العدد 0

‫مــجـــلــة‬

‫المجتمع المدني‬ ‫التعددي‬

‫اسبوعية ‪ -‬تصدرعن حركة املجتمع التعددي‬

‫إشراقة‬

‫‪-‬‬

‫العدد ‪0‬‬

‫‪-‬‬

‫‪2014\5\1‬‬

‫تشرق مجلة املجتمع املدني التعددي بمنبر‬ ‫حر وشفاف يحاكي الواقع الذي تحتاجه‬ ‫األحداث والتطورات الجارية في سوريا‬ ‫ويرتقي إلى تطلعات الشعب السوري‬ ‫العظيم في ثورته الدامية بين براثن املستبد‬ ‫ومن خالل هذا املنبربصفحاته السساسية‬ ‫حركة املجتمع التعددي‬ ‫واالقتصادية والثقافية نعد القارئ حوارصريح‬ ‫واملتابع الحربإلتزام املوضوعية والشفافية‬ ‫واملهنية في العمل الصحفي وتسليط‬ ‫الضوء على آراء الجميع دون استثناء إال‬ ‫ماكان القصد من ورائه تكريس املهاترات‬ ‫والفتنة وتفتيت عقول املجتمع حتى نكون‬ ‫أوفياء للحدث وجديرين بتوثيقه ونشره‬ ‫«أدعو جميع الكتاب واملثقفين‬ ‫واملبدعين للمشاركة في هذا املنبر‬ ‫بقدر ّ‬ ‫حسهم باملسؤلية تجاه سوريا‬ ‫العظيمة وتضحيات شعبها في نيل حريته األنا بين الشاعروالحاكم النفط السوري تحت سيطرة من؟‬ ‫مع التأكيد على أن اآلراء الواردة في املجلة‬ ‫تمثل أصحابها وال تمثل وجهة نظر ادارة‬ ‫املجلة أو حركة املجتمع التعددي ككل ‪.‬‬ ‫رئس التحرير‬ ‫مازن اسماعيل‬

‫َ‬ ‫ُخ َ‬ ‫وصتعن مآثرفي تركيا‬ ‫لقن حرائرفي سوريا‬

‫سياسة‬ ‫حركة املجتمع التعددي‬

‫‪2‬‬ ‫رندة قسيس‬

‫عانت شعوب الشرق أوسطية من الثقافة االجتماعية‬ ‫التي لطاملا اعترضت وبشكل مستمر إرادة الفرد وخياالته‪،‬‬ ‫لتقوم بخلق حواجز نفسية تمنعه من الوصول إلى مرحلة‬ ‫اإلبداع في جميع مجاالته العلمية والفكرية من خالل‬ ‫تضييق الخناق على أدواته املستخدمة‪ ،‬ليتم سجن الفرد‬ ‫داخل إطار محدد ال يمكنه الخروج منه‪ .‬وحتى في حال‬ ‫انفجار الشحنات النفسية املكبوتة‪ ،‬كما هو الحال في‬ ‫بعض املجتمعات التي قامت بها عدة انتفاضات نجد أن‬ ‫ثقافة القمع واإللغاء مازالت ممارسة وبشكل قوي بين‬ ‫أفراد هذه املجتمعات وذلك النحدار مستوى الوعي الثقافي‪.‬‬

‫املبادئ العامة لحركة املجتمع‬ ‫التعددي‬

‫رنده قسيس رئيسة حركة املجتمع التعددي‬

‫‪ -1‬تعتبرالحركة أن املواطنة هي السبيل الوحيد للقضاء على‬ ‫ترسبات العقلية القديمة التي تعتبراملواطنين درجات‬ ‫‪ -2‬تعتبرالحركه أن شريعة حقوق اإلنسان هي مصدرالتشريع‬ ‫األمثل للوصول إلى الحرية والكرامة واملساواة املنشودة وفي‬ ‫مقدمتها حرية الضميربما يشمل حق اإلعتقاد‬ ‫‪-3‬تعتبرالحركه أن اإلعالم الحروالقضاء املستقل هما جوادا‬ ‫الدولة للوصول إلى مصافي الدول املتقدمة‬ ‫‪ -4‬تعتبرالحركه أن كل كيان على األرض السورية يلغي أو يحدّ‬ ‫من سلطة القانون أو ينتهك حقوق االنسان هو كيان فاسد يجب‬ ‫إزالته سواء كان هذا الكيان نظام سيا�سي أو منظمة أو تكتل أو‬ ‫غيرذلك وخاصه فيما إذا استخدم هذا الكيان القوة والعنف‬ ‫لفرض شروطه على األرض ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تتبنى الحركة فكرة العيش املشترك وتكريسها في الحياة اليومية‬ ‫وليس على مستوى السياسة فقط فالحركة تضع في أولوياتها‬ ‫العمل على املستوى اإلجتماعي أيضا و القضاء على الحواجزبين‬ ‫املواطنين في سوريا‬ ‫ّ‬ ‫‪ -6‬تقبل الحركة مناقشه جميع الطروحات املقدمة لها ولن يكون اإلجتماعي ترفض الحركه املحاسبه الجماعيه لشريحة من‬ ‫املجتمع سواء كانت طائفة أو قومية أو تحميلها مسؤولية تاريخية‬ ‫لها أي اعتراض مسبق على أي تفاهم أو حوارأو اتفاق او ائتالف‬ ‫عما حصل في سوريا من قتل و خراب ودمار‬ ‫مع أحزاب أو منظمات أو أشخاص ‪.‬‬ ‫‪ -7‬تعتبرالحركة أن كل أبناء الشعب السوري اليوم ضحية‬ ‫إيديولوجيات فاسدة بمن فيهم املؤيدين للنظام الحالي لذلك‬ ‫يجب مراعات أنهم سوريين وهذا ال يعني إعفاءهم من املحاسبة‬ ‫القضائية في حال إدانتهم بالوقائع والقرائن ولكن على املستوى‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬

‫سياسة‬

‫‪3‬‬ ‫حوارصريح (انشقاق مشروع)‬ ‫حاوره‪ :‬عمر األمين‬

‫ اخ غياث متى التحقت بالخدمة االلزامية؟‬‫‪2010/5/1‬‬ ‫ في أي منطقة كنت تخدم؟‬‫في منطقة القلمون‬ ‫ قبل اندالع الثورة هل كنتم تخرجون في مهمات خارج قطعتكم؟‬‫ً‬ ‫أبدا‪ ،‬لقد كنا نخرج لتنفيذ مشاريع رمي أو مشاريع سنوية فقط‬ ‫ ماهي رتبتك في الجيش السوري؟‬‫رقيب أول‪ ،‬وقد كنت قائد دبابة‬ ‫ عند اندالع شرارة الثورة بدرعا كيف كانت تتم املعاملة معكم‬‫من قبل الضباط املسؤولين؟‬ ‫لم يكن هنالك اختالف بالتعامل حيث بقيت األمور روتينية‬ ‫وطبيعية في االشهراالولى‬ ‫ لم يؤثرالوضع على اجازاتكم ؟‬‫بالبداية ال ‪ ,‬لكن بعد شهرين تقريبا منعت االجازات عن منطقة‬ ‫درعا وبانياس وبعد فترة قصيرة عن محافظة حمص‪ ،‬طبعا هذا‬ ‫ال�شيء بالنسبة للمجندين ‪ ،‬أما الضباط واملتطوعين بقيت اجازاتهم‬ ‫ومبيتهم فعالة‪.‬‬ ‫كيف كان الضباط يصورون لكن الوضع السوري او الثورة‬‫السورية؟‬ ‫هذه املهمة كانت بالدرجة االولى مهمة قسم التوجيه السيا�سي‪ ،‬فقد‬ ‫كانو يطبعون منشورات يومية ويوزعوها لنا كشرح عن مايحدث‪.‬‬ ‫كانو يصورون لنا الوضع بأنه هنالك مظاهرات تخرج بمطالب محقة‬ ‫‪ ،‬لكن بوجد مندسين يدخلون بها لتشويه سمعة الدولة والجيش‪،‬‬ ‫وطبعا هذا ال�شيء ساهم بالتعمية علينا‪ ،‬حيث كان ممنوع ان نقرا‬ ‫صحيفة اال الصحف الرسمية الثالث‪ :‬البعث والثورة وتشرين‪،‬‬ ‫وكانت نشرة األخباراليومية مفروضة علينا بشكل يومي‬ ‫ داخل قطعتكم هل كنتم تصدقون هذه االشياء؟‬‫نعم‪ ،‬بنسبة كبيرة وأنا كنت منهم‪ ،‬والذي لم يكن يصدق كان يلتزم‬ ‫الصمت حفاظا على نفسه‬ ‫ عندما كنت تنزل في اجازة ماذا كنت ترى؟‬‫بعد االحداث قمت بالنزول ثالث مرات فقط ولم اكن ارى اي �شيء‬ ‫ لكننا نعرف بان منطقتك هي من اوائل املناطق التي خرجت ضد‬‫النظام‪،‬وهي معروفة تاريخيا بمعارضتها لحزب البعث‬ ‫صحيح‪ ،‬لكن هنالك دائما كان يوجد روايتين‪ ،‬وأغلب املظاهرات‬ ‫كانت يوم الجمعة‪ ،‬واالجازات كانت ممنوعة لدينا يوم الجمعة‪ ،‬وهذا‬ ‫ال�شيء ساعد في التعمية علينا‪ ،‬إضافة ألنه بعد فترة قليلية أصبحنا‬ ‫نرى أمور كثيرة في منطقة القلمون تجعلنا نصدق رواية النظام‪،‬‬ ‫مثل ‪ /‬تهريب السالح وتوزيعه وخالف هذه األشياء‪...‬‬ ‫ متى كانت أول مهمة خرجت فيها خارج قطعتك؟‬‫لفترة متأخرة جدا لم نكن نخرج في مهام ‪ ،‬لقد كان أغلب عملنا‬ ‫بالوقوف على الحواجز‪ ،‬أول مهمة خرجت بها كانت بـ ‪2012-3-21‬‬

‫ماهو ال�شيء الذي جعلك تغيررأيك؟‬ ‫عندما تكلفنا بمهام فعلية في الغوطة والقلمون بدأنا أنا والكثير‬ ‫من رفاقي نحس بالفرق‪ ،‬ونرى تجاوزات كبيرة سواء من النظام أو‬ ‫من املعارضة املسلحة‪ ،‬وبدأنا ننتظرالفرضة املناسبة الي إجازة أو‬ ‫مغادرة حتى ال نعود‪ ،‬لكن التضييق كان كبيرا جدا علينا‪.‬‬ ‫لقد كان الضباط واملتطوعون دائما في الخلف ونحن كنا في املقدمة‪،‬‬ ‫كانو يرمون بنا ككبش فداء‪ ،‬عندها تغيراملعنى الحقيقي للجيش‬ ‫بالنسبة لنا‪ ،‬وهذا كان السبب الرئي�سي لتغييرتفكيرنا‪ ،‬طبعا انا‬ ‫اتكلم عن قسم من رفاقي وليس الكل‪.‬‬ ‫ هل حدثت محاوالت انشقاق في قطعتك أمام عينك؟‬‫أول انشقاق في قطعتنا كان بالشهرالسادس ‪ ،2011‬كان رقيب‬ ‫متطوع‪ ،‬وبعدها زادت حاالت االنشقاق‪ ،‬لكن أغلب االنشقاقات‬ ‫كانت عبارة عن اجازات او مغادرات ال يلتحق اصحابها بالقطعة‬ ‫‪ ،‬لكن االنشقاق من القطعة نفسها كان قليل وصعب جدا بسبب‬ ‫االجراءات املتبعة تجاهنا‪.‬‬ ‫ كيف أتتك الفرصة للهروب من قطعتك؟‬‫هل يمكنني االعتذارعن هذه االجابة؟‬ ‫ ماهو وضع عائلتك بالنسبة للنظام؟‬‫العائلة معارضة‪ ,‬واخوتي تعرضو لالعتقال اكثرمن مرة‬ ‫ كيف كانت وجهة نظراهلك بالنسبة لبقائك في الجيش‪.‬؟‬‫قلت لك منذ البداية انني كنت مؤيد بشدة للنظام‪ ,‬وقد كنت‬ ‫باختالف في الرأي معهم‪ ،‬وطبعا كانو ضد بقائي في الجيش‪.‬‬ ‫ هل كان هنالك عساكرفي الجيش النظامي متضامنة مع الثورة‬‫السورية؟‬ ‫ُ‬ ‫طبعا ال يخل األمرولكن لم يكن أحد يجرؤ على الحديث‬ ‫ كيف كانت ردات الفعل من العساكرفي القطعة من كل‬‫األطياف؟‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬

‫سياسة‬ ‫التأييد األكبركان من عساكرالطائفة العلوية‪ ،‬لكننا مع الزمن بدأنا‬ ‫نكتشف بأن قسم كبيرمنهم يحارب من مبدأ الحفاظ على روحه‬ ‫وروح أهله وليس من مبدأ الدفاع عن النظام‪ ،‬وهذه لعبة قذرة لعبها‬ ‫النظام معهم ونجح في إيقاعهم بهذا املستنقع‪.‬‬ ‫أذكرأحد املواقف الذي حدث معي‪ :‬فقد كان احد العساكريخدم‬ ‫احتياط وهو من ريف الساحل ‪ ,‬سألته ملاذا أتى ليحارب بالرغم‬ ‫ً‬ ‫من أنه لن يالحقه أحد في قريته‪ ،‬فأجابني قائال‪« :‬سأكون الشاب‬ ‫ الوحيد املتخلف في القرية‪ ،‬وسينظرلي أهل قريتي نظرة الخائن‬‫والجبان»‪.‬‬ ‫لذلك نستطيع القول بأنه هنالك ضغط اجتماعي كبيرمن االهل‬ ‫والبيئة املحيطة‪ ،‬وهذا الينفي بوجود عدد كبيرمنهم يقاتل مع‬ ‫النظام‪ ,‬كما يوجد الكثيرمن السنة يقاتلون مع النظام ويؤجرمون‬ ‫باسمه‪ ،‬إجماال يمكننا القول بان العساكركانت تقاتل وتحارب‬ ‫بناء على انتمائها وبيئتها‪ ،‬فانا أذكرجيدا أحد العساكرالذي قتل‬ ‫وهو يحاول االنشقاق كان علويا من الساحل‪ ،‬وفي نفس الوقت كان‬ ‫هنالك أحد العساكرالذي ينقل األخبارللضباط ويتجسس علينا‬ ‫كان من الطائفة السنية من حمص‪ ،‬لذلك ال يمكننا التعميم‪.‬‬ ‫ هل كانت تحدث حاالت تعذيب في القطعة ؟‬‫ال‪ ،‬إن الذين تم اعتقالهم كان يتم تحويلهم بشكل فوري إلى الشرطة‬ ‫العسكرية أو املخابرات‪ ،‬لكن عندما كنا نخرج في مهام خارج القطعة‬ ‫‪ ،‬كان يخرج معنا ضابط لديه هوس بتعذيب املعتقلين‪ ،‬ويتبع وسائل‬ ‫تعذيب شنيعة ريثما يتم تحويلهم مثل‪ :‬الخ�صي‪ ،‬الشبح‪ ،‬التعذيب‬ ‫بالكهرباء‪ ،‬تكسيراألضالع ‪ ....‬وغيرها الكثير‪.‬‬ ‫ عندما كنتم تخرجون بمهام خارج القطعة في مناطق املدنيين‪،‬‬‫هل كانت تحذث سرقات من العساكروالضباط؟‬ ‫الضباط كانو ينتظرون املناطق التي يتركها سكانها ويقومون بإحضار‬ ‫سيارات مصادرة‪ ،‬ويحملون فيها كا ماهو موجود في البيت‪ ...‬طبعا‬ ‫كانو يبررون ألنفسهم ذلك بأن أهل هذه املنطقة يقومون بدعم‬ ‫الثوارلذلك فإن سرقتهم حالل‪ ،‬وأكثرمن مرة حصلت خالفات‬ ‫بين الضباط على املسروقات‪ ،‬وكل ضابط يوجد معه مجموعة من‬ ‫العساكرتساعده في تحميل املسروقات باإلضافة إلى أعوان من‬ ‫اللجان الشعبية‬ ‫هل كنتم تقومون بخروج مهمات مشتركة بينكم وبين األمن أو‬‫اللجان الشعبية؟‬ ‫بالنسبة لنا لقد كان عملنا مشتركا مع قوات الحرس الجمهوري‪،‬‬ ‫كافة العمليات كانت بتخطيط منهم ونحن كنا املنفذين طبعا بوجود‬ ‫ضباط من وحدتنا‬ ‫ هل فكرت باالنضمام لكتائب الثواراو فصائل املعارضة ؟‬‫ً‬ ‫أبدا‪ ،‬فأنا لم اترك السالح مع النظام ألرفعه مع غيره‪ ،‬بل تركت‬ ‫السالح ألنني وصلت ملرحلة قرف من كل مايحدث حولي‪ ،‬والفصائل‬ ‫املسلحة التي حاصرتنا في الغوطة لفترة ليست بالقليلة كان خطابها‬ ‫الطائفي واضح‪ ،‬والرسائل التي وجهتها لنا كانت طائفية بحتة مثل‪:‬‬ ‫«السني يطلع منوصلو ع بيتو ‪ ،‬الـ كذا وكذا وكذا انتو ميتين»‪ ،‬هذه‬ ‫كانت احدى الرسائل‪.‬‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬

‫‪4‬‬ ‫ هل برايك كل الكتائب الثورية خطابها طائفي؟‬‫طبعا ال‪ ،‬لكنني بهكذا موقف ال يمكنني ان اميزبين كتيبة أو ثانية‪،‬‬ ‫خصوصا أن حصارنا كان بمشاركة اكثرمن فصيل‬ ‫ هل انت راض حاليا بقرارك؟‬‫طبعا ففي بعض الحاالت كان يمكن ان اوضع في مواقف ان اقتل‬ ‫اي شخص ُيطلب مني قتله سواء كان ضدي او معي‪ ،‬مذنب أو بريء‪،‬‬ ‫لذلك كان من األفضل أن أنشق‪.‬‬ ‫ لو يعود بك الزمن الى ما قبل ‪ 2010 -5-1‬هل كنت ستذهب الى‬‫الجيش؟‬ ‫طبعا ال‪ ،‬لو كنت اعرف بان االمور ستصل لهذا الحد ملا كنت ذهبت‬ ‫ال انا وال غيري‬

‫‪5‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خلقن حرائرفي سوريا‬ ‫َ‬ ‫وصتعن مآثرفي تركيا‬

‫سياسة‬ ‫مازن اسماعيل‬

‫مثلما ولدت الثورة السورية بهمم رجالها ترعرعت‬ ‫بحنان نسائها‬ ‫و ما كانت الحرة في سوريا وماتزال «شوكة في حلق‬ ‫النظام «‬ ‫هبت الحرائريدا بيد مع الرجال في الشوراع والساحات‬ ‫يطالبن بسقوط النظام و كف يده عن أفواه املاليين‬ ‫وقلع ظفره املستبد الدموي املتمثل بفروعه االمنية‬ ‫عن رقبة الشعب السوري ماجعل النظام في حالة‬ ‫هستيريا غيرطبيعية‬ ‫فلم ّ‬ ‫يفرق بين رجل وامرأة وعانت املرأة السورية‬ ‫الحرة أشد معناة بين قيود املعتقل والقتل والتشريد‬ ‫واإلغتصاب والتنكيل النف�سي والجسدي‬ ‫ومع اشتداد وقع الثورة على الشعب السوري ودموية‬ ‫النظام ونقلها الى عمل مسلح ضد الشعب ماكان‬ ‫للحرائرإال الوقوف مع رجالهم وأحبائهم‬ ‫في ّ‬ ‫آبهات بعواقب ونتائج هذا املوقف‬ ‫كل الظروف غير ٍ‬

‫‪...‬حرائر سوريا لم يقفن على دعم أحرارها في الداخل‬ ‫فحسب‬ ‫بل لجأت الكثيرات منهن الى دول الجوار ملساعدة‬ ‫الالجئين الذين يزداد عددهم ومعناتهم يوما بعد يوم‬ ‫وبدأن بالعمل الجماعي ضمن تكتالت نسائية تعمل‬ ‫على دعم املرأة واألسر املتضهدة وانتشال االطفال‬ ‫من براثن التشرد و»من تركيا « على سبيل املثال نشأ‬ ‫«التجمع النسائي السوري الحر«في الريحانية نموذجا‬ ‫رائعا عن ّ‬ ‫ماهية الحرة السورية في املهجر ملا له من‬ ‫أفكارونشاطات بدأ العمل بها منذ بداية العام الجاري‬ ‫كتأهيل كادر مختص يدخل املناطق املحررة في سوريا‬ ‫عندما تسمح الظروف وتقديم الدعم النف�سي لألسر‬ ‫في الداخل واالهتمام باالطفال من جميع الجوانب‬ ‫وسط تعرضهم لطفولة التوصف من همجية الحرب‬ ‫ووحشيتها والقصف الحاقد عليهم جوا وبرا ‪.‬‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬

‫اقتصاد‬

‫‪7‬‬ ‫النفط السوري‬ ‫تحت سيطرة من؟‬

‫د‪.‬أحمد‬

‫ال تعوم سوريا على بحرمن النفط‪ ،‬إال أنها تنتج كميات جيدة من هذه‬ ‫املادة الحيوية‪ ،‬كانت تساهم في رفد اإلقتصاد السوري منذ بداية‬ ‫استخراج هذه املادة في سوريا في سبعينيات القرن املا�ضي‪.‬‬ ‫معظم الدراسات الغربية أكدت وجود احتياطي واعد من النفط‬ ‫والغاز الطبيعي سواء في البر واالبحر‪ ،‬فسوريا بلد الزالت تحتفظ‬ ‫بعذريتها البترولية‪ ،‬كما أنه هنالك الكثيرمن الحقول واألحواض الغير‬ ‫املكتشفة و غير منقب عنها حتى اآلن‪ ،‬فاإلنتاج السوري من النفط‬ ‫بلغ في نهاية عام ‪2010‬مايقارب ‪ 387‬ألف برميل يوميا‪ ،‬ولكن وبعد‬ ‫مرورثالث سنوات على انطالق الثورة السورية انخفض انتاج النفط‬ ‫السوري الى ما يقارب ‪ 95‬باملئة عن عام ‪ ،2010‬فحسب وزارة النفط‬ ‫والثروة املعدنية السورية أن انتاج النفط حاليا يقارب ‪ 14‬ألف برميل‬ ‫فقط‪ ،‬فظروف الحرب السورية أكلت األخضر واليابس فالدمار‬ ‫والخراب طرق جميع األبواب السورية‪،‬اقتصادية‪ ...‬عسكرية‪...‬‬ ‫واجتماعية‪ ،‬ولعل القطاع النفطي كان أكثر الخاسرين فخروج‬ ‫معظم آبار النفط عن سيطرة الدولة السورية أحدث أزمة وقود‬ ‫خانقة جدا في سوريا‪ ،‬حيث وصلت أسعار املحروقات الى مستويات‬ ‫قياسية ناهيك على أن املسيطريين الجدد على اآلبارأعتبروها مصدر‬ ‫رزق شخ�صي بالنسبة لهم ال ثروة وطنية فهناك تغيرات كبيرة في‬ ‫املحافظات الرئيسة املنتجة للنفط ( الحسكة الرقة ديرالزور) نتيجة‬ ‫ظروف الصراع املسلح بين العديد من األطراف املتناحرة على التحرير‬ ‫والتطهيير‪ ..‬ولكن العنوان األبرز هو صراع الفصائل املقاتلة للسيطرة‬ ‫ً‬ ‫على حقول النفط‪ ،‬وتحديدا في منطقة الجزيرة‪ ،‬فمثال حقل الشدادي‬ ‫النفطي في محافظة الحسكةالحاوي على ‪1235‬بئرنفط يسيطرعليها‬ ‫تنظيم الدولة األسالمية في العراق والشام(داعش)بعد نزاعات طويلة‬ ‫مع املقاتلين األكراد وجبهة النصرة انتهت بالسيطرة على الهول وتل‬ ‫حميس‪ ،‬أما حقل الرميالن النفطي الذي يحوي ما يقارب ‪ 1300‬بئر‬ ‫نفطي يسيطر عليها األتحاد الديمقراطي الكردي (‪ )PYD‬علما أن‬ ‫هذين الحقلين ينتجان يوميا ما يقارب ‪ 220‬ألف برميل‪ ،‬وفي ديرالزور‬ ‫تتوزع السيطرة على الحقول النفطية على عدة فصائل‪ :‬حقل التيم‬ ‫تحت سيطرة الجيش الحروهي ألوية تابعة للمجلس العسكري في دير‬ ‫الزور‪ ،‬في حين أن محطة الكم تسيطر عليها جبهة األصالة والتنمية‬ ‫وهي متوقفة حاليا عن العمل‪ ،‬أما حقول الجفرة التنك الورد وحقل‬ ‫العمر خاضعة لسيطرة جبهة النصرة والجبهة األسالميةاما الريف‬ ‫الغربي من مدينة دير الزور فهناك محطة املها�شي وهي خاضعة حاليا‬ ‫لسيطرة جيش األسالم‪ ،‬وهي عاطلة عن العمل وتعرضت للتخريب‬ ‫والدمار‪ ،‬كما توجد محطة دير الزور قرب محيمدة تحت سيطرة لواء‬ ‫شهداء بدر وعشيرة البكارة‪ ،‬أما باقي الحقول في الريف الغربي فهي‬ ‫تحت سيطرة عشائرتلك املناطق مثل حقل الخراطة‪.‬‬ ‫أما في محافظة الرقة حيث ال صوت يعلو فوق صوت داعش‪ :‬تتمركز‬ ‫الحقول النفطية بشكل أسا�سي في جنوب املدينة وتحديدا في‬ ‫الرصافة وأهم تلك الحقول الصفيح والحباري والتوينان وتسيطر‬

‫بئرنفط في سوريا‬ ‫ً‬ ‫عليها داعش بشكل‪ ،‬كامل وسابقا كان انتاج النفط من حقول دير‬ ‫ً‬ ‫الزور والرقة يقارب ‪ 140‬ألف برميل يوميا‪ ،‬وهناك املنطقة الوسطى‬ ‫والبادية‪ ،‬حيث يتركز إنتاج الغاز فيها أكثر من النفط‪ ،‬ومع ذلك يتم‬ ‫ً‬ ‫انتاج مايقارب ‪ 15‬ألف برميل فقط يوميا‪ ،‬وهي حتى األن تحت‬ ‫سيطرة النظام‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فعليا السيطرة على النفط السوري أضحى للمعارضة املسلحة على‬ ‫اختالف مشاربها (كتائب جيش حر‪ ،‬عشائر‪ ،‬إسالميين‪ ،‬مجموعات‬ ‫متطرفة مثل داعش وغيرها‪ ،) ...‬سيطرة كاملة على الحقول و األبار‬ ‫واألمر املقلق حال النزاع الحاصلة بين مختلف التشكيالت املقاتلة‬ ‫على استخراج وتكرير النفط بالطرق البدائية‪ ،‬حيث يتم التكرير‬ ‫بوسائل تؤذي البيئة ومن يقوم بالتكريرعداك عن ذلك أن االستخراج‬ ‫يتم بطرق قد تؤدي الى اإلضرار باآلبار‪ ،‬فالثورة ولألسف الشديد لم‬ ‫تفرز فقط أمراء حرب وأمراء تشبيح وتشليح ونهب‪ ،‬بل أفرزت أمراء‬ ‫نفط أقاموا ثروات ضخمة ومربعات أمنية وحواجز حقيقية وطيارة‬ ‫حول مستعمراتهم النفطية الجديدة‪ ،‬فاستخراج النفط بطريقة غير‬ ‫علمية وإغالق بعض اآلبار يؤدي في العادة الى تهدم الطبقات الجوفية‬ ‫وهروب النفط مما يجعل اعادة الحقول الى سابق عهدها في االنتاج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أمرا صعبا للغاية‪ ،‬فغياب حالة اتفاق حقيقية أساسية بين مختلف‬ ‫القوى املسيطرة على الحقول وعدم وجود أي تأثير للحكومة املؤقتة‬ ‫سيزيد من تفاقم األزمة األقتصادية النفطية في هذا البلد وسيقود‬ ‫إلى نزاعات طاحنة كتلك التي حصلت في الشمال الشرقي من سوريا‪.‬‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬

‫‪8‬‬

‫اقتصاد‬ ‫االقتصاد السوري‪ ...‬إلى أين؟‬ ‫د‪.‬أحمد‬

‫بعد ثالث سنوات على انطالق ثورة الكرامة السورية‪ ،‬اليمكن إغفال‬ ‫حجم الكوارث االقتصادية التي أصابت اإلقتصاد السوري‪ ،‬توقف‬ ‫العمل في معظم القطاعات االنتاجية الرئيسية في الدولة‪ ،‬ناهيك‬ ‫عن الشلل الذي أصاب القطاع الزراعي (عصب االقتصاد السوري)‪.‬‬ ‫توقفت مصادر الدولة الناتجة عن الثروات الباطنية بعد العقوبات‬ ‫الغربية املفروضة وخروج معظم مكامن الثروة النفطية عن سيطرة‬ ‫الحكومة‪ ،‬يضاف الى ذلك الهجرة الطوعية والقسرية لروؤس االموال‬ ‫السورية تجاه دول الجواربحثا عن فرص استثمارية جديدة‪ ،‬فمعظم‬ ‫ً‬ ‫الالعبين االقتصاديين وتحديدا في القطاع الخاص قد غادرو البالد‪.‬‬ ‫األزمة السياسية والعسكرية في سوريا خلقت واقع اقتصادي اليمكن‬ ‫للشريحة الشعبية الواسعة التأقلم معه فاالنعكاسات الكبرى للكارثة‬ ‫االقتصادية القت بظلها الثقيل على املواطن السوري وفي تقريرصادر‬ ‫عن مجلة االيكونومست البريطانية أشارت فيه الى انخفاض الناتج‬ ‫املحلي في ‪ 2014‬الى‪ 34‬مليار ليرة سورية مقابل ‪60‬مليارفي عام ‪2010‬‬ ‫وأفاد تقرير األمم املتحدة الصادر في نهاية عام ‪ 2013‬الى أن نصف‬ ‫عدد سكان سوريا البالغ عددهم ‪ 23‬مليون أضحوا تحت خط الفقر‬ ‫ومنهم ما يقارب ‪ 5‬مليون في حالة عوز شديد وفقر مدقع أما نسبة‬ ‫البطالة فقدقاربت ‪ 48.6‬وفي تقرير أخر صادر عن األمم املتحدة في‬ ‫بداية ‪ 2014‬أشارت فيه املنظمة الدولية الى أن خسائر االقتصاد‬ ‫السوري بلغت ‪ 103‬مليار دوالر حتى منتصف عام ‪ 2013‬منها ‪49‬‬ ‫مليارفي عام ‪2012‬وفي تصريح صادرعن وزيرالسياحة السوري أشار‬ ‫فيه الى أن خسائر القطاع السياحي بلغت حتى منتصف عام ‪2013‬‬ ‫ما يقارب ‪330‬مليارليرة سورية اي مايعادل مليارونصف امللياردوالر‪،‬‬ ‫فالتدفق السياحي الى سوريا انخفض بنسبة ‪95‬باملئة وتوقف حوالي‬ ‫‪370‬منشأة سياحية عن العمل‪.‬‬ ‫وفي غياب االستقرار األمني في سوريا‪-‬املعيار األهم لالسثمار الخارجي‬ ‫ نتيجة ظروف األزمة الحالية توقفت مؤشرات االسثمار الخارجي‬‫العربي والدولي ولم تعد سوريا كما كانت سابقا من واجهات االستثمار‬ ‫املهمة في الشرق األوسط فالغالبية العظمى من املسثمرين العرب و‬ ‫األجانب قد شدو الرحال تاركين ورائهم منشأت ضخمة أصابها النهب‬ ‫ً‬ ‫والدمار يضاف الى ذلك الى أن الحرب السورية انتجت شكال جديدا‬ ‫من االقتصاد يمكن أن يسمى باقتصاد الحرب باتت فيه السرقة‬ ‫وحواجز السلب والنهب والسيطرة على املمتلكات العامة واملنشأت‬ ‫الكبرى ‪ .....‬مصادر دخل أساسية لبعضهم فثمة أشخاص قد تحولو‬ ‫الى رجال ثروة وتشكلت مؤسسات وشركات أصبح لها وزنها مستفيدة‬ ‫من الظرف السوري الراهن عداك على قيام بعض من رجال األعمال‬ ‫السابقين باالسثمار في ثورة الشعب السوري ولكن كيف لهذا الواقع‬ ‫االقتصادي أن يلتئم فاالقتصاد السوري لم يعد يراوح في املكان كما‬ ‫ً‬ ‫كان سابقا بل أضحت حاالت االنهيارواألفالس تقترب وكل املؤشرات ال‬ ‫تدع فسحة لألمل فاملشهد االقتصادي السوري شديد القتامة وليس‬ ‫ً‬ ‫مشهدا ًراهنا فحسب وأنما على املدى البعيد وحتى اآلن مازال النظام‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬

‫مصرف سوريا املركزي‬ ‫السوري يغيب أي طروحات اقتصادية تبشر بحل وكذلك املعارضة‬ ‫ً‬ ‫فالشعب السوري بعد ثالث سنوات ونيف ضاق ذرعابالوضع‬ ‫األقتصادي املتردي ومستويات الفقر التي ربما تدخل املواطن‬ ‫السوري في كتاب غينيس لإلأرقام القياسية االقتصاد السوري في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الهاوية هذه هي الحقيقة وليس اكتشافا جديدافالسنوات الثالث‬ ‫املاضية كانت أشد وأق�سى من سنوات الرخاء األقتصادي الوهمي‬ ‫الذي كنا نعيشه لقد عرت الحالة األقتصادية الراهنة كل فساد‬ ‫الحكومات املتالحقة وأظهرت املساؤى التي منع الشعب من الغوص‬ ‫فيها فاألقتصاد السوري العاجز واملترهل يجب عليه أن يخلق فرص‬ ‫عمل ملا يقارب‪ 4.5‬مليون سوري فقدوا اعمالهم عليه أن يبحث عن‬ ‫حلول فعالة لبنية تحتية مدمرة تدمير كامل ومدن كبرى لم يعد فيها‬ ‫أي مقوم من مقومات الحياة وذلك يحتاج ملعجزة أقتصادية شييه‬ ‫باملعجزات األقتصادية التي ظهرت بعد الحرب العاملية الثانية معجزة‬ ‫تكون قادرة على وضع منهج اقتصادي يستند الى التخطيط السليم‬ ‫ً‬ ‫والرؤى املشتركة الخالقة القابلة للتطبيق والتنفيذ بعيدا عن كل‬ ‫الشعارات األقتصادية العريضة (أقتصاد السوق األجتماعي السوري‬ ‫النهج االشتراكي السوري‪ )....‬وكجميع تلك الطروحات الفاشلة التي‬ ‫أطربنا فيها اللجان األقصادية العديدة التي شكلت ليس من أجل خلق‬ ‫بنى أقتصادية جديدة وإنما من أجل استنزاف مقدرات الدولة لصاح‬ ‫فريق معين ولذلك وجب علينا أن نصغي لسؤال كل مواطن سوري في‬ ‫الداخل أو املنفى أقتصادنا السوري ‪...‬الى أين ؟‬

‫اقتصاد‬

‫‪9‬‬ ‫التراكمات االقتصادية والحالة الثورية‬ ‫انطلقت الثورة السورية نتيجة أكوام من التراكمات السياسية‬ ‫واألقتصادية واألجتماعية التي أر�سى لها نظام الحكم السوري خالل‬ ‫العقود األربعة املاضية لقدعانى املجتمع السوري من انهيارات‬ ‫كبرى على كافة األصعدة وتحديدا االقتصادي منها‪ ،‬فقد تراجعت‬ ‫في الفترة األخيرة التي سبقت الثورة الخدمات الصحية واالجتماعية‬ ‫املقدمة بشكل ملحوظ وازدادت نسبة الفساد التعليمي وازدادت‬ ‫نسبة التجاوزات والعشوائيات وتحديدا في املدن الكبرى وطفت على‬ ‫السطح ظواهر الفساد وبشكل علني وتختلف النسب حسب أهمية‬ ‫املؤسسة في الدولة ولربما كان الفساد اإلداري والقضائي هو السمة‬ ‫املميزة ملرحلة ما قبل الثورة‪ -،‬فكل املراسيم والتشريعات األقتصادية‬ ‫في آخر عشر سنوات لم تدفع عجلة األقتصاد السوري إال الى الوراء‬ ‫ً‬ ‫لقد دفعت هذه املراسيم القطاع العام املتعثر أصال الى االنهيار لقد‬ ‫انعدمت االدارة والتخطيط التنموي فيه وإبقاء القطاع العام بهذا‬ ‫الشكل كان ضرورة ألنه مصدر نهب الينضب بالنسبة للبيروقراطية‬ ‫الحاكمة وهوأداة تسلط اجتماعي واقتصادي سيا�سي فهو متخم‬ ‫بالعمالة الفائضة غير املنتجة والتي تمثل البطالة املقنعة بصورتها‬ ‫األساسية والقطاع العام يشكل بؤرة حاضة لعدد كبير من العمال‬ ‫واملوظفين الذين يتقاضون أجور هزيلة جدا بالنسبة للمؤهل العلمي‬ ‫ولكنهم مجبرون على العمل بها خشية االنتقال الى البطالة الكلية‬ ‫ولم تكن املراسيم والقوانين االقتصادية الصادرة في سوريا إال لتزيد‬ ‫ً‬ ‫الوضع سوءا فالخطط الخمسية املتالحقة التي كانت تستهدف‬ ‫نقل سوريا من األقتصاد املركزي الى أقتصاد السوق األجتماعي قد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أضافت عبئا اقتصاديا جديدا على الشعب والدولة لفساد الجهات‬

‫د‪.‬أحمد‬

‫املنفذة هذه الوقائع جعلت منظمة الشفافية الدولية تصنف سوريا‬ ‫ً‬ ‫بين أكثر بلدان العالم فسادا وتراجعا في الشفافية املالية وذلك في‬ ‫عام ‪ 2010‬واحتلت سوريا املركز ‪ 127‬عامليا من أصل ‪180‬واملرتبة‬ ‫‪ 15‬عربيا في قائمة املنظمة وعموما فقبل الثورة السورية استشرت‬ ‫كل أنواع الفساد في سوريا واملقصد هنا الجانب األقتصادي وأهمها‬ ‫املبالغة في أوجه االنفاق الحكومي وتمرير االتفاقيات والعقود مقابل‬ ‫عموالت خاصة يتقاضاها القائمون عليها باالضافة الى حاالت االبتزاز‬ ‫الوظيفي السائدة كل هذا الواقع كان يزيد حالة االستعداد‬ ‫الشعبي للالنطالق والرفض واالنقالب على نظام رفع سعر مادة‬ ‫أساسية وهي املازوت ‪350‬باملئة وذللك في ‪ 2008‬وهذه حالة لم‬ ‫تسجل أن حصلت في بلدان العالم املختلفة على نظام كان يتماهى‬ ‫بأجور عمال تصل الى ‪ 250‬دوالر شهريا للشريحة األولى األفضل‬ ‫ً‬ ‫تأهيال وهي التعادل حتى إعانة البطالة في بعض الدول وعندما فتحت‬ ‫الدولة أبواب االستثمارللقطاع الخاص عن طريق الشركات املساهمة‬ ‫أو الشركات القابضة الكبرى كان هناك كثير من األثار السلبية تجاه‬ ‫ً‬ ‫الشعب لقد شكل هذا االنفتاح األقتصادي تحوال اقتصاديا كبيرا‬ ‫ً‬ ‫وتحديدا في تكتل النخب الحاكمة سياسيا واقتصاديا فأصبحت‬ ‫السلطة االقتصادية أداة سيطرة جديدة تتحكم باالقتصاد السوري‬ ‫خارج نطاق الدولة والسلطة األمنية وهذا كان يمثل انتقال حقيقي من‬ ‫السلطة األمنية على البلد الى السلطة األقتصادية ايضا واألجتماعية‬ ‫الحقا قوانين االستثمارهذه ودخول القطاع الخاص السوري والعربي‬ ‫الى سوريا خلق تحالفات غير معلنة بين رجال أعمال وموظفين كبار‬ ‫في الدولة السورية فتوجهت االستثمارات بتجاه القطاعات سريعة‬ ‫الربحية مثل العقارات والسياحة في حين عانت قطاعات أساسية‬ ‫في الدولة مثل الصناعة والطاقة والصحة حالة من األهمال الكبير‬ ‫نتيجة عدم قدرة الحكومة على اتخاذ أي قرار خارج نطاق اللوبي‬ ‫االقتصادي املسيطر ‪.‬لقد ساهمت القوانين االقتصادية واملراسيم‬ ‫في رفع نسبة السكان ممن هم دون خط الفقر ففي عام ‪ 2008‬كان‬ ‫‪34‬باملئة من السكان تحت خط الفقراألدنى حسب التقرير الوطني‬ ‫الثاني عن الفقروعدالة التوزيع في سوريا مع التراجع الحاد في معظم‬ ‫قطاعات االقتصادية السورية وارتفاع نسبة الضرائب بشكل هائل‬ ‫ورفع الدعم عن املشتقات البترولية بين ليلة وضحاها ودون سابق‬ ‫انذار جعلت كثير من املنشآت الصناعية البسيطة تشهر افالسها‬ ‫وتحديدا في املجل الزراعي حيث تراجع حجم القوة العاملة في‬ ‫الزراعة في ريف دمشق بين عامي ‪ 2008 2002‬حوالي ‪60‬باملئة وفي‬ ‫حلب مايقارب ‪ 54‬باملئة فالدمارالحاصل في القطاع الزراعي والقطاع‬ ‫الثروة الحيوانية قد ساهم في رفع نسبة البطالة الى مستويات‬ ‫قياسية في عام ‪ 2009‬بنظرة سريعة الى الواقع السوري قبل الثورة‬ ‫وحالة الفساد واالنهيارات االقتصادية املتالحقة وفي ظل تلك السلطة‬ ‫األمنية القمعية املسلطةعلى رأس كل سوريا ارتفعت مقادير التوتر‬ ‫ً‬ ‫الشعبي الى مستويات كبرى لم يعد يجدي معها نفعا سوى‪ .....‬ثورة‬ ‫شعبية عارمة‪.‬‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬

‫‪10‬‬

‫ثقافة‬ ‫(األنا) بين الشاعروالحاكم‬ ‫خضر االغا‬

‫تختف ظاهرة الفخربالنفس التقليدية من الشعرالعربي الحديث‪.‬‬ ‫لم‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بل على العكس‪ ،‬ازدادت ظهورا وبروزا وتم التعامل معها كما لو أنها‬ ‫ظاهرة طبيعية‪ ،‬شعرية على وجه الخصوص‪ ،‬على اعتبار أن الشاعر‬ ‫لم يفقد ّأي ًا من صالحياته املطلقة املمنوحة له عبرالتاريخ منذ أن ّ‬ ‫حق‬ ‫لنفسه ما ال يحق لغيره! لكن الشعر الحديث أضاف للشاعر صفات‬ ‫وصالحيات أخرى أكثرإطالقية‪ ،‬مثل‪ :‬األلوهة‪ .‬فإذا اعتبراملتنبي نفسه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫نبيا على العالم‪ ،‬فقد اعتبرالشاعرالحديث نفسه نصف إله‪ ،‬وأحيانا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫إلها‪ .‬يقول نزارقباني‪“ :‬ماذا نقول للشاعر‪ ،‬هذا الرجل الذي يحمل بين‬ ‫رئتيه قلب هللا‪ ،‬ويضطرب على أصابعه الجحيم‪ ،‬وكيف يعتذر لهذا‬ ‫اإلنسان اإلله الذي تداعب أشواقه النجوم…”‪.‬‬ ‫درجت ثقافة العرب منذ القدم على عدم مساءلة “أنا” الشاعر‬ ‫العظمى‪ ،‬إذ إن الشاعر ال ُيسأل‪ ،‬بل يقول فقط‪ ،‬ويتعين على الخلق‬ ‫تفسيرما يقول‪ .‬بدت صفات الشاعراإللهية لصيقة به كأنها ٌ‬ ‫عضومن‬ ‫أعضائه‪ ،‬كأنها طبيعة‪ ،‬بل كأنها طبيعته‪ ،‬وتواتر الشعراء على إبرازها‬ ‫وتأكيدها مرة تلو أخرى‪ ،‬ولم تستطع الكتابة رغم عمرها املديد أن‬ ‫تبدد هذه الصيغة الشعرية الكبرى‪.‬‬ ‫إذ ما الفرق بين ما قاله املتنبي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫كشعرة في مفرقي‬ ‫يخلق محتقرفي همتي‬ ‫ٍ‬ ‫وكل ما خلق هللا وما لم ِ‬ ‫وبين ما قاله قباني‪:‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫وعبادة فوجدت أفضلها عبادة ذاتي‬ ‫عبادة‬ ‫مارست ألف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الفرق سوى في الصياغة ال الصيغة‪.‬‬ ‫األمر يتعلق بنسق ثقافي تأسس منذ أواخر العصر الجاهلي حيث‬ ‫انحسرت الـ “نحن” لصالح “األنا”‪ .‬ونحن نالحظ مع مرور الزمن أن‬ ‫ً‬ ‫الـ “نحن” اختفت نهائيا وتكرست “األنا” بوصفها صيغة شعرية كبرى‬ ‫ً‬ ‫من صيغ الشعرية العربية التي ال ُت ّ‬ ‫رد وال ُ‬ ‫تزول‪ .‬وغالبا ما تبقى األنساق‬ ‫الثقافية مضمرة‪ ،‬وممتزجة بالبنية الثقافية بحيث تظهر باستمرار‬ ‫دون أية مساءلة أو حتى استغراب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لقد أعاد محمود درويش الصيغة ذاتها مرارا‪ ،‬إنما على محمول آخر‪،‬‬ ‫هو املحمول الفلسطيني‪ ،‬بحيث يبدو كل فخر هو فخر بالفلسطيني‬ ‫املقاتل ألجل ّ‬ ‫حق‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫قرون اليابسة”‪.‬‬ ‫“أنا هرقل ًالذي شد البحارإلى ِ‬ ‫ّ‬ ‫عمقيا‪ ،‬هذه صيغة تتكرر وتتأكد وتترسخ على الدوام‪ .‬الثقافة‬ ‫لكن‪،‬‬ ‫العربية تحفظ عن ظهرقلب بيت املتنبي الشهير‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫وأسمعت كلماتي من به صممُ‬ ‫أنا الذي نظراألعمى إلى أدبي‬ ‫وقد أعاده محمود درويش بعد قرون‪:‬‬ ‫“أنا نبي األنبياء‬ ‫وخاتم الشعراء”‪.‬‬ ‫ما الفرق بين الصيغتين؟ ال فرق‪.‬‬ ‫ربما يكون أدونيس أحد أكثر الشعراء في العصر الحديث الذي أسبغ‬ ‫على الشاعر صفات كلية القدرة‪ ،‬فهو الخالق والرائي… إلى آخر ما‬ ‫هنالك من صفات تمفصلت مع الثقافة الشعرية العربية بحيث بدت‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬

‫غير قابلة للتفكيك‪ ،‬ألن من شأن ذلك أن تتفكك بنية الثقافة برمتها‪.‬‬ ‫وهذه إمكانيات فوق بشرية منحها لألنا‪:‬‬ ‫ً‬ ‫“أنا العالم مكتوبا‪ ،‬وأنا املعنى‪ ،‬وأنا املوت‪ ،‬وأنا سماء وأتكلم لغة‬ ‫األرض‪ ،‬وأنا التموج‪ ،‬وأنا النور‪ ،‬وأنا األشكال كلها‪ ،‬وأنا الداعية‬ ‫والحجة”‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫عندما رأى محمد مهدي الجواهري أن لقب “الشاعرالكبير” راح يطلق‬ ‫على الكثيرين بمن فيهم هو نفسه‪ ،‬وأنه بهذا تساوى معهم في “الكبر”‪،‬‬ ‫كان أن أطلق على نفسه اللقب الجامع املانع وهو“شاعرالعرب األكبر”‬ ‫وشاع اللقب في ثقافة العرب املتشربة حتى التخمة بـ “األنا” العظيمة‬ ‫كحقيقة واقعة‪ ،‬وانتشر بال سؤال عن األسباب املوجبة ملنحه ذلك‬ ‫ً‬ ‫اللقب‪ ،‬وملاذا منح له وليس لسواه من معاصريه مثال‪.‬‬ ‫في أحد البرامج التلفزيونية الفرنسية املتعلقة بالتعريف ّ‬ ‫بكتاب‬ ‫قدم ّ‬ ‫فرنسيين‪ ،‬واملهتمة بقراءتهم‪ ،‬ومراجعة قراءتهم‪ّ ..‬‬ ‫معدوه في إحدى‬ ‫حلقاته مراجعة لكاتبة فرنسية ظهرت في بدايات القرن العشرين‪،‬‬ ‫واختلف املتحاورون بشأنها‪ :‬هل ُتضاف إلى قائمة ّ‬ ‫كتاب فرنسا األكثر‬ ‫ً‬ ‫تأثيرا أو أهمية أم ال تستحق ذلك‪ .‬وكانت الحواريجري بحضور جمهور‬ ‫ّ‬ ‫من القراء واملهتمين‪ ،‬فلما بدأ الخالف بينهم‪ ،‬بتدخل من الجمهور‪،‬‬ ‫يضمحل‪ ،‬وبدا أنهم توافقوا على ذلك‪ ،‬لم يستطيعوا اتخاذ قرارنهائي‬ ‫حولها بأن ّ‬ ‫يضموها إلى تلك القائمة‪ ،‬فاقترحوا في نهاية املطاف أن‬ ‫ُتطرح املسألة في استفتاء شعبي‪ ،‬فوجهوا ً‬ ‫نداء إلى الحكومة الفرنسية‬ ‫لتباشرالعمل على استفتاء الفرنسيين حول تلك الكاتبة املغمورة!‬ ‫وبصرف النظر عن رأيي الشخ�صي في رداءة و(طبقية) التقسيم‬ ‫ً‬ ‫التراتبي ّ‬ ‫للكتاب‪ :‬فحول‪ ،‬وأدنى‪ ،‬وأدنى‪ ،‬وأهم‪ ،‬وأكثرتأثيرا‪ ،‬ويستحقون‬ ‫ً‬ ‫أم ال يستحقون… إلى ما هنالك‪ ،‬فإن الثقافة العربية الحديثة‪ ،‬غالبا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بقيت بال تساؤل إزاء هذا النوع من األلقاب‪ .‬لذلك ُوزعت هذه األلقاب‬ ‫والحصص واملراتب… األمر الذي أدى إلى استفحال ذلك التشوه‬

‫ثقافة‬

‫‪11‬‬ ‫الكبير الذي يسمى “الشعر العربي الحديث” أو “شعر الحداثة”‪ ،‬فكان‬ ‫الشعراء يكتبون ما يرد خاطرهم مع ضمانات عليا بأن ال مساءلة‬ ‫ثقافية حول جودة نتاجهم!‪.‬‬ ‫وكيف يمكن أن ُيسألوا؟ أليست هذه “األنا” العمالقة التي كرسوها‬ ‫ولم ينفكوا يفعلون ذلك بال هوادة‪ ،‬هي ذاتها “أنا” املستبد التي من‬ ‫خاللها طغى وبغى؟ إنها هي ذاتها‪ .‬فكما أنه الشاعر ال ُيسأل عن معنى‬ ‫قصيدة‪ ،‬وأنه يحق له ما ال يحق لغيره‪ ،‬وأنه جعل “األنا” املتورمة‬ ‫تدخل العمق الثقافي حتى بدت أنا طبيعية‪ ،‬وأنها يجب أن تكون‬ ‫هكذا‪ ،‬وأن السؤال ليس غير وارد فحسب‪ ،‬بل إن له تبعات خطيرة‪.‬‬ ‫حيث ذلك فمن األولى أن املستبد ُ‬ ‫اليسأل‪ .‬إذ إن “أنا” الشاعر هذه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫انتقلت طبيعيا وثقافيا إلى املستبد‪ ،‬بل صنعته! فاملستبد هو “أنا”‬

‫ضخمة ومتورمة وعمالقة‪ .‬إنه‪ ،‬غالب الظن‪“ ،‬أنا” في أكثر تشوهاتها‬ ‫ً‬ ‫تجليا!‬ ‫لو قارنا بين الصفات التي كان يغدقها الشاعر القديم على ممدوحه‬ ‫األمير‪ ،‬أو امللك‪ ،‬أو الحاكم بصفة عامة‪ ،‬وبين الصفات التي أغدقها‬ ‫الشاعر الحديث على نفسه‪ ،‬فإننا نجد أنها هي ذاتها‪ :‬صفات الحاكم‬ ‫هي ذاتها صفات الشاعر‪ .‬لكن ال�سيء هنا أن الذي يفعل ذلك هو‬ ‫شاعرالحداثة!‬ ‫ظاهرة “األنا” واحدة من أكبر الظواهر الشعرية التي أسست لظاهرة‬ ‫املستبد في العصرالحديث‬

‫عطرالشموخ‬

‫غياث عبد العزيز‬

‫على مفصل الوقت‬ ‫حين يفرالربيع من املوت‬ ‫فوق التراب الحزين‬ ‫وحين القصيدة تنزف أحرفها‬ ‫حين تبكي فتاة فراق حبيب‬ ‫أبى أن يسلم للظلم أيامه‬ ‫فامتطى صهوة الالسكون‬ ‫وغاب‪ ..‬‬ ‫هناك‬ ‫وراء امتشاق الرياحين عطرالشموخ‬ ‫حيث العنادل تأبى الخضوع‬ ‫فتعلو بأنشودة الثائرين‬ ‫هلموا هلموا إلى العشق يا أيها الثائرين‪..‬‬ ‫هناك غد‬ ‫ومصيرينادي‬ ‫دم القادمين‬ ‫هناك‬ ‫وطن أرضه من حنين‪..‬‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬

‫‪12‬‬

‫أحداث منسية‬

‫أسباب اندالع أحداث حماة‬ ‫في بداية سنوات الثمانينات كانت سوريا منشغلة بالحرب االهلية اللبنانية التي بدأت عام ‪ ,1976‬كذلك‬ ‫كانت سوريا في عالقات متوترة مع تركيا التي ارسلت بجيشها إلى الحدود السورية لكي تقاتل املتمردين‬ ‫األكراد في املنطقة‪ ,‬والتي اتهمت فيها تركيا الدولة السورية بمساندة األكراد في تلك املنطقة‪ .‬في كل تلك‬ ‫الظروف بدأت حركة االخوان املسلمين في البالد مهاجمتها للنظام الذى بدأ بتنفيذ اعمال ضد االنسانية‬ ‫في عدة مدن واغتيال ضباط في الجيش العربي السوري ومهاجمتهم لعدة مواقع حكومية وبنى تحتية‪.‬‬ ‫شملت هذه العمليات قتل ‪ 83‬من طالب الكلية املدفعية العسكرية في حلب في حزيران عام ‪,1979‬‬ ‫وثالث تفجيرات في سيارات داخل دمشق بين شهرآب وتشرين الثاني عام ‪ ,1980‬وقتلهم ملئات املواطنين‬ ‫ليلصقونها باألخوان‪ .‬مع بداية عام ‪ 1980‬نفذ االخوان املسلمين عدد من التفجيرات ضد مرافق الدولة‬ ‫والدول املساندة لها منها تفجير البرج الذي يوجد بداخله الخبراء العسكريين السوفييت اللذين اتو‬ ‫ملساعدة سوريا في مواجهتها مع إسرائيل وقتل كل من فيه وتم هدم البرج إلى جانب كل ذلك كانت هناك‬ ‫محاولة الغتيال الرئيس حافظ االسد في ‪ 20‬من حزيران عام ‪ 1980‬اثناء قيامه باستقبال الرئيس املالي‬ ‫وفشلت العملية بعد تضحية احد الحراس بنفسه ليحمي الرئيس واصيب الرئيس بشكل طفيف جدا‪,‬‬ ‫من جانبها نفت حركة اإلخوان تلك التهم وبرائتهم من كل تلك االحداث ولكن كانت ردة الفعل سريعة‬ ‫جدا‪ ,‬ففي تموز عام ‪ 1980‬صدرالقانون رقم ‪ 49‬باعدام كل من ينتمي لحركة االخوان املسلمين حيث تم‬ ‫اعدام ‪ 625‬اسيرفي سجن تدمرعلى يد اخ الرئيس رفعت االسد‪..‬‬

‫أحداث املجزرة‬

‫ً ً‬ ‫دامت املجزرة ‪ 27‬يوما بدءا من ‪ 2‬شباط‪/‬فبراير‪ 1982‬م‪ .‬وقد قام النظام‬ ‫السوري بحشد‪:‬‬ ‫سرايا ّ‬ ‫الدفاع‪.‬‬ ‫واللواء ‪/47‬دبابات‪.‬‬ ‫واللواء ‪/21‬ميكانيك‪.‬‬ ‫والفوج ‪/21‬إنزال ّ‬ ‫جوي (قوات ّ‬ ‫خاصة)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫فضال عن مجموعات القمع من مخابرات وفصائل حزبية مسلحة‪.‬‬ ‫سقط ضحية هذه العملية األمنية العسكرية وفق مختلف التقديرات ما‬ ‫بين ألف قتيل حسب التقارير الدبلوماسية في حينها[‪ ]5[]4‬إلى ‪ 40‬ألف‬ ‫قتيل وفق تقديرات اللجنة السورية لحقوق اإلنسان[‪ ]6‬وهدمت أحياء‬ ‫ً‬ ‫بكاملها على رؤوس أصحابها كما هدم ‪ 88‬مسجدا وثالث كنائس‪ ،‬فيما‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هاجرعشرات اآلالف من سكان املدينة هربا من القتل والذبح والتنكيل‪.‬‬

‫السنة األولى| العدد ‪2014-5-1 |0‬‬