـن اإلنسـان فإنـه مـن‬ ‫الصعـب أن نحـر كافـة اإلنجـازات‬ ‫املتعلقـة بهـذا الشـأن‪ ،‬والتـي تحققـت يف‬ ‫العهـد امليمـون لجاللته وشـملت الجميع‪،‬‬ ‫مبـا يف ذلـك املتقاعـدون وكافـة الفئـات‬ ‫املشـمولة مبظلـة الضـامن االجتامعـي‬ ‫والحاميـة االجتامعيـة‪.‬‬ ‫يف هـذا اإلطـار نتطـرق إىل إنجـاز‬ ‫حققتـه السـلطنة بالتعـاون املثمـر مـع‬ ‫دول مجلـس التعـاون لـدول الخليـج‬ ‫العربيـة‪ ،‬وهـو نظام مـد الحاميـة التأمينية‬ ‫ملواطنـي دول املجلـس العاملـن يف‬ ‫غـر دولهـم يف أي دولـة عضـو باملجلس‪،‬‬ ‫ونفخـر مبـا حققـه هـذا النظـام مـن نجـاح‬ ‫باهـر أصبـح مبوجبـه كل مواطـن مـن دول‬

‫املجلـس يعمـل بدولـة أخـرى يحصل عى‬ ‫تغطيـة تأمينيـة مسـاوية ملواطنـي دولته‪،‬‬ ‫والبـد مـن اإلشـارة إىل أن ذلـك قـد تحقـق‬ ‫بشـكل رسيـع رغـم قـر مـدة التطبيـق‪،‬‬ ‫حيـث بـدأ املـروع يف عـام ‪2006‬م بعـد‬ ‫أن كان أصحاب الجاللة والسـمو قادة دول‬ ‫املجلـس قـد أقـروه يف ديسـمرب ‪.2004‬‬ ‫إن هـذه الخطـوة كونهـا قـد حققـت‬ ‫النجـاح املطلـوب‪ ،‬تحمـل العديـد مـن‬ ‫الـدالالت واملعاين يف إطـار تأكيد الحقوق‬ ‫ً‬ ‫أوال‪ ،‬ويف لفـت االنتبـاه إىل التكامـل بـن‬ ‫دول املجلـس يف األهـداف واملقاصـد‬ ‫اإلنسـانية واالجتامعيـة التـي تخـدم‬ ‫شـعوب دول املجلـس مبـا يعـزز الجوانب‬ ‫االجتامعيـة ويحقـق بيئـة عمل أكـر فاعلية‬ ‫ويسـاهم بشكل عام يف التنمية الشاملة‬ ‫واملسـتدامة‪.‬‬ ‫وال بد من اإلشـادة بجهود دول املجلس‬ ‫عـرب األجهـزة املختصـة‪ ،‬يف هـذا النظـام‬ ‫الحيـوي‪ ،‬والحـرص عـى تطويـر التجربـة‬ ‫باملناقشـات والحـوارات التـي تتـم بشـكل‬ ‫دوري‪ ،‬عـرب االجتامعـات التـي تسـتضيفها‬ ‫دول املجلس‪ ,‬حيث استضافت السلطنة‬ ‫عـدة اجتامعـات خـالل العـام الجـاري‪ ،‬تـم‬ ‫خاللهـا التأكيد عـى أهمية تطوير التطبيق‬

‫عـرب إعـداد الدراسـات الالزمة لذلـك وكذلك‬ ‫العمـل عـى تسـجيل الحـاالت املسـتوفاة‬ ‫لـروط التسـجيل والتنسـيق املبـارش‬ ‫مـع الجهـات املختصـة داخـل كل دولـة‬ ‫لحـر مواطنـي دول املجلـس العاملـن‬ ‫يف تلـك الدولـة‪ ،‬إضافـة إىل العمـل عـى‬ ‫تنفيـذ بعـض املبـادرات املتعلقـة بتطوير‬ ‫قـدرات الكـوادر العاملـة يف هـذا املجـال‬ ‫لخدمـة املوظفـن مـن القطاعـن العـام‬ ‫والخـاص‪.‬‬ ‫إننـا نعيـش يف عـر الرسعـة والتطـور‬ ‫اإللكـروين‪ ،‬وهـذا يتطلـب منـا أن نلقـي‬ ‫الضـوء عـى املشـاريع املنجـزة وابرزهـا‬ ‫الربـط اإللكـروين ملنظومـة مـد الحاميـة‬ ‫التأمينيـة‪ ،‬لتحقيـق التواصـل بـن األجهـزة‬ ‫املختصـة‪ ،‬ومبـا ينعكـس عـى اإلجـادة‬ ‫وتعزيـز آليـات العمـل وترسيـع إجـراءات‬ ‫تطبيـق النظـام املوحـد‪.‬‬ ‫ويف الختـام نجـدد التهـاين لقائـد البـالد‬ ‫املفـدى ‪-‬حفظـه اللـه ورعـاه‪ -‬والشـعب‬ ‫العـامين مبناسـبة أفـراح العيـد الوطنـي‬ ‫املجيـد‪ ،‬ونشـكر اللـه عـى نعمـة األمـان‬ ‫والسـالم واالسـتقرار‪ ،‬التـي هيـأت البـالد‬ ‫للمـي يف مسـرة النـامء والتنميـة‪ ،‬وكل‬ ‫عـام والجميـع بخـر‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪٦‬‬

‫املوافقة عى ربط أنظمة التقاعد املدين‬ ‫والتأمينات االجتماعية بدول املجلس‬ ‫عرب الشبكة الخليجية اإللكرتونية‬

‫‪١0‬‬

‫المشرف العام‬

‫خالد بن عمر المرهون‬ ‫وزير الخدمة المدنية‬

‫نائب رئيس مجلس إدارة صندوق تقاعد‬

‫النظام اإللكرتوين للتقاعد يدخل‬

‫موظفي الخدمة المدنية‬

‫مرحلة التشغيل املتوازي‬

‫رئيس التحرير‬

‫شبيب بن محمد الدرمكي‬

‫المدير العام لصندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة المدنية‬ ‫مدير التحرير‬

‫راشد بن سعيد الربيعي‬

‫مدير دائرة اإلعالم والتوعية‬

‫‪١٤‬‬ ‫جلسة حوارية حول دوائر املراجعني‪:‬‬ ‫التحرير‬

‫املهام واألدوار واملستقبل‬

‫أمل رجب‬ ‫رئيسة قسم تطوير األعمال التجارية‬

‫فاطمة الغيالني‬

‫قسم تطوير األعمال التجارية‬

‫عبدالعزيز الشكيلي‬ ‫بريم فرجس‬ ‫كارين جان ستيفين‬

‫التصميم و اإلخراج الفني‬

‫علي عبدالعزيز الجاويش‬

‫‪2٨‬‬

‫رئيس قسم احتساب الحقوق‪:‬‬

‫تقديم أفضل املمارسات يف العمل‬ ‫ينعكس إيجابًا عىل جودة املعامالت‬ ‫وإنجازها يف زمن قيايس‬

‫‪٣2‬‬ ‫رسالة دكتوراة حول سياسات‬

‫وتوجهات االدخار لدى املجتمع‬

‫العماين‬ ‫مقاالت‬

‫‪ .٣١‬قبيل وبعد التقاعد‬ ‫د‪ .‬صاح بن راشد الغرييب‬ ‫‪ .٣٨‬القانون والورثة املستحقون للمعاش‬ ‫عبدامللك بن سيف الدغييش‬ ‫‪ .42‬التطور الترشيعي يحنس بيئة االستثمار ويدعم دور القطاع‬ ‫الخاص يف التنمية‬ ‫نادر بن نارص الرواحي‬


‫ميثاق خدمة املراجعني‬

‫أخبــــــار‬

‫تصوير صالح الرشجي‬

‫عـرات اآلالف مـن العاملـة الوطنيـة‬ ‫ً‬ ‫فضـال عـن تبـادل‬ ‫مـن أبنـاء دول املجلـس‬ ‫الخـربات‪.‬‬ ‫وأضـاف معاليـه أن أنظمـة التقاعـد‬ ‫والتأمينـات االجتامعيـة تعـد مـن أهـم‬ ‫ضامنـات األمـن االجتامعـي ملـا توفـره‬ ‫مـن حيـاة كرميـة آمنـة ومسـتقرة لكافـة‬ ‫أفـراد املجتمـع وتشـهد هـذه األنظمـة‬ ‫تحديـات عديـدة ينبغـي أن تتكاتـف الجهود‬ ‫إليجـاد حلـول لها‪ ،‬ليك تظل املؤسسـات‬ ‫قـادرة عـى الوفـاء بالتزاماتهـا املاليـة تجاه‬ ‫املسـتفيدين وتحقق الهدف األسمى من‬ ‫وجودهـا وهـو تحقيـق الرفـاه االجتامعـي‪،‬‬ ‫را معاليـه إىل أن هـذا االجتـامع يعـد‬ ‫مشـ ً‬ ‫فرصة سانحة لتبادل الخربات واالستفادة‬ ‫مـن التجـارب العامليـة‪.‬‬ ‫وألقـى سـعادة خليفة بن سـعيد العربي‬ ‫األمـن املسـاعد للشـؤون االقتصاديـة‬ ‫والتنمويـة مبجلـس التعـاون لـدول الخليج‬ ‫العربيـة كلمة وضح فيهـا أن هذا االجتامع‬ ‫ً‬ ‫اسـتكامال ملـا تـم إنجـازه واقـراره من‬ ‫يـأيت‬ ‫مشـاريع عمل مشـركة خالل االجتامعات‬ ‫السـابقة‪ ،‬متطل ًعـا للمـي قدمـا نحـو‬

‫خليفة العربي‪:‬‬

‫‪ 19025‬مواط ًنا‬ ‫من دول املجلس‬ ‫مسجلون بنظام مد‬ ‫الحماية التأمينية‬

‫تحقيـق األهـداف والتوجيهـات ألصحـاب‬ ‫الجاللـة والسـمو قـادة دول املجلـس‬ ‫الراميـة إىل توفـر أقـى األمـان يف‬ ‫التأمـن االجتامعـي واطمئنـان مواطنـي‬ ‫دول املجلـس والعمـل عـى تطويـر‬ ‫الخدمـات واألنظمـة يف مجـال التقاعـد‬ ‫املـدين والتأمينـات االجتامعيـة يف دول‬ ‫املجلـس منوهًـا اىل أن عـدد مواطنـي‬ ‫دول مجلـس التعـاون يف الـدول األعضـاء‬ ‫األخـرى املسـتفيدين واملسـجلن يف‬

‫النظـام حتـى الربـع الثـاين مـن العـام‬ ‫الجـاري ‪2019‬م بلـغ (‪ )19025‬مواط ًنـا‬ ‫منهـم (‪ )12099‬يف القطـاع الحكومـي‬ ‫و(‪ )6926‬يف القطـاع الخـاص‪.‬‬ ‫ويف كلمتـه قـال شـبيب بـن محمـد‬ ‫الدرمـيك مديـر عـام صنـدوق تقاعـد‬ ‫موظفـي الخدمـة املدنيـة إن اجتـامع‬ ‫هـذا العـام ينعقـد تحـت شـعار (حاميـة)‬ ‫يف داللـة واضحـة عـى األهميـة الكبـرة‬ ‫ألنظمـة الحاميـة والضـامن االجتامعـي‬ ‫وتأكيـدًا عـى االلتـزام املسـتمر مـن‬ ‫قبـل كافـة الجهـات املعنيـة يف دول‬ ‫املجلـس بتوفـر حيـاة كرميـة ملواطنيها‬ ‫واالهتـامم بالبعـد االجتامعـي كأولويـة‬ ‫يف جميـع الخطـط التنمويـة‪ ،‬مشـرا‬ ‫إىل أن جـدول أعـامل االجتـامع يحفـل‬ ‫بالكثـر مـن البنـود املهمة التي تسـتكمل‬ ‫وتتابـع تنفيـذ مختلـف القـرارات التـي‬ ‫تـم اتخاذهـا خـالل االجتامعـات السـابقة‬ ‫وتسـتهدف تعزيـز العمـل املشـرك عـرب‬ ‫التعـاون البنـاء بن األجهزة واملؤسسـات‬ ‫املعنيـة يف دول املجلـس ومـن ضمنهـا‬ ‫نتائـج اجتامعـات اللجنـة الفنيـة واتخـاذ‬ ‫‪7‬‬


‫أخبــــــار‬

‫خالل اجتماع استضافت ُه السلطنة ممثلة يف صندوق التقاعد تحت عنوان‬ ‫ٍ‬

‫املوافقة عى ربط أنظمة التقاعد املدين والتأمينات االجتماعية‬ ‫بدول املجلس عرب الشبكة الخليجية اإللكرتونية‬

‫أقـر اجتـامع لجنـة رؤسـاء أجهـزة التقاعـد‬ ‫املـدين والتأمينـات االجتامعيـة بـدول‬ ‫مجلـس التعـاون لـدول الخليـج العربيـة‬ ‫خطـة عمـل اللجنـة‪ ،‬وتـم تكليـف اللجنـة‬ ‫الفنيـة واألمانـة العامـة مبتابعـة تنفيذهـا‪،‬‬ ‫كـام متـت املوافقـة عـى قيـام أجهـزة‬ ‫التقاعـد املـدين والتأمينـات االجتامعيـة‬ ‫بالعمـل عـى ربـط أنظمتهـا عـرب الشـبكة‬ ‫الخليجيـة اإللكرونيـة بالتنسـيق مـع‬ ‫األجهـزة أو الهيئـات املختصـة بنظـم‬ ‫وتقنيـة املعلومـات املختصـة يف الـدول‬ ‫األعضـاء باملجلـس‪ ،‬واسـتمرار إعـداد‬ ‫دراسـة تقييـم وبحـث آليـات تطويـر‬ ‫النظـام املوحـد ملـد الحاميـة التأمينيـة‬ ‫للعاملـن بدول املجلس‪ ،‬وقيـام األجهزة‬ ‫بالتنسـيق فيام بينها للعمل عى تسجيل‬ ‫الحـاالت املسـتوفاة رشوط التسـجيل‬ ‫والتنسيق املبارش مع الجهات املختصة‬ ‫داخـل كل دولـة لحـر مواطنـي دول‬ ‫مجلـس التعـاون العاملن يف تلـك الدولة‬ ‫واتخـاذ اإلجـراءات الالزمـة لتسـجيلهم يف‬ ‫النظـام املوحـد‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫خالد املرهون‪:‬‬

‫أنظمة التقاعد‬ ‫والتأمينات االجتماعية‬ ‫من أهم ضمانات األمن‬ ‫االجتماعي‬

‫جـاء ذلـك خـالل االجتـامع الثامـن عر‬ ‫للجنـة رؤسـاء أجهـزة التقاعـد املـدين‬ ‫والتأمينـات االجتامعيـة بـدول مجلـس‬ ‫التعـاون لـدول الخليـج العربيـة الـذي‬ ‫اسـتضافته السـلطنة ممثلة يف صندوق‬ ‫تقاعـد موظفـي الخدمـة املدنيـة بدايـة‬ ‫أكتوبـر املـايض‪.‬‬ ‫رعـى حفـل افتتـاح االجتـامع معـايل‬ ‫الشـيخ خالـد بـن عمـر بـن سـعيد املرهون‬

‫وزيـر الخدمـة املدنية نائـب رئيس مجلس‬ ‫إدارة صنـدوق تقاعـد موظفـي الخدمـة‬ ‫املدنيـة‪ ،‬الـذي أكـد يف كلمتـه أن هـذا‬ ‫االجتـامع يـأيت وقـد تحقـق ألبنـاء مجلـس‬ ‫التعـاون العديد مـن اإلنجازات يف مختلف‬ ‫املجـاالت أهمهـا النظـام املوحـد ملـد‬ ‫الحاميـة التأمينيـة ملواطنـي دول مجلـس‬ ‫التعـاون لـدول الخليـج العربيـة العاملـن‬ ‫يف غـر دولهـم يف أي دولـة عضـو يف‬ ‫املجلس و أقره أصحاب الجاللة والسـمو‬ ‫قـادة دول مجلـس التعـاون‪ -‬حفظهـم‬ ‫اللـه‪ -‬يف قمتهـم الخامسـة والعريـن‬ ‫التـي ُعقـدت باملنامـة يف شـهر ديسـمرب‬ ‫مـن العـام ‪ ،2004‬وهـو مـا يؤكـد رؤيتهـم‬ ‫الثاقبـة لتحقيـق األمـان االجتامعـي ألبنـاء‬ ‫دول املجلـس مـام أدى إىل توفـر‬ ‫االستقرار الوظيفي والطأمنينة ملواطني‬ ‫دول املجلـس عـرب التمتـع بكافـة حقـوق‬ ‫ومزايـا التريـع الوطنـي للتقاعـد املـدين‬ ‫والتأمينـات االجتامعيـة يف دولهـم أثنـاء‬ ‫عملهـم بـدول املجلـس األخـرى كـام‬ ‫سـاهم النظـام يف تسـهيل انتقـال‬


‫أخبــــــار‬

‫تريك الخاطر‪:‬‬

‫مشعل العثمان‪:‬‬

‫إقرار بنود مهمة مثل‬ ‫العمل عىل الربط‬ ‫اإللكرتوين بني أنظمة‬ ‫التقاعد والتأمينات‬ ‫االجتماعية‬

‫االجتماع توصل إىل‬ ‫قرارات مهمة من‬ ‫ضمنها االستمرار يف‬ ‫دراسة تطوير نظام مد‬ ‫الحماية التأمينية‬

‫ويف تريحـات صحفيـة عـى هامـش‬ ‫االجتـامع قـال معـايل سـليامن بـن عبـد‬ ‫الرحمـن القويـز محافـظ املؤسسـة‬ ‫العامـة للتأمينـات االجتامعيـة باململكـة‬ ‫العربيـة السـعودية إن االجتـامع يـأيت يف‬ ‫إطـار التعـاون املثمـر مـن أجـل التطويـر‬ ‫املسـتمر ملظلـة التقاعـد والتأمينـات‬ ‫االجتامعيـة يف دول املجلـس‪ ،‬واعتـرب‬ ‫معاليـه أن هـذه االجتامعـات تلعـب دورا‬ ‫أساسـيا يف التواصـل والتنسـيق بـن‬ ‫دول املجلـس‪ ،‬ومـن جانـب آخـر هنـاك‬ ‫اهتـامم كبـر بالتواصـل مـع املنظـامت‬

‫العامليـة خاصة الجمعيـة الدولية للضامن‬ ‫االجتامعـي "االيسـا" لالطـالع عـى أفضـل‬ ‫املامرسـات يف مجال التقاعد والتأمينات‬ ‫االجتامعيـة وتوطينهـا يف دول املجلـس‪،‬‬ ‫مشـرا إىل أنـه مـن بـن البنـود التـي كانـت‬ ‫مدرجـة عـى جـدول االجتـامع مناقشـة‬ ‫تقريـر فريـق عمـل االتصـال الدويل بشـأن‬ ‫االسـتفادة مـن الخربات والبحـوث الدولية‬ ‫يف مجـال التقاعد والتأمينـات االجتامعية‪.‬‬ ‫ومـن جانبـه مثـن سـعادة تـريك بـن‬ ‫محمـد الخاطـر رئيـس الهيئـة العامـة‬ ‫للتقاعـد والتأمينـات االجتامعيـة بدولـة‬

‫قطـر مـا أسـفر عنـه االجتـامع مـن إقـرار‬ ‫العديـد مـن البنـود املهمـة منهـا خطـة‬ ‫عمـل لجنـة رؤسـاء أجهـزة التقاعـد املـدين‬ ‫والتأمينـات االجتامعيـة والعمـل عـى‬ ‫الربـط اإللكـروين بـن أنظمـة أجهـزة‬ ‫التقاعـد املـدين والتأمينـات االجتامعيـة‬ ‫عـرب الشـبكة الخليجيـة اإللكرونيـة‪،‬‬ ‫كـام أكـد سـعادته عـى أهميـة العمـل‬ ‫املشـرك بـن دول املجلـس ودور هـذه‬ ‫االجتامعـات التـي تعقـد دوريـا كل عـام‬ ‫يف تنسـيق السياسـات الخاصـة بالحامية‬ ‫االجتامعيـة بـن دول املجلـس‪ ،‬كـام يتـاح‬ ‫للـدول األعضـاء يف املجلس االطالع عى‬ ‫تجـارب العمـل يف الـدول األخـرى‪.‬‬ ‫وقـال مشـعل عبدالعزيـز العثـامن مديـر‬ ‫املؤسسـة العامـة للتأمينـات االجتامعيـة‬ ‫بدولـة الكويـت أن االجتـامع اسـتعرض‬ ‫البنـود الـواردة يف التقريـر السـنوي للجنـة‬ ‫الفنيـة ألجهـزة التقاعـد املـدين والتأمينات‬ ‫االجتامعية مبجلس التعـاون لدول الخليج‬ ‫العربيـة وقـد توصـل إىل قـرارات مهمـة‬ ‫منهـا مـا يتعلـق بإقـرار خطـة عمـل لجنـة‬ ‫رؤسـاء أجهـزة التقاعـد املـدين والتأمينات‬ ‫االجتامعية واالسـتمرار يف دراسـة تطوير‬ ‫نظـام مـد الحاميـة التأمينيـة‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫أخبــــــار‬

‫القـرارات والتوصيـات املناسـبة يف‬ ‫عـدد مـن الجوانـب واملوضوعـات منهـا‬ ‫تطـورات تطبيـق النظـام املوحـد ملـد‬ ‫الحاميـة التأمينيـة والتوصيـة الخاصـة‬ ‫بإعـداد دراسـة عامـة لتقييـم النظـام‬ ‫وبحـث آليـات تطويـره إىل جانـب عـرض‬ ‫اإلجـراءات امللزمـة ألصحـاب العمـل‬ ‫بسـداد االشـراكات وتوحيـد تفاصيـل‬ ‫قامئـة الحسـابات املرسـلة ألصحـاب‬ ‫األعـامل والتقاريـر املتعلقـة بتحصيـل‬ ‫االشـراكات ونتائـج فريـق العمـل‬ ‫املكلـف بإيجـاد آليـة للربـط اإللكـروين‬ ‫بـن األجهـزة مبـا يكفـل تسـهيل وترسيـع‬ ‫إجـراءات تطبيـق النظـام املوحـد‪،‬‬ ‫واالطـالع عـى املـؤرشات اإلحصائيـة‬ ‫الخاصـة بأعـداد املؤمـن عليهـم مـن‬ ‫مواطنـي دول مجلـس التعـاون العاملـن‬ ‫بالدولـة مقـر العمـل‪ ،‬والحملـة اإلعالميـة‬ ‫املرئيـة املوحـدة للتوعيـة بأحـكام نظـام‬ ‫مـد الحاميـة التأمينيـة‪ ،‬والتوصيـات‬ ‫الخاصـة بدراسـة تطويـر أنظمـة التقاعـد‬ ‫املـدين والتأمينـات االجتامعيـة‪ ،‬وتفعيـل‬ ‫الربـط اإللكـروين بـن أجهـزة التقاعـد‬ ‫املـدين والتأمينـات االجتامعيـة يف دول‬ ‫‪8‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫شبيب الدرميك‪:‬‬

‫سليمان القويز‪:‬‬

‫املجلـس‪ ،‬وغـر ذلـك مـن جوانـب العمل‬ ‫املشـرك بـن أجهـزة التقاعـد والتأمينات‬ ‫يف دول املجلـس‪.‬‬ ‫وأكـد أن النظـام املوحـد ملـد الحاميـة‬ ‫التأمينيـة ملواطنـي دول مجلـس التعـاون‬ ‫لـدول الخليـج العربيـة العاملـن يف غـر‬ ‫دولهـم يف أي دولـة عضـو يف املجلـس‬ ‫أصبـح منوذجـا يُحتـذي بـه لنجـاح التعـاون‬ ‫املشرك‪ ،‬ومازال هناك الكثر من الجهد‬ ‫املطلـوب لتطوير هذا النظـام والتعامل‬ ‫مـع مـا يواجهـه مـن تحديـات مثـل إعـداد‬

‫قواعـد بيانـات دقيقة بأعداد املسـتهدفن‬ ‫من هذا النظام والتوعية اإلعالمية الالزمة‬ ‫عـرب مختلـف وسـائل اإلعـالم لتوعيـة‬ ‫املواطـن الخليجـي والعاملـن وأصحـاب‬ ‫األعـامل بأهميـة وأحـكام التأمينـات‬ ‫االجتامعيـة‪ ،‬وأشـار إىل أن أنظمـة التقاعـد‬ ‫بشـكل عـام تواجـه تحديـات أخـرى أهمهـا‬ ‫العوامـل الدميوغرافيـة التـي تنتـج عنهـا‬ ‫متغـرات مهمـة البـد مـن وضعهـا يف‬ ‫االعتبـار لضـامن اسـتدامة أنظمـة التقاعد‬ ‫ألجيـال املسـتقبل‪.‬‬

‫التواصل والتنسيق‬ ‫شعار االجتماع‬ ‫‪..‬‬ ‫بني دول املجلس‬ ‫يؤكد عىل التزام مستمر‬ ‫بتوفري حياة كريمة ملواطين يساهم يف التطوير‬ ‫املستمر ملظلة التقاعد‬ ‫دول املجلس واالهتمام‬ ‫والتأمينات االجتماعية‬ ‫بالبعد االجتماعي‬


‫ميثاق خدمة املراجعني‬

‫متابعات‬

‫تصوير‪ :‬شمسة الحارثية‬

‫الجديـد‪ ،‬ويف حالـة قبـول النظـام الجديد‪،‬‬ ‫يتوقـف النظـام القائم عـن العمل‪ ،‬ويحل‬ ‫الجديـد محلـه‪.‬‬ ‫وأشـار إىل أن نظام التقاعد إنجاز مهم‬ ‫نظـرا للتعقيـد والتشـابك الـذي تتسـم‬ ‫بـه مختلـف جوانـب التقاعـد مـن حيـث‬ ‫األنظمـة واملسـتحقات التـي متتـد بدايـة‬ ‫من حياة املتقاعد وحتى ورثته ويف بعض‬ ‫الحـاالت هنـاك احتيـاج للجـوء للنظـام‬ ‫القضـايئ من حيث النفقـة أو إعالم الورثة‬ ‫عـى سـبيل املثال‪ ،‬كام أن نظـام التقاعد‬ ‫بـه عـدة مكونـات أولهـا احتسـاب الحقـوق‬ ‫وتحديـد نوعهـا فهـل هـي مكافـاة أم‬ ‫معـاش أم االثنـان معـا‪ .‬وميكـن للنظـام‬ ‫التعامـل مـع كافـة الجوانـب واحتسـاب‬ ‫املسـتحقات إلكرونيـا وضـامن حصـول‬ ‫املتقاعـد أو ورثتـه املسـتحقن عـى‬ ‫حقوقهـم كاملـة‪ ،‬وبالطبـع فـإن عمليـة‬ ‫االحتسـاب تتـم وفقـا لعـدة قوانـن البـد‬ ‫مـن أخذهـا يف االعتبـار‪ ،‬وأيضـا توزيـع‬ ‫االنصبـة بـن الورثـة‪ ،‬ويتضمـن النظـام‬ ‫معامـالت انتهـاء الخدمـة ومصاريـف‬ ‫الجنـازة والعـزاء والوقائـع أو األحـداث يف‬

‫عبد الله العاقور‪:‬‬

‫النظام يتضمن بيانات‬ ‫ضخمة لنحو ‪ 52‬ألف‬ ‫مستفيد‬

‫أن التشغيل املتوازي هو‬ ‫إحدى الطرق املستخدمة‬ ‫أثناء مرحلة التغيري‬ ‫واالنتقال من نظام قائم‬ ‫إىل نظام جديد‬

‫السـجل املـدين أي متغـرات الـزواج‬ ‫والطـالق وعملية حر الورثـة‪ ،‬وغر ذلك‬ ‫مـن جوانـب التقاعـد‪.‬‬ ‫وأضاف أن أهم التحديات التي واجهت‬ ‫العمـل يف املـروع هـي تغيـر هيكلـة‬ ‫العمليـات‪ ،‬والربـط بالرقم املـدين‪ ،‬ونقل‬ ‫البيانـات مـن النظام السـابق وتشـغيلها‪،‬‬ ‫واالرتبـاط مـع األنظمة األخـرى‪ ،‬والقوانن‬ ‫واألنظمـة‪ ،‬واالسـتثناءات يف القوانـن‪،‬‬ ‫وعـدم إمكانيـة االسـتفادة مـن كافـة‬ ‫البيانـات إلكرونيـا‪.‬‬ ‫ووضـح أن العمليـات اليوميـة الخاصـة‬ ‫بامللـف التقاعـدي كانت تتم سـابقا يدويا‬ ‫وورقيـا‪ ،‬ورمبـا تسـتغرق نحـو ‪ 10‬دقائـق‬ ‫يف املتوسـط‪ ،‬اآلن هنـاك انخفـاض‬ ‫كبـر يف وقـت اإلنجـاز وتتـم العمليـة يف‬ ‫ثـوان معـدودة وال تتطلـب إحضـار امللف‬ ‫الورقـي‪ ،‬والنظـام مينع أيضـا أي ازدواجية‬ ‫للـرف يف جميـع الحـاالت‪ ،‬وهـو مـا‬ ‫يعنـي أن النظـام يحقـق للمسـتفيدين‬ ‫مـن خدمـات الصنـدوق رسعـة وسـهولة‬ ‫إنهـاء املعامـالت وضـامن حقـوق كافـة‬ ‫املسـتحقن ألن البيانـات تعتمـد عـى‬ ‫‪11‬‬


‫متابعات‬

‫من املتوقع تدشينه العام املقبل‬

‫النظام اإللكرتوين للتقاعد يدخل‬ ‫مرحلة التشغيل املتوازي‬ ‫دخـل العمـل يف مـروع تطويـر النظـام اإللكـرتوين إلدارة االشـرتاكات والتقاعـد إىل مرحلـة جديـدة مـع اكتمـال املرحلـة الثانية‬ ‫مـن املـروع والخاصـة بنظـام التقاعـد وبـدء التشـغيل املتـوازي اسـتعدادا لتدشـني النظـام اإللكـرتوين للتقاعـد خـالل العـام‬ ‫املقبـل‪ ،‬ويـأيت مـروع تطويـر النظـام اإللكـرتوين إلدارة االشـرتاكات والتقاعـد‪ ،‬الـذي ينفـذه صنـدوق تقاعـد موظفـي الخدمـة‬ ‫املدنيـة‪ ،‬يف إطـار اسـتكمال البنيـة املعلوماتيـة التحتيـة بمـا يتيـح توفـري قواعـد بيانـات إلكرتونيـة شـاملة للخدمـات تحقـق‬ ‫سـهولة ورسعـة يف انجـاز الخدمـات‪.‬‬ ‫ووضـح مديـر املـروع عبد الله بـن أحمد‬ ‫العاقـور خبـر تطويـر تقنيـة املعلومـات‬ ‫بصنـدوق تقاعـد موظفي الخدمـة املدنية‬ ‫أن العمـل يف مـروع تطويـر النظـام‬ ‫اإللكـروين إلدارة االشـراكات والتقاعـد‬ ‫بـدأ منـذ نحـو ‪ 3‬سـنوات‪ ،‬ويف عـام ‪2017‬‬ ‫تـم بالفعـل تدشـن أول مرحلـة وهـي‬ ‫االشـراكات وتشـمل نظام االشـراكات‬ ‫التـي يتـم تحصيلهـا مـن موظفـي قطـاع‬ ‫الخدمـة املدنيـة الخاضعـن لقانـون‬ ‫املعاشـات‪ ،‬ومـن املقـرر أن يتـم خـالل‬ ‫العـام املقبـل تدشـن املرحلـة الثانيـة‬ ‫مـن املـروع والتـي تخـص التقاعـد‬ ‫وتشـمل مختلـف جوانـب ومعامـالت‬ ‫املعـاش التقاعـدي‪ ،‬ثم ييل ذلك تدشـن‬ ‫املرحلـة الثالثـة واألخـرة مـن املـروع‬ ‫وهـي النظـام املـايل الـذي يجمـع كافـة‬ ‫البيانـات مبـا يعكـس جميـع اإليـرادات‬ ‫واملروفـات وتسـتهدف هـذه املرحلـة‬ ‫تحقيـق ربـط ذي اتجاهـن بـن نظـام‬ ‫املقبوضـات واملدفوعـات ونظـام إدارة‬ ‫االشـراكات والتقاعـد‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫حلقات تدريبية ملديري‬ ‫الدوائر يف املحافظات‬ ‫لتعريفهم بالنظام‬ ‫ومتطلباته‬

‫تستهدف هذه املرحلة‬ ‫تحقيق ربط ذي اتجاهني‬ ‫بني نظام املقبوضات‬ ‫واملدفوعات ونظام إدارة‬ ‫االشرتاكات والتقاعد‬

‫وأضـاف أن املكونات الرئيسـية لنظام‬ ‫التقاعـد هـي العمليـات الرئيسـة‪ ،‬ونقـل‬ ‫البيانات السـابقة وسـجالت املتقاعدين‪،‬‬ ‫واسـتالم‬ ‫واألنظمـة‪،‬‬ ‫والقوانـن‬ ‫البيانـات إلكرونيـا‪ ،‬وعمليـات الـرف‬ ‫الشـهري‪ ،‬واحتسـاب الحقـوق وإعـادة‬ ‫توزيـع املعـاش‪ ،‬وتسـجيل املتغـرات‪،‬‬ ‫واملتابعـة‪ ،‬والتقاريـر‪ ،‬وقـد اكتمـل العمـل‬ ‫يف مرحلـة نظـام التقاعـد وبـدأ النظـام‬ ‫تجريبيـا يف أغسـطس املـايض عـرب‬ ‫مرحلة "التشـغيل املتوازي"‪ ،‬وتسـتهدف‬ ‫مطابقـة البيانـات مـا بـن النظـام القديم‬ ‫والنظـام الجديـد‪ ،‬حيـث يتضمـن النظـام‬ ‫الجديـد بيانـات ضخمـة لنحـو ‪ 52‬ألـف‬ ‫مسـتفيد‪ ،‬موضحا أن التشـغيل املتوازي‬ ‫هـو إحـدى الطـرق املسـتخدمة أثنـاء‬ ‫مرحلـة التغيـر واالنتقـال من نظـام قائم‬ ‫إىل نظـام جديـد‪ .‬وخـالل التغيـر‪ ،‬يعمـل‬ ‫النظـام الجديـد والنظـام القائـم جنبا إىل‬ ‫جنـب‪ ،‬وإلدخـال نفـس البيانـات وإجـراء‬ ‫عمليـات املعالجـة نفسـها‪ ،‬تتـم مقارنـة‬ ‫مخرجاتهـا وإثبـات موثوقيـة النظـام‬


‫النظام اإللكرتوين للتقاعد‬ ‫يمكن للنظام التعامل مع كافة جوانب عملية التقاعد‬ ‫واحتساب املستحقات إلكرتونيا وضمان حصول‬ ‫املتقاعد أو ورثته املستحقني عىل حقوقهم كاملة‬ ‫النظام حاليا يف مرحلة التشغيل املتوازي ومن املتوقع‬ ‫تدشينه خالل العام املقبل‪ ،‬وهو يعد املرحلة الثانية من‬ ‫النظام اإللكرتوين املتكامل إلدارة االشرتاكات والتقاعد‬

‫العمليات الرئيسة‬

‫‪2‬‬

‫‪٣‬‬

‫‪4‬‬

‫‪١‬‬

‫السابقة‬

‫القوانني‬

‫استامالبيانات‬

‫عمليات الرصف‬

‫وسجات‬

‫واألنظمة‬

‫إلكرتونيا‬

‫الشهري‬

‫نقل البيانات‬

‫املتقاعدين‬

‫‪5‬‬

‫‪٦‬‬

‫احتساب‬

‫تسجيل املتغرات‬

‫الحقوق وإعادة‬

‫‪ -‬املتابعة –‬

‫توزيع املعاش‬

‫التقارير‬

‫أهم التحديات‬

‫‪١‬‬

‫‪2‬‬

‫تغير هيكلة‬

‫الربط بالرقم‬

‫العمليات‬

‫املدين‬

‫‪٣‬‬

‫نقل البيانات‬ ‫من النظام‬ ‫السابق‬

‫‪4‬‬

‫االرتباط مع‬ ‫األنظمة األخرى‬

‫‪5‬‬

‫‪٦‬‬

‫القوانني‬

‫التغيرات يف‬

‫واألنظمة‬

‫القوانني‬

‫‪٧‬‬

‫عدم إمكانية‬ ‫االستفادة من‬ ‫كافة البيانات‬ ‫إلكرتونيا‬

‫وتشغيلها‬

‫صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬

‫‪www.civilpension.gov.om‬‬


‫متابعات‬

‫إعـالم الورثـة وبيانـات السـجل املـدين‬ ‫يف الوقـت نفسـه وهنـاك أيضـا ربـط‬ ‫مـع الهيئـة العامـة للتأمينـات االجتامعيـة‬ ‫للتأكـد مـن حـاالت املوظفـن بالقطـاع‬ ‫الخـاص‪ ،‬ومـن جانـب آخـر يحقـق النظـام‬ ‫اإللكـروين للحكومـة رقابـة دقيقـة عـى‬ ‫حـاالت الـرف حفاظا عى املـال العام‪.‬‬ ‫ووضـح أن التحـول اإللكـروين‬ ‫للخدمـات يـأيت يف إطـار السـعي نحـو‬ ‫التطويـر املسـتمر‪ ،‬ويتـم حاليـا تقديـم‬ ‫خدمـات كثـرة للمسـتفيدين عـرب البوابـة‬ ‫االلكرونيـة لصنـدوق تقاعـد موظفـي‬ ‫الخدمـة املدنيـة "تقاعـد"‪ ،‬ويف الوقـت‬ ‫نفسـه هنـاك حـرص كبـر عـى ترسيـع‬ ‫االجـراءات بحيـث تصـل املسـتحقات يف‬ ‫التوقيـت املناسـب للمسـتفيدين نظـرا‬ ‫ألنهـا فئـات تعتمـد عى الدخـل التقاعدي‪،‬‬ ‫والنظـام اإللكـروين الجديـد يسـتهدف‬ ‫توفر طريقة تقنية سـهلة وتتسـم بالدقة‬ ‫العاليـة إلنهـاء معامـالت املسـتفيدين‬ ‫برسعـة‪.‬‬ ‫وأشـار عبـد اللـه العاقـور إىل أن‬ ‫األنظمـة اإللكرونيـة تتطلـب إعـداد‬ ‫الجميـع للمشـاركة وهذا هـو ضامن نجاح‬ ‫النظـام وهـو ميثـل توزيعـا للصالحيـات‬ ‫‪12‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫األنظمة اإللكرتونية‬ ‫تتطلب إعداد الجميع‬ ‫للمشاركة وهذا ضمان‬ ‫للنجاح‪ ..‬والنظام يمثل‬ ‫توزيعا للصالحيات وعدم‬ ‫االعتماد عىل املركزية‬ ‫وعـدم االعتـامد عـى املركزيـة وكل‬ ‫ذلـك يجعـل إدارة التغيـر مهمـة للغايـة‪،‬‬ ‫ونظـرا للتغيـرات الكبـرة يف هيكلـة‬ ‫وآليـات العمـل نتيجـة التحـول لألنظمـة‬ ‫االلكرونيـة‪ ،‬يتـم حاليا يف صنـدوق تقاعد‬ ‫موظفي الخدمة املدنية إدارة مرحلة إدارة‬ ‫التغيـر التـي تخـص املـروع‪ ،‬فالنظام‬ ‫االلكـروين ال يغـر فقـط أسـلوب العمـل‬ ‫لكـن أيضـا هيكلتـه‪ ،‬وسـابقا كانـت‬ ‫األقسـام تتـوىل املعامـالت واملهـام‪،‬‬ ‫واآلن يوجـد نظـام إلكـروين يقـوم‬ ‫باملعامـالت‪ ،‬والبـد مـن إعـداد املوظـف‬

‫جيـدا لهـذا التغيـر وتعريفـه بالنظـام‬ ‫ومتطلباتـه وقمنـا بتنظيـم عـدة حلقـات‬ ‫عمـل تدريبيـة ملديـري دوائـر الصنـدوق‬ ‫يف املحافظـات لتعريفهـم بالنظـام‬ ‫ومتطلباتـه‪ ،‬وعـرب فريـق التغيـر يتـوىل‬ ‫قائـد التغيـر يف الدوائر بث روح املروع‬ ‫ويتغلبـون عـى أي تحديـات‪.‬‬ ‫ويذكـر أن أهميـة هـذا املـروع هـي‬ ‫أنـه سـيؤدي إىل تغيـر شـامل يف طريقـة‬ ‫التعامـل مـع خدمـات صنـدوق التقاعـد‪،‬‬ ‫والتحـول نحـو الحكومـة اإللكرونيـة‬ ‫حيـث سـرتبط بنظـام الدفـع اإللكـروين‬ ‫الحكومـي‪ ،‬كـام سـرتبط باألنظمـة لـدى‬ ‫الجهـات الحكوميـة األخـرى مثـل وزارة‬ ‫املاليـة ووزارة الخدمـة املدنيـة وقاعـدة‬ ‫البيانـات الخاصـة بالسـجل املـدين التابـع‬ ‫لرطـة عامن السـلطانية والهيئـة العامة‬ ‫للتأمينـات االجتامعيـة ووزارة الصحـة‬ ‫ووزارة التنميـة االجتامعيـة وغرهـا مـن‬ ‫الجهـات ذات العالقـة‪ ،‬ويتيـح النظـام‬ ‫اإللكـروين للمروع إنشـاء قاعدة بيانات‬ ‫شـاملة لرواتـب موظفـي الجهـاز اإلداري‪،‬‬ ‫واالعتـامد التـام عـى الرقـم املـدين‬ ‫كمفتـاح أسـايس لجميـع التعامـالت‬ ‫اإللكرونيـة‪.‬‬


‫جلســــة العدد‬

‫تصوير هدى البحرية‬

‫آلليـــات وقنـــوات تقديـــم الخدمـــات‪،‬‬ ‫وهنـــاك عديـــد مـــن الفوائـــد املبارشة‬ ‫وغـــر املبـــارشة التـــي تتحقـــق نتيجة‬ ‫تحســـن مســـتوى الخدمـــات ورفـــع‬ ‫مســـتوى رضـــا املراجعن منهـــا زيادة‬ ‫ثقة املواطن يف جـــودة أداء الخدمات‪،‬‬ ‫وثقة املســـتثمر يف شـــفافية ومرونة‬ ‫وكفـــاءة االقتصـــاد واختصـــار الوقـــت‬ ‫والكلفـــة وغـــر ذلـــك‪ ،‬ووضـــح أن‬ ‫الجلســـة ســـتناقش عدة محـــاور هي‬ ‫دور علوم اإلدارة والتســـويق يف تطور‬ ‫الخدمـــات وأحدث التوجهـــات العاملية‬ ‫يف هذا الجانب‪ ،‬واألهداف األساســـية‬ ‫لهـــذه الدوائر‪ ،‬وأهـــم الخدمـــات التي‬ ‫تقدمهـــا‪ ،‬وكيـــف تطـــورت خدمـــات‬ ‫املراجعن خـــالل الســـنوات املاضية‬ ‫مـــن حيـــث رسعـــة األداء ونوعيـــة‬ ‫ونطـــاق الخدمـــات‪ ،‬وتأثـــر التقنيـــات‬ ‫الحديثة يف تســـهيل وترسيـــع الخدمة‬ ‫وكيف ســـاهمت اســـراتيجية التحول‬ ‫اإللكـــروين للحكومـــة يف تحســـن‬ ‫الخدمـــات‪ ،‬ودور إدارة التغيـــر يف‬ ‫تســـهيل التحـــول نحو قنـــوات وآليات‬

‫مفهوم "الخدمة"‬ ‫البد أن يخرج عن‬ ‫اإلطار التقليدي‬ ‫بما يناسب تطور‬ ‫املجتمع والعالم‬

‫تعدد قنوات‬ ‫التواصل أدى إىل‬ ‫نقلة يف سهولة‬ ‫املعامالت‪..‬‬

‫أكـــر كفـــاءة‪ ،‬وأهمية رضـــا املراجعن‬ ‫واملســـتفيدين وأدوات ومـــؤرشات‬ ‫قياس هـــذا الرضـــا‪ ،‬وأهـــم التحديات‬ ‫التي تواجهها دوائـــر خدمة املراجعن‪،‬‬ ‫كـــام تناولـــت الجلســـة اســـتراف‬ ‫مســـتقبل خدمات املراجعـــن ودورها‬ ‫يف تســـهيل الخدمـــات للمواطنـــن‬ ‫ودعـــم بيئـــة األعـــامل ورفع تنافســـية‬ ‫ا القتصا د ‪.‬‬ ‫دور علوم اإلدارة‬ ‫وطـــرح مدير الجلســـة املحـــور األول‬ ‫للنقـــاش حـــول دور علـــوم اإلدارة‬ ‫والتســـويق يف تطـــور خدمـــات‬ ‫املراجعـــن‪ ،‬وقـــال الدكتـــور ســـعيد‬ ‫الريامـــي إن علـــم اإلدارة ومـــا يتعلـــق‬ ‫بخدمـــة املراجعن مـــن جوانب‪ ،‬أصبح‬ ‫مدرجـــا ضمـــن املناهـــج األكادمييـــة‬ ‫يف العديـــد مـــن الجامعـــات العامليـــة‬ ‫وهنـــاك توجـــه متزايد إلضافـــة العديد‬ ‫من املواد وبرامـــج التدريب املختصة‬ ‫بفـــروع مثـــل خدمـــة املراجعـــن‬ ‫وخدمة املســـتهلكن ضمـــن املناهج‬ ‫‪15‬‬


‫جلســــة العدد‬

‫جلسة حوارية حول دوائر املراجعني‪ :‬املهام واألدوار واملستقبل‬

‫املشاركون‪ :‬السلطنة قطعت شوطًا‬ ‫را يف تطوير الخدمات وجاهزية‬ ‫كب ً‬ ‫البنية التحتية التقنية‬

‫عى مدار الســـنوات املاضية شهدت‬ ‫دوائر املراجعـــن يف مختلف الجهات‬ ‫الحكوميـــة تطـــورا كبرا وشـــمل هذا‬ ‫التطـــور الخدمـــات التي تتطلـــب زيارة‬ ‫املراجـــع لقاعـــات ودوائـــر املراجعن‬ ‫والخدمات اإللكرونيـــة التي متكن من‬ ‫إنهـــاء املعامالت بضغطـــة زر‪ ،‬كام أن‬ ‫تعـــدد القنـــوات التي ميكن مـــن خاللها‬ ‫إمتـــام املعامـــالت أدى إىل نقلة كبرة‬ ‫يف ترسيـــع ومرونة إمتـــام املعامالت‬ ‫عى اختـــالف أنواعهـــا‪ ،‬وينعكس ذلك‬ ‫كلـــه يف تعزيز الثقة يف كفـــاءة الجهاز‬ ‫اإلداري وجـــودة ورسعة أداء املعامالت‬ ‫وتحسن تنافســـية االقتصاد‪ ،‬وألهمية‬ ‫الخدمـــات التـــي تقدمها دوائـــر خدمة‬ ‫املراجعن يف املؤسسات املختلفة‪،‬‬ ‫نظمـــت مجلة "التقاعـــد" وبالتعاون مع‬ ‫جريدة "عامن" جلســـة حواريـــة بعنوان‬ ‫"دوائـــر خدمـــة املراجعـــن‪ :‬املهـــام‬ ‫واألدوار واملســـتقبل"‪ ،‬شارك فيها كل‬ ‫من الدكتـــور إبراهيـــم العجمي الخبر‬ ‫االقتصـــادي وعضو مجلس الشـــورى‬ ‫ســـابقا‪ ،‬والدكتـــور ســـعيد بـــن محمد‬ ‫‪14‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫من املهم بمكان‬ ‫للمؤسسات الخدمية‬ ‫الحرص عىل أن تكون‬ ‫خدماتها للجمهور سهلة‬ ‫وميرسة ومتاحة وفق‬ ‫التقنيات الحديثة‬

‫الريامـــي أســـتاذ مســـاعد يف إدارة‬ ‫األعـــامل بكليـــة االقتصـــاد والعلـــوم‬ ‫السياســـية بجامعـــة الســـلطان‬ ‫قابـــوس‪ ،‬وخالـــد بـــن عبد اللـــه الهادي‬ ‫مديـــر دائـــرة املراجعن بـــوزارة التجارة‬ ‫والصناعـــة‪ ،‬وحســـني الرواحـــي مديـــر‬ ‫دائـــرة خدمـــة املراجعـــن بصنـــدوق‬ ‫تقاعـــد موظفـــي الخدمـــة املدنيـــة‪،‬‬ ‫وبثينـــة بنـــت محمـــد الكنديـــة القائـــم‬ ‫بأعـــامل مديـــر إدارة التحـــول الرقمـــي‬ ‫بهيئـــة تقنيـــة املعلومـــات‪ ،‬وغيـــداء‬ ‫اللواتية االستشـــارية يف مجـــال إدارة‬ ‫التغيـــر‪ ،‬وأدار الجلســـة حمـــود بـــن‬ ‫ســـيف املحـــرزي نائـــب مديـــر تحرير‬ ‫جريـــدة "عامن"‪.‬‬ ‫ويف البداية أشـــار مدير الجلسة إىل أن‬ ‫تقديم خدمات عى مســـتوى عال من‬ ‫الكفـــاءة والرسعـــة يعد هدفا أساســـيا‬ ‫لكثر من الـــدول‪ ،‬ويف إطـــار مواكبتها‬ ‫للمســـتجدات والتطـــورات العامليـــة‬ ‫تحرص حكومة الســـلطنة عى تقديم‬ ‫خدمات مرضية والتحســـن املســـتمر‬


‫جلســــة العدد‬ ‫خـــالل الســـنوات املاضيـــة مـــن حيث‬ ‫رسعـــة األداء ونوعيـــة الخدمات‪.‬‬ ‫وقال حســـني الرواحي إن دوائر خدمة‬ ‫املراجعـــن يف الســـلطنة دخلـــت‬ ‫يف مرحلـــة جديـــدة مـــن التطـــور منذ‬ ‫إعـــادة تشـــكيلها بناء عـــى التوجيهات‬ ‫الســـامية يف عـــام ‪ 2011‬يف إطـــار‬ ‫تطويـــر النظـــم اإلداريـــة يف الدولـــة‬ ‫وتيســـر خدمة املراجعـــن يف أماكن‬ ‫ســـكناهم ونظرا للـــدور املهم الذي‬ ‫تقوم بـــه أصبحت هـــذه الدوائر تحت‬ ‫اإلرشاف املبـــارش لرئيـــس الوحـــدة‬ ‫الحكوميـــة أو مكتـــب الوزيـــر يف‬ ‫الوزارات‪.‬‬ ‫وأضـــاف أن مفهـــوم خدمـــة‬ ‫املراجعن شـــهد تغـــرات وتطورات‬ ‫عديـــدة عـــى مـــدى الســـنوات‬ ‫املاضيـــة‪ ،‬ونجـــد أن هنـــاك تقدمـــا‬ ‫كبـــرا يف آليـــات العمـــل والهـــدف‬ ‫هـــو تحقيـــق رضـــا املســـتفيدين‪،‬‬ ‫وبرز مفهـــوم (تجربـــة العميل) وهو‬ ‫يف أبســـط تعريف لـــه إدارة العالقات‬ ‫االيجابيـــة مـــع العميـــل ومحاولـــة‬ ‫كســـب رضـــاه مـــن خـــالل فهـــم‬ ‫احتياجاتـــه وتلبيـــة تلـــك االحتياجات‬ ‫ولـــذا أصبـــح مـــن املهـــم مبـــكان‬ ‫للمؤسســـات الخدميـــة الحرص عى‬ ‫أن تكـــون خدماتهـــا للجمهور ســـهلة‬ ‫وميـــرسة ومتاحـــة وفـــق التقنيـــات‬ ‫الحديثـــة ألجـــل أن تحظـــى بتجـــارب‬ ‫ايجابيـــة لعمالئهـــا تنعكـــس عـــى‬ ‫ســـمعة جيـــدة للمؤسســـة وبالتـــايل‬ ‫رضـــاء املســـتفيدين عـــن خدماتهـــا‪.‬‬ ‫تأثر التقنيات الحديثة‬ ‫وطـــرح مدير الجلســـة املحـــور التايل‬ ‫للنقاش وهـــو تأثر التقنيـــات الحديثة‬ ‫يف تســـهيل وترسيع خدمة املراجعن‬ ‫وكيف ســـاهمت اســـراتيجية التحول‬ ‫االلكـــروين للحكومـــة يف تحســـن‬ ‫الخدمات‪.‬‬

‫تقديم خدمات عى مستوى‬

‫عال من الكفاءة هدف أسايس‬ ‫لكثر من الدول‪ ..‬وهناك‬

‫حرص عى تطور مستمر آلليات‬ ‫وقنوات تقديم الخدمات‬ ‫حمود املحرزي‬

‫وقـــال حســـني الرواحـــي أنـــه فيـــام‬ ‫يتعلـــق بصنـــدوق تقاعـــد موظفـــي‬ ‫الخدمـــة املدنية هنـــاك اهتامم كبر‬ ‫بخدمـــة املراجعن ســـواء فيام يتعلق‬ ‫بالخدمـــات التـــي يحتاجهـــا املراجـــع‬ ‫عـــرب قاعات خدمـــة املراجعـــن أو عرب‬ ‫الخدمـــات االلكرونية وقـــد تم بالفعل‬ ‫تدشـــن عـــرات الخدمـــات التـــي‬ ‫ميكـــن للمســـتفيدين واملتقاعديـــن‬ ‫إنجازهـــا عـــرب بوابـــة الخدمـــات‬ ‫االلكرونيـــة لصندوق تقاعـــد موظفي‬ ‫الخدمـــة املدنيـــة (تقاعـــد)‪ ،‬ودامئـــا‬ ‫املراجـــع ومدى رضـــاه عـــن الخدمات‬ ‫هـــو املقيـــاس لتقديـــم خدمـــات‬ ‫املرا جعـــن‪.‬‬

‫عديد من الفوائد املبارشة‬ ‫وغري املبارشة تتحقق‬ ‫نتيجة تحسني مستوى‬ ‫الخدمات منها زيادة‬ ‫ثقة املواطن يف جودة‬ ‫أداء الخدمات‪ ..‬وثقة‬ ‫املستثمر يف شفافية‬ ‫وكفاءة االقتصاد‬

‫مـــن جانبه قال خالد الهـــادي إن التقنية‬ ‫أصبحت أساســـية يف تطوير خدمات‬ ‫املراجعـــن ولدينـــا يف وزارة التجـــارة‬ ‫والصناعـــة نظام "اســـتثمر بســـهولة"‬ ‫وهـــو من أهـــم املبـــادرات الحكومية‬ ‫عـــى طريق التحول الرقمي الشـــامل‪،‬‬ ‫وقـــد أنهـــى هـــذا النظـــام املعامالت‬ ‫الورقيـــة وحقق رسعة وجـــودة اإلنجاز‬ ‫يف كافة املعامالت عى مدار الســـاعة‬ ‫وطوال األســـبوع وأوجد بيئـــة موثوقة‬ ‫وآمنـــة إلنجـــاز املعامـــالت التجاريـــة‬ ‫الخاصـــة‪ ،‬حيـــث ميكـــن للمراجـــع‬ ‫تقديـــم طلبـــه عـــرب النظـــام دون‬ ‫‪17‬‬


‫جلســــة العدد‬

‫مجال خدمة‬ ‫املراجعني أصبح‬ ‫يحتل أهمية كبرية‬ ‫فهو ال يتعلق فقط‬ ‫بالجانب الخدمي‬ ‫إنما أيضا بالجوانب‬ ‫االقتصادية‬

‫‪16‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫الدراســـية‪ ،‬ونجـــد أيضـــا أن االهتامم‬ ‫بهـــذه التخصصات انعكـــس يف وجود‬ ‫املطبوعـــات املتخصصـــة والكتـــب‬ ‫والدراســـات التي تتناول هـــذا املجال‪،‬‬ ‫وفيـــام يتعلـــق بالدراســـة يف جامعـــة‬ ‫الســـلطان قابـــوس نجـــد أن هنـــاك‬ ‫مادتـــن دراســـيتن تتعلقـــان بهـــذه‬ ‫الجوانـــب ضمـــن مناهج الدراســـة يف‬ ‫قســـم التســـويق بكليـــة االقتصـــاد‬ ‫والعلـــوم السياســـية‪.‬‬ ‫ووضـــح الدكتـــور إبراهيـــم العجمـــي‬ ‫أن مجـــال خدمـــة املراجعـــن أصبـــح‬ ‫يحتـــل أهميـــة كبـــرة فهـــو ال يتعلـــق‬ ‫فقـــط بالجانـــب الخدمـــي إمنـــا أيضـــا‬ ‫بالجوانـــب االقتصاديـــة خاصة خدمات‬ ‫املســـتثمرين‪ ،‬ونجـــد أن القوانـــن‬ ‫االقتصاديـــة التـــي صـــدرت خـــالل‬ ‫العـــام الجـــاري اهتمت بهـــذا الجانب‬ ‫وبعضهـــا تضمن تحديد جهـــات معنية‬ ‫بخدمـــة املســـتثمرين وأيضـــا تحديـــد‬ ‫توقيتـــات محـــددة إلمتـــام الراخيص‬

‫االســـتثامرية للمشـــاريع الجديـــدة‪،‬‬ ‫ونظـــرا لألهميـــة الكبرة لدوائـــر خدمة‬ ‫املراجعـــن فهنـــاك رضورة لتطويـــر‬ ‫العلـــوم اإلدارية بشـــكل يســـاهم يف‬ ‫تطويـــر وتشـــجيع مختلـــف الجوانـــب‬ ‫املتعلقـــة باالســـتثامر واالقتصـــاد‪.‬‬ ‫وأشـــار الدكتور إبراهيـــم العجمي إىل‬ ‫أن التوجيهات الســـامية منذ عام ‪2011‬‬ ‫أولت اهتامما بهـــذا الجانب‪ ،‬ويف عام‬ ‫‪ 2015‬وجـــه مجلـــس الـــوزراء بإعـــادة‬ ‫هيكلـــة وتشـــكيل هـــذه الدوائـــر مبـــا‬ ‫يخدم املراجعـــن وتبســـيط إجراءات‬ ‫تقديـــم خدماتهـــا وإيجـــاد آليـــات‬ ‫ملعالجـــة التحديـــات التـــي تواجههـــا‬ ‫مـــع اإلرساع يف التحـــول للحكومـــة‬ ‫اإللكرونيـــة‪.‬‬ ‫مرحلة جديدة‬ ‫وانتقـــل مديـــر الجلســـة إىل املحـــور‬ ‫الثـــاين حول األهداف األساســـية لهذه‬ ‫الدوائر‪ ،‬وأهـــم الخدمات التي تقدمها‪،‬‬ ‫وكيـــف تطـــورت خدمـــات املراجعن‬


‫جلســــة العدد‬ ‫وأضافـــت بثينـــة الكنديـــة أن مركـــز‬ ‫االتصـــال يعـــد قنـــاة جيـــدة للتواصل‬ ‫وأيضـــا "الدردشـــة" أو املحادثـــة‬ ‫الفوريـــة ويتطلـــب االســـتفادة مـــن‬ ‫هـــذه الخدمة إنشـــاء نظـــام إلكروين‬ ‫يتضمـــن التريعـــات والقوانـــن‬ ‫والقواعـــد املنظمـــة واألســـئلة األكر‬ ‫تكـــرارا وتعـــد املحادثات أو الدردشـــة‬ ‫الفورية جـــزءا أساســـيا مـــن البوابات‬ ‫اإللكرونيـــة حاليـــا‪ ،‬وهي تحقـــق قدرا‬ ‫عاليـــا مـــن الشـــفافية والوضـــوح‪،‬‬ ‫وهـــي أيضـــا توفـــر الوقـــت عـــرب قناة‬ ‫تواصـــل ســـهلة يلجأ إليها املســـتفيد‬ ‫قبـــل أن يضطـــر الســـتخدام خدمـــة‬ ‫املراجعـــة عرب الهاتف أو زيـــارة قاعات‬ ‫املراجعـــن‪ ،‬والتوجه العاملـــي هو أنه‬ ‫إىل جانب وســـائل التواصـــل التقليدية‬ ‫واإللكرونيـــة فمـــن املهـــم للغايـــة‬ ‫إيجـــاد قنـــوات للتواصل الفـــوري مع‬ ‫املســـتفيدين‪ ،‬ويعـــد تعـــدد القنـــوات‬ ‫مـــن محـــددات اســـراتيجية التحـــول‬ ‫الرقمـــي يف الســـلطنة وجميـــع‬ ‫املؤسســـات الحكومية ملتزمة بتعدد‬ ‫قنـــوات التواصـــل‪ ،‬واملهـــم هـــو أن‬ ‫مفهـــوم تقديم الخدمة البـــد أن يخرج‬ ‫عـــن اإلطـــار التقليـــدي مبـــا يناســـب‬ ‫التطـــور يف املجتمـــع والعـــامل ومبـــا‬ ‫يناسب أفضل املامرســـات العاملية‪.‬‬ ‫ووضحـــت غيـــداء اللواتيـــة أن هنـــاك‬ ‫العديد من املتغرات التي تتم بشـــكل‬ ‫متواصـــل عـــى صعيد املؤسســـات‬ ‫فيام يتعلق بخدمـــة املراجعن‪ ،‬وحتى‬ ‫مســـمى "املراجعـــن" أصبـــح قيـــد‬ ‫التغيـــر ألنه أصبح غـــر دقيق وال يعرب‬ ‫عـــن طبيعـــة التعامـــل بن املســـتفيد‬ ‫والجهـــة التـــي يتعامل معهـــا‪ ،‬وهناك‬ ‫رضورة لتقبـــل النقد واســـتخدامه يف‬ ‫التطويـــر والتغيـــر نحـــو األفضـــل‪،‬‬ ‫وعـــى ســـبيل املثـــال مـــن املهـــم‬ ‫للغايـــة اختيـــار شـــخص مناســـب‬ ‫للـــرد عـــرب وســـائل التواصـــل وليـــس‬

‫التقنيات الحديثة أصبحت‬ ‫أساسية يف التطوير‪..‬‬

‫و"استثمر بسهولة" من أهم‬

‫املبادرات الحكومية عى طريق‬ ‫التحول الرقمي الشامل‬ ‫خالد الهادي‬

‫بالـــرورة أن تكـــون مهمتـــه الدفـــاع‬ ‫عن جهـــة عملـــه فقط بل مـــن املهم‬ ‫تدريبه عـــى تقبل املالحظـــة وتقديم‬ ‫رد يتضمـــن رســـالة إيجابيـــة بأهميـــة‬ ‫التفاعـــل مـــن قبـــل املســـتخدم‪ ،‬وأن‬ ‫مالحظتـــه محل االهتامم والدراســـة‪،‬‬ ‫وهـــذا يحـــدث أثـــرا ايجابيا كبـــرا لدى‬ ‫املســـتخدم‪ ،‬وأيضـــا يعطـــي انطباعا‬ ‫جيـــدا لـــدى الجمهـــور عن املؤسســـة‬ ‫نفسها ‪.‬‬ ‫إدارة التغير‬ ‫ووجه مدير الجلســـة تســـاؤال حول دور‬ ‫إدارة التغيـــر يف تســـهيل التحول نحو‬ ‫قنـــوات وآليـــات أكـــر كفـــاءة لخدمة‬ ‫املرا جعن‪.‬‬

‫وردت غيـــداء اللواتية بأنه إذا تناولنا دور‬ ‫إدارة التغير نجد أنه بشـــكل أســـايس‬ ‫إعـــداد املوظـــف ملـــا يحـــدث مـــن‬ ‫تغيـــرات وتطـــورات يف مؤسســـته‪،‬‬ ‫ومن الســـائد أن نجد مقاومـــة أو خوفًا‬ ‫مـــن التغيـــر ألن االنســـان بشـــكل‬ ‫عـــام يفضـــل االســـتقرار ســـواء عى‬ ‫املســـتوى الشـــخيص أو يف مـــكان‬ ‫عملـــه‪ ،‬لكـــن الواقـــع أن التغيـــرات‬ ‫متســـارعة للغايـــة يف الوقـــت الحايل‬ ‫سواء عى مســـتوى حياتنا الشخصية‬

‫نستهدف التميز يف‬ ‫جودة الخدمات املقدمة‬ ‫للمراجعني وتوفري‬ ‫قنوات تواصل فعالة‬ ‫لتسهيل وتبسيط‬ ‫اإلجراءات‬

‫بيئة العمل تلعب دورا‬ ‫كبريا يف التغيري وكثريا‬ ‫ما نجد أن الحوافز‬ ‫املعنوية ووجود بيئة‬ ‫مشجعة ومواتية‬ ‫تُحدث تأثريا إيجابيا‬ ‫عىل أداء املوظف‬

‫‪19‬‬


‫جلســــة العدد‬

‫رضورة وجود كادر برشي‬

‫مؤهل ودراسة االحتياجات‬

‫املستقبلية للخدمات حى نصل‬ ‫لتحقيق كل األهداف خاصة‬ ‫ونحن مقبلون عى تنفيذ‬ ‫الرؤية املستقبلية ‪2040‬‬ ‫إبراهيم العجمي‬

‫دوائر املراجعني وجدت‬ ‫لتقدم خدمة جيدة‬ ‫للمستهلك أو املراجع أو‬ ‫املستفيد ‪ ..‬والتطور العاملي‬ ‫ال يقترص عىل الخدمات‬ ‫إلكرتونيا بل انتقل إىل‬ ‫الخدمات الذكية‬ ‫التنافس من أجل جودة‬ ‫الخدمة جانب أسايس‬ ‫وكلما ارتفعت الجودة زاد‬ ‫الرضا‪ ..‬وعىل املؤسسات‬ ‫أن تستعني بمؤرشات‬ ‫محددة لقياس الجودة‬

‫‪18‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫الحاجـــة ملراجعـــة الـــوزارة أو االنتظار‬ ‫يف قاعـــات املراجعـــن‪ ،‬وتقـــوم رؤية‬ ‫وزارة التجـــارة والصناعـــة عـــى تهيئـــة‬ ‫بيئـــة عمل تنافســـية للقطـــاع الخاص‬ ‫ليســـاهم بفاعلية يف تنمية االقتصاد‬ ‫الوطنـــي‪ ،‬وأهـــم أهـــداف الدائرة هو‬ ‫التميـــز يف جـــودة الخدمـــات املقدمة‬ ‫للمراجعـــن وتوفـــر قنـــوات تواصل‬ ‫فعالـــة لتســـهيل وتبســـيط االجراءات‬ ‫بالـــوزارة والتغلـــب عـــى التحديـــات‬ ‫بالقوانـــن واللوائـــح املعمـــول بهـــا‬ ‫لـــدى الـــوزارة والتواصل مـــع الجهات‬ ‫الحكوميـــة األخـــرى ذات العالقـــة‬ ‫باملســـتثمر ومتابعتهـــا‪ ،‬واألهـــم هو‬ ‫العمـــل عـــى تقليـــل وإنهـــاء جميـــع‬ ‫املعوقـــات بشـــكل نهـــايئ وضـــامن‬ ‫عـــدم التكـــرار‪ ،‬وبـــدأت الـــوزارة يف‬ ‫توفر الخدمـــات الرقميـــة للمراجعن‬ ‫منـــذ عـــام ‪ 2006‬وهـــي مســـتمرة يف‬ ‫تطويـــر تقديـــم الخدمـــات وترسيـــع‬ ‫اإلجـــراءات وتســـهيل الخدمـــات مبـــا‬ ‫يحقـــق رضـــا املراجعـــن‪ ،‬ويعتـــرب‬ ‫نظام "اســـتثمر بســـهولة" من الركائز‬ ‫املهمـــة حيـــث ســـاهم يف التكامـــل‬ ‫والربـــط بـــن الجهـــات الحكوميـــة‬ ‫بهـــدف تبـــادل البيانـــات واملعلومات‬ ‫بن هـــذه الجهات املختلفـــة‪ ،‬وخدمة‬ ‫الراغبـــن يف االســـتفادة مـــن الفرص‬

‫االســـتثامرية املتاحـــة يف الســـلطنة‬ ‫ويتيـــح النظـــام تكامال يف اســـتخراج‬ ‫تراخيـــص األنشـــطة االقتصاديـــة‬ ‫وموافقـــات الجهـــات الحكوميـــة‬ ‫املختلفـــة‪ ،‬وتقدم البوابـــة اإللكرونية‬ ‫"اســـتثمر بســـهولة" نحـــو ‪ 88‬خدمـــة‬ ‫إلكرونيـــة وتـــم الربـــط اإللكروين مع‬ ‫‪ 32‬جهـــة حكومية يف خدمـــات بيانات‬ ‫الســـجل التجـــاري‪ ،‬كـــام تـــم الربـــط‬ ‫اإللكـــروين بن ‪ 8‬جهـــات حكومية يف‬ ‫خدمـــة الراخيـــص وجـــار العمل عى‬ ‫إضافـــة تراخيص مـــع ‪ 13‬جهة حكومية‬ ‫مع نهايـــة ‪.2019‬‬ ‫توجهات جديدة‬ ‫وتســـاءل مدير الجلســـة عن التوجهات‬ ‫الجديـــدة يف خدمـــة املســـتفيدين‪،‬‬ ‫فقالـــت بثينـــة الكنديـــة إن التحـــول‬ ‫االلكـــروين أحـــدث تغيـــرا كبـــرا يف‬ ‫دوائر خدمـــة املراجعـــن وأصبح عى‬ ‫هذه الدوائـــر مواكبة متطلبات التحول‬ ‫وهو ما أحـــدث تطـــورا يف الخدمات‪،‬‬ ‫ونجـــد أيضـــا أن تغير مســـمى الدوائر‬ ‫أصبح مـــن أولويات املؤسســـات ألن‬ ‫كلمـــة مراجـــع يف حـــد ذاتهـــا أصبحت‬ ‫تشـــر إىل مفهـــوم قديـــم يعنـــي أن‬ ‫املراجـــع عليـــه أن يذهـــب للحصـــول‬ ‫عـــى الخدمـــة‪ ،‬أمـــا املؤسســـات‬ ‫العامليـــة فنجدهـــا أحدثـــت بالفعـــل‬ ‫تغيـــرا يف املفهـــوم وأصبحـــت‬ ‫الخدمات اســـتباقية مبعنـــي أن هناك‬ ‫تحديـــدا ودراســـة مســـبقة ملتطلبات‬ ‫املســـتفيد وبنـــاء عـــى ذلـــك يتـــم‬ ‫تحديـــد نوعيـــة الخدمـــات واملعامالت‬ ‫التـــي يتـــم تقدميهـــا‪ ،‬وهـــذه ضمـــن‬ ‫األفـــكار التـــي نســـعى للعمـــل عليهـــا‬ ‫ضمن اســـراتيجية التحول التقني يف‬ ‫الســـلطنة انطالقـــا من أن االســـتفادة‬ ‫مـــن التقنيـــة ال تقتـــر فقـــط عـــى‬ ‫آليات تقديـــم الخدمة بل تعد دراســـة‬ ‫نوعيـــة الخدمات املطلوبـــة أمر مهم‬ ‫للغاية‪.‬‬


‫جلســــة العدد‬ ‫وزارة القـــوى العاملـــة عـــى ســـبيل‬ ‫املثـــال‪ ،‬وهـــذه الجهـــود تســـتهدف‬ ‫البـــدء يف ســـد الفجـــوة يف تبنـــي‬ ‫واســـتخدام املؤرشات العاملية التي‬ ‫تعـــد الوســـيلة األفضل لقيـــاس رضا‬ ‫املســـتفيدين‪.‬‬ ‫وأكـــد خالـــد الهـــادي عـــى أنـــه فيـــام‬ ‫يتعلـــق بـــوزارة التجـــارة والصناعة فإن‬ ‫رضا املســـتفيد‪ ،‬الذي هو املستثمر‪،‬‬ ‫يحتـــل أولويـــة كبـــرة ونجـــد أن قانون‬ ‫االســـتثامر الجديـــد أوىل اهتاممـــا‬ ‫كبـــرا بتحديـــد وقـــت املوافقـــات‬ ‫والتصاريح للمســـتثمرين‪ ،‬ولدينا حاليا‬ ‫صفحة خاصـــة الســـتبيان يقيس رضا‬ ‫املســـتفيدين ضمن برنامج "اســـتثمر‬ ‫بســـهولة"‪ ،‬وصحيـــح أن هنـــاك بعض‬ ‫التحديـــات التـــي تواجه الدائـــرة ومنها‬ ‫تحديـــات قـــد تتعلـــق ببعـــض طلبات‬ ‫املراجعـــن ذات العالقـــة بالجهـــات‬ ‫الحكومـــة األخرى وبالتـــايل قد يصعب‬ ‫حلهـــا‪ .‬والتحدي اآلخر هـــو أن قلة من‬ ‫املراجعـــن ال تتفهـــم عـــدم إمكانيـــة‬ ‫تلبيـــة طلبه وفقـــا لرؤيته الشـــخصية‬ ‫يف ظـــل وجـــود القوانـــن والضوابط‬ ‫املتبعـــة‪ ،‬إىل جانب بعـــض التحديات‬ ‫الخاصـــة باألنظمـــة اإللكرونيـــة‪ ،‬لكن‬ ‫يســـعدنا أن بيئـــة العمـــل تشـــجع عى‬ ‫روح املبـــادرة ورسعـــة األداء‪ ،‬وهنـــاك‬ ‫إنجـــاز كبـــر قيـــد اإلعـــداد هـــو مركـــز‬ ‫اتصال مبعاير حديثـــة كام أن خدمات‬ ‫جديدة ســـيتم ضمها لنظام "استثمر‬ ‫بسهو لة " ‪.‬‬ ‫دور الكادر البرشي‬ ‫وعقـــب الدكتـــور ابراهيـــم العجمـــي‬ ‫بـــأن دوائـــر املراجعن وجـــدت لتقدم‬ ‫خدمـــة جيـــدة للمســـتهلك أو املراجع‬ ‫أو املســـتفيد‪ ،‬وكلـــام ارتفع مســـتوى‬ ‫الجـــودة زاد الرضـــا‪ ،‬والبـــد مـــن رفـــد‬ ‫الدوائـــر بكـــوادر بريـــة مؤهلـــة عى‬ ‫مســـتوى عـــال مـــن الخـــربة وتتحـــى‬ ‫برحابـــة الصـــدر والـــرد بوضـــوح عـــى‬ ‫التســـاؤالت عرب املكاملات أو وسائل‬

‫خدمة املراجعني واملستهلكني‬

‫مدرجة ضمن املناهج األكاديمية‬ ‫العاملية‪ ..‬وتوجه متزايد إلضافة‬

‫عديد من املواد وبرامج التدريب‬ ‫املختصة‬

‫سعيد الريامي‬

‫التواصـــل‪ ،‬ونجـــد أن الثقافة الســـائدة‬ ‫يف الســـلطنة هـــي ارتفـــاع مســـتوى‬ ‫التعليـــم ومواكبـــة مـــا ينـــر عـــى‬ ‫وســـائل التواصـــل وهنـــاك تفاعـــل‬ ‫كبـــر غالبـــا مـــع مـــا يتـــم نـــره عرب‬ ‫هذه الوســـائل‪ ،‬ونعرف أن املستفيد‬ ‫إذا وجـــد خدمـــة جيـــدة ســـيقبل عـــى‬ ‫الحصـــول عليها ســـواء عـــرب الزيارة أو‬ ‫الوســـائل اإللكرونيـــة‪ ،‬وهـــذه األخرة‬ ‫ينبغـــي تصميمهـــا بحيـــث تســـهل‬ ‫التواصـــل واإلنجـــاز‪ ،‬وعـــى ســـبيل‬ ‫املثـــال ال ميكـــن أن تكـــون خدمـــة‬ ‫إلكرونيـــة محـــددة بســـاعات دوام بل‬ ‫ال بـــد أن تكـــون عـــى مـــدار ســـاعات‬ ‫اليـــوم وعـــى مـــدى األســـبوع‪ ،‬وهذا‬ ‫يحمـــل أهميـــة كبـــرة حـــن نضـــع‬ ‫أنفســـنا يف مـــكان أحد املســـتثمرين‬ ‫مـــن خـــارج الســـلطنة فهـــو يريـــد‬ ‫امتـــام معاملتـــه يف وقـــت يناســـبه‬ ‫وال ميكـــن أن يدخـــل إلمتـــام الخدمـــة‬ ‫إلكرونيـــا فيجدهـــا محددة بســـاعات‬ ‫معينـــة فقـــط‪ ،‬واملؤكـــد أن التنافـــس‬ ‫من أجل جـــودة الخدمة جانب أســـاس‬ ‫يف خدمـــة املراجعـــن واملســـتفيد‬ ‫أو العميـــل والبـــد أن يحصلـــوا عـــى‬ ‫خدمة جيـــدة‪ ،‬واملؤسســـات عليها أن‬ ‫تســـتعن مبـــؤرشات محـــددة لقياس‬ ‫جـــودة الخدمـــة‪ ،‬وإذا حققنـــا ذلك فإن‬ ‫مختلـــف فئات املراجعن ستســـتفيد‬ ‫كثـــرا ومـــن بينهـــم املســـتثمرون‪.‬‬

‫أحد التحديات األساسية‬ ‫أن التطلعات والتوقعات‬ ‫يف ارتفاع مستمر وما‬ ‫كان يتوقعه املستفيد منذ‬ ‫خمس سنوات يختلف‬ ‫تماما عما يتوقعه يف‬ ‫الوقت الحايل وبالتايل عما‬ ‫هو متوقع يف املستقبل‬ ‫املؤسسة الحديثة تحتاج‬ ‫إىل رضا املستخدم‬ ‫كمقياس لنجاحها يف‬ ‫تأدية دورها‪ ..‬وعلينا تغيري‬ ‫النظرة التقليدية بأن‬ ‫املراجع يحتاج إىل الخدمة‬ ‫وعليه تقبل مستوى‬ ‫الخدمة‬

‫‪21‬‬


‫جلســــة العدد‬

‫مفهوم خدمة املراجعني شهد‬

‫تغرات وتطورات عديدة عى مدى‬ ‫السنوات املاضية ونجد تقدما‬

‫كبرا يف آليات العمل والهدف هو‬ ‫تحقيق رضا املستفيدين‬

‫حسين الرواحي‬

‫صندوق تقاعد موظفي‬ ‫الخدمة املدنية يعمل عىل‬ ‫تطوير مستمر للخدمات‬ ‫وزيادة جودتها انطالقا‬ ‫من رؤية الصندوق‬ ‫ورسالته يف تقديم أفضل‬ ‫الخدمات ضمن الخطة‬ ‫االسرتاتيجية للصندوق‬ ‫وجود أهداف واضحة‬ ‫ومعلنة لدى كل مؤسسة‬ ‫يم ّكنها من تحقيق تقدم‬ ‫مستمر فيما يتعلق‬ ‫بخدمة املراجعني‬

‫‪20‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫أو عى مســـتوى املؤسســـات العامة‬ ‫والخاصـــة وعـــى مســـتوى الـــدول‬ ‫نفســـها التـــي عليهـــا دامئـــا مواكبة ما‬ ‫يحـــدث يف العـــامل من تطـــورات‪ ،‬من‬ ‫هنا تحمـــل إدارة التغيـــر أهمية كبرة‬ ‫ألنهـــا متكـــن مـــن وجـــود كادر بري‬ ‫قادر عى التكيـــف ومالحقة التغيرات‬ ‫وتقبلهـــا وإدارات التغيـــر منوطة بهذا‬ ‫الـــدور ودورهـــا األســـايس أن تـــرح‬ ‫للموظـــف مـــا يحققـــه التغيـــر مـــن‬ ‫مصالـــح للموظـــف وملـــكان العمل‪.‬‬ ‫قياس الرضا‬ ‫وتناول املشـــاركون بعـــد ذلك املحور‬ ‫التـــايل وهـــو أهميـــة رضـــا املراجعن‬ ‫واملســـتفيدين وأدوات قيـــاس هـــذا‬ ‫الرضا‪ ،‬وأهم التحديـــات التي تواجهها‬ ‫دوائـــر خدمـــة املراجعن‪.‬‬

‫وقـــال الدكتور ســـعيد الريامـــي أن أحد‬ ‫التحديـــات األساســـية التـــي تواجهها‬ ‫خدمـــات املراجعـــن أن التطلعـــات‬ ‫والتوقعـــات يف ارتفـــاع مســـتمر‪ ،‬وما‬ ‫كان يتوقعـــه املســـتفيد منـــذ خمـــس‬ ‫ســـنوات يختلـــف متامـــا عـــام يتوقعه‬ ‫يف الوقـــت الحـــايل وبالتـــايل عام هو‬ ‫متوقـــع يف املســـتقبل‪ ،‬ووســـائل‬ ‫التواصـــل االجتامعي لعبـــت دورا كبرا‬ ‫يف زيـــادة التوقعـــات ومـــن هنـــا فإن‬ ‫الهـــدف األســـاس ينبغـــي أن يكـــون‬

‫تلبيـــة مســـتوى التوقعـــات حاليا ويف‬ ‫املســـتقبل‪ ،‬وهنـــاك دراســـة نرت‬ ‫مؤخرا تشـــر إىل أن املســـتفيد الذي‬ ‫يحصـــل عـــى تجربـــة خدمـــة جيـــدة‬ ‫قـــد يقـــوم بإخبـــار شـــخصن من كل‬ ‫‪ 10‬عـــن هـــذه التجربـــة لكـــن إذا كانت‬ ‫التجربة سيئة أو ســـلبية فمن املرجح‬ ‫أن يقـــوم بإخبـــار ‪ 9‬من بـــن كل ‪10‬عن‬ ‫تجربتـــه الســـلبية‪ ،‬أيضـــا النظـــرة‬ ‫التقليديـــة وهـــي أن املراجع يحتاج إىل‬ ‫الخدمة مـــن املؤسســـة وعليها تقبل‬ ‫مســـتوى الخدمـــة‪ ،‬هـــذه النظـــرة البد‬ ‫أن تتغـــر ألن املؤسســـة الحديثة اآلن‬ ‫هي التـــي تحتاج إىل رضا املســـتخدم‬ ‫كمقيـــاس لنجاحهـــا يف تأديـــة دورها‪،‬‬ ‫وبالطبـــع فـــإن الشـــفافية مهمـــة‬ ‫والتفاعل مهـــم ورضا املســـتفيد هو‬ ‫األهـــم عـــى اإلطالق‪.‬‬ ‫ووضحـــت بثينـــة الكنديـــة أن رضـــا‬ ‫املســـتفيدين أحـــد الجوانـــب املهمة‬ ‫أيضـــا للغايـــة يف مجـــال خدمـــات‬ ‫الـــروري‬ ‫ومـــن‬ ‫املراجعـــن‪،‬‬ ‫االســـتعانة مبؤرشات لرصد مســـتوى‬ ‫الرضا‪ ،‬وأشـــارت إىل أن أحـــدث تقرير‬ ‫للجنـــة األمـــم املتحـــدة االقتصاديـــة‬ ‫واالجتامعيـــة لغرب آســـيا "اإلســـكوا"‬ ‫رصـــد تحقيق الســـلطنة تقد ًمـــا كبرًا‬ ‫حيـــث احتلـــت املركـــز الثـــاين عربيـــا‪،‬‬ ‫لكـــن نجـــد يف التقريـــر أن الســـمة‬ ‫الغالبـــة يف الـــدول العربيـــة كافة هي‬ ‫تســـجيل مســـتويات منخفضـــة يف‬ ‫اســـتخدام مـــؤرشات قيـــاس رضـــا‬ ‫املســـتخدمن‪ ،‬واملعـــوق األســـاس‬ ‫يف ذلـــك هـــو عـــدم توافـــر البيانات‪،‬‬ ‫ونحـــن يف هيئـــة تقنيـــة املعلومـــات‬ ‫نعمـــل عـــى مســـاعدة املؤسســـات‬ ‫والجهـــات الحكوميـــة عـــى تبنـــي‬ ‫مـــؤرشات قياس لرضا املســـتفيدين‪،‬‬ ‫وينبـــع االهتامم بهـــذه املؤرشات من‬ ‫أنهـــا تعد وســـيلة أساســـية ملزيد من‬ ‫التحســـن يف الخدمـــات‪ ،‬ونعلـــم أن‬ ‫املســـتفيد من خدمـــات رشطة عامن‬ ‫الســـلطانية يختلـــف عـــن املراجع يف‬


‫متابعات‬ ‫جلســــة العدد‬ ‫الجهـــات حـــول مســـتقبل الخدمـــات‬ ‫يف ظـــل التحـــول االلكـــروين وطبيعة‬ ‫مـــا يريـــده املســـتفيد واملراجـــع مـــن‬ ‫خدمـــات‪ ،‬ويف الوقـــت الحـــايل هناك‬ ‫أولويـــة لرفع جودة الخدمـــات وترسيع‬ ‫وقـــت إنجازهـــا‪ ،‬ومـــن الـــروري‬ ‫االهتـــامم بالعنر البـــري وتحديد‬ ‫وقـــت إلنجـــاز املعامالت‪.‬‬ ‫وأكـــد حســـني الرواحـــي عـــى أهمية‬ ‫ذلـــك موضحـــا أن الصنـــدوق لديـــه‬ ‫وصـــف وظيفـــي وخطـــة عمـــل لـــكل‬ ‫موظـــف وترتبـــط بحوافـــز للمجيدين‬ ‫وهنـــاك حـــرص كبـــر عـــى التحفيـــز‬ ‫واإلجـــادة ونطمح ألن نصـــل الحقا إىل‬ ‫تبني اســـتخدام املـــؤرشات العاملية‬ ‫لقيـــاس رضـــا املســـتفيدين‪.‬‬ ‫ويف نهايـــة الجلســـة الحواريـــة اتفـــق‬ ‫املشـــاركون عى عدد مـــن التوصيات‪،‬‬ ‫حيث وضـــح الدكتـــور ابراهيم العجمي‬ ‫أن تحديـــد املهـــام ووقت اإلنجـــاز البد‬ ‫أن يكون أساســـا يف التقييم الوظيفي‬ ‫مؤكدا عـــى أهميـــة الثـــواب والتحفيز‬ ‫يف أي وظيفـــة‪ ،‬وكذلـــك العقـــاب‪،‬‬ ‫ورضورة وجود الـــكادر البري املؤهل‬ ‫ودراســـة االحتياجـــات املســـتقبلية‬ ‫للخدمـــات حتـــى نصـــل لتحقيـــق كل‬ ‫األهـــداف خاصة ونحـــن مقبلون خالل‬ ‫العقديـــن املقبلـــن عى تنفيـــذ الرؤية‬ ‫املســـتقبلية للســـلطنة ‪.2040‬‬ ‫وقـــال الدكتـــور ســـعيد الريامـــي إن‬ ‫هنـــاك أهميـــة كبـــرة إليجـــاد قواعـــد‬ ‫بيانـــات حـــول رضـــا املســـتفيدين‬ ‫وتســـتخدم يف وضـــع املـــؤرشات‬ ‫الالزمـــة للقياس‪ ،‬وأشـــار إىل أن دوائر‬ ‫املراجعن مل تعد مجـــرد همزة وصل‬ ‫بـــن املراجـــع والجهـــة الحكوميـــة أو‬ ‫الخاصـــة بل إنها أصبحـــت ذات طبيعة‬ ‫تفاعليـــة تتســـم باملبـــادرة واملرونـــة‬ ‫وهنـــا تلعـــب تهيئـــة املوظـــف دورا‬ ‫مهام للغايـــة‪ ،‬وقد قطعت الســـلطنة‬

‫من املهم اختيار شخص‬ ‫مناسب للرد عرب وسائل‬

‫التواصل‪ ..‬وهذا يحدث أثرا‬

‫إيجابيا لدى املستخدم ويعطي‬

‫انطباعا جيدا عن املؤسسة‬ ‫غيداء اللواتية‬

‫شـــوطا كبـــرا يف تطويـــر خدمـــات‬ ‫املراجعـــن وجاهزيـــة البنيـــة التحتية‬ ‫التقنيـــة‪.‬‬ ‫وقالـــت غيـــداء اللواتيـــة إن اإلنســـان‬ ‫إذا تحـــيل بفكـــر قـــادر عـــى مواكبـــة‬ ‫التطـــور يصبـــح التغيـــر أمـــرا ممكنا‪،‬‬ ‫مـــع االهتـــامم بالحـــس الوطنـــي‬ ‫منـــذ الطفولـــة وهـــذا دور املدرســـة‬ ‫ودور األرسة وغرهـــا مـــن الجهـــات‬ ‫املعنيـــة بالتنشـــئة وعـــى الجيـــل‬ ‫الجديـــد أن يـــدرك أن دوره هـــو خدمة‬ ‫مجتمعـــه ووطنـــه‪ ،‬واتفقـــت بثينـــة‬ ‫الكنديـــة عـــى أهميـــة دور التنشـــئة‬ ‫مشـــرة إىل أنـــه مـــن جانب آخـــر نجد‬ ‫أنـــه يف بيئـــة العمـــل مـــن الـــروري‬ ‫ربـــط املوظـــف بأهداف مؤسســـته‬ ‫وتوعيتـــه باألهـــداف الوطنيـــة وهـــذا‬ ‫ميكـــن أن يفيـــد للغايـــة يف تحقيـــق‬ ‫األهـــداف االســـراتيجية للتنميـــة يف‬ ‫الســـلطنة‪ .‬وقال خالد الهـــادي إن بيئة‬ ‫العمـــل تلعـــب دورا كبـــرا يف تغيـــر‬ ‫املوظـــف وكثرا مـــا نجـــد أن الحوافز‬ ‫املعنويـــة ووجود بيئة عمل مشـــجعة‬ ‫ومواتيـــة يعطـــي تأثـــرا إيجابيـــا عى‬ ‫أداء املوظـــف‪ ،‬وأكد حســـني الرواحي‬ ‫عـــى رضورة وجـــود أهـــداف واضحة‬ ‫ومعلنـــة لـــدى كل مؤسســـة حتـــى‬ ‫ميكنهـــا تحقيـــق تقدم مســـتمر فيام‬ ‫يتعلـــق بخدمـــة املراجعـــن‪.‬‬

‫التغيريات متسارعة‬ ‫للغاية يف الوقت الحايل‬ ‫سواء عىل مستوى حياتنا‬ ‫الشخصية أو املؤسسات‬ ‫العامة والخاصة‪ ..‬وعىل‬ ‫الدول نفسها مواكبة‬ ‫التطورات‬ ‫دور إدارة التغيري إعداد‬ ‫املوظف ملا يحدث من‬ ‫تغيريات وتطورات يف‬ ‫مؤسسته‪ ،‬ومن السائد أن‬ ‫نجد مقاومة أو خوف من‬ ‫التغيري ألن االنسان بشكل‬ ‫عام يفضل االستقرار سواء‬ ‫عىل املستوى الشخيص أو‬ ‫يف مكان عمله‬

‫‪23‬‬


‫متابعات العدد‬ ‫جلســــة‬

‫يف بيئة العمل من الرضوري ربط‬

‫املوظف بأهداف مؤسسته وتوعيته‬ ‫باألهداف الوطنية وهذا يمكن أن‬ ‫يفيد للغاية يف تحقيق األهداف‬ ‫االسرتاتيجية للتنمية‬ ‫بثينة الكندية‬

‫تحديد نوعية الخدمات‬ ‫وفق دراسة مسبقة‬ ‫ملتطلبات املستفيد ضمن‬ ‫األفكار اليت نسعى للعمل‬ ‫عليها ضمن اسرتاتيجية‬ ‫التحول التقين يف السلطنة‬

‫مركز االتصال قناة جيدة‬ ‫للتواصل‪ ..‬و"الدردشة"‬ ‫أو املحادثة الفورية جزء‬ ‫أسايس من البوابات‬ ‫اإللكرتونية حاليا وهي‬ ‫تحقق قدرا عاليا من‬ ‫الشفافية والوضوح‬ ‫‪22‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫أيضـــا البـــد أن نشـــر إىل أن التطـــور‬ ‫العاملـــي أصبح ال يقتـــر عى تقديم‬ ‫الخدمـــات إلكرونيـــا‪ ،‬بـــل انتقـــل إىل‬ ‫مرحلـــة تقديـــم الخدمـــات الذكيـــة‪،‬‬ ‫ونطمح إىل إمتـــام التحول االلكروين‬ ‫لـــدى القطاعـــات الحكوميـــة وقيـــاس‬ ‫رضـــا املســـتفيدين‪.‬‬ ‫وقـــال الدكتـــور ابراهيـــم العجمـــي إن‬ ‫هنـــاك بالفعـــل تقدمـــا يف خدمـــات‬ ‫العديد مـــن الجهـــات الحكوميـــة لكننا‬ ‫نطمـــح دامئـــا للمزيـــد لخدمـــة توجـــه‬ ‫الســـلطنة نحو تنويع الدخل وتنشـــيط‬ ‫مختلـــف القطاعـــات االقتصاديـــة‪.‬‬ ‫وعلـــق حســـني الرواحـــي بأنـــه مـــن‬ ‫بـــن التوجهـــات العامليـــة الحديثـــة‬ ‫وبالتحديـــد يف مراكز االتصـــال هناك‬ ‫بعـــض املؤسســـات تدمج مـــا تقدمه‬ ‫من خدمـــات ضمن برامـــج املحادثات‬ ‫الفوريـــة (الدردشـــة) مـــع أنظمتهـــا‬ ‫الداخليـــة (نظـــام خدمـــة العمـــالء‬ ‫‪ )CRM‬مـــام يســـهم يف ســـهولة‬ ‫ورسعة االســـتجابة يف تقديم الخدمة‬ ‫وبـــال شـــك يصـــب يف تقليـــص مدة‬ ‫انتظـــار العميـــل النجـــاز معاملته وهو‬ ‫غاية مـــا ينشـــده املراجـــع أو العميل‪،‬‬ ‫مضيفـــا أن صنـــدوق تقاعـــد موظفي‬ ‫الخدمـــة املدنيـــة لديـــه دليـــل لخدمة‬ ‫املراجعـــن ويحتوى عـــى رشح لكافة‬

‫الخدمات وهـــو متوفـــر إلكرونيا ويف‬ ‫قاعـــات خدمـــة املراجعـــن التابعـــة‬ ‫للصنـــدوق‪ ،‬ويعمـــل الصنـــدوق عى‬ ‫تطويـــر مســـتمر للخدمـــات وزيـــادة‬ ‫جودتهـــا انطالقـــا من رؤيـــة الصندوق‬ ‫ورســـالته يف تقديم أفضـــل الخدمات‬ ‫االســـراتيجية‬ ‫الخطـــة‬ ‫ضمـــن‬ ‫للصندوق‪ ،‬وفيام يتعلـــق بقياس رضا‬ ‫املستفيدين يتم اســـتخدام استبيان‬ ‫يف قاعـــة خدمة املراجعـــن عرب أجهزة‬ ‫اآلي بـــاد ويتـــم رصـــد النتائج بشـــكل‬ ‫يومـــي ومبتابعتها نجد أن مســـتويات‬ ‫الرضـــا مرتفعة‪.‬‬ ‫ووضـــح الدكتـــور إبراهيـــم العجمـــي‬ ‫أن قيـــاس رضـــا املســـتخدمن‬ ‫رضورة‪ ،‬وعـــى املســـتوى العاملـــي‬ ‫فإن املـــؤرش األفضـــل لقيـــاس رضا‬ ‫املســـتخدم هو املـــؤرش األمرييك‪،‬‬ ‫وتســـتخدمه بعـــض الـــدول يف دول‬ ‫املجلـــس وســـنغافورة التـــي لديهـــا‬ ‫مـــؤرش أيضـــا‪ ،‬ومـــن الـــروري‬ ‫اســـتهداف ترقية املؤرشات لتحقيق‬ ‫دقـــة القيـــاس والتوصـــل إىل نتائـــج‬ ‫دقيقـــة تعـــرب عـــن مســـتوى الخدمـــة‬ ‫وتســـتخدم يف التطوير نحو األفضل‪.‬‬ ‫وأكـــد الدكتـــور ســـعيد الريامـــي عى‬ ‫أهمية هذه املـــؤرشات يف رفع جودة‬ ‫الخدمات وتحســـن التنافســـية وهذا‬ ‫يصـــب يف النهاية يف صالـــح تصنيف‬ ‫الســـلطنة يف املـــؤرشات العامليـــة‬ ‫مثـــل مـــؤرش التنافســـية وتصنيـــف‬ ‫األعـــامل وغـــر ذلك من املـــؤرشات‪،‬‬ ‫ونجـــد يف القطـــاع الخـــاص أن‬ ‫املؤسســـات الخاصة لديها مؤرشات‬ ‫واضحـــة لقيـــاس األداء وقيـــاس رضـــا‬ ‫العميـــل‪ ،‬وأحـــد أساســـيات تجويـــد‬ ‫الخدمة يف املؤسســـات الخاصة هو‬ ‫وقـــت اإلنجاز‪.‬‬ ‫وأشـــارت غيـــداء اللواتيـــة إىل أهميـــة‬ ‫وجـــود خطـــط متكاملة لـــدى مختلف‬


‫تقرير‬

‫" لقد أكدنا دائما اهتمامنا املستمر بتنمية املوارد البرشية وذكرنا أنها تحظى باألولوية القصوى يف‬ ‫خططنا وبرامجنا فاإلنسان هو حجر الزاوية يف كل بناء تنموي وهو قطب الرحى الذي تدور حوله كل‬ ‫أنواع التنمية إذ إن غايتها جميعا هي إسعاده وتوفري أسباب العيش الكريم له وضمان أمنه وسالمته‬ ‫وملا كان الشباب هم حارض األمة ومستقبلها فقد أوليناهم ما يستحقونه من اهتمام ورعاية عىل‬ ‫مدار أعوام النهضة املباركة حيث سعت الحكومة جاهدة إىل أن توفر لهم فرص التعليم والتدريب‬ ‫والتأهيل والتوظيف"‪.‬‬

‫مــن خطــاب حــرضة صاحــب الجالة يف افتتاح الفرتة الخامســة ملجلس عمان عام ‪20١١‬‬

‫التنمية‪ ،‬والتخطيط للمسـتقبل مبشاركة‬ ‫مجتمعية واسـعة حتى تكون "عامن ‪2040‬‬ ‫يف مصـاف الـدول املتقدمـة" عـرب ثالثـة‬ ‫محـاور أساسـية أولهـا محـور اإلنسـان‬ ‫واملجتمـع يتضمـن عـدة ركائـز هـي تعزيز‬ ‫الرفـاه االجتامعـي‪ ،‬وتهـدف هـذه الركيـزة‬ ‫إىل إرسـاء مبـدأ العدالـة واملسـاواة بـن‬ ‫أفـراد املجتمـع ال ُعـامين بحيـث ينعمـون‬ ‫بالرعايـة االجتامعية‪ ،‬ويكونون قادرين عى‬ ‫التعامـل مـع املجتمعـات األخـرى‪ ،‬مـن‬ ‫خـالل متكـن املـرأة واالهتـامم بالطفولة‬ ‫واألشـخاص ذوي اإلعاقـة ورعايـة‬ ‫املسـنن ومتكـن األرسة ومؤسسـات‬ ‫املجتمـع املـدين األمـر الـذي يتطلـب‬ ‫تطويـر مظلـة الضـامن االجتامعـي‬ ‫والصحـي وتشـجيع االعتـامد عـى الـذات‬ ‫ودعـم التنميـة املحليـة املتوازنـة وتقليل‬ ‫الفـوارق وتفـاوت فئـات الدخـل املختلفـة‬ ‫والركيـزة الثانيـة هـي املحافظـة عـى‬ ‫الهويـة ال ُعامنيـة والراث ال ُعـامين وتهدف‬ ‫هـذه الركيـزة إىل املحافظـة عـى الـراث‬ ‫والتقاليـد األصيلـة والهويـة ال ُعامنيـة‬ ‫املرتكزة عى القيم اإلسـالمية السـمحة‪،‬‬

‫تصنيف السلطنة ضمن‬ ‫فئة الدول ذات التنمية‬ ‫البرية املرتفعة بناء‬ ‫عىل التقدم الكبري الذي‬ ‫تم إحرازه يف مؤرشات‬ ‫من بينها متوسط‬ ‫العمر املتوقع ومتوسط‬ ‫سنوات الدراسة والدخل‬ ‫القومي اإلجمايل‬ ‫باعتبارهـا األسـاس الـذي ميكـن االسـتناد‬ ‫عليـه للتعامـل مـع العوملـة ومتغراتهـا‬ ‫ومتكـن املجتمـع ال ُعـامين مـن التفاعـل‬ ‫مـع غـره مـن املجتمعـات بثقافتهـا‬ ‫وقيمهـا املتنوعـة‪ ،‬أما الركيـزة الثالثة فهي‬

‫تطويـر الكفـاءات والقـدرات الوطنيـة‬ ‫ومتكـن املواطنـن وإعدادهـم عـى‬ ‫قـدر عـالٍ مـن الكفـاءة العلميـة والعمليـة‬ ‫وتزويدهـم بالقـوة واإلرادة لبنـاء مجتمـع‬ ‫مزدهـر قـادر عـى التعامـل مـع التحديـات‬ ‫واملتغـرات العامليـة وخاصة فيام يتعلق‬ ‫بتهيئتهم وإكسابهم املهارات املطلوبة‬ ‫للمسـتقبل ‪.‬‬ ‫وإضافـة إىل محـور اإلنسـان واملجتمـع‬ ‫تتضمـن الرؤيـة املسـتقبلية ‪2040‬‬ ‫محوريـن آخريـن هـام االقتصـاد والتنميـة‬ ‫ويتضمـن ركيـزة تحقيـق الـروة مـن خـالل‬ ‫اقتصـاد متنـوع ومتكـن القطـاع الخـاص‬ ‫وركيزة تحقيق تنمية متوازنة للمحافظات‬ ‫وركيـزة املحافظـة عـى اسـتدامة البيئـة‬ ‫وركيزة إنشـاء بنية أساسـية حديثة ونظام‬ ‫عمـراين متكامـل‪ ،‬ومحور الحوكمـة واألداء‬ ‫املؤسـي ويتضمـن ركيـزة تحسـن‬ ‫فعاليـة الحوكمـة واألداء املؤسـي‬ ‫وسـيادة القانـون‪.‬‬ ‫وخـالل العـام الجـاري جاء تقرير التنمية‬ ‫البريـة ‪ 2018‬الصـادر عـن منظمة األمم‬ ‫املتحـدة ليؤكـد عـى مـا حققته السـلطنة‬ ‫‪25‬‬


‫تقرير‬

‫‪ 49‬عاما من النهضة املباركة‬

‫عمان تحتفل‪ ..‬والتنمية من أجل رفاه‬ ‫املواطن أبرز املنجزات‬

‫أكـد النطـق السـامي لحـرة صاحـب‬ ‫الجاللـة عـى أن "التنميـة ليسـت غايـة يف‬ ‫حـد ذاتهـا وإمنـا هي مـن أجل بناء اإلنسـان‬ ‫الـذي هـو أداتهـا وصانعهـا"‪ ،‬ومـع حلـول‬ ‫نوفمـرب مـن هـذا العـام تحتفل السـلطنة‬ ‫ب ‪ 49‬عاما من عمر نهضتها املباركة التي‬ ‫تجلـت إنجازاتهـا يف مختلـف املجـاالت‬ ‫االقتصاديـة واالجتامعيـة والبيئيـة‬ ‫والسياسـية ويف تعزيـز مسـتوى الرفـاه‬ ‫االجتامعي ومنظومة الحامية االجتامعية‪.‬‬ ‫وبفضـل االهتـامم السـامي كان‬ ‫اإلنسـان العـامين دامئـا محـورا وركيـزة‬ ‫للتنميـة يف كافـة أبعادهـا وأشـكالها‬ ‫مـن خـالل الخطـط التنمويـة املتعاقبـة‬ ‫والرؤيـة املسـتقبلية ‪ 2020‬وصـوال إىل‬ ‫الرؤيـة املسـتقبلية ‪ 2040‬التـي تدخـل‬ ‫حيـز التنفيـذ خـالل العـام املقبـل‪،‬‬ ‫وهـي تتكامـل مـع كافـة االسـراتيجيات‬ ‫والسياسـات الوطنيـة وتـريس املبـادئ‬ ‫األساسـية السـتمرار التـزام السـلطنة‬ ‫ببنـاء نظـام شـامل للحاميـة االجتامعيـة‬ ‫مرتبـط باالقتصـاد الـكيل وتضع "االنسـان‬ ‫‪24‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫إنجازات يف مختلف‬ ‫املجاالت االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‬ ‫والبيئية والسياسية‬ ‫وتعزيز مستوى‬ ‫الرفاه االجتماعي‬ ‫ومنظومة الحماية‬ ‫االجتماعية‬

‫واملجتمع" كأول املحاور الرئيسة للتنمية‬ ‫املسـتدامة‪ ،‬ومـع قـرب االنتهاء مـن إعداد‬ ‫الوثيقة النهائية للرؤية املستقبلية ‪،2040‬‬ ‫التـي تعكـس تطلعات عامن املسـتقبلية‬ ‫وطريقهـا نحـو مكانـة عامليـة متميـزة‬

‫بـن الـدول املتقدمـة‪ ،‬تسـتعد السـلطنة‬ ‫ملرحلـة جديـدة مـن التنميـة حيـث تحـدد‬ ‫"الرؤيـة املسـتقبلية ‪ "2040‬التوجهـات‬ ‫االسـراتيجية للتنميـة وفـق‪ ":‬أهـداف‬ ‫أوليـة منهـا التعليـم والبحـث العلمـي‬ ‫ومتكـن القـدرات الوطنيـة وتحقيـق رفـاه‬ ‫مسـتدام يعتمـد عـى الرعايـة الصحيـة‬ ‫الرائـدة وإدارة اقتصاديـة تدعـم التنويـع‬ ‫االقتصـادي‪ ،‬وتطـور بيئـة سـوق العمـل‬ ‫والتشـغيل‪ ،‬وتتيـح للقطـاع الخـاص أخـذ‬ ‫زمـام املبـادرة لقيـادة اقتصـاد وطنـي‬ ‫تنافـي مندمـج مـع االقتصـاد العاملـي‪،‬‬ ‫واملحافظـة عـى اسـتدامة البيئـة‪،‬‬ ‫وتنميـة جغرافيـة شـاملة قامئة عـى مبدأ‬ ‫الالمركزيـة‪ ،‬والراكـة وتكامـل األدوار بـن‬ ‫الحكومـة والقطـاع الخـاص واملجتمـع‪،‬‬ ‫وتتسـق جميـع هـذه األولويـات تتسـق مع‬ ‫التوجـه االسـراتيجي نحـو مجتمـع معتـز‬ ‫بهويته وثقافته‪ ،‬وملتزم مبواطنته"‪ ،‬وبعد‬ ‫مـا حققتـه النهضـة املباركـة مـن انجـازات‬ ‫عـى مـدار العقـود املاضيـة‪ ،‬تسـتهدف‬ ‫الرؤية املسـتقبلية ‪ 2040‬ضامن استدامة‬


‫تقرير‬

‫هـذه األنظمـة بشـكل أسـايس الحاميـة‬ ‫مـن خطـر الشـيخوخة‪ ،‬والعجـز‪ ،‬مبـا يف‬ ‫ذلـك إصابـات العمـل‪ ،‬والوفـاة‪ ،‬مـع منافع‬ ‫أخـرى مختلفـة‪ .‬ومتتـد هـذه الحاميـة‬ ‫التأمينيـة لتشـمل العامنيـن العاملن يف‬ ‫مؤسسـات القطاعـن العـام والخـاص‬ ‫خـارج السـلطنة مـن خـالل نظـام مـد‬ ‫الحاميـة التأمينية للعاملـن بدول مجلس‬ ‫التعـاون مـن مواطنـي دول املجلـس‪،‬‬ ‫وباإلضافـة إىل أنظمـة التأمينـات‬ ‫االجتامعيـة‪ ،‬تقوم الحكومـة بتوفر برامج‬ ‫أخـرى للضـامن االجتامعـي تعمـل عـى‬ ‫ضـامن حـق الفـرد يف الحصـول عـى قـدر‬ ‫مناسـب مـن العدالـة واإلنصـاف‪.‬‬ ‫وبينـام متـي الجهـود نحـو تحقيـق‬ ‫تنميـة مسـتدامة لألجيـال الحاليـة‬ ‫واملسـتقبلية‪ ،‬فهنـاك العديـد مـن‬ ‫املـؤرشات التـي تؤكـد أن السـلطنة‬ ‫التـي اتبعـت نهجـا مسـتداما للتنميـة منذ‬ ‫بدايـة النهضـة سـتواصل هـذا الطريـق‬ ‫يف املسـتقبل‪ ،‬فالحكمـة التـي تتميـز‬ ‫بهـا سياسـات السـلطنة الخارجيـة ومـا‬ ‫يسـود من تسـامح وقيم راسخة للسالم‬ ‫والتعايـش يف املجتمـع العـامين تلقـى‬

‫منظومة الحماية‬ ‫االجتماعية املتقدمة يف‬ ‫السلطنة تشمل برامج‬ ‫الضمان االجتماعي‬ ‫وأنظمة التقاعد‬ ‫والتأمينات االجتماعية‪،‬‬ ‫اليت تتوافق مع كل قطاع‬ ‫من قطاعات الدولة بما‬ ‫فيها القطاع الخاص‬ ‫اإلشـادة والتقديـر مـن قبـل املجتمـع‬ ‫الـدويل‪ ،‬واملـؤرشات والتقاريـر العامليـة‬ ‫ترصـد مـا حققتـه نهضـة السـلطنة‬ ‫مـن إنجـازات وتقـدم‪ ،‬وخـالل األسـابيع‬ ‫املاضيـة حصلـت السـلطنة عـى أكـرب‬ ‫تقديـر للسـالمة واألمـن ضمـن قامئـة‬ ‫أفضـل الوجهـات األكـر سـلام وأمانـا‬

‫للمعيشـة وجـودة الحيـاة للعـام الجـاري‬ ‫‪ ،2019‬وجاءت السـلطنة يف املركز األول‬ ‫عربيا ضمن اسـتطالع شـبكة "انرنيشـن"‬ ‫األملانيـة وقـد أرجـع االسـتطالع الفضـل‬ ‫يف هـذا اإلنجـاز إىل تطـور الخدمـات يف‬ ‫السـلطنة وإىل قيـم التسـامح والتعايش‬ ‫التـي تسـود املجتمـع ال ُعـامين‪ ،‬وكانـت‬ ‫النسـخة الصـادرة مـن االسـتطالع العـام‬ ‫املـايض قـد صنفـت السـلطنة ضمـن‬ ‫قامئـة أفضـل الوجهـات األكـر سـلام‬ ‫وأمانـا ملعيشـة النسـاء إذ جـاءت األوىل‬ ‫عربيـا والثانيـة عامليـا‪ ،‬واحتلت السـلطنة‬ ‫املرتبـة الرابعـة عامليـا يف قامئـة أكـر‬ ‫البلـدان أمانـا يف العـامل‪ ،‬وفقـا لتقريـر‬ ‫املنتـدى االقتصـادي العاملـي الـذي‬ ‫يتضمـن قامئـة تضـم حـوايل ‪ 136‬دولـة‪،‬‬ ‫كـام حصلـت السـلطنة عـى املرتبـة‬ ‫التاسـعة عامليا يف تنفيذ القوانن البيئية‬ ‫وارتفـع أداء السـلطنة مـن املرتبـة ‪109‬‬ ‫إىل املرتبـة ‪ 57‬يف االسـتدامة البيئيـة‬ ‫وحصلـت عـى املرتبة ‪ 22‬يف االسـتدامة‬ ‫يف تطويـر الصناعـة للسـفر والسـياحة‪،‬‬ ‫وفـق أحـدث تقريـر صـادر عـن املنتـدى‬ ‫للعـام الجـاري‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫أخبــــــار‬ ‫تقرير‬

‫مـن إنجـازات ملموسـة يف مجـال التنمية‬ ‫البريـة إذ وضـح التقريـر أن السـلطنة‬ ‫حققـت قفـزات يف مجـاالت التعليـم‬ ‫والصحـة وجودة الحياة‪ ،‬وجاءت السـلطنة‬ ‫يف املرتبـة الخامسـة عربيـا وال ‪ 48‬عامليـا‬ ‫يف مـؤرش التنميـة البريـة العاملـي‬ ‫لعـام ‪ ،2018‬متقدمـة بذلـك أربعـة مراكـز‬ ‫عامليـا ومركـزا واحـدا عربيـا عـن تصنيـف‬ ‫العـام املـايض‪ ،‬وأكـد التقريـر عـى أن‬ ‫الـدول التـي أحـرزت تقدمـا يف مراكزهـا‬ ‫العربيـة والعامليـة‪ ،‬ومـن بينهـا السـلطنة‪،‬‬ ‫‪":‬حققـت ذلـك بفضـل السياسـات‬ ‫االقتصاديـة والتنمويـة التـي تعمـل عـى‬ ‫تنميـة الـروة البريـة يف الدولـة وتحقيق‬ ‫أعى معـدالت التطور والنمو يف مجاالت‬ ‫التعليم والصحة وجـودة الحياة‪ ،‬كام أرجع‬ ‫التقريـر تصنيـف السـلطنة بشـكل خاص‬ ‫ضمـن فئـة الـدول ذات التنميـة البريـة‬ ‫املرتفعـة إىل التقـدم الكبـر الـذي تـم‬ ‫إحـرازه يف مـؤرشات مـن بينهـا متوسـط‬ ‫العمـر املتوقـع ومتوسـط سـنوات‬ ‫الدراسـة والدخـل القومـي اإلجـاميل‪.‬‬ ‫ويف إطـار التقاريـر التـي ترصـد جهـود‬ ‫التنميـة املسـتدامة يف السـلطنة‪ ،‬صـدر‬ ‫‪26‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫الرؤية املستقبلية ‪2040‬‬ ‫تريس املبادئ األساسية‬ ‫الستمرار التزام السلطنة‬ ‫ببناء نظام شامل للحماية‬ ‫االجتماعية مرتبط‬ ‫باالقتصاد الكيل وتضع‬ ‫"االنسان واملجتمع" كأول‬ ‫املحاور الرئيسة للتنمية‬ ‫املستدامة‬ ‫مؤخـرا التقريـر الوطنـي الطوعـي األول‬ ‫للسـلطنة حول التنمية املستدامة‪ ،‬الذي‬ ‫يتناول بشكل متكامل التقدم الذي حققته‬ ‫السـلطنة عـى صعيـد أهـداف التنميـة‬ ‫املسـتدامة السـبعة عـر التـي حددتهـا‬ ‫منظمـة األمـم املتحـدة لـدول العـامل‬ ‫ليتـم تحقيقهـا بحلـول عـام ‪ ،2030‬حيـث‬

‫يتنـاول التقريـر الطوعـي االسـراتيجيات‬ ‫والخطط الوطنية التي وضعت وصممت‬ ‫لبلوغهـا‪ ،‬ويرصـد التحديـات والخطـط‬ ‫املسـتقبلية عـى طريـق تحقيـق تلـك‬ ‫األهـداف‪ ،‬ويسـتعرض املامرسـات‬ ‫واملبـادرات الحاليـة التـي تسـهم يف‬ ‫بلـوغ املسـتهدفات واألولويـات الوطنية‬ ‫للتنميـة املسـتدامة‪ ،‬ومـن ضمـن مـا‬ ‫اسـتعرضه التقريـر الخطـط والربامج التي‬ ‫تتبناهـا السـلطنة بهـدف رفـع املسـتوى‬ ‫املعيـي للمواطـن العـامين‪ ،‬مـام جعـل‬ ‫السـلطنة تحـرز تقدمـا يف تحقيـق أغلـب‬ ‫األهداف اإلمنائية وتصنف ضمن مصاف‬ ‫الـدول ذات الدخـل املرتفـع و ُيحتـذى‬ ‫بهـا يف اهتاممهـا باالسـتثامر يف رأس‬ ‫املـال البـري والبنـى األساسـية للتنمية‬ ‫املعرفيـة الالزمـة لتحقيـق االسـتدامة‬ ‫بأبعادهـا االقتصاديـة واالجتامعيـة‪ ،‬كـام‬ ‫رصـد التقريـر مالمـح منظومـة الحاميـة‬ ‫االجتامعيـة املتقدمـة يف السـلطنة‬ ‫وتشـمل عـددا مـن السياسـات مـن بينهـا‬ ‫أنظمـة التقاعـد والتأمينـات االجتامعيـة‪،‬‬ ‫التـي تتوافـق مـع كل قطـاع مـن قطاعـات‬ ‫الدولـة مبـا فيها القطـاع الخـاص‪ ،‬وتغطي‬


‫حـــــوار العدد‬ ‫الخدمـة أو االثنـن م ًعـا‪ ،‬ويتـم تحديـد‬ ‫تلـك املسـتحقات وفقًـا ألسـباب انتهـاء‬ ‫الخدمـة ومـدد الخدمـة التـي وضحهـا‬ ‫قانـون املعاشـات واملكافـآت‪.‬‬ ‫طريقة االحتساب‬ ‫كـام وضـح رئيـس قسـم احتسـاب‬ ‫الحقـوق طريقـة احتسـاب املسـتحقات‬ ‫التقاعديـة (معـاش تقاعدي‪،‬مكافـأة)‪،‬‬ ‫حيـث يحسـب املعـاش بواقـع ‪ 4‬باملائـة‬ ‫مـن الراتـب الخاضـع لالشـراك مروبـا‬ ‫يف مـدة الخدمـة‪ ،‬وبحد أقـى ‪ 80‬باملائة‬ ‫مـن ذلـك الراتـب‪ ،‬واملقصـود بالراتـب‬ ‫الخاضـع لالشـراك هو الراتب األسـايس‬ ‫الشـهري‪ ،‬مضافًـا إليـه ‪ 75‬باملائـة مـن‬ ‫بـدالت السـكن والكهربـاء واملـاء‪ ،‬أمـا‬ ‫بالنسـبة ملكافـأة نهايـة الخدمـة فتحسـب‬ ‫بواقـع راتبـن مـن الراتـب الخاضـع‬ ‫لالشـراك عـن كل سـنة خدمـة‪.‬‬ ‫أهميــة التقنية الحديثة‬ ‫وحـول اسـتخدام التقنيـة الحديثـة يف‬ ‫عمليـة احتسـاب الحقـوق‪ ،‬وضـح محمود‬ ‫بـن محسـن آل طالـب أنـه انطالقًـا مـن‬ ‫رؤيـة صنـدوق تقاعـد موظفـي الخدمـة‬ ‫املدنيـة املتمثلـة يف التميـز والريـادة يف‬ ‫تقديـم أفضـل الخدمـات للمسـتفيدين‬ ‫املشـمولن بقانـون معاشـات ومكافـآت‬ ‫مـا بعـد الخدمـة ملوظفـي الحكومـة‬ ‫العامنيـن‪ ،‬واالسـتثامر األمثـل ألمـوال‬ ‫الصنـدوق ورسـالته املتمثلـة يف االرتقـاء‬ ‫مبسـتوى جـودة الخدمـات التـي يقدمهـا‬ ‫الصنـدوق للمسـتفيدين وإدارة وتنميـة‬ ‫أموالـه مـن خـالل االسـتغالل األمثـل‬ ‫للمـوارد البريـة واملاديـة باسـتخدام‬ ‫أحـدث التقنيـات‪ ،‬فـإن العمـل بقسـم‬ ‫احتسـاب الحقـوق يقـوم عـى اسـتخدام‬ ‫التقنيـة الحديثـة مـام يسـهم يف تقديـم‬ ‫أفضـل املامرسـات يف جانـب العمـل‬ ‫األمـر الـذي ينعكـس إيجابًـا عـى عمليـة‬ ‫احتسـاب املسـتحقات وإنهاء املعامالت‬ ‫يف مـدة زمنيـة قياسـية وبجـودة عاليـة‬ ‫مـن الدقـة‪ ،‬كـام تـم االنتهـاء مـن النظـام‬ ‫اإللكـروين املتكامـل لالشـراكات‬ ‫والتقاعـد والـذي بـدوره سيسـهل تقديـم‬ ‫أفضـل الخدمـات للمتقاعديـن‪.‬‬

‫مكافأة نهاية الخدمة‬ ‫تحسب بواقع راتبني من‬ ‫الراتب الخاضع لالشرتاك‬ ‫عن كل سنة خدمة‬ ‫وترصف للموظف الذي ال‬ ‫ً‬ ‫معاشا تقاعديًا‪،‬‬ ‫يستحق‬ ‫وكذلك للموظف عند مد‬ ‫خدمته بعد بلوغ نس‬ ‫التقاعد رشط إكماله سنة‬ ‫يف الخدمة‬ ‫مراحل تطور القسم‬ ‫وحـول املراحـل والتطـورات التـي شـهدها‬ ‫القسـم وضـح محمـود بـن محسـن آل‬ ‫طالـب رئيـس قسـم احتسـاب الحقـوق أن‬ ‫صنـدوق تقاعد موظفي الخدمـة املدنية قد‬ ‫مـر مبراحـل مختلفـة يف تطويـر وتحديـث‬ ‫هيكلـه التنظيمـي وتقسـيامته اإلدارية حتى‬ ‫وصولـه إىل التقسـيم اإلداري الحايل‪ ،‬حيث‬ ‫كانـت البدايـة يف الثامنينـات مـن القـرن‬ ‫املايض مع إدارة تسـمى إدارة حقوق ما بعد‬ ‫الخدمـة وكانـت تتبـع اإلدارة العامـة لشـؤون‬ ‫املوظفـن والتـي كانـت بدورهـا تتبـع ديوان‬ ‫شؤون املوظفن بالديوان السلطاين وكان‬ ‫مقـره خـالل تلـك الفـرة مبنطقـة الطويـان‬ ‫بواليـة مسـقط حيـث كانـت هـذه اإلدارة‬ ‫تنقسـم إىل ثالثـة أقسـام وهـي قسـم‬ ‫املعاشـات وقسـم احتسـاب الحقـوق‬ ‫وقسـم امللفـات‪.‬‬ ‫وأضـاف آل طالـب أنـه عنـد صـدور قانـون‬ ‫املعاشـات واملكافـآت يف عـام ‪ 1986‬كان‬ ‫الصنـدوق خـالل تلـك الفرة يحمل مسـمى‬ ‫املديرية العامة للتقاعد مببنى وزارة الخدمة‬ ‫املدنيـة بالخويـر وتضـم ثـالث دوائـر وهـي‬ ‫دائـرة احتسـاب الحقـوق ودائـرة التقاعـد‬ ‫ودائـرة سـجالت التقاعـد حيـث كانـت هـذه‬ ‫الدوائـر تعنـى باحتسـاب مسـتحقات نهايـة‬

‫خدمـة املوظفـن املنتهيـة خدماتهـم مـن‬ ‫العامنيـن وغـر العامنيـن واسـتمر هـذا‬ ‫الحـال حتـى عـام ‪ 1997‬حيـث نقلـت مهمـة‬ ‫احتسـاب ورصف مسـتحقات املوظفـن‬ ‫غـر العامنيـن إىل الجهـات التـي يعملـون‬ ‫بها‪.‬‬ ‫ووضـح رئيس قسـم احتسـاب الحقـوق أن‬ ‫املرحلـة التاليـة مـن التطـور بـدأت بصـدور‬ ‫املرسوم السلطاين السامي رقم(‪)97/40‬‬ ‫ومبقتىض املرسـوم أصبح صندوق تقاعد‬ ‫موظفـي الخدمـة املدنيـة يحمـل مسـامه‬ ‫الحـايل‪ ،‬وكان مقـر الصنـدوق مببنـى وزارة‬ ‫الخدمـة املدنيـة بالخويـر‪ ،‬وبعـد ذلـك تـم‬ ‫اعتـامد الهيـكل التنظيمـي للصنـدوق يف‬ ‫عـام ‪ 2002‬وقـد تـم فيـه دمـج دائـرة التقاعـد‬ ‫ودائرة احتساب الحقوق تحت مسمى دائرة‬ ‫خدمـات التقاعد وتضم أربعة أقسـام وهي‬ ‫قسـم احتسـاب الحقـوق وقسـم إعـداد‬ ‫املعاشـات واملكافـآت وقسـم خدمـات‬ ‫املتقاعدين وقسم الحفظ‪ ،‬ويف عام ‪2011‬‬ ‫تـم تعديـل مسـمى دائـرة خدمـات التقاعـد‬ ‫إىل دائـرة املسـتحقات التقاعديـة وضمـت‬ ‫األقسـام التاليـة‪ :‬قسـم احتسـاب الحقـوق‬ ‫وقسـم املتابعـة وقسـم املسـتحقن‬ ‫وقسـم إعداد ورصف املستحقات وقسم‬ ‫امللفـات التقاعديـة‪ ،‬إضافـة إىل تعديـالت‬ ‫أخـرى عـى الهيـكل التنظيمـي للصنـدوق‪.‬‬ ‫وأشـار رئيـس قسـم احتسـاب الحقـوق‬ ‫إىل أن القسـم يواجـه عـددًا مـن التحديـات‬ ‫والتـي يواجههـا املوظفـون املختصـون‬ ‫بالقسم مبزيد من الجهد والدقة يف القيام‬ ‫بأعاملهـم وهـذه التحديـات تتمثـل يف تعدد‬ ‫القوانـن واألنظمـة واللوائـح املطبقـة عى‬ ‫املوظفـن املشـمولن بأحـكام قانـون‬ ‫معاشـات ومكافـآت بعـد الخدمـة ملوظفي‬ ‫الحكومـة العامنيـن بتعـدد أشـكال جهـات‬ ‫العمـل‪ ،‬كـام قـد يحـدث أحيانـا أن يتلقـى‬ ‫القسـم أعدادا كبرة من امللفات التقاعدية‬ ‫يف وقـت واحـد مـام يسـتدعي القيـام بجهد‬ ‫مضاعـف إلنجـاز هـذه امللفـات ورسعـة‬ ‫رصف املسـتحقات ملسـتحقيها‪ ،‬وهنـا ال‬ ‫بد من توجيه كلمة شـكر ملوظفي القسـم‬ ‫الذيـن يقومـون بـدور كبـر ويبذلـون كل مـا‬ ‫يتطلبـه األمـر مـن جهـد ووقـت إلنجـاز هـذه‬ ‫امللفـات خـالل فـرة قصـرة وبـكل دقـة‬ ‫وجـودة‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫حـــــوار العدد‬

‫رئيس قسم احتساب الحقوق‬

‫تقديم أفضل املمارسات‬ ‫يف العمل ينعكس إيجابًا‬ ‫عى جودة املعامات‬ ‫وإنجازها يف زمن قيايس‬

‫تصوير‪ :‬شمسة الحارثية‬

‫تعتـر دائـرة املسـتحقات التقاعديـة مـن التقسـيمات املهمـة يف الهيـكل التنظيمـي لصنـدوق تقاعـد موظفـي الخدمـة املدنيـة فهـي تتـوىل‬ ‫إدارة األنشـطة املتعلقـة باحتسـاب ورصف املسـتحقات التقاعديـة ومتابعـة رشوط اسـتحقاق املعـاش للمسـتحقني وفـق القوانـني‬ ‫واللوائـح املنظمـة لذلـك‪ ،‬وتتكـون دائـرة املسـتحقات التقاعديـة مـن ‪ 5‬أقسـام هـي قسـم احتسـاب الحقـوق وقسـم املسـتحقني وقسـم‬ ‫إعـداد رصف املسـتحقات التقاعديـة وقسـم املتابعـة إضافـة إىل قسـم امللفـات التقاعديـة‪ ،‬ويعـد قسـم احتسـاب الحقـوق مـن األقسـام‬ ‫الحيويـة يف الدائـرة‪ ،‬وبهـدف إلقـاء الضـوء أكـر عـىل هـذا القسـم وأعمالـه واملهـام الـيت يقـوم بهـا أجـرت مجلـة (التقاعـد) هـذا الحـوار مـع‬ ‫محمـود بـن محـن آل طالـب رئيـس قسـم احتسـاب الحقـوق‪.‬‬ ‫مهام القسم‬ ‫عـن املهـام واألعـامل التـي يقـوم بهـا‬ ‫قسـم احتسـاب الحقـوق‪ ،‬قـال محمـود‬ ‫بـن محسـن آل طالـب إن القسـم يقـوم‬ ‫باسـتالم ملفـات املوظفـن املنتهيـة‬ ‫خدماتهـم مـن جميـع الجهات املشـمولة‬ ‫بأحـكام قانـون معاشـات ومكافـآت‬ ‫مـا بعـد الخدمـة ملوظفـي الحكومـة‬ ‫العامنيـن‪ ،‬حيـث تتمثـل تلـك الجهـات‬ ‫يف جهـات خاضعـة ألحـكام قانـون‬ ‫الخدمـة املدنيـة والئحتـه التنفيذيـة‬ ‫وجهـات لهـا لوائـح مسـتقلة باإلضافـة‬ ‫إىل جهـات خاضعـة للنظـام املوحـد‬ ‫ملـد الحاميـة التأمينيـة ملواطنـي دول‬ ‫مجلـس التعـاون لـدول الخليـج العربيـة‬ ‫العاملـن يف غـر دولهـم يف أي دولـة‬ ‫عضـو باملجلـس‪.‬‬ ‫‪28‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫تحديد املستحقات‬ ‫وفق قانون معاشات‬ ‫ومكافآت ما بعد‬ ‫الخدمة ملوظفي‬ ‫الحكومة العمانيني‬ ‫وبناء عىل مدة الخدمة‬ ‫وأسباب انتهائها‬

‫وأشـار إىل أنـه عنـد ورود تلـك املعامالت‬ ‫يقـوم القسـم مبراجعتهـا للتأكـد‬ ‫جميـع املسـتندات‬ ‫مـن اسـتيفائها‬ ‫املطلوبـة عنـد انتهـاء الخدمـة باإلضافـة‬ ‫إىل التأكـد مـن أن عمليـة انتهـاء الخدمـة‬ ‫متـت وفقًـا لألحـكام املنظمـة لهـا‪،‬‬ ‫ويف حـال وجـود مالحظـات ونواقـص‬ ‫يف معامـالت انتهـاء الخدمـة ال يتـم‬ ‫احتسـاب املسـتحقات التقاعديـة إال‬ ‫بعـد أن يتـم اسـتيفاء ذلـك مـن قبـل جهـة‬ ‫العمـل‪ ،‬مـع العلـم بأن أغلـب املالحظات‬ ‫تتمثـل يف نقـص املسـتندات وأخطـاء‬ ‫يف إجـراءات انتهـاء الخدمـة إضافـة إىل‬ ‫أخطـاء يف تدرجـات الرواتـب وغـر ذلـك‪،‬‬ ‫وبعـد التأكـد مـام تقـدم يتـم احتسـاب‬ ‫املسـتحقات التقاعديـة املتمثلـة يف‬ ‫املعـاش التقاعـدي أو مكافـآت نهايـة‬


‫مقاالت‬

‫قبيل وبعد التقاعد‬ ‫د‪ .‬صالح بن راشد الغرييب‬

‫ميثـل نظـام التقاعـد يف املؤسسـات‬ ‫الحكوميـة والخاصـة املرحلـة النهائيـة‬ ‫لخدمـة موظـف قـىض سـنوات طويلـة‬ ‫مـن العمـل وامتلـك خاللهـا قـدرا كبـرا‬ ‫مـن الخـربة‪ ،‬وال شـك أن أهميـة نظـام‬ ‫التقاعـد نابعـة مـن حـق املوظـف يف‬ ‫الحصـول عـى الراحـة بعـد مشـوار طويل‬ ‫يف العمـل‪ ،‬وأيضـا يتيـح التقاعـد مجـاال‬ ‫لتجديـد دمـاء املؤسسـة مـن الكـوادر‬ ‫الوظيفيـة وتعيـن مسـؤولن جـدد يف‬ ‫الوظائـف اإلرشافيـة‪.‬‬ ‫وسـواء تـم التقاعـد بنـاء عـى الوصـول‬ ‫إىل العمـر الـذي حـدده القانـون لذلـك‪ ،‬أو‬ ‫التقاعـد بعد مد الخدمة لعدد من السـنوات‬ ‫بعـد السـن القانونية للتقاعـد‪ ،‬يف الحالتن‬ ‫هنـاك العديـد مـن النتائـج املرتبـة عـى‬ ‫موضـوع التقاعد سـواء بالنسـبة للموظف‬ ‫نفسـه أو ملـكان العمـل وهـو مـا يتطلـب‬ ‫اسـتعدادا مسـبقا مـن الطرفـن حتـى‬ ‫يتقاعـد املوظـف وهـو مسـتعد نفسـيا‬ ‫وحتـى يكـون مـكان العمـل مسـتعدا هـو‬ ‫أيضـا لخـروج موظـف وتـويل شـخص آخر‬ ‫مسـؤوليات الوظيفـة‪.‬‬ ‫وبالنسـبة ملـكان العمـل نجـد أن عمليـة‬ ‫انتقـال املهـام الوظيفية قد تتم بسالسـة‬ ‫يف حـال كان املوظـف املتقاعـد متعاونـا‬ ‫يف نقـل مـا لديـه مـن خـربات ملـن يتـوىل‬ ‫الوظيفـة مـن بعـده‪ ،‬لكـن يف حـاالت أخـرى‬ ‫قـد ال يتوفر هذا التعاون إما بسـبب طبيعة‬ ‫شـخصية املوظـف وإمـا ألنـه أثنـاء شـغل‬ ‫الوظيفـة مل يكـن مسـانَدا باختصاصيـن‬ ‫يف ذات مجـال العمـل‪ ،‬ولتجنـب مثـل‬ ‫هـذه اإلشـكاالت يف مـكان العمـل هنـاك‬

‫بعـض اإلجـراءات البسـيطة التـي ميكـن‬ ‫القيـام بهـا منهـا وجـود كـوادر متخصصـة‬ ‫يف ذات املجـال تكـون مسـاندة قبـل‬ ‫تقاعـد املوظـف بوقـت مناسـب تشـاركه‬ ‫اختصاصاتـه ومهامتـه الوظيفية وتكتسـب‬ ‫خرباتـه‪ ،‬ودعـم القسـم أو اإلدارة مبوظـف‬ ‫بديـل إن مل يكـن بالتعين فباالنتداب خالل‬ ‫الفـرة التـي تسـبق حصـول املوظف عى‬ ‫قـرار تقاعـده بوقـت كاف‪ ،‬ومـن املهـم‬ ‫وجـود أدلـة عمـل واضحـة يف مجـال العمل‬ ‫ترصـد جوانـب العمـل املختلفـة‪ ،‬وتوثيـق‬ ‫وأرشـفة إنجـازات العمـل يف ملفـات‬ ‫منظمـة‪.‬‬ ‫عـى الجانـب اآلخـر وفيـام يتعلـق‬ ‫باملوظـف فمـن املهـم للغايـة مراعـاة‬ ‫املحيـط النفـي للموظـف قبـل حصولـه‬ ‫عـى التقاعـد‪ ،‬إذ ينبغي أن يتـم التعامل مع‬ ‫املتقاعـد بقـدر مـن الحـرص عـى نفسـيته‬ ‫مـن قبـل مسـؤوليه يف العمـل أو مـن قبـل‬ ‫زمالئـه‪ ،‬بحيـث يخـرج املتقاعـد وهـو عـى‬ ‫عالقـة طيبـة مع بيئة العمل التـي كان فيها‪،‬‬ ‫مـام يتيـح الحصـول عـى تعاونـه يف حالـة‬ ‫الرغبـة مبعلومـات طارئـة تتعلـق بالفـرة‬ ‫الزمنيـة التـي كان يعمـل فيهـا ومـام يرسـخ‬ ‫حالـة مـن الرضـا النفـي‪.‬‬ ‫كــام أرى أهميــة اإلبقــاء عــى إرشاك‬ ‫املوظــف املتقاعــد يف الفعاليــات‬ ‫االجتامعيــة التــي تقيمهــا املؤسســات‬ ‫ملوظفيهــا مبناســبات األعيــاد الوطنيــة‬ ‫أو مبناســبات مختلفــة كاملنتديــات‬ ‫واملؤمتــرات والنــدوات أو أيــام مفتوحــة‬ ‫ملو ظفيهــا ‪.‬‬ ‫ويظـل الحـرص عـى حصـول املوظـف‬

‫عـى كافـة حقوقـه التقاعديـة يف وقـت‬ ‫مناسـب أمـ ًرا غايـة يف األهميـة نظـرا‬ ‫للحاجـة التـي قـد تكـون ملحـة لديـه لقضـاء‬ ‫احتياجاتـه ومسـتلزماته الحياتيـة‪ ،‬ومـن‬ ‫األمـور املهمـة أيضـا أن يظـل للمتقاعـد‬ ‫بعـض االمتيـازات التـي كان يحصـل عليهـا‬ ‫أثناء خدمته يف املؤسسـة التي كان يعمل‬ ‫فيهـا‪ ،‬كالحصول عى املنافـع التي تجريها‬ ‫دوائـر العالقـات العامـة أو رعاية املوظفن‬ ‫مـن خـالل عالقاتهـا مـع املؤسسـات‬ ‫الخدمية واالستهالكية الخاصة إن وجدت‪.‬‬ ‫وبـال شـك فـإن الحـرص عـى جميـع مـا‬ ‫ذكـر سـوف يـؤدي إىل نتائـج إيجابيـة أثنـاء‬ ‫بـدء املوظـف املتقاعـد حياتـه الجديـدة‪،‬‬ ‫كـام أن العمـل لـن يبقـى يف بيئـة متوتـرة‬ ‫نتيجـة تقاعـد أحـد الكـوادر‪ ،‬بـل ميكـن أن‬ ‫مينـح العمـل دفعـة جديـدة ومحفـزة ملزيـد‬ ‫من اإلنجاز‪ ،‬وسـتمي مسـرة العمل يف‬ ‫طريـق مسـتقر وثابـت‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫توزيــع إجمــايل املســتفيدين حســب املحافظات بنهاية أغســطس ‪2019‬م‬

‫محافظة مسقط‬

‫‪١5٦4٦‬‬

‫محافظة الداخلية‬

‫‪١0٧24‬‬

‫محافظة شمال الباطنة‬

‫‪95١٣‬‬

‫محافظة جنوب الباطنة‬

‫‪٨444‬‬

‫محافظة ظفار‬

‫‪٨2٨0‬‬

‫محافظة جنوب الرشقية‬

‫‪٦٨29‬‬

‫محافظة شمال الرشقية‬

‫‪5٧04‬‬

‫محافظة الظاهرة‬

‫‪٣٦٦٨‬‬

‫محافظة مسندم‬

‫‪١540‬‬

‫محافظة الربيمي‬

‫‪١4٧4‬‬

‫محافظة الوسطى‬

‫‪5٦4‬‬

‫‪٣٧٦٦٦‬‬

‫عدد‬ ‫املتقاعدين األحياء‬

‫‪٧2٣٨٦‬‬

‫إجمايل املستفيدين‬

‫‪٣4٧20‬‬

‫عدد‬ ‫الورثة املستحقني‬

‫‪30‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬

‫‪www.civilpension.gov.om‬‬


‫دراسة عالمية‬ ‫دراسة‬

‫(‪ )525‬فـردًا‪ ،‬فيـا أجـاب عـى االسـتبانة‬ ‫(‪ )518‬فـردا بنسـبة (‪ 98.7‬باملائـة) منهـم‬ ‫(‪ )450‬فـردا مـن العانيـن بنسـبة (‪86.8‬‬ ‫باملائـة)‪ ،‬و(‪ )49‬فـردا مـن دول مجلـس‬ ‫التعـاون بنسـبة (‪ 9.5‬باملائـة)‪ ،‬و(‪ )19‬فـردا‬ ‫مـن غـر العانيـن (الوافديـن) بنسـبة‬ ‫(‪3.7‬باملائـة)‪.‬‬ ‫أمـا مـن حيـث أعـار الذيـن أجابـوا عـى‬ ‫االسـتبانة فـان الغالبيـة العظمى مـن العينة‬ ‫هـم مـن فئـات الذيـن تجـاوزوا العقـد الرابـع‬ ‫مـن العمـر (‪ 41‬عامـا فأكـر) حيـث بلـغ‬ ‫عددهـم ‪ 256‬فـردا بنسـبة ‪ 49.4‬باملائـة‪،‬‬ ‫تلتهـا فئـة (‪ 40 -30‬سـنة)‪ ،‬وبلـغ عددهـم‬ ‫‪ 178‬فـردا وبنسـبة ‪ 34.4‬باملائـة‪ ،‬ثـم فئـة‬ ‫االعـار مـن (‪ 29 -21‬سـنة) وبلـغ عددهـم‬ ‫‪ 80‬فـردا وبنسـبة ‪ 15.4‬باملائـة‪ ،‬وأخـرا ممن‬ ‫هـم يف سـن (‪ 20‬فأقل) حيث بلغ عددهم‬ ‫‪ 4‬أفـراد وبنسـبة ‪ 0.8‬باملائـة‪.‬‬ ‫أمـا بالنسـبة للنـوع فقـد بلغـت نسـبة‬ ‫املشـاركن يف العينـة مـن الذكـور ‪59.8‬‬ ‫باملائـة مقابـل ‪ 40.2‬باملائـة مـن االنـاث‪.‬‬ ‫وعـن مسـتوى الدخـل الشـهري بالريـال‬ ‫العـاين فقـد أشـار مـا نسـبته أكـر مـن ‪59‬‬ ‫باملائـة مـن أفـراد العينـة املشـاركة إىل أن‬

‫الخطط املستقبلية‬ ‫تعد رضورة‪ ..‬ومن‬ ‫املهم طرح برامج‬ ‫خاصة لالدخار‬ ‫األرسي‬ ‫دخلهـم الشـهري يزيـد عـى ‪ 1000‬ريـال‬ ‫عـاين (‪ 2600‬دوالر أمريـي)‪.‬‬ ‫فيـا أجـاب ‪ 35.7‬باملائـة منهـم بـأن‬ ‫دخلهـم يـراوح مبـا بـن ‪ 1001‬إىل‪2000‬‬ ‫ريـال عـاين (‪ 2602‬إىل ‪ 5200‬دوالر‬ ‫أمريـي)‪ ،‬كـا أفـاد ‪ 24.1‬باملائـة منهـم بأن‬ ‫دخلهم الشـهري يتعـدى ‪ 2001‬ريال عاين‬ ‫(‪ 5202‬دوالر أمريـي)‪ ،‬يف حـن أجاب ‪28.8‬‬ ‫باملائـة منهـم بـأن دخلهم الشـهري يراوح‬ ‫مـا بـن ‪ 500‬إىل ‪ 1000‬ريـال عـاين (‪1300‬‬ ‫إىل ‪ 2600‬دوالر أمريـي)‪ ،‬وان ‪ 11.4‬باملائـة‬ ‫منهـم أفـاد بـأن دخلهـم الشـهري أقـل مـن‬

‫‪ 500‬ريـال عـاين (‪ 1300‬دوالر أمريـي)‪.‬‬ ‫وعمومـا فـان أقـل راتـب مينـح اليـوم ألي‬ ‫عامـل عـاين يعمـل يف القطـاع الخـاص‬ ‫ال يقـل عـن ‪ 325‬ريـاال عانيـا شـهريا (‪845‬‬ ‫دوالرا أمريكيـا) وفـق قـرارات وزارة القـوى‬ ‫العاملـة‪.‬‬ ‫وحـول قيـاس مسـتوى االدخـار لـدى‬ ‫األفـراد واملؤسسـات يف السـلطنة‪،‬‬ ‫نشـر إىل أنـه ال توجـد هنـاك دراسـات‬ ‫تبـن قياس مـدى مسـتوى االدخار‬ ‫سـابقة ّ‬ ‫وتوجهـات األفـراد يف السـلطنة نحـو‬ ‫االدخـار‪ ،‬ولكن املعـروف أن هناك اهتاما‬ ‫مـن قبـل بعض األشـخاص بعملية االدخار‬ ‫سـواء مـن حيـث إيـداع أموالهـم الزائدة يف‬ ‫املؤسسـات املرصفيـة أو يف القنـوات‬ ‫االسـتثارية كمشـاريع العقارات واألسهم‬ ‫والسـندات واملؤسسـات التجاريـة داخـل‬ ‫وخـارج عـان‪ ،‬إال أن الغالبيـة العظمـى مـن‬ ‫املواطنـن لديهـم قـروض ومديونيـات‬ ‫مـن املؤسسـات املرصفيـة ملواجهـة‬ ‫تكاليـف الحيـاة العرصيـة التـي يتمتـع بهـا‬ ‫املواطـن العاين والخليجـي بصفة عامة‪،‬‬ ‫األمـر الـذي أدى بالباحـث إىل طـرح هـذه‬ ‫العينـة مـن االسـتبانات لتوعيـة املجتمـع‬ ‫‪33‬‬


‫دراسة عالمية‬

‫رسالة دكتوراة حول‬ ‫سياسات وتوجهات االدخار‬ ‫لدى املجتمع العماين‬

‫حيدر بن عبدالرضا بن داود اللوايت‬

‫باحث وكاتب اقتصادي‬

‫تعـد قضيـة االدخـار اليـوم واحـدة مـن‬ ‫أهـم القضايـا التـي تركـز عليهـا األنشـطة‬ ‫األرسيـة ألفـراد املجتمـع‪ ،‬وهـي وسـيلة‬ ‫مهمـة لتحقيـق التنميـة يف الـدول أيضـا‪،‬‬ ‫وتعتـرب مـن املواضيـع التـي نـادت بهـا‬ ‫األديـان ومختلـف املذاهـب والرائع ومن‬ ‫بينهـا الديـن اإلسـالمي‪ ،‬األمـر الـذي يدفـع‬ ‫الـدول والحكومـات إىل رضورة الركيـز‬ ‫عـى هـذا املوضـوع‪ ،‬وتنـادي املنظـامت‬ ‫الدوليـة بـرورة توجيـه أفـراد املجتمعـات‬ ‫نحـو االدخـار باعتبـاره إحـدى القنـوات‬ ‫املهمـة لإلنفـاق عى القضايـا التنموية يف‬ ‫املجتمـع‪.‬‬ ‫وتهـدف هـذه الدراسـة األكادمييـة‬ ‫حـول "سياسـات وتوجهـات االدخـار لـدى‬ ‫املجتمـع العـاين" إىل معرفـة سـلوك‬ ‫االدخـار لـدى املواطنـن العانيـن وبعض‬ ‫الوافديـن يف السـلطنة مـن خـال طرحهـا‬ ‫عـددًا مـن األسـئلة حـول موضـوع االدخـار‪.‬‬ ‫وتـم تقديـم الرسـالة لألكادمييـة‬ ‫لاقتصـاد‬ ‫امللكيـة‬ ‫السـويرسية‬ ‫والتكنولوجيـا "قسـم الدراسـة باللغـة‬ ‫العربيـة" للحصـول عـى درجـة الدكتـوراة‬ ‫‪ D.Phil‬يف تخصـص االقتصـاد وحملـت‬ ‫‪32‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫توصية بتشجيع‬ ‫املدخرات املحلية‬ ‫وتوجيهها نحو‬ ‫االستثمار لدعم النمو‬ ‫االقتصادي‬ ‫الدراسـة عنـوان "سياسـات وتوجهـات‬ ‫االدخـار لـدى املجتمـع العـاين"‪ ،‬وترمـي‬ ‫إىل معرفـة املزيـد حـول مفهـوم االدخـار‬ ‫يف السـلطنة‪ ،‬ومـدى نجـاح السياسـات‬ ‫الحكوميـة يف تعبئـة النـاس وتوعيتهـم‬ ‫بـرورة االهتـام بسياسـة االدخـار سـواء‬ ‫عـى املسـتوى الرسـمي أو األهـي مـن‬ ‫األفـراد واملؤسسـات الخاصـة‪ ،‬باإلضافـة‬ ‫إىل ذلـك سـعت الرسـالة إىل مناقشـة‬ ‫املعوقـات التـي تواجـه سياسـات االدخـار‬ ‫يف املجتمـع العـاين‪ ،‬مـن خـال طرحهـا‬ ‫عددًا من التسـاؤالت ومتابعـة القرارات التي‬

‫يتـم اتخاذهـا يف هـذا الشـأن‪ ،‬وتتمثـل يف‬ ‫التـايل‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫مـا هـو مفهـوم االدخـار لـدى الحكومـة‬ ‫العامنيـة مـن جهـة‪ ،‬ولـدى املواطنـن‬ ‫العامنيـن مـن جهـة أخـرى؟‬ ‫مـا هـي معوقـات االدخـار يف املجتمـع‬ ‫العـامين بصفـة عامـة؟‬ ‫مـا هـي السياسـات التي تبنتها سـلطنة‬ ‫عـامن خالل السـنوات املاضيـة من أجل‬ ‫تعزيـز منظومـة االدخـار يف البالد؟‬ ‫إىل أي مـدى اسـتطاعت السياسـة‬ ‫املاليـة والسياسـة النقديـة يف سـلطنة‬ ‫عامن االسـتفادة من املدخرات املحلية‬ ‫خـالل العقـود األربعـة املاضيـة؟‬ ‫مـا هـو التصـور العامين املقـرح لتنمية‬ ‫املدخـرات يف البـالد خـالل املرحلـة‬ ‫املقبلـة؟‬

‫يعتمـد محتـوى الدراسـة عـى الـردود‬ ‫التـي وصلـت إىل الباحـث مـن خـال توزيـع‬ ‫اسـتبيان افـرايض حـول قيـاس مسـتوى‬ ‫االدخـار لـدى األفـراد واملؤسسـات يف‬ ‫السـلطنة ‪ .‬وقـد بلـغ حجـم عينـة الدراسـة‬


‫دراسة‬ ‫مـاال لادخار" مقابـل ‪ 52‬باملائة يرون صحة‬ ‫ً‬ ‫تلـك العبـارة‪ .‬أمـا ‪ 47‬باملائـة منهـم فـرون‬ ‫بـأن "حيـاة الرفاهية التي يعيشـها الفرد يف‬ ‫عـان تجعلـه غـر قـادر عـى توفـر أي مال‬ ‫لادخـار"‪ ،‬مقابـل ‪ 53‬ال يوافقـون عـى تلـك‬ ‫العبـارة‪.‬‬ ‫ويف نفـس هـذا االتجـاه فـان ‪ 38‬باملائـة‬ ‫مـن فئـة املبحوثـن يتفقـون عـى أن‬ ‫"االسـتدانة لهـا أثرها عى االدخـار"‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 62‬باملائـة ال يتفقـون مـع أن القـروض التـي‬ ‫حصلـوا عليهـا تؤثـر عـى عمليـة االدخـار‪،‬‬ ‫يف حـن أفـاد ‪ 54‬باملائـة بأنهـم بـدأوا فعـا‬ ‫االدخـار مقابـل ‪ 46‬باملائـة مل يبـدأوا هـذه‬ ‫الخطـوة‪ ،‬كـا أن أكـر مـن ‪ 73‬باملائـة مـن‬ ‫العينـة أفـادوا بـأن ادخارهـم هـو مـن أجـل‬ ‫االسـتثار يف املسـتقبل‪ ،‬وأن ‪ 94‬باملائـة‬ ‫منهـم أفـاد بـأن ادخارهـم هـو مـن أجـل أال‬ ‫يحتاجـوا إىل مسـاعدة أحـد يف املسـتقبل‪،‬‬ ‫كـا أفـاد ‪ 92‬باملائـة منهـم بـأن ادخارهـم‬ ‫هـو مـن أجـل التعليـم الجامعـي لألبنـاء‬ ‫مسـتقبا‪.‬‬ ‫وحـول تسـاؤل إن كان هنـاك غيـاب‬ ‫واضـح لربامـج االدخـار يف السـلطنة‪ ،‬فـان‬ ‫‪ 82‬باملائـة مـن أفـراد العينـة يتفقـون عـى‬ ‫ذلـك‪ ،‬بينـا أفـاد ‪ 85‬باملائـة بـأن ادخاراتهـم‬ ‫تتـم عـرب املؤسسـات املرصفيـة‪ ،‬وجـزء‬ ‫منهـم يف األسـهم والسـندات واألوراق‬ ‫املاليـة األخـرى‪ ،‬بينـا ‪ 78‬باملائـة منهـم‬ ‫يفضلـون االدخـار يف العقـار‪ ،‬و‪ 88‬باملائـة‬ ‫يفضلـون اسـتغال مدخراتهـم يف التجـارة‬ ‫واالسـتثار‪ .‬كـا أفـاد ‪ 56‬باملائـة منهـم‬ ‫أن مدخراتهـم متـت عـرب املشـاركة يف‬ ‫الجمعيـات االقراضيـة للتوفـر‪ ،‬مقابـل ‪44‬‬ ‫باملائـة منهـم مل يحاولـوا جمـع املدخـرات‬ ‫مـن خـال تلـك الجمعيـات‪ .‬كـا أفـاد ‪49‬‬ ‫باملائـة منهـم بأنهـم تعرضـوا للمشـاكل‬ ‫والخافـات املاليـة يف الجمعيـات‬ ‫االقراضية‪ ،‬إال أن ‪ 73‬باملائة يحثون االخرين‬ ‫عـى الدخـول يف هـذه الجمعيـات نتيجة ما‬ ‫لهـا من إيجابيـات متعددة‪ ،‬بينـا ‪ 64‬باملائة‬ ‫منهـم يـرون االبتعـاد عـن هـذه الجمعيـات‪،‬‬ ‫وقـد تناولـت الدراسـة هـذه القضايـا‬ ‫واالسـتنتاجات مـن نـواح مختلفـة‪.‬‬

‫وقـد توصلـت الدراسـة املسـحية إىل‬ ‫عـدد مـن التوصيـات تهـم األفـراد واألرس‬ ‫واملؤسسـات والـركات بجانـب الجهات‬ ‫الحكوميـة وهـي كالتـايل‪:‬‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫العمـل عـى قيـام البنـوك بتبنـي برامـج‬ ‫ادخاريـة للشـباب والفئـات العمريـة‬ ‫األخـرى بجانـب االهتـام بالربامـج‬ ‫االدخاريـة لألطفـال كـا هـو معمـول بـه‬ ‫يف دول أخـرى‪.‬‬ ‫تنميـة املبالـغ املدخـرة يف حسـابات‬ ‫اإليداعات بحيث تعود املنافع عى جميع‬ ‫املدخريـن‪ ،‬األمـر الـذي سيشـجع اآلخرين‬ ‫عـى املـي قدمـا يف نفـس االتجـاه‪.‬‬ ‫إقامـة معـارض وفعاليـات للمؤسسـات‬ ‫املرصفيـة املاليـة يف السـلطنة بهدف‬ ‫توعيـة األطفـال والشـباب بأهميـة‬ ‫االدخـار‪.‬‬ ‫تتكفـل البنـوك واملؤسسـات املاثلـة‬ ‫بتغطيـة مصاريـف الشـباب املبتعثـن‬ ‫للدراسـات الجامعيـة مـن الذيـن يقـوم‬ ‫أهاليهـم بادخـار مبالـغ لفـرات طويلـة‪.‬‬ ‫تشـجيع املؤسسـات العلميـة والبحثيـة‬ ‫عـى الركيـز عـى إعـداد دراسـات‬ ‫يف مجـال االدخـار وتشـجيع الطلبـة‬ ‫الجامعيـن عـى البحـث يف هـذا الشـأن‪.‬‬ ‫رضورة رفـع مسـتوى ثقافـة التأمـن‬ ‫االجتاعـي لـدى الجمهـور مبـا يتوافـق‬ ‫مـع أهـداف وتطلعـات أجهـزة التقاعـد‬ ‫والتأمينـات االجتاعيـة‪.‬‬ ‫رضورة وجـود خطـط إلدارة األزمـات‬ ‫املاليـة واسـتمرارية األعـال املرصفيـة‬ ‫بأجهـزة التقاعـد والتأمينـات االجتاعيـة‬ ‫سـواء عـى مسـتوى السـلطنة أو بقيـة‬ ‫دول مجلـس التعاون الخليجـي باعتبارها‬ ‫تحتـوي عـى املدخـرات‪.‬‬ ‫تأهيـل إعاميـن متخصصـن يف مجال‬ ‫التأمينـات والتقاعـد بهـدف تعزيـز ثقافـة‬ ‫االدخـار بـن أفـراد املجتمـع العـاين‪.‬‬ ‫توظيـف التقنيـات الحديثـة واسـتخدام‬ ‫الوسـائل والوسـائط اإلعاميـة املناسـبة‬ ‫للوصـول إىل الجمهـور املسـتهدف يف‬ ‫رفـع مسـتوى ثقافـة االدخـار والتأمـن‬

‫الدراسة تستهدف‪:‬‬

‫‪١‬‬

‫معرفة املزيد حول‬ ‫مفهوم االدخار‬

‫‪2‬‬

‫مدى النجاح يف‬ ‫توعية الناس برضورة‬ ‫االدخار سواء عىل‬ ‫املستوى الرسمي أو‬ ‫األهيل من األفراد‬ ‫واملؤسسات الخاصة‬

‫‪٣‬‬

‫مناقشة املعوقات‬ ‫اليت تواجه سياسات‬ ‫االدخار يف املجتمع‬ ‫العماين‬ ‫‪35‬‬


‫دراسة‬

‫معظم أفراد العينة‬ ‫عىل دراية بمعىن‬ ‫"االدخار" والغالبية‬ ‫تدخر من أجل‬ ‫املستقبل أو تعليم‬ ‫األبناء‬

‫بأهميـة االدخـار ومعرفـة املزيد عـن قضايا‬ ‫االدخـار يف السـلطنة ودول املنطقـة‪،‬‬ ‫تهـدف يف نهايـة املطـاف للوصـول إىل‬ ‫بعـض االسـتنتاجات حـول عمليـة االدخـار‪،‬‬ ‫والخـروج بالتوصيـات التـي مـن املحتـم‬ ‫أن تـؤدي إىل نـر مزيـد مـن التوعيـة‬ ‫تجـاه هـذه القضيـة التـي متـس الحيـاة‬ ‫االقتصاديـة واالجتاعيـة ليـس لألفـراد‬ ‫فحسـب‪ ،‬بـل تشـمل املؤسسـات املالية‬ ‫الحكوميـة التـي ميكـن لهـا تب ّني سياسـات‬ ‫جديـدة تسـاعد املواطنـن عـى التوجـه‬ ‫نحـو االدخـار‪ ،‬والحـد يف نفـس الوقـت عـن‬ ‫الديـون واالتجـاه نحـو مزيـد مـن االرساف‬ ‫والتبذيـر‪.‬‬ ‫وتتلخـص األهـداف الرئيسـة لاسـتبيان‬ ‫الـذي تـم توزيعـه يف معرفـة اتجاهـات‬ ‫االدخـار لـدى املواطنـن العانيـن‬ ‫واملتواجديـن من أبنـاء دول مجلس التعاون‬ ‫والوافديـن‪ ،‬ومـدى وعيهـم االدخـاري‪،‬‬ ‫وإقبالهـم عـى القنـوات االدخاريـة‪ ،‬فيـا‬ ‫تتضمـن متغـرات االسـتبيان يف شـقها‬ ‫األول البيانـات الشـخصية حـول العمـر‬ ‫(الفئـات العمريـة للموظفـن)‪ ،‬والجنـس‪،‬‬ ‫والجنسـية‪ ،‬واملسـتوى التعليمـي (مـا قبل‬ ‫الثانويـة وحتـى درجـة الدكتـوراه)‪ ،‬والدخـل‬ ‫الشـهري‪ .‬أما متغرات الدراسـة يف شـقها‬ ‫الثـاين فقـد شـملت (‪ )19‬عبـارة تقيـس‬ ‫مـدى فهـم الشـخص ملعنـى االدخـار‪،‬‬ ‫‪34‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫وهل سـبق لهذا الشـخص أن قـام بعملية‬ ‫االدخـار‪ ،‬وكيـف ميكـن لـه االسـتفادة مـن‬ ‫عمليـة االدخار مسـتقبا‪ ،‬ومـدى متكنه من‬ ‫تخصيـص مبلـغ صغـر مـن أجـل االدخـار‪،‬‬ ‫ونـوع الحيـاة التي يعيشـها‪ ،‬وهـل هو مدين‬ ‫للبنـوك ام متوجـه نحـو االدخـار‪ ،‬وهل قام‬ ‫بالفعـل بخطـوة االدخـار يف حياتـه‪ ،‬ومـاذا‬ ‫يعنـي لـه االدخـار مسـتقبا‪ ،‬وهـل ادخـاره‬ ‫هـو مـن أجـل هـدف معـن كتعليـم أبنائـه‬ ‫أو مواجهـة صعـاب الحيـاة املقبلـة‪ .‬كـا‬ ‫تتطلـب البيانـات معرفـة اتجاهاتـه نحـو‬ ‫برامـج االدخـار‪ ،‬وأيـن يقـوم بادخـار أموالـه‬ ‫إن كان يف املؤسسـات املرصفيـة أو‬ ‫يف األسـهم أو السـندات أو العقـار أو يف‬ ‫عمـل تجـاري‪ ،‬وهـل سـبق لـه أن شـارك‬ ‫يف الجمعيـات األهليـة التـي تقـام بـن‬ ‫مجموعـة من االشـخاص مـن أجـل االدخار‪،‬‬ ‫وهـل يقـوم بنصـح اآلخريـن تجـاه هـذه‬ ‫الخطـوة للمحيطـن حولـه يف األرسة أو‬ ‫يف مقـر عملـه‪ .‬وقـد تـم اسـتخدام مقاس‬ ‫ليكـرت لقيـاس االتجاهـات األربعـة التاليـة‪:‬‬ ‫موافـق بشـدة‪ /‬موافـق ‪ /‬غر موافـق‪ /‬غر‬ ‫موافـق أبـدا‪.‬‬ ‫كـا قـام الباحث بحسـاب الصـدق الذي‬ ‫يقصـد بـه أن يقيـس االختبـار – االسـتبيان‪-‬‬ ‫مـا وضـع مـن أجلـه أال وهـو "قيـاس‬ ‫سياسـات وتوجهـات االدخـار لدى املجتمع‬ ‫العـاين ألفـراد العينـة"‪ ،‬حيـث تـم عـرض‬

‫االسـتبيان عـى مجموعـة مـن املحكمن؛‬ ‫إلبـداء الـرأي يف مجـاالت أو تسـاؤالت‬ ‫االسـتبيان مـن حيـث سـامة صياغـة‬ ‫املجـاالت أو العبـارات‪ ،‬ومـدى مناسـبة‬ ‫املجـاالت أو العبـارات لتقدميهـا لعينـة‬ ‫الدراسـة األساسـية‪ ،‬إضافـة إىل املجـاالت‬ ‫أو العبـارات التـي تكمـل الهـدف‪ ،‬أو حـذف‬ ‫بعضها‪ .‬وقد أسـفر رأي السـادة املحكمن‬ ‫عـن سـامة جميـع املجـاالت أو العبـارات‬ ‫وارتباطهـا باملعنـى املـراد الوصـول إىل‬ ‫قياسـه يف االسـتبيان‪ .‬وتراوحـت معامـات‬ ‫الصدق لعبارات االسـتبيان ما بن (‪)1 :0.8‬‬ ‫وهـي معامـات مرتفعـة ومقبولـة‪.‬‬ ‫وحيـث أن هـذه الدراسـة تقـع يف ‪169‬‬ ‫صفحة بجميع تفاصيلها وبياناتها وجداولها‬ ‫واسـتنتاجاتها‪ ،‬فاننا نتناول هنا أهم النتائج‬ ‫التـي تـم الحصول عليهـا من خـال األجوبة‬ ‫التـي وردت مـن املبحوثن باختصار شـديد‬ ‫لـكل محـور مـن محـاور الدراسـة ‪ .‬فقـد‬ ‫تبـن لنـا أن معظـم أفـراد العينة لهـم دراية‬ ‫مبعنـى مصطلـح "االدخـار" وبنسـبة تزيـد‬ ‫عـى ‪ 97‬باملائـة‪ ،‬فيـا أجـاب ‪ 87‬باملائـة‬ ‫منهـم بأنـه سـبق لهـم أن قامـوا بعمليـة‬ ‫االدخـار بطـرق مختلفـة‪ ،‬وأن ‪ 99‬باملائـة‬ ‫منهـم يـرون بـأن أدخارهـم هـو مـن أجـل‬ ‫االسـتثار مسـتقبا‪ .‬كـا أفـاد ‪ 47‬باملائـة‬ ‫منهـم بأنهـم ال يتفقـون مـع العبـارة التـي‬ ‫تقـول بـأن" قلـة الراتـب يجعلنـي أال أجمـع‬


‫دراسة‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫االجتاعـي‪.‬‬ ‫رضورة وضـع برامـج لرفـع نسـبة ادخـار‬ ‫األرس من إجايل الدخل ما بن ‪ 6‬باملائة‬ ‫إىل ‪ 10‬باملائـة يف املرحلـة األوىل‪.‬‬ ‫تحويـل نسـبة تـراوح مـا بـن ‪10 – 6‬‬ ‫باملائـة مـن الراتـب شـهريًا للموظفـن‬ ‫والعاملـن مـن الحسـاب الجـاري إىل‬ ‫حسـاب التوفـر تلقائيًـا مـع بدايـة نـزول‬ ‫الراتـب الشـهري بغـرض االدخـار‪.‬‬ ‫تحويـل الرسـوم والرائـب املفروضـة‬ ‫عـى مشـاريع ومؤسسـات الشـباب‬ ‫الصغـرة واملتوسـطة ملـدة خمـس‬ ‫سـنوات إىل حسـابات ادخاريـة لهـم‬ ‫ليسـتفيدوا منهـا الحقـا‪.‬‬ ‫خفـض نسـبة الفوائـد املرصفيـة عـى‬ ‫القـروض التجاريـة ملشـاريع الشـباب‬ ‫الصغـرة كتحفيـز لهـم لاسـتمرار يف‬ ‫أعالهـم التجاريـة وتشـجيعهم عـى‬ ‫االدخـار‪.‬‬ ‫تقديـم الـدورات التدريبيـة ملوظفـي‬ ‫املصـارف ورشكات التمويـل والتأمـن‬ ‫مـن قبـل كليـة الدراسـات املاليـة‬ ‫واملرصفيـة يف مجـال االدخـار والتوفـر‪،‬‬ ‫وتأهيـل القيـادات املرصفيـة يف هـذا‬ ‫الشـأن لحـث العمـاء عـى االدخـار‪.‬‬ ‫اإلرساع يف عمليـة الخصخصـة لبعـض‬ ‫الـركات واملشـاريع الحكوميـة الناجحة‬ ‫لجـذب املزيـد مـن املدخـرات املحليـة‬ ‫واسـتثارها يف األوراق املاليـة‪.‬‬ ‫تغيـر السياسـة االسـتثارية الحكوميـة‬ ‫لصناديـق التقاعـد يف السـلطنة بتدويـر‬ ‫ملكيـة األسـهم لديهـا‪ ،‬بحيـث يتمكـن‬ ‫الراغبـون مـن ادخـار أموالهـم يف األوراق‬ ‫املاليـة‪.‬‬ ‫االسـتمرار يف النهـج الـذي تتبعـه‬ ‫السـلطنة يف موضـوع توزيـع قطعـة‬ ‫أرض مجانيـة لـكل مواطـن عـاين‬ ‫مـن الرجـال والنسـاء‪ ،‬باعتبـار أن ذلـك‬ ‫يسـاعد يف تعزيـز مدخـرات املواطنـن‪،‬‬ ‫ويعـزز مـن مفهـوم التنميـة االقتصاديـة‬ ‫واالجتاعيـة يف البـاد‪.‬‬ ‫رضورة االهتـام بتوجيـه برامـج إعاميـة‬ ‫لتوعية الطاب يف عان بأهمية ترشـيد‬ ‫االسـتهاك‪ ،‬واالهتـام بتعامل الطاب‬

‫ال دراسات سابقة تبني‬ ‫مستوى االدخار‪ ..‬ولكن‬ ‫معروف أن بعض‬ ‫األشخاص يهتمون‬ ‫بإيداع أموالهم الزائدة‬ ‫يف املؤسسات املرصفية‬ ‫أو القنوات االستثمارية‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫مـع النقـود وتشـجيعهم عـى ادخـار جـزء‬ ‫مـن مرصوفهـم يف سـن مبكرة‪.‬‬ ‫تشـجيع الطـاب عـى فتـح حسـابات‬ ‫بنكيـة وتعويدهم اسـتخدام آلة الرصف‬ ‫اآليل (لعمليـة االيـداع االدخـار)‪.‬‬ ‫تعبئـة املدخـرات املحليـة وتوجيههـا‬ ‫نحـو االسـتثار الداخي للتعجيـل بالنمو‬ ‫االقتصـادي‪.‬‬ ‫العمــل عــى توعيــة النــاس بتقليــل‬ ‫اســتخدام بطاقــات االئتــان وإنفــاق‬ ‫األمــوال بطريقــة عشــوائية غــر‬ ‫محســو بة ‪.‬‬ ‫رضورة وضـع خطـة مسـتقبلية بعيـدة‬ ‫املـدى لادخـار‪ ،‬األمـر الـذي يسـاعد عـى‬ ‫توفـر األمـوال وتحقيـق أهـداف الخطـة‪.‬‬ ‫تنبيـه النـاس إىل رضورة التخلـص أوالً‬ ‫مـن الديـون واألقسـاط مـن أجـل التوجـه‬ ‫نحـو االدخـار وتوفـر األمـوال‪.‬‬ ‫تحديـد بنـود املرصوفـات واألهـداف‬ ‫املاليـة للعائلـة مع توضيـح أولويات بنود‬ ‫الـرصف وأهميتهـا‪.‬‬ ‫العمـل عـى تشـجيع الشـخص إليجـاد‬ ‫مصـادر متعـددة لدخلـه إن أمكـن ذلـك‪.‬‬ ‫إدراج مـادة تعليميـة تختـص باالدخـار‬ ‫املـايل والتخطيـط لـه يف املناهـج‬ ‫التعليميـة العامـة والجامعيـة‪.‬‬ ‫إنشـاء مراكـز تدريبيـة بهـدف تدريـب‬ ‫الشـباب عـى برامـج االدخـار‪.‬‬

‫بحوث مقرتحة‬ ‫استكماال لهذا الجهد‪ ،‬ويف ضوء ما‬

‫انتهت إليه الدراسة من نتائج؛ فان‬

‫هناك حاجة إلجراء املزيد من البحوث‬ ‫والدراسة بالنظر يف املقرتحات التالية‪:‬‬

‫‪١‬‬

‫اجراء دراسة بحثية مقرتحة‬ ‫إلنشاء بنوك االدخار يف‬ ‫البالد لتكون وعاء يف تقديم‬ ‫التمويل للمشاريع الحكومية‬ ‫والخاصة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫إعداد دراسة بحثية حول‬ ‫جدوى مروع إنشاء‬ ‫صندوق استثماري خاص‬ ‫ملدخرات املقيمني والوافدين‬ ‫العاملني يف القطاعني العام‬ ‫والخاص‪ ،‬تودع فيها مكافآت‬ ‫نهاية الخدمة وبحيث يكون‬ ‫النظام اختياريًا ليحقق لهم‬ ‫عوائد مالية‪.‬‬

‫‪٣‬‬

‫إجراء دراسات بحثية‬ ‫مستفيضة حول السلوك‬ ‫االستهاليك للطالب ومدى‬ ‫التزامهم بعملية االدخار‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫توجهات االدخار يف املجتمع العماين‬ ‫تستهدف الدراسة معرفة اتجاهات االدخار والوعي بأهميته‬ ‫واالقبال عليه لدى املواطنني العمانيني واملتواجدين يف‬ ‫السلطنة من أبناء دول مجلس التعاون والوافدين‬

‫النتائج‬

‫‪١‬‬

‫‪2‬‬

‫‪٣‬‬

‫‪4‬‬

‫‪%9٧‬‬

‫‪%99‬‬

‫مــن أفراد العينة‬ ‫يتفقــون عىل أن‬ ‫غياب واضح‬ ‫لربامــج االدخار يف‬ ‫السلطنة‬

‫‪%٨2‬‬

‫أهم قنوات‬ ‫االدخار حاليا‬ ‫هي املؤسسات‬ ‫املرصفية واألسهم‬ ‫والسندات‬ ‫والعقار والتجارة‬ ‫واالستثمار‬

‫من أفراد‬ ‫العينة لهم‬ ‫دراية بمعىن‬ ‫مصطلح‬ ‫االدخار‬

‫يرون أن‬ ‫ادخارهم هو من‬ ‫أجل االستثمار‬ ‫مستقبال ونسبة‬ ‫كبرية تدخر من‬ ‫أجل تعليم األبناء‬

‫التوصيات‬

‫‪36‬‬

‫‪١‬‬

‫‪2‬‬

‫‪٣‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪٦‬‬

‫تبين البنوك‬ ‫برامج ادخارية‬ ‫للشباب والفئات‬ ‫العمرية األخرى‬ ‫بجانب االهتمام‬ ‫بالربامج االدخارية‬ ‫لألطفال‬

‫رضورة وضع‬ ‫برامج لرفع‬ ‫نسبة ادخار‬ ‫األرس من‬ ‫إجمايل الدخل‬

‫إقامة معارض‬ ‫وفعاليات‬ ‫للمؤسسات‬ ‫املرصفية املالية يف‬ ‫السلطنة بهدف‬ ‫توعية األطفال‬ ‫والشباب‬

‫رفع مستوى‬ ‫ثقافة التأمني‬ ‫االجتماعي‬ ‫لدى الجمهور‬ ‫بما يتوافق مع‬ ‫أهداف وتطلعات‬ ‫أجهزة التقاعد‬ ‫والتأمينات‬ ‫االجتماعية‬

‫تأهيل إعالميني‬ ‫متخصصني‬ ‫يف مجال‬ ‫التأمينات‬ ‫والتقاعد بهدف‬ ‫تعزيز ثقافة‬ ‫االدخار بني أفراد‬ ‫املجتمع‬

‫تشجيع‬ ‫املؤسسات‬ ‫العلمية‬ ‫والباحثني عىل‬ ‫إعداد دراسات يف‬ ‫مجال االدخار‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬

‫‪www.civilpension.gov.om‬‬


‫مقاالت‬

‫توعيـة الورثـة املسـتحقن‪ ،‬ووكائهـم‪،‬‬ ‫وكافـة الجمهـور املهتـم بالقانـون‬ ‫وضوابـط اسـتحقاق املعـاش التقاعـدي‬ ‫والـروط التـي حددهـا املـرع لـكل فئـة‬ ‫مـن فئـات املسـتحقن‪ ،‬وإذ نتطـرق لذكـر‬ ‫رشوط االسـتحقاق الخاصـة لـكل فئـة مـن‬ ‫الفئـات بقليـل مـن الـرح لنصيـب كل‬ ‫فئـة ورشوط اسـتحقاقها‪ ،‬حيـث يسـتحق‬ ‫األبنـاء والبنـات نصـف املعـاش التقاعـدي‬ ‫ويقسـم بينهـم بالتسـاوي إذا كانـوا أكـر‬ ‫مـن واحـد‪ ،‬ويسـتحق األبنـاء الذكـور نصيبـا‬ ‫مـن املعـاش التقاعدي بـرط أن ال يتجاوز‬ ‫عمرهـم الثانيـة والعريـن مـع وجـود‬ ‫االسـتثناء ملـن يثبـت عجـزه عـن الكسـب‬ ‫بتقريـر مـن السـلطة الطبيـة املختصـة‪،‬‬ ‫كـا يسـتثنى الطالـب يف إحـدى مراحـل‬ ‫التعليـم التـي ال تتجـاوز مرحلـة التعليـم‬ ‫الجامعـي وبـرط أن ال يتجـاوز سـنه‬ ‫السادسـة والعريـن‪.‬‬ ‫وعـى الجهـة األخـرى فـإن البنـت ال يوجد‬ ‫رشط العمـر السـتحقاقها املعـاش ولكـن‬ ‫يشـرط أن ال تكـون متزوجـة حيـث يسـقط‬ ‫حقهـا باملعـاش إذا تزوجـت ولكـن يعود لها‬ ‫الحـق فيـه إذا تطلقـت أو ترملـت‪ .‬أما الفئة‬ ‫الثانيـة املسـتحقة للمعـاش فهـي فئـة‬ ‫األرامـل أو الـزوج األرمـل‪ ،‬حيـث تسـتحق‬ ‫هـذه الفئـة ربـع املعـاش ويقسـم بـن‬ ‫األرامـل إن كـن أكـر مـن واحـدة بالتسـاوي‬ ‫فيـا بينهـن‪ ،‬ويشـرط لألرملـة السـتحقاق‬ ‫املعـاش عـدم زواجهـا حيـث إن حقهـا‬ ‫يسـقط إذا تزوجـت ثـم يعـود لهـا الحق فيه‬ ‫إذا طلقـت أو ترملـت مـرة أخـرى مـع األخـذ‬

‫تهدف جهود نر الوعي‬ ‫إىل أن يكون الجميع‬ ‫رشكاء يف تطبيق القانون‬ ‫بما يكفل لكل ذي‬ ‫حق حقه‪ ،‬فال يرصف‬ ‫معاش لغري مستحقيه‬ ‫وال يُمنع مستحق من‬ ‫نصيبه من املعاش‬ ‫يف االعتبـار أنـه إن كانت مسـتحقة ملعاش‬ ‫آخـر مـن ترملهـا مـرة أخـرى يـرصف لهـا‬ ‫أحدهـا أيهـا أكـر‪ ،‬والحـال للـزوج األرمـل‬ ‫فـإن رشط اسـتحقاقه املعـاش هـو أن‬ ‫يكـون مصابـا بعجـز مينعـه عـن العمـل‬ ‫والكسـب بتقريـر مـن السـلطة الطبيـة‬ ‫املختصـة حيـث يتـم التحقق مـن ذلك كل‬ ‫سـنتن إال إذا قـررت السـلطة الطبية عدم‬ ‫احتال شـفائه ففي هذه الحالة ال يشـرط‬ ‫التحقـق ويسـتمر اسـتحقاق املعـاش‪.‬‬ ‫أمـا عـن الفئـة الثالثـة وهـي فئـة األب‬ ‫واألم واألخـوة واألخـوات فهـم كا أسـلفنا‬ ‫مسـتحقون لربـع املعـاش حيـث يقسـم‬ ‫بينهـم بالتسـاوي إن كانـوا أكـر مـن واحـد‬ ‫ولـكل منهـم رشوط حددهـا املـرع‬

‫لاسـتحقاق‪ ،‬ففـي حالـة األب واألم‬ ‫فـإن رشط اسـتحقاقها هـو أن يكونـا‬ ‫معتمديـن يف معيشـتها عـى صاحـب‬ ‫املعـاش مبوجـب شـهادة بذلـك مـن وزارة‬ ‫التنميـة االجتاعيـة ويسـقط حقهـا يف‬ ‫املعـاش إذا زال هـذا السـبب‪ ،‬وكحالهـا‬ ‫فـإن األخ يسـتحق نصيبـه مـن املعـاش إن‬ ‫كان معتمـدا يف معيشـته عـى صاحـب‬ ‫املعـاش بـرط أن ال يتجـاوز سـن الثانيـة‬ ‫والعريـن كاالبـن مـع التشـابه يف حالتـي‬ ‫االسـتثناء كلتيهـا‪ ،‬وتتشـابه رشوط‬ ‫اسـتحقاق األخت لروط استحقاق البنت‬ ‫مضافـا إليهـا أن تكـون معتمـدة مبعيشـتها‬ ‫عـى صاحـب املعـاش كالوالديـن واألخ‪.‬‬ ‫وتهـدف هـذه الجهـود التـي يقـوم بهـا‬ ‫الصنـدوق لنـر هـذا الوعـي للجمهـور‬ ‫ليكونـوا رشكاء يف تطبيـق القانـون مبـا‬ ‫يكفـل لـكل ذي حـق حقـه‪ ،‬فـا يـرصف‬ ‫مينـع‬ ‫معـاش لغـر مسـتحقيه‪ ،‬وال ُ‬ ‫مسـتحق مـن نصيبـه مـن املعـاش‪،‬‬ ‫كـا تهـدف إجـراءات املتابعـة الدوريـة‬ ‫وتحديـث البيانـات الـذي يقـوم بـه وكاء‬ ‫الورثـة املسـتحقن لهـذه املصلحـة أيضا‪،‬‬ ‫حيـث أصبـح مـن السـهولة مبـكان القيـام‬ ‫بهـذه اإلجـراءات عـرب البوابـة االلكرونيـة‬ ‫للصنـدوق (تقاعـد) دون الحاجـة ملراجعـة‬ ‫دوائـر الصنـدوق‪.‬‬ ‫ويـأيت دور الصنـدوق يف نـر ثقافـة‬ ‫الوعـي التأمينـي وفلسـفة التقاعـد واضحـا‬ ‫جليـا يف وقوفـه بوجـه نـر املعلومـات‬ ‫الخاطئـة ‪،‬والحـد مـن تفـي الشـائعات‬ ‫التـي بـات يسـهل انتشـارها يف ظـل وجـود‬ ‫‪39‬‬


‫مقاالت‬

‫القانون والورثة املستحقون للمعاش‬ ‫عبدامللك بن سيف الدغييش‬ ‫أخصايئ توعية‬

‫أنظمة التقاعد‬ ‫تستهدف الحياة‬ ‫الكريمة للموظفني‬ ‫بعد انتهاء خدمتهم‬ ‫وضمان الرخاء‬ ‫االجتماعي واملادي‬ ‫ألرس األفراد املشمولني‬ ‫تحت مظلتها‬

‫‪38‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫تـويل أنظمـة التقاعـد والضـان االجتاعي‬ ‫را بتوفـر الحيـاة الكرميـة‬ ‫اهتا ًمـا كبـ ً‬ ‫للموظفـن بعـد انتهـاء مـدد خدمتهـم‪،‬‬ ‫وتتعـدى هـذه األنظمـة اهتامهـا‬ ‫باملوظـف لتصـل إىل االهتـام بعائلتـه‬ ‫أيضـا؛ فهـي معنيـة بـأن تأخـذ عـى عاتقهـا‬ ‫توفـر الرخـاء االجتاعـي واملـادي ألرس‬ ‫األفـراد املشـمولن تحـت مظلتهـا‪ ،‬فبعـد‬ ‫وفـاة املوظـف ‪ /‬املوظفـة أو املتقاعـد‬ ‫‪/‬املتقاعـدة يـرصف املعـاش للورثـة‬ ‫املسـتحقن‪ ،‬وهـذا مـا يجسـد املعنـى‬ ‫الحقيقـي للتكافـل‪ ،‬والهـدف األسـمى مـن‬ ‫كونهـا أنظمـة تكافليـة ذات قيـم سـامية‪،‬‬ ‫ال تدخـر جهـدا للحفـاظ عـى الصـورة‬ ‫اإلنسـانية للمجتمعـات املدنيـة التي تنعم‬ ‫بالرخـاء واالسـتقرار‪ ،‬فتكفل حقوق أفرادها‬ ‫لتؤمـن لهـم ولذويهـم األمـان‪ ،‬وتحفزهـم‬ ‫عـى املزيـد مـن البـذل والعطـاء‪.‬‬ ‫وحـن يـأيت الحديـث عـن صنـدوق تقاعـد‬ ‫موظفـي الخدمـة املدنيـة كمثـال يطبـق‬ ‫هـذه األنظمـة السـاعية لتحقيـق مبـدأ‬ ‫التكافـل االجتاعـي‪ ،‬فإننـا نعـرج عـى مـا‬ ‫يكفلـه قانـون معاشـات ومكافـآت مـا بعـد‬ ‫الخدمـة ملوظفـي الحكومـة العانيـن‬ ‫مـن حقـوق للورثـة املسـتحقن للمعـاش‬ ‫التقاعـدي‪ ،‬والذيـن جعلهـم القانـون يف‬ ‫فئـات ثـاث‪ ،‬وحـدد رشوطا السـتحقاقهم‬ ‫للمعـاش كا بحسـب فئتـه ‪ -‬مـع األخـذ‬ ‫بعـن االعتبـار أن املعـاش ليـس تركـة‬ ‫رشعيـة ‪ -‬فـا تـرسي عنـد تقسـيمه عـى‬ ‫املسـتحقن أحـكام تقسـيم الـركات‬ ‫واملـراث‪.‬‬

‫وبالنظـر للفئـات الثـاث التـي حددهـا‬ ‫القانـون السـتحقاق املعـاش التقاعـدي‬ ‫بعـد وفـاة املوظـف أو صاحـب املعـاش‪،‬‬ ‫يـرى أنـه قد امتد ليشـمل جميـع أفراد أرسة‬ ‫املؤمـن عليـه ‪ ،‬ابتـدا ًء باألبنـاء والزوجـة أو‬ ‫الـزوج ‪ ،‬وانتهـا ًء بالوالديـن واألخـوة‪ ،‬حيـث‬ ‫حـدد املـرع أنصبـة ورشوط اسـتحقاق‬ ‫الورثـة املسـتحقن ‪.‬‬ ‫وتجـدر اإلشـارة إىل أن املعـاش‬ ‫كامـا بـا أي نقصـان‬ ‫ً‬ ‫التقاعـدي يـرصف‬ ‫حتـى وإن كان هنـاك مسـتحق واحـد فقـط‬ ‫مـن إحـدى الفئـات الثـاث‪ ،‬وال يقتطـع أي‬ ‫جـزء منـه يف حالـة عـدم وجـود فئـة مـن‬ ‫الفئـات بـل يقسـم نصيـب تلـك الفئـة بن‬ ‫الفئتـن األخريـن بالتسـاوي‪ ،‬ويسـتمر‬ ‫الصنـدوق بـرصف املعـاش التقاعـدي‬ ‫آلخـر فـرد مسـتحق‪ .‬ومـن هنـا نشـر إىل‬ ‫أن املعـاش التقاعـدي الـذي ينقطـع عـن‬ ‫الـرصف مـن الصندوق بسـبب عـدم وجود‬ ‫مسـتحقن‪ ،‬قـد يعـاد رصفـه الحقـا إلحـدى‬ ‫املسـتحقات اإلنـاث بحسـب رشوط‬ ‫االسـتحقاق؛ حيـث إن الحـق يف املعـاش‬ ‫الـذي يسـقط بزواجهـن يعـود إليهـن يف‬ ‫حـال وقـوع الطـاق أو الرمـل‪ ،‬مـع األخـذ‬ ‫بعـن االعتبـار أن ال يُـرصف معاشـان يف‬ ‫آن واحـد بـل يؤخـذ بأيهـا أعـى إن اجتمعا‪.‬‬ ‫وملـا يرتـب مـن أهميـة بالغـة يف‬ ‫رصف املعـاش التقاعـدي للمسـتحقن‬ ‫الحقيقيـن‪ ،‬وحفظـا لحقـوق كل منهـم‬ ‫وتافيًـا للوقـوع يف مشـكلة رصف املبالـغ‬ ‫بـدون وجـه حـق‪ ،‬فـإن الصنـدوق بكافـة‬ ‫دوائـره املعنيـة باألمـر ال يدخـر الجهـد يف‬


‫أخبار‬

‫ميزات خاصة للمرأة يف قانون املعاشات واملكافآت‬

‫الصندوق ينظم محارضة بمناسبة يوم املرأة العمانية‬ ‫أكـد صنـدوق تقاعـد موظفـي الخدمـة‬ ‫املدنيـة أن قانـون معاشـات ومكافـآت مـا‬ ‫بعـد الخدمـة ملوظفـي الحكومـة العانيـن‬ ‫ال يفـرق بـن املوظفـن واملوظفـات عـى‬ ‫أسـاس الجنس سـواء قبل التقاعـد أو بعده‪،‬‬ ‫فكا تتسـاوى نسب استقطاع االشراكات‬ ‫بـن الرجـل واملـرأة تتسـاوى كذلـك مـدد‬ ‫الخدمـة املطلوبـة لـرصف املعـاش‬ ‫التقاعـدي إضافـة إىل طريقـة احتسـاب‬ ‫املعاش التقاعدي واملسـتحقات التقاعدية‬ ‫األخـرى ؛ جـاء ذلـك خـال املحـارضة التـي‬ ‫نظمهـا الصنـدوق بجمعيـة املـرأة العانيـة‬ ‫بالقـرم يف أكتوبـر املـايض بالتعـاون مـع‬ ‫وزارة التنميـة االجتاعيـة والتـي تـأيت تزام ًنـا‬ ‫مـع احتفال السـلطنة بيوم املـرأة العانية‪.‬‬ ‫مضيفًـا أن رصف املعـاش التقاعـدي‬ ‫بعـد وفـاة املتقاعـد أو املتقاعـدة للورثـة‬ ‫املسـتحقن يتـم لنفـس الفئـات وبنفـس‬ ‫رشوط االسـتحقاق للجنسـن‪ ،‬كـا أن‬ ‫نصيـب فئـة األبنـاء والبنـات يقسـم بينهـم‬ ‫بالتسـاوي إذ ال يعتـرب املعـاش التقاعـدي‬ ‫مـن قبيـل الركـة الرعيـة التـي تقسـم‬ ‫للذكـر مثل حظ األنثين بـن األبناء والبنات‪،‬‬ ‫كذلـك فـإن القانـون منـح املـرأة املسـتحقة‬ ‫للمعـاش عـددًا مـن امليـزات منهـا ربـط‬ ‫اسـتحقاق اإلنـاث بالحالـة االجتاعيـة‪،‬‬ ‫فتسـتحق املعاش ما مل تتزوج دون تحديد‬ ‫العمـر كاملسـتحقن مـن الذكـور‪.‬‬ ‫تـم خـال املحـارضة التـي حرهـا‬ ‫عـدد كبـر مـن املوظفـات واملنتميـات‬ ‫لجمعيـات املـرأة العانيـة تسـليط الضـوء‬ ‫عـى املفاهيـم املتعلقـة بأنظمـة التقاعـد‬ ‫والتأمينات االجتاعية وأهميتها يف تحقيق‬

‫الطأمنينـة والتكافـل االجتاعـي والـدور‬ ‫الـذي يقـوم بـه الصنـدوق يف تحقيـق هـذه‬ ‫األهـداف انطاقًـا مـن رؤيـة الصنـدوق‬ ‫املتمثلـة يف التميـز والريـادة يف تقديـم‬ ‫أفضل الخدمات للمسـتفيدين املشمولن‬ ‫بقانـون املعاشـات واملكافآت‪ ،‬واالسـتثار‬ ‫األمثـل ألمـوال الصنـدوق‪.‬‬ ‫كـا تـم خـال املحـارضة التطـرق اىل‬ ‫أحـكام قانـون املعاشـات واملكافـآت ومـا‬ ‫يتضمنـه مـن أحـكام توضح مفاهيـم عامة‬ ‫حـول التقاعـد ونسـب االشـراكات التي يتم‬ ‫تحصيلهـا سـواء مـن املوظفـة أو املوظف‬ ‫وكذلـك جهـة العمـل وأنـواع اإلجـازات وضـم‬ ‫مـدد الخدمـة وإجراءاتها وأنواع املسـتحقات‬ ‫التقاعديـة وطـرق احتسـابها والفئـات‬ ‫املسـتحقة للمعـاش التقاعـدي ورشوط‬ ‫اسـتحقاق كل فئـة إضافـة إىل إحصائيـة‬ ‫بأعـداد املتقاعـدات واملسـتحقات لنصيـب‬ ‫مـن املعـاش التقاعـدي‪.‬‬ ‫كـا اسـتعرضت املحـارضة الخدمـات‬

‫االلكرونيـة املتوفـرة عرب البوابـة االلكرونية‬ ‫للصنـدوق (تقاعـد) والتي تتيح للمسـتخدم‬ ‫الحصـول عـى عـدد مـن الخدمـات دون‬ ‫الحاجـة ملراجعـة قاعـات املراجعـن يف‬ ‫أفـرع الصنـدوق يف املحافظـات مثـل‬ ‫الشـهادات وغرهـا إضافـة إىل قنـوات‬ ‫التواصـل مـع الصندوق سـواء عـرب منصات‬ ‫التواصـل االجتاعي أو عـرب مركز االتصاالت‬ ‫‪ ،‬ويف نهايـة املحـارضة تـم فتـح املجـال‬ ‫لاستفسـارات والـرد عليهـا وكذلـك توزيـع‬ ‫اسـتبيان يتضمـن اقراحـات ورأي الحضور‪.‬‬ ‫‪41‬‬


‫مقاالت‬

‫وسـائل التواصـل االجتاعـي‪ ،‬كتلـك‬ ‫اإلشـاعة املتداولـة بـن أوسـاط املجتمـع‬ ‫القائلـة إن القانـون يُفـرق بـن املوظـف‬ ‫واملوظفـة مـن حيـث حقوقهـا وحقـوق‬ ‫ورثتهـا املسـتحقن للمعـاش وأن املـرأة‬ ‫ال تسـتحق معاشـا تقاعديـا كالرجـل‪ ،‬أو‬ ‫أن ال يسـتحق ورثتهـا معاشـها التقاعـدي‪،‬‬ ‫وهـذا أمـر خاطـئ ‪ ،‬فالقانـون ال يفـرق‬ ‫بـن املوظـف واملوظفـة يف أي يشء‬ ‫البتـة‪ ،‬ويحفـظ حقوقهـا وحقـوق ورثتهـا‬ ‫املسـتحقن يف جميـع الظـروف كـا‬ ‫حددهـا القانـون‪ ،‬فـا متييـز بن الجنسـن‪،‬‬ ‫بـل إن للمـرأة يف بعـض الحـاالت مـن‬ ‫القانـون أفضليـة عـى الرجـل‪.‬‬ ‫ويف ظـل مـا يشـهده العـامل مـن تسـارع‬ ‫يف وترة النقل املعلومايت‪ ،‬وكوننا نعيش‬ ‫يف عـرص البـد فيـه مـن مواكبـة الرسعـة‬ ‫التـي ميـي بهـا‪ ،‬مل يدخـر الصنـدوق‬ ‫جهـدا يف مجـاراة هـذا التطـور التقنـي؛‬ ‫حيـث أُطلقـت بوابـة (تقاعـد) اإللكرونيـة‬ ‫يف حلتهـا الجديـدة‪ ،‬لتوفـر الوقـت والجهـد‬ ‫وتسـهل اإلجـراءات‪ ،‬وتجعلهـا أكـر دقـة‬ ‫يف آن واحـد فيـا يخـص حـرص الورثـة‬ ‫املسـتحقن املعـاش التقاعـدي‪ ،‬وإدخـال‬ ‫بياناتهـم وتحديثهـا‪ ،‬وتحديـد نصيـب‬ ‫كل فـرد منهـم مـن املعـاش‪ ،‬ليتسـنى‬ ‫لوكيـل الورثـة القيـام بـكل ذلـك بخطـوات‬ ‫‪40‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫ال تفرقة بني املوظف‬ ‫واملوظفة من حيث‬ ‫حقوقهم وحقوق ورثتهم‬ ‫املستحقني للمعاش ‪..‬‬ ‫بل إن للمرأة يف بعض‬ ‫الحاالت من القانون‬ ‫أفضلية عىل الرجل‬

‫سـهلة وميـرسة عـرب شـبكة اإلنرنـت يف‬ ‫أي زمـان ومـكان‪ ،‬وتـأيت هـذه الخطـوة‬ ‫ضمـن مجموعـة مـن اإلجـراءات التـي‬ ‫يقـوم بهـا الصنـدوق لتحقيـق الريـادة‬ ‫يف مجـال اختصاصاتـه‪ ،‬مبـا يضمـن‬ ‫توفـر الحيـاة الكرميـة لـكل املشـمولن‬ ‫بقانـون املعاشـات‪ ،‬وأرسهـم‪ ،‬وورثتهـم‬ ‫املسـتحقن مـن بعدهـم‪.‬‬ ‫إن التكافـل االجتاعـي مبـدأ إنسـاين‬

‫سـام حثـت عليـه جميـع الرسـاالت‬ ‫السـاوية‪ ،‬وأكـدت عليـه كل التريعـات‬ ‫املدنيـة‪ ،‬وأثبتـت فاعليتـه كل املجتمعـات‬ ‫املدنيـة التـي طبقتـه‪ ،‬ومـن هـذا املبـدأ‬ ‫العميـق نسـتطيع أن نـرى أن القانـون‬ ‫قـد راعـى ذلـك‪ ،‬فحـن يقـول قائـل إن‬ ‫انقطـاع املعـاش التقاعـدي وعودتـه‬ ‫ألمـوال الصنـدوق يف حـال ال يوجـد‬ ‫ورثـة مسـتحقون لـه‪ ،‬يجعـل مـن دفـع‬ ‫االشـراكات طيلـة سـنن بـا فائـدة تعـود‬ ‫عـى املشـرك عنـد وفاتـه‪ ،‬الشـك يغيـب‬ ‫عمـن يقـول ذلـك إنـه يف املقابـل من ذلك‬ ‫هنـاك موظـف آخـر قـد اسـتحق ورثتـه‬ ‫معاشـا تقاعديـا بالرغـم مـن أنـه تويف ومل‬ ‫ِ‬ ‫متـض عـى تعيينه موظفًـا يف الخدمة إال‬ ‫أيـام قائـل مل يدفع خالها أي اشـراكات‬ ‫للصنـدوق بعـد؛ لذلـك كان لزامـا إلحـداث‬ ‫التـوازن بـن حالتـن إحداهـا نقيضـة‬ ‫لألخـرى اتخـاذ اإلجـراءات سـالفة الذكـر‪،‬‬ ‫وتطبيقـا ملبـدأ التكافـل االجتاعـي الـذي‬ ‫حـث عليـه املـرع الحكيـم‪ ،‬وبالنظـر‬ ‫لألمـر مـن زاويـة أكـر اتسـاعا وشـمولية‪،‬‬ ‫فـإن املبـدأ الـذي تقـوم عليـه أنظمـة‬ ‫التقاعـد‪ ،‬والفلسـفة التـي تسـتند عليهـا‬ ‫توضـح أنهـا تطبـق ويف أجمـل الصـور‬ ‫مفهـوم التعـاون البنـاء عـى الخـر‪،‬‬ ‫والصـاح‪ ،‬والتكاتـف بـن أبنـاء املجتمـع‪.‬‬


‫مقاالت‬

‫لترسيـع وتـرة التنويـع االقتصـادي خـالل‬ ‫سنوات الخطة الخمسية التاسعة (‪2016‬‬ ‫‪ )2020‬عـرب منطلقـات أساسـية يف‬‫الخطـة منهـا تحديـد قطاعـات اقتصاديـة‬ ‫رئيسـة كركائـز للتنويـع االقتصـادي‪،‬‬ ‫ودعـم املزيـد مـن املشـاركة مـن جانـب‬ ‫القطـاع الخـاص يف تحقيـق الربامـج‬ ‫االسـتثامرية بالخطـة الخمسـية وتعزيـز‬ ‫النمـو االقتصـادي‪ ،‬واسـتهداف تحقيـق‬ ‫منـو بنسـبة تـراوح باملتوسـط مـا بـن‬ ‫‪ 2‬باملائـة إىل ‪ 3‬باملائـة باألسـعار الثابتـة‬ ‫خـالل سـنوات الخطـة‪ ،‬ويـأيت االهتـامم‬ ‫بالتنويـع االقتصـادي اعتـامدا عـى أن‬ ‫نجـاح اسـراتيجيات التنويـع االقتصـادي‬ ‫يسـاهم يف توفـر مزيـد مـن الفـرص‬ ‫للمسـتثمرين يف قطاعـات متعـددة‬ ‫منهـا الصناعـة واللوجسـتيات والطاقـة‬ ‫املتجـددة والـروة السـمكية والتعديـن‬ ‫والسـياحة‪ ،‬وأعلنـت الحكومـة العامنيـة‬ ‫عـن ان جهـود تحسـن منـاخ االسـتثامر‬ ‫وبيئـة األعـامل وتعزيـز الراكـة بـن‬ ‫القطاعـن العـام والخـاص أمثـرت عـن‬ ‫ارتفـاع مسـاهمة القطـاع الخـاص يف‬ ‫تنفيـذ الربامـج االسـتثامرية للخطـة‬ ‫الخمسـية التاسـعة إىل ‪ 60‬باملائـة‪ ،‬ورغم‬ ‫هـذه النتائـج الجيـدة مـازال هنـاك العديـد‬

‫كانت الحكومة دائما هي‬ ‫املبادرة يف مجال تنمية‬ ‫مشاريع البنية التحتية يف‬ ‫عمان‪ ،‬ويف ظل منهجية‬ ‫الراكة بني القطاعني‬ ‫سيكون متاحا أمام القطاع‬ ‫الخاص العماين فرص‬ ‫ومشاريع أكر‬ ‫مـن األهداف الطموحة التي تسـعى إليها‬ ‫خطـط تعزيـز التنويـع االقتصـادي‪ ،‬وأحـد‬ ‫أهم خطوات الحكومة نحو تحقيق النمو‬ ‫االقتصـادي يف البـالد والتـي هـي جديـرة‬ ‫حقـا بالثناء والتقدير هـي الربنامج الوطني‬ ‫لتعزيـز التنويـع االقتصـادي "تنفيـذ" وقـد‬ ‫تـم انشـاء وحـدة دعـم التنفيـذ واملتابعـة‬ ‫لتطبيق مبـادرات برنامج تنفيـذ وغره من‬ ‫مبـادرات التنويـع االقتصـادي الـذي يظـل‬ ‫يف صـدارة األولويـات الحكوميـة‪ ،‬ومـن‬ ‫هنا تأيت أهمية تشـجيع مشـاركة القطاع‬

‫الخـاص يف القطاعـات االقتصاديـة‬ ‫الرئيسـة عـرب تشـجيع ضـخ اسـتثامرات‬ ‫جديدة وعرب مشـاريع الراكة بن القطاع‬ ‫العـام والخـاص‪ ،‬والنمـو يف القطاعـن‬ ‫الخـاص لـن يـؤدي فقـط إىل جـذب‬ ‫املزيـد مـن االسـتثامرات األجنبيـة ولكنـه‬ ‫سـوف يسـاعد أيضـا يف خلـق وظائـف‬ ‫جديـدة واملزيـد مـن الحصيلـة وااليـرادات‬ ‫الريبيـة وبالتـايل إعطـاء دفعـة قويـة‬ ‫لحركـة التعامـالت لـدى املسـتهلكن يف‬ ‫األسـواق عـى املسـتوى املحـيل وهـو‬ ‫من الرورات امللحة يف الوقت الحايل‬ ‫لدعـم عجلـة النمـو االقتصـادي‪.‬‬ ‫جـاءت هـذه القوانـن اسـتمرارا لجهـود‬ ‫تحديـث التريعـات التـي تسـتهدف أن‬ ‫تكـون القوانـن واللوائـح التنفيذيـة عامـل‬ ‫مهـام يف ترسيـع وتسـهيل إجـراءات‬ ‫االسـتثامر مبـا يسـاعد عـى تعزيـز مركـز‬ ‫السلطنة كوجهة استثامرية واعدة ودعم‬ ‫دور القطـاع الخـاص يف التنميـة‪ ،‬ووفقـا‬ ‫ملـا تضمنته هذه القوانـن‪ ،‬نجد أن قانون‬ ‫اسـتثامر رأس املـال األجنبـي يسـتهدف‪:‬‬ ‫"اسـتقطاب رأس املـال األجنبـي‪،‬‬ ‫وتبسـيط اإلجـراءات والتصاريـح‪ ،‬وإتاحـة‬ ‫حوافـز ومجـاالت جديـدة للمسـتثمر‬ ‫األجنبـي تشـمل مشـاريع اسـراتيجية‬ ‫‪43‬‬


‫مقاالت‬

‫التطور التريعي يحن بيئة االستثمار ويدعم دور القطاع الخاص يف التنمية‬

‫القوانني الجديدة تواكب تسارع جهود التنويع االقتصادي‬ ‫وأولوية تنشيط مختلف القطاعات االقتصادية‬

‫نادر بن نارص الرواحي‬ ‫خبري اقتصادي يف االستشارات الحكومية والقطاع الخاص‪،‬‬ ‫وعضو مجلس إدارة جمعية املحاسبني واملدققني القانونيني العمانية‬

‫خـالل العـام الجـاري صـدر عـدد مـن‬ ‫القوانـن الجديـدة التـي تنظـم جوانـب‬ ‫العمـل االقتصـادي واالسـتثامري يف‬ ‫السـلطنة مـن بينهـا قانـون اسـتثامر‬ ‫رأس املـال األجنبـي وقانونـا الراكـة بن‬ ‫القطاعـن العـام والخـاص والتخصيـص‬ ‫فضـال عـن قانـون االفـالس وسـبق هـذه‬ ‫القوانـن أيضـا إصـدار قانـون جديـد‬ ‫للـركات التجاريـة‪ ،‬ويواكب صـدور هذه‬ ‫القوانـن تسـارع غـر مسـبوق يف جهـود‬ ‫التنويـع االقتصـادي واالهتـامم الكبـر‬ ‫بتنشـيط مختلف القطاعـات االقتصادية‬ ‫وزيـادة دور القطـاع الخـاص ليتحـول إىل‬ ‫محـرك أسـاس للنمـو االقتصـادي وإىل‬ ‫رشيـك فعـال يف الخطـط التنمويـة‬ ‫للسـلطنة‪ ،‬ورأينـا خـالل الفـرة املاضيـة‬ ‫العديـد من املؤرشات الجيدة التي تتعلق‬ ‫بـأداء االقتصـاد العـام ومنـو القطاعـات‬ ‫غـر النفطيـة منهـا ارتفـاع تصنيـف‬ ‫السـلطنة يف مـؤرش التنافسـية العاملي‬ ‫حيـث تقدمـت عـامن ‪ 14‬مركـزا يف تقريـر‬ ‫عـام ‪ ،2018‬وزادت مسـاهمة القطـاع‬ ‫الخـاص يف خطـط التنميـة الخمسـية‪،‬‬ ‫كـام صدر العديد مـن التقارير الدولية التي‬ ‫تتوقـع اسـتمرار منـو اقتصـاد السـلطنة‬ ‫عـى املـدى املتوسـط بدعـم مـن جهود‬ ‫‪42‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫أهمية كبرية ملا نص عليه‬ ‫قانون استثمار رأس املال‬ ‫األجنيب من أنه يجوز بقرار‬ ‫من مجلس الوزراء منح‬ ‫مجموعة مزايا إضافية‬ ‫للمشاريع اليت تؤسس‬ ‫يف املناطق األقل نموا يف‬ ‫السلطنة‪ ،‬وهو ما يقدم‬ ‫طريقة مبتكرة لزيادة‬ ‫حجم التمويل ملشاريع‬ ‫التنمية يف كافة مناطق‬ ‫السلطنة‬

‫التنويـع واالنتعـاش النسـبي يف أسـعار‬ ‫النفـط العاملية‪ ،‬ورغم تبعـات أزمة تراجع‬ ‫أسـعار النفـط سـجل االقتصـاد العـامين‬ ‫منـوا جيـدا خـالل العـام املـايض‪ ،‬وتجـاوز‬ ‫الناتـج املحـيل االجـاميل ‪ 30‬مليـار ريـال‪.‬‬ ‫قبـل تناول اآلثـار االيجابية التي نتوقعها‬ ‫نتيجـة تطبيـق هـذه القوانـن‪ ،‬نشـر‬ ‫بشـكل رسيـع إىل أهـم مالمـح املشـهد‬ ‫االقتصـادي يف السـلطنة‪ ،‬فقـد مـر عـى‬ ‫السـلطنة مـا يقـرب مـن ‪ 5‬سـنوات مليئة‬ ‫بالتحديـات نظ ًرا لتبعات انخفاض أسـعار‬ ‫النفـط منـذ منتصـف عـام ‪ ،2014‬ورمبـا‬ ‫مثلـت هذه التحديـات يف حد ذاتها محركا‬


‫مقاالت‬

‫فيـام يتعلـق بالنتائـج اإليجابيـة املتوقعـة‬ ‫نتيجـة جهود الحكومة نحـو تبني رشاكات‬ ‫جديدة بن القطاعن وتشـجيع االستثامر‬ ‫املحـيل والخارجـي ميكـن أن تتضمن‪:‬‬ ‫ ‬

‫ ‬

‫زيـادة جاذبيـة بيئـة األعـامل وارتفاع‬ ‫حجـم االسـتثامرات مـن جانـب‬ ‫القطـاع الخاص بحيث متثـل رافدا‬ ‫جديـدا لتمويـل املشـاريع التـي‬ ‫تخـدم التنميـة‪ ،‬وهـذا ميكـن ان‬ ‫يخفـف العـبء عـن املاليـة العامـة‬ ‫ويتيـح خيـارات واسـعة لتمويـل‬ ‫املشـاريع‪.‬‬ ‫ايجـاد أسـواق محليـة جديـدة‪:‬‬ ‫إن مشـاريع البنيـة التحتيـة تكـون‬ ‫عـادة عـى نطـاق كبـر وكثيفـة‬ ‫االسـتخدام لـرأس املـال‪ ،‬وكانـت‬ ‫الحكومـة دامئـا هـي املبـادرة يف‬ ‫مجال تنمية مشاريع البنية التحتية‬ ‫يف عـامن‪ ،‬ويف ظـل منهجيـة‬ ‫الراكـة بـن القطاعـن سـوف‬ ‫يكـون متاحـا أمام القطـاع الخاص‬ ‫العـامين فـرص ومشـاريع أكـر‬ ‫لالسـتثامر فيهـا وهـو مـا يسـاعد‬ ‫عـى النمـو والتطـور الرسيـع‬

‫قانون الراكة يشجع‬ ‫عىل دعم روح املبادرة لدى‬ ‫املستثمرين ويفتح املجال‬ ‫لتقديم أفكار جديدة‬ ‫ذات مردود اقتصادي‬ ‫واجتماعي‬

‫ ‬

‫للـركات التـي أصبـح متاحـا لهـا‬ ‫الفرصـة لتتحـول إىل رشكات‬ ‫ضخمـة ذات هيكل إداري رسـمي‬ ‫وبالتـايل جـذب كفـاءات وقـدرات‬ ‫إداريـة‪.‬‬ ‫تشــجيع الــراكات بــن‬ ‫االســتثامرات األجنبيــة واملحليــة‪:‬‬ ‫إن الــركات العامنيــة املحليــة‬ ‫ســوف تحصــل أيضــا عــى‬ ‫فرصــة لالســتثامر واملشــاركة‬ ‫يف مشــاريع الراكــة بــن‬

‫القطاعــن ضمــن دول مجلــس‬ ‫التعــاون وأيضــا حــول العــامل مــن‬ ‫خــالل الخــربات املكتســبة حــول‬ ‫االســتثامر يف مشــاريع الراكــة‬ ‫بــن القطاعــن يف عــامن‪ ،‬وهــذا‬ ‫األمــر ســوف يزيــد الفــرص‬ ‫املتاحــة بالســوق املحــيل أمــام‬ ‫هــذه الــركات‪.‬‬ ‫توسيع وتعميق سوق رأس املال‬ ‫إن الراكـة بـن القطاعـن سـوف‬ ‫تعطـي زخـام قويـا لتطويـر قطـاع سـوق‬ ‫املـال املحـيل وتحفيـز قـدر أكـرب مـن‬ ‫املشـاركة مـن جانب املسـتثمرين وهذا‬ ‫مـن شـأنه أن يجعـل الحكومـة تكـرس‬ ‫جهودهـا نحـو الركيـز عـى قدراتهـا‬ ‫الرئيسـة يف مجـال الحوكمـة الرشـيدة‬ ‫بـدال مـن أن تنـرف هـذه الجهـود نحـو‬ ‫تحفيز االقتصاد واملشـاركة يف تشـغيل‬ ‫أصـول البنية التحتيـة وتقديم الخدمات‪،‬‬ ‫وهنـا ال يسـعني سـوى أن أدعـو رشكات‬ ‫القطـاع الخـاص إىل أن تسـارع يف‬ ‫املشـاركة نحـو دفـع عجلـة التنميـة‬ ‫والنمـو االقتصـادي مبـا يحقـق مصلحـة‬ ‫الوطـن واملواطـن‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫مقاالت‬ ‫تسـهم يف تحقيـق التنميـة"‪ ،‬أمـا قانـون‬ ‫الراكـة بـن القطاعـن العـام والخـاص‬ ‫فهو يعمل عى‪ ":‬تشجيع القطاع الخاص‬ ‫عـى االسـتثامر يف مشـاريع البنيـة‬ ‫األساسـية والخدمات العامة للمساهمة‬ ‫يف تنويـع مصـادر الدخـل الوطنـي‪،‬‬ ‫وإرسـاء أطـر تنظيميـة إلدارة عمليـة‬ ‫الراكة بشـفافية ووضوح"‪ ،‬ويسـتهدف‬ ‫قانـون التخصيـص‪ ":‬تنفيـذ السياسـات‬ ‫الحكوميـة املتعلقـة بتوسـيع دور القطاع‬ ‫الخـاص يف متلـك وإدارة األنشـطة‬ ‫االقتصاديـة املختلفـة‪ ،‬وتشـجيع جـذب‬ ‫االسـتثامرات والخـربات والتكنولوجيـا‬ ‫واملعرفـة الحديـث"‪.‬‬ ‫إذا بدأنـا بتنـاول قانـوين الراكـة‬ ‫والتخصيـص نجـد أن إحـدى آليـات‬ ‫التطبيق الرئيسـة لهذا النمو املستهدف‬ ‫للقطـاع الخـاص هـو اسـتخدام منـوذج‬ ‫الراكـة بـن القطاعـن العـام والخـاص‬ ‫وتخصيـص بعـض األصـول الحكوميـة‪،‬‬ ‫وللمـرة األوىل تضمـن قانـون الراكـة‬ ‫الصـادر خـالل العـام الجـاري نصا يشـجع‬ ‫عى دعم روح املبادرة لدى املستثمرين‪،‬‬ ‫وأصبـح مـن املمكـن ملـن لديـه مـروع‬ ‫صالح للتنفيذ عرب الراكة بن القطاعن‬ ‫العـام والخـاص‪ ،‬ويخـدم األهـداف‬ ‫االسـراتيجية للنمـو‪ ،‬التقـدم مبروعـه‬ ‫لدراسـته مـن قبـل الجهات املعنيـة‪ ،‬وهو‬ ‫مـا يفتـح املجـال لتقديـم أفـكار جديـدة‬ ‫ذات مـردود اقتصـادي واجتامعـي‪ ،‬وأيضا‬ ‫عنـد الحديـث عـن الراكـة ال بـد مـن‬ ‫اإلشـارة إىل أن السـلطنة تتمتـع بتاريـخ‬ ‫طويـل مـن اإلنجـازات الناجحة يف تطبيق‬ ‫الراكـة بـن القطاعـن يف مجال تطوير‬ ‫مشـاريع توليـد الطاقة وامليـاه‪( ،‬حيث تم‬ ‫تدشـن املـروع األول لتوليـد الطاقـة‬ ‫يف عـامن بنـاء عـى منـوذج الراكـة بـن‬ ‫القطاعـن يف عـام ‪ ،)1994‬وهـذا القطـاع‬ ‫ذو جاذبيـة اسـتثامرية جيـدة بالفعـل لـدى‬ ‫املسـتثمرين الدوليـن يف مجـال الطاقـة‬ ‫وامليـاه‪ ،‬واآلن حـان الوقـت لرجمـة هـذا‬ ‫النجـاح إىل نجاحـات أخـرى يف قطاعـات‬ ‫مختلفـة مثـل الطـرق والرعايـة الطبيـة‬ ‫‪44‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫السلطنة تتمتع بتاريخ‬ ‫طويل من اإلنجازات‬ ‫الناجحة يف مشاريع‬ ‫الراكة يف توليد الطاقة‬ ‫واملياه‪ ،‬واآلن حان الوقت‬ ‫لرتجمة هذا النجاح إىل‬ ‫نجاحات يف قطاعات‬ ‫أخرى‬ ‫واإلسـكان والسـياحة والتعليـم‪.‬‬ ‫وفيـام يتعلـق بقانـون اسـتثامر رأس‬ ‫املـال األجنبي‪ ،‬فوفقـا ألحدث تريحات‬ ‫رسـمية بلغـت مسـاهمة القطـاع‬ ‫الخـاص يف تطبيـق املشـاريع والربامـج‬ ‫االسـتثامرية يف الخطـة الخمسـية‬ ‫التاسـعة نحـو ‪ 60‬باملائـة وهو معدل جيد‬ ‫للغايـة‪ ،‬وقـد تضمـن القانـون العديـد مـن‬ ‫البنـود التـي تحـدد االلتزامـات والحقـوق‬ ‫للمسـتثمر‪ ،‬ومـن أهـم مـا تضمنـه‬

‫القانـون حظـر إفشـاء اي معلومـات‬ ‫تتعلق بالفرصة االسـتثامرية أو بالجوانب‬ ‫الفنيـة أو االقتصاديـة أو املاليـة ملـروع‬ ‫اسـتثامري‪ ،‬وسـتحدد الالئحـة التنفيذيـة‬ ‫للقانـون رشوط وضوابـط وإجـراءات‬ ‫ومواعيـد إصـدار املوافقـات والراخيـص‬ ‫للمشـاريع االستثامرية الخاضعة ألحكام‬ ‫قانـون اسـتثامر رأس املـال األجنبـي‪،‬‬ ‫وسـيمثل ذلـك نقلـة مهمـة يف مرونـة‬ ‫وترسيـع اإلجـراءات وزيـادة مسـتويات‬ ‫الثقـة لـدى املسـتثمر وكل ذلـك يصـب‬ ‫يف صالـح تحسـن بيئـة األعـامل وزيـادة‬ ‫تنافسـية االقتصـاد‪.‬‬ ‫ويف إطـار أن هـذه القوانـن يف‬ ‫مجموعهـا تسـتهدف رفـع معـدالت النمو‬ ‫وخدمـة أهـداف التنميـة‪ ،‬فمـن املهـم‬ ‫اإلشـارة إىل األهميـة الكبـرة ملـا نـص‬ ‫عليـه قانون اسـتثامر رأس املـال األجنبي‬ ‫مـن أنـه يجـوز بقـرار مـن مجلـس الـوزراء‬ ‫منـح مجموعـة مزايـا إضافيـة ملشـاريع‬ ‫االسـتثامر األجنبـي التـي تؤسـس يف‬ ‫املناطـق األقـل منوا يف السـلطنة‪ ،‬وهو‬ ‫مـا يقـدم طريقـة مبتكـرة لزيـادة حجـم‬ ‫التمويـل ملشـاريع التنميـة يف كافـة‬ ‫مناطـق السـلطنة‪.‬‬


‫حوار مع متقاعد‬

‫مع زمالئها في مستشفى خولة‬

‫الكثـر مـن العمليـات الجراحيـة عـى عكس‬ ‫تجـاريب يف الـدول األوروبيـة حيـث كانـوا‬ ‫يحروننـا يف الجانـب النظـري فقط‪ ،‬ويف‬ ‫اململكـة املتحـدة عملـت الدكتـورة حليمـة‬ ‫ملـدة عامـن فقـط وهنـاك ألتقـت بزوجهـا‪،‬‬ ‫وتفرغـت بعدهـا ملـدة ‪ 8‬سـنوات للعنايـة‬ ‫بعائلتهـا الصغـرة‪.‬‬ ‫وعـن أول عمليـة جراحيـة شـاركت فيهـا‪،‬‬ ‫قالـت املسـكرية‪ :‬نفسـياً كانـت العمليـة‬ ‫أضخـم وأكـر تعقيـدًا مـام كانـت عليـه‬ ‫بالفعـل‪ ،‬كنـت خائفـة يف البدايـة ولكننـي‬ ‫مل أكـن وحـدي وتدرجـت يف األمـر حيـث‬ ‫كنـت يف البدايـة أقـدم املسـاعدة فقـط‬ ‫إىل أن اسـتطعت أن أقـوم بالعمليـة‬ ‫الجراحيـة بـل ومتكنـت فيـام بعـد مـن إجـراء‬ ‫عمليـات جراحية امتدت حتى ‪ 8‬و‪ 9‬سـاعات‬ ‫متواصلـة‪.‬‬ ‫ومل يكـن قـرار عـودة الدكتـورة حليمـة‬ ‫للسـلطنة مخططـا لـه يف عـام ‪،1990‬‬ ‫إال أنـه جـاء بعـد حـادث مـؤمل تعرضـت لـه‪،‬‬ ‫عندمـا فقدت والدتها التي كانـت تزورها يف‬ ‫اململكـة املتحدة بن يديهـا‪ ،‬مام اضطرها‬ ‫للرجـوع لتكـون وسـط عائلتهـا واخوتهـا‬ ‫‪47‬‬


‫حوار مع متقاعد‬

‫حليمة املسكرية ‪ ..‬أول جراحة عمانية‬

‫الطبيب ال يتقاعد ‪ ..‬والطب أسلوب‬ ‫حياة ورسالة تبقى لألبد‬

‫حوار‪ :‬رحمة الكلبانية‬

‫أن تكون األول يف مجالك يعين أنك ال تشق طريقا لنفسك فقط انما أيضا ملن سيأتون من بعدك ليسلكوا نفس الطريق‪،‬‬ ‫وقـد يواجـه بعـض الـرواد صعوبـة أكـر إذا كانـت ظـروف املجتمـع غـري مهيـأة بعـد لبعـض املتغـريات منهـا عمـل املـرأة يف مهنـة‬ ‫الطـب عـىل سـبيل املثـال‪ ،‬وهـو األمـر الـذي واجهتـه حليمـة بنـت نـارص املسـكرية‪ ،‬عندما قـررت أن تصبح أول جراحة عمانية‪.‬‬

‫ولـدت الدكتـورة حليمـة املسـكرية يف‬ ‫زنجبار‪ ،‬وسط عائلة مشجعة آمنت بحلمها‬ ‫ودفعتهـا لتحقق ما تريـد‪ .‬إذ تقول‪ :‬أن أصبح‬ ‫هاجسـا لـدي منـذ الطفولـة‪ ،‬وال‬ ‫طبيبـة كان‬ ‫ً‬ ‫أذكـر أننـي متنيـت أن أصبـح أي يشء آخر إذ‬ ‫لطاملـا آمنـت بـأن رسـالتي هـي أن أسـاعد‬ ‫النـاس وأكـون إىل جانبهـم‪ ،‬وال أتخيـل‬ ‫نفـي يف وظيفـة مكتبيـة أو أن أتعامل مع‬ ‫مسـتندات أو أوراق‪.‬‬ ‫وأضافـت‪ :‬عندمـا كنـت طفلة كنـت دامئا‬ ‫أقـول بأننـي سـأصبح طبيبـة‪ ،‬حتـى إننـي‬ ‫كنت أشـارك يف مرسحيات املدرسـة بهذا‬ ‫الـدور‪ ،‬وكان جدي ال ينادينـي إال ب"الدكتورة‬ ‫حليمـة"‪ ،‬وذلـك الدعـم املتواصـل مـن‬ ‫عائلتـي كان دامئًـا مصدر قـوة يل واليد التي‬ ‫أمتسـك بهـا يف كل مـرة أتعـر فيهـا‪.‬‬ ‫وحـن بـدأت الكثر مـن العوائـل العامنية‬ ‫يف الرجوع من زنجبار إىل السلطنة‪ ،‬وتيم ًنا‬ ‫باملقولـة التـي تقول "اطلبـوا العلم ولو يف‬ ‫الصـن"‪ ،‬غـادرت الدكتـورة حليمـة زنجبـار‬ ‫يف بعثـة حكوميـة إىل جمهوريـة الصـن‬ ‫الشـعبية لدراسة الطب برفقة عر فتيات‬ ‫عامنيـات أخريـات‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫حريصة عىل املشاركات‬ ‫املجتمعية ومن الواجب‬ ‫عيل أن أرد ولو جز ًءا‬ ‫بسيطًا من الجميل الذي‬ ‫قدمه يل وطين ومكنين‬ ‫من أن أكون املرأة اليت أنا‬ ‫عليها اليوم‬ ‫وحول تجربتها يف الصن‪ ،‬تقول الدكتورة‬ ‫حليمـة‪ :‬مل يكـن من السـهل عـيل أن أفرق‬ ‫عـن عائلتـي والذهـاب إىل أقـايص األرض‬ ‫يف الوقت الذي مل نكن منلك فيه وسـائل‬ ‫االتصـال الحديثـة املتواجـدة اآلن‪ ،‬والدخول‬ ‫إىل مجتمـع منغلق عى ذاتـه آنذاك‪ ،‬ولكننا‬ ‫رسعـان مـا تكيفنـا واعتدنـا عى منـط الحياة‬ ‫هنـاك‪ ،‬وإىل جانـب دراسـتها يف الصـن‬ ‫قامـت الدكتـورة حليمـة أيضـا مبواصلـة‬

‫حليمة المسكرية‬

‫دراسـتها فيـام بعـد يف كل مـن أملانيـا‬ ‫واململكـة املتحـدة‪.‬‬ ‫مارسـت الدكتـورة حليمـة الطـب يف‬ ‫تنزانيـا بـرق أفريقيـا واململكـة املتحـدة‪،‬‬ ‫إذ تقـول‪" :‬إن عمـيل يف مركـز طبـي وطنـي‬ ‫يف تنزانيـا كان لـه أثـر كبـر يف مسـريت‬ ‫املهنيـة حيـث أطلعـت هنـاك عـى حـاالت‬ ‫مرضيـة عديـدة ومتنوعـة وكنـا نشـارك يف‬


‫حوار مع متقاعد‬

‫وعند سـؤالها عن الطريقة التي توازن بها‬ ‫بـن حياتهـا االجتامعية واملهنيـة‪ ،‬ضحكت‪،‬‬ ‫ثـم قالـت‪ ":‬إن األمـر صعـب جـدًا‪ ،‬فبالرغـم‬ ‫مـن محـاواليت موازنة الجانبـن إال أن واجبي‬ ‫كطبيبـة كان دامئًـا مـا ينتـر‪ ،‬ولكـن مـن‬ ‫حسـن حظـي وجـود زوجـي بجانبـي‪ ،‬فهـو‬ ‫رجـل متفهـم جدًا لطبيعة عمـيل ومتعاون‪،‬‬ ‫ولـوال وقوفـه الدائـم إىل جانبـي ال أتخيل أنه‬ ‫مـن املمكـن يل أن أتخطـى املصاعب التي‬ ‫واجهتني‪.‬‬ ‫وأضافـت‪ :‬كان األمـر أسـهل عندمـا كنـت‬ ‫أعمـل يف الخـارج‪ ،‬حيـث عائلتـي الصغـرة‪،‬‬ ‫ولكـن يف عـامن فاألمـر مختلـف‪ ،‬هنـاك‬ ‫الكثـر مـن املناسـبات االجتامعيـة التـي‬ ‫عـيل حضورها‪ ،‬كـام أن عيل دامئًا أن أطلب‬ ‫مـن مسـؤويل وزمـاليئ أن يحلـوا محيل يف‬ ‫األعيـاد ألكـون بجانـب عائلتـي‪ ،‬والحمـد للـه‬ ‫فقـد كانوا دامئًـا متعاونن معي ومتفهمن‬ ‫لوضعـي‪.‬‬ ‫وتؤكد املسـكرية أن عملها كان قد كلفها‬ ‫الكثـر مـن اللحظـات واألوقـات الثمينة من‬ ‫حياتهـا‪ ،‬وتحـيك‪ :‬تـم اسـتدعايئ يف أحـد‬ ‫األيـام إلجـراء عمليـة صعبـة يف العظـام‪،‬‬ ‫اسـتغرقت سـاعات طويلـة‪ ،‬ومل ننتـه منهـا‬ ‫حتـى الصبـاح‪ ،‬أثنـاء ذلـك توفيـت إحـدى‬ ‫قريبـايت‪ ،‬بـل وتم دفنهـا‪ ،‬ومل أعلم بأي من‬ ‫ذلـك إال بعـد انتهـايئ مـن الجراحـة ورجوعـي‬ ‫للبيـت‪ ،‬كان األمـر محزنًـا جـدًا ولكـن هـذه‬

‫لطاملا آمنت أن رساليت‬ ‫هي أن أساعد الناس‬ ‫وأكون إىل جانبهم‬

‫املتابع لتطورات قطاع‬ ‫الصحة يرى ارتفاع‬ ‫وعي املجتمع واليوم‬ ‫وبكل فخر لدينا‬ ‫أكر من ‪ 6‬جراحات‬ ‫عمانيات باإلضافة إىل‬ ‫التخصصات األخرى‬

‫طبيعـة عمـيل وهـذا واجبـي وال ميكننـي إال‬ ‫تقبـل مـا يجلبه يل من سـعادة ومتاعب عى‬ ‫حـد سـواء‪.‬‬ ‫وحـول التحديـات األخـرى التـي واجهتهـا‬ ‫الدكتـورة حليمـة خـالل حياتهـا املهنيـة‪،‬‬ ‫قالـت‪ :‬بالرغـم مـن عمـيل إىل جانـب طاقم‬ ‫مـن األطبـاء املوهوبـن واملخلصـن يف‬ ‫عملهـم‪ ،‬إال أن بعـض زمـاليئ كانـوا يلقـون‬ ‫اللـوم عـيل يف بعـض األخطـاء التـي تتـم‬ ‫خـالل العمليـات بالرغـم مـن أنـه عمـلٍ‬ ‫جامعـي‪ .‬وأشـعر بأن عى ممتهـن الطب أن‬ ‫يـدرك مفهـوم العمـل الجامعـي‪ ،‬حيـث إنـه‬ ‫ال مـكان ل"أنـا" يف هـذا القطـاع‪ ،‬ال مـكان إال‬ ‫لهـدف واحـد وهـو مسـاعدة املريـض عـى‬ ‫الشـفاء‪ ،‬إذ يجـب عـى الطبيـب أن يشـاور‬ ‫زمـالءه ويأخـذ الحـل األفضـل ملصلحـة‬ ‫املريـض ال ملصلحتـه الخاصـة‪.‬‬ ‫وشـهدت املسـكرية خـالل سـنوات‬ ‫عملهـا يف الطب الكثر من التطـورات التي‬ ‫لحقـت بالقطـاع الصحـي يف السـلطنة‪ ،‬إذ‬ ‫تقـول‪ :‬يف أول السـنوات التـي قدمـت فيهـا‬ ‫إىل السـلطنة مل يكـن هنـاك عـالج كيميايئ‬ ‫للرسطـان‪ ،‬وكان البـد لنا من إرسـال مرضانا‬ ‫للخـارج‪ ،‬كـام مل تكـن هنـاك أجهـزة تصويـر‬ ‫مقطعيـة وأجهـزة كشـف بالكفـاءة التـي كنـا‬ ‫نحتاجهـا باإلضافـة إىل عـدم وجـود جراحات‬ ‫عامنيات كام أسلفت‪ ،‬إال أنه وخالل األعوام‬ ‫التـي عقبـت ذلـك وبفضـل االهتـامم الكبر‬ ‫الذي يوليه موالنا صاحب الجاللة السـلطان‬ ‫قابـوس بـن سـعيد املعظـم حفظـه اللـه‬ ‫بصحـة املواطـن العامين وحقـه يف العالج‪،‬‬ ‫باتـت لدينـا اليـوم أقسـام متطـورة جـدًا يف‬ ‫الكشـف عـن الرسطـان وعالجـه‪ ،‬وأحـدث‬ ‫األجهـزة الطبيـة التـي نحتاجهـا للتعامـل مـع‬ ‫معظم الحـاالت والخدمات الصحية تنتر‬ ‫يف كل مـكان يف مختلـف أرجـاء السـلطنة‪،‬‬ ‫كـام أن املتابـع لتطـورات قطـاع الصحـة‬ ‫خـالل العقـود األخـرة ميكنـه أن يـرى جل ًيـا‬ ‫ارتفاع وعي املجتمع مبهنة الطب للفتيات‪،‬‬ ‫ومـدى إقبالهـن عليهـا‪ ،‬فاليـوم وبـكل فخـر‬ ‫بـات لدينـا أكر من ‪ 6‬جراحـات عامنيات‪ ،‬يف‬ ‫الجامعة واملستشفيات العسكرية والعامة‬ ‫باإلضافـة إىل التخصصـات األخـرى‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫حوار مع متقاعد‬

‫لتتمكـن مـن مواصلـة حياتهـا مـرة أخـرى‪،‬‬ ‫وبـدأت الدكتـورة حليمـة املسـكرية رحلتهـا‬ ‫كأول جراحـة عامنيـة يف السـلطنة بعـد أن‬ ‫اجتـازت املقابلـة الشـخصية مبستشـفى‬ ‫خولـة الـذي قضت يف العمل به أكر من ‪23‬‬ ‫عا ًمـا‪ ،‬إال أنـه وقبـل أن تبـارش العمـل آنـذاك‬ ‫قيل لها يف البداية بأنه "ليست هناك حاجة‬ ‫لوجـود امـرأة جراحـة"‪ ،‬وانهـم ال يحتاجونهـا‬ ‫عـى وجـه الخصـوص يف مسـقط‪ ،‬وإمنـا‬ ‫عليهـا الذهـاب للعمـل يف إحـدى املناطـق‬ ‫الداخليـة مـن السـلطنة‪.‬‬ ‫تقـول‪ :‬مل أسـتطع أن أرضـخ للـروط‬ ‫التـي وضعـت يل كأن أذهـب للعمـل يف‬ ‫مناطـق بعيـدة كـون أن لغتـي العربيـة مل‬ ‫تكـن قويـة نظـ ًرا للسـنوات التـي قضيتهـا‬ ‫بعيـدًا عـن الوطـن ومل أكـن مسـتعدة ألن‬ ‫أكـون بعيـدة عـن عائلتـي مـرة أخـرى‪ ..‬ومل‬ ‫يكـن الدخـول لعـامل الجراحـة يف عـامن‬ ‫سـهال كـام توقعـت‪ ،‬لكـن يف النهايـة بـدأت‬ ‫فعل ًيا بالعمل يف مستشفى خولة‪ ،‬وبعدها‬ ‫أدرك املستشـفى أهميـة وجـود جراحـة‬ ‫أنثـى وسـط كادرهـا الطبـي‪ ،‬حيـث كانـت‬ ‫الكثـر مـن النسـاء تتوافـد إىل املستشـفى‬ ‫بعـد سـامعهن بوجـود جراحـة عامنيـة حتـى‬ ‫إن البعـض كان يـأيت مـن محافظـات بعيدة‬ ‫كظفـار‪ ،‬حيـث تقـول الدكتـورة‪ :‬إن املجتمع‬ ‫العـامين متمسـك بعاداتـه وتقاليـده لذلـك‬ ‫كانـت النسـاء يشـعرن براحـة أكـرب عندمـا‬ ‫يأتـن إيل‪ ،‬إال أن ذلـك شـكل عب ًئـا عيل فيام‬ ‫بعـد‪ ،‬حيث مل أمتكن من مجـاراة الزيادة يف‬ ‫عـدد املـرىض وقمـت بتقديـم طلب لجلب‬ ‫املزيـد مـن الجراحـات النسـاء ملسـاعديت‪.‬‬ ‫وحـول حياتهـا بعـد التقاعـد تقـول‬ ‫املسـكرية‪ :‬إن الطبيـب ال يتقاعـد‪ ،‬أن‬ ‫الطـب أسـلوب حيـاة ورسـالة تبقـى لألبـد‪،‬‬ ‫إننـي طبيبـة يف املشـفى وكذلـك يف‬ ‫البيـت فـال أكاد أذهـب إىل زيـارة أو مناسـبة‬ ‫اجتامعيـة حتـى يأتينـي أحدهم واض ًعـا يديه‬ ‫عـى جسـده يشـكو ويسـألني عـن أسـباب‬ ‫األعـراض التـي متـر بـه مبختلـف أنواعهـا‪،‬‬ ‫كـام أن لـدي مرىض يثقون يب والعالقة بيننا‬ ‫متتـد إىل سـنوات بعيـدة‪ ،‬وأنـا اسـتقبلهم‬ ‫أينـام كنـت أعمل وهم كذلك يأتـون إيل يف‬ ‫‪48‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫منذ الطفولة كان‬ ‫حلمي أن أصبح‬ ‫طبيبة‪ ..‬ودعم عائليت‬ ‫كان دائ ًما مصدر‬ ‫القوة‬

‫بفضل االهتمام السامي‬ ‫بصحة املواطن وحقه‬ ‫يف العالج‪ ،‬لدينا اليوم‬ ‫أقسام متطورة ج ًدا يف‬ ‫الكشف عن الرسطان‬ ‫وعالجه‪ ،‬وأحدث‬ ‫األجهزة الطبية للتعامل‬ ‫مع معظم الحاالت‬

‫أي مـكان أعمـل بـه‪ ،‬وبعـد سـنوات طويلـة‬ ‫قضتهـا حليمـة املسـكرية يف الخدمـة يف‬ ‫مستشـفى خولـة‪ ،‬واصلـت عملهـا كجراحة‬ ‫يف أحـد املستشـفيات الخاصـة مبسـقط‪،‬‬ ‫وال تزال تذهب إليه منذ سـتة أعوام مبعدل‬ ‫يومـن يف األسـبوع ملـدة سـاعتن‪ ،‬كـام‬ ‫أنهـا مازالـت عضـوة يف جمعيـة الرسطـان‬ ‫العامنيـة‪.‬‬ ‫مل تكتـف الدكتـورة حليمـة بعملهـا‬ ‫كطبيبـة جراحـة يف مستشـفى خولـة‪ ،‬فقـد‬ ‫قامـت عـى مـدى سـنوات خدمتهـا يف‬ ‫السـلطنة بالتطـوع يف جمعيـة الرسطـان‬ ‫العامنيـة حيـث تقـوم يف الثالثـاء األول مـن‬ ‫كل شـهر بعمـل فحوصـات للكشـف عـن‬ ‫رسطـان الثـدي للنسـاء‪ ،‬كـام كانت تشـارك‬ ‫يف الرحالت والحمالت امليدانية التي كانت‬ ‫تنظمهـا الجهـات الحكوميـة لعـالج النسـاء‬ ‫والعائـالت الـاليت يقطـن الجبـال واملناطـق‬ ‫البعيـدة والنائيـة والـاليت قـد ال يكـون يف‬ ‫استطاعتهن الوصول إىل املراكز الصحية‪.‬‬ ‫وحـول مشـاركاتها املجتمعيـة تقـول‬ ‫حليمـة املسـكرية‪ :‬أحـس أنـه مـن الواجـب‬ ‫عـيل أن أرد ولـو جـز ًءا بسـيطًا مـن الجميـل‬ ‫الـذي قدمـه يل وطنـي بـأن منحنـي فرصـة‬ ‫أن أسـافر وأتعلـم وأحقق حلمـي‪ ،‬وهو دي ٌن‬ ‫ال بـد يل أن أرده ملجتمعـي الـذي آمـن يب‬ ‫ومكننـي مـن أن أكـون املـرأة التـي أنـا عليهـا‬ ‫اليـوم‪.‬‬


‫وجهة نظر عالمية‬

‫إذا أردنـا أن نفـرس ملـاذا ال يهتـم جيـل‬ ‫االلفيـة مبسـتقبل أنظمـة التقاعـد‪ ،‬قـد‬ ‫يـرى البعـض أن األجيـال الجديـدة ال تهتـم‬ ‫بقضايـا جديـة‪ ،‬لكـن الواقـع أن األمـر ليـس‬ ‫كذلـك‪ ،‬فجيـل األلفية يظهـر اهتامما كبرا‬ ‫بقضايـا العدالـة االجتامعيـة واملسـاواة‬ ‫واإلنصـاف‪ ،‬ويبـدو مـن املنطقـي أن يـيل‬ ‫ذلـك اهتاممـا مبسـتقبل أنظمـة الضـامن‬ ‫االجتامعـي‪ ،‬واذا تابعنـا نتائـج الدراسـة‬ ‫املسـحية حـول توجهات جيـل األلفية نجد‬ ‫دعـام قويًـا ملنـح حـق‬ ‫أنهـا تؤكـد أن لديهـم‬ ‫ً‬ ‫الرعايـة الطبيـة للجميـع‪ ،‬ووضـع حـد أدىن‬ ‫لألجـور الفيدراليـة عـى مسـتوى جميـع‬ ‫الواليـات األمريكيـة‪ ،‬لكـن األجيـال الشـابة‬ ‫مل تبـد أبـدا االهتـامم أو اإلرادة للمطالبـة‬ ‫بالتحسـينات الالزمـة لربنامـج الضـامن‬ ‫االجتامعـي الحـايل‪ ،‬عى الرغـم من أنه من‬ ‫وجهـة نظـر املصالـح الشـخصية البحتـة‪،‬‬ ‫فـإن جيـل الشـباب يجـب أن يكـون أكـر‬ ‫حامسـا لحاميـة مسـتقبلهم املـايل بـدءا‬ ‫مـن اآلن‪.‬‬ ‫إن مشـاركة جيـل األلفيـة يف االنخـراط‬ ‫وتعبئتهـم تجـاه بعـض القضايـا قـد تـم‬ ‫بشـكل جيـد يف عديـد مـن الحـاالت التـي‬

‫نحتاج إىل أن نناشد‬ ‫ونخاطب وجدان جيل‬ ‫األلفية‪ ،‬فالنهج التحلييل‬ ‫الذي ركز عىل التحذير من‬ ‫تحديات ستواجه أنظمة‬ ‫الحماية عىل املدى الطويل‪،‬‬ ‫لم ينجح بكل بساطة‬ ‫اتخـذت شـهرة عـى النطـاق العاملـي‪،‬‬ ‫وهنـاك مثـال واضح جدا لذلك مبجرد إلقاء‬ ‫نظـرة عـى الحظـر األخـر املفـروض عى‬ ‫قـش الـرب البالسـتييك خـالل العـام‬ ‫املـايض‪ ..‬لقـد عرفنـا مشـاكل البالسـتيك‬ ‫منـذ عقـود‪ ،‬ومـن الـذي مل يشـاهد صـورا‬ ‫للجزيـرة الضخمـة العامئـة املكونـة مـن‬ ‫مخلفات ونفايات البالسـتيك يف املحيط‬ ‫الهـادي منـذ سـنوات؟ ومـع ذلـك مل يكـن‬ ‫هنـاك عامـل مؤثـر عـى حظـر أو تقليـل‬

‫اسـتخدام البالسـتيك مبقـدار مـا فعـل‬ ‫الفيديـو التوضيحـي لقشـة بالسـتيكية‬ ‫يتـم سـحبها مـن أنـف السـالحف البحريـة‬ ‫والـذي أدى إىل ردود فعـل واسـعة النطـاق‬ ‫وتعبئـة بـن شـباب العـامل الـذي طالبـوا‬ ‫يف مسـرات عـى أرض الواقـع وحمـالت‬ ‫منظمـة عـرب مواقـع التواصـل االجتامعـي‬ ‫للمطالبـة بحاميـة الحيـاة البحريـة مـن‬ ‫التأثـرات الضـارة للنفايـات فضـال عـن‬ ‫ان رشائـح واسـعة مـن الشـباب اتخـذت‬ ‫موقفـا نهائيـا باالمتناع عن اسـتخدام قش‬ ‫الـرب وأكيـاس البالسـتيك‪ ،‬وتـال ذلـك‬ ‫قيـام العديـد مـن الـدول واملـدن بحظـر‬ ‫رسـمي السـتخدام القـش‪ .‬مـن جانـب‬ ‫آخـر ويف مناسـبات متفرقـة نجـد أن جيـل‬ ‫األلفيـة أبـدى اهتاممـا مبجـاالت سياسـية‬ ‫أخـرى‪ ،‬مثـل الرعايـة الصحيـة والديـون‬ ‫الطالبيـة‪ ،‬األمـر الـذي دفـع هـذه القضايـا‬ ‫إىل النقـاش السـيايس‪.‬‬ ‫قـد يكـون هنـا مـن املفيـد االطـالع عـى‬ ‫كتـاب "نظريـة العوامل املؤثـرة عى اتخاذ‬ ‫القـرار" للمؤلـف دانييـل كانيـامن الحائـز‬ ‫عـى جائـزة نوبـل‪ ،‬حيـث يقـرح كانيـامن‬ ‫نظامـن يحكـامن تفكـر األشـخاص عنـد‬ ‫‪51‬‬


‫وجهة نظر عالمية‬

‫الوعي واالهتمام من قبل األجيال الجديدة عامل‬ ‫أساس للحفاظ عى استدامة أنظمة التقاعد‬

‫جايمي هوبكنز‬ ‫بروفيسور متخصص يف التخطيط للتقاعد يف الكلية األمريكية للخدمات املالية‬ ‫جامعة بنسلفانيا‪-‬الواليات املتحدة‬

‫تظهـر الدراسـات املسـحية واسـتطالعات الـرأي املتعاقبـة الـيت تمـت خـالل السـنوات املاضيـة تراجعـا مسـتمرا يف إدراك ووعـي‬ ‫األجيـال الجديـدة بأهميـة اسـتدامة أنظمـة التقاعـد والضمـان االجتماعـي‪ ،‬ويبـدو أن جيـل األلفيـة بشـكل عـام يعتقـد بـأن‬ ‫الوقت مازال مبكرا للغاية حىت يصل إىل نس التقاعد وبالتايل ليسـت هناك رضورة حاليا ألن يشـغل نفسـه بهذا املوضوع‪،‬‬ ‫كمـا نجـد بـني األجيـال الشـابة مـن يـرى أن أنظمـة الضمـان االجتماعـي بشـكلها الحـايل لـن تكون موجـودة أصال عندما يصل‬ ‫املوظـف الشـاب حاليـا إىل نس التقاعـد‪.‬‬ ‫ووفقـا لدراسـة مسـحية أجرتهـا جامعـة‬ ‫بنسـلفانيا حـول توجهـات جيـل األلفيـة‬ ‫تجـاه القضايـا العامـة وشـملت كافـة‬ ‫الواليـات األمريكيـة‪ ،‬عـرب ‪ 81‬باملائـة مـن‬ ‫جيـل األلفيـة الذيـن شـملهم االسـتطالع‬ ‫عـن اعتقادهـم أنـه ال يوجـد أي رضورة‬ ‫ألن يضعـوا موضـوع التقاعـد عـى أجنـدة‬ ‫أولوياتهـم حاليـا‪ ،‬مقابـل ‪ 50‬باملائـة فقـط‬ ‫مـن املشـاركن اعتـربوا ذلـك يف دراسـة‬ ‫مسـحية متـت يف عـام ‪.2011‬‬ ‫نـدرك أنـه أصبـح مـن املسـلم بـه أن‬ ‫نقـول إن أنظمـة التقاعـد يف أنحاء مختلفة‬ ‫مـن العـامل تواجـه نقصـا حقيقيـا وشـيكا‬ ‫يف التمويـل‪ ،‬ويف الواليـات املتحـدة‬ ‫عـى وجـه التحديـد وصلـت مسـتويات‬ ‫العجـز اإلكتـواري إىل درجـة تهـدد الحاميـة‬ ‫االجتامعيـة واألمـن املـايل املسـتقبيل‬ ‫ألعـداد ال تحـى مـن األمريكيـن‪ ،‬وهـو‬ ‫‪50‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫بالنسبة للكثريين من‬ ‫العاملني بأجر قد ال‬ ‫يق ّدرون ما يدفعه صاحب‬ ‫العمل من مساهمة‬ ‫يف برنامج الضمان‬ ‫االجتماعي‪ ،‬والبعض قد‬ ‫ال يق ّدر أن هذه املساهمة‬ ‫من أهم املزايا اليت يحصل‬ ‫عليها الشخص بسبب‬ ‫وظيفته‬

‫مـا يعنـي أن الضـامن االجتامعـي ال ميكـن‬ ‫ضامنـه لألجيـال القادمة إال مـن خالل إجراء‬ ‫تغيـرات تريعيـة تسـاهم إمـا يف رفـع‬ ‫حجـم التمويـل ألنظمـة التقاعـد أو إجـراء‬ ‫تغيـرات يف املنافـع‪ .‬ورغـم التحديـات‬ ‫التـي تواجـه أنظمـة التقاعـد‪ ،‬فـإن الضـامن‬ ‫االجتامعـي ال يعد ضمن املشـاكل امللحة‬ ‫بالنسـبة لجيـل األلفيـة وليـس السـبب هـو‬ ‫مـا يتعلق بالتحديـات التي تواجـه التمويل‪،‬‬ ‫بـل السـبب األسـاس أن األجيـال الشـابة‬ ‫ترى أن الوقت مازال بعيدا جدا للتفكر يف‬ ‫مثـل هـذه األمـور‪ ،‬واملشـكلة األساسـية‬ ‫التـي تنجـم عـن مثـل هـذا التفكـر هـي أن‬ ‫مسـتقبل الضـامن االجتامعـي نفسـه رمبا‬ ‫يكـون مرتبطـا بالطريقـة التـي تفكـر بهـا‬ ‫األجيـال الجديـدة ومـدى إدراكهـم ألهميـة‬ ‫اسـتمرار واسـتدامة أنظمـة الضـامن‬ ‫االجتامعـي‪.‬‬


‫وجهة نظر عالمية‬

‫غالبية جيل األلفية‬ ‫يعتقدون أنه ال‬ ‫رضورة ألن يضعوا‬ ‫موضوع التقاعد عىل‬ ‫أجندة أولوياتهم‬ ‫حاليا‪ ..‬واإلشكالية‬ ‫أن مستقبل الضمان‬ ‫االجتماعي نفسه‬ ‫مرتبط بطريقة تفكري‬ ‫األجيال الجديدة‬ ‫وإدراكهم ألهمية‬ ‫استمرار أنظمة التقاعد‬

‫مؤهلـة معينـة مثـل الـوالدة‪ ،‬وقـد طـرح‬ ‫بعـض السياسـين‪ ،‬مثـل السـناتور ماركـو‬ ‫روبيـو (مـن واليـة فلوريدا) ‪ ،‬فكرة السـامح‬ ‫لآلبـاء الجـدد الذيـن حصلـوا عـى إجـازة‬ ‫أمومـة بالحصـول عـى بعض مسـتحقات‬ ‫الضـامن االجتامعـي‪ ،‬وميكـن أن يـؤدي‬ ‫توسـيع تغطيـة الضـامن االجتامعـي إىل‬ ‫مـا هـو أكـر مـن اسـتحقاقات التقاعـد‬ ‫واإلعاقـة ليشـمل أيضـا إجـازة األمومـة‬ ‫وهـو مـا قـد يكـون ميـزة جاذبـة إلثـارة‬ ‫االهتـامم لـدى العاملـن واملوظفـن‬ ‫الشـباب الذيـن يتطلعـون إىل تأسـيس‬ ‫أرس‪ ،‬وبطبيعـة الحـال‪ ،‬فـإن مثـل هـذا‬ ‫التوسـع يف الضـامن االجتامعـي قـد‬

‫يتطلـب متويـال إضافيـا حتـى ال يسـتنفذ‬ ‫اسـتحقاقات التقاعـد املسـتقبلية ‪ ،‬لكـن‬ ‫الهـدف هـو جعـل الضـامن االجتامعـي‬ ‫قضيـة تؤثـر عـى حيـاة األلفيـة اآلن وليس‬ ‫الحقـا والفائـدة الحقيقيـة هـي رشاكـة‬ ‫فعالـة تدفـع املوظـف إىل تقبـل بعـض‬ ‫مـن الكلفـة التـي تتطلبهـا إجـراءات إصالح‬ ‫أنظمـة التقاعـد للحفـاظ عـى اسـتدامتها‬ ‫لألجيـال القادمـة‪.‬‬ ‫وإىل أن نشـهد اهتاممـا حقيقيـا‬ ‫مبسـتقبل الضـامن االجتامعـي‪ ،‬فـإن‬ ‫عـدم االهتـامم بـه مـن جانـب جيـل‬ ‫األلفيـة قـد يجعـل االصالحـات الروريـة‬ ‫مجـاال قـارصا عـى متخـذي السياسـين‬

‫فعندمـا ينفصـل الشـباب بشـكل خـاص‬ ‫واملوظفـن بشـكل عـام عـن برنامـج‬ ‫الضـامن االجتامعـي‪ ،‬سـيكون لـدى‬ ‫السياسـين مجـال لالنفـراد بإصالحـات‬ ‫قـد ال تلقـى القبـول لـدى أصحـاب‬ ‫املصالـح يف حـن أن الخيـار األفضـل‬ ‫للجميـع هـو إيجـاد طـرق فعالـة الطـالع‬ ‫جيـل األلفيـة بانتظـام وعـن قـرب عـى‬ ‫رؤيـة دقيقـة ألهميـة الضـامن االجتامعي‬ ‫وأنظمـة التقاعـد يف املسـتقبل‪،‬‬ ‫وتحذيرهـم مـن مخاطـر وجـود فجـوة‬ ‫كبـرة يف محافـظ التقاعـد الخاصـة بهـم‬ ‫إذا فشـلوا يف االسـتثامر يف اسـتدامة‬ ‫أنظمـة التقاعـد‪.‬‬ ‫‪53‬‬


‫وجهة نظر عالمية‬ ‫اتخـاذ القـرار‪ ،‬األول هـو الجزء األكر عفوية‬ ‫مـن تفكرنـا‪ ،‬والثـاين هو نـوع التفكر الذي‬ ‫يتطلـب مزيـدا مـن الركيـز والجهـد‪ ،‬وغالبـا‬ ‫مـا يتفـوق النظـام األول عـى الثـاين وهـو‬ ‫مـا يعنـي نجاحـا أكـرب لعمليـة صنـع القـرار‬ ‫القامئـة عى إثـارة التفاعل وميكن أن تكون‬ ‫أفضـل طريقـة إلثـارة اهتـامم األشـخاص‬ ‫مبوضـوع مـا ‪ -‬كـام هـو الحـال مـع فيديـو‬ ‫السـلحفاة الـذي حقـق انتشـارا مذهـال يف‬ ‫جميـع أنحـاء العـامل‪.‬‬ ‫ويف حالـة أنظمـة الضـامن االجتامعـي‪،‬‬ ‫نحتـاج إىل أن نناشـد ونخاطب وجدان جيل‬ ‫األلفيـة‪ ،‬وأن نخلـق إحساسـا فوريـا بهـذا‬ ‫االسـتحقاق وهـو إحسـاس غـر موجـود‬ ‫اآلن بالنسـبة للشـباب‪ ،‬فالنهـج التحليـيل‬ ‫الـذي ركـز عـى التحذيـر مـن تحديـات‬ ‫سـتواجه انظمـة الحاميـة عـى املـدى‬ ‫الطويـل‪ ،‬مل ينجـح بـكل بسـاطة‪.‬‬ ‫هنـا ميكـن ألصحـاب العمـل أخـذ زمـام‬ ‫املبـادرة‪ ،‬وتحفيـز املوظفـن األصغـر‬ ‫سـنا ليصبحـوا أكـر وعيـا واهتاممـا‬ ‫مبسـتقبل الضـامن والحاميـة االجتامعية‪،‬‬ ‫وميكـن عى سـبيل املثـال قيـام أصحاب‬ ‫العمـل بتزويـد املوظفـن ببيانات سـنوية‬ ‫توضـح املبلـغ الـذي دفعـه صاحـب العمل‬ ‫للضـامن االجتامعـي يف تلـك السـنة عى‬ ‫حـدة وعـى مـدار فـرة عمـل املوظـف يف‬ ‫مـكان العمـل‪ ،‬وهـذه الطريقـة رمبـا تكـون‬ ‫وسـيلة مثاليـة إلثـارة االهتـامم مبوضـوع‬ ‫الضـامن االجتامعـي‪ ،‬وقبـل عقـود جـرت‬ ‫العـادة عـى أن الضـامن االجتامعـي كان‬ ‫يعتمـد عـى تقديـم البيانـات الورقيـة‬ ‫السـنوية ولكـن هـذه العـادة توقفـت اآلن‬ ‫يف ظـل انتشـار التعامـالت اإللكرونيـة‪،‬‬ ‫ونجـد أن الكثـر من املوظفـن ال ينظرون‬ ‫إىل تفاصيـل قوائـم الرواتـب الخاصـة‬ ‫بهـم‪ ،‬وبالنسـبة لغالبيـة العاملـن بأجـر‬ ‫فهـم قـد ال يقـدّ رون مـا يدفعـه صاحـب‬ ‫العمـل مـن مسـاهمة يف برنامـج الضامن‬ ‫االجتامعـي‪ ،‬وبعـض العاملـن أيضـا قـد‬ ‫ال يقـدّ رون ان هـذه املسـاهمة تعـد مـن‬ ‫أهـم املزايـا التي يحصل عليها الشـخص‬ ‫بسـبب وظيفتـه‪ ،‬وعـى الجانـب اآلخـر‬ ‫‪52‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫هنـاك مسـاهمة أقـل يتم دفعهـا من قبل‬ ‫املوظف نفسـه‪ ،‬والكشـف عن مسـاهمة‬ ‫الركـة قـد يفيـد أيضـا صاحـب العمل من‬ ‫حيـث إيجـاد انتـامء أكـرب لـدى املوظـف‬ ‫تجـاه وظيفتـه وعملـه‪.‬‬ ‫اذا كان للموظفـن الشـباب الحصـول‬ ‫عـى بيانـات سـنوية توضـح أن ‪ 12.4‬يف‬ ‫املائـة مـن دخلهـم قـد ذهـب إىل الضامن‬ ‫االجتامعـي‪ ،‬واملوظـف الذي يتقاىض راتبا‬ ‫قـدره ‪ 100‬الـف دوالر يف العـام سـيكون‬ ‫قـد دفـع يف الغالـب نحـو ‪ 124‬الـف دوالر‬ ‫عـى مـدى عـر سـنوات كمسـاهمة‬ ‫يف الضـامن االجتامعـي ومعرفـة هـذه‬ ‫االرقـام بشـكل مسـتمر قـد يـؤدي إىل‬

‫تعبئـة رد الفعـل الـالزم إلنشـاء شـعور‬ ‫حقيقـي باالهتـامم تجـاه موضـوع التقاعـد‬ ‫وان تـدرك األجيـال الجديـدة ان مـا يخصهـا‬ ‫بشـكل شـخيص يف هـذا األمـر هـو أن‬ ‫احتـامالت الخفض الكبـر يف مزايا برنامج‬ ‫التقاعـد يف املسـتقبل قـد يسـبب أملـا‬ ‫حقيقيـا لهـذا الجيـل والـذي كان مسـاهام‬ ‫منتظـام يف الضـامن االجتامعـي‪.‬‬ ‫وهنـاك طريقـة أخـرى للحصـول عـى‬ ‫اهتـامم جيل األلفيـة بالضامن االجتامعي‬ ‫وهـي توسـيع الربنامـج ليصبـح نظا ًمـا‬ ‫ميكـن االسـتفادة منـه يف منافـع فوريـة‬ ‫محـددة ‪ ،‬مثـل برامـج محـددة لتعويـض‬ ‫الدخـل املفقـود للموظـف بعـد أحـداث‬


‫أخبار عالمية‬

‫دراسة تدعو إىل رضورة االبتكار يف‬ ‫اسرتاتيجيات الضمان االجتماعي‬

‫حـدد املختصـون يف مجـال الضـامن‬ ‫االجتامعـي عـددا مـن التحديـات‬ ‫ذات األولويـة التـي تواجـه الضـامن‬ ‫االجتامعـي يف آسـيا واملحيـط الهادئ‪،‬‬ ‫وتتطلـب هـذه التحديـات اسـتجابات‬ ‫وخطـط اسـراتيجية تتسـم باالبتـكار‪،‬‬ ‫مـن قبـل واضعـي سياسـات الضـامن‬ ‫االجتامعـي‪ ،‬جـاء ذلـك يف دراسـة‬ ‫صـادرة عـن الجمعيـة الدوليـة للضـامن‬ ‫االجتامعـي (اإليسـا) حـول التحديـات‬ ‫التـي تواجـه الضـامن االجتامعـي يف‬ ‫منطقـة آسـيا واملحيـط الهـادئ"‪،‬‬ ‫وأشـارت الدراسـة إىل أنـه مـن أهـم‬ ‫التحديـات رضورة سـد الفجـوة يف‬

‫التغطيـة بالضـامن االجتامعـي مـن‬ ‫خـالل مـد التغطيـة لتشـمل فئـات أكر‪،‬‬ ‫وتلبيـة االحتياجـات من الصحـة والرعاية‬ ‫طويلـة األمـد‪ ،‬والتحـول التكنولوجـي‬ ‫وزيـادة توقعـات الجمهـور‪ ،‬وشـيخوخة‬ ‫السـكان واالقتصـاد الرقمـي وسـوق‬ ‫العمـل وتوظيـف العـامل الشـباب‬ ‫وأوجـه عـدم املسـاواة واملخاطـر‪،‬‬ ‫وأكـدت الدراسـة عـى أن االبتـكار يف‬ ‫االسـراتيجيات مهـم للتخفيـف مـن‬ ‫حـدة املخاطر واالسـتعداد للمسـتقبل‪.‬‬ ‫وأشـادت الدراسـة مبـا بلغتـه‬ ‫والضـامن‬ ‫الحاميـة‬ ‫مسـتويات‬ ‫االجتامعـي يف آسـيا واملحيـط الهـادئ‬

‫لكنهـا وضحـت أن ضـامن التطـور‬ ‫املسـتمر يتطلـب مـن الحكومـات‬ ‫ومؤسسـات التقاعـد وضـع اسـتجابات‬ ‫تحسـبا‬ ‫وشـاملة‬ ‫اسـراتيجية‬ ‫للمسـتقبل‪ ،‬وقـد أبـرزت الدراسـة‬ ‫االسـتجابات الفعالـة التـي اتخذتهـا‬ ‫مؤسسـات الضـامن االجتامعـي‬ ‫يف آسـيا واملحيـط الهـادئ لتوقـع‬ ‫املتغـرات والتكيـف معهـا‪ ،‬مـع رصـد‬ ‫أمثلـة عـن أفضـل املامرسـات التـي‬ ‫اتبعتهـا دول املنطقـة‪ ،‬واسـتخلصت‬ ‫الدراسـة رضورة تعزيـز االبتـكار مـن‬ ‫أجـل ضـامن خطـط مسـتدامة لألجيـال‬ ‫املقبلـة‪.‬‬ ‫‪55‬‬


‫أخبار عالمية‬

‫توصية لكبار النس بتناول طعام جيد‬ ‫لتجنب األمراض‬ ‫توصلـت دراسـة أمريكيـة إىل ان كبـار‬ ‫السـن الذيـن ال يتناولـون نوعيـات جيـدة‬ ‫مـن الغـذاء هـم أكـر عرضـة لإلصابـة‬ ‫بأمـراض هشاشـة العظـام والضعـف‬ ‫العـام‪ ،‬وفـق دراسـة نـرت يف مجلـة‬ ‫الجمعيـة األمريكيـة لألمـراض‪ ،‬وتابـع‬ ‫الباحثـون خاللهـا حـاالت ‪ 2154‬شـخصا‬ ‫مسـنا يف الواليـات املتحـدة ملـدة ‪4‬‬ ‫أعـوام‪ ،‬وتراوحـت أعـامر املشـاركن‬ ‫يف الدراسـة مـا بـن ‪70‬و‪ 81‬عامـا‪.‬‬ ‫ووضـع الباحثـون معايـر للشـخص‬ ‫الـذي يعـاين مـن الهشاشـة‪ ،‬وهـي‬ ‫فقـدان غـر مقصـود للـوزن بنسـبة ‪5‬‬ ‫باملائـة خـالل ‪ 12‬شـهرا‪ ،‬وضعـف قـوة‬ ‫قبضـة اليـد وأمل شـديد يف املفاصـل‪،‬‬ ‫مقياسـا لجـودة النظـام‬ ‫كـام وضعـوا‬ ‫ً‬

‫الغـذايئ مـن خـالل اسـتبيانات تـوزع‬ ‫عـى املشـاركن‪ ،‬ملعرفـة حجـم الغذاء‬ ‫ونوعـه‪ .‬ووجـدت الدراسـة أن عـددًا مـن‬ ‫املشـاركن الذين أشـارت اسـتبياناتهم‬ ‫ايل تنـاول طعـام ال يحمـل قيمـة غذائية‬ ‫جيـدة‪ ،‬كانـوا يف حالـة صحيـة جيـدة يف‬ ‫البدايـة‪ ،‬إذ مل يبـد عليهـم أنهـم يعانون‬ ‫مـن مشـكالت ذهنيـة أو أي وهـن بدين‪،‬‬ ‫وفئـة منهـم كانـت تعـاين فقـط مـن‬ ‫عـارض أو اثنـن من أعراض الهشاشـة‪،‬‬ ‫وبلـغ حجـم هـذه العينـة ‪ 1020‬شـخصا‪،‬‬ ‫وتبـن أن ‪ 277‬شـخصا مـن هـؤالء‬ ‫أصبحـوا يعانـون مـن هشاشـة العظـام‬ ‫مبـرور الوقـت‪.‬‬ ‫وتوصلـت نتائـج الدراسـة إىل أن‬ ‫األشـخاص الذيـن يتبعـون نظامـا غذائيا‬

‫رديئـا معرضـون لخطـر الهشاشـة‬ ‫مبعـدل مرتـن أكـر مـن أولئـك الذيـن‬ ‫يتبعـون نظامـا غذائيـا صحيـا‪ ،‬أمـا‬ ‫النظـام الغذايئ متوسـط الجـودة‪ ،‬فقد‬ ‫ارتبـط بزيـادة خطـر اإلصابـة بالهشاشـة‬ ‫بنسـبة تصـل إىل ‪ 40‬باملائـة‪ .‬وقالـت‬ ‫لينـدا ميلـو‪ ،‬كبرة الباحثن يف الدراسـة‬ ‫أن النتائـج التـي خرجـت بهـا الدراسـة‬ ‫تربـط بـن نوعيـة الطعـام ومـرض‬ ‫هشاشـة الطعـام‪ ،‬لكـن مل ميكـن‬ ‫التأكـد مـام إذا كان تنـاول الربوتـن‬ ‫مينـع خطـر الهشاشـة لكـن يف الوقـت‬ ‫نفسـه أكـدت الدراسـات السـابقة أن‬ ‫تنـاول كميـة كافيـة مـن األطعمـة التـي‬ ‫تحتـوي هـذا املكـون‪ ،‬مهم لكبار السـن‬ ‫للحفـاظ عـى كتلـة العضـالت وقوتهـا‪.‬‬

‫قلة النوم قد تؤثر سلبا عى مستوى الذاكرة‬ ‫ذكرت دراسـة طبية حديثـة أن قلة النوم‬ ‫ليـال قد تؤثر سـلبا عى القـدرة عى تذكر‬ ‫األحـداث املاضيـة‪ .‬وأكـدت الدراسـة‬ ‫التـي نـرت يف مجلـة "فرونتـرز"‬ ‫الطبيـة للعلـوم العصبيـة عـى أهميـة‬ ‫النـوم يف الحفـاظ عـى األداء املعـريف‬ ‫الجيـد وقسـمت الدراسـة املشـاركن‬ ‫إىل فئتـن مـن البالغـن األصغـر سـنا‬ ‫وتـراوح أعامرهـم مـا بـن ‪ 18‬وحتـى ‪37‬‬ ‫عامـا‪ ،‬وكبـار السـن وتـراوح أعامرهـم‬ ‫مـا بـن ‪ 56‬وحتـى ‪ 76‬عامـا وتـم إعطـاء‬ ‫املشـاركن مقاييـس تسـارع ميكـن‬ ‫ارتداؤهـا لقيـاس مـدة النـوم والجـودة‬ ‫خـالل ‪ 7‬ليـال‪.‬‬ ‫وقالـت الدكتـورة أودرى دوراىت‬ ‫‪54‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫األسـتاذة يف "معهد جورجيا للتكنولوجيا‬ ‫يف الواليـات املتحـدة األمريكيـة‪ ":‬مل‬ ‫ميكـن الربـط بـن القـدرة عـى التذكـر‬ ‫لـدى صغـار السـن وبـن اضطـراب او‬ ‫قلـة النـوم‪ ،‬لكن كان للمتغـرات الليلية‬ ‫املصاحبـة للنـوم لـدى كبـار السـن تأثر‬ ‫كبـر عـى أدائهـم يف االختبـارات التـي‬ ‫تهـدف إىل تقييم الذاكـرة العرضية أو ما‬ ‫يعـرف بالذاكـرة العاملـة والتـي مهمتهـا‬ ‫تذكـر األحـداث التـي سـبق تجربتهـا مـن‬ ‫قبـل كل شـخص‪ ،‬والتخزيـن املؤقـت‬ ‫للمعلومـات التـي تحـول فيـام بعـد إىل‬ ‫نظـام الذاكـرة طويلة املـدى أو تتعرض‬ ‫للنسـيان‪ ،‬وتشـارك بشـكل حاسـم يف‬ ‫العديـد مـن الوظائـف املعرفيـة‪ ،‬مبـا يف‬

‫ذلـك الـذكاء وحـل املشـكالت اإلبداعيـة‬ ‫واللغـة والتخطيـط للعمـل‪.‬‬ ‫ويذكـر أن العديـد مـن الدراسـات‬ ‫تسـعى للتوصـل إىل معرفـة املتغـرات‬ ‫التـي تحـدث لذاكـرة كبـار السـن وتـؤدي‬ ‫لإلصابـة بأمـراض النسـيان خاصـة‬ ‫ألزهاميـر الـذي يعتـرب مـن اخطـر‬ ‫االمـراض املرتبطـة بالتقـدم يف العمـر‬ ‫وهـو يدمـر الذاكـرة والوظائـف اإلدراكيـة‬ ‫املهمـة‪ ،‬وتتوقـع منظمـة الصحـة‬ ‫العامليـة أن عـدد املصابن بهذا املرض‬ ‫سـيصل إىل ‪ 657‬ألفا بحلول عام ‪،2030‬‬ ‫وقـد ربطـت بعـض الدراسـات بـن عمل‬ ‫الدمـاغ بكفـاءة ونوعيـة النـوم الجيـدة‬ ‫لفـرة تـراوح بـن ‪ 7-6‬سـاعات‪.‬‬


‫أخبار عالمية‬

‫تتعلـق بشـيخوخة املـرأة‪ ،‬والتـي تعيـش‬ ‫عـادة ملـدة أطول من الرجل‪ ،‬فعى الصعيد‬ ‫العاملـي كان متوسـط العمـر املتوقـع‬ ‫للمـرأة عنـد امليـالد اعـى منـه لـدى الرجـل‬ ‫بنحـو ‪ 4،6‬سـنة خـالل الفرة مـن ‪ 2010‬حتى‬ ‫‪ ،2015‬ولذلـك بحلـول عـام ‪ 2017‬أصبحـت‬ ‫النسـاء متثـل ‪ 54‬باملائـة من سـكان العامل‬ ‫البالغـن ‪ 60‬عامـا أو اكـر‪ ،‬و‪ 61‬باملائـة مـن‬ ‫البالغـن ‪ 80‬عامـا أو أكـر‪.‬‬ ‫وأشـارت منظمـة الصحـة العامليـة‬ ‫إىل أنـه بينـام تتسـارع وتـرة الشـيخوخة‪،‬‬ ‫فيجـب عـى البلـدان الناميـة أن تتكيـف‬ ‫مـع هـذه املسـتجدات عـى نحـو أرسع‬ ‫بكثـر مـن البلـدان املتقدمـة‪ ،‬لكـن التحدي‬ ‫هـو أن البلـدان الناميـة عـادة مـا تتمتـع‬ ‫مبسـتويات أقـل بكثـر مـن الدخـل القومي‬ ‫والبنـي التحتيـة الخاصـة بالصحـة والرعايـة‬ ‫االجتامعية مقارنة مع البلدان األكر تقدما‪،‬‬ ‫لكـن رغـم أي تحديـات فعـى العـامل أن‬ ‫يتكاتـف مـن أجـل صحـة أفضل للمسـنن‪.‬‬ ‫وقالـت املنظمـة أنـه يف الوقـت الحـايل‬ ‫أصبـح التمتـع بحيـاة أطـول مـن أهـم‬ ‫اإلنجـازات التـي وصلـت إليهـا البريـة‬ ‫نتيجـة التقـدم الصحـي واالكتشـافات‬ ‫الجديـدة التـي حـدت مـن األمـراض وقللت‬

‫يف عام ‪ 2030‬سيكون عدد‬ ‫األشخاص البالغني من‬ ‫العمر ‪ 60‬عاما أو أكر قد‬ ‫زاد بنسبة ‪ ،%56‬لريتفع‬ ‫من ‪ 962‬مليون إىل ‪1،4‬‬ ‫مليار ويف عام ‪2050‬‬ ‫سيزيد عدد سكان العالم‬ ‫من املسنني إىل أكر من‬ ‫الضعف ليبلغ ‪ 2،1‬مليار‬ ‫نسـب الوفيـات مـام أسـفر عـن زيـادة‬ ‫متوسـط العمـر‪ ،‬واملرحلـة املقبلـة هـي‬ ‫العمـل عـى تحقيـق إنجـاز جديـد هـو‬ ‫متتـع املسـنن بصحـة أفضـل خاصـة أن‬ ‫شـيخوخة السـكان تؤثـر عـى كافـة جوانب‬ ‫املجتمـع مبـا يف ذلـك أسـواق العمـل‬ ‫واملـال والطلـب عـى السـلع والخدمـات‬ ‫مثـل التعليـم واإلسـكان والصحـة والرعاية‬

‫طويلـة األجـل والحامية االجتامعيـة والنقل‬ ‫واملعلومـات واالتصـاالت والبنـى األرسية‬ ‫والروابـط بـن األجيـال‪ ،‬وبالنسـبة لـكل‬ ‫شـخص يف العـامل أصبـح يعيـش أطـول‬ ‫مـن كل أجيـال البـر السـابقة‪ ،‬سـيتوقف‬ ‫مـا يتـاح مـن فـرص لهـذا الشـخص عـى‬ ‫عامـل رئيي واحد هو الصحـة‪ ،‬فإذا عاش‬ ‫األشـخاص سـنواتهم اإلضافيـة وهـم‬ ‫يف صحـة جيـدة فـإن قدرتهـم عـى أداء‬ ‫األنشـطة التـي يؤمنـون بأهميتهـا لـن تقـل‬ ‫عـن قـدرة األشـخاص األصغـر سـنا‪ ،‬أمـا إذا‬ ‫شـهدت هـذه السـنوات املضافـة تراجعـا‬ ‫يف الصحـة فـإن اآلثـار املرتبـة عـى ذلـك‬ ‫بالنسـبة للمسـنن وبالنسـبة للمجتمـع‬ ‫عـى حـد سـواء سـتكون أسـوأ بكثـر‪،‬‬ ‫وتـزداد أهميـة األمر بالنظـر إىل أن البيانات‬ ‫املتوفـرة حاليـا ال تشـر إىل أن املسـنن‬ ‫يتمتعـون يف يومنـا هـذا بصحـة أفضـل‬ ‫مـن التـي متتـع بهـا آباؤهـم يف عندمـا‬ ‫كانـوا يف نفـس العمر‪ ،‬ومعظـم األمراض‬ ‫التـي يعـاين منهـا املسـنون ترتبـط بحاالت‬ ‫مزمنـة وميكـن الوقايـة منهـا أو تأخرهـا‬ ‫مبامرسـة سـلوكيات صحيـة مثـل االمتناع‬ ‫عـن التدخـن ومامرسـة النشـاط البـدين‬ ‫بانتظـام‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫أخبار عالمية‬

‫يستهدف تحسني حياة املسنني وأرسهم‬

‫منظمة الصحة العاملية تقرتح عقدا خاصا‬ ‫"للتمتع بالصحة يف مرحلة الشيخوخة"‬

‫نـرت منظمـة الصحـة العامليـة مسـودة‬ ‫وثيقـة أوليـة تتضمـن مقرحات لتخصيص‬ ‫عقد للتمتع بالصحة يف مرحلة الشـيخوخة‬ ‫واقرحـت املنظمـة تخصيـص الفـرة مـن‬ ‫‪ 2030 – 2020‬ليتبنـى العـامل عـرة أعـوام‬ ‫مـن التعـاون املنسـق واملسـتدام تحـت‬ ‫قيـادة املنظمـة‪ ،‬وخـالل هـذه الفـرة يكـون‬ ‫املسـنون أنفسـهم يف صميم هذا الجهد‬ ‫الـذي يضـم كافـة األطـراف املعنيـة مـن‬ ‫حكومـات ومجتمـع مـدين ووكاالت دوليـة‬ ‫واملهنيـن والدوائـر األكادمييـة ووسـائل‬ ‫اإلعـالم والقطاع الخاص‪ ،‬وأشـارت الوثيقة‬ ‫إىل أن تخصيـص هـذا العقـد يسـتهدف‬ ‫تحسـن حيـاة املسـنن وأرسهـم‬ ‫واملجتمعات املحلية التي يعيشـون فيها‪.‬‬ ‫وطرحـت املنظمـة الوثيقـة لالطـالع‬ ‫واملناقشـة مـن قبـل الجهـات املعنيـة‪،‬‬ ‫وتضمنـت الوثيقـة عـددا مـن الحقائـق‬ ‫املهمـة التـي تتعلـق بالشـيخوخة منهـا‬ ‫أنـه بحلـول نهايـة عقـد التمتـع بالصحـة يف‬ ‫مرحلـة الشـيخوخة يف عـام ‪ 2030‬سـيكون‬ ‫عدد األشـخاص البالغن من العمر ‪ 60‬عاما‬ ‫أو أكـر قـد زاد بنسـبة ‪ 56‬باملائـة‪ ،‬لرتفـع‬ ‫مـن ‪ 962‬مليـون إىل ‪ 1،4‬مليـار عـام ‪،2030‬‬ ‫وبحلـول عـام ‪ 2050‬سـيزيد عـدد السـكان‬ ‫‪56‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫بحلول عام ‪2050‬‬ ‫سيعيش نحو ‪%80‬‬ ‫من املسنني يف العالم‬ ‫يف البلدان األقل نموا‬ ‫وهو ما يتطلب منها‬ ‫أن تتكيف مع هذه‬ ‫املستجدات عىل نحو‬ ‫أرسع بكثري من البلدان‬ ‫املتقدمة‬ ‫مـن املسـنن إىل أكـر مـن الضعـف ليبلـغ‬ ‫‪ 2،1‬مليـار‪.‬‬ ‫وعـى الصعيـد العاملـي يتزايـد عـدد‬ ‫املسـنن عـى نحـو أرسع ومـن املتوقـع‬ ‫أنـه بحلـول عـام ‪ 2030‬سـيتجاوز عـدد‬ ‫املسـنن عـدد األطفـال دون سـن العـارشة‬ ‫( ‪ 1،41‬مليـار مقابـل ‪ 1،35‬مليـار)‪ ،‬وبحلـول‬ ‫‪ 2050‬سـيتجاوز عـدد األشـخاص البالغـن‬

‫مـن العمـر ‪ 60‬عامـا أو أكـر عـدد املراهقن‬ ‫والشـباب الذيـن تـراوح أعامرهـم بـن‬ ‫‪ 10‬سـنوات و‪ 24‬سـنة (‪ 2،1‬مليـار يف‬ ‫مقابـل ملياريـن)‪ ،‬وسـتكون زيـادة أعـداد‬ ‫األشـخاص الذيـن يبلـغ عمرهـم ‪ 60‬عامـا‬ ‫أو أكـر بوتـرة أرسع يف البلـدان الناميـة‪،‬‬ ‫حيـث سـتتضاعف أعـداد هـذه الريحـة‬ ‫مـن السـكان مـن ‪ 652‬مليونًـا حاليـا إىل‬ ‫‪ 1،7‬مليـار‪ ،‬يف حـن سـرتفع عددهـم يف‬ ‫البلـدان املتقدمـة مـن ‪ 310‬ماليـن إىل ‪427‬‬ ‫مليونًـا‪ ،‬وتشـهد أفريقيـا أرسع وترة ويليها‬ ‫أمريـكا الجنوبيـة ومنطقـة البحـر الكاريبـي‬ ‫ثم آسـيا‪ ،‬وتشـر التوقعات إىل أنه بحلول‬ ‫عـام ‪ 2050‬سـيعيش نحـو ‪ 80‬باملائـة مـن‬ ‫املسـنن يف العـامل يف البلـدان األقـل‬ ‫منـوا‪.‬‬ ‫ويف معظـم البلـدان سـتزيد نسـبة‬ ‫السـكان مـن املسـنن‪ ،‬ففـي عـام ‪2017‬‬ ‫كان شـخص مـن كل مثانيـة أشـخاص يف‬ ‫العـامل يبلـغ من العمر ‪ 60‬عامـا أو أكر ومن‬ ‫املتوقـع أن يزيـد ذلـك إىل شـخص واحـد‬ ‫مـن بـن كل سـتة أشـخاص وأن يرتفـع إىل‬ ‫شـخص مـن بـن كل خمسـة أشـخاص‬ ‫بحلـول عـام ‪.2050‬‬ ‫كـام رصدت الوثيقة بعض الحقائق التي‬


‫بعد الستين‬

‫الجامعـات األملانيـة كمسـتمعن‪ ،‬ليصـل‬ ‫إىل أكر من ‪ 37‬ألف شـخص خالل الفصل‬ ‫الـدرايس الشـتوي ‪ ،2019-2018‬بزيـادة‬ ‫قدرهـا ‪ 2‬باملائـة مقارنـة بالفصـل الـدرايس‬ ‫الشـتوي األسـبق‪ ،‬ووفـق إحصائيـات‬ ‫املكتـب فـإن متوسـط عمـر املسـتمعن‬ ‫بالجامعـات بلـغ ‪ 52‬عا ًمـا‪ ،‬كـام أن نحـو ‪50‬‬ ‫باملائـة منهـم يبلغون من العمـر ‪ 60‬عا ًما أو‬ ‫أكـر‪ ،‬وأوضـح املكتب أن أكر مادة دراسـية‬ ‫مفضلـة للحضـور كانـت التاريـخ ويدرسـه‬ ‫أربعـة آالف مسـتمع‪ ،‬وعلـوم االقتصـاد‬ ‫ويحـر دروسـها ‪ 3500‬شـخص‪ ،‬ثـم‬ ‫الفلسـفة ‪ 3200‬شـخص‪.‬‬ ‫ويف بريطانيـا‪ ،‬حسـب مسـح إحصـايئ‬ ‫أجرتـه شـبكة "ان يب ان" (الشـبكة الوطنيـة‬ ‫للنطـاق العريض)‪ ،‬فـإن أكر من ‪ 35‬باملائة‬ ‫مـن األشـخاص الذيـن سـيصلون إىل سـن‬ ‫التقاعـد خـالل ‪ 15‬عامـا أكـدوا أنهم مهتمون‬ ‫بالدراسـة بعـد تقاعدهـم‪ ،‬ونحـو نصـف‬ ‫هـؤالء قالـوا أنهـم يخططـون للدراسـة عرب‬ ‫شبكة اإلنرنت‪ ،‬كام توصلت دراسة أجرتها‬ ‫مؤسسـة مريـل لينـش إىل أن ‪ 72‬باملائـة‬ ‫مـن املتقاعديـن الذين تزيد أعامرهم عن ‪50‬‬ ‫عامـا يرغبـون يف مواصلـة العمـل بطريقـة‬

‫حسب مسح إحصايئ فإن‬ ‫أكر من ‪ %35‬من الذين‬ ‫سيصلون إىل نس التقاعد‬ ‫خالل ‪ 15‬عاما أكدوا أنهم‬ ‫مهتمون بالدراسة بعد‬ ‫تقاعدهم ونحو نصف‬ ‫هؤالء قالوا إنهم يخططون‬ ‫للدراسة عر شبكة‬ ‫اإلنرتنت‬

‫مـا‪ ،‬وأشـارت النتائـج إىل أنـه قبـل خمـس‬ ‫سـنوات مـن التقاعـد‪ ،‬فـإن ‪ 37‬باملائـة مـن‬ ‫املتقاعديـن الذيـن يرغبـون يف العمـل بعـد‬ ‫التقاعـد اتخـذوا بالفعـل بعـض الخطـوات‬ ‫الهادفـة للتحضـر لحياتهـم املهنيـة بعـد‬ ‫التقاعـد‪ ،‬وترتفـع النسـبة إىل ‪ 54‬باملائـة بن‬ ‫أولئـك قبيـل عامن من التقاعد وتعد العودة‬ ‫الدراسـة هـي أهم إجراء لالسـتعداد للعمل‬ ‫مجـددا أو افتتـاح مـروع بعـد التقاعـد‪ ،‬كام‬ ‫تضمنـت النتائـج أن معظـم املتقاعديـن ال‬ ‫يحبـذون االنتقـال مبـارشة مـن عملهم قبل‬ ‫التقاعـد إىل العمـل يف أثنـاء فـرة التقاعـد‪،‬‬ ‫بـل إنهـم يريـدون اسـراحة ويحتاجـون‬ ‫إىل بعـض الوقـت لالسـرخاء‪ ،‬وأكـر مـن‬ ‫‪ 52‬باملائـة مـن املتقاعديـن‪ ،‬الذيـن قامـوا‬ ‫بااللتحـاق بعمـل آخـر غـر عملهـم الـذي‬ ‫تقاعـدوا منـه‪ ،‬يقولـون أنهم أخذوا اسـراحة‬ ‫عندمـا تقاعـدوا ألول مـرة ومتوسـط مـدة‬ ‫االسـراحة الوظيفيـة كانـت عامـن ونصف‬ ‫بالنسـبة لغالبيـة املشـاركن يف الدراسـة‪.‬‬ ‫لكـن أيـن وكيـف يـدرس املتقاعـدون؟‬ ‫وهـل ميكـن أن تكـون الدراسـة عبئـا ماليـا ال‬ ‫يتحملونـه أثنـاء فـرة تقاعدهـم؟ الواقـع أنه‬ ‫بفضـل التقـدم التكنولوجي يتمتـع الطالب‬ ‫‪59‬‬


‫بعد الستين‬

‫شعارهم أن تصل متأخرا خري من أال تصل أبدا‪..‬‬

‫متقاعدون يعودون ملقاعد الدراسة‪..‬‬ ‫ظاهرة تتزايد عامليا‬

‫عندمـا تقاعـدت األمريكيـة باربـرا لـن‬ ‫وزوجهـا إد قبـل سـنوات قـررا االنتقـال مـن‬ ‫مدينـة نيويورك حيث كانا يعمـالن إىل مكان‬ ‫أكـر هـدوءا‪ ،‬وقـرر الزوجـان اختيـار مدينـة‬ ‫بركشـاير‪ ..‬كانـا يسـعيان إىل حيـاة هادئـة‬ ‫بعـد مسـرة مهنيـة طويلـة يف نيويـورك‬ ‫الصاخبـة‪ ،‬لكـن مـامل يرغبـا فيـه أبـدا هـو أن‬ ‫يعيشـا حيـاة التقاعـد التقليـدي ويقضيـان‬ ‫نهارهام يف بعض شؤون املنزل أو تسوق‬ ‫بعـض األغـراض وقـد يلتقيـان مـن وقـت‬ ‫آلخـر ببعـض األشـخاص مـن معارفهـم أو‬ ‫عائلتهـم لقضـاء أمسـية جامعيـة‪.‬‬ ‫سـعت لن للحصول عى دروس محلية‬ ‫مخصصـة لكبـار السـن يف كليـة بركشـاير‬ ‫املجتمعيـة‪ ،‬كـام تابـع زوجهـا إد هـو اآلخـر‬ ‫دراسـة املاجسـتر يف إدارة األعـامل يف‬ ‫إحـدى الجامعـات‪ ،‬واآلن وبعـد سـنوات‬ ‫انتقلـت لـن مـن الدراسـة لتصبـح عضـوة‬ ‫يف مجلـس إدارة معهـد "أوشـر" التابـع‬ ‫لكليـة بركشـاير‪ ،‬وهـو معهـد متخصـص‬ ‫يف برامـج التعليـم املتواصـل التـي ميكـن‬ ‫ألي شـخص االنضـامم واالسـتفادة‬ ‫منهـا عـى مـدى الحيـاة‪ ،‬أمـا زوجهـا‪ ،‬الخبـر‬ ‫اإلكتواري االستشـاري السابق‪ ،‬فقد أصبح‬ ‫‪58‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫قامت لني بنر قصتها‬ ‫هي وزوجها يف مدونتها‬ ‫عىل شبكة االنرتنت بهدف‬ ‫إلهام أشخاص آخرين‬ ‫بوجود العديد من الطرق‬ ‫املختلفة لتعلم يشء جديد‬ ‫وبالفوائد اليت يحققها‬ ‫العديد من املتقاعدين عر‬ ‫العودة ملقاعد الدراسة مرة‬ ‫أخرى‪ ،‬ومنها الحصول‬ ‫عىل دخل إضايف وقضاء‬ ‫وقت الفراغ يف أنشطة‬ ‫مفيدة‬

‫أسـتاذا مسـاعدا يف إحدى الكليـات ويقوم‬ ‫بتدريـس تخصـص املاليـة واالقتصـاد‪.‬‬ ‫قامت لن بنر قصتها هي وزوجها يف‬ ‫مدونتهـا عى شـبكة االنرنت بهـدف إلهام‬ ‫أشـخاص آخريـن بوجـود العديد مـن الطرق‬ ‫املختلفـة لتعلـم يشء جديـد وبالفوائـد‬ ‫التـي يحققهـا العديـد مـن املتقاعديـن عـرب‬ ‫العـودة ملقاعـد الدراسـة مـرة أخـرى‪ ،‬ومنهـا‬ ‫الحصـول عـى دخـل إضـايف وقضـاء وقـت‬ ‫الفـراغ يف أنشـطة مفيـدة‪ ،‬والحفـاظ عـى‬ ‫محيـط اجتامعـي جيـد يحمـي املتقاعـد من‬ ‫التعـرض للعزلـة االجتامعيـة بـكل تبعاتهـا‬ ‫النفسـية السلبية‪ ،‬وهذه القصة ال تعرب عن‬ ‫حالـة فرديـة بـل هـي يف إطـار اتجـاه متزايـد‬ ‫عامليا لعودة آالف املتقاعدين وكبار السـن‬ ‫ملقاعد الدراسة‪ ،‬وبالنسبة لكثر من الناس‬ ‫أصبـح "التقاعـد" ال يعنـي بالفعـل التقاعـد‪،‬‬ ‫بـل يعنـي بـدء مهنـة ثانيـة أو مرحلـة جديـدة‬ ‫مـن العمـر مخصصـة لتحقيـق األهـداف‬ ‫واألمنيـات التـي أدت مشـاغل العمل لعدم‬ ‫تحقيقهـا وهـؤالء يتبنـون شـعار "أن تصـل‬ ‫متأخـرا خـر مـن أال تصـل أبـدا"‪ ،‬وكشـف‬ ‫مكتـب اإلحصـاء االتحـادي يف أملانيـا عـن‬ ‫زيـادة عـدد كبـار السـن الذيـن تسـتضيفهم‬


‫بعد الستين‬

‫الشـباب‪ ،‬وهنـاك أيضـا األكادمييـون الذيـن‬ ‫مل يتوفـر لديهـم الوقـت أثنـاء حياتهـم‬ ‫املهنيـة إلمتـام بحـث أو دراسـة مـا كانـوا‬ ‫يرغبـون فيهـا‪ ،‬وتلبـي الكليـات والجامعـات‬ ‫هـذا الطلـب عرب تقديم تسـهيالت شـاملة‬ ‫بـدءا مـن الربامـج التعليميـة مـدى الحيـاة‬ ‫وحتـى ترتيبـات املعيشـة داخـل الحـرم‬ ‫الجامعـي‪ ،‬ففـي الواليـات املتحـدة قدمـت‬ ‫جامعـة واليـة أريزونـا تجربـة فريدة لتشـجيع‬ ‫كبـار السـن عـى الدراسـة واالسـتفادة يف‬ ‫الوقت نفسه من خرباتهم املهنية الكبرة‪،‬‬ ‫وتشـمل التجربـة برنامجـا خاصـا للدراسـة‬ ‫يشـارك فيـه حـوايل ‪ 300‬طالـب تـراوح‬ ‫أعامرهم بن ‪ 50‬و‪ 90‬عاما‪ ،‬يستخدم هؤالء‬ ‫األعضـاء خلفياتهـم املهنيـة ‪ -‬مبـا يف ذلك‬ ‫مجـاالت مثـل املـوارد البريـة أو التمويـل‬ ‫ للمسـاعدة يف إدارة الربنامـج إضافـة إىل‬‫مـا يختارونه من برامج دراسـية متخصصة‪،‬‬ ‫وهـذا ليـس كل يشء‪ ،‬فالربنامـج سـينظم‬ ‫إقامـة متكاملـة للمشـاركن فيـه‪ ،‬ويف‬ ‫الوقـت الحـايل تقـوم الجامعـة بإضافـة‬ ‫مبنى سـكني إىل حرمها الجامعي وسيكون‬ ‫مخصصا لكبار السـن‪ ،‬وسيشـمل املبنى‪،‬‬ ‫املقـرر افتتاحـه العـام املقبـل‪ 252 ،‬شـقة‬ ‫سـكنية مسـتقلة ووحـدة للرعايـة الصحيـة‪،‬‬

‫بفضل التقدم‬ ‫التكنولوجي يتمتع‬ ‫الطالب من جميع‬ ‫األعمار بالكثري من‬ ‫الخيارات سواء عندما‬ ‫يتعلق األمر بالحصول‬ ‫عىل دورة تدريبية أو‬ ‫الحصول عىل مؤهل‬ ‫درايس معتمد‬

‫ويشـرط أال يقـل عمـر األفـراد عـن ‪ 62‬عا ًمـا‬ ‫للتسـجيل يف هـذا الربنامـج الـذي سـيتيح‬ ‫للمشـاركن فيه الوصول إىل مرافق الحرم‬ ‫الجامعـي‪ ،‬مبـا يف ذلك متحف الفن ومنتزه‬ ‫الـكالب واملسـبح الداخـيل واملطاعـم‬ ‫والسـبا واملـرسح‪ ،‬وقـد أعلنـت الجامعـة‬ ‫أخـرًا أنـه تـم بالفعـل بيـع مـا يقـرب مـن ‪90‬‬ ‫باملائـة مـن الوحـدات يف هـذا املبنـى مـام‬ ‫يوضـح مـدى اإلقبـال عـى هـذه التجربـة‬ ‫املجتمعيـة الجديـدة‪.‬‬ ‫مـن الواضـح أن الحيـاة الحديثـة مبا أتاحته‬ ‫مـن وصـول سـهل لكافـة الخدمـات أدت‬ ‫إىل تغيـر كبـر يف منـط حيـاة البـر بعـد‬ ‫التقاعـد مـن العمـل الرسـمي‪ ،‬وسـواء كان‬ ‫الشخص يرغب يف أمناط الدراسة عن بعد‬ ‫أو الدراسـة بالطريـق التقليديـة يف قاعـات‬ ‫الدراسـة فكل الخيـارات متاحة‪ ،‬واالنشـغال‬ ‫باالهتاممـات واألهـداف الجديـدة يبقـي‬ ‫اإلنسـان نشـيطا ومشـاركا ويقدم له إلهاما‬ ‫وأفـكارا جديـدة واألهـم أنـه يوجـد فرصـا‬ ‫أكـر ملقابلـة أشـخاص والتشـارك يف‬ ‫االهتاممـات وإقامة روابط اجتامعية جديدة‬ ‫لهـذا يعتـرب الكثـرون أن الدراسـة طريقـة‬ ‫رائعـة لتحقيـق معنـى وهـدف جديـد للحياة‬ ‫بعـد التقاعـد‪.‬‬ ‫‪61‬‬


‫بعد الستين‬

‫مـن جميـع األعـامر بالكثـر مـن الخيـارات‬ ‫سـواء عندمـا يتعلـق األمـر بالحصـول عـى‬ ‫دورة تدريبيـة أو الحصـول عـى مؤهـل‬ ‫درايس معتمـد‪ ،‬ومـع الطلـب الكبـر عـى‬ ‫أنـواع وأمنـاط مختلفـة مـن برامـج التعلـم‬ ‫مـدى الحيـاة‪ ،‬أصبـح هنـاك برامـج دراسـية‬ ‫يف العديـد مـن الـدول ميكـن أن تناسـب أي‬ ‫شـخص‪ ،‬ففـي اسـراليا أصبحـت فكـرة‬ ‫الكليـات املجتمعيـة منتـرة يف مختلـف‬ ‫األنحـاء‪ ،‬ويتـم إدارتهـا مـن قبـل متطوعـن‬ ‫ينظمـون تلقـي وتبـادل األفـكار التعليميـة‪،‬‬ ‫كـام أنهـا تقـدم دورات عـرب اإلنرنـت لكبـار‬ ‫السـن‪ ،‬وميكـن ألي شـخص زيـارة موقـع‬ ‫هـذه الكليـات عـى شـبكة األنرنـت للعثور‬ ‫عـى مجموعة قريبـة أو االشـراك يف دورة‬ ‫تدريبيـة للدراسـة عـن بعـد‪.‬‬ ‫وبينـام مـن املرجـح أن األفـراد الذيـن‬ ‫يعيشـون عـى دخـل ثابـت يريـدون تجنـب‬ ‫فواتـر التعليـم الكبـرة التـي ميكـن أن تأيت‬ ‫مع العودة إىل املدرسـة‪ ،‬فمن حسن الحظ‬ ‫ان هنـاك برامـج مصممـة لألفـراد األكـرب‬ ‫سـنا واملتقاعديـن تتيـح أخـذ دروس مقابـل‬ ‫جـزء بسـيط مـن تكاليـف التعليـم‪ ،‬عـى‬ ‫سـبيل املثـال فإن معهد "أوشـر" للتعليم‬ ‫مـدى الحيـاة الـذي التحقت به باربـرا لن من‬ ‫‪60‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫معظم املتقاعدين ال‬ ‫يحبذون االنتقال مبارشة‬ ‫من التقاعد إىل العمل‬ ‫بعد التقاعد‪ ،‬بل إنهم‬ ‫يحتاجون إىل بعض‬ ‫الوقت لالسرتخاء‪،‬‬ ‫ومتوسط مدة االسرتاحة‬ ‫الوظيفية كانت نحو‬ ‫عامني ونصف‬

‫أجـل الدراسـة‪ ،‬أصبـح يطلـق عليـه "معهـد‬ ‫املهنين املتقاعدين"‪ ،‬ويعتمد إىل حد كبر‬ ‫عى املتطوعن وتضم شـبكته األكادميية‬ ‫‪ 122‬برنامجـا جامعيـا يف جميـع أنحـاء البالد‪،‬‬ ‫والفصـول الدراسـية كلفتهـا‪ 50‬دوالرا فقط‬ ‫لبعـض الـدورات ملن يزيـد عمرهم عى ‪50‬‬ ‫عامـا‪ ،‬كـام يقـدم املنـح الدراسـية ألولئـك‬ ‫الذيـن يجـدون التكاليـف باهظـة للغايـة يف‬ ‫بعـض أنـواع الدراسـة‪ ،‬وقـد أدى ذلـك إىل‬ ‫جذب مزيد من سـكان املدينة إىل الفصول‬ ‫الدراسـية‪ ،‬والتـي تـدور حـول كل يشء بـد ًءا‬ ‫مـن الشـؤون والعالقـات الدولية واألسـلحة‬ ‫النوويـة والحـق يف التصويـت وصـوال إىل‬ ‫تسـلق الجبـال وكتابـة املذكـرات وصيـد‬ ‫األسـامك والطـران‪ ،‬ويف الوقـت الحـايل‬ ‫تحولـت املدينـة التـي يقـع فيهـا املعهـد‬ ‫إىل وجهـة مفضلـة للمتقاعديـن‪ ،‬خاصـة أن‬ ‫املنطقـة تتمتـع بالهـدوء وجـامل الطبيعـة‪.‬‬ ‫بالنسـبة للمتقاعديـن الذيـن توفـر لديهم‬ ‫أوقـات فـراغ طويلـة ولديهـم الرغبـة يف‬ ‫دراسـة أكـر تخصصـا قـد يكـون أخـذ‬ ‫الـدروس أو حتـى العـودة إىل الدراسـة‬ ‫الجامعيـة بـدوام كامـل خيـارا جذابـا‪ ،‬هـؤالء‬ ‫قـد يدرسـون مسـارا تعليميا جديـدا يختلف‬ ‫متامـا عـن دراسـتهم األصليـة أثنـاء فـرة‬


‫ومضة‬

‫‪١‬‬

‫قانون املعاشات واملكافآت ال يفرق بني املوظفني عىل أساس‬ ‫الجنس‪ ،‬حيث يتساوى املوظف واملوظفة يف الحقوق كما‬ ‫يتساويان يف الواجبات‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫رشط استحقاق البنت أو األخت للمعاش التقاعدي غري‬ ‫محدد العمر‪ .‬ينقطع بالزواج ويعاد رصفه يف حاليت الطالق‬ ‫أو الرتمل‪.‬‬

‫‪٣‬‬

‫القانون ال يجيز التنازل عن أو الحجز عىل‬ ‫املعاش إال للوفاء بدين ثابت للحكومة أو لنفقة‬ ‫رشعية يف حدود الربع‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫يستحق األبناء والبنات نصف املعاش‬ ‫التقاعدي ويقسم بينهم بالتساوي إذا كانوا‬ ‫أكرث من واحد‪.‬‬

‫‪63‬‬


‫ولنا لقاء‬ ‫شبيب بن محمد الدرميك‬ ‫مدير عام صندوق تقاعد موظفي الخدمة املدنية‬

‫يعــد تقديــم منظومــة خدمــات عــى‬ ‫مســتوى عــال مــن الكفــاءة مــن‬ ‫أهــم األهــداف لــدى الحكومــات‬ ‫واملؤسســات العامــة والخاصــة‪ ،‬وتعتــرب‬ ‫خدمــة املراجعــن مــن املجــاالت‬ ‫را مــن حيــث‬ ‫التــي تلقــى اهتام ًمــا كبــ ً‬ ‫التطويــر املســتمر والســعي الدائــم‬ ‫لرفــع مســتوى جودتهــا‪ ،‬فدوائــر خدمــة‬ ‫املراجعــن هــي الواجهــة األساســية‬ ‫التــي يتعامــل معهــا املراجــع ســوا ًء عــرب‬ ‫القاعــات املخصصــة لذلــك أو املواقــع‬ ‫االلكرونيــة أو االتصــال الهاتفــي أو‬ ‫الربيــد اإللكــروين‪ ،‬وتلقــى خدمــات‬ ‫املراجعــن أولويــة كبــرة لــدى صنــدوق‬ ‫تقاعــد موظفــي الخدمــة املدنيــة الــذي‬ ‫يعمــل بشــكل مســتمر عــى تســهيل‬ ‫إجــراءات تقديــم الخدمــة وإنجازهــا‬ ‫يف أرسع وقــت ممكــن‪ ،‬ويف الوقــت‬ ‫الحــايل فــإن وقــت انتظــار املراجــع يف‬ ‫قاعــة املراجعــن التابعــة للصنــدوق ال‬ ‫يتجــاوز يف املتوســط الثــالث دقائــق‪،‬‬ ‫وهنــاك قنــوات متعــددة للتواصــل مــع‬ ‫املســتفيدين بهــدف تســهيل الخدمــات‬ ‫للجميــع‪ ،‬والتحــول اإللكــروين مســتمر‬ ‫عــرب التوظيــف األمثــل للتقنيــة الحديثــة‬ ‫يف رفــع مســتويات الجــودة وتســهيل‬ ‫الخدمــات‪ ،‬ومــن املتــاح للمســتفيدين‬ ‫‪62‬‬

‫العدد العاشر‪ .‬نوفمبر ‪٢٠١٩‬‬

‫قنوات متعددة‬ ‫للتواصل مع‬ ‫املستفيدين بهدف‬ ‫تسهيل الخدمات‬ ‫للجميع‪ ،‬والتحول‬ ‫اإللكرتوين مستمر‬ ‫عر التوظيف األمثل‬ ‫للتقنية الحديثة‬ ‫يف رفع مستويات‬ ‫الجودة‬

‫اآلن إنجــاز نحــو ‪ 50‬خدمــة إلكرونيــا‬ ‫وتوجــد خدمــات أخــرى ســتنضم‬ ‫مســتقبال للبوابــة اإللكرونيــة للصنــدوق‬ ‫"تقاعــد"‪ ،‬والجهــد ال يتوقــف حتــى تكــون‬ ‫خدمــات املراجعــن دامئــا وفــق أفضــل‬ ‫وأرقــى املعايــر‪.‬‬ ‫ويف ظــل التطــور الــذي تشــهده خدمــات‬ ‫املراجعــن تــم اختيارهــا كموضــوع‬ ‫للنقــاش يف الجلســة الحواريــة يف هــذا‬ ‫العــدد مــن مجلــة التقاعــد‪ ،‬حيــث تنــاول‬ ‫املشــاركون املهــام واألدوار األساســية‬ ‫التــي تقــوم بهــا دوائــر خدمــة املراجعــن‬ ‫ومســتقبل هــذه الدوائــر يف ظــل تقــدم‬ ‫علــوم اإلدارة والتطــور التقنــي‪ ،‬حيــث‬ ‫شــهدت هــذه الخدمــات تطــو ًرا خــالل‬ ‫الســنوات املاضيــة مــن حيــث وقــت‬ ‫اإلنجــاز ونوعيــة ونطــاق الخدمــات‪ ،‬كــام‬ ‫تناولــت الجلســة واحدًا من أهــم الجوانب‬ ‫التــي ترتبــط مبجــال خدمــة املراجعــن‬ ‫وهــو التأثــر االيجــايب الســراتيجية‬ ‫التحــول اإللكــروين الحكومــي‪ ،‬كــام‬ ‫ناقشــت الجلســة أهــم التحديــات التــي‬ ‫تواجههــا دوائــر خدمــة املراجعــن وخاصة‬ ‫تلبيــة توقعــات املســتفيدين‪ ،‬وإدارة‬ ‫التغيــر الــذي تشــهده بيئــة العمــل عنــد‬ ‫التحــول نحــو قنــوات وآليــات أكــر كفــاءة‬ ‫لخدمــة املراجعــن‪.‬‬


‫‪www.civilpension.gov.om‬‬

‫صندوق تقاعد موظفي الخدمة المدنية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.