هــذا الموجز ... صدر التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية فففي وقفت تجتففاح فيففه المجتمع العرب ي تغّي فرات سياسففية واجتماعيففة س فريعة ومتلقحقففة ..مفاجئففة وعميقففة .ووسفط هففذه التغي فرات الهففادرة الففتي اصففطلح – أو يكففاد – علففى تسففميتها بــالربيع العرب ي أصففبح الس فؤال :أيففن وكيففف كففانت الثقافففة فففي ك فّل هففذا؟ هففل كففان هففذا الففذي قحففدث ولدة
طبيعيففة اكتمففل فيهففا النضففج الثقففافي للمجتمففع العربي أو ولدة متعسفرة جففاءت قبففل أوانهففا؟ وففي ى كلتا القحالتين فإن اّللقحظة الراهنة هي التي فرضت هفذه التسففاؤلت وغيرها ،والفتي جففاء تقرير هفذا العففام كصففد ً لها في مقحاولته رصد قحال الثقافة والمعرفة في دول الوطن العربي .إذ إن "التقرير العربي الرابــع للتنميــة الثقافيـــة" ،ال ففذي قحف فّر ره ف وعال ففج موضففوعاته مجموعف ة م ففن الخ ففبراء الع ففرب واض ففطلعت بمراجعت ففه
ص صففين الثقاة ،جعل الشباب السمة الغالبة لمعظم ملفاته هففذا وتقحكيم مواده هيئة استشارية من المتخ ّ
العام ،كأمر فرضه منطق القحداث التي شهدها العديد من البلدان العربية منذ أواخر العام 2010وعلففى مفدى
العام الجاري .2011فقد كان الشباب في قلب المشهد في أكثر من بلد عربي.
ص ص ففنا ملف التعليم للعففام 2011لرص د إقحففدى أهففم قضففايا الشففباب وه ي قضية البطالة الففتي يعففاني ولهففذا خ ّ
منهففا خّر يفجففوالجامعات العربية .مففن هنففا كففان عن فوان هففذا الملففف" :التعليم الجامعي وسوق العمــل :اختلالت
صف صفملف المعلوماتية لرصد قضايا الشباب العربي على النــترنت ،مففن خلل ثلثففة على الجانبين" .فيما ُخ ّ مصادر هي :الفيس بوك ،والمدّو نــات ،والمنتديات .كمففا تض فّم نف التقرير ملف فًا لكتابففات الشففباب العففرب ت فّم فيففه تقففديم نمففاذج لبعففض الففدول العربيففة هففي مصــر والســودان ولبنــان وسـورية والســعودية ودول الخليــج العرب ي
وتونس.
أما الملف البداعي الذي يتضفّم نف رصدًا لقحركة البفداع العربي ففي السفينما والفدراما والمسفرح والغنيفة
خلل العام ،2010فقد رصد تقحت عنوان السينما عشية الربيع العربي بعففض الظ فواهر والمسففتجدات اللفتففة مثل الفلم المصرّية التي تنبأت بشكل مدهش بمقدمات ثورة 25يناير المصرية.
وفي جديد تقرير هذا العام الملف الخا ص قحففول أزمة اللغة العربية في الحاضــر العرب ي ،والففذي جففاء هففذا العففام س سـة الفكـر العرب ي فففي 9دول بعنوان "اغتراب اللغة أم اغتراب الشباب" بنففاًء علففى اسففتطلع لل فرأي أجرت ه مؤ ّ
عربية ،والذي توّج ه ف ميدانيًا إلى ثماني فئات معنّية بقضية اللغة العربية من بينها فئة الشباب .فيما عالج الملف
الثابت "الحصاد الثقافي السنوي" القضايا والظواهر والتساؤلت التي انشغل بهففا العففرب فففي العففام 2010عففبر مففؤتمراتهم وملتقيففاتهم وففي صفففقحات دوري اتهم ومطبوع اتهم الفكري ة .قحيففث كففان مففن اللفففت فففي العففام 2010
1
القحضففور البففارز لقضــية اللغــة العربيــة والشــباب لففدى العديففد مففن الجهففات والمؤّس س ففات انطلق فًا مففن الشففعور بمستويات "الزمة" المتفاقمة التي تقحاصر كلّ منهما.
س سـة الفكر العربي فففي إشفراك أكففبر عففدد ممكففن مففن الق فّراءالعففرب فففي مففا رص ده "التقرير العربي ورغبًة مففن مؤ ّ
الرابع للتنمية الثقافّية" ،كففانت هففذه المقحاولة فففي تقففديم مففوجز عنففه ،متخفّففًا مففن الرقام والقحصففاءات والرسوم
البيانيففة وغيره ا مففن المعطيففات المنهجّيففة الففتي منقحففت التقري ر مصففداقيته العلمّيففة .إذ إن الغايففة هففي أن ي فواكب جميففع القفّراءالعففرب ،بمختلففف مسففتوياتهم التعليميففة والثقافيففة ،وبمختلففف اختصاصففاتهم ،الواقففع الثقففافي والمعرف ي
ي أبعاد أيديولوجية أو تنظيرّية ،من خلل كففتّيب مختصففر عفن التقرير الساسففي، العربي مواكبًة أمينة ،خالية من أ ّ بما يسمح بتعميم قراءته.
فهرس الموضوعات ش رـات ودالالت" ملف :قضايا الشباب العربي على ال نـترنت" :مؤ ّ •
ملمح عامة لقضايا الشباب على ال نـترنت 2
•
مؤشرات القضايا المثارة عبر ال نـترنت في العام 2010
•
جماهيرية القضايا المثارة
•
"البصمة التقنية":قنوات النشر و"نظرات خاصة" على القضايا المثارة
•
القضايا من المحيط إلى الخليج
ملف :التعليم الجامعي وسوق العمل اختلالت على الجانبين •
الوضاع الراهنة للتعليم العالي في مصر وعلقتها بسوق العمل
•
التعليم العالي في السعودية واالستجابة لسوق العمل
•
واقع التعليم العالي في سورية
•
التعليم العالي في الردن وسوق العمل
•
تونس :حين تكون البطالة أحد أسباب الثورة
•
لقة فوضى تربوّية غير خ ّ
ملف :كتابات الشباب العرب..محاولة للرصد
• لبنان وسورية
• مصر والسودان • تونس • السعودية ودول الخليج العربي 3
الملف الخاص :اغتراب اللغة أم اغتراب الشباب؟ "قراءة في استطلع رأي لمؤّس سـة الفكر العربي" ملف البداع • السينما عشية "الربيع العربي" •
• المسرحّيون العرب والنفق المظلم
المضمون الثقافي للغنية العربية
ي ال يخلو من تحّفظات حصاد العام :2010عام ثقافّي حيو ّ
ش رـات ودالالت" قضايا الشباب العربي على ال نـترنت" :مؤ ّ ملمح عامة لقضايا الشباب على ال نـترنت كان الشباب في المقدمة أو رأس القحربة في مفا جفرى مفن تغييفر علفى الرض ،ففي الفوطن العربي ،العفام ،2011 وكانوا الكثر انتشا ًار وفاعلية ومهارة في استخدام النترنت وأشكال التقنية الخرى ،وفي الففوقت نفسففه بففرزت ظففاهرة
"الفضاء الرقمي التفاعلي" ،الذي يمكن لمئات اللف بل والملييفن مفن النفاس أن يتواصفلوا مفن خللفه وأن يتبفادلوا
الفك ففار ويج ففروا المناقش ففات ،وينج ففزوا التفاق ففات والخط ففط وينظمف فوا القح ففداث وينف ففذوها بمس ففاعدة الن ففترنت وأدوات المعلوماتيففة المختلفففة الخففرى ،وعملي فًا تش فّك لف هففذا الفضففاء الرقمففي مففن خلل قن فوات أدوات أساسففية هففي المففدّو نففات والمنتديات وشبكات التواصل الجتماعي وعلى رأسها موقع الفيس بوك. في هذا السياق كفان مفن الضفروري أن يرصد التقرير العربي للتنميففة الثقافيففة مفا دار فففي الفضففاء الرقمففي التفففاعلي العربي -المدّو نففات العربية والمنتديات العربية وصفقحات ومجموعات الفيففس بفوك العربيففة -خلل ،2010ليوثق 4
ما جرى من توجهات وما أثير من قضايا شغلت اهتمام الشباب العربي والعفرب عموم ًا فففي هففذا العفام الفاصففل مفن الناقحيففة الجتماعيففة والسياسففية والقتصففادية والخدميففة وغيره ا ،بمففا يسففاعد فففي شففرح بعففض النقففاط الففتي تفرض ها
طبيعة التغيير الجاري أو المتوقع في الوطن العربي وتوضيقحها. ي مقحتففوى علففى النففترنت يتك فّو نفمففن ن فواة مقحوري ة هففي مففادة المقحتففوى ذاتهففا ،لكففن هففذه الن فواة الصففلبة أو والواقففع أن أ ّ
المقحتففوى نفسففه ل تتّضففح ملمقحففه ويت فّم التعففرف إلففى كامففل هففويته إل مففن خلل أرب ع بصففمات ،الولففى هففي البصففمة
الجماهيرية ،أي معرفة قفدرته علفى جفذب الجمهفور ،والثانيفة البصفمة الجغرافيفة ،أي خريطفة انتشفاره جغرافيفًا ففي البلفدان
المختلفة ،والثالثة البصمة التقنية أي علقته بالخصوصية التقنية والمكانات الفنية لقنوات النشر التي يقّد مف من خللهففا،
هففذا بخلف بصففمات أو أبعففاد أخففرى كففثيرة أقففل أهميففة ،والرابعففة بصففمة الزم ن ،أي تتبففع قحالففة المقحتففوى عففبر الزم ن وملقحظة ما يط أر عليه من تطّو رفاتفي الوقات المختلفة لفترة البقحث. ما الذي يشغل الشباب العربي على ال نـترنت؟ انتهت عمليات التصنيف إلى أن الفضاء التفاعلي الرقمي العربي انتشرت فيه وشاعت 53قضية ،شغلت بال العرب والشباب على وجه الخصو ص في ،2010وهذه القضايا تشّك لف النواة الصلبة للمقحتوى الذي تّم تقحليله وعرضه في التقرير.
وقد اتضح أن هذه القضايا سارت في مسارين رئيسيين ،أقحدهما يتعلفق بقضفايا "الشفأن الخفا ص" الفتي تفدور ففي الفلك الضيق للشخ ص واهتماماته العائلية والعملية والجتماعية ،والخففر بقضففايا "الشففأن العفام" الفتي تففدور ففي فلفك المجتمففع والففوطن والهمففوم المشففتركة قومي فًا إوانسففانيًا فففي آفاقهففا الرقحبففة الواسففعة؛ وفففي قضففايا الشففأن الخففا ص راح المفواطن العربي يبقحففث داخففل الفضففاء الرقمففي التفففاعلي عففن الففترفيه عففبر الفلم والمسلسففلت ،وع ن سففبل أفضففل
لتسيير تفاصيل قحياته اليومية عبر النصائح والرشادات ،وعن الصقحة الجسدية والنفسية عبر قضفايا الطففب ،وعن الغذاء الروقحي عفبر القضفايا الدينيفة ،ثفم إشفباع النهفم السفتهلكي العصفري ،عفبر التعفاطي مفع قضفايا التكنولوجيفا والنترنت ومهارات استخدامها. ل أن قضففايا الشففأن الخففا ص تسففيطر سففيطرة شففبه مطلقففة علففى اهتمامففات الملييففن وففي هففذا السففياق نلقحففظ مث ً
التي تنشىء الصفقحات والمجموعات على الفيس بوك ،أو تتابع أو تعجب أو تعلق على ما يثار فيها من قضايا.
صف دففر المشففهد قضففيةُ المشففاركات والنقاشففات والتعليقففات المعّب فرة عففن الخفواطر والمشففاعر النسففانية والعلقففات تت ّ النسففانية والخفواطر المتنّوعففة علففى اختلف صففورها ،أي أن الفيففس بففوك فففي المقففام الول بالنسففبة إلففى العففرب هففو
فضففاء للتنفيففس عففن مكنونففات المسففتخدم وخ واطره ،أو هففو مقحتففوى يسففمح لملييففن العففرب عففبر الفضففاء الرقمففي،
للتعبير عن آمالهم إواقحباطاتهم وأقحلمهم ونجاقحاتهم وفشلهم في القحياة والعلقات الجتماعية والنسانية .أما الدائرة الصغر التي تشّك لف مفا ينففاهز ثلففث اهتمامففات المسفتخدمين للفيفس بفوك ) %30تقحديفدًا ( فينقحشفر بففداخلها خمسففون 5
قضية ،يختلط فيها الشأن العام مع الشفأن الخفا ص ،إوان كفانت الغلبففة فيهففا أيضفًا لقضفايا الشفأن الخفا ص الفتي تتبفوأ الكثير من المراكز المتقّد مفة في قائمة أكثر القضايا انتشا ًار واهتمامًا على الفيس بوك.
هل كّل ما يكتبه المدّو نــون يثير االهتمام؟
جرت خلل البقحث متابعة وفقحفف ص جماهيرية القضففايا المختلفففة ،وت ّم التوصل إلفى العديففد مففن النتائففج ،منهففا أن من بين 120754تدوينة كتبها المدّو نففون ،كانت هناك 100336تدوينة لم يكترث بها الجمهور ولم ُيعّلق عليها بقحرف ،وهذه الرقام تعني أن الجمهور العام لم يكترث بقحفوالى %83مففن التففدوينات الففتي كتبففت ،لكنففه علّففق علففى قحوالى 20ألفًا و 420تدوينة تمثل %17من إجمالي التدوينات.
وفي ضففوء هففذه الرقام ،نقحفن أمفام نتيجففة واضففقحة للعيففان ،وهي أن الغالبيفة السفاقحقة مفن التفدوينات فشففلت ففي
جذب الجمهور وقحّثه على التفاعل معها عبر التعليقات ،أي أن أغلب ما يدور في مجتمع التففدوين العربي هففو فففي
نظر الجمهور العام من زّوار المدّو نففات ،مجرد "مونولوج" أو قحديث داخلي بين المفدّو نف ونفسفه ،ول يسفتقحق الفدخول فيه.
بيففد أن هففذه النتيجففة الصففادمة يخفّففف منهففا أن عففدد التعليقففات الففتي ُك تفبففت علففى هففذه النسففبة القليلففة كففانت معقولفة،
قحيففث وصففلت إلففى 212ألف فًا و 192تعليق فًا ،بمتوسففط عففام 1.8تعليقففات للتدوينففة الواقحففدة ،مّم ف اف يففوقحي بففأن جمه ففور الن ففترنت والم ففدّو نففات لي ففس س ففلبيًا أو عازف ًا ع ففن المش ففاركة ،لكن ففه ينفع ففل ويش ففارك قحينم ففا يج ففد ق الوقوف عندها والتعليق عليها. تدوينات تستقح ّ وقد جفاءت التفدوينات المصفرية ففي صفدارة التفدوينات الفتي قحظيفت بفأكبر قفدر مفن التعليقفات ،إواذا أكملنفا قائمفة المراكز العشرة الول ،سفنجد أن التفدوينات السفعودية تفأتي ففي المركز الثفاني تليهفا الكويتيفة ،فالردنيفة ،فالتفدوينات
التي وضعها من يقيمون في بلدان غير عربية ،ثّم التدوينات الفلسطينية ،فالمغربية ،فاللبيية ،ثم اللبنانية. ص دففر قائمة الفئات التي استطاعت جذب الجمهففور تبّين كذلك أن التدوينات الصادرة عن الصقحافّيين والكّتاب تت ّ إلى تدويناتها ،تليها الوظائف المصّنفة تقحت بند "أخرى" ،ثم الطباء والدارّيون والمدّر سففون .وفي الم اركففز الخمسففة الخي فرة ،يففأتي أصففقحاب المهففن التشففكيلية والففدعاة ورج ال العمففال والمففترجمون والبففاقحثون .والُم لفَقح ف ظ ف أن الجميففع
يتنافس على قدر ضئيل جدًا من التعليقات يتراوح بين % 0.1و .%2
وكشفففت النتائففج عففن أن القح فوار بيففن العففاطلين والجمهففور كففان أعمففق وأكففثر تلقحم فًا مففن القح فوار بيففن الصففقحافيين
والكتّ ففاب والجمه ففور بف ففارق ك ففبير .بينم ففا ك ففانت ت ففدوينات الكتّ ففاب والص ففقحافّيين أك ففثر انتش ففا ًار م ففن غيره ا .وتش ففير التقحليلت التي ُأجريت خلل الدراسة إلى أن تفدوينات العفاطلين كفانت تعكفس مف اررات ومشفكلت يعيشفونها .ولقفت
ل مففن آخري ن مففن الجمهففور ،هففم فففي الغلففب مففن العففاطلين عففن العمففل أيضففًا ،أو علففى القففل مففن تعاطف فًا وقبففو ً
المتففأثرين بالبطالففة ،فكففانوا يكتبففون تعليقففات متع فّد دفة علففى التدوينففة الواقحففدة .وفففي هففذا السففياق يمكففن لنففا القففول إن
ى واقت ارب فًا مّم ف نف يشففاطره مجتمففع التففدوين يلعففب دو ًار مهّم ف ًاف بيففن أصففقحاب المشففكلة الواقحففدة .فمففن يكتففب يجففد صففد ً 6
المش ففكلة ويقف ف أر أو يت ففابع .ول يظه ففر ه ففذا الق ففتراب بالق ففدر نفس ففه م ففن الوهف ج والعم ففق ف ففي قحال ففة الكتاب ففة العلمي ففة والصقحافية العادية ،التي تصدر عن مقحترفين ل يتشاركون مع المتلّقي في مشكلته. وففي المنتففديات الففتي خضففعت للتقحليففل تّبيففن أن العففرب كتب فوا عففبر منتففدياتهم فففي العففام 2010نقحففو 661ألف فًا و 715مشاركة ،في 53قضية مختلفة .ووصلت الردود على هذه المشاركات إلى 29مليونًا و 600أل ٍ ف و 540
تعليقًا ،بمتوسط عدد تعليقات بلغ 44.7علفى المشفاركة الواقحفدة ،واسفتقحوذت قضفايا القتصفاد علفى نصفيب السفد
من هذه التعليقات ،قحيث بلغت قحصتها %32.7من إجمالي التعليقات.
وقد كانت القضايا المثارة عبر المنتديات ففي مجملهفا قضفايا غيفر جاذبفة للجمهفور ول تفدفعه أو تقحثّفه علفى التفاعفل معهفا بفالرّد والتعليفق ،لن العفدد الجمفالي للتعليقفات ضفئيل جفداً ،ففي مقابفل العفدد الجمفالي .ويتّضفح ذلفك بصفورة أكبر من المتوسط العام للتعليق علفى القضففايا ،الفذي ينففاهز بالكففاد 45تعليقفًا للقضفية الواقحففدة ،ويّعففبر عفن مسفتوى
جماهيري ة ل يتّسففق والقحرك ة الهففادرة للجمففاهير علففى النففترنت ،الففتي تففدفع بالتعليقففات داخففل المنتففديات والمففدّو نففات وغيرها إلى ما يتجاوز المئات من التعليقات على الكثير من الموضوعات بسهولة.
ل بف فّد أن نش ففير هن ففا إل ففى أن ض ففعف جماهيري ة القض ففايا المث ففارة عل ففى المنت ففديات ل يعّب ففر بالض ففرورة ع ففن ت ارخ ففي الهتمام بموضوع القضفايا نفسفها أو ضفآلته ،ولكنفه يعّبفر ففي المقفام الول عفن عفدم قفدرة المشفاركة المكتوبة قحفول هذه القضايا على جذب الجمهور ،إواقناعه بالتفاعل مع ما يكتب قحول هذه القضية أو تلك.
ماذا عن الفيس بوك؟ فففي الفيففس بففوك بففدأت جماهيري ة القضففايا ،مففن الناقحيففة الجماليففة ،مففن نقطففة انطلق مكّو ن ففة مففن 155ألف فًا و
107مشففاركات ،وكان عففدد مفّرات التّعففرض للقفراءة والمطالعففة بقحففدود مليار و 527مليون ًا و 245ألففًا و 721 مفّرة ،وعدد م فّرات العجففاب والمتابعففة الففتي قحصففلت عليهففا 457ألف فًا و 185م فّرة .وكفان المتوسفط العففام لنصففيب المشفاركة الواقحفدة مفن مفّرات العجفاب 2.95مفّرة ،وكان عفدد التعليقفات الفتي كتبفت عليهفا مليفون وسبعة آلف و 590تعليقًا ،وبلغ نصيب كّل مشاركة من التعليقات 6.5تعليقات.
وقد أعفاد فريق البقحففث قفراءة مففا كشففت عنفه الرقام وعمليفات الرصد والتصفنيف والفهرسة قفراءة عامفة مففن منظففور تقحليلي يربط ما تّم التوصل إليه بما يجري في السياق العربي العام .وقد قادت هذه القراءة إلى إقحدى عشفرة نقطففة، تؤكد أننا أمام ساقحة رقحبة للبوح ،تسودها قحركة ضخمة بل قيادة ،يفؤثر أطرافهفا ففي بعضفهم بعضفًا ،ويمتفد تفأثيرهم ي الى المجتمع الواسع ،بدرجة تختلف من قضية لخفرى ،ومن مكفان لخفر .وهذه النقفاط القحفدى عشفرة يمكفن ل ّ جهففة أو شففخ ص أو طففرف السففتفادة منهففا فففي تعففامله مففع الفضففاء الرقمففي التفففاعلي بصففورته الجديففدة الخففذة فففي
التغّير وتأثيرها وتداخلها مع مجالت العلوم والقتصاد والخدمات والسياسة والمجتمع وكّل أشكال القحياة الخرى.
دالالت الفتة للنظر 7
النتيجففة العامففة الففتي يمكففن الخففروج بهففا مففن التقحليلت السففابقة أن الفضففاء الرقمففي التفففاعلي العربي بقنفواته الثلث )مدّو نففات ،منتديات ،فيس بفوك ( هفو ففي قحقيقفة المففر أشففبه بمسففرٍح كفبير وعملق تجفوبه قحزمة مفن الثنائيفات الفتي
تضفي عليه قد ًار كبي ًار من القحيوية ،وتنبىء بأنه مرّش حف للتوّس عف في القحجم والتعاظم في الهمية والنضففج فففي الداء بمرور الوقت. ومن أبرز ما تّم التوصل إليه في ضوء هذه الثنائيات أن هذا الفضاء قد وّفر بيئففة خصففبة أمففام شفريقحة المفواطنين العرب المستخدمين للنفترنت ،مفن أجفل إنتفاج وتداول وتوزيع وتوظيفف المعلومات الخاصفة ففي أكفثر مفن خمسفين قضية ،بعيدًا عن م اركفز اتخفاذ القفرار العليفا للمجتمفع ،فقفد نقفل هفذا الفضفاء عمليفة إنتفاج المعلومات الخاصفة بهفذه
القضايا إلى الرصفة والميفادين والمقففاهي والنفوادي والشفواطىء وال ارئفك ففي غفرف السفتقبال بالمنففازل .وهذا يعنفي أن شريقحة العرب المنضوين في هذا الفضفاء قفد انخرط وا ضففمن مفا يعففرف بأنشفطة "الفويكي" ،أي النشففطة القائمفة ط المسفتقيم ،وليفس الهفرم الفذي يأخفذ شفكل على التعاون والعمل المشترك والبّناء من أسففل ،ففي سلسفلة أفقيفة ،كفالخ ّ المثلث ذي القاعدة العريضة والقّم ةف المدّببة التي تّتسع لفرٍد واقحد. استنادًا إلى ذلك ،يمكن لنا القول إن َم نف تقحّر كفوا في الفضاء الرقمي التفاعلي العربي خلل العام ،2010هم نتاج
مرقحلففة التواصففل اللقحظففي وأنشففطة الففويكي الففتي تقففوم كمففا سففبقت الشففارة علففى البنففاء مففن أسفففل بصففورة عريضففة،
والتشففبيك الفقففي المك فّو نف مففن طبقففة واقحففدة يقففف جميففع أفرادهففا علففى قففدم المسففاواة مففع بعضففهم بعض فًا ،مففن قحيففث
المشاركة والفعل والتنظيم .وهذا المفر يفّسف رف الكفثير مفن التقحركات والتففاعلت الفتي تجفري الن علفى الرض ،ففي الففوطن العرب ي ،علففى الصففعيد الجتمففاعي والقتصففادي والسياسففي ،والففتي تبففدو فففي ظاهره ا قحرك ات اجتماعيففة أو
جماهيرية عريضة النطاق بل قائد مقحّد دف ،وربما ظهرت بأوضح ما يكون في ثورتّي مصر وتونس. ى يتقحفّر كفقحركة ضفخمة هكذا تقّد مف قحركة المليين العاديين من مستخدمي النفترنت مففن ذوي الشففأن الخففا ص مقحتففو ً لكنها غير مقحسوسة ،أما قحركة القلية النشطة التي تهتم بالشفأن العفام ،سفواء علفى النفترنت أم ففي الواقفع الفعلفي، فهففي أق فّل قحجم فًا وشفيوعًا ،لكنهففا أكففثر عنف فًا وقحيويفة ،وففي هففذا السففياق تق فّد مف قحرك ة المعارض ة السياسففية والقحرك ات الشبابية نموذجًا جيدًا في هذا الصدد ،على نقحو ما شهده العالم العربي من ثورات وتقحّولت في العام .2011فمففا
قحففدث ل يخففرج عففن تقحّر ك ففات الفئففة القليلففة المهتمففة بالشففأن العففام ،عففبر النففترنت والفضففاء التفففاعلي ،خلل العففام ،2010وقد قابلها نشاط لفئة مماثلة في الواقع الفعلي ،وعندما تلقت قحركة الفئتين ،لعب الفيففس بففوك )والنففترنت
عمومًا ( دور القائم بالتنظيم والقحشد والدعم اللوجستي والبيئة القحاضنة للفكار ،والوسيط السففهل السفريع للتواصففل، وتبادل المعلومات القابلة للتوظيف اللقحظي ،إلى غير ذلك من المور الخرى.
وقد أشارت التقحليلت أيضًا إلى أنه كانت هناك فروق واضقحة في التعامل مع القضايا بين كّل قناة نشففر وأخففرى، بصففورة تففدّل علففى أن جمهففور كفّل قنففاة نشففر كففان لففديه "فقففه للولويفات" خففا ص بففه ،أو طريقففة أو مفزاج خففا ص فففي
تعامله مع القضايا المثارة؛ فالرقام الخاصة بالمدوّنين تدّل على تقّد مف مقحسوس للقضايا الجاّد ةف ذات العلقة بالشففأن 8
العففام ،واختفففاء القضففايا الخفيفففة والخلفيففة عففن الم اركففز الخمسففة عشففر الول.وهذا يعتففبر مؤّش ًارف علففى وجود درج ة
واضففقحة مففن النضففج فففي " فقففه الولويات" أو ترتيففب الولويات ،لففدى المفّد وفنين وَم نف يعلّقفون علففى تففدويناتهم ،وأن
أولوياتهم تتعامل بصورة عامة في قضايا ذات علقة بالفكر التنموي والهتمامات القحقيقّية ،وتبتعد بصففورة واضففقحة ث أو الففذي يؤّج جف الخلفففات والفرقة كمففا يشففاع دائمفًا عففن جمهففور عففن تقففديم أو اسففتهلك المقحتففوى الخفيففف أو الغف ّ النترنت العربي.
وقففد كففان الفضففاء الرقمففي التفففاعلي العرب ي فففي العففام 2010سففاقحة يتبففارى ويتصففارع فيهففا الشففأن العففام والشففأن الخا ص ،على اهتمامات الفرد والجماعة معًا .وهو ما يدّل على أن هذا الصراع بلغ مسففتوى مففن القحيوّية والعنففوان قففد يفففوق مففا كففان يجففري فففي الواقففع الفعلفّي ؛ف فالنسففان العربي فففي فضففائه الرقمففي التفففاعلّي لففم يكففن كلّففه أو غففالبيته
ت قحفوله ليسفمع ويرى ويشفارك الساقحقة مسقحوبًا إلفى دائفرة اهتمامفاته الضفّيقة الخاصفة ومنكفئفًا عليهفا ،بفل بفات يتلفّف ُ في ما ينقله بمقحض المصادفة أو عن وعي إلى دائرة الهتمامات العامة؛ وذلك بفعل تعّر ضفه لتيارات من البيانففات والمعلومات المتلطمة في جهات ومسفارات شفتى ،المفر الفذي يجعفل مفن الفضفاء الرقمففي التففاعلي قحاضفنة لبفذور
جديدة تعيد توجيه اهتمامات شريقحة كبيرة من المواطنين العرب إلى الشأن العام ليقوى ويشتّد فففي مواجهففة الهتمففام بالشأن الخا ص. ولم يتوقف اختلف المواقففف والتوجهففات نقحففو القضففايا عنففد تقسففميها إلففى قضففايا الشففأن العففام والشففأن الخففا ص ،أو عنففد النتشففار الظففاهري والنتشففار الفعلففي ،بففل تعفّد افها إلففى الختلف فففي مسففتوى عمففق التعامففل مففع هففذه القضففايا؛
ل سففطقحيًا ،والتعامففل مفع الكفثير مفن فالرقام تكشففف عفن ميففل الجمهفور نقحففو التعامففل مفع الكفثير مفن القضفايا تعفام ً
ل عميقًا؛ المر الذي جعل قحركة قضايا التعامل السففطقحي فففي الفضففاء الرقمففي تبففدو كقحركة القضايا الخرى تعام ً أفقيففة خفيفففة س فريعة ،وقحرك ة قضففايا التعامففل العميففق تبففدو كقحرك ة أرسففية متثاقلففة بطيئففة .والمعيففار القحاسففم فففي هففذا
التمايز كان مستوى "تفريع" القضايا وتفتيتها إلى قضايا فرعية والولوج إلففى تفاصففيلها وفروعهففا مففن قبففل مففن يكتبففون أو يعلقون ويتابعون ،وليس الوقوف عند صورتها الجمالية فقط.
مؤشرات القضايا المثارة عبر ال نـترنت في العام 2010 يوضح ترتيب القضايا المثارة ،عْب َرف الفضفاء الرقمفي التففاعلي العربي ،ففي العفام ) 2010مفدّو نففات ،منتفديات ،فيفس بوك ( طبقًا لموقع كّل قضية في قنفوات النشفر الثلث أن هفذه القضفايا سفارت ففي مسفارين رئيسفّيين ،أقحفدهما -كمفا سبقت الشارة -يتعلق بقضايا "الشأن الخا ص" ،التي تدور في الفلفك الضفّيق للشفخ ص واهتمامفاته العائليفة والعمليفة والجتماعية ،والخر بقضايا "الشأن العام" ،الفتي تفدور ففي فلفك المجتمفع والفوطن والهمفوم المشفتركة قوميفًا إوانسفانيًا
في آفاقها الرقحبة الواسعة.
9
ففي مجال اهتمام المدّو نففات العربية )بصفة عامة ( بالشأن العام أتت قضية الثقافة والدب والفكر في المركز الول
بين قضايا الشأن العام ،وفي المركز السادس بين ترتيب القضايا ككّل في المنتديات ،وأتت قضفية الفلم والسفينما والغاني في المركز الول بين قضايا الشأن الخا ص ،وفي المركز الول بين ترتيب قضايا الفيس بوك ككّل .ف
تففبّين أن الشففخ ص فففي قضففايا الشففأن الخففا ص ،يبقحففث داخففل الفضففاء الرقم ففي التفففاعلي عففن الففترفيه عففبر الفلم والمسلسففلت وعن سففبل أفضففل لتسففيير تفاصففيل قحيففاته اليوميففة عْبف َرف النصففائح والرشادات ،وعن الصففقحة الجسففدية
ب ،ف وعن الغذاء الروقحي عْب َرف القضايا الدينيففة ،ثففم اشفباع النهفم السففتهلكي العصفري عفبر والنفسية عْب َرف قضايا الط ّ التعاطي مع قضايا التكنولوجيا والنترنت ومهارات استخدامها.
التنفيس وظيفة أولى للفيس بوك ل أن قضففايا الشففأن الخففا ص تسففيطر سففيطرة شففبه مطلقففة علففى اهتمامففات الملييففن الففتي فففي هففذا السففياق لففوقحظ مث ً
تنشففىء الصفففقحات والمجموع ات علففى الفيففس بففوك ،أو تتففابع أو تعجففب أو تعلّففق علففى مففا يثففار فيهففا مففن قضففايا،
بقحيف ففث تتص ف فّد رف المشف ففهد قضف ففية المشف ففاركات والنقاشف ففات والتعليقف ففات المعّب ف فرة عف ففن الخ ف فواطر والمشف ففاعر النسف ففانية، والعلقففات النسففانية ،والخفواطر المتنوعة علففى اختلف صففورها؛ أي أن الفيففس بففوك فففي المقففام الول بالنسففبة الففى
العرب هو فضاء للتنفيس عفن مكنونات المسففتخدم وخ واطره ،أو هفو مقحتفوى زف رات كفبرى مففن ملييففن العففرب عففبر الفضف ففاء الرقمف ففي ،تجّس ف ف دف آمف ففالهم إواقحباطف ففاتهم وأقحلمهف ففم ونجاقحف ففاتهم وفشف ففلهم فف ففي القحيف ففاة والعلقف ففات الجتماعيف ففة
والنسففانية .ويعفّز ز فهففذه الفرضية أن القضففية التاليففة بعففد الخفواطر هففي القضففايا الدينيففة الففتي تسففتقحوذ علففى قحفوالى ِخ مف ففس المش ففاركات والتعليق ففات والمتابع ففات ،وكففأنه انتق ففال سف فريع م ففن البقح ففث ع ففن فض ففاء للتنفي ففس ع ففن الخف فواطر والمشاعر ،إلى البقحث عن غذاء الروح والعقيدة .وتزداد القحلقة إقحكامًا قحول الشأن الخا ص ،بالنتقففال إلففى القضففايا
المتعلقة بالنصائح والرشادات والستفسارات ،والفتي يفترّك زف معظمهفا ففي الوصفات والكلت وشؤون المطبفخ ،إلفى
جانب مجالت قحياتّية أخرى .وهكذا تستوعب دائرة "الشففأن الخفا ص" أكففثر مفن ثلفثّي اهتمامففات المسفتخدمين العفرب على الفيس بوك ،قحيث نجد أن قحوالى %70مفن المسفتخدمين يفدورون ففي فلفك الخفواطر والمشفاعر وغذاء الفروح الديني وغذاء البطن والجسد والقحرفة أو المهارة المطلوبة للقحياة.
خمسون قضية في دائرة ضيقة أمففا الففدائرة الصففغر الففتي تشفّك لف مففا ينففاهز ثلففث اهتمامففات المسففتخدمين للفيففس بففوك ) %30تقحديففدًا ( فينقحشففر بففداخلها
خمسون قضية ،يختلط فيها الشففأن العفام مفع الشففأن الخفا ص ،إوان كفانت الغلبفة فيهففا أيضفًا لقضفايا الشففأن الخفا ص الففتي
تتبوأ الكثير من المراكز المتقّد مفة في قائمة أكثر القضايا انتشا ًار واهتمامًا على الفيفس بفوك؛ فهنفاك قضفايا الرياضفة ففي
ب والصفقحة ففي المركز التاسفع ،والفلم والسفينما ففي المركز السادس ،والمطربون والمطربات في المركز السابع ،والط ّ المركز العاشر ،والتلفزيون في المركز القحادي عشر.
10
مففن بيففن قضففايا الشففأن العففام تظهففر القضففايا الجتماعيففة وقضففايا الثقافففة والفكففر فففي المركزي ن ال اربففع والخففامس علففى التوالي في الفيس بوك ،وبعد ذلك ل تظهر قضايا الشأن العام إل متأخرًة ،كالعلم وقحرية التعففبير ،والتربيففة ،والتعليففم،
والعلففوم ،والمؤّس سففات السياسففية ،وقضففية فلسففطين ،وقحقففوق النسففان ،واتفاقيففات السففلم ،والبيئففة ،والمفوارد ،وغيرها .ول
يختلف القحال كثي ًار في المدّو نففات والمنتديات.
أما أبرز قضايا الشأن الخا ص فتمّثلت في قضية السفرة ،الفلم والسفينما والغفاني ،النفترنت والمعلوماتيفة ،التلفزيون ل عففن 26قضية دينيفة فرعيفة ،وهي :الدعيففة، ب والصففقحة ،فضف ً والفضففائيات ،الخفواطر والمشففاعر ،الرياضففة ،الطف ّ
والناشف ففيد ،والزه ر ،والقتصف ففاد السف ففلمي ،والنبيف ففاء والرسف ل ،والتط ف فّر ففالف ففديني ،والتوقحيف ففد ،والخطف ففاب الف ففديني،
والخلفة ،والربا ،والرقية الشرعية ،والسنة النبوية ،والشريعة السلمية ،والفتاوى الدينية ،والكتب المقدسة ،والمذاهب
الديني ففة ،وال ففوقحي ،والم ففاكن المقدس ففة ،والمب ففاني الديني ففة ،وتط ففبيق الشف فريعة ،وتغيي ففر الديان ففة ،وشخص ففيات ديني ففة، وعبادات وقضايا دينية عامة ،ومقارنة الديان ،ونهاية العالم في الديان.
جماهيرية القضايا المثارة أول مففا يطالعنففا فففي هففذا الصففدد أن هنففاك 100336تدوينففة لففم يكففترث بهففا الجمهففور مففن بيففن 120754تدوينففة كتبهففا المففدّو نففون فففي 12934مدّو ن ففة ،ولفم يعلّففق عليهففا بقحففرف .وه ذه الرق ام تعنففي أن الجمهففور العففام لففم يكففترث
بقحوالى %83من التدوينات التي كتبت ،لكّنه عّلق على قحوالى 20ألفًا و 420تدوينففة تمثففل %17مففن إجمففالي التدوينات. كتب العرب عبر منتدياتهم في العام 2010قحفوالى 661ألففًا و 715مشفاركة ففي 53قضففية مختلففة ،ووصلت الففردود علففى هففذه المشففاركات إلففى 29مليون ًا و 600ألف ٍ ف و 540تعليقفًا ،بمتوسط 44.7تعليقفًا علففى المشففاركة
الواقحففدة ،واسففتقحوذت قضففايا القتصففاد علففى نصففيب السففد مففن هففذه التعليقففات ،قحيففث بلغففت قحصفُتها %32.7مففن إجمالي التعليقات. أول ملمففح مففن ملمففح جماهيري ة القضففايا الُم ثففارة عففبر المنتففديات ،هففو أنهففا كففانت فففي مجملهففا قضففايا غيففر جاذبففة
للجمهففور ،ول تففدفعه أو تقحثّففه علففى التفاعففل معهففا بففالرّد والتعليففق ،لن العففدد الجمففالي للتعليقففات ضففئيل جففدًا فففي مقابل العدد الجمالي للمشاركات .ويّتضح ذلك بصورة أكفبر مفن المتوسط العففام للتعليفق علففى القضفايا يكفاد ينفاهز
45تعليقًا للقضية الواقحدة ،ويعّبر عن مسفتوى جماهيرية ل يتّسفق والقحركة الهفادرة للجمفاهير علفى النفترنت ،الفتي ت ففدفع بالتعليق ففات داخ ففل المنت ففديات والم ففدّو نففات وغيره ا إل ففى م ففا يتج ففاوز المئ ففات م ففن التعليق ففات ،عل ففى الك ففثير م ففن الموضوعات بسهولة.
11
"البصمة التقنية":قنوات النشر و"نظرات خاصة" على القضايا المثارة عند النظر إلى ّع يفنفة البقحفث ،مفن قحيفث نوعيفة المفدّو نففين )ذكفو ًار إواناثفًا ( كفانت المفاجفأة ان التفدوين النسفائي يكتسفح تسع دول عربية؛ ففي منطقة الخليج سّج لففت المدّو نففات النسائية في السعودية % 70مقابل % 30للمففدّو نففين مففن الرج ال؛ وففي قطــر تق فّد مفت النففاث المففدّو نففات ليمثّْل ف َن ،%76وففي المففارات قحقّْق ف َن ،%75وففي المغــرب العرب ي وصفلت النسففبة فففي الجزائـر إلففى % 82للنسففاء ،وففي تـونس ،% 52وففي السـودان كففانت النسففبة متعادلففة مففع ي دولة الرجال ،وفي سلطنة عمان كففانت النسففبة .% 47واللفففت أن المففدّو نففات الففتي لففم يوضح أصففقحاُبها إلففى أ ّ ينتمون كان % 43منهم نساء .أما التدوين الذكوري فاكتسح بلدانًا أخرى ،وكان مرّك ًازف بصففة خاصفة ففي كفّل مفن سورية والعراق والمغرب والبلدان غير العربية وليبيا والردن ومصر واليمن ،قحيفث تراوقحت نسفبة التفدوين الفذكوري
في هذه البلدان بين 100و .% 80 على صعيد آخر ،سجلت المنتفديات ففي المنطقفة العربيفة قحضفو ًار ملقحوظ ًا خلل السفنوات الخيفرة ،وتمتّعفت بكفثير
من الوهج والهتمفام ،ففي مرقحلفة مفا قبفل ظهفور الشفبكات الجتماعيفة وانتشفارها ،علفى النقحفو القفائم قحاليفًا ،ول يفزال ي ،ف وتجت ففذب أع ففدادًا غفيف فرة م ففن مس ففتخدمي الش ففبكة الع ففرب .وبففدا أن القض ففايا ال ففتي انش ففغلت به ففا له ففا قحض ففوٌر ق ففو ّ المنتديات العربية في العام 2010هفي قضفايا انشفغل بهفا َمف نف هفم ففي العشفرينيات والثلثينيفات مفن العمفر ،داخفل
البلففدان العربيففة ،والففذين يشففكّلون المقحففور أو مرك ز الثقففل الساسففي مففن قحيففث الس فّن داخففل المنتففديات العربيففة .أمففا الفئات العمرية الخرى فهي تدور قحولهم في مدارات هامشية غير مؤثرة بصورة كبيرة .كما بدا وجود علقة طرديففة
إيجابية بين كثافة وجودها داخل المنتديات ومستوى جودة الدرجة التي تقحصففل عليهففا مففن قحيففث القحيوية والنتاجيففة في مناقشة القضايا المختلفة ،بقحيث قحّققت فئة التعليفم الجفامعي أسفوأ درجة فففي %11.8مفن المنتفديات؛ ففالقحوار الدائَر عْب رف المنتديات العربية ،قحول القضايا المختلفة ،هو قحوار "المقبلين علففى التعليففم" أو َمف نف هففم فففي سففن التعليففم الل ازمففي والجففامعي ،وما يمكففن أن نطلففق عليهففم فئففة الطلب؛ أمففا ذوو التعليففم بعففد الجففامعي مففن البففالغين والشففيوخ
فليسوا هم مركز التقحاور قحول القضايا الُم ثفارة عبر المنتديات.
وبالنسففبة إلففى الفيففس بففوك ،بففدت قضففية المذهبيففة كففأكبر قضففية يتفّم تففداولها بيففن صفففقحاته الجماعيففة وتصففل فيهففا نسبة المشاركات الصادرة عن المجموعات إلى أكثر من ،%95وجاءت قضففية الخفواطر والمشففاعر كففأكبر قضففية
يتّم تداولها في الصفقحات الفردية وتصل فيها نسبة المشاركة الصادرة عن الصفقحات الفردية إلى أكففثر مففن ،%95 وهذا ما يشير إلى أن قضايا الشأن العام تقحظى بقدر من "الهندسة والتنظيم" على الفيس بوك ل تقحظففى بففه قضففايا الشأن الخا ص.
12
القضايا من المحيط إلى الخليج "بصمة الجغرافيا" في رصد نمففط النتشففار الجغ ارففي للقضففايا ،أو مفا يمكففن تسففميته ب ف "البصفمة الجغرافيففة" للقضففايا المثفارة ،اتضفح أن هنففاك 20دولفة عربيففة شففاركت ،بقففدر أو بففآخر ،فففي إنتففاج النقففاش الففذي دار قحففول القضففايا الف ف 53عففبر الفضففاء الرقمي التفاعلي في كّل من المدّو نففات والمنتديات والفيس بوك .في هذا السففياق بففرزت قضففايا أساسفّية أكففثر انتشففا ًار داخففل مففدّو نففات الففدول العربيففة هففي القضففايا الدينّيففة ،الرياضففة ،الخ فواطر ،النففترنت والمعلوماتيففة ،الدب والثقافففة، الطب والصّقح ةفف ،إسرائيل ،المؤّس سفات السياسية ،فلسطين.
واقحتّلت القضايا الدينية المركز الول )عبر المدّو نففات ( في جميع الدول العربيففة عففدا السعودية والسودان والكـويت وجيبوتي ولبنان ومصر ،التي تراجعت فيها إلى المركز الثاني.
أما التوزيع الجغرافي للمنتديات فيشير إلى أن مركز ثقلهففا الساسففي فففي العالم العربي هففو السعودية الففتي تسففتقحوذ علففى مففا يقففرب مففن %60مففن عففدد المنتففديات الففتي أمكففن قحصففرها فففي العّينففة ،تليهففا مصر الففتي يففتركز فيهففا رب ع
المنتففديات ،وه ذا هففو الختلف الثففاني بيففن المففدّو نففات والمنتففديات ،لن مرك ز الثقففل الساسففي للتففدوين فففي العففالم
العرب ي كففان فففي مصر والكويت .غيففر أن الدولفة صففاقحبة أكففبر عففدد مففن المنتففديات ،وه ي السعودية ،ليسففت هففي صاقحبة أعلى مستوى من النشاط على منتدياتها ،لن متوسط نصيب المنتدى من المشاركات يظهففر أن المنتففديات المصفرية تسفّج ل ف أعلفى مسففتوى مففن النشففاط ،قحيففث يصففل فيهفا متوسط نصففيب المنتفدى الواقحففد مففن المشففاركات إلفى
54مشاركة ،تليهفا المنتففديات الجزائرية بمتوسط 39.9مشففاركة ،أمففا المنتفديات السفعودية فتقحتفّل المركز الخففامس بمتوسط 39.3مشاركة. أما نمط انتشار القضايا داخل البلدان العربية فيشير إلى أن هناك تباينًا واضقحًا بيففن الففترتيب العففام للقضففايا ،وبيفن ع واضفٌح فففي خيففارات كفّل شفعب عربي ترتيفب القضفايا نفسفها داخففل كفّل دولة عربيففة علففى قحفدة .ومن ثفّم هنففاك تنفو ٌ واختيففاراته للقضففايا الففتي يهتففم بهففا عففبر المنتففديات .فلففم تكففن قضففية الفلم والسففينما والغففاني ،الففتي اقحتلّففت المرتبففة ل ،هففي الختيففار الول لكفّل الشففعوب العربيففة؛ فمففن بيففن عشفرين دولة الولى فففي الففترتيب العففام للقضففايا المثففارة مث ً عربية شملها التقحليل كانت هذه القضية هففي الختيففار الول فففي ثلث دول فقففط ،هففي مصر والسعودية والعراق،
علوةً علففى الففذين يشففتركون فففي منتففديات عربيففة ويقيمففون خففارج الـوطن العرب ي .كمففا تن فّوعت القضففايا الففتي تقحت فّل المركز الول في الدول العربية الخرى التي لم تْخ تَفْر السينما والفلم كاختيار أول. هذا ،وبّينت خريطفة توزيع القضفايا المثفارة عفبر الفيفس بفوك علفى الفدول العربيفة ،وفي ضفوء القضفايا الفتي اقحتلّفت الم ارك ففز الخمس ففة الول والخيف فرة ل ففدى مف فواطني كف فّل دولففة ،أن خي ففارات المس ففتخدمين مرتبط ففة إل ففى قحف فّد ك ففبير بم ففا
يعايشونه على المستوى المقحلي والوطني؛ فاختيارات الفلسطينيين جاءت من رقحم المعاناة التي يعيشونها ،وخيفارات مستخدمي الفيس بوك في الخليج عكست قحالة الرفاهية المادية التي يعيشونها.ومن ثم جاءت أولوّياتهم اسففتهلكية 13
فففي أكففثر مففن بلففد .وففي بلففدان مثففل مصر وتونس ولبنان والبحرين ،كففانت الختيففارات مرّك زةًف علففى قضففايا الشففأن العففام ذات العلقففة بالوضفاع السياسففية السففائدة فففي كفّل بلففد علففى قحففدة .وهكففذا بففدا واضففقحًا أن الوضاع السياسففية والجتماعية تلقي بظللها على هذا التوزيع،على الرغم من ضآلة بياناته .كما أن الدول الربع الكثر نشاطًا إواثارة
ل منهففا ق فّد مف ومتابع فًة وتعليق فًا علففى القضففايا َع ْبف فَرف الفيففس بففوك ،فكففانت مصر والسعودية والردن والســودان .لكففن ك ً
نمطًا مختلفًا في الهتمام بالقضايا خلل العام.
ملف :التعليم الجامعي وسوق العمل اختلالت على الجانبين الوضاع الراهنة للتعليم العالي في مصر وعلقتها بسوق العمل تعّد مصر أولى الدول العربّية التي بدأ التعليم العالي فيها مبك ًرا .وبينما كفان فيهفا خمفس جامعففات عريقفة لفم يكففن كففثير
من الدول العربّية قد بدأ فيها التعليم الجامعي بعد .وعلففى الرغم مففن الريادة الففتي قحظففت بهففا مصر علففى مسففتوى الوطن
العربي ،إل أنها أصبقحت الن تواجه مثلهففا مثففل الكففثير مففن الدول العربّية تقحفّد يفات متعفّد دفة فففي مففا يتعلّففق بقطففاع التعليففم عمومًا والتعليم العالي خصوصًا .ولعّل أهم القضايا إثففارةً للجففدل ففي هفذا الخصففو ص هففي علقففة التعليففم العففالي بسفوق
ي مدى تعّد بعض خصائ ص هذا النظام ذات أثر سلبي على سوق العمل ،وبالذات في ما يتعلّففق بالعلقففة العمل ،إوالى أ ّ
بين مخرجات التعليم واقحتياجات سوق العمل. الحّد من نمّو الجامعات الحكومية
ي التسففعينّيات كانت الجامعات القحكومية منذ عقود عفّد ةف هففي النمففط السففائد للتعليففم العففالي فففي مصر .ولكففن خلل عقففد ّ مففن القففرن الماضففي ،والعقففد الول مففن القففرن القحففادي والعشفرين توقّفف تقريبفًا إنشففاء جامعففات عامففة جديففدة .ففففي العففام
ي زيادة قحتى العام .2005ثم ت ازيففد العففدد ليبلففغ 17جامعففة 1995كان عدد الجامعات 12جامعة ،ولم تط أر عليه أ ّ
العام 2006مفن دون أن يشفهد زيادة قحفتى العفام .2009هفذا مفع العلفم أن التوّس عف ففي عفدد المؤّس سففات الجامعيفة ففي 14
المرقحلة الخيفرة ) ( 2009 – 2005اعتمفد علفى تقحويل ففروع الجامعفات الكفبرى ،بعفد الفذي أصفابها مفن تضفّخ م فهفي الخرى ،إلى جامعفات مسفتقلة .وقد يكفون مفن المناسفب الشفارة أيضفًا إلفى أنفه داخفل نظفام الجامعفات القحكوميفة ،يوجد
ص ص ففة مثففل معهففد التمري ض ،وبقحففوث السففرطان ،وأم فراض الكبففد، العديففد مففن المعاهففد والم اركففز العلمّيففة والبقحثّيففة المتخ ّ
ودراسات البيئة والتخطيط القحضري .كذلك تضّم الجامعات المصرية مراكز ووقحدات يترّك زف نشاطها فففي مجففال البقحففث
العلمي.
س عـ في الجامعات الخاصة التو ّ ظلت الجامعات القحكومية في مصر قحتى منتصف التسعينّيات من القرن الماضي جامعات عامفة تملكهفا الدولة ،وذلفك
باستثناء الجامعة الميركية في القاهرة التي أنشئت وفقًا لتفاقيففة خاصففة بيففن القحكومتين المصفرية والميركيففة فففي العففام .1919وفي العفام 1992صفدر لول مفّرةقفانون يبيفح إنشفاء الجامعفات الخاصفة .وبدأت الصفورة تتغيفر تمامفًا بعفد
سنوات عّد ةف ،إذ شهد هيكل التعليم العالي تطّو رفاتمستمرة على مدى العقدين الماضيين تمثّفل ففي ت ارجفع نمفّو الجامعفات القحكومّيففة وتوّسف عف الجامعففات الخاصففة ،إوادخففال أنمففاٍط جديففدة للب ارمففج الد ارسففية فففي الجامعففات القحكومّيففة ،والتوّسف عف فففي التعليم غير الجامعي ،وخصوصًا المعاهد العليا التي أصبح القطاع الخا ص يتوّلى مسؤوليتها كاملة.
لقد ازدادت الجامعات الخاصة منذ العام 1996بشكل أسفرع بكفثير مفن الجامعفات القحكوميفة ،وأصفبح عفدد الجامعفات
ل؛ فاسففتوعبت القحكوميففة والخاصففة متسففاويًا فففي السففنوات الخي فرة .ومفع ذلففك تتبففاين القففدرة السففتيعابية للطلبففة تبايناًهففائ ً
الجامعات القحكومّية في العام 2009/2010نقحو %95من طلبة الجامعففات فففي مصر ،بينمففا بلغففت النسففبة المقابلففة للجامعات الخاصة ).(%5
خصائص التعليم العالي ذات الصلة بسوق العمل ارتبطففت سففيطرة النمففط الداري القحكففومي البقحففت علففى الجامعففات وخضففوعها لــوزارة التنميــة الداريـة بأوضفاع إداري ة
يشوبها الخلل ،وبجهاز بيروقراطي ضخم يتزايد نفوذه على قحساب ضعف نفوذ الهيئففة العلمّيففة .ويتقحّكف مف الجهفاز الداري فففي أقحيففان غيففر قليلففة فففي أمففور ذات علقففة مباش فرة أو غيففر مباش فرة بالنشففاط الكففاديمي فففي الجامعففة ،كمففا قففد يسففتنزف ل .وقفد كشففف تقري ر عففن المؤتمر القومي للتعليم العالي الففذي عقففد جففزءًا كففبي ًار مففن ميزانيففة الجامعففات المقحففدودة أص ف ً
ل ،أن مرتبات أعضاء هيئة التدريس ل تمّثل سوى %39من جملة المرتبات والجور في الجامعففات، العام 2000مث ً
بينما تجاوزت أجور ومرتبات الجهاز الداري نسفبة ،%43والخفدمات المعاونة .%18وعلففى صفعيد سياسفات القبفول
في التعليم العالي ،أنشئ في العام 1955مكتب تنسيق القبول في الجامعات ،لكففي تصففبح عمليفة قبففول الطلبففة مركزّية وليتّم أيضًا تنسيق القبفول علفى مسففتوى جميففع كليفات مصر وجامعاتهففا ومعاهففدها .وأصففبح هففذا النظفام منفذ ذلففك التاريخ وقحتى الففوقت ال ارهففن قحجففر الزاوية الففذي تعتمففد عليففه وزارة التعليم العالي لقبففول الطلب.غيففر أن المرقحلففة النتقاليففة مففن
التعليم الثانوي إلى التعليم الجامعي والعالي باتت تعّد مرقحلة قحرجة وقحاسفمة ففي تقحديفد مسفتقبل الطففالب المصفري .لفذا 15
تشتّد المنافسة إلى قحّد كبير في امتقحان نهاية المرقحلة الثانوية العامة ليس من أجل القبول في الجامعات فقط ،ولكن من
أجل اللتقحاق بكلية جامعية أيضًا تقحظى بمكانة متمّيزة من الناقحيتين الجتماعية والمنافسفة ففي سفوق العمففل .إذ يطلفق
ص صففات على عدد من الكليات الجامعية مسمى "كليات القمفة" مثففل كلّيفة الطفب والعلفوم الطّبيففة والهندسفة فففي قحالففة التخ ّ
ص صففات النظرية. العملية ،وكلية القتصاد والعلوم السياسية ،والعلم ،واللسن في التخ ّ
أّم اف في ما يتعلق بسياسات القبول في الجامعات الخاصة ،فقفد أقيفم مكتفب لتنسفيق القبفول فيهفا علفى غفرار مكتفب تنسفيق
القبول للجامعات القحكومية .ويعّبر الفصفل بيفن الجامعفات القحكومّيفة والخاصفة ففي إجفراءات القبفول ففي الجامعفات عفن
كففون الجامعففات الخاصففة ُتطبففق عليهففا معففايير قبففول أدنففى بكففثير مففن الجامعففات القحكوميففة ،وأنففه ل يوجد بالتففالي مجففال
يذكر للمنافسة بين نوعّي التعليم الجامعي العفام والخفا ص ..فالطلبفة والطالبفات مفن أصفقحاب المجفاميع المرتفعفة يقبلفون ل .ثفم يمكفن لَمف نف لفم يتمّكف نف مفن اللتقحفاق بالكليفة الفتي يتطلّفع إليهفا ،والفذي عفادةً علفى اللتقحفاق بالجامعفات القحكوميفة أو ً
تكون لديه القدرة على تقحّم لف الرسوم الباهظة للجامعات الخاصة ،اللتقحاق بهذه الجامعات قحيففث قيففود مجمففوع الففدرجات أدنى بكثير.
وفي موازاة ذلك ،يلتقحفق قحفوالى %81مفن قحملفة شفهادة الثانوية العامفة بفالتعليم العفالي ففي مقابفل نسفبة ل تتجفاوز %9 لقحملة الشهادة الثانوية الفّنية .وتصل نسفبة قحملفة شفهادة الثانوية العامفة الفذين يلتقحقفون بالجامعفات القحكوميفة إلفى أكفثر مففن نصففف ) ،(%58.5وتصففل النسففبة إلففى %59بإضففافة جامعــة ال زـه ر والجامعففات الخاصففة .وقحتّففى فففي قحالففة
اللتقحففاق بالمعاهففد العليففا ،قحيففث مففن المتوقّففع أن يقحظففى قحملففة الشففهادات الفّنيففة بنسففبة قبففول عاليففة ،فففإن العكففس هففو الصقحيح.
وقد تراجع نصيب الجامعات القحكومية في استيعاب خّر يفجيالمرقحلة الثانوية العامففة إلففى %58.5فقففط .هفذا ففي قحيفن
أن القدرة الستيعابّية للجامعات الخاصة ،وعلى الرغم من النمّو سريع في أعدادها ،ل تزال هامشية. ملحظات حول العلقة بين التعليم العالي وسوق العمل
بطالة الشباب ذات المعدلت المرتفعة ،ولو مقارنة بمعظم أقاليم العالم وبالمتوسط العالمي ،هي في الساس بطالة بيففن
خّر يفجينظام التعليم المتوسط والعالي .فهففؤلء ،وفق فًا لقحصففاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والحصــاء ،يش فّك لفون طليفن ففي العفام .2009كمفا أن معفدلت البطالفة ترتففع لفديهم كفثي ًار عفن المعفدلت المسفجلة %91.4مفن جملفة المتع ّ
لغير المتعلمين .وقد دعا هذا الرتباط الطردي بين مستوى التعليفم ومعفدل البطالفة الكفثيرين للعتقفاد بفأن وجود البطالفة
يرجع إلففى نظففام التعليففم أساسفًا إوالففى كففثرة خريجففي هففذا النظففام وج وانب القصففور المختلفففة فيففه .وعلففى الرغم مففن أن هففذا
الستنتاج يعّبر عن جفزء مفن القحقيقفة ،إل أنفه يتجاهفل جانبفًا ربمفا أكفثر أهميفة مفن الظفاهرة يتعلفق بجفوانب القصفور ففي
ي مشففكلة سففوق العمففل وففي القتصففاد المصففري ذاتففه .فقففد بّينففت البقحففوث أن %91مففن أصففقحاب العمففل لففم يواجهفوا أ ّ صف صف المطلففوب .فقففد أصففبح سوق العمل خلل السففنوات الخمففس الماضففية فففي القحصففول علففى مشففتغلين يقحملففون التخ ّ 16
ف ففي مصــر س ففوق مش ففترين يس ففيطر علي ففه ج ففانب الطل ففب ،بقحي ففث يس ففتفيد أص ففقحاب العم ففل م ففن وجف ود ه ففذا الف ففائض ف ففي المعروض بتقحديد أدنى أجور للعمالة المعّينة قحديثًا.
بنففاًء علففى مففا سففبق ،وبفالنظر إلففى مختلففف ج فوانب القصففور الففتي ت فّم تناولهففا ،يصففبح مففن الضففروري مففن أجففل الرتقففاء
بمستوى التعليم العالي في مصر ومن أجل تقحقيق قدر أكفبر مفن الملءمفة مففع اقحتياجففات سففوق العمفل القحففديث والتنميفة
عمومًا ،مراعاة ثبوت عدم جدوى سياسة معادلة أولوية التعليم العالي بالتوّس عف الكّم يف فقط وبصرف النظر عن مضففمون
هذا التوسع وانعكاساته على مستوى التعليم .لففذلك ،يمكففن اقففتراح المقحافظففة علففى معفّد لف القيففد القحففالي فففي التعليم العالي ل ،والففذي تقفّد رهف البيانففات الرسمية فففي قحففدود ،%30وعدم النسففياق وراء الخطففط الففتي كففانت موضوعة مففن قبففل مسففتقب ً للرتفاع بمعدل القيد إلى .%40-35هذا مع اللتزام في الوقت عينه بعففدٍد مففن المتطلّبفات الساسفّية ،منهفاعلى سففبيل المثال وليس القحصر:
التوقف عن اعتبار الستثمار في التعليم العالي والبقحث العلمي عبئًا على ميزانية الدولة.
إعطاء دفعة كبيرة لمقّو مففات الجودة والتطوير في التعليم الجامعي والعالي.
التأكيد على أن تقحظى مؤّس سفات التعليفم العفالي العامفة والخاصفة بالسفتقلل ففي مواجهفة كفّل مفن الدولة ورأس
النهوض بالتعليم الفّني والمهنفي المتوسط والعفالي واعتبفاره أقحفد أعمفدة التنميفة القتصفادية والنهضفة الصفناعية
المال الخا ص ،على أن يتّم ذلك في إطاٍر من المسؤولية والمقحاسبة المجتمعية.
والتكنولوجيففة ،ووضفع الض فوابط لمؤّس سففات التعليففم الفّنففي والمهنففي الخاصففة قحففتى ل تتمففادى فففي نزعاتهففا التجاري ة علففى
قحساب مستوى التعليم وبطالة الخّر يفجين.
ف عن اعتبار التعليم المفتوح مجفرد ناففذة تقلّفل الضفغط علفى التعليفم النظفامي ففي الجامعفات وتتيفح فرصة الك ّ
مشاركة الطلب في تقحّم لف تكلففة تعليمهفم ،وضخ أمفوال إضفافية ففي موازنة الجامعفات .ويتطلّفب ذلفك إعفادة النظفر ففي أسففاليب التعلي ففم ومكّو نف ففات المناهففج وفففي جففوانب القص ففور المهّمف ف ةف له ففذا التعليففم بسففبب العج ففز ف ففي التجهيف فزات القحديث ففة
لتكنولوجيا المعلومات والتصال. سوق العمل
العلقة العكسية الففتي لففوقحظت سففابقًا بيففن معففدل البطالففة ومسففتوى التعليففم لقففوة العمففل ل تخفففي مسففؤولية سوق العمل أو
بالقحرى القتصاد بأكمله فقط )مسؤولية جزئية على القل ( عن ارتفاع معدل البطالة بين خريجي نظام التعليم العالي،
ولكنهفا تخففي أيضفًا عفدم الملءمفة بيفن مخرجات هفذا النظفام ومتطلّبفات سفوق العمفل .وعلفى الرغم مفن ضفرورة إضففاء
تغييرات جذرية علففى نظام التعليم العالي فففي مصر ،إل أن هففذه التغيي فرات ل يمكففن بمفردهففا أن تقحقّففق التسففاق الشففامل
ل ،ربمففا أسففهم التوّسف عف فففي التعليــم العــالي غيففر الجففامعي علوة علففى التعليــم المفتــوح فففي والمطلففوب .فكمففا لففوقحظ مث ً
الجامعففات القحكوميففة ،فففي تخفيففض معــدل البطالــة بيففن خّر يفجففيالتعليففم المتوّسف طف .ولكففن ،ولن فففر ص العمففل المتاقحففة للخّر يفجينلم تتغّير كثي ًرا ،انتقلت البطالة المرتفعة من مستوى التعليم المتوّسف طف إلففى مسففتوى التعليم العالي .لففذا أضففقحت 17
القحاجة ملّقح ةف لجراء تعديلت في استراتيجّية التنمية من شففأنها تقحقيففق قففدر أكففبر مففن التسففاق بيففن نظام التعليم العالي وسوق العمل.
مففن ناقحيففة أخففرى قففد يكففون مففن المفيففد التع فّر ففإلففى قففدرة القتصففاد المصففري علففى خلففق فففر ص عمففل وعلففى نوعّيففة هففذه
الفر ص ومدى ملءمتها لمستوى التعليم العالي .فقدرة القتصاد المصري على خلق فر ص عمل جديدة تقلصفت عموم ًا
إذا قففورنت بالت ازيففد المسففتمر فففي قففوة العمففل والنمفّو فففي معففدلت القيففد فففي التعليم العالي .فقففد تراجعففت اسففتثمارات قطففاع
المشففروعات العامففة تراجع فًا كففبي ًار فففي إطففار التقح فّو لفإلففى اقتصففاد السففوق والسياسففات القتصففادية المصففاقحبة لففه ،مثففل
ل عاليًا وللعمالة الفّنية الماهرة والنففاث منهففم علففى الخصخصة .إذ كان هذا القطاع مستخدمًا مهّم ًاف للعمالة المؤّهلة تأهي ً
وجه الخصففو ص .بقحيففث أسفففر هففذا التطفّو رفعففن تففأثير سففلبّي فففي الطلففب علففى خّر يفجففيالتعليففم العففالي والفّنففي .وأصففاب الضرر الكبر الناث بالذات من ذوي التعليم الفّني ،لن المشروعات العامة لم تكن تمارس سياسة التمييففز بيففن الففذكور والناث.
وبناًء على ما سبق يمكن القول إن هناك قحاجففة لقحففداث تغييفرات فففي اسففتراتيجية التنميففة فففي مصر ،خصوص ًا أّننففا علففى
أعتاب مرقحلة جديدة تستدعي إعادة النظر في مختلف جوانب القحيفاة القتصفادية والسياسفية والجتماعيفة .بقحيفث يكففل
هفذا التغييفر التفوّج هف نقحفو بنفاء اقتصفاد جديفد يقفوم علفى كثاففة المعرفة والقفدرة التنافسفية العاليفة .فمثفل هفذا القتصفاد هفو
ل وظيفّيفًا تغلفب القادر على إقحداث تأثيرات إيجابية على كّل من نظام التعليم وعالم العمل .إذ إنه من ناقحية يخلففق هيك ً
عليه الوظائف الجّيدة ذات النتاجية والعائد المرتفعين ،كما يفرض هفذا الهيكفل مفن ناقحيفة أخفرى تفوفير عمالفة ومهفارات
ذات مستويات تعليمّية عالية ل تتوفر إل من خلل نظام جّيد ومتطّو رفللتعليم العالي.
التعليم العالي في السعودّية واالستجابة لسوق العمل تنففاط مسففؤولية التعليففم العففالي فففي المملكففة بوزارة التعليم العالي الففتي ت فّم إنشففاؤها فففي العففام .1975وتقففع علففى عففاتق
ص صففة في المجالت العلمّية الو ازرة مهام الشراف والتخطيط والتنسيق لقحتياجات المملكة من الكفايات البشرّية المتخ ّ والدارّية القفادرة علفى تقحقيفق الهفداف التنموّية الوطنّيفة ،وتوفير متطلّبفات سفوق العمفل مفن المفوارد البشفرّية المتعلّمفة
والمؤّهلة. تتففوّلى وزارة التعليم العالي قحالي فًا الش فراف علففى أرب ع وعش فرين جامعففة قحكومّيففة وثمففاني جامعففات أهلّيففة .أي بإجمففالي يصل إلى ) ( 1,18جامعة لكّل مليون نسمة من سكان المملكة.
كما تشرف الو ازرة أيضًا على كليات تدعى كليات المجتمع وعددها ) ( 28كلية للبنين ،و) ( 19كلية للبنات.
ص ص ففات مفّد تفها سففنتين د ارسفّيتين لمرقحلففة تقففع مففا بيففن الثانوّي ة وتعفّد كليففات المجتمففع مؤّس سففات تعليمّيففة تنفّففذ ب ارمففج وتخ ّ
والجامعّية وتمنح درجة تسّم ىف "درجة المشارك" .هذه الدرجة تعادل في المملكة دبلوم الكليات المتوسطة. 18
منظومة التعليم العالي والتدريب التقني والمهني في المملكة
استهدفت خطة التنمية الثامنة في السعودّية)1430-1425هـ 2009-2005 /م ( في مجال التعليم العالي توسعًا أفقّيًا ليصاله إلى جميع مناطق المملكة ،وعموديًا للرتقاء بنوعّيته لتلبية متطلبات التنمية القتصادية والجتماعية.
ال نـفاق على التعليم العالي
بلغت ميزانية تنمية المفوارد البشفرية للعففام 2010فففي المملكة 137440مليففون رف مففن الميزانّيففة الكليففة البففالغ قيمتهففا
540 000مليون ر ،أي ما يقارب %25,5من الميزانية العامة .وبمقارنة بين ميزانيفة تنميففة المفوارد البشفرية للعفام 2010وتلك الخاصة بالعام ،2005والبالغة 69899مليون ر ،يّتضح أن الميزانّيففة قففاربت علففى المضففاعفة خلل
خمس سنوات .وُتشير إقحصائّيات النفاق على الطالب في التعليم العالي من نصيب الفرد من الناتج المقحلّففي الجمففالي
فففي المملكة إلففى أن النسففبة بلغففت ، %42,1فففي قحيففن أنهففا فففي فرنسـا %33,8وففي الواليـات المتّحـدة ،%25,4 واليابان ،%19,1وإيران ،%27,7ولبنان . %14,8
كمففا تففبّين مؤشف رات النفففاق علففى التعليففم العففالي للعففام ) ( 2010فففي المملكــة أن نسففبة النفففاق القحكففومي علففى التعليففم
العففالي مففن مجمففل النفففاق القحكففومي قففد بلففغ ،%3.8وبنسففبة %18.3مففن نسففبة النفففاق العففام علففى التعليففم .وقد بلففغ
ي يصففل إلففى %6.2للسففنوات مففن نصففيب الطففالب مففن النفففاق العففام علففى التعليففم العففالي 23619سففنويًا وبنمفّو سففنو ّ 2006إلى . 2010
هذا الرتفاع في نسب النفاق على التعليم العالي ،انعكس إيجابيًا على مناٍح كثيرة أتففاقحت سففبل التوّس عف الكّمف يف والّنففوعي
الذي شهده قطاع التعليم العالي في المملكة في السنوات الخيرة.
واقع سوق العمل في المملكة العربّية السعودّية تشففير آخففر بيانففات القحصففاءات العامففة المعلنففة بتاري خ 16/9/2011إلففى أن البطالففة فففي السعودّية ) ذكففور إوانففاث ( بلغففت ) ( 1.5مليففون عاطففل عففن العمففل .وأن بففدايات البطالففة لقحففت فففي الفففق منففذ تسففعينّيات القففرن الماضففي ،إل أنهففا تفاقمت مع ازدياد عدد سكان المملكة والذي بلغ ) (576.707.18في العام .2011
وتدّل إقحصاءات العام 2009على أن معدل البطالة للقفوى العاملفة الوطنّيفة قفد تجفاوز %10.5للفذكور و % 28.4
للناث .كما تشير بيانات القوى العاملففة إلففى عفدم قفدرة سففوق العمفل علفى السففتيعاب الكامففل للزيادات السففنوّية المتتاليففة
في طالبي العمل من الفراد السعودّيين ،المر الذي أّد ىف إلى زيادة معدلت البطالة سنوّيًا.
توّزع البطالة والمستوى التعليمي 19
تتبففاين معففدلت البطالففة فففي المملكة تبعفًا للمسففتوى التعليمففي للففراد .ونظف ًار إلففى أن نطففاق الد ارسففة ينقحصففر فففي التعليففم
العالي وسوق العمل ،ستقتصر المقاربة على الثانوية العامة وما فوقها ،نظف ًار لنهفا القحفّد الفاصفل بيفن المسفتويين ،مفا قفد
يعطفي دللت مفيفدة ،إضففافة إلفى أن مففا قفد يعفادل الثانوية العامففة مففن دبلومات أخففرى متوسطة قفد تؤخذ بالعتبفار ففي بيانات وزارة العمل. الشريقحة الجتماعية الكثر تأث ًار بالبطالة هي من قحملة شهادة البكفالوريوس واّلليسففانس .إواذا مففا أخفذنا بالعتبفار القيمفة
القحالّيففة لتكلفففة الطففالب خلل مفّد ةف الد ارسففة ،والففتي تقففدر بف ف 586.3ألف ر ،لدركنففا جسففامة الفاقففد القتصففادي النففاجم
عن بطالة هذه الشريقحة فقط .وتقّد رف وزارة االقتصاد والتخطيط )العففام (2008أن عففدد العففاطلين عففن العمففل مففن قحملففة
البكالوريوس فقط يبلغ ،149070أي أن الفاقد القتصادي يصل إلى قرابة 87.4مليار ر.
إواذا ما أضيف للفاقد القتصادي السابق مكافآت الطلب التي لم تتضّم نفها تكاليف الدراسة والتي قدرت للعام 2007بف 7.5مليارات ،فإن مبلغ الهدر سيصل إلى 95مليار ر.
هذه التقديرات تقتصفر علفى شفريقحة البكفالوريوس مفن دون اقحتسفاب الهفدر المتسفّبب لبقيفة الشفرائح والمسفاوي أيضفًا لهفذه طلت عن العمل مفن النفاث القحاصفلت علفى درجة البكفالوريوس والّلفواتي تصفل الشريقحة .إواذا أخذ في العتبار المتع ّ
طلت ،ومعدل البطالة لدى الناث الذي يصل إلى ،%25وتكففاليف د ارسففتهّن الففتي نسبتهّن إلى %76من جملة المتع ّ تعففادل تكففاليف أقرانه فّن مففن الففذكور ،لتجلّففى بوضفوح قحجففم الض فرار اللقحقففة بالقتصففاد الففوطني مففن مخرج ات التعليففم العالي.
هذه المؤشرات تعكس بوضوح الختلل الكبير الذي يعاني منه سوق العمل في السعودّية ويتمثّففل بقصففوٍر كففبير للطاقففة
السففتيعابّية لمخرج ات العملّي ففة التعليمّي ففة .وللتصف فّد يف له ففذه الظ ففاهرة السففلبّية ،ل بف فّد مففن اتّخففاذ إجففراءات عميقففة تطففال عناصففر منظومفة العمففل ،ومنظومفة التعليففم العففالي لمواءمففة العففرض والطلففب مففع تفعيففل التوّج ه ففات الد ارسففية الجامعيففة
للمجالت العلمّية والصقحّية والتقنّيففة المطلوبة ،وبخاصفة للفذكور ،وزيادة الففتركيز علفى التعليففم والتففدريب التقنفي والمهنففي لقحلل العمالة الوطنّية بدل العمالة الجنبية.
إن إعادة تصقحيح مسار سوق العمل لستيعاب العمالة الوطنّية تقتضي متابعة تنفيذ استراتيجّية التوظيف السففعودّية مففع
تنفيذ الدراسة القائمفة قحاليفًا بيففن و ازرات التعليفم العفالي والقتصففاد والتخطيففط ،والماليففة ،والخدمفة المدنّيفة لتقحديففد توّج هففات البتعاث الخارجي لتلبية اقحتياجات سوق العمل الفعلّية من العمالة الوطنية.
هذا ويشير التوزيع النسبي للطلب المقيدين في الجامعات السعودّية وفق مجالت الدراسة إلى أن هناك نقصًا قحففادًا فففي
مجففال الد ارسففات الهندسففية والعلففوم الزراعيففة الففتي تقحتاجهففا بعففض الصففناعات ،وأن مخرج ات الجامعففات فففي المجففالت ص صففات الجامعّيفة كاففة ،بمفا يففاقم التربوّية والعلفوم النسفانّية والجتماعّيفة تصفل نسفبتها إلفى مفا يقفارب %64مفن التخ ّ
مشكلة استيعاب السعودّيين في سوق العمل.
20
واقع التعليم العالي في سورية ص لف إليهففا بعففض الد ارسففات الففتي تنففاولت تطففوير قطففاع التعليففم العففالي فففي سورية وجود تظهر المؤشرات التي تو ّ
ل عففن تففأثر فجففوة بيففن مففا ينتجففه التعليففم العففالي مففن مخرجات تعليمّيففة وما يتلقّففاه عففالم العمففال مففن خّر يفجيففن ،فضف ً سففوق العمففل بعففدد مففن العوامففل الداخليففة الففتي مففن أبرزها عففدم ملءمففة مسففتوى الطلبففة الخّر يفجيففن ونوعيتهم لمتطلبففات
العمففل واقحتياجففاته .ويع فّد التعليففم العففالي فففي ســورية نظام فًا قحففديث النشففأة إذا مففا قففورن بنظ ارئففه فففي دول متقّد مففة ،فقففد
أقحدثت و ازرة التعليم العالي بالمرسوم رقم 143لعام 1966ولمؤّس سفاته أشكال متعّد دفة هي :الجامعات والمعاهد العليا والمعاهد المتوّس طفة والمجالس العلمّية ومجمع اّللغة العربية والمشافي التعليمّية.
ق لكفّل مفواطن مؤّه ل لفه ،وتُ ارعفى فففي وجاء فففي قفانون تنظيففم الجامعففات السففورية لعففام 2006أن التعليفم الجففامعي قحف ّ
قبول الطلب القواعد التي يضعها مجلس التعليم العالي مع الخففذ بالعتبففار رغبفات الطلب واسفتعداداتهم فففي ضفوء خطط التنمية القتصادية والجتماعية والثقافية في مختلف المقحافظات. . 1الجامعات الحكومية يضّم التعليم العالي في سورية ) ( 5جامعففات قحكوميففة ،فيما نسففبة طلب الد ارسففات العليففا إلففى طلب المرقحلففة الجامعّيففة
في جامعة دمشق أعلففى مّمف اف هففي عليففه فففي الجامعففات الخففرى بسففبب أسففبقّية هففذه الجامعففة فففي افتتففاح مرقحلففة الد ارسففات العاليا ،والتي تعود بداياتها إلى العام .1962
ص صففات العلميففة والنظرية، ويبلغ عدد الكليات التابعة للجامعات القحكوميففة 124كّلية ،وتشففمل كفّل جامعففة معظففم التخ ّ وي ارعفى عنفد إقحفداث كليففة مففا ،التفوّزعالجغ ارففي إوامكانيففة تفوفير المسفتلزمات البشفرية والماديففة اللزمة للتعليففم الجففامعي،
ل فففي جــامعتّي إلى جانب مدى القحاجة إليه في المقحافظة التي تتبع لها الجامعففة ،فإقحففداث كليتّي الهندسة البترولية مث ً ب البيطري فففي هففاتين الجففامعتين أيضفًا يعففود البعث والفرات ،يعود إلى مكففان اسففتخراج النفففط وتكري ر إ ه.واقحففداث كّلية الط ّ إلى القدر الكفبير مفن تربيفة المواشفي فيهفا ،والفتي تتطلّفب الرعايفة البيطرّية اللزمة ،وعدم وجود كلّيفة الطفب البشفري ففي
جامعة الفرات يعود إلى أن الجامعة قحديثة العهد ولّم اف تتمّك نف بعد من توفير المستلزمات لهذه الكّلية.
وبهففذا ،فففإن الكلّيففات موّزعففةفففي محافظــات ســورية جميعهففا تقريب فًا ،قحيففث أق فّر إقحففداث عففدد مففن الكلّيففات الجديففدة ويت فّم افتتاقحها بقحسب توّفر المكانات .ومنذ العام 2002/2003اعتمدت الوزارة ،إلى جفانب المفاضففلة العامففة الففتي يتفابع الطالب المقبول وفقها دراسته مجانًا ،قبول %20من الطلب وفق نظام التعليم الموازي.
21
ونتيجففة ت ازيففد القبففال علفى التعليففم العففالي وما تطلّبفه مففن اعتمفاد سياسفة التوّس عف الفقففي ،وذلفك بإتاقحفة الفرصة لتلبيفة
رغبات الطلب في متابعة تقحصيلهم الجامعي مّم نف لم يتسّن لهم الدراسة الجامعية من قبل ،أقحدثت وزارة التعليم العالي
نظام التعليم المفتوح بموجب المرسوم التشريعي رقم 383لعام ،2001الففذي يقفوم علففى فلسفففة جديفدة للتعليفم تجمففع بين الفكرة القائمة على ذاتية التعّلم والتطبيق العملي لها .كما أقحدثت وزارة التعليم العالي بمففوجب المرسوم التشفريعي رقم) (25للعففام 2002الجامعة االفتراضية السورية ،الففتي تسففتخدم فيهففا الوسائل التقنّيففة القحديثففة ،مففن قحيففث القبففول، والتففدريس ،والمناهففج ،والخففدمات الطلبيففة ،والتقففويم .وقففد أتففاقحت هففذه الجامعففة المجففال لمتابعففة التقحصففيل الجففامعي
للطلب السورّيين وغيرهم ،عففبر التعلففم عففن بعففد لمففن ل يتمّكف نف مففن القحضففور إلففى الجامعففة.وترتبففط الجامعة االفتراضّية السورية بشراكات تعاون أكاديمي مع 16جامعة عالميفة تفّم توقيفع اتفاقيفات شفراكة معهفا لتقفديم خفدمات التعليفم عفن بعد .وهي جامعات معترف بها دوليًا)موقع الجامعة االفتراضية السورّية .(www.svuonline.com . 2الجامعات الخاصة تّم افتتاح عدد من الجامعات الخاصة والتي أقحدثت فففي المرس وم التش فريعي رقم 36للعام 2001وبمففوجبه صففدر قرار مجلس التعليم العالي رقم 126تاريخ ،11/3/2007الذي قحّد دف قواعد قبول الطلبة والقحّد الدنفى للمعفدلت
من قحملة الشهادة الثانوية أو ما يعادلها ،كما قحّد دفت الوزارة مففؤخ ًار المنففاطق الجغرافيففة ذات الولوّية فففي الففترخي ص لقحففداث جامعففات خاصففة ،مففع الففتركيز علففى المنففاطق غيففر المخّد مففة تعليمّيفًا وبخاصففة الريفيففة منهففا ،وم ارعففاة البعففد
عن مراكز الجامعات القحكومّية والمؤّس سفات التعليمّية بينها .وفي العام 2010أصبح عدد الجامعففات الخاصففة)( 17 جامعففة خاصففة،يت فّم الففتركيز فيهففا علففى الختصاصففات العلمّيففة والتطبيقّيففة الففتي تلّبففي رغبففات الطلب وقحاجففات سففوق العمل.
هفذا ،وبلففغ عفدد الطلب ففي الجامعففات القحكوميففة والخاصفة ) ( 350016طالبفًا وطالبفة ،منهفم ) ( 324203طلب
وطالبات في الجامعات القحكوميفة بنسففبة ) (%93مفن المجمففوع الكلّففي للطلبففة ،و) (25813ففي الجامعففات الخاصففة
بنسبة ) (%7من المجموع الكّلي للطلبة .ول يوجد في سورية جامعفات أجنبّيففة قائمففة بقحفّد ذاتهففا ،إل أن هنففاك تعاون ًا ص صففات. بين الجامعات القحكومّية والجامعات الخاصة مع بعض الجامعات الجنبّية في بعض التخ ّ
.3المعاهد العليا ص صففات ،استقحدثت في مؤّس سفات التعليم العالي معاهد بهدف تطوير البقحث العلمي وتلبية القحاجة التنموّية لبعض التخ ّ عليا متنوعة ،منها ما يتبع إلى وزارة التعليم العالي مباشرة ،ومنها ما يتبع إلى الجامعات الحكومية.
س طـة . 4المعاهد المتو ّ 22
هنففاك عففدد مففن المعاهففد المتوّسف طفة التابعففة لوزارة التعليـم العـالي ،وأخففرى تابعففة للجامعففات القحكومّيففة ،إل أنهففا جميعهففا
سـ طـة ،وقفد قح فّد دفت م فّد ةف الد ارسففة فيهففا بمففا ل يقففل عففن سففنتين د ارس فّيتين. تعمففل بإش فراف المجلـس العلــى للمعاهـد المتو ّ وهناك عدد من المعاهد التابعة إلى و ازرات الدولة الخرى وتشرف وزارة التعليم العالي على مناهجها.
التضّخمـ السريع لقطاع التعليم العالي والبطالة تعمففل الجمهورّيـة العربّيــة الســورّية علففى اسففتيعاب القحاصففلين علففى الشففهادة الثانويفة وال ارغففبين فففي متابعففة د ارسففتهم
الجامعية في العام نفسه ،فتتيح لهم فرصة القبول في إقحفدى الكليفات أو المعاهففد المتوّس طفة أو المعاهففد العليففا الفتي تمنففح الدرج ة الجامعيففة الولفى .كمففا أن سياسففة القبففول المتسففاهلة فففي بعففض الجامعففات الخاصففة أّد تف إلففى مففدخلت ضففعيفة ص صففات الجامعّية ،المر الذي انعكس سلبًا على نوعية المخرجات. المستوى في بعض التخ ّ
وتبّين المجموعة الحصائية لعففام 2010أن عففدد سففكان الجمهورّية العربّية السورّية ازداد قحففتى العففام 2010علففى 23مليون نسمة موزعين بقحسفب المقحافظفات والجنفس وفق سفجلت القحفوال المدنيفة ففي . 2010/ 1/ 1
أمفا
عففدد السففكان القففادرين علففى العمففل والففذين يمثلففون قففوة العمففل للعففام 2010فقففد بلففغ بقحسففب نتائففج مسففح قففوة العمففل فففي ل فففي جميففع جميففع المقحافظففات للعففام ،2010والففذي أج فراه المكتــب المرك زي للحصــاء ،قح فوالى 5054458مشففتغ ً المقحافظففات أي بنسففبة ،%91.6مففن إجمففالي قففوة العمففل الموجف ودة )) ،( 5580301بعمففر 15سففنة فففأكثر ( .أمففا
ل ،أي بنسبة . %8.4 المتعطلون عن العمل فبلغ عددهم قحوالى 476343متعط ً ويعّد سوق العمل السوري من السواق الفتّية في المنطقة العربية ،ويتمّيز بوجود بنية تقحتّية معّد ةف للستثمار ،وبخاصة
من ناقحية وجود العنصر البشري الذي يمكن الرتقاء به إلى مستويات عالية تلّبي الطموح.
وتعففود أسففباب البطالففة فففي سورية إلففى عوامففل عفّد ةف ،أبرزها العوامففل القتصففادية .إذ يتمّيففز القتصففاد فففي سورية ببنيففة
ل عففن أن %40مففن مجمففل العمالففة تعمففل فففي القطففاع غيففر تقليدّيففة ل تقحتففاج إلففى قففدر كففبير مففن العمالففة المؤهلففة ،فضف ً الرسمي الففذي ل يخضففع للخطففط التنموّيفة .مففا أّد ىف إلففى ترّك زف الطلففب علففى العمالففة ذات المسففتوى التعليمففي المنخفففض إوالى تفّش يف البطالة بين أعداد الخريجين الجامعّيين الذين هم في ازدياد مضطرب ،من دون تخطيط لقحتياجات السوق.
ملمح سوق العمل السوري في السنوات العشر الخيرة النظفرة العامففة إلففى سففوق العمففل السففوري تشففير إلففى زيادة عففدد العففاملين فففي المجففال القتصففادي مففن 3.4مليون العففام 2004إلى 4.9مليون عامل العام 2008وبمعدل نمّو سنوي بلغ ،%3.7وهي نسبة تفوق نسففبة زيادة معففدل نمفّو ل عن زيادة إسهام المشاريع السياقحّية خلل الفففترة 2007 -2004 السكان في الفترة نفسها والتي بلغت ،%2.4فض ً
في تأمين فر ص العمل ،واستقطاب قطاع الخدمات العدد الكبر من العاملين خلل الفففترة نفسففها وارتفففاع عففدد العففاملين 23
في قطاع البناء والتشييد إلى 700ألف عامل .كما لوقحظت زيادة نسبة العاملين في قطففاعّي الصففناعة والز ارعففة ،وفي
قطاع المال والتأمين والعقارات)إلى قحوالى ( %15وزيادة عدد العاملين لقحسابهم الخا ص)إلى . ( %28.6
وتشير القحصائيات الصادرة عن المكتب المركزي للقحصفاء للعفام 2010إلفى انخففاض معفدل البطالفة وفقفًا لمعفايير
منظمــة العمــل الدوليــة مففن %12.3للعففام 2004إلففى قح فوالى %8.4للعففام ،2010كمففا تفيففد بيانففات المجموع ة
القحصائية للعام 2010أن معظم البطالة بين الجامعّيين في العام 2010تترّك زف لدى الذين لم يعملفوا مففن قبففل ،قحيففث
بلففغ عففدد القحاصففلين علففى شففهادة جامعّيففة فففأكثر ) ،( 35993000وبلففغ عففدد المتعطليففن الففذين سففبق لهففم العمففل ) .( 10550000
ومن ملمح سوق العمل في السنوات الخيرة أيضًا: -نمّو الوعي لدى خّر يفجيالجامعات بالعمل الذاتي وتأسيس المنشآت الصغيرة .وقد أسهم في تشكيل هذا الوعي
برنامج تعليم مهارات ريادة العمال Entrepreneurshipالمطّبق منذ سنوات في الجامعات السورية بالتعاون مع
مشروع شباب ،والذي كان له أكبر الثر في تنمية الوعي بالعمل الذاتي لدى الطلب.
زيادة نسبة العاملين في القطاع غير المنظم والتي بلغت %40العام 2007مفن إجمفالي العفاملين فففي سففوق العمفلفي سورية ،وهذه الزيادة قد تؤّد يف إلى إنتاجية منخفضة ،ومنافسة غير شريفة ،وسوء توزيع الموارد ،وهذا يتطّلب إجفراء تغييرات جذرّية في النظام الضريبي والداري.
معوقات تحقيق المواءمة بين التعليم العالي وسوق العمل عدم وضوح الرؤية وغياب سياسات واضقحة تقحكم العملية التعليمّية وضعف التقويم الذاتي المؤّس سفاتي. -عدم تلبية قحاجة السوق من الختصاصات الجامعّية ،فمعدلت اللتقحاق بالمرقحلة الجامعيفة منخفضفة ،بقحيفث تشفير
القحصففائيات إلففى أن معففدلت التس فّر بفتت ازيففد عام فًا بعففد عففام .إذ إن %37.2مففن مجمففل طلب المرقحلففة الثانويفة فففي الجامعففات ،و %42.5منهففم فففي المعاهففد المتوّسف طفة التابعففة لففو ازرات الدولفة المختلفففة أمففا نسففبة الــ %37المتوجهففة
للدراسة الجامعية فلم يقحالف القحففظ 20إلى %40منهففم فففي الد ارسففة فففي كليففات علميففة وتطبيقيففة ،أي أن مففا ل يتجففاوز
نسففبة %12مففن النففاجقحين سففيتوجهون إلففى اختصاصففات تطبيقيففة علميففة بينمففا يتجففه البقيففة إلففى د ارسففات نظري ة يمكففن تفعيلها في البنية التقحتية للمؤّس سفات التعليمّية. -نق ص المكانات المادية ،وعدم وضع برامج تمويلّية تتناسب مففع قحجففم النفففاق ،بقحيففث تنفففق الدول العربية %2مففن
ناتجها القفومي علفى التعليفم والبقحفث العلمفي ،وما زال النففاق العمفومي علفى التعليفم للطفالب الواقحفد يعفادل 120دوال ارً
فففي الدول العربية مقابففل 750دول ًار للدول المتقدمة.وقفد ارتفعففت ميزانيففة التعليففم العففالي بنسففبة %4.6مففن الموازن ة
العامففة بعففدما كففانت فففي العففام 2000نقحففو) ( 7,310,910,000ل.س ،وبلففغ عففدد الطلب فففي فففي العففام نفسففه) 24
318581طالباً ( ،وبذلك بلغت تكلفة الطالب الجامعي للعام نفسففه) ( 98323ل .س .وهذا مففع ضففرورة الشففارة إلففى
صف ف صف م ففن الميزاني ففة للتعلي ففم الع ففالي ل يس ففتثمر ف ففي تط ففوير نوعي ففة الطلب واس ففتقحداث ب ارم ففج جامعي ففة أن الج ففزء المخ ّ وتقحسين المرافق التعليمية بقدر ما يجري إنفاقه على التسيير الداري والغراض الدارية العادية.
التعليم العالي في الردن وسوق العمل تطوير مسيرة التعليم العالي في الردن بدأ الردن يشهد إنشاء مؤّس سفات للتعليفم العفالي ففي العفام ،1951وكان الردنّيفون يرسلون أبنفاءهم قبفل ذلفك إلفى ص ف ةف إلففى لبنان وسورية ومصـر .ث فّم كففانت سففنة 1962 الخففارج لمتابعففة د ارسففتهم بعففد الثانويفة العاّم ف ةف ،وبصفففة خا ّ
ص قففانون الجامعففة تاريخًا مفصلّيًا فففي مسففيرة التعليففم العففالي فففي الردن ،قحيففث أنشففئت الجامعة الردنية ،بقحسففب نف ّ الردنية قانون رقم ) ( 34لعام .1962 بفدأت الجامعففة بكلّيفة واقحففدة هففي كّلية الداب ،وبمائففة وسبعة وستين طالبفًا وطالبفة ،وثمانيففة أعضفاء هيئففة تففدريس،
ثلثة منهم أردنيون ،وثلثة سوريون ،وأجنبّيان.
طففردًا ،أنشففىء عففدٌد آخففر مففن الجامعففات وففي الففوقت الففذي كففانت الجامعففة الردنّيففة تشففهد فيففه تط فّو ًارف متسففارعًا وم ّ صف ةفف .كمففا شففهدت صف ةفف ،كمففا أنشففئت فففي الففوقت نفسففه وابتففداًء مففن العففام 1990نقحففو 20جامعففة خا ّ الرسمّية والخا ّ
معاهفد المعّلميفن منفذ العفام 1980تطفّو ًارف جديفدًا قحيفث قحفّو لففت جميعهفا إلفى كليفات مجتمفع لعفداد الفّنييفن اللزميفن صف ةفف .وبلففغ عفدد لقطاعات العمل المختلفة .فبلغ عدد هذه الكلّيات في العام ( 52) 1985كلّية مففا بيفن رسمّية وخا ّ ص ةف قحفتى العفام ( 22) 1990كلّيفة .وواكفب هفذا التوّس عف ففي التعليفم العفالي إوانشفاء الجامعفات كليات المجتمع الخا ّ ص ةف الزيادة في عدد س فّك افن المملكففة ،قحيففث بلففغ عففددهم فففي العففام 2010ستة مليين ومائة وثل ثـة الرسمّية والخا ّ عشر ألفاً.
جودة التعليم والمنافسة في سوق العمل ك أّنه كّلما ازدادت جودة المخرجات التعليمّيفة ازدادت القفدرة علفى المنافسفة ففي سفوق العمفل سفواًء الداخليفة أم لشّ الخارجية .وقد عنيففت مؤّس سففات التعليفم العفالي الردنّيففة عنايفًة واضففقحة فففي م ارعففاة معفايير الجفودة الدوليفة والرتقففاء
بمستوى خّر يفجي هذه المؤّس سفات إلى أقصى قدر ممكن ،بقحسب إمكانياتها المادّية ،مفا أّد ىف إلفى أن يكفون لخّر يفجفي الجامعات والكّليات الجامعية الردنّية الولوية في الختيار في الدول العربّية والسلمية الشففقيقة الففتي تعمففل علففى صف ةفف ،وهذا مفا يفّسف رف وجود نقحفو استقطاب الكفاءات واستيعابها ففي مؤّس سففاتها وشركاتها ومصفانعها القحكوميفة والخا ّ 25
ثل ثـمائة ألف من اليدي العاملة الردنّية فففي الخففارج ،ول سفّيما فففي دول الخليج العربي ،وهو مففا يشفّك لف %5مففن عدد سّك افن الردن.وبّينت القحصائيات أّن 30ألف مهندس ومهندسة أردنّيين يعملون فففي الخففارج منهففم ) ( 25ألففًا
يعملون في دول الخليج ).( Jordan Events
ه ففذا وارتفع ففت نس ففبة العمال ففة الردنّي ففة ال ففتي تقحم ففل مؤهف ل بك ففالوريوس ف ففأعلى م ففن %6.6فــي الع ففام 1973إل ففى %12.2ف ففي الع ففام ،1990ثففّم إل ففى %23.8فففي العففام . 2008فففي المقابففل انخفضففت نس ففبة َمف ف نف يقحمل ففون
مؤهلت دون الثانوية من %89.0في العام 1973إلى %75.9في العفام 1990ثفّم إلفى %64.3ففي العفام ص ص ففة مففن %8.4فففي العففام 1973إلففى %19.3فففي العففام .2008كمففا ازدادت نسففبة العمالففة الردنّيففة المتخ ّ ،1990ثّم إلى قحوالى %30في العام .2008
س سـات ونظف ًار للقحففر ص علففى جففودة مخرجات التعليففم العففالي ،فقففد أنشففئت فففي الردن هيئففة تس فّم ىف "هيئة اعتماد مؤ ّ
س سـات التعليم العالي ،رقم ) (20لسنة ،2007المادة .( 7 التعليم العالي")قانون هيئة اعتماد مؤ ّ
في ما يتعلق بفر ص العمل للخّر يفجين من قحملة الشففهادات الجامعيففة وقحملففة الففدبلوم خلل الفففترة ، 2009-1990 طردة سنويًا في أعداد المتقّد مفين للقحصول علفى وظائف مففن قحملففة المفؤهلت الجامعّيففة ودرجة الففدبلوم، ثمة زيادة م ّ ي قحففال ،وهي نسففبة متواضففعة قياسفًا إلففى العففداد المت ازيففدة إلّ أن نسففبة مففن عّيففن منهففم لففم تصففل إلففى %10فففي أ ّ سنويًا من خّر يفجي الجامعات وكّليات المجتمع المتوسطة.
وقد بّينت تقارير دائرة القحصاءات العاّم ةف قحول معفّد لفت البطالفة للربع الول مفن العفام ،2010أّن معفّد لف البطالفة طليففن كففانوا مففن قحملففة الشففهادة الثانويفة كففان مرتفع فًا بيففن قحملففة الشففهادات الجامعّيففة ،وأن قح فوالى %52مففن المتع ّ ف ففأعلى .أّمف ف اف المش ففتغلون ف ففي ه ففذه الف ففترة فك ففان %36منه ففم م ففن قحمل ففة الش ففهادات الجامعّي ففة وقحمل ففة دبل ففوم كلّي ففات المجتمع.
ويعزى ارتفاع نسبة البطالة بين الناث من قحملة المؤهلت العلمّية إلفى التوّس عف غيفر المفدروس ففي التقحفاق النفاث ص صففات المشبعة نسبيًا. في القحقول الدراسّية وتركيزها على التخ ّ
إشكالّيات واقع التعليم العالي في الردن ص ةف في العام 2010نقحو ) (51164خريجًا وخريجة ،وعدد بلغ عدد خّر يفجي الجامعات الردنّية الرسمّية والخا ّ خّر يفجي كّليات المجتمع ) ( 17300خريٍج وخريجة .ويضاف إلى ذلك أعداد الخّر يفجين من الطلبة الردنّيين
الدارسين في الخارج الذين قد تصل نسبتهم إلى ما يقرب من %10من مجموع الخّر يفجين من الجامعات وكّليات
المجتمع الردنّية.وعليه فإّن مجموع الخّر يفجين سنة 2010بلغ نقحو ) ( 75.000خريٍج وخّر يفجة. 26
ص صففة لقحملة المؤهلت العلمّية )دبلوم وبكالوريوس فأعلى ( من الوظائف المستقحدثة لسنة وبالنظر إلى النسبة المخ ّ 2010والبالغة ) ( 66.000وظيفة ،منها ) ( 18ألف فرصة في القطاع العام و) (47ألف للقطاع الخا ص في ص صف منها لقحملة البكالوريوس فأعلى هو قحوالى ،%39وقحوالى %9لقحملة الدبلوم المتوسط، الردن ،فإّن المخ ّ ص صففت لهم وظائف من قحملة الدبلوم والبكالوريوس فأعلى هو في قحدود ) ( 30ألف خّر يفج، وعليه فإّن عدد من خ ّ
يشّك لفون %40من عدد الخّر يفجين ،بينما ينضّم الباقون) ( 45ألف خّر يفج وخّر يفجة إلى طوابير المنتظرين للعمل أو الباقحثين عن عمل في الخارج ،أو الباقحثين عن تقحصيل علمي أعلى لزيادة فر ص إيجاد وظيفة ،أو النضمام إلى طلين عن العمل. المتع ّ كما بلغ معّد لف البطالة في العام 2010نقحو ) ،(%12.4وبّينت نتائج المسح أّن معّد لف البطالة كان مرتفعًا بين طلين هم من قحملة قحملة الشهادات الجامعية ،قحيث بلغ .%15.7وأشارت النتائج إلى أّن %52من المتع ّ الشهادة الثانوية فأعلى.
وفي مقحاولة تفسير الخلل بين التعليم الجامعي وسوق العمل يمكن القول إن هناك اقحتفاء ضعيفًا بالتعليم التقني،
ل عن ثقافة المجتمع السائدة الذي يمكن أن يوّفر فر ص عمل جديدة تساعد على تقلي ص معّد لفت البطالة ،فض ً التي تؤّد يف إلى تفضيل الطالب القحصول على درجة بكالوريوس قحتى ولو لم يقحصل على وظيفة ،على القحصول
ض حف إشكاليات واقع التعليم العالي على دبلوم تعليم مهني أو تقني مع إيجاد فرصة عمل بعد التخرج .وبالتالي تتو ّ في الردن ،وأبرزها: . 1سياسات التعليم العالي ،التي تسّهل النتقال من التعليم المهني والفّني إلى التعليم الكاديمي ،من خلل تقحويل عدد من كّليات المجتمع إلى كّليات جامعية تمنح درجة البكالوريوس ،ومن خلل فتح باب التجسير بين
كّليات المجتمع والجامعات منذ سنة ،1997مّم اف يضّر كثي اًر باقحتياجات سوق العمل ويزيد من معّد لفت البطالة. .2التأخر في التوظيف بعد التخّرج ،والذي يؤّد يف إلى:
أ .البقحث عن فر ص عمل خارج الردن ،وتسّر بفالكفاءات. ب .تراجع الرصيد المعرفي للخّر يفج خلل مّد ةف انتظاره.
. 3معاناة عدد من الجامعات الرسمّية من أزمات مالية تؤّثر على جودة التعليم وتؤّد يف إلى تسّر بفالساتذة الكفاء واستقطاب بدائل ذات مستويات أقّل كفاية.
. 4الستثناءات في القبول القائمة على نطاق واسع في الجامعات ،وما تؤّد يف إليه من اختلل في المستويات
العلمّية للطلبة ،ومن ضعف في المخرجات. . 5جفود هفّوة كففبيرة بيفن البقحفث العلمفي فففي الجامعففات وبيفن متطلّبفات المجتمففع وسوق العمفل ،فمعظفم البقحففاث
ص ،ف ف فول سفّيما أن العلمّية المنشففورة فففي المجلت يركن فففي رفوف المكتبفات ول تسففتفيد منففه مؤّس سففات القطفاع العففام أو الخفا ّ ك ففثي ًار م ففن ه ففذه البقح ففاث ينش ففر بالنجليزيف ة .كم ففا أّن آلف الرسف ائل الجامعي ففة ال ففتي تجيزه ا الجامع ففات الردنّي ففة الرسف مّية 27
ي مففن ارسففمي السياسففات القتصففادية والجتماعيففة و طلفع أ ّ صف ةفف ،ول ي ّ ص ةفف ،ل تستفيد منها المؤّس سفات الرسمية أو الخا ّ والخا ّ
التعليمية على خلصاتها.
تونس :حين تكون البطالة أحد أسباب الثورة اقحتفلففت الجامعــة التونس ـّية سففنة 2009بففذكرى خمسففينيتها .ففففي سففنة 1959ت فّم بعففث أول ن فواة للجامعففة التونس فّية القحديثففة .وبقطففع النظففر عففن الجففدل الففذي أثيففر آنففذاك قحففول إمكانيففة اعتبففار التعليففم الففذي كففان يقفّد مفه جامع الزيتونة فففي
م ارقحففل عليففا تعليم فًا جامعّي فًا بففالمعنى القحففديث ،فففإن القحتفففال قففد جففرى فففي منففاخ مففن التشففاؤم والقحففذر .فعلففى الرغ م مففن
القحصففاد الففوفير الففذي ل يمكففن نك ارنففه ،فففإن معضففلتين رئيسففتين قففد أفسففدتا نشففوة تلففك المناسففبة :بطالففة خريجففي التعليففم
العالي والجودة المتدنّية التي بدأت منذ عشرّيتين تصيب التعليم العالي منهجًا وموارد وتصرفًا .ولم يكففن مففن الصففدفة أن
تكون هذه العوامل بالذات من أهّم أسباب ثورة الشباب والكرامة في تونس.
ل على أن بطالة أصفقحاب الشفهادات الجامعيفة كفانت أقحفد لقد كان اندلع الثورة التونسّية خلل ديسمبر 2010دلي ً
أهّم عوامل النفجار الجتماعي الذي أمّد الثورة بتلك القّوة القحتجاجية العارمة.
التعليم في تونس
كان أول إصلح للتعليم شهدته تونس في العام 1958على يد وزير التربية آنذاك الديب التونسي محمود المسـعدي ليضع قحّد ًاف لتعّد دف النظم التعليمّية في البلد ويوّقح دففها فففي تعليففم عمفومي إل ازمففي .تفّم القحفر ص علففى أن يكفون هففذا التعليفم منفتقحًا على المعارف الكونّية من تقنياٍت وعلوٍم وآداب ،وذلك في تخّل ص تدريجي مففن المعففارف الشففرعّية والقديمففة الففتي
كانت السمة البارزة لنظمة التعليففم قبففل السفتقلل .ولعفّل أهفّم مفا يكمففن الشففارة إليفه قحفول هفذا الصففلح ،هفو إلزامّيتففه، وخصوصف ًا بالنسففبة إلففى البنففات والبنيففن الففذين بلغ فوا مففن العمففر 6سففنوات ،ومجففانّيته لقحففاملي شففهادة الباكالوري ا )ختففم الففدروس الثانوّيفة ( ولقففد دعمففت الدولة الطلبففة ،خصوص ًا فففي أول عشففرّيتين تلتففا السففتقلل) ،( 1956وذلففك مففن خلل
تقديم المنح الجامعية وخدمات السكن والكل للجامعّيين ،وخصوصًا للمنقحدرين من فئات اجتماعية هّش ةف أو متوّس طفة.
أما الصلح الثاني وهو الهّم فقد قحدث سنة 1991بموجب قانون نعت بقانون محمد الشرفي نسبًة إلى وزير التربيــة
آنففذاك ،وقفد اعتمففد هففذا الصففلح بعيففد التغييففر السياسففي الففذي عرفتففه البلد سففنة .1987وشففمل الصففلح م ارقحففل
ل توّج هففات فكرية ورؤى تدور قحول قيم المواطن والمواطنة. التعليم البتدائي والعدادي والثانوي قحام ً
بدوره خضع التعليم العالي في تونس لعدد من الصلقحات المتتاليففة اسففتهدفت إقحففداث جامعففات فففي المنففاطق الداخليففة للبلد ،إواعففادة تنظيففم قطففاع البقحففث العلمففي ،بعففث مسففالك قصففيرة للتعليففم العففالي )ثلث سففنوات ( تشففجيعًا لتشففغيلّية ل عن تبّنففي الجامعة التونسّية نظامفًا جديففدًا هففو نظففام أمد )إجففازة ،ماجسففتير ،دكتففوراه ( واقتضففى ذلففك الخريجين ،فض ً
التخّلي التدريجي عن النظمة السفابقة وأهمهفا نظفام السفتاذية ،الد ارسفات المعّم قففة والفدكتوراه )بمفا فيهفا دكتفوراه الدولة (. 28
وبعد ما يقارب من خمس سنوات ،تّم تجاوز الفترة النتقالية لتنضّم جفّل المؤّس سففات الجامعيفة إلفى هفذا النظفام مفع بعفض
ب والصيدلة وبعض المدارس الوطنّية للهندسة. الستثناءات المتعلقة بكّليات الط ّ
يبدو أن الهاجس الرئيسي لمنظومة أمد كان إتاقحة فر ص مرنة لتكويٍن يضمن أقصففى قحظففوظ النففدماج فففي سففوق وطنففي للعمل ينفتح بدوره على اقتصاد معولم.
التعليم العالي وضغط التحّوالت الديموغرافية
يتففوّزعالهففرم السففكاني للمجتمففع التونسففي بقحسففب الش فرائح العمري ة كففالتي :مففن 0ســنة إلــى 4سففنوات ،%8مــن 5
سنوات إلى 14سنة مــن 15سـنة إلـى 59سـنة فففإن النسففبة تق فّد رف بف ف ،%63وأخي ف ًار %29بالنسففبة إلففى الش فريقحة
ل ديموغرافيفًا عميقفًا يتمّيفز بفتراجٍع للشفريقحة العمرية من 60سنة فما فوق .يفبرهن ذلفك علفى أن البلد تشفهد قحاليفًا انتقفا ً العمرية الواقعففة ففي مفا تقحففت 15سفنة ،أي الطفففال ،ولكفن تشفهد الشفريقحة العمرية الواقعففة مفا بيففن 15و 30سفنة
مقابففل ذلففك توسفعًا واضففقحًا .وينعكففس هففذا التط فّو رفقحالي فًا علففى النظففام الففتربوي ،إذ ُأغلففق بعففض المففدارس البتدائيففة أو ل مكثف فًا ،قحيففث بلففغ عففدد الطلبففة المسففجلين الفصففول بسففبب تقلّفف ص عففدد الطفففال ،فففي قحيففن يشففهد التعليففم العففالي إقبففا ً
357442طالبًا خلل السنة الجامعية .2010-2009كما ينعكس هذا التقحّو لفأيضفًا علففى سفوق العمففل مفن خلل
نمّو الطلب الضافي عليه.
فففي السففنة الجامعيففة 2010-2009بل ففغ ع ففدد الطلب ففة 357472طالبف فًا ،مففن بينهففم 214664طالبففة ،أي بنسففبة
.%60وقد ارتفعففت نسففبة الفتيففات مففن %58.1سففنة 2006-2005إلففى نسففبة %59سففنة 2007-2006كمففا ارتفعت أيضًا سنة 2008-2007إلى %59.1وواصلت الرتفاع لتصل إلى .%59.5
أمففا الطلبففة الففذين تقففع أعمففارهم مففا بيففن 19و 24سـنة فقففد بلغففت نسففبتهم %49سففنة ، 2009وذلففك نففاجم عففن ارتفاع نسب النجاح ففي جميفع م ارقحفل التعليفم ونسفب النجفاح المرتفعفة قحفتى ففي الجامعفة بعفد أن ظفّل "غربال" النتقفاء
يقحجففز التلميففذ والطلب لسففنوات عديففدة .فالرتقففاء أصففبح القاعففدة ،بينمففا الرس وب اسففتثناًء ،وقفد بلغففت نسففبة النجففاح خلل السنة الجامعية 2009-2008ما يقارب .%73.5 وبعد ما يقارب العقدين من إصلقحات التعليم الساسي والثانوي ،غدا الطلبة الملتقحقون بالتعليم العالي يقدمون على اختصاصات جامعّية أكثر تنّوعًا ،خصوصًا أن التعليم الثانوي لم يكن يقترح على التلميذ إلى قحدود أواخر
الثمانينّبات سوى تكوينين اثنين :أقحدهما علمي وثانيهما أدبي .إل أن الختصاصات المتاقحة في الثانوي قحاليًا تنّوعت ،وأتاح ذلك لطلبة الجامعة مسالك وشعباً أكثر تنّواعًا ،والدليل أن اعدد التختصاصات في السنة الجامعية 2011 – 2010قد ناهز 300اتختصاص .
التعليم العالي الخاص 29
على الرغم من توّفر التعليم العالي العمومي وبكلفة زهيدة نسبيًا ،فإن التعليم العالي الخا ص استطاع في ظرف وجيز أن
يجففد لنفسففه مكانففة ،وذلففك ارجففع إلففى بعففض العوامففل المتعلقففة عمومف ًا برغبففات الطلب الففتي لففم يقحّققهففا التعليففم العففالي ل للرغبففات والميففولت الذاتيفة للطلب .وقد العمومي من خلل منظومة التفوجيه الجفامعي العلميفة الففتي لفم تففترك مجفا ً
بلففغ عففدد هففؤلء للسففنة الجامعيففة 2010 -2009نقحففو 12586طالب فًا .وتجففدر الشففارة إلففى أن تونس تقح فّو لففت إلففى
فضاء يقصده الطلبة الفارقة لمواصلة دراستهم الجامعية في هذه المؤّس سفات على الرغم من قحداثة التجربة.
سوق العمل واندماج خّر يـجي التعليم العالي فيه ومعضلة البطالة
يقود التقحليل المتففأّني لسففوق العمففل فففي تونس ،وخصوص ًا فففي مففا يتعلّففق بمنزلة قحففاملي الشففهادات الجامعيففة العليففا فيففه،
إلى نتيجة مهّم ةف تفيد بأن هذه الفئة تمّثل قرابة %16من 3.7مليون ناشط .هففذه النسففبة تضففاعفت فففي أقفّل مفن عشفر
سنوات ،وهو ما يبرهن على الضغط المتزايد الذي مثله الخريجون هؤلء على سفوق العمفل .فعلفى مفا يقفارب 600ألفف
خريج جامعففة يوجد أكففثر مففن 128000عاطففل عففن العمففل .أي أن قحفوالى ربع العففاطلين عففن العمففل هففم مففن خريجففي الجامعات .أما بالنسبة إلى البقية الخرى من أصناف العاطلين فإنها ظلففت شففبه ثابتففة بففل منخفضففة أقحيانفًا ،إذ تراجعففت
بالنسففبة إلففى قحففاملي الشففهادات الثانوّيفة مففن %18إلى ،% 12وظلّففت هففذه النسففبة شففبه ثابتففة بالنسففبة إلففى أصففقحاب
ص أصففقحاب مستويات التعليم البتدائي ،أي في قحدود .%15كل هذه الرقام تثبففت أن أزمة البطالففة العميقففة تكففاد تخف ّ
الشهادات الجامعية العليا .وعلى خلف ما كانت تصّرحبفه المصفادر القحكوميفة قبفل الثفورة مفن أن نسفبة البطالفة تفتراوح
ما بين 13أو ،% 14عمدت القحكومة النتقالية إلى تصقحيح هذا الرقم وقّد مفت أرقامًا مغايرة تصل فيها نسبة البطالففة إلى % 30سنة ،2009وقد تكون بلغت قبل الثورة % 45بالنسبة إلففى قحففاملي الشففهادات العليففا .وهذه التقففديرات ل
تبتعد كثي ًار عن الرقام التي قّد مفها البنك الدولي بالتعاون مع وزارة التشغيل التونسّية ،قحيث بلغت نسبة العففاطلين عففن العمل من قحاملي شهادة تقني سامي .%50
بطالة متفاوتة
ظّلت البطالة متفاوتة نسبيًا من اختصا ص إلى آخر ،كمففا بدأت البطالففة بالتيفان علفى إعفداد غفيفرة مفن خّر يفجفيالداب
والعلوم النسانية والجتماعية منذ بداية التسعينّيات كخريجي الجغرافيا والتاريخ وعلففم الجتمففاع وعلففم النفففس ،ثففم امتفّد تف
لتشمل القتصاد والقحقوق وظّلت خلل تلفك العشفرية اختصاصفات الهندسفة والطفب والصفيدلة بمنفأى مفن تلفك الظفاهرة.
ولعّل الجراءات التي أقدمت عليها و ازرتا التربية والتعليم العالي في القحفّد مفن تفوجيه تلميففذ الثففانوي وطلب الجامعففات
إلى تلك الشعب قد أنتجت هجرة مكثففة نقحفو الشفعب التقنيفة والعلميفة .لكفن مفا لبثفت البطالفة أن شفملت هفذه الشفعب هفي
أيضًا ،قحّتى أن اختصاصات نبيلة مثل الصيدلية والطب تتخّبط قحاليًا في هذه الزمة القحادة .وبالتفالي لفم يعفد القحصفول
على ديبلوم ضمانة للعمل كما كان عليه القحال خلل العقود الثلثة التي تلت السفتقلل .فففي أوساط الشففباب المتخفّرج قحففديثًا مففن التعليففم العففالي والبففاقحث أول مفّرةعففن عمففل ،تتضففاعف نسففبة بطالففة خّر يفجففيالجامعففة 19مّرة مقارن ًة بنسففبة 30
البطالة لدى الشباب غير المتعلم أو مّم نف له مستوى تعليم ل يتجاوز التعليم البتدائي .ولقد ارتفعت نسففبة العففاطلين عففن العمل من بين قحاملي الشهائد العليا ثلث مرات بين سنة 1999و ،2009أي من %8.6إلى .%23.3
لقد عمدت القحكومة المؤقتة بعد ثورة 14كانون الثاني/يناير إلى القيام بجملة من الجراءات الستثنائية من أجل القحّد من أزمة بطالة أصقحاب الشهادات العليا ،وخصوصًا بعد قيام هفؤلء بقحركات اقحتجاجّيفة متواصفلة مفن ضفمن منظمفاٍت
وجمعياٍت نشأت بعد الثورة مستفيدةً من مناخ القحريات .فأقبلت ،وبصفة إرادية قد ل تأخذ بعين العتبففار قففدرة القتصففاد
التونسففي،علففى توظيففف مففا يقففارب 35ألفـاً مففن قحففاملي الشففهادات الجامعيففة وكفان التعليففم والدارة العموميففة مففن أبففرز
القطاعففات اسففتيعابًا لهففؤلء .كمففا عّم مففت القحكومة ،وفي سففابقة هففي الولى ،منقحففة بطالففة علففى مففن بقففي مففن دون عمففل
ث القطففاع الخفا ص علففى تفوظيفه. شريطة أن تتفوّفر فيفه جملفة شفروط؛ وهذا ،إلففى جفانب القيففام بجملفة مفن التقحفيفزات لقحف ّ وعلففى الرغ م مففن ك فّل الجهففد المبففذول ،فففإن الغالبيففة العظمففى مففن العففاطلين لففم تشففملهم تلففك الج فراءات .ف فإذا بلففغ عففدد
العاطلين عن العمل ،أي مّم نف تقدموا بمطالب إلى هياكل و ازرات التشغيل 508ألف عاطل عففن العمففل سففنة ، 2007
فففإن عففدد هففؤلء بلففغ 740ألفاً فففي شففهر أيار/مايو ،2011أي بعففد 5أشهر مففن انففدلع الثففورة .وقفد سففجلت منففاطق الجنوب الغربي والشمال الغربي للبلد نسبة قياسية في البطالة بلغت .%28
وبلغ عدد العاطلين من قحاملي تلك الشهادات ما ينففاهز 200ألف عاطل عففن العمففل مففن جملففة 740ألف عاطل ،مففا ل للنفجار ثانية .وقد يكون هذا المر عائقًا دون إنجاز التقحفّو لفالففديموقراطي الففذي تشففهده يجعل المناخ الجتماعي قاب ً البلد.
لقة لبنان :فوضى تربوّية غير خ ّ
س سـة ( يوجد ففي لبنفان 44مؤّس سففة للتعليفم العفالي ،واقحففدة منهففا رسمية .وقد جفرى الففترخي ص للكفثير منهفا ) 35مؤ ّ
وبدأت عملها خلل السنوات العشر الماضية .فيما هناك 8جامعات تاريخّية ،مضى على تأسيسها أكففثر مففن 50 سنة .فففي المقابففل ثمففة 4مؤّس سففات جامعّيففة ُم رفّخ ص ففة رسميًا لكنهففا لففم ُتمنففح الذن لعطففاء شففهادات جامعّيففة و 3
معاهد جامعّية للدراسات الدينّية. بففأثٍر مففن الشففلل ال ففذي يقحيففط بففأداء الدولففة فففي الونففة الخيف فرة ،ل ففم تجففِر إع ففادة نظف فٍر ف ففي ك ففثير م ففن ُر َخف ف ص فه ففذه المؤّس س ففات الخاصففة للتعليففم العففالي )وقففد صففدرت علففى م ارقحففل آخره ا فففي العففام ،( 2009علففى الرغ م مففن أنهففا اسففتنفدت قانوني فًا مهلففة القحصففول علففى ترخيفف ص بففالتقحّو لف إلففى معاهففد جامعّيففة ،الففتي تنتهففي فففي العففام .2011إذًا، مجموع مؤّس سفات التعليم العالي الخاصة هو 43مؤّس سفة ،تضّم جنباتها ما يزيد على 110آالف طالب.
إضففافة الففى ذلففك ،يق فّد رف إقحصففاء رس مي صففدر عففن وزارة التربيـة اّللبنانيـة بعن فوان "إنجففازات "2010وج ود 351 معهدًا فّنيًا ،لكّنه ل يوضح إذا ما كففانت تنفدرج كلّهفا ضفمن التعليففم المهنففي العففالي ،كمفا يتجّنففب إعطففاء تقفديٍر لعفدد الطلبة فيها!
31
للتففذكير ،يوج د فففي لبنان جامعففة رسمية واقحففدة ،تتففوّزع كّلياتهففا وفروعهففا علففى مففدن ع فّد ةف .تض فّم هففذه الجامعففة 17 كّلية ،ويبلففغ مجمففوع فففروع كّلياتهففا 50فرعًا .وففي المجمففوع ،هنففاك ق اربففة 180ألف طففالب جففامعي ،تقفّد رف نسففبتهم إلففى عففدد الُسف ّكفافن بنقحففو .%4وتضفّم الجامعففة اّللبنانيففة الرسمّية ق اربففة %40مففن مجمففوع طلبففة التعليففم العففالي ،مففا يؤّك دف أهمية التعلم الرسمي العالي ،بمعنى أن مشكلته تنعكس على التعليم العففالي )وتاليفًا علففى سففوق العمففل ( أكففثر
ي مؤّس سفة خاصة .مفن ناقحيفة ثانيفة ،ففإن وجود نقحفو %60مفن المنخرطيفن ففي التعليفم العفالي ففي مؤّس سففات من أ ّ خاصففة ،يشففير إلففى قففوة هففذا القطففاع ،ولس فّيما أن سففوق العمففل مقحكففوم أيض فًا بالقطففاع الخففا ص )بشففكل أساس فّي (فف. وبففذلك ترتس ففم ص ففورة ت ففوقحي بش ففبكة متداخل ففة م ففن العلق ففات المتّصففلة بالنش ففاط الف ففردي الخ ففا ص )العائل ففة ،المرتب ففة
الجتماعية ،الدين ،( ...تصل ما بين التعليم العالي وسوق العمل.
يلقحظ أيضًا أن الناث يقحّققن زيادرة طفيفة علفى الفذكور ،إذ يمثّلفن ق اربفة % 53.2مفن مجمفوع المنخرطيفن ففي التعليم العالي .في المقابل ،ثمة زيادة كبرى في عدد الناث في الجامعة الرسمّية ،إذ تفففوق أعففدادهّن الففذكور بنقحففو 1.8أضعاف ،وهي أعلى كثي ًار من نسبتهّن في مجمل التعليم العالي .ويعني ذلك أن المجتمع يتيح للنففاث تعليمفًا عاليًا ،لكنه ينفق أكثر على التعليفم العفالي للفذكور .وينسفجم ذلفك مفع تسفّيد الثقاففة الذكورية ومرادفاتهفا ففي السياسفة
والقتصاد والجتماع ،في الدول العربّية. وُيشكل الطلبة الجانب نسبة تقارب %16.24من هذا المجموع ،مع التنبيه إلفى أن هفذه النسفبة تقفارب %11.4
في الجامعة الرسمّية .ويعني ذلك وجود ميل لدى الطلبة الجانب نقحو مؤّس سفات القطاع الخا ص. ويتبّين في ما يتعلق بخريجي التعليم العالي وتوزيعهم بين الجنسين فففي العففام الد ارسفي 2009 -2008أن ثمفة ِ ص النسففبة بيففن الففذكور تقارب ًا فففي نسففب الخريجيففن بيففن القطففاعين الرس مي والخففا ص ،وكففذلك القحففال فففي مففا يخفف ّ والناث .فتصل نسبة الخريجين ففي الجامعفة اّللبنانيفة إلفى .%14.42وتقحقّفق الخريجفات نسفبة ،%16وهي تزيد ل على نظيرتها لدى الذكور التي تبلفغ .%11.41وفي المجمفوع العفام ،تصفل نسفبة الخريجيفن إلفى ،%16.4 قلي ً ل أيضًا بين الناث ،قحيث تصل إلى ،%17.2وهي عند الذكور تقارب .% 15.5 وهي أعلى قلي ً
فففي المقابففل تتسففاوى نسففبة الففذكور والنففاث فففي الهيئففات الداري ة للتعليففم العففالي ،لكففن الففذكور يتفّو ق ففون بوضفوح فففي الكففادر التعليمففي بنسففبة تقففارب 1.7أضـعاف ،مففا يعكففس هيمنففة ذكوري ة قويفة علففى المسففار الكففاديمي فففي مرقحلففة التعليم العالي. وفي أمثلففة ل تخلففو مففن دللففة ،يلقحففظ أن مجمففوع دارسي الهندسففة الميكانيكّيففة فففي الجامعة الرسمية اّللبنانية هففو 603طلب ،ترتفففع نسففبة الففذكور بينهففم بقفّوة فتفففوق النففاث بق اربففة 6.3أضعاف .فففي المقابففل ،يصففل المجمففوع فففي
الجامعات الخاصة إلى 1963طالباً )أكثر من القطاع الرسمي بقرابة 3.3أضعاف ( ،مففا يعنففي أن المجتمففع يففرى
ص صف ففات العلمّيففة مصففلقحة أكففبر فففي توظيففف جهففوده واسففتثمارها فففي الجامعففات الخاصففة فففي هففذا النففوع مففن التخ ّ
ل بففذلك الففذكور علففى النففاث .ويتك فّر ر فالمففر نفسففه فففي الهندسففة الكهربائّيففة الففتي يصففل مجمففوع المتط فّو رفة ،مفض ف ً دارس يها فففي الجامعففة الرس مية إلففى 135طالب ـًا ،مففع نسففبٍة للففذكور تفففوق النففاث بق اربففة 15.9أضــعاف! ويصففل 32
إجمففالي دارس ي هففذا الفففرع فففي المؤّس سففات الخاصففة إلففى 1373طالباً )بنسففبة تفففوق نظيرتهففا فففي التعليففم الرس مي
بضففعف يبلففغ ،10.2ومفع تففّو قف الففذكور بنسففبة 5.27ضعفاً ( مقارن ًة بالنففاث .ويلقحففظ أن هففذه النسففبة أقفّل مففن نظيرتهففا فففي القطففاع الرس مي ،مففا يتفففق مففع الميففل العففام لنفففاق المصففادر الجتماعيففة علففى المؤّس س ففات التعليميففة
ص صففات التي تقحظى بمكانة أعلى في تفكير المجتمع .وفي الهندسففة اللكترونّيففة ،يصففل إجمففالي الخاصة ،في التخ ّ الدارسين فيه ضففمن الفففرع فففي الجامعففة الرسمّية إلففى 591دارساً ،مففع نسففبة تففّو قف للففذكور بق اربففة 15.9أضعاف. والمفارقة أن إجمالي أعداد دارسي هذا الفرع في مؤّس سفات التعليم الخاصة هي 122دارساً) ،هم أقل من نظرائهم
في التعليم الرسمي بمقدار 4.8أضعاف ( ،فيما يتفّو قف الذكور على الناث بمقدار 19.3أضعاف! ص ص ففات الكففثر "ُلطففًا" وربمففا القففل مكانففة فففي تفكيففر المجتمففع أو أقففل ربقحّيففة .فيصففل تنقلففب هففذه الصففورة فففي التخ ّ ل ،مجمف ففل دارس ف ي العلن إلف ففى 318طالبـــاً ،معظمهف ففم مف ففن النف ففاث بنسف ففبة 2.42ضـــعفاً .ويصف ففل دارس ف و مث ً الختصا ص نفسه فففي مؤّس سففات التعليففم الخففا ص إلففى 554دارساً )يفوق التعليم الرسمي بـ 1.74ضــعفاً ( ،كمففا
تتففّو قف النففاث فيففه بمقففدار الضففعفين تقريبفًا .وكذلك القحففال بالنسففبة لمففن يففدرس تعليففم اّللغففة النكليزية ،الففذين يصففل
عففددهم فففي الجامعففة الرس مية إلففى 215دارس اً ،مففع تف فّو قف النففاث بمقففدار سففاقحق هففو 106.5أضــعاف! ويصففل
العدد في مؤّس سفات التعليم الخا ص إلففى 241دارساً ،مففا يسففاوي نظيفره فففي الجامعففة الرسمية ،وتقحتفففظ فيففه النففاث بتفّو قف مقداره 17.5أضعاف.
سوق العمل والبطالة في لبنان
اسففتنادًا إلففى نتائففج "الد ارسففة الوطنّيففة للقح فوال المعيش فّية للسففر اّللبنانيففة للعففام ،" 2007والففتي أنجزتهففا إدارة الحصاء المركزي ،بلغ قحجم القوى العاملة في لبنان 1.288مليون شخ ص ،مففن بينهففم 1.118مليففون عامفٍل و 110آلف غيففر عاملففة)عففاطلون عففن العمففل ( ،ثلثهففم مففن الففذكور ،مففا يشففكل نسففبة % 9.83مففن قحجففم القففوى العاملة .وثمة من يشّك كف فففي صففقحة هففذا الرقم ،علففى الرغم مففن صففدوره مففن "إدارة الحصاء المركزي"ُ ،م ق فّد ًارف نسففبة
البطالة بنقحو .%15
وتشّك لف القففوى العاملففة نسففبة % 33,2مففن مجمففوع اّللبنففانّيين المقيميففن فففي لبنان ،الففذين يقفّد رف عففددهم )علففى الرغم من عدم الجماع عليه ( بنقحو 4.7مليين ،يقيم منهم في لبنان نقحففو 3.7ملييففن شففخ ص .ويقحتفففظ ق اربففة مليون مهاجر لبنانّي بهويتهم اّللبنانية .وهناك خلف ضخم قحول عدد اّللبنانّيين ،منبتفه سياسفّي مقحففض .ثمفة مفن يفرى أن لبنانّيي المهاِج ر ف )خصوصًا في الميركّيتين إوافريقيا ( يجب أن ُيدرجوا من ضمن عدد اّللبنانّيين ،قحففتى بالنسففبة إلففى َم نف لم يقحتفظ منهم بجنسّيته اّللبنانية ،بل ثمة ُم طفالبة متكّر رة فبأن تعمفل الدولة علفى منقحهفم هفذه الجنسفية ،بالتففاق مع قحكومات البلدان التي يعيشون فيهفا .ول يفترّد دف البعفض مفن القفول بفأن مفن شفأن الخطفوة الخيفرة أن تصفل بعفدد اّللبنانّيين إلى ما يفوق عشرة مليين نسمة!
33
ل عففن العمففل (، يتبّين أن نسبة العاطلين عن العمل تبلففغ ذروتهففا فففي الفئففة العمرية 29-25سنة ) 17160عففاط ً وأن العمففار الشففابة والمنتجففة بيففن 20و 50سنة ،تقحففوز الشففطر الكففبر مففن مجمففوع العففاطلين عفن العمففل بنسففبة تصل إلى .% 64.4وتصل نسبة الذكور في هذه الفئة العمرّية المهّم ةف )بين 20و 50سنة ( إلى %71.2من ص البطالة فففي إجمالي الذكور العاطلين عن العمل .وتصل النسبة نفسها بين الناث إلى .% 84.5وفي ما يخ ّ
سففّن الشففباب والنتففاج بعامففة ،تفففوق نسففبة النففاث الففذكور فففي الشففرائح العمري ة كافففة ،إل أن الصففورة تنقلففب فففي العمففار الففتي تفففوق الخمسففين سففنة .وتشففي هففذه الرق ام بذكوري ة سففوق العمففل ،مففن خلل تهميففش النسففاء والسففعي لخراجهّن منها.
ويلقحففظ أن نسففبة البطالففة لففدى الففذكور تكففون فففي ذروتهففا بيففن الففذين يملكففون تعليمفًا ابتففدائيًا ،وأن هففذه النسففبة تبففدأ
بالنخفففاض تففدريجيًا كلمففا زاد مسففتوى التعليففم ،مففع وج ود تقففارب لفففت فففي النسففب لففدى أصففقحاب التعليففم الثففانوي والعالي .فيما يسير المر بطريقة معكوسة لدى الناث ،إذ تصل البطالة بينهّن إلى أقصاها لدى صففاقحبات التعليففم العففالي ،لتق فّل تففدريجيًا فففي المسففتويات التعليمّيففة الدنففى .وتعنففي هففذه الرق ام أن لبنــان يعففاني مففن بطالففة أصففقحاب
ل عفن العمفل ففي هفذه الفئفة .وأن هنفاك نقحفو التعليفم العفالي بنسفبة ،% 23.6أي مفا يسفاوي نقحفو 25960عفاط ً
26ألــف شففخ ص يعففانون مففن البطالففة علففى الرغ م مففن مسففتوياتهم التعليمّيففة العاليففة .فيمففا تعففاني أنثتففان مففن هففذه البطالففة مقابففل ذكففر واقحففد .يضففاف إلففى هففؤلء العففاطلين عففن العمففل جميعهففم نقحففو عش فرين ألف فًا مّم ف نف لففديهم تعليم فًا
ثانويًا .ويشير ارتفاع نسبة بطالة الذكور من ذوي التعليم البتففدائي إلففى ظففاهرة تسفّر بفمدرسي ضففخمة ،كمففا يجعففل
ك صفعب .وتكفاد الصفورة عينهفا تتكفّر ر فلفدى قفراءة توزيع العفاطلين عفن العمفل مسألة تنفيفذ إلزاميفة التعليفم علفى مقحف ّ بقحسب الفئة العمرّية والجنس.
ماذا عن قوى العمل التي تبلغ 1.2مليوناً؟ ثمة ذكورية واضقحة في هففذا المففر .إذ إن نقحففو %39.8مفن الففذكور ل خاصففة بشففكل مسففتقّل أو بمعونة شففخ ص آخففر ،فيمففا تنخفففض هففذه النسففبة بيففن النففاث إلففى 11.7 يففديرون أعمففا ً .% ويبلغ مجموع من هم في هذه الوضعية من العمففل نقحففو 297.6ألفاً ،وهم ق اربففة ربع القففوى العاملففة ).(% 24.8 وثمة فيض من المياومين أو ما يشبههم بين الذكور.
ويفوق عدد النففاث الّلفواتي يتقاضففين أجف ًار شففهريًا الففذكور بق اربففة 1.7ضعفاً ،مففا يوضح ميففل أكففبر للسففتقللية فففي عمالفة الففذكور .وهنففاك 3.5ذكور يعملفون كمففدراء أو ككفادر عفاٍل مقابففل أنففثى واقحفدة للمناصفب عينهفا .وتبلففغ هففذه النسبة 2.8ذكور لكّل أنثى في الختصاصات .وتنقلب هذه المعدلت بشّد ةف في العمالة غير الماهرة ،قحيففث هنففاك 2.2أنثى لكّل ذكر)ما ينسجم مع الهيمنة الذكورية ككّل (فف ،و 2.7أنثى لكفّل ذكففر فففي الوظائف .ويكففاد أن يقحتكففر الذكور قطاع سائقي السيارات والقوى العسكرّية والمنّية.
34
في السياق عينه ،يلقحظ كثافة الذكور في اليّد العاملة في الزراعة ،بقحيث تلمس نسفبة الضفعفين مقارن ًة بالنفاث. ويكففاد يقحتكففر الففذكور قطففاع النشففاءات ،فيمففا يختلففف المففر فففي قطففاع الخففدمات ،قحيففث النففاث فففي هففذا القطففاع يشّك لفن ضعفّي الذكور. كخلصة يمكن القول إن التعليم العالي في لبنان يشهد أزمة بنيوّيةُ ،يضاف إليها تهافت دور النقابففات الففتي كففانت في السابق تفرض وجودها ،أسوة بالدولة ،على المعادلة بين التعليم والسواق .إذ إن قيام لبنففان علففى المقحاصصففة الطائفيففة ،انتهففى إثففر صففدمتين متواليففتين )اغتيففال الرئيففس رفيــق الحري ري العففام 2005والعففدوان الس فرائيلي علففى لبنان العام ،( 2006بشلل فاضح في السياسة والقتصاد ،وأيضًا في التعليم العالي والنقابات.
كتابات الشباب العرب..محاولة للرصد لبنان وسورية تتنّوع كتب الشباب المنشورة في العام 2010بين التأليف والترجمة ،وتتضّم نف أيضًا كتبفًا موضوعة للطفففال .وقد بلففغ عففدد الكتففب الصففادرة فففي هففذا العففام نقحففو 949كتاب فًا مففن مختلففف الن فواع ،وع دد الكتّففاب الففتي أصففقحابها مففن الشففباب 37كاتب فًا ،وقفد يكففون عففدد هففذه الكتففب أكففثر مففن ذلففك ،بعففد تع فّذ رف القحصففول علففى معلومفات علففى نطففاق
أوسع .ومع ذلك ،فإن الرقام الواردة تدّل على المفارقة بين عدد الكتب المنشورة ،وما يقحتلّففه الشففباب مفن موقع فففي 35
ل إلفى اقحتلل الروايفة الموقع الول النشر .أما عفن ملمفح الصفورة قحفول التوجهفات الكتابيفة لفدى الشفباب فتشفير أو ً
في كتابات الشباب اللبنانّيين والسورّيين ،على السواء ،وهو اتجاه غالب اليوم في عالم الكتابة في المنطقففة العربيففة. ثانيًا إتيان الشعر في موقٍع مفواٍز تقريبفًا للروايفة )أكففثر مففن ثلففث العمففال المنشففورة ( ،ثالثفًا أن الكتففب المنشففورة تقحففت
عناوين :دراسات نقدية وقانون وعلم نفس وتربية وفكر وتاريخ ،هي في معظمها رسائل جامعيففة)أطروقحات دكتففوراه
أو ماجسففتير ( ،عمففد أصففقحابها إلففى نشففرها كتب فًا ،رابع فًا أن التجففاه الغففالب علففى معظففم كتابففات الشففباب فففي لبنــان وسورية هو الرواية والشعر.
أما عن السمات العامة لهذه الكتابات فقد ارتبطت بجملة عناصر ،منها الموضوعي العام ،كالمقحيط والبيئة ،فلكّل بلد خصائصه التي تؤثر على نتاج الشباب؛ ومنها الذاتي الخا ص بالشباب نفسه ،من دون أن ينفي ذلك وجود قواسم مشتركة بين الجميع .فما هي الخصوصية التي تطبع كتابات الشباب في لبنان وسورية؟ عنففدما نتقحففدث عففن كتابففات الشففباب فففي لبنــان ،نجففد أن معظففم الُك تّففاب الشففباب ولفدوا وترعرع وا فففي ظ فّل أوضفاع سياسية وأمنية سمتها الضطراب وعدم السففتقرار والصفراعات السياسففية والمذهبيففة والطائفيففة )معظففم هفؤلء الكتّففاب
ولدوا بعد العام 1975الذي هو رسمياً تاريخ اندلع القحرب الهلية ( ،وكلّهفا عوامففل متصففلة بففالقحرب الهليففة الففتي
اندلعت منتصفف السفبعينّيات ،ول تفزال عواملهفا تجرجر نفسفها ففي صفيغة قحفرب أهليفة بفاردة ،وفي خطفاب سياسفي طففائفي يشففقحن النفففوس ،ليشفّك لف هففذا الواقففع فففي تففأثيراته السففلبية أقحففد عناصففر القحبففاط واليففأس الففتي تصففيب غالبيففة اللبنففانيين ،لكنهففا تففترك أثره ا الكففبر علففى أجيففال الشففباب ،فتعكففس نفسففها هروبف ًا مففن هففذا الواقففع ،ورفض فًا للسياسففة ل والسياسيين .هذا الهروب من القحرب ورفضها عمليًا مفن خلل تجاهلهفا أو التلميفح إلفى بعفض مظاهرها نجفده مث ً
في كتابات مازن كرباج القحادة في نقدها للواقع الراهن ،وفي روايات سحر مندور وهل لـ شومان ومحمــد برك ات. فيمففا تعّبففر كتابففات الشففباب السففوري المقحكومفة بقحففدود القحري ات عففن تقييففد القحري ات وتئففن تقحففت القيففود المفروضفة، ُيضففاف إليهففا آثففار الوضفع السياسففي المففأزوم الففتي تجعففل مففن القضففية الوطنيففة غيففر بعيففدة عففن التنففاول بشففكل أو
بآخر .يتجلى ذلك بوضوح في رواية ديما ونوس )كرسي (،في ما يخ ص الزمن الراهن ،كما تعّبففر عنففه روايففة فادي عزام )سرمدة ( الذي يعود إلى زمن قحكم المخابرات أيام الوقحدة مع مصر ،واستم ارره اللصق في ما بعد. فففي مرقحلففة سففابقة ،مرقحلففة الصففعود القففومي والتقح فّولت الجتماعيففة ،وسفيادة أفكففار التغييففر الجففذري ،كففانت كتابففات
الشباب في جيل الستينّيات ثم في جيل السبعينّيات ،تعّبر عن النخراط في العمل السياسي وقحمففل مشففاريع التغييففر السياسففي والجتمففاعي ،وع ن قضففايا الشففعب وهمففوم المففة .ويمكففن أن ُتنَس ف بف روايففة سففرمدة لفـادي عـزام إلففى ذلففك
النمط من الروايات السابقة لجيل الستينّيات والسبعينّيات .بيد أن سلسلة الهزائم المتعاقبة ،منذ عقفود ،علفى المنطقفة العربيففة ،انعكسففت فففي كتابففات الشففباب ،فففي صففيغة هففروب مففن السياسففة أو تعففبيٍر ارف ف ٍ ل إلففى ض أو سففاخٍر ،ف فوصفو ً العبثية ،في الكتابة والممارسة .نلمس ذلك في كتابات مندور وشومان ،ورواية صابون لف رشا الطرش.
36
هموم الشباب في كتاباتهم تقحضر هموم المسففتقبل لفدى الشففباب وتجفد تعبيرها ففي كتابفاتهم لجهففة صففعوبة القحصففول علفى وظيففة متناسفبة مففع تقحصيلهم العلمي )رواية "سيليكون" ل نـجاد قصيباتي ( ،والقلق من البطالة ،والضطرار إلى السفففر بقحثفًا عفن عمففل. وتبدو معاناة الفتاة أكثر ِقح ّدفةًف من معاناة الففتى ،قحيفث يظفّل هفاجس الهفل وقلقهفم ي ارففق أي خيفار سفتتخذه )روايفات مندور وشومان( .يجفري التعففبير عفن هففذه المسففألة بنقففد صفارخ للوضاع السياسفية .وتنعكفس القحيفاة السياسفية فففي
كتابات الشباب بشكل مختلف بين الكّتاب اللبنانّيين والكّتاب السورّيين. في كثير من الكتابات ،ل تبدو الجامعة مكانًا لتقحصيل المعرفة والفادة من الخفبرات الكاديميفة ،بمقفدار مفا تشفّك لف
المكفان المثفل للسففتقللية الفرديففة والتعفارف القحفّر بيففن الفتففاة والشفاب بعيفًد اف عفن رقابففة الهففل أو المجتمففع .ينعكفس ذلك على قحجم التقحصيل العلمي المقحدود في كففثير مففن الكليففات ،وعلفى تخففرج أجيفال تقففع مسففافة بعيفدة بينهففا وبيفن أجيال سابقة لجهة النتيجة العلمية أو المعرفية ،فنقحن هنففا أمفام ضففقحالة واسفعة ،وعجفز عفن اكتسففاب المعرفة الفذي تقففّد مفه القحيففاة الكاديميففة ،وه ي أمففور تتصففل وثيقففًا بالقحيففاة القحففّرة والمفتوقحف ة أمففام جيففل الشففباب وتفضففيله سففهولة الكتسففاب علففى جهففد التقحصففيل المطلففوب .ويتجلّففى ذلففك فففي كتابففات تعكففس القحيففاة العبثيففة الففتي يعيشففها شففباب
الجامعات من الجنسين.
الهموم الغائبة عن كتابات الشباب تبتعد الكتابات القحالية للشباب عفن النففس النضفالي والقحماسفة الثورية الفتي طبعفت كتابفات الجيفل السفابق ،ولسفّيما أّن هذا الجيل بعيد عن النتماء القحزبي المباشر أو غير المباشففر .علفى أنفه يمكفن اسفتثناء كتابفات شففباب ملفتزمين
قحزبي فًا أو عقائففديًا أو أيففديولجيًا .وتغيففب القضففايا السياسففية المباش فرة المتصففلة بالص فراعات الجتماعيففة والض فرابات والعتصففامات والتظففاهرات ،ومفا يتّصفل بهففا مففن أدب سياسففي وشعبي عرفتففه القحيففاة السياسففية والثقافيففة فففي مرقحلففة سابقة .وناد ًار ما ُتطَرح قضايا وطنيفة كالصفراع العربي السفرائيلي وطبيعفة النظمفة السياسففية .وعنففدما تُطفَرح هففذه
القضايا فإنها تَِر ُدف مفَعَمفًةف بنظرة سلبية تجاهها ،أو بيأس عربي من إمكان الخففروج مففن مسففتنقع اله ازئففم .وذلففك خلففًا لبعففض كتابففات الشففباب السففوري ،قحيففث تظ فّل قضففية الص فراع العرب ي-الس فرائيلي قحاض فرة أكففثر منهففا لففدى الكتّففاب الشباب اللبنانّيين.
ل تقّد مف كتابات الشباب رؤاها في القضايا الوجودية المتصلة بالقحياة والموت والقلق الشخصي ،وهي أمففور صففبغت الكففثير مففن روايففات الجيففل السففابق وأعطتهففا أبعففاًد اف عالميففة ،ول ت فزال تقحتفففظ بموقعهففا الفكففري والثقففافي قحففتى اليففوم.
يسففتثنى مففن هففذا القحكففم روايففة الكففاتب السففوري فادي عزام "سففرمدة" الففتي غاصففت بعيفًد اف فففي الماورائيففات والسففاطير الموروثة .
37
على الرغم من أّن المنطقة تشهد قحراكًا سياسيًا وثقافيًا في شأن صففعود القحركات السفلمية والسففلفية ،والفتي تقحمففل مشروعًا للسلطة ،ويعتمد معها العنف وسيلة لتقحقيقه ،إلّ أّن الكتابات الشبابية القحالية تبدو بعيدة عفن الخفوض ففي هففذه القضففايا ولفو بشففكل غيففر مباشففر .ويمكففن سففقحب الموضفوع نفسففه علففى مففدى الهتمففام بففالتطّو رفات الثقافيففة فففي
العالم وقحدود التفاعل مع هذه التطّو رفات ،وهو أمر قد يكون مرتبطًا بالقحدود التي يسفعى فيهفا الشفباب إلفى التواصفل
مع الدب العالمي.
مصر والسودان على الرغم مّم اف تتمتع به مصر من قدرات كبيرة في ميدان النشر ،إل أن عدد العناوين الففتي تصفدر عنهففا سففنويًا ل ل يرقى إلى قدراتها البشرية الفكرية ،ول يتناسب ما ينشر مع عدد السكان فيها قحيث نصيب الفرد مفن الثقاففة ،متمث ً
في الكتب المنشورة ،منخفض للغاية عنه في الدول المتقّد مفة؛ ول يكاد القحال يختلف كثي اًر عنففه فففي السودان إن لففم يكن أكثر سوءًا.
وفقًا لخر تقرير صففادر عففن المنظمة العربية للتنمية الصناعية يبلففغ نصففيب الفففرد مففن الناتففج المقحلففي الجمففالي
في مصر 2748دول ًار سنويًا ،بينما يبلغ عدد سففكان مصر 75مليون نسففمة ،يليهففا السودان قحيففث يبلففغ نصففيب
الفرد من الناتج المقحلي الجمالي 1518دول ًار سنويًا ،وقحيث يبلغ عدد سكان 38مليون نسمة )قبل النفصففال (.
هذه المؤشرات القتصادية والديمغرافية تشير إلى أنه إذا كان نصيب الفرد في مصر يبلغ ضعفه في السودان فهففل ينعكس ذلك أيضًا على النشر والبداع؟. يشير واقع نشرة اليداع التي تصدر عن هيئة دار الكتب والوثائق القومية في مصر الذي نشرته اليونيسكو ،إل ففى
أن واقع النشر في مصر متدّن .ف بيد أن نشرة اليداع المصرية ربع السنوية التي تصدرها هيئة دار الكتب والوثـائق
القومية ،تشي بأن هففذا الرقم ربمففا يمثّففل نصففف مففا ينشففر فففي مصر .وهذا مففا أوقحت بفه اللقففاءات الففتي أجريت مففع الناش فرين؛ قحيففث ل يقففوم بعففض الناش فرين غالب فًا بالقحصففول علففى رق م اليففداع .علوة علففى ذلففك ،يبففدو أيض فًا أن
السوق السوداء لنشر الكتب تمّثل استثما ًار ضخمًا في مصر والسودان ،ففي مصر يتّم إنتاج ضعف هذا العففدد مففن العناوين سنويًا ليصل قحجم النتاج فيهففا إلففى مففا بيففن 23ألفاً و 28ألف عنفوان فففي العففام ،وهذا يتضففح مففن عففدد العنففاوين الففتي سففجلتها نشففرة اليففداع خلل أع فوام ،2008و .2009وفففي الســودان يسففير المففر علففى الففوتيرة
نفسها ،على الرغم من التفاوت الهائل بين ما يتّم إصداره من العناوين سنويًا في كّل من البلدين. إن أي قراءة متفقحصة للرقام الرسمية تشير إلى أن هناك عنوانًا واقحدًا تّم نشره لكّل 5000مواطن فففي مصر فففي العام ،وفي السودان ل يكاد هذا الرقم يذكر قحيث يمكن القففول بففأن هنففاك عنوانفاً ينشففر لكفّل مائة ألف مففن السففكان
تقريبفًا أو أقفل بقليففل ،مفع أهميفة الشفارة إلففى أن أغلففب الكتّففاب السفودانيين ل ينشفرون فففي السودان علفى الطلق، 38
وبالتففالي ل تظهففر هففذه الكتففب فففي القحصففاءات السففودانية .بقحيففث يمكففن القففول إن هنففاك عنوانفًا )كتاًبففا واقحفًد اف ( لكفّل خمسة مليين سوداني. كففذلك لتتعففرض هففذه القحصففائيات إلففى عففدد النسففخ ،وبالتففالي تتسففع الهففوة م فّرة أخففرى .ففففي مصــر ،يؤّكف دف أغلففب
الناشفرين ،أن عففدد النسففخ الففتي تنشففر لكفّل عمففل جديففد يففتراوح بيففن 500و 1000نسففخة ،لكففن هففذا الرقم يتجففاوز ي قحففال 500 ذلففك بكففثير للمففؤلفين والكتّففاب المعروفيففن ،أمففا فففي الســودان فل يتجففاوز عففدد النسففخ لك فّل عمففل بففأ ّ نسخة ،وغالبًا ما يتّم تقاسم هذه النسخ بين دار النشر وبين المؤلف ،ويلجأ كثير من المؤلفين السففودانّيين إلففى نشففر أعمففالهم خففارج الســودان وتقحديففدًا فففي مصــر ودول الخليــج العرب ي ،لسففباب تتعلففق بالتكلفففة والقففدرة علففى التوزي ع والدعاية التي يمكن أن يقحصل عليها الكاتب.
قضايا كتابات الشباب إواشكالياتها في مصر والسودان هناك العديد من المؤلفين الشباب في مصر والسودان الذين ظهروا وقحققوا لنفسهم مكانًا بيفن كبفار المفؤلفين خلل العام ،2010لكن تبقى مجموعة من الملقحظات الستنتاجية ،من واقع كتاباتهم:
• هناك تغيٌر واضٌح في الشخصية العربية الشابة ،ليس في مصر والسودان فقحسب ،بل في أقطار عربية عّد ةف ،وهو تغّيففر يتصففل برف ض المففوروث القففديم لقيففم البففوة بشففكلها الكلسففيكي ،ولقيففم المجتمففع الففتي تقح فّد مففن قحري ة الشففباب العملية والفكرية والقحركية والشفهية على السواء ،ويتضح ذلك بشففكل جلففي فففي كتابففاتهم وفي إنتففاجهم الثقففافي خلل الفترة الماضية ،قحيث ُيعاد إنتاج الشخصية العربية من جديد لتمثل كلّ ذا أبعاد إنسانية متعّد دفة .
•
إن أغلففب كتابففات المففؤلفين الشففباب العففرب فففي العقففد الول للقففرن القحففادي والعشفرين تنتمففي إلففى مففا يعففرف
بثقافففة التمففرد الفكففري علففى ك فّل مففا هففو مففوروث ،كمففا تتمّيففز كتففابتهم بالنفتففاح الشففديد علففى الغففرب ،مففؤمنين بففأن عصور المقحرمات قد انتهت إلى غير رجعة .ما انعكس على إنتاجهم الفكري والدبي. ه ففذا م ففع ض ففرورة الش ففارة إل ففى ض ففرورة دع ففم دور النش ففر ال ففتي تنش ففر للكتّففاب الش ففباب م ففن قب ففل الدولففة ف ففي مصــر
والســودان .فهنففاك تجففارب للقطففاع الخففا ص فففي مصــر فففي التعامففل مففع الكتّففاب الشففباب مففن الممكففن تعميمهففا فففي قطاعات و ازرة الثقافة المصرية ،أو التعاون بين و ازرة الثقافة ودور النشر الصغيرة ،والفادة مففن تجففارب النشففر فففي ل ع ففن ض ففرورة رف ع القي ففود والضف فرائب ع ففن كف فّل أدوات ص ففناعة النش ففر دور النش ففر الص ففغيرة تل ففك وتعميمه ففا ،فضف ف ً ومواده ففا ،وتعمي ففم ورش العم ففل والن ففدوات القص ففيرة وال ففدورات التدريبي ففة المتعلق ففة بالكتاب ففة والب ففداع ف ففي المؤّس سف ففات التعليمية بدعم من و ازرات التربية والتعليم والثقافة والعلم في كّل من مصر والسودان .ناهيففك بأهميففة تففوفير منففح كريمففة للكتّففاب الشففباب فففي و ازرات الثقافففة فففي كففّل مففن مصــر والســودان تمّك نفهففم مففن تقففديم إنتففاج أدبففي متمّيففز،
39
للمبففدعين منهففم بخاصففة ،ووضففع معففايير شفففافة تتعلففق بطففرق اختيففارهم .كمففا يمكففن تففوفير مففؤتمر سففنوي للكتابففة البداعية للشباب في مصر والسودان لنقد التجارب الشبابية في الكتابة بكّل اشكالها.
تونس ُيعتبر العام 2010عامًا علفى قفدر مفن الهّم ّيففة بالّنسففبة إلفى قحركة البفداع الّشف بفابي ففي مختلفف مجفالت الكتابفة. ل بتسففليط وقد تّم إعلنه عامًا دوليًا للّش بفاب ،ففتح ذلك العلن آفاقًا مهّم ةف أمام قحركة البداع الّشف بفابي بوصفه كفي ً
ضف وففء علففى شفريقحة الّشف بفاب الففتي غالبفًا مففا تقففع ضففقحية التجاهففل والتهميففش ،فُتهملهففا السففلطات الثقافّيففة والّسف لفطات ال ّ الفكرّية التي ُتلقي بكّل ثقلها في العلقة بين البداع والّنشر .لذا ،يمكن القول بففأّن العففام 2010كففان بمثابففة قفاطرة
دفففع للقحرك ة البداعّيففة الّش ف بفابّية .بقحيففث ترّك زفت البففداعات الّش ف بفابّية فففي تــونس ،فففي العففام ،2010علففى صففنف ص ف صف هففذه الّسف نفة للّر وافيففة .كمففا أّن عففددًا آخففر ل الرواية ،لتوقها إلى جائزة أبو القسم ال ّ ش اـّبي الففتي اختففارت أن تخ ّ
يقّل أهّم ّيفة من النتاج الدبي كان في باب الّش عفر ،وما يبّر ر فذلك ف في رأينا ،هو انفلت الّش عفر الّش بفابي إثففر انففدلع ثورة الكرامة والقحّر ّيفة في تونس.
إشكالّيات الّنشر في بلدان المغرب العربي يتففوّج سف المبففدعون الّش ف ّبفان مففن صففعوبة الّنشففر الففتي تتمثففل فففي سلسففلة مففن المعوقفات .وقفد اهتّم ف تف معظففم وسفائل العلم المغاربّيففة بمسففألة الّنشففر ،وأفففردت لهففا ملفّففات عديففدة اسففتنتج مففن خللهففا أّن الّنشففر فففي تص فّو رفاته وطريقففة
تعامله مع المبدعين الّش ّبفان ،ل يفي بقحاجات هؤلء المبففدعين ،كمفا أّنففه غالبفًا مففا يتعامفل معهفم مفن منطلفق تجفاري بقحت .ولقد لعبت المؤّس سفات العربّية على هذا المزج بين الّتجاري والثقافي واستغّلته لتكّر سفسياسففة تشففجيع الّشف بفاب الفتي تقفّد مفها علففى أّنهففا سياسففات خصوص ّية ،فففي قحيففن أّنهففا تعتمفد الفتفات والتّقفتير فففي أغلبهفا ،متوّس لفة المناسففبات، غير عابئة بالصلقحات التي يستوجبها قطاع الّنشر.
القضايا الساسّية في كتابات الشباب المغاربي يبدو أن القضايا الساسّية في الكتابات الشبابّية المغاربّية ،وبالذات الدبّية منها ،تتمثل في مشكلت الّنشر وتوزيع النتاج الدبي ،سواء تعّلق ذلك بالّس وفق المغاربّية أم العربّية أم العالمّية .وتلك مشكلت ماّد ّيفة بالساس ،ولكّنها ص لف قحتى الن ،إلى ضبط ي وثقافي؛ فالّس يفاسات المغاربّية لم تتو ّ تطرح أيضًا مسائل ذات بعد سياسّي واقتصاد ّ خطط واضقحة وشفافة ،تتعامل مع المعطى الّش بفابي بما تمليه أهّم ّيفة العناية بهذه الشريقحة التي تفوق نسبتها %40من الّس ّكفافن.
40
ك في أّن العام 2010هو العام الذي تنغلق به العشرّية الولى من القرن القحادي والعشرين تقحمل رمزّية ما. لشّ وتتمّثل هذه الّر مفزّية في تشّك لف ملمح الدب الّش بفابي الذي يتهّيأ لخلفة جيل الدباء والكّتاب الذين أفرزتهم موجة ما يسّم ىف بالقحداثّة ،أي جيل الّد وفلة الوطنّية.
طليعة ،ها هي القلم الّش افّبة تقحاول البروز والّتموقع في ما بعد موجات الدب العبثي والدب الّتجريبي وأدب ال ّ بعد القحداثة .تقحاول اقتلع مكانها في المشهد ،وفرض نمط ووتيرة جديدين في الكتابة .وأول ما تبادر به هذه الكتابة الجديدة هو إعادة النظر في المسّلمات السياسّية المقحلّّية والعالمّية. لّو لف وهلة ،يبدو هذا المشروع المتعّلق بتجديد الكتابة متأثّ ًار ف في الن نفسه -بمنقحى القحداثة ومنقحى ما بعد القحداثة ،إذا اعتبرنا أّن الكتابة العربّية الدبّية منها والبقحثّية ،في مختلف العلوم الجتماعّية والنسانّية ،تّتسم بتداخل المصطلقحين :القحداثة وما بعد القحداثة .من أشكال إعادة الّتعامل مع مصطلح القحداثة وما بعد القحداثة، ص ةف القصيرة بقحجم فقرة .على أّن ص ةف القصيرة جّد اف أو ما اصطلح عليه بالق ّ وما بعد بعد القحداثة ،يمكن طرح الق ّ مشروع تقحديث الكتابة يبقى مشّتتًا في خياراته الكبرى بين منقحيين اثنين: • المنقحى الّو لف يتمّثل في إعادة اّلنظر في أشكال الكتابة و في المسائل المتعّلقة بالّتجريب. • أّم اف المنقحى الثاني ،فإّنه يتعّلق بمسألة الّنشر. ص ةف فيما يتعّلق بأدب الّش بفاب .ولعّل لهذه المسألة ارتباطًا وثيقًا بالمناهج ُتطَرح مسائل الّّتجريب بصفة ملّقح ةفف ،وبخا ّ المّتبعة في دور الّنشر بخصو ص تقويم العمال الدبّية المعروضة للّنشر .أسئلة عديدة تطرح نفسها: .1هل إّن دور الّنشر كّلها تعتمد على لجاٍن للقراءة والتقويم والنقد؟ .2هل إّن هذه الّلجان ف في قحال وجودها -تتمّتع بالختصا ص والكفاءة اللزَم يفن لتلبية شروط الجودة والجّد ّيفة؟ .3هل يقع الّتنصي ص على صفة التجريب بالنسبة إلى الماّد ةف الدبّية المعروضة للنشر؟ ثم ففة أس ففئلة قحارق ة قحّي ففرت الس ففاقحة النقدّي ففة والعلمّي ففة من ففذ عق ففود ،قح ففول المعوقففات ال ففتي تقح ففول دون ب ففروز التج ففارب البداعّيففة والعلمّيففة للّشف بفاب المغففاربي .وقد قحففاول الملقحففق الثّقفافي لجريدة "الحّر ّيـة" نشففر فففي سففنة ،1988اسففتقراء
السباب التي بقيت هذه الكتابات بسببها مهّم شفة ومتجاهلة ،ومن بينهففا أن سففبل الّنشففر أمففام هففؤلء الشففباب ل تفزال شففبه مغلقففة ،إوالففى أن هففذا الجيففل الففذي ارتضففى لنفسففه الّس ف يفر فففي طري ق القحداثففة ورف ض المس فّلمات مففا فففتئ يك فّد ويجاهد مفن أجفل اكتسفاب هوّية لّن الّسف لفف أورثوه ه ازئفم كفثيرة ل طاقفة لصفدره علفى تقحّم لفهفا .وهي ه ازئفم متعفّد دفة الجوانب ،سياسّية واقتصادّية وثقافّية واجتماعّية ،كما أنها عميقة الجذور ،نجم عنها شعور بالنق ص إزاء الغرب.
ل يختلف وضع الّد رفاسات والبقحوث التي ُينِتجها الباقحثون الشّبان ،عن النتاج البداعي نفسه .فثّمف ةف د ارسففات كففثيرة تّم إعدادها في الموسم الجامعي ،2011-2010وكذلك في الموسم الذي سبقه .إلّ أّن هفذه النتاجفات الفكرّية لفم 41
ص قحففف الّس ّيفارة .وفي هذه القحالت ،تغيب تلك الد ارسففات تتوّفر لها قحظوظ الّنشر إلّ في قحالت نادرة وفي أعمدة ال ّ ص ف قحففف ،بعاّم ف ةف .نففذُك رف علففى سففبيل المثففال ،ثلثففة بقحففوث أُِعف ّد فتف علففى شففكل فففي ط فّي الّنسففيان والهمففال الموع ود لل ّ ش غـل .فقففد اهتّم ف تف تلففك الد ارسففات تقارير ،وأشرفت عليها خلّيففة البقحففوث والّد ارفسففات الّتابعففة لل تّـحاد العاّم الّتونسي لل ّ بالمسففائل المتعلّقففة باسففتراتيجّيات التنميففة فففي تونس ،والمكانففة الففتي تففولى فيهففا لش فريقحة الّش ف بفاب .وذلففك فففي منففاطق ش مـال الغربي( ،والقصرين )الوسط الغربي( ،وقفصة )الجنوب الغربي(. الكاف )ال ّ
كتابات الشباب في دول الخليج العربي بلففغ إجمففالي إصففدارات الشففباب فففي الففدول الخليج العربي نقحففو 360كتابفًا أسففهم فيهففا الشففباب السففعودي وقحده ب ف 295
كتابًا ،أي ما نسبته %82تقريبًا من إجمالي كتابات دول الخليج؛ وبقحسب عدد الصدارات في 2010تأتي البحرين
متففأخرة بعففد السعودية 18إصففدا ًار ثففم الكويت 17إصففدا ًرا ،و سـلطنة عمـان 17إصففدا ًرا ،والمـارات 9إصففدارات، وقطر 5إصدارات.
ولعفّل أهففم الملقحظففات الجففديرة بالرص د أن قحقففل البففداع الدبففي )سففردًا وشفع ًرا ( قففد بلففغ 196كتابفًا مففن مجمففوع 360
كتابًا في كّل القحقول المعرفية أي ما نسبته .%54
وقففد تن فّوعت مجففالت كتابففات الشففباب فففي دول الخليــج العرب ي تنّوعف فًا ملقحوظف ًا مففن كتففب التاري خ والسففيرة إلففى الثقافففة
والمجتمع والدارة والقتصاد إلى الدين مرو ًار ببعض الدراسات النقدية والدبية بالضافة إلى الفّن والتصوير.
السمات العامة لكتابات الشباب في الخليج العربي
لعّل أبرز ما يمكن رصده من خلل تتّبع كتابات الشباب في دول الخليج العربي هو: المجاهففدة فففي أن تخففرج كتابففاتهم مففن سففهول الكلسففيكية لتقحلّففق فففي أفففق التجديففد والتقحففديث .والعتنففاء باللغففة
الكتابية اعتناًء قد يفوق المضمون في الكثير من القحايين .كما اتسمت هذه الكتابات بقحضور البصمة الغربية فففي كتاباتهم ،وذلك راجع إما إلى قفراءة الترجمفات ،أو إلففى بعثفاتهم الد ارسففية والقحتكفاك المباشفر بففالغرب .تكففي إطللفة س فريعة علففى عنففاوين تلففك الكتابففات لتأكيففد هففذه السففمة .أّم ف اف الملقحظففة الكففثر بففرو اًز فهففي غلبففة الكتابففات الدبيففة،
وبخاصة القصة والرواية؛ ول يخلو المر من استسهال للكتابة في هذا المجال ،إل أن هناك أسفماء لمعفة مبدعفة.
ص ةف والشففعر مففا نسفبته %54مفن إجمففالي كتابففات الشفباب فففي وقد بلغ مجموع هذه الكتابات الدبية في الرواية والق ّ
كّل القحقول الخرى.
كما يلقحظ أن الكتابة في العلوم والعلوم البقحتة والسياسة تقع في ذيل اهتماماتهم .فقد بلغ عدد الكتب في مجالت العلوم والقتصاد والدارة 11كتابًا فقط.
42
وففي مجففال البففداع الدبففي يمكففن بسففهولة رصد روح التم فّر دفعلففى النسففق العففام ،ومقحاولفة الخففروج علففى المففألوف،
بخاصة في مجال القصة والرواية ،والشعر ،وهو مفا يبففدو علفى وجه الخصففو ص فففي الجفرأة فففي اخففتراق التففابو )أي المقحظففور أو المقحفّر مف ( والكتابففة فيمففا كففان يصففنفه المجتمففع الخليجففي فففي نطففاق الثففالوث المقحففرم .كمففا يلقحففظ أيضفًا
ظففاهرة تشففجيع الشففباب علففى القحرك ة البداعيففة فففي مجففال التففأليف والكتابففة ،مففن جهففات رس مية كففو ازرات الثقافففة والنفوادي الدبيففة والجامعففات ،وغيففر الرسمية كم اركففز الد ارسففات والبقحففوث الثقافيففة وبعففض المنتففديات الخاصففة ،كففان لها قحضور واضٌح وجلي ،وقد أّد ىف ذلك إلى دفع عجلة التأليف والبداع لفدى هففذه الفئفة العمرية الشفابة إلفى المففام خطوات واسعة.
الملف الخاص :اغتراب اللغة أم اغتراب الشباب؟ س سـة الفكر العربي" "قراءة في استطلع رأي لمؤ ّ 43
ص ف ُعففد شففتى ،تتجلّففى بتففدهور فففي جففودة العمليففة التعّلميففة لن واقففع اللغففة العربيففة يعففاني تففدهو ًار بالغ فًا علففى ُ
عمومًا ،وفي طرق تعليم اللغة العربية على وجه الخصو ص ،وبتراجع المعفايير المهنيففة فففي القحففر ص علففى اللغففة
العربي ففة والل ففتزام بموجباته ففا ف ففي وسففائل العلم ،ولس ففيما العلم المرئف ي ،وفففي مخاص ففمة الفن ففون البداعي ففة ل عفن فتفور المنظومتين التشفريعية والدارية وقعودهفا عفن قحمايفة اللغفة العربيفة لمقتضفيات اللغفة العربيفة ،فضف ً
والففذود عففن قحماهففا ،وتفشففي مجموع ة ظ فواهر متفرق ة وسفلبية تضففعف مففن روح التجففانس القففومي علففى الصففعيد العرب ي كك فّل ،ف ومفن روح التجففانس الففوطني فففي ك فّل دولفة علففى ِقح ف َدفةفمثففل الثنائيففة اللغويفة ،والزدواجيففة اللغويفة، ناهيففك بعففزوف الشففباب العرب ي عففن التمّس ف كف بلغتففه الم والقحففر ص علففى إجادتهففا فففي مقابففل قحالففة زه و وافتخففار
بالتقحّد ثف بلغات أجنبية ،لن الواقع العربي يشفي بهفذه الظفواهر كلّهفا ،بلفى ،نقحفن ففي عيشفنا ال ارهفن نفرى "عرب ًا" يقح ففادثون "عربف ًا" قح ففول قض ففايا "عربي ففة" علف ففى أرض "عربي ففة" بلغ ففة أجنبي ففة فف ففي مف ففا يش ففبه الش ففعور "بالدوني ففة"
س سـة الفكر العربي اسففتطلعًا للفرأي ،تنففاول قضففايا هففي بمثابففة بنيففة المشففكلة المطروقحة :مففا هففو القحضارية ،أجرت مؤ ّ
ل وتوّج هففات .إذ تتعّد دف أوجه أزمة اللغفة العربيفة ،لكفن تبقفى قضفية واقع اللغة العربية ،من منظور الشباب ،رأيًا وتفاع ً الشباب واللغة العربيفة علفى درجة بالغفة مفن الهميفة والخطفورة .مفن هنفا كفان هفذا "الملفف" الخفا ص ببقحفث هفذه ل أكبر عدد ممكن من القضايا والظواهر المعاصرة في علقة الشباب العربي القضية من مختلف جوانبها ،شام ً بلغته الم من ناقحية ،وكاشفًا عن الهتمامات الثقافية للشباب من ناقحية أخرى.
االستطلع في مضامينه وسياقاته العامة قفّد مف البقحففث صففورة وصفية لعففدد مففن الضففايا أبرزها :علقففة اللغففة بمفهففومّي الهوية والنتمففاء واقففع "اللغففة الساسففية" أو
"الرئيسففية" فففي السففتخدام القحيففاتي اليففومي للشففباب ،واقففع الثنائيففة اللغويفة لففدى الشففباب ،واقففع الزدواجيففة اللغويفة لففدى الشباب :معرفة ومظه ًرا ،عالم التواصل بيفن الشفباب :قحفدود النفدماج ،والمجتمفع الفت ارضفي ،اللغفة العربيفة وآدابهفا ففي
الكيان المعرفي للشباب.
افففترض البقحففث أن المجتمففع العربي يعففاني فجففوة معرفيففة أبقتففه فففي دائفرة التففابع ،المتلقففي ،المسففتهلك ،غيففر المسففتفيد مففن موارده الطبيعية والبشرية ،وجعلته غير عفابىء بإنتفاج المعرفة ،بلغتفه العربيفة ،إل ففي مسفاقحات اجتهاديفة مقحفدودة .ففي ظ فّل هففذا الواقففع طرقح ت مجموع ة أسففئلة علففى الشففباب تسففتقري مففدى معرفتهففم بلغتهففم وآدابهففا ،ومففا يقتنففونه مففن كتففب
مرجعيففة ،وأخففرى ثقافيففة ،إرادة التقففاط مؤشف رات الكفايففة الثقافيففة ،فففي قحففدودها وخصائصففها .وقفد خلفف ص إلففى عففدد مففن
السففتنتاجات العامففة ،ج فّراءرص د مففا بيففن المسففائل والنتائففح مففن ارتبففاط ،وج ّراءالمقارن ة بيففن "خانففات" بعففض النتائففج
طرح من افت ارضففات ،وما انتهففى القحصائية ،والتعقيب على ما قدمته نتائج الستطلع عمومفًا ،في مشهد يجمع بين ما ُ
إليه استطلع رأي الشباب من أجوبة.
44
استنتاجات عامة -1قّد مف استطلع رأي الشباب في واقفع اللغفة العربيفة عفددًا مفن المعطيفات والمؤش رات ،ففي نتائفج إقحصفائية تسفاعد
في تشكيل مادة بقحثية ،وصفية ،وتسهم في "تشخي ص" قحاضر العربية ،في إطارها الجتماعي ،وتوّفر لبصيرة البففاقحثين ما يساعدهم على استشراف مستقبل اللغة ،واقتراح مخطط توجيهي ،أو "خارطة طريق" إلى النهوض.
-2جاء في نتائج الستطلع ما يمكن تسميته "مشاهد" ثل ثـة لواقع سلوكيات الشباب في التعامل مع اللغــة؛ فقففد بدا المشهد الول في الموقف اليجابي من ثقافة النتماء ،وما تمثله اللغة العربية من رمز تراثي ،وهوية .فالنسففبة الففتي فاقت %80تقحمل أهمية بالغة ،لنها قحصيلة استطلع تّم إجراؤه في مجتمعات عربية تعيش ثقافات متعّد دفة ،وكان قففد ق عفدد مفن هفذه المجتمعفات تثقيفف جفائر ،ينتهفج سياسفًة عدوانيفة بقحفق ثقاففة هفذه المجتمعفات ،ويجفور عليهفا ُم وفرس بقح ّ بسففلطان ثقففافته المسففتعِم َرففة)كفففرض الثقافففة الفرنسففية ولغتهففا فففي ك فّل مففن لبنــان وســورية وتــونس والجزائــر والمغــرب وموريتانيا ،وفرض الثقافففة النكليزية ولغتهففا فففي كففلّ مففن الردن ومصففر ،ثففم العبرية والثقافففة السفرائيلية فففي فلسطين المقحتلة ( .يضاف إلى ذلك أن واقع استخدام الفرنسية في تونس والجزائر والمغرب وموريتانيــا يشففهد باتتشففار التعدديففة اللغوية -الثقافية ،في الدوائر الرسمية ومناهج التعليم وأشكال التواصل والتعامل في القحيففاة اليوميفة ،ول سفّيما ففي المفدن
والقحواضر .وشبيه بذلك ما للتعددية الثقافية في لبنان ،من قحيث انتشار اللغتين الفرنسية والنكليزية فففي الفكففر والسفلوك
ومناهج التعليم. وبدا المشهد الثاني رغبفًة فففي المشففاركة والسففهام فففي الشففأن الثقففافي ،وفي مففا يتعلففق بواقففع اللغففة العربيففة وتنميتهففا.
وهو مشهد ذو وجهين ،أولهما قحظي بنسبة عالية قحين اتصلت المشففاركة ب فُم ْدفَخفل فنظففري )نففدوة أو مففا شففابه ،( ..أو إبففداء
ظ تراجع فًا نسبي فًا )إلففى ( %44.5قحيففن الرأي في الدعوة عبر وسائل العلم إلى تعديل المناهففج التعليميففة؛ وثانيهما لقحف َ
اتصلت المشاركة بطابع مواكبة دور المؤّس سفات المعنّية بواقع اللغة العربية.
أما المشهد الثالث فهو تراجع كبير في نسفبة الرغبفة فففي المشففاركة )إلفى 2.3و (%5.3قحيففن اتصففل المفر بنشفر الرأي باللغة وبصعوباتها في إقحدى وسائل النشر )صقحيفة ،مجلة.( ... هذا التفاوت النسبي في رصد واقع الرغبة في المشفاركة ،بفدا انقطاع فًا ملقحوظ فًا ففي ممارسة الكتابفة ونشفر الفرأي ففي
إقحدى وسائل العلم ،إّم اف بسبب انعدام التجربة البقحثيفة ،أو بسفبب بفرودة العلقفة بيفن الشفباب والمؤّس سففات العلميفة، طْر ِ ق فموضوع لغوي يراه الشففاب شفائكًا .وبالتففالي فففإن هفذه النتائفج المتفاوتة -هنففا -تقلّففل أو لعله الشعور بعدم القدرة في َ من زخم العفوية التي صدرت عن الشباب في موقفهم اليجابي من رمزية اللغة العربية وما تمّثل من ِقَيفم.
ل مشفّو قفًا ،ومناخفًا -3بدا اهتمام الشباب بالتواصل مع الخفر ،لغفراضٍ شفتى ،بوسيلة الهففاتف أو النففترنت ،مجففا ً
طفردة ،جفّراءمفا جديدًا ،تتفتح آفاقه عن مسفتجدات تقانيفة ،يوم ًا فيوم ًا ،ممفا يجعفل التفوّج هف إلفى هفذا المجفال ففي سفيرورة م ّ 45
يوّفر هذا التواصل من استقللية ،وقحواجز مرفوعة أو ملغفاة بيفن المتقحفاورين ،وبالتفالي مفا ينّم يففه مفن صفداقات تأخفذ ففي مستواها العمري والفكري منقحى أفقيًا ،فيه قح اررة المساواة وانتفاء "السلطة الرسمية" أو "الفوقية" أو "الموّج هففة".
-4مففا سففبق ،يطففرح السفؤال التففي :هففل تشفّك لف هففذه الجماعففة اللكترونيففة عففبر النففترنت ،الففتي تبقحففث عففن بعضففها
البعففض ،عففبر فضففاءات تتيففح للشففباب السففتقللية الخاصففة بهففم ،واللغففة الففتي تتجففانس فففي قحفواراتهم يوم ًا بعففد يففوم ،وما
يشعرون به أو يتبادلونه من اهتمام ،أيفن منفه اهتمفام ،الجماعفة التقليديفة! -أقففول :هفل التواصففل بغففرض الدردشففة الففتي تقحيففي الشففعور بالففذات فففي تواجففدها مففع الففذات الشففبيهة ،وه ل التواصففل بغففرض تبففادل المعففارف ،الففذي ُيعلففي مففن قيمففة الففذات ،...هففل سففيغدو هففذا المجففال اللكففتروني ،أو الفت ارضففي ،أو الرقمففي ،فففي نشففأته المتناميففة ،فففي مجتمعنففا ،شيئف فًا
ل من الواقع الجتماعي التقليدي؟ في ضوء ما تناقلته المعلومات عفن أثفر النفترنت ،وملييفن مفواقعه ل بدي ً فشيئفًا ،مجا ً المنتشرة في أرجار الكفون ،ول سفّيما وسائله الرقميفة الكفثر شفهرة :الفف"تويتر" والفف"ففايس بفوك" ،وفي ضفوء مفا يزيد علفى 30مليونـاً من الشباب العربي الذين اعتمدوا هذه الشبكة التواصفلية ففي أغ ارضفهم المختلففة ،..كفّل ذلفك يشفي بقحضفور
مجتمع جديد ،من أبرز مي ازتفه أنفه فاعفل ،ومؤثر ،وقحيفوي ،ويسفير ،وماهر ففي التشفبيك ،وهو ،شفئنا أم أبينفا ،سفاعٍ إلفى انتزاع لقب المجتمع البديل ،وهو ما يلّبي رغبات المليين من الشباب العربي. -5ل بّد من القرار بوجود دوافع مسّوغة أسهمت فففي قحضففور المجفال الفت ارضفي للشففباب ،لغفة وسلوكًا ومففاهيم،
ولعّل أبرزها التعبير عن الموقف العتراضي ،أو القحتجففاجي تجفاه مفا يرونه تقاليففد وعادات مفن جيفل البففاء ،ل تتواففق
وتطلعفاتهم الجديفدة ،وهو واقفع أنشفأ مجفالين اجتمفاعيين ،مجفال الشفباب ،شفبه المسفتقل ،أو المنفصفل ،ومجفال المجتمفع بتراثه وقحاضره البطركي. وما يقّد مفه المجال الفتراضي ،أو المشفهد الفذي يتكفّو نفبفعفل تواصفل الشفباب ففي مفا بينهفم ،عفبر النفترنت ،هفو ففي
ي قحقيقففة المففر مجتمففع اقحتجففاجي علففى النزع ة البطركيففة السففائدة فففي المجتمففع التقليففدي ،وه و اقحتجففاج يتمظهففر فففي ز ّ الملبس ،وتسريقحة الشعر ،وقيادة السيارة ،والجلوس في المقهى ،وطرق القحديث فففي الففبيت ومعاهففد الد ارسففة ،والقحفلت الشبابية .كما يتجلّفى ففي نظفام لغفوي ،لفه تراكيبفه ،غيفر المألوفة ،للكبفار ،ولمفا هفو كلسفيكي أو )اتبفاعي ( ،وله مفرداتفه المستقاة من مدّو نففات معاجم اللغة العربية ،والجنبية ،والعاميات ،وما يطف أر علففى ذلفك مففن تغييفرات ،إمفا بففدافع اللعففب أو
البتكففار الشخصففي والتمففايز ،عففدا مففا تقحفففل بففه هففذه اللغففة الشففبابية مففن رموز وتشفففير ،يتبففادلون دللتهففا ،ممففا يزيد مففن خصوصية هذا التجاه اللغوي ،في مجتمع يمور بالمتغيرات. -6فففي خضففم هففذه التقحففولت الجتماعيففة-الثقافيففة ،الففتي يعيشففها الشففباب ،تبقففى مسففألة اللغففة مقحففو ًار فففي التعففبير،
ومركز دائفرة اهتمففام المتقحففاورين ،فهففي أداة التعففبيرين الشفففاهي والكتففابي ،وهي مفرآة تعكففس ،فففي نتائففج إقحصففاءات هففذا
الس ففتطلع ،م ففا يش ففبه المج ففال الع ففام م ففن مس ففتجدات ومتغيف فرات؛ فق ففد ق ففدمت القحص ففاءات ،أربع ففة مؤش ف رات :ج ففديرة بالهتمام: 46
-المؤشـر الول ،مففا ق فّد مفته نتائففج القحصففاء فففي اسففتخدام اللغففة العربيففة ،فففي التواصففل ،مففن قحيففث تففدني النسففبة،
تدريجيفًا ،تبعفًا لوجهة الستخدام ،وهوية الخر ،وثقافته ،وهو تدّرجتنازلي ينذر بتقّل ص دائرة استخدامها.
-المؤشـر الثــاني ،مففا ق فّد مفته نتائففج القحصففاء فففي اسففتخدام اللغففة النكليزي ة )تقحديففدًا ( ،مففن قحيففث ارتفففاع النسففبة،
تدريجيف فًا ،تبعف فًا لوجهففة السففتخدام ،وتقحديففد الخففر فففي التواصففل ،وه و تففدرج متنففامٍ إلففى العلففى ،يففدل علففى توّسف عف دائ فرة الستخدام.
المؤشر الثالث ،ما قّد مفته نتائج القحصاء في استخدام ثنائية اللغة ،مفن قحيفث ارتففاع النسفبة ،تدريجي فًا ،تبع فًا لوجهففة
الستخدام ،وتقحديد الخففر فففي التواصفل وهو تففدّرجمتنفام ٍ إلففى العلفى ،يفدل علفى توّس عف دائفرة اسففتخدام الثنائيفة اللغوية، وهو توّس عف وتنامٍ يزيدان من انتشار اللغة الجنبية ،ول سّيما النكليزية.
-7ما قّد مفته نتائج القحصاء من دللت رقميفة ،ل يفترك البفاقحث مطمئن فًا إلفى سفيادة اللغفة العربيفة ،ففي مجتمعفات
عربية تقحفل بالنفتاح المعرفي ،وتكتسب الثقافات بلغاتها بطواعية وسلسة ،وتتطّلع إلى امتلك وسائل التقانة اليسففيرة،
من أقرب الُس ُبفلف.
وما بدا ،جلّيًا ،في علو شأن اللغفة الجنبيفة ،وكذلك الثنائيفة اللغوية ،وت ارجفع اسفتخدام العربيفة ،يزيد مفن هفذا القلفق،
ول يكون التدارك في النكفاء عن الثقافات الجنبية ،ولغاتها ،بل يكون بتشفريعات تطبيقيفة ،تلتزمهفا المجتمعفات العربيفة طره ا المعرفيففة ،وتفاعلهففا ظمهففا السياسففية والقتصففادية والتربويففة ،تصففون اللغففة العربيففة ،وتعمففل علففى تنميتهففا فففي أُ ُ وُن ُ
الجتماعي ،وممارستها لغة تعّلم وتواصل.
ق الكفثير مفن الد ارسفات العلميفة ،فهفي الفئفة الواعفدة الفتي تشّك ففل ثلفث سفكان -8ثم ،فإن فئة الشفباب العربي ،تسفتقح ّ
الوطن العربي ،وهي التي ستكّو نفبأعدادها الثمانين مليونفًا في العام ُ 2025بنى تسفيير المجتمعففات العربيففة فففي وجههففا
الرسمي والهلي.
-9كما تستقحق اللغة العربية اهتمام الغيورين على القحضفارة العربيفة -السفلمية؛ ففالنهوض المعرفي بمسفتخدمي العربية ،علمفًا ،وأدبفًا ،وفنونفًا ،باللسان العربي ،يعّز ز فواقع النتماء ،ويمّك نف الهوية الصففيلة ،فففي زمن المعاصفرة العلميففة والتقنية التي باتت هوية العصر.
-10ثففم ،إن النهففوض بمتكلمففي اللغففة ليكففون لهففم منهجهففم الفكففري وطريقتهففم فففي النظففر إلففى مسففتجدات المعرف ة، يستلزم ،رؤية متكاملة ،تمفّد هفا خفبرة قحضفارية غنيفة ،ويرفدها تكفوين نفسفي ممّيفز ،وهو مفا سيفضفي إلفى علفو شفأن اللغفة العربية ،فاللغة بأبنائها.
47
ل فففي مسففألة النهففوض اللغففوي ،وأن يغففدو رأيهففم فففي -11لففذا ،مففن الضففرورة ،أن يغففدو دور الشففباب قحاضف ًرا ،وفاع ً
مسألة اللغة العربية ،باعتبارها مناط الثقافة في كّل معانيها ،ضرورة بقحثية ،قوامها استطلع مففا هفو جففارٍ مجفرى الهفواء
في الصدور ،وما يجول في البال ،وما تقحمله النفوس من قبول ورفض.
ملف البداع السينما عشية "الربيع العربي" 48
المسرحّيون العرب والنفق المظلم المضمون الثقافي للغنية العربية
السينما عشية "الربيع العربي" قحففتى قبففل انففدلع ش ف اررة أقحففداث مففا سيس فّم ىف لقحق فًا -وبتفففاؤل مفففرط بعففض الشففيء لففن يضففير أقحففدًا بالتأكيففد – "الربيففع
العربي" ،كان المهتمون بالسينمات العربّية يتساءلون عّم اف إذا لم يكن العام 2010سيعتبر بمثابة عفام انعطفافي .وكان
السؤال الساس الذي فرض نفسه طيلة ذلفك العفام يتعلفق بمفا إذا كفان الزمن المقبفل سفوف يشفهد نهضفة سفينمائّية عربّيفة
جديدة ،أو نهاية قحلم سينمائي كان تجاوز المائة عام من عمره ،في مناطق عديدة من العالم العربي.
كل هذا اختلط ببعضه البعض طفوال العفام .2010غيفر أن اختلطفه والتبفاس المواضفيع الفتي تتففرع عنفه ،لفم يمنفع أن يكففون هنففاك إنتففاج فففي عففدد مففن البلــدان العربّيــة .بففل قحتّففى أن يكففون هنففاك تقحّس ف نف كّم ف يف هنففا ،وففرز شففبه واضففح بيففن مستويات سينمائّية عّد ةف هناك ،ولسيما بالنسبة إلى مناطق النتاج الرئيسة الن مثل مصر والمغرب ،ناهيك بالمناطق العربّية التي اعتادت أن تعيش قحالففة سففينمائّية قففد تكففون متواضففعة مففن ناقحيففة الكففم – فلسطين ولبنان و سورية -لكنهففا
من الناقحية النوعية قحافظت ،بشكل أو بآخر ،على مستوى متقّد مف كان هفو سففبيل قحضففورها فففي العففالم ،عففبر المهرجانففات والجوائز ،والعروض التلفزيونية .في ضوء هذا يمكن القفول ،بصففورة عامفة ،أن ثمففة سففينما عربّيففة وجدت بالتأكيففد طفوال 49
العففام .بففل أكففثر مففن هففذا :قحففتى فففي بلففد ذي تقاليففد سففينمائّية تاريخيففة وعريقففة ،أتففى الفففرز بيففن سففينما جماهيري ة )هزليففة
غالبًا ( ،وسينما "مستقلة" ،أو سينما تنسب إلففى مؤلفيهففا كفعففل إبففداعي قحقيقففي )مصر ( ،ليؤّك دف قحضففو ًار مففا للسففينما ،خففارج
إطففار الكثافففة الكّم يففة .واللفففت أكففثر هنففا ،إنففه بمقففدار مففا تففزداد شففعبية المسلسففلت التلفزيونّيففة وتفرث العففدد الكففبر مففن النف فواع الس ففينمائّية )الكومي ففديا ،ال ففدرامات العائلي ففة ،العم ففال التاريخي ففة ...إل ففخ ( ،ارقح ففت ه ففذه النف فواع تتض ففاءل أهمي ففة وقحضففو ًار علففى الشاشففات الكففبيرة ،لتقح فّل مقحلّهففا أن فواع قففد تكففون خليط فًا مففن ك فّل ذلففك ،وقفد تكففون شففديدة الج فّد ةف والجّد يففة
والبتكار .وفي الطار نفسه ،بمقدار ما راح يتزايد انزياح نجوم السينما وتقنياتها نقحففو القتصففاديات التلفزيونّيففة ،وجدت
سففينما المؤلفف نفسففها تتقح فّر ر فأكففثر وأكففثر مففن قيففود القبففال الجمففاهيري – المكّب لففة عففادةً ،-لتخففوض أسففاليب سففينمائّية وموضففوعات إبداعي ففة ،ولتص ففل أقحيانف فًا إل ففى لغ ففات ش ففديدة النعت ففاق ،وفففي أقحي ففان أقف فّل ،ف إل ففى إب ففداعات م ففن المس ففتقحيل ل ،ببعففض ملمففح النتففاج السففينمائي ي انتففاج تلفزي وني يمكنففه أن يتقحّم لفهففا .نقففول هففذا هنففا ونفّك ف رف ،مث ً الفففتراض أن أ ّ المغربي الجديد ،كما تجّلت في أفلم عديدة قحّققت خلل العام .2010
ق أبواق النتصار بإعلن الفوز الكبير – وغير المتوقع! – للبعد السينمائي الخال ص في إنتففاج مففا طبعًا ل يمكن هنا ،د ّ
يكفي من أفلم ،في طول العالم العربي وعرضه ،للقول إن ملمح مستقبل السينما الكبيرة باتت ماثلة أمامنففا .وذلففك لن
قحسبة بسيطة ستقول لنا ،إنه من بين نقحو 100فيلم أو أقفّل أنتجففت فففي كفّل البلففدان العربّيففة خلل العففام الففذي نقحففن فففي
صدده ،لم يتجاوز عدد الفلم المتمّيزة ،مصرية وغير مصرية ،نسبة تراوح ما بين 15و 18فيلمًا.
إذا كانت المهرجانات السينمائّية العربّية ،وغير العربّية ،تتخاطف نقحو الدزينة ونصف الدزينة من أفلٍم عربّية ممّيزة،
وطليعّية غالبًا) ،ما يجعل هذه الفلم نفسها تتجّو لفبين مهرجان وآخر ما يقحتم ،قحتى ،إنجازها عند أواخر العام ،قحيث
تكثر المهرجانات ومكافآتها وجوائزها ( فهذا يشير إلى ازدياد أهمية المهرجانات – ولسيما الخليجّية منها – في قحياة
السينما العربّية .فالقحال أن المهرجانات العربّية ،باتت كثيرة ،وصارت نقطة الجذب الرئيسة لبعض النتاج الكثر ي قحال ،وللسف تقّد مفًا في السينمات العربّية .وقد يغرينا أن نقول هنا إن بعض سينمائّيينا – والكثر تقدمًا بينهم على أ ّ
ربما ،-بات يشتغل من أجل المهرجانات ،ولكن ليس من أجلها كّلها ،بل من أجل ما هو أكثر ث ارٍء وكرمًا – ماليًا – ي من بينها .وهذه الخيرة هي التي باتت تستقطب معظم النتاج الجيد لتعرضه ،وأقحيانًا في صالت خالية من أ ّ متفرجين. ومهما يكن من المر هنا،لبّد من الشارة إلى أن من بين الجديد الذي ازداد أهمية في العام ،2010كان نشوء
مؤّس سفات عربّية ،أصيلة أو متفرعة – ولسيما في قطر ودبي وأبوظبي – تنقحو إلى أن تقحّل ،ف في الدعم وربما في
التمويل الكامل أيضًا ،مقحل أوروبا ومؤّس سفاتها وتلفزيوناتها .وهذا أيضًا بعد انتقالي ،لفائدة من إنكاره إوانكار أهميته
المستقبلية .ويقينًا ،في نهاية هذا الكلم ،أن من بين كّل هذه التجارب و"النتقالت" ،يبقى للتجربة المغربية أهمية فائقة
قحتى ولو بدت انتقالية هي الخرى .أما المقحصلة الجمالية لهذا التقديم فهي التي ،وعلى ضوء قحديث "الربيع العربي"، ستجيب عن السؤال الساس الذي يتعين طرقحه هنا :هل نقحن أمام بداية نهاية السينما ،أو أننا أمام بداية جديدة لها؟ 50
2010في السينما المصرية :نقطة التمفصل بين حال وحال
ليس من المبالغة القول إن العام 2010كان ففي السفينما المصفرية عامفًا انتقاليفًا ،لكنفه أتفى طارقح ًا العديفد مفن علمففات ل ،أو قحفتى أمنيفات .فالسفينما ،ففي مختلفف جفوانب قحياتهفا ففي ذلفك العفام ،كفانت تقحفدس الستفهام ،أكثر من طرقحه قحلو ً
بمففا يجففب ويمكففن تغييفره ،وربمففا كجفواب علففى سفؤال طرقح ه مفكففرون كبففار مصففرّيون خلل سففنوات متتاليففة فقحفواه :مففاذا
قحدث للمصرّيين؟ والقحقيقة أن هذا السؤال كان هو المضمر الخفي في فكرانية العديد من الفلم الجّيفدة الفتي قحققفت ففي
مصر العام 2010أو قحفوله .فففإذا كّنففا نعففرف جيففدًا أن مصر شففهدت إنتففاج عففدد يمكففن تقحديففده ب ف 27فيلمفًا طفوال العففام
ي إقحصفائيات نهائيفة يمكنهفا أن ،2010فإن علينا في المقابل أن نفدرك أنفه ليفس رقمفًا نهائيفًا لن ليفس ثمفة ففي الواقفع أ ّ
تفتي بشكل قاطع في هذا السياق ،وذلك انطلقًا مففن طبيعففة النتفاج السففينمائي نفسفها .ومع هففذا ثمفة مقارنات متوسطة تتوقف عنففد الرقم 27كمعّبففر عفن مجمففوع النتففاج المصففري السففينمائي فففي العام ،2010وهو أدنففى رقم سففنوي قحّققتففه
السينما المصرية منذ زمن طويل .لكن ثمة أربعة أبعاد تكاد تمّيز النتاج السفينمائي المصفري لهفذا العفام ،مفن بينهفا هفذا
النخفاض في عدد الفلم المنتجة على مدى عام واقحد .أما البعاد الثلثة التاليففة ،فهففي علففى التفوالي :صففعود السففينما المسففتقلة ،كّم ف اف ونوع ًا ،بالمقارن ة مففع السففينما السففائدة؛ عففودة بعففض كبففار الزم ان السففابقة إلففى نشففاطاتهم بعففد غيففاب؛
وتراجع سينما النجفوم بمفا فيهفا سفينما الهزلّييففن الجفدد لصفالح أفلم أكفثر جديفة .ويمكننفا أن نضفيف إلفى هفذا بعفدًا رابعفًا،
لعله يصلح لن يكون أشبه بتلخي ص سعيد لفاعلية هذه البعاد الثلثة فففي تضففافرها ،ونعنففي بفه النتصففارات المهرجانيففة التي قحققتها السينما المصرية – الجديدة بخاصة – في ذلك العام. فإذا كان العام 2010قد بدا انتقاليفًا علففى صفعيد التبفادل بيففن السففينما السففائدة والسفينما "المسفتقلة" ،وبيفن سففينما المخففرج وسينما المؤلف ،وسينما الطففرح الجفّد يف والجديففد ،وسينما الففترفيه الخففال ص ،فففإنه – وبالتأكيففد أيضفًا – كففان انتقاليفًا علففى
صعيد خارطة النجوم والمداخيل ،ما يعني أن تضافر هذه "النتقاليففة" مفع الوقائع الجديففدة الفتي سففوف تفبرز بالتأكيفد فففي العام التالي ،2011سيظهر فعالية هذه النتقالية والسمات الساسية الممهدة لمستقبل السينما المصرية. ل ولعففل فففي إمكاننففا هنففا ،أخي ف ًرا ،أن نففورد جملففة مففن القحقففائق والملقحظففات ،الففتي مففن المؤّكف دف أنهففا سففوف تتبلففور ،شففك ً ومضفمونًا ،ففي العفام المقبففل بقحيففث تشفّك لف السففس الفتي سففتكون عليهفا صففورة السففينما المصفرية خلل عفام الثفورة .وهذه
الملقحظات التي ل بّد من تتبعها بدقة هي في شيء من الختصار:
* الجرأة في طرح المواضيع الجتماعية في العدد الكبر من أفلم ،2010بما في ذلك خرق العديد مففن المقحظففورات، خرقًا ما كان يمكن لفه أن يتقحقّففق لفول تسففاهل أبفدته الرقابفة ولففت النظفار قحقفًا ،وأزال الخفوف مفن نففوس المهتميففن الفذين
كان أقلقهم إبعاد علي أبو شادي ،اّلليبرالي النزعة ،عن جهاز الرقابة قبل سنوات قليلة.
ي عففدد سففبق أن ظهففر خلل عففام * تجففاوز عففدد المففؤلفين والمخرجيففن الففذين دخلفوا عففالم ممارسة السففينما خلل العففام ،أ ّ
ي قحفال (. واقحد في التاريخ القحديث للسينما المصرية) :إذا استثنينا العام 2009الذي كان مدهشًا في اسفتثنائيته علفى أ ّ 51
ففي الكتابة وقحدها ظهر 7كّتاٍب جددًا .وفي مجال الخراج قحّقق 7مخرجين جددًا أفلمهم الولى في هذا العام )كففان العدد تسعة في العام السابق (.
* غففاب عففن هففذا العففام ذلففك الفيلففم الضففخم ،نوعيفًا أو كميفًا ،الففذي كففان مففن شففأنه أن يشفّك لف قحففدثًا اسففتثنائيًا .وقحتى فيلففم
"زهايمر" لعادل إمام ،والفذي قحقّفق عفودة ضفخمة ،وتجديفد شفباب ،لهفذا النجفم العائفد – تقريبفًا ،-لفم يشفّك لف ظفاهرة كفالتي
شّك لفها قبل سنوات قليلة "فيلماه" "عمارة يعقوبيان" ثم "قحسن ومرق ص" – علمًا بأن تاليهمفا "بفوبس" مفّر مفرور الكفرام كمفا يبدو.
* في النهاية ،يمكن القول إن العام ،2010كففان عففام تفوازن مفدهش ،ليطغفى فيففه نفوع علفى نفوع ،ول إيفراد علفى إيفراد. فكما أشرنا ،كان الجيد والقل جودة والسيئ ،على توازن ،كّم يف ونوعي ،وكان التوازن بيففن القففدامى والجففدد )مففن مبففدعين ف ففي الخف فراج والكتاب ففة والتمثي ففل ( واض ففقحًا .والتف فوازن بي ففن اليف فراد والمص ففروف أق ففرب إل ففى التف فوازن .ناهي ففك ب ففأن التف فوازن
اليجابي بين الجيد في مصر والجيد في المغرب والجيد في بقيفة النتاجفات العربّيفة ،كفان مضفمونًا ،كمفا أن التفوازن بيفن نجاقحففات الففدراما التلفزيونيففة والفلم السففينمائّية كففان جلّي فًا .وففي يقيننففا أن ك فّل ضففروب الت فوازن هففذه تففأتي لتعطففي العففام 2010السينمائي في مصر ،مزيدًا من البعد النتقالي.
السينما المغربية :أجيال تنطلق وسينما تفرز جمهورها ثمة في طنجة في أقصى الشمال الغربي المغربي ،مهرجان سنوي يعرض ،تقحت اسم "المهرجان الففوطني للسففينما" ،كفّل مففا أنتففج فففي المغرب مففن ش فرائط .وقفد وصفل عففدد الفلم الطويلففة إلففى "رق م قياسففي" تففاريخي فففي هففذا البلففد 19 :فيلم فاً ٍ ي شففيء آخففر أن السففينما ل ،فضف ً طففوي ً ل عففن عففدد كففبيٍر )يففتراوح بيففن 40و ( 60مففن الفلم القصففيرة .مففا يعنففي ،قبففل أ ّ المغربية باتت الثانية ،كمّيًا ،وربما الولى نوعيفًا ،بيففن السففينمات الفريقيففة ،بعففد مصر .والقحقيقففة ،أن ثمففة مففن بيففن النقففاد المغاربة من يرى الن أن السينما المغربية باتت تنتج أفلمًا "تتفوق ،في اّللغة والشكل ،قحتى على أكثر ما هو متقّد مف فففي
السينما المصرية".
يعود هذا النقاش إلى النهضة التي بدأت قبفل سففنوات والفتي نتجففت ،مففن ناقحيففة ،عفن التفففات السففلطات الرسمية إلففى الففّن السففينمائي داعمففة إيففاه ،ومؤّم نففة لففه قحمايففة سياسففية وفكري ة فففي وج ه أعففداء كففثر لففه .ومن ناقحيففة ثانيففة ،عففن تسفّلم الناقففد
المعروف نور الدين صايل مقدرات السينما المغربيففة ،إنتاجفًا ومهرجانففات ،فقفففز النتفاج مففن 5-4أفلم سفنويًا ،إلفى مففا
يقرب من ) 20في السينما الطويلة وقحدها ( ،وتّم تعريب مهرجان مراكش و ارقحففت تزدهففر بقيففة المهرجانففات .هففذا كلّففه قففد
ي م ارقفب منصفف ،مفن البفديهيات .ومع هفذا – ففي عفودة إلفى طنجفة ومهرجانهفا الفوطني – ليخلفو يبفدو اليفوم ،قحفتى ل ّ المر من سجالت واقحتجاجات تشغل أيام المهرجان قحتى إوان كان قد لوقحظ هذا العام أن الهموم السياسية العربّية بدت
أكففثر طغيان فًا .ذلففك أن "صففدف التاري خ" جعلففت أقحففداث تونس ولبنـان ومصـر ت فواكب المهرج ان لتكشففف عمففق اهتمففام الطبقة السينمائّية المغربية بما يدور في البلدان العربّية.
52
النطب ففاع الول ال ففذي يخ ففرج ب ففه الم ارق ففب "الجن ففبي" بع ففد مت ففابعته القس ففم الك ففبر م ففن الفلم المغربي ففة المقحقّق ففة الع ففام ،2010هففو أن السففينما فففي المغرب وصفلت ،أخي ف ًرا ،إلففى س فّن الرش د .والوصفول إلففى هففذه الس فّن ليعنففي بالتأكيففد قحكم فًا
قيمّيفًا ،بفل هفو يعنففي استخلصفًا لوضعية تنتقففل فيهففا هففذه السففينما مففن "الهوايففة" -بغثهففا وسمينها -إلففى "القحفتراف" - بغثه وسمينه .-فاليوم لم يعد ظهور فيلم مغربي جديد ،قحدثًا يجب التعامل معه برفق ورعاية .بل صار جزءًا مففن واقففع ثقافي -إبداعي -صناعي ،ينقسم النتفاج فيفه إلفى أعمفال سفتعيش وتشفّك لف جفزءًا مفن تاريخ مفا ،وأعمفال ستنسفى ففور ل مففن الجمهففور العريض مهمففا بففالغ النقففاد فففي "شففتمها" والتسففاؤل عّمف اف جففاءت ظهورها ،وبيففن الفئففتين أعمففال سففتلقى إقبففا ً
تفعله وسط إنتاج يعتبر نفسه وريثًا لممارسة سينمائّية جدية قحاولت جهدها طفوال أكفثر مفن نصفف قفرن أن تقفول بصففدق
ل .ثففم قحيففن وجد هففذا ماتريد قففوله ،مففن دون أن تجففد نفسففها مجففبرة علففى تقففديم تنففازلت ل ف "جمهففور" لففم يكففن لفه وجود أصف ً
ل مع إنتاجه السينمائي "الففوطني" ،قحقّفق نجاقحفًا لفلم ليمكففن القفول إنهففا قحملفت كفثي ًار مفن التنفازل الجمهور بوفرة متفاع ً
على صعيد المستوى )"قحب في الدار البيضاء" لعبد القادر القطع" ،عففابر سففبيل" أو "البقحففث عففن زوج ام أرتففي" لمحمد عبدالرحمن التازي ،أو "شاطئ الطفال الضائعين" لجل لـي فرحاتي ،قبل أن تنفجر أفلم نبيل عيوش ...إلخ (.
أما السمة البرز التي تغري المرء بالقحديث عن "بلوغ سن الرشد" ،فأمران أساسّيان بين أمور عّد ةف أخفرى :وجود هفامش
كففبير لك فّل أن فواع التجري ب علففى صففعيد اّللغففة السففينمائّية والمواضففيع المسففتلهمة وقحضففور المرجعّيففة السففينمائّية -علففى قحساب كّل مرجعّيففة أخفرى ،-مفن ناقحيفة ،ومن ناقحيفة أخفرى بفروز جيفل جديفد مفن سفينمائّيين قفّد مفوا هنفا أفلمهفم الولى
ي شيء للجيل السابق عليهم في السينما المغربية ،سواء أكفان وهم يتقحلقون قحول عامهم الثلثين ،وليبدو أنهم يدينون بأ ّ
ل وسطًا كان هو من رسخ السينما المغربية هذه وفرض قحضو ًار قوي ًا لهففا ففي المجتمفع المغربي كمفا ل مؤّس سفًا ،أم جي ً جي ً علففى خريطففة السففينما العالميففة أقحيان فًا .واللفففت قحق فًا هففو أن أبنففاء هففذا الجيففل هففم الففذين قحصففدوا الج فوائز الساسففية فففي
المهرجان الطنجاوي ،كما قحصدوا التصفيق إواعجاب النقاد .كان الفوز مفن نصفيب أفلم أولى أو ثانيفة لصفقحابها ،ففي شكل عففام ،قحففتى إوان سفّج لف فففو ًاز ممّيف ًاز لفف "مخضففرمين" ،همففا حكيم بلعباس ونبيل عيوش ،الول إذ نففال الجففائزة الكففبرى
عن "أشلء" ،والثاني إذ نال غير جائزة أساسية عن عملفه الجديفد "أرضي" .ولعفل اللففت أكفثر ،قحقفًا ،هنفا هفو أن هفذين
ل جماليفة تتجفاوز مفا هفو الفيلمين ينتميان إلى "السفينما الوثائقيفة" قحفتى إوان كفان كفّل مفن مخرجيهمفا قفد اختفار لعملفه قحلفو ً
ل ومضمونًا. معروف عن اّللغة الوثائقية ،شك ً
على صعيد مسفألة الجيفل الجديففد )العشفريني/الثلثينففي ( ،يجفدر التوّقف عنففد تلففك الظفاهرة الففتي )إذا اسففتثنينا فيلفم "الفوتر
الخففامس" لســلمى برك اش ،وه و فيلففم كلسففيكي أنيففق اشففتغل بقحرفيففة مففاهرة إوادارة لفتففة للممثليففن ،مففا أّهلففه للفففوز قحق فًا
واستقحقه فاتقحًا آفاقًا واسعة للنهل مفن خلفيفة موسيقية تراثيفة أصفيلة علفى موضوع معاصفر ( .نقفول الظفاهرة الفتي جعلفت
ثلثففة أو أربعففة مففن أبففرز مففا عففرض ،وفاز ،فففي المهرجان أفلمفًا أولى لصففقحابها ،ونعنففي هنففا تقحديففدًا الشفرائط الطويلففة
"النهايففة" لهشام العسري و "فيلففم" لمحمد أشاور ،وففي درج ة أق فّل بعففض الشففيء "أيففام الففوهم" لطل لـ السلهامي ،ناهيففك ببعض الشرائط القصيرة ،ولسيما تقحفة عادل الفاضلي "قحياة قصيرة" -والفلم التي نتقحفدث عنهفا هفي) ،و يفا للصفدفة المدهشة ولو لمّرةفي تاريخ لجان التقحكيم! ( فازت في نهاية المر بجوائز المهرجان جميعها ،مع استثناءات نادرة. 53
ل أولفى أو أقحيان فًا ثانيففة ،لصففقحابها الش فّبان ،هففو مففن الواضففح أن مففا يجمففع بيففن هففذه الفلم جميع فًا ،إلففى كونهففا أعمففا ً
انتماؤها إلى فّن السينما مباشرة .وذلك من طريق لغفة سففينمائّية تبففدو مشففتتة تنهفل مففن قحداثففة سففينمائّية بففاتت ارسفخة فففي
السينما المستقلة الميركية كما في السينما الوروبية الكثر تقدمًا.
السينما الجزائرية :عودة موؤودة إلى أمجاد الماضي
يبفدو تاريخ السفينما الجزائرية شفديد التنفّوع ،ويبفدو وكأنه تاريخ تباطفأ ففي القحفدوث لكنفه خلّفف عشفرات العمفال ،وكذلك عش فرات السففماء الكففبيرة فففي عففالم الفففن السففابع .والقحقيقففة أنففه إذا كففان متوقّع فًا مففع ظهففور فيلففم "عمففر قتلتففه" )( 1976 والنجففاح الهائففل الففذي قحقّقفه ،نقففديًا وجماهيري ًا ،وفي الففداخل كمففا فففي الخففارج علففى السفواء ،أن يكففون ذلففك منطلقفًا لعصففر
سينمائي جديد وصل إلى سّن الرشد وصار مرتبطًا بأسماء مبدعين انتشرت علفى الصففعيد المقحلّففي والعفالمي ،فففإن الفذي
قحدث كان عكس ذلك .غير أن الذنب لم يكن ذنب السينمائّيين أنفسهم ،بل ذنففب الوضاع السففينمائّية الجزائرية نفسففها. والتي ،إذ قحصرت النتاج في يد السلطات القحكومية وشركاتها ومعاملها ،خلقت ارتباكًا كففبي ًار منففذ نهايفة السفبعينّيات مفع
ارتبففاك الوضفاع السياسففية والسففلطوية بعففد رقحيففل هـواري بومـدين رئيففس الجزائــر الففذي بمففوته ختففم مرقحلففة مففن التط فّو رف الثقافي والجتماعي والسياسي في الجزائر.
طبعًا ليمكن القول هنفا إن النتفاج السفينمائي انتهفى مفع ذلفك الرقحيفل ،بفل هفو تواصفل إوان بوتائر سفنوّية أقفل ،ففي وقت راح فيففه أصففقحاب السففماء الكففبيرة فففي السففينما الجزائرية يصففمتون أو يرقحلففون لسففباب متعفّد دفة ،وغالبفًا إلففى فرنسا "البلففد المستعمر سابقًا" والذي فتح ذراعيه للسينمائّيين الجزائرّيين يقيمون فيه ويعملون .ولعّل خير معّبر عن هفذه الصفورة فيلفم
"وداعًا يا ابن العم" لمرزاق علواش ،الذي قحّققه هذا المخرج في فرنسا ،بعدما "أنهففى" وجوده الج ازئففري – مؤقتفًا طبعفًا –
بتقحقيق فيلم عن شاب جزائري يضطر للهجرة إلففى فرنسا لعففدم قففدرته علففى التففأقلم مففع سففلطة دينّيففة متشفّد دفة هيمنففت علففى المجتمففع الج ازئففري قحففتى مففن دون أن تهيمففن علففى السففلطة السياسففية فففي هففذا البلففد .وكان ذلففك الفيلففم "قحومة بففاب الفواد"
الذي بدا أشبه بإعلن عن عدم إمكان مواصلة العيش والنتاج في الوطن. بعففد "بففاب ال فواد سففيتي" و "سففلمًا يففا ابففن العففم" قحقففق علـواش عففددًا مففن الفلم فففي الخففارج ،فيمففا كففان عففدد مففن كبففار السففينمائّيين الجزائرّييففن صففامتين مقحففاولين العففودة إلففى وراء الكففامي ار بيففن القحيففن والخففر :مففن فـاروق بلوفـة إلففى أحمـد
الراشدي ،ومن عبدالعزيز طلبي إلى محمد الخضر حامينا ،مقابل أجيال راقحت تتوالى ،داخل الجزائر وخارجها أيض فًا،
ضمن وتيرة إنتاج متفاوتة بين عام وآخر .غير أن المقحصفلة بعففد ربع قفرن بفدت أقففرب إلففى السفلبية ،كّمف ًاف ونوع ًا .ولكفن،
بما أن كّل شيء له نهاية ،كان ل بّد للسفينما الجزائرية مفن النهفوض مفن جديفد .ولربمفا كفان هفذا مرتبطفًا ببعفض ليبراليفة
اّتسم بها القحكم في الجزائر خلل السنوات الخيرة ،أو ببعض رغبة لدى السلطات في الستعانة بالسينما لمقحاربة تشفّد دف
كففان المجتمففع الج ازئففري قففد بففدأ يضففيق بففه جففديًا .وعلففى هففذا النقحففو ،شففهدت السففنوات الخمففس السففابقة إعففادة إقحيففاء بنففى
ل إلففى تكريس ميزانيففة ضففخمة قبففل ثلث أو أربع سففنوات لمناسففبة اعتبففار الجزائر النتففاج السففينمائي فففي الجزائر ،وصو ً عاصمة ثقافية.
54
غير أن تلك الففورة "الرسمية" و"الثورية" سفرعان ماهمفدت ،مفن الناقحيفة الكميفة ،ليعفود كفثر مفن السفينمائّيين الجزائرّييففن،
إلففى البطالففة .أمففا الففذروة فففي هففذا المجففال فكففانت فففي العففام ،2010قحيففن انتهففى هففذا العففام السففينمائي ،وليففس فففي سففجل السففينما الجزائري ة سففوى فيلميففن جديففدين ،ناهيففك بإنتففاج مشففترك مففع تونس ،هففو فيلففم "النخيففل الجري ح" لعبد اّللطيف بن عمار ،وهو فيلم يتقحّد ثف عن معركة بنزرت في تونس في العففام ،1961والففتي اعتبرها الفيلففم – كمففا التاريخ القحقيقفي –
هّم ًاف مغاربيًا مشتركًا .قد يكون صعبًا هنا القحديث عن أهمية الفيلم )الذي نتقحدث عنه فففي سففياق السففينما التونسفية ( غيفر أن اللفت قحقًا فيه ،هفو أنفه يسفّج لف عفودة مفا ،إلفى النتفاج المشفترك بيفن بلفدان عربّيفة متجفاورة ،مفا يفتفح ففي هفذا السفياق آفاقًا جديدة وسعيدة.
هنا ،وفي عفودة إلفى النتفاج الج ازئفري السفينمائي ففي العفام 2010تجفدر ملقحظفة أنفه يكفاد يقتصفر علفى اسفمين فقفط، من بين عشرات السماء التي عرفتها السينما الجزائرية ،داخليًا وخارجيًا ،علففى مففدى تاريخهففا .فمففن ناقحيففة ،لففدينا مرزاق علـواش )الففذي افتتففح السففينما الجزائري ة الجديففدة قبففل نقحففو ثلففث قففرن ب فف"عمففر قتلتففه" ( وفيلمففه "قح ارقففة" الففذي قحقّقففه العففام 2009وعرض ه فففي العففام ،2010ورش يد بوشـارب ،المبففدع السففينمائي الج ازئففري الخففر )الففذي عمففل وع اش معظففم
قحيففاته قحففتى الن فففي فرنسا ،مقحققفًا فيهففا وفي أميركا "بففاتون روج" قحينفًا وفي لندن "نهففر لنففدن" قحينفًا آخففر بعففض أفلمففه
الممّيزة ( والذي كان أكثر توفيقًا من علواش في آخفر مففا قحققفه واعتففبر فيلمففه "خفارجون عفن القفانون" جزائري ًا علفى الرغم من أن جزءًا كبي ًار من النتاج كان فرنسيًا.
السينما التونسية :زمن الحرية يطرح أسئلة المستقبل وغموضه
عرفت تونس ،فففي الفوقت الففذي كففانت فيففه السففينما الجزائرية تلفففظ بعففض أنفاسففها ،نهضففة إبداعيففة قحقيقيففة كففان فففي مقدمة رموزها مخرج ون سففرعان مففا قحففازوا علففى سففمعة عالميففة .فمففن توقيففع فريد بو غدير إلففى نوري بوزيد ،ومفن محمود بن محمود إلى مفيدة تل تـلي ورضا الباهي ومحمد زرن وناصر قطاري وبخاصففة ناصــر خميــر – ويمكففن لهففذه اللئقحففة أن تطففول ضففاّم ةف كففل تلففك السففماء المبدعففة الففتي ورثت جيففل المؤسسففين )عمار خليفي ،عبداللطيف بن عمار ،إبراهيم باباي ورشيد فرشيو بين آخرين ( ،قحققففت تونس عشفرات الفلم الففتي وضعتها ذات لقحظففة فففي
خانة البلدان الواعدة سينمائيًا ،نوعيًا وكميًا .غير أن هذا كّله كففان قففد تضففاءل قحضففو ًار إوانتاجفًا ،قحيففن أعلففن الرئيففس
السابق زين العابدين بن علي ،خلل النصففف الول مففن العففام ،2010هففذا العففام سففنة السففينما فففي تونس .ومفن الواضح أن بن علي في إعلنه هففذا ،إنمففا كفان يسفتجيب لمبفادرتين ،أولهمففا مبفادرة عففدد كففبير مففن مبففدعي السفينما
والمهتمين بها في هذا البلد إلى الدعوة إلى مساندة نهضة سينمائّية جديدة ،كتتويج لنضال طويل تواصففل منففذ نقحففو ثل ففث ق ففرن ف ففي س ففعيه ليج ففاد مكان ففة قحقيقي ففة للس ففينما ف ففي المجتم ففع والقتص ففاد التونسف فّيين .وثانيهم ففا مب ففادرة رئاس ففية
شخصففية تقحففاول أن تكففافئ بعففض أهففل السففينما – والفنففون الخففرى – فففي تــونس ،علففى عريضففة وّقعهففا أكففثر مففن ثلثمئة منهم عشية تجديد وليته )مجّد دفًا ( داعين لمساندة ذلك التجديد.
55
ظ بن علي مففع السففينما وقح ظ هففذه الخي فرة مففع بن علـي ،سففيئًا ،قحيففث إن ذلففك العففام مهمففا يكففن مففن أمففر ،كففان قح ف ّ
السففينمائي الففذي كففان مففن شففأنه أن يقحقّففق قحلمفًا فنيفًا تأسيسفّيًا ،انقلففب إلففى كففابوس لبن علي نفسففه ،إذ مففا إن انتهففى العام قحتى كان نظامه يلفظ أنفاسه تقحت وطأة ثورة شعبّية اندلعت بدورها تقحت وطأة أوضاع اقتصففادية وقحقففوق – إنسففانية ،ضففاغطة ،علففى إثففر انتقحففار الشففاب العاطففل عففن العمففل محمـد البـوعزيزي ،مفتتقح فًة مففا سيس فّم ىف ب فف"الربيففع
العربي" .لكن الكابوس لم يكن من نصيب الرئيفس وقحده ،بفل كفان مفن نصفيب السفينما أيضفًا ،قحيفث إن المضفقحك/
المبكي في المر هو أن أطرافًا عديدة من المنتفضين التوانسة ،وبخاصة المتشّد دفون منهم ،ربطوا – ضمنيًا – بين
نظام بن علي وبين القف اررات السفينمائّية ففأرادوا أن يكفون للسففينما التونسفية مصففير الرئيفس المخلفوع نفسفه ،واضففعين على اللئقحة السوداء أسماء عشرات السينمائّيين الذين كان ذنب معظمهم يكمن في أنهم طالبوا الرئيففس قبففل خلعففه ل ومنففذ سففنوات عديففدة بفففترة بففأن يهتفّم بالسففينما فاسففتجاب .وهذا الواقففع قحفّر كفثففائرة السففينمائّيين مففن الففذين كففانوا أصف ً يناوئون الدكتاتور ويقحققون أفلمًا تعّبر عففن ذلففك – مباشفرة أو موارب ة .-ولقففد كففان فريد بو غدير الناقففد والمخففرج
المعروف ،من أوائل الذين أثار ذلك الموقف استغرابهم ،هو الذي بعد عودته من الخارج قحيث كان يستشفففي خلل القحقبة "الثورية" ،صدمه أن يجد أن ثمة أطرافًا تطالب بإلغاء كّل مكتسبات المهنة )التي قحققها السففينمائّيون بفضففل عقود من النضال ( ،بقحجة أنها تقحّققت في عهد بن علي ويجب أن تزول بزواله.
لقد بدا هذا الموقف في تونس ،ما إن "نجقحت" الثورة ،مدهشًا في سلبيته .والدهى أنه أتى في وقت كففانت السففينما
التونسية تعيش أدنى لقحظات هبوطها ،قحيث إن إجراءات بن علي الرسمية المسففتجيبة جزئيفًا لمطففالب السففينمائّيين، إواعلنه 2010عامًا للسينما فففي تونس ،والقحمففاس العففام لكفّل مففا هففو إبففداعي فففي قحقبفة بففات يظهففر فيهففا نففوع مففن
التساهل الرقابي ،كّل هفذا لفم يسفتطع أن ينتفج أكفثر مفن فيلميفن طفويلين ل ثفالث لهمفا ،ناهيفك بنقحفو دزينفة أو أكفثر من أفلم قصيرة .هذا إذا نقحن صرفنا النظر عّم اف يراه البعض من أن نجاقحات مخرج فرنسي ،تونسي الصففل ،هففو عبففد اللطيــف قشــيش فففي فرنســا ،أو فنانففة مففن مسففتوى هنــد صــبري الففتي بففاتت فففي القــاهرة علمففة مففن علمففات
السينما العربّية الممّيزة ،يجب أن تعتبر شؤونًا تونسية .فالقحال أن هند صبري نفسها أطلقت خلل العام تصريقحات عفّد ةف تنعففي فيهففا السففينما التونسففية ،فففي الففوقت الففذي كففان فيففه قشيش ل ينففي يؤجل تقحقيففق وعوده بالنصفراف إلففى تقحقيق أفلم مقبلة له في تونس.
السينما اّللبنانّية :الحرب عادت... شهدت مسيرة السينما اّللبنانية خلل أعوام النصف الثاني من عشريات القرن الجديد ،نشاطًا لفتًا ،إن لم يكن مفن قحيفث
القحجم العام للنتاج السينمائي ،فعلى القل من قحيث المسفتوى العفام للفلم المنتجفة .ولعففل الكفثر لفتفًا للنظففر فففي تلففك الفلم – ومفن أبرزه ا "كاراميففل" لنادين لبكـي و"فلفففل" لميشـال كمـون ،إضففافة إلففى ش فرائط لغسـان سـلهب والزوجيففن
جريـج/حــاجي تومـاس وبهيــج حجيــج وسـمير حبشــي – أنهففا فففي معظمهففا أتففت متجففاوزة له فواجس القحففرب الففتي كففانت ض ف تف مضففجع كففثر مففن سففينمائّيي لبنان ،منففذ مارون بغدادي وبرهان علويـة ،قحففتى جـان كلـود قدسـي وزي اد دويـري أق ّ 56
ل – من فيلم "كاراميل" و"فلفل" كففان فففي ودانيال عربيد ،خلل العقود الثلثة الخيرة على القل .وهكذا ،انطلقًا – مث ً ل أن يروا أن السينما اّللبنانية باتت قادرة علفى تجففاوز القحفرب وقحتى ذكرياتهففا ،لتغفو ص – قحقفًا وسع المراقبين الكثر تفاؤ ً
– فففي موضففوعات مففا بعففد القحففرب .إوالففى هففذا يمكففن أن نضففيف أن نجاقحففات العففام 2008هففذه ،كففان مففن شففأنها –
متضففافرة مففع عففدد مففن النتاجففات التجاري ة المتمثلففة ،بخاصففة ،فففي أفلم تلفزيونيففة )هزليففة غالي فًا ( وج دت طريقهففا إلففى
صالت السفينما سفاقحبًة معهفا إلفى تلفك الصفالت جمهفو ًار تلفزيونيفًا ،مفا كفان ففي إمكفان أفلم أكفثر جديفة أن تخرجه مفن
ق دروبًا جديدة ودائمة للنشاط السينمائي النتاجي في لبنان .بيفد أمام أجهزة التلفزيون في البيوت ،كان من شأنها أن تش ّ
أن هففذا – ويفا للمفاجففأة! – لففم يقحصففل .إذ سففرعان مففا بففدا موسفم 2009جاففًا وغيففر قففادر سففوى علففى اجففترار عففروض
السنة السابقة عليه ونجاقحاتها .وهكذا ،تبّد ىف ،على ضوء تجّد دف التوترات السياسية والجتماعية في لبنان ،أن "المشففروع
السففينمائي اّللبنففاني" عففاد يتأجففل مففن جديففد ،فيمففا عففاد المبففدعون السففينمائيون الشففبان فففي لبنان يمارسون لعبففة النتظففار
الثقيلفة وك ّل منهفم يقحمفل مشففروعًا جديفدًا يبففدو – مرقحليفًا – عفاج ًاز عفن تقحقيقفه .والقحقيقفة أنفه لئفن بفدا التأجيففل راجعفًا إلففى
المسألة المالية ،قحيث إن الزمة القتصفادية العالميففة الففتي انفدلعت صففيف ،2008قحجبففت الفدعم الوروبي الفذي كففان هو ،في شكل وفي آخر ،صاقحب الفضل في تمويل معظم ما ذكرنا من أفلم .وطبعًا قد يكففون لنففا أن نتسففاءل هنففا لمففاذا
لم يقتبس السينمائّيون اّللبنانّيون الشبان ،تجربة أسد فوالدكار ،الففذي كففان قبففل ذلففك قففد تمّكف نف مففن تقحقيففق واقحففد مففن أنجففح الفلم اّللبنانية )"لما قحكيت مريم" ( بمبلغ زهيد جدًا ،فخلق دربًا جديدة؟
مع إطللة العام ،2010راقحت المور تبدو واضقحة وصار في إمكفان عفدد مفن السفينمائّيين اّللبنفانّيين الكفثر وعيفًا أن يعففودوا إلففى مشففاريعهم وكفاميراتهم ،ليسففتعيدوا مففن خلل نتاجففاتهم الجديففدة ،بعففض السففمات الكففثر خطففورة وسفوءًا فففي
مسار "القحروب" اّللبنانية .ولعل نادين لبكي تبدو الكثر قحساسية في هذا السياق ،قحتى إوان كان الفيلفم الفذي صفّو رفته – ولم تنجزه – خلل العام ،2010لن يعرض إل فففي العففام التفالي 2011وعنفوانه "هلفق لفوين؟" .وهو فيلففم كففانت فكرته
واتففت لبكففي إبففان أقحففداث العففامين 2006و ،2007قحيففن تنففاهى إلففى انتباههففا إمكانيففة عففودة القحففرب .وهو يلتقففي فففي هففذا ،بففالطبع ،مففع أفلم عفّد ةف ارقحففت تظهففر – وتعففرض – تباعفًا فففي العففام ،2010بادئففة شففهو ًار قبففل ذلففك منسففقحبة علففى
العففام .2011ومهمففا يكففن مففن المففر هنففا ،وففي تقففدير تقري بي ،يدمففج بخاصففة عففروض مهرجانات أبـو ظـبي ،ودبـي، والدوحـة ،بعففروض العففام التففالي ،سففنجد أمامنففا عففددًا لبففأس بففه مففن أفلم لبنانيففة يمكففن ربطهففا بإنتففاج العففام .2010 واللفت أن هذه الفلم ،في معظمها قحققت نجاقحات مهرجانية مهّم ةف ،ونال معظمهففا جفوائز المهرجانففات الففتي عرضت
خللها.
لقد أتى العام 2010في السينما اّللبنانّية غنيًا بففالوعود والنجففاز ،لكنففه أتففى أيضفًا جففرس إنففذار قحقيقيفًا ليثبففت مفّرةأخفرى
أن السففينما ،قحيففن تعّبففر عففن نفسففها بصففدق ،تبففدو الففّن الكففثر قحساسففية .ول بفّد مففن الشففارة أيضفًا إلففى أن هنففاك أفلمفًا
ص صففتها و ازرة الثقافففة قصيرة قحّققت في لبنان في العام نفسه ،وبعضففها قحقففق بفضففل – وعلففى هففامش – الميزانيففة الففتي خ ّ اّللبنانيففة لتظففاهرات "بيففروت عاصففمة عربّيففة للكتففاب" ،قحيففث قحقّففق عففدد مففن السففينمائّيين ،ومفن بينهففم جوسـلين صـعب،
شرائط دارت قحول التاريخ الثقافي اّللبناني بشكل خا ص.
57
السينما السورية :الرقم متواضع لكنه قياسي
يففدور القسففم الهففم مففن النشففاط السففينمائي فففي سورية ،قحففول الثقافففة السففينمائّية مباش فرة ،مففن دون أن يكففون لهففذا علقففة واضففقحة بالنتففاج السففينمائي نفسففه .أمففا الجديففد فففي العففام ،2010بالنسففبة إلففى السففينما السففورية ،فهففو دخففول القطففاع
الخا ص على النتاج بعد غياب طويل .فمنذ سنوات عديدة ،مع استثناءات نففادرة )منهففا قبففل ثلثففة أو أربعففة أعفوام إنتففاج نادر ال تـاسي لفيلم "سالينا" عن مغّناة "هالة والملك" لف الخوين رحباني ،علم فًا بففأن ال تـاسي نفسففه كففان قبففل عقففود منتففج
ثلث ففة أفلم ل ف ف الرحابنــة وفيــروز ف ففي لبنــان – "بي ففاع الخف فواتم"" ،س فففربرلك" ،و"بن ففت القح ففارس" ( .وهك ففذا ،ل ففم يع ففد عل ففى
السينمائّيين السورّيين أن يكتفوا بأن تتيح لهم مؤّس سفة السينما السورية الفرصة لنتاج أفلم .وهو أمر كان يضطرهم إلى ل بيففن فيلففم وآخففر .فففي العفام ،2010إذًا وصل عفدد الفلم المنتجففة إلففى رقم غففاب منفذ سففنوات طويلفة: النتظفار طففوي ً
قحّقق في سورية 4أفلم روائية طويلة .إواذا كان الطابع الفّني والفكري لهذه الفلم ،ينتمي كالعفادة إلفى مفا يقحمفل نكهفة ثقافيفة ،ففإن النشفاط الثقفافي هفو ففي مكفان آخفر :ففي مهرجانين باتفا يقامفان بشفكل منتظفم .أولهمفا وأهمهمفا هفو الرسمي
"مهرجان دمشق" الففذي صففار منففذ سففنوات طويلففة "مؤّس سففة سففينمائّية" قحقيقيففة؛ والثففاني مهرجان آخففر غيففر رسمي بففات يتّخفذ لنفسففه مكانففة أساسففية فففي خارط ة القحيففاة الثقافيففة فففي سورية وه و "أيام سينما الواقع" الففذي ينظمففه ويشففرف عليففه فري ق عمففل شففاب يعمففل خففارج الطففر الرس مية .هففذا "المهرج ان" يقحتفففل ك فّل عففام بجديففد السففينما الشففابة بالتعففاون مففع
مؤّس سففات أجنبيففة ثقافيففة ،عارض ًا أفلمفًا تنتمففي إلففى السففينمات الطليعّيففة والمسففتقلة مففن وثائقيففة وقصففيرة تقحمففل كلّهفا هّمف ًاف يكففاد يكففون واقحففدًا هففو الهفّم السففينمائي كمففا يعّبففر عنففه سففينمائّيون آتففون مففن أنقحففاء كففثيرة مففن العففالم .ومن المؤكد أن هففذا
"المهرج ان" يض فّخ دم فًا جديففدًا فففي ش فرايين القح فراك السففينمائي السففوري ،مففن دون أن يعنففي هففذا غيففاب هففذه الففدماء عففن
"مهرج ان دمشففق" ،الكففثر رس مية بكففثير ،والففذي ،علففى الرغ م مففن ك فّل مففا يقففوله منففاوئوه عنففه ،يظ فّل واقحففدًا مففن أفضففل
المهرجانات العربّية ففي انفتفاقحه علفى جديفد سفينمات المنطقفة ،و"اكتشفافه" سفينمات آسفيوية مفن الصفعب التعفرف إليهفا،
في أمكنة أخرى.
ص صففة لقطففاع السفينما )نقحفو 135مليففون ليفرة سفورية، وعلى الرغم من أن الدولة زادت من قحجم الميزانية الرسمية المخ ّ
أي ما يعادل نقحو ثل ثـة مليين دوالر وهو رقم يعتبر ضخمًا ول سابق له ،في المقاييس السورية ( ،فإن النتففاج السففوري،
فففي مجففال الفلم الروائيففة الطويلففة ،كمففا فففي مجففال الفلم القصففيرة ،يظ فّل متواضففعًا ،قحففتى إوان كففان وصفل فففي العففام
سســة العامــة للســينما" – وه ي المنتففج السففاس للسففينما 2010إلففى مسففتوى مرتفففع نسففبيًا .فمففن المعففروف أن "المؤ ّ
السففورية ،-اعتففادت أن تمفّو لفف ،كليفًا فففي أغلففب القحيففان وجزئي فًا فففي بعضففها ،مففا يففتراوح بيففن فيلميففن أو ثلثففة فففي العففام، وبشكل شبه منتظم – على القل منذ تسّلم الناقد المعففروف محمد الحمد إدارة المؤّس سففة .هففذا مففا أتففاح لنقحففو 20فيلماً أن تقحقّففق خلل السففنوات الخي فرة ،قففد ل تكففون فففي معظمهففا تقحف فًا سففينمائّية ،لكنهففا أعمففال تقففف عففادةً فففوق المسففتوى
المتوسط في خارطة السينمات العربّية وتقحمل تواقيع مبدعين صاروا أسماء بارزة ،في هذه الخريطففة ،مثففل محمد ملص ل إلى واقحة الراهب وغيرها .ومن هنا ،إذا كان النتففاج السففينمائي السففوري وأسامة محمد عبد اّللطيف عبد الحميد وصو ً
قد وصل إلى أربعة أفلم في العام ،2010فإن هذا اعتبر أم ًار قحسنًا ،بخاصة أنه تضافر مفع إنتفاج ،لبفأس بتمّيفزه ففي 58
مجففال الفلم القصففيرة ،وصل إلففى أكففثر مففن عشفرة أفلم بففرزت منهففا – بقحسففب إجمففاع النقففاد الففذين شففاهدوها – أعمففال مثل "الوصية القحادية عشرة لموفق قات و"أثر الفراشة" لفجر يعقوب ،و"إنفلففونزا" لرياض مقدسي ،و"الفصففول الربعففة" لنيفين الحرك. لكففن بففالعودة إلففى الفلم الروائيففة الطويلففة الربعففة الففتي تقحقّقفت خلل هففذا العففام ،يلقحففظ أن واقحففدًا فقففط مففن هففذه الفلم كان من إنتاج القطاع العام)أي المؤّس سفة ( .فبين القطاعين العام والخا ص ،تمّك نفت السفينما السفورية مفن أن تضفيف إلفى
رصيدها أربعة أفلم جديدة ،مبرزة قحضو ًار ل بفأس بفه ففي المهرجانففات ،المقحلّيفة والعربّيففة .لكفن المشففكلة ،هنففا ،ل تكمفن ل يطرح نفسه بقوة :مفا هفو المسفتوى القحقيقفي لهفذه الفلم الربعففة؟ وهل أضففافت في الكّم ،ف وذلك لن ثمة في المر سؤا ً ي مكانة كانت لهذه الفلم معفًا ،لفدى الجمهفور وفي مجفال اسفتقبال النقفد لهفا؟ وربمفا جديدًا إلى رصيد هذه السينما؟ ثم أ ّ
الواضح أن الجهففد كلّفه الففذي يقحسفب للسففينما السففورية الجديفدة ،وفي قحففال لفم يتضففافر مففع تجديففد فّنففي ،وكذلك مفع جهفود
ي فيلففم سففوري جديففد ،إلففى جمهففور قحقيقففي معن فّي بففه ،لففن يسففاعد هففذه السففينما قحثيثففة ليصففال الفيلففم السففوري الجديففد ،أ ّ الطموقحة ،والتي لتفتقر إلى الجرأة والجدّية ،على أن تكون قحالها في العوام المقبلة أفضل من قحالها هذا العام.
السينما الفلسطينّية :كّل فيلم أشبه بمعجزة صغيرة
مففع ميشال خليفي ،فففي وثفائقّيه الطويل الول "صففور مففن ذاكفرة خصففبة" ثففم فففي روائّيففه المتميففز "عففرس الجليففل" ،ولدت
ل إلفى السفينما الفلسفطينّية القحقيقيفة الفتي سفتزدهر خلل العقفود التاليفة ،علفى يفديه ،ففي سلسفلة أفلم متفاوتة القفوة ،وصو ً "زنديق" الففذي سيضفّم بقففوة إلففى إنتاجففات العففامين الخيرين ،وكالعففادة سففيتجّو لففففي المهرجانففات إلففى أبففد البففدين .ومن هنففا ،بالتففالي ،كففانت عففودة خليفــي إلففى الظهففور ،وبعففد غيبففة ،خلل ،2010-2009فففي فيلمففه الجديففد ،أقحففد أبففرز القحداث السينمائّية الفلسطينّية في الونة الخيرة. وخلل مرقحلففة إعففادة النظففر إواعففادة التقييففم الففتي كففان عليهففا العففام ،2010الففذي تمّيففز بمسففاٍع لكفّل السففماء البففارزة فففي
التاريخ المعاصففر للسففينما الفلسففطينّية ،ليجففاد تمويل لمشففاريع ترسم بدقففة وهدوء )لعفّل أبرزها فيلففم "زنديق" الففذي يكففاد
يكففون نوع ًا مففن سففيرة ميشال خليفي الذاتيففة ،مففن طري ق لعففب محمد بكري دور مخففرج يسففعى لتقحقيففق فيلمففه ،( ...تفوالت المهرجانات المقحلية في "الداخلين" الفلسففطينّيين )غزة ورام ال ( متنففاقحرة فففي مففا بينهففا أقحيانفًا ،متجاهلففة بعضففها البعففض
ي قحففال – أقيففم في أقحيان أخففرى )لفففت فففي هففذا الصففدد أن يقففول مففن فففي غزة أن مهرجان أفلم – شففديد التواضففع علففى أ ّ
فيها هو الوقحيد المعّبر بصدق على الروح الفلسطينية!! ( ،كما تفوالى تقحقيففق شفرائط وثائقيفة قحفول مواضففيع عفّد ةف ،لففم يكففن ي عمففل مففن بينهففا بففرو ًزا ،قحقيقي فًا ،إنمففا كففان لهففا فففي معظمهففا ضففجيج إعلمففي يتعففرض فففرض نفسففه باسففم القضففية لّ والتعاطف السياسي معها ،ما من شأنه أن يعيدنا ،إلى زمن ما – قبل – "صور من ذاكرة خصبة" و"عرس الجليل".
إذًا ،بيففن صففياغة مشففاريع ،مففن دون التمّكف نف -مؤقتفًا كمففا نأمففل – مففن تقحقيقهففا) ،وترّقب القحصففول علففى جفوائز واهتمففام
بذلك المهرجان الصغير في إسبانيا )كومبوستيل ( ،قحيث كان ثمة شبه تفّر دففففي القحضففور للسففينما الفلسففطينّية ،أو بففذلك
الخر الذي أقيم خلل العام نفسه ،في أضنة في تركيا ،ورّك زف اهتمامه بدوره علفى السفينما الفلسفطينّية وأقفام نفدوة خاصفة 59
فيها وبالتالي ،عبر قحضور فلسطينّي كبير في شّتى المهرجانات الصغيرة بما فيها ساندانس ،الطليعففي الميركي ( ،مفّر عام هادئ على السفينما الفلسفطينّية .بفرزت فيفه أسفماء جديفدة ،أو نصفف جديفدة ،بأعمفال متوسطة القيمفة ،وبرزت إلفى قح فّد أن نجــوى نجــار ،بعففد نجاقحففات سففابقة فففي غيففر مهرج ان خليجففي ،تمّك ن ففت فففي دورة العففام مففن مهرج ان الرب اط فففي
المغرب ،من انتزاع الجائزة الكبرى ،جائزة يوسف شاهين ،عن فيلمهفا "المفر والرمان" متفّو قففة علفى نقحفو دزينفة مفن أفلم عربّيففة أخففرى ،وبخاصففة مغربيففة .كمففا فففازت ممثلففة الفيلففم ياســمين المصــري بجففائزة أفضففل ممثلففة فففي مهرج ان مسففقط
السينمائي السادس عن الفيلم نفسه ،في الوقت الذي فاز فيه فيلم "صداع" لرائد أنضوني ،وه و فيلففم وثفائقي كففان عففرض قبففل ذلففك فففي مهرجان ساندانس الميرك ي ،بجففائزة "التففانيت" الففذهبي للفلم الوثائقيففة فففي مهرجان "قرطاج" .أمففا فيلففم "تذكرة من عزرائيل" لعبدال الغول ،فسافر من غزة إلى دبي ليفوز بجائزة تقديرية وهو فوز لبأس بففه ،إذ ت ازمففن مففع فففوز فيلم "بدرس" لجوليا باشا بجائزة الجمهور الفضية في مهرجان برلين ،كما عرض وفاز في مهرجانات أخرى. واضففح هنففا أن هففذه النجاقحففات وغيره ا ،فففي العففام الفلسففطيني الكففثر صففمتًا ،مففن الناقحيففة النتاجيففة ،يك فّر سفالقحضففور
المتطّو رفلسينما تصنع في المنافي ،الداخلية والخارجية ،ويبدو ظهور كّل فيلم من أفلمها ،أشبه بمعجزة صففغيرة .ولعفّل فففي إمكاننففا أن نختففم هففذا الكلم بففالقول إن العففام 2010كففان ،انطلقفًا مففن هففذه المقففدمات كلّهففا ،أشففبه بمنطلففق لنشففاط نأمففل أن يتجفّد دف فففي العفوام التاليففة ،ليرسخ أكففثر وأكففثر ،سففينما صففارت تبففدو ،فففي قحضففورها وخرقهففا للتففابوات ،والتفففاف
مقحّبي السينما من قحولها ليس لمجرد أنها فلسطينّية ،سينما قحقيقية في هذا العالم الفتراضي إلى قحّد كبير.
السينما في الردن :حراك مدهش ل نـتاج محزن في ضآلته
تبففدو القحركة فففي فسففقحة "السففينما الردنيففة" وكأنهففا تشففي بففأن ثمففة إنتاجفًا ضففخمًا فففي الردن .ومع هففذا لففو تقحّر يفنففاتاريخ
السفينما الردنيفة ،منفذ بفداياتها أواسفط سفتينّيات القفرن العشفرين وقحتى الن ،سفوف يدهشفنا – دهشفة سفلبية بفالطبع – أن
نكتشف أن مجمل النتاج السينمائي الردني ،في مجال الفلم الطويلة ،ليتجاوز في عدد أفلمه عدد أصففابع اليففدين. ق للمهتفم الردنفي بفالفّن السفابع أن يعتفبر بلفده بلفد قحف ارٍك سفينمائي لبفأس بفه .ويعفود هفذا إلفى تنفّوع ففي هفذا ومع هفذا يقحف ّ القحراك .يسير في اتجاهات عّد ةف ،أقّلها أهمية وقحضو ًرا ،لعبة النتاج نفسها .ولعفّل أول هففذه التجاهففات أهميففة ،وأقففدمها تاريخيًا ،اسفتخدام الردن وتضاريسفه ومنفاخه ،مكانفاً لتصفوير العديفد مفن الفلم الجنبيفة علفى أ ارضفيه .ولئفن كفان هفذا ل لففه فففي الكففم والنوعيففة ،إل اسففتخدام أفلم أميركيففة وأوروبيففة كففثيرة ،أ ارضففي المغــرب السففتخدام ،الففذي قففد لنجففد مففثي ً
وتونس لتصّو رففيها العديد مفن مشفاهد هفذه الفلم ،إن لفم يكفن أفلمفًا بأكملهفا ،قفد بفدأ ففي الردن خلل النصفف الول
من ستينّيات القرن العشرين ،قحيث صّو رفالعديد من المشاهد الخارجية الساسية من فيلم "لففورانس العففرب" لدايفيد لين،
ل بقففوة قحففتى اليففوم .وتفزداد الففوتيرة خلل السففنوات العشففر الخي فرة بفعففل كففثرة الفلم المقحقّقففة قحففول فففإنه لي فزال متواص ف ً
قحففروب الخليففج ،ولسففيما القحففرب العراقيففة .قحيففث يففؤدي تشففابه الطبيعففة المورفولوجيففة بيففن الردن والع ـراق ،والسففتقرار ل مففن السياسففي ،والتسففهيلت الففتي تق فّد مفها السففلطات الردنيففة المعنّيففة ،للفلم الففتي ترغ ب فففي أن تسففتخدم الردن بففدي ً
العـراق أو الصففقحارى العربّيففة ومفا شففابه تقحفي ف ًاز لهففذا النشففاط .والقحففال أن هففذا القح فراك يسففير دائم فًا علففى خطففى "لففورانس 60
العففرب" وبضففعة أفلم صفّو رفت مففن بعففده )مثففل اليطففالي – اّللبنففاني المشففترك "عاصفففة علففى الصففقحراء" ( ،خالقفًا كففادرات
بشرية ماهرة لدى أردنّيين عملوا في تلك الفلم ،ورغبات دائمة في ولدة مشفاريع سففينمائّية أردنيففة خالصففة .وتصفل هفذه
الرغبات إلى ذروتها قحين يففوز فيلففم مففا صفّو رففففي الردن بأوسكار أو بجفائزة مشففابهة )كمفا كفانت القحففال مفع فيلفم "خ ازنفة السففى" ،لكاترين بيغالو ،الففذي فففاز بأوسفكارات ،( 2010مففا ش فّك لف مصففدر فخففر للمهتميففن الردنييففن ،انطلق فًا مففن أن
الصقحارى والمدن التي ظهرت ففي الفيلفم ،علفى أنهفا عراقيفة ،إنمفا كفانت أردنيفة ،بقحيفث اعتفبر الفيلفم ،مفن ناقحيفة مواربة، فيلمًا "أردنيًا" ،والنصر نص ًار أردنيًا. ويلفففت النظففر أن تض فّم لئقحففة الفلم المص فّو رةف فففي الردن ،فففي العففام الففذي نقحففن فففي صففدده ) ( 2010ثمانيففة أفلم،
يختلففط فيهففا التلفزي وني )المقحقففق سففينمائيًا بشففكل أو بففآخر ( مففع الروائففي الطويفل ،والردنففي مففع الوروبفي والميرك ي.
والقصير مع الطويل .والفلم المصّو رةف هي – بقحسب لئقحة وفّرتها بيانات "الهيئة الملكية الردنية للفلم"" :-بففدوي"
ليغور فولوشي )روسيا (" ،بففديل الشففيطان" للوران لــي تــامهوري )بلجيكــا (" ،نخبففة القاتففل" لغــاري مكنــدري )أســتراليا (،
إضففافة إلففى فيلففم "السففلم بعففد الففزواج" الميرك ي مففن تقحقيففق العربّييففن بندر البلوي وغازي البلـوي والش فرائط الردنيففة "7
سففاعات فففرق" لديما عمرو ،و"الجمعففة الخي فرة" ليحيى عبــدال و"مففدن الففترانزيت" لمحمــد حشــكي ،مففن دون أن ننسففى اهتمففام قنــاة الجزيـرة للطفــال بالتصففوير فففي الردن مففن خلل العمففل المعففروف باسففم "مففع التيففار" ،الففذي يق فّد مف بوصففه
إنتاجفًا بريطانيفًا .ولعفّل ففي إمكاننفا هنفا أن نضفيف فيلميفن طفويلين أردنّييففن صفّو ارفففي الردن ففي العفام السفابق ،2009 لكن عروضهما المقحّلية والعالمّيففة كففانت فففي العففام ،2010وهمففا "الشراكسففة" لمحي الدين قندور ،و"هففذه صففورتي وأنففا ميت" لمحمود المساد.
وهنففا ،فففي مجففال اسففتكمال هففذه اللئقحففة ،قففد يكففون فففي إمكاننففا أيضفًا ،أن نضففيف إليهففا خمسففة أفلم ولدت وبدأ العمففل
عليها في العام ،2010لكن تفصيل القحديث عنها لن يكون قبل العام المقبل وهي ،فففي الناقحيففة الجنبيففة ،جديففد ريدلي سكوت "برومفثيوس" )الواليات المّتحدة ( و"هففاملتون" لكــاثرين وينفيلــد )الســويد ( و"العامففل الفيروسفي" لــدانتي الم مففن السويد ،إضففافة إلففى ثففاني تجربة فففي الروائففي الطويل للردنففي أمين مطالقة)صففاقحب الفيلففم الردنففي النففادر "كففابتن أبففو
ي قحال بصفته إنتاجًا أميركيًا ،كما قحال فيلففم آن ماري جاسر الفلسففطينّية )صففاقحبة رائد" ( "المتقحدون" .وهو يقّد مف ،على أ ّ
"ملح هذا البقحر" ( "لما شفتك" الذي يقّد مف ،بدوره بوصفه إنتاجًا أميركيًا.
وفي خاتمة هذا الكلم عن السينما في الردن ،قد يكون مفيدًا ،أن نتوقف لقحظة عند النشاطات السينمائّية ،من عروض ونفدوات وسفجالت وتكريمففات ،الففتي قففامت بهففا "الهيئة الملكيـة" وقح دها خلل العففام ،2010قحيففث تقففول لئقحففة بتلففك
النشففاطات إن مففا ل يقفّل عففن أربعففة منهففا أقيمففت فففي كفّل شففهر ،بقحيففث شففملت العففام كلّففه وتنفّوعت بصففورة يقحسففد الردن
عليهففا قحقفًا .وهي ،إذا أضففيفت إلففى نشففاطات مؤّس سففة شومان ،تشفّك لف قح اركفًا قحقيقيفًا ،يففأتي ليعفّو ضفعلففى ضففآلة النتففاج
الردني الخال ص ،كما على تراجع قحال العروض السينمائّية في الصفالت )وهو أمفر يتجلّفى بشفكل أفضفل ففي الجفداول المرفقة (.
61
السينما العراقية تكريس في الخارج وتجاهل في الداخل
العراق وعلى الرغم من أن النتاج السينمائي فيه يعود إلى بداية الخمسينّيات ،ثم علففى الرغم مففن نهضففة – مدعومة مففن
السلطات على عهد قحكففم البعففث وصّد اـم حسين – ليمكنففه أن يعتففبر بلففدًا ذا تقاليففد سففينمائّية .إذ دائمفًا مففا كففان ثمففة شففبه ي سففينما انفصففال بيففن جمهففور كففان يف ّ ض ف لف دائم فًا السففينما المصففرّية والهندّيففة ،إوالففى قح فّد مففا ،السففينما الميركيففة ،علففى أ ّ
مقحلّيففة ،وبيففن تلففك الفلم الففتي كففانت ،بشففكل مبكففر ،بدائيففة ،ثففم – أيففام الففدعم السففلطوي – صففارت إمففا أيديولوجّيففة أو
متمقحففورة قحففول "بطففولت" الزعيففم وقصفف ص قحيففاته ،مقحقّقفًة فففي معظففم القحففالت ،مففن قبففل أصففقحاب مفواهب قحقيقّييففن كففان
ل منهففم بقامففات سففينمائّية مصففرّية، عليهم إما أن يدوروا في فلك النظام وأيديولوجيته ،أو أن يصمتوا أو يرقحلوا ،فيؤتى بففد ً ل قحين قحّقق الراقحل صلح أبو سيف فيلمًا أيففديولوجيًا عفن "القادسففية" لتجنيففد أو غير مصرية ،تقحّقق ما هو مطلوب )مث ً الشعب أيديولوجيًا ضّد "الفرس" إبان الصفراع العسففكري معهففم ،كمففا فعففل توفيق صالح قحيففن قحقففق "اليففام الطويلففة" عففن ي مبدع عربي قحقيقي على الطلق (. قحياة صّد اـم حسين ،في واقحدة من أكبر سقطات أ ّ
في هذا الطار جاء العام 2010عامًا مفصليًا بالتأكيد ،بالنسفبة إلفى السفينما العراقيفة الناهضفة ،الفتي بقفدر مفا تجفّذ رفت فّنيًا ،وبقدر ما راقحت ترتقي فّنيًا ،وجدت نفسها أمففام مففأزق وجودهففا ونجاقحهففا :ففففي السففنتين الخيرتيففن تضففاءل الهتمففام
الوروبي بالقضية العراقية – أمنّيًا وسياسّيًا – بالتواكب مع أزمات أوروبا ) وغير أوروبا ( ،الماليففة الخاصففة .ولقففد أّد ىف هففذا إلففى تضففاؤل الففدعم الففذي كففان السففينمائّيون العراقّيففون ينعمففون بففه ويتمّك ن ففون عففبره مففن مواصففلة تقحقيففق أفلمهففم، وبالتالي إلى ازدياد الصعوبات في وجه هذه الفلم التي لم يتمّك نف دعم المهرجانات الخليجية )دبي ،أبوظبي ،الدوحة (،
من إزالتها إل جزئّيًا ..وربما تقحت وطأة تنازلت راح المبدعون يقّد مفونها .ولعّل هذا يكمن في خلفية ما رصده المهتّمف وفن من أن العام ،2010شهد طفوال الشفهور الولى منفه تبفاطؤًا ففي القحفراك ،راح يتصفاعد مفع انتهفاء العفام ،أي مفع قحلفول
موعد المهرجانففات الخليجيففة الساسففية الثلثففة .وكان علمففة ذلففك ،فففوز شوكت أمين بجفوائز عديففدة عففن فيلمففه "ضفربة البدايففة" )أقحففداثه عراقيففة لكنففه نففاطق بالكرديففة ( خلل الفففترة السففابقة ،أمففا جديففد العففام فكففان عففرض عــدي رش يد لفيلمففه
الروائففي الطويفل الثففاني "كرنتينففة" ،الففذي لفففت النظففار قحق فًا ،كمففا أن الخففوين عطية ومحمد الــدراجي ،بففاد ار خلل تلففك
الفففترة إلففى عففرض الجفزاء المنجفزة مففن الفيلففم الوثائقي "فففي أقحضففان أمففي" مزوديففن بمكانففة أساسفّية فففي السففينما العراقيففة
الجديدة – بل قحتى في السينما العربّية الجديدة ،-كان قحظي بها فيلم "ابن بابل" من إخراج محمد ،إوانتاج عطية .ولعل
من المهّم هنا أن نشير إلى أن هذا الفيلم المتمّيز )ونتقحدث ،طبعًا ،عن "ابففن بابففل" ( ظفّل طفوال العففام 2010يففدور بيففن المهرجانات ويقحصد الجوائز ،ومنها جفائزة مجلفة "ففارايتي" الميركيفة الفتي سفّم تف مخرجه "مخفرج العفام 2010لمنطقفة الشرق الوسط".
وفففي وقففت تكففاثرت فيففه المشففاريع السففينمائّية العراقيففة المص فّم مفة لزم ان مقبلففة أفضففل ،علففى شففكل أفلم يسففعى كففثر،
مخضففرمين أو جففددًا ،لتقحقيقهففا ،أو علففى شففكل مهرجانففات ،مففن بينهففا واقحففد أقيففم فففي بغداد نفسففها ،ويقحمففل اسففمها ،بففدءًا،
تواصل "أكاديمية بغداد السينمائّية" بإدارة ميسون الباجة جي وقاسم عيد ،بقحسب ما يؤّك دف الناقد قيس قاسم ،نشففاطها 62
ي وسط مناخات شديدة الصعوبة وقحافلة بالعراقيل ،أي مناخات تكاد تكون درامية إنما راسخة أكففثر وأكففثر وسط غيففاب أ ّ مبادرات أخرى من هذا النوع.
السينما في بلدان مجلس التعاون الخليجي
إذا كففان مففن المنطقففي فففي المجففال الففذي نتقح فّد ثف عنففه هنففا ،أي مجففال النشففاط السففينمائي خلل العففام 2010فففي شففتى
أنقحاء العالم العربي ،أن نتنففاول نشففاط الففّن السففابع هففذا فففي بلففدان مجلس التعاون الخليجي فففي سففياق واقحففد ،طالمففا أن
ي شفيء آخفر ،هفو أن ثمة أكثر من مجرد تشفابه ففي المجتمعفات وسياقات التطفّو رف ،ففإن مفا ل بفّد مفن الشفارة إليفه قبفل أ ّ
ثمة أسبابًا عديدة أخرى للنظر في قحال كّل بلد من بلدان المجلس على قحدة .وذلففك ،بالتقحديففد ،لن المصففائر السففينمائّية تختلف بين بلد وآخر ،وليس فقط بفضل القوانين ودروب التطّو رفالتي تتعلق بكّل بلد .بل لن ثمة ،في الصففل ،مواقففف
رسمية ومجتمعية تتمايز ،إلى درجة أنه في الوقت الذي لتزال فيه العروض السينمائّية ،في الصففالت ،ممنوعة فففي بلففد مثل السعودية ،تففبرز دولة المارات ،بوصفها – علففى سففبيل المثففال – واقحففدة مففن المنففاطق القليلففة فففي العففالم الففتي تشففهد
فيها العروض في الصالت ازدها ًار متصاعدًا .غير أن ما ل بّد من قوله هنفا هفو أّننففا ،إذا كّنفا نففرى ضفرورة الشفارة إلففى قحركية الصالت ،في لعبة مّد هفا وجذرها ،بوصفها جزءًا أساسيًا من فاعلية النشاط السينمائي ،ففإن مففا يعنينفا هنفا ،أكفثر
إنما هو قحركية النتاج السينمائي نفسه .وهي قحركية تقحمل ،في رأينا أبعادًا مستقبلية ،بقدر ما تقحمل انعكاسًا ما لصففورة
الوضع السينمائي في بلد من البلدان .وفي هذا الطار ،يكمن المؤشر الرئيس ،كميًا على القل ،في الد ارسففات المقارن ة
بيففن نشففاط عففام معّيففن والع فوام السففابقة لففه ،مففن دون أن نغفففل واقففع أن السففتقبال الففذي يجففابه بففه إنتففاج مففا ،مففن قبففل الجمهففور والنقّففاد ،يمكففن اعتبففاره مؤشف ًار إضففافيًا إلففى أهميففة التط فّو رفالقحاصففل فففي النشففاط النتففاجي – البففداعي .أمففا
المؤشر الثالث هنا فيمكن القول إنه يكمن في صعود أو هبوط قحركة الوعي بأهميفة قيفام قحركيفة إنتاجيفة ،لفدى المبفدعين الفاعلين بالفعل ،أو المبدعين الممكنين .ومنذ الن ل بّد مفن القفول إن هففذا الفوعي موجود فففي كفّل بلففد ففي بلفدان مجلفس التعففاون ،ولو بففدرجات متفاوتة ،وتتففاح الفرصة بيففن القحيففن والخففر للتعففبير عنهففا .ولسففوف نرصد هنففا فففي هففذه الفقفرات
التاليففة ،بعففض مظففاهر هففذا القحفراك ،الفعلففي أو المطلففبي ،وهي مظففاهر إذا كففانت تشففير إلففى أمففر أساسففي ،فإنمففا إلففى أن العنصر الول من عناصر ازدهفار القحركة السفينمائّية )منففردة أقحيانفًا ،أومختلطففة بعناصفر ازدهففار تختلفط ففي الرغبفات السففينمائّية بالضففرورات التلفزيونّيففة ،فففي أقحيففان أكففثر ( ،إنمففا هففو الرغبففة فففي صففنع الفلم والرادة فففي متابعففة تقحقّففق هففذه الرغبة ،ومن ثم التصاعد الكّم يف والنوعي في ما ينتج ،هذا العنصر موجود وعند مستويات متفاوتة.
السعودية :عندما تتكّلم الرقام والحقائق م ففن ناقحي ففة مبدئي ففة ،لتعت ففبر الســعودية ،وهف ي البل ففد الك ففبر والك ففثر اكتظاظف فًا بالس ففكان م ففن بي ففن بل ففدان المجل ففس ،بل ففدًا
سينمائيًا .فل وجود للصالت السينمائّية في السعودية بشكل عام ،بل ،قحتى ،من الصعب أن نقول إن ثمففة مففن يسففعى،
في الوقت القحاضر على القل ،إلى المطالبة بوجود هذه الصالت .ومع هذا ،ومن جديد ،لبفّد مفن الشفارة إلففى أن ثمفة إقحصففاءات ،ربمففا لتكففون دقيقففة أو نهائيففة ،تقففول إن الســعودية هففي واقحففدة مففن البلففدان الكففثر "اسففتهلكًا" للفلم فففي 63
العالم .لكن هذه الفلم ل تدخل قحياة السعودّيين ،أو مليين المقيمين على الرض السففعودية مففن الجففانب ،مففن طريق
الصالت ،بل من طريق العفروض المنزليفة ،سفواء أكفانت هفذه العفروض علفى شفكل أسفطوانات مدمجفة )أو مفا يشفبهها (
المستهلكة قحاليًا في كفّل بيففت فففي السعودية ،مففن دون اسففتثناءات قحقيقيففة ،أو علففى شففكل عففروض تلفزيونّيففة .ومن هنففا، ربما ،القول بأن السينما )كأفلم ،ل كعروض في الصالت ( موجودة وبوفرة غيففر متوقعففة ،فففي السعودية .واللفففت هنففا أنه ،قحتى إوان كفان ثمفة وجود للسفطوانات المقرصنة ،ولسفيما ففي أكفثر المنفاطق شفعبية ،ففإن سفوق السفطوانات غيفر المقرصنة تعتفبر شفديدة الزدهفار ،قحيفث تقفول لنفا تقحليلت عفّد ةف إن المفواطن السفعودي يقحفر ص علفى أن تكفون ففي بيتفه
أقحدث الجهزة وتقنيات العرض ،وبالتالي يقحر ص دائمًا على اقتناء نسخ قحقيقية يشغلها على هذه الجهزة.
يقففول تقرير نشفرته "مؤّس سففة رواد ميففديا للنتففاج والتوزيع" -إن النشففاط السففينمائي فففي السعودية كففان فففي العففام 2010
استثنائيًا على الرغم مفن تراجعفه الفبّين عّمف اف أنتفج ففي العفام السفابق لفه .فففي المقفام الول ،كشفف هفذا التقرير أن النتفاج السففعودي مففن الفلم بلففغ فففي العففام 2010نقحففو 35فيلمـاً ،مففا يش فّك لف أكففثر مففن 18فففي المائففة مففن مجمففوع النتففاج
السعودي العام الذي صار قحجمه الن 208أفلم تقحمفل هوية سفعودية ،قحيفث نعفرف أن العفدد الجمفالي لمفا ُأنتفج ففي السعودية منففذ تقحقيففق أول فيلففم سففينمائي قحمففل هففذه الهوية ،قحففتى بدايففة العففام ،2010هفو 173فيلماً .ول ينقفف ص مففن أهميففة هففذا النجففاز النسففبي أن كفّل هففذه الفلم الففتي ُأنتجففت فففي العففام ،2010قصففيرة أوتنتمففي إلففى الرسوم المتقحركة،
باسففتثناء فيلففم روائففي طويل للمخففرج محمد هل لـ عنفوانه "الشففر الخفففي" ،أتففى ليضففاف إلففى الفيلففم السففعودي ال ارئففد "ظلل الصمت" لعبدال المحيسن الففذي فتفح – قبفل سففنوات – للسففينما السففعودية أبوابفًا عريضففة بعفد عروضه الخارجيفة ،قحفتى إوان كانت هذه البواب لم تولج بعد كما يجب.
مهمففا يكففن ،ل بفّد مففن القففول إن الجديففد فففي العففام ،2010كمففن فففي ت ازيففد العففروض السففينمائّية ،فففي منففاطق عديففدة مففن
السعودية ،وكان البرز في هذا السياق عرض فيلم "الطريق إلى مكفة" طفوال شفهر كامفل ،مفن ضفمن نشفاطات "صفيف أبهففا" .وهو فيلففم "يقفّد مف نظفرة رائعففة لرقحلففة رجل يهففودي أعلففن إسففلمه وسار إلففى القحففج علففى خطففى ابن بطوطة" ،قحسففبما
س سـة رواد". جاء في تقرير "مؤ ّ
شارك نقحو 41فيلماً سعوديًا ففي 18مهرجانفًا دوليفًا وعالميفًا ،منهفا ثمانيفة مهرجانفات ومقحاففل عالميفة ،ففي قحيفن تّمف تف المشففاركة فففي عش فرة مهرجانففات عربّيففة ،وكففانت الفلم المشففاركة متنّوع ففة النتففاج .فكففان 32فيلم ـاً مففن إنتففاج العففام 2010في قحين تعتبر تسعة أفلم من إنتاج سنوات سابقة .وقد قحّقق السفينمائّيون السفعودّيون "رقمفًا قياسفّيًا جديفدًا" ففي
تقحقي ففق الجف فوائز ،بع ففدما قحص ففدوا عشف فرة انتص ففارات ش ففملت أرب ع جف فوائز ذهبّي ففة وجف ائزتين فض ففية وأخ ففرى ف ففي مج ففالت
ص ص ففة ،مففا يس فطّره التاري خ لص فّناع السففينما السففعودّية .كففذلك شففارك أربعففة سففينمائّيين سففعودّيين فففي لجففان تقحكيففم متخ ّ المهرجانات السينمائّية وهم :المخرج السينمائي ممدوح سالم عضو لجنة تقحكيم الفلم القصيرة والوثائقية ف ففي مهرجان مسقط السينمائي الدولي ،المخرج محمد الظاهري عضو لجنففة تقحكيففم الفلم فففي مهرجان الخليج السينمائي الثــالث،
الكاتبة بدرية البشر عضففو لجنففة السففيناريو فففي مهرجان الخليج السينمائي الثالث ،هيفـاء المنصـور شففاركت كعضففوة 64
لجنففة فففي مهرج انين الول مسففابقة أفلم مففن المففارات فففي مهرجان أبو ظبي الســينمائي والثففاني عضففوة لجنففة التقحكيففم الدولية لمسابقة الفلم العربّية في مهرجان القاهرة السينمائي.
الكويت :نحو عودة إلى البدايات الممّيزة
ليففس فففي الكويت مقحظففورات أو مشففكلت تتعلففق بوج ود الصففالت والعففروض السففينمائّية الجتماعّيففة أو عففدم وجودهففا.
فالمعروف أن الكويت كانت من البلدان الخليجية الولى – بعد البحرين – التي عرفت طقوس العففروض السففينمائّية فففي الصففالت .والكففثر مففن هففذا أن الكويت كففانت قبففل نقحففو أربعيففن سففنة ،مففن أولفى البلففدان العربّيففة الخليجّيففة الففتي عرف ت
إنتاجًا سينمائيًا قحقيقيًا ،تمّثل يومها بفيلم أول ،ليزال يعتبر قحتى اليوم واقحدة من التقحف السينمائّية على الصعيد العربي
كك فّل .ف وه ي تلففك الففتي كانهففا فيلففم "بففس يففا بقحففر" للمخففرج خالد الصديق .هففذا الفيلففم الففذي قحقّففق وع رض بيففن 1970و 1971يقحسب قحتى اليوم بين أفضل عشرة أفلم عربّية قحّققت طوال تاريخ السينمات العربّية ،وواقحففدًا مففن أبففرز الفلم
النثروبولوجية – الجتماعية في العالم .عندما ظهر هذا الفيلم ،ساد التوّقع بففأنه سففوف يكففون البدايففة لقحضففور سففينمائي قحقيقي – على صعيد النتاج والبففداع – فففي أرجاء الخليج العربي بشففكل عففام .وبالفعففل فففإن صففاقحب هففذا الفيلففم )خالد ل وأنثروبولوجّية هو "عرس الزين" الفذي دنفا فيفه مفن قحيفاة المجتمفع السفوداني )مفن الصديق ( ألقحقه بثاٍن ليقّل عنه جما ً
طريق رواية قصيرة للطيب صالح ( بعدما كان في "بس ..يا بقحر" دنففا مففن قحيففاة المجتمففع الكويتي )مففا قبففل النفففط ( .كمففا قحّقق في الكويت نفسها نصف دزينة من أفلم أخرى .ولكن بالتدريج ،راح ذلفك النشففاط يخبففو بقحيففث مفا إن شففارف العقففد
الول مففن القففرن الجديففد علففى نهففايته قحففتى بففدا وكأن القحيففاة النتاجيففة السففينمائّية فففي الكويت اختفففت تمامفًا .صففقحيح أن العامين 2008و ،2009شهدا عفودةً مفا لنطلق السفينما الكويتّيفة ،ولكفن المنتفوج – علفى أهميتفه العدديفة 5 :أفلم خلل ذينك العامين – لم تأِت على مقياس بلٍد كان قحّقق "بس ..يا بقحر" قبل ثلث قرن وأكثر.
مهما يكن من أمر ،فإن قحصيلة النتاج السينمائي الكويتي من الفلم الطويلة بلغت فففي تاري خ الكويت 11فيلماً .أمففا اليففوم فففإن أصفواتًا بففدأت ترتفففع متسففائلة عّمف اف يقحففول دون اسففتعادة الكويت ،مكانففة سففينمائّية مففا ،خصوصف ًا أنهففا لففم تشففهد
ي فيلم جديد ،باستثناء فيلم "هالو كايرو" وهو مشترك بين الكويت ومصر شففاهده عففدد كففبير خلل العام 2010إنتاج أ ّ
من المتفرجين ،لقاهرّيته )ولممثليه المصرّيين ( أكثر مّم اف شاهدوه لكويتّيته .واليوم ،يمكففن إيجففاد عفزاء للكويت فففي قضففية غياب النتاج السينمائي ،في ما عانته منذ بداية تسعينّيات القففرن الفففائت )الغفزو الع ارقففي ( ،والفذي أوقف نمّوهففا الثقففافي، وجعلهففا تبففدو علففى خطفوات إلففى الففوراء وه ي ت ارقففب ،بدهشففة ،قحركيففة النشففاط المهرج اني السففينمائي فففي ثلثففة أو أربعففة
بلدان مجاورة لها )أبوظبي ،دبي ،الدوحة ،مسقط ...إلففخ ( .إل أن الففوقت قحففان ،كمففا تقففول أصفوات كويتيففة بففدأت تعلففو، لستعادة المجد القديم ،تقحت عنوان فصيح هو "مقحاولت لعادة الروح إلى صناعة السينما الكويتّيففة بعففد 40عاماً مففن البدايات" .أما أصقحاب هذه الصوات فهم مسؤولون ومبدعون وتقنّيون – معظمهم ينشط قحاليًا فففي القحّيففز التلفزيوني –
يشففاركون فففي المناسففبات والمهرجانففات الخليجّيففة ،أو بشففكل عففام مشففاركات فعالففة ،وكلّهففم أمففل فففي أن يكففون القحضففور المقبل لهم ،في تلك المناسبات ،مرفقًا بأعمال قحقيقّية تعيد الكويت إلى الساقحة. 65
البحرين :سينما بالقطارة ومجتمع ينتظر صوره على الشاشة للبحرين ،مع السففينما ،قحكايففة تكففاد تتماثففل مففع قحكايففة الكويت معهففا .البحرين الففتي شففهدت منففذ ثلثينّيففات القففرن الفففائت
ظهور بعض أول صالت العروض السينمائّية في منطقة الخليج العربي ،عرفت بفدورها ارئففدًا ففي مجفال تقحقيففق الفلم
الروائّية الطويلة تشبه تجربته تجربة المخرج الكويتي خالد الصديق هو المخرج المعروف بسام الذوادي .لكففن ،إذا كففان خالد الصديق اختفى مففن السففاقحة بشففكل شففبه تففام ،فففإن الذوادي ليفزال قحاضف ًار إوانمففا مففن دون أن ينتففج جديففدًا ،أو ،علففى ي قحففال ،ت ارجففع قحضففور الفنففون السففينمائّية وقح تى القففل ،كففانت هففذه قحففاله فففي العففام .2010وففي هففذا العففام ،علففى أ ّ
ل ففي العفام السففابق .كمفا أن التلفزيونّية في البقحرين ،إلى إنتاج فيلمين سينمائّيين هما "قحنين" و"مريمفي" الففذي أنتفج أصف ً
النتاج التلفزيوني اقتصر على 5مسلسلت ،وهذا ما يدفع إلى التساؤل الجّد يف قحول أوضاع تجعل أكثر البلففدان ع ارقففة
فّنية في طول الخليج العربي وعرضه ،أقّل هذه البلدان إنتاجًا في هذه السنوات الخيرة.
المقحصلة العامة للنتاج البقحريني ،منذ بدايات خليفة شاهين في مجال الفيلم القصير عند بداية الستينّيات ،تصل إلى
اكففثر مففن 100فيلــم ،مقابففل أق فّل مففن نصففف دزينففة مففن الفلم الطويلففة .لكففن الس فؤال هنففا هففو :البحريـن الففتي يعتففبر
مجتمعها ،ثقافيًا وقحضاريًا ،من أكثر المجتمعات الخليجّية تقّد مفًا ،وتعتبر النتاجات الدبية فيها )شع ًار وقصة ونقدًا ( مففن أكثر النتاجات العربّيففة رسوخًا وقحداثفًة ،تجعفل المففرء ففي تسفاؤل دائفم :لمففاذا لفم نعففد نفرى صففورة لمجتمعهففا علفى الشاشففة الكبيرة؟ فمن أفلم بسام الذوادي إلى أعمال مثل " 4بنات" و"مريمي" عرفت هذه القحركة كيف تتضافر مع جهود نقديفة ص بالذكر منها التجربة الفريدة لمين صالح ( ،لقففول أشففياء كففثيرة قحففول مجتمففع – وتاريخية تتعلق بالسينما العالمية )نخ ّ
أو بالقحرى مجتمعات – تنضح بالمواضيع والصور ،فما بال البحرين تبفدو غائبفة ،قحفتى عفن الجهفود الفتي بفذلت خلل العقدين الفائتين لخلق دينامية عروض وسجالت قحول السينما ،بقحرينية كانت أم عربّية؟
قطر والمارات وُع مـان :إلى الخارج دّر إذا نظرنا إلى القحراك السينمائي كما هففو قحاضففر فففي بقيففة الدول الخليجية هففذه ،سففوف نصففاب بالدهشففة .ففففي المارات )أبــو ظـبي ،ودبـي ( كمففا فففي قطـر ،ثمففة مففا ل يق فّل عففن ثلثففة مهرجانففات عالمّيففة تقففام بشففكل سففنوي منففذ مواسففم عديففدة،
يضففاف مهرج ان سـينما الخليـج الففذي يعففرض عش فرات الفلم والش فرائط "السففينمائّية" التيففة مففن ش فّتى البلـدان العربّيــة المطلّففة علففى الخليــج ،بمففا فيهففا الع ـراق واليمــن أقحيان فًا .وتعتففبر اليففوم مهرجانففات دبــي وأبــو ظــبي والدوحـة مففن أبففرز طففة السففنوية الرئيسففة لعففرض بعففض أبففرز الفلم العالميففة، المهرجانففات فففي العففالم ومفن أغناهففا .بففل إنهففا صففارت المقح ّ
واستيعاب بعض أبرز الفلم العربّية ،التي بات معظمها يفضل أن تكون عروضه الولى فففي تلففك المهرجانففات ،طمعفًا
بفالجوائز السفخّية والسفمعة العالميفة الفتي يؤّم نفهفا لهفا إعلٌم صفاخب .بففل ثّمف ةف ففي كفّل هفذه المهرجانففات مؤّس سففات فرعّيففة تفؤّم نف إنتاجفًا أو إسففهامًا إنتاجّيفًا فففي أفلم عربّيففة عديففدة ،وكذلك فففي أفلم عالمّيففة .غيففر أن مهرجانففات تنتففج أوتسففهم فففي إنتففاج أفلم عالميففة ضففخمة )مففن أهمهففا وآخره ا "ذهففب أسففود" الففذي يخرج ه الفرنسففي جان – جـاك آنــو ،صففاقحب "اسففم 66
الوردة" و "العدو عند الباب" ،الذي أنتفج بفضفل أمفوال قطرية بفدءًا مفن العفام ،2010ليعفرض عنفد نهايفة العفام 2011
فففي مهرج ان الدوحـة( ،لت فزال قحففتى اليففوم عففاجزة عففن بعففث إنتففاج وطن فّي قحقيقففي ،تبففدو مففثيرة لش فّتى أن فواع التسففاؤل، ل من هذه البلدان يبفدو ذا قحفراك ونشفاط مدهشفين مفن ناقحيفة ارتيفاد الصفالت وعرض الفلم العالمّيفة، وخصوصًا أن ك ً
بل قحتى من ناقحية وجود طاقات بشرية تقحمل مشاريعها وأفلمها السينمائّية ،لكنها تبففدو عففاجزة عفن القحصفول ولو علففى
فتففات مّم ف اف ينفففق علففى المهرجانففات .تففرى أفل يبففدو هففذا كلّففه غريب فًا فففي مجتمعففات فيهففا مففن التعّد دفيففة الجتماعيففة ومفن السئلة والمواضيع المطروقحة ما يمكنففه مففن ملففء عشفرات الفلم؟ مجتمعفات بلغفت فيهفا القحالفة المهرجانّيففة مففايمكن أن
يوصف بسّن الرشد؟
2010والدراما التلفزيونّية :إلى الشاشة الصغيرة من دون خجل على الصعيد العربي ،واصل ،كثر من مبدعي السينما العرب إنتاجهم التلفزيوني وهذه المّرةمن دون ترّد دف بالتأكيد ،ومن
دون تلك اللزمة التي كان البعض قد اعتاد مواجهتنا بها في كّل مّرةوجد نفسه في قحاجفة إلفى تفبرير أمفام "يقظفة ضفمير
سينمائّية" ،وفقحواها أنهم إنما يخوضون التلفزيون في انتظار أيام أفضل قحيففث يتففاح لهففم أن يقحققفوا أقحلمهففم السففينمائّية. فففي القحقيقففة انتهففى المففر بالبففارزين منهففم )مففن أمثففال نجدت أنــزور وباسـل الخطيـب فففي ســورية ،وسـمير حبشـي فففي لبنان ،وربما اّللبناني أسد فوالدكار إنما فففي مصر ،ونادر جل لـ فففي مصر نفسففها ( ...إلففى أن يففروا إمكانيففة لتقحقيففق تلففك
"القحلم السينمائّية" في التلفزيون نفسه .وهنا أيضًا ربما في المكان اعتبار العام 2010عامًا مفصلّيًا.
التوّقف عند جديد الدراما التلفزيونّيففة العربّيفة ،وما عففرض مففن هففذا الجديفد خلل العففام ،2010ففي شفهر رمضفان فقففط، ي قحفال ،البفرز خلل والذي هو ،الموسم الهم لهذه العفروض ،يظهفر وجود مفا ل يزيد علفى 85مسلسف ً ل ،هفي علفى أ ّ
إنتففاج العففام كلّففه .غيففر أن هففذه المسلسففلت ليسففت ك فّل شففيء ،بففل هففي تمثّففل فففي القحقيقففة مففا ل يزي د علففى نصففف العففدد
الجمالي لما أنتج قحقًا ،وبالتفالي لمفا عفرض بالفعفل .أمفا النصفف الثفاني فيتفألف ،بفالقحرى مفن مسلسفلت إمفا أن تكفون
ل ،أو جزائرّي ة فففي مقحلّيففة ،بمعنففى أنهففا لففم تعففرض إل علففى قن فوات فففي البلففد المنتففج )مسلسففلت لبنانّيففة فففي لبنــان ،مث ً
الجزائر ...إلففخ ( ،أو أنهففا عرضت علففى أكففثر مففن قنففاة لكّنهففا لففم تنففل نجاقحفًا أو اهتمامفًا ،أو – أخيف ًار – يبففدو عرضها قففد ل ،كمفا قحففال المسلسفلت أّجف لف لمواسففم أخفرى لسففبب أو لخفر .مففا يعنففي أن فضففاء كفّل هففذه العمففال لففم يفأِت عربّيفًا شففام ً
الخرى ،التي تزداد أبعادها العربّية الجامعة ،وتكفاد تبففدو – ففي قحفالت عديففدة – غيفر مرتبطفة بمجتمففع معّيففن ،ول قحففتى
مففن قحيففث اّللهجففة المسففتخدمة ،مففا يزي د مففن البعففد العرب ي العففام لهففذا النففوع مففن البففداع الفّنففي .وبالنسففبة إلففى الموسففم الرمضاني الذي بات منذ سنوات ،يعتبر الموسم الدرامي التلفزيوني العربي بامتياز ،تقول لنفا إقحصفاءات )دقيقفة إلفى قحفّد ل .أمففا المسلسففلت ما ( إن مجموع المسلسلت المصرية التي عرضت علففى القنفوات المصففرّية والعربّيففة بلففغ 48مسلسف ً
ل )إذا أخذنا في اعتبارنا كون المسلسل سورية خالصًا ،أو مختلطًا ذا أبعففاد عربّيففة، السورّية فتتراوح بين 8و 12مسلس ً
مفن ناقحيفة اختيفار الممثليفن وأمفاكن النتفاج ،بفل قحفتى الشفركات المنتجفة ( .وفي المقابفل بلفغ عفدد المسلسفلت الخليجيفة 67
ل ( ،وأربعففة أعمففال عراقّيففة وسفتة أعمففال يمكففن وصففها بأنهففا )أي التيففة مففن بلففدان مجلس التعاون الخليجي 19 ،عم ً
"عربّية شاملة" .إوالى هذا يضاف نقحو نصف دزينة من المسلسلت المغربّية أو الجزائرّية أو الفلسطينّية ...إلخ.
ل متنّوعفًا ،عرضت نجد أنفسنا أمام خريطة "درامية" عربّية ،تصفل ففي مجمفوع إنتاجهفا إلفى نقحفو 150أو 160مسلسف ً علففى عش فرات المقحطففات التلفزيونّيففة المقحلّيففة أو الفضففائّية .ففففي فضففاء عرب ي بففات مففن الواضففح فيففه أن المسلسففلت التلفزيونيففة قحلّففت ،بشففكل شففبه نهففائي مقح فّل الفلم الجتماعيففة الففتي كففانت غففذاًء لش فّتى طبقففات المجتمففع خلل الثلففثين الخيري ن م ففن الق ففرن العشف فرين ،عل ففى الق ففل ،ص ففار م ففن المنطق ففي الق ففول إن ه ففذه المسلس ففلت ب ففاتت الُم شف فّك لف الس ففاس للففذهنّيات لففدى هففذه الطبقففات – وه و الففدور الففذي لعبتففه السففينما العربّيففة ،وأقحيان فًا غيففر العربّيففة ،ط فوال العقففود الوسفطى والخيفرة مففن القففرن العشفرين .-ومن هنففا مفا نلقحظففه ففي السفنوات الخيفرة مفن ازديفاد القحفراك السفجالي قحفول التلفزيون ومسلسففلته ،بففل قحففتى برامجففه الخففرى ،قحيففث بففات يبففدو أوضفح وأوضفح كيففف أن السففجالت الففتي كففانت مففن نصففيب السينما ،صارت الن من نصيب مسلسفلت بفاتت أكففثر وأكففثر جفرأة فففي تناولهففا لمواضففيع شفائكة .ونعففرف الن أن هففذه ل ،مسلسل "ما ملكت أَْي مفانكم" لنجدت أنزور ( السجالت تناولت ،ولسيما في سورية ،أبعادًا دينّية جريئة )عّبر عنها مث ً
ل ،مسلسففل "لعنففة الطيففن" لحمد إبراهيم أحمد ( .أمففا فففي مصر فففإنه ،وعلففى الرغم مففن أو أبعففادًا سياسفّية )عّبففر عنهففا مث ً
امتثالّية معظم المسلسلت وسعيها وراء تقحقيق ترفيه أو كسب مالي ل أكثر ول أقّل ،فكان واضقحًا أن ثمففة ارتباكفًا مت ازيففدًا
فففي قحركّيففة المجتمففع تعّبففر عنففه مسلسففلت ممّي فزة دنففت مففن المسففائل السياس فّية والقتصففادّية والجتماعّيففة بأشففكال أكففثر وأكثر جرأة من ذي قبل.
فالقحفال أن فضفاءً تلفزيونيفًا عربيفًا تسفيطر الهيئفات القحكوميفة علفى 26مفن هيئفاته ،فيمفا تتبفع 444هيئفة منفه مايسفّم ىف ي قحال السجال قحفول قحقيقفة هففذه الخصوصية فيفه بمنفأى عفن الهيمنفة الرسمية ( ،لففم بالقطاع الخا ص)الذي يمكن على أ ّ
يعد في إمكانه أن يخضع للرقابات ،الرسمّية أو الجتماعّية .وتفيدنا في هذا المجال ،آخر إقحصاءات قحفول الوضع فففي العام 2010أوردتها اّللجنة العليا للتنسففيق بيففن القن فوات الفضففائية العربّيففة )التابعففة ال تّـحاد إذاعات الدول العربّية ( بففأن ث فففي مجموعهففا 733قنففاة تلفزيونيففة منهففا 124قنففاة للقطففاع العففام و 609 هففذه الهيئففات الففتي نتقحففدث عنهففا بففاتت تب ف ّ
قنفوات للقطففاع الخففا ص .وهي تنقسففم ،مففن ناقحيففة اهتماماتهففا ومواضففيعها إلففى 243 :قنففاة جامعففة – 90قنففاة منّوعففات غنائية – 61قناة دراما – 37قناة إخبارية – 59قنفاة رياضفّية – 17قنفاة اقتصفادية – 14قنفاة وثائقّيفة – 3قنفوات
سففياقحّية – 20قنففاة ثقافّيففة – 15قنففاة للم فرأة والمجتمففع – 27قنففاة للطفففال – 48قنففاة دينّيففة وعقائدّيففة – 26قنففاة خاصة بشؤون التسّو قف– 17قناة تعليمّية – 53قناة للتسلية والخدمات – 3قنوات لختصاصات أخففرى .ونعلففم طبعفًا أن في إمكان كّل المواطنين العرب ،داخل العالم العربي وخارجه ،أن يشاهدوا هذه القنوات .فإذا أضفنا إلى هذه القنوات
صف صف فففي الخبففار ،سففنجدنا أمففام عففالم قنوات أخرى تبف ّ ث علففى العالم العربي بلغففة آتيففة مففن بلففدان أخففرى ومعظمهففا متخ ّ
فضائي مدهش .ويعّد دف تقرير اتحاد الذاعات هففذه القن فوات علففى الشففكل التففالي :القناة التركية – كوريا تــي فـي – قنـاة تشاد – بي .بي .سي عربّية – فرانس – 24دي .وي .آرابيك ،ال لـمانية – الحرة الميركية– روسيا اليوم. 68
إضففافة إلففى هففذا كلّففه ،وفي عففودة إلففى مسففألة الففدراما ،ل بفّد مففن الشففارة المهّمف ةف إلففى أن المسلسففلت التركّيففة الففتي كففانت
عرفت طريقها إلى الفضاء العربي ،قبل سنوات ،وقحّلت فيه إلى قحّد كبير مقحّل مسلسففلت مففن أميركا الل تـينّية )ب ارزيلّيففة
ومكسيكّية ( ولقيت رواجًا كبي ًار خلل العقود الفائتة ،واصلت في العام 2010زقحفها الناجح على البيوت العربّية بقحيث صارت جزءًا أساسيًا مفن الخريطفة الفضفائية للفدراما "العربّيفة" ،خصوص ًا مفع ازديفاد انتشفار قنفاة دراميفة خاصفة أنشفأتها ث ه ففذه المسلس ففلت "مدبلج ففة" ف ففي معظ ففم القحي ففان إل ففى العربّي ففة )س ففورية صف ف ةفف ففي بف ف ّ شــبكة ،M.B.Cتك ففاد تك ففون مخت ّ بخاصففة ( ،بشففكل متقففن .ونعففرف طبعفًا أن هففذا الزدهففار للمسلسففلت التركّيففة يففأتي متزامنفًا مففع ازديففاد القحضففور الففتركي
السياسففي والقتصففادي فففي ش فّتى أنقحففاء العففالم العرب ي ،ولسففيما فففي مشففرقه .ومفن الواضففح أن هففذا الففذي كففان يعتففبر،
لسنوات خلت ،ظاهرة تلفزيونّية – اجتماعّية صار اليوم ظاهرة راسخة .بل ففي إمكاننفا ،فففي هففذا السفياق ،أن نضفيف أنفه
ي تمّيفز للمسلسفات التركّيفة علففى مفا ينتففج فففي ففي وقت ل يلقحففظ فيففه النقففاد أو غيرهم مففن المهتميففن بالشفأن الفضففائي ،أ ّ
العالم العرب ي – ولسففيما فففي مصـر وسـورية ،-يلقحظففون بشففيء مففن الدهشففة كيففف أن المسلسففل الففتركي ،فففي أبعففاده ل يقحتفذى بالنسفبة إلفى صفّناع المسلسفلت ،ولسفيما ففي الميلودرامية الطاغية وقحكاياته الفتي لتصفّد قف أقحيانفًا ،صفار مثفا ً
لبنان قحيث سيمكن يومًا أن يقال إنه إذا كان ثمة نهضة ما ،مقحّلية على الغلب ،عرفها إنتففاج الففدراما اّللبنانيففة ووصلت
إلى ازدهار ما ،خلل العام ،2010فإن هذه النهضة تدين لوجود المسلسل الففتركي ،قحيففث إن د ارسففات مقارنة ،جماليففة ل.. ومن ناقحية الموضوع ،وفي مجال اختيار الطبقات الجتماعية الففتي تففدور القحففداث فففي أجوائهففا )مسلسففل "سففارة" مث ً
كففي ل نتوّسف عف أكففثر ( ،سففتفيدنا بففأن الفضففاء الففدرامي "اّللبنففاني" وج د أخي ف ًار مرجعيتففه الجماليففة والموضفوعية إلففى درج ة
ليخفي معهفا بعففض المنتجيففن أملهفم فففي أن يقحفّل المسلسفل اّللبنفاني ففي مسفتقبل قريب مقحفّل المسلسففل الففتركي ففي قحيفاة المتفرجين العرب.
في هففذا الطفار ،إذًا ،يمكففن القفول أيضفًا ،إن العففام 2010بففدا عامفًا انتقاليفًا ،قحفتى إوان كففانت القسفمة فيفه قفد ظلّفت هففي
نفسها ،كما في العوام السابقة ،بالنسبة إلى نوعية المسلسلت وتوّزعهابين ما هو تاريخي وعاطفي وميلودرامي ودينففي ونقد اجتماعي وترفيهي وهزلي بشكل خا ص.
المسرحّيون العرب والنفق المظلم 69
راوح المسففرح العرب ي فففي فففترة زمنّيففة ماضففية ،ثففم راح يتخّبففط فففي خصائصففه المشففؤومة .ل مدينففة لبعففض المس فرقحّيين العرب .ل بلد عند المسرقحيين العرب .ل مسرح في غياب المدينة .ل مسرقحي ،في غياب المسرح ،فففي غيففاب المدينففة. اسففتغرقت رقحلففة المس فرقحي اّلليففبي محّمـ دـ الصـادق إلففى مصـراتة ثلثففة أّيففام .غففادر الشـارقة إلففى القـاهرة بالطففائرة .تففرك القاهرة إلى السكندرّية بالسفّيارة .ثففم :تففوّج هفإلففى مصراتة عففبر المعففبر القحففدودي المشففترك إلففى مصراتة وهو يجفّر وراءه
الورش وقحلقات النقاش والمختبرات وانتظار النباء عن ولده المقاتل في صفوف مقاتلي »المجلس النتقالي« .ل مسرح
ب المثففل القائفل بفأّن سفنونوة واقحفدة ل تصففنع ربيًعفاف .لّن الربيفع يقحفّل بسففنونو ومن دون سفنونو .غيفر أّن في ليبيا .ل أقح ّ مس فرقحّية ليبّيففة واقحففدة ل تبنففي تجرب ة .ل يبنففي عففدد مففن المس فرقحّيات )متقّد م ففة أو غيففر متقّد م ففة ( تجرب ة .ل مسففرح فففي تونس .نعى توفيق الجبالي مؤّسف سف ومفدير مسرح التياترو فففي العاصففمة التونس فّية تجرب ة المسففرح فففي البلد .وجد أّن الكلم على تجربة كذبة .لم تتوّس عف رقعة التجربة في السودان ول في البحرين ،في قحين دخفل السففلمّيون علفى المجففال
الكويففتي بق فّوة .رس الة المسففرح مقحففدودة فففي البحريـن .كففذلك فففي قطــر .وه ي غيففر متبلففورة أبففًد اف فففي المملكــة العربّيــة السعودّية .إّننا ف مع الخيرة ف مع مسرح واجب يقّد مف إضاءات نوعّية علفى مفّر السفنوات ،غيفر أّنفه لففم يبفِن تجربة .ل يفزال الكثيرون يذكرون هجوم جماعة المر بالمعروف والنهي عن المنكر على معرض الكتاب هنففاك .هجففوم ضفّد الختلط وض ّد العنفاوين .ل يفزال الرجال يلعبفون أدوار النسفاء .أو تتفّم السفتعانة بممثّلفة إماراتّيفة أو قطرّية ،لكفي تلعفب دور فتفاة
سففعودّية فففي هففذه المس فرقحّية أو تلففك .رّيفففت المففدن أو انتهكففت أو انكسففرت .مففا عففادت بيروت بيـروت .ول القـاهرة هففي
القــاهرة .ول دمشــق هففي دمشــق .ول تــونس هففي تــونس .ثّم ف ةف سففهول بم فواهب بل ملكففات وبل قففدرات أدائّيففة .مففاتت ص ف ةف بالمسففرح العرب ي .روى المهرجانففات العربّيففة بمعظمهففا .ليففس هففذا دافففع المس فرقحّيين العففرب إلففى إقامففة جنففازات خا ّ
ظموا جنازة للمسرح الردني في العاصمة الردنّية رّد اف على ترّد يف علقة الدولة بالمسففرح. حسين الخطيب الردني أّنهم ن ّ
ليس أدّل على ذلك من قحضور العقائد القومّية والوطنّية المستسلمة أمام كّل شيء إلّ أمام المسرح .مففا معنففاه أّن العقائففد
القومّية هذه ل تمارس سكوتها إلّ أمام المسرح .إّنها ضّد المسرح دائًم اف ،لّنها ل تريد أن تقحّو لففه من ديففن إلففى أسففطورة أو
مففن أسففطورة إلففى ديففن .اخففتزل مهرج ان فـوانيس إلففى عرض ين فقففط .لففن تؤّسف سف الجمعّيففات تجرب ة مس فرقحّية بعي فًد اف مففن
مفاهيم المؤّس سفة )كما في السعودّية ( .الوضاع سّيئة ومتطّيرة في آن .ثم مقاومة مع ذلك.
المسرح الماراتي منففذ أرب ع سففنوت إلففى المففس ،إلففى العففام ،2011 – 2010بقيففت الشففياء علففى مففا هففي عليففه .بقيففت المسففافة بيففن المسرقحي العربي والمسرقحي الماراتي على ما هي عليه .ما أفاد الّو لفالثاني .ل آفففاق فففي عمفل المسفرقحي العربي فففي المارات .إّنه ينجز مشروعه العابر .ثفم يمضففي تارًك اف خلففه أسف ارره وقضفاياه وأوضاعه التقليدّيفة وأقحكفامه الجمالّيفة .لفن تمفّس تجربة المسفرقحي العربي تجربة المسفرقحي المفاراتي .بفالعكس .ل يفزال بعفض التجفارب ففي الخليج ،علففى سفبيل
المثففال ،يعففاني مففن ترك ات بعففض المخرجيففن العففرب فففي أ ارضففيهم البففور .ع فّز زفتتجرب ة زك ي طليمـات روقح ه التقليدّيففة
ل قحففتى تقح فّر رفوامنهففا .تقحفّر ر فصقر الرشود فففي الكويت. الكست ار كلسيكّية في ترب ة دول الخليج .اسففتغرق المففر طففوي ً 70
طي .هففذا مثففال مففن أمثلففة .المثففال السففاطع فففي الشــارقة وفففي إمففارات المففارات الخففرى تجرب ة ج ـواد كففذلك ف ـؤاد الش ـ ّ
السدي .بدا من تجربة الرجل فففي دبي وفي بيروت ،أنففه لففم يأخففذ قحساسفّية المسفرقحّيين المففاراتّيين بالعتبففار .لففم يأخففذ
وضع الممّثل بالعتبار .ل قواه ول روقحه ول نبرته ول صوته ول لغته ول جسده .عامففل جواد السدي الممثّففل المففاراتي
كمففا عامففل الممثّففل الففبيروتي .مففن دون م ارعففاة الفففروق بيففن الثنيففن .الخففبرة والقفّوة والثقافففة والسففتعداد والتففدريب والتربيففة
ي معادلة قحداثّية مع مبتفدئين .إنهففا وجهففة نظفر معطوفة علفى قولبففة المسفرقحي الخليجففي علفى أيففدي والتثقيف .لن تمّر أ ّ
المسرقحّيين العرب.
المسرح اّللبناني تقحّو لفالمسرح في لبنان إلى مهنة .لم يدافع المسرقحّيون عن المسرح إلّ باستمرار عملهم في المسرح .كثرة القحففديث عففن
موت المسرح ،قابلته كثرة عددّية .لم يقّد مف في لبنان ما قّد مف في العوام الثلثة الخيرة .أعداٌد كبيرة ،أعففداد هائلففة ،إذا مففا قورنت بمتوّس طف المسرقحّيات في العوام التي سبقتها .بدت الجمهورّية اّللبنانّية جمهورّية مسرح غير رسمّية ،جمهورّية غير مؤّك دفة .جمهرة المسرقحّيات ففي مناسفبة »بيفروت عاصفمة ثقافّيفة« العفام ،1999قحفّو لففت الجمهورّية إلفى جمهورّية مسفرح .غيفر أّن عفدد المسفرقحّيات العفام ،2001لففم يقفّل عفن عفدد المسفرقحّيات المقّد مففة العفام .1999روزنامفة طويلفة
ص لســعد ال ـ وّنــوس ،م ففرو ًار بمهرج ان شــمس واللوقحف ة عريض ففة :م ففن "منمنم ففات تاريخّي ففة" لنضــال الشــقر ع ففن نف ف ّ ض ا فمسرقحّيا وخمسة عروض راقصة مع ثلثة عروض ازئفرة، الفسيفسائّية الرقحبة بالعروض المشهدّية القصيرة) 26عر ً
لك فّل مففن رئيــف كــرم وبطــرس روحانــا وعايــدة صــب ار وسـهام ناصــر ورويـدا الغــالي وعبــده النـّو اـر ورائــد ياســين وميرن ا
الحارس ومايا زبيب وعلي مطر وشيرين كرامي وبيتي طوطل وسيلويت حديب ومـاي ســلهب ( ،انتهففاًء ب فف"جففبران خليففل جففبران" للتونسففي توفيــق الجبــالي .و"رائقحففة الخففر" لفرق ة إليــاس الوروبّيففة المتع فّد دفة الجنس فّيات...الكففثير الكففثير مففن
العففروض فففي العففامين 2000و ،2001تقحفّو لففت فيهففا السففينوغرافيا إلففى شففكل كلسففيكي .سففمة كاسففقحة .شففيء مثبففت
ومتضّم نف أو مكشوف في العروض المسرقحّية بمعظمها ،ما أّد ىف إلى وقوعها في لئقحة اّتهامّية .البرز في هذا المجففال "أرخبيل" لعصام أبو خالد.
المسرح السوري انعكس التوّتر والرتباك في الففدورتين الخيرتيففن فففي مهرجان دمشق المسرحي علففى العففروض المسفرقحّية .ثّمف ةف أعمففال عادّية .ثّم ةف أعمال أقّل عادّية .الخيرة أكثر بكثير .اختلط كفّل شفيء بكفّل شفيء بعيفًد اف مففن المنطففق ،بعيفًد اف مففن الفلسفففة. أعم ففال مقحترفف ة ونص ففف مقحترفف ة وهاويففة ونص ففف هاويففة .أعم ففال مدرسف ّية ونص ففف مدرسف ّية .أعم ففال بل هوّيففة .بل تص ففنيف .بل ترتي ففب .أعم ففال جامعّي ففة .أعم ففال نص ففف جامعّي ففة .ل ثمف فرة سياس ففة عقلّي ففة هن ففا .اس ففتعاد المهرج ان أقح ففد
ص اففت صالت المسرح في دمشق" .الشهداء يعودون" .إعففداد إواخ فراج أيمن زيدان. العمال المقّد مفة على واقحدة من من ّ
ص اف ف كنجم تلفزيوني ل كففابن مسففرح .نففوع جديففد جاء الخير إلى المهرجان بتواضعه .عامله القحاضرون ف العلم خصو ً 71
مففن النجففوم .يقحت فّل التلفزي ون فضففاء المسففرح فففي ســورية .كمففا يقحت فّل فضففاء المسففرح فففي لبنـان ،والمــارات ،والعـراق،
والخليــج كلّففه .هجففر المس فرقحّيون المسففرح .هجففروه بففدوافع كففثيرة .دافففع اقتصففادي ودافففع سياسففي ودافففع فكففري ودافففع
اجتمففاعي .طففار المسفرقحي السففوري مففن المسففرح إلففى التلفزيون .غففادر جمال سليمان المسففرح .كمففا غففادره أيمن زيدان سـ اـن مســعود ويــا ار صــبري وســامر المصــري وعبــد الفتّــاح المزّيـن وجيانــا عيــد وعبــد ونضال سيجري وفايز قزق وغ ّ
الرحمن آل رشي وجهاد سعد وسلف فواخرجي وعّباس النوري ودريد لّحاـم وتيسير إدريس وزينــاتي قّد يـســه وسـّلوم
حّد اـد ونجاح سفكوني وخالد تاجا وآخرون كثٌر .ف ف غادرالمسرح أهل المسرح .لن يخدم التلفزيون العقففل ول الففذاكرة .هفذا هو المطلوب.
اكتسح التلفزيون عالم المسرح في العام .2010أضفى ذلك قحّجف ةف علفى قحجفج المسفرقحّيين ففي مغفادرتهم عفالم المسفرح.
قحّجف ف ةف رفع ففة النت ففاج التلفزيف وني الس ففوري بأش ففكاله وأص ففنافه العدي ففدة .الت ففاريخي والف فواقعي والفانتازيف ا والفانتازّيف ا العادّي ففة والفانتازّي ا التاريخّيففة والجتمففاعي والعففائلي .هففذه معج فزة مففن معج فزات سورية القحديثففة .لعففب التلفزي ون دوًرافففي انتقففال
ل .خسففر المسففرح مففوقعه اقتصففاد سورية مففن الففروح الشففتراكّية إلففى روح ال أرسففمالّية الوقحش فّية .صفّفق الغرب لففذلك طففوي ً الفكري .خسر المسرقحي موقعته أمام تتالي تيترات المسلسلت الجديففدة :يومّيفات مفدير عفاّم ،ف جميفل وهنففاء ،بففاب القحففارة
في أجزاء ،الجوارح .عشرات المسلسلت المزاقحمة للمسلسلت المصرّية والمنتصرة عليها في آن.
مهرجـ ان دمشــق المســرحي إقح ففدى مقح ففاولت الفع ففال والتصف فّر ففاتالمدافع ففة ع ففن قحض ففور المس ففرح .غي ففر أّن أقحف فوال
المهرجان من أقحوال المسرح .أضقحى المهرجان رصيفًا بعففد أن كففان مرفأ علففى شففاطئ المسففرحُ .وجففد المسفرقحّيون علففى
الرصيف في قحفال اقحتضفار مرعبفة علفى مفدى دورتيفن كفاملتين ففي العفام 2008و .2010لفم يعفد الففرق بيفن النجفاح وعدم النجاح واضًقح ا ففي أروقة المهرجان وفي تخطيطات وتصميمات إدارته.
ث علفى بنفاء ل جدال في أّن المسرح السوري سعى ففي العفوام الماضفية وفي العفام 2010إلفى تخ ّ طفي نصوصه والقحف ّ
نصو ص جديدة .غير أّن غياب النسفاق ففي صفالح النسفق الواقحفد ،نسفق إدارة العفرض ووضعه ففي طريقفه الوقحد ،بل طة. ل مسرقحّية بل خ ّ رأي أو اجتهاد ف ،لم يوّلد إلّ أعما ً
المسرح الفلسطيني قحفل العام 2010بالجمالّيات البصرّية العادّية والمستفّزة .لّبتقحاجة البصر والبصيرة .لم تعد التجربة المسرقحّية واقفة على قففدم واقحففدة .طفّو رفت التجففارب الفلسففطينّية قحضفورها فففي عروضها القائمفة علففى فتنفة المشففهدّية البصفرّية .ل مبالغففة
بذلك .لم يتوّقف التطفّو رفالفّنفي ففي التجربة عنفد أشفكال مقحفّد دفة تفقفد جمالّياتهفا بمراوقحاتهفا أمفام اللعفاب الفّنّيففة المتكفّر رفة. هففذا مففا شففاهده الفلسففطينّيون فففي أعمففال فرنس ـوا أبــو ســالم غيففر المتشففابهة فففي التقنّيففات والسففتخدامات السففينوغرافّية والتجهي فزات الجديففدة .تط فّو رفت التجرب ة عنففد الجميففع .اسففتمّر فرنسـوا أبــو ســالم فففي "القحك فواتي" ،فففي قحيففن طففار رف اقه
ل .ثم :محّم دـ عيد .ثم :بيان شبيب .ثم :إيمان عون .تزّوج الّو لفمن ص ةفف .إدوار المعّلم أّو ً الخرون إلى تجاربهم الخا ّ 72
ص .ف ف فاشتغلكّل منهمفا علفى قحفدة واشفتغل ففي وقحدة متكاملفة يقحلمفان بتطفوير آلّيفة الخيرة .أقام الزوجان مسرقحهما الخا ّ العمل في المسرح الفلسطيني .قحلم دائم ،من خلل القحوار والمبفارزة للقضففاء علفى قحففالت التسفّيب والروتيففن ودفففع وتيفرة العمل والسعي إلفى تقحسفين النتفاج كّمف اف ونوًع اف .اللففت :ل يفزال المسفرح ففي فلسفطين يقفّد مف مفا يففاجئ علفى صفعيد الكفّم والنوع.
تعففب الفلسففطينّيون بل اسففتثناء .غيففر أّنهففم ل ي ازلففون يتقحففايلون علففى الق فوانين الس فرائيلّية .تففزّوجفرنسوا أبو سالم ،ابففن لوران غاسبار المجري ،مففن فلسففطينّية .أمففن زواجففه إقففامته .تففرك فلسطين إلففى فرنسا تقحففت ضففغط الخلففل والشففطط فففي ص ت ففاريخي ب ففديع: علق ففة السف فرائيلي بالفلس ففطيني ومناص ففري القضف فّية الفلس ففطينّية .ت ففابع أبقح ففاثه ف ففي فرنســا عل ففى نف ف ّ ص فففوق ففّن الخفراج .لم المشففاهدون »جلجامش« .قّد مف فرنسوا أبو سالم "جلجامش" في ثلثة معابر جمالّية .بقي النف ّ
والنّقاد ما شاهدوه .لم يتراجع فرنسوا أبو سالم عن أقحلمه .لم يستسلم .لم يستكن إلى شروط العروض القاهرة ،لّنففه لففم
طفت المسفرقحّيات هففذه فففي كفّل يكّر ر فنجاقحففاته ففي تجربتفه التغريبّيففة ففي "مقحجفوب مقحجفوب" و"جليلفي يففا علففي" .قحيفث قح ّ مطارات العالم تقريًبا. وباستيلء السلطة الوطنّية الفلسطينّية على مسرح القحكواتي ،سقط برج التجارة في القدس الشرقّية .ملقحظففة :اخففتيرت صالة في القدس الشرقّية بسبب ضمور القّوة السفرائيلّية القانونّيففة هنففاك .أطففاقحت عملّيفة قتففل رخيصففة ومبتذلففة أهففداف
قيففام مسففرح القحك فواتي الّو لفف .أولفى الهففداف :إعلء شففأن التن فّوع فففي مففأزق اليففأس المقيففم فففي إعلن دولفة علمانّيففة فففي فلسطين .دولفة الجماعففات والق فوام والطيففاف والش فرائح المتنّوعففة .لففن تظفففر فلسطين بمسففرح كمسففرح القحك فواتي .هففذه خسففارة أكيففدة ،ولففو أّن فرنس ـوا أبــو ســالم ل ي فزال يق فّد مف مونود ارمففاته أو مس فرقحّياته باسففم "القحك فواتي" .تخلّصففت السففلطة الفلسففطينّية مففن أسففطورة المسففرح بض فربة واقحففدة .بففدل أّن تع فّز ز فالسففطورة بغيففر القتففل .هففذا دأب الفلسففطيني .هففذا دأب العرب.
المسرح المصري لن تؤّد يف قراءة القحياة اليومّية في مسرح القطاع العام ومسرح القطفاع الخففا ص إلّ إلفى نتيجففة ،إلّ إلفى خلصففة صفاعقة: انقراض المسرح الخا ص وفوضى القطاع العام .إّنهما يكّم لفن تجربة المسرح فففي مصر .الواقحففد منهمففا ضففرورة للخففر.
بغض النظر عن التناقض المفاهيمي الواضح .يعتمد مسرح القطاع العفاّم علفى الكلّيفة المسفرقحّية .يعتمفد مسفرح القطفاع ص علففى نجففوم السففينما والذاعففة والتلفزيون .خصففال هففذا غيففر خصففال ذاك .هففذا فففي بففاب الضففرورة .لكفّل منهمففا الخففا ّ
صفوته الخفا ص .يمثّفل كفّل منهمفا ذاتفه بشفكل مباشفر ،مفن دون رقابفة علفى تبفادل العواطفف والبقحفث ففي قحفالت التواجفد
المتلزم ة .الففروح والجسففد فففي القطففاع العففام .الجسففد فففي القطففاع الخففا ص .لففن ينفففي هففذا م فّس تجرب ة القطففاع الخففا ص
صف ةفف .خسفرت التجربة المصفرّية قحلمهفا وصلبها ففي بقحالت إنسانّية ونفسفّية وشخصفّية ،تتمّخف ضف مفن لفدن التجربة الخا ّ 73
السففنوات الخي فرة .خسففرت متنهففا .كمففا خسففرت هيكلهففا .كمففا خسففرت ملقحقاتهففا المزّينففة والمزخرف ة الوالففدة لقحففد فففروع
البداع .ل شيء لفًتا اليفوم .ل شففيء يعلّفم .ل شفيء يمفّس .ف ف فلشفيء ُيلفمففس .ل شفيء ،ل شففيء ،ل شفيء .ل تجففارب ص اففت ول منابر ول إبداع ول جمالّيفات .تراجعفت البقحفوث ففي ول مناهج ول أصناف ول هيئات ول وجوه ول هوّيات ول من ّ
تجربة المسرح المصري نهائّيا في العام .2010يكّثف العام هذا العوام الماضية في التجربة .كمففا يشففير إلففى العفوام
المقبلة .فقد المسرقحّيون الغريزة .قهر فقد الغريزة المسرقحّي قبل أن يقهر المسرقحّي المسرح بفقدان غريزته .يعطف علففى
هففذا الدوار المتقّد مففة الملغومفة مففن الرقابففة علففى المص فّنفات الفّنّيففة .أسففهمت الرقابففة فففي مصر ،ول ت فزال ،فففي القح فّد مففن إمكانّيففات المس فرقحّيين المملوكفة .أطففاقحت بانفتففاقحهم علففى النسففان فففي مصر والعالم العرب ي والعففالم .قض فّية فففي غايففة الخطورة ،لم تدفع أقحًد اف إلى النفعال في وجه الرقابة والرقيب .ل يبقحفث المسفرقحّيون عفن قحلفول أو مخفارج ،بعفد أن فقففدوا
قدراتهم وقواهم الصدامّية .أضقحى قحضورهم قحضوًرابارًد اف ل روح فيه.
في مصر يتخّو ففالكثيرون أيضًا من انقراض المسرح بالعاّم ،ف قحيث يشّك لف التدّين السففائد والظففروف الجتماعّيففة الصففعبة
ملمح القحياة الشخصّية المصرّية .ملمح من ملمح تقف ففي وجه تقفّد مف التجربة المصفرّية .أقحفد ضفقحايا الملمفح هفذه ص ف ةف ص الناشط منذ سنوات طويلة فففي جمهورّية مصر العربّية .إذ تقلّصففت أعففداد المس فرقحّيات الخا ّ تجربة المسرح الخا ّ ص ،ف ف ففي قحين يعرب البعض عن ثقتهم بقدرته خلل العام 2010إلى 5مسرقحّيات .يخشى فريق انقراض المسرح الخا ّ على تجاوز ما يمّر به ،أو تجاوز أزمته .يّتفق هؤلء وهؤلء على أّن التجربة تمّر بأزمة جديدة .خمففس مسفرقحّيات يجهففد
مففن يري د تففذّك رف عناوينهففا لّنه ففا قليلففة العففدد ،غيففر ثقيلففة القحضففور بففالمعنى المعيففاري" .مرس ي عففايز كرس ي" واقحففدة. "دايرشنو" واقحدة ثانية .تعاون فيها أحمد بدير مع فريق عمل من السودان.
مسرح أسماء ص نموذًجف ا فاجتماعّيففا .لففذا :انقرضت عروضه أو تكففاد .لففذا :انتهففت مظففاهره أو تكففاد .واقحففدة مففن ل يقفّد مف المسففرح الخففا ّ
المظاهر هذه مسرح الصيف .أو مسرح المصطافين الخليجّيين .أدرك المسرح المصففطاف الخليجففي بكفّل الموضوعات ص .ف ف فمسففرحمونولوجف ات ص الشخص فّيات مففن دون أن تبقففى الشخص فّيات فففي الن ف ّ الموضففوعة بيففن قوسففين .بقففي فففي ن ف ّ ط وهمففي بيففن الممثّففل وديالوغ ات أو أقحففاديث مطّو ل ففة فففي مطففرح مقطففوع عففن المسففرح .يقففوم المسففرح الخففا ص علففى خ ف ّ
ص والمتفّرج .لقحظالكففثيرون أّن الدوات هففذه أضففقحت بل جفدوى ،لّنهففا تففترجم قحاجففة الخففر إليهففا ل قحاجففة صففاقحب النف ّ المسرقحي )ككّل (ف ول قحاجة الواقع العادي إلى الواقع المرّم زف. ص تجربة اسففتثمارّية بالدرجة الولى .ثففم تجربة فّنّيففة .أو تجربة ثقافّيففة فففي الجففانب الثففالث .تجربة تجربة المسففرح الخففا ّ المسرح الخا ص تجربة سليقة .هكذا أضقحت بقحضور فّقاعات القحوال الظرفّية عليها.
مهرجانات المناصب 74
ك يقحقفن بقحقفن باتت تجربة القطاع العاّم تتغّذ ىف بالقهوة البائتة والفاست فود .فوضى .جسفد مريض .جسفد ميفت .ل ينفف ّ
كبيرة مملوءة بالهواء القاتل .ل استراتيجّيات هنا .بل استدعاءات لكّل ما هو موجود علفى السفاح المسفرقحّية وزرابتفه ففي المهرجانففات المتتاليففة .عشفرات العففروض المسفرقحّية فففي مهرجانففات متتاليففة فففي غيففاب البنففى الموضوعّية .يهففدم مسففرح ويلغى مسارح وتقحّو لفمسارح إلى أبنيففة مدنّيففة فففي مصر .وتقحففترق مسففارح بمففن فيهففا .لففن يزيد عففدد المسففارح فففي القاهرة على خمسة .خمسة مسارح فففي العاصففمة المصففرّية المقحتشففدة بعشفرين مليففون مفواطن )جريدة الشروق الجديدة ف أقحمففد
ص (ف ف.ف بواقفعمسفرح لكفّل أربعفة ملييفن مفواطنُ .يضفاء السنهوري ف 2011ف مسرقحّيون يقحّذ رفون من اختففاء المسفرح الخفا ّ أكففثر مففن أربعمائففة مسففرح فففي فيينففا ط فوال العففام ،فففي قحيففن أّن عففدد س فّك افنها ل يتجففاوز المليففوني نسففمة .ثّم ف ةف مففا يقففارب
الخمسين بناًء مسرقحّيا في قرى أوروبّية يسكنها خمسون ألف مواطن .بواقع مسرح لكّل ألفف شففخ ص .هففذه ليسففت ففروق بناء .هذه فروق ثقافة كاملة.
المسرح الجزائري الشغل على التراث انقلب على ذاته بعد سنوات طويلة على قحضوره القحفّي فففي التجربة الجزائرّية .طففار المسففرح بففالتراث ل .ثم :سقط في التراث .ذلك أّن أقحد أبرز أنشطة العام 2010فففي الجزائر :الملتقففى العلمففي المنعقففد فففي المهرجان أّو ً الـــوطني للمســـرح المحـــترف ففففي الجزائـــر أّيفففام 29و ،30/5/2010طفففرح الملتقفففى "توظيفففف الفففتراث ففففي المسفففرح
المغفاربي" .ط ارئففق توظيفف الففتراث ففي المسفرح المغففاربي وآلّيففاته .قحضففور الفتراث فففي المسففرح .عففرض تجففارب المسففرح بين التراث والنظرّيات المسفرقحّية الجديفدة .اعتفبرت المفداخل الثلثفة هفذه الفتراث شخصفّية نموذجّيفة .ففي قحيفن اسفتعملته التجففارب السففابقة كمعففبر إلففى تجديففد وتطففوير التجربة الجزائرّي ة .تّمف تف اسففتعادة الففتراث بقحضففوره الغنففائي الجديففد .غّيففب التراث كماّد ةف تراجيدّية بمستطاعها أن ترّك بف المسرقحي المخاطرة بين الشباح والملئكة والشياطين.
عاد المسرقحّيون الجزائرّيون إلى التراث في العام 2010بعد أن اشتغلوا عليه وقحّو لفوا قحياته إلى قحياة بهّية وسعيدة .عاد المسرقحّيون الجزائرّيون إلى الفتراث بطريقففة عرض ّية ففي العفام .2010لّن مفا عففادوا إليفه اسفتهلكه المسفرقحّيون الّو لففون
فففي تجرب ة المسففرح الج ازئففري .عففادوا إلففى مففا اسففتهلكته اشففتغالت النعيمي وكاكي وعبد القادر علولـة وكف ّل مففن اشففتغل على التراث.
دارت التجرب ة ف ففي الع ففام 2010عل ففى بن ففاء عم ففارة سوسففيوثقافّية بفه ففم كام ففل لمف ففاهيم الختلف الزمن ففي والخاصف فّيات الزمنّية .لم تقف على مجال دون آخر .وقففت علفى مجالهففا وعينهفا علففى المجفالت الخففرى ،قحففتى ل تفففك شففيفرة دخففول المسفرقحي إلفى المسففرح بنقف ص أو دعسفة ناقصففة .عالففج المسفرقحّيون الجزائرّيون مفا آلفت إليفه أقحفوال المسففرح ففي الجزائر
بكتابفة وتنفيفذ اسففتراتيجيا مسفرقحّية ،ل تقفوم علفى القحصففاء .ل تقفوم علفى العففدد .ل تقفوم علفى أهّم ّيففة قحضففور العفدد فففي
طط لفه علفى لت القحصاء المسرقحّية .ل بأس من غياب المسرح بالمفهوم الكّم يف في العام .2010لّن ثّم ةف ما يخ ّ سج ّ المدى البعيد .ل انزياح إلى العدد قبل بناء مساقحة تقحتّية على دللت الخلق القديمة والوسطّية والراهنة. 75
شباب المسرح أبرز الشففباب فففي التجرب ة الجزائرّي ة هففم محّم دـ بلقاسم وأحمد العكوم وحيدر بن حسـين وعّبـاس محّمـ دـ وجمــال غرم ي. أسففماء فففي قلففب اسففتراتيجّية مس فرقحّية كاملففة وواضففقحة .فتففح الفضففاء أمففام المس فرقحّيين الشففباب .دع فوا إلففى القبففض عليففه
بتواتر الكلم وليس بالكلم المباشر .أدرك الشباب أّنهم أمام وظيفة أخرى .دراسة البنية ورصد مبففادئ تكفرار القحففروف،
لكي ل تتكّر رفف .ولكيل تدور .ل يجري تدويرها .واليغال في مفاهيم اليقاع والنظم مففن دون تنغيففم؛ ذلففك أّن أخطففر مففا تعّر ض ففتإليففه المدرس ة الجزائرّي ة هففو الشففكلنّية .وقوعهففا بالشففكلنّية س فواء فففي أوقفات اسففتعمال الففتراث ،أم فففي أوقفات البقحث في مصوغات جديدة وعن مصوغات جديدة.
نشففطت المهرجانففات ،نشففطت الملتقيففات ،نشففطت الّيففام المس فرقحّية مثففل "أّيففام مسففرح الجنففوب فففي العاصففمة" .نشففطت ب روميــر العمففال الصففعبة .يؤّكف دف محّمـ دـ بــن المقحترف ات .جيففء بــإيفون روميــر مففن مســرح مارس ليا .اشففتراكي .يقح ف ّ قطــاف تك ف ارًراعلففى أهّم ّي ففة الشففباب .يففدعمهم ،يتففابعهم ،يشففير إليهففم .يقيففم المس فرقحي الفرنسففي ورش ة علففى مففدى سففنتين
كففاملتين .يففزداد عففدد الكتّففاب .حميد العّياش أقحففدهم .صففاقحب جزائر نيوز .يكتففب ويمفّو لفمففا يكتبففه .قفّد مفت "جّقحف افف" فففي ص كاتب ياسين .ق فّد مف حيدر بن حسين "السففتاذ كلينففوف" .ق فّد مف جمـال غرم ي "جولفة فففي الغابففة". العففام 2010عففن ن ف ّ مزي ج بيففن مس فرقحّية مففن بيكيــت ومس فرقحية أخففرى .نففالت المس فرقحّية جففائزة لجنففة التقحكيففم فففي مهرج ان المسففرح الج ازئففري الخيففر .يعتففبر التوّقف أمففام المسفرقحّيات المنتجففة العففام ،2010المسفرقحّيات البففارزة )هففي قليلففة ( شففيًئا متجففاوًزا للواقففع.
لّن تقحّس ف سف مففا يجففري علففى صففعيد العففدد لففن يففؤّد يف إلّ إلففى الوقفوع فففي سففياجات مغلقففة .قحيففث اله فّم خففوض المعرك ة الجارية داخففل العائلففة المسفرقحّية فففي الجزائر مففن دون الوقوع فففي الطبففائع المأسففاوّية كنففدرة العمففال اللفتففة المقّد مففة فففي
العام .2010
المضمون الثقافي للغنية العربية حصاد العام 2010
تفتق ففر مواق ففع الموسففيقى العربّي ففة ف ففي الن ففترنت إل ففى مرجعي ففة موثففوق ف ففي إقحص ففائياتها عل ففى المس ففتويين الك ففاديمي والتجاري ،بقحيث ُتستقى منها درجة انتشار أغاني كّل عام جديد .ويمتّد هذا الفقر إلى التصفنيف ،قحيفث تبتفدع هفذه المواقففع تسففميات تتصففادم أكاديميفاً ومنهجّيفاً مففع مففا هفو معففروف مففن تقسففيمات أنمففاط الغنففاء .مففا يفؤّد يف إلففى قصففور
واضففح فففي قففدرة البففاقحثين علففى تقحليففل مضففامين الخطففاب الغنففائي والوصفول مففن خلل الجففداول والرس وم البيانّيففة القحصائية إلى التعرف إلى القضايا والظواهر التي هيمنت على إنتاج عاٍم ما.
76
ي مقارب ة وصففّية وتقحليلّيففة تكتسففب موضفوعيتها وقحياديتهففا مففن المعلومفات والبيانففات والرق ام ثمففة عقبففة فففي وج ه أ ّ الدقيقة الفتي يمكفن أن يقفّد مفها القحاسفوب .فالمشفكلة بالسفاس مشفكلة معلوماتّيفة .وفي مفا يلفي مفا أمكفن استخلصفه لعام .2010
الكمية المنتجة بلففغ عففدد اللبومفات المنتجففة مففن خلل مصففادر المعلومفات القحاسففوبية) مواقففع م فوالي ،اللومفاني المقحففزن ،موع ود ومواق ففع أخ ففرى (139ألبوم ف ًا ،والغ ففاني 1401أغني ففة ،والفي ففديو كلي ففب 246في ففديو كليبف فًا .ومففن الجل ففي أن الغلبي ففة
السفاقحقة مفن هفذه الغنيفات هفو باّللغففة العاميففة أو المقحكّيففة وليسفت بالعربّيففة الفصففيقحة ،وبعففد أكففثر مففن نصففف قففرن على توّج سف أمير الشعراء أحمد شوقي من الففدور الففذي لعبتففه أزجال بيرم التونسي فففي الترويج للمقحكّيففة المصففرّية عبر الغاني على قحساب الفصيقحة ،يبدو واضقحًا أننا أّم ةف تكتب بلغة وتغّني بلغة أخرى!
مهرجانات غنائّية وموسيقّية بففدت تــونس والمغــرب نمففوذجين بففارزين ،إضففافة إلففى قطــر ،مففن البلففدان العربّيففة الكففثر ازدهففا ًار بالمهرجانففات، ولس فّيما الغنائّيففة والموسفيقّية ،وذلففك لعتمففاد اقتصففاد البلففدين علففى السففياقحة كمصففدر دخ فٍل رئيس فّي .ف وه و مففا يطففرح
بشّد ةف إشكالية المراكز والطراف في الوطن العربي.
الجوائز الموسيقّية والغنائّية الجفوائز ففي المجفال البففداعي مثفل الشففهادات فففي المجففال الكفاديمي .وظيفتهمفا العفتراف بالعطففاءات .ففالعتراف بالمجهود والعطاء مهّم بالنسبة إلى النسان لنه يصبح "تكريمفًا" .وعليفه ،يبقفى"تكريم الديفب" تقليفدًا ثقافّيفاً يتمظهفر مففن خلل أشففكال عفّد ةف نبيلففة كالتوشيح أو التوسيم أو تسففمية المؤّس سففات الثقافيففة أو الشفوارع أو القحيففاء باسففمه أو العضويات الشرفّية أو تقديم الشهادات الكاديمّية الفخرّية والقتراح للجوائز أو إطلق جوائز باسم المكّر مف... والجف فوائز الفّنيف ففة تف ففأتي فف ففي هف ففدا السفففياق مفففن خلل ثلثف ففة نمف ففاذج :فهنف ففاك جـــوائز التكريــم والعف ففتراف بف ففالمجهود، وهن ففاك ج ـوائز االســتقطاب ويطغ ففى عليه ففا الج ففانب الي ففديولوجي ،وهن ففاك ج ـوائز النهــوض ف ففي قحق ففل م ففن القحق ففول
الغنائّية كأغاني الطفل وقحقوق النسان وغيرهما... الدوحة عاصمة الثقافة العربّية 2010 تقحتفل كّل عام عاصمةٌ عربّية بصفتها عاصمة ثقافية للعرب ،وفي العام 2010كففانت قطر )الدوحة ( عاصففمَة
العففرب الثقافّيففة ،وبمففا أن الغنففاء والموسفيقى مكّو ن ففان أساسفّيان مففن مكّو ن ففات الثقافففة لمجتمففع أو أّمف ةف مففا ،فقففد تمّيففزت عاصففمة العففرب الثقافيففة 2010بففثراء الفعاليففات المتمّي فزة فففي الموسفيقى والغنففاء؛ ومفن أبففرز مففا مّيففز اقحتفاليففة هففذا 77
العام هو مهرجان الموسيقى الشرقّية الففذي تمّيفز بأمسفياته وليففاليه الطربّيففة ،وكذلك نففدوته الفكرّية ،هفذا إلففى جفانب مهرجان الدوحة الغنائي السنوي العاشر. ال نـتاج الغنائي العربي في ال لـفية الثالثة نظف ًار لسففتغناء دور النتففاج العربّيففة عففن المثقفيففن ،واكتفائهففا بالصفوات الغنائّيففة والعففازفين و"التقنّيين" عموم ًا ،فقففد كانت أهم عقبة في وجهها هي تأسيس مدرسة فّنية تستمّد منها خصوصيتها .وهذا مففا يففؤّثر ليففس فففي التلقّففي الفّنففي
وتوسيع قاعدة المستمعين فقط ،بل إنفه يفؤّثر أيضفًا علفى مسففتوى النتففاج الفّنفي الففذي يبقفى فريسفة التذبفذب والهفزات
المسففتمرة ،نظف ًار لهشاشففة الرضية الفّنيففة وارتكانهففا للهفواء والمزج ة ولكفّل مففا يتعففارض مففع التففأطير الفكففري الففذي يقحمي البداع الفّني من السطقحّية والرتجالّية ويؤّم نف سيولته واستم ارريته. ظاهرة الغنية المصّو رةـ "الفيديو كليب"
بدايات الفيديو كليب دّش نفت أول ظهور لهفا مففع نهايففة السففبعينّيات مففن القففرن الماضففي .وكانت بففذلك تتويجفًا لتطفّو رف ملقح ففوظ عرفف ه المس ففار الموسففيقي ف ففي الع ففالم م ففن الموسففيقى المس ففموعة ف ففي الذاع ففات والقحفلت إل ففى الموسففيقى المصاقحبة للفيلم للتأثير علفى المشفاهد ،إلفى الوب ار السفينمائّية قحيفث القطفع الغنائّيفة تؤطرها قصفة وسيناريو وقح وار الفيلم ،إلى الغنية التصويرّية المستقلة عن الفيلم السينمائي ،ثم أخي ًار إلى الفيديو كليب الذي يعتبر اقحتياطيفًا كففبي ًار لتغطيففة الثغ فرات فففي الداء الغنففائي للمطففرب أو الضففعف الموسفيقي فففي التلقحيففن والتوزي ع أو هشاشففة الكلمففات فففي
ص شعري مكتوب إلى ص الشعري أو الزجلي ...وبذلك ،يكون الفيديو كليب قد فتح شراعًا ثالثة للغنية :فمن ن ّ الن ّ ص ممّثل مرئي. ص ملّقح نف مسموع ،إلى ن ّ ن ّ والشائع في الرأي أن الفيديو كليب العربي الراهن يعكس واقع الطبقات الجتماعية العليففا ،تمامفًا كمففا فعلففت السففينما
العربّيففة فففي بففداياتها قبففل أن تتففدّرج فففي نزولهففا نقحففو واقففع النسففان البسففيط وهمففومه .فك فّل شففيء متففوّفر :السففيارات الففاخرة ودخفول المطففاعم الباذخفة مففع الفتففاة السفاقحرة ،ثفم السففتجمام ففي المنتجعفات الخاصفة بففالخوا ص مفن خاصفة الناس ...لكن القحقيقة أن الفيديو كليب ،مثل السفينما العربّيفة ففي بفداياتها مفّرة أخففرى ،لففم يعكفس فففي يفوم مففن اليففام واق ففع الطبق ففات الجتماعّي ففة ل العلي ففا ول الوسففطى ول ال ففدنيا .هن ففاك دور إنت ففاج ف ففي بل ففدان عربّي ففة مقحافظ ففة تك ففتري
راقصففات مففن بلففدان عربّيففة أخففرى ليففؤدين رقصففات ل تجففرؤ علففى أدائهففا بنففات بلففدانهم "المقحافظففة" .كمففا ثمففة دور إنتففاج فففي دول عربّيففة أخففرى عريقففة فففي الف فّن ول تعتففبر ضففمن لئقحففة "المقحففافظين" ،تكففتري بففدورها "أجنبيففات" مففن
أوروبا الشرقية أو مففن غيره ا ليففؤدين أدوا ًار أكففثر قحميمّيففة مففع مطففرب الش فريط موضفوع الفيففديو كليففب ،وه و مففا ل تستطيع القيام به بنات البلد.
78
الفيففديو كليففب ُنقففل مففن الثقافففة الغربّيففة إلففى الثقافففة العربّيففة "بقحففذافيره" ،ويعتمففد الفيففديو كليففب العرب ي ،فففي طبعتففه القحاليففة ،علففى "التكفرار" :التكفرار لتعويد المشففاهد علففى المضففامين والقيففم المتدفقففة مففن الفيففديو كليففب ،التكفرار لجعففل المضامين المعروضة ذوقًا عامًا ... إذا كففانت الواليــات المتّحـدة ،وه ي القطففب الوقحيففد المتقحّك ف مف فففي النظففام العففالمي الجديففد تمتلففك بمفردهففا %95مففن
مصادر المعلومات على الشبكة الدولية للمعلومات )النترنت ( وتمتلك %65من مواد العلم والّتصال في رب وع العالم كافة ،فإن باستطاعتها بواسطة هذين الكّم افشتين التأثير على الذواق الفّنية وربما القناعات الفكرّية والسياسّية أيضًا! .والفيديو كليب هو أقحففد أهفم هففذه الدوات" :أمركة الذواق" فففي سففياق "عولمفة الذواق" .لكففن مففاذا عفن دور
مؤّس سفات النتاج العربّية في مقحاكاة هذه الظاهرة والترويج لها؟ هذا سؤال يقحتاج إلى إجابة! في البدء كان دور الموسيقى المسموعة هو"المتفاع" ،ومع موسيقى الفلم تقحفّو لف الهفدف إلفى "إنجفاح الفيلفم" .أمفا
فففي زمن الفيففديو كليففب فقففد انقلبففت الدوار وصفارت دللففة "إنجففاح الغنيففة بيففن جمهففور الغنيففة" هففي "رواجهففا فففي السوق" .إنه انقلب من سلطة البداع والرأسمال الرمزي إلى سلطة المال والرأسمال المالي.
ملمح من مشهد الغناء العربي في 2010 قحفل العام 2010ببعض القحداث والمفارقات في مشهد الغناء العربي والتي قد ل تبدو في ذاتها عميقة الثر، لكّنها على الرغم من ذلك ل تخلو من دللة. اليمن تفوز بنجم الخليج ،2010وسورية تفوز بستار أكاديمي .2010 مدينة تريم اليمنّيةعاصمة للثقافة السلمية ،2010والدوحة عاصمة قطر عاصمة للثقافة العربّية .2010 دورة كأس المم الفريقية لكرة القدم تغّير مواعيد قحفلت دار الوب ار المصرية لتزامنهما.
ب الوطن ،كما تنافس إسرائيل فتدخل موسوعة غينيس لل رـقام القياسّية أغنية وطنّية مصّو رةف لف نجوى كرم في قح ّ بأكبر صقحن تّبوله في العالم صّو رفته في أغنيتها الفيديو كليب .إسرائيل في أغنية أخرى تقحضر بصورة أقحد عملئها في فيديوكليب لف أمل حجازي )ويلك من ال ( لتعّبر الغنية عن بقاء العداء العربي السرائيلي. عدد من المطربين يقومون بالنتاج لنفسهم وشركات النتاج تكتفي بالتوزيع.
راغب علمة يغّني للبيئة ويعّين سفي اًر لها. نانسي عجرم النجمة الفاتنة تقحّقق رقمًا قياسّيًا بين الفّنانين العرب بوصول معجبيها على صفقحتها الخاصة في الفيس بوك إلى مليون معجب ،وكذلك تغّني لفمونديال جنوب إفريقيا 2010مع فّنان إفريقي في الغنية الرسمية للمونديال.
الكويتّية شمس تعّين سفيرة لجمعية تعني بالشخا ص ذوي الجنسّيتين وأكثر من جنسّيتين. أليسا تقترب من تقحقيق مليون نسخة في مبيعات اللبومات للعامف .2010 79
بعض أنماط الغناء العربي كما تّم تـ ملحظتها في الشبكة العنكبوتّية: ) (1الغنية الوطنّية والسياسّية جاء العام 2010مثل ما سبقه من أعوام خاليًا جاففًا مفن ظفاهرة الغنفاء الفوطني الفتي عرفتهفا مرقحلفة المفّد القفومي. وففي مقابففل ذلففك سففادت ظاهرت ان غنائّيتففان ملقحوظتففان همففا مففا يمكففن تسففميته بالغنيففة "الشففوفينية القطري ة" الففتي ل بفوز توظف بعض المناسبات الرياضّية لكي تتغّنى بأمجاد الوطن .هكذا انتشرت في مصر بعض الغاني اقحتفا ً الفريق المصفري لكفرة القفدم ببطولة المففم الفريقيفة .وتكشففف كلمففات مثفل هففذه الغففاني عفن روح مفرطة فففي الزهو بالذات القطرّية إلى قحّد ملمستها لنزعٍة شوفينّيٍة تبدو أبعد ما تكون عفن الفروح القومّيفة والوطنّيفة الفتي عّبفرت عنهفا الغنية المصرّية الوطنّية في قحقبة الخمسينّيات والستينّيات. كمففا أن كلمففات بعففض هففذه الغففاني ل تخلففو مففن ركاكففة وسفطقحّية وذوق متففدٍّن ،فوربمففا أسففهمت فففي إذكففاء منففاخ
ص بف الرياضي بين الجماهير العربّية. التع ّ أما الظاهرة الغنائية الخرى التي تشبه في ظاهرها الغنية الوطنية أكثر مّم اف تعّبر في جوهرها عن معاني الوطنية فهي ما يمكن تسميته بأغاني القحتفاليات والتمجيدات التي تطلق في إطار القحتفال بمناسفبات معّينففة .ومثفال ذلفك مففا يشففهده مهرجان الجنادرية فففي المملكة العربّية السعودّية كففل عففام ،ومفن بينهففا العففام ،2010مففن تقففديم لوقح ة غنائّية تتمقحور قحول الوطن.
وعلى الرغم من ذلففك فففإن تونس ومصر قففد شففهدتا بعففض الغففاني الوطنّيففة الففتي عّبففرت عففن منففاخ التغييففر الثففوري الذي اجتفاح البلففدين فففي العففام .2010هكففذا بفدت الغنيفة التونسففية "علمونا" لفرقة بلففدنا وهي تقفول "علمونا كيففف
نصنع من ظلم اّلليل شفعلة ..علمونا كيفف نخفبئ مفن جفراح القلفب فلّفه" .وهكفذا أيضفًا يمكفن قفراءة أغنيفة المطفرب المصري محمد منير "إزاي" التي أّلفها نصرالدين ناجي وهي أغنيفة سياسفّية وطنّيففة يلجففأ فيهفا الشفاعر للقحففديث عفن قحبيبته وهو يقصد الوطن في عمليفة إسفقاط سياسفي واضفح .وقد رفض التلفزيون المصفري إذاعفة هفذه الغنيفة ففي
ث العام 2010قحفتى قفامت الثفورة ففي أوائفل العفام ،2011بعفدها لفم تتوقف المقحطفات الفضفائية المصفرّية عفن بف ّ ب مّمف اف يلقفاه مفن الغنية عشرات المرات ففي اليفوم الواقحفد .تقحكفي الغنيفة عفن القحبفاط الفذي يعيشفه المفواطن المقحف ّ ص السففكة قحففبيبته )الففوطن مصر ( ومفا يتعفّر ضفلففه مففن امتهففان واغففتراب فففي بلففده " ...أنففا طفففل أتعلّففق بيكففي فففي نف ّ توهتيه" ..ثم تقول الغنية أيضًا " ...إزاي أنا رافع راسك إوانت بتقحني في راسي إزاي."... )ب( الغنية العاطفية ب أو أغففاني العشففاق كلّهففا أسففماء للنتففاج الففذي طغففى علففى ك فّل أل فوان النتففاج الغنيففة الرومانسففية أو أغففاني القح ف ّ الغنائي والموسيقي الخرى نظ ًار لما يتطّلبه جمهور المستمعين لكففونه يعّبففر عفن القحففال الففذي أصففبقحوا عليففه ،نتيجففة الظ ففروف ال ففتي فرضف تها عليه ففم الظ ففروف القتص ففادية ومففا يص ففاقحبها م ففن أمف ف ار ِ ض العص ففر م ففن إفف ف ارزات لنظريف ة 80
المجتمعففات المتأسففلمة وما تفرضه مففن قيففود علففى العلقففات بيففن الفتيففان والفتيففات ،وما نتففج مففن ذلففك مففن علقففات غرامية آنية أفرزت هذا النوع من الجمهور وبالتالي أنتجت مستوى ثقافيًا متدنيًا في النتاج الغنائي العربي كما أثّففر
فيه البعد المادي المصاقحب للثورة التقنّية والفضائّية والنفتاح غير المقّنن على القحضارة الغربية ،وما نتج عففن هففذا النفتاح من استيراد للجوانب المادية والستهلكية وتهجينها فففي إنتاجنففا الثقففافي بشففكل عفام والنتفاج الغنففائي بشففكل خففا ص ،ولسففيما فففي الغففاني العاطفيففة قحيففث أصففبقحت الغنيففة مجففرد صففور مففثيرة مليئففة باليقحففاءات الجنسففية )فنانات الغراء ( وهو ما أسهم به رجال هذه الصناعة المعروفة بصناعة الفيفديو كليفب )ففّن التعفّري ( مّمف نفيقومون ي إنتففاج غنففائي قحقيقففي؛ به من تشجيع لهكذا نوع من أنواع النتاج الغنائي البعيد عن المعففايير الساسفّية والفّنيففة ل ّ وهذا التشجيع ينعكس من خلل طغيان النتاج الغنائي الركيك )الفيفديو كليفب والغفاني الهابطفة ( علفى بفاقي ألفوان
النتاج الغنائي الخرى ،وكذلك انقحدار مستوى الغنية العاطفية .والمقارنة بين الغاني العاطفية العربّية فففي العففام 2010وبالتأكي ففد م ففا س ففبقه م ففن أعف فوام وبي ففن مثيلته ففا ف ففي العص ففر ال ففذهبي الممت ففد خلل أربعينّي ففات وخمس ففينّيات وستينّيات القرن الماضي تكشف عن عمق أزمة الكلمة في الغنية العربّية. وقد شهد العام 2010عودة المطربة اّللبنانية فيروز للغناء في أغنية "ما شاورت قحففالي" مفن ضففمن ألبفوم "إيفه فيفه
أمففل" .كمففا غّنففت التونس فّية لطيفــة مجموع ة أغففاني تض فّم نفها "ألبومهففا" الغنففائي الجديففد "أتقح فّد ىف" .وصفدر للمطففرب الخليج ففي م ففن المــارات العربّيــة المّتحــدة حســين الجســمي "ألب ففوم" غن ففائّي "قح ففامله اس ففمه"!! وللمط ففرب الس ففعودي عبدالمجيد عبدال ألبوم بعنوان "تناقض" يغني فيها أغنية تقحمل السم ذاته ينعي فيها تناقضات النسان.
)ج( الغنية الشعبّية ثمة نموذجان للغنفاء الشففعبي فففي العففام 2010يفدللن علففى أزمة الغنيفة الشفعبّية .النمففوذج الول أغنيففة المطففرب اّللبناني الشعبي فارس كرم بعنوان "الرجيلة" والتي تقول كلماتها "رتني تنباك معسل ..وتقحرقيني بأرجيلففة "..وكذلك أغنيففة ســمير صــبري "أنففا عامففل مسففمار تمففام" أو المصففري شــعبان عبــدالرحيم الففذي وصففل بففه المففر لن يغنففي
للقحشففيش معّبف ًار – كمففا فففي معظففم أغففانيه السففابقة – عففن قحالففة انقحطففاط غنففائي وتدهور لغففوي ربمففا لففم تشففهد مصر مثلففه مففن قبففل .وبعففدما أعلففى ســيد درويـش مففن مفهففوم الغنففاء الشففعبي ليصففل بففه إلففى آفففاق سففامقة جففاء شــعبان عبدالرحيم بعد سبعين عامًا ليهبط بمفهوم الغناء الشعبي إلى الدرك السفل وليثير أكفثر مفن تسفاؤل قحفول مفا جفرى
للذائقة الغنائية للمصرّيين وهم الذي قّد مفوا للغناء الشعبي العربي روائع ل يمكن نسيانها. )د( أغاني الطفال
تع فّد أغنيففة الطفففل أهففم وسفائل التعليففم والتربيففة الدينيففة أو الدنيوّيفة ،كمففا ترتبففط بففالترفيه والترويفح عففن النفففس س فواء أكففانت الغنيففة باسففتخدام اللت الموسففيقّية واليقاعففات أم الغنيففة السففلمية )النشففاد ( .وقففد ظهففرت فففي الونففة
الخيرة العديد من الشركات والقنوات الفضائية التي تهتّم بهذا النوع من النتاج الغنائي أو تلك التي أفردت مسففاقحًة خاصًة في برامجها لذات الغرض .وباستثناء أغنية نانسي عجرم "يا رب تكبر ميل" وأغنية هيفاء وهبي "بابا فين"
81
وأغنيففة "ميــن كــبرني" الففتي غّنتهففا فرق ة فــري بيــبي مففن مصــر وه ي ذات أفففق إنسففاني رفيففع يعلففي مففن مكانففة الم وقيمتها ،فإن الساقحة الغنائّية العربّية مازالت تقحتاج لمزيد من الهتمام بأغنية الطفل.
)هـ( الغنية الدينّية شهد العام 2010تناميًا ملقحوظًا للغناء الففديني فصففدر للفّنففان اّللبنففاني رضا ألبففوم "رباعيففات فففي قحففب الفف" يتضفّم نف مجموع ة مففن الدعيففة والمناجففاة ذات الطففابع الصففوفي؛ وقف ّد مف المطففرب المففاراتي حســين الجســمي أغنيففة "ربنففا"؛
والمطرب ة المغربّيففة ســميرة ســعيد مجموع ة أدعيففة دينّيففة بعن فوان "ألهتنففي الففدنيا" .كمففا صففدر للمطرب ة أنغــام ألبففوم "القحكاية المقحمدية" متضفّم نفًا عشفر أغنيفات دينّيففة ،تتقحفّد ثف عفن عشفر نسففاء جليلت كفان لهفّن دور ريادي مهفّم ففي تاريخ السلم .كما غّنى المطرب اّللبناني وائل جسار أغنية "في قحضرة المقحبوب". ولعّل هذه الغنيفات الدينّيفة الفتي شفهدها العفام ،2010وأخفرى غيرها بالتأكيفد ،تمثّفل استصفقحابًا لمنفاٍخ عفام يت ازيفد
فيه دور الدين في قحياة الناس ،ويبدو العفرب وكأنهم يقحتمفون بالفدين ويجفدون فيفه السفكينة والملذ ،هرب ًا مفن وطأة الواقففع القتصففادي والجتمففاعي ،وربمففا النفسففي أيض فًا .وقفد لقففى الكففثير مففن هففذه الغنيففات نجاقح فًا ملقحوظف ًا لففدى
الجمهور العربي إلى قحّد استغللها كنغمات شخصّية ممّيزة لرنين الهواتف المقحمولة. )و( الفصحى )الغنية القصيدة(
أبففرز مففن يغّنففي هففذا القففالب العري ق مففن الغنففاء العرب ي ط فوال الع فوام الماضففية بمففا فيهففا العففام 2010هففو الفنففان العراقي كاظم الساهر .وفي العفام 2010صفدر ل فكاظم ألبفوم )الرسم بالكلمفات ( ،قحاوي اً قصفيدتين للشفاعر ال ارقحفل نـزار قبـاني همففا )الرس م بالكلمففات ( و)قحبيبففتي ( إلففى جففانب قصففائد بالعاميففة .إل أن المسففتمع لعمففال الفّنففان كـاظم الساهر مففن شففعر نزار قباني يجففد قففد ًار مففن التك فرار فففي هففذه العمففال بسففبب انقحصففار الشففعر المغّنففى فففي أعمففال
الشففاعر نزار قباني .لكففن مففازالت الظففاهرة الغنائّيففة العربّيففة المقلقففة هففي انقحسففار الغنففاء بالعربّيففة الفصففيقحة ،ومازالت "العامّيففة" ،بلهجاتهففا المتباينففة مففن منطقففة عربّيففة لخففرى ،هففي النمففط الغنففائي السففائد .بففل إن "العاميففة" الففتي تقحتكففر كلمات الغنية العربّية تبدو في تدهوٍر متواصل يبلغ أقحيانًا قحّد الركاكة ،وهي "عامّيففة" ل يمكففن مقارنتهففا "بالعامّيففة" ل ،أو حسين السيد أو مرسى جميــل عزيـز أو عبــدالرحمن ال نـبــودي أغففاني أم التي كان يكتب بها أحمد رامي مث ً
كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ. )ز( أغاني المسلسلت والفلم
اشفتهرت ففي العفام 2010مسلسفلت مفن إنتفاج العفام نفسفه ،قحيفث أنتجفت أغفاٍن خاصفة بالمسلسفلت ف ارجفت تلفك الغففاني بقففدر رواج المسلسففلت وبعففض الغنيففات تف فّو قففت برواجهففا علففى المسلسففل نفسففه ،وه ذا مففا انعكففس علففى
الجمهور الذي أبدى اهتمامه بالغنيات المصاقحبة ،من ذلك على سبيل المثال المسلسل السفوري بفاب القحفارة الفذي لقى نجاقحًا كبي ًرا.
)ح( الجلسات الخليجّية 82
لمثل هذه الجلسات جمهورها الخا ص وهو ما سفاعد علفى تفوّفر معلومات علفى الشفبكة العنكبوتيفة ،إوان كفانت غيفر دقيقة ،قحيفث قحصفل البفاقحث علفى رقم تقريبي عفن قحجفم النتفاج الغنفائي مفن هفذا الّلفون والفذي تسفري عليفه معفايير اللوان الخرى من تدٍّن أو تناٍم ،فومّم اف يسهم في شيوع هذا اّللون ،هو اهتمام بعض الفضائّيات ووجود جمهور. بعض جوانب المأزق المعرفي للغنية العربّية
يطففرح المضففمون الثقففافي للغنففاء العربي فففي العففام ،2010كمففا فففي أعفوام سففابقة مأزق ًا معرفّيفاً تتعفّد دف فيففه العوامففل والسباب بقدر ما تتنّوع جوانب هذا المأزق.
نقحففن فففي مجتمففع عربي ذي تركيبففة سففكانّية يميففل فيهففا الميفزان لصففالح الشففبيبة والطفففال ،لففذا ينبغففي أن نستصففقحب البعد التربوي والتعليمي المطلوب من جيلنا نقحو شبيبتنا إذا ما عزمنا على تمليكهففم المعففارف والمهففارات والتوّج ه ففات التي وصل إليهفا الفتراكم المعرفي ففي يومنفا القحاضفر .فالتربيفة الفّنيففة )تشفمل قحصفة الموسيقى ( ُغ ّيفبففت عفن مفدارس البنيففن والبنففات القحكومّيففة فففي بلففدان عربيففة شفّتى .بقحجففة أن تعليففم الفنففون ليففس مففن الولويات ،خصوصف ًا عنففد مففن
يجدون تصادمًا بين التربية الفنّية والنشأة الدينّية القويمة للطفل ،وتّم ذلفك ضفمن المسفاومة السياسفّية الفتي شفهدها ذلك القطر بعد القتتال الهلي صيف العام .1994كما عطلت كثير من القراءات القرآنية التي مففن شففأن تنّوعهففا في التجويد تمكين النشء من أعظم تمرين يمكن أن يقحصل عليه من يطمح في توظي ٍ ف سليم لقدراته الصوتية. ي زمان ومكفان، ي ففرد ففي أ ّ إن "قحذف" الموسيقى خصوصًا والفّن عمومًا مفن القحيفاة ومن السفلوك اليفومي للففرد ،أ ّ يعني قحصر الوجود في قحاجات الجسد الساسّية. وطن أم عالم عربي ....جدلية الهوية مففا ازلففت ثنائيففة التسففمية :وطفن عرب ّي أم عففالم عرب ّي ؟ف تطففرح مففن التسففاؤلت بقففدر مففا تكشففف مففن دللت .ومفن الملقحظات أن علقات النتاج التجارية قد أصبقحت سببًا في أن يتّم تسجيل الغناء العربي إوانتاجه خفارج الخريطفة
ل في تركيا .ومن الناقحية التاريخانّية فإن هذا ليس بالجديد؛ إذ إن أقحفاد المهاجرين القحضارمة فففي بلد العربّية ،مث ً المليو ما يزالون ينتجون كاسيتات غنائّية بالعربّية ،فصقحى ومقحكّية ،قحتى اليففوم .بينمففا فففي المقابففل ،تضفّم جامعة
الدول العربّية أقطا ًار يقوم فيها النتاج الغنائي على الغناء بلغات غير عربّية .وهذا شفأن يسفتقحق نقاشفًا أوفر قحفول الهوّية القومّية والغناء العربي وجدلية الجغرافيا والتاريخ في عصر ندعو فيه إلى النسنة. غناء أم موسيقى عربية؟
ل عففن الصففل مصففطلح "موسيقى" جديففد علففى اّللغففة العربّيففة ،وأول مففن اسففتخدمه هففو الفيلسففوف العربي الفارابي نق ً ص ف ًاف فففي المعجففم الغريقففي .ومفع ذلففك فالغنففاء والموسفيقى ل يتطابقففان :الغنففاء يشففترط لزومف ًا صففوتًا بش فريًا يففؤّد يف ن ّ موسيقّيًا ،أما الموسيقى فل تشففترط أصفواتًا بشفرية بفل يمكنهفا السفتغناء عنهفا جميعفًا كمففا ففي الموسيقى الدواتيففة ) .( Instrumental music
83
والواقففع أن الموسيقى الليففة البقحتففة المجففردة مففن الغنففاء والففتي عرفت خطففأ ب ف )الموسيقى الصففامتة ( أصففبح نصففيبها القليل القل من مساقحة الغناء والموسيقى العربّية ،وعلى الرغم من أن الموسيقى الخالصة المستخدمة فففي النتففاج ظفها وتقحتاجها ،فإّننا ل نجد بينها ما يروي الظمففأ إلففى السمع بصري ،كالمسلسلت التلفازّية والفلم السينمائّية ،تو ّ
)المتاع والمؤانسة ( مفن القفوالب العربّيفة الليفة والفتي يشفترك معنفا فيهفا الرث الموسيقي الفتركي أقحيانفًا )بشفارف – سففماعيات – لونجففا – تقحميلففة -دولب – دائ فرة..إلففخ ( .صففقحيح أن بعففض المطربيففن النففاجقحين قبففل العففام 2010
بعقود قّد مفوا مقطوعات موسيقّية خالصة مثل الراقحل فريد الطرش في مقطوع ة )توتفا ( وال ارقحففل محمد عبد الوه اب في مقطوعة )قحّبي ( فففي دول الم اركففز العربّيففة ،وكذا فففي دول الطفراف العربّيففة ،نجففد ال ارقحففل السففوداني محمد أدهم فففي مقطوع ة )الدهميففة ( واليمنففي سالم بامدهف فففي مقطوع ة )سوسفن ( وال ارقحففل اليمنففي أحمـد قاسـم فففي مقطوع ة
)أمينففة ( ،إل أن شففهرة هففؤلء الفنففانين لففم تكففن نتيجففة مقطوع اتهم هففذه ،إوانمففا لغففانيهم الكففثيرة بصففرف النظففر عففن مسففتواها الفّنففي .قحففتى التقاسففيم القح فّرة الرتجاليففة علففى العففود العرب ي ،والففتي نجففد عنففد الوروبّييففن طلب فاً عليهففا فففي
مهرجانففاتهم ،ل نسفتطيع أن نجففد بينهفا الكفثير مفن المغفايرة مففن قحيففث العففزف الرتجفالي الفذي هفو روح ففّن التقاسفيم في علم جمال الموسيقى العربّية. أغنية أم طقطوقة عربية؟
إن استخدام مصطلح )الغنية ( يرسخ خطأ شائعًا في خطابنا طالمففا اشففتكى منففه علمفاء الموسيقى العففرب قبففل
غيره م مثففل نزار مروة وجــابر علــي أحمــد..إلففخ؛ ذلففك أن مصففطلح الغنيففة فففي سففيرورة التط فّو رف التففاريخي للق فوالب
الغنائّية في الغناء العربي يقحتففظ بالمصفطلح لمفا كفان يعفرف )بالطقطوقة ( أو )القطقوطة ( ،وهو قفالب بسفيط شفاع ي ولقحنفّي هفو المفذهب والكوبليهفات ،وكان في مصر في العقود الولى من القففرن العشفرين ،يقفوم علفى معمففار شففعر ّ يففؤّد ىف فففي علففب اّلليففل ول يقحظففى عففادةً مغنيففه أو مغّنيتففه بالتقففدير الففذي يقحملففه الجمهففور لمففن يرت اد تقح فّد يف غنففاء القوالب الخرى ففي الغنفاء العربي ففي المفدن العربّيفة والفتي لكفّل منهففا خصوصياته الدائيفة وطقوسه الففتي يتعفارف عليها الجمهور نفسه :قالب الدور المصري – قالب موشح المشارقة وموشح المغاربة الدنيوي منها والديني – قالب
القصيدة الفصقحى المغناة – قفالب المقففام الع ارقفي– قففالب الصفوت الكويتي والبقحرينففي – قفالب القففد القحلففبي -قفالب المففألوف وتفرعاته فففي شمال إفريقيا – قففالب اللففة المغربي -قففالب القحقيبففة السففوداني – قففالب الففدان القحضففرمي– قالب المجس القحجازي..إلخ.هذه كّلها يجمعها الرث الكلسففيكي للغنفاء العربي ففي المفدن أو موسيقى المدينففة كمفا ترى الباقحثففة د .شهرزاد قاسم حسن .إذًا كفّل طقطوقة أو أغنيففة هففي غنففاء وشيء مففن الميلففودي لكففن ليففس كفّل غناء أو موسيقى عربية طقطوقة أو أغنية بالتأكيد. ابن خلدون وأزمة شعرنا الغنائي!
84
إن تشخي ص أزمة الكلمة في الغنية العربّية وتقحميلها سنة بعد أخرى المسؤولية في تدّني مستوى الخطاب الغنففائي ل أن الكلمة الملّقح نففة المغناة منفصلة عن ما يتقحايث معها من أزمات تشملها وتتعّد افها إلى أزمٍة العربي يفترض جد ً
ق الموسيقي والدائفي ،بفل والسفمع بصفري ،وما يقحكفم هفذه المكّو نففات المختلففة مفن علقفات النتفاج كالربح في الش ّ التج ففاري السف فريع وغي ففاب الس ففتراتيجيات الوطنّي ففة والقومّي ففة ال ففتي بغيره ا يص ففبح التقحف فّد يف أك ففبر وأك ففبر أم ففام تقف فّد مف المضامين المختلفة للفعل الغنائي العربي وتنّوعها .لذا ل نستطيع كأمة خابت آمالها في الوقحدة والتقحرير والنهضففة أن نتوّقع تطّو رف شعرنا الغنائي في إبداعنا في الوقت الذي تتراجع فيه المكّو نففات الخرى ،ومثل هذه الملقحظة كففان
ابن خلدون سفّباقًا إليهففا ،ومن ثففم جففاء الفيلسففوف الميركي المعاصففر ماسلو بمففدرجه المعففروف بهففرم القحتياجففات النسففانية ليؤّكف دف أن التفففات النسففان إلففى الف فّن ومففن ثففم قحلمففه بتقحقيففق الففذات ل يففأتي إل بعففد تقحقيففق سلسففلة مففن
القحتياجات البيولوجّية والسيكولوجّية والسوسيولوجّية. إقصاء متبادل
هناك من يخلط بين "الغنية العربّية" وبيفن "الغنيفة العربّيفة المشفرقّية" .والمسفألة ليسففت بهفذه الفبراءة .إنهففا تنفّم عفن ذهنّيففة أساسففها أن المشرق هففو المرك ز والمغرب هففو الهففامش .ولفذلك فجميففع القن فوات الذاعّيففة والتلفزّي ة المش فرقّية
تقحصر الغاني المبثوثة على أمواجها على رقعة جغرافّية تتأرجح ما بين الخليج والشام والنيل.
المشرق العربي يقصي المغرب العربي ،والمغرب العربي يقصففي أغففاني جي ارنففه المغففاربّيين ،وفي الففوقت نفسففه كفّل ل ( ،بينمففا تقصففي أنواعفًا غنائّيففة أخففرى دولة تقففرب نوع ًا غنائّيفًا وتجعلففه فّنفًا رسمّيًا)الطففرب الندلسففي فففي المغرب مث ً وتختزلها في كلمة "فولكلور"...
الغنففاء فففي المنطقففة الفففرو-عربيففة ،وتشففمل موريتانيا وجمهورية السـودان وجيبـوتي والصـومال،ليكففون بالعربّيففة
فقففط ،بففل باّللغففة القحسففانية أيض فًا ،فففي موريتانيــا وبلغففات بجاوّيففة ونوبّيففة وزغاوّيففة..إلففخ فففي شففرق وشففمال وغ رب جمهورية السودان علففى التفوالي .أمففا الغنففاء فففي الصومال فيكففون بالصففومالّية وفي جيبوتي يتففوّزع بيففن الصففومالّية والدنكلّية أو العفرّية.
عن العلقة ما بين أزمة الشعر العربي وأزمة الغنّية العربّية ب ك فّل الجهففد فففي تاري خ التعري ف الشففائع للشففعر عنففد العففرب هففو أنففه "ك فّل كلم مففوزون ومقفّففى" .ولف ذلك فقففد انص ف ّ الشففعر العرب ي علففى الففوزن والقافيففة .فكففان الهتمففام الكففبير بعلففم العففروض ولفم يكففن ثّم ف ةف اهتمففام بفلسفففة الشففعر أو
نظرية الشعر .فبزغ في الثقافة العربّية نجم الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري علمففة النغففام واليقففاع ولفم يففبزغ ظر للشعر .فالنشغال بالجانب التقني في الشعر العربي صرف النتباه عن الجانب التنظيري له. ي من ّ نجم ل ّ
إن الففدارس للشففعر العربي يعتقففد وه و يع فّد البقحففور السففتة عشففر المقحفّد دفة لنظففم الشففعر فففي الدب العرب ي ،أن كفّل ص بغ ففرض ش ففعري دون غيف فره .لكّن ففه ،ف ففي زقحم ففة أس ففماء البقح ففور وتض ففارب الغف فراض الش ففعرّية ،يعل ففم بقح ففر يختف ف ّ 85
أنف ففه بالمكف ففان نظف ففم الشف ففعر فف ففي جميف ففع الغ ف فراض الشف ففعرّية بمي ف فزان شف ففعري واقحف ففد فقف ففط :ببقحف ففر شف ففعري واقحف ففد ل ظفم علفى وزن "البقحفر ظفم مفن شفعر ففي تاريخ الدب العربي ن ّ غيفر .والقصفيدة العربّيفة العمودّيفة تشفهد أن ربع مفا ن ّ الطويل" ،فقد نسج أبو الطّيب المتنّبي قصائد قحكمه على هذا البقحر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ۞ وتـأتـي على قدر الكريم الكرائم وتكبر في عين الصغير صغارها ۞ وتصغر في عين العظيم العظائم كماقحف ف ف ف ففاكت الخنســــــاء قصف ف ف ف ففائد الرثف ف ف ف اء الف ف ف ف ففتي اشف ف ف ف ففتهرت بهف ف ف ف ففا علف ف ف ف ففى وزن "البحــــــر الطويــــــل" تمام ف ف ف ف فًا كمف ف ف ف ففا
نظّففم الحطيئـة قصففائد الهجففاء المعروففة باسففمه علففى ذات الففوزن .ولقففد جاراهمففا فففي ذلففك السففابقون واللقحقففون مففن
فطاقحل الشعراء العرب .فقد جاءت قصائد إمرئ القيس وعنترة العبسي وأبي تّم اـم والبحتري وأبي نّو اـس وعمــر بــن أبــي ربيعــة فففي الفخــر والغــزل والمــدح والوصـف والتصــوف واالعت ـذار ...منظومففة علففى ذات الففوزن الكففثر
هيمنة على اليقاع الشعري العربي" :البقحر الطويل". ك إن هيمنففة "البقحففر الطويفل" علففى الشففعر العربي ،علففى القفّل فففي شففكله العمففودي ،يففبرهن بمففا ل يففدع مجففا ً ل للشف ّ والتشففكيك أن اعتمففاد الوزان فففي الشففعر العربي لففم يخضففع لضفوابط فلسفففّية تففؤطر هففذا الختيففار وتمّيفزه عففن ذاك.
ولفذلك تففرك اختيففار الففوزن الشففعري للتلقائّيففة والسففليقة الشففعرّية لففدى النففاظم .فففي قحيففن عرف ت ثقافففات إنسففانّية أخففرى صف تف لكفّل غففرض صف تف لكفّل غففرض شففعري وزن ًا شففعرّيًا موازي ًا وبالمثففل خ ّ مسففارات مختلفففة فففي قففرض الشففعر ،إذ خ ّ غنائي إيقاعًا موسيقّياً موازيًا. إواذا كففان الشففعر العرب ي قففد عففرف سففتة عشففر بقح ف ًار شففعرّيًا ولفم يسففتثمر هففذا العففدد الكففبير مففن الوزان فففي تنويفع اليقاعففات تماشففيًا مففع تنفّوع الغفراض الشففعرّية ،فالنتيجففة هففي أن الشففعر العربي قففد ضفّيع فرصته فففي إنتففاج قفوالب
شعرّية خاصة بكّل غرض شعري .إواذا كان للشعر ،تنظيف ًار إوابففداعًا ،تففأثير واضففح علفى بففاقي الفنفون ،فالنتيجففة هففي أن أعطاب الشعر انتقلت ،بالعدوى ،إلى باقي الفنون ،بما فيها الغنية العربّية .ومن هذه العطاب ضياع فرصة إنتاج قوالب موسيقّية لكّل غرض غنائي. هكذا ،تشّتتت الغنية العربّية بين تسعة أصناف تبعًا لتأثير"العامل المهيمن في أدائها":
( 1بقحسب الغرض الغنائي :قحكم ،مدح ،غزل ،ابتهال ،رثاء...
( 2بقحسب اليقاع :الجغرافي)الغنية المغربّية ،الغنية السودانّية ،الغنية الخليجّية ،( ...أو الثني )أقحيدوس للمازيغ ،الندلسي للمورسكّيين ،الكناوي للزنوج ،( ...أو الجهوي )الهيت لقبائل الغرب ،الطقطوقة لقبائل جبالة ،( ...أو الطبقي ،أو الديني.
( 3بقحسب الدوات المشغلة في العزف :أغنية شرقية )قحضور مهيمن للعود أو القانون ( ،أغنية غربّية )قحضور طاغ للقيثارة أو الساكسوفون (... 86
( 4بقحسب انضباطها للقواعد الموسيقية :الغنية الكلسيكّية ،الغنية الشعبّية... ( 5بقحسب عدد المغّنين :الغناء المنفرد ،الغناء الجماعي ،أغاني المجموعات...
( 6بقحسب جنس المغني :الغنية النسائّية ،الغنية النثوّية... ( 7بقحسب الموقف من الوجود :أغنية ثورّية ،أغنية رسمّية ،أغنية تجارّية... ( 8بقحسب القحالة النفسّية المقصودة :الجذبة )هارد روك آند رول ( ،المرح )كلسيك روك أند رول ( ،القحزن )بلوز (... ( 9بقحسب اّللغة :فصقحى ،زجل عامي)الغاني الشعبّية ( ،تهجين )أغاني الراي (.
أمام هذه التشظية لمفهوم الغنية وهذا التشتت للمجهود الغنفائي ،ألفم يقحفن الفوقت بعفد لتوقحيفد الغنيفة العربّيفة تقحفت نظريات عربّيففة فففي الغنففاء تبقحففث فففي الصففول وتسففتمّد منهففا مقّو مففاتهففا الفكرّي ة والفلسفففّية لعطففاء الففروح لهففذا الففّن الفاعل في الوجدان العربي؟
ألم يقحن الفوقت بعفد للقلع بالغنيفة العربّيفة ففي زمن ل مكفان فيفه للفنفون الصفورّية ،الفتي ل يوجد أسفاس فلسففّي يسندها في مواجهة رياح العولمة وهيمنة القوة المادية والرمزية؟ أزمة الغناء العربي بين سلطة "الواحدية" إوارادة "الحرية" للغنيففة العربّيففة "خصوصفية" تجعلهففا بعيففدة عففن المسففار الففذي سففارت فيففه جارتهففا الشففمالية .فففدخول المففذياع
ل عففن القحففداث العربّيففة المصففيرّية الففتي والتلفففاز والسففينما والفيففديو والف ف DVDوالف ف VCDوالنففترنت وغيره ا ،فض ف ً قحف ففرت ذاكف فرة الق ففرن العشف فرين ،ل ففم ت ففترك آثاره ا عل ففى الغني ففة العربّي ففة كم ففا قح ففدث لجارته ففا الغني ففة الغربّي ففة ال ففتي
مّر تفبالشروط نفسها ،وذلك للسباب التالية:
.1الفلسفففة الففتي تقحّك مففت فففي دخففول وسفائل التصففال السففمعّية -المرئّيففة العففالم العرب ي لففم يكففن الغففرض منهففا "تطففوير النسففان العربي"بففل"ضففبطه" .والففدليل هففو أن المنافسففة بيففن القنفوات العربّيففة كففانت "منافسففة جغرافّيففة" ،الشففيء الففذي أنتج أغاني"عادية" بإيقاعات جغرافية مقحّلية!...
.2الواقع السياسي العربي الذي وّلدته اله ازئفم السياسفّية والعسففكرّية جعففل الشفارع العربي قحكف ًار للتجفّو لف والتسفّو قفف .ولذلك كان المطرب )ة ( العربي )ة ( يبففدع مفواويله )هففا ( وآهففات عشفقه )هففا ( فففي اسففتوديو التسففجيل بينمففا النففار تقحففرق شام ونيل 1967والشارع مقحروس بالعصي والمطرب المتمّر دفمقحروم من تأشير الدخول لقحياء العروض الغنائية... ولن "الختلف" في الذهنّية العربّية يعني آليًا "الفتنة" ،فقد قويت مفاهيم "الواقحدية" و"الجمففاع" علففى لسفان الغنيفة العربّي ف ففة ال ف ففتي ع ف ففوض إنت ف ففاج خط ف ففاب الب ف ففديل والمث ف ففال والقحري ف ة والختلف ،أنتج ف ففت خط ف ففاب "الس ف ففلطة" وعف ف ّز زفت
معايير "الواقحدّية" و" النمطّية":
87
.1الصففوت الففذكري :نففاعم وذكففري ،باسففتثناء صففوت عربي واقحففد خففرق المعففايير وفرض ذاتففه بصففوته الجففش الغليففظ، المطرب الشامي فهد بل لـ ،ولكن "السلطة" الفّنية ،التي أصبقحت تعّبر عن نفسها على لسان رجل الشففارع العففادي، تابعته بالتنكيت لخروجه عن المعيار المقحّد دف للمغني الذكر :الصوت الناعم.
.2الصوت ال نـثوي :ناعم وأنثوي ،باستثناء أصوات أنثوّية قليلة انزاقحت عن المعيار النمطففي وفرضت ذاتهففا بأصفواتها المبقحوقحف ة :المطرب ة المغربّيففة نعيمــة ســميح ،والمطرب ة نجــوى كــرم وهيــام يــونس ...إذ عففرف الغنففاء فففي العــالم
العرب ي ،فففي الماضففي ،اّللجففان الففتي تهت فّم بإجففازة أو بمنففع الص فوات الغنائّيففة الصففالقحة والص فوات الغنائّيففة غيففر الصففالقحة .وقد اعففترض فففي أول المففر علففى المطربة العربّيففة العملقففة فايزة أحمد بسففبب "البّقحف ةفف" فففي صففوتها،هففذه
البّقح ف ةف الففتي كففانت فففي قحينهففا مي فزة صففوتّية ممّي فزة عنففد جيراننففا فففي الشففمال .هكففذا ،بانفصففالها عففن الشففارع العرب ي بمطففالبه وآمففاله إواقحباطففاته ،أصففبقحت الغنيففة العربّيففة مجففرد نوتات يمل بهففا المففذياع والتلفزيون آذاننففا فففي انتظففار سففاعة نومنففا نقحففن ،ونهايففة بثّففه هففو .وتأسيس فًا علففى ذلففك ،غففاب أكففبر منففبر جمففاهيري لتمري ر خطففاب الدمقرط ة والتقحّر ر فوالوعي القحقوقي ،وغابت معه أسئلة المواطنة والقحوار...
لقففد عففانت الغنيففة العربّيففة مففن كونهففا أغنيففة مونولفوج ،تغّنففي لففذاتها .قحففتى الطففرة النوعّيففة الففتي قحّققتهففا مجموعات ش ففعبّية غنائّي ففة مغربّي ففة خلل الس ففبعينّيات )ن ففاس الغيف فوان ،جي ففل جيلل ففة ،تاك ففدة ،إزنف زارن ( ...بمقحاولته ففا الرتق ففاء إلففى الغنيففة الجماعّيففة كففانت فففي أصففلها أغنيففة مونولففوج لكففون الغنيففة تغنففى فففي نففف ِ س الن بأصففوات أعضففاء المجموعة جميعًا .المطلب الن هو الرتقاء إلى الغنية القحوارّية :قحوار الذات مع الخر.
الغنية الحوارية في الثقافة العربّية أو "ثقافة الحوار الغنائي" )= ( duo هنففاك مففن يفصففل قن فوات التعففبير النسففاني إلففى ثلث .1 :المونولـوج :وهوقح وار داخلففي مففع الففذات .2 .الحــوار: يقتضففي قحضففور طرفيففن )إمففا فرديففن أو جمففاعتين ( يتواصففلن لغوي ًا ،جسففديًا .3 .التفاوض :قحفوار غففائّي مصففلقحّي واٍع بمصالح الذات والخر ويعمل على التوفيق بينها...
لكف ف ففن القاعف ف ففدة العامف ف ففة لكف ف ففائن اجتمف ف ففاعي كالنسف ف ففان تبقف ف ففى هف ف ففي "الحــــوار" ،لنهف ف ففا قنف ف ففاته التعبيرّي ف ف ة السف ف ففاس ل يس ففتبدلها ب ففالمونولوج إل ف ففي هزائم ففه إواقحباط ففاته وشففكوكه وخف وفه م ففن الخ ففر .كم ففا ل يس ففتبدلها بالتف ففاوض إل ف ففي
التسويات الرسمّية والتنازلت المتبادلة... الهتمام بالقحوار هو اهتمام قحديث رافق التنظير الفكري والبداعي والسياسي والتاريخي الهفادف إلفى النفتفاح علفى ل تفارةً أخفرى ،أقحيانفًا تقحفت اسفم "شفراكة" وأقحيانفًا أخفرى الخر الذي قفد يكفون جفزءًا مفن ذاتنفا تفارةً أو وجوداً منفصف ً ص "ف ف فأو"تلقح" ...والغنية كشكل من أشكال الثقافة معنّية بالقحوار ،ولكّنها كتجٍّل من تجّليات عقلية تقحت اسم "تنا ّ المجتمع ،رهينة النسق العام سواء في إرادة النفتاح والتلقح والتعّد دف أم في إرادة التقوقع والرأي الواقحد.
88
ي ال يخلو من تحّفظات حصاد العام :2010عام ثقافّي حيو ّ ما قبل الحصاد النطب ففاع الّو لف ففي المتولّففد ع ففن بانو ارم ففا المش ففهد الثق ففافي العرب ي عل ففى امت ففداد الع ففام ،2010ه ففو كثاف ففة النش ففطة
صف صف للفنون ،من عروض مسرقحّية وسينمائّية وف ّن تشففكيلي والفعالّيات وتنّوعها ،بخاصة مع القحّيز الواسع الذي ُخ ّ ل عّم اف يوقحي بفه هفذا المشفهد مفن تبلفور أطفٍر عملّيفة للقحفوار والنقفاش وتبفادل التجفارب ففي القضفايا وغناء ..إلخ ،فض ً
ل على تفريق العرب ،وبعدما باعدت بينهم المصالح القتصادّية. الثقافّية العربّية ،ولسيما بعدما عملت السياسة طوي ً 89
لكن ،هل يمكن القول إن هذا الزخم الثقافي في ظاهره ،والمتراكم في أشكاله ،يعكس تطّو ًارف قحقيقّيًا في نوعّيته؟ وهل جاءت كّل هذه السئلة مختلفة ومتمّيزة عفن بعضفها البعفض أم أن الكفثير منهفا وقع فففي ففّخ التكفرار والجففترار إلففى قحّد أّننففا أصفبقحنا نفرى مفؤتم ارٍت وندواٍت عديفدة تنفاقش الموضوعات نفسفها أقحيانفًا تقحفت العنفاوين نفسفها؟ ثفم ،ولعلّفه
السؤال الهم ،هل لمست هذه النشطة والفعاليات اهتمامففات النفاس وتطلّعفاتهم وهمفومهم ،أو أنهففا بقيفت مقحصفورةً في دوائر النخب العربّية قليلة العدد؟
هففذه السففئلة ،وربمففا عديففد غيرها ،ليسففت سففوى عّينففة مففن السففئلة الففتي أثارها هففذا المشففهد الثقففافي علففى الرغم مففن إيجابّيففاته؛ تلففك اليجابّيففات الففتي لتتمثّففل بعففدد النشففطة فقحسففب ،بففل بالقضففايا والعنففاوين الففتي طبعتففه ،والففتي دارت بشكل أساس في فلك واقع عربّي وعالمّي متغّير ،أومأت إليه عناوين كفثيرة لعففدٍد مفن النشفطة الثقافّيففة أوالنصففو ص ال فواردة فففي الففدورّيات الثقافّيففة والفكرّي ة الففتي تض فّم نفت مصففطلقحًا واقحففدًا علففى القففل يشففير إليففه ،أي إلففى هففذا الواقففع المتغّير.
مادة الحصاد
اسففتند القحصففاد الثقففافي لعففام ،2010إلففى مجموع ة مففن النمففاذج الثقافّيففة العربّيففة ،وتقحديففدًا إلففى أنشففطة عففدٍد مففن المؤّس سففات الثقافّيففة العربّيففة بلففغ مجموعهففا 31مؤّس سففة موّزعففة علففى 8دول عربّيففة هففي :لبنــان ومصــر وسـورية
والسعودية والكويت والمارات وتـونس والمغــرب ،بالضففافة إلففى مجموع ة مففن الففدوريات الثقافّيففة والفكرّي ة الخاصففة بهذه البلدان)انتماًء أو صدو ًرا (. مففن أبففرز هففذه المؤّس سففات فففي لبنان :النادي الثقافي العرب ي ،مرك ز دراسـات الوح دة العربّيــة ،المجلـس الثقــافي للبنان الجنــوبي ،الجمعيــة اّللبنانيــة لعلــم االجتمــاع ،الحرك ة الثقافّيــة انطليــاس .ومفن مصــر :مكتبــة الســكندرية،
المجلس العلى للثقافة ،الهيئة المصرّية العامة للكتاب ،مففن خلل معــرض القــاهرة الــدولي للكتــاب ،42ســاقية عبد المنعم الصاوي .ومن سورية :وزارة الثقافة السورّية واّتحاد الكّتاب في سورية فففي فففروع الرقة وديــر الــزور
والســـلمّية وحلـــب وحمـــص واللذقّيـــة إوادلـــب وبييل ،والمركـ ز الثقـــافي العربـ ي فـــي دمشـــق -أبـــو رمانـــة .وم ففن السعودّية :مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ،النادي الدبي الثقافي في جّد ةـ ،النادي الدبــي فــي الريـاض، معرض الرياض الـدولي للكتــاب ،نــادي أبهــا الدبـي ،نـادي المدينـة المنـّو رةـ الدبــي والثقـافي ،المهرج ان الـوطني سســة جـائزة عبـد العزي ز للتراث والثقافة الجنادرية .ومفن الكويت :المجلس الـوطني للثقافـة والفنـون والداب ،مؤ ّ
سســة محمــد بــن راشــد آل مكتــوم ســعود البــابطين ،معــرض الكــويت للكتــاب ،مجلــة "العرب ي" .ومفن المــارات :مؤ ّ
س سـة سلطان بن علي العويس الثقافّية ،مركز )المنتدى االستراتيجي العربي( ،هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ،مؤ ّ المــارات للدراســات والبحــوث االســتراتيجية فـي أبــو ظــبي ،نــدوة الثقافــة والعلــوم فــي دبــي .ومفن تــونس :المجمــع
الّتونسي "بيت الحكمة" .ومن المغرب :المعرض الدولي السادس عشر للكتاب والنشر" ،واّتحاد كّتاب المغرب". أمففا عففن الففدوريات الثقافّيففة والفكري ة الصففادرة فففي هففذه البلففدان ،فبلففغ عففددها 20مجلّــة هففي :مففن لبنــان :مجلــة
ل المستقبل العربي ،مجلة الداب ،مجلة الفكر العربي المعاصر ،مجلة العرب والفكر العالمي ،مجلة كلمــن ،فض ف ً 90
عن كتاب "باحثات" السنوي؛ ومن مصر :الهل لـ ،وجهات نظر ،الثقافة الجديدة؛ ومفن ســورية :المعرف ة ،الحيــاة الفكرّيـة؛ ومففن السففعودّية :القافلــة ،جــذور؛ ومففن الكــويت :العرب ي ،البيــان؛ ومففن المــارات :آفــاق الثقافــة ،آفــاق المستقبل ،دبّي الثقافّية؛ ومن تونس:الحياة الثقافّية؛ ومن المغرب :المناهل.
خلصة كخلص ففة للقحص ففاد الثق ففافي العربف ي خلل الع ففام ،2010يعت ففبر النش ففاط الثق ففافي ناش ففطًا ف ففي ه ففذا الع ففام ،واقحتف فّل النشففغال بففالقحوال الثقافّيففة للعففالم العربي قحّيف ًاز مهّمف ًاف فففي هففذا النشففاط ،وذلففك علففى الرغم مففن كفّل التقحفّظففات الففتي واكبت هذه اليجابيات.
ولعّل من أبرز الملمح اليجابّية لهذه القحركة الثقافّية: .1تبلور قناعة بأن أمن الوطن العربي يبدأ من أمن كّل دولة عربّية على قحدة ،وأن هذا المن تشفّك لف الثقافففة فيففه ركنفًا قحيويًا.
.2تبلور أطر عملّية للقحوار والنقاش وتبفادل التجففارب فففي القضففايا الثقافّيففة العربّيفة تعفد بففالنطلق مفن التنظيفر إلففى تفعيفل العمل الثقافي العربي بعد دراسة كّل التقحّد يفات التي تواجهه ،وبعد أن عملت السياسة على تفريق العرب وباعدت بينهففم المصففالح القتصففادّية مففن جهففة ،وبعففد فشففل مختلففف التجاهففات الفكري ة مففن قومّيففة وشفيوعّية وليبرالّيففة فففي ترجمففة أفكاره ا علففى أرض الواقففع ترجم فًة تقحفففظ أمففن النسففان العرب ي وكرامتففه .فبففدا العففام 2010عام فًا واعففدًا بمزي د مففن العقلنّية عبر اتجاهين:
اال تـجــاه الول :التجففاه نقحففو مشففروع عرب ي ديمق ارطففي يلتقففي مففع طمففوح الشففيوعّية والشففتراكّية العلمّيففة فففي تقحرير المجتمفع مفن السفتغلل والقحتكفارات واللمسفاواة والظلفم ،ومع طمفوح القفومّيين العفرب بفإعلء القومّيفة ففوق
الطوائف والمذاهب والثنيات ،ومع طموح اّلليبرالّية بتكريس القحياة البرلمانّيففة والنتخابففات الشففرعّية وتداول السفلطة، ث المفواطن العربي علففى إثففارة السففئلة وتقحليففل لكففن علففى قاعففدة واقحففدة أساسفّية هففي "إصففلح الففوعي" ،الففذي يسففتقح ّ ل يسففمح لففه بتقحقيففق شففرط نهففوض مجتمعففه؛ إذ إن الثقافففة ليسففت ثابتففة وجوهرّي ة ،بففل خاضففعة للتغييففر الواقففع تقحلي ً بقحسف ففب الظف ففروف القتصف ففادّية والجتماعّيف ففة والسياس ف فّية ،وق ففد تُسف ف َتثمر فف ففي اتجف ففاه المزي ف د مف ففن التبعّيف ففة )بأشف ففكالها
القتصادّية والسياسّية والجتماعّية ( للنظام القتصادي النيوليبرالي والقحتلل بمختلف أشكاله ،كما أنها قففد تُسفتثَم رف من أجل التقحّر ر فمن السياسات والطماع الخارجّية وما يترّتب عنها من تبعات على الصعد كافة. اال تـجاه الثاني :مواجهة التقحّد يفات الثقافّية التي راقحت تأخفذ مظفاهر عفّد ةف منهففا :ت ارجفع القفراءة ،ضفعف اّللغفة القومية وسيطرة اّللغات الجنبّيفة ،ت ارجفع جفودة التعليفم العفام والعففالي ،ضفعف الفضفائيات العربّيفة ففي وضع تصفّو رف
لنتففاج ثقافففة عربّيففة متنّوع ففة ومتجففّد دفة ،قصففور فففي تكففوين ثقافففة ووع ي بقضففايا تكنولوجيففا المعلومففات والتصففال 91
وعلقتهففا بالتربيففة والتعليففم ..إلففى مففا هنالففك مففن مظففاهر تشففير إلففى ضففرورة إنقففاذ الوضففع الثقففافي العرب ي إنقففاذًا
عملنّيًا .ومن هنا كان الهتمام باديًا في النشغال بموضوغ اّللغة العربّيففة ،انطلقفًا مففن أن البلففدان الففتي قحقّقفت قحففداثتها قحّققتها بلغاتها القومية.
فهل تتابع العوام المقبلة تكريس إطفاٍر للقحفوار مفن الوجهفة العربّيفة والسفلمية ،إطفار يقفوم علفى القواسفم المشفتركة الكففبرى بيففن التجاهففات المختلفففة؟ وهل العفوام المقبلففة تبّشف رف بففزوال مختلففف التقحفّظففات الففتي أبرزها العففام 2010
إلى السطح؟ وهل تبلِو رفالعوام المقبلة ما إذا كانت الزوايا المضيئة في الثقافة العربّية قابلة للشعاع ،أو مجرد سفراب عابر؟.
في مختلف القحالت ،تبقى العوام المقبلة رهينففة المصففادفة ،كمقولفة لففم يتخ فّل عنهففا فوكو)فففي كتففابه "نظام الخطاب"(
ل من الكتففاء ب ف "إقامفة روابفط سفببّية آليفة أو روابفط ضفرورة مثاليفة بيفن العناصفر" في قراءته عملية إنتاج القحداث ،بد ً التي تشّك لف سلسل القحداث الخطابّية.
92
93