التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية-2

Page 1

‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪473‬‬

‫امللف اخلا�ص‬ ‫اغرتاب اللغة �أم اغرتاب ال�شباب؟‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫“قراءة يف ا�ستطالع ر�أي مل� ّؤ�س�سة الفكر العربي”‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 474‬للتنمية الثقافية‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪475‬‬

‫للأزمة �أوجه عدّ ة‬ ‫�أو ًال‪ :‬اللغة وثقافة الهوية واالنتماء لدى ال�شباب‬ ‫امللـف اخلـا�ص‬

‫ثاني ًا‪ :‬واقع اللغة "الأ�سا�سية" لدى ل�شباب‪ :‬املفهوم واال�ستخدام‬ ‫ثالث ًا‪ :‬واقع الثنائية اللغوية لدى ال�شباب‬ ‫ً‬ ‫معرفة ومظهر ًا‬ ‫رابع ًا‪ :‬واقع االزدواجية اللغوية لدى ال�شباب‪:‬‬ ‫خام�س ًا‪ :‬عامل التوا�صل بني ال�شباب‪ :‬حدود االندماج‪ ،‬واملجتمع االفرتا�ضي‬ ‫�ساد�س ًا‪ :‬اللغة العربية و�آدابها يف الكيان املعريف لل�شباب‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 476‬للتنمية الثقافية‬

‫عدة‬ ‫للأزمة �أوجه ّ‬ ‫لي���س ثم��ة مبالغ��ة يف الق��ول ب���أن لأزم��ة‬ ‫الهوي��ة يف دول الوط��ن العرب��ي �أوجه�� ًا عديدة‬ ‫ومتنوعة ال يقل �إحداه��ا �أهمية وال خطورة عن‬ ‫الآخ��ر‪ .‬حا�ص��ل ه��ذه الأوجه يك�ش��ف عنه واقع‬ ‫اللّغ��ة العربي��ة يف دياره��ا‪ ،‬وه��و واق��ع يعاين‬ ‫تدهوراً بالغ ًا على ُ�ص ُعد �شتى‪:‬‬ ‫‪ .1‬تدهور يف جودة العملية التعلّمية عموماً‪،‬‬ ‫ويف ط��رق تعلي��م اللّغة العربي��ة على وجه‬ ‫اخل�صو���ص‪ ،‬و�إال كي��ف نف�� رّ​ّسر ��سر توا�ضع‬ ‫�إن مل يك��ن ت��دنيّ ‪ -‬م�ست��وى متخرج��ي‬‫املدار�س واجلامعات العربية على �صعيدي‬ ‫النطق بالعربية وكتابتها‪.‬‬ ‫‪ .2‬تراج��ع املعاي�ير املهني��ة يف احلر���ص‬ ‫على اللغة العربية وااللتزام مبوجباتها يف‬ ‫و�سائ��ل الإعالم‪ ،‬وال�سيم��ا الإعالم املرئي‪،‬‬ ‫حت��ى باتت "العامية" ه��ي الأ�سلوب الأكرث‬ ‫�شيوع�� ًا يف العدي��د من الربام��ج التي تب ّثها‬ ‫الف�ضائيات العربية‪.‬‬ ‫‪ .3‬خما�صم��ة الفن��ون الإبداعية ملقت�ضيات‬ ‫اللّغ��ة العربي��ة م��ا ب�ين �سينم��ا عربي��ة‬ ‫ال تتج��اوز �أفالمه��ا الناطق��ة بالعربي��ة‬ ‫الف�صيحة عدد �أ�صابع اليد الواحدة‪ ،‬وم�رسح‬ ‫ت�ش ّده �إغواءات العامية �إال نادراً‪� .‬أما الأغنية‬ ‫ول زم��ن ق�صائده��ا املغناة‬ ‫العربي��ة فقد ىّ‬ ‫بالعربي��ة الف�صيحة‪ ،‬و�أ�ضح��ت العامية بل‬ ‫"العاميات" العربية هي ال�سائدة يف الغناء‬ ‫العربي من املحيط �إىل اخلليج‪.‬‬ ‫‪ .4‬فت��ور املنظومتني الت�رشيعي��ة والإدارية‬ ‫وقعوده��ا عن حماية اللغ��ة العربية والذود‬ ‫ع��ن حماه��ا‪ ،‬فبا�ستثناء بع���ض الن�صو�ص‬ ‫القانوني��ة هن��ا �أو هن��اك ال يوج��د ت�رشيع‬ ‫"ذك��ي" و"متكام��ل" و"رادع" يفر���ض‬

‫ا�ستخ��دام اللغ��ة العربي��ة يف دياره��ا‬ ‫وحمايته��ا م��ن غ��زو اللغ��ات الأجنبي��ة‪.‬‬ ‫و�أ�ضح��ت اللغ��ة العربية يف احتي��اج �شديد‬ ‫�إىل منظوم��ة قانونية تت�س��م بهذه ال�صفات‬ ‫الث�لاث‪ :‬ال��ذكاء‪ ،‬والتكام��ل (�أي ال�شم��ول)‪،‬‬ ‫والردع (�أي قوة الإلزام)‪ ،‬وذلك على غرار ما‬ ‫تفعله دول �أخرى �شديدة الغرية على لغاتها‬ ‫الوطنية مثل فرن�سا و�أملانيا وال�صني‪.‬‬ ‫‪ .5‬تف�ش��ي جمموعة ظواه��ر متفرقة و�سلبية‬ ‫ت�ضع��ف م��ن روح التجان���س القوم��ي على‬ ‫ال�صعي��د العربي ككل‪ ،‬وم��ن روح التجان�س‬ ‫الوطني يف كل دولة على حِ َدة مثل الثنائية‬ ‫اللغوية‪ ،‬واالزدواجية اللغوية‪.‬‬ ‫التم�سك بلغته‬ ‫‪ .6‬عزوف ال�شباب العربي عن‬ ‫ّ‬ ‫الأم واحلر�ص على �إجادتها يف مقابل حالة‬ ‫زه��و وافتخ��ار بالتح�� ّدث بلغ��ات �أجنبية‪.‬‬ ‫بلى‪ ،‬نح��ن يف عي�شنا الراهن ن��رى "عرباً"‬ ‫يحادث��ون "عرباً" ح��ول ق�ضاي��ا "عربية"‬ ‫عل��ى �أر���ض "عربي��ة" بلغة �أجنبي��ة يف ما‬ ‫ي�شبه ال�شعور "بالدونية" احل�ضارية‪.‬‬ ‫تتع��دد �أوج��ه �أزمة اللغة العربي��ة �إذن‪ ،‬لكن‬ ‫تبق��ى ق�ضي��ة ال�شب��اب واللغ��ة العربي��ة عل��ى‬ ‫درج��ة بالغة م��ن الأهمية واخلط��ورة‪ .‬من هنا‬ ‫كان ه��ذا "امللف" اخلا���ص ببحث هذه الق�ضية‬ ‫م��ن خمتل��ف جوانبها‪ .‬فالواق��ع العربي الراهن‬ ‫يك�شف عن م�أزق عميق يحار املرء يف ت�أ�صيله‪.‬‬ ‫ه��ل يكم��ن �سبب هذا امل���أزق يف اغ�تراب اللغة‬ ‫ذاتها نتيجة العوامل (الأوجه) امل�شار �إليها؟ �أو‬ ‫�أن االغ�تراب الذي يعي�شه ال�شباب العربي (على‬ ‫�صعي��د الهوي��ة واالنتماء) هو ال��ذي �أف�ضى �إىل‬ ‫�أزمة اللغ��ة العربية الراهن��ة؟ �أو‪ ،‬ولعلّها �إجابة‬ ‫�أخرى حمتمل��ة‪� ،‬أن امل�أزق مزدوج حا�صله �أننا‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪477‬‬ ‫نعي���ش �أزمتني مع�� ًا هما اغرتاب اللغ��ة العربية‬ ‫جنب ًا �إىل جنب مع اغرتاب ال�شباب؟!‪.‬‬ ‫للبح��ث يف ه��ذه التف�س�يرات الثالث��ة كان‬ ‫�أمامن��ا �أكرث م��ن منهجية للعم��ل‪ ،‬اخرتنا منها‬ ‫منهجي��ة النزول �إىل �أر���ض الواقع حيث حقائق‬ ‫الأ�شي��اء �أبل��غ من � ّأي تنظري‪ .‬وكان��ت الأداة هي‬ ‫�إج��راء ا�ستط�لاع ر�أي ل�رشيح��ة متنوع��ة م��ن‬ ‫ال�شب��اب يف عدد من ال��دول العربية‪ . "1‬وككل‬ ‫ا�ستط�لاع ر�أي ف�إن االخت�لاف وارد ب�ش�أن عدد‬ ‫من امل�سائل الفنية والإجرائية‪.‬‬ ‫ولك��ن كان اله��دف ه��و �أن ي�أت��ي ا�ستطالع‬ ‫لا لأك�بر ع��دد ممكن م��ن الق�ضايا‬ ‫ال��ر�أي �شام� ً‬ ‫والظواه��ر املعا�رصة يف عالقة ال�شباب العربي‬ ‫بلغت��ه الأم من ناحي��ة‪ ،‬و�أن يك��ون اال�ستطالع‬ ‫كا�شف�� ًا ع��ن االهتمامات الثقافي��ة لل�شباب من‬ ‫ناحية �أخرى‪.‬‬

‫اال�ستطالع يف م�ضامينه و�سياقاته‬ ‫العامة‬

‫الإعالمي��ة‪ ،‬والتنمي��ة ال�سيا�سي��ة‪ ،‬وه��ي عالقة‬ ‫تتجلى يف ال�سلوكي��ات التخطيطية والتنفيذية‪.‬‬ ‫ويف احلال�ين ت�أخ��ذ اللغ��ة مكانه��ا املح��وري‬ ‫باعتباره��ا �أوىل و�سائ��ط املتغ�يرات‪ ،‬و�أعل��ى‬ ‫مقوم��ات التعب�ير ع��ن املتغ�يرات واملرتكزات‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬والرتبوية‪ ،‬والإعالمية‪.‬‬

‫الق�ضية الثانية‪ :‬واقع "اللغة الأ�سا�سية"‬ ‫لدى ال�شباب‪ :‬املفهوم واال�ستخدام‬

‫ا�ستح��وذ مفه��وم "اللغ��ة الأ�سا�سي��ة" �أو‬ ‫"الرئي�سي��ة" يف اال�ستخ��دام احليات��ي اليومي‬ ‫لل�شب��اب‪ ،‬جمموع��ة �أ�سئل��ة يف اال�ستط�لاع‪،‬‬ ‫حاول��ت �أن تتحرى حتديد اللغ��ة الأكرث اعتماداً‬ ‫يف التعب�ير ع��ن االحتياج��ات ال�شخ�صي��ة‬ ‫واالجتماعي��ة ب�شكل عف��وي‪ ،‬وبالت��ايل �إىل �أي‬ ‫لغة متيل اعتبارات ال�شباب يف اعتماد ما ميكن‬ ‫ت�سميته لغة الع�رص �أو احلداثة‪.‬‬

‫الق�ضية الثالثة‪ :‬واقع الثنائية اللغوية‬ ‫ت�ضم��ن ه��ذا اال�ستط�لاع‪َ ،‬وفْقَ م��ا جاء يف لدى ال�شباب‬ ‫ّ‬

‫الق�ضية الأوىل‪ :‬اللغة وثقافة الهوية‬ ‫واالنتماء‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫�أ�سئلت��ه ونتائج��ه الإح�صائي��ة ق�ضاي��ا‪�َ ،‬شكّلت‬ ‫بني��ة امل�شكل��ة املطروح��ة‪ :‬م��ا هو واق��ع اللغة‬ ‫لا‬ ‫العربي��ة‪ ،‬م��ن منظ��ور ال�شب��اب‪ ،‬ر�أي�� ًا وتفاع� ً‬ ‫وتوجهات‪.‬‬ ‫ّ‬

‫قا�سمت الثنائي��ة اللغوية (عربي‪�-‬أجنبي)‪،‬‬ ‫�سيما اللغة الإنكليزية‪ ،‬الوظائف التي ت�ؤديها‬ ‫وال ّ‬ ‫لغ��ة ال�شب��اب‪ ،‬يف ا�ستعماالته��م احلياتية‪ .‬فقد‬ ‫تع ّددت م�شاهد هذا امل ُْخ َرج‪� ،‬إذ بدت وا�ضحة يف‬ ‫جانب التوا�صل العفوي مع الآخرين‪ ،‬ويف رموز‬ ‫التوا�ص��ل الكتاب��ي‪ ،‬ويف التعبري ع��ن م�سميات‬ ‫كث�يرة‪ .‬ويف ج��دول املقارن��ة بالعربي��ة‪ ،‬مييل‬ ‫امل�ؤ�رش �إىل �صالح الثنائية‪ ،‬والإنكليزية حتديداً‪،‬‬ ‫ثم يتنامى‪ ،‬يف لغة مراجع االخت�صا�ص العلمي‬ ‫وت�سمية امل�صطلحات و�أ�سماء املخرتعات؛ وهو‬ ‫م��ا احتاج �إىل تقدمي نتائ��ج الإح�صاء اخلا�صة‬ ‫بامل�صطلح‪ ،‬يف فقرة خا�صة‪.‬‬

‫ق�� ّدم البح��ث �ص��ورة و�صفية لعالق��ة اللغة‬ ‫مبفهوم��ي الهوي��ة واالنتماء‪،‬كم��ا انعك�ست يف‬ ‫ّ‬ ‫نتائج ر�أي ال�شباب العربي‪ .‬وكان مناخ الأ�سئلة‬ ‫قد افرت�ض‪� ،‬أو �أنه اعترب الهوية من �أهم مرتكزات‬ ‫وجود الأمة‪ ،‬وبالتايل افرت�ض‪� ،‬أن للغة دوراً يف‬ ‫احلف��اظ على الهوية‪ ،‬باعتبار اللّغة وعاء الفكر‪،‬‬ ‫وارتباطه��ا بالتاري��خ والثقاف��ة لأجي��ال عد ّة‪ .‬الق�ضية الرابعة‪ :‬واقع االزدواجية‬ ‫وافرت���ض البح��ث‪ ،‬ع�بر �أ�سئلت��ه‪ ،‬عالق��ة وثيقة اللغوية لدى ال�شباب‪ :‬معرفة ومظهر ًا‬ ‫بني الهوية واملنظوم��ة التعليمية‪ ،‬وامل�ؤ�س�سات‬ ‫�أظه��رت نتائ��ج اال�ستطالع جمل��ة ُم ْد َخالت‬ ‫‪-1‬‬

‫ن�ص ا�ستطالع الر�أي �ص ‪503‬‬ ‫راجع ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 478‬للتنمية الثقافية‬ ‫ومخُـرج��ات معرفي��ة و�سلوكي��ة‪ ،‬يف م��ا يتعل��ق‬ ‫َ‬ ‫باللغ��ة الأحادي��ة‪ ،‬والأ�سا�سي��ة‪ ،‬واالزدواجي��ة‬ ‫اللغوي��ة (الف�صح��ى والعامي��ة)‪ ،‬وتب�� ّدى ذلك يف‬ ‫م�شه��د التوا�ص��ل اللغوي‪� ،‬إذ جرى احل��وار عفوي ًـا‬ ‫مبفردات وتراكيب عامية‪ ،‬و�إذ بدت الرغبة كبرية‪،‬‬ ‫�أي�ضـاً‪ ،‬يف �سماع الدراما الع�رصية بالعامية‪ .‬كما‬ ‫بدا التوا�صل بالعامية �أ�شبه بامل�شهد اخللفي الذي‬ ‫يبق��ى حا�رضاً‪ ،‬حني يتع�ثر التوا�صل بالف�صحى‪،‬‬ ‫�أو حني يتداخل مع الأجنبية‪.‬‬

‫الق�ضية اخلام�سة‪ :‬عامل التوا�صل بني‬ ‫ال�شباب‪ :‬حدود االندماج‪ ،‬واملجتمع‬ ‫االفرتا�ضي‬

‫ر�صد البح��ث ما خل�ص �إلي��ه اال�ستطالع من‬ ‫نتائج ت�شري �إىل تنامي ا�ستخدام ال�شباب للإنرتنت‬ ‫وبرام��ج الهاتف املحمول املتط��ورة‪ ،‬وما حتمله‬ ‫و�سائل االت�صال من م�ضامني معرفية‪� ،‬أو �سواها‪،‬‬ ‫وما له عالقة بق�ضايا اللغة العربية‪ ،‬وبالتايل ما‬ ‫�شكّل كتابة لغة التوا�ص��ل‪� ،‬أهي كتابة باحلروف‬ ‫العربية �أم باحلروف الالتينية‪ ،‬ثم‪ ،‬يف تف�سري هذا‬ ‫التوا�ص��ل ملا ي�ش��كل يف ر�أي ال�شب��اب من و�سيلة‬ ‫اندماج مع املجتم��ع �أو �أنه و�سيلة �إيجاد جمتمع‬ ‫بدي��ل‪ ،‬ي�سهم��ون يف تكوي��ن واقع��ه االفرتا�ضي‪،‬‬ ‫مم��ا مينحه��م ال�شع��ور باال�ستقاللي��ة م��ن جهة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واالندم��اج االفرتا�ض��ي ال��ذي �أخ��ذ يتنامى عرب‬ ‫�ألوان الت�شبيك بني ال�شباب‪.‬‬

‫الق�ضية ال�ساد�سة‪ :‬اللغة العربية و�آدابها‬ ‫يف الكيان املعريف لل�شباب‬

‫افرت���ض البح��ث �أن املجتم��ع العربي يعاين‬ ‫فج��وة معرفية �أبقته يف دائ��رة التابع‪ ،‬املتلقي‪،‬‬ ‫امل�ستهل��ك‪ ،‬غري امل�ستفيد من م��وارده الطبيعية‬ ‫والب�رشية‪ ،‬وجعلته غري عابىء ب�إنتاج املعرفة‪،‬‬ ‫بلغت��ه العربي��ة‪� ،‬إال يف م�ساح��ات اجتهادي��ة‬ ‫حم��دودة‪ .‬يف ظ ّل ه��ذا الواق��ع طرحت جمموعة‬ ‫�أ�سئل��ة عل��ى ال�شب��اب ت�ستق��ري م��دى معرفتهم‬ ‫بلغتهم و�آدابها‪ ،‬وما يقتنونه من كتب مرجعية‪،‬‬ ‫و�أخرى ثقافي��ة‪� ،‬إرادة التقاط م�ؤ�رشات الكفاية‬

‫الثقافية‪ ،‬يف حدودها وخ�صائ�صها‪.‬‬ ‫وخل���ص البحث �إىل عدد م��ن اال�ستنتاجات‬ ‫ج��راء ر�صد ما بني امل�سائ��ل والنتائح‬ ‫العام��ة‪ّ ،‬‬ ‫وج��راء املقارن��ة ب�ين "خانات"‬ ‫م��ن ارتب��اط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بع���ض النتائج الإح�صائي��ة‪ ،‬والتعقيب على ما‬ ‫قدمت��ه نتائ��ج اال�ستط�لاع عمومـ��اً‪ ،‬يف م�شهد‬ ‫يجمع بني ما طُ رح م��ن افرتا�ضات‪ ،‬وما انتهى‬ ‫�إليه ا�ستطالع ر�أي ال�شباب من �أجوبة‪.‬‬

‫�أو ًال‪ :‬اللغة وثقافة الهوية‬ ‫واالنتماء لدى ال�شباب‬

‫‪ - 1‬عرف الفك��ر العربي احلديث‪ ،‬ال�سيا�سي‬ ‫والثق��ايف والرتب��وي‪ ،‬نوعـ�� ًا م��ن �إجم��اع‬ ‫�أه��ل الفك��ر و�ص ّناع الق��رار‪ ،‬عل��ى �أن اللغة‬ ‫املق��وم الأول لهوية املجتم��ع العربي‪،‬‬ ‫ه��ي‬ ‫ّ‬ ‫مبختل��ف بلدان��ه‪ .‬والق��ول ب�أولوي��ة اللغ��ة‬ ‫العربي��ة �أخ��ذ �سبيل��ه �إىل معظ��م الد�سات�ير‬ ‫تن�ص عل��ى �أن اللغة العربية‬ ‫العربي��ة‪ ،‬التي ّ‬ ‫الن���ص على هذا‪،‬‬ ‫ه��ي اللغة الر�سمي��ة‪ .‬لكن‬ ‫ّ‬ ‫مل مين��ع دو ًال عربي��ة كث�يرة م��ن �إعط��اء‬ ‫الد�ستورية للغات �أخرى‪ ،‬جنب ًا �إىل جنب مع‬ ‫اللغة العربية‪.‬‬ ‫ن���ص الد�ساتري العربية على‬ ‫‪ - 2‬م��ن حيث ّ‬ ‫انتماء كياناتها �أو �شعوبها �إىل �أمة عربية‬ ‫فه��ي تت��وزع �إىل ث�لاث جمموع��ات‪)1( :‬‬ ‫جمموعة تقول باالنتماء �إىل الأمة العربية‬ ‫ح�رصاً‪ ،‬وهي ح��ال د�ساتري ك ّل من الأردن‬ ‫والكويت وفل�سطني وليبيا‪ ،‬واليمن‪ ،‬وم�صر‪،‬‬ ‫والإم��ارات‪ ،‬وقطر‪ ،‬و�سوري��ة‪ ،‬والبحرين‪،‬‬ ‫تن���ص د�ساتريها‬ ‫ولبن��ان‪ )2( .‬جمموعة ال ّ‬ ‫على انتم��اء كياناته��ا �أو �شعوبها �إىل �أمة‬ ‫عربية‪ ،‬ب��ل �إىل مفاهيم عربية �أقل حتديداً‬ ‫من الأم��ة‪ ،‬كالأ�رسة‪� ،‬أو الع��امل‪� ،‬أو الكيان‪.‬‬ ‫وه��ذه ح��ال د�ساتري ك ّل م��ن تون�س (حيث‬ ‫االنتماء �إىل الأ�س��رة العربية)‪ ،‬واجلزائر‬ ‫(حي��ث تك��ون اجلزائ��ر "ج��زءاً متكامالً‪...‬‬ ‫م��ع الع��امل العرب��ي") وال�س��ودان (حي��ث‬ ‫يكون ال�س��ودان "جزءاً من الكي��ان العربي‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪479‬‬ ‫والأفريق��ي")؛ وميك��ن �أن يلح��ق الع��راق‬ ‫ن���ص الد�ستور‬ ‫به��ذه املجموع��ة‪� ،‬إذ �أ�ش��ار ّ‬ ‫‪5.3‬‬ ‫اجلدي��د (‪� )2005‬إىل �أن الع��راق بل��د متع ّدد‬ ‫‪3‬‬ ‫نعم‬ ‫القومي��ات والأدي��ان واملذاه��ب‪ ،‬وهو جزء‬ ‫م��ن الع��امل الإ�سالم��ي‪ ،‬وع�ض��و م� ّؤ�س���س‬ ‫وفعال يف جامعة الدول العربية‪ ،‬وملتزم‬ ‫ّ‬ ‫دين‬ ‫إ�سالم‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫(حيث‬ ‫وموريتانيا‬ ‫مبيثاقها"؛‬ ‫ال‬ ‫ال�شب��اب والدولة)؛ واملغ��رب (حيث اململكة‬ ‫املغربي��ة دولة �إ�سالمي��ة‪ )3( .)...‬وجمموعة‬ ‫‪89.7‬‬ ‫تن���ص د�ساتريها عل��ى االنتماء العربي‪،‬‬ ‫ال ّ‬ ‫مرتدد‬ ‫بو�ضوح‪� ،‬أو �إىل �أي ّ تعبري �آخر م�شابه (وهذه‬ ‫هي حال موريتانيا وال�صومال مثالً)‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يفرت���ض الباح��ث �أن ا�ستخ��دام اللغ��ة‬ ‫العربي��ة يف املجتمع‪ ،‬ب�إداراته وم� ّؤ�س�ساته‪،‬‬ ‫وال ّ‬ ‫�سيم��ا مناهج التعلي��م وو�سائل الإعالم �شكل بياين رقم ‪ 2‬م� ّؤ�شر العربية باعتبارها مر�آة الرتاث والهوية‬ ‫هو م��ا يع�� ّزز تعميم اللغ��ة الوطني��ة ك�أداة‬ ‫‪84.8‬‬ ‫للتبليغ والتكوين‪ ،‬وت�شكيل الوعي‪ ،‬باعتبار‬ ‫املقوم الأ�سا�سي يف بن��اء ال�شخ�صية‬ ‫اللغ��ة ّ‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫كم��ا يفرت���ض الباح��ث �أن اللغ��ة حتي��ا‬ ‫باال�ستعم��ال‪ ،‬وال حتي��ا يف �سط��ور الكتب؛‬ ‫ف���إذا ما متك��ن ال�شب��اب العربي م��ن �إتقان‬ ‫لغت��ه وا�ستعماله��ا ف�إنه ي�ستطي��ع �أن يبدع‬ ‫وي�ش��ارك يف �إث��راء ح�ضارت��ه‪ .‬فاللغ��ة هي‬ ‫‪9.5‬‬ ‫املظهر املع�ّب�رّ عن الكيان الثقايف لل�شباب؛‬ ‫‪4.2‬‬ ‫ويف هذا �أهمي��ة تن�سحب على دور اللغة يف‬ ‫حي��اة ال�شب��اب حا��ضراً‪ ،‬ومتت��د لت�ستقري‬ ‫مدى معرفتهم بالرتاث‪.‬‬ ‫وعفوي��ة‪ ،‬يف التوا�ص��ل م��ع الآخرين‪ ،‬عرب‬ ‫‪ - 4‬لق��د ق ّدمت نتائ��ج اال�ستطالع‪ ،‬يف هذا‬ ‫الهات��ف‪ ،‬بو�سائل��ه املتنوع��ة‪ ،‬واملتطورة‪،‬‬ ‫ال�صدد‪� ،‬أربعة م�ؤ�رشات؛‬ ‫كان اجلواب بـ (نعم)‪.% 82.9 :‬‬ ‫�أ‪ -‬فاللغ��ة العربي��ة‪ ،‬م��ن حي��ث اعتباره��ا لغة‬ ‫�أ�سا�سية يف اال�ستخدام اليومي‪ ،‬كما يف ر�أي د‪ -‬وه��ي من حيث كونها جم��ال فخر واعتزاز‬ ‫مب��ا لها من قدرات عالي��ة يف التوا�صل مع‬ ‫امل�ستطلعني ال�شباب‪ ،‬بلغت الن�سبة يف خانة‬ ‫الآخرين‪ ،‬بلغ اجلواب بـ (نعم)‪.% 85.9 :‬‬ ‫(نعم)‪.% 89.7 :‬‬ ‫ب‪ -‬وه��ي‪ ،‬م��ن حيث كونه��ا ترم��ز �إىل الهوية‬ ‫الثقافي��ة‪ ،‬وتعك���س ال�تراث‪ ،‬بل��غ اجلواب بـ ثاني ًا‪ :‬واقع اللغة "الأ�سا�سية"‬ ‫لدى ل�شباب‪ :‬املفهوم واال�ستخدام‬ ‫(نعم)‪.% 84.8 :‬‬ ‫خ�ص‬ ‫ما‬ ‫يف‬ ‫اال�ستطالع‪،‬‬ ‫أجوبة‬ ‫�‬ ‫حفل��ت‬ ‫‬‫‪1‬‬ ‫ج‪ -‬وهي‪ ،‬باعتبارها اللغة امل�ستخدمة‪ ،‬ب�سهولة‬ ‫ّ‬

‫�شكل بياين رقم ‪ 1‬م� ّؤ�شر اللغة العربية‪ ،‬هل هي �أ�سا�سية يف التوا�صل اليومي؟‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 480‬للتنمية الثقافية‬ ‫�شكل بياين رقم ‪ 3‬ن�سبة التوا�صل بالعربية‪ ،‬ب�سهولة وعفوية‪ ،‬عرب الهاتف‬ ‫نعم‬

‫ال‬

‫�أحياناً‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1.5‬‬

‫ال جواب‬ ‫‪4.2‬‬

‫‪100%‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪80%‬‬

‫‪49.8‬‬

‫‪54.8‬‬

‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪82.9‬‬

‫‪14.1‬‬

‫‪50%‬‬ ‫‪40%‬‬

‫‪14.4‬‬

‫‪30%‬‬

‫‪21.3‬‬ ‫‪24.7‬‬

‫‪20%‬‬ ‫‪10%‬‬

‫‪14.8‬‬ ‫‪6.1‬‬

‫‪0%‬‬

‫�شكل بياين رقم ‪ 4‬م�ؤ�شر العربية باعتبارها مر�آة الرتاث والهوية‬ ‫‪85.9‬‬

‫‪3‬‬ ‫ال‬

‫نعم‬

‫حتديد مفهوم اللغة الأ�سا�سية يف اال�ستخدام‬ ‫اليوم��ي‪ ،‬وحتديد درجات ه��ذا اال�ستعمال‪،‬‬ ‫بنتائ��ج ت�سرتع��ي االنتب��اه؛ فقد ب��دا ظهور‬ ‫�سيم��ا الإنكليزية)‬ ‫مزاحم��ة الأجنبي��ة (وال ّ‬ ‫للّغ��ة العربية‪ ،‬يف كثري م��ن الوظائف التي‬ ‫يقوم بها اللّ�سان العربي‪.‬‬ ‫وحتم��ل ه��ذه امل�س�ألة افرتا�ض��ات عد ّة‪ ،‬من‬ ‫�أبرزها‪� :‬أن اللغة "الأ�سا�سية" �أو " الرئي�سية"‬ ‫هي التي يعرفها ال�شب��اب �أكرث‪ ،‬ويتحدثون‬ ‫به��ا ب�ش��كل �أف�ض��ل‪ ،‬وي�ستعملونه��ا ب��كل‬ ‫�سهول��ة و ُي�رس‪ .‬و�أن ذلك حمك��وم بالظروف‬ ‫االجتماعي��ة للبيئة التي يعي�شه��ا ال�شباب‪،‬‬ ‫وم��ن ث��م‪ ،‬بالوظائ��ف الت��ي ت�ؤديه��ا اللغة‬ ‫العربي��ة �أو �سواها يف املحي��ط االجتماعي‬ ‫له��ذا ال�شخ���ص‪ .‬و�أن معرف��ة العربي��ة‪� ،‬أو‬ ‫�سواه��ا‪� ،‬أو ا�ستعم��ال لغ��ة م��ا‪ ،‬كلغة تعبري‬ ‫عف��وي‪ ،‬م�ؤ�رش رمزي �إىل االنتماء‪� ،‬أو الوالء‬ ‫للجماعة التي تتحدث هذه اللغة‪ .‬وي�ؤمل �أن‬ ‫تتح��رى هذه الأ�سئلة طبيعة امل�شهد اللغوي‬ ‫ال��دال عل��ى" تطبي��ع" ال�شب��اب لعالقته��م‬ ‫باللغة العربي��ة‪� ،‬أو �إحدى اللغات الأجنبية‪،‬‬ ‫وبالت��ايل‪ ،‬ما ه��ي اللغ��ة التي متي��ل �إليها‬ ‫اعتباراتهم يف ت�سمية لغة الع�رص واحلداثة‪،‬‬ ‫لتك��ون وافية باحتياجاته��م التعبريية يف‬ ‫احليوات العاطفية والثقافية والعلمية‪ ،‬ويف‬ ‫مقدمة ذلك كل��ه امل�صطلح الذي غدا مفتاح‬ ‫املعرفة يف وجوهها املختلفة‪.‬‬ ‫املوجه �إىل‬ ‫‪ - 2‬وق��د خلّ�ص امل�س�ألة ال�س�ؤال‬ ‫ّ‬ ‫ال�شباب‪ :‬ما هي اللغ��ة الأوىل (الأ�سا�سية �أو‬ ‫الأم) الت��ي يتوا�صلون به��ا‪ ،‬بعفوية‪ ،‬يف ما‬ ‫بينهم‪ ،‬يف حياتهم اليومية؟‬ ‫تف��رع ال�س���ؤال ونتائج��ه‪� ،‬إىل �سبع��ة‬ ‫ث��م ّ‬ ‫احتم��االت‪ ،‬كم��ا ج��اء يف الر�س��م البي��اين‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫ول��و قار ّنا النتائج الواردة يف الر�سم �أعاله‪،‬‬ ‫بنتائج ال�س�ؤالني‪:‬‬ ‫ ه��ل تعتقد �أن اللغة العربية قادرة‪ ،‬فعالً‪،‬‬‫على التعبري عن م�شاعرك‪ ،‬و�أفكارك؟‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪481‬‬ ‫م�ؤ�شرات عن اللغة الأ�سا�سية املعتمدة يف التوا�صل‪ ،‬بعفوية‪ ،‬يف ما بني‬ ‫�شكل بياين رقم ‪ 5‬ال�شباب‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪47.9‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪45.2‬‬ ‫‪53.2‬‬

‫‪56.3‬‬

‫‪63.5‬‬

‫‪3.8‬‬

‫‪90%‬‬

‫‪70%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬

‫‪16‬‬

‫‪2.7‬‬

‫‪3‬‬

‫‪28.1‬‬

‫‪84.8‬‬

‫‪40%‬‬ ‫‪30%‬‬

‫‪30.8‬‬

‫‪37.3‬‬

‫‪32.7‬‬

‫‪43‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪18.3‬‬

‫‪35.7‬‬

‫‪10%‬‬ ‫‪4.2‬‬

‫لغة عربي‪-‬‬ ‫�أجنبي �أخرى‬

‫‪3.8‬‬

‫العربية‬

‫‪3.4‬‬

‫فرن�سي‬ ‫عربي‬

‫‪1.1‬‬

‫ثنائية لغوية‬ ‫عربي‪-‬انكليزي‬

‫االنكليزية‬

‫العربية‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫ ه��ل ت�ستعني باللغة الأجنبية (الإنكليزية‬‫مث�لاً) للتعبري ع��ن م�شاع��رك و�أفعالك‪ ،‬لأن‬ ‫اللغة العربية عاجزة عن الوفاء بذلك؟‬ ‫لتب�ين لن��ا �أن للعربي��ة ‪( % 69.2‬نع��م)‪،‬‬ ‫و‪( 22.8%‬جزئيـ�� ًا)‪ ،‬و‪( % 2.3‬غ�ير قادرة)‪،‬‬ ‫و�أن للإنكليزي��ة (�أو لغ��ة �أجنبي��ة �أخرى) ما‬ ‫ن�سبت��ه ‪( 10.3%‬نع��م)‪ ،‬و‪( % 65‬ال)‪ ،‬و‪23.6‬‬ ‫‪�( %‬أحيان�� ًا)‪ .‬فالفارق ب�ين الن�سبتني‪69.2 :‬‬ ‫‪ %‬و‪ 2.3%‬ذو توات��ر ع��ال ٍ ل�صال��ح اللغ��ة‬ ‫العربي��ة‪ .‬ويتع�� ّزز �أو ًال ب��ـ ‪( % 65‬ال) يف‬ ‫ا�ستبع��اد الأجنبي��ة‪ ،‬و‪( % 2.3‬العربية غري‬ ‫ق��ادرة)‪ ،‬وت��كاد تت�س��اوى خان��ة (�أحيان ًا)‬ ‫يف ال��ر�أي بق��درة اللغتني عل��ى التعبري عن‬ ‫امل�شاعر والأفكار‪ % 22.8 :‬للعربية‪ ،‬مقابل‪:‬‬ ‫‪ % 23.6‬للأجنبية‪ .‬وهذا الت�ساوي الن�سبي ال‬ ‫املار ذكرهما‪.‬‬ ‫يغيرّ من نتيجة (نعم) و (ال) ّ‬

‫الفرن�سية‬

‫‪8.4‬‬

‫‪0%‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬واقع الثنائية اللغوية لدى‬ ‫ال�شباب‬ ‫‪ - 1‬الثنائية اللغوية‪ :‬املفهوم‬

‫ثنائ��ي اللغ��ة هو‬ ‫م��ن املفرت���ض �أن ال�ش��اب‬ ‫ّ‬ ‫ال��ذي يتقن لغة ثانية بدرج��ة متكافئة‪ ،‬مع لغته‬ ‫الأ�صلية‪ ،‬ويقدر �أن ي�ستعمل كلتا اللّغتني بالت�أثري‬ ‫وامل�ست��وى نف�س��ه‪ ،‬يف ك ّل الظ��روف‪ .‬وبالت��ايل‪،‬‬ ‫فثنائي��ة اللغة ‪-‬هنا‪ -‬تعني توازن ًـا بني نظامني‬ ‫لنوعني يف املعرفة واال�ستطاعة والإتقان‪.‬‬ ‫لك��ن‪ ،‬علين��ا �أن نفرت�ض‪ ،‬يف الوق��ت نف�سه‪،‬‬ ‫�أن توازنـ�� ًا من هذا امل�ست��وى لي�س يف الإمكان‬ ‫حتقيق��ه لدى ال�شباب ثنائي��ي اللغة‪ ،‬حيث �إنهم‬ ‫عاد ًة يتفاوتون يف هذا التوازن‪.‬‬ ‫وعلى الباحث �أن يفرت�ض‪،‬هنا‪ ،‬نوعني اثنني‬ ‫من الثنائي��ة اللغوية لدى ال�شباب؛ الأوىل تتمثل‬ ‫يف فئ��ة لديه��ا الكف��اءة الراجح��ة يف اللغ��ة (�أ)‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 482‬للتنمية الثقافية‬ ‫الن�ص‬ ‫نطقـ�� ًا وكتاب ًة وفهمـاً‪ ،‬ففي مرحل��ة تل ّقي ّ‬ ‫(امل�سم��وع �أو املرئ��ي وامل�سم��وع‪� ،‬أو املكت��وب)‬ ‫تفه��م وت�ستجيب باللغ��ة نف�سها‪ ،‬عل��ى عك�س ما‬ ‫الن�ص بلغة (ب) �إىل‬ ‫يح��دث عندما يحتاج تل ّق��ي ّ‬ ‫الرتجم��ة‪� ،‬إىل لغة (�أ) ت�ستطيع فهمها‪ ،‬وت�ستجيب‬ ‫باللغ��ة (�أ) نف�سها‪ ،‬ومن ثم ترتجم اال�ستجابة �إىل‬ ‫لغ��ة (ب) لتو�صيلها‪ .‬فاحلال��ة الأوىل هي ثنائية‬ ‫لغوي��ة راجح��ة �أو مركب��ة‪ ،‬واحلال��ة الثانية هي‬ ‫ثنائية لغوية مرجوحة �أو متالزمة‪� ،‬أو �أن للأوىل‬ ‫نظام ًـا واحداً‪ ،‬و�أن للثانية نظامني من املعاين‪.‬‬ ‫ونزيد يف القول واالفرتا�ض لهجة الوظائف‬ ‫اللغوي��ة‪ ،‬فهناك م�ست��وى من الثنائي��ة اللغوية‬ ‫يتطلب��ه التوا�ص��ل م��ع الأ��سرة �أو الأق��ارب‪،‬‬ ‫وم�ستوى ثان ٍ مع الأ�صدقاء‪ ،‬وثالث مع الباعة‪،‬‬ ‫ورابع مع الغرباء‪ ،‬وخام�س للم�سموع واملرئي‪،‬‬ ‫و�ساد�س يف ت�رصيف القول والكتابة مع �إدارات‬ ‫ر�سمي��ة‪� ،‬أو يف قاع��ات الدر���س‪ ...‬وهك��ذا‪ .‬وال‬ ‫يعني التعداد ‪-‬هنا‪� -‬أننا �إزاء ا�ستقاللية كاملة‬ ‫يف الق��ول والرتكي��ب والتحوي��ل يف كل حال��ة‪،‬‬ ‫مم��ا �سب��ق‪ ،‬فالتداخل حا�ص��ل‪ ،‬و�إمن��ا التوزيع‬ ‫يتطلبه الفارق وامل�ستوى وال�سياق‪ ،‬واال�ستعداد‬ ‫النف�سي‪ ،‬والألفة‪ .‬فاال�ستعم��االت الثنائية‪،‬هنا‪،‬‬ ‫حمكوم��ة بالظ��روف االجتماعي��ة للبيئ��ة التي‬ ‫ثنائ��ي اللغ��ة‪� ،‬أو حمكوم��ة‬ ‫يعي�شه��ا ال�ش��اب‬ ‫ّ‬ ‫بالوظائ��ف الت��ي ت�ؤديه��ا ك ّل م��ن اللغت�ين يف‬ ‫املحي��ط االجتماع��ي ملث��ل ه��ذا ال�ش��اب‪ .‬ويف‬ ‫املقاب��ل ف��� ّإن ه��ذه اال�ستعم��االت والوظائ��ف‬ ‫يت��م به��ا اكت�س��اب‬ ‫حمكوم��ة بالطريق��ة الت��ي ّ‬ ‫اللغتني؛ فالق�ضي��ة مت�شابكة‪ ،‬لأن الطريقة التي‬ ‫يت��م بها اكت�س��اب اللغتني ه��ي نتيجة للظروف‬ ‫ّ‬ ‫واملحيط االجتماعي‪.‬‬ ‫وعلين��ا �أن نفرت���ض‪ ،‬تالي��اً‪� ،‬أن اللغ��ة الت��ي‬ ‫جعلناها يف (�أ) قد تكون لغة الوظائف االجتماعية‬ ‫العليا‪� ،‬أي لغة الإدارة والتعليم والإعالم الر�سمي‪،‬‬ ‫وه��ي �إىل ح ّد ن�سبي �أكرب‪ ،‬لغة مكتوبة وم�سموعة‪،‬‬ ‫بينم��ا ت�ستعم��ل اللغ��ة (ب) كلغ��ة �شخ�صية لدى‬ ‫ال�شب��اب‪ ،‬يف اال�ستعماالت الرتيب��ة " الروتينية"‬ ‫واحلي��اة العائلي��ة‪ ،‬وال�صداق��ة‪ ،‬وم��ا �شاب��ه م��ن‬

‫�ش���ؤون احلي��اة اليومية‪.‬كم��ا يرتب��ط ا�ستعم��ال‬ ‫اللغ��ة (�أ) ارتباط�� ًا �أق��وى بالتعلي��م والثقافة (=‬ ‫التكنولوجي��ا) وباملراكز ذات املظهر احل�ضاري‪.‬‬ ‫ولنقل ب�صفة �أكرث يف املدينة‪.‬‬ ‫ويفرت�ض البح��ث تراجع جمتمعات عربية‪،‬‬ ‫حم��د ّدة‪ ،‬يف �إعط��اء الفر�ص��ة االجتماعي��ة للّغة‬ ‫العربية يف تدري�س العل��وم والريا�ضيات‪ ،‬ابتدا ًء‬ ‫حت��ى يف م�ستوي��ات التعلي��م الثان��وي والعايل‪،‬‬ ‫وه��و تراج��ع يف ا�ستخ��دام العربي��ة يتمث��ل يف‬ ‫االقت�صاد اللغوي والت�أخر امل�صاحبني للعربية‪.‬‬

‫‪ - 2‬نتائج الثنائية اللغوية‪ :‬نتائج‬ ‫متفاوتة‬

‫احت ّل التوا�صل بالثنائية اللغوية‪ :‬عربي‪-‬‬ ‫�إنكلي��زي املرتب��ة الثانية‪ ،‬بعد العربي��ة‪( :‬نعم)‬ ‫‪ ،% 7.35‬وبالثنائي��ة‪ :‬عربي‪-‬فرن�س��ي‪،% 3.8 :‬‬ ‫وبالثنائية‪ :‬عربي‪-‬لغة �أجنبية �أخرى‪.% 4.2 :‬‬ ‫باملقارن��ة ب�ين التوا�ص��ل بالإنكليزي��ة‪،‬‬ ‫بعفوي��ة (‪ :% 8.4‬نع��م)‪ ،‬والتوا�ص��ل بالثنائي��ة‬ ‫اللغوي��ة‪ :‬عربي‪�-‬إنكلي��زي ‪ ،% 35.7‬يظه��ر‬ ‫الف��رق وا�ضحاً‪ .‬وهو ما يحم��ل الت�سا�ؤل التايل‪:‬‬ ‫ه��ل التوا�ص��ل بالثنائية اللغوية‪ ،‬هن��ا‪ ،‬بن�سبته‬ ‫العالية‪ ،‬قيا� ًسا ب�أحادي��ة التوا�صل بالإنكليزية‬ ‫م��ر ّده �إىل اال�ستعان��ة بالعربي��ة يف التعب�ير‬ ‫عموم��اً‪ ،‬واالكتفاء با�ستعم��ال مفردات بعينها‪،‬‬ ‫�أو عب��ارات "معه��ودة" �أو �شائع��ة الت��داول‪،‬‬ ‫بالإنكليزية‪ ،‬لـ "تطريز" التوا�صل‪� ،‬أو الرغبة يف‬ ‫الظهور مبظهر "التح�ض" �أو "التفرجن"؟‬ ‫ويتوق��ف الباحث �أمام ن َِ�سب خانات (ال جواب)‬ ‫يف نتائ��ج التوا�ص��ل باللغ��ات الأجنبي��ة‪ ،‬فهي‬ ‫بن�سب��ة عالي��ة‪ ،% 58.9 :‬يقابله��ا‪ ،‬يف اخلان��ة‬ ‫ذاتها ‪ % 9.9‬للتوا�صل بالعربية‪ ،‬لغ ًة �أحادية‪.‬‬ ‫ه��ذا ال��ـ "ال ج��واب" �أو االمتن��اع ع��ن الإدالء‬ ‫بالر�أي يجعل الباحث �أمام افرتا�ضات ع ّدة‪ ،‬من‬ ‫�أبرزه��ا‪ :‬عدم رغبة امل�ستطلَع ر�أيه‪ ،‬من ال�شباب‪،‬‬ ‫يف الك�ش��ف عن جهل��ه اللغة الأجنبي��ة‪� ،‬أو عدم‬ ‫اهتمام��ه به��ا‪� ،‬أو رمبا ع��دم املب��االة �أ�سا�سـاً‪،‬‬ ‫�أو �أن��ه من قبي��ل �إنكار دور اللغ��ة الأجنبية يف‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪483‬‬ ‫�شكل بياين رقم ‪ 6‬م� ّؤ�شرات التوا�صل بالثنائية اللغوية‬ ‫‪% 100‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪47.9‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪% 80‬‬

‫‪45.2‬‬ ‫‪53.2‬‬

‫‪56.3‬‬

‫‪63.5‬‬

‫‪3.8‬‬

‫‪% 90‬‬

‫‪% 70‬‬ ‫‪% 60‬‬ ‫‪% 50‬‬

‫‪16‬‬

‫‪2.7‬‬

‫‪3‬‬

‫‪28.1‬‬

‫‪84.8‬‬

‫‪% 40‬‬ ‫‪% 30‬‬

‫‪30.8‬‬

‫‪37.3‬‬

‫‪32.7‬‬

‫‪43‬‬

‫‪% 20‬‬

‫‪18.3‬‬

‫‪35.7‬‬

‫‪% 10‬‬ ‫‪4.2‬‬

‫لغة عربي‪-‬‬ ‫�أجنبي �أخرى‬

‫‪3.8‬‬

‫العربية‬

‫‪3.4‬‬

‫فرن�سي‬ ‫عربي‬

‫ثنائية لغوية‬ ‫عربي‪�-‬إنكليزي‬

‫‪1.1‬‬

‫الفرن�سية‬

‫‪8.4‬‬

‫الإنكليزية‬

‫العربية‬

‫‪%0‬‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫ويف �س��� ٍؤال‪ ،‬ذي �صلة‪ ،‬مبا �سبق‪ :‬هل تتوا�صل‬ ‫توا�صله مع الآخرين‪.‬‬ ‫وينبغ��ي تعزي��ز � ّأي افرتا���ض ق��د تدف��ع �إلي��ه م��ع الآخرين‪ ،‬باللغ��ة الإنكليزي��ة (�أو لغة �أجنبية‬ ‫النتائ��ج ال�سابق��ة‪� ،‬إيجاب ًـا �أو �سلبـ��اً‪ ،‬مبا قدمته �أخ��رى) لأنه��ا لغ��ة �سهل��ة يف النط��ق والرتكيب؟‬ ‫النتائج يف الوجهة املقابلة‪ ،‬وهذا ما يتمثل يف‬ ‫ال�س���ؤال املغاير‪ :‬ه��ل ت�ستعني باللغ��ة الأجنبية �شكل بياين رقم ‪ِ 7‬ن َ�سب اعتبار العربية عاجزة عن التعبري‬ ‫(الإنكليزي��ة‪ ،‬مث�لاً) للتعب�ير ع��ن م�شاع��رك‬ ‫‪65‬‬ ‫و�أفعال��ك‪ ،‬لأن اللغة العربي��ة عاجزة عن الوفاء‬ ‫بذلك؟‬ ‫"نخوة"حمب��ي‬ ‫ال �ش��كّ �أن ال�س���ؤال ي�ستث�ير‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬على ما يبدو‪ .‬لكنه يبقى �س�ؤا ًال م�رشوع ًـا‬ ‫تقت�ضيه طبيعة التقابل املتغاير؛ فقد بلغت ن�سبة‬ ‫اال�ستعان��ة باللغة الأجنبي��ة (الإنكليزية‪ ،‬مثالً)‬ ‫‪23.6‬‬ ‫للتعبري عن امل�شاعر والأفعال ‪( 10.3‬نعم)‪ ،‬لأن‬ ‫‪10.3‬‬ ‫اللغة العربية عاجزة عن الوفاء بذلك‪.‬‬ ‫ما يذكر ‪-‬هنا‪� -‬أن الن�سبة يف خانة (ال جواب)‬ ‫تكاد تكون غري موجودة (‪.)% 1.1‬‬

‫‪1.1‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 484‬للتنمية الثقافية‬ ‫ج��اءت النتيجة مطابقة‪ ،‬تقريب��اً‪ ،‬لنتيجة ال�س�ؤال ‪ - 4‬ا�ستخدام امل�صطلحات و�أ�سماء‬ ‫املار ذكره؛ فهي‪ :‬نعم‪� ،% 10.6 :‬أحيان ًا‪ ،% 47.1 :‬املخرتعات‬ ‫ّ‬

‫يرى ‪ % 58‬من ال�شباب العربي‬ ‫�أنه يتوا�صل مع الآخرين باللغة‬ ‫الإنكليزية �أو الفرن�سية لأنها لغة‬ ‫�سهلة يف النطق والرتكيب‪.‬‬

‫ال �أعرف ‪ ،% 38‬ال جواب‪.% 4.2 :‬‬ ‫�أم��ا يف املجال�ين ال�سمعي والب��صري‪ ،‬فقد‬ ‫قدم��ت نتائج ع��دد م��ن الأ�سئلة‪ ،‬جمل��ة م�شاهد‬ ‫رقمي��ة‪ ،‬جديرة بالت�أمل‪ ،‬فقد بلغت ن�سبة اعتماد‬ ‫اللغ��ة الإنكليزي��ة يف نظ��ام ت�شغي��ل التلفزيون‪:‬‬ ‫‪( % 37.3‬مقاب��ل ‪ % 65‬للعربي��ة)‪ ،‬و‪% 2.7‬‬ ‫للغ��ة �أجنبي��ة �أخ��رى‪ .‬وبالت��ايل‪ ،‬فم��ا حتمل��ه‬ ‫الن�سب��ة املئوي��ة للإنكليزي��ة‪ ،‬هنا‪ ،‬ت��كاد تكون‬ ‫�شبه مطابقة لن�سبة التوا�صل بالثنائية‪ :‬عربي‪-‬‬ ‫�إنكليزي‪.‬‬ ‫�أم��ا اللغ��ة املعتم��دة‪ ،‬ب�سهول��ة وعفوي��ة‪،‬‬ ‫يف التوا�ص��ل م��ع الآخري��ن ع�بر الهات��ف فقد‬ ‫كان��ت بالأجنبي��ة‪ % 6.1 :‬و‪ % 14.8‬للثنائية‬ ‫اللغوية‪ .‬وجاءت ن�سبة ا�ستخدام الإنكليزية‪ ،‬يف‬ ‫التوا�ص��ل ع�بر الإنرتن��ت‪ ،% 18.3 :‬و‪% 18.4‬‬ ‫للثنائية اللغوية‪.‬‬

‫‪ - 3‬نتائج اعتماد الثنائية اللغوية‪ ،‬يف‬ ‫تركيب الإح�صاءات‪ ،‬من الأدنى �إىل الأعلى‪:‬‬

‫ق ّدمت نتائج الأ�سئل��ة املتعلقة بالثنائية‬ ‫اللغوي��ة‪ ،‬ج��دو ًال ذا فائ��دة‪ ،‬يف التع��رف �إىل‬ ‫تدرج اعتماد الثنائي��ة اللغوية يف �سلوكيات‬ ‫ّ‬ ‫ال�شب��اب‪ ،‬يف خمتل��ف اهتماماته��م‪� ،‬إن جلهة‬ ‫التوا�صل‪� ،‬أو جلهة التلقي املعريف؛ ففي ال�شق‬ ‫الأول (= التوا�صل��ي)‪ ،‬ج��اءت ن�سبة ا�ستخدام‬ ‫الثنائي��ة و�سيل��ة توا�ص��ل بالهات��ف ‪،% 14.8‬‬ ‫وبالإنرتنت ‪ ،% 19.4‬وو�سيلة ت�سمية القطع �أو‬ ‫الأدوات �أو املالب���س امل��راد �شرا�ؤها‪ ،‬يف حمالت‬ ‫البي��ع‪ .% 34.6 :‬وو�سيل��ة توا�ص��ل مع الآخرين‬ ‫ب�ش��كل عف��وي‪ ،% 35.7 :‬وو�سيل��ة للتعرف �إىل‬ ‫�أ�صدق��اء ج��دد‪ ،‬يتكلم��ون الثنائي��ة اللغوي��ة‪:‬‬ ‫‪ ،% 48.3‬ويف ال�ش��ق الثاين (= التلقي املعريف)‬ ‫توزع��ت الن�سب��ة ب�ين ‪ % 16.7‬حل��ب مطالع��ة‬ ‫الكت��ب ذات الطاب��ع الفك��ري الع��ام‪ ،‬و‪% 21.7‬‬ ‫ل ّلغة املتع��دّ دة‪ ،‬ب�شكل �أ�سا�سي‪ ،‬يف قراءة مراجع‬ ‫االخت�صا�ص العلمي‪.‬‬

‫‪ - 1‬يفرت���ض الباح��ث �أن ات�س��اع الطل��ب‬ ‫املع��ريف‪ ،‬وم��ا توجب��ه متطلب��ات التف ّت��ح‬ ‫الثق��ايف‪ ،‬و�ش��وق التوا�ص��ل باحلداث��ة‪ ،‬وال‬ ‫�سيم��ا وجهه��ا التق��اين‪ ،‬الذي يق��دم جديداً‬ ‫ّ‬ ‫يف العل��وم الع�رصي��ة‪ ،‬واملدار���س الفكري��ة‬ ‫النظري��ة‪ ..‬ك ّل ذل��ك �أ ّدى �إىل جع��ل الب��ون‬ ‫�شا�سعـ�� ًا ب�ين ح�ض��ارة املُنت��ج وق��درة‬ ‫ا�ستيعاب املتلقي التابع‪.‬‬ ‫وبدا جلي ًـا مقدار الكم املطلوب من الت�سميات‬ ‫اجلديدة لتل��ك امل�سميات الواف��دة من �ألوان‬ ‫ال�سل��ع اال�ستهالكي��ة‪ ،‬يف امللب���س والزين��ة‪،‬‬ ‫وقطع الغيار ملختلف ال�صناعات‪ ،‬ومركبات‬ ‫الأدوية‪ ..‬و�سوى ذل��ك من امل�ستوردات التي‬ ‫تزداد �أحجامها يوم ًا بعد يوم‪.‬‬ ‫وم��ا زاد ه��ذه الفج��وة احل�ضاري��ة‪ ،‬الت��ي‬ ‫ن�شهده��ا الي��وم‪ ،‬ه��و اعتم��اد املناه��ج‬ ‫التعليمي��ة‪ ،‬يف معظ��م البل��دان العربي��ة‪،‬‬ ‫اللّغة الأجنبي��ة مادة تعليمية‪ ،‬يف كثري من‬ ‫امل��واد‪ ،‬ويف مقدمتها العلوم والريا�ضيات‪.‬‬ ‫�سيما‬ ‫مما �أف�سح املجال للغة الأجنبية‪( ،‬وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الإنكليزي��ة والفرن�سي��ة) لتك��ون مزاحمـ�� ًا‬ ‫ي�سيط��ر تدريجيـ�� ًا على مناهجن��ا الفكرية‪،‬‬ ‫و�سلوكنا االجتماعي‪.‬‬ ‫وق��د عظم الأمر يف واق��ع ت�سمية امل�سميات‬ ‫والرتويج لها يف الإعالن‪ ،‬حتى غدا قامو�س‬ ‫"االقرتا�ض" يف اال�ستخدام اللغوي اليومي‬ ‫م�ؤ�رشاً مقلقاً‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وق��د ق ّدم اال�ستطالع ح�صيلة جمموعة‬ ‫ت�ضمنت �ش ّقي‬ ‫م��ن الأ�سئلة‪ ،‬يف هذا ال�ش���أن‪ّ ،‬‬ ‫ه��ذا "االقرتا���ض" اللغ��وي؛ امل�صطل��ح‪،‬‬ ‫و�أ�سم��اء ما يتعل��ق باملخرتع��ات احلديثة‪.‬‬ ‫و�سجل��ت النتائ��ج ن�سبة عالي��ة‪ ،‬يف اعتماد‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬لغ��ة مرغوب��ة‪� ،‬أو معتم��دة يف‬ ‫التعب�ير ع��ن م�ضام�ين �أو مفاهي��م ه��ذه‬ ‫الأ�سماء املقرت�ض��ة؛ فهي يف قراءة املراجع‬ ‫العلمي��ة املخت�صة بلغ��ت ‪ ،% 75.7‬وهي يف‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪485‬‬

‫رابع ًا‪ :‬واقع االزدواجية اللغوية‬ ‫ً‬ ‫معرفة ومظهر ًا‬ ‫لدى ال�شباب‪:‬‬

‫‪ - 1‬يالح��ظ املتتبع بح��وث "اللهجات" �أن‬ ‫ك�ثر ًة من الباحثني‪ ،‬قدامى وحمدثني‪ ،‬يح�سبون‬ ‫الظاه��رة اللهجي��ة انحراف��ات ع��ن العربي��ة‬ ‫الف�صيحة‪ .‬ولع ّل الباعث على هذا املتجه يت�صل‬ ‫ون�ص �أدب‬ ‫ن�ص ديني‪ّ ،‬‬ ‫باعتبار "الف�صحى" لغة ّ‬ ‫راقٍ ‪ ،‬ولغ��ة " �أدبي��ات" �أر�س��ت مفاعيله��ا ر�ضا‬ ‫وقب��و ًال يف م�ؤ�س�سة "ال�سلطة"‪ ،‬وم��ا يت�صل بها‬ ‫م��ن قوى وهيئات ر�سمية و�أهلية‪ ..‬فكان انعقاد‬ ‫الرابط��ة وثيق�� ًا بني م�ست��وى الف�صحى و�ص ّناع‬ ‫القرار‪.‬‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫ت�سمية �أ�سماء قطع غيار ال�سيارات‪� ،‬أو �أدوات‬ ‫الزين��ة لل�سيارات‪� ،‬أو يف حمل لبيع املالب�س‪،‬‬ ‫بلغت ‪ ،% 62.4‬مقابل اعتماد الأجنبية‪ ،‬على‬ ‫الت��وايل‪ ،‬بال ِّن َ�سب الآتي��ة‪،%25.9 ،% 18.3 :‬‬ ‫وج��اءت ن�سب��ة اعتم��اد الثنائي��ة يف ق��راءة‬ ‫املراج��ع العلمي��ة ‪� ،% 21.7‬أما يف ت�سميات‬ ‫ال�سلع وما �شابه فبلغت ‪.% 34.6‬‬ ‫ويف �س���ؤال ي�ستكم��ل امل�شهد‪" :‬ه��ل ت�شجع‬ ‫الآخري��ن عل��ى ا�ستخ��دام امل�صطلح��ات‬ ‫و�أ�سم��اء املخرتع��ات باللغ��ة العربي��ة‪� ،‬أو‬ ‫الأجنبية؟‪ ،‬كانت النتيجة وفق الآتي‪:‬‬ ‫ اعتماد العربية بن�سبة ‪ ،% 58.9‬وبح�سب‬‫ال�رضورة ‪،%27.4‬‬ ‫ اعتماد الأجنبية بن�سبة ‪ ،%13.3‬وبح�سب‬‫ال�رضورة‪.%36.1 :‬‬ ‫لك��ن م��ا ي��راه اال�ستطالع يف ه��ذه النتائج‬ ‫يبق��ى يف �إط��ار م��ا يدرك��ه ال�ش��اب‪ ،‬يف �إط��ار‬ ‫امل�شاعر‪� ،‬أو االحتياجات العلمية املحدودة‪� .‬أما‬ ‫م��ا ي�أخذ واقعه التطبيق��ي يف املناهج العلمية‬ ‫املق��ررة‪ ،‬تلك التي تعتمد التدري���س بالأجنبية‪،‬‬ ‫�سيما يف لغ��ة التدري�س‬ ‫فل��ه �ش�أن خمتل��ف‪ ،‬وال ّ‬ ‫اجلامعي‪� ،‬إ�ضافة �إىل ما انتهجته بع�ض البلدان‬ ‫العربي��ة م��ن ت�رشي��ع يتي��ح للغ��ة الأجنبية �أن‬ ‫تكون لغة �أ�سا�سية ملن يختار ذلك‪ ،‬من املعاهد‬ ‫�أو الفئات االجتماعية‪.‬‬

‫يف املقاب��ل‪ ،‬ال ينك��ر البح��ث اللغ��وي‪ ،‬يف‬ ‫مناخ��ه االجتماعي‪ ،‬وجود م�ستوي��ات ع ّدة يف‬ ‫التعبريي��ن ال�شفهي والكتاب��ي‪ ،‬وك�أن امل�ستوى‬ ‫أم��ر حم��ال يف ُ�س ّن��ة الت��داول اللغوي‪،‬‬ ‫الواح��د � ٌ‬ ‫فامل�ستويات حا�رضة حتى يف الدائرة الواحدة‪،‬‬ ‫فلي���س التخاطب بني العام��ة‪� ،‬أو بني اخلا�صة‪،‬‬ ‫على م��ا بينهم من ف��روق اجتماعية واختالف‬ ‫املن��ازع وامل�صال��ح واح ًدا‪ .‬وير�ص��د �أتباع هذا‬ ‫املتج��ه ما ب�ين الأ�شي��اء من ف��روق‪ ،‬ت�ستوجب‬ ‫التن��وع؛ بني لغ��ة التعليم ولغ��ة التخاطب‬ ‫ه��ذا‬ ‫ّ‬ ‫اليوم��ي‪ ،‬مث�لاً؛ �أو ب�ين لغ��ة التعبري ع��ن الفكر‬ ‫ولغة التعبري عن احلدث الآين العابر‪� ،‬أو بني لغة‬ ‫ُ�سكَّ��ت على قواعد حمكمة م��ن ال�رصف والنحو‪،‬‬ ‫حتررت من ك ّل ذلك‪� ،‬إال ما تقت�ضيه �أحكام‬ ‫ولغة ّ‬ ‫التعب�ير اللغوي‪ .‬وك�أن الأغرا�ض املرادة في�ص ٌل‬ ‫مل��ا بني امل�ستوي��ات من مي��زات؛ فالتعبري عن‬ ‫الأمور الفكري��ة والعلمي��ة والفل�سفية ي�ستوجب‬ ‫الدق��ة‪ ،‬و�إذ ذاك تق��صر "العامية" ع��ن �أن تفي‬ ‫الرت�س��ل عف��و‬ ‫بالتعب�ير‪� .‬أم��ا �إذا كان الغر���ض‬ ‫ّ‬ ‫اخلاط��ر ف�رسع��ان م��ا ت��درج "العامي��ة" عل��ى‬ ‫الل�س��ان‪ ،‬بعي�� ًدا ع��ن الف�صح��ى‪ ..‬وا�ستغراق ًا يف‬ ‫التب�سي��ط واالختزال‪ ،‬و�إىل ح ّد اختفاء ما يعرف‬ ‫بحركات الإعراب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وتط��رح مناق�ش��ة الأ�ص��ول‪ ،‬يف ه��ذه‬ ‫امل�س�أل��ة اللغوي��ة‪ ،‬البح��ث ال�سبب��ي‪ ،‬العالئق��ي‪،‬‬ ‫ب�ين املدخ�لات واملخرجات‪ ،‬الت��ي تراكمت يف‬ ‫التاريخ حول هذه الظاه��رة؛ فاالزدواجية ظلت‬ ‫ت�تراوح ب�ين نظام�ين لغوي�ين طيل��ة الع�صور‪،‬‬ ‫انعك�ست فيها عوادي الزم��ان اخت�صاراً لأ�شكال‬ ‫وانح�سارا‬ ‫الف�صيحة‪ ،‬وحتريف ًا لكثري من ِ�ص َيغِها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫لِك ٍّم كب ٍري من مفرداتها‪ ،..‬ثم اخت ّل التوازن اللغوي‪،‬‬ ‫يف القرنني الثامن ع�رش والتا�سع ع�رش‪ ،‬بازدياد‬ ‫الن���ص الكتابي‪،‬‬ ‫تده��ور لغ��ة الت�أليف‪ ،‬فانح��ط‬ ‫ّ‬ ‫وتهلهل باخرتاقات الألفاظ والأ�ساليب العامية‪.‬‬ ‫�أم��ا التخاطب فقد �سادت��ه م�ستويات املحكيات‪،‬‬ ‫أمي��ة‪ ،‬وانح�سار تعلي��م اللغة‬ ‫وانعك���س ّ‬ ‫تف�ش��ي ال ّ‬ ‫ازدهارا للعاميات‬ ‫العربي��ة يف حلقات حمدودة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يف �أرجاء البلدان العربية‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 486‬للتنمية الثقافية‬

‫تقف اللهجات املحلية يف‬ ‫ال�سينما العربية حائ ًال دون‬ ‫م�شاهدة العرب �أفالمهم �إىل‬ ‫حد �أن الفيلم اجلزائري "معركة‬ ‫اجلزائر" ظهرت ترجمة احلوار‬ ‫بالعربية الف�صحى على ال�شا�شة‪،‬‬ ‫وكذلك الأمر يف الفيلم اللبناين‬ ‫"ب ّياع اخلوامت" الذي ترجم �إىل‬ ‫الف�صحى يف الن�سخة املعرو�ضة‬ ‫خارج لبنان!‬

‫وعق��د باحث��ون �صل��ة �سببي��ة ب�ين اغتذاء‬ ‫رجح��ان العامي��ة بتف�ش��ي الأمي��ة‪ ،‬وفواع��ل‬ ‫العام��ل ال�سيا�س��ي ال��ذي متث��ل بالترتي��ك‪ ،‬ث��م‬ ‫بفر���ض اللغة الأجنبي��ة الفرن�سية يف مرحلة‬ ‫االحت�لال الفرن�س��ي ّ‬ ‫ل��كل م��ن �سوري��ة ولبن��ان‬ ‫وتون���س واجلزائ��ر واملغ��رب‪ ،‬والإنكليزي��ة يف‬ ‫ال�س َّنة اللغوية‬ ‫م�صر والع��راق والأردن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فتحولت ُّ‬ ‫�إىل �رصاع على الهوية والرتاب الوطني‪ .‬يف هذا‬ ‫املن��اخ امل�ضطرم‪ ،‬يالح��ظ الباح��ث يف تاريخ‬ ‫ه��ذه امل�س�أل��ة ظهور كتاب��ات تنت��صر للعامية‬ ‫يف مرحل��ة التح��دي ال�سيا�س��ي‪ ،‬منادية برف�ض‬ ‫الف�صح��ى لق�صوره��ا وغربته��ا ع��ن التق��دم‪،‬‬ ‫واملناداة ب�إحالل العامية حملها‪ ،‬يف اخلطابني‬ ‫ال�شفاه��ي والكتابي معاً‪ .‬و��شرع عدد من دعاة‬ ‫العامي��ة يطلب��ون تقعيدها‪ ،‬ليك��ون لها معاجم‬ ‫املف��ردات وقواع��د الرتكي��ب‪ .‬م��ن هن��ا جاءت‬ ‫عر�ض��ت الف�صح��ى للتغيي��ب‪،‬‬ ‫اخلط��ورة الت��ي ّ‬ ‫وعر�ض��ت الأمة العربية لأعن��ف انقالب ثقايف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وعر�ضت التعبري الأدبي لأعنف �أزمة عرفها يف‬ ‫ّ‬ ‫خالل تاريخه الطويل‪.‬‬ ‫‪ - 3‬ه��ذا امل�شه��د املركَّ ��ب‪� ،‬ش��كّل خمزون�� ًا‬ ‫معرفي�� ًا يف "�أدبياتن��ا"‪ ،‬و�أنتج ج��د ًال مو�صو ًال‬ ‫يف �أو�ساط الباحثني‪ ،‬يخفت حيناً‪ ،‬وي�شتد حين ًا‬ ‫�آخر‪ ،‬ث��م‪� ،‬إن مفاعيل هذا امل�شه��د تتج�سد واقع ًا‬ ‫يف احلي��اة اليومية؛ يف خمتلف �أوجه التوا�صل‪،‬‬ ‫والتلق��ي ال�سمع��ي والب�رصي‪ ،‬مما �أوج��د و�سط ًا‬ ‫لغوي ًا ي�ستح��ق �أن نطلق علي��ه "�إ�شكالية الواقع‬ ‫اللغوي" بامتياز‪.‬‬ ‫توج��ه ا�ستط�لاع ال��ر�أي‪ ،‬يف كثري من‬ ‫ل��ذا‪ّ ،‬‬ ‫�أ�سئلته‪� ،‬إىل تلم���س هذه الظاهرة‪ ،‬يف راهنيتها‪،‬‬ ‫يف و�سائل االت�صال ال�سمعي واملرئي‪ ،‬وامل�رسح‪،‬‬ ‫والأغني��ة‪ ،‬والتعلي��م‪ .‬وكان م��ن ال��ضرورة �أن‬ ‫ُي ْ�س َتطْ لَع الر�أي مب�س�أل��ة "اللغة الثالثة" كمقرتح‬ ‫متداول للتقريب بني الف�صحى والعامية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ويفرت���ض الباح��ث �أن ه��ذه الظاه��رة‬ ‫انعك�س��ت عل��ى النت��اج الأدب��ي الق�ص�ص��ي‬ ‫وامل�رسحي‪ ،‬وهما م��ن الفنون التي ُي َع ّول عليها‬ ‫�سيم��ا النا�شئ��ة‬ ‫كث�يراً يف تثقي��ف ال�شب��اب‪ ،‬وال ّ‬

‫منهم؛ فقد كتب الكثري من الأدباء حوار ق�ص�صهم‬ ‫وم�رسحياته��م املحلي��ة باللهج��ات املحلي��ة‬ ‫مل�ضاهاة الواقع الذي ي�سعون �إىل حتقيقه‪.‬‬ ‫‪ - 5‬ويالح��ظ �أن دائ��رة ا�ستعم��ال العامية‬ ‫ات�سع��ت‪ ،‬وملّ��ا َت�� َزلْ ‪ ،‬يف ال�سينم��ا العربي��ة‪،‬‬ ‫وامل�سل�س�لات الدرامي��ة التلفزيوني��ة‪ ،‬با�ستثناء‬ ‫عدد قليل جداً من الأفالم ذات الطابع التاريخي‬ ‫الإ�سالمي‪.‬‬ ‫وقد جنحت الأف�لام وامل�سل�س�لات الناطقة‬ ‫بالعامي��ة‪ ،‬يف �إطاره��ا املحل��ي‪ ،‬م��ع انت�ش��ار‬ ‫اللهج��ة امل�رصي��ة الت��ي بات��ت مفهوم��ة ل��دى‬ ‫اجلمه��ور العرب��ي‪ .‬لك��ن ه��ذا ال��رواج للهج��ة‬ ‫امل�رصي��ة ال يخف��ف م��ن �ضخام��ة امل�شكل��ة‪،‬‬ ‫فاللهج��ات املحلي��ة يف ال�سينم��ا العربية تقف‬ ‫حائ ًال دون م�شاهدة العرب �أفالمهم‪.‬‬ ‫ما ُيذكر من �أمثلة يف هذا ال�صدد‪ ،‬ما ح�صل‬ ‫للفيلم اجلزائري "معرك��ة اجلزائر"‪ ،‬فقد ظهرت‬ ‫"الرتجم��ة" بالعربي��ة الف�صحى عل��ى ال�شا�شة‪،‬‬ ‫ل��كل م��ا دار م��ن ح��وار باللهج��ة اجلزائري��ة‪،‬‬ ‫وال�ش��يء نف�س��ه يف فيل��م ف�يروز (اللبناني��ة)‪:‬‬ ‫" َب ّيـ��اع اخلوامت" الذي ُترجم �إىل الف�صحى‪ ،‬يف‬ ‫الن�سخ��ة املعرو�ض��ة خارج لبن��ان‪ ،‬وكذلك فيلم‬ ‫"�سفَر َب ْرلِ��كْ " ال��ذي ُع ِر�ض يف‬ ‫ف�يروز‪ ،‬الث��اين‪َ :‬‬ ‫القاه��رة (‪ ،)1971‬فهو‪ ،‬على الرغم من تعاطف‬ ‫جمهور امل�شاهدين امل�رصيني مع الفيلم‪� ،‬إال �أن‬ ‫لهجت��ه اللبنانية كانت عائقـ�� ًا �أمام فهمهم له‪،‬‬ ‫مع غياب الرتجمة بالف�صحى‪.‬‬ ‫‪ - 6‬وقد ق ّدمت نتائج اال�ستطالع‪ ،‬ل�س�ؤالني‬ ‫اثن�ين‪ ،‬يف ه��ذه امل�س�أل��ة‪ ،‬م�ؤ�رشي��ن‪ ،‬ميك��ن‬ ‫منظ��وري الف�صحى والعامية‪� .‬أما‬ ‫قراءتهما من‬ ‫ّ‬ ‫ال�س�ؤاالن فهما‪:‬‬ ‫ ه��ل حتب م�شاهدة الأفالم �أو امل�سل�سالت‬‫العربية‪ :‬بالعربية الف�صحى؟‬ ‫ ه��ل ترتاح �إىل �سم��اع العربية الف�صحى‬‫يف الأف�لام الدرامي��ة العاطفية التي تعالج‬ ‫مو�ضوعات ع�رصية؟‬ ‫�أم��ا امل�ؤ�شر الأول يف الإجاب��ة بـ (نعم)‪� ،‬أي‬ ‫بالف�صحى‪ ،‬فقد تدنت ن�سبته �إىل ‪،% 39.9‬‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪487‬‬

‫‪18‬‬ ‫نعم‬

‫‪40‬‬

‫ال جواب‬

‫‪14‬‬

‫ال‬ ‫�أحياناً‬ ‫‪29‬‬

‫�شكل بياين رقم ‪9‬‬

‫م�ؤ�شر قبول الف�صحى يف الفيلم �أو امل�سل�سل‬ ‫التاريخي‬ ‫‪18‬‬

‫نعم‬ ‫ال جواب‬

‫‪9‬‬

‫ال‬ ‫�أحياناً‬

‫‪66‬‬

‫‪7‬‬

‫ال‪)% 76 :‬؛ وم�شكل��ة غي��اب الكات��ب القادر على‬ ‫الكتاب��ة بالف�صح��ى املي�رسة (نع��م ‪ ،% 25.5‬ال‪:‬‬ ‫‪)% 74.5‬؛ وم�شكلة الرتاج��ع يف وعينا الثقايف‪،‬‬ ‫واللغوي‪( :‬نعم‪ ،% 32 :‬ال‪.)% 68.1 :‬‬ ‫ويط��رح اال�ستط�لاع �س���ؤ ًال �آخر‪ ،‬م���ؤداه �أن‬ ‫ا�ستخ��دام العامي��ة يف امل��سرح‪� ،‬أو يف �سائ��ر‬ ‫و�سائ��ل التلق��ي ال�سمع��ي والب��صري‪ ،‬يق��وم‬ ‫عل��ى اعرتا�ض وجي��ه‪ ،‬ه��و �أن "العامية" لي�ست‬ ‫مفهوم��ة يف كل زم��ان‪ ،‬وال يف كل قطر‪ ،‬بل وال‬ ‫يف كل �إقليم؛ فمعظ��م امل�رسحيات االجتماعية‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫ثم ارتفعت الن�سب��ة �إىل ‪ % 65.8‬ل�صالح الأفالم‬ ‫وامل�سل�س�لات ذات الطاب��ع التاريخي‪ -‬الرتاثي‪،‬‬ ‫ث��م ع��ادت الن�سب��ة فتدن��ت �إىل ‪ % 34.6‬يف‬ ‫م�شاهدة الأفالم وامل�سل�سالت الدرامية العاطفية‬ ‫التي تعالج مو�ضوعات ع�رصية‪.‬‬ ‫و�أم��ا امل� ّؤ�ش��ر الثاين يف الإجاب��ة بـ (ال) �أي‬ ‫العامي��ة‪ ،‬فيحم��ل تباع��داً كب�يراً‪ ،‬فه��و لل�س�ؤال‬ ‫الأول‪ ،% 14.1 :‬وللث��اين‪ ،% 36.9 :‬مم��ا ي�ش�ير‬ ‫�إىل الرغب��ة يف �سم��اع الدرام��ا الع�رصي��ة بغري‬ ‫الف�صحى‪� ،‬أي العامية‪ ،‬التي ت�سود لغة هذا النوع‬ ‫من الأفالم وامل�سل�س�لات‪ ،‬قدمي ًـا وحديثـاً‪ ،‬وهو‬ ‫كر�س ظاهرة االعتياد على �سماعها‪.‬‬ ‫ما ّ‬ ‫ ما جاء يف خانة (�أحياناً) وهي ن�سبة دون‬‫‪ % 20‬ميكن توظيفها �إيجابي ًـا ل�صالح الف�صحى‬ ‫والعامية‪ ،‬يف �آن‪ .‬لكن ما �أ�شارت �إليه نتيجة لغة‬ ‫الأف�لام وامل�سل�س�لات ذات الطاب��ع التاريخ��ي‪،‬‬ ‫عل��ى ندرته��ا‪ ،‬يف تاري��خ ال�سينم��ا العربي��ة‪،‬‬ ‫ووفرته��ا الن�سبية يف امل�سل�س�لات التلفزيونية‪،‬‬ ‫يعك���س �ص��دق فر�ضية عدم �صالحي��ة العامية‪،‬‬ ‫ملثل هذا النوع من املرئي‪ -‬امل�سموع‪.‬‬ ‫�سج��ل توفي��ق احلكي��م يف "بي��ان" له‪،‬‬ ‫‪ّ -7‬‬ ‫بع��د الف��راغ م��ن كتاب��ة م�رسحي��ة "ال�صفق��ة"‪،‬‬ ‫مواق��ف ع�� ّدة‪ ،‬تتن��اول بج��ر�أة م�شكل��ة اللغة يف‬ ‫العمل امل�رسحي‪ ،‬وخل�ص �إىل الدعوة �إىل ما �أطلق‬ ‫عليه "اللغة الثالثة" التي تتمازج فيها الف�صحى‬ ‫ويب�س��ط‬ ‫يف�ص��ح العامي��ة‪،‬‬ ‫والعامي��ة ب�أ�سل��وب ّ‬ ‫ّ‬ ‫الف�صحى‪ ،‬فيجعلها دارجة مقبولة‪ .‬وقد كتب علي‬ ‫�أحمد باكثري بهذه اللغة الثالثة �إميان ًا منه بقدرة‬ ‫الف�صح��ى على معاجل��ة امل�رسحي��ة املحلية يف‬ ‫بدون �أن تفقدها واقعيتها (م�رسحيتان‪" :‬م�سمار‬ ‫جح��ا" و"الدني��ا فو�ض��ى")‪ ،‬وهذا املتج��ه بلغت‬ ‫ن�سبت��ه يف نتائ��ج اال�ستطالع (نع��م‪ ،)% 60 :‬مع‬ ‫ا�ستثناء واحد‪ ،‬ه��و �أن الف�صحى جتعل امل�رسحية‬ ‫مقبول��ة يف الق��راءة (نع��م‪� ،)% 70 :‬أم��ا امل�رسح‬ ‫باللهجة العامية فبات م�رسح ًا للعمل الفكاهي‪...‬‬ ‫(نعم‪.)% 53.7 :‬‬ ‫فه��ل يعك���س مو�ض��وع اللغ��ة يف امل��سرح‬ ‫العرب��ي‪ :‬م�شكل��ة وع��ي اجلمه��ور (نع��م‪،% 24 :‬‬

‫�شكل بياين رقم ‪8‬‬

‫م�ؤ�شر قبول الف�صحى يف الفيلم �أو امل�سل�سل الدرامي‬ ‫العاطفي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 488‬للتنمية الثقافية‬

‫يب��دي جمه��ور ال�شب��اب العربي‬ ‫نف��وراً ملحوظ�� ًا م��ن ا�ستخ��دام‬ ‫العربي��ة الف�صح��ى يف الأف�لام‬ ‫والدرام��ا التلفزيوني��ة بن�س��ب‬ ‫متفاوت��ة‪ ،‬لك��ن تبق��ى عالي��ة‬ ‫ومقلقة‪.‬‬

‫املحلية‪ .‬وباملقابل‪،‬‬ ‫أ�سا�سا على اللهجات‬ ‫ّ‬ ‫يعتمد � ً‬ ‫ف���إن الف�صحى‪ ،‬لي�ست‪ ،‬هن��ا‪ ،‬لغة نهائية يف كل‬ ‫الأحوال (نعم‪.)% 57 :‬‬ ‫و�إذا كان��ت اللهج��ة امل�رصي��ة ح�سنة احلظ‪،‬‬ ‫بحي��ث �أ�صبحت معروف��ة ومفهوم��ة يف معظم‬ ‫�أنح��اء الوط��ن العربي‪ ،‬ف���إن اللهج��ات العربية‬ ‫الأخ��رى غ�ير مفهوم��ة �إال عل��ى نط��اق حمل��ي‬ ‫حمدود‪� ،‬أو ال ب ّد‪� ،‬إذا �أردنا نقل هذه امل�رسحيات‬ ‫من بيئة عربية �إىل بيئة �أخرى من القيام بنوع‬ ‫م��ن التوجيه والنق��ل من لهج��ة �إىل لهجة‪ .‬وقد‬ ‫بلغ��ت ن�سبة من � ّأيد هذا ال��ر�أي ‪ ،% 58‬وبالتايل‬ ‫فالعامي��ة لي�س��ت لغ��ة نهائي��ة يف كل م��كان‬ ‫وزمان (نعم‪.)% 81.9 :‬‬ ‫لكن �أح��داً ال ينك��ر �أن امل�رسحيات املحلية‬ ‫املكتوب��ة بالعامية‪ ،‬مازالت‪ ،‬حت��ى يومنا هذا‪،‬‬ ‫امل�رسحي��ات املف�ضل��ة ل��دى جمه��ور امل�رسح‪.‬‬ ‫فهل مرج��ع ذلك عدم ق��درة العربي��ة الف�صحى‬ ‫على اجتذاب جمهور امل�رسح؟ �أو �أن مرجع ذلك‬ ‫لا بالعامية؟‬ ‫ما اعت��اد اجلمهور م�شاهدته ممث� ً‬ ‫ول��و جرت العادة بغري ذلك فهل يح�س اجلمهور‬ ‫بغراب��ة يف م�شاه��دة ه��ذه امل�رسحي��ات ممثلة‬ ‫بالعربية الف�صحى؟‬ ‫‪ - 8‬تفرت���ض �أ�سئل��ة اال�ستط�لاع تراج��ع‬ ‫امل�ستوى التعلمي العام يف اللغة العربية و�آدابها‬ ‫وثقافته��ا‪ ،‬يف مراحل الدرا�سة‪ ،‬م��ن االبتدائي‬ ‫حت��ى نهاية التح�صيل اجلامعي‪� ،‬أو �أن ذلك بات‬ ‫ظاهرة م�ألوفة يف العقود الثالثة الأخرية‪.‬‬ ‫ويت�س��اءل الكث�ير من الرتبوي�ين‪ :‬هل نحن‬ ‫نعلِّ��م‪ ،‬حقيقةً‪ ،‬باللغة العربية يف هذه املراحل؟‬ ‫وبالت��ايل‪ ،‬ه��ل �أ�ضح��ى تعلي��م امل��واد يف هذه‬ ‫املراحل خليط ًا من اللغة الف�صيحة والعامية؟‬ ‫باملقاب��ل يلم���س املعلم��ون يف املرحل��ة‬ ‫االبتدائي��ة �صعوبة لدى املتعلمني يف ا�ستخدام‬ ‫الف�صح��ى (نع��م‪ )% 56.9 :‬و�صعوب��ة ل��دى‬ ‫املتعلم�ين يف التعب�ير ال�شفه��ي‪ ،‬بالف�صح��ى‬ ‫(نع��م‪ ،)% 57.5 :‬و�صعوب��ة ل��دى املتعلمني يف‬ ‫فه��م تراكيب اجلملة (نع��م‪ ،)% 37.9 :‬وبالتايل‬ ‫يلم�س املعلمون ا�ست�سهال التعبري ال�شفهي‪ ،‬لدى‬

‫املتعلمني‪ ،‬بالعامية بن�سبة ‪.% 42.9‬‬ ‫وقد يتع ّدى الأمر ذل��ك‪ ،‬يف بع�ض الأحيان‪،‬‬ ‫�أو يف كث�ير م��ن الأحي��ان‪ ،‬فرنى معلّم��ي اللغة‬ ‫يدر�سون (النح��و) باللغ��ة العامية‪� ،‬أو‬ ‫العربي��ة ّ‬ ‫بهذا اخلليط من املفردات والتعابري‪.‬‬ ‫وي��رى ع��دد م��ن الباحث�ين الرتبوي�ين �أن‬ ‫ظاه��رة ال�ضعف هذه �آخذة يف ال�شيوع والتعقيد‬ ‫يف ظل العديد من حماوالت العالج‪ ،‬وما يحظى‬ ‫ب��ه التعلي��م م��ن طرائ��ق م�ستحدث��ة ومتنوعة‪.‬‬ ‫ويعزو املهتمون به��ذا ال�ش�أن هذه املفارقة �إىل‬ ‫جملة �أ�سب��اب‪ ،‬من �أبرزه��ا ازدواجية الف�صحى‬ ‫والعامية وثنائية اللغة‪.‬‬ ‫ثم‪� ،‬إن م�ؤ�رش املدخالت اللغوية يف املراحل‬ ‫التعليمي��ة‪ ،‬كاف��ة‪ ،‬يرتب��ط �سلب��اً‪� ،‬أو �إيجاب��اً‪،‬‬ ‫مبجم��وع الو�سائط التي تعتم��د عليها امل�ؤ�س�سة‬ ‫التعليمي��ة يف �أداء مهمتها‪ .‬يتقدم هذه الو�سائط‬ ‫هيئ��ة التدري�س؛ فاملتعلم يلق��ن اللغة وثقافتها‬ ‫املدر���س‪ ،‬ويكت�س��ب منه‪� ،‬إ�ضاف��ة �إىل ذلك‪،‬‬ ‫م��ن ّ‬ ‫م��ا يرتب��ط باللغة م��ن �أعراف و�أ�ص��ول وقواعد‬ ‫و�أ�ساليب‪ .‬وكذلك يلتقط بالتوا�صل مع الآخرين‬ ‫م��ن زمالئه حق��و ًال م��ن املف��ردات والرتاكيب‪:‬‬ ‫(لغة التخاطب والتوا�صل مع الزمالء يف ال�صف‬ ‫واملدر�سة‪ ،‬بالعامية (‪ ،)% 81.3‬ولغة التوا�صل‬ ‫والنقا���ش ب�ين املتعل��م و�أ�ساتذت��ه بالعربي��ة‬ ‫الف�صحى‪( :‬نعم‪ ،% 19.6 :‬و�أحيان ًا‪.)% 44.8 :‬‬ ‫ويف �ضوء ما يجري يف هذا امليدان الرحب‬ ‫باالكت�شاف والتفاعل‪ ،‬ومبقدار ما يتميز به هذا‬ ‫"الو�سط" اللغوي من �شيوع للعامية‪� ،‬أو مل�ستوى‬ ‫مي�رس م��ن م�ستوي��ات الف�صيحة يك��ون ت�شكيل‬ ‫ال�سلوك اللغوي عند املتعلم‪.‬‬ ‫فهل �أدى ما ن�شهده يف �أحاديث ومناق�شات‬ ‫معظم �أع�ض��اء هيئة التدري���س‪ ،‬يف حماوراتهم‬ ‫م��ع املتعلم�ين‪ ،‬عل��ى اخت�لاف املراح��ل‪� ،‬إىل‬ ‫ت�شكيل عامل م�ساعد لذيوع العامية وتر�سيخها‬ ‫يف املتلق�ين‪ ،‬ال�صغار والكب��ار‪ ،‬على ح ّد �سواء؟‬ ‫لق��د قدم��ت نتائج اال�ستط�لاع ما ي�ش�ير �إىل �أن‬ ‫املعلمني ي�رشح��ون بالعامية (دائم ًا‪،20.4% :‬‬ ‫و�أحيان�� ًا‪ ،)% 31.7 :‬وي�رشح��ون بالف�صح��ى‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪489‬‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫والعامية (دائم ًا‪ ،% 21.7 :‬و�أحيان ًا ‪.)% 31.7‬‬ ‫ول��و عقدنا ال�صلة بني املرحلتني االبتدائية‬ ‫واجلامعي��ة‪ ،‬لوجدن��ا �شب��ه توا�ص��ل يف اعتماد‬ ‫هذه االزدواجية؛ فهي يف الأوىل‪ ،21.5% :‬ويف‬ ‫الثانية‪.% 22.4 :‬‬ ‫وتعل��و ن�سبة املزج ب�ين العامية والأجنبية‬ ‫يف لغة تعلي��م مواد العلوم والريا�ضيات‪ ،‬ب�شكل‬ ‫ملح��وظ‪ ،‬يف مراح��ل م��ا قب��ل اجلامع��ة‪ ،‬فهي‪:‬‬ ‫‪ ،% 47.5‬يف ح�ين مل حتظ ازدواجية‪ :‬الف�صحى‬ ‫والعامية �إال مبا ن�سبته ‪.% 7.9‬‬ ‫ثم نت�س��اءل‪ :‬هل �أدى اعتب��ار اللغة العربية‬ ‫م��ادة تعلمي��ة‪ ،‬عمودي��ة‪ ،‬م�ستقل��ة بذاته��ا‪� ،‬إىل‬ ‫ظه��ور م�شهد جانب��ي واكب تاري��خ تعليم اللغة‬ ‫العربي��ة يف امل�ؤ�س�س��ات التعليمي��ة‪ ،‬متث��ل يف‬ ‫ان��زواء دور الف�صح��ى وانحبا�س��ه يف ع��دد من‬ ‫احل�ص���ص (‪ 5-7‬ح�ص���ص) يف الأ�سب��وع (؟)‪،‬‬ ‫وبالتايل ال ن�شهد ا�ستخدام الف�صحى �إال يف هذا‬ ‫الن��زز الي�سري؟ وهو �أم��ر �أدى �إىل �سيادة العامية‬ ‫يف جم��االت التوا�ص��ل ب�ين املتعلم�ين‪ ،‬حت��ى‬ ‫بلغت ما ن�سبته ‪.% 81.3‬‬ ‫وه��ل ت�ضاف��ر ع��بء العامي��ة م��ع اللغ��ة‬ ‫الأجنبي��ة جلع��ل املتعلّ��م �أمام عقب��ات تربوية‬ ‫عديدة‪ ،‬تتمث��ل بتنقله بني �أنظم��ة لغوية ثالثة‪:‬‬ ‫�سيما تعلم‬ ‫العامي��ة والف�صحى والأجنبي��ة‪ ،‬وال ّ‬ ‫مواد العلوم والريا�ضيات؟‬ ‫أفكارا‪،‬‬ ‫‪ - 9‬لق��د قدمت نتائ��ج اال�ستط�لاع � ً‬ ‫تعك���س راهني��ة املوق��ف م��ن ازدواجي��ة اللغة‪،‬‬ ‫وهو ما ميكن ا�ستثم��اره يف جدول االقرتاحات‬ ‫ال�ساعي��ة �إىل تقري��ب ال�شق��ة ب�ين الف�صح��ى‬ ‫والعامي��ة؛ وه��ي‪ :‬اعتم��اد اللغ��ة الثالث��ة‪� ،‬أو‬ ‫النزع��ة التوفيقي��ة املتمثلة بتف�صي��ح العامية‪،‬‬ ‫وتب�سيط الف�صحى‪ .‬وقد ر�أى امل�ستطلَع ر�أيهم يف‬ ‫لغة م�رسحي��ة "ال�صفقة" لتوفي��ق احلكيم‪ ،‬التي‬ ‫اعتم��دت هذا االجت��اه مدخ ًال �صاحل�� ًا للتقريب‬ ‫ب�ين طبقات ال�شعب الواحد‪ ،‬وب�ين �شعوب اللغة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ع�بر توحي��د �أداة التفاه��م عل��ى ق��در‬ ‫الإم��كان‪ ،‬وب��دون امل�سا���س ب��ضرورات الف��ن‪،‬‬ ‫فكانت الن�سبة (نعم‪ ،)% 67.3 :‬وكان املوقف من‬

‫انت�ش��ار هذه "اللغة الثالث��ة" يف و�سائل الإعالم‬ ‫املرئية وامل�سموع��ة‪ ،‬واعتبارها ظاهرة مقبولة‬ ‫‪ ،% 9‬و�أنه��ا مقبول��ة‪ ،‬لكنه��ا حتت��اج �إىل تطوير‬ ‫‪ ،% 21.2‬و�أنها مقبولة �إىل ح ّد ما‪ ،%31.1 :‬و�أما‬ ‫رف�ضها فبلغت ن�سبته ‪.% 30.2‬‬ ‫وج��اء االق�تراح بطريق��ة ا�ستثم��ار ه��ذه‬ ‫كتيب‬ ‫"اللغة الثالث��ة" وتوجيهها‪ ،‬عرب �إ�صدار ّ‬ ‫�إر�ش��ادات تفي��د املتحدثني (نع��م‪،)% 45.7 :‬‬ ‫وع�بر تطوي��ر �أ�سالي��ب التعب�ير بالف�صيح��ة‬ ‫املي�رسة (نعم‪ ،)% 81.4 :‬وعرب ن�رش مناذج من‬ ‫املحادث��ة‪ ،‬ت�ساعد على تطوير لغة املتحدثني‬ ‫(نعم‪.)% 68.6 :‬‬ ‫وجاء يف اال�ستطالع �أن ن�رش التعليم و�أ�شكال‬ ‫التثقي��ف عامل �أ�سا�سي من عوامل التقريب بني‬ ‫الف�صحى والعامية (نعم‪.)% 87.1 :‬‬ ‫و�أن لو�سائل الإعالم وال�صحف والإذاعات‬ ‫العربية‪ ،‬وتب��ادل الربامج املتلفزة‪ ،‬وال�شرائط‬ ‫را‪،‬‬ ‫الوثائقي��ة‪ ،‬وامل�سل�س�لات والأف�لام‪ ،‬ت�أث�ي ً‬ ‫ملمو�س��ا يف التقري��ب ب�ين اللهج��ات العربي��ة‬ ‫ً‬ ‫م��ن ناحي��ة‪ ،‬وتقري��ب ال�شق��ة ب�ين الف�صح��ى‬ ‫والدارجة‪ ،‬من ناحية �أخرى (نعم‪.)% 81.4 :‬‬

‫خام�س ًا‪ :‬عامل التوا�صل بني ال�شباب‪:‬‬ ‫حدود االندماج‪ ،‬واملجتمع االفرتا�ضي‬ ‫‪ - 1‬لغة التطلعات والرغبات‬

‫يفرت���ض البح��ث عالقة بديهي��ة‪� ،‬أو حراك ًـا‬ ‫بينيـ�� ًا يف املجال�ين اخلا���ص والع��ام؛ فواق��ع‬ ‫رس ّي��ة و�شبك��ة �أ�صدقائ��ه‬ ‫ال�ش��اب وحيات��ه الأ� ِ‬ ‫ومعارف��ه‪ ،‬وهي "ممتلكات��ه اخلا�صة"؛ ك ّل ذلك‬ ‫يتمث��ل يف حق��وق وواجبات‪ ،‬وبالت��ايل هو ما‬ ‫ينعك���س يف خط��اب التطلع��ات والرغبات‪ ،‬وما‬ ‫ميك��ن �أن ي�شم��ل االحتياجات‪ ،‬وم��ا يتجلّى يف‬ ‫ف��رح القبول والر�ضا‪� ،‬أو ما يتمثل يف االنزعاج‬ ‫والرف���ض‪ ،‬و�أحيان�� ًا كث�يرة ال�صم��ت امل�ش��وب‬ ‫بال�ضجر املكظوم والغيظ‪.‬‬ ‫ويفرت���ض البح��ث‪ ،‬يف ه��ذا ال�سي��اق‪� ،‬أن‬ ‫ال�ش��اب مو�ض��وع اال�ستط�لاع‪ ،‬ه��و ف��ر ٌد يف‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 490‬للتنمية الثقافية‬ ‫جمتمع��ه‪ ،‬وبالت��ايل يت�ش��كّل ر�أي��ه م��ن خ�لال‬ ‫منظومة امل�ؤ�س�سات الر�سمي��ة والأهلية‪ ،‬وكذلك‬ ‫يف املجال�ين ال�سمع��ي والب��صري‪ ،‬واملج��ال‬ ‫االفرتا�ض��ي‪ ،‬غالبـ�� ًا (= الإنرتن��ت)‪ ،‬وبالت��ايل‬ ‫مالحظ��ة ما ميك��ن ت�سميت��ه "الوقت الع��ام" �أو‬ ‫الوقت املتاح لل�شاب ليمار�س االهتمام بال�ش�أن‬ ‫العام‪.‬‬

‫‪ - 2‬التوا�صل الزمني التفاعلي‬

‫ي�ستخ��دم ‪ %53‬م��ن ال�شــــب��اب‬ ‫العرب��ي اللغة الإنكليزي��ة �أو لغة‬ ‫�أجنبي��ة �أخ��رى يف التوا�صل عرب‬ ‫الإنرتنت يف قاعات "الدرد�شة"‪.‬‬

‫لق��د ارتك��زت ه��ذه امل�س�أل��ة الفرعي��ة‪ ،‬يف‬ ‫البح��ث‪ ،‬على مفه��وم التوا�صل بركني��ه الزمني‬ ‫والتفاعل��ي‪ ،‬وم��دى جتلي��ات ه��ذا التوا�صل يف‬ ‫م��ا قدمته نتائج اال�ستط�لاع‪ ،‬فالبحث يفرت�ض‬ ‫تو ّف��ر حال��ة م��ن ح��االت التوا�ص��ل الزمن��ي‪،‬‬ ‫�أو توج��ه ال�ش��اب‪ ،‬باحلدي��ث‪� ،‬إىل الآخ��ر‪ ،‬بغي��ة‬ ‫امل�شاركة يف ح��راكٍ ي�أنف االنقطاع‪ ،‬ويفرت�ض‬ ‫متظه��ر ال�صل��ة املزم��ع قيامها مع ه��ذا الآخر‪،‬‬ ‫ت�أكي��داً لعدم االنقط��اع البيني‪� ،‬أو م��ا ميكن �أن‬ ‫يدل عليه التوا�صل التفاعلي‪ .‬فهل حملت نتائج‬ ‫اال�ستط�لاع‪ ،‬يف ه��ذه اجلزئي��ة‪ ،‬رغب��ة ال�شب��اب‬ ‫يف التوا�ص��ل‪ ،‬وبالت��ايل‪ ،‬هل بدا �أن ه��ذه الفئة‬ ‫االجتماعي��ة كان��ت تعي دورها جي��داً؟ وهو ما‬ ‫�سن�أتي على ذكره الحقاً‪.‬‬

‫‪ - 3‬يف م�ضمون التوا�صل‬

‫�شكّل��ت نتائ��ج مفه��وم اللغ��ة الأ�سا�سية‪� ،‬أو‬ ‫الأم‪ ،‬يف التوا�ص��ل‪ ،‬بعفوي��ة‪ ،‬م��ع الآخري��ن‪ ،‬يف‬ ‫احلي��اة اليومية لدى ال�شب��اب م�س�ألة ذات �ش�أن‪،‬‬ ‫ملا لها من �صلة بالهوية الوطنية‪ ،‬وكذلك نتائج‬ ‫تعي�ين اللغة املعتمدة‪ ،‬يف احلدي��ث الهاتفي‪� ،‬أو‬ ‫الإنرتن��ت‪ ،‬مع الآخري��ن‪ .‬فقد انح��ازت الإجابة‬ ‫�إىل التوا�ص��ل‪ ،‬بعفوية‪ ،‬م��ع الآخرين مبا ن�سبته‬ ‫‪ % 84.8‬بالعربي��ة‪ ،‬و‪ % 1.5‬يف خان��ة‪( :‬ال)‪،‬‬ ‫و‪ % 3.8‬يف خان��ة‪�( :‬أحيان ًا)‪ ،‬وح�صل التوا�صل‬ ‫باللغ��ة الإنكليزية على ‪( 8.4‬نعم)‪ ،‬و‪( 18.3‬ال)‪،‬‬ ‫و‪�( 28.1‬أحيان ًا)‪ .‬و�شكلت خانة (ال جواب) ن�سبة‬ ‫ملحوظ��ة يف االرتفاع‪� .% 45.2 :‬أم��ا التوا�صل‬ ‫بالفرن�سية فتدنت ن�سبته �إىل ‪( % 1.1‬نعم)‪ ،‬و‪43‬‬

‫‪( %‬لا) و‪�( % 2.7‬أحيان�� ًا)‪ ،‬كم��ا ب��دت ن�سبة (ال‬ ‫جواب) عالية ن�سبياً‪.% 53.2 :‬‬ ‫ما ي�سرتعي النظر �أن ن�سبة التوا�صل بـ"لغة‬ ‫�أجنبي��ة �أخ��رى" فاق��ت التوا�ص��ل بالفرن�سي��ة‪:‬‬ ‫مما جعل ن�سبة‬ ‫‪( % 3.4‬نع��م)‪ ،‬و‪�( % 3‬أحيان��اً )‪ّ ،‬‬ ‫التوا�صل بالفرن�سية حتتل �أدنى مرتبة‪.‬‬

‫‪ - 4‬اللغة امل�ستخدمة‪ ،‬ب�سهولة وعفوية‪ ،‬يف‬ ‫التوا�صل مع الآخرين عرب الهاتف‬

‫�أم��ا اللغة امل�ستخدمة‪ ،‬ب�سهولة وعفوية‪ ،‬يف‬ ‫التوا�ص��ل مع الآخرين ع�بر الهاتف‪ ،‬فقد عززت‬ ‫النتائ��ج اعتم��اد العربية مبا ن�سبت��ه ‪،% 82.9‬‬ ‫مقاب��ل ‪ % 6.1‬للأجنبي��ة‪ ،‬و‪ % 14.8‬للثنائي��ة‬ ‫اللغوي��ة‪ .‬وقري��ب م��ن ه��ذه الن�سب��ة املرتفع��ة‬ ‫للعربية ج��اءت اللغة امل�ستخدم��ة يف التوا�صل‬ ‫ع�بر الإنرتنت‪ ،‬فه��ي ‪ % 70‬للعربي��ة‪ ،‬يقابلها‬ ‫‪ % 18.3‬للإنكليزي��ة‪ ،‬و‪ % 19.4‬للثنائي��ة‬ ‫اللغوية‪ ،‬و‪ % 16‬للغة الـ ‪.MSN‬‬ ‫واجلدي��ر ذكره‪ ،‬هن��ا‪� ،‬أن م�ضم��ون احلديث‬ ‫عمومـ��اً‪ ،‬م��ع الآخري��ن‪ ،‬ع�بر الهات��ف �أو‬ ‫الإنرتن��ت‪ ،‬يعك���س ا�ستخ��دام العربي��ة‪ ،‬بعفوية‬ ‫و�سهولة‪ ،‬لأغرا�ض التعارف‪ ،% 23.6 :‬ولتعميق‬ ‫ال�صداق��ة‪ ،% 35 :‬وللت�سلي��ة والله��و‪،% 19.8 :‬‬ ‫وه��ي ن�س��ب �ضئيل��ة �إذا م��ا قورن��ت بخانة (ال‬ ‫جواب)‪ ،‬فهي على التوايل‪ ،% 55.9 :‬و‪،% 52.1‬‬ ‫و‪ .% 58.9‬ولع��ل ذل��ك يدل �ضمنـ�� ًا على احلرج‬ ‫م��ن الإجابة‪� ،‬أو عدم الإف�ص��اح عن خ�صو�صية‬ ‫ذاتي��ة‪� ،‬أو لأ�سب��اب �أخرى‪ ،‬ال يرغ��ب امل�ستطـلَع‬ ‫ر�أيه يف ك�شفها‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ما ي�سرتعي النظر‪،‬هنا‪ ،‬ما حمله م�ضمون‬ ‫التوا�ص��ل م��ع الآخري��ن‪ ،‬ع�بر الإنرتن��ت‪ ،‬بغر�ض‬ ‫الفائدة املعرفية‪ ،‬وهو ما ن�سبته‪ ،% 61.2 :‬مقابل‬ ‫‪ % 32.3‬يف خان��ة (ال جواب)‪� ،‬أي بن�سبة ال�ضعف‪،‬‬ ‫وه��و م��ا يحم��ل عل��ى التف��ا�ؤل‪ ،‬ويع�� ّزز وظيف��ة‬ ‫التوا�ص��ل ذي االهتم��ام بالثقاف��ة‪ ،‬واجلدية لدى‬ ‫ال�شباب يف ا�ستخدام هذه التقنية الع�رصية‪.‬‬ ‫باملقاب��ل‪ ،‬عندم��ا ارتب��ط ال�س���ؤال بغر�ض‬ ‫التوا�ص��ل عرب الإنرتن��ت للتداول ب�ش���أن لغوي‪،‬‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪491‬‬ ‫يت�ص��ل بالعربي��ة ذي ال�صلة بغر���ض ا�ستخدام‬ ‫احلديث عرب الإنرتنت‪ ،‬تد ّنت الن�سبة �إىل ما دون‬ ‫‪ ،% 20‬يف خان��ة (نع��م)‪ ،‬وارتفعت �إىل ‪% 52.9‬‬ ‫يف خانة (ال)‪ .‬وهذا يدل على �إيالء م�سائل اللهو‬ ‫و"الدرد�ش��ة" اهتمامـ�� ًا يف��وق االهتم��ام باللغة‬ ‫العربي��ة وق�ضاياه��ا‪ .‬وه��و‪ ،‬يف الوق��ت نف�س��ه‪،‬‬ ‫يحمل الت�سا�ؤل عن م�ضمون" الفائدة املعرفية"‬ ‫وعم��ا �إذا كان��ت‬ ‫ال�ساب��ق ذكره��ا (= ‪ّ ،)61.2%‬‬ ‫ق�ضايا اللغة العربية خارج دائرة تلك الفائدة!؟‬

‫‪ - 5‬التوا�صل القادر على نفي االنقطاع‬

‫م�ؤ�شرات رغبة ال�شباب يف احل�ضور االجتماعي والتوجه‬ ‫�شكل بياين رقم ‪� 10‬إىل امل�شاركة‬ ‫‪100%‬‬

‫‪20.2‬‬

‫‪15.2‬‬

‫‪10.3‬‬ ‫‪15.6‬‬

‫‪7.5‬‬

‫‪14.8‬‬

‫‪14.4‬‬

‫‪90%‬‬

‫‪8‬‬

‫‪7.4‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪5.3‬‬

‫‪5.3‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪60%‬‬ ‫‪50%‬‬

‫‪45.2‬‬ ‫‪72.6‬‬

‫‪66.9‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪71.9‬‬

‫‪30%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪34.2‬‬

‫‪10%‬‬

‫تغيري املناهج‬ ‫التعليمية ب�شكل‬ ‫كامل‬

‫الدعوة اىل تعديل الرتويج الهادف‪،‬‬ ‫املناهج التعليمية يف و�سائل اعالم‬ ‫يف املراحل كافة املرئي وامل�سموع‬

‫اال�ستعانة بال�شباب‬ ‫يف اجلامعات وخارجها‬

‫‪0%‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫تع�� ّزز مفه��وم التوا�ص��ل اله��ادف �إىل‬ ‫نف��ي االنقط��اع‪� ،‬أو الوق��وع يف املحاي��دة؛‬ ‫فف��ي الوق��وف عل��ى ر�أي ال�شب��اب يف حتدي��د‬ ‫الأ�سا�سي��ات ال�رضورية ملواكب��ة دور امل�ؤ�س�سة‬ ‫(�أو امل�ؤ�س�س��ات) املعني��ة بواقع اللغ��ة العربية‪،‬‬ ‫والهادف��ة �إىل تنميته��ا‪ ،‬م��ا يع ّزز ظه��ور رغبة‬ ‫ال�شباب يف التوجه �إىل الآخر امل�ؤ�س�سي‪ ،‬والعزم‬ ‫عل��ى امل�شارك��ة‪ ،‬فاملواكب��ة‪� ،‬أو لنق��ل �إرادة‬ ‫امل�شاركة الفاعلة من خالل اال�ستعانة بال�شباب‬ ‫يف اجلامعات وخارجها متثلت بن�سبة ‪% 72.6‬‬ ‫(نع��م)‪ ،‬مقاب��ل ‪( 5.3%‬ال)‪ ،‬وكذل��ك اقرتاحه��م‬ ‫بالرتوي��ج اله��ادف يف و�سائل الإع�لام املرئي‬ ‫وامل�سم��وع‪ ،% 71.9 :‬ومثل��ه تقريب ًا الدعوة �إىل‬ ‫تعدي��ل املناه��ج التعليمي��ة يف املراح��ل كافة‪:‬‬ ‫‪% 66.9‬؛ فالآخ��ر‪ ،‬هن��ا‪ ،‬ال��ذي ط��رق ال�شب��اب‬ ‫باب��ه‪ ،‬لإعالم��ه ب��ضرورة �سماع هذا ال��ر�أي‪� ،‬أو‬ ‫املوق��ف‪� ،‬أو اال�ستعداد‪ ،‬ه��و امل�ؤ�س�سة (الر�سمية‬ ‫�أو اخلا�ص��ة) يف جمتم��ع بطرك��ي‪ ،‬لعلّه ال يعري‬ ‫ال�شباب اهتمامـاً‪ .‬فه��ل حملت النتائج ما ي�شري‬ ‫يف اال�ستع��داد �إىل ت�شكي��ل ر�أي �ضاغ��ط �إرادة‬ ‫�إ�سقاط االنقطاع؟!‬ ‫عيت‪� ،‬شخ�صيـاً‪� ،‬إىل‬ ‫ويف ال�س���ؤال‪ :‬يف حال ُد َ‬ ‫ح�ض��ور‪� ،‬أو امل�شارك��ة يف ندوة ع��ن واقع اللغة‬ ‫تلب��ي الدع��وة‪،‬‬ ‫و�س ُب��ل تنميته��ا‪ .‬ه��ل ّ‬ ‫العربي��ة‪ُ ،‬‬ ‫وتق��وم بامل�شارك��ة؟ بلغ��ت الإجاب��ة ب��ـ (نعم)‬ ‫والتهي���ؤ‬ ‫‪ .% 67.7‬وه��و م��ا ي�ش��ي باال�ستع��داد‬ ‫ّ‬ ‫والعزم الأكيد عل��ى التفاعل‪� ،‬أو لنقل الرغبة يف‬

‫سـا بدافع التوا�صل‬ ‫التوجه �إىل امل�شاركة‪� ،‬إح�سا� ً‬ ‫وجدواه‪.‬‬ ‫وال�ش��يء نف�س��ه يت�أكد يف ح��ال الدعوة �إىل‬ ‫ح�ض��ور ن��دوة ع��ن اللغ��ة العربي��ة الإنكليزية‪،‬‬ ‫�أو لغ��ة �أجنبي��ة �أخ��رى‪ ،‬فالقبول بلغ��ت ن�سبته‬ ‫‪.%56.3‬‬ ‫لك��ن انقطاع الآخ��ر عن ه��ذا االندفاع من‬ ‫ط��رف ال�شباب‪ ،‬انعك�س موقف ًـا �سلبي ًـا يف نتائج‬ ‫ال�س�ؤال‪:‬‬ ‫جرب��ت �أن تبدي ر�أي��ك‪ ،‬يف �صعوبة‬ ‫ ه��ل ّ‬‫م��ن �صعوب��ات اللغ��ة العربي��ة‪ ،‬يف و�سائ��ل‬ ‫�إعالمية؟فكانت الأجوبة‪:‬‬ ‫لكن هذه النتائج ال تعك�س ما تقدمه بع�ض‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 492‬للتنمية الثقافية‬ ‫�شكل بياين رقم (‪)11‬‬

‫م� ّؤ�شر الرغبة ال�شبابية يف امل�شاركة مبا يت�صل‬ ‫باللغة العربية‬ ‫‪19‬‬

‫نعم‬ ‫ال‬

‫‪2‬‬

‫ال جواب‬

‫‪11‬‬

‫غري مت�أكد‬

‫�شكل بياين رقم (‪)12‬‬

‫‪68‬‬

‫م� ّؤ�شر الرغبة ال�شبابية يف امل�شاركة مبا يت�صل‬ ‫باللغة الأجنبية‬ ‫‪23‬‬

‫نعم‬ ‫‪2‬‬

‫ال‬ ‫ال جواب‬ ‫غري مت�أكد‬

‫‪56‬‬

‫‪19‬‬

‫ال�صحف �أو املجالت من جماالت رحبة للكتابة‬ ‫عل��ى �صفحاته��ا‪ ،‬ويف �أعم��دة‪� ،‬أو زوايا خا�صة‬ ‫بال�شباب وتت�صل بق�ضاياه��م‪ ،‬ومنها عالقتهم‬ ‫باللغة العربية‪.‬‬

‫‪ - 6‬م�شاركة ذات نتائج مزدوجة‬

‫ ه��ل فك��رت يوم�� ًا م��ا‪� ،‬أو رغب��ت‪ ،‬بتطوير‬‫لغت��ك العربي��ة م��ن خ�لال املناه��ج التعليمية‪،‬‬ ‫�أو م��ن خ�لال برنام��ج ثق��ايف ترع��اه م�ؤ�س�س��ة‬ ‫حكومية‪� ،‬أو م�ؤ�س�سة خا�صة؟‬

‫ يف �صحيفة يومية‬‫ يف جملة �شهرية‬‫ يف جملة �أ�سبوعية‬‫‪ -‬يف ندوة‪� ،‬أو ما �شابه‬

‫نعم‬

‫ال‬

‫‪2.3‬‬

‫‪97.7‬‬

‫‪3.1‬‬

‫‪96.9‬‬

‫‪5.3‬‬ ‫‪20.6‬‬

‫‪94.7‬‬ ‫‪79.4‬‬

‫ق ّدمت النتائج حالة مزدوجة‪ ،‬فهي من جهة‬ ‫ال تنفي عدم الرغبة يف املبادرة‪ ،‬لكن التوا�صل‬ ‫ال يق��وم على طرف �أح��ادي‪ ،‬فهو ي�ستلزم طرف ًـا‬ ‫�آخر‪ .‬وما دام الطرف املقابل (امل�ؤ�س�سة) ال ميثل‬ ‫توفر ال�رشط ال��ضروري لقيام املعادلة‪� ،‬أي �أنه‬ ‫ال يبادر �إىل االع�تراف برغبة ال�شباب وعزمهم‬ ‫عل��ى امل�شاركة‪� ،‬أقول‪ -‬اخت��ل ا�شرتاط التبادل‪،‬‬ ‫وا�ستم��ر‪ -‬باملقاب��ل‪� -‬رسي��ان الإلغاء‪ .‬ث��م � ّإن‬ ‫م��ا حتمله خان��ة (ف ّكرت ومل �أن ّف��ذ) هو وجه‬ ‫�آخر للإ�رصار على ع��دم االعرتاف‪ ،‬وبالتايل‬ ‫اختالل بينية ال�صلة التي تقوم‪ -‬عاد ًة‪ -‬بني‬ ‫طرف�ين‪ .‬ي�ضاف �إىل ذلك‪ ،‬ما ميكن �أن حتمله‬ ‫الإجاب��ة من "م��رارة" �شبابي��ة‪ ،‬وخيبة �أمل؛‬ ‫فالثلث‪ ،‬تقريب ًا (‪ )% 31.9‬ف ّكر‪ ،‬ومل ين ّفذ‪.‬‬ ‫تق��دم نتائ��ج ال�س���ؤال‪ :‬ه��ل �سبق ل��ك �أن‬ ‫عرف��ت م�ؤ�س�سة (حكومية �أو �أهلي��ة) �أو �أكرث‪،‬‬ ‫قام��ت (�أو تق��وم) با�ستط�لاع ر�أي ال�شب��اب‪،‬‬ ‫ملعرف��ة ميوله��م �أو اجتاهاته��م ذات ال�صلة‬ ‫بواقع اللغ��ة العربية وق�ضاياه��ا‪ ،‬يف بلدك؟‬ ‫ما ميك��ن �أن نطل��ق علي��ه ذروة االنقطاع بني‬ ‫ط��ريف معادل��ة التوا�ص��ل‪ ،‬فالن�سب��ة‪% 16.3 :‬‬ ‫(نع��م)‪ ،‬و‪( % 71.9‬ال) ه��ي �ش��كل �ص��ارخ‬ ‫النتف��اء التع��ارف والتب��ادل‪ ،‬وبالت��ايل هو‬ ‫�أم��ر ي�ؤكد االنقطاع‪ ،‬بد ًال م��ن نفيه‪ ،‬فالن�سبة‬ ‫‪( % 71.9‬ال) خال�ص��ة وافية للم�شهد ال�سلبي‬ ‫ال��ذي يعاني��ه ال�شب��اب يف م�س�أل��ة التوا�صل‬ ‫امل�ؤ�س�سي‪ .‬لكن يبقى ال�س�ؤال‪ :‬هل ال�شباب هم‬ ‫امل�س�ؤول��ون‪ ،‬وح َده��م‪ ،‬عن ه��ذا‪� ،‬أو امل�س�ؤول‬ ‫ه��و امل�ؤ�س�س��ة مبا متث��ل يف املج��ال العام؟‬ ‫لع��ل ما جاء يف نتيجة ال�س���ؤال‪ ،‬املار ذكره‪،‬‬ ‫ج��واب مقنع‪ ،‬فاملب��ادرة ال�شبابي��ة متوفرة‪،‬‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪493‬‬ ‫توج��ه‪ ،‬وا�ستع��داد �إيجاب��ي ال‬ ‫لكنه��ا جم��رد ّ‬ ‫يلق��ى جتاوب ًـا من الط��رف الآخر الذي مي�سك‬ ‫مبقاليد الأمور يف معادلة التوا�صل‪.‬‬

‫معدالت رغبة ال�شباب بالعمل على تطوير العربية عرب‬ ‫�شكل بياين رقم (‪ )13‬التوا�صل امل�ؤ�س�سي‬ ‫‪44.5‬‬

‫‪ - 7‬لغة التوا�صل التقاين‪ ،‬احلديث‬

‫‪17.1‬‬ ‫‪6.5‬‬

‫نعم‬

‫ال‬

‫فكّرت ومل �أنفذ‬

‫ال جواب‬

‫�شكل بياين رقم (‪ )14‬م�ؤ�شرات �سلبية يف مناخ التوا�صل‬ ‫‪33.1‬‬ ‫‪25.5‬‬ ‫‪18.3‬‬ ‫‪11.8‬‬

‫‪11.4‬‬

‫�أقل من �ساعة من �ساعة �أكرث من ثالث �أكرث من خم�س‬ ‫�ساعات‬ ‫�ساعات‬ ‫اىل �ساعتني‬

‫اللغ��ة العربي��ة و�آدابها تدن��ى �إىل ما ن�سبته‪:‬‬ ‫(نع��م) ‪ ،% 19.4‬و(ال) ‪ ،% 52.9‬و(�أحيان�� ًا)‬ ‫‪% 14.4‬؟!‬

‫‪ - 8‬توا�ص��ل �شباب��ي مبتك��ر‪ ،‬بح��روف‬ ‫التينية‪ ،‬عرب لغة الـ ‪MSN‬‬ ‫لع�� ّل اجلدي��د املبتك��ر‪ ،‬يف ع��امل التوا�ص��ل‬

‫ال جواب‬

‫ثمة عزوف ملحوظ لدى ال�شباب‬ ‫عن التوا�صل مع امل� ّؤ�س�سات‬ ‫املعنية باللغة العربية بن�سبة‬ ‫ت�صل �إىل ‪ % 71.9‬من �إجمايل‬ ‫امل�ستطلع ر�أيهم‪ .‬فهل تقع‬ ‫امل�س�ؤولية على ال�شباب وحدهم‬ ‫ؤ�س�سات العربية‬ ‫�أو على امل� ّ‬ ‫املعنية؟‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫حلظ��ت نتائ��ج اال�ستط�لاع ظاه��رة االجتاه‬ ‫املتنام��ي �إىل ا�ستخ��دام ال�شب��اب للإنرتن��ت‪،‬‬ ‫فالذين اعتم��دوا هذه الو�سيلة التقنية‪ ،‬بح ّد �أدنى‬ ‫ال يجوز ال�ساع��ة‪ ،‬يوميـاً‪ ،‬بلغوا ‪ ،% 25.5‬والذين‬ ‫ج��ازوا ال�ساعة �إىل ال�ساعتني كانوا ‪ ،% 33‬و�أكرث‬ ‫م��ن ث�لاث �ساع��ات‪ ،% 11.8 :‬و�أك�ثر من خم�س‬ ‫�ساعات ‪.% 18.3‬‬ ‫فه��ل حتم��ل ه��ذه النتائ��ج تعب�يراً ع��ن‬ ‫االختيار‪ ،‬وال�شع��ور باال�ستقاللية‪ ،‬يف مناخ‬ ‫اجتماعي ت��زداد فيه حالة رغبة ال�شباب يف‬ ‫التوج��ه �إىل الآخر املح��دد �أو االفرتا�ضي يف‬ ‫لون‬ ‫ظل غي��اب احلوار اجلماعي؟ ولع��ل هذا ٌ‬ ‫م��ن �ألوان الت�شبيك ب�ين ال�شباب يف مواجهة‬ ‫�صعوب��ات وحتدي��ات جمتمعي��ة حالت دون‬ ‫�إ�رشاكه��م �أو انخراطهم‪ ،‬وفق ما ير�ضون‪ ،‬يف‬ ‫املج��ال العام‪ .‬فكان �أن �أخذ املجتمع البديل‬ ‫ينم��و‪� ،‬رسيع��اً‪ ،‬عل��ى اخت�لاف �أ�ساليبه‪ ،‬يف‬ ‫حماولة‪ ،‬منه‪ ،‬ترمي �إىل بناء �شبكة اجتماعية‪،‬‬ ‫حد ما‬ ‫�أخذت تت�سع دوائرها يوم ًا فيوماً‪� ،‬إىل ّ‬ ‫ن��راه حا��ضراً يف "ربي��ع الث��ورات العربية"‬ ‫وما ي�شغل واقعنا ال�سيا�سي الراهن‪.‬‬ ‫ثم‪ ،‬يب��دو التعامل مع و�سائ��ل االت�صال‪،‬‬ ‫يف �أبعاده��ا الثالث��ة (االجتماعي��ة‪-‬‬ ‫لا بالتبع��ات غري‬ ‫الثقافي��ة‪ -‬اللغوي��ة) مثق� ً‬ ‫املتجان�سة؛ فمن جهة يبدو م�ضمون احلديث‬ ‫م��ع الآخرين عرب الإنرتن��ت ملجرد التعارف‬ ‫فق��ط‪� ،% 23.6 :‬أو هو لتعمي��ق ال�صداقة‪35 :‬‬ ‫‪�،%‬أو للت�سلي��ة والله��و‪ .% 19.8 :‬وم��ن جهة‬ ‫مقابل��ة‪ ،‬وه��و يتج��ه �إىل الفائ��دة املعرفية‪،‬‬ ‫بن�سبة‪.% 61.2 :‬‬ ‫ِـ�س��ب‬ ‫والن�سب��ة الأخ�يرة‪ ،‬مقارن�� ًة بالن َ‬ ‫ال�سابق��ة‪ ،‬تب��دو مرتفع��ةً‪ ،‬ومث�يرة لالنتباه‪.‬‬ ‫لكن م��ا له �صلة بق�ضي��ة �أو �أكرث من ق�ضايا‬

‫‪31.9‬‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 494‬للتنمية الثقافية‬ ‫�شكل بياين رقم (‪� )15‬أغرا�ض ال�شباب يف ا�ستخدام الإنرتنت‬ ‫‪61.2‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪23.6‬‬

‫‪19.8‬‬

‫للفائدة املعرفية للت�سلية واللهو‬

‫�أ�ضحت الكتابة عرب االنرتنت‬ ‫وبا�ستخدام �أجهزة الهاتف‬ ‫باحلروف الالتينية ملفاهيم‬ ‫تدرك بالعربية �أ�سلوب ًا �شائع ًا‬ ‫وحم ّبذاً لدى �رشيحة وا�سعة‬ ‫من ال�شباب العربي بلغت نحو‬ ‫‪ 50%‬من �إجمايل امل�ستط َلع‬ ‫ر�أيهم‪ .‬وهي ظاهرة مقلقة بكل‬ ‫املقايي�س حتتاج �إىل الكثري من‬ ‫النقا�ش‪.‬‬

‫لتعميق ال�صداقة‬

‫للتعارف فقط‬

‫ال�شباب��ي‪ ،‬م��ا ي�سجلونه من ن�صو���ص حوارية‪،‬‬ ‫ور�سائ��ل ُم َ�ش ّف��رة‪� ،‬أو "درد�ش��ة" يتداخ��ل يف‬ ‫�سطوره��ا �رضب املواعي��د واللق��اءات‪ ،‬وتبادل‬ ‫الن��كات‪ ،‬وا�ستج��رار التعليق��ات‪ ،‬يف ج ّده��ا‬ ‫وهزله��ا‪ ،‬و"متري��ر" بع���ض الأ��سرار اخلا�صة‪،‬‬ ‫عل��ى �سبي��ل التعام��ل باملث��ل‪ ،‬ورمب��ا ان�س��اق‬ ‫بث لواع��ج الهوى‪ ،‬ومتتني‬ ‫احلدي��ث البين��ي �إىل ّ‬ ‫رواب��ط العالق��ات العاطفي��ة‪ .‬كل ذل��ك عبارات‬ ‫ه��ي �أقرب �إىل اجلمل احلائ��رة يف تراكيبها بني‬ ‫العربي��ة والأجنبي��ة‪ ،‬وبني الف�صيح��ة املب�سطة‬ ‫الن�صي من‬ ‫والعامي��ة‪� ،‬إ�ضاف��ة �إىل بناء احل��وار ّ‬ ‫مقلع املف��ردات العامية‪ ،‬وتعدد �أ�شكال كتابتها‬ ‫م��ن توا�ص��ل �إىل �آخر‪ .‬وما يزيد م��ن طرافة هذه‬

‫الن�ص كما ّ‬ ‫مت ا�ستخدامه يف‬ ‫التوا�صل عرب الإنرتنت‬

‫تدون باحلرف الالتيني‪ ،‬مع‬ ‫"الن�صو�ص" �أنها ّ‬ ‫زيادة على تلك الأبجدية‪ ،‬متمثلة بر�سم حروف‬ ‫رقمي��ة‪ ،‬فلح��رف الع�ين ر�سم الرق��م ‪ ،3‬وحلرف‬ ‫احل��اء‪ ،‬ر�س��م الرق��م ‪ ،7‬ولر�سم الهم��زة الرقم ‪،2‬‬ ‫وحلرف اخلاء الرقم ‪� ...5‬إلخ‪.‬‬ ‫ن�صاً‪ ،‬من جملة‬ ‫ومن قبيل التمثيل‪ ،‬اقتطعنا ّ‬ ‫ن�صو���ص‪ ،‬مت اختي��اره ع�شوائيـ��اً‪ ،‬فجعلناه يف‬ ‫ثالثة ج��داول‪ ،‬الأول للن�ص‪ ،‬كم��ا جاء بتمامه‪،‬‬ ‫م�ضمون ًـا و�شكالً‪ ،‬واجل��دول الثاين لـ"ترجمته"‬ ‫بنكهت��ه العامي��ة‪ ،‬واجل��دول الثال��ث لنقل��ه �إىل‬ ‫القراء‬ ‫العربية الف�صيحة‪ ،‬كي يكون مفهوم ًـا من ّ‬ ‫العرب‪ ،‬خارج لبنان‪.‬‬ ‫مت ا�ستخدام��ه يف التوا�صل عرب‬ ‫الن���ص كما ّ‬ ‫الإنرتنت الن�ص بلغته العامية الن���ص باللغ��ة‬ ‫الف�صيحة‪.‬‬ ‫�أما ما ق ّدمه اال�ستطالع‪ ،‬يف هذا اخل�صو�ص‪،‬‬ ‫فهو ح�صيلة ثالثة �أ�سئلة‪ ،‬تناولت لغة الإنرتنت‬ ‫(لغة الـ ‪ )MSN‬وا�ستخدام جهاز البالك بريي‪،‬‬ ‫وكتابة احل��روف الالتينية‪ ،‬مل�ضم��ون مفاهيم‬ ‫يدركه��ا ال�شباب بالعربية؛ وكانت النتائج على‬ ‫التوايل‪:‬‬ ‫ اعتماد اللغة العربية‪ ،‬بن�سبة ‪% 70‬‬‫ اعتماد لغة ‪ MSN‬بن�سبة ‪% 16‬‬‫ ا�ستخدام جهاز البالك بري بن�سبة ‪% 7.6‬‬‫ الكتابة باحلروف الالتينية‪% 40 ،‬‬‫مل�ضمون مفاهيم تدرك بالعربية‬ ‫ الكتابة باحلروف الالتينية‪% 55 ،‬‬‫مل�ضمون مفاهيم تدرك بالأجنبية‪.‬‬

‫الن�ص بلغته العامية‬

‫الن�ص باللغة الف�صيحة‬

‫?‪- Hi , kifik , cava‬‬

‫هاي‪ ،‬كيفيك‪�" ،‬سافا " مليحة؟ (�أو‪ :‬ما‬ ‫�شي احلال) ؟‬

‫• �سالم‪ ..‬كيف حالك‪..‬‬ ‫على ما يرام؟‬

‫‪- Chou 3emlin lyom? Cine‬‬ ‫?‪3ala 7‬‬

‫�شو عاملني اليوم؟ �سينما ع َ ل �سبعة‬‫(ال�ساعة ‪ )7‬؟‬

‫ما �ستفعلون اليوم؟هل نذهب‪ ،‬ال�ساعة‬ ‫ال�سابعة‪� ،‬إىل ال�سينما؟‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪495‬‬

‫‪- Nezel jdid 2 movies ktir‬‬ ‫‪waaaw‬‬

‫ ن ِ​ِزل جديد ‪ 2‬موفيز كتري واو‪..‬و (حلو‬‫كتري‬

‫هنا‪ ،‬يف ال�سينما‪ ،‬فيلمان جديدان‪،‬‬ ‫جميالن جد ًا‬

‫‪- Fi film comedy w wa7ad action‬‬ ‫‪3ala history men 1880 ta2riban‬‬

‫يف فيلم كوميدي وا واحد اك�شن على‬‫هي�ستوري ‪ 1880‬ت�أريبـ ًا (=تقريب ًا)‬

‫يوجد فيلم هزيل �ضاحك و�آخر من �أفالم‬ ‫احلركة ال�سريعة وتاريخي تقريب ًا‬

‫‪- Wait brb‬‬

‫‪ -‬ويت برب (= بي رايت باك)‬

‫انتظري‪� ،‬س�أعود حا ًال‬

‫‪- Tyt ana online‬‬

‫ تيت (تيك يور تامي) (=خذي وقتك)‬‫�أنا اونالين‬

‫خذي وقتك‪� ..‬أنا باقية هنا‪،‬‬ ‫على االت�صال‬

‫‪- Heyda ra2me sayvi 3endik‬‬

‫‪ -‬هيدا ر�أمي (رقم) �سايفي عندك‬

‫هذا رقمي‪ ،‬احفظيه عندك‬

‫‪- Ok sayavto‬‬

‫‪� -‬أوكي (= ح�سنـ ًا) �سايفتو‬

‫ح�سنـ ًا‪ ،‬لقد حفظته‬

‫?‪- Aya se3a safkoun boukra‬‬

‫‪� -‬أي ّ �ساعة �صفكن بكرا؟‬

‫يف �أية �ساعة �سيبد�أ در�سكم غد ًا؟‬

‫ �أنا تي تي �إيت�ش (ثالثاء وخمي�س من‬‫كل جمعة) من ‪12‬ط‪َ 30‬للـ خم�سة‪ ،‬بوف‬ ‫(عالمة �ضجر وت�أفف) فول تامي (دوام‬ ‫كامل)‬

‫كل ثالثاء وكل خمي�س‪ ،‬من كل �أ�سبوع‪ ،‬من‬ ‫ال�ساعة الثانية ع�شرة والن�صف �إىل‬ ‫ال�ساعة اخلام�سة‪ ،‬بعد الظهر‪� ،‬أف!!‬ ‫دوام كامل‬

‫‪domage ma 7a nchoufkoun‬‬

‫ لأ �أنا �أم دبليو �أف (كل اثنني ؟ �أربعاء‬‫وجمعة) من ‪( 3‬ال�ساعة ‪ 3‬للـ ‪( 5‬اىل‬ ‫ال�ساعة اخلام�سة) دوماج (للأ�سف) ما‬ ‫حن�شوفكن‬

‫دوامي الأ�سبوعي كل اثنني و�أربعاء‬ ‫وجمعة من ال�ساعة الثالثة �إىل ال�ساعة‬ ‫اخلام�سة بعد الظهر‪..‬‬ ‫للأ�سف لن نراكم‬

‫‪- Ma 3am nla7e2 dares beyn chi 6‬‬ ‫‪mawed kel we7de as3ab men tenye‬‬

‫ ما َع ْم نلّحق در�س بني �شي ‪ 6‬مواد‪ ،‬كل‬‫واحد �أ�صعب من التاين‬

‫ندر�س ب�شكل مكثف‪ ،‬لدينا �ست مواد‪ ،‬وكل‬ ‫مادة ت�ضاهي ب�صعوبتها الأخرى‬

‫‪- 3a belkoun ba3ed l cine‬‬ ‫?‪net3asha b chi resto‬‬

‫ عا بالكون بعد ال�سينما نتع�شى ب�شي‬‫ري�ستو (=مطعم) ؟‬

‫�أبودّكم الذهاب بعد ال�سينما �إىل الع�شاء‬ ‫يف �أحد املطاعم؟‬

‫‪- Eh why not, akid , bas‬‬ ‫‪weyn?ma badna fast food,‬‬ ‫‪badna chi 3arabe‬‬

‫ �إي واي نط (نعم‪ ،‬ومل ال؟) �أكيد‪ ،‬ب�س‬‫مني؟ ما بدنا في�ست فود (�أكل �سريع)‪ ،‬بدنا‬ ‫�شي عربي (طعام عربي)‬

‫مل َ ال؟ لكن‪� ،‬أين؟ ال نريد وجبات �سريعة‪،‬‬ ‫نريد طعامـ ًا عربيـ ًا‪.‬‬

‫ �أو بركي ديليفري (خدمة التو�صيل‬‫املجاين) (�أو رمبا طلب الطعام �إىل‬ ‫البيت) �أ�سهل‪ ،‬ومنت�سلّى �أكرت‬

‫�أو نطلب طعامـ ًا �إىل البيت‪ ،‬فيكون �أي�سر‪،‬‬ ‫ون�ستمتع �أكرث‬

‫ ط ّيب‪ ،‬منلت�أي (ح�سنـ ًا نلتقي) �ساعة‬‫‪ 5:30‬منحجز ومن�أعد (جنل�س) بي‬ ‫كايف (بالقهوة) لبني (ريثما) ما يبل�ش‬ ‫الفيلم ‪.7:30‬‬

‫ح�سنـ ًا‪� ،‬سنلتقي ال�ساعة اخلام�سة والن�صف‪..‬‬ ‫�سنحجز تذاكرنا‪ ،‬وجنل�س يف مقهى ريثما يبد�أ‬ ‫الفيلم ال�ساعة ال�سابعة والن�صف‪.‬‬

‫‪- Ana TTH men 12’30 lal 5,‬‬ ‫‪pffffff full time‬‬ ‫‪- La2 ana MWF men 3 lal 5,‬‬

‫‪- Aw barke delivery ashal w‬‬ ‫‪mnetsalla aktar‬‬ ‫‪- Tyb mnelte2e se3a 5’30‬‬ ‫‪mne7jouz , w mne23od b‬‬ ‫‪cafe la beyn ma yballesh l‬‬ ‫‪film lal 7’30‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫الن�ص كما ّ‬ ‫مت ا�ستخدامه يف‬ ‫التوا�صل عرب الإنرتنت‬

‫الن�ص بلغته العامية‬

‫الن�ص باللغة الف�صيحة‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 496‬للتنمية الثقافية‬

‫الن�ص كما ّ‬ ‫مت ا�ستخدامه يف‬ ‫التوا�صل عرب الإنرتنت‬

‫الن�ص بلغته العامية‬

‫الن�ص باللغة الف�صيحة‬

‫ ‪- ktir 7elo l film, looool b‬‬‫‪da7ek, bas fi ykoun a7san‬‬

‫ كتري حلو الفيلم‪ .‬لووول (�ضحكة)‬‫بي�ضحك‪ ،‬ب�س يف يكون �أح�سن‬

‫الفيلم ممتع جد ًا ( ُم�ضحِ ك)‪ ..‬ولكن‪ ،‬كان‬ ‫بالإمكان �أن يكون �أف�ضل‪.‬‬

‫‪- la2 heyda moumassel bi3a2ed‬‬ ‫‪3endo aflem abel e5ed 3leya oscars‬‬

‫ لأ هيدا ممثل بيع�أد‪ ،‬عندو �أفالم �أبل‬‫(قبل) �آخد عليها �أو�سكار‬

‫ال‪ ..‬فهو ممثل بارع‪ ،‬لديه �أفالم نال عليها‬ ‫جائزة �أو�سكار‬

‫‪- yalla bukra bel jem3a me -‬‬

‫ يلّلى بكرا باجلامعة من�شوفكن قبل‬‫ال�صف‪ ،‬باي‪...‬‬

‫�إىل اللقاء‪ ،‬نراكم غد ًا يف اجلامعة‪ ،‬قبل‬ ‫بدء الدر�س‬

‫‪choufkoun abel l saff, Bye‬‬

‫�ساد�س ًا‪ :‬اللغة العربية و�آدابها يف‬ ‫الكيان املعريف لل�شباب‬ ‫ي�أتي على ر�أ�س الأدباء العرب‬ ‫املعروفني لدى ال�شباب برتتيب‬ ‫ن�سبة معرفتهم‪� :‬أحمد �شوقي‪،‬‬ ‫وعنرتة بن �شداد‪ ،‬واملتنبي‪ ،‬وجنيب‬ ‫حمفوظ‪ ،‬وجربان خليل جربان‪.‬‬

‫‪ - 1‬يفرت���ض الباحث �أن املدخ�لات املعرفية‪،‬‬ ‫ويف مقدمته��ا االعتي��اد عل��ى الق��راءة‪،‬‬ ‫والت��زود بثقاف��ة الن�صو���ص املعرفية‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫�سيم��ا ذات ال�صلة باللغة العربي��ة و�آدابها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هي م��ن حي��ث الدرب��ة عليها وامل��ران كي‬ ‫ت�صبح �سل��وك ًا مكت�سباً‪ ،‬من �أهم م�س�ؤوليات‬ ‫الأ��سرة‪ ،‬واملدر�س��ة‪ ،‬واجلامع��ة‪ ،‬وو�سائ��ل‬ ‫الإعالم‪ ،‬واجلمعي��ات واملنتديات الثقافية‪.‬‬ ‫فالرغب��ة يف املطالع��ة �أو الق��راءة ت�ستدعي‬

‫ِن َ�سب اقتناء الكتب ذات ال�صلة بالعربية يف املكتبة‬ ‫�شكل بياين رقم (‪ )16‬ال�شخ�صية‬ ‫‪39.9‬‬

‫‪22.8‬‬ ‫‪14.4‬‬

‫‪18.6‬‬ ‫‪4.2‬‬

‫من ‪3 - 1‬‬

‫من ‪� 9 - 3‬أكرث من ع�رشة‬

‫ال يوجد‬

‫ال جواب‬

‫التع��رف التدريج��ي يف اكت�س��اب املعرفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وم��ن الطبيع��ي �أن ت�أخ��ذ ق��راءة املراج��ع‬ ‫ذات ال�صل��ة مبراحل التعلّ��م واالخت�صا�ص‪،‬‬ ‫وكم ًا �أكرب‪.‬‬ ‫منحـًى وظيفياً‪ّ ،‬‬ ‫‪ - 2‬ويف ق��راءة نتائ��ج م��ا يت�ص��ل مبا��شرة‬ ‫مبطالعة الكت��ب ذات الطابع الفكري العام‪،‬‬ ‫�أو املرجع��ي عن اللغ��ة العربية و�آدابها‪ ،‬بدا‬ ‫حب املطالعة عند ال�شباب بلغ ما ن�سبته‬ ‫�أن ّ‬ ‫‪ .% 56،3‬ون�سب��ة ع��دد الكت��ب ذات ال�صل��ة‬ ‫بالعربية‪ ،‬يف املكتبة ال�شخ�صية‪ ،‬قليل جداً‪.‬‬ ‫ِـ�سب‬ ‫‪ - 3‬ومن القول ّ‬ ‫املربر‪ ،‬هنا‪� ،‬أن �أ�سباب هذه الن َ‬ ‫ال�ضئيل��ة ال تنح�رص بالرغب��ة ال�شخ�صية‪� ،‬أو‬ ‫عدمها‪ ،‬لدى ال�شباب‪ ،‬فقط‪ ،‬فالعوامل املانعة‬ ‫كث�يرة‪ ،‬ولعل �أبرزها ت�أث�يراً يف هذا‪ ،‬تراجع‬ ‫الكت��اب �أم��ام التزاي��د ال�رسي��ع للف�ضائيات‬ ‫والإنرتنت‪ ،‬وغياب التوجيه الرتبوي يف هذا‬ ‫املجال‪� ،‬إ�ضافة �إىل عوامل �أخرى‪ ،‬تتمثل يف‬ ‫البطالة املنت�رشة بني ال�شباب‪ ،‬وما ي�صاحب‬ ‫ذلك من فقر يجعل الكتاب خارج الأولويات‬ ‫املطلوب��ة يف احلي��اة اليومية‪ .‬وم��ن املفيد‪،‬‬ ‫هن��ا‪� ،‬أن ن�ش�ير �إىل "انخفا�ض ن�سبة القراءة‬ ‫بني الع��رب عمومـاً؛ �إذ �أ�ش��ار البع�ض مثالً‪،‬‬ ‫�إىل درا�س��ة قارن��ت ب�ين متو�س��ط �ساع��ات‬ ‫الق��راءة عند الع��رب والأوروبي�ين‪ ،‬فجاءت‬ ‫الن�سب��ة‪ ،‬بالطب��ع‪ ،‬مل�صلح��ة الأوروبي�ين‬ ‫(متو�سط القراءة يف الدول الأوروبية حواىل‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪497‬‬

‫�أحمد �شوقي‬

‫‪38.8‬‬

‫عنرتة بن �شداد‬

‫‪27.8‬‬

‫املتنبي‬

‫‪24.3‬‬

‫جنيب حمفوظ‬

‫‪17.9‬‬

‫جربان خليل جربان‬

‫‪15.6‬‬

‫�أبو القا�سم ال�شابي‬

‫‪12.5‬‬ ‫‪9.1‬‬

‫�أبو نوا�س‬

‫‪8.7‬‬

‫م�صطفى لطفي املنفلوطي‬

‫‪8.7‬‬

‫عبا�س حممود العقاد‬

‫‪8‬‬

‫توفيق احلكيم‬

‫‪7.6‬‬

‫عمر بن �أبي ربيعة‬

‫‪7.6‬‬

‫طه ح�سني‬ ‫نازك املالئكة‬

‫‪7.2‬‬ ‫‪6.8‬‬

‫بدر �شاكر ال�سياب‬

‫‪6.5‬‬

‫ميخائيل نعيمة‬

‫‪6.1‬‬

‫فاروق �شو�شة‬

‫‪5.7‬‬

‫الأخطل ال�صغري‬ ‫جابر ع�صفور‬

‫‪4.2‬‬

‫عمر �أبو ري�شة‬

‫‪3.4‬‬

‫غازي الق�صيبي‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫بنت ال�شاطىء‬

‫‪2.3‬‬

‫عبدالرحمن منيف‬

‫‪1.9‬‬

‫مي زيادة‬

‫‪1.9‬‬

‫ال�رشيف الر�ضى‬

‫‪1.9‬‬

‫�أدوني�س‬

‫‪1.5‬‬

‫زكريا تامر‬

‫‪ 0.4‬وداد �سكاكيني‬ ‫‪45‬‬

‫‪40‬‬

‫‪35‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬

‫نف�س��ه ي��كاد ينطب��ق عل��ى املتنبي‪ ،‬ال��ذي ماثل‬ ‫عن�ترة بالبطول��ة وانت�ش��ار �أخب��اره‪ ،‬وما كان‬ ‫يرمز �إلي��ه من ع ّزة و�شجاع��ة‪� .‬إ�ضافة �إىل توفر‬ ‫طبعات ديوان هذي��ن ال�شاعرين‪ ،‬و�إدراج بع�ض‬ ‫ن�صو�صهم��ا ال�شعري��ة يف مراح��ل خمتلف��ة من‬ ‫املناهج التعليمية‪ ،‬يف الوطن العربي‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫‪� 200‬ساع��ة �سنوي��اً‪ ،‬بينم��ا تنخف�ض هذه‬ ‫ال�ساع��ات وتتقلّ���ص �إىل ‪ 6‬دقائ��ق �سنوي�� ًا‬ ‫للف��رد العرب��ي" (التقري��ر العرب��ي الثالث‬ ‫للتنمي��ة الثقافية‪� ،‬ص ‪ ،310‬م�ؤ�س�سة الفكر‬ ‫العربي)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬ويف حماولة افرتا�ضية‪ ،‬م ّنا‪ ،‬و�ضعنا قائمة‬ ‫تت�ضم��ن �سبع��ة وع�رشي��ن �أديبـ�� ًا و�أديب��ة‪،‬‬ ‫وح�سبن��ا �أن االط�لاع على نتاج ه���ؤالء‪� ،‬أو‬ ‫والتق�صي‬ ‫البع�ض منهم يندرج يف االكت�ساب‬ ‫ّ‬ ‫املوجه تعليمياً‪،‬‬ ‫والتعلّم والتثقف الذاتي �أو‬ ‫ّ‬ ‫واعتربن��ا ذل��ك من قبي��ل املدخ�لات‪ ،‬وما‬ ‫يعل��ق يف الذه��ن‪ ،‬وم��ا ميكن الإف��ادة منه‪،‬‬ ‫من حي��ث امل�ضامني والأه��داف املعرفية‪،‬‬ ‫يف خمتل��ف املواقف واملتطلبات احلياتية‪،‬‬ ‫فك��راً �أو نقا�ش ًا و�سلوك ًا وحم��اكاة ملفاهيم‬ ‫الن�صو���ص‪ ،‬ع�بر اال�ستظه��ار واال�ست�شهاد‪.‬‬ ‫ويف ر�ص��د لنتائ��ج املخرج��ات‪ ،‬ج��اء يف‬ ‫نتائج اال�ستطالع ما ي�سرتعي االنتباه‪.‬‬ ‫وم��ن املفيد �أن نورد �أو ًال ما جاء يف ال�شكل‬ ‫البي��اين الذي ُي�� ْد ِرج تنازلي ًا ن َِ�س��ب مدى معرفة‬ ‫واط�لاع ال�شب��اب عل��ى نتائ��ج ه���ؤالء الأدب��اء‬ ‫"معرفة وا�سعة"‪:‬‬ ‫وم��ن املفيد �أن ُنعيد ترتيب القائمة‪ ،‬بح�سب‬ ‫التوات��ر الأعل��ى والأدن��ى‪ ،‬للخان��ات الث�لاث‪:‬‬ ‫"معرفة وا�سعة" و" �أ�سمع به‪ ،‬ومل �أقر�أ له" و" مل‬ ‫�أ�سمع به"‪ ،‬يف ثالثة جداول‪:‬‬ ‫فالنتائ��ج ت�ش�ير بالن َِ�س��ب الأعل��ى يف (�أ)‬ ‫�إىل �ص��دارة ثالث��ة �شع��راء‪ ،‬م��ن ع�ص��ور زمنية‬ ‫خمتلف��ة‪ ،‬م��ن اجلاهلي��ة‪ ،‬والع��صر العبا�س��ي‪،‬‬ ‫والع��صر احلديث‪ .‬وم��ن املثري لالهتم��ام تق ّدم‬ ‫�أحم��د �شوق��ي‪ ،‬ث��م يلي��ه �شاع��ران م��ن الرتاث‪،‬‬ ‫لهما من ال�شه��رة وال�صيت الذائع‪ ،‬بفعل ارتباط‬ ‫عن�ترة بال�س�يرة ال�شعبي��ة‪ ،‬واملث��ل ال�سائ��ر‪،‬‬ ‫وانت�ش��ار �أخب��اره عل��ى �أل�سن��ة "احلكواتية" يف‬ ‫املقاه��ي ال�شعبي��ة‪ ،‬يف مرحل��ة م��ا قب��ل ظهور‬ ‫التلفزي��ون‪ ،‬وو�سائ��ل الإعالم احلديث��ة‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫جت�سدت يف �أكرث من‬ ‫�إىل �سريت��ه البطولية الت��ي ّ‬ ‫فيل��م �سينمائ��ي‪ ،‬وم�سل�س��ل تلفزي��وين‪ .‬وال�شيء‬

‫�شكل بياين رقم (‪)17‬‬

‫َن َ�سب معرفة ال�شباب واطالعهم على نتاج عدد من‬ ‫الأدباء العرب‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 498‬للتنمية الثقافية‬ ‫اجلدول الأول‬

‫مدى معرفة ال�شباب واطالعهم على نتائج الأدباء‬ ‫العرب‪" :‬معرفة وا�سعة"‬

‫التواتر الأعلى (�أ)‬

‫التواتر الأدنى (ب)‬

‫�أحمد �شوقي ‪% 38،8‬‬

‫وداد �سكاكيني ‪% 1.4‬‬

‫عنرتة بن �شداد ‪% 27،8‬‬

‫زكريا تامر ‪% 1،5‬‬

‫املتنبي ‪% 24،3‬‬

‫مي زيادة‪ ،‬ال�شريف الر�ضي‪� ،‬أدوني�س ‪% 1،9‬‬

‫جنيب حمفوظ ‪% 17،9‬‬

‫عبد الرحمن منيف ‪% 2،3‬‬

‫جربان خليل جربان ‪% 15،6‬‬

‫غازي الق�صيبي‪ ،‬بنت ال�شاطىء ‪% 3‬‬

‫لك��ن ق�ص��ب ال�سب��ق ل�شوق��ي ي�برره‪ ،‬ع��دا‬ ‫�شعريته املج��ددة‪ ،‬و�إيقاعاته الآ�رسة يف الكثري‬ ‫من ق�صائده‪ ،‬كونه �شاعر �أغنيات رائجة‪ ،‬ب�صوت‬ ‫و�أحل��ان حمم��د عب��د الوه��اب‪ ،‬وهو م��ا �أعطى‬ ‫�شوقي بعداً يذك��ر يف االنت�شار وعلوق ا�سمه يف‬ ‫الأذه��ان‪� .‬أم��ا النتائج‪ ،‬يف التوات��ر الأدنى (ب)‬ ‫فج��اء �أدناها للكاتب��ة الفل�سطيني��ة‪ -‬اللبنانية‬ ‫القا���ص ال�سوري زكريا‬ ‫وداد �سكاكين��ي‪ ،‬ويليها‬ ‫ّ‬ ‫تام��ر‪ ،‬ال��ذي ع��رف ب�إبداع��ه يف جم��ال الق�صة‬ ‫الق�ص�يرة‪ .‬ثم جاءت الن�س��ب لتعلو تدريجي ًا لكل‬ ‫ّ من ال�شاعر الرتاثي ال�شريف الر�ضي‪ ،‬وال�شاعر‪،‬‬ ‫الناق��د �أدوني���س‪ ،‬وم��ي زي��ادة الت��ي متي��زت‬ ‫بثقافتها الغني��ة‪ ،‬و�صالونها الأدبي‪ ،‬الذي كان‬ ‫عام��راً بح�ضور كب��ار �أدباء التنوي��ر‪ ،‬من �أمثال‬ ‫م�صطف��ى �ص��ادق الرافعي وخليل مط��ران‪ .‬وبدا‬ ‫اجلدول الثاين‬

‫يف نتائج خانة "�أ�سمع به‪ ،‬ومل �أقر�أ له"‬

‫التواتر الأعلى (�أ)‬

‫التواتر الأدنى (ب)‬

‫عمر بن �أبي ربيعة ‪% 36،9‬‬

‫�أحمد �شوقي ‪% 11‬‬

‫عمر �أبو ري�شة ‪% 33،5‬‬

‫زكريا تامر ‪% 14،8‬‬

‫�أبو نوا�س ‪% 31،9‬‬

‫فاروق �شو�شة ‪% 16،7‬‬

‫عبا�س حممود العقاد ‪% 31،6‬‬

‫املتنبي‪ ،‬وداد �سكاكيني ‪% 17،5‬‬

‫م�صطفى لطفي املنفلوطي ‪% 30،8‬‬

‫عنرتة بن �شدّ اد ‪% 19‬‬

‫�أن ه��ذه املناخ��ات الفكري��ة مل ت�شف��ع له���ؤالء‬ ‫الأعالم‪ ،‬باحل�ضور يف النتائج‪.‬‬ ‫وين�سح��ب هذا عل��ى كل ّ من عب��د الرحمن‬ ‫منيف وغازي الق�صيبي وبنت ال�شاطىء‪ .‬فقد بدا‬ ‫�أن م��ا كان له�ؤالء من عطاءات فكرية‪ ،‬يف النرث‬ ‫الأدب��ي اجلميل‪ ،‬والرواية الهادف��ة‪ ،‬والدرا�سات‬ ‫الأكادميي��ة‪ ،‬مل ي�شف��ع له��م‪ ،‬عل��ى الرغ��م م��ن‬ ‫توفر نتاجهم املطب��وع‪ ،‬باحل�صول على بطاقة‬ ‫تعري��ف متك ّنه��م م��ن دخ��ول دائ��رة اهتم��ام‬ ‫ال�شب��اب‪ .‬وه��ذا م�ؤ�رش يحمل جمل��ة مالحظات‪،‬‬ ‫�أبرزه��ا ان��صراف جي��ل ال�شب��اب �إىل االهتمام‬ ‫باملرئي‪ -‬امل�سموع‪ ،‬والإنرتنت‪ ،‬وابتعادهم عن‬ ‫مطالع��ة الأعمال الأدبية‪� ،‬إ ّال ما انتقل منها �إىل‬ ‫الفيل��م ال�سينمائ��ي‪� ،‬أو امل�سل�س��ل التلفزيوين‪� ،‬أو‬ ‫م��ا بقي عالق ًا يف الذاك��رة من ن�صو�ص مقررة‪،‬‬ ‫اعتمدت يف مناهج الدرا�سة‪.‬‬ ‫تق�� ّدم النتائ��ج يف اجلدول�ين (�أ) و (ب)‬ ‫ظاه��رة القطيع��ة م��ع الق��راءة‪ ،‬ب�ش��كل كام��ل‪،‬‬ ‫املار ذكره��م‪ ،‬لي�سوا �أكرث م��ن �أ�سماء‬ ‫فالأدب��اء ّ‬ ‫حالتي ا ُ‬ ‫مل ْدخالت وامل ُْخرجات‪ ،‬وهي �أ�سماء‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ج��راء ظ��روف خمتلفة‪ ،‬يف‬ ‫الذاك��رة‪،‬‬ ‫يف‬ ‫عالق��ة‬ ‫ّ‬ ‫حي��اة ال�شباب‪،‬املُ�ستطلَع ر�أيه��م‪ ،‬لكن ما تقدمه‬ ‫ه��ذه الظ��روف احلياتية من الناحي��ة املعرفية‬ ‫ه��و �س��واء‪ ،‬فم�ضام�ين الن�صو���ص الأدبي��ة‪،‬‬ ‫تن��وع �أ�شكالها واجتهاتها‬ ‫له�ؤالء الأدباء‪ ،‬على ّ‬ ‫و�أبعاده��ا االجتماعي��ة والوجدانية واجلمالية‪،‬‬ ‫مل توظف يف تنمية �سلوكيات ال�شباب‪ ،‬ومل حتظَ‬ ‫بخطة توجيهية‪،‬يف م�ؤ�س�سات الرتبية والتعليم‪،‬‬ ‫�أو برامج الراديو والتلفزيون‪ ،‬لتج�رس ال�صلة بني‬ ‫املو�ضوع الفكري ووما يتلقاه ال�شباب‪.‬‬ ‫• اجل��دول الثالث‪ :‬نتائج خان��ة‪" :‬مل �أ�سمع‬ ‫به" وهي ت�شكل ذروة ما �سبق ذكره‪ ،‬يف ظاهرة‬ ‫اجلهل بنتاج جمموعة من �أدباء العرب‪ .‬فالنِ�سب‬ ‫الأعلى للأدباء اخلم�سة الذين ت�ص ّدروا القائمة‪،‬‬ ‫هم على التوايل‪ :‬وداد �سكاكيني ‪ ،% 67.3‬زكريا‬ ‫تامر ‪ ،% 66.5‬بن��ت ال�شاطىء ‪ ،% 59.7‬غازي‬ ‫الق�صيبي ‪ ،% 57‬جابر ع�صفور ‪.% 56.5‬‬ ‫يقاب��ل ذلك‪ ،‬يف الن�س��ب الأدنى‪ ،‬وفق الآتي‪:‬‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪499‬‬ ‫‪ % 4.6‬لعن�ترة‪ % 5.7 ،‬لأحم��د �شوقي‪% 7.6 ،‬‬ ‫للمتنبي و‪ % 15.2‬لنجيب حمفوظ‪ ،‬و‪% 18.6‬‬

‫جلربان خليل جربان‪.‬‬

‫• ا�ستنتاجات عامة‬

‫�أكرث من ‪ % 55‬من ال�شباب العربي‬ ‫(امل�ستط َلع ر�أيه) مل ي�سمع مطلق ًا‬ ‫بوداد �سكاكيني‪ ،‬وزكريا تامر‪،‬‬ ‫وبنت ال�شاطئ‪ ،‬وغازي الق�صيبي‪،‬‬ ‫وجابر ع�صفور!! يف مقابل ‪% 5‬‬ ‫مل ي�سمع ب�أحمد �شوقي و‪% 7‬‬ ‫باملتنبي و‪ % 15‬بنجيب حمفوظ‬ ‫و‪ % 18‬بجربان خليل جربان‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫‪ - 1‬ق�� ّدم ا�ستطالع ر�أي ال�شب��اب يف واقع اللغة‬ ‫العربية عدداً من املعطيات وامل�ؤ�رشات‪ ،‬يف‬ ‫نتائ��ج �إح�صائي��ة ت�ساع��د يف ت�شكيل مادة‬ ‫بحثي��ة‪ ،‬و�صفي��ة‪ ،‬وت�سه��م يف "ت�شخي���ص"‬ ‫حا��ضر العربي��ة‪ ،‬يف �إطاره��ا االجتماعي‪،‬‬ ‫وتو ّف��ر لب�صرية الباحث�ين ما ي�ساعدهم يف‬ ‫ا�ست��شراف م�ستقبل اللغ��ة‪ ،‬واقرتاح خمطط‬ ‫توجيهي‪� ،‬أو "خارطة طريق" �إىل النهو�ض‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ج��اء يف نتائ��ج اال�ستط�لاع م��ا ميك��ن‬ ‫ت�سميت��ه "م�شاه��د" ثالثة لواق��ع �سلوكيات‬ ‫ال�شب��اب يف التعام��ل م��ع اللغ��ة؛ فق��د ب��دا‬ ‫امل�شه��د الأول يف املوق��ف الإيجاب��ي م��ن‬ ‫ثقاف��ة االنتم��اء‪ ،‬وم��ا متثله اللغ��ة العربية‬ ‫من رمز تراثي‪ ،‬وهوية‪ .‬فالن�سبة التي فاقت‬ ‫‪ 80%‬حتم��ل �أهمي��ة بالغ��ة‪ ،‬لأنه��ا ح�صيلة‬ ‫مت �إج��را�ؤه يف جمتمعات عربية‬ ‫ا�ستط�لاع ّ‬ ‫تعي���ش ثقافات متع��ددة‪ ،‬وكان ق��د ُمور�س‬ ‫بح��ق ع��دد م��ن ه��ذه املجتمع��ات تثقي��ف‬ ‫جائ��ر‪ ،‬ينتهج �سيا�س�� ًة عدوانية بحق ثقافة‬ ‫ه��ذه املجتمعات‪ ،‬ويج��ور عليه��ا ب�سلطان‬ ‫ِ��رة (كفر���ض الثقاف��ة‬ ‫ثقافت��ه امل�ستعم َ‬ ‫الفرن�سي��ة ولغتها يف ك ّل من لبنان و�سورية‬ ‫وتون���س واجلزائ��ر واملغ��رب وموريتاني��ا‪،‬‬ ‫وفر���ض الثقافة الإنكليزي��ة ولغتها يف كل‬ ‫ّ م��ن الأردن وم��صر‪ ،‬ثم العربي��ة والثقافة‬ ‫الإ�رسائيلي��ة يف فل�سط�ين املحتلة)‪ .‬ي�ضاف‬ ‫�إىل ذل��ك �أن واق��ع ا�ستخ��دام الفرن�سي��ة يف‬ ‫تون�س واجلزائر واملغ��رب وموريتانيا ي�شهد‬ ‫باتت�ش��ار التعددية اللغوي��ة‪ -‬الثقافية‪ ،‬يف‬ ‫الدوائ��ر الر�سمية ومناه��ج التعليم و�أ�شكال‬ ‫التوا�صل والتعام��ل يف احلياة اليومية‪ ،‬وال‬ ‫�سيم��ا يف امل��دن واحلوا�رض‪ .‬و�شبي��ه بذلك‬ ‫ّ‬ ‫ما للتعددي��ة الثقافية يف لبن��ان‪ ،‬من حيث‬

‫انت�ش��ار اللغت�ين الفرن�سي��ة والإنكليزية يف‬ ‫الفكر وال�سلوك ومناهج التعليم‪.‬‬ ‫وب��دا امل�شه��د الث��اين رغب�� ًة يف امل�شارك��ة‬ ‫والإ�سه��ام يف ال�ش���أن الثقايف‪ ،‬ويف م��ا يتعلق‬ ‫بواق��ع اللغ��ة العربي��ة وتنميته��ا‪ .‬وه��و م�شه��د‬ ‫ذو وجه�ين‪� ،‬أولهم��ا حظ��ي بن�سب��ة عالية حني‬ ‫بـم ْد َخ��ل نظ��ري (ن��دوة �أو‬ ‫ات�صل��ت امل�شارك��ة ُ‬ ‫م��ا �شاب��ه‪� ،)..‬أو �إب��داء ال��ر�أي يف الدع��وة ع�بر‬ ‫و�سائ��ل الإعالم �إىل تعدي��ل املناهج التعليمية؛‬ ‫وثانيهما حل��ظَ تراجع ًـا ن�سبيـ�� ًا (�إىل ‪)% 44.5‬‬ ‫ح�ين ات�صل��ت امل�شارك��ة بطاب��ع مواكب��ة دور‬ ‫امل�ؤ�س�سات املعنية بواقع اللغة العربية‪.‬‬ ‫�أما امل�شهد الثالث فهو تراجع كبري يف ن�سبة‬ ‫الرغب��ة يف امل�شارك��ة (�إىل ‪ 2.3‬و‪ )% 5.3‬حني‬ ‫ات�ص��ل الأمر بن��شر الر�أي باللغ��ة وب�صعوباتها‬ ‫يف �إحدى و�سائل الن�رش (�صحيفة‪ ،‬جملة‪.)...‬‬ ‫ه��ذا التفاوت الن�سبي يف ر�صد واقع الرغبة‬ ‫يف امل�شارك��ة‪ ،‬ب��دا انقطاعـ�� ًا ملحوظـ�� ًا يف‬ ‫ممار�سة الكتابة ون��شر الر�أي يف �إحدى و�سائل‬ ‫االعالم‪ّ � ،‬إما ب�سبب انع��دام التجربة البحثية‪� ،‬أو‬ ‫ب�سبب ب��رودة العالقة بني ال�شباب وامل�ؤ�س�سات‬ ‫الإعالمية‪� ،‬أو لعله ال�شعور بعدم القدرة يف طَ ْرقِ‬ ‫مو�ض��وع لغوي ي��راه ال�شاب �شائ��كاً‪ .‬وبالتايل‬ ‫ف���إن ه��ذه النتائج املتفاوتة ‪-‬هن��ا‪ -‬تقلّل من‬ ‫زخ��م العفوي��ة الت��ي �ص��درت ع��ن ال�شباب يف‬ ‫موقفهم الإيجابي من رمزية اللغة العربية وما‬ ‫مت ّثل من ِق َيم‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يف ِج��واء مقابل��ة‪ ،‬ب��دا اهتم��ام ال�شب��اب‬ ‫بالتوا�ص��ل م��ع الآخ��ر‪ ،‬لأغرا���ض ٍ �شت��ى‪،‬‬ ‫م�شوقاً‪،‬‬ ‫بو�سيلة الهاتف �أو الإنرتنت‪ ،‬جم ً‬ ‫اال ّ‬ ‫ومناخ ًا جديداً‪ ،‬تتفتح �آفاقه عن م�ستجدات‬ ‫تقاني��ة‪ ،‬يوم ًا فيوماً‪ ،‬مما يجعل التوجه �إىل‬ ‫جراء ما‬ ‫ه��ذا املج��ال يف �سريورة مطّ ��ردة‪ّ ،‬‬ ‫يو ّف��ر هذا التوا�صل من ا�ستقاللية‪ ،‬وحواجز‬ ‫مرفوع��ة �أو ملغ��اة ب�ين املتحاوري��ن‪،‬‬ ‫ينميه م��ن �صداقات ت�أخذ يف‬ ‫وبالت��ايل ما ّ‬ ‫م�ستواه��ا العم��ري والفكري منح��ى �أفقياً‪،‬‬ ‫في��ه ح��رارة امل�س��اواة وانتف��اء "ال�سلط��ة‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 500‬للتنمية الثقافية‬ ‫"املوجهة"‪.‬‬ ‫الر�سمية" �أو "الفوقية" �أو‬ ‫ّ‬ ‫جت��در الإ�ش��ارة‪ ،‬هن��ا‪� ،‬إىل ظاه��رة الوق��ت‬ ‫املخ�ص���ص للإنرتن��ت‪ ،‬فهي عل��ى التوايل‪،‬‬ ‫احت�ساب ًـا بال�ساعة‪:‬‬ ‫فل��و اعتمدن��ا متو�س��ط احل��د الأدن��ى م��ن‬ ‫الوقت الذي ي�رصف��ه ال�شاب على الإنرتنت‪،‬‬ ‫لتح�صـ��ل لدين��ا �سنوي�� ًا ‪� 365‬ساع��ة‪ ،‬و�إذا‬ ‫ّ‬ ‫قارن��ا ه��ذا الوقت مبتو�سط م��ا ينفقه الفرد‬ ‫العرب��ي يف الق��راءة‪ ،‬وهو ‪ 6‬دقائ��ق �سنوياً‪،‬‬ ‫لب��دا الف��ارق الكب�ير يف الرقم�ين‪ ،‬وبدا ما‬ ‫لظاه��رة الإنرتن��ت م��ن �أهمي��ة بالغ��ة‪ ،‬يف‬ ‫مر�شحة ملزيد‬ ‫حياة ال�شباب‪ ،‬وهي ظاه��رة ّ‬ ‫م��ن االنت�ش��ار‪ ،‬و�إىل ا�ستغ��راق املزي��د م��ن‬ ‫الوق��ت‪ .‬وال�ش��يء نف�سه ين�سح��ب على طرق‬ ‫اجلوال‪ ،‬التي‬ ‫االت�ص��ال عرب برامج الهات��ف ّ‬ ‫ت�شه��د برام��ج م�ستج��دة كل ثالث��ة �أ�شه��ر‬ ‫تقريب��اً‪ ،‬و�سيما و�أن الثقافة احلديثة دجمت‬ ‫و�سيلتي االت�صال هاتني يف و�سيلة الهاتف‬ ‫اجلوال املتطور‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 4‬ما �سبق‪ ،‬يطرح ال�س�ؤال الآتي‪ :‬هل ت�شكّل هذه‬ ‫اجلماع��ة االلكرتوني��ة عرب الإنرتن��ت‪ ،‬التي‬ ‫تبح��ث ع��ن بع�ضها البع�ض‪ ،‬ع�بر ف�ضاءات‬ ‫تتي��ح لل�شب��اب اال�ستقاللية اخلا�ص��ة بهم‪،‬‬ ‫واللغ��ة الت��ي تتجان�س يف حواراته��م يوم ًا‬ ‫بع��د ي��وم‪ ،‬وم��ا ي�شع��رون ب��ه �أو يتبادلونه‬ ‫م��ن اهتم��ام‪� ،‬أي��ن من��ه اهتم��ام‪ ،‬اجلماعة‬ ‫التقليدي��ة! ‪� -‬أق��ول‪ :‬ه��ل التوا�ص��ل بغر�ض‬ ‫الدرد�ش��ة الت��ي حتي��ي ال�شعور بال��ذات يف‬ ‫تواجده��ا مع الذات ال�شبيهة‪ ،‬وهل التوا�صل‬ ‫بغر���ض تب��ادل املع��ارف‪ ،‬ال��ذي ُيعلي من‬ ‫قيم��ة ال��ذات‪ ،...‬ه��ل �سيغ��دو ه��ذا املج��ال‬ ‫االلك�تروين‪� ،‬أو االفرتا�ض��ي‪� ،‬أو الرقم��ي‪،‬‬ ‫يف ن�ش�أت��ه املتنامية‪ ،‬يف جمتمعن��ا‪� ،‬شيئ ًـا‬

‫اال بدي ًال من الواقع االجتماعي‬ ‫ف�شيئـ��اً‪ ،‬جم ً‬ ‫التقليدي؟ يف �ضوء م��ا تناقلته املعلومات‬ ‫عن �أثر الإنرتنت‪ ،‬وماليني مواقعه املنت�رشة‬ ‫�سيما و�سائله الرقمية‬ ‫يف �أرجار الكون‪ ،‬وال ّ‬ ‫الأكرث �شهرة‪ :‬الـ"توي�تر" والـ"فاي�س بوك"‪،‬‬ ‫ويف �ض��وء م��ا يزي��د عل��ى ‪ 30‬مليونـ�� ًا م��ن‬ ‫ال�شب��اب العربي الذين اعتمدوا هذه ال�شبكة‬ ‫التوا�صلية يف �أغرا�ضهم املختلفة‪ ،..‬كل ذلك‬ ‫ي�شي بح�ضور جمتمع جديد‪ ،‬من �أبرز ميزاته‬ ‫�أنه فاعل‪ ،‬وم�ؤثر‪ ،‬وحي��وي‪ ،‬وي�سري‪ ،‬وماهر‬ ‫يف الت�شبي��ك‪ ،‬وهو‪� ،‬شئنا �أم �أبينا‪� ،‬ساع ٍ �إىل‬ ‫يلبي‬ ‫انت��زاع لقب املجتمع البدي��ل‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫رغبات املاليني من ال�شباب العربي‪.‬‬ ‫م�سوغة �أ�سهمت‬ ‫‪ - 5‬ال ب ّد من الإقرار بوجود دوافع ّ‬ ‫يف ح�ضور املجال االفرتا�ضي لل�شباب‪ ،‬لغة‬ ‫و�سلوك ًا ومفاهيم‪ ،‬ولع ّل �أبرزها التعبري عن‬ ‫املوقف االعرتا�ض��ي‪� ،‬أو االحتجاجي جتاه‬ ‫ما يرونه تقاليد وعادات من جيل الآباء‪ ،‬ال‬ ‫تتوافق وتطلعاتهم اجلديدة‪ ،‬وهو واقع �أن�ش�أ‬ ‫جمال�ين اجتماعيني‪ ،‬جم��ال ال�شباب‪� ،‬شبه‬ ‫امل�ستق��ل‪� ،‬أو املنف�ص��ل‪ ،‬وجم��ال املجتم��ع‬ ‫برتاثه وحا�رضه البطركي‪.‬‬ ‫وم��ا يق ّدمه املجال االفرتا�ض��ي‪� ،‬أو امل�شهد‬ ‫يتك��ون بفعل توا�ص��ل ال�شباب يف ما‬ ‫ال��ذي‬ ‫ّ‬ ‫بينه��م‪ ،‬عرب الإنرتنت‪ ،‬ه��و يف حقيقة الأمر‬ ‫جمتم��ع احتجاج��ي على النزع��ة البطركية‬ ‫ال�سائدة يف املجتمع التقليدي‪ ،‬وهو احتجاج‬ ‫يتمظهر يف زي املالب�س‪ ،‬وت�رسيحة ال�شعر‪،‬‬ ‫وقي��ادة ال�سي��ارة‪ ،‬واجللو���س يف املقه��ى‪،‬‬ ‫وطرق احلديث يف البي��ت ومعاهد الدرا�سة‪،‬‬ ‫واحلف�لات ال�شبابية‪ .‬كم��ا يتجلى يف نظام‬ ‫لغ��وي‪ ،‬له تراكيب��ه‪ ،‬غري امل�ألوف��ة‪ ،‬للكبار‪،‬‬ ‫ومل��ا ه��و كال�سيك��ي �أو (اتباع��ي)‪ ،‬ول��ه‬

‫من يجل�سون �إىل الإنرتنت �أقل من �ساعة من �ساعة �إىل �أكرث من ثالث �أكرث من خم�س‬ ‫�ساعات‬ ‫�ساعات‬ ‫�ساعتني‬ ‫‪% 25.5‬‬

‫‪% 33.1‬‬

‫‪% 11.8‬‬

‫‪% 18.3‬‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪501‬‬ ‫م�ضمون ال�س�ؤال‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫باعتبار العربية لغة وطنية‪ ،‬ومتثل الهوية الثقافية‬

‫‪89.7‬‬

‫باعتبار العربية لغة التوا�صل‪ ،‬بعفوية‪ ،‬يف احلديث الهاتفي مع الآخرين‬

‫‪82.9‬‬

‫باعتبار العربية لغة التوا�صل مع الآخرين‪ ،‬بعفوية‬

‫‪84.8‬‬

‫باعتبار العربية لغة مراجع االخت�صا�ص العلمي‬

‫‪75.7‬‬

‫باعتبار العربية لغة مطالعة‬

‫‪73.1‬‬

‫باعتبار العربية لغة احلديث مع الآخرين عرب الإنرتنت‬

‫‪70‬‬

‫باعتبار العربية لغة معامالت امل�صارف وباقي امل�ؤ�س�سات‬

‫‪68.8‬‬

‫باعتبار العربية لغة ت�شغيل نظام التلفزيون‬

‫‪65‬‬

‫باعتبار العربية لغة تعارف مع �أ�صدقاء جدد‪ ،‬يتكلمون الثنائية اللغوية‬

‫‪63.9‬‬

‫باعتبار العربية لغة ت�سمية امل�شرتيات (=ال�سلع اال�ستهالكية)‬

‫‪62.4‬‬

‫باعتبار العربية لغة ت�سمية امل�صطلحات و�أ�سماء املخرتعات‬

‫‪ ،59.9‬و�أحيان ًا‪27.4 :‬‬

‫باعتبار العربية لغة معتمدة يف كتابة حروف جهاز بالك بري‬ ‫(بالالتينية) للتوا�صل مع الآخرين‬

‫‪40‬‬

‫ال ي�ترك الباح��ث مطمئنـ�� ًا �إىل �سي��ادة اللغة‬ ‫العربية‪ ،‬يف جمتمعات عربية حتفل باالنفتاح‬ ‫املعريف‪ ،‬وتكت�سب الثقافات بلغاتها بطواعية‬ ‫و�سال�س��ة‪ ،‬وتتطلع �إىل امتالك و�سائل التقانة‬ ‫م�ضمون ال�س�ؤال‬

‫امللـف اخلـا�ص‬

‫مدون��ات معاج��م‬ ‫مفردات��ه امل�ستق��اة م��ن ّ‬ ‫اللغة العربي��ة‪ ،‬والأجنبية‪ ،‬والعاميات‪ ،‬وما‬ ‫يط��ر�أ عل��ى ذلك م��ن تغي�يرات‪� ،‬إم��ا بدافع‬ ‫اللع��ب �أو االبتكار ال�شخ�ص��ي والتمايز‪ ،‬عدا‬ ‫ما حتفل ب��ه هذه اللغ��ة ال�شبابية من رموز‬ ‫وت�شف�ير‪ ،‬يتبادلون دالالته��ا‪ ،‬مما يزيد من‬ ‫خ�صو�صية هذا االجتاه اللغوي‪ ،‬يف جمتمع‬ ‫ميور باملتغريات‪.‬‬ ‫‪ - 6‬يف خ�ض��م ه��ذه التح��والت االجتماعي��ة‪-‬‬ ‫الثقافي��ة‪ ،‬الت��ي يعي�شه��ا ال�شب��اب‪ ،‬تبق��ى‬ ‫م�س�ألة اللغة حموراً يف التعبري‪ ،‬ومركز دائرة‬ ‫اهتم��ام املتحاورين‪ ،‬فه��ي �أداة التعبريين‬ ‫ال�شفاهي والكتابي‪ ،‬وه��ي مر�آة تعك�س‪ ،‬يف‬ ‫نتائج �إح�ص��اءات هذا اال�ستطالع‪ ،‬ما ي�شبه‬ ‫املج��ال الع��ام م��ن م�ستج��دات ومتغريات؛‬ ‫فقد قدم��ت الإح�صاءات‪� ،‬أربع��ة م�ؤ�شرات‪:‬‬ ‫جديرة باالهتمام‪:‬‬ ‫ امل�ؤ�ش��ر الأول‪ ،‬ما ق ّدمت��ه نتائج الإح�صاء يف‬‫ا�ستخدام اللغ��ة العربية‪ ،‬يف التوا�صل‪ ،‬من حيث‬ ‫تدين الن�سبة‪ ،‬تدريجيـاً‪ ،‬تبع ًـا لوجهة اال�ستخدام‪،‬‬ ‫تدرج تنازيل ينذر‬ ‫وهوي��ة الآخر‪ ،‬وثقافته‪ ،‬وهو ّ‬ ‫بتقلّ���ص دائ��رة ا�ستخدامه��ا‪ ،‬كما ه��و مبني يف‬ ‫اجلدول الآتي‪:‬‬ ‫ امل�ؤ�ش��ر الث��اين‪ ،‬م��ا ق ّدمت��ه نتائ��ج الإح�صاء‬‫يف ا�ستخ��دام اللغ��ة الإنكليزي��ة (حتدي��داً)‪ ،‬م��ن‬ ‫حي��ث ارتفاع الن�سب��ة‪ ،‬تدريجيـ��اً‪ ،‬تبع ًـا لوجهة‬ ‫اال�ستخ��دام‪ ،‬وحتدي��د الآخ��ر يف التوا�صل‪ ،‬وهو‬ ‫تو�سع دائرة‬ ‫تدرج متن��ام ٍ �إىل الأعلى‪ ،‬يدل على ّ‬ ‫اال�ستخدام‪ ،‬كما هو مبينّ يف اجلدول الآتي‪:‬‬ ‫ امل�ؤ�شر الثال��ث‪ ،‬ما ق ّدمته نتائج الإح�صاء يف‬‫ا�ستخدام ثنائية اللغة‪ ،‬من حيث ارتفاع الن�سبة‪،‬‬ ‫تدريجيـ��اً‪ ،‬تبعـ�� ًا لوجه��ة اال�ستخ��دام‪ ،‬وحتديد‬ ‫ت��درج متن��ام ٍ �إىل‬ ‫الآخ��ر يف التوا�ص��ل وه��و ّ‬ ‫الأعلى‪ ،‬يدل على تو�سع دائرة ا�ستخدام الثنائية‬ ‫اللغوي��ة‪ ،‬وهو تو�سع وتن��ام ٍ يزيدان من انت�شار‬ ‫�سيما الإنكليزي��ة‪ ،‬كما هو‬ ‫اللغ��ة الأجنبي��ة‪ ،‬وال ّ‬ ‫مبينّ يف اجلدول الآتي‪:‬‬ ‫‪ - 7‬ما ق ّدمته نتائج الإح�صاء من دالالت رقمية‪،‬‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة التوا�صل‪ ،‬بعفوية‪ ،‬يف احلديث الهاتفي مع الآخرين‬

‫‪6.1‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة مطالعة‬

‫‪6.6‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة التوا�صل‪ ،‬بعفوية‬

‫‪8.4‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة ت�سمية امل�صطلحات و�أ�سماء املخرتعات‬

‫‪ ،% 13.2‬و�أحيان ًا‪% 36.1 :‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة التوا�صل مع الآخرين‪ ،‬وت�ستخدم بفخر واعتزاز‬

‫‪16.9‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة احلديث مع الآخرين عرب الإنرتنت‬

‫‪18.3‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة مراجع االخت�صا�ص العلمي‬

‫‪18.3‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة ت�سمية امل�شرتيات (=ال�سلع اال�ستهالكية)‬

‫‪25.9‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة ت�شغيل نظام التلفزيون‬

‫‪37.3‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 502‬للتنمية الثقافية‬ ‫الن�سبة املئوية‬

‫م�ضمون ال�س�ؤال‬ ‫باعتبار الإنكليزية لغة التوا�صل‪ ،‬بعفوية‪ ،‬يف احلديث الهاتفي مع الآخرين‬

‫‪6.1‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة مطالعة‬

‫‪6.6‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة التوا�صل‪ ،‬بعفوية‬

‫‪8.4‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة ت�سمية امل�صطلحات و�أ�سماء املخرتعات‬

‫‪ ،% 13.2‬و�أحيان ًا‪% 36.1 :‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة التوا�صل مع الآخرين‪ ،‬وت�ستخدم بفخر واعتزاز‬

‫‪16.9‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة احلديث مع الآخرين عرب الإنرتنت‬

‫‪18.3‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة مراجع االخت�صا�ص العلمي‬

‫‪18.3‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة ت�سمية امل�شرتيات (=ال�سلع اال�ستهالكية)‬

‫‪25.9‬‬

‫باعتبار الإنكليزية لغة ت�شغيل نظام التلفزيون‬

‫‪37.3‬‬

‫ال�س ُبل‪.‬‬ ‫الي�سرية‪ ،‬من �أقرب ُ‬ ‫جلي��اً‪ ،‬يف عل��و �ش���أن اللغ��ة‬ ‫وم��ا ب��دا‪ّ ،‬‬ ‫الأجنبي��ة‪ ،‬وكذلك الثنائية اللغوية‪ ،‬وتراجع‬ ‫ا�ستخ��دام العربية‪ ،‬يزيد من ه��ذا القلق‪ ،‬وال‬ ‫يك��ون الت��دارك يف االنكفاء ع��ن الثقافات‬ ‫الأجنبي��ة‪ ،‬ولغاته��ا‪ ،‬بل يك��ون بت�رشيعات‬ ‫تطبيقي��ة‪ ،‬تلتزمه��ا املجتمع��ات العربي��ة‬ ‫و ُنظُ مها ال�سيا�سية واالقت�صادية والرتبوية‪،‬‬ ‫ت�صون اللغة العربي��ة‪ ،‬وتعمل على تنميتها‬ ‫م�ضمون ال�س�ؤال‬

‫الن�سبة املئوية‬

‫باعتبار الثنائية اللغوية لغة توا�صل‪ ،‬بعفوية‪ ،‬يف احلديث‬ ‫الهاتفي مع الآخرين‬

‫‪14.8‬‬

‫باعتبار الثنائية اللغوية لغة حمبّبة للمطالعة‬

‫‪16.7‬‬

‫باعتبار الثنائية اللغوية لغة توا�صل‪ ،‬عرب الإنرتنت‬

‫‪19.4‬‬

‫باعتبار الثنائية اللغوية لغة مراجع االخت�صا�ص العلمي‬

‫‪21.7‬‬

‫باعتبار الثنائية اللغوية لغة ت�سمية امل�شرتيات (=ال�سلع‬ ‫اال�ستهالكية)‬

‫‪34.6‬‬

‫باعتبار الثنائية اللغوية لغة التوا�صل بعفوية‪ ،‬مع الآخرين‬

‫‪35.7‬‬

‫باعتبار الثنائية اللغوية لغة تعارف مع �أ�صدقاء جدد‪،‬‬ ‫يتكلمون الثنائية اللغوية‬

‫‪48.3‬‬

‫يف �أُطُ رها املعرفية‪ ،‬وتفاعلها االجتماعي‪،‬‬ ‫وممار�ستها لغة تعلّم وتوا�صل‪.‬‬ ‫‪ - 8‬ثم‪ ،‬ف�إن فئة ال�شباب العربي‪ ،‬ت�ستحق الكثري‬ ‫م��ن الدرا�سات العلمية‪ ،‬فه��ي الفئة الواعدة‬ ‫التي ت�شكّـل ثلث �سكان الوطن العربي‪ ،‬وهي‬ ‫�ستكون ب�أعدادها الثمانني مليون ًـا يف‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫العام ‪ُ 2025‬بنى ت�سيري املجتمعات العربية‬ ‫يف وجهها الر�سمي والأهلي‪.‬‬ ‫‪ - 9‬كما ت�ستحق اللغة العربية اهتمام الغيورين‬ ‫عل��ى احل�ض��ارة العربي��ة‪ -‬الإ�سالمي��ة؛‬ ‫فالنهو���ض املع��ريف مب�ستخدم��ي العربية‪،‬‬ ‫علمـ��اً‪ ،‬و�أدبـ��اً‪ ،‬وفنونـاً‪ ،‬بالل�س��ان العربي‪،‬‬ ‫يع ّزز واقع االنتماء‪ ،‬وميكّن الهوية الأ�صيلة‪،‬‬ ‫يف زم��ن املعا�رصة العلمي��ة والتقنية التي‬ ‫باتت هوية الع�رص‪.‬‬ ‫‪ - 10‬ثم‪� ،‬إن النهو�ض مبتكلمي اللغة ليكون لهم‬ ‫منهجه��م الفكري وطريقته��م يف النظر �إىل‬ ‫م�ستجدات املعرفة‪ ،‬ي�ستلزم‪ ،‬ر�ؤية متكاملة‪،‬‬ ‫مت ّده��ا خ�برة ح�ضاري��ة غني��ة‪ ،‬ويرفده��ا‬ ‫مميز‪ ،‬وهو م��ا �سيف�ضي �إىل‬ ‫تكوي��ن نف�س��ي ّ‬ ‫علو �ش�أن اللغة العربية‪ ،‬فاللغة ب�أبنائها‪.‬‬ ‫‪ - 11‬ل��ذا‪ ،‬من ال��ضرورة‪� ،‬أن يغدو دور ال�شباب‬ ‫لا يف م�س�أل��ة النهو���ض‬ ‫حا��ضراً‪ ،‬وفاع� ً‬ ‫اللغ��وي‪ ،‬و�أن يغ��دو ر�أيه��م يف م�س�ألة اللغة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬باعتبارها من��اط الثقافة يف ك ّل‬ ‫معانيها‪� ،‬رضورة بحثية‪ ،‬قوامها ا�ستطالع‬ ‫م��ا هو جار ٍ جمرى الهواء يف ال�صدور‪ ،‬وما‬ ‫يج��ول يف البال‪ ،‬وم��ا حتمل��ه النفو�س من‬ ‫قبول ورف�ض‪.‬‬ ‫وع�س��ى �أن يك��ون ه��ذا اال�ستط�لاع خط��وة‬ ‫�صائب��ة يف م�س��ار فه��م واق��ع اللغ��ة العربي��ة‬ ‫لا �إىل ت�شخي���ص عل��ل ه��ذا‬ ‫املعا��صرة‪ ،‬ومدخ� ً‬ ‫الواق��ع ت�شخي�ص�� ًا �سليم��اً‪ ،‬يف�ض��ي‪ ،‬م��ن ثم �إىل‬ ‫و�ض��ع احلل��ول الآيل��ة �إىل دفع ق��درات العربية‬ ‫ُق ُدماً‪ ،‬ون�سج االنتماء والتوا�صل احل�ضاري بني‬ ‫اللغة العربية وال�شباب‪ ،‬لتعود اللحمة‪ ،‬تدريجياً‪،‬‬ ‫فتتقل�ص‪ ،‬مقابل ذلك‪ ،‬دائرة الغربة الراهنة بني‬ ‫اللغة العربية وال�شباب يف جمتمعنا‪.‬‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪503‬‬

‫امللـف اخلـا�ص‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 504‬للتنمية الثقافية‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪505‬‬

‫امللـف اخلـا�ص‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 506‬للتنمية الثقافية‬


‫اغرتاب ال ّلغة‬ ‫�أم اغرتاب ال�شباب؟ ‪507‬‬

‫امللـف اخلـا�ص‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 508‬للتنمية الثقافية‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪509‬‬

‫مـلـف‬ ‫الإبـــــداع‬ ‫الإبـــداع‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 510‬للتنمية الثقافية‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪511‬‬

‫ال�سينما ع�شية "الربيع العربي"‬ ‫امل�سرح ّيون العرب والنفق املظلم‬ ‫مدخل منهجي لتنظري املو�سيقى العرب ّية‬ ‫الإبـــداع‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 512‬للتنمية الثقافية‬

‫ال�سينما ع�شية "الربيع العربي"‬

‫ـــن بني ‪ 100‬فيلم �أنتجـــت‬ ‫مِ ْ‬ ‫العربية خالل‬ ‫البلدان‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العـــ��ام ‪ ،2010‬مل يتجـــاوز‬ ‫املمي��ز بينها مابني ‪� 15‬إىل‬ ‫َّ‬ ‫‪ 18‬فيلم ًا‪.‬‬

‫حتى قب��ل اندالع �رشارة �أحداث ما �سي�سمى‬ ‫الحق��اً‪ -‬وبتف��ا�ؤل مف��رط بع���ض ال�ش��يء ل��ن‬ ‫ي�ض�ير �أحداً بالت�أكيد – "الربي��ع العربي"‪ ،‬كان‬ ‫عما‬ ‫املهتم��ون بال�سينمات‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة يت�ساءلون ّ‬ ‫�إذا مل يك��ن الع��ام ‪� 2010‬سيعت�بر مبثاب��ة ع��ام‬ ‫انعط��ايف‪ .‬وكان ال�س���ؤال الأ�سا���س الذي فر�ض‬ ‫نف�س��ه طيلة ذلك العام يتعلق مبا �إذا كان الزمن‬ ‫عربية‬ ‫املقب��ل �سوف ي�شه��د نه�ض��ة‬ ‫�سينمائي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫جدي��دة‪� ،‬أو نهاي��ة حل��م �سينمائ��ي كان جتاوز‬ ‫املائ��ة عام م��ن عم��ره‪ ،‬يف مناط��ق عديدة من‬ ‫العامل العربي‪.‬‬ ‫كل هذا اختلط ببع�ض��ه البع�ض طوال العام‬ ‫‪ .2010‬غ�ير �أن اختالط��ه والتبا���س املوا�ضي��ع‬ ‫الت��ي تتفرع عنه‪ ،‬مل مينع �أن يكون هناك �إنتاج‬ ‫حت�سن‬ ‫يف عدد م��ن البلدان العرب ّية‪ .‬ب��ل حتى ّ‬ ‫كم��ي هن��ا‪ ،‬وف��رز �شبه وا�ض��ح ب�ين م�ستويات‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائي��ة ع�� ّدة هن��اك‪ .‬وال�سيم��ا بالن�سبة �إىل‬ ‫ّ‬ ‫مناط��ق الإنت��اج الرئي�س��ة الآن – مث��ل م�ص��ر‪،‬‬ ‫العربي��ة الت��ي‬ ‫واملغ��رب ‪ ،-‬ناهي��ك باملناط��ق‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائية ق��د تكون‬ ‫اعت��ادت �أن تعي���ش حال��ة‬ ‫ّ‬ ‫متوا�ضع��ة م��ن ناحية الكم – فل�سط�ين‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫�سوري��ة ‪ ،-‬لكنها من الناحية النوعية حافظت‪،‬‬ ‫ب�ش��كل �أو ب�آخ��ر‪ ،‬عل��ى م�ستوى متق��دم كان هو‬ ‫�سبيل ح�ضورها يف العامل‪ :‬مهرجانات وجوائز‪،‬‬ ‫وعرو�ض تلفزيونية‪ .‬يف �ضوء هذا ميكن القول‪،‬‬ ‫عربي��ة وجدت‬ ‫ب�ص��ورة عام��ة‪� ،‬إن ثم��ة �سينم��ا ّ‬ ‫بالت�أكي��د ط��وال الع��ام‪ .‬بل �أكرث من ه��ذا‪ :‬حتى‬ ‫�سينمائية تاريخية وعريقة‪،‬‬ ‫يف بلد ذي تقالي��د‬ ‫ّ‬ ‫�أتى الفرز بني �سينما جماهريية (هزلية غالباً)‪،‬‬ ‫و�سينما "م�ستقلة"‪� ،‬أو �سينما تن�سب �إىل م�ؤلفيها‬ ‫كفعل �إبداعي حقيقي (م�صر)‪ ،‬لي�ؤكد ح�ضوراً ما‬

‫الكمية‪ .‬والالفت‬ ‫لل�سينم��ا‪ ،‬خارج �إطار الكثاف��ة ّ‬ ‫�أكرث هنا‪� ،‬إنه مبقدار ما تزداد �شعبية امل�سل�سالت‬ ‫التلفزيوني��ة وت��رث الع��دد الأك�بر م��ن الأنواع‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائي��ة (الكوميدي��ا‪ ،‬الدرام��ات العائلي��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الأعم��ال التاريخية‪� ...‬إل��خ)‪ ،‬راحت هذه الأنواع‬ ‫تت�ضاءل �أهمية وح�ضوراً على ال�شا�شات الكبرية‪،‬‬ ‫لتح ّل حملّها �أنواع قد تكون خليط ًا من ك ّل ذلك‪،‬‬ ‫وقد تك��ون �شدي��دة اجل�� ّدة واجل ّدي��ة واالبتكار‪.‬‬ ‫ويف الإطار نف�سه‪ ،‬مبقدار ما راح يتزايد انزياح‬ ‫جن��وم ال�سينم��ا وتقنياتها نح��و االقت�صاديات‬ ‫التلفزيوني��ة‪ ،‬وج��دت �سينم��ا امل�ؤل��ف نف�سه��ا‬ ‫ّ‬ ‫تتحرر �أكرث و�أكرث من قيود الإقبال اجلماهريي‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائية‬ ‫املكبلة عاد ًة ‪ ،-‬لتخو�ض �أ�ساليب‬ ‫–‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ومو�ضوعات �إبداعية‪ ،‬ولت�صل �أحيان ًا �إىل لغات‬ ‫�شديدة االنعت��اق‪ ،‬ويف �أحيان �أقلّ‪� ،‬إىل �إبداعات‬ ‫من امل�ستحيل االفرتا�ض �أن � ّأي �إنتاج تلفزيوين‬ ‫يتحملها‪ .‬نقول هذا هنا ونفكّر‪ ،‬مثالً‪،‬‬ ‫ميكن��ه �أن‬ ‫ّ‬ ‫ببع���ض مالم��ح الإنت��اج ال�سينمائ��ي املغربي‬ ‫اجلديد‪ ،‬كما جتلّت يف �أفالم عديدة ح ّققت خالل‬ ‫العام ‪ ،2010‬كما �سرنى الحقاً‪.‬‬ ‫ندق �أبواق االنت�صار‬ ‫طبع ًا ال ميكننا هنا‪� ،‬أن ّ‬ ‫معلن�ين فوزاً كب�يراً – وغ�ير متوق��ع! – للبعد‬ ‫ال�سينمائ��ي اخلال���ص يف �إنت��اج م��ا يكفي من‬ ‫�أف�لام‪ ،‬يف ط��ول الع��امل العرب��ي وعر�ضه‪ ،‬كي‬ ‫نعترب �أن مالمح م�ستقبل ال�سينما الكبرية باتت‬ ‫ماثل��ة �أمامنا‪ .‬وذل��ك لأن ح�سبة ب�سيطة �ستقول‬ ‫لن��ا‪� ،‬إنه من ب�ين نحو ‪ 100‬فيل��م �أو �أق ّل �أنتجت‬ ‫يف ك ّل البل��دان العرب ّية خالل العام الذي نحن‬ ‫املتميزة‪،‬‬ ‫يف �ص��دده‪ ،‬مل يتج��اوز عدد الأف�لام‬ ‫ّ‬ ‫م�رصي��ة وغ�ير م�رصي��ة‪ ،‬ن�سبة ت��راوح ما بني‬ ‫‪ 15‬و‪ 18‬فيلم��اً‪ .‬والالف��ت �أنها ه��ي هي الأفالم‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪513‬‬

‫ال�سينمائيــة‪،‬‬ ‫ميي��ز الّلغـــة‬ ‫مــا ِّ‬ ‫ّ‬ ‫املو�ضــوعيــة‬ ‫وحـــتى اجلـــر�أة‬ ‫ّ‬ ‫وال�سـيا�سـيــة‪ ،‬ملثل‬ ‫والفكـــرية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هــــذه الأفـــالم‪ ،‬يقــف حائــ ًال‬ ‫حتى اليوم دون و�صولها �إلـــى‬ ‫جمهور عري�ض‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫العربية –‬ ‫تتجول بني املهرجانات‬ ‫الت��ي راحت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املميز‬ ‫املعنية ب�شكل متزايد بعر�ض‬ ‫واخلارجية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من الإنتاج ال�سينمائي العربي‪ .‬وكذلك الفت هنا‬ ‫�أن ه��ذه الأف�لام – يف جممله��ا – كانت الأكرث‬ ‫�إخفاق�� ًا حني عر�ض��ت على ال�شا�ش��ات الكبرية‪،‬‬ ‫يف ال�ص��االت‪ ،‬حت��ى يف اخل��ارج حي��ث كان��ت‬ ‫ت�ستقبل ع��اد ًة بو�صفها "�أفالم ًا ف ّنية" وجتتذب‬ ‫حمبي ال�سينم��ا‪� .‬أما بالن�سبة �إىل‬ ‫ف�ضولي�ين من ّ‬ ‫ّ‬ ‫مييز الّلغة‬ ‫الإخفاق الداخلي‪ ،‬فمن املرجح � َّأن ما ِّ‬ ‫ال�سينمائية‪ ،‬وحتى اجلر�أة املو�ضوعية والفكرية‬ ‫ّ‬ ‫وال�سيا�سية‪ ،‬ملثل هذه الأفالم‪ ،‬يقف حائ ًال حتى‬ ‫الي��وم دون و�صوله��ا �إىل جمه��ور م��ن امل�ؤك��د‬ ‫�أن طليعت��ه نف�سه��ا الت��زال – حني يدن��و الأمر‬ ‫م��ن ال�سينم��ا ‪ ،-‬غري قادرة عل��ى ا�ست�ساغة لغة‬ ‫التجري��ب الق�صوى التي باتت حتتاجها الأفالم‬ ‫طليعيتها‪ .‬طبعاً‪ ،‬نحن النريد ملثل هذا‬ ‫كي تثبت‬ ‫ّ‬ ‫الكالم هنا‪� ،‬أن يكون حكم ًا بالإعدام على �سينما‬ ‫مرة ُتنعى فيها‪،‬‬ ‫ال تني تولد من رمادها يف ك ّل ّ‬ ‫لك ّنن��ا نعت�بره ت�شخي�ص ًا ممكن ًا مل��ا نعنيه حني‬ ‫نتح��دث عن الفرز بني ماه��و تقليدي وتكراري‪،‬‬ ‫وم��ا ه��و طليع��ي جدي��د ويبن��ي للم�ستقبل بني‬ ‫هذه الأف�لام‪ .‬ولع ّل هذا الت�شخي���ص بالذات هو‬ ‫م��ا يق��ول لنا �إ ّنن��ا يف �إزاء زم��ن انتقايل يطرح‬ ‫مما يزع��م الو�صول‬ ‫�أ�سئل��ة ح��ا ّدة‪� ،‬أك�ثر كث�يراً ّ‬ ‫�إىل �أجوب��ة‪ .‬واحلقيق��ة �أن ه��ذا كلّ��ه �سيت�ض��ح‬ ‫ب�ش��كل �أكرث تف�صيالً‪ ،‬وميدانياً‪ ،‬حني تتناول يف‬ ‫ال�سينمائية كما جتلّت‬ ‫الف�صول الالحقة احلركة‬ ‫ّ‬ ‫يف الع��ام ‪ 2010‬يف ك ّل منطق��ة جغرافية‪ ،‬ويف‬ ‫ك ّل بلد عربي‪ ،‬على حدة‪.‬‬ ‫واحلال �أن��ه‪� ،‬إذا ك ّنا �أملحن��ا �أعاله كيف �أن‬ ‫العربيــــ��ة‪ ،‬وغ�ير‬ ‫ال�سينمائي��ة‬ ‫املهرجانــــ��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬تتخاطف نحو الدزينة ون�صف الدزينة‬ ‫ّ‬ ‫وطليعي��ة غالباً‪( ،‬ما‬ ‫��زة‪،‬‬ ‫ممي‬ ‫ة‬ ‫عربي‬ ‫أف�لام‬ ‫م��ن � ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫تتجول بني مهرجان‬ ‫يجع��ل هذه الأفالم نف�سها‬ ‫ّ‬ ‫و�آخر ما يحتم‪ ،‬حتى‪� ،‬إجنازها عند �أواخر العام‪،‬‬ ‫حيث تكرث املهرجانات ومكاف�آتها وجوائزها)‬ ‫ف�إمنا ك ّنا ن�ش�ير �إىل ازدياد �أهمية املهرجانات‬ ‫اخلليجية منها – يف حياة ال�سينما‬ ‫– وال�سيما‬ ‫ّ‬

‫العرب ّي��ة‪ .‬ويف هذا جواب على م��ن قد يت�ساءل‬ ‫بعدم��ا ينته��ي من قراءة ه��ذه الف�ص��ول‪ ،‬ملاذا‬ ‫نكرث م��ن الإ�ش��ارة �إىل املهرجان��ات يف �سياق‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫املتنوع ع��ن ال�سينم��ات‬ ‫ه��ذا احلدي��ث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬باتت كثرية‬ ‫فاحل��ال �أن املهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫(وقد نق��ول‪� :‬أكرث من ال�لازم و�أكرث مما يحتمل‬ ‫العربي��ة‪ ،‬غ�ير �أن ه��ذه م�س�ألة‬ ‫و�ض��ع ال�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫�أخ��رى)‪ .‬وه��ي �ص��ارت نقط��ة اجل��ذب الرئي�سة‬ ‫لبع���ض الإنت��اج الأك�ثر تق ّدم�� ًا يف ال�سينم��ات‬ ‫العربي��ة‪ .‬وق��د يغرين��ا �أن نقول هن��ا �إن بع�ض‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائيين��ا – والأك�ثر تقدم�� ًا بينه��م على � ّأي‬ ‫ّ‬ ‫ح��ال‪ ،‬وللأ�سف رمب��ا ‪ ،-‬بات ي�شتغ��ل من �أجل‬ ‫املهرجان��ات‪ ،‬ولك��ن لي�س من �أجله��ا كلّها‪ ،‬بل‬ ‫م��ن �أجل ما هو �أكرث ثرا ٍء وكرم ًا – مالي ًا – من‬ ‫بينه��ا‪ .‬وهذه الأخرية هي الت��ي باتت ت�ستقطب‬ ‫معظ��م الإنت��اج اجلي��د لتعر�ض��ه‪ ،‬و�أحيان�� ًا يف‬ ‫�ص��االت خالية م��ن � ّأي متفرجني‪ .‬قد يكون من‬ ‫حقن��ا م��ن الناحي��ة املبدئي��ة �أن نعرت�ض على‬ ‫ه��ذا‪ ،‬منطقي��اً‪ ،‬لك ّنن��ا يف احلقيق��ة نرتاجع عن‬ ‫ه��ذا االعرتا�ض طامل��ا بتنا نع��رف �أن التحرك‬ ‫�سينمائي��ة حقيقية و�سط‬ ‫كلّ��ه‪ ،‬يخلق دينامي��ة‬ ‫ّ‬ ‫معم��م‪ .‬ولئ��ن كان ه��ذا الواق��ع‬ ‫من��اخ ج��دب ّ‬ ‫"اجلديد" يقودنا �إىل االلتفات �إىل املهرجانات‬ ‫العربية الطليعية‪،‬‬ ‫والعرو�ض الأجنبية لل�سينما‬ ‫ّ‬ ‫ف�إنه يذكرنا ب�س�ؤال يبدو �أنه بات قدمي ًا الآن‪ :‬ما‬ ‫�أخبار الدعم اخلارج��ي – الأوروبي بخا�صة –‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫العربي��ة‪� ،‬أو لنوع من ال�سينما‬ ‫لل�سينما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لنعرتف �أنه الأكرث تقدم ًا وجدية؟ لقد �شكَّل هذا‬ ‫الدعم – وال�سيما الفرن�سي منه – خالل العقود‬ ‫الفائت��ة‪ ،‬غنى لهذه ال�سينما‪� ،‬إذ مكّن من حتقيق‬ ‫�سينمائيني‬ ‫املميزة‪ ،‬على �أيدي‬ ‫ّ‬ ‫ع��شرات الأفالم ّ‬ ‫وم�رصي�ين وحت��ى‬ ‫وفل�سطيني�ين‬ ‫لبناني�ين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعراقيني‪ ،‬لكن��ه الآن يبدو‬ ‫ومغارب��ة‬ ‫�ين‬ ‫�سوري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شحيحاً‪ .‬ولع��ل يف �إمكاننا �أن نقول �إنه اختفى‬ ‫تقريب�� ًا يف الع��ام ‪ 2010‬حي��ث راح��ت البلدان‬ ‫الداعم��ة‪� ،‬إن مل تردعه��ا الأزم��ة االقت�صادي��ة‬ ‫العاملية عن موا�صلة الدعم‪ ،‬توجه ما تبقى من‬ ‫بلدان من‬ ‫"ميزانيات الدعم ال�سينمائي" ناحية ٍ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 514‬للتنمية الثقافية‬

‫م��ن ب�ين اجلدي��د ال��ذي ازداد‬ ‫�أهمي��ة يف الع��ام ‪ ،2010‬كان‬ ‫عربية‪� ،‬أ�صيلة‬ ‫ن�شوء م� ّؤ�س�سات ّ‬ ‫�أو متفــرعــة – وال�ســـيما فــي‬ ‫قطــر ودبـــي و�أبوظبي – تنحو‬ ‫�إلــ��ى �أن حتلّ‪ ،‬يف الدعم ورمبا‬ ‫فــــي التمويـــل الكـامـل �أي�ضاً‪،‬‬ ‫حمــــل �أوروبــــا ومـ� ّؤ�ســ�ساتها‬ ‫وتلفزيوناتها‪.‬‬

‫ال�سيـــنما امل�صـــرية �أره�صــت‬ ‫ب�أحـــداث ثــورة ينايــر ‪،2011‬‬ ‫ليــــ�س عبــر "التثوير"‪ ،‬بل مـن‬ ‫ـــ�س كـــان مبثابة‬ ‫حت�س ٍ‬ ‫خـــالل ّ‬ ‫�إعداد لهذه الثورة‪.‬‬

‫الف�ضل يف اجلديد املده�ش يف‬ ‫العام ال�سينمائ��ي ‪ 2010‬يعود‬ ‫�إىل ظاهرة تع��رف بـ"ال�سينما‬ ‫امل�ستقلة‪.‬‬

‫العامل �أكرث وعوداً وطراف��ة يف �إنتاجها‪ ،‬بعد �أن‬ ‫وجدت رتاب��ة ما يف معظم ما كانت دعمته يف‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫املا�ضي بالن�سبة �إىل ال�سينمات‬ ‫ّ‬ ‫ومهما يكن م��ن الأمر هنا‪،‬الب ّد من الإ�شارة‬ ‫�إىل �أن م��ن ب�ين اجلدي��د ال��ذي ازداد �أهمية يف‬ ‫عربي��ة‪،‬‬ ‫الع��ام ‪ ،2010‬كان ن�ش��وء م� ّؤ�س�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫�أ�صيل��ة �أو متفرع��ة – وال�سيم��ا يف قطر ودبي‬ ‫و�أبوظب��ي – تنح��و �إىل �أن حت��لّ‪ ،‬يف الدع��م‬ ‫ورمب��ا يف التموي��ل الكامل �أي�ضاً‪ ،‬حم�� ّل �أوروبا‬ ‫وم� ّؤ�س�ساته��ا وتلفزيوناته��ا‪ .‬وه��ذا �أي�ض�� ًا بعد‬ ‫انتق��ايل‪ ،‬الفائ��دة م��ن �إن��كاره و�إن��كار �أهميته‬ ‫امل�ستقبلي��ة‪ .‬ويقين��ا‪ ،‬يف نهاية ه��ذا الكالم‪� ،‬أن‬ ‫من بني ك ّل هذه التجارب و"االنتقاالت"‪ ،‬يبقى‬ ‫للتجرب��ة املغربية �أهمية فائق��ة حتى ولو بدت‬ ‫انتقالي��ة هي الأخرى‪� .‬أم��ا املح�صلة الإجمالية‬ ‫له��ذا التق��دمي فه��ي الت��ي‪ ،‬وعلى �ض��وء حديث‬ ‫"الربي��ع العربي"‪� ،‬ستجيب عن ال�س�ؤال الأ�سا�س‬ ‫ال��ذي يتع�ّيّ طرحه هن��ا‪ :‬هل نحن �أم��ام بداية‬ ‫نهاية ال�سينما‪� ،‬أو �أننا �أمام بداية جديدة لها؟‬

‫‪ 2010‬يف ال�سينما امل�صرية‪:‬‬ ‫نقطة التمف�صل بني حال وحال‬

‫بعد انق�ضاء ال�شهور الأوىل من العام ‪،2011‬‬ ‫ي�سمى بالتايل‪،‬‬ ‫عام الثورات‬ ‫ّ‬ ‫العربية وما �سوف ّ‬ ‫"الربيع العربي"‪ ،‬بد�أ احلديث يدور يف املجاالت‬ ‫ال�سيا�سية واالجتماعية واالقت�صادية كافة‪ ،‬عن‬ ‫�أن معظم العامل العربي بد�أ يعي�ش زمن ًا انتقالي ًا‬ ‫"ال�شك �سوف تتغيرَّ الأمور خالله وبعده‪ ،‬ورمبا‬ ‫ب�أ�ش��كال راديكالي��ة"‪ .‬وكان م��ن الطبيع��ي �أن‬ ‫تك��ون الفن��ون الإبداعي��ة‪ ،‬ومن �ضمنه��ا فنون‬ ‫ال�سينمائي��ة والتلفزيونية‪ ،‬من بني تلك‬ ‫الدرام��ا‬ ‫ّ‬ ‫املج��االت التي ق��د تك��ون الآن يف طريقها �إىل‬ ‫�أن ت�شه��د اجل��ذري م��ن التب��دالت‪ ،‬وبالتحدي��د‪،‬‬ ‫نحو ا�ستك�شاف ذهني��ات جديدة و�أكرث من هذا‪:‬‬ ‫متابع��ة ما قد يح��دث من تب�� ّدل يف الذهنيات‪.‬‬ ‫وم��ن البديهي �أن هذا التوق��ع يبدو م�رشوع ًا بل‬ ‫حتمي�� ًا �إن نظرن��ا �إليه من وجهة نظ��ر متفائلة‬ ‫ترى �أن اخلط االنحنائ��ي لـ"تقدمية" مايجري‪،‬‬

‫�إمن��ا هو خ��طّ مت�صاعد نحو الأف�ض��ل حتى و�إن‬ ‫كانت هناك ت�أرجح��ات وانعكا�سات‪ ،‬تراجعات‬ ‫و��ضروب تق ّدم‪ .‬غري �أن احلقيقة قد تقول لنا �إن‬ ‫املبدعني‪ ،‬وانطالق ًا من طبيعة عملهم بالتحديد‪،‬‬ ‫الينتظ��رون‪ ،‬ع��ادة‪ ،‬التغريات حت��ى يواكبوها‪،‬‬ ‫لا وتفكرياً‪ .‬بل هم ي�ستبقونها‪ ،‬يحلمون بها‪،‬‬ ‫عم� ً‬ ‫ويحولها �إىل‬ ‫قب��ل �أن يلتقط ال�ش��ارع الوعي بها‬ ‫ّ‬ ‫برام��ج عمل يف امليدان‪ .‬ويف مقدورنا �أن نقول‬ ‫وتطور املجتمعات ودور‬ ‫�إن ه��ذه �س ّنة التاري��خ‬ ‫ّ‬ ‫الأفراد املميزين فيه‪ .‬و�إن نحن �أردنا �أن نرتجم‬ ‫ه��ذا ال��كالم ميداني��اً‪ ،‬م��ن دون �أن نغو�ص يف‬ ‫تاريخ التح��ركات املف�صلية‪ ،‬ميكننا �أن نتوقف‬ ‫ب�ش��كل عاب��ر‪ ،‬عل��ى � ّأي ح��ال‪ ،‬عن��د �إرها�صات‬ ‫ث�لاث م��ن الث��ورات الرئي�س��ة الت��ي عرفته��ا‬ ‫الب�رشية خالل القرنني الأخريين ونيف‪ :‬الثورة‬ ‫الفرن�سي��ة والث��ورة الرو�سية‪ ،‬وث��ورة ‪ 1968‬يف‬ ‫�أوروبا‪ ،‬وال�سيم��ا يف فرن�سا‪ .‬ففي هذه احلاالت‬ ‫الثوري��ة اجلذري��ة الث�لاث‪ ،‬نع��رف �أن الإب��داع‬ ‫الفكري والف ّن��ي لعب دوراً �أ�سا�سي�� ًا يف ا�ستباق‬ ‫ديناميكي��ة احلرك��ة الثورية يف ال�ش��ارع‪ .‬ولئن‬ ‫كان ال��دور الأول للفل�سف��ة التنويرية يف الثورة‬ ‫الفرن�سية‪� ،‬سنالحظ بالن�سبة �إىل الثورة الرو�سية‬ ‫�أن ال�شعر وامل�رسح لعبا ذل��ك الدور اال�ستباقي‪.‬‬ ‫�أما يف ثورات ال�شبيبة والطالب واملهم�شني يف‬ ‫ال�ستيني��ات (والت��ي و�صل��ت �إىل ذراها‬ ‫�أوروب��ا‬ ‫ّ‬ ‫يف �أي��ار – ماي��و ‪ ،)1968‬ف���إن ال�سينما كانت‪،‬‬ ‫من ب�ين الفنون كافة‪ ،‬الفن الأكرث ح�سا�سية يف‬ ‫التقاطه ت�ضافر الأحداث‪.‬‬ ‫ولعل هذا �أف�ضل ما ينقلنا �إىل م�صر‪ ،‬ا�ستباق ًا‬ ‫على ثورة يناي��ر‪ ،2011‬حيث ميكن ملقارنة ما‬ ‫�أن ت�ضعن��ا مبا�رش ًة‪ ،‬لي���س – طبع ًا – �أمام دور‬ ‫لعبته ال�سينما يف "تثوي��ر" املجتمع‪ ،‬واجتذاب‬ ‫حت�س�س‬ ‫�شبيبت��ه �إىل مي��دان التحري��ر‪ ،‬بل �أم��ام ّ‬ ‫ما �س��وف يحدث والقيام مبا ي�شب��ه الإعداد له‪،‬‬ ‫وبخا�ص��ة ع�بر ع��دد من الأف�لام الت��ي �أُنتجت‬ ‫وعر�ضت خالل العام ال�سابق على الثورة‪ ،‬فبدت‬ ‫ُ‬ ‫وك�أنه��ا ت�رصخ ب�صوت العه��د مل�صر املعا�رصة‬ ‫بقوته ويقينه‪ ،‬كلمة واحدة‪" :‬كفى!"‪ .‬ولقد جتلّى‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪515‬‬

‫ميك��ن ملقارنة م��ا �أن ت�ضعنا‬ ‫مبا��شرة‪ ،‬لي���س – طبع�� ًا –‬ ‫�أم��ام دور لعبت��ه ال�سينم��ا يف‬ ‫"تثوي��ر" املجتم��ع‪ ،‬واجتذاب‬ ‫�شبيبته �إىل ميدان التحرير‪ ،‬بل‬ ‫حت�س�س م��ا �سوف يحدث‬ ‫�أمام ّ‬ ‫والقي��ام مبا ي�شب��ه الإعداد له‪،‬‬ ‫وبخا�صة عرب عدد من الأفالم‬ ‫وعر�ض��ت خالل‬ ‫الت��ي �أُنتج��ت ُ‬ ‫الع��ام ال�ساب��ق عل��ى الث��ورة‪،‬‬ ‫فبدت وك�أنه��ا ت�رصخ ب�صوت‬ ‫ال عهد مل�رص املعا�رصة بقوته‬ ‫ويقينه‪ ،‬كلمة واحدة‪" :‬كفى!"‪.‬‬

‫الإنتاج يت�ضاءل فما الذي تعنيه‬ ‫الأرقام هنا؟‬

‫�إذا �أخذن��ا الرقم ‪ 27‬معتربين �أنه �أقرب �إىل‬ ‫ال�صح��ة‪ ،‬ب�ش��كل متو�س��ط‪ ،‬وقار ّناه ب��ـ‪ 38‬فيلم ًا‬ ‫�أنتجت يف العام ال�ساب��ق ‪ ،2009‬ثم بـ‪ 40‬فيلم ًا‬ ‫�أنتج��ت الع��ام ‪( 2008‬ولنكتف هن��ا باملقارنة‬ ‫بني ه��ذه ال�سن��وات الث�لاث املتتالي��ة)‪� ،‬سنجد‬ ‫�أن االنت��اج يف ‪� 2010‬شه��د انخفا�ض�� ًا يرتاوح‬ ‫ب�ين ‪ 30‬و‪ .% 32‬العزاء هنا هو �أن �أهل ال�سينما‬ ‫كان��وا عن��د بداي��ة الع��ام ‪ ،2010‬وعل��ى �ض��وء‬ ‫جناح��ات كبرية �أو ال ب�أ�س بها‪ ،‬فني ًا �إىل ح ّد ما‬ ‫ولكن جتاري�� ًا بالت�أكيد‪ ،‬يف العامني الأ�سبقني‪،‬‬ ‫ي�أملون �أن يزيد �إنتاج ال�سينما امل�رصية �إىل ‪60‬‬ ‫فيلماً‪ ،‬ما كان من �ش�أنه �أن يعيد وترية الإنتاج‬ ‫�إىل م��ا كانت عليه يف الع�صور الذهبية‪ .‬غري �أن‬ ‫هذا مل يحدث‪ ،‬بل �إن االنتاج مل ي�صل �إىل ن�صف‬ ‫ما كان م�أم��والً‪ .‬وزاد من �أ�سى هذه النتيجة �أن‬ ‫�سينما نا�شئ��ة مثل ال�سينما املغربية‪ ،‬ب�أفالمها‬ ‫الع�رشي��ن الت��ي حققتها يف ه��ذا الع��ام نف�سه‪،‬‬

‫الإبـــداع‬

‫م�ضمون ه��ذه ال�رصخة عرب عدد م��ن التغيرّ ات‬ ‫الرئي�س��ة الت��ي كان يف الو�س��ع ر�صده��ا‪� ،‬شك ًال‬ ‫وم�ضمون�� ًا و�إنتاجاً‪ ،‬طوال الع��ام ‪ ،2010‬العام‬ ‫الذي نحن يف �صدده هنا‪ ،‬مع العلم �أن ال�رصخة‬ ‫كان��ت الت��زال‪ ،‬بع��د‪� ،‬رصخ��ة يائ�س��ة‪ ،‬حيث �إن‬ ‫يناي��ر‪ 2011‬مل يكن قد ح�� ّل بعد‪ ،‬وال�شبيبة التي‬ ‫قام��ت ب�أول حترك ع�بر الفاي�سبوك‪ ،‬ن��زو ًال �إىل‬ ‫ميدان التحري��ر‪ ،‬كانت‪ ،‬بعد‪ ،‬تع�� ّد بالع�رشات �أو‬ ‫باملئات ال �أكرث‪.‬‬ ‫يف ه��ذا الإط��ار‪ ،‬ل��ن نكون مغال�ين هنا �إن‬ ‫نح��ن قلن��ا �إن الع��ام ‪ 2010‬كان يف ال�سينم��ا‬ ‫امل�رصي��ة عام�� ًا انتقالي��اً‪ ،‬لكن��ه �أت��ى طارح�� ًا‬ ‫العديد من عالم��ات اال�ستفهام‪� ،‬أكرث من طرحه‬ ‫حلوالً‪� ،‬أو حتى �أمنيات‪ .‬ولع ّل يف مقدورنا‪ ،‬هنا‪،‬‬ ‫�أن نفرت�ض �أن طرح عالمات اال�ستفهام‪ ،‬يف ظ ّل‬ ‫الو�ضع امل�رصي‪ ،‬كان كافي ًا عند ذلك امل�ستوى‬ ‫م��ن التب�� ّدل البطيء والغريب ال��ذي كانت م�صر‬ ‫ت�شه��ده‪ ،‬من دون �أن يدركه �أحد بو�ضوح �أو على‬ ‫وج��ه اليقني‪ .‬ولعلّنا نعن��ي يف هذا‪� :‬أن ال�سينما‪،‬‬ ‫يف خمتلف جوانب حياتها يف ذلك العام‪ ،‬كانت‬ ‫حتد�س مب��ا يجب وميكن تغيريه‪ ،‬ورمبا كجواب‬ ‫م�رصيون خالل‬ ‫على �س�ؤال طرحه مفكرون كبار‬ ‫ّ‬ ‫للم�رصيني؟‬ ‫�سنوات متتالي��ة فحواه‪ :‬ماذا حدث‬ ‫ّ‬ ‫امل�ضمر اخلفي‬ ‫واحلقيقة �أن هذا ال�س�ؤال كان هو‬ ‫ّ‬ ‫اجلي��دة التي‬ ‫يف فكراني��ة العدي��د م��ن الأف�لام ّ‬ ‫حقق��ت يف م�ص��ر الع��ام ‪� 2010‬أو حوله‪ .‬ونقول‬ ‫"�أو حول��ه"‪ ،‬لأننا �إذا ك ّنا نعرف جيداً �أن م�صر‬ ‫�شه��دت �إنتاج ع��دد ميك��ن حتديده ب��ـ‪ 27‬فيلم ًا‬ ‫ط��وال الع��ام ‪ ،2010‬ف�إن علين��ا يف املقابل �أن‬ ‫ن��درك �أنه لي���س رقم ًا نهائي�� ًا لأن لي�س ثمة يف‬ ‫الواقع � ّأي �إح�صائي��ات نهائية ميكنها �أن تفتي‬ ‫ب�شكل قاط��ع يف هذا ال�سياق‪ ،‬وذلك انطالق ًا من‬ ‫طبيع��ة الإنت��اج ال�سينمائ��ي نف�سه��ا‪ .‬ومع هذا‬ ‫ثم��ة مقارن��ات متو�سطة تتوقف عن��د الرقم ‪27‬‬ ‫كمعبرّ عن جمموع الإنتاج امل�رصي ال�سينمائي‬ ‫يف الع��ام ‪ 2010‬فلن�أخذ بها‪ ،‬مهم��ا كان �أ�سانا‬ ‫�إزاءها‪ ،‬حيث �إنها ت�شكّل �أدنى رقم �سنوي ح ّققته‬ ‫ال�سينما امل�رصية منذ زمن طويل‪ .‬ول�سوف نرى‬

‫هذا الأمر يف �سياقه بعد �سطور‪� ،‬أما هنا فنو ّد �أن‬ ‫متيز الإنتاج‬ ‫ن�شري �إىل �أن ثمة �أربعة �أبعاد تكاد ّ‬ ‫ال�سينمائي امل�رصي له��ذا العام‪ ،‬من بينها هذا‬ ‫االنخفا���ض يف عدد الأف�لام املنتجة يف عام‪.‬‬ ‫�أما الأبعاد الثالثة التالية‪ ،‬فهي من منظور ما‪،‬‬ ‫�أك�ثر �أهمية وداللة‪ ،‬وهي عل��ى التوايل‪� :‬صعود‬ ‫كما ونوع��اً‪ ،‬باملقارنة مع‬ ‫ال�سينم��ا امل�ستقل��ة‪ّ ،‬‬ ‫ال�سينم��ا ال�سائ��دة؛ ع��ودة بع�ض كب��ار الأزمان‬ ‫ال�سابق��ة �إىل ن�شاطاته��م بع��د غي��اب؛ وتراجع‬ ‫الهزليني اجلدد‬ ‫�سينما النجوم مبا فيه��ا �سينما‬ ‫ّ‬ ‫ل�صال��ح �أف�لام �أكرث جدية‪ .‬وميكنن��ا �أن ن�ضيف‬ ‫�إىل ه��ذا بعداً رابعاً‪ ،‬لعله ي�صلح لأن يكون �أ�شبه‬ ‫بتلخي�ص �سعيد لفاعلية هذه الأبعاد الثالثة يف‬ ‫ت�ضافرها‪ ،‬ونعن��ي به االنت�صارات املهرجانية‬ ‫الت��ي حققته��ا ال�سينم��ا امل�رصي��ة – اجلدي��دة‬ ‫بخا�صة – يف ذلك العام‪.‬‬ ‫ولننتق��ل الآن �إىل وقف��ة ما عند ك ّل بعد من‬ ‫هذه الأبعاد‪.‬‬

‫م�رص �شه��دت �إنتاج عدد ميكن‬ ‫حتـــديده بــــ ‪ 27‬فيــلـم ًا طــوال‬ ‫العـــ��ام ‪ ،2010‬ت�شــكّــل �أدنــى‬ ‫رقـــم �ســـنوي حققــته ال�سينما‬ ‫امل�رصية منذ زمن طويل‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 516‬للتنمية الثقافية‬

‫معظم الذين ا�شتغلوا على‬ ‫الأفالم امل�رصية اجلديدة يف‬ ‫العام ‪ ،2010‬كتابة و�إخراج ًا‬ ‫ومتثيالً‪� ..‬إلخ‪ ،‬كانوا يف طليعة‬ ‫امل�رصيني الذين بد�أوا‬ ‫ال�شبان‬ ‫ّ‬ ‫ثورة بداية العام ‪ ،2011‬عرب‬ ‫مداخالتهم على الفاي�سبوك‬ ‫ثم عرب ح�ضورهم املبا�رش يف‬ ‫ميدان الثورة‪.‬‬

‫كم ًا‬ ‫تدب بخطوات حثيثة للتفوق‪ّ ،‬‬ ‫ب��دت وك�أنها ّ‬ ‫عل��ى الأقل‪ ،‬على ال�سينما امل�رصية‪ .‬ولقد تواكب‬ ‫الكم��ي امل�رصي‪ ،‬م��ع تراجع يف‬ ‫ه��ذا الرتاج��ع ّ‬ ‫الإي��رادات‪ ،‬كما يف ميزاني��ات الأفالم‪ ،‬كان من‬ ‫�ش�أنه بالن�سبة �إىل �أهل ال�سينما �أنف�سهم �أن يبدو‬ ‫كارثي ًا من الناحي��ة املعي�شية‪ ،‬لوال �أن املرحلة‬ ‫نف�سه��ا �شه��دت – حل�سن احلظ! – ع��ودة فاقعة‬ ‫للم�سل�س�لات امل�رصي��ة‪ ،‬بعدما كان��ت ال�سورية‬ ‫واخلليجي��ة – �إىل ح�� ّد م��ا – ناف�سته��ا طويالً‪.‬‬ ‫التلفزي��ون هن��ا �أنقذ املوقف‪ ،‬م��ع �أنه هو نف�سه‬ ‫و�إىل ح�� ّد م��ا‪ ،‬كان م�س���ؤو ًال ع��ن ت�ض��ا�ؤل عدد‬ ‫الأف�لام املنتج��ة‪ ،‬حي��ث �إن انفج��ار الأو�ضاع‬ ‫املالي��ة واالقت�صادي��ة يف الع��امل خ�لال العام‬ ‫ون�ص��ف الع��ام ال�سابق�ين عل��ى الع��ام ‪،2010‬‬ ‫�أ ّدى �إىل تراج��ع حما�س املحط��ات التلفزيونية‬ ‫ال�سينمائية‪.‬‬ ‫للإ�سهام يف الإنتاجات‬ ‫ّ‬ ‫غ�ير �أن ه��ذا – وعل��ى الرغ��م م��ن توا�ض��ع‬ ‫الأرق��ام – ل��ن يدفعن��ا �إىل الق��ول ب���أن و�ض��ع‬ ‫ال�سينم��ا امل�رصي��ة‪ ،‬م��ن الناحي��ة النوعي��ة‪،‬‬ ‫كان كارثي�� ًا ب��دوره‪ ،‬حيث كان للأم��ر مفعوله‬ ‫العك�س��ي‪ ،‬حي��ث ميكننا هن��ا �أن ن�ستب��ق الأمور‬ ‫بع���ض ال�ش��يء لنق��ول �إن ه��ذه الأزم��ة بالذات‪،‬‬ ‫�أعط��ت الع��ام ‪ ،2010‬ف��رادة ال�ساب��ق له��ا يف‬ ‫اجليد‬ ‫تاري��خ ال�سينم��ا‪ :‬فرادة فحواه��ا �أن ن�سبة ّ‬ ‫املميز م��ن الأفالم التي حقق��ت يف م�صر العام‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2010‬كان��ت مرتفع��ة �إىل ح�� ّد كب�ير مقارن�� ًة‬ ‫بالأف�لام "اجلماهريية" من النمط ال�سائد‪ .‬فمن‬ ‫ب�ين الـ‪ 27‬فيلم�� ًا التي ح ّقق��ت وعر�ضت يف هذا‬ ‫الع��ام‪ ،‬كان ثمة ما يقرب م��ن ن�صف هذا العدد‬ ‫يعت�بر �أفالم�� ًا جي��دة �أو جدي��ة �أو طموح��ة‪ ،‬يف‬ ‫�أ�سو�أ الأحوال‪ .‬ولعل هذا اجلديد املده�ش يف ذلك‬ ‫العام ال�سينمائي ويف م�صر ب�شكل حمدد‪ ،‬يعترب‬ ‫ال�سينمائية‪ .‬ولنقل هنا‪ ،‬مبا�رشة‪،‬‬ ‫�أهم الأح��داث‬ ‫ّ‬ ‫�إن الف�ض��ل يف هذا يع��ود �إىل انت�شار ظاهرة ما‬ ‫بات يعرف بـ"ال�سينما امل�ستقلة"‪.‬‬

‫م�ستقلة كثري ًا؟ قلي ًال؟ ولكن عن ماذا؟‬

‫«ب��صرة»‪�« ،‬أحا�سي���س»‪« ،‬هليوبولي���س»‪،‬‬

‫«عاي�شني الّلحظة»‪« ،‬تلك الأيام»‪« ،‬قاطع �شحن»‪،‬‬ ‫«�سمري و�شهري وبهري»‪ ،‬ثم «ميكروفون»و«‪»678‬‬ ‫و«ع�ين �شم���س» و«ال�ش��وق»‪ :‬ال�ش��ك �أن معظ��م‬ ‫ال�سينمائي��ة‬ ‫الق��راء‪ ،‬كم�شاهدي��ن للأف�لام‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصي��ة‪ ،‬يعرفون هذه الأفالم �أو �شاهدوها �أو‬ ‫�سمعوا بها ويجمع بينها بالت�أكيد كونها �أفالم ًا‬ ‫م�رصية‪ ،‬عر�ضت العام ‪� 2010‬أو حتققت خالله‪.‬‬ ‫غ�ير �أن ه��ذا الواقع لي���س هو القا�س��م امل�شرتك‬ ‫الوحي��د بينها‪ ،‬بل ثمة قوا�س��م عديدة‪ ،‬يلخ�صها‬ ‫ال��كالم املتداول اليوم يف ع��امل النقد والت�أريخ‬ ‫ال�سينمائيني ب�أنه��ا تنتمي معاً‪ ،‬يف كثري �أو يف‬ ‫ّ‬ ‫قلي��ل‪� ،‬إىل "ال�سينما امل�ستقل��ة"‪ .‬واحلال �أن هذا‬ ‫التعبري يبدو �صاحل ًا لتعريف هذه الأفالم حتى‬ ‫و�إن مل يكن وا�ضح ًا �أو �صحيحاً‪ .‬وذلك بالتحديد‬ ‫لأن��ه من ال�صع��ب القول ب�ش��كل حا�سم عن ماذا‬ ‫ه��ي م�ستقلة‪ .‬فاحلقيق��ة �أن ك ّل ا�ستقالل يتطلب‬ ‫يتم اال�ستقالل‬ ‫�أن يكون فيه حتديد لل�شيء الذي ّ‬ ‫عنه‪ :‬فالوطن ي�ستق ّل عن االحتالل‪ ،‬واالبن ي�ستق ّل‬ ‫ع��ن والدي��ه‪ ،‬وامل�شاك���س ي�ستق ّل ع��ن املجتمع‬ ‫ال��ذي يعي�ش فيه‪ .‬ومن هن��ا‪ ،‬من ال�صعب حتديد‬ ‫الكيان الذين ت�ستق ّل عنه هذه ال�سينما امل�ستقلة‪،‬‬ ‫طامل��ا �أن �إمارات هذا اال�ستقالل لي�ست وا�ضحة‬ ‫متام��اً‪ .‬ف���إذا كان اال�ستقالل ه��ذا ا�ستقال ًال عن‬ ‫نظام النجوم ف�إن جنوم ًا كرثاً يوجدون يف هذه‬ ‫الأف�لام‪ ،‬و�إذا كان اال�ستقالل عن �أمناط الإنتاج‬ ‫ال�سائدة‪ ،‬ف�إن ه��ذه الأمناط غالب ًا ما تكون هي‬ ‫منتجة بع�ض �أف�لام ال�سينما امل�ستقلة‪ .‬وال�شيء‬ ‫نف�س��ه يق��ال عن م�س�أل��ة اال�ستق�لال التوزيعي‪.‬‬ ‫مهم��ا يك��ن‪ ،‬ويف انتظار العثور عل��ى تو�صيف‬ ‫�أك�ثر دق��ة‪ ،‬الب�� ّد لن��ا �أن نوا�ص��ل اهتمامن��ا‬ ‫املو�صف��ة "م�ستقل��ة"‪ ،‬م��ن‬ ‫مبجموع��ة الأف�لام‬ ‫ّ‬ ‫ناحي��ة‪ ،‬لأن غالبيته��ا العظمى �أف�لام ي�صنعها‬ ‫�سينمائيون �شب��ان يف �أول �أو ثاين �أفالمهم‪ ،‬ثم‬ ‫ّ‬ ‫– وه��ذا �أه��م كثرياً – لأنها يف معظمها �أفالم‬ ‫نفكّ��ر فيها مبا�رشة‪ ،‬حني نتكل��م عن النتاجات‬ ‫ال�سينمائية الت��ي �أره�صت مبا �سوف يحدث يف‬ ‫ّ‬ ‫�صورت ح�سا�سي��ات اجليل اجلديد‬ ‫والتي‬ ‫م�ص��ر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصيني جتاه �أح��وال املجتمع (وقد جند‬ ‫من‬ ‫ّ‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪517‬‬

‫�أي مقارنــــة بـيــن ال�ســـينـما‬ ‫امل�رصية خالل العقود الثالثة‬ ‫الأخرية وبني روائع املا�ضي‪،‬‬ ‫ت�أتــــي دومـــ ًا ل�صــالــــح هذه‬ ‫الأخرية‪.‬‬

‫كبار ي�ستيقظون وجنوم يرتاجعون‬

‫حت��ى و�إن كان كث�ير م��ن �أف�لام ال�سينم��ا‬ ‫امل�رصي��ة املنتج��ة واملعرو�ضة خ�لال العقود‬ ‫الثالث��ة الأخرية‪ ،‬ق��د حافظ ل�سينم��ا م�صر هذه‬ ‫امل�رصي�ين‬ ‫عل��ى مكانته��ا ل��دى املتفرج�ين‬ ‫ّ‬ ‫والع��رب الآخري��ن‪ ،‬بالت��وازي م��ع حف��اظ‬ ‫التلفزيوني��ة على ذاكرة‬ ‫ال�سينمائي��ة‬ ‫العرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه ال�سينما م��ن خالل عر���ض و�إعادة عر�ض‬ ‫جمم��ل نتاجاته��ا‪ ،‬ف�إن حزن�� ًا ما ظ�� ّل طاغياً‪،‬‬ ‫فح��واه دائم ًا ال�شكوى من �أن روائع املا�ضي لن‬ ‫تعود‪ .‬و�أن ماينتج اليوم اليقارن مبا كان ينتج‬ ‫يف املا�ضي‪ .‬واحلقيقة �أن املراقب املن�صف‪ ،‬ما‬ ‫كان م��ن �ش�أن��ه �أن يرى يف الأم��ر جمرد حنني‬ ‫يح��ب اج�ترار املا�ض��ي‪ ،‬وذل��ك لأن � ّأي مقارنة‬ ‫ّ‬ ‫ب�ين اجليد – والأق��ل جودة – ال��ذي حقق بني‬ ‫‪ 1950‬و‪ ،1985‬ب�ش��كل عام‪ ،‬وما حقق بعد ذلك‪،‬‬ ‫�ستك��ون دائم�� ًا ل�صال��ح احلقب��ة الأوىل‪ ،‬وذل��ك‬ ‫على الرغم من �أف�لام ي�سري ن�صراهلل ور�ضوان‬

‫الإبـــداع‬

‫هن��ا حقائق‪ -‬ومغري��ات – كث�يرة تقودنا �إىل‬ ‫اعتب��ار معظم الذين ا�شتغل��وا على هذه الأفالم‪،‬‬ ‫كتاب�� ًة و�إخراج�� ًا ومتثي�لاً‪� ..‬إل��خ‪ ،‬يف طليع��ة‬ ‫ال�شبان امل�رصيني الذين بد�أوا ثورة بداية العام‬ ‫‪ ،2011‬ع�بر مداخالتهم على الفاي�سبوك ثم عرب‬ ‫ح�ضوره��م املبا��شر يف مي��دان الث��ورة)‪ .‬غ�ير‬ ‫�أن ه��ذا واق��ع م��ن الأف�ضل �أن نرتك��ه �إىل العام‬ ‫الت��ايل (لكيال نبدو وك�أننا ن�ستبق الأمور)‪ .‬فمن‬ ‫التحر�ش اجلن�س��ي الذي �صار ظاهرة مرعبة يف‬ ‫بعده��ا االجتماع��ي (كم��ا يفيدنا فيل��م "‪"678‬‬ ‫ملحم��د دياب)‪� ،‬إىل �أزمة املثقف ومتزقه �أمام ما‬ ‫يحدث (كم��ا يف "ب�رصة" لأحم��د ر�شوان)‪� ،‬إىل‬ ‫ق�ضية املر�أة امل�رصية وال�صعوبات االجتماعية‬ ‫واالقت�صادي��ة التي حت��ول دون الزواج وتكوين‬ ‫العائل��ة‪ ،‬م��روراً مب�س�أل��ة العنو�س��ة (كم��ا يف‬ ‫"بنت�ين من م��صر" ملحمد �أم�ين)‪ ،‬تفر�ست هذه‬ ‫ال�سينم��ا امل�رصية اجلدي��دة يف الواقع امل�رصي‬ ‫غا�ضبة ملا �آل اليه وبالتايل ملا �آلت اليه �أحوال‬ ‫امل�رصيني عموماً‪.‬‬ ‫ولئ��ن ك ّنا هنا ق��د �أ�رشنا �إىل ه��ذه الأفالم‬ ‫الأربعة‪ ،‬ف�إننا نعتربها مناذج �صاحلة للإ�شارة‬ ‫�إىل �أك�ثر م��ن دزينت�ين م��ن �أف�لام مل تكت��ف‬ ‫ب���أن حتم��ل �سم��ات الإدان��ة والغ�ض��ب نف�سها‪،‬‬ ‫بل ه��ي �شاركتها �أي�ض�� ًا تلك ال�سم��ات الأخرى‬ ‫الت��ي جتعلنا �أم��ام �سينما جديدة حق��اً‪ ،‬ومنها‬ ‫هام�شيته��ا وطليعيته��ا‪ ،‬وكونه��ا – يف معظم‬ ‫احل��االت – �سينم��ا م�ؤل��ف‪ ،‬من النم��ط الذي مل‬ ‫تعه��ده ال�سينما امل�رصية كثرياً يف املا�ضي‪� ،‬إذ‬ ‫نادراً ما كان خمرج الفيلم يف م�صر هو كاتبه‪،‬‬ ‫املمي��زة الت��ي ح ّقق��ت يف‬ ‫وحت��ى يف الأف�لام‬ ‫ّ‬ ‫ثمانينيات القرن الع�رشين‪ ،‬على �أيدي مبدعني‬ ‫ّ‬ ‫كباراً من طينة حمم��د خان والراحلني عاطف‬ ‫الطي��ب ور�ضوان الكا�شف وخريي ب�شارة وداود‬ ‫عب��د ال�سي��د ث��م جم��دي �أحم��د عل��ي و�أ�سامة‬ ‫ف��وزي وطبع�� ًا ي�س��ري ن�ص��ر اهلل‪ .‬والآن‪� ،‬إذا‬ ‫�أ�ضفنا �إىل هذه ال�سمات املج ّددة يف املوا�ضيع‬ ‫و�أ�سالي��ب الإنتاج واالرتب��اط املبا�رش بحركية‬ ‫املجتم��ع‪ ،‬ذل��ك التجدي��د املده���ش يف الّلغ��ة‬

‫ال�سينمائي��ة‪ ،‬كم��ا عند �إبراهي��م البطوط (يف‬ ‫ّ‬ ‫"ع�ين �شم�س" ثم الحق ًا يف "حاوي")‪� ،‬أو عند‬ ‫�أحم��د عب��داهلل (يف "هليوبولي���س" ثم الحق ًا‬ ‫يف "ميكروف��ون")‪� ،‬سنجدن��ا �أم��ام منظوم��ة‬ ‫�سينمائية جديدة‪ ،‬لن يكون حمكّمواملهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائي��ة خمطئ�ين‪ ،‬يف م��صر وخارجه��ا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حني �سيمنحونه��ا يف مهرجانات نهاية العام‬ ‫وبداي��ة الع��ام الت��ايل‪ ،‬جوائ��ز �أ�سا�سي��ة‪ .‬فه��ل‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫ن�ضي��ف �إىل هذا �أن ه��ذه االندفاعة‬ ‫ّ‬ ‫اجلديدة التي عرفتها م�صر يف عامها االنتقايل‬ ‫ذاك‪� ،‬س��وف لن تكتفي برف��د ال�سينما امل�رصية‬ ‫باجلدي��د املده�ش الذي �أخ��ذ مكانه بي�رس و�سط‬ ‫العربية املتجددة ب�ش��كل عام‪ ،‬بل يف‬ ‫ال�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫مقدمتها‪ ،‬كانت هي ما �أيقظ من ال�سبات العميق‬ ‫مبدعني (مثل داود عبد ال�سيد وجمدي �أحمد‬ ‫عل��ي وحتى حممد خان)‪ ،‬م��ن الأقطاب الذين‪،‬‬ ‫عل��ى �شاكل��ة الحقيهم خال��د احلج��ر وي�سري‬ ‫ن�ص��راهلل‪� ،‬صنعوا بع�ض �أجم��ل ما يف ال�سينما‬ ‫امل�رصية خالل العقود ال�سابقة؟‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 518‬للتنمية الثقافية‬

‫جتـــــاوز عـــــدد املـ�ؤلفــيــــن‬ ‫واملخرجني الذين دخلوا عامل‬ ‫ممار�سة ال�سينما خالل العام‪،‬‬ ‫� ّأي عدد �سبق �أن ظهر خالل � ّأي‬ ‫عام واحد يف التاريخ احلديث‬ ‫لل�سينما امل�رصية‪� :‬إذا ا�ستثنينا‬ ‫العـــام ‪ 2009‬ففـــي الكـتابـــة‬ ‫اب جدداً‪.‬‬ ‫وحـــدها ظـــهر ‪ 7‬كــ ّت ٍ‬ ‫وفــي جمال الإخــراج حقق ‪7‬‬ ‫خمرجني جدداً �أفالمهم الأوىل‬ ‫يف هذا العام‪.‬‬

‫الكا�ش��ف‪ ،‬وحم��اوالت ا�ستيقاظ خ�يري ب�شارة‬ ‫وحمم��د خ��ان وبداي��ات خال��د احلج��ر وحتى‬ ‫خال��د يو�سف و�أ�سم��اء البكري‪ ،‬وعن��اد �إينا�س‬ ‫الدغي��دي وجتدي��دات كاملة �أبو ذك��رى وهالة‬ ‫خلي��ل و�ساندرا ن�ش�أت‪ .‬وقد تط��ول هذه الالئحة‬ ‫�إذا �شئن��ا‪� .‬إذن‪ ،‬عل��ى الرغ��م م��ن ه���ؤالء‪ ،‬ظل��ت‬ ‫املقارن��ة دائم�� ًا ل�صالح �سينم��ا املا�ضي‪ .‬وهنا‬ ‫لعل يف �إمكاننا �أن نورد �إ�شارة تلخي�صية‪ ،‬فيها‬ ‫�شيء من العزاء‪ ،‬فحواها �أن من الأمور الطبيعية‬ ‫�أن يطلع يف ك ّل جيل جمموعة من مبدعني جدد‬ ‫يق ِّدم��ون جديدهم ثم يرتاجعون بالتدريج حتت‬ ‫املكبل واجلمهور الذي –‬ ‫وط�أة ال�س��وق والإرث‬ ‫ّ‬ ‫بطبيعت��ه – ي�شكّل العن�رص الأك�ثر مقاومة لك ّل‬ ‫ما هو جديد‪.‬‬ ‫ه��ذه الأجي��ال اجلدي��دة الت��ي ن�ش�ير اليه��ا‬ ‫هن��ا ت�أت��ي عل��ى �ش��كل موج��ات‪ ،‬منه��ا موجة‬ ‫ال�ستيني��ات‪ ،‬مث�لاً‪ ،‬وموج��ة‬ ‫القط��اع الع��ام يف‬ ‫ّ‬ ‫الثمانيني��ات‪ .‬ولع�� ّل يف‬ ‫الواقعي��ة اجلدي��دة يف‬ ‫ّ‬ ‫انط�لاق جي��ل جدي��د – عل��ى تف��اوت مبدعي��ه‬ ‫وم�ستوياته��م بل حت��ى طموحاتهم – يف العام‬ ‫الت�صور‪ .‬كما‬ ‫‪ 2010‬وقبله وبعده‪ ،‬ما يع�� ّزز هذا‬ ‫ّ‬ ‫تع�� ّززه �أي�ض ًا ديناميكي��ة توقظ بع�ض "�أ�ساطني‬ ‫املا�ض��ي" و�س��ط اندفاعة جدي��د احلا�رض‪ .‬ويف‬ ‫ه��ذا الإطار‪� ،‬أمكننا هنا الإ�ش��ارة �إىل داود عبد‬ ‫ال�سي��د الذي ق��دم يف "ر�سائل البحر" واحداً من‬ ‫�أجم��ل �أفالم الع��ام ‪ .2010‬وكذل��ك فعل جمدي‬ ‫�أحم��د عل��ي يف فيلمني متتالي�ين هما‪" :‬خلطة‬ ‫فوزية" (‪ )2009‬ث��م "ع�صافري النيل" يف العام‬ ‫‪ .2010‬ف���إذا ا�ضفن��ا �إنتاج هذي��ن املبدعني �إىل‬ ‫"�شوق" خالد احلجر و"احكي يا �شهرزاد" (بعد‬ ‫"جنينة الأ�سماك") لي�سري ن�صراهلل‪ ،‬وحماولة‬ ‫خال��د يو�س��ف لتقدمي معادل معا��صر لـ"عودة‬ ‫االب��ن ال�ض��ال"‪ ،‬يف "دكان �شحات��ة"‪ ،‬قب��ل �أن‬ ‫ي�سج��ل تراجع�� ًا يف "كلمن��ي �شك��راً" – وهو ما‬ ‫ح��دث مل��روان حام��د ال��ذي �سج��ل يف "�إبراهيم‬ ‫بينا عن "عمارة يعقوبيان"‬ ‫الأبي���ض"‪ ،‬تراجع ًا ّ‬ ‫‪ ،‬ي�صب��ح لدين��ا ذلك التم��ازج – زمني ًا – بني‬‫جيل�ين متعاقب�ين‪ ،‬يزي��د يف ح�� ّدة "انتقالي��ة"‬

‫ه��ذا الع��ام‪ .‬وهي زي��ادة يعززها م��ا حدث يف‬ ‫جم��ال "البطوالت"‪ ،‬حي��ث ميكنن��ا �أن نقول �إن‬ ‫�سج��ل تراجع�� ًا كب�يراً يف "�شعبية"‬ ‫ه��ذا الع��ام ّ‬ ‫(ولنقل بالأح��رى "جماهريية") جن��وم الهزل‪،‬‬ ‫الذي��ن كان��وا قد طغوا عل��ى ال�سينم��ا امل�رصية‬ ‫و�إنتاجاته��ا خ�لال الع�رشي��ن �سن��ة املا�ضي��ة‪.‬‬ ‫وهنا يكاد حديث الأرق��ام يقول ك ّل �شيء‪ :‬ف�إذا‬ ‫كانت مداخيل معظم الأفالم امل�سماة "م�ستقلة"‬ ‫ق��د ب��دت معتدل��ة بحي��ث �إن الكلف��ة ال�ضئيل��ة‬ ‫لإنت��اج مث��ل ه��ذه الأف�لام – غالب�� ًا م��ن دون‬ ‫جن��وم مرتفع��ي الأج��ر ‪ ،-‬مه��دت الطري��ق لأن‬ ‫تعر�ض م��ن دون خ�سارات مالي��ة كبرية‪ ،‬حتى‬ ‫و�إن مل يتدافع املاليني مل�شاهدتها‪ ،‬ف�إن الكلفة‬ ‫الباهظة لأفالم "جن��وم" من طينة حممد �سعد‬ ‫وحمم��د هنيدي و�أحم��د حلم��ي‪ ،‬جعلت معظم‬ ‫�أف�لام ه���ؤالء تخ��سر مالي��اً‪ .‬ويف ه��ذا الإط��ار‬ ‫يكون من الداللة مبكان �أن يكون �أحمد حلمي‪،‬‬ ‫الذي اعترب خالل العامني املا�ضيني واحداً من‬ ‫�سادة "ال�شب��اك" دون منازع‪ ،‬قد �أتى ثانياً‪ ،‬يف‬ ‫ترتي��ب ارتفاع دخل �أفالمه‪ ،‬بـ‪ 17‬مليون جنيه‪،‬‬ ‫وراء "الزهامي��ر" لعادل �إمام ال��ذي ح ّقق حتى‬ ‫�آخ��ر �أي��ام الع��ام ‪� ،2010‬أك�ثر م��ن ‪ 18‬ملي��ون‬ ‫جنيه �إي��رادات‪ .‬ل�سنوات قليل��ة م�ضت‪ ،‬كان هذا‬ ‫يب��دو م�ستحيالً‪ ،‬حي��ث كان كوميديون من منط‬ ‫هني��دي وحمم��د �سع��د (اللمب��ي)‪ ،‬يتج��اوزون‬ ‫عادل �إمام كثرياً يف �إيرادات �أفالمهم‪.‬‬ ‫ف���إذا كان العام ‪ 2010‬ق��د بدا انتقالي ًا على‬ ‫�صعي��د التبادل بني ال�سينم��ا ال�سائدة وال�سينما‬ ‫"امل�ستقل��ة"‪ ،‬وب�ين �سينم��ا املخ��رج و�سينم��ا‬ ‫امل�ؤل��ف‪ ،‬و�سينم��ا الط��رح اجل�� ّدي واجلدي��د‪،‬‬ ‫و�سينم��ا الرتفي��ه اخلال�ص‪ ،‬ف�إن��ه – وبالت�أكيد‬ ‫�أي�ض�� ًا – كان انتقالي�� ًا عل��ى �صعي��د خارط��ة‬ ‫النج��وم واملداخي��ل‪ ،‬م��ا يعن��ي �أن ت�ضافر هذه‬ ‫"االنتقالي��ة" مع الوقائ��ع اجلديدة التي �سوف‬ ‫ت�برز بالت�أكيد يف العام الت��ايل ‪� ،2011‬سيظهر‬ ‫فعالي��ة ه��ذه االنتقالي��ة وال�سم��ات الأ�سا�سي��ة‬ ‫املمهدة مل�ستقبل ال�سينما امل�رصية‪.‬‬ ‫ولعل يف �إمكاننا هنا‪� ،‬أخرياً‪� ،‬أن نورد جملة‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪519‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫ال�سينما املغربية‪� :‬أجيال تنطلق‬ ‫و�سينما تفرز جمهورها‬

‫عما‬ ‫م��ن يريد �أن يع��رف "ك ّل �شيء" تقريب ًا ّ‬ ‫�سينمائي��ة‪ ،‬طويلة �أو‬ ‫ينتج��ه املغرب من �أف�لام‬ ‫ّ‬ ‫ق�صرية‪ ،‬خ�لال عام كامل‪ ،‬لي�س عليه �أن يبحث‬ ‫وي�ص��ول ويجول طوي�لاً‪ .‬فثم��ة يف طنجة يف‬ ‫�أق�صى ال�شمال الغربي املغربي‪ ،‬مهرجان �سنوي‬ ‫يخ ّفف من "�صعوبة" املهمة‪ ،‬وذلك لأنه‪ ،‬وحتت‬ ‫ا�سم "املهرجان الوطن��ي لل�سينما"‪ ،‬يعر�ض ك ّل‬ ‫م��ا �أنت��ج يف املغرب من �رشائط‪ .‬م��ن هنا‪ ،‬يكاد‬ ‫ح�ضور دورة العام ‪ ،2011‬من املهرجان (والتي‬ ‫عر�ضت �أوائل هذا الع��ام‪� ،‬إنتاج العام ال�سابق)‪،‬‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫ي�ش��كّل ا�ستعرا�ض ًا متكام ًال للحال��ة‬ ‫ّ‬ ‫املغربي��ة‪ ،‬خ�لال ع��ام‪� .‬أم��ا اجلهة الت��ي تقيم‬ ‫ّ‬ ‫املهرجان‪ ،‬وهي "املرك��ز ال�سينمائي" املغربي‪،‬‬ ‫ف�إنها – على � ّأي حال – اجلهة التي تولّت طوال‬ ‫الع��ام �إنتاج الق�سم الأكرب من الأفالم ما �أو�صل‬ ‫عدد الأفالم الطويلة �إىل "رقم قيا�سي" تاريخي‬ ‫يف ه��ذا البل��د‪ 19 :‬فيلم�� ًا طوي�لاً‪ ،‬وع��دداً كبرياً‬ ‫(يرتاوح بني ‪ 40‬و‪ )60‬من الأفالم الق�صرية‪ .‬ما‬ ‫يعن��ي‪ ،‬قب��ل � ّأي �شيء �آخ��ر �أن ال�سينما املغربية‬ ‫كمياً‪ ،‬ورمب��ا الأوىل نوعياً‪ ،‬بني‬ ‫بات��ت الثانية‪ّ ،‬‬ ‫ال�سينم��ات الإفريقي��ة‪ ،‬بع��د م��صر‪ .‬واحلقيق��ة‪،‬‬ ‫�أن ثم��ة م��ن ب�ين النق��اد املغارب��ة م��ن ي��رى‬ ‫الآن �أن ال�سينم��ا املغربي��ة بات��ت تنت��ج �أفالم ًا‬ ‫"تتف��وق‪ ،‬يف الّلغ��ة وال�ش��كل‪ ،‬حتى عل��ى �أكرث‬

‫الإبـــداع‬

‫من احلقائق واملالحظات‪ ،‬التي من امل�ؤكد �أنها‬ ‫�سوف تتبلور‪� ،‬شك ًال وم�ضموناً‪ ،‬يف العام املقبل‬ ‫بحي��ث ت�شكّل الأ�س�س التي �ستكون عليها �صورة‬ ‫ال�سينم��ا امل�رصي��ة خ�لال ع��ام الث��ورة‪ .‬وهذه‬ ‫املالحظ��ات التي ال ب ّد من تتبعها بدقة هي يف‬ ‫�شيء من الإخت�صار‪:‬‬ ‫اجل��ر�أة يف طرح املوا�ضي��ع االجتماعية‬ ‫يف الع��دد الأك�بر من �أف�لام ‪ ،2010‬مبا يف‬ ‫ذلك خ��رق العديد من املحظورات‪ ،‬خرق ًا ما‬ ‫كان ميكن له �أن يتحق��ق لوال ت�ساهل �أبدته‬ ‫الرقابة ولف��ت الأنظار حق��اً‪ ،‬و�أزال اخلوف‬ ‫م��ن نفو���س املهتم�ين الذي��ن كان �أقلقه��م‬ ‫�إبع��اد علي �أبو �شادي‪ ،‬الّليربايل النزعة‪ ،‬عن‬ ‫جهاز الرقابة قبل �سنوات قليلة‪.‬‬ ‫جت��اوز عدد امل�ؤلف�ين واملخرجني الذين‬ ‫دخلوا ع��امل ممار�سة ال�سينم��ا خالل العام‪،‬‬ ‫� ّأي ع��دد �سب��ق �أن ظهر خ�لال � ّأي عام واحد‬ ‫يف التاري��خ احلديث لل�سينما امل�رصية‪�( :‬إذا‬ ‫ا�ستثنينا العام ‪ 2009‬الذي كان مده�ش ًا يف‬ ‫ا�ستثنائيت��ه عل��ى � ّأي ح��ال)‪ .‬فف��ي الكتابة‬ ‫��اب ج��دداً‪ .‬ويف جم��ال‬ ‫وحده��ا ظه��ر ‪ 7‬ك ّت ٍ‬ ‫الإخ��راج حق��ق ‪ 7‬خمرجني ج��دداً �أفالمهم‬ ‫الأوىل يف ه��ذا الع��ام (كان العدد ت�سعة يف‬ ‫العام ال�سابق)‪.‬‬ ‫غاب ع��ن هذا العام ذل��ك الفيلم ال�ضخم‪،‬‬ ‫نوعي ًا �أو كمياً‪ ،‬الذي كان من �ش�أنه �أن ي�شكّل‬ ‫حدث�� ًا ا�ستثنائي��اً‪ .‬وحت��ى فيل��م "زهامير"‬ ‫لع��ادل �إم��ام‪ ،‬وال��ذي حق��ق ع��ودة �ضخمة‪،‬‬ ‫وجتدي��د �شباب‪ ،‬لهذا النجم العائد – تقريب ًا‬ ‫‪ ،‬مل ي�ش��كل ظاه��رة كالت��ي �شكله��ا قب��ل‬‫�سنوات قليل��ة "فيلماه" "عمارة يعقوبيان"‬ ‫ث��م "ح�سن ومرق�ص" – علم ًا ب���أن تاليهما‬ ‫مر مرور الكرام كما يبدو‪.‬‬ ‫"بوب�س" ّ‬ ‫يف النهاية‪ ،‬ميكن القول �إن العام ‪،2010‬‬ ‫كان ع��ام توازن مده���ش‪ ،‬اليطغى فيه نوع‬ ‫عل��ى نوع‪ ،‬وال �إيراد على �إيراد‪ .‬فكما �أ�رشنا‪،‬‬ ‫كان اجلي��د والأق��ل ج��ودة وال�سي��ئ‪ ،‬عل��ى‬ ‫كم��ي ونوع��ي‪ ،‬وكان الت��وازن بني‬ ‫ت��وازن‪ّ ،‬‬

‫القدام��ى واجلدد (من مبدع�ين يف الإخراج‬ ‫والكتابة والتمثي��ل) وا�ضحاً‪ .‬والتوازن بني‬ ‫الإي��راد وامل��صروف �أق��رب �إىل الت��وازن‪.‬‬ ‫ناهي��ك ب�أن الت��وازن الإيجاب��ي بني اجليد‬ ‫يف م�صر واجليد يف املغرب واجليد يف بقية‬ ‫العربية‪ ،‬كان م�ضموناً‪ ،‬كما �أن‬ ‫الإنتاج��ات‬ ‫ّ‬ ‫التوازن بني جناحات الدرام��ا التلفزيونية‬ ‫جلياً‪ .‬ويف يقيننا‬ ‫والأفالم‬ ‫ال�سينمائية كان ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أن ك ّل ��ضروب التوازن ه��ذه ت�أتي لتعطي‬ ‫العام ‪ 2010‬ال�سينمائي يف م�صر‪ ،‬مزيداً من‬ ‫البعد االنتقايل‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 520‬للتنمية الثقافية‬

‫ال�سينما املغربية باتت الثانية‪،‬‬ ‫كمــــيــاً‪ ،‬وربــما الأوىل نوعياً‪،‬‬ ‫بني ال�سينــمات الإفريقية‪ ،‬بعـد‬ ‫م�رص‪.‬‬

‫م��ا ه��و متق�� ّدم يف ال�سينم��ا امل�رصي��ة"‪ .‬وهذا‬ ‫لا للنقا�ش وحت��ى م�ستحق ًا له‪.‬‬ ‫كالم يب��دو قاب� ً‬ ‫وم��ن املفيد الق��ول �إن هذا النقا���ش ي�شكّل جزءاً‬ ‫ال�سينمائية املغربية‬ ‫كب�يراً و�أ�سا�سي ًا من احلياة‬ ‫ّ‬ ‫الي��وم‪ ،‬وحتدي��داً‪ ،‬من��ذ النه�ضة التي ب��د�أت قبل‬ ‫�سن��وات والتي نتج��ت‪ ،‬من ناحية‪ ،‬ع��ن التفات‬ ‫ال�سلط��ات الر�سمية �إىل الف��ن ال�سينمائي داعمة‬ ‫�إي��اه‪ ،‬وم� ّؤمنة ل��ه حماية �سيا�سي��ة وفكرية يف‬ ‫وج��ه �أع��داء ك�ثر له‪ .‬وم��ن ناحي��ة ثاني��ة‪ ،‬عن‬ ‫ت�سلُّم الناقد املعروف نور الدين �صايل مقدرات‬ ‫ال�سينم��ا املغربي��ة‪� ،‬إنتاج�� ًا ومهرجانات‪ ،‬فقفز‬ ‫الإنت��اج م��ن ‪� 5-4‬أف�لام �سنوي��اً‪� ،‬إىل ما يقرب‬ ‫مت‬ ‫م��ن‪( 20‬يف ال�سينم��ا الطويل��ة وحده��ا)‪ ،‬و ّ‬ ‫تعري��ب مهرج��ان مراك�ش وراح��ت تزدهر بقية‬ ‫املهرجانات‪ .‬ه��ذا كلّه قد يبدو اليوم‪ ،‬حتى ل ّأي‬ ‫مراقب من�صف‪ ،‬م��ن البديهيات‪ .‬ومع هذا – يف‬ ‫عودة �إىل طنجة ومهرجانها الوطني – اليخلو‬ ‫الأم��ر م��ن �سج��االت واحتجاجات ت�شغ��ل �أيام‬ ‫املهرج��ان حت��ى و�إن كان قد لوح��ظ هذا العام‬ ‫العربية بدت �أكرث طغياناً‪.‬‬ ‫�أن الهم��وم ال�سيا�سية‬ ‫ّ‬ ‫ذل��ك �أن "�صدف التاري��خ" جعلت �أحداث تون�س‬ ‫ولبنان وم�ص��ر تواكب املهرج��ان لتك�شف عمق‬ ‫ال�سينمائي��ة املغربية مبا يدور‬ ‫اهتم��ام الطبقة‬ ‫ّ‬ ‫يف البلدان العرب ّية‪.‬‬ ‫الهم ال�سيا�سي مل مينع من‬ ‫مهما يكن‪ ،‬ف���إن ّ‬ ‫احت��دام ال�سجال حول الأف�لام يف �شكل زاد من‬ ‫بالك��م الإنتاجي‬ ‫حدت��ه �أن��ه �إذا كان هناك فرح‬ ‫ّ‬ ‫ال�سنوي الذي بات ي�ضع املغرب يف موقع متق ّدم‬ ‫بني ال��دول املنتجة‪ ،‬ف�إن ثم��ة يف املقابل قلق ًا‬ ‫عام�� ًا يتعلق بامل�ستوى الذي يبدو هذا العام يف‬ ‫�ش��كل خا���ص مرتاجع ًا عن �أع��وام �سابقة وعلى‬ ‫الأق��ل يف جم��ال الأفالم الطويل��ة‪ ،‬حيث لوحظ‬ ‫�أن امل�ست��وى العام للأفالم الق�ص�يرة �أتى �أرفع‬ ‫ب�شكل ع��ام‪ .‬كان ال�س�ؤال احلائ��ر �أمام ما اليق ّل‬ ‫ع��ن ن�صف الأفالم املت�سابقة لي�س كيف �أدخلت‬ ‫�إىل امل�سابقة بل كيف �أنتجت �أ�ص ًال وكيف حدث‬ ‫�أن عدده��ا يف ازدياد ن�سبة �إىل جمموع ما �أنتج‬ ‫ه��ذا الع��ام‪ ،‬والأده��ى م��ن ه��ذا �أن بع���ض هذه‬

‫الأف�لام ("خم��م" لعب��داهلل تكون��ة و "ميغي�س"‬ ‫جلم��ال بلمجدوب و"اخلطاف" ل�سعيد نا�رصي)‬ ‫ن��ال ت�صفيق ًا م��ن اجلمهور الع��ادي‪ ،‬فيما كان‬ ‫�أهل ال�سينم��ا والنقاد ين ّددون به��ا‪ .‬مهما يكن‪،‬‬ ‫ف���إن اجلواب الوحي��د الذي �سطّ ��ره ناقد مغربي‬ ‫راح ي�سخ��ر م��ن الأمر كلّ��ه كان‪� :‬إننا يف حاجة‬ ‫�إىل ك ّل �شيء كي ن�صنع عاملاً‪.‬‬ ‫وه��ذا �صحيح على � ّأي ح��ال‪ .‬فاملغرب اليوم‬ ‫�سينمائي�� ًا مت�شعب�� ًا‬ ‫يري��د �أن يح ّق��ق �إنتاج�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائييه يف‬ ‫طليعي��و‬ ‫وحقيقي�� ًا بعدم��ا �أ�سهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلق��ب ال�سابق��ة يف �صن��ع �سينم��ا تنتم��ي �إىل‬ ‫ال�سينمائية‪ .‬ه�ؤالء له��م اليوم مكانهم‬ ‫الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫ومكانته��م‪ ،‬غري �أن كرثاً منهم �إذ يت�أملون ثالثة‬ ‫ال�سينمائي�ين املكرم�ين‬ ‫�أو �أربع��ة م��ن قدام��ى‬ ‫ّ‬ ‫يح�سون ب�ش��يء من الرعب‪:‬‬ ‫يف حف��ل االفتت��اح‪ّ ،‬‬ ‫مكرم�ين �أي‬ ‫يخاف��ون �أن ي�صبح��وا بدوره��م ّ‬ ‫متحفي�ين‪ ،‬وبالتحدي��د حتت وط���أة زحف جيل‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائي جديد يبدو يف بع�ض احلاالت متميزاً‬ ‫�إىل درج��ة يبدو معها القدامى غري قادرين على‬ ‫تتب��ع ما يحقق��ون!‪ .‬وكذل��ك حتت وط���أة ردود‬ ‫الفع��ل الت��ي تك��ون م��ن ن�صيب خم�رضم�ين �إذ‬ ‫ي��صرون عل��ى اال�ستم��رار يف حتقي��ق �أفالمهم‬ ‫حتى و�إن �أو�صلهم ذلك �إىل حافة الف�شل‪.‬‬

‫فل�سطني واملخ�ضرمون‬

‫بالن�سب��ة �إىل احل��ال الثاني��ة ي�برز مث��ال‬ ‫املخ��رج املخ�رضم عب��داهلل امل�صباح��ي‪ ،‬الذي‬ ‫عل��ى الرغ��م م��ن بلوغ��ه الت�سع�ين و�أمرا�ض��ه‬ ‫م��صراً على‬ ‫وع��دم قدرته عل��ى احلركة‪ ،‬اليزال‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستكم��ال طري��ق �سينمائي مل يحق��ق � ّأي جناح‬ ‫يف � ّأي ي��وم‪ .‬وها ه��و هنا ي�ش��ارك بفيلم طويل‬ ‫"يعدن��ا" ب�أنه فاحتة "ثالثي��ة" عن فل�سطني‪.‬‬ ‫حي املغاربة"‬ ‫هذا الفيلم يحمل عنوان "القد�س ّ‬ ‫وه��و‪ ،‬نظري ًا على الأقل‪ ،‬يتطلّع �إىل �رسد حكاية‬ ‫حي يف مدينة القد�س كان �صالح الدين �أقطعه‬ ‫ّ‬ ‫ملقاتل�ين �أت��وا م��ن املغ��رب يف تل��ك الأزم��ان‬ ‫مل�شاركت��ه القت��ال‪ .‬ويربط الفيلم تل��ك الت�سمية‬ ‫بك��ون املغ��رب يف �شخ���ص ملكه رئي�س�� ًا للجنة‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪521‬‬

‫بلــــوغ ال�ســـينــما املغـــربــيـة‬ ‫يت�ضمن �أمرين‪:‬‬ ‫"�ســـن الر�شد"‬ ‫ّ‬ ‫وجود هام�ش كبري لك ّل �أنواع‬ ‫التجـــريب علـى �صعـيد الّلغــة‬ ‫ال�سينمائية واملوا�ضيع‪ ،‬وبروز‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائيني ال‬ ‫من‬ ‫جديــد‬ ‫جيل‬ ‫ّ‬ ‫يدينون ب�شـــيء للجيل ال�سابق‬ ‫عليهم‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫القد�س يف زمننا هذا‪ .‬ك ّل هذا منطقي وكان يف‬ ‫�إمكان��ه �أن ي�ص��ل �إىل حكاية نزيهة لطيفة حول‬ ‫�شخ�صي��ات حموري��ة تع��ود م��ن فل�سط��ين �إىل‬ ‫املغرب حت��ت �ضغط الأحداث‪ .‬وه��ذا موجود يف‬ ‫الفيلم ولكن �إىل جانب �أطنان من النوايا الطيبة‬ ‫ملخرج��ه و�أطنان م��ن املواق��ف الوطنية‪ .‬ومع‬ ‫عما يفعل��ه فيلم كهذا‬ ‫ه��ذا ي�برز �س�ؤال �أ�سا�س��ي ّ‬ ‫ب�ين �أف�لام ينتمي معظمه��ا �إىل �أجي��ال جديدة‬ ‫�سينمائية‬ ‫ال�سينمائيني ورمب��ا �إىل حداث��ة‬ ‫م��ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�ش��كّ يف فاعليتها‪ .‬غري �أن ه��ذا كلّه لن يعفينا‬ ‫م��ن الإ�ش��ارة �إىل �أن هذا "الفيل��م الدمياغوجي"‬ ‫ بح�س��ب و�ص��ف بع���ض النقاد ل��ه ‪ -‬نال من‬‫مما نال��ه � ّأي فيلم �آخر‪ ،‬وبالطبع‬ ‫الت�صفيق �أكرث ّ‬ ‫مم��ا ناله الفيلم املغرب��ي الآخر عن‬ ‫�أك�ثر كثرياً ّ‬ ‫فل�سط�ين‪ .‬عنوان الفيلم الآخ��ر هذا هو "�أر�ضي"‬ ‫وي��دور حتدي��داً ح��ول �أر���ض فل�سط�ين يف لغة‬ ‫وثائقي��ة تخرج �إىل ح ّد ما عن امل�ألوف‪ .‬ذلك �أن‬ ‫خمرج الفيلم نبيل عيو�ش‪ ،‬الذي �صار منذ �سنوات‬ ‫�أح��د �أب��رز املخرجني ثم املنتج�ين يف ال�سينما‬ ‫املغربي��ة‪� ،‬أراد هنا �أن يق�� ّدم �إ�سهام ًا جديداً عن‬ ‫فل�سط�ين‪ .‬وبالتحديد �إ�سهام�� ًا ينتمي �إىل الزمن‬ ‫الراه��ن‪ .‬ف�أخذ كامرياه وفريق عمله لي�شتغل يف‬ ‫منطقتني تقع��ان على جانب و�آخ��ر من احلدود‬ ‫�صور‪ ،‬يف خميمات الّلجوء‬ ‫بني لبنان و�إ�سرائيل‪ّ :‬‬ ‫فل�سطينيني يتحدثون عن‬ ‫الفل�سطيني يف لبنان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية‬ ‫�أو�ضاعه��م الراهنة كما عن ديارهم‬ ‫ّ‬ ‫ال�سليب��ة وعن حنينهم‪ ،‬ث��م عرب احلدود ليتحدث‬ ‫متنوع��ة‪ ،‬وال�سيما‬ ‫�إىل �‬ ‫ّ‬ ‫إ�رسائيلي�ين م��ن �أجيال ّ‬ ‫من �أجيال ال�شب��اب‪ ،‬طالب ًا منهم �أن يعلقوا على‬ ‫للفل�سطيني�ين‪ .‬وكانت‬ ‫امل�شاه��د الت��ي التقطه��ا‬ ‫ّ‬ ‫النتيج��ة مده�شة لأن امل�شاهد الفل�سطينية �أ ّثرت‬ ‫إ�رسائيليني الذين عر�ضت‬ ‫بالفعل على بع���ض ال‬ ‫ّ‬ ‫�أمامهم‪ ،‬ولكن لي�س �إىل ح ّد �إحداث � ّأي تغيري يف‬ ‫الذهنيات‪.‬‬ ‫بالن�سب��ة �إىل الغالبية‪ ،‬لي���س ثمة مكان يف‬ ‫هذا "ال�رسير" �إال حللم واحد‪ ،‬ولئن كان الفريقان‬ ‫ي�سميان الأر���ض نف�سها با�سم واحد م�شرتك هو‬ ‫"�أر�ضي" – ومن هنا عنوان الفيلم ‪ -‬ف�إن ياء‬

‫الن�سبة يف الكلمة تختلف جذري ًا بح�سب ناطقها‪.‬‬ ‫جميل ورائ��ع ال�صورة من الناحية التقنية فيلم‬ ‫قا�س وحمب��ط متام ًا‬ ‫نبي��ل عيو���ش ه��ذا‪ ،‬لكن��ه ٍ‬ ‫م��ن الناحية ال�سيا�سية‪ .‬وه��و بالتايل واحد من‬ ‫�أ�ص��دق الأف�لام الت��ي حققت ع��ن فل�سطني يف‬ ‫الآون��ة الأخ�يرة وبالت��ايل لن يعجب ك�ثراً‪ .‬هو‬ ‫م��ن ال�سينم��ا التي تف��رز متفرجيها م��ا يجعله‬ ‫النقي���ض الت��ام وعل��ى امل�ستويات كاف��ة لفيلم‬ ‫عبداهلل امل�صباحي‪.‬‬ ‫�إن االنطب��اع الأول الذي يخرج به املراقب‬ ‫"الأجنب��ي" بع��د متابعت��ه الق�س��م الأك�بر من‬ ‫الأف�لام املغربي��ة املحقق��ة العام‪،2010‬هو �أن‬ ‫�سن الر�شد‪.‬‬ ‫ال�سينما يف املغرب و�صلت‪� ،‬أخرياً‪� ،‬إىل ّ‬ ‫ال�سن اليعني بالت�أكيد حكم ًا‬ ‫والو�صول �إىل هذه ّ‬ ‫قيمياً‪ ،‬بل ا�ستخال�ص ًا لو�ضعية تنتقل فيها هذه‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينما من "الهواية" ‪ -‬بغثها و�سمينها ‪� -‬إىل‬ ‫"االحرتاف" ‪ -‬بغثه و�سمينه ‪ .-‬فاليوم مل يعد‬ ‫ظه��ور فيلم مغربي جديد‪ ،‬حدث�� ًا يجب التعامل‬ ‫مع��ه برفق ورعاي��ة‪ .‬بل �ص��ار جزءاً م��ن واقع‬ ‫ثق��ايف ‪� -‬إبداع��ي ‪� -‬صناعي‪ ،‬ينق�س��م الإنتاج‬ ‫فيه �إىل �أعمال �ستعي�ش وت�شكّل جزءاً من تاريخ‬ ‫ما‪ ،‬و�أعمال �ستن�سى فور ظهورها‪ ،‬وبني الفئتني‬ ‫�أعمال �ستلقى �إقبا ًال من اجلمهور العري�ض مهما‬ ‫بال��غ النقاد يف "�شتمها" والت�سا�ؤل عما جاءت‬ ‫تفعله و�سط �إنتاج يعت�بر نف�سه وريث ًا ملمار�سة‬ ‫�سينمائي��ة جدية حاولت جهدها طوال �أكرث من‬ ‫ّ‬ ‫ن�صف ق��رن �أن تقول ب�ص��دق ماتريد قوله‪ ،‬من‬ ‫دون �أن جت��د نف�سها جمربة على تقدمي تنازالت‬ ‫ل��ـ "جمه��ور" مل يكن ل��ه وجود �أ�ص�لاً‪ .‬ثم حني‬ ‫لا مع �إنتاجه‬ ‫وج��د هذا اجلمه��ور بوفرة متفاع� ً‬ ‫ال�سينمائ��ي "الوطن��ي"‪ ،‬ح ّق��ق جناح�� ًا لأف�لام‬ ‫الميكن القول �إنها حملت كثرياً من التنازل على‬ ‫�صعيد امل�ستوى ("حب يف الدار البي�ضاء" لعبد‬ ‫الق��ادر الأقط��ع‪" ،‬عابر �سبي��ل" �أو "البحث عن‬ ‫زوج امر�أت��ي" ملحم��د عبدالرحمن الت��ازي‪� ،‬أو‬ ‫"�شاطئ الأطفال ال�ضائعني" جلاليل فرحاتي‪،‬‬ ‫قبل �أن تنفجر �أفالم نبيل عيو�ش‪� ...‬إلخ)‪.‬‬ ‫مهم��ا يك��ن من �أم��ر‪ ،‬ف���إن ال�ص��ورة اليوم‪،‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 522‬للتنمية الثقافية‬

‫ال�سينما يف املغرب و�صلت‪،‬‬ ‫�سن الر�شد‪ .‬والو�صول‬ ‫�أخرياً‪� ،‬إىل ّ‬ ‫ال�سن اليعني بالت�أكيد‬ ‫�إىل هذه ّ‬ ‫قيمياً‪ ،‬بل ا�ستخال�ص ًا‬ ‫حكم ًا‬ ‫ّ‬ ‫لو�ضعية تنتقل فيها هذه‬ ‫ال�سينما من "الهواية" ‪ -‬بغثها‬ ‫و�سمينها ‪� -‬إىل "االحرتاف" ‪-‬‬ ‫بغثه و�سمينه‪.‬‬

‫ال�ســـيــــنما املغــربية تعيــــ�ش‬ ‫اليـــــوم ديــناميـكــية مده�شة‪،‬‬ ‫خ�صو�صاًعلــــى �صعـيد �إنــتاج‬ ‫الأفالم‪ ،‬على الرغم من وجود‬ ‫نقــا�شـــــات متوا�صـــلة حـــول‬ ‫"نقاط �ضعف فيها"‪.‬‬

‫يف �إنت��اج الع��ام ‪ ،2010‬تب��دو �أك�ثر و�ضوح�� ًا‬ ‫يف ذل��ك الفرز ب�ين �أعم��ال متفاوت��ة امل�ستوى‬ ‫واملوا�ضي��ع‪ ،‬ومتفاوت��ة بخا�ص��ة عل��ى �صعيد‬ ‫لعب��ة التل ّق��ي نف�سه��ا‪� .‬أم��ا ال�سم��ة الأب��رز هنا‪،‬‬ ‫والت��ي تغ��ري امل��رء باحلدي��ث عن "بل��وغ �سن‬ ‫أ�سا�سيان بني �أمور ع ّدة �أخرى‪:‬‬ ‫الر�شد"‪ ،‬ف�أمران �‬ ‫ّ‬ ‫وج��ود هام���ش كبري ل��ك ّل �أن��واع التجريب على‬ ‫ال�سينمائية واملوا�ضيع امل�ستلهمة‬ ‫�صعيد الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائي��ة ‪ -‬على ح�ساب‬ ‫املرجعية‬ ‫وح�ض��ور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرجعي��ة �أخرى ‪ ،-‬م��ن ناحية‪ ،‬ومن ناحية‬ ‫ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائيني ق ّدموا‬ ‫م��ن‬ ‫جديد‬ ‫جي��ل‬ ‫بروز‬ ‫أخ��رى‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫هنا �أفالمهم الأوىل وهم يتحلقون حول عامهم‬ ‫الثالثني‪ ،‬واليبدو �أنهم يدينون ب� ّأي �شيء للجيل‬ ‫ال�سابق عليهم يف ال�سينما املغربية‪� ،‬سواء �أكان‬ ‫لا م� ّؤ�س�ساً‪� ،‬أم جي ًال و�سط ًا كان هو من ر�سخ‬ ‫جي� ً‬ ‫ال�سينما املغربية هذه وفر�ض ح�ضوراً قوي ًا لها‬ ‫يف املجتم��ع املغربي كما على خريطة ال�سينما‬ ‫العاملية �أحيان��اً‪ .‬والالفت حق ًا هو �أن �أبناء هذا‬ ‫اجلي��ل هم الذين ح�صدوا اجلوائ��ز الأ�سا�سية يف‬ ‫املهرج��ان الطنج��اوي‪ ،‬كما ح�ص��دوا الت�صفيق‬ ‫و�إعج��اب النق��اد‪ .‬كان الفوز م��ن ن�صيب �أفالم‬ ‫�أوىل �أو ثاني��ة لأ�صحابه��ا‪ ،‬يف �شكل عام‪ ،‬حتى‬ ‫ممي��زاً ل��ـ "خم�رضم�ين"‪ ،‬هما‬ ‫�سج��ل ف��وزاً ّ‬ ‫و�إن ّ‬ ‫حكي��م بلعبا���س ونبي��ل عيو���ش‪ ،‬الأول �إذ ن��ال‬ ‫اجلائزة الكربى عن "�أ�شالء"‪ ،‬والثاين �إذ نال غري‬ ‫جائزة �أ�سا�سية عن عمله اجلديد "�أر�ضي"‪ .‬ولعل‬ ‫الالف��ت �أكرث‪ ،‬حق��اً‪ ،‬هنا هو �أن هذي��ن الفيلمني‬ ‫ينتمي��ان �إىل "ال�سينم��ا الوثائقي��ة" حت��ى و�إن‬ ‫كان ك ّل م��ن خمرجيهما ق��د اختار لعمله حلو ًال‬ ‫جمالي��ة تتج��اوز م��ا ه��و مع��روف ع��ن الّلغ��ة‬ ‫الوثائقية‪� ،‬شك ًال وم�ضموناً‪.‬‬ ‫على �صعيد م�س�ألة اجليل اجلديد (الع�رشيني‪/‬‬ ‫الثالثين��ي)‪ ،‬يج��در التو ّق��ف عند تل��ك الظاهرة‬ ‫التي (�إذا ا�ستثنينا فيلم "الوتر اخلام�س" ل�سلمى‬ ‫بركا���ش‪ ،‬وه��و فيل��م كال�سيك��ي �أني��ق ا�شتغ��ل‬ ‫بحرفية ماه��رة و�إدارة الفتة للممثلني‪ ،‬ما � َّأهله‬ ‫للف��وز حق ًا وا�ستحق��ه فاحت ًا الآف��اق للنهل من‬ ‫خلفي��ة مو�سيقي��ة تراثية �أ�صيلة عل��ى مو�ضوع‬

‫معا�رص)‪ .‬نق��ول الظاهرة الت��ي جعلت ثالثة �أو‬ ‫�أربع��ة من �أبرز ما عر���ض‪ ،‬وفاز‪ ،‬يف املهرجان‬ ‫�أفالم�� ًا �أوىل لأ�صحابه��ا‪ ،‬ونعن��ي هن��ا حتديداً‬ ‫ال�رشائ��ط الطويل��ة "النهاي��ة" له�ش��ام الع�س��ري‬ ‫و "فيل��م" ملحم��د �أ�شاور‪ ،‬ويف درج��ة �أق ّل بع�ض‬ ‫ال�ش��يء "�أيام الوهم" لط�لال ال�سلهامي‪ ،‬ناهيك‬ ‫ببع�ض ال�رشائط الق�صرية‪ ،‬وال�سيما حتفة عادل‬ ‫الفا�ضل��ي "حي��اة ق�ص�يرة" ‪ -‬والأف�لام الت��ي‬ ‫نتح��دث عنها هي‪( ،‬و ي��ا لل�صدفة املده�شة ولو‬ ‫ملرة يف تاريخ جلان التحكيم!) فازت يف نهاية‬ ‫ّ‬ ‫الأمر بجوائز املهرجان جميعها‪ ،‬مع ا�ستثناءات‬ ‫نادرة‪.‬‬ ‫م��ن الوا�ضح �أن ما يجم��ع بني هذه الأفالم‬ ‫جميعاً‪� ،‬إىل كونها �أعما ًال �أوىل �أو �أحيان ًا ثانية‪،‬‬ ‫فن ال�سينما‬ ‫ال�شبان‪ ،‬هو انتما�ؤها �إىل ّ‬ ‫لأ�صحابها ّ‬ ‫�سينمائية تبدو‬ ‫مبا�رشة‪ .‬وذل��ك من طريق لغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائية باتت را�سخة‬ ‫م�شتتة تنهل من حداثة‬ ‫ّ‬ ‫يف ال�سينما امل�ستقلة الأمريكية كما يف ال�سينما‬ ‫الأوروبي��ة الأك�ثر تقدم��اً‪ .‬وكان يف و�سعنا �أن‬ ‫العربية يف‬ ‫نقول �إنها غريبة متام ًا عن ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫�ش��كل �إجمايل‪ ،‬لوال وجود �سينم��ا �إيليا �سليمان‬ ‫الت��ي متاثله��ا يف حداثته��ا وانتمائها املبا�رش‬ ‫فن ال�سينما‪ ،‬كما بع�ض النتاجات الّلبنانية‬ ‫�إىل ّ‬ ‫وامل�رصي��ة الهام�شي��ة‪ .‬فاحل��ال �أن م�شاه��دة‬ ‫"النهاي��ة"‪ ،‬حت��ى و�إن ك�شفت كي��ف �أن الفيلم‪،‬‬ ‫يف حلظ��ات كثرية منه يحم��ل �إحاالت �سيا�سية‬ ‫(عاب��رة‪ ،‬و�أحيان ًا يف �ش��كل �رسيع جداً)‪ ،‬حتيلنا‬ ‫�إىل نوع من ال�سينما الأكرث جر�أة يف الإفالت من‬ ‫خطّ ية ال��سرد وتراكمية املو�ض��وع (نتذكر هنا‬ ‫"تران�سبوتن��غ" لداين بويل وبخا�صة "الربتقال‬ ‫الآيل" ل�ستانل��ي كوبريك‪ ،‬من دون �أن ي�سهو عن‬ ‫بالن��ا مغربية املو�ض��وع املطلق��ة)‪� .‬إن �أول ما‬ ‫يفكّ��ر به امل�شاه��د حني يرى "النهاي��ة" ب�شكله‬ ‫املنفلت وجر�أة مو�ضوعه وم�شاهده وقفزه فوق‬ ‫املكونات الكال�سيكية لل�سينما (غياب املو�سيقى‬ ‫ّ‬ ‫متاماً‪ ،‬غي��اب الّلقطات املتقابلة‪ ،‬خروج احلوار‬ ‫م��ن اخلطية التبادلية املبا��شرة)‪ ،‬هو �أن فيلم ًا‬ ‫كه��ذا ال ميكن يف الزمن الراه��ن حتقيقه �إال يف‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪523‬‬

‫فيلم عادل الفا�ضلي "حياة‬ ‫ق�صرية"‪ ،‬الذي التتجاوز مدة‬ ‫عر�ضه ‪ 16‬دقيقة‪ ،‬كان مبثابة‬ ‫�سينمائية‪.‬‬ ‫حتفة‬ ‫ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫ف�ض��اء �سينم��ا مث��ل ال�سينم��ا املغربي��ة‪ ،‬حيث‬ ‫تتجاور ت�ساحمية الرقابة الن�سبية‪ ،‬مع �إمكانية‬ ‫توف�ير متوي��ل للفيلم م��ا كان ميك��ن لغري دعم‬ ‫من املرك��ز الوطني لل�سينم��ا توفريه‪ ،‬ولكن من‬ ‫دون �أن نن�س��ى هن��ا بع�ض االحتي��اط بالن�سبة‬ ‫�إىل الكيفي��ة الت��ي �ستك��ون عليه��ا ردود فع��ل‬ ‫املتفرجني املحتمل�ين �أنف�سهم �إزاء فيلم جريء‬ ‫غيب الّلحظات الدرامية‬ ‫�صور بالأ�سود والأبي�ض ّ‬ ‫ّ‬ ‫والعاطفية متعام ًال مع مو�ضوعه بربود مطلق‪.‬‬ ‫من هن��ا ميكن الق��ول �إن �أخ�شى م��ا نخ�شاه هو‬ ‫�أن يك��ون م�صري هذا الفيل��م عرو�ض ًا مهرجانية‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫ومكانة متقدمة يف تاريخ الأ�شكال‬ ‫ّ‬ ‫ال �أكرث!‬ ‫جتريب��ي �أي�ض��اً‪ ،‬ويف �ش��كل مماث��ل ينه��ل‬ ‫ف��ن ال�سينما‪ ،‬ه��و فيل��م "فيلم"‬ ‫ه��و الآخ��ر م��ن ّ‬ ‫ال��ذي ‪ -‬عل��ى �شاكلة فيل��م �إيليا �سليم��ان الأول‬ ‫"�سج��ل اختف��اء"‪ ،‬يتح�� ّدث‪ ،‬حتدي��داً‪ ،‬عن �صنع‬ ‫فيل��م‪ :‬ع��ن رغب��ة خمرج��ه يف �صن��ع فيل��م‪.-‬‬ ‫وخم��رج ه��ذا الفيلم هو بطل��ه ال��ذي يلعب دور‬ ‫م�ساع��د خم��رج يف ال�سينم��ا "التقليدية" ي�سعى‬ ‫لكتاب��ة فيلم��ه الأول والعث��ور عل��ى متوي��ل له‪،‬‬ ‫م��ع زوجت��ه و�صديقه‪ .‬هو نوع م��ن "العمل قيد‬ ‫الإجن��از" على طريق��ة جيم�س جوي���س �إىل ح ّد‬ ‫م��ا‪� ،‬إمنا بلغ��ة �ساخ��رة ناق��دة مري��رة‪ ،‬تختلط‬ ‫باملتخيل‪،‬‬ ‫فيه��ا الأن��واع وامل�شاهد واحلقيق��ي‬ ‫ّ‬ ‫والرغب��ة بالواقع م��ن طريق الكات��ب‪ /‬املخرج‬ ‫ال��ذي ي��روي لن��ا حكاي��ة "�صنعه" ه��ذا الفيلم‪.‬‬ ‫غ�ير �أن هذا كلّه ي�شغل ال�ساع��ة الأوىل (تقريباً)‬ ‫من الفيل��م‪ ،‬حيث من�سك �أنفا�سن��ا وجندنا داخل‬ ‫عق��ل املخرج و�صوره ‪ -‬عل��ى الرغم من توليف‬ ‫متعثرّ يف �أحيان كثرية ‪ .-‬ولكن بعد ذلك‪ ،‬وبعد‬ ‫فرتة فراغ تتوا�صل نحو ربع ال�ساعة تبدو ميتة‬ ‫متام�� ًا وك�أن املخ��رج مل يع��د ميل��ك م��ا يقول‪،‬‬ ‫يحاول هذا يف النهاية ا�ستعادة مو�ضوعه‪ ،‬لك ّنه‬ ‫يغ��رق يف تكرار ممل‪ ،‬لينته��ي الفيلم وقد �ضاع‬ ‫اجلزء الأول (الرائع منه)‪ .‬ال�س�ؤال هنا‪ :‬طاملا �أن‬ ‫ال�سينم��ا اجلديدة تخرج ع��ن قيود زمن العر�ض‬ ‫التقليدي ب�ين �ساعة ون�صف ال�ساعة و�ساعتني‪،‬‬

‫�أمل يك��ن يف و�سع حممد �أ�ش��وار �أن يوقف فيلمه‬ ‫عند نهاية �ساعته الأوىل؟ لو فعل لك ّنا‪ ،‬بالفعل‪،‬‬ ‫مميز‪.‬‬ ‫�أمام عمل َّ‬ ‫ه��ذا االقت�ص��اد عرف كي��ف يح ّقق��ه عادل‬ ‫الفا�ضل��ي يف فيلم��ه الق�صري "حي��اة ق�صرية"‪.‬‬ ‫فه��ذا الفيل��م ال��ذي التتج��اوز م�� ّدة عر�ضه ‪16‬‬ ‫دقيق��ة‪ ،‬ق��ال يف لغ��ة ناب�ضة �رسيع��ة وم�شاهد‬ ‫�ساخرة ذات داللة‪ ،‬حكاي��ة حياة ب�أكملها‪ ،‬هي‬ ‫"حياة" �شخ�ص ولد حتت �شعار النح�س و�أم�ضى‬ ‫حياته متنق ًال من ب�ؤ�س �إىل ب�ؤ�س‪ .‬غري �أن الهام‬ ‫هنا ه��و �أن الفا�ضلي قال من خالل تلك احلياة‬ ‫ويف دقائ��ق الفيل��م القليل��ة‪ ،‬تاريخ ًا م��ا لبلده‬ ‫راو وكام�يرا ولغ��ة ي��كاد ال‬ ‫و�شعب��ه‪ ،‬بوا�سط��ة ٍ‬ ‫عربي��ة نعرفها‪،‬‬ ‫ي�شبهه��ا �ش��يء يف � ّأي �سينم��ا ّ‬ ‫والحت��ى يف � ّأي فيل��م مغربي �ساب��ق‪ .‬ومع هذا‪،‬‬ ‫يتعرف‬ ‫جاء الفيلم مغربي ًا ميكن لك ّل م�شاهد �أن َّ‬ ‫�إىل ج��زء من نف�سه وتاريخه فيه و�سط عبق من‬ ‫ال�سخرية من الذات‪.‬‬ ‫عل��ى عك�س ه��ذا البع��د متام ًا ي�أت��ي الفيلم‬ ‫الأخ�ير ‪ -‬بالن�سبة �إلينا ‪ -‬م��ن هذه املجموعة‬ ‫"�أيام الوهم" لطالل ال�سلهامي‪ .‬فهنا نحن �أمام‬ ‫فيل��م عوملي‪� ،‬ش��ك ًال ومو�ضوع��اً‪ .‬فيلم يدور يف‬ ‫الالم��كان ويف � ّأي م��كان‪ ،‬والمرجعية له �سوى‬ ‫الف��ن ال�ساب��ع نف�س��ه (يحف��ل الفيل��م‬ ‫مرجعي��ة‬ ‫ّ‬ ‫بتحي��ات م�شهدي��ة عاب��رة موجه��ة �إىل �أ�ساتذة‬ ‫املا�ض��ي مث��ل �ستانل��ي كوبري��ك و�سريجي��و‬ ‫ليوين)‪ ،‬ويبدو يف حلظ��ات منه �أ�شبه بال�سينما‬ ‫�شبان‬ ‫الآ�سيوية‪ .‬فهو يتحدث ع��ن جمموعة من ّ‬ ‫ت�ستدعيه��م �رشكة متعومل��ة متركزت حديث ًا يف‬ ‫املغ��رب‪ ،‬ل�شغ��ل وظيف��ة هام��ة‪ ،‬وجت��ري بينهم‬ ‫مباراة �شديدة الغرابة والق�سوة‪ ،‬يجب �أن تنتهي‬ ‫باختيار واح��د منهم‪ .‬واحلال �أن هذا التلخي�ص‬ ‫بال��كاد يعطين��ا فكرة ع��ن هذا الفيل��م اجلريء‬ ‫الذي ميزج بني الكابو���س والواقع‪ ،‬ولكن �أي�ض ًا‬ ‫ب�ين كونه م�صوراً يف ف�ض��اءات طبيعية رحبة‪،‬‬ ‫و�أي�ض�� ًا يف من��اخ من امل��كان املغل��ق‪ .‬يف هذا‬ ‫الفيل��م‪ ،‬ال��ذي ميكن النظ��ر �إليه �أي�ض�� ًا على �أنه‬ ‫ينتم��ي �إىل "ال�سينم��ا ع��ن ال�سينم��ا"‪ ،‬ع��رف‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 524‬للتنمية الثقافية‬

‫�إذا كان �صحيحاً‪� ،‬أن اجلمهور‬ ‫املغربي يقبل �أكرث و�أكرث على‬ ‫م�شاهدة الأفالم املغربية‬ ‫متفرج يف العام‬ ‫(‪� 350‬ألف‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،)2010‬ف�إن ال�س�ؤال يطرح‬ ‫حول تراجع عدد ال�صاالت‪،‬‬ ‫حيث من �أ�صل �أكرث من ‪400‬‬ ‫�صالة كانت موجودة يف‬ ‫ال�ستينيات‪ ،‬مل يعد‬ ‫املغرب يف‬ ‫ّ‬ ‫ثمة اليوم �أكرث من ‪� 71‬صالة‪.‬‬

‫املخ��رج يف �شكل خا�ص كي��ف يدير ممثليه يف‬ ‫�شكل خالّق كما عرف كيف ي�ضبط �إيقاع الفيلم‪.‬‬ ‫ومل يك��ن غريباً‪ ،‬عل��ى � ّأي حال‪� ،‬أن يفوز "بطال"‬ ‫الرئي�سيان م��رمي ال��راوي وعمر لطفي‬ ‫الفيل��م‬ ‫ّ‬ ‫بجائزة التمثيل يف املهرج��ان (حتى و�إن كان‬ ‫عم��ر لطفي قد فاز باجلائزة ع��ن فيلم �آخر م ّثل‬ ‫فيه‪ ،‬وعر�ض يف املهرجان نف�سه)‪.‬‬ ‫وم��ن امل�ؤكّ ��د هن��ا �أن ال�سينم��ا املغربي��ة‪،‬‬ ‫بالأف�لام التي توقفنا عندها �أو تلك التي مررنا‬ ‫به��ا �رسيع��اً‪� ،‬سينم��ا تعي���ش الي��وم ديناميكية‬ ‫مده�ش��ة‪ ،‬وبخا�صة عل��ى �صعيد �إنت��اج الأفالم‬ ‫(يف الع��ام ‪ ،2010‬حت ّق��ق املخطّ ��ط املبدئ��ي‬ ‫ال��ذي كان يتح�� ّدث �أوائ��ل الع��ام ع��ن �إنت��اج‬ ‫ع�رشي��ن فيلم�� ًا طوي�لاً‪ ،‬و�ضعفه��ا م��ن الأفالم‬ ‫الق�صرية)‪ .‬لكن‪ ،‬يف املقابل‪ ،‬ثمة دائم ًا نقا�شات‬ ‫ح��ول "نق��اط �ضعف" تتعل��ق برتاج��ع الثقافة‬ ‫ال�سينمائية نف�سها‪ ،‬وحركة نوادي ال�سينما التي‬ ‫ّ‬ ‫كانت ذات ح�ين يف ذروة ح�ضورها‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫عل��ى �صعيد ال�ص��االت‪ .‬ف���إذا كان �صحيحاً‪� ،‬أن‬ ‫اجلمهور املغربي يقبل �أكرث و�أكرث على م�شاهدة‬ ‫متف��رج يف العام‬ ‫الأف�لام املغربي��ة (‪� 350‬ألف‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،)2010‬ف���إن ال�س���ؤال يط��رح ح��ول تراجع عدد‬ ‫ال�صاالت‪ ،‬وال�سيما يف الأرياف‪ ،‬حيث من �أ�صل‬ ‫�أكرث من ‪� 400‬صال��ة كانت موجودة يف املغرب‬ ‫ال�ستينيات‪ ،‬مو ّزعة ب�شكل من�صف بني املدن‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫والأرياف‪ ،‬مل يعد ثمة اليوم �أكرث من ‪� 71‬صالة‪.‬‬ ‫تطوراً‬ ‫ويف مقابل ه��ذا الرتاجع‪ ،‬يعرف املغ��رب ّ‬ ‫ونوعيتها (الأمريكية‬ ‫يف ع��دد الأفالم الأجنبية‬ ‫ّ‬ ‫ت�ص��ور يف املغرب لت�ضحى �أ�شبه‬ ‫بخا�صة) التي‬ ‫ّ‬ ‫"تخ��رج" الع�رشات منهم‬ ‫للتقنيني‪،‬‬ ‫"مبدر�س��ة"‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ما يرف��د ال�سينم��ا املغربي��ة ب�أجي��ال متعاقبة‬ ‫التقني�ين‪ ،‬الذين �رسع��ان ماجندهم‬ ‫من ه���ؤالء‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائي��ة املغربي��ة‪.‬‬ ‫ي�سهم��ون يف النه�ض��ة‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائي��ة‬ ‫ه��ذا كلّ��ه ه��و حم��ور النقا�ش��ات‬ ‫ّ‬ ‫املغربي��ة يف هذه الأيام‪ ،‬بقدر ما ت�شكّل الأفالم‬ ‫وموا�ضيعه��ا حم��وراً �أ�سا�سي ًا �أي�ض��اً‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫�أن هذه املوا�ضي��ع‪ ،‬مع االنفتاح ال�سلطوي تبدو‬ ‫�أك�ثر و�أكرث جر�أة‪ ،‬وال�سيم��ا يف تناول احلا�رض‬

‫املغربي�ين‪ ،‬بالنقد والك�شف (كما يف‬ ‫واملا�ضي‬ ‫ّ‬ ‫�أف�لام مث��ل "فينك الأي��ام" لإدري���س �شويخة‪،‬‬ ‫و"اجلامع" ل��داود والد ال�سي��د‪ ،‬و"عند الغجر"‬ ‫جلي�لايل فرحات��ي‪ ،‬وبخا�ص��ة "والد البل��د"‬ ‫ملحم��د ا�سماعيل و"من�سي��و التاريخ" حل�سن بن‬ ‫جلون)‬

‫ال�سينما اجلزائرية‪ :‬عودة‬ ‫مو�ؤودة �إىل �أجماد املا�ضي‬

‫ثم��ة �أمر جدير بالتنويه ذات يوم بني بداية‬ ‫�ستينيات الق��رن الع�رشين‪� ،‬أي بعد حقبة ي�سرية‬ ‫ّ‬ ‫ال�سبعينيات‪،‬‬ ‫أوا�س��ط‬ ‫و�‬ ‫اجلزائ��ر‪،‬‬ ‫ا�ستق�لال‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫ول��دت بالتدريج وغالب�� ًا من رح��م اال�ستقالل‪،‬‬ ‫عربي��ة يف ه��ذا البلد و�صل��ت يف بع�ض‬ ‫�سينم��ا ّ‬ ‫مراحله��ا �إىل �أن ت�شكّل مناف�س�� ًا رئي�س ًا لل�سينما‬ ‫العربية بال منازع‪ .‬ومل‬ ‫امل�رصي��ة‪ّ � ،‬أم ال�سينمات‬ ‫ّ‬ ‫تك��ن تلك املناف�سة على النوعية فقط‪ ،‬بل كانت‬ ‫�أي�ض ًا من الناحية الكمية‪ .‬ال بل راحت اجلزائر‪،‬‬ ‫ذات حلظ��ة‪ ،‬تدع��م �أفالم�� ًا م�رصي��ة وم�رشقي��ة‬ ‫ب�شكل ع��ام وتلتفت حتى ناحية ق�ضايا امل�شرق‬ ‫العرب��ي‪ ،‬من ق�ضية فل�سطني �إىل احلرب الأهلية‬ ‫الّلبناني��ة الت��ي اندلع��ت الع��ام ‪ ،1975‬ف��كان‬ ‫للجزائر‪ ،‬حتديداً من خالل فيلم "نهلة" لفاروق‬ ‫بلوف��ة‪ ،‬م�ساهم��ة رئي�س��ة يف �سينماه��ا‪ .‬كذلك‬ ‫م��رة �أخ��رى ب���أن الإنتاج‬ ‫الب�أ���س م��ن التذكري ّ‬ ‫اجلزائ��ري الر�سم��ي ق�� ّدم �إ�سهام�� ًا كب�يراً �أي�ض ًا‬ ‫يف انبع��اث ال�سينم��ا ال�سيا�سية عل��ى امل�ستوى‬ ‫العاملي‪ ،‬بدءاً من فيل��م "زد" لكو�ستا غافرا�س‪.‬‬ ‫ولئ��ن كان قد �أخذ على الأف�لام اجلزائرية التي‬ ‫ال�سبعينيات كونها مل‬ ‫ح ّقق��ت حتى �أوا�سط عق��د‬ ‫ّ‬ ‫تع��رف كيف تبارح ق�ضايا الث��ورة وبطوالتها‪،‬‬ ‫ف���إن �أفالم�� ًا "مبك��رة" مث��ل "الفح��ام" ملحمد‬ ‫بوعم��اري و"ن��وة" لعبدالعزي��ز الطلب��ي‪ ،‬ث��م‬ ‫الحق�� ًا "وقائع �سنوات اجلم��ر" ملحمد الأخ�ضر‬ ‫حامين��ا (ال�سعف��ة الذهبية يف مهرج��ان "كان"‬ ‫‪ )1975‬وبخا�صة "عم��ر قتلته" ملرزاق علوا�ش‪،‬‬ ‫�أت��ت لتعك���س الآي��ة مق ّدم��ة �أ�سئل��ة ومرافعات‬ ‫ح��ول واقع ما بع��د الث��ورة‪ ،‬ولكن �أي�ض�� ًا حول‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪525‬‬

‫يبـــدو لــــنا تـــاريـخ ال�سينما‬ ‫التنوع الآن‪.‬‬ ‫اجلزائرية �شديد‬ ‫ّ‬ ‫تاريخ تباط�أ يف احلدوث‪ ،‬لكنه‬ ‫خلَّف ع�رشات الأعمال وكذلك‬ ‫ع�رشات الأ�سماء الكبرية‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫ج��ذور الثورة (كما حال فيل��م الأخ�رض حامينا‬ ‫املذكور)‪.‬‬ ‫عل��ى هذا النح��و �إذاً‪ ،‬يب��دو تاري��خ ال�سينما‬ ‫التنوع الآن‪� ،‬إن نحن ر�صدناه‪،‬‬ ‫اجلزائري��ة �شديد ّ‬ ‫ب�شكل دقي��ق‪ .‬ويبدو لنا وك�أنه تاريخ تباط�أ يف‬ ‫احل��دوث لكن��ه خلّف ع��شرات الأعم��ال‪ ،‬وكذلك‬ ‫ع�رشات الأ�سماء الكب�يرة يف عامل الفن ال�سابع‪.‬‬ ‫واحلقيق��ة �أن��ه �إذا كان متو ّقع ًا م��ع ظهور فيلم‬ ‫"عم��ر قتلت��ه" (‪ )1976‬والنج��اح الهائ��ل الذي‬ ‫ح ّقق��ه‪ ،‬نقدي�� ًا وجماهريي��اً‪ ،‬ويف الداخ��ل كم��ا‬ ‫يف اخل��ارج على ال�سواء‪� ،‬أن يك��ون ذلك منطلق ًا‬ ‫�س��ن الر�شد‬ ‫لع��صر �سينمائ��ي جدي��د و�ص��ل �إىل ّ‬ ‫و�ص��ار مرتبط�� ًا ب�أ�سم��اء مبدع�ين انت��شرت‬ ‫عل��ى ال�صعي��د املحلّ��ي والعامل��ي‪ ،‬ف���إن ال��ذي‬ ‫ح��دث كان عك���س ذل��ك‪ .‬غ�ير �أن الذن��ب مل يكن‬ ‫ال�سينمائي�ين �أنف�سهم‪ ،‬بل ذن��ب الأو�ضاع‬ ‫ذن��ب‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائية اجلزائرية نف�سها‪ .‬والتي‪� ،‬إذ ح�رصت‬ ‫ّ‬ ‫الإنتاج يف ي��د ال�سلطات احلكومي��ة و�رشكاتها‬ ‫ومعامله��ا‪ ،‬خلق��ت ارتب��اك ًا كب�يراً من��ذ نهاية‬ ‫ال�سبعيني��ات م��ع ارتب��اك الأو�ض��اع ال�سيا�سية‬ ‫ّ‬ ‫وال�سلطوي��ة بعد رحي��ل هواري بومدي��ن رئي�س‬ ‫التطور‬ ‫اجلزائ��ر الذي مبوت��ه ختم مرحلة م��ن‬ ‫ّ‬ ‫الثقايف واالجتماعي وال�سيا�سي يف اجلزائر‪.‬‬ ‫طبع�� ًا ال ميك��ن الق��ول هن��ا �إن الإنت��اج‬ ‫ال�سينمائ��ي انته��ى م��ع ذل��ك الرحي��ل‪ ،‬ب��ل هو‬ ‫�سنوية �أقل‪ ،‬يف وقت راح فيه‬ ‫توا�صل و�إن بوتائر‬ ‫ّ‬ ‫�أ�صحاب الأ�سماء الكبرية يف ال�سينما اجلزائرية‬ ‫ي�صمت��ون �أو يرحلون لأ�سب��اب متع ّددة‪ ،‬وغالب ًا‬ ‫�إىل فرن�س��ا "البلد امل�ستعمر �سابقاً" والذي فتح‬ ‫اجلزائري�ين يقيمون فيه‬ ‫لل�سينمائيني‬ ‫ذراعي��ه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويعملون‪ .‬ولع ّل خري معبرّ عن هذه ال�صورة فيلم‬ ‫"وداع ًا يا ابن العم" ملرزاق علوا�ش‪ ،‬الذي ح ّققه‬ ‫ه��ذا املخرج يف فرن�سا‪ ،‬بعدم��ا "�أنهى" وجوده‬ ‫اجلزائ��ري – م�ؤقت�� ًا طبع ًا – بتحقي��ق فيلم عن‬ ‫�ش��اب جزائري ي�ضطر للهج��رة �إىل فرن�سا لعدم‬ ‫ديني��ة مت�ش ّددة‬ ‫قدرت��ه عل��ى الت�أقلم م��ع �سلطة ّ‬ ‫هيمن��ت على املجتم��ع اجلزائري حتى من دون‬ ‫�أن تهيم��ن على ال�سلط��ة ال�سيا�سية يف هذا البلد‪.‬‬

‫وكان ذل��ك الفيلم "حومة باب ال��واد" الذي بدا‬ ‫�أ�شبه ب�إع�لان عن عدم �إم��كان موا�صلة العي�ش‬ ‫والإنتاج يف الوطن‪.‬‬ ‫بع��د "ب��اب ال��واد �سيت��ي" و "�سالم�� ًا ي��ا‬ ‫اب��ن الع��م" حقق علوا���ش عدداً م��ن الأفالم يف‬ ‫ال�سينمائيني‬ ‫اخل��ارج‪ ،‬فيما كان عدد من كب��ار‬ ‫ّ‬ ‫اجلزائريني �صامتني حماولني العودة �إىل وراء‬ ‫ّ‬ ‫الكام�يرا بني احل�ين والآخر‪ :‬من ف��اروق بلوفة‬ ‫�إىل �أحم��د الرا�ش��دي‪ ،‬وم��ن عبدالعزيز طلبي‬ ‫�إىل حمم��د الأخ�ض��ر حامين��ا‪ ،‬مقاب��ل �أجي��ال‬ ‫راح��ت تتواىل‪ ،‬داخل اجلزائر وخارجها �أي�ضاً‪،‬‬ ‫�ضم��ن وت�يرة �إنت��اج متفاوتة بني ع��ام و�آخر‪.‬‬ ‫غ�ير �أن املح�صلة بعد ربع ق��رن بدت �أقرب �إىل‬ ‫كم�� ًا ونوع��اً‪ .‬ولكن‪ ،‬مب��ا �أن ك ّل �شيء‬ ‫ال�سلبي��ة‪ّ ،‬‬ ‫ل��ه نهاي��ة‪ ،‬كان ال ب�� ّد لل�سينم��ا اجلزائري��ة من‬ ‫النهو���ض من جدي��د‪ .‬ولرمبا كان ه��ذا مرتبط ًا‬ ‫ببع���ض ليربالي��ة ا ّت�سم بها احلك��م يف اجلزائر‬ ‫خالل ال�سن��وات الأخرية‪� ،‬أو ببع���ض رغبة لدى‬ ‫ال�سلط��ات يف اال�ستعان��ة بال�سينم��ا ملحارب��ة‬ ‫ت�ش�� ّدد كان املجتم��ع اجلزائ��ري قد ب��د�أ ي�ضيق‬ ‫ب��ه جدي��اً‪ .‬وعلى ه��ذا النح��و‪� ،‬شه��دت ال�سنوات‬ ‫اخلم���س ال�سابق��ة �إع��ادة �إحي��اء بن��ى الإنت��اج‬ ‫ال�سينمائ��ي يف اجلزائ��ر‪ ،‬و�ص��و ًال �إىل تكري�س‬ ‫ميزاني��ة �ضخم��ة قب��ل ث�لاث �أو �أرب��ع �سن��وات‬ ‫ملنا�سبة اعتبار اجلزائر عا�صمة ثقافية‪ .‬ولقد‬ ‫مكّ��ن جزء م��ن ه��ذه امليزانية ع��دداً الب�أ�س به‬ ‫ال�سينمائي�ين من حتقيق �أفالم كان امل�أخذ‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى معظمها �أنه��ا عادت لتتح�� ّدث عن الثورة‬ ‫اجلزائري��ة مبنطق املليون �شهي��د وما �إىل ذلك‪،‬‬ ‫متخطية مئات امل�شكالت التي يعاين منها البلد‬ ‫بعد ن�صف ق��رن من احل�صول عل��ى اال�ستقالل‪.‬‬ ‫ومتخطي��ة م�ستوي��ات �إبداعي��ة حقيقي��ة كانت‬ ‫ال�سينم��ا اجلزائرية و�صلته��ا‪ ،‬وكذلك وبخا�صة‬ ‫�سينمائية حقيقية كان‬ ‫هن��ا‪ ،‬متنا�سية �إبداعات‬ ‫ّ‬ ‫تو�ص��ل �إىل �إنتاجه��ا جيل ب�أكمل��ه من مبدعني‬ ‫ّ‬ ‫جزائري�ين ظه��روا يف اخل��ارج ويف فرن�س��ا‬ ‫ّ‬ ‫بخا�صة‪.‬‬ ‫غ�ير �أن تلك الف��ورة "الر�سمية" و"الثورية"‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 526‬للتنمية الثقافية‬

‫انتهـــى العــــــام ال�سينمائــــي‬ ‫‪ 2010‬وليــــ�س فـــــي �سجــــــل‬ ‫ال�سيــنما اجلـزائـــريــة �ســــوى‬ ‫فيلمني جديدين‪ ،‬ناهيك بفيلم‬ ‫م�شرتك مع تون�س هو "النخيل‬ ‫اجلريح"‪.‬‬

‫�رسعان م��ا همدت‪ ،‬من الناحي��ة الكمية‪ ،‬ليعود‬ ‫اجلزائري�ين‪� ،‬إىل البطالة‪.‬‬ ‫ال�سينمائيني‬ ‫ك�ثر من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أم��ا ال��ذروة يف ه��ذا املج��ال فكان��ت يف العام‬ ‫‪ ،2010‬حني انتهى هذا العام ال�سينمائي‪ ،‬ولي�س‬ ‫يف �سج��ل ال�سينم��ا اجلزائري��ة �س��وى فيلم�ين‬ ‫جديدي��ن‪ ،‬ناهيك ب�إنتاج م�شرتك مع تون�س‪ ،‬هو‬ ‫فيلم "النخيل اجلري��ح" لعبد الّلطيف بن عمار‪،‬‬ ‫وه��و فيلم يتح ّدث عن معركة بنزرت يف تون�س‬ ‫يف الع��ام‪ ،1961‬والت��ي اعتربه��ا الفيلم – كما‬ ‫هم ًا مغاربي�� ًا م�شرتكاً‪ .‬قد‬ ‫التاري��خ احلقيقي – ّ‬ ‫يكون �صعب ًا هنا احلديث عن �أهمية الفيلم (الذي‬ ‫نتحدث عن��ه يف �سياق ال�سينم��ا التون�سية) غري‬ ‫ي�سجل عودة ما‪� ،‬إىل‬ ‫�أن الالفت حق ًا فيه‪ ،‬هو �أنه ّ‬ ‫عربية متجاورة‪ ،‬ما‬ ‫الإنتاج امل�شرتك بني بلدان ّ‬ ‫يفتح يف هذا ال�سياق �آفاق ًا جديدة و�سعيدة‪.‬‬ ‫هن��ا‪ ،‬ويف ع��ودة �إىل الإنت��اج اجلزائ��ري‬ ‫ال�سينمائ��ي يف العام ‪ 2010‬جت��در مالحظة �أنه‬ ‫ي��كاد يقت�رص على ا�سمني فقط‪ ،‬من بني ع�رشات‬ ‫الأ�سماء التي عرفتها ال�سينما اجلزائرية‪ ،‬داخلي ًا‬ ‫وخارجي��اً‪ ،‬عل��ى م��دى تاريخها‪ .‬فم��ن ناحية‪،‬‬ ‫لدينا م��رزاق علوا�ش (الذي‪ ،‬كم��ا �أ�رشنا �أعاله‪،‬‬ ‫افتت��ح ال�سينما اجلزائرية اجلديدة قبل نحو ثلث‬ ‫ق��رن بـ"عم��ر قتلت��ه") وفيلم��ه "حراق��ة" الذي‬ ‫ح ّقق��ه الع��ام ‪ 2009‬وعر�ض��ه يف الع��ام ال��ذي‬ ‫نح��ن يف �صدده (‪ .)2010‬وفيه يعود �إىل م�س�ألة‬ ‫الهج��رة التي �شغلت �سينماه طوي�لاً‪ .‬ولكن هذه‬ ‫امل��رة‪ ،‬يف تركيز على هج��رة �أخرى‪ ،‬من نوع مل‬ ‫يك��ن قد ب��د�أ يطفو‪ ،‬بع��د‪ ،‬على ال�سط��ح قبل ثلث‬ ‫ق��رن‪ :‬هج��رة ال�شب��اب بح��راً و��سراً‪� ،‬إىل �أوروبا‬ ‫بحث�� ًا عن عي�ش و�آفاق بد ًال م��ن تلك التي باتت‬ ‫م�سدودة يف �أوطانهم‪ .‬طبع ًا نعرف �أن لي�س ثمة‬ ‫ما ه��و جديد يف ه��ذا املو�ضوع ال��ذي تناولته‬ ‫�سينم��ات �أفريقي��ة‪ ،‬و�إيطالي��ة �أي�ض��اً‪ ،‬ب�ش��كل‬ ‫واف��ر خالل ال�سن��وات الأخرية‪ .‬غ�ير �أن علوا�ش‬ ‫املميزة‪ ،‬متكّن – على الرغم من عادية‬ ‫بتقنيت��ه ّ‬ ‫الط��رح و�ضع��ف ال�سيناريو – م��ن ت�سخري لغته‬ ‫واحل�س ال�شعبي الذي باتت �سينماه‬ ‫ال�سينمائي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكوني��ة اجلديدة‪،‬‬ ‫تتمي��ز ب��ه‪ ،‬لتق��دمي امل�أ�س��اة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫يف قال��ب �سينما مغام��رات ميكنه��ا �أن تو�صل‬ ‫الر�سال��ة ب�ش��كل ب�سي��ط‪ .‬وم��ن هنا ح ّق��ق فيلمه‬ ‫جناح�� ًا جماهريياً‪ ،‬مقاب��ل ردود الفعل النقدية‬ ‫التي مل تكن على امل�ستوى نف�سه من القبول‪ ،‬بل‬ ‫ر�أت يف �سينم��ا م��رزاق علوا�ش كم��ا عبرّ عنها‬ ‫بين ًا عن �سينماه القدمية‪.‬‬ ‫هنا‪ ،‬تراجع ًا ّ‬ ‫ويف املقاب��ل‪� ،‬إذا كان علوا���ش ق��د م َّث��ل‬ ‫ال�سينمائي�ين‬ ‫"ع��ودة" جي��ل ق��دمي م��ا‪ ،‬م��ن‬ ‫ّ‬ ‫اجلزائري�ين‪ ،‬به��ذا الفيلم‪ ،‬ف�إن ر�شي��د بو�شارب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املبدع ال�سينمائي اجلزائ��ري الآخر (الذي عمل‬ ‫وعا���ش معظ��م حيات��ه حت��ى الآن يف فرن�س��ا‪،‬‬ ‫حمقق�� ًا فيه��ا ويف �أمريكا "بات��ون روج" حين ًا‬ ‫ويف لندن "نهر لندن" حين ًا �آخر بع�ض �أفالمه‬ ‫املمي��زة) كان �أكرث توفيق�� ًا من علوا�ش يف �آخر‬ ‫ّ‬ ‫م��ا حقق��ه واعت�بر فيلم�� ًا جزائري ًا عل��ى الرغم‬ ‫م��ن �أن ج��زءاً كبرياً م��ن الإنت��اج كان فرن�سياً‪.‬‬ ‫ونتحدث هنا عن فيلم "خارجون عن القانون"‬ ‫�سينمائية حقيقية عن‬ ‫ال��ذي كاد يكون ملحم��ة‬ ‫ّ‬ ‫جان��ب م��ن جوان��ب تاري��خ الث��ورة اجلزائرية‪.‬‬ ‫فف��ي ه��ذا الفيلم ال��ذي مل يتوقف من��ذ عرو�ضه‬ ‫الأوىل يف "كان" ‪ ،2010‬ع��ن ت�سجي��ل النج��اح‬ ‫تل��و الآخر‪ ،‬والف��وز باجلائزة �إث��ر الأخرى‪ ،‬عاد‬ ‫بو�ش��ارب �إىل بدايات الث��ورة اجلزائرية وب�شكل‬ ‫يب��دو متكام ًال مع واحد م��ن �أعظم الأفالم التي‬ ‫� ّأرخ��ت له��ذه الث��ورة‪ ،‬وال��ذي �سبق��ه �إىل "كان"‬ ‫بثل��ث قرن‪ ،‬نعني "وقائع �سنوات اجلمر" ملحمد‬ ‫الأخ�ض��ر حامين��ا الذي �سب��ق وذكرن��اه)‪ .‬و�إذا‬ ‫كان فيلم الأخ�ض��ر حامينا نظر �إىل تلك الثورة‬ ‫وبداياتها م��ن الداخل‪ ،‬مركزاً عل��ى ال�رصاعات‬ ‫اجلزائرية‪ /‬اجلزائرية بقدر تركيزه على ال�رصاع‬ ‫اجلزائ��ري‪ /‬الفرن�سي‪ ،‬ف�إن بو�شارب فعل ال�شيء‬ ‫نف�سه‪ ،‬ولك��ن انطالق ًا من نظرة �إىل اخلارج‪ :‬من‬ ‫خالل ثالث��ة �شبان جزائري�ين ا�ضطرهم ع�سف‬ ‫ق��وات االحتالل �إىل مبارحة الوطن‪� ،‬إما كجنود‬ ‫�أو كعم��ال وما �إىل ذلك‪ .‬حتى ع��ادوا والتقوا –‬ ‫ب�ش��كل �أو ب�آخر – يف باري�س حيث �صاروا جزءاً‬ ‫ًم��ن – و�شاه��داً على –ال�رصاع��ات اجلزائرية‪/‬‬ ‫اجلزائري��ة واجلزائري��ة‪ /‬الفرن�سي��ة نف�س��ه يف‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪527‬‬

‫ال�سينما التون�سية‪ :‬زمن احلرية‬ ‫يطرح �أ�سئلة امل�ستقبل وغمو�ضه‬

‫�إذا كان��ت ال�سينم��ا املغربي��ة ق��د عرف��ت‪،‬‬ ‫خ�لال ال�سن��وات الأخرية‪ ،‬نه�ض��ة مده�شة‪ ،‬ف�إن‬ ‫هذا االزدهار �إمنا ج��اء‪ ،‬كما ر�أينا‪ ،‬بعد �سنوات‬ ‫خما���ض ع�س�يرة وطويل��ة‪ .‬يف املقاب��ل‪ ،‬عرفت‬ ‫اجلزائر حرك��ة معاك�سة حيث �إن هذا البلد الذي‬ ‫ظه��ر‪ ،‬بع��د ا�ستقالله مبا��شرة‪ ،‬بل��داً �سينمائياً‪،‬‬ ‫لي�س على م�ستوى الداخل فقط‪ ،‬بل على م�ستوى‬ ‫احل��راك ال�سينمائي العاملي‪ ،‬ي��رزح منذ �سنوات‬ ‫حت��ت �أعب��اء �أزم��ات متتالي��ة كان االزده��ار‬ ‫ال�سينمائ��ي م��ن �ضحاياها‪ ،‬حي��ث مل ينخف�ض‬ ‫الإنت��اج وحده‪ ،‬بل انخف�ض ح�ضور ال�سينما يف‬ ‫ه��ذا البلد عل��ى الرغم من املح��اوالت الر�سمية‬ ‫لإحيائه �أو �إعادة �إحيائه‪ .‬اجلزائر معذورة يف‬ ‫نهاي��ة الأمر‪ ،‬فالتقلب��ات ال�سيا�سية فيها خالل‬ ‫�أك�ثر م��ن ربع ق��رن‪ ،‬كان الب�� ّد له��ا �أن تق�ضي‬ ‫فن كان كرث ينظرون �إليه على �أنه‬ ‫عل��ى ازدهار ّ‬ ‫ترف ومن الكماليات‪ .‬لكن‪ ،‬ما عذر تون�س‪ ،‬التي‬ ‫كانت عرفت خالل العقدين الأخريين من القرن‬ ‫الع�رشين ازدهاراً �سينمائي�� ًا مياثل يف ات�ساعه‬ ‫وقوت��ه ماعرفته اجلزائر؟‪ .‬ب��ل ميكننا هنا �أن‬ ‫نق��ول �إن تون���س‪ ،‬يف الوق��ت ال��ذي كان��ت فيه‬ ‫ال�سينم��ا اجلزائرية تلفظ بع�ض �أنفا�سها‪ ،‬عرفت‬

‫الإبـــداع‬

‫فرن�س��ا ذاته��ا‪ .‬ج��اء "خارج��ون ع��ن القانون"‬ ‫فيلم�� ًا �ضخم��اً‪� ،‬شائ��ك ًا يف مو�ضوع��ه �إن�ساني ًا‬ ‫يف �سمات��ه وجوهره‪ .‬ولئ��ن �أ�سلفنا �أن��ه كاد �أن‬ ‫يكون ملحم��ة ف�إننا نو�ضح هنا ه��ذه الـ"كاد"‪:‬‬ ‫حي��ث قبل عام�ين كان ر�شي��د بو�ش��ارب نف�سه‪،‬‬ ‫فرن�سية‪ ،‬قد فاج�أ‬ ‫يف فيل��م �أقل جزائرية و�أك�ثر‬ ‫ّ‬ ‫الع��امل كلّه و�أده�ش��ه‪ ،‬يف دنوه (الف ّن��ي بامتياز‬ ‫وال��ذي اعت�بر كال�سيكي�� ًا �إىل ح��دود ق�ص��وى)‪،‬‬ ‫بفيلم "ال�سكان الأ�صليون"‪ ،‬الذي حتدث فيه عن‬ ‫واحد م��ن �أكرث املوا�ضيع �صعوب��ة بالن�سبة �إىل‬ ‫واجلزائريني املقيمني‬ ‫الفرن�سي�ين‬ ‫العالق��ة بني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف فرن�سا‪ :‬مو�ض��وع امل�صري البائ�س الذي كان‬ ‫اجلزائريني‬ ‫من ن�صي��ب ع�رشات �أل��وف اجلن��ود‬ ‫ّ‬ ‫ال�شمالي�ين عموماً) الذي��ن �شاركوا‬ ‫(والأفارق��ة‬ ‫ّ‬ ‫يف احلرب العاملية الثاني��ة يف �صفوف القوات‬ ‫الفرن�سية وقوات احللفاء‪ ،‬فكان لهم دور �أ�سا�سي‬ ‫النازيني‪ ،‬ومع هذا �صاروا‬ ‫يف حترير فرن�سا من‬ ‫ّ‬ ‫من�سي�ين متام�� ًا يف فرن�سا بع��د انق�ضاء احلرب‬ ‫ّ‬ ‫العاملي��ة الثانية‪ ،‬وبات��وا جمرد قب��ور و�أرقام‪،‬‬ ‫هام�شي�ين وبائ�سني يف‬ ‫ليتح��ول �أبنا�ؤه��م �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يخي��ل �إليه��م �أنه��م �أ�صبحوا‬ ‫كان‬ ‫الت��ي‬ ‫فرن�س��ا‬ ‫ّ‬ ‫ج��زءاً م��ن تاريخه��ا املجيد‪ .‬نع��رف طبع�� ًا �أن‬ ‫جائزة كربى يف "كان" كانت يومها من ن�صيب‬ ‫ممثل��ي الفيلم (ويف مقدمتهم ر�شدي زم وجمال‬ ‫دبو���س و�سامي نا�صري)‪ .‬غري �أنن��ا نعرف �أي�ض ًا‬ ‫�أن الرئي���س الفرن�سي‪� ،‬آنذاك‪ ،‬ج��اك �شرياك �أمر‬ ‫بع��د �أن �شاهد الفيلم و�سم��ع ال�ضجيج ال�سيا�سي‬ ‫والتاريخي الهائل ال��ذي ثار من حوله‪ ،‬ب�إجراء‬ ‫تعدي�لات د�ستوري��ة �أع��ادت �إىل �س��كان البالد‬ ‫ُ�ستعمرة �سابق ًا حقوقهم على فرن�سا‪.‬‬ ‫امل َ‬ ‫حمبي �أفالم بو�شارب‬ ‫من‬ ‫النكون‬ ‫قد‬ ‫الي��وم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫من ناحية‪ .‬وقد نكون من الذين يف�ضلون �سينما‬ ‫م��رزاق علوا���ش القدمي��ة‪ ،‬عل��ى جدي��ده (للعام‬ ‫‪" )2010‬حراق��ة"‪ ،‬غ�ير �أن هذا وذاك ال ميكنهما‬ ‫�أن مينعان��ا‪ ،‬بالت�أكي��د‪ ،‬م��ن الق��ول �إن هذي��ن‬ ‫الفيلم�ين‪ ،‬كلاّ ً على طريقته‪� ،‬أع��ادا �إىل ال�سينما‬ ‫وعو�ض��ا معاً‪ ،‬عن‬ ‫اجلزائري��ة حيوية متج�� ّددة‪ّ ،‬‬ ‫حمبي ال�سينم��ا اجلزائرية‬ ‫خيبة كان��ت طاولت ّ‬

‫�إزاء الب�ضع��ة ع��شر �رشيط�� ًا الت��ي كانت حققت‬ ‫خالل ال�سنوات الأخ�يرة‪ ،‬من منطلقات ر�سمية‪،‬‬ ‫فل��م ت��ف بوعوده��ا التي كان��ت‪ ،‬م��ن الناحية‬ ‫الإعالمي��ة‪ ،‬كبرية‪ .‬وكان حظه��ا يف ذلك كحظّ‬ ‫املهرجان ال�سينمائي الأكرب الذي يقام‪� ،‬سنوياً‪،‬‬ ‫يف مدين��ة وه��ران اجلزائري��ة‪ .‬ف���إذا كان ه��ذا‬ ‫املهرج��ان ق��د �أقيم ب��دءاً من الع��ام ‪ ،2005‬قد‬ ‫�سينمائي ًا عربياً‪ ،‬ف�إن‬ ‫يعي��د �إىل اجلزائر وهج ًا‬ ‫ّ‬ ‫ال�سن��وات التي م�ضت على وجود هذا املهرجان‬ ‫مل تتمكّ��ن م��ن �أن تثب��ت له �أقدام��ه وجتعله يف‬ ‫العربي��ة‪ ،‬وذل��ك‬ ‫�ص��ف �أول ب�ين املهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫الطيب��ة التي رافقت‬ ‫عل��ى الرغم م��ن ك ّل النوايا ّ‬ ‫وجوده‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 528‬للتنمية الثقافية‬

‫مهرجان قرطاج العريق‪ ،‬الذي‬ ‫كان عل��ى مدى تاريخ��ه �أ�شبه‬ ‫التون�سية‪،‬‬ ‫مبر�آة جلديد ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫ب��دا يف خري��ف ‪ 2010‬كمر�آة‬ ‫فارغة‪.‬‬

‫نه�ضة �إبداعية حقيقية كان يف مقدمة رموزها‬ ‫خمرجون �رسعان ما حازوا على �سمعة عاملية‪.‬‬ ‫فم��ن توقي��ع فريد بو غدي��ر �إىل ن��وري بوزيد‪،‬‬ ‫ومن حممود بن حممود �إىل مفيدة تالتلي ور�ضا‬ ‫الباه��ي وحمم��د زرن ونا�صر قط��اري وبخا�صة‬ ‫نا�ص��ر خم�ير – وميكن لهذه الالئح��ة �أن تطول‬ ‫�ضام��ة كل تل��ك الأ�سم��اء املبدعة الت��ي ورثت‬ ‫ّ‬ ‫جي��ل امل�ؤ�س�س�ين (عم��ار خليف��ي‪ ،‬عبداللطيف‬ ‫بن عم��ار‪� ،‬إبراهي��م باباي ور�شي��د فر�شيو بني‬ ‫�آخري��ن)‪ ،‬حقق��ت تون�س ع��شرات الأف�لام التي‬ ‫و�ضعته��ا ذات حلظة يف خانة البل��دان الواعدة‬ ‫�سينمائياً‪ ،‬نوعي ًا وكمياً‪.‬‬ ‫غ�ير �أن ه��ذا كلّ��ه كان قد ت�ض��اءل ح�ضوراً‬ ‫و�إنتاج��اً‪ ،‬ح�ين �أعل��ن الرئي���س ال�ساب��ق زي��ن‬ ‫العابدي��ن ب��ن عل��ي‪ ،‬خ�لال الن�ص��ف الأول من‬ ‫العام ‪ ،2010‬هذا العام �سنة ال�سينما يف تون�س‪.‬‬ ‫وم��ن الوا�ض��ح �أن بن علي يف �إعالن��ه هذا‪� ،‬إمنا‬ ‫كان ي�ستجي��ب ملبادرتني‪� ،‬أوالهما مبادرة عدد‬ ‫كبري من مبدعي ال�سينما واملهتمني بها يف هذا‬ ‫�سينمائية‬ ‫البل��د �إىل الدعوة �إىل م�سان��دة نه�ضة‬ ‫ّ‬ ‫جدي��دة‪ ،‬كتتوي��ج لن�ض��ال طوي��ل توا�ص��ل منذ‬ ‫نحو ثلث ق��رن يف �سعيه لإيجاد مكانة حقيقية‬ ‫التون�سيني‪.‬‬ ‫لل�سينم��ا يف املجتم��ع واالقت�ص��اد‬ ‫ّ‬ ‫وثانيهم��ا مبادرة رئا�سي��ة �شخ�صية حتاول �أن‬ ‫تكاف��ئ بع�ض �أهل ال�سينم��ا – والفنون الأخرى‬ ‫– يف تون���س‪ ،‬عل��ى عري�ض��ة و ّقعه��ا �أك�ثر من‬ ‫ثالثمئ��ة منه��م ع�شية جتدي��د واليته (جم�� ّدداً)‬ ‫داعني مل�ساندة ذلك التجديد‪.‬‬ ‫مهم��ا يك��ن من �أم��ر‪ ،‬كان حظّ ب��ن علي مع‬ ‫ال�سينم��ا وحظ هذه الأخرية مع ب��ن علي‪� ،‬سيئاً‪،‬‬ ‫حي��ث �إن ذلك الع��ام ال�سينمائي ال��ذي كان من‬ ‫أ�سي�سياً‪ ،‬انقلب �إىل‬ ‫�ش�أنه �أن يح ّقق حلم ًا فني�� ًا ت�‬ ‫ّ‬ ‫كابو���س لنب عل��ي نف�سه‪� ،‬إذ م��ا �إن انتهى العام‬ ‫حتى كان نظامه يلفظ �أنفا�سه حتت وط�أة ثورة‬ ‫�شعبي��ة اندلع��ت بدوره��ا حت��ت وط���أة �أو�ضاع‬ ‫ّ‬ ‫اقت�صادي��ة وحقوق – �إن�ساني��ة‪� ،‬ضاغطة‪ ،‬على‬ ‫�إث��ر انتح��ار ال�ش��اب العاط��ل ع��ن العمل حممد‬ ‫�سي�سم��ى بـ"الربيع‬ ‫البوعزي��زي‪ ،‬مفتتح�� ًة م��ا‬ ‫ّ‬

‫العرب��ي"‪ .‬لك��ن الكابو���س مل يك��ن م��ن ن�صيب‬ ‫الرئي���س وح��ده‪ ،‬ب��ل كان م��ن ن�صي��ب ال�سينما‬ ‫�أي�ض��اً‪ ،‬حي��ث �إن امل�ضح��ك‪ /‬املبك��ي يف الأمر‬ ‫ه��و �أن �أطراف ًا عديدة م��ن املنتف�ضني التوان�سة‪،‬‬ ‫وبخا�صة املت�ش�� ّددون منهم‪ ،‬ربط��وا – �ضمني ًا‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫– بني نظام بن علي وبني القرارات‬ ‫ّ‬ ‫ف���أرادوا �أن يك��ون لل�سينم��ا التون�سي��ة م�ص�ير‬ ‫الرئي�س املخلوع نف�س��ه‪ ،‬وا�ضعني على الالئحة‬ ‫ال�سينمائيني الذين كان‬ ‫ال�سوداء �أ�سماء ع�رشات‬ ‫ّ‬ ‫ذن��ب معظمهم يكم��ن يف �أنهم طالب��وا الرئي�س‬ ‫يهتم بال�سينما فا�ستجاب‪.‬‬ ‫قبل خلعه بفرتة ب�أن ّ‬ ‫ال�سينمائيني من الذين‬ ‫حرك ثائرة‬ ‫ّ‬ ‫وه��ذا الواقع َّ‬ ‫لا ومن��ذ �سن��وات عدي��دة يناوئ��ون‬ ‫كان��وا �أ�ص� ً‬ ‫الدكتات��ور ويحقق��ون �أفالم�� ًا تعبرّ ع��ن ذلك –‬ ‫مبا�رشة �أو مواربة ‪ .-‬ولقد كان فريد بو غدير‬ ‫الناق��د واملخرج املعروف‪ ،‬من �أوائل الذين �أثار‬ ‫ذل��ك املوق��ف ا�ستغرابهم‪ ،‬هو ال��ذي بعد عودته‬ ‫من اخلارج حي��ث كان ي�ست�شف��ي خالل احلقبة‬ ‫"الثورية"‪� ،‬صدمه �أن يجد �أن ثمة �أطراف ًا تطالب‬ ‫ب�إلغ��اء ك ّل مكت�سب��ات املهن��ة (الت��ي حققه��ا‬ ‫ال�سينمائيون بف�ضل عقود من الن�ضال)‪ ،‬بحجة‬ ‫ّ‬ ‫�أنه��ا حت ّقق��ت يف عهد بن علي ويج��ب �أن تزول‬ ‫بزوال��ه (وهنا نفت��ح هاللني لنذكّ ��ر مبا ح�صل‬ ‫بع��د انت�ص��ار حركة ال�ضباط الأح��رار يف م�صر‬ ‫الع��ام ‪ ،1952‬ح�ين �أراد م�س�ؤولو الإعالم اجلدد‬ ‫تبث على �أثري‬ ‫�أن مينعوا �أغ��اين �أم كلثوم من �أن ّ‬ ‫الإذاعة‪ .‬و�إذ علم قائد الثورة جمال عبد النا�صر‬ ‫بالأم��ر يومها‪ ،‬ا�ستدعى امل�س�ؤولني و�س�ألهم عن‬ ‫�سبب املنع فقيل له‪� :‬أم كلثوم كانت تغ ّني للعهد‬ ‫امللك��ي البائد‪ ،‬فنظر اليه��م بده�شة وقال‪ :‬النيل‬ ‫والأهرامات كانت موجودة تبدع يف زمن العهد‬ ‫البائد‪ ،‬فهل مننعها هي الأخرى؟)‪.‬‬ ‫لق��د ب��دا ه��ذا املوق��ف يف تون���س‪ ،‬م��ا �إن‬ ‫"جنح��ت" الثورة‪ ،‬مده�ش ًا يف �سلبيته‪ .‬والأدهى‬ ‫�أن��ه �أت��ى يف وق��ت كان��ت ال�سينم��ا التون�سي��ة‬ ‫تعي���ش �أدن��ى حلظ��ات هبوطه��ا‪ ،‬حي��ث �إن‬ ‫�إجراءات ب��ن عل��ي الر�سمية امل�ستجيب��ة جزئي ًا‬ ‫ال�سينمائي�ين‪ ،‬و�إعالن��ه ‪ 2010‬عام�� ًا‬ ‫ملطال��ب‬ ‫ّ‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪529‬‬

‫العام ال�سينمائي التون�سي يف‬ ‫‪ 2010‬انتهى على غمو�ض‬ ‫يقود �إىل الت�سا�ؤل‪ّ � :‬أي م�ستقبل‬ ‫لل�سينما يف تون�س بعد �أن‬ ‫ا�ستعاد �شعبها حريته؟‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫لل�سينم��ا يف تون���س‪ ،‬واحلما���س العام ل��ك ّل ما‬ ‫ه��و �إبداعي يف حقبة بات يظه��ر فيها نوع من‬ ‫الت�ساه��ل الرقاب��ي‪ ،‬ك ّل ه��ذا مل ي�ستطع �أن ينتج‬ ‫�أك�ثر من فيلمني طويلني ال ثال��ث لهما‪ ،‬ناهيك‬ ‫بنح��و دزين��ة �أو �أكرث من �أفالم ق�ص�يرة‪ .‬هذا �إذا‬ ‫عما ي��راه البع���ض من �أن‬ ‫نح��ن �رصفنا النظ��ر ّ‬ ‫جناحات خم��رج فرن�س��ي‪ ،‬تون�س��ي الأ�صل‪ ،‬هو‬ ‫عب��د اللطي��ف ق�شي�ش يف فرن�س��ا‪� ،‬أو فنانة من‬ ‫م�ست��وى هن��د �صربي الت��ي بات��ت يف القاهرة‬ ‫املميزة‪،‬‬ ‫العربي��ة‬ ‫عالم��ة من عالم��ات ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يج��ب �أن تعترب �ش�ؤون ًا تون�سية‪ .‬فاحلال �أن هند‬ ‫�صربي نف�سه��ا �أطلقت خالل الع��ام ت�رصيحات‬ ‫ع�� ّدة تنعي فيه��ا ال�سينما التون�سي��ة‪ ،‬يف الوقت‬ ‫ال��ذي كان في��ه ق�شي���ش ال ين��ي ي�ؤج��ل حتقيق‬ ‫وعوده باالن��صراف �إىل حتقيق �أفالم مقبلة له‬ ‫يف تون�س‪.‬‬ ‫كان �ش��يء ما قد انك�رس من��ذ �سنوات‪ ،‬حتت‬ ‫ظ�� ّل الب�لادة العامة التي نتجت ع��ن ي�أ�س كان‬ ‫م�ست�رشي�� ًا �إزاء تغي�ير �سيا�س��ي م��ا يف تون���س‪.‬‬ ‫وكان��ت تون�س ق��د فقدت بع�ض �أك�ثر املهتمني‬ ‫بال�سينم��ا فيه��ا حما�س��ة (م��ن �أمث��ال املنت��ج‬ ‫�أحم��د به��اء الدي��ن عطي��ة والناق��د للم� ّؤ�س�سة‬ ‫الطاهر �شريع��ة) وكان قد �شاخ‪ ،‬بع�ض ال�شيء‪،‬‬ ‫جي��ل ب�أ��سره فيم��ا �صم��ت �آخ��رون‪ .‬كان الأمر‬ ‫يف حاج��ة �إىل �أك�ثر م��ن ديناميكي��ة مفتعل��ة‬ ‫و�آتي��ة من ف��وق‪ ،‬كي تنه�ض ال�سينم��ا التون�سية‬ ‫م��ن جديد‪ .‬وهك��ذا‪ ،‬ح�ين حلّ��ت دورة مهرجان‬ ‫"قرط��اج" �أوائ��ل خري��ف الع��ام – ومبا��شرة‬ ‫قب��ل ان��دالع الأح��داث ‪ ،-‬كان م��ن الوا�ضح �أن‬ ‫ه��ذا املهرج��ان العريق‪ ،‬وال��ذي كان على مدى‬ ‫تاريخ��ه �أ�شبه مب��ر�آة جلديد ال�سينم��ا التون�سية‪،‬‬ ‫بات م��ر�آة فارغة‪� .‬إذ‪ ،‬حت��ى و�إن كان قد عر�ض‬ ‫"ك ّل الإنت��اج" التون�سي �أمام جمهور و�ضيوف‬ ‫�أت��وا ل�يروا �أين �ص��ارت تل��ك ال�سينم��ا العريقة‬ ‫املميزة‪ ،‬مل يجدوا �أمامهم �سوى فيلمني‬ ‫الواعدة‬ ‫ّ‬ ‫طويل�ين داخل املهرج��ان (�أحدهما م��ن �إنتاج‬ ‫الع��ام ال�سابق) وهما "دواح��ة" لرجاء عماري‪،‬‬ ‫و"دار جويد" لعايدة بن عليا‪ ،‬ف�ض ًال عن فيلمني‬

‫طويلني خارج املهرجان هما "النخل اجلريح"‬ ‫للمخ��ضرم عب��د الّلطي��ف ب��ن عم��ار‪ ،‬ناهي��ك‬ ‫بـ"نهاي��ة دي�سم�بر" ملعز كمون‪ ،‬ال��ذي كان قد‬ ‫ظه��ر قبل ذلك بعام تقريباً‪ .‬لكنهم وجدوا كذلك‬ ‫وكم ًا‬ ‫ع��دداً الب�أ���س ب��ه من الأف�لام الق�ص�يرة‪ّ ،‬‬ ‫لا من النواي��ا الطيبة‪ ،‬الت��ي ر�أت �أن �إعالن‬ ‫هائ� ً‬ ‫زي��ن العابدين بن علي ‪ 2010‬عام�� ًا �سينمائياً‪،‬‬ ‫ي�ش��كّل حاف��زاً الندفاع��ة مقبل��ة‪ .‬مهم��ا يكن ال‬ ‫اجل��و ال�سائد بني‬ ‫ب�� ّد من الق��ول �إن هذا كان هو‬ ‫ّ‬ ‫�شه��ر �أيار (مايو) من ذل��ك العام – حيث كرثت‬ ‫الأخب��ار املتداولة انطالق ًا من اجلناح التون�سي‬ ‫يف القري��ة العاملي��ة يف مهرج��ان "كان" يف‬ ‫اجلن��وب الفرن�س��ي ‪ ،-‬وموعد انعق��اد مهرجان‬ ‫"قرطاج"‪ .‬يف ذلك احلني مل ي�صدق �أحد‪ ،‬طبعاً‪،‬‬ ‫�أن الوع��ود حتى و�إن مل تك��ن يف �أ�صلها �رساباً‪،‬‬ ‫املرة بفعل‬ ‫ل��ن ّ‬ ‫يقي�ض لها �أن تتحقق‪ ،‬لي�س هذه ّ‬ ‫تراجع مطلق��ي الوعود‪ ،‬بل بفعل �أحداث مل يكن‬ ‫�أحد ليتو ّقعها‪.‬‬ ‫خالل تلك احلقبة‪ ،‬ولدت ع�رشات امل�شاريع‪،‬‬ ‫وع��ادت تطفو على ال�سطح ع�رشات الأفكار‪ .‬وقد‬ ‫ال نك��ون مبالغني هنا‪� ،‬إن �أ�رشنا �إىل �أننا خالل‬ ‫دورة "كان" وحده��ا �سمعن��ا مب�شاري��ع تتعلق‬ ‫مبا يزيد على ع�رشين فيلماً‪ ،‬و�سمعنا م�س�ؤولني‬ ‫ر�سميني "ي�ؤك��دون" �أن ال�شهور‬ ‫ر�سمي�ين وغري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقبل��ة �ست�شهد حترك الكامريات يف غري مكان‬ ‫وعلى �أكرث من �صعيد‪ .‬غري �أن الوحيد الذي كان‬ ‫مقيم�� ًا على �صمته يف ذل��ك احلني‪ ،‬كان املنتج‬ ‫التون�س��ي ط��ارق ب��ن عم��ار ال��ذي يعم��ل ب�شكل‬ ‫خا���ص ب�ين تون���س و�أوروبا وبع���ض املناطق‬ ‫اخلليجي��ة‪ ،‬مل يعد ب�ش��يء ومل يتح ّدث عن �شيء‪.‬‬ ‫لك ّنن��ا �س��وف نع��رف بع��د ح�ين �أنه بعي��داً من‬ ‫النظري��ات والوع��ود‪ ،‬بعيداً من ق��رارات الدولة‪،‬‬ ‫الطيب��ة‪ ،‬كان يع ّد حلراك‬ ‫ورغب��ات‬ ‫ال�سينمائيني ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائ��ي م��ن نوع متج ّدد‪ ،‬يح��اول من خالله‬ ‫�أن ي�ستعي��د �أحالم ًا �إنتاجي��ة قدمية له‪� .‬أحالمه‬ ‫كان��ت ح ّقق��ت قبل �أك�ثر من ربع ق��رن ح�ضوراً‬ ‫�إنتاجي�� ًا وجغرافي ًا ل��ـ تون�س يف نوع معينّ من‬ ‫ال�سينم��ا العاملية ال�ضخمة‪ ،‬ع�بر �أفالم �أنتجها‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 530‬للتنمية الثقافية‬

‫فيــلمــــي "كــاراميــل"‬ ‫بــعـــد‬ ‫ّ‬ ‫و"فــالفـــل" كــــان فــي و�سع‬ ‫املراقبني الأكرث تفا�ؤ ًال �أن‬ ‫يــــروا �أن ال�سينما الّلبنانيــة‬ ‫باتــــت قــــادرة على جتـــاوز‬ ‫احلرب الأهلية وذكرياتها‪.‬‬

‫�ص��ورت كلي ًا‬ ‫بن عم��ار �أو �ش��ارك يف �إنتاجها‪ّ ،‬‬ ‫�أو جزئي�� ًا يف تون�س‪ .‬غ�ير �أن حلمه وئد يف ذلك‬ ‫احل�ين ب�سبب امل�ش��كالت التي واجه��ت ت�صوير‬ ‫فيلم "القرا�صنة" م��ن �إخراج رومان بوالن�سكي‪،‬‬ ‫واخل�سائ��ر الت��ي نتج��ت ع��ن ع��دم حتقيق��ه � ّأي‬ ‫جناح جتاري‪ .‬ونع��رف جميع ًا الآن �أنه مل يتبق‬ ‫من ذلك امل�رشوع‪� ،‬إىل الديون التي تراكمت على‬ ‫منتجي��ه ب�سببه‪� ،‬سوى املركب ال�رشاعي ال�ضخم‬ ‫ال��ذي بني ذات ي��وم من �أجل الفيل��م‪ ،‬لكنه الآن‬ ‫يطوف بني ميناء وميناء مزدهي ًا بنف�سه �شاهداً‬ ‫على حلم قدمي‪ .‬حلم �سينمائي قدمي‪.‬‬ ‫هذا احللم‪ ،‬و�س��ط �صمته �أوائل العام ‪،2010‬‬ ‫كان طارق بن عمار ي�ستعيده‪ ،‬وي�ستع ّد لتحقيقه‬ ‫ولكن يف ظروف �أخ��رى وعرب موا�ضيع تبدو له‬ ‫�أكرث جاذبية وفاعلية اليوم‪ .‬كان بن عمار يريد‪،‬‬ ‫يف الدرج��ة الأوىل‪� ،‬أن يجع��ل وطنه تون�س‪ ،‬من‬ ‫جديد‪ ،‬وطن�� ًا حللمه القدمي املتج�� ّدد هذا‪ .‬وعلى‬ ‫ه��ذا النحو‪� ،‬أت��ى بطواقم عمل �ضخم��ة‪ ،‬وبواحد‬ ‫الفرن�سيني عاملية وجناحاً‪،‬‬ ‫من �أكرث املخرجني‬ ‫ّ‬ ‫ب��ل حتى مقدرة على حتقيق ال�ضخم من الأفالم‬ ‫(ج��ان – ج��اك �آنّو‪� ،‬صاحب الأعم��ال ال�ضخمة‬ ‫والناجح��ة مث��ل "ا�س��م ال��وردة" ع��ن رواي��ة‬ ‫�أومربتو �إيك��و‪ ،‬و"العا�شق" عن رواية مرغريت‬ ‫دورا‪ ،‬و"الع��دو عند الب��اب" عن احلرب العاملية‬ ‫متنوع��ة‪،‬‬ ‫الثاني��ة)‪ ،‬وب��د�أ‬ ‫ي�ص��ور يف مناط��ق ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�صحراوي��ة بخا�ص��ة‪ ،‬يف تون���س م�شاهد فيلم‬ ‫"ذه��ب �أ�س��ود" امل�أخوذ من رواي��ة مبكرة عن‬ ‫اكت�ش��اف النف��ط يف بع���ض مناط��ق اجلزي��رة‬ ‫العرب ّي��ة (غري املح ّددة يف الفيلم) وال�رصاعات‬ ‫التي اندلعت‪ ،‬حملّي ًا وعاملياً‪ ،‬عند تلك البدايات‪.‬‬ ‫منذ بداية الت�صوير ب��دا وا�ضح ًا كم �أن بن عمار‬ ‫متفائل ب���أن م�رشوعه �سوف يعي��د احلياة‪ ،‬ولو‬ ‫مهني�� ًا واقت�صادي��اً‪� ،‬إىل منط مع� نّ​ّين من احلراك‬ ‫تبخر‬ ‫ال�سينمائ��ي يف تون���س‪ .‬غ�ير �أن هذا كلّ��ه ّ‬ ‫بع��د �أي��ام م��ن ان��دالع الث��ورة‪ :‬فت�صوي��ر فيلم‬ ‫�ضخ��م كهذا يريد من��ه منتجه �أن يك��ون تكراراً‬ ‫لتجرب��ة فيلم "لوران�س العرب" الذي �أنتجه �سام‬ ‫و�صور جزئي ًا يف‬ ‫�شبيغ��ل من �إخراج دافيد لني‪،‬‬ ‫ّ‬

‫�ستينيات القرن‬ ‫الأردن خالل الن�صف الأول من‬ ‫ّ‬ ‫الع�رشي��ن‪ ،‬يتطلب هدوءاً وق��درة على التخطيط‬ ‫ال��ذي التعيقه املفاج���آت �أو ت�ؤخ��ره الأو�ضاع‬ ‫الأمني��ة‪ .‬وهك��ذا‪� ،‬إذ تب�ّي نّ �أن ه��ذا م�ستحيل يف‬ ‫تون���س �إب��ان ان��دالع الثورة‪ ،‬دخل��ت قطر على‬ ‫اخلط وانتقل مئات العاملني يف الفيلم �إىل قطر‬ ‫حمول�ين "ذهب �أ�سود" من‬ ‫ي�ص��ورون م�شاهده‪ّ ،‬‬ ‫م��شروع لإعادة �إحياء ال�سينم��ا يف تون�س‪� ،‬إىل‬ ‫ملحبي هذا النوع من ال�سينما يف قطر‪،‬‬ ‫م�رشوع ّ‬ ‫وب�أموال قطرية‪.‬‬ ‫تبخر حلم املنتج املغامر‪ ،‬لكن‬ ‫ً‪،‬‬ ‫ا‬ ‫من جديد‪� ،‬إذ ّ‬ ‫تون���س خ�رست يف الوقت نف�س��ه فر�صة جديدة‪.‬‬ ‫�أم��ا الآن و�إذ انتهى الع��ام ال�سينمائي التون�سي‬ ‫على غمو�ض ال يرتبط مبجرى الأحداث وحدها‪،‬‬ ‫بل كذلك بالهويات الفكرية التي بد�أت تت�صارع‬ ‫انطالق ًا من تلك الأحداث‪ ،‬ميكن العودة للت�سا�ؤل‬ ‫من جديد‪ّ � :‬أي م�ستقبل لل�سينما يف تون�س بعد �أن‬ ‫ا�ستعاد �شعبها حريته؟‬

‫ال�سينما ا ّللبنان ّية‪ :‬احلرب‬ ‫عادت‪...‬‬

‫�شهدت م�سرية ال�سينما الّلبنانية خالل �أعوام‬ ‫الن�صف الثاين من ع�رشيات القرن اجلديد‪ ،‬ن�شاط ًا‬ ‫الفتاً‪� ،‬إن مل يكن من حيث احلجم العام للإنتاج‬ ‫ال�سينمائي‪ ،‬فعلى الأقل من حيث امل�ستوى العام‬ ‫للأف�لام املنتجة‪ .‬ولع��ل الأكرث لفت�� ًا للنظر يف‬ ‫تلك الأفالم – وم��ن �أبرزها "كاراميل" لنادين‬ ‫لبك��ي و"فالف��ل" ملي�ش��ال كم��ون‪� ،‬إ�ضاف��ة �إىل‬ ‫�رشائط لغ�سان �سلهب والزوجني جريج‪/‬حاجي‬ ‫توما�س وبهيج حجيج و�سمري حب�شي – �أنها يف‬ ‫معظمه��ا �أتت متج��اوزة لهواج���س احلرب التي‬ ‫�سينمائيي لبنان‪،‬‬ ‫أق�ضت م�ضجع كرث من‬ ‫كانت � ّ‬ ‫ّ‬ ‫منذ م��ارون بغدادي وبرهان علوية‪ ،‬حتى جان‬ ‫كل��ود قد�س��ي وزي��اد دوي��ري وداني��ال عربيد‪،‬‬ ‫خ�لال العق��ود الثالث��ة الأخ�يرة عل��ى الأق��ل‪.‬‬ ‫لا – من فيلم "كاراميل"‬ ‫وهك��ذا‪ ،‬انطالق ًا – مث� ً‬ ‫و"فالفل" كان يف و�سع املراقبني الأكرث تفا�ؤ ًال‬ ‫�أن ي��روا �أن ال�سينم��ا الّلبنانية باتت قادرة على‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪531‬‬

‫الإبـــداع‬

‫جتاوز احلرب وحتى ذكرياتها‪ ،‬لتغو�ص – حق ًا‬ ‫– يف مو�ضوعات ما بعد احلرب‪ .‬و�إىل هذا ميكن‬ ‫�أن ن�ضيف �أن جناح��ات العام ‪ 2008‬هذه‪ ،‬كان‬ ‫م��ن �ش�أنها – مت�ضافرة مع عدد من الإنتاجات‬ ‫التجارية املتمثلة‪ ،‬بخا�صة‪ ،‬يف �أفالم تلفزيونية‬ ‫(هزلي��ة غالي��اً) وج��دت طريقه��ا �إىل �ص��االت‬ ‫ال�سينما �ساحب ًة معها �إىل تلك ال�صاالت جمهوراً‬ ‫تلفزيونياً‪ ،‬م��ا كان يف �إمكان �أفالم �أكرث جدية‬ ‫�أن تخرج��ه م��ن �أم��ام �أجه��زة التلفزي��ون يف‬ ‫ت�شق دروب ًا جديدة‬ ‫البي��وت‪ ،‬كان من �ش�أنه��ا �أن ّ‬ ‫ودائمة للن�شاط ال�سينمائي الإنتاجي يف لبنان‪.‬‬ ‫بي��د �أن ه��ذا – وي��ا للمفاج���أة! – مل يح�صل‪� .‬إذ‬ ‫�رسع��ان ما ب��دا مو�سم ‪ 2009‬جاف�� ًا وغري قادر‬ ‫�سوى على اجرتار عرو���ض ال�سنة ال�سابقة عليه‬ ‫وجناحاته��ا‪ .‬وهك��ذا‪ ،‬تب�� ّدى‪ ،‬على �ض��وء جتدد‬ ‫التوت��رات ال�سيا�سية واالجتماعية يف لبنان‪� ،‬أن‬ ‫"امل�رشوع ال�سينمائي الّلبناين" عاد يت�أجل من‬ ‫جديد‪ ،‬فيما عاد املبدعون ال�سينمائيون ال�شبان‬ ‫يف لبنان ميار�س��ون لعبة االنتظار الثقيلة وك ّل‬ ‫منه��م يحم��ل م�رشوع ًا جدي��داً يب��دو – مرحلي ًا‬ ‫– عاج��زاً عن حتقيق��ه‪ .‬واحلقيقة �أن��ه لئن بدا‬ ‫الت�أجي��ل راجع�� ًا �إىل امل�س�ألة املالي��ة‪ ،‬حيث �إن‬ ‫الأزمة االقت�صادية العاملية التي اندلعت �صيف‬ ‫‪ ،2008‬حجب��ت الدعم الأوروب��ي الذي كان هو‪،‬‬ ‫يف �ش��كل ويف �آخ��ر‪� ،‬صاحب الف�ض��ل يف متويل‬ ‫معظ��م ما ذكرنا من �أف�لام‪ .‬وطبع ًا قد يكون لنا‬ ‫ال�سينمائيون‬ ‫�أن نت�س��اءل هن��ا ملاذا مل يقتب���س‬ ‫ّ‬ ‫ّلبناني��ون ال�شب��ان‪ ،‬جترب��ة �أ�س��د ف��والدكار‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ال��ذي كان قب��ل ذلك قد متكّن م��ن حتقيق واحد‬ ‫م��ن �أجنح الأفالم الّلبنانية ("ملا حكيت مرمي")‬ ‫مببلغ زهيد جداً‪ ،‬فخلق درب ًا جديدة؟‬ ‫غ�ير �أن االجابة عن هذا ال�س�ؤال قد تفرت�ض‬ ‫يك��رر‬ ‫�أو ًال ال�س���ؤال مل��اذا ف��والدكار نف�س��ه مل ّ‬ ‫التجرب��ة‪ ،‬ب��ل �إن��ه "�أخف��ى" فيلم ًا تالي�� ًا حققه‬ ‫بال��شروط نف�سها تقريب��اً‪ ،‬ليتوجه �إىل القاهرة‬ ‫تلفزيوني�� ًا فيها مل�سل�سالت‬ ‫حي��ث �صار خمرج ًا‬ ‫ّ‬ ‫هزلي��ة! نق��ول �إذا كان ت�أجي��ل امل�شاري��ع‬ ‫ال�سينمائية الّلبنانية راجع ًا �إىل �أ�سباب متويلية‬ ‫ّ‬

‫يف املق��ام الأول‪ ،‬ف�إن��ه كان يف مق��ام �آخ��ر‬ ‫نتيج��ة ل�ص��دق ف ّني ميكن هنا لف��ت النظر �إليه‪:‬‬ ‫ّلبنانيون ال�شبان �أمام‬ ‫ال�سينمائي��ون ال‬ ‫لقد كان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�شه��د �سيا�س��ي واجتماع��ي الب�أ���س بو�ضوحه‬ ‫عندما ح ّققوا جناح��ات الأعوام ‪.2008-2000‬‬ ‫�أم��ا يف الع��ام ‪ ،2009‬ف���إن ال�ص��ورة ال�سيا�سية‬ ‫االجتماعي��ة العامة راحت تبدو �ضبابية بحيث‬ ‫�شكلت مف�ص ًال انتقالي ًا غري وا�ضح املعامل و�سط‬ ‫ّلبنانيني احلاد يف ا�ستقطاب �سيا�سي‬ ‫انق�س��ام ال‬ ‫ّ‬ ‫مرعب‪.‬‬ ‫�أم��ام مث��ل ه��ذا الواق��ع تراكم��ت الغي��وم‪،‬‬ ‫وراح كرث من الفنان�ين ذوي احل�سا�سية الأعلى‬ ‫عما �إذا مل تكن حرب لبنانية جديدة‬ ‫يت�ساءل��ون ّ‬ ‫يف الأف��ق‪ .‬ب��دت الأم��ور هن��ا كم��ا حالها بني‬ ‫‪ – 1969‬توقي��ع اتف��اق القاهرة ب�ين املقاومة‬ ‫الفل�سطيني��ة واجلي�ش الّلبناين – وبني ‪ ،1975‬و‬ ‫ّ‬ ‫ان��دالع احلرب الأهلي��ة والفل�سطينية‪ /‬ال�سورية‬ ‫والفل�سطيني��ة‪ /‬ال�سوري��ة‪ /‬الّلبناني��ة‪ ،‬الت��ي ما‬ ‫�إن �ص��ارت حقيقة حتى راح��ت تخلق �سينماها‬ ‫اخلا�صة‪.‬‬ ‫طبع�� ًا ل��ن نزع��م هن��ا �أن ه��ذا كلّ��ه كان ذا‬ ‫ت�أثريات تلقائية‪� ،‬أو �أن الوعي ال�سينمائي العام‬ ‫بدا م�ست�رشف ًا لك ّل هذه الو�ضعية وم�ستتبعاتها‪،‬‬ ‫لكننا �ستزعم �أنه مع �إطاللة العام ‪ ،2010‬راحت‬ ‫الأمور تب��دو وا�ضحة و�صار يف �إمكان عدد من‬ ‫ّلبنانيني الأكرث وعي ًا �أن يعودوا‬ ‫ال�سينمائي�ين ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إىل م�شاريعه��م وكامرياته��م‪ ،‬لي�ستعي��دوا م��ن‬ ‫خالل نتاجاتهم اجلديدة‪ ،‬بع�ض ال�سمات الأكرث‬ ‫خط��ورة و�سوءاً يف م�سار "احل��روب" الّلبنانية‪.‬‬ ‫ولع��ل نادين لبكي تبدو الأكرث ح�سا�سية يف هذا‬ ‫�صورته –‬ ‫ال�سي��اق‪ ،‬حت��ى و�إن كان الفيلم الذي ّ‬ ‫ومل تنج��زه – خالل العام ‪ ،2010‬لن يعر�ض �إال‬ ‫يف العام الت��ايل ‪ 2011‬وعنوانه "هلق لوين؟"‪.‬‬ ‫وه��و فيل��م كان��ت فكرت��ه وات��ت لبك��ي �إب��ان‬ ‫�أح��داث العام�ين ‪ 2006‬و‪ ،2007‬ح�ين تناه��ى‬ ‫�إىل انتباهه��ا �إمكاني��ة ع��ودة احل��رب‪ .‬طبع�� ًا‬ ‫"هل��ق لوي��ن؟" �سنرتك احلديث عن��ه �إىل العام‬ ‫الت��ايل‪ .‬فقط �أ�رشنا �إلي��ه كتمثيل على ح�سا�سية‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 532‬للتنمية الثقافية‬

‫�أتــى العام ‪ 2010‬يف ال�سينما‬ ‫غـنـــي ًا بالـوعــــود‬ ‫الّلبــــنانــية‬ ‫ّ‬ ‫والإجنــــــاز‪ ،‬لكـنـــه �أتـى �أي�ض ًا‬ ‫كجــــر�س �إنذار حقيقي ًا ليثبت‬ ‫�أن ال�سيــنما‪ ،‬وحني تعبرِّ عن‬ ‫الفــن‬ ‫نف�ســــها ب�صــــدق‪ ،‬تبدو‬ ‫ّ‬ ‫ح�سا�سية‪.‬‬ ‫الأكرث‬ ‫ّ‬

‫�سينمائي��ة التقطت اخلطر‪ .‬وه��و يلتقي يف هذا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بالطب��ع‪ ،‬مع �أفالم ع ّدة راحت تظهر – وتعر�ض‬ ‫– تباع�� ًا يف الع��ام ‪ ،2010‬بادئ��ة �شه��وراً قبل‬ ‫ذل��ك من�سحب��ة على الع��ام ‪ ،2011‬وذل��ك ل�سبب‬ ‫ق��د ال نك��ون يف حاج��ة �إىل �رشح��ه تف�صيلي�� ًا‬ ‫بعدما فعلنا ذلك يف مقدمة هذا التقرير‪ .‬ومهما‬ ‫يك��ن من الأم��ر هنا‪ ،‬ويف تقدي��ر تقريبي‪ ،‬يدمج‬ ‫بخا�ص��ة عرو���ض مهرجانات �أبو ظب��ي‪ ،‬ودبي‪،‬‬ ‫والدوح��ة‪ ،‬بعرو���ض العام الت��ايل‪� ،‬سنجد هنا‬ ‫�أمامنا عدداً الب�أ���س به من �أفالم لبنانية ميكن‬ ‫ربطه��ا ب�إنتاج الع��ام ‪ .2010‬والالف��ت �أن هذه‬ ‫الأفالم‪ ،‬يف معظمها حققت جناحات مهرجانية‬ ‫مهمة‪ ،‬ونال معظمها جوائ��ز املهرجانات التي‬ ‫ّ‬ ‫عر�ض��ت خاللها‪ .‬ومن هنا كان من حق الناقدة‬ ‫فيكي حبي��ب‪� ،‬أن تقول يف مقال لها يف جريدة‬ ‫"احلي��اة" (‪� )2010/1/24‬أن الع��ام ‪،2010‬‬ ‫كان عربي��اً‪ ،‬ع��ام ال�سينم��ا الّلبناني��ة بامتياز‪.‬‬ ‫وه��ي للت�أكيد على قولها ذك��رت كيف �أن دورة‬ ‫ذل��ك العام ملهرج��ان �أبو ظبي منح��ت جائزتيه‬ ‫ّلبناني�ين‬ ‫العربي��ة �إىل ال‬ ‫أ�سا�سيت�ين لل�سينم��ا‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بهي��ج حجيج عن فيلمه "�شتي يا دنيي"‪ ،‬ورانيا‬ ‫عطي��ة – �رشاكة مع الأمريك��ي دانيال غار�سيا‬ ‫– ع��ن فيلمهم��ا "طي��ب خل���ص ي�لا"‪ .‬كما �أن‬ ‫مهرج��ان القاهرة منح جائ��زة �أف�ضل �سيناريو‬ ‫للّبن��اين ج��ورج ها�ش��م ع��ن فيلم��ه "ر�صا�ص��ة‬ ‫طاي�ش��ة" الذي ن��ال �أي�ض ًا جائ��زة املهر العربي‬ ‫يف مهرج��ان دبي‪� .‬أما مهرج��ان الدوحة فمنح‬ ‫الّلبن��اين‪ /‬ال�سويدي جوزف فار�س جائزة �أف�ضل‬ ‫فيل��م عرب��ي ع��ن فيلم��ه "مرجل��ة"‪ .‬ولق��د �شهد‬ ‫لبناني�ين �آخرين‬ ‫الع��ام �أي�ض�� ًا ج��والت فيلمني‬ ‫ّ‬ ‫– وجناحهما الن�سبي – يف مهرجانات �أخرى‪،‬‬ ‫وهم��ا "ك ّل يوم عيد" لدميا احل��ر و"‪ 12‬لبناين‬ ‫غا�ضب" لزينة دكا�ش‪ .‬واحلال �أن ال�صورة بدت‪،‬‬ ‫م��ع مثل هذه الأف�لام منت��شرة يف مهرجانات‬ ‫عدي��دة‪ ،‬وك�أن ثمة �إنتاج�� ًا �سينمائي ًا كثيف ًا يف‬ ‫لبن��ان‪ .‬ومهم��ا يك��ن ف���إن ه��ذا يب��دو �صحيح ًا‬ ‫ن�سبي�� ًا بالن�سبة �إىل بلد اعت��اد �أال ينتج �أكرث من‬ ‫ثالث��ة �أفالم يف العام‪ .‬ف���إذا �أ�ضفنا �إىل هذا كلّه‬

‫لبنانيته‪،‬‬ ‫فيلم�� ًا كندي�� ًا – ال �ش��كّ م��ع ذل��ك يف‬ ‫ّ‬ ‫أج��واء ومو�ضوع�� ًا – ه��و "حرائ��ق"‬ ‫كتاب�� ًة و�‬ ‫ً‬ ‫للكن��دي فيلن��وف‪ ،‬من كتاب��ة وج��دي معو�ض‪،‬‬ ‫الّلبناين‪/‬الكن��دي ال��ذي يعت�بر واحداً م��ن �أبرز‬ ‫امل�رسحيني يف الّلغ��ة الفرن�سية حالياً‪،‬‬ ‫الك ّت��اب‬ ‫ّ‬ ‫ي�صوره ف���ؤاد عليوان‬ ‫و�إذا �أ�ضفن��ا �أي�ض�� ًا فيلم ًا ّ‬ ‫ّلبنانية يف‬ ‫ع��ن طفولته خالل احل��رب الأهلية ال‬ ‫ّ‬ ‫ب�يروت‪ ،‬ي�صبح من املنطقي الق��ول �إن ال�سينما‬ ‫م��ر العام الذي‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّلبناني��ة تبدو ناه�ض��ة بعدما ّ‬ ‫و�ص��ف ب�أنه "ا�سرتاحة املحارب"‪ .‬بيد �أن الأهم‬ ‫م��ن هذا ه��و الإ�شارة التي يحمله��ا ك ّل من هذه‬ ‫االف�لام‪� ،‬أو العدد الأكرب منها على الأقل‪ .‬فنحن‬ ‫�إذا ك ّن��ا �أ�رشنا �إىل �أن فيلم "هلق لوين؟" لنادين‬ ‫لبك��ي‪ ،‬عاد �إىل احلرب الّلبنانية بعد غياب (عرب‬ ‫حكاي��ة "رحباني��ة" ت��دور �أحداثه��ا يف �ضيعة‬ ‫معزول��ة يب��دو الرج��ال فيه��ا تواق�ين للح��رب‬ ‫والن�س��اء مرتعبات منها يحاول��ن ردع الرجال‬ ‫عنه��ا)‪ ،‬ف�إن ه��ذه الإ�شارة تنطب��ق على الأفالم‬ ‫الباقي��ة‪ ،‬ولو م��ن طريق تذكّ ر احل��رب والتذكري‬ ‫بويالته��ا‪ :‬فيلم "�شتي يا دني��ي" لبهيج حجيج‬ ‫يط��اول واحدة من املع�ضالت الأكرث ب�ؤ�س ًا التي‬ ‫نتجت عن احل��رب الّلبنانية‪ :‬ق�ضية املخطوفني‬ ‫واملغيبني ق�رساً والأ�رسى‪ ،‬من خالل عودة واحد‬ ‫ّ‬ ‫منهم �إىل دياره وزوجته‪ ،‬ولكن � ّأي عودة؟‬ ‫�أما فيلم "ر�صا�صة طائ�شة" جلورج الها�شم‬ ‫في��دور على م�شارف احل��رب الأهلية وا�صف ًا ما‬ ‫ي�شبه مقدماتها م��ن خالل حكاية عائلية تدور‬ ‫(مرة �أخرى جتر�ؤ ال�سينما‬ ‫يف البيئ��ة‬ ‫ّ‬ ‫امل�سيحية ّ‬ ‫الّلبناني��ة على ت�سمي��ة الأم��ور ب�أ�سمائها)‪� .‬أما‬ ‫"حرائق" ف�إنه على الرغم من كنديته‪ ،‬والتبا�سه‬ ‫يعم��م ال�ص��ورة لتعمي��م‬ ‫اجلغ��رايف – ال��ذي ّ‬ ‫لبناني ًا مم�سو�س ًا بالرتاجيديا‬ ‫امل�ضمون‪ ،-‬يبدو‬ ‫ّ‬ ‫الإغريقي��ة يف تلّم�س��ه م��ا ترتك��ه احل��رب م��ن‬ ‫ج��راح وم� ٍآ�س على احلي��اة العائلي��ة والفردية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫�أم��ا بالن�سبة �إىل "طيب خل�ص يال"‪ ،‬ف�إنه‪ ،‬حتى‬ ‫و�إن ابتع��د عن احلرب بع���ض ال�شيء‪ ،‬ويف بعده‬ ‫املبا��شر على الأقل‪ ،‬ف�إنه يق�� ّدم التفاتة ما‪� ،‬إىل‬ ‫الواق��ع الّلبن��اين ال��ذي �شكلت احلرب ج��زءاً من‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪533‬‬ ‫املرة – من خالل‬ ‫عوام��ل دماره‪ ،‬وذلك – ه��ذه ّ‬ ‫حكاية عائلية تبد�أ من طرابل�س (�شمال لبنان)‬ ‫لت�صل �إىل بريوت‪.‬‬ ‫ّلبنانية‬ ‫لق��د �أتى الع��ام ‪ 2010‬يف ال�سينما ال‬ ‫ّ‬ ‫غني�� ًا بالوعود والإجناز‪ ،‬لكن��ه �أتى �أي�ض ًا جر�س‬ ‫م��رة �أخ��رى �أن ال�سينما‪،‬‬ ‫�إن��ذار حقيقي�� ًا ليثب��ت ّ‬ ‫ح�ين تعبرّ عن نف�سها ب�ص��دق‪ ،‬تبدو الفن الأكرث‬ ‫ح�سا�سي��ة‪ .‬ولئ��ن ك ّن��ا ذكرن��ا هن��ا الإنتاجات‬ ‫املتعلقة بالأفالم الروائية الطويلة‪ ،‬ف�إننا ن�شري‬ ‫اي�ض�� ًا �إىل �أن هن��اك �أفالم�� ًا ق�ص�يرة ح ّققت يف‬ ‫لبن��ان يف العام نف�س��ه‪ ،‬وبع�ضها حق��ق بف�ضل‬ ‫خ�ص�صتها‬ ‫– وعل��ى هام�ش – امليزاني��ة التي ّ‬ ‫وزارة الثقاف��ة الّلبناني��ة لتظاه��رات "ب�يروت‬ ‫عربي��ة للكتاب"‪ ،‬حيث ح ّق��ق عدد من‬ ‫عا�صم��ة ّ‬ ‫ال�سينمائي�ين‪ ،‬وم��ن بينه��م جو�سل�ين �صع��ب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�رشائ��ط دارت ح��ول التاري��خ الثق��ايف الّلبناين‬ ‫ب�شكل خا�ص‪.‬‬

‫ال�سينما ال�سورية‪ :‬الرقم متوا�ضع‬ ‫لكنه قيا�سي‬

‫الإبـــداع‬

‫ال�سينمائي��ة يف لبن��ان‪،‬‬ ‫�إذا كان��ت احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫كما ر�أينا‪ ،‬ت��دور وتدور حول احل��رب وال�سينما‬ ‫الأردني��ة كم��ا �س�نرى‪ ،‬ت��دور ح��ول ن�شاط��ات‬ ‫تت�ضم��ن ت�صوي��ر �أف�لام �أجنبي��ة يف‬ ‫عملي��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫واحلي��اة‬ ‫خا���ص‪،‬‬ ‫ب�ش��كل‬ ‫البلد‬ ‫ه��ذا‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصية تدور ح��ول الفرز الدائم واملتزايد بني‬ ‫�إنت��اج �سينمائ��ي جت��اري و�آخر ف ّن��ي وم�ستقل‪.‬‬ ‫فيم��ا ي��دور الن�ش��اط ال�سينمائ��ي العراق��ي يف‬ ‫املن��ايف غالب��اً‪ ،‬ف���إن الق�سم الأهم م��ن الن�شاط‬ ‫ال�سينمائ��ي يف �سوري��ة‪ ،‬ي��دور ح��ول الثقاف��ة‬ ‫ال�سينمائي��ة مبا��شرة‪ ،‬م��ن دون �أن يك��ون لهذا‬ ‫ّ‬ ‫عالقة وا�ضحة بالإنت��اج ال�سينمائي نف�سه‪� .‬أما‬ ‫اجلدي��د يف الع��ام ‪ ،2010‬بالن�سب��ة �إىل ال�سينما‬ ‫ال�سوري��ة‪ ،‬فه��و دخ��ول القط��اع اخلا���ص عل��ى‬ ‫الإنت��اج بعد غياب طويل‪ .‬فمن��ذ �سنوات عديدة‪،‬‬ ‫م��ع ا�ستثناءات نادرة (منها قبل ثالثة �أو �أربعة‬ ‫�أع��وام �إنتاج نادر الأتا�س��ي لفيلم "�سالينا" عن‬ ‫مغ ّن��اة "هالة وامللك" لـ الأخوين رحباين‪ ،‬علم ًا‬

‫ب���أن الأتا�سي نف�سه كان قبل عقود منتج ثالثة‬ ‫�أف�لام لـ الرحابنة وف�يروز يف لبنان – "بياع‬ ‫اخل��وامت"‪�" ،‬سفربرل��ك"‪ ،‬و"بن��ت احلار���س")‪.‬‬ ‫ال�سوريني �أن‬ ‫ال�سينمائي�ين‬ ‫وهك��ذا‪ ،‬مل يعد على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يكتف��وا ب�أن تتيح لهم م� ّؤ�س�سة ال�سينما ال�سورية‬ ‫الفر�صة لإنتاج �أف�لام‪ .‬وهو �أمر كان ي�ضطرهم‬ ‫لا بني فيلم و�آخ��ر‪ .‬يف العام‬ ‫�إىل االنتظ��ار طوي� ً‬ ‫‪� ،2010‬إذاً و�ص��ل عدد الأف�لام املنتجة �إىل رقم‬ ‫غ��اب منذ �سن��وات طويل��ة‪ :‬ح ّق��ق يف �سورية ‪4‬‬ ‫�أف�لام روائي��ة طويل��ة‪ .‬و�إذا كان الطاب��ع الف ّني‬ ‫والفك��ري لهذه الأفالم‪ ،‬ينتم��ي كالعادة �إىل ما‬ ‫يحم��ل نكهة ثقافية‪ ،‬ف�إن الن�شاط الثقايف الذي‬ ‫�أ�رشنا �إليه �أول هذا الكالم هو يف مكان �آخر‪ :‬يف‬ ‫مهرجان�ين باتا يقامان ب�ش��كل منتظم‪� .‬أولهما‬ ‫و�أهمهما ه��و الر�سمي "مهرج��ان دم�شق" الذي‬ ‫�سينمائية"‬ ‫�صار من��ذ �سنوات طويلة "م� ّؤ�س�س��ة‬ ‫ّ‬ ‫حقيقي��ة؛ والثاين مهرجان �آخر غري ر�سمي بات‬ ‫ي ّتخذ لنف�سه مكان��ة �أ�سا�سية يف خارطة احلياة‬ ‫الثقافية يف �سوري��ة وهو "�أيام �سينما الواقع"‬ ‫الذي ينظمه وي�رشف عليه فريق عمل �شاب يعمل‬ ‫خارج الأط��ر الر�سمية‪ .‬هذا "املهرجان" يحتفل‬ ‫ك ّل ع��ام بجدي��د ال�سينما ال�شاب��ة بالتعاون مع‬ ‫م� ّؤ�س�سات �أجنبية ثقافية‪ ،‬عار�ض ًا �أفالم ًا تنتمي‬ ‫الطليعية وامل�ستقلة من وثائقية‬ ‫�إىل ال�سينم��ات‬ ‫ّ‬ ‫هم ًا يكاد يكون واحداً هو‬ ‫وق�ص�يرة حتمل كلّها ّ‬ ‫�سينمائيون �آتون‬ ‫الهم ال�سينمائي كما يعبرّ عنه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م��ن �أنحاء كث�يرة من الع��امل‪ .‬وم��ن امل�ؤكد �أن‬ ‫ي�ضخ دم�� ًا جديداً يف �رشايني‬ ‫ه��ذا "املهرجان" ّ‬ ‫احل��راك ال�سينمائي ال�س��وري‪ ،‬من دون �أن يعني‬ ‫ه��ذا غياب ه��ذه الدماء عن "مهرج��ان دم�شق"‪،‬‬ ‫الأك�ثر ر�سمية بكثري‪ ،‬والذي‪ ،‬على الرغم من ك ّل‬ ‫م��ا يقوله مناوئوه عنه‪ ،‬يظ�� ّل واحداً من �أف�ضل‬ ‫العربي��ة يف انفتاح��ه على جديد‬ ‫املهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫�سينمات املنطقة‪ ،‬و"اكت�شافه" �سينمات �آ�سيوية‬ ‫م��ن ال�صع��ب التعرف �إليه��ا‪ ،‬يف �أمكن��ة �أخرى‪.‬‬ ‫امله��م يف هذا ال�سياق ه��و �أن "م� ّؤ�س�سة‬ ‫غ�ير �أن‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينم��ا" التي تنظّ م املهرج��ان‪� ،‬سنوي ًا بعدما‬ ‫م��رة كل �سنت�ين (بالتناوب‬ ‫كان يف املا�ض��ي‪ّ ،‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 534‬للتنمية الثقافية‬

‫أهــــم مـــن النـ�شاط‬ ‫الق�ســــــم ال ّ‬ ‫ال�سينمائي ال�سوري يدور حول‬ ‫ال�سينمائية مبا�رشة‪،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫مــن دون �أن يكون لهذا عالقة‬ ‫وا�ضحة بالإنتاج ال�سينمائي‪.‬‬

‫مع مهرج��ان "قرطاج" يف تون���س)‪ ،‬جتعل من‬ ‫�أي��ام املهرج��ان منا�سبة لتوزيع نح��و ‪� 24‬إىل‬ ‫‪ 25‬كتاب�� ًا ت�صدره��ا من �سل�سلة "الف��ن ال�سابع"‬ ‫الت��ي تعت�بر حمطّ ��ة �أ�سا�سي��ة يف ن��شر الثقافة‬ ‫ال�سينمائي��ة‪ ،‬لي�س يف �سوري��ة وحدها‪ ،‬بل لدى‬ ‫ّ‬ ‫القراء العرب املهتمني ب�شكل عام‪ .‬و�إ�صدار هذه‬ ‫الكت��ب التي ت��زداد �أهمية عام ًا بع��د عام‪� ،‬سواء‬ ‫�أكان��ت مرتجم��ة �أم م�ؤلفة‪ ،‬يجعل م��ن م� ّؤ�س�سة‬ ‫الفن‬ ‫ال�سينما ال�سورية‪� ،‬أكرب و�أف�ضل نا�رش لكتب ّ‬ ‫ال�ساب��ع يف العامل العربي‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا �أن الكتب‬ ‫من توقيع ك ّتاب ونق��اد وم�ؤرخني ومرتجمني‪،‬‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫�آتني من معظم البلدان‬ ‫ّ‬ ‫�إذن‪ ،‬يف جم��ال املهرجان��ات ("دم�ش��ق"‬ ‫و"�أي��ام �سينم��ا الواق��ع"‪ ،‬ناهي��ك بالأ�سابي��ع‬ ‫ال�سينمائي��ة الدوري��ة وال��دوارة‪ ،‬الت��ي تقيمه��ا‬ ‫ّ‬ ‫م� ّؤ�س�س��ة ال�سينم��ا نف�سه��ا‪ ،‬وال�سيما يف �صاالت‬ ‫متلكه��ا يف م��دن وبل��دات عدي��دة)‪ ،‬ويف جمال‬ ‫�إ�ص��دار الكتب‪ ،‬تكاد دم�شق تكون �أن�شط عا�صمة‬ ‫عما هو �أ�سا�سي يف هذا كلّه؟‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة‪ .‬ولكن ماذا ّ‬ ‫ماذا عن الأفالم ال�سورية نف�سها؟‬ ‫عل��ى الرغم م��ن �أن الدول��ة زادت من حجم‬ ‫املخ�ص�ص��ة له��ذا القط��اع‬ ‫امليزاني��ة الر�سمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫(نحو ‪ 135‬مليون لرية �سورية‪� ،‬أي ما يعادل نحو‬ ‫ثالثة ماليني دوالر وهو رقم يعترب �ضخم ًا وال‬ ‫�سابق ل��ه‪ ،‬يف املقايي�س ال�سورية)‪ ،‬ف�إن الإنتاج‬ ‫ال�س��وري‪ ،‬يف جم��ال الأفالم الروائي��ة الطويلة‪،‬‬ ‫كما يف جمال الأفالم الق�صرية‪ ،‬يظ ّل متوا�ضعاً‪،‬‬ ‫حت��ى وان كان و�ص��ل يف العام ال��ذي نحن يف‬ ‫�ص��دده �إىل م�ست��وى مرتفع ن�سبي��اً‪ .‬كما �أ�رشنا‪،‬‬ ‫فمن املع��روف �أن "امل� ّؤ�س�سة العام��ة لل�سينما"‬ ‫– وه��ي املنت��ج الأ�سا���س لل�سينم��ا ال�سوري��ة‬ ‫مت��ول‪ ،‬كلي�� ًا يف �أغل��ب الأحيان‬ ‫‪ ،‬اعت��ادت �أن ِّ‬‫وجزئي�� ًا يف بع�ضها‪ ،‬ما ي�تراوح بني فيلمني �أو‬ ‫ثالث��ة يف الع��ام‪ ،‬وب�ش��كل �شبه منتظ��م – على‬ ‫الأقل منذ ت�سلُّم الناقد املعروف حممد الأحمد‬ ‫�إدارة امل� ّؤ�س�س��ة‪ .‬ه��ذا م��ا �أتاح لنح��و ‪ 20‬فيلم ًا‬ ‫�أن حت ّق��ق خالل ال�سن��وات الأخ�يرة‪ ،‬قد التكون‬ ‫�سينمائي��ة‪ ،‬لكنه��ا �أعم��ال‬ ‫يف معظمه��ا حتف�� ًا‬ ‫ّ‬

‫تقف عاد ًة فوق امل�ست��وى املتو�سط يف خارطة‬ ‫العربي��ة وحتم��ل تواقي��ع مبدع�ين‬ ‫ال�سينم��ات‬ ‫ّ‬ ‫�ص��اروا �أ�سماء ب��ارزة‪ ،‬يف ه��ذه اخلريطة‪ ،‬مثل‬ ‫حمم��د مل�ص و�أ�سامة حممد عبد الّلطيف عبد‬ ‫احلمي��د و�ص��و ًال �إىل واح��ة الراه��ب وغريها‪.‬‬ ‫ومن هنا‪� ،‬إذا كان الإنت��اج ال�سينمائي ال�سوري‬ ‫ق��د و�ص��ل �إىل �أربع��ة �أف�لام يف الع��ام ‪،2010‬‬ ‫ف�إن هذا اعترب �أم��راً ح�سناً‪ ،‬بخا�صة �أنه ت�ضافر‬ ‫بتمي��زه يف جم��ال الأفالم‬ ‫م��ع �إنت��اج‪ ،‬الب�أ�س ّ‬ ‫الق�صرية‪ ،‬و�صل �إىل �أكرث من ع�رشة �أفالم برزت‬ ‫منه��ا – بح�سب �إجماع النق��اد الذين �شاهدوها‬ ‫– �أعم��ال مثل "الو�صي��ة احلادية ع�رشة ملوفق‬ ‫قات و"�أثر الفرا�شة" لفجر يعقوب‪ ،‬و"�إنفلونزا"‬ ‫لريا���ض مقد�سي‪ ،‬و"الف�ص��ول الأربعة" لنيفني‬ ‫احلرك‪.‬‬ ‫ولكن هنا‪ ،‬ويف العودة �إىل الأفالم الروائية‬ ‫الطويل��ة الأربعة التي حت ّقق��ت خالل هذا العام‪،‬‬ ‫�سيلفت نظرنا حق ًا �أن واحداً فقط من هذه الأفالم‬ ‫كان م��ن �إنت��اج القطاع الع��ام ( �أي امل� ّؤ�س�سة)‪.‬‬ ‫�أم��ا الثالث��ة الباقي��ة فاثن��ان منها م��ن �إنتاج‬ ‫�رشك��ة "ري��ل فيلمز" الت��ي يديره��ا ال�سينمائي‬ ‫املعروف هيثم حق��ي‪ ،‬حل�ساب حمطة "�أوربت"‬ ‫التلفزيونية‪ ،‬وهما "مط��ر �أيلول" لعبد الّلطيف‬ ‫عب��د احلمي��د (�صاح��ب نتاج��ات متوا�صل��ة‬ ‫ب��رزت‪ ،‬م��ن �إنت��اج م� ّؤ�س�س��ة ال�سينم��ا‪ ،‬خ�لال‬ ‫ال�سن��وات ال�سابق��ة)‪ ،‬و"روداج" لن�ض��ال دب���س‬ ‫ال��ذي كان �سبق له �أن ح ّقق قب��ل �سنوات فيلمه‬ ‫الأول "حت��ت ال�سقف" من �إنت��اج القطاع العام‬ ‫(امل� ّؤ�س�سة �أي�ضاً)‪� .‬أما الفيلم الثالث فهو "دم�شق‬ ‫م��ع حبي" ملحمد عبد العزيز‪ ،‬من �إنتاج �رشكة‬ ‫"ال�رشق"‪ .‬و�أما الفيلم الذي �أنتجه القطاع العام‬ ‫يف �سن��ة ‪ ،2010‬فه��و "حرا���س ال�صمت" ل�سمري‬ ‫ذكرى‪.‬‬ ‫بني القطاعني الع��ام واخلا�ص‪� ،‬إذاً‪ ،‬متكَّنت‬ ‫ال�سينم��ا ال�سوري��ة من �أن ت�ضي��ف �إىل ر�صيدها‬ ‫�أربع��ة �أف�لام جديدة‪ ،‬م�برزة ح�ض��وراً ال ب�أ�س‬ ‫والعربي��ة‪ .‬لكن‬ ‫ب��ه يف املهرجان��ات‪ ،‬املحلّي��ة‬ ‫ّ‬ ‫الك��م‪ ،‬وذل��ك لأن‬ ‫امل�شكل��ة‪ ،‬هن��ا‪ ،‬ال تكم��ن يف‬ ‫ّ‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪535‬‬

‫علـــى الرغــــم مـن �أن الدولــة‬ ‫ال�ســـورية زادت مــن حجـــم‬ ‫املخ�صـــ�صة لقطاع‬ ‫امليــزانية‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيـــنما (نحــــو ‪ 3‬ماليــــني‬ ‫دوالر)‪� ،‬إال �أن الإنتاج ال�سوري‬ ‫يظ ّل متوا�ضعاً‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫ثم��ة يف الأمر �س���ؤا ًال يطرح نف�سه بق��وة‪ :‬ما هو‬ ‫امل�ست��وى احلقيقي لهذه الأف�لام الأربعة؟ وهل‬ ‫�أ�ضاف��ت جديداً �إىل ر�صيد ه��ذه ال�سينما؟ ثم � ّأي‬ ‫مكان��ة كانت له��ذه الأفالم معاً‪ ،‬ل��دى اجلمهور‬ ‫ويف جم��ال ا�ستقب��ال النق��د له��ا؟ �صحي��ح �أن‬ ‫الدورة الأخرية ملهرجان دم�شق ال�سينمائي حيث‬ ‫"نوهت"‬ ‫كان العر�ض الأول لـ"حرا�س ال�صمت" ّ‬ ‫بالفيلم‪ ،‬غري �أن ك�ثراً ر�أوا يف هذا التنويه حتية‬ ‫موجه��ة �إىل م� ّؤ�س�سة ال�سينما لتمكّنها‪ ،‬و�سط ك ّل‬ ‫ال�صع��اب م��ن �إنتاج الفيلم‪� ،‬أك�ثر منه حتية �إىل‬ ‫الفيل��م نف�س��ه‪ .‬و�صحي��ح �أن "مطر �أيل��ول"‪ ،‬نال‬ ‫�شهادة برونزية يف املهرجان الدم�شقي‪ ،‬غري �أن‬ ‫مقارنة ب�سيطة بني �أف�لام �أخرى لعبد الّلطيف‬ ‫عب��د احلمي��د (�صاحب "مطر �أيل��ول") ال�سابقة‬ ‫�سجل‬ ‫وه��ذا الفيل��م �ستقول لن��ا �إن هذا املخ��رج َّ‬ ‫ال�سينمائية عل��ى الأقل‪ ،‬عما‬ ‫تراجع��اً‪ ،‬يف لغت��ه‬ ‫ّ‬ ‫كانت عليه هذه الّلغ��ة يف تلك الأعمال ال�سابقة‬ ‫مث��ل "ن�سيم ال��روح" و"مايطلب��ه امل�ستمعون"‪،‬‬ ‫وال�سيم��ا "ليايل اب��ن �آوى"‪ .‬ب��ل لرمبا كان يف‬ ‫�إمكاننا �أن نقول �إن "مطر �أيلول" يقرتب من لغة‬ ‫مما م��ن لغة ال�سينما‪ ،‬حتى و�إن‬ ‫التلفزيون �أكرث ّ‬ ‫كان ه��و نف�سه قد ق��ال عن فيلمه قب��ل عر�ضه‪:‬‬ ‫"�إنه يروي ب�صيغة جديدة يف ال�شكل وامل�ضمون‬ ‫ق�ضايا احل��ب وحكايا النا�س الذي��ن ن�صادفهم‬ ‫يف حياتن��ا اليومي��ة‪ ،‬م��ن دون �أن ننظ��ر �إىل‬ ‫خ�صو�صياتهم" معترباً فيلم��ه حتية �إىل دم�شق‬ ‫والع��ازف الراحل حممد عبد الك��رمي �أكرث من‬ ‫� ّأي �شيء �آخر‪ .‬واحلقيقة �أن عبد الّلطيف‪ ،‬ينطلق‬ ‫يف ه��ذا الفيلم – كعادت��ه يف ك ّل �أفالمه ‪ ،-‬من‬ ‫فك��رة خالق��ة‪ ،‬ويف ر�أ�س��ه �أماك��ن و�شخ�صيات‬ ‫وتفا�صيل تع��د بالكثري‪ .‬لك ّنه �إذا كان يف معظم‬ ‫�أفالمه القدمية وفى بوعوده‪ ،‬ف�إنه هنا كان �أق ّل‬ ‫وفاء بها‪ .‬ومن هنا مل يح ّقق "مطر �أيلول" �إقبا ًال‬ ‫ً‬ ‫جماهريي ًا كبرياً‪ ،‬وكان عليه �أن ينتظر عرو�ضه‬ ‫التلفزيونية قبل �أن يكت�شفه اجلمهور العري�ض‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�إذا كان عب��د الّلطي��ف عب��د احلمي��د ق��د‬ ‫اخت��ار دم�شق القدمية منطلق�� ًا لفيلمه العاطفي‬ ‫"مطر �أيلول" هذا‪ ،‬ف�إن �سمري ذكرى توقف عند‬

‫خم�سيني��ات الق��رن الع�رشين‪،‬‬ ‫دم�ش��ق �سن��وات‬ ‫ّ‬ ‫ليجعله��ا املحط��ة الزمنية‪/‬املكاني��ة‪ ،‬لفيلم��ه‬ ‫"حرا���س ال�صمت" الذي ميك��ن اعتباره‪ ،‬ب�شكل‬ ‫�سينمائي��ة جدية للنهل‪،‬‬ ‫�أو ب�آخ��ر‪� ،‬أول حماولة‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائي��اً‪ ،‬م��ن �أدب غ��ادة ال�سم��ان‪ ،‬حي��ث �إن‬ ‫الفيل��م م�أخ��وذ م��ن روايتها امل�سم��اة "الرواية‬ ‫امل�ستحيلة – ف�سيف�س��اء دم�شقية"‪ .‬والالفت يف‬ ‫جترب��ة �سمري ذكرى اجلديدة ه��ذه هو �أن الفيلم‬ ‫بعدما اكتمل �صار يف الإمكان ن�سبه �إىل �سينما‬ ‫م�ستقل��ة من نوع خا�ص‪ ،‬حيث �إن ذكرى بعدما‬ ‫�سوري�ين معروف�ين للقيام‬ ‫ر�ش��ح جنوم�� ًا‬ ‫كان ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�شبان جدد‪ .‬كما �أن‬ ‫ب��الأدوار‪ ،‬عاد وا�ستبدله��م ّ‬ ‫احليز املكاين للرواية التي تدور �أحداثها‬ ‫�ضي��ق ّ‬ ‫اخلم�سيني��ات ا�سته��دف تف��ادي ا�ضط��راره‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫بناء ديكورات بعدما فق��دت العا�صمة ال�سورية‬ ‫روح تلك الأزمن��ة القدمية‪ .‬ولع ّل من ال�رضوري‬ ‫�أن ن�شري هن��ا �إىل �أن ذكرى ال زال على تف�ضيله‬ ‫اقتبا�س �أفالمه من الأدب‪� ،‬إذ ها هو هنا يتعامل‬ ‫ن�ص لغادة ال�سم��ان‪ ،‬بعدما كان تعامل يف‬ ‫مع ّ‬ ‫�أف�لام �سابقة له‪ ،‬م��ع �صربي مو�س��ى‪ ،‬امل�رصي‬ ‫يف "حادث��ة الن�ص مرت"‪ ،‬وم��ع في�صل خرت�ش‪،‬‬ ‫يف "ت��راب الغرب��اء" (عن حياة عب��د الرحمن‬ ‫الكواكبي)‪ .‬بيد �أن هذا كلّه مل ي�شكّل نقطة جذب‬ ‫للمتفرجني خارج املهرجانات مبعنى �أن فيلمه‬ ‫مل يح ّق��ق جناح ًا جتاري ًا كان متوقع ًا ولو بفعل‬ ‫وجود ا�سم غادة ال�س ّمان‪ ،‬على املل�صق‪ ،‬و�أدبها‬ ‫على ال�شا�شة‪.‬‬ ‫�سوريون‬ ‫ويف الوق��ت الذي يقول فيه ن ّق��اد‬ ‫ّ‬ ‫(منه��م �إبراهيم حاج عبدي) �إن فيلم "روداج"‬ ‫لن�ض��ال دب�س مل يتمكّ��ن من تعزيز املوقع الذي‬ ‫كان ه��ذا الأخري قد ح ّققه لنف�س��ه بف�ضل فيلمه‬ ‫ال�سابق "حت��ت ال�سقف" كم��ا �أن الفيلم "مل ينل‬ ‫�إقبا ًال جماهريياً"‪ ،‬برز فيلم حممد عبد العزيز‬ ‫"دم�ش��ق مع حبي" كفيلم جريء �سيا�سياً‪� ،‬أكرث‬ ‫من كون��ه فيلم ًا مقبو ًال نقدي�� ًا �أو فنياً‪� ،‬أو حتى‬ ‫جماهريي��اً‪ .‬واجل��ر�أة هن��ا‪ ،‬تتعلق بتق��دمي فيلم‬ ‫ح��ول مو�ض��وع كان يحيط��ه نوع م��ن ال�صمت‬ ‫والتابو‪ :‬اليهود ال�سوريون‪� .‬إذ يف هذا الفيلم تابع‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 536‬للتنمية الثقافية‬

‫مي�شال خليفي هو �صاحب‬ ‫الريـــــادة يف الوالدة اجلديـــدة‬ ‫الفل�سطينية يف �أواخر‬ ‫لل�سينما‬ ‫ّ‬ ‫ثمانينيات‬ ‫أوائل‬ ‫و�‬ ‫ات‬ ‫�سبعيني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القرن الع�رشين‪.‬‬

‫عبد العزيز‪ ،‬من خالل مو�ضوع روائي‪ ،‬حكاية‬ ‫ال�سوريني‪ ،‬الذين انتقلوا خالل‬ ‫عائلة من اليهود‬ ‫ّ‬ ‫العقود التي تلت �إعالن دولة ا�سرائيل‪� ،‬إىل دول‬ ‫�أوروبي��ة عديدة‪ ،‬انطالق ًا من تلك احلارة الأليفة‬ ‫التي كانت العائلة تعي�ش فيها و�سط دم�شق‪ ،‬يف‬ ‫بقية الطوائ��ف ومع الوطن تاركني‬ ‫جتان�س مع ّ‬ ‫وراءه��م �ألبري‪ ،‬تاج��ر ال�رشقي��ات‪ ،‬وابنته هالة‪.‬‬ ‫و�ألب�ير يبق��ى �صام��داً يف دم�شق حت��ى الّلحظة‬ ‫فيقرر‬ ‫الت��ي ي�صب��ح فيه��ا البقاء ع�س�يراً علي��ه ّ‬ ‫ال�سف��ر ليع�ترف البنته يف املطار ب���أن حبيبها‬ ‫امل�سيح��ي (نبي��ل) مل ميت يف احل��رب الّلبنانية‬ ‫كما قال لها‪ .‬للوهلة الأوىل يبدو هذا الفيلم على‬ ‫�ش��يء من التعقيد والتنق�صه اجلر�أة كما �أ�سلفنا‪،‬‬ ‫غري �أنه يف مقابل اجلانب الأنرتوبولوجي اجليد‬ ‫يف الفيل��م يب��دو من�ضوي�� ًا على � ّأي ح��ال �ضمن‬ ‫�إطار �أفالم بد�أت حت ّقق بكرثة يف بلدان عرب ّية‬ ‫عديدة‪ ،‬لتعيد النظر يف النظرة �إىل اليهود العرب‬ ‫الذين هاج��روا خالل الن�صف الث��اين من القرن‬ ‫الع�رشي��ن‪� ،‬إم��ا اقتناع�� ًا �أو ق�رساً ب�ش��كل مل يكن‬ ‫وارداً قبل �سنوات قليلة‪ .‬كان حمرماً‪� ،‬إىل درجة‬ ‫�أن دم�ش��ق نف�سها منعت فيلم نوري بوزيد "ريح‬ ‫ال�سد" ملجرد �أن فيه �شخ�صية يهودية �إيجابية‪.‬‬ ‫وا�ض��ح �أن هذا كلّه يح�سب لل�سينما ال�سورية‬ ‫اجلديدة‪ .‬غري �أن هذه الف�ضيلة‪� ،‬إذ مل تت�ضافر مع‬ ‫جتديد ف ّن��ي‪ ،‬وكذلك مع جه��ود حثيثة لإي�صال‬ ‫الفيل��م ال�س��وري اجلديد‪ّ � ،‬أي فيل��م �سوري جديد‪،‬‬ ‫معني به‪ ،‬ل��ن ت�ساعد هذه‬ ‫�إىل جمه��ور حقيق��ي‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينم��ا الطموح��ة‪ ،‬والت��ي التفتق��ر �إىل اجلر�أة‬ ‫واجلدي��ة‪ ،‬عل��ى �أن تك��ون حاله��ا يف الأع��وام‬ ‫ّ‬ ‫املقبلة �أف�ضل من حالها هذا العام‪.‬‬

‫ال�سينما الفل�سطين ّية‪ّ :‬‬ ‫كل فيلم‬ ‫�أ�شبه مبعجزة �صغرية‬

‫�إذا كان م��ن ال�صعوبة مب��كان عاد ًة‪ ،‬حتديد‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫التاري��خ الدقيق لظهور معظم الأف�لام‬ ‫ّ‬ ‫ف�إن ال�صعوبة ت��زداد ح ّدة‪� ،‬إن نحن تعاملنا مع‬ ‫الفل�سطينية‪ .‬فبالن�سبة �إىل هذه ال�سينما‪،‬‬ ‫ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫و�إذ تختل��ط امل�شاري��ع بالأف�لام املح ّقق��ة‪،‬‬

‫والعرو���ض التجاري��ة بالعرو���ض املهرجانية‪،‬‬ ‫وجوائ��ز التعاط��ف "القوم��ي" و"ال�سيا�س��ي"‬ ‫و"الأب��وي" بتل��ك التي متن��ح عن ج��دارة ف ّنية‬ ‫حقيقي��ة‪ ،‬ي�صبح من ال��ضروري دائم ًا‬ ‫�إبداعي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ي�ضم �إىل عام معينّ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التنب��ه �إىل �أن "امل�ؤرخ" قد ّ‬ ‫�أفالم�� ًا ح ّقق��ت يف ع��ام �آخر �سبق��ه‪ .‬و�سبب هذا‬ ‫غالب ًا هو ذلك االخت�لاط‪ ،‬الذي مينح � ّأي �رشيط‬ ‫فل�سطين��ي هوي��ة عاطفي��ة تفوق قيم��ة هويته‬ ‫الزمني��ة‪ .‬فاليوم مثالً‪ ،‬حت��ى و�إن ك ّنا نعرف �أن‬ ‫املميز �إيليا‬ ‫�آخ��ر ما �أنتج املخ��رج الفل�سطين��ي‬ ‫ّ‬ ‫�سليم��ان‪ ،‬يع��ود �إىل الع��ام ‪ ،2009‬ح�ين �أجن��ز‬ ‫ثالثيته ("�سجل اختفاء"‬ ‫وعر�ض "�آخر" �أج��زاء‬ ‫ّ‬ ‫و"ي��د �إلهية" و�أخ�يراً "الزمن املتبق��ي")‪ ،‬ف�إننا‬ ‫ال ي�سعن��ا �أن نتح��دث عن العام ال��ذي نحن يف‬ ‫�صدده هن��ا‪ ،2010 ،‬من دون �أن ن�أتي على ذكر‬ ‫�إيلي��ا �سليم��ان عموماً‪ ،‬و"الزم��ن املتبقي" على‬ ‫وج��ه اخل�صو���ص‪ .‬وكذل��ك احل��ال بالن�سبة �إىل‬ ‫فيل��م مثل "�أمري��كا" ل�شريين دعيب���س‪� ،‬أو "املر‬ ‫والرم��ان" لنج��وى جنار‪ ،‬م��ع �أن فيلم دعيب�س‬ ‫ينتم��ي �إىل الع��ام ال��ذي �سبقه وكان��ت عرو�ض‬ ‫فيلم جنوى جن��ار �إىل �أواخر العام ‪ .2009‬مهما‬ ‫يك��ن‪� ،‬إذا كان فيل��م جن��وى جن��ار ه��ذا‪ ،‬قد نال‬ ‫معظ��م اجلوائز الت��ي فاز بها يف الع��ام ‪،2010‬‬ ‫يربر‪ ،‬ب�شكل مطلق‪ ،‬احلديث عنه يف هذا‬ ‫ف�إن هذا ّ‬ ‫التقري��ر‪ .‬وكذلك احلال بالن�سبة �إىل فيلم مي�شال‬ ‫خليفة "زنديق"‪ ،‬وحتى فيلم "عيد ميالد ليلى"‬ ‫لر�شيد م�شهراوي‪.‬‬ ‫عل��ى � ّأي حال‪ ،‬احلديث ع��ن مي�شال خليفي‬ ‫ي�أت��ي دائم�� ًا يف �أوان��ه‪ ،‬ملج��رد �أن نتذكّ ��ر �أن��ه‬ ‫�صاح��ب الريادة يف ال��والدة اجلدي��دة لل�سينما‬ ‫�سبعيني��ات‬ ‫الفل�سطيني��ة‪ .‬وكان ذل��ك �أواخ��ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الق��رن الفائ��ت وبدايات العقد ال��ذي يليه‪ ،‬حني‬ ‫ح ّق��ق وعر�ض تباع ًا خالل �سن��وات قليلة ذينك‬ ‫الفيلم�ين الّلذي��ن "�أع��ادا" ت�أ�سي���س ال�سينم��ا‬ ‫الفل�سطيني��ة‪ ،‬بعدم��ا كان الأف�ض��ل م��ن ب�ين‬ ‫ّ‬ ‫�إنتاجاته��ا �سابقاً‪� ،‬إما يف �أي��دي مبدعني عرب‬ ‫ن���ص‬ ‫(كتوفي��ق �صال��ح يف "املخدوع��ون" ع��ن ّ‬ ‫لغ�سان كنف��اين‪ ،‬و"كفرقا�سم" لربهان علوية)‪،‬‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪537‬‬

‫الإبـــداع‬

‫�أو يف �أيدي منا�ضل�ين كان ال�رشيط ال�سينمائي‬ ‫بالن�سب��ة �إليه��م‪ ،‬جم��رد �س�لاح يف "الكف��اح‬ ‫امل�سلح"‪.‬‬ ‫وثائقي��ه الطويل‬ ‫م��ع مي�ش��ال خليف��ي‪ ،‬يف‬ ‫ّ‬ ‫روائيه‬ ‫الأول "�ص��ور من ذاكرة خ�صب��ة" ثم يف‬ ‫ّ‬ ‫املتمي��ز "عر���س اجللي��ل"‪ ،‬ول��دت ال�سينم��ا‬ ‫الفل�سطيني��ة احلقيقي��ة الت��ي �ستزده��ر خ�لال‬ ‫ّ‬ ‫العق��ود التالي��ة‪ ،‬عل��ى يدي��ه‪ ،‬يف �سل�سل��ة �أفالم‬ ‫متفاوت��ة الق��وة‪ ،‬و�ص��و ًال �إىل "زندي��ق" ال��ذي‬ ‫�سي�ضم بق��وة �إىل �إنتاج��ات العامني الأخريين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�سيتج��ول يف املهرجان��ات �إىل �أب��د‬ ‫وكالع��ادة‬ ‫ّ‬ ‫الآبدين‪ .‬ومن هنا‪ ،‬بالتايل‪ ،‬كانت عودة خليفي‬ ‫�إىل الظه��ور‪ ،‬وبعد غيبة‪ ،‬خ�لال ‪،2010-2009‬‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫يف فيلمه اجلديد‪� ،‬أحد �أبرز الأحداث‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية يف الآونة الأخرية‪ .‬وكانت منا�سبة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حترراً‪،‬‬ ‫ال�سينما‬ ‫أكرث‬ ‫�‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫يف‬ ‫"ال�شك‬ ‫ليقول‪:‬‬ ‫مث�لاً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فل�سطينيون‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬هي تلك التي ي�صنعها �أفراد‬ ‫ّ‬ ‫وه��ذه فر�صة تاريخية يجب �أن ن�ستغلها بذكاء‪.‬‬ ‫خ�صو�ص�� ًا �أن احل��رب م��ع �إ�سرائي��ل تفر���ض‬ ‫علينا �أن نحاك��ي حتى �سينما العدو‪ .‬وال �أك�شف‬ ‫��سراً ح�ين �أق��ول �إنه بع��د جناحن��ا يف توظيف‬ ‫املتح��ررة عل��ى ال�صعي��د العامل��ي‪،‬‬ ‫�سينمان��ا‬ ‫ّ‬ ‫إ�رسائيلي��ون يبحث��ون ع��ن �آالت جمابهة‬ ‫راح ال‬ ‫ّ‬ ‫جدي��دة للت�ص ّدي ل�سالحن��ا اجلديد والفعال هذا‪،‬‬ ‫وفر�ض��وا موازن��ات حم�� ّددة على بع���ض الدول‬ ‫الأوروبية مل�ساعدته��م‪ .‬والأكيد �أننا �سرنبح يف‬ ‫واحل��ق �إىل‬ ‫ه��ذه املعرك��ة لأن الع��دل واحلري��ة‬ ‫ّ‬ ‫جانبن��ا"‪ .‬واحلال �أنه‪ ،‬م��ن دون �أن يوافق املرء‬ ‫خليفي على ك ّل ا�ستنتاجاته‪ ،‬ميكن ت�أييده حني‬ ‫يتح��دث عن ر ّد فع��ل ال�سينم��ا الإ�رسائيلية على‬ ‫وج��ود "ال�سينم��ا الفل�سطينية اجلدي��دة" وكذلك‬ ‫الفل�سطيني�ين لهذه‬ ‫عل��ى �أن م��ن املحت��م رب��ح‬ ‫ّ‬ ‫املعركة‪ ،‬مع مالحظ��ة �أن "ال�سينما الإ�رسائيلية‬ ‫اجلدي��دة" الت��ي جت��ري الإ�ش��ارة �إليه��ا هن��ا‪،‬‬ ‫ت�ش��كّل من اخلطر على �إ�سرائي��ل بقدر ما ت�شكّل‬ ‫ال�سينم��ا الفل�سطينية اجلديدة‪ .‬بل ثمة من النقاد‬ ‫املعني�ين م��ن يرى‬ ‫أوروبي�ين‬ ‫أمريكي�ين وال‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية‬ ‫ت�شابه��اً‪ ،‬يف اجلوهر‪ ،‬بني ال�سينم��ا‬ ‫ّ‬

‫إ�رسائيلية اجلديدتني‪.‬‬ ‫وتلك ال‬ ‫ّ‬ ‫مهم��ا يكن‪ ،‬ف�إن ما يعبرّ عنه خليفي – من‬ ‫م�ضمون كالمه – �إمنا هو ذلك احل�ضور املده�ش‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬والذي �شكّل العام ‪،2010‬‬ ‫لل�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫ب�ض�آلة �إنتاجه يف تراجع للوترية مده�ش‪ ،‬حيزاً‬ ‫للتفك�ير و�إعادة التفكري في��ه‪� ،‬شك ًال وم�ضموناً‪،‬‬ ‫الفل�سطينية يف‬ ‫وال�سيم��ا بعدما باتت ال�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫حاج��ة‪� ،‬أكرث و�أك�ثر‪� ،‬إىل موا�ضيع جدي��دة‪� ،‬أق ّل‬ ‫م��ا ميك��ن �أن يطلب منه��ا‪ ،‬هو �أن تواك��ب جر�أة‬ ‫يف الط��رح ع�ّب�رّ ت عنه��ا م��ن ناحي��ة "ثالثية"‬ ‫�إيلي��ا �سليمان‪ ،‬وم��ن ناحية �أخ��رى �أعمال مثل‬ ‫"�أمري��كا" و"امل��ر والرمان" وحت��ى �سابقهما‬ ‫"مل��ح ه��ذا البح��ر"‪ .‬ك ّل هذه من �إخ��راج ن�ساء‬ ‫إقبالهن عل��ى حتقيق �أفالم‬ ‫فل�سطيني��ات يب��دو �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�ضخ�� ًا لدماء جديدة يف �رشايني �سينما‬ ‫روائية‪ّ ،‬‬ ‫باتت را�سخ��ة‪ ،‬وباتت لها �أفالم‪ /‬عالمات (من‬ ‫مي امل�صري‪،‬‬ ‫�أعمال �إيليا �سليمان‪� ،‬إىل وثائقيات ّ‬ ‫ف�رشائط ه��اين �أبي �أ�سع��د ور�شي��د م�شهراوي‪...‬‬ ‫�إلخ)‪.‬‬ ‫وخ�لال مرحلة �إعادة النظر و�إعادة التقييم‬ ‫مب�ساع‬ ‫متيز‬ ‫ٍ‬ ‫التي كان عليها العام ‪ ،2010‬الذي َّ‬ ‫ل��ك ّل الأ�سم��اء الب��ارزة يف التاري��خ املعا��صر‬ ‫الفل�سطينية‪ ،‬لإيج��اد متويل مل�شاريع‬ ‫لل�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫تر�سم بدقة وهدوء (لع�� ّل �أبرزها فيلم "زنديق"‬ ‫الذي يكاد يكون نوع ًا من �سرية مي�شال خليفي‬ ‫الذاتية‪ ،‬من طريق لعب حممد بكري دور خمرج‬ ‫ي�سع��ى لتحقيق فيلم��ه‪ ،)...‬توال��ت املهرجانات‬ ‫الفل�سطيني�ين (غ��زة‬ ‫املحلي��ة يف "الداخل�ين"‬ ‫ّ‬ ‫ورام اهلل) متناح��رة يف م��ا بينه��ا �أحيان��اً‪،‬‬ ‫متجاهل��ة بع�ضه��ا البع���ض يف �أحي��ان �أخرى‬ ‫(الف��ت يف ه��ذا ال�ص��دد �أن يق��ول م��ن يف غزة‬ ‫�أن مهرج��ان �أف�لام – �شديد التوا�ض��ع على � ّأي‬ ‫ح��ال – �أقي��م فيها ه��و الوحيد املع� رّ​ّبر ب�صدق‬ ‫على ال��روح الفل�سطيني��ة!!)‪ ،‬كما ت��واىل حتقيق‬ ‫�رشائ��ط وثائقي��ة ح��ول موا�ضيع ع�� ّدة‪ ،‬مل يكن‬ ‫حقيقي‪� ،‬إمنا كان لها‬ ‫ل ّأي عمل من بينها برو ٌز‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫يف معظمه��ا �ضجي��ج �إعالم��ي يتعر�ض فر�ض‬ ‫نف�سه با�سم الق�ضية والتعاطف ال�سيا�سي معها‪،‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 538‬للتنمية الثقافية‬

‫يبدو وا�ضح ًا �أن النجاحات‬ ‫الفل�سطينية من الناحية‬ ‫ّ‬ ‫تكر�س احل�ضور‬ ‫إنتاجية‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ِّ‬ ‫املتطور ل�سينما ُت�صنع يف‬ ‫ّ‬ ‫املنايف‪ ،‬الداخلية واخلارجية‪،‬‬ ‫حيث �إن ظهور ك ّل فيلم‬ ‫من �أفالمها �أ�شبه مبعجزة‬ ‫�صغرية‪.‬‬

‫م��ا م��ن �ش�أنه �أن يعيدنا‪� ،‬إىل زم��ن ما – قبل –‬ ‫"�صور من ذاكرة خ�صبة" و"عر�س اجلليل"‪.‬‬ ‫�إذاً‪ ،‬بني �صياغ��ة م�شاريع‪ ،‬من دون التمكّن‬ ‫ م�ؤقت�� ًا كم��ا ن�أم��ل – من حتقيقه��ا‪( ،‬وتر ّقب‬‫احل�صول على جوائز واهتم��ام بذلك املهرجان‬ ‫ال�صغ�ير يف �إ�سباني��ا (كومبو�ستيال)‪ ،‬حيث كان‬ ‫الفل�سطينية‪،‬‬ ‫تفرد يف احل�ضور لل�سينما‬ ‫ّ‬ ‫ثمة �شبه ّ‬ ‫�أو بذل��ك الآخر الذي �أقيم خالل العام نف�سه‪ ،‬يف‬ ‫�أ�ضن��ة يف تركي��ا‪ ،‬وركّ ��ز اهتمامه ب��دوره على‬ ‫الفل�سطيني��ة و�أقام ن��دوة خا�صة فيها‬ ‫ال�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫فل�سطيني كبري يف �ش ّتى‬ ‫ح�ض��ور‬ ‫عرب‬ ‫وبالتايل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املهرجان��ات ال�صغ�يرة مب��ا فيه��ا �ساندان���س‪،‬‬ ‫مر عام هادئ على ال�سينما‬ ‫الطليعي الأمريكي)‪ّ ،‬‬ ‫الفل�سطيني��ة‪ .‬برزت فيه �أ�سماء جديدة‪� ،‬أو ن�صف‬ ‫ّ‬ ‫جديدة‪ ،‬ب�أعمال متو�سطة القيمة‪ ،‬وبرزت �إىل ح ّد‬ ‫�أن جن��وى جن��ار‪ ،‬بعد جناح��ات �سابقة يف غري‬ ‫مهرج��ان خليج��ي‪ ،‬متكّن��ت يف دورة العام من‬ ‫مهرجان الرباط يف املغرب‪ ،‬من انتزاع اجلائزة‬ ‫الكربى‪ ،‬جائزة يو�سف �شاهني‪ ،‬عن فيلمها "املر‬ ‫متفوقة عل��ى نحو دزين��ة من �أفالم‬ ‫والرم��ان" ّ‬ ‫عربية �أخرى‪ ،‬وبخا�صة مغربية‪ .‬كما فازت ممثلة‬ ‫ّ‬ ‫الفيلم يا�سمني امل�صري بجائزة �أف�ضل ممثلة يف‬ ‫مهرجان م�سق��ط ال�سينمائي ال�ساد�س عن الفيلم‬ ‫نف�س��ه‪ ،‬يف الوق��ت الذي فاز فيه فيل��م "�صداع"‬ ‫لرائ��د �أن�ضوين‪ ،‬وهو فيل��م وثائقي كان عر�ض‬ ‫قب��ل ذل��ك يف مهرج��ان �ساندان���س الأمريك��ي‪،‬‬ ‫بجائ��زة "التاني��ت" الذهبي للأف�لام الوثائقية‬ ‫يف مهرج��ان "قرط��اج"‪� .‬أما فيل��م "تذكرة من‬ ‫عزرائيل" لعب��داهلل الغول‪ ،‬ف�سافر من غزة �إىل‬ ‫دبي ليفوز بجائزة تقديرية وهو فوز الب�أ�س به‪،‬‬ ‫�إذ تزام��ن م��ع فوز فيل��م "بدر�س" جلولي��ا با�شا‬ ‫بجائ��زة اجلمهور الف�ضي��ة يف مهرجان برلني‪،‬‬ ‫كما عر�ض وفاز يف مهرجانات �أخرى‪.‬‬ ‫وا�ض��ح هنا �أن هذه النجاحات وغريها‪ ،‬يف‬ ‫الع��ام الفل�سطين��ي الأك�ثر �صمتاً‪ ،‬م��ن الناحية‬ ‫املتط��ور ل�سينما‬ ‫يكر���س احل�ض��ور‬ ‫ّ‬ ‫الإنتاجي��ة‪ِّ ،‬‬ ‫ت�صنع يف املنايف‪ ،‬الداخلية واخلارجية‪ ،‬ويبدو‬ ‫ظه��ور ك ّل فيل��م م��ن �أفالمه��ا‪� ،‬أ�شب��ه مبعج��زة‬

‫�صغ�يرة‪ .‬ولع ّل يف �إمكانن��ا �أن نختم هذا الكالم‬ ‫بالق��ول �إن الع��ام ‪ 2010‬كان‪ ،‬انطالق ًا من هذه‬ ‫املقدم��ات كلّها‪� ،‬أ�شبه مبنطل��ق لن�شاط ن�أمل �أن‬ ‫يتج�� ّدد يف الأعوام التالي��ة‪ ،‬لري�سخ �أكرث و�أكرث‪،‬‬ ‫�سينم��ا �ص��ارت تب��دو‪ ،‬يف ح�ضوره��ا وخرقها‬ ‫حمب��ي ال�سينما من حولها‬ ‫للتاب��وات‪ ،‬والتفاف ّ‬ ‫فل�سطينية‪� ،‬سينما حقيقية يف‬ ‫لي���س ملجرد �أنها‬ ‫ّ‬ ‫هذا العامل االفرتا�ضي �إىل ح ّد كبري‪.‬‬

‫ال�سينما يف الأردن‪ :‬حراك مده�ش‬ ‫لإنتاج حمزن يف �ض�آلته‬

‫�إذا حكمن��ا على ال�سينما الأردنية من خالل‬ ‫ن�شاط��ات املهتمني بها‪ ،‬خالل مهرجان "كان"‬ ‫ال�سينمائ��ي‪ ،‬وال�سيم��ا م��ن م�س���ؤويل الهيئ��ة‬ ‫امللكية الذين يتولّون �ش�ؤون اجلناح الأردين يف‬ ‫القرية العاملية التي تق��ام وتن�شط على هام�ش‬ ‫يخيل‬ ‫التظاهرات الرئي�سة يف املهرجان‪� ،‬سوف ّ‬ ‫�إلين��ا للوهل��ة الأوىل وب�رسع��ة �أ ّنن��ا يف �ص��دد‬ ‫التعام��ل مع واحدة من �أك�ثر ال�سينمات ن�شاط ًا‬ ‫العربية‪ ،‬با�ستثن��اء م�صر واملغرب‪.‬‬ ‫يف املنطق��ة‬ ‫ّ‬ ‫فاحلرك��ة تب��دو‪ ،‬ع��اد ًة‪ ،‬يف ف�سح��ة "ال�سينم��ا‬ ‫الأردنية" ه��ذه‪ ،‬وك�أنها ت�شي ب���أن ثمة �إنتاج ًا‬ ‫حترينا تاريخ‬ ‫�ضخم�� ًا يف الأردن‪ .‬ومع هذا ل��و ّ‬ ‫�ستينيات‬ ‫ال�سينما الأردنية‪ ،‬منذ بداياتها �أوا�سط‬ ‫ّ‬ ‫الق��رن الع�رشين وحتى الآن‪� ،‬س��وف يده�شنا –‬ ‫ده�ش��ة �سلبي��ة بالطب��ع – �أن نكت�شف �أن جممل‬ ‫الإنت��اج ال�سينمائ��ي الأردين‪ ،‬يف جمال الأفالم‬ ‫الطويل��ة‪ ،‬اليتجاوز يف عدد �أفالمه عدد �أ�صابع‬ ‫بالفن‬ ‫يح��ق للمهت��م الأردين‬ ‫اليدي��ن‪ .‬وم��ع هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�ساب��ع �أن يعت�بر بل��ده بل��د ح��راكٍ �سينمائ��ي‬ ‫تنوع يف هذا احلراك‪.‬‬ ‫الب�أ���س به‪ .‬ويعود هذا �إىل ّ‬ ‫ي�سري يف اجتاهات ع ّدة ‪� ،‬أقلّها �أهمية وح�ضوراً‪،‬‬ ‫لعب��ة الإنتاج نف�سها‪ .‬ولع ّل �أول هذه االجتاهات‬ ‫�أهمي��ة‪ ،‬و�أقدمه��ا تاريخي��اً‪ ،‬ا�ستخ��دام الأردن‬ ‫وت�ضاري�س��ه ومناخ��ه‪ ،‬مكان�� ًا لت�صوي��ر العديد‬ ‫من الأف�لام الأجنبية على �أرا�ضي��ه‪ .‬ولئن كان‬ ‫هذا اال�ستخدام‪ ،‬الذي قد الجند مثي ًال له يف الكم‬ ‫والنوعية‪� ،‬إال ا�ستخدام �أفالم �أمريكية و�أوروبية‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪539‬‬

‫حتريـــنا تاريـــخ ال�سينما‬ ‫�إذا ّ‬ ‫أردنية‪� ،‬سيده�شنا �أن نكت�شف‬ ‫ال ّ‬ ‫�أن جمـمل الإنتاج الف ّني‪ ،‬فـــي‬ ‫جمـــال الأفــــالم الطـــويلة‪ ،‬ال‬ ‫يتجاوز عدد �أ�صابع اليدين‪.‬‬

‫اليحبون االكتفاء‬ ‫أردنيون‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫بت�صوير الأفالم الأجنبية يف‬ ‫بالدهم‪ ،‬بل هم يتطلّعون �إىل‬ ‫"حقيقية"‪.‬‬ ‫�سينمائية‬ ‫نه�ضة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫الإبـــداع‬

‫لت�ص��ور فيها‬ ‫كث�يرة‪� ،‬أرا�ض��ي املغ��رب وتون�س‬ ‫ّ‬ ‫العدي��د م��ن م�شاه��د ه��ذه الأف�لام‪� ،‬إن مل يك��ن‬ ‫�أفالم ًا ب�أكملها‪ ،‬قد بد�أ يف الأردن خالل الن�صف‬ ‫�صور‬ ‫الأول من‬ ‫ّ‬ ‫�ستينيات القرن الع�رشين‪ ،‬حيث ّ‬ ‫العدي��د م��ن امل�شاه��د اخلارجي��ة الأ�سا�سية من‬ ‫فيلم "لوران�س العرب" لدايفيد لني‪ ،‬ف�إنه اليزال‬ ‫لا بق��وة حت��ى الي��وم‪ .‬وت��زداد الوترية‬ ‫متوا�ص� ً‬ ‫خ�لال ال�سن��وات الع��شر الأخ�يرة بفع��ل ك�ثرة‬ ‫الأفالم املح ّققة ح��ول حروب اخلليج‪ ،‬وال�سيما‬ ‫احل��رب العراقي��ة‪ .‬حيث ي���ؤدي ت�شاب��ه الطبيعة‬ ‫املورفولوجية بني الأردن والعراق‪ ،‬واال�ستقرار‬ ‫ال�سيا�س��ي‪ ،‬والت�سهيالت الت��ي تق ّدمها ال�سلطات‬ ‫املعني��ة‪ ،‬للأف�لام التي ترغ��ب يف �أن‬ ‫الأردني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ت�ستخدم الأردن بدي ًال من العراق �أو ال�صحارى‬ ‫العربية وم��ا �شابه حتفيزاً لهذا الن�شاط‪ .‬واحلال‬ ‫ّ‬ ‫�أن هذا احل��راك ي�سري دائم ًا على خطى "لوران�س‬ ‫الع��رب" وب�ضع��ة �أفالم �صورت م��ن بعده (مثل‬ ‫الإيط��ايل – الّلبن��اين امل�ش�ترك "عا�صف��ة على‬ ‫ال�صحراء")‪ ،‬خالق�� ًا كادرات ب�رشية ماهرة لدى‬ ‫أردنيني عملوا يف تل��ك الأفالم‪ ،‬ورغبات دائمة‬ ‫� ّ‬ ‫�سينمائي��ة �أردنية خال�صة‪.‬‬ ‫م�شاري��ع‬ ‫والدة‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫وت�صل هذه الرغبات �إىل ذروتها حني يفوز فيلم‬ ‫�صور يف الأردن ب�أو�سكار �أو بجائزة م�شابهة‬ ‫ما ّ‬ ‫(كم��ا كانت احل��ال مع فيل��م "خزان��ة الأ�سى"‪،‬‬ ‫لكاتري��ن بيغالو‪ ،‬الذي فاز ب�أو�سكارات ‪،)2010‬‬ ‫م��ا �ش��كّل م�ص��در فخ��ر للمهتم�ين الأردني�ين‪،‬‬ ‫انطالق�� ًا من �أن ال�صح��ارى واملدن التي ظهرت‬ ‫يف الفيل��م‪ ،‬على �أنها عراقية‪� ،‬إمنا كانت �أردنية‪،‬‬ ‫بحي��ث اعترب الفيل��م‪ ،‬من ناحي��ة مواربة‪ ،‬فيلم ًا‬ ‫"�أردنياً"‪ ،‬والن�رص ن�رصاً �أردنياً‪.‬‬ ‫أردنيني اليحبون‬ ‫طبع��اً‪ ،‬من الوا�ض��ح �أن ال ّ‬ ‫االكتف��اء بهذا‪ ،‬وهم يتطلّع��ون دائم ًا �إىل نه�ضة‬ ‫يتوجه‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائي��ة "حقيقي��ة"‪ .‬يف انتظ��ار ذلك‪ّ ،‬‬ ‫حراكه��م‪ ،‬بع��د ت�صوي��ر الأف�لام العاملي��ة يف‬ ‫بالده��م‪ ،‬ناحية ن�شاط��ات العرو�ض التي تق ّدم‪،‬‬ ‫كبريت��ي الن�شاط‬ ‫ا�سا�س��اً‪ ،‬من خ�لال م� ّؤ�س�ستني‬ ‫ّ‬ ‫تخلق��ان ب�شكل متكام��ل‪ ،‬تلك الن�شاط��ات التي‬ ‫باتت تق ّدم الأردن كوط��ن لهواة ال�سينما‪ ،‬حيث‬

‫تق�� ّدم ب�شكل منتظم عرو���ض ت�صحبها نقا�شات‬ ‫�أم��ام جمه��ور متعط���ش‪ .‬هاتان الهيئت��ان هما‬ ‫"الهيئ��ة امللكي��ة"‪ ،‬و"م�ؤ�س�س��ة عبداحلمي��د‬ ‫�شوم��ان"‪ ،‬الّلتان تعت�بران حماولتني جديتني‬ ‫لإحي��اء تقالي��د ن��وادي ال�سينم��ا‪ ،‬بعدم��ا بد�أت‬ ‫ه��ذه التقالي��د تختفي م��ن عوا�ص��م عريقة يف‬ ‫التوجه‬ ‫ه��ذا املجال يف معظم �أنحاء العامل‪� .‬أما‬ ‫ّ‬ ‫الثال��ث‪ ،‬فيكمن يف دع��م �إنتاج �أف�لام ق�صرية‪،‬‬ ‫عربية‬ ‫بل حت��ى �أحياناً‪ ،‬م�ساعدة �أف�لام طويلة ّ‬ ‫عربي��ة‪ .‬واحلقيق��ة �أن ه��ذه التوجه��ات‬ ‫�أو غ�ير ّ‬ ‫الثالث��ة – على توا�ضعه��ا قيا�س ًا �إىل طموحات‬ ‫"�أه��ل ال�سينما" وتطلعاته��م يف الأردن – هي‬ ‫الت��ي تعط��ي الن�ش��اط يف اجلن��اح الأردين يف‬ ‫ينم عن حراك‬ ‫مهرج��ان "كان" ذلك البعد التي ّ‬ ‫�أردين �سينمائي‪.‬‬ ‫ويف ج��زء من ه��ذا الإطار‪ ،‬يلف��ت النظر �أن‬ ‫امل�ص��ورة يف الأردن‪ ،‬يف‬ ‫ت�ض��م الئح��ة الأفالم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الع��ام ال��ذي نح��ن يف �ص��دده (‪ )2010‬ثمانية‬ ‫�أف�لام‪ ،‬يختل��ط فيه��ا التلفزي��وين (املحق��ق‬ ‫�سينمائي ًا ب�ش��كل �أو ب�آخر) مع الروائي الطويل‪،‬‬ ‫والأردين م��ع الأوروب��ي والأمريك��ي‪ .‬والق�صري‬ ‫امل�صورة ه��ي – بح�سب‬ ‫م��ع الطوي��ل‪ .‬والأفالم‬ ‫ّ‬ ‫الئحة و ّفرتها بيانات "الهيئة امللكية الأردنية‬ ‫للأف�لام"‪" :-‬بدوي" لإيغور فولو�شي (رو�سيا)‪،‬‬ ‫"بديل ال�شيطان" للوران يل تامهوري (بلجيكا)‪،‬‬ ‫"نخب��ة القات��ل" لغ��اري مكن��دري (�أ�سرتاليا)‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل فيلم "ال�سالم بعد الزواج" الأمريكي‬ ‫العربي�ين بن��در البل��وي وغ��ازي‬ ‫م��ن حتقي��ق‬ ‫ّ‬ ‫البل��وي وال�رشائ��ط الأردني��ة "‪� 7‬ساعات فرق"‬ ‫لدمي��ا عم��رو‪ ،‬و"اجلمع��ة الأخ�يرة" ليحي��ى‬ ‫عبداهلل و"مدن الرتانزيت" ملحمد ح�شكي‪ ،‬من‬ ‫دون �أن نن�س��ى اهتمام قناة اجلزي��رة للأطفال‬ ‫بالت�صوير يف الأردن من خالل العمل املعروف‬ ‫با�س��م "مع التيار"‪ ،‬الذي يق�� ّدم بو�صفه �إنتاج ًا‬ ‫بريطاني��اً‪ .‬ولع�� ّل يف �إمكانن��ا هن��ا �أن ن�ضيف‬ ‫�ص��ورا يف الأردن‬ ‫أردني�ين‬ ‫فيلم�ين طويل�ين � ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الع��ام ال�ساب��ق ‪ ،2009‬لك��ن عرو�ضهم��ا‬ ‫والعاملي��ة كان��ت يف الع��ام ‪،2010‬‬ ‫املحلّي��ة‬ ‫ّ‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 540‬للتنمية الثقافية‬

‫خــــالل العام ‪ ،2010‬واحلقـبة‬ ‫الي�ســـرية التي �سبقته‪ ،‬ظهرت‬ ‫العراقـــية بو�صفــها‬ ‫ال�سيــــنما‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيــــنما الأكــرث ح�ضوراً يف‬ ‫املهرجــانات العاملية والأكرث‬ ‫ح�صداً للجوائز‪.‬‬

‫وهم��ا "ال�رشاك�سة" ملحي الدي��ن قندور‪ ،‬و"هذه‬ ‫�صورتي و�أنا ميت" ملحمود امل�ساد‪.‬‬ ‫وهن��ا‪ ،‬يف جم��ال ا�ستكمال ه��ذه الالئحة‪،‬‬ ‫ق��د يك��ون يف �إمكاننا �أي�ض��اً‪� ،‬أن ن�ضي��ف �إليها‬ ‫خم�س��ة �أفالم ولدت وب��د�أ العمل عليها يف العام‬ ‫‪ ،2010‬لك��ن تف�صيل احلديث عنها لن يكون قبل‬ ‫العام املقبل وهي‪ ،‬يف الناحية الأجنبية‪ ،‬جديد‬ ‫ريديل �سكوت "برومثيو�س" (الواليات املتّحدة)‬ ‫و"هاملت��ون" لكاثري��ن وينفيل��د (ال�سوي��د)‬ ‫و"العام��ل الفريو�سي" لدانت��ي الم من ال�سويد‪،‬‬ ‫�إ�ضاف��ة �إىل ث��اين جترب��ة يف الروائ��ي الطوي��ل‬ ‫ل�ل�أردين �أمني مطالقة (�صاح��ب الفيلم الأردين‬ ‫الن��ادر "كاب�تن �أبو رائ��د") "املتح��دون"‪ .‬وهو‬ ‫يق ّدم‪ ،‬على � ّأي حال ب�صفته �إنتاج ًا �أمريكياً‪ ،‬كما‬ ‫الفل�سطينية (�صاحبة‬ ‫حال فيلم �آن ماري جا�سر‬ ‫ّ‬ ‫"مل��ح هذا البح��ر") "مل��ا �شفتك" ال��ذي يق ّدم‪،‬‬ ‫بدوره بو�صفه �إنتاج ًا �أمريكياً‪.‬‬ ‫ويف خامت��ة ه��ذا ال��كالم ع��ن ال�سينم��ا يف‬ ‫الأردن‪ ،‬ق��د يكون مفي��داً‪� ،‬أن نتوقف حلظة عند‬ ‫ال�سينمائي��ة‪ ،‬م��ن عرو���ض وندوات‬ ‫الن�شاط��ات‬ ‫ّ‬ ‫و�سج��االت وتكرمي��ات‪ ،‬قام��ت به��ا "الهيئ��ة‬ ‫امللكية" وحدها خالل العام ‪ ،2010‬حيث تقول‬ ‫الئح��ة بتلك الن�شاطات �إن م��ا ال يق ّل عن �أربعة‬ ‫منه��ا �أقيم��ت يف ك ّل �شهر‪ ،‬بحي��ث �شملت العام‬ ‫وتنوع��ت ب�صورة يح�سد الأردن عليها حقاً‪.‬‬ ‫كلّه ّ‬ ‫وهي‪� ،‬إذا �أ�ضيفت �إىل ن�شاطات م� ّؤ�س�سة �شومان‪،‬‬ ‫ليعو�ض على �ض�آلة‬ ‫ت�شكّل حراك ًا حقيقياً‪ ،‬ي�أتي ّ‬ ‫الإنتاج الأردين اخلال�ص‪ ،‬كما على تراجع حال‬ ‫ال�سينمائي��ة يف ال�ص��االت (وهو �أمر‬ ‫العرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫يتجلّى ب�شكل �أف�ضل يف اجلداول املرفقة)‪.‬‬

‫ال�سينما العراقية تكري�س يف‬ ‫اخلارج وجتاهل يف الداخل‬

‫خالل الع��ام ‪ ،2010‬واحلقب��ة الي�سرية التي‬ ‫�سبقت��ه‪ ،‬ظه��رت ال�سينم��ا العراقي��ة بو�صفه��ا‬ ‫العربية الأكرث ح�ضوراً يف املهرجانات‬ ‫ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫العاملي��ة‪ ،‬وبو�صفه��ا واح��دة م��ن ال�سينم��ات‬ ‫العربي��ة الأكرث ح�ص��داً للجوائز‪ ،‬والأك�ثر �إثارة‬ ‫ّ‬

‫لل�سج��ال‪ .‬وم��ع ه��ذا �إن �س�أل��ت مواطن�� ًا عراقي ًا‬ ‫عم��ا يعرف��ه عن ه��ذه ال�سينم��ا التي تق�� ّدم يف‬ ‫ّ‬ ‫"العامل اخلارجي" با�سم بلده‪ ،‬لن يحري جواباً‪.‬‬ ‫وذلك بالتحديد لأن الأف�لام العراقية املنت�رشة‬ ‫عل��ى خريطة املهرجانات‪ ،‬لي���س لها � ّأي �صدى‬ ‫حقيقي يف "الداخل" ال من ناحية العرو�ض (�إذ‬ ‫ال �ص��االت يف املدن‪ ،‬حتى‪ ،‬لتعر�ضها للجمهور‬ ‫العري���ض)‪ ،‬وال م��ن ناحي��ة الت�أث�ير يف احلياة‬ ‫االجتماعي��ة‪ .‬بل لع ّل من املفيد �أن نذكر هنا �أن‬ ‫مكونات‬ ‫االنف�صال بني �سينما الع��راق ومعظم ّ‬ ‫ال�شع��ب العراق��ي‪ ،‬ب��ات م��ن الق��وة بحي��ث �إن‬ ‫"ق��راراً" �صدر بتحرمي درا�سة مادة التمثيل يف‬ ‫مر من دون �أن ي�أبه‬ ‫�أكادميية الفن��ون اجلميلة‪ّ ،‬‬ ‫له �أحد؛ �إال من الدوائر الف ّنية والأكادميية‪ ،‬التي‬ ‫– بدورها – مل جتد � ّأي م�ساندة يف احتجاجها‪.‬‬ ‫وطبع ًا لن يكون م��ن ال�رضوري هنا �أن نتح ّدث‬ ‫ع��ن تراج��ع �شعب��ي م��ا‪ .‬فاحلقيق��ة �أن العراق‬ ‫وعل��ى الرغ��م م��ن �أن الإنت��اج ال�سينمائ��ي فيه‬ ‫اخلم�سينيات‪ ،‬ثم على الرغم من‬ ‫يع��ود �إىل بداية‬ ‫ّ‬ ‫نه�ضة – مدعوم��ة من ال�سلطات على عهد حكم‬ ‫البع��ث و�صدّ ام ح�سني – ال ميكنه �أن يعترب بلداً‬ ‫�سينمائي��ة‪� .‬إذ دائم ًا ما كان ثمة �شبه‬ ‫ذا تقالي��د‬ ‫ّ‬ ‫يف�ضل دائم ًا ال�سينما‬ ‫انف�صال بني جمهور كان ّ‬ ‫والهندي��ة‪ ،‬و�إىل ح�� ّد م��ا‪ ،‬ال�سينم��ا‬ ‫امل�رصي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأمريكي��ة‪ ،‬عل��ى � ّأي �سينم��ا حملّي��ة‪ ،‬وبني تلك‬ ‫الأف�لام التي كانت‪ ،‬ب�شكل مبك��ر‪ ،‬بدائية‪ ،‬ثم –‬ ‫أيديولوجية‬ ‫�أي��ام الدعم ال�سلطوي – �صارت �إما �‬ ‫ّ‬ ‫�أو متمح��ورة حول "بط��والت" الزعيم وق�ص�ص‬ ‫حيات��ه‪ ،‬حم ّقق�� ًة يف معظ��م احل��االت‪ ،‬م��ن قبل‬ ‫حقيقيني كان عليه��م �إما �أن‬ ‫�أ�صح��اب مواه��ب‬ ‫ّ‬ ‫ي��دوروا يف فل��ك النظ��ام و�أيديولوجيت��ه‪� ،‬أو �أن‬ ‫ي�صمت��وا �أو يرحلوا‪ ،‬في�ؤتى ب��د ًال منهم بقامات‬ ‫م�رصي��ة‪� ،‬أو غ�ير م�رصية‪ ،‬حتقق ما‬ ‫�سينمائي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هو مطلوب (مث ًال حني ح ّق��ق الراحل �صالح �أبو‬ ‫�سيف فيلم ًا �أيديولوجي ًا عن "القاد�سية" لتجنيد‬ ‫ال�شع��ب �أيديولوجي ًا �ضد "الفر�س" �إبان ال�رصاع‬ ‫الع�سك��ري معهم‪ ،‬كما فعل توفي��ق �صالح حني‬ ‫حق��ق "الأيام الطويلة" عن حياة �صدّ ام ح�سني‪،‬‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪541‬‬

‫الإبـــداع‬

‫يف واح��دة م��ن �أكرب �سقط��ات � ّأي مب��دع عربي‬ ‫حقيقي على الإطالق)‪.‬‬ ‫طبع�� ًا يف خ�ضم ذلك كلّ��ه‪ ،‬انتقلت املواهب‬ ‫العراقية ب�ش��كل كلّي (قي���س الزبيدي وحكمت‬ ‫لبيب وقا�سم حول) �أو جزئي (في�صل اليا�سري)‬ ‫�إىل اخل��ارج‪ ،‬بينم��ا بق��ي يف الداخ��ل مبدعون‬ ‫انحن��وا �أم��ام العا�صفة وح ّققوا �أفالم�� ًا حاولوا‬ ‫فيها �أن يقلّلوا من حجم التنازل (حممد �شكري‬ ‫جمي��ل)‪� .‬أما الذين هاج��روا �إىل اخلارج (وعمل‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫معظمه��م �ضم��ن �إط��ار الن�شاط��ات‬ ‫ّ‬ ‫ل��ـ منظمة التحري��ر الفل�سطيني��ة) ف�سيكونون‬ ‫ال�سينمائيني عم��ل �أفراده يف‬ ‫الن��واة جليل م��ن‬ ‫ّ‬ ‫أوروبية غالب�� ًا ‪ ،-‬فاختلط لديهم‬ ‫املن��ايف – ال‬ ‫ّ‬ ‫بتوج��ه ف ّني الفت‪.‬‬ ‫احل���س ال�سيا�س��ي املعار�ض ّ‬ ‫ّ‬ ‫كم��ا �شارك��وا يف مهرجانات �صقل��ت مواهبهم‬ ‫و�ساع��دت بع�ضهم عل��ى �أن يكونوا ن��واة حركة‬ ‫ممي��زة‪ .‬واحلقيق��ة �أن �أبن��اء ه��ذا اجليل‪،‬‬ ‫نقدي��ة ّ‬ ‫ه��م الذي��ن م��ا �إن زال حك��م �ص��دّ ام ح�س�ين‬ ‫والبع��ث‪ ،‬حتى ت�سلموا مقاليد ال�سينما العراقية‪،‬‬ ‫ال�شبان‬ ‫�أكادميياً‪� ،‬أو �إخراجاً‪ .‬ومن بني �إنتاجات ّ‬ ‫الأ�صغ��ر يف ه��ذه الأجيال ولدت �أف�لام عراقية‬ ‫عدي��دة‪ ،‬كان املج��ال الأ�سا�س��ي للتع��رف �إليها‬ ‫التلفزيونية الأوروبية‪.‬‬ ‫املهرجانات والعرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫�أي اخل��ارج ب�ش��كل رئي���س‪ .‬وهو خ��ارج تعامل‬ ‫�سيا�سيني‬ ‫معه��ا‪� ،‬أول الأم��ر‪ ،‬ب�أبوية وتعاط��ف‬ ‫ّ‬ ‫طامل��ا �أن الع��راق وحروبه��ا وم�آ�سيه��ا كان��ت‬ ‫متي��ز �أفالم عديدة منها‪،‬‬ ‫يف الواجه��ة‪ ..‬لكّنه مع ّ‬ ‫ف ّني�� ًا وفكرياً‪ ،‬راح يعتاد التعامل معها ب�أ�شكال‬ ‫و�سينمائية‪ .‬ول�سوف يزيد من هذا‬ ‫منطقية‬ ‫�أك�ثر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التوجه‪� ،‬أن الفوا�صل واحلدود بني ما هو عراقي‬ ‫– على النمط الكال�سيكي – من ناحية الهوية‪،‬‬ ‫وم��ا ه��و مدعوم حت��ت اخلان��ة العراقي��ة باتت‬ ‫مرتبك��ة‪ .‬وال�سيما من ناحي��ة العن�رص القومي‪،‬‬ ‫حي��ث �إن ح�ص��ول �إقلي��م كرد�ست��ان عل��ى حكم‬ ‫ذات��ي‪ ،‬ملتب�س بع���ض ال�شيء‪ ،‬خل��ق ديناميكية‬ ‫كردي��ة جت��اوزت احل��دود العراقية‪،‬‬ ‫�سينمائي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف�صار ميكن‪ ،‬مثالً‪� ،‬إدخ��ال مبدع �إيراين‪ ،‬كردي‬ ‫الهوي��ة مثل بهمان قب��ادي‪ ،‬يف خان��ة ال�سينما‬

‫العراقي��ة‪ ،‬ناهي��ك ب�أن مبدع�ين �أك��راداً‪ ،‬كانوا‬ ‫غاب��وا ع��ن الع��راق طوي�لاً‪ ،‬بحي��ث ب��ات م��ن‬ ‫�سيا�سية مناه�ضة لنزعة‬ ‫املمك��ن – بفعل �إرادة‬ ‫ّ‬ ‫إق�صائية – عدم اعتبارهم‬ ‫ال�سلطوية وال‬ ‫البع��ث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عراقي�ين‪ ،‬ع��ادوا �إىل "عراقي��ة م��ا‪ ،"..‬لي�س من‬ ‫ّ‬ ‫بالعربي��ة (�شوك��ت‬ ‫الفيل��م‬ ‫ينط��ق‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫�رشوطه��ا‬ ‫ّ‬ ‫�أمني‪ ،‬هي�نر �سليم‪ .)...‬وميكن الق��ول منطقي ًا �إن‬ ‫وتنوع ًا �إىل �سينما عك�ست هذا‬ ‫غنى ّ‬ ‫ه��ذا �أ�ضاف ً‬ ‫يف اخلارج‪� ،‬إمنا من دون �أن يكون ثمة انعكا�س‬ ‫مماث��ل ل��ه يف الداخل‪ .‬ولع ّل ه��ذا ما كمن خلف‬ ‫بع���ض �أ�صوات كان��ت تتعاىل حمتج��ة‪ ،‬يف ك ّل‬ ‫م��رة يق ّدم فيها فيلم ك��ردي با�سم العراق حني‬ ‫بالعربية‪ .‬غ�ير �أن هذا ال�ضجيج‬ ‫اليك��ون ناطق ًا‬ ‫ّ‬ ‫كان الب ّد له من �أن يخفت يف نهاية الأمر‪� ،‬أمام‬ ‫حقائ��ق جدي��دة ك�شفت �أن �إقلي��م كرد�ستان يف‬ ‫الع��راق يكاد يكون اجلهة الوحي��دة "الر�سمية"‬ ‫يف ه��ذا البلد التي تق ّدم دعم�� ًا حقيقي ًا لل�سينما‬ ‫العراقية اجلديدة‪.‬‬ ‫يف ه��ذا الإطار وا�ستناداً �إىل هذه اخللفيات‬ ‫الت��ي ال ب�� ّد م��ن �أن تبح��ث ب�ش��كل �أعم��ق عن��د‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫مط��ول للم�س�أل��ة‬ ‫و�ض��ع � ّأي ت�أري��خ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الع��راق‪ ،‬ج��اء الع��ام ‪ 2010‬عام�� ًا مف�صلي ًا‬ ‫بالت�أكي��د‪ ،‬بالن�سب��ة �إىل ال�سينم��ا العراقي��ة‬ ‫الناه�ضة‪ ،‬التي بقدر ما جتذَّرت ف ّنياً‪ ،‬وبقدر ما‬ ‫راح��ت ترتق��ي ف ّنياً‪ ،‬وجدت نف�سه��ا �أمام م�أزق‬ ‫وجوده��ا وجناحه��ا‪ :‬ففي ال�سنت�ين الأخريتني‬ ‫ت�ضاءل االهتمام الأوروب��ي بالق�ضية العراقية‬ ‫و�سيا�سي ًا – بالتواكب مع �أزمات �أوروبا‬ ‫أمني ًا‬ ‫ّ‬ ‫–� ّ‬ ‫(وغري �أوروبا)‪ ،‬املالي��ة اخلا�صة‪ .‬ولقد �أ ّدى هذا‬ ‫ال�سينمائي��ون‬ ‫�إىل ت�ض��ا�ؤل الدع��م ال��ذي كان‬ ‫ّ‬ ‫العراقي��ون ينعم��ون ب��ه ويتمكّن��ون ع�بره من‬ ‫ّ‬ ‫موا�صلة حتقيق �أفالمه��م‪ ،‬وبالتايل �إىل ازدياد‬ ‫ال�صعوبات يف وجه هذه الأفالم التي مل يتمكّن‬ ‫دع��م املهرجان��ات اخلليجي��ة (دب��ي‪� ،‬أبوظبي‪،‬‬ ‫جزئي��اً‪ ..‬ورمبا حتت‬ ‫الدوحة)‪ ،‬م��ن �إزالتها �إال‬ ‫ّ‬ ‫وط�أة تنازالت راح املبدع��ون يق ّدمونها‪ .‬ولع ّل‬ ‫املهتمون من‬ ‫ه��ذا يكم��ن يف خلفية ما ر�ص��ده‬ ‫ّ‬ ‫�أن الع��ام ‪� ،2010‬شه��د ط��وال ال�شه��ور الأوىل‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 542‬للتنمية الثقافية‬

‫ابتـــعـــاد الدولـــة العراقــــية‬ ‫عــن احلــــراك ال�سينمائي جاء‬ ‫مل�صلحــــة ال�سيـــنما العراقية‪،‬‬ ‫احلقيقيني‬ ‫لأنه �أجرب املبدعني‬ ‫ّ‬ ‫علــــى ابتـــكار �أ�ســاليب �إنتاج‬ ‫�صبـــَت فـــي �صالـــح‬ ‫وتـــوزيع ّ‬ ‫"�سينما امل�ؤلف"‪.‬‬

‫من��ه تباط���ؤاً يف احل��راك‪ ،‬راح يت�صاع��د م��ع‬ ‫انته��اء العام‪� ،‬أي مع حل��ول موعد املهرجانات‬ ‫اخلليجية الأ�سا�سي��ة الثالثة‪ .‬وكان عالمة ذلك‪،‬‬ ‫ف��وز �شوك��ت �أم�ين بجوائ��ز عدي��دة ع��ن فيلمه‬ ‫"�رضب��ة البداي��ة" (�أحداثه عراقي��ة لكنه ناطق‬ ‫بالكردية) خالل الفرتة ال�سابقة‪� ،‬أما جديد العام‬ ‫فكان عر�ض عدي ر�شيد لفيلمه الروائي الطويل‬ ‫الثاين "كرنتينة"‪ ،‬الذي لف��ت الأنظار حقاً‪ ،‬كما‬ ‫�أن الأخوي��ن عطي��ة وحمم��د الدراج��ي‪ ،‬بادرا‬ ‫خالل تل��ك الف�ترة �إىل عر�ض الأج��زاء املنجزة‬ ‫من الفيلم الوثائقي "يف �أح�ضان �أمي" مزودين‬ ‫أ�سا�سية يف ال�سينما العراقية اجلديدة –‬ ‫مبكانة �‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة اجلديدة ‪ ،-‬كان‬ ‫ب��ل حت��ى يف ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫حظي به��ا فيلم "ابن بابل" م��ن �إخراج حممد‪،‬‬ ‫املهم هن��ا �أن ن�شري‬ ‫و�إنت��اج عطي��ة‪ .‬ولعل م��ن‬ ‫ّ‬ ‫املتميز (ونتحدث‪ ،‬طبعاً‪ ،‬عن‬ ‫�إىل �أن هذا الفيل��م‬ ‫ّ‬ ‫"اب��ن بابل") ظ ّل طوال الع��ام ‪ 2010‬يدور بني‬ ‫املهرجان��ات ويح�ص��د اجلوائ��ز (حت��دث الناقد‬ ‫العراق��ي املقي��م يف ال�سويد‪ ،‬قي���س قا�سم‪ ،‬عن‬ ‫م�شاركة "ابن بابل" يف �أكرث من ‪ 15‬مهرجان ًا يف‬ ‫�ش ّتى �أنحاء الع��امل‪ ،‬ونيله دعم بع�ض كربياتها‬ ‫م��ن برل�ين �إىل �ساندان�س و روت��ردام‪ )...‬ومنها‬ ‫�سمت‬ ‫جائزة جمل��ة "فارايتي" الأمريكي��ة التي ّ‬ ‫خمرج��ه "خم��رج الع��ام ‪ 2010‬ملنطق��ة ال�رشق‬ ‫الأو�سط"‪.‬‬ ‫طبعاً‪ ،‬ال ميكننا �أن نختم هذا الكالم هنا من‬ ‫املعني�ين بال�سينما العراقية‬ ‫دون �أن ننق��ل عن‬ ‫ّ‬ ‫واق��ع �أن "الدول��ة ظلّ��ت بعيدة عن ه��ذا احلراك‪،‬‬ ‫و�أبع��د م��ا يك��ون عن املب��ادرة �إىل دع��م �إن�شاء‬ ‫�ص��االت وا�ستعادة ح��ال االهتم��ام ال�سينمائي‬ ‫ب�ش��كل ع��ام‪ ،‬حتى �أكادميي��اً‪ ،‬وترويج�� ًا ودعم ًا‬ ‫للم�شاركة يف مهرجان��ات وعرو�ض خارجية"‪.‬‬ ‫ولع�� ّل ه��ذا‪ ،‬م��ن ناحي��ة م��ا‪ ،‬كان يف �صال��ح‬ ‫ال�سينم��ا العراقية‪ ،‬على امل��دى البعيد‪ ،‬حيث �إن‬ ‫غياب هذا الدعم احلكومي‪ ،‬يف العام ‪ ،2010‬كما‬ ‫احلقيقيني على‬ ‫يف م��ا �سبق��ه‪� ،‬أج�بر املبدع�ين‬ ‫ّ‬ ‫ابتكار �أ�سالي��ب �إنتاج وتوزيع �أتت – على ندرة‬ ‫اكتماله��ا – يف �صال��ح جعل "�سينم��ا امل�ؤلف"‬

‫ال�سينمائية العراقية‪،‬‬ ‫اخلط امل�سيطر على احلياة‬ ‫ّ‬ ‫�س��واء �أكان ذل��ك يف الداخ��ل �أم يف املنايف‪� ،‬أو‬ ‫حت��ى يف �إقليم كرد�ست��ان‪ ،‬حيث حرية التعبري‬ ‫وتر�س��خ الوع��ي الف ّن��ي واجلم��ايل �أك�ثر‬ ‫�أك�بر‬ ‫ّ‬ ‫و�ضوحاً‪.‬‬ ‫ويف ظ�� ّل ه��ذا كلّه‪ ،‬ويف وق��ت تكاثرت فيه‬ ‫امل�صمم��ة‬ ‫ال�سينمائي��ة العراقي��ة‬ ‫امل�شاري��ع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لأزم��ان مقبلة �أف�ض��ل‪ ،‬على �ش��كل �أفالم ي�سعى‬ ‫ك�ثر‪ ،‬خم�رضمني �أو ج��دداً‪ ،‬لتحقيقه��ا‪� ،‬أو على‬ ‫�ش��كل مهرجان��ات‪ ،‬م��ن بينه��ا واح��د �أقيم يف‬ ‫بغ��داد نف�سه��ا‪ ،‬ويحمل ا�سمه��ا‪ ،‬ب��دءاً‪ ،‬توا�صل‬ ‫ال�سينمائية" ب���إدارة مي�سون‬ ‫"�أكادميي��ة بغداد‬ ‫ّ‬ ‫الباجة جي وقا�سم عيد‪ ،‬بح�سب ما ي�ؤكّ د الناقد‬ ‫قي���س قا�س��م‪ ،‬ن�شاطه��ا و�سط مناخ��ات �شديدة‬ ‫ال�صعوبة وحافلة بالعراقيل‪� ،‬أي مناخات تكاد‬ ‫تك��ون درامي��ة �إمن��ا را�سخ��ة �أكرث و�أك�ثر و�سط‬ ‫غياب � ّأي مبادرات �أخرى من هذا النوع‪ .‬وي�ؤكد‬ ‫قا�س��م �أن درامية ه��ذا الو�ضع الذي تعي�شه هذه‬ ‫الأكادميي��ة – الت��ي تبدو واحة �أم��ل و�سط بيئة‬ ‫معادية ‪ ،-‬ه��ي ما دفع الهولندية �شو �شني تان‬ ‫�إىل �إخ��راج فيلم وثائقي حمل عن��وان "مدر�سة‬ ‫بغداد لل�سينما"‪ ،‬عر�ض يف غري مهرجان م�سلّط ًا‬ ‫العراقية‪.‬‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫ال�ضوء على واقع احلياة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ال�سينما يف بلدان جمل�س التعاون‬ ‫اخلليجي‬

‫�إذا كان م��ن املنطق��ي يف املج��ال ال��ذي‬ ‫نتح ّدث عن��ه هنا‪� ،‬أي جمال الن�شاط ال�سينمائي‬ ‫خ�لال الع��ام ‪ 2010‬يف �شت��ى �أنح��اء الع��امل‬ ‫الف��ن ال�ساب��ع هذا‬ ‫العرب��ي‪� ،‬أن نتن��اول ن�ش��اط ّ‬ ‫يف بل��دان جمل�س التعاون اخلليج��ي يف �سياق‬ ‫واح��د‪ ،‬طامل��ا �أن ثم��ة �أكرث م��ن جم��رد ت�شابه‬ ‫التطور‪ ،‬ف���إن ما ال‬ ‫يف املجتمع��ات و�سياق��ات‬ ‫ّ‬ ‫ب�� ّد من الإ�ش��ارة �إليه قبل � ّأي �ش��يء �آخر‪ ،‬هو �أن‬ ‫ثم��ة �أ�سباب ًا عديدة �أخرى للنظر يف حال ك ّل بلد‬ ‫م��ن بلدان املجل�س على ح��دة‪ .‬وذلك‪ ،‬بالتحديد‪،‬‬ ‫ال�سينمائية تختلف بني بلد و�آخر‪،‬‬ ‫لأن امل�صائر‬ ‫ّ‬ ‫التطور التي‬ ‫ولي�س فقط بف�ضل القوانني ودروب‬ ‫ّ‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪543‬‬

‫الإبـــداع‬

‫تتعل��ق بك ّل بلد‪ .‬بل لأن ثمة‪ ،‬يف الأ�صل‪ ،‬مواقف والنوع��ي يف م��ا ينت��ج‪ ،‬ه��ذا العن��صر موجود‬ ‫ر�سمي��ة وجمتمعي��ة تتماي��ز‪� ،‬إىل درج��ة �أنه يف وعند م�ستويات متفاوتة‪.‬‬ ‫ال�سينمائية‪،‬‬ ‫الوقت الذي الت��زال فيه العرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫يف ال�ص��االت‪ ،‬ممنوعة يف بلد مث��ل ال�سعودية‪ ،‬ال�سعودية‪ :‬عندما تتك ّلم الأرقام‬ ‫ت�برز دول��ة الإم��ارات‪ ،‬بو�صفها – عل��ى �سبيل واحلقائق‬ ‫م��ن ناحي��ة مبدئي��ة‪ ،‬ال تعت�بر ال�سعودية‪،‬‬ ‫املثال – واحدة م��ن املناطق القليلة يف العامل‬ ‫التي ت�شهد فيها العرو�ض يف ال�صاالت ازدهاراً وهي البل��د الأك�بر والأكرث اكتظاظ�� ًا بال�سكان‬ ‫مت�صاع��داً‪ .‬غ�ير �أن م��ا ال ب�� ّد من قول��ه هنا هو م��ن بني بل��دان املجل���س‪ ،‬بل��داً �سينمائي��اً‪ .‬فال‬ ‫ال�سينمائي��ة يف ال�سعودي��ة‬ ‫�أ ّنن��ا‪� ،‬إذا ك ّنا نرى �رضورة الإ�ش��ارة �إىل حركية وج��ود لل�ص��االت‬ ‫ّ‬ ‫ال�ص��االت‪ ،‬يف لعب��ة م ّده��ا وجذره��ا‪ ،‬بو�صفها ب�ش��كل ع��ام‪ ،‬ب��ل‪ ،‬حتى‪ ،‬م��ن ال�صع��ب �أن نقول‬ ‫ج��زءاً �أ�سا�سي�� ًا من فاعلية الن�ش��اط ال�سينمائي‪� ،‬إن ثم��ة م��ن ي�سع��ى‪ ،‬يف الوق��ت احلا��ضر على‬ ‫ف�إن ما يعنينا هنا‪� ،‬أكرث �إمنا هو حركية الإنتاج الأق��ل‪� ،‬إىل املطالب��ة بوج��ود ه��ذه ال�ص��االت‪.‬‬ ‫ال�سينمائ��ي نف�سه‪ .‬وهي حركية حتمل‪ ،‬يف ر�أينا ومع ه��ذا‪ ،‬ومن جديد‪ ،‬الب ّد م��ن الإ�شارة �إىل �أن‬ ‫�أبع��اداً م�ستقبلي��ة‪ ،‬بق��در ما حتم��ل انعكا�س ًا ما ثمة �إح�صاءات‪ ،‬رمب��ا التكون دقيقة �أو نهائية‪،‬‬ ‫ل�ص��ورة الو�ضع ال�سينمائ��ي يف بلد من البلدان‪ .‬تق��ول لنا �إن ال�سعودية ه��ي واحدة من البلدان‬ ‫ويف ه��ذا الإط��ار‪ ،‬يكمن امل�ؤ��شر الرئي�س‪ ،‬كمي ًا الأكرث "ا�ستهالكاً" للأفالم يف العامل‪ .‬لكن هذه‬ ‫ال�سعودي�ين‪� ،‬أوماليني‬ ‫عل��ى الأق��ل‪ ،‬يف الدرا�سات املقارن��ة بني ن�شاط الأف�لام ال تدخل حي��اة‬ ‫ّ‬ ‫ع��ام مع�ّي�نّ والأع��وام ال�سابقة له‪ ،‬م��ن دون �أن املقيمني على الأر���ض ال�سعودية من الأجانب‪،‬‬ ‫نغفل واق��ع �أن اال�ستقبال الذي يجابه به �إنتاج م��ن طري��ق ال�صاالت‪ ،‬ب��ل من طري��ق العرو�ض‬ ‫م��ا‪ ،‬من قب��ل اجلمه��ور والنقاد‪ ،‬ميك��ن اعتباره املنزلية‪� ،‬س��واء �أكانت هذه العرو�ض على �شكل‬ ‫م�ؤ��شراً ا�ضافي�� ًا �إىل �أهمي��ة‬ ‫التط��ور احلا�ص��ل �أ�سطوان��ات مدجمة (�أو م��ا ي�شبهها) امل�ستهلكة‬ ‫ّ‬ ‫يف الن�ش��اط الإنتاجي – الإبداع��ي‪� .‬أما امل�ؤ�رش حالي�� ًا يف ك ّل بي��ت يف ال�سعودي��ة‪ ،‬م��ن دون‬ ‫الثالث هن��ا فيمكن القول �إن��ه يكمن يف �صعود ا�ستثن��اءات حقيقي��ة‪� ،‬أو عل��ى �ش��كل عرو���ض‬ ‫�أو هب��وط حرك��ة الوع��ي ب�أهمية قي��ام حركية‬ ‫تلفزيونية‪ .‬ومن هن��ا‪ ،‬رمبا‪ ،‬القول ب�أن ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫�إنتاجي��ة‪ ،‬ل��دى املبدع�ين الفاعل�ين بالفع��ل‪( ،‬ك�أف�لام‪ ،‬ال كعرو���ض يف ال�ص��االت) موجودة‬ ‫�أو املبدع�ين املمكن�ين‪ .‬ومن��ذ الآن ال ب��د م��ن وبوفرة غ�ير متوقعة‪ ،‬يف ال�سعودي��ة‪ .‬والالفت‬ ‫الق��ول �إن ه��ذا الوع��ي موج��ود يف ك ّل بل��د يف هنا �أنه‪ ،‬حتى و�إن كان ثمة وجود للأ�سطوانات‬ ‫بل��دان جمل�س التعاون‪ ،‬ول��و بدرجات متفاوتة‪ ،‬املقر�صن��ة‪ ،‬وال�سيما يف �أك�ثر املناطق �شعبية‪،‬‬ ‫وتتاح الفر�صة بني احلني والآخر للتعبري عنها‪ .‬ف���إن �س��وق الأ�سطوانات غ�ير املقر�صنة تعترب‬ ‫ول�س��وف نر�صد هنا يف ه��ذه الفق��رات التالية‪� ،‬شديدة االزدهار‪ ،‬حي��ث تقول لنا حتليالت ع ّدة‬ ‫بع���ض مظاهر هذا احلراك‪ ،‬الفعل��ي �أو املطلبي‪� ،‬إن املواطن ال�سعودي يحر�ص على �أن تكون يف‬ ‫وه��ي مظاهر �إذا كان��ت ت�شري �إىل �أم��ر �أ�سا�سي‪ ،‬بيته �أحدث الأجهزة وتقنيات العر�ض‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ف�إمن��ا �إىل �أن العن�رص الأول من عنا�رص ازدهار يحر�ص دائم ًا على اقتناء ن�سخ حقيقية ي�شغلها‬ ‫ال�سينمائية (منفردة �أحياناً‪� ،‬أوخمتلطة عل��ى ه��ذه الأجه��زة‪ .‬طبع�� ًا الميكنن��ا �أن نزعم‬ ‫احلركة‬ ‫ّ‬ ‫يهتم حق ًا ب�أن‬ ‫بعنا�رص ازدهار تختلط يف الرغبات‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائية هن��ا �أن هذا املواطن ال�سع��ودي‪ّ ،‬‬ ‫التلفزيونية‪ ،‬يف �أحيان �أكرث)‪� ،‬إمنا يقتني م��ا ينتج يف ال�سعودية من �رشائط‪ ،‬لكن‬ ‫بال�رضورات‬ ‫ّ‬ ‫تطور طبيعي‬ ‫هو الرغبة يف �صنع الأفالم والإرادة يف متابعة هذا �سي�أتي بالتدريج بفعل حركة ّ‬ ‫الكمي وعندم��ا تبد�أ ال�سينم��ا ال�سعودية‪ ،‬التي بات لها‬ ‫حت ّق��ق هذه الرغب��ة‪ ،‬ومن ث��م الت�صاع��د ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 544‬للتنمية الثقافية‬

‫ال�سعودية واحدة من البلدان‬ ‫الأكرث "ا�ستهالكاً" للأفالم يف‬ ‫العالـــم‪ ،‬لكــن لي�س عن طريق‬ ‫ال�سينمائية بـل عـن‬ ‫ال�صاالت‬ ‫ّ‬ ‫طـــريق العـــرو�ض املنــزليـــة‪،‬‬ ‫ك�أ�سطوانات مدجمة �أو عرو�ض‬ ‫تلفزيونية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫العام ‪� 2010‬شهد تزايد العرو�ض‬ ‫ال�سينمائية يف مناطق ع ّدة من‬ ‫ّ‬ ‫ال�سعودية‪ ،‬كان �أبرزها عر�ض‬ ‫فيلم "الطريق �إىل مكة" طيلة‬ ‫�شهر كامل‪ ،‬من �ضمن ن�شاطات‬ ‫"�صيف �أبها"‪.‬‬

‫– على � ّأي حال – وجود حقيقي خالل ال�سنوات‬ ‫الأخ�يرة‪ ،‬ب�إنت��اج �أف�لام تخاطب ه��ذا املواطن‬ ‫ع�صي ًا‬ ‫الذواق��ة‪ ،‬يف تراك��م الي��زال حتى الي��وم‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى الوجود‪ .‬فالعالق��ة الأ�سا�سية بني � ّأي فيلم‬ ‫ينت��ج وجمه��وره احلقيق��ي الأول – �أي جمهور‬ ‫وط��ن املن�ش�أ ‪ ،-‬التقوم �إال بفع��ل الرتاكم‪ .‬وهذا‬ ‫الرتاكم يحتاج �إىل حركية �إنتاجية متوا�صلة –‬ ‫�أ�سوة مبا ح��دث بالن�سبة �إىل الإنتاج التلفزيوين‬ ‫حي��ث �ص��ار ثمة وج��ود حقيقي الي��وم جلمهور‬ ‫يتابع هذا الإنتاج ويح ّقق له تراكمه وجناحاته‬ ‫‪ .‬غ�ير �أن احلال يف هذا الإطار‪ ،‬لي�ست ميئو�س ًا‬‫منه��ا‪ .‬ذلك �أ ّنن��ا �إذا ر�صدنا ما هو قائم بالفعل‪،‬‬ ‫م��ن خ�لال تقاري��ر �شب��ه ر�سمية‪ ،‬ن��شرت حول‬ ‫تط��ور الفت ويف‬ ‫الع��ام ‪� ،2010‬سنجدن��ا �أم��ام ّ‬ ‫اجتاه��ات ع�� ّدة‪ .‬ويقول لن��ا �أبرز ه��ذه التقارير‬ ‫– وه��و تقري��ر ن�رشت��ه "م�ؤ�س�س��ة رواد ميدي��ا‬ ‫للإنت��اج والتوزي��ع"‪� -‬إن الن�ش��اط ال�سينمائ��ي‬ ‫يف ال�سعودي��ة كان يف ه��ذا الع��ام ا�ستثنائي�� ًا‬ ‫عم��ا �أنتج يف‬ ‫عل��ى الرغ��م م��ن تراجع��ه الب�ّي�نّ ّ‬ ‫الع��ام ال�سابق له‪ .‬ففي املق��ام الأول‪ ،‬ك�شف هذا‬ ‫التقرير �أن الإنتاج ال�سعودي من الأفالم بلغ يف‬ ‫الع��ام ‪ 2010‬نح��و ‪ 35‬فيلم ًا‪ ،‬ماي�ش��كِّل �أكرث من‬ ‫‪ 18‬يف املائ��ة م��ن جمم��وع الإنت��اج ال�سعودي‬ ‫العام الذي �صار حجم��ه الآن ‪� 208‬أفالم حتمل‬ ‫هوية �سعودي��ة‪ ،‬حيث نعرف �أن العدد الإجمايل‬ ‫مل��ا �أُنت��ج يف ال�سعودي��ة منذ حتقي��ق �أول فيلم‬ ‫�سينمائ��ي حم��ل هذه الهوية‪ ،‬حت��ى بداية العام‬ ‫‪ ،2010‬ه��و ‪ 173‬فيلم�� ًا‪ .‬وال ينق���ص م��ن �أهمية‬ ‫ه��ذا الإجن��از الن�سب��ي �أن ك ّل ه��ذه الأفالم التي‬ ‫�أُنتج��ت يف الع��ام ‪ ،2010‬ق�ص�يرة �أوتنتمي �إىل‬ ‫الر�س��وم املتحركة‪ ،‬با�ستثناء فيلم روائي طويل‬ ‫للمخ��رج حمم��د ه�لال عنوانه "ال��شر اخلفي"‪،‬‬ ‫�أتى لي�ضاف �إىل الفيل��م ال�سعودي الرائد "ظالل‬ ‫ال�صم��ت" لعب��داهلل املحي�سن ال��ذي فتح – قبل‬ ‫�سن��وات – لل�سينم��ا ال�سعودي��ة �أبواب�� ًا عري�ضة‬ ‫بع��د عرو�ض��ه اخلارجية‪ ،‬حت��ى و�إن كانت هذه‬ ‫الأبواب مل تولج بعد كما يجب‪.‬‬ ‫مهم��ا يك��ن‪ ،‬ال ب�� ّد من الق��ول هن��ا �إن هذه‬

‫كله��ا �إمنا هي خط��وات �أوىل تكمن �أهميتها يف‬ ‫�أنه��ا تفت��ح دروب��اً‪ .‬ولع�� ّل الأهم منه��ا يف هذا‬ ‫ال�سي��اق هو �أن اجلديد يف العام ‪ ،2010‬كمن يف‬ ‫ال�سينمائي��ة‪ ،‬يف مناطق عديدة‬ ‫تزاي��د العرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫م��ن ال�سعودي��ة‪ ،‬وكان الأب��رز يف ه��ذا ال�سياق‬ ‫عر���ض فيل��م "الطري��ق �إىل مك��ة" ط��وال �شه��ر‬ ‫كام��ل‪ ،‬من �ضمن ن�شاط��ات "�صيف �أبها"‪ .‬وهو‬ ‫فيل��م "يق�� ّدم نظرة رائع��ة لرحلة رج��ل يهودي‬ ‫�أعل��ن �إ�سالم��ه و�س��ار �إىل احلج عل��ى خطى ابن‬ ‫بطوط��ة "‪ ،‬ح�سبم��ا ج��اء يف تقري��ر "م�ؤ�س�سة‬ ‫رواد"‪ .‬وي�ضي��ف هذا التقرير �أن حمافظة جدة‬ ‫�شهدت مهرجان الأف�لام الأوروب ّية خالل �شهر‬ ‫حّ��اد الأوروب��ي‬ ‫�أيار‪/‬ماي��و وال��ذي نظّ م��ه االت‬ ‫و�شاركت به ثماين دول �أوروبية وهي‪� :‬إيطاليا‪،‬‬ ‫�إ�سباني��ا‪ ،‬بريطاني��ا‪� ،‬أملاني��ا‪ ،‬تركي��ا‪� ،‬سوي�سرا‪،‬‬ ‫مت عر�ض املهرجان‬ ‫فرن�س��ا‪� ،‬إيرلن��دا‪ ،‬يف حني ّ‬ ‫للم��رة الثانية على الت��وايل يف مدينة الريا�ض‬ ‫ّ‬ ‫من خ�لال ال�سف��ارات والقن�صلي��ات الأوروبية‪،‬‬ ‫ومت ّث��ل املن�ش��ط الثال��ث بعر���ض فيل��م "ج��دة‬ ‫ملتقى الثقافات واحل�ضارات" للمخرج ممدوح‬ ‫�س��امل يف م�ؤمت��ر تيدك���س �آرابي��ا يف حمافظة‬ ‫ج��دة‪� .‬أما املن�ش��ط الرابع ف��كان بتوجيه وزير‬ ‫الثقافة والإع�لام الدكت��ور عبدالعزيزخوجه‬ ‫للقناة الثقافية ال�سعودية ب�رشاء حقوق الأفالم‬ ‫الق�صرية وعر�ضها على القناة‪.‬‬ ‫وب�ّي�نّ التقري��ر �أن ‪ 41‬فيلم�� ًا �سعودي�� ًا ق��د‬ ‫�ش��ارك يف ‪ 18‬مهرجان�� ًا دولي�� ًا وعاملي��اً‪ ،‬منها‬ ‫ثماني��ة مهرجانات وحماف��ل عاملية‪ ،‬يف حني‬ ‫عربية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مت��ت امل�شارك��ة يف ع�رشة مهرجان��ات ّ‬ ‫متنوعة الإنتاج فكان‬ ‫وكانت الأفالم امل�شاركة ّ‬ ‫‪ 32‬فيلم�� ًا من �إنتاج العام ‪ 2010‬يف حني تعترب‬ ‫ت�سعة �أفالم من �إنتاج �سنوات �سابقة‪.‬‬ ‫ال�سينمائي�ين‬ ‫ولف��ت التقري��ر �إىل حتقي��ق‬ ‫ّ‬ ‫قيا�سي ًا جدي��داً" يف حتقيق‬ ‫ال�سعودي�ين "رقم�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلوائز‪ ،‬بعد �أن ح�صدوا ع�رشة انت�صارات �شملت‬ ‫ذهبية وجائزتني ف�ضية و�أخرى يف‬ ‫�أربع جوائز ّ‬ ‫متخ�ص�صة‪ ،‬ما ي�سطّ ره التاريخ ل�ص ّناع‬ ‫جماالت‬ ‫ّ‬ ‫ال�سعودي��ة‪ .‬وجاءت اجلوائز على النحو‬ ‫ال�سينما‬ ‫ّ‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪545‬‬

‫�سعوديــــ ًا �شــــارك‬ ‫‪ 41‬فيلــم ًا‬ ‫ّ‬ ‫دولياً‪ .‬وقد‬ ‫فـــي ‪ 18‬مهرجــان ًا ّ‬ ‫ال�سعوديون‬ ‫ال�سينمائيون‬ ‫ح ّقق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫رقم ًا قيا�سي ًا جديـــداً يف ح�صد‬ ‫اجلوائز‪.‬‬

‫الكويت‪ :‬نحو عودة �إىل البدايات‬ ‫املم ّيزة‬

‫لي���س يف الكوي��ت حمظ��ورات �أو م�شكالت‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫تتعلق بوجود ال�صاالت والعرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي��ة �أو ع��دم وجوده��ا‪ .‬فاملعروف �أن‬ ‫ّ‬ ‫الكوي��ت كانت من البل��دان اخلليجية الأوىل –‬ ‫بع��د البحرين – التي عرف��ت طقو�س العرو�ض‬ ‫ال�سينمائي��ة يف ال�ص��االت‪ .‬والأك�ثر من هذا �أن‬ ‫ّ‬ ‫الكوي��ت كانت قبل نح��و �أربعني �سنة‪ ،‬من �أوىل‬ ‫اخلليجية الت��ي عرفت �إنتاج ًا‬ ‫العربي��ة‬ ‫البلدان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائي�� ًا حقيقي��اً‪ ،‬مت ّث��ل يومه��ا بفيل��م �أول‪،‬‬ ‫الي��زال يعت�بر حتى الي��وم واحدة م��ن التحف‬ ‫ال�سينمائي��ة عل��ى ال�صعيد العرب��ي ككلّ‪ .‬وهي‬ ‫ّ‬ ‫تل��ك التي كانها فيل��م "ب�س يا بح��ر" للمخرج‬ ‫خال��د ال�صديق‪ .‬ه��ذا الفيلم الذي ح ّقق وعر�ض‬ ‫ب�ين ‪ 1970‬و‪ 1971‬يح�س��ب حت��ى الي��وم ب�ين‬ ‫عربية ح ّققت طوال تاريخ‬ ‫�أف�ضل ع�رشة �أف�لام ّ‬ ‫العربي��ة‪ .‬وواح��داً من �أب��رز الأفالم‬ ‫ال�سينم��ات‬ ‫ّ‬ ‫الأنرثوبولوجي��ة – االجتماعي��ة يف الع��امل‪.‬‬ ‫عندم��ا ظهر هذا الفيلم‪� ،‬ساد التو ّقع ب�أنه �سوف‬ ‫يكون البداية حل�ضور �سينمائي حقيقي – على‬ ‫�صعي��د الإنت��اج والإب��داع – يف �أرجاء اخلليج‬ ‫العرب��ي ب�ش��كل ع��ام‪ .‬وبالفع��ل نع��رف �أن هذا‬

‫الإبـــداع‬

‫الت��ايل‪ :‬فوز الفيلم ال�سعودي "ال�صمت" للمخرج‬ ‫توفي��ق الزاي��دي بجائ��زة اخلنج��ر الذهب��ي‬ ‫لأف�ض��ل فيل��م خليج��ي ق�ص�ير يف مهرج��ان‬ ‫اخللي��ج ال�سينمائ��ي الثال��ث‪ .‬ف��ازت املخرج��ة‬ ‫ال�سعودي��ة عه��د كام��ل باجلائ��زة الف�ضي��ة عن‬ ‫فيلمه��ا "القندرجي" يف ف��رع الأفالم الق�صرية‬ ‫يف مهرج��ان اخللي��ج ال�سينمائ��ي الثال��ث‪ .‬فاز‬ ‫املخرج ح�سام احلل��وة بجائزة �أف�ضل �سيناريو‬ ‫ع��ن فيل��م ع��ودة" يف ف��رع الأف�لام الق�ص�يرة‬ ‫يف مهرج��ان اخللي��ج ال�سينمائ��ي الثال��ث‪ .‬فاز‬ ‫املخرج حممد التميم��ي بجائزة جلنة التحكيم‬ ‫اخلا�ص��ة يف م�سابقة الطلبة عن فيلم "اجلنطة"‬ ‫يف مهرج��ان اخللي��ج ال�سينمائ��ي الثالث‪ .‬ح ّقق‬ ‫فيلم "القندرجي" للمخرجة عهد كامل اجلائزة‬ ‫الذهبية يف مهرجان بريوت ال�سينمائي الدويل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ح ّقق فيلم "عاي�ش" للمخرج عبداهلل �آل عياف‬ ‫اجلائزة الف�ضية يف مهرجان بريوت ال�سينمائي‬ ‫ال��دويل‪ .‬نال فيلم "داكن" للمخرج بدر احلمود‬ ‫جائ��زة �أف�ض��ل ت�صوي��ر يف م�سابق��ة �أفالم من‬ ‫الإم��ارات يف مهرج��ان �أب��و ظب��ي ال�سينمائي‪،‬‬ ‫مت تر�شي��ح املم ّثل ال�سعودي �إبراهيم احل�ساوي‬ ‫ّ‬ ‫م��ن �ضم��ن �أف�ض��ل خم�سة ممثل�ين يف مهرجان‬ ‫قرائد �أووف ال�سينمائي‪ ،‬فاز فيلم "القندرجي"‬ ‫منا�صف ًة مع فيلم �آخر باجلائزة الأوىل مل�سابقة‬ ‫الأف�لام الق�ص�يرة يف املهرجان ال��دويل للفيلم‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫�سعوديني‬ ‫�سينمائي�ين‬ ‫كذل��ك �شارك �أربع��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائي��ة‬ ‫يف جل��ان حتكي��م املهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫وه��م‪ :‬املخ��رج ال�سينمائي ممدوح �س��امل ع�ضو‬ ‫جلن��ة حتكيم الأف�لام الق�ص�يرة والوثائقية يف‬ ‫مهرج��ان م�سق��ط ال�سينمائي ال��دويل‪ ،‬املخرج‬ ‫حمم��د الظاه��ري ع�ضو جلن��ة حتكي��م الأفالم‬ ‫يف مهرجان اخلليج ال�سينمائي الثالث‪ ،‬الكاتبة‬ ‫بدرية الب�شر ع�ضو جلنة ال�سيناريو يف مهرجان‬ ‫اخللي��ج ال�سينمائ��ي الثال��ث‪ ،‬وهيف��اء املن�ص��ور‬ ‫�شارك��ت كع�ض��وة جلن��ة يف مهرجان�ين الأول‬ ‫م�سابق��ة �أف�لام م��ن الإم��ارات يف مهرجان �أبو‬ ‫ظب��ي ال�سينمائي والثاين ع�ض��وة جلنة التحكيم‬

‫العربية يف مهرجان‬ ‫الدولي��ة مل�سابقة الأف�لام‬ ‫ّ‬ ‫القاهرة ال�سينمائي‪.‬‬ ‫م��ن الوا�ضح �أن هذا كلّه ق��د اليكون بالأمر‬ ‫الالفت ل��و كان متعلّق ًا ببلد ذي �إنتاج وح�ضور‬ ‫�سينمائي�ين عريق�ين‪ ،‬لكن��ه‪� ،‬إذ يتح��دث ع��ن‬ ‫ّ‬ ‫ال�سعودي��ة‪ ،‬ف�إن �أهميته ت�برز ن�سبياً‪ ،‬وال�سيما‬ ‫عربية‬ ‫يف ع��ام �شه��د بداي��ات مرحلة انتقالي��ة ّ‬ ‫عام��ة‪ ،‬ي��رى كرث م��ن املراقب�ين �أنه��ا �ستقود‪،‬‬ ‫اجتماعي�� ًا و�إبداعي��اً‪� ،‬إىل �آف��اق جدي��دة‪ .‬وم��ن‬ ‫هن��ا ميكن النظر‪ ،‬هن��ا �أي�ضاً‪� ،‬إىل ه��ذه الأرقام‬ ‫واحلقائ��ق – على توا�ضعها – عل��ى �أنها تفتح‬ ‫ال�سعوديني‬ ‫ال�شبان‬ ‫ّ‬ ‫�آفاق�� ًا جديدة ت�ؤكّ د ح�ض��ور ّ‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫– �شباب�� ًا و�شابات – يف اخلارطة‬ ‫ّ‬ ‫بقوة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 546‬للتنمية الثقافية‬

‫الأ�صوات بد�أت ترتفع مت�سائلة‬ ‫عــــما يحــــول دون ا�ستعــادة‬ ‫ّ‬ ‫�سينــمائية‪،‬‬ ‫مكــانـة‬ ‫الكـــويــت‬ ‫ّ‬ ‫خ�صو�ص ًا �أنها مل ت�شهد العام‬ ‫‪� 2010‬إنتاج � ّأي فيلم جديد‬ ‫با�ستثناء فيلم "هالو كايرو"‬ ‫املت�رشك مع م�رص‪.‬‬

‫الفيل��م عاد �صاحب��ه (خالد ال�صدي��ق) و�أحلقه‬ ‫أنرثوبولوجي��ة هو‬ ‫بث��ان اليق�� ّل عن��ه جم��ا ًال و�‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫"عر�س الزين" الذي دنا فيه من حياة املجتمع‬ ‫ال�س��وداين (م��ن طري��ق رواي��ة ق�ص�يرة للطيب‬ ‫�صال��ح) بعدم��ا كان يف "ب���س‪ ..‬ي��ا بح��ر" دنا‬ ‫من حي��اة املجتم��ع الكويتي (ما قب��ل النفط)‪.‬‬ ‫كم��ا ح ّقق يف الكوي��ت نف�سها ن�صف دزينة من‬ ‫�أف�لام �أخرى‪ .‬ولكن بالتدريج‪ ،‬راح ذلك الن�شاط‬ ‫يخبو بحيث ما �إن �شارف العقد الأول من القرن‬ ‫اجلدي��د عل��ى نهايت��ه حت��ى ب��دا وك�أن احلياة‬ ‫ال�سينمائي��ة يف الكوي��ت اختف��ت‬ ‫الإنتاجي��ة‬ ‫ّ‬ ‫متام��اً‪� .‬صحي��ح �أن العام�ين ‪ 2008‬و‪،2009‬‬ ‫الكويتية‪ ،‬ولكن‬ ‫�شهدا عود ًة ما النطالق ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫املنت��وج – على �أهميته العددية‪� 5 :‬أفالم خالل‬ ‫ذين��ك العامني – مل ت��� ِأت على مقيا�س بل ٍد كان‬ ‫ح ّقق "ب�س‪ ..‬يا بحر" قبل ثلث قرن و�أكرث‪.‬‬ ‫مهم��ا يك��ن من �أم��ر‪ ،‬ف���إن ح�صيل��ة الإنتاج‬ ‫ال�سينمائي الكويتي من الأفالم الطويلة بلغت يف‬ ‫تاري��خ الكويت ‪ 11‬فيلم ًا‪� .‬أما الي��وم ف�إن �أ�صوات ًا‬ ‫عما يح��ول دون ا�ستعادة‬ ‫ب��د�أت ترتف��ع مت�سائلة ّ‬ ‫الكوي��ت‪ ،‬مكانة �سينمائ ّية م��ا‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أنها مل‬ ‫ت�شهد خ�لال الع��ام ‪� 2010‬إنت��اج � ّأي فيلم جديد‪،‬‬ ‫با�ستثن��اء فيل��م "هالو كايرو" وه��و م�شرتك بني‬ ‫الكوي��ت وم�صر �شاهده عدد كبري من املتفرجني‪،‬‬ ‫مم��ا‬ ‫لقاهر ّيت��ه (وملمثليهم��ا امل�رص ّي�ين) �أك�ثر ّ‬ ‫�شاه��دوه لكويت ّيت��ه‪ .‬وتب��دو غراب��ة ه��ذا الغياب‬ ‫للإنت��اج الكويتي �إن نحن تذكرنا �أن يف الكويت‪،‬‬ ‫دون غريه��ا م��ن البل��دان اخلليجية‪ ،‬حرك��ة نوادٍ‬ ‫�سينمائ ّي��ة نا�شط��ة‪ ،‬وجي� ً‬ ‫لا ب�أكمل��ه م��ن ه��واة‬ ‫ال�سينم��ا‪ ،‬من بينه وليد العو�ض��ي‪ ،‬الذي يبدو �أنه‬ ‫يف�ضل حتقي��ق �أفالمه خارج الكويت! واليوم‪� ،‬إذا‬ ‫ّ‬ ‫كان ميك��ن �أن جند عزا ًء للكويت يف ق�ضية غياب‬ ‫الإنت��اج ال�سينمائ��ي‪ ،‬يف م��ا عانت��ه من��ذ بداي��ة‬ ‫ت�سعين ّي��ات الق��رن الفائ��ت (الغ��زو العراق��ي) ما‬ ‫منوها الثقايف‪ ،‬وجعلها تبدو على خطوات‬ ‫�أوقف ّ‬ ‫�إىل ال��وراء وهي تراقب‪ ،‬بده�ش��ة‪ ،‬حركية الن�شاط‬ ‫املهرج��اين ال�سينمائي يف ثالث��ة �أو �أربعة بلدان‬ ‫جماورة لها (�أبوظب��ي‪ ،‬دبي‪ ،‬الدوحة‪ ،‬م�سقط‪...‬‬

‫�إلخ)‪ ،‬ف�إن الوقت حان‪ ،‬كما تقول �أ�صوات كويتية‬ ‫بد�أت تعلو‪ ،‬ال�ستع��ادة املجد القدمي‪ ،‬حتت عنوان‬ ‫ف�صيح ه��و "حماوالت لإعادة الروح �إىل �صناعة‬ ‫ال�سينم��ا الكويت ّية بع��د ‪ 40‬عام ًا م��ن البدايات"‪.‬‬ ‫�أم��ا �أ�صح��اب ه��ذه الأ�ص��وات فه��م م�س�ؤول��ون‬ ‫ومبدع��ون وتقن ّيون‪ -‬معظمه��م ين�شط حالي ًا يف‬ ‫احل ّي��ز التلفزي��وين ‪ -‬ي�شارك��ون يف املنا�سب��ات‬ ‫واملهرجانات اخلليج ّية‪� ،‬أو ب�شكل عام م�شاركات‬ ‫فعال��ة‪ ،‬وكلّهم �أمل يف �أن يك��ون احل�ضور املقبل‬ ‫لهم‪ ،‬يف تل��ك املنا�سبات‪ ،‬مرفق ًا ب�أعمال حقيق ّية‬ ‫تعيد الكويت �إىل ال�ساحة‪.‬‬

‫البحرين‪� :‬سينما بالقطارة‬ ‫وجمتمع ينتظر �صوره على ال�شا�شة‬

‫للبحرين‪ ،‬مع ال�سينما‪ ،‬حكاية تكاد تتماثل‬ ‫مع حكاية الكويت معها‪ .‬فالبحرين التي �شهدت‬ ‫ثالثينيات الق��رن الفائت ظهور بع�ض �أول‬ ‫من��ذ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائية يف منطقة اخلليج‬ ‫�صاالت العرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫العرب��ي‪ ،‬عرفت بدوره��ا رائداً يف جمال حتقيق‬ ‫الروائية الطويلة ت�شب��ه جتربته جتربة‬ ‫الأف�لام‬ ‫ّ‬ ‫املخ��رج الكويت��ي خال��د ال�صديق ه��و املخرج‬ ‫املع��روف ب�سام ال��ذوادي‪ .‬لك��ن‪� ،‬إذا كان خالد‬ ‫ال�صديق اختفى من ال�ساحة ب�شكل �شبه تام‪ ،‬ف�إن‬ ‫الذوادي اليزال حا�رضاً و�إمنا من دون �أن ينتج‬ ‫جديداً‪� ،‬أو‪ ،‬على الأقل‪ ،‬كانت هذه حاله يف العام‬ ‫‪ .2010‬ويف ه��ذا الع��ام‪ ،‬على � ّأي ح��ال‪ ،‬تراجع‬ ‫التلفزيونية‬ ‫ال�سينمائية وحت��ى‬ ‫ح�ض��ور الفنون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائيني هما‬ ‫يف البحرين‪� ،‬إىل �إنتاج فيلمني‬ ‫ّ‬ ‫"حن�ين" و"مرميي" الذي �أنتج �أ�ص ًال يف العام‬ ‫ال�سابق‪ .‬كما �أن الإنتاج التلفزيوين اقت�رص على‬ ‫‪ 5‬م�سل�س�لات‪ ،‬وهذا مايدفع �إىل الت�سا�ؤل اجل ّدي‬ ‫حول �أو�ضاع جتعل �أكرث البلدان عراقة ف ّنية يف‬ ‫طول اخلليج العربي وعر�ض��ه‪� ،‬أق ّل هذه البلدان‬ ‫�إنتاج ًا يف هذه ال�سنوات الأخرية‪.‬‬ ‫املح�صل��ة العام��ة للإنت��اج البحرين��ي‪،‬‬ ‫من��ذ بداي��ات خليف��ة �شاه�ين يف جم��ال الفيلم‬ ‫ال�ستينيات‪ ،‬ت�ص��ل �إىل اكرث‬ ‫الق�ص�ير عند بداي��ة‬ ‫ّ‬ ‫من ‪ 100‬فيل��م‪ ،‬مقابل �أق ّل من ن�صف دزينة من‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪547‬‬ ‫الأفالم الطويلة‪ .‬لك��ن ال�س�ؤال هنا هو‪ :‬البحرين‬ ‫الت��ي يعترب جمتمعه��ا‪ ،‬ثقافي�� ًا وح�ضارياً‪ ،‬من‬ ‫اخلليجي��ة تق ّدم��اً‪ ،‬وتعت�بر‬ ‫�أك�ثر املجتمع��ات‬ ‫ّ‬ ‫النتاج��ات الأدبي��ة فيه��ا (�شعراً وق�ص��ة ونقداً)‬ ‫العربية ر�سوخ�� ًا وحداثةً‪،‬‬ ‫م��ن �أك�ثر النتاج��ات‬ ‫ّ‬ ‫جتع��ل املرء يف ت�سا�ؤل دائم‪ :‬مل��اذا مل نعد نرى‬ ‫�ص��ورة ملجتمعها عل��ى ال�شا�ش��ة الكبرية؟ فمن‬ ‫�أف�لام ب�سام ال��ذوادي �إىل �أعمال مثل "‪ 4‬بنات"‬ ‫و"مرمي��ي" عرفت ه��ذه احلركة كي��ف تت�ضافر‬ ‫م��ع جهود نقدي��ة وتاريخي��ة تتعل��ق بال�سينما‬ ‫(نخ�ص بالذك��ر منها التجربة الفريدة‬ ‫العاملية‬ ‫ّ‬ ‫لأمني �صال��ح)‪ ،‬لقول �أ�شياء كث�يرة حول جمتمع‬ ‫– �أو بالأحرى جمتمعات – تن�ضح باملوا�ضيع‬ ‫وال�ص��ور‪ ،‬فما بال البحرين تب��دو غائبة‪ ،‬حتى‬ ‫عن اجلهود التي بذلت خ�لال العقدين الفائتني‬ ‫خللق دينامية عرو�ض و�سجاالت حول ال�سينما‪،‬‬ ‫عربية؟‬ ‫بحرينية كانت �أم ّ‬

‫وعمان‪� :‬إىل‬ ‫قطر والإمارات ُ‬ ‫اخلارج د ّر‬

‫ال�سينمائية‬ ‫عدد املهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫يف قطر والإمارات والبحرين‬ ‫مثري للده�شة‪� ،‬إال �أن هذه الدول‬ ‫التزال عاجزة حتى الآن عــن‬ ‫حتقيق �إنتاج �سينمائي وطني‬ ‫حقيقي‪ ،‬على الرغم من احلراك‬ ‫املدهــــ�ش فـــي جمـــال ارتياد‬ ‫ال�صــــاالت وعـــرو�ض الأفـالم‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫�إذا نظرن��ا �إىل احل��راك ال�سينمائ��ي كما هو‬ ‫حا�رض يف بقي��ة الدول اخلليجي��ة هذه‪� ،‬سوف‬ ‫ن�ص��اب بالده�ش��ة‪ .‬فف��ي الإم��ارات (�أب��و ظبي‪،‬‬ ‫ودب��ي) كم��ا يف قط��ر‪ ،‬ثمة ما ال يق�� ّل عن ثالثة‬ ‫عاملية تقام ب�شكل �سنوي منذ موا�سم‬ ‫مهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫عدي��دة‪ ،‬ي�ض��اف مهرج��ان �سينم��ا اخللي��ج الذي‬ ‫"ال�سينمائية"‬ ‫يعر�ض ع�رشات الأفالم وال�رشائط‬ ‫ّ‬ ‫الآتي��ة م��ن �ش ّتى البل��دان العرب ّي��ة املطلّة على‬ ‫اخلليج‪ ،‬مبا فيها العراق واليمن �أحياناً‪ .‬وتعترب‬ ‫اليوم مهرجان��ات دبي و�أبو ظب��ي والدوحة من‬ ‫�أب��رز املهرجان��ات يف العامل وم��ن �أغناها‪ .‬بل‬ ‫�إنها �ص��ارت املحطّ ة ال�سنوي��ة الرئي�سة لعر�ض‬ ‫بع���ض �أبرز الأفالم العاملي��ة‪ ،‬وا�ستيعاب بع�ض‬ ‫العربية‪ ،‬التي بات معظمها يف�ضل‬ ‫�أب��رز الأفالم‬ ‫ّ‬ ‫�أن تكون عرو�ض��ه الأوىل يف تلك املهرجانات‪،‬‬ ‫ال�سخية وال�سمعة العاملية التي‬ ‫طمع ًا باجلوائ��ز‬ ‫ّ‬ ‫ثمة يف ك ّل هذه‬ ‫ي� ّؤمنه��ا لها �‬ ‫ٌ‬ ‫إع�لام �صاخب‪ .‬بل ّ‬ ‫فرعي��ة ت� ّؤمن �إنتاج ًا �أو‬ ‫املهرجانات م� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬

‫عربية عديدة‪ ،‬وكذلك‬ ‫�إ�سهام ًا �‬ ‫إنتاجي ًا يف �أفالم ّ‬ ‫ّ‬ ‫جرب �أن تقارن بني‬ ‫يف �أف�لام‬ ‫ّ‬ ‫عاملية‪ .‬ومع هذا ّ‬ ‫ك ّل ه��ذا ال�صخ��ب الإنتاج��ي العرب��ي والعاملي‬ ‫امل�سن��ود م��ن املهرجان��ات‪ ،‬وبني م��ا يعر�ض‪،‬‬ ‫مث�لاً‪ ،‬يف مهرج��ان �سينم��ا اخللي��ج م��ن �رشائط‬ ‫�آتية من البلدان نف�سه��ا‪� ،‬صاحبة املهرجانات‪،‬‬ ‫خميب��ة‪� .‬إن‬ ‫�إذ حينه��ا �ستكت�ش��ف �أن النتيج��ة ّ‬ ‫مهرجان��ات تنت��ج �أوت�سه��م يف �إنت��اج �أف�لام‬ ‫عاملي��ة �ضخم��ة (م��ن �أهمه��ا و�آخره��ا "ذهب‬ ‫�أ�س��ود" الذي يخرجه الفرن�سي جان – جاك �آنو‪،‬‬ ‫�صاح��ب "ا�سم ال��وردة" و "العدو عن��د الباب"‪،‬‬ ‫ال��ذي �أنت��ج بف�ضل �أموال قطرية ب��دءاً من العام‬ ‫‪ ،2010‬ليعر���ض عن��د نهاي��ة الع��ام ‪ 2011‬يف‬ ‫مهرج��ان الدوحة)‪ ،‬التزال حت��ى اليوم عاجزة‬ ‫وطن��ي حقيق��ي‪ ،‬تب��دو مثرية‬ ‫ع��ن بع��ث �إنتاج‬ ‫ّ‬ ‫ل�ش ّت��ى �أن��واع الت�س��ا�ؤل‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا �أن ك ًال من‬ ‫ه��ذه البل��دان يبدو ذا ح��راك ون�ش��اط مده�شني‬ ‫م��ن ناحي��ة ارتياد ال�ص��االت وعر���ض الأفالم‬ ‫العاملية‪ ،‬بل حت��ى وجود طاقات ب�رشية حتمل‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائي��ة‪ ،‬لكنها تبدو‬ ‫م�شاريعه��ا و�أفالمه��ا‬ ‫ّ‬ ‫مما ينفق‬ ‫فتات‬ ‫عل��ى‬ ‫ولو‬ ‫عاج��زة عن احل�صول‬ ‫ّ‬ ‫على املهرجانات‪ .‬ترى �أفال يبدو هذا كلّه غريب ًا‬ ‫يف جمتمع��ات فيها من التع ّددي��ة االجتماعية‬ ‫وم��ن الأ�سئلة واملوا�ضي��ع املطروحة ما ميكنه‬ ‫من ملء ع�رشات الأفالم؟ جمتمعات بلغت فيها‬ ‫ب�سن‬ ‫احلال��ة‬ ‫املهرجاني��ة ماميكن �أن يو�ص��ف ّ‬ ‫ّ‬ ‫الر�شد؟‬

‫�أ�سئلة املهرجانات ال�سينمائ ّية العرب ّية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫كل هذه اجلعجعة وطحنها املنتظر‬

‫الن���ص ع��ن‬ ‫لق��د حتدثن��ا يف تق��دمي ه��ذا‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬وعن دورها‬ ‫ال�سينمائي��ة‬ ‫املهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائية يف‬ ‫اجلدي��د �أو املتج�� ّدد يف احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة؛ ع��ن انزياحه��ا املده���ش من‬ ‫البل��دان‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة التقليدية �إىل عوا�صم‬ ‫عوا�صم ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫يبدو فيها الأمر جديداً مفاجئاً‪ ،‬لكن رمبا �أي�ض ًا‬ ‫اجلي��دة‬ ‫م�سهم�� ًا يف بن��اء م�ستقب��ل ال�سينم��ا – ّ‬ ‫بخا�ص��ة – يف بلدان الع��امل العربي‪ .‬والزدياد‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 548‬للتنمية الثقافية‬

‫الفائدة م�ؤكّ دة من املهرجانات‬ ‫ال�سينــــمائية‪ ،‬لكـــن ما يلفـــت‬ ‫ّ‬ ‫النظر حق ًا هو �أن املهرجانات‬ ‫أهــم على ال�ساحة‬ ‫الأعـــرق وال ّ‬ ‫العربـــية هــــــي املهرجــانات‬ ‫ّ‬ ‫الأفقر‪.‬‬

‫�أهمي��ة ه��ذه املهرجانات خ�لال الع��ام ‪،2010‬‬ ‫نقدية‪،‬‬ ‫ب��ات من املفي��د �أن ن�ستعر�ض‪ ،‬ب�ص��ورة ّ‬ ‫تاري��خ ه��ذه املهرجان��ات و�أ�سئلته��ا‪ .‬لكن‪ ،‬هل‬ ‫ميكن لأحد �أن يعرف‪ ،‬حقاً‪ ،‬كم عدد املهرجانات‬ ‫العربية؟‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يطرح ه��ذا ال�س�ؤال بهذا ال�ش��كل الذي يحمل‬ ‫جوابه ال�سلبي‪ ،‬لي�س من باب العجز عن �إح�صاء‬ ‫ع��دد ه��ذه املهرجان��ات‪ ،‬ب��ل م��ن العج��ز ع��ن‬ ‫الو�صول �إىل حتديد علمي‪ ،‬على امل�ستوى العربي‬ ‫عل��ى الأقلّ‪ ،‬ملا هو مق�صود ع��اد ًة من ا�ستخدام‬ ‫كلمة "مهرجان" يف و�صف ك ّل تلك التظاهرات‬ ‫ال�سينمائية التي باتت تقام يف عدد‬ ‫واملنا�سبات‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة وتكون هي – يف‬ ‫كبري ج��داً من املدن‬ ‫ّ‬ ‫املعنية حني يج��ري احلديث على‬ ‫�شكل ع��ام –‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائي��ة‪ .‬لكي نعطي ملحة‬ ‫"املهرجان��ات"‬ ‫ّ‬ ‫�أولية تتعلق باال�ستخ��دام غري الوا�ضح والدقيق‬ ‫لكلمة "مهرجان"‪ ،‬ح�سبنا �أن نقول �إن يف لبنان‬ ‫وح��ده يق��ام �سنوي ًا ويف مواعي��د متقاربة متت ّد‬ ‫خ�لال ف�ص��ل اخلري��ف‪ ،‬ب�ين ‪ 10‬و‪ 12‬منا�سب��ة‬ ‫�سينمائي��ة حتم��ل جميعه��ا �أو الغالبية العظمى‬ ‫ّ‬ ‫منه��ا‪ ،‬ا�س��م مهرجان‪ .‬ويف ه��ذا ال�سي��اق‪ ،‬يبدو‬ ‫لبنان – على � ّأي حال – حالة فريدة‪ ،‬بالنظر �إىل‬ ‫ال�سينمائية تقام يف العا�صمة‬ ‫�أن ك ّل تظاهراته‬ ‫ّ‬ ‫ب�يروت – مع احتمال �أن تن�ش�أ لبع�ضها "فروع"‬ ‫م��دن ومناطق �أخرى! ‪ .-‬هن��ا‪ ،‬قد يقول من‬ ‫يف ٍ‬ ‫ي�ستنك��ر تخ�صي�صنا لبنان به��ذه الّلفتة‪� ،‬أن بلداً‬ ‫مث��ل املغ��رب ي�شهد م��ن املهرجانات م��ا يفوق‬ ‫ّلبنانية‪ .‬لكن الفارق‬ ‫بكث�ير عدد املهرجان��ات ال‬ ‫ّ‬ ‫لي���س يف احلج��م ب�ين واح��دة م��ن �أك�بر الدول‬ ‫العربية‪ ،‬م�ساح ًة و�سكاناً‪ ،‬وواحدة من �أ�صغرها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ب��ل يف �أن مهرجانات املغرب مو ّزعة على مدنه‬ ‫وثقافي��ةٍ مده�ش��ة‪.‬‬ ‫�سكاني��ةٍ‬ ‫تبع�� ًا لالمركزي��ةٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومن هن��ا ف�إن مهرجان الرب��اط غري مهرجان‬ ‫مراك���ش‪ ،‬مهرجان تطوان غري مهرجان طنجة‬ ‫وما �إىل ذلك‪.‬‬ ‫نت��وخ م��ن ه��ذا املدخ��ل‬ ‫ويف احلقيق��ة مل‬ ‫َّ‬ ‫�أن يك��ون حم�� ّدداً حلديثنا هنا ع��ن مهرجانات‬ ‫العربية من منطلق �سلب��ي‪ ،‬بل لتحديد‬ ‫ال�سينم��ا‬ ‫ّ‬

‫بع���ض الفوارق و�أ�س�س احلدي��ث ال �أكرث‪ .‬ذلك �أن‬ ‫�أق��ل ما ميك��ن للم��رء �أن يقوله ب�ص��دد الزحمة‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫العددية التي تعي�شه��ا املهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫جيد و�إن كرثتها‬ ‫يف العامل العربي‪ ،‬هو �إنها �أمر ّ‬ ‫جيدان! الأهم هو �أن ننظر‬ ‫وتنوعها �أمران �أي�ض ًا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�ش��يء م��ن التوا�ض��ع �إىل الظاه��رة ب�أ�رسه��ا‬ ‫مت�سائل�ين‪ ،‬بع��د ك ّل �ش��يء‪ ،‬ه��ل فيه��ا فائ��دة‬ ‫العربية‪ ،‬وب�شكل �أكرث دق��ة‪ ،‬لل�سينمات‬ ‫للثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربية؟‬ ‫ّ‬

‫نحو فائدة ما‬

‫ح�سن��اً‪ ،‬قد ال يك��ون ثمة جم��ال ل ّأي �إجابة‬ ‫غ�ير تل��ك الوا�ضح��ة وال�رصيحة‪ :‬نع��م‪ ،‬الفائدة‬ ‫توجه � ّأي مهرجان‬ ‫م�ؤكّ ��دة‪ ،‬مهما كان من �ش�أن ّ‬ ‫و�صيغته‪ ،‬و�س��واء �أكان مهرجان ًا را�سخ ًا عريق ًا‬ ‫عربي��ة للن�ش��اط ال�سينمائ��ي فيه��ا‪،‬‬ ‫يف بل��دان ّ‬ ‫�إنتاج�� ًا وم�شاه��د ًة‪ ،‬ر�سوخ�� ًا وتاريخ�� ًا (م�ص��ر‪،‬‬ ‫�سوري��ة‪ ،‬لبن��ان‪ ،‬تون���س �أو املغ��رب �أو حت��ى‬ ‫اجلزائ��ر) �أم كان مهرجان��ات طارئ��ة جدي��دة‬ ‫يق�� ّدم معظمها يف بل��دان خليجي��ة من الالفت‬ ‫�أن معظمها اكت�ش��ف الن�شاط املهرجاين قبل �أن‬ ‫يكت�ش��ف الن�ش��اط الإنتاجي‪� ،‬أي قب��ل �أن ي�صبح‬ ‫�صنع فيلم ج��زءاً من املنتوج الإبداعي املحلّي‪.‬‬ ‫غري �أن م��ا يلفت النظر حق ًا هو �أن املهرجانات‬ ‫العربية هي‬ ‫الأعرق والأهم على امتداد ال�ساحة‬ ‫ّ‬ ‫املهرجان��ات الأفق��ر‪ .‬بل لنقل ب��ك ّل و�ضوح‪� ،‬أن‬ ‫و�شح ًا دائمني‬ ‫معظم املهرجان��ات تعاين فق��راً ّ‬ ‫خليجية هي "دبي"‬ ‫با�ستثناء ثالثة مهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫و "�أب��و ظب��ي" و "الدوحة"‪ ،‬م��ع العلم �أن هذه‬ ‫الثالث��ة ه��ي الأحدث وه��ي املقام��ة يف بلدان‬ ‫بالكاد يعرف فيها للإنتاج ال�سينمائي ح�ضور‪.‬‬ ‫طبع�� ًا ل�سن��ا هنا يف وارد احلدي��ث التاريخي �أو‬ ‫اجلم��ايل والأيديولوج��ي ح��ول العوام��ل الت��ي‬ ‫� ّأخرت ظهور ال�سينما ف ّن ًا �إبداعي ًا يف هذه البلدان‪،‬‬ ‫�أو ع��ن الأ�سب��اب التي جعلت بل��داً �أنتج ال�سينما‬ ‫باكراً‪ ،‬مثل الكويت �أو البحرين‪ ،‬يرتاجع‪ ،‬نوعية‬ ‫وكمي��ة يف ه��ذا الإنتاج بع��د ذلك‪ .‬فف��ي نهاية‬ ‫الأم��ر‪ ،‬لي�س الذين � ّأ�س�س��وا املهرجانات يف دبي‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪549‬‬

‫زمن الكالم الكبري‬

‫طبع��اً‪ ،‬ل�سن��ا هن��ا يف �ص��دد ا�ستع��ادة ك ّل‬ ‫ذل��ك التاري��خ‪ ،‬ال��ذي جعل – م��ع الوقت – تلك‬ ‫املهرجانية ترتب��ط بها �أ�سماء عدد‬ ‫املنا�سب��ات‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة اجلادة‪ ،‬حتى‬ ‫م��ن �أبرز وج��وه ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫و�إن ك ّن��ا نعرف �أن مهرج��ان القاهرة مثالً‪ ،‬كما‬ ‫ط��وره و�أعطاه‬ ‫� ّأ�س�س��ه الراح��ل كم��ال املالخ ث��م ّ‬ ‫�رشعيت��ه وعامليته الأديب الكب�ير الراحل �سعد‬ ‫الدي��ن وهب��ة‪ ،‬ا�ستغ��رق وقت ًا قب��ل �أن تط ّل منه‬ ‫العربي��ة اجل��ادة غري امل�رصي��ة‪ .‬هذه‬ ‫ال�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينم��ا كان "قرط��اج" التون�س��ي مكانه��ا‬ ‫املف�ض��ل مل�شاهدة‬ ‫املف�ض��ل‪ ،‬كم��ا كان املكان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جدي��د ال�سينم��ا الأفريقية‪ ،‬فيم��ا جعل مهرجان‬ ‫حقيقي�� ًا جلديد ال�سينما‬ ‫دم�شق م��ن نف�سه منرباً‬ ‫ّ‬ ‫وجديها‪ ،‬ناهي��ك ب�إطالالته املحدودة‬ ‫العربي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى ال�سينم��ا الآ�سيوي��ة وبع���ض ال�سينم��ات‬ ‫ال�سوفياتية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف خ�ض��م ذلك‪ ،‬وبالتواكب مع تعثرّ بريوت‬ ‫حقيقي��ة‪� ،‬أو يف‬ ‫الدائ��م يف تنظي��م مهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫موا�صل��ة طري��ق ق��د تك��ون �ش ّقت��ه دورات �أوىل‬ ‫عربية‬ ‫ملهرجانات م�أمولة‪ ،‬وجدت مهرجانات ّ‬ ‫تر�سخت‬ ‫راحت ت��زداد عراقة مع الوق��ت‪ ،‬لكنها ّ‬ ‫يف الوق��ت نف�س��ه نخبوي��ة االجت��اه جدي��ة يف‬ ‫�أفالمه��ا متجهمة يف مناق�شاتها‪ .‬ومل يكن هذا‪،‬‬ ‫يف ذل��ك احلني‪ ،‬ب�سب��ب االفتق��ار �إىل املال‪ ،‬بل‬ ‫العربية كانت هكذا‪:‬‬ ‫لأن طبيعة احلياة الثقافية‬ ‫ّ‬ ‫حتب‬ ‫متق�شف��ة‪ ،‬الت�ؤم��ن بالإنتاج ال�ضخ��م‪ ،‬وال ّ‬

‫هل ميكننا �أن ن�أمل بحلول زمن‬ ‫قريب تنتقل فيه املهرجانات‬ ‫ال�سينمائية‪ ،‬عريقها واجلديد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫غنيها والفقري‪ ،‬من حالة ت�سود‬ ‫ُّ‬ ‫�أهــــل املهنة �إىل حالة تنطلق‬ ‫حقيقيني‪،‬‬ ‫جمـــتذبة متفرجني‬ ‫ّ‬ ‫لت�ســـــهم فـــي خلـــق نه�ضـــة‬ ‫�سينمائية ح ّقة؟‬ ‫ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫و�أبو ظبي والدوح��ة م�س�ؤولني عن ذلك الغياب‬ ‫وه��ذا الرتاجع‪ .‬كذلك‪� ،‬سيكون من ال�صعب علينا‬ ‫�أن نعت�بر‪ ،‬مثالً‪ ،‬ه��ذه املهرجانات الثالثة التي‬ ‫نذك��ر‪ ،‬م�س�ؤولة ع��ن فقر املهرجان��ات العريقة‪.‬‬ ‫ي�ص��ح �أن نقول هنا �إن��ه كان من امل�أمول‬ ‫رمبا‬ ‫ّ‬ ‫يف مطل��ق الأحوال �أن ت�صل ح ّدة املناف�سة التي‬ ‫اخلليجي��ة‪ ،‬مبيزانياته��ا‬ ‫ت�شكله��ا املهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫ال�ضخم��ة وقدرتها عل��ى اال�ستقط��اب‪� ،‬إىل دفع‬ ‫بل��دان ذات مهرجان��ات عريق��ة‪ /‬فق�يرة‪� ،‬إىل‬ ‫تخ�صي�ص هذه املهرجانات مبيزانيات تت�ص ّدى‬ ‫للمناف�س��ة ال�رش�سة‪ .‬بي��د �أن هذا مل يح�صل‪ ،‬لي�س‬ ‫املعنية‪ ،‬بل لعدم �إدراكها‬ ‫طبع ًا ب�سبب فقر الدول‬ ‫ّ‬ ‫– م��ا متكّن��ت البلدان اخلليجية م��ن �إدراكه –‬ ‫بقوة‬ ‫وه��و �أن مهرجان�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائي�� ًا ينف��ق عليه ّ‬ ‫وكرم ي�ست�أهلهما‪ ،‬ميكنه �أن ي�ضع البلد �صاحب‬ ‫ال�ش�أن عل��ى خريطة الثقافة احلا�رضة والفاعلة‬ ‫يف الع��امل‪ .‬وبالت�أكي��د‪ ،‬مهم��ا كان��ت �ضخام��ة‬ ‫اخلليجية‪،‬‬ ‫املبال��غ التي تنفق على املهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫ف�إنه��ا ال ت�شكّل عبئ ًا كبرياً لو �أنفقت هي نف�سها‬ ‫يف البل��دان الأكرث فقراً‪� .‬أم��ا املع�ضلة احلقيقية‬ ‫فتكمن يف ر�أينا يف موقع �آخر‪.‬‬ ‫فاحلقيق��ة �أن بداي��ات املهرجان��ات‬ ‫العربية‪ ،‬يف بلدان را�سخة ورائدة يف‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذا املجال مثل م�صر وتون�س واملغرب (مت�أخراً‬ ‫بع�ض ال�شيء) ولبنان (مبكراً بع�ض ال�شيء �سابق ًا‬ ‫زمني��اً)‪ ،‬كانت بدايات‬ ‫�سوري��ة يف هذا ال�سياق‪ّ ،‬‬ ‫متوا�ضع��ة تبدو الي��وم �أ�شبه بتح��ركات الهواة‪،‬‬ ‫وكان��ت حتى تقام من دون دعم ر�سمي تقريباً‪.‬‬ ‫كان القائمون باملهرجانات �أفراداً �أو جماعات‬ ‫همه��م الأ�سا�س عر�ض �أف�لام ال يتي�سرّ عر�ضها‬ ‫ّ‬ ‫التجارية‪ ،‬وحتلُّق �أعداد من الهواة‬ ‫ال�ص��االت‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫املحليني �أو امل�ست�ضافني من حولها‪ .‬وملا كانت‬ ‫ّ‬ ‫تل��ك التظاهرات بادئة ون��ادرة‪ ،‬وكان الزمن –‬ ‫ال�ستيني��ات م��ن القرن الع�رشي��ن – تطغى عليه‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية (ما جعل من تلك‬ ‫��ة‬ ‫الن�ضالي‬ ‫ال�صبغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املنا�سب��ات فر�صة لقول كالم �سيا�سي ون�ضايل‬ ‫من طري��ق ال�سينما وغالب�� ًا يف �إفالت مت�سامح‬ ‫من الرقابات)‪ ،‬كان احلما�س يح ّل حم ّل الإنفاق‬

‫وال�سينمائيون والنقاد‬ ‫ال�سخي‪ ،‬فيتدافع اله��واة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للح�ضور‪ ،‬وتتب��ارى �صحافتهم‪ ،‬كما ال�صحافة‬ ‫عما يحدث ويعر�ض‪ .‬فكانت‬ ‫ال ّ‬ ‫أجنبي��ة‪ ،‬للكتابة ّ‬ ‫النتيج��ة‪� ،‬أن �صار مهرجان قرطاج (يف تون�س)‬ ‫ث��م دم�ش��ق (يف �سوري��ة) وبع���ض املنا�سب��ات‬ ‫البريوتي��ة املتفرق��ة‪ ،‬ث��م القاه��رة يف م�ص��ر‬ ‫ّ‬ ‫والإ�سكندري��ة �أي�ض ًا وغريه��ا‪� ،‬أحداث ًا �صاخبة‬ ‫ومنا�سبات را�سخة وفر�ص ًا لي�س مل�شاهدة �أفالم‬ ‫لتجمع‬ ‫مميزة و�إعطائها جوائ��ز فقط ‪ ،‬بل كذلك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أهل املهنة والتناق�ش يف ما بينهم‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 550‬للتنمية الثقافية‬ ‫ا�ست�ضاف��ة النج��وم‪ .‬والب�أ���س �أن نذك��ر هنا �أنه‬ ‫م�رصيني‪،‬‬ ‫حني بد�أ "قرطاج" ي�ست�ضيف جنوم ًا‬ ‫ّ‬ ‫حمتجني �صاخبني‪.‬‬ ‫عال �رصاخ مثقفني كرث‬ ‫ّ‬ ‫طبع��اً‪ ،‬هذا كلّه‪ ،‬كان قد �ص��ار من املا�ضي‬ ‫ت�سعيني��ات الق��رن الفائ��ت‪ ،‬ح�ين �ص��ارت‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ملهرج��ان القاه��رة مكانته "الدولي��ة" و�صارت‬ ‫أ�سا�سية‬ ‫ا�ست�ضاف��ة النجوم جزءاً م��ن �أقانيمه ال‬ ‫ّ‬ ‫(ودائم�� ًا و�سط ��صراخ االحتج��اج ال�سلبي الذي‬ ‫نق��اء �سينمائي��اً‪ ،‬كان��ت وا�ضح��ة‬ ‫كان يري��د‬ ‫ً‬ ‫ا�ستحالت��ه يف القاه��رة‪ ،‬فانته��ى ب��ه الأمر �إىل‬ ‫�أن ي�صب��ح من ن�صي��ب مهرجان �آخ��ر مت�شقف‪،‬‬ ‫منا�ض��ل يف م�ص��ر‪ ،‬ه��و مهرج��ان الإ�سماعيلية‬ ‫الوثائقية حت��ت �إدارة �سمري‬ ‫للأف�لام الق�ص�يرة‬ ‫ّ‬ ‫فري��د ث��م حت��ت �إدارة عل��ي �أب��و �ش��ادي)‪ .‬ولئن‬ ‫حاف��ظ مهرجان��ا "قرط��اج" و "دم�ش��ق" عل��ى‬ ‫ذل��ك النق��اء‪ ،‬و�إن ب�ش��كل ن�سب��ي؛ ظلّ��ت الق�سمة‬ ‫املهرجاني��ة‪ ،‬وال�سينم��ا‬ ‫عادل��ة ب�ين ال�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫اجلماهريي��ة‪ ،‬وظلّ��ت كذل��ك حت��ى بالن�سبة �إىل‬ ‫ّ‬ ‫جماهرييته‬ ‫مهرج��ان القاه��رة ال��ذي ارتبط��ت‬ ‫ّ‬ ‫�إىل ح�� ّد كب�ير‪ ،‬بتغا�ض��ي الرقابة ع��ن امل�شاهد‬ ‫اجلن�سي��ة يف املعرو���ض م��ن �أفالمه‪ ،‬ف��كان �أن‬ ‫ّ‬ ‫تدافع اجلمهور العري���ض مل�شاهدة هذه الأفالم‬ ‫فقط‪ .‬ومن هن��ا ولد تعبري "فيلم ثقايف" ال�شهري‬ ‫وال��ذي ي�ش�ير حتدي��داً �إىل "الفيل��م ذي امل�شاهد‬ ‫إباحية"!‬ ‫ال ّ‬ ‫يف �أثن��اء ذل��ك‪ ،‬وبع��د تاري��خ الف��ت م��ن‬ ‫ال�سينمائي�ين العرب‬ ‫احل�ض��ور لع��دد كب�ير م��ن‬ ‫ّ‬ ‫(املميزي��ن منهم عل��ى � ّأي ح��ال) يف عدد كبري‬ ‫ّ‬ ‫م��ن املهرجان��ات العاملي��ة (مث��ل "برل�ين" و‬ ‫"البندقية" وغريها) يف حتقيقٍ لأحالم قدمية‬ ‫لا م��ا داعب��ت خي��ال الراحل‬ ‫ج��داً كان��ت طوي� ً‬ ‫يو�س��ف �شاهني‪ ،‬ح��دث �أن ول��د يف باري�س (ويف‬ ‫معه��د الع��امل العرب��ي حتدي��داً)‪ ،‬عل��ى �أنقا���ض‬ ‫مهرج��ان ت�أ�سي�سي كان قد �أقامه الناقد الراحل‬ ‫الفرن�سية ونظّ م‬ ‫غ�سان عبد اخلالق يف العا�صمة‬ ‫ّ‬ ‫ل��ه دورات عدي��دة ناجحة‪ ،‬والنن�س��ى مهرجان ًا‬ ‫للفيل��م العرب��ي �ص��ار ب�رسعة مرك��ز ا�ستقطاب‬ ‫العربية ومبدعيها‪ ،‬كما‬ ‫أهمية لل�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫�شديد ال ّ‬

‫�ص��ار نافذة فري��دة من نوعه��ا �أطلّ��ت ال�سينما‬ ‫العربي��ة م��ن خالله��ا عل��ى الع��امل‪ .‬وكان ذلك‬ ‫ّ‬ ‫املهرجان الذي عا�ش ما مل يزد عن عقد ون�صف‬ ‫ال�ستينيات‪ ،‬ظاهرة ا�ستثنائية‪ ،‬لكونه‬ ‫العق��د من‬ ‫ّ‬ ‫العربية كلّها‪،‬‬ ‫جعل من باري�س‪ ،‬ودون العوا�صم‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائيون‬ ‫امل��كان الوحيد ال��ذي يلتقي في��ه‬ ‫ّ‬ ‫الع��رب من بلدانه��م كافة ويعر�ض��ون �أفالمهم‬ ‫ويتح��اورون يف �ش�أنه��ا مع بع�ضه��م البع�ض‪،‬‬ ‫أهم ما �أجنزه‬ ‫كما مع جمهور ٍ‬ ‫واع‪ .‬لقد كان من � ّ‬ ‫ذلك املهرجان هو �أنه ك�رس حاجزاً (كان ك�رسه‬ ‫يداعب دائم ًا خيال م� ّؤ�س�سي مهرجان "قرطاج"‬ ‫و�أ�صحاب��ه‪ ،‬م��ن طاه��ر ال�شريع��ة �إىل حم��ادي‬ ‫ال�صي��د)‪ ،‬كان قائم�� ًا ب�ين �سينم��ات امل�ش��رق‬ ‫العربي و�سينمات مغربه‪ .‬وهذا املهرجان الذي‬ ‫كان وال ي��زال جتربة فري��دة من نوعها‪ ،‬حاكته‬ ‫و�س��ارت عل��ى منوال��ه تظاهرات عدي��دة �أخرى‬ ‫(حين ًا يف لندن وحين�� ًا يف روتردام الهولندية‪،‬‬ ‫وم��رة – حت��ى – يف نيوي��ورك‪ ،‬حي��ث نظّ م��ت‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية علي��اء �آرا�صغلي‬ ‫ال�سينم��ا والناق��دة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة العام ‪1995‬‬ ‫ممي��زاً لل�سينما‬ ‫ّ‬ ‫مهرجان�� ًا ّ‬ ‫يف لنكولن �سنرت)‪..‬‬

‫البداية من جديد‬

‫غ�ير �أن �إطاللة الق��رن اجلدي��د‪� ،‬رسعان ما‬ ‫�شه��دت ا�ضمحالل ث��م اختفاء ك ّل ذل��ك الن�شاط‬ ‫العرب��ي اجلام��ع‪ .‬ويف تل��ك الأثن��اء ا�ست�أن��ف‬ ‫�سينمائي�� ًا كان جم��د لبع���ض‬ ‫املغ��رب ن�شاط�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫الوق��ت‪ ،‬ف�أت��ى اال�ستئن��اف ليبع��ث حي��اة لي�س‬ ‫ال�سينمائي��ة فق��ط‪ ،‬بل‬ ‫املهرجاني��ة‬ ‫يف احلال��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كذل��ك يف الن�ش��اط الإنتاج��ي يف ه��ذا البل��د‪،‬‬ ‫وال�سيم��ا ح�ين ع��اد �إىل الوط��ن ناق��د ومن�شط‬ ‫�إداري �سينمائ��ي كان يف املا�ضي قد �أ�سهم يف‬ ‫ت�أ�سي�س احلركة النقدية وحركة نوادي ال�سينما‬ ‫هن��اك‪ ،‬وهو نور الدي��ن �صايل‪ ،‬ال��ذي حني عاد‬ ‫�إىل املغ��رب �أ�سهم �أو ًال يف نه�ض��ة تلفزيونية‪ ،‬مل‬ ‫حتول ليعيد احلياة �إىل ال�سينما‬ ‫يلب��ث بعدها �أن ّ‬ ‫�إنتاج ًا وتن�شيط ًا ومهرجانات‪ ،‬من خالل ت�سلّمه‬ ‫م�س�ؤولي��ات املرك��ز الوطني لل�سينم��ا‪ .‬ول�سوف‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪551‬‬

‫�س�ؤال ال�سينما‬

‫كل ه��ذا الذي تعبرّ عن��ه ال�سط��ور ال�سابقة‪،‬‬ ‫مل ي�صب��ح بعد ج��زءاً من التاري��خ‪ .‬وال�سجاالت‬ ‫و�رضوب املناف�سة التزال حمتدمة‪� .‬أما ال�صورة‬ ‫الإجمالي��ة فبال��كاد ميك��ن ر�سمه��ا‪ ،‬لأنه��ا ملا‬ ‫تكتم��ل بع��د‪ ،‬يف وقت تبحث في��ه املهرجانات‬ ‫العريق��ة ("قرط��اج" و "القاه��رة" و "دم�شق")‬ ‫ع��ن �أم��وال تخو���ض به��ا املناف�س��ة وحت�ص��ل‬ ‫بف�ضلها حتى على �أفالم حملّية بات �أ�صحابها‬ ‫اخلليجية‪.‬‬ ‫يف�ضلون عر�ضه��ا يف املهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ول�سن��ا نلومه��م يف ذل��ك‪ .‬فاملهرجان��ات‬ ‫اخلليجي��ة تدف��ع‪� ،‬أم��ا املهرجان��ات املحلّي��ة‬ ‫ّ‬ ‫فال تدف��ع‪ ،‬وال�سينمائ��ي مث��ل ك ّل كائن ب�رشي‬ ‫�آخ��ر ينفق عل��ى �إنتاجه كي يعي���ش منه ويعيد‬ ‫ذل��ك الإنتاج‪ .‬وت��زداد ح ّدة الأم��ر �أمام و�ضعية‬ ‫عربي��ة التنت��ج م��ن الأف�لام‪� ،‬سنوياً‪،‬‬ ‫�‬ ‫إنتاجي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫م��ا ي�س ّد ظم���أ املهرجان��ات‪ .‬والأده��ى من هذا‬ ‫�أن ك ّل املح��اوالت التي بذل��ت حتى الآن جلمع‬ ‫م�س�ؤول�ين نحو دزين��ة من مهرجان��ات رئي�سة‬ ‫لإيجاد نوع من التن�سيق‪ ،‬مل تنتج حلو ًال للم�آزق‬ ‫الدائمة التي تواجه الأفالم نف�سها و�أهل املهنة‬ ‫والنقاد الذين يجدون �أنف�سهم �أمام مهرجانات‬ ‫تق��ام �أحيان�� ًا يف وقت واحد و�أحيان�� ًا متقاربة‬ ‫املواعي��د فيكون عل��ى املرء �أو حت��ى الفيلم �أن‬ ‫يختار م�ضحي ًا بالآخرين!‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫أهم عالمات ذلك كلّه التعريب الن�سبي‬ ‫يكون من � ّ‬ ‫ملهرجان مراك�ش ذي الت�أ�سي�س الفرن�سي‪ ،‬و�إقامة‬ ‫ا�ستقر يف طنجة‪،‬‬ ‫املهرجان الوطني لل�سينما الذي‬ ‫ّ‬ ‫كم��ا �إقامة مهرج��ان طنج��ة املتو�سط��ي للفيلم‬ ‫الق�صري‪ ،‬ث��م �إعادة احلياة لبع���ض املهرجانات‬ ‫مثل خريبكة وتط��وان وحتى مهرجان الرباط‬ ‫ال��ذي ت�سلّم مقدرات��ه مبا�رشة الناق��د املعروف‬ ‫حممد باكرمي‪.‬‬ ‫خ�صو�صية‬ ‫ك ّل ه��ذا الن�ش��اط �أعط��ى املغ��رب‬ ‫ّ‬ ‫مهرجاني��ة مده�ش��ة‪ ،‬حت��ى و�إن كان ق��د �ألق��ى‬ ‫ّ‬ ‫بظ�لال �أكي��دة على مهرج��ان قرط��اج التون�سي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫املغربي��ة �أن‬ ‫املهرجان��ات‬ ‫ا�ستطاع��ت‬ ‫ال��ذي‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائيني‬ ‫امل�رشقيني‪،‬‬ ‫"ت�رسق" منه اهتمامات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائيي �أفريقيا ما وراء‬ ‫ونقاداً‪ ،‬واهتمام��ات‬ ‫ّ‬ ‫ال�صح��راء‪ ،‬وال�سيما حني عرف "مراك�ش" كيف‬ ‫ي��ضرب �رضب��ة ك�برى بتنظيم��ه �أك�بر تظاهرة‬ ‫امل�رصية �أقيمت خارج م�صر يف تاريخ‬ ‫لل�سينم��ا‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه ال�سينما‪ .‬واحلال‪� ،‬أن هذا كلّه كان من �ش�أنه‬ ‫�أن يجعل للمغ��رب مكانة را�سخة وعريقة – و�إن‬ ‫متج�� ّددة – يف ج��وار "قرط��اج" و "دم�ش��ق" و‬ ‫"القاه��رة"‪ .‬بي��د �أن ال��ذي حدث هن��ا كان �أمراً‬ ‫�آخ��ر مل يك��ن متوقع ًا على الإط�لاق‪ :‬انبعثت‪ ،‬من‬ ‫الع��دم بالت�أكيد‪ ،‬ك ّل تل��ك املهرجانات اخلليجية‬ ‫التي راحت تول��د تباعاً‪ .‬يف البداية‪ ،‬حني وجدت‬ ‫هذه املهرجانات يف "دبي" �أوالً‪ ،‬مل تب ُد خميفة‪،‬‬ ‫حتى بالأموال ال�ضخم��ة التي راحت تنفقها‪ ،‬بل‬ ‫راح ك�ثر يتو ّقع��ون ملهرجان دبي الف�ش��ل �أو عدم‬ ‫اال�ستمرار‪ .‬لكن "دب��ي" جنح‪ ،‬و�إن يف ا�ستقطاب‬ ‫ليحول املدين��ة التي‬ ‫جن��وم و�صحاف��ة عاملي��ة‪ّ ،‬‬ ‫�سينمائي��ة ك�برى" من‬ ‫�أقي��م فيه��ا �إىل "مدين��ة‬ ‫ّ‬ ‫دون �أن ي�أب��ه �أح��د ب�أن يول��د‪� ،‬أو ال يول��د‪� ،‬إنتاج‬ ‫�سينمائي يف دبي‪ .‬كذلك مل يكن �أحد ي�أبه‪ ،‬بدايةً‪،‬‬ ‫عربية يف‬ ‫مب��ا �إذا عر�ض��ت �أو مل تعر���ض �أف�لام ّ‬ ‫املهرجان‪ .‬بدت الأم��ور وك�أمنا مهرجان "دبي"‬ ‫الي�ش��كِّل �أك�ثر م��ن م��ر�آة مل��ا ه��و معه��ود م��ن‬ ‫كوزموبوليتي��ة املدينة والتبا�ساتها‪ .‬غري �أن هذا‬ ‫ّ‬ ‫االعتب��ار مل يدم طوي�لاً‪� ،‬إذ – وكما كان منتظراً‬ ‫– من��ذ البداي��ة‪� ،‬رسعان ما دخل��ت "�أبو ظبي"‬

‫على اخلط راغب��ة يف �أن يكون لها‪ ،‬هي الأخرى‪،‬‬ ‫مهرجانها �أي�ض��اً‪ .‬وهكذا ولد مهرجان �أبو ظبي‪،‬‬ ‫الذي �أراد منذ البداية‪� ،‬أن يكون ذا اتجّ اه عربي –‬ ‫م��صري بخا�صة – يفوق في��ه ك ّل جهود "دبي"‬ ‫يف ه��ذا املج��ال‪ .‬وبالطب��ع نع��رف هن��ا بقي��ة‬ ‫احلكاي��ة‪ :‬بعد "دبي" �أت��ى "الدوحة" يف ت� ٍآخ مع‬ ‫مهرج��ان تريبيكا النيويورك��ي‪ .‬ويف �أثناء ذلك‪،‬‬ ‫ول��د مهرجان م�سق��ط‪ ،‬وها ه��ي م�شاريع �أخرى‬ ‫تتواىل‪ .‬وراح ال��صراخ يعلو‪ ،‬وبد�أ التناف�س ي�شت ّد‬ ‫العربية‪ ،‬بل على متويلها‬ ‫على ا�ستقطاب الأفالم‬ ‫ّ‬ ‫حتى‪ .‬وتدفّقت اجلوائ��ز وامل�ساعدات ب�شكل يبدو‬ ‫معه �أن النابل اختلط باحلابل‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 552‬للتنمية الثقافية‬ ‫بعد هذا كلّه‪ ،‬يظل ثمة �س�ؤال يفر�ض نف�سه ال‬ ‫ب ّد �أن نختت��م به هذا الكالم الذي مل نحاول فيه‬ ‫�أكرث م��ن ا�ستعرا�ض تاريخ��ي – راهن‪ ،‬ل�صورة‬ ‫العربية‪ :‬ت��رى‪ ،‬هل ميكننا‬ ‫املهرجاني��ة‬ ‫احلال��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أن ن�أم��ل بحلول زمن قري��ب تنتقل فيه ك ّل هذه‬ ‫غنيها والفقري‪،‬‬ ‫املهرجانات‪ ،‬عريقها واجلدي��د‪ّ ،‬‬ ‫م��ن حالة ت�س��ود حياة �أه��ل املهن��ة‪� ،‬إىل حالة‬ ‫حقيقي�ين‪� ،‬إ�سهام ًا‬ ‫تنطل��ق جمتذب��ة متفرج�ين‬ ‫ّ‬ ‫حقيقي��ة (يف بلدان‬ ‫�سينمائية‬ ‫يف خل��ق نه�ض��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التع��رف ه��ذه النه�ض��ة‪� ،‬أو �أخرى خب��ت نه�ضة‬ ‫�شوه��ت‬ ‫�سابق��ة عرفته��ا يف املا�ض��ي �أوثالث��ة ّ‬ ‫��ضرورات ال�س��وق نه�ضته��ا وتاريخه��ا)؟ ويف‬ ‫يقينن��ا �أن هذا هو ال�س�ؤال احلقيقي ال�س�ؤال الذي‬ ‫بات الب ّد من طرحه‪.‬‬

‫على �سبيل اخلامتة‪ :‬نحو م�ستقبل ما‬

‫كان يف و ّد املرء �أن ترد يف ال�صفحات ال�سابقة‬ ‫متعمقة ح��ول ن�شاط‬ ‫�أخب��ار �إن مل يك��ن حتليالت ّ‬ ‫�سينمائ��ي ما‪ ،‬يف بلدان عرب ّية مل يرد ذكر لها يف‬ ‫تقريرنا هذا‪ .‬لكن هذا مل يح�صل ولي�س الذنب ذنب‬ ‫التقرير بالطبع‪ ،‬وكذلك لي�س ذنب �أو�ضاع الت�صل‬ ‫الأخبار ال�سينمائ ّية فيها من بلدان مثل موريتانيا‬ ‫�أو ج��زر القمر �أو ال�صوم��ال �أو دجيبوتي �أو حتى‬ ‫ال�س��ودان وليبي��ا واليم��ن‪ .‬الذن��ب ذن��ب الإنت��اج‬ ‫نف�سه‪ ،‬حيث نالحظ لي�س فقط ت�ضا�ؤ ًال يف الإنتاج‬ ‫يف ه��ذه البلدان‪ ،‬بل غياب ًا تام ًا ل��ه‪ .‬واحلقيقة �أن‬ ‫ال�سبب الرئي�س الكام��ن خلف هذا الواقع امل�ؤ�سي‪،‬‬ ‫ح�ضور‪،‬‬ ‫هو غياب الإمكانات الإنتاجية يف مقابل‬ ‫ٍ‬ ‫مكث��ف‪ ،‬للم�شاري��ع ولأحالم �أ�صحابه��ا‪ .‬من هذه‬ ‫البل��دان تلك التي كانت عرف��ت ذات حلظة �إنتاج ًا‬ ‫م��ا‪ ،‬بل منها من ي�شكّل مبدع فيها من هنا �أو �آخر‬ ‫من هن��اك‪ ،‬عالمة م��ا من عالم��ات ح�ضور قوي‬ ‫للفن ال�سابع فيها (موريتانيا على �سبيل املثال ال‬ ‫ّ‬ ‫احل�رص‪� ،‬أعطت العامل خالل العقود الأخرية ا�سمني‬ ‫الفن‪ :‬حممد عبيد هندو ثم‬ ‫كبريي��ن يف عامل هذا ّ‬ ‫عبد الرحمن �سي�ساكو)‪ ،‬غري �أن هذا كلّه �صار من‬ ‫املا�ض��ي‪� .‬أم��ا الأ�سماء التي كان��ت ملعت يف ذلك‬ ‫املا�ض��ي‪ ،‬ف�إم��ا �أنه��ا اختف��ت �ساعي��ة وراء مهن‬

‫�أخ��رى م�ضمونة �أكرث‪� ،‬أو �أنها �صارت تعمل ب�شكل‬ ‫�أو ب�آخر مع املحطات التلفزيونية الأوروبية‪.‬‬ ‫مهم��ا يك��ن م��ن الأم��ر‪ ،‬م�ؤك��د هن��ا �أن‬ ‫ال�سيا�سي��ة واالقت�صادي��ة ناهي��ك‬ ‫الأو�ض��اع‬ ‫ّ‬ ‫ب��زوال ال�ص��االت‪ ،‬وهيمن��ة من��ط مع�ّي�نّ م��ن‬ ‫العومل��ة الف ّني��ة‪ ،‬كل ه��ذا �أ�سه��م – ب�ش��كل �أو‬ ‫ب�آخ��ر – م�ضاف�� ًا �إىل الأزم��ة االقت�صادي��ة‬ ‫العاملي��ة الع��ام ‪ 2008‬والت��ي مل ت�بر�أ منه��ا‬ ‫بع��د مناط��ق كثرية يف الع��امل‪ ،‬يف جعل العام‬ ‫‪ 2010‬يعت�بر من �أكرث الأعوام الأخرية افتقاراً‬ ‫�إىل الإنتاج ال�سينمائ��ي يف البلدان التي ن�شري‬ ‫�إليها‪ ،‬وبالتايل يف اختفاء الأ�سماء التي كانت‬ ‫كب�يرة �أو واعدة‪ .‬من هن��ا‪� ،‬إذا كان يف و�سعنا‬ ‫�أن ن�أمل‪ ،‬من��ذ الآن‪ ،‬يف �أن يكون العام املقبل‬ ‫‪ 2011‬ع��ام ا�ستع��ادة بع���ض البل��دان الغائبة‬ ‫اهتمامه��ا واهتم��ام �أبنائه��ا بال�سينم��ا يف‬ ‫عودة ملبدع��ي العقود املا�ضي��ة‪� ،‬أو يف ظهور‬ ‫يخي��ل �إلين��ا �أن��ه �سيكون يف‬ ‫ملبدع�ين ج��دد‪ّ ،‬‬ ‫و�سعن��ا ان ن ّت��كل‪ ،‬يف �إبدائنا ه��ذا الأمل‪ ،‬على‬ ‫ب�ض��ع م� ّؤ�س�س��ات ال تفت�أ منذ �سن��وات تتفاوت‬ ‫ع��دداً بني بل��د و�آخ��ر وم� ّؤ�س�سة و�أخ��رى‪ ،‬تبدو‬ ‫واعدة يف جمال م�سان��دة احلركات الإنتاجية‬ ‫يف مناطق عديدة من العامل العربي وخارجه‪.‬‬ ‫والأبرز يف هذه امل� ّؤ�س�سات‪ ،‬اليوم‪ ،‬ثالث‪ ،‬تتبع‬ ‫ك ّل واح��دة منه��ا واحداً من البل��دان اخلليجية‬ ‫الثالثة‪ ،‬ذات املهرجان��ات التي �صارت اليوم‬ ‫را�سخة وفاعلة حت��ى يف ال�سينما العاملية‪� .‬إذ‬ ‫نعرف �أن ك ًال من مهرجان �أبوظبي ال�سينمائي‪،‬‬ ‫ومهرج��ان دب��ي ومهرج��ان الدوح��ة‪ ،‬ب��ات ل��ه‬ ‫ربحية)‬ ‫متويلية (تعلن دائم ًا �أنها غري‬ ‫م� ّؤ�س�سة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متنوعة‬ ‫��ة‬ ‫�سينمائي‬ ‫م�شاري��ع‬ ‫م�سان��دة‬ ‫تت��ولىّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البل��دان واملبدعني واملوا�ضي��ع وامليزانيات‪.‬‬ ‫وتبدو‪ ،‬يف هذا ال�سياق‪ ،‬م� ّؤ�س�سة "�سند" التابعة‬ ‫ملهرج��ان �أبوظب��ي‪ ،‬الأن�شط والأكرث كرماً‪ ،‬حيث‬ ‫�أ�سهمت خالل الأعوام الأخرية يف م�ساندة عدد‬ ‫كبري م��ن الأفالم الآتية من �ش ّتى �أنحاء العامل‬ ‫ومنها �أف�لام �ضخمة على النمط الهوليوودي‪.‬‬ ‫ومث��ل م� ّؤ�س�س��ة "�سند"‪ ،‬ما يق ّدم��ه "ال�صندوق‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪553‬‬ ‫ين��وع ن�شاطاته بني‬ ‫القط��ري للفيل��م" ال��ذي ّ‬ ‫وتعليمي��ة وم�ساندة‪ ،‬وال‬ ‫إنتاجي��ة‬ ‫م� ّؤ�س�س��ات �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي�تر ّدد – كما حاله �أخ�يراً – عن م�ساندة فيلم‬ ‫فرن�س��ي‪ ،‬بات قطري ًا �أي�ضاً‪ ،‬مثل "ذهب �أ�سود"‪.‬‬ ‫واحلال نف�سه يف دبي‪ ،‬حيث ال ترت ّدد امل� ّؤ�س�سة‬ ‫ه��ي الأخرى – وعلى الرغم من الأزمة املالية‬ ‫التي تع�صف بالإمارة منذ عامني و�أكرث – يف‬ ‫العربية‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫دعم العديد من امل�شاري��ع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شبان‪.‬‬ ‫وم�ساندتها ‪ ،‬وال�سيما املخرجني ّ‬ ‫كل ه��ذا ق��د يكون‪ ،‬خ�لال الع��ام ‪ ،2010‬يف‬ ‫بدايات��ه‪ ،‬غ�ير �أن��ه – وب�ش��كل م�ؤكّ ��د – �س��وف‬ ‫يك��ون ذا مفع��ول �أ�سا�س��ي م��ن خل��ق نه�ض��ات‬ ‫�سينمائي��ة‪ ،‬تعتمد بخا�صة على عن�رص ال�شباب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خ�لال ال�سنوات التالي��ة‪ .‬ومن امل�ؤكّ ��د �أي�ض ًا �أن‬ ‫هذا املفع��ول �سي�شمل‪ ،‬ورمب��ا يف املقام الأول‪،‬‬ ‫�سينمائية حقيقية يف بلدان اخلليج‬ ‫خلق نه�ضة‬ ‫ّ‬ ‫العربي نف�سها‪ .‬ويف هذا ال�سياق‪ ،‬ال ب�أ�س من �أن‬ ‫العربية‬ ‫نخت��م ا�ستعرا�ضنا هنا لواقع ال�سينمات‬ ‫ّ‬ ‫للع��ام ‪ ،2010‬بالإ�شارة �إىل واحدة من الإمارات‬ ‫الأ�سا�سي��ة للن�شاط ال�سينمائ��ي اخلليجي خالل‬ ‫العام الذي نحن يف �صدده‪ .‬ونعني بهذا مهرجان‬ ‫�سينم��ا اخللي��ج‪ ،‬ال��ذي ‪ -‬م��ن دون �أن يزعم �أنه‬ ‫�سينمائية‬ ‫عر�ض خالل دورته للعام ‪ ،2010‬حتف ًا‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،-‬متكّ��ن من �أن مي ّهد الأر�ض �أكرث و�أكرث – عرب‬

‫ع�رشات الأفالم الق�ص�يرة واملتو�سطة‪ ،‬الروائية‬ ‫والوثائقي��ة‪ ،‬و�أف�لام التحري��ك‪� ،‬آتي��ة من بلدان‬ ‫عدي��دة يف �شب��ه اجلزي��رة مب��ا فيه��ا الع��راق‬ ‫واليم��ن – لوالدة ما ميكننا من��ذ الآن ت�سميته‪:‬‬ ‫�سينم��ا امل�ستقبل‪ .‬ولع ّل نقط��ة التفا�ؤل الأخرية‬ ‫ه��ذه ت�صل��ح خلتام هذا التقرير‪ ،‬ال��ذي ال ب ّد من‬ ‫م��رة �أخ�يرة‪ ،‬للق��ول �إن��ه‪ ،‬يف خمتلف‬ ‫الع��ودة‪ّ ،‬‬ ‫�سماته‪ ،‬يب��دو لنا تقريراً يتح��دث بالأحرى عن‬ ‫نقط��ة انعطافية يف زم��ن انتقايل‪ .‬زم��ن بداية‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ربيع جديد لل�سينما‬ ‫ّ‬ ‫�شكل بياين رقم ‪2‬‬ ‫�سوق توزيع الأفالم ال�سينمائية يف العامل العربي خالل العام ‪2010‬‬ ‫‪4%‬‬

‫�سينما �أوروبية و�أمريكية‬

‫‪18%‬‬

‫�آ�سيوية‬ ‫عربية‬ ‫حملية‬

‫‪58%‬‬

‫‪20%‬‬

‫�شكل بياين رقم ‪1‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪48‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪3 4‬‬

‫‪5‬‬

‫فل�سطني‬

‫‪3 4 4‬‬

‫�سوريا‬

‫‪2‬‬

‫‪4 3‬‬

‫تون�س‬

‫‪4‬‬

‫‪7‬‬

‫اجلزائر‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫لبنان‬

‫‪30‬‬

‫‪15 14‬‬

‫‪8‬‬

‫املغرب‬

‫م�صر‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫الإبـــداع‬

‫مقارنة بني الإنفاق والعر�ض للأفالم املحلية بني ‪ 2008‬و ‪ 2009‬و ‪2010‬‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 554‬للتنمية الثقافية‬ ‫جدول ‪1‬‬ ‫البلد ‬ ‫البلد‬

‫ح�ص�ص املناطق يف عرو�ض ال�صاالت خالل العام ‪2010‬‬

‫�سينما‬ ‫‪ 127‬دولة‬ ‫الرتتيب ‪/‬‬ ‫آ�سيوية‬ ‫أوروبية �‬ ‫�أمريكية �‬

‫الرتتيب عربي ًاحم ّلية‬ ‫عرب ّية‬

‫ال�صاالت‬

‫الأردن‬

‫‪94‬‬

‫‪7‬‬

‫‪14‬‬

‫‪1‬‬

‫‪32‬‬

‫الإمارات‬

‫‪184‬‬

‫‪82‬‬

‫‪20‬‬

‫‪1‬‬

‫‪241‬‬

‫البحرين‬

‫‪212‬‬

‫‪72‬‬

‫‪22‬‬

‫‪1‬‬

‫‪53‬‬

‫‪43+30‬‬

‫‪8‬‬

‫‪14‬‬

‫‪4‬‬

‫‪21‬‬

‫تون�س‬

‫�أوروبية‬

‫اجلزائر‬

‫‪43+9‬‬

‫‪12‬‬

‫‪21‬‬

‫‪10‬‬

‫‪82‬‬

‫�أوروبية‬

‫املغرب‬

‫‪84+27‬‬

‫‪8‬‬

‫‪16‬‬

‫‪18‬‬

‫‪77‬‬

‫العراق‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪5‬‬

‫ُعمان‬

‫‪71‬‬

‫‪101‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬

‫‪9‬‬

‫فل�سطني‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪5‬‬

‫قطر‬

‫‪193‬‬

‫‪78‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬

‫‪37‬‬

‫الكويت‬

‫‪187‬‬

‫‪112‬‬

‫‪22‬‬

‫‪0‬‬

‫‪67‬‬

‫لبنان‬

‫‪214‬‬

‫‪62‬‬

‫‪21‬‬

‫‪5‬‬

‫‪98‬‬

‫ليبيا‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪10‬‬

‫م�صر‬

‫‪218‬‬

‫‪109‬‬

‫‪( 4‬غري‬

‫‪38‬‬

‫‪403‬‬

‫م�صرية)‬

‫موريتانيا‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫اليمن‬

‫‪0‬‬

‫‪28‬‬

‫‪26‬‬

‫‪0‬‬

‫‪5‬‬

‫‪38+10‬‬

‫‪14‬‬

‫‪12‬‬

‫‪3‬‬

‫‪25‬‬

‫‪% 57‬‬

‫‪% 20‬‬

‫‪% 18‬‬

‫‪%4‬‬

‫‪1210‬‬

‫�سوريا‬ ‫ن�سبة معدل‬ ‫مئوية‬

‫ح�ص�ص املناطق يف عرو�ض ال�صاالت خالل ‪2010‬‬

‫ ‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪555‬‬

‫‪ 2010‬والدراما التلفزيونية‪:‬‬ ‫�إىل ال�شا�شة ال�صغرية من دون خجل‬

‫الإبـــداع‬

‫كان العام ‪ 2010‬عام "كارلو�س"‪ .‬وكارلو�س‬ ‫ال��ذي نتح��دث عن��ه هن��ا ه��و بالتحدي��د ذل��ك‬ ‫ال�سج�ين القاب��ع من��ذ �سن��وات طويل��ة يف �أح��د‬ ‫الفرن�سي��ة‪ ،‬الإرهاب��ي بالن�سب��ة �إىل‬ ‫ال�سج��ون‬ ‫ّ‬ ‫البع�ض و"بطل احلرية ومنا�ضلها" بالن�سبة �إىل‬ ‫البع�ض الآخر‪ .‬غ�ير �أننا �إذ نفتتح تقريرنا حول‬ ‫الدرام��ا التلفزيونية‬ ‫العربية للع��ام ‪ 2010‬بذكر‬ ‫ّ‬ ‫كارلو�س هذا‪ ،‬ف�إ ّننا ال ب ّد �أن ن�شري على الفور �إىل‬ ‫�أن حديثنا هنا لن يدور حول كارلو�س ك�إرهابي‬ ‫�أوبط��ل �أو �سجني‪ ،‬بل من حوله وق��د �أعار ا�سمه‬ ‫للمرة الأوىل ويف‬ ‫�إىل م�سل�س��ل �صار من��ذ ُعر�ض ّ‬ ‫وقت واحد على ال�شا�شتني الكبرية (يف مهرجان‬ ‫"كان" ال�سينمائ��ي) وال�صغرية (من على �شا�شة‬ ‫أ�سا�سية‬ ‫املحطة الفرن�سية التي �أنتجته)‪ ،‬عالمة �‬ ‫ّ‬ ‫تطور العالقة بني ال�سينما والتلفزة‪.‬‬ ‫من عالمات ّ‬ ‫بل �أكرث من هذا‪� ،‬صار �إمارة على انتفاء ال�رصاع‬ ‫بني ال�شا�شتني‪ .‬ولقد ع ّزر من هذا الواقع اجلديد‪،‬‬ ‫�أن �إنت��اج "كارلو���س" وعر�ض��ه �إمن��ا ج��اءا يف‬ ‫ع��ام و�صل��ت �إىل ذروته��ا في��ه حرك��ة بد�أته��ا‬ ‫�شبك��ة ‪ H.B.O‬الأمريكي��ة ب�إنت��اج جمموع��ة‬ ‫كب�يرة م��ن م�سل�سالت و�أعم��ال تلفزيونية دعت‬ ‫�إىل حتقيقه��ا – �أو الإ��شراف عليها – جمموعة‬ ‫ممي��زة من �أهل ال�سينما العاملية بدءاً من مارتن‬ ‫ّ‬ ‫�سكور�سي��زي و�صو ًال �إىل �ستيفن �سبيلربغ‪ ،‬مروراً‬ ‫ب�ستيف��ان �سودرب��رغ وغا�س فان �سان��ت و�آخرين‬ ‫م��ن طينتهم��ا‪ .‬من هنا‪ ،‬كان الع��ام ‪ 2010‬عام ًا‬ ‫مت �إنتاج‬ ‫ممي��زاً‬ ‫ومف�صلي ًا يف هذا املجال‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ّ‬ ‫ك ّل ه��ذه الأعم��ال وعر�ضه��ا واجتذابه��ا �أعداداً‬ ‫ونوعيات مده�شة من املتفرجني‪ ،‬مربرة ملئات‬ ‫ال�صف‬ ‫الف ّنان�ين الآخرين‪ ،‬وال�سيما م��ن مم ّثلي‬ ‫ّ‬ ‫الأول يف الع��امل‪ ،‬تلك "اخليانة" لل�سينما‪ ،‬والتي‬

‫مل تعد خيانة بالطبع‪.‬‬ ‫طبع�� ًا ال نعن��ي به��ذا �أن �إنت��اج "كارلو�س"‬ ‫الفرن�س��ي وع��شرات الأعم��ال الأمريكي��ة‪ ،‬كان‬ ‫�شيئ�� ًا جدي��داً‪ .‬فاحلقيق��ة �أن ال�سينم��ا والتلفزة‬ ‫تتقاطع��ان من��ذ �سن��وات عدي��دة‪ .‬ولطامل��ا‬ ‫كان ف ّنان��و ال�سينم��ا يندفع��ون �إىل العم��ل يف‬ ‫التلف��زة‪ .‬وفنانو ه��ذه الأخرية يعت�برون ذروة‬ ‫جناحه��م و�صوله��م �إىل االنتق��ال �إىل ال�سينما‪،‬‬ ‫�أو الإط�لال عليه��ا ب�ين ح�ين و�آخ��ر‪ .‬ونع��رف‬ ‫يف جم��االت عملي��ة �أك�ثر �أن عرو���ض الأف�لام‬ ‫ال�سينمائي��ة كانت دائم ًا بع���ض �أجنح ماتق ّدمه‬ ‫ّ‬ ‫املحط��ات التلفزيونية‪ ،‬كم��ا �أن ثمة يف خريطة‬ ‫ال�سينمائية يف الع��امل مئات القنوات‬ ‫ال�شب��كات‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫أف�لام‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫عرو���ض‬ ‫يف‬ ‫�ص��ة‬ ‫املتخ�ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحيث �صارت املحطات تعت�بر ذاكرة لل�سينما‪.‬‬ ‫ني هن��ا �أن معظم �أفالم ال�سينما‪ ،‬حتى‬ ‫ثم النن�س ّ‬ ‫من قبل �أن تعر�ض على ال�شا�شات ال�صغرية‪ ،‬كان‬ ‫يظهر وا�ضح ًا يف عناوينها مدى اعتمادها على‬ ‫الأم��وال التلفزيونية ك��ي حتقق‪ .‬منذ عقود كان‬ ‫ميك��ن مل�شاهد الفيلم �أن يق��ر�أ يف افتتاحية تلك‬ ‫العناوي��ن �أ�سماء ع�رشات ال��شركات واملحطات‬ ‫التلفزيوني��ة كمنت��ج للأف�لام‪ .‬غري �أن ه��ذا كلّه‬ ‫يتم و�س��ط مناخ يبدو "ت�آمري�� ًا تواط�ؤياً"‪،‬‬ ‫كان ّ‬ ‫في��ه ما فيه من خجل �سينمائي‪ .‬اليوم يبدو هذا‬ ‫كلّ��ه جزءاً م��ن املا�ضي‪ .‬وكم��ا �أ�رشنا �صار هذا‬ ‫ال�سينمائيني‪،‬‬ ‫يب��دو وا�ضح ًا وغ�ير مثري خلج��ل‬ ‫ّ‬ ‫منذ �سنوات قليل��ة‪ ،‬ب�شكل �أتى عر�ض م�سل�سالت‬ ‫‪ H.B.O‬و"كارلو�س" لي�شكّل ذروته‪.‬‬ ‫واحلقيق��ة �أن افتت��اح احلدي��ث بالإ�ش��ارة‬ ‫عام‬ ‫�إىل "كارلو���س" يف تقري�� ٍر ع��ن ن�شاط��ات ٍ‬ ‫العربي��ة‪،‬‬ ‫يف جم��ال الدرام��ا التلفزيوني��ة‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 556‬للتنمية الثقافية‬

‫فــــي ‪ ،2010‬وا�صـــل مبدعـــو‬ ‫ال�سيــــنما العـــرب �إنتاجــــهم‬ ‫املرة من‬ ‫التلفزيوين‪ ،‬لكن هذه ّ‬ ‫دون الالزمــــة التي ير ّددونها‬ ‫ب�أنــــهم يخو�ضـــون التلفزيون‬ ‫بانتظار �أيام �أف�ضل تتيح لهم‬ ‫�سينمائية‪.‬‬ ‫�إنتاج �أفالم‬ ‫ّ‬

‫ال يزال التناف�س الرئي�س يف‬ ‫العربية‬ ‫التلفزيونية‬ ‫الأ�سواق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصية‬ ‫يتعلّق بامل�سل�ســـالت‬ ‫ّ‬ ‫وال�ســــورية‪� .‬أمـا امل�سل�ســـــالت‬ ‫ّ‬ ‫اخلليجية فـال تعر�ض �إال علـى‬ ‫ّ‬ ‫اخلليجية‪.‬‬ ‫�شا�شات القنوات‬ ‫ّ‬

‫اليب��دو – بالن�سب��ة �إلين��ا – ناف��راً هن��ا‪ .‬وذلك‬ ‫بالتحدي��د لأن الق�ضي��ة الت��ي تدور م��ن حولها‬ ‫�سينمائيت��ان‪� ،‬أو‬ ‫حكاي��ة كارلو���س (�ساعت��ان‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة‬ ‫‪� 5‬ساع��ات‬ ‫تلفزيوني��ة تقريب��اً) ق�ضي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫بامتي��از‪ .‬وك ّن��ا منذ زمن بعيد نتو ّق��ع �أن يقدم‬ ‫مبدع��ون عرب عل��ى تقدميها‪ .‬ف���إذا بالفرن�سي‬ ‫�أوليفيي��ه ال�ساي���س يح ّققه��ا‪ .‬عزا�ؤن��ا هن��ا �أن‬ ‫�ص��ورت يف لبنان‬ ‫م�شاه��د كث�يرة من امل�سل�سل ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬كم��ا �أن ممثلني‬ ‫وغ�يره م��ن البل��دان‬ ‫ّ‬ ‫ّلبنانيني‪� ،‬شاركوا يف متثيل‬ ‫عرباً‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا ال‬ ‫ّ‬ ‫�أدوار �أ�سا�سي��ة يف امل�سل�سل‪ .‬ولع ّل ما ميكننا �أن‬ ‫ن�ضيفه يف هذا ال�سياق على �صعيد الطرح الذي‬ ‫بد�أنا به هذا الكالم هو �أن امل�رشوع حر�ص منذ‬ ‫وتلفزيوني ًا يف‬ ‫�سينمائي ًا‬ ‫البداي��ة على �أن يب��دو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�آن‪ ،‬مبعن��ى �أن خمرجه – وهو خمرج �سينمائي‬ ‫طليعي يف فرن�سا‪ ،‬خا���ض الإخراج بعدما كان‬ ‫ال�سينمائي��ة ناق��داً يف "كرا�س��ات‬ ‫ب��د�أ حيات��ه‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينم��ا"‪ ،cahiers du cinema ،‬املجلة التي‬ ‫كان م��ن همومه��ا الأوىل الدف��اع ع��ن املهن��ة‬ ‫ال�سينمائي��ة‪ ،‬وحتديداً �ض ّد التلف��زة‪� ،‬إىل �سنوات‬ ‫ّ‬ ‫قليل��ة �أعلن��ت خالله��ا ا�ست�سالمها �أم��ام فكرة‬ ‫الّلقاء بني ال�شا�شتني‪ .‬بل �أي�ض ًا راحت تدعو �أهل‬ ‫ال�سينم��ا �إىل دعم التلف��زة ب�إيداعهم وجتديدات‬ ‫ال�سينمائية‪ .‬وهو �أمر ب��د�أ يتح ّقق خالل‬ ‫لغته��م‬ ‫ّ‬ ‫ال�سنوات الع�رش الأخرية‪ .‬و�أو�صله ال�ساي�س‪ ،‬بني‬ ‫�آخري��ن‪� ،‬إىل ذروت��ه بحي��ث �إ ّننا حت��ى �إن �آثرنا‬ ‫�أن ن�شاه��د م�سل�س��ل "كارلو���س" (�أو غ�يره م��ن‬ ‫الأعم��ال املتكاثرة املح ّقق��ة يف مكان ما بني‬ ‫ال�سينم��ا والتلفزي��ون)‪ ،‬يف منازلن��ا‪ ،‬م��ن على‬ ‫�أجهزة التلفزة يف بيوتنا‪� ،‬سوف نده�ش لأعمال‬ ‫ال�سينمائية‪.‬‬ ‫"تلفزيونية" لها ك ّل �إبداعات الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫التلفزيونية‬ ‫ومن الوا�ضح هنا �أننا مع التقنيات‬ ‫ّ‬ ‫التي تعرف جتدي��دات ال تتوقف‪ ،‬ومع �ضخامة‬ ‫�أجهزة العر�ض يف البيوت‪ ،‬مل يعد من الإن�صاف‬ ‫يل العر���ض‪ :‬ال�صاالت‬ ‫التفري��ق كث�يراً بني جما ّ‬ ‫والبي��وت‪ .‬ولع ّل ه��ذا حافز �إ�ض��ايف يربر لأهل‬ ‫ل�سنوات قليلة‬ ‫ال�سينما ما كان يعت�بر "خيانة"‬ ‫ٍ‬ ‫تلفزيوني��ة‪ .‬ونح��ن �إذا‬ ‫خل��ت‪ :‬حتقي��ق �أعم��ال‬ ‫ّ‬

‫توقفنا عند الع��ام ‪ 2010‬الذي نحن يف �صدده‪،‬‬ ‫وح��ده‪ ،‬وانتقلنا �إىل ف�ضائن��ا العربي‪ ،‬لن نعدم‬ ‫وفنياً‪ ،‬من‬ ‫تقني ًا ّ‬ ‫�أمثل��ة كثرية ت�ؤكد هذا الواقع‪ّ ،‬‬ ‫قيمياً‪.‬‬ ‫دون �أن يكون ت�أكيدنا هذا حكم ًا ّ‬ ‫على ال�صعي��د العربي‪ ،‬وا�ص��ل‪� ،‬إذاً‪ ،‬كرث من‬ ‫مبدعي ال�سينما العرب �إنتاجهم التلفزيوين وهذه‬ ‫امل��رة من دون ت��ر ّدد بالت�أكيد‪ ،‬وم��ن دون تلك‬ ‫ّ‬ ‫الالزم��ة التي كان البع�ض ق��د اعتاد مواجهتنا‬ ‫مرة وجد نف�سه يف حاجة �إىل تربير‬ ‫به��ا يف ك ّل ّ‬ ‫�سينمائية"‪ ،‬وفحواها �أنهم‬ ‫�أمام "يقظة �ضم�ير‬ ‫ّ‬ ‫�إمنا يخو�ضون التلفزيون يف انتظار �أيام �أف�ضل‬ ‫ال�سينمائية‪.‬‬ ‫حيث يتاح لهم �أن يحققوا �أحالمهم‬ ‫ّ‬ ‫يف احلقيق��ة انتهى الأم��ر بالبارزين منهم (من‬ ‫�أمثال جندت �أنزور وبا�سل اخلطيب يف �سورية‪،‬‬ ‫و�سم�ير حب�ش��ي يف لبنان‪ ،‬ورمب��ا الّلبناين �أ�سد‬ ‫ف��والدكار �إمنا يف م�رص‪ ،‬ونادر جالل يف م�رص‬ ‫نف�سه��ا‪� )...‬إىل �أن ي��روا �إمكاني��ة لتحقي��ق تل��ك‬ ‫ال�سينمائي��ة" يف التلفزي��ون نف�س��ه‪.‬‬ ‫"الأح�لام‬ ‫ّ‬ ‫وهن��ا �أي�ض�� ًا رمب��ا يف �إمكانن��ا اعتب��ار الع��ام‬ ‫مف�صلياً‪ .‬وكذلك رمب��ا العام الذي‬ ‫‪ 2010‬عام�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫قبل��ه‪ ..‬بل الأع��وام التي قبله‪ .‬ف���إذا نظرنا مث ًال‬ ‫�إىل م�سل�س��ل "ذاك��رة اجل�سد" ال��ذي حققه �أنزور‬ ‫عن رواي��ة �شعبي��ة معروفة للكاتب��ة اجلزائرية‬ ‫�أح�لام م�ستغامن��ي‪ ،‬م��ن بطولة جم��ال �سليمان‬ ‫واجلزائري��ة �أم��ل بو�شو�ش��ة‪ ،‬ه��ل يف و�سعنا �أن‬ ‫نحل��م له��ذه الرواي��ة – الت��ي كان يتخاطفه��ا‬ ‫ال�سينمائيون منذ ما ال يق ّل عن ع�رش �سنوات‪ ،‬ثم‬ ‫ّ‬ ‫يفت��ون يف نهاية الأم��ر بـ"�صعوبة �أفلمتها"‪،-‬‬ ‫مب�ص�ير �أف�ضل م��ن م�صريها التلفزي��وين هذا؟‪.‬‬ ‫فنح��ن‪� ،‬س��واء �أك ّنا �أحببن��ا ه��ذه الروائية �أم مل‬ ‫نحبه��ا‪ ،‬الميكننا �أن ننك��ر �أن حتقيق �أنزور لها‬ ‫ّ‬ ‫�سينمائي�� ًا بالت�أكيد لغ��ة و�أداء‪ .‬طبع ًا رمبا‬ ‫�أتى‬ ‫ّ‬ ‫يكون الزم��ن التلفزيوين (القيا�س��ي)‪� 30 :‬ساعة‬ ‫متت ّد على ‪ 30‬حلقة لتعر�ض طوال �شهر رم�ضان‬ ‫الكرمي‪ ،‬فر�ض نوع ًا من التطويل – الذي تداركه‬ ‫املخ��رج‪ ،‬ال�سينمائ��ي الهوى كما ه��و معروف‪،‬‬ ‫بلقطات بانورامية ال تخلو من جمالٍ متناق�ض‬ ‫التلفزيونية‬ ‫م��ع املعهود يف احلركة "الّلغوي��ة"‬ ‫ّ‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪557‬‬

‫*‬

‫*‬

‫*‬

‫التلفــــزيون ودرامــاه حــــلاّ ‪،‬‬ ‫بالن�ســـبة �إلــى اجلـــر�أة فـــي‬ ‫معاجلـــة املوا�ضيــع ال�شائكة‬ ‫العربية‪ ،‬حمل‬ ‫يف املجتمعات‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينما وبقية الفنون‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫‪ ،‬لكن هذا ال يب�� ّدل يف الأمور �شيئاً‪ ...‬وال يغيرِّ‬‫واق��ع �أن التلفزي��ون �أنقذ عم ًال �أدبي�� ًا من احلكم‬ ‫عليه با�ستحالة الأفلمة‪.‬‬ ‫وينقلن��ا ه��ذا بالطب��ع‪� ،‬إىل التوغ��ل ب�ش��كل‬ ‫�أو�ضح يف الع��ام الدرامي التلفزيوين الذي نحن‬ ‫يف �ص��دده‪ .‬ف���إذا كان يف �إمكانن��ا �أن نعت�بر‬ ‫"ذاكرة اجل�سد" �أبرز �أعمال ذلك العام‪ ،‬ف�إن هذا‬ ‫اليقلّ��ل من �أهمية بقي��ة الأعم��ال التي عر�ضت‬ ‫عربي��ة‬ ‫خ�لال الع��ام نف�س��ه �آتي��ة م��ن مناط��ق ّ‬ ‫كث�يرة‪� ،‬إمن��ا مع تف��اوت يف �إنت��اج ك ّل منطقة‪،‬‬ ‫وم��دى قدرة الأعمال املنتجة هنا �أو هناك على‬ ‫فر�ض ح�ضورها خ��ارج مناطق �إنتاجها‪ .‬وقبل‬ ‫التوقف عند هذا‪ ،‬ال ب ّد من �أن نورد هنا جمموعة‬ ‫من املالحظات التي ميكن التوقف عندها بغية‬ ‫تو�ضي��ح ال�ص��ورة الإجمالي��ة ملا ح��دث عربي ًا‬ ‫على ال�صعيد التلفزيوين‪.‬‬ ‫يف املق��ام الأول‪ ،‬الت��زال تتوا�ص��ل‬ ‫تل��ك الظاهرة التي تث�ير احتجاجات ج ّدية‬ ‫ومتفاوتة الق��وة بني احلني والآخر‪ :‬ظاهرة‬ ‫انح�صار عرو���ض امل�سل�س�لات اجلديدة ك ّل‬ ‫عام خ�لال �شهر رم�ض��ان دون بقية �شهور‬ ‫ال�سن��ة م��ع ا�ستثن��اءات قليلة تتعل��ق‪ ،‬على‬ ‫� ّأي ح��ال‪ ،‬بالأعمال الأق��ل �أهمية– يف ر�أي‬ ‫القنوات املنتجة �أو امل�شرتية‪ ،-‬وهي عبارة‬ ‫ع��ن م�سل�س�لات الجت��د لنف�سها مكان�� ًا على‬ ‫�شا�ش��ات رم�ضان فتعر�ض بع��ده‪� ،‬أو ت�ؤجل‬ ‫�أو – �أحيان ًا – تختفي متاماً‪.‬‬ ‫الي��زال التناف���س الأ�سا�س��ي يف‬ ‫العربي��ة‪ ،‬يتعل��ق‬ ‫الأ�س��واق التلفزيوني��ة‬ ‫ّ‬ ‫بامل�سل�س�لات امل�رصي��ة وال�سوري��ة‪� .‬أما �إذا‬ ‫كان��ت امل�سل�سالت اخلليجية قد بد�أت تعرف‬ ‫لنف�سها مكان ًا ما عل��ى ال�شا�شات ال�صغرية‪،‬‬ ‫ف�إنه��ا يف غالبيته��ا العظم��ى التعر�ض �إال‬ ‫اخلليجي��ة‪ ،‬بحيث‬ ‫عل��ى �شا�ش��ات القن��وات‬ ‫ّ‬ ‫خليجي�ين حتى ولو‬ ‫�إن متفرجيه��ا يبق��ون‬ ‫ّ‬ ‫عر�ضت على �شا�شات �أكرث من بلد‪.‬‬ ‫امل�رصية‬ ‫زداد ا�ستعان��ة امل�سل�سالت‬ ‫ّ‬ ‫بنج��وم ع��رب م��ن خ��ارج م�صر‪،‬‬ ‫بخا�ص��ة‪،‬‬ ‫ٍ‬

‫وتقني�ين‪ ،‬وكذلك حال‬ ‫و�أحيان�� ًا مبخرجني‬ ‫ّ‬ ‫امل�سل�سالت ال�سوري��ة و�إن بوترية �أقلّ‪ .‬ولقد‬ ‫�أ�سه��م ه��ذا الواق��ع يف �إعادة البع��د العربي‬ ‫الع��ام �إىل الف�ضاء الدرام��ي امل�رصي‪ ،‬الذي‬ ‫بتنا نالحظ �أكرث و�أكرث يف العام ‪� ،2010‬أنه‬ ‫يعطي بط��والت مطلقة ملمثل�ين من خارج‬ ‫م�ص��ر‪ .‬ولع ّل الأمثل��ة الأربعة الأك�ثر بروزاً‬ ‫ح��االت جمال �سليمان و�س��وزان جنم الدين‬ ‫ورمب��ا جمانة م��راد (من �سوري��ة)‪ ،‬ونيكول‬ ‫�ساب��ا (من لبنان)‪ ،‬وطبع ًا هن��د �صربي (من‬ ‫تون���س)‪ .‬وال ب�� ّد من �أن نالح��ظ هنا �أن هذه‬ ‫اال�ستعان��ة ت�سه��م يف تعريب ع��امل الدراما‬ ‫امل�سل�سل��ة‪ .‬لك��ن الأم��ر لي�س �صدف��ة والهو‬ ‫فع��ل �إرادي �سيا�سي‪ .‬بل �إنه ينبع من زيادة‬ ‫تعري��ب الإنتاج��ات الدرامي��ة نف�سها‪ .‬وهو‬ ‫تعري��ب يط��اول ميادي��ن تب��دو م�ستغرب��ة‬ ‫(ك�أن يخ��رج الّلبناين �أ�سد ف��والدكار "�سيت‬ ‫ك��وم" م�رصي�� ًا خال�ص ًا ه��و "راج��ل و�ست‬ ‫�ست��ات" وينج��ح في��ه �إىل درج��ة �أن يعه��د‬ ‫�إلي��ه ب�إخراج �أجزائ��ه املتتالية‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫ميدان التمثيل‪ .‬ويف ه��ذا ال�سياق‪ ،‬قد يكون‬ ‫ممكن�� ًا التوقف �أي�ض�� ًا عند م�سل�س��ل "ذاكرة‬ ‫اجل�س��د"‪ ،‬الذي ق ّدم �ص��ورة مثالية للتعاون‬ ‫وم�رصيني‬ ‫و�سوريني‬ ‫جزائريني‬ ‫العربي بني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولبناني�ين فر�ضت��ه احلال��ة التلفزيوني��ة‬ ‫ّ‬ ‫نف�سها‪ ،‬باعتبارها �أ�ضحت �أكرث و�أكرث حالة‬ ‫معينة تبدو‬ ‫تتع ّدى احل��دود لتجعل �أعم��ا ًال ّ‬ ‫"قومي��ة" �أك�ثر م��ن ذات هوية‬ ‫ذات هوي��ة‬ ‫ّ‬ ‫وطنية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أم��ا املالحظة التي ميك��ن �أن تختم‬ ‫بها ه��ذه املالحظات‪ ،‬فتتعلق بحقيقة بات‬ ‫ال ب�� ّد من �أخذها يف االعتب��ار‪ ،‬حتى و�إن مل‬ ‫تك��ن تتعلق يف العام الذي نتحدث عنه هنا‬ ‫وح��ده‪ :‬وفحواه��ا �أن التلفزي��ون ودرام��اه‬ ‫ق��د ح�لاّ‪ ،‬بالن�سب��ة �إىل اجل��ر�أة يف معاجلة‬ ‫املوا�ضي��ع ال�شائك��ة الت��ي ي�س��ود النقا���ش‬ ‫العربي��ة‪ ،‬علن�� ًا �أو‬ ‫حوله��ا يف املجتمع��ات‬ ‫ّ‬ ‫خفية‪ ،‬حمل ال�سينما وبقية الفنون‪ .‬ولعل �آية‬

‫*‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 558‬للتنمية الثقافية‬

‫يف ‪ ،2010‬وجدنا �أنف�سنا �أمام‬ ‫عربية ت�صل‬ ‫خريطة "درامية"‬ ‫ّ‬ ‫يف جمموع �إنتاجها �إىل نحــو‬ ‫متنوع ًا‬ ‫‪� 150‬إىل ‪ 160‬م�سل�س ًال ّ‬ ‫ُعر�ضت على ع�رشات املحطّ ات‬ ‫التلفـــــزيــونية‪ ،‬لكـــن لتقـــول‬ ‫ّ‬ ‫ماذا؟‪.‬‬

‫العربية التي حققت‬ ‫ه��ذا‪� ،‬أن �أي ًا من الأفالم‬ ‫ّ‬ ‫يف ال�سن��وات الأخرية‪ ،‬مل يرث غ�ضب الرقابة‬ ‫خ�لال الأع��وام الأخ�يرة – وال�سيم��ا العام‬ ‫‪ – 2010‬كم��ا فعل بع�ض امل�سل�سالت‪� ،‬سواء‬ ‫ال�سيا�سية �أم‬ ‫الديني��ة �أم‬ ‫م��ن ناحية الرقابة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أخالقي��ة‪ .‬ولعلّ��ه ميك��ن القول ح��ول هذا‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫الأمر‪� ،‬إن��ه فيما �صارت الأفالم املنتجة يف‬ ‫�شتى �أنح��اء العامل العرب��ي �أفالم ًا مفروزة‬ ‫تهريجي��ة م�صنوع��ة للفتي��ان‬ ‫ب�ين �أعم��ال‬ ‫ّ‬ ‫ي�سم��ى يف املا�ض��ي‬ ‫�أو حت��ى مل��ا كان ّ‬ ‫فنية �أكرث‬ ‫أعمال‬ ‫�‬ ‫مقابل‬ ‫"جمهور التري�سو"‬ ‫ّ‬ ‫حميمي��ة وبالت��ايل �أق ّل قدرة عل��ى اجتذاب‬ ‫اجلمه��ور العري���ض‪ ،‬تكاد التعر���ض �إال يف‬ ‫مت��ر م��رور الك��رام حني‬ ‫املهرجان��ات ث��م ّ‬ ‫تعر���ض يف ال�صاالت‪� ،‬ص��ارت امل�سل�سالت‬ ‫دن��وا م��ن امل�ش��كالت‬ ‫تنوعه��ا �أك�ثر ّ‬ ‫عل��ى ّ‬ ‫االجتماعي��ة يف انق�سامه��ا ب�ين م�سل�سالت‬ ‫وكوميدي��ة‪،‬‬ ‫وعاطفي��ة‬ ‫وديني��ة‬ ‫تاريخي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جا�سو�سي��ة وخماب��رات وم��ا‬ ‫وم�سل�س�لات‬ ‫ّ‬ ‫وم��رة �أخرى يبدو جن��دت �أنزور‪ ،‬يف‬ ‫�شابه‪ّ .‬‬ ‫الع��ام ‪ ،2010‬الأك�ثر �إث��ارة لل�سج��ال لي�س‬ ‫ب�سبب "ذاك��رة اجل�سد" الذي ح��اول فيه �أن‬ ‫يخ ّف��ف من مفعول ال�صفح��ات الأكرث �إثارة‬ ‫للجدل– جن�سي��اً– يف الرواية الأ�صلية‪ ،‬بل‬ ‫ب�سبب م�سل�سله الآخر الأكرث جر�أة "ماملكت‬ ‫�أَيمْ انك��م" الذي �أو�صل فيه دن��و التلفزة من‬ ‫أخالقية �إىل م�ستوى‬ ‫الدينية وال‬ ‫املحظورات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال �سابق له‪.‬‬ ‫طبع�� ًا انطالق�� ًا م��ن هن��ا‪ ،‬ويف ع��ودة �إىل‬ ‫تفا�صيل العام الدرامي التلفزيوين‪ ،‬ميكن القول‬ ‫�إن جن��دت �أن��زور‪ ،‬كعادت��ه منذ �سن��وات طويلة‬ ‫– م��ع بع�ض االنقطاعات – كان خمرج العام‬ ‫التلفزي��وين بامتي��از‪ ،‬م��ن خالل عملي��ه الّلذين‬ ‫كان��ت ل��ك ّل منهم��ا �ضج��ة خا�صة ب��ه‪" :‬ذاكرة‬ ‫اجل�س��د" م��ن خالل �شه��رة الرواية الت��ي اقتب�س‬ ‫عنها‪ ،‬و"ما ملكت �أَيمْ انكم" من خالل طروحاته‬ ‫الفكري��ة اجلريئ��ة‪ ،‬الت��ي �أ�سه��م بع���ض مواقف‬ ‫ر�سمي��ة �أو مت�ش ّددة يف م�ضاعف��ة عدد ح�ضوره‬ ‫ّ‬

‫على ال�شا�شات العديدة التي عر�ض عليها خالل‬ ‫رم�ضان ‪.2010‬‬ ‫بي��د �أن �أن��زور مل يكن وحده‪ .‬ذل��ك �أن العام‬ ‫‪ ،2010‬وبعد ك ّل هذه املقدمات‪ ،‬يعترب من �أغزر‬ ‫الأعوام الأخرية‪� ،‬إنتاج�� ًا تلفزيونياً‪ ،‬مبعنى �أنه‬ ‫�سج��ل ما قد ميك��ن اعتب��اره االنت�ص��ار الأكرب‬ ‫ّ‬ ‫وكمياً‪ ،‬يف اخلريطة‬ ‫ا‬ ‫نوعي‬ ‫ة‪،‬‬ ‫التلفزيوني‬ ‫للدراما‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفنية للعامل العربي‪.‬‬ ‫طبع�� ًا هن��ا‪ ،‬ل��ن يك��ون م��ن ال�سه��ل تقدمي‬ ‫�إح�ص��اءات متكامل��ة ع��ن ك ّل م��ا �أنت��ج م��ن‬ ‫تلفزيونية يف �ش ّتى‬ ‫درامي��ة‬ ‫م�سل�سالت و�أعمال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية ط��وال العام – من‬ ‫املناط��ق والبل��دان‬ ‫ّ‬ ‫دون �أن نن�س��ى م��ا �أ�رشن��ا �إلي��ه ح��ول مترك��ز‬ ‫أ�سا�سية يف �شهر رم�ضان ‪ ،-‬وكذلك‬ ‫العرو�ض ال‬ ‫ّ‬ ‫احلي��ز اجلغرايف‪،‬‬ ‫م��ن ال�صعوب��ة مب��كان حتديد ّ‬ ‫وال�سوري ة‪.‬‬ ‫امل�رصية‬ ‫وبخا�صة للم�سل�سالت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غ�ير �أن م��ن املمك��ن‪ ،‬يف املقاب��ل‪ ،‬تقدمي‬ ‫التلفزيوني��ة �أم��ام‬ ‫�ص��ورة ت�ستعر���ض احلال��ة‬ ‫ّ‬ ‫ق��ارئ مطل��وب من��ه هن��ا‪ ،‬وه��و يق��ر�أ م��ا يلي‬ ‫م��ن ا�ستعرا���ض له��ذه احلال��ة‪� ،‬أن ي�ض��ع ن�صب‬ ‫عيني��ه املالحظات الت��ي �أوردناها يف الفقرات‬ ‫ال�سابقة‪.‬‬ ‫يف احلقيق��ة �أ ّنن��ا �إذا توقفن��ا‪ ،‬بالن�سبة �إىل‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫التلفزيونية‬ ‫حديثنا عن جديد الدرام��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عن��د م��ا عر���ض من ه��ذا اجلدي��د خ�لال العام‬ ‫‪ ،2010‬يف �شه��ر رم�ضان فق��ط‪ ،‬والذي هو‪ ،‬كما‬ ‫�أ�سلفن��ا‪ ،‬املو�سم الأهم له��ذه العرو�ض‪� ،‬سنجدنا‬ ‫�أم��ام ما ال يزيد على ‪ 85‬م�سل� ً‬ ‫س�لا‪ ،‬هي على � ّأي‬ ‫حال‪ ،‬الأبرز خالل �إنتاج العام كلّه‪ .‬غري �أن هذه‬ ‫امل�سل�س�لات لي�س��ت ك ّل �شيء‪ ،‬بل ه��ي مت ّثل يف‬ ‫احلقيقة ما ال يزي��د على ن�صف العدد الإجمايل‬ ‫ملا �أنتج حق��اً‪ ،‬وبالتايل ملا عر�ض بالفعل‪� .‬أما‬ ‫الن�صف الثاين فيت�ألف‪ ،‬بالأحرى من م�سل�سالت‬ ‫�إم��ا �أن تكون حملّية‪ ،‬مبعن��ى �أنها مل تعر�ض �إال‬ ‫لبنانية‬ ‫على قنوات يف البلد املنتج (م�سل�سالت‬ ‫ّ‬ ‫جزائرية يف اجلزائر‪� ...‬إلخ)‪،‬‬ ‫يف لبن��ان‪ ،‬مثالً‪� ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫�أو �أنه��ا عر�ض��ت عل��ى �أك�ثر من قن��اة لك ّنها مل‬ ‫تن��ل جناح�� ًا �أو اهتمام��اً‪� ،‬أو – �أخ�يراً – جن��د‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪559‬‬

‫الإبـــداع‬

‫عر�ضها ق��د � ّأجل ملوا�سم �أخ��رى ل�سبب �أو لآخر‪.‬‬ ‫م��ا يعن��ي �أن ف�ض��اء ك ّل ه��ذه الأعم��ال مل ي� ِأت‬ ‫عربي�� ًا �شامالً‪ ،‬كم��ا حال امل�سل�س�لات الأخرى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العربية اجلامع��ة‪ ،‬وتكاد‬ ‫أبعاده��ا‬ ‫�‬ ‫ت��زداد‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫تب��دو – يف ح��االت عدي��دة – غ�ير مرتبط��ة‬ ‫مبجتم��ع مع�ّي�نّ ‪ ،‬وال حت��ى م��ن حي��ث الّلهج��ة‬ ‫امل�ستخدم��ة‪ ،‬م��ا يزيد م��ن البعد العرب��ي العام‬ ‫له��ذا الن��وع م��ن الإب��داع الف ّن��ي‪ .‬وبالن�سبة �إىل‬ ‫املو�سم الرم�ضاين الذي بات منذ �سنوات‪ ،‬يعترب‬ ‫املو�س��م الدرام��ي التلفزيوين العرب��ي بامتياز‪،‬‬ ‫تق��ول لن��ا �إح�ص��اءات (دقيق��ة �إىل ح ّد م��ا) �إن‬ ‫جمموع امل�سل�سالت امل�رصية التي عر�ضت على‬ ‫والعربي��ة بل��غ ‪ 48‬م�سل�س ًال‪.‬‬ ‫امل�رصي��ة‬ ‫القن��وات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سورية فت�تراوح بني ‪ 8‬و‪12‬‬ ‫�أم��ا امل�سل�س�لات‬ ‫ّ‬ ‫لا (�إذا �أخذن��ا يف اعتبارنا كون امل�سل�سل‬ ‫م�سل�س� ً‬ ‫عربي��ة‪،‬‬ ‫�سوري�� ًا خال�ص��اً‪� ،‬أو خمتلط�� ًا ذا �أبع��اد ّ‬ ‫م��ن ناحية اختي��ار املمثلني و�أماك��ن الإنتاج‪،‬‬ ‫ب��ل حتى ال�رشكات املنتج��ة)‪ .‬ويف املقابل بلغ‬ ‫ع��دد امل�سل�سالت اخلليجية (�أي الآتية من بلدان‬ ‫جمل���س التع��اون اخلليج��ي‪ 19 ،‬عم ً‬ ‫�لا)‪ ،‬و�أربعة‬ ‫عراقية و�ستة �أعمال ميكن و�صفها ب�أنها‬ ‫�أعمال‬ ‫ّ‬ ‫"عربية �شامل��ة"‪ .‬و�إىل هذا ي�ضاف نحو ن�صف‬ ‫ّ‬ ‫اجلزائرية �أو‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫املغربي‬ ‫امل�سل�س�لات‬ ‫من‬ ‫دزينة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية‪� ...‬إلخ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واحلقيق��ة �أننا‪ ،‬يف نهاية الأمر‪ ،‬جند �أنف�سنا‬ ‫عربية‪ ،‬ت�صل يف جمموع‬ ‫�أمام خريطة "درامية" ّ‬ ‫متنوعاً‪،‬‬ ‫�إنتاجه��ا �إىل نحو ‪� 150‬أو ‪ 160‬م�سل�س ًال ّ‬ ‫التلفزيونية‬ ‫عر�ض��ت عل��ى ع��شرات املحط��ات‬ ‫ّ‬ ‫الف�ضائي��ة‪ .‬ولك��ن لتقول م��اذا؟ ها‬ ‫املحلّي��ة �أو‬ ‫ّ‬ ‫املعنيني يكم��ن ال�س�ؤال‬ ‫هن��ا‪ ،‬يف نظ��ر كرث م��ن‬ ‫ّ‬ ‫الرئي�س‪ .‬ففي ف�ضاء عربي بات من الوا�ضح فيه‬ ‫�أن امل�سل�س�لات التلفزيوني��ة حلّ��ت‪ ،‬ب�شكل �شبه‬ ‫نهائ��ي حم�� ّل الأف�لام االجتماعية الت��ي كانت‬ ‫غ��ذاء ل�ش ّت��ى طبق��ات املجتم��ع خ�لال الثلثني‬ ‫ً‬ ‫الأخريي��ن من القرن الع�رشين‪ ،‬على الأقل‪� ،‬صار‬ ‫م��ن املنطقي الق��ول �إن ه��ذه امل�سل�سالت باتت‬ ‫للذهنيات لدى هذه الطبقات –‬ ‫املُ�شكِّل الأ�سا�س‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬و�أحيان ًا‬ ‫وهو الدور الذي لعبته ال�سينما‬ ‫ّ‬

‫العربية‪ ،‬ط��وال العق��ود الو�سطى والأخرية‬ ‫غ�ير‬ ‫ّ‬ ‫من القرن الع�رشين ‪ .-‬ومن هنا ما نالحظه يف‬ ‫ال�سن��وات الأخرية من ازدياد احل��راك ال�سجايل‬ ‫ح��ول التلفزيون وم�سل�سالت��ه‪ ،‬بل حتى براجمه‬ ‫الأخ��رى‪ ،‬حيث بات يب��دو �أو�ضح و�أو�ضح كيف‬ ‫�أن ال�سج��االت التي كانت من ن�صي��ب ال�سينما‪،‬‬ ‫�ص��ارت الآن م��ن ن�صيب م�سل�س�لات باتت �أكرث‬ ‫و�أك�ثر ج��ر�أة يف تناوله��ا ملوا�ضي��ع �شائك��ة‪.‬‬ ‫ونع��رف الآن �أن ه��ذه ال�سج��االت تناول��ت‪،‬‬ ‫وال�سيما يف �سوري��ة‪� ،‬أبعاداً ّ‬ ‫دينية جريئة (عبرّ‬ ‫عنها مثالً‪ ،‬م�سل�سل "ما ملكت �أَيمْ انكم" لنجدت‬ ‫�سيا�سي��ة (ع�ّبنرّ عنه��ا مث�لاً‪،‬‬ ‫�أن��زور) �أو �أبع��اداً‬ ‫ّ‬ ‫م�سل�سل "لعنة الط�ين" لأحمد �إبراهيم �أحمد)‪.‬‬ ‫امتثالية‬ ‫�أم��ا يف م�ص��ر ف�إن��ه‪ ،‬وعلى الرغم م��ن‬ ‫ّ‬ ‫معظم امل�سل�سالت و�سعيها وراء حتقيق ترفيه �أو‬ ‫ك�سب مايل ال �أكرث وال �أقل‪ ،‬كان وا�ضح ًا �أن ثمة‬ ‫حركي��ة املجتمع تعبرّ عنه‬ ‫ارتب��اك ًا متزايداً يف‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫ممي��زة دنت من امل�سائ��ل‬ ‫ّ‬ ‫م�سل�س�لات ّ‬ ‫واالجتماعية ب�أ�شكال �أكرث و�أكرث‬ ‫واالقت�صادية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ج��ر�أة م��ن ذي قبل‪ .‬طبع ًا الميك��ن �أن يقال هنا‬ ‫�إن التلفزي��ون �س��ار عل��ى خط��ى �سينم��ا النق��د‬ ‫دن��و امل�سل�سالت‪،‬‬ ‫االجتماع��ي‪ ،‬ولك��ن ال �شكّ �أن ّ‬ ‫وال�سيم��ا من بع�ض �أك�ثر الق�ضايا االجتماعية‬ ‫ح�سا�سي��ة (العنو�س��ة‪ ،‬التف��كك العائل��ي‪ ،‬تراكم‬ ‫ال�ثروات‪ ،‬ال�سلط��ة الأبوي��ة الذكوري��ة‪ ،‬الف�س��اد‬ ‫يف ع��امل الأعمال‪ ،‬ناهيك بالتاري��خ القريب �أو‬ ‫الدنو كان‬ ‫البعي��د‪ ،‬ب�شكل مبا�رش �أو ّ‬ ‫مرم��ز)‪ ،‬هذا ّ‬ ‫جلي�� ًا وال يخلو من جر�أة‪ .‬ولع ّل يف �إمكاننا هنا‬ ‫ّ‬ ‫�أن نذك��ر �أ�سماء لعددٍ م��ن امل�سل�سالت امل�رصية‬ ‫بخا�ص��ة‪ ،‬الت��ي كان��ت الأك�ثر ب��روزاً‪ ،‬حت��ى‬ ‫جن��د هذا الواق��ع ي�ش�ير �إىل نف�س��ه بنف�سه‪ .‬فمن‬ ‫م�سل�س��ل "اجلماع��ة" ال��ذي كتبه وحي��د حامد‪،‬‬ ‫يف واحدة من تلك التجارب �شديدة اخل�صو�صية‬ ‫واحل�سا�سية (والذي تناول فيه مبنطق تاريخي‬ ‫روائ��ي تاريخ جماعة الإخ��وان امل�سلمني)‪� ،‬إىل‬ ‫ّ‬ ‫م�سل�س��ل "عاي��زة اجتوز" (ال��ذي مثلت فيه هند‬ ‫ملدونة‬ ‫�ص�بري دوراً يحاكي احلكاي��ة احلقيقية ّ‬ ‫�سن العنو�س��ة وتبحث عن‬ ‫م�رصي��ة تقرتب م��ن ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 560‬للتنمية الثقافية‬ ‫عري���س)‪ ،‬م��روراً بـ"زه��رة و�أزواجه��ا اخلم�سة"‬ ‫(ال��ذي لعبت فيه غ��ادة عبد ال��رازق دور �سيدة‬ ‫يحدث لها �أن تقرتن تباع ًا برجال ع ّدة‪ ،‬كمعادل‬ ‫مو�ضوع��ي للدور ال��ذي كان لعبه ن��ور ال�شريف‬ ‫قب��ل �سن��وات يف م�سل�سل "احلاج مت��ويل" الذي‬ ‫مروج ًا لتع ّدد الزوج��ات و�أثار �صخب ًا كبرياً‬ ‫ب��دا ّ‬ ‫يف حينه) و"�أهل كايرو" الذي‪ ،‬من خالل حبكة‬ ‫بولي�سي��ة‪ ،‬يط��اول خلفية م��ا ي�سم��ى بالنجاح‬ ‫ّ‬ ‫املايل واالجتماعي يف م�صر‪.‬‬ ‫يت��م التوقف هن��ا عن��د ك ّل هذه‬ ‫طبع�� ًا ل��ن ّ‬ ‫امل�سل�س�لات‪ ،‬غ�ير �أن��ه ج��رت الإ�ش��ارة �إىل‬ ‫ذل��ك كمث��ال لتبي��ان كي��ف اقتحم��ت الأعم��ال‬ ‫التلفزيونيةمعاقل احلياة‬ ‫امل�رصية يف الدرام��ا‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي��ة‪ ،‬ب�شكل فاق يف فاعليت��ه و�أهميته‬ ‫م��ا كانت تفعله ال�سينم��ا يف املا�ضي‪ ،‬ما ميكّن‬ ‫م��ن القول اليوم‪ ،‬مع �شيء م��ن التب�سيط‪� ،‬إنه �إذا‬ ‫الذهني��ات ت�صنع اليوم‪ ،‬فال‬ ‫كان ثم��ة ثورة يف‬ ‫ّ‬ ‫�ش��كّ �أنه��ا ثورة جتد نق��اط انطالقه��ا يف العدد‬ ‫الأك�بر م��ن امل�سل�س�لات املنتج��ة والت��ي تنحو‬ ‫�أك�ثر و�أكرث �إىل فتح �أع�ين املجتمع على بع�ض‬ ‫�أك�ثر ق�ضاياه �سخونة‪ .‬وه��و و�ضع من الوا�ضح‬ ‫�أن الرقابات املختلف��ة مل تعد قادرة على جلمه‬ ‫يف زمن الف�ض��اءات املفتوحة‪ ،‬مايغري بالقول‬ ‫�إن الإنتاج التلفزيوين‪ ،‬النفالته �إىل هذا احلد من‬ ‫ربقة الرقابات‪ ،‬ب��ات �أكرث خطورة من ال�سينما‪.‬‬ ‫"حرا���س القدمي"‬ ‫وه��و �أم��ر اليغي��ب ع��ن ب��ال ّ‬ ‫الرقاب�ين‪ ،‬لكنهم باتوا مدركني يف الوقت نف�سه‬ ‫�أن��ه مل يع��د يف �أيديه��م حيل��ة لفر���ض �رضوب‬ ‫منعهم واحتجاجاتهم القدمية‪ .‬فامل�سل�سل الذي‬ ‫قد ت�ؤدي �ضغوطهم �إىل منعه على هذه ال�شا�شة‪،‬‬ ‫�سيعر���ض على غريها‪ ،‬وال�سيما بعدما يكون قد‬ ‫حاز – من جراء ذلك املنع – �شهرة �أو�سع‪.‬‬ ‫ف�ضاء تلفزيوني�� ًا عربي ًا ت�سيطر‬ ‫فاحل��ال �أن‬ ‫ً‬ ‫الهيئ��ات احلكومي��ة عل��ى ‪ 26‬م��ن هيئات��ه‪،‬‬ ‫ماي�سم��ى بالقطاع‬ ‫فيم��ا تتبع ‪ 444‬هيئ��ة منه‬ ‫ّ‬ ‫اخلا���ص (ال��ذي ميك��ن عل��ى � ّأي ح��ال ال�سجال‬ ‫حول حقيقة ه��ذه اخل�صو�صية في��ه مبن�أى عن‬ ‫الهيمن��ة الر�سمية)‪ ،‬مل يعد يف �إمكانه �أن يخ�ضع‬

‫االجتماعية‪ ،‬حق ًا وتفيدنا‬ ‫الر�سمية �أو‬ ‫للرقابات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف هذا املجال‪� ،‬آخر �إح�صاءات حول الو�ضع يف‬ ‫العام ‪� 2010‬أوردتها ا ّللجنة العليا للتن�سيق بني‬ ‫القن��وات الف�ضائي��ة العرب ّي��ة (التابعة حّ‬ ‫التاد‬ ‫�إذاعات الدول العرب ّية) ب�أن هذه الهيئات التي‬ ‫تب��ث يف جمموعها ‪733‬‬ ‫نتح��دث عنه��ا بات��ت ّ‬ ‫قن��اة تلفزيونية منها ‪ 124‬قن��اة للقطاع العام‬ ‫و‪ 609‬قنوات للقطاع اخلا�ص‪ .‬وهي تنق�سم‪ ،‬من‬ ‫ناحي��ة اهتماماتها وموا�ضيعها �إىل‪ 243 :‬قناة‬ ‫منوعات غنائية – ‪ 61‬قناة‬ ‫جامعة – ‪ 90‬قناة ّ‬ ‫ريا�ضية‬ ‫قناة‬ ‫‪59‬‬ ‫–‬ ‫إخبارية‬ ‫درام��ا – ‪ 37‬قناة �‬ ‫ّ‬ ‫– ‪ 17‬قن��اة اقت�صادي��ة – ‪ 14‬قن��اة‬ ‫وثائقية –‬ ‫ّ‬ ‫ثقافي��ة – ‪15‬‬ ‫�سياحي��ة – ‪ 20‬قن��اة‬ ‫‪ 3‬قن��وات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قناة للم��ر�أة واملجتمع – ‪ 27‬قن��اة للأطفال –‬ ‫وعقائدية – ‪ 26‬قن��اة خا�صة‬ ‫ديني��ة‬ ‫ّ‬ ‫‪ 48‬قن��اة ّ‬ ‫تعليمية – ‪ 53‬قناة‬ ‫الت�سوق – ‪ 17‬قناة‬ ‫ب�ش�ؤون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للت�سلي��ة واخلدمات –‪ 3‬قن��وات الخت�صا�صات‬ ‫�أخرى‪ .‬ونعلم طبع ًا �أن يف �إمكان ك ّل املواطنني‬ ‫الع��رب‪ ،‬داخ��ل الع��امل العرب��ي وخارج��ه‪� ،‬أن‬ ‫ي�شاه��دوا ه��ذه القنوات‪ .‬ف���إذا �أ�ضفن��ا �إىل هذه‬ ‫تب��ث على العامل العربي‬ ‫القن��وات قنوات �أخرى ّ‬ ‫متخ�ص�ص‬ ‫بلغة �آتية من بلدان �أخرى ومعظمها‬ ‫ّ‬ ‫يف الأخبار‪� ،‬سنجدنا �أمام عامل ف�ضائي مده�ش‪.‬‬ ‫ويع ّدد تقرير احتاد الإذاعات هذه القنوات على‬ ‫ال�شكل الت��ايل‪ :‬القناة الرتكي��ة – كوريا تي يف‬ ‫عربية – فران�س‬ ‫– قناة ت�شاد – بي‪ .‬بي‪� .‬سي‬ ‫ّ‬ ‫‪ – 24‬دي‪ .‬وي‪� .‬آرابي��ك‪ ،‬الأملاني��ة – احل��رة‬ ‫الأمريكية– رو�سيا اليوم‪.‬‬ ‫�إ�ضاف��ة �إىل ه��ذا كلّ��ه‪ ،‬يف ع��ودة م ّن��ا �إىل‬ ‫املهمة �إىل �أن‬ ‫م�س�أل��ة الدراما‪ ،‬ال ب ّد من الإ�شارة‬ ‫ّ‬ ‫الرتكية الت��ي كانت عرفت طريقها‬ ‫امل�سل�سالت‬ ‫ّ‬ ‫�إىل الف�ضاء العربي‪ ،‬قبل �سنوات‪ ،‬وحلّت فيه �إىل‬ ‫الالتينية‬ ‫ح�� ّد كبري حم ّل م�سل�سالت م��ن �أمريكا‬ ‫ّ‬ ‫(برازيلي��ة‬ ‫ومك�سيكي��ة) ولقي��ت رواج�� ًا كب�يراً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خ�لال العقود الفائت��ة‪ ،‬وا�صلت يف العام ‪2010‬‬ ‫العربي��ة بحيث‬ ‫زحفه��ا الناج��ح عل��ى البي��وت‬ ‫ّ‬ ‫�ص��ارت ج��زءاً �أ�سا�سي ًا من اخلريط��ة الف�ضائية‬ ‫"العربية"‪ ،‬خ�صو�ص ًا مع ازدياد انت�شار‬ ‫للدراما‬ ‫ّ‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪561‬‬

‫‪ 2010‬بــــدا عامـــــ ًا انتقالياً‪،‬‬ ‫و�إن كانــت الق�سمة فيه ظلّت‬ ‫هـــي نف�سها‪ ،‬كما يف ال�سنوات‬ ‫ال�سابقــة‪ ،‬بالن�سبة �إىل نوعية‬ ‫امل�سل�ســـالت وتوزعــها بـني‬ ‫ماهـــو تــاريخــــي وعاطفــي‬ ‫وميلودرامــــي ودينـــي ونقـــد‬ ‫اجتماعي ‪..‬‬

‫الإبـــداع‬

‫قن��اة درامية خا�ص��ة �أن�ش�أتها �شبك��ة ‪،M.B.C‬‬ ‫ب��ث ه��ذه امل�سل�سالت‬ ‫ت��كاد تك��ون‬ ‫خمت�صة يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‬ ‫"مدبلج��ة" يف معظ��م الأحي��ان �إىل‬ ‫ّ‬ ‫(�سوري��ة بخا�صة)‪ ،‬ب�شكل متق��ن‪ .‬ونعرف طبع ًا‬ ‫الرتكي��ة ي�أت��ي‬ ‫�أن ه��ذا االزده��ار للم�سل�س�لات‬ ‫ّ‬ ‫متزامن�� ًا مع ازدياد احل�ض��ور الرتكي ال�سيا�سي‬ ‫واالقت�ص��ادي يف �ش ّت��ى �أنح��اء الع��امل العربي‪،‬‬ ‫وال�سيم��ا يف م�رشقه‪ .‬ومن الوا�ضح �أن هذا الذي‬ ‫تلفزيونية‬ ‫كان يعت�بر‪ ،‬ل�سن��وات خلت‪ ،‬ظاه��رة‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعي��ة �ص��ار الي��وم ظاه��رة را�سخ��ة‪ .‬ب��ل‬ ‫ّ‬ ‫يف �إمكانن��ا‪ ،‬يف ه��ذا ال�سي��اق‪� ،‬أن ن�ضي��ف �أن��ه‬ ‫يف وق��ت ال يالح��ظ في��ه النق��اد �أو غريه��م من‬ ‫متيز للم�سل�سات‬ ‫املهتمني بال�ش�أن الف�ضائي‪ّ � ،‬أي ّ‬ ‫الرتكي��ة عل��ى م��ا ينت��ج يف الع��امل العرب��ي –‬ ‫ّ‬ ‫وال�سيما يف م�رص و�سورية ‪ ،-‬يالحظون ب�شيء‬ ‫م��ن الده�ش��ة كي��ف �أن امل�سل�س��ل الرتك��ي‪ ،‬يف‬ ‫�أبع��اده امليلودرامية الطاغي��ة وحكاياته التي‬ ‫الت�ص ّدق �أحيان��اً‪� ،‬صار مثا ًال يحت��ذى بالن�سبة‬ ‫�إىل �ص ّناع امل�سل�سالت‪ ،‬وال�سيما يف لبنان حيث‬ ‫�سيمك��ن يوم�� ًا �أن يقال �إن��ه �إذا كان ثمة نه�ضة‬ ‫م��ا‪ ،‬حملّية على الأغل��ب‪ ،‬عرفها �إنت��اج الدراما‬ ‫الّلبناني��ة وو�صلت �إىل ازدهار م��ا‪ ،‬خالل العام‬ ‫‪ ،2010‬ف���إن هذه النه�ضة تدين لوجود امل�سل�سل‬ ‫الرتكي‪ ،‬حيث �إن درا�سات مقارنة‪ ،‬جمالية ومن‬ ‫ناحية املو�ضوع‪ ،‬ويف جم��ال اختيار الطبقات‬ ‫االجتماعي��ة الت��ي ت��دور الأح��داث يف �أجوائها‬ ‫نتو�س��ع �أكرث)‪،‬‬ ‫(م�سل�س��ل "�س��ارة" مث�لاً‪ ..‬كي ال ّ‬ ‫�ستفيدن��ا ب�أن الف�ضاء الدرام��ي "الّلبناين" وجد‬ ‫�أخ�يراً مرجعيت��ه اجلمالي��ة واملو�ضوعي��ة �إىل‬ ‫درجة اليخف��ي معها بع�ض املنتجني �أملهم يف‬ ‫�أن يح�� ّل امل�سل�س��ل الّلبن��اين يف م�ستقب��ل قريب‬ ‫حم�� ّل امل�سل�س��ل الرتك��ي يف حي��اة املتفرج�ين‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫يف ه��ذا الإط��ار‪� ،‬إذاً‪ ،‬ميكن الق��ول �أي�ضاً‪� ،‬إن‬ ‫العام ‪ 2010‬ب��دا عام ًا انتقالياً‪ ،‬حتى و�إن كانت‬ ‫الق�سمة فيه قد ظلّت هي نف�سها‪ ،‬كما يف الأعوام‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬بالن�سبة �إىل نوعية امل�سل�سالت وتو ّزعها‬ ‫ب�ين م��ا ه��و تاريخ��ي وعاطف��ي وميلودرامي‬

‫وديني ونقد اجتماع��ي وترفيهي وهزيل ب�شكل‬ ‫خا���ص‪ .‬ومهم��ا يكن م��ن الأمر هن��ا‪ ،‬ال ب ّد من‬ ‫الق��ول �إن��ه �إذا كان��ت ك ّل املوا�ضي��ع والأزمنة‪،‬‬ ‫ح�ص��ة ما‪ ،‬م��ن عرو�ض هذا الع��ام‪ ،‬يظ ّل‬ ‫نال��ت ّ‬ ‫ثم��ة �س���ؤال‪ ،‬ال ب ّد من العودة �إلي��ه دائم ًا – وهو‬ ‫�س�ؤال يط��اول عامل الدراما التلفزيونية بقدر ما‬ ‫يط��اول عامل الإنتاج ال�سينمائ��ي ‪ :-‬ملاذا تظ ّل‬ ‫حرك��ة "التب��ادل" ب�ين م��شرق الع��امل العربي‬ ‫ومغرب��ه‪� ،‬أحادي��ة االجت��اه‪ ،‬مبعن��ى �أن املغرب‬ ‫العرب��ي‪ ،‬بدول��ه جميع�� ًا (املغ��رب‪ ،‬موريتاني��ا‪،‬‬ ‫جي��دة‬ ‫اجلزائ��ر‪ ،‬تون���س‪ ،‬ليبي��ا) يعت�بر �سوق�� ًا ّ‬ ‫مل�سل�س�لات بل��دان امل�ش��رق العرب��ي‪ ،‬يف الوق��ت‬ ‫ال��ذي اليتمكّن في��ه � ّأي م�سل�س��ل مغربي (وثمة‪،‬‬ ‫على � ّأي ح��ال‪� ،‬إنتاج مغربي ال ب�أ�س به يف هذا‬ ‫ال�سي��اق) من الو�ص��ول �إىل تلفزيون��ات امل�شرق‬ ‫العرب��ي‪ ،‬وال حتى طبع�� ًا �إىل متفرجيه‪ .‬واحلال‬ ‫�أن ح�� ّدة ه��ذا الت�سا�ؤل ت��زداد عندم��ا ننظر �إىل‬ ‫الرتكية يف الع��امل العربي‪.‬‬ ‫جن��اح امل�سل�س�لات‬ ‫ّ‬ ‫هن��ا قد يقول قائل �إن الدبلجة لعبت دوراً كبرياً‬ ‫يف جن��اح امل�سل�سل الرتكي‪� ،‬إذاً‪ ،‬فلماذا ال تدبلج‬ ‫املغاربية‬ ‫م�سل�سالت بل��دان املغرب العرب��ي من‬ ‫ّ‬ ‫�إىل الّلهج��ات‬ ‫املحكي��ة يف امل�ش��رق؟ طبع�� ًا ق��د‬ ‫ّ‬ ‫ي�شكّل ه��ذا احللّ‪ ،‬كما حال��ه �إن ا ّتبع �سينمائياً‪،‬‬ ‫حم��ب للعروبة يرى من غري‬ ‫غ�ص��ة يف حلق ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬ولكن �أفال‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫دبلجة‬ ‫املنطق��ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يهتم‬ ‫مل‬ ‫إن‬ ‫�‬ ‫أكرب‬ ‫�‬ ‫تكون‬ ‫ة‬ ‫الغ�ص‬ ‫ميكنن��ا القول‪� ،‬إن ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�ش��رق بالإنتاج املغرب��ي على الإطالق بحجة‬ ‫املغربية؟‬ ‫عدم فهم الّلهجات‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 562‬للتنمية الثقافية‬ ‫جدول ‪2‬‬

‫توزّع القنوات املوجهة بالّلغة العرب ّية �إىل العامل العربي‬

‫البلد ‬

‫�أ�صناف القنوات‬

‫الرتتيب ‪ 127 /‬دولة‬

‫الرتتيب عربي ًا‬

‫العدد اجلملي‬

‫القطاع احلكومي القطاع اخلا�ص‬

‫القنوات اجلامعة‬

‫‪60‬‬

‫‪182‬‬

‫‪243‬‬

‫قنوات املنوعات الغنائ ّية‬

‫‪3‬‬

‫‪87‬‬

‫‪90‬‬

‫قنوات الدراما‬

‫‪7‬‬

‫‪54‬‬

‫‪61‬‬

‫قنوات الإخبار ّية‬

‫‪4‬‬

‫‪33‬‬

‫‪37‬‬

‫القنوات الريا�ض ّية‬

‫‪20‬‬

‫‪39‬‬

‫‪59‬‬

‫القنوات االقت�صاد ّية‬

‫‪2‬‬

‫‪15‬‬

‫‪17‬‬

‫القنوات الوثائق ّية‬

‫‪1‬‬

‫‪13‬‬

‫‪14‬‬

‫القنوات ال�سياح ّية‬

‫‪-‬‬

‫‪03‬‬

‫‪03‬‬

‫القنوات الثقافية‬

‫‪7‬‬

‫‪13‬‬

‫‪20‬‬

‫قنوات املر�أة واملجتمع‬

‫‪2‬‬

‫‪13‬‬

‫‪15‬‬

‫قنوات الأطفال‬

‫‪1‬‬

‫‪26‬‬

‫‪27‬‬

‫القنوات الدين ّية‪/‬العقائد ّية‬

‫‪7‬‬

‫‪41‬‬

‫‪48‬‬

‫قنوات الت�سوق‬

‫‪-‬‬

‫‪26‬‬

‫‪26‬‬

‫القنوات التعليم ّية‬

‫‪9‬‬

‫‪8‬‬

‫‪17‬‬

‫قنوات الت�سلية واخلدمات‬

‫‪-‬‬

‫‪53‬‬

‫‪53‬‬

‫اخت�صا�صات �أخرى‬

‫‪-‬‬

‫‪3‬‬

‫‪03‬‬

‫‪124‬‬

‫‪609‬‬

‫‪733‬‬

‫املجموع‬

‫(امل�صدر‪ :‬تقرير حّ‬ ‫اتاد الإذاعات العرب ّية لعام ‪)2010‬‬

‫�شكل بياين رقم (‪)3‬‬

‫املوجهة باللغة العربية �إىل العامل العربي‬ ‫توزّع القنوات ّ‬

‫القطاع اخلا�ص‬

‫‪182‬‬

‫القطاع احلكومي‬

‫‪87‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9 8‬‬

‫‪26‬‬

‫‪41‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪26‬‬

‫‪7 13 2 13 1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪13‬‬

‫‪1‬‬

‫‪15‬‬

‫‪2‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪60‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪7‬‬

‫‪3‬‬

‫معة‬ ‫ا‬ ‫ت اجل غنا‬ ‫نوا ت ال‬ ‫الق وعا‬ ‫املن‬ ‫قنوات اما‬ ‫لدر‬ ‫ا‬ ‫نوات رية‬ ‫ق خبا‬ ‫ات الإ �ضية‬ ‫قنو ريا‬ ‫ات ال دية‬ ‫قنو �صا‬ ‫ال لإقت‬ ‫ا‬ ‫نوات قية‬ ‫الق وثائ‬ ‫ال‬ ‫نوات حية‬ ‫الق �سيا‬ ‫ال‬ ‫قنوات فية‬ ‫ال ثقا‬ ‫ت ال تمع‬ ‫نوا ملج‬ ‫الق ة وا‬ ‫ملر�أ‬ ‫ا‬ ‫نوات ال دية‬ ‫ق طف قائ‬ ‫الأ ‪/‬الع‬ ‫نوات نية‬ ‫ق لدي‬ ‫تا‬ ‫وا‬ ‫القن سوق‬ ‫ت�‬ ‫ت ال ة‬ ‫قنوا تعليمي مات‬ ‫ت ال خلد‬ ‫قنوا ة وا‬ ‫ال سلي‬ ‫ت الت� رى‬ ‫�أخ‬ ‫قنوا صات‬ ‫صا�‬ ‫خت�‬ ‫ا‬ ‫ئية‬


‫ال�سينما ع�شية‬ ‫الربيع العربي ‪563‬‬ ‫جدول ‪3‬‬

‫امل�سل�سالت الأ�سا�س ّية التي ب ّثت خالل مو�سم رم�ضان (‪ )2010‬على القنوات العرب ّية‬

‫البلد ‬

‫الرتتيب ‪ 127 /‬دولة‬

‫العدد‬

‫الهوية‬

‫الرتتيب عربي ًا‬

‫درامي اجتماعي تاريخي كوميدي املجموع‬

‫م�صري‬

‫‪48‬‬

‫‪11‬‬

‫‪15‬‬

‫‪7‬‬

‫‪15‬‬

‫‪48‬‬

‫خليجي‬

‫‪19‬‬

‫‪2‬‬

‫‪6‬‬

‫‪3‬‬

‫‪8‬‬

‫‪19‬‬

‫�سوري‬

‫‪12‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪12‬‬

‫عربي عام‬

‫‪8‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪-‬‬

‫‪8‬‬

‫جمموع‬

‫‪87‬‬

‫‪19‬‬

‫‪25‬‬

‫‪18‬‬

‫‪25‬‬

‫مالحظة‪ :‬تطابق الأرقام لي�س حتمي ًا ب�سبب اختالط الأنواع والهويات‬

‫امل�سل�سالت العربية بح�سب الدول خالل مو�سم‬ ‫رم�ضان يف العام ‪2010‬‬

‫�شكل بياين رقم (‪)4‬‬

‫كوميدي‬

‫‪% 22‬‬

‫�شكل بياين رقم (‪)5‬‬

‫‪%9‬‬

‫م�صري‬

‫‪% 29‬‬

‫تاريخي‬

‫امل�سل�سالت العربية بح�سب الدول خالل مو�سم‬ ‫رم�ضان يف العام ‪2010‬‬

‫‪% 14‬‬

‫خليجي‬

‫�إجتماعي‬ ‫درامي‬ ‫‪% 29‬‬

‫�شكل بياين رقم (‪)6‬‬

‫‪% 55‬‬

‫�سوري‬ ‫عربي عام‬

‫‪% 20‬‬

‫‪% 22‬‬

‫امل�سل�سالت الأ�سا�سية التي بثت خالل مو�سم رم�ضان ‪ 2010‬على القنوات العربية‬ ‫كوميدي‬

‫اجتماعي‬

‫‪15‬‬

‫الإبـــداع‬

‫تاريخي‬

‫درا�سي‬

‫‪15‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫عربي عام‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫�سوري‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫خليجي‬

‫‪2‬‬

‫م�صر‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 564‬للتنمية الثقافية‬ ‫جدول ‪5‬‬

‫قنوات �أجنبية رئي�سة تبثّ نحو العامل العربي‬

‫رو�سيا اليوم‬ ‫البلد ‬

‫اليومدولة‬ ‫رو�سيا‪127‬‬ ‫الرتتيب ‪/‬‬

‫دي وي �آرابيك‬

‫دي وي �آرابيك‬

‫احلرة‬ ‫ّ‬

‫احلرة‬ ‫ّ‬

‫امل�سل�سالت الأ�سا�س ّية التي بثّت خالل مو�سم رم�ضان (‪)2010‬‬ ‫على القنوات العرب ّية‬

‫جدول ‪6‬‬

‫الرتتيب‬

‫القنوات‬ ‫دولة عدد القنوات‬ ‫الرتتيب‬ ‫عدد ‪127‬‬ ‫الرتتيب ‪/‬‬

‫القنوات العامة‬ ‫البلد ‬ ‫(غري الإخبارية)‬

‫العام ‪2009‬‬

‫الزيادة‬

‫العام ‪2010‬‬

‫فران�س ‪24‬‬

‫فران�س ‪24‬‬

‫قنوات جامعة‬

‫‪49‬‬

‫‪61‬‬

‫‪12‬‬

‫قنوات للدراما‬

‫بي‪ .‬بي‪� .‬سي‪( .‬عربي)‬

‫بي‪ .‬بي‪� .‬سي‪( .‬عربي)‬

‫‪06‬‬

‫‪07‬‬

‫‪01‬‬

‫القناة الرتك ّية‬

‫القناة الرتك ّية‬

‫قنوات ريا�ض ّية‬

‫‪15‬‬

‫‪20‬‬

‫‪05‬‬

‫املر�أة واملجتمع‬

‫كورياتي يف‬

‫كورياتي يف‬

‫‪01‬‬

‫‪02‬‬

‫‪01‬‬

‫قناة ت�شاد‬

‫قناة ت�شاد‬

‫قنوات دين ّية وعقائد ّية‬

‫‪04‬‬

‫‪07‬‬

‫‪03‬‬

‫العامل‬

‫العامل‬

‫قنوات لبثّ الأفالم الوثائق ّية‬ ‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬ ‫(امل�صدر‪ :‬التقرير ال�سنوي حّ‬ ‫التاد الإذاعات العرب ّية)‬

‫�شكل بياين رقم (‪)7‬‬

‫‪01‬‬

‫توزيع القنوات العامة التي زادت بني ‪ 2009‬و ‪2010‬‬ ‫عدد القنوات عام ‪2009‬‬

‫عدد القنوات عام ‪2010‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪20‬‬

‫‪1‬‬

‫قنوات لبث الأفالم‬ ‫الوثائقية‬

‫‪7‬‬

‫‪4‬‬

‫قنوات دينية‬ ‫وعقائدية‬

‫‪2‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫املر�أة واملجتمع‬

‫قنوات ريا�ضية‬

‫‪6‬‬

‫قنوات للدراما‬

‫قنوات جامعة‬

‫�شكل بياين رقم (‪)8‬‬ ‫ن�سبة زيادة القنوات بني العامني ‪ 2009‬و ‪2010‬‬ ‫‪4%‬‬

‫قنوات جامعة‬

‫‪13%‬‬

‫قنوات للدراما‬

‫‪4%‬‬

‫قنوات ريا�ضية‬ ‫املر�أة واملجتمع‬ ‫قنوات دينية وعقائدية‬

‫‪52%‬‬ ‫‪22%‬‬

‫قنوات لبث الأفالم الوثائقية‬ ‫‪5%‬‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪565‬‬

‫امل�سرح ّيون العرب والنفق املظلم‬

‫مل ينتقل امل�رسح العربي‬ ‫و�ضعية امل�أخوذ بغريه‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫واملحكوم بل�سان الآخر �إىل‬ ‫و�ضعية امل�أخــوذ عنـه‪ .‬بدا‬ ‫ّ‬ ‫� ّأن امل�رسحي العربي ميلك‬ ‫اال�ستطاعة وال ميلك القدرة‪.‬‬ ‫افرتا�ضـيا‪.‬‬ ‫ال‬ ‫هـذا لي�س ف�ص ً‬ ‫ًّ‬ ‫على العكـ�س‪� .‬إ ّنه الواقع‪ .‬ال‬ ‫نظرية امل�ؤامرة �سارية‬ ‫تزال‬ ‫ّ‬ ‫امل�ســرحـــي‬ ‫لـــدى‬ ‫املفـعول‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫امل�رسحيون الع��رب يف �صلب فكرة‬ ‫ال ي��زال‬ ‫ّ‬ ‫القيمون على‬ ‫اخل��روج من النف��ق املظل��م‪� .‬أدرك ّ‬ ‫املقوم��ات الف ّن ّي��ة‬ ‫املحاول��ة‪ّ � ،‬أن الو�ص��ول �إىل ّ‬ ‫والفكري��ة‪ ،‬ل��ن يق��وم �إ ّال بتنمي��ة الوع��ي‪� .‬أدرك‬ ‫ّ‬ ‫القيم��ون على املحاولة � ّأن الوعي وعي م�شرتك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وع��ي عرب��ي‪ .‬يت� ّأ�س���س الوع��ي عل��ى دفع��ات‪.‬‬ ‫ت�ستم��ر الأن�شط��ة والن��دوات وامل�ؤمت��رات‬ ‫ل��ذا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وامللتقيات واملهرجانات بال تو ّقف‪ .‬ال مبالغة‬ ‫يف ذل��ك‪ .‬انطلقوا من �إح�سا���س �صادق باملكان‬ ‫وقوة النف���س‪ ،‬باملا ّدة‬ ‫وق��وة امل��كان‪ ،‬بالنف���س ّ‬ ‫ّ‬ ‫وق��وة املا ّدة‪ .‬ال يعيبهم جت�سيد ال�صور املتق ّدمة‬ ‫ّ‬ ‫واملرتاجعة يف حقول � ّأخاذة يف �أحيان وكابية‬ ‫يف �أحي��ان‪ ،‬ل��ن يعيبه��م ذل��ك وه��م ير�ص��دون‬ ‫امل�رسحية يف القرن‬ ‫واحليوي��ة‬ ‫آليات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تراج��ع ال ّ‬ ‫عملي��ات الت�سويف‪ .‬لن تفيدهم‬ ‫اجلدي��د‪ .‬لن تفيد ّ‬ ‫عمليات التوليف �أو �إدغام ال�صور بال�صور‪ .‬كما‬ ‫ّ‬ ‫متخ���ض امل�رسح ب�ش��كل ق�رسي بهدف‬ ‫ل��ن يفيد ّ‬ ‫ق�رسي��ة ال ت��زال ت��راوح �أم��ام خماطرها‬ ‫والدة‬ ‫ّ‬ ‫الأكي��دة‪� .‬إ ّنن��ا �أمام م�س��اء غري رائ��ع‪� .‬إ ّننا �أمام‬ ‫طي��ب‪ ،‬بعد تراج��ع الآب��اء والأبناء‪.‬‬ ‫م�س��اء غري ّ‬ ‫تراجع الأدوات والو�سائ��ل والأ�ساليب مع مرور‬ ‫الزم��ن عل��ى امل��سرح‪ ،‬بحي��ث ب��دا � ّأن الزمن مل‬ ‫يخدم امل�رسح‪.‬‬ ‫ال �ش��يء �أ�صع��ب م��ن حتوي��ل امل��سرح �إىل‬ ‫امل�رسحيون امل�رسح �إىل مهنة‪ ،‬عرب‬ ‫حول‬ ‫ّ‬ ‫مهنة‪ّ .‬‬ ‫فكرية دائمة‪ .‬ث��م خ�رسوها‪ .‬ال ينظر‬ ‫ان�شغ��االت ّ‬ ‫امل�رسحيون �إىل امل�رسح ك�شيء منجز‪ .‬ثم ك�شيء‬ ‫ّ‬ ‫غ�ير متح ّقق‪ .‬لذل��ك ال يزالون ي�سع��ون �إىل بناء‬ ‫نوع من االلتزام االجتماعي بامل�رسح‪� .‬إىل نوع‬ ‫من االلتزام ال�سيا�سي بامل�رسح‪ .‬بل �إىل نوع من‬ ‫االلتزام احلياتي‪.‬‬

‫من�صاتهم على �ضوء ذلك وهم‬ ‫�إ ّنهم يبن��ون ّ‬ ‫يناظرون الأ�شباح‪� .‬آخر منازالت الأ�شباح جرت‬ ‫العربي��ة للتنمي��ة‬ ‫اال�سرتاتيجي��ة‬ ‫يف «ملتق��ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة» يف �أواخر ني�س��ان املا�ضي‪� .‬أ�سماء‬ ‫ّ‬ ‫مكر�س��ة و�أ�سم��اء جدي��دة و�أ�سم��اء بني‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة ّ‬ ‫ب�ين‪ .‬خمرج��ون ومم ّثل��ون ومنظّ ��رون ون ّق��اد‪.‬‬ ‫الذاتية‬ ‫فاعلياتها يف ك�ش��ف ال�سرية‬ ‫�أ�سم��اء لها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعرفية‪.‬‬ ‫ال�شخ�صية‬ ‫الطابع وربطها بامل�س�يرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيادية‪.‬‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫برود‬ ‫عن‬ ‫مل يف�صح �أحد يف ما ق ّدمه‬ ‫ّ‬ ‫حفر ال��ك ّل يف الذاكرة‪ ،‬لكي ي�صل��وا �إىل احلقول‬ ‫والفل�سفية اجلديدة يف جتربة امل�رسح‪.‬‬ ‫الفكري��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امتل��ك البع���ض ج��دارة الق��راءة ب�شجاع��ة‪ .‬ومل‬ ‫ميتل��ك بع���ض �آخ��ر �إ ّال الت�أوي��ل وف��ق ب�ص�يرة‬ ‫غ�ير ق��ادرة عل��ى الذه��اب �إىل �أبعد م��ن حدود‬ ‫الذهاني��ة‪ .‬حاز بع�ضهم‬ ‫الب�رصية �أو‬ ‫التخي�لات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قوة‬ ‫د‬ ‫�‬ ‫وي‬ ‫بالفرجة‬ ‫يحتفي‬ ‫عر�ض‬ ‫تقدمي‬ ‫ق��درة‬ ‫ؤكّ‬ ‫ّ‬ ‫ح�ضوره��ا ل��دى املتل ّقي من��ذ اللحظ��ة الأوىل‪،‬‬ ‫أدبية وركيزة �صلبة‪ .‬طرح بع�ضهم‬ ‫كونها قيمة � ّ‬ ‫بف��ن امل��سرح‪.‬‬ ‫العب��ث‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫أق��رب‬ ‫الآخ��ر �أ�شي��اء �‬ ‫ّ‬ ‫وقع��ت الرغب��ة ـ ب�ش��كل ع��ام ـ يف البح��ث ع��ن‬ ‫ونقدي��ة غري جديرة بالإخفاق‬ ‫م�رسحية‬ ‫تالوين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(عنوان امللتق��ى الفرعي‪ :‬واق��ع امل�رسح العربي‬ ‫متلونة‬ ‫مكامن الإخف��اق ومواقع التع� رّ​ّث�)‪ .‬نخب ّ‬ ‫ب�أع�صابها و�أع�صاب ب�لاد و�أع�صاب م�سارحها‪.‬‬ ‫ث�لاث جل�س��ات يف ثالث��ة � ّأي��ام‪ .‬ك ّل جل�س��ة يف‬ ‫زمن�ين‪ .‬ك ّل زم��ن يف ث�لاث �ساع��ات‪ .‬افتت��ح‬ ‫وعملي��ة راوح��ت‬ ‫نظري��ة‬ ‫امللتق��ى مبداخ�لات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�ين «�ص��ورة امل�رسح العربي ب�ين االختالالت‬ ‫والأعطاب واالقرتاح��ات» و«احلراك امل�رسحي‬ ‫يف الوطن العرب��ي ومعوقاته» و«امل�رسح حتت‬ ‫االحت�لال» و«ت�أث�يرات العومل��ة عل��ى اخلليج»‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 566‬للتنمية الثقافية‬ ‫و«املهرجان��ات‬ ‫العربي��ة‪ ،‬الواق��ع والآف��اق» املفع��ول لدى امل�رسح��ي العرب��ي‪ .‬ا ّتهم �سامي‬ ‫ّ‬ ‫و«�‬ ‫إ�شكالي��ة امل��سرح العرب��ي والإع�لام»‪ .‬ث��م‪ :‬عبد احلمي���د (عراق��ي) امل�رسحي�ين ال�شباب‬ ‫ّ‬

‫العربية‬ ‫اال�سرتاتيجية‬ ‫«ملتقى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحــية» يطـــرح‬ ‫للتنمـــية‬ ‫ّ‬ ‫�أكرث من �س�ؤال من دون طرح‬ ‫�أ�سئلة‪.‬‬

‫راوح امل�رسح العربي يف فرتة‬ ‫يتخبط‬ ‫زمنية ما�ضية‪ ،‬ثم راح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فـــي خ�صــائ�صـه امل�شــ�ؤومــة‪.‬‬ ‫ال مديــنة لبع�ض امل�رسحيــّني‬ ‫امل�رسحيني‬ ‫العـرب‪ .‬ال بلد عند‬ ‫ّ‬ ‫العــرب‪ .‬ال م�ســرح فـــي غـياب‬ ‫م�رسحي‪ ،‬يف غياب‬ ‫املدينة‪ .‬ال‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح‪ ،‬يف غياب املدينة‪..‬‬

‫امل�ؤلّف امل�رسح��ي العربي والواقع زائ ًدا «�أ�سئلة‬ ‫املخ��رج يف امل�رسح العرب��ي» �إىل «واقع و�آفاق‬ ‫العربية»‪ .‬مروحة عري�ضة‬ ‫التمثي��ل يف امل�سارح‬ ‫ّ‬ ‫م��ن االهتمام��ات‪ .‬غ�ير � ّأن الكث�ير منه��ا ح��اد‬ ‫ع��ن ه��دف امللتق��ى الأ�سا�سي‪ .‬بحي��ث مل يرتك‬ ‫�سرييا يعت ّد به‪.‬‬ ‫أث��را‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ون املحا�رضون � ً‬ ‫أ�سا�سية‬ ‫لأ ّنه��م جت ّنب��وا يف �أبحاثه��م احلق��ول ال‬ ‫ّ‬ ‫مل�ضم��ون الط��رح عل��ى ح�س��اب رغباته��م يف‬ ‫ذاتية‪.‬‬ ‫ذاتي��ة �أو رواية هواج���س ّ‬ ‫رواية جت��ارب ّ‬ ‫ركّ ��ز الكث�يرون عل��ى امل�صطل��ح امل�ستع��ار من‬ ‫ثقاف��ة الآخ��ر‪ .‬بل الكث�ير اال�ستعم��ال‪ .‬اعتربوه‬ ‫مق ّد ً�سا وهم يرطنون ويربطمون به‪ ،‬على الرغم‬ ‫م��ن الإ�رصار الّالف��ت من الّلجن��ة املنظّ مة على‬ ‫تفكي��ك املعت�بر وت�سمي��ة الباعث عل��ى وجوده‬ ‫بهدف ت�صميته يف �صالح نظرة جديدة وجتربة‬ ‫جدي��دة‪ .‬لن يلزم �أحد نف�س��ه �إذا مل يقتنع بر�ؤيته‬ ‫ج��زءا‬ ‫�أو م�شه��ده االجتماع��ي �أو �إذا مل يعت�بره‬ ‫ً‬ ‫الداخلي��ة‪ .‬دي��ن و�أ�سط��ورة‪ .‬ثالث��ة‬ ‫م��ن حيات��ه‬ ‫ّ‬ ‫� ّأي��ام م��ن تبادل الأف��كار ب�ين م�رشق ومغرب‪.‬‬ ‫لوح��ظ ـ يف املجال هذا ـ تق ّدم النقد يف املغرب‬ ‫وتق�� ّدم التجرب��ة يف امل��ش�رق‪ .‬امل��سرح هن��ا‬ ‫مولود نظ��ري‪ .‬امل�رسح هناك مول��ود معماري‪.‬‬ ‫عاملية بنوافذ‬ ‫مي ّثل امل��سرح يف احلالني ثقافة‬ ‫ّ‬ ‫دنيوية عل��ى عموم‬ ‫روحي��ة‬ ‫حمل ّ​ّي��ة‪ ،‬ل��ه �سلط��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أف��راد العائلة يف املدين��ة والقرية �إ ّال يف العامل‬ ‫العربي‪ .‬طرح امل�شاركون همومهم وهواج�سهم‬ ‫رئي�سية ومالحق‪ .‬طرحوها يف نوعني‬ ‫يف �أوراق‬ ‫ّ‬ ‫ال�شفاهية والثقافة العاملة‪.‬‬ ‫من الثقافة‪ .‬الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫املدونة‪ .‬ا ّتفق اجلميع ـ من دون �أن ي ّتفقوا ـ على‬ ‫ّ‬ ‫جغرافيته غري‬ ‫يف‬ ‫ي��زال‬ ‫ال‬ ‫العرب��ي‬ ‫امل��سرح‬ ‫� ّأن‬ ‫ّ‬ ‫متع ٍّد حدوده ولغاته و�أقوامه‪ .‬مل ينتقل امل�رسح‬ ‫و�ضعية امل�أخ��وذ بغريه واملحكوم‬ ‫العرب��ي من‬ ‫ّ‬ ‫و�ضعية امل�أخ��وذ عنه‪ .‬بدا � ّأن‬ ‫بل�س��ان الآخر �إىل‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح��ي العرب��ي ميل��ك اال�ستطاع��ة وال ميلك‬ ‫افرتا�ضيا‪ .‬على العك�س‪.‬‬ ‫القدرة‪ .‬ه��ذا لي�س ف�ص ًال‬ ‫ًّ‬ ‫نظري��ة امل�ؤام��رة �ساري��ة‬ ‫�إ ّن��ه الواق��ع‪ .‬ال ت��زال ّ‬

‫بالفا�شي��ة‪ .‬وجده��م �أ�شب��ه ب�سالح ب��شري �ض ّد‬ ‫ّ‬ ‫امل� ّؤ�س�سني‪ .‬واظب على الإعالم عن ذلك‪ .‬مل يكف‬ ‫ط��وال م�� ّدة انعق��اد امللتقى عن ا ّته��ام ال�شباب‬ ‫العراقية القدمية‬ ‫امل�رسحية‬ ‫بذلك‪ .‬ابن التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ي��زال يحفظها يف �صندوق قلب��ه‪ .‬ذكَّ ر قا�سم‬ ‫بياتلي بو�صايا غروتوف�سكي‪� .‬أو�صانا املعلّم‬ ‫ق��ال‪ .‬ثم ق��ال � ّإن املعلّم ك��ذا و� ّإن املعلّم كذا‪ .‬ال‬ ‫يزال امل�رسحي العربي غري م�سيطر على طبيعة‬ ‫العالقة بامل��سرح الغربي وامل��سرح الأوروبي‬ ‫والأمريكي‪ .‬ا�ستخدم عبد الكرمي بر�شيد �صوته‬ ‫الداف��ئ اخلفي�ض‪ ،‬لكي يذهب بعي ًدا يف تلخي�ص‬ ‫ورق��ة بح��دود خم�س�ين �صفحة فول�س��كاب يف‬ ‫خم���س ع��شرة دقيق��ة‪ .‬خلّ��ف جترب��ة امل��سرح‬ ‫االحتف��ايل وراءه‪� .‬إ ّن��ه ب��اين جترب��ة امل��سرح‬ ‫االحتف��ايل يف املغ���رب‪ .‬ويف الع��امل العربي‬ ‫أهم ّية‪ّ � :‬إن‬ ‫نبه �إىل ّ‬ ‫تال ًيا‪ .‬م��ا ّ‬ ‫ق�ضية يف غاي��ة ال ّ‬ ‫امل�رسح��ي ال يعت�بر املعلوم��ة‪ .‬املعلومة لي�ست‬ ‫يف اعتب��اره‪ ،‬ولأ ّنها لي�س��ت يف االعتبار‪ ،‬يبقى‬ ‫امل�رسح��ي عل��ى �ض ّفة ويبق��ى امل�رسحي الآخر‬ ‫امل�رسحيون‬ ‫عل��ى ال�ض ّف��ة الأخ��رى‪ .‬مل يتب��ادل‬ ‫ّ‬ ‫املعلوم��ات‪ ،‬لكي يرتبط��وا باملعرفة‪ .‬لن تر�سخ‬ ‫�صورة امل��سرح يف غياب املعلوم��ات‪ .‬ل ّأن بال‬ ‫�ص��ورة ال ق��راءة‪ .‬ل ّأن قراءة اله��واء بال جدوى‪.‬‬ ‫ُتن�س��ج ال�ص��ورة م��ن الأبن��اء و�أوالد العم��وم‪.‬‬ ‫هك��ذا‪ :‬تف�صح ال�ص��ورة عن منطوقه��ا ال�ش ّفاف‬ ‫االعتبارية القائمة على‬ ‫أهميته��ا‬ ‫ّ‬ ‫و�إخال�صها و� ّ‬ ‫ت�سمي��ة الأ�شخا���ص وعنون��ة مراتبه��م وتلوين‬ ‫املتلون��ة‪.‬‬ ‫مواقعه��م يف حوا��ضر امل�ساح��ات‬ ‫ّ‬ ‫ط��رح امللتق��ى �أك�ثر من �س���ؤال م��ن دون طرح‬ ‫�أ�سئلة‪� .‬أبرز الأ�سئلة‪� :‬رضورة ح�ضور ال�س�ؤال يف‬ ‫عربيا‬ ‫دائما‪ .‬ال م�رسح ًّ‬ ‫ح�رضة الأجوبة اجلاهزة ً‬ ‫عل��ى التلّة‪ .‬ب��ذا �أف�صح امللتق��ى‪ .‬الأمثلة كثرية‪.‬‬ ‫ج ّه��ز الط ّيب ال�صديقي م�رسح��ه يف املغرب‪.‬‬ ‫ث��م وق��ع حتت عج��ز م��ا ّدي دفع��ه �إىل ت�أجريه‬ ‫االقت�صادي��ة‬ ‫حولت��ه الق��وى‬ ‫ّ‬ ‫قب��ل افتتاح��ه‪ّ .‬‬ ‫�إىل مطع��م �ضخ��م‪ .‬مل يع��د مب�ستط��اع الط ّي���ب‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪567‬‬ ‫القي��م‬ ‫ال�صديق���ي �إ��ضرام امل�شاع��ر مب�رسح��ه ّ‬ ‫الرتاثية يف الأطر‬ ‫القائم على اختبار الن�صو�ص‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬اختف��ى عبد الق���ادر الزروايل عن‬ ‫ّ‬ ‫زي��ن الثنائي املغربي‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫امل�رسح‬ ‫خريط��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة بكلّه��ا‪ ،‬قب��ل �أن يختفي‬ ‫املهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫املطولة غري املالحظة‬ ‫ال ّأول مع مونودرامات��ه‬ ‫ّ‬ ‫أهم ّية العالقة بني العر�ض والأر�ض‪ .‬لن يحيط‬ ‫ل ّ‬ ‫امل�رسح ب�صالته بالنا�س هنا وهناك وهنالك‪.‬‬

‫امل�سرح واملدينة‬

‫امل�سرح الإماراتي‬

‫من��ذ �أرب��ع �سن��وت �إىل الأم���س‪� ،‬إىل العام‬

‫‪ ،2011 – 2010‬بقي��ت الأ�شي��اء عل��ى م��ا ه��ي‬ ‫علي��ه‪ .‬بقي��ت امل�ساف��ة ب�ين امل�رسح��ي العربي‬ ‫وامل�رسحي الإماراتي على ما هي عليه‪ .‬ما �أفاد‬ ‫ال ّأول الثاين‪ .‬ال �آفاق يف عمل امل�رسحي العربي‬ ‫يف الإم���ارات‪� .‬إ ّن��ه ينج��ز م�رشوع��ه العابر‪ .‬ثم‬ ‫مي�ضي تاركً ا خلفه �أ�رساره وق�ضاياه و�أو�ضاعه‬ ‫مت�س جتربة‬ ‫التقليدي��ة و�أحكامه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلمالية‪ .‬ل��ن ّ‬ ‫امل�رسحي العربي جترب��ة امل�رسحي الإماراتي‪.‬‬ ‫بالعك���س‪ .‬ال ي��زال بع�ض التج��ارب يف اخلليج‪،‬‬

‫ريفت املدن �أو انتهكت �أو‬ ‫ّ‬ ‫انكـ�ســـرت‪ .‬مـا عادت بريوت‬ ‫بـيــروت‪ .‬وال القـــاهـرة هي‬ ‫القــــاهــرة‪ .‬وال دم�شــق هي‬ ‫دم�شق‪ .‬وال تون�س هي تون�س‪.‬‬ ‫ثــمــة �سـهــول مبـواهـب بـــال‬ ‫ّ‬ ‫أدائية‪.‬‬ ‫ملكـــات وبـــال قدرات � ّ‬ ‫العربية‬ ‫وماتت املهرجــانات‬ ‫ّ‬ ‫مبعظمها‪.‬‬

‫بقيت امل�سافة بني امل�رسحي‬ ‫العربي وامل�رسحي الإماراتي‬ ‫على ما هي عليه‪ .‬ال �آفاق يف‬ ‫عمل امل�رسحي العربي يف‬ ‫الإمارات‪� .‬إ ّنه ينجز م�رشوعه‬ ‫العابر‪ .‬ثم مي�ضي تاركً ا خلفه‬ ‫�أ�رساره وق�ضاياه و�أو�ضاعه‬ ‫اجلمالية‪.‬‬ ‫التقليدية و�أحكامه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫الإبـــداع‬

‫زمني��ة‬ ‫راوح امل��سرح العرب��ي يف ف�ترة‬ ‫ّ‬ ‫يتخب��ط يف خ�صائ�ص��ه‬ ‫ما�ضي��ة‪ ،‬ث��م راح‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيني العرب‪.‬‬ ‫لبع�ض‬ ‫مدينة‬ ‫امل�ش�ؤوم��ة‪ .‬ال‬ ‫ّ‬ ‫ال بلد عند امل�رسحيني العرب‪ .‬ال م�رسح يف غياب‬ ‫املدين��ة‪ .‬ال م�رسح��ي‪ ،‬يف غي��اب امل��سرح‪ ،‬يف‬ ‫غياب املدينة‪ .‬ا�ستغرقت رحلة امل�رسحي الّليبي‬ ‫حم ّمد ال�صادق �إىل م�رصاتة ثالثة � ّأيام‪ .‬غادر‬ ‫ال�شارقة �إىل القاهرة بالطائرة‪ .‬ترك القاهرة �إىل‬ ‫توجه �إىل م�رصاتة‬ ‫الإ�سكندر ّية‬ ‫ّ‬ ‫بال�سيارة‪ .‬ث��م‪ّ :‬‬ ‫عرب املعرب احلدودي امل�شرتك �إىل م�رصاتة وهو‬ ‫يجر وراءه الور�ش وحلقات النقا�ش واملختربات‬ ‫ّ‬ ‫وانتظ��ار الأنب��اء عن ولده املقات��ل يف �صفوف‬ ‫مقاتل��ي «املجل���س االنتق��ايل»‪ .‬ال م��سرح يف‬ ‫أحب املثل القائل ب� ّأن �سنونوة واحدة‬ ‫ليبيا‪ .‬ال � ّ‬ ‫ال ت�صن��ع ربي ًعا‪ .‬ل ّأن الربيع يح�� ّل ب�سنونو ومن‬ ‫ليبية واحدة ال‬ ‫دون �سنون��و‪ .‬غ�ير � ّأن‬ ‫م�رسحي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيات‬ ‫تبن��ي جترب��ة‪ .‬ال يبن��ي ع��دد م��ن‬ ‫ّ‬ ‫(متق ّدم��ة �أو غري متق ّدم��ة) جتربة‪ .‬ال م�رسح يف‬ ‫تون�س‪ .‬نعى توفي���ق اجلبايل م� ّؤ�س���س ومدير‬ ‫التون�سية جتربة‬ ‫م�رسح التياترو يف العا�صمة‬ ‫ّ‬ ‫امل��سرح يف البالد‪ .‬وجد � ّأن ال��كالم على جتربة‬ ‫تتو�سع رقعة التجربة يف ال�سودان وال‬ ‫كذب��ة‪ .‬مل ّ‬ ‫إ�سالميون على‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫دخ��ل‬ ‫حني‬ ‫يف‬ ‫يف البحرين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بق��وة‪ .‬ر�سالة امل�رسح حمدودة‬ ‫املجال الكويتي ّ‬ ‫يف البحرين‪ .‬كذلك يف قطر‪ .‬وهي غري متبلورة‬ ‫�أب�� ًدا يف اململك���ة العرب ّي���ة ال�سعود ّية‪� .‬إ ّننا ـ‬ ‫م��ع الأخرية ـ م��ع م�رسح واجب يق�� ّدم �إ�ضاءات‬ ‫نب جتربة‪.‬‬ ‫مر ال�سنوات‪ ،‬غري �أ ّنه مل ي ِ‬ ‫ّ‬ ‫نوعي��ة على ّ‬

‫ال يزال الكث�يرون يذكرون هجوم جماعة الأمر‬ ‫باملع��روف والنه��ي ع��ن املنك��ر عل��ى معر�ض‬ ‫الكت��اب هن��اك‪ .‬هج��وم �ض�� ّد االخت�لاط و�ض�� ّد‬ ‫العناوين‪ .‬ال يزال الرجال يلعبون �أدوار الن�ساء‪.‬‬ ‫قطرية‪،‬‬ ‫إماراتي��ة �أو‬ ‫تت��م اال�ستعانة مبم ّثل��ة �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أو ّ‬ ‫امل�رسحية‬ ‫�سعودية يف هذه‬ ‫لكي تلعب دور فتاة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ريفت املدن �أو انتهك��ت �أو انك�رست‪ .‬ما‬ ‫�أو تل��ك‪ّ .‬‬ ‫عادت بريوت بريوت‪ .‬وال القاهرة هي القاهرة‪.‬‬ ‫وال دم�شق ه��ي دم�شق‪ .‬وال تون�س هي تون�س‪.‬‬ ‫ثم��ة �سه��ول مبواه��ب بال مل��كات وب�لا قدرات‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة مبعظمها‪.‬‬ ‫املهرجانات‬ ‫مات��ت‬ ‫��ة‪.‬‬ ‫أدائي‬ ‫ّ‬ ‫� ّ‬ ‫امل�رسحي�ين الع��رب �إىل �إقامة‬ ‫لي���س هذا داف��ع‬ ‫ّ‬ ‫خا�صة بامل�رسح العربي‪ .‬روى ح�سني‬ ‫جنازات ّ‬ ‫اخلطيب الأردين �أ ّنه��م نظّ موا جن��ازة للم�رسح‬ ‫أردني��ة ر ًّدا على تر ّدي‬ ‫الأردين يف العا�صم��ة ال ّ‬ ‫عالقة الدول��ة بامل�رسح‪ .‬لي�س �أدلّ على ذلك من‬ ‫والوطني��ة امل�ست�سلمة‬ ‫القومية‬ ‫ح�ضور العقائ��د‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أم��ام ك ّل �ش��يء �إ ّال �أمام امل�رسح‪ .‬م��ا معناه � ّأن‬ ‫القومي��ة ه��ذه ال متار���س �سكوته��ا �إ ّال‬ ‫العقائ��د‬ ‫ّ‬ ‫دائم��ا‪ ،‬لأ ّنها‬ ‫�أمام امل��سرح‪� .‬إ ّنها �ض�� ّد امل�رسح ً‬ ‫حتول��ه من دين �إىل �أ�سط��ورة �أو من‬ ‫ال تري��د �أن ّ‬ ‫�أ�سط��ورة �إىل دي��ن‪ .‬اخت��زل مهرجان فواني�س‬ ‫اجلمعيات جتربة‬ ‫�إىل عر�ضني فقط‪ .‬ل��ن ت� ّؤ�س�س‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ة بعي ًدا من مفاهي��م امل� ّؤ�س�سة (كما يف‬ ‫ّ‬ ‫�سيئ��ة ومتطيرّ ة يف �آن‪.‬‬ ‫أو�ضاع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫)‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ال�سعود‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثم مقاومة مع ذلك‪.‬‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 568‬للتنمية الثقافية‬

‫ممن‬ ‫الأرجـــ��ح �أن الكثيــريـــ��ن ّ‬ ‫امل�رسحية‬ ‫مـــروا على التجربة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إمـــاراتي��ة‪ ،‬وال�شــارقــة فـــي‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫املقـــ ّدمة‪ ،‬خا�ضــوا يف امل�رسح‪.‬‬ ‫بــيـ��د �أ ّنـهــم لـ��م يخو�ضوا فـي‬ ‫�شــروط االجتـماع ومـا يحمله‬ ‫م��ن تفاعالت مالزمة للإن�سان‬ ‫الن�ص عن‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫إن�سانية‪ .‬ف�صل��وا ّ‬ ‫جمتمع��ه‪ .‬ف�صل��وا العر�ض عن‬ ‫جمتمع��ه‪ .‬كم��ا ف�صل��وا املمثّل‬ ‫عن جمتمعه‪.‬‬

‫ك ّل م��ا هو �سائ��د ومتعارف علي��ه من مقوالت‬ ‫ومفاهيم و�أمناط‪ ،‬يف �صالح ما هو غري مفهوم‬ ‫ال�س��ن‬ ‫اخلليجي�ين ال�صغ��ار‬ ‫امل�رسحي�ين‬ ‫ل��دى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الق��وة والتجرب��ة‪ .‬لن ي���ؤ ّدي ذلك‬ ‫واملح��دودي ّ‬ ‫والعدمية يف‬ ‫�إ ّال �إىل �إح�لال ن��وع من الفو�ض��ى‬ ‫ّ‬ ‫جترب��ة امل��سرح يف اخلليج‪� .‬إنه��ا وجهة نظر‬ ‫معطوف��ة عل��ى قولبة امل�رسح��ي اخلليجي على‬ ‫ذاتية الأخريين‪.‬‬ ‫�أيدي‬ ‫امل�رسحيني الع��رب‪ .‬زائد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الذاتية �إىل بناء �أ�سيجة يف حميط ح�ضور‬ ‫تدف��ع‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي العربي‪� .‬أ�سالك �شائكة‪ .‬ترفع الأ�سالك‬ ‫امل�رسحي املوجود‬ ‫ال�شائكة هذه‪ ،‬لكي تقف بني‬ ‫ّ‬ ‫م�رسح��ي �آخر تدفعه جتربته �إىل االنت�ساب‬ ‫و� ّأي‬ ‫ّ‬ ‫�إىل جترب��ة امل��سرح يف الإمارة ه��ذه �أو تلك‪ .‬ال‬ ‫ينفت��ح املخ��رج على املخ��رج الآخ��ر‪ .‬ال ينفتح‬ ‫املبدع على املبدع الآخر‪ .‬ومن الأمثلة اجلازمة‬ ‫هن��ا‪ :‬جترب��ة املخ��رج العراق��ي قا�سم حم ّمد‪.‬‬ ‫خمرج عراقي طليعي وجد نف�سه يف قلب جتربة‬ ‫امل��سرح يف ال�شارقة‪ .‬وج��د نف�س��ه �إىل جانب‬ ‫حاك��م ال�شارق���ة املهجو���س بامل��سرح‪ .‬ركّ ��ز‬ ‫الرجل ح�ضوره يف التجربتني‪ .‬جتربة ال�شارقة‬ ‫ال�شامل��ة وكتابة حاك��م ال�شارقة ملجموعة من‬ ‫كثريا‬ ‫الن�صو�ص‬ ‫امل�رسحية‪ .‬مل يقرتب الكثريون ً‬ ‫ّ‬ ‫من التجربتني منذ ذلك الوقت‪ .‬خ�رست التجربة‬ ‫والتن��وع يف ال��ر�ؤى‬ ‫بذل��ك احتم��االت التع�� ّدد‬ ‫ّ‬ ‫الف ّن ّي��ة القائمة عل��ى رف�ض التيم��ات والقوالب‬ ‫اجلاه��زة لأن�س��اق الإب��داع وبرجم��ة العم��ل‬ ‫دمرت املعطي��ات املحتملة الأخرى يف‬ ‫الف ّن��ي‪ّ .‬‬ ‫م�رسحية الفت��ة‪ .‬لن ي�ؤ ّدي ذلك‬ ‫فردانية‬ ‫�صال��ح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فعلية وفاعلة‪ .‬ل��ن ي�ؤ ّدي ذلك‬ ‫�إىل قي��ام جتربة ّ‬ ‫�إىل بن��اء جتربة اح�تراف‪ .‬ل ّأن التجربة بحاجة‬ ‫جام��ع ما�سك‬ ‫�إىل جت��ارب متع�� ّددة يف ف�ض��ا ٍء‬ ‫ٍ‬ ‫االجتماعية املنعك�س��ة يف التجارب‬ ‫للعالق��ات‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫عل��ى �سبي��ل املث��ال‪ ،‬يع��اين من ت��ركات بع�ض‬ ‫املخرج�ين الع��رب يف �أرا�ضيه��م الب��ور‪ .‬ع ّززت‬ ‫التقليدية الإك�سرتا‬ ‫جترب��ة زكي طليمات روحه‬ ‫ّ‬ ‫كال�سيكية يف ترب��ة دول اخلليج‪ .‬ا�ستغرق الأمر‬ ‫ّ‬ ‫حت��رر �صقر الر�شود‬ ‫منها‪.‬‬ ‫روا‬ ‫حتر‬ ‫حتى‬ ‫لا‬ ‫طوي� ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الكويت‪ .‬كذل��ك ف�ؤاد ال�شطّي‪ .‬هذا مثال من‬ ‫�أمثل��ة‪ .‬املثال ال�ساطع يف ال�شارقة ويف �إمارات‬ ‫الإمارات الأخرى جتربة جواد الأ�سدي‪ .‬بدا من‬ ‫جتربة الرجل يف دبي ويف بريوت‪� ،‬أنه مل ي�أخذ‬ ‫إماراتيني باالعتبار‪ .‬مل‬ ‫امل�رسحيني ال‬ ‫ح�سا�سية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي�أخذ و�ضع املم ّثل باالعتبار‪ .‬ال قواه وال روحه‬ ‫وال نربت��ه وال �صوته وال لغته وال ج�سده‪ .‬عامل‬ ‫جواد الأ�س���دي املم ّث��ل الإماراتي كم��ا عامل‬ ‫املم ّث��ل البريوتي‪ .‬م��ن دون مراعاة الفروق بني‬ ‫والق��وة والثقاف��ة واال�ستعداد‬ ‫االثن�ين‪ .‬اخل�برة‬ ‫ّ‬ ‫مت��ر � ّأي‬ ‫والتدري��ب والرتبي��ة والتثقي��ف‪ .‬ل��ن ّ‬ ‫حداثية مع مبتدئني‪ .‬ذلك � ّأن ال�شغل على‬ ‫معادلة‬ ‫ّ‬ ‫ه�ؤالء بلبو�س احلداث��ة‪ ،‬لن ي�ؤ ّدي �إ ّال �إىل خلعهم‬ ‫امل�رسحية‪ ،‬والتجربة‬ ‫الّلبو���س هذا حلظة نهاي��ة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة‪ ،‬و�سف��ر املخرج امل�رسح��ي وعودته‬ ‫ّ‬ ‫�إىل دي��اره‪ .‬ال ير�سم املخ��رج امل�رسحي العربي‬ ‫�سيا�س��ة وا�ضح��ة يف الطريق �إىل بن��اء املعمار‬ ‫امل�رسح��ي يف ه��ذه امل� ّؤ�س�س��ة �أو تل��ك‪ ،‬يف هذه‬ ‫يدمر املركز‪ ،‬قبل �أن يبنى‪.‬‬ ‫الدولة �أو تل��ك‪ .‬هكذا ّ‬ ‫املرجعي��ات‪ .‬الإن�س��ان ه��و املركز‬ ‫تدم��ر‬ ‫ّ‬ ‫هك��ذا ّ‬ ‫تي��ار احلداثة‪ .‬يف‬ ‫هن��ا‪ .‬الإن�سان ه��و املركز يف ّ‬ ‫تي��ارات‬ ‫ح�ين � ّأن الإل��ه ه��و املرك��ز يف �أغل��ب ّ‬ ‫م��ا قب��ل احلداث��ة‪ .‬م���ؤ ّدى ذلك �أن ت�ترك جتربة‬ ‫امل�رسح��ي العرب��ي �أثقاله��ا عل��ى فك��رة ن�ش���أة‬ ‫جتربة امل�رسحي اخلليجي‪ .‬لن يرتفع امل�رسحي‬ ‫يوما‪ .‬لأ ّن��ه جاء �إليها بال فهم‪.‬‬ ‫اخلليج��ي فوقها ً‬ ‫تيارات‬ ‫لأ ّن��ه و�ص��ل �إليه��ا بال فه��م‪ .‬احلا�ص��ل‪ّ :‬‬ ‫م��ن الالمب��االة‪ .‬وخيان��ة املق��والت واملفاهيم‬ ‫أ�سا�سي��ة‪ ،‬لأ ّنه��ا غري �صاحل��ة يف تربة ت�سعى‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫�إىل كتاب��ة ن�صو�صها‬ ‫مبرجعي��ات وا�ضحة‪� .‬إ ّنه م�سرح ما حتت الأر�ض‬ ‫ّ‬ ‫اتجّ ��اه تدم�يري يف جوه��ره‪ ،‬ال يط��رح بدائ��ل‬ ‫ي�ص��ح ت�سمي��ة امل��سرح يف الإمارات‪،‬‬ ‫ق��د‬ ‫ّ‬ ‫وال حل��والً‪ .‬حي��ث � ّإن جتربة امل�رسح��ي العربي ال�شارقة حتدي��داً‪« ،‬م�رسح ما حت��ت الأر�ض»‪.‬‬ ‫�رسي بناه كانتور يف احلرب‬ ‫ب�أثقاله��ا وبع���ض ا ّدعاءاته��ا احلديث��ة‪ ،‬تغي��ب اال�سم م��ن م�رسح ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪569‬‬

‫فوق ّية املخرج ‪ ..‬دون ّية الكاتب‬

‫إماراتي��ة‪.‬‬ ‫م��ر الكث�يرون عل��ى التجرب��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شارقة يف املق ّدمة‪ .‬جاء املن�صف ال�سوي�سي‬ ‫�إىل ال�شارقة‪ .‬كما ق�صدها املخرج العراقي عزيز‬ ‫خ ّي���ون والأردين ح�سن �أب���و �شقرة والعراقي‬ ‫الآخ��ر حمم���ود �أب���و الع ّبا����س والفل�سطيني‬ ‫داوود �أب���و �شقرة‪ .‬كما جاء �آخ��رون كرث‪ .‬جاء‬ ‫الع��شرات‪ .‬ج��اء ن ّق��اد ومنظّ ��رون يف امل��سرح‪.‬‬ ‫غ�ير � ّأن الكثريين منه��م‪ ،‬مل يتو ّقفوا �أمام �إجناز‬ ‫ثابت �أو تطوي��ر �إجناز �أو الإم�ساك ب�إجناز مييل‬ ‫متو�سط‪.‬‬ ‫مع ري��ح عا�صف��ة �أو ريح ذات �ص��وت‬ ‫ّ‬ ‫الأرج��ح‪� ،‬أ ّنه��م خا�ض��وا يف امل�رسح‪ .‬بي��د �أ ّنهم‬ ‫مل يخو�ض��وا يف ��شروط االجتم��اع وما يحمله‬ ‫إن�سانية‪.‬‬ ‫م��ن تفاع�لات مالزم��ة للإن�س��ان وال‬ ‫ّ‬ ‫الن���ص ع��ن جمتمع��ه‪ .‬ف�صل��وا العر�ض‬ ‫ف�صل��وا‬ ‫ّ‬ ‫ع��ن جمتمعه‪ .‬كما ف�صل��وا املم ّثل عن جمتمعه‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫العاملي��ة الثانية‪ .‬وذل��ك ي�شري �إىل حالني اثنني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العالنية‬ ‫يف‬ ‫العرب��ي‬ ‫امل�رسح��ي‬ ‫ح�ض��ور‬ ‫ح��ال‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة يف الإمارات العرب ّية املتّحدة‪ .‬ثم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�رس ّية حتت‬ ‫إماراتي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫امل�رسح��ي‬ ‫ح�ضور‬ ‫حال‬ ‫ّ‬ ‫�أر�ض��ه‪ ،‬ال عل��ى �أر�ض��ه‪� .‬إ ّن��ه بحاج��ة �إىل حلظة‬ ‫يتح��رر من اتجّ اهات‬ ‫خارق��ة‪� ،‬إىل فر�صة‪ ،‬حتى‬ ‫ّ‬ ‫املزيف��ة الراكب��ة على ظه��ره‪ ،‬وهو يف‬ ‫احلداث��ة ّ‬ ‫اخلا�صة‬ ‫اخلا���ص وحياته‬ ‫طريق��ه �إىل ح�ضوره‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دورا يف ذل��ك‪ .‬يلعب‬ ‫يف امل��سرح‪ .‬يلع��ب امل��ال ً‬ ‫امل�رسحي�ين العرب‪.‬‬ ‫دورا يف ا�ستج�لاب‬ ‫ّ‬ ‫امل��ال ً‬ ‫دورا يف حي��اة الكثري‬ ‫العرب��ي‬ ‫أث��ر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫كم��ا لعب‬ ‫ً‬ ‫إماراتي�ين‪ .‬ذل��ك � ّأن �أع��دا ًدا‬ ‫امل�رسحي�ين ال‬ ‫م��ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منه��م تعت��زل العمل يف امل��سرح بعد جناح يف‬ ‫الإخ��راج �أو يف التمثي��ل‪ ،‬خوفً��ا م��ن الف�شل يف‬ ‫�أعم��ال �أخرى‪ .‬هذه واقعة ي�ش�ير �إليها الكثريون‬ ‫م�رسحية يف‬ ‫ثمة �أبنية‬ ‫ّ‬ ‫ويعلون ال�صوت �أمامها‪ّ .‬‬ ‫الإم��ارات‪ .‬هذا امتي��از‪ .‬غري �أ ّنه��ا لي�ست ال�رشط‬ ‫بتيارات وا�ضحة‬ ‫الوحي��د لقيام حركة‬ ‫م�رسحية ّ‬ ‫ّ‬ ‫طليعي��ة‬ ‫م�رسحي��ة‬ ‫وفاعل��ة‪ .‬ق ّدم��ت جت��ارب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص��ة‬ ‫يف بي��وت امل�رسحي�ين ويف امل��ر�آب‬ ‫ّ‬ ‫احلرة‬ ‫امل�ساحات‬ ‫بال�سيارات ويف املالجئ ويف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن��ازي احل�ضور هنا‪ .‬لن‬ ‫املال‬ ‫الطلق‪.‬‬ ‫اله��واء‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫�رشعية �أحد‪.‬‬ ‫�رشعية لأحد‪ .‬لن يبني‬ ‫يق�� ّدم املال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لن يخرتعها‪ .‬لن يفعل �سوى �أن يدفع امل�رسحي‬ ‫العرب��ي املقط��وع �أو م��ن ال عالق��ة ل��ه ب�ش�ؤون‬ ‫امل�رسح �إ ّال عرب ر�ؤية مانيكاناته‪� ،‬إىل العمل يف‬ ‫م�رسحية‪ .‬لع ّل ما‬ ‫امل�رسح لكي يح ّل م�شكلة غري‬ ‫ّ‬ ‫عملية‬ ‫�أ ّدت �إلي��ه احلركة هذه بحاجة �إىل �إطالق ّ‬ ‫إ�صالحي��ة �شاملة‪ .‬حيث يج��د العربي نف�سه يف‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫الواقعي��ة وه��و ي�ستل��م �شيكًّا ع��ن � ّأي‬ ‫و�ضعيت��ه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ة يزم��ع تقدميه��ا يف � ّأي مهرج��ان يف‬ ‫ّ‬ ‫الإم��ارات ت�ص��ل قيمت��ه �إىل مائ��ة �أل��ف درهم‪.‬‬ ‫ت�تراوح الأرق��ام ب�ين �س ّت�ين �ألفًا وب�ين مئات‬ ‫امل�رسحيات‬ ‫الآالف‪ .‬ينت��ج ع��ن ذلك الكثري م��ن‬ ‫ّ‬ ‫إيطالي��ة بكث�ير‪ .‬لأ ّنه��ا الأقرب‬ ‫حت��ت العلب��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫�إىل قلّ��ة خيال من يق�صد امل��سرح بدافع املال‪،‬‬ ‫امل�رسحية مبا يق��در �أو‬ ‫ال بداف��ع دف��ع العجل��ة‬ ‫ّ‬ ‫العادية‪ .‬الطمع يف مقابل‬ ‫ي�ستطيع باملالحظ��ة‬ ‫ّ‬

‫ال�سخ��اء‪ .‬ث��م � ّإن وزارة الثقافة يف ال�شارقة هي‬ ‫العملية‬ ‫حتتية‪� .‬إذ �إ ّنها تفتح ور�شها‬ ‫ّ‬ ‫وزارة بن��ى ّ‬ ‫(جن��ارة ـ حدادة ـ ديكور‪ )...‬لك ّل خمرج م�رسحي‬ ‫وثمة‬ ‫يتكرر ذلك‪ّ ،‬‬ ‫م��ن � ّأي �صنف ومن � ّأي عي��ار‪ّ .‬‬ ‫خال�ص��ات عميقة يف ه��ذا ال�ص��دد‪ّ � .‬أولها‪ :‬عدم‬ ‫امل�رسحية‪ .‬ل ّأن الزارع‪،‬‬ ‫مت ّتع �أبناء البلد بالثمار‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي العرب��ي‪ ،‬ال يتعامل‪ ،‬ولن يتعامل مع‬ ‫جدلية �أو ب�صورة‬ ‫احلقائق على الأر�ض ب�صورة‬ ‫ّ‬ ‫نقدي��ة تك�شف ما يجب ك�شف��ه‪ ،‬حتى يو�ضع يف‬ ‫ّ‬ ‫املعاجل��ة‪ :‬يبن��ي امل�رسح��ي العرب��ي �رصوحه‬ ‫املت�شوق��ة �إىل‬ ‫التحتي��ة املحل ّ​ّي��ة‬ ‫عل��ى البن��ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االرتفاع واالرتقاء‪ .‬ي�ؤكّ ��د ذلك ك ّل مظهر‪ .‬ت�ؤكّ د‬ ‫ذلك ك ّل التجلّيات‪ .‬ولأ ّنها هكذا‪ :‬بقي امل�رسحي‬ ‫العرب��ي العلّ��ة واحل��لّ‪ .‬ال�سب��ب والعج��ب‪ .‬بط��ل‬ ‫�أفكار م�سبقة‪ .‬بطل �أفكار جاهزة �أ�شبه بالبيوت‬ ‫«الربي فابريكيه»‪ .‬بط��ل احلقل الثقايف الدارج‬ ‫يف الإمارات ي�أخذ التجريب ك�سمة‪ .‬لن يلبث �أن‬ ‫يج��وف ال�سمة ه��ذه‪� .‬أن يفرغها م��ن حمتواها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لذل��ك‪ ،‬ت��راوح التج��ارب يف ال�شارق���ة ب�ين‬ ‫التق�ص�ير الّلغ��وي وتخفيف الّلغة م��ن �أوزانها‪،‬‬ ‫بحيث ت�ضحي طيف لغة ال لغة‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 570‬للتنمية الثقافية‬ ‫ال مبالغ��ة بذلك‪ .‬لذا‪ ،‬يالح��ظ � ّأن عدد املخرجني‬ ‫إماراتي�ين يف � ّأي دورة م��ن دورات مهرجان‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ال�شارقة‪� ،‬أق ّل بكثري من عدد املخرجني العرب‪.‬‬ ‫ل ّأن امل�رسح��ي العرب��ي مل ي�أخذ بي��د امل�رسحي‬ ‫الإمارات��ي �إىل حل��م امل��سرح و�شحم��ه‪� .‬ألغ��ى‬ ‫الن���ص امل�رسحي من دون �أن يخو�ضوا‬ ‫بع�ضهم‬ ‫ّ‬ ‫الن���ص االنته��اء م��ن‬ ‫الن���ص‪�� .‬شرط �إلغ��اء‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شغل التجريبي علي��ه‪ .‬قد ي�ؤ ّدي التجريب على‬ ‫الن�ص‪.‬‬ ‫الن�ص بامل�رسح��ي �إىل �إلغاء ال�شغل على ّ‬ ‫ّ‬ ‫غ�ير � ّأن هذا ح��دث يف جزء منه م��ن دون تو ّفر‬ ‫العرب��ي �أن يحدث‬ ‫امل�رسحي‬ ‫اجل��زء الآخ��ر‪� .‬أراد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ة م��ن دون‬ ‫جذري��ة يف بني��ة‬ ‫تغ�ّي�رّ ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ج��ذور‪� .‬أو ه��ي غري موج��ودة‪� .‬أو �أراد العبور يف‬ ‫�شخ�صية يف‬ ‫متر‬ ‫ّ‬ ‫�سم��اء امل�رسح الإماراتي كم��ا ّ‬ ‫�شخ�صي��ة طائرة‪.‬‬ ‫ر�س��م م��ن ر�سوم��ات �شاغال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أخ��ف م��ن الهواء‬ ‫�شخ�صي��ة خفيف��ة‪.‬‬ ‫�شخ�صي��ة � ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلام��ل له��ا‪ .‬اعتم��د امل�رسح��ي يف ال�شارق���ة‬ ‫املعمارية يف غي��اب املعمار‪ .‬تكلّم‬ ‫التزيين��ات‬ ‫ّ‬ ‫الن���ص املزدوج‬ ‫عل��ى الدرامتورجي��ا يف غياب‬ ‫ّ‬ ‫(�أدب ‪ -‬م�شه��د)‪ .‬برط��م ب��كالم غ�ير مفه��وم‬ ‫ع��ن ال�سينوغرافيا ومف��ردات ال�ض��وء وال�صوت‬ ‫من�صة تغيب عنها‬ ‫والت�شكيل وهو يف طريقه �إىل ّ‬ ‫التفاعلية‪ .‬ال يزال امل�رسحي الإماراتي‬ ‫�شبكته��ا‬ ‫ّ‬ ‫�أ�س�ير مفاهي��م ت ّت�ص��ل مبفه��وم االحت�ش��اد يف‬ ‫الف�سحة‪ ،‬ب��دل مفهوم حتقيق احل�ض��ور‪ .‬ال ثمرة‬ ‫نف�س‪ ،‬بل ثمرة �آخرين‪.‬‬ ‫بني العامني ‪ 2006‬و‪ ،2007‬وجد املتابعون‬ ‫امل�رسحية ما يغيظ على �صعيد‬ ‫يف � ّأيام ال�شارقة‬ ‫ّ‬ ‫عالق���ة امل�رسحي العربي بامل��سرح املحلّي‪.‬‬ ‫ن�ص الكاتب الإماراتي‬ ‫�أخ��ذ عبد العزيز خ ّيون ّ‬ ‫ال�ش��اب عبد اهلل م�سعود «خفايا اجلبل»‪ .‬قتله‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الن�ص �أمام الإخراج للحظة‪ .‬مل ي�صمد‬ ‫ي�صم��د‬ ‫مل‬ ‫ّ‬ ‫التطبيقي��ة‪ .‬حيث عجز‬ ‫�أمام��ه حتى يف الن��دوة‬ ‫ّ‬ ‫الكات��ب عن نقد جترب��ة الإخ��راج‪ .‬اكتفى ب�شكر‬ ‫عبد العزي���ز خ ّيون عل��ى قبوله ال�شغ��ل على‬ ‫فوقية املخرج‬ ‫الن�ص‪ّ .‬‬ ‫تلخ���ص ّ‬ ‫ن�ص��ه قبل قتل��ه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ودوني��ة الكاتب العالمة املزدوجة القائمة على‬ ‫ّ‬ ‫قوة اجلهاز الع�ضلي لدى فرد على ح�ساب الفرد‬ ‫ّ‬

‫م�رسحية‬ ‫من�صة‬ ‫ّ‬ ‫الآخ��ر‪ .‬عائق �أ�سا�س �أمام قيام ّ‬ ‫متعادل��ة ت�سهم يف م�ساع��دة امل�رسحي املحلّي‬ ‫يف دورة عمل��ه يف الطري��ق �إىل �إيج��اد طريق��ه‬ ‫امل�بررة و�سبب �سلوك الطريق‬ ‫اخلا�ص و�أفعاله‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف ب��اب � ّأول‪ .‬حتم��ل احلرك��ة ـ عنده��ا ـ معنى‪.‬‬ ‫عنده‪ :‬ت�صب��ح مفهومة‪ .‬عندها‪ :‬تتبادل التجربة‬ ‫الأدوات والعنا��صر بدل �أن ي�ستقوي جزء منها‬ ‫على اجلزء الآخر‪ .‬يفقد هنا جمع وربط الأدوات‬ ‫املتفرق��ة باملقرتب��ات الالزم��ة‪.‬‬ ‫والظواه��ر‬ ‫ّ‬ ‫��ضرورة �أكي��دة للف ّن��ان عل��ى ال�ض ّفت�ين‪ .‬رب��ط‬ ‫ال�ض ّفت�ين يدف��ع �إىل اعتب��ار امل�رسحي امل�رسح‬ ‫منزل��ه ال مي��دان نزال م��ع الآخ��ر‪ .‬ل ّأن الفوارق‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬حيث‬ ‫�أكي��دة بني احلي��اة واحلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫احلياتي��ة‪.‬‬ ‫ت�ؤ ّث��ر الأحا�سي���س يف املو�ضوع��ات‬ ‫ّ‬ ‫أف��كارا وم�شاعر و�أفع��ال منا�سبة لها‪،‬‬ ‫م��ا يثري �‬ ‫ً‬ ‫ال�شعورية وغري حم ّددة‬ ‫غال ًب��ا ما جتيء بط��رق‬ ‫ّ‬ ‫الأ�سباب يف التعامل معها‪ .‬يف حني � ّأن التعامل‬ ‫م��ع امل��سرح يط��رح الأحا�سي�س ك��شرط‪ ،‬على‬ ‫امل�رسح��ي �أن ي�ستح�رض ر ّد الفع��ل املنا�سب له‬ ‫والفعلي��ة‪.‬‬ ‫الع�ضلي��ة‬ ‫مبخيلت��ه‪ ،‬بق��واه‬ ‫بذهن��ه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لإحياء املو�ضوع امل�رسحي كحقيقة تقوم على‬ ‫فرو�ض �أ�سئلة املبدع بني ال�سبب والنتيجة‪.‬‬

‫معطى تناف�سي‬ ‫ح��ال عب���د العزيز خ ّي���ون لي���س احلال‬

‫الوحي��دة‪ .‬ي�شتغ��ل ال��ك ّل يف �ض��وء املعط��ى‬ ‫التناف�سي هذا‪ .‬احل��االت كثرية‪ .‬حاالت الت�ضا ّد‬ ‫وح��االت اال�ست�سهال وح��االت القن�ص املا ّدي‪.‬‬ ‫يهت��م الكث�يرون باجلانب اجلم��ايل‪ ،‬لأ ّنهم‬ ‫ل��ن‬ ‫ّ‬ ‫يبن��ون �أعمالهم عل��ى االرجتال‪ .‬لي���س بو�صف‬ ‫منهجا‪ ،‬بل بو�صفه �سه ًال لغري مدركي‬ ‫االرجتال‬ ‫ً‬ ‫بعمليات الإخراج‪ .‬ال‬ ‫اخلا�صة‬ ‫القوانني العميقة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نظرية يف الطريق‬ ‫نظرية وال ّ‬ ‫�إخ��راج وال تطبيق ّ‬ ‫جنينية‪.‬‬ ‫�إىل التطبي��ق‪ .‬وال �أف��كار ت�أ�سي�س‪ ،‬ول��و‬ ‫ّ‬ ‫ج�� ّل م��ا يف الأم��ر � ّأن خمرج��ي الق��رن احلادي‬ ‫بروحية‬ ‫والع�رشي��ن ه���ؤالء‪ ،‬ال يزالون يعمل��ون‬ ‫ّ‬ ‫املخايليني يف خيال الظ ّل مع كراكوز وعيواظ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مغم���س بالزيت‪ .‬ثم‬ ‫خي��االت مق�صو�صة وقطن ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪571‬‬

‫زمــن امل�ســرح ّية العرب ّية يف‬ ‫الإمــــارات ال يـــزال فـــي زمن‬ ‫املا�ضـــي‪ .‬مـا قـــ ّدم فـي العام‬ ‫‪� 2005‬أو ‪� 2006‬أو ‪ 2007‬هـــو‬ ‫نف�سه ما يق ّدم يف العام ‪2010‬‬ ‫و‪� ،2011‬إ ّال باختالف العناوين‬ ‫وامل�ضامني‪ .‬ذلك � ّأن الت�أ�سي�س ال‬ ‫يقوم �إ ّال يف �أ�شغال امل� ّؤ�س�سات‬ ‫ال خارجها‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫نقط��ة عل��ى ال�سطر‪ .‬ع��ودة الق��ارئ يف التجربة‬ ‫امل�رسحية‪� ،‬أو الناقد امل�رسحي �إىل العام ‪2006‬‬ ‫ّ‬ ‫‪2003‬‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫�أو ‪2007‬‬ ‫م�رسحية‬ ‫آثار‬ ‫�‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫تعيده‬ ‫ل��ن‬ ‫‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جرى البناء عليها‪ .‬لن تعيده �إىل روح ثقافة عليا‬ ‫الثقافية يف الإمارات بل �إىل روح‬ ‫لدى الهيئات‬ ‫ّ‬ ‫�شعبوية عليا ال تهدم فا�ص ًال بني رغبة وحتقيق‬ ‫ّ‬ ‫الرغب��ة هذه يف �إجناز �أو ن�ص��ف �إجناز �أو هيئة‬ ‫�إجن��از‪ .‬مفارق��ة الهبة‪ .‬تل��ك مفارق��ة الهبة �أن‬ ‫الثقافية على املخرج والكاتب‬ ‫تتق�� ّدم امل� ّؤ�س�سة‬ ‫ّ‬ ‫يزي��ف الف ّن��ان واملخ��رج‬ ‫والف ّن��ان �أو املب��دع‪ّ .‬‬ ‫التعبريية يف �صالح‬ ‫��ة‬ ‫الثقافي‬ ‫و�سائ��ل الهيئات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خفي�ين‪ .‬ل��ن ي�صل‬ ‫جتربت��ه املح�� ّددة بهالل�ين ّ‬ ‫ع��ام ـ �إىل البحث عن‬ ‫املخ��رج �أو املبدع ـ ب�شكل ّ‬ ‫�أ�شكال ا ّت�صال جديدة ومبتكرة ال يو ّفرها الرتاث‬ ‫املوجود املمدود واملحدود يف امل�رسح املحلّي‪.‬‬ ‫�أو امل�رسح يف ال�شارقة‪ .‬لن ُيعيد الرجوع بالزمن‬ ‫العربية‬ ‫امل�رسحية‬ ‫الزمن �إىل ال��وراء‪ .‬ل ّأن زم��ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الإمارات ال يزال يف زم��ن املا�ضي‪ .‬ما ق ّدم‬ ‫يف الع���ام ‪� 2005‬أو ‪� 2006‬أو ‪ 2007‬ه��و نف�سه‬ ‫م��ا يق ّدم يف العام ‪ 2010‬و‪� ،2011‬إ ّال باختالف‬ ‫العناوين وامل�ضامني‪ .‬ذلك � ّأن الت�أ�سي�س ال يقوم‬ ‫�إ ّال يف �أ�شغ��ال امل� ّؤ�س�سات ال خارجها‪� .‬إ ّننا نقف‬ ‫يف حلق��ة ن�صف مفرغة‪ .‬حلق��ة �أ�شبه باحللقات‬ ‫االحتفالي��ة‪ .‬يق��وم الطق���س يف مقامه �إىل حني‬ ‫ّ‬ ‫انتقادي��ة للم� ّؤ�س�سة‪.‬‬ ‫وظيف��ة‬ ‫ال‬ ‫الطق�س‪.‬‬ ‫انته��اء‬ ‫ّ‬ ‫متن��ح امل� ّؤ�س�س��ة منحتها عل��ى �صعي��د الإنتاج‬ ‫العيني‪ ،‬ال على �صعيد الإنتاج املعياري‪ .‬املا ّدة‬ ‫الفكري��ة وال‬ ‫اخللفي��ة‬ ‫الداخلي��ة وال‬ ‫ال ال��روح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‪ .‬اخلالف ب�ين الأزمنة خالف‬ ‫الذهني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف العناوي��ن والتفا�صي��ل الب�سيطة لي�س �إالّ‪ .‬لن‬ ‫يتو ّف��ر �رشط املكوث على اخل�شبة �إ ّال يف حاالت‬ ‫قليل��ة ن��ادرة‪ .‬ال حتكّم وال انتب��اه وال تركيز‪ .‬ال‬ ‫�إدارة مم ّث��ل يف املو�ض��وع املح�� ّدد بالتمثي��ل‪.‬‬ ‫امل�رسحي��ة ب��الإرادة‪،‬‬ ‫ال توجي��ه �إىل مو�ض��وع‬ ‫ّ‬ ‫إماراتيني‬ ‫ب��ل باالنقي��اد الفطري م��ن مم ّثل�ين �‬ ‫ّ‬ ‫وحيويته��م‪.‬‬ ‫يحدوه��م �إىل جتاربه��م �صدقه��م‬ ‫ّ‬ ‫ت�صدر عالقة امل�رسحي الإماراتي مب�رسحه عن‬ ‫ذات��ه‪ .‬يف حني ت�صدر عالق��ة امل�رسحي العربي‬

‫ت��ام ملو�ضوع‬ ‫بالإنت��اج الإمارات��ي ع��ن تي ّقظ ّ‬ ‫التك�سب املايل‪ .‬يغلب امل�رسحي الوافد‬ ‫الرب��ح �أو‬ ‫ّ‬ ‫حوا�س��ه كلّها يف �صالح الطع��م املرجتى‪ .‬اقتنع‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح��ي املحلّ��ي بامل�رسح��ي العرب��ي‪ ،‬ومل‬ ‫يقتنع امل�رسحي العربي بامل�رسحي الإماراتي‪.‬‬ ‫ن���ص الكات��ب عبد اهلل‬ ‫قتل عزي���ز خ ّيون ّ‬ ‫�سع���ود (�إمارات��ي) يف «خفاي��ا جب��ل» العام‬ ‫‪ .2006‬غاب��ت الّلمعة ع��ن «الكر�س��ي»‪ .‬ب�إخراج‬ ‫ن�ص‬ ‫الأردين ح�سن �أب���و �شعرية‪� .‬أخ��ذ الرجل ّ‬ ‫«الزي��ر �سامل» ل��ـ �ألفريد فرج �إىل ت�ش ّتت املعنى‬ ‫ن�ص �إبداعي‬ ‫وت�ش ّتت الر�ؤية والر�ؤيا‪� .‬سعى وراء ّ‬ ‫ن�ص‬ ‫وحولوه �إىل ّ‬ ‫تل ّقفه بع�ض املخرجني العرب ّ‬ ‫أدائية‪ .‬ذبحه‪.‬‬ ‫متع�� ّدد الو�سائط يف م�رسح فنون � ّ‬ ‫جوره‪ .‬جزره‪ .‬مثله حكيم جا�سم يف �شغله على‬ ‫ّ‬ ‫«رم��اد ال ّأيام» ل��ـ حبيب العو�ض��ي‪ .‬مل تتجاوز‬ ‫العرو�ض هذه تخ��وم الأ�سئل��ة الأوىل املتوالدة‬ ‫م��ن دون انقط��اع‪ .‬الو�ض��ع هنا ب�ين نقي�ضني‪.‬‬ ‫عرو���ض �أدب �أو عرو���ض �إن�ش��اء م�رسحي‪� .‬أدب‬ ‫ثقي��ل و�أدب م�شه��دي ـ ب�رصي �أثق��ل‪ .‬لأ ّنه طالع‬ ‫ن�ص‬ ‫م��ن ك ّل ما له عالقة بلغة الإج��راء‪ .‬مل يعد ّ‬ ‫ن�صه على‬ ‫الكات��ب الإماراتي عب���د اهلل �سعود ّ‬ ‫خ�شبة امل�رسح‪ .‬مل يفكّكه الإخراج‪ .‬مل يعد بناءه‬ ‫�إث��ر تفكيك��ه‪� .‬إذ �أحال��ه �إىل الرغب��ة يف نقله من‬ ‫إخراجية‪.‬‬ ‫العمليات ال‬ ‫واقعي��ة الكتابة �إىل عب��ث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�ألب�س املخرج العراقي الكاتب الإماراتي لبا�سه‪.‬‬ ‫العملية هذه با�ستمرار‪ .‬لبو�س على ج�سد‪.‬‬ ‫تتكرر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال عالق��ة للج�س��د مب��ا يلب�سه‪ .‬وال عالق��ة للب�س‬ ‫باجل�س��د‪ .‬قاد عزي���ز خ ّيون العر���ض �إىل عبث‬ ‫الن�ص‪.‬‬ ‫ال عالق��ة‬ ‫للن���ص الأ�صل��ي ب��ه‪ .‬انح��سر ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخت��صر العم��ل‪ .‬ال تبد�أ جملة حت��ى تنتهي قبل‬ ‫�أن يح�ين وق��ت نهايته��ا‪ .‬ث��م اخت��صر الن���ص‬ ‫الن���ص �إىل ت�أت�أة‬ ‫�إىل برطم��ة مم ّثلني‪ .‬اخت��صر‬ ‫ّ‬ ‫مم ّثل�ين‪ .‬مل يبقَ �أمام املم ّثل�ين �إ ّال اخلروج على‬ ‫ا�ستدراجا‬ ‫الن�ص‬ ‫ً‬ ‫الن�ص‪ .‬خروج ب�أج�سادهم على ّ‬ ‫ّ‬ ‫لل�ضحك يف ال�صالة املتج ّهمة‪.‬‬ ‫م�رسحي��ة «ق��وم ي��ا عن�تر» امل�ستلهمة من‬ ‫ّ‬ ‫«العائل��ة طوط» ل��ـ ا�ستيفان �أوركيني املجري‬ ‫م�رسحي��ة �ض�� ّد الأيديولوجي��ا و�ض�� ّد الت�صنيع‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 572‬للتنمية الثقافية‬ ‫املجلوب م��ن جمتمع��ات �إىل جمتمعات �أخرى‪.‬‬ ‫امل�رسحي��ة هي يف �إع��ادة كتابة‬ ‫غ�ير � ّأن مي��زة‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص �أوركيني بيد الإماراتي �إ�سماعيل عبد اهلل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية من منطقها التعبريي‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫�سح��ب‬ ‫ّ‬ ‫�إىل منطق��ه‪ .‬مل يكت��ف بذل��ك‪� ،‬إذ � ّأج��ل ح�ض��ور‬ ‫امل�رسحية‪� .‬أ�ضحت‬ ‫اجلرنال مق��دار ن�صف زم��ن‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة ن�صف�ين بذل��ك‪ .‬ن�ص��ف لإ�سماعيل‬ ‫ّ‬ ‫عب���د اهلل ون�صف ال�ستيف���ان �أوركيني‪� .‬ضبط‬ ‫املخ��رج العراق��ي حممود �أب���و الع ّبا�س «قوم‬ ‫عن�تر» بالإ�ض��اءة‪� .‬شكّل��ت الإ�ض��اءة ن�برة‬ ‫أ�سا�سية‪� .‬إ�ضاءة بي�ضاء حا�رصتها‬ ‫امل�رسحية ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الإ�ض��اءة بالّلون الأحمر‪ .‬مل ي�ترك حممود �أبو‬ ‫�ضخم و�أ�سلب‪.‬‬ ‫الع ّبا�س �أ�سلو ًبا �إ ّال وا�ستخدم��ه‪ّ .‬‬ ‫مهرجي ال�سريكات‬ ‫ا�ستعم��ل احلكواتي‬ ‫ّ‬ ‫وتقنيات ّ‬ ‫وفانتازي��ا احل�ضور وم�سحات‬ ‫والأداء الواقع��ي‬ ‫ّ‬ ‫أ�سا�سي��ة)‪ .‬تاه‬ ‫التعبريي��ة (روح العر���ض ال‬ ‫م��ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العر���ض وان�ضب��ط يف مفارقة الهب��ة‪ .‬مل ي�أخذ‬ ‫منه��ج ح ّقه‪ .‬بانت «ق��وم عنرت» مكتوب��ة بنثار‬ ‫ٌ‬ ‫م�رسحية مل تعف‬ ‫من�ص��ة‬ ‫ّ‬ ‫مناه��ج جيء بها �إىل ّ‬ ‫والع�شوائية والتكدي�س‪.‬‬ ‫الفو�ضى‬ ‫ّ‬

‫�سطوة التلفزيون على امل�سرح‬

‫إماراتي��ة مائ��ة‬ ‫م�رسحي��ة �‬ ‫من��وذج جدي��د‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف املائة‪ .‬ج��اءت «رماد ال ّأي��ام» من الفجرية‬ ‫ترا‪ .‬وجدت‬ ‫البعي��دة من ال�شارق���ة ‪ 150‬كيلوم� ً‬ ‫امل�رسحية‬ ‫التقني��ات‬ ‫امل�رسحي��ة يف ا�ستعم��ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�آف��ة‪ .‬انكف���أت ر�ؤياه��ا عل��ى ذاته��ا‪� .‬أقام��ت‬ ‫ح�ضوره��ا على فكرة االنكفاء‪ .‬لذا‪ :‬بنت ب�رضبة‬ ‫واحدة �سينوغرافياها على ج�سور م�صنوعة من‬ ‫برر ذلك بوح��دة املر�أة بطلة‬ ‫الدم��ى‬ ‫ّ‬ ‫القما�شي��ة‪ّ .‬‬ ‫امل�رسحية‪ .‬دارت املر�أة وحدتها ب�صناعة الدمى‬ ‫ّ‬ ‫ي�برر ح�ضوره��ا البرتونات‬ ‫مل‬ ‫معه��ا‪.‬‬ ‫والعي���ش‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستعملة يف اخلياطة فوق �أر�ض امل�رسح وعند‬ ‫واقعي��ة‪� .‬سينوغرافيا‬ ‫املبني��ة من روح‬ ‫جنباته‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الواقعي��ة‬ ‫واقعي��ة‪� ،‬إخ��راج واقع��ي‪� ،‬رصف��ت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثمة‬ ‫��ل‪.‬‬ ‫ث‬ ‫املم‬ ‫ح�ض��ور‬ ‫مو�ضع��ة‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫إخ��راج»‬ ‫«ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فرق �شا�س��ع بني الإخراج والتمو�ضع‪� .‬إ ّنه الفرق‬ ‫م�رسحية‬ ‫بني «امليزان�سي�سن» و«امليزانبال�س»‪.‬‬ ‫ّ‬

‫م�رسحية‬ ‫مب�شهد واح��د‪ .‬م�شهد واحد ميت�� ّد على‬ ‫ّ‬ ‫كامل��ة‪ .‬تفتح عينيك �أو تغم���ض عينيك‪ ،‬ال فرق‬ ‫إذاعية �إذاً‪ .‬هذه علّة‬ ‫بعد امل�شهد ال ّأول‪.‬‬ ‫م�رسحية � ّ‬ ‫ّ‬ ‫والن�ص الإن�شائي‪.‬‬ ‫من عللها‪ ،‬غري الأداء ال�سقيم‬ ‫ّ‬ ‫الأخط��ر م��ن ك ّل ذلك‪ :‬بيا�ض العي��ون‪ .‬ال تعبري‬ ‫يف العي��ون‪ .‬عي��ون ميتة‪ .‬الأخطر م��ن ك ّل ذلك‪:‬‬ ‫بيا���ض اجل�س��د‪� .‬أج�س��اد ميتة �أج�س��اد ميتة بال‬ ‫فاعلي��ة‪ .‬ال �شيء يف «رماد‬ ‫ك��ودات‪� .‬أج�ساد بال‬ ‫ّ‬ ‫ال ّأي��ام» �إ ّال الكلي�شيه املع ّتم على مقا�صد املر�أة‬ ‫احلقيقية من �سيادة من��ط �إنتاجها �إىل ثقافتها‬ ‫ّ‬ ‫احليوية‪.‬‬ ‫م�صاحلها‬ ‫وحماية‬ ‫ة‬ ‫املتغ‬ ‫كة‬ ‫املتحر‬ ‫ّ‬ ‫يرّ‬ ‫ّ‬ ‫ال رغب��ة وال �أغراء عل��ى االنفتاح‪ .‬ب�سبب هيمنة‬ ‫املر�سخ��ة يف الأذهان‪.‬‬ ‫وانت�ش��ار �ص��ور امل��ر�أة‬ ‫ّ‬ ‫زيارة واح��دة �إىل بيت حقيقي كفيل بقلب ذلك‪.‬‬ ‫ب�سب��ب الوقوع حتت �سيطرة ال��كادر التلفزيوين‪.‬‬ ‫�أب��رز قتل��ى �سط��وة التلفزي��ون عل��ى امل��سرح‬ ‫م�رسحي��ة ح�سن �أبو �شعرية «� ّأيه��ا الكر�سي»‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص‬ ‫مل يب��قِ �أب���و �شع�ي�رة الأردين �شي ًئا م��ن ّ‬ ‫�شعبيته وقتل‬ ‫ملحميته وقتل‬ ‫�ألفريد فرج‪ .‬قتل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�رسدية‪ ،‬زلقت‬ ‫دراميت��ه‪ .‬قتل ك ّل �ش��يء يف لعبة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بامل�رسحي��ة �إىل �أزمن��ة �سحيق��ة‪ .‬حي��ث اختار‬ ‫ّ‬ ‫تخبط‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫الربي�شتي‬ ‫النزعة‬ ‫التلفزيوين‬ ‫املخ��رج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغرائبية الناجتة عن ت�صادم‬ ‫عر�ض��ه بنوع من‬ ‫ّ‬ ‫منهج امل�رسحي الأمل��اين برتولدبري�شت بفهم‬ ‫امل�شوه له‪ .‬جتربة �أبو �شعرية على‬ ‫�أبو �شعرية‬ ‫ّ‬ ‫التغريب‪ :‬اخرتاع ف ّني منخف�ض القيمة بتكاليف‬ ‫م�رسحية ي�ش ّدها خمرج تلفزيوين‬ ‫عالية‪ .‬بروفة‬ ‫ّ‬ ‫�إىل ا�ستحقاق��ه امل�رسح��ي‪� .‬إ ّن��ه التلفزيون على‬ ‫دائما‬ ‫امل��سرح م��ن دون انتب��اه‪ .‬ع�� ّد الإخ��راج ً‬ ‫التلفزيونيون قبل‬ ‫من اخلم�سة ن��زو ًال كما يفعل‬ ‫ّ‬ ‫التلفزيونية‪ .‬ا�ستهلك‬ ‫املبا��شرة ب�أخذ لقطاته��م‬ ‫ّ‬ ‫الراوي‪ .‬ا�ستهلك الراوي م��ع تتايل امل�شاهد‪ .‬ما‬ ‫بقيت غ�ير ذك��راه‪ .‬ت�سلّط الإخراج عل��ى الراوي‬ ‫فرغه‬ ‫فرغه من �شكله‪ ،‬فرغه من م�ضمونه‪ّ ،‬‬ ‫هنا‪ّ ،‬‬ ‫م��ن معناه‪� .‬أثره��ا‪� :‬أفلت العر�ض م��ن ال�سيطرة‬ ‫يف �رضب��ات الإظ�لام املتتابع��ة ب�ين م�شه��د‬ ‫وم�شهد‪� .‬إظالم يف مقابل تغريب‪ .‬مهزلة جديدة‬ ‫يف غي��اب �سيا�س��ة الأداء الربي�شتي العالماتي‪.‬‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪573‬‬

‫ال يثري امل�رسحي املحلّي لدى‬ ‫امل�شاهد املحلّي يف الإمارات‬ ‫�شخ�صية به‪ .‬ذلك �أ ّنه‬ ‫عالقة‬ ‫ّ‬ ‫لن يذكّ ره �إ ّال بغياب امل�رسحي‬ ‫العربي‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫ا�ستعمل �أبو �شعرية «ال�سرتوب�سكوب»‪ .‬وهي �آلة‬ ‫�ضوئية ت�سعى �إىل تقطيع احلركة للإيحاء بكرثة‬ ‫ّ‬ ‫ج�س��د حرب الب�سو�س‬ ‫ة‪.‬‬ ‫املن�ص‬ ‫فوق‬ ‫احلا�رضي��ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�سبع��ة �أو ثماني��ة مقاتلني‪ ،‬انتظ��ر �أحدهم لكي‬ ‫يتفرغ‬ ‫ينتهي قت��ال مقاتل مع مقاتل �آخر‪ ،‬لكي ّ‬ ‫له ويقتل��ه‪ .‬ا�ستعمل التغريب ب��دوره يف «منزل‬ ‫«جمعية �شمل للرتاث وامل�رسح»‪،‬‬ ‫�آيل لل�سقوط» لـ‬ ‫ّ‬ ‫بدخ��ول املم ّثلني من ال�صال��ة‪ .‬تغريب بال قلب‪،‬‬ ‫تغري��ب ب�لا روح‪ ،‬تغريب ب�لا رئ��ة‪ .‬تغريب بال‬ ‫عقلية عند‬ ‫عق��ل‪ .‬يف حني � ّأن التغري��ب‬ ‫منهجية ّ‬ ‫ّ‬ ‫فاهمي التغريب‪� .‬إ ّنه��ا هنا‪ :‬فو�ضى بال �ضوابط‬ ‫م�رسحية يف «� ّأيها‬ ‫و�أمزجة بال ت�أهيل‪ .‬ال ذاكرة‬ ‫ّ‬ ‫�شكليات التغريب‪ .‬قاد‬ ‫الكر�س��ي»‪� ،‬إ ّال القليل م��ن ّ‬ ‫التخلّ���ص م��ن اجل��دار الراب��ع �إىل ح�ض��ور لعبة‬ ‫املتفرجون‬ ‫امل��سرح يف امل��سرح‪ .‬بعدها‪ ،‬وج��د‬ ‫ّ‬ ‫�أنف�سه��م يف لعب��ة م�رسح يف امل��سرح‪ .‬بري�شت‬ ‫� ّأوالً‪ .‬ث��م بريندللو‪� .‬إخراج �أ�شب��ه ب�رضبات اليد‪.‬‬ ‫الثقافية يف معامل‬ ‫حطّ مت ه��ذه ك ّل املعتقدات‬ ‫ّ‬ ‫واقعية‬ ‫الفن��ون‪ .‬مناظ��ر �ساذج��ة يف ديك��ورات‬ ‫ّ‬ ‫حقيقية‪ .‬حلم‬ ‫واقعي��ة‬ ‫بالواقعية‪ .‬بال‬ ‫ب�لا �إميان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العر���ض بعر���ض‪ .‬وح�ين انتك���س ذل��ك بعنف‪،‬‬ ‫كابو�سا‪.‬‬ ‫�أ�ضحى العر�ض‬ ‫ً‬ ‫ال يث�ير امل�رسح��ي املحلّ��ي ل��دى امل�شاهد‬ ‫�شخ�صية به‪ .‬ذل��ك �أ ّنه لن يذكّ ره‬ ‫املحلّ��ي عالقة‬ ‫ّ‬ ‫�إ ّال بغي��اب امل�رسح��ي العرب��ي‪ .‬به��ذا املعن��ى‪:‬‬ ‫بامل�ستط��اع تو ّقع ما �سيحدث يف حال ا�ستمرار‬ ‫ال�سيا�س��ة ال�سائ��دة يف العام ‪ .2020‬مب�ستطاع‬ ‫�صاح��ب التو ّقع �أن يرى ما �سيجري يف الأعوام‬ ‫املقبلة‪.‬‬ ‫حم��اوالت حمل ّ​ّي��ة حم��دودة تتعاط��ى م��ع‬ ‫ؤولية واح�ترام‪ .‬تتعاطى‬ ‫ّ‬ ‫الف��ن امل�رسح��ي مب�س� ّ‬ ‫مع��ه بخ��وف �أن تف�شل يف املحاول��ة الأوىل‪� .‬أو‬ ‫�أن يف�ش��ل �إث��ر جن��اح حماول��ة �أو حماولتني �أو‬ ‫امل�رسحية‬ ‫ث�لاث حماوالت‪ .‬لذا‪ :‬تزده��ر الكتابة‬ ‫ّ‬ ‫يف الإمارات �أكرث م��ن ازدهار الأ�شغال الأخرى‬ ‫كالإخ��راج والإ�ض��اءة وال�سينوغرافي��ا والنق��د‬ ‫لا يف جترب��ة‬ ‫امل�رسح��ي‪ .‬ل��ن يثب��ت ا�س��م طوي� ً‬ ‫امل�رسح يف الإمارات‪ .‬الثابتون قليلون‪� .‬أبرزهم‬

‫ح�سن رجب و�إبراهيم �سامل‪ .‬تن ّقل االثنان بني‬ ‫امل�رسح التجريبي وامل��سرح الواقعي وامل�رسح‬ ‫ثمة �أ�سم��اء كثرية‬ ‫ال�شعب��ي وم��سرح الأطف��ال‪ّ .‬‬ ‫مط��ورة للتجربة‪ .‬غ�ير �أ ّنها متقطّ ع��ة احل�ضور‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يذك��ر الكث�يرون عبد اهلل املناع���ي وناجي‬ ‫املحاي وحم ّمد العام���ري و�أحمد الأن�صاري‬ ‫ود‪ .‬حبي���ب غلوم وعب���د اهلل �صالح وحم ّمد‬ ‫�سعيد �سلطي وعمر غ ّبا�ش ومرعي احلليان‬ ‫�شابة جديدة يف‬ ‫ثم��ة �أ�سماء ّ‬ ‫وعلي ال�شالوبي‪ّ ،‬‬ ‫عمليات‬ ‫الطريق �إىل بناء م�ستواها �أو الرتاجع عن ّ‬ ‫البناء هذه‪ .‬يذكر الكثريون علي جمال وفي�صل‬ ‫الدرمك���ي وعالء النعيمي و�س���امل بليوحة‬ ‫وحمد عبد الر ّزاق وحمد �صالح ومروان عبد‬ ‫اهلل �صالح وحمد احلم���ادي ومبارك ما�شي‬ ‫هن‬ ‫�سي��دات يف التجربة‪ّ .‬‬ ‫ثمة ّ‬ ‫وعارف �سلطان‪ّ .‬‬ ‫أبرزه��ن‪ :‬منال بن‬ ‫ه��ن موج��ودات‪� .‬‬ ‫ّ‬ ‫قلّ��ة غري �أ ّن ّ‬ ‫عمرو و�آمال ال�سوي���دي و�شيخة احلو�سني‪.‬‬ ‫تت�أ ّت��ى التجربة عند البع�ض من التجربة‪ .‬تراكم‬ ‫اخل�برة � ّأوالً‪ .‬يعني هذا �أن ال ثقافة م�ساندة‪ .‬لذا‪:‬‬ ‫تبقى جتارب ه���ؤالء‪ ،‬مبعظمهم‪� ،‬أ�سرية مفاهيم‬ ‫ثابت��ة �ضمن خطّ �سري واحد بعي�� ًدا من االبتكار‬ ‫إخراجي��ة‪ .‬ي�ست�سهل الكثريون‬ ‫وتطوي��ر الر�ؤى ال‬ ‫ّ‬ ‫العم��ل يف امل��سرح‪ .‬ي ّدع��ي الكث�يرون‪ .‬يجته��د‬ ‫الكثريون ويخفق الكث�يرون‪ .‬يرت ّدد‪ ،‬على �ضوء‬ ‫ذلك‪ّ � ،‬أن املم ّثل يف امل�رسح الإماراتي هو الرثوة‬ ‫إماراتية مبا ي�شهد من‬ ‫احلقيقي��ة يف التجرب��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تراكم خربات وممار�سات يعت ّد بها‪ ،‬كما جاء يف‬ ‫بحث لـ حممود �أبو الع ّبا�س يف جملّة «امل�رسح‬ ‫العربي» (العدد ‪� / 4‬آذار‪.) 2011/‬‬

‫جمع و�إطاحة اجلمع‬

‫امل�رسحي الإمارات��ي دوره يف امل�رسح �إىل‬ ‫�أج��زاء‪ .‬ما يجمع الأجزاء هذه ح�ضور امل�رسحي‬ ‫العرب��ي‪ .‬يجمعه��ا ويطيحه��ا يف �آن‪ .‬بدخ��ول‬ ‫املخ��رج العرب��ي عل��ى جتربة امل��سرح املحلّي‬ ‫ك�شخ�صي��ة فاعلة جدي��دة ال ب ّد م��ن الّلقاء بها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قب��ل �أن يخ��رج امل�رسح��ي العربي م��ن امل�شهد‬ ‫الإماراتي من دون ت�سليمه مفاتيح دوره اجلديد‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 20‬للتنمية الثقافية‬ ‫‪574‬‬ ‫يف الإ�سه��ام يف �إن�شاء ح��دث �أ�سا�سي �أو جانبي‬ ‫�أو ثانوي يعطف على حماوالت �أخرى يف �إن�شاء‬ ‫حدث �أ�سا�سي �أو جانبي �أو ثانوي يف الطريق �إىل‬ ‫حفر امل�سار مبقاماته الكربى وال�صغرى‪ .‬بقيمه‬ ‫ال�صغرى والكربى‪ .‬ال حاجة بعد �إىل الكالم على‬ ‫قلّة الأدوار املمكنة يف حت�سني ذاكرة امل�رسحي‬ ‫املحلّي وانتباهه‪ .‬ل ّأن ح�ضور امل�رسحي العربي‬ ‫ح�ض��ور متو ّت��ر �أ�شب��ه بالع�ضل��ة املت�ش ّنج��ة‪.‬‬ ‫عائق �أ�سا�س��ي يف �إبانة الع��امل �أمام امل�رسحي‬ ‫الإمارات��ي على ما هي علي��ه‪ .‬يجني امل�رسحي‬ ‫العرب��ي وال يجني امل�رسح��ي الإماراتي‪ .‬يجني‬ ‫االثن��ان ما ّد ًّيا‪ .‬غري � ّأن امل�رسح��ي الإماراتي ال‬ ‫واحل�سي‬ ‫يجني على ال�صعيد الإدراكي واملعريف‬ ‫ّ‬ ‫والع�صبي‪ .‬ال ي�سيطر امل�رسح��ي الإماراتي على‬ ‫جترب��ة ل ّأن امل�رسحي العربي ال مينحه التجربة‬ ‫هذه‪ .‬ذلك � ّأن �سبب ح�ضوره �سبب ما ّدي‪ .‬ال ترتك‬ ‫معنوي��ة على �صعيد‬ ‫احلاج��ة املا ّد ّي��ة � ّأي طاقة‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستم��رار جتربة امل�رسح��ي املحلّي يف التجربة‬ ‫املحل ّ​ّي��ة‪ .‬وتتك ّثف املع�ضل��ة الأوىل بدعم الفرق‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬تدعمها وزارة ال�ش�ؤون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تدعمه��ا دائ��رة الثقاف��ة يف ال�شارقة‪ .‬تدعمها‬ ‫هيئة دبي للثقافة وهيئة �أبو ظبي للثقافة‬ ‫وال�ت�راث‪ .‬تدعمها احلكوم��ات املحل ّ​ّي��ة يف ك ّل‬ ‫�إم��ارة‪ .‬دع��م وزارات الثقافة وال�شب��اب وتنمية‬ ‫ثمة ق�سم للم�رسح يف ك ّل وزارة‪.‬‬ ‫املجتمع وا�سع‪ّ .‬‬ ‫وجوها معروفة يف جتربة امل�رسح‬ ‫ي�ض��م الق�سم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يف الإمارات‪ .‬الالفت عدد الف��رق العاملة بدعم‬ ‫الهيئ��ات وامل� ّؤ�س�س��ات له��ا‪ :‬فرق���ة ال�شارقة‪،‬‬ ‫فرقة امل��س�رح احلديث‪ ،‬فرق���ة م�رسح زايد‬ ‫للطفولة‪ ،‬م�رسح �أبو ظب���ي الوطني‪ ،‬م�رسح‬ ‫العني‪ ،‬م�رسح بن���ي يا�س‪ ،‬فرقة م�رسح دبي‬ ‫الأهل���ي‪ ،‬فرقة م�رسح دب���ي ال�شعبي‪ ،‬فرقة‬ ‫م�رسح ال�شباب القومي‪ ،‬م�رسح حتّا‪ ،‬م�رسح‬ ‫�أ ّم القيوين الوطني‪ ،‬م�رسح عجمان الوطني‪،‬‬ ‫م�رسح ر�أ�س اخليم���ة الوطني‪ ،‬م�رسح �شمل‪،‬‬ ‫م��س�رح خورفكان‪ ،‬م�رسح كلب���اء ال�شعبي‪،‬‬ ‫م�رسح دب���ا الفجرية‪ ،‬م��س�رح دبا احل�صن‪.‬‬ ‫تورم‪ .‬ذلك � ّأن جتربة‬ ‫م�ؤ�شرّ عافية‪ .‬وم�ؤ��ّشلرّ �إىل ّ‬

‫الإمارات لي�ست بحاجة رمبا �إىل ك ّل هذه الفرق‬ ‫امل�رسحية والفرق العاملة يف امل�رسح تب ًعا �إىل‬ ‫ّ‬ ‫تتاب��ع ال��دور �أو تق ّدم��ه‪� .‬إ ّنه وج��ود يف احلياة‬ ‫امل�رسحية‪.‬‬ ‫العام��ة‪� ،‬أكرث من وجود يف احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بتمعن‬ ‫النظ��ر‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫��ظ‬ ‫ق‬ ‫بتي‬ ‫ل‬ ‫أم‬ ‫�‬ ‫الت‬ ‫ذل��ك‬ ‫ي�ستدع��ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النقدي��ة‪ ،‬يه��دف حتوي��ل ال�ص��ادق‬ ‫�أو الق��راءة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة �إىل جترب��ة‬ ‫�إىل حي��وي والفرق��ة‬ ‫ّ‬ ‫والربوف��ة �إىل عر���ض‪� .‬صحي��ح �أن بع�ض الفرق‬ ‫ال�شعبية والرتاث‬ ‫جمعيات الفنون‬ ‫ال ت��زال تتبع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سبب �إ�شكاالت كب�يرة لها‪ّ � ،‬أولها‬ ‫وامل��سرح‪ ،‬ما ّ‬ ‫قلّ��ة الدعم ب�سبب االرتب��اط‬ ‫باجلمعيات‪ ،‬وتوليّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة م��ن ه��م م��ن دون‬ ‫قي��ادة الف��رق‬ ‫ّ‬ ‫اخت�صا���ص يف امل��سرح‪ .‬ي�تر ّدد ذك��ر امل��ال‬ ‫دائما‪.‬‬ ‫دائم��ا‪ .‬ي�تر ّدد عب��ور امل�رسحي العرب��ي ً‬ ‫ً‬ ‫حوا�س‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫بحاج��ة‬ ‫التجربة‬ ‫مادي��ان‪.‬‬ ‫�شيئ��ان‬ ‫ّ‬ ‫وه��ي ب�ص��دد حت�صي��ل ح�ضوره��ا يف حياتها‬ ‫واجلمعي��ة‪ .‬لي�س��ت ال�ص��ورة �ص��ورة‬ ‫الفردي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثمة نبل يقابل � ّإم��ا باحلاجة املا ّد ّية‬ ‫��ة‪.‬‬ ‫أ�سوي‬ ‫م� ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثم��ة فرق ب�ين االثنني‪ .‬ال‬ ‫�أو بالطم��ع امل��ا ّدي‪ّ .‬‬ ‫التيار ال�ساكن �إىل‬ ‫حتول ّ‬ ‫يزال اجلميع بانتظ��ار ّ‬ ‫خميل��ة هنا‪.‬‬ ‫تي��ار ه��ادئ‪ .‬يحتاج اجلمي��ع �إىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫يحت��اج اجلميع �إىل هدف مطل��وب من فكرة �أن‬ ‫م�رسحي��ة متق ّدم��ة قلي ًال �أو‬ ‫ن�ص��ل �إىل عرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫كثريا‪ .‬يحتاج اجلميع �إىل الوقوف على احلقائق‬ ‫ً‬ ‫امل�ستم ّدة من التجرب��ة‪ّ � .‬أولها‪ :‬القدرة املن�شودة‬ ‫امل� ّؤهلة �إىل ا�ستيعاب ح�ضور الآخر يف التجربة‬ ‫املحل ّ​ّي��ة‪ .‬لن ت�صل التجرب��ة �إىل واقعها امل ّتزن‬ ‫�إ ّال بتخفي��ف ح�ض��ور امل�رسح��ي العرب��ي فيها‪،‬‬ ‫بعد طول ح�ض��ور على مدى ع��شرات ال�سنوات‪.‬‬ ‫انتهى اال�ستح�ضار ب�لا تهيئة‪ .‬حتتاج التجربة‬ ‫الآن �إىل تع�ضي��د الأداء والأدوار يف م��دى م��ن‬ ‫الت�شجي��ع الداخل��ي مبحت��وى ه��ادف يج��ري‬ ‫أنواعا‬ ‫توظيفه الح ًقا‪ .‬ق ّدمت التجربة حتى الآن � ً‬ ‫مهجنة‪ .‬يبق��ى �أن تتو ّفر‬ ‫هجينة‪ .‬ق ّدم��ت � ً‬ ‫أنواعا ّ‬ ‫املهجنة من عنا�رص‬ ‫الفائدة يف تنقية التجربة‬ ‫ّ‬ ‫نازية‪ .‬لي�ست دعوة‬ ‫تهجينها‪ .‬لي�ست ه��ذه دعوة ّ‬ ‫تطه�ير عرقي‪ .‬بالعك���س‪ .‬ما حتتاج��ه التجربة‬ ‫ه��و اخل��روج م��ن ح ّده��ا الآخ��ر �إىل اال�ستفادة‬


‫العلمي‬ ‫البحث‬ ‫امل�سرحيون العرب‬ ‫العاملاملظلم‬ ‫يفوالنفق‬ ‫‪575‬‬ ‫العربي ‪21‬‬ ‫ال�سلبية‪ .‬لن ت�ؤ ّدي‬ ‫الإيجابية منه بعد اال�ستفادة‬ ‫ّ‬ ‫العملي��ة ه��ذه �إ ّال �إىل فل�ترة ك ّل م��ا ه��و �ساذج‬ ‫ّ‬ ‫وط��ارئ يف جترب��ة امل��سرح الإمارات��ي‪ ،‬بعي ًدا‬ ‫م��ن ت�أثريات �شه��رة املخرج العرب��ي وح�ضوره‬ ‫الع��ام واعتم��اد‬ ‫اخلا���ص يف �صال��ح احل�ض��ور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫موح��دة‪ .‬حت ّدد الكلف��ة بح�سب‬ ‫غري‬ ‫إنت��اج‬ ‫كل��ف �‬ ‫ّ‬ ‫الفعلية لك��ي ال تبقى‬ ‫نوعي��ة العم��ل وحاجات��ه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سلبية‬ ‫التجرب��ة جتربة هرج تنعك���س نتائجها‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى امل�رسح‪ .‬ال عل��ى امل�رسح وح��ده‪ ،‬بل على‬ ‫البيت الإماراتي وال�ش��ارع الإماراتي واملدر�سة‬ ‫إماراتية‪ .‬تو ّف��رت دور العر�ض‪ .‬عظيم‪ .‬تو ّفرت‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫أ�سا�سية‪ .‬عظيم‪ .‬تو ّفرت خدماتها‪.‬‬ ‫م�ستلزماتها ال‬ ‫ّ‬ ‫عظي��م‪ .‬يغيب العن�رص الأ�سا�س‪ .‬يغيب امل�رسحي‬ ‫م�رسحيا‬ ‫احلا��ضر ب�رشي��ف ح�ض��وره بو�صف��ه‬ ‫ًّ‬ ‫م��ن دون ق��راءة مو ّقع��ة مب��ا ي�ست�أهل��ه املوقع‬ ‫واحل�ضور‪.‬‬

‫مناذج م�سرح ّية‬

‫�أ�رشف��ت جترب��ة امل��سرح يف الإم���ارات‬ ‫عل��ى عقدها الثال��ث‪ .‬ي�ؤكّ ��د �سلطان بن حم ّمد‬ ‫القا�سمي � ّأن امل��سرح يف الإمارات بخ�ير‪� .‬إ ّنه‬

‫الإبـــداع‬

‫بخري على �صعيد مفه��وم الرتاكم ال على �صعيد‬ ‫املنتج‪« .‬عار الوقار» من م�رسح دبا احل�صني‪،‬‬ ‫�ألفه��ا عبد اهلل زيد و�أخرجها‪� .‬رصاع بني ثالثة‬ ‫�أجي��ال‪ ،‬وفق ثالثة م�ستوي��ات‪� .‬رصاع بني اجل ّد‬ ‫ن�ص خفيف‪ ،‬م�ضع�ضع‪.‬‬ ‫واحلفيد ب�شكل‬ ‫خا���ص‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫مب�سط��ة انعك���س على‬ ‫ن���ص ح�ساب��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جربي��ة ّ‬ ‫واقعية‬ ‫عمليات الإخراج‪� .‬إخراج واقعي مقولب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شائنة‪ ،‬لن ت�تر ّدد يف ا�ستعمال ك ّل ما هو منفر‪.‬‬ ‫م�رسحي��ة ب�لا جوه��ر‪.‬‬ ‫م�رسحي��ة ب�لا م�أث��رة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وامل�رسحية يف واد �آخر‪.‬‬ ‫واد‬ ‫يف‬ ‫امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫«هواء بحري»‪ ،‬ت�أليف �صالح كرامة‪� ،‬إخراج‬ ‫مكعبات تر ّد‬ ‫عمر غبا�ش‪ .‬لغة �إن�شاء يف لعب��ة ّ‬ ‫امل�رسحية‪« .‬هواء‬ ‫�إىل ال ّأي��ام الأوىل يف املعاهد‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة ف�صحى‪.‬‬ ‫بح��ري» �أق ّل م��ن متري��ن بلغة ّ‬ ‫تزح��ف مدين��ة‪ ،‬يزح��ف خل��ف املدين��ة �أهلها‪.‬‬ ‫جتريد يف جتريد بال فهم للتجريد‪ .‬جمموعة من‬ ‫املم ّثلني مبالب�س �سوداء مت�شابهة‪ .‬ال �إيقاع وال‬

‫ف�ضاء وال مناخ وال �إح�سا�س‪ .‬وهلو�سة واغرتاب‬ ‫ع��ن امل�رسح‪ .‬معمار دون املعم��ار التقليدي‪ ،‬ال‬ ‫ذكاء وال اجته��اد وال هند�سة‪ .‬وال منحة �أخرى‪.‬‬ ‫ن�ص يدور يف ف��راغ الفراغ و�أ�شغال بال �أ�شغال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال يوجد خط�أ عف��وي حتى‪ .‬ال حياة‪� .‬شيء �أ�شبه‬ ‫بعجوز متتط��ي مكن�سة ال تط�ير‪ .‬ذقن مل�صوقة‬ ‫يف الأوىل‪ .‬فواجع بال ل�صق يف الثانية‪.‬‬ ‫م�رسحية «�أ�صايل» من‬ ‫امل�رسحي��ات‬ ‫ثالثة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إ�سماعي���ل عبد اهلل (كتاب��ة) وفي�صل درمكي‬ ‫حب ب�ين البط��ل و«�أ�صايل»‪.‬‬ ‫(� ً‬ ‫إخراج��ا)‪ّ ،‬‬ ‫ق�ص��ة ّ‬ ‫رمي الفي�صل يف دور �أ�صايل‪ .‬ق ّدم الدرمكي منذ‬ ‫م�رسحية الفت��ة‪ .‬فاج�أ العر�ض‬ ‫�أع��وام «الظم�أ»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح��ي الع��رب يف مهرج��ان ال�شارق���ة‪.‬‬ ‫ت�شكيلية‬ ‫م�رسحي��ة بغنى فكري معقول وبحلول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫معقول��ة‪ .‬عر�ض��ه اجلديد عر�ض م�تر ّدد‪ .‬خطف‬ ‫مم ّث��ل العر�ض جمعة علي العر�ض بارجتاالته‬ ‫�شعرية‪ ،‬قبل �أن‬ ‫الكوميدي��ة‪ .‬بداية �أ�شبه ببداي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وثنية قل��ب امل�رسح وجنباته‪ .‬نخلة‬ ‫حتت ّل روح ّ‬ ‫املن�ص��ة‪ .‬نخل��ة عن��د زاوية م��ن زاويتيه‪ .‬ال‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫بالق�ش‬ ‫أر�ضية امل��سرح املر�شو�شة‬ ‫ّ‬ ‫�شيء �س��وى � ّ‬ ‫مب�سط��ة �إىل‬ ‫نظ��رة‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫أق��رب‬ ‫�‬ ‫وم�شاه��د طويل��ة‬ ‫ّ‬ ‫الكتاب��ة‪ .‬وح��دة قامت��ة تالقي امل�ص�ير الأ�سود‬ ‫جمالي��ة‪.‬‬ ‫مكون��ات‬ ‫ّ‬ ‫للخط��اب امل�رسح��ي الب�لا ّ‬ ‫ال مفارق��ات حت��ى‪ .‬ال �أداء‪ .‬ال �ش��يء �س��وى � ّأن‬ ‫امل��سرح و�سي��ط بينه وب�ين امل�رسحي ب�لا � ّأي‬ ‫واقعي��ة �أ�شبه بالرمال‬ ‫عالق��ة باجلمهور؛ بروح‬ ‫ّ‬ ‫املتحرك��ة البالع��ة للجمل والنق��اط والفوا�صل‬ ‫ّ‬ ‫الفردي‬ ‫و� ّأي ط��رق تعبري حمتملة من الإ�سه��ام‬ ‫ّ‬ ‫اجلماعي‪.‬‬ ‫�أو‬ ‫ّ‬ ‫لي�س��ت الثالث��ة �أف�ض��ل م��ن الأوىل‪ .‬وال‬ ‫الرابع��ة �أف�ضل من التا�سع��ة‪ .‬وال الثامنة �أف�ضل‬ ‫من العا�رشة‪� .‬أخ��رج عبد اهلل �صالح «الثالث»‪.‬‬ ‫ن���ص عبد اهلل �صال���ح‪� .‬أخ��رج حم ّمد �صالح‬ ‫ّ‬ ‫«�أحل��وج»‪ .‬ت�ألي��ف جواه���ر مراد‪� .‬أخ��رج علي‬ ‫م�رسحيته‪،‬‬ ‫ن�ص‬ ‫ّ‬ ‫جمال «الرهان»‪ .‬كتب املخرج ّ‬ ‫كت��ب مرعي العليان «�أن��ا وزوجتي و�أوباما»‪.‬‬ ‫�أخرجه��ا �أحمد الأن�ص���اري‪« .‬ال�سلوق��ي» من‬ ‫�إ�سماعيل عبد اهلل �أحد �أبرز الك ّتاب يف جتربة‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 576‬للتنمية الثقافية‬ ‫امل�رسحية يف بريوت‪.‬‬ ‫امل�رسح الإماراتي‪ .‬ق ّدمت‬ ‫ّ‬ ‫ث��م ق ّدم��ت يف الإم���ارات‪ .‬ق ّدم��ت يف مهرجان‬ ‫ال�شارقة امل�رسحي‪� .‬أخ��رج ال�سلوقي ح�سني‬ ‫رجب‪ .‬كتب عبد اهلل �صالح «قرمو�شة»‪� .‬أخرجها‬ ‫�أحمد الأن�ص���اري‪ .‬كت��ب �إ�سماعيل عبد الله‬ ‫�أغ��زر ك ّتاب جتربة امل�رسح يف الإمارات «حرب‬ ‫النعل»‪� .‬أخرجه��ا حم ّمد العامري‪ .‬من �إبراهيم‬ ‫خلي���ف «�سفرم��وت»‪� .‬إخ��راج حم ّمد حاجي‪.‬‬ ‫كت��ب مرعي احلليان «بايت��ه»‪� .‬أخرجها ناجي‬ ‫تتكرر �أ�سماء‬ ‫تتكرر �أ�سماء الك ّتاب‪ .‬كما ّ‬ ‫املحاي‪ّ .‬‬ ‫املخرج�ين‪ .‬ال يعني ه��ذا �ضيق حلق��ة الك ّتاب‪.‬‬ ‫تتك��رر الأ�سم��اء‬ ‫وال �ضي��ق حلق��ة املخرج�ين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف اجتم��اع �أعماله��ا يف مهرج���ان ال�شارقة‬ ‫�سي��ف ال�شارقة امل�شه��ور يف جترب��ة الإمارات‬ ‫تتو�سط��ه عرو���ض‬ ‫امل�رسحي��ة‪� .‬إط��ار متق�� ّدم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عادي��ة‪ .‬تق�ترب العرو���ض‬ ‫م��ن‬ ‫ل‬ ‫أق��‬ ‫�‬ ‫أو‬ ‫عادي��ة �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية من‬ ‫أ�صن��اف‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫املناه��ج‬ ‫م��ن‬ ‫ه��ذه‬ ‫ّ‬ ‫دون �أن ت�صي��ب قل��ب املناه��ج والأ�صن��اف‪ .‬ال‬ ‫العب��ث هو العبث‪ .‬وال الالمعقول هو الالمعقول‪.‬‬ ‫وال التغريب��ي ه��و التغريب��ي‪ .‬حت��ى � ّأن عرو�ض‬ ‫الواقعية‪ .‬ال تطرح الأعمال‬ ‫الواقعي��ة ال تفتقد �إلاّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بدائية تقرتب‬ ‫مناهج‪ .‬لذا ال تطرح بدائل م�سارح ّ‬ ‫البدئية‪.‬‬ ‫حالها‬ ‫قلي ًال من التق ّدم قبل �أن تعود �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ه��ي جتارب �أ�شبه بالتج��ارب املق ّننة‪ .‬ال تندفع‬ ‫التج��ارب ه��ذه كامل��وج يف فنونه��ا امل�سقوفة‬ ‫بالغناء �أو الرق�ص �أو املو�سيقى‪ .‬ال ت�شكّل املتعة‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬لأ ّنها‬ ‫ع�ضوي��ة العرو�ض‬ ‫ج��زءا من‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عرو���ض بال م�س�يرة‪ .‬لأ ّنها عرو���ض بال حت ّقق‪.‬‬ ‫بال �إجناز‪ .‬لي���س املطلوب �إجنازات باهرة‪ .‬لي�س‬ ‫املطل��وب انت�صارات باه��رة يف جتربة امل�رسح‬ ‫يف الإم��ارات‪ .‬املطل��وب بالأك�ثر �أن تتداخ��ل‬ ‫العرو���ض يف ت�شكي��ل عمارة امل��سرح‪ .‬ال ب�أ�س‬ ‫بعم��ارة خرب��ة خملّع��ة الأب��واب والنواف��ذ‪ .‬ال‬ ‫ب�أ���س بذل��ك يف مرحلة �أوىل‪ .‬ال ب�أ���س طاملا � ّأن‬ ‫العرو�ض ترفع عمارة‪.‬‬ ‫تلفزيونية‪ .‬لي�س هذا‬ ‫م�رسحية‬ ‫«�سفر م��وت»‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية‪.‬‬ ‫ر�أي واح��د‪� .‬إ ّنه ر�أي جميع من �شاهد‬ ‫ّ‬ ‫غياب كلّي للم�رسح‪ .‬غي��اب كلّي لروح امل�رسح‪.‬‬

‫امل�رسحية «م��سرح ر�أ�س اخليمة الوطني»‪.‬‬ ‫ق ّدم‬ ‫ّ‬ ‫ق ّدم امل��سرح الوطني هذا‪� .‬أخ و�أخت وعم غائب‬ ‫تقليدية‬ ‫يعود ومط��وع وطبيب نف�سي‪ ،‬يف �صور‬ ‫ّ‬ ‫�سقيم��ة‪�� .‬سرد متت��ال‪ .‬غي��اب للميزاني�سن زائد‬ ‫غي��اب للف�ض��اء امل�رسح��ي‪ .‬حفل��ت «الره��ان»‬ ‫باملبالغ��ات‪ .‬مونولوغ��ات طويل��ة‪ .‬ا�ستج��داء‬ ‫م�رسحي��ة‬ ‫الكوميدي��ة‪ .‬كوميدي��ا يف‬ ‫للح��االت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيديولوجي��ة‪ .‬غري‬ ‫رمزي��ة‪ .‬الرم��زي ذو حمول��ة �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحرفية الزمة‪.‬‬ ‫� ّأن الإخ��راج �شغ��ل ك ّل اخل�شب��ة‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص��ه و�أخرج��ه‪ .‬مو�ضوعه‬ ‫كتب جم���ال �شكر ّ‬ ‫املقاوم��ة‪� .‬أعادت جتربة العر���ض اجلمهور �إىل‬ ‫ثنائي��ة اال�ست�س�لام واملقاوم��ة يف لغة مواربة‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص بهم بني‬ ‫أداء‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫راوح‬ ‫ل�ين‬ ‫ث‬ ‫مم‬ ‫ثالثة‬ ‫مع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املج��رد م��ن العاطف��ة‬ ‫الأداء العاطف��ي والأداء‬ ‫ّ‬ ‫متام��ا‪ .‬يف حني بنيت «�أن��ا وزوجتي و�أوباما»‬ ‫ً‬ ‫عل��ى �أدوات امل�رسح التج��اري‪ .‬كوميديا ترفيه‬ ‫مع حم ّمد الأن�صاري‪.‬‬ ‫امل�رسحي��ات‬ ‫ال خي��ال اجتماع��ي يف‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية جديدة‪.‬‬ ‫إماراتية وال ابتكار �أ�ش��كال‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ�شكاليات‬ ‫�إث��ارة ذلك‪ ،‬ه��و الطري��ق �إىل فه��م ال‬ ‫ّ‬ ‫ال�ضاربة يف جتربة امل�رسح يف الإمارات‪ .‬ك�شف‬ ‫ذل��ك ه��و حتري�ض عل��ى �سلوك ط��رق املغامرة‬ ‫الكم��ي والكيفي‪.‬‬ ‫والإث��ارة‪� .‬إ ّنه��ا املراوحة بني ّ‬ ‫امله��م هو حملنة امل�رسح الإماراتي‪ .‬يحدث هذا‬ ‫ّ‬ ‫ببطء ومن دون جناحات كربى‪.‬‬

‫احلجر الأ�سود‬

‫بي��د � ّأن غي��اب املخرجني الع��رب �أ�صحاب‬ ‫الأ�سم��اء ال�صغ��رى‪� ،‬س��وف يوافي��ه ح�ض��ور‬ ‫ا�س��م من عي��ار ثقي��ل‪« .‬املحلن��ة» املج�� ّز�أة يف‬ ‫عادية يف مقاب��ل تعريب بعر�ض كبري‬ ‫عرو�ض ّ‬ ‫ن�ص حاك��م ال�شارقة‬ ‫�ضخ��م‪« .‬احلج��ر الأ�سود» ّ‬ ‫�سلطان بن حم ّمد القا�سمي �أخرجه املن�صف‬ ‫ال�سوي�س���ي‪ .‬خم��رج تون�سي خم��ضرم‪ .‬مل يعطِ‬ ‫الن���ص الإمارات��ي �إىل خم��رج �إمارات��ي‪ .‬طغ��ى‬ ‫ّ‬ ‫عر�ضه على ك ّل العرو�ض الأخرى‪� .‬أ�سقط احلاكم‬ ‫�سلطان بن حم ّمد القا�سمي الوقائع املعا�رصة‬ ‫على التاريخ لإقن��اع امل�شاهد املحلّي والعربي‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪577‬‬

‫يعمم‬ ‫ال يزال امل�رسحي العربي ّ‬ ‫التلفـزيونية‬ ‫ثقـــافة ال�صـــورة‬ ‫ّ‬ ‫فــــي الإمـــارات‪ ..‬لكن التجربة‬ ‫قـــ ّدمت �إ�ضافات قليلة بقيت‬ ‫بال �سند فــي حـال من �إحالل‬ ‫«الفو�ضى اخلالّقة» يف حدود‬ ‫ب�سيطة وقليلة‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫والعاملي‪ .‬غري � ّأن ما ينق�ص هو �إيقاف طاحونة‬ ‫امل�رسحي��ة يف ال�شارقة والإمارات –‬ ‫الأعم��ال‬ ‫ّ‬ ‫تال ًي��ا‪ -‬ع��ن االنت�ش��ار الع�شوائي‪ .‬م��ا حتتاجه‬ ‫خا�صة‪ .‬عرو�ض الفتة‪.‬‬ ‫التجربة تقدمي عرو���ض ّ‬ ‫عرو�ض ناطقة بك ّل �إجنازات الت�أ�سي�س والت�أثيث‪.‬‬ ‫مل يح��دث هذا بعد‪ ،‬ل ّأن امل�رسح يف الإمارات ما‬ ‫حتول بعد �إىل كائن ج�سدي‪ .‬مل ي�صل �إىل مرحلة‬ ‫ّ‬ ‫الأع��راف‪ .‬مل ي�صل �إىل مرحل��ة الأن�ساق‪ .‬ج ّل ما‬ ‫يف الأمر‪ّ � ،‬أن �سيا�س��ة حاكم ال�شارقة حم ّمد بن‬ ‫�شجعت‬ ‫�سلطان القا�سمي‪� ،‬أف�صحت عن ثقافة ّ‬ ‫ت�شجع ‪ -‬على بن��اء عمارة امل�رسح‬ ‫ وال ت��زال ّ‬‫ب��ك ّل �إغراءات امل�رسح‪ ،‬وبقي��ت التجربة بحاجة‬ ‫�إىل مزيد من ال�ضبط والرت�شيد‪.‬‬ ‫خف عدد العاملني العرب يف جتربة امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫الإماراتي‪ .‬ح�رضوا وغابوا وال يزالون يح�رضون‬ ‫آليات ف ّن ّية‬ ‫م��ن دون الإ�سه��ام الفاعل يف بن��اء � ّ‬ ‫جمالي��ة م�ؤ ّث��رة ي�ستفيد منه��ا ال�شوارقة �أو �أهل‬ ‫ّ‬ ‫امل��سرح يف الإمارات‪ .‬ل��ن يطرح �أح��د امل�س�ألة‬ ‫احل�سا�س��ة ه��ذه‪ ،‬طامل��ا � ّأن العجل��ة دائ��رة‪ .‬بيد‬ ‫ّ‬ ‫� ّأن زواج اب��ن ال�سبعني (امل�رسح��ي العربي) من‬ ‫الفت��اة القا��صر (جترب��ة امل��سرح الإمارات��ي)‬ ‫ه��ي تر�سيم��ات ن�صو���ص �أ�سف��ار ال �أك�ثر وال‬ ‫�أق��لّ‪ .‬ي�صل امل�رسح الإمارات��ي �إىل جدواه‪ ،‬حني‬ ‫ميكر امل�رسحي الإمارات��ي وحني يتملّك طرائق‬ ‫الإغواء املح ّقق��ة مل�صاحله يف الطريق �إىل بناء‬ ‫والعراقيون‬ ‫أردنيون‬ ‫عقيدت��ه‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية‪� .‬أدىل ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّلبنانيون واملغاربة بدالئهم يف‬ ‫وامل�رصيون وال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جتربة م��سرح الإمارات‪� .‬أ�ضف��ى ه�ؤالء روحهم‬ ‫الكو�سمي��ة على التجربة‪ .‬اال�ستف��ادة من الروح‬ ‫ّ‬ ‫وخ�صو�صا � ّأن املجتمع الإماراتي‬ ‫�رضوري‪.‬‬ ‫هذه‬ ‫ً‬ ‫آ�سيوي�ين‬ ‫بتمي��ز‪ ،‬م��ع مئ��ات �آالف ال ّ‬ ‫كو�سم��ي ّ‬ ‫أمريكي�ين‪� .‬ش��يء‬ ‫أوروبي�ين وال‬ ‫والع��رب وال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كو�سمية‬ ‫ا�ستثنائ��ي �إذ مل يع��د الإماراتي يه��اب‬ ‫ّ‬ ‫جمتمعه هذا‪ .‬ذلك � ّأن هذا ي�سمح باال�ستفادة من‬ ‫ثقاف��ة الآخر هنا‪ .‬تغيب الثقافة هذه عن جتربة‬ ‫م�رسح الإمارات‪ ،‬ولو � ّأن حت ّققها �سوف ي�ؤ ّدي �إىل‬ ‫الفوقية‬ ‫قراءة التجربة بغنى املجتمع يف غياب‬ ‫ّ‬ ‫ال�سائ��دة‪ .‬ي���ؤ ّدي اخلوف �إىل الغي��اب‪ .‬غياب ك ّل‬

‫�ش��يء‪ .‬غياب الرتاكم‪ .‬ال تراك��م و�سائل �أو حيل‪.‬‬ ‫�أ�صب��ح امل��سرح ‪ -‬م��ذاك تب��اد ًال غ�ير حقيقي‬ ‫وجم��رد زيف‪ .‬لأ ّنه قائ��م على اخلداع يف غياب‬ ‫ّ‬ ‫التلقائية‪ ،‬ويف‬ ‫ة‬ ‫احلي‬ ‫ة‪،‬‬ ‫الثقافي‬ ‫��ات‬ ‫أيديولوجي‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثانوية للفق��د اجلماعي‪ .‬فقد‬ ‫�سيط��رة الفائ��دة‬ ‫ّ‬ ‫ال ّأول للث��اين وفقد الثالث للآخ��ر‪ .‬ثقافة الآخر‪،‬‬ ‫�أث��رى من ثقافة الدخالء‪ .‬الفل�سطيني داوود �أبو‬ ‫�شقرة ق�� ّدم «منزل �آي��ل لل�سقوط» من��ذ �سنوات‪.‬‬ ‫امل�رسحية‪.‬‬ ‫تقدي�س �أعمى للن�ض��ال‪�.‬أوىل �أفخاخ‬ ‫ّ‬ ‫تكعيبية‬ ‫ت�ست��وي هن��ا لوح��ة مم�سوح��ة بن�برة‬ ‫ّ‬ ‫(الأرج��ح ب�لا انتباه وب�لا معرف��ة)‪� .‬إىل جانب‬ ‫مدجج��ة باملبالغة‬ ‫لوح��ات بلم�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫واقعي��ة ّ‬ ‫�رصحت‬ ‫االجتماعية‬ ‫بفقدانها الذاكرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للواقعية‪ّ .‬‬ ‫ح��ت‬ ‫�رص‬ ‫كم��ا‬ ‫بذل��ك‪.‬‬ ‫��ا»‬ ‫«احف��روا خند ًق‬ ‫«�صكّ‬ ‫ّ‬ ‫الب��اب»‪ .‬و�ضع��ت الأوىل �إك�س ًا �أحم��ر على البئر‬ ‫البرتويل‪ ،‬يف حني دعت الثانية �إىل رذل املا ّدة‬ ‫بتب�سيطية مرعبة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يعم��م ثقاف��ة‬ ‫العرب��ي‬ ‫امل�رسح��ي‬ ‫ي��زال‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ال�ص��ورة‬ ‫التلفزيوني��ة يف الإمارات‪« .‬منزل �آيل‬ ‫ّ‬ ‫تلفزيونية‪ .‬لع��ب دورها ال ّأول‬ ‫لل�سق��وط» دراما‬ ‫ّ‬ ‫عبد اهلل �سعيد حي���در‪ّ � .‬إن االنتق��ال املتزايد‬ ‫للمم ّثل�ين ب�ين امل��سرح وال�سينم��ا والتلفزيون‬ ‫والإذاع��ة والفيدي��و‪� ،‬أوج��د �ألف��ة بينه��ا‪ ،‬ملكت‬ ‫احل��ق املق�ص��ور با�ستعم��ال الألف��ة ه��ذه على‬ ‫ّ‬ ‫م� ّؤ�س�س��ة دون غريه��ا‪ .‬اجتاح��ت ن�برة الفن��ون‬ ‫امل�رسحيني‪،‬‬ ‫فن ثانوي لدى‬ ‫فن امل�رسح‪ّ .‬‬ ‫آلي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫حت��ى وهم يعمل��ون يف نطاقه‪ .‬تغ�ترب جتربة‬ ‫بئ��را»‬ ‫امل��سرح املحلّ��ي عن��د ذل��ك‪« .‬احف��روا ً‬ ‫الهم هذا‪.‬‬ ‫واح��دة من‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ات النائية ع��ن ّ‬ ‫«جمعية دبا احل�صن‬ ‫م�رسحي��ات‬ ‫م�رسحي��ة من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هندية‪.‬‬ ‫للثقافة والفن��ون وامل�رسح»‪ .‬مليودراما ّ‬ ‫امل�رسحية حكاية تنقيب ع��ن النفط يف‬ ‫حتك��ي‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية‬ ‫تتك�شف‬ ‫منطقة‬ ‫�صحراوية‪ .‬ثم‪ :‬فج�أة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية‬ ‫تنقل��ب‬ ‫أة‪:‬‬ ‫�‬ ‫فج��‬ ‫ثم‪،‬‬ ‫قتل‪.‬‬ ‫جرمي��ة‬ ‫عن‬ ‫ّ‬ ‫عمليات التنقيب ع��ن النفط‪.‬‬ ‫�إىل ال��صراخ �ض�� ّد ّ‬ ‫بئ��را �أ�شبه بغرف��ة و�ضيعة‪ ،‬دارت‬ ‫بن��ى املخرج ً‬ ‫عمليات مو�ضعة املم ّثلني يف �إفراط‬ ‫حوله��ا ك ّل ّ‬ ‫التقليدي��ة‪ .‬ب�رضب��ة‬ ‫ا�سته�لاك ذاك��رة امل��سرح‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 578‬للتنمية الثقافية‬ ‫واح��دة �إىل ر�أي ال�صف��وة بح�ض��ور النف��ط يف‬ ‫الع��امل العربي‪ .‬حتدي�� ًدا يف اخلليج‪ .‬ا�ضطراب‬ ‫رادي��كايل‪ .‬حم ّم���د العب���د اهلل خم��رج «طائر‬ ‫الأ�شج��ان» مثله مثل عبد اهلل زيد‪ .‬اختار الأول‬ ‫م�رسحة الياب��اين دزيوندي كيو�سيتا وم�سخها‬ ‫م��ن ك ّل خ�صائ�صه��ا‪ .‬مل نعد �أم��ام حكاية طائر‬ ‫املحب��ة لزوجه��ا‬ ‫الكرك��ي يف حكاي��ة الفت��اة‬ ‫ّ‬ ‫التحول‪ .‬مل ت�شفع ترجمة قا�سم حم ّمد‬ ‫وحكاي��ة‬ ‫ّ‬ ‫الن�ص حتى �أ�ضحى جم ًال طائرة‬ ‫لها‪� .‬إذ ا�ستهلك ّ‬ ‫خمرج��ا له ا�سمه‬ ‫متوه��م‪ .‬حتى � ّأن‬ ‫ف��وق ن�سيج‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫و�صيت��ه ه��و عب���د اهلل املناعي ت��رك البحث‬ ‫واالجتهاد والتجريب والروح‬ ‫النقدية يف «�صكّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية‬ ‫الب��اب»‪� .‬أو «�أغلق الب��اب» بالف�صحى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«ك�سل وك�ساىل»‪� .‬أعاد الكثريون ذلك �إىل و�ضعه‬ ‫ن�صفيا‪.‬‬ ‫ال�صحي‪� ،‬إذ �أ�صيب بجلطة بالدماغ �شلّته‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحيته عل��ى اجل�سد‪ ،‬ما‬ ‫بن��ى‬ ‫��رة‪.‬‬ ‫ث‬ ‫�‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫حال��ه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة يف من��ط مثاق��ف‪ .‬خم�س��ة‬ ‫�أوق��ع‬ ‫ّ‬ ‫يهوم��ون ف��وق خ�شب��ة امل�رسح وه��م يربطمون‬ ‫ويت�أتئون ويومئون باملجان‪ .‬ال غاية وال هدف‪.‬‬ ‫ي��دور املم ّثلون على �أنف�سهم‪ .‬براميل النفط على‬ ‫املقومات‬ ‫ر�ؤو�سه��م و�أكتافه��م‪ .‬عر���ض خ��ارج ّ‬ ‫الثقافية يف جتربة الإمارات‪� .‬إ ّنه �أمر غريب ح ًّقا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫روحية �أخرى غري‬ ‫ة‬ ‫امل�رسحي‬ ‫التجربة‬ ‫متلك‬ ‫�أن ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الروحية املا ّد ّية‪ .‬ك ّل ما‬ ‫الروحية ال�سائدة‪ .‬غ�ير‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة الأخرى متو ّفر‬ ‫التجارب‬ ‫يف‬ ‫غائب‬ ‫ه��و‬ ‫ّ‬ ‫يف جترب��ة الإمارات‪ .‬تبدو التجارب الأخرى يف‬ ‫حال ا�ستعداد �أف�ضل على الرغم من عدم قدرتها‬ ‫تقم���ص دور متق�� ّدم يف جترب��ة �أ�ضح��ت‬ ‫عل��ى ّ‬ ‫وهويته��ا وجمهوره��ا‬ ‫تبح��ث ع��ن �صورته��ا‬ ‫ّ‬ ‫م��ن دون الو�ص��ول �إىل لق��اء‪ .‬ال ي��زال امل��سرح‬ ‫الإمارات��ي عند حدود �أف��ق الّلقاء‪ .‬ال يتحكّم �أحد‬ ‫امل�رسحية‪� .‬صوت حمروق‬ ‫باملقبل من الأحداث‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى جتربة امل��سرح يف بحر ال�سخ��اء املمنوح‬ ‫له��ا‪ .‬ق ّدمت التجرب��ة �إ�ضافات قليل��ة بقيت بال‬ ‫�سند يف حال من �إحالل «الفو�ضى اخلالّقة» يف‬ ‫امل�رسحية القدمية‬ ‫ح��دود ب�سيطة وقليلة‪ .‬ت�شب��ه‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة اجلديدة‬ ‫امل�رسحي��ة اجلدي��دة‪ .‬تبقى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية القدمية يف وقوع االثنتني‬ ‫ن�سخة عن‬ ‫ّ‬

‫ا�صطالحا‪.‬‬ ‫م�رسحا �إ ّال‬ ‫ي�سمى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫يف �أح�ض��ان ما ال ّ‬ ‫م��ا ينق�ص التجربة ه��و توظيف وتطوير ك ّل ما‬ ‫بحب حقيقي وب���إدراك الطبائع املالئمة‪.‬‬ ‫�أجنز ّ‬ ‫احلوا���س‬ ‫ب���إدراك الل�� ّذة‪ .‬ب���إدراك اجلم��ع ب�ين‬ ‫ّ‬ ‫والإدراك‪ .‬تب��ذل الإمارات جه��و ًدا هائلة ب�أمل‬ ‫�أن ال مت��وت التجرب��ة‪ .‬بداي��ة عق��د ثال��ث م��ن‬ ‫العط��اء امل�رسحي‪ .‬هذا �صحيح‪ .‬غري �أ ّنها عنونة‬ ‫ا�ستباقي��ة يف اق�تراح �أف��كار املتابع��ة‪ .‬احرتام‬ ‫ّ‬ ‫أي�ضا عدم اخرتاع الأ�شياء‪.‬‬ ‫ذلك واجب‪ .‬واجب � ً‬ ‫ ‬

‫امل�سرح ا ّللبناين‬

‫تبذل املدينة �أموا ًال طائلة لتعانق الّلقطات‬ ‫القدمية لتجربة جملية‪ ،‬يف قتال مميت و�رصاع‬ ‫قات��ل �ض�� ّد الوق��ت اجلدي��د غ�ير املفه��وم‪ ،‬غري‬ ‫خميبة للآم��ال‪ .‬ل ّأن الزمن‬ ‫� ّأن النتائ��ج‪ ،‬بقي��ت ّ‬ ‫اجلدي��د‪� ،‬صار خارج امل�سلّم��ات‪ .‬مل يعد يحتمل‬ ‫ّلبنانيون �إىل التماثل مع‬ ‫م�سلّمات‪ .‬هكذا‪ ،‬راح ال‬ ‫ّ‬ ‫�سيزي��ف و�صخرت��ه يف الأعمال القليل��ة بارزة‬ ‫الق��وة يف ال�سنوات الثالث الأخرية‪� .‬أف�ضل طرق‬ ‫ّ‬ ‫اال�ست�س�لام‪ :‬الوق��ت يلتهم املح��اوالت‪ .‬ذلك � ّأن‬ ‫تقرب��ت‬ ‫جترب��ة امل��سرح يف الآون��ة الأخ�يرة‪ّ ،‬‬ ‫م��ن مفه��وم «الّالجن��ري»‪ .‬ماكي��اج وبرونزاج‬ ‫عامة‬ ‫ملون��ة‪ ،‬غ�ير �أن ال‬ ‫ّ‬ ‫ماهية ّ‬ ‫و�أث��واب مثرية ّ‬ ‫املوحدة‬ ‫الداخلي��ة‬ ‫له��ا‪ ،‬يف غي��اب الإ�شعاعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للم�رسحي��ات وغياب منطق الوح��دة الكل ّ​ّية يف‬ ‫ّ‬ ‫ن�سائجها العديدة‪ .‬وه��ي تقرتب من امل�رسحي‪،‬‬ ‫ي�شعر بها ت�رسي �إىل دواخله‪ ،‬من دون �أن يدرك‬ ‫كنهها �أو ي� ّؤجل ا�شتعالها‪ ،‬لأ ّنه غري جاهز بعد‪.‬‬ ‫ل��و افرت�ضنا � ّأن امل��سرح يف �أواخر حياته‪،‬‬ ‫لأمك��ن ر�ؤي��ة بدايات��ه‪ .‬ول��و �أ ّن��ه م�ض��ى عل��ى‬ ‫البداي��ات ما يق��ارب اخلم�سني �سن��ة على وجه‬ ‫نر هذه البداي��ات‪ ،‬لأ ّنها‬ ‫التقري��ب‪ .‬غري �أ ّننا ل��ن َ‬ ‫حم�صل��ة يف التجرب��ة اجلدي��دة �أو‬ ‫�أ�ضح��ت‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ات اجلديدة‪ .‬غ�ير � ّأن الأخرية مل تبلغ‬ ‫ّ‬ ‫ح�� ّد ارتباطها ببع�ضها‪ ،‬ع�بر الأ�ساليب العديدة‬ ‫حت��ت املظلّ��ة الواح��دة‪ .‬غاب��ت الأحادي��ث عن‬ ‫مت‬ ‫امل�رسحي��ات املليئ��ة‬ ‫باحل�س ال�شعب��ي‪ ،‬لأ ّنه ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبية‪ ،‬مالت يف‬ ‫تخطّ ��ي ه��ذه املقول��ة‪ .‬ول ّأن‬ ‫ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪579‬‬

‫موت امل�سرح؟‬

‫ك�ثر احلديث ع��ن موت امل��سرح يف لبنان‬ ‫والع��امل العربي‪ .‬راح احلديث يف لبنان ينت�رش‬ ‫يف الع��امل العرب���ي‪ ،‬ل ّأن لبن���ان طليع��ة من‬

‫العربية يف امل��سرح‪ .‬عار�ض‬ ‫طالئ��ع املنطق��ة‬ ‫ّ‬ ‫البع�ض االحتفال به‪ ،‬عار�ضوا االحتفال بيومه‪.‬‬ ‫عار�ض��وا االحتفال بي��وم امل��سرح العاملي �أو‬ ‫بالي��وم العاملي للم�رسح ال��ذي درج االحتفال‬ ‫ب��ه من��ذ العام ‪ .1961‬وجد لبن���ان‪ ،‬الذي راح‬ ‫يحتفل بهذا اليوم من��ذ ان�ضمامه �إىل امل� ّؤ�س�سة‬ ‫الدولي��ة للم�رسح‪ ،‬من يناه���ض االحتفال بهذا‬ ‫ّ‬ ‫الي��وم‪ ،‬بع��د �أن �أ�ضح��ى الع��امل �أح��ادي الّلون‬ ‫أيديولوجي��ات‪« ،‬ل ّأن‬ ‫والر�أ���س ويف غي��اب ال‬ ‫ّ‬ ‫امل��سرح قام عل��ى الأيديولوجي��ا»‪ .‬كذلك‪ ،‬بعد‬ ‫رف��ع راي��ة العومل��ة ال�رش�سة و�ضي��اع امل�رسح‬ ‫وراء القي��م واملقايي���س الت��ي و�ضعه��ا الع��امل‬ ‫أ�سا�سا‪ .‬هكذا �أ�ضحى امل�رسح ا�ستريا ًدا‬ ‫الغربي � ً‬ ‫وتعميما ل�شكل ابتدع��ه الغرب وف ًقا حل�ضارته‬ ‫ً‬ ‫املا ّد ّي��ة‪ .‬وهو ال يزال يفر�ض��ه حتى اليوم‪ ،‬يف‬ ‫ا�ستعماري��ة جدي��دة ب�سي��ادة التكنولوجيا‬ ‫ر ّدة‬ ‫ّ‬ ‫والرتوي��ج ملبد�أ حقوق الإن�س��ان‪ ،‬بح�سب جالل‬ ‫خوري يف مقالة من�ش��ورة يف �صحيفة ال�سفري‬ ‫البريوتي��ة يف منا�سب��ة ي��وم امل��سرح العاملي‬ ‫ّ‬ ‫(‪ .)2001/3/27‬وج��د يف االحتف��ال بالي��وم‬ ‫ومناق���ض‬ ‫من��اف‬ ‫العامل��ي للم��سرح‪ ،‬م��ا ه��و‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومعاك�س للثقافات العديدة يف البلدان اخلارجة‬ ‫ٍ‬ ‫الغربي��ة‬ ‫الغربي��ة والتقالي��د‬ ‫عل��ى املفاهي��م‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتاري��خ الغرب‪ .‬وجهة نظ��ر‪ ،‬مل متنع الكثريين‬

‫يف لبنان غابت الأحاديث عن‬ ‫باحل�س‬ ‫امل�ســـرحيـات املليئة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تــم تخطّ ـي‬ ‫ال�شـــعبــي‪ ،‬لأ ّنـــه ّ‬ ‫ال�شعبية‪،‬‬ ‫هــذه املقــولة‪ .‬ول ّأن‬ ‫ّ‬ ‫مالـت فـي الآونة الأخرية �إىل‬ ‫تـ�سـيد جتربة‬ ‫الإ�سـفــاف فـــي‬ ‫ّ‬ ‫«الفودفيل»‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫ت�سيد جتربة‬ ‫الآون��ة الأخ�يرة �إىل الإ�سف��اف يف ّ‬ ‫«الفودفي��ل»‪ .‬وه��ي جتربة زوائ��د بنواق�ص‪� .‬أي‬ ‫ّلبنانية‬ ‫جتربة تعبرّ عن �شحوب �شبحي للتجربة ال‬ ‫ّ‬ ‫متيزت‬ ‫املا�ضية‪ .‬باعتبار � ّأن التجربة ال‬ ‫ّلبنانية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيات‬ ‫بالتع�� ّدد وانعكا�س هذا التع�� ّدد يف‬ ‫ّ‬ ‫اخلم�سيني��ات وبداي��ة‬ ‫اللبناني��ة ب�ين �أواخ��ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يني��ات‪ .‬ثم � ّإن الفودفي��ل‪ ،‬هذا ال�صنف الذي‬ ‫ال�س ّت ّ‬ ‫مطيح��ا الأ�صن��اف الأخرى‪ ،‬من‬ ‫�س��اد ال�ساح��ة‬ ‫ً‬ ‫والواقعي��ة‬ ‫الواقعي��ة‬ ‫التجري��د �إىل التغري��ب �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالحتفالي��ة‬ ‫والطق�سي��ة‬ ‫وال�صوفي��ة‬ ‫ال�سحري��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبي��ة الأ�صيلة‪� ،‬أ�ضحى‬ ‫والروح‬ ‫�صنف وراثةٍ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قيا�سي��ة‪ .‬ولي���س �أدلّ عل��ى ذل��ك‪ ،‬من‬ ‫يف ف�ترة‬ ‫ّ‬ ‫جتربة م���روان جنّار‪ .‬وج��د يف الفودفيل �سه ًال‬ ‫�أخ��ضر‪ ،‬مبق��دوره �أن يجاب��ه العوا�ص��ف‪ ،‬من��ذ‬ ‫«عري�س�ين مدري من وين»‪ .‬ال يع�ّب�رّ هذا الكالم‬ ‫عن موقف �ض ّد الفودفي��ل‪ ،‬ل ّأن ال�صنف وخالقه‬ ‫�أو �صاحب��ه �أو م�ستثم��ره‪ ،‬يع�ّببرّ بوع��ي وبغ�ير‬ ‫االجتماعية لع�رصه‪ .‬ومن‬ ‫وع��ي عن االتجّ اهات‬ ‫ّ‬ ‫لع�شوائي��ة حركة‬ ‫ذل��ك‪ ،‬ا�ستيع��اب «الفودفي��ل»‬ ‫ّ‬ ‫أهلية‪ ،‬يف حلّهم‬ ‫ال‬ ‫ّلبناني�ين يف �أثن��اء احل��رب ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫وترحاله��م وهجرتهم وتهجريهم وذعرهم �أمام‬ ‫�أ�صوات تبادل �إطالق الن��ار والق�صف‪ .‬ولكن �أن‬ ‫ي�ضح��ي الفودفيل «تراكت��ور» امل�رسح الّلبناين‪،‬‬ ‫يحول��ه �إىل منظر‬ ‫بق��وة املال‪ ،‬ف��� ّإن يف ذلك ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتتبع ه��ذا الأثر‬ ‫أثره‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫يح��و‬ ‫كما‬ ‫طبيع��ي‪.‬‬ ‫غري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هن��ا‪ ،‬الأب عرب االبن �أو االبن��ة (رنا جنّار وهي‬ ‫م�رسحي��ة «عري�س�ين مدري م��ن وين»‬ ‫ت�ستعي��د‬ ‫ّ‬ ‫ب�إخراجه��ا) �إىل ج��سر ب�لا قناط��ر‪� ،‬إىل ج�سد ال‬ ‫تهت ّز �أ�س�سه‪ ،‬لأن ال وجود لهذه الأ�س�س‪.‬‬ ‫فق��د امل��سرح يف ال�سن��وات الأخ�يرة روحه‬ ‫املرح��ة‪ ،‬فقد قوائم املعجبني به‪� ،‬أمام الأخالط‬ ‫امل�رسحي��ة خ��سرت‬ ‫الت��ي بن��ت هياكل��ه‪ .‬ك� ّأن‬ ‫ّ‬ ‫إن�سانية‬ ‫وال�شخ�صية ال‬ ‫ح�ض��ور اجل�سد الإن�س��اين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عم��ا ه��و �أبع��د من‬ ‫ت�ش��ف‬ ‫يف �أح��وال ومواق��ف‬ ‫ّ ّ‬ ‫مبا�رشا‪ .‬و�إذا‬ ‫ن�سخا‬ ‫امل�أل��وف‪ ،‬حيث ن�سخ الواقع ً‬ ‫ً‬ ‫م��ا �أراد �أحده��م �أن ال ين�سخ الواق��ع �أو يرتجمه‬ ‫ال�شكالنية البعيدة‬ ‫الفانتازيا �أو‬ ‫�أوقع �شغل��ه يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ع��ن منطق��ة توظيف الرتاث والّلغ��ة يف �صياغة‬

‫امل�رسحي��ة‪ .‬وم��ا �أجن��ز يف ال�سن��وات الأخ�يرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مر�ض ب�شكل عام‪ ،‬بح�ض��ور فلتات �أ�شواط‬ ‫غ�ير ٍ‬ ‫م�رسحي��ة‪ ،‬يف تخاذل البع���ض �أمام املنا�سبات‬ ‫ّ‬ ‫بريوت‬ ‫(‬ ‫الفرنكوفونية‬ ‫ال�سنة‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫ثقافي‬ ‫عا�صمة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،)2000 - 1999‬ما جعل �أعمال ه�ؤالء كتماثيل‬ ‫زراع��ي‪ .‬وق��ع اجلمي��ع يف‬ ‫متح��ف‬ ‫�شمعي��ة يف‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منطقة ال�شكل التقريبي‪ ،‬بدل �أن ي�سلكوا الطريق‬ ‫املمتلئ ب�أ�سئلة جديدة‪ ،‬قبل ال�رشوع يف الإجابة‬ ‫عن هذه الأ�سئلة بالر�ؤى وال�صيغ‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 580‬للتنمية الثقافية‬

‫كــثـــرة احلـــديـــث عـــن مــوت‬ ‫عددية‪.‬‬ ‫امل�ســرح‪ ،‬قابلته كرثة‬ ‫ّ‬ ‫مل يق ّدم يف لبنان ما ق ّدم يف‬ ‫الأعوام الثالثة الأخرية‪� .‬أعدا ٌد‬ ‫كـبـيـرة‪� ،‬أعــداد هائلـة‪� ،‬إذا مــا‬ ‫امل�رسحيات‬ ‫مبتو�سط‬ ‫قــورنــت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الأعوام التي �سبقتها‪.‬‬

‫وخ�صو�ص��ا �أع�ضاء‬ ‫م��ن االحتفال به��ذا اليوم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الدولية ـ فرع لبن��ان‪� .‬أقامت احتفا ًال‬ ‫امل� ّؤ�س�س��ة‬ ‫ّ‬ ‫يف العام �ألفني وواحداً يف م�رسح غولبنكيان‪،‬‬ ‫يف اجلامع���ة الّلبنان ّية‪-‬الأمريك ّي���ة يف‬ ‫م�رسحي�ين منتخب�ين‬ ‫ب�ي�روت‪ ،‬حي��ث منح��ت‬ ‫ّ‬ ‫ورواد‬ ‫(ك ّت��اب ون ّق��اد ومم ّثل��ون وخمرج��ون ّ‬ ‫تقديرية و�أ�سهمت يف �إنتاج‬ ‫دروعا‬ ‫وم� ّؤ�س�سون)‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية وا�سكت�ش��ات هناك‪ .‬ثم نظّ مت‬ ‫م�شاه��د‬ ‫ّ‬ ‫احتف��ا ًال يف العام ‪ 2002‬يف م�رسح برييت يف‬ ‫مبن��ى اجلامعة الي�سوع ّي���ة يف بريوت‪ .‬يبقى‬ ‫م�رسح��ا‪ .‬يبقى امل�رسح ب�لا م�رسح ال‬ ‫امل��سرح‬ ‫ً‬ ‫حتول امل��سرح �إىل مهنة‪ .‬مل يدافع‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي�ين‪ّ .‬‬ ‫امل�رسحيون ع��ن امل��سرح �إ ّال با�ستمرار عملهم‬ ‫ّ‬ ‫يف امل��سرح‪ .‬ك�ثرة احلديث عن م��وت امل�رسح‪،‬‬ ‫عددي��ة‪ .‬مل يق ّدم يف لبنان ما ق ّدم‬ ‫قابلته كرثة‬ ‫ّ‬ ‫يف الأعوام الثالثة الأخرية‪� .‬أعدا ٌد كبرية‪� ،‬أعداد‬ ‫امل�رسحي��ات‬ ‫مبتو�س��ط‬ ‫هائل��ة‪� ،‬إذا م��ا قورن��ت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الأع��وام الت��ي �سبقته��ا‪ .‬ب��دت اجلمهور ّية‬ ‫الّلبنان ّي���ة‬ ‫ر�سمي��ة‪،‬‬ ‫جمهوري��ة م��سرح غ�ير‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيات‬ ‫جمهوري��ة غ�ير م�ؤكّ ��دة‪ .‬جمه��رة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثقافي��ة» العام‬ ‫عا�صمة‬ ‫«ب�يروت‬ ‫منا�سب��ة‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫جمهورية م�رسح‪.‬‬ ‫اجلمهورية �إىل‬ ‫حولت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ ،1999‬‬ ‫امل�رسحي��ات العام ‪ ،2001‬مل يق ّل‬ ‫غ�ير � ّأن عدد‬ ‫ّ‬ ‫ع��ن ع��دد‬ ‫امل�رسحي��ات املق َّدم��ة العام ‪.1999‬‬ ‫ّ‬ ‫تاريخية»‬ ‫روزنامة طويلة عري�ضة‪« :‬منمنمات‬ ‫ّ‬ ‫ن���ص ل�سعد اهلل ونّو�س‪.‬‬ ‫لن�ض���ال الأ�شقر ع��ن ّ‬ ‫ع�ساف عن‬ ‫«لو�سي املر�أة‬ ‫العمودي��ة» لروجيه ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفرنكوفونية �أندريه‬ ‫ّلبناني��ة‬ ‫ق�صة للكاتب��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شدي���د‪ .‬مهرج��ان �أيل��ول ق�� ّدم �س ّت��ة عرو���ض‬ ‫ورق�ص وحما�رضة‪.‬‬ ‫م�رسح‬ ‫مزيج من‬ ‫مم�رسحة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫توما����س ليمني من �أملاني���ا ق�� ّدم «م�سافة»‪.‬‬ ‫الذاتي��ة يف‬ ‫كزافيي���ه ل���وروا عر���ض �سريت��ه‬ ‫ّ‬ ‫«نت��اج الظروف»‪ ،‬يف حني ق ّدم توما�س �أرغاي‬ ‫أجنبية يف املهرجان‬ ‫«اجل ّنة»‪ .‬خم�س��ة عرو�ض � ّ‬ ‫ال��دويل للم��سرح اجلامع��ي‪� ،‬إىل العرو���ض‬ ‫ّلبنانية‬ ‫املحل ّ​ّية‪« :‬امل�شكلة» (ط�لاّب اجلامعة ال‬ ‫ّ‬ ‫أمريكية)‪�« .‬سريي��ل»‪� ،‬إخراج رميا الق ّدي�سة‬ ‫ال‬‫ّ‬ ‫(جامعة ال��روح القد�س‪/‬الك�سلي��ك)‪« .‬الفرا�شات‬

‫ح��رة»‪� ،‬إخراج مالك فتّ���ال‪ .‬و«الكونرتبا�ص»‬ ‫ّ‬ ‫ومتي��ز مهرجان �شم�س بلوحة‬ ‫لبولني ح ّداد‪ّ .‬‬ ‫امل�شهدي��ة‬ ‫بالعرو���ض‬ ‫رحب��ة‬ ‫ف�سيف�سائي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحيا وخم�سة عرو�ض‬ ‫ا‬ ‫عر�ض‬ ‫‪26‬‬ ‫الق�صرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫راق�ص��ة م��ع ثالث��ة عرو���ض زائ��رة‪ ،‬ل��ك ّل من‬

‫رئيف كرم وبطر����س روحانا وعايدة �صربا‬ ‫و�سهام نا�رص وروي���دا الغايل وعبده الن ّوار‬ ‫ورائد يا�سني ومرين���ا احلار�س ومايا زبيب‬ ‫وعلي مطر و�شريي���ن كرامي وبيتي طوطل‬ ‫و�سيلويت حديب وماي �سلهب‪�« .‬سوق �سودا‬ ‫حبيبي ما تن�سى» لفادي �أبو خليل‪ ،‬ق ّدمت على‬ ‫خ�شب��ة م�رسح ب�ي�روت (�آذار‪/‬مار�س‪.)2001‬‬

‫واقعيت��ان تنتمي��ان‬ ‫وهميت��ان‬ ‫�شخ�صيت��ان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إىل ف�ترة م��ا بع��د احل��رب بالف��راغ ال�ض��ارب‬ ‫فيه��ا‪ ،‬وبعنفها الداخل��ي‪« .‬قب�ضايات» ق ّدمتها‬ ‫املخرج��ة لين���ا �أبي�ض على خ�شب��ة اجلامعة‬ ‫ن�ص للكاتب الإيراين‬ ‫الّلبنان ّية الأمريك ّية‪ ،‬عن ّ‬ ‫ح�سني �سع���دي‪« .‬عاليمني» ق ّدمه��ا جو قديح‬ ‫يف �شه��ر �شباط‪/‬فرباي��ر عل��ى خ�شب��ة م�رسح‬ ‫املرك���ز الثقايف الفرن�س���ي‪« .‬ديف��ا» عر�ض‬ ‫م�رسح��ي ت�شكيل��ي راق���ص‪ ،‬ق�� ّدم يف غرفة يف‬ ‫حمرتف «زيكو هاو�س»‪ .‬مونودراما «من �أجل‬ ‫رج��ل وحيد» ق ّدمت على خ�شب��ة م�رسح مونو‪،‬‬ ‫ب�إخ��راج الإيطايل بي���ار �أجنيلو �سومار الذي‬ ‫�أدار املم ّث��ل الّلبن��اين جورج الها�شم‪ .‬الراق�صة‬ ‫�أماين ق ّدمت «� ّأيام ولي��ايل �أماين» على خ�شبة‬ ‫م��سرح املدينة (كان��ون ال ّأول‪/‬دي�سم�بر)‪ّ � .‬أما‬ ‫لين���ا ال�صانع‪ ،‬فق ّدم��ت «�إخراج قي��د عائلي»‬ ‫يف نهاي��ة الع���ام ‪ 2000‬عل��ى خ�شب��ة م�رسح‬ ‫مونو‪ ،‬حيث وا�صل��ت جتاربها على الأمتتة يف‬ ‫الأداء امل�شه��دي‪ .‬ق ّدم��ت ندى كانو «من جانب‬ ‫امل�صمم�ين»‪ .‬ق�� ّدم بول مطر «�سندب��اد � ًّأبا عن‬ ‫ّ‬ ‫ج�� ّد» م��ع املخ��رج ال�سوي��سري باتريك موهر‪.‬‬ ‫وثم��ة عرو�ض باهرة �أبرزها «ال�ساحل» ت�أليف‬ ‫ّ‬ ‫و�إخ��راج الّلبناين‪-‬الكن��دي جم���دي مع ّو�ض‪.‬‬ ‫�أرب��ع �ساعات من امل�رسح��ة يف روحها مابعد‬ ‫ن���ص للكاتبة‬ ‫ّ‬ ‫احلداثي��ة‪ .‬و«ثعل��ب ال�شمال» عن ّ‬ ‫الفرن�سي��ة مانويل رنود‪� ،‬إخ��راج الّلبناين نبيل‬ ‫ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪581‬‬ ‫الأط���ن‪ .‬و«ج�بران خلي��ل ج�بران» للتون�س��ي‬ ‫توفيق اجلبايل‪ .‬و«رائحة الآخر» لفرقة �إليا�س‬ ‫اجلن�سي��ات‪ :‬كوريغرافيا‬ ‫الأوروب ّي���ة املتع�� ّددة‬ ‫ّ‬ ‫وكاباري��ه و�سينما �صامتة و�س�يرك ومو�سيقى‬ ‫وروك وفال�س وج��از يف عر�ض دامج‪ .‬و«راجل‬ ‫�شعبية‬ ‫احتفالية‬ ‫ومرا» للتون�سي حم ّمد �إدري�س‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م� ّؤ�صلة‪.‬‬ ‫الكثري الكثري من العرو�ض يف العامني‪2000‬‬ ‫حتول��ت فيه��ا ال�سينوغرافي��ا �إىل �شكل‬ ‫و‪ّ ،2001‬‬ ‫ومت�ضمن‬ ‫كال�سيكي‪� .‬سم��ة كا�سحة‪� .‬شيء مثبت‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية مبعظمها‪،‬‬ ‫�أو مك�ش��وف يف العرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫هامية‪ .‬الأبرز‬ ‫م��ا �أ ّدى �إىل وقوعها يف الئح��ة ا ّت ّ‬ ‫يف هذا املجال «�أرخبيل» لع�صام �أبو خالد‪.‬‬ ‫اقرتب مالك املوت من امل�رسح‪ ،‬على �أل�سنة‬ ‫امل�رسحي�ين‪� ،‬أنذروا مبوت امل�رسح‪ ،‬قبل �أن تبد�أ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية‪،‬‬ ‫للتجرب��ة‬ ‫جدي��دة‬ ‫ا�ستن�س��اخ‬ ‫عملي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بح��ث عن حمتوى اجتماع��ي جديد �أو‬ ‫م��ن دون‬ ‫ٍ‬ ‫النظرية‬ ‫مت تخطّ ي ك ّل الطروحات‬ ‫�أ�شكال جديدة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ّلبنانيون يف العام ‪1999‬‬ ‫ال�سابقة‪ ،‬حني وجد ال‬ ‫ّ‬ ‫�أو ‪� 2006‬أو ‪ ،2009‬م��ا يقيت جتاربهم الب�سيطة‬ ‫الالمنوذجي��ة‪ :‬امل��ال قطيع‪ ،‬بل‬ ‫أوم�رسحياته��م‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ات املتدلّية ك�شعر الر�أ�س‪.‬‬ ‫قطعان من‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحيات متدلّية يف هواء �شاغر‪.‬‬ ‫ّ‬

‫واقعية وعبث وتعلي��م وتغريب‬ ‫واملتمي��ز‪ ،‬ب�ين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وملحمي��ة‪ .‬ا�ستهلكت هذه كلّه��ا‪ ،‬حني اختربت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حتول امل��سرح �إىل م��ا ّدة ملمو�سة‪ ،‬بنت‬ ‫وح�ين ّ‬ ‫و�صورا من‬ ‫خل ًقا م��ن عدم و�آذا ًن��ا من �أ�ص��وات‬ ‫ً‬ ‫جمالية‪،‬‬ ‫�ضي��ق‪ّ � .‬أ�س�ست قوان�ين هند�س��ة‬ ‫ّ‬ ‫ع��امل ّ‬ ‫�أف�ض��ت باملتل ّقي �إىل عامل الإح�سا�س بالتطهري‪.‬‬ ‫الرتاجيديا‪ ،‬واحد من �أ�شكال امل�رسح‪ .‬الرتاجيديا‬ ‫هي قدره اليوم‪ .‬ا�س ُتهلكت الأ�شكال والأ�صناف‪،‬‬ ‫اجلراحية ناجحة لتجديد‬ ‫العمليات‬ ‫بحيث مل تعد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ع�ضو في��ه‪� ،‬أو لتجديد ج�س��ده‪ .‬ل ّأن امل�رسح فقد‬ ‫اجلمالية‪.‬‬ ‫باحليوية‬ ‫ح�سه الإيقاعي الناب�ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫عمل ّية ملغومة‬

‫مل يعد امل�رسح الّلبناين يحمل‬ ‫املتل ّقي �إىل عامل �آخر‪ ،‬ويحظى‬ ‫فـــي الـــوقــت ذاتـــه مب�ســتواه‬ ‫واقعية‬ ‫واملتميز‪ ،‬بني‬ ‫اخلا�ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعــبــــث وتـعـلـيــم وتـغــريـب‬ ‫وملحمية‪ .‬ا�ستهلكت هذه كلّها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫حني اختربت‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫امل�رسحية‪ ،‬كالعر���ض امل�رسحي‪،‬‬ ‫التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫نهائيا من الرتاكيب واملعادالت‬ ‫ت�شكّل ع��د ًدا ال‬ ‫ًّ‬ ‫املحتمل��ة ع��ن طري��ق ا�ستث��ارة �أو ا�ستبع��اد �أو‬ ‫تك��رار �أو ت�صحيح العالم��ات ب�شكل مرتاتب يف‬ ‫وح��دات الزمان واملكان‪ .‬االقرتاب �إىل امل�رسح‪،‬‬ ‫التقنية ومن عج��زه التعبريي‪ ،‬مقتلة‬ ‫قوته‬ ‫ّ‬ ‫م��ن ّ‬ ‫مدمرة‪ .‬ل ّأن الت�أ�سي���س (اجلديد) على الت�أ�سي�س‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ل��ن يق��وم يف معزل ع��ن العالم��ات والعالقات‬ ‫املتداخلة يف ما بينها‪.‬‬ ‫ّلبناني��ة يف‬ ‫امل�رسحي��ة ال‬ ‫وقع��ت التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التقنية وحدها‪،‬‬ ‫ال�سن��وات املا�ضية يف ال�صف��ة‬ ‫ّ‬ ‫التط��ور التاريخ��ي واملنجزات‬ ‫خارج حلظ��ات‬ ‫كرثة ال نوعية‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ة جديدة‪ ،‬معظ��م �أفرادها الأ�صيل��ة لف ّنان�ين مث��ل يعق���وب ال�شدراوي‬ ‫ثم��ة فئة‬ ‫ّ‬ ‫ع�س���اف وجالل خ���وري ون�ضال‬ ‫أهم ّي��ة‪ .‬ظهر عدد من وروجي���ه ّ‬ ‫من ّ‬ ‫ال�شب��ان‪� ،‬أخذت تزداد � ّ‬ ‫جتمعوا الأ�شق���ر و�شكي���ب خوري ومن�ي�ر �أبو دب�س‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيني امل� ّؤ�س�سني بني ه��ذه الفئة‪ّ .‬‬ ‫م�رسحية‪ ،‬بدل و�أنط���وان ولطيفة ملتقى والأخوين رحباين‬ ‫�صناع��ة‬ ‫م�شاغ��ل‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫م��ر‬ ‫ّ‬ ‫ل ّأول ّ‬ ‫االن�شغ��ال يف البحث عن الأجوب��ة ـ ال�سالح يف وك���ركالّ وغريهم‪ .‬خط���أ ف��ادح‪ ،‬كلّ��ف جتربة‬ ‫معرك��ة الإ�سه��ام بق��راءة املا�ض��ي املتعثرّ يف امل��سرح يف لبنان الكث�ير الكثري‪ .‬كلّفه��ا � ّأوالً‪،‬‬ ‫يتط��ور‬ ‫حي��ا‬ ‫م�سالك الو�صول �إىل امل�ستقبل املنظور‪.‬‬ ‫ج�سم��ا ًّ‬ ‫الق�ض��اء عليه��ا بو�صفه��ا ً‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص��ة غ�ير املعزول��ة ع��ن‬ ‫قوانين��ه‬ ‫وف��ق‬ ‫املدينة‪.‬‬ ‫امل�رسحيات على روزنامة‬ ‫ع�رشات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ات يف خطّ ت�صاع��دي‪ .‬الك ّل البيئ��ة واملحيط االجتماع��ي والواقع ال�سيا�سي‬ ‫ع��شرات‬ ‫ّ‬ ‫ظ��ن امل��سرح �أ ّنه يف‬ ‫ع��اد يف طوفان يخ�ش��ى �أن ّ‬ ‫يتك�شف على �صورة واالقت�ص��ادي والفك��ري‪ّ .‬‬ ‫ف�ترة انتق��ال يف �أواخ��ر الق��رن املا�ض��ي‪ ،‬يف‬ ‫طوفان �أ�شبه بطوفانات الطبيعة‪.‬‬ ‫مل يع��د امل��سرح يحم��ل املتل ّق��ي �إىل ع��امل ح�ين � ّأن حيات��ه بقي��ت خا�ضع��ة ل��دورة ت�شبه‬ ‫دموية‬ ‫اخلا�ص ال��دورة‬ ‫�آخ��ر‪ ،‬ويحظى يف الوقت ذات��ه مب�ستواه‬ ‫الدموية يف ج�سم الإن�سان‪ .‬دورة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 582‬للتنمية الثقافية‬

‫االندفاع �إىل حتويل امل�رسح‬ ‫�إىل نور و�ألوان و�أجواء تدغدغ‬ ‫احلـوا�س‪ ،‬جعل امل�رسح قاب ًعا‬ ‫ّ‬ ‫بيــن املظــاهـــر املتقلّبة‪ ،‬مــن‬ ‫دون القـــدرة علـــى مل�س بنية‬ ‫احلـقـيقـية ومتلّكـها‬ ‫الأ�شــيــاء‬ ‫ّ‬ ‫واملحافظة على دميومتها‪.‬‬

‫حتيي‪ ،‬ولك ّنها تبقى ت�سري �سريتها الأوىل‪ .‬دورة‬ ‫بال مراحل‪ .‬ه��ذا �شيء مده�ش‪� ،‬أ�ص��اب �إدها�شه‬ ‫افرتا�ضيا‬ ‫امل�رسحية‪ ،‬بحيث بدا تق ّدمها‬ ‫التجربة‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫مع �شباب اجلي��ل اجلديد‪ ،‬من دون تق ّدم واقعي‪.‬‬ ‫ملرة جديدة‪ ،‬بقي بعي ًدا عن التغيرّ ات‪.‬‬ ‫الأ�سلوب‪ّ ،‬‬ ‫ك� ّأن الأ�سل��وب هنا‪ ،‬قدرة حتك��م ك ّل �شيء‪ .‬هكذا‬ ‫�أ�ضحى الف ّنان واجلمهور الذي ي�ستهلك �إنتاجه‪،‬‬ ‫تنفيذي��ة‪ .‬لقد‬ ‫تنفيذي�ين يف م�ساح��ات‬ ‫�أع�ض��اء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفن امل�رسح��ي ب�إ�ساهماتهم جمي ًعا‪ ،‬وها‬ ‫خلق ّ‬ ‫ه��م الي��وم يخ�ضع��ون �إىل قوان�ين الأ�سل��وب ‪-‬‬ ‫ال�شكل ولي�س الأ�سلوب‪ -‬اجلوهر‪.‬‬ ‫ت�شب��ه امل�رسح‪ ،‬برجال‬ ‫�سقط��ات مميتة‪ ،‬يف ّ‬ ‫أوروبي��ة وربط��ات العن��ق‬ ‫مرتدي��ن الب��دالت ال‬ ‫ّ‬ ‫ويدخنون ال�سيجار الفاخر‬ ‫والقم�صان املو ّقع��ة‬ ‫ّ‬ ‫ويتعطّ ��رون ب�أغل��ى العط��ور يف غي��اب املدينة‬ ‫وروح املدين��ة‪ .‬حني يحدث ذلك‪ ،‬ت�سقط مولّدات‬ ‫احلر ّية واالختالف‬ ‫التج��ارب املتق ّدمة‪ ،‬من قيم ّ‬ ‫الدميوقراطي��ة وحق��وق الإن�س��ان والعدال��ة‬ ‫�إىل‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي��ة والتنديد بالعن��ف والقيم املدافعة‬ ‫ّ‬ ‫إن�ساني��ة وم�ستلزمات بن��اء املدينة‪ .‬وقع‬ ‫عن ال‬ ‫ّ‬ ‫تع�صبه لل�شكل‪ ،‬ل�شكل‬ ‫من‬ ‫ب‪،‬‬ ‫التع�ص‬ ‫يف‬ ‫امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفئوية‪ ،‬من ارتداده‬ ‫يف‬ ‫ووق��ع‬ ‫الّلحظ��ة واليوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫البريوقراطي��ة‪ ،‬الت��ي‬ ‫�سلوكي��ات امل� ّؤ�س�س��ة‬ ‫�إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تهم���ش ال��روح‪� .‬صار‬ ‫تهم���ش‬ ‫ّ‬ ‫ال�شخ�صي��ة‪ ،‬كم��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح يبني نف�سه لنف�سه‪.‬‬

‫�ضرر بالغ‬

‫�صارت وفادة امل�رسح �إىل امل�رسح‪ .‬هذا �شيء‬ ‫ا�ستف ّز الكثريين‪ ،‬ما دفعهم �إىل االرف�ضا�ض عن‬ ‫االلتح��اق بتجرب��ة امل�رسح‪�� .‬ضرر بالغ مقيت‪.‬‬ ‫العام‪ ،‬بحيث‬ ‫فق��د امل�رسح‪ ،‬مناه�ضي الأ�سل��وب ّ‬ ‫العام‪ ،‬عل��ى تلوينات‬ ‫وقع ه���ؤالء يف الأ�سل��وب‬ ‫ّ‬ ‫ب�سيط��ة‪ .‬ث��م � ّإن امل��سرح نف�س��ه‪ ،‬نف��ى دالالته‪.‬‬ ‫�أ�ضحى هو هو‪� .‬أ�ضحى �شكله ونطقه مبا يقول‪.‬‬ ‫لي�س مبدقور �أحد �أن ينفي دميومة الأ�شكال‬ ‫واملفاهي��م القدمي��ة‪ ،‬ولع�� ّل نفيه��ا �أو احلما�س‬ ‫ال�شدي��د يف الطري��ق �إىل نفيها �أ�سه��م يف وقوع‬ ‫بال�شكالنية‪� .‬إىل‬ ‫التجرب��ة يف ال�سنوات الأخ�يرة‬ ‫ّ‬

‫�رشعي��ة‪� ،‬أن ال يتناول‬ ‫العوام��ل الأخ��رى‪ .‬رغبة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح��ي ك ّل �شيء من البداي��ة‪ ،‬ولكن عليه �أن‬ ‫يكي��ف �أ�سلو ًبا‬ ‫ينطل��ق من نقط��ة معروف��ة و�أن ّ‬ ‫موج��و ًدا ول��و ب�ش��يء م��ن احل�� ّدة‪ ،‬يف الطري��ق‬ ‫�إىل تدم�يره ب�ش��كل جزئ��ي قب��ل ال�ش��كل الكلّي‪.‬‬ ‫امليدي��ة‪ ،‬حيث‬ ‫ولك��ن لي�س ه��ذا زمن احل��روب‬ ‫ّ‬ ‫يتحول طق�س تق��دمي الذبيحة �إىل متثيل �أحداث‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعية جديدة‪ ،‬بان�صهار العن�رص امل�رسحي‬ ‫ّ‬ ‫ـ الدين��ي واجلماع��ي‪ ،‬بالعن�رص الف��ردي الأكرث‬ ‫إن�سانية‪.‬‬ ‫حر ّية و�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة املفتوح��ة يف جي��ل‬ ‫�ش��كل‬ ‫أث��ر‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫ال�شب��اب‪ ،‬بعد �أن راح ه���ؤالء ي�ستن�سخون ال�شكل‬ ‫الأب �أو ال�ش��كل «احلداث��ي» ال ّأول‪ .‬وه��و كلّم��ا‬ ‫تك��رر‪ ،‬وق��ع يف الوظيف��ة الواح��دة‪ ،‬م��ا �أ�سق��ط‬ ‫ّ‬ ‫«ال�سحرية»‪� .‬ص��ار ال�سحر �شبح‬ ‫امل�رسح‬ ‫وظيف��ة‬ ‫ّ‬ ‫ال�سحر‪ .‬وقد ت�سلّط هذا ال�شبح على ف�ضاء التجربة‬ ‫اللبناني��ة‪ ،‬بتحوي��ل «احلداثي» �إىل‬ ‫امل�رسحي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حوله‬ ‫خرافة ثم بتحويل احلداثي �إىل خرايف‪ ،‬ما ّ‬ ‫�إىل بدائ��ي يف حلظات ال��ذروة يف لقاء التجربة‬ ‫ال�شبابية باحلداثة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االندفاع �إىل حتويل امل�رسح �إىل نور و�ألوان‬ ‫احلوا�س‪� ،‬شابه العبو�س ال�شديد‪،‬‬ ‫و�أج��واء تدغدغ‬ ‫ّ‬ ‫م��ا جعل امل�رسح قاب ًعا ب�ين املظاهر املتقلّبة‪،‬‬ ‫م��ن دون الق��درة عل��ى مل���س بني��ة الأ�شي��اء‬ ‫احلقيقية ومتلّكه��ا واملحافظة على دميومتها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال حلظاتها الهاربة‪.‬‬ ‫للفن ذاته‪،‬‬ ‫الفن الق�ضايا‬ ‫الداخلية ّ‬ ‫كلّما طرح ّ‬ ‫ّ‬ ‫اال�ستثنائية‪ ،‬ي�صبح امل�شهد رهي ًبا‪:‬‬ ‫يف الّلحظات‬ ‫ّ‬ ‫ال �ش��يء‪� .‬إ ّال �أث��ر ال�ش��يء‪ ،‬ولي���س ال�ش��يء نف�سه‪.‬‬ ‫ال عالق��ة لذل��ك باحلد�س الف ّن��ي‪� .‬إ ّن��ه احلقيقة‪،‬‬ ‫ال�صي��اد‬ ‫يت�صي��د‬ ‫احلقيق��ة وحده��ا‪ .‬فب��دل �أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�صي��اد احليوان‪ .‬واحليوان هنا‪،‬‬ ‫احليوان‪ ،‬يقلّد‬ ‫ّ‬ ‫ه��و الزم��ن اال�ستهالك��ي‪ .‬ال خ�صوب��ة بعدئذ‪ .‬ال‬ ‫إبداعية‪ ،‬ل ّأن الوالدة واملوت يختلطان‪،‬‬ ‫خ�صوبة � ّ‬ ‫من دون فهم الفروق بينهما‪.‬‬ ‫غاب��ت ال��روح الب�سيط��ة القدمي��ة‪ ،‬ل�صال��ح‬ ‫بالغية جدي��دة‪ .‬ال�ش��كل وحده بالغة‬ ‫تعقي��دات‬ ‫ّ‬ ‫ثقيل��ة الوق��ع‪ .‬الت�أرجح ب�ين العاطف��ة وال�س�أم‪،‬‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪583‬‬ ‫االجتماعية‬ ‫�أم��ام التزعزع الدائ��م يف العالقات‬ ‫ّ‬ ‫واالقت�صادي��ة وانع��دام االطمئنان‬ ‫وال�سيا�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى ال��دوام‪ّ � ،‬أخر حت��ى الّلحظة ظه��ور م�رسح‬ ‫املنعط��ف االجتماعي �أو ال�سيا�سي‪ .‬الفراغ فاغر‬ ‫ال�شدق وال�س�أم حتت املعطف واجلمهور يف و�سط‬ ‫احلرك��ة‪ .‬انطرح��ت م�س�أل��ة ال�ش��كل واملحت��وى‪،‬‬ ‫ج��راء ذلك‪ ،‬يف امل��سرح‪ .‬ذل��ك � ّأن املحتوى‬ ‫من ّ‬ ‫ينتق��ل ب�أ�ش��كال متع�� ّددة‪ .‬بق��ي الغمو���ض ه��و‬ ‫اخل��طّ امل�شرتك بني املحتوى وال�شكل‪ ،‬بحيث � ّإن‬ ‫مقاوم��ة � ّأي تف�سري اجتماعي‪� ،‬أ�سهم يف رجحان‬ ‫ال�شكلية املح�ضة‪.‬‬ ‫ا�ستمرار رعب املرحلة‬ ‫ّ‬ ‫يخ�ص‬ ‫ه��ذا وح��ده م��ا يعول علي��ه‪ ،‬يف م��ا‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي�ين الذين راح��وا ي��ر ّددون � ّأن امل�رسح‬ ‫مات‪ .‬ر ّددوا ذلك يف معظمهم‪ ،‬يف طريقة خداع‪،‬‬ ‫املنطقية ملراوح��ة التجربة �أمام‬ ‫ه��ي النتيج��ة‬ ‫ّ‬ ‫النغم ال ّأول‪.‬‬

‫انفجار العام ‪2000‬‬

‫الإبـــداع‬

‫م��وت امل��سرح؟ وكيف ميوت وق��د احتفلت‬ ‫بريوت العام ‪ 2000‬بالذكرى الثانية والع�رشين‬ ‫عل��ى غياب الكات��ب واملخ��رج امل�رصي جنيب‬ ‫امل�رسحيات‬ ‫�رسور‪ .‬قبله��ا ارتفعت وترية تقدمي‬ ‫ّ‬ ‫�إىل ح ّد مده�ش‪« .‬الفان��ون» ل�شذا �رشف الدين‪،‬‬ ‫ق ّدم��ت يف �شهر ت�رشي��ن ال ّأول‪�/‬أكتوب��ر ‪.1999‬‬ ‫«قط��ع و�ص��ل» لرفي���ق علي �أحم���د وناجي‬ ‫�صورات���ي يف �آذار‪/‬مار���س ‪« .2000‬مو�ستور»‬ ‫للبولوين ليزك مادزيك‪ ،‬ق ّدمت يف �شهر �شباط‪/‬‬ ‫فرباير عل��ى خ�شبة م�رسح املدينة واملهرجان‬ ‫العاملي ال�سنوي الثاين للم�رسح اجلامعي‪.‬‬ ‫«ط��ار احلمام غطّ احلم��ام» لربونو جعارة على‬ ‫م��سرح الأتيني��ه (ت�رشي���ن الثاين‪/‬نوفم�ب�ر‬ ‫‪ ،)2000‬وع�رشات امل�رسحيات الأخرى‪.‬‬ ‫�شكلي��ة‪ .‬ل��ذا فه��ي بعيدة م��ن �أن‬ ‫مه��ارات‬ ‫ّ‬ ‫تخت��صر م�سافاتها جت��اه امل�شاه��د‪ ،‬من خالل‬ ‫امل�رسحي��ة‪� ،‬إثر‬ ‫ق��راءة واقع��ه وراه��ن احلرك��ة‬ ‫ّ‬ ‫مدمرة‪.‬‬ ‫حرب � ّ‬ ‫أهلية ّ‬ ‫ك�أ ّنه مل يح�صل �شيء يف ال�سنوات املا�ضية‪،‬‬ ‫وك� ّأن وظيف��ة امل��سرح يف الق��رن احل��ادي‬

‫والع�رشي��ن‪ ،‬هي م�ض��غ نف�سه و�إبطال��ه‪ ،‬بعد �أن‬ ‫عظيم��ا يف القرن املا�ضي‪ .‬م��وت امل�رسح؟‬ ‫ب��دا‬ ‫ً‬ ‫االجتماعية‪ .‬م��وت امل�رسح؟‬ ‫ب��ل م��وت احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية‪ ،‬وع��دم قدرتها على‬ ‫ب��ل �شلل احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫�سيا�سية جديدة‪ .‬موت امل�رسح؟ بل‬ ‫�إنت��اج طبقة‬ ‫ّ‬ ‫ّلبنانية‬ ‫الثقافية ال‬ ‫فقدانه قواه العاك�سة لل��روح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ينيات‪ ،‬على‬ ‫املوزايكي��ة وانك�شاف مرحل��ة ال�س ّت ّ‬ ‫ّ‬ ‫حقيقة احل�ض��ور بنزعة �ضم�ير الغائب‪ .‬يعطف‬ ‫االقت�صادي��ة‪ ،‬تلك‬ ‫عل��ى ذل��ك ت�أث�يرات الأزم��ة‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي �صادرت ك ّل طالّب امل��سرح وال�سينما يف‬ ‫ّلبناني��ة �إىل �أروق��ة مب��اين �أقني��ة‬ ‫اجلامع��ات ال‬ ‫ّ‬ ‫ّلبنانية وانهيار الطبقة الو�سطى‬ ‫التلفزيون��ات ال‬ ‫ّ‬ ‫امل�ساهمة الأكربيف الإنتاج امل�رسحي ـ الثقايف‬ ‫ّلبنانية ب�شكل عام‪.‬‬ ‫والثقافة ال‬ ‫ّ‬ ‫بان��ت ال�سنوات بني الع���ام ‪ 1999‬والعام‬ ‫‪ 2004‬و�صو ًال �إىل العام ‪� 2005‬صاحبة مقولة‪،‬‬ ‫ر�سختها الأح��داث التالية‪ .‬بان��ت ال�سنوات تلك‬ ‫ّ‬ ‫�سن��وات الإع�لان ع��ن تهمي�ش ال��دور الإنتاجي‬ ‫يف لبن��ان عل��ى ال�صعيدين امل��ا ّدي والإبداعي‪.‬‬ ‫م�ضم��ون تل��ك ال�سنوات ه��و االنفج��ار‪ .‬انفجار‬ ‫ب�لا ت�شظية‪ .‬ال �ش��يء �أمام املتاب��ع �إ ّال الرجوع‬ ‫والتثب��ت بانفج��ار تل��ك الأع��وام‪ ،‬لأ ّنه��ا �آخ��ر‬ ‫ّ‬ ‫عالمات الإنذار املثري مبا �سي�أتي‪� .‬آخر عالمات‬ ‫الإن��ذار بالنقلة املث�يرة لل�شفق��ة‪� .‬آخر عالمات‬ ‫بتفجر ال�شك��وك والهواج���س‪ .‬بالأخ�ص‬ ‫الإن��ذار ّ‬ ‫�إث��ر ا�ست�شه��اد الرئي���س رفي���ق احلري���ري يف‬ ‫�شب��اط‪ /‬فربايرالع���ام‪ .2005‬م��ذاك‪ :‬حدث��ت‬ ‫�سيا�سية‬ ‫فكرية‪ .‬مذاك‪ :‬حدثت تغ�ّي�رّ ات‬ ‫ّ‬ ‫تغ�ّي�رّ ات ّ‬ ‫واقت�صادي��ة‪ ،‬لن تلب��ث �أن و�ضعت‬ ‫واجتماعي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�ضيع��ت الّلبناني�ين �أم��ام م��ا ال يقب��ل وما ال‬ ‫ّ‬ ‫يج��ارى‪� .‬أمام رهبة التفكري يف التغيري اجلذري‬ ‫احلا�ص��ل يف املجتم��ع الّلبناين‪ .‬وج��وه ابتذال‪.‬‬ ‫وجوه وقاحة‪� .‬سلّط��ت الوجوه هذه ال�ضوء على‬ ‫الزم��ن اجلديد املتع�� ّدد الوج��وه والأمكنة‪ ،‬غري‬ ‫املرتبط��ة ارتباطً ��ا وثي ًقا بالع��ادات والتقاليد‪.‬‬ ‫م�ست�شارا‪� .‬أخذ املث ّقف خطّ ه يف‬ ‫�أ�ضحى املث ّقف‬ ‫ً‬ ‫مقاب��ل املث ّقف الآخ��ر‪� .‬أ�صبح الي�س��اري بقناع‬ ‫املحر�ض‪.‬‬ ‫جدي��د ف��وق وجهه احلقيق��ي‪ .‬قن��اع‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 584‬للتنمية الثقافية‬

‫خـنـق املـهــرجـــان ـ مب�صوغه‬ ‫احلــديـــث ـ �إ�سهــام املهرجان‬ ‫عمليات اكت�شاف املواهب‬ ‫فـي ّ‬ ‫ال�شابة ويف تكري�سها‪� .‬أ�ضحـى‬ ‫ّ‬ ‫ب�ؤرة ا�ســـتـيــراد‪ .‬ا�ســتـيــراد‬ ‫أجنبية فقط ال غري‪.‬‬ ‫�أعمـــال � ّ‬

‫�أكل القناع الوجه‪ ،‬حتى �أ�ضحى الوجه والقناع‬ ‫وجه املث ّقف اجلديد‪ .‬انك��سر الي�سار‪ .‬عطف ذلك‬ ‫على �إطاح��ة الو�ضع بالطبق��ة الو�سطى‪ .‬الطبقة‬ ‫املنتجة للمث ّقفني والثقافة‪ .‬مذاك‪� :‬أمعن الو�ضع‬ ‫بالرج��وع �إىل الوراء‪ .‬ل ّأن انك�س��ار الي�سار‪ ،‬ك�رس‬ ‫املح ّف��زات والعوامل واحلوام��ل وال�ضوامن‪ .‬لن‬ ‫ح��ار‪ ،‬حيث غابت حرارة‬ ‫ُيط��رح بعد الآن �س�ؤال‬ ‫ّ‬ ‫الأ�سئل��ة يف ح��رارة الو�ضع اللبن��اين الإقليمي‪.‬‬ ‫ل��ذا‪ :‬بقيت الأ�سئلة العائ��دة �إىل الأعوام ال�سابقة‬ ‫ه��ي �أ�سئل��ة الأو�ض��اع احلا��ضرة والراهن��ة‪ .‬مل‬ ‫عادية �أو ب�أ�ساليب ماهرة‪.‬‬ ‫ي�سطع �أحد ب�أ�ساليب ّ‬ ‫مل ي�ستط��ع �أح��د �أن ي�ستنه�ض امل��سرح‪ .‬ذلك � ّأن‬ ‫الأر���ض م��ادت حت��ت ك ّل �ش��يء‪� .‬ش ّن��ت احلرب‬ ‫نف�سها على الو�ضع الّلبناين‪ .‬حرب باردة‪ .‬حرب‬ ‫خفية‪.‬‬ ‫بال �أ�سلحة ظاهرة �أو ّ‬ ‫ل��ن يقدر �أحد عل��ى ا�ستئجار عمل م�رسحي‬ ‫من بروداوي �أو منهاتن �أو نيويورك �أو باري�س‬ ‫بهدف تقدميه كعمل م�رسحي لبناين يف غياب‬ ‫عوام��ل ت�أ�سي�س جدي��دة لإنتاج جدي��د‪ .‬ترتبط‬ ‫الأمكن��ة بالع��ادات والتقالي��د‪ .‬ه��ذا �صحي��ح‪.‬‬ ‫ّلبنانية‬ ‫�صحة ذلك يف ا�ستم��رار املهرجانات ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف ت�أم�ين ما هو �ضائع على ال�صعيد الّلبناين‪.‬‬ ‫م�رسحية‬ ‫يق ّدم املهرجان ا�ستعارات و�إ�شعارات‬ ‫ّ‬ ‫تلبي‬ ‫غنائية �أو‬ ‫ف ّن ّية راق�صة �أو‬ ‫مو�سيقية‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القيمني عل��ى املهرجانات‬ ‫اال�ستع��ارة حاج��ة ّ‬ ‫التعر�ض �إىل حمنة الت�أجي��ل �أو الإغالق‬ ‫بع��دم‬ ‫ّ‬ ‫�أو االندث��ار‪ .‬بقيت مهرجان���ات لبنان �ش ّغالة‬ ‫كغ�سال��ة تخو�ض معركة حا�سم��ة مع غ�سيلها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيات املجتمع‬ ‫م�رسحية م��ن‬ ‫لن تخ��دم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل��دين الّلبن��اين وال املدني�ين اللبناني�ين‪ ،‬مع‬ ‫تزحل��ق املهرجان��ات �إىل مفاهي��م اال�ستهالك‬ ‫ع�بر العر�ض الظ��ريف وامل�ؤ ّقت‪ .‬ح��دث هذا يف‬ ‫املهرجانات كلّه��ا‪ .‬مل يعد مهرجان بعلبك �إىل‬ ‫الأ�صول والتقاليد‪ .‬خ�رست مهرجانات بعلبك‬ ‫ومهرجان���ات بيت الدين ومهرجانات جبيل‬ ‫الدميوقراطية‪.‬‬ ‫�أبرز خ�صائ�صها‪ .‬خ�رست روحها‬ ‫ّ‬ ‫أمريكية‬ ‫أوروبية و�‬ ‫حيث راح��ت تختار �أعم��ا ًال �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعربي��ة (بن�سبة �أقلّ) ع�بر روح الراهن ال عرب‬ ‫ّ‬

‫روح الن�ش���أة‪ .‬قب�لاً‪ :‬ك ّل خي��ار م�س�يرة‪ .‬الآن‪:‬‬ ‫ك ّل خي��ار ه��و خي��ار عل��ى عالق��ة بالظ��رف‪.‬‬ ‫�أطلق��ت مهرجانات بعلب���ك الدول ّية جتربة‬ ‫امل��سرح يف لبنان‪ .‬احت�ضن��ت منري �أبو دب�س‬ ‫ومدر�س��ة امل�رسح احلديث مبفه��وم العمل على‬ ‫بن��اء الأ�سا�سات‪ .‬ال مبفه��وم العمل على تقدمي‬ ‫عم��ل م�رسحي لن يلب��ث �أن ينطف��ئ �إثر تقدمي‬ ‫مت اعتم��اد �أعمال منري �أبو‬ ‫عرو�ض��ه بالع��دد‪ّ .‬‬ ‫دب�س كنقطة بداي��ة‪ ،‬كنقطة انط�لاق للتجربة‬ ‫امل�رسحي��ة يف لبن���ان‪ .‬احت�ضن��ت عرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫الفرق��ة يف املهرج��ان واحت�ضن��ت الفرقة يف‬ ‫اخلا���ص به��ا يف منطقة املن��ارة ـ‬ ‫املح�ترف‬ ‫ّ‬ ‫ت�شبثت بها‪ ،‬لكي متنح‬ ‫احلمام الع�سكري‪ّ .‬‬ ‫نزل��ة ّ‬ ‫ت�شبثت بها‪،‬‬ ‫امل�رسح الّلبن��اين روحه ونب�ض��ه‪ّ .‬‬ ‫لكي متنح امل��سرح الّلبناين �شكوكه وهواج�سه‬ ‫يف �رصاع��ه م��ع احل�ضور ودرج��ات احل�ضور‪.‬‬ ‫منحت مهرجانات جبيل املن�ش ّقني عن جتربة‬ ‫التج��ر�ؤ على امل� ّؤ�س�س‪.‬‬ ‫منري �أبو دب�س فر�صة‬ ‫ّ‬ ‫وحدانية بداية التجربة‪� .‬أخرجت‬ ‫ك��سرت رهبة‬ ‫ّ‬ ‫�أنطوان ولطيف���ة ملتقى ورميون جبارة من‬ ‫امل�رسح��ي امل� ّؤ�س�س‪ .‬منحت ه�ؤالء فر�صة‬ ‫جبة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التناف���س‪ .‬هك��ذا‪ :‬وق��ف املهرج��ان يف مقابل‬ ‫يلخ�ص‬ ‫املهرج��ان بال ابت��ذال وال وقاح��ة‪ .‬مل ّ‬ ‫املهرج��ان املهرج��ان الآخ��ر‪ .‬بالعك���س‪ .‬دفع‬ ‫امل�رسحي�ين �إىل ال��صراع عل��ى‬ ‫املهرجان��ان‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ة وجتربة‬ ‫م�رسحي��ة يف مقاب��ل‬ ‫مب��د�أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف مقاب��ل جترب��ة‪ .‬م�� ّد التناف���س �شاط��ئ‬ ‫ّلبنانيني‪ .‬لوال‬ ‫وعري�ضا ل��دى ال‬ ‫امل�رسح طوي ًال‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫التناف�س مل��ا قامت جتربة امل�رسح يف لبنان‪.‬‬ ‫�أو�صل التناف�س فرق��ة امل�رسح احلديث وحلقة‬ ‫م�رسحيت�ين‬ ‫امل��سرح الّلبن��اين (� ّأول فرقت�ين‬ ‫ّ‬ ‫حمرتفت�ين يف لبنان) �إىل الن��زال واملبارزة‪.‬‬ ‫مب�رسحي��ة‪ .‬و�صل الأم��ر بالفرقتني‬ ‫م�رسحي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية الواحدة يف م�صوغني‬ ‫تقدمي‬ ‫�إىل ح ّد‬ ‫ّ‬ ‫ع�رصيني‪ .‬خنق املهرج��ان ـ مب�صوغه احلديث‬ ‫ّ‬ ‫عملي��ات اكت�ش��اف‬ ‫يف‬ ‫املهرج��ان‬ ‫م�ساهم��ة‬ ‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شاب��ة‬ ‫ال�شاب��ة وتكري���س املواه��ب‬ ‫املواه��ب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه‪� .‬أ�ضحى ب���ؤرة ا�ست�يراد‪ .‬ا�ست�يراد �أعمال‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪585‬‬

‫بني االكت�شاف والرتويج‬

‫كر�س مهرجان جبي���ل دورة العام ‪2010‬‬ ‫ّ‬ ‫مل�رسحية من�ص���ور الرحباين «�صي��ف ‪.»840‬‬ ‫ّ‬

‫ّلبناني�ين‪ .‬لأ ّنها ق ّدمت‬ ‫امل�رسحية م��ع ال‬ ‫ك�برت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل��رة الأوىل يف العام ‪� .1986‬أُعيد تقدميها‬ ‫يف ّ‬ ‫بحجة غي��اب من�صور الرحباين وتكرمي ذكراه‬ ‫ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫أجنبي��ة فق��ط ال غ�ير‪ّ � .‬إما عرب م�شاه��دة العمل‬ ‫� ّ‬ ‫بالفيديو‪� .‬أو عرب و�سيط (�أمربازاريو)‪ .‬ال افتتاح‬ ‫وال �إغالق‪ .‬ال ا�ستمرار‪ .‬هذا �أكيد‪ .‬ل ّأن ما يعر�ض‬ ‫لبنانيا‪.‬‬ ‫بريوتي��ا‪ .‬ل ّأن م��ا يعر�ض لي���س‬ ‫لي���س‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫هك��ذا �أخرجت املهرجانات من منظومة تعميد‬ ‫الت�صورات والأفكار والقيم املعبرّ ة عن‬ ‫وتعبيد‬ ‫ّ‬ ‫و�شخ�صيته��ا‪� .‬صارت املهرجانات بال‬ ‫ر�ؤيتها‬ ‫ّ‬ ‫�شخ�صية‪ .‬ولو‬ ‫ر�ؤي��ة‪� .‬صارت املهرجانات ب�لا‬ ‫ّ‬ ‫�أ ّنه��ا حافظت عل��ى هياكل البن��اء االجتماعي‬ ‫ـ الثق��ايف (الأ�سا�س��ي) لفك��رة اكت�شاف ح�ضور‬ ‫مب��دع لبن��اين وتثبيت��ه يف الف�ض��اء الإبداعي‬ ‫م�رسحي��ة‬ ‫الّلبن��اين‪ .‬با�ستدع��اء لبن��اين يق�� ّدم‬ ‫ّ‬ ‫التاريخي��ة‪� .‬أخذت‬ ‫غنائي��ة عل��ى �أدراج القلعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لغ�سان الرحباين يف العام ‪،2010‬‬ ‫��ة‬ ‫م�رسحي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫باال�ش�تراك م��ع ملح���م ب���ركات‪ .‬ث��م �أخ��ذت‬ ‫م�رسحي��ة لفري���د وماهر �ص ّب���اغ يف العام‬ ‫ّ‬ ‫مكر���س يف ال�س��اح‬ ‫ا�س��م‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫غ�ير‬ ‫‪.2011‬‬ ‫ّ ّ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫ّلبنانية (ابن �إليا�س الرحباين)‪ .‬ثم � ّإن‬ ‫الف ّن ّية ال‬ ‫ّ‬ ‫كر�ست‬ ‫الأخوين �ص ّباغ �أ�صحاب جتربة �سابقة ّ‬ ‫ّلبنانية‪ .‬ق ّدم‬ ‫ح�ضورهم��ا يف ال�س��اح الف ّن ّي��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫الأخ��وان «غيف��ارا» يف البيال‪ .‬ثم‪« :‬م��ن � ّأيام‬ ‫م�رسحية‬ ‫�ص�لاح الدي��ن» عل��ى �أدراج بعلب��ك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وم�رسحي��ة الأخوي���ن �ص ّباغ هما‬ ‫الرحب��اين‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحيت��ان ب�لا وجه��ات نظ��ر‪� .‬أي �أ ّنهم��ا‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية‬ ‫رغب��ة‬ ‫عن‬ ‫النظر‬ ‫بغ�ض‬ ‫ت��ان‪.‬‬ ‫تقليدي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والأخرى يف ت�شكيل حماوالت تتح ّدى التقاليد‬ ‫امل�رسحي��ة‪� .‬أعماله��م �ص��ور مقبول��ة للأعمال‬ ‫ّ‬ ‫الغنائية ـ الراق�صة‪ ،‬ال تعك�س الأبنية‬ ‫ة‬ ‫امل�رسحي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفكري��ة اجلديدة يف‬ ‫��ة‬ ‫والثقافي‬ ‫��ة‬ ‫االجتماعي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيز‬ ‫يف‬ ‫ح�ض��وره‬ ‫يح�رص‬ ‫ال‬ ‫�شب��اب‬ ‫لبنان مع‬ ‫ّ‬ ‫�أو هيئة �أو �ض ّفة‪.‬‬

‫يف منا�سب��ة م��رور ع��ام عل��ى غياب��ه‪ .‬ت�شب��ه‬ ‫امل�رسحي��ة‬ ‫«�صي��ف ‪ »840‬امل�صطل��ح‪ .‬فق��دت‬ ‫ّ‬ ‫بعده��ا الزم��اين وبعده��ا امل��كاين يف الإعادة‪.‬‬ ‫بالل��ب وهي تدي��ر ظهرها لتجاوز‬ ‫ت�ضج‬ ‫بقي��ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫املفاهي��م الأوىل لقي��ام مهرجانات جبيل‪ .‬ثم‬ ‫م�رسحية‬ ‫� ّإن فرقة كركالّ ق ّدمت ـ بحكم العادة ـ‬ ‫ّ‬ ‫متت ب�صلة‬ ‫غنائية راق�صة‪ .‬غري �أ ّنها‬ ‫م�رسحية ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية «زايد واحللم»‪.‬‬ ‫ني‪.‬‬ ‫ّلبناني‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫لبنان‬ ‫�إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شخ�صي��ات اخللي���ج والعامل‬ ‫ع��ن �أح��د �أب��رز‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية حلو ًال‬ ‫العربي‪ :‬ال�شيخ زايد‪ .‬مل تق ّدم‬ ‫ّ‬ ‫�شكلي��ة وال حلول امل�ش��كالت ـ � ّأي م�شكالت ـ بل‬ ‫ّ‬ ‫�ضيقة‪،‬‬ ‫اكتفت بعر�ض وقائ��ع وحاالت �‬ ‫إن�سانية ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرغم م��ن تاري��خ ال�شيخ زايد يف العمل‬ ‫عل��ى ّ‬ ‫ال�سيا�س��ي واالجتماع��ي‪ .‬خلط��ت الفرق��ة ب�ين‬ ‫امل�رسحي��ة‬ ‫رغبته��ا وب�ين واقعه��ا‪ .‬افرت�ض��ت‬ ‫ّ‬ ‫احلب‬ ‫ح�ضوره��ا‪ .‬غ�ير �أ ّنه��ا مل حت��ضر‪« .‬وم��ن ّ‬ ‫لغ�سان الرحباين ال ُتق��ارن بـ «زايد‬ ‫م��ا قت��ل» ّ‬ ‫واحلل��م»‪ .‬الأوىل �أن�ض��ج‪ .‬الأوىل بدالالت كثرية‪.‬‬ ‫الثاني��ة بدالل��ة واح��دة‪ .‬دالل��ة العالق��ة ببيئة‬ ‫أهم ّي��ة ال�شيخ زايد‬ ‫ّ‬ ‫ال�شخ�صي��ة‪ .‬ل��ن ينكر �أح��د � ّ‬ ‫لبنانية على‬ ‫اال�ستثنائية‪ .‬بي��د � ّأن ا�شتغال فرقة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة ه��و �شغ��ل يف غري‬ ‫�شخ�صي��ة‬ ‫خليجي��ة ـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلق��ل املنا�س��ب‪ .‬ال �ص�لاح اجتماع��ي‪� .‬إذن‪ :‬ال‬ ‫ال�شخ�صية‬ ‫�إ�ص�لاح‪� .‬إذن‪ :‬ال �إبداع‪ .‬ل ّأن خ�ض��وع‬ ‫ّ‬ ‫علمية جا ّدة مل يح��دث‪ .‬عزفت الفرقة ـ‬ ‫لدرا�س��ة ّ‬ ‫تواق �إىل اكتم��ال امل�شهد على‬ ‫قب� ً‬ ‫لا ـ على حل��م ّ‬ ‫املن�ص��ة‪ .‬ت�ستجل��ب الفرق��ة ـ الآن ـ امل�شه��د من‬ ‫ّ‬ ‫خزائن جت��اوز املفاهيم �إىل الوقوع يف الأبعاد‬ ‫امليتافيزيقي��ة البعيدة من ال��دالالت املختلفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ثنائي��ة ان�شطار نف�سي من التم ّزق الإبداعي بني‬ ‫ّ‬ ‫ي�سم��ى تناق���ض الو�سط‬ ‫ما‬ ‫والالوع��ي‪.‬‬ ‫الوع��ي‬ ‫ّ‬ ‫بت�سلّط��ه ومراوغات��ه‪ .‬م��ا ي�ؤكّ د عل��ى ا�ستحالة‬ ‫احلرة‬ ‫التواجد الفعلي يف قلب ّ‬ ‫ق�ضية ال�شيخ زايد ّ‬ ‫الهام�شية وعذابات الوجود املبعرث‪.‬‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫�سق��ط ك ّل �ش��يء يف لبنان‪� .‬سقط��ت احلياة‬ ‫بذاتها‪ .‬ال ت��زال قواعد املا�ض��ي �سارية‪ .‬ت�رسي‬ ‫قواع��د املا�ض��ي على الراه��ن‪ .‬ك ّل ما ح�رض يف‬ ‫ألفي��ة الثانية هو ه��و نف�سه يف‬ ‫�أواخ��ر �أع��وام ال ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 586‬للتنمية الثقافية‬

‫كر�س مهرجان جبيل دورة‬ ‫ّ‬ ‫مل�رسحية من�صور‬ ‫العام ‪2010‬‬ ‫ّ‬ ‫الرحباين «�صيف ‪»840‬العائدة‬ ‫امل�رسحية‬ ‫للعام ‪ ..1986‬فقدت‬ ‫ّ‬ ‫بــعـــدهــا الــزمـــانــي وبعدها‬ ‫املكــانـي فـــي الإعادة‪� .‬أدارت‬ ‫ظهرها للمفاهيم الأوىل لقيام‬ ‫مهرجانات جبيل‪ .‬وق ّدمت فرقة‬ ‫م�رسحية «زايد واحللم»‬ ‫كركـال‬ ‫ّ‬ ‫�شخ�صيات اخلليج‬ ‫أبرز‬ ‫�‬ ‫أحد‬ ‫عن �‬ ‫ّ‬ ‫والعامل العربي‪ :‬ال�شيخ زايد‪.‬‬ ‫�شكلية وال‬ ‫لكنها مل تق ّدم حلو ًال ّ‬ ‫حلول امل�شكالت‪..‬‬

‫ألفي��ة الثالثة‪ .‬هذه �سلطة‬ ‫الع�رشي��ة الأوىل من ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح على امل�رسح‪ .‬هذه �سلطة امل�رسحي على‬ ‫امل�رسحي‪.‬‬ ‫�سق��ط امل��سرح يف الف��راغ العظي��م ب�ين‬ ‫تاريخ��ي احل��ادي ع�رش م��ن �أيلول ع��ام �سقوط‬ ‫العامليني وتاريخ اغتيال رئي�س‬ ‫برجي التجارة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يربر ح�ضور‬ ‫ال‬ ‫‪.‬‬ ‫احلريري‬ ‫رفيق‬ ‫أ�سبق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫الف��راغ �إ ّال الف��راغ‪ .‬ال ي�شب��ه الف��راغ بريوت وال‬ ‫لن���دن وال القاهرة وال براغ‪ .‬يريد امل�رسحي �أن‬ ‫ينتقم من الفراغ هذا‪ .‬جتتاحه رغبة جاحمة يف‬ ‫االنتقام من الف��راغ‪ .‬بيد � ّأن تعبئة الفراغ لي�ست‬ ‫عملية �سهلة‪ ،‬بال حوامل وحوافز وميكانيزمات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هذا ما يحتاجه امل�رسح من دون مواربة‪ .‬تنتابه‬ ‫ا�ستمر ذلك على‬ ‫موجات من اال�شمئزاز الرهيب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مدى �سن��وات‪ .‬ثم ما لب��ث �أن ا�ستبدل اال�شمئزاز‬ ‫مدمرة‪.‬‬ ‫الرهيب هذا بالمباالة فاقع��ة‪� ،‬ساطعة‪ّ ،‬‬ ‫ل��ن ي�شع��ر �أح��د باحل��رج طامل��ا � ّأن واح��دة من‬ ‫�سم��ات املرحلة �إغالق الأف��واه ب�إحكام يف ظ ّل‬ ‫«احلرب عل��ى الإرهاب»‪ .‬ح��رب يقودها �إرهاب‬ ‫يلط���أ بالإره��اب‪ ،‬لك��ي ميار���س �إرهاب��ه عل��ى‬ ‫النا���س والب�رش‪ .‬مل يعد امل��سرح بيت امل�رسحي‬ ‫يف لبنان‪ .‬بات ملج�أ م� ّؤج ًرا يحفظ فيه حلقات‬ ‫الذه��ب القدمي��ة‪ .‬مات��ت مراح��ل االكت�ش��اف‬ ‫والتم��رد عل��ى الأ�شكال‬ ‫واكت�ش��اف االكت�ش��اف‬ ‫ّ‬ ‫واملوا�ضي��ع وامل�صوغ��ات‪ .‬ال يقي��م امل�رسح��ي‬ ‫عالق��ة منتظمة بامل��سرح‪ .‬ال يق��ع امل�رسح يف‬ ‫عالقة منتظمة بامل�رسحي‪ .‬ك ّل ما يق ّدم لي�س �إ ّال‬ ‫�إدارة ر�أ���س �إىل امل�رسح‪� ،‬إىل تاريخ امل�رسح‪� ،‬إىل‬ ‫دمرت مدينة امل��سرح ال�صغرية‪.‬‬ ‫زم��ن امل�رسح‪ّ .‬‬ ‫ريفت املدينة‪ .‬ع��اد امل�رسح املديني �إىل الريف‬ ‫ّ‬ ‫ّلبنانيون جر�أة‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫خ�رس‬ ‫طعام‪.‬‬ ‫ادة‬ ‫زو‬ ‫وال‬ ‫زوائد‬ ‫بال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العم��ل يف امل��سرح‪ .‬عط��ف ذلك عل��ى معوقات‬ ‫امل�رسحي��ات‬ ‫امل��سرح القدمي��ة‪ .‬هك��ذا‪ :‬راح��ت‬ ‫ّ‬ ‫ح�ض��ورا بني �سنة و�أخ��رى‪ .‬عرو�ض يف‬ ‫تتقطّ ��ع‬ ‫ً‬ ‫امل�رسحية‬ ‫�سن��ة وعرو�ض يف �سنة تالية‪ .‬مل تعد‬ ‫ّ‬ ‫�صاحب��ة موع��د ثاب��ت‪� .‬أ�ضح��ت عرو�ضها غري‬ ‫منتظم��ة‪ .‬مل يع��د و�ضعها يف ع��ام م�ست�ساغً ا �أو‬ ‫مالئم��ا‪ .‬ثم � ّإن امل�رسح خ�رس كنوز دهائه‪ .‬خ�رس‬ ‫ً‬

‫الداهية يف �أ�شغاله‪ .‬خ�رس روحه الداهية بعد �أن‬ ‫كو�سموبوليتية �إىل‬ ‫حت��ول لبنان م��ن م�ساح��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إغرائية‪ .‬هكذا‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف�صاحته‬ ‫امل�رسح‬ ‫خ�رس‬ ‫آب‪.‬‬ ‫م��ر�‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية واحدة‪.‬‬ ‫امل�رسحيات الكث�يرة‬ ‫�أ�ضح��ت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ات جمه�ض��ة‪ ،‬بعد �أن‬ ‫هك��ذا‪� :‬أ�ضح��ت‬ ‫ّ‬ ‫حتكّ��م الوقت بخ�صب امل�رسح‪ .‬ال ت��زال الرقابة‬ ‫ال�سيارة»‬ ‫يف مواكبه��ا‪ .‬منع��ت الرقابة «�أن�س��ي ّ‬ ‫للمخرج البلجيكي ـ التون�سي ـ رحيم الع�سكري‪.‬‬ ‫امل�رسحية بعد حذف‬ ‫ثم‪� :‬سمحت الرقابة بعر�ض‬ ‫ّ‬ ‫�أج��زاء منه��ا‪ .‬لن يقات��ل امل�رسح��ي الرقابة يف‬ ‫مل�رسحيي‬ ‫القرن احلادي والع�رشين‪ .‬ترك قتالها‬ ‫ّ‬ ‫القرن الع�رشي��ن‪ .‬لن يعر���ض امل�رسحي �أفكاره‬ ‫حر ّيت��ه بالقم��ع‬ ‫بحر ّي��ة‪ .‬حت��ى �إذا م��ا ّ‬ ‫وجه��ت ّ‬ ‫ّ‬ ‫حمل م�رسح��ه �إىل � ّأول مقهى‪ .‬تلك � ّأيام روجيه‬ ‫ع�س���اف ون�ضال الأ�شقر ويعق���وب �شدراوي‬ ‫ّ‬ ‫ورميون جب���ارة و�أنطوان ملتقى‪ .‬ل��ن ن�شاهد‬ ‫بع��د «�أبطال جمدل��ون» يف «الهور���س �شو»‪ .‬لن‬ ‫ن�شاهدهم ف��وق الطاوالت فيه‪ ،‬يف حني يتحلّق‬ ‫رج��ال الأم��ن العام وال��درك خ��ارج فيرتينات‬ ‫املقهى بال ح��ول وال طول‪ .‬جتري احلكاية هذه‬ ‫عفويته املرحة‪.‬‬ ‫يف زم��ن ق��دمي‪ .‬خ�رس امل��سرح ّ‬ ‫�سمت��ه يف �أ�ش�� ّد اللحظات قم ًع��ا‪ .‬امل�رسح رقيق‪.‬‬ ‫ه��ذا �صحي��ح‪ .‬امل�رسحي عني��د‪ .‬ميل��ك الو�صف‬ ‫�صحت��ه الأك�بر‪ .‬خ��سر امل��سرح احتكاكه‬ ‫ه��ذا ّ‬ ‫امل�رسحي��ات م�شغول��ة‬ ‫بامل��سرح‪ .‬ب��ذا‪ :‬بان��ت‬ ‫ّ‬ ‫ب�لا م�رسحيني‪ .‬ق ّدم فائ���ق حمي�صي ـ كمثال‬ ‫ـ عمل��ه الإمي��اين اجلدي��د يف الع���ام ‪ 2010‬يف‬ ‫م��سرح بريوت � ّأوالً‪ .‬ثم‪ :‬ق�� ّدم «ك ّل هذا الإمياء»‬ ‫يف م�رسح مونو‪ .‬ق ّدمت يف املطرحني بال �أثر‬ ‫إميائية القدمية‬ ‫كالأث��ر املرتوك خلف �أعماله ال ّ‬ ‫امل�رسحي �إىل حماوالت‬ ‫بغري��زة ممتازة‪ .‬دفعت‬ ‫ّ‬ ‫تروي�ضه��ا بالتنظ�ير له��ا وللإمي��اء‪ .‬تكلّم على‬ ‫ج��ذور الإمي��اء يف التاريخ العرب��ي‪� .‬ش ّدها �إليه‬ ‫حكرا على مار�سيل مار�سو‬ ‫بذل��ك‪ .‬لكي ال تبقى ً‬ ‫ويل ك���وك‪ .‬مل يعطه��ا تاريخها العرب��ي‪� .‬أوجد‬ ‫عربيا‪ .‬تكلّم على ت��راث ال�صفاعنة‬ ‫له��ا‬ ‫ً‬ ‫تاريخا ًّ‬ ‫الكرجيني‬ ‫وعالقة اجلاح��ظ بالإمياء‪ .‬تكلّم على‬ ‫ّ‬ ‫بف��ن الإمي��اء‪ .‬م�شه��د يط��رد الب�ؤ�س‬ ‫وعالقته��م ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪587‬‬ ‫النظرية‪ .‬الآن‪ :‬ال �شيء �سوى الب�ؤ�س‪ .‬بحر‬ ‫بالقوة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحيات ال‬ ‫تطوف علي��ه �أ�سم��اء‬ ‫ّ‬ ‫م��ن الب�ؤ���س ّ‬ ‫امل�رسحيات يف بحر الب�ؤ�س‬ ‫م�رسحيات‪ .‬غرق��ت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إنقاذية‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫أ�صحابها‬ ‫�‬ ‫أطواق‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫النجاة‬ ‫حتاول‬ ‫وهي‬ ‫ّ‬ ‫و�أطوافه��ا‪ .‬ف�صل جديد بال عالج‪ .‬هكذا‪ :‬تواترت‬ ‫ال�سيارة»‬ ‫الأ�سماء ف��وق الأطواف‪ .‬عادت «ان�سي ّ‬ ‫بحجة‬ ‫(عن ّ‬ ‫ن���ص لر�شيد ال�ضعيف) بعد منعها ّ‬ ‫العام��ة»‪ .‬بق��ي لو�سي���ان‬ ‫«الإخ�لال ب��الآداب‬ ‫ّ‬ ‫�أبو رجيلي يف ارجتاالت��ه مع �أبي���ض و�أ�سود‪.‬‬ ‫ق ّدمت خلود نا�رص «ما�شي �أون الين» وجورج‬ ‫خ ّباز «عالطريق»‪ .‬ق�� ّدم وحيد العجمي ويارا‬ ‫�أب���و حيدر «تنعاد عليك»‪� .‬أع��اد جواد الأ�سدي‬ ‫تق��دمي «اخلادمت��ان» بوجوه جدي��دة‪ .‬ق ّدم جاد‬ ‫حكواتي ور�ؤى بزيع «حكي يجر بطّ يخ»‪ .‬ق ّدم‬ ‫عمر �أبي ع���ازار «هامل��ت ما�شني» م��ع فرقة‬ ‫زقاق‪ .‬ق ّدم ف�ؤاد ميني و�إيلي يو�سف وماريليز‬ ‫عاد «�شا�ش با�ش»‪� .‬أُعيد تق��دمي «�صيف ‪.»840‬‬ ‫ق�� ّدم عم��ر راج��ح «اغتيال عم���ر راجح»‪ .‬ق ّدم‬ ‫نعمة نعمة «فيرتين»‪ .‬ثم ق ّدمت «فيفا الديفا»‬ ‫امل�رسحيات يف‬ ‫ملرة �أخرى‪ .‬ق ّدمت‬ ‫لنبيل ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫أظن ّ‬ ‫فراغ �أزرق‪ .‬يع�شق نوفالي�س �شاعر املوت الّلون‬ ‫الأزرق‪ .‬ال �سف��ر جدي��د �إذن‪ّ � .‬إن ال��ك ّل يف نعومة‬ ‫احلم��ى امل�رسح‪ .‬حاول‬ ‫امل��وت الأزرق‪ .‬انتهكت ّ‬ ‫احلم��ى‪ .‬ارتطم ر�أ�سه بالباب‪.‬‬ ‫اخل��روج من غرفة ّ‬ ‫غاب عن وعيه وال يزال‪.‬‬

‫امل�سرح ال�سوري‬

‫ك ّل ما يق ّدم يف لبنان بات‬ ‫�إدارة ر�أ�س �إىل امل�رسح‪� ،‬إىل‬ ‫تــاريـــخ امل�ســـرح‪� ،‬إلـــى زمن‬ ‫ّلـبـنـانـيون‬ ‫امل�ســـرح‪ .‬خ�ســـر ال‬ ‫ّ‬ ‫جر�أة العمل يف امل�رسح‪ ،‬بعدما‬ ‫خ�ســـر امل�ســـرح كنــوز دهائه‪،‬‬ ‫إغـــرائية‪ ..‬ح ّتى‬ ‫وف�صــاحتــه ال‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيات الكثيـــرة‬ ‫�أ�ضحت‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية واحدة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫انعك���س التو ّت��ر واالرتب��اك يف الدورت�ين‬ ‫الأخريت�ين يف مهرج���ان دم�ش���ق امل�رسحي‬ ‫م�رسحيون حتى‬ ‫امل�رسحية‪ .‬جاء‬ ‫على العرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي�سوح��وا يف �أنح��اء �سورية‪ .‬كتب��وا ورقهم على‬ ‫عجل‪ .‬قر�أوا الورق على عجل‪ .‬ثم‪ :‬غابوا عن � ّأيام‬ ‫املهرجان التالية على قراءاتهم ورقهم يف ندوة‬ ‫�أو ندوت�ين نظّ مت��ا عل��ى عجل‪ .‬ه���ؤالء �أ�صحاب‬ ‫وع��ي �صناعي‪ .‬ذل��ك من ر�صده��م خلطط ال�سري‬ ‫التطور هذا يف حياة امل�رسحي‪.‬‬ ‫املتعثرّ ة‪ .‬يتح ّدد‬ ‫ّ‬ ‫جدي�ين‪ .‬ال وجهة نظر وال وجهات‬ ‫ال ج ّد ّي��ة وال ّ‬ ‫نظر‪ .‬ل��ن يعلن �أح�� ٌد �شي ًئا‪ .‬لن يتح ّف��ظ �أحد على‬

‫�ش��يء‪ .‬لن يتح ّفظ �أحد على �شيء غري موجود‪ .‬ال‬ ‫��ضرورة للحكمة‪ .‬ال وقت للعبث يف �آن‪ .‬ذلك �أ ّنه‬ ‫م�رسحية‬ ‫مل يوج��د يف دورة املهرجان الأخرية‬ ‫ّ‬ ‫ثمة �أعمال‬ ‫واح��دة ت�ستدعي ح�ضورها بحما�س‪ّ .‬‬ ‫عادية‪ .‬الأخ�يرة �أكرث‬ ‫ثم��ة �أعمال �أق�� ّل ّ‬ ‫ّ‬ ‫عادي��ة‪ّ .‬‬ ‫بكث�ير‪ .‬اختل��ط ك ّل �ش��يء ب��ك ّل �شيء بعي�� ًدا من‬ ‫املنط��ق‪ ،‬بعي�� ًدا م��ن الفل�سف��ة‪� .‬أعم��ال حمرتفة‬ ‫ون�صف حمرتفة وهاوية ون�صف هاوية‪� .‬أعمال‬ ‫هوية‪ .‬بال‬ ‫مدر�سي��ة ون�صف‬ ‫مدر�سية‪� .‬أعمال بال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جامعي��ة‪� .‬أعمال‬ ‫أعم��ال‬ ‫�‬ ‫ترتيب‪.‬‬ ‫ب�لا‬ ‫ت�صني��ف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عقلي��ة هنا‪.‬‬ ‫ن�ص��ف‬ ‫جامعي��ة‪ .‬ال ثم��رة �سيا�سة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستع��اد املهرج��ان �أحد الأعم��ال املق ّدمة على‬ ‫من�صات �صاالت امل�رسح يف دم�شق‪.‬‬ ‫واحدة من ّ‬ ‫«ال�شه��داء يعودون»‪� .‬إعداد و�إخراج �أمين زيدان‪.‬‬ ‫ج��اء الأخ�ير �إىل املهرج��ان بتوا�ضع��ه‪ .‬عامله‬ ‫خ�صو�صا ـ كنجم تلفزيوين‬ ‫احلا�رضون ـ الإعالم‬ ‫ً‬ ‫ال كاب��ن م��سرح‪ .‬نوع جديد م��ن النجوم‪ .‬يحت ّل‬ ‫التلفزيون ف�ضاء امل�رسح يف �سورية‪ .‬كما يحت ّل‬ ‫ف�ضاء امل�رسح يف لبنان‪ ،‬والإمارات‪ ،‬والعراق‪،‬‬ ‫واخلليج كلّه‪� .‬س���ؤال �شائك‪ .‬بل ج��واب �شائك‪.‬‬ ‫«حت��ول»‪ .‬ال عقل وال عدل‪.‬‬ ‫حتول‪ .‬ع��ودة �إىل الـ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال التبا���س‪ .‬مفه��وم �آخ��ر‪ .‬مفهوم �آخ��ر بالتمام‬ ‫والكم��ال‪ .‬ك�ش��ف ع��ن كت��اب مناه��ج الأدلّ��ة‬ ‫امل�رسحي��ون امل��سرح‪ .‬هجروه‬ ‫اجلدي��دة‪ .‬هج��ر‬ ‫ّ‬ ‫بدواف��ع كثرية‪ .‬دافع اقت�ص��ادي ودافع �سيا�سي‬ ‫ودافع فكري ودافع اجتماعي‪ .‬ودافع اقت�صادي‬ ‫ل ّأن امل��سرح ال يكف��ي لإطعام عائل��ة �إ ّال ب�شكل‬ ‫متوات��ر ومتقطّ ��ع‪ .‬داف��ع �سيا�س��ي ل ّأن اجلهات‬ ‫ال�سيا�سي��ة ال�سوري��ة �أحدث��ت ث��ورة يف مفه��وم‬ ‫ّ‬ ‫التلفزيوني��ة‪� .‬أ�ضح��ت امل�سل�س�لات‬ ‫ال�صناع��ة‬ ‫ّ‬ ‫التلفزيوني��ة دواء ال�شف��اء وال�سعادة بعد ال�شفاء‬ ‫ّ‬ ‫يوميات��ه‬ ‫م��ن �أوج��اع ال�س��وري املتع��ب م��ن‬ ‫ّ‬ ‫اال�سرتاتيجي��ة‪ .‬دافع فك��ري تب�سيطي‬ ‫و�ش�ؤون��ه‬ ‫ّ‬ ‫بداف��ع االنت�ش��ار اجلماهريي‪ .‬داف��ع اجتماعي‪،‬‬ ‫يتح��ول �إىل ��شرع يف حي��اة‬ ‫ل ّأن امل��سرح مل‬ ‫ّ‬ ‫حتول التلفزي��ون �إىل �رشعه‬ ‫املواطن ال�س��وري‪ّ .‬‬ ‫ال ّأول والأخري‪ .‬هذا انهزام �آخر يف حياة املبدع‬ ‫ال�س��وري‪ .‬ط��ار امل�رسحي ال�س��وري من امل�رسح‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 588‬للتنمية الثقافية‬

‫اكت�ســح التلفـزيون يف �سورية‬ ‫عالــم امل�ســـرح فـــي العــــــام‬ ‫حجــــة‬ ‫‪ ..2010‬و�أ�ضفـى ذلك ّ‬ ‫امل�ســـرحيـيـن يف‬ ‫علــى حجـج‬ ‫ّ‬ ‫مغادرة عامل امل�رسح‪.‬‬

‫�إىل التلفزي��ون‪ .‬غ��ادر جمال �سليمان امل�رسح‪.‬‬ ‫كما غادره �أمين زيدان ون�ضال �سيجري وفايز‬ ‫غ�سان م�سعود وي���ارا �صربي و�سامر‬ ‫ق���زق و ّ‬ ‫امل�رصي وعبد الفتّ���اح املز ّين وجيانا عيد‬ ‫وعبد الرحمن �آل ر�شي وجهاد �سعد و�سالف‬ ‫فواخرج���ي وع ّبا����س الن���وري ودريد حلّام‬ ‫وتي�سري �إدري�س وزيناتي ق ّدي�سه و�سلّوم ح ّداد‬ ‫وجناح �سفكوين وخال���د تاجا و�آخرون كرثٌ‪.‬‬ ‫غادر امل�رسح �أهل امل�رسح‪ .‬لن يخدم التلفزيون‬ ‫العق��ل وال الذاكرة‪ .‬هذا هو املطلوب‪ .‬مطلوب بال‬ ‫ثقافية‪� .‬إ ّنه عنوان‬ ‫معرفية وبال �أن�شط��ة‬ ‫�أن�شط��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الن�سيان الإجرائي والإهمال الالجديل‪.‬‬ ‫اكت�س��ح التلفزي��ون عامل امل��سرح يف العام‬ ‫امل�رسحيني‬ ‫حجة على حجج‬ ‫ّ‬ ‫‪� .2010‬أ�ضف��ى ذلك ّ‬ ‫حجة رفعة الإنتاج‬ ‫يف مغادرته��م عامل امل�رسح‪ّ .‬‬ ‫التلفزيوين ال�سوري ب�أ�شكال��ه و�أ�صنافه العديدة‪.‬‬ ‫والفانتازي��ا‬ ‫التاريخ��ي والواقع��ي والفانتازي��ا‬ ‫ّ‬ ‫التاريخي��ة واالجتماع��ي‬ ‫والفانتازي��ا‬ ‫العادي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والعائل��ي‪ .‬ه��ذه معج��زة م��ن معج��زات �سورية‬ ‫دورا يف انتق��ال‬ ‫احلديث��ة‪ .‬لع��ب التلفزي��ون ً‬ ‫اال�شرتاكي��ة �إىل‬ ‫اقت�ص��اد �سوري���ة م��ن ال��روح‬ ‫ّ‬ ‫الوح�شي��ة‪� .‬صفّ��ق الغ��رب لذلك‬ ‫أ�سمالي��ة‬ ‫روح الر�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الع�شوئي��ات يف‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫الكث�يرون‬ ‫ينتب��ه‬ ‫مل‬ ‫طوي�لاً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مقاب��ل الفن��ادق الفخم��ة اجلدي��دة وامل� ّؤ�س�سات‬ ‫االقت�صادي��ة اجلدي��دة وامل�ص��ارف امل�ستحدث��ة‬ ‫ّ‬ ‫بح�شود املواطن�ين �أمام نوافذ �أك�شاكها‪ .‬تهافت‪.‬‬ ‫ال تهم��ة بذلك‪ .‬بل قلّة ا�ستقالل‪ .‬انعك�س ذلك على‬ ‫ع��امل امل��سرح‪ .‬خ��سر امل��سرح موقع��ه الفكري‪.‬‬ ‫خ��سر امل�رسح��ي موقعت��ه �أم��ام تت��ايل تيرتات‬ ‫عام‪ ،‬جميل‬ ‫امل�سل�س�لات اجلديدة‪ّ :‬‬ ‫يومي��ات مدير ّ‬ ‫وهناء‪ ،‬باب احل��ارة يف �أجزاء‪ ،‬اجلوارح‪ .‬ع�رشات‬ ‫امل�رصي��ة‬ ‫امل�سل�س�لات املزاحم��ة للم�سل�س�لات‬ ‫ّ‬ ‫واملنت�رصة عليها يف �آن‪ .‬تقع اخلال�صة هذه بني‬ ‫امل�رسحيني‬ ‫ال�ش��كّ والعاطف��ة‪� .‬إ ّال � ّأن هذا ن�صي��ب‬ ‫ّ‬ ‫يف �سورية‪.‬‬ ‫ي��دق التلفزيون الأر�ض من �أج��ل الال�شيء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هذا هو امل��وت‪ .‬موت التلفزي��ون قاتل امل�رسح‪.‬‬ ‫مل ُيبِ�� ْد التلفزي��ون امل��سرح يف الق��دمي‪ .‬مل يبده‬

‫الفيدي��و وال ال��ـ ‪ .D.V.D‬وال ال�سينم��ا‪� .‬أب��اد‬ ‫التلفزي��ون امل��سرح يف الآون��ة الأخ�يرة‪ .‬ل��ن‬ ‫ي�صالح �أح��د املوت‪ .‬ولن ي ّتهم �أح��د التلفزيون‪،‬‬ ‫العن�رصية العنيفة يف �سورية‪ .‬ميوت‬ ‫مبمار�س��ة‬ ‫ّ‬ ‫امل��سرح يف �سورية‪ ،‬كما مت��وت احليوانات يف‬ ‫مر التاريخ‪.‬‬ ‫العامل على ّ‬ ‫امل�رسح �شم�س يف يوم غائم‪ .‬التلفزيون رعب‬ ‫امل�رسحيون � ّأن‬ ‫جاث��م فوق عامل امل�رسح‪ُ .‬يدرك‬ ‫ّ‬ ‫موت امل�رسح يعني فقدان اال ّت�صال بك ّل الأ�شياء‬ ‫اخلا�ص‪ .‬ل��ن يغم�ض امل�رسح‬ ‫اخلا�ص��ة والعامل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عينيه �إىل الأبد‪ .‬ه��ذا �أكيد‪ .‬الأكيد � ّأن الإغما�ضة‬ ‫�إغما�ضة راحة‪� .‬إغما�ض��ة تفكّر‪� .‬إغما�ضة ت� ّأمل‪.‬‬ ‫�إغما�ضات و�سط ارتباط امل�رسحيني املت�أ ّثرين‬ ‫بحاالت الإغما�ض بفهم وبدون فهم‪.‬‬ ‫مهرجان دم�شق امل�رسحي �إحدى حماوالت‬ ‫والت�رصف��ات املدافع��ة ع��ن ح�ض��ور‬ ‫الأفع��ال‬ ‫ّ‬ ‫امل��سرح‪ .‬غري � ّأن �أح��وال املهرجان م��ن �أحوال‬ ‫امل�رسح‪� .‬أ�ضحى املهرجان ر�صيفًا بعد �أن كان‬ ‫امل�رسحيون‬ ‫مرف���أ على �شاط��ئ امل�رسح‪ُ .‬وج��د‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى الر�صي��ف يف ح��ال احت�ض��ار مرعب��ة‬ ‫على م��دى دورت�ين كاملت�ين يف العام ‪2008‬‬ ‫و‪ .2010‬مل يعد الفرق بني النجاح وعدم النجاح‬ ‫وا�ضح��ا يف �أروقة املهرج��ان ويف تخطيطات‬ ‫ً‬ ‫وت�صميم��ات �إدارت��ه‪ .‬ح��االت متناق�ضة داخل‬ ‫امل�سم��ى مهرجان دم�شق‬ ‫املعم��ار التاريخ��ي‬ ‫ّ‬ ‫ي�ص��ب يف بح��ر املوت‪.‬‬ ‫امل�رسح���ي‪ .‬ك ّل �ش��يء‬ ‫ّ‬ ‫و�ص��ل الت���آكل �إىل ح�� ّده الأق�ص��ى يف جترب��ة‬ ‫امل�رسح ال�سوري ومهرجان دم�شق امل�رسحي‪.‬‬ ‫�أ�ض��داد ال ت�س��اوي �شي ًئا‪ .‬ب��دل �أن تقيم الأ�ضداد‬ ‫ح�ضورها عل��ى ال�سالب واملوج��ب‪ ،‬يف الطريق‬ ‫اخلا�ص‬ ‫�إىل قي��ام الطاق��ة يف امل��دى احلي��وي‬ ‫ّ‬ ‫عاما للمهرجان‬ ‫مديرا ًّ‬ ‫بها‪ .‬تعيني عماد جلّول ً‬ ‫ه��و العالم��ة الب��ارزة الوحي��دة يف املهرجان‪.‬‬ ‫بق��ي عم��ر الرجل الفت��ي دون عم��ر املهرجان‪.‬‬ ‫العام��ة املهرج��ان‪.‬‬ ‫ل��ذا‪ ،‬ا�ستباح��ت العالق��ات ّ‬ ‫إعالنية‪ .‬م�سطّ ح‪ .‬م�سطّ ح‬ ‫مهرجان �أ�شبه بلوح��ة �‬ ‫ّ‬ ‫فقط‪ .‬تغ�ّي�رّ حال املهرجان ب�ش��كل كامل‪ .‬جيء‬ ‫ب�سي��دة م��ن الكوي���ت لك��ي تق�� ّدم �ص��ورة عن‬ ‫ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪589‬‬

‫الإبـــداع‬

‫جتربة �شب��اب لبنان يف امل��سرح‪ .‬حياة �شباب‬ ‫يف امل�رسح حي��اة جميلة وجديرة ب���أن ُتعا�ش‪.‬‬ ‫ال�شبان‬ ‫ال�سيدة ب�أحد ّ‬ ‫ال عالمة تدلّ عل��ى معرفة ّ‬ ‫اجل��دد يف جترب��ة امل�رسح اللبن��اين على �صعيد‬ ‫امل�رسحية �أو البناء امل�رسحي الكلّي‪ .‬ال‬ ‫الكتاب��ة‬ ‫ّ‬ ‫تطورات‬ ‫عالمة تدلّ عل��ى معرفة ّ‬ ‫ال�سي��دة ب�آخر ّ‬ ‫امل�رسح يف لبنان‪ .‬مل ت�سمع ب�أ�سماء �أرزة خ�رض‬ ‫وعب���د الرحيم عوجي وط���ارق با�شا ومايا‬ ‫زبيب‪ .‬وال بالآخرين‪ .‬ال جتمعها رابطة بهم‪ .‬هذا‬ ‫�أكي��د مائة باملائ��ة‪ .‬مل يبعث ال�ش��يء هذا الذعر‬ ‫ال�سيدة‬ ‫يف �أح��د‪ .‬ل��ن يبعث هذا الذعر‪ .‬ل ّأن ح��ال ّ‬ ‫ه��ذه من �أحوال الآخرين‪� .‬شهود على املوت بدل‬ ‫�شهود على احلياة‪.‬‬ ‫ال�سي��دة ل ّأن �أح��د �أع�ض��اء جلن��ة‬ ‫دعي��ت ّ‬ ‫احتج‬ ‫مهرجان��ات دم�ش��ق امل�رسح��ي ّ‬ ‫ر�شحه��ا‪ّ .‬‬ ‫ال�سيدة ال‬ ‫ال‬ ‫ّلبناني��ون عل��ى دعوته��ا‪ ،‬حي��ث � ّإن ّ‬ ‫ّ‬ ‫حي�� ًزا ول��و ب�سيطً ��ا يف جترب��ة امل��سرح‬ ‫ت�شغ��ل ّ‬ ‫الّلبن��اين عل��ى م�ست��وى املتابعة والنق��د‪ .‬رمى‬ ‫حم ّمد قار�صلي ـ �أح��د الداعني ـ دعوة امل ّدعية‬ ‫املخت�صة بالدعوات‪.‬‬ ‫عل��ى ع�ضو �آخر يف الّلجنة‬ ‫ّ‬ ‫هذا لي�س تف�صيالً‪ .‬ل ّأن �شي ًئا كهذا ي�ضاعف طعم‬ ‫امل�رسحيني‪� .‬أ�ضح��ى امللتقى‬ ‫امل��وت يف �أف��واه‬ ‫ّ‬ ‫الفك��ري �أقرب �إىل برج باب���ل �أو �سوق عكاظ‬ ‫يف حوار طر�شان يف غياب �شواهد النجاح �أمام‬ ‫الوجودية املتهافتة يف جل�سات الّلقاءات‬ ‫الروح‬ ‫ّ‬ ‫متكرر يف عامل‬ ‫الفكري��ة‪� .‬أ�سماء‬ ‫ّ‬ ‫متك��ررة‪ ،‬كالم ّ‬ ‫ّ‬ ‫من االنقطاع الكلّي عن النا�س واحلياة‪ .‬منتدون‬ ‫مقطوعون عن بع�ضه��م‪ .‬منتدون منقطعون عن‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬منتدون‬ ‫العادي��ة واحلي��اة‬ ‫احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منقطعون عن ذواتهم‪.‬‬ ‫امل�رسحي��ة ال�سورية‬ ‫ك�شف تراج��ع التجربة‬ ‫ّ‬ ‫ال��دوار‪ .‬ال انت�شاء بع��د‪ ،‬كما حدث‬ ‫ه��وة الزمان ّ‬ ‫ّ‬ ‫املدعوي��ن �إىل �سورية‪ ،‬لكي‬ ‫الع��رب‬ ‫لدى‬ ‫��ا‬ ‫دائم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يعر�ضوا يف املهرجان �أو خارج املهرجان‪ .‬تلك‬ ‫مرحلة �سابقة‪.‬‬ ‫مب�رسحية‬ ‫ف��واز ال�ساجر وهو يحل��م‬ ‫ّ‬ ‫م��ات ّ‬ ‫�أجم��ل م��ن «�س��كّان الكه��ف»‪ .‬كت��ب �سعد اهلل‬ ‫ونّو�س �أجمل ن�صو�صه وه��و يواجه املوت مع‬

‫الكيميائية يف امل�شايف‬ ‫تتايل جل�سات الع�لاج‬ ‫ّ‬ ‫ّلبناني��ة‪� .‬أفن��ى مانوي���ل جيجي‬ ‫ال�سوري��ة وال‬ ‫ّ‬ ‫حيات��ه يف �صالح حياة م�رسح��ه‪ .‬اجتهد �أمين‬ ‫كر�سيا يف ال�صفوف‬ ‫كثريا‪ ،‬حتى يجد له‬ ‫زيدان ً‬ ‫ًّ‬ ‫دائما‬ ‫الأوىل يف ال�ص��االت‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬عوم��ل ً‬ ‫ّ‬ ‫كنج��م تلفزي��وين ال ك�صاحب جترب��ة �سواء يف‬ ‫اجل��وال‪� .‬أبرز‬ ‫امل��سرح القوم��ي �أم يف امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص الإيطايل‬ ‫�أعمال��ه «ال تدفع احل�ساب» ع��ن ّ‬ ‫ا�ستقر رفيق ال�ص ّبان يف م�رص‪ .‬مات‬ ‫داريوفو‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نهاد قلعجي‪ .‬ا�شرتك حم ّمد املاغوط مع دريد‬ ‫حلّام يف جتربة حمت��ضرة وهي ال ت��زال بعد‬ ‫يف بداي��ة حياتها عل��ى ال�صعي��د الزمني‪ .‬كتب‬ ‫امل�رسحي��ون‬ ‫ال�سوري��ون و�صاياهم بعد �أن بينّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح املوت كم�ص�ير ال فكاك منه بح�ضوره‬ ‫امل��ا ّدي وح�ض��ور ظالل��ه اخلفيف��ة والكثيف��ة‪.‬‬ ‫تخ�ص‬ ‫خا�صة‪ .‬ك ّل حالة‬ ‫موت بحاالت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�ضمنية ّ‬ ‫ثمة ك�آبة‬ ‫تخ�ص ف��ر ًدا‪،‬‬ ‫�شخ�ص��ا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تخ�ص ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ا�سم��ا‪ّ .‬‬ ‫ثم��ة ك�آب��ة ملمو�س��ة يف ع��امل‬ ‫ملمو�س��ة‪.‬‬ ‫غ�ير‬ ‫ّ‬ ‫كونتها الوقائع املتتالية‪ .‬لن ينكر �أحد‬ ‫امل�رسح ّ‬ ‫بعد مو�س��م الهجرة �إىل التلفزيون‪ .‬لن ينكر �أحد‬ ‫وم�شو ً�شا يحلّق يف‬ ‫غائم��ا‬ ‫ثمة‬ ‫مفهوما ً‬ ‫ً‬ ‫بع��د � ّأن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف�ضاء امل��سرح‪ .‬حاول ن�ضال ال�سيجري �إلغاء‬ ‫«املو�سم امل�رسحي» يف �صالح العامل امل�رسحي‬ ‫حني ت�سلّم �إدارة امل�رسح القومي‪ .‬حاول �آخرون‬ ‫ما مل يحاوله ن�ضال ال�سيجري‪ .‬حملت الأعوام‬ ‫ثان يف ور�شات‬ ‫املا�ضي��ة تبا�شري ح�ضور جيل ٍ‬ ‫تغلي بالبحث واالكت�شاف والن�شاط واملغامرة‪.‬‬ ‫ق ّدم ماهر �صليبي ويارا �صربي «فوتوكوبي»‪.‬‬ ‫�شم��وط وزينة حالّق ورغدة �شعراين‬ ‫ق ّدم جالل ّ‬ ‫عمرت م���ي �سكاف «معهد تياترو»‪.‬‬ ‫«اللغرو»‪ّ .‬‬ ‫تتال��ت الأ�سم��اء‪ .‬نان���دا حم ّم���د وفايز قزق‬ ‫ونورا م���راد �إىل �آخرين‪� .‬أكّ ��دت جتربة ال�شباب‬ ‫ح�ضوره��ا ب�ص��ورة متزاي��دة‪ .‬لقي��ت حت ّققاتها‬ ‫الواقعي��ة‪ .‬ث��م �شابه��ت ح��االت الآخري��ن على‬ ‫ّ‬ ‫�صعي��د �إدراك املراوح��ة �أو امل��وت‪ .‬بو�ص��ف‬ ‫اخلا�ص للتجرب��ة و�أ�صحاب‬ ‫املوت هو امل��وت‬ ‫ّ‬ ‫التجرب��ة ب�أ�سمائه��ا وعناوينه��ا املتع�� ّددة‪ .‬مل‬ ‫اخلا�ص‪،‬‬ ‫ت�ستط��ع التجرب��ة �صياغ��ة قانونه��ا‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 590‬للتنمية الثقافية‬

‫كــ�شــــ��ف تـراجـــع التـجربــــة‬ ‫هــــوة‬ ‫امل�ســرحيـة ال�ســوريـــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فـواز‬ ‫الــدوار‪ ..‬مـــات ّ‬ ‫الــزمـــان ّ‬ ‫مب�رسحيـة‬ ‫ال�سـاج��ر وهو يحلم‬ ‫ّ‬ ‫�أجـمــل مـن «�سـكّــان الكـهـف»‪.‬‬ ‫كــتــب �سعــد اهلل و ّنـو�س �أجمل‬ ‫ن�صو�صه وهـو يـواجـه املوت‪.‬‬ ‫�أفن��ى مانـويـل جـيـجي حياته‬ ‫يف �صالح حياة م�رسحه‪...‬‬

‫وال�سبعيني��ات‬ ‫يني��ات‬ ‫ّ‬ ‫كم��ا �صاغت��ه يف ال�س ّت ّ‬ ‫م��ع �أ�سعد ف�ضّ ���ة و�سع���د اهلل ونّو�س وف ّواز‬ ‫ال�ساجر وعلي عقلة عر�سان وخ�رض ال�ش ّعار‬ ‫وحم ّمد الط ّيب ويو�سف حرب وح�سني �إدلبي‬ ‫وفردو����س �أتا�سي و�إ�سكن���در كيني وح�سن‬ ‫عويت���ي وحممود خ�ضّ ���ور وف����ؤاد الرا�شد‬ ‫ونائل���ة الأطر�ش وتوفيق امل����ؤذّن و�رشيف‬ ‫�شاكر و�رشي���ف خزندار وه���اين الروماين‪.‬‬ ‫ن�س��ي النا�س امل�رسح يف �سورية بح�سب الكاتب‬ ‫املتف��رج ـ عنده ـ‬ ‫والناق��د جنيب ن�صري‪� .‬إعادة‬ ‫ّ‬ ‫متفرجني جدد‬ ‫دعوة‬ ‫�إىل ال�صالة ه��ي امل�شكلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إ�ضافية‪« .‬ن�سي ال�صنف ال ّأول امل�رسح»‪.‬‬ ‫م�شكلة �‬ ‫ّ‬ ‫مدونت��ه ـ‬ ‫ال ي��دري ال�صن��ف الث��اين ب��ه «(ع��ن ّ‬ ‫حزيران‪/‬يونيو ‪ .)2007‬ال حتتاج قراءة كهذه‬ ‫الق��راءة �إىل ع�ين ثاقب��ة وفك��ر ناق��د‪ .‬ذل��ك � ّأن‬ ‫جمه��ور امل��سرح يف �سورية والعامل العربي‬ ‫ي���ؤذن لنف�س��ه بنف�سه‪ ،‬حيث �أ�ضح��ى امل�ستخدم‬ ‫م�رسحي��ة‪ .‬ي��دور‬ ‫ال ّأول يف العر���ض ال ّأول ل ّأي‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ات املغلقة يف‬ ‫اجلمه��ور نف�سه عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫� ّأيام عرو�ضها الأوىل فقط‪ .‬ثم نقطة على ال�سطر‪.‬‬ ‫ثم ال �شيء‪ .‬يجمع الك ّل على ذلك‪.‬‬

‫فقدان مركز البحث‬

‫فق��د امل��سرح ال�س��وري مركز البح��ث‪ .‬فقد‬ ‫معه��د الفن��ون ك�شوف��ه املتق ّدم��ة‪ ،‬حي��ث ق ّدم‬ ‫واحلرفية‪.‬‬ ‫وبا�ستمرار �أجيال املوهبة والإبداع‬ ‫ّ‬ ‫انك�رست �سريورته الآتية بالزمة ثابتة منذ زمن‬ ‫بعي��د‪ .‬مل ي�سع �أحد منذ زم��ن بعيد �إىل ت�ضمينه‬ ‫معملي��ة‪ .‬ال‬ ‫متقاربات��ه ومتباعدات��ه‪ .‬ال روح‬ ‫ّ‬ ‫ملحمي��ة‪ .‬ال �رصام��ة‪ ،‬ال روح‪ ،‬ال انفت��اح‪،‬‬ ‫روح‬ ‫ّ‬ ‫ال حتدي��ث‪ ،‬ال حداث��ة‪ .‬ال طبق��ة ف ّن ّي��ة متميزة‪.‬‬ ‫متميزة‪� .‬أر�س��ى املعهد‬ ‫م�رسحي��ة‬ ‫وال �رشيح��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خرج املعهد‬ ‫تقاليده ثم غاب عن التقاليد هذه‪ّ .‬‬ ‫يف �رضب��ة واح��دة‪ ،‬واحدة م��ن �أب��رز دفعاته‪:‬‬ ‫�أمين زيدان و�أمانة وايل وجمال قب�ش ووفاء‬ ‫مو�صللي‪� .‬أمين ر�ضا ابن املعهد‪ .‬فار�س احللو‬ ‫ابن املعهد‪ .‬قام �أبن��اء املعهد ب�إغناء �إمكانات‬ ‫تعبري امل�رسح ب�شكل مده�ش‪ ،‬بحيث �أ�سهموا يف‬

‫تنمية قدرة امل�رسح على الإفادة والإمتاع يف‪.‬‬ ‫احل�سا�سية‪ .‬يعطف‬ ‫م�رسحي��ون مرنون و�شديدو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غي��اب �أبن��اء امل�رسح عن امل��سرح على �سطوة‬ ‫العام��ة يف �سورية‪.‬‬ ‫التلفزي��ون عل��ى احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫امليثولوجية‬ ‫ثانيا‪ ،‬عل��ى موت ال��روح‬ ‫يعط��ف ً‬ ‫ّ‬ ‫في��ه‪� ،‬أو م��وت فكرة االنبث��اق‪ .‬ال عالقة لطائر‬ ‫الفيني��ق بذلك‪ .‬ال عالقة لأ�سطورته بذلك‪ .‬غادر‬ ‫امل�رسحي��ون مفهوم املعان��اة يف امل�رسح �إىل‬ ‫ّ‬ ‫مفه��وم الوف��رة يف التلفزيون‪ .‬يدر���س الطالب‬ ‫تخرجه �إدارته‬ ‫امل��سرح يف املعهد امل�رسح��ي‪ّ .‬‬ ‫الدرامي��ة �أو‬ ‫لتج��ده يف كوالي���س امل�سل�س�لات‬ ‫ّ‬ ‫منهجية‬ ‫التلفزيونية‪.‬‬ ‫خلف الآالت يف الأقني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جدي��دة يف غياب عماد التجرب��ة عن التجربة‪.‬‬ ‫امل�رسحية يف �صالح‬ ‫غابوا عن عم��وم احلركة‬ ‫ّ‬ ‫أهم ّية‬ ‫التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫التلفزيوني��ة‪ .‬فرتة �سك��ون‪ .‬ال � ّ‬ ‫للم�رسح فيها �إن �أنتج �أو مل ينتج‪ .‬ال عالقة بعد‬ ‫لتي��ارات التجدي��د يف امل�رسح ب��� ّأي جامعة �أو‬ ‫ّ‬ ‫منهج �أكادمي��ي �أو تنظيم فكري ممنهج‪ .‬اعتمد‬ ‫امل�رسح فك��رة اال�ستمرار يف الرت�سيمة الراهنة‬ ‫متطورة‪.‬‬ ‫امل�رسحية الراهنة‪ .‬ال مناذج‬ ‫للخارطة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال مناذج ح ّد �أدنى على نطاق وا�سع‪ .‬ل ّأن �س�ؤال‬ ‫� ّأي م�رسح��ي عن �شغل الفت يف جتربة امل�رسح‬ ‫ال�س��وري يف الع����ام ‪ ،2010‬ل��ن ي�ؤ ّدي ب��ه �إ ّال‬ ‫م�رسحي��ات‪ .‬ي�ستذكر‬ ‫ا�ست��ذكار ث�لاث �أو �أرب��ع‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ات ه��ذه ب�صعوبة‪ .‬تراجع��ت احلياة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية بكاملها يف �سورية‪ .‬مل تعد «احلياة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة» ت�صدر بانتظام‪ .‬مل تعد الرتجمات‬ ‫ّ‬ ‫متوات��رة بقالعه��ا وقواه��ا القدمي��ة‪ .‬تراج��ع‬ ‫النقدي��ة يف التجربة ال�سورية‬ ‫ح�ض��ور الأ�سماء‬ ‫ّ‬ ‫(نبي����ل ح ّف����ار مث�لاً‪ ،‬يف �صال��ح الكتاب��ات‬ ‫ال�صحافي��ة ال�رسيع��ة)‪« .‬ل ّأن ن ّق��اد ال�صح��ف‬ ‫ّ‬ ‫درامي��ا من الدرج��ة الثانية»‪.‬‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫نق‬ ‫ميار�س��ون‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫امل�رسحية ـ عدد ربيع و�صيف‬ ‫احلياة‬ ‫(يون�سكو ـ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2009‬ـ الع��دد ‪ 67‬ـ ‪ 68‬ـ د‪ .‬ح�س��ن املنيع��ي ـ‬ ‫املغ��رب ـ درا�سة بعنوان الدراماتورجيا والنقد‬ ‫منوذج��ا)‪ .‬ال يزال‬ ‫امل�رسح��ي ـ امل��سرح الف ّني‬ ‫ً‬ ‫النق��د ال�صح��ايف �أدنى قيمة م��ن النقد الأدبي‬ ‫والف ّني والت� ّأمل الفل�سفي‪.‬‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪591‬‬

‫ا�ضمحالل �أمناط الإنتاج والعرو�ض‬

‫فـقــد امل�ســـرح ال�ســوري مركز‬ ‫البحـــث‪ .‬فـقــد معهـــد الفنـون‬ ‫ك�شـوفـه املتقــ ّدمة‪ ،‬حيث قـ ّدم‬ ‫وبـا�ستـمــرار �أجـيـال املــوهبـة‬ ‫واحلــرفيــة‪ ..‬ال روح‬ ‫والإبــداع‬ ‫ّ‬ ‫ملحميــة‪ .‬ال‬ ‫روح‬ ‫ال‬ ‫ــ��ة‪.‬‬ ‫معملي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�رصامة‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫ال ين��درج ك ّل ما يق�� ّدم يف امل�رسح يف عامل‬ ‫تقو�ضت‬ ‫تقو�ضت �سيا�س��ة الدولةـ كما ّ‬ ‫امل��سرح‪ّ .‬‬ ‫يخ�ص �أمناط‬ ‫اخلا�ص ـ يف م��ا‬ ‫�سيا�س��ة القطاع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثم��ة‬ ‫هن��ا‪.‬‬ ‫رهي��ب‬ ‫خ��واء‬ ‫والعرو���ض‪.‬‬ ‫الإنت��اج‬ ‫ّ‬ ‫ثمة‬ ‫ثمة خ��واء مر�سوم هنا‪ّ .‬‬ ‫خ��واء ملمو�س هنا‪ّ .‬‬ ‫ثمة فراغ‪ .‬حي��ث ال يجتمع‬ ‫ه��واء م�شموم هن��ا‪ّ .‬‬ ‫امل�رسحيون �إ ّال عل��ى طاوالت الطعام بهيئاتهم‬ ‫ّ‬ ‫املغربة و�أرواحهم املك�س��ورة‪ .‬لن يغيب ال�صدق‬ ‫ّ‬ ‫ول��ن تغي��ب النزاه��ة عن �سل��وك امل�رسح��ي‪ .‬لذا‬ ‫يعك�س امل�رسحي �أو�ضاعه املتعثرّ ة يف م�رسحه‬ ‫املتع� رّ​ّث�‪ .‬هذا على �ض ّفة‪ .‬ال ح��وارات ثقافة على‬ ‫ال�ض ّف��ة الأخ��رى‪ .‬بل تنظ�ير‪ .‬تنظري ب�لا معنى‪.‬‬ ‫تفق��د الأو�ض��اع الراهن��ة امل��سرح مفاهيم��ه‬ ‫وم�بررات كتاب��ة ن�صو�ص��ه اجلدي��دة‪ .‬تفق��د‬ ‫ّ‬ ‫الزما‬ ‫يجعله‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫امل��سرح‬ ‫الراهنة‬ ‫أو�ض��اع‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫� ّأوالً‪ .‬ثان ًي��ا‪ :‬ك ّل ما يجعل��ه م�ست�ساغً ا‪ .‬ثالثًا‪ :‬ك ّل‬ ‫طازجا‪� .‬س��وء فه��م وتناق�ض‪ ،‬حتت‬ ‫م��ا يجعل��ه‬ ‫ً‬ ‫الكالمي��ة وا�ستخ��دام تعبريات‬ ‫�سح��ب الألع��اب‬ ‫ّ‬ ‫خمادع��ة ب�صعوب��ات تقدميه��ا‪ .‬بحي��ث تفهم ال‬ ‫أ�صلية ب��ل ك�شكل من �أ�ش��كال ال�شغل على‬ ‫كلغ��ة � ّ‬ ‫تغيري الهيئة بالأدوات اجلديدة‪ .‬يدرك الكثريون‬ ‫� ّأن امل��سرح �أ�صب��ح معق ًال للأف��كار املهيمنة ال‬ ‫التحرر‪ .‬مل يعد يتل ّق��ف الأفكار اجلديدة‪.‬‬ ‫لأف��كار‬ ‫ّ‬ ‫ثم��ة عائ��ق �أ�سا�س��ي‪ ،‬حني يعترب‬ ‫أف��كار‪.‬‬ ‫لأن ال �‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح��ي � ّأن امل�رسح مهند���س ب�ألواح �رشائعه‬ ‫املتداول��ة‪� .‬إ ّنه مق ّد�س ب�ألواح �رشائعه املتداولة‪.‬‬ ‫دورا يف ا�ستع��ادة دور‬ ‫ل��ن يلع��ب امل�رسح��ي ً‬ ‫امل��سرح‪ .‬تلعب اخلطوة عل��ى الأر�ض الدور هذا‪.‬‬ ‫ح��رة‪ .‬ال ي�شكّ �أحد بذلك‪.‬‬ ‫بلورت التجربة �أذهان ّ‬ ‫يراجع �أ�صحاب الأذهان هذه ما �آلت �إليه �أحوال‬ ‫يحن ه�ؤالء �إىل‬ ‫التجربة‬ ‫امل�رسحي��ة يف �سورية‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ال ّأيام الغابرة‪ ،‬لي�ست لأ ّنها � ّأيام ما�ضية‪ .‬ولي�س‬ ‫لأ ّنه��ا بن��ت ثقافة امل��سرح‪ .‬بل لأ ّنه��ا �صاحبة‬ ‫لغ��ة نا�رصت امل�رسح‪ .‬يدع��و �أ�سعد ف�ضّ ة(مدير‬ ‫مهرج��ان دم�ش��ق ال�سابق)‪،‬وال��ذي يذك��ر ل��ه‬ ‫«يوميات جمنون»‪،‬‬ ‫الكث�يرون دوره الكب�ير يف‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫�إىل �إع��ادة النظ��ر يف دور املهرجانات‬ ‫ّ‬

‫امل�رسحية يف‬ ‫�أ�شار الرج��ل �إىل ما يعوق احلياة‬ ‫ّ‬ ‫البل��د هذا �أو ذاك بو�ضع املهرجان يف منت�صف‬ ‫الطري��ق هذه‪ .‬ذلك � ّأن ال�سلط��ة �أو امل�س�ؤولني يف‬ ‫ميزانية �ضخمة لعمل واحد‬ ‫يخ�ص�ص��ون‬ ‫ّ‬ ‫الدولة ّ‬ ‫دون غ�يره‪ ،‬لكي ي�شارك با�سم ال�سلطة �أو الدولة‬ ‫يف املهرج��ان ال�سوري �أو التون�سي �أو اجلزائري‬ ‫ميزانية‬ ‫احل�صة الكربى يف‬ ‫ّ‬ ‫تخ�ص�ص ّ‬ ‫�أو العراقي‪ّ .‬‬ ‫بامل�رسحي��ة املذك��ورة‪ .‬ثان ًي��ا‪ :‬جت ّن��د‬ ‫الإنت��اج‬ ‫ّ‬ ‫الذهبية»‬ ‫�أف�ض��ل الطاقات مل��ا يعترب «البي�ض��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫(ي�شارك العمل املذكور يف املهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫والعاملي��ة كا ّف��ة)‪« .‬تتو ّق��ف العجل��ة لأ�شه��ر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خ��ارج االهتمام بالعمل هذا‪ ،‬ما ي�ضعف عالقة‬ ‫امل��سرح بجمه��وره‪ ،‬بانقطاع رواب��ط اال ّت�صال‬ ‫امل�ستمر ب�ين اجلمهور وبني الأعمال‬ ‫والتفاعل‬ ‫ّ‬ ‫مرة ثاني��ة وثالثة ورابعة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬اجلمهور ّ‬ ‫وللمرة الألف‪ .‬اجلمهور قمي�ص عثمان‪ ،‬اجلمهور‬ ‫ّ‬ ‫مق ّد���س يف �أوقات وعائق يف �أوقات‪ .‬عائق عند‬ ‫ط��رف ومق ّد�س عند طرف �آخر‪ .‬ال جلبة يف ذلك‪.‬‬ ‫معم��ق يف ذلك‪ .‬ي��روي �أ�سعد ف�ضّ ة � ّأن‬ ‫ال ح��وار ّ‬ ‫متمي��زة‪� .‬أ�ضح��ت‬ ‫املهرجان��ات مل تع��د ً‬ ‫ن�سخ��ا ّ‬ ‫متك��ررة‪ .‬فق��دت املهرجان��ات‬ ‫ن�سخ��ة واح��دة‬ ‫ّ‬ ‫ت�سجل العر�ض هذا‬ ‫متايزاته��ا‪ .‬وهي ال تلبث �أن ّ‬ ‫�أو ذاك يف �أجندته��ا‪ .‬عر���ض يف هذا املهرجان‪،‬‬ ‫ي��راه اجلمه��ور يف املهرج��ان الث��اين والثالث‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬ي�ؤكّ د �أ�سعد ف�ضّ ة � ّأن املوا�ضيع هي هي‬ ‫يف الن��دوات املقامة يف م�ست��وى املهرجانات‬ ‫نظرية‬ ‫�أو يف حوا�شيه��ا‪ .‬ال مبالغ��ة يف ذل��ك‪ .‬ال ّ‬ ‫لغوي��ة‪ .‬ب��ل حقيقة‪ .‬مل يع��د مبق��دور املهرجان‬ ‫ّ‬ ‫يو�س��ع ح�ض��وره‪� .‬إ ّن��ه خ�لاف دوره‪ .‬خالف‬ ‫�أن ّ‬ ‫م��ا يريد �أن يتل ّق��اه اجلمهور‪ .‬خ�لاف ما نتل ّقى‬ ‫عن��ه‪� .‬أزمة بنية‪� .‬أزمة مفهوم‪ .‬مل يعد املهرجان‬ ‫ا�ستثنائي��ة يف امتالئه��ا‬ ‫مفهومي��ة‬ ‫�شخ�صي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫باملع��اين املح ّف��زة عل��ى الأفع��ال والتفكري‪ .‬مل‬ ‫تاريخي��ا‪ .‬مل يعد العر�ض‬ ‫يعد املهرج��ان حدثًا‬ ‫ًّ‬ ‫تاريخي��ا‪ .‬مل يع��د املهرجان‬ ‫امل�رسح��ي حدثً��ا‬ ‫ًّ‬ ‫امل�رسحية‪ .‬ال تزال امل�س�ألة‬ ‫حادثًا حتى‪ .‬وكذلك‬ ‫ّ‬ ‫ه��ي هي يف زمنن��ا كما ه��ي يف �سالف الع�رص‬ ‫والأوان‪ .‬جتاوز الزمن ح�ضور املهرجان ودوره‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 592‬للتنمية الثقافية‬ ‫اخلا�صة‬ ‫إن�ساني��ة وقوى اال�ستيع��اب‬ ‫وروح��ه ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫به‪.‬‬ ‫�أطل��ق مهرج��ان دم�ش��ق امل�رسح��ي بع���ض‬ ‫الأ�سم��اء الك�برى يف تاري��خ امل��سرح العرب��ي‬ ‫اللماعة‪� .‬أطلق‬ ‫احلدي��ث‪� .‬أطلق بع���ض العناوي��ن ّ‬ ‫الب�صائ��ر والذخائر بح�سب التوحي��دي‪� .‬أ�ضحى‬ ‫مهرج��ان املثالب‪ .‬مل يع��د واجهة حياة للثقافة‬ ‫العربية‪� .‬أزمة م� ّؤ�س�سة‪ ،‬معكو�سة على‬ ‫امل�رسحية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العام‪� .‬أثر ذلك على‬ ‫املوقع ال�شخ�صي واملجتمع‬ ‫ّ‬ ‫اخل�صو�صي��ات‪� .‬أ�ص��اب تراجع‬ ‫� ّأي ره��ان عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫املهرجانات مرابع العي�ش امل�رسحي يف �صالح‬ ‫م��رارة العي���ش يف الو�سط امل�رسح��ي امل�ست�شعر‬ ‫�ضيق اخلناق عليه وخ�سارته �أفقه البعيد‪.‬‬ ‫�أ�صبحت احلكاي��ة حكاية رهانات وم�سائل‬ ‫و�إقامة مباري��ات بني الرهانات هذه وامل�سائل‬ ‫امل�رسحي��ات فتائله��ا امل�شتعلة‪.‬‬ ‫هذه‪ .‬خ��سرت‬ ‫ّ‬ ‫عادي��ة غري‬ ‫م�رسحي��ات‬ ‫امل�رسحي��ات‬ ‫�أ�ضح��ت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ق��ادرة عل��ى التمثي��ل �أو التذك�ير بالأ�ص��ول �أو‬ ‫التذك�ير ب��� ّأي �شيء �س��وى ح�ضوره��ا اخلافت‪،‬‬ ‫امل�رسحية‬ ‫العاب��ر فوق ك ّل االنتم��اءات‪ .‬خ�رست‬ ‫ّ‬ ‫قواعد حديثها حيث يج��ري �إدراج االهتمامات‬ ‫يف غ�ير الف�ض��اء احلقيق��ي امل�ش��كّل م��ن هموم‬ ‫بالية و�أوهام متو ّترة‪.‬‬

‫�أ�سماء وعناوين‬

‫م�رسحي��ات الع���ام‬ ‫م��ن �أب��رز‬ ‫ّ‬ ‫«�سيليك��ون»‪� .‬إخ��راج عب���د املنع���م عمايري‬ ‫و«راجعني» لأمين زيدان (عن ال�شهداء يعودون‬ ‫ن�ص الطاهر وطّ ار)‪« .‬بيت بال �رشفات» �إخراج‬ ‫ـ ّ‬ ‫ه�شام كفارنة‪� .‬أبو �شن��ار‪ :‬مونودراما لزيناتي‬ ‫ق ّدي�سة‪� .‬إخ��راج رغدة �شعراين‪« .‬منحى خطر»‪.‬‬ ‫‪2010‬‬

‫�إخراج عروة العربي‪.‬‬ ‫ال ج��دال يف � ّأن امل��سرح ال�س��وري �سعى يف‬ ‫الأع��وام املا�ضي��ة ويف العام ‪� 2010‬إىل تخطّ ي‬ ‫واحل��ث على بن��اء ن�صو���ص جديدة‪.‬‬ ‫ن�صو�ص��ه‬ ‫ّ‬ ‫غري � ّأن غياب الأن�ساق يف �صالح الن�سق الواحد‪،‬‬ ‫ن�س��ق �إدارة العر�ض وو�ضعه يف طريقه الأوحد ـ‬ ‫م�رسحية‬ ‫ب�لا ر�أي �أو اجتهاد ـ مل يولّد �إ ّال �أعما ًال‬ ‫ّ‬

‫ب�لا خطّ ة‪ .‬ه��ذا خطري‪ .‬لأ ّن��ه يب�� ّدل اال�ستح�سان‬ ‫امل�رسحية‬ ‫باال�ست�صحاب‪ .‬ولأ ّنه يب�� ّدل العقيدة‬ ‫ّ‬ ‫املج�س��م يف �صالح‬ ‫بالدي��ن امل�رسح��ي‪ .‬ي�سق��ط‬ ‫ّ‬ ‫عامة‪ .‬ه��ذه ح��ال الوقوع‬ ‫ّ‬ ‫امل�شب��ه‪ .‬ه��ذه ح��ال ّ‬ ‫يف نظ��ام مالزمات وم�شابه��ات قاتلة‪ .‬يختلف‬ ‫العر���ض ع��ن العر���ض‪ .‬ه��ذا يف ب��اب حت�صيل‬ ‫احلا�ص��ل‪ .‬غ�ير � ّأن االخت�لاف اخت�لاف كالم‬ ‫امل�رسحية‬ ‫ال مدر�س��ة‪ .‬بذل��ك ت�صب��ح العرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫عر�ض��ا واح�� ًدا ب�أ�سم��اء كث�يرة‪ .‬لي���س قلي ًال ما‬ ‫ً‬ ‫مديرية امل�س��ارح واملو�سيقى يف العام‬ ‫ق ّدمت��ه‬ ‫ّ‬ ‫‪� .2010‬إ ّال �أ ّنه��ا عرو�ض �أوقات‪ .‬تو�صيف قا�س‪.‬‬ ‫ول��و وافق عليه الكثريون‪ ،‬مب��ن فيهم العاملون‬ ‫يف املديرية‪ .‬ق�� ّدم �أمين زيدان «راجعني»‪ .‬ق ّدم‬ ‫القوة»‪ .‬ق ّدم ه�شام كفارنة‬ ‫�سعيد حنّاوي «رجل ّ‬ ‫«بي��ت بال �رشفات»‪ .‬ق ّدم �أ�سامة حالّل «حكاية‬ ‫عالء الدين»‪ .‬ق ّدم عالء كرمييد «تركيب»‪ .‬ق ّدم‬ ‫آلي��ة»‪ .‬كميل �أبو م�صعب‪:‬‬ ‫مانويل جيجي «ال ّ‬ ‫«املل��ك مي��وت»‪ .‬حمم���ود خ�ضّ ���ور‪« :‬املدينة‬ ‫امل�صلوب��ة»‪ .‬زيناتي ق ّدي�سة «وحي��د القرن»‪.‬‬ ‫«حت��والت»‪ .‬رغ��دا ال�شعراين‪:‬‬ ‫به���اء البلخ���ي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«حلظ��ة»‪ .‬حازم زي���دان‪ :‬را�شام��ون»‪ .‬م�أمون‬ ‫اخلطي��ب‪« :‬ليل��ة القتل��ة»‪ .‬با�س��م قه��ار‪�« :‬أنا�س‬ ‫مرة»‪.‬‬ ‫الّليل»‪ .‬تامر العربيد‪« :‬كالكيت � ّأول و�آخر ّ‬ ‫رغم��ا عنه» (ال�سويداء)‪.‬‬ ‫طالل احلجلي‪« :‬طبي ًبا ً‬ ‫رفعت الهادي‪« :‬نرج��ع كالري��ح» (ال�سويداء)‪.‬‬ ‫مروان فرني‪« :‬طفل زائ��د عن احلاجة» (�إدلب)‪.‬‬ ‫�أني�س باندك‪« :‬القتل من اخللف» (حلب)‪� .‬سمري‬ ‫عثمان‪ :‬الغاب��ة» (حم���ص)‪ .‬دانيال اخلطيب‪:‬‬ ‫«�شاطئ الأحالم» (طرطو���س)‪ .‬فادي ال�ص ّباغ‪:‬‬ ‫«كالم الّلي��ل» (حم��اة)‪ .‬وح���ام ال�سطام‪« :‬يف‬ ‫عر���ض البح��ر» (احل�سك��ة)‪ .‬في�ص���ل الرا�شد‪:‬‬ ‫«امل�سي��ح بع��د منت�صف الّلي��ل» (احل�سكة)‪ .‬ل�ؤي‬ ‫(الالذقي��ة)‪ .‬من‬ ‫�شانا‪« :‬حكاي��ة ب�لا نهاي��ة»‬ ‫ّ‬ ‫دون �أن نن�س��ى عرو���ض م��سرح الأطف��ال م��ع‬ ‫رنا ب���ركات (حلم وغ�� ّزة يف عي��ون �أطفالها)‪.‬‬ ‫م�أمون الفرخ‪« :‬البطريق ورجل الثلج»‪« .‬التاج‬ ‫(غ�س��ان مكان�سي) والّلوحة املفيدة»‬ ‫ّ‬ ‫وال�صياد» ّ‬ ‫(ولي���د العم���ر) و«�أح�لام احلم��ار الك�س��ول»‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪593‬‬ ‫ا�ستمر فرن�سوا �أبو �سامل‬ ‫املديري��ة ع ّبود التجرب��ة عند اجلميع‪.‬‬ ‫كرم��ت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(ن�ص�ي�ر مغام����س)‪ّ .‬‬ ‫ب�ش�ي�ر ومنى وا�ص���ف ورفي���ق ال�ص ّبان‪ .‬كما يف «احلكواتي»‪ ،‬يف حني ط��ار رفاقه الآخرون‬ ‫�أقامت مهرجان ربي��ع الطفل ومهرجان دم�شق �إىل جتاربه��م‬ ‫اخلا�ص��ة‪� .‬إدوار املعلّ���م � ّأوالً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبي��ة ث��م‪ :‬حم ّمد عيد‪ .‬ث��م‪ :‬بيان �شبيب‪ .‬ث��م‪� :‬إميان‬ ‫امل�رسح��ي ومهرج��ان �إدل��ب للفن��ون‬ ‫ّ‬ ‫ت��زوج ال ّأول من الأخ�يرة‪� .‬أقام الزوجان‬ ‫امل�رسحية‬ ‫ومهرج��ان دم�شق للفنون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واحتفالية عون‪ّ .‬‬

‫واحتفالية ي��وم الرق�ص‬ ‫ي��وم امل�رسح العامل��ي‬ ‫ّ‬ ‫واحتفالية يوم املو�سيقى العاملي‪.‬‬ ‫العاملي‬ ‫ّ‬ ‫ن���ص � ّأول يط�ير‬ ‫ال ن�صو���ص �أوىل‪ .‬ال ّ‬ ‫ف��وق ف�ض��اء العر���ض �إىل الف�ض��اءات الأخرى‪.‬‬ ‫ن���ص �ساب��ق �أو جمل��ة‬ ‫قريب��ة وبعي��دة‪.‬‬ ‫الن���ص ّ‬ ‫ّ‬ ‫م��ن الن�صو���ص ال�سابق��ة‪ .‬ال تتم ّت��ع الن�صو�ص‬ ‫باحلركي��ة الدائم��ة ال�سابقة‪ .‬قب�لاً‪ :‬حمت كتابة‬ ‫ّ‬ ‫طورته��ا‪ .‬جنم عن‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫القدمي��ة‬ ‫الكتاب��ة‬ ‫جدي��دة‬ ‫ّ‬ ‫النهائية‪،‬‬ ‫نهائية هي داللة الالداللة‬ ‫الأمر داللة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حت��ول دائ��م م�ضطرد‬ ‫بحي��ث يظ�� ّل املدلول يف ّ‬ ‫م�ستمرة‪ .‬غاب الأثري عن‬ ‫وتبقى الّلغة يف حركة‬ ‫ّ‬ ‫آثارا‬ ‫أثرا و� ً‬ ‫التجربة‪ .‬غاب الأث��ر‪ .‬ما عادت ترتك � ً‬ ‫يف ال��روح والنف���س والأ�سا�س الأر�ض��ي‪ .‬ال قيم‬ ‫جمالي��ة ت�سعى �إىل الن�صو���ص‪ .‬ال تل ّقف لأ�سئلة‬ ‫ّ‬ ‫ثمة �شيء �إجرائي‪.‬‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫أ�سئلة‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ل‬ ‫جدي��دة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يحرر الّلغة‪.‬‬ ‫جديد‬ ‫�إجرائي فقط‪ .‬بانتظار انفجار‬ ‫ّ‬ ‫أخ�ص‪.‬‬ ‫يحررها من كتابة البيا�ض بال ّ‬ ‫ّ‬

‫امل�سرح الفل�سطيني‬

‫باجلماليات‬ ‫حفل العام ‪2010‬‬ ‫ّ‬ ‫العادية وامل�ستف ّزة‪..‬‬ ‫الب�رصي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة‬ ‫مل تع��د التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫واقف��ة عل��ى ق��دم واح��دة‪.‬‬ ‫الفل�سطينية‬ ‫ط��ورت التج��ارب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح�ضوره��ا يف عرو�ضه��ا‬ ‫امل�شهدية‬ ‫القائمة عل��ى فتن��ة‬ ‫ّ‬ ‫الب�رصية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫الإبـــداع‬

‫الب�رصية‬ ‫باجلمالي��ات‬ ‫حف��ل العام ‪2010‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لب��ت حاج��ة الب��صر‬ ‫العادي��ة وامل�ستف�� ّزة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة واقفة‬ ‫التجرب��ة‬ ‫تع��د‬ ‫مل‬ ‫والب�ص�يرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية‬ ‫طورت التج��ارب‬ ‫ّ‬ ‫على قدم واح��دة‪ّ .‬‬ ‫ح�ضوره��ا يف عرو�ضه��ا القائم��ة عل��ى فتن��ة‬ ‫الب�رصي��ة‪ .‬ال مبالغ��ة بذل��ك‪ .‬ل ّأن‬ ‫امل�شهدي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطيني��ة جترب��ة �ض�� ّد البالغ��ة‬ ‫التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫والإن�ش��اء يف امل��سرح‪� .‬ض ّد �سيط��رة الأدب على‬ ‫التطور الف ّن��ي يف التجربة‬ ‫امل��سرح‪ .‬مل يتو ّق��ف‬ ‫ّ‬ ‫جمالياتها مبراوحاتها‬ ‫عند �أ�شكال حم ّددة تفقد‬ ‫ّ‬ ‫املتكررة‪ .‬ه��ذا ما �شاهده‬ ‫�أم��ام الألع��اب الف ِّن َّية‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطيني��ون يف �أعم��ال فرن�س���وا �أبو �سامل‬ ‫ّ‬ ‫التقني��ات واال�ستخدام��ات‬ ‫يف‬ ‫املت�شابه��ة‬ ‫غ�ير‬ ‫ّ‬ ‫تطورت‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينوغرافي��ة والتجهي��زات اجلدي��دة‪ّ .‬‬

‫اخلا�ص‪ .‬ا�شتغل ك ّل منهما على حدة‬ ‫م�رسحهما‬ ‫ّ‬ ‫وا�شتغ�لا يف وح��دة متكاملة يحلم��ان بتطوير‬ ‫آلية العم��ل يف امل�رسح الفل�سطين��ي‪ .‬حلم دائم‪،‬‬ ‫� ّ‬ ‫من خالل احلوار واملبارزة للق�ضاء على حاالت‬ ‫الت�سي��ب والروتني ودفع وت�يرة العمل وال�سعي‬ ‫ّ‬ ‫ونوعا‪ .‬الالفت‪ :‬ال يزال‬ ‫ا‬ ‫كم‬ ‫إنتاج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫حت�س�ين‬ ‫�إىل‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫امل��سرح يف فل�سط�ي�ن يق�� ّدم ما يفاج��ئ على‬ ‫الكم والنوع‪.‬‬ ‫�صعيد ّ‬ ‫الفل�سطيني�ين‪ .‬ي�صيبهم تعب‬ ‫ي�صي��ب التعب‬ ‫ّ‬ ‫ال ّأي��ام وتعب االنق�سام��ات وال�ضغوط ومظاهر‬ ‫الفل�سطينيون من‬ ‫االفتخار القوم��ي مبا يفعل��ه‬ ‫ّ‬ ‫دون الأخ��ذ بع�ين االعتب��ار الأثم��ان الباهظة‬ ‫مب��ا يح ّقق��ه الفل�سطين��ي يف «�أر���ض ميع��اد‬ ‫الفل�سطينيون ب�لا ا�ستثناء‪.‬‬ ‫الإ�رسائيلي»‪ .‬تع��ب‬ ‫ّ‬ ‫غ�ير �أ ّنه��م ال يزال��ون يتحايلون عل��ى القوانني‬ ‫ت��زوج فرن�سوا �أب���و �سامل‪ ،‬ابن‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫إ�رسائيلي��ة‪ّ .‬‬ ‫فل�سطينية‪� .‬أمن‬ ‫لوران غا�سبار املج��ري‪ ،‬م��ن‬ ‫ّ‬ ‫زواج��ه �إقامته‪ .‬ت��رك فل�سطني �إىل فرن�سا حتت‬ ‫�ضغ��ط اخلل��ل وال�شط��ط يف عالق��ة الإ�رسائيلي‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫الق�ضي��ة‬ ‫بالفل�سطين��ي ومنا�رصي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن���ص تاريخي‬ ‫على‬ ‫فرن�س���ا‬ ‫تاب��ع �أبحاث��ه يف‬ ‫ّ‬ ‫بدي��ع‪« :‬جلجام���ش»‪ .‬ق�� ّدم فرن�س���وا �أبو �سامل‬ ‫جمالي��ة‪ .‬بق��ي‬ ‫«جلجام���ش» يف ثالث��ة معاب��ر‬ ‫ّ‬ ‫ف��ن الإخ��راج‪ .‬الم امل�شاه��دون‬ ‫الن���ص ف��وق ّ‬ ‫ّ‬ ‫والن ّق��اد م��ا �شاه��دوه‪ .‬مل يرتاج��ع فرن�سوا �أبو‬ ‫�س���امل ع��ن �أحالم��ه‪ .‬مل ي�ست�سل��م‪ .‬مل ي�ستك��ن‬ ‫يك��رر‬ ‫�إىل ��شروط العرو���ض القاه��رة‪ ،‬لأ ّن��ه مل ّ‬ ‫التغريبي��ة يف «حمجوب‬ ‫جناحات��ه يف جتربته‬ ‫ّ‬ ‫حمج��وب» و«جليل��ي ي��ا عل��ي»‪ .‬حي��ث حطّ ��ت‬ ‫امل�رسحيات هذه يف ك ّل مطارات العامل تقري ًبا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أُ�صي��ب فرن�سوا �أبو �سامل‪ ،‬بانهيار ع�صبي �إثر‬ ‫ف�ش��ل عرو�ض��ه الثالثة ل��ـ «جلجام���ش» بعد �أن‬ ‫ا�ضط��ر �إىل بي��ع منزل��ه يف فرن�سا بهدف دفع‬ ‫ّ‬

‫مديرية‬ ‫لي���س قلي ًال ما ق ّدمت��ه‬ ‫ّ‬ ‫امل�س��ارح واملو�سيق��ى يف‬ ‫العام ‪� .2010‬إ ّال �أ ّنها عرو�ض‬ ‫�أوق��ات‪ .‬تو�صي��ف قا���س‪ .‬ولو‬ ‫واف��ق علي��ه الكث�يرون‪ ،‬مب��ن‬ ‫فيهم العاملون يف املديرية‪.‬‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 594‬للتنمية الثقافية‬

‫ن�ص‬ ‫ق�� ّدم فرن�س��وا �أب��و �س��امل ّ‬ ‫الفــــريـ��د ج��اري "�أوب��و ملكًـا‬ ‫اللحــامني" بر�ؤيتـــه‬ ‫فـي �سوق ّ‬ ‫اخلا�صــة فـــ��ي العـــام ‪.2010‬‬ ‫ّ‬ ‫وتــ�صــ ّدت «�أوبــــو» لـ«ق�ســـوة‬ ‫الفـل�ســطـيـنـيــة‬ ‫اخلـــــــالفـــات‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية»‪.‬‬ ‫واالحرتابات‬ ‫ّ‬

‫والتقني�ين العاملني معه‬ ‫خم�ص�ص��ات املم ّثلني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يجرده ذلك من طموحه املعاند‪ .‬ذلك‪:‬‬ ‫مل‬ ‫هن��اك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أ ّن��ه حني ح��طّ يف بيت رفيق��ه عامر خليل يف‬ ‫ال�ضفّ���ة الغرب ّية‪ ،‬فت��ح �شنطة �سفره ع��ن �ألواح‬ ‫وبال�ستيكي��ة وخيط��ان و�أل��وان‪� .‬أدرك‬ ‫معدني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عامر � ّأن يف جعب��ة فرن�سوا م�رشوع��ه اجلديد‪.‬‬ ‫غ�ير �أ ّنه مل ي��درك � ّأن «جلجام�ش» هي امل�رشوع‬ ‫آلية خمتلفة ـ قائمة على درا�سة جا ّدة‬ ‫اجلدي��د ب� ّ‬ ‫حل�ضور الدم��ى يف امل�رسح‪ .‬ق ّدمت «جلجام�ش»‬ ‫بح�ض��ور �شخ�ص�ين اثنني (فرن�س���وا �أبو �سامل‬ ‫وعام���ر خليل) مع ع��شرات الدمى‪� .‬صن��ع �أبو‬ ‫�س��امل الدم��ى كلّها وبن��ى احلكاية عل��ى رف�ض‬ ‫عامر م�شاركت��ه اللع��ب يف «جلجام���ش»‪ .‬ولّد‬ ‫امل�رسح��ي �شكل��ه اجلدي��د بع��دم �إث��ارة الفتنة‪.‬‬ ‫ا�ستعم��ل الإث��ارة يف �صال��ح العم��ل‪ .‬ا�ستعم��ل‬ ‫ن�صه اجلديد‪.‬‬ ‫رف�ض �صديقه يف �صياغة ّ‬

‫�آخر �أعمال �أبو �سامل امل�سرح ّية‬

‫اللحام�ين» �آخ��ر‬ ‫«�أوب��و مل��كًا يف �س��وق ّ‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬ق�� ّدم فرن�س���وا �أبو �سامل‬ ‫�أعمال��ه‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�صة‪ .‬مم ّثالن‬ ‫ؤيت��ه‬ ‫�‬ ‫بر‬ ‫جاري‬ ‫الفريد‬ ‫ن���ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على خ�شب��ة امل�رسح‪ .‬اخت�رص امل�رسحي ور�شته‬ ‫مبم ّثلني على خ�شبة امل��سرح يف العام ‪.2010‬‬ ‫ا�ستنب��ط �شكل��ه اجلديد م��ن روح م�رسح جاري‪.‬‬ ‫الرمزية‪.‬‬ ‫نق��ل خ�يره وبركته م��ن التغري��ب �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ع��اد �إىل الق��رن التا�سع ع��شر (‪ 1873‬ـ ‪.)1907‬‬ ‫ن�صا من ن�صو���ص ال�رشارات وال�شالالت‬ ‫اختار ًّ‬ ‫امل�ضيئ��ة التج��ارب املبك��رة الأوىل يف �أوائ��ل‬ ‫الرمزية بالعب��ث‪� .‬أخذ‬ ‫الق��رن الع�رشي��ن‪ .‬عج��ن‬ ‫ّ‬ ‫قربه من العبث‪ُ .‬وجد‬ ‫ّ‬ ‫الرمزية يف م�صوغ �ساخر ّ‬ ‫م�رسحي��ة فرن�سوا‬ ‫يف‬ ‫ج��اري‬ ‫��ة‬ ‫م�رسحي‬ ‫عب��ث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أبو �سامل‪ .‬يفتح العبث هذا الب��اب وا�س ًعا �أمام‬ ‫وال�سوريةلي��ة والق�س��وة‪� .‬أثر‬ ‫الدادائي��ة‬ ‫ح�ض��ور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جاري عل��ى �أرتو‪ .‬هكذا‪ :‬وجد امل�شاه��د «�أرتو»‬ ‫اللحامني»‬ ‫عل��ى ّ‬ ‫من�ص��ة «�أوبو مل��كًا يف �س��وق ّ‬ ‫فل�سفي��ة‬ ‫لتي��ارات‬ ‫ّ‬ ‫بق�سوت��ه‪ .‬ق�س��وة ـ انعكا���س ّ‬ ‫�س��ادت �أوائ��ل الق��رن الع�رشي��ن يف ت�أكيد دور‬ ‫املعرفية ال�سابقة‬ ‫الفكرية على النظ��م‬ ‫الث��ورات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ودور النهو���ض االقت�ص��ادي يف االكت�شاف��ات‬ ‫العلمي��ة وتو�سي��ع ط��رق التج��ارة وال�صناع��ة‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعية جدي��دة كالطبقة‬ ‫طبق��ات‬ ‫ونهو���ض‬ ‫ّ‬ ‫إقليمي��ة‪.‬‬ ‫�‬ ‫حل��روب‬ ‫الو�سط��ى‪ .‬وتهيئ��ة الع��امل‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ة �صادم��ة‪ .‬بي��د � ّأن «�أوب��و ل��وروا يف‬ ‫ّ‬ ‫�سوق اللحامني» ه ّزت ح�ضوره امل�رسحي‪ ،‬ل ّأن‬ ‫بت��درج �رسيع‪ .‬غابت‬ ‫جتربت��ه راحت تت�ض��اءل‬ ‫ّ‬ ‫اجلماعية يف امل��سرح‪� .‬أكّ د ذلك � ّأن روح‬ ‫ال��روح‬ ‫ّ‬ ‫اجلماع��ة فيه��ا مل تعد قطار الفرق��ة الأ�سا�سي‪.‬‬ ‫املحر�ضة‬ ‫انتهت فرقة احلكواتي‪ .‬انتهت الأحالم‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى التغي�ير امل�رسح��ي‪ .‬انته��ت اجلماعة �إىل‬ ‫عن�رصين اثنني على خ�شبة «�أوبو»‪ .‬فرن�سوا �أبو‬ ‫�سامل و�أدهم نعمان‪ .‬بدا امل�رسح وك�أ ّنه احتاج‬ ‫آلي��ة عمل��ه‪ ،‬حت��ى يواك��ب‬ ‫�إىل تغي�ير وجه��ه و� ّ‬ ‫الأحا�سي���س اجلدي��دة املرافق��ة للواق��ع اجلديد‬ ‫اليائ�س املنك��سر‪� ،‬إذ ما تذكّ رنا انهيار فرن�سوا‬ ‫�أبو �س���امل الع�صبي �إث��ر تقدمي��ه «جلجام�ش»‬ ‫جمالية غري ناجحة الب ّتة‪.‬‬ ‫يف ثالثة مقرتب��ات‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية العا�صفة‬ ‫و�إذا م��ا عطفنا الأو�ضاع‬ ‫ّ‬ ‫وقوتها‪ .‬بقيت‬ ‫عل��ى ثقافة وح�ض��ور اجلماع��ة ّ‬ ‫اخل�برة‪ .‬وهي خربة كافي��ة لالنتقال من نظام‬ ‫اجلماعية �إىل نظام‬ ‫اجلماعية بال��روح‬ ‫الور�شة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�آخر يراوح ب�ين املونودراما �أو العمل الثنائي‪.‬‬ ‫�أ�ضح��ى فرن�س���وا �أبو �سالم �صاح��ب بيانني‬ ‫متناق�ض�ين يف جترب��ة واح��دة‪ .‬ل ّأن �أبا �سامل‬ ‫ال يزال يق�� ّدم جتاربه حتت ا�س��م احلكواتي بال‬ ‫أخ���ص جاك���ي لوبيك‬ ‫الأ�سم��اء ال�سابق��ة‪ .‬بال ّ‬ ‫و�إدوار املعلّ���م و�إميان ع���ون وعامر خليل‬ ‫وعدنان طرابي�شي وحم ّمد حماميد وغريهم‪.‬‬ ‫واحلر ّي��ة‬ ‫العربي��ة بالكرام��ة‬ ‫ال ت��زال الأم��اين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يوما بعد يوم‪،‬‬ ‫تت�ض��اءل‬ ‫ة‬ ‫االجتماعي‬ ‫والعدال��ة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي��ة واال�صطفافات‬ ‫ب�سب��ب ال�رصاع��ات‬ ‫ّ‬ ‫احلا ّدة‪ .‬ما �شهدته وما ت�شهده فل�سطني منوذج‬ ‫�ساطع‪ .‬لذا‪ :‬ت�ص�� ّدت «�أوبو» لـ «ق�سوة اخلالفات‬ ‫الفل�سطيني��ة»‪.‬‬ ‫الفل�سطيني��ة واالحرتاب��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية �شعارات عري�ضة‬ ‫املقاوم��ة‬ ‫�أطلقت‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ .‬تعلّ��ق النا�س بها‬ ‫م��ادت بها الأر���ض‬ ‫ّ‬ ‫و�ص ّدقوه��ا وعلّق��وا �أمانيه��م عل��ى م�شاج��ب‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪595‬‬

‫ال �شيء يف غزة‬

‫تي��ارات‬ ‫ال �ش��يء يف غ���زّة‪ ،‬يف مقاب��ل ّ‬ ‫م�رسحي��ة كث�يرة يف ال�ضفّ���ة الغرب ّية‪ .‬تروي‬ ‫ّ‬ ‫�إميان ع���ون � ّأن غزّة �صح��راء مرتامي��ة �أمام‬ ‫وامل�رسحي�ين‪ .‬لعب��ت «ع�شت��ار» يف‬ ‫امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫غ�� ّزة الع����ام ‪� .2010‬أخ��ذت «مونولوغ��ات‬ ‫غ�� ّزة» �إىل غ���زّة‪ .‬تق��وم امل� ّؤ�س�س��ة يف رام اهلل‪.‬‬ ‫وه��ي تتخطّ ��ى موقعه��ا اجلغ��رايف ب�أحالمها‬ ‫وطموحاته��ا‪� .‬أحالم الإجابة عن �أ�سئلة حميرّ ة‬ ‫و�أ�سئل��ة غ�ير حم�ّيةرّ ة‪ .‬رفعت جترب��ة «ع�شتار»‬ ‫الفل�سطيني�ين يف غ�� ّزة �إىل م��دارج‬ ‫الأطف��ال‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة‬ ‫الق��وة ع�بر ا�ستعم��ال ت�أليفاته��م‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الق��وة والن�صاع��ة مع كربيات‬ ‫املت�ساوق��ة يف ّ‬ ‫والعاملية على �صعيد الروح‬ ‫العربية‬ ‫الن�صو�ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اويون مونولوغاتهم‬ ‫ز‬ ‫غ‬ ‫أطفال‬ ‫�‬ ‫كتب‬ ‫ة‪.‬‬ ‫التعبريي‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بتعمق يف املا ّدة‬ ‫ة‬ ‫ز‬ ‫غ‬ ‫عل��ى‬ ‫باحلرب‬ ‫��ة‬ ‫اخلا�ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املحبوكة عل��ى الو�ضع واملحبوك��ة بالو�ضع‪.‬‬ ‫�أنتجت «مونولوغات غ ّزة» العام ‪ .2010‬دارت‬ ‫اوي�ين يف الع��امل‪،‬‬ ‫مونولوغ��ات الأطف��ال الغ ّز ّ‬ ‫حت��ى و�صل��ت �إىل الأمم املتّح���دة يف عر�ض‬ ‫ا�ستثنائي‪ .‬نقلت التجربة ال�صوت اجلماعي �إىل‬ ‫�آذان �صانع��ي الق��رار يف العامل‪ .‬رف��ع الأطفال‬ ‫املوحد بال�صوت امل�رسحي‬ ‫اويون �صوتهم‬ ‫الغ ّز ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أمام مم ّثلي الأمم املتّحدة يوم ‪29/11/2010‬‬ ‫املخ�ص���ص للت�ضام��ن م��ع ال�شع��ب‬ ‫يف الي��وم‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطين��ي وق�ضاي��اه العادل��ة بع��د جول��ة‬ ‫طويل��ة يف الع��امل‪� .‬أعطت «مونولوغ��ات غ ّزة»‬ ‫فر�صة كامل��ة للأطفال لل��كالم على جتاربهم‬ ‫ال�صادمة وامل�ؤملة املراوحة بني فقدان �أقارب‬ ‫�أو �أ�صدق��اء �أو �أح��د م��ا �أو �أع�� ّزاء �أو الأ�صاب��ة‬ ‫التعر�ض للق�صف بال�صواريخ من‬ ‫املبا�رشة �أو‬ ‫ّ‬ ‫ال�شخ�صية‪.‬‬ ‫والدبابات بتهديد احلياة‬ ‫الطائرات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫ال �ش��يء يف غ�� ّزة‪ ،‬يف مقاب��ل‬ ‫م�رسحيـ��ة كثرية يف‬ ‫تيـ��ارات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الغربية‪ .‬غ ّزة �صحـــراء‬ ‫ال�ضفّ��ة‬ ‫ّ‬ ‫متــرامـيـــ��ة �أمـــــام املـ�ســـرح‬ ‫وامل�رسحيني‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫الإمي��ان العمي��ق به��ا‪ .‬غ�ير � ّأن الث��ورة انته��ت‬ ‫بالنا���س �إىل عك���س �شعاراته��ا‪ .‬تف ّت��ت ال�شعور‬ ‫القوم��ي يف فل�سطني‪ ،‬بحيث �أ�ضح��ى ما تب ّقى‬ ‫الوطنية‬ ‫مق�سوما ب�ين «ال�سلط��ة‬ ‫م��ن فل�سطني‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية» و«حركة حما�س»‪ .‬اختفى ال�شعور‬ ‫ّ‬ ‫القومي حتت �أطب��اق التم ّزق‪ .‬و�صل الفل�سطيني‬ ‫�إىل مرحل��ة من الالمباالة الهائلة �أمام الأ�شياء‬ ‫يب��ق م��ن التجربة‬ ‫اخلط�يرة يف فل�سط�ي�ن‪ .‬مل َ‬ ‫حرفي��ة التجرب��ة و�آخ��ر �ش��ذرات الروح لدى‬ ‫�إ ّال‬ ‫ّ‬ ‫مواط��ن فل�سطين��ي ن�س��ي نف�س��ه يف حقب��ة �أو‬ ‫مرحل��ة ما�ضية‪� .‬أو لدى م�رسح��ي فل�سطيني ال‬ ‫ال�ضارة‬ ‫يري��د �أن يخلع جل��ده �أمام املتغ�ّيارّ ات‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى كام��ل ال�تراب الفل�سطين��ي‪ .‬ال م�رسح يف‬ ‫م�رسحية يف القطاع يف العام‬ ‫غزّة‪ .‬ق ّدمت �آخر‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة ه��ذه ُقبي��ل العدوان‬ ‫‪ .2008‬ق ّدم��ت‬ ‫ّ‬ ‫اويون وال �أهل‬ ‫ين�س الغ ّز ّ‬ ‫الإ�رسائيل��ي الأخري‪ .‬مل َ‬ ‫امل�رسحية‪ ،‬لأ ّنها الأخرية‬ ‫ال�ضفّة الغرب ّية ا�سم‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ي القط��اع‪ .‬ا�سمه��ا ال يزال‬ ‫يف �أجن��دة‬ ‫ّ‬ ‫يرت ّدد يف �آذانهم‪« :‬فيلم �سينما»‪� .‬أ�صبح امل�رسح‬ ‫يف غ���زّة ذكريات‪ .‬ن��وع م�رسحي حم��ل هموم‬ ‫الدف��اع عن �أم��ان ث ُبت �أ ّنه غري قابل��ة للتح ّقق‪.‬‬ ‫نوع حامل بال�سماء من دون متلّك قدرة �أن يثبت‬ ‫على �أر�ض الواقع‪.‬‬ ‫لن يده���ش هذا �أح ًدا‪ .‬ل ّأن غ�� ّزة عرفت بوهج‬ ‫عامله��ا ال�سيا�س��ي وعامله��ا النقاب��ي املقاوم‪.‬‬ ‫غ�ير �أ ّنه��ا مل ُتع��رف بوه��ج عامله��ا الثق��ايف‬ ‫واالجتماعي واالقت�صادي‪ .‬ذلك � ّأن القطاع �أ�شبه‬ ‫جتر‬ ‫بفر�س ي�رسجه العامل ب�رسوج خمتلفة‪ ،‬حتى ّ‬ ‫تاريخية �شب��اب و�ش���ؤون املرحلة ذات‬ ‫عرب��ات‬ ‫ّ‬ ‫املدوية‪ .‬لن يده���ش هذا �أح ًدا‪ .‬ده�ش‬ ‫االنقالب��ات ّ‬ ‫الكث�يرون وهم يتابعون ر�ؤو���س الغنم يف حقل‬ ‫فرن�سوا �أبو �سامل اخل�صيب على خ�شبة م�رسحه‬ ‫حقيقية مذبوحة ور�ؤو�س‬ ‫اجلديدة‪ .‬ر�ؤو�س �أغنام‬ ‫ّ‬ ‫�أغن��ام م�ص ّنع��ة‪� .‬أكل فرن�س���وا كب��دة اخل��روف‬ ‫النيئ��ة مبا�رشة �أمام اجلمهور‪� .‬سالت الدماء بني‬ ‫ح��رة يف جمتمع ال ي��زال �ض ّد‬ ‫�أ�صابع��ه كرواي��ة ّ‬ ‫الع�صبي��ات املنغلق��ة‪ .‬لي�ست هذه‬ ‫الأ��سر و�ض�� ّد‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحياته‪ .‬ر ّد‬ ‫م�رسحياته‪ .‬لي�ست هذه �أجر�أ‬ ‫أهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫� ّ‬

‫املن�صة �إىل‬ ‫بع���ض امل�شاهدين ما �شاهده عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫الع�صبي��ة‪ .‬يف حني ر ّده بع���ض �آخر �إىل‬ ‫حالت��ه‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص �ألفريد جاري‪ .‬ما‬ ‫ح�ضور �أرتو وق�سوته يف ّ‬ ‫مل يح��ظ عند فرن�سوا �أبو �سامل مبكانة �أثرية �أو‬ ‫وا�سعة يف الأزمنة املا�ضية‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 596‬للتنمية الثقافية‬ ‫التعر�ض �إىل ق�صف مناطق �سكناهم من قبل‬ ‫�أو ّ‬ ‫إ�رسائيلي��ة‪ .‬عر���ض بجانب‬ ‫ق��وات االحت�لال ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أه��م �أهداف «مونولوغات‬ ‫�‬ ‫ذاك‪:‬‬ ‫عالجي‪.‬‬ ‫نف�سي‬ ‫ّ‬ ‫و�شابات من غزّة ق�ص�صهم‬ ‫غ ّزة»‪ .‬مل يرو �شباب‬ ‫ّ‬ ‫الذاتي��ة من احل��رب واحل�صار فق��ط‪ ،‬بل �أجنزوا‬ ‫ّ‬ ‫تقنيات‬ ‫عل��ى‬ ‫مبني‬ ‫م�رسح��ي‬ ‫تدريب‬ ‫برنام��ج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسح امل�ضطهدين‪ ،‬بالكتـــــــــابة الإبداعيــــــّة‬ ‫النف�سية يف‬ ‫الهادفة �إىل احل ّد من �آثار ال�صدمات‬ ‫ّ‬ ‫املدربني ال�صغار‬ ‫املدربون‬ ‫عرف‬ ‫َّ‬ ‫زمن احلرب‪َّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ بور�ش��ة التدري��ب ـ �إىل �أوغيت�سوب��وال م� ّؤ�س�س‬ ‫امل�رسحية هذه‪ ،‬بهدف التغيري �إميا ًنا‬ ‫املدر�س��ة‬ ‫ّ‬ ‫أهم ّي��ة امل��سرح يف ع�لاج امل�ش��كالت‬ ‫من��ه ب� ّ‬ ‫والنف�سية‪.‬‬ ‫واالقت�صاية‬ ‫واالجتماعية‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعلّم املعلّمون يف التجربة وعلّموا‪.‬‬ ‫�أنتجــــت «مونـولــوغـات غ ّزة»‬ ‫العام ‪ .2010‬دارت مونولوغات‬ ‫اويني يف العامل‪،‬‬ ‫الأطف��ال الغ ّز ّ‬ ‫حتـى و�صلت �إىل الأمم امل ّتحدة‬ ‫يف عر�ض ا�ستثنائي‪.‬‬

‫مونولوغات غزّ ة‬

‫ع��اد �أبو علي يا�سني من «فيلم �سينمائي»‬ ‫يف غ���زّة �إىل «مونولوغ��ات غ�� ّزة»‪ .‬لع��ب دور‬ ‫م��درب الفري��ق‪ ،‬حت��ت �إ��شراف املدي��رة الف ّن ّية‬ ‫ّ‬ ‫�إميان عون‪ .‬ابن��ة جتربة احلكواتي تقود جتربة‬ ‫ي�ستمر م� ّؤ�س�س جتربة‬ ‫خارج احلكواتي‪ .‬يف حني‬ ‫ّ‬ ‫والفكرية‬ ‫احلكواتي يف كتاب��ة خياراته الف ّن ّي��ة‬ ‫ّ‬ ‫تطرف موق��ف ورحابة مفهوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والدرامي��ة بني ّ‬ ‫ال تزال التجرب��ة �إذن حمور النهو�ض امل�رسحي‬ ‫يف ال�ضفّة الغرب ّي���ة يف �أفعال �رسيع��ة دالّة‪.‬‬ ‫الفل�سطيني��ة متالحقة باملعنى‬ ‫�أ�سئل��ة التجربة‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذا‪ .‬ال ه��دوء �أم��ام مكان��ة‪ .‬وال مكان��ة �أم��ام‬ ‫ق�ضي��ة‪ ،‬ال مكان��ة �أمام حياة مه�� ّددة‪ .‬لن ي�شفي‬ ‫ّ‬ ‫امل��سرح الفل�سطين��ي غلي��ل �أحد قب��ل �أن ي�شفي‬ ‫غليل �أبطاله‪� .‬أبط��ال مغلولون‪� .‬أبطال مقتولون‬ ‫مث��ل جوليانو خمي�س مري‪ .‬قتل امل�رسحي عند‬ ‫باب م�رسحه‪ .‬م�رسحي ن�شط‪ .‬نافخ يف الطيب‪ .‬مل‬ ‫يت�ص ّدر الرجل الأمراء يف �صحن اجلامع الأعظم‬ ‫يهتم بالفت��اوى‪ ،‬لأ ّنه مل ينتبه‬ ‫يف غرناطة‪ .‬مل ّ‬ ‫�إليه��ا‪ .‬وج��د قيامت��ه يف الإثن��اء عل��ى جتارب‬ ‫ومتيزه��م بالرواي��ة‪� .‬أخ��رج جوليانو‬ ‫ال�شب��اب ّ‬ ‫مريخمي����س الكثري والن��ادر ب��ر�ؤى وا�سعة يف‬ ‫عامل االجتماع ال�سيا�سي‪.‬‬

‫يتخب��ط‬ ‫وج��د الرج��ل عن��د ب��اب م�رسح��ه ّ‬ ‫ك�سمك��ة يف مي��اه �ضحل��ة �آ�سن��ة‪« .‬ر ّد �آخرون»‬ ‫بقتل��ه‪ .‬قتل��وه ر ًّدا على ح��ال حراك��ه امل�ضيئة‬ ‫امل�شعة‪ .‬مل ي�ضع عل��ى عينيه ع�صابة‬ ‫وغليان��ه‬ ‫ّ‬ ‫تعميه‪ .‬مل يراع �إ ّال ال�صدق يف االختيار من دون‬ ‫انك�س��ار للآخ��ر‪ .‬رحل جوليان���و خمي�س مري‬ ‫خا�صت�ين ب��ه‪ّ � .‬أوالً‪« :‬العذراء‬ ‫ب�ين‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحيت�ين ّ‬ ‫ن���ص ت�شيلي‪ .‬ثم‪:‬‬ ‫واملوت»‪ .‬ثان ًي��ا‪« :‬الكرا�سي»‪ّ .‬‬ ‫ن���ص واقعي‪ .‬و�آخ��ر عبثي‪ .‬مات‬ ‫ن���ص فرن�سي‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫جوليانو خمي����س مري بعب��ث العابثني على‬ ‫�أر�ض فل�سطني‪ .‬انتقائ��ي‪ .‬فر�ض على الهاج�س‬ ‫واجلمالي��ة‪ .‬ا�ستدع��ت‬ ‫الفكري��ة‬ ‫الآين هواج�س��ه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وملحة �أملت عليه‬ ‫الهواج�س هذه ق�ضايا راهنة‬ ‫ّ‬ ‫�إح�سا�س��ه بالوج��ود يف جمتم��ع مع�ّي نّ يتم ّت��ع‬ ‫مبواقف �إزاء ما يحيط به‪.‬‬ ‫ا�ست�شهاد جوليانو خمي�س مري يف ال�ضفّة‬ ‫الغرب ّي���ة كا�ست�شه��اد النا�ش��ط الإيط��ايل يف‬ ‫متطرفة‬ ‫غ�� ّزة‪� .‬إ ّنهم��ا قتيال فت��اوى جماع��ات‬ ‫ّ‬ ‫�ض�� ّد فل�سطني‪ .‬عم��ل جوليانو خمي�س مري يف‬ ‫نظرية‬ ‫امل��سرح الفل�سطين��ي‪ ،‬لي���س عم ًال عل��ى ّ‬ ‫نظري��ة‬ ‫�سيا�سي��ة �أو عل��ى خط���أ‬ ‫اجتماعي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعي��ة‪� .‬إ ّن��ه عم��ل عل��ى عل��م‬ ‫ـ‬ ‫��ة‬ ‫�سيا�سي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االخت�لاف ال�سيا�س��ي‪ .‬ل ّأن الرواية يف امل�رسح‬ ‫مثب��ت‪ .‬جوليانو خمي�س‬ ‫حدي��ث ثابت‪ .‬حديث ّ‬ ‫راو � ّأوالً‪ .‬ث��م‪� :‬صاح��ب حدي��ث ثاب��ت‪ .‬ثم‪:‬‬ ‫م�ير ٍ‬ ‫�صاحب حدي��ث مثبت‪ .‬لن تقم��ع ال�صفات هذه‬ ‫دفع��ة واح��دة يف رج��ل �صاح��ب حل��م ومنهج‬ ‫و�صاح��ب انتماء �أكيد‪ .‬لأ ّن��ه ابن ح�ضارة والده‬ ‫الفل�سطينية الأ�ش ّد‬ ‫اليهودي��ة ـ‬ ‫الفل�سطين��ي و� ّأمه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفل�سطيني�ين �أك�ثر بكث�ير‬ ‫تع ّل ًق��ا بفل�سط�ين‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطيني�ين �أنف�سهم‪.‬‬ ‫م��ن‬ ‫الكث�ير‬ ‫م��ن الكثري‬ ‫ّ‬ ‫ي��سرب الرج��ل �إىل �أر���ض فل�سط�ي�ن‪� .‬إ ّن��ه‬ ‫مل‬ ‫ّ‬ ‫فل�سطيني‪.‬‬ ‫فل�سطيني اب��ن‬ ‫فل�سطين��ي بالوالدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي على ن�صو�ص م�شارق الأر�ض‬ ‫ا�شتغل‬ ‫ّ‬ ‫يخ���ش �شي ًئ��ا �إ ّال زوال اجل��ذع‬ ‫ومغاربه��ا‪ .‬مل‬ ‫َ‬ ‫املرئي للم�رسح‪ .‬لأن امل�شهد هو كيان امل�رسح‪.‬‬ ‫ه��ذا يف حت�صيل احلا�ص��ل‪ .‬دارت ك ّل ن�صو�ص‬ ‫خيارات��ه حول طبيعة الإن�س��ان الفل�سطيني يف‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪597‬‬

‫جتلّى هواء امل�رسح الفل�سطيني‬ ‫اجلديد و�سط الأزمات املوجزة‬ ‫واملطول��ة‪ ،‬بالعب��ور �إىل الد ّقة‬ ‫ّ‬ ‫والتع ّدد‪ .‬بحي��ث زكّ ت التجربة‬ ‫م�ســرحيــــات‬ ‫املونــودرامـا �أو‬ ‫ّ‬ ‫املم ّثــ��ل الواحد ومقابلــه عنـد‬ ‫فرن�سـوا �أبــ��و �ســالــم‪ .‬وزكّ ـــت‬ ‫م�رسحيات ال�صنف‬ ‫التجــربـ��ة‬ ‫ّ‬ ‫االقت�ص��ادي عنـ��د جـوليــانــو‬ ‫خـــميــ���س ميـــ��ر‪ ،‬باخــــتي��ار‬ ‫ب�شخ�صيات قليلة‪.‬‬ ‫ن�صو�ص‬ ‫ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫�أن�صاب��ه املتالحق��ة‪� .‬س��واء بالط��رق املبا�رشة‬ ‫�أم بالط��رق غ�ير املبا�رشة‪« .‬الع��ذراء واملوت»‬ ‫ن���ص مع��روف ع��ن االعتق��ال واالغت�ص��اب‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص يوجني‬ ‫معروف‪.‬‬ ‫ن�ص‬ ‫«الكرا�سي»‬ ‫أر‪.‬‬ ‫�‬ ‫والث��‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص من م�رسح الالمعقول‪� .‬أو م�رسح‬ ‫يون�سكو‪ّ .‬‬ ‫ن���ص ع��ن زوج�ين‪ .‬مي�ض��ي الزوج��ان‬ ‫العب��ث‪ّ .‬‬ ‫امل�رسحية حكاية‬ ‫عق��و ًدا من الزمن م ًعا (تروي‬ ‫ّ‬ ‫جوليان��و نف�سه‪ ،‬حكاي��ة � ّأمه و�أبي��ه‪ .‬فل�سطيني‬ ‫ويهودي��ة يف فل�سط�ي�ن املحتلّ��ة‪ .‬علم��ت � ّأم��ه‬ ‫ّ‬ ‫خمي��م جنني‪� .‬أ�صبح‬ ‫الكث�ير من الفل�سطيني يف ّ‬ ‫بع�ضه��م يف مراكز عالية‪ ،‬يف حني ن ّفذ البع�ض‬ ‫اليهودية بقمع‬ ‫بررتها‬ ‫عمليات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الآخر ّ‬ ‫انتحارية ّ‬ ‫للفل�سطينيني وحماوالت‬ ‫إ�رسائيلية‬ ‫ال�سلطات ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إلغائه��م)‪ .‬مي�ض��ي الزوج��ان عقو ًدا م��ن الزمن‬ ‫تعرف��ا �إىل بع�ضيهم��ا‪� ،‬إىل درج��ة �أ ّنه مل‬ ‫م ًع��ا‪ّ .‬‬ ‫يخ�ص‬ ‫خافيا على �أحدهما يف ما‬ ‫يبق � ّأي �شيء‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الآخ��ر‪ .‬وجد الزوجان طريقة لقت��ل امللل وقتل‬ ‫واقعيني‪ .‬خيار الزوجني‬ ‫زوار غري‬ ‫ّ‬ ‫العزلة‪ّ :‬‬ ‫تخيل ّ‬ ‫النهائي �صاعق‪ :‬االنتحار‪� .‬إ ّنه �أعظم قرار‪ .‬تقرير‬ ‫م�رسحية عن‬ ‫م�ص�ير �إىل عامل �آخر �أكرث �سعادة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال��شر» بح�س��ب‬ ‫الريب��ة وقلّ��ة الثق��ة «وفرائ���س‬ ‫ّ‬ ‫يون�سكو‪ .‬ج���ورج �إبراهي���م ون�رسين فاعور‬ ‫على اخل�شب��ة‪ .‬معهم��ا �إليا�س نقوال‪� .‬أجواء من‬ ‫من�ص��ة �أخ�ضعه��ا جوليانو‬ ‫ّ‬ ‫ال�سوريةلي��ة ف��وق ّ‬ ‫م�ي�ر خمي�س �إىل منطق��ة الأح�لام والكوابي�س‬ ‫واجلن�س (معادل املوت)‪.‬‬ ‫ق ّدمت «الكرا�سي» عل��ى م�رسح و�سينماتيك‬ ‫ال�شخ�صيات‬ ‫الق�صبة يف رام اهلل‪ .‬ال تعني قلّ��ة‬ ‫ّ‬ ‫يف «الكرا�س��ي» انقي��اد الإخ��راج �إىل الإب��داع‬ ‫اخلج��ول‪ .‬بالعك���س‪ .‬ب��ل اال�شتغ��ال عل��ى تراكم‬ ‫االقت�صادية»‬ ‫اخل�برات‪ ،‬باختي��ار «الن�صو���ص‬ ‫ّ‬ ‫ب�شخ�صي��ات قليلة‪� .‬إ ّنه‬ ‫�أو املقت�ص��دة‪ .‬ن�صو���ص‬ ‫ّ‬ ‫هواء امل��سرح الفل�سطيني اجلديد و�سط الأزمات‬ ‫واملطولة‪� .‬إ ّنه معرب امل�رسح الفل�سطيني‬ ‫املوجزة‬ ‫ّ‬ ‫�إىل الد ّق��ة والتع�� ّدد‪ .‬م��سرح ه��ذا احل�يرة‪ .‬عن��د‬ ‫فرن�سوا �أبو �سامل‪ :‬زكّ ت التجربة املونودراما �أو‬ ‫م�رسحيات املم ّثل الواحد ومقابله‪ .‬عند جوليانو‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحيات ال�صنف‬ ‫خمي�س مري‪ :‬زكّ ت التجربة‬ ‫ّ‬

‫ب�شخ�صي��ات‬ ‫االقت�ص��ادي‪ ،‬باختي��ار ن�صو���ص‬ ‫ّ‬ ‫قليل��ة‪ .‬عن��د امل�رسح الوطن���ي الفل�سطيني ـ‬ ‫«ن���ص كي���س ر�صا�ص» يف‬ ‫احلكوات���ي‪ :‬ق ّدمت ّ‬ ‫القد�س العام ‪ 2010‬كعالم��ة بارزة يف جتربة‬ ‫م��ا ارت�ضت �إ ّال ال�شغل على خي��ال الظلّ‪ .‬ت�أليف‪:‬‬ ‫كامل البا�شا‪ .‬ت�صمي��م و�إخ��راج‪ :‬عبد ال�سالم‬ ‫عبده‪ .‬متثي��ل وغن��اء رمي تلحم���ي ورجائي‬ ‫�صندوق���ة وعام���ر الأ�شهب وعب���د ال�سالم‬ ‫عبده‪� .‬إنت��اج امل�رسح الوطن���ي الفل�سطيني‬ ‫ـ احلكوات���ي بدعم م��ن م� ّؤ�س�سة عبد املح�سن‬ ‫القطّان يف �إط��ار برنامج دعم الثقافة والفنون‬ ‫دورا‬ ‫ّ‬ ‫املمول م��ن م� ّؤ�س�سة فورد‪ .‬تلعب الأخرية ً‬ ‫بار ًزا يف املجال هذا‪ .‬وهو دور ال يبتغي �صحبة‬ ‫اخلا�صة‬ ‫امل�رسحي�ين‪ ،‬ق��در م��ا ميتل��ك �أ�سئلت��ه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص��ة‪ .‬وهي ال ت���ؤ ّدي �إ ّال �إىل لغة‬ ‫إجابات��ه‬ ‫و�‬ ‫ّ‬ ‫متع� رّ​ّث�ة ل��دى املب��دع الفل�سطين��ي والعرب��ي‪،‬‬ ‫بتن��ازالت امل�رسح��ي هذا حت��ت وط���أة الو�ضع‬ ‫االقت�صادي والطلب االقت�صادي املق ّنع‪.‬‬ ‫ق�ضية‬ ‫ق�ضية �أخ��رى هي ّ‬ ‫ثم��ة ّ‬ ‫ه��ذه ّ‬ ‫ق�ضية‪ّ .‬‬ ‫امل��سرح الوطني الفل�سطيني‪ .‬ا�سم معطوف على‬ ‫ا�س��م �آخر‪ :‬احلكوات��ي‪ .‬ال عالقة ل�ل�أول بالثاين‪.‬‬ ‫� ّأوالً‪ :‬هناك «ن�ص كي���س ر�صا�ص»‪ .‬حفاظ على‬ ‫ال�تراث‪ ،‬بذا ي�صدر مدير ع��ام امل�رسح الوطني‬ ‫الفل�سطيني جمال غو�شة كلمته يف الربو�شري‬ ‫تخ�ص���ص املخ��رج عبد‬ ‫اخلا���ص‬ ‫ّ‬ ‫بامل�رسحي��ة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�س�ل�ام عبده يف م��سرح الدم��ى‪� .‬أتق��ن ـ من‬ ‫أهم ّي��ة �إحياء م�رسح خي��ال الظ ّل‬ ‫خ�لال ذل��ك ـ � ّ‬ ‫م��ن جدي��د‪ .‬ق��ام بتجمي��ع العدي��د م��ن الكت��ب‬ ‫واملراج��ع‪ ،‬لكي تن ّف��ذ التجربة ب�ش��كل �صحيح‪.‬‬ ‫أهم ّي��ة البالغة يف �إع��ادة �إحياء م�رسح‬ ‫�أيق��ن ال ّ‬ ‫خي��ال الظ�� ّل بلقائ��ه بالف ّنان الرتك��ي جانكيز‬ ‫�أوزي���ك يف م�ؤمتر ل�صانع��ي الدم��ى يف مدينة‬ ‫لي���ون يف فرن�سا‪ .‬ط��رح عب���د ال�سالم عبده‬ ‫ن�ص على كام���ل البا�شا‪ .‬وجد � ّأن‬ ‫فك��رة كتابة ّ‬ ‫كتابات��ه تنا�س��ب م��سرح خي��ال الظ��لّ‪ ،‬بعد �أن‬ ‫كتب «جدي��دون والغول��ة» (مب�شارك��ة «م�رسح‬ ‫تتح�س�س‬ ‫اجل��ن»‪.‬‬ ‫ال��رواة» الفل�سطين��ي) و«دي��ك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية �صورة امل�ستقبل من خالل املا�ضي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 598‬للتنمية الثقافية‬

‫يف املـ�ســـــ��رح الــوطـنـــــ��ي‬ ‫الفل�سطـينــ��ي ـ احلكـواتي‪ :‬ق ّدم‬ ‫«نـ���ص كـيــ�س ر�صـــا�ص» يف‬ ‫ّ‬ ‫القـد���س العــام ‪ 2010‬كعالمـة‬ ‫بارزة يف جتربة ما ارت�ضت �إال‬ ‫ال�شغل على خيال الظلّ‪.‬‬

‫تفتت��ح كاميلي��ا (رمي تلحم���ي) مقه��ى حجي‬ ‫�صالح‪ ،‬احلكواتي املخايل امل�ست�شهد يف معركة‬ ‫الق�سط���ل ال�شه�يرة‪ .‬ت��رك الرج��ل وراءه مرياثًا‬ ‫عظيم��ا تري��د كاميليا �إحي��اءه من جدي��د‪ ،‬بعد‬ ‫ً‬ ‫عام��ا على رحي��ل املخاي��ل‪ ،‬مب�ساعدة‬ ‫أربع�ين‬ ‫�‬ ‫ً‬ ‫وبطلي‬ ‫ابن حارتها عبوده (عبد ال�سالم عبده)‬ ‫ّ‬ ‫م��سرح خي��ال الظ ّل كراكوز وعي��واظ‪ .‬جاء عبد‬ ‫الق���ادر احل�سين���ي �إىل �سورية لك��ي ي�ستعني‬ ‫العربي��ة‪ .‬هن��اك‪ :‬اعتذروا ع��ن تلبية‬ ‫بالزعام��ة‬ ‫ّ‬ ‫طلبات��ه‪ .‬هناك‪ ،‬منحوه‪ :‬ن�ص��ف كي�س ر�صا�ص‪.‬‬ ‫توجه عبد القادر‬ ‫توجه �إىل القد�س‪ .‬ثم‪ّ :‬‬ ‫عندها‪ّ :‬‬ ‫احل�سيني �إىل الق�سطل‪ .‬دخله��ا ظهرية ال�سابع‬ ‫م��ن ني�سان‪ .‬عنده��ا‪ :‬عمد على الف��ور �إىل �إعادة‬ ‫تنظي��م �صف��وف املجاهدين‪ .‬ع�ّي�نّ يف امليمنة‬ ‫(اجلهة‬ ‫ال�رشقي��ة) املجاهد حافظ بركات‪ .‬عينّ‬ ‫ّ‬ ‫الغربية) ال�شيخ هارون بن‬ ‫يف املي�رسة (اجلهة‬ ‫ّ‬ ‫جازي‪ .‬يف القلب‪ :‬ف�صيلتان بقيادة �إبراهيم �أبو‬ ‫دية‪ .‬بقيت القيادة يف يد احل�سيني مع ف�صيلي‬ ‫�إ�سناد قادهم��ا ك ّل من عبد اهلل العمري وعلي‬ ‫املو�سو�س‪ .‬بد�أ الهجوم وفق الرتتيب هذا‪� .‬إ ّذاك‪:‬‬ ‫العدو‬ ‫ق��وات القل��ب اكت�ساح مواق��ع‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستطاع��ت ّ‬ ‫أمامي��ة‪ .‬غ�ير � ّأن التق�� ّدم بقي‬ ‫وا�ستحكامات��ه ال ّ‬ ‫�صع ًب��ا ب�سبب قلّة الذخ�يرة‪� .‬أُ�صيب �إبراهيم �أبو‬ ‫ديه مع �س ّتة ع�رش من رجاله بجراح‪ .‬هنا‪ :‬اندفع‬ ‫عبد القادر احل�سيني لإنقاذ املوقف باقتحام‬ ‫القري��ة م��ع ع��دد م��ن املجاهدي��ن حت��ت وابل‬ ‫من ن�يران ال�صهاين��ة‪ .‬بطلوع فج��ر الثامن من‬ ‫ني�س��ان‪ ،‬وق��ع عبد القادر ـ ومن معه ـ يف طوق‬ ‫�أحكمه ال�صهاينة عليهم‪ ،‬ما �أ ّدى �إىل ا�ست�شهاده‪.‬‬ ‫�أثر ذلك‪ :‬اندفعت جندات كبرية �إىل الق�سطل‪ ،‬من‬ ‫حرا�س احل��رم القد�سي ال�رشي��ف‪ ،‬بيد � ّأن‬ ‫بينه��ا ّ‬ ‫النجدات هذه جاءت غري منظّ مة‪.‬‬

‫�أ�شكال و�ألوان‬

‫وثنائيات‬ ‫دم��ى وخيال ظ ّل ومونودرامات‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ة وعب��ث وال معق��ول وم��سرح واق��ع‬ ‫ّ‬ ‫وتغري��ب بحدود قليلة وجترب��ة �إمناء م�رسحي‬ ‫م��ع �أطف��ال غ�� ّزة يف «مونولوغات غ�� ّزة»‪ .‬هذا‬

‫أخ�ص‪ :‬بعد الك�ساد واالنطباع‬ ‫لي�س ب�سيطً ا‪ .‬بال ّ‬ ‫ب��� ّأن الفل�سطيني يف ال�ضفّ���ة الغرب ّية يجل�س‬ ‫الت�ص��ور ب� ّأن‬ ‫غالب��ا م��ا وق��ع‬ ‫ومي�ش��ي فق��ط‪ً .‬‬ ‫ّ‬ ‫و�ضعي��ة جلو���س‬ ‫امل�رسح��ي الفل�سطين��ي يف‬ ‫ّ‬ ‫أبدية‪� .‬أي‬ ‫بوذي��ة‪� .‬إ ّن��ه �أ�شبه بب��وذا بجل�ست��ه ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرتب��ع الهن��دي‪� ،‬أو �ش��يء �شبي��ه‬ ‫��ة‬ ‫و�ضعي‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بذل��ك‪ .‬ال يقلّ��د ح�� ًّدا‪ .‬ال �أحد هن��ا‪ .‬لطاملا جرى‬ ‫الت�ص��ور � ّأن اجلمي��ع يجل���س بطريق��ة واح��دة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و� ّأن اجلميع مي�شي بطريقة واحدة‪ .‬و�أن ال وقت‬ ‫اليومية‬ ‫حاجياته‬ ‫�أم��ام الفل�سطيني �إ ّال لت�أمني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويوميات��ه يف بنيتها املتداول��ة‪ .‬الأج�ساد غري‬ ‫ّ‬ ‫املخيل��ة غ�ير حمبو�س��ة‪ ،‬مل ت���أكل‬ ‫حمبو�س��ة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية‪ .‬مل‬ ‫والقرى‬ ‫املدن‬ ‫الدينية‬ ‫الطقو�س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الديني��ة الفل�سطيني‪ ،‬ولو �أ ّنها‬ ‫أ�صولية‬ ‫ت���أكل ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستعملت ك�أداة �سيادة على ك ّل �أدوات و�أ�شكال‬ ‫أ�صولية على بع�ض‬ ‫التعب�ير‪� .‬سيطرت ال��روح ال‬ ‫ّ‬ ‫�أجزاء الف�ضاء الفل�سطيني‪ .‬ح�سم الأمر يف غزّة‪.‬‬ ‫مل يح�س��م بعد يف ال�ضفّ���ة الغرب ّية‪ ،‬طاملا � ّأن‬ ‫جت�س��دت يف ردود فع��ل مباغت��ة‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫أ�صولي��ة ّ‬ ‫واجهها الفل�سطيني ب��روح املقاتل الياباين �أو‬ ‫و�ضعي��ات جديدة‪.‬‬ ‫ال�سام��وراي‪ .‬نتج ع��ن ذلك‬ ‫ّ‬ ‫و�ضعي��ة‬ ‫التوج���س واخل��وف � ّأوالً‪.‬‬ ‫و�ضعي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينيون‬ ‫ون‬ ‫امل�رسحي‬ ‫يروي‬ ‫ا‪.‬‬ ‫ثاني‬ ‫املبارزة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ�صولية‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫احلركة‬ ‫أثري‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫عن‬ ‫وحكايات‬ ‫حكايات‬ ‫ّ‬ ‫ـ احلركات ـ على املجال الوا�سع للفنون‪ .‬ي�ستند‬ ‫عملي��ة عل��ى‬ ‫الفل�سطيني��ون �إىل ��ضرب �أمثل��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية‪.‬‬ ‫��ات‬ ‫امل�رسحي‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫أ�ص��ويل‬ ‫نظرة ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫روى عام���ر خلي���ل (لق��اء �شخ�ص��ي) �أ ّنه يف‬ ‫م�رسحي��ة «عيد قندي��ل»‪ ،‬وهي‬ ‫�أثن��اء تقدمي��ه‬ ‫ّ‬ ‫الذاتية‪ ،‬الحظ نظرات فتاة مريبة‬ ‫تروي �سريته‬ ‫ّ‬ ‫وغريب��ة يف و�سط جمه��ور ـ مدر�سي (املدر�سة‬ ‫حي��ث يعر�ض)‪ .‬مل ترف��ع نظراتها عنه‪ .‬غري �أ ّنه‬ ‫ا�ستم��ر يف تقدمي عر�ضه‪� .‬صب��اح اليوم التايل‬ ‫ّ‬ ‫وجد مديرة املدر�سة ـ حيث يق ّدم «عيد قنديل»‬ ‫ـ يف انتظاره‪ .‬ق ّدمت �إليه باقة ورد‪ .‬ثم اعتذرت‬ ‫للم�رسحية‪ .‬ما‬ ‫املق��ررة‬ ‫عن �إكم��ال العرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أعطت � ّأي �سبب‪ .‬اعتذرت ونقطة على �آخر �سطر‬ ‫الكالم‪ .‬اكت�شف عامر خليل � ّأن الفتاة �صاحبة‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪599‬‬

‫الديني��ة‬ ‫أ�صولي��ة‬ ‫مل ت���أكل ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطيني‪ ،‬ولو �أ ّنها ا�ستعملت‬ ‫ك�أداة �سي��ادة عل��ى ك ّل �أدوات‬ ‫التعب�ير و�أ�شــكـــاله‪� .‬سيطـــرت‬ ‫أ�صوليــة علــى بع�ض‬ ‫الــروح ال‬ ‫ّ‬ ‫�أجــــزاء الف�ضــاء الفل�سـطيـنــي‪.‬‬ ‫ح�ســـم الأمـر يف غ ّزة‪ .‬مل يح�سم‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫بعد يف ال�ضفّة‬ ‫ّ‬

‫ي�ستم��ر امل�رسح الفل�سطيني‬ ‫�أن‬ ‫ّ‬ ‫معج��زة‪ .‬اعتم��د امل�رسحــــ��ي‬ ‫ق��وة الي�أ�س‪،‬‬ ‫الفل�سطين��ي على ّ‬ ‫الق��وة هذه‬ ‫لك��ي ي�ص��وغ م��ن ّ‬ ‫امل�ستقبلية‪ .‬لكي ي�صوغ‬ ‫حياته‬ ‫ّ‬ ‫القوة هذه �صورة م�ستقبله‪.‬‬ ‫من ّ‬ ‫انفرطت جتربة احلكواتي‪ ،‬لكن‬ ‫مل ي�شكّل الأمر فجوة‪ .‬ومل ت ّت�سع‬ ‫الفجوة يف انفجار احلكواتي‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫الإبـــداع‬

‫النظ��رات الغريبة‪ ،‬لي�ست �إ ّال ابن��ة �إمام اجلامع‬ ‫القريب‪ .‬هكذا‪� :‬سمع امل�رسحي ا�سمه يف مكبرّ ات‬ ‫�ص��وت م�آذن اجلوامع تهدر دمه ب�سبب �إ�شارته‬ ‫م�سيحية ـ هو امل�سلم ـ و�إىل‬ ‫�إىل ن�شوئه يف بيئة‬ ‫ّ‬ ‫ال�سجادة يف‬ ‫خوف��ه م��ن �ص��ورة الكعب��ة عل��ى ّ‬ ‫ا�ضطر عامر خليل �إىل‬ ‫ليايل طفولت��ه البعيدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حتا�شي نتائج فتوى �إهدار الدم بوقوع حوادث‬ ‫ا�ضطر‬ ‫�أو وق��وع فو�ضى يف عرو�ض��ه اجلديدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�إىل حتا�ش��ي ذل��ك بق�ص��د الرئي���س الفل�سطيني‬ ‫يا��س�ر عرفات‪� .‬أخ�بره مبا ح��دث ل��ه‪ .‬بعدها‪:‬‬ ‫تك ّفل عرفات بالباقي‪.‬‬ ‫مهم عند‬ ‫مهم كما هو ّ‬ ‫امل�رسح عند الآخر غري ّ‬ ‫امل�رسحي‪� .‬إ ّنه �شيء ي�ستغنى عنه‪ .‬بل‪ :‬اال�ستغناء‬ ‫عنه �أجدى‪ .‬بل‪ :‬العمل يف امل�رسح نوع من �أنواع‬ ‫أهم ّية‬ ‫االنف�ص��ام‪ .‬حلظ��ة ي�ستحيل القول فيه��ا ب� ّ‬ ‫أهم ّية امل�رسح‪ .‬ينوجد امل�رسح لدى‬ ‫امل�رسحي �أو � ّ‬ ‫الآخر بفتور �أو بربود‪ .‬ت�سقط لديه حاالت التل ّقي‬ ‫اجلزئ��ي �أو الكام��ل‪ُ .‬يتل ّق��ى امل��سرح ـ لدى جزء‬ ‫م��ن اجلمهور الفل�سطين��ي ـ على �أ�سا���س الأفكار‬ ‫امل�سبقة منه‪ .‬انق�سام بني الفكر والعقل يف حلظة‬ ‫تعر�ض‬ ‫التح��ام بالفعل‪ .‬ي��روي عامر خليل �أ ّنه ّ‬ ‫تعر�ض‬ ‫بينة الأفع��ال‬ ‫ّ‬ ‫�إىل نتائ��ج ثقافة ّ‬ ‫املرئية‪ّ .‬‬ ‫الن�ص وال‬ ‫فج���أة‪ .‬لأن ال �ش��يء �أوح��ى بذل��ك‪ .‬ال ّ‬ ‫ن�ص�� ًا بال لون ب�رشة‪ .‬ال‬ ‫الإخ��راج وال الأداء‪ .‬ق ّدم ّ‬ ‫أح�س ب�أ ّنه‬ ‫ب�رشة �سوداء وال ب�رشة بي�ضاء‪ .‬فج�أة‪ّ � :‬‬ ‫هن��دي �أحمر يف و�سط �أمريكي �أبي�ض‪� .‬إذ هاجمه‬ ‫�أحد املل ّثم�ين ب�سكّني وهو عل��ى خ�شبة امل�رسح‬ ‫«ن�ص من كافكاً‪� .‬أخذ «تقرير �إىل‬ ‫يق ّدم‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية ّ‬ ‫أكادميية»‪ .‬ترجمه ثم اقتب�سه‪ ،‬ثم ق ّدمه‪ .‬يروي‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫مل �أ�سل��م م��ن احلادثة‪ .‬ي��روي‪� :‬أدخلن��ي ذلك �إىل‬ ‫امل�ست�شفى‪ .‬بقي��ت يف امل�ست�شفى فرتة طويلة‪ .‬مل‬ ‫أتعاف حني خرجت منها‪ .‬ك ّل ما حاولته‪ :‬توطيد‬ ‫� َ‬ ‫العالقة باجلمهور‪ .‬توطيد العالقة بالنا�س‪ .‬ق�سوة‬ ‫م�رسحية‬ ‫بق��وة‬ ‫بقوة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية‪ّ .‬‬ ‫املهاجم املل ّث��م ّ‬ ‫«الع��ذراء واملوت» جلوليانو مريخمي�س‪ .‬لعبت‬ ‫امل�رسحي��ة يف «م��سرح املي��دان» يف حيف���ا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫��ة‬ ‫م�رسحي‬ ‫قوي��ة بح�س��ب �إميان عون‪ .‬عن��د �أهل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهمة حم�� ّددة‪ .‬ي��روي عامر‬ ‫املي��دان»‬ ‫«م��سرح‬ ‫ّ‬

‫مبهم��ة عالية‬ ‫خليل‪ :‬يتم ّتع «م��سرح امليدان»‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي�ين الفل�سطينيني بع�ضهم‬ ‫القيم��ة‪ :‬ربط‬ ‫ّ‬ ‫بالبع���ض الآخر‪ .‬ومبا � ّأن ال��كالم كالم م�سارح‪،‬‬ ‫يج��در ذك��ر � ّأن م��سرح احلكوات��ي عل��ى واجهة‬ ‫رتا‬ ‫امل�رسح الوطن���ي الفل�سطيني لي���س �إ ّال تي ً‬ ‫خلفي��ة وم��ن دون ت�أث�ير يف ف�ض��اء‬ ‫م��ن دون ّ‬ ‫ريا‪،‬‬ ‫من االنك�ش��اف الكامل‪ .‬يحدث ه��ذا فر ًقا كب ً‬ ‫امل�رسحي�ين الفل�سطيني�ين العائ�ش�ين‬ ‫بح�س��ب‬ ‫ّ‬ ‫يف رع��ب االنق�س��ام الفل�سطين��ي (ج��رى توقيع‬ ‫ورق��ة التفاه��م الفل�سطين��ي بني فت��ح وحما�س‬ ‫يف القاه��رة �أثن��اء الكتاب��ة يف �أوائل �شه��ر � ّأيار‬ ‫‪.)2011‬‬ ‫ي�ستمر امل�رسح الفل�سطيني معجزة‪ .‬اعتمد‬ ‫�أن‬ ‫ّ‬ ‫ق��وة الي�أ���س‪ ،‬لكي‬ ‫امل�رسح��ي الفل�سطين��ي على ّ‬ ‫امل�ستقبلية‪ .‬لكي‬ ‫القوة هذه حيات��ه‬ ‫ّ‬ ‫ي�صوغ م��ن ّ‬ ‫القوة هذه �صورة م�ستقبله‪ .‬انفرطت‬ ‫ي�ص��وغ من ّ‬ ‫جترب��ة احلكوات��ي‪ .‬هذا �صحي��ح‪ .‬مل ي�ش��كّل هذا‬ ‫فج��وة‪ .‬مل ت ّت�س��ع الفجوة يف انفج��ار احلكواتي‪.‬‬ ‫�أدخل االنفج��ار الكثريين �إىل ع�صورهم‪ .‬مل تعد‬ ‫التجرب��ة �إىل ال�صفر‪� .‬أخذت الكث�ير من �أبطالها‬ ‫اخلا�ص��ة بخ�برات‬ ‫�إىل �أح�ضاره��م و�أ�سفاره��م‬ ‫ّ‬ ‫جمموعة يف حقائب ظهر‪ ،‬مل يلحظها �أحد وهي‬ ‫تن�ش�� ّد على ظهورهم‪� .‬ساف��ر فرن�سوا �أبو �سامل‪.‬‬ ‫ث��م‪ :‬عاد‪ .‬ع��اد بخ�ساراته وخيبات��ه �إىل الأر�ض‬ ‫امله�� ّددة باخل�رسان الدائ��م‪ .‬انطلق الآخرون من‬ ‫قاع��دة ال�صف��ر‪ .‬مل ينطلق��وا من ال�صف��ر‪ ،‬بل من‬ ‫ثم��ة ف��روق هائلة ب�ين ال�صفر‬ ‫قاع��دة ال�صف��ر‪ّ .‬‬ ‫وقاعدته‪ .‬بني قاعدة ال�صفر وال�صفر‪ .‬ال�صفر هو‬ ‫ال�صف��ر‪ .‬القاعدة رمز التج ّدد الدائم‪ .‬رمز التج ّدد‬ ‫امل�ستمر ولو من حِ ف ٍر �ض َيق امل�ساحة �أو عري�ض‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينيني‬ ‫�ين‬ ‫امل�رسحي‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫‪:‬‬ ‫أه��م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫امل�ساحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مل يع��ادوا �أنف�سه��م‪ ،‬ح�ين وق��ع الع��داء ب�ين‬ ‫ق�صة امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينيني‪ .‬يروي عام��ر خليل ّ‬ ‫الوطني الفل�سطيني ـ احلكواتي ب�صوت خفي�ض‪.‬‬ ‫ب�صوت توا�ضع ل��ن ي�سعه عامل كامل‪� .‬إ ّنه رفيق‬ ‫�إمي���ان ع���ون يف زي��ارة �إىل ال�شارقة بهدف‬ ‫اال�سرتاتيجي��ة يف‬ ‫امل�شارك��ة يف لق��اء ح��ول‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح‪ .‬والتنمية يف امل�رسح‪ .‬م�رسح احلكواتي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 600‬للتنمية الثقافية‬

‫ي�ستم��ر امل�رسح الفل�سطيني‬ ‫�أن‬ ‫ّ‬ ‫معجــــزة‪ .‬اعتـمــد امل�ســـرحــي‬ ‫قـوة الي�أ�س‪،‬‬ ‫الفل�سطينــي علــى ّ‬ ‫القــ��وة هذه‬ ‫لكــ��ي ي�صوغ من‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستقبلية‪ .‬لكي ي�صوغ‬ ‫حياته‬ ‫ّ‬ ‫القوة هذه �صورة م�ستقبله‪.‬‬ ‫من ّ‬ ‫انفرطت جتربة احلكواتي‪ ،‬لكن‬ ‫مل ي�شكّل الأمر فجوة‪ .‬ومل ت ّت�سع‬ ‫الفجوة يف انفجار احلكواتي‪.‬‬

‫لي�س عمارة‪ .‬يفوق م�رسح احلكواتي م�صطلحات‬ ‫الفع��ل املعماري‪ .‬م�رسح احلكواتي دنيا‪ .‬م�رسح‬ ‫احلكواتي كون‪� .‬إ ّنه �سينما عتيقة‪.‬‬ ‫ع��ن للإ�رسائيلي�ين حتوي��ل حي��اة‬ ‫كلّم��ا ّ‬ ‫الفل�سطينيني �إىل حي��اة رتيبة وبطيئة‪ ،‬هاجموا‬ ‫ّ‬ ‫م��سرح احلكواتي واقتادوا عنا�رص التجربة �إىل‬ ‫امل�سكوبية‪ ،‬قب��ل �أن ُيطل��ق �رساحهم �إىل‬ ‫�سج��ن‬ ‫ّ‬ ‫إ�رسائيلي��ون � ّأن‬ ‫م�رسحه��م م��ن جدي��د‪� .‬أدرك ال‬ ‫ّ‬ ‫ال�صال��ة لي�ست �صالة‪ ،‬بل �أنها جمال اجتماعي ـ‬ ‫�سيا�سي ـ فكري‪ .‬هكذا قر�أوها‪ .‬قر�أوا ك ّل ما اختب�أ‬ ‫خلف غالفها‪ .‬ك ّل ما حتجبه واجهاتها‪ .‬العمارة‬ ‫أكادمييا‬ ‫فن العمارة هنا‪ .‬لي�س��ت تعريفًا �‬ ‫لي�س��ت ّ‬ ‫ًّ‬ ‫أكادميي�ين املولع�ين‬ ‫�أو تعريفً��ا جاه�� ًزا �إ ّال لل‬ ‫ّ‬ ‫بالت�صمي��م والهند�س��ة والتزي�ين والزخرف��ة‪،‬‬ ‫املنكبني على نحت الكتل والنتوءات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية على‬ ‫ة‬ ‫الوطني‬ ‫ال�سلطة‬ ‫با�ستي�لاء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسح احلكواتي‪� ،‬سقط برج التجارة يف القد�س‬ ‫ال�رشق ّية‪ .‬مالحظة‪ :‬اخت�يرت �صالة يف القد�س‬ ‫إ�رسائيلي��ة‬ ‫الق��وة ال‬ ‫ّ‬ ‫ال�رشق ّي���ة ب�سب��ب �ضم��ور ّ‬ ‫عملي��ة قتل رخي�صة‬ ‫القانوني��ة هن��اك‪� .‬أطاحت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومبتذلة �أه��داف قيام م��سرح احلكواتي ال ّأول‪.‬‬ ‫التن��وع يف م�أزق‬ ‫�أوىل الأه��داف‪� :‬إع�لاء �ش���أن‬ ‫ّ‬ ‫علماني��ة يف‬ ‫الي�أ���س املقي��م يف �إع�لان دول��ة‬ ‫ّ‬ ‫فل�سطني‪ .‬دولة اجلماع��ات والأقوام والأطياف‬ ‫املتنوعة‪ .‬لن تظفر فل�سطني مب�رسح‬ ‫وال�رشائ��ح‬ ‫ّ‬ ‫كم��سرح احلكواتي‪ .‬هذه خ�سارة �أكي��دة‪ ،‬ولو � ّأن‬ ‫فرن�سوا �أبو �سامل ال يزال يق ّدم مونودراماته �أو‬ ‫م�رسحياته با�سم «احلكواتي»‪ .‬تخلّ�صت ال�سلطة‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية من �أ�سطورة امل�رسح ب�رضبة واحدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ب��دل � ّأن تع�� ّزز الأ�سط��ورة بغري القتل‪ .‬ه��ذا د�أب‬ ‫الفل�سطيني‪ .‬هذا د�أب العرب‪.‬‬

‫منوذج �إ�شكايل‬

‫�أحد الأ�سماء البارزة يف امل�رسح الفل�سطيني‬ ‫املعا��صر‪ :‬جورج �إبراهي���م خوري‪ .‬نا�شط يف‬ ‫والغربية‪� .‬إنه‬ ‫العربي��ة‬ ‫امل�رسحية‬ ‫املهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ�سا�سي��ة‬ ‫من��وذج �إ�ش��كايل‪ .‬ال تخف��ي �أبحاث��ه ال‬ ‫ّ‬ ‫ن�شاطات��ه كم��ا ال تخف��ي الأ�سئل��ة الدائرة حول‬

‫�سلوكه وم�ساره وم�سار عالقته بال�سلطات‪ .‬يروي‬ ‫الفل�سطيني�ين � ّأن ال حمرمة‬ ‫امل�رسحيني‬ ‫بع���ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لديه‪ ،‬طاملا �أ ّنه يريد �أن يغ ّذي م�رسحه‪« .‬م�رسح‬ ‫�سينماتيك الق�صبة»‪ .‬خم�س وثالثون �سنة حتت‬ ‫ال�ض��وء‪ .‬هذا زمن يح�س��ب م�ضاعفًا �أو م�رضو ًبا‬ ‫بثالث��ة و�س��ط االحت�لال الإ�رسائيل��ي‪ .‬يق�� ّدم‬ ‫م�رسحيات يف‬ ‫م�رسحيتني وثالث‬ ‫م�رسحه بني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العام الواحد يف بلد االنتفا�ضات واال�شتباكات‬ ‫االقت�صادية‬ ‫والت�صفيات وال�صدامات والأزمات‬ ‫ّ‬ ‫والفكري��ة‪« .‬ق�ص���ص حت��ت‬ ‫واالجتماعي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية الثاني��ة يف العام ‪2010‬‬ ‫االحت�لال»‬ ‫ّ‬ ‫«م��سرح و�سنيماتي��ك الق�صب��ة»‪ .‬ق�ص���ص �ض ّد‬ ‫يدمر يف فل�سطني‪.‬‬ ‫االحتالل‪ .‬نوع من تدمري من ّ‬ ‫ق�ص���ص طالع��ة م��ن ��شروط ال معزول��ة ع��ن‬ ‫جمتمعه��ا و�سط ال��ركام واخلرائب‪ .‬ق�ص�ص بني‬ ‫�أع�يرة املوازين‪ .‬ل��ن تت�ساوى ك ّف��ة امليزان مع‬ ‫ك ّفة املي��زان الأخرى يف فل�سطني املحتلّة‪ .‬بيد‬ ‫� ّأن حم��اوالت امل�ساواة ه��ي حماوالت حمدودة‬ ‫قوته��ا وعنفه��ا املكبوت مبواجه��ة العنف‬ ‫من ّ‬ ‫قوة مك�شوفة جتاه جرائم معلنة‬ ‫العلني وفاعليه‪ّ .‬‬ ‫يتغا�ضى املجتمع الدويل عنها‪ .‬ال يريد «م�رسح‬ ‫الق�صبة» وال امل�سارح الأخرى �أن يركب جدران‬ ‫امل���أزق وال رك��وب الي�أ���س املقي��م‪ .‬بالعك���س‪.‬‬ ‫امل�رسحيون �أن يبدو‬ ‫تري��د امل�سارح هذه‪ ،‬يري��د‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستقب��ل ماثالً‪ .‬و�أن تب��دو احتماالت الظفر به‬ ‫الفل�سطينية �إىل‬ ‫ماثلة بدورها‪ .‬و�صلت امل�سارح‬ ‫ّ‬ ‫برنامج عمل��ي‪ .‬جنحت يف ذل��ك‪� .‬أنتج جناحها‬ ‫التخلّ���ص من �سيط��رة احلزب واجلبه��ة والقائد‬ ‫واحلاك��م على ك ّل �شيء‪ .‬رفعت امل�سارح حاالت‬ ‫عملية مقلوبة‪ .‬مل يرف�ضها النظام‬ ‫الط��وارئ يف ّ‬ ‫الفل�سطيني وال النظام الإ�رسائيلي (يعيرّ النظام‬ ‫العربي بح��االت الطوارئ املعلنة فيه‪ .‬يف حني‬ ‫ال ي�أت��ي �أح��د عل��ى �س�يرة نظ��ام الط��وارئ يف‬ ‫�إ�رسائي��ل ال�س��اري املفع��ول من��ذ العام ‪.1948‬‬ ‫الفل�سطينية باحتالل فل�سطني‪.‬‬ ‫�أي عام النكب��ة‬ ‫ّ‬ ‫تربيرا للنظام العرب��ي‪ .‬بل �إ�شارة �إىل‬ ‫لي�س ه��ذا‬ ‫ً‬ ‫اخلل��ط والتورية ب�ين نظام ونظ��ام يف �سيا�سة‬ ‫املكيالني يف ال�رشق الأو�سط)‪.‬‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪601‬‬

‫ال يطرح امل�رسح الفل�سطيني‬ ‫�إ ّال واقع �أبناء فل�سطني وال‬ ‫يحاكي �إ ّال واقعهم امل�شرتك‪.‬‬ ‫ثمة ت�ضا�ؤل‬ ‫�صحيح � ّأن ّ‬ ‫القوة يف املبارزة مع‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫االحتالل الإ�رسائيلي‪ ،‬على‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫�صعيد احلياة‬ ‫ّ‬ ‫واالقت�صادية‪،‬‬ ‫واالجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القوة يف‬ ‫يف‬ ‫ؤل‬ ‫�‬ ‫ت�ضا‬ ‫غري �أن ال‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح الفل�سطيني على هذا‬ ‫ال�صعيد‪ .‬هذه ف�ضيلة امل�رسح‬ ‫هنا‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫«ق�صــ���ص حتـــ��ت االحــت�لال» عر���ض‬ ‫م�رسحــــي ملجــــموع��ة خمـــتارة من عــرو�ض‬ ‫م�ســــرح و�سينماتيك الق�صبة منذ االنتفا�ضة‬ ‫الفل�سطينية‪ .‬ي�ؤكّ د عب��د اجلعبة املدير الف ّني يف‬ ‫ّ‬ ‫امل��سرح‪ّ � ،‬أن امل��سرح اخت��ار مو�ض��وع الإعالم‬ ‫والو�ض��ع الفل�سطين��ي‪� .‬إ ّن��ه ��سرد م�رسح��ي يف‬ ‫حت��ول الفل�سطين��ي �إىل خ�بر تتناقل��ه‬ ‫كيفي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�سائل الإعالم يف جميع �أنحاء العامل‪ .‬يف حني‬ ‫الفل�سطينيني ووجودهم‬ ‫يت�ضمن اخلرب حي��وات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واخلطر عل��ى احلياة والوج��ود‪ .‬عر�ض من �أجل‬ ‫الت�أكي��د عل��ى � ّأن الفل�سطيني بحاج��ة �إىل حياة‬ ‫ه��ي حي��اة � ّأي ف��رد يف � ّأي دول��ة يف الع��امل‪.‬‬ ‫حي��اة ب�ضحك و�أحزان وم��وت وحياة‪ .‬حياة بال‬ ‫احت�لال‪ .‬ي�ش�ير طاق��م العم��ل الد�س��م �إىل ن�شوء‬ ‫حقيقي��ة يف امل��سرح الفل�سطين��ي‪ .‬طبقة‬ ‫طبق��ة‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطيني�ين املتكاثرين ك ّل يوم‬ ‫امل�رسحي�ين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بيوم��ه‪ .‬ذل��ك � ّأن فري��ق العم��ل م�ؤلّف م��ن نزار‬ ‫الزعبي للإخراج ومعاذ اجلعبة للإ�ضاءة‪� ،‬إىل‬ ‫فريق كامل من املم ّثلني من �أحمد �أبو �سلعوم‬ ‫�إىل �إ�سماعي���ل الد ّب���اغ وجورجينا ع�صفور‬ ‫وح�سام �أب���و عي�شة وعم���اد فراجي وكامل‬ ‫البا�شا وحممود عو�ض وخليفة ناطور وخالد‬ ‫امل�ص ّور‪ ..‬ت�أليف جماعي‪( .‬ت� ّأ�س�س امل�رسح � ّأو ّال‬ ‫امل�رسحي��ة»‪ .‬بق��ي‬ ‫حت��ت ا�س��م «فرق��ة الفن��ون‬ ‫ّ‬ ‫مت تغيري‬ ‫باال�سم ذات��ه حتى العام ‪ ،1984‬حيث ّ‬ ‫اال�سم �إىل «م�رسح ال�شوك»‪ .‬غيرّ ت الفرقة ا�سمها‬ ‫مرة جدي��دة يف العام ‪� 1986‬إىل «فرقة الور�شة‬ ‫ّ‬ ‫الف ّن ّي��ة»‪ .‬ج��اء اال�س��م لينا�سب تطلّع��ات الفرقة‬ ‫يف امل��سرح التجريب��ي و�إر�س��اء �أ�سالي��ب ف ّن ّية‬ ‫جدي��دة تبني وتنبني على املعا�رصة والتجديد‪.‬‬ ‫مت��ت املبا�رشة الع���ام ‪ 1989‬يف بن��اء م�رسح‬ ‫ّ‬ ‫«الق�صب��ة» وترميم��ه يف موقع��ه الراه��ن يف‬ ‫املدينة املق ّد�سة‪ ،‬حتى يعنى ب�أغرا�ض العرو�ض‬ ‫يتحول �إىل م�ساحة‬ ‫امل�رسحية املختارة‪ .‬وحتى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت�شكيلي��ة‪ .‬ولكي ي�ضحي‬ ‫للفن��ون‬ ‫دائم‬ ‫عر���ض‬ ‫ّ‬ ‫ملتق��ى املث ّقف�ين والف ّنان�ين يف حما��ضرات‬ ‫وندوات ومناق�شات‪.‬‬ ‫«ق�ص���ص حت��ت االحت�لال» جمموع��ة من‬

‫امل�رسحية‪ّ � .‬أوالً‪ :‬الهليكوبرت‪ .‬ثان ًيا‪ :‬من‬ ‫امل�شاهد‬ ‫ّ‬ ‫قت��ل عبد احل�س��ن‪ .‬ثالثًا‪ :‬مل��ن اهلل‪ .‬راب ًعا‪ :‬ر�سالة‬ ‫خام�سا‪ :‬حقيبة‬ ‫من طف��ل فل�سطيني يف الع��امل‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حب على خطّ الي�أ�س‪� .‬شبه م�شاهد‬ ‫�سفر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫�ساد�سا‪ّ :‬‬ ‫و�سيا�سية‪� .‬أن‬ ‫م�رسحية يف توليفة ب�أهداف ف ّن ّية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يبد�أ احلدث عل��ى خ�شبة امل�رسح و�أن يكتمل يف‬ ‫ال�شوارع وعلى احلواج��ز‪� .‬أو �أن يبد�أ يف ال�شارع‬ ‫ليكتمل على اخل�شب��ة‪� .‬إذ � ّإن امل�رسح الفل�سطيني‬ ‫ال يط��رح �إ ّال واقع �أبناء فل�سطني وال يحاكي �إ ّال‬ ‫ثم��ة ت�ضا�ؤل يف‬ ‫واقعه��م امل�ش�ترك‪� .‬صحيح � ّأن ّ‬ ‫الق��وة يف املبارزة م��ع االحت�لال الإ�رسائيلي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعي��ة‬ ‫ال�سيا�سي��ة‬ ‫عل��ى �صعي��د احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القوة يف‬ ‫ّ‬ ‫واالقت�صادي��ة‪ .‬غري �أن ال ت�ض��ا�ؤل يف ّ‬ ‫امل��سرح الفل�سطيني على ال�صعيد هذا هنا‪ .‬هذه‬ ‫امل�رسحيني‬ ‫ف�ضيل��ة امل��سرح هذا‪ .‬هذه ف�ضيل��ة‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطيني�ين‪ّ � .‬إن جوهر الأم��ر هنا‪ّ � ،‬أن امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫منوذجي��ة بوجودها‬ ‫��ات‬ ‫�شخ�صي‬ ‫يب��دع‬ ‫مل يع��د‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف احلي��اة ال�ساطع��ة حت��ت االحت�لال الأ�شب��ه‬ ‫ا�ستم��ر ال��صراع م��ع الطبيعة ـ‬ ‫بالطبيع��ة‪ .‬ل��ذا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيون ـ بحكم‬ ‫تراجيدي��ا‪ .‬لن يفتق��د‬ ‫الإل��ه‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫تط��ور احلي��اة ـ الإمي��ان بالرتاجيدي��ا بانتقال‬ ‫ّ‬ ‫النموذجي��ة من الواقع‬ ‫وال�شخ�صية‬ ‫الرتاجيدي��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت�ستقر يف دفاتر‬ ‫�إىل امل�رسح‪ .‬انتقلت ه��ذه لكي‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطيني�ين ويف �أر�شيفهم الإن�ساين‪.‬‬ ‫يومي��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مبعث الده�ش��ة يف امل��سرح الفل�سطيني‪ ،‬يف � ّأن‬ ‫الفل�سطيني�ين مل ي�صغ��روا دوائ��ر‬ ‫امل�رسحي�ين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال��صراع يف ي��وم م��ن ال ّأي��ام‪ .‬بالعك���س‪� .‬أبقوا‬ ‫ال�رصاع يف دائرته الك�برى‪ .‬مل ي�ستبدلوا ـ بذلك‬ ‫جراء ذلك ـ‬ ‫ـ الرتاجيدي��ا بال�شجن‪ .‬مل يقع��وا من ّ‬ ‫يف ال�ضي��اع والالج��دوى والال�أم��ل م��ع فقدان‬ ‫اجلدوى والأمل يف �أوقات مديدة‪.‬‬ ‫ق�ضيت��ان امل��سرح الفل�سطين��ي‪.‬‬ ‫ت��درك‬ ‫ّ‬ ‫االحت�لال والتموي��ل‪ .‬ينت��ج ع��ن ذل��ك م��ا دفع‬ ‫الفل�سطيني�ين �إىل الإمي��ان بعظمة‬ ‫امل�رسحي�ين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الإن�سان وقدرت��ه على التغيري «يف ظ ّل ال�شهيد»‬ ‫م�رسحية لفرن�س���وا �أبو �سامل)‪.‬‬ ‫(عن��وان �آخ��ر‬ ‫ّ‬ ‫م�بررات تدقيق‬ ‫يعم��م ال��صراع م��ع االحت�لال ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ�ساوية‬ ‫�‬ ‫امل‬ ‫أو�ضاع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫��ة‬ ‫الفل�سطيني‬ ‫العرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 602‬للتنمية الثقافية‬

‫ق�ص�ص حتت االحتالل» عر�ض‬ ‫م�رسحي ملجموعة خمتارة من‬ ‫عــرو�ض م�ســــرح و�سينماتـيك‬ ‫القـ�صـبــ��ة مـنــذ االنتـفا�ضــــة‬ ‫الفل�سطيني��ة‪ .‬ي�شري طاقم عمله‬ ‫ّ‬ ‫حقيقية‬ ‫طبقة‬ ‫ن�شوء‬ ‫إىل‬ ‫الد�سـم �‬ ‫ّ‬ ‫فـي امل�رسح الفل�سطيني‪ .‬طبقة‬ ‫الفـل�سـطيـنييـن‬ ‫امل�ســـرحـيـيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتكاثرين ك ّل يوم بيومه‪.‬‬

‫أ�رصوا على حماكمة‬ ‫ّ‬ ‫بقوة فل�سطني � ّ‬ ‫الفل�سطينية‪ّ .‬‬ ‫�رس هنا‪ .‬هنا‪ :‬ال�رصاع‬ ‫�رس وكلمة ّ‬ ‫قتلة �آبائهم‪ .‬ال ّ‬ ‫يف العلن‪.‬‬ ‫ال تقت��صر مفكّ��رة الع����ام ‪ 2010‬عل��ى ما‬ ‫ج��رى ذك��ره‪� .‬أو عل��ى ما ذك��ر م��ن «�أوبوا يف‬ ‫«ن�ص كي���س ر�صا�ص»‬ ‫اللحام�ين» �إىل ّ‬ ‫�س��وق ّ‬ ‫امل�رسحي��ة‪� .‬أب�� ًدا‪ .‬ق ّدم‬ ‫وغريه��ا م��ن الأعم��ال‬ ‫ّ‬ ‫ح��ر» يف حيفا «�أن��ا يو�سف يا‬ ‫«م��سرح �ش�بر ّ‬ ‫احلر ّي��ة» يف جنّني «�ألي�س‬ ‫�أخي»‪ .‬ق ّدم «م�رسح ّ‬ ‫يف ب�لاد العجائ��ب»‪ .‬ق�� ّدم «م��سرح ع�شت��ار»‬ ‫«‪ 48‬دقيق��ة م��ن �أجل فل�سط�ين»‪ .‬عمل �صامت‪.‬‬ ‫عم��ل ي��� ّؤرخ لفل�سط�ي�ن ونا���س فل�سط�ي�ن‬ ‫وال��صراع الفل�سطين��ي ـ الإ�رسائيلي منذ العام‬ ‫‪ 1915‬و�ص��و ًال �إىل بداي��ات التهج�ير‪ .‬ق ّدم��ت‬ ‫ح��رة»‪� .‬أربع ن�ساء‬ ‫فالنتين���ا �أبو عق�صة «�أن��ا ّ‬ ‫فل�سطيني��ات يف �سجون االحت�لال الإ�رسائيلي‬ ‫ّ‬ ‫�صبيتان على‬ ‫رة‪.‬‬ ‫ومدم‬ ‫عنيف��ة‬ ‫حتقيقات‬ ‫و�سط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املف�صلية‬ ‫خ�شبة امل��سرح‪� .‬إنارة لأحد الع��وامل‬ ‫ّ‬ ‫ال�شخ�صية على‬ ‫حتر�ض الرغب��ة‬ ‫ّ‬ ‫يف فل�سطني‪ّ .‬‬ ‫التم��رد يف م��ا ه��و م�ؤ ّث��ر يف‬ ‫تن�شي��ط رغب��ات‬ ‫ّ‬ ‫الرتاتبية‬ ‫و�ضعيته��ا‬ ‫كينون��ة الفل�سطين��ي ويف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫برقية كافية ووافية بحقائقها‬ ‫املذلّة‪ .‬ر�سائ��ل ّ‬ ‫النا�صع��ة‪ .‬تخ��رج الر�سائ��ل ه��ذه م��ن العوامل‬ ‫ال�سفلي��ة‪ ،‬لكي حتت�� ّل ف�ضاء الع��امل‪� .‬إ ّنها �إرادة‬ ‫ّ‬ ‫ال�صوت ومقاومته‪ .‬مكا�شفة وم�ساءلة‪ .‬وجتاوز‬ ‫ذل��ك �إىل ن�صو�ص مولودة جديدة‪ ،‬ال تف�صح �إ ّال‬ ‫العربية يف مقاب��ل البعد الديني‬ ‫ع��ن حقيقتها‬ ‫ّ‬ ‫للمحت ّل بفق��ه معامالته وعبادت��ه‪ .‬انتقام من‬ ‫الفل�سطيني��ات‬ ‫مكاني��ة خم�صب��ة مب��اء‬ ‫ذاك��رة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خا�ص‪.‬‬ ‫ودمائهن يف م�رشوع جهادي‬ ‫وعرقهن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خالفية‪ ،‬مل يع�شها‬ ‫وم�ستمر لعوامل‬ ‫تد�شني دائم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفل�سطينية‪ .‬هنا‪ :‬ي ّت�صل ال ّأول‬ ‫�إ ّال الفل�سطين��ي‬ ‫ّ‬ ‫تتوهج‬ ‫هنا‪:‬‬ ‫ل‪.‬‬ ‫أو‬ ‫ل‬ ‫با‬ ‫آخر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�صل‬ ‫ت‬ ‫بالآخر‪ .‬هنا‪ :‬ي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتوهج طفل حلظ��ة اخلروج من‬ ‫امل�أ�س��اة كم��ا ّ‬ ‫رح��م والدت��ه‪ .‬يتج ّدد اجن��راح ال�سل��وك‪ .‬ينزف‬ ‫احلياتية ذات ال�صلة‬ ‫اجلرح يف م�سرية �صاحبه‬ ‫ّ‬ ‫بالآخرين‪ .‬اعرتاف بالأمل ال�صادم‪ .‬ي�صبح ال�شغل‬ ‫أ�رضارا‬ ‫ممن �أحلق �‬ ‫ـ حت��ت هذا ال�رشط ـ‬ ‫ً‬ ‫انتقام��ا ّ‬ ‫ً‬

‫جمرد الإحالة‬ ‫ج�سدية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وروحي��ة ال ّ‬ ‫تعو�ض‪ّ � .‬إن ّ‬ ‫الزمكاني��ة هذه مكا�شف��ة لتاريخ‬ ‫ّلحظ��ة‬ ‫�إىل ال‬ ‫ّ‬ ‫�ضار‪ .‬ع��ودة �إىل �أرتو‪ .‬عودة �إىل م�رسح‬ ‫ّ‬ ‫ح�س��ي ّ‬ ‫الق�سوة‪ .‬ع��ودة �إىل التط ّهر والتطهري‪ .‬عودة �إىل‬ ‫اقت�ص��اد امل��سرح ولي�س �إىل �سط��وة االقت�صاد‬ ‫حيوية ذات حمولة‬ ‫على امل�رسح‪ .‬جملة �أف��كار‬ ‫ّ‬ ‫أهم ّية‪.‬‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫أهم ّي��ة ب� ّ‬ ‫أهم ّية‪ّ � .‬‬ ‫أهم ّية عل��ى � ّ‬ ‫أخالقي��ة‪ّ � .‬‬ ‫تتحمل ك ّل �أ�شكال‬ ‫�أن�سن��ة مطلقة‪ .‬ل ّأن الأن�سن��ة‬ ‫ّ‬ ‫أجنبي��ة (االحت�لال)‬ ‫الغرب��ة وك ّل املظاه��ر ال ّ‬ ‫دائما‬ ‫وك ّل حت ّدي��ات الو�ض��ع الب��شري الواق��ع ً‬ ‫حت��ت اختبار العن��ف واال�ضطه��اد املتج ّددين‬ ‫يقيني��ة غ�ير باذخ��ة �أب ًدا‪ .‬ذل��ك � ّأن‬ ‫با�ستم��رار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حترر م��ن وط�أة‬ ‫الأن�سن��ة ت�سم��ح بتق��دمي حال ّ‬ ‫ثقاف��ة مغاي��رة مل�ضمونه��ا وحتري��ر رموزها‬ ‫الأك�ثر ت�صل ًّب��ا يف التفك�ير املن�س��وب �إليه��ا‪.‬‬ ‫علماني��ة يف م�ستوى‬ ‫حداثي��ة وحتى‬ ‫وجعله��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التح ّدي��ات املطروح��ة يف ك ّل حلظ��ة‪ .‬ترجم��ة‬ ‫الأن�سن��ة ـ يف واحدة م��ن تعبرياتنا ال�صارخة ـ‬ ‫يف غياب الفودفي��ل وم�رسح القوالني وم�رسح‬ ‫البولف��ار وامل�س��ارح اخلفيف��ة الأخ��رى ع��ن‬ ‫الفل�سطينية‪ .‬لي�س‬ ‫امل�رسحي��ة‬ ‫خريطة التجربة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذا مك�سب املعان��اة يف الدائرة الكربى‪ ،‬حيث‬ ‫يتم ّدد ح�ضور املحت�� ّل الإ�رسائيلي‪� .‬إ ّنه مك�سب‬ ‫إن�ساني��ة‪ .‬الفل�سطيني‬ ‫�صفعة و�صفح��ة الّلغة ال‬ ‫ّ‬ ‫يف ف�ضاء تراتبي يف �سلم يقع با�ستمرار داخل‬ ‫الّلغ��ة ال ّأم‪ .‬الّلغة هنا‪� :‬سلوك‪ .‬الّلغة هنا‪� :‬أ�شكال‬ ‫عالقات‪ .‬الّلغة هنا‪ :‬انعكا�س الّلغة على �أ�شكال‬ ‫التعب�ير �أو يف �أ�شكال التعبري‪ .‬يدفع الكالم هذا‬ ‫�إىل التفكري بالأ�شكال املعمول بها يف امل�سارح‬ ‫الفل�سطيني��ة‪� .‬إذ � ّإن ال�شكل �س�لاح‪� .‬سالح �إدراك‬ ‫ّ‬ ‫املو�ض��وع مب��ا ي�ستح ّق��ه املو�ض��وع‪ .‬حت��ضر‬ ‫الواقعية‪ .‬كم��ا يح�رض التغريب‪ .‬يح�رض العبث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يح�رض م�رسح الق�سوة‪ .‬يحاجج �أبطال امل�رسح‬ ‫الفل�سطين��ي امل��سرح الفل�سطين��ي يف الطري��ق‬ ‫للملحمية‪،‬‬ ‫�إىل ابت��داع عامل جدي��د‪ .‬ال ح�ض��ور‬ ‫ّ‬ ‫لأ ّنها حا��ضرة يف الواقع‪ ،‬حا�رضة يف احلياة‬ ‫العامة‪ ،‬حا�رضة يف العام الفل�سطيني‪ .‬ال �شيء‬ ‫ّ‬ ‫مق ّد���س هن��ا‪ ،‬طامل��ا � ّأن ك ّل �ش��يء يخ�ضع �إىل‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪603‬‬

‫ال تقت�رص مفكّرة العام‬ ‫على م�رسحيات مثل «�أوبوا يف‬ ‫و«ن�ص كي�س‬ ‫اللحامني»‬ ‫ّ‬ ‫�ســوق ّ‬ ‫ر�صـــا�ص» وغيـرهـا‪� .‬إذ قـــ ّدم‬ ‫حر» يف حيفا «�أنا‬ ‫«م�رسح �شرب ّ‬ ‫يو�سف يا �أخي»‪ ،‬وق ّدم «م�رسح‬ ‫احلر ّيــة» فـي ج ّنني «�ألي�س يف‬ ‫ّ‬ ‫بالد العجائب»‪ ،‬وق ّدم «م�رسح‬ ‫ع�شتار» «‪ 48‬دقيقة من �أجــل‬ ‫فل�سطني»‪ .‬وق ّدمت فالنتينا �أبو‬ ‫حرة»‪.‬‬ ‫عق�صة «�أنا ّ‬ ‫‪2010‬‬

‫الإبـــداع‬

‫التجريب على موا�ضيع وا�ضحة ترتبط بكينونة‬ ‫ومت��ر بال��صراع الدائ��م م��ع قوى‬ ‫الفل�سطين��ي‬ ‫ّ‬ ‫إن�سانية‬ ‫بالق�ضية والأبعاد ال‬ ‫االحت�لال‪ .‬ترتبط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن�سانية‪ .‬ت�ؤكّ د �إميان عون‪:‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫بالق�ضي‬ ‫اخلا�صة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ق�ضية الوجود‪.‬‬ ‫مع‬ ‫تتقاطع‬ ‫ة‬ ‫ال�سيا�سي‬ ‫ة‬ ‫الق�ضي‬ ‫� ّأن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وج��ود الفل�سطيني‪ .‬وجودن��ا‪ .‬موا�ضيع جاهزة‬ ‫وغ�ير جاه��زة يف �آن‪ .‬حي��ث ترتب��ط بتجري��ب‬ ‫امل�رسحي��ة ـ املرتبطة‬ ‫ح�ضوره��ا يف الأ�شكال‬ ‫ّ‬ ‫بدوره��ا بتجرب��ة ح�ضورها ـ عل��ى املوا�ضيع‪.‬‬ ‫ثاني��ا‪ :‬ا�ستدع��اء‪ .‬ثال ًث��ا‪ :‬جتريب‪.‬‬ ‫�أوالً‪ :‬تفك�ير‪ً .‬‬ ‫يخ���ش الفل�سطيني عقاب م��ن يخالفه‪ .‬جعل‬ ‫مل‬ ‫َ‬ ‫ن�س��اء فل�سطني يراقبون اجلن��ود وهم يقطعون‬ ‫الر�ض��ع‪ .‬جع��ل رج��ال‬ ‫أطفاله��ن‬ ‫ومي ّزق��ون �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فل�سط�ين يراقب��ون �أوالدهم وه��م ي�ست�شهدون‬ ‫بر�صا�ص وا�ضح و�رصيح وهم معهم‪ .‬مل يخف‬ ‫الفل�سطيني��ة الإ�رسائيل��ي ومل‬ ‫الفل�سطين��ي وال‬ ‫ّ‬ ‫يعب��دوه‪ .‬انتق�ص ذلك من هيبة الإ�رسائيلي‪ ،‬ما‬ ‫للفل�سطينيني‪.‬‬ ‫التعبريي��ة‬ ‫ق��وى ح�ضور الق��وى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يقر امل��سرح الفل�سطيني ـ على �ضوء ذلك ـ ب� ّأن‬ ‫ّ‬ ‫العقل ال الن�شوة هو من ي�ستطيع انتهاك الأ�رسار‬ ‫يف الغ��رف البعي��دة �أو ال�صنادي��ق البعيدة يف‬ ‫الغ��رف القريب��ة‪ .‬يواج��ه امل��سرح الفل�سطيني‬ ‫ج�بروت الإ�رسائيلي بالتخطّ ��ي‪ .‬بالتخطّ ي يف‬ ‫امل�ساحة ـ املكان‪ .‬امل��سرح الفل�سطيني م�رسح‬ ‫واقعي��ة‪ .‬م�رسح مالت��ي ميديا‪.‬‬ ‫م��كان‪ .‬م��سرح‬ ‫ّ‬ ‫الكال�سيكية‪ .‬مل يعد‬ ‫غ��ادر امل�رسح الفل�سطين��ي‬ ‫ّ‬ ‫واقعية‬ ‫�إليه��ا �أب�� ًدا منذ غادرها‪ .‬ال �رسيل��ة‪ .‬وال‬ ‫ّ‬ ‫أه��م‪ :‬اال�شتغ��ال عل��ى امل�شه��د‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستهالكي��ة‪ .‬ال ّ‬ ‫أهم‪ :‬اال�شتغال على‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ال�ص��ورة‪.‬‬ ‫على‬ ‫اال�شتغال‬ ‫ّ‬ ‫اجل�سد‪ .‬اال�شتغال عل��ى الروح‪ .‬غادرت التجربة‬ ‫اخلطاب��ة �إىل االح�تراف‪ .‬امل��سرح الفل�سطيني‬ ‫م�رسح م��كان‪� .‬أ�صبح للمكان الفل�سطيني �شعب‬ ‫املكان‪ .‬املذه��ل � ّأن فل�سطني متتلك ـ كجغرافيا‬ ‫ـ الكث�ير من الأمكنة‪ .‬يف��رز الواقع واقعه‪ .‬يفرز‬ ‫الواقع القدمي واقعه اجلديد‪ .‬املكان الفل�سطيني‬ ‫امل�رسحية‪ .‬غري‬ ‫التحتية‬ ‫منوذج��ي‪ .‬تغيب البنى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫� ّأن امل�س��ارح ال تغي��ب‪ .‬تزده��ر امل�س��ارح‪ ،‬كما‬ ‫تزدهر التجارب‪ُ .‬تع ّد الفرق الفاعلة بالع�رشات‪.‬‬

‫�أبرزه��ا‪ :‬م��س�رح املي���دان يف حيف���ا‪ .‬فرقة‬ ‫م��سرح «ب�رشحي��ل»‪ .‬مركز حمم���ود دروي�ش‬ ‫يف النا��ص�رة (م�رسح جم ّه��ز بقاع��ة ومرافق‬ ‫فل�سطيني��ة وتنت��ج‬ ‫عرو�ض��ا‬ ‫تدري��ب ت�ستقب��ل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫فل�سطيني��ة)‪ .‬م��س�رح �أن�سمبل فرينج‬ ‫�أعم��ا ًال‬ ‫ّ‬ ‫يف النا��ص�رة‪ .‬م�رسح اللج���ون يف النا�رصة‬ ‫غ�سان ع ّبا�س)‪ .‬م�رسح حنني‬ ‫(� ّأ�س�س��ه املم ّث��ل ّ‬ ‫يف النا��ص�رة (� ّأ�س�سه الف ّن��ان لطفي نوي�رص)‪.‬‬ ‫فرق��ة م�رسح ال�س�ي�رة (� ّأ�س�سه الف ّن��ان را�ضي‬ ‫�شحادة)‪� .‬أع�ضاء م�رسح ال�سرية فريق م�رسحي‬ ‫متخ�ص���ص مب�رسح الدم���ى ـ املاريونيت)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ج��وال يف �سخن�ي�ن‪ .‬امل�رسح العربي‬ ‫م�رسح‬ ‫ّ‬ ‫يف يافا‪ .‬م�رسح الالز يف عكّا‪ .‬م�رسح احلرّ ّية‬ ‫يف خم ّيم جنني‪ .‬م��س�رح ع�شتار يف رام اهلل‬ ‫ـ «م��س�رح و�سنيماتيك الق�صبة» يف رام اهلل‪.‬‬ ‫امل��سرح ال�شعبي يف خم ّي���م الأمعري (� ّأ�س�سه‬ ‫م�رسحية‬ ‫الف ّنان فتحي عب���د الرحمن ـ قاعة‬ ‫ّ‬ ‫�صغ�يرة وفريق م�رسحي �شباب��ي ينتج �أعما ًال‬ ‫م�رسحية م��ع طلبة اجلامع��ات)‪ .‬فرقة م�رسح‬ ‫ّ‬ ‫�سف���ر يف رام اهلل‪ .‬فرق��ة م��س�رح الطنطورة‬ ‫يف رام اهلل (� ّأ�س�س��ه ن�ض���ال اخلطيب)‪ .‬م�رسح‬ ‫�صن���دوق العج���ب يف رام اهلل (� ّأ�س�س��ه عادل‬ ‫الرتي�ت�ر)‪ .‬امل�رسح الوطن���ي الفل�سطيني يف‬ ‫القد�س‪ .‬م��س�رح �سنابل يف القد����س (� ّأ�س�سه‬ ‫الف ّنان �أحمد �أبو �سلعوم)‪ .‬فرقة م�رسح القافلة‬ ‫يف القد�س (� ّأ�س�س��ه الف ّنان عماد متول) فرقة‬ ‫م�رسح الرواة يف القد�س (� ّأ�س�س الفرقة الف ّنان‬ ‫�إ�سماعي���ل الد ّباغ)‪ .‬فرق��ة م�رسح عتاد بيت‬ ‫جاال (� ّأ�س�سها الف ّنان��ان خالد امل�صود ورائدة‬ ‫خا���ص بالأطف��ال)‪ .‬فري��ق م��س�رح‬ ‫غزال���ة ـ‬ ‫ّ‬ ‫احلارة يف بيت جاال‪ .‬جمع ّية الر ّواد للثقافة‬ ‫والتدريب امل�رسح���ي يف خم ّيم عايدة ـ بيت‬ ‫حل��م (ت� ّأ�س�ست عل��ى يد الف ّن��ان د‪ .‬عبد الفتّاح‬ ‫�أب���و �رسور)‪ .‬م�رسح نعم يف اخلليل‪ .‬م� ّؤ�س�سة‬ ‫ي���وم امل�رسح يف غزّة (� ّأ�س�سه��ا الف ّنانون يان‬ ‫ويلم���ز وجاكي لوبيك وعامر خليل)‪ .‬م�رسح‬ ‫ع�شتار يف غ���زّة‪� .‬إ�ضاف��ة �إىل امل�س��ارح هذه‬ ‫امل�رسحية املحرتفة‪ ،‬هناك العديد من‬ ‫والف��رق‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 604‬للتنمية الثقافية‬ ‫م�رسحيني عاملني‬ ‫الفرق ال�صغرية والأفراد من‬ ‫ّ‬ ‫وحر‪ .‬جتم��ع ك ّل ه���ؤالء رابطة‬ ‫ب�ش��كل متقطّ ��ع ّ‬ ‫الفل�سطيني�ين‪ .‬ت� ّأ�س�ست يف العام‬ ‫امل�رسحي�ين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية‬ ‫احلرك��ة‬ ‫يرعى‬ ‫نقاب��ي‬ ‫إط��ار‬ ‫‪� :1989‬‬ ‫ّ‬ ‫مبا ميتلك من قدرات‪.‬‬

‫�إعادة �صياغة املدن القدمية‬

‫الواقعية يف امل�رسح‬ ‫حت�رض‬ ‫ّ‬ ‫الفل�ســطينــي كـمـــا يحـ�ضـــــر‬ ‫التغريب‪ .‬يح�رض العبث‪ .‬يح�رض‬ ‫م�سـرح الق�سوة‪ .‬يحاجج �أبطال‬ ‫امل�ســرح الفل�سطينــي امل�ســرح‬ ‫الفل�سطينـــي فــي الطريـق �إلـى‬ ‫ابتـداع عـالـم جديــد‪ .‬ال ح�ضور‬ ‫للملحمية‪ ،‬لأ ّنها حا�رضة يف‬ ‫ّ‬ ‫العامـة‪،‬‬ ‫احليــاة‬ ‫وفــي‬ ‫الواقـع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويف العام الفل�سطيني‪.‬‬

‫املكـــان الفل�سطيني منوذجي‪.‬‬ ‫التـحـتـيــــة‬ ‫تـغـيـــب البـنــــى‬ ‫ّ‬ ‫امل�ســـرحيـة‪ .‬غيـر � ّأن امل�ســارح‬ ‫ّ‬ ‫ال تغيب‪ .‬تزدهر امل�سـارح‪ ،‬كما‬ ‫تزدهـــر التجـــارب‪ُ .‬تع ّد الفرق‬ ‫الفاعلة بالع�رشات‪.‬‬

‫امل�رسحيون يف قراءة �رسيعة �إعادة‬ ‫يحاول‬ ‫ّ‬ ‫�صياغة املدن القدمية يف دور م�ستدام للم�رسح‬ ‫امل�رسحية‪ .‬امل�سارح يف مقابل املباين‬ ‫وال�صالة‬ ‫ّ‬ ‫إ�رسائيلية‪ .‬م��دن من �صنع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫أب��راج‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫امللوث��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بعبقرية‬ ‫امل��كان‬ ‫ة‬ ‫عبقري‬ ‫فيها‬ ‫تلتق��ي‬ ‫التاري��خ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ط��رق املواجهة‪ .‬تقود الدروب ـ ك ّل الدروب ـ �إىل‬ ‫النواة‪ :‬ال�رصاع العربي ـ الإ�رسائيلي‪� .‬صحيح � ّأن‬ ‫بالف��ن وباال�ستعمال الف ّني‬ ‫االهتمام امل��زدوج‬ ‫ّ‬ ‫إمكانيات لها مقيا�س‬ ‫يف ال�صال��ة الف ّن ّية يق�� ّدم �‬ ‫ّ‬ ‫التقني��ة‪ ،‬غ�ير � ّأن تخطّ ��ي‬ ‫م�ش�ترك واح��د ه��و‬ ‫ّ‬ ‫ذل��ك يف ب��اب ال��ضرورة‪� .‬إنه يف ب��اب حت�صيل‬ ‫الفل�سطيني�ين‪ .‬ل ّأن امل��سرح هنا‬ ‫احلا�ص��ل م��ع‬ ‫ّ‬ ‫يلبي حاجة مت� ّأ�صل��ة يف الإن�سان‪ .‬وهي حاجة‬ ‫ّ‬ ‫الوظيفية‬ ‫احلاج��ة‬ ‫ن��ات‪.‬‬ ‫املكو‬ ‫��ة‬ ‫ثالثي‬ ‫ب��ة‪،‬‬ ‫مركّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرمزية‪.‬‬ ‫احلاجة‬ ‫ثم‪:‬‬ ‫ة‪.‬‬ ‫اجلمالي‬ ‫احلاجة‬ ‫ثم‪:‬‬ ‫ً‪.‬‬ ‫� ّأوال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ينح��صر البن��اء امل�رسح��ي يف فل�سط�ين يف‬ ‫مفهوم ال�رصح‪� .‬إذ يق�� ّدم البناء امل�رسحي نف�سه‬ ‫ـ هن��ا ـ ككوخ‪ ،‬كبيت‪ ،‬كملج���أ‪ .‬وك ّل ما ي�ستعمله‬ ‫اليومي��ة‪ .‬ما يغي��ظ‪ :‬جت ّدد‬ ‫النا���س يف حياته��م‬ ‫ّ‬ ‫أمريكي��ة الخ�تراق‬ ‫أوروبي��ة وال‬ ‫املح��اوالت ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جمعيات وهيئات‬ ‫الفل�سطينية هذه‪ ،‬عرب‬ ‫البيوت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مدنية‪.‬‬ ‫مدني��ة �أو ن�صف ّ‬ ‫ومنظّ م��ات وم� ّؤ�س�سات ّ‬ ‫تقرتح �أن ت�ساعد باملال بطرق �صاعقة‪ :‬خذ‪ .‬ثم‪:‬‬ ‫الف�سطينية‬ ‫�شاركنا‪ .‬ا�ستدراج �أكيد لتدمري البنية‬ ‫ّ‬ ‫إ�رسائيليني‪ .‬بحيث تظهر ال�رشاكة‬ ‫بال�رشاكة مع �‬ ‫ّ‬ ‫وك�أ ّنها الوعد الوحيد بامل�ستقبل‪ .‬ال�رشط‪� :‬إقامة‬ ‫إ�رسائيليني‪ .‬ال��شرط‪� :‬إنتاج‬ ‫ور���ش م�شرتكة م��ع �‬ ‫ّ‬ ‫إ�رسائيليني ولو بطرق‬ ‫م�رسحيات م�شرتكة مع ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كاريكاترية‪ .‬كما حدث يف املا�ضي‪ ،‬حني غطّ ت‬ ‫ّ‬ ‫أوروبية �إنت��اج «روميو وجولييت»‬ ‫�‬ ‫�س��ات‬ ‫م� ّؤ�س‬ ‫ّ‬ ‫ل�شك�سبري‪� .‬رشط �أن يلعب فل�سطيني دور روميو‬

‫إ�رسائيلي��ة دور جولييت‪� .‬أو العك�س‪.‬‬ ‫و�أن تلعب �‬ ‫ّ‬ ‫ت�سطيح كلّي وقا�صم مل�ضامني ال�رصاع العربي‬ ‫ـ الإ�رسائيل��ي يف فل�سطني‪ .‬ال�رشاكة رمز القتل‪.‬‬ ‫امل�رسحية‬ ‫خفية على التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫ال�رشاك��ة ح��رب ّ‬ ‫نووية منذورة للآخر‪،‬‬ ‫قوة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية‪ .‬ال�رشاكة ّ‬ ‫الفل�سطينية‬ ‫املبادرة‬ ‫إبادة‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫هدف‬ ‫وال‬ ‫هم لها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫الفل�سطينية‬ ‫الفل�سطينية وال��روح‬ ‫واخل�صو�صية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النقي��ة‪ ،‬بغري معناه��ا الن��ازي‪ .‬ال�رشاكة �أركان‬ ‫ّ‬ ‫خفية‪ ،‬خ�صبة‪ .‬املبد�أ‪� :‬شارك‪ .‬مبد�أ ببطانة‬ ‫حرب‬ ‫ّ‬ ‫حت��ول ع�بر امل�شاركة‪ .‬ل ّأن م��ن يعطي ال يعطي‬ ‫جما ًن��ا‪ .‬م��ن يعط��ي يطل��ب‪ .‬الأمثل��ة كثرية يف‬ ‫ّ‬ ‫فل�سطني ويف دول العامل العربي‪ .‬الإ�شارة �إىل‬ ‫دور التموي��ل يف دول الع���امل العربي‪� ،‬إ�شارة‬ ‫�إىل عنفه امل�سترت يف فل�سطني‪ .‬متنح امل� ّؤ�س�سات‬ ‫أوروبي��ة دعمه��ا للف��رق والتج��ارب‪�� ،‬شرط‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫�أن ت�شتغ��ل الأخ�يرة عل��ى م��ا ت��راه امل� ّؤ�س�سات‬ ‫خا���ص‪� .‬إ ّنه‬ ‫ال�شعبية ب�شكل‬ ‫منا�س ًب��ا‪ .‬الأ�ش��كال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سحر التدم�ير بدعوة املبدع العربي للعودة �إىل‬ ‫املا�ضي‪ .‬قتل رخي�ص ومبتذل‪.‬‬ ‫الفل�سطيني��ة‬ ‫امل�رسحي��ة‬ ‫�أخ��ذت التج��ارب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على عاتقه��ا ت�أ�سي�س جتربة وحمايتها‪ .‬ر�سمت‬ ‫خا�صة بذلك‪ .‬بنت بذلك ظاهرة‬ ‫منهج��ة ب�سيطة ّ‬ ‫إ�رسائيلية ذات الطابع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫أ�ساطري‬ ‫الثقافة و�سط ال‬ ‫ّ‬ ‫إ�رسائيلية الأحداث‬ ‫الديني‪ .‬جتم��ع ال�سلط��ات ال‬ ‫ّ‬ ‫الدينية‪ .‬يزداد خوف‬ ‫وت�ص��وغ منها‪ ،‬الأ�ساط�ير‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطين��ي وتزداد �شجاعت��ه يف �آن‪ .‬لي�س لديه‬ ‫ق��وى يحتمي خلفها‪ .‬لذا‪ :‬يحتمي ب�إرادة الروح‪،‬‬ ‫الب�رشية‪.‬‬ ‫ب�إرادة الأرواح‬ ‫ّ‬ ‫ ‬

‫امل�سرح امل�صري‬

‫اليومية يف م�رسح‬ ‫ل��ن ت�ؤ ّدي قراءة احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫اخلا���ص �إ ّال‬ ‫الع��ام وم��سرح القط��اع‬ ‫القط��اع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إىل نتيج��ة‪� ،‬إ ّال �إىل خال�ص��ة �صاعق��ة‪ :‬انقرا�ض‬ ‫العام‪� .‬إ ّنهما‬ ‫اخلا�ص وفو�ض��ى القطاع‬ ‫امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يكمالن جتربة امل�رسح يف م�رص‪ .‬الواحد منهما‬ ‫ّ‬ ‫��ضرورة للآخ��ر‪ .‬بغ���ض النظ��ر ع��ن التناق�ض‬ ‫املفاهيم��ي الوا�ض��ح‪ .‬يعتم��د م��سرح القط��اع‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬يعتم��د م�رسح‬ ‫الع��ام عل��ى الكلّي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪605‬‬ ‫اخلا�ص عل��ى جنوم ال�سينم��ا والإذاعة‬ ‫القط��اع‬ ‫ّ‬ ‫والتلفزي��ون‪ .‬خ�صال هذا غ�ير خ�صال ذاك‪ .‬هذا‬ ‫اخلا�ص‪.‬‬ ‫يف ب��اب ال�رضورة‪ .‬ل��ك ّل منهما �صوته‬ ‫ّ‬ ‫مي ّث��ل ك ّل منهم��ا ذات��ه ب�شكل مبا��شر‪ ،‬من دون‬ ‫رقاب��ة على تبادل العواطف والبحث يف حاالت‬ ‫التواج��د املتالزم��ة‪ .‬الروح واجل�س��د يف القطاع‬ ‫اخلا�ص‪ .‬لن ينفي هذا‬ ‫العام‪ .‬اجل�س��د يف القطاع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن�سانية‬ ‫�‬ ‫بح��االت‬ ‫اخلا�ص‬ ‫القط��اع‬ ‫جتربة‬ ‫م���س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتمخ���ض من لدن التجربة‬ ‫��ة‬ ‫ونف�سي‬ ‫و�شخ�صية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصي��ة حلمه��ا‬ ‫التجرب��ة‬ ‫خ��سرت‬ ‫��ة‪.‬‬ ‫اخلا�ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�صلبه��ا يف ال�سنوات الأخ�يرة‪ .‬خ�رست متنها‪.‬‬ ‫كم��ا خ��سرت هيكلها‪ .‬كم��ا خ��سرت ملحقاتها‬ ‫املزينة واملزخرف��ة الوالدة لأحد فروع الإبداع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مي�س‪.‬‬ ‫�شيء‬ ‫ال‬ ‫ّم‪.‬‬ ‫ل‬ ‫يع‬ ‫�شيء‬ ‫ال‬ ‫اليوم‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫الف‬ ‫�شيء‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ال �ش��يء ُيلم���س‪ .‬ال �ش��يء‪ ،‬ال �ش��يء‪ ،‬ال �ش��يء‪ .‬ال‬ ‫جتارب وال مناه��ج وال �أ�صناف وال هيئات وال‬ ‫من�ص��ات وال منابر وال‬ ‫وج��وه وال ّ‬ ‫هوي��ات وال ّ‬ ‫جماليات‪ .‬تراجعت البحوث يف جتربة‬ ‫�إبداع وال‬ ‫ّ‬ ‫نهائي��ا يف الع���ام ‪.2010‬‬ ‫امل��سرح امل��صري‬ ‫ًّ‬ ‫يك ّثف العام ه��ذا الأعوام املا�ضية يف التجربة‪.‬‬ ‫امل�رسحيون‬ ‫كما ي�شري �إىل الأع��وام املقبلة‪ .‬فقد‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي قبل �أن يقهر‬ ‫الغريزة‪ .‬قهر فقد الغريزة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي امل��سرح بفقدان غريزته‪ .‬يعطف على‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذا الأدوار املتق ّدمة امللغومة من الرقابة على‬ ‫امل�ص ّنف��ات الف ّن ّي��ة‪� .‬أ�سهم��ت الرقابة يف م�رص ـ‬ ‫امل�رسحيني‬ ‫إمكاني��ات‬ ‫وال ت��زال ـ يف احل�� ّد من �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اململوك��ة‪� .‬أطاح��ت بانفتاحه��م عل��ى الإن�سان‬ ‫ق�ضية يف‬ ‫يف م�رص والعامل العربي والع��امل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غاية اخلط��ورة‪ ،‬مل تدفع �أح�� ًدا �إىل االنفعال يف‬ ‫امل�رسحيون‬ ‫وج��ه الرقابة والرقي��ب‪ .‬ال يبح��ث‬ ‫ّ‬ ‫ع��ن حلول �أو خم��ارج‪ ،‬بع��د �أن فق��دوا قدراتهم‬ ‫ح�ضورا‬ ‫ال�صدامية‪� .‬أ�ضح��ى ح�ضورهم‬ ‫وقواه��م‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ب��ار ًدا ال روح في��ه‪ .‬ال ي�شكّ �أح��د بالتغيرّ ات يف‬ ‫جذري��ة‪ .‬ا�ستلهم��ت التج��ارب‬ ‫الع��امل‪ .‬تغ�ّي�رّ ات‬ ‫ّ‬ ‫ح�ضوره��ا وحدوده��ا املفتوح��ة م��ن احل��راك‬ ‫العامل��ي الكثي��ف ـ املنفتح ـ يف الع��امل‪ .‬نه�ضة انقرا�ض امل�سرح اخلا�ص؟‬ ‫اخلا�ص كما‬ ‫ل��ذا‪ُ :‬ي�شار �إىل جتربة امل��سرح‬ ‫حترر و�أفكار و�رصاع‬ ‫ّ‬ ‫وق��وى ا�ستقالل وحركات ّ‬ ‫أيديولوجي��ات‪ .‬الي��وم‪ :‬ال �ش��يء‪ .‬الآن‪ :‬ل��و � ّأن جتربة امل�رسح هذا لي�ست �إ�شارة فقط‪ .‬بل‬ ‫�أف��كار و�‬ ‫ّ‬

‫ثمـــة خال�صـة �صاعقة حـــول‬ ‫ّ‬ ‫حـــال امل�ســـرح فــي م�صــــر‪:‬‬ ‫اخلــــا�ص‬ ‫انـقـــرا�ض امل�ســـرح‬ ‫ّ‬ ‫العـــــام‪،‬‬ ‫القـطـــاع‬ ‫وفــو�ضــى‬ ‫ّ‬ ‫امل�صــرية‬ ‫وخ�ســـارة التجــربة‬ ‫ّ‬ ‫حلمـهــا و�صلبــها يف ال�سنوات‬ ‫الأخيــرة‪ ،‬كما خ�سـرت هيكلها‪،‬‬ ‫وتراجعــت البحــوث يف جتربة‬ ‫نهائيا فـي‬ ‫امل�ســـرح امل�صـري‬ ‫ًّ‬ ‫العام ‪.2010‬‬

‫الإبـــداع‬

‫ال �ش��يء‪ .‬ال �أف��كار وال �رصاع �أف��كار وال �رصاع‬ ‫االتاد ال�سوفياتي‪.‬‬ ‫�‬ ‫إيديولوجيات مع انهي��ار حّ‬ ‫ّ‬ ‫�أ�ضح��ى العامل ـ بانهيار االتحّ ��اد ـ بر�أ�س واحد‪.‬‬ ‫رجعية‪ .‬حيث‬ ‫بداي��ة جديدة م��ن دون مفاعي��ل‬ ‫ّ‬ ‫� ّإن �صدم��ة انهي��ار القط��ب الآخ��ر يف الع��امل‪،‬‬ ‫دفع��ت الكثريين �إىل اال�ست�س�لام والإحباط وما‬ ‫�شابه‪ .‬ال طروحات جديدة‪� .‬أ�ضحى «اجلديد» هو‬ ‫ال�سائ��د‪ .‬وحني �س��اد ا�ستعم��ل يف �سيادته على‬ ‫الف�ض��اء‪� ،‬أ�صب��ح «ال�سائد» ق��دمي التجربة‪ .‬حال‬ ‫دنيا‪ .‬ثم جتاوز اجلديد‪ .‬وقع التجاوز‪ .‬ثم‪ ،‬مذاك‪:‬‬ ‫انقطع��ت الأو�صال بني امل�رسحي وبني مفاهيم‬ ‫التجدي��د والتنوي��ر والتثوي��ر والتج��اوز‪ .‬راوح‬ ‫امل�رسحي��ون �أمام ما ا�ستحدث��وه وما ا�ستح ّقوه‬ ‫ّ‬ ‫العملي��ات‬ ‫��ف‬ ‫ق‬ ‫تتو‬ ‫مل‬ ‫ا�ستحدث��وه‪.‬‬ ‫بع��د �أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة يف تل��ك املرحلة‪ .‬اخترب‬ ‫احلياتي��ة ـ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بري�شت اخت�بر التغريب‪ .‬اخت�بر غروتوف�سكي‬ ‫ومنهجه على املم ّثل الق ّدي�س‪ .‬اخترب بي�سكاتور‬ ‫ومايرخول���د و�ستان�سالف�سكي‪ّ � .‬أ�س���س �سعد‬ ‫ُغرب»‬ ‫�أرد�ش م�رسح اجليب‪� .‬أُ�شري �إليه ب�أ ّنه «امل ّ‬ ‫والواقعية‬ ‫الواقعي��ة‬ ‫ال ّأول يف م��ص�ر‪ .‬ا�ستنفدت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سحري��ة والطق�س الأرتوي‪ .‬عادت التجربة �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبية‪ .‬اخت�برت ك ّل �شيء‪ .‬مل ت�ؤمن‬ ‫الأ�ش��كال‬ ‫ّ‬ ‫بالأ�شي��اء اجلاهزة و�سط احل��راك العاملي‪ ،‬بني‬ ‫نقابية‬ ‫ث��ورات وثورات م�ضا ّدة‪ .‬وبني ح��ركات‬ ‫ّ‬ ‫النقابية‪.‬‬ ‫وحركات حاول��ت �أن تقهر احل��ركات‬ ‫ّ‬ ‫حت��رر وق��وى انع��زال ومراوح��ة‪.‬‬ ‫وب�ين ق��وى ّ‬ ‫تق��ف التجرب��ة �أمام م��ا �أجنزته‪� .‬أم��ام اجلاهز‪.‬‬ ‫�أم��ام ما ج ّهزته‪ .‬ت��راوح �أمامه‪ .‬هذه علّتها‪ .‬هذا‬ ‫امل�رسحية ك�برق ورعد‪� .‬أ�ضحت‬ ‫متر‬ ‫ّ‬ ‫مقتله��ا‪ .‬ال ّ‬ ‫الطيب��ة‪.‬‬ ‫مت��ر كاخلاط��رة الّلطيف��ة‪ .‬ال اخلاط��رة ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية‪� .‬أنهت ك ّل‬ ‫آلية �إىل الأ�شغ��ال‬ ‫ّ‬ ‫دخلت ال ّ‬ ‫الروحاني��ة الطابعة مراح��ل �أواخر‬ ‫الإيح��اءات‬ ‫ّ‬ ‫وال�سبعينيات وبداية‬ ‫ينيات‬ ‫ّ‬ ‫اخلم�سيني��ات وال�س ّت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثمانينيات‪� .‬إ ّننا �أمام واقع خمتلف‪.‬‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 606‬للتنمية الثقافية‬

‫يتحرك‬ ‫يتحرك املم ّثلون وال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�ســرح فــي م�صــر‪ .‬ويربهــن‬ ‫العـــام ‪ 2010‬وقــوف الرقابة‬ ‫يف وجه التالزم بني امل�ســرح‬ ‫وحـــر ّيــة التعبيــر‪� .‬إذ لعبـــت‬ ‫ّ‬ ‫أدوارا معوقة‬ ‫الرقابة وال تزال � ً‬ ‫نـ�ص‬ ‫علــى �صعيد بلورة كتابة ّ‬ ‫حر‪ ،‬وعلى �صعيد بلورة‬ ‫�إبداعي ّ‬ ‫ن�صيه‪:‬‬ ‫يف‬ ‫امل�رسحي‬ ‫ح�ضور‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأدبي والب�رصي‪.‬‬

‫الرغم من ك ّل‬ ‫�شيء ع�ضوي‪« .‬ل�سه يف �أمل» على ّ‬ ‫م�رسحية الكاتب حم���دي ن ّوار ب�إخراج‬ ‫�ش��يء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ع�صام �سع���د (‪ .)2010‬احلي��اة املعا�رصة يف‬ ‫م�رص عرب لوح��ات منف�صل��ة وم ّت�صل��ة يف �آن‪.‬‬ ‫لوح��ة عن القد�س و�أخرى ع��ن الف�ساد واحتكار‬ ‫احل��كّام لل�سلطة وثالثة عن التوريث ورابعة عن‬ ‫زواج امل��ال وال�سلط��ة والبطالة والفق��ر والقهر‬ ‫وحر ّية‬ ‫واملعتق�لات‪ّ .‬‬ ‫ثم��ة ت�لازم بني امل��سرح ّ‬ ‫التعب�ير‪ .‬وقف��ت الرقاب��ة يف وجه الت�لازم هذا‪.‬‬ ‫بينّ العام ‪ 2010‬ه��ذا‪ .‬برهن العام ‪ 2010‬على‬ ‫يتحرك امل�رسح‪ .‬هذه‬ ‫يتح��رك املم ّثلون وال‬ ‫هذا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ق�ضية نقا�ش غري عابر‪ .‬نقا�ش م�ستفي�ض‪ .‬وقفت‬ ‫ّ‬ ‫الرقاب��ة يف وج��ه ارتب��اط امل��سرح بالتعب�ير‪.‬‬ ‫اخلا�ص بها‪ .‬لعبت الرقابة‬ ‫للرقاب��ة مونولوغها‬ ‫ّ‬ ‫أدوارا معوقة على �صعيد بلورة كتابة‬ ‫وال ت��زال � ً‬ ‫دورا معو ًقا على �صعيد‬ ‫ّ‬ ‫حر‪ .‬لعبت ً‬ ‫ن�ص �إبداع��ي ّ‬ ‫ن�صي��ه‪ :‬الأدب��ي‬ ‫يف‬ ‫امل�رسح��ي‬ ‫ح�ض��ور‬ ‫بل��ورة‬ ‫ّ‬ ‫والب�رصي‪ .‬حال البولفار كحال الفودفيل كحال‬ ‫ال�سوريةلية‬ ‫الواقعية كحال امل�س��ارح‬ ‫امل�س��ارح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتغريبية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ون ون ّقاد‬ ‫ف‬ ‫يتخ��و‬ ‫ك�ثر‪،‬‬ ‫ف‬ ‫يتخ��و‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص‪.‬‬ ‫امل�رسح‬ ‫انقرا�ض‬ ‫م��ن‬ ‫لون‬ ‫ث‬ ‫ومم‬ ‫وك ّتاب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالعام‪،‬‬ ‫يتخ��وف الكثريون من انقرا�ض امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية‬ ‫والظروف‬ ‫ال�سائد‬ ‫ن‬ ‫التدي‬ ‫ّل‬ ‫ك‬ ‫ي�ش‬ ‫حيث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصية‪.‬‬ ‫ال�شخ�صي��ة‬ ‫ال�صعب��ة مالم��ح احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�صة على‬ ‫احل��ب بر ّناتها‬ ‫كم��ا ت�شكّلها �أغاين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلليوي��ة‪ .‬مالم��ح م��ن مالم��ح تقف‬ ‫الهوات��ف‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصي��ة‪� .‬أحد �ضحايا‬ ‫يف وجه تق�� ّدم التجربة‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص النا�شط منذ‬ ‫املالمح هذه جتربة امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫�سنوات طويلة يف جمهور ّية م�رص العرب ّية‪ .‬لن‬ ‫اخلا�ص‪.‬‬ ‫ت�صيب «�صح��وة ربيع» جتربة امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫الأخرية من ف�صل واحد‪ .‬ق ّدمت على م�رسح روابط‬ ‫يف القاهرة (ني�سان‪�/‬أبريل‪ .)2010‬وهي مقتب�سة‬ ‫من �أحد �أعم��ال الكاتب الأملاين فرانك فيدكيند‬ ‫(ل��ه هرقل وب�سمارك ومو�سيقى وفرن�شي�سكا)‪.‬‬ ‫اجلن�سية‬ ‫ت��دور امل�شكلة ح��ول ثقافة املراهق�ين‬ ‫ّ‬ ‫تت�ضمن��ه م��ن كب��ت و�أحا�سي���س وحماذير‬ ‫مب��ا‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعي��ة‪ .‬ال ي�شبع ما تق ّدم��ه الأ�رسة ومناهج‬ ‫ّ‬

‫التعلي��م داخ��ل املدار���س حاج��ة املراه��ق �إىل‬ ‫املعرف��ة‪ ،‬م��ا يدفعه �إىل �س ّد النق���ص هذا بطرق‪،‬‬ ‫يرا �شلّة الأ�صدق��اء والعالقات‬ ‫لع�� ّل �أكرثها ت�أث� ً‬ ‫ن���ص الكات��ب الأمل��اين‬ ‫بينه��م‪ .‬ف��كّك ال�شب��اب ّ‬ ‫و�أعادوا بناءه من وجهات نظرهم‪ ،‬مبا يتما�شى‬ ‫اخلا�ص��ة‪ .‬ال �صح��وة‬ ‫م��ع عوامله��م وحيواته��م‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص‪.‬‬ ‫يخ�ص جتربة امل�رسح‬ ‫ربيع �إذاً يف م��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص��ة خالل‬ ‫امل�رسحي��ات‬ ‫�إذ تقلّ�ص��ت �أع��داد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ات‪ .‬يخ�ش��ى‬ ‫الع���ام ‪� 2010‬إىل خم���س‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص‪ ،‬يف حني يعرب‬ ‫فري��ق انقرا�ض امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫مير‬ ‫ما‬ ‫جت��اوز‬ ‫على‬ ‫بقدرته‬ ‫البع���ض عن ثقته��م‬ ‫ّ‬ ‫ب��ه‪� .‬أو جت��اوز �أزمته‪ .‬ي ّتفق ه���ؤالء وه�ؤالء على‬ ‫مت��ر ب�أزمة جديدة‪ .‬ي��ر ّدون الأزمة‬ ‫� ّأن التجرب��ة ّ‬ ‫االقت�صادي��ة اخلانق��ة‪ .‬ثان ًي��ا‪ :‬غالء‬ ‫�إىل احل��ال‬ ‫ّ‬ ‫تذك��رة امل��سرح ه��ذا‪ .‬ثالثً��ا‪ :‬تكلف��ة امل��سرح‬ ‫العالي��ة ب�أج��ور جنومه وتكاليف بن��اء معماره‬ ‫م�رسحي��ات يجه��د من‬ ‫وا�ستعرا�ضات��ه‪ .‬خم���س‬ ‫ّ‬ ‫يري��د تذكّ ��ر عناوينه��ا لأ ّنه��ا قليلة الع��دد‪ ،‬غري‬ ‫ثقيلة احل�ضور باملعنى املعياري‪« .‬مر�سي عايز‬ ‫كر�سي» واحدة‪« .‬داير�شنو» واحدة ثانية‪ .‬تعاون‬ ‫فيه��ا �أحمد بدير مع فريق عم��ل من ال�سودان‪.‬‬ ‫ي�ضي��ف بدي��ر عل��ى الأ�سب��اب املعوق��ة تق�� ّدم‬ ‫اخلا���ص االزدح��ام ال�شدي��د يف حميط‬ ‫امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحيون‬ ‫م�سارح القاهرة (�أحمد ال�سنهوري ـ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص يف العام‬ ‫يح�� ّذرون من اختفاء امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2011‬ـ �صحيفة ال�رشوق اجلديدة)‪ .‬ير ّد املم ّثل‬ ‫ال�سينمائي امل��صري املعروف انتعا�ش القطاع‬ ‫رمزيتها‪ .‬وجد‬ ‫الع��ام �إىل تدنيّ �سعر تذكرت��ه‪ .‬بل ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أحم���د الأبي���اري (منت��ج) � ّأن �أح��وال امل�رسح‬ ‫هبة‬ ‫هبة �ساخنة‪ّ ،‬‬ ‫اخلا�ص �أ�شبه ب�أحوال الطق�س‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫قيمة‪� .‬إ ّنها‬ ‫لي�ست‬ ‫اخلا�ص‬ ‫امل�رسح‬ ‫أعمال‬ ‫�‬ ‫باردة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحاج��ة �إىل قيمة بح�سب��ه‪ ،‬بطريق��ة مواربة‪� ،‬إذ‬ ‫يخبئ‬ ‫يقول‪� :‬أحد �رشوط ا�ستمرار امل�رسح هذا �أن ّ‬ ‫قيم��ا وهدفً��ا بوجود الب�سم��ة اجلاذبة للجمهور‬ ‫ً‬ ‫م��رة «لإخراجه من‬ ‫من‬ ‫أكرث‬ ‫�‬ ‫العر���ض‬ ‫مل�شاه��دة‬ ‫ّ‬ ‫احلياتي��ة‪ .‬زادت برام��ج «الت��وك �ش��و»‬ ‫هموم��ه‬ ‫ّ‬ ‫لونت حياته‬ ‫وامل�سل�س�لات من هموم املواط��ن‪ّ .‬‬ ‫بالأ�س��ود»‪ .‬ال يج��د املخ��رج �سمري الع�صفوري‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪607‬‬ ‫الوفيات‬ ‫جترب��ة امل�رسح‬ ‫اخلا���ص �إ ّال يف �صفحة ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�صة باملفقودين»‪ .‬افتقد الرجل‬ ‫«�أو ال�صفحة‬ ‫ّ‬ ‫�سم��اع وت��رداد امل�صطلح ه��ذا طوي�لاً‪� .‬أطاحت‬ ‫اخلا�ص بطال��ة م�ستدامة‪ ،‬يف‬ ‫ب�أبط��ال امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫مقاب��ل م�س��ارح مغلقة‪ .‬يزي��د الع�صفوري ـ على‬ ‫اخلا���ص ـ حمو بع�ض‬ ‫��شروط انتكا���س امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫امل�س��ارح م��ن خرائ��ط املدين��ة‪ .‬انته��ى م�رسح‬ ‫�سينم���ا الأوب���را‪� .‬أغل��ق م�رسح ق��ص�ر النيل‬ ‫بحج��ة �أ ّنه‬ ‫وم��س�رح مينو����ش‪� .‬أُزي��ل الأخ�ير ّ‬ ‫عمن يري��د ر�ؤية النيل من منطقة‬ ‫يحج��ب النيل ّ‬ ‫خل��ف امل��سرح (ق�� ّدم الع�صف���وري علي��ه منذ‬ ‫م�رسحية «حزمني ي��ا»‪ .‬حتى � ّأن �أبطال‬ ‫�سن��وات‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائية‬ ‫اخلا�ص عادوا �إىل قواعدهم‬ ‫امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتلفزيوني��ة‪ .‬مث��ل حم ّم���د هني���دي وهاين‬ ‫ّ‬ ‫رمزي و�أحمد ال�سقّ���ا ويحيى الفخراين ونور‬ ‫ال�رشيف وح�سني فهمي‪ .‬كما تو ّقف عادل �إمام‬ ‫اخلا���ص مع فرقة‬ ‫نف�س��ه ع��ن العمل يف امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫الف ّنان�ين امل ّتحدين‪ .‬بقي حم ّمد �صبحي وحي ًدا‬ ‫يف املي��دان �إىل جانبه جالل ال�رشقاوي و�أحمد‬ ‫ته��م مو�ضوع��ات امل��سرح‬ ‫الأبي���اري فق��ط‪ .‬ال ّ‬ ‫اخلا�ص اجلمه��ور‪ .‬يجد الناق��د امل�رسحي �أحمد‬ ‫ّ‬ ‫اخلا���ص يلف��ظ �أنفا�سه‬ ‫�سخ�س���وخ � ّأن امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫الأخرية‪.‬‬

‫م�سرح �أ�سماء‬

‫تقلّ�صت خــــالل العـــام ‪2010‬‬

‫اخلا�صة �إىل‬ ‫امل�رسحيات‬ ‫�أعداد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�ســرحيات‪ .‬ويخ�شــى‬ ‫خمـــ�س‬ ‫ّ‬ ‫فـريـــــق انقـــرا�ض امل�ســــــرح‬ ‫اخلـــا�ص‪ ،‬فـــي حيـن يعـــرب‬ ‫ّ‬ ‫البع�ض عن ثقته بقدرته على‬ ‫مير به‪.‬‬ ‫جتاوز ما ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫اخلا�ص‬ ‫اخلا�ص �أو جتربة امل�رسح‬ ‫امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف م�رص‪ ،‬م�رسح حم�سو�س‪ .‬غري �أ ّنه م�رسح معلّق‬ ‫عل��ى جمموعة م��ن الأ�سماء الق��ادرة على عدم‬ ‫املالي��ة الباهظة للم�رسح‬ ‫االلتف��ات �إىل الكلفة‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذا‪ .‬ال �ش��يء �سوى العام��ل املا ّدي‪ .‬م��ا يح ّدد‬ ‫ح�ض��ور امل�رسح هذا ه��و العامل املا ّدي وحده‪.‬‬ ‫مرجعية‪ .‬ال ذك��ر لأ�سماء بري�شت‬ ‫ال منه��ج وال‬ ‫ّ‬ ‫�أو بي�سكات���ور‪ .‬ال كالم عل��ى ت�شكي��ل اخل�شب��ة‬ ‫هند�سي��ا‪� .‬أو بناء اخل�شبة �ض�� ّد الروح‬ ‫وبنائه��ا‬ ‫ًّ‬ ‫اخلا���ص‪� .‬إ ّن��ه‬ ‫الهند�سي��ة‪ .‬ال م�ص��ادر للم��سرح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اب��ن نف�سه‪� .‬إ ّنه والد نف�سه‪ .‬يلد نف�سه وال تلده � ّأم‪.‬‬ ‫اخلا�ص جتربة‬ ‫حتى � ّأن ت�سيي�س جتربة امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫على هام�ش ال�سيا�سة‪ ،‬ال يف قلب ال�سيا�سة‪ .‬ذلك‬

‫اخلا���ص ه��ي تراجيديا‬ ‫� ّأن تراجيدي��ا امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫م��روره عل��ى حا ّف��ات ال�سيا�س��ة ال يف قلبه��ا‪.‬‬ ‫نهفات ولط�شات ورق�صات وجنوم وجنمات‪ .‬ال‬ ‫�أك�ثر‪ ،‬ال �أقلّ‪� .‬آخ��ر ما و�صل بريوت من امل�رسح‬ ‫امل�رسحية‬ ‫اخلا�ص «عفيفي �ص��ار فيفي»‪ .‬تقر�أ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة عنوانها وا�سم‬ ‫يكف��ي‬ ‫عنوانها‪.‬‬ ‫م��ن‬ ‫ّ‬ ‫بطله��ا الأوح��د حم ّمد جنم‪ .‬تحُ يط به جمموعة‬ ‫املكمل��ة ح�ض��وره ف��وق خ�شب��ة‬ ‫م��ن الأ�سم��اء‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص‬ ‫متهافت��ة‪ .‬تتهاف��ت جت��ارب امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى ر�ض��ى اجلمه��ور‪ ،‬عل��ى ��سرور اجلمهور‪،‬‬ ‫عل��ى �سعادته مبا يراه من جن��وم و�ألعاب خ ّفة‬ ‫اخلا�ص‬ ‫كالمية‪ .‬عر�ض امل��سرح‬ ‫وبهلواني��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أ�شب��ه بالعر���ض ال�شام��ل‪� .‬أداء‪ ،‬رق���ص وغناء‪.‬‬ ‫فردية ورق�صات جماميع‪ .‬غناء فردي‬ ‫رق�صات ّ‬ ‫جماعية‪.‬‬ ‫وغناء جماعي‪� .‬أداء فردي‪ ،‬بال �أداءات‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستعرا�ض��ات ق��وى على منت النهف��ات‪ .‬النهفة‬ ‫اخلا���ص‪ .‬واح��دة م��ن‬ ‫�أداة �أوىل يف امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫حممد‬ ‫�أب��رز عرو�ض امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص «�ش��ارع ّ‬ ‫عمليات‬ ‫عل��ي»‪ .‬لن يذك��ر �أحد ا�سم القائ��م على ّ‬ ‫الإخ��راج فيه��ا‪ .‬حيث يقع الإخ��راج (التمو�ضع‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬لن ي�صمد‬ ‫خلفي��ة الّلعبة‬ ‫ّ‬ ‫�أك�ثر) يف ّ‬ ‫جماهريية كربى‪ :‬فريد‬ ‫� ّأي خمرج �أمام �أ�سم��اء‬ ‫ّ‬ ‫�شوق���ي و�رشيهان واملنت�رص ب���اهلل ووحيد‬ ‫خا�صة‪ .‬فريد �شوقي‬ ‫�سيف‪ .‬جنوم مبوا�صف��ات ّ‬ ‫�شخ�صية حتيط بك ّل‬ ‫درامية‪� .‬رشيهان‬ ‫�شخ�صية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص‪:‬‬ ‫امل��سرح‬ ‫يف‬ ‫امل�رسحي‬ ‫أداء‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫جوان��ب‬ ‫ّ‬ ‫متثي��ل وغن��اء ورق���ص وا�ستعرا���ض و�ألع��اب‬ ‫تقاب��ل بينها وبني فريد �شوقي‪ .‬وح�ش ال�شا�شة‬ ‫�أم��ام غ ّنوج��ة امل��سرح والإذاع��ة والتلفزيون‪.‬‬ ‫كوميدي��ان م��ن عي��ار‬ ‫يحي��ط بهم��ا جنم��ان‬ ‫ّ‬ ‫املنت��ص�ر باهلل ووحيد �سيف‪ .‬ع�� ّدة كاملة‪ .‬ال‬ ‫ينق���ص الع ّدة هذه �إ ّال بناء العالقة بني امل�رسح‬ ‫وال�صال��ة‪ .‬وه��ي �شب��ه جاهزة‪ ،‬حت��ى قبل رفع‬ ‫حممد علي»‪ .‬ال احتفال وال‬ ‫ال�ستارة عن «�شارع ّ‬ ‫واقعية‬ ‫واقعية كما هي‬ ‫طق�سية وال تغري��ب وال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الواق��ع‪ .‬لن تقت��ل �أج�ستو�س املل��ك �أغاممنون‪.‬‬ ‫لن يظه��ر كور�س‪ .‬ول��ن تظه��ر �أج�ستو�س �أمام‬ ‫ت�برر قتلها للمل��ك �إغاممنون‪ .‬ال‬ ‫الكور���س لكي ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 608‬للتنمية الثقافية‬

‫يخــ�ص‬ ‫�صحــوة ربيع فـي مـا‬ ‫ّ‬ ‫اخلــا�ص‪� .‬إذ‬ ‫جتــربة امل�ســرح‬ ‫ّ‬ ‫امل�ســرحيـات‬ ‫تـقلّ�صــت �أعـــداد‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�صة فـي م�رص خالل العام‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحيات‪.‬‬ ‫‪� 2010‬إىل خم�س‬ ‫ّ‬

‫واملتف��رج‪ .‬حل��ظ الكث�يرون � ّأن الأدوات‬ ‫املم ّث��ل‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه �أ�ضح��ت بال ج��دوى‪ ،‬لأ ّنه��ا ترتجم حاجة‬ ‫الن�ص امل�رسحي‬ ‫الآخر �إليها ال حاج��ة �صاحب ّ‬ ‫(ككلّ) وال حاج��ة الواق��ع الع��ادي �إىل الواق��ع‬ ‫املرمز‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يغايل النجوم يف حتديد �سقف �أجورهم يف‬ ‫ثانيا‪ :‬ارتفعت �أ�سعار‬ ‫امل�رسح‬ ‫اخلا�ص‪ .‬هذا � ّأوالً‪ً .‬‬ ‫ّ‬ ‫الإع�لان يف الإذاعة والتلفزي��ون‪ .‬كما ارتفعت‬ ‫الرتويجي��ة عل��ى الطرقات‬ ‫�أ�سع��ار البانوه��ات‬ ‫ّ‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫االقت�صادية‬ ‫العامة‪ .‬ثال ًثا‪� :‬سوء احل��ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية وت�شدي��د الرقابة‬ ‫احل��ال‬ ‫�سوء‬ ‫��ا‪:‬‬ ‫راب ًع‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�صة‬ ‫يخ���ص الن�صو���ص‬ ‫ح�ضوره��ا يف ما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حر ّية وا�سعة يف تناول املو�ضوعات‬ ‫ّ‬ ‫امليالة �إىل ّ‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ال�سيا�س��ي‬ ‫االختن��اق‬ ‫ا‪:‬‬ ‫خام�س‬ ‫��ة‪.‬‬ ‫ّي‬ ‫ل‬ ‫املح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الدميوقراطي��ة بحي��ث �أ�ضح��ت �شبح‬ ‫تراج��ع‬ ‫�أو‬ ‫ّ‬ ‫دميوقراطي��ة‪ .‬انهارت ك ّل‬ ‫دميوقراطي��ة �أو وهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية يف اكت�ساح احلزب احلاكم‬ ‫النظريات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنتخابات الأخرية يف م�رص‪.‬‬ ‫ا�ستثمارية‬ ‫اخلا���ص جتربة‬ ‫جتربة امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالدرج��ة الأوىل‪ .‬ث��م جترب��ة ف ّن ّي��ة‪� .‬أو جترب��ة‬ ‫ثقافي��ة يف اجلان��ب الثال��ث‪ .‬جترب��ة امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص جترب��ة �سليقة‪ .‬هك��ذا �أ�ضحت بح�ضور‬ ‫ّ‬ ‫الظرفي��ة عليه��ا‪ .‬ف ّقاع��ات‬ ‫أح��وال‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫اع��ات‬ ‫ف ّق‬ ‫ّ‬ ‫ال �أ�ص��ول يف غي��اب الأ�ص��ول‪ .‬ويف ظ�� ّل غياب‬ ‫اخلا���ص‪،‬‬ ‫العوائ��د يف اال�ستثم��ار يف امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫متو�سطة‬ ‫تراج��ع ال�سعي �إىل النتاجات كبرية �أو‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�ص‬ ‫احلج��م‪ ،‬م��ا �أ�سق��ط �صناع��ة امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫�س��وى يف حم��اوالت قليلة م��ع حم ّمد �صبحي‬ ‫بالتع��اون مع اتحّ اد الإذاعة والتلفزيون‪� .‬إنتاج‬ ‫م�رسحيات يف �آن‪ .‬تغلّب �صبحي بذلك على‬ ‫�ست‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�شكل��ة الإنتاج من دون التفات��ات والتفافات‬ ‫براقة يف عامل منخف�ض العوائد‪.‬‬ ‫ّ‬

‫(تقنية)‪ ،‬كم��ا حدث يف �أكرث‬ ‫ا�ستعم��ال ميكان��ا‬ ‫ّ‬ ‫اليوناني��ة‪� .‬إ ّنه��ا �أ�شب��ه بالرافعة‪.‬‬ ‫امل�رسحي��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستخدمت لرف��ع الأرباب و�إنزالهم‪ .‬ال �شيء من‬ ‫عادية‪ .‬ال �شيء �سوى‬ ‫ه��ذا‪ .‬ال �شيء �سوى مناظر ّ‬ ‫امله��م �أن يدخل‬ ‫تغيري املناظ��ر مبناظر �أخرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اجلمه��ور �إىل ق�رص البط��ل‪� .‬أن يدخل �إىل ق�صور‬ ‫املن�صة‪.‬‬ ‫املن�ص��ة بدون �أن يط���أ‬ ‫الأبط��ال فوق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املن�ص��ة �أعلى م��ن ال�صال��ة‪ .‬و�سوف تبقى‬ ‫ل ّأن‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ات حم ّمد‬ ‫�أعلى‪ .‬ق��د يجدر هن��ا متييز‬ ‫ّ‬ ‫�صبحي‪ .‬ذلك � ّأن الأخري ا�شتغل يف فرتة �أو كاد‬ ‫ال�شك�سبريي��ات �إىل اجلمهور‬ ‫يتخ�ص���ص بتقدمي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل��صري �أو �إىل م��ن يرغ��ب مبعرف��ة �شك�سبري‬ ‫م��ن اجلمهور امل�رصي‪ .‬مل يلب��ث الرجل �أن ترك‬ ‫إحلاحا‬ ‫عادية و�أكرث � ً‬ ‫�شك�سبري �إىل حكايات �أكرث ّ‬ ‫على احل�ضور يف حياة املواطن امل�رصي‪ .‬تق ّدم‬ ‫اخلا�ص‬ ‫امل�رسحية الواق��ع ـ يف جتربة امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ج��زءا م��ن الواق��ع على �أ ّن��ه الواقع كلّ��ه‪ .‬بقي‬ ‫ـ‬ ‫ً‬ ‫م�رسح��ا مغل ًقا على � ّأي �إ�شارة‬ ‫اخلا�ص‬ ‫امل�رسح‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫�أو هاج�س �أو اقرتاح‪ .‬تراجع امل�رسح هذا ـ بغ�ض‬ ‫النظ��ر ع��ن مراوحته عل��ى مائدت��ه ب�أ�صنافها‬ ‫املتكررة ـ �إىل نوع معينّ من امل�رسح يقوم على‬ ‫ّ‬ ‫التب��ادل الّلفظ��ي‪ .‬تراجع حتى خ��سر جمهوره‪.‬‬ ‫بحي��ث مل يع��د �أح��د م��ن كب��ار جن��وم امل�رسح‬ ‫م�رسحي��ة �أكرث من‬ ‫ق��ادرا على عر�ض‬ ‫اخلا���ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ي��وم يف الأ�سب��وع‪� ،‬أو �أكرث من يوم�ين يف �أبعد‬ ‫االحتم��االت‪ .‬ه��ذه ح��ال ع���ادل �إمام وحم ّمد‬ ‫�صبحي و�سمري غامن‪� .‬شابهت «ب��ادي غارد»‬ ‫بيا�ضا»‪.‬‬ ‫يف ذلك «وطن للجنون» و«�أكرث‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيا‪.‬‬ ‫منوذجا‬ ‫اخلا�ص‬ ‫ال يق ّدم امل�رسح‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ل��ذا‪ :‬انقر�ض��ت عرو�ض��ه �أو ت��كاد‪ .‬ل��ذا‪ :‬انته��ت‬ ‫مظاهره �أو تكاد‪ .‬واحدة من املظاهر هذه م�رسح‬ ‫اخلليجي�ين‪.‬‬ ‫ال�صي��ف‪� .‬أو م��سرح امل�صطاف�ين‬ ‫ّ‬ ‫�أدرك امل��سرح امل�صط��اف اخلليج��ي ب��ك ّل‬ ‫املو�ضوع��ات املو�ضوعة ب�ين قو�سني‪ .‬بقي يف فقدان �أمور‬ ‫العملية اختال ًال �أكي ًدا يف عقد �أمور‬ ‫�أحدث��ت‬ ‫ال�شخ�صيات‬ ‫ال�شخ�صيات من دون �أن تبقى‬ ‫ن�ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الن���ص‪ .‬م�رسح مونولوج��ات وديالوغات �أو عل��ى �أم��ور‪ .‬ال �أم��ور يف غي��اب الأم��ور‪ .‬فقدت‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫حممد‬ ‫مطولة يف مطرح مقطوع عن امل�رسح‪ .‬جتربة امل�رسح‬ ‫�أحادي��ث ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا���ص �أمورها‪� ،‬إ ّال مع ّ‬ ‫اخلا���ص عل��ى خ��طّ وهمي بني �صبح��ي وج�لال ال�رشق��اوي‪ .‬وقع��ت التجربة‬ ‫يق��وم امل��سرح‬ ‫ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪609‬‬

‫ح�سن غريتل���ي فرقة الور�ش���ة امل�رسح ّية‪.‬‬ ‫غريتلي م�رسحي موهوب‪ .‬م�رسحي حم�سوب‪.‬‬

‫اململوكية‬ ‫بد�أت جتربته ب�أبحاث على الن�صو�ص‬ ‫ّ‬ ‫حتول��ت جتربته مع‬ ‫ون�صو���ص �ألفريد جاري‪ّ .‬‬ ‫�إ�سهامات بع�ض ال�سفارات و�صناديق التعا�ضد‬ ‫�إىل دلت��ا الني��ل‪� .‬إذ راح يبح��ث هن��اك عن �آخر‬ ‫والكراكوزاتية‬ ‫(حمركو خيال الظلّ)‬ ‫املخايلني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبي��ة القدمي��ة‪ .‬م��ن‬ ‫والعيواظي��ة والفن��ون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التحطيب (الرق�ص بالع�صا) �إىل طقو�س القرى‪.‬‬ ‫م��ن الدرام��ا �إىل ال��سرد‪ .‬م��ن الق��رن الع�رشين‬ ‫�إىل الق��رون القدمي��ة‪ .‬م��ن �ش��كل �إىل �شكل‪ .‬من‬ ‫الب�رصية‬ ‫امل��سرح �إىل الالم��سرح‪ .‬من احلقب��ة‬ ‫ّ‬ ‫احل�س��ي‪ .‬خ ّف�ض��ت فائ��دة امل�رسح‬ ‫�إىل الذه��ان ّ‬ ‫الع��ام �أم��ام �إنف��اق حكوم��ي متعاظ��م‪� .‬أ�شب��ه‬ ‫ّ‬ ‫العام باملوجات‬ ‫القطاع‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫الغريزي‬ ‫أعمال‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االرتدادية الكربى‪ .‬لي�ست املوجات هذه �أفعا ًال‬ ‫ّ‬ ‫بل ردود �أفعال‪.‬‬

‫اخلا�ص جتربة‬ ‫جتربة امل�رسح‬ ‫ّ‬ ‫�سليقة‪ .‬هكذا �أ�ضحت بح�ضـــور‬ ‫الظــرفية‬ ‫ف ّقــاعــات الأحــــوال‬ ‫ّ‬ ‫عليـــها‪ .‬تـراجـــع ال�سعــي �إلــى‬ ‫متو�سطة‬ ‫النتاجات كبيــرة �أو‬ ‫ّ‬ ‫احلجــــم‪ ،‬مـــا �أ�سقــط �صناعــة‬ ‫اخلـــــا�ص �ســــــــوى‬ ‫امل�ســــرح‬ ‫ّ‬ ‫حممد‬ ‫يف حمــاوالت قليلة مع ّ‬ ‫�صبحــــي بالتعـاون مـع اتحّ اد‬ ‫الإذاعة والتلفزيون‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫وال�شخ�صاني��ة‬ ‫يف قب�ض��ة ازده��ار الف�س��اد‬ ‫ّ‬ ‫الدميوقراطي��ة وموت‬ ‫واملح�سوبي��ات وغي��اب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حكما على‬ ‫احلي��اة‬ ‫االجتماعي��ة‪ .‬انعك�س ذل��ك ً‬ ‫ّ‬ ‫تقريبا‪.‬‬ ‫�ش��يء‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫�س��اء‬ ‫‪.‬‬ ‫العام‬ ‫القط��اع‬ ‫جترب��ة‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الطليعية‪.‬‬ ‫خ��سرت م��صر ريادته��ا وجتاربه��ا‬ ‫ّ‬ ‫حي��ث ق ّدم��ت م�رص �أ�سماء وجت��ارب المعة يف‬ ‫والع��ام‪ .‬م��سرح القط��اع‬ ‫اخلا���ص‬ ‫القطاع�ين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الع��ام مرف��ق م��ن مراف��ق الدول��ة‪ .‬مل يح ّق��ق‬ ‫ّ‬ ‫الأخ�ير ح��ال ان�سجام��ه م��ع تاريخ��ه‪ .‬تراجع‬ ‫ب��دوره‪ .‬مل يح ّدد الهدف يف م�سريته‪ ،‬مبا ي�ؤ ّدي‬ ‫تو�ص��ل امل��سرح هذا �إىل‬ ‫�إىل ّ‬ ‫متي��زه وجناح��ه‪ّ .‬‬ ‫كتاب��ة ت�رشيعات��ه يف املراح��ل املا�ضية‪ .‬غري‬ ‫�أ ّن��ه �أهمله��ا يف ما بع��د‪ .‬مل ي�ستفد منه��ا‪� .‬شكّل‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬ث��م تخلّى‬ ‫قاع��دة �صلب��ة للحرك��ة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة وحلق��ات‬ ‫عنه��ا‪ .‬مل ي��ولِ الور���ش‬ ‫ّ‬ ‫اهتماما‬ ‫النقا�ش والعمل اجلماعي واملختربات‬ ‫ً‬ ‫امل�رسحية‬ ‫وم�ستثمرا‪ .‬مل جت��د احلركة‬ ‫م�ستم��را‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫هذه مناخ��ات خ�صبة بامل�ستط��اع اال�ستفادة‬ ‫نوعية‪ .‬بعده��ا‪ .‬انتهى‬ ‫منه��ا‪ .‬ق ّدم��ت �إ�ض��اءات ّ‬ ‫الأمر‪ .‬مل ين�س �أحد جتارب املخرج كرم مطاوع‬ ‫وال جالل ال�رشق���اوي وال �سميحة �أ ّيوب وال‬ ‫عب���د الرحمن �أبو زه���رة وال عزّت العاليلي‬ ‫ين���س �أح��د جت��ارب حممود‬ ‫وال الآخري��ن‪ .‬مل َ‬ ‫الألف���ي وهاين مطاوع و�أحم���د عبد احلليم‬ ‫وفهم���ي اخلويل و�سهري املر�ش���دي وغريهم‪.‬‬ ‫ق ّدم��وا م��ا �أبه��ر الآخري��ن من��ذ �أع��وام بعيدة‪.‬‬ ‫واالجتماعي��ة‬ ‫ال�سيا�سي��ة‬ ‫و ّف��رت له��م البيئ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالقت�صادي��ة �أف�ض��ل الظ��روف‪.‬‬ ‫والثقافي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وج��دوا � ّأن ثقاف��ة الآخ��ر م��ن ثقافته��م‪ .‬و� ّأن‬ ‫ثقافتهم ه��ي ثقافة الآخر‪ .‬انفتحوا على العامل‬ ‫وا�ضحا م��ن ا�ستلهامهم‬ ‫هن��ا‪ .‬غ��دا ح�ضوره��م‬ ‫ً‬ ‫ق��وى الآخري��ن وجتاربه��م‪ .‬ا�ستعا�ض��وا ع��ن‬ ‫بق��وة اخل��ارج حتت فك��رة � ّأن‬ ‫�ضع��ف الداخ��ل ّ‬ ‫كونية‪ .‬لي�ست ملكًا لأح��د‪ .‬تلك مرحلة‬ ‫الثقاف��ة ّ‬ ‫�أف��كار وثورات وانتفا�ض��ات و�أبحاث وجتارب‬ ‫تقنيات‬ ‫و�أ�سم��اء وحراك وا�س��ع يف ك ّل ال�صعد‪ّ .‬‬ ‫فكرية را�سخة‪.‬‬ ‫خلفيات ّ‬ ‫حديث��ة وموا�ضيع ذات ّ‬ ‫إخراجي��ة‪� .‬سينوغرافيا جديدة‪ .‬حاالت‬ ‫قراءات �‬ ‫ّ‬

‫الب�رصية والأهداف العليا‬ ‫ان�سجام ب�ين الر�ؤى‬ ‫ّ‬ ‫للن�صو���ص‪ .‬بل��ورة معطيات وجه��ود من دون‬ ‫�إغفال �شيء‪ .‬و�صلت �أ�صداء �أعمالهم �إىل العامل‬ ‫م�رسحية حدث‪ .‬وك ّل حدث‬ ‫العربي والعامل‪ .‬ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫ب�ص��داه‪ .‬يطوف ال�صدى الب�لاد ويتخطّ اها �إىل‬ ‫البل��دان املجاورة والبل��دان البعي��دة والبلدان‬ ‫من�صة �إثارة جدل و�أعمال‬ ‫الأبعد‪ .‬ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية ّ‬ ‫فك��ر ومناق�شة‪ .‬انتهى ك ّل ذل��ك �أو كاد‪ .‬اختفت‬ ‫اجلماعي��ة‪ .‬ا�شتعل��ت جترب��ة فرق��ة‬ ‫التج��ارب‬ ‫ّ‬ ‫الور�ش��ة يف م�رص‪ .‬هذا مث��ال‪ .‬انطف�أت �رسي ًعا‪.‬‬ ‫ال�شح‬ ‫ا�ستم��رار املثال حاج��ة‪ .‬انطف�أت ب�سب��ب ّ‬ ‫االقت�ص��ادي وتداخ��ل املعط��ى االقت�ص��ادي‬ ‫باملعط��ى ال�سيا�سي‪ .‬دخلت ال�سفارات على خطّ‬ ‫امل�رصية‪ّ � .‬أ�س�س‬ ‫ال�سيا�سية والف��رق‬ ‫الإنتاجات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫مهرجانات املنا�صب‬

‫العام تتغ��ذّى بالقهوة‬ ‫بات��ت جتربة القط��اع ّ‬ ‫البائتة والفا�ست فود‪ .‬فو�ضى‪ .‬ج�سد مري�ض‪ .‬ج�سد‬ ‫مي��ت‪ .‬ال ينفكّ يحقن بحقن كبرية مملوءة بالهواء‬ ‫القات��ل‪ .‬ال ا�سرتاتيج ّي��ات هن��ا‪ .‬ب��ل ا�ستدع��اءات‬ ‫ل��ك ّل م��ا ه��و موج��ود عل��ى ال�س��اح امل�رسح ّي��ة‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 610‬للتنمية الثقافية‬ ‫وزرابت��ه يف املهرجان��ات املتتالي��ة‪ .‬توات��ر ح�سني �إ�سماعيل (�آخر املط��اف) ت�أليف م�ؤمن‬ ‫مهرجان��ات‪ .‬مهرجان��ات ـ متوات��رة‪ .‬مهرجانات عبده‪ .‬املخ��رج حم ّمد عبد الفتّ���اح ـ كالباال‬ ‫متو ّت��رة‪ .‬مهرج��ان امل��سرح التجريب��ي � ّأوالً‪ .‬ث��م‪( :‬عرو�سة)‪ .‬املخ��رج م�صطفى مراد (هذه ليلتي)‪.‬‬

‫العام مل يعد‬ ‫م�رسح القطاع‬ ‫ّ‬ ‫يح ّقق ان�سجامـه مع تاريخــه‪.‬‬ ‫تـراجـــع بـــــدوره‪ .‬اخــتـــفــت‬ ‫اجلماعية‪ .‬وا�شتعلت‬ ‫التجـــارب‬ ‫ّ‬ ‫جتربة فرقة الور�شة يف م�رص‪،‬‬ ‫ثـــم انطـفـــ�أت �ســريـ ًعـا ب�سبـب‬ ‫ال�شــــح االقت�صــادي وتـداخـــل‬ ‫ّ‬ ‫املعطــى االقت�صادي باملعطـى‬ ‫ال�سـيـا�ســـي‪ .‬دخلــت ال�سفـارات‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫على خطّ الإنتاجات‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصية‪.‬‬ ‫والفرق‬ ‫ّ‬

‫مهرجان ال�ضح��ك‪ .‬ثم‪ :‬لقاء ال�شباب‪ .‬ثم‪ :‬مهرجان‬ ‫الأقالي��م‪ .‬ث��م‪ :‬مهرج��ان النوادي‪ .‬ث��م‪ ،‬املهرجان‬ ‫القوم��ي للم��سرح‪ .‬ول��وال العي��ب واحلي��اء لبانت‬ ‫الئح��ة املهرجانات مكتظّ ��ة مبهرجانات جديدة‪.‬‬ ‫مهرج��ان الدنيا‪ ،‬مهرجان الآخرة‪ ،‬مهرجان الّليل‬ ‫والقندي��ل‪ ،‬مهرجان ال��كازوزة‪ ،‬مهرجان � ّأم علي‪،‬‬ ‫مهرج��ان الإقام��ة‪ ،‬مهرج��ان ال�شت��ات‪ .‬ال درا�سة‬ ‫فعل ّية للحاج��ات ال ّأول ّية يف املهرجانات هذه‪ .‬ال‬ ‫ت�شخي���ص مت�شابه��ات‪ .‬وال انتق��ال �إىل م�ستويات‬ ‫�أعل��ى‪ .‬ال بح��ث يف الدقائق والتفا�صي��ل من �أجل‬ ‫احل�ص��ول على مع��ارف �أعم��ق‪ .‬ه��ي مهرجانات‬ ‫ثم��ة قائ��د واح��د له��ا‪ .‬وزي��ر الثقافة‬ ‫املنا�ص��ب‪ّ .‬‬ ‫� ّأوالً‪ .‬ث��م امل��شرف على البي��ت الف ّن��ي للم�رسح د‪.‬‬ ‫�أ�رشف زكي‪ .‬مل ينجز الرج��ل �شيئًا‪� ،‬سوى دفاعه‬ ‫عن النظ��ام يف النقابة‪ .‬ميثّل نظام النقابة‪ .‬نظام‬ ‫الدول��ة‪ .‬ث��م �إ ّن��ه وج��د يف و�س��ط تظاه��رة م�ؤ ّيدة‬ ‫ان�صب‬ ‫للرئي�س ال�ساب��ق ح�سني مبارك‪ ،‬يف وقت‬ ‫ّ‬ ‫في��ه ال�شعب امل�رصي على املطالب��ة برحيل ر�أ�س‬ ‫النظ��ام‪ .‬ال مبالغة يف ذل��ك‪ .‬ال مبالغة �إ ّال يف عدد‬ ‫املهرجان��ات ويف �أ�سم��اء املهرجانات‪ .‬مهرجان‬ ‫ال�ضح��ك كمهرج��ان ال�سع��ادة يف لبنان‪� .‬أطلقت‬ ‫الأخري جوزيان بول�س‪ .‬مهرجان امل�رسح الفقري‪.‬‬ ‫ط��رح الّلق��اء ال ّأول مل��سرح ال�شب��اب �شع��ار‪ :‬نحو‬ ‫م��سرح فقري‪� .‬شب��اب يع��ودون ع��شرات ال�سنوات‬ ‫�إىل ال��وراء‪ .‬ب��دل �أن يتق�� ّدم ال�شب��اب‪ ،‬يرتاجعون‪.‬‬ ‫يع��ودون �إىل زم��ن ج���رزي غروتوف�سكي‪ .‬طرح‬ ‫امل�رسح��ي البولوين امل�رسح الفق�ير ك�أحد احللول‬ ‫اجلمال ّي��ة الروح ّي��ة‪ .‬امل��سرح الفق�ير ه��و م�رسح‬ ‫كهن��ة امل�رسح‪ .‬م�رسح املمثّ��ل الكاهن‪ .‬ال امل�رسح‬ ‫بالإنت��اج امل��ا ّدي املح��دود‪ .‬ث��م � ّإن معظ��م فرق‬ ‫الّلقاء ال ّأول مل�رسح ال�شباب ُوجدت يف املهرجان‬ ‫متك��ررة هنا‪.‬‬ ‫القوم��ي للم��سرح‪ .‬لوحظ��ت �أ�سماء‬ ‫ّ‬ ‫الأب��رز املخ��رج حم ّمد الهجر�س���ي (م�رسح ّية‬ ‫رق�ص��ة العق��ارب) ت�ألي��ف د‪ .‬حممود �أبو دومة‪.‬‬ ‫املخ��رج ح�س���ن حمم���ود (هامل��ت)‪ .‬املخ��رج‬

‫املخ��رج �أحم��د عب��د اجل��واد (غال�يري)‪ .‬املخرج‬ ‫حم ّمد ف�ؤاد (الو�ض��ع �صام ًتا)‪ .‬املخرج ال�سعيد‬ ‫من�س���ي (�أه��ل الكه��ف)‪ .‬املخ��رج �أحم���د عبد‬ ‫املنعم (احليل��ة) ت�ألي��ف �أريزا كاوندا‪ .‬املخرج‬ ‫ال�سعيد قابيل (العودة) ت�ألي��ف بيرت هاندكة‬ ‫(كا�سبار)‪ .‬املخرج��ان ال�سعيد قابيل وال�سعيد‬ ‫من�سي‪ .‬وخمرجون ذهب��وا يف �أغلبهم �إىل كتابة‬ ‫ن�صو�صه��م �أو �إع��داد ن�صو�ص عامل ّي��ة (يف حال‬ ‫الن���ص يعني � ّأن خم��رج العر�ض‬ ‫ع��دم ذكر كاتب‬ ‫ّ‬ ‫ن���ص عامل��ي م�شهور)‪.‬‬ ‫عن‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫مع��‬ ‫ه��و كاتب��ه �أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسح ّي��ات غروتوف�سكي خمتربات‪ .‬م�رسح ّيات‬ ‫ال�شاب م�رسح ّي��ات ناجزة‪،‬‬ ‫الّلق��اء ال ّأول مل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫منظورة‪ ،‬وجدت ح�ضورها يف املهرجان القومي‪.‬‬ ‫رف‬ ‫ل��ن ي�ستوي ال�صنف��ان يف دكّ ة واحدة �أو فوق ّ‬ ‫واح��د‪ .‬لن ي�ست��وي �أح��د م��ع غروتوف�سكي � ّأوالً‪.‬‬ ‫وثان ًيا‪ :‬يف مقابلة �أه��داف م�رسح غروتوف�سكي‬ ‫و�أه��داف الّلق��اء ال ّأول مل��سرح ال�شب��اب‪ :‬نح��و‬ ‫م��سرح فق�ير‪ .‬تي�تر غروتوف�سكي ب�لا منهجه‪،‬‬ ‫ب�لا حيو ّيت��ه‪ ،‬ب�لا ج�سده‪ ،‬ب�لا غرائ��زه اجل�سد ّية‪،‬‬ ‫ب�لا ذكائه‪ ،‬بال عيونه‪ ،‬بال قلب��ه‪ّ � .‬إن ما حدث يف‬ ‫تكرارا)‪،‬‬ ‫م�رص يف مهرجان ال�شباب (م�رسح فقري‬ ‫ً‬ ‫حدث م��ن دون فهم معريف ومن دون اقرتاب من‬ ‫املمار�سة العمالن ّي��ة لغروتوف�سكي يف م�رسحه‬ ‫الفق�ير‪ .‬الروحان ّي��ات ل��دى امل�رسح��ي الكبري يف‬ ‫مقاب��ل «عرو���ض جريئة تعتمد عل��ى �إنتاج قليل‬ ‫التكالي��ف ربمّ ا مينح الإبداع م�ساح��ة �أكرب بعي ًدا‬ ‫م��ن امليزان�سانات ال�ضخمة»‪ .‬م��ن امليزان�سينات‬ ‫�إىل امليزان ّي��ات‪ .‬ف��رق �أح��رف‪ .‬ب��ل �سف��ر ف��وق‬ ‫مهم��ة �إىل ت�سخيف جتربة امل��سرح الفقري‬ ‫نق��اط ّ‬ ‫وت�سذيجه��ا‪� .‬أه��داف الّلقاء‪ :‬منح ال�ش��اب فر�صته‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬خلق تظاهرة م�رسح ّي��ة‪ .‬ثالثًا‪ :‬تقدمي جيل‬ ‫جديد من النقّاد ال�شباب من خالل منحهم فر�صة‬ ‫متابع��ة عرو�ض الّلقاء والكتاب��ة عنها من خالل‬ ‫الن��شرة اليوم ّية وامل�شارك��ة يف الندوات النقد ّية‪.‬‬ ‫راب ًع��ا‪� :‬إلق��اء ال�ضوء عل��ى العرو���ض «من خالل‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪611‬‬

‫يبلغ عدد امل�سارح يف القاهرة‬ ‫نحـــو ‪ 35‬م�رسح ًا يف العا�صمة‬ ‫امل�صــريــة املحتـ�شــدة ب�أكثـر‬ ‫ّ‬ ‫مـن ‪ 12‬مليــون مواطـن بواقـع‬ ‫م�ســرح لك ّل ‪� 340‬ألف مواطن‪.‬‬ ‫فيما ُي�ضاء �أكرث من �أربعمائـة‬ ‫م�ســـرح يف فيينا طوال العـام‪،‬‬ ‫فـي حيـن � ّأن عــدد �سكّــانها ال‬ ‫ثمة ما‬ ‫يتجاوز املليوين ن�سمة‪ّ .‬‬ ‫م�رسحيا‬ ‫بناء‬ ‫يقارب اخلم�سني ً‬ ‫ًّ‬ ‫أوروبيـة ي�سكنــها‬ ‫فــــي قــرى �‬ ‫ّ‬ ‫خم�ســون �ألــف مواطــن‪ .‬بواقـع‬ ‫م�ســـرح لك ّل �ألـف �شخ�ص‪ .‬هذه‬ ‫لي�سـت فروق بناء‪ .‬هذه فروق‬ ‫ثقافة كاملة‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫دع��وة و�سائل الإعالم املرئ ّية واملقروءة ما مينح‬ ‫امل�شارك�ين فر�صة ت�أكيد تواجده��م على خريطة‬ ‫خام�س��ا‪� :‬إقام��ة م�سابق��ة‬ ‫امل��سرح امل��صري»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تناف�س ّية بني العرو�ض امل�شاركة على مدى ع�رشة‬ ‫�أ ّي��ام يف �شهر �أ ّيار من العام ‪ .2010‬خطّ ة �أق ّل من‬ ‫تقليد ّي��ة يف زمن امل�رسح امل�رصي ال�صعب‪ .‬ي�سود‬ ‫ك ّل ما هو �سائد‪ .‬ك ّل ما هو �سائد ي�سود‪.‬‬ ‫امل�رسحية يف مهرجانات‬ ‫ع�رشات العرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫املو�ضوعي��ة‪ .‬يهدم‬ ‫متتالي��ة يف غي��اب البن��ى‬ ‫ّ‬ ‫وحتول م�سارح �إىل �أبنية‬ ‫م��سرح ويلغى م�سارح‬ ‫ّ‬ ‫مدنية يف م�رص‪ .‬وحترتق م�سارح مبن فيها‪ .‬لن‬ ‫ّ‬ ‫يزي��د عدد امل�س��ارح يف القاهرة عل��ى نحو ‪35‬‬ ‫امل�رصية املحت�شدة ب�أكرث‬ ‫م�رسح ًا يف العا�صمة‬ ‫ّ‬ ‫م��ن ‪ 12‬مليون مواطن‪ .‬بواقع م��سرح لك ّل ‪340‬‬ ‫�ألف مواطن‪ُ .‬ي�ضاء �أكرث من �أربعمائة م�رسح يف‬ ‫فيينا طوال العام‪ ،‬يف ح�ين � ّأن عدد �سكّانها ال‬ ‫ثمة ما يقارب اخلم�سني‬ ‫يتجاوز املليوين ن�سمة‪ّ .‬‬ ‫أوروبية ي�سكنها خم�سون‬ ‫م�رسحيا يف قرى �‬ ‫بناء‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫�ألف مواطن‪ .‬بواقع م�رسح لك ّل �ألف �شخ�ص‪ .‬هذه‬ ‫لي�س��ت فروق بناء‪ .‬هذه فروق ثقافة كاملة‪ .‬ل ّأن‬ ‫امل��سرح غري موجود يف ثقاف��ة العرب‪ ،‬كما هو‬ ‫أمريكي�ين‪.‬‬ ‫أوروبي�ين وال‬ ‫موج��ود يف ثقاف��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�ص��ل الع��رب ـ به��ذا املعن��ى ـ �إىل امل��سرح يف‬ ‫نهاي��ة املطاف‪ .‬يثب��ت امل�رسح��ي ك�ض ّفة النهر‬ ‫يف ح�ين يبدو «الناقد» كم��اء النهر ال�سارد‪ .‬من‬ ‫الوا�ضح � ّأن املثال هذا يف غاية ال�سذاجة‪� .‬إ ّال �أ ّنه‬ ‫املهم ه��و حتديد ال�ضفاف يف‬ ‫واقع��ي‪ .‬حيث � ّإن‬ ‫ّ‬ ‫خلق العالقة امل�شرتكة ب�ين الناقد وامل�رسحي‪.‬‬ ‫قوة امل��سرح يف مهرجان‬ ‫يتح�� ّدث �أحدهم ع��ن ّ‬ ‫م��ن املهرجان��ات عل��ى ك��رة الق��دم‪ .‬انت�ص��ار‬ ‫الرغم من تو ّقعات‬ ‫امل��سرح على كرة القدم على ّ‬ ‫مدونته‬ ‫ّ‬ ‫املنجم�ين (جم���د احلما�ص���ي عل��ى ّ‬ ‫م��ن دون ذكر امل�ص��در الأ�سا�س��ي)‪ .‬اخلطري‪� ،‬أن‬ ‫خ�صو�صي��ة يف ال��كالم عل��ى امل��سرح‪ .‬ي�شبه‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة ـ �إ ّال‬ ‫امل��سرح � ّأي �ش��يء ـ يف القاع��ة‬ ‫ّ‬ ‫امل��سرح‪� .‬إ ّن��ه �أ�شب��ه بعرب��ة معطّ ل��ة �أو باخ��رة‬ ‫بعافي��ة كامل��ة �أو بجمل جدي��د �أو بحمار ذكي‪.‬‬ ‫بيد �أ ّنه ال ي�شبه امل�رسح‪ .‬لن يرجع الكاتب نف�سه‬

‫�إىل املج��ال الوا�س��ع للفنون‪ .‬لن يرج��ع الكاتب‬ ‫نف�س��ه �إىل املج��ال الوا�س��ع للم��سرح‪ .‬مقال��ة‬ ‫و�ضعية �إىل‬ ‫ر ّد فع��ل مباغ��ت‪ ،‬حي��ث يقف��ز م��ن‬ ‫ّ‬ ‫و�ضعي��ة‪� .‬سوف يج��د عمر دوارة (وكالة �أخبار‬ ‫ّ‬ ‫م��صر) � ّأن و�ص��ول املهرج��ان القومي للم�رسح‬ ‫امل��صري �إىل دورت��ه اخلام�س��ة بانتظ��ام م��ا‬ ‫ا�ستمرارية الدور‬ ‫ه��و �إ ّال الت�أكيد القطع��ي عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح��ي الريادي مل��صر‪ .‬ومت ّتعه��ا ـ وحدها‬ ‫امل�رسحية‪.‬‬ ‫ـ بتحقي��ق تكامل عنا�رص الظاه��رة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة ال�شقيقة يف‬ ‫«ق��د تنجح بع���ض ال��دول‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ة ب�أرقى م�ستوى فكري‬ ‫تقدمي عرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫و�أعل��ى م�ستوى ف ّني وتقني‪ .‬غري � ّأن م�رص تبقى‬ ‫بجمهوره��ا امل�رسح��ي الكب�ير ـ ه��ي وحده��ا ـ‬ ‫ي�ضم العدد‬ ‫الق��ادرة على تنظيم مهرج��ان كبري ّ‬ ‫الكب�ير‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا � ّأن ك ّل عر�ض م��ن العرو�ض‬ ‫املتو�سط‬ ‫ه��ذه ـ طب ًقا لالئحة ـ �سبق تقدميه ـ يف‬ ‫ّ‬ ‫ـ مل�� ّدة ال تق�� ّل ع��ن ثالث�ين ليل��ة»‪ .‬ه��ذا الكالم‬ ‫�شخ�صي��ة‪ .‬ه��ذا الكالم ال‬ ‫ت�ص��ورات‬ ‫رج��وع �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عالقة له بالنق��د الو�ضع��ي‪� .‬أو النقد اجلوهري‪.‬‬ ‫امل�رسحي��ة �أن تلع��ب على م��دى ثالثني‬ ‫يكف��ي‬ ‫ّ‬ ‫يوم��ا حتى جتد مطرحها يف املهرجان القومي‬ ‫ً‬ ‫للم��سرح يف دورة من دوراته‪ .‬ع�� ّد الناقد دورة‬ ‫املهرج��ان اخلام�س��ة دورة الت�أكي��د على ريادة‬ ‫دوارة‬ ‫ال��دور امل�رسح��ي مل��صر‪ .‬ال ي�أخذ عم��رو ّ‬ ‫يتك��ون اخل��طّ هنا م��ن تب�سيط‬ ‫بني��ة امل��سرح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الر�ؤي��ة ال م��ن ب�ساطة الر�ؤية‪ .‬امل�ش��ي هو �إبداع‬ ‫بح�ساب��ات الكتاب��ة هن��ا‪ .‬ال فائ��دة م��ن درا�سة‬ ‫امل�رسحي�ين‬ ‫العر���ض وال م��ن امت�لاء �أك�ثر‬ ‫ّ‬ ‫جراء م��ا و�صلت �إليه‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصي�ين بالغ�ض��ب من ّ‬ ‫امل�رصية‪.‬‬ ‫ة‬ ‫امل�رسحي‬ ‫التجربة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مل ترتاج��ع مرتب��ة امل��سرح امل��صري حني‬ ‫تتال��ت دورات مهرجان دم�شق امل�رسحي على‬ ‫م��دى �سنوات طويلة‪ .‬مل ترتاج��ع مرتبة امل�رسح‬ ‫امل��صري حني تتال��ت دورات مهرجان قرطاج‬ ‫امل�رسحي على م��دى �سنوات طويل��ة‪ .‬ال عالقة‬ ‫أهم ّية‬ ‫له��ذا ب��ذاك‪ .‬ال ب�أ�س يف �إ�شارة الناق��د �إىل � ّ‬ ‫امل�أ�س�سة يف جتربة امل�رسح‪� .‬أن يدعو �إىل م�أ�س�سة‬ ‫التجربة‪ .‬غري � ّأن �أح ًدا ال يفهم �إ�رصاره على و�ضع‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 612‬للتنمية الثقافية‬ ‫م��ص�ر يف املرتب��ة الأوىل‪ ،‬يف مرتب��ة الري��ادة‬ ‫ل ّأن �أح��د مهرجاناته��ا جن��ح يف الو�ص��ول �إىل‬ ‫دورت��ه اخلام�سة بال تو ّق��ف‪ .‬مهرجان حمرتفني‬ ‫وه��واة‪ .‬ال عالق��ة للإب��داع بال��دوران‪« .‬يعي�شوا‬ ‫�شك�سب�ير» ملح ّم���د �إدري����س التون�سي بحجم‬ ‫عرو���ض مهرجانني متتالي�ين‪� .‬أبحاث الفا�ضل‬ ‫اجلعايبي يف «خم�سون» بحجم عرو�ض ثالثة‬ ‫«دوار‬ ‫مهرجان��ات‪ .‬جتربة روجي���ه ّ‬ ‫ع�ساف يف ّ‬ ‫ال�شم�س» بحجم خم�سة مهرجانات متتالية‪ .‬لي�س‬ ‫م��ن دواعي ال�صدف �أن تتده��ور �أ�صول النقد يف‬ ‫العامل العرب��ي‪� .‬أحوال النق��د يف لبنان وتون�س‬ ‫واملغ���رب واجلزائر والع���راق‪� ،‬أحوال��ه لي�ست‬ ‫�أف�ض��ل ح��ا ًال من �أح��وال النق��د يف م�رص‪ .‬طاملا‬ ‫� ّأن التهافت �أ�صاب الن ّقاد والنقد العربي من � ّأول‬ ‫الع���امل العربي �إىل �آخره‪� .‬أم��ات الن ّقاد الكالم‬ ‫عل��ى التكني��كات املختلف��ة للأفع��ال الناق�ص��ة‬ ‫والناج��زة يف جترب��ة امل�رسح العرب��ي‪ .‬يبدو � ّأن‬ ‫العم��ود الفق��ري للنق��د والن ّق��اد ارتب��ط بدوران‬ ‫جم��رد احلركة‬ ‫الطاق��ة‪ .‬عنده��م‪ :‬احلرك��ة حياة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حي��اة‪ .‬اال�ستم��رار حي��اة‪ .‬ب�ؤ�س ال زي��ادة عليه‪.‬‬ ‫امل�رسحيني‬ ‫ي�ؤكّ ��د الناق��د � ّأن «حر���ص» جمي��ع‬ ‫ّ‬ ‫أخ���ص �أع�ض��اء فرق اله��واة املختلفة) على‬ ‫(بال ّ‬ ‫اال�ش�تراك باملهرج��ان القومي خ�ير �شاهد على‬ ‫جن��اح دورات��ه املتعاقبة‪ .‬ي�ؤكّ د الناق��د � ّأن قيمة‬ ‫اجلائ��زة ال عالق��ة له��ا باندف��اع اله��واة �إىل‬ ‫أ�سا�سا‪ .‬خم�سة �آالف‬ ‫امل�شارك��ة‪ .‬ال قيمة للجائزة � ً‬ ‫جني��ه م��صري‪� .‬أي �أق ّل من �أل��ف دوالر �أمريكي‪.‬‬ ‫م�رسحيات يف‬ ‫ميزاني��ات �إنت��اج‬ ‫ت�ص��ل بع���ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫دول��ة الكويت �إىل مئ��ات �آالف الدوالرات‪ .‬ت�صل‬ ‫م�رسحي��ات يف لبنان‬ ‫ميزانيات �إنت��اج‬ ‫بع���ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إىل مئ��ات �آالف ال��دوالرات‪ .‬ي�ش�ير «الناقد» �إىل‬ ‫اخلا�ص ع��ن امل�شاركة‬ ‫اختف��اء جتربة امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫يف املهرج��ان‪� .‬ش��ارك �أحمد الأبياري قب ًال يف‬ ‫«دوري م��ي فا�صولي��ا»‪ ،‬فرق��ة �شب��اب م��سرح‬ ‫البندقية»‪ .‬مل ت�شارك من الفرق‬ ‫الف ّن��ان بـ «تاجر‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�صة يف دورة العام ‪� 2010‬إ ّال فرقة «روانا»‬ ‫ّ‬ ‫للإنت��اج الف ّن��ي بعر���ض «وطن اجلن��ون» و«هو‬ ‫مييزه) ال يدرج‬ ‫متميز» (ال ي�شري �إىل م��ا ّ‬ ‫عر���ض ّ‬

‫التجاري��ة (ال ي�شري �إىل‬ ‫م�سمى العرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫حت��ت ّ‬ ‫م�سمى‬ ‫ما دفع��ه �إىل االبتعاد عن االندراج حتت ّ‬ ‫جي��د وي ّت�سم‬ ‫العرو���ض‬ ‫التجاري��ة)‪� .‬إ ّنه «عر�ض ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالتجري��ب ويقوم يف �إط��ار ا�ستعرا�ض غنائي»‬ ‫(ال ي�ش�ير �إىل عنا��صر التجري��ب في��ه‪ .‬وال �إىل‬ ‫معج��زة بن��اء عر�ض جتريبي يق��وم على الغناء‬ ‫اال�ستعرا�ضية‬ ‫قيا�س��ا �إىل العرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫والرق���ص‪ً ،‬‬ ‫الغنائي��ة يف الع���امل العربي م��ن �أدن��اه �إىل‬ ‫ّ‬ ‫�أق�ص��اه‪ .‬يق ّدم��ه ه��واة‪ .‬يل�س��ع غي��اب «جن��وم‬ ‫ي�ستمر‬ ‫امل��سرح» كات��ب املقال��ة‪ .‬يتم ّن��ى �أن ال‬ ‫ّ‬ ‫فاعليات املهرجان‪ .‬لن نفهم �سبب‬ ‫غيابهم ع��ن‬ ‫ّ‬ ‫اهتم��ام «الناق��د» «بغي��اب جنوم امل��سرح» �إ ّال‬ ‫جنوما‪ :‬عايدة‬ ‫بع��د تعداده �أ�سماء من يعتربه��م‬ ‫ً‬ ‫عبد العزيز‪ ،‬ع���زّت العاليلي‪ ،‬ح�سني فهمي‪.‬‬ ‫اقت�رصت م�شاركة النجوم يف دورة العام ‪2010‬‬ ‫عل��ى �سمري �صربي ودولل���ي �شاهني و�سامح‬ ‫ي�رسي وغ���ادة �إبراهيم‪ .‬يعطف ذك��ر الأ�سماء‬ ‫على اعرتافه ب� ّأن ه�ؤالء لي�سوا من جنوم امل�رسح‬ ‫امل��صري بدرج��ة �أوىل‪ .‬يف احلال�ين‪ :‬م��ن جاء‬ ‫الرج��ل على ذكرهم يعمل��ون يف التلفزيون �أكرث‬ ‫بكث�ير من عملهم يف امل�رسح‪ .‬يف احلالني جنوم‬ ‫جمرد‪.‬‬ ‫ال�سينم��ا هم جنوم امل�رسح‪ .‬ت�سمية ب�شكل ّ‬ ‫لن يبح��ث الناقد ع��ن املهارة وامله��ارة الأقلّ‪.‬‬ ‫املحدودي��ة م�شرتك��ة يف الت�سميت�ين‪ .‬الت�سمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫الأوىل والت�سمي��ة الثانية‪� .‬سباح��ة يف الفو�ضى‬ ‫ال�سينمائيني يف‬ ‫العارم��ة‪ .‬جم��ع �شم��ل الأخ��وة‬ ‫ّ‬ ‫الرغب��ة بح�ضوره��م يف مهرجان��ات امل��سرح‬ ‫�سينمائيني ي�ستعملون امل�رسح كغر�ض‪،‬‬ ‫كنجوم‬ ‫ّ‬ ‫توجهات‪� ،‬إ ّال الظهور على اخل�شبة‬ ‫ك�أداة من دون ّ‬ ‫امل�رسحية كنجوم ناجزي احل�ضور يف ال�سينما‪.‬‬ ‫ّ‬

‫فـرز‬

‫امل�رسحية‬ ‫امل�رسحية خلف‬ ‫لن ي�ضع الناقد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف �ص��ورة خ��طّ طوي��ل �أ�شب��ه بخ��طّ طويل من‬ ‫للنم��ل‪ .‬يظهر امل�رسح �أمام��ه ك�أفعى رفيعة يف‬ ‫ح��ال حركة‪ .‬ال يج ّند امل�رسحي طبيعته الكاملة‬ ‫�أم��ام امل�سار امل�رسحي‪ .‬حال ال ح�� ّل له‪ .‬ل ّأن ال‬ ‫امل�رسحيني وال �أذه��ان الن ّقاد‪.‬‬ ‫ح�� ّل يف �أذه��ان‬ ‫ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪613‬‬

‫م�رسحية ومل يخرج‬ ‫مل تخرج‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي خــايل الوفا�ض يف‬ ‫ّ‬ ‫مهرجان امل�رسح القومـــــــي‪.‬‬ ‫جــائـــزة تقديــر لكـــــ ّل مــــن‬ ‫جمموعـــة «الّليلـــة ماكـبـــث»‬ ‫وجممـوعـــة «يا�سني» و«نلتقي‬ ‫بعد الفا�صل»‪ .‬جائــــزة �أف�ضل‬ ‫�إ�ضـــاءة لإبراهيم الفــرن عـــن‬ ‫عـر�ض «اجلــيل»‪ .‬جائزة �أف�ضل‬ ‫�أزياء منا�صفة بني مروة عودة‬ ‫نوار‬ ‫عن «ظ ّل احلمار» وفايزة ّ‬ ‫عن «وطن اجلنون»»‪�..‬إلخ‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫ثم��ة جان��ب وحي��د يف الأح��وال كا ّف��ة‪ .‬جانب‬ ‫ّ‬ ‫ذاتي‪ .‬جانب اال�سرتزاق من امل�رسح‪ .‬اال�سرتزاق‬ ‫امل��ا ّدي واال�س�ترزاق املعنوي‪ .‬ال ق��درة كامنة‬ ‫ل��دى م�رسح��ي �أو ناقد‪ .‬ال�شيء بال�ش��يء‪ .‬ال�شيء‬ ‫يف ال�ش��يء‪ .‬ال�شيء لل�ش��يء‪ .‬ال�شيء م��ن ال�شيء‪.‬‬ ‫تتك��رر الأ�سم��اء‬ ‫امل��سرح علب��ة مغلق��ة‪ .‬ل��ذا‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫والعناوين وتعل��و االبتهاالت‪ .‬يبته��ل «الناقد»‬ ‫لل��رب ب���أن يعي��د ال�سينمائ��ي �إىل املهرج��ان‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح��ي‪ ،‬ال �أن يعي��د امل�رسح��ي �إىل �صواب��ه‪.‬‬ ‫حيث ي�شكّل ح�ضوره عامل جذب للجمهور‪ .‬حيث‬ ‫ي�شكّل ح�ضوره عامل �إثراء للمهرجان وللحركة‬ ‫امل�رسحية‪ .‬ي�ش�ير الناقد �إىل ذلك من دون �رشح‬ ‫ّ‬ ‫�أو تف�سري‪ .‬قال كلمة وم�ضى‪ .‬قال كلمته‪ ،‬بعد �أن‬ ‫الرواد واجلي��ل الو�سطي‬ ‫فرز ب�ين �أجيال‪ :‬جي��ل ّ‬ ‫وجيل ال�شب��اب‪� .‬رصاع �أجيال‪ .‬بدل لقاء �أجيال‪.‬‬ ‫ال��رواد‪ .‬عا�صم ر�أفت‬ ‫حممود الألفي من جيل ّ‬ ‫ونا�رص عبد املنعم و�سعيد �سليمان من اجليل‬ ‫الو�سطي‪� .‬شارك ال�شباب بكثافة‪� .‬شباب جامعة‬ ‫عني �شم�س �شاركوا يف «الليلة ماكبث»‪� .‬شاركت‬ ‫جمموع��ة عمل «يا�سني» (�إنتاج الهيئة العا ّمة‬ ‫لق�صور الثقافة) وجمموعة عم��ل «نلتقي بعد‬ ‫الفا�ص��ل» (�إنتاج البيت الفنّي للم�رسح ـ فرقة‬ ‫ال�شبابية‪ :‬ظ ّل‬ ‫�سجادة م��ن العرو�ض‬ ‫ّ‬ ‫الطليعة»‪ّ .‬‬ ‫احلمار‪ ،‬وط��ن اجلنون‪ ،‬اجليل‪ ،‬الأمرية ال�صلعاء‪،‬‬ ‫الق�ص��ة املزدوجة للدكت��ور باملي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هاملته��ن‪ّ ،‬‬ ‫ل�سه يف �أمل‪� ،‬أديب و�شفيقة‪ ،‬ال�شطّ ار‪.‬‬ ‫عجايب‪ّ ،‬‬ ‫يرب��ح الك ّل يف املهرجان��ات املحل ّ​ّية‪ .‬حيث‬ ‫م�رسحي��ة جائ��زة‪ .‬جائ��زة الإخ��راج‬ ‫حت��وز ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫للم�رسحية كذا‪.‬‬ ‫الن���ص‬ ‫للم�رسحي��ة كذا‪ .‬جائ��زة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للم�رسحي��ة ك��ذا‪ .‬جائ��زة كذا‬ ‫إ�ض��اءة‬ ‫ل‬ ‫جائ��زة ا‬ ‫ّ‬ ‫لك��ذا‪ .‬من ح��ضر ال�سوق ـ بح�س��ب املثل ال�شعبي‬ ‫م�رسحية ومل‬ ‫الّلبن��اين ـ باع وا�ش�ترى‪ .‬مل تخرج‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي خ��ايل الوفا���ض يف مهرجان‬ ‫يخ��رج‬ ‫ّ‬ ‫امل��س�رح القوم���ي‪ .‬جائ��زة تقدي��ر ل��ك ّل م��ن‬ ‫جمموع��ة «الّليلة ماكب��ث» وجمموعة «يا�سني»‬ ‫و«نلتق��ي بعد الفا�ص��ل»‪ .‬جائزة �أف�ض��ل �إ�ضاءة‬ ‫لإبراهي��م الف��رن ع��ن عر���ض «اجلي��ل»‪ .‬جائزة‬ ‫�أف�ض��ل �أزياء منا�صفة بني مروة عودة عن «ظ ّل‬

‫احلم��ار» وفاي���زة ن ّوار ع��ن «وط��ن اجلنون»‪.‬‬ ‫جائزة �أف�ضل ديكور ُخ ّ�ص�صت للدكتور �صبحي‬ ‫ال�س ّيد عن عر�ض «فاو�ست والأمرية ال�صلعاء»‪.‬‬ ‫جائ��زة �أف�ض��ل ا�ستعرا���ض ل�ضي��اء �شفي��ق عن‬ ‫عر�ض «وطن اجلن��ون»‪ .‬جائزة �أف�ضل مو�سيقى‬ ‫ل�رشي��ف الو�سيم��ي ع��ن عر���ض «نلتق��ي بع��د‬ ‫الفا�ص��ل»‪ .‬فازت �أم�ي�رة عبد الرحمن بجائزة‬ ‫م�رسحية‬ ‫�أف�ض��ل مم ّثلة �صاعدة عن دوره��ا يف‬ ‫ّ‬ ‫«هامل�تن»‪ .‬ف��از حمزة العلي بجائ��زة �أف�ضل‬ ‫مم ّث��ل عنه دوره يف «ظ�� ّل احلم��ار» بالت�ساوي‬ ‫«الق�صة‬ ‫م��ع تامر الكا�شف عن دوره يف عر�ض‬ ‫ّ‬ ‫املزدوج��ة للدكتور بامل��ي»‪ .‬حازت �سمر عالّم‬ ‫ثان عن عر���ض «عجايب»‪.‬‬ ‫جائ��زة �أف�ض��ل دور ٍ‬ ‫ثان عن‬ ‫ف��از جمدي فكري بجائ��زة �أف�ضل دور ٍ‬ ‫«ل�سه يف �أمل»‪ .‬فازت بجائزة �أف�ضل دور عايدة‬ ‫ّ‬ ‫فهمي عن «�أديب و�شفيقة» بالت�ساوي مع ي�رسا‬ ‫«الق�ص��ة املزدوجة للدكت��ور باملي»‪.‬‬ ‫كرم ع��ن‬ ‫ّ‬ ‫ح�ص��ل �سامي مغاوري على جائزة �أف�ضل دور‬ ‫ع��ن عر�ض «ال�شطّ ار»‪ .‬ح��از �إ�سالم �إمام جائزة‬ ‫�أف�ضل خم��رج �صاعد عن عر���ض «ظ ّل احلمار»‬ ‫بالت�س��اوي م��ع �سامح بي�سوين ع��ن «فاو�ست‬ ‫«الق�صة‬ ‫والأمرية ال�صلع��اء»‪ .‬كما ح�صل عر�ض‬ ‫ّ‬ ‫املزدوج��ة للدكتور باملي» عل��ى جائزة �أف�ضل‬ ‫�إخراج وعر�ض م�رسحي‪ ،‬فاز بها حم ّمد �صفوت‪.‬‬ ‫وح��از �أحمد عبد الر ّزاق �أف�ض��ل جائزة م�ؤلّف‬ ‫ن�صه «نلتقي بع��د الفا�صل»‪ .‬منحت‬ ‫�صاع��د عن ّ‬ ‫ن���ص م�رسحي‬ ‫جلن��ة التحكي��م جائ��زة �أف�ض��ل ّ‬ ‫منا�صف��ة ب�ين د‪ .‬نبيل خلف عن عر�ض «وطن‬ ‫اجلن��ون» وعاط���ف النمر عن عر���ض عجايب‪.‬‬ ‫م�رسحي��ة‪ .‬جائ��زة لعم��ل معقول‪.‬‬ ‫جائ��زة ل��ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫جائ��زة لعمل مقب��ول‪ .‬جائزة لعم��ل حت�ضريي‪.‬‬ ‫حت�ضرييا‪ .‬جائزة‬ ‫لا‬ ‫�أو م��ا اعتربت��ه الّلجنة عم� ً‬ ‫ًّ‬ ‫لأم��ر ثان��وي و�آخر جوه��ري‪ .‬جائزة م��ن �أجل‬ ‫القيام بتجرب��ة متق ّدمة عل��ى التجربة املق ّدمة‬ ‫يف املهرجان امل�رسحي‪ .‬جائزة اخلطوة الأوىل‪.‬‬ ‫جائ��زة اخلطوة الأخرية‪ .‬لي�ست هذه جوائز‪ .‬هذه‬ ‫�سيا�س��ة جلان يف مهرج��ان‪ .‬هك��ذا ت�سقط روح‬ ‫واحلر ّية والتطوي��ر واجلر�أة يف �صالح‬ ‫التنام��ي‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 614‬للتنمية الثقافية‬ ‫البن��ى اجلاه��زة‪ .‬لن يزعج ه��ذا �سلط��ة �أو دولة‬ ‫�أو هيئ��ة علي��ا يف امل�رسح‪ .‬لن يطل��ب �أحد �رشح‬ ‫ثمة زعماء م�رسح‬ ‫تفا�صيل ّ‬ ‫كيفية �إمت��ام الأمر‪ّ .‬‬ ‫امل�رسحيني‪ ،‬ا�ستعدادهم للقيام‬ ‫مينحون الرعايا‬ ‫ّ‬ ‫مبا يل��زم‪ .‬ثم‪ :‬منحهم القيام مب��ا يلزم‪ .‬ت�ستويل‬ ‫امل�رسحية‬ ‫الّلجن��ة على جزء وا�سع م��ن التجربة‬ ‫ّ‬ ‫ب�رضب��ة ك��م‪ ،‬على ما ي��ر ّدد النا���س يف بيوتهم‬ ‫ويف �أعماله��م‪ .‬اجلائزة ميامة‪ .‬يخرج امل�رسحي‬ ‫كم��ه‪ .‬مين��ح امل�رسح��ي‬ ‫املتحكّ��م ميامت��ه م��ن ّ‬ ‫ال�شاب �أو الأكرب �س ًّنا‬ ‫ميامته البي�ضاء للم�رسحي‬ ‫ّ‬ ‫ال�سوية‪ .‬حيث � ّإن ما‬ ‫احلاالت‬ ‫�أو الأكرب بعي ًدا من‬ ‫ّ‬ ‫ا�سرتاتيجية‪ .‬حيث ت�صبح‬ ‫يج��ري يخلق م�شكل��ة‬ ‫ّ‬ ‫النم��و يف �أزم��ة‪ .‬حي��ث ت�صب��ح من��اذج‬ ‫من��اذج‬ ‫ّ‬ ‫الأعم��ال يف �أزمة‪ .‬حيث يفرت���ض امل�رسحي � ّأن‬ ‫علي��ه ن�سخ العمل الفائز‪ ،‬لكي يفوز يف مهرجان‬ ‫ي�سمى ت�أليه النموذج‪.‬‬ ‫مقبل‪ .‬هذا ما ّ‬

‫تطوير حمدود‬

‫دور مهرجان القاهرة للم�رسح التجريبي‬

‫الفن امل�رسحي‪.‬‬ ‫حمدود ج ًّدا على �صعيد تطوير ّ‬ ‫تطوي��ر قليل وحمدود يف �أح�سن الأحوال‪ .‬لي�س‬ ‫على �صعيد املوا ّد اجلديدة امل�ستخدمة‪ ،‬باعتبار‬ ‫� ّأن بع���ض التغطي��ات واملق��االت ركّ ��زت على‬ ‫تركي��ز مهرجان القاهرة للم�رسح التجريبي‬ ‫تط��ور جترب��ة‬ ‫التقني��ات احلديث��ة‪ .‬ل��ن‬ ‫عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املجرب بتطويرات‬ ‫يطور امل�رسح‬ ‫امل�رسح �أو لن ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شق‬ ‫فن لن يقوم يف ّ‬ ‫مدخلة‪ .‬حيث � ّإن التجريب ّ‬ ‫�شق منذور‪ .‬يطل��ع التجريب من‬ ‫منظ��ور �أو يف ّ‬ ‫التجريب‪ .‬يطل��ع التجريب من ثقافة التجريب‪.‬‬ ‫ثم � ّإن مهرج���ان القاهرة للم�رسح التجريبي‬ ‫ه��و مهرج��ان متح��ف للعدي��د م��ن العرو�ض‬ ‫املخت�ص��ون‬ ‫أمريكي��ة‪ .‬يعت�بر‬ ‫أوروبي��ة وال‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتم‬ ‫هن��ا � ّأن �أ�سا���س امل�رسح التجريب��ي يف �أن ّ‬ ‫ا�ستدعاء عرو�ض من فرن�سا و�إنكلرتا و�رصبيا‬ ‫وال�صني وكازاخ�ستان‪ .‬ه��ذا طرح خيايل‪ .‬هذا‬ ‫ط��رح ا�سرتاتيجيا ميتة ومميتة يف �آن‪ .‬ذلك � ّأن‬ ‫التكني��كات امل�ستخدم��ة يف تل��ك العرو�ض لن‬ ‫ت�ؤ ّث��ر على املنب��ع الأ�سا�سي لتجرب��ة امل�رسح‬ ‫يف م��ص�ر �أو يف الع���امل العرب���ي‪ .‬ذل��ك � ّأن‬

‫امل�رسح��ي العرب��ي لن يجد تل��ك العرو�ض يف‬ ‫امل�رسحية‪ .‬ثم � ّإن امل�رسح التجريبي‬ ‫معادالته‬ ‫ّ‬ ‫ه��و م��سرح دول �صناع��ات متق ّدم��ة‪ .‬مل يدع‬ ‫املهرج��ان «� ّأي��ام اخلي��ام» لفرقة احلكواتي‪.‬‬ ‫ّلبانية ف ًّن��ا‪� .‬إذ‬ ‫مل تخ�ترع فرقة احلكوات���ي ال ّ‬ ‫�أع��ادت اكت�ش��اف الأدوات امل�ستعملة و�أعادت‬ ‫ا�ستعماله��ا بح�س��ب احلاج��ة كو�سائ��ل تعبري‬ ‫متق ّدم��ة عل��ى ك ّل م��ا �سبقه��ا‪ .‬ب�لا تعقي��دات‬ ‫فوقي��ة �أو �أ��سرار‬ ‫وب�لا فال�سف��ة وب�لا روح‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة ب�أ�سا�ساتها‬ ‫العمليات‬ ‫أمنية عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫� ّ‬ ‫و�أقواله��ا ودراماته��ا‪ .‬ل��ن ي�ؤ ّث��ر مهرج��ان‬ ‫امل�رسح التجريبي على جتربة امل�رسح العربي‬ ‫ب�سب��ب جمموع��ة م��ن االعتب��ارات‪� .‬أ ّولها‪ّ � :‬إن‬ ‫معظ��م العرو�ض هي عرو���ض مقالب‪� .‬أي �أ ّنها‬ ‫فانتازي��ا ال عرو�ض جتري��ب‪ .‬ثان ًيا‪:‬‬ ‫عرو���ض‬ ‫ّ‬ ‫� ّإن الّلجنة املكلّفة بحرا�سة عرو�ض املهرجان‬ ‫أوروبية‬ ‫التجريبي هي جلنة م�ؤلّفة من �أ�سماء �‬ ‫ّ‬ ‫أمريكية‪ .‬ثالثًا‪ّ � :‬إن العرو�ض امل�ستدعاة هي ـ‬ ‫و�‬ ‫ّ‬ ‫ثمة‬ ‫أوروبية و�‬ ‫يف معظمه��ا ـ عرو�ض �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أمريكية‪ّ .‬‬ ‫عربية وجلنة‬ ‫ف��روق وبونات وا�سعة بني جلنة ّ‬ ‫أجنبي��ة عل��ى �صعيد الإب��داع والّلجن��ة الف ّن ّية‬ ‫� ّ‬ ‫ثم��ة اخت�لاف يف‬ ‫الفكري��ة‬ ‫والّلجن��ة‬ ‫ّ‬ ‫العام��ة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ؤولية‪.‬‬ ‫ثمة اختالف على �صعيد امل�س� ّ‬ ‫الأ�سلوب‪ّ .‬‬ ‫ثم��ة اخت�لاف يف البح��ث ع��ن حل��ول وع��ن‬ ‫ّ‬ ‫مو�ضوعات تعني ومت ّت��ع وتنعك�س يف �أ�صول‬ ‫العام‪ .‬لن‬ ‫البحث وج��ذوره على �صعيد البن��اء‬ ‫ّ‬ ‫للم�رسحيني العرب‬ ‫امل�رسحيون الأجانب‬ ‫ير�سم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�صة‪.‬‬ ‫م�ساربهم وم�سالكهم �إىل جتاربهم‬ ‫ّ‬

‫امل�سرح اجلزائري‬

‫�شواط��ئ‪ ،‬بح��ر‪ ،‬فن��ون حلق��ة وم ّداح��ون‬ ‫وحكواتية و�أج��واء معامل وم�صانع‪.‬‬ ‫وقوال��ون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية منذ ن�صف‬ ‫اجلزائري‬ ‫ثقافة‬ ‫هذا‬ ‫أقام‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫قرن بالتقري��ب‪ .‬حتكّمت جتربة ا�ستلهام الرتاث‬ ‫بال�سح��ب واملطر يف جترب��ة امل�رسح اجلزائري‬ ‫جزءا م��ن �أ�سطورة‬ ‫يف تل��ك الآون��ة‪ .‬بنى الرتاث ً‬ ‫امل�رسح اجلزائري‪ .‬تراث انفتاح‪ .‬ال تراث تقوقع‪.‬‬ ‫عظمية‪.‬‬ ‫ثقافي��ة‪ .‬ال خزائن هي��اكل‬ ‫خ�صو�صي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪615‬‬

‫من �أبرز �أن�شطة العام‬ ‫يف اجلزائـــــر‪ :‬امللتقى العلمي‬ ‫املنعقد يف املهرجان الوطني‬ ‫للم�رسح املحرتف يف اجلزائر‬ ‫� ّأيـــــــــــــام ‪ 29‬و‪،2010/5/30‬‬ ‫والذي طرح «توظيف الرتاث‬ ‫يف امل�رسح املغاربي»‪ ،‬فيما‬ ‫اعتربت مداخله الثالثة الرتاث‬ ‫منــوذجـــية‪ ،‬بعدما‬ ‫�شخ�صـــية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كانــت التجـــارب ال�سـابقة قد‬ ‫ا�ستعملته كمعرب �إىل جتديد‬ ‫اجلزائرية وتطويرها‪.‬‬ ‫التجربة‬ ‫ّ‬ ‫‪2010‬‬

‫الإبـــداع‬

‫اجلزائريون املا ّدة جي ًال بعد جيل يف تراث‬ ‫تناقل‬ ‫ّ‬ ‫مدون مبعظم��ه‪ .‬ال لإ�شباع‬ ‫ثق��ايف ـ �شفه��ي غري ّ‬ ‫يف العالق��ة‪ ،‬الراوي‬ ‫رغب��ة ل��دى طرف م��ن ط��ر ّ‬ ‫بحيويتها يف‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫املا‬ ‫واملتل ّقي‪ .‬بل من �أجل حفظ ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�سل��ك من الوع��ي‪ .‬قاد الوع��ي �إىل التعلّم‪� .‬شكّل‬ ‫اجلزائرية‪� .‬أحياها‪.‬‬ ‫ال�تراث �سفر تكوين التجربة‬ ‫ّ‬ ‫أهم ّي��ة العمل على ال�تراث بتذكّ ر � ّأن‬ ‫ت�ضاعف��ت � ّ‬ ‫فيا�ضة‬ ‫الرتاث لي���س ما ّدة فقط‪ .‬ب��ل روح‪ .‬روح ّ‬ ‫الفرن�سيون‬ ‫باحل�ض��ور ال�شعبي يف بالد احتلّه��ا‬ ‫ّ‬ ‫على م��دى ع�رشات ال�سنوات‪ .‬فر�ضوا لغتهم على‬ ‫اجلزائريني‪� .‬أ�صبحوا‬ ‫النا�س‪ .‬ازدوجت الّلغة لدى‬ ‫ّ‬ ‫«بي ـ لينغ»‪� .‬أ�صح��اب لغتني متناف�ستني‪ .‬الّلغة‬ ‫�ضمري‪ .‬الّلغ��ة لغة اختالف‪ .‬الّلغ��ة و�سيلة‪ .‬الّلغة‬ ‫دورا‬ ‫غاي��ة‪ .‬الّلغ��ة غاي��ات بح�� ّد ذاته��ا‪ ،‬تلع��ب ً‬ ‫رئي�سا يف تكوين��ات النا�س ويف �أ�شكال التعبري‬ ‫ً‬ ‫اخلا�ص��ة بها‪� .‬أ�ؤكّ ��د على ذل��ك‪ ،‬ل ّأن ال�شغل على‬ ‫ّ‬ ‫الرتاث انقلب عل��ى ذاته بعد �سنوات طويلة على‬ ‫اجلزائري��ة‪� .‬أ�صبح‬ ‫احلي يف التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫ح�ض��وره ّ‬ ‫�أ�شبه بتجربة ع ّبا�س بن فرنا�س‪ .‬جتربة طريان‬ ‫م���ؤودة‪ .‬طار امل�رسح بالرتاث � ّأوالً‪ .‬ثم‪� :‬سقط يف‬ ‫الرتاث‪ .‬ذلك � ّأن �أحد �أبرز �أن�شطة العام ‪ 2010‬يف‬ ‫اجلزائر‪ :‬امللتقى العلمي املنعقد يف املهرجان‬ ‫الوطني للم�رسح املح�ت�رف يف اجلزائر � ّأيام‬ ‫‪ 29‬و‪ ،2010/5/30‬ط��رح امللتق��ى «توظي��ف‬ ‫ال�تراث يف امل�رسح املغارب��ي»‪ .‬طرائق توظيف‬ ‫آلياته‪ .‬ح�ضور‬ ‫ال�تراث يف امل��سرح املغارب��ي و� ّ‬ ‫ال�تراث يف امل�رسح‪ .‬عر�ض جتارب امل�رسح بني‬ ‫امل�رسحية اجلديدة‪ .‬اعتربت‬ ‫والنظري��ات‬ ‫الرتاث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منوذجية‪.‬‬ ‫�شخ�صية‬ ‫املداخل الثالثة هذه الرتاث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف ح�ين ا�ستعملت��ه التج��ارب ال�سابق��ة كمعرب‬ ‫متت‬ ‫�إىل جتدي��د وتطوي��ر التجرب��ة‬ ‫اجلزائري��ة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫غيب‬ ‫ا�ستعادة الرتاث بح�ضوره الغنائي اجلديد‪ّ .‬‬ ‫تراجيدي��ة مب�ستطاعها �أن تركّ ب‬ ‫ال�تراث كما ّدة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح��ي املخاطرة ب�ين الأ�شب��اح واملالئكة‬ ‫وال�شياطني‪.‬‬ ‫كلّم��ا ا�شت�� ّدت الأزم��ة يف امل��سرح العربي‪،‬‬ ‫ع��اد امل��سرح العرب��ي �إىل ال�تراث‪ ،‬ه��ذا �ش���أن‬ ‫امل��سرح وغ�ير امل��سرح‪ .‬ه��ذا �ش���أن امل��سرح‬

‫والفن��ون الأخرى‪ .‬ا�ستعمل العرب الرتاث كنف�س‬ ‫يف �أحي��ان‪ .‬ا�ستعملوه ك��روح يف �أحيان �أخرى‪.‬‬ ‫ا�ستعمل��وه كمركب من ما ّدة و�صورة يف �أحيان‬ ‫امل�رسحيون الع��رب على الرتاث‬ ‫ثالث��ة‪ .‬ا�شتغ��ل‬ ‫ّ‬ ‫كم� ّؤ�صلني‪ .‬ثم ا�شتغل��وا عليه كم�ست�رشقني‪ .‬عاد‬ ‫اجلزائريون �إىل ال�تراث يف العام‬ ‫امل�رسحي��ون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحول��وا حيات��ه‬ ‫علي��ه‬ ‫ا�شتغل��وا‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫بع��د‬ ‫‪2010‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ون‬ ‫بهي��ة و�سعي��دة‪ .‬ع��اد‬ ‫ّ‬ ‫�إىل حي��اة ّ‬ ‫عر�ضي��ة يف‬ ‫اجلزائري��ون �إىل ال�تراث بطريق��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الع���ام ‪ .2010‬ل ّأن م��ا ع��ادوا �إلي��ه ا�ستهلك��ه‬ ‫امل�رسحي��ون ال ّأول��ون يف جترب��ة امل��سرح‬ ‫ّ‬ ‫اجلزائ��ري‪ .‬ع��ادوا �إىل ما ا�ستهلكت��ه ا�شتغاالت‬ ‫النعيمي وكاكي وعبد القادر علولة وك ّل من‬ ‫ا�شتغل على الرتاث‪ .‬خلّفوا وراءهم ك ّل التجارب‬ ‫االحتفالي��ة‬ ‫املغاربي��ة الأخ��رى‪.‬‬ ‫والنظري��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالحتفالي��ة اجلدي��دة‪ .‬امل��سرح الثالث‪ .‬م�رسح‬ ‫ّ‬ ‫النق��د وال�شهادة‪ .‬م��سرح الكوميدي��ا ال�صارمة‪.‬‬ ‫النظرية‬ ‫االفرتا�ضية‪.‬‬ ‫النظرية‬ ‫م�رسح املرجتالت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ�سالمية اجلديدة‪ .‬بيان املنهج اجلديل‪ .‬م�رسح‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫املرحل��ة‪ .‬امل��سرح الف��ردي‪ .‬م��سرح التكام��ل‪.‬‬ ‫النظري��ة‬ ‫اال�ستدراكي��ة يف امل��سرح‪.‬‬ ‫النظري��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نظري��ة‪ :‬باتجّ اه امل�رسح‬ ‫واملهنية‪.‬‬ ‫االحرتافي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال��ذي نري��د‪ .‬التغري��ب‪ .‬التبعي��د‪ .‬البيوميكانيك‪.‬‬ ‫ال�سحري��ة‪ .‬الفودفي��ل‪ .‬ترك��وا م�صادر‬ ‫الواقعي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلي��اة واحلركة‪ .‬ترك��وا اجلوهر‪ .‬ترك��وا مقولة‬ ‫الف��ن هو احلقيقة املغايرة يف �صالح �رضبة‬ ‫� ّإن ّ‬ ‫قوته‪ .‬ما‬ ‫ّ‬ ‫ارتدادي��ة �أفق��دت الرتاث ما تب ّقى م��ن ّ‬ ‫تب ّقى من قواه‪ .‬ا�ستنزفوه‪.‬‬

‫امللتقى العلمي يف اجلزائر‬

‫ال�صورة بقيا���س ال�صورة ال ب�سطح ال�صورة‬ ‫وطبقات ال�صورة‪ .‬تف�ضي قراءة الأوراق املق ّدمة‬ ‫�إىل امللتق��ى العلم��ي يف اجلزائ��ر �إىل ذل��ك‪ .‬لذا‪:‬‬ ‫جاء ذكر جتربة عاللو (علي �ساليل)‪ .‬كما جاء‬ ‫رواد امل�رسح‬ ‫ذكر حميي الدين ب�شطارزي �أحد ّ‬ ‫اجلمعي��ة‬ ‫يف اجلزائ���ر‪ .‬الأخ�يران ع�ض��وان يف‬ ‫ّ‬ ‫الع�رشينيات‪.‬‬ ‫املطربية يف م�سته�� ّل‬ ‫املو�سيقي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الع�سكري��ة‪ .‬ذلك � ّأن االثنني‬ ‫املهازل‬ ‫عاللو‬ ‫ق�� ّدم‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 616‬للتنمية الثقافية‬ ‫م��اال �إىل الكوميدي��ا يف امل��سرح و�إىل ت�ضمينه‬ ‫املو�سيقى والغناء والرق�ص‪� .‬شارك يف امللتقى‪:‬‬ ‫جمال ال�شايجي (الكوي���ت) و�أحمد �إبراهيم‬ ‫الفقيه (ليبيا) وال�سعيد بوطاجني (اجلزائر)‬ ‫ود‪ .‬جمي���ل حم���داوي (املغ���رب) ود‪� .‬سعيد‬ ‫الناج���ي (املغ���رب) ود‪ .‬حاف���ظ اجلريدي‬ ‫(تون�س) وعبد الكرمي بر�شيد (املغرب) ونادر‬ ‫القنة (فل�سط�ي�ن ـ ُمقي��م يف الكويت) وطامر‬ ‫�أنوال (اجلزائ���ر) وخل�رض من�صوري (اجلزائر)‬ ‫ود‪� .‬أحمد من��� ّور (اجلزائ���ر) وعواطف نعيم‬ ‫(العراق) وبول مط���ر (لبنان) وغريهم‪ .‬انتدى‬ ‫أهم ّية هي‬ ‫ه���ؤالء ح��ول مو�ضوع��ة غاي��ة يف ال ّ‬ ‫وج��ود امل�رسح��ي ال�شخ�ص��ي‪ .‬ق�� ّدم د‪� .‬سعي���د‬ ‫بوطاجني ورق��ة بعن��وان‪� :‬أطرا����س الرتاث ّية‬ ‫م�رسحي��ة جح��ا‪ .‬تذك�ير ببع���ض املحطّ ات‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫الب��ارزة يف امل��سرح اجلزائ��ري ب��كالم ق�رسي‬ ‫و�إداري‪ .‬الأطر���س مثالً‪ .‬عن��ده‪ :‬تتجلّى الأطرا�س‬ ‫م�سوغاتها‬ ‫يف العم��ل امل�رسحي‬ ‫ّ‬ ‫كخا�ص ّية له��ا ّ‬ ‫واملرجعية‪ .‬باالقتبا�س �أ ّوالً‪،‬‬ ‫والوظيفية‬ ‫الداللية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالت�ضمينات ثان ًيا‪« .‬اال�ستثمارات يف املوروث‬ ‫والن�صو���ص ال�سابق��ة»‪ .‬و�ص��و ًال �إىل اجلان��ب‬ ‫وكيفي��ات ا�شتغال��ه‪ .‬عن��ده‪ :‬ه��ذا نوع‬ ‫الّل�س��اين‬ ‫ّ‬ ‫ّلغوية والعالمات‬ ‫موغل يف تاريخ العالم��ات ال ّ‬ ‫ّلغوية‪ .‬ا�ستخدام م�صطلحات عوي�صة‪ ،‬من‬ ‫غري ال ّ‬ ‫دون �أن ت���ؤ ّدي امل�صطلح��ات ه��ذه �إىل املعن��ى‬ ‫املق�صود (عنوان ورقة د‪ .‬نادر القنّة‪ :‬املوروث‬ ‫أيديولوجية‬ ‫يف امل�رسح املغاربي بني الأن�سقة ال‬ ‫ّ‬ ‫الهرمنيوتيكي��ة م��ن منظ��ور‬ ‫والتنظ�يرات‬ ‫ّ‬ ‫م�شارقي)‪ .‬م�صطلح��ات برود عقلي ال انفعاالت‬ ‫خا�ص با�ستعمال‬ ‫نف�سي��ة لها‪� .‬أنت �أمام هو���س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�صطلح��ات املع ّقدة وغ�ير املفهومة‪ .‬ومتجيد‬ ‫ال�شخ�صي��ة‪ .‬ذل��ك � ّأن ورق��ة د‪� .‬سعيد بوطاجني‬ ‫ّ‬ ‫مه��واة بحرف‬ ‫�صفحة‬ ‫ع�رشة‬ ‫أرب��ع‬ ‫�‬ ‫على‬ ‫ن��شرت‬ ‫ّ‬ ‫الذاتية‬ ‫‪� 20‬أو ‪� 22‬أبي�ض‪ .‬يف حني احتلّت �سريته‬ ‫ّ‬ ‫‪� 12‬صفح��ة غري مهواة وبحرف ‪� 9‬أ�سود‪ .‬ال قوى‬ ‫متحرك��ة وال ق��وى مدرك��ة‪ .‬بل �أج�س��اد تتمطّ ى‬ ‫ّ‬ ‫منوه��ا يف املنتدي��ات‬ ‫وي��زداد‬ ‫وتول��د‬ ‫وتنم��و‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬ي�ستح��ضر امل�رسح��ي ذات��ه غاف ًال‬ ‫ّ‬

‫ع��ن نف�سه وع��ن امل�رسح‪ .‬هذه �سم��ة من �سمات‬ ‫امل�رسحية يف العامل‬ ‫كثرية يف حتقيق احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫اخلط�ير‪ّ � :‬أن ح��ال النقد من ح��ال امل�رسح‪.‬‬ ‫يت� ّأخ��ر النق��د �أو يتق�� ّدم على امل�رسح‪ ،‬غ�ير �أ ّنه‬ ‫يبق��ى ف�صل الكالم املبني على جتربة امل�رسح‪.‬‬ ‫ذل��ك � ّأن الكالم على الرتاث هو كالم على فجوة‬ ‫ال ت��زال ت ّت�سع يف بطن امل��سرح‪ ،‬بحيث مل يجد‬ ‫النقد جما ًال لكي ميلأها �إ ّال بالعودة �إىل الرتاث‪.‬‬ ‫يعود الرتاث يف غي��اب نهار امل�رسح‪ .‬لي�س هذا‬ ‫معن��اه � ّأن الرتاث ليل امل�رسح‪ .‬بيد � ّأن االن�شغال‬ ‫بالرتاث من جديد‪ ،‬لن يح�سن يف �رشوط امل�رسح‪.‬‬ ‫امل�رسحي�ين �سبق و�أن اختربوا امل�رسح �إىل‬ ‫ل ّأن‬ ‫ّ‬ ‫ح�� ّد الإ�شب��اع‪ .‬تك��ّس رّ ت ك ّل �سه��ام ال�تراث يف‬ ‫امل��سرح ويف دهاليز امل�رسح‪ .‬لن يقبل امل�رسح‬ ‫مترد‬ ‫خطا ًب��ا ً‬ ‫قدميا بع��د يف عمارات��ه اجلديدة‪ّ .‬‬ ‫إيطالية‬ ‫اجلزائريون عل��ى العلبة ال‬ ‫امل�رسحيون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الطري��ق �إىل ف�صله��م اجلدي��د يف امل��سرح‪.‬‬ ‫اجلزائري��ة عودة‬ ‫ع��ودة امل��سرح �إىل التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫إيطالية �إليه يف م�صوغ �آخر‪.‬‬ ‫العلبة ال‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيني ال ُقدامى يف جتربة‬ ‫ذكر‬ ‫يجيء‬ ‫ّ‬ ‫امل��سرح اجلزائ��ري‪ .‬يغيب ذكر بع���ض �أبطال‬ ‫املراح��ل الو�سطى يف التجرب��ة‪ .‬ال يجيء �أحد‬ ‫عل��ى ذكر زياين �رشيف ع ّياد �أحد �أبرز مم ّثلي‬ ‫وثمانينيات‬ ‫�سبعينيات‬ ‫اجلزائرية يف‬ ‫التجربة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الق��رن املا�ض��ي‪ .‬لإقامت��ه يف باري�س‪ .‬تلعب‬ ‫دائم��ا يف ال��شروع بتن��اول‬ ‫دورا ً‬ ‫امل�ساف��ة ً‬ ‫الأ�سم��اء الالمع��ة يف التجرب��ة‪ .‬الإقامة جزء‬ ‫�أ�سا�س��ي من التجربة‪ .‬هذا ما يبدو الأمر عليه‪.‬‬ ‫غري � ّأن غياب بع�ض الأ�سماء لن ي�ضفي م�سحة‬ ‫�رضورية من املعرفة يف الطريق �إىل التدوين‬ ‫ّ‬ ‫والت�أري��خ بعي ًدا م��ن امل�شافهة‪ .‬ل��ن يزيد هذا‬ ‫جمل الز ّياين‬ ‫�إ ّال م��ن وط�أة اجلهل‬ ‫ّ‬ ‫املت�ضخ��م‪َّ .‬‬ ‫�رشيف ع ّياد ح�ض��ور امل��سرح اجلزائري يف‬ ‫العربية‪ .‬نال جائزة‬ ‫امل�رسحي��ة‬ ‫املهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أف�ض��ل �إخ��راج عن عمله «ال�شه��داء يعودون»‪.‬‬ ‫ب��ان الرج��ل كالعب��ارة يف املهرجان��ات‬ ‫العربية‪ .‬ق ّدم �أدلّة دامغة على تخطّ ي‬ ‫امل�رسحية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪617‬‬

‫اجلزائريون‬ ‫امل�رسحيــون‬ ‫عمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على التوا�صل ال على التو�صـــّل‬ ‫وال التو�صيــل‪ .‬ذهـبـــت وقائع‬ ‫العــــام هذا �إىل بلورة الر�ؤيــة‬ ‫العامة‪ ،‬لكــي ال تقـف التجـربة‬ ‫عند ح ّد التنظري‪ .‬ربطت التجربة‬ ‫االجتماعية بالناحية‬ ‫الناحية‬ ‫ّ‬ ‫الثقافيـة‪ .‬دارت التجــربـة فــي‬ ‫ّ‬ ‫العـــام ‪ 2010‬على بناء عمارة‬ ‫�ســو�ســيوثقافية بفــهم كـامــل‬ ‫ّ‬ ‫ملفاهــيم االخــتالف الزمنــــي‬ ‫الزمنية‪.‬‬ ‫واخلا�صيات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫الهوية»‪.‬‬ ‫امل��سرح اجلزائري �أجزاء من «�أزم��ة‬ ‫ّ‬ ‫وتخطّ ��ي امل�رسح اجلزائري ب�ساط الرتاث‪ .‬هذا‬ ‫لي���س قلي�لاً‪ .‬ذل��ك � ّأن اجلمهور العرب��ي ابتعد‬ ‫بالتخي��ل‪� .‬شاهدوا‬ ‫نهائية‬ ‫ع��ن ابتداع �أجوب��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال مل يحز‬ ‫ومل‬ ‫يتخيلوا وهم يخلف��ون جد ًال ثقي ً‬ ‫ّ‬ ‫عظيما منه‪ .‬حم ّمد بن‬ ‫امل�رسح اجلزائري حظًّ ا‬ ‫ً‬ ‫قطاف مث��ل ز ّياين �رشيف ع ّياد‪ .‬ولو � ّأن ال ّأول‬ ‫من عي��ار �أثقل من عي��ار ز ّياين �رشيف ع ّياد‪.‬‬ ‫حم ّمد ب���ن قطاف �أيقونة امل��سرح اجلزائري‪.‬‬ ‫وال�صحة‬ ‫ي��راوح الرجل بني االعتالل اجل�سدي‬ ‫ّ‬ ‫اجل�سدية‪ .‬بي��د �أ ّنه بعيد ع��ن االعتالل النف�سي‬ ‫ّ‬ ‫وارتدادات��ه كالت�ضخيم والتفخيم‪ .‬ح ّدد الرجل‬ ‫أ�سا�سية‬ ‫اجلوهري��ة وال‬ ‫ـ م��ع �آخري��ن ـ الأ�سئلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�رضوري��ة يف جترب��ة امل��سرح اجلزائ��ري‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أخ��ذه ذل��ك �إىل �صمي��م امل�شكل��ة بال ق��راءات‬ ‫نظري��ات فارغ��ة‪ّ � .‬أوالً‪�� :‬ضرورة‬ ‫نظري��ة وال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التوا�صل املنهج��ي‪ .‬من دون منهج ال توا�صل‬ ‫منهج��ي‪ .‬االنخ��راط يف التجرب��ة على قاعدة‪،‬‬ ‫عل��ى قواع��د �أخرى‪ .‬عنده‪ :‬ل��ن يقام �رصح بال‬ ‫و�ض��وح‪ .‬ل��ن يقام ��صرح بال احت�لال ف�ضاء‪.‬‬ ‫بال بناء ف�ضاء‪ .‬بال الإم�ساك بالف�ضاء املبني‪.‬‬ ‫ق ّدم امل��سرح اجلزائري �شهيدي��ن‪ .‬عبد القادر‬ ‫ثم��ة �شهيد ثالث‪:‬‬ ‫علولة وعز الدين جموبي‪ّ .‬‬ ‫ح��ي‪� .‬أ�سهم‬ ‫�شهيد‬ ‫حمم��د بن قط��اف‪ .‬الأخ�ير‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرج��ل يف بل��ورة م�رشوع جدي��د يف امل�رسح‬ ‫اجلزائ��ري‪ .‬عا�ض��ده �آخ��رون‪ .‬منه��م �إبراهيم‬ ‫ن َّوال‪ .‬ترك الأخ�ير عمادة معهد الفن��ون لأ ّنه‬ ‫يحب التعليم‪ ،‬ولأ ّنه يجد يف املن�صب الإداري‬ ‫ّ‬ ‫ثمة روح‬ ‫التعليم‪.‬‬ ‫مهنة‬ ‫مع‬ ‫ا‬ ‫متعار�ض‬ ‫��ا‬ ‫من�صب‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫بع�ض‬ ‫لدى‬ ‫��ة‬ ‫ر�سولي‬ ‫امل�رسحي�ين يف اجلزائر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جوال��ة عل��ى التفاع��ل‪� .‬إ ّنن��ا �أم��ام‬ ‫روح‬ ‫ثم��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أبط��ال روح تقاب��ل بني احلا��ضر واحلا�رض‪.‬‬ ‫بني احلا�رض وامل�ستقبل‪ .‬من دون انقطاع عن‬ ‫املا�ضي‪ .‬ومن دون متجيد املا�ضي �أو ت�أليهه‪.‬‬ ‫ال حدود فا�صلة لدى ه���ؤالء بني �شيء و�شيء‬ ‫�إ ّال ع�بر ال�سي��اق ال��ضروري يف الطري��ق �إىل‬ ‫بيوميات‬ ‫�رصح امل��سرح اجلزائري املجب��ول‬ ‫ّ‬ ‫ووقائ��ع حي��اة امل�رسحي�ين اجلزائري�ين‪.‬‬

‫عندهم‪ :‬ال يبنى ال�رصح باحلجارة والباطون‪.‬‬ ‫يبنى ال�رصح بالهم��وم والهواج�س والق�ضايا‬ ‫واحلقائق وع��رق وتعب امل�رسح��ي اجلزائري‬ ‫امل�رسحيون‬ ‫الع�صبية اجلدي��دة‪ .‬يعمل‬ ‫ونربته‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلزائري��ون من��ذ م�� ّدة على التوا�ص��ل ال على‬ ‫ّ‬ ‫التو�صل وال التو�صيل‪ .‬هذا عنوان العام ‪.2010‬‬ ‫ّ‬ ‫ذهب��ت وقائ��ع الع��ام ه��ذا �إىل بل��ورة الر�ؤية‬ ‫النظرية‪.‬‬ ‫العامة‪ ،‬لكي ال تقف التجربة عند ح ّد‬ ‫ّ‬ ‫لكي ال تقف عند ح�� ّد التنظري‪ .‬ربطت التجربة‬ ‫الثقافية‪ .‬دارت‬ ‫االجتماعية بالناحية‬ ‫الناحية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التجرب��ة يف الع����ام ‪ 2010‬على بن��اء عمارة‬ ‫ثقافية بفهم كامل ملفاهيم االختالف‬ ‫�سو�سيو‬ ‫ّ‬ ‫الزمني��ة‪ .‬مل تقف على‬ ‫واخلا�صي��ات‬ ‫الزمن��ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جم��ال دون �آخر‪ .‬وقفت عل��ى جمالها وعينها‬ ‫على املج��االت الأخرى‪ ،‬حت��ى ال تفك �شيفرة‬ ‫دخول امل�رسحي �إىل امل�رسح بنق�ص �أو دع�سة‬ ‫اجلزائريون ما �آلت‬ ‫امل�رسحيون‬ ‫ناق�صة‪ .‬عالج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إليه �أحوال امل�رسح يف اجلزائر بكتابة وتنفيذ‬ ‫م�رسحية‪ ،‬ال تقوم على الإح�صاء‪.‬‬ ‫ا�سرتاتيجيا‬ ‫ّ‬ ‫أهم ّية ح�ضور‬ ‫ال تقوم على العدد‪ .‬ال تقوم على � ّ‬ ‫امل�رسحي��ة‪ .‬ال‬ ‫الع��دد يف �سج�لاّت الإح�ص��اء‬ ‫ّ‬ ‫الكمي‬ ‫ب�أ���س م��ن غي��اب امل��سرح باملفه��وم ّ‬ ‫ثمة م��ا يخطّ ط له على‬ ‫يف العام ‪ .2010‬ل ّأن ّ‬ ‫امل��دى البعي��د‪ .‬ال انزياح �إىل الع��دد قبل بناء‬ ‫حتتي��ة عل��ى دالالت اخلل��ق القدمية‬ ‫م�ساح��ة‬ ‫ّ‬ ‫والو�سطي��ة والراهن��ة‪ .‬االخت�لاف نوعي‪ .‬هذا‬ ‫ّ‬ ‫�صحي��ح‪ .‬ه��ذا ��ضروري‪ .‬انته��ت مرحل��ة يف‬ ‫اجلزائريون‬ ‫جتربة امل�رسح اجلزائري‪ .‬ال يقف‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى �رصح التجربة ال�سابق��ة‪ .‬بل على مركب‬ ‫يقوم املركب اجلديد نق��اط الّلقاء بني‬ ‫جدي��د‪ِّ .‬‬ ‫الإح�ص��اء والأ�سل��وب‪ .‬غ�ير � ّأن الأ�سلوب لي�س‬ ‫م�رسحي��ة‪.‬‬ ‫م�رسحي��ة‪ .‬لي���س م�ص��وغ‬ ‫�أ�سل��وب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أ�سلوب اجلواب ال ّأويل �أو النهائي ل ّأية م�س�ألة‪.‬‬ ‫امل�س�أل��ة الآن‪ :‬ح�ض��ور ال�شب��اب يف التجرب��ة‬ ‫امل�رسحي��ة ب��شروط اال�ستم��رار يف التجربة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أ�سا�سي��ة يف‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫��ة‬ ‫اجلوهري‬ ‫أ�سئل��ة‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫بتحدي��د‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املجه��ود امل�رسح��ي وم�سال��ك الو�ص��ول �إىل‬ ‫ال�رضوري��ة‪ .‬حتديد مع��امل امل�رسح‬ ‫�إجاباته��ا‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 618‬للتنمية الثقافية‬ ‫اجلدي��د �إذا م��ا ج��از التعب�ير‪ .‬تقاب��ل حمايث‬ ‫بالطبيعة‪ ،‬يتبلور داخل حقل امل�رسح وخارج‬ ‫احلقل املبا�رش ـ خطاب نوعي‪ .‬ارتبط الو�صول‬ ‫جوهرية‪ .‬ربط‬ ‫بعملي��ات‬ ‫�إىل اخلط��اب النوعي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احل�ضور بالت�أ�سي�س زائد ربط احل�ضور بتنمية‬ ‫مفهوم ح�ضور العم��ارة يف ال�سهل امل�رسحي‪.‬‬ ‫املراع��اة مزدوجة‪ .‬ح�ضور ال�شب��اب وح�ضور‬ ‫البناء �أو ترميم البناء وا�ستعادة ح�ضوره‪.‬‬

‫�شباب امل�سرح‬

‫اجلزائري��ة ه��م‬ ‫�أب��رز ال�شب��اب يف التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫حم ّم���د بلقا�سم و�أحمد العك���وم وحيدر بن‬ ‫ح�سني وع ّبا�س حم ّمد وجمال غرمي‪� .‬أ�سماء‬ ‫م�رسحية كاملة ووا�ضحة‪.‬‬ ‫ا�سرتاتيجية‬ ‫يف قل��ب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحيني ال�شب��اب‪ .‬دعوا‬ ‫فت��ح الف�ض��اء �أم��ام‬ ‫ّ‬ ‫�إىل القب���ض عليه بتواتر ال��كالم ولي�س بالكالم‬ ‫املبا�رش‪� .‬أدرك ال�شباب �أ ّنهم �أمام وظيفة �أخرى‪.‬‬ ‫درا�س��ة البني��ة ور�صد مب��ادئ تك��رار احلروف‪،‬‬ ‫تتكرر‪ .‬ولكي ال تدور‪ .‬ال يجري تدويرها‪.‬‬ ‫لكي ال ّ‬ ‫والإيغ��ال يف مفاهيم الإيق��اع والنظم من دون‬ ‫تعر�ضت �إليه املدر�سة‬ ‫تنغي��م؛ ذلك � ّأن �أخطر م��ا ّ‬ ‫بال�شكالنية‬ ‫ال�شكالنية‪ .‬وقوعه��ا‬ ‫اجلزائري��ة هو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سواء يف �أوق��ات ا�ستعمال الرتاث‪� .‬أو يف �أوقات‬ ‫البح��ث يف م�صوغ��ات جديدة وع��ن م�صوغات‬ ‫جدي��دة‪ .‬هذه حلق��ة م�رسح‪� .‬إ ّنه��ا حلقة امل�رسح‬ ‫انعزالي��ة‪ .‬ال تع��زل احللقات‬ ‫اجلدي��دة‪ .‬حلق��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫الق�ضية؛ الإن�سان‬ ‫الق�ضية عن‬ ‫ال�شيء عن ال�شيء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫توجه جدي��د مع مراع��اة وظيفة‬ ‫ع��ن املن�ش���أة‪ّ .‬‬ ‫اجلمالية‪.‬‬ ‫اخلارجي��ة يف البيئة والبنية‬ ‫العوامل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خا�ص ّية جديدة‪ .‬يتداخل‬ ‫ّ‬ ‫لال�سرتاتيجية اجلديدة ّ‬ ‫ال�شخ�صي��ة �إىل حدود‬ ‫التجرب��ة‬ ‫بتو�سيع‬ ‫اال�س��م‬ ‫ّ‬ ‫العامة‪ .‬لن يتذكّ ر الكثريون �أبرز �أ�سماء‬ ‫التجربة‬ ‫ّ‬ ‫العام ‪ .2000‬الأرجح‪� ،‬أ ّنها‬ ‫م�رسحيات‬ ‫عناوي��ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحي��ات قليلة‪ .‬الأرجح �أ ّنها جتارب �صغرية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هي جتارب نقاط التقاء خطّ ني متعامدين‪� .‬إ ّنها‬ ‫امل�شهدي��ة‪ .‬ترتجم ال�ص��ورة هذه واقع‬ ‫ال�ص��ورة‬ ‫ّ‬ ‫احل��ال‪ .‬ال يتو ّقف ذلك عند تاريخ وال يعرب فوق‬ ‫تاري��خ م��ن دون االنتباه �إليه‪ .‬يح��اول ال�شباب‬

‫اجل��دد تو�سيع حدود التاري��خ وكتابة تاريخهم‬ ‫قوة‬ ‫ّ‬ ‫اخلا���ص يف �آن‪ّ ،‬‬ ‫متلم�س�ين م��ا يع�بر ع��ن ّ‬ ‫ل�شخ�صية‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫مل‬ ‫مطروح��ة‬ ‫لفك��رة‬ ‫املعن��ى‬ ‫تب��لَ‬ ‫ّ‬ ‫معرفيا‪ ،‬ميت ّد يف الزمن‬ ‫مفهومية‪ ،‬متتلك ر�صي ًدا‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫كم��ا ميت ّد يف احل��ال‪ .‬ال مفاهيم مدد طويلة وال‬ ‫مدد ق�صرية‪ .‬بل م��ا حتتاجه التجربة بال�ضبط‪.‬‬ ‫ِّ��م التاري��خ ال�شباب‪ .‬ه��ذا �أكيد‪ .‬غ�ير �أ ّنهم ال‬ ‫ُيعل ُ‬ ‫يتل ّقون��ه �إ ّال بخ�لاف م��ا يتل ّقون عن��ه‪� .‬أي �أ ّنهم‬ ‫ي�ساف��رون يف التاريخ‪ .‬ي�ساف��رون �إىل التاريخ‪،‬‬ ‫لكي يعاينوه‪ ،‬قبل �أن يقر�أوه قراءة ال عالقة لها‬ ‫بغابر الزمان وحده‪ .‬يذهب ال�شباب يف التاريخ‬ ‫عما يعينهم �أو ي�ش ّد من �أزرهم ب�صدد فكرة‬ ‫بحثًا ّ‬ ‫يخ�ص‬ ‫طارئ��ة �أو ج��واب يع�ثرون عليه يف م��ا‬ ‫ّ‬ ‫يد�شن��وا ع��صر حداثته��م‬ ‫�س���ؤا ًال راه ًن��ا‪ ،‬حت��ى ّ‬ ‫م�ستفيدي��ن م��ن املن��اخ واملت��اح يف الأمثل��ة‬ ‫تلم�س��ه‪ ،‬م��ا يع ّزز‬ ‫ّ‬ ‫احلي��ة‪ .‬م��ا يح��اول ال�شب��اب ّ‬ ‫إن�سانية يف جتاربهم‪� ،‬أو ما يع ّزز فكرة‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ال�صفة‬ ‫ّ‬ ‫التاريخية‪ ،‬حي��ث يرون يف التاريخ ما‬ ‫احلداثة‬ ‫ّ‬ ‫�شخ�صية‬ ‫ه��و حا�رض �أمامهم‪ .‬ما يجعل التاريخ‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستثنائي��ة يف امت�لاء التاري��خ‬ ‫مفهومي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الالمتحفي��ة اجلام��دة واملت�صلّبة‪ .‬ال‬ ‫باملع��اين‬ ‫ّ‬ ‫يتعامل ال�شباب مع التاريخ والراهن وامل�ستقبل‬ ‫كمتعار�ضات وكمتقار�ضات‪ .‬لذا‪ :‬يح�رض امل ّداح‬ ‫توحيدي��ون يف تطبيقهم العلم‬ ‫وال��راوي‪� .‬إ ّنه��م‬ ‫ّ‬ ‫بالعم��ل‪ .‬يطرحون احللقة كح��لّ‪ .‬كما يطرحون‬ ‫الرتاثية كحلّ‪.‬‬ ‫العبث كح��لّ‪ .‬يطرح��ون الأدوات‬ ‫ّ‬ ‫الرتاثي��ة‪ .‬كما يطرحون‬ ‫كم��ا يطرحون الأدوات‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينوغرافي��ا والق�ضاي��ا احلديث��ة‪ .‬ه��ذا لي���س‬ ‫منوذج��ا‪� .‬إ ّنه اختبار يف امل��دى اجلديد لل�شباب‬ ‫ً‬ ‫اجلدد‪ .‬ي�شتغل ال�شباب على ما يعتربونه ال�ضمان‬ ‫الأرح��ب للحف��اظ عل��ى حق��وق ال��ذات وحقوق‬ ‫املجتمعي��ة‪ .‬يعرتفون يف‬ ‫الآخري��ن وكينونتهم‬ ‫ّ‬ ‫أهم ّية‬ ‫قرارة �أنف�سهم ـ كم��ا يعرتفون بالعمل ـ ب� ّ‬ ‫الّلغ��ة بع��د ‪� 130‬سنة من اال�ستعم��ار الفرن�سي‬ ‫أ�سا�سية يف دولة‬ ‫الفرن�سية لغ��ة �‬ ‫وفر�ضه الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ�سالمية‪ .‬لغ��ة يف ثقافة وثقافة يف لغة‬ ‫عربي��ة �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بقوميته �أو‬ ‫املتباه��ي‬ ‫ال�شخ�صي‬ ‫حدود‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫تتع��‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بهويته��ا انطال ًق��ا من لغة‬ ‫اجلماع��ة املفتخ��رة ّ‬


‫امل�سرحيون العرب‬ ‫والنفق املظلم ‪619‬‬

‫امل�رسحيات املنتجة (البارزة)‬ ‫ّ‬ ‫يف اجلزائر العام ‪ ،2010‬قليلة‪.‬‬ ‫حت�س�س ما يجري على‬ ‫لكــن‬ ‫ّ‬ ‫�صــعـــيد العـــــدد لـــن يـــ�ؤ ّدي‬ ‫�إ ّال �إلــى الوقــوع فــي �سياجات‬ ‫أهـــم خــــو�ض‬ ‫مغلقـــة‪ .‬حيث ال ّ‬ ‫املعركـة اجلارية داخل العائلة‬ ‫امل�رسحية يف اجلزائر من دون‬ ‫ّ‬ ‫أ�ساوية‬ ‫الوقوع يف الطبائع امل� ّ‬ ‫كندرة الأعمال الالفتة املق ّدمة‬ ‫يف العام ‪.2010‬‬

‫الإبـــداع‬

‫تعنيه��ا وحده��ا‪ .‬الّلغ��ة لغة جتم��ع اجلزائريني‬ ‫اجلزائريني وامل�سلمني يف‬ ‫والع��رب‪ .‬جتمع الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫�ش�ساع��ة ح��دود اجلزائر‬ ‫واجلزائرية‪.‬‬ ‫احل�ضارية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الّلغ��ة �ضمري عند ال�ش��اب امل�رسحي يف اجلزائر‪.‬‬ ‫لي�س��ت الّلغة يف عب��ارات‪ .‬الّلغة مدى‪ .‬يجيب ك ّل‬ ‫م��ن ت�س�أل��ه ع��ن ال�شب��اب � ّأن ال�شب��اب ميتلكون‬ ‫الّلغة‪� .‬أفعال ال�شباب بطابع �سيا�سي واجتماعي‬ ‫وثقايف مركّ ب‪ .‬حت�رض وزارة الثقافة يف املجال‬ ‫تلم�س‬ ‫ه��ذا‪ .‬دعت الأخ�يرة ً‬ ‫التلم���س‪ّ .‬‬ ‫دائم��ا �إىل ّ‬ ‫ما ه��و من�ش��ود م��ن جه��ة البح��ث واملجابهة‪.‬‬ ‫نظّ ��م مئة ف ّن��ان «وقفة غ�ض��ب يف �أثناء افتتاح‬ ‫مهرج���ان اجلزائ���ر للم�ســـــ���رح املحرتف‬ ‫يف دورت��ه ال�ساد�س��ة» (�أ ّيار‪/‬ماي���و‪.)2011‬‬ ‫احتج��ت جماع��ة من ف ّن��اين امل��سرح وال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫والإذاعة والتلفزيون واملو�سيقى على «ا�ستمرار‬ ‫الو�ض��ع امل��زري لقط��اع الثقاف��ة يف اجلزائر»‬ ‫(ال��وكاالت)‪ .‬حم��ل ك ّل ف ّن��ان وردة‪ .‬رفع��ت‬ ‫�شعارات مناه�ضة للرداءة يف الإدارة والإق�صاء‬ ‫وتهمي�ش الكفاءات‪ .‬وقف��ت يف مق ّدم االحتجاج‬ ‫وجوه ف ّن ّية بارزة كاملخرجني املعروفني مالك‬ ‫القعون ور�شيد عالل ويا�سني قوي�سم وعمار‬ ‫بلقا�سم ونبيل ع�سيل���ي وم�صطفى لعريبي‬ ‫املحتجون‬ ‫وعمر معروف وزهري بوزراز‪ .‬ق��ر�أ‬ ‫ّ‬ ‫الفاحتة عل��ى روح جموبي‪ ،‬ثم م�ضوا‪ .‬غري �أ ّنهم‬ ‫�أ�ش��اروا �إىل جمموعة من احلقائق اجلاثمة فوق‬ ‫الواقع الثقايف اجلزائري‪ .‬حقائق بر�سم التعامل‬ ‫الدميوقراطي��ة‪ .‬ال ي��زال مو�ض��وع‬ ‫معه��ا‪� .‬أوالً‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الدميوقراطي��ة �أح��د املو�ضوع��ات ال�شاغل��ة‬ ‫ّ‬ ‫ثمة الكثري م��ن اجلزائريني‬ ‫الكثريي��ن‪.‬‬ ‫لأذه��ان‬ ‫ّ‬ ‫االقت�صادي��ة‪.‬‬ ‫يف اخل��ارج ب�سب��ب ال�ضائق��ة‬ ‫ّ‬ ‫ثم��ة الكثري م��ن اجلزائريني يف اخل��ارج ب�سبب‬ ‫ّ‬ ‫الدميوقراطي��ة‪ .‬بع�ضهم يوا�ص��ل ن�ضاله‬ ‫غي��اب‬ ‫ّ‬ ‫علمانية»‪ .‬ي�شري‬ ‫جزائري��ة‬ ‫جمهورية‬ ‫«من �أج��ل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الط��رح �إىل ح�ضور املو�ض��وع الديني كثقل يف‬ ‫اجلزائرية‪ .‬يح��اول البع�ض القراءة‬ ‫اجلمهوري��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلزائري��ة يف حتقيق‬ ‫الث��ورة‬ ‫ف�ش��ل‬ ‫خباي��ا‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫�أهدافه��ا‪ .‬اجلزائ���ر‬ ‫دينية ه��ذه هي‬ ‫جمهوري��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل��ا ّدة الثاني��ة يف الد�ست��ور اجلزائ��ري‪ .‬ي��رى‬

‫احلر ّية معقول‪ ،‬يف حني يرى‬ ‫البع���ض � َأن ف�ضاء ّ‬ ‫بع�ض ا�ستم��رار وتوا�صل �سيا�سة الت�ضييق على‬ ‫احلر ّي��ات‪ .‬ال تزال البالد حت��اول ت�ضميد جراح‬ ‫ّ‬ ‫‪� 130‬سنة م��ن االحتالل‪ .‬يدفع النظام الكثريين‬ ‫اجلزائريون ـ باملعنى هذا ـ‬ ‫�إىل مغادرة الب�لاد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ب�ين مطرقة «جبهة التحري��ر الوطني» و�سندان‬ ‫إ�سالمية‪� .‬ص ّف��ي بع�ض معار�ضي‬ ‫اجلماع��ات ال‬ ‫ّ‬ ‫الداخ��ل ب�سبب اخت�لاف يف وجه��ات النظر يف‬ ‫ظالمية اجلماعات‬ ‫التعاطي مع الثورة �أو ب�سبب‬ ‫ّ‬ ‫الت�سعينيات‪.‬‬ ‫إ�سالمية يف فرتة‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تع�سف��ي‬ ‫يعي���ش‬ ‫ّ‬ ‫اجلزائري��ون ب�ين واق��ع ّ‬ ‫ويوتوبي��ا ت�أ�سي�س نظام �سيا�س��ي دميوقراطي‪.‬‬ ‫ق�ضية‬ ‫طرح‬ ‫املحتجون يف املهرجان اجلزائري ّ‬ ‫ّ‬ ‫ق�ضيت��ان مطروحتان الآن‬ ‫والف�ساد‪.‬‬ ‫التهمي���ش‬ ‫ّ‬ ‫على ب�ساط الواقع‪� .‬شغل ال�شباب اجلزائري �شغل‬ ‫�صالحية‬ ‫ب�صالحية ف��رد‪.‬‬ ‫بق��اء‪� .‬شغل مقاوم��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�صالحي��ة فئ��ات‪.‬‬ ‫�صالحي��ة جماع��ات‪.‬‬ ‫�أف��راد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أو �ص�لاح ف��رد �أو �أفراد وجماع��ات وفئات يف‬ ‫ونقدية يف �آن‪ .‬نظر يف اجلانب‬ ‫معمقة‬ ‫ّ‬ ‫مكا�شفات ّ‬ ‫الآخر من العقل ال�سالف‪ .‬ال يفارق ه�ؤالء فداحة‬ ‫ي�ستمرون يف العمل على الت�أ�سي�س مع‬ ‫اجلاري‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بحثية يف �سنة‬ ‫ذل��ك بربام��ج �أعمال‬ ‫معماري��ة ـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�رسحية‬ ‫م�رسحية بالناق���ص �أو‬ ‫حي��اة جديدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالزائ��د‪ ،‬املو�ض��وع يف مط��رح �آخ��ر بطبيعت��ه‬ ‫أه��م لديه��م ه��و البعد‬ ‫ّ‬ ‫التاريخي��ة والراهن��ة‪ .‬ال ّ‬ ‫ا�سرتاتيجيون‬ ‫الثقايف‪.‬‬ ‫املنت��ج‬ ‫ال‬ ‫آن‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫الثقايف‬ ‫ّ‬ ‫يف فتح ف�ضاء امل�رسح على العامل‪� .‬أو �إعادة فتح‬ ‫ف�ضاء امل�رسح على العامل‪ .‬عملهم عمل مركزي‪.‬‬ ‫عمل يف العا�صمة‪ .‬عملهم عمل جبهوي‪ .‬ن�ضال‬ ‫ميتاحدودي��ة‪ُ .‬يعي��دون‬ ‫مركّ ��ب يف تطلّع��ات‬ ‫ّ‬ ‫ت�أهيل امل�سارح القدمية ث��م ُيعيدون افتتاحها‪.‬‬ ‫خمرجون ومم ّثلون وك ّتاب‪� .‬أُعيد ت�أهيل م�رسح‬ ‫قاعتي‬ ‫�سكبيدي���ا يف �أ ّم البواقي‪� .‬أُعي��د ت�أهيل‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسح الوطني‪ .‬الكربى وال�صغرى‪ .‬الكربى بـ‬ ‫كر�سيا‪.‬‬ ‫كر�سيا وال�صغرى بـ ‪120‬‬ ‫‪750‬‬ ‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫�سبح��ة طويل��ة‪ .‬قاع��ة املقار‪ ،‬قاع��ة ق�رص‬ ‫الثقاف��ة‪ ،‬م��س�رح بلع ّبا����س‪ ،‬تن�شي��ط العم��ل‬ ‫امل�رسحي يف منطقة م�ستغامن ومنطقة جلفة يف‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 620‬للتنمية الثقافية‬ ‫اجلنوب‪ .‬ن�شطت املهرجانات‪ ،‬ن�شطت امللتقيات‪،‬‬ ‫امل�رسحية كـ «� ّأيام م�رسح اجلنوب‬ ‫ن�شطت ال ّأيام‬ ‫ّ‬ ‫يف العا�صمة»‪ .‬ن�شطت املحرتفات‪ .‬جيء ب�إيفون‬ ‫يحب‬ ‫رومري من م��س�رح مار�سليا‪ .‬ا�شرتاك��ي‪ّ .‬‬ ‫رومري الأعمال ال�صعبة‪ .‬ي�ؤكّ د حم ّمد بن قطاف‬ ‫أهم ّية ال�شب��اب‪ .‬يدعمهم‪ ،‬يتابعهم‪،‬‬ ‫تك��رارا على � ّ‬ ‫ً‬ ‫ي�شري �إليهم‪ .‬يقيم امل�رسحي الفرن�سي ور�شة على‬ ‫مدى �سنتني كاملتني‪ .‬يزداد عدد الك ّتاب‪ .‬حميد‬ ‫الع ّيا�ش �أحده��م‪� .‬صاح��ب جزائر نيوز‪ .‬يكتب‬ ‫«جحا» يف العام ‪2010‬‬ ‫وميول ما يكتبه‪ .‬ق ّدمت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن���ص كاتب يا�سني‪ .‬ق ّدم حيدر بن ح�سني‬ ‫ع��ن ّ‬ ‫«الأ�ست��اذ كلينوف»‪ .‬ق�� ّدم جمال غرمي «جولة‬ ‫م�رسحية م��ن بيكيت‬ ‫يف الغاب��ة»‪ .‬مزي��ج ب�ين‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحية جائزة جلنة‬ ‫وم�رسحي��ة �أخرى‪ .‬نالت‬ ‫ّ‬ ‫التحكيم يف مهرجان امل�رسح اجلزائري الأخري‪.‬‬ ‫امل�رسحي��ات املنتج��ة‬ ‫يعت�بر التو ّق��ف �أم��ام‬ ‫ّ‬ ‫امل�رسحي��ات البارزة (هي قليلة)‬ ‫العام ‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫حت�س���س ما يجري‬ ‫�شي ًئ��ا متجاو ًزا للواق��ع‪ .‬ل ّأن ّ‬ ‫عل��ى �صعيد الع��دد لن ي���ؤ ّدي �إ ّال �إىل الوقوع يف‬ ‫أهم خو���ض املعركة‬ ‫�سياج��ات مغلق��ة‪ .‬حيث ال ّ‬ ‫امل�رسحي��ة يف اجلزائر‬ ‫اجلاري��ة داخل العائل��ة‬ ‫ّ‬ ‫أ�ساوية كندرة‬ ‫من دون الوق��وع يف الطبائع امل� ّ‬ ‫الأعمال الالفتة املق ّدمة يف العام ‪.2010‬‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪621‬‬

‫امل�ضمون الثقايف للأغنية العربية‬ ‫مدخل منهجي لتنظري املو�سيقى العرب ّية‬ ‫العربية‪:‬‬ ‫منهجية ثالثة ميكن االنطالق منها لو�ضع �إطار نظري للمو�سيقى‬ ‫ثمة مداخل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪ .1‬املنهج التجريبي‬

‫هنا تكون فل�سفة العلم الفيزيائي لل�صوت‬ ‫املعملية هي‬ ‫وال�صوتيات القائمة على التجربة‬ ‫ّ‬ ‫املف�صل يف و�صف مو�سيقى ما وحتليلها‪ .‬واملزية‬ ‫هنا االنطالق من اجلزء �إىل الكلّ‪ .‬وينبغي و�صف‬ ‫ال�صوت املمو�سق هنا من حيث املدى (‪)range‬‬ ‫وقوة ال�صوت بل‬ ‫وطول املوجة ودرجة الرت ّدد ّ‬ ‫ونكهة ال�صوت (‪ )timbre‬وم ّدته يف الزمان‪،‬‬ ‫ك ّل مبعياره املتفق عليه يف فيزياء ال�صوت من‬ ‫حيث كون ال�صوت طاقة كهرومغناطي�سية‪ .‬و�إذا‬ ‫طبق هذا املنهج التجريبي على بع�ض مو�سيقانا‬ ‫ّ‬ ‫العربية فلن يجدي يف جميع الأنغام �إذ �إن ذبذبة‬ ‫ّ‬ ‫�أو درجة تر ّدد ما يعرف بثالثة �أرباع التون �أو‬ ‫نغمة (ال�سيكا) يف ك ّل نغمة يف املقام العربي‬ ‫ت�ستقر عند رقم ثابت‪ ،‬وهذا بدوره يحول دون‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫العربية بل‬ ‫�أن تكون بع�ض م�سافات املو�سيقى‬ ‫ّ‬ ‫و�أكرثها �رشقية جزءاً من ت�آلف بوليفوين �أكرب‪،‬‬ ‫ميلودية حمرومة‬ ‫مونوفونية‬ ‫فتبقى مو�سيقانا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من التطبيقات (الهارمونية)‪ .‬لكن ال�صحيح‬ ‫�أي�ض ًا �أن التطبيق البوليفوين ي�صبح ناجح ًا‬ ‫بل وممتع ًا حينما يقوم مو�سيقار �إغريقي مثل‬ ‫�أندريه رايدر بالت�ص ّدي للمهمة كما فعل مع‬ ‫مقام �رشقي غربي يف الآن ذاته مثل النهوند‬ ‫ٍ‬ ‫�أو ال�سي مينور �أو الدومينور يف رائعة ( حلن‬ ‫اخللود ) للراحل فريد الأطر�ش �أو رائعة (الود)‬ ‫على ال�سلّم اخلما�سي ال�سوداين للمو�سيقار حممد‬ ‫عثمان وردي‪.‬‬

‫وي�ستعان بك ّل ما يكتب به التاريخ من �أ�شكال‬ ‫الوثائق‪ .‬لأن (ال تاريخ بال وثائق)‪ .‬ولو عرثنا‬ ‫خمطوطتي (دائرة الطرب)‬ ‫يف اليمن مثالً‪ ،‬على‬ ‫ّ‬ ‫و(ر�سالة يف الأحلان) للطبيب املو�سيقار‬ ‫حممد بن �أبوبكر الفار�سي العدين (تويف‬ ‫العام ‪1248‬م)‪ ،‬الذي عا�رص مطلع دولة بني‬ ‫ر�سول يف الع�رص الإ�سالمي الو�سيط‪ ،‬لعرفنا‬ ‫خ�صو�صيات الفكر املو�سيقي‬ ‫الكثري من‬ ‫ّ‬ ‫املحلّي ودرجة اقرتابه �أو ابتعاده من التنظري‬ ‫املو�سيقي املجايل له يف بغداد والقاهرة مث ًال‬ ‫من حوا�رض العرب‪ .‬وللتاريخ املو�سيقي علمان‬ ‫م�ساعدان هما ‪:‬‬

‫‪ .3‬املنهج الإثنوميوزيكولوجي‬

‫الإبـــداع‬

‫يع��رف الإثنوميوزيكولوج��ي �أي�ض�� ًا بعل��م‬ ‫مو�سيق��ى ال�شع��وب‪ .‬وق��د تخلّ���ص م��ن كث�ير‬ ‫م��ن �شوائ��ب الفوقي��ة الت��ي غ ّذاه��ا اال�ست�رشاق‬ ‫الأوروب��ي قب��ل �أن يتخلّ���ص من ا�سم��ه ال�سابق‪،‬‬ ‫�أي علم املو�سيقى املقارن‪ .‬هذا هو املنهج الذي‬ ‫يعمل ب��ه امل�ست�رشقون املعا�رصون وتالميذهم‬ ‫من العرب مثل الفل�سطيني الراحل حبيب ح�سن‬ ‫توما وال�س��وداين علي ال�ضو وامل�رصي ع�صام‬ ‫املالح والعراقية �شهرزاد قا�سم ح�سن والّلبناين‬ ‫توفيق كرب���اج والكويتي �أحم���د ال�صاحلي‬ ‫يت�شيع له‬ ‫والأردين عب���د احلميد حمام وكذلك ّ‬ ‫وال�سلوكية‪.‬‬ ‫االجتماعية‬ ‫املخت�صون يف العل��وم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�ستيني��ات‬ ‫ي�سم��ى حت��ى‬ ‫ّ‬ ‫كان ه��ذا املنه��ج ّ‬ ‫وال�سبعيني��ات م��ن الق��رن الع�رشي��ن بعل��م‬ ‫ّ‬ ‫املو�سيقى املقارن‪ ،‬باعتبار النموذج املو�سيقي‬ ‫‪ .2‬املنهج التاريخي‬ ‫التق�صي التاريخي هو الديدن الغربي الكال�سيكي هو الأمنوذج العاملي الأرقى‬ ‫هنا يكون‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 622‬للتنمية الثقافية‬ ‫ك��ون مو�سيقاه "مو�سيق��ى جتريدية" ‪abstract‬‬ ‫‪ music‬حم ّقق��ة املقولة اجلمالي��ة الأوروبية �أن‬

‫(املو�سيقى هي �أكرث الفنون جتريداً)‪.‬‬ ‫يقوم هذا املنهج على قراءة املو�سيقى يف‬ ‫�سياقها االجتماعي بدءاً بتفكيكها ثم �إعادة‬ ‫مدماكها وفهم معانيها ووظائفها ال�سو�سيو‪-‬‬ ‫ثقافية وتذوقها ب�شكل كلّي ال يبرتها عن‬ ‫ّ‬ ‫حميطها املحلّي وزمكانها الذي �أنتجت فيه‪.‬‬ ‫املكونات التالية ‪:‬‬ ‫مفا�صل هذا املنهج‬ ‫ّ‬

‫�س ّلم املو�سيقى‬

‫‪Mode‬‬

‫يك��ون احلديث هن��ا باملقارنة بني الراجا‬ ‫الهندي وال�شا�شمق��ام يف و�سط �آ�سيا واملقام‬ ‫العرب��ي �أو الرتك��ي ‪ ،‬م��ع ال�سل��م املو�سيق��ي‬ ‫الغرب��ي الكبري(ماج��ور) وال�صغري(مين��ور)‬ ‫وت�سمى مراراً ال�سالمل‬ ‫والكروماتيكي (امللون)‬ ‫ّ‬ ‫الغربية مع ّدلة‬ ‫العاملية‪ ،‬علم ًا ب�أن هذه ال�سالمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أوروبية‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫��ة‬ ‫الغريجوري‬ ‫ال�سالمل‬ ‫ع��ن‬ ‫بدورها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حت��ى يتم ّك��ن امل�ؤلف��ون املو�سيقي��ون م��ن‬ ‫التعام��ل م��ع البوليفونية �أو تع�� ّدد الأ�صوات‪،‬‬ ‫الغربية‬ ‫وذل��ك �أ�سا�س علم جم��ال املو�سيق��ى‬ ‫ّ‬ ‫الكال�سيكية(�سمفوني��ات – �أوبرا‪�..‬إلخ) وتكون‬ ‫ّ‬ ‫ال�صوتية �إما ‪:‬‬ ‫ة‬ ‫دي‬ ‫د‬ ‫التع‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫البوليفوني‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ عمودي ًا وتعرف بالهارموين ‪rHa‬‬‫‪.mony‬‬ ‫ �أفقي ًا وتعرف بالكونرتبوينت ‪nCou‬‬‫‪.terpoint‬‬ ‫العربي��ة عل��ى نظري��ة‬ ‫وتق��وم املو�سيق��ى‬ ‫ّ‬ ‫عملية‬ ‫املق��ام وهو م��ا يع��ادل ال�سلّم لأغرا���ض ّ‬ ‫غنية بظاهرة التلوين‬ ‫هن��ا‪ .‬واملو�سيقى‬ ‫العربية ّ‬ ‫ّ‬ ‫املقامي‪� ،‬أي ا�ستخدام �أكرث من مقام يف الأغنية‬ ‫نف�سه��ا؛ فهن��اك ‪ 24‬بع��داً فيه��ا ب�سب��ب وج��ود‬ ‫وت�سمى حين ًا ال�سيكا‪.‬‬ ‫م�سافة ثالثة �أرباع التون‬ ‫ّ‬ ‫ولع�� َّل ه��ذه املظاهر م��ن التلوين حم��دودة يف‬ ‫الغن��اء (التقليدي) يف امل��دن والغناء (ال�شعبي)‬ ‫يف الأري��اف يف اليمن‪ ،‬علم ًا ب���أن اجلدل حول‬ ‫الفرق بني ما هوتقليدي وما هو�شعبي يف بالد‬ ‫العرب م��ا زال قائم ًا من حي��ث كونه "اختالف‬

‫ن��وع" �أم "اختالف مقدار"‪ ،‬وهومو�ضوع جديل‬ ‫بني �أهل الي�سار اجلديل و�أهل الطريقة واحلقيقة‬ ‫احليز املو�سيقي‪.‬‬ ‫يتع ّدى ّ‬ ‫وحت��ى املقام��ات ذات الربع ت��ون (هناك‬ ‫العربي��ة) ق��د تكون‬ ‫‪ 24‬بع��داً يف املو�سيق��ى‬ ‫ّ‬ ‫مينية مثلما ذهب‬ ‫خ�صو�صية‬ ‫له��ا‬ ‫تون�سي��ة �أو ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الباح��ث احل�رضم��ي عبد ال���رب �إدري�س يف‬ ‫�أطروحت��ه م�ش�يراً �إىل وج��ود (كوم��ات) �أو‬ ‫ميكروت��ون �أق��ل م�ساف��ة �أو �أك�ثر م�ساف��ة من‬ ‫الت��وايل املعه��ود يف مق��ام (اله��زام) ومق��ام‬ ‫(احلج��از)‪ ،‬ومن هنا ميك��ن احلديث عن هزام‬ ‫ميني وه��زام م��صري وحجاز مين��ي وحجاز‬ ‫م��صري والآلة الوترية املظه��رة لهذه الفروق‬ ‫ت�شمل العود والكمان مثالً‪.‬‬ ‫وق��د ح��اول م�ؤمت���ر القاه���رة الأول‬ ‫للمو�سيقى العرب ّية يف العام ‪� 1932‬أن يختزل‬ ‫والرتكية‪.‬‬ ‫العربية‬ ‫املقامات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويذه��ب البع���ض �إىل �أن ع��دد درج��ات‬ ‫رقي��ه املو�سيق��ي‪،‬‬ ‫ال�سلم‪/‬املق��ام حت�� ّدد م��دى ّ‬ ‫فو�صم ال�سلّ��م اخلما�سي لذل��ك بو�صمة التخلّف‬ ‫والبدائي��ة‪ ،‬والواقع �أن الأم��ر منظومة متكاملة‬ ‫املو�سيقية ال‬ ‫واجلمالية‬ ‫وال�شخ�صية‬ ‫الهوية‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تختزل يف املقام وحده‪ ،‬ودليل ذلك مدى جناح‬ ‫بالعربية الف�صيحة‬ ‫ال�سودانية املغن��اة‬ ‫الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املحكي��ة وعلى ال�سلم اخلما�س��ي يف �أفريقيا‬ ‫�أو‬ ‫ّ‬ ‫جنوب ال�صحراء‪.‬‬

‫الإيقاع ‪Rhythm‬‬

‫ي�سمي��ه‬ ‫�إن��ه النب���ض الإيقاع��ي كم��ا‬ ‫ّ‬ ‫الباح��ث املو�سيقي العرب��ي امل�رصي ع�صام‬ ‫امل�ل�اح‪ ،‬وم��ا ينبغ��ي �أن نالحظ��ه هن��ا هو‬ ‫توزيع ال�ضغوط القوي��ة (الدموم) وال�ضغوط‬ ‫ال�ضعيف��ة (التك��وك) وال�سكت��ات يف حق��ل‬ ‫املازورة املو�سيقية‪.‬‬ ‫يتكون من‬ ‫والن�سيج الّلحني لغنائنا العربي ّ‬ ‫املو�سيقية‬ ‫الّلحن امل�ستخل�ص من املقامات‬ ‫ّ‬ ‫والنب�ض الإيقاعي معاً‪ ،‬وعلى هذا الن�سيج �أن‬ ‫ي�ستجيب للقالب املغ ّنى عليه؛ فالق�صيدة غري‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪623‬‬ ‫املو�شح وغري ال�صوت وغري الطقطوقة وغري‬ ‫الدور وغري املقام وغري القد وغري امل�ألوف‬ ‫وغري الغرناطي‪ ،‬ولك ّل قالب مقدمات وفوا�صل‬ ‫وقفالت و�إيقاعات ارتبطت به ومقامات‬ ‫مف�ضلة له‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الآالت املو�سيق ّية ‪Organology‬‬

‫يف امل�شهد العربي حالي ًا �رصاع بني الآالت‬ ‫أ�صلية يف الإرث وتلك الدخيلة من اخلارج‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫أ�صلية انقر�ض لتح ّل‬ ‫وامللحوظ �أن كثرياً من ال ّ‬ ‫حملّه الدخيلة وامل�ستوردة‪.‬‬ ‫املو�سيقية يف الوطن العربي عوائل‬ ‫والآالت‬ ‫ّ‬ ‫تتواف��ق مع تق�سي��م كورت زاك�س العاملي‪ ،‬مثل‬ ‫الوتري��ات‪ ، string instruments‬والهوائيات‬ ‫�أو �آالت النفخ ‪ aerophones‬كاملزمار والناي‬ ‫إيقاعيا ت ‪spercu‬‬ ‫والأرغول والودعة‪�..‬إلخ‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫‪.sion instruments‬‬ ‫وال ب ّد �أن ن�ضيف الآن الآالت التي تعمل‬ ‫إلكرتونياً‪ .‬وتبقى احلنجرة الب�رشية‬ ‫كهربائي ًا و�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هي الآلة الأوىل يف التاريخ الب�رشي‪ ،‬وت�ستخدم‬ ‫�أحيان ًا للهمهمة والرببرة غري املفهومة كما يف‬ ‫طق�س(الربوط) باملهرة‪.‬‬

‫الوظيفة االجتماعية‬ ‫‪Social function‬‬

‫البلد ‬

‫الغرب ًا ّية‬ ‫املو�سيقى الكال�سيك ّي‬ ‫املو�سيقى العرب ّية‬ ‫الرتتيبة عربي‬ ‫الرتتيب ‪ 127 /‬دولة‬

‫بناء مونوفوين ميلودي ‪monophonic‬‬ ‫‪ melodic‬ال ي�ستغني عاد ًة عن التغ ّني‬

‫بال�شعر وا ّللحن �أحادي اخلط‬

‫بناء بولفوين ‪ polyphonic‬جتريدي‬ ‫وا ّللحن متعدّد اخلطوط‬

‫يتج ّلى جمال ّي ًا يف التطريب الذي يبد�أ‬ ‫باال�ستجابة الع�ضل ّية من امل�ستمع‬

‫يتج ّلى جمال ّي ًا يف التجريد الذي يحتاج‬ ‫ا�ستجاب ًة ذهن ّية وتدريب ًا م�سبق ًا على‬ ‫التذ ّوق من قبل امل�ستمع‬

‫ثراء �إيقاعي و�إمكان ّية م�صاحبة �إيقاع ّية‬ ‫(بولريمتي)‬

‫فقر �إيقاعي‬

‫تنفي ٌذ �أورك�سرتايل ومت ّد ٌد �أفقي غري‬ ‫ّ‬ ‫موظف‬ ‫�إمكانية لالرجتال ‪improvisation‬‬ ‫واملحاورة املحدودة بني الآالت‬ ‫(هيرتوفوين)‪hetrophony‬‬ ‫اجلمهور متلقٍّ ومر�سل مع ًا‬

‫توزيع �أورك�سرتايل عمودي يهتدي‬ ‫بالكتابة وعلم الت�أليف لآلة مع ّينة‬

‫اجلمهور متلقٍّ‬

‫اجلملة تتف ّرع لتعود وتتك ّرر لت�ضمن‬ ‫الوحدة الع�ضوية ل ّلحن وت�ؤ ّكد واحدية‬ ‫اخلالق كباقي اجلمال الإ�سالمي‬

‫الفكرة تتط ّور وتنمو ّ‬ ‫باطراد‪ ،‬موحي ًة‬ ‫بنقالت يف ال�صور واملعاين‪� ،‬سارد ًة ما‬ ‫ي�شبه احلبكة املو�سيق ّية‬

‫التزام حر ّيف بالنوتة وتعليمات قائد‬ ‫الأورك�سرتا‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫الإبـــداع‬

‫أوروبيـــــة‬ ‫بينما انف�صلت املو�سيقــــــــى ال‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعي��ة ذات‬ ‫الكال�سيكي��ة ع��ن الوظيف��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدالل��ة زماني�� ًا ومكاني�� ًا و�أ�صبح��ت تعب�يراً‬ ‫نغمي�� ًا جم��رداً كال�سمفوني��ة �أو ق�ص��ة غنائية‬ ‫بال�ص��وت الأوبرايل يف الأوب��را الغنائية‪ ،‬تقود‬ ‫الذهنية املق�ص��ودة لذاتها جمالياً‪،‬‬ ‫�إىل املتع��ة‬ ‫ّ‬ ‫ت�صاحبه��ا طقو���س خا�صة مثل حج��ز التذاكر‬ ‫امل�سب��ق وبرنامج احلفل م�سبق ًا واختيار موقع‬ ‫اجللو�س وعدم احلديث �أو حتى النحنحة خالل‬ ‫العر���ض وت�أجيل الت�صفيق حت��ى �آخر العر�ض‬ ‫وارت��داء البذل��ة املكتمل��ة عن��د احل�ض��ور‪ ،‬جند‬ ‫العربي��ة تدور م��ع دورة احلياة‬ ‫�أن املو�سيق��ى‬ ‫ّ‬ ‫‪ – life cycle‬ع��ادات وتقالي��د ‪ -‬م��ن فرح��ة‬

‫امليالد و�أغاين الهده��دة واخلتان والزواج �إىل‬ ‫دينية‬ ‫مناحة الوفاة وما ي�صاحبها من �أنا�شيد ّ‬ ‫وعظية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وهن��اك الإن�ش��اد الدين��ي يف املنا�سب��ات‬ ‫املت�صوفة‬ ‫الديني��ة كالأعي��اد‪� ،‬أو غناء ورق���ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(ال�سماع) املعروفني �أي�ض ًا بال�شاللني يف تهامة‬ ‫�شفهي ًا عرب‬ ‫اليمن‪ ،‬وه��و �أرث تناقله املري��دون‬ ‫ّ‬ ‫الق��رون ويحمل داخله بع�ض ًا من �أج ّل التقنيات‬ ‫الغنائية املحلّية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الع�سكرية �أو (الطبلخانة)‬ ‫وهناك املار�شات‬ ‫ّ‬ ‫كم��ا عرف��ت يف ع�رص بني ر�س���ول يف القرون‬ ‫‪13‬و‪14‬و‪ 15‬ميالدي��ة‪ ،‬الع��صر الذهبي للثقافة‬ ‫املنا�سباتية وتعرف يف‬ ‫اليمنية‪ ،‬وحتى الأغاين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالوطنية‪ .‬كما �أن كث�يراً من رق�صات‬ ‫خطابن��ا‬ ‫ّ‬ ‫حتولت �إىل طقو�س‬ ‫وغريه��ا‪،‬‬ ‫احلرب‪ ،‬كالزوامل‬ ‫ّ‬ ‫يراد بها االحتفاء بال�ضيف‪.‬‬ ‫وحتت ّل �أغاين العمل الزراعي مبراحله‬ ‫املوجه‬ ‫املختلفة م�ساح ًة كبرية من الغناء‬ ‫ّ‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 624‬للتنمية الثقافية‬ ‫وظيفي ًا �إىل جانب �أغاين العمل يف البحر عند‬ ‫ّ‬ ‫�إ�رشاع ال�سفن و�صيد الأ�سماك �أو املالحة ومع‬ ‫للرب من رحلة ق�صرية �أو رحلة‬ ‫�أغاين العودة ّ‬ ‫طويلة‪ ،‬وكذا �أغاين �أ�صحاب احلرف اليدوية‬ ‫مما ميار�سه الرجال �أو الن�ساء‪ .‬وهناك‬ ‫ب�أنواعها ّ‬ ‫واجلمالة‪� ،‬إ�ضافة �إىل غناوي‬ ‫�أغاين الرعاة‬ ‫ّ‬ ‫املنزلية‪.‬‬ ‫الن�ساء عند �أداء الواجبات‬ ‫ّ‬

‫العقلية والذهنية املو�سيقية‬ ‫‪Aesthetic mentality‬‬

‫هنا نحن ب�صدد الإ�ستطيقا �أو علم اجلمال‬ ‫املو�سيقي والفروق الفردية ملحوظة بني‬ ‫امل�شتغلني بالإطراب ب�سبب فروق املوهبة‬ ‫املو�سيقية املكت�سبة‪ ،‬كما �أن لك ّل‬ ‫والرتبية‬ ‫ّ‬ ‫املو�سيقية التي تعترب‬ ‫�شعب عقليته وذائقته‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية ومن هنا جند عبارة‬ ‫هويته‬ ‫ّ‬ ‫جزءاً من ّ‬ ‫(علم مو�سيقى ال�شعوب)‪.‬‬

‫منهج ت�صنيف امل�ضمون‬ ‫الثقايف للغناء العربي‪:‬‬

‫ي��رى الباح��ث حمم���د �سعي���د الريحاين‬ ‫العربية قد‬ ‫(اململك���ة املغرب ّي���ة) �أن الأغ��اين‬ ‫ّ‬

‫حتمل �أكرث من مو�ضوعة ما‪ ،‬وبالتايل ميكن �أن‬ ‫ت�ص ّن��ف‪� ،‬أو ميكن �أن تت�شظّ ى‪� ،‬إىل ت�سعة �أ�صناف‬ ‫‪1‬‬ ‫بح�سب العامل املهيمن يف الأداء‪.‬‬ ‫‪ )1‬بح�س��ب الغر���ض الغنائ��ي‪ :‬نالح��ظ هن��ا‬ ‫العربي‬ ‫تقاطع�� ًا مع ما ع��رف ب�أغرا�ض ال�شع��ر‬ ‫ّ‬ ‫القدمي‬ ‫ حكم‪ ،‬مدح‪ ،‬غزل‪ ،‬ابتهال‪ ،‬رثاء‪.‬‬‫املغربية‪،‬‬ ‫يف (الأغنية‬ ‫‪ )2‬بح�سب الإيقاع‪ :‬جغرا ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلليجية‪)...‬‬ ‫ال�سودانية‪ ،‬الأغنية‬ ‫الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إثني (حيدو�س للأمازيغ‪ ،‬الأندل�سي‬ ‫ � ّ‬‫للمور�سكيني‪ ،‬الكناوي للزنوج‪)...‬‬ ‫ّ‬ ‫جهوي (الهيت لقبائل الغرب‪ ،‬الطقطوقة‬ ‫‬‫ّ‬ ‫لقبائل جبالة‪)..‬‬

‫طبقي‬ ‫‬‫ّ‬ ‫ديني‬ ‫ ّ‬‫‪ )3‬بح�سب الأدوات امل�شغلة يف العزف‪:‬‬ ‫�رشقية (ح�ضور مهيمن للعود �أو‬ ‫ �أغنية‬‫ّ‬ ‫القانون)‬ ‫غربية (ح�ضور طاغ للقيثارة �أو‬ ‫ �أغنية‬‫ّ‬ ‫ال�ساك�سفون)‬ ‫‪ )4‬بح�سب ان�ضباطها للقواعد املو�سيق ّية ‪:‬‬ ‫الكال�سيكية‬ ‫ الأغنية‬‫ّ‬ ‫ال�شعبية‬ ‫ الأغنية‬‫ّ‬ ‫‪ )5‬بح�سب عدد املغنّني ‪:‬‬ ‫ الغناء املنفرد‬‫ الغناء اجلماعي‬‫ �أغاين املجموعات‬‫‪ )6‬بح�سب جن�س املغنّي ‪:‬‬ ‫الن�سائية‬ ‫ الأغنية‬‫ّ‬ ‫أنثوية‬ ‫ الأغنية ال ّ‬‫‪ )7‬بح�سب املوقف من الوجود ‪:‬‬ ‫ثورية‬ ‫ �أغنية ّ‬‫ر�سمية‬ ‫ �أغنية‬‫ّ‬ ‫جتارية‬ ‫ �أغنية‬‫ّ‬ ‫‪ )8‬بح�سب احلالة النف�س ّية املق�صودة ‪:‬‬ ‫ اجلذبة‬‫ املرح‬‫ احلزن‬‫‪ )9‬بح�سب الّلغة ‪:‬‬ ‫ ف�صحى‬‫ال�شعبية)‬ ‫ زجل عامي ( الأغاين‬‫ّ‬ ‫‪ -‬تهجني (�أغاين الراي)‬

‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫العربية يف‬ ‫تفتقر مواقع املو�سيقى‬ ‫ّ‬ ‫الإنرتنت �إىل مرجعية موثوق يف �إح�صائياتها‬ ‫على امل�ستويني الأكادميي والتجاري‪ ،‬بحيث‬ ‫ُت�ستقى منها درجة االنت�شار لأغاين ك ّل‬ ‫عام جديد‪ .‬وميت ّد هذا الفقر �إىل الت�صنيف‪،‬‬

‫العربية من �أزمة ال�شعر العربي»‪ ،‬جريدة «العرب الأ�سبوعي» الّلندنية‪. 2007/3/ 10 ،‬‬ ‫ان‪�« ،‬أزمة الأغنية‬ ‫الر ْي َح يِ‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 1‬حممد �سعيد َّ‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪625‬‬ ‫حيث تبتدع هذه املواقع ت�سميات تت�صادم‬ ‫ومنهجي ًا مع ما هو معروف من‬ ‫�أكادميي ًا‬ ‫ّ‬ ‫مما ي�ؤ ّدي �إىل‬ ‫تق�سيمات �أمناط الغناء‪ّ .‬‬ ‫ق�صور وا�ضح يف قدرة الباحثني على حتليل‬ ‫م�ضامني اخلطاب الغنائي والو�صول من‬ ‫البيانية الإح�صائية‬ ‫خالل اجلداول والر�سوم‬ ‫ّ‬ ‫�إىل التعرف �إىل الق�ضايا والظواهر التي‬ ‫عام ما‪.‬‬ ‫هيمنت على �إنتاج ٍ‬ ‫و�صفية‬ ‫ثمة عقبة يف وجه � ّأي مقاربة‬ ‫ّ‬ ‫وحتليلية تكت�سب مو�ضوعيتها وحياديتها من‬ ‫ّ‬ ‫املعلومات والبيانات والأرقام الدقيقة التي‬ ‫ميكن �أن يق ّدمها احلا�سوب‪ .‬فامل�شكلة بالأ�سا�س‬ ‫معلوماتية‪ .‬ويف ما يلي ما �أمكن‬ ‫م�شكلة‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستخال�صه للعام ‪.2010‬‬

‫الكمية املنتجة‬

‫ومن اجللي �أن الأغلبية ال�ساحقة من هذه‬ ‫املحكية ولي�ست‬ ‫الأغنيات هو بالّلغة العامية �أو‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫بالعربية الف�صيحة‪ ،‬لكي ال تقول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الف�صحى لأن ف�صحى هي على وزن (فعلى)‬ ‫وهي �صيغة املبالغة يف لغة ال�ضاد‪ .‬وبعد‬ ‫توج�س �أمري ال�شعراء‬ ‫�أكرث من ن�صف قرن على ّ‬ ‫�أحمد �شوقي من الدور الذي لعبته �أزجال بريم‬ ‫امل�رصية عرب‬ ‫للمحكية‬ ‫التون�سي يف الرتويج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأغاين على ح�ساب الف�صيحة‪ ،‬يبدو وا�ضح ًا‬ ‫�أننا � ّأمة تكتب بلغة وتغ ّني بلغة �أخرى!‬

‫يف املجال الأكادميي‪ .‬وظيفتهما االعرتاف‬ ‫مهم‬ ‫بالعطاءات‪ .‬فاالعرتاف باملجهود والعطاء ّ‬ ‫بالن�سبة �إىل الإن�سان لأنه ي�صبح "تكرمياً"‪.‬‬ ‫ثقافي ًا‬ ‫وعليه‪ ،‬يبقى"تكرمي الأديب" تقليداً‬ ‫ّ‬ ‫يتمظهر من خالل �أ�شكال ع ّدة نبيلة كالتو�شيح‬ ‫�أو التو�سيم �أو ت�سمية امل� ّؤ�س�سات الثقافية‬ ‫�أو ال�شوارع �أو الأحياء با�سمه �أو الع�ضويات‬ ‫أكادميية‬ ‫ال�رشفية �أو تقدمي ال�شهادات ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفخرية واالقرتاح للجوائز �أو �إطالق جوائز‬ ‫ّ‬ ‫املكرم‪...‬‬ ‫با�سم‬ ‫ّ‬ ‫واجلوائز الف ّنية ت�أتي يف هذا ال�سياق من‬ ‫خالل ثالثة مناذج‪ :‬فهناك جوائز التكرمي‬ ‫واالعرتاف باملجهود‪ ،‬وهناك جوائز اال�ستقطاب‬ ‫ويطغى عليها اجلانب الأيديولوجي‪ ،‬وهناك‬ ‫الغنائية‬ ‫جوائز النهو�ض يف حقل من احلقول‬ ‫ّ‬ ‫ك�أغاين الطفل وحقوق الإن�سان وغريهما‪...‬‬

‫الدوحة عا�صمة الثقافة العرب ّية‬ ‫‪2010‬‬

‫اجلوائز املو�سيق ّية والغنائ ّية‬

‫اجلوائز يف املجال الإبداعي مثل ال�شهادات‬

‫الأغاين‬

‫‪� 1401‬أغنية‬

‫موايل‪ ،‬الّلوماين املخزن‪،‬‬

‫الفيديو كليب‬

‫‪ 246‬فيديوكليب ًا‬

‫موعود‪ ،‬ومواقع �أخرى‪..‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫الإبـــداع‬

‫وابتداء من‬ ‫ب�إيعاز من منظمة اليون�سكو‪،‬‬ ‫ً‬ ‫�سنة ‪ 1996‬تاريخ انطالقتها يف القاهرة‪ ،‬تعلن‬ ‫جامعة الدول العرب ّية ك ّل �سنة عن املدينة‬ ‫التي �ستكون "عا�صمة للثقافة العرب ّية"‬ ‫الثقافية‬ ‫مل ّدة �سنة كاملة حافل ًة بالأن�شطة‬ ‫ّ‬ ‫والفنية‬ ‫الثقافية‬ ‫تق ّدم خاللها الإنتاجات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والعربية‪ .‬ونظراً لنجاح امل�رشوع‪،‬‬ ‫املحلية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فقد اقتفت منظمة امل�ؤمتر الإ�سالمي خطى‬ ‫جامعة الدول العرب ّية و�أطلقت على ل�سان‬ ‫مهرجانات غنائ ّية ومو�سيق ّية‬ ‫بدت تون�س واملغرب منوذجني بارزين‪ ،‬من ينوب عنها ثقافياً‪" ،‬املنظمة الإ�سالمية‬ ‫العربية الأكرث للرتبية والثقافة والعلوم"(�إي�سي�سكو)‪،‬‬ ‫�إ�ضافة �إىل قطر‪ ،‬من البلدان‬ ‫ّ‬ ‫الغنائية‬ ‫ما‬ ‫وال�سي‬ ‫ازدهاراً باملهرجانات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جدول ‪1‬‬ ‫واملو�سيقية‪ ،‬وذلك العتماد اقت�صاد البلدين‬ ‫ّ‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫رئي�سي‬ ‫كم�صدر‬ ‫ال�سياحة‬ ‫على‬ ‫دخلٍ‬ ‫ّ‬ ‫م�صادر املعلومة احلا�سوبية‬ ‫البند‬ ‫الإح�صاءات‬ ‫يطرح ب�ش ّدة �إ�شكالية املراكز والأطراف يف‬ ‫املواقع التالية ‪:‬‬ ‫الألبومات‬ ‫الوطن العربي‪.‬‬ ‫‪ 139‬البوماً‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 626‬للتنمية الثقافية‬

‫الأغلبية ال�ساحقة من هذه‬ ‫العامية‬ ‫الأغنيات هو بالّلغة‬ ‫ّ‬ ‫بالعربية‬ ‫املحكية ولي�ست‬ ‫�أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الف�صيحة‪ .‬بعد �أكرث من ن�صف‬ ‫توج�س �أمري ال�شعراء‬ ‫قرن على ّ‬ ‫�أحمد �شوقي من الدور الذي‬ ‫لعبته �أزجال بريم التون�سي‬ ‫يف الرتويج للمحكية امل�رصية‬ ‫عرب الأغاين على ح�ساب‬ ‫الف�صيحة‪ ،‬يبدو وا�ضح ًا �أ ّننا‬ ‫� ّأمة تكتب بلغة وتغ ّني بلغة‬ ‫�أخرى!‬

‫م�رشوع ًا موازي ًا �أطلق عليه ا�سم "عا�صمة‬ ‫الثقافة الإ�سالمية" وكانت �أوىل عوا�صمه م ّكة‬ ‫املكرمة �سنة ‪.2005‬‬ ‫العربية"‪،‬‬ ‫منت فكرة "عا�صمة الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫�أوالً‪ ،‬يف وقت تعرف فيه الثقافتان‬ ‫ّ‬ ‫إ�سالمية انح�ساراً ومي ًال للتقوقع على‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية �إىل‬ ‫الذات‪ ،‬لذلك تهدف فكرة العوا�صم‬ ‫ّ‬ ‫العربية يف‬ ‫حترير الإبداع وتقريب الثقافات‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية وو�ضع‬ ‫الهوية‬ ‫املحيط الواحد وتعزيز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫الثقافة يف �صميم م�شاريع التنمية‬ ‫ّ‬ ‫البينية‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫وتعزيز التوا�صل بني الثقافات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجعل الثقافة �أ�سا�س العمل العربي امل�شرتك‪.‬‬ ‫العربية"‬ ‫ثانياً‪� ،‬أن�شئت فكرة "عا�صمة الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫ملقاومة االجنراف و�سط �سيل العوملة‬ ‫ّ‬ ‫إعالمية و�إرادات الهيمنة لالنفراد بت�سيري‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫دفاع عن‬ ‫العامل وتوجيه الر�أي والذوق‪� .‬إنها‬ ‫ٌ‬ ‫اخل�صو�صية ومقاوم ٌة للتهمي�ش و�أحادية‬ ‫ّ‬ ‫الثقافة‪ .‬ثالثاً‪� ،‬أن�شئت فكرة "عا�صمة الثقافة‬ ‫العربية" لالنفتاح على الثقافة وحتريرها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يحرر فكره بعد‪.‬‬ ‫حر مل ّ‬ ‫فلي�س ثمة �إن�سان ّ‬ ‫العربية"‬ ‫للثقافة‬ ‫"عا�صمة‬ ‫ويعترب لقب‬ ‫ّ‬ ‫ت�رشيف ًا و�شهادة ا�ستحقاق على �صدر املدينة‬ ‫املر�شحة والبلد الأم ومنا�سبة لإعادة االعتبار‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫الوطنية على طول اخلريطة‬ ‫للثقافات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كما �أنها فر�صة ال�ستك�شاف الهوية وامل�صاحلة‬ ‫مع الذات ومع الآخر‪.‬‬ ‫عربية ب�صفتها‬ ‫حتتفل ك ّل عام عا�صم ٌة‬ ‫ّ‬ ‫عا�صمة ثقافية للعرب‪ ،‬ويف العام ‪2010‬‬ ‫الثقافية‪،‬‬ ‫كانت قطر (الدوحة) عا�صم َة العرب‬ ‫ّ‬ ‫أ�سا�سيان‬ ‫مكونان �‬ ‫ّ‬ ‫ومبا �أن الغناء واملو�سيقى ّ‬ ‫مكونات الثقافة ملجتمع �أو � ّأمة ما‪ ،‬يو�ضح‬ ‫من ّ‬ ‫اجلدول رقم ‪ 8‬ثراء عا�صمة العرب الثقافية‬ ‫املتميزة يف املو�سيقى‬ ‫‪ 2010‬بالفعاليات‬ ‫ّ‬ ‫ميز احتفالية هذا العام‬ ‫والغناء؛ ومن �أبرز ما ّ‬ ‫متيز‬ ‫هو مهرجان املو�سيقى ال�رشق ّية الذي ّ‬ ‫الطربية‪ ،‬وكذلك ندوته‬ ‫ب�أم�سياته ولياليه‬ ‫ّ‬ ‫الفكرية‪ ،‬هذا �إىل جانب مهرجان الدوحة‬ ‫ّ‬ ‫الغنائي ال�سنوي العا�رش‪.‬‬

‫ما دام العرب يحتفلون ك ّل �سنة مبدينة‬ ‫العربية‪ ،‬والتي هي بال�رضورة‬ ‫من املدن‬ ‫ّ‬ ‫"عا�صمة �سيا�س ّية"‪ ،‬لت�صبح "عا�صمة‬ ‫ثقاف ّية"‪ ،‬فاالختيار الذي يتو ّقعه ك ّل مواطن‬ ‫الثقافية‬ ‫يتم يف هده التظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫عربي هو �أن ّ‬ ‫"ت�شجيع املنتوج الثقايف والفنّي اجلديد‬ ‫واحلديث ال�صدور"‪ .‬لذلك‪ ،‬فاملنطق املتو ّقع‬ ‫ال�سنوية هو‬ ‫الثقافية‬ ‫يف هده التظاهرات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفن والثقافة والأدب‬ ‫ا�ستدعاء الفاعلني يف ّ‬ ‫الذين �أ�صدروا على الأقل عم ًال واحداً يف ال�سنة‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫ال�سابقة لإعالن ا�سم عا�صمة الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫ومن ثم حتويل "العا�صمة الثقافية" �إىل‬ ‫ف�ضاء "يتبارى" فيه الف ّنانون على عر�ض‬ ‫"جديدهم" وا�ستعرا�ضه‪.‬‬ ‫الفن هو"�ضمري الأمة" حني ي�شتغل‬ ‫ّ‬ ‫على "امل�ضمون" وهو "وجدان الأمة" حني‬ ‫ي�شتغل على "ال�شكل"‪ .‬قد يبدو هذا "ت�شابكاً"‬ ‫الفن وجمال الفكر لكن الفرق‬ ‫بني جمال‬ ‫ّ‬ ‫بينهما بينّ ‪ .‬فاحلياة قد "ت�صعب" من دون‬ ‫فكر ومن دون تفكري ولكن "ت�ستحيل" احلياة‬ ‫فن ومن دون جمال‪ .‬وهذا ما يثبت �أن‬ ‫من دون ّ‬ ‫يت�ضمن الفكر ويحتويه‪ ،‬وب�أنه �أو�سع منه‬ ‫الفن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فطري‪.‬‬ ‫إنه‬ ‫�‬ ‫إن�سان‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫مع‬ ‫يولد‬ ‫فالفن‬ ‫أ�شمل‪.‬‬ ‫و�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيتعلم‪� ،‬إنه مكت�سب‪.‬‬ ‫�أما الفكر ُ‬ ‫الفن "�أ�شمل" من الفكر‪ ،‬ف�إن‬ ‫و�إذا كان ّ‬ ‫الإبداع "�أ�سبق" على التنظري والتقعيد‪.‬‬ ‫ال�سباق دائم ًا �إىل جدران‬ ‫لقد كان ّ‬ ‫الفن هو ّ‬ ‫الكهوف والأهرامات و�أ�سوار املعابد كما‬ ‫كانت تتغ ّنى به هذه القبيلة ويفخر به ذلك‬ ‫الفن جاءت "قبل" التنظري‪:‬‬ ‫ال�شعب‪ .‬فروائع ّ‬ ‫الإلياذة والأودي�سة‪ ،‬جلجام�ش‪� ،‬ألف ليلة وليلة‪،‬‬ ‫بيووولف‪ ،‬املعلقات الع�رش‪� ...‬أما التنظري‪،‬‬ ‫فلع ّل �أول عمل تنظريي �إبداعي عرفه تاريخ‬ ‫الفن كان لـ"�أفالطون" ومن بعده تلميذه‬ ‫ّ‬ ‫"�أر�سطو"‪ ،‬وهي تنظريات هيمنت على احلقل‬ ‫الإبداعي الإن�ساين مل ّدة تزيد على الألفي �سنة‬ ‫الفن‪ ،‬والإبداع عموماً‪ ،‬ثائراً‬ ‫قبل �أن ينتف�ض ّ‬ ‫على اجلمود الذي تكون وراءه عاد ًة "�سلطة"‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪627‬‬

‫ّ‬ ‫البث الف�ضائي الغنائي العربي‬

‫تطور �أ�شكال عر�ض املو�سيقى بد�أ‬ ‫ّ‬ ‫�أوىل خطواته بالأغنية امل�سموعة (الأغنية‬ ‫الإذاعية‪ ،‬على الأثري) �إىل �أغاين الأفالم‬ ‫(الأغاين امل�صاحبة لأحداث الفيلم و�أداء‬ ‫ال�سينمائية (الأغنية‬ ‫املمثلني) �إىل الأوبرا‬ ‫ّ‬ ‫امل�ضمنة يف �سياق فيلم) �إىل الأغاين‬ ‫حية �أو ا�ستعرا�ض غنائي‬ ‫امل�صورة (�سهرات ّ‬ ‫راق�ص يف اخللفية مع ح�ضور املغ ّني يف‬ ‫الواجهة) ثم �أخرياً �إىل الفيديو كليب (زمن‬ ‫تدفق ا ّللقطات الق�صرية والغزيرة واملثرية‪،‬‬ ‫حيث �أ�صبحت اخللفية خا�صة بالإ�شهار‬ ‫والإعالنات مع امتالك املغ ّني زمام‬ ‫الرق�ص والغناء مع ًا)‪.‬‬ ‫للبث الإذاعي الف�ضل الأول يف‬ ‫لقد كان ّ‬ ‫نقل املو�سيقى للم�ستمعني يف � ّأي مكان‪.‬‬ ‫�شكل بياين رقم ‪1‬‬ ‫ن�سبة قنوات املنوعات الغنائية من �إجمايل عدد القنوات‬ ‫بح�سب القطاع‬

‫الإبـــداع‬

‫التنظري و"هيبة" التقعيد‪ .‬فبينماكانت‬ ‫الكال�سيكية ان�ضباط ًا للقواعد الف ّنية املثبتة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الرومان�سية تفجرياً للعواطف واملواقف‬ ‫�صارت‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬بينما التزمت الرمزية‬ ‫أعراف‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫القواعد عرب حت ّديها‪ ...‬بهذه الطريقة‪ ،‬راوح‬ ‫الفن‪ ،‬يف ثورته على التنظري والتقعيد‪ ،‬بني‬ ‫ّ‬ ‫الإذعان واجلر�أة واملخادعة واملراوغة‪.‬‬ ‫"�سباقا" على الفكر‬ ‫الفن‬ ‫و�إذا كان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و"�شامالً" له‪ ،‬ف�إن املطالب التي يرفعها‬ ‫الفن‬ ‫الف ّنانون حالي ًا تبقى هي "ا�ستقاللية" ّ‬ ‫عن الفكر بينما ينا�ضل بع�ض املفكرين من‬ ‫الفن بالفكر والفل�سفة على وجه‬ ‫�أجل "�إحلاق" ّ‬ ‫الدقة‪ .‬وهي مفارقة ال ب ّد من االنتباه �إليها!‬ ‫�أما على �صعيد االخت�صا�ص‪ ،‬فـ "الفكر"‬ ‫يح ّدد الوعي وطريقة الإدراك الإن�ساين لت�سهيل‬ ‫يرو�ض‬ ‫االت�صال والتوا�صل بني النا�س‪ ،‬بينما ّ‬ ‫"الفن" القول الكامن يف جماهل الذات‬ ‫الإن�سانية والالوعي الإن�ساين‪ .‬وبينما يرى‬ ‫الفن مو�ضوع ًا واحداً من زوايا ع ّدة‪ ،‬يرى الفكر‬ ‫ّ‬ ‫ك ّل املو�ضوعات من زاوية واحدة‪ .‬وبينما‬ ‫واحل�س باجلمال‪،‬‬ ‫الفن �إىل حتقيق املتعة‬ ‫ي�سعى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ينهمك الفكر يف ال�سعي للحقيقة‪ .‬وبينما يطمح‬ ‫الفن �إىل �أن ي�صبح مالذاً للإن�سان و�ضامن ًا‬ ‫ّ‬ ‫حي ًا وليعي�ش �أطول‪ ،‬ي�سعى الفكر‬ ‫ليبقى‬ ‫لتوازنه‬ ‫ّ‬ ‫�إىل �أن ي�صبح هادي ًا للإن�سان لفهم جمريات‬ ‫الأمور بغية ال�سيطرة على ال�رشوط املحيطة به‬ ‫والتحكّم بها‪.‬‬ ‫أ�سا�سية هي "احلفاظ على‬ ‫الفن ال‬ ‫�إن مهمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخ�صو�صياتها" ( لبا�س‪،‬‬ ‫هوية املجتمعات‬ ‫ّ‬ ‫�إيقاع‪ ،‬رق�ص‪ ،‬معمار‪ ،‬طبخ‪ ،‬طرز‪ ،‬و�شم‪ ،‬حلي‪،)...‬‬ ‫ال�شخ�صية الثقافية للمجتمعات‬ ‫و"الدفاع عن‬ ‫ّ‬ ‫الإن�سانية"‪ ،‬و"م ّد اجل�سور بني ما�ضي الثقافة‬ ‫ا�ستمراريتها"‪ ،‬و"الإ�سهام‬ ‫وحا�رضها ل�ضمان‬ ‫ّ‬ ‫يف الإقالع التنموي العام"‪ .‬فالتنمية لي�ست‬ ‫ثقافية وف ّنية �أي�ضاً‪ .‬وهذا ما‬ ‫اقت�صادية فقط‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫يتجلّى على امل�ستويني ال�شكلي واجلوهري يف‬ ‫�سلوك الأفراد و�أذواقهم وتف�ضيالتهم‪� ...‬إذ يرتقي‬ ‫قي فنونها وينحطّ‬ ‫ذوق الأفراد واملجتمعات ُ‬ ‫بر ّ‬

‫بانحطاط فنونها‪ .‬فاملنطق ال�سليم لن يقبل‬ ‫ب�شاع ٍر ي�ستمع ملو�سيقى 'الراي'' كما لن يقبل‬ ‫بفنانة ت�شكيلية ترق�ص '' �أم عالية''‪ .‬االنحطاط‬ ‫والرقي بوابته ''الفن''‪" :‬قل يل ماذا تغ ّني وتر�سم‬ ‫وت�صمم‪� ،‬أقول لكَ من �أنت"‪.‬‬ ‫وتنحت وتكتب‬ ‫ّ‬

‫‪% 13‬‬

‫القطاع اخلا�ص‬ ‫القطاع احلكومي‬

‫‪% 88‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 628‬للتنمية الثقافية‬

‫ا�ست�أثر الغناء العاطفي العربي‬ ‫يف العــــ��ام ‪ 2010‬بن�سبــــــة‬ ‫‪ % 69‬م��ن �إجم��ايل الغن��اء‬ ‫العربي كلّه قبل الغناء ال�شعبي‬ ‫‪ % 22‬والديني ‪.% 7‬‬

‫�سمعية �رصفة يف البداية‪ .‬لذلك‬ ‫فاملتعة كانت‬ ‫ّ‬ ‫نوعية‬ ‫الفيلمية نقلة‬ ‫كان ابتكار املو�سيقى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فن‬ ‫مهمة‪ ،‬كان لها الف�ضل �أي�ض ًا يف �شيوع ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينما يف بداياته الأوىل حيث كانت الأفالم‬ ‫جمرد �صور متحركة بال �صوت (‪� Movies‬أو‬ ‫الفيلمية يف‬ ‫‪� .)Pictures‬إذ �أ�سهمت املو�سيقى‬ ‫ّ‬ ‫تف�سري الأداء الف ّني للمثلني و�إعداد امل�شاهد‬ ‫على ا ّتخاذ مواقف وجدانية اجتاه امل�شاهد‬ ‫املعرو�ضة‪ .‬لكن الأوبرا ال�سينمائية‪،‬مع بداية‬ ‫و�سعت لذة تل ّقي املو�سيقى‬ ‫ال�سينما الناطقة‪ّ ،‬‬ ‫لت�شمل ال�سمع والب�رص والوجدان يف فيلم‬ ‫مركزية مت�سك بخيوطها‬ ‫يرتكز على حكاية‬ ‫ّ‬ ‫وحدة املو�ضوع‪� .‬أما اجليل الرابع من عر�ض‬ ‫الت�صويرية‪ ،‬وجاءت‬ ‫املو�سيقى فكانت الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫ال�سينمائية منت�رص ًة‬ ‫كثورة على الأوبرا‬ ‫ّ‬ ‫للتفرد على ح�ساب االنتماء لفيلم �أو االمتثال‬ ‫ّ‬ ‫وتطور �شخو�صه‪ ،‬م� ّؤ�س�س ًا بذلك‬ ‫أحداثه‬ ‫�‬ ‫خلدمة‬ ‫ّ‬ ‫لثقافة جديدة يف العر�ض ال�سمعي‪ -‬الب�رصي‬ ‫للمو�سيقى والغناء حيث الأغنية م�سموعة‬ ‫ومرئية يف �آن خارج �أي �سياق حكائي �أو‬ ‫�سينمائي‪ .‬و�أخرياً‪ ،‬الفيديو كليب‪� ،‬آخر الأ�شكال‬ ‫املو�سيقية‬ ‫الإعالمية يف عر�ض الن�صو�ص‬ ‫ّ‬

‫على اجلمهور‪ ،‬جاء لي�ستلهم جيداً ك�شوفات‬ ‫علم النف�س و�إجنازات فنون الت�سويق‪ ،‬وح ّدد‬ ‫هدفه يف "ال�ضغط �إعالمي ًا لرتويج املنتوج‬ ‫املو�سيقي اجلديد يف ال�سوق الف ّنية" وهو ما‬ ‫ميكن اعتباره قطيعة مع املو�سيقى امل�سموعة‬ ‫البث الإذاعي‪ ،‬حيث‬ ‫يف �أوىل املراحل‪ ،‬مرحلة ّ‬ ‫كان الهدف هو"�إمتاع جمهور امل�ستمعني"‪.‬‬

‫الإنتاج الغنائي العربي يف الألفية‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الثالثة‬

‫العربية عن‬ ‫نظراً ال�ستغناء دور الإنتاج‬ ‫ّ‬ ‫الغنائية‬ ‫املثقفني‪ ،‬واكتفائها بالأ�صوات‬ ‫ّ‬ ‫و"التقنيني" عموماً‪ ،‬فقد كانت �أهم‬ ‫والعازفني‬ ‫ّ‬ ‫عقبة يف وجهها هي ت�أ�سي�س مدر�سة ف ّنية‬ ‫ت�ستم ّد منها خ�صو�صيتها‪ .‬وهذا ما ي�ؤ ّثر لي�س يف‬ ‫التل ّقي الف ّني وتو�سيع قاعدة امل�ستمعني فقط‪ ،‬بل‬ ‫�إنه ي�ؤ ّثر �أي�ض ًا على م�ستوى الإنتاج الف ّني الذي‬ ‫يبقى فري�سة التذبذب والهزات امل�ستمرة‪ ،‬نظراً‬ ‫له�شا�شة الأر�ضية الف ّنية وارتكانها للأهواء‬ ‫والأمزجة ولك ّل ما يتعار�ض مع الت�أطري‬ ‫ال�سطحية‬ ‫الفكري الذي يحمي الإبداع الف ّني من‬ ‫ّ‬ ‫واالرجتالية وي� ّؤمن �سيولته وا�ستمراريته‪...‬‬ ‫ّ‬

‫�شكل بياين رقم ‪2‬‬ ‫الإنتاج الغنائي العربي يف الألفية الثالثة‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪3500‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪2500‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪ - 1‬عن موقع الّلوماين يف الإنرتنت‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪0‬‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪629‬‬ ‫الألبومات بح�سب نوع ا ّللون الغنائي الو�سطى وال الدنيا‪ .‬هناك دور �إنتاج يف بلدان‬ ‫عرب ّية حمافظة تكرتي راق�صات من بلدان‬ ‫املذكور‬ ‫مت هذا الت�صنيف بح�سب املعلومة املرافقة عرب ّية �أخرى لي�ؤدين رق�صات ال جتر�ؤ على‬ ‫ّ‬

‫للألبوم‪ ،‬والتي ال تتبع عاد ًة الت�صنيف‬ ‫املنهجي الذي ق ّدمناه يف الباب الأول اخلا�ص‬ ‫بامل�ضمون الثقايف للأغنية �ضمن ا�ستعرا�ضنا‬ ‫للإطار النظري‪.‬‬

‫�إنتاج ‪ 2010‬بح�سب النوع االجتماعي‪:‬‬ ‫ظاهرة الأغنية امل�ص َّورة "الفيديو كليب"‬

‫الفيديو كليب يعترب احتياطي ًا‬ ‫كبرياً لتغطية الثغرات يف‬ ‫الأداء الغنائي للمطرب �أو‬ ‫ال�ضعف املو�سيقي يف التلحني‬ ‫والتوزيع �أو ه�شا�شة الكلمات‬ ‫الن�ص ال�شعري �أو الزجلي‪...‬‬ ‫يف ّ‬ ‫وبذلك‪ ،‬يكون الفيديو كليب قد‬ ‫فتح �رشاع ًا ثالثة للأغنية‪ :‬من‬ ‫ن�ص‬ ‫ن�ص �شعري مكتوب �إىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص ممثّل‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫م�سموع‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ملح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرئي‪.‬‬

‫�شكل بياين رقم ‪3‬‬ ‫الألبومات بح�سب نوع اللون الغنائي املذكور‬

‫الإبـــداع‬

‫د�شنت �أول ظهور‬ ‫بدايات الفيديو كليب ّ‬ ‫ال�سبعينيات من القرن املا�ضي‪.‬‬ ‫لها مع نهاية‬ ‫ّ‬ ‫لتطور ملحوظ عرفه امل�سار‬ ‫وكانت بذلك تتويج ًا ّ‬ ‫املو�سيقي يف العامل من املو�سيقى امل�سموعة يف‬ ‫الإذاعات واحلفالت �إىل املو�سيقى امل�صاحبة‬ ‫للفيلم للت�أثري على امل�شاهد‪� ،‬إىل الأوبرا‬ ‫الغنائية ت�ؤطرها ق�صة‬ ‫ال�سينمائية حيث القطع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت�صويرية‬ ‫و�سيناريو وحوار الفيلم‪� ،‬إىل الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستقلة عن الفيلم ال�سينمائي‪ ،‬ثم �أخرياً �إىل‬ ‫الفيديو كليب الذي يعترب احتياطي ًا كبرياً‬ ‫لتغطية الثغرات يف الأداء الغنائي للمطرب �أو‬ ‫ال�ضعف املو�سيقي يف التلحني والتوزيع �أو‬ ‫الن�ص ال�شعري �أو الزجلي‪...‬‬ ‫ه�شا�شة الكلمات يف ّ‬ ‫وبذلك‪ ،‬يكون الفيديو كليب قد فتح �رشاع ًا ثالثة‬ ‫ن�ص‬ ‫ن�ص �شعري مكتوب �إىل ّ‬ ‫للأغنية‪ :‬فمن ّ‬ ‫ن�ص مم ّثل مرئي‪.‬‬ ‫ملحن م�سموع‪� ،‬إىل ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال�شائع يف الر�أي �أن الفيديو كليب العربي‬ ‫الراهن يعك�س واقع الطبقات االجتماعية‬ ‫العربية يف‬ ‫العليا‪ ،‬متام ًا كما فعلت ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫تتدرج يف نزولها نحو واقع‬ ‫بداياتها قبل �أن ّ‬ ‫الإن�سان الب�سيط وهمومه‪ .‬فك ّل �شيء متو ّفر‪:‬‬ ‫ال�سيارات الفاخرة ودخول املطاعم الباذخة مع‬ ‫الفتاة ال�ساحرة‪ ،‬ثم اال�ستجمام يف املنتجعات‬ ‫اخلا�صة باخلوا�ص من خا�صة النا�س‪ ...‬لكن‬ ‫العربية‬ ‫احلقيقة �أن الفيديو كليب‪ ،‬مثل ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫مرة �أخرى‪ ،‬مل يعك�س يف يوم من‬ ‫يف بداياتها ّ‬ ‫االجتماعية ال العليا وال‬ ‫الأيام واقع الطبقات‬ ‫ّ‬

‫�أدائها بنات بلدانهم "املحافظة"‪ .‬كما ثمة دور‬ ‫الفن‬ ‫�إنتاج يف دول عرب ّية �أخرى عريقة يف ّ‬ ‫وال تعترب �ضمن الئحة "املحافظني"‪ ،‬تكرتي‬ ‫بدورها "�أجنبيات" من �أوروبا ال�رشقية �أو‬ ‫حميمية مع‬ ‫من غريها لي�ؤدين �أدواراً �أكرث‬ ‫ّ‬ ‫مطرب ال�رشيط مو�ضوع الفيديو كليب‪ ،‬وهو‬ ‫ما ال ت�ستطيع القيام به بنات البلد‪ .‬فما دام‬ ‫أدوار‬ ‫�أبناء وبنات البلد غري قادرين على �أداء � ٍ‬ ‫ف ّنية يف �رشيط ف ّني‪ ،‬فهل ميكن اعتبار ال�رشيط‬ ‫انعكا�س ًا لواقع ه�ؤالء؟ هل ميكن اعتبار كراء‬ ‫املمثلني والراق�صني من اخلارج جمرد �صدفة؟‬ ‫هل ميكن اعتبار كراء املمثلني والراق�صني من‬ ‫اخلارج جمرد انفتاح على الآخر؟ هل ميكن‬ ‫اعتبار كراء املمثلني والراق�صني من اخلارج‬ ‫جمرد �إرادة يف تنويع الوجوه؟‪...‬‬ ‫�إن للأمر عالقة بغياب فل�سفة عامة‬ ‫ت�ستلهم مفهوم الفيديو كليب وتكيفه مع البيئة‬ ‫العربية والوجدان‬ ‫العربية وت�ؤ�صله يف احلياة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فاملتتبع للإنتاج الغنائي العربي‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫�شعبي‬

‫‪% 22‬‬

‫ديني‬ ‫وطني‬ ‫‪%1‬‬

‫املر�أة والطفل‬

‫‪%7‬‬

‫رومان�سي ودراما و�أنواع �أخرى‬ ‫‪% 69‬‬

‫‪%1‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 630‬للتنمية الثقافية‬ ‫امل�صور‪ ،‬الفيديو كليب‪ ،‬ينتبه منذ الوهلة الأوىل‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫كليبات‬ ‫الفيديو‬ ‫أغلب‬ ‫ل‬ ‫مل�شاهدته‬ ‫ّ‬ ‫مربرة للإيقاع الغربي‬ ‫هيمنة مثرية وغري ّ‬ ‫املو�سيقية الغربية والّلبا�س الغربي‬ ‫والأدوات‬ ‫ّ‬ ‫الغربية‬ ‫و�أ�شكال التحية الغربية والإمياءة‬ ‫ّ‬ ‫الغربية (برج �إيفل‪� ،‬ساحات‬ ‫والف�ضاءات‬ ‫ّ‬ ‫روما‪� ،‬ساحات لندن)‪...‬‬ ‫الغربية �إىل‬ ‫الفيديو كليب ُنقل من الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫العربية "بحذافريه"‪ ،‬من دون �أن يعرف‬ ‫الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫الغنائية �أو "تكييفاً" مع‬ ‫"ت�أ�صيالً" يف الذاكرة‬ ‫ّ‬ ‫الواقع العربي كما حدث مع �أغلب الفنون التي‬ ‫وحجت �إلينا‪ .‬الفيديو كليب‬ ‫ن�ش�أت يف الغرب‬ ‫ّ‬ ‫"فر�ض فر�ضاً" على امل�شاهد العربي ليظ ّل‬ ‫الغربية مغيرّ اً لغة توا�صله‬ ‫حمافظ ًا على �أ�صوله‬ ‫ّ‬ ‫عربية‪.‬‬ ‫غربي ًا بلغة ّ‬ ‫فقط لي�صبح فيديو كليب ًا ّ‬

‫�إنتاج ‪ 2010‬بح�سب الفيديو كليب‪:‬‬

‫يعتمد الفيديو كليب العربي‪ ،‬يف طبعته‬ ‫احلالية‪ ،‬على "التكرار"‪ :‬التكرار لتعويد امل�شاهد‬ ‫على امل�ضامني والقيم املتدفقة من الفيديو‬ ‫كليب‪ ،‬التكرار جلعل امل�ضامني املعرو�ضة ذوق ًا‬ ‫عاماً‪...‬‬ ‫�إذا كانت الواليات املتّحدة‪ ،‬وهي القطب‬ ‫الوحيد املتحكّم يف النظام العاملي اجلديد‬ ‫متتلك مبفردها ‪ % 95‬من م�صادر املعلومات‬ ‫على ال�شبكة الدولية للمعلومات (الإنرتنت)‬ ‫ومتتلك ‪ % 65‬من مواد الإعالم واال ّت�صال يف‬ ‫ربوع العامل كافة‪ ،‬ف�إن با�ستطاعتها بوا�سطة‬ ‫الكما�شتني الت�أثري على الأذواق الف ّنية‬ ‫هذين ّ‬ ‫وال�سيا�سية �أي�ضاً!‪.‬‬ ‫الفكرية‬ ‫ورمبا القناعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفيديو كليب هو �أحد �أهم هذه الأدوات‪:‬‬ ‫"�أمركة الأذواق" يف �سياق "عوملة الأذواق"‪.‬‬ ‫العربية يف‬ ‫لكن ماذا عن دور م� ّؤ�س�سات الإنتاج‬ ‫ّ‬ ‫حماكاة هذه الظاهرة والرتويج لها؟ هذا �س�ؤال‬ ‫يحتاج �إىل �إجابة!‬

‫‪� = V‬أغنية م�صورة (فيديو كليب) �أنتجت مع‬ ‫الألبوم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مث ًال ‪ v : 1‬يعني �أنتج فيديو كليب واحد مع �إنتاج ‪ 2010‬بح�سب �شركة الإنتاج‪:‬‬ ‫قدمي��اً‪ ،‬كان الفيل��م ال�سينمائ��ي ي�صن��ع‬ ‫الألبوم‪ v : 2 ،‬يعني �أُنتج فيديو كليبان اثنان‬ ‫مع الألبوم‬ ‫املحوري��ة يف الفيل��م‪:‬‬ ‫الأغني��ة بداف��ع الق�ص��ة‬ ‫ّ‬ ‫"ممن��وع احلب" بطولة حمم���د عبد الوهاب‪،‬‬ ‫�شكل بياين رقم ‪4‬‬ ‫"حل��ن اخلل��ود" بطولة فري���د الأطر�ش‪" ،‬بياع‬ ‫اخل��وامت" بطول��ة فريوز‪" ،‬دموع الن��دم" بطولة‬ ‫�إنتاج ‪ 2010‬بح�سب النوع االجتماعي‬ ‫حممد احلياين‪ .‬لكن مع ظه��ور الفيديو كليب‪،‬‬ ‫جذري يف عملية حتقيق الأهداف‬ ‫حدث انقالب‬ ‫ّ‬ ‫حتولت العالقة املتبادلة‬ ‫يف الإنتاج الغنائي‪� .‬إذ ّ‬ ‫‪% 22‬‬ ‫الن���ص املو�سيق��ي)‬ ‫ب�ين ال�ص��وت (الأغني��ة �أو‬ ‫ّ‬ ‫وال�صورة (الفيلم) م��ن اخلدمة الف ّنية املتبادلة‬ ‫االقت�صادي��ة‪ .‬هك��ذا �صار‬ ‫�إىل خدم��ة الأه��داف‬ ‫ّ‬ ‫للفيديوكلي��ب �أث��ره البالغ على رف��ع "�إيرادات"‬ ‫ال�رشي��ط املو�سيق��ي‪ .‬وجت�� ّذر ح�ض��ور الفيدي��و‬ ‫يد�شن فيه‬ ‫كلي��ب �أك�ثر‪ ،‬ف�صار ل��ه مو�س��م ق��ار ّ‬ ‫دخوله االقت�ص��ادي �أو الف ّن��ي �أو همامعاً‪ .‬ف�إذا‬ ‫كان للكت��اب مو�سم يبد�أ بالدخول املدر�سي يف‬ ‫‪% 78‬‬ ‫خري��ف ك ّل �سنة مع �شهر �سبتمرب‪ ،‬ف�إن لل�سينما‬ ‫مو�سمها وه��و ف�صل ال�شتاء م��ع �شهر دي�سمرب‪،‬‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪631‬‬

‫مالمح من م�شهد الغناء العربي يف‬

‫‪2010‬‬ ‫حف��ل الع���ام ‪ 2010‬ببع���ض الأح��داث‬ ‫واملفارقات يف م�شهد الغن��اء العربي والتي قد‬ ‫ال تبدو يف ذاتها عميقة الأثر‪ ،‬لك ّنها على الرغم‬ ‫من ذلك ال تخلو من داللة‪.‬‬ ‫* اليم��ن تف��وز بنجم اخلليج ‪ ،2010‬و�سوريا‬ ‫تفوز ب�ستار �أكادميي ‪.2010‬‬ ‫اليمنيةعا�صم���ة للثقاف���ة‬ ‫*مدين��ة ت���رمي‬ ‫ّ‬ ‫الإ�سالمية ‪ ،2010‬والدوحة عا�صمة قطر‬ ‫عا�صمة للثقافة العرب ّية ‪.2010‬‬ ‫*دورة ك�أ����س الأمم الإفريقي���ة لك��رة الق��دم‬ ‫تغ�ّي�رّ مواعيد حف�لات دار الأوبرا امل�رصية‬ ‫لتزامنهما‪.‬‬

‫الفيديو كليب ُنقل من الثقافة‬ ‫العربية‬ ‫الغربية �إىل الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"بحذافريه"‪ ،‬من دون �أن‬ ‫يعرف "ت�أ�صيالً" يف الذاكرة‬ ‫الغنائية �أو "تكييفاً" مع‬ ‫ّ‬ ‫الواقع العربي كما حدث مع‬ ‫�أغلب الفنون التي ن�ش�أت يف‬ ‫الغرب‪.‬‬

‫�شكل بياين رقم ‪5‬‬ ‫�إنتاج ‪ 2010‬بح�سب الفيديو كليب‬

‫‪% 23‬‬

‫‪V:1‬‬ ‫‪V:2‬‬

‫‪% 37‬‬ ‫‪69%‬‬

‫‪V:3‬‬ ‫‪V:4‬‬ ‫‪V:6‬‬ ‫‪V:7‬‬ ‫‪V:8‬‬ ‫‪V:9‬‬ ‫‪V:0‬‬

‫‪% 11‬‬

‫‪% 12‬‬ ‫‪%7‬‬

‫‪% 22‬‬

‫‪%1 %3‬‬ ‫‪%2‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫الإبـــداع‬

‫إ�سالمية‬ ‫العربي��ة وال‬ ‫التلفزيونية‬ ‫وللم�سل�س�لات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مو�سمه��ا وه��و �شه���ر رم�ض���ان‪ ،‬وللأ�رشط��ة‬ ‫املو�سيقية والفيديو كليب مو�سمهما الثابت وهو‬ ‫ّ‬ ‫ال�سنوية والرحالت‬ ‫العطلة‬ ‫ف�صل‬ ‫ال�صيف‪:‬‬ ‫ف�صل‬ ‫ّ‬ ‫واحلفالت واال�ستجمام‪...‬‬ ‫يف البدء كان دور املو�سيقى امل�سموعة هو‬ ‫"الإمتاع" عن طريق الطرب واملو�سيقى‪ ،‬ومع‬ ‫حتول الهدف �إىل "�إجناح‬ ‫مو�سيقى الأفالم‪ّ ،‬‬ ‫الفيلم" عرب بوابة املو�سيقى حيث كانت‬ ‫املو�سيقية للفيلم تع ّزز الأثر الف ّني‬ ‫اخللفية‬ ‫ّ‬ ‫لدى م�شاهد الفيلم‪� .‬أما يف زمن الفيديو كليب‬ ‫فقد انقلبت الأدوار و�صارت داللة "�إجناح‬ ‫الأغنية بني جمهور الأغنية" هي "رواجها‬ ‫يف ال�سوق"‪� .‬إنه انقالب من �سلطة الإبداع‬ ‫والر�أ�سمال الرمزي �إىل �سلطة املال والر�أ�سمال‬ ‫املايل‪ .‬لقد انقلبت ال�سلطة الف ّنية يف الزمن‬ ‫الراهن منتقل ًة من "�سلطة املطرب" �أو "�سلطة‬ ‫املبدع‪/‬امللحن" يف وقت من �أوقات الزمن‬ ‫املا�ضي �إىل "�سلطة الفيديو كليب" و�سلطة دار‬ ‫�إنتاج الفيديو كليب‪.‬‬ ‫لق��د كان��ت املطرب��ة �أم كلثوم �سلط��ة ف ّنية‬ ‫الن�ص‬ ‫تتدخل يف ك ّل كبرية و�صغرية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ابتداء من ّ‬ ‫وانتهاء باختيار‬ ‫والتوزيع‪،‬‬ ‫أحلان‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫ال�شعري‬ ‫ً‬ ‫العازف�ين‪ ،‬وهي ال�سلطة نف�سها التي كان يتم ّتع‬ ‫بها عبد احلليم حافظ وميار�سها و�آخرون من‬ ‫كب��ار املطرب�ين الع��رب‪ ،‬بحكم كونه��م واجهة‬ ‫الأغنية �أمام اجلمهور‪ ،‬يف زمن كان فيه الهدف‬ ‫هو"الطرب والإمتاع"‪.‬‬ ‫املبدع‪/‬امللحن يتم ّتع ب�سلطة ف ّنية‬ ‫كما كان‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص��ه الغنائي‪ .‬فقد‬ ‫�إزاء املط��رب‬ ‫ّ‬ ‫املر�ش��ح لأداء ّ‬ ‫كان املو�سيق��ار املغرب��ي الراح��ل عبد ال�سالم‬ ‫عامر �أثن��اء اختب��اره لل�ص��وت الأن�س��ب لأداء‬ ‫رائعته "راحلة"‪ ،‬يجل�س �أمامه املطربان حممد‬ ‫احلياين وعبد اله���ادي بلخياط وميتحنهما‬ ‫ا�ستق��ر اختي��اره عل��ى حممد‬ ‫بالتن��اوب �إىل �أن‬ ‫ّ‬ ‫املبدع‪/‬امللحن‪،‬‬ ‫احلياين يف النهاية‪ .‬ف�سلط��ة‬ ‫ّ‬ ‫بحكم كونه مبدع الأغنية وم�ؤطرها‪� ،‬سادت يف‬ ‫زمن كان الهدف فيه هو"احل�س بالدورالتاريخي‬ ‫ٍ‬

‫الرقي بالذوق الف ّني العام"‪.‬‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫�أما الآن‪ ،‬يف زمن �صعود ال�صورة و�أفول‬ ‫بالبث الإذاعي امل�سموع‪ ،‬فال�سلطة‬ ‫االهتمام‬ ‫ّ‬ ‫قد انتقلت �إىل �رشكات �إنتاج الفيديو كليب‬ ‫ف�أ�صبحت تتحكّم يف �أذواق ال ّأمة ب�إنتاج �أغاين‬ ‫"الواوا" و"البح" و"الدح" وا�صطناع جنوم‬ ‫للغناء متوا�ضعي املوهبة!‪.‬‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 632‬للتنمية الثقافية‬

‫بع�ض �أمناط الغناء العربي كما ّ‬ ‫متت‬ ‫مالحظتها يف ال�شبكة العنكبوت ّية‬

‫�شكل بياين رقم ‪6‬‬ ‫�إنتاج ‪ 2010‬بح�سب �شركة الإنتاج‬ ‫روتانا‬ ‫مزيكا‬ ‫�أرابيكا ميوزك‬ ‫�شركات ميلودي‬ ‫�شركات �أنتجت‬ ‫من ‪� 2‬ألبوم‬ ‫�شركات �أنتجت‬ ‫من ‪� 1‬ألبوم‬ ‫�أخرى‬

‫(�أ‌) الأغنية الوطن ّية وال�سيا�س ّية‬

‫‪% 15‬‬

‫‪%7‬‬ ‫‪%4‬‬

‫يف البدء كان دور املو�سيقى‬ ‫امل�سموعة هو"الإمتاع"‪ ،‬ومع‬ ‫حتول الهدف‬ ‫مو�سيقى الأفالم ّ‬ ‫�إىل "�إجناح الفيلم"‪� .‬أما يف‬ ‫زمن الفيديو كليب فقد انقلبت‬ ‫الأدوار و�صارت داللة "�إجناح‬ ‫الأغنية بني جمهور الأغنية"‬ ‫هي "رواجها يف ال�سوق"‪.‬‬ ‫�إنه انقالب من �سلطة الإبداع‬ ‫والر�أ�سمال الرمزي �إىل �سلطة‬ ‫املال والر�أ�سمال املايل‪.‬‬

‫‪% 48‬‬

‫‪%4‬‬ ‫‪% 10‬‬ ‫‪% 12‬‬

‫م�ص��ورة ل��ـ جن���وى كرم يف‬ ‫وطني��ة‬ ‫*�أغني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح��ب الوطن‪ ،‬كما تناف���س �إ�رسائيل فتدخل‬ ‫ّ‬ ‫القيا�سية ب�أكرب‬ ‫مو�سوعة غيني�س للأرقام‬ ‫ّ‬ ‫�صورته يف �أغنيتها‬ ‫�صح��ن ّ‬ ‫تبولة يف العامل ّ‬ ‫الفيدي��و كلي��ب‪� .‬إ�رسائيل يف �أغني��ة �أخرى‬ ‫حت�رض ب�صورة �أحد عمالئها يف فيديوكليب‬ ‫لـ �أمل حجازي (ويلك من اهلل) لتعبرّ الأغنية‬ ‫عن بقاء العداء العربي الإ�رسائيلي‪.‬‬ ‫*عدد من املطربني يقومون بالإنتاج لأنف�سهم‬ ‫و�رشكات الإنتاج تكتفي بالتوزيع‪.‬‬ ‫*راغب عالمة يغ ّني للبيئة ويعينّ �سفرياً لها‪.‬‬ ‫*نان�س���ي عجرم النجمة الفاتن��ة حت ّقق رقم ًا‬ ‫قيا�سي�� ًا ب�ين الف ّنان�ين الع��رب بو�ص��ول‬ ‫ّ‬ ‫معجبيها على �صفحتها اخلا�صة يف الفي�س‬ ‫ب��وك �إىل ملي��ون معج��ب‪ ،‬وكذل��ك تغ ّن��ي‬ ‫لـمونديال جنوب �إفريقيا ‪ 2010‬مع ف ّنان‬ ‫�إفريقي يف الأغنية الر�سمية للمونديال‪.‬‬ ‫الكويتي��ة �شم�س تعينّ �سف�يرة جلمعية تعني‬ ‫*‬ ‫ّ‬ ‫اجلن�سيت�ين و�أك�ثر م��ن‬ ‫بالأ�شخا���ص ذوي‬ ‫ّ‬ ‫جن�سيتني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫*�ألي�سا تقرتب م��ن حتقيق ملي��ون ن�سخة يف‬ ‫مبيعات الألبومات لـ ‪.2010‬‬

‫يب��دو �أن املن��اخ ال�سيا�س��ي العرب��ي مازال‬ ‫يفتق��د ع�بر العق��ود الثالث��ة املا�ضي��ة ظاهرة‬ ‫ال�سيا�سي��ة مثلم��ا كان��ت‬ ‫الوطني��ة �أو‬ ‫الأغ��اين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال�ستينيات‪.‬‬ ‫اخلم�سيني��ات‬ ‫عق��دي‬ ‫مزدهرة يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وه��و �أم��ر مفه��وم حي��ث ارتبطت ه��ذه احلقبة‬ ‫التح��رر الوطن��ي وا�ستقالل‬ ‫الزمني��ة بظاه��رة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة ع��ن الق��وى‬ ‫ال��دول‬ ‫م��ن‬ ‫العدي��د‬ ‫ّ‬ ‫اال�ستعماري��ة‪ ،‬كما �شهدت ه��ذه احلقبة زخم ًا‬ ‫ّ‬ ‫ووجودية‪ ،‬وم�شاريع‬ ‫��ة‬ ‫قومي‬ ‫لتطلعات‬ ‫عربي�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وطني��ة ك�برى كان للغن��اء فيه��ا دور قومي‬ ‫ّ‬ ‫ووطني يف تعبئة اجلماهري و�إيقاظ م�شاعرها‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫جاء الع��ام ‪ 2010‬مثل ما �سبقه من �أعوام‬ ‫خالي ًا جاف�� ًا من ظاهرة الغن��اء الوطني التي‬ ‫عرفتها مرحلة امل�� ّد القومي‪ .‬ويف مقابل ذلك‬ ‫غنائيتان ملحوظتان هما ما‬ ‫�سادت ظاهرتان‬ ‫ّ‬ ‫ميكن ت�سميت��ه بالأغنية "ال�شوفينية القطرية"‬ ‫الريا�ضية لكي‬ ‫الت��ي توظف بع�ض املنا�سبات‬ ‫ّ‬ ‫تتغ ّنى ب�أجماد الوطن‪ .‬هكذا انت�رشت يف م�رص‬ ‫بع�ض الأغاين احتفا ًال بف��وز الفريق امل�رصي‬ ‫لكرة الق��دم ببطول��ة الأمم الإفريقية‪ .‬وتك�شف‬ ‫كلم��ات مث��ل ه��ذه الأغ��اين ع��ن روح مفرطة‬ ‫القطري��ة �إىل ح ّد مالم�ستها‬ ‫يف الزه��و بالذات‬ ‫ّ‬ ‫�شوفينيةٍ تبدو �أبعد ما تكون عن الروح‬ ‫لنزع��ةٍ‬ ‫ّ‬ ‫والوطني��ة التي ع�ّب�رّ ت عنها الأغنية‬ ‫القومي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخلم�سيني��ات‬ ‫الوطني��ة يف حقب��ة‬ ‫امل�رصي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال�ستينيات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كما �أن كلمات بع�ض هذه الأغاين ال تخلو‬ ‫مت��دن‪ ،‬ورمب��ا‬ ‫و�سطحي��ة وذوق‬ ‫م��ن ركاك��ة‬ ‫ٍّ‬ ‫ّ‬ ‫التع�ص��ب الريا�ضي‬ ‫�أ�سهم��ت يف �إذكاء من��اخ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫بني اجلماهري‬ ‫ّ‬ ‫وطنية مثل‬ ‫واملقارن��ة بني كلمات �أغني��ة‬ ‫ّ‬ ‫"وطن��ي حبيبي الوطن الأك�بر" �أو "متقول�ش‬ ‫�إي��ه �إدتنا م�رص‪ ..‬قول ح��ذى �إيه مل�رص" وهي‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪633‬‬

‫(ب) الأغنية العاطفية‬

‫احلب �أو �أغاين‬ ‫الأغنية الرومان�سية �أو �أغاين ّ‬ ‫الع�ش��اق كلّها �أ�سماء للإنت��اج الذي طغى على‬ ‫كل �ألوان الإنتاج الغنائي واملو�سيقي الأخرى‬ ‫نظراً ملا يتطلّبه جمهور امل�ستمعني لكونه يعبرّ‬ ‫ع��ن احلال الذي �أ�صبحوا في��ه نتيجة للظروف‬ ‫الت��ي فر�ضته��ا عليه��م الظ��روف االقت�صادية‬ ‫أمرا�ض الع�رص من �إفرازات‬ ‫وما ي�صاحبها من � ِ‬ ‫لنظرية املجتمعات املت�أ�سلمة وما تفر�ضه من‬ ‫قيود على العالقات بني الفتيان والفتيات وما‬ ‫نت��ج من ذلك من عالقات غرامي��ة �آنية �أفرزت‬ ‫ه��ذا الن��وع م��ن اجلمه��ور وبالت��ايل �أنتج��ت‬ ‫م�ست��وى ثقافي�� ًا متدني�� ًا يف الإنت��اج الغنائي‬ ‫العرب��ي كما �أث��ر فيه البعد امل��ادي امل�صاحب‬ ‫والف�ضائي��ة واالنفت��اح غ�ير‬ ‫التقني��ة‬ ‫للث��ورة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املق� نّ​ّن� على احل�ض��ارة الغربية‪ ،‬وم��ا نتج عن‬ ‫ه��ذا االنفت��اح من ا�ست�يراد للجوان��ب املادية‬ ‫واال�ستهالكية وتهجينه��ا يف �إنتاجنا الثقايف‬ ‫ب�شكل ع��ام والإنت��اج الغنائي ب�ش��كل خا�ص‪،‬‬ ‫وال�سيم��ا يف الأغاين العاطفي��ة حيث �أ�صبحت‬ ‫الأغني��ة جمرد �صور مثرية مليئة بالإيحاءات‬ ‫اجلن�سي��ة (فنان��ات الإغ��راء) وه��و م��ا �أ�سه��م‬ ‫ب��ه رجال ه��ذه ال�صناع��ة املعروف��ة ب�صناعة‬ ‫مم��ن يقوم��ون‬ ‫(ف��ن‬ ‫الفيدي��و كلي��ب ّ‬ ‫التع��ري) ّ‬ ‫ّ‬ ‫به م��ن ت�شجيع لهك��ذا نوع من �أن��واع الإنتاج‬ ‫أ�سا�سية والف ّنية‬ ‫الغنائ��ي البعيد عن املعايري ال‬ ‫ّ‬ ‫ل ّأي �إنت��اج غنائ��ي حقيق��ي‪ ،‬وه��ذا الت�شجي��ع‬ ‫ينعك���س من خ�لال طغي��ان الإنت��اج الغنائي‬ ‫الركي��ك (الفيديو كليب والأغاين الهابطة) على‬ ‫باقي �أل��وان الإنتاج الغنائ��ي الأخرى‪ ،‬وكذلك‬ ‫انحدار م�ست��وى الأغنية العاطفي��ة‪ ،‬واملقارنة‬ ‫العربية يف العام ‪2010‬‬ ‫بني الأغاين العاطفية‬ ‫ّ‬ ‫وبالت�أكي��د م��ا �سبقه من �أعوام وب�ين مثيلتها‬

‫الإبـــداع‬

‫�سبعينيات‬ ‫م��ن غن��اء علي����ا التون�سي����ة يف‬ ‫ّ‬ ‫الق��رن املا�ض��ي بكلم��ات �أغني��ة تق��ول "ادلع‬ ‫ي��ا م�رصي ي��ا �أحلى من حقك ق��وي يا حالوة‬ ‫العي��ون الع�سلي واجل�سم القوي" تك�شف بجالء‬ ‫العربية‬ ‫الوطنية‬ ‫عن �أزم��ة الكلمة يف الأغني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�ضحالة القيم واملع��اين التي حتملها كلمات‬ ‫الأغني��ة امل�رصي��ة‪ .‬وه��ي الأغنية الت��ي �أ ّداها‬ ‫املط��رب ماج����د املهند�س �أث��ر ف��وز الفريق‬ ‫امل�رصي بكرة القدم ببطولة �أفريقيا!‪.‬‬ ‫�أم��ا الظاهرة الغنائي��ة الأخرى التي ت�شبه‬ ‫مما تعبرّ‬ ‫يف ظاهره��ا الأغني��ة الوطنية �أك�ثر ّ‬ ‫يف جوهرها عن معاين الوطنية فهي ما ميكن‬ ‫ت�سميته ب�أغاين االحتفاليات والتمجيدات التي‬ ‫معينة‪.‬‬ ‫تطل��ق يف �إطار االحتف��ال مبنا�سب��ات ّ‬ ‫ومثال ذلك ما ي�شهده مهرجان اجلنادرية يف‬ ‫اململكة العرب ّي����ة ال�سعود ّية كل عام‪ ،‬ومن‬ ‫غنائية‬ ‫بينه��ا العام ‪ ،2010‬من تقدمي لوح��ة‬ ‫ّ‬ ‫تتمحور حول الوطن‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغ��م م��ن ذل��ك ف���إن تون����س‬ ‫الوطنية‬ ‫وم�رص ق��د �شهدتا بع���ض الأغ��اين‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي عبرّ ت عن مناخ التغي�ير الثوري الذي‬ ‫اجت��اح البلدين يف الع��ام ‪ .2010‬هكذا بدت‬ ‫الأغني��ة التون�سي��ة "علمون��ا" لفرق��ة بلدنا‬ ‫وه��ي تقول "علمونا كي��ف ن�صنع من ظالم‬ ‫ا ّللي��ل �شعلة‪ ..‬علمونا كي��ف نخبئ من جراح‬ ‫القل��ب ف ّله"‪ .‬وهكذا �أي�ض�� ًا ميكن قراءة �أغنية‬ ‫املط��رب امل��صري حمم���د من�ي�ر "�إزاي"‬ ‫الت��ي �أ ّلفه��ا ن�رصالدين ناجي وه��ي �أغنية‬ ‫وطنية يلج�أ فيه��ا ال�شاعر للحديث‬ ‫�سيا�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ع��ن حبيبت��ه وهو يق�ص��د الوط��ن يف عملية‬ ‫�إ�سقاط �سيا�سي وا�ضح‪ .‬وقد رف�ض التلفزيون‬ ‫امل�رصي �إذاعة هذه الأغنية يف العام ‪2010‬‬ ‫حت��ى قامت الثورة يف �أوائ��ل العام ‪،2011‬‬ ‫بعده��ا مل تتوق��ف املحط��ات الف�ضائي��ة‬ ‫بث الأغنية ع�رشات املرات يف‬ ‫امل�رصية عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫الي��وم الواحد‪ .‬حتك��ي الأغنية ع��ن الإحباط‬ ‫مما يلقاه من‬ ‫ال��ذي يعي�شه املواطن املح��ب ّ‬ ‫يتعر�ض له من‬ ‫حبيبته (الوطن م��صر) وما ّ‬

‫امتهان واغرتاب يف بلده "‪� ...‬أنا طفل �أتع ّلق‬ ‫ن���ص ال�سك��ة توهتي��ه"‪ ..‬ثم تقول‬ ‫بيك��ي يف ّ‬ ‫الأغني��ة �أي�ض ًا "‪� ...‬إزاي �أنا رافع را�سك و�إنت‬ ‫بتحني يف را�سي �إزاي‪."...‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 634‬للتنمية الثقافية‬ ‫أربعينيات‬ ‫يف الع��صر الذهب��ي املمت��د خ�لال �‬ ‫ّ‬ ‫و�ستينيات القرن املا�ضي تك�شف‬ ‫وخم�سينيات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫أغنية‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫الكلمة‬ ‫أزمة‬ ‫�‬ ‫عن عمق‬ ‫ّ‬ ‫�شه��د العام ‪ 2010‬ع��ودة املطربة الّلبنانية‬ ‫فريوز للغناء يف �أغنية "ما �شاورت حايل" من‬ ‫التون�سية‬ ‫�ضمن �ألبوم "�إي��ه فيه �أمل"‪ .‬كما غ ّنت‬ ‫ّ‬ ‫ت�ضمنه��ا "�ألبومها"‬ ‫لطيف���ة جمموع��ة �أغ��اين ّ‬ ‫الغنائ��ي اجلدي��د "�أحت�� ّدى"‪ .‬و�ص��در للمط��رب‬ ‫اخلليج��ي م��ن الإم���ارات العرب ّي���ة املتّحدة‬ ‫غنائ��ي "حامله‬ ‫ح�س�ي�ن اجل�سم���ي "�ألب��وم"‬ ‫ّ‬ ‫ا�سمه"!! وللمطرب ال�سعودي عبداملجيد عبداهلل‬ ‫�ألبوم بعنوان "تناق�ض" يغني فيها �أغنية حتمل‬ ‫اال�سم ذاته ينعي فيها تناق�ضات الإن�سان‪.‬‬ ‫(د) �أغاين الأطفال‬ ‫تع ّد �أغنية الطفل �أهم و�سائل التعليم والرتبية‬ ‫(ج) الأغنية ال�شعب ّية‬ ‫الدنيوي��ة‪ ،‬كم��ا ترتب��ط بالرتفي��ه‬ ‫الديني��ة �أو‬ ‫ّ‬ ‫تنت�رش الأغنية‬ ‫ال�شعبية يف الو�سط والرتوي��ح ع��ن النف���س �س��واء �أكان��ت الأغني��ة‬ ‫ّ‬ ‫املو�سيقي��ة والإيقاع��ات �أو‬ ‫االجتماعي العام (الأقل ثقافة) الرتباط هذه با�ستخ��دام الآالت‬ ‫ّ‬ ‫الأغاين باحلالة املزاجية للمجتمع‪ ،‬وتعترب الأغني��ة الإ�سالمي��ة (الإن�ش��اد)‪ .‬وق��د ظه��ر يف‬ ‫و�سيلة للتعبري عن املجتمع يف �أفراحه و�أتراحه الآون��ة الأخرية العديد من ال��شركات والقنوات‬ ‫تهتم به��ذا النوع م��ن الإنتاج‬ ‫وقد تعبرّ عن ر�أي �سيا�سي معينّ وتخ�ضع يف الف�ضائي��ة الت��ي ّ‬ ‫م�ستواها الثقايف لعوامل ع ّدة‪ ،‬منها امل�ستوى الغنائ��ي �أو تلك التي �أفردت م�ساح ًة خا�ص ًة يف‬ ‫الثقايف للمجتمع وت�أ ّثر املجتمع بالثقافة براجمه��ا لذات الغر���ض‪ ،‬وخ�لال العام ‪2010‬‬ ‫املادية وانهيار املنظومة‬ ‫القيمية للمجتمع مث��ل �أع��وام �سابقة من ظه��ور �ألبومات غنائية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نتيجة ازدحام ال�س ّكان يف املدن بالذات يف للأطف��ال‪ .‬ما يع ّد نق�ص�� ًا وجتاه ًال لنمطٍ غنائي‬ ‫الأحياء الفقرية‪ ،‬وال�سيما يف البلدان الأقل ال يق�� ّل �أهمي��ة عن الأمن��اط الغنائي��ة الأخرى‪.‬‬ ‫منواً ما يعك�س ان�شغال النا�س بهمومهم وهوج��زء من من��اخ ع��ام ال يبدي في��ه العرب‬ ‫ّ‬ ‫احلياتية‪ ،‬ومع هذا تظ ّل الأغنية ال�شعبية ت�أخذ اهتمام ًا كافي ًا وجاداً بفنون الطفل يف ال�سينما‬ ‫ّ‬ ‫حيزاً من الإنتاج الغنائي العربي‪.‬‬ ‫وامل��سرح والغن��اء‪ .‬وبا�ستثناء �أغني��ة نان�سي‬ ‫ّ‬ ‫ولع��لَّ الأغني��ة‬ ‫ال�شعبي��ة تعاين م��ا تعاين عج���رم "ي��ا رب تك�بر مي�لا" و�أغني��ة هيفاء‬ ‫ّ‬ ‫من��ه �أمناط الغن��اء العربي الأخ��رى‪ ،‬وال�سيما وهبي "بابا ف�ين" و�أغنية "م�ين كربين" التي‬ ‫ال�شعبية‬ ‫حينما تقارن بالأغنية‬ ‫العربية خالل غ ّنتها فرقة فري بيبي من م�رص وهي ذات �أفق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عق��ود م�ضت‪ .‬وثمة منوذج��ان للغناء ال�شعبي �إن�س��اين رفي��ع يعلي م��ن مكان��ة الأم وقيمتها‪،‬‬ ‫العربي��ة مازالت حتتاج‬ ‫الغنائية‬ ‫يف العام ‪ 2010‬يدل�لان على �أزم��ة الأغنية ف�إن ال�ساح��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبية‪ .‬النموذج الأول �أغنية املطرب الّلبناين ملزيد من االهتمام ب�أغنية الطفل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعب��ي فار�����س ك����رم بعن��وان "الأرجيلة"‬ ‫والت��ي تقول كلماته��ا "رتني تنب��اك مع�سل‪( ..‬هـ) الأغنية الدين ّية‬ ‫وحترقين��ي ب�أرجيل��ة‪ "..‬وكذل��ك �أغنية �سمري‬ ‫الدينية بتع ّدد �أنواعها‬ ‫تت�شعب الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�صربي "�أنا عامل م�سمار مت��ام" �أو امل�رصي وامتداد بع�ض �أنواعها يف القدم كاملو�شحات‪،‬‬ ‫�شعب����ان عبدالرحيم ال��ذي و�صل ب��ه الأمر‬ ‫لأن يغن��ي للح�شي���ش مع�ّبارّ اً – كما يف معظم‬ ‫�أغاني��ه ال�سابقة – ع��ن حالة انحطاط غنائي‬ ‫وتدهور لغ��وي رمبا مل ت�شه��د م�رص مثله من‬ ‫قب��ل‪ .‬وبعد �أن �أعل��ى �سيد دروي�ش من مفهوم‬ ‫الغناء ال�شعبي لي�صل به �إىل �آفاق �سامقة جاء‬ ‫�شعبان عبدالرحيم بعد �سبعني عام ًا ليهبط‬ ‫مبفه��وم الغن��اء ال�شعب��ي �إىل ال��درك الأ�سف��ل‬ ‫وليثري �أكرث من ت�سا�ؤل حول ما جرى للذائقة‬ ‫للم�رصيني وهم ال��ذي ق ّدموا للغناء‬ ‫الغنائي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعبي العربي روائع ال ميكن ن�سيانها‪.‬‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪635‬‬

‫(و) الف�صحى (الأغنية الق�صيدة)‬

‫�أب��رز م��ن غ ّن��ى ه��ذا القال��ب العري��ق م��ن‬ ‫الغن��اء العرب��ي ط��وال الأع��وام املا�ضي��ة مب��ا‬ ‫فيه��ا العام ‪ 2010‬ه��و الفن��ان العراقي كاظم‬ ‫ال�ساهر‪ .‬ويف العام ‪� 2010‬صدر لـكاظم �ألبوم‬

‫(ز) �أغاين امل�سل�سالت والأفالم‬

‫ا�شته��رت يف الع���ام ‪ 2010‬م�سل�س�لات‬ ‫أغان‬ ‫م��ن �إنت��اج العام نف�س��ه‪ ،‬بحي��ث �أنتج��ت � ٍ‬ ‫خا�ص��ة بامل�سل�سالت فراج��ت تلك الأغاين بقدر‬ ‫تفوق��ت‬ ‫رواج امل�سل�س�لات وبع���ض الأغني��ات ّ‬ ‫برواجها عل��ى امل�سل�سل نف�سه وه��ذا ما انعك�س‬ ‫على اجلمه��ور الذي �أبدى اهتمام��ه بالأغنيات‬ ‫امل�صاحب��ة على �سبيل املثال امل�سل�سل ال�سوري‬ ‫باب احلارة الذي القى جناح ًا كبرياً‪.‬‬

‫الإبـــداع‬

‫حتول يف الأغنية‬ ‫ويف ال�سنوات الأخرية حدث ّ‬ ‫املو�سيقية‪،‬‬ ‫الدينية‪ ،‬بحيث �أدخلت عليها الآالت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتطور وعي منتجي هذه الأغنية و�أ�صبح �إنتاجها‬ ‫ّ‬ ‫متع ّدد الأغرا�ض واختلط ال�سيا�سي باالجتماعي‬ ‫والديني باحلياتي و�أ�صبح لك ّل حركة �إ�سالمية‬ ‫فرقة واحدة على الأقل ت�ستخدمها لت�سويق‬ ‫فكرها العقائدي وال�سيا�سي‪ ،‬كما ظهرت فرق‬ ‫مما �أثرى هذا النوع‬ ‫ومن�شدون غري م�ؤطرين‪ّ ،‬‬ ‫من الإنتاج و�إن �أ�صابته حمى املادة كباقي‬ ‫الأنواع من الإنتاج الغنائي‪.‬‬ ‫وق��د �شه��د الع���ام ‪ 2010‬تنامي�� ًا ملحوظ�� ًا‬ ‫للغن��اء الديني ف�صدر للف ّنان الّلبناين ر�ضا �ألبوم‬ ‫يت�ضمن جمموعة من‬ ‫"رباعي��ات يف ح��ب اهلل"‬ ‫ّ‬ ‫الأدعي��ة واملناجاة ذات الطاب��ع ال�صويف؛ وق ّدم‬ ‫املط��رب الإمارات��ي ح�س�ي�ن اجل�سم���ي �أغنية‬ ‫املغربي��ة �سم�ي�رة �سعيد‬ ‫"ربن��ا"؛ واملطرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫دينية بعن��وان "�ألهتني الدنيا"‪.‬‬ ‫جمموع��ة �أدعية ّ‬ ‫كم��ا �ص��در للمطرب��ة �أنغ���ام �ألب��وم "احلكاي��ة‬ ‫دينية‪ ،‬تتح ّدث‬ ‫املحمدية"‬ ‫مت�ضمن ًا ع�رش �أغنيات ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهم‬ ‫عن ع�رش ن�ساء جليالت كان ّ‬ ‫لهن دور ريادي ّ‬ ‫يف تاري��خ اال�سالم‪ .‬كم��ا غ ّنى املط��رب الّلبناين‬ ‫وائل ج�سار �أغنية "يف ح�رضة املحبوب"‪.‬‬ ‫الدينية التي �شهدها‬ ‫ولع َّل هذه الأغنيات‬ ‫ّ‬ ‫العام ‪ ،2010‬و�أخرى غريها بالت�أكيد‪ ،‬مت ّثل‬ ‫ملناخ عام يتزايد فيه دور الدين‬ ‫ا�ست�صحاب ًا‬ ‫ٍ‬ ‫يف حياة النا�س‪ ،‬ويبدو العرب وك�أنهم يحتمون‬ ‫بالدين ويجدون فيه ال�سكينة واملالذ‪ ،‬هرب ًا‬ ‫من وط�أة الواقع االقت�صادي واالجتماعي‪،‬‬ ‫ورمبا النف�سي �أي�ضاً‪ .‬وقد القى الكثري من هذه‬ ‫الأغنيات جناح ًا ملحوظ ًا لدى اجلمهور العربي‬ ‫مميزة‬ ‫�إىل ح ّد ا�ستغاللها كنغمات‬ ‫�شخ�صية ّ‬ ‫ّ‬ ‫لرنني الهواتف املحمولة‪.‬‬

‫(الر�س��م بالكلم��ات)‪ ،‬حاوي ًا ق�صيدت�ين لل�شاعر‬ ‫الراح��ل ن���زار قباين هم��ا (الر�س��م بالكلمات)‬ ‫و(حبيبت��ي) �إىل جان��ب ق�صائ��د بالعامي��ة‪� .‬إال‬ ‫�أن امل�ستم��ع لأعم��ال الف ّن��ان كاظ���م ال�ساهر‬ ‫م��ن �شع��ر نزار قباين يجد قدراً م��ن التكرار يف‬ ‫ه��ذه الأعم��ال ب�سب��ب انح�ص��ار ال�شع��ر املغ ّنى‬ ‫يف �أعم��ال ال�شاع��ر ن���زار قباين‪ .‬لك��ن مازالت‬ ‫العربي��ة املقلقة هي انح�سار‬ ‫الغنائية‬ ‫الظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"العامية"‪،‬‬ ‫بالعربية الف�صيحة‪ ،‬ومازالت‬ ‫الغناء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عربية لأخرى‪،‬‬ ‫بلهجاتها املتباينة م��ن منطقة ّ‬ ‫ه��ي النم��ط الغنائي ال�سائ��د‪ .‬ب��ل �إن "العامية"‬ ‫العربي��ة تبدو يف‬ ‫التي حتتك��ر كلم��ات الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫تدهور متوا�صل يبلغ �أحيان ًا ح ّد الركاكة‪ ،‬وهي‬ ‫ٍ‬ ‫"بالعامية" التي‬ ‫مقارنته��ا‬ ‫ميكن‬ ‫ال‬ ‫��ة"‬ ‫"عامي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كان يكت��ب به��ا �أحمد رامي مث�لاً‪� ،‬أو ح�سني‬ ‫ال�سيد �أو مر�س���ى جميل عزيز �أو عبدالرحمن‬ ‫الأنبودي �أغاين �أم كلثوم وحممد عبدالوهاب‬ ‫وعبداحلليم حافظ‪.‬‬

‫(ح) اجلل�سات اخلليج ّية‬

‫ملثل هذه اجلل�سات جمهورها اخلا�ص‬ ‫وهو ما �ساعد على تو ّفر معلومات على ال�شبكة‬ ‫العنكبوتية‪ ،‬و�إن كانت غري دقيقة‪ ،‬حيث ح�صل‬ ‫الباحث على رقم تقريبي عن حجم الإنتاج‬ ‫الغنائي من هذا الّلون والذي ت�رسي عليه‬ ‫ومما‬ ‫معايري الألوان الأخرى من ٍّ‬ ‫تدن �أو ٍ‬ ‫تنام‪ّ ،‬‬ ‫ي�سهم يف �شيوع هذا الّلون‪ ،‬هو اهتمام بع�ض‬ ‫الف�ضائيات ووجود جمهور‪.‬‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 636‬للتنمية الثقافية‬

‫بع�ض جوانب امل�أزق املعريف للأغنية‬ ‫العرب ّية‬

‫يط��رح امل�ضم��ون الثق��ايف للغن��اء العربي‬ ‫يف الع���ام ‪ ،2010‬كما يف �أع��وام �سابقة م�أزق ًا‬ ‫معرفي�� ًا تتع ّدد فيه العوام��ل والأ�سباب بقدر ما‬ ‫ّ‬ ‫تتنوع جوانب هذا امل�أزق‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الرتبية املو�سيق ّية املدر�س ّية‪:‬‬ ‫الغياب وتعطيل الوظيفة اجلمال ّية‬

‫نح��ن يف جمتم��ع عرب��ي ذي تركيب��ة‬ ‫�سكانية ميي��ل فيها امليزان ل�صال��ح ال�شبيبة‬ ‫ّ‬ ‫والأطف��ال‪ ،‬ل��ذا ينبغ��ي �أن ن�ست�صح��ب البع��د‬ ‫الرتب��وي والتعليم��ي املطل��وب م��ن جيلن��ا‬ ‫نحو�شبيبتن��ا �إذا م��ا عزمن��ا عل��ى متليكه��م‬ ‫املعارف وامله��ارات والتوجهات التي و�صل‬ ‫�إليه��ا الرتاك��م املع��ريف يف يومن��ا احلا�رض‪.‬‬ ‫فالرتبي��ة الف ّني��ة (ت�شم��ل ح�ص��ة املو�سيقى)‬ ‫احلكومية‬ ‫ُغ ّيبت عن مدار�س البن�ين والبنات‬ ‫ّ‬ ‫يف بل���دان عربي���ة �ش ّت��ى‪ .‬بحج��ة �أن تعلي��م‬ ‫الفنون لي�س من الأولويات‪ ،‬خ�صو�ص ًا عند من‬ ‫الفنية والن�ش�أة‬ ‫يجدون ت�صادم ًا ب�ين الرتبية‬ ‫ّ‬ ‫مت ذل��ك �ضم��ن‬ ‫الديني��ة القومي��ة للطف��ل‪ ،‬و ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية الت��ي �شهدها ذلك القطر‬ ‫امل�ساوم��ة‬ ‫ّ‬ ‫بعد االقتتال الأهلي �صيف العام ‪ .1994‬كما‬ ‫عطل��ت كثري من الق��راءات القر�آني��ة التي من‬ ‫تنوعها يف التجوي��د متكني الن�شء من‬ ‫�ش���أن ّ‬ ‫�أعظم مترين ميكن �أن يح�صل عليه من يطمح‬ ‫توظيف �سليم لقدراته ال�صوتية‪.‬‬ ‫يف‬ ‫ٍ‬ ‫والفن‬ ‫�إن "حذف" املو�سيقى خ�صو�ص ًا‬ ‫ّ‬ ‫عموم ًا من احلياة ومن ال�سلوك اليومي للفرد‪ّ � ،‬أي‬ ‫فرد يف � ّأي زمان ومكان‪ ،‬يعني ح�رص الوجود‬ ‫أ�سا�سية‪ .‬ويف "ال�ضامن‬ ‫يف حاجات اجل�سد ال‬ ‫ّ‬ ‫املادي" لهذه احلاجات الثالث وهو"العمل"‪.‬‬ ‫الفن واحلياة على‬ ‫مل يحدث هذا الف�صل بني ّ‬ ‫مر التاريخ ل�سبب ب�سيط وهو �أن "احلياة ذاتها‬ ‫ّ‬ ‫الفن‪� ،‬إذاً‪،‬‬ ‫"الكيف"‪.‬‬ ‫ؤال‬ ‫س�‬ ‫�‬ ‫عن‬ ‫جواب‬ ‫الفن‬ ‫فن"‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هو"�شكل" �سري الأمور يف احلياة‪ ،‬وهو �أي�ض ًا‬ ‫"جمالية" طرح الق�ضايا على الطاولة‪ .‬لكن‬

‫الفن‪ ،‬و�إن كان يبد�أ عاد ًة بـ"الكيف" و"ال�شكل"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف�إنه غالب ًا ما ي�صبح "مو�ضوعاً" و"م�ضموناً"‬ ‫الفن يف‬ ‫تطور ّ‬ ‫و"جوهراً"‪ .‬وهنا تكتمل حلقات ّ‬ ‫�ص‬ ‫التق ّدم من مرحلة "�س�ؤال اجلدوى" التي ُي َخ ُّ‬ ‫الفن عاد ًة قبل قبوله �إىل املرحلة الثانية‪،‬‬ ‫بها ّ‬ ‫الفن كـ‬ ‫مرحلة "التخ�صي�ص"‪ ،‬بحيث يقبل‬ ‫ّ‬ ‫"�شكل" تعبريي �إىل املرحلة الثالثة والأخرية‪،‬‬ ‫مرحلة اعتماد الفن كـ "م�ضمون" و "مو�ضوع"‬ ‫و "جوهر" و "حياة"‪...‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فحينما يكون هدف الأغاين هو‬ ‫الت�رسية �أو الرتويح‪ ،‬تكون وظيفتها تقوية‬ ‫العالقات و�إزالة اال�ضطرابات والتوتر يف‬ ‫ا�ستقرت النظرية‬ ‫العالقات االجتماعية‪ .‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫الوظيفية (‪ )Functionalism‬ور�سخت‬ ‫ّ‬ ‫علمية قوية على م�رسح الدرا�سات‬ ‫كنزعة‬ ‫ّ‬ ‫الأنرثوبولوجية‪ ،‬و�أ�صبح مدلول كلمة الوظيفة‬ ‫يغطّ ي يف وقت واحد الروابط القائمة بني‬ ‫الثقافية‪ ،‬وكذلك الإ�سهام الذي يق ّدمه‬ ‫العنا�رص‬ ‫ّ‬ ‫جزء من الثقافة �إىل تلك الثقافة ككلّ‪.‬‬ ‫املو�سيقي��ة كث�ير م��ن الوظائ��ف‬ ‫وللّغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعي��ة‪ ،‬نكتفي‬ ‫��ة‬ ‫والنف�سي‬ ‫��ة‬ ‫البيولوجي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بذك��ر ع��شر منه��ا يف �ض��وء م��ا ذك��ره عامل‬ ‫الأنرثوبولوجي��ا �آالن مري����ام مث��ل‪ :‬التعب�ير‬ ‫مهمة‬ ‫االنفعايل والعقل��ي‪ :‬فاملو�سيقى و�سيلة ّ‬ ‫يف التعب�ير ع��ن االنفع��االت والتنفي�س عنها‪،‬‬ ‫وكذل��ك التعب�ير ع��ن الأف��كار وجت�سيده��ا‪.‬‬ ‫واال�ستمت��اع اجلم��ايل‪ :‬فاخل�برة اجلمالي��ة‬ ‫امل�صاحبة للمو�سيق��ى هي من �أعمق اخلربات‬ ‫اجلمالي��ة الإن�ساني��ة‪ .‬والرتفي��ه‪ :‬حي��ث ي�شيع‬ ‫ا�ستخ��دام املو�سيق��ى للت�سلي��ة واملتع��ة يف‬ ‫العدي��د من املجتمع��ات الإن�سانية‪ .‬والتوا�صل‬ ‫�أو التخاط��ب‪ :‬وذل��ك با�ستخ��دام و�سيلة �أخرى‬ ‫غ�ير الّلغ��ة للتخاطب ونقل االنفع��االت داخل‬ ‫إن�سانية‪.‬‬ ‫جمتمع بعينه‪� ،‬أو ع�بر املجتمعات ال‬ ‫ّ‬ ‫ولت�أكي��د االن�صي��اع للمعاي�ير االجتماعي��ة‪:‬‬ ‫حيث ت�ستخ��دم املو�سيقى يف بع�ض الثقافات‬ ‫م�صاحب��ة لبع���ض التعليم��ات �أو التحذيرات‪،‬‬ ‫معين��ة‪ .‬كم��ا‬ ‫لت�أكي��د معاي�ير اجتماعي��ة ّ‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪637‬‬ ‫ت�ستخدم املو�سيقى بو�صفه��ا و�سيلة للإ�سهام‬ ‫يف ا�ستم��رار الثقاف��ة وا�ستقراره��ا؛ فقد تكون‬ ‫املو�سيق��ى مع�ّب�رّ ة ع��ن القي��م االجتماعي��ة‬ ‫ال�سائ��دة‪ ،‬وما يع�تري هذه القيم م��ن ثبات �أو‬ ‫تغيرّ �أي�ضاً‪.‬‬

‫وطن �أم عامل عربي‪ ....‬جدلية الهوية‬ ‫عربي‬ ‫م��ا زال��ت ثنائي��ة الت�سمي��ة‪ :‬وط���ن‬ ‫ّ‬ ‫عربي؟ تط��رح م��ن الت�س��ا�ؤالت قدر‬ ‫�أم ع���امل‬ ‫ّ‬

‫م��ا تك�ش��ف م��ن دالالت‪ .‬وم��ن املالحظ��ات �أن‬ ‫عالقات الإنتاج التجارية قد �أ�صبحت �سبب ًا يف‬ ‫يت��م ت�سجي��ل الغناء العرب��ي و�إنتاجه خارج‬ ‫�أن ّ‬ ‫العربية‪ ،‬مث ًال يف تركيا‪ .‬ومن الناحية‬ ‫اخلريط��ة‬ ‫ّ‬ ‫التاريخاني��ة ف���إن ه��ذا لي���س باجلدي��د؛ �إذ �إن‬ ‫ّ‬ ‫�أحفاد املهاجري��ن احل�ضارمة يف بالد املاليو‬ ‫بالعربية‪،‬‬ ‫غنائية‬ ‫ما يزالون ينتجون كا�سيتات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحمكية‪ ،‬حتى اليوم‪ .‬بينما يف املقابل‬ ‫ف�صحى‬ ‫ّ‬ ‫ت�ضم جامعة الدول العرب ّية �أقطاراً يقوم فيها‬ ‫ّ‬ ‫عربية‪.‬‬ ‫غري‬ ‫بلغات‬ ‫الغناء‬ ‫على‬ ‫الغنائ��ي‬ ‫إنتاج‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫الهوية‬ ‫وه��ذا �ش�أن ي�ستح��ق نقا�ش�� ًا �أوفر ح��ول‬ ‫ّ‬ ‫القومي��ة والغن��اء العرب��ي وجدلي��ة اجلغرافي��ا‬ ‫ّ‬ ‫والتاريخ يف ع�رص ندعو فيه �إىل الأن�سنة‪.‬‬

‫غناء �أم مو�سيقى عربية؟‬

‫�أغنية �أم طقطوقة عربية؟‬

‫الإبـــداع‬

‫م�صطل��ح "مو�سيق��ى" جدي��د عل��ى ا ّللغة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬و �أول من ا�ستخدمه ه��و الفيل�سوف‬ ‫ّ‬ ‫ال عن الأ�صل يف املعجم‬ ‫العرب��ي الفارابي نق ً‬ ‫الإغريق��ي‪ .‬وم��ع ذلك فالغن��اء واملو�سيقى ال‬ ‫يتطابقان‪ :‬الغناء ي�شرتط لزوم ًا �صوت ًا ب�رشي ًا‬ ‫مو�سيقي��اً‪� ،‬أم��ا املو�سيق��ى فال‬ ‫ن�ص�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫ي���ؤ ّدي ّ‬ ‫ت�شرتط �أ�صوات ًا ب�رشي��ة بل ميكنها اال�ستغناء‬ ‫عنه��ا جميع�� ًا كم��ا يف املو�سيق��ى الأدواتية‬ ‫(‪.)Instrumental music‬‬ ‫والواق��ع �أن املو�سيق��ى الآلي��ة البحت��ة‬ ‫املج��ردة م��ن الغن��اء والت��ي عرف��ت خط���أ‬ ‫ب��ـ (املو�سيق��ى ال�صامت��ة) �أ�صب��ح ن�صيبه��ا‬ ‫القليل الأقل م��ن م�ساحة الغناء واملو�سيقى‬ ‫العربي��ة‪ ،‬وعل��ى الرغ��م م��ن �أن املو�سيق��ى‬ ‫ّ‬

‫اخلال�ص��ة امل�ستخدم��ة يف الإنت��اج ال�سم��ع‬ ‫التلفازي��ة والأفالم‬ ‫ب��صري‪ ،‬كامل�سل�س�لات‬ ‫ّ‬ ‫توظفه��ا وحتتاجه��ا‪ ،‬ف�إ ّننا ال‬ ‫ال�سينمائي��ة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫جن��د بينه��ا م��ا ي��روي الظم���أ �إىل (الإمتاع‬ ‫العربية الآلية والتي‬ ‫وامل�ؤان�سة) من القوالب‬ ‫ّ‬ ‫ي�ش�ترك معنا فيه��ا الإرث املو�سيقي الرتكي‬ ‫�أحيان�� ًا (ب�ش��ارف – �سماعي��ات – لوجنا –‬ ‫حتميل��ة‪ -‬دوالب – دائرة‪�..‬إل��خ)‪� .‬صحيح �أن‬ ‫بع�ض املطربني الناجحني قبل العام ‪2010‬‬ ‫مو�سيقية خال�صة‬ ‫قدم��وا مقطوع��ات‬ ‫بعقود ّ‬ ‫ّ‬ ‫مث��ل الراح��ل فريد الأطر����ش يف مقطوعة‬ ‫(توت��ا) والراح��ل حممد عب���د الوهاب يف‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫(حب��ي) يف دول املراك��ز‬ ‫ّ‬ ‫مقطوع��ة ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬جن��د‬ ‫أط��راف‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫دول‬ ‫وك��ذا يف‬ ‫ّ‬ ‫الراح��ل ال�س��وداين حممد �أدهم يف مقطوعة‬ ‫(الأدهمي��ة) واليمن��ي �س���امل بامدهف يف‬ ‫مقطوع��ة (�سو�س��ن) والراح��ل اليمن��ي �أحمد‬ ‫قا�س���م يف مقطوع��ة (�أمين��ة)‪� ،‬إال �أن �شهرة‬ ‫ه�ؤالء الفنان�ين مل ت�أتي نتيجة مقطوعاتهم‬ ‫هذه‪ ،‬و�إمنا لأغانيه��م الكثرية ب�رصف النظر‬ ‫احلرة‬ ‫ع��ن م�ستواها الف ّن��ي‪ .‬حت��ى التقا�سيم ّ‬ ‫االرجتالي��ة عل��ى العود العرب��ي‪ ،‬والتي جند‬ ‫أوروبيني طلب ًا عليها يف مهرجاناتهم‬ ‫عند ال‬ ‫ّ‬ ‫ال ن�ستطيع �أن جند بينها الكثري من املغايرة‬ ‫فن‬ ‫من حيث العزف االرجتايل الذي هو روح ّ‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫التقا�سيم يف علم جمال املو�سيقى‬ ‫ّ‬ ‫�إن ا�ستخدام م�صطلح (الأغنية) ير�سخ خط�أ‬ ‫�شائع�� ًا يف خطابن��ا طاملا ا�شتك��ى منه علماء‬ ‫املو�سيق��ى العرب قبل غريهم مث��ل نزار مروة‬ ‫وجابر عل���ي �أحمد‪�..‬إل��خ‪ ،‬ذل��ك �أن م�صطلح‬ ‫التط��ور التاريخي للقوالب‬ ‫الأغني��ة يف �سريورة‬ ‫ّ‬ ‫الغنائي��ة يف الغناء العرب��ي يحتفظ بامل�صطلح‬ ‫ّ‬ ‫ملا كان يع��رف (بالطقطوق��ة) �أو (القطقوطة)‪،‬‬ ‫وه��و قال��ب ب�سي��ط �شاع يف م��ص�ر يف العقود‬ ‫الأوىل م��ن الق��رن الع�رشين‪ ،‬يق��وم على معمار‬ ‫وحلني هو املذهب والكوبليهات‪ ،‬وكان‬ ‫�شع��ري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 638‬للتنمية الثقافية‬ ‫ي���ؤ ّدى يف علب الّليل وال يحظى عاد ًة مغنيه �أو‬ ‫مغ ّنيته بالتقدير الذي يحمله اجلمهور ملن يرتاد‬ ‫حت�� ّدي غناء القوالب الأخ��رى يف الغناء العربي‬ ‫العربية والتي لك ّل منها خ�صو�صياته‬ ‫يف املدن‬ ‫ّ‬ ‫الأدائية وطقو�سه التي يتعارف عليها اجلمهور‬ ‫نف�س��ه‪ :‬قال��ب ال��دور امل��صري – قال��ب مو�شح‬ ‫امل�شارق��ة ومو�ش��ح املغارب��ة الدني��وي منه��ا‬ ‫والديني – قالب الق�صي��دة الف�صحى املغناة –‬ ‫قال��ب املقام العراقي– قال��ب ال�صوت الكويتي‬ ‫والبحرين��ي – قال��ب الق��د احللب��ي ‪ -‬قال��ب‬ ‫امل�أل��وف وتفرعاته يف �شم��ال �إفريقيا – قالب‬ ‫الآلة املغربي ‪ -‬قالب احلقيبة ال�سوداين – قالب‬ ‫الدان احل�رضمي– قالب املج�س احلجازي‪�..‬إلخ‪.‬‬ ‫ه��ذه كلّه��ا يجمعه��ا الإرث الكال�سيك��ي للغناء‬ ‫العرب��ي يف امل��دن �أو مو�سيق��ى املدين��ة كم��ا‬ ‫ت��رى الباحث��ة د‪� .‬شهرزاد قا�سم ح�سن‪� .‬إذاً ك ّل‬ ‫طقطوقة �أو �أغنية هو غناء و�شيء من امليلودي‬ ‫لكن لي�س ك ّل غن��اء �أو مو�سيقى عربية طقطوقة‬ ‫�أو �أغنية بالت�أكيد‪.‬‬

‫ابن خلدون و�أزمة �شعرنا الغنائي !‬

‫�إن ت�شخي���ص �أزم��ة الكلم��ة يف الأغني��ة‬ ‫العربية وحتميلها �سنة بعد �أخرى امل�س�ؤولية يف‬ ‫ّ‬ ‫تدنيّ م�ست��وى اخلطاب الغنائي العربي يفرت�ض‬ ‫امللحنة املغناة منف�صلة عن ما‬ ‫جد ًال �أن الكلمة ّ‬ ‫يتحاي��ث معها من �أزمات ت�شملها وتتع ّداها �إىل‬ ‫ال�شق املو�سيق��ي والأدائي‪ ،‬بل وال�سمع‬ ‫�أزمةٍ يف ّ‬ ‫املكون��ات املختلفة‬ ‫ب��صري‪ ،‬وم��ا يحكم ه��ذه‬ ‫ّ‬ ‫م��ن عالقات الإنتاج كالرب��ح التجاري ال�رسيع‬ ‫والقومية التي‬ ‫الوطنية‬ ‫وغي��اب اال�سرتاتيجيات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بغريه��ا ي�صب��ح التح ّدي �أكرب و�أك�بر �أمام تق ّدم‬ ‫امل�ضام�ين املختلف��ة للفع��ل الغنائ��ي العرب��ي‬ ‫وتنوعه��ا‪ .‬ل��ذا ال ن�ستطي��ع ك�أمة خاب��ت �آمالها‬ ‫ّ‬ ‫تطور‬ ‫ع‬ ‫ق‬ ‫نتو‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫والنه�ضة‬ ‫والتحري��ر‬ ‫الوحدة‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شعرن��ا الغنائ��ي يف �إبداعن��ا يف الوق��ت ال��ذي‬ ‫املكون��ات الأخ��رى‪ ،‬ومث��ل هذه‬ ‫ترتاج��ع في��ه‬ ‫ّ‬ ‫�سباق�� ًا �إليها‪ ،‬ومن‬ ‫املالحظ��ة كان ابن خلدون ّ‬ ‫ثم ج��اء الفيل�سوف الأمريك��ي املعا�رص ما�سلو‬

‫مبدرجه املعروف بهرم االحتياجات الإن�سانية‬ ‫الفن ومن ثم حلمه‬ ‫لي�ؤكّ د �أن التفات الإن�سان �إىل ّ‬ ‫بتحقي��ق ال��ذات ال ي�أتي �إال بعد حتقي��ق �سل�سلة‬ ‫وال�سيكولوجية‬ ‫البيولوجي��ة‬ ‫م��ن االحتياج��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال�سو�سيولوجية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫�سايك�س وبيكوفا�شالن مو�سيق ّيا‬ ‫(الّلهجات املو�سيقية العرب ّية)‬

‫كثرياً �إن مل نقل دائم ًا ما تطغى املراكز على‬ ‫الأط��راف يف معادلة الإنت��اج والإبداع الثقايف‪،‬‬ ‫والغناء لي�س ا�ستثنا ًء‪ ،‬وثمة توافق بني الباحثني‬ ‫املو�سيقيني العرب وامل�ست�رشقني امل�شتغلني يف‬ ‫ّ‬ ‫الغن��اء العرب��ي على �أن لهج��ة (�أ�سل��وب) الغناء‬ ‫متمي��زة من‬ ‫العرب��ي تنق�س��م �إىل �أرب��ع لهج��ات ّ‬ ‫�ضم��ن امل�ش�ترك الع��ام لها داخ��ل بوتق��ة الّلغة‬ ‫العربية الواحدة‪ .‬ولقد كان الباحث‬ ‫املو�سيقية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأمل��اين موري�س �شنايدر م��ن �أوائ��ل �أولئك‬ ‫نبهوا �إىل هذه النظري��ة‪ ،‬وتبعه يف ذلك‬ ‫الذي��ن ّ‬ ‫التون�سيان �صال���ح املهدي وحممود قطاط‪،‬‬ ‫البحاث��ة الربيط��اين �أندر�س���ون‬ ‫ومثل��ه فع��ل ّ‬ ‫دي���وك باكويل وه��ذه الّلهج��ات ه��ي‪ :‬لهجة‬ ‫العربية وت�شمل اليمن وك ّل دول‬ ‫�شب��ة اجلزيرة‬ ‫ّ‬ ‫جمل�س التعاون اخلليجي العربي‪ ،‬ولك ّنها‬ ‫متت ّد �أي�ض ًا �إىل جنوب العراق‪ ،‬وخ�صو�ص ًا قرية‬ ‫مبكوناتها‬ ‫الزبري‪ ،‬كما �أن ه��ذه الّلهجة نف�سها ّ‬ ‫ه��ي الأك�ثر ح�ض��وراً ب�ين ع��رب املهج��ر يف‬ ‫ب�ل�اد املالي���و؛ وه��ي ب�لاد ت�شم��ل ماليزيا‬ ‫و�سنغافورة و�أندوني�سيا وبروناي وجنوب‬ ‫الف��ن الذي ي�ؤ ّدى بالّلغة‬ ‫تايالند‪ .‬ويعرف هذا‬ ‫ّ‬ ‫وحمكية‪ ،‬يف تل��ك املناطق‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ف�صح��ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بفن (�سمرة القنبــــو�س ورق�ص الزفني)‬ ‫ّ‬ ‫(‪،)Qambus Samra & Zapin‬‬ ‫املك��ون املو�سيق��ي‬ ‫وبالق��در نف�س��ه جن��د �أن‬ ‫ّ‬ ‫احل�رضم��ي والعم��اين والكويتي ه��و املهيمن‬ ‫عربي��ة نائية‪ ،‬مث��ل جمهورية‬ ‫يف غن��اء دول‬ ‫ّ‬ ‫جزر القمر وحتى جزيرة زجنبار (الفردو�س‬ ‫املفق��ود الث��اين) التابع��ة حالي�� ًا �إىل تنزانيا‬ ‫وج��زر جم��اورة‪ ،‬مثل جزي����رة مببا وجزيرة‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪639‬‬ ‫المو وبع�ض الثغور املقابل��ة لهذه اجلزر مثل العرب ّية املطلّة على جن��وب البحر الأبي�ض‬ ‫الفن يف هذه املتو�س����ط با�ستثن��اء م���ص�ر‪ .‬وهنا جن��د �أن‬ ‫مليندي ومومبا�سا‪ ،‬ويعرف هذا ّ‬

‫الإبـــداع‬

‫بفن (الطرب) (‪�،)Tarrab‬إال �أنه ي�أتي‬ ‫املناطق ّ‬ ‫هندية‪.‬‬ ‫�سواحيلية و�إيقاعات‬ ‫خمتلط ًا بكلم��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امله��م �أن ن�ش�ير �إىل �أن ع��دداً من‬ ‫ويبق��ى م��ن‬ ‫ّ‬ ‫�سكان �شب����ه اجلزيرة العرب ّية يغ ّنون بلغات‬ ‫عربية قري�ش مثل املهرية وال�سقطرية يف‬ ‫غري‬ ‫ّ‬ ‫اليمن والربطوحي��ة واحلر�سو�سية يف عمان‪..‬‬ ‫�إلخ‪ ،‬لهجة م�رص وبالد ال�شام وبالد الرافدين‪،‬‬ ‫وهذه الّلهجة هي الت��ي تكاد تلم�س ح�ضورها‬ ‫بق��وة يف املناط��ق اخلارج��ة ع��ن نفوذه��ا‬ ‫ّ‬ ‫اجلغ��رايف ال�سيا�س��ي حت��ى �أ�صبح��ت تخت��زل‬ ‫منطيتها‪.‬‬ ‫الغناء العربي يف‬ ‫ّ‬ ‫وه��ي مناط��ق جت��د �أن �آث��ار املثاقف��ة‬ ‫الفار�سية‬ ‫املو�سيقي��ة بينها وب�ين املو�سيق��ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م��ن حي��ث املقام��ات وبع���ض الآالت وكذل��ك‬ ‫الرتكي��ة قب��ل املعا��صرة كب�ير‪،‬‬ ‫املو�سيق��ى‬ ‫ّ‬ ‫ولع ّل ه��ذا ما يف��ّسررّ احل�ضور الكثي��ف لعلماء‬ ‫املو�سيق��ى الأتراك يف جل�س��ات امل�ؤمتر الأول‬ ‫العربية املنعقد يف القاهرة العام‬ ‫للمو�سيقى‬ ‫ّ‬ ‫‪.1932‬‬ ‫العلمية‬ ‫مرة �أخرى جند �أن االنحياز للأمانة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البحرية‬ ‫يفر�ض علينا �أن نقول �إن بع�ض الثغور‬ ‫ّ‬ ‫له��ذه املنطق��ة عل��ى البحر الأحم����ر تتقا�سم‬ ‫الكثري من مالمح لهجة اجلزيرة العرب ّية كما‬ ‫ف��ن ال�سم�سمي��ة يف العقبة يف‬ ‫ه��و احل��ال يف ّ‬ ‫الأردن والإ�سماعيلي����ة يف م�رص‪ ،‬حيث تعرف‬ ‫فنـــــ��ون ال�سم�سمية هناك بفنــــــــون (ال�ضمة)‬ ‫و (البمبوطية)‪.‬‬ ‫كم��ا يالح��ظ �أن منطقة ب��ل�اد النوبة يف‬ ‫مو�سيقي ًا قائم ًا على‬ ‫جنوب م�رص تتب��ع نظام ًا‬ ‫ّ‬ ‫ثقاف��ة ال�سلّم اخلما�سي وتت�شاط���أ هذه الثقافة‬ ‫مع بالد النوبة الواقعة �شمال ال�سودان‪.‬‬ ‫كما �أن جماميع عدي��دة من �سكّان العراق‬ ‫عربي��ة واملثال‬ ‫أ�صلي�ين يغ ّن��ون بلغات غري ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫الأب��رز هو حالة كرد�ست����ان العراق‪ ،‬و�رسيان‬ ‫لبنان ونوبة جنوب م�رص‪�..‬إلخ‪.‬‬ ‫لهج��ة املغرب الكب��ي�ر‪ ،‬وت�شم��ل الدول‬

‫تط��ور وتبل��ور يف‬ ‫الإرث املو�سيق��ي ال��ذي‬ ‫ّ‬ ‫ب��ل�اد الأندل�س (الفردو�س املفق��ود الأول) له‬ ‫املو�سيقي��ة‬ ‫ب�صم��ات يف التقالي��د والطقو���س‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫الرقع��ة‬ ‫ال�شمالي��ة من ه��ذه‬ ‫للأج��زاء‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‬ ‫متي��ز الأذن امل�رشقي��ة‬ ‫ّ‬ ‫وت�ستطي��ع �أن ّ‬ ‫غن��اء �شقيقته��ا م��ن البل��دان املغارب ّية‪ ،‬من‬ ‫دون �أن تك��ون قادرة بال��ضرورة على حتديد‬ ‫مغربي ًا �أو‬ ‫كونه غرناطي ًا جزائري�� ًا �أم ملحون ًا‬ ‫ّ‬ ‫منوذج�� ًا لنا�س الغي��وان‪ ،‬وذلك م��ن خالل ما‬ ‫ن�سمي��ه الن�سيج الّلحن��ي‪� ،‬إ�ضافة �إىل ما يعرف‬ ‫ّ‬ ‫عن��د �أه��ل ال�صنعة بـ (الهن��ك)‪ .‬وهناك مناطق‬ ‫وا�سع��ة يف جنوب هذا احل��زام اجلغرايف تقوم‬ ‫مما‬ ‫مو�سيقاه��ا عل��ى ثقاف��ة ال�سل��م اخلما�سي ّ‬ ‫يعطيها (هن��كا) مغايراً وي�صبح الغناء بالّلغة‬ ‫العربي��ة حين�� ًا وبلغ��ات املجتمع��ات املحلّية‬ ‫ّ‬ ‫الأ�صيل��ة هن��اك حين ًا �آخ��ر‪ .‬فمث��ال على ذلك‬ ‫�أغاين واح����ة غدام�س يف ليبيا و�أغاين مقام‬ ‫الر�ص��د العبي��دي املع��روف �أي�ض�� ًا بالرا�س��ت‬ ‫الكن��اوي يف جنوب تون�س‪ ،‬وق���س على ذلك‬ ‫غن��اء كناوة يف اجلزائر وغناء منطقة �سو�س‬ ‫يف جنوب مملكة املغرب‪.‬‬ ‫العربية"‬ ‫هن��اك م��ن يخلط ب�ين "الأغني��ة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رشقي��ة"‪ .‬وامل�س�ألة‬ ‫العربية‬ ‫وبني "الأغني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذهني��ة‬ ‫ع��ن‬ ‫تن��م‬ ‫إنه��ا‬ ‫�‬ ‫ال�براءة‪.‬‬ ‫لي�س��ت به��ذه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أ�سا�سه��ا �أن امل�رشق هو املرك��ز واملغرب هو‬ ‫إذاعي��ة‬ ‫الهام���ش‪ .‬ولذل��ك فجمي��ع القن��وات ال ّ‬ ‫امل�رشقية حت�رص الأغ��اين املبثوثة‬ ‫والتلفزي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جغرافية تت�أرجح ما‬ ‫رقعة‬ ‫عل��ى‬ ‫أمواجها‬ ‫على �‬ ‫ّ‬ ‫بني اخلليج وال�شام والنيل‪.‬‬ ‫امل�رشق العربي يق�صي املغرب العربي‪،‬‬ ‫واملغ����رب العرب����ي يق�ص��ي �أغ��اين جريان��ه‬ ‫املغاربي�ين‪ ،‬ويف الوق��ت نف�سه ك ّل دولة تقرب‬ ‫ّ‬ ‫ر�سمياً(الط��رب‬ ‫غنائي�� ًا وجتعل��ه ف ّن�� ًا‬ ‫نوع�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأندل�س��ي يف املغرب مث�لاً)‪ ،‬بينم��ا تق�صي‬ ‫غنائي��ة �أخ��رى وتختزله��ا يف كلم��ة‬ ‫�أنواع�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫"فولكلور"‪...‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 640‬للتنمية الثقافية‬ ‫الغناء يف املنطق��ة الأفرو‪-‬عربية‪ ،‬وت�شمل‬ ‫موريتانيا وجمهورية ال�س���ودان وجيبوتي‬ ‫بالعربية فق��ط‪ ،‬بل بالّلغة‬ ‫وال�صومال‪،‬اليك��ون‬ ‫ّ‬ ‫احل�ساني��ة �أي�ض��اً‪ ،‬يف موريتاني���ا وبلغ��ات‬ ‫وزغاوية‪�..‬إلخ يف �رشق و�شمال‬ ‫ونوبية‬ ‫بجاوية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وغ��رب جمهوري��ة ال�سودان على الت��وايل‪� .‬أما‬ ‫بال�صومالية ويف‬ ‫الغن��اء يف ال�صومال فيكون‬ ‫ّ‬ ‫والدنكلية �أو‬ ‫ال�صومالية‬ ‫جيبوتي يتو ّزع ب�ين‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العفرية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫جديد الفقه‪ :‬غناء امل�سلمني‬ ‫واملنزلة بني املنزلتني‬

‫املو�سيقي��ة للعاملة‬ ‫لع�� ّل �أه��م التنظ�يرات‬ ‫ّ‬ ‫الأمريكي��ة الدكت��ورة لوي����س �إب�سن (عرفت‬ ‫با�سم ملياء الفاروقي بعد اعتناقها الإ�سالم)‪،‬‬ ‫الف��ن املو�سيقي‬ ‫تراتبي��ة لف�صائ��ل‬ ‫اقرتاحه��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عن��د امل�سلمني من حيث‪ :‬كون��ه مو�سيقى‪ ،‬وما‬ ‫املوقف الفقهي حوله؟‪.‬‬

‫عن العالقة ما بني �أزمة ال�شعر العربي‬ ‫و�أزمة الأغن ّية العرب ّية‬

‫التعريف ال�شائ��ع لل�شعر عند العرب هو �أنه‬ ‫ان�صب‬ ‫"ك ّل كالم م��وزون ومق ّفى"‪ .‬ولذلك فقد‬ ‫ّ‬ ‫ك ّل اجلهد يف تاري��خ ال�شعر العربي على الوزن‬ ‫والقافية‪ .‬فكان االهتمام الكبري بعلم العرو�ض‬ ‫ثمة اهتمام بفل�سف��ة ال�شعر �أو نظرية‬ ‫ومل يك��ن ّ‬ ‫العربية جنم اخلليل‬ ‫ال�شع��ر‪ .‬فبزغ يف الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫بن �أحمد الفراهيدي الب�رصي عالمة الأنغام‬ ‫والإيق��اع ومل يب��زغ جن��م ل ّأي منظّ ��ر لل�شع��ر‪.‬‬ ‫فاالن�شغال باجلان��ب التقني يف ال�شعر العربي‬ ‫�رصف االنتباه عن اجلانب التنظريي له‪.‬‬ ‫�إن الدار���س لل�شعر العرب��ي يعتقد وهو يع ّد‬ ‫البح��ور ال�ستة ع��شر املح ّددة لنظ��م ال�شعر يف‬ ‫يخت���ص بغر���ض‬ ‫الأدب العرب��ي‪� ،‬أن ك ّل بح��ر‬ ‫ّ‬ ‫�شع��ري دون غ�يره‪ .‬لك ّن��ه‪ ،‬يف زحم��ة �أ�سم��اء‬ ‫ال�شعري��ة‪ ،‬يعلم‬ ‫البح��ور وت�ض��ارب الأغرا���ض‬ ‫ّ‬ ‫�أن��ه بالإمكان نظم ال�شع��ر يف جميع الأغرا�ض‬ ‫ال�شعرية مبيزان �شعري واحد فقط‪ :‬ببحر �شعري‬ ‫ّ‬

‫العمودي��ة‬ ‫العربي��ة‬ ‫واح��د ال غ�ير‪ .‬والق�صي��دة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت�شهد �أن ربع ما نظّ م من �شعر يف تاريخ الأدب‬ ‫العرب��ي نظّ م عل��ى وزن "البح��ر الطويل"‪ ،‬فقد‬ ‫ن�سج �أبو الط ّي����ب املتن ّبي ق�صائد حكمه على‬ ‫هذا البحر‪:‬‬

‫على قدر �أهل العزم ت�أتي العزائم‬ ‫وتـ�أتـي على قدر الكرمي الكرائم‬ ‫وتكرب يف عني ال�صغري �صغارها‬ ‫وت�صغر يف عني العظيم العظائم‬ ‫كما حاك��ت اخلن�ساء ق�صائ��د الرثاء التي‬ ‫ا�شتهرت بها عل��ى وزن "البحر الطويل" متام ًا‬ ‫كم��ا نظّ ��م احلطيئة ق�صائد الهج��اء املعروفة‬ ‫با�سم��ه عل��ى ذات ال��وزن‪ .‬ولق��د جاراهما يف‬ ‫ذلك ال�سابقون والالحقون من فطاحل ال�شعراء‬ ‫الع��رب‪ .‬فق��د ج��اءت ق�صائ��د �إم����رئ القي�س‬ ‫وعنرتة العب�سي و�أبي متّام والبحرتي و�أبي‬ ‫ن ّوا�س وعمر بن �أبي ربيعة يف الفخر والغزل‬ ‫وامل��دح والو�ص��ف والت�ص��وف واالعت��ذار‪...‬‬ ‫منظوم��ة على ذات ال��وزن الأك�ثر هيمنة على‬ ‫الإيقاع ال�شعري العربي‪" :‬البحر الطويل"‪.‬‬ ‫�إن هيمنة "البحر الطويل" على ال�شعر‬ ‫العربي‪ ،‬على الأق ّل يف �شكله العمودي‪ ،‬يربهن‬ ‫مبا ال يدع جما ًال لل�شكّ والت�شكيك �أن اعتماد‬ ‫الأوزان يف ال�شعر العربي مل يخ�ضع ل�ضوابط‬ ‫ومتيزه عن ذاك‪.‬‬ ‫فل�سفية ت�ؤطر هذا االختيار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للتلقائية‬ ‫ولذلك ترك اختيار الوزن ال�شعري‬ ‫ّ‬ ‫ال�شعرية لدى الناظم‪ .‬يف حني عرفت‬ ‫وال�سليقة‬ ‫ّ‬ ‫إن�سانية �أخرى م�سارات خمتلفة يف‬ ‫ثقافات �‬ ‫ّ‬ ‫خ�صت لك ّل غر�ض �شعري‬ ‫إذ‬ ‫�‬ ‫ال�شعر‪،‬‬ ‫قر�ض‬ ‫ّ‬ ‫خ�صت لك ّل غر�ض‬ ‫وزن ًا‬ ‫ّ‬ ‫�شعري ًا موازي ًا وباملثل ّ‬ ‫مو�سيقي ًا موازياً‪.‬‬ ‫غنائي �إيقاع ًا‬ ‫ّ‬ ‫و�إذا كان ال�شعر العربي قد عرف �ستة ع�رش‬ ‫�شعري ًا ومل ي�ستثمر هذا العدد الكبري من‬ ‫بحراً‬ ‫ّ‬ ‫تنوع‬ ‫الأوزان يف تنويع الإيقاعات متا�شي ًا مع ّ‬ ‫ال�شعرية‪ ،‬فالنتيجة هي �أن ال�شعر‬ ‫الأغرا�ض‬ ‫ّ‬ ‫�ضيع فر�صته يف �إنتاج قوالب‬ ‫العربي قد ّ‬


‫امل�ضمون الثقايف‬ ‫للأغنية العربية ‪641‬‬

‫�أزمة الغناء العربي بني �سلطة‬ ‫"الواحدية" و�إرادة "احلرية"‬

‫العربية "خ�صو�صية" جتعلها‬ ‫للأغنية‬ ‫ّ‬ ‫بعيدة عن امل�سار الذي �سارت فيه جارتها‬ ‫ال�شمالية‪ .‬فدخول املذياع والتلفاز وال�سينما‬ ‫والفيديو والـ ‪ DVD‬والـ ‪ VCD‬والإنرتنت‬ ‫امل�صريية‬ ‫العربية‬ ‫وغريها‪ ،‬ف�ض ًال عن الأحداث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التي حفرت ذاكرة القرن الع�رشين‪ ،‬مل ترتك‬ ‫العربية كما حدث جلارتها‬ ‫�آثارها على الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫مرت بال�رشوط نف�سها‪،‬‬ ‫الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫الغربية التي ّ‬ ‫وذلك للأ�سباب التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬الفل�سفة التي حتكّمت يف دخول و�سائل‬ ‫املرئية العامل العربي‬ ‫ال�سمعية‪-‬‬ ‫االت�صال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مل يكن الغر�ض منها "تطوير الإن�سان‬ ‫العربي"بل"�ضبطه"‪ .‬والدليل هو �أن‬ ‫العربية كانت‬ ‫املناف�سة بني القنوات‬ ‫ّ‬ ‫جغرافية"‪ ،‬ال�شيء الذي �أنتج‬ ‫"مناف�سة‬ ‫ّ‬ ‫�أغاين"عادية" ب�إيقاعات جغرافية حملّية!‪...‬‬ ‫‪ .2‬الواقع ال�سيا�سي العربي الذي ولّدته الهزائم‬ ‫والع�سكرية جعل ال�شارع العربي‬ ‫ال�سيا�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والت�سوق‪ .‬ولذلك كان املطرب‬ ‫ل‬ ‫للتجو‬ ‫حكراً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(ة) العربي (ة) يب��دع مواويله (ها) و�آهات‬ ‫ع�شق��ه (ه��ا) يف ا�ستودي��و الت�سجي��ل بينما‬ ‫الن��ار حت��رق �شام وني���ل‪ 1967‬وال�شارع‬ ‫املتم��رد‬ ‫حمرو���س بالع�ص��ي واملط��رب‬ ‫ّ‬ ‫حمروم من ت�أ�شري الدخول لإحياء العرو�ض‬ ‫الغنائية‪...‬‬ ‫العربية يعني‬ ‫الذهنية‬ ‫ولأن "االختالف" يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�آلي ًا "الفتنة"‪ ،‬فقد قويت مفاهيم "الواحدية"‬ ‫العربية التي‬ ‫و"الإجماع" على ل�سان الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫عو�ض �إنتاج خطاب البديل واملثال واحلرية‬

‫الإبـــداع‬

‫�شعرية خا�صة بك ّل غر�ض �شعري‪ .‬و�إذا كان‬ ‫ّ‬ ‫لل�شعر‪ ،‬تنظرياً و�إبداعاً‪ ،‬ت�أثري وا�ضح على باقي‬ ‫الفنون‪ ،‬فالنتيجة هي �أن �أعطاب ال�شعر انتقلت‪،‬‬ ‫بالعدوى‪� ،‬إىل باقي الفنون‪ ،‬مبا فيها الأغنية‬ ‫العربية‪ .‬ومن هذه الأعطاب �ضياع فر�صة‬ ‫ّ‬ ‫مو�سيقية لك ّل غر�ض غنائي‪.‬‬ ‫قوالب‬ ‫�إنتاج‬ ‫ّ‬ ‫العربية بني ت�سعة‬ ‫هكذا‪ ،‬ت�ش ّتتت الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫�أ�صناف تبع ًا لت�أثري"العامل املهيمن يف‬ ‫�أدائها"‪:‬‬ ‫‪ )1‬بح�سب الغر�ض الغنائي‪ :‬حكم‪ ،‬مدح‪ ،‬غزل‪،‬‬ ‫ابتهال‪ ،‬رثاء‪...‬‬ ‫املغربية‪،‬‬ ‫‪ )2‬بح�سب الإيقاع‪ :‬اجلغرايف(الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫اخلليجية‪،)...‬‬ ‫ال�سودانية‪ ،‬الأغنية‬ ‫الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أو الإثني (�أحيدو�س للأمازيغ‪ ،‬الأندل�سي‬ ‫للمور�سكيني‪ ،‬الكناوي للزنوج‪� ،)...‬أو‬ ‫ّ‬ ‫اجلهوي (الهيت لقبائل الغرب‪ ،‬الطقطوقة‬ ‫لقبائل جبالة‪� ،)...‬أو الطبقي‪� ،‬أو الديني‪.‬‬ ‫‪ )3‬بح�سب الأدوات امل�شغلة يف العزف‪� :‬أغنية‬ ‫�رشقية (ح�ضور مهيمن للعود �أو القانون)‪،‬‬ ‫غربية (ح�ضور طاغ للقيثارة �أو‬ ‫�أغنية‬ ‫ّ‬ ‫ال�ساك�سوفون)‪...‬‬ ‫‪ )4‬بح�سب ان�ضباطها للقواعد املو�سيقية‪:‬‬ ‫ال�شعبية‪...‬‬ ‫الكال�سيكية‪ ،‬الأغنية‬ ‫الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ )5‬بح�سب عدد املغ ّنني‪ :‬الغناء املنفرد‪ ،‬الغناء‬ ‫اجلماعي‪� ،‬أغاين املجموعات‪...‬‬ ‫الن�سائية‪،‬‬ ‫‪ )6‬بح�سب جن�س املغني‪ :‬الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫أنثوية‪...‬‬ ‫الأغنية ال ّ‬ ‫ثورية‪،‬‬ ‫‪ )7‬بح�سب املوقف من الوجود‪� :‬أغنية‬ ‫ّ‬ ‫جتارية‪...‬‬ ‫ر�سمية‪� ،‬أغنية‬ ‫�أغنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النف�سية املق�صودة‪ :‬اجلذبة‬ ‫‪ )8‬بح�سب احلالة‬ ‫ّ‬ ‫(هارد روك �آند رول)‪ ،‬املرح (كال�سيك‬ ‫روك �أند رول)‪ ،‬احلزن (بلوز)‪...‬‬ ‫‪ )9‬بح�سب الّلغة‪ :‬ف�صحى‪ ،‬زجل عامي(الأغاين‬ ‫ال�شعبية)‪ ،‬تهجني (�أغاين الراي)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أمام هذه الت�شظية ملفهوم الأغنية وهذا‬ ‫الت�شتت للمجهود الغنائي‪� ،‬أمل يحن الوقت بعد‬ ‫عربية‬ ‫العربية حتت نظريات‬ ‫لتوحيد الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف الغناء تبحث يف الأ�صول وت�ستم ّد منها‬

‫والفل�سفية لإعطاء الروح‬ ‫الفكرية‬ ‫مقوماتها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الفن الفاعل يف الوجدان العربي؟‬ ‫لهذا ّ‬ ‫�أمل يحن الوقت بعد للإقالع بالأغنية‬ ‫ال�صورية‪،‬‬ ‫العربية يف زمن ال مكان فيه للفنون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فل�سفي ي�سندها يف مواجهة‬ ‫أ�سا�س‬ ‫�‬ ‫يوجد‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫رياح العوملة وهيمنة القوة املادية والرمزية؟‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 642‬للتنمية الثقافية‬ ‫اجلماعية كانت يف �أ�صلها �أغنية‬ ‫واالختالف‪� ،‬أنتجت خطاب "ال�سلطة" وع ّززت الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫مونولوج لكون الأغنية تغنى يف نف�سِ الآن‬ ‫النمطية"‪:‬‬ ‫"الواحدية" و"‬ ‫معايري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب�أ�صوات �أع�ضاء املجموعة جميعاً‪ .‬املطلب‬ ‫احلوارية‪ :‬حوار‬ ‫‪ .1‬ال�صوت الذكري‪ :‬ناعم وذك��ري‪ ،‬با�ستثناء الآن هو االرتقاء �إىل الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫�ص��وت عربي واحد خ��رق املعايري وفر�ض الذات مع الآخر‪.‬‬ ‫ذات��ه ب�صوت��ه الأج���ش الغلي��ظ‪ ،‬املط��رب‬ ‫ال�شام��ي فهد بالن‪ ،‬ولكن "ال�سلطة" الف ّنية‪ ،‬الأغنية احلوارية يف الثقافة العرب ّية �أو‬ ‫الت��ي �أ�صبحت تعبرّ عن نف�سه��ا على ل�سان "ثقافة احلوار الغنائي "( = ‪) duo‬‬ ‫هناك من يف�صل قنوات التعبري الإن�ساين‬ ‫رج��ل ال�ش��ارع الع��ادي‪ ،‬تابعت��ه بالتنكيت‬ ‫خلروجه عن املعيار املح ّدد للمغني الذكر‪� :‬إىل ثالث‪ .1 :‬املونولوج‪ :‬وهوحوار داخلي مع‬ ‫الذات‪ .2 .‬احلـوار‪ :‬يقت�ضي ح�ضور طرفني (�إما‬ ‫ال�صوت الناعم‪.‬‬ ‫فردين �أو جماعتني) يتوا�صالن لغوياً‪ ،‬ج�سدياً‪.‬‬ ‫واع‬ ‫غائي‬ ‫‪ .2‬ال�صوت الأنثوي‪ :‬ناع��م و�أنثوي‪ ،‬با�ستثناء ‪ .3‬التفاو�ض‪ :‬حوار‬ ‫م�صلحي ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أنثوية قليلة انزاح��ت عن املعيار مب�صالح الذات والآخر ويعمل على التوفيق‬ ‫�أ�ص��وات � ّ‬ ‫النمطيوفر�ضتذاتهاب�أ�صواتهااملبحوحة‪ :‬بينها‪...‬‬ ‫لكن القاعدة العامة لكائن اجتماعي‬ ‫املغربية نعيمة �سميح‪ ،‬واملطربة‬ ‫املطربة‬ ‫ّ‬ ‫جنوى كرم وهيام يون�س‪� ...‬إذ عرف الغناء كالإن�سان تبقى هي "احلوار"‪ ،‬لأنها قناته‬ ‫التعبريية الأ�سا�س ال ي�ستبدلها باملونولوج‬ ‫يف العامل العربي‪ ،‬يف املا�ض��ي‪ ،‬الّلجان‬ ‫ّ‬ ‫تهت��م ب�إج��ازة �أو مبن��ع الأ�ص��وات �إال يف هزائمه و�إحباطاته و�شكوكه وخوفه‬ ‫الت��ي‬ ‫ّ‬ ‫الغنائي��ة من الآخر‪ .‬كما ال ي�ستبدلها بالتفاو�ض �إال يف‬ ‫الغنائي��ة ال�صاحل��ة والأ�ص��وات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الر�سمية والتنازالت املتبادلة‪...‬‬ ‫الت�سويات‬ ‫أمر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫أول‬ ‫�‬ ‫يف‬ ‫اعرت���ض‬ ‫وقد‬ ‫ال�صاحل��ة‪.‬‬ ‫غري‬ ‫ّ‬ ‫االهتمام باحلوار هو اهتمام حديث‬ ‫العربية العمالقة فايزة �أحمد‬ ‫على املطربة‬ ‫ّ‬ ‫البحة التي رافق التنظري الفكري والإبداعي وال�سيا�سي‬ ‫ب�سبب‬ ‫"البحة" يف �صوتها‪ ،‬هده ّ‬ ‫ّ‬ ‫مميزة عند والتاريخي الهادف �إىل االنفتاح على الآخر‬ ‫كان��ت يف حينها ميزة‬ ‫�صوتي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫جرياننا يف ال�شمال‪.‬‬ ‫الذي قد يكون جزءاً من ذاتنا تار ًة �أو وجوداً‬ ‫هكذا‪ ،‬بانف�صالها عن ال�شارع العربي منف�ص ًال تار ًة �أخرى‪� ،‬أحيان ًا حتت ا�سم‬ ‫"تنا�ص" �أو‬ ‫مبطالبه و�آماله و�إحباطاته‪� ،‬أ�صبحت الأغنية "�رشاكة" و�أحيان ًا �أخرى حتت ا�سم‬ ‫ّ‬ ‫العربية جمرد نوتات ميلأ بها املذياع "تالقح"‪ ...‬والأغنية ك�شكل من �أ�شكال الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫معنية باحلوار‪ ،‬ولك ّنها كتج ٍّل من جتلّيات‬ ‫والتلفزيون �آذاننا يف انتظار �ساعة نومنا‬ ‫ّ‬ ‫نحن‪ ،‬ونهاية ب ّثه هو‪ .‬وت�أ�سي�س ًا على ذلك‪ ،‬غاب عقلية املجتمع‪ ،‬رهينة الن�سق العام �سواء يف‬ ‫�أكرب منرب جماهريي لتمرير خطاب الدمقرطة �إرادة االنفتاح والتالقح والتع ّدد �أم يف �إرادة‬ ‫والتحرر والوعي احلقوقي‪ ،‬وغابت معه �أ�سئلة التقوقع والر�أي الواحد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املواطنة واحلوار‪...‬‬ ‫العربية من كونها �أغنية‬ ‫لقد عانت الأغنية‬ ‫ّ‬ ‫النوعية‬ ‫مونولوج‪ ،‬تغ ّني لذاتها‪ .‬حتى الطفرة‬ ‫ّ‬ ‫مغربية‬ ‫غنائية‬ ‫�شعبية‬ ‫التي ح ّققتها جمموعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سبعينيات (نا�س الغيوان‪ ،‬جيل جياللة‪،‬‬ ‫خالل‬ ‫ّ‬ ‫تاكدة‪� ،‬إزنزارن‪ )...‬مبحاوالتها االرتقاء �إىل‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪643‬‬

‫مـلـف‬ ‫احل�صاد الثقايف ال�سنوي‬ ‫للعام ‪2010‬‬

‫احل�صـــاد‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 644‬للتنمية الثقافية‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪645‬‬

‫ثقا ّ‬ ‫االنرتنتيخلو من حت ّفظات‬ ‫حيوي ال‬ ‫يف‬ ‫ال�شباب‬ ‫‪:2010‬عام‬ ‫العام لق�ضايا‬ ‫ح�صادعامة‬ ‫مالمح‬ ‫على ّ‬ ‫احل�صاد‬ ‫م‪ �.I‬ما‬ ‫املثارة عرب االنرتنت يف العام ‪2010‬‬ ‫ؤ�شراتقبلالق�ضايا‬ ‫العربي من خالل �أن�شطة امل� ّؤ�س�سات العرب ّية‬ ‫الثقايف املثارة‬ ‫امل�شهدالق�ضايا‬ ‫جماهريية‬ ‫‪-I I‬‬ ‫على والفكر ّي‬ ‫الثقاف ّية‬ ‫الدور ّيات‬ ‫الن�شرخالل‬ ‫العربي من‬ ‫الق�ضاياةاملثارة‬ ‫خا�صة"‬ ‫و"نظرات‬ ‫الثقايف قنوات‬ ‫‪-III‬امل�شهدالتقنية"‬ ‫"الب�صمة‬ ‫إىلّية اخلليج "ب�صمة اجلغرافيا"‬ ‫ختام‬ ‫املحيط �‬ ‫مالحظات‬ ‫الق�ضايا من‬ ‫‪.V I‬‬ ‫احل�صـــاد‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 646‬للتنمية الثقافية‬

‫ح�صاد العام ‪:2010‬‬

‫عام ثقا ّ‬ ‫حيوي ال يخلو من حتفّظات‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫‪ .I‬ما قبل احل�صاد‬

‫هل ميك��ن الق��ول �إن الزخم‬ ‫الثقافــــي فــي العام ‪،2010‬‬ ‫واملرتاكم يف �أ�شكاله‪ ،‬يعك�س‬ ‫نوعيته؟‬ ‫حقيقي ًا فــي‬ ‫تطوراً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كــــل هـــذه‬ ‫وهـــل جـــــاءت‬ ‫ّ‬ ‫ومتميزة‬ ‫الأ�ســــئلة خمــتلفة‬ ‫ّ‬ ‫بع�ضــها عــن البعـ�ض �أو �أن‬ ‫فــخ‬ ‫الكثـــري منها وقـع فـي ّ‬ ‫حد �أ ّننا �أ�صبحنا‬ ‫التكـرار �إىل ّ‬ ‫عدة‬ ‫ونـدوات‬ ‫ؤمترات‬ ‫نـرى م�‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫تناق�ش املو�ضوعات نف�سها‬ ‫�أحــــيانــ ًا حتـــت العــناويـن‬ ‫نف�سها؟‪.‬‬

‫االنطب��اع ال ّأويل املتولّ��د ع��ن بانورام��ا‬ ‫امل�شه��د الثق��ايف العرب��ي عل��ى امت��داد الع��ام‬ ‫وتنوعها‪،‬‬ ‫‪ ،2010‬هو كثافة الأن�شطة‬ ‫ّ‬ ‫والفعاليات ّ‬ ‫احليز الوا�سع الذي ُخ ّ�ص�ص للفنون‪،‬‬ ‫بخا�ص ًة مع ّ‬ ‫وفن ت�شكيلي‬ ‫م�رسحية‬ ‫من عرو���ض‬ ‫و�سينمائية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عما يوحي ب��ه هذا امل�شهد‬ ‫وغن��اء‪� ..‬إل��خ‪ ،‬ف�ض ًال ّ‬ ‫عملية للح��وار والنقا�ش وتبادل‬ ‫من تبل��ور �أط ٍر ّ‬ ‫العربية‪ ،‬وال�سيما‬ ‫الثقافية‬ ‫التجارب يف الق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بعدما عملت ال�سيا�سة طوي ًال على تفريق العرب‪،‬‬ ‫االقت�صادية‪.‬‬ ‫وبعدما باعدت بينهم امل�صالح‬ ‫ّ‬ ‫لك��ن‪ ،‬هل ميكن القول �إن هذا الزخم الثقايف‬ ‫تطوراً‬ ‫يف ظاهره‪ ،‬واملرتاكم يف �أ�شكاله‪ ،‬يعك�س ّ‬ ‫نوعيت��ه؟ وه��ل ج��اءت ك ّل ه��ذه‬ ‫حقيقي�� ًا يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومتميزة عن بع�ضها البع�ض �أم‬ ‫خمتلفة‬ ‫أ�سئلة‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫فخ التك��رار واالجرتار‬ ‫�أن الكث�ير منه��ا وقع يف ّ‬ ‫وندوات‬ ‫ؤمت��رات‬ ‫�إىل ح�� ّد �أ ّنن��ا �أ�صبحنا ن��رى م�‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عديدة تناق�ش املو�ضوعات نف�سها �أحيان ًا حتت‬ ‫العناوي��ن نف�سها؟ ثم‪ ،‬ولعلّ��ه ال�س�ؤال الأهم‪ ،‬هل‬ ‫الم�ست ه��ذه الأن�شط��ة والفعالي��ات اهتمامات‬ ‫النا���س وتطلّعاته��م وهمومه��م‪� ،‬أو �أنه��ا بقي��ت‬ ‫العربي��ة قليل��ة‬ ‫حم�ص��ور ًة يف دوائ��ر النخ��ب‬ ‫ّ‬ ‫العدد؟‬ ‫ه��ذه الأ�سئل��ة‪ ،‬ورمب��ا عديد غريه��ا‪ ،‬لي�ست‬ ‫عين��ة م��ن الأ�سئل��ة الت��ي يثريه��ا ه��ذا‬ ‫�س��وى ّ‬ ‫إيجابياته؛‬ ‫امل�شه��د الثق��ايف عل��ى الرغ��م م��ن �‬ ‫ّ‬ ‫إيجابيات الت��ي التتم ّثل بع��دد الأن�شطة‬ ‫تل��ك ال‬ ‫ّ‬ ‫وح�س��ب‪ ،‬بل بالق�ضاي��ا والعناوين التي طبعته‪،‬‬ ‫عربي‬ ‫والت��ي دارت ب�شكل �أ�سا�س يف فل��ك واقع‬ ‫ّ‬ ‫وعامل��ي متغ�ّي�رّ ‪� ،‬أوم���أت �إلي��ه عناوي��ن كثرية‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية �أوالن�صو�ص الواردة‬ ‫لعددٍ من الأن�شطة‬ ‫ّ‬

‫ت�ضمنت‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫الدوري��ات‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفكرية التي ّ‬ ‫م�صطلح�� ًا واح��داً على الأقل ي�ش�ير �إليه‪� ،‬أي �إىل‬ ‫أه��م الق�ضايا التي‬ ‫ه��ذا الواق��ع املتغيرّ ‪ .‬كان��ت � ّ‬ ‫ودورياتهم‬ ‫ان�شغ��ل بها الع��رب يف م�ؤمتراته��م‬ ‫ّ‬ ‫"التح��والت الأدبي��ة يف‬ ‫والثقافي��ة‪:‬‬ ‫الفكري��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"تكي��ف املنظ��ور الواقع��ي‬ ‫الرقم��ي"‪،‬‬ ‫الع��صر‬ ‫ّ‬ ‫التحوالت الدولية ملا بعد‬ ‫للعالقات الدولية مع‬ ‫ّ‬ ‫الباردة"‪"،‬حت��والت املنظم��ات الدولية‬ ‫احل��رب‬ ‫ّ‬ ‫وموته��ا"‪�" ،‬أي��ن دور الع��رب يف ع��امل يت�ش��كّل‬ ‫العربي��ة يف‬ ‫م��ن جدي��د؟"‪" ،‬حت�ص�ين الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫التح��والت العا�صفة"‪"،‬التابعون اجلدد"‪،‬‬ ‫زم��ن‬ ‫ّ‬ ‫"املُ�صلح��ون اجلدد"‪" ،‬اقت�ص��اد القرن احلادي‬ ‫والع�رشين‪ ،‬والآفاق االقت�صادية – االجتماعية‬ ‫واملتح��ول يف ال�رشق‬ ‫لعامل متغ�ّيّ"‪" ،‬الثاب��ت‬ ‫ّ‬ ‫الأو�س��ط"‪" ،‬حول الواق��ع العربي وامل�ستقبل يف‬ ‫عامل ُيع��اد ت�شكيله راهناً"‪� ...‬إل��خ‪ .‬حيث بدا هذا‬ ‫التحول م�صدر الكثري من الهواج�س حول الواقع‬ ‫ّ‬ ‫العربي وامل�ستقبل يف عامل متغيرّ ُيعاد ت�شكيله‬ ‫راهن��اً‪ ،‬وح��ول دور الع��رب وم�س�ؤولياته��م يف‬ ‫عربية‪.‬‬ ‫وثقافية‬ ‫فكرية‬ ‫وح�ضارية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�صن��ع نه�ضة ّ‬ ‫ه��ذا ف�ض ًال عن �أبرز التح ّديات التي تواجه الّلغة‬ ‫والهوية والتاريخ وال�شباب‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫القومي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أنهم (�أي ال�شباب) موكلون بامل�شاركة يف ر�سم‬ ‫امل�ستقبل‪ ،‬ف�ض ًال عن مو�ضوع "حوار احل�ضارات‬ ‫ومكونات��ه‪ ،‬مبا‬ ‫�أو الثقاف��ات"‪ ،‬ب��ك ّل عنا��صره‬ ‫ّ‬ ‫يف ذل��ك "الأنا والآخ��ر"‪ ،‬و"الإ�سالم"‪ ،‬وال�سيما‬ ‫الإ�س�لام كدي��ن ح�ض��اري حام��ل لقي��م احلوار‬ ‫والتع��ارف بني النا���س‪ ،‬لأن مو�ض��وع الإ�سالم‬ ‫جرت مقاربته عموم ًا من زوايا ع ّدة‪ ،‬منها على‬ ‫�سبي��ل املثال ال احل�رص �رضورة جتديد اخلطاب‬ ‫أهمي��ة االجتهادات يف �إطار‬ ‫الديني‪ ،‬والإقرار ب� ّ‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫تـقـــاطـعــت املقـاربـــــات �إزاء‬ ‫الثقافة مـــع خمتلف الق�ضايـــا‬ ‫واالجتماعيـــــة‬ ‫ال�ســــيا�ســــيــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتكنولوجيـــة‬ ‫واالقت�صـــادية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الراهنة‪ ،‬مثل "�إ�شكالية التع ّددية‬ ‫الثقافية فـي الفكــــر ال�سيا�ســـي‬ ‫ّ‬ ‫املعا�صــــر‪ :‬جـدليــة االندمـــاج‬ ‫العربية فــي‬ ‫والتنوع"‪ ،‬الثقافـة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ظ ّل و�سائط االت�صال احلديثة"‪،‬‬ ‫العربيــة‪ ..‬امل�ستقــبل‬ ‫"الثقافـــة‬ ‫ّ‬ ‫والتح ّديات"‪" ،‬تغيرّ ات الثقافة‪..‬‬ ‫حتوالت الواقع"‪.‬‬ ‫ّ‬

‫�شـــغل حـــو�ض البحـر الأبي�ض‬ ‫حـــيزاً مــن الـواقــــع‬ ‫املــتو�سط ّ‬ ‫الثـــــقافـــي العـــربــي ل�سببـني‪:‬‬ ‫�أولهـما اندراجه يف �إطار حوار‬ ‫احل�ضـــــارات �أو الثـقــــافــــات‪،‬‬ ‫التخـــوف مــن حمـــو‬ ‫وثانيهما‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫الهويـة القوميـة للدول‬ ‫ّ‬ ‫مل�صلحة هوي��ة ال�رشق الأو�سط‬ ‫الكبري‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫الديني��ة‪ ،‬ملا ي�شكّل��ه ذلك من‬ ‫املرجعي��ة‬ ‫وح��دة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعب�ي ٍر ع��ن فه��م الإ�س�لام كنظ��ام �شام��ل‪ .‬كما‬ ‫ا�ستدعت املو�ضوعات املتعلّقة بـ"الأنا والآخر"‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫التن��وع والتع�� ّدد ب�أ�شكال��ه‬ ‫مفه��وم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفكري��ة كاف��ة‪ .‬حي��ث‬ ‫وال�سيا�سي��ة‬ ‫والديني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنوع بعي��داً من‬ ‫ع��ن‬ ‫تدافع‬ ‫اجتاه��ات‬ ‫ب��رزت‬ ‫ّ‬ ‫التنميط والقولبة‪ ،‬وان�سجام ًا مع حقائق التع ّدد‬ ‫يف الك��ون ويف معطي��ات احلي��اة االجتماعية‪.‬‬ ‫ويف �إط��ار احل��وار نف�سه‪ ،‬نوق�ش��ت �آليات احلوار‬ ‫والتوا�ص��ل ب�ين ال�شباب ومع��ه‪ ،‬وم�شاركته يف‬ ‫التنموية‪.‬‬ ‫العملي��ة‬ ‫ال�ش���أن الع��ام‪ ،‬وانخراطه يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وبرز االهتم��ام يف هذا ال�سياق �أي�ض ًا بالرتجمة‬ ‫كفعل ثقايف توا�صلي‪.‬‬ ‫والالف��ت ت�شكي��ل الثقاف��ة نف�سه��ا حم��ور‬ ‫العربي��ة‪،‬‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫مناق�ش��ات يف ال�ساح��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنموي��ة‬ ‫خ�صو�ص�� ًا �إزاء �أطروح��ات املفاهي��م‬ ‫ّ‬ ‫تنموي ًا‬ ‫مكون�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫اجلدي��دة الت��ي اعتربت الثقاف��ة ّ‬ ‫عربية‬ ‫لقمة‬ ‫ثقافية ّ‬ ‫ّ‬ ‫رئي�ساً‪ ،‬ف�شغلت فكرة الإعداد ّ‬ ‫العربية‪ ،‬كما‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫مهم�� ًا يف ال�ساحة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حي��زاً ّ‬ ‫تقاطع��ت املقارب��ات �إزاء الثقاف��ة م��ع خمتلف‬ ‫واالقت�صادية‬ ‫واالجتماعية‬ ‫ال�سيا�سي��ة‬ ‫الق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتكنولوجية الراهنة‪ ،‬مثل "�إ�شكالية التع ّددية‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة يف الفكر ال�سيا�س��ي املعا�رص‪ :‬جدلية‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة يف ظ ّل‬ ‫الثقاف��ة‬ ‫ع"‪،‬‬ ‫والتن��و‬ ‫االندم��اج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪..‬‬ ‫"الثقاف��ة‬ ‫احلديثة"‪،‬‬ ‫و�سائ��ط االت�صال‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستقب��ل والتح ّدي��ات"‪" ،‬تغ�ّي�رّ ات الثقاف��ة‪..‬‬ ‫الثقافية يف الوطن‬ ‫حتوالت الواقع"‪" ،‬ال�صناعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي"‪" ،‬الثقافة الرقمية"‪�" ،‬صناعة املحتوى‬ ‫الثق��ايف العرب��ي �أهميته��ا وحتدياته��ا"‪� ...‬إلخ‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫ه��ذا ف�ض ًال عن �إ�شكاالت ق�ضايا الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫املعا��صرة عموم��اً‪� ،‬س��واء يف مقاب��ل تهاف��ت‬ ‫اجلانب الإن�ساين يف الثقافة الكونية املعا�رصة‪،‬‬ ‫�أم يف مقابل �س�ؤال الهوية‪ ،‬ومواجهات القيم يف‬ ‫نهاية عوملة احلداثة الغربية‪.‬‬ ‫بذلك تع ّددت املو�ضوعات التي تناولت القيم‬ ‫امل�شرتكة بني ال�رشق والغرب‪� ،‬أو "االختالف يف‬ ‫أيدولوجية"‪.‬‬ ‫واحل�ضاري��ة وال‬ ‫يني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجوه��ه ال ّد ّ‬ ‫ومث��ل ك ّل املو�ضوع��ات التي يتقاط��ع بع�ضها‬

‫بع�ضاً‪� ،‬شغ��ل حو�ض البحر الأبي���ض املتو�سط‬ ‫حيزاً من الواقع الثقايف العربي ل�سببني‪� :‬أولهما‬ ‫ّ‬ ‫اندراج��ه يف �إطار حوار احل�ضارات �أو الثقافات‬ ‫وما يقت�ضي��ه ذلك من �رضورة تعزيز العالقات‬ ‫املتو�سطي��ة يف �سي��اق احل��وار‬ ‫أوروبي��ة‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احل�ض��اري ب�ين الع��رب والعرب‪ ،‬وب�ين العرب‬ ‫وغريه��م‪ ،‬انطالق�� ًا م��ن القي��م امل�شرتك��ة ب�ين‬ ‫العرب��ي والإ�سالم��ي‪ ،‬وثانيهما‬ ‫الغ��رب والعامل‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫التخوف من حمو الهوية القومية للدول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مل�صلح��ة هوي��ة ال�ش��رق الأو�س��ط الكبري‪ ،‬ذي‬ ‫واالحتكارية‪ ،‬والدور الأمريكي‬ ‫اخلفية‬ ‫البواعث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املناه�ض لتطلّعات العرب واملنا�رص لإ�سرائيل‪.‬‬ ‫الدولية و�سيا�سات‬ ‫فكُت��ب الكثري عن العالق��ات‬ ‫ّ‬ ‫"تكيف املنظور الواقعي‬ ‫الواليات املتّحدة‪ ،‬مثل ّ‬ ‫التحوالت الدولية ملا بعد‬ ‫للعالقات الدولية مع‬ ‫ّ‬ ‫احل��رب الباردة"‪ ،‬و"�سيا�سـة الواليـات امل ّتحـدة‬ ‫جتـ��اه ال�شـرق الأو�سـط فـ��ي حقبـة �أوبامـا‪ :‬هـل‬ ‫حتـول"؟ و"اال�ست��شراق الأمريكي‪..‬‬ ‫هـ��ي نقطـة ّ‬ ‫ق�صة العالقات امل�ضطربة بني �أمريكا وال�رشق‬ ‫الأو�سط منذ العام ‪..."1945‬‬ ‫ويف ه��ذا ال�ص��دد‪ ،‬احتل��ت تركي��ا بدوره��ا‬ ‫حيزاً يف امل�شهد الثقايف للعام ‪ ،2010‬وذلك يف‬ ‫ّ‬ ‫�ضوء الت�سا�ؤالت واملقاربات التالية‪" :‬التعاون‬ ‫العرب��ي – الرتك��ي‪� ...‬إىل �أي��ن؟"‪" ،‬اخلي��ارات‬ ‫اال�سرتاتيجي��ة للوط��ن العرب��ي‪ ،‬وموق��ع تركيا‬ ‫عربي��ة يف التع��اون‬ ‫منه��ا"‪" ،‬وجه��ة نظ��ر‬ ‫ّ‬ ‫والتن�سي��ق العرب��ي – الرتك��ي"‪" ،‬وجه��ة نظ��ر‬ ‫عربية يف واق��ع و�آفاق العالق��ات االقت�صادية‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ -‬الرتكية"‪� ...‬إلخ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫�أم��ا مو�ضوع��ات مثل"ال��صراع عل��ى �آ�سيا‬ ‫الو�سط��ى‪ ..‬قدمي يتج ّدد"‪ ،‬و"التغلغل الإ�رسائيلي‬ ‫يف دول �آ�سي��ا الو�سط��ى وانعكا�سات��ه عل��ى‬ ‫العربية"‪ ،‬فت�شري بدورها‬ ‫عالقاتها مع املنطقة‬ ‫ّ‬ ‫مركزية مثل‬ ‫أهمي��ة الت��ي احتلّتها بل��دان‬ ‫ّ‬ ‫�إىل ال ّ‬ ‫اقت�صادي��ة‬ ‫الهن��د والياب��ان وال�ص�ين‪ ،‬كق��وى‬ ‫ّ‬ ‫عاملي��ة‪ ،‬يف امل�شه��د الثقايف العرب��ي‪ ،‬انطالق ًا‬ ‫ّ‬ ‫م��ن التفكّ��ر يف �أط��ر و�أ�ساليب التوا�ص��ل معها‬ ‫عل��ى ال�صع��د كاف��ة‪� ،‬إلتفاف�� ًا عل��ى املحاوالت‬

‫‪647‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 648‬للتنمية الثقافية‬

‫مو�ضوع احلداثة �أخلى ال�ساحة‬ ‫ملو�ضـــوعـــات مثــل املعــرفـة‬ ‫والعـــــقل والعـــــلم‪ ،‬بو�صفــها‬ ‫مكــــــونــات هــــذه احلــــداثـة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فيما �أخلت اخلطب املطالبة‬ ‫بالدميقــــراطية العـــربية على‬ ‫الن�سق الغربي ال�ساحة للخطب‬ ‫امل�شككة فيها‪.‬‬

‫الإ�رسائيلي��ة الرامي��ة �إىل مزاحم��ة الع��رب يف‬ ‫التق��رب من هذه البلدان‪ .‬وه��ذا يف وقتٍ تراجع‬ ‫ّ‬ ‫في��ه الزخ��م ال��ذي كان لبع���ض املو�ضوع��ات‬ ‫العلماني��ة‪ ،‬احلداثة‪.‬‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬امل��ر�أة‪،‬‬ ‫مث��ل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫علم�� ًا ب���أن مو�ضوع "احلداث��ة" �أخل��ى ال�ساحة‬ ‫ملو�ضوع��ات مث��ل "املعرف��ة والعق��ل والعلم"‪،‬‬ ‫مكون��ات ه��ذه احلداث��ة‪ ،‬فيم��ا �أخلت‬ ‫بو�صفه��ا ّ‬ ‫العربي��ة على‬ ‫اخلط��ب املطالب��ة بالدميقراطي��ة‬ ‫ّ‬ ‫الن�س��ق الأوروبي �أو الأمريك��ي ال�ساح َة للخطب‬ ‫امل�شكّكة فيها من خ�لال مقاالت مثل‪"،‬العوملة‬ ‫والدميقراطي��ة والإرهاب"‪" ،‬الدميوقراطية ‪� ...‬أم‬ ‫"حتول‬ ‫التنمية؟ ‪ -‬خيارات الع��رب ال�صعبة!!!"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫�أف��كار ن��شر الدميقراطي��ة �إىل ردي��ف لنظري��ة‬ ‫الف�سطاطني"‪.‬‬ ‫ه��ذا امل�شهد الثقايف الع��ام لي�س وليد العام‬ ‫الثقافية‬ ‫‪� ،2010‬إمن��ا هو يتوا�صل م��ع امل�شاهد‬ ‫ّ‬ ‫للأع��وام ال�سابق��ة �إذاً‪ ،‬وحتدي��داً م�شاه��د العق��د‬ ‫ألفية الثانية‪ ،‬الت��ي �أثارت بدورها‬ ‫الأول م��ن ال ّ‬ ‫الكث�ير م��ن الإ�شكالي��ات اجلدي��دة‪� ،‬أو قام��ت‬ ‫بتجدي��د بع���ض الق��دمي منه��ا‪ ،‬يف ظ�� ّل عومل��ة‬ ‫دولية جديدة �أي�ضاً‪.‬‬ ‫خمتلفة وعالقات ّ‬ ‫ميزت‬ ‫فما هي �أبرز ه��ذه املو�ضوعات التي ّ‬ ‫بعموميت��ه يف‪،2010‬‬ ‫امل�شه��د الثق��ايف العرب��ي‬ ‫ّ‬ ‫والت��ي ب��دت مولودة م��ن رح��م الع��ام ال�سابق‬ ‫بخا�ص��ة‪ ،‬وم��ن العق��د الفائت بعام��ة؟ و�إىل � ّأي‬ ‫منهجية ا�ستن��د ح�صادنا الثقايف للعام ‪2010‬؟‬ ‫ّ‬ ‫وهل �إن احل�صاد الثقايف قد يف�ضي �إىل التفا�ؤل‬ ‫العربية �أو �إنه يعترب ذلك جمرد‬ ‫مب�ستقبل الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫"حمالت �أمل" بح�سب ما جاء يف عنوان �إحدى‬ ‫الدوريات ال�شي �شملها احل�صاد‪ 1‬؟‬ ‫ّ‬

‫يف منهج ّية احل�صاد‬

‫لئ��ن كان��ت الق�ضاي��ا املطروح��ة �آنف�� ًا يف‬ ‫العربي��ة هي الت��ي ر�سم��ت البانوراما‬ ‫الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة للع��ام ‪� ،2010‬إال �أن ا�ستكم��ال ه��ذه‬ ‫ّ‬ ‫البانورام��ا ا�ستن��د �إىل جمموع��ة م��ن النم��اذج‬

‫العربية‪ ،‬وحتدي��داً �إىل �أن�شطة عددٍ من‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية بلغ جمموعها ‪31‬‬ ‫��ة‬ ‫الثقافي‬ ‫�سات‬ ‫امل� ّؤ�س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عربية هي‪ :‬لبنان‬ ‫م� ّؤ�س�س��ة موزّعة عل��ى ‪ 8‬دول ّ‬ ‫وم�صر و�سورية وال�سعودية والكويت والإمارات‬ ‫وتون���س واملغ��رب‪ ،‬بالإ�ضاف��ة �إىل جمموعة من‬ ‫والفكري��ة اخلا�ص��ة بهذه‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫الدوري��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(انتماء �أو �صدوراً)‪.‬‬ ‫البلدان‬ ‫ً‬ ‫من �أبرز هذه امل� ّؤ�س�سات يف لبنان‪ :‬النادي‬ ‫الثق��ايف العرب��ي‪ ،‬مرك��ز درا�س��ات الوح��دة‬ ‫العرب ّي��ة‪ ،‬املجل���س الثق��ايف للبن��ان اجلنوب��ي‪،‬‬ ‫اجلمعي��ة الّلبناني��ة لعل��م االجتم��اع‪ ،‬احلركة‬ ‫الثقاف ّي��ة انطليا���س‪ .‬وم��ن م�ص��ر‪ :‬مكتب��ة‬ ‫الإ�سكندرية‪ ،‬املجل�س الأعل��ى للثقافة‪ ،‬الهيئة‬ ‫امل�صر ّي��ة العام��ة للكت��اب‪ ،‬م��ن خ�لال معر�ض‬ ‫القاه��رة ال��دويل للكت��اب ‪� ،42‬ساقي��ة عب��د‬ ‫املنع��م ال�صاوي‪ .‬وم��ن �سوري��ة‪ :‬وزارة الثقافة‬ ‫ال�سور ّي��ة واتحّ��اد الكتّ��اب يف �سورية يف فروع‬ ‫الرق��ة ودي��ر ال��زور وال�سلم ّية وحل��ب وحم�ص‬ ‫والالذق ّي��ة و�إدل��ب وبيي�لا‪ ،‬واملرك��ز الثق��ايف‬ ‫العرب��ي يف دم�شق ‪� -‬أبو رمانة‪ .‬ومن ال�سعود ّية‪:‬‬ ‫مرك��ز املل��ك عب��د العزي��ز للح��وار الوطن��ي‪،‬‬ ‫النادي الأدبي الثقايف يف جدّ ة‪ ،‬النادي الأدبي‬ ‫يف الريا���ض‪ ،‬معر�ض الريا���ض الدويل للكتاب‪،‬‬ ‫ن��ادي �أبها الأدبي‪ ،‬نادي املدينة املن ّورة الأدبي‬ ‫والثقايف‪ ،‬املهرج��ان الوطني لل�تراث والثقافة‬ ‫اجلنادري��ة‪ .‬وم��ن الكوي��ت‪ :‬املجل���س الوطن��ي‬ ‫للثقاف��ة والفن��ون والآداب‪ ،‬م� ّؤ�س�س��ة جائ��زة‬ ‫عبد العزي��ز �سعود البابط�ين‪ ،‬معر�ض الكويت‬ ‫للكت��اب‪ ،‬جمل��ة "العرب��ي"‪ .‬وم��ن الإم��ارات‪:‬‬ ‫م� ّؤ�س�س��ة حمم��د بن را�ش��د �آل مكت��وم (املنتدى‬ ‫اال�سرتاتيج��ي العرب��ي)‪ ،‬هيئ��ة �أب��و ظب��ي‬ ‫للثقاف��ة وال�تراث‪ ،‬م� ّؤ�س�س��ة �سلط��ان ب��ن عل��ي‬ ‫العوي���س الثقاف ّية‪ ،‬مركز الإم��ارات للدرا�سات‬ ‫والبح��وث اال�سرتاتيجي��ة يف �أب��و ظب��ي‪ ،‬ندوة‬ ‫الثقاف��ة والعل��وم يف دبي‪ .‬وم��ن تون�س‪ :‬املجمع‬ ‫التّون�سي "بيت احلكمة"‪ .‬ومن املغرب‪ :‬املعر�ض‬

‫العربي"‪ ،‬جملة الآداب‪ ،‬لبنان‪.2010/ 8-7-6 ،‬‬ ‫الثقافوية والإ�صالح يف العامل‬ ‫‪ - 1‬العنوان هو‪" :‬حمالت �أمل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫ال��دويل ال�ساد�س ع�شر للكت��اب والن�شر" (الذي‬ ‫ج��اء حتت �شعار "العلم بالقراءة �أع ّز ما يطلب"‪،‬‬ ‫واتحّ اد كتّاب املغرب‪." 1‬‬ ‫الثقافي��ة والفكري��ة‬ ‫�أم��ا ع��ن الدوري��ات‬ ‫ّ‬ ‫ال�صادرة يف هذه البلدان‪ ،‬فبلغ عددها ‪ 20‬جملّة‬ ‫هي‪ :‬من لبنان‪ :‬جملة امل�ستقبل العربي‪ ،2‬جملة‬ ‫الآداب‪ ،3‬جملة الفك��ر العربي املعا�صر‪ ،4‬جملة‬ ‫الع��رب والفكر العامل��ي‪ ، 5‬جملة كلم��ن‪ ، 6‬ف�ض ًال‬ ‫ع��ن كت��اب "باحث��ات" ال�سن��وي‪7‬؛ وم��ن م�صر‪:‬‬ ‫اله�لال‪ ،8‬وجه��ات نظ��ر‪ ،9‬الثقاف��ة اجلديدة‪10‬؛‬ ‫ومن �سورية‪ :‬املعرفة‪ ،11‬احلياة الفكر ّية‪12‬؛ ومن‬ ‫ال�سعود ّي��ة‪ :‬القافلة‪ ،13‬ج��ذور‪14‬؛ ومن الكويت‪:‬‬ ‫العرب��ي‪ ،15‬البي��ان‪16‬؛ وم��ن الإم��ارات‪� :‬آف��اق‬ ‫دب��ي الثقاف ّية‪19‬؛‬ ‫الثقاف��ة‪� ،17‬آف��اق امل�ستقبل‪ّ ،18‬‬ ‫وم��ن تون�س‪:‬احلي��اة الثقاف ّية‪20‬؛ وم��ن املغرب‪:‬‬ ‫املناهل‪.21‬‬ ‫منهجية مركّ ��زة‪ ،‬جتاوز امللف يف‬ ‫ولق��راءة‬ ‫ّ‬ ‫ح�صاده �أحيان�� ًا جمعيات ورواب��ط وم� ّؤ�س�سات‬

‫‪649‬‬

‫ثقافي��ة كث�يرة منت��شرة يف املناط��ق وامل��دن‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬لأن ذل��ك يتجاوز‬ ‫والق��رى‬ ‫والبل��دات‬ ‫ّ‬ ‫ح��دود هذا التقري��ر و�أهدافه الرامي��ة �إىل قراءة‬ ‫بع���ض اتجّ اه��ات امل�شه��د الثق��ايف العرب��ي‬ ‫بعموميت��ه‪ ،‬ولي���س ع��ن طري��ق‬ ‫م�س��ح �شام��لٍ‬ ‫ٍ‬ ‫للدوريات‬ ‫الثقافية و�أن�شطته��ا‪� ،‬أو‬ ‫للم� ّؤ�س�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة ومو�ضوعاتها‪ .‬فا�ستثنى امللف �أن�شطة‬ ‫ّ‬ ‫لا ع��ن‬ ‫اجلامع��ات اخلا�ص��ة‬ ‫والر�سمي��ة‪ ،‬ف�ض� ً‬ ‫ّ‬ ‫�إ�صداراته��ا الدوري��ة‪ ،‬وذلك للأ�سب��اب ال�سابقة‬ ‫إ�ضافي�ين‪� :‬أولهم��ا‬ ‫نف�سه��ا ول�سبب�ين �آخري��ن �‬ ‫ّ‬ ‫�رضورة ح�رص من��وذج الدرا�س��ة وحتديد �أطره‪،‬‬ ‫وثانيهما غلبة الطابع الأكادميي ال�رصف على‬ ‫دوريات امل� ّؤ�س�س��ات الأكادميية و�أن�شطتها من‬ ‫أكادميية ب�صورة‬ ‫جهة‪ ،‬واجتاهها �إىل الفئات ال‬ ‫ّ‬ ‫خا�صة من جهة ثانية‪� ،‬سواء يف �أن�شطتها �أم يف‬ ‫دورياته��ا‪ .‬يف حني يهدف هذا امللف من خالل‬ ‫تلم�س احلركة‬ ‫احل�صاد الثقايف للعام ‪� 2010‬إىل ّ‬ ‫العربية‬ ‫الثقافي��ة العام��ة يف ع��دد من البل��دان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫احل�صـــاد‬

‫تخ�ص املكتب التنفيذي فقط‪ ،‬لأن الفروع الأخرى لالتحّ اد‪ ،‬وعددها ‪ 23‬فرعاً‪ ،‬مو ّزعة على خمتلف‬ ‫‪ - 1‬نذكّ ر ب�أن هذه الأن�شطة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية اخلا�صة بها‪.‬‬ ‫أن�شطتها‬ ‫�أنحاء املغرب‪ ،‬و�أجنزت �‬ ‫ّ‬ ‫العربية يف بريوت‪.‬‬ ‫الوحدة‬ ‫درا�سات‬ ‫مركز‬ ‫عن‬ ‫ت�صدر‬ ‫�شهرية‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ثقافي‬ ‫‪ - 2‬جملة فكرية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية‪ ،‬ت�صدر عن دار الآداب يف بريوت‪.‬‬ ‫ة‬ ‫أدبي‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫�شهري‬ ‫‪ - 3‬جملة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف�صلية ت�صدر عن مركز الإمناء القومي‪ ،‬بريوت‪/‬باري�س‪.‬‬ ‫ة‬ ‫فكري‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 4‬جملة ّ‬ ‫ف�صلية‪ ،‬ت�صدر عن مركز الإمناء القومي‪ ،‬بريوت‪/‬فرن�سا‪.‬‬ ‫‪ - 5‬جملة‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية‪ ،‬ت�صدر يف لبنان عن جمعية �سني‪.‬‬ ‫ف�صلية‬ ‫‪ - 6‬جملة‬ ‫ّ‬ ‫جتمع الباحثات الّلبنانيات يف بريوت‪ ،‬وقد �صدر يف العام ‪ 2010‬الكتاب الرابع ع�رش‬ ‫عن‬ ‫ي�صدر‬ ‫�ص‬ ‫متخ�ص‬ ‫�سنوي‬ ‫‪ - 7‬كتاب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية لل�شباب العربي"‪.‬‬ ‫"املمار�سات‬ ‫بعنوان‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية �شهرية‪ ،‬ت�صدر عن دار الهالل يف م�رص‪.‬‬ ‫جملة‬ ‫‪-8‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصية للن�رش العربي والدويل‪.‬‬ ‫ال�رشكة‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫�شهري‬ ‫ت�صدر‬ ‫ة‬ ‫وفكري‬ ‫ة‬ ‫و�سيا�سي‬ ‫ة‬ ‫ثقافي‬ ‫جملة‬ ‫‪-9‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شهري ًا عن الهيئة العامة لق�صور الثقافة يف م�رص‪.‬‬ ‫ت�صدر‬ ‫ة‬ ‫ثقافي‬ ‫جملة‬ ‫‬‫‪10‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شهرية ت�صدر عن وزارة الثقافة يف �سورية‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ثقافي‬ ‫جملة‬ ‫‬‫‪11‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 12‬جملة ف�صلية ت�صدر عن وزارة الثقافة ‪ -‬الهيئة العامة ال�سورية للكتاب يف �سورية‪.‬‬ ‫ال�سعودية)‪ ،‬الظهران‪.‬‬ ‫ال�سعودية (�أرامكو‬ ‫العربية‬ ‫ثقافية ت�صدر ك ّل �شهرين عن �رشكة الزيت‬ ‫‪ - 13‬جملة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ة‪-‬ال�سعودية‪.‬‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫يف‬ ‫الثقايف‬ ‫أدبي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫النادي‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫�شهري‬ ‫ت�صدر‬ ‫ة‬ ‫أدبي‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫ثقافي‬ ‫‪ - 14‬جملة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية ت�صدر عن وزارة الإعالم يف الكويت‪.‬‬ ‫ة‬ ‫�شهري‬ ‫‪ - 15‬جملة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�شهرية ت�صدر عن رابطة الأدباء يف الكويت‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ثقافي‬ ‫ة‬ ‫أدبي‬ ‫�‬ ‫جملة‬ ‫‪- 16‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية يف مركز‬ ‫والعالقات‬ ‫والن�رش‬ ‫الدرا�سات‬ ‫ق�سم‬ ‫عن‬ ‫ت�صدر‬ ‫ة‪،‬‬ ‫تراثي‬ ‫ة‬ ‫ثقافي‬ ‫ة‬ ‫ف�صلي‬ ‫جملة‬ ‫والرتاث‪،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫آفاق‬ ‫�‬ ‫جملة‬ ‫‪- 17‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية امل ّتحدة‪.‬‬ ‫إمارات‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫دبي‪-‬‬ ‫يف‬ ‫والرتاث‬ ‫للثقافة‬ ‫املاجد‬ ‫جمعة‬ ‫ّ‬ ‫اال�سرتاتيجية يف‬ ‫والبحوث‬ ‫للدرا�سات‬ ‫إمارات‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫مركز‬ ‫عن‬ ‫ا‬ ‫�شهري‬ ‫ت�صدر‬ ‫ة‬ ‫ا�سرتاتيجي‬ ‫ة‬ ‫اقت�صادي‬ ‫ة‬ ‫�سيا�سي‬ ‫جملة‬ ‫‬‫‪18‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الإمارات‪.‬‬ ‫�شهرية ت�صدر عن دار ال�صدى لل�صحافة والن�رش يف الإمارات‪.‬‬ ‫ثقافية‬ ‫‪ - 19‬جملة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية ت�صدر عن وزارة الثقافة واملحافظة على الرتاث يف تون�س‪.‬‬ ‫جملة‬ ‫‪- 20‬‬ ‫ّ‬ ‫ف�صلية ت�صدر عن وزارة الثقافة يف املغرب‪.‬‬ ‫جملة‬ ‫‬‫‪21‬‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 650‬للتنمية الثقافية‬

‫فق��د الوط��ن العرب��ي يف العام‬ ‫‪ 2010‬ع��دداً من ال�شخ�صيات‬ ‫الفكري��ة والأدبي��ة والثقافي��ة‬ ‫املرموق��ة مث��ل د‪ .‬حممد عابد‬ ‫اجلابري و د‪ .‬حممد �أركون ود‪.‬‬ ‫ف���ؤاد زكري��ا ود‪ .‬ن��صر حامد‬ ‫�أب��و زي��د ود‪ .‬خليف��ة التلي�س��ي‬ ‫ود‪ .‬غ��ازي الق�صيبي والطاهر‬ ‫وطار و�أحمد ال�سقاف‪.‬‬

‫�شه��دت نهايات الع��ام ‪2010‬‬ ‫"املــــ�ؤمت��ر الرابــــ��ع للحــــوار‬ ‫ال�صين��ي" الذي عقد‬ ‫العرب��ي‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف بكني‪ ،‬حيث بحث يف جوانب‬ ‫العربية‪-‬‬ ‫خمتلفة من العالقات‬ ‫ّ‬ ‫يف‬ ‫ال�صيني��ة‪ ،‬يف �إط��ار مع��ر ّ‬ ‫ّ‬ ‫أكادمي��ي‪ ،‬ذي جوان��ب‬ ‫يف �‬ ‫ثق��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫وثقافية‪،‬‬ ‫واقت�صادية‬ ‫�سيا�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متنوعة‬ ‫م�سائل‬ ‫خالل��ه‬ ‫نوق�شت‬ ‫ّ‬ ‫تقت�ضيها العوملة االقت�صادية‪.‬‬

‫م��ن خالل الأن�شط��ة والدوري��ات املنفتحة على‬ ‫اجلمهور العربي الوا�سع مبختلف اخت�صا�صاته‪.‬‬ ‫وا�ستثن��ى املل��ف �أي�ض��اً‪ ،‬وحر�ص�� ًا �أي�ض�� ًا على‬ ‫�رضورة ح�رص من��وذج الدرا�سة‪ ،‬بع�ض الأن�شطة‬ ‫الثقافية‬ ‫الثقافي��ة التي قام��ت بها امل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي �شملته��ا الدرا�س��ة‪ ،‬مثل املعار���ض الف ّنية‬ ‫عل��ى �أنواعه��ا‪ ،‬والن��دوات الأدبي��ة والأم�سيات‬ ‫لا ع��ن الأن�شط��ة ذات الطاب��ع‬ ‫ال�شعري��ة‪ ،‬ف�ض� ً‬ ‫ال�سيا�س��ي ال��صرف‪ .‬فيما ا�ستثنى املل��ف �أي�ض ًا‬ ‫والفكرية املو�ضوعات‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫م��ن الدوريات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي��ة البحتة‪ ،‬ولي�س تل��ك املتعلقة بالفكر‬ ‫لا ع��ن ا�ستثنائ��ه املو�ضوعات‬ ‫ال�سيا�س��ي‪ ،‬ف�ض� ً‬ ‫‪1‬‬ ‫املتخ�ص�ص��ة ‪� ،‬إىل جان��ب الفن��ون‬ ‫الفل�سفي��ة‬ ‫ّ‬ ‫أدبي��ة وغ�ير الأدبي��ة (كال�شع��ر‪ ،‬والرواي��ة‪،‬‬ ‫ال ّ‬ ‫والفن‬ ‫والق�صة‪ ،‬وال�سينما‪ ،‬وامل�رسح‪ ،‬والت�صوير‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية التي تناولت‬ ‫الت�شكيلي‪�..‬إلخ)‪ ،‬والأن�شطة‬ ‫ّ‬ ‫معينة‪ ،‬خ�صو�ص ًا تلك‬ ‫ثقافية‬ ‫�شخ�صيات‬ ‫وفكرية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫غيبها املوت يف العام ‪� .2010‬إذ فقد الوطن‬ ‫التي ّ‬ ‫العربي يف هذا العام عدداً من هذه ال�شخ�صيات‬ ‫الفكري��ة‬ ‫الت��ي حفل��ت �سريه��ا بالإجن��ازات‬ ‫ّ‬ ‫والثقافي��ة‪ ،‬مث��ل املفكّ��ر‬ ‫أدبي��ة‬ ‫ّ‬ ‫والفل�سفي��ة وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫املغرب��ي حمم��د عاب��د اجلابري م�ؤلّ��ف "نحن‬ ‫والرتاث"‪" ،‬اخلط��اب العربي املعا��صر"‪" ،‬بنية‬ ‫الفكرية‬ ‫العق��ل العربي" وغريه��ا من امل�ؤلّف��ات‬ ‫ّ‬ ‫الهام��ة‪ ،‬وال�شاع��ر واملثق��ف الكويت��ي �أحم��د‬ ‫الكويتية‪،‬‬ ‫ال�سقاف م��ن م� ّؤ�س�سي جملة "العربي"‬ ‫ّ‬ ‫املتخ�ص���ص يف الفل�سفة‬ ‫والأكادمي��ي امل�رصي‬ ‫ّ‬ ‫ف���ؤاد زكري��ا‪ ،‬الذي كان م�ست�ش��ار حترير �سل�سلة‬ ‫الكويتي��ة‪ ،‬واملفكّ��ر والأكادميي‬ ‫ع��امل املعرف��ة‬ ‫ّ‬ ‫اجلزائ��ري حممد �أرك��ون الذي ا�شته��ر مب�ؤلفاته‬ ‫مث��ل "الفك��ر الأ�ص��ويل وا�ستحال��ة الت�أ�صي��ل"‪،‬‬ ‫"نح��و تاريخ �آخر للفكر الإ�سالمي"‪ ،‬الإ�سالم ‪-‬‬ ‫�أوروبا – الغرب"‪�..‬إل��خ‪ ،‬واملفكّر والأديب الّليبي‬ ‫خليف��ة التلي�سي الذي خلّف �أك�ثر من ‪ 45‬كتاب ًا‬

‫يف التاريخ والرتجمة والأدب والفكر‪ ،‬منها "بعد‬ ‫القر�ضابي��ة"‪" ،‬رحل��ة عرب الكلم��ات"‪ ،‬والروائي‬ ‫اجلزائ��ري الطاهر ّ‬ ‫وط��ار الذي ا�شته��ر بروايات‬ ‫مث��ل "ال�لاز" و"الزل��زال" وغريه��ا‪ ،‬وال�شاع��ر‬ ‫والأدي��ب وال�سيا�سي ال�سعودي غ��ازي الق�صيبي‬ ‫أدبي�� ًا مثل "�شق��ة احلرية"‪،‬‬ ‫ال��ذي خلّف نتاج�� ًا � ّ‬ ‫"الع�صفورية" يف الرواية‪ ،‬و"لل�شهداء" و"حديقة‬ ‫الغ��روب" يف ال�شع��ر‪ ،‬والأكادمي��ي واملفكّ��ر‬ ‫املتخ�ص���ص بالدرا�س��ات الإ�سالمي��ة‬ ‫امل��صري‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة والعلوم الإن�ساني��ة ن�صر حامد‬ ‫والّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫�أب��و زي��د‪ ،‬الذي ا�شته��ر مب�ؤلفات مث��ل "االجتاه‬ ‫العقلي يف التف�سري"‪�" ،‬إ�شكاليات القراءة و�آليات‬ ‫الت�أويل"‪" ،‬نقد اخلطاب الديني"‪" ،‬دوائر اخلوف‬ ‫قراءة يف خطاب املر�أة"‪...‬‬

‫�أن�شطة وفعاليات ثقاف ّية تتنا�سل‬

‫‪2‬‬

‫�سبق��ت الإ�ش��ارة �إىل �أن املو�ضوع��ات التي‬ ‫دار يف فلكه��ا امل�شهد الثقايف العربي يف العام‬ ‫‪ ،2010‬بدت مولودة من رحم العام ال�سابق‪ ،‬ال بل‬ ‫م��ن العقد الفائت‪ .‬وقد ع ّزز هذا االنطباع ال ّأويل‬ ‫الثقافية‬ ‫البانورامي��ة عل��ى ال�ساح��ة‬ ‫الإطالل��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�ض��ي يف اعتم��اد النم��وذج‬ ‫العربي��ة‪ ،‬قبي��ل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املح�� ّدد ال��ذي ا�ستن��د �إلي��ه احل�صاد‪ .‬فتب�ّيأنّ �أن‬ ‫الثقافية التي اخ ُتتم بها‬ ‫من بني �أبرز الأح��داث‬ ‫ّ‬ ‫أوروبية‬ ‫العام ‪ ،2009‬انعقاد "م�ؤمتر العالقات ال‬ ‫ّ‬ ‫املتو�سطية بني الت�رصيحات واحلقائق"(منتدى‬ ‫ّ‬ ‫الفك��ر العرب��ي‪ ،‬ع ّم��ان)‪ ،‬وال��ذي تاب��ع ق�ضايا‬ ‫احل��وار احل�ض��اري بني الع��رب والع��رب‪ ،‬وبني‬ ‫العرب وغريه��م‪� .‬إذ كان منت��دى الفكر العربي‬ ‫خ�ص�ص �أك�ثر من ع�رشين ح��واراً يف جمال‬ ‫ق��د ّ‬ ‫أوروبي��ة‪ ،‬ب��دءاً من احل��وار العربي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫احل��وارات‬ ‫ّ‬ ‫الأول ال��ذي عق��د يف ع ّم��ان قب��ل ‪ 27‬عام��اً؛ ثم‬ ‫يف‬ ‫تاب��ع يف م�ؤمتره ه��ذا م�س�ألة الرتاج��ع الثقا ّ‬ ‫املتو�سطية‪ ،‬وال�سيما‬ ‫يف العالقات بني ال�شعوب‬ ‫ّ‬

‫‪ - 1‬من ذلك مثالً‪ ،‬مو�ضوعات مثل "التفكري الفينومينولوجي مع فتغن�شتاين"‪� ،‬أو"نيت�شة واحلقيقة"‪� ،‬أو "يف الفل�سفة‬ ‫النيت�شوية" وما �شابه‪ .‬‬ ‫‪ - 2‬ميكن العودة �إىل تفا�صيل الفعاليات املذكورة يف هذا العنوان يف ملحق احل�صاد‪ ،‬حتت عنوان �أن�شطة وفعاليات‬ ‫ثقافية تتنا�سل‪.‬‬ ‫ّ‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫ا�ست�ضافت القاهرة يف نهاية‬ ‫العام ‪ ،2009‬م�ؤمتراً دولي ًا‬ ‫بعنوان‪" :‬م�ستقبل الإ�صالح‬ ‫يف العامل الإ�سالمي‪ :‬خربات‬ ‫مقارنة مع حركة فتح اهلل‬ ‫الرتكية‪� ،‬أكد على �أن‬ ‫كولن‬ ‫ّ‬ ‫"التنوع يف مناذج الإ�صالح‬ ‫ّ‬ ‫أبجديات املرجعية‬ ‫ُيعترب من � ّ‬ ‫الإ�سالمية التي ي�ستند �إليها‬ ‫رواد الإ�صالح والتجديد‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ك�شف م�ؤمتر "فكر‪ "9‬الذي‬ ‫نظمته م� ّؤ�س�سة الفكر العربي‬ ‫قومي‬ ‫النقاب عن هاج�س‬ ‫ّ‬ ‫عربي يتم ّثل يف كيفية‬ ‫ّ‬ ‫عربية‬ ‫الإ�سهام يف نه�ضة‬ ‫ّ‬ ‫عمت‬ ‫تع ّذر القيام بها منذ �أن ّ‬ ‫عربية البلدان‬ ‫نه�ضوية‬ ‫حركة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية بني مطلع القرن‬ ‫ّ‬ ‫التا�سع ع�رش وبدايات القرن‬ ‫الع�رشين‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫�أن التفاع��ل �أو التعاون عرب املتو�سط من وجهة‬ ‫نظر املنظّ مني لي�س بجديد‪.‬‬ ‫يف املقاب��ل �شه��دت نهاي��ات الع��ام ‪2010‬‬ ‫"امل�ؤمتر الرابع للحوار العربي‪ -‬ال�صيني" الذي‬ ‫عق��د يف بك�ين‪ ،‬بعدم��ا كان امل�ؤمت��ر الأول ق��د‬ ‫�أقي��م �سنة ‪ 1986‬يف ع ّم��ان حتت عنوان "العرب‬ ‫وال�ص�ين‪ :‬م��ن الت�أييد عن بع��د �إىل التعاون عن‬ ‫قرب – حوار امل�ستقب��ل"‪ .‬فبحث امل�ؤمتر الرابع‬ ‫العربي��ة‪-‬‬ ‫يف جوان��ب خمتلف��ة م��ن العالق��ات‬ ‫ّ‬ ‫أكادمي��ي‪،‬‬ ‫يف �‬ ‫يف ثق��ا ّ‬ ‫ال�صيني��ة‪ ،‬يف �إط��ار مع��ر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وثقافي��ة‪،‬‬ ‫��ة‬ ‫واقت�صادي‬ ‫��ة‬ ‫�سيا�سي‬ ‫جوان��ب‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متنوع��ة تقت�ضيه��ا‬ ‫نوق�ش��ت خالل��ه م�سائ��ل‬ ‫ّ‬ ‫العوملة االقت�صادية‪ ،‬وحت�سني ظروف املعي�شة‪،‬‬ ‫ومواجهة امل�صاعب والتح ّديات‪ .‬من ذلك‪� ،‬أهمية‬ ‫التع��اون يف جمال الطاقة وال�سوق واال�ستثمار‪،‬‬ ‫و��ضرورة �إن�ش��اء جم��االت جدي��دة لال�ستثمار‪،‬‬ ‫التحتية عرب اال�ستفادة‬ ‫وال�سيما يف �إطار ال ُبنى‬ ‫ّ‬ ‫أهمية‬ ‫من جمل�س التع��اون العربي– ال�صيني‪ ،‬و� ّ‬ ‫ق��وة ال�صني اقت�صادي ًا ودورها يف‬ ‫التكاف�ؤ بني ّ‬ ‫الفل�سطينية‪،‬‬ ‫الق�ضية‬ ‫الق�ضايا الدولية‪ ،‬وحتديداً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ا�سرتاتيجي��ات جدي��دة لتعمي��ق‬ ‫وكيفي��ة ر�س��م‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التعاون العرب��ي ‪-‬ال�صين��ي‪ ،‬وتعزيز العالقات‬ ‫الثقافية‪.‬ه��ذا بالإ�ضاف��ة �إىل لقاءي��ن عقدهم��ا‬ ‫ّ‬ ‫ال�شهري��ة حت��ت‬ ‫لقاءات��ه‬ ‫�ضم��ن‬ ‫م��ن‬ ‫املنت��دى‬ ‫ّ‬ ‫رتك��ة"‪،‬‬ ‫عنوان‪":‬ال��شرق والغ��رب‪ :‬القي��م امل�ش َ‬ ‫واحل�ضارية‬ ‫يني��ة‬ ‫ّ‬ ‫و"االخت�لاف يف وجوه��ه ال ّد ّ‬ ‫أيدولوجية"‪.‬‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫وكان الع��ام ‪ 2010‬ق��د ُد ِّ�ش��ن باملرحل��ة‬ ‫احلي‬ ‫الثانية م��ن ور�شة عمل "م��شروع الرتاث ّ‬ ‫لبلدان البحر الأبي���ض املتو�سط"‪ ،‬وهو م�رشوع‬ ‫كان��ت وزارة الثقاف��ة ال�سور ّية ق��د �أطلقته قبل‬ ‫ثالث �سن��وات بالتعاون مع اليون�سكو‪ .‬فناق�شت‬ ‫الور�ش��ة اتفاقي��ة حماي��ة ال�تراث اللاّ مادي يف‬ ‫بل��دان حو�ض البح��ر الأبي�ض املتو�س��ط ب�شكلٍ‬ ‫ع��ام‪ ،‬ويف �سورية ب�ش��كلٍ خا�ص‪ ،‬كم��ا ناق�شت‬ ‫�آليات تنفيذ االتفاقية‪� ،‬إ�ضاف ًة �إىل اخلربات التي‬ ‫ميك��ن � ّأن تقدمه��ا الور�شة لأع�ض��اء جلان جمع‬ ‫ال�سورية‪.‬‬ ‫الرتاث يف ك ّل املناطق‬ ‫ّ‬

‫ويف موازاة ذلك‪ ،‬كانت القاهرة قد ا�ست�ضافت‬ ‫يف نهاي��ة الع��ام ‪ ،2009‬م�ؤمت��راً دولي�� ًا بعنوان‪:‬‬ ‫"م�ستقب��ل الإ�صالح يف العامل الإ�سالمي‪ :‬خربات‬ ‫مقارنة مع حرك��ة فتح اهلل كولن الرتك ّية"‪� ،‬أكّ دت‬ ‫"التنوع يف‬ ‫بيان لها �أن‬ ‫خالله �أمانته العامة يف ٍ‬ ‫ّ‬ ‫من��اذج الإ�صالح ُيعت�بر من �أبجد ّي��ات املرجعية‬ ‫رواد الإ�ص�لاح‬ ‫الإ�سالمي��ة الت��ي ي�ستن��د �إليه��ا ّ‬ ‫والتجدي��د‪ ،‬و�أن املرجعي��ة الإ�سالمي��ة ذاتها هي‬ ‫وترح��ب بجمي��ع‬ ‫الت��ي تفت��ح الأب��واب املغلق��ة‪ّ ،‬‬ ‫االجته��ادات التي ت�شتبك م��ع الواقع وتهدف �إىل‬ ‫�إ�صالحه وتطويره‪ .‬وعليه‪ ،‬ف�إن تع ّدد االجتهادات‬ ‫يف �إط��ار وح��دة املرجع ّية لي�س فق��ط مقبوالً‪ ،‬بل‬ ‫ه��و ��ضروري والزم‪ ،‬وه��و م��ن مظاه��ر التعبري‬ ‫التنوع‬ ‫عن فه��م الإ�سالم كنظ��ام �شامل‪ .‬كم��ا �أن ّ‬ ‫يف ال��ر�ؤى والربام��ج الإ�صالحي��ة عل��ى �أ�سا���س‬ ‫املرجعي��ة الإ�سالمية‪ ،‬ين�سجم مع حقائق الوقائع‬ ‫االجتماع ّي��ة وال�سيا�س ّية‪ ،‬ويعك���س جوهر الفطرة‬ ‫الإن�ساني��ة الت��ي تت�أ ّبى عل��ى التنمي��ط والقولبة‪،‬‬ ‫للتنوع‪ ،‬وتت�آل��ف مع حقائق التع ّدد‬ ‫وتن��زع دوم ًا ّ‬ ‫يف الكون ويف معطيات احلياة االجتماعية"‪.‬‬ ‫وتناولت بحوث امل�ؤمت��ر ومناق�شاته �آنذاك‬ ‫عدداً من الت�سا�ؤالت الهامة‪ ،‬منها‪ :‬ملاذا جنحت‬ ‫الرتكي��ة للأ�ست��اذ فت��ح اهلل كولن يف‬ ‫التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫التوا�ص��ل �إيجابي ًا مع الغرب �أكرث من � ّأي حركة‬ ‫�إ�صالحية �أخرى �أتت من العامل الإ�سالمي؟ وما‬ ‫هي طبيعة الدور الإ�صالحي لهذه احلركة داخل‬ ‫تركيا وخارجها؟ وما الذي تك�شف عنه مقارنة‬ ‫ه��ذه التجربة مع جه��ود الإ�صالح التي �شهدها‬ ‫الع��امل الإ�سالم��ي خ�لال ن�صف الق��رن الأخري‬ ‫حتدي��داً؟ وغري ذلك من الت�س��ا�ؤالت التي تهدف‬ ‫بح�س��ب منظّ م��ي امل�ؤمت��ر �إىل تعمي��ق املعرف��ة‬ ‫العلمي��ة مبختل��ف جه��ود الإ�ص�لاح والتجديد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كيفية اال�ستف��ادة بخرباتها يف مواجهة‬ ‫وبيان‬ ‫ّ‬ ‫م�شكالت الواقع وحت ّدي��ات امل�ستقبل يف العامل‬ ‫العربي والإ�سالمي‪.‬‬ ‫والثقافية‬ ‫ث��م اختتم��ت الأن�شط��ة الفكري��ة‬ ‫ّ‬ ‫عرب��ي عقدته‬ ‫للع��ام ‪ 2010‬يف لبن��ان مب�ؤمت��ر‬ ‫ّ‬ ‫م� ّؤ�س�س��ة الفك��ر العرب��ي يف ب�يروت بعن��وان‬

‫‪651‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 652‬للتنمية الثقافية‬

‫�شهد العام ‪ 2010‬عدداً‬ ‫من امل�ؤمترات حول حوار‬ ‫احل�ضارات‪ ،‬منها "امل�ؤمتر‬ ‫الدويل حول حوار احل�ضارات‬ ‫والتنوع الثقايف" يف تون�س؛‬ ‫ّ‬ ‫وم�ؤمتر "�أبعاد غائبة يف حوار‬ ‫احل�ضارات" يف فل�سطني ‪..‬‬ ‫كما �أقيمت يف �سورية "الندوة‬ ‫الدولية لربط البحار اخلم�سة"‪،‬‬ ‫ويف الإمارات م�ؤمتر �آفاق‬ ‫التعاون بني العرب ودول جزر‬ ‫البا�سيفيك‪.‬‬

‫"الع��امل ير�سم امل�ستقبل‪ ..‬دور العرب"‪ ،‬حت ّددت‬ ‫غايت��ه الأوىل يف "الإ�سه��ام يف �صن��ع نه�ض��ة‬ ‫عربي��ة ي�ش��ارك‬ ‫وح�ضاري��ة‬ ‫وثقافي��ة‬ ‫فكري��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف �إجنازه��ا �أه��ل الثقاف��ة والفك��ر و�أهل املال‬ ‫والأعم��ال"‪ .‬فيم��ا تناول��ت حم��اوره اخلم�س��ة‬ ‫املو�ضوع��ات التالي��ة‪" :‬دور الع��رب يف ر�س��م‬ ‫امل�ستقب��ل"‪" ،‬خرائط جدي��دة للفر�ص النا�شئة"‪،‬‬ ‫"اقت�ص��اد املعرف��ة‪ :‬فر���ص جدي��دة"‪" ،‬الإبداع‬ ‫االجتماعي يف الوط��ن العربي"‪" ،‬الفكر العربي‬ ‫املتنوعة)‪.‬‬ ‫احلديث"(االجتاهات والفر�ص‬ ‫ّ‬ ‫وكان رئي�س م� ّؤ�س�س��ة الفكر العربي الأمري‬ ‫خال��د الفي�صل ق��د �أ�ش��ار �إىل �أن �أهداف امل�ؤمتر‬ ‫ترمي �إىل "اكت�شاف الأ�ساليب احلديثة والفاعلة‬ ‫التي حت ّفز الوعي بدور العرب احل�ضاري‪ ،‬وتطلق‬ ‫قدراتهم الآنية ل�صناعة امل�ستقبل‪ ،‬بالبناء على‬ ‫النه�ضوي��ة الت��ي تل��وح يف الأفق‬ ‫الإرها�ص��ات‬ ‫ّ‬ ‫العربي يف �أكرث من مكان"‪.‬‬ ‫بذل��ك‪ ،‬ك�ش��ف م�ؤمت��ر "فك��ر‪ "9‬النقاب عن‬ ‫عرب��ي يتم ّثل يف كيفية الإ�سهام‬ ‫قومي‬ ‫هاج�س‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة تع�� ّذر القي��ام به��ا من��ذ �أن‬ ‫يف نه�ض��ة ّ‬ ‫العربية‬ ‫الب�لاد‬ ‫��ة‬ ‫عربي‬ ‫��ة‬ ‫نه�ضوي‬ ‫عم��ت حرك��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(ب�ين مطل��ع الق��رن التا�س��ع ع��شر وبداي��ات‬ ‫الق��رن الع�رشين)‪ ،‬وتركّ ��زت �أعمال مفكّريها يف‬ ‫التنظ�ير للط��رق والأط��ر والأ�سالي��ب الت��ي من‬ ‫�ش�أنه��ا ا�ستنها���ض العرب م��ن الواقع املتخلّف‬ ‫وجتاوزه‪ ،‬عرب تعيني مكامن هذا التخلّف وبناء‬ ‫عربي �أف�ضل‪...‬‬ ‫م�ستقبل‬ ‫ّ‬ ‫وكان �سب��ق ذل��ك‪�" ،‬إع�لان الدوح��ة ب�ش���أن‬ ‫الإع��داد للق ّم��ة الثقاف ّي��ة العرب ّي��ة"‪� ،‬أعرب من‬ ‫خالل��ه املجتمع��ون يف ال��دورة ال�سابع��ة ع��شرة‬ ‫مل�ؤمت��ر ال��وزراء امل�س�ؤولني عن ال�ش���ؤون الثقاف ّية‬ ‫يف الوط��ن العرب��ي يف الدوح��ة‪ ،‬ع��ن ثقتهم ب�أن‬ ‫العرب��ي امل�شرتك ه��و ال�سبيل �إىل‬ ‫يف‬ ‫العم��ل الثق��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫حتقي��ق �إ�سه��ام عرب��ي فاع��ل يف زم��ن التك ّتالت‬ ‫الإقليمي��ة‪ ،‬ويف زمن التح ّدي��ات الكربى يف ع�رص‬ ‫العربي‬ ‫يف‬ ‫العومل��ة‪ ،‬وب�أن �رشوط هذا العم��ل الثقا ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�ش�ترك متوفّ��رة يف ال ّأم��ة العرب ّي��ة‪ ،‬م��ن حيث‬ ‫االنتم��اء الثق��ايف واحل�ض��اري والّلغ��ة الواح��دة‪،‬‬

‫وكذل��ك من حي��ث امل�صالح امل�شرتك��ة وامل�ستقبل‬ ‫الواح��د‪ ،‬ف�ض� ً‬ ‫لا ع��ن التزامهم بتحقيق م��ا ح ّددته‬ ‫القم��ة العرب ّي��ة يف �س��رت من �أه��داف عقد القمة‬ ‫الثقاف ّية‪.‬‬ ‫ومم��ا ج��اء يف البي��ان‪" :‬ناق���ش امل�ؤمت��ر‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية املق ّدم‬ ‫ة‬ ‫للقم‬ ‫إعداد‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫املرجعي‬ ‫الإط��ار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م��ن املنظم��ة واملتم ّث��ل يف ق��رارات م�ؤمت��ر‬ ‫الثقافية يف‬ ‫ال��وزراء امل�س�ؤول�ين ع��ن ال�ش���ؤون‬ ‫ّ‬ ‫الوطن العربي وخطط العمل وامل�رشوعات التي‬ ‫اعتمدها عرب دورات انعقاده‪ ،‬والوثيقة ال�صادرة‬ ‫عن الّلق��اء التح�ضريي الأول للمثقفني وهيئات‬ ‫املعنية بالثقافة‪ ،‬الذي‬ ‫املجتم��ع املدين العربي‬ ‫ّ‬ ‫نظمت��ه م� ّؤ�س�س��ة الفك��ر العرب��ي يف بريوت يف‬ ‫�شهر متوز‪ /‬يوليو املا�ضي‪ ،‬وما تق ّدمت به دول‬ ‫عربية من اقرتاحات‪."..‬‬ ‫ّ‬ ‫كم��ا اطّ ل��ع امل�ؤمت��ر عل��ى تقري��ر املنظم��ة‬ ‫العرب ّية للرتبية والثقافة والعلوم ب�ش�أن العقد‬ ‫الثقافي��ة (‪،)2014 - 2005‬‬ ‫العرب��ي للتنمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫الثقافية‬ ‫وبخا�ص��ة م�رشوع العوا�ص��م‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعل��ى تقريريه��ا ب�ش���أن االحتف��اء بالقد���س‬ ‫عا�صم��ة للثقاف��ة العرب ّي��ة الع��ام ‪،2009‬‬ ‫والدوح��ة عا�صم��ة للثقاف��ة العرب ّي��ة ‪،2010‬‬ ‫وعل��ى الدرا�سة الت��ي و�ضعتها املنظم��ة تنفيذاً‬ ‫لتو�صي��ة ا ّللجن��ة الدائم��ة للثقاف��ة العرب ّي��ة‬ ‫ت�صور مرحلة جديدة‬ ‫(الريا�ض‪ )2009 ،‬ب�ش���أن ّ‬ ‫مل�رشوع العوا�صم الثقاف ّي��ة العرب ّية يف �ضوء‬ ‫أوروبية‪.‬‬ ‫التجربة ال‬ ‫ّ‬ ‫هك��ذا توال��دت املو�ضوع��ات وا�ستكمل��ت‪،‬‬ ‫فكان اختي��ار الإ�سكندرية عا�صم��ة ال�سياحة‬ ‫العربي��ة للع��ام ‪ ،2010‬عائداً �إىل خت��ام م�ؤمتر‬ ‫ّ‬ ‫املجل���س ال��وزاري العرب��ي لل�سياح��ة يف العام‬ ‫‪ ،2009‬ف�أت��ى ه��ذا االختيار من ب�ين ‪ 12‬مدينة‬ ‫عربية تق ّدمت له��ذه امل�سابقة‪ .‬وغطّ ت فعاليات‬ ‫ّ‬ ‫االحتف��االت باختي��ار الإ�سكندري��ة عا�صم��ة‬ ‫ال�سياح��ة العرب ّية لع��ام ‪ 2010‬الفرتة املمت ّدة‬ ‫م��ن �شهر �إبري��ل‪ /‬ني�سان وحت��ى ‪ 25‬دي�سمرب‪/‬‬ ‫كان��ون الأول ‪2010‬؛ علم�� ًا ب���أن فك��رة اختيار‬ ‫العربية‬ ‫عربية لتكون عا�صم��ة ال�سياحة‬ ‫ّ‬ ‫مدينة ّ‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫تع��ود �إىل مب��ادرة مقرتح��ة من جامع��ة الدول‬ ‫�سنوي ًا‬ ‫العربي��ة‬ ‫العربي��ة الختيار �إح��دى املدن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬وذل��ك‬ ‫لل�سياح��ة‬ ‫عا�صم��ة‬ ‫لتك��ون‬ ‫ّ‬ ‫البينية و�إبراز‬ ‫العربية‬ ‫ت�شجيع ًا حلركة ال�سياحة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اخل�صو�صي��ة والع��ادات والتقالي��د املميزة لك ّل‬ ‫يتم‬ ‫مدين��ة و�إبراز القيمة‬ ‫ّ‬ ‫ال�سياحية ل��ك ّل مدينة ّ‬ ‫اختيارها‪ ،‬و�إلق��اء ال�ضوء على الدور الذي تقوم‬ ‫العربية من خالل‬ ‫ب��ه يف دعم �صناعة ال�سياحة‬ ‫ّ‬ ‫التوا�صل مع الثقافات واحل�ضارات الأخرى‪.‬‬

‫ُ‬ ‫عام‬ ‫أعوام على‬ ‫ِ‬ ‫تخ�صي�ص ٍ‬ ‫ت�سعة � ٍ‬ ‫حلوار احل�ضارات‬

‫�شهد العام ‪ 2010‬خم�سة‬ ‫م�ؤمترات تبحث كلها عن‬ ‫هاج�س العروبة‪ ،‬وامل�أزق‬ ‫العربي‪ ،‬كان �آخرها م�ؤمتر‬ ‫"فكر‪ "9‬مل� ّؤ�س�سة الفكر العربي‬ ‫عنوانه‪" :‬العامل ير�سم امل�ستقبل‬ ‫‪ ..‬دور العرب؟"‬

‫احل�صـــاد‬

‫�إذا كان "ح��وار احل�ضارات"م��ن املفاهي��م‬ ‫�أو امل�صطلح��ات التي �س��ادت يف نهايات القرن‬ ‫املا�ض��ي‪ ،‬وذل��ك ب��رواج املفه��وم يف الأو�ساط‬ ‫والثقافي��ة كافة‪� ،‬سواء عل��ى امل�ستوى‬ ‫الفكري��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العامل��ي‪ ،‬ف���إن ه��ذا املو�ض��وع‬ ‫أم‬ ‫�‬ ‫العرب��ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫وبق��وة يف الأو�س��اط‬ ‫ب��ات مطروح��اً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالقت�صادي��ة‪ ،‬وخ�صو�ص�� ًا بعدما‬ ‫وال�سيا�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أعلن��ت اجلمعي��ة العامة ل�ل�أمم املتّح��دة العام‬ ‫‪ 2001‬عام�� ًا للح��وار ب�ين احل�ض��ارات‪ ،‬وبعدما‬ ‫كر�س‬ ‫كان منتدى دافو�س االقت�صادي العاملي قد ّ‬ ‫قبل ذلك جل�س ًة خا�ص ًة يف يناير‪/‬كانون الثاين‬ ‫‪ 2000‬حول مو�ضوع "حوار احل�ضارات"‪ .‬ف�شهد‬ ‫العام ‪ 2010‬عدداً من امل�ؤمترات والّلقاءات حول‬ ‫املو�ض��وع‪ ،‬بعدم��ا كان الع��ام ‪ 2009‬ق��د �شه��د‬ ‫ؤمترات مماثلة‪ ،‬من بينها مثالً‪":‬امل�ؤمتر‬ ‫بدوره م� ٍ‬ ‫والتنوع الثقايف‬ ‫الدويل حول ح��وار احل�ضارات‬ ‫ّ‬ ‫"مبنا�سب��ة احتفالي��ة الق�يروان عا�صم��ة‬ ‫للثقاف��ة الإ�سالمي��ة للع��ام ‪ ،2009‬وذلك نتيجة‬ ‫ارتب��اط املنظم��ة الإ�سالمي��ة للرتبي��ة والعلوم‬ ‫الدولي��ة للفرانكفوني��ة‬ ‫والثقاف��ة واملنظم��ة‬ ‫ّ‬ ‫باتفاقي��ة للتع��اون و ِّقع��ت يف الع��ام ‪،1986‬‬ ‫وم�ؤمت��ر "�أبع��اد غائب��ة يف ح��وار احل�ضارات"‬ ‫يف فل�سط�ين (‪ ،)2009‬وم�ؤمت��ر "دور الرتجم��ة‬ ‫يف ح��وار احل�ض��ارات ‪ ،"2‬والذي ج��اء انطالق ًا‬ ‫م��ن تو�صيات م�ؤمت��ر "دور الرتجم��ة يف حوار‬ ‫احل�ضارات الأول"‪ ،‬ال��ذي كانت جامعة النجاح‬

‫الوطنية قد عقدته يف العام ‪.2007‬‬ ‫ومن امل�ؤمترات والندوات التي �شهدها العام‬ ‫‪ 2010‬يف جم��ال التوا�صل واحلوار والتبادل ما‬ ‫ب�ين الثقافات واحل�ضارات‪ ،‬ن��دوة "الأتراك يف‬ ‫عيون العرب"‪ ،‬بعدم��ا كانت �سورية �شهدت يف‬ ‫ال�سورية‬ ‫الع��ام ال�ساب��ق(‪� )2009‬أعمال الن��دوة‬ ‫ّ‬ ‫الرتكية التي �أقيمت بعنوان‪" :‬ال�سوريون بعيون‬ ‫ّ‬ ‫املقررات‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫عنها‬ ‫نتج‬ ‫والت��ي‬ ‫أتراك"‪،‬‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫والتو�صيات‪ ،‬من �أهمها‪ :‬ترجمة الأدب ال�سوري‬ ‫�إىل الّلغ��ة الرتكي��ة وترجم��ة الأدب الرتكي �إىل‬ ‫العربية‪ .‬ويف �سورية �أي�ض ًا ُعقد يف مكتبة‬ ‫الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫الأ�سد الوطن ّية م�ؤمتر "العرب والأتراك‪ :‬م�سرية‬ ‫تاري��خ وح�ضارة"‪ ،‬وه��و الثاين م��ن نوعه بعد‬ ‫م�ؤمت�� ٍر م�شابهٍ ل��ه مبنا�سبة احتفالي��ة القد�س‬ ‫عا�صم��ة للثقافة العرب ّية‪ُ ،‬عقد يف العام ‪2009‬‬ ‫حت��ت عنوان "القد�س يف العهد العثماين" و�ش ّدد‬ ‫العربي��ة‬ ‫�آن��ذاك عل��ى العالق��ات‬ ‫الرتكي��ة نظراً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للتاريخ الطويل الذي يربط الأتراك بالعرب‪ .‬كما‬ ‫نظّ م��ت وزارة الثقافة ال�سور ّية يف العام ‪2010‬‬ ‫�أي�ض�� ًا ملتق��ى "التوا�ص��ل الثقايف ب�ين م�رشق‬ ‫العربية ومغربها" و"الندوة الدولية لربط‬ ‫الأمة‬ ‫ّ‬ ‫البحار اخلم�سة"‪.‬‬ ‫وعق��د "منت��دى التع��اون العرب��ي–‬ ‫ه��ذا‪ُ ،‬‬ ‫الرتكي" عل��ى امل�ستوى الوزاري يف �إ�سطنبول‪،‬‬ ‫الرتكية‬ ‫العربية‬ ‫ال��ذي رمى �إىل تعزيز العالقات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف اجتم��اع ال��دورة الثالث��ة ملنت��دى التع��اون‬ ‫التطورات يف‬ ‫العربي الرتك��ي‪ ،‬ونوق�شت خالله‬ ‫ّ‬ ‫دولية‬ ‫ال�ش��رق الأو�سط‪ ،‬بالإ�ضاف��ة �إىل ق�ضايا ّ‬ ‫و�إقليمية ع ّدة ذات اهتمام م�شرتك‪.‬‬ ‫�أم��ا مكتب��ة الإ�سكندر ّي��ة‪ ،‬فنظّ م��ت مائد ًة‬ ‫م�ستدي��رة بعن��وان "�صياغة البح��ر املتو�سط"‪.‬‬ ‫كم��ا نظّ م��ت املكتب��ة م�ؤمتر"مب��ادرات يف‬ ‫التعلي��م والعلوم والثقاف��ة لتنمية التعاون بني‬ ‫إ�سالمية" وم�ؤمت��ر "تعارف‬ ‫�أم�يركا وال��دول ال‬ ‫ّ‬ ‫احل�ض��ارات"‪ ،‬فيم��ا نظّ م��ت دول��ة الإم��ارات‬ ‫العرب ّي��ة املتّح��دة وجامع��ة ال��دول العرب ّي��ة‪،‬‬ ‫العربية ودول‬ ‫م�ؤمتر"�آفاق التع��اون بني الدول‬ ‫ّ‬ ‫جزر البا�سيفيك"‪.‬‬

‫‪653‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 654‬للتنمية الثقافية‬

‫كان للغة العربية ح�صتها من‬ ‫ن�شاطات العام ‪ 2010‬حيث‬ ‫عقد "جممع اللغة العربية"‬ ‫م�ؤمتره التا�سع يف دم�شق‪،‬‬ ‫كما �أقيمت �أي�ض ًا يف دم�شق‬ ‫ور�شة عمل حول "�إ�شكاليات‬ ‫اللغة العربية يف املواقع‬ ‫الإلكرتونية" وختم املجل�س‬ ‫العاملي للغة العربية مو�سمه‬ ‫الثقايف مبحا�رضة يف بريوت‬ ‫حتت عنوان "لغتنا الأم يف‬ ‫معرتك العوملة"‪.‬‬

‫احت َّل مو�ضوع ال�شباب العربي‬ ‫حيزاً مهم ًا يف �أن�شطة العام‬ ‫‪ ،2010‬حيث نظّ م كل من‬ ‫مكتبة الإ�سكندرية ومنتدى‬ ‫الفكر العربي‪" :‬م�ؤمتر ال�شباب‬ ‫العربي وظاهرة العنف"‪،‬‬ ‫و"منوذج حماكاة جامعة‬ ‫الدول العربية ‪،"2010‬‬ ‫و"منتدى اال�شباب العربي يف‬ ‫اال�سكندرية"‪.‬‬

‫من االنطباعات الأوىل التي‬ ‫ولّدها امل�شهد الثقايف العربي‬ ‫للعام ‪ 2010‬ن�شوء بذور‬ ‫اجتاه جمتمعي ثقايف عربي‬ ‫مييل �إىل البحث عن حلول‬ ‫عملية �أكرث من ميله �إىل �إعادة‬ ‫ّ‬ ‫االعتبار لنظريات طوباوية‪.‬‬

‫العربية‬ ‫ويف �سي��اق امل�ؤمت��رات وامللتقيات‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي تندرج �ضمن احلوار مع الآخر �أو االنفتاح‬ ‫علي��ه‪� ،‬أقيم يف املكتب��ة الوطن ّي��ة يف الرباط ‪-‬‬ ‫املغ��رب معر���ض "املغرب و�أوروب��ا‪� ،‬ستة قرون‬ ‫يف نظرة الآخ��ر" برعاية امللك حممد ال�ساد�س‪،‬‬ ‫ومنقو�ش��ات‬ ‫ولوح��ات‬ ‫ت�ضم��ن وثائ��ق وكتب�� ًا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ومعرو�ض��ات خمتلف��ة‪ ،‬تربز تاري��خ املغرب مع‬ ‫ٍ‬ ‫�أوروب��ا من��ذ نهاية القرن اخلام���س ع�رش وحتى‬ ‫الع�رص احلا�رض‪.‬‬ ‫جاءت ه��ذه الأن�شطة يف وق��ت تزامنت فيه‬ ‫الطائفية‬ ‫ال�رصاع��ات بني الأف��راد واجلماع��ات‬ ‫ّ‬ ‫خطاب‬ ‫إثنية مع العوملة‪ ،‬و�سيادة‬ ‫ٍ‬ ‫واملذهبية وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ميوه جوه��ر ال�رصاعات القائم‬ ‫عن�رصي‬ ‫يف‬ ‫ثقا ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫على امل�صال��ح عموماً‪ ،‬باختزاله �إىل �صدام بني‬ ‫ح�ض��ارات �أو ثقاف��ات‪ .‬وما الدع��وات املتع ّددة‪،‬‬ ‫الت��ي انطلقت يف العامل ب�أ��سره‪ ،‬ب�رشقه وغربه‪،‬‬ ‫�إىل "احلوار احل�ضاري �أو الثقايف"‪� ،‬سوى دعوات‬ ‫مناه�ض��ة ل�سيادة تلك الأيديولوجية التي تعترب‬ ‫عودة الهوي��ات من جدي��د �إىل امل�رسح العاملي‬ ‫وت�صادمها �أو ت�صارعها �أمراً واقعاً‪.‬‬ ‫وبالت��ايل تراوح��ت اخلطاب��ات املندرج��ة‬ ‫حتت خان��ة "حوار احل�ض��ارات" �أو "الثقافات"‬ ‫ب�ين التنظ�ير له وح��ول �رضوراته ت��ار ًة‪ ،‬وبني‬ ‫العمالنية له تار ًة �أخرى‪ ،‬ولكيفية دعمه‬ ‫الرتجمة‬ ‫ّ‬ ‫وممار�سته‪� ،‬سواء بطريقة مبا�رشة (عرب البيانات‬ ‫املثمنة للحوار)‬ ‫واخلطب واالتفاقيات امل�شرتكة ِّ‬ ‫�أم غري مبا�رشة (عرب مو�ضوعات تفكّك اخلطاب‬ ‫لت�ص��ورات �أحادية‬ ‫الثق��ايف العن��صري احلامل‬ ‫ّ‬ ‫عدائية‬ ‫ومعني��ة بت�شكي��ل مواق��ف‬ ‫ع��ن الآخ��ر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جتاه��ه)‪ .‬يذكر �أن املنظم��ة الإ�سالمية للرتبية‬ ‫والعل��وم والثقاف��ة (�إي�سي�سك��و) �سب��ق له��ا �أن‬ ‫تب ّن��ت يف خطة العمل الثالثي��ة للأعوام (‪2010‬‬ ‫ ‪ )2012‬موا�صل��ة العمل يف عدد من املجاالت‬‫ت�ضمنتها خطة العم��ل الثالثية (‪- 2007‬‬ ‫الت��ي ّ‬ ‫وحيوية مو�ضوعاتها‬ ‫‪ ،) 2009‬ب�سب��ب �أهميته��ا‬ ‫ّ‬ ‫الدولية‬ ‫امل�ستمرة م��ع املتغ�ّي�رّ ات‬ ‫وتفاعالته��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومع عدد م��ن ق�ضايا ال�ساع��ة‪ ،‬ومنها مو�ضوع‬ ‫العدائي��ة �ض�� ّد الإ�س�لام‬ ‫الت�ص�� ّدي للحمل��ة‬ ‫ّ‬

‫وامل�سلمني واعتب��ار الت�ص ّدي للحمل��ة العدائية‬ ‫�ضد الإ�سالم وامل�سلمني هدف ًا ا�سرتاتيجي ًا ثابت ًا‬ ‫يف خطط عمل املنظمة‪،‬وذل��ك �إىل جانب �أربعة‬ ‫فرعي��ة ه��ي‪ :‬تفعي��ل دور‬ ‫�أه��داف‬ ‫ا�سرتاتيجي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل��وارد الب�رشية يف املنظومة الرتبوية وتعزيز‬ ‫م� ّؤ�س�س��ات الت�أهي��ل وتطوي��ر مراك��ز التدري��ب‬ ‫وتنوي��ع برامج التكوين‪ ،‬تعزي��ز البحث العلمي‬ ‫وتوجي��ه �أولويات��ه وت�سخ�ير نتائج��ه لتحقيق‬ ‫الثقافية‬ ‫التنمي��ة امل�ستدامة‪ ،‬جتدي��د ال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫وتطوير �آليات العم��ل الثقايف خلدمة الأغرا�ض‬ ‫الرقمية‬ ‫التنموي��ة‪ ،‬الإ�سهام يف جت�س�ير الفجوة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بني الدول الأع�ضاء والدول املتق ّدمة‪.‬‬

‫من حوار احل�ضارات �إىل امل�ستقبل‬ ‫العربي‬

‫و�إذا كان العام ‪ 2010‬قد انتهى ب�س�ؤال م�ؤمتر‬ ‫"فكر ‪ "9‬عن دور العرب‪ ،‬ف�إن هذا ال�س�ؤال نف�سه‬ ‫�سبق له �أن �شكّل هاج�س امل�ؤمتر ال�سنوي ال�سابع‬ ‫ملنت��دى الإ�ص�لاح العرب��ي ال��ذي نظّ مت��ه مكتبة‬ ‫الإ�سكندري��ة الع��ام ‪ 2010‬حت��ت عنوان‪":‬ع��امل‬ ‫يت�ش��كّل م��ن جديد‪� ..‬أين دور الع��رب؟"‪ ،‬كما كان‬ ‫هاج���س م�ؤمتر "العروب��ة وامل�ستقبل" الذي �أقيم‬ ‫يف مكتب��ة الأ�س��د يف �سوري��ة‪ .‬وق��د �سب��ق ه��ذه‬ ‫امل�ؤمترات يف الع��ام ال�سابق م�ؤمتران متزامنان‬ ‫اللبناني��ة بريوت‪،‬‬ ‫ح��ول العروب��ة يف العا�صم��ة‬ ‫ّ‬ ‫الأول نظّ م��ه مرك��ز درا�س��ات الوح��دة العرب ّية‪،‬‬ ‫العربية‪ :‬ر�ؤية‬ ‫وجاء حتت عنوان "من �أجل الوحدة‬ ‫ّ‬ ‫للم�ستقب��ل"‪ ،‬والث��اين نظّ مه تي��ار امل�ستقبل حتت‬ ‫عنوان "العروبة يف الق��رن احلادي والع�رشين"‪.‬‬ ‫ثم �شهدت بريوت يف العام ‪ 2010‬ندوة "املعريف‬ ‫والأيديولوج��ي يف الفكر العربي املعا�رص" التي‬ ‫نظّ مه��ا مركز درا�س��ات الوح��دة العرب ّية‪ .‬حيث‬ ‫العلمية‬ ‫ق ّدمت الندوة ع�رشة �أبحاث يف املجاالت‬ ‫ّ‬ ‫املتع�� ّددة جلدلي��ة "املع��ريف والأيديولوج��ي"‪،‬‬ ‫وجاءت بح�سب العناوين التالية‪" :‬الأيديولوجيا‬ ‫نظرية"‪"،‬الت�أليف الفل�سفي‬ ‫واملعرف��ة‪ :‬حتدي��دات ّ‬ ‫العربي"‪"،‬الت�ألي��ف ال�سو�سيولوج��ي العرب��ي"‪،‬‬ ‫االقت�صادي��ة‬ ‫ال�سيا�سي��ة"‪" ،‬الدرا�س��ات‬ ‫"العل��وم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫ا�ستمرت ثالثة‬ ‫الندوة التي‬ ‫ّ‬ ‫�أيـــــام تنـــــاولت املحــــاور‬ ‫التالية‪":‬ال�شــــباب يف العالـم‪:‬‬ ‫�إ�شكاليات الواقع وحت ّدياته"‪،‬‬ ‫"احلـــــوار والتوا�صــــل بيـــن‬ ‫ال�شباب ومعه‪ :‬الأ�س�س وال�سبل‬ ‫والغايات"‪" ،‬م�شاركة ال�شباب‬ ‫يف ال�ش�أن العام بني الواقع‬ ‫والطموح"‪" ،‬انخراط ال�شباب‬ ‫التنــموية من‬ ‫العملـــية‬ ‫فــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خالل جودة التعليم ومواءمة‬ ‫التكوين"‪" ،‬ال�شباب وتر�سيخ‬ ‫القيم الإن�سانية امل�شرتكة"‪.‬‬ ‫الدولية‬ ‫فيما اخ َتتمت الندوة‬ ‫ّ‬ ‫�أعمالها باعتماد وثيقة حتمل‬ ‫عنوان"�إعالن تون�س حول‬ ‫ال�شباب وامل�ستقبل"‪.‬‬

‫تبينّ بالأرقام والوقائع �أن‬ ‫"نق�ص املعرفة" يف الوطن‬ ‫العربي ي�شكَّل املعوق الرئي�سي‬ ‫الثالث الذي يعرت�ض طريق‬ ‫التنمـــية الإن�ســـانية العربية‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن تراجع موقع اللغة‬ ‫العربية يف اخلارطة الثقافية‬ ‫والرتبوية العربية الذي راح‬ ‫يعك�س عمق الأزمة الثقافية‬ ‫العربية‪.‬‬

‫‪ - 1‬من الإعالن الذي �أ�صدره مركز درا�سات الوحدة العرب ّية عن الندوة ‪http://causlb.org/Home/print.php?id=61‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫احل�صـــاد‬

‫العربي��ة"‪" ،‬الدرا�س��ات‬ ‫التاريخي��ة"‪" ،‬درا�س��ات الوطن العربي‪ ،‬فيما اخت��ارت املنظمة العرب ّية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرتاث"‪" ،‬درا�سات الفك��ر النه�ضوي"‪" ،‬درا�سات للرتبي��ة والعل��وم (الألك�س��و) الأول م��ن �آذار‪/‬‬ ‫الفكر الغربي"‪" ،‬الدرا�سات‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫العربية لال�ست�رشاق"‪ .‬مار�س من ك ّل �سنة لالحتفاء بالّلغة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتطلّع مركز درا�سات الوحدة العرب ّية من خالل‬ ‫ندوت��ه �إىل "�إتاحة ناجته��ا للجمهور املثقف يف ‪ ..‬ومن امل�ستقبل العربي �إىل ال�شباب‬ ‫مو�ض��وع ال�شب��اب‪ ،‬وحتدي��داً ال�شب��اب‬ ‫الفكرية‬ ‫الوط��ن العربي‪ ،‬ولقادة الر�أي من النخب‬ ‫ّ‬ ‫حيزاً هام ًا ب��دوره يف �أن�شطة‬ ‫ّ‬ ‫وال�سيا�سي��ة‪� ،‬آم ًال �أن ي�ساعد ك ّل ذلك على �إن�ضاج العرب��ي‪ ،‬احت�� ّل ّ‬ ‫‪2010‬‬ ‫الع��ام‬ ‫كتتم��ة للأعوام ال�سابقة‪،‬‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫أي‬ ‫�‬ ‫العرب��ي‪،‬‬ ‫الثق��ايف‬ ‫الوع��ي‬ ‫وتر�شي��د‬ ‫ّ‬ ‫منا�سب��ة لتفكري هادئ وعميق يف جدلية عا�شها حيث �شهد هذا العام "منتدى ال�شباب العربي‬ ‫الوع��ي العرب��ي منذ ميالده احلدي��ث ومل تفارقه يف الإ�سكندرية"‪ ،‬و"من��وذج حماكاة جامعة‬ ‫العربي��ة ‪ ،"2010‬وم�ؤمت��ر "ال�شب��اب‬ ‫ال��دول‬ ‫حتى اليوم‪." 1‬‬ ‫ّ‬ ‫نظم��ه ك ّل م��ن‬ ‫وبقدر ما كانت الندوة‬ ‫فكرية بامتياز وظاه��رة العن��ف"‪ ،‬ال��ذي ّ‬ ‫فعالية ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف مناق�شته��ا الأوج��ه املختلف��ة اللتبا�س��ات مكتبة الإ�سكندري��ة ومنتدى الفكر العربي‪،‬‬ ‫العالق��ة ب�ين املع��ريف والأيديولوج��ي‪� ،‬إال �أن علم�� ًا ب�أن��ه �سب��ق للمنت��دى �أن عق��د خ�لال‬ ‫�أهدافه��ا جمع��ت ما ب�ين التنظ�يري والعمالين ال�سن��وات اخلم���س املا�ضية ثالث��ة م�ؤمترات‬ ‫العرب��ي وحت ّدي��ات‬ ‫"ال�شب��اب‬ ‫ف�ض هذا االلتبا�س‬ ‫�شبابي��ة ه��ي ّ‬ ‫يف � ٍآن‪ ،‬ب�سب��ب �إ�سهامه��ا يف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العرب��ي يف‬ ‫و"ال�شب��اب‬ ‫امل�ستقب��ل"(‪،)2004‬‬ ‫والت�أ�سي�س للبحث العلمي الر�صني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والهوية‪ ،‬املهج��ر"(‪ ،)2006‬و"نح��و تطوي��ر م� ّؤ�س�سات‬ ‫ويف �سياق م�س�ألة العرب والعروبة‬ ‫ّ‬ ‫ال�ش‬ ‫باب��ي العرب��ي"(‪ ،)2008‬كما ُعقد‬ ‫ن�شط��ت �أي�ض�� ًا امل�ؤمت��رات والن��دوات املدافع��ة العم��ل ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة بو�صفها �أ�سا�س�� ًا عن�رصاً من "املنت��دى العاملي للق��ادة ال�شباب‪-‬دافو�س‬ ‫عن الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫لا ع��ن‬ ‫ف�ض�‬ ‫القاه��رة‪،‬‬ ‫جامع��ة‬ ‫يف‬ ‫"‬ ‫‪2010‬‬ ‫فعقد‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫وامل�ستقبل‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫ة‬ ‫الهوي‬ ‫عنا�رص‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدولي��ة ح��ول "ال�شب��اب وامل�ستقبل‪:‬‬ ‫جممع ا ّللغة العرب ّي��ة م�ؤمتره التا�سع ("امل�ؤمتر الن��دوة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة")‪ ،‬و�أقيم��ت يف حت ّدي��ات الواق��ع‪ ،‬وتعزي��ز الق��درات‪ ،‬و�آليات‬ ‫التا�س��ع ملجم��ع الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫دم�ش��ق ور�ش��ة عم��ل ح��ول "�إ�شكالي��ات الّلغ��ة امل�شاركة"‪ ،‬التي عقدت يف قرطاج‪ ،‬وذلك يف‬ ‫العربي��ة يف املواقع الإلكرتونية"‪ ،‬وختم املجل�س �إطار "ال�سنة الدولية لل�شباب" التي انطلقت‬ ‫ّ‬ ‫العامل��ي ّللغ��ة العرب ّي��ة مو�سم��ه ال ّثق��ايف للعام ر�سمي�� ًا يف الثاين ع�رش من �شب��اط‪ /‬فرباير‬ ‫ّ‬ ‫وا�ستمرت ح ّتى احلادي ع�رش من �آب‪/‬‬ ‫‪ 2010‬مبحا��ضرة يف بريوت حتت عنوان "لغتنا ‪2010‬‬ ‫ّ‬ ‫الأم يف مع�ترك العومل��ة"؛ ويذك��ر �أن مهرجان�� ًا �أغ�سط�س ‪.2011‬‬ ‫ل ّلغ��ة العرب ّي��ة �أقامت��ه م� ّؤ�س�س��ة الفك��ر العربي‬ ‫ا�ستم��رت ثالثة �أي��ام تناولت‬ ‫الن��دوة الت��ي‬ ‫ّ‬ ‫يف �ش��ارع احلم��راء يف ب�يروت بالتع��اون م��ع املح��اور التالية‪":‬ال�شباب يف العامل‪� :‬إ�شكاليات‬ ‫جمعية فعل �أمر �صيف العام ‪ ،2010‬حتت �شعار‪ :‬الواق��ع وحت ّديات��ه"‪" ،‬احل��وار والتوا�ص��ل ب�ين‬ ‫"نحن لغتنا"‪ .‬وجاء املهرجان ليكون حلقة من ال�شب��اب ومع��ه‪ :‬الأ�س���س وال�سب��ل والغاي��ات"‪،‬‬ ‫حلق��ات "م�شروع الإ�سه��ام يف تطوير تع ّلم ا ّللغة "م�شارك��ة ال�شباب يف ال�ش�أن العام بني الواقع‬ ‫العملي��ة‬ ‫العرب ّية"‪ ،‬الذي كانت م� ّؤ�س�سة الفكر العربي قد والطم��وح"‪" ،‬انخ��راط ال�شب��اب يف‬ ‫ّ‬ ‫التنموي��ة م��ن خ�لال ج��ودة التعلي��م ومواءمة‬ ‫تب ّنت��ه من �ضمن م�رشوعها "عربي ‪ ،" 21‬الرامي‬ ‫ّ‬ ‫�إىل تعزي��ز الّلغ��ة القومي��ة ودعمه��ا عل��ى نطاق التكوي��ن"‪" ،‬ال�شب��اب وتر�سيخ القي��م الإن�سانية‬

‫‪655‬‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 656‬للتنمية الثقافية‬ ‫الدولي��ة‬ ‫امل�شرتك��ة"‪ .‬فيم��ا اخ َتتم��ت الن��دوة‬ ‫ّ‬ ‫�أعماله��ا باعتم��اد وثيقة حتم��ل عنوان"�إعالن‬ ‫تون�س حول ال�شباب وامل�ستقبل ‪."1‬‬

‫الثقافة العرب ّية حتت املجهر‬

‫لئن جاء االحتفال "ببريوت‬ ‫عا�صمة عاملية للكتاب"‬ ‫ليعزز دور بريوت الفكري‬ ‫والثقايف‪ ،‬وتهيئة الأجواء‬ ‫املالئمة للنهو�ض بو�ضع‬ ‫القراءة يف لبنان‪ ،‬ف�إن جزءاً ال‬ ‫ب�أ�س به من الأن�شطة الثقافية‬ ‫عبرّ عن حماوالت تكري�س‬ ‫�أدوات الثقافة عربياً‪.‬‬

‫معظم املو�ضوعات الثقافية‬ ‫والفكرية التي ارتطبت بلبنان‬ ‫ح�رصاً على هام�ش االحتفال‬ ‫بـ "بريوت عا�صمة عاملية‬ ‫للكتاب"‪ ،‬مل تكن منف�صلة عن‬ ‫ال�ســـياق العــاملي والإقليــمي‬ ‫والعـــــربي‪ ،‬نظـــراً الرتــباط‬ ‫امللــحة‬ ‫الق�ضــــايــا املحلــية‬ ‫ّ‬ ‫باملتغريات العاملية‪.‬‬

‫بق��در ما تنا�سل��ت املو�ضوع��ات والق�ضايا‬ ‫عام�� ًا بعد ع��ام‪ ،‬وخ�صو�ص�� ًا يف العق��د الفائت‪،‬‬ ‫�شكّل��ت الثقافة نف�سها حم��ور نقا�ش يف ال�ساحة‬ ‫العربية‪ ،‬مت ّثل يف الع��ام ‪ 2010‬بندوة‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة يف ظ�� ّل و�سائ��ط االت�ص��ال‬ ‫"الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫لل�سيا�سات‬ ‫أول‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ؤمت��ر‬ ‫�‬ ‫و"امل‬ ‫احلديثة"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة"‪ ،‬و"االجتماع التح�ضريي‬ ‫يف املنطقة‬ ‫ّ‬ ‫العربية"‪ ،‬وندوة "الثقافة‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫للقمة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأول ّ‬ ‫العربي��ة‪ ..‬امل�ستقبل والتح ّديات"‪ ،‬وم�ؤمتر"�أدباء‬ ‫ّ‬ ‫م�رص" يف دورته اخلام�سة والع�رشين حتت عنوان‬ ‫الثقافة‪..‬حتوالت الواقع"‪ .‬فيما بادرت‬ ‫"تغيرّ ات‬ ‫ّ‬ ‫وزارة الثقافة املغرب ّية �إىل �إطالق �سل�سلة ندوات‬ ‫للنظ��ر يف �إ�شكاليات الو�ضع الثقايف وت�شخي�ص‬ ‫الو�ض��ع الثقايف املغربي يف مناحيه الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫ومعاجلة �إ�شكاليات تدبريه‪ ،‬وجتديد مو�ضوعات‬ ‫الفكرية‪ .‬وجاء هذا‬ ‫النقا���ش العام حول الق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫االهتم��ام الكثي��ف مبو�ضوع الثقاف��ة يف �سياق‬ ‫تنموية جدي��دة يف العقود‬ ‫ما ط��ر�أ من مفاهي��م‬ ‫ّ‬ ‫أ�سا�سي ًا من‬ ‫مكون ًا �‬ ‫ّ‬ ‫املا�ضية‪ ،‬اعت�برت "الثقافة" ّ‬ ‫مكون��ات التنمي��ة ال�شاملة‪ ،‬ميك��ن تنميتها عرب‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‪.‬‬ ‫ال�صناعات‬ ‫يف‬ ‫اال�ستثمار‬ ‫ّ‬

‫‪ -I I‬امل�شهد الثقايف العربي من‬ ‫خالل �أن�شطة امل� ّؤ�س�سات العرب ّية‬ ‫التحرك من القول �إىل الفعل‬ ‫ّ‬

‫لع�� ّل االنطب��اع الأول ال��ذي يولّ��ده امل�شه��د‬ ‫الثق��ايف العربي للع��ام ‪ ،2010‬ه��و بدايات تبلور‬ ‫ب��ذور اتجّ ��اه جمتمع��ي ثق��ايف عربي‪ ،‬ميي��ل �إىل‬ ‫البح��ث ع��ن حل��ول عمل ّي��ة �أك�ثر م��ن ميل��ه �إىل‬

‫�إع��ادة االعتب��ار �إىل نظري��ات "طوباوية"‪ .‬وهذه‬ ‫املالحظ��ة لي�س��ت ولي��دة ه��ذا الع��ام املدرو�س‪،‬‬ ‫بالتكون منذ‬ ‫وال�سيم��ا �أن بذور هذا االتجّ اه بد�أت‬ ‫ّ‬ ‫ت�سعين ّي��ات القرن الفائ��ت‪ ،‬خ�صو�ص ًا مع احتالل‬ ‫الثقاف��ة موق��ع ال�ص��دارة يف احل��راك ال��دويل‪،‬‬ ‫وا ّتخ��اذ الهوية القوم ّية كذلك بع��داً رئي�ساً‪� ،‬سواء‬ ‫يف ��صراع الق��وى �أم يف ال��صراع ب�ين الأمم‪،‬‬ ‫وال�سيما مع ا�شت��داد وط�أة عدم اال�ستقرار الدويل‬ ‫بع��د �أح��داث احل��ادي ع��شر م��ن �سبتمرب‪�/‬أيلول‬ ‫‪ ،2001‬وتعاظ��م التحد ّي��ات �أم��ام الوطن العربي‬ ‫بع��د االنفت��اح عل��ى تي��ارات العومل��ة وحتري��ر‬ ‫التج��ارة واالندم��اج املتزاي��د يف االقت�ص��اد‬ ‫الر�أ�سم��ايل العامل��ي‪ ،‬واالعتم��اد ب�ش��كل متزاي��د‬ ‫على ق��وى ال�سوق و�آلياته وانت�شار ثقافته وقيمه‬ ‫يف جمي��ع جم��االت الن�ش��اط واحلي��اة‪ ،‬وا�شتداد‬ ‫ح ّدة مواجه��ة البلدان العرب ّي��ة لتجلّيات العوملة‬ ‫وتداعياتها عل��ى ال�صعد االقت�صاد ّية وال�سيا�س ّية‬ ‫واالجتماع ّية والثقاف ّية والرتبو ّية كافة‪ ،‬وبعدما‬ ‫تب�ّي�نّ بالأرق��ام والوقائ��ع �أن "نق���ص املعرفة"‬ ‫يف الوط��ن العربي ي�شكّل املع��وق الرئي�س الثالث‬ ‫ال��ذي يعرت�ض طريق التنمية الإن�سانية العرب ّية‪،2‬‬ ‫ف�ض ًال عن تراجع موقع الّلغة العرب ّية يف اخلريطة‬ ‫الثقاف ّية والرتبو ّية العرب ّية الذي راح يعك�س عمق‬ ‫الأزمة الثقاف ّية العرب ّية‪.‬‬

‫العام ‪ 2010‬يتابع �أن�شطة "بريوت‬ ‫عا�صمة عامل ّية للكتاب"‬

‫عاملية‬ ‫ج��اء االحتفال بـ "ب�يروت عا�صمة‬ ‫ّ‬ ‫للكت��اب" ب��دء ًا م��ن ‪ 23‬ني�سان (�أبري��ل) ‪2009‬‬ ‫وحت��ى ‪� 23‬أبري��ل‪ /‬ني�س��ان (‪ ،)2010‬ليع�� ّزز‬ ‫دور ب�يروت الفك��ري والثق��ايف‪ .‬ولئ��ن هدف��ت‬ ‫ه��ذه الفعالية �إىل تن�شيط الدور الثقايف لبريوت‬ ‫وتهيئ��ة الأج��واء املالئم��ة للنهو���ض بو�ض��ع‬ ‫يف‬ ‫جتم ٍع ثقا ّ‬ ‫الق��راءة يف لبن��ان بعامة و�إن�ش��اء ّ‬ ‫وطني وتوحيد املواطنني �ضمنه واحرتام حقوق‬ ‫ّ‬

‫‪ - 1‬ميكن العودة �إىل تفا�صيل الإعالن يف ملحق احل�صاد‪ ،‬ملحق‪.1‬‬ ‫‪ - 2‬تقرير التنمية الإن�سانية العرب ّية للعام ‪ : 2003‬نحو �إقامة جمتمع املعرفة‪ ،‬برنامج الأمم امل ّتحدة الإمنائي وال�صندوق العربي للإمناء‬ ‫االقت�صادي واالجتماعي‪.‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫حفلــــت اجلل�ســـات اخلمـــ�س‬ ‫"للمـــ�ؤمتر الأول لل�سيا�سات‬ ‫الثقافية يف املنطقة العربية"‬ ‫فـــــــــي لبــــنان مب�ســائــــل‬ ‫تتعلّق بكيفية �إ�سـهام حت�سني‬ ‫وعــــي املجــــتمع بقيـــــمة‬ ‫الثقـــافة‪ ،‬والتعــري الثقايف‪..‬‬ ‫كما طرحت م�ساءالت حول‬ ‫"مفهـــوم ال�سيا�سات الثقافية"‬ ‫والتحـــديات التي تواجـــهه‪،‬‬ ‫كعدم ربط الثقافة بالرتبية‪،‬‬ ‫والطـــابع املنا�سباتي للعمل‬ ‫الثقايف عموماً‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫الثقافية‪�..‬إلخ‪ ،1‬ف�إن جزءاً الب�أ�س به من‬ ‫املواطن‬ ‫ّ‬ ‫هذه الأن�شطة عبرّ ع��ن حماوالت تكري�س �أدوات‬ ‫عربياً‪ ،‬وذلك ب�إ��شراك املجتمع املدين‬ ‫الثقاف��ة ّ‬ ‫الّلبن��اين والعرب��ي يف �آن‪ .‬ولئ��ن كان "�إط�لاق‬ ‫الثقافية" قد �ش��كّل �أحد الأهداف‬ ‫م�س��ار التنمية‬ ‫ّ‬ ‫اال�سرتاتيجية لوزارة الثقافة اللبنانية وبلدية‬ ‫ّ‬ ‫بريوت ع�بر ا�ستنها�ض املجتمع املدين اللبناين‬ ‫وبن��اء الق��درات م��ن خ�لال التدري��ب وور���ش‬ ‫العم��ل وتعزي��ز كت��اب النا�شئ��ة وغريه��ا م��ن‬ ‫الأن�شط��ة‬ ‫املحلي��ة‪ ،‬ف�إن ج��زءاً منها ب��دا مع ّززاً‬ ‫ّ‬ ‫مقوم��ات الوج��ود العربي‪،‬‬ ‫من‬ ‫أ�سا�س��ي‬ ‫ملق��وم �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ين‬ ‫لبنا‬ ‫ّ��ي‬ ‫ل‬ ‫حم‬ ‫ن�شاط‬ ‫خ�لال‬ ‫من‬ ‫وذل��ك‬ ‫ّلغ��ة‪،‬‬ ‫كال‬ ‫ّ‬ ‫العربية ل��ـ "جمعية‬ ‫ح��صراً مث��ل ن�ش��اط الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫املقا�صد‪-‬ابتدائي��ة خليل �شهاب" (من ني�سان‪/‬‬ ‫�أبري��ل ‪� 2009‬إىل ني�سان‪�/‬أبري��ل ‪ .)2010‬يف‬ ‫ح�ين بدت الأن�شطة الأخرى م�ستنه�ض ًة لطاقات‬ ‫املجتم��ع امل��دين العربي ب�أ��سره‪� ،‬ش���أن ن�شاط‬ ‫"ب�يروت ‪ "39‬الختيار �أف�ض��ل ‪ 39‬كاتب ًا عرب ّي ًا‬ ‫�سن الأربع�ين (من �أيلول ‪�/‬سبتمرب ‪2009‬‬ ‫دون ّ‬ ‫�إىل ‪ 22‬ني�سان‪�/‬أبري��ل ‪ ،)2010‬وا�ستح��داث‬ ‫موق��ع عل��ى �شبك��ة الإنرتنت لق�ص���ص الأطفال‬ ‫والرواي��ات ليك��ون �أداة تع��اون جتم��ع ب�ين‬ ‫خمتل��ف العاملني يف حقل الكتاب��ة يف البلدان‬ ‫لعينة من‬ ‫الت��ي تتكلّم‬ ‫العربية‪ ،‬و�إجن��از معر�ض ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة يف �آذار‪ /‬مار���س ‪2010‬‬ ‫املخطوط��ات‬ ‫ّ‬ ‫العربية يف‬ ‫من �ضم��ن برنام��ج "املخطوط��ات‬ ‫ّ‬ ‫املكتب��ات الّلبنانية" الذي انطلق يف حزيران‪/‬‬ ‫لا ع��ن النقا�شات‬ ‫يوني��و م��ن الع��ام ‪ ،2009‬ف�ض� ً‬ ‫مت��ت ب�ين ع��دد م��ن الك ّت��اب‬ ‫والّلق��اءات الت��ي ّ‬ ‫املختارين واجلمه��ور العري�ض يف �آذار‪/‬مار�س‬ ‫‪ ،2010‬و�س��وى ذلك م��ن �أن�شط��ة ا�ستمرت حتى‬ ‫ني�س��ان‪� /‬أبري��ل ‪ ،2010‬كان م��ن �أبرزه��ا ندوة‬ ‫العربية‪:‬املنجز والإ�شكاالت" التي‬ ‫"نقد الرواية‬ ‫ّ‬ ‫ج��رت يف بريوت بالتعاون بني ال��دار العرب ّية‬ ‫للعل��وم‪ -‬نا�ش��رون ووزارة الثقاف��ة الّلبناني��ة‬ ‫يف ‪ 9-8‬كان��ون الث��اين‪ /‬يناي��ر‪ ،‬والن��دوة التي‬

‫دع��ت �إليه��ا م� ّؤ�س�س��ة الدرا�س��ات الفل�سطين ّية‬ ‫�أي�ض��اً‪ ،‬يف بريوت"ح��ول ب�يروت يف الإنت��اج‬ ‫الأدب��ي والفكري يف مو�ض��وع ال�رصاع العربي‬ ‫الإ�رسائيلي (‪ 8‬كانون الثاين‪ /‬يناير ‪.)2010‬‬ ‫وق��د حفل العام ‪ 2010‬خارج �إطار "بريوت‬ ‫عاملي��ة للكت��اب" ب�سل�سل��ة ن��دوات‬ ‫عا�صم��ة‬ ‫ّ‬ ‫وحما��ضرات نظّ مته��ا م� ّؤ�س�س��ات املجتم��ع‬ ‫ثقافية‬ ‫املدين‪ ،‬من جمعيات وروابط وم� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫وعربية‬ ‫لبناني��ة‬ ‫وتعليمي��ة‪ ،‬ح��ول مو�ضوعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وملحة‪ .‬ومن املالحظ �أن معظم‬ ‫ّ‬ ‫وعاملية �شائكة ّ‬ ‫والفكري��ة التي ارتبطت‬ ‫ة‬ ‫الثقافي‬ ‫املو�ضوع��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب��ـ لبن��ان ح�رصاً مل تك��ن منف�صلة ع��ن ال�سياق‬ ‫العامل��ي والإقليم��ي والعرب��ي‪ ،‬نظ��راً الرتباط‬ ‫العاملية‬ ‫امللحة بالتغي�يرات‬ ‫ّ‬ ‫الق�ضاي��ا املحلّية ّ‬ ‫الراهن��ة‪ .‬وق��د تب ّدى ذلك يف م��ا ق ّدمه �أ�صحاب‬ ‫الأوراق املق ّدم��ة يف ه��ذه املنا�سبة �أو تلك‪ .‬هذا‬ ‫العربية الذي نظّ مته‬ ‫لا عن مهرجان اللغ��ة‬ ‫ف�ض� ً‬ ‫ّ‬ ‫م� ّؤ�س�سة الفكر العربي انطالق ًا من بريوت‪.‬‬ ‫ويف حماولة اخت�ص��ار االتجّ اه الغالب يف‬ ‫والثقافية يف لبن��ان‪ ،‬والذي‬ ‫الفكري��ة‬ ‫احلرك��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عم��ا كان‬ ‫‪2010‬‬ ‫الع��ام‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫ب��روز‬ ‫أك�ثر‬ ‫كان �‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫عليه الأم��ر يف الأعوام ال�سابق��ة‪ ،‬بدا �أن هناك‬ ‫العربية من‬ ‫اجتاه�� ًا وا�ضح ًا للنهو�ض بالّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫عمالنية‪ ،‬ف�ض ًال عن تبلور اجلهود‬ ‫خالل تدابري‬ ‫ّ‬ ‫الر�سمي��ة وجه��ود املثقفني والقط��اع اخلا�ص‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة‪ ،‬تتقاطع مع‬ ‫��ة‬ ‫ثقافي‬ ‫نه�ض��ة‬ ‫أجل‬ ‫م��ن �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متيزها‬ ‫املحاوالت‬ ‫النه�ضوية ال�سابقة لكن مع ّ‬ ‫ّ‬ ‫عملي وحم�� ّدد لها‪ .‬وقد‬ ‫مبحاول��ة بلورة �إط��ار‬ ‫ّ‬ ‫وثقافية‬ ‫فكرية‬ ‫جتلّى ذلك م��ن خالل‬ ‫ّ‬ ‫فعاليات ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية‬ ‫قام��ت يف بريوت وبحث��ت �إ�شكالي��ات‬ ‫ّ‬ ‫عربي��اً‪ .‬ف�شهد لبنان‬ ‫عربية‪ ،‬وجمع��ت جمهوراً ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2010‬‬ ‫الع��ام‬ ‫يف‬ ‫عربيتني‬ ‫تني‬ ‫ثقافي‬ ‫تني‬ ‫فعالي‬ ‫‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمالنية‬ ‫تكر�س��ان االجتاه العربي نح��و ثقافة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية يف‬ ‫لل�سيا�س��ات‬ ‫أول‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ؤمت��ر‬ ‫�‬ ‫"امل‬ ‫هما‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة"‪ ،‬و"االجتم��اع التح�ضريي‬ ‫املنطق��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة"‪ ،‬كم��ا �شهدت‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫الأول للقم��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪657‬‬

‫‪ - 1‬راجع يف هذا ال�صدد "ملف احل�صاد الثقايف" يف التقرير العربي الثالث للتنمية الثقاف ّية‪ ،‬ط‪ ، 1‬بريوت ‪ ، 2009‬م� ّؤ�س�سة الفكر العربي‪،‬‬ ‫�ص‪�-‬ص‪.641-638‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 658‬للتنمية الثقافية‬ ‫العربية ملتقى ق��ادة الإعالم العربي‪،‬‬ ‫ال�ساح��ة‬ ‫ّ‬ ‫نوع��ي بني قادة‬ ‫ال��ذي هدف �إىل �إيج��اد حوار‬ ‫ّ‬ ‫عملية‬ ‫الإعالم العربي‪ ،‬بغية الو�صول �إىل حلول ّ‬ ‫وواقعي��ة للم�ش��كالت والعوائ��ق الت��ي تواج��ه‬ ‫ّ‬ ‫م�س�يرة الإعالم العرب��ي �أو تلك الت��ي تعطّ لها‪،‬‬ ‫كما جرى حتديد احتياجات احلركة الإعالمية‬ ‫العربي��ة ومتطلّب��ات املرحلة الآني��ة يف العمل‬ ‫ّ‬ ‫أ�سا�سية‬ ‫الإعالمي‪ .‬فحملت اجلل�س��ات الثالث ال‬ ‫ّ‬ ‫للملتق��ى العناوي��ن التالي��ة‪" :‬دور الإع�لام‬ ‫العربي��ة"‪" ،‬اقت�صادي��ات‬ ‫يف دع��م العالق��ات‬ ‫ّ‬ ‫الإعالم"‪" ،‬العالقة بني الإعالم وال�سلطة"‪.‬‬

‫امل�ؤمتر الأول لل�سيا�سات الثقاف ّية‬ ‫يف املنطقة العرب ّية ‬

‫�شهد لبنان يف العام ‪2010‬‬ ‫فعاليتني ثقافيتني عربيتني‬ ‫تكر�سان االجتاه العربي نحو‬ ‫ثقافة عربية عمالنية هما‪:‬‬ ‫"امل�ؤمتر الأول لل�سيا�سات‬ ‫الثقافية يف املنطقة العربية"‬ ‫و"االجتماع التح�ضريي الأول‬ ‫للقمة الثقافية العربية"‪.‬‬

‫ناق���ش امل�ؤمتر خمتل��ف اجلوان��ب املتعلّقة‬ ‫الثقافية‪ ،‬وذلك انطالق ًا من املفهوم‬ ‫بال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة ال��ذي تتب ّن��اه‬ ‫اخلا���ص لل�سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫م� ّؤ�س�سة املورد الثقايف بو�صفها منظّ مة امل�ؤمتر‪،‬‬ ‫بالتع��اون مع م� ّؤ�س�سة دون الهولند ّية واملجل�س‬ ‫الثقافية ‪ -‬كما‬ ‫الثقايف الربيطاين‪ .‬فال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫القيمون على امل�ؤمتر‪ -‬عبارة عن "جممل‬ ‫ح ّددها ّ‬ ‫الثقافي��ة التي‬ ‫اخلط��ط والأفع��ال واملمار�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية لبلد �أو جمتمع‬ ‫تهدف �إىل �س ّد احلاجات‬ ‫ّ‬ ‫املادية‬ ‫م��ا‪ ،‬عرب اال�ستثمار الأق�صى لك ّل املوارد‬ ‫ّ‬ ‫والب�رشي��ة املتوفّرة لهذا البلد وهذا املجتمع‪� ،‬أي‬ ‫ّ‬ ‫بالفن والرتاث �إىل‬ ‫ما يتخطّ ى ال�سيا�سة املتعلقة‬ ‫ّ‬ ‫�سيا�س��ة �أو�س��ع و�أ�شمل تتطلّب ت�ضاف��راً وتكام ًال‬ ‫بني قطاعات �ش ّتى يف املجتمع"‪.‬‬ ‫ولع ّل القيم��ة امل�ضافة التي ميكن ت�سجيلها‬ ‫له��ذا امل�ؤمت��ر‪ ،‬ه��ي �أنه ق��ام بجه��ود املجتمع‬ ‫الأهل��ي‪ ،‬وحتدي��داً بجهود العامل�ين والباحثني‬ ‫الثقافي��ة ووا�ضعيها‪،‬‬ ‫واخل�براء يف ال�سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫إقليمية‬ ‫وذلك بعدم��ا �سبق ل��ه القيام مبب��ادرة � ّ‬ ‫يف الع��ام ‪ 2009‬لر�ص��د املالم��ح الرئي�س��ة‬ ‫عربي��ة‬ ‫الثقافي��ة يف ثم��اين دول‬ ‫لل�سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ه��ي لبن��ان و�سوري��ة والأردن وفل�سطني وم�صر‬ ‫واجلزائ��ر وتون���س واملغ��رب‪ ،‬م��ن �أي��ار (مايو)‬ ‫‪ 2009‬وحت��ى كان��ون الث��اين (يناي��ر) ‪،2010‬‬

‫من��وذج مل�س��ح ال�سيا�س��ات‬ ‫وباال�ستن��اد �إىل‬ ‫ٍ‬ ‫الثقافي��ة �شم��ل ت�سعة حماور‪ :‬ال�سي��اق الثقايف‬ ‫ّ‬ ‫والتبعي��ة الإدارية‪� ،‬صنع القرار‬ ‫املدرو�س‬ ‫للبل��د‬ ‫ّ‬ ‫والإدارة‪ ،‬الأهداف واملبادئ العامة لل�سيا�سات‬ ‫الثقافي��ة‪ ،‬املو�ضوع��ات الراهن��ة يف تطوي��ر‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة واجلدل حولها‪ ،‬الن�صو�ص‬ ‫ال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫القانوني��ة الرئي�س��ة يف احلقل الثق��ايف‪ ،‬متويل‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية و�رشاكات جديدة‪،‬‬ ‫الثقافة‪ ،‬امل� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫دع��م الإب��داع وامل�شارك��ة‪ ،‬م�ص��ادر وو�صالت‬ ‫إلكرتونية‪.‬‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫وقد حملت اجلل�سات اخلم�س "للم�ؤمتر الأول‬ ‫لل�سيا�س��ات الثقاف ّي��ة يف املنطق��ة العرب ّي��ة"‪،‬‬ ‫والت��ي تلتها جل�سة ختامي��ة‪ ،‬العناوين التالية‪:‬‬ ‫الثقافي��ة وو�ض��ع الثقاف��ة يف‬ ‫"ال�سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫املجتم��ع"‪" ،‬الثقافة عل��ى ال�صعيدي��ن القومي‬ ‫والدويل‪ :‬التح ّديات وال�رشوط القانونية الالزمة‬ ‫الثقافية‪" "،‬متويل ال�سيا�سات‬ ‫لو�ضع ال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫املالي��ة واالقت�ص��اد‬ ‫الثقافي��ة‪ :‬تنمي��ة امل��وارد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرئي�سي��ون يف حق��ل‬ ‫الثق��ايف"‪" ،‬الفاعل��ون‬ ‫ّ‬ ‫الثقافة‪� :‬أطر التع��اون الثقايف على امل�ستويات‬ ‫والدولي��ة"‪" ،‬امل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫إقليمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫املحلي��ة وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية"‪.‬‬ ‫وال�شبكات‬ ‫ّ‬ ‫فت��م البحث يف كيفي��ة �إ�سه��ام ال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة يف حت�س�ين وع��ي املجتم��ع بقيم��ة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫املمار�س��ات‬ ‫دور‬ ‫ويف‬ ‫الثقاف��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يت�ضمن��اه م��ن �إنتاج‬ ‫والتعب�ير الثق��ايف‪ ،‬مب��ا‬ ‫ّ‬ ‫حيوي ببناء جمتمعات‬ ‫وتبادل‪ ،‬يف لع��ب دور‬ ‫ّ‬ ‫ودميقراطي��ة‪ .‬كما طرح��ت م�ساءالت‬ ‫منفتح��ة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية"‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫ع ّدة حول "مفهوم ال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫عن التح ّديات التي تواجهه‪ ،‬كعدم ربط الثقافة‬ ‫بالرتبي��ة‪ ،‬والطابع املنا�سباتي للعمل الثقايف‬ ‫العرب��ي عموم��اً‪ ،‬والهيمن��ة املتم ّثل��ة ب�سط��وة‬ ‫العربية و�أنظمتها عل��ى الثقافة‬ ‫بع���ض ال��دول‬ ‫ّ‬ ‫وجتيريه��ا مل�صاحله��ا ال�سيا�سي��ة‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫يفت��ح املج��ال وا�سع�� ًا للف�ساد امل��ايل ولإطار‬ ‫يت�سب��ب يف "قتل الإبداع"‪ .‬يف‬ ‫غ�ير دميقراطي ّ‬ ‫ح�ين �أن اجتاه احلكوم��ات �إىل رفع موازناتها‬ ‫املخ�ص�ص��ة للثقاف��ة �إىل �أك�ثر م��ن ‪،% 1.5‬‬ ‫ّ‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫اليعني انتفاء �إ�شكالية متكني املجتمع املدين‪،‬‬ ‫خ�صو�ص�� ًا يف ظ�� ّل م�شارك��ة احلكوم��ات يف‬ ‫التموي��ل واعتم��اد منظّ م��ات املجتم��ع املدين‬ ‫عل��ى اخل��ارج‪ .‬ويف م�سائ��ل التموي��ل �أي�ض��اً‪،‬‬ ‫مهمان‪ ،‬الأول "ه��ل تنفرد الدولة‬ ‫برز �س���ؤاالن ّ‬ ‫باال�ستثمار الثق��ايف �أو تنفتح على ر�أ�س املال‬ ‫اخلا���ص وتف�س��ح املج��ال �أم��ام امل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫املانح��ة؟‪ ،‬والث��اين" ماه��ي الط��رق الف�ضل��ى‬ ‫لتوجيه الدعم امل��ايل �إىل املبدعني والفاعلني‬ ‫الثقافيني وحت�س�ين الأداء املايل للم�رشوعات‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية؟"‪.‬‬ ‫�سات‬ ‫ؤ�س‬ ‫ّ‬ ‫وامل� ّ‬ ‫كم��ا ناق�ش امل�ؤمت��ر ��ضرورة التقريب بني‬ ‫الثقاف��ة والتنمية وتقريب الفن��اّن واملبدع من‬ ‫تدخل املجتمع املدين‬ ‫اجلمهور وبيئته وتو�سيع ّ‬ ‫�سواء لر�سم ال�سيا�سات �أم لت�شجيع الإبداع‪.‬‬ ‫وبذل��ك‪ ،‬انته��ى امل�ؤمتر بجمل��ة تو�صيات‪، 1‬‬ ‫بعدم��ا �ش��كّل مادة مو ّثق��ة قام به��ا ممثلون من‬ ‫املجتم��ع املدين‪ ،‬و�أف�ض��ت �إىل ا�ستخال�ص بع�ض‬ ‫الثقافي��ة يف العامل‬ ‫ال�سم��ات العام��ة لل�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪� ،‬سب��ق �أن �أ�شارت �إليها حنان احلاج علي‬ ‫رئي�سة املجل�س الف ّني يف م� ّؤ�س�سة املورد الثقافـي‪،‬‬ ‫�ضمه الع��دد الثامن‬ ‫و ُن��شرت يف �سي��اق حتقي��ق ّ‬ ‫‪2‬‬ ‫من "متابعات"(�آب‪�/‬أغ�سط���س ‪ )2009‬بعنوان‬ ‫وتتلخ�ص بالآتي‪:‬‬ ‫الثقافية"‪،‬‬ ‫"ال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة يف العامل العربي‬ ‫ �إن ال�سيا�س��ة‬‫ّ‬ ‫�سيا�سة نظرية الترتجم بخطة متكاملة‪.‬‬ ‫الثقافي��ة تبق��ى يف ح��دود‬ ‫ �إن ال�سيا�س��ة‬‫ّ‬ ‫يتم ال�سري وفقها‪ ،‬وال ترتجم‬ ‫ط��رق ُتعتمد �أو ّ‬ ‫تقرها‬ ‫�إىل جمموعة قواع��د وقوانني وخطط ّ‬ ‫ال�سلط��ات ر�سمي�� ًا م��ن �أجل تغي�ي ٍر وتطوي ٍر‬

‫بعيدي املدى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ �إن الثقاف��ة ق��ي خدم��ة ال�سيا�سة(ثقاف��ة‬‫الوطنية‪،‬‬ ‫الهوي��ة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ثقافة‬ ‫القومي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ�سالمي��ة‪ ،‬ثقافة املقاومة‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫الهوي‬ ‫ثقافة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الر�سمي��ة‬ ‫ثقاف��ة احل��زب احلاك��م‪ ،‬الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫املركزي��ة‪ )....‬ولي�س��ت ال�سيا�س��ة يف خدمة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافة‪.‬‬

‫االجتماع التح�ضريي الأول للقمة‬ ‫‪3‬‬ ‫الثقاف ّية العرب ّية‬

‫يف بادرة هي الأوىل من نوعها يف الف�ضاء‬ ‫الثق��ايف العرب��ي‪ ،‬دع��ا الأم�ير خال��د الفي�صل‬ ‫الثقافي��ة الراهنة بال�رسعة‬ ‫�إىل مواجهة الأزمة‬ ‫ّ‬ ‫الالزمة وبالآليات الكفيل��ة‪ ،‬والت�ص ّدي لها عرب‬ ‫تتحول‬ ‫�أعل��ى م�ستوي��ات القرار ال�سيا�س��ي‪ ،‬لئال‬ ‫ّ‬ ‫�إىل �أزم��ة كي��ان ووج��ود ح�ضاري ته�� ّدد الأمة‬ ‫بكامله��ا‪ .‬فق��د اعت�بر الأم�ير خال��د الفي�ص��ل‬ ‫يف كلم��ة افتتاح امل�ؤمت��ر �أن القم��ة الثقاف ّية‬ ‫العرب ّية "مت ّث��ل فر�صة لتوظيف ر�ؤى املثقفني‬ ‫ح��ول قي��م التق�� ّدم واال�ستن��ارة والنهو���ض"‪،‬‬ ‫معت�براً �أن الت�ضام��ن الثق��ايف العربي �رضورة‬ ‫قومي��ة لتوظي��ف القوا�س��م امل�شرتك��ة للأم��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ومق ّدم�� ًا اقرتاحني �إىل امللتق��ى؛ الأول دعا فيه‬ ‫�إىل الرتكي��ز عل��ى امل�رشوع الثق��ايف العربي ‪-‬‬ ‫للعقدي��ن املقبل�ين ‪ -‬كق�ضي��ة حمورية واحدة‪،‬‬ ‫وق��ال‪" :‬لعلكم تتفقون مع��ي يف �أن �إنقاذ الّلغة‬ ‫امللحة على امل�شهد‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة من �أهم ق�ضايان��ا ّ‬ ‫الثق��ايف"‪� .‬أم��ا االق�تراح الث��اين‪ ،‬ف��كان �إن�شاء‬ ‫يتم توفري موارده‬ ‫�صندوق متويل ثقايف عربي‪ّ ،‬‬ ‫العربية‪" ،‬على‬ ‫من �إ�سهام��ات حكومات ال��دول‬ ‫ّ‬

‫خل�ص اللقاء التح�ضريي الأول‬ ‫للقم��ة الثقافي��ة العربية الذي‬ ‫ّ‬ ‫نظّ مت��ه م� ّؤ�س�س��ة الفكر العربي‬ ‫�إىل املطالب��ة بتعزي��ز جه��ود‬ ‫حماي��ة اللغة العربية والرتاث‪،‬‬ ‫ودعم الإبداع وحماية امللكية‬ ‫الفكـــري��ة‪ ،‬ودعــــم املحـــتوى‬ ‫الرقــــمي العربــي على �شبكــة‬ ‫الإنرتنت‪ ،‬وتنظيم �سوق ثقافية‬ ‫عربية‪ ،‬ودعم حرك��ة الرتجمة‬ ‫وتر�شيدها‪.‬‬

‫�أظهرت الأن�شطة العائدة لأربع‬ ‫م� ّؤ�ســــ�سات ثقافية يف م�رص‬ ‫�أن هناك ‪ 50‬ن�شاط ًا تناولت‬ ‫املجــــال امل�صــــري املحلـــي‬ ‫و‪ 59‬ن�شاط ًا تناولت ق�ضايا‬ ‫عاملية و‪ 37‬ن�شاط ًا يف املجال‬ ‫العربي‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫‪ - 1‬راجع التو�صيات يف امللحق املرفق بهذا التقرير (ملحق‪.)2‬‬ ‫‪ - 2‬ن�رشة �إعالمية دورية ت�صدر عن "م� ّؤ�س�سة الفكر العربي" يف بريوت‪.‬‬ ‫‪ - 3‬يذكر �أن هذا االجتماع جاء بنا ًء على االقرتاح التي كان رئي�س "م� ّؤ�س�سة الفكر العربي" الأمري خالد الفي�صل قد �أطلقه يف خطابه‬ ‫�إىل �أمني عام جامعة الدول العرب ّية ال�س ّيد عمرو مو�سى ب�أن تقوم جامعة الدول العرب ّية بالدعوة �إىل عقد ق ّمة ثقاف ّية عرب ّية حتت رعايتها‬ ‫على غرار الق ّمة االقت�صاد ّية التي ُعقدت يف الكويت‪ .‬فعقدت م� ّؤ�س�سة الفكر العربي‪ ،‬بالتعاون مع املنظّ مة العرب ّية للرتبية والعلوم والثقافة‬ ‫(�ألك�سو)‪ ،‬وحتت مظلّة جامعة الدول العرب ّية‪ ،‬االجتماع التح�ضريي الأول لـ"الق ّمة الثقاف ّية العرب ّية"‪ ،‬الذي �شارك فيه ‪ -‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫�رشيحة وا�سعة من املفكرين واملثقفني واملبدعني والأكادمي ّيني العرب ‪ -‬اتحّ اد الك ّتاب والأدباء العرب‪ ،‬اتحّ اد النا�رشين العرب‪ ،‬ممثّلون‬ ‫عن املجامع الّلغوية العرب ّية‪ ،‬ر�ؤ�ساء املجال�س الثقاف ّية الوطنية يف بع�ض الدول العرب ّية‪ ،‬مركز امللك عبد العزيز الثقايف العاملي‪ ،‬الهيئة‬ ‫العرب ّية للم�رسح‪ ،‬مراكز الدرا�سات والأبحاث‪ ،‬امل� ّؤ�س�سات الإعالمية‪ ،‬م� ّؤ�س�سات وجمعيات ثقاف ّية �أهلية‪.‬‬

‫‪659‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 660‬للتنمية الثقافية‬

‫يف ال�سعودية �أظهرت الأن�شطة‬ ‫الـ ‪ 41‬العائدة ل�سبع م� ّؤ�س�سات‬ ‫�سعــــــودي��ة �أن ‪ 16‬ن�شـــــاط�� ًا‬ ‫منــــها تنـــاول ال�ش�أن املحلي‬ ‫و‪ 12‬ن�شاط�� ًا تن��اول املج��ال‬ ‫العاملـــــي‪� .‬أمــا مــــا تناولــته‬ ‫الأن�شــــط��ة العربي��ة فبلغ ‪12‬‬ ‫ن�شاطاً‪ ..‬ف�ض ًال عن ن�شاط واحد‬ ‫للمجاالت الإقليمية (ال�سعودية‬ ‫واخلليج العربي)‪.‬‬

‫�أظهرت االن�شطة العائدة لثالث‬ ‫م� ّؤ�س�سات ثقافي��ة يف �سورية‪،‬‬ ‫والتي بل��غ عددها ‪ 82‬ن�شاطاً‪،‬‬ ‫�أن هــــن��اك ‪ 8‬منه��ا تناولـــت‬ ‫املجال املحل��ي‪ ،‬و‪ 34‬ن�شاط ًا‬ ‫تن��اول املج��ال العاملي‪ ،‬فيما‬ ‫تن��اول ‪ 33‬ن�شاط�� ًا املج��ال‬ ‫لا عن ‪� 7‬أن�شطة‬ ‫العـــربي‪ ،‬ف�ض� ً‬ ‫للمجاالت الإقليمية‪.‬‬

‫�أن تق�� َّدر ح�ص���ص ال��دول فيه��ا طبق�� ًا ملعايري‬ ‫يراه��ا الق��ادة‪ ،‬للإنف��اق عل��ى امل�رشوع��ات‬ ‫العربي��ة ذات البع��د القوم��ي والطابع‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اال�سرتاتيجي‪ ،‬التي تخدم ق�ضيتنا املحورية"‪.‬‬ ‫للقمة قد‬ ‫ً‬ ‫وبن��اء عليه‪ ،‬كان��ت التح�ض�يرات ّ‬ ‫انته��ت باجتم��اع ت�ش��اوري يف تون���س لفري��ق‬ ‫العم��ل التح�ض�يري امل�ؤل��ف م��ن مم ّثل�ين ع��ن‬ ‫جامعة الدول العرب ّية وم� ّؤ�س�سة الفكر العربي‬ ‫واملنظّ م��ة العرب ّية للرتبية والعل��وم والثقافة‬ ‫(�ألك�س��و) يف ‪� 20‬أبري��ل (ني�س��ان) ‪،2010‬‬ ‫مت االتفاق علي��ه �أن يف�ضي‬ ‫وكان م��ن ب�ين م��ا ّ‬ ‫االجتماع التح�ضريي الأول للقمة الثقاف ّية �إىل‬ ‫ثقافية حم ّددة ومناق�شة‬ ‫"م�رشوعات‪� ،‬أو ق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫إجرائي��ة القابلة للتنفيذ‬ ‫العملي��ة وال‬ ‫حيثياته��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بعيداً من � ّأي تنظري ثقايف لذاته‪� ،‬أو طرح لق�ضايا‬ ‫يغلب عليه��ا الطابع الأيديولوجي"‪ .‬لذا‪ ،‬تو ّزعت‬ ‫�أعم��ال الّلق��اء التح�ض�يري على ثم��اين جلان‪،1‬‬ ‫الثقافي��ة وامل�رشوع��ات‬ ‫مت ّث��ل �أب��رز الق�ضاي��ا‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي حتت��اج �إىل ا�ستثم��ار‪ .‬وتدار�س��ت الّلجان‬ ‫امللح��ة‪ ،‬منتهي�� ًة بو�ض��ع‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫الق�ضاي��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تو�صي��ات طالب��ت بتعزي��ز جهود حماي��ة اللغة‬ ‫العربية والرتاث‪ ،‬ودعم االبداع وحماية امللكية‬ ‫الفكرية‪ ،‬و�إي�لاء االهتمام الكايف بثقافة الطفل‬ ‫وال�شباب‪ ،‬ودعم املحت��وى الرقمي العربي على‬ ‫�شبك��ة االنرتن��ت‪ ،‬وتنظيم �س��وق ثقافية عربية‪،‬‬ ‫ودعم حركة الرتجمة وتر�شيدها‪. 2‬‬

‫عروبة بالق ّوة ال بالفعل‬

‫ك�شف��ت الأن�شط��ة العائدة يف لبن��ان �إىل ك ّل‬ ‫م��ن الن��ادي الثق��ايف العرب��ي‪ ،‬مرك��ز درا�س��ات‬ ‫الوح��دة العرب ّي��ة‪ ،‬املجل���س الثق��ايف للبن��ان‬ ‫اجلنوب��ي‪ ،‬اجلمعية الّلبنانية لعل��م االجتماع‪،‬‬

‫احلرك��ة الثقاف ّي��ة انطليا���س‪ ،‬معر���ض بريوت‬ ‫ال��دويل للكت��اب ال��ـ‪ ،54‬والتي بل��غ عددها ‪32‬‬ ‫ن�شاط��اً‪� ،‬أن هن��اك‪ 15‬ن�شاط�� ًا تناول��ت املجال‬ ‫ين املحلّ��ي‪ ،‬و‪� 7‬أن�شط��ة تناولت املجال‬ ‫الّلبن��ا ّ‬ ‫العامل��ي ومو�ضوع��ات راهن��ة عل��ى امل�ست��وى‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪،‬‬ ‫املج��ال‬ ‫تناولت‬ ‫أن�شط��ة‬ ‫�‬ ‫‪8‬‬ ‫و‬ ‫العامل��ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إقليمية‬ ‫ف�ض� ً‬ ‫لا عن ن�شاطني (‪ )2‬تناوال جماالت � ّ‬ ‫(لبنان وامل�شرق العربي)‪.‬‬ ‫و�أظه��رت الأن�شطة العائدة لأرب��ع م� ّؤ�س�سات‬ ‫ثقاف ّي��ة يف م�ص��ر ه��ي‪ :‬مكتب��ة الإ�سكندر ّي��ة‪،‬‬ ‫املجل�س الأعلى للثقافة‪ ،‬الهيئة امل�صرية العامة‬ ‫للكت��اب م��ن خ�لال "معر���ض القاه��رة ال��دويل‬ ‫للكتاب‪� ،3"42‬ساقية عبد املنعم ال�صاوي‪ ،‬والتي‬ ‫بل��غ عدده��ا ‪ 148‬ن�شاط��اً‪ ،‬ف�ض� ً‬ ‫لا ع��ن ‪� 3‬أن�شطة‬ ‫�أخ��رى ه��ي "املنت��دى العامل��ي للق��ادة ال�شب��اب‪-‬‬ ‫دافو���س ‪ ،"2010‬الذي عقد يف جامعة القاهرة‪،‬‬ ‫و"م�ؤمت��ر �أدب��اء م�ص��ر" يف دورت��ه اخلام�س��ة‬ ‫والع�رشي��ن‪(:‬دورة حم�س��ن اخلي��اط)‪ ،‬وملتق��ى‬ ‫قادة الإعالم العرب��ي الذي نظّ مته هيئة امللتقى‬ ‫الإعالمي العربي‪� ،‬أظهرت الأن�شطة العائدة لهذه‬ ‫امل� ّؤ�س�س��ات �إذاً‪� ،‬أن هن��اك ‪ 50‬ن�شاط�� ًا تناول��ت‬ ‫امل��صري املحل ّ​ّي‪ ،‬و‪ 59‬ن�شاط�� ًا تناولت‬ ‫املج��ال‬ ‫ّ‬ ‫العامل��ي ومو�ضوعات‬ ‫ق�ضايا خا�ص��ة باملجال‬ ‫ّ‬ ‫راهن��ة عل��ى امل�ست��وى العامل��ي‪ ،‬و‪ 37‬ن�شاط�� ًا‬ ‫العرب��ي‪ ،‬و‪� 5‬أن�شط��ة تناول��ت‬ ‫تناول��ت املج��ال‬ ‫ّ‬ ‫إقليمي (م�رص والعامل الإفريقي)‪.‬‬ ‫املجال ال‬ ‫ّ‬ ‫و�أظه��رت الأن�شطة العائدة لثالث م� ّؤ�س�سات‬ ‫يف �سورية هي‪ :‬وزارة الثقافة ال�سور ّية واتحّ اد‬ ‫الكتّ��اب يف �سوري��ة (ف��روع الرقة ودي��ر الزور‬ ‫وال�سلم ّي��ة وحلب وحم���ص والالذق ّي��ة و�إدلب‬ ‫وبييال)‪ ،‬واملركز الثقايف العربي يف دم�شق (�أبو‬ ‫رمان��ة)‪ ،‬والتي بلغ عددها ‪ 82‬ن�شاطاً‪� ،‬أن هناك‬

‫‪ - 1‬اللجان الثماين هي‪ :‬جلنة �إنقاذ اللغة العرب ّية‪ ،‬جلنة حماية الرتاث‪ ،‬جلنة الإبداع وحماية امللكية الفكرية‪ ،‬جلنة رعاية ثقافة‬ ‫الطفل وال�شباب‪ ،‬جلنة حتالف القيم وحوار الثقافات‪ ،‬جلنة املحتوى العربي الرقمي على �شبكة الإنرتنت‪ ،‬جلنة ال�سوق الثقاف ّية العرب ّية‬ ‫امل�شرتكة‪ ،‬جلنة الرتجمة‪ .‬‬ ‫‪ - 2‬راجع التو�صيات يف امللحق املرفق بهذا التقرير (ملحق‪.)3‬‬ ‫‪ - 3‬تناول املحور الرئي�سي للمعر�ض ثالثة عناوبن كربى ناق�شت �أهم الق�ضايا العلم ّية امل�ستحدثة‪ ،‬والأزمة االقت�صاد ّية العامل ّية‪،‬‬ ‫والآفاق الإبداعية للرواية العرب ّية‪.‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪661‬‬

‫توزّع �أن�شطة امل�ؤّ�س�سات الثقاف ّية بح�سب املجاالت‬

‫جدول (‪)1‬‬

‫لبنان‬

‫م�رص‬

‫�سورية ال�سعودية الكويت الإمارات تون�س‬

‫املغرب املجموع‬

‫الن�سبة‬ ‫(‪)%‬‬

‫املجال املحلّي‬

‫‪15‬‬

‫‪50‬‬

‫‪8‬‬

‫‪16‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫‪2‬‬

‫‪20‬‬

‫‪118‬‬

‫‪29‬‬

‫املجال العربي‬

‫‪8‬‬

‫‪37‬‬

‫‪33‬‬

‫‪12‬‬

‫‪9‬‬

‫‪15‬‬

‫‪2‬‬

‫‪15‬‬

‫‪131‬‬

‫‪32‬‬

‫املجال الإقليمي‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪7‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪24‬‬

‫‪6‬‬

‫املجال العاملي‬

‫‪7‬‬

‫‪59‬‬

‫‪34‬‬

‫‪12‬‬

‫‪2‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪8‬‬

‫‪140‬‬

‫‪34‬‬

‫املجموع‬

‫‪32‬‬

‫‪151‬‬

‫‪82‬‬

‫‪41‬‬

‫‪15‬‬

‫‪37‬‬

‫‪12‬‬

‫‪43‬‬

‫‪413‬‬

‫‪100‬‬

‫ال�سوري املحلّي‪ ،‬و‪34‬‬ ‫‪� 8‬أن�شط��ة تناولت املجال‬ ‫ّ‬

‫من خالل �أن�شطة خم�س‬ ‫م� ّؤ�س�سات ثقافية �إماراتية‪،‬‬ ‫وقد بلغ عددها ‪ 37‬ن�شاطاً‪،‬‬ ‫بدا �أن هناك ‪� 5‬أن�شطة‬ ‫تناولت املجاالت املحلية‪،‬‬ ‫و‪� 10‬أن�شطة تناولت املجال‬ ‫العاملي‪ ،‬مقابل ‪ 15‬ن�شاط ًا‬ ‫للمجال العربي و‪� 7‬أن�شطة‬ ‫للمجاالت الإقليمية‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫العاملي وق�ضايا راهنة‬ ‫ن�شاط�� ًا تناولت املجال‬ ‫ّ‬ ‫على امل�ستوى العامل��ي‪ ،‬فيما تناول ‪ 33‬ن�شاط ًا‬ ‫العرب��ي‪ ،‬ف�ضالًعن‪� 7‬أن�شط��ة للمجاالت‬ ‫املج��ال‬ ‫ّ‬ ‫إقليمية (�سورية وامل�شرق العربي)‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫�أما يف ال�سعود ّية‪ ،‬فبدا‪ ،‬من خالل الأن�شطة‬ ‫�سعودية هي‪:‬‬ ‫ثقافي��ة‬ ‫العائ��دة ل�سب��ع م� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرك��ز املل��ك عب��د العزي��ز للح��وار الوطن��ي‪،‬‬ ‫النادي الأدبي الثقايف يف جدّ ة‪ ،‬النادي الأدبي‬ ‫يف الريا���ض‪ ،‬معر�ض الريا�ض ال��دويل للكتاب‪،‬‬ ‫نادي �أبه��ا الأدبي‪ ،‬نادي املدينة املن ّورة الأدبي‬ ‫والثق��ايف‪ ،‬املهرج��ان الوطني لل�تراث والثقافة‬ ‫(اجلنادري��ة)‪� ،‬أن م��ن ب�ين الأن�شط��ة التي بلغ‬ ‫عدده��ا ‪ 41‬ن�شاط��اً‪ ،‬تناول ‪ 16‬ن�شاط�� ًا املجال‬ ‫ال�سعودي املحلّي‪ ،‬فيما بل��غ عدد الأن�شطة التي‬ ‫تناولت املجال العاملي والق�ضايا الراهنة على‬ ‫امل�ست��وى العامل��ي ‪ 12‬ن�شاطاً‪ ،‬وع��دد الأن�شطة‬ ‫التي تناولت املج��ال العربي ‪ 12‬ن�شاطاً‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫إقليمي��ة‬ ‫ع��ن ن�ش��اط واح��د (‪ )1‬للمج��االت ال ّ‬ ‫(ال�سعود ّية واخلليج العربي)‪.‬‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫وبين��ت �أن�شط��ة امل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكويتي��ة‪ ،‬وه��ي‪ :‬املجل���س الوطن��ي للثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫والفن��ون والآداب‪ ،‬جمل��ة العرب��ي‪ ،‬م� ّؤ�س�س��ة‬

‫جائ��زة عبد العزي��ز �سعود البابط�ين‪ ،‬معر�ض‬ ‫الكوي��ت للكتاب‪ ،‬والتي بل��غ عددها ‪ 15‬ن�شاطاً‪،‬‬ ‫الكويتي‬ ‫�أن هن��اك ن�شاطني(‪ )2‬تناوال املج��ال‬ ‫ّ‬ ‫املحلّي‪ ،‬ف�ض ًال عن ن�شاطني(‪ )2‬تناوال جماالت‬ ‫عاملية وق�ضاي��ا راهنة على امل�ستوى العاملي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عرب��ي‪ ،‬ون�شاطني(‪ )2‬ذي‬ ‫بع��د‬ ‫ذات‬ ‫أن�شط��ة‬ ‫و‪�9‬‬ ‫ّ‬ ‫إقليمية (الكويت واخلليج العربي)‪.‬‬ ‫�أبعاد � ّ‬ ‫ثقافية‬ ‫ومن خالل �أن�شط��ة خم�س م� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫إماراتية‪،‬هي‪ :‬هيئ��ة �أبوظبي للثقافة والرتاث‪،‬‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫املنت��دى اال�سرتاتيجي العربي (م� ّؤ�س�سة حممد‬ ‫بن را�ش��د �آل مكتوم)‪ ،‬مركز الإمارات للدرا�سات‬ ‫والبح��وث اال�سرتاتيجية يف �أبو ظبي‪ ،‬م� ّؤ�س�سة‬ ‫�سلط��ان ب��ن عل��ي العوي���س الثقاف ّي��ة‪ ،‬ن��دوة‬ ‫الثقاف��ة والعلوم يف دب��ي‪ ،‬والتي بلغ عددها ‪37‬‬ ‫ن�شاطاً‪ ،‬بدا �أن هناك ‪� 5‬أن�شطة تناولت املجاالت‬ ‫العاملي‬ ‫املحلّي��ة‪ ،‬و ‪� 10‬أن�شطة تناول��ت املجال‬ ‫ّ‬ ‫والق�ضايا الراهنة على امل�ستوى العاملي‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 15‬ن�شاط ًا للمجال‬ ‫العربي‪ ،‬و‪� 7‬أن�شطة للمجاالت‬ ‫ّ‬ ‫إقليمية (الإمارات واخلليج العربي و�آ�سيا)‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫�أما يف املغ��رب فالأن�شط��ة العائدة لك ّل من‬ ‫املعر���ض الدويل ال�ساد�س ع�شر للكتاب والن�شر‬ ‫(وال��ذي ج��اء حتت �شع��ار "العلم بالق��راءة �أع ّز‬ ‫ما يطل��ب"‪ ،‬واتحّ اد كتّ��اب املغ��رب‪ ،1‬والتي بلغ‬

‫تخ�ص هذه الأن�شطة املكتب التنفيذي فقط‪ ،‬لأن الفروع الأخرى لالتحّ اد‪ ،‬وعددها ‪ 23‬فرع ًا‪ ،‬موزّعة على خمتلف �أنحاء‬ ‫‪ - 1‬للتذكري‪ّ ،‬‬ ‫اململكة املغرب ّية‪ ،‬و�أجنزت �أن�شطتها الثقاف ّية اخلا�صة بها‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 662‬للتنمية الثقافية‬

‫متي��ز الع��ام ‪ 2010‬برتاج��ع‬ ‫ّ‬ ‫زخ��م بع���ض الق�ضاي��ا الت��ي‬ ‫كانت مطروح��ة ب�إحلاح‪ ،‬مثل‬ ‫ق�ضاي��ا امل��ر�أة والدميقراطي��ة‬ ‫مثالً‪ ،‬لك��ن م��ن دون �أن يعني‬ ‫ذلك غيابه��ا‪ ،‬وذل��ك مل�صلحة‬ ‫اللغ��ة والعروب��ة والإ�س�لام‬ ‫وال�شباب والثقافة‪.‬‬

‫ف�ص��ب ‪ 20‬ن�شاط ًا منها يف‬ ‫عدده��ا ‪ 43‬ن�شاطاً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الق�ضاي��ا املحلّي��ة‪ ،‬مقابل ‪� 8‬أن�شط��ة للمجاالت‬ ‫العاملي��ة والق�ضاي��ا الراهن��ة عل��ى امل�ست��وى‬ ‫ّ‬ ‫‪15‬‬ ‫وتناول‬ ‫العاملي‪،‬‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫املجاالت‬ ‫ا‬ ‫ن�شاط‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫�أخ�يراً‪ ،‬تو ّزع��ت الأن�شطة العائ��دة لـ املجمع‬ ‫التون�س��ي للعل��وم والآداب والفن��ون "بي��ت‬ ‫احلكم��ة"‪ ،‬والتي بلغ عدده��ا ‪� 10‬أن�شطة‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫متفرقني يع��ود ك ّل منهما �إىل‬ ‫ع��ن ن�شاطني (‪ّ )2‬‬ ‫جمعي��ة درا�سات دولي��ة التون�س ّي��ة وق�سم علم‬ ‫االجتم��اع يف كلّية الآداب والعل��وم الإن�سان ّية‬ ‫يف مدين��ة �صفاق���س‪ ،‬كالآت��ي‪ :‬ن�شاط��ان (‪)2‬‬ ‫العاملي‬ ‫للمج��ال املحلّ��ي‪ ،‬و‪� 8‬أن�شط��ة للمج��ال‬ ‫ّ‬ ‫والق�ضايا الراهنة على امل�ستوى العاملي‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫عن ن�شاطني (‪ )2‬للمجال‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة بلغ��ت‬ ‫فالأن�شط��ة ذات املج��االت‬ ‫ّ‬ ‫ن�سبته��ا‪ ،‬من جمموع ع��دد الأن�شطة البالغ ‪413‬‬ ‫ن�شاط�� ًا يف ال��دول الثم��اين‪ % 32 ،‬مقابل ن�سبة‬ ‫‪ % 29‬للأن�شطة ذات املجاالت املحلّية (كما هو‬ ‫مبينّ يف اجلدول رقم ‪.) - 1 -‬‬ ‫هذه الأن�شطة عبارة عن ملتقيات ومنتديات‬ ‫حواري��ة تناولت‬ ‫وم�ؤمت��رات ون��دوات ولق��اءات‬ ‫ّ‬ ‫امللحة على‬ ‫عدداً من الق�ضايا والظواهر‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية ّ‬ ‫امل�ست��وى العرب��ي‪ .‬حي��ث احتلّت ق�ضاي��ا الواقع‬ ‫االقت�صادية‬ ‫العربي املتن ّوعة مث��ل ت�أثري الأزمة‬ ‫ّ‬ ‫العاملية عل��ى العامل العربي‪ ،‬والن��زاع العربي‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪ ،‬والإع�لام العربي‪ ،‬وال�شفافية وامل�ساءلة‬ ‫يف الوطن العربي‪ ،‬والأمن القومي العربي‪ ،‬والع�رص‬ ‫وحرية‬ ‫الرقم��ي وت�أث�يره عل��ى الع��امل العرب��ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫احلي��ز الأكرب من‬ ‫الإب��داع‪ ،‬وغريه��ا من الق�ضايا ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫الفعاليات‬ ‫املو�ضوعات التي تناولته��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(ف�ش��كّل ذلك نحو ‪ % 20‬من جمم��وع الفعاليات‬ ‫العربية)؛ تال ذلك‬ ‫�أو الأن�شطة اخلا�صة بالق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫مو�ض��وع الّلغة والإ�س�لام الّلذين �شغل ك ّل منهما‬ ‫نح��و ‪ % 16‬م��ن جمموع الفعالي��ات �أو الأن�شطة‬ ‫العربية)‪ ،‬ثم مو�ضوع الثقافة‬ ‫اخلا�صة بالق�ضايا‬ ‫ّ‬

‫ال��ذي حاز على ن�سب��ة ‪ ،% 12‬فال�شباب ‪،% 10‬‬ ‫ث��م القد�س ‪ % 6‬ث��م الذاكرة وال�تراث (‪،)% 5‬‬ ‫فيما حازت املو�ضوعات الأخرى جمتمعة (مثل‬ ‫امل��ر�أة‪ ،‬الرتجم��ة‪ ،‬الت�ألي��ف والن��شر‪� ...‬إلخ) على‬ ‫نح��و ‪ ،% 15‬علم�� ًا ب�أن مو�ضوع��ات الرتجمة قد‬ ‫العربية على امتداد العقد‬ ‫الثقافية‬ ‫�شغ��ل ال�ساحة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تط��ور االهتمام مبو�ضوع‬ ‫ال�ساب��ق‪ ،‬وال�سيما مع ّ‬ ‫فعاليات كربى‬ ‫"ح��وار احل�ضارات"‪ .‬وقد �أقيمت‬ ‫ّ‬ ‫حول مو�ضوع الرتجمة‪ ،‬كان من �أبرزها امل�ؤمتر‬ ‫ال��دويل للرتجم��ة بعن��وان "الرتجم��ة وحت ّديات‬ ‫الع�رص" الذي نظّ م��ه املركز القومي للرتجمة يف‬ ‫القاهرة من ‪� 28‬إىل ‪ 31‬مار�س‪� /‬آذار ‪.2010‬‬

‫عربي‬ ‫�أن�شطة متن ّوعة‪ ..‬وتوازن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خمتل‬

‫تن��وع املو�ضوع��ات الت��ي غل��ب فيها‬ ‫لع�� ّل ّ‬ ‫عربي��ة‪ ،‬ي�ش�ير �إىل‬ ‫احلي��ز‬ ‫املخ�ص���ص لق�ضاي��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اقت�صادية‬ ‫العاملي��ة‪ ،‬من‬ ‫ارتباطه��ا بالت�أثريات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتكنولوجي��ة وغريها‪ ،‬مثل‬ ‫ورقمية‬ ‫و�سيا�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العاملية"‪" ،‬الثقافة‬ ‫االقت�صادية‬ ‫"نحن والأزمة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة يف ظ�� ّل و�سائ��ط االت�ص��ال احلديث��ة"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املعرفية يف القرن‬ ‫يات‬ ‫د‬ ‫التح‬ ‫ومواجهة‬ ‫"العرب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلادي والع�رشي��ن"‪" ،‬العق��ل العربي وجمتمع‬ ‫املعرف��ة"‪" ،‬العرب بني ثقاف��ة العوملة وعوملة‬ ‫العربية يف‬ ‫الرتبوي��ة للّغ��ة‬ ‫الثقافة"‪"،‬الوظيف��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬‬ ‫ع��صر املعلومات"‪�..‬إلخ ‪ .‬غ�ير �أن هذه الق�ضايا‬ ‫عرب��ي ن��اجت‬ ‫ت�ش�ير يف الوق��ت عين��ه �إىل ت�ش��ظٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫التحوالت‬ ‫عن اخت�لال التوازن العربي يف ظ�� ّل‬ ‫ّ‬ ‫الدولي��ة املت�سارع��ة‪ ،‬ال ب��ل �إىل تغ� رّ​ّيرات العامل‬ ‫ّ‬ ‫ب�أ��سره‪ .‬الأم��ر التي راح ي�ستدع��ي �أكرث من ذي‬ ‫قب��ل اختالف�� ًا يف التفك�ير‪ ،‬وحم��اوالت لبن��اء‬ ‫العمالنية‪.‬‬ ‫عربي��ة ودعم امل�سال��ك‬ ‫ّ‬ ‫ا�سرتاتيجي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫متيز الع��ام ‪ 2010‬برتاج��ع زخم بع�ض‬ ‫بحي��ث ّ‬ ‫الق�ضاي��ا الت��ي كان��ت مطروح��ة ب�إحل��اح مثل‬ ‫ق�ضاي��ا امل��ر�أة والدميقراطي��ة مث�لاً‪ ،‬لك��ن من‬

‫‪ - 1‬ملزيد من التف�صيل حول خمتلف عناوين الفعاليات والأن�شطة املتعلّقة بالعامل العربي‪ ،‬ميكن العودة �إىل "مو�ضوعات �أن�شطة تناولت‬ ‫ق�ضايا عرب ّية" يف ملحق احل�صاد(ملحق‪.)4‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫االنطب��اع ال ّأول ال��ذي ي�ش�ير‬ ‫�إلي��ه احل�ص��اد الثق��ايف للعام‬ ‫‪ ،2010‬هو تبلور �إرادة عربية‬ ‫جامعة تبحث يف ا�سرتاتيجية‬ ‫عم��ل عربي م�شرتك‪ ،‬من خالل‬ ‫مث�لاً‪ ،‬ا�ست�ضاف��ة الإم��ارات‬ ‫للملتقى احل��ادي ع�رش ل�شباب‬ ‫اخللي��ج‪ ،‬وا�ست�ضاف��ة م��صر‬ ‫مللتق��ى ال�شارق��ة لل�شع��راء‬ ‫ال�شب��اب‪ ..‬وا�ست�ضاف��ة مكتب��ة‬ ‫الأ�س��د‪ ،‬الدوحة ك�ضيف �رشف‪،‬‬ ‫كونها عا�صمة الثقافة العربية‬ ‫للعام ‪2010‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫دون �أن يعن��ي ذل��ك غيابه��ا‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا �أنه��ا‬ ‫ق�ضايا �شائك��ة ومزمنة‪ ،‬وذل��ك مل�صلحة الّلغة‬ ‫والعروب��ة والإ�سالم وال�شب��اب والثقافة‪� .‬إذ �إن‬ ‫تل��ك الق�ضاي��ا ال�شائك��ة وغريها ال ت��زال ت�شكّل‬ ‫واقعي��ة يف الوطن العربي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫حت ّديات‬ ‫ّ‬ ‫ق�ضاي��ا الفقر والبطالة‪ ،‬وامل�شارك��ة ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫وامل�ش��كالت الطائفية والعرقي��ة‪ ،‬التي اعتربها‬ ‫مرك��ز اخللي��ج للدرا�س��ات يف م�ؤمت��ره ال�سن��وي‬ ‫العا�شر(‪ ،)2010 /5 /8‬والذي جاء حتت عنوان‬ ‫الداخلية"‪ ،‬م��ن �أبرز تلك‬ ‫العربي��ة‬ ‫"التحدي��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التح ّدي��ات‪ .‬وبالت��ايل ف�إن املق�ص��ود باالجتاه‬ ‫العمالين ه��و االنتقال من االكتف��اء بت�شخي�ص‬ ‫الواقع نح��و و�ضع احللول وامل�سال��ك‪ ،‬وال�سيما‬ ‫�أن جمري��ات العق��د ال�ساب��ق ال��ذي �أ�سه��م في��ه‬ ‫تط��ور ا�ستخ��دام و�سائ��ل االت�ص��ال والتوا�ص��ل‬ ‫ّ‬ ‫إلكرتونية و�شبكات‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن��ات‬ ‫املدو‬ ‫مث��ل‬ ‫احلديثة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية وغريها‪ ،‬رمب��ا �أ�سهم يف‬ ‫التوا�ص��ل‬ ‫ّ‬ ‫دميقراطي��ة تتج��اوز الأطر الت��ي ت�سمح‬ ‫فر���ض‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬يف الوقت الذي �أ�سهمت‬ ‫بها احلكومات‬ ‫ّ‬ ‫فيه �إجنازات ال��دول الآ�سيوية والأفريقية ودول‬ ‫زمنية‬ ‫�أم�يركا‬ ‫الالتيني��ة الت��ي ّ‬ ‫مت��ت يف ف�ترة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجي��زة‪ ،‬وكذلك تق ّدم النموذج الرتكي والإيراين‬ ‫توج��ه �إ�سالم��ي‪ ،‬والت�شكي��ك‬ ‫يف ظ��ل حك��م ذي ّ‬ ‫الدميقراطي��ة بالتنمية‪ ،‬وغريها‬ ‫مبقولة ارتباط‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي��ة‬ ‫الكث�ير م��ن املظاه��ر والوقائ��ع‬ ‫ّ‬ ‫واالقت�صادي��ة‪ ،‬رمب��ا تك��ون �أ�سهم��ت يف �إعادة‬ ‫ّ‬ ‫االقت�صادي��ة‬ ‫واملق��والت‬ ‫النم��اذج‬ ‫التفك�ير يف‬ ‫ّ‬ ‫والثقافي��ة‪ ،‬ويف حماول��ة اخل��روج‬ ‫وال�سيا�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خ�صو�صي��ة ال�سي��اق‬ ‫منه��ا‪ ،‬مب��ا يتنا�س��ب م��ع‬ ‫ّ‬ ‫إمكانيات��ه وم�شكالته‪ ،‬وكذلك‬ ‫العرب��ي الراهن و�‬ ‫ّ‬ ‫اخل��روج م��ن "عق��دة الغ��رب" و"اخل��وف منه"‬ ‫و"التماه��ي �أو التماث��ل به"‪ .‬وهذا م��ا قد يف�سرّ‬ ‫أولويات‬ ‫بدوره �أي�ضاً‪ ،‬عودة القد�س �إىل �صدارة � ّ‬ ‫العربية‪ ،‬بعدم��ا راحت الأو�ضاع ت�شري‬ ‫الأن�شطة‬ ‫ّ‬ ‫�إىل تراج��ع ثقة ال�شعب الإ�رسائيلي بقدرة دولته‬ ‫حرب��ي لبنان‬ ‫عل��ى اال�ستم��رار بع��د ف�شله��ا يف‬ ‫ّ‬ ‫وغ��زّ ة‪ ،‬وف�شلها يف ح�س��م م�صري مدينة القد�س‬ ‫بعد م��رور ‪ 43‬عام�� ًا على احتالله��ا‪ ،‬وما رافق‬

‫تهويدي��ة غري م�سبوق��ة عليها‬ ‫ذل��ك من هجم��ة‬ ‫ّ‬ ‫بلغ��ت ذروتها خ�لال الع��ام ‪ ،2009‬وا�ستكملت‬ ‫يف العام ‪.2010‬‬ ‫االنطب��اع ال ّأويل ال��ذي ي�ش�ير �إلي��ه �إذن‪،‬‬ ‫احل�ص��اد الثقايف للعام ‪ 2010‬من خالل متابعة‬ ‫عربي��ة‬ ‫�أن�شطت��ه وفعاليات��ه‪ ،‬ه��و تبل��ور �إرادة ّ‬ ‫ا�سرتاتيجي��ة عم��ل عربي‬ ‫جامع��ة‪ ،‬تبح��ث ع��ن‬ ‫ّ‬ ‫م�ش�ترك‪ .‬ف�إىل جان��ب الفعاليات الك�برى التي‬ ‫مت��ت الإ�شارة �إليها يف مقدم��ة احل�صاد‪ ،‬والتي‬ ‫ّ‬ ‫كان��ت‬ ‫عربي��ة وت�ستقط��ب جمه��وراً‬ ‫بغالبيته��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫دولي��ة)‪� ،‬أو تلك التي‬ ‫كان��ت‬ ‫ولو‬ ‫��ى‬ ‫ت‬ ‫(ح‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫عربي�� ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫ة‬ ‫الثقافي‬ ‫أ�سابيع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لتقليد‬ ‫ا‬ ‫امتداد‬ ‫كان��ت‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة عل��ى‬ ‫الت��ي د�أب بع���ض امل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية بني‬ ‫�إقامته��ا به��دف تعزيز العالق��ات‬ ‫ّ‬ ‫�أقط��ار الوط��ن العرب��ي وبهدف تب��ادل الأفكار‬ ‫واخلربات والتجارب‪ ،‬بح�سب ما يرد يف خطاب‬ ‫منظّ م��ي مثل ه��ذه الفعالي��ات‪� ،‬إىل جانب ذلك‬ ‫الثقافية‬ ‫ني��ة‬ ‫ّ‬ ‫البي ّ‬ ‫كلّ��ه �إذاً‪� ،‬أخ��ذت امل�ش��اركات ّ‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫ال�شبابية‬ ‫�أ�شكا ًال ع�� ّدة‪ ،‬منها امللتقيات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�ش���أن ملتق��ى ال�شب��اب العرب��ي‪ ،‬وه��و ح��دث‬ ‫�سن��وي‪ ،‬يرعاه حاكم‬ ‫اجتماعي‬ ‫إبداعي‬ ‫يف �‬ ‫ثق��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ممن‬ ‫ال�شارق��ة وي�ش��ارك في��ه ال�شب��اب الع��رب ّ‬ ‫ترتاوح �أعمارهم بني ‪ 16‬و‪ 24‬عاماً‪ ،‬وعاد ًة ما‬ ‫الثقافية مواكبة‬ ‫تكون هذه الربامج والأن�شط��ة‬ ‫ّ‬ ‫لطموحات ال�شب��اب واهتماماتهم‪ .‬فا�ست�ضافت‬ ‫الإم��ارات العرب ّي��ة "امللتق��ى احل��ادي ع��شر‬ ‫العربي��ة" (‪/2 /5-1‬‬ ‫ل�شب��اب دول اخللي��ج‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،)2010‬وا�ست�ضاف��ت م�ص��ر يف ‪2010 /5/8‬‬ ‫فعالي��ات ال��دورة الأوىل ل��ـ "ملتق��ى ال�شارق��ة‬ ‫�سن اخلام�سة والثالثني‬ ‫لل�شعراء ال�شب��اب" دون ّ‬ ‫مقر‬ ‫يف‬ ‫أي��ام‬ ‫�‬ ‫�سبع��ة‬ ‫يف الوط��ن العرب��ي مل�� ّدة‬ ‫ّ‬ ‫مكتب��ة الإ�سكندرية ويف اتحّ��اد كتّاب و�أدباء‬ ‫م�ص��ر يف القاه��رة ومكتب��ة مب��ارك يف مدينة‬ ‫الأق�ص��ر‪ .‬كم��ا �أقيم "�أ�سبوع الإم��ارات الثقايف‬ ‫يف مهرج��ان القري��ن الثق��ايف ال�ساد�س ع�رش"‬ ‫يف الكويت‪ ،‬وا�شتمل على العديد من الفعاليات‬ ‫وتنوعت عرو�ضه‬ ‫للتعريف بالثقافة الإماراتية‪ّ ،‬‬ ‫ال�شعبية و�أم�سيات‬ ‫بني الفنون الرتاثية والفنون‬ ‫ّ‬

‫‪663‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 664‬للتنمية الثقافية‬

‫الفت م��ا يكتبه البع�ض من � َّأن‬ ‫امل� ّؤ�س�سات احلكومية ال تعطي‬ ‫احلق ال��كايف لرعاية الثقافة‪..‬‬ ‫� ّأم��ا القيم��ون عل��ى الثقاف��ة‪،‬‬ ‫وبح�س��ب �أح��د ك ّت��اب جري��دة‬ ‫"البيـــــــان" الإماراتية‪ ،‬ف�إنهم‬ ‫يعطون �أنف�سهم احلق الأول يف‬ ‫ال�بروز والظهور عل��ى �أكتاف‬ ‫التطوير الثقايف واملتابعة‪.‬‬

‫ال�شع��ر النبط��ي والف�صيح والأف�لام ال�سينمائية‬ ‫الق�ص�يرة ومعار���ض‬ ‫الف��ن الت�شكيل��ي واخل��طّ‬ ‫ّ‬ ‫العرب��ي والزخرف��ة الإ�سالمي��ة وغريه��ا‪ .‬فيم��ا‬ ‫ا�ست�ض��اف "معر�ض مكتبة الأ�س��د الدويل الـ‪26‬‬ ‫للكت��اب" (‪ )2010 /8 /8 - 1‬الدوح��ة ك�ضي��ف‬ ‫�رشف كونه��ا عا�صمة الثقاف��ة العرب ّية للعام‬ ‫فعالي��ات "الأ�سب��وع الثق��ايف‬ ‫‪ .2010‬و�أقيم��ت‬ ‫ّ‬ ‫املغرب��ي" (‪� )2010 /3 /12 - 8‬ضمن فعاليات‬ ‫الدوحة عا�صمة للثقافة العرب ّية للعام ‪،2010‬‬ ‫حي��ث قال وزير الثقاف��ة القطري حمد بن عبد‬ ‫العربي��ة‬ ‫العزي��ز الك��واري �آن��ذاك �إن الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫جتم��ع العرب جميع ًا وميكن �أن تقوم مبا مل تقم‬ ‫ب��ه ال�سيا�س��ة‪ ،‬و�أن �شع��ار االحتفالي��ة "الثقافة‬ ‫العربية وطناً‪ ..‬والدوحة عا�صمة" يعبرّ عن ذلك‬ ‫ّ‬ ‫بامتي��از‪ .‬و�أ�ضاف �أن الأ�سبوع الثقايف املغربي‬ ‫التعرف �أكرث �إىل املغرب‪،‬‬ ‫"فر�صة ّ‬ ‫جيدة من �أجل ّ‬ ‫لأ ّننا ال نعرف املغرب كما ينبغي"‪.‬‬ ‫وت�ضمن��ت فعالي��ات الأ�سب��وع الثق��ايف‬ ‫ّ‬ ‫املغرب��ي يف قط��ر حما��ضرة لوزي��ر الثقاف��ة‬ ‫املغرب��ي بن �س��امل ح ّمي���ش بعن��وان‪" :‬العوملة‬ ‫يف م��ر�آة الثقاف��ة"‪ ،‬ون��دوة فكري��ة بعن��وان‬ ‫"دور الثقاف��ة يف التنمي��ة الب�رشي��ة" ل��ـ عب��د‬ ‫اخلال��ق التهام��ي‪ ،‬وق��راءات �شعري��ة لل�شاعرات‬ ‫املغربيات �آمنة املريني وثريا جمدولني ووفاء‬ ‫العمراين‪.‬‬

‫الأ�سئلة املطروحة‬ ‫و�س�ؤال العام ‪2010‬‬

‫احلكومية �أو‬ ‫يبدو �أن اتجّ اه��ات امل� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫اتجّ اه��ات م� ّؤ�س�سات املجتم��ع املدين �أو كليهما‬ ‫البيني��ة‪ ،‬والتي ال‬ ‫العربية‬ ‫نح��و تفعيل الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقت��صر على امل�ؤمت��رات والندوات فق��ط‪ ،‬و�إمنا‬ ‫تتع ّداها �إىل ور�ش عمل ومهرجانات ومعار�ض‬ ‫كت��ب وغريه��ا م��ن الأن�شط��ة‪ ،‬مل ت�سه��م كفاي ًة‬ ‫بالقيمني على‬ ‫يف تعزي��ز ثق��ة املجتمع امل��دين‬ ‫ّ‬ ‫الثقاف��ة‪ .‬فتح��ت عنوان"الثقاف��ة ب�ين الإدارة‬ ‫والتك��رمي" كت��ب �سليم��ان احلزام��ي يف جمل��ة‬ ‫"البيان" (حزيران‪ /‬يونيو ‪ ،2010‬العدد ‪)479‬‬

‫احلق الكايف‬ ‫�أن امل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫احلكومي��ة التعطي ّ‬ ‫ّ‬ ‫القيم��ون عل��ى الثقاف��ة‬ ‫لرعاي��ة الثقاف��ة‪� .‬أم��ا ّ‬ ‫فيعطون �أنف�سهم احلق الأول يف الربوز والظهور‬ ‫عل��ى �أكت��اف التطوي��ر الثق��ايف واملتابع��ة‪.‬‬ ‫املعني�ين برعاي��ة‬ ‫والو�ض��ع ال يختل��ف عن��د‬ ‫ّ‬ ‫الثقاف��ة يف قطاع��ات �أخرى‪ ،‬والت��ي تتم ّثل يف‬ ‫بع���ض جمعي��ات النف��ع الع��ام �أو امل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫ال�شخ�صية‬ ‫اخلا�صة‪ ،‬فكلّها تدور يف فلك ال�شهرة‬ ‫ّ‬ ‫والتمجيد الفردي لرئي�س هذه امل� ّؤ�س�سة �أو تلك‪.‬‬ ‫الثقافي��ة"‬ ‫وحت��ت عن��وان "املهرجان��ات‬ ‫ّ‬ ‫(البي��ان‪� ،‬شباط‪/‬فرباي��ر ‪ ،2010‬العدد ‪،)475‬‬ ‫انتقد خالد عبد الّلطي��ف رم�ضان املهرجانات‬ ‫الثقافي��ة الت��ي تق�� ّدم جمموع��ة م��ن الأن�شط��ة‬ ‫ّ‬ ‫أدبي��ة بطريق��ة جتعله��ا‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ي��ة‬ ‫ن‬ ‫والف‬ ‫��ة‬ ‫الثقافي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حت�شد يف �أي��ام معدودة‪ ،‬قد متت ّد لثالثة �أ�سابيع‬ ‫الثقافية‬ ‫�أو �أكرث‪ ،‬م��ن دون �أن تكون امل� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستمرارية‬ ‫املنظّ م��ة له��ا ق��ادرة عل��ى �ضم��ان‬ ‫ّ‬ ‫التغطية الإعالمية طوال فرتة �إقامة املهرجان‪،‬‬ ‫�أو �أن تك��ون ق��ادرة عل��ى احلف��اظ عل��ى وترية‬ ‫الزائري��ن وامل�شاركني‪ .‬كت��ب رم�ضان ذلك وهو‬ ‫ي�أم��ل ب�أن تو َّزع اجلهود وامل��وارد املالية على‬ ‫الع��ام ب�أكمل��ه‪ ،‬ل�ضم��ان الإقب��ال اجلماه�يري‬ ‫إعالمية وحتقي��ق الهدف من وراء‬ ‫واملتابع��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫هذه الأن�شطة‪� ،‬أي ن�رش الوعي الثقايف واالرتقاء‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫ب��ذوق اجلماه�ير ورف��د ال�ساح��ة‬ ‫ّ‬ ‫ثقافي��ة وف ّنية على مدار العام وخلق‬ ‫بنتاجات‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية‪.‬‬ ‫حالة‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذه املالحظ��ات‪ ،‬وغريه��ا الكث�ير ح��ول‬ ‫فعاليات‪،‬‬ ‫الثقافية و�سوى ذلك من‬ ‫املهرجانات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫باتت ت�شكّل ظاهرة يف الوطن العربي‪ ،‬وال�سيما‬ ‫اجل��دل الدائر مث ًال حول اجلوائز‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ف�إن‬ ‫عما �إذا كان يف �إمكان هذه املهرجانات‬ ‫ال�س�ؤال ّ‬ ‫لا من الفعل الثقايف‪،‬‬ ‫والفعاليات �أن تكون بدي� ً‬ ‫م�شجعة على احل�ش��د الثقايف ال‬ ‫�أو �أنه��ا و�سيل��ة ّ‬ ‫مركزياً‪.‬‬ ‫على الوعي الثقايف‪ ،‬يغدو �س�ؤا ًال‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫ويف ال�سياق نف�سه‪ ،‬مل تخلُ ال�ساحة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة خ�لال الع��ام ‪ 2010‬م��ن الأ�ص��وات‬ ‫ّ‬ ‫املتح ّفظ��ة‪ ،‬لي���س فقط عل��ى تل��ك املهرجانات‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫مل َتخ��لُ ال�ساح��ة الثقافي��ة‬ ‫العربي��ة خ�لال الع��ام ‪2010‬‬ ‫من الأ�ص��وات املتحفظة‪ ،‬لي�س‬ ‫عل��ى املهرجانات والفعاليات‬ ‫فق��ط‪ ،‬بل على فك��رة قيام قمة‬ ‫ثقافي��ة عربي��ة تعي��د تك��رار‬ ‫التج��ارب العربي��ة الفا�شل��ة‬ ‫الت��ي تتم ّثل ب�إ�صدار تو�صيات‬ ‫وقوانني غالب ًا م��ا تبقى حرباً‬ ‫على ورق‪.‬‬

‫ن��ال مفه��وم "ال�سيا�س��ات‬ ‫الثقافي��ة" ق�سط��ه م��ن النق��د‬ ‫�أي�ض��اً‪� ،‬إم��ا نتيجة �إخف��اق ك ّل‬ ‫امل�رشوع��ات الثقافي��ة العربية‬ ‫امل�شرتك��ة‪ ،‬التي ت��شرف عليها‬ ‫املنظم��ة العربي��ة للرتبي��ة‬ ‫والثقافة والعلوم‪� ،‬أو للتناق�ض‬ ‫م�صطلح��ي "ال�سيا�سات"‬ ‫ب�ين‬ ‫ّ‬ ‫و"الثقافة العربية"‪ ،‬لأن الثقافة‬ ‫العربي��ة ثقافة � ّأم��ة واحدة‪ ،‬يف‬ ‫حني تعك�س ال�سيا�سات العربية‬ ‫نزعات قطرية انعزالية‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫ثقافية"‪،‬‬ ‫والفعالي��ات‪ ،‬بل على فكرة قيام "قم ّة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية الفا�شلة التي تتم ّثل‬ ‫التجارب‬ ‫تكرار‬ ‫تعيد‬ ‫ّ‬ ‫ب�إ�صدار تو�صيات وقوانني‪ ،‬غالب ًا ماتبقى حرباً‬ ‫يت��م احت��كار القم��ة م��ن قبل‬ ‫عل��ى ورق‪� ،‬أو �أن ّ‬ ‫العربية احلاكم��ة‪� ،‬أو �أن تظ ّل‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫النخ��ب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القم��ة يف جم��ال التعمي��م الثق��ايف ويف �إط��ار‬ ‫امل�سائل �أو الق�ضايا "الكربى"‪ ...‬وغريها الكثري‬ ‫الكثري من املخ��اوف والتحفظات املح ّقة‪ ،‬على‬ ‫القمة‬ ‫الرغ��م من اعتب��ار الكثريين �أن مث��ل هذه ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫هو ح��دث �أول وفريد يف تاري��خ القمم‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬و�أنه��ا ت�ش��كّل اعرتاف�� ًا ب��دور الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫أ�سا�سية للتنمية‪.‬‬ ‫�‬ ‫ورافعة‬ ‫للتغيري‬ ‫كحامل‬ ‫ّ‬ ‫فتح��ت عنوان "ر�سال��ة مفتوح��ة �إىل ال�سيد‬ ‫الثقافي��ة املنتظرة"‪ ،‬كتب‬ ‫عم��رو مو�س��ى‪ :‬القمة‬ ‫ّ‬ ‫�سليم��ان �إبراهي��م الع�سك��ري يق��ول‪�" :‬إذا كان‬ ‫�سعين��ا يف الوحدة االقت�صادي��ة قد تراجع‪ ،‬و�إذا‬ ‫الريا�ضية قد مت ّهل‪ ،‬و�إذا‬ ‫كان م�سعانا يف ال�رشاكة‬ ‫ّ‬ ‫مكب ًال مبا‬ ‫كان دربن��ا يف ال�رشاك��ة االجتماعية ّ‬ ‫يعرقله‪ ،‬و�إذا كان��ت اتفاقياتنا للدفاع امل�شرتك‬ ‫قد �سكنت الأدراج‪ ،‬فلن�أم��ل ب�أن تكون خطواتنا‬ ‫الثقافي��ة �أكرث تف��ا�ؤالً‪ .‬جدول القمة‬ ‫نح��و القمة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة املنتظرة يج��ب �أن ي�صوغه املثقفون‬ ‫ّ‬ ‫واملبدع��ون �أنف�سهم‪ ،‬و�أن يح ّددوا لق��ادة � ّأمتهم‬ ‫ت�صوراته��م لطري��ق النه�ض��ة"‪� .‬إال �أن الع�سكري‬ ‫�أب��دى يف ر�سالت��ه جمل��ة حت ّفظ��ات منه��ا‪� :‬أن‬ ‫الثقافية املنتظرة يجب �أن ي�صوغه‬ ‫القمة‬ ‫ّ‬ ‫"جدول ّ‬ ‫املثقفون واملبدعون �أنف�سهم‪ ،‬و�أن يح ّددوا لقادة‬ ‫�أمته��م ت�صوراتهم لطريق النه�ضة‪ ،‬ال �أن يفر�ض‬ ‫الثقافية �أجهزة بريوقراطية‬ ‫جدول �أعمال القمة‬ ‫ّ‬ ‫مما هو قائم الآن"‪ ،‬و�أن‬ ‫ال ترى �أجمل وال �أف�ضل ّ‬ ‫العربي��ة "لي�ست مادة مف��ردة منف�صلة‬ ‫الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫ميكن تدري�سها يف منهاج تعليمي‪ ،‬ولك ّنها ن�سق‬ ‫حي��اة‪ ،‬ولهذا ال ترتبط بالق��راءة فقط‪ ،‬و�إمنا هي‬ ‫جم��اع للفنون والآداب"‪ ،‬و�أنه �إذا كان "من �أمل‬ ‫الثقافية املنتظ��رة‪ ،‬فهو الطموح ب�أن‬ ‫يف القم��ة‬ ‫ّ‬ ‫تو�سع الآف��اق للإبداع العربي‪ ،‬و�أن تزيل �سطوة‬ ‫ّ‬ ‫تتحرر احلروف لتنبت لها‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫العمياء‪،‬‬ ‫الرقابة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة بعيداً عن قيود‬ ‫�أجنح��ة حتلّق بثقافتنا‬ ‫ّ‬

‫التخلّ��ف ور ّدة اجلاهلي��ة‪ ،‬وعن��ف اال�ضطه��اد"‬ ‫(العرب��ي‪ ،‬مت��وز‪ /‬يولي��و ‪ ،2010‬الع��دد ‪.)620‬‬ ‫ور�أى املفكّ��ر البحريني حممد جابر الأن�صاري‬ ‫يف مق��ال ل��ه يف جري��دة "اخللي��ج" الإماراتية‬ ‫(اخلمي���س‪ 28 ،‬كان��ون الثاين‪ /‬يناي��ر ‪،)2010‬‬ ‫عربية لن تنجح �إذا ظلّت يف‬ ‫�أن � ّأي قم��ة‬ ‫ثقافية ّ‬ ‫ّ‬ ‫جم��ال التعميم الثقايف وعل��ى �صعيد "كربيات‬ ‫امل�سائل"‪.‬‬ ‫وعلّ��ق املفكّ��ر الّلبن��اين �أحم��د بي�ض��ون‬ ‫الثقافي��ة" بعن��وان‬ ‫"القم��ة‬ ‫يف حتقي��ق ح��ول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‪ :‬مب��ادرة التطلّعات‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫"القم��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتح ّفظ��ات"‪ ،‬ن�رشت��ه "متابع��ات" ال�ص��ادرة‬ ‫ع��ن م� ّؤ�س�س��ة الفكر العرب��ي (الع��دد ‪،16-15‬‬ ‫مار���س‪� /‬أبري��ل ‪ )2010‬قائ�لاً‪� :‬إن م��ا يفرت�ض‬ ‫التحتية‬ ‫�أن ُتعن��ى ب��ه احلكومات‪ ،‬وه��و البن��ى‬ ‫ّ‬ ‫للثقاف��ة‪ ،‬ال الثقافة نف�سه��ا‪ .‬فاملكتبات العامة‬ ‫واملتاح��ف وامل�س��ارح �أمور يق��ع الق�سط الأكرب‬ ‫م��ن عبئها على عاتق احلكوم��ات‪ ،‬وذلك ف�ض ًال‬ ‫ع��ن تلك احلاج��ة الت��ي فر�ضها الع��صر اليوم‪،‬‬ ‫وه��ي �شب��كات االت�ص��ال الت��ي تتوق��ف عل��ى‬ ‫الثقافي��ة املتعلق��ة‬ ‫جودته��ا ج��ودة اخلدم��ات‬ ‫ّ‬ ‫بالإنرتن��ت‪ .‬لك��ن حاملا نغ��ادر ه��ذا امل�ستوى‪،‬‬ ‫ي�سم��ى الي��وم "ال�سيا�سات‬ ‫ن�ص��ل �إىل م��ا ب��ات ّ‬ ‫الثقافي��ة"‪ .‬وهذه كثرياً ما تكون ت�سمية خادعة‬ ‫ّ‬ ‫ل�شيء �آخر وال ب ّد م��ن متابعتها باحلذر والنقد‪.‬‬ ‫ي�ستح�س��ن مثالً‪ -‬والكالم لبي�ض��ون‪� -‬أن توجد‬ ‫متوله��ا احلكومات �أو ت�شرتك يف‬ ‫مراك��ز �أبحاث ّ‬ ‫متويله��ا‪" .‬وي�ستح�سن �أن ُتدع��م الأعمال الف ّنية‬ ‫باملن��ح واجلوائ��ز‪ .‬هذا كلّ��ه قد يك��ون حكومي ًا‬ ‫وق��د ال يك��ون‪ .‬وهو قد يكون خمتلط��اً‪ .‬ويف ك ّل‬ ‫حال‪ ،‬يج��ب �أن يكون القرار‪ ،‬يف ه��ذه ال�ش�ؤون‪،‬‬ ‫يوجهها‬ ‫ب�أي��دي هيئات م�ؤكّ ��دة اال�ستق�لال‪ ،‬ال ّ‬ ‫�إال املعاي�ير والقي��م اخلا�ص��ة باملي��دان ال��ذي‬ ‫تعم��ل في��ه‪ ...‬فتبقى‪ ،‬عل��ى اخل�صو���ص‪ ،‬مبن�أى‬ ‫عن م�صالح ال�سلط��ات و�أ�صحاب ال�سلطة‪ ،‬حتى‬ ‫حكومي�� ًا �أو موالي�� ًا لأهل احلكم‪.‬‬ ‫ل��و كان املال‬ ‫ّ‬ ‫احل��رة وا�ستقام��ة‬ ‫ولك��ن تولي��د تل��ك الهيئ��ات‬ ‫ّ‬ ‫عمله��ا هما م��ن الأمور التي تفرت���ض قدراً من‬

‫‪665‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 666‬للتنمية الثقافية‬

‫بالعــــــ��ودة �إلــــــ��ى الدوريــــات‬ ‫ومو�ضوعاتها‪ ،‬يتبينّ �أن العروبة‬ ‫مل تع��د م�س�أل��ة حت�� ّزب بق��در ما‬ ‫بات��ت تعب�يراً عن انتم��اء ثقايف‬ ‫ح�ض��اري قائ��م بالق��وة‪ ،‬قب��ل‬ ‫�أن يك��ون قائم�� ًا بالفع��ل‪ ،‬و�أن‬ ‫�أي مو�ض��وع وج��ودي ال ميك��ن‬ ‫معاجلت��ه �إال يف �سياق��ه العربي‪،‬‬ ‫لأن العروب��ة لي�ست خي��اراً و�إمنا‬ ‫قدراً‪.‬‬

‫ال�سي��ادة االجتماعي��ة لأنظمة قي��م بعينها‪� ،‬أي‬ ‫لثقافة �سلوكية بعينها"‪.‬‬ ‫الثقافية"‬ ‫املوج��ه �إىل "القم��ة‬ ‫�أم��ا �س�ؤال��ه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إمكاني��ة بحثه��ا‪� ،‬إذا انعقدت‪ ،‬يف‬ ‫ف��كان "حول �‬ ‫ّ‬ ‫التوجه نح��و هذه الغاية‪� ،‬أي‪ ،‬بالدرجة‬ ‫كيفيات‬ ‫ّ‬ ‫الأوىل‪ ،‬يف تعزيز حريات الفكر والر�أي والتعبري‪،‬‬ ‫�أي‪� ،‬أي�ض��اً‪ ،‬يف تعزي��ز ا�ستقالل العم��ل الثقايف‬ ‫عن م�صال��ح احلكم؟‪ .‬وتاب��ع‪�" :‬أ�شكّ يف ح�صول‬ ‫ذل��ك‪ .‬ع�ساه��ا �أن تبح��ث �إذن يف تعزي��ز البن��ى‬ ‫لنمو الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫التحتي��ة للثقافة‪ ...‬وقد يكون �أمثل ّ‬ ‫�أن تعفيه��ا حكوماتن��ا م��ن ه��ذا ال��ذي ت�سمي��ه‬ ‫ثقافية"‪ .‬ف�إن مل يكن ذاك التعزيز وال‬ ‫"�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية؟"‪.‬‬ ‫هذا الإعفاء فما حاجتنا �إىل قمة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة"‬ ‫لق��د ن��ال مفه��وم "ال�سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫ق�سط��ه م��ن النقد �أي�ض��اً‪� ،‬إما نتيج��ة �إخفاق ك ّل‬ ‫العربي��ة امل�شرتكة التي‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫امل�رشوع��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت�رشف عليها املنظمة العرب ّية للرتبية والعلوم‬ ‫والثقاف��ة بح�سب م��ا يذهب البع���ض (م�رشوع‬ ‫العربي��ة‪ ،‬م��شروع املو�سوعة‬ ‫الرقمي��ة‬ ‫املكتب��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية يف جممع‬ ‫العربية‪ ،‬توحيد جمامع الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واح��د‪ ،‬م��شروع الرتجم��ة‪ ،‬م��شروع التوثي��ق‪،‬‬ ‫عربي��ة تنط��ق با�س��م الع��رب‬ ‫ف�ضائي��ة‬ ‫ثقافي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�صطلح��ي‬ ‫ب�ين‬ ‫للتناق���ض‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫إل��خ)‪،‬‬ ‫�‬ ‫ً‪...‬‬ ‫ا‬ ‫جميع��‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة)‪ ،‬لأن الثقافة‬ ‫(ال�سيا�س��ات) و(الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫وجت�سد وحدة ال ّأمة‪،‬‬ ‫العربي��ة ثقافة � ّأمة واح��دة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة نزع��ات‬ ‫ال�سيا�س��ات‬ ‫تعك���س‬ ‫ح�ين‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ُقطرية انعزالية‪ ،‬وب�إمكانها �أن ت�ؤ ّدي �إىل تفتيت‬ ‫العربي��ة الواح��دة �إذا ما بقي��ت رهينة‬ ‫الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫التفكيكية‪.‬‬ ‫العربية‬ ‫ال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والأم��ر عين��ه ين�سح��ب عل��ى اللّغ��ة‪ ،‬حي��ث‬ ‫بالقيم�ين عليه��ا‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫ت�س��ود عدم الثق��ة‬ ‫ّ‬ ‫�أن املهرجان��ات والتظاه��رات (مهرجان��ات‬ ‫الّلغة"مث�لاً)‪� ،‬أو �أع��وام الّلغ��ة (مث��ل ع��ام الّلغة‬ ‫العربي��ة ال��ذي �أقي��م يف ك ّل من م��صر والأردن‬ ‫ّ‬ ‫يف الع��ام ‪ )2007‬مل ت�ؤ ِّد �إىل نتيجة‪ ،‬بعدما بقي‬ ‫العربية ال�صادر العام ‪ 1991‬يف‬ ‫"قان��ون الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫الأردن‪ ،‬يف �أدراج احلكومة‪ ،‬وبعدما كان تعامل‬ ‫الدولة مع هذا املو�ضوع غائب ًا متاماً‪.‬‬

‫يف حماول��ة اخت�ص��ار ه��ذه الأ�سئل��ة‬ ‫وال�سج��االت الدائ��رة من��ذ �أع��وام‪ ،‬والت��ي ال‬ ‫تقت��صر عل��ى الع��ام املدرو�س فق��ط‪� ،‬أي العام‬ ‫‪ ،2010‬ميك��ن الق��ول‪� ،‬إ�ضاف��ة �إىل ع��دم الثق��ة‬ ‫أ�سا�سية‬ ‫بالقيمني عل��ى الثقافة‪� ،‬إن امل�س�أل��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيزاً يف العام ‪،2010‬‬ ‫�شغلت‬ ‫والتي‬ ‫املطروحة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ه��ي ما �إذا كان��ت الثقافة‪ ،‬مبفهومه��ا العلمي‪،‬‬ ‫تتج�س��د ب�أدواته��ا فق��ط‪� ،‬أم �إنه��ا نتيجة تغيري‬ ‫ّ‬ ‫فعل��ي يف �صمي��م الوع��ي‪� ،‬أي و�سيل��ة تغي�ير‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية‬ ‫أ�سا�سية لأ�ساليب التعليم والتن�شئة‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والإع�لام والن�رش‪� ...‬إلخ‪ ،‬و�سيل��ة ت�سهم يف بناء‬ ‫نق��دي‪ ،‬و ُتعنى بتكوين من��ط تفكري يجمع‬ ‫عقل‬ ‫ّ‬ ‫ويقرب بينهم؟‬ ‫بني �أفراد املجتمع ّ‬

‫‪-III‬امل�شهد الثقايف العربي من‬ ‫خالل الدور ّيات الثقاف ّية والفكر ّية‬

‫والفكرية‬ ‫الثقافية‬ ‫باالنتقال �إىل الدوريات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وعددها ‪ 20‬جملّة‪ :‬امل�ستقبل العربي‪ ،‬الآداب‪،‬‬ ‫الفك��ر العربي املعا�صر‪ ،‬العرب والفكر العاملي‪،‬‬ ‫كلم��ن‪ ،‬كت��اب باحث��ات ال�سن��وي (لبن��ان)‪،‬‬ ‫واله�لال‪ ،‬وجه��ات نظ��ر‪ ،‬الثقاف��ة اجلدي��دة‬ ‫(م�صر)؛ املعرفة‪ ،‬احلياة الفكر ّية (�سورية)؛‬ ‫القافلة‪ ،‬جذور(ال�سعود ّي��ة)‪ ،‬العربي‪ ،‬البيان‬ ‫(الكوي��ت)‪� ،‬آف��اق الثقاف��ة‪� ،‬آف��اق امل�ستقب��ل‪،‬‬ ‫دب��ي الثقاف ّية (الإمارات)؛ احلي��اة الثقاف ّية‬ ‫ّ‬ ‫(تون���س)؛ املناه��ل (املغ��رب)‪ ،‬باالنتق��ال �إىل‬ ‫مت ت�صني��ف مو�ضوعاتها‬ ‫ه��ذه‬ ‫الدوري��ات �إذاً‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫عربي ًا‬ ‫بح�س��ب ‪ 8‬حماور‪ :‬تلك التي‬ ‫تخ���ص بلداً ّ‬ ‫ّ‬ ‫تخ���ص اخللي��ج العرب��ي‪،‬‬ ‫معين��اً‪ ،‬وتل��ك الت��ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العرب��ي‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫واملغ��رب العربي‪ ،‬والوطن‬ ‫ّ‬ ‫حمور متعلّق باملو�ضوعات املرتبطة بق�ضايا‬ ‫ال�ش��رق الأو�س��ط الكب�ير‪ ،‬وبق�ضاي��ا عاملية‪،‬‬ ‫ومبج��االت ثقاف ّي��ة واجتماع ّي��ة متن ّوع��ة‬ ‫وعامة‪ ،‬ومبج��االت فل�سفي��ة وفكر ّية نظر ّية‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫تخ���ص الوط��ن‬ ‫�أم��ا املو�ضوع��ات الت��ي‬ ‫ّ‬ ‫مت ت�صنيفه��ا كذل��ك‪ ،‬ا�صطالح�� ًا‬ ‫العرب��ي؛ فق��د ّ‬ ‫فرعي��ة‬ ‫ولغاي��ات �‬ ‫إجرائي��ة‪ ،‬بح�س��ب ‪ 4‬حم��اور ّ‬ ‫ّ‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪667‬‬

‫هي‪ :‬املو�ضوعات التي ترتبط بامل�شروع القومي‬ ‫العرب��ي �أو بالعروبة‪ ،‬وتل��ك املتعلّقة بامل�شروع‬ ‫الدميقراطي العربي والدولة وحقوق الإن�سان‬ ‫املجاالت‬ ‫الن�سبة(‪)%‬‬ ‫العدد‬ ‫يف ال�سياق العرب��ي‪ ،‬واملتعلّقة بالي�سار العربي‪،‬‬ ‫‪73‬‬ ‫بلد عربي حمدّ د‬ ‫‪15‬‬ ‫لا عن املو�ضوع��ات املختلفة التي تناولت‬ ‫ف�ض� ً‬ ‫‪7‬‬ ‫ال�تراث �أو التاري��خ العرب ّي�ين‪� .‬إذ تتقاط��ع هذه‬ ‫املغرب العربي‬ ‫‪1‬‬ ‫الفرعية وتتداخل ببع�ضها بع�ضاً‪.‬‬ ‫املحاور‬ ‫‪4‬‬ ‫ّ‬ ‫اخلليج العربي‬ ‫‪1‬‬ ‫امله��م‬ ‫احلي��ز‬ ‫واملالح��ظ يف ه��ذا ال�ص��دد ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪44‬‬ ‫الوطن العربي‬ ‫‪9‬‬ ‫العربية‪� ،‬سواء يف تناولها‬ ‫الذي احتلّته الدائ��رة‬ ‫ّ‬ ‫‪26‬‬ ‫امل�شروع القومي العربي‪/‬العروبة‬ ‫‪5‬‬ ‫عرب��ي حم�� ّدد)‪� ،‬أم‬ ‫املج��ال القط��ري (�أي بل��د‬ ‫ّ‬ ‫‪17‬‬ ‫الدميقراطية‪/‬الدولة‪ /‬حقوق الإن�سان‬ ‫‪3‬‬ ‫الإقليمي (�أي املغرب العربي �أو اخلليج العربي)‬ ‫م��ن بني جمموع املق��االت (النم��وذج) العائدة‬ ‫‪20‬‬ ‫الي�سار العربي‬ ‫‪4‬‬ ‫�إىل الدوري��ات الع�رشين‪ ،‬والتي بلغ عددها ‪502‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الرتاث العربي‬ ‫‪9‬‬ ‫مقالة (كما هو مبينّ يف اجلدول رقم‪.)- 2 -‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ال�شرق الأو�سط الكبري‬ ‫‪8‬‬ ‫وقد �شكّل��ت ن�سبة املو�ضوع��ات املتعلّقة بـ‬ ‫‪50‬‬ ‫املجال والق�ضايا العامل ّية‬ ‫‪10‬‬ ‫الوطن العربي ‪ % 30‬مقابل ‪ % 15‬للمو�ضوعات‬ ‫‪103‬‬ ‫جماالت ثقاف ّية واجتماع ّية متن ّوعة‬ ‫املتعلّقة ببلد‬ ‫عربي حم ّدد‪ ،‬و‪ % 1‬لك ّل من اخلليج‬ ‫‪21‬‬ ‫ّ‬ ‫العربيني‪ ،‬و‪% 8‬لـ ال�رشق الأو�سط‪ .‬هذا‬ ‫واملغ��رب‬ ‫‪73‬‬ ‫ّ‬ ‫جماالت فل�سف ّية وفكر ّية ونظر ّية عامة‬ ‫‪15‬‬ ‫احل�صة التي احتلتها‬ ‫مع �رضورة الإ�شارة �إىل �أن ّ‬ ‫‪502‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪100‬‬ ‫الق�ضاي��ا اخلا�صة بال�رشق الأو�سط من جهة‪� ،‬أو‬ ‫العامل��ي م��ن جهة‬ ‫تل��ك الت��ي احتلّه��ا النط��اق‬ ‫ّ‬ ‫ثاني��ة‪ ،‬ت�شري �إىل حركة االنفت��اح‬ ‫العاملية التي الميك��ن معاجلت��ه �إال يف �سياق��ه العرب��ي‪ ،‬لأن‬ ‫ّ‬ ‫مي��زت هذا الع��صر‪ ،‬والتي ينخ��رط فيها الوطن العروبة كما تر ّدد كثرياً يف الآونة الأخرية لي�ست‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬‬ ‫متلق‬ ‫أم‬ ‫�‬ ‫كفاعل‬ ‫�سواء‬ ‫العربي‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫خي��اراً‪ ،‬و�إمنا هي قدر‪ ،‬ف���إن غلبة املو�ضوعات‬ ‫بحي��ث بلغت ن�سب��ة املو�ضوع��ات اخلا�صة‬ ‫باملج��ال العرب��ي)‪� ،‬أي جمموع الن�س��ب العائدة‬ ‫�شكل بياين رقم (‪ )1‬توزّع املو�ضوعات بح�سب النطاق اجلغرايف‬ ‫للوط��ن العرب��ي وحم��اوره الأربع��ة‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫الن�سب العائدة لك ّل بلد عربي وللمغرب واخلليح‬ ‫العربي�ين) نح��و ‪ ،% 47‬مقاب��ل ‪ % 8‬للمج��ال‬ ‫ّ‬ ‫العاملي والعام‬ ‫ال�رشق �أو�سطي‪ ،‬و‪ % 45‬للمجال‬ ‫ّ‬ ‫)‪.‬‬ ‫(كما هو مبينّ يف ال�شكل رقم‪1‬‬ ‫املجال العربي‬ ‫جدول (‪:)2‬‬

‫توزّع املو�ضوعات بح�سب النطاق‬ ‫اجلغرايف‬

‫�أبرز املجاالت التي تناولتها الدوريات يف العام ‪2010‬‬

‫املجال ال�شرق �أو�سطي‬ ‫املجال العاملي‬

‫احل�صـــاد‬

‫و�إذ ت�ؤكّ د هذه املالحظة الأوىل �أن "العروبة"‬ ‫مل تع��د م�س�ألة حت ّزب بقدر م��ا باتت تعبرياً عن‬ ‫بالق��وة قبل �أن‬ ‫انتم��اء ثق��ايف ح�ضاري قائ��م‬ ‫ّ‬ ‫يكون قائم ًا بالفع��ل‪ ،‬و�أن � ّأي مو�ضوع وجودي‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 668‬للتنمية الثقافية‬

‫خ�ص�صته‬ ‫احل ّيز الكبري الذي‬ ‫ّ‬ ‫الدوريات للم�شكالت االجتماعية‬ ‫والإ�شكاليات الثقافية يف �ضوء‬ ‫العوملة‪ ،‬ما هو �إال �رضورة‬ ‫ت�سهم فيها هذه الدوريات يف‬ ‫تعميق الوعي بخطورة املف�صل‬ ‫التاريخي الذي يعا�رصه العامل‬ ‫ت�صب‬ ‫ب�أ�رسه‪ ،‬والذي ال ب َّد من �أن ّ‬ ‫تداعياته على العرب‪.‬‬

‫ود‬ ‫ّود‬ ‫لى‬

‫جدول (‪:)3‬‬

‫ذات املج��ال العرب��ي عل��ى تل��ك املتعلّق��ة بك ّل‬ ‫بل��د عربي على ح��دة‪ ،‬يعك�س قناع��ة باتت �شبه‬ ‫مرت�سخ��ة يف الوط��ن العرب��ي‪ ،‬وخ�صو�ص ًا لدى‬ ‫ّ‬ ‫عربي ًا دون‬ ‫ا‬ ‫بل��د‬ ‫اليط��ال‬ ‫التهديد‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ب��‬ ‫مثقفي��ه‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫برمته‪ .‬ل��ذا ُخ ّ�ص�صت‬ ‫�آخ��ر بل الوج��ود العرب��ي ّ‬ ‫الن��دوة التي نظّ مته��ا م� ّؤ�س�سة �سلط��ان بن علي‬ ‫العوي���س الثقاف ّية بالتع��اون مع م� ّؤ�س�سة عبد‬ ‫احلميد �شوم��ان‪ ،‬والتي جاءت بعنوان "الثقافة‬ ‫العربية‪ ..‬امل�ستقبل والتحديات" (‪/10 /10 - 9‬‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪:‬‬ ‫‪ ،)2010‬لتعال��ج مو�ضوع��ات "الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫واقع وحتديات"من منظ��ور عربي وحتت ت�أثري‬ ‫العربية‬ ‫التفاعل العاملي‪ ،‬كمو�ضوعات"الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫والعومل��ة"‪" ،‬ثقاف��ة الفراغ وق�ضاي��ا ال�شباب"‪،‬‬ ‫العربية"‪" ،‬الثقافة‬ ‫والهوي��ة يف الثقافة‬ ‫"الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واحلداث��ة"‪" ،‬البني��ة الهيكلي��ة للم� ّؤ�س�س��ات‬ ‫إعالمي��ة"‪" ،‬الرتجم��ة وت�أ�صي��ل‬ ‫الثقافي��ة وال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعرف��ة"‪�" ،‬أزمة املوروث الثق��ايف"‪" ،‬الثقافة‬ ‫وق�ضاي��ا امل��ر�أة"‪ .‬بحي��ث انته��ى امل�شارك��ون‬ ‫يف الن��دوة �إىل تو�صي��ات ع�� ّدة يف �سبيل تعزيز‬ ‫العربية منها‪� :‬أن حرية املثقف يف �إطار‬ ‫الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫عربية متج�� ّذرة ومعا�رصة هي الأ�سا�س‪،‬‬ ‫ثقافة ّ‬ ‫و�أن العومل��ة الراهن��ة م��ا ه��ي �إال ا�ستئن��اف‬

‫املو�ضوعات املرتبطة بق�ضايا عامل ّية‬ ‫املو�ضوعات‬

‫التكرار‬

‫الن�سبة(‪)%‬‬

‫‪12‬‬

‫‪24‬‬

‫‪11‬‬

‫‪22‬‬

‫‪11‬‬

‫‪22‬‬

‫م�شكالت اجتماعيّة و�إ�شكاليات ثقافيّة يف �ضوء العوملة‬

‫‪16‬‬

‫‪32‬‬

‫املجموع‬

‫‪50‬‬

‫‪100‬‬

‫اقت�صاد ّية تنمو ّية‬ ‫عالقات دول ّية و�سيا�سات �أمريكا‬ ‫امل�ستقبل يف �ضوء العوملة‬

‫وتطوي��ر لأ�شكال �سابقة م��ن العوملة ت ّتخذ الآن‬ ‫تقنية‪ ،‬و�أن هناك �رضورة لتحديث‬ ‫�ش��كل عوملة ّ‬ ‫الثقافية والإعالمية‬ ‫الهيكلية للم� ّؤ�س�سات‬ ‫البنية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة ال�ستيعاب التح ّدي��ات امل�ستقبلية‪ ،‬هذا‬ ‫ّ‬ ‫الرتبية وحترير‬ ‫ب��دور‬ ‫على‬ ‫التو�صية‬ ‫عن‬ ‫لا‬ ‫ف�ض�‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫العربية وغريها‪.‬‬ ‫املر�أة واحلر�ص على الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫ويف ت�صني��ف املق��االت الت��ي تناول��ت‬ ‫العاملي��ة‪ ،1‬جاءت ن�سبة‬ ‫مو�ضوعاته��ا الق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫اجتماعي��ة‬ ‫املق��االت الت��ي تناول��ت م�ش��كالت‬ ‫ّ‬ ‫ثقــــافية يف �ض��وء العوملة بن�سبة‬ ‫و�إ�شكالي��ات‬ ‫ّ‬ ‫‪ % 32‬م��ن جمم��وع املق��االت الت��ي تناول��ت‬ ‫عاملية والبالغ عدده��ا ‪ 50‬مقا ًال (كما‬ ‫ق�ضاي��ا‬ ‫ّ‬ ‫هو مبينّ يف اجلدول رقم ‪.)- 3 -‬‬ ‫احليز الكبري الذي‬ ‫مرة �أخرى �أن ّ‬ ‫وه��ذا ي�ؤكّ د ّ‬ ‫االجتماعي��ة‬ ‫خ�ص�صت��ه الدوري��ات للم�ش��كالت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة يف �ض��وء العومل��ة‬ ‫إ�شكالي��ات‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة يف الفكر‬ ‫(مث��ل "�إ�شكالي��ة التع ّددي��ة‬ ‫ّ‬ ‫والتنوع"‬ ‫ال�سيا�سي املعا��صر‪ :‬جدلية االندماج‬ ‫ّ‬ ‫�أو "يف �إ�شكالي��ات جمتمع املعرفة"‪ ،‬و"العوملة‬ ‫مت‬ ‫والدميقراطي��ة والإره��اب‪ ،)"..‬وكذل��ك م��ا ّ‬ ‫تخ�صي�ص��ه للم�ستقب��ل يف �ض��وء العوملة (مثل‬ ‫"حتوالت الأمم‬ ‫"الّليربالي��ة وحدود العدالة"‪� ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫وامل�ستقب��ل العامل��ي‪ ،)" ...‬م��ا ه��و �إال �رضورة‪،‬‬ ‫ت�سهم فيها الدوريات يف تعميق الوعي بخطورة‬ ‫املف�صل التاريخي الذي يعا�رصه العامل ب�أ�رسه‬ ‫ت�ص��ب تداعيات��ه عل��ى العرب‪.‬‬ ‫وال��ذي ال ب�� ّد �أن‬ ‫ّ‬ ‫واحلج��ة نف�سها تنطبق على اهتم��ام الدوريات‬ ‫بال��صراع يف ال�ش��رق �أو�س��ط‪ ،‬حي��ث لوح��ظ‬ ‫أهمية الت��ي �شغلها ك ّل من تركي��ا و�إ�سرائيل‬ ‫ال ّ‬ ‫م��ن جمم��وع املو�ضـــــوع��ات الت��ي تناول��ت‬ ‫ال�ش��رق الأو�سط والتي بلغ��ت ‪ 41‬مو�ضوعاً‪� .‬إذ‬ ‫�شغل��ت تركي��ا ‪ % 56‬من ه��ذا املجموع‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ % 20‬لإ�سرائي��ل‪ .2‬فال�ش��رق الأو�سط من �أكرث‬

‫مف�صل يف ملحق احل�صاد‪:‬ملحق‪.5‬‬ ‫‪ - 1‬راجع هذه املو�ضوعات ب�شكل ّ‬ ‫مت �إدراج ال�صني واليابان‪ ،‬وهما خارج حدود ال�رشق الأو�سط‪ ،‬يف خانة ق�ضايا‬ ‫‪ - 2‬يف �سياق الق�ضايا املتعلّقة بال�رشق الأو�سط الكبري‪ّ ،‬‬ ‫ال�رشق الأو�سط نظراً لتفاعلهما مع املنطقة بعامة والعرب بخا�صة‪ .‬وملزيد من التف�صيل حول هذه املو�ضوعات ميكن العودة �إىل ملحق‬ ‫احل�صاد‪ :‬ملحق‪. 6‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫االقت�صادية‬ ‫مناطق العامل تو ّتراً‪ ،‬نظراً لأهميته‬ ‫ّ‬ ‫واال�سرتاتيجي��ة‪ ،‬وارتب��اط ذل��ك مب�صال��ح دول‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫ال��دول‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫كب�ير‬ ‫ا‬ ‫عدد‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ك�برى‪ ،‬كم��ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يقع يف قارة �آ�سيا‪ ،‬مثل �سورية‪ ،‬لبنان‪ ،‬العراق‪،‬‬ ‫الأردن‪ ،‬فل�سطني‪ ،‬ودول �شبه اجلزيرة العرب ّية‪:‬‬ ‫ال�سعودي��ة‪ ،‬الإم��ارات‪ ،‬قط��ر‪ ،‬عم��ان‪ ،‬اليم��ن‪،‬‬ ‫البحرين‪ ،‬الكويت‪ ،‬ف�ض ًال عن الدول الفاعلة يف‬ ‫ال�ش��رق الأو�سط مثل �إي��ران‪ ،‬وتركي��ا‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫�إىل الكيان الإ�سرائيلي‪.‬‬ ‫وبق��در م��ا �أ ّدى نق���ص املي��اه الكب�ير ال��ذي‬ ‫تع��اين منه املنطقة �إىل قي��ام حتالفات ونزاعات‬ ‫ب�ين دول كثرية‪ ،‬ف���إن وجود النفط فيه��ا‪( ،‬يق َّدر‬ ‫حتياطي النفط يف ال�رشق الأو�سط بنحو‪% 66‬من‬ ‫احتياط��ي النف��ط العامل��ي)‪ ،‬وت�شكي��ل املنطق��ة‬ ‫املتط��ور‪ ،‬وال �سيما‬ ‫امل��زود الرئي�س للنفط للعامل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أوروبا و�أمريكا ورو�سيا واليابان‪� ،‬أ ّبدت حماوالت‬ ‫الدول الكربى للإ�رشاف على املنطقة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫�أمريكا‪.‬‬ ‫أهمية املتزايدة املمنوحة‬ ‫وبالتايل تعك�س ال ّ‬ ‫للمو�ض��وع الرتك��ي عل��ى ال�صعي��د العرب��ي منذ‬ ‫الرتكي��ة من �ضمن امل�شروع‬ ‫عق��د‪ ،‬واقع ال�سيا�سة‬ ‫ّ‬ ‫الأمريك��ي اجلدي��د لل�ش��رق الأو�س��ط الكب�ير‪،‬‬ ‫ال��ذي ميت ّد من املغ��رب حتى �أندوني�سي��ا‪ ،‬مروراً‬ ‫بجنوب �آ�سيا و�آ�سيا الو�سطى والقوقاز‪ ،‬والعائد‬ ‫�إىل امل��� ّؤرخ اليهودي الربيط��اين الأ�صل برنارد‬ ‫لوي�س‪ ،‬وال��ذي يهدف �إىل �إذاب��ة الهوية القومية‬ ‫والتوحد حتت هوية‬ ‫ل��دى دول ال�شرق الأو�س��ط‬ ‫ّ‬ ‫ال��شرق الأو�سط الكب�ير‪� .‬إذ تعترب تركيا نف�سها‬ ‫جزءاً من الغ��رب‪ ،‬ومواالتها للوالي��ات املتّحدة‬ ‫ال �شبه��ة فيه��ا‪ ،‬وبالت��ايل ف�إنها تع ّد ج��زءاً من‬ ‫الغربية‪ ،‬وحتتفظ م��ع العامل الإ�سالمي‬ ‫العائل��ة‬ ‫ّ‬ ‫جي��دة‪ ،‬و�إن كان��ت ه��ذه العالق��ات‬ ‫بعالق��ات ّ‬ ‫مو�ض��ع ج��دل‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا �أن لرتكي��ا عالقاتها‬ ‫الوثيق��ة ب�إ�رسائي��ل‪ ،‬م��ا يجعلها بح�س��ب بع�ض‬ ‫املحلّل�ين العمود الفق��ري يف املنطقة‪ ،‬مبباركة‬ ‫وا�شنطن ودول االتحّ اد الأوروبي‪ .‬و�إذ ر�أى فيها‬ ‫البع���ض عن��صراً‬ ‫ا�سرتاتيجي ًا يف مي��زان القوى‬ ‫ّ‬ ‫الإقليم��ي الدائ��م التغ� رّ​ّير وال�شدي��د التقلّ��ب‪ ،‬ف�إن‬

‫اقت�صادي ًا هام ٍ ًا‬ ‫�آخري��ن ر�أوا يف تركيا �رشي��ك ًا‬ ‫ّ‬ ‫و�رضوري ًا للحوار معه حول الإ�صالح ال�سيا�سي‬ ‫ّ‬ ‫يف املنطق��ة‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا يف زم��ن التك ّت�لات‬ ‫إقليمية‪.‬‬ ‫ال ّ‬ ‫وم��ن املفي��د يف هذا الإط��ار‪ ،‬الإ�ش��ارة �إىل‬ ‫�أن التغ� رّ​ّيرات الت��ي �شهدها النظ��ام العاملي يف‬ ‫العق��ود املا�ضي��ة‪ ،‬وم��ن �أهمه��ا زوال �سيا�س��ة‬ ‫اال�ستقط��اب ال��دويل الت��ي كانت �سائ��دة خالل‬ ‫احلرب الب��اردة‪� ،‬أ ّدت �إىل ب��روز الهند واليابان‬ ‫أوروبية‬ ‫وال�ص�ين وغريها م��ن البل��دان غ�ير ال‬ ‫ّ‬ ‫عاملي��ة‪ ،‬فر���ض �صعوده��ا‬ ‫اقت�صادي��ة‬ ‫كق��وى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة بعامة والبلدان‬ ‫تعزيز تع��اون البلدان‬ ‫ّ‬ ‫اخلليجي��ة بخا�ص��ة معه��ا‪ ،‬وذلك التفاف�� ًا على‬ ‫ّ‬ ‫املح��اوالت الإ�رسائيلي��ة الرامي��ة �إىل �إث��ارة‬ ‫واملذهبية يف ال�شرق‬ ‫والدينية‬ ‫العرقية‬ ‫النعرات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأو�س��ط‪ ،‬دعم�� ًا ملقول��ة "�ص��دام احل�ضارات"‬ ‫املوجهة �ض ّد امل�سلمني والعرب‪ ،‬ملا يف ذلك من‬ ‫ّ‬ ‫خدم��ةٍ للم��شروع ال�صهيوين الرام��ي �إىل تغيري‬ ‫واحل�ضارية‬ ‫والثقافي��ة‬ ‫اجليو�سيا�سي��ة‬ ‫الهوي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أمريكية‪.‬‬ ‫للعامل العربي والإ�سالمي‪ ،‬مبباركة �‬ ‫ّ‬ ‫ل��ذا تاب��ع الع��ام ‪ 2010‬تقارب��ه الثق��ايف‬ ‫واالقت�ص��ادي مع هذه الدول وغريها من الدول‬ ‫مثل الربازيل ورو�سي��ا التي برزت بذور تعاون‬ ‫الثقافية‬ ‫جدي��د معها‪ ،‬وذلك من خالل الأ�سابيع‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي ال تقت�رص على �أقط��ار الوطن العربي‪ ،‬بل‬ ‫تتع�� ّداه �إىل دول �إ�سالمي��ة ودول �أجنبية �أخرى‪،‬‬ ‫انطالق�� ًا م��ن ��ضرورة االنفتاح عل��ى ثقافات‬ ‫يحقق‬ ‫دول العامل املختلفة والتوا�صل معها مبا‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية والإن�ساني��ة امل�شرتكة‪ ،‬ومن‬ ‫الأه��داف‬ ‫ّ‬ ‫ثقافي��ة مع ع��دد من‬ ‫خ�لال توقي��ع اتفاقي��ات‬ ‫ّ‬ ‫امل� ّؤ�س�س��ات واملنظمات واجلمعي��ات والهيئات‬ ‫يف الوط��ن العرب��ي وباقي دول الع��امل‪ ،‬والتي‬ ‫يت��م مبوجبه��ا تب��ادل الزي��ارات والإ�ص��دارات‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية و�إحياء عدد‬ ‫ّلقاءات‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وعقد‬ ‫واملعار�ض‬ ‫ّ‬ ‫والعلمية‪.‬‬ ‫ة‬ ‫أدبي‬ ‫من الأن�شطة والربامج‬ ‫ّ‬ ‫الفكرية وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف�شه��د العام ‪ 2010‬ن�شاط�� ًا قام به اتحّ اد كتّاب‬ ‫الثقافية‪ ،‬وهو‬ ‫املغ��رب يف �إط��ار الديبلوما�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫م�شاركت��ه يف "املنت��دى العامل��ي ح��ول الأدب‬

‫‪669‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 670‬للتنمية الثقافية‬

‫�أقام��ت م� ّؤ�س�س��ة العوي���س‬ ‫الثقافي��ة يف فرباي��ر ‪2010‬‬ ‫فعالي��ات الأ�سب��وع الثق��ايف‬ ‫ال�صيني يف دبي‪ ،‬الذي ا�شتمل‬ ‫على معر���ض للف��ن الت�شكيلي‬ ‫وال�سريامي��ك والنح��ت‪ ،‬وندوة‬ ‫عن التبادل الثقايف العربي –‬ ‫ال�صين��ي‪ ،‬حتدث فيها مثقفون‬ ‫�صينيون‪ ،‬و�أ�ص��درت امل� ّؤ�س�سة‬ ‫يت�ضم��ن من��اذج �أدبية‬ ‫كتاب�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫ومرتجم��ة �إىل العربي��ة م��ن‬ ‫ق�ص�ص و�أ�شعار �صينية‪.‬‬

‫الطبيعية" يف طانغ �شان‪-‬‬ ‫والكتابة عن الكوارث‬ ‫ّ‬ ‫وعق��دت اتفاقية‬ ‫ال�ص�ين (‪ُ ،)2010/ 6/ 13 - 3‬‬ ‫للتب��ادل الثق��ايف ب�ين اتحّ ��اد الك ّت��اب الع��رب‬ ‫ت�ضمن��ت التعاون‬ ‫واتحّ��اد الكتّ��اب ال�صين ّي�ين‪ّ ،‬‬ ‫أدبية‬ ‫ب�ين االتحّ ادين يف املجاالت‬ ‫الثقافية وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفكرية كافة‪ ،‬وتب��ادل الوفود وترجمة الكتب‬ ‫ّ‬ ‫ال�صينية‪ ،‬وكذلك من‬ ‫ّلغة‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫ّلغة‬ ‫من ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ .‬و�أقام��ت م� ّؤ�س�سة �سلطان‬ ‫ال�صينية �إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ب��ن علي العوي���س الثقاف ّية فعالي��ات الأ�سبوع‬ ‫الثق��ايف ال�صين��ي يف دب��ي م��ن ‪ 22‬ولغاي��ة ‪25‬‬ ‫�شب��اط‪ /‬فرباي��ر ‪ ،2010‬وال��ذي ا�شتم��ل عل��ى‬ ‫للف��ن الت�شكيل��ي وال�سريامي��ك والنحت‬ ‫معر�ض‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫وغريه��ا من الأن�شطة الف ّنية‪ ،‬وندوة عن التبادل‬ ‫الثق��ايف العرب��ي ال�صيني حت��دث فيها مثقفون‬ ‫�صيني��ون‪ ،‬و�أ�ص��درت امل� ّؤ�س�س��ة كتاب�� ًا يحتوي‬ ‫ّ‬ ‫أدبي��ة خمت��ارة ومرتجم��ة �إىل‬ ‫�‬ ‫من��اذج‬ ‫عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫أدبية‬ ‫العربي��ة من ق�ص���ص و�أ�شعار ون�صو���ص � ّ‬ ‫ّ‬ ‫�صيني�ين معا�رصين‪ .‬وكان��ت امل� ّؤ�س�سة‬ ‫لك ّتاب‬ ‫ّ‬ ‫ق��د �أقام��ت بالتع��اون م��ع دائ��رة ال�سياح��ة‬ ‫"الف��ن‬ ‫والت�سوي��ق التج��اري يف دب��ي معر���ض‬ ‫ّ‬ ‫الربازيل��ي بني ح�ضارات ال��شرق والغرب"‪ ،‬من‬ ‫‪� 22‬إىل ‪ 31‬كانون الأول‪ /‬دي�سمرب ‪.2010‬‬ ‫م��ن ناحي��ة ثاني��ة‪ ،‬و ّقع��ت وزارة الثقاف��ة‬ ‫تنفيذي�� ًا للتع��اون الثقايف‬ ‫ال�سور ّي��ة برناجم�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫ت�ضم��ن تب��اد ًال للخربات‬ ‫ب�ين �سوري��ة ورو�سي��ا ّ‬ ‫الأكادميي��ة و�إقام��ة املهرجان��ات والأ�سابي��ع‬ ‫الثقافي��ة (‪ ،)2010 /3 /21‬ويف �أثن��اء زيارته‬ ‫ّ‬ ‫�إىل مو�سكو التقى عبد اهلل بن حممد ال�صارمي‬ ‫وكي��ل وزارة التعلي��م الع��ايل يف �سلطنة عمان‬ ‫الربوفي�س��ور فيت��ايل نا�ؤومك�ين‪ ،‬مدي��ر معه��د‬ ‫أكادميي��ة العل��وم الرو�سي��ة‪،‬‬ ‫اال�ست��شراق ل��دى �‬ ‫ّ‬ ‫وذل��ك لبح��ث �آفاق التع��اون الثق��ايف امل�شرتك‬ ‫بني البلدين‪...‬‬ ‫وامت��داداً للتقلي��د الثق��ايف ال��ذي ينتهج��ه‬ ‫مهرج��ان اجلنادري��ة يف ال�سعود ّي��ة يف‬ ‫ا�ست�ضاف��ة دول��ة �شقيق��ة �أو �صديق��ة ك�ضي��ف‬ ‫��شرف‪ ،‬ا�ست�ض��اف املهرج��ان ال��ـ ‪/3/17( 25‬‬ ‫‪ 2010‬حت��ى ‪ ،)2010 /3/31‬خ�لال برناجمه‬

‫يف ( ‪ 2010 /3 /18‬حتى ‪)2010/3/22‬‬ ‫الثق��ا ّ‬ ‫اجلمهور ّي��ة الفرن�س ّية‪ ،‬وكانت ال�سنغال �ضيف‬ ‫��شرف معر�ض الريا���ض الدويل للكت��اب (‪– 3‬‬ ‫‪.)2010 / 3 /13‬‬

‫ال�صوت وال�صدى‬

‫لأن الثقاف��ة لغاية الآن هي مبثابة �صوت‬ ‫ال�سيا�س��ة و�صداه��ا‪ ،‬ولأن ال�سيا�س��ة‪ ،‬وحتديداً‬ ‫ال�سيا�سي��ة ت�ش��كّل منوذج�� ًا‬ ‫الأيديولوجي��ات‬ ‫ّ‬ ‫إجمالي�� ًا للعالق��ات يف املجتم��ع‪ ،‬عل��ى ح�� ّد‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫تعب�ير عامل االجتماع الفرن�سي بيري �أن�سار يف‬ ‫كتابه الأيديولوجيات ال�سيا�س ّية‪ ،‬ف�إنها‪�-‬أي‬ ‫�ضمني ًا يف ك ّل بناء ثقايف‪،‬‬ ‫ال�سيا�سة‪ -‬حت�رض‬ ‫ّ‬ ‫النقدية وحدها �أن تزيل‬ ‫بحيث ميكن للقراءات‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫القناع الثقايف عن��ه‪ .‬فاملو�ضوعات‬ ‫ّ‬ ‫ح��ول تركي��ا يف دوريات‪/‬من��اذج احل�ص��اد‪،‬‬ ‫مثل "احلوار العربي ‪ -‬الرتكي"‪" ،‬بحث تركيا‬ ‫إقليمي"‪" ،‬تركيا عثمانية جديدة؟"‪،‬‬ ‫عن نفوذ �‬ ‫ّ‬ ‫"العرب واالنفتاح الرتكي‪ ..‬مواقف ال موقف"‪،‬‬ ‫"تركي��ا عثماني��ة جديدة؟"‪�..‬إلخ‪ ،‬م��ا هي �إال‬ ‫يف عن واقع �سيا�سي حتاول الثقافة‬ ‫تعبري ثقا ّ‬ ‫ترجمته عرب مفاهيم "احلوار" و"التحالف" من‬ ‫ثانية‪،‬‬ ‫جهة‪ ،‬و"الهيمنة" و"ال�سيطرة" من جهة ّ‬ ‫"اخل�صو�صية"‬ ‫وم��ا بينهما من مفاهيم مث��ل‬ ‫ّ‬ ‫والهوية" و"الإ�سالم املعتدل"‪� ...‬إلخ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويف ال�سياق نف�سه كان ال ب ّد للمو�ضوعات‬ ‫التنموي��ة‪ ،‬وتل��ك املتعلّق��ة‬ ‫االقت�صادي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أمريكية �أن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫وال�سيا�سات‬ ‫ة‬ ‫الدولي‬ ‫بالعالق��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهم ًا من جمم��وع املقاالت التي‬ ‫ت�شغ��ل ّ‬ ‫حيزاً ّ‬ ‫عاملي��ة (وعدده��ا ‪50‬‬ ‫تناول��ت مو�ضوع��ات‬ ‫ّ‬ ‫مقا ً‬ ‫ال)‪ ،‬نظراً الرتب��اط االقت�صادي بال�سيا�سي‬ ‫ثانية‬ ‫م��ن جه��ة‪ ،‬وارتباطهم��ا مع�� ًا من جه��ة ّ‬ ‫بالالع��ب ال�سيا�س��ي ‪ -‬االقت�ص��ادي الأب��رز‬ ‫العاملية‪� ،‬أي �أمريكا‪،‬‬ ‫لغاي��ة الآن على ال�ساح��ة‬ ‫ّ‬ ‫ثم ارتب��اط ذلك كلّه بالثقافة م��ن جهة ثالثة‪.‬‬ ‫فمقاالت مثل "�سيا�سة الواليات امل ّتحدة جتاه‬ ‫ال�رشق الأو�سط يف حقبة �أوباما‪ :‬هل هي نقطة‬ ‫حت��ول؟"‪ ،‬و"�أم�يركا‪� ،‬إىل املافي��ا‪� ...‬س�ِييرِ ي!"‪،‬‬ ‫ّ‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫الق�ضايا الثقاف ّية واالجتماع ّية املتن ّوعة‬ ‫املجاالت‬

‫التكرار‬

‫الن�سبة(‪)%‬‬

‫التقن ّية وجمتمع املعلومات‬

‫‪23‬‬

‫‪22‬‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫ال�صحافة والن�شر‬

‫‪10‬‬

‫‪10‬‬

‫العلم وجمتمع املعرفة‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫الرتجمة‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫التنمية الثقاف ّية‬ ‫الّلغة‬

‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫‪7‬‬

‫‪7‬‬

‫البيئة‬

‫‪4‬‬

‫‪4‬‬

‫�أزمة القراءة‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫ال�شباب‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫غريه‬

‫‪18‬‬

‫‪16‬‬

‫املجموع‬

‫‪103‬‬

‫‪100‬‬

‫التعليم‬

‫جدول (‪:)5‬‬

‫�أكرث املو�ضوعات الفل�سف ّية والفكر ّية والنظر ّية التي‬ ‫تناولتها الدوريات ‬ ‫املو�ضوع‬

‫التكرار‬

‫الن�سبة(‪)%‬‬

‫الأنا والآخر‬

‫‪19‬‬

‫‪26‬‬

‫الثقافة‬

‫‪10‬‬

‫‪14‬‬

‫املعرفة‪/‬العقل‪/‬العقالن ّية‪/‬العلم‬

‫‪9‬‬

‫‪12‬‬

‫‪8‬‬

‫‪11‬‬

‫الرقابة‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫الإبداع‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫غريه‬

‫‪17‬‬

‫‪23‬‬

‫املجموع‬

‫‪73‬‬

‫‪100‬‬

‫الدين‬

‫‪ - 1‬ميكن العودة �إىل هذه املو�ضوعات بالتف�صيل يف ملحق احل�صاد‪ :‬ملحق ‪.7‬‬ ‫‪ - 2‬ميكن العودة �إىل هذه املو�ضوعات بالتف�صيل يف ملحق احل�صاد‪ ،‬ملحق ‪. 8‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫احل�صـــاد‬

‫�أو "يف العلّ��ة الثقــــــــّ��ة لن�ش��وء الإمرباطورية‬ ‫إعالمي��ة �أمريكي��ة‬ ‫الأمريكي��ة"‪�،‬أو "تغطي��ات �‬ ‫ّ‬ ‫ت�ؤج��ج الكراهية"‪� ...‬إلخ‪ ،‬ما هي �إال خطب ت�سهم‬ ‫يف حتليل املوقــــع العربي الراهن‪ ،‬من النواحي‬ ‫والثقافية كافة‪.‬‬ ‫واالقت�صادية‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احليز الكب�ير الذي احتلّ��ه مو�ضوع‬ ‫وي�ش�ير‬ ‫ّ‬ ‫التقني��ة وجمتمع املعلومات من ب�ين الق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعي��ة‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫اله��م‬ ‫املتنوع��ة‪� ،1‬إىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تقنياً‪،‬‬ ‫العرب��ي املتم ّث��ل بالّلحاق بركب الغ��رب ّ‬ ‫تاريخية‬ ‫الهم يوازي يف حقبات‬ ‫ّ‬ ‫بعدما كان هذا ّ‬ ‫ه��م الّلحاق به فكرياً‪ .‬بحيث بلغت ن�سبة‬ ‫�سابقة ّ‬ ‫التقنية وجمتمع‬ ‫املقاالت التي تناول��ت م�س�ألة‬ ‫ّ‬ ‫املعلوم��ات ‪ % 22‬من جمموع ع��دد املقاالت‪/‬‬ ‫الق�ضايـــــ��ا البالغ ‪ 103‬مقــــ��االت‪ ،‬تليها ن�سبة‬ ‫‪ % 10‬ل��ك ّل م��ن ق�ضاي��ا التعلي��م وال�صحاف��ة‬ ‫والن��شر‪ ،‬والعلم وجمتمع املعرف��ة‪ ،‬فن�سبة ‪% 9‬‬ ‫الثقافية‪،‬‬ ‫ل��ك ّل من ق�ضاي��ا الرتجم��ة والتنمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ون�سب��ة ‪ % 7‬مل�س�أل��ة الّلغ��ة (كما ه��و مبينّ يف‪:‬‬ ‫جدول رقم‪.)- 4 -‬‬ ‫والفكرية‬ ‫الفل�سفية‬ ‫ومت ّثلت �أبرز املو�ضوعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬‬ ‫والنظرية التي تناولته��ا الدوريات خالل العام‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2010‬مبو�ض��وع الأنا والآخ��ر‪� ،‬سواء �أمت ّثل ذلك‬ ‫بالعالق��ة بني الع��رب و�أوروبا‪� ،‬أم ب�ين الإ�سالم‬ ‫وغريه م��ن الديانات‪ ،‬وال�سيم��ا امل�سيح ّية‪ ،‬حيث‬ ‫تكرر فيها هذا املو�ضوع‬ ‫بلغت ن�سبةاملقاالت التي ّ‬ ‫‪ % 26‬م��ن جمموع عدد املق��االت اخلا�صة بهذا‬ ‫املحور‪ ،‬والبالغ عددها ‪ 73‬مقالة (كما هو مبينّ‬ ‫يف اجل��دول رقم ‪ .)- 5 -‬ت�لا ذلك املو�ضوعات‬ ‫املرتبط��ة بق�ضايا الثقاف��ة املعا�رصة وخمزون‬ ‫إن�سانية الذي ال تزال هذه الثقافة تختزنه‪،‬‬ ‫القيم ال‬ ‫ّ‬ ‫وعالق��ة الثقافة بالهوي��ة والنظ��م االجتماعية‪،‬‬ ‫الثقافي��ة يف ظ ّل العوملة‪�..‬إلخ‪،‬‬ ‫ومواجهات القيم‬ ‫ّ‬ ‫فيم��ا احتلّ��ت مفاهي��م املعرف��ة والعق��ل والعلم‬ ‫حي��زاً ب��ارزاً م��ن ب�ين املو�ضوع��ات املتناولة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تالها مو�ضوع الدين‪ ،‬وال�سيما �إ�شكاليات جتديد‬

‫جدول (‪:)4‬‬

‫‪671‬‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 672‬للتنمية الثقافية‬ ‫�شكل بياين رقم (‪)2‬‬

‫�أبرز املو�ضوعات العرب ّية املتداولة يف الدور ّيات‬

‫‪120‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬

‫مت ّثل��ت �أب��رز املو�ضوع��ات‬ ‫الفل�سفي��ة والفكري��ة والنظرية‬ ‫الت��ي تناولته��ا الدوري��ات‬ ‫خالل الع��ام ‪ 2010‬مبو�ضوع‬ ‫الأنا والآخر‪� ،‬س��واء �أمت ّثل ذلك‬ ‫بالعالق��ة بني العرب و�أوروبا‪،‬‬ ‫�أم ب�ين الإ�س�لام وغ�يره م��ن‬ ‫الديان��ات‪ ،‬حي��ث بلغ��ت ن�سبة‬ ‫املقاالت التي تك��رر فيها هذا‬ ‫املو�ض��وع ‪ % 26‬من جمموع‬ ‫ع��دد املق��االت اخلا�ص��ة بهذا‬ ‫املح��ور والبال��غ عدده��ا ‪73‬‬ ‫مقالة‪.‬‬

‫امل�شروع القومي‬ ‫العربي‪ /‬العروبة‬

‫الدميقراطية‪/‬الدولة‪/‬‬ ‫حقوق الإن�سان‬

‫والتط��رف الدين��ي‪ ،‬والتنوي��ر‬ ‫اخلط��اب الدين��ي‬ ‫ّ‬ ‫والدي��ن‪ ،‬والعلم والدين‪ .‬و�شغ��ل مو�ضوع الرقابة‬ ‫الدوريات خالل الع��ام ‪� 2010‬أكرث من ان�شغالها‬ ‫متفرقة مث��ل املر�أة‪،‬‬ ‫مبو�ضوع��ات �أخ��رى جاءت ّ‬ ‫احلي��ز‬ ‫ويحي��ل‬ ‫والعلماني��ة وغريه��ا‪.‬‬ ‫واحلداث��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدوريات‬ ‫الذي �شغله مو�ضوع "الأنا والآخر" يف‬ ‫ّ‬ ‫احليز ال��ذي �شغله مو�ضوع "حوار‬ ‫العربي��ة‪ ،‬على ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫الفعاليات‬ ‫يف‬ ‫الثقافات"‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫احل�ض��ارات‬ ‫ّ‬ ‫والذي حافظ خالل العام ‪ 2010‬على الزخم نف�سه‬ ‫ال��ذي كان له يف ال�سن��وات ال�سابقة‪ ،‬وال�سيما �أن‬ ‫حمور"الأن��ا والآخر"ي�شكّل بعداً م��ن �أبعاد حوار‬ ‫احل�ضارات �أو الثقافات‪.‬‬

‫ماذا عن املو�ضوعات العرب ّية‪1‬؟‬

‫الالف��ت يف دوري��ات الع��ام ‪ 2010‬غلب��ة‬ ‫املو�ضوع��ات ‪ /‬املق��االت الت��ي تناولت الرتاث‬ ‫العرب��ي‪ ،‬بحي��ث �ش ّكل��ت ن�سبته��ا ‪ % 41‬م��ن‬ ‫جمم��وع املق��االت �أو املو�ضوع��ات اخلا�صة‬ ‫بالوط��ن العرب��ي‪ ،‬والتي بل��غ جمموعها ‪107‬‬ ‫مو�ض��وع امل�رشوع القومي‬ ‫مق��االت‪ .‬تال ذلك‬ ‫ُ‬ ‫العرب��ي �أو العروب��ة بن�سب��ة ‪ ،% 26‬فمو�ضوع‬ ‫الدميقراطي��ة والدولة وحقوق الإن�سان بن�سبة‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 1‬ميكن العودة �إىل هذا الت�صنيف يف ملحق احل�صاد‪ ،‬ملحق ‪.9‬‬

‫الي�سار العربي‬

‫الرتاث العربي‬

‫املجموع‬

‫‪ ،% 17‬فالي�سار العربي بن�سبة ‪( % 20‬كما هو‬ ‫مبينّ يف ال�شكل رقم‪.)- 2 -‬‬ ‫ولع�� ّل ذل��ك اليكف��ي للإ�ش��ارة �إىل خروج‬ ‫الع��رب من عق��دة التماهي بالغ��رب واخلوف‬ ‫بكيفي��ة التوا�ص��ل مع��ه‬ ‫من��ه‪ ،‬نح��و التف ّك��ر‬ ‫ّ‬ ‫فح�س��ب‪ ،‬بل هو ي�شري �أي�ض�� ًا �إىل ا�ستنها�ضهم‬ ‫العملية يف مواجه��ة م�شكالت الواقع‬ ‫احلل��ول‬ ‫ّ‬ ‫العرب��ي يف �ض��وء ك ّل ما يطر�أ م��ن تغيريات‪،‬‬ ‫ا�ستنها�ض�� ًا قد يبد�أ �أو ينتهي من الرتاث‪ ،‬لكن‬ ‫مما‬ ‫من دون �أن يتو ّقف عنده‪ .‬هذا على الرغم ّ‬ ‫توحي به هذه الع��ودة من "اعتزاز باملا�ضي‬ ‫نقدية‪� .‬إذ‬ ‫املجي��د" ب��د ًال من �أن تك��ون ع��ودة ّ‬ ‫�إن املقاالت‪/‬النم��وذج‪ 1‬غل��ب فيه��ا الطاب��ع‬ ‫الإخب��اري ال��سردي‪� ،‬أو الإخب��اري ال��سردي‬ ‫التحليلي الهادف �إىل ا�ستخراج ما هو "م�صدر‬ ‫عرب��ي �إ�سالمي" والإ�ضاءة عليه‪ ،‬على‬ ‫اعتزاز‬ ‫ّ‬ ‫�صبت‬ ‫الطابع‬ ‫ّ‬ ‫النقدي‪� ،‬أو التحليلي النقدي‪� .‬إذ ّ‬ ‫هذه العودات يف الإ�ضاءة على الرتاث بعامة‪،‬‬ ‫والرتاث العربي الإ�سالمي بخا�صة‪ ،‬مع �إهمال‬ ‫الرتاث ال�شعبي‪ ،‬والرتاث العائد �إىل ح�ضارات‬ ‫ما قب��ل الإ�سالم‪ .‬فبلغ جمموع املقاالت التي‬ ‫تخ�ض��ع الرتاث العرب��ي الإ�سالم��ي للنقد ‪13‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪673‬‬

‫�شكل بياين رقم �شكل (‪)3‬‬

‫‪3‬‬

‫عودة اىل الرتاث ال�شعبي‬

‫‪2‬‬

‫عودة �إخبار ّية �سردية‪/‬‬ ‫�إخبارية �سردية حتليلية‬

‫‪1‬‬

‫عودة نقد ّية‬

‫‪0‬‬

‫‪20‬‬

‫‪40‬‬

‫اليميني��ة ماري��ن لوب��ان‪ ،‬والتي‬ ‫ت�رصيح��ات‬ ‫ّ‬ ‫قارن��ت م��ن خالله��ا ب�ين االحت�لال النازي‬ ‫وامل�سلم�ين الذي��ن ي�ضط��رون �إىل �أداء �صالة‬ ‫ال‬ ‫اجلمع��ة يف ال�شوارع ل�ضي��ق امل�ساجد‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫نقا�ش عام �ساد يف فرن�سا يح ّذر‬ ‫عن جمريات‬ ‫ٍ‬ ‫م��ن الت�أث�ير ال�سلب��ي للع��رب والإ�س�لام على‬ ‫ي�سمونه "الإرث‬ ‫ال�سلم االجتماعي‪ ،‬وعل��ى ما ّ‬ ‫امل�سيحي‪-‬اليه��ودي لأوروب��ا"‪ ،‬وذل��ك على‬ ‫الرغم م��ن تنبيه بع���ض الأح��زاب ال�سيا�سية‬ ‫وع��دد كب�ير م��ن املف ّكري��ن �إىل خط��ورة‬ ‫اال�ستخ��دام ال�سيا�س��ي ملو�ض��وع الهوي��ة‪،‬‬ ‫معتربي��ن �أن مو�ضوع��ات الهج��رة والع��رب‬ ‫وامل�سلم�ين ت�ش�� ّكل جت��ارة مربح��ة للأحزاب‬ ‫ال�سيا�سي��ة‪ ،‬و�أن تنام��ي الع��داء للإ�س�لام‬ ‫وامل�سلم�ين والعرب‪ ،‬ي�ش ّكل خط��راً كبرياً على‬ ‫م�ستقب��ل فرن�س��ا‪ .‬وكذل��ك الكتاب ال��ذي �أثار‬ ‫إعالمي ًا يف فرن�سا و�أوروبا على‬ ‫فكري ًا و�‬ ‫جد ًال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجه التحديد‪ ،‬وهو كتاب �سيلفان غوغنهامي‬ ‫"�أر�سط��و يف جب��ل �س��ان مي�ش��ال‪ ،‬اجل��ذور‬ ‫الإغريقي��ة لأوروبا امل�سيحي��ة"‪ ،‬والذي ينكر‬ ‫العربية‬ ‫في��ه امل�ؤلف الدور املرك��زي للثقافة‬ ‫ّ‬ ‫الإ�سالمية يف نقل ال�تراث الفكري والفل�سفي‬ ‫�إىل �أوروبا‪.‬‬ ‫فيما مت ّثلت العودات �إىل ك ّل من امل�رشوع‬

‫النزع��ة الإ�سالمي��ة املت�ش�� ّددة‬ ‫واكبته��ا يف الغ��رب �أخ��رى‬ ‫مماثل��ة له��ا تنط��وي عل��ى‬ ‫�سم��ات عن�رصي��ة و�إلغائي��ة‬ ‫للآخ��ر امل�سل��م‪ ،‬متثل��ت بع��دد‬ ‫م��ن املظاه��ر‪ ،‬منه��ا تنفي��ذ‬ ‫"فري��د فيلب�س"‪ ،‬كاهن كني�سة‬ ‫وي�ستب��ورو يف والي��ة كن�سا�س‬ ‫تهدي��ده بح��رق ن�سخ��ة م��ن‬ ‫القر�آن الكرمي‪.‬‬

‫لأن بل��دان اخللي��ج م��ن �أه��م‬ ‫ال��دول امل�ص�� ّدرة للنف��ط‪ ،‬ف�إن‬ ‫الدوري��ات العربي��ة املعني��ة‬ ‫تخ�ص�ص��ت بدرا�سات تدعو �إىل‬ ‫ّ‬ ‫�رضورة و�ض��ع �سيا�سة نفطية‬ ‫– اقت�صادي��ة وطني��ة يت��م‬ ‫مبوجبه��ا �إخ�ض��اع �ص��ادرات‬ ‫النف��ط العتب��ارات التنمي��ة‬ ‫وامل�صال��ح امل�رشوعة ل�شعوب‬ ‫املنطقة عرب الأجيال‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫احل�صـــاد‬

‫مقا ًال (�أي بن�سبة ‪ )% 29‬مقابل ‪ 29‬للمقاالت‬ ‫التحليلية �أو‬ ‫إخباري��ة‬ ‫إخباري��ة‪� ،‬أو ح ّت��ى ال‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لكلتيهما (�أي بن�سبة ‪ )% 66‬من بني جمموع‬ ‫املقاالت البالغ عدده ‪ 44‬مقا ً‬ ‫ال‪ ،‬فيما مل يحظَ‬ ‫الرتاث ال�شعبي‪ ،‬والرتاث العائد �إىل ح�ضارات‬ ‫ما قبل الإ�سالم �س��وى مبقالني اثنني (‪،)% 5‬‬ ‫كما هو مبينّ يف ال�شكل (رقم‪.)-3 -‬‬ ‫لرمب��ا ي�صع��ب ف�صل ه��ذه املالحظة عن‬ ‫إ�سالمي��ة املت�ش�� ّددة الت��ي تواك��ب‬ ‫النزع��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫النظ��رة املعتدل��ة �إىل الإ�س�لام‪ ،‬عل��ى الرغ��م‬ ‫إيجابي��ة املتم ّثلة مبناخ‬ ‫التحوالت ال‬ ‫م��ن ك ّل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عرب��ي يب��دو في��ه العرب وق��د قطعوا‬ ‫ثق��ايف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أ�شواط�� ًا كب�يرة يف الت�صال��ح م��ع املا�ض��ي‪،‬‬ ‫كيفية �إع��ادة هيكلة‬ ‫ويف تو ّقفه��م عن��د ت�أمل ّ‬ ‫مظاه��ر احلي��اة عل��ى ال�صعد كاف��ة‪ .‬فالنزعة‬ ‫إ�سالمي��ة املت�ش ّددة واكبها يف الغرب �أخرى‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫إلغائية‬ ‫�سم��ات‬ ‫مماثل��ة‪ ،‬حتت��وي‬ ‫ٍ‬ ‫عن�رصي��ة و� ّ‬ ‫ّ‬ ‫للآخ��ر امل�سل��م‪ ،‬مت ّثلت يف الع��ام ‪ 2010‬بعددٍ‬ ‫منطي��ة �ص��ورة‬ ‫م��ن املظاه��ر الت��ي تعك���س‬ ‫ّ‬ ‫الإ�س�لام‪ ،‬منه��ا تنفي��ذ فري��د فيلب���س كاهن‬ ‫كني�س��ة وي�ستب��ورو بابتي�س��ت ت�شري���ش يف‬ ‫والي��ة كن�سا���س تهدي��ده بح��رق ن�سخ��ة من‬ ‫الق��ر�آن الك��رمي والعل��م الأمريك��ي يف �صيف‬ ‫العام ‪ ،2010‬واحت��دام اجلدل يف فرن�سا ُبعيد‬

‫‪60‬‬

‫‪80‬‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 674‬للتنمية الثقافية‬

‫خ�ص���ص بع���ض الدوري��ات‬ ‫ّ‬ ‫ملف��ات كامل��ة للبح��ث يف‬ ‫العالق��ة العربي��ة – الرتكي��ة‪،‬‬ ‫ونال��ت تركي��ا ح�ص��ة الأ�س��د‬ ‫يف مناق�ش��ة الو�ض��ع العرب��ي‬ ‫والإقليم��ي مقارن��ة ببل��دان‬ ‫�أخرى ت�ستعيد ح�ضورها كقوى‬ ‫عاملي��ة مث��ل الياب��ان‪ ،‬وه��و‬ ‫الأمر ال��ذي يظهرعدم انف�صال‬ ‫الفكري والثقايف عن ال�سيا�سي‪.‬‬

‫حتررها من‬ ‫القوم��ي العرب��ي �أو العروب��ة يف ّ‬ ‫ال�سج��ال الق��دمي حول م��ا �إذا كان��ت القومية‬ ‫تاريخية‪،‬‬ ‫طبيعي��ة �أم ظاهرة‬ ‫العربي��ة ظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومتيزت الع��ودات �إىل م�رشوع الي�سار العربي‬ ‫ّ‬ ‫بتحرره��ا من الت�ش ّدد الق��دمي �أي�ضاً‪ ،‬فتناولت‬ ‫ّ‬ ‫حت��ث على الت�أمل‬ ‫الدوري��ات مل ّفات وحماور‬ ‫ّ‬ ‫وتث�ير الأ�سئل��ة مث��ل‪" :‬ه��ل تراج��ع ال�شع��ور‬ ‫العربية‬ ‫القومي العربي"؟ و"ما ه��ي القومية‬ ‫ّ‬ ‫باملفه��وم العلم��ي والثوري"‪ ،‬و"ه��ل تتباين‬ ‫ا�سرتاتيجي��ات الت�أ�سي���س للدميقراطي��ة وهل‬ ‫تتباين م�ضامينها يف الفكر العربي الراهن؟"‪،‬‬ ‫ال‬ ‫و"ملاذا يرف�ض العـرب الدميوقراطية؟"‪ ،‬ف�ض ً‬ ‫ع��ن �أ�سئلة حول الي�س��ار العرب��ي والتبا�سات‬ ‫الذات��ي‪ ،‬واملقارن��ة بني الي�س��ار القدمي‬ ‫النق��د‬ ‫ّ‬ ‫عما �إذا كان هناك‬ ‫والي�س��ار اجلديد‪ ،‬مع �س�ؤال ّ‬ ‫ي�سار جديد‪... 1‬‬ ‫حاجة �إىل‬ ‫ٍ‬

‫التيارات ال�سيا�س ّية الأيديولوج ّية‬ ‫العرب ّية حتت مظ ّلة العروبة‬

‫الالف��ت يف م�ضام�ين من��وذج الدوري��ات‬ ‫العربي��ة امل�ستق��اة من الع��ام‪،2010‬‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�أن ه��ذه امل�ضامني مار�س��ت دورها يف ت�أ�سي�س‬ ‫وع��ي مناه���ض مل��ا ت���ؤول �إلي��ه �أح��وال العامل‬ ‫العرب��ي وم��ا ُيخطَّ ��ط له م��ن م�صري ق��د يق�ضي‬ ‫قومية‪ .‬وبرز ذلك يف‬ ‫عل��ى ما تب ّقى من �أوا��صر ّ‬ ‫جماالت ع ّدة �أبرزها‪:‬‬ ‫‪ .1‬يف معاجل��ة الدوري��ات م�ش��كالت كلّ‬ ‫عربي م��ن زوايا خمتلفة‪ :‬فمن خالل هذه‬ ‫بلد‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬‬ ‫خ�ص البلدان التي تعي�ش‬ ‫املعاجلة ‪ ،‬وال�سيما ما ّ‬ ‫متت قراءة‬ ‫خما�ض ًا �أو نزاعات وتوترات وحروب‪ّ ،‬‬ ‫الو�ضع العراقي عرب ارتباطه ب�سيا�سات التجزئة‬ ‫و��ضرب االنتم��اء القوم��ي يف الب�لاد مل�صلحة‬ ‫واملذهبي��ة التي تعبرّ عن‬ ‫الطائفية‬ ‫االنتم��اءات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫وال�صهيوني��ة‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫أمريكي��ة‬ ‫امل�صال��ح ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النفطي��ة‪ .‬يف‬ ‫ا�ستغ�لال ثروات��ه النفطي��ة وغ�ير‬ ‫ّ‬ ‫الفل�سطينية هي‬ ‫مت التذك�ير ب���أن الأزم��ة‬ ‫ح�ين ّ‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة بامتياز يف ظ ّل التهديد ال�صهيوين‬ ‫�أزمة ّ‬ ‫امل�ستمر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متت قراءة �إخف��اق الدولة الوطنية يف‬ ‫كم��ا ّ‬ ‫حقيقية‬ ‫ال�س��ودان يف بن��اء دول��ة دميقراطي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ويف تغلي��ب االنتم��اء الوطني عل��ى االنتماءات‬ ‫الأخ��رى‪ ،‬الأم��ر الذي ت��رك املج��ال وا�سع ًا لأن‬ ‫حتتك��ر ال�سلط��ة الق��رار مدعوم��ة م��ن الق��وى‬ ‫اخلارجية‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫�أم��ا اخللي��ج العرب��ي ‪ ،‬ولأن بلدان��ه م��ن‬ ‫مت تخ�صي�صه‬ ‫أهم ال��دول امل�ص ّدرة للنفط‪ ،‬فق��د ّ‬ ‫� ّ‬ ‫نقدي��ة تدع��و �إىل ��ضرورة و�ض��ع‬ ‫بدرا�س��ات ّ‬ ‫وطني��ة يف بل��دان‬ ‫ة–اقت�صادي��ة‬ ‫نفطي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سيا�س��ة ّ‬ ‫يت��م مبوجبه��ا �إخ�ض��اع �ص��ادرات‬ ‫املنطق��ة‪ّ ،‬‬ ‫النفط العتب��ارات التنمية وامل�صالح امل�رشوعة‬ ‫مت تناول‬ ‫ل�شع��وب املنطقة ع�بر الأجيال‪ .‬كم��ا ّ‬ ‫ق�ضايا املغرب العرب��ي‪ 4‬انطالق ًا من االغرتاب‬ ‫غالبية‬ ‫الّلغوي يف بلدانه‪�..‬إلخ‪ .‬وقد عنى ذلك �أن‬ ‫ّ‬ ‫املق��االت والدرا�س��ات والبحوث الت��ي تناولت‬ ‫ك ّل بل��د عربي عل��ى حدة‪� ،‬أو جمموع��ة من هذه‬ ‫البل��دان (املغ��رب العرب��ي‪ ،‬اخللي��ج العرب��ي)‬ ‫أ�سا�سي��ة‬ ‫تطرق��ت يف قراءاته��ا �إىل امل�شكل��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫امل�شكالت‬ ‫عن‬ ‫الك�شف‬ ‫عرب‬ ‫لكن‬ ‫البارزة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عرب��ي �أو �أكرث‪،‬‬ ‫العامة الت��ي قد يعاين منها بلد‬ ‫ّ‬ ‫والطائفية‬ ‫الهوي��ة‬ ‫والت��ي حتي��ل عل��ى ق�ضاي��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال�سيادي��ة وغريه��ا‬ ‫والع�شائري��ة‬ ‫واملذهبي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية الك�برى �أو العامة‪ .‬ومن‬ ‫م��ن امل�شكالت‬ ‫ّ‬ ‫تخ���ص الوطن العربي‬ ‫ه��ذه املو�ضوعات‪ ،‬التي‬ ‫ّ‬ ‫بعام��ة‪ ،‬العرب وامل�رشوع ال�صهيوين‪� ،‬أو ق�ضايا‬ ‫�أم��ن الإن�س��ان العرب��ي (الهوي��ة‪ ،‬الدميقراطية‪،‬‬ ‫احلري��ة‪ ،‬الأنظم��ة‬ ‫والتن��وع‪ ،‬العل��م‪،‬‬ ‫التع ّددي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪ - 1‬ميكن العودة �إىل هذه املو�ضوعات بالتف�صيل يف ملحق احل�صاد‪ ،‬ملحق‪. 9‬‬ ‫‪ - 2‬ميكن العودة �إىل املو�ضوعات اخلا�صة بك ّل بلد عربي على حدة يف ملحق احل�صاد‪ ،‬ملحق‪.10‬‬ ‫‪ - 3‬ميكن العودة �إىل تفا�صيل املو�ضوعات التي تناولت اخلليج العربي يف ملحق احل�صاد‪ ،‬ملحق‪.11‬‬ ‫‪ - 4‬ميكن العودة �إىل تفا�صيل املو�ضوعات التي تناولت املغرب العربي يف ملحق احل�صاد‪ ،‬ملحق‪.12‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫لوح��ظ تركي��ز الدوري��ات على‬ ‫ثالث��ة م�رشوعات تلتقي تارة‪،‬‬ ‫وتفرتق ط��وراً وهي‪ :‬امل�رشوع‬ ‫القوم��ي العرب��ي و امل��شروع‬ ‫الدميقراط��ي العربي وم�رشوع‬ ‫الي�س��ار العرب��ي ‪ ..‬غ�ير �أن م��ا‬ ‫يجمعه��ا ه��و ه��ذا الإ��صرار‬ ‫عل��ى االنط�لاق يف اجت��اه‬ ‫بن��اء عمالنياً‪،‬‬ ‫بن��اء م�ستقب��ل‬ ‫ً‬ ‫وحماولة �صوغ ر�ؤية متكاملة‬ ‫تطرح البديل‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫ال�سيا�سي��ة‪ ،‬العدال��ة‪ ،‬جمتم��ع املعرفة‪�..‬إلخ)‪ .‬يف‬ ‫والفكرية‬ ‫الفل�سفي��ة‬ ‫حني تناول��ت املو�ضوعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫النظري��ة العام��ة بع�ض�� ًا م��ن ه��ذه امل�ش��كالت‪،‬‬ ‫فل�سفي��ة بالتحدي��د‬ ‫لك��ن م��ن زواي��ا خمتلف��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫(مث��ل مو�ض��وع "الدميقراطي��ة والفل�سف��ة")‪� ،‬أو‬ ‫فل�سفي��ة نقدي��ة (مثل "نق��د الت�صوي��ر الّليربايل‬ ‫ّ‬ ‫إب�ستمولوجي��ة (مث��ل مو�ض��وع‬ ‫�‬ ‫أو‬ ‫�‬ ‫للحري��ة")‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫"يف �إب�ستمولوجيا االجتماع‪ :‬مناذج ال�سلطة")‪،‬‬ ‫�أو م��ن منظ��ور عل��م االجتم��اع (مثل"مو�ضوع‬ ‫مفاهيم الثقافة والنظام االجتماعي")‪� ...‬إلخ‪.‬‬ ‫‪ .2‬يف معاجل��ة املو�ضوع��ات املرتبط��ة‬ ‫بق�ضاي��ا عاملي��ة‪ :‬ارتبطت ه��ذه املو�ضوعات‪،‬‬ ‫�س��واء ب�شكل مبا�رش �أم غ�ير مبا�رش‪ ،‬بالأو�ضاع‬ ‫العربي��ة‪ ،‬وال�سيما �أن تفاع��ل اخلا�ص مع العام‬ ‫ّ‬ ‫�أو العك���س ي�ش��كّل �إط��اراً حتليلي ًا ال ب�� ّد منه يف‬ ‫فه��م م��ا يج��ري يف الع��امل ويف ك ّل منطقة من‬ ‫مناطق��ه‪ ،‬ومنه��ا العامل العربي‪ .‬ل��ذا متحورت‬ ‫غالبي��ة املو�ضوع��ات املطروح��ة يف ق��راءة‬ ‫ّ‬ ‫الأح��وال املتغيرّ ة للعامل‪� ،‬س��واء جلهة التغيرّ ات‬ ‫االجتماعي��ة‪� ،‬أم جله��ة‬ ‫االقت�صادي��ة وتبعاته��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العاملي��ة وحتليلها بعد‬ ‫الق��وى‬ ‫خريط��ة‬ ‫ق��راءة‬ ‫ّ‬ ‫انتهاء مرحلة احلرب الباردة‪ ،‬ومن ذلك �سيا�سة‬ ‫الوالي��ات املتّح��دة جت��اه ال�ش��رق الأو�س��ط‪،‬‬ ‫أوروبي��ة عليه �أي�ضاً‪،‬‬ ‫ف�ض ًال عن ت�أث�ير القوى ال‬ ‫ّ‬ ‫أمريكي��ة‪ ،‬ناهي��ك‬ ‫الق��وة ال‬ ‫يف ظ�� ّل مركزي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫مبفاهيم التنمية امل�ستدامة والتع ّددية‬ ‫ّ‬ ‫يف الفكر ال�سيا�سي املعا�رص‪ ،‬وجمتمع املعرفة‪،‬‬ ‫والنظرية التي‬ ‫العملي��ة‬ ‫وغريه��ا م��ن الق�ضاي��ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تلقي بت�أثرياتها على العامل ب�أ�رسه‪.‬‬ ‫تخ�ص ال�شرق‬ ‫‪ . 3‬يف معاجل��ة مو�ضوعات‬ ‫ّ‬ ‫الأو�س��ط‪ :‬بحي��ث مل تخ��رج متابع��ة الدوريات‬ ‫تخ���ص ق�ضاي��ا ال��شرق‬ ‫العربي��ة ملو�ضوع��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأو�س��ط‪ ،‬عن �سي��اق جدلية الع��ام واخلا�ص‪� .‬إذ‬ ‫خ�ص�ص بع�ض الدوري��ات ملفات كاملة للبحث‬ ‫ّ‬ ‫الرتكي��ة"‪ ،‬ونالت تركيا‬ ‫‬‫ة‬ ‫العربي‬ ‫العالق��ة‬ ‫يف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح�صة الأ�سد يف نقا�ش الو�ضع الإقليمي والعربي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مقارن ًة ببلدان �أخ��رى ت�ستعيد ح�ضورها كقوى‬ ‫عاملية مثل اليابان‪ .‬وهو الأمر الذي يظهر عدم‬ ‫ّ‬

‫انف�صال الفكري والثقايف عن ال�سيا�سي‪ ،‬مبعنى‬ ‫والثقافي��ة الهادفة �إىل‬ ‫الفكري��ة‬ ‫�أن التوجه��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عم��ا يجري من‬ ‫التق�� ّدم والتغيري غ�ير منف�صلة ّ‬ ‫ال�سيا�سي��ة‪ ،‬ومن تعيني‬ ‫حت��والت على ال�ساح��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العاملية‪� ،‬سواء تلك القائمة حالي ًا‬ ‫القوى‬ ‫ملراكز‬ ‫ّ‬ ‫�أم تل��ك الت��ي يتو ّق��ع �أن حتظ��ى بثق��ل عامل��ي‬ ‫�أك�بر يف امل�ستقب��ل‪ ،‬مث��ل الياب��ان‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا‬ ‫�أن احلداث��ة النا�شئ��ة له��ذا البل��د‪� ،‬ش�أنه يف ذلك‬ ‫�ش���أن عدد م��ن البل��دان الآ�سيوية‪ ،‬ق��د انعك�ست‬ ‫التوج��ه �صوب تقييم هذه التجارب‪،‬‬ ‫ثقافي ًا يف‬ ‫ّ‬ ‫وحتدي��داً �صوب البعد الإمنائي فيها‪ .‬وهو الأمر‬ ‫ح��ول �س���ؤال اله�ض��ة‪ :‬ملاذا جن��ح الغرب‬ ‫ال��ذي ّ‬ ‫وف�شل العرب؟ �إىل �س�ؤال عن �أ�سباب ف�شل العرب‬ ‫وجناح الياب��ان وغريها من البل��دان الآ�سيوية‬ ‫يف مطل��ع القرن احل��ادي والع�رشين‪ .‬وقد �صدر‬ ‫ع��ن مرك��ز درا�س��ات الوح��دة العرب ّي��ة يف‬ ‫ب�يروت خ�لال الع��ام ‪ 2010‬كت��اب "دينامية‬ ‫التجرب��ة الياباني��ة يف التنمي��ة املركب��ة‪:‬‬ ‫درا�سة مقارن��ة باجلزائر وماليزيا" للدكتور‬ ‫نا�ص��ر يو�س��ف‪ ،‬وذلك بع��د ثماين �سن��وات على‬ ‫كتاب "النه�ضة اليابانية املعا�رصة ‪ -‬الدرو�س‬ ‫امل�ستف��ادة عربي��اً"‪ ،‬ال��ذي �ص��در ع��ن املرك��ز‬ ‫نف�س��ه يف العام ‪ ،2002‬مب��ا ي�شري �إىل االهتمام‬ ‫التبعية والتغريب‪ ،‬واالعتماد على‬ ‫بالتحرر من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الذات عربي ًا و�إ�سالمياً‪.‬‬ ‫يف ح�ين �أن اهتم��ام الع��امل العرب��ي‪ ،‬على‬ ‫م�ست��وى ال�سيا�س��ي‪ ،‬ب�أم��ن وا�ستق��رار منطق��ة‬ ‫ال�ش��رق الأو�س��ط وازدهاره��ا ق��د ترج��م‬ ‫بالتطلّع �ص��وب تركيا كدولة ناه�ض��ة �إقليمي ًا‬ ‫بالدميقراطي��ة والعلم‪ .‬فا�ستذكر امل�شاركون يف‬ ‫االجتماع الثالث لـ منت��دى التعاون العربي‪-‬‬ ‫الرتك��ي عل��ى م�ست��وى وزراء اخلارجي��ة يف‬ ‫تركيا يف العا�رش م��ن يونيو‪ /‬حزيران ‪2010‬‬ ‫مت من خالله‬ ‫نتائ��ج االجتماع ال��وزاري ال��ذي ّ‬ ‫تد�ش�ين املنت��دى يف �إ�سطنب��ول بتاري��خ ‪11‬‬ ‫�أكتوب��ر‪ /‬ت�رشي��ن الأول ‪ 2008‬وكذل��ك نتائ��ج‬ ‫ال��دورة الثانية لـ منتدى التع��اون التي عقدت‬ ‫يف دم�ش��ق بتاري��خ ‪ 2009 /12 /15‬وما �أ ّدى‬

‫‪675‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 676‬للتنمية الثقافية‬

‫�أدرك��ت الإنتلجن�سي��ا العربي��ة‬ ‫�أن الع��صر مل يع��د يحتم��ل‬ ‫االكتف��اء بالتنظ�ير نتيج��ة‬ ‫التناق���ض ال�سيا�سي والثقايف‬ ‫القائم‪ ،‬بل �أن ثمة حاجة ملحة‬ ‫حتول‬ ‫للبديل املتما�س��ك‪ ،‬وهو ّ‬ ‫ي�ستكم��ل ال�رصخ��ة الت��ي عرب‬ ‫عنها مثقفو الثمانينيات ومن‬ ‫بينهم ال�سوري حافظ اجلمايل‬ ‫ال��ذي ت�س��اءل‪" :‬ت��رى م��اذا‬ ‫نفع��ل جلبه التحدي��ات؟ وب� ّأي‬ ‫املناهج؟ وباالعتماد على � ّأي‬ ‫�أيديولوجيا؟ وب� ّأي �إيحاء؟"‪.‬‬

‫سري للعالق��ات بني الدول‬ ‫�إلي��ه املنت��دى من تي� ٍ‬ ‫العرب ّي��ة وتركي��ا وم��ن تعزي ٍز له��ا‪ ،‬من خالل‬ ‫�إن�ش��اء �إط��ار م� ّؤ�س�س��ي لتن�شي��ط الت�ش��اور ب�ين‬ ‫اجلانب�ين يف �ش ّت��ى املج��االت ذات االهتم��ام‬ ‫امل�شرتك‪.‬‬ ‫كم��ا انعك�س��ت احلاج��ة �إىل تعزي��ز التعاون‬ ‫االقت�صادي يف عقد ال��دورة اخلام�سة لـ املنتدى‬ ‫االقت�ص��ادي الرتك��ي‪ -‬العرب��ي ال��ذي نظمت��ه‬ ‫جمموع��ة االقت�ص��اد والأعم��ال يف �إ�سطنبول‬ ‫يومي ‪ 10‬و ‪ 11‬حزيران‪/‬يونيو ‪ .2010‬وبالتايل‪،‬‬ ‫الثقافية واالجتماعية‬ ‫وملّا كان تعزي��ز الروابط‬ ‫ّ‬ ‫ة‪-‬الرتكي��ة قد �شكّل �أحد روافد هذا اخليار‬ ‫العربي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‪،‬‬ ‫��ة‬ ‫ال�سيا�سي‬ ‫اال�سرتاتيجي��ة‬ ‫يف‬ ‫العرب��ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف���إن تن��اول مو�ض��وع العالق��ات الرتكي��ة‪-‬‬ ‫وفكري�� ًا ُترج��م مبو�ضوع��ات‬ ‫ثقافي�� ًا‬ ‫العربي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تناول��ت بالتق��ومي والنق��د والتحلي��ل والتنظ�ير‬ ‫ي�صب‬ ‫بع���ض جوانب الواقع الرتك��ي‪ ،‬الأمر الذي ّ‬ ‫يف تقومي �ش��كل هذه العالقة الت��ي كانت قائمة‬ ‫على م��دى قرون‪ ،‬ويف ا�ستنها���ض امل�ضيء من‬ ‫ثقافية‬ ‫هذه التجرب��ة‪ ،‬عرب تقاطعها مع مقوالت‬ ‫ّ‬ ‫�أعي��د االعتبار لها يف ال�سج��ال الثقايف العاملي‬ ‫والإقليمي والعربي‪ ،‬مثل"القراءات النقدية للفكر‬ ‫والفل�سف��ة الإ�سالمي��ة"‪� ،‬أو "ح��وار احل�ض��ارات‬ ‫والثقاف��ات والأدي��ان"‪� ،‬أو "ال�ص��ورة احلقيقي��ة‬ ‫للإ�سالم"‪� ...‬إلخ‪.‬‬ ‫‪ .4‬املو�ضوع��ات اخلا�ص��ة بامل�ش��روع‬ ‫امل�ستقبل��ي العرب��ي‪ :‬لوح��ظ تركي��ز الدوريات‬ ‫م�ستقبلي��ة تتقاط��ع‬ ‫عل��ى ثالث��ة م�رشوع��ات‬ ‫ّ‬ ‫وتلتق��ي ت��ار ًة وتفرتق ط��وراً‪ ،‬وه��ي‪ :‬امل�رشوع‬ ‫القومي العربي‪ ،‬امل��شروع الدميقراطي العربي‪،‬‬ ‫م�رشوع الي�سار العرب��ي‪ .‬غري �أن ما يجمعها هو‬ ‫ه��ذا الإ�رصار على االنط�لاق يف بناء امل�ستقبل‬ ‫عمالني��اً‪ ،‬جتلّ��ى يف حماول��ة �ص��وغ‬ ‫بن��اء‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ر�ؤي��ة متكامل��ة تط��رح البدي��ل‪ ،‬بعدم��ا �أدركت‬

‫العربية �أن الع��صر مل يعد يحتمل‬ ‫الإنتلجن�سي��ا‬ ‫ّ‬ ‫االكتفاء بالتنظ�ير نتيجة التناق���ض ال�سيا�سي‬ ‫ثمة حاجة‬ ‫واحلزبي والثقايف القائ��م‪ ،‬ال بل �أن ّ‬ ‫حت��ول ي�ستكمل‬ ‫ّ‬ ‫ملح��ة للبديل املتما�س��ك‪ .‬وهو ّ‬ ‫ال�رصخ��ة الت��ي ع�ّب�رّ عنها ع��دد م��ن املثقفني‬ ‫ثمانيني��ات القرن املا�ضي‪ ،‬ومن‬ ‫من��ذ منت�صف‬ ‫ّ‬ ‫بينه��م ال�سوري حافظ اجلم��ايل‪ ،‬حني ت�ساءل‬ ‫ح��ول ال�سب��ل القمين��ة مبجابه��ة التح ّدي��ات‬ ‫التي يواجهه��ا العرب قائالً‪ُ ":‬ت��رى كيف نفعل‬ ‫ملجابهتها‪ ،‬وب� ّأي املناهج‪ ،‬وباالعتماد على � ّأي‬ ‫�أيديولوجي��ا‪ ،‬وب� ّأي �إيح��اء‪1‬؟"‪� ،‬أو �س�ؤال املثقف‬ ‫الّلبناين ج��ورج دورليان "ماذا يكون بالتحديد‬ ‫فكرتي الثورة والتغيري الّلتني ع�شنا على‬ ‫م�صري‬ ‫ّ‬ ‫ونيف من الزمن‪ ،‬و�رسنا‬ ‫�أنغامهما زهاء قرنني ّ‬ ‫يف م�سالكهما الوعرة وال�صاخبة لعقود عديدة‪،‬‬ ‫وح ّققن��ا جوان��ب منه��ا �رسع��ان م��ا تب�ّي�نّ لنا‬ ‫الفعليان‬ ‫بطالنها وتهافته��ا‪ .‬فالثورة والتغيري‬ ‫ّ‬ ‫الّل��ذان ك ّنا ن�شاهدهما قد ح�ص�لا يف غفلة م ّنا‬ ‫ويف املكان الذي مل يخطر يف بالنا �أنه املجال‬ ‫احلقيقي للثورة والتغيري‪ :‬التكنولوجيا ‪ ."2‬فيما‬ ‫ّ‬ ‫ولّد ه��ذا املخا�ض "حم��اوالت للإجابة"‪ُ ،‬يذكر‬ ‫منه��ا ن��دوة "نحو م��شروع ح�ض��اري نه�ضوي‬ ‫عرب��ي" التي نظّ مه��ا مركز درا�س��ات الوحدة‬ ‫العرب ّي��ة (‪ 26-23‬ني�س��ان‪� /‬إبري��ل ‪)2001‬‬ ‫والت��ي �ص��درت يف كت��اب ع��ن املرك��ز نف�س��ه‬ ‫يف الع��ام نف�س��ه �أي�ضاً‪ ،‬ثم البح��ث الذي ن�رشته‬ ‫جمل��ة الآداب بعن��وان‪" :‬حماول��ة يف الإجاب��ة‬ ‫عرب��ي‬ ‫ع��ن �س���ؤال م��ا العم��ل؟‪ :‬نح��و م��شروع‬ ‫ّ‬ ‫دميقراطي"(الع��دد ‪ )2010 /10 - 9‬لـلمفكّ��ر‬ ‫ّ‬ ‫عزمي ب�ش��ارة‪ ،‬فم�رشوع الي�سار العربي اجلديد‬ ‫حي��زاً وا�سع ًا‬ ‫خ�ص�صت ل��ه جمل��ة الآداب ّ‬ ‫ال��ذي ّ‬ ‫(الأع��داد ‪ ،)2010 /5 - 4‬والذي قابله �صدور‬ ‫كتاب املفكّر الّلبناين كرمي مر ّوة بعنوان‪" :‬نحو‬ ‫نه�ضة جديدة للي�سار العربي"(‪ ،)2010‬واملعبرّ‬

‫‪ - 1‬اجلمايل‪ ،‬حافظ‪" ،‬موقف املثقف العربي من �إ�شكالية النه�ضة من حيث الأيديولوجية"‪ ،‬من املثقف العربي ودوره وعالقاته‬ ‫بال�سلطة واملجتمع(ندوة‪-‬حلقة درا�سية)‪ ،‬ط‪ ، 1‬الرباط‪ ،‬املجل�س القومي للثقافة العرب ّية‪� ،1985 ،‬ص ‪. 99‬‬ ‫‪ - 2‬دورليان‪ ،‬جورج‪" ،‬التغيري والثورة بني ا ّت�ساع الآفاق وانكما�ش احلدود"‪ ،‬النهار(ملحق خا�ص)‪ 20 ،‬ك‪/ 1‬دي�سمرب‪� ،1999 ،‬ص ‪.22‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫حزبي كبري �سابق يف احلزب‬ ‫قي��ادي‬ ‫عن اجتاه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شيوع��ي الّلبن��اين �إىل طرح ر�ؤي��ة بديلة‪ .‬هذا‪،‬‬ ‫م��ع ��ضرورة الإ�ش��ارة �إىل �أن النق��د الذي القاه‬ ‫الكت��اب‪� ،‬أ�سه��م عل��ى الرغم من ذل��ك يف تفعيل‬ ‫عربي��اً‪ .‬وق��د �أجم��ع خمتل��ف منتقدي‬ ‫ال�سج��ال ّ‬ ‫مروة على م�س�أل��ة التبا�س املفاهيم لدى‬ ‫كتاب ّ‬ ‫امل�ؤل��ف‪ ،‬وال�سيم��ا جله��ة اعتب��اره "املفاهي��م‬ ‫الّليربالي��ة وك�أنها هي الي�سار‪ . "1‬فالحظ الناقد‬ ‫الفل�سطين��ي في�صل د ّراج مث�لاً‪� ،‬أن كتاب مر ّوة‬ ‫يع�ّب�رّ عن االرتب��اك‪ ،‬و"عن فكر قل��ق‪ ،‬وعن نظر‬ ‫ي�س��اري انته��ى‪ ،‬وال يع��رف كي��ف يب��د�أ‪ ،‬وع��ن‬ ‫وبرر‬ ‫ي�س��ار قدمي وقع عليه التع��ب واالغرتاب"‪ّ .‬‬ ‫اال�شرتاكية‬ ‫د ّراج نق��ده باال�ستناد �إىل التجرب��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربية التي ف�شلت ب�سبب خروجها عن املفهوم‬ ‫ّ‬ ‫لال�شرتاكية‪ ،‬لأن ه��ذه اال�شرتاكية يف‬ ‫احلقيق��ي‬ ‫ّ‬ ‫تطبيقها العربي القريب‪ ،‬على الأقل‪ ،‬مل تكن "�إال‬ ‫يربر قمع املجتمع‬ ‫أيديولوجي ًا‬ ‫�شع��اراً �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سلطوياً‪ّ ،‬‬ ‫حل�ساب نخب��ة حاكمة‪ ،‬وممار�س��ة بريوقراطية‪،‬‬ ‫ال �إ��شراف عليه��ا‪� ،‬أف�ضت �إىل تولي��د "ر�أ�سمالية‬ ‫متوح�شة" جديدة‪ ..‬وم��ا قطاعها "العام"‪ ،‬الذي‬ ‫اخت��صرت في��ه كلم��ة اال�شرتاكي��ة‪� ،‬إال قط��اع‬ ‫�سلط��وي خا���ص‪ّ � ،‬أم��ن للنخب��ة احلاكمة اجلمع‬ ‫ّ‬ ‫بني القرارين االقت�صادي وال�سيا�سي معاً‪.‬‬ ‫كم��ا الح��ظ د ّراج �أن م��ا تنا�س��اه م��شروع‬ ‫مروة هو �أن املواطن��ة والدميقراطية واملجتمع‬ ‫ّ‬ ‫يت�ضمنه��ا ك ّل من اخلطاب‬ ‫قد‬ ‫كمقوالت‬ ‫امل��دين‬ ‫ّ‬ ‫املارك�س��ي والآخر الّليربايل‪ ،‬قد يفرتقان ب�سبب‬ ‫مييز اخلطاب الي�ساري عن اخلطاب الّليربايل‪،‬‬ ‫ما ّ‬ ‫املتمي��زة الت��ي‬ ‫امل�شخ�ص��ة‬ ‫وه��و "ال�سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬‬ ‫جتع��ل ه��ذه املقوالت ممكن��ة "‪ .‬وهن��اك �أي�ض ًا‬ ‫تعلي��ق الكاتبة ال�سورية هيف��اء اجلندي بقولها‪:‬‬ ‫"م��ن بني �أه��م املرتكزات الت��ي اعتمدها كرمي‬ ‫م��روة �أ�سا�س ًا للتغيري‪ :‬بن��اء دولة حديثة‪" ،‬دولة‬

‫احلق والقان��ون"‪ ،‬و�إذا قلنا "دولة حديثة" فهذا‬ ‫أ�سمالية)‪ .‬وهذا ما يثري‬ ‫ليربالي��ة (ر�‬ ‫يعني دولة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م��روة وغريه من الك َّتاب‪،‬‬ ‫ده�شت��ي عند الأ�ستاذ ّ‬ ‫الذي��ن يع��ودون �إىل ا�ستله��ام ر�ؤى وت�ص��ورات‬ ‫مفكِّ��ري وفال�سف��ة القرن التا�س��ع ع�رش ملفهوم‬ ‫الدولة احلديث��ة‪ ."3‬فيما اعترب الباحث الّلبناين‬ ‫مروة ونايف‬ ‫فار�س �إ�شتي يف �سياق نقده كتاب ّ‬ ‫حوامت��ة (الأمني الع��ام للجبه��ة الدميوقراطية‬ ‫لتحري��ر فل�سطني منذ العام ‪� )1969‬أن الكتابني‬ ‫معنى ملتب�س�� ًا للي�س��ار‪� .‬إذ "مل يح ّدد � ّأي‬ ‫طرح��ا‬ ‫ً‬ ‫بديهي��ة‪ ،‬ال ب��ل‬ ‫أن��ه‬ ‫�‬ ‫وك‬ ‫الي�س��ار‬ ‫معن��ى‬ ‫منهم��ا‬ ‫ّ‬ ‫يوحيان ب���أن الي�سار هو املارك�سي��ة"‪ ،‬م�ضيف ًا‬ ‫�أن "هذا االلتبا�س ب�ين الي�سار‪ ،‬فكراً وممار�سةً‪،‬‬ ‫واملارك�سية‪ ،‬فكراً وممار�سةً‪ ،‬وم�صادرة الثانية‬ ‫للأول ال يعني تطابقهما‪." 4‬‬

‫الدرو�س امل�ستخل�صة‬

‫الرتكيز عل��ى الهوية والعروبة يف مواجهة‬ ‫حت ّدي��ات الع��صر والعم��ل عل��ى م��شروع بناء‬ ‫ال ّأمة‪� ،‬سواء على م�ستوى الدولة �أم االقت�صاد �أم‬ ‫امل� ّؤ�س�سات‪ ،‬وارتب��اط ذلك بالثقافة واحل�ضارة‬ ‫عمالنية‬ ‫العربي��ة الإ�سالمي��ة‪ ،‬وبل��ورة برام��ج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ترتبط مب�صالح النا�س‪�..‬إل��خ‪ ،‬هي كلّها عناوين‬ ‫كب�يرة مل��شروع النه�ض��ة احلديث��ة �إذا ما جاز‬ ‫التعبري‪ .‬لكن بعدما �أ�سهمت الدرو�س امل�ستخل�صة‬ ‫ما���ض غ�ير بعي��د يف �إىل ع��دم عب��ادة‬ ‫م��ن‬ ‫ٍ‬ ‫التع�صبي‪،‬‬ ‫"الأيديولوجي��ا" مبعناها الع�صب��ي‬ ‫ّ‬ ‫مارك�سية‪،‬‬ ‫قومي��ة �أم‬ ‫�سواء �أكان��ت �أيديولوجية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫القومي�ين يف‬ ‫ليربالي��ة؛ بحي��ث ُ�س ّج��ل عل��ى‬ ‫�أم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املا�ضي‪ ،‬وبح�سب عزم��ي ب�شارة‪" ،‬التقليل من‬ ‫املدني��ة بعد‬ ‫�ش���أن مفه��وم املواطَ ن��ة واحلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫‪5‬‬ ‫العربية "‪ .‬ما �أ�سهم‬ ‫اال�ستقالل بانتظار الوحدة‬ ‫ّ‬ ‫القومية ع��ن حتقيق الوحدة‬ ‫يف عجز الأح��زاب‬ ‫ّ‬

‫‪677‬‬

‫�ش ّدد عزمي ب�ش��ارة على حتلّي‬ ‫امل�رشوع العرب��ي الدميقراطي‬ ‫"بـــــالواقعية والعقــــــالنية"‬ ‫و"الثـــوري��ة النقديــ��ة" بغي��ة‬ ‫تر�شيد احللم وعقلنته و�أن�سنته‬ ‫يتح��ول �إىل طوب��ى‬ ‫حت��ى ال‬ ‫ّ‬ ‫غا�ضبة‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫‪ - 1‬كيلة‪� ،‬سالمة‪" ،‬الّليربالية ب�صفتها ي�سار مالحظات حول �أطروحات كرمي مروة الأخرية"‪ ،‬الأفق اال�شرتاكي‪2010/ 9/ 13 ،‬‬ ‫‪http://www.socialisthorizon.net/index‬‬ ‫‪ - 2‬د ّراج‪ ،‬في�صل‪" ،‬نحو نه�ضة جديدة للي�سار يف العامل العربي" لكرمي مروة‪ :‬ال�سياق ّ‬ ‫املعطل وف�ضيلة االرتباك"‪ ،‬جريدة ال�سفري ‪.2010/8/6‬‬ ‫‪ - 3‬اجلندي‪ ،‬هيفاء �أحمد‪" ،‬كرمي مروة ومنطق التعميم واالنتقاء"‪ ،‬جريدة ال�سفري‪.2010/7/23‬‬ ‫‪� - 4‬إ�شتي‪ ،‬فار�س‪" ،‬معنى الي�سار يف كتابني حلوامته ومر ّوه‪ :‬ارتباك و�إرباك"‪ ،‬جريدة النهار الّلبنانية ‪. 2010/2/12‬‬ ‫دميقراطي"‪ ،‬جملة الآداب‪ ،‬العدد ‪.2010/ 10- 109‬‬ ‫عربي‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 5‬ب�شارة‪ ،‬عزمي‪" ،‬حماولة يف الإجابة عن �س�ؤال "ما العمل؟"‪ :‬نحو م�رشوع ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 678‬للتنمية الثقافية‬

‫الع��صر الراهن ت�سوده ح�ضارة‬ ‫عاملي��ة واح��دة‪ ،‬متت��د وللمرة‬ ‫الأوىل يف التاري��خ (بح�س��ب د‪.‬‬ ‫حممود �أمني الع��امل) من �أدنى‬ ‫الأر�ض �إىل �أق�صاها‪ ،‬وهو الأمر‬ ‫الذي يف�رس متركز هذه الق�ضايا‬ ‫يف احل�ص��اد الثق��ايف للع��ام‬ ‫‪.2010‬‬

‫بقدر عجزها عن تكري���س مفهوم ال ّأمة والدولة‬ ‫القومي �إىل‬ ‫ذات ال�سي��ادة‪ ،‬و"تده��ور امل��شروع‬ ‫ّ‬ ‫تربيرية لأنظم��ةٍ م�شغولة مب�س�ألة‬ ‫�‬ ‫أيديولوجي��ةٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬‬ ‫بقائها يف ال�سلطة "‪.‬‬ ‫غي��اب دول��ة القان��ون وم��ا‬ ‫ال�ش��كّ يف � ّأن‬ ‫َ‬ ‫يرت ّت��ب عنه��ا م��ن حق��وق وواجب��ات‪ ،‬وم��ن‬ ‫وتفعي��ل لل�ضمانات‬ ‫تكري�س ملفه��وم املواطنة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال�سيا�سية‪..‬‬ ‫احلري��ات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وع��دم تقييد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إلخ‪ ،‬كان��ت جميعها من الأ�سب��اب الرئي�سة التي‬ ‫�أف�ضت �إىل م��ا �آلت �إليه �أح��وال العرب‪ ،‬وال�سيما‬ ‫بعد �أن حلّ��ت االنتماءات الع�شائر ِّي��ة والطائف ِّية‬ ‫والقومية‪ ،‬م��ا �أ�سهم‬ ‫الوطني��ة‬ ‫ب��دل االنتم��اءات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة مثل الع��راق وال�سودان‬ ‫يف تفتي��ت دول ّ‬ ‫واليم��ن وال�صوم��ال‪ ،‬خ�صو�ص�� ًا يف ظ ّل حتالف‬ ‫بع�ض النخب احلاكمة م��ع اال�ستعمار ال�سيا�سي‬ ‫واالقت�ص��ادي والع�سكري �ض�� ّد �شعوبها‪ .‬لذا �ش ّدد‬ ‫عزم��ي ب�ش��ارة عل��ى �أن يك��ون حتلّ��ي امل�رشوع‬ ‫والعقالني��ة"‬ ‫"بالواقعي��ة‬ ‫العرب��ي الدميقراط��ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م��ن �أب��رز �سم��ات � ّأي م��شروع واقعي م��ن �أجل‬ ‫تغي�ير الواق��ع ال م��ن �أج��ل تكري�س��ه‪ ،‬ف�ض ًال عن‬ ‫النقدية" بغية "تر�شيد احللم وعقلنته‬ ‫"الثوري��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫يتح��ول �إىل طوبى غا�ضبةٍ �أو‬ ‫و�أن�سنت��ه‪ ،‬ح ّتى ال‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬‬ ‫تب�شريي��ةٍ عابرة " ـ فب��ات الت�أكي ُد‬ ‫تقريعي��ةٍ �أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واملذهبي��ة‬ ‫��ة‬ ‫الطائفي‬ ‫وج��ه‬ ‫يف‬ ‫��ة‬ ‫العربي‬ ‫عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عروبي�� ًا بح�سب‬ ‫واجلهوي��ة موقف�� ًا‬ ‫والع�شائري��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عروبي�� ًا يف �أيامنا‪ ،‬يعني �أن‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫�‬ ‫ب�ش��ارة‪" :‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الهويات‬ ‫الهوية‬ ‫العربية نقي�ض�� ًا لت�سيي�س ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت ّتخ��ذ ّ‬ ‫عروبي ًا يعني يف � ّأيامنا �أن‬ ‫التفتيتية‪� .‬أن تك��ون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪3‬‬ ‫عرب��ي‬ ‫واع‬ ‫ب�ش��كل‬ ‫تك��ون‬ ‫الهوي��ة "‪ .‬ويذكر �أن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫عربي ًا يف �أيامنا" �شكّل عنوان‬ ‫عب��ارة "�أن تكون ّ‬ ‫كتاب �أ�ص��دره ب�شارة يف العام ‪ 2010‬عن مركز‬ ‫درا�سات الوحدة العرب ّية يف بريوت‪.‬‬

‫‪ .V‬مالحظات ختام ّية ‬

‫يف حماول��ة اجلمع ب�ين املو�ضوعات التي‬ ‫العربية‬ ‫أهمية الأك�بر يف الفعالي��ات‬ ‫ّ‬ ‫احتلّ��ت ال ّ‬ ‫والدوري��ات يف �آن عل��ى م��دى الع��ام ‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫احتلّت "ق�ضايا الواقع العربي املتن ّوعة" (�أي‬ ‫العاملية على العامل‬ ‫ت�أث�ير الأزمة االقت�صادي��ة‬ ‫ّ‬ ‫العرب��ي‪ ،‬والن��زاع العربي‪-‬العرب��ي‪ ،‬والإع�لام‬ ‫العرب��ي‪ ،‬وال�شفافي��ة وامل�ساءل��ة يف الوط��ن‬ ‫العربي‪ ،‬والأمن القومي العربي‪ ،‬والع�رص الرقمي‬

‫�شكل (‪)4‬‬

‫الق�ضايا املتنوعة للواقع العربي‬ ‫والأنا والآخر‬ ‫اللغة الإ�سالم والثقافة‬ ‫املعرفة والعقل والعلم‬ ‫ال�شباب والقد�س والذاكرة والرتاث‬ ‫والإبداع والرتجمة والرقابة‪،‬‬ ‫والت�أليف والن�شر وغريه‬

‫‪ - 1‬املرجع ال�سابق نف�سه‪.‬‬ ‫‪ - 2‬املرجع ال�سابق نف�سه‪.‬‬ ‫‪ - 3‬املرجع ال�سابق نف�سه‪.‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫طباعته��ا �أو ُترجم��ت �إىل العرب ّي��ة‪ ،‬وه��ي عائدة‬ ‫ملفكري��ن عرب �ش���أن حمم��د �أركون عل��ى �سبيل‬ ‫املث��ال ال احل�رص‪ .‬يذكر من ه��ذه الكتب‪" :‬مفهوم‬ ‫الآخ��ر يف اليهود ّي��ة وامل�سيح ّي��ة"‪�" ،‬إ�شكالي��ة‬ ‫التع ّددي��ة الثقاف ّية يف الفكر ال�سيا�سي املعا�رص‪..‬‬ ‫والتنوع"‪" ،‬من �إ�سالم القر�آن �إىل‬ ‫جدلية االندماج‬ ‫ّ‬ ‫الإ�س�لام احلديث الن�ش���أة امل�ست�أنفة"‪" ،‬الآخر يف‬ ‫الثقاف��ة العرب ّية من الق��رن ال�ساد�س حتى مطلع‬ ‫الن���ص الدين��ي عن��د‬ ‫الق��رن الع�رشي��ن"‪" ،‬ق��راءة‬ ‫ّ‬ ‫حممد �أركون"‪" ،‬العقل العربي وجمتمع املعرفة‪..‬‬ ‫مظاه��ر الأزم��ة واقرتاحات باحلل��ول"‪" ،‬القد�س‬ ‫يف اجلغراف ّي��ة الروح ّي��ة الإ�سالم ّي��ة"‪" ،‬القد���س‬ ‫وحده��ا هن��اك"‪" ،‬الثقاف��ة العرب ّي��ة"‪" ،‬اجل��ذور‬ ‫الثقاف ّي��ة للدميقراطي��ة يف اخللي��ج"‪" ،‬الهوام��ل‬ ‫وال�شوام��ل ح��ول الإ�س�لام املعا��صر"‪ ،‬الأن�سن��ة‬ ‫والإ�سالم‪..‬مدخل تاريخي نقدي"‪ ،‬الأزمة املالية‬ ‫العاملي��ة نهاية الّليربالي��ة املتوح�شة"‪" ،‬الزراعة‬ ‫العرب ّية وحتديات الأمن الغذائي‪..‬حالة اجلزائر"‪،‬‬ ‫"امل�سلمون والأقباط يف التاريخ" (طبعة ثانية)‪.‬‬ ‫فيم��ا فاز الباح��ث امل��صري �سمري �أب��و زيد يف‬ ‫أهم كتاب عربي"‪ ،‬التي‬ ‫العام ‪ 2010‬بـ "جائ��زة � ّ‬ ‫متنحها م� ّؤ�س�سة الفكر العربي �سنو ّياً‪ ،‬عن كتابه‬ ‫"العل��م والنظرة العرب ّية �إىل العامل" ال�صادر عن‬ ‫مركز درا�سات الوحدة العرب ّية (‪ ،)2009‬والذي‬ ‫يعال��ج في��ه م�ؤلّف��ه ق�ضي��ة ت�أ�سي���س العل��م يف‬ ‫املجتمع��ات العرب ّية املعا��صرة عرب ا�ستخال�ص‬ ‫�رشوط الت�أ�سي�س العلمي م��ن التجربة الأوروب ّية‬ ‫يف ع��صر الإ�ص�لاح والنه�ض��ة‪ ،‬وت�أ�سي�س�� ًا على‬ ‫منه��ج الف�صل‪ -‬الو�صل عن��د ال�شيخ عبد القاهر‬ ‫اجلرج��اين‪ .‬وه��ي جميعها مو�ضوع��ات تعك�س‬ ‫القل��ق العربي يف بيئة دول ّية متغيرّ ة على ال�صعد‬ ‫ال�سيا�س ّية الدول ّية واالقت�صاد ّية والثقاف ّية كافة‪.‬‬

‫االنطب��اع الأ�سا�س الذي يوحي‬ ‫ب��ه احل�ص��اد الثق��ايف للع��ام‬ ‫‪ ،2010‬يتمثّل يف ذاك التطلّع‬ ‫الثق��ايف العرب��ي �إىل رح��اب‬ ‫عاملي��ة �أو�سع تعك�س��ه جتارب‬ ‫�آ�سيوي��ة و�أخ��رى عاملثالثي��ة‬ ‫ناجحة‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫وحري��ة الإبداع‪،‬‬ ‫وت�أثريه عل��ى الع��امل العربي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫احلي��ز‬ ‫وم��ا �شاب��ه) املرتب��ة الأوىل م��ن حي��ث ّ‬ ‫خ�ص���ص لها �إىل جان��ب مو�ضوع‬ ‫الأكرب ال��ذي ّ‬ ‫"الأن��ا والآخ��ر" من بني املو�ضوعات يف كال‬ ‫والدوريات)‪،‬‬ ‫الثقافية‬ ‫املجال�ين (�أي الفعاليات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تال ذلك مو�ض��وع "الّلغة والإ�سالم والثقافة"‬ ‫(يف املرتب��ة الثاني��ة)‪ ،‬فم�سائ��ل "املعرف��ة‬ ‫والعقل والعلم" (يف املرتبة الثالثة)‪ ،‬فق�ضايا‬ ‫"ال�شب��اب والقد���س والذاك��رة وال�تراث‬ ‫والإب��داع والرتجم��ة والرقاب��ة‪ ،‬والت�ألي��ف‬ ‫والن�ش��ر‪�" ...‬إل��خ يف املرتبة الرابع��ة والأخرية‬ ‫(كما هو مبينّ يف ال�شكل رقم ‪.) - 4 -‬‬ ‫ولئن كان مفهوم "ح��وار احل�ضارات" عائداً‬ ‫�إىل نهاي��ة الق��رن الع�رشين‪ ،‬ولئ��ن كان قد احت ّل‬ ‫مهمة من بني قائمة االهتمامات الثقاف ّية‬ ‫مكانة ّ‬ ‫يف الع��امل ب�أ�رسه‪ ،‬ف�إن هذا املفه��وم حافظ على‬ ‫�أهم ّيت��ه للر ّد عل��ى مقول��ة "�صدام احل�ض��ارات"‪.‬‬ ‫م�صطلحي‬ ‫وم��ا الأهم ّي��ة الت��ي احتلّه��ا ك ّل م��ن‬ ‫ّ‬ ‫"الأن��ا" والآخ��ر" يف الثقاف��ة العرب ّي��ة �إال ج��زء‬ ‫م��ن جدلي��ة "حوار‪�/‬ص��دام احل�ض��ارات"‪ ،‬والذي‬ ‫رافقت��ه جمموع��ة م��ن املفاهيم‪/‬الق�ضاي��ا التي‬ ‫حافظ��ت عل��ى رواجها يف ه��ذا ال�سي��اق العربي‪،‬‬ ‫مث��ل الهوية‪/‬اخل�صو�صي��ة‪ ،‬التحديث‪/‬الت�أ�صيل‪،‬‬ ‫العلمنة‪/‬الدي��ن‪ ،‬العلم‪/‬الدي��ن‪ ،‬ال�تراث والإ�سالم‬ ‫والّلغ��ة‪� ...‬إل��خ‪� .‬إذ �إن التفاه��م العرب��ي‪ -‬العرب��ي‬ ‫ح��ول هذه الق�ضايا‪� ،‬إىل جان��ب الق�ضايا الأخرى‬ ‫مثل التق ّدم االقت�صادي واحلقوقي واالجتماعي‪...‬‬ ‫‪ ،‬وبعك���س مراحل زمن ّية �سابقة‪ ،‬مل يعد نابع ًا من‬ ‫خلف ّي��ة الّلحاق بالغرب‪ ،‬ب��ل من �أجل الإ�سهام يف‬ ‫يخ���ص م�ستقب��ل الوطن‬ ‫عاملي‬ ‫ح�ض��اري‬ ‫ح��وار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يخ���ص م�ستقبل العامل‪ ،‬وال�سيما‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ‫العربي‬ ‫ّ‬ ‫�أن الع�رص الراهن ت�سوده ح�ضارة عاملية واحدة‪،‬‬ ‫م��رة يف التاري��خ بح�س��ب املفكّ��ر‬ ‫متت�� ّد‪ ،‬ولأول ّ‬ ‫امل��صري حممود �أمني الع��امل‪ ،‬من �أدنى الأر�ض العام ‪ 2010‬يدفع �إىل التفا�ؤل‪..‬‬ ‫�إىل �أق�صاه��ا؛ وه��و الأمر الذي يف��ّسمرّ متركز هذه لكن ‪!..‬‬ ‫االنطباع الأ�سا�سي الذي يوحي به احل�صاد‬ ‫الق�ضاي��ا يف احل�صاد الثقايف للع��ام ‪ .2010‬كما‬ ‫ا�ستوطن��ت ه��ذه الق�ضاي��ا نف�سه��ا عناوي��ن كتب الثق��ايف للع��ام ‪ ،2010‬ولّده عدد م��ن املظاهر‬ ‫للمرة الأوىل العام ‪� ،2010‬أو �أعيدت الت��ي عك�سته��ا ق��راءة من��اذج م��ن اتجّ اه��ات‬ ‫بارزة �صدرت ّ‬

‫‪679‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 680‬للتنمية الثقافية‬

‫�أث��ار "م�ؤمت��ر �أدب��اء م��صر"‬ ‫�صخب�� ًا يف الأو�س��اط الثقافية‬ ‫امل�رصي��ة دف��ع �أمين��ه الع��ام‬ ‫جم��ال التالوي للق��ول معتذراً‬ ‫م��ن اجلمي��ع‪" :‬ثم��ة م�ؤمترات‬ ‫تقام يف م��صر تبلغ تكاليفها‬ ‫�أ�ضع��اف ه��ذا امل�ؤمت��ر‪ ،‬وال‬ ‫يح��ضر جل�ساته��ا ُع��شر م��ن‬ ‫يح�رض جل�سات ه��ذا امل�ؤمتر‪..‬‬ ‫� ّأم��ا امل�ؤمترات الأخ��رى‪ ،‬فهي‬ ‫ال تهت��م �إال بجل�سات االفتتاح‪،‬‬ ‫وال ا�ستثني من ذلك‪ ،‬م�ؤمترات‬ ‫املجل�س الأعلى للثقافة‪.‬‬

‫الثقافية وم��ن اهتمامات الدوريات‬ ‫الفعالي��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة وخطبه��ا‪ .‬ومن ذل��ك الإق��دام الثقايف‬ ‫ّ‬ ‫العرب��ي مقارن�� ًة ب�سن�ين ما�ضي��ة‪ ،‬لعلّ��ه �إقدام‬ ‫يتميز بخروجه من‬ ‫متح��رر من م�شاعر الهزمية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫"عقدة الغ��رب" و"اخلوف منه" و"التماهي"‬ ‫عاملي �أو�سع ونحو‬ ‫ب��ه‪ ،‬نحو التطلّع �إىل رح��اب‬ ‫ّ‬ ‫عاملي��ة ناجح��ة كبع���ض التج��ارب‬ ‫جت��ارب‬ ‫ّ‬ ‫ثالثي��ة" بعام��ة‪ ،‬والبحث‬ ‫آ�سيوي��ة �أو "الع��امل ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫يف �آلي��ات التوا�ص��ل م��ع العامل وطرق��ه‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫منو اتجّ اه ثقايف عمالين ي�ستند �إىل الروابط‬ ‫عن ّ‬ ‫العروبي��ة‪ ،‬على الرغم من اخت�لاف االجتاهات‬ ‫ّ‬ ‫الفكرية التي تق��وده‪ ،‬ويرمي‪ ،‬من بني ما يرمي‬ ‫ّ‬ ‫بحج��ة �أن اال�ستثمار‬ ‫الثقافة‪،‬‬ ‫إ�صالح‬ ‫�‬ ‫إىل‬ ‫�‬ ‫�إلي��ه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الب�رشية‪ ،‬وذلك كلّه‬ ‫فيها هو ا�ستثمار يف التنمية‬ ‫ّ‬ ‫يف �إطار حتكيم قيم احل��وار والرتابط والتعاون‬ ‫واالعت��دال والت�سام��ح وغريه��ا م��ن القيم التي‬ ‫ت�ص�� ّد نظري��ة هنتنغت��ون املت�شائم��ة ح��ول‬ ‫م�ستقب��ل الإن�سان والب�رشية وامل�ؤمنة بال�رصاع‬ ‫فق��ط‪ ،‬مع نفي �إمكانية احل��وار‪ ،‬والتي ب�سبب ما‬ ‫عن�رصي��ة جتاه الآخر(الغربي‬ ‫تنطوي عليه من‬ ‫ّ‬ ‫ت�صوره عل��ى �أنه كتلة‬ ‫إ�سالم��ي)‬ ‫�أو العرب��ي وال‬ ‫ّ‬ ‫واح��دة غ�ير قابل��ة للتغي�ير‪ .‬فيم��ا يراه��ن هذا‬ ‫إن�سانية على‬ ‫االتجّ ��اه الثقاف��وي ب��ك ّل قيم��ه ال‬ ‫ّ‬ ‫�إمكاني��ة �أن ت�صلح الثقافة م��ا تف�سده ال�سيا�سة‬ ‫يف عاملنا العربي‪.‬‬ ‫غري �أن الأمر يطرح جملة ت�سا�ؤالت منها ما‬ ‫�إذا كان احلوار عمل ّي��ة �إراد ّية فقط‪� ،‬أم ثمة‬ ‫جوان��ب مو�ضوع ّي��ة تنبغ��ي معاجلته��ا؟ وهو‬ ‫�س�ؤال يتح ّدد بالآتي‪:‬‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫التحرر مثالً‪ ،‬من الهيمنة‬ ‫كيفية‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ .1‬‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي تطال خمتل��ف جماالت احلي��اة‪ ،‬مبا فيها‬ ‫الفكرية واملفاهيمية‪ ،‬يف ظ ّل الهيمنة‬ ‫املنظومة‬ ‫ّ‬ ‫أمريكية‪ ،‬التي تطال‬ ‫وال�سيا�سي��ة ال‬ ‫االقت�صادية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعية‬ ‫��ة‬ ‫إن�ساني‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫العل��وم‬ ‫حق��ل‬ ‫�أحيان�� ًا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال�سيا�سية ومناهجها؟ بحيث برزت فئة جديدة‬ ‫ّ‬ ‫ممن يحملون‬ ‫الع��رب‪،‬‬ ‫واملفكرين‬ ‫املثقف�ين‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫�سم��ات "املثق��ف التقن��ي" (بح�س��ب التميي��ز‬ ‫الكال�سيك��ي العائ��د �إىل الفيل�س��وف الإيط��ايل‬

‫تطوعهم‬ ‫غرام�شي)‪ ،‬من تكنوقراط و�‬ ‫ّ‬ ‫أكادمييني‪ّ ،‬‬ ‫�أجه��زة الدول��ة‪ ،‬وينتج��ون الأف��كار وال��ر�ؤى‬ ‫النيوليربالية‬ ‫التي تخ��دم وا�ضع��ي ال�سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫املعولمَ ��ة‪ .‬كم��ا �أنه مل يج�� ِر بعد‪ ،‬وب�ش��كل عام‪،‬‬ ‫الر�سمية‬ ‫العربي��ة‪،‬‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫حت��رر امل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احلزبية‬ ‫البنى‬ ‫ثقاف��ة‬ ‫من‬ ‫ة‪،‬‬ ‫الر�سمي‬ ‫وغ�ير‬ ‫منها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سلطوية‬ ‫نظ��م‬ ‫ت�سودها‬ ‫الت��ي‬ ‫العربي��ة القدمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التح��ول الدميقراطي‪ ،‬فيما يعيق‬ ‫تط��رح ق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫التحولَ الدميقراطي والتنمية بك ّل‬ ‫منطق ت�شكّلها‬ ‫ّ‬ ‫�أنواعها‪ .‬يظهر ذلك من بني كوالي�س امل� ّؤ�س�سات‬ ‫الثقافي��ة وت�شي به �أخبار �أه��ل الثقافة من هنا‬ ‫ّ‬ ‫وهن��اك‪ ،‬والت��ي كانت حافلة يف الع��ام ‪.2010‬‬ ‫املغربية مثالً‪ ،‬ويف‬ ‫أ�سبوعية "الأيام"‬ ‫ما جع��ل �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�آخر ع��دد لها �صادر الع��ام ‪ ،2010‬تختار وزير‬ ‫الثقافة بن�سامل حمي�ش‪ ،‬وهو الروائي واملفكّر‬ ‫واملثق��ف العرب��ي املع��روف‪ ،‬من �ضم��ن "�أ�سو�أ‬ ‫�شخ�صيات ال�سنة"على امل�ستوى املحلّي‪.‬‬ ‫كم��ا كان "املعر���ض ال��دويل للن�ش��ر‬ ‫والكت��اب" ال��ذي احت�ضنت��ه مدين��ة ال��دار‬ ‫البي�ض��اء �أوائل �شباط (فرباير) من العام نف�سه‬ ‫�إط��اراً للخالف��ات‪ ،‬منه��ا ق��رار املقاطع��ة الذي‬ ‫ا ّتخ��ذه العديد من الك ّت��اب واملبدعني املغاربة‪،‬‬ ‫والذي بدا يف ظاه��ره احتجاج ًا على حرمانهم‬ ‫م��ن تعوي�ضات امل�شارك��ة يف لقاءات املعر�ض‬ ‫مادية هزيلة �أ�سا�ساً)‪،‬‬ ‫وندواته (وهي تعوي�ضات ّ‬ ‫�سيا�سية متع ّددة‪.‬‬ ‫فيما حمل يف باطن��ه دالالت‬ ‫ّ‬ ‫ف�ض ًال عن ت�أجيل حمي�ش حفل ت�سليم "جائزة‬ ‫املغ��رب للكت��اب" الذي كان يق��ام عاد ًة خالل‬ ‫افتت��اح "املعر�ض ال��دويل للن�ش��ر والكتاب"‪،‬‬ ‫وال��ذي ر ّد البع���ض �أ�سباب��ه �إىل ت�رسي��ب نتائج‬ ‫جلن��ة حتكي��م اجلائ��زة �إىل ال�صحاف��ة وال��ر�أي‬ ‫العام قبل الإعالن الر�سمي عنها‪.‬‬ ‫كم��ا جرت احتجاج��ات عل��ى تعيينات يف‬ ‫ديوان الوزي��ر‪ ،‬ويف منا�ص��ب امل�س�ؤولية داخل‬ ‫ال��وزارة‪ ،‬عل��ى اعتبار �أن اجلان��ب ال�شخ�صي‪ ،‬ال‬ ‫املهن��ي‪ ،‬هو َمن حتكّ��م يف تلك التعيينات‪ ،‬التي‬ ‫�أعقبتها �أي�ض ًا ا�ستقاالت‪..‬‬ ‫فيما تابع��ت �أحوال �أه��ل الثقافة يف م�صر‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫�أم��ر �أح��وال الثقاف��ة العربي��ة‬ ‫ومفارقته��ا ال يقت��صر عل��ى‬ ‫امل� ّؤ�س�س��ات الر�سمي��ة فق��ط‪،‬‬ ‫ب��ل ين�سح��ب عل��ى نظرياته��ا‬ ‫اخلا�ص��ة‪ ،‬بحي��ث ن�شهده��ا‬ ‫تخ�ض��ع لإرادة املتنفذي��ن‬ ‫و�رصاعاته��م‪� ،‬س��واء لأ�سب��اب‬ ‫�شخ�صي��ة عائ��دة للنف��وذ‪،‬‬ ‫�أم لأ�سب��اب عام��ة تتعل��ق‬ ‫باالجتاه��ات ال�سيا�سي��ة‪� ،‬أم‬ ‫لكلتا احلالتني معاً‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫م��ا كان يج��ري يف �أواخر الع��ام ‪ ،2009‬عندما‬ ‫كان��ت الثقافة امل�رصي��ة قد و ّدعت��ه مب�ؤمترات‬ ‫واحتفاالت وتعوي�ضات وجوائز‪� ،‬صاحبها جدلٌ‬ ‫فجرته‬ ‫عنيف ح��ول‬ ‫ّ‬ ‫�صدقي��ة اجلائزة الأدبي��ة‪ّ ،‬‬ ‫جائ��زة البوك��ر العرب ّية‪ .‬ه��ذا بالإ�ضافة �إىل‬ ‫امل�رصيني‬ ‫�إقام��ة عدد من �شعراء ق�صي��دة النرث‬ ‫ّ‬ ‫والت�سعيني��ات ملتقى‬ ‫الثمانيني��ات‬ ‫جيل��ي‬ ‫م��ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لل�شع��ر البديل من امللتق��ى الأ�صلي الذي يقيمه‬ ‫املجل���س الأعل��ى للثقاف��ة يف م��صر احتجاج ًا‬ ‫عل��ى م��ا اعتربوه �إهم��ا ًال للنوع ال��ذي يكتبونه‬ ‫م��ن �أحمد عبد املعطي حجازي‪ ،‬رئي�س م�ؤمتر‬ ‫ال�شعر الذي يقيمه املجل�س الأعلى للثقافة ك ّل‬ ‫عامني بالتناوب مع الرواية‪ .‬لك ّنهم خرجوا من‬ ‫ملتقاهم متفرقني‪� .‬أما امللتقى الذي كان قد �أقيم‬ ‫�أ�سا�س ًا لتحا�شي االن�ضواء حتت عباءة امل� ّؤ�س�سة‬ ‫الر�سمي��ة مم ّثل ًة بوزارة الثقاف��ة وهيئاتها‪ ،‬فقد‬ ‫وزارت��ي الإعالم‬ ‫انته��ى �إىل قب��ولِ متوي��لٍ م��ن‬ ‫ّ‬ ‫وال�شب��اب والريا�ض��ة‪ .‬فيما �أث��ار "م�ؤمتر �أدباء‬ ‫امل�رصية‬ ‫الثقافية‬ ‫�ضج ًة يف الأو�س��اط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م�ص��ر" ّ‬ ‫دف��ع �أمينه العام جمال الت�لاوي يف حوار معه‬ ‫ن�رشته جملة "الثقافة اجلديدة" (‪)2010/11/6‬‬ ‫�إىل الدفاع عن امل�ؤمتر بقوله‪�" :‬س�أكون �رصيح ًا‬ ‫م��ع االعتذار للجميع‪ ،‬هن��اك م�ؤمترات ُتقام يف‬ ‫م�رص تبل��غ تكاليفها �أ�ضعاف ه��ذا امل�ؤمتر وال‬ ‫يح��ضر جل�ساتها ع�رش م��ن يح�رض جل�سات هذا‬ ‫تهتم‬ ‫امل�ؤمت��ر‪� .‬أما امل�ؤمت��رات الأخرى فه��ي ال ّ‬ ‫�إال باجلل�س��ة االفتتاحي��ة‪ ،‬وال �أ�ستثن��ي من ذلك‬ ‫م�ؤمترات املجل�س الأعلى للثقافة منذ �أكرث من‬ ‫ع�رش �سنوات‪ ،‬والتي �أ�شارك فيها‪ ،‬و�أعلم �أن كثرياً‬ ‫م��ن جل�ساتها يكون عدد الباحثني �أكرث من عدد‬ ‫احلا�رضين لال�ستم��اع واملناق�شة‪ ..‬وال �أ�ستثني‬ ‫أكادمييــــة‬ ‫اجلامعي��ة ال‬ ‫كث�يراً م��ن امل�ؤمت��رات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪� ) ...‬أن��ا ال �أق�ص��د انتقاد �شخ�ص �أو هيئة‪ ،‬ولكن‬ ‫أت�صور‬ ‫� ّ‬ ‫أنب��ه �أن الق�صور موج��ود يف ك ّل مكان و� ّ‬ ‫مبو�ضوعي��ة �أن م�ؤمت��ر �أدب��اء م�رص م��ن �أجنح‬ ‫ّ‬ ‫امل�ؤمت��رات الت��ي تق��ام يف م��صر و�أكرثها دقة‬ ‫وتنظيم��اً‪ ،‬لأن الّلج��ان منتخب��ة وتعم��ل ب�شكل‬ ‫جماعي‪ ،‬ولي�س ب�شكل فردي"‪.‬‬

‫�أما �أحداث نوفمرب العام ‪ 2009‬بني جماهري‬ ‫م�ص��ر واجلزائر التي ج��رت ب�سبب مباراة كرة‬ ‫القدم والأجواء امل�شحونة التي بلغت ح ّد العنف‪،‬‬ ‫فقد تابع��ت ف�صولها حتى الع��ام ‪ .2010‬وكان‬ ‫الأمر خ�ير دليل على �سهولة ارت��داد العرب عن‬ ‫مي���س يف واحدهم ع�صب بعينه‪،‬‬ ‫حلمتهم ما �أن ّ‬ ‫التفتيتية‬ ‫العربي��ة‬ ‫ال ل�ش��يء �إال ب�سبب ال�سيا�سة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي ميار�سه��ا بع���ض الأنظم��ة وامل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫العربي��ة عندم��ا تقت�ض��ي م�صاحل��ه‬ ‫الر�سمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي��ة بذل��ك‪ .‬ويف حال��ة م�ص��ر واجلزائر‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سية للبلدين يف‬ ‫القي��ادات‬ ‫�شاركت‬ ‫مث�لاً‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ت�أجي��ج الأح��داث‪� ،‬إىل جانب الإع�لام الر�سمي‬ ‫واخلا���ص‪ ،‬بحي��ث ق ّدم��ت احلكومت��ان يف ك ٍّل‬ ‫م��ن م�ص��ر واجلزائ��ر دعم�� ًا لع��شرات �آالف‬ ‫امل�شجع�ين حل�ضور مباراة ال�س��ودان الفا�صلة‬ ‫ّ‬ ‫ب�ين املنتخ َبني يف الع��ام ‪ ،2010‬وعلى ح�ساب‬ ‫أهمية هذه املب��اراة حينها يف‬ ‫الدول��ة‪ ،‬نظ��راً ل ّ‬ ‫ت�أهي��ل �أح��د الفريق�ين لنهائيات ك�أ���س العامل‬ ‫وك�أ�س �أمم �أفريقيا‪.‬‬ ‫�إن �أم��ر �أح��وال الثقاف��ة يف الوط��ن العربي‬ ‫الر�سمي��ة فقط‪ ،‬بل‬ ‫ال يقت��صر عل��ى امل� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫اخلا�صة �أي�ض��اً‪ .‬بحيث ن�شهد حراك ًا للم� ّؤ�س�سات‬ ‫الثقافي��ة اخلا�ص��ة خا�ضع�� ًا لإرادة املتن ّفذي��ن‬ ‫ّ‬ ‫�شخ�صي��ة تتعلّق‬ ‫أ�سب��اب‬ ‫ل‬ ‫�س��واء‬ ‫و�رصاعاته��م‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بالنف��وذ �أم لأ�سباب عامة تتعلّ��ق باتجّ اهاتهم‬ ‫ال�سيا�سي��ة‪� ،‬أم ل��كال احلالني مع��اً‪ .‬وامل� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية يف هذه احلالة تكون �أقدر على الت�أثري‬ ‫ّ‬ ‫يف ال��ر�أي الع��ام ب�سبب ما توحي ب��ه من حياد‬ ‫ومتفرقاته‪.‬‬ ‫عن ال�سيا�سي‬ ‫ّ‬ ‫‪� .2‬إ�شكال ّي��ة مفه��وم حوار احل�ض��ارات �أو‬ ‫الثقاف��ات نف�س��ه‪ :‬فعل��ى الرغم م��ن �أن احلوار‬ ‫بات و�سيلة لإيج��اد قواعد جديدة يف التعامل‬ ‫ال��دويل يت ّف��ق عليه��ا اجلمي��ع‪� ،‬إال �أن �أ�س�س��ه‬ ‫وخ�صائ�صه و�آليات��ه لي�ست يف عاملنا العربي‬ ‫عربي ًا‬ ‫حم��طّ �إجم��اع‪� .‬إذ �إن مقارب��ة املو�ضوع ّ‬ ‫أيديولوجية‬ ‫إ�سالمي�� ًا ال تخل��و من م�ضام�ين �‬ ‫و�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتحكّ��م مب�س��اره‪� ،‬س��واء عل��ى �صعي��د الق��وى‬ ‫والثقافي��ة القائم��ة �أم عل��ى �صعيد‬ ‫ال�سيا�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪681‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 682‬للتنمية الثقافية‬

‫اجلدل الذي تبع م�ؤمتر‬ ‫"مبادرات يف التعليم والعلوم‬ ‫والثقافة لتنمية التعاون بني‬ ‫�أمريكا والدول الإ�سالمية"‬ ‫يعك�س وجهة النظر القائلة‬ ‫ب�أن احلوار باجتاهاته كافة‬ ‫(حملي ًا و�أقليمي ًا ودولياً)‬ ‫بات يحتاج �إىل بلورة قوا�سم‬ ‫م�شرتكة م�سبقة بني �أطرافه ‪..‬‬

‫القى امل�ؤمتر املذكور مث ًال‬ ‫انتقادات الذعة من بينها‬ ‫�أن الأمريكيني الذين جا�ؤا‬ ‫امل�ؤمتر رف�ضوا �سماع وجهة‬ ‫النظر الأخرى‪ ،‬ومنعوا ك ًال‬ ‫ممن يختلف معهم بالر�أي من‬ ‫التح ّدث‪.‬‬

‫الثقافية التابعة لها‪� ،‬أم على �صعيد‬ ‫امل� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫خمتل��ف امل� ّؤ�س�س��ات الت��ي تتب ّن��اه‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫أيديولوجي��ة ملو�ض��وح "حوار‬ ‫�أن ك ّل مقارب��ة �‬ ‫ّ‬ ‫احل�ض��ارات �أو الثقاف��ات" تلق��ي بظاللها على‬ ‫وامل�صطلحي��ة‬ ‫املفاهيمي��ة‬ ‫جمل��ة املنظوم��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امللحق��ة ب��ه‪ .‬من ذل��ك مث�لاً‪ ،‬اخت�لاف زاوية‬ ‫النظ��ر �إىل م�س�أل��ة "ح��وار احل�ض��ارات"‬ ‫باخت�لاف زاوية النظر �إىل احلداث��ة والأ�صالة‬ ‫واخل�صو�صي��ة والأن��ا والآخ��ر‪ .‬حي��ث يعن��ي‬ ‫ّ‬ ‫نب��ذ احلداث��ة والدع��وة �إىل الأ�صال��ة بالن�سب��ة‬ ‫لا م��ن امل�شارك��ة يف �صنع‬ ‫تن�ص� ً‬ ‫�إىل البع���ض ّ‬ ‫التاريخ‪ ،‬لأن ال�شعوب التي ال ت�شارك يف تطوير‬ ‫تهم���ش‪.‬‬ ‫احلداث��ة‪ ،‬تتخلّ��ف بال��ضرورة حت��ى ّ‬ ‫وحي��ث ال خي��ار بني احلداث��ة والأ�صال��ة‪ ،‬لأن‬ ‫لي�س للحداثة �أو للأ�صال��ة معنى واحد‪ .‬وقبول‬ ‫أ�سمالية من‬ ‫احلداث��ة كم��ا ه��ي‪� ،‬أي كحداث��ة ر�‬ ‫ّ‬ ‫جان��ب‪ ،‬وتلوينها ب�أل��وان الأ�صالة من اجلانب‬ ‫ٍ‬ ‫الآخ��ر‪ ،‬ه��و يف النتيجة قبول الو�ض��ع الراهن‪،‬‬ ‫�أي التبعي��ة للمنظوم��ة الر�أ�سمالية‪ .‬فيما يكمن‬ ‫احل�� ّل يف العمل على تطوي��ر �سبل احلداثة‪ ،‬بدل‬ ‫�أن يكم��ن يف �إنكاره��ا وتلوينه��ا‪ .‬فيم��ا يعترب‬ ‫الثقافي��ة عبارة عن‬ ‫اخل�صو�صي��ة‬ ‫البع���ض �أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املو�ضوعية لل�رصاع‬ ‫ديني يفتقد الر�ؤية‬ ‫ّ‬ ‫جنوح ّ‬ ‫�ض ّد الهيمنة احل�ضارية ال�سائدة‪ ،‬وهي بالتايل‬ ‫ما�ضوي��ة معادي��ة للتاري��خ وال�سو�سيولوجيا‪.‬‬ ‫فم��ن خ�صائ���ص الط��رح الإ�سالم��ي للح��وار‬ ‫ومنهج��ه و�آليات��ه‪ :‬الإ�س�لام‪ ،‬وا�ستنباط منهج‬ ‫احلوار و�أهدافه من القر�آن الكرمي‪ ،‬والدفاع عن‬ ‫املرجعية الإ�سالمية‪ ،‬وتقدمي الثقافة الإ�سالمية‬ ‫�إىل الثقاف��ات الأخ��رى‪ ،‬واعتب��ار احل�ض��ارات‬ ‫متع�� ّددة ولي�س��ت ح�ض��ارة عاملي��ة واح��دة‪...‬‬ ‫�إل��خ‪ .‬ويذكر يف هذا ال�ص��دد �أن م�ؤمتر "تعارف‬ ‫احل�ض��ارات" (‪ )2010/5/19-18‬الذي نظّ مته‬ ‫مكتبة الإ�سكندر ّية (ال�سابق ذكره) جاء حتت‬ ‫�شع��ار "لتعارفوا"‪ ،‬معتمداً مفه��وم "التعارف"‬ ‫الق��ر�آين‪ ،‬م��ع تبي��ان �أن الأ�ص��ول القر�آنية التي‬

‫ترتكز على وحدة الإن�سانية وعلى �شمول الهدى‬ ‫الإله��ي للإن�س��ان جعل��ت للآخ��ر حقوق�� ًا ع ّدة‬ ‫يراعيه��ا امل�سلمون ويحفظونه��ا لغريهم‪ ،‬مثل‬ ‫ح��ق احرتام الإن�س��ان يف ذاته‪ ،‬ب��صرف النظر‬ ‫ّ‬ ‫وحق احرتام العقائد‪،‬‬ ‫عن دين��ه ولونه وجن�سه‪ّ ،‬‬ ‫مهما اختلفت وتعار�ضت مع عقيدة الإ�سالم‪.‬‬ ‫وم��ن خ�صائ���ص الط��رح احلداث��ي للحوار‪:‬‬ ‫احلداثة‪ ،‬وجتديد الفهم القر�آين وقراءته يف �ضوء‬ ‫الراه��ن احل�ض��اري‪ ،‬واال�ستن��اد �إىل العلماني��ة‬ ‫مقومات احلداثة‪ ،‬واالنطالق يف‬ ‫باعتبارها من ّ‬ ‫مناق�شة خمتلف الق�ضايا وفق هذا املنظور مثل‬ ‫ق�ضاي��ا‪ :‬املر�أة‪ ،‬وحقوق الإن�سان‪ ،‬وعالقة الدين‬ ‫بالدول��ة وغريه��ا‪ ،‬وجت��اوز تداعي��ات الرتاث‪،‬‬ ‫واعتب��ار احل�ض��ارة القائم��ة ح�ض��ارة عاملية‪،‬‬ ‫الثقافية للو�صول‬ ‫اخل�صو�صيات‬ ‫وجتاوز بع�ض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�إىل القيم العاملية امل�شرتكة‪.‬‬ ‫�أم��ا التي��ار الي�ساري‪ ،‬فريكّ ز عل��ى الق�ضايا‬ ‫التحرر‪،‬‬ ‫املرتبطة بالفكر الي�ساري‪ ،‬مثل‪ :‬ق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫والعدال��ة االجتماعي��ة‪ ،‬والتهمي���ش العامل��ي‬ ‫وغريها ‪. "1‬‬ ‫وباالنتق��ال م��ن الع��ام �إىل اليومي‪ ،‬تكفي‬ ‫لا �إىل بع���ض اجل��دل ال��ذي تب��ع‬ ‫الإ�ش��ارة مث� ً‬ ‫انعق��اد م�ؤمتر"مب��ادرات يف التعلي��م والعل��وم‬ ‫والثقاف��ة لتنمي��ة التعاون بني �أم�يركا والدول‬ ‫إ�سالمي��ة" (‪ ،)2010/6/18-16‬وال��ذي عق��د‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫يف مكتب��ة الإ�سكندر ّي��ة‪ ،‬لتبي��ان �أن احل��وار‬ ‫(عربي ًا‬ ‫حملي�� ًا‬ ‫باتجّ اهات��ه كافة‪ ،‬و�س��واء �أكان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ�سالمياً) �أم ح��واراً مع الآخر‪،‬‬ ‫ً‪-‬عربي�� ًا �‬ ‫إ�سالميا‬ ‫�‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يحت��اج �إىل �إيجاد قوا�س��م م�شرتكة بني خمتلف‬ ‫�أطراف��ه‪ .‬فق��د القى امل�ؤمت��ر املذك��ور انتقادات‬ ‫نية الإدارة الأمريكية جلهة‬ ‫خمتلفة‪ ،‬ت�ش��كّك يف ّ‬ ‫الفل�سطينية وح ّل‬ ‫للق�ضي��ة‬ ‫�إيجاد ت�سوية عادلة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ق�ضية الالجئني و�إ�ضف��اء قدر من التوازن على‬ ‫ال�سيا�سة الأمريكية يف املنطقة ‪.‬‬ ‫املوجه �إىل �أمريكا يف‬ ‫وللتذك�ير‪ ،‬ف�إن النقد‬ ‫ّ‬ ‫االقت�صادية‬ ‫الثقافي��ة �أو‬ ‫ال�سيا�سي��ة �أو‬ ‫اخلط��ب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪ - 1‬راجع يف هذا ال�صدد‪ :‬عا�شور‪ ،‬الزهراء‪" ،‬حوار احل�ضارات و�إ�شكالية الأنا والآخر يف الفكر العربي والإ�سالمي املعا�رص"‪ ،‬جملة الكلمة‪،‬‬ ‫منتدى الكلمة اللدرا�سات والأبحاث‪ ،‬العدد‪ ،68‬ال�سنة ال�سابعة ع�رشة ‪� ،‬صيف ‪.2010‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫وج��ه الرئي���س �أوبام��ا ر�سالة‬ ‫ّ‬ ‫�إىل م�ؤمت��ر "مب��ادرات التعليم‬ ‫والعل��وم والثقاف��ة لتنمي��ة‬ ‫التع��اون ب�ين �أم�يركا والدول‬ ‫اال�سالمية" نادى فيها ببداية‬ ‫عالقات جدي��دة بني الطرفني‪،‬‬ ‫مبنية على االحرتام املتبادل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واالهتمام امل�شرتك ‪ ..‬ودعا �إىل‬ ‫عقد �رشاكات جدي��دة تتمحور‬ ‫حول العي�ش بكرامة واحل�صول‬ ‫على التعلي��م‪ ،‬والتم ّتع ب�صحة‬ ‫جيدة والعي�ش ب�أمن و�سالم‪..‬‬

‫الثقافة لي�ست ثابتة وجوهرية‪،‬‬ ‫بــــ��ل خا�ضع��ة للتغي�ير‬ ‫بح�س��ب الظ��روف االقت�صادية‬ ‫واالجتماعية وال�سيا�سية؛ وقد‬ ‫ت�ستثم��ر يف اجت��اه املزيد من‬ ‫التبعي��ة للنظ��ام االقت�ص��ادي‬ ‫النيـــــــولي�برايل‪ ،‬واالحت�لال‬ ‫مبختل��ف �أ�شكال��ه ‪ ..‬كم��ا �أنها‬ ‫التحرر‬ ‫ق��د ت�ستثم��ر م��ن �أج��ل‬ ‫ّ‬ ‫م��ن ال�سيا�س��ات والأطم��اع‬ ‫اخلارجية‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫�أو غريه��ا‪ ،‬يب��دو �أن��ه ازداد يف الع��ام ‪،2010‬‬ ‫وال�سيما بع��د وعود الرئي�س ب��اراك �أوباما يف‬ ‫خطاب��ه ال�شهري الذي كان ق��د �ألقاه يف جامعة‬ ‫القاه��رة يف حزي��ران‪ /‬يوني��و الع��ام ‪2009‬؛‬ ‫�أي ح�ين ع�� َّدد �سب��ع �أولوي��ات للتع��اون‪ ،‬ه��ي‪:‬‬ ‫للتط��رف العني��ف يف‬ ‫احلاج��ة �إىل الت�ص��دي‬ ‫ّ‬ ‫�أفغان�ست��ان‪ ،‬والعالقة ب�ين �إ�سرائيل وما �أطلق‬ ‫حتمله"‬ ‫علي��ه الرئي���س "الو�ض��ع الذي ال ميك��ن ّ‬ ‫للفل�سطيني�ين‪ ،‬وامل�س�أل��ة النووي��ة الإيراني��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الديني��ة‪،‬‬ ‫واحلري��ة‬ ‫والنهو���ض بالدميقراطي��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مبين ًا‬ ‫��ة‪.‬‬ ‫االقت�صادي‬ ‫وحق��وق امل��ر�أة‪ ،‬والتنمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بذل��ك مدى التح ّدي��ات التي ق��ال يف �صددها‪":‬‬ ‫�أن��ا �أه��دف �إىل �أخذها م�أخذ اجل�� ّد‪� -‬إذ بخالف‬ ‫ذل��ك‪ ،‬ف�إن البديل ه��و �أن اجلهل يحفِّز االنق�سام‪،‬‬ ‫يفرقنا‬ ‫واالنق�سام يحفِّز �سوء الفهم‪ ،‬و�سوء الفهم ِّ‬ ‫قدرينا ل�صيقا االرتباط ببع�ضهما �أكرث‬ ‫�أكرث‪� .‬إن ْ‬ ‫م��ن � ّأي وق��ت م�ضى‪ .‬ذل��ك �أن انع��دام اال�ستقرار‬ ‫االقت�ص��ادي وتغ� رّ​ّير املن��اخ والإره��اب �أمور ال‬ ‫تف��رق بني امل�سلمني وغ�ير امل�سلمني‪ .‬وتلك هي‬ ‫ِّ‬ ‫احلقيق��ة الأوىل يف ه��ذه املرحل��ة م��ن مراحل‬ ‫العوملة‪�.‬أما احلقيقة الثاني��ة فهي �أن الواليات‬ ‫الق��وة العظمى يف‬ ‫املتّح��دة الأمريكي��ة التزال ّ‬ ‫العامل‪ .‬لك��ن مع �أنها بارزة فهي لي�ست مهيمنة‪،‬‬ ‫وه��ي ال ت�ستطيع �إخ�ضاع الع��امل مبفردها؛ لأن‬ ‫الق��وة �آخ��ذة يف االبتعاد عن مراك��ز النفوذ عرب‬ ‫الأطل�سي��ة التقليدية يف الق��رن الع�رشين‪ .‬دعونا‬ ‫أمريكية – بنوعيها الناعمة‬ ‫نهون من القوة ال‬ ‫ّ‬ ‫ال ِّ‬ ‫وال�صلب��ة– لك��ن هن��اك حاج��ة �إىل ائتالف��ات‬ ‫جديدة‪ .‬واحلقيقة الثالثة هي �أن تلك االئتالفات‬ ‫يج��ب �أن تك��ون ائتالفات بني ال��دول‪ ،‬لكنها ال‬ ‫ميك��ن �أن تتح ّق��ق م��ن دون �أن تكت�س��ب موافقة‬ ‫ً‪":‬وبناء عليه‪،‬‬ ‫املواطنني"‪ .‬ثم تابع �أوباما قائال‬ ‫ً‬ ‫ف�إننا بحاج��ة �إىل فهم املهمة التي �أمامنا على‬ ‫م�ستوي�ين‪ :‬ح�� ّل امل�ش��كالت واقتنا���ص الفر�ص‬ ‫عل��ى م�ستوى ال ُّنخ��ب (بناء االئتالف��ات يف ما‬ ‫بني الدول)؛ وبن��اء الثقة على امل�ستوى ال�شعبي‬ ‫(ح�ش��د الر�ضا بني ال�شعوب)‪ .‬وكّ لما ازداد التق ّدم‬ ‫املح��رز عل��ى م�ست��وى النخ��ب يف م��ا يتعلّ��ق‬ ‫َ‬

‫بامل�ش��كالت ال�سيا�سية واالقت�صادي��ة‪ ،‬ازدادت‬ ‫�سهول��ة ك�سب عامة النا���س‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬كلما‬ ‫ازداد ال�ش��كّ ل��دى اجلماه�ير ازدادت ال�صعوب��ة‬ ‫ال�سيا�سيون يف تقا�سم‬ ‫الت��ي �سيواجهها الق��ادة‬ ‫ّ‬ ‫الق�ضايا امل�شرتكة"‪.‬‬ ‫وجه‬ ‫�أن الرئي���س الأمريكي �أوبام��ا كان قد ّ‬ ‫ر�سال��ة �إىل امل�شارك�ين يف م�ؤمت��ر "مب��ادرات‬ ‫يف التعلي��م والعل��وم والثقافة لتنمي��ة التعاون‬ ‫بني �أم�يركا والدول الإ�سالمي��ة"‪� ،‬ألقاها نيابة‬ ‫عنه مبعوث��ه لدى منظمة امل�ؤمت��ر الإ�سالمي‪،‬‬ ‫ذكّ ��ر خاللها بزيارته القاه��رة يف العام ‪2009‬‬ ‫ومناداته ببداية جديدة بني الواليات املتّحدة‬ ‫مبنية عل��ى االحرتام‬ ‫وامل�سلم�ين ح��ول العامل‪ّ ،‬‬ ‫املتب��ادل واالهتمام امل�شرتك‪ .‬ودع��ا فيها �إىل‬ ‫العم��ل مع�� ًا عل��ى "عقد ��شراكات جدي��دة بني‬ ‫حكوماتن��ا وبني �شعوبنا لبح��ث الق�ضايا التي‬ ‫تهمن��ا يف حياتنا اليومية؛ مثل العي�ش بكرامة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جيدة‪،‬‬ ‫واحل�صول عل��ى تعليم‪ ،‬والتم ّت��ع ب�صحة ّ‬ ‫والعي���ش يف �س�لام و�أم��ن‪ ،‬و�أن منن��ح �أبناءن��ا‬ ‫لا �أف�ض��ل‪ .‬دعونا نعمل عل��ى خلق عامل‬ ‫م�ستقب� ً‬ ‫مبن��ي على املب��ادئ امل�شرتكة بينن��ا‪ :‬العدالة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والنم��و‪ ،‬والت�سامح‪ ،‬والكرامة للب�رشية جمعاء"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الرئا�سية حول ريادة‬ ‫ومذكّ راً مبا قاله يف القمة‬ ‫ّ‬ ‫الأعمال‪ ،‬الت��ي كانت قد عقدت قبل �شهرين من‬ ‫موع��د امل�ؤمت��ر‪ ،‬يف �أن "البداي��ة اجلدي��دة التي‬ ‫ن�سعى �إليه��ا لي�ست ممكنة فح�س��ب‪ ،‬و�إمنا بد�أت‬ ‫بالفعل"‪ .‬‬ ‫كخال�ص��ة للح�صاد الثق��ايف العربي خالل‬ ‫الع��ام ‪ ،2010‬يعترب الن�شاط الثقايف نا�شط ًا يف‬ ‫الثقافية‬ ‫هذا الع��ام‪ ،‬واحت ّل االن�شغال بالأحوال‬ ‫ّ‬ ‫مهم ًا يف هذا الن�شاط‪ ،‬وذلك‬ ‫للعامل العربي ّ‬ ‫حيزاً ّ‬ ‫على الرغم م��ن ك ّل التح ّفظات التي واكبت هذه‬ ‫الإيجابيات‪.‬‬ ‫إيجابي��ة لهذه‬ ‫ولع�� ّل م��ن �أب��رز املالم��ح ال‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‪:‬‬ ‫احلركة‬ ‫ّ‬ ‫‪ .1‬تبل��ور قناع��ة ب�أن �أم��ن الوطن العرب��ي يبد�أ‬ ‫عربية على حدة‪ ،‬و�أن هذا‬ ‫من �أمن ك ّل دولة ّ‬ ‫الأمن ت�شكّل الثقافة فيه ركن ًا حيوياً‪.‬‬

‫‪683‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 684‬للتنمية الثقافية‬ ‫عملي��ة للح��وار والنقا�ش وتبادل‬ ‫‪ .2‬تبل��ور �أطر ّ‬ ‫العربية تعد‬ ‫الثقافية‬ ‫التج��ارب يف الق�ضايا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫باالنط�لاق م��ن التنظ�ير �إىل تفعي��ل العمل‬ ‫الثقايف العرب��ي بعد درا�س��ة ك ّل التح ّديات‬ ‫الت��ي تواجهه‪ ،‬وبعد �أن عملت ال�سيا�سة على‬ ‫تفري��ق الع��رب وباع��دت بينه��م امل�صال��ح‬ ‫االقت�صادي��ة من جهة‪ ،‬وبع��د ف�شل خمتلف‬ ‫ّ‬ ‫و�شيوعية‬ ‫قومي��ة‬ ‫ّ‬ ‫االجتاه��ات الفكري��ة من ّ‬ ‫وليربالي��ة يف ترجم��ة �أفكاره��ا على �أر�ض‬ ‫ّ‬ ‫الواق��ع ترجم ًة حتفظ �أم��ن الإن�سان العربي‬ ‫وكرامت��ه‪ .‬فب��دا الع��ام ‪ 2010‬عام�� ًا واع��داً‬ ‫العقالنية عرب اجتاهني‪:‬‬ ‫مبزيد من‬ ‫ّ‬ ‫االجت��اه الأول‪ :‬االجت��اه نح��و م��شروع‬ ‫ال�شيوعية‬ ‫عرب��ي دميقراطي يلتق��ي مع طم��وح‬ ‫ّ‬ ‫العلمي��ة يف حتري��ر املجتم��ع من‬ ‫واال�شرتاكي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اال�ستغ�لال واالحتكارات والالم�س��اواة والظلم‪،‬‬ ‫القومية‬ ‫القومي�ين العرب ب�إع�لاء‬ ‫ومع طم��وح‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف��وق الطوائ��ف واملذاه��ب والإثني��ات‪ ،‬وم��ع‬ ‫الربملانية‬ ‫ّليربالي��ة بتكري���س احلي��اة‬ ‫طم��وح ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�رشعية وتداول ال�سلطة‪ ،‬لكن على‬ ‫واالنتخابات‬ ‫ّ‬ ‫أ�سا�سي��ة هي "�إ�ص�لاح الوعي"‪،‬‬ ‫قاع��دة واح��دة �‬ ‫ّ‬ ‫ي�ستحث املواطن العربي على �إثارة الأ�سئلة‬ ‫الذي‬ ‫ّ‬ ‫وحتلي��ل الواقع حتلي ًال ي�سم��ح له بتحقيق �رشط‬ ‫نهو���ض جمتمع��ه؛ �إذ �إن الثقاف��ة لي�س��ت ثابتة‬ ‫وجوهرية‪ ،‬بل خا�ضعة للتغيري بح�سب الظروف‬ ‫ّ‬ ‫وال�سيا�سي��ة‪ ،‬وق��د‬ ‫��ة‬ ‫واالجتماعي‬ ‫��ة‬ ‫االقت�صادي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التبعية (ب�أ�شكالها‬ ‫ُت�س َتثمر يف اجتاه املزيد من‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعية) للنظام‬ ‫وال�سيا�سي��ة‬ ‫االقت�صادية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االقت�ص��ادي النيوليربايل واالحت�لال مبختلف‬ ‫التحرر‬ ‫�ستثمر م��ن �أجل‬ ‫�أ�شكال��ه‪ ،‬كما �أنها ق��د ُت َ‬ ‫ّ‬ ‫اخلارجية وما يرت ّتب‬ ‫م��ن ال�سيا�سات والأطماع‬ ‫ّ‬ ‫عنها من تبعات على ال�صعد كافة‪.‬‬

‫تراجع الق��راءة‪� ،‬ضعف الّلغ��ة القومية و�سيطرة‬ ‫أجنبي��ة‪ ،‬تراجع ج��ودة التعليم العام‬ ‫الّلغ��ات ال ّ‬ ‫العربية يف و�ضع‬ ‫والعايل‪� ،‬ضعف الف�ضائي��ات‬ ‫ّ‬ ‫متنوعة ومتج ّددة‪،‬‬ ‫ت�صور لإنتاج ثقاف��ة ّ‬ ‫عربية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ق�ص��ور يف تكوي��ن ثقاف��ة ووع��ي بق�ضاي��ا‬ ‫تكنولوجي��ا املعلوم��ات واالت�ص��ال وعالقته��ا‬ ‫بالرتبي��ة والتعلي��م‪� ..‬إىل ما هنال��ك من مظاهر‬ ‫ت�شري �إىل �رضورة �إنقاذ الو�ضع الثقايف العربي‬ ‫عمالنياً‪ .‬ومن هن��ا كان االهتمام بادي ًا‬ ‫�إنق��اذاً‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ،‬انطالق ًا‬ ‫يف االن�شغ��ال مبو�ضوغ الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫م��ن �أن البل��دان الت��ي ح ّققت حداثته��ا ح ّققتها‬ ‫بلغاتها القومية‪.‬‬ ‫إطار‬ ‫فهل تتاب��ع الأع��وام املقبلة تكري���س � ٍ‬ ‫العربي��ة والإ�سالمية‪� ،‬إطار‬ ‫للحوار م��ن الوجهة‬ ‫ّ‬ ‫يق��وم عل��ى القوا�س��م امل�شرتك��ة الك�برى ب�ين‬ ‫االجتاه��ات املختلف��ة؟ وه��ل الأع��وام املقبلة‬ ‫تب�شرّ ب��زوال خمتل��ف التح ّفظات الت��ي �أبرزها‬ ‫الع��ام ‪� 2010‬إىل ال�سط��ح؟ وه��ل تبل�� ِور الأعوام‬ ‫املقبلة ما �إذا كانت الزوايا امل�ضيئة يف الثقافة‬ ‫العربية قابلة للإ�شعاع‪� ،‬أو جمرد �رساب عابر؟‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف خمتل��ف احلاالت‪ ،‬تبقى الأعوام املقبلة‬ ‫رهين��ة امل�صادفة‪ ،‬كمقولة مل يتخ ّل عنها فوكو‬ ‫يف قراءت��ه عملي��ة �إنت��اج الأح��داث‪ ،‬ب��د ًال م��ن‬ ‫�سببية �آلية �أو روابط‬ ‫االكتف��اء بـ "�إقامة رواب��ط ّ‬ ‫��ضرورة مثالي��ة ب�ين العنا��صر" الت��ي ت�شكّل‬ ‫اخلطابية‪"1‬‬ ‫�سال�سل الأحداث‬ ‫ّ‬

‫االجت��اه الث��اين‪ :‬مواجه��ة التح ّدي��ات‬ ‫الثقافي��ة التي راح��ت ت�أخذ مظاهر ع�� ّدة منها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 1‬فوكو‪ ،‬مي�شيل‪ ،‬نظام اخلطاب‪ ،‬ترجمة حممد �سبيال‪ ،‬ط‪ ، 1‬بريوت‪ ، 1984 ،‬دار التنوير‪� ،‬ص‪. 38‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪685‬‬

‫ملحق احل�صاد‬ ‫�أن�شطة وفعاليات ثقاف ّية تتنا�سل‪:‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫املتو�سطي��ة ب�ين‬ ‫أوروبي��ة‬ ‫•"العالق��ات ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت�رصيح��ات واحلقائ��ق"‪ ،‬منت��دى الفك��ر‬ ‫العرب��ي بالتع��اون م��ع جمموع��ة �سريف��د‬ ‫عمان‪.2009/10/31 ،‬‬ ‫‪ّ ،CERVED‬‬ ‫ال�صيني"‪،‬‬ ‫العرب��ي‪-‬‬ ‫•"امل�ؤمت��ر الرابع للحوار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫منت��دى الفك��ر العرب��ي واملعه��د ال�صين��ي‬ ‫للدرا�سات الدولية‪ ،‬بكني ‪.2010/ 24-23‬‬ ‫رتك��ة"‪ ،‬منتدى‬ ‫•"ال��شرق والغ��رب‪ :‬القيم امل�ش َ‬ ‫عمان‪.2010/10/10 ،‬‬ ‫الفكر العربي‪ّ ،‬‬ ‫واحل�ضارية‬ ‫يني��ة‬ ‫ّ‬ ‫•"االخت�لاف يف وجوهه ال ّد ّ‬ ‫أيدولوجي��ة"‪ ،‬منت��دى الفك��ر العرب��ي‪،‬‬ ‫وال‬ ‫ّ‬ ‫عمان‪.2010/6/16 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫احل��ي لبلدان‬ ‫ال�تراث‬ ‫"م��شروع‬ ‫عم��ل‬ ‫•ور�ش��ة‬ ‫ّ‬ ‫البح��ر الأبي���ض املتو�س��ط"‪ ،‬وزارة الثقافة‬ ‫ال�سورية‪ /‬اليون�سكو‪ ،‬مكتب��ة الأ�سد‪ ،‬دم�شق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪.2010/1/31‬‬ ‫•"م�ستقب��ل الإ�ص�لاح يف الع��امل الإ�سالم��ي‪:‬‬ ‫خ�برات مقارن��ة م��ع حركة فت��ح اهلل كولن‬ ‫العربيــــة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫الرتكية"‪ ،‬جامعة الدول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪.2009/10/21-19‬‬ ‫• "الع��امل ير�س��م امل�ستقب��ل‪ ..‬دور الع��رب"‪،‬‬ ‫م� ّؤ�س�س��ة الفك��ر العربي‪ ،‬ب�يروت‪12/9- 8 ،‬‬ ‫‪.2010/‬‬ ‫•ال��دورة ال��ـ‪ 17‬مل�ؤمت��ر "ال��وزراء امل�س�ؤول�ين‬ ‫الثقافية يف الوط��ن العربي"‪،‬‬ ‫عن ال�ش���ؤون‬ ‫ّ‬ ‫الدوحة‪.2010/ 28/10 – 27 ،‬‬ ‫والتنوع‬ ‫•"امل�ؤمتر الدويل حول حوار احل�ضارات‬ ‫ّ‬ ‫الثق��ايف"‪ ،‬املنظم��ة الإ�سالمي��ة للرتبي��ة‬ ‫والعل��وم والثقاف��ة (�إي�سي�سك��و) بالتع��اون‬ ‫الدولي��ة للفرانكفونيــــــة يف‬ ‫م��ع املنظم��ة‬ ‫ّ‬ ‫تون�س‪� 5/27‬إىل ‪.2009/6/4‬‬ ‫•"�أبعاد غائبة يف ح��وار احل�ضارات"‪ ،‬جامعة‬

‫الإ�رساء اخلا�صة‪ ،‬الأردن ‪.2009/7/9-8‬‬ ‫•"دور الرتجم��ة يف ح��وار احل�ض��ارات ‪،"1‬‬ ‫جامعــــــــ��ة النج��اح الوطنيــــــة‪ ،‬فل�سطني‪،‬‬ ‫‪.2007/6/27-26‬‬ ‫•"دور الرتجم��ة يف ح��وار احل�ض��ارات ‪،"2‬‬ ‫جامع��ة النج��اح الوطني��ة بالتع��اون م��ع‬ ‫املركز الثق��ايف الأملــــــاين – معهد جوته‪،‬‬ ‫فل�سطني‪.2009/11/19-18 ،‬‬ ‫•"الأت��راك يف عي��ون الع��رب"‪ ،‬اتحّ ��اد الك ّتاب‬ ‫الع��رب بالتن�سيق مع اتحّ ��اد ك ّتاب �أورا�سيا‬ ‫الرتكي‪ ،‬وحمافظة �شانلي �أورفه يف جنوب‬ ‫�رشق تركيا‪� ،‬سورية‪.2010/2/15-12 ،‬‬ ‫•"ال�سوري��ون بعي��ون الأت��راك"‪ ،‬الالذقي��ة‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫�سورية‪. 2009/ 14/11 ،‬‬ ‫•"الع��رب والأتراك‪ :‬م�س�يرة تاريخ وح�ضارة"‪،‬‬ ‫ال�سوري��ة ومرك��ز‬ ‫وزارة الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫الأبح��اث يف التاري��خ والفن��ون والثقاف��ة‬ ‫الإ�سالمي��ة (�أر�سيكا‪� -‬إ�سطنب��ول)‪� ،‬سورية‪،‬‬ ‫‪.2010/8/2-1‬‬ ‫•ملتق��ى "التوا�صل الثقايف ب�ين م�رشق الأمة‬ ‫ال�سورية‪،‬‬ ‫العربية ومغربها"‪ ،‬وزارة الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سورية‪.2010/8/5 ،‬‬ ‫•"الن��دوة الدولية لربط البحار اخلم�سة" وزارة‬ ‫ال�سورية‪� ،‬سورية‪.2010/12/9 ،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫•"منت��دى التع��اون العربي–الرتك��ي"‪،‬‬ ‫ال�سوري��ة‪� ،‬إ�سطنب��ول‪،‬‬ ‫وزارة الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫‪.2010/6/10-9‬‬ ‫إ�سكندرية‬ ‫• "�صياغة البحر املتو�سط"‪ ،‬مكتبة ال‬ ‫ّ‬ ‫بالتع��اون مع �سف��ارة فرن�س��ا يف القاهرة‬ ‫واملرك��ز الثق��ايف الفرن�س��ي‪ ،‬م��صر‪،‬‬ ‫‪. 2010/4/11-10‬‬ ‫• "مب��ادرات يف التعلي��م والعل��وم والثقاف��ة‬ ‫لتنمي��ة التع��اون ب�ين �أم�يركا وال��دول‬ ‫إ�سكندري��ة‪ ،‬مرك��ز‬ ‫إ�سالمية"‪،‬مكتب��ة ال‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 686‬للتنمية الثقافية‬ ‫احل��وار يف الأزه��ر‪ ،‬مرك��ز الدرا�س��ات‬ ‫احل�ضاري��ة وح��وار الثقاف��ات‪ -‬جامع��ة‬ ‫القاهرة‪.2010/6/18-16 ،‬‬ ‫•م�ؤمت��ر "تع��ارف احل�ض��ارات"‪ ،‬مكتب��ة‬ ‫إ�سكندرية‪ ،‬م�رص‪.2010/4/19-18 ،‬‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة ودول‬ ‫•"�آف��اق التع��اون ب�ين ال��دول‬ ‫ّ‬ ‫ج��زر البا�سيفيك"‪ ،‬الإمارات وجامعة الدول‬ ‫العربية‪� ،‬أبو ظبي‪.2010/6/24 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫•"ع��امل يت�شكّل من جديد‪� ..‬أي��ن دور العرب؟"‪،‬‬ ‫"منت��دى الإ�صالح العربي ال�سابع"‪ ،‬مكتبة‬ ‫الإ�سكندرية‪ ،‬م�رص‪.2010/3/3-1 ،‬‬ ‫•"العروبة وامل�ستقب��ل"‪ ،‬مكتبة الأ�سد‪� ،‬سورية‪،‬‬ ‫‪. 2010/5/19-15‬‬ ‫العربي��ة‪ :‬ر�ؤية للم�ستقبل"‪،‬‬ ‫•"م��ن �أجل الوحدة‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪،‬بريوت‪،‬‬ ‫مركز درا�ســـــــات الوحــدة‬ ‫ّ‬ ‫‪. 2009/2/25-23‬‬ ‫•"العروبة يف القرن احلادي والع�رشين"‪ ،‬تيار‬ ‫امل�ستقبل‪ ،‬بريوت‪.)2009/2/25-23 ،‬‬ ‫•"املع��ريف والأيديولوج��ي يف الفك��ر العرب��ي‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫املعا��صر"‪ ،‬مركز درا�سات الوحدة‬ ‫ّ‬ ‫بريوت‪.2010/5/11-16 ،‬‬ ‫العربية‪ ،‬جممع‬ ‫• "امل�ؤمتر التا�سع ملجمع الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪� 11/28 ،‬إىل ‪.2010/12/1‬‬ ‫الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة يف املواق��ع‬ ‫•"�إ�شكالي��ات الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫الإلكرتوني��ة"‪ ،‬معه��د الإع��داد الإعالم��ي‬ ‫بالتع��اون مع الّلجن��ة الف ّنية ملجل�س وزراء‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫الإعالم الع��رب يف جامعة ال��دول‬ ‫ّ‬ ‫دم�شق‪.2010/12/7-5 ،‬‬ ‫•"لغتن��ا الأم يف مع�ترك العومل��ة"‪ ،‬املجل���س‬ ‫العاملي لّلغة‬ ‫العربية‪.2010/12/18 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫•"منت��دى ال�شب��اب العرب��ي"‪ ،‬الإ�سكندري��ة"‪،‬‬ ‫‪� 2/27‬إىل ‪.2010/3/1‬‬ ‫العربي��ة ‪،‬‬ ‫•"من��وذج حم��اكاة جامع��ة ال��دول‬ ‫ّ‬ ‫‪� 4/23‬إىل ‪.2010/8/7‬‬ ‫•"ال�شباب وظاهرة العن��ف" مكتبة الإ�سكندرية‬ ‫ومنتدى الفكر العربي‪.2010/12/15-13 ،‬‬

‫•"املنت��دى العاملي للق��ادة ال�شباب ‪ -‬دافو�س‬ ‫‪ ،"2010‬جامعة القاهرة‪ ،‬وزارة اال�ستثمار‬ ‫وكلية االقت�صاد والعلوم ال�سيا�سية والهيئة‬ ‫امل�رصية‬ ‫العامة للرقابة املالية والبور�صة‬ ‫ّ‬ ‫وم� ّؤ�س�سات �أخرى‪.2010/4/1،‬‬ ‫•"ال�شباب وامل�ستقبل‪ :‬حت ّديات الواقع‪ ،‬وتعزيز‬ ‫القدرات‪ ،‬و�آلي��ات امل�شارك��ة"‪ ،‬الإي�سي�سكو‪،‬‬ ‫الأمان��ة العام��ة التحّ ��اد املغ��رب العربي‪،‬‬ ‫الألك�س��و‪ ،‬قرط��اج‪ -‬تون���س‪/1/ 16-14 ،‬‬ ‫‪. 2010‬‬ ‫العربي��ة يف ظ ّل و�سائ��ط االت�صال‬ ‫•"الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫احلديثـــــ��ة"‪ ،‬جمل��ة العرب��ي‪ ،‬الكوي��ت‪،‬‬ ‫‪. 2010/3/10-8‬‬ ‫الثقافي��ة يف‬ ‫•"امل�ؤمت��ر الأول لل�سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫العربية"‪ ،‬بريوت‪.2010/6/8-7 ،‬‬ ‫املنطقة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫للقمة‬ ‫ّ‬ ‫• "االجتماع التح�ضريي الأول ّ‬ ‫العربية"‪.2010 /7/14-13 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‪ ..‬امل�ستقب��ل والتح ّديات"‪،‬‬ ‫•"الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‬ ‫م� ّؤ�س�س��ة �سلطان بن عل��ي العوي�س‬ ‫ّ‬ ‫عم��ان‪،‬‬ ‫وم� ّؤ�س�س��ة عب��د احلمي��د �شوم��ان‪ّ ،‬‬ ‫‪.2010/10/10-9‬‬ ‫•"م�ؤمتر �أدباء م�رص الـ‪" :"25‬تغيرّ ات الثقافة‪..‬‬ ‫حت��والت الواق��ع"‪ ،‬الهيئ��ة العام��ة لق�صور‬ ‫ّ‬ ‫حمافظت��ي القاهرة‬ ‫مع‬ ‫بالتع��اون‬ ‫الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫واجليزة‪.2010/12/23-21 ،‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪687‬‬

‫ملحق رقم (‪)1‬‬ ‫�إعالن تون�س حول ال�شباب وامل�ستقبل‬

‫ن��دوة‪" :‬ال�شب��اب وامل�ستقب��ل‪ :‬حتدي��ات الواق��ع‪،‬‬ ‫وتعزي��ز الق��درات‪ ،‬و�آلي��ات امل�شارك��ة"‪ -‬قرط��اج‬ ‫(‪)2010 /1 /14‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫�أكّ د الإعالن على �رضورة ت�شجيع املبادرات‬ ‫الفكري��ة وامل�رشوع��ات‬ ‫التنموي��ة والأن�شط��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إبداعي��ة لل�شب��اب‪ ،‬وفت��ح املزي��د م��ن مناب��ر‬ ‫ال ّ‬ ‫احل��وار والإعالم والتعب�ير عن ال��ر�أي لفائدته‪،‬‬ ‫و�إيج��اد �آلي��ات ا�ست�شاري��ة يع�ّبمرّ م��ن خالله��ا‬ ‫ت�صورات��ه و�آرائه �إزاء الربام��ج وال�سيا�سات‬ ‫عن ّ‬ ‫الوطنية الكربى‪ .‬كما �أكّ د على �أن الأمم ب�شبابها‬ ‫والع��امل ب�شباب��ه‪ ،‬و�أن ال�شب��اب �إ�رشاقة حا�رض‬ ‫الأم��ة و�أمل م�ستقبلها‪ ،‬وهو املَعني الذي ت�ستم ّد‬ ‫والفكرية‬ ‫حيويته الوجدانية‬ ‫الدول وال�شعوب من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التطور والتج ّدد‪ ،‬وتنطلق‬ ‫واملادية‪ ،‬قدرتها على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الأمم واجلماع��ات م��ن طموح��ه وتطلّعاته نحو‬ ‫�آف��اق التق��دم والرف��اه‪ ،‬وه��و العم��اد املت�ين‬ ‫والب�رشية يف‬ ‫االجتماعي��ة‬ ‫ملنظوم��ات التنمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احليوي��ة التي دعا‬ ‫خمتل��ف ال��دول‪ .‬ومن الأمور‬ ‫ّ‬ ‫�إليها الإعالن �أي�ضاً‪:‬‬ ‫• العم��ل على متت�ين البناء املع��ريف لل�شباب‬ ‫التخ�ص�صية‬ ‫وتطوي��ر م�ؤهالت��ه ومهارات��ه‬ ‫ّ‬ ‫واحلياتي��ة‪ ،‬وتنمية كفايات��ه وقدراته على‬ ‫التدب�ير امل�ستق ّل والت��صرف الر�شيد واحل ّل‬ ‫الناج��ع للم�شكالت‪ ،‬مب��ا يهيئ��ه للم�شاركة‬ ‫احلقيقي��ة يف حتم��ل امل�س�ؤولي��ة و�صن��ع‬ ‫القرار‪.‬‬ ‫• تعزي��ز التعاون الثنائ��ي والإقليمي والدويل‬ ‫ال�شبابي��ة‬ ‫ب�ين املنظم��ات والهيئ��ات‬ ‫ّ‬ ‫احلكومي��ة‪ ،‬م��ن خ�لال‬ ‫احلكومي��ة وغ�ير‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت�شجي��ع حرك��ة الأف��كار والأ�شخا���ص يف‬ ‫�إط��ار اح�ترام اخل�صو�صي��ات الثقافي��ة‬ ‫للمجتمع��ات وتر�سي��خ مب��ادئ التع��ارف‬ ‫والتع��اون والت�ضام��ن‪ ،‬مب��ا يخ��دم نق��ل‬

‫اخل�برات والتج��ارب الرائ��دة واال�ستف��ادة‬ ‫امل�شرتكة منها‪.‬‬ ‫• توجي��ه م�رشوع��ات التع��اون امل�شرتكة بني‬ ‫دول ال�شم��ال ودول اجلنوب‪ ،‬وبخا�صة بني‬ ‫دول املجموع��ة الأوروبي��ة ودول العاملني‬ ‫العربي والإ�سالمي‪� ،‬إىل فئة ال�شباب بدرجة‬ ‫�أوىل‪� ،‬سعي�� ًا �إىل و�ض��ع الأ�س���س ال�رضورية‬ ‫لبن��اء عالق��ات ت�سوده��ا روح التع��اون‬ ‫واحل��وار املتكافئ واالحرتام املتبادل بني‬ ‫الطرفني‪.‬‬ ‫• و�ض��ع �آلي��ات الت�أهي��ل املنا�س��ب وتنوي��ع‬ ‫التخ�ص�ص��ي لل�شباب‪ ،‬مبا‬ ‫م�سال��ك التكوين‬ ‫ّ‬ ‫التنموية يف الدول‬ ‫يتالءم م��ع املتطلب��ات‬ ‫ّ‬ ‫الأع�ض��اء‪ ،‬وي�ضمن ل��ه االندماج يف �أ�سواق‬ ‫الداخلية‪ ،‬والتقلي�ص من ت�أثري الفقر‬ ‫العم��ل‬ ‫ّ‬ ‫والبطالة و�سائر الآفات االجتماعية والرفع‬ ‫النمو والإنتاج‪.‬‬ ‫من م�ستوى‬ ‫ّ‬ ‫• ت�شجي��ع الإنتاج امل�شرتك ب�ين دول ال�شمال‬ ‫وترفيهية‬ ‫ثقافي��ة‬ ‫ودول اجلن��وب لربام��ج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫موجه��ة �إىل ال�شب��اب يف‬ ‫وتلفزيوني��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫خمتل��ف دول الع��امل‪ ،‬تعزي��زاً للتفاهم بني‬ ‫ال�شع��وب‪ ،‬وتعريف�� ًا بالآخ��ر وت�صحيح�� ًا‬ ‫ل�صورته و�صورة ح�ضارته‪.‬‬ ‫التطوعي‬ ‫العمل‬ ‫ال�شبابية يف‬ ‫• حتفيز امل�شاركة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التنم��وي والإن�س��اين‪ ،‬عل��ى امل�ستوي�ين‬ ‫الوطن��ي وال��دويل‪ ،‬وا�ستثم��ار الطاق��ات‬ ‫ال�شبابي��ة لتكثي��ف اجله��ود املبذول��ة يف‬ ‫ّ‬ ‫وال�صحي��ة‬ ‫��ة‬ ‫االجتماعي‬ ‫آف��ات‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫مقاوم��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتنموي��ة كالفق��ر والأمي��ة واالنح��راف‬ ‫ّ‬ ‫و�إدم��ان املخ��درات والأوبئ��ة والأمرا���ض‬ ‫والتطرف والإرهاب‪.‬‬ ‫املنقولة والعنف‬ ‫ّ‬ ‫• الت�أكيد على مكانة الأ�رسة يف بناء اال�ستقرار‬ ‫النف�س��اين لل�شب��اب‪ ،‬وتعزي��ز دوره��ا يف‬ ‫تربي��ة الن�شء و�إع��داد ال�شباب على االقتداء‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 688‬للتنمية الثقافية‬ ‫بالنم��اذج الإيجابي��ة م��ن خ�لال ال�سل��وك‬ ‫الأ��سري داخ��ل البي��ت وخارج��ه‪ ،‬و�إع��داد‬ ‫برام��ج توعوية م��ن خالل و�سائ��ل الإعالم‬ ‫لتوعي��ة الآباء وال�شباب ح��ول �أهمية البناء‬ ‫الأ�رسي املتني‪ ،‬وذلك انطالق ًا من �أن متكني‬ ‫لتحم��ل م�س�ؤوليات��ه يف‬ ‫ال�شب��اب وتهيئت��ه ّ‬ ‫بناء املجتم��ع‪ ،‬يت� ّأ�س�س وينطلق من مرحلة‬ ‫مكونات‬ ‫الطفول��ة‪ ،‬وت�ش��ارك في��ه خمتل��ف ّ‬ ‫املجتمع وم� ّؤ�س�ساته وهيئاته‪.‬‬ ‫وحث دول‬ ‫• متك�ين الطف��ل من حقوقه كاف��ة‪ّ ،‬‬ ‫الع��امل عل��ى و�ض��ع الت�رشيع��ات الكفيل��ة‬ ‫ب�ضم��ان حقوق الطف��ل وا ّتخ��اذ الإجراءات‬ ‫ال�رضوري��ة ملناه�ض��ة التقالي��د والأعراف‬ ‫التي حتول دون ذلك‪.‬‬ ‫• م�شارك��ة ال��دول الأع�ض��اء واملنظم��ات‬ ‫احلكومي��ة وغ�ير احلكومي��ة‪ ،‬بفعالية على‬ ‫م��دى �سن��ة ‪ 2010‬يف احتف��ال املجموع��ة‬ ‫أقرتها‬ ‫الدولية بال�سنة الدولية لل�شباب التي � ّ‬ ‫وح��ث‬ ‫اجلمعي��ة العام��ة ل�ل�أمم املتح��دة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املنظمات والهيئات ال�شبابية ب�شكل خا�ص‪،‬‬ ‫عل��ى املبادرة باقرتاح برامج عمل و�أن�شطة‬ ‫كربى بالتن�سيق م��ع وزارات االخت�صا�ص‪،‬‬ ‫م��ن �ش�أنها �أن تع�� ّزز دور ال�شب��اب يف ر�سم‬ ‫ال�سيا�سات وتنفيذ اخلط��ط الوطنية وخدمة‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ال�صالح‬ ‫ّ‬ ‫• تر�سي��خ ثقاف��ة االجته��اد ل��دى ال�شب��اب‪،‬‬ ‫وحتديث اخلطاب الإ�سالمي على �أ�سا�س من‬ ‫مقا�ص��د ال�رشيعة التي تعلي من �ش�أن العقل‬ ‫والتفكري وت�شجع على التفكري امل�ستنري‪.‬‬ ‫يف املقابل‪� ،‬ش ّدد الإعالن على �رضورة تخ�صي�ص‬ ‫امل��وارد املنا�سبة لتي�سري اندم��اج ال�شباب‪،‬‬ ‫وخ�صو�ص�� ًا حامل��ي ال�شه��ادات العليا‪ ،‬يف‬ ‫امل�ستم��ر‪،‬‬ ‫منظومت��ي الت�شغي��ل والتكوي��ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و�إن�ش��اء الآلي��ات املنا�سب��ة لت�شجيعه على‬ ‫ا�ستح��داث امل�رشوعات اخلا�صة يف خمتلف‬ ‫قطاعات الإنتاج‪.‬‬ ‫كم��ا دعا الإعالن �أي�ض�� ًا �إىل تطوير الت�رشيعات‬

‫والقوان�ين‪ ،‬مبا يتيح لأكرب ع��دد ممكن من‬ ‫ال�سيا�سي��ة‬ ‫ال�شب��اب امل�شارك��ة يف احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫والربملاني��ة‪ ،‬ويف �إدارة ال�ش���أن الع��ام‬ ‫ّ‬ ‫وممار�س��ة ح ّق��ه يف االنتخ��اب والرت�ش��ح‬ ‫النيابي��ة وخمتل��ف‬ ‫لع�ضوي��ة املجال���س‬ ‫ّ‬ ‫والوطني��ة‬ ‫املحلي��ة‬ ‫الهيئ��ات وامل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شبابية يف‬ ‫والدولية‪ .‬فيما دعا املنظمات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العامل العربي والإ�سالمي �إىل توثيق عالقات‬ ‫التح��اور وال�رشاكة والتع��اون يف ما بينها‬ ‫ملواجه��ة الق�ضاي��ا والتح ّدي��ات امل�شرتكة‬ ‫وتب��ادل التج��ارب الناجح��ة واملمار�سات‬ ‫املثل��ى‪ ،‬و�إىل م ّد ج�س��ور التعارف والتبادل‬ ‫ال�شبابية يف خمتلف‬ ‫الثقايف مع املنظمات‬ ‫ّ‬ ‫التجمع��ات الإقليمي��ة يف الع��امل‪ ،‬من �أجل‬ ‫ّ‬ ‫�إقامة حوار �شبابي �شامل يجعل من معرفة‬ ‫والتنوع‪،‬‬ ‫الآخ��ر وقب��ول ثقاف��ة االخت�لاف‬ ‫ّ‬ ‫قاع��دة ثابتة يف العالق��ات التي تربط بني‬ ‫الأمم واحل�ضارات‪.‬‬ ‫امليداني��ة وقواعد‬ ‫و�أو�ص��ى ب�إع��داد الدرا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫البيان��ات واملعلوم��ات ذات الطاب��ع‬ ‫الإح�صائ��ي‪ ،‬ع��ن واق��ع ال�شب��اب يف العامل‬ ‫العربي والإ�سالمي‪ ،‬من �أجل توفري املعطيات‬ ‫ال�رضوري��ة لر�س��م ال�سيا�س��ات واخلط��ط‬ ‫املنا�سبة للنهو�ض ب�أو�ضاعه‪ ،‬وكذلك �إعداد‬ ‫ا�سرتاتيجي��ة لل�شباب يف العامل�ين العربي‬ ‫والإ�سالم��ي ت�ستفي��د منه��ا ال��دول العربية‬ ‫والإ�سالمي��ة يف ر�س��م �سيا�ساته��ا الوطنية‬ ‫ذات ال�صل��ة‪ ،‬وتعتمد �إط��اراً توجيهي ًا عام ًا‬ ‫للعمل العرب��ي والإ�سالمي امل�شرتك يف هذا‬ ‫املجال‪.‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪689‬‬

‫ملحق رقم (‪)2‬‬ ‫تو�صيات"امل�ؤمتر الأول لل�سيا�سات الثقافيّة يف املنطقة العربيّة"(‪ 8 - 7‬يونيو‪ /‬حزيران ‪)2010‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬احلوار وتبادل الآراء‪:‬‬

‫‪ - 1‬مبا��شرة عق��ب ه��ذا امل�ؤمت��ر‪ ،‬تنظي��م ندوات‬ ‫وحلق��ات مناق�ش��ة حول عنا��صر حم ّددة يف‬ ‫ال�سيا�سات الثقاف ّية مع امل�س�ؤولني احلكوم ّيني‬ ‫ع��ن الثقاف��ة‪ ،‬بال��ذات وزارات الثقاف��ة‪ ،‬ومع‬ ‫م�س���ؤويل املنظم��ات الدولي��ة واملانح��ة‬ ‫النا�شط��ة يف املنطق��ة العرب ّي��ة‪ ،‬بحيث ي�شكّل‬ ‫ذل��ك �أ�سا�س ًا للتح�ض�ير مل�ؤمت��ر �إقليمي حول‬ ‫ال�سيا�سات الثقاف ّية يعقد يف ‪.2012‬‬ ‫‪ - 2‬تبادل اخلربات حول توثيق وبحث و�إ�صالح‬ ‫الثقافي��ة م��ع تركي��ا ومنطق��ة‬ ‫ال�سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫البلق��ان و�أفريقي��ا‪ ،‬وي�شم��ل ذل��ك تنظي��م‬ ‫فعالي��ات ولقاءات م�شرتك��ة‪ ،‬ودعوة خرباء‬ ‫حكوميني وم�ستقل�ين من هذه املناطق �إىل‬ ‫ّ‬ ‫الإ�سهام يف عملية ر�صد وتقييم ال�سيا�سات‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫الثقافية يف املنطقة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثاني ًا‪ :‬الأبحاث‪:‬‬

‫مرجع�� ًا مهم ًا لك ّل املناق�ش��ات والفعاليات‬ ‫الثقافية يف املنطقة‪.‬‬ ‫حول ال�سيا�سات‬ ‫ّ‬ ‫ثالث ًا‪ :‬التوثيق واملعلومات‪:‬‬

‫‪� - 1‬إعداد ون��شر تقرير حول ال�سيا�سات الثقاف ّية يف‬ ‫البلدان الثمانية م ّرة ك ّل �شهرين‪ .‬ويكون الإ�صدار‬ ‫الأول له��ذا التقري��ر ال��دوري يف نوفم�بر‪2010‬؛‬ ‫وي�ستم��د حمت��واه م��ن التقاري��ر الت��ي ت�صدرها‬ ‫جمموعات العمل يف البلدان الثمانية‪.‬‬ ‫‪� - 2‬إع��داد ون��شر تقري��ر �سن��وي ح��ول الفع��ل‬ ‫الثقايف يف البلدان الثمانية مبدئياً‪ ،‬وت�أتي‬ ‫م��رة ك ّل‬ ‫حمتوي��ات التقري��ر ال��ذي ي�ص��در ّ‬ ‫�شهرين م��ن جمموعات العمل‪ ،‬وكذلك وفق ًا‬ ‫ملعاي�ير "م�ؤ��شر الفعل الثق��ايف"‪ ،‬وي�صدر‬ ‫التقرير ال�سنوي الأول يف نهاية ‪.2011‬‬ ‫‪ - 3‬ا�ستك�ش��اف �إمكاني��ة خل��ق "م�ؤ��شر للفع��ل‬ ‫الثق��ايف" يحت��وي عل��ى معاي�ير لقيا���س‬ ‫يتم‬ ‫الفع��ل الثق��ايف يف البل��دان الثماني��ة‪ّ .‬‬ ‫حتديد هذه املعاي�ير وفق ًا للنقا�ش واحلوار‬ ‫احلكومي�ين والنا�شط�ين‬ ‫ب�ين امل�س�ؤول�ين‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي�ين امل�ستقل�ين خ�لال عامي ‪2010‬‬ ‫ّ‬ ‫و‪ .2011‬ويقدم �أمنوذج ًا مبدئي ًا لهذا امل�ؤ�رش‬ ‫يف البلدان الثمانية يف امل�ؤمتر الذي �سيعقد‬ ‫يف ‪ 2012‬ملناق�شت��ه وا�ستك�ش��اف �إمكانية‬ ‫عربية �أخرى‪.‬‬ ‫ا�ستخدامه يف بلدان ّ‬

‫احل�صـــاد‬

‫الن�ص الكامل للأبحاث‬ ‫‪ - 1‬تنقيح ومراجعة ون�رش ّ‬ ‫مت��ت يف املرحلة الأوىل للم�رشوع‪ ،‬على‬ ‫التي ّ‬ ‫يتم ذلك قبل نهاية ‪.2010‬‬ ‫�أن ّ‬ ‫‪ - 2‬الب��دء يف مرحل��ة ثانية من البح��ث متت ّد �إىل‬ ‫�أربع��ة بلدان عرب ّية جديدة بح�� ّد �أق�صى‪ ،‬على‬ ‫�أن ي�سبق ذلك مراجعة ملالئمة �أمنوذج املعهد‬ ‫الأوروب��ي للبحث املق��ارن للظروف املحلية‪.‬‬ ‫تبد�أ املرحلة الثانية يف بداية العام ‪.2011‬‬ ‫‪� - 3‬إط�لاق جمموع��ات عم��ل عل��ى ال�سيا�سات رابع ًا‪ :‬تو�صيات عامة‪ :‬‬ ‫ت�ضم خ�براء م�ستقلني‬ ‫وحكوميني ‪ - 1‬الت�أكي��د عل��ى التحال��ف م��ع القطاع��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية ّ‬ ‫يف البل��دان الثمانية لتق��وم بر�صد وتوثيق‬ ‫الأخ��رى يف املجتمع التي ميكنها �أن تلعب‬ ‫التط��ورات واملمار�س��ات الإيجابي��ة عل��ى‬ ‫دوراً فع��ا ًال يف تنفي��ذ ه��ذه التو�صي��ات‪،‬‬ ‫الثقافي��ة‪ .‬تب��د�أ ه��ذه‬ ‫�صعي��د ال�سيا�س��ات‬ ‫خ�صو�ص ًا قطاعي الإعالم والتعليم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املجموع��ات عمله��ا يف �سبتم�بر (�أيل��ول) ‪ - 2‬اعتب��ار ك ّل امل�شارك�ين يف امل�ؤمتر �رشكاء‬ ‫‪ ،2010‬ومتث��ل تقاري��ر جمموع��ات العم��ل‬ ‫حمتملني يف تنفيذ هذه التو�صيات‪.‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 690‬للتنمية الثقافية‬

‫ملحق رقم (‪)3‬‬ ‫تو�صيات االجتماع التح�ضريي الأول للقمّة الثقافيّة العربيّة (‪ 14-13‬متوز‪ /‬يوليو ‪) 2010‬‬ ‫الوثيق��ة اخلتامي��ة ال�ص��ادرة ع��ن االجتم��اع‬ ‫وتو�صياته‬

‫علمي��ة ج��ادة وم�ستفي�ضة‪،‬‬ ‫بع��د منقا�شات ّ‬ ‫ت�ضمنت‬ ‫ّ‬ ‫مهم��ة ّ‬ ‫تو�صل��ت الّلج��ان �إىل تو�صيات ّ‬ ‫والتف�صيلية‪،‬‬ ‫��ة‬ ‫ال�شمولي‬ ‫املقرتح��ات‬ ‫من‬ ‫الكثري‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‬ ‫الدول‬ ‫جامعة‬ ‫مت �إر�سالها �إىل �أمني عام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل�صياغته��ا وف��ق الأ�س�س املعتم��دة يف جامعة‬ ‫العربي��ة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ورفعه��ا �إىل القم��ة‬ ‫ال��دول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ .‬‬ ‫املقبلة‪ ،‬املخ�ص�صة للثقافة‬ ‫ّ‬ ‫ن�ص الوثيقة اخلتامية ال�صادرة‬ ‫ويف ما يلي ّ‬ ‫ت�ضمنتها‪:‬‬ ‫عن االجتماع والتو�صيات التي ّ‬ ‫العربية‬ ‫الثقافية‬ ‫يف �إط��ار التح�ضري للقم��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي دعا �إىل عقده��ا �إعالن "��سرت" البند ‪14‬‬ ‫العربي��ة الع�رشين‬ ‫(ال�ص��ادر ع��ن م�ؤمتر القم��ة‬ ‫ّ‬ ‫املنعق��د يف ليبي��ا يف �شه��ر مار���س ‪،)2010‬‬ ‫و�إعم��ا ًال ملا تقرر يف االجتماع الت�شاوري الذي‬ ‫العربية يف القاهرة يف‬ ‫دعت �إليه جامعة الدول‬ ‫ّ‬ ‫‪ 24‬م��ن يناير كانون الث��اين ‪ 2010‬من �أن يعهد‬ ‫العربية للرتبية‬ ‫مل� ّؤ�س�سة الفكر العربي واملنظمة‬ ‫ّ‬ ‫والعل��وم والثقاف��ة "�ألك�س��و" تنظي��م لق��اءات‬ ‫العربية حتت‬ ‫الثقافية‬ ‫حت�ضريي��ة متهيداً للقم��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪ ..‬عقد يف بريوت يف‬ ‫مظلة جامعة الدول‬ ‫ّ‬ ‫‪ 13-14‬يوليو‪ /‬مت��وز ‪ 2010‬الّلقاء التح�ضريي‬ ‫العربية ال��ذي �شارك فيه‬ ‫الثقافية‬ ‫الأول للقم��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية ر�سمية‪ ،‬وجمعيات‬ ‫ؤ�س�سات‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ممثلون عن‬ ‫ّ‬ ‫ثقافية‪ ،‬واحتاد الكت��اب والأدباء العرب‪،‬‬ ‫�أهلي��ة‬ ‫ّ‬ ‫واتحّ ��اد النا�رشي��ن الع��رب‪ ،‬و�أع�ض��اء جمام��ع‬ ‫العربية للم�رسح‪ ،‬ومعاهد‬ ‫عربية‪ ،‬والهيئة‬ ‫ّ‬ ‫لغوية ّ‬ ‫عربي��ة‪،‬‬ ‫للرتجم��ة‪ ،‬ومراك��ز درا�س��ات و�أبح��اث ّ‬ ‫وم� ّؤ�س�سات �إعالمية‪ ،‬ومفكرون‪ ،‬وكتاب و�شعراء‬ ‫عربية‪.‬‬ ‫وم�رسحيون عرب ينتمون �إىل ‪ 18‬دولة ّ‬ ‫وامل�شارك��ون يف هذا الّلق��اء �إذ يعربون عن‬ ‫العربية‬ ‫اهتمامهم وقلقهم مب��ا تواجهه الثقافة‬ ‫ّ‬

‫من حتديات يف عامل ميوج بالتغريات‪.‬‬ ‫و�إذ يدركون �أن الثقافة بتجلياتها املعرفية‬ ‫والإبداعية هي حمور منظومة التنمية امل�ستدامة‬ ‫يف املجتم��ع وج��زء م��ن البني��ة الأ�سا�سية لأي‬ ‫م�رشوع نه�ضوي عربي‪.‬‬ ‫و�إذ ي�ؤمن��ون ب�أهمي��ة الت�ضام��ن الثق��ايف‬ ‫العرب��ي ك��ضرورة قومي��ة لتعظي��م القوا�س��م‬ ‫الثقافي��ة امل�شرتك��ة للأم��ة بق��در م��ا ي�ؤكدون‬ ‫ّ‬ ‫يف الوق��ت ذات��ه على �أهمية االنفت��اح على قيم‬ ‫التقدم الإن�ساين‪.‬‬ ‫و�إذ يعت�برون �أن �أي �إ�ص�لاح ثقايف يحتاج‬ ‫بال��ضرورة �إىل حركة عمل ثقايف د�ؤوب ون�شط‬ ‫يف املجاالت كافة يف �إطار من الوعي بالتفرقة‬ ‫بني الفكر الثقايف والعمل الثقايف‪.‬‬ ‫و�إذ يثمن��ون دور املجتمع الأهلي يف العمل‬ ‫الثق��ايف العرب��ي كعن�رص مع ّزز ومكم��ل لأدوار‬ ‫امل� ّؤ�س�س��ات الر�سمي��ة‪ ،‬ويحي��ون املب��ادرات‬ ‫اخلا�ص��ة يف النهو���ض بالثقاف��ة انطالق�� ًا من‬ ‫والثقافي��ة‬ ‫الإمي��ان بامل�س�ؤولي��ة االجتماعي��ة‬ ‫ّ‬ ‫لر�أ�س املال‪.‬‬ ‫و�إذ ي�شك��رون م� ّؤ�س�س��ة الفك��ر العرب��ي التي‬ ‫ا�ست�ضافت �أعمال هذا الّلقاء وجلهود ومبادرات‬ ‫ال�سم��و امللك��ي الأم�ير خالد‬ ‫رئي�سه��ا �صاح��ب‬ ‫ّ‬ ‫الفي�ص��ل �صاح��ب مب��ادرة الدع��وة لعق��د قم��ة‬ ‫عربية‪.‬‬ ‫ثقافية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ف�إنهم يو�صون يف ختام لقائهم مبا يلي‪:‬‬

‫�أو ًال‪ :‬عل��ى �صعي��د جه��ود �إنق��اذ الّلغ��ة‬ ‫العرب ّية‪:‬‬ ‫ب�صفة عامة‬

‫‪ .1‬و�ض��ع اخلط��ط الكفيل��ة وا ّتخ��اذ الق��رارات‬ ‫الالزمة بهدف‪:‬‬ ‫العربي��ة بتعي�ين‬ ‫‌�أ‪ .‬ت�شخي���ص �أو�ض��اع الّلغ��ة‬ ‫ّ‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫امل�شكالت ونقاط ال�ضعف التي تعاين منها‪،‬‬ ‫وحتدي��د �أ�سبابها‪ ،‬والتع��رف �إىل التحديات‬ ‫التي تواجهها‪.‬‬ ‫‌ب‪ .‬توف�ير معلوم��ات ومعطي��ات و�إح�ص��اءات‬ ‫العربية‬ ‫تتي��ح التع��رف �إىل �أو�ض��اع الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى �صعيد ك ّل بلد عرب��ي على حدة‪ ،‬وعلى‬ ‫�صعيد العامل العربي كله‪.‬‬ ‫العربي��ة يف التقرير‬ ‫‌ج‪ .‬تخ�صي���ص مل��ف للّغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ؤ�س�سة الفكر العربي‪.‬‬ ‫ال�سنوي الذي تع ّده م� ّ‬ ‫العربي��ة لأن تك��ون‬ ‫‌د‪ .‬دع��وة ك ّل امل� ّؤ�س�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫م�ؤمتراتها كلّها‪ ،‬مبا فيها م�ؤمترات ال�شباب‪،‬‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫بالّلغة‬ ‫ّ‬

‫يف الإطارين الد�ستوري والقانوين‬

‫العربية يف‬ ‫‪ .1‬تفعي��ل امل��واد املتعلقة بالّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫الد�ساتري‪� ،‬أو النظم الأ�سا�سية للحكم‬ ‫ّ‬ ‫العربية الف�صحى‬ ‫تن�ص عل��ى �أن الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫التي ّ‬ ‫العربية‪ ،‬وذلك‬ ‫ه��ي الّلغ��ة الر�سمية للبل��دان‬ ‫ّ‬ ‫ب�إ�ص��دار الأنظم��ة والت�رشيعات التي حتمي‬ ‫العربي��ة وتع�� ّزز مكانته��ا يف جميع‬ ‫الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫املجاالت‪.‬‬ ‫لغوي��ة وا�ضحة لدع��م الّلغة‬ ‫‪� .2‬إق��رار �سيا�س��ة ّ‬ ‫العربية‪ ،‬على ال�صعيدين الر�سمي وال�شعبي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وب�ص��ورة خا�ص��ة يف قطاع��ات التعلي��م‬ ‫واالقت�صاد والإعالم والتقانة‪.‬‬ ‫العربي��ة‪ ،‬يرتبط‬ ‫‪� .3‬إن�ش��اء جمل���س �أعل��ى للّغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬يت��ولىّ درا�س��ة‬ ‫مبا��شرة بالقم��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربية‪،‬‬ ‫العربية يف البل��دان‬ ‫�أو�ضاع الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ور�سم ال�سيا�سات واال�سرتاتيجيات ومتابعة‬ ‫تنفيذها‪ .‬ويكون له فروع يف ك ّل بلد عربي‪.‬‬ ‫التعليم‬

‫‪691‬‬

‫مدر�س��ي الّلغ��ة‬ ‫العربي��ة �إع��داداً‬ ‫ّ‬ ‫• �إع��داد ّ‬ ‫مالئماً‪.‬‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫• تطوير مناهج الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‬ ‫‪ .3‬جتدي��د طرائ��ق تدري���س الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫وتقوميه��ا‪ ،‬وا�ستخ��دام الو�سائ��ل التقني��ة‬ ‫احلديثة يف ذلك‪.‬‬ ‫العربية‪ ،‬وكتب‬ ‫‪ .4‬حتدي��ث كتب تدري�س الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫احلرة‪ ،‬عل��ى �صعي��دي املحتوى‬ ‫املطالع��ة ّ‬ ‫والإخراج‪.‬‬ ‫‪� .5‬إعداد اختبارات قيا�س كفاءة تالميذ املدار�س‬ ‫بناء‬ ‫وط�لاب اجلامعات يف الّلغ��ة‬ ‫العربية‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫على م�ؤ�رشات ومعايري م�شرتكة‪.‬‬ ‫العربية يف خمتلف‬ ‫‪� .6‬إن�شاء مراكز لن�رش الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫البلدان الأجنبية‪.‬‬ ‫العربية للناطقني‬ ‫‪ .7‬دع��م برامج تعليم الّلغ��ة‬ ‫ّ‬ ‫بغريها من الّلغات‪.‬‬ ‫يف جمايل ال�سوق واالقت�صاد‬

‫حث وزراء العمل واملال واالقت�صاد والتجارة‬ ‫‪ّ .1‬‬ ‫على �إبرام االتفاقيات والعقود واملعامالت‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫التجارية بالّلغة‬ ‫ّ‬ ‫‪ .2‬اعتم��اد معرف��ة‬ ‫العربي��ة الف�صح��ى معياراً‬ ‫ّ‬ ‫رئي�س ًا من معايري التوظيف‪.‬‬ ‫‪ .3‬تطوير املحتوى العربي على الإنرتنت‪.‬‬ ‫‪ .4‬من��ع ن��شر الإعالنات املكتوب��ة بالّلهجات‬ ‫العامية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .5‬من��ع الالفتات التجارية املكتوبة بلغة �أجنبية‬ ‫�سواء كانت بحروف عرب ّي��ة �أم �أجنبية‪ ،‬ما عدا‬ ‫العالم��ات التجارية العاملية‪ ،‬ويف هذه احلالة‬ ‫ُتكت��ب املحتوي��ات بالّلغة العرب ّي��ة الف�صحى‪،‬‬ ‫وبحجم �أكرب من حجم احلروف الأجنبية‪.‬‬

‫العربية لغ�� ًة للتدري�س والبيئة‬ ‫‪ .1‬اعتم��اد الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫ح��ث و�سائ��ل الإع�لام املختلف��ة‪ ،‬املقروءة‬ ‫التعليمي��ة والبح��ث‬ ‫العلم��ي‪ ،‬يف خمتل��ف ‪ّ .1‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وامل�سموع��ة واملرئية‪ ،‬عل��ى تعزيز العالقة‬ ‫مراح��ل التعليم‪ ،‬مع العناي��ة بتعليم الّلغات‬ ‫والهوية‪.‬‬ ‫بني الّلغة‬ ‫الأخرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ح��ث وزارات الرتبي��ة والتعلي��م يف البل��دان ‪ .2‬الت�أكي��د على تو�سيع نط��اق ا�ستخدام الّلغة‬ ‫‪ّ .2‬‬ ‫العربي��ة الف�صح��ى يف و�سائ��ل الإع�لام‬ ‫العربية على‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف جمال الإعالم‬

‫احل�صـــاد‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 692‬للتنمية الثقافية‬ ‫واملرئية‪.‬‬ ‫املقروءة وامل�سموعة‬ ‫ّ‬ ‫‪ .3‬احلر���ص عل��ى �أن يك��ون م��ا يق�� ّدم بالّلغة‬ ‫وم�شوقاً‪.‬‬ ‫حي ًا‬ ‫العربية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .4‬ت�شجي��ع �إنت��اج املواد والربام��ج الإعالمية‬ ‫العربية الف�صحى‪.‬‬ ‫املع ّدة بالّلغة‬ ‫ّ‬ ‫‪ .5‬ت�شجيع �إنتاج الربامج امل�شرتكة بني البلدان‬ ‫العربية‪ ،‬وت�سهيل تبادلها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العربية الف�صحى يف َمن‬ ‫‪ .6‬ا�شرتاط �إجادة الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫يتق ّدم��ون ل�شغل وظائ��ف التحرير والتقدمي‬ ‫يف و�سائل الإعالم املختلفة‪.‬‬ ‫تنظي��م دورات ت�أهيل لرف��ع م�ستوى كفاءة‬ ‫العامل�ين يف و�سائ��ل الإع�لام‪ ،‬يف الّلغ��ة‬ ‫العربية الف�صحى‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ثاني ًا‪ :‬حماية الرتاث‬

‫‪ .1‬ت�أ�سي���س مرك��ز عرب��ي ل�صيان��ة ال�تراث‬ ‫وحمايت��ه به��دف ر�صد وح��صر ك ّل �أ�شكال‬ ‫ال�تراث امل��ادي وغ�ير امل��ادي يف ال��دول‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪� .2‬إن�ش��اء قاع��دة بيان��ات �إلكرتوني��ة بالّلغة‬ ‫العربية والّلغات الرئي�سة الر�سمية املتداولة‬ ‫ّ‬ ‫يف املنظمات الدولية‪.‬‬ ‫‪ .3‬التثقي��ف والتوعي��ة ب�أهمية املحافظة على‬ ‫الرتاث ب�أنواع��ه و�أ�شكاله كاف��ة‪ ،‬خ�صو�ص ًا‬ ‫لطلبة املدار�س واجلامعات‪.‬‬ ‫العربية‬ ‫مت فق��ده م��ن الكن��وز‬ ‫‪ .4‬ا�س�ترداد م��ا ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالتن�سيق مع اجلهات املعنية‪.‬‬ ‫‪� .5‬إجراء الدرا�سات والبحوث اخلا�صة مبختلف‬ ‫عنا�رص الرتاث الثقايف‪.‬‬ ‫‪ .6‬بن��اء الق��درات الب�رشي��ة الت��ي ت�ستوجبه��ا‬ ‫م�ستحقات الرتاث‪.‬‬

‫ثالث�� ًا‪ :‬عل��ى �صعي��د دعم الإب��داع وحماية‬ ‫امللكية الفكرية‬ ‫‪� .1‬رضورة حتدي��ث القوانني التي ترعى انت�شار‬ ‫الثقافة وحماية حقوق املبدع مالي ًا وفكري ًا‬ ‫و�أخالقي�� ًا والعم��ل عل��ى حتقي��ق مواءم��ة‬ ‫العربية مع االتفاقيات‬ ‫الت�رشيعات الوطنية‬ ‫ّ‬

‫الدولية اخلا�صة بحماية امللكية الفكرية‪.‬‬ ‫‪� .2‬إن�شاء مرجعية عليا تكون قراراتها �رسيعة‬ ‫وناف��ذة وموازي��ة يف تعوي�ضاته��ا للج��رم‬ ‫املرتكب‪.‬‬ ‫‪ .3‬مكافح��ة ال�سط��و املنت��شر بت�شكي��ل جلن��ة‬ ‫قانوني��ة ل�صياغ��ة قواعد حتم��ي املبدع �أو‬ ‫املنتِ��ج الفك��ري‪ ،‬وجلن��ة لتل ّق��ي ال�ش��كاوى‬ ‫عل��ى امل�ست��وى العرب��ي يرفده��ا �صن��دوق‬ ‫دع��م لت�سهيل �إحالة الق�ضاي��ا على الق�ضاء‬ ‫وتعزيز اجلانب الأخالقي معاً‪.‬‬ ‫عربية تنظر ب�رسعة يف‬ ‫‪� .4‬إن�ش��اء هيئة حتكيم ّ‬ ‫النزاع��ات املتعلق��ة بانته��اكات امللكي��ة‬ ‫الفكري��ة تعتم��د �إج��راءات �أك�ثر تب�سيط�� ًا‬ ‫و�رسعة م��ن تلك الت��ي تتيحه��ا الإجراءات‬ ‫الق�ضائية املعمول بها يف املحاكم‪.‬‬ ‫‪ .5‬تعمي��م قوانني امللكي��ة الفكرية يف خمتلف‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫الدول‬ ‫ّ‬ ‫‪ .6‬م�أ�س�س��ة حماي��ة امللكي��ة الفكري��ة وجعلها‬ ‫ناف��ذة عملي��ة بو�صفه��ا ج��زءاً م��ن العمل‬ ‫العربي امل�شرتك‪.‬‬ ‫‪ .7‬تعزي��ز احلريات العامة واحلقوق الأ�سا�سية‪،‬‬ ‫رفع م�ستوى التعليم والق�ضاء على الأمية‪.‬‬ ‫معنوية ترق��ب وتر�صد با�سم‬ ‫‪� .8‬إيج��اد هيئ��ة‬ ‫ّ‬ ‫املبدع�ين واملثقف�ين م��ا يح��دث‪ ،‬وتك��ون‬ ‫ج�رساً بني َمن ان ُتهكت حقوقه والق�ضاء‪� ،‬أي‬ ‫موحد حلماية‬ ‫تكوي��ن مر�ص��د �أهلي عرب��ي ّ‬ ‫املثقف يحظى بدعم احلكومات‪.‬‬ ‫‪ .9‬ت�شجي��ع وت�سهي��ل انتق��ال وتب��ادل املنت��ج‬ ‫الإبداع��ي الفكري‪ ،‬مبا يتطلبه ذلك من عدم‬ ‫�إعاقة تد ّفق املنتجات الفكرية‪ ،‬ورفع القيود‬ ‫اجلمركي��ة وغريها‪ ،‬وتخ�صي�ص مبالغ دعم‬ ‫للإبداع العربي مالياً‪.‬‬ ‫العربي��ة‬ ‫خل��ق �س��وق حي��ة للفن��ون‬ ‫‪ .10‬‬ ‫ّ‬ ‫ومهرجانات �سنوي��ة ميولها �صندوق دعم‪،‬‬ ‫و�إن�ش��اء مرك��ز ثق��ايف عرب��ي ذي ف��روع‬ ‫دولي��ة �أ�س��وة باملرك��ز الثق��ايف الربيطاين‬ ‫والفرن�سي والأمريكي والأملاين �إلخ‪.‬‬ ‫��ضرورة �إن�ش��اء �صن��دوق حلماي��ة‬ ‫‪ .11‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫الإب��داع واملبدع�ين تكون له ف��روع يف ك ّل‬ ‫العربية م��ع املتابع��ة القانونية‬ ‫العوا�ص��م‬ ‫ّ‬ ‫لردع القر�صنة بك ّل �أ�شكالها‪.‬‬

‫رابع�� ًا‪ :‬عل��ى �صعي��د رعاي��ة ثقاف��ة الطفل‬ ‫وال�شباب‬ ‫ثقافة الطفل‪:‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫عربية مرجعية عليا‬ ‫‪�� .1‬ضرورة ت�شكيل هيئة ّ‬ ‫خا�صة بتنمي��ة ثقافة الطف��ل العربي ت�ضم‬ ‫ممثل�ين ع��ن املجال���س والهيئ��ات املعنية‬ ‫بالطفول��ة يف ك ّل بل��د عرب��ي وممثل�ين عن‬ ‫ومتخ�ص�صني‬ ‫اجلمعي��ات الأهلي��ة املعني��ة‬ ‫ّ‬ ‫يف ميادي��ن �أدب الأطف��ال والرتبي��ة وعل��م‬ ‫النف���س وعلم االجتم��اع والعل��وم والفنون‬ ‫مهمتها �صياغ��ة معايري علمية �أ�سا�سية يف‬ ‫الثقافية اخلا�ص��ة بالطفل‪،‬‬ ‫عملية التنمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫و�إيجاد �آليات حتفيز للإبداع‪.‬‬ ‫‪ .2‬ت�أ�سي���س مراك��ز بح��وث علمي��ة خا�ص��ة‬ ‫املوج��ه للطفل‬ ‫بالنت��اج املع��ريف والف ّن��ي‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى م�ساحة الوطن العرب��ي مهمتها �إجناز‬ ‫درا�س��ات نظري��ة وميداني��ة وا�ستطالعي��ة‬ ‫تهدف �إىل قيا�س وحتديد احتياجات الطفل‬ ‫واملعرفي��ة والف ّنية‬ ‫واالجتماعي��ة‬ ‫النف�سي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتق��ومي النتائ��ج املوجهة للطف��ل‪ ،‬وت�صدر‬ ‫هذه املراك��ز تقريراً �سنوي ًا موح��داً للتنمية‬ ‫الثقافية للطفل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة للطفل يف‬ ‫‪ .3‬تب ّن��ي ق�ضاي��ا التنمية‬ ‫ّ‬ ‫جميع �أبعادها يف اال�سرتاتيجيات الوطنية‬ ‫للتنمية‪.‬‬ ‫‪� .4‬إيجاد �شبكة توا�صل �إلكرتونية وورقية بني‬ ‫الأطف��ال العرب من خ�لال تنظيم ملتقيات‬ ‫ثقافي��ة ف ّني��ة م�شرتك��ة بني‬ ‫وور���ش عم��ل‬ ‫ّ‬ ‫الأطفال عل��ى امل�ستوى العرب��ي والعاملي‪،‬‬ ‫و�إن�ش��اء موق��ع ثقايف ترب��وي تفاعلي على‬ ‫متخ�ص�ص�ين‬ ‫�شبك��ة الإنرتن��ت ب�إ��شراف‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة الف�صحى يف منتوجه‬ ‫يعتم��د الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫الثقايف والف ّني‪.‬‬

‫‪ .5‬تعمي��ق وتو�سي��ع جترب��ة �إن�ش��اء برملانات‬ ‫عربي��ة للطف��ل‪ ،‬متكّن��ه م��ن تنمي��ة ثقت��ه‬ ‫ّ‬ ‫بنف�س��ه‪ ،‬واالرتق��اء بقدرات��ه عل��ى التعب�ير‬ ‫واحل��وار‪ ،‬والتعام��ل م��ع ال��ر�أي الآخ��ر‪،‬‬ ‫وممار�س��ة الدميقراطي��ة والإ�سهام يف تق ّدم‬ ‫جمتمعه‪.‬‬ ‫التعليمية‪ ،‬بحيث‬ ‫‪� .6‬إعادة النظ��ر يف املناهج‬ ‫ّ‬ ‫حتفز الفك��ر الإبداع��ي والنق��دي والف�ضول‬ ‫املعريف لدى الطفل‪.‬‬ ‫الثقافية‬ ‫‪ .7‬تعزيز ال�شعور باالنتماء �إىل الهوية‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة مبا ال يتناق�ض م��ع االنفتاح على‬ ‫ّ‬ ‫الثقافات الإن�سانية الأخرى‪.‬‬ ‫‪ .8‬دع��م ت�ألي��ف مو�سوعات ومعاج��م مب�سطة‬ ‫وممتع��ة‪ ،‬ورقية و�إلكرتوني��ة‪ ،‬تغطّ ي جميع‬ ‫جماالت العلوم والفنون والآداب‪.‬‬ ‫‪ .9‬تنمي��ة مه��ارات الأطف��ال العلمي��ة والف ّنية‬ ‫والإبداعية للتعامل مع تقنيات الع�رص‪.‬‬ ‫‪ .10‬ن��شر ثقافة العمل التطوعي بني الأطفال‪،‬‬ ‫من خالل تعميم برامج اخلدمة االجتماعية‬ ‫يف املدار���س كج��زء من متطلّب��ات النجاح‬ ‫وت�شجي��ع النت��اج الثق��ايف واملب��ادرات‬ ‫املتوجه��ة للأطف��ال ذوي احلاج��ات‬ ‫اخلا�صة‪.‬‬ ‫‪ .11‬ت�شجي��ع اكت�شاف مواهب الأطفال الأدبية‬ ‫والإبداعية ودعمها لي�صب��ح الطفل �صانع ًا‬ ‫للثقافة ولي�س متل ّقي ًا لها فح�سب‪.‬‬ ‫و�ض��ع خط��ة لت�شجي��ع املطالع��ة‬ ‫‪ .12‬‬ ‫متطورة‪،‬‬ ‫ل��دى الأطف��ال باعتم��اد و�سائ��ل‬ ‫ّ‬ ‫وتخ�صي���ص �ساع��ة للمطالع��ة والق��راءة‬ ‫م��ن �ضم��ن برناجمه��ا وتفعي��ل املكتبات‬ ‫املدر�سية وتدريب القائمني عليها‪.‬‬ ‫اعتماد خط��ة ا�سرتاتيجية للنهو�ض‬ ‫‪ .13‬‬ ‫املهمة‬ ‫بامل��سرح املدر�سي ك�أح��د الركائز‬ ‫ّ‬ ‫يف تنمي��ة مه��ارات الطف��ل‪ ،‬م��ن خ�لال‬ ‫�إدراج امل��سرح كم��ادة علمي��ة يف املناهج‬ ‫الدرا�سي��ة وتفعي��ل امل��سرح املدر�س��ي‬ ‫وت�أ�سي�س املهرجانات امل�رسحية املدر�سية‬ ‫الوطني��ة و�ص��و ًال �إىل املهرج��ان العرب��ي‬

‫‪693‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 694‬للتنمية الثقافية‬ ‫للم��سرح املدر�س��ي‪ ،‬وذل��ك بالتع��اون م��ع‬ ‫العربية للم�رسح‪.‬‬ ‫الهيئة‬ ‫ّ‬ ‫ت�شجيع تخ�صي���ص �صفحة للأطفال‬ ‫‪ .14‬‬ ‫يف اجلرائد اليومية‪.‬‬ ‫‪� .15‬إقامة معر�ض عرب��ي �سنوي للنتاج‬ ‫الثق��ايف للأطف��ال‪ ،‬وتك��رمي املبدع�ين‪،‬‬ ‫وتوزي��ع جوائز �سنوية للنتاج الأف�ضل لذلك‬ ‫العام‪.‬‬ ‫ت�شجيع ترجمة كتب الأطفال واختيار‬ ‫‪ .16‬‬ ‫اجليد م��ن الكت��ب العاملية مب��ا يتوافق مع‬ ‫العربية والإن�سانية‪.‬‬ ‫القيم‬ ‫ّ‬ ‫توخ��ي التوازن بني الطاب��ع العلمي‬ ‫‪ .17‬‬ ‫والأدبي يف الكتابة للأطفال والرتكيز على‬ ‫�أهمية اخليال العلمي‪.‬‬

‫ثقافة ال�شباب‪:‬‬

‫عربية جتمع‬ ‫ثقافية‬ ‫‪�� - 1‬ضرورة قيام ور�ش‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شب��اب الع��رب ح��ول مو�ضوع��ات حم ّددة‬ ‫لتعزيز ال�شعور باالنتم��اء القومي وت�شجيع‬ ‫احلوار وتبادل التجارب‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ت�أ�سي�س حمالت "�أنا اقر�أ" لت�شجيع ال�شباب‬ ‫على القراءة واملطالعة تنظم يف وقت واحد‬ ‫ويتم فيها تنظيم‬ ‫يف �سائر البل��دان‬ ‫ّ‬ ‫العربية ّ‬ ‫معار�ض متنقلة ب�أ�سعار رمزية‪.‬‬ ‫‪ 3‬العم��ل على توجيه ال�شباب يف اجتاه تعلّم‬‫�أ�ش��كال التعب�ير الف ّن��ي و�إنت��اج الأعم��ال‬ ‫الإبداعي��ة الت��ي ت�ساع��د على �إيج��اد فر�ص‬ ‫عم��ل وامت�صا���ص العنف وح�� ّل امل�شكالت‬ ‫الناجمة عن البطالة وال�ضياع‪.‬‬ ‫الثقافي��ة لل�شباب‬ ‫‪ - 4‬تب ّن��ي ق�ضاي��ا التنمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫يف خمتل��ف �أبعاده��ا يف اال�سرتاتيجي��ات‬ ‫الوطنية للتنمية‪.‬‬ ‫وورقية بني‬ ‫إلكرتونية‬ ‫‪ 5‬ايجاد �شبكة توا�صل �‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال�شب��اب الع��رب من خالل تنظي��م ملتقيات‬ ‫ثقافي��ة ف ّني��ة م�شرتك��ة بني‬ ‫وور���ش عم��ل‬ ‫ّ‬ ‫ال�شباب على امل�ستوى العربي والعاملي‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تعمي��ق وتو�سي��ع جتربة �إن�ش��اء برملانات‬ ‫عربي��ة لل�شب��اب‪ ،‬متكّن��ه م��ن تنمي��ة ثقت��ه‬ ‫ّ‬

‫بنف�س��ه‪ ،‬واالرتق��اء بقدرات��ه عل��ى التعب�ير‬ ‫واحل��وار والتعام��ل م��ع ال��ر�أي الآخ��ر‪،‬‬ ‫وممار�س��ة الدميقراطي��ة والإ�سهام يف تق ّدم‬ ‫جمتمعه‪.‬‬ ‫‪ - 7‬تخ�صي���ص م�ساح��ات �أك�بر لل�شب��اب يف‬ ‫و�سائل الإعالم‪.‬‬ ‫‪� - 8‬إن�ش��اء �صندوق يدع��م الك ّتاب والباحثني‬ ‫واملفكري��ن ال�شب��اب بغي��ة ت�سلي��ط ال�ضوء‬ ‫على مواهبهم وقدراتهم‪.‬‬ ‫ثقافي��ة فنية‬ ‫‪-9‬‬ ‫التو�س��ع يف ت�أ�سي���س ن��وادٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لل�شب��اب لالرتق��اء مبعارفه��م وتطوي��ر‬ ‫مواهبه��م وحتقي��ق التوا�ص��ل ب�ين الفئات‬ ‫ال�شابة‪.‬‬

‫خام�س ًا‪ :‬على �صعيد �إعالء القيم الإن�سانية‬ ‫وحوار الثقافات‬

‫‪� .1‬إن�ش��اء م� ّؤ�س�سة لتدريب ال�شباب على احلوار‬ ‫وجدوى القي��م انطالق ًا من �أن احلفاظ على‬ ‫القي��م م�س�ؤولي��ة �أ�سا�سي��ة م��ن م�س�ؤوليات‬ ‫الدول��ة ويج��ب رعاي��ة ذل��ك والعم��ل على‬ ‫حتقيقه‪.‬‬ ‫‪ .2‬العم��ل عل��ى و�ضع معج��م مو�سوعي عربي‬ ‫لتحدي��د �سل��م القي��م النظري��ة الإن�ساني��ة‬ ‫(العقلي��ة) والديني��ة لتكون مرجع�� ًا �أ�سا�س ًا‬ ‫يف برامج التعليم ولفئات املجتمع كافة‪.‬‬ ‫‪ .3‬ت�أ�سي���س وقفي��ات وطني��ة يف جميع الدول‬ ‫لدع��م م� ّؤ�س�س��ات املجتمع امل��دين‪ ،‬ومراكز‬ ‫البح��وث التي تعمل على احلفاظ على القيم‬ ‫املجتمعية والوطنية ل�ضمان الدعم الدائم‪.‬‬ ‫‪�� .4‬ضرورة التع��اون بني امل� ّؤ�س�س��ات الدينية‬ ‫وامل� ّؤ�س�س��ات املدني��ة بغي��ة تعزي��ز القي��م‬ ‫املدنية والدينية و�إيجاد توازن بينها‪.‬‬ ‫‪ .5‬العم��ل على جعل منظومة القيم املجتمعية‬ ‫والوطني��ة ج��زءاً م��ن مناه��ج املراح��ل‬ ‫الدرا�سية‪.‬‬ ‫‪� .6‬إن�شاء معهد عربي حلوار احل�ضارات‪.‬‬ ‫‪ .7‬العم��ل عل��ى و�ض��ع �آلي��ة للحوار ب�ين القيادة‬ ‫ال�سيا�سي��ة ومثقف��ي ومفك��ري الوط��ن ب�ش��كل‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫العربية‬ ‫‪ .4‬ال��شروع يف احلف��اظ على الذاك��رة‬ ‫ّ‬ ‫الرقمية ع��ن طريق �أر�شفة املخزون العربي‬ ‫الرقمي وتوثيقه‪.‬‬ ‫العربية‬ ‫‪ .5‬ر�أب الفجوة الرقمية املتفاقمة للّغة‬ ‫ّ‬ ‫واعتبارها الّلغة الأ�سا�س ل�صناعة املحتوى‬ ‫الرقمي العربي ب�أق�صى ا�ستغالل لإمكانات‬ ‫حو�سبته��ا الت��ي تتيحه��ا تكنولوجي��ا‬ ‫املعلومات واالت�صاالت يف ذلك‪.‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫دوري لتحقيق تعاون م�شرتك خلدمة الوطن‪.‬‬ ‫وحق‬ ‫‪� .8‬إدراج قي��م احرتام التع ّددي��ة‬ ‫والتنوع ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربية يف‬ ‫االخت�لاف داخ��ل املجتمع��ات‬ ‫ّ‬ ‫إعالمي��ة‪،‬‬ ‫املناه��ج الرتبوي��ة والأن�شط��ة ال‬ ‫ّ‬ ‫انطالق�� ًا م��ن اعتبارها م�ص��در غنى ولي�س‬ ‫م�صدر �أزمات‪.‬‬ ‫معمق مع الثقافات‬ ‫‪� .9‬أهمية فتح قنوات حوار ّ‬ ‫العربية‬ ‫الآ�سيوية التي �أقامت معها الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫تاريخ�� ًا طوي ًال م��ن التفاعل الثق��ايف‪ .‬وقد‬ ‫ً‬ ‫جنحت ال��دول الآ�سيوية يف �إقام��ة التوازن �سابعا‪ :‬ال�سوق الثقاف ّية العرب ّية‬ ‫الثقايف بني الأ�صال��ة واملعا�رصة‪ .‬وهناك ‪ .1‬العمل على مراجعة الوثائق املت�صلة بالعمل‬ ‫الثق��ايف العربي امل�ش�ترك كافة‪ ،‬وحتديثها‬ ‫درو�س م�ستفادة يف هذا املجال‪.‬‬ ‫وتفعيلها‪.‬‬ ‫الثقافية‬ ‫�ساد�س�� ًا‪ :‬دعم املحتوى الرقمي العربي على ‪ .2‬تنفيذ القرارات اخلا�صة باالتفاقيات‬ ‫ّ‬ ‫�شبكة الإنرتنت‬ ‫املخ�ص�صة للثقافة‬ ‫العربية‪ ،‬وزيادة املوارد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف ك ّل قطر عربي‪.‬‬ ‫انطالق�� ًا من العالق��ة الوثيقة بني املحتوى‬ ‫العرب��ي الرقم��ي والتنمي��ة امل�ستدام��ة عل��ى ‪� .3‬إن�ش��اء مرك��ز معلوم��ات للإنت��اج الثقايف‬ ‫العرب��ي وال�صناع��ات واخلدم��ات املت�صلة‬ ‫امل�ستوي��ات كاف��ة و�إدراك ًا للتغ�يرات النوعي��ة‬ ‫به‪.‬‬ ‫املت�سارع��ة لثقاف��ة جمتم��ع املعرف��ة‪ ،‬ناق���ش‬ ‫الثقافي��ة يدع��م‬ ‫املجتمع��ون ق�ضاي��ا املحتوى العرب��ي الرقمي ‪� .4‬إن�ش��اء �صن��دوق للتنمي��ة‬ ‫ّ‬ ‫وي�شجع عل��ى اال�ستثمار‬ ‫الإنت��اج الثق��ايف‪،‬‬ ‫عل��ى �شبك��ة الإنرتن��ت وكان االتف��اق عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‪.‬‬ ‫يف ال�صناعات واخلدمات‬ ‫التو�صيات التالية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫متخ�ص�صة تعمل على‬ ‫عربية‬ ‫‪� .1‬إدراك ًا لطبيع��ة الإنرتنت القائمة على حرية ‪� .5‬إن�شاء م�صارف ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقافي��ة‬ ‫دع��م اال�ستثم��ار يف ال�صناع��ات‬ ‫تداول املعلومات والبيان��ات والآراء‪ ،‬ي�ؤكد‬ ‫ّ‬ ‫وفق معايري اجلودة‪.‬‬ ‫املجتمعون على �أهمية عدم و�ضع � ّأي قيود‬ ‫عربية للتوزيع‪ ،‬بر�أ�سمال‬ ‫‪ .6‬ت�أ�سي�س ��شركات‬ ‫حملية �أو دولية ت�ؤثر على ذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العربية نحو �إ�صدار‬ ‫�أهلي‪ ،‬وتوجيه الأقطار‬ ‫عربي��ة ر�شي��دة ومتوازنة‬ ‫‪ .2‬و�ض��ع �سيا�س��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ت�رشيع��ات ت�سه��م يف تعزي��ز اال�ستثمار يف‬ ‫للتعام��ل م��ع ال��شركات العاملي��ة يف‬ ‫هذا املجال‪.‬‬ ‫تكنولوجي��ا املعلوم��ات به��دف �ضم��ان‬ ‫الإ�سه��ام العرب��ي الفع��ال يف �صناع��ة ‪� .7‬إعط��اء معامل��ة تف�ضيلي��ة ل�صناعة الكتاب‬ ‫يف الوط��ن العرب��ي من خ�لال الت�رشيعات‬ ‫املحتوى الرقمي‪.‬‬ ‫ال�رضيبي��ة واجلمركية‪ ،‬م��ع اهتمام خا�ص‬ ‫‪ .3‬الت�أكي��د على �أهمية توحي��د قوانني امللكية‬ ‫ب�صناع��ة الكت��اب الرقم��ي‪ ،‬واالهتم��ام‬ ‫الفكري��ة الواج��ب تطبيقه��ا يف الع��امل‬ ‫برقمن��ة كتب ال�تراث العرب��ي ون�رشها يف‬ ‫العرب��ي ب�ش��كل ال يعي��ق �إث��راء املحت��وى‬ ‫هذا الوعاء الإلكرتوين‪.‬‬ ‫العرب��ي عل��ى الإنرتن��ت‪ ،‬و�س�� ّد الفج��وة يف‬ ‫عربي��ة لل��ورق بر�أ�س مال‬ ‫ت�رشيع��ات الإنرتنت ب�ش��كل ي�ضمن احلفاظ ‪� .8‬إقام��ة �صناع��ة‬ ‫ّ‬ ‫م�ش�ترك‪ ،‬كجزء م��ن حماية الأم��ن الثقايف‬ ‫الفردية‪ ،‬وال يتعار�ض مع‬ ‫على اخل�صو�صية‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫حرية التعبري والن�رش وتبادل املعلومات‪.‬‬

‫‪695‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 20‬للتنمية الثقافية‬ ‫‪696‬‬ ‫‪ .9‬دع��م �صناعة ال�سينما و�أنواع الإنتاج الفني‬ ‫الأخ��رى‪ ،‬م��ع ت�شجي��ع اال�ستثم��ار يف ه��ذا‬ ‫املج��ال‪ ،‬وتق��دمي الت�سهي�لات واحلماي��ة‬ ‫الالزمة له‪.‬‬ ‫‪� .10‬إن�ش��اء مراكز حتدي��ث وتطوير لل�صناعات‬ ‫العربي��ة‪ ،‬وذلك لبناء‬ ‫الثقافي��ة يف الأقطار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الق��درات الذاتي��ة للم� ّؤ�س�س��ات العامل��ة يف‬ ‫ه��ذا املج��ال‪ ،‬بالرتكي��ز عل��ى التدري��ب‬ ‫واال�ست�شارات ونقل اخلربات‪.‬‬ ‫الوطنية‪ ،‬خ�صو�ص ًا يف‬ ‫‪ .11‬تنقي��ة الت�رشيعات‬ ‫ّ‬ ‫يل ال�رضائ��ب واجلم��ارك‪ ،‬م��ن ك ّل ما‬ ‫جم��ا ّ‬ ‫يعوق م�سرية النتاج الثقايف‪.‬‬ ‫الثقافية لر�أ�س‬ ‫‪ .12‬العمل على حتفيز الوظيفة‬ ‫ّ‬ ‫ؤ�س�س�س��ات املجتم��ع‬ ‫امل��ال اخلا���ص‪ ،‬وم� ّ‬ ‫امل��دين‪ ،‬لتوجي��ه ج��زء م��ن ا�ستثماراته��م‬ ‫وجهودهم نحو املجال الثقايف‪.‬‬ ‫‪ .13‬دعوة ممثلني للقطاع��ات الف ّنية املختلفة‬ ‫وقطاع��ات الإنتاج والتوزيع و�أ�شكال الأداء‬ ‫الف ّن��ي الأخ��رى‪ ،‬للم�شارك��ة يف الّلقائ�ين‬ ‫املقبل�ين‪� ،‬إع��داداً للقم��ة‬ ‫الثقافي��ة‪ ،‬نظ��راً‬ ‫ّ‬ ‫لدورهم وم�س�ؤولياتهم فيها‪.‬‬

‫ثامن�� ًا‪ :‬على �صعي��د دعم حرك��ة الرتجمة‬ ‫وتر�شيدها‬ ‫عربي��ة للرتجم��ة‬ ‫‪ .1‬اق�تراح ت�أ�سي���س "هيئ��ة‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة‬ ‫والن��شر" مرتبط��ة باملنظم��ة‬ ‫ّ‬ ‫للرتبي��ة والثقاف��ة والعل��وم مت ّث��ل فيه��ا‬ ‫العربي��ة‪ ،‬و�أه��م مراك��ز الرتجمة‬ ‫ك ّل ال��دول‬ ‫ّ‬ ‫وامل� ّؤ�س�س��ات الأكادميي��ة ودور الن��شر‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ونخب��ة م��ن اخل�براء املخت�صني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وت��وكل �إليه��ا مهمة الإ��شراف على ترجمة‬ ‫العربية و�إليها‪،‬‬ ‫�أهم الأعمال الإن�سانية‪ ،‬من‬ ‫ّ‬ ‫وفق اخلطوات الإجرائية املقرتحة التالية‪:‬‬ ‫• ت�شكي��ل جلن��ة تبل��ور املق�ترح وت�ص��وغ‬ ‫والأولوي��ات‬ ‫والأه��داف‬ ‫الركائ��ز‬ ‫واال�سرتاتيجي��ات و�آلي��ات التنفي��ذ‪ ،‬توطئة‬ ‫الثقافية‬ ‫لعر�ض م��ا تخل�ص �إليه على القمة‬ ‫ّ‬ ‫املزمع عقدها‪.‬‬

‫• عق��د ن��دوة تطرح فيها فك��رة امل�رشوع‪،‬‬ ‫ي�ست�ض��اف عل��ى منربه��ا مدي��رو مراك��ز‬ ‫وم� ّؤ�س�س��ات الرتجم��ة القطري��ة العام��ة‬ ‫واخلا�ص��ة‪ ،‬وع��دد م��ن �أب��رز املرتجم�ين‬ ‫العربية‬ ‫العرب‪ ،‬وممثلون عن �أهم دور الن�رش‬ ‫ّ‬ ‫والعاملي��ة‪ ،‬بحيث تناق���ش فيها ق�ضايا من‬ ‫قبيل‪� :‬أولوي��ات الرتجمة‪ ،‬معاي�ير التقييم‪،‬‬ ‫البني��ة الإداري��ة املقرتح��ة للهيئ��ة‪ ،‬عالقة‬ ‫الهيئ��ة مبراك��ز ودور الرتجم��ة القطري��ة‪،‬‬ ‫م�ص��ادر التمويل‪ ،‬وم��ا �إىل ذلك من م�سائل‬ ‫ت�أ�سي�سية و�إجرائية‪.‬‬ ‫تق�ص��ي جتارب مراكز الرتجمة القطرية‪،‬‬ ‫• ّ‬ ‫والإفادة منها يف و�ضع الهيكلية والأهداف‬ ‫املنا�سبة للهيئة املقرتحة‪.‬‬ ‫• الإف��ادة م��ن جتارب �أمم �أخ��رى �أحرزت‬ ‫تقدم ًا الفت ًا يف جمال الرتجمة‪.‬‬ ‫• الإ�رشاف عل��ى م�ؤمترات وندوات دورية‬ ‫تناق���ش ما ي�سهم يف تطوير حركة الرتجمة‬ ‫العربية واليها‪.‬‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫العربية للرتجمة‬ ‫‪ .2‬يك��ون من مه��ام الهيئ��ة‬ ‫ّ‬ ‫والن�رش حتقيق مايلي‪:‬‬ ‫• ن��شر الوع��ي ب�أهمية الرتجم��ة يف �إثراء‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫• �إي�لاء اهتم��ام خا���ص بتوط�ين الثقافة‬ ‫العلمي��ة ع�بر ترجم��ة �أعم��ال حديث��ة يف‬ ‫العلوم الطبيعية والإن�سانية‪.‬‬ ‫• �إن�شاء قاعدة بيانات تر�صد ك ّل ما ترجم‬ ‫العربية و�إليها‪.‬‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫• ت�صنيف الأعمال املرتجمة وفق احلقول‬ ‫املعرفي��ة والإبداعي��ة‪ ،‬و�إب��راز املج��االت‬ ‫الأدن��ى ن�صيب��اً‪ ،‬والأدع��ى ب���أن حتظ��ى‬ ‫ب�أولوية الرتجمة‪.‬‬ ‫• و�ض��ع معايري جودة خا�صة بالرتجمة‪،‬‬ ‫واعتم��اد م� ّؤ�س�س��ات ومراك��ز الرتجم��ة‬ ‫القطرية وفق هذه املعايري‪.‬‬ ‫• و�ضع خطط زمنية للرتجمة‪.‬‬ ‫‪ .3‬دع��م ال�رشاكة بني الهيئ��ة ومراكز الرتجمة‬ ‫ودور الن��شر‪ ،‬ع�بر الإ�سه��ام يف متوي��ل‬


‫البحث العلمي‬ ‫العامالعربي‬ ‫ح�صادالعامل‬ ‫يف‬ ‫‪697‬‬ ‫‪21 2010‬‬ ‫عملي��ات الرتجم��ة والن��شر التي تق��وم بها‬ ‫امل� ّؤ�س�سات التي ت�ستجيب خلطط الهيئة‪.‬‬ ‫‪ .4‬الإ�سهام يف تعزيز معاهد وكليات و�أق�سام‬ ‫الرتجمة يف �أرجاء الوطن العربي‪.‬‬ ‫‪ .5‬خماطب��ة امل� ّؤ�س�سات التعليمية والأكادميية‬ ‫واملراك��ز البحثي��ة واملراك��ز الفكري��ة‬ ‫والثقافي��ة ب�ش���أن الأعم��ال الت��ي تو�ص��ي‬ ‫ّ‬ ‫برتجمتها‪.‬‬ ‫‪ .6‬عق��د دورات وور���ش عم��ل تثقيفي��ة‬ ‫تنمي مهارات املرتجمني العرب‪.‬‬ ‫وتدريبية ّ‬ ‫العربية القائمة‬ ‫الرتجم��ة‬ ‫جمعيات‬ ‫‪ .7‬دع��م‬ ‫ّ‬ ‫واحل�ض على �إن�شاء املزيد منها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ .8‬االهتمام بدرا�سة الّلغات القدمية بح�سبان‬ ‫ندرة املرتجمني منها‪.‬‬ ‫‪ .9‬الدف��اع ع��ن حقوق املرتجم�ين‪ ،‬و�ضبط‬ ‫الئحة �أخالقيات مهنة الرتجمة وتر�سيخها‪.‬‬ ‫‪ .10‬تر�سي��خ �أعراف وتقالي��د خا�صة مبهنة‬ ‫الرتجمة‪ ،‬وو�ضع قواعد طباعة �ضابطة‪ ،‬والعمل‬ ‫على توحيد الأ�ساليب التيبوغرافية‪.‬‬ ‫‪ .11‬عق��د اتفاقات و�إر�ساء �رشاكات مع دور‬ ‫ثقافي��ة وعلمية‬ ‫ن��شر عاملي��ة لرتجم��ة �سال�سل‬ ‫ّ‬ ‫وتخ�ص�صية‪.‬‬ ‫ومعاجم ومو�سوعات عامة‬ ‫ّ‬

‫احل�صـــاد‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 698‬للتنمية الثقافية‬

‫ملحق رقم (‪)4‬‬ ‫‪1‬‬

‫لبنان‬

‫مو�ضوعات �أن�شطة تناولت ق�ضايا عرب ّية‬

‫املعر ُّ‬ ‫وااليديولوجي يف الفكر العربي املعا�صر‬ ‫يف‬ ‫ُّ‬

‫القد�س وامل�سجد الأق�صى املبارك‬

‫احلركات ال�سلفية يف املغرب‬

‫ّ‬ ‫املحتل‬ ‫فل�سطينيو ‪ 48‬و�صراع البقاء �ضدّ �إرادة‬

‫يهودية دولة �إ�سرائيل‬

‫تكرمي فنّانني فل�سطين ّيني‬

‫حركة اال�ستيطان غري �شرعية وعقبة يف طريق‬ ‫ال�سالم‬

‫احلقوق االقت�صادية واالجتماعية والثقاف ّية‬ ‫للفل�سطينيني يف لبنان‪ :‬واقع ومرجتى‬

‫�سورية‬ ‫العلمانية يف امل�شرق العربي‬

‫الّلغة العرب ّية ا�ستمرار ّية ووجود‬

‫الّلغة العرب ّية ودورها يف الت�أ�صيل الثقايف‬

‫الإعالم الدويل وانعكا�ساته على الواقع العربي‬

‫الثقافة العرب ّية والتل ّوث الثقايف‬

‫العرب ومواجهة التحديات املعرفيّة يف القرن احلادي والع�شرين‬

‫القد�س يف اخلطاب ال�سيا�سي الإ�سرائيلي‬

‫ال�شباب ودورهم يف بناء املجتمع‬

‫ال�شرق يف عيون الغرب‬

‫الرتاث العربي الإ�سالمي يف جمال الفكر الرتبوي‬

‫املخدرات و�أثرها على ال�شباب واملجتمع‬

‫�إ�شكال ّية املر�أة العرب ّية بني اجل�سد والعقل‬

‫خطر انت�شار العام ّية يف و�سائل الإعالم‬ ‫الّلغة العرب ّية واقع ًا و�آفاق ًا‬

‫متكني الّلغة العرب ّية‬ ‫الّلغة بني املوهبة والإبداع‬

‫متكني الّلغة العرب ّية‬

‫حوارات �شباب ّية عن الّلغة العرب ّية‬

‫متكني الّلغة العرب ّية‬

‫الوظيفة الرتبو ّية ل ّلغة العرب ّية يف ع�صر املعلومات‬

‫الّلغة العرب ّية وهمومها‪..‬‬ ‫�إمكانيات البقاء وم�سوغات الهجوم‬

‫امللتقى الثاين للتوا�صل الثقايف بني م�شرق الأمة‬ ‫العرب ّية ومغربها‬ ‫امل�شروع النه�ضوي العربي‪..‬الّلغة مرتكز ًا‬

‫متكني الّلغة العرب ّية‬

‫مت فيها مو�ضوع الن�شاط‪ ،‬من ذلك مث ًال مو�ضوع "متكني الّلغة العرب ّية" وما �شابه‪.‬‬ ‫تكرر بع�ض العناوين نظراً الختالف التواريخ‪� ،‬أو املدن التي ّ‬ ‫‪ّ -1‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪699‬‬

‫�سورية‬ ‫�آفاق تربو ّية حول متكني الّلغة العرب ّية‬

‫�آثار العراق بعد �سبع �سنوات من االحتالل‬

‫الواقع العربي و�آفاق امل�ستقبل‬

‫�سلطة النموذج يف الفكر العربي‬

‫النه�ضة العرب ّية والأندل�س‬

‫قراءة يف تقرير التنمية الإن�سانية لعام ‪2009‬‬

‫الّلغة العرب ّية بني الواقع وامل�أمول‬

‫الكتاب‪�..‬أزمة ن�شر �أم �أزمة قراءة؟‬

‫لغتنا العرب ّية على م�شارف القرن احلادي والع�شرين‬

‫م�صر‬ ‫منتدى ال�شباب العربي يف الإ�سكندرية‬

‫العقل العربي وجمتمع املعرفة"(‪)2010 / 1/ 13‬‬

‫الوباء بني العلم واخلرافة( ‪)4/2/2010‬‬

‫احلرف الرتاث ّية التقليد ّية ت�ص ّورات ومفاهيم‬

‫احلكي ال�شعبي واملر�أة‪ :‬قيم ذكورية �أم قيم �أنثوية‬

‫تعارف احل�ضارات‬

‫م�ستقبل العمل الإ�سالمي امل�شرتك ( ‪)7/2/2010‬‬

‫ملتقى قادة الإعالم العربي‬

‫ال�شباب وظاهرة العنف‬

‫مفهوم اخلال�ص يف امل�سيح ّية والإ�سالم‬

‫الفلك بني العلم والدين‬

‫العقل العربي وجمتمع املعرفة‬

‫الثقافة العرب ّية خالل عام ون�صف‬

‫العنو�سة‪..‬قنبلة موقوتة تهدّ د جمتمعاتنا‬

‫مفهوم اخلال�ص بني الإ�سالم وامل�سيح ّية‬

‫الإ�سالم واحل�ضارة الغربية‬

‫فل�سفة التغيري‬

‫الر�ضا عن الذات‬

‫جتديد اخلطاب الديني بني الواقع وامل�أمول‬

‫انتما�ؤنا من تاريخنا‬

‫�أهمية املناخ الداعم لتمكني املر�أة يف املجتمع‬

‫ال�شبكات االجتماع ّية وال�صحافة‬

‫التن�شئة العلم ّية من �أهم �أدوات النه�ضة بالعلوم‬

‫االنتماء �إىل العروبة‪:‬الواقع وامل�أمول‬

‫الأندل�س ّيون يف ال�شرق‪..‬من غرناطة احلمراء �إىل‬ ‫القاهرة الزهراء‬

‫مبادرات يف التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون‬ ‫بني �أمريكا والدول الإ�سالم ّية‬

‫ال�سن مفتاح ال�سعادة‬ ‫كبار ّ‬

‫الإعجاز العلمي بني الرواية الإميانية والدوافع العلم ّية‬

‫الرتاث املعماري واالنتماء‬

‫دور الزكاة يف حتقيق التنمية‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫احل�صـــاد‬

‫عامل يت�شكّل من جديد‪� ..‬أين دور العرب؟"‬

‫منوذج حماكاة جامعة الدول العرب ّية ‪2010‬‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 700‬للتنمية الثقافية‬

‫م�صر‬ ‫ال�شبكات االجتماع ّية وال�صحافة‬

‫ال�شباب والزواج‪�:‬أزمة زواج ال�شباب‬

‫م�ستقبل الطاقة النووية والأمن العربي‬

‫البدو يف الوطن العربي عرب الع�صور‬

‫الن�شر العربي من �أول وجديد‬

‫ال�سعود ّية‬ ‫املثقف وال�سلطة‬

‫الرواية وال�سيا�سة‬

‫امل�ست�شرقون وال�شعر العربي‬

‫الأدب العربي يف ال�سنغال‬

‫طه ح�سني وحركة التنوير‬

‫فرن�سا‪ ..‬والإ�سالم يف درا�سات املفكرين الفرن�سني املعا�صرين‬

‫م�ساهمة ال�سنغال يف احل�ضارة العرب ّية‬

‫الأزمة املالية العاملية واالقت�صاديات الوطنية ‪2010‬‬

‫ازدهار االقت�صاد الإ�سالمي وتهافت االقت�صاد العاملي‬

‫القد�س يف �ضمري العامل احلقّ ‪ ..‬التاريخ‪ ..‬ال�سالم‬

‫الإعالم ال�سيا�سي يف العامل العربي بني احلرية وامل�س�ؤولية‬

‫ال�سلفية‪ ..‬املفهوم ــ املراحل ــ التح ّوالت‬

‫الكويت‬ ‫الن�ص امل�سرحي‬ ‫�إ�شكالية ّ‬

‫الإبداع واالنت�شار‬

‫القد�س يف ال�سينما‬

‫الواقعة التاريخ ّية بني التحقيق التاريخي والت�أليف الروائي‬

‫ال�شباب وامل�سرح‬

‫الثقافة العرب ّية يف ّ‬ ‫ظل و�سائط االت�صال احلديثة‬

‫مبدعون فقدناهم‬

‫ملاذا ق ّمة عرب ّية للثقافة؟‬

‫جتربتي يف الرواية‬

‫تون�س‬ ‫حو�سبة الّلغة العرب ّية وحو�سبة الرتجمة‬

‫ال�شباب ثقافة‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪701‬‬

‫الإمارات‬ ‫العرب بني ثقافة العوملة وعوملة الثقافة‬

‫امل�ؤمتر ال�سابع الحتاد النا�شرين الدويل حلقوق الن�شر‬

‫حرية التفكري يف العامل العربي‬

‫املر�أة العرب ّية ومتطلبات التنمية‬

‫الكثافة ال�سكانية يف العامل العربي‪ :‬نعمة �أم نقمة؟‬ ‫هل يكره العرب بع�ضهم بع�ض ًا؟‬

‫جودة التعليم‪:‬كالم بال فعل؟ ‬ ‫اال�ستثمارات العرب ّية يف الإعالم‪ :‬تناف�س �أم تكامل؟ ‬

‫الثقافة العرب ّية‪ ..‬امل�ستقبل والتحديات‬

‫�أين حرية الإبداع واالبتكار يف العامل العربي؟ ‬

‫امل�سلمون يف �أوروبا بني التهمي�ش واالندماج‬

‫الفقر والأمن القومي العربي‬

‫العرب بني ثقافة العوملة وعوملة الثقافة‬

‫ال�شباب العربي‪ :‬هل هم طاقة �إيجابية �أم خطر على املنطقة؟‬

‫ال�شفافية وامل�ساءلة يف الوطن العربي‬

‫املغرب‬ ‫امل�سجد يف املدينة‪:‬الهند�سة الإ�سالم ّية يف �أوروبا‬

‫التفكري يف امل�ؤنث‬

‫الرقمنة بني املحافظة والتثمني‬

‫نحن والأزمة االقت�صادية العاملية‬

‫الرتجمة كفعل ثقايف توا�صلي‬

‫هل من كتابة جديدة للأجيال اجلديدة؟‬

‫التح ّوالت الأدبية يف الع�صر الرقمي‬

‫الفل�سفة اليوم بني احلاجة �إليها و�صعوبات الفعل والت�أثري؟‬

‫دور املدونات والأر�شيف يف �صيانة الذاكرة‬

‫املثقفون اليوم‪:‬و�ضعهم وت�أثريهم‬

‫الرتجمة و�س�ؤال الأ�صل‬

‫م�ساءلة الإ�سالمولوج ّيني اجلدد‬

‫الهيئة احلقوق ّية للإ�سالم يف �أوروبا‬ ‫و�ضع ا ّللغة العرب ّية اليوم‬

‫الإ�سالم ال�سيا�سي وم�أ�س�سة الدميقراطية‬

‫احل�صـــاد‬ ‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 702‬للتنمية الثقافية‬

‫ملحق رقم (‪)5‬‬ ‫مو�ضوعات(الدوريات)املرتبطة بق�ضايا عامل ّية‬ ‫اقت�ص��اد وتنمية‪" :‬اقت�صاد القرن احلادي‬ ‫والع�رشين‪� /‬آف��اق اقت�صادية – اجتماعية لعامل‬ ‫متغ�ّيّ" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬الع��دد ‪ 371‬كانون‬ ‫"التنوع احليوي والتنمية‬ ‫الثاين‪ /‬يناي��ر ‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستدامة والغـذاء (عامليـ ًا وعربيـاً)" (امل�ستقبل‬ ‫العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪� 373‬آذار‪ /‬مار���س ‪،)2010‬‬ ‫"تكنولوجي��ا النان��و‪ ..‬و�آثاره��ا االقت�صادي��ة‬ ‫واالجتماعي��ة على املجتمع العامل��ي" (العربي‪،‬‬ ‫مت��وز‪ /‬يولي��و ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)620‬ال��زالزل ال‬ ‫تقت��ل �سوى الفقراء" (العربي‪� ،‬أيار‪ /‬مايو ‪،2010‬‬ ‫الع��دد‪" ،) 618‬توظيف ر�أ�س املال االجتماعي‪"..‬‬ ‫(العرب��ي‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)615‬‬ ‫"قم��ة كوبنهاج��ن‪� ..‬صفق��ة الّلحظ��ة الأخرية مل‬ ‫تت�ضم��ن � ّأي تعه��دات ملزمة"(العرب��ي‪� ،‬آذار‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫مار���س ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)616‬الريا�ض��ة‪ ..‬ب�ين‬ ‫التنمي��ة والتج��ارة" (العرب��ي‪ ،‬ني�س��ان‪� /‬أبري��ل‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)617‬كوبنهاج��ن ‪ -‬ميوني��خ‪..‬‬ ‫الق��رن احل��ادي والع�رشين" (العرب��ي‪ ،‬حزيران‪/‬‬ ‫"التنوع احليوي عند‬ ‫يونيو ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)619‬‬ ‫ّ‬ ‫نقط��ة الالعودة"( العرب��ي‪� ،‬آب‪�/‬أغ�سط�س ‪،2010‬‬ ‫العدد‪" ،)621‬الأزمة املالي��ة مبنطق اقت�صادي"‬ ‫(امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬الع��دد ‪ 374‬ني�س��ان‪� /‬أبريل‬ ‫‪.)2010‬‬

‫العالق��ات الدول ّي��ة و�سيا�س��ات الواليات‬ ‫املتّح��دة‪�" :‬أوروبا من �أجل املتو�سط‪ :‬من م�ؤمتر‬

‫بر�شلون��ة �إىل قم��ة باري���س (‪")2008 - 1995‬‬ ‫(امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬العدد ‪� 372‬شب��اط‪ /‬فرباير‬ ‫"تكي��ف املنظ��ور الواقع��ي للعالق��ات‬ ‫‪ّ ،)2010‬‬ ‫التح��والت الدولية ملا بع��د احلرب‬ ‫الدولي��ة م��ع‬ ‫ّ‬ ‫الباردة"(امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ 376‬حزيران‪/‬‬ ‫يونيو ‪" ،)2010‬ال�رصاع على �آ�سيا الو�سطى‪..‬قدمي‬ ‫يتج ّدد" (�آفاق امل�ستقبل‪� ،‬آذار‪ /‬ني�سان‪-‬مار�س‪/‬‬

‫حت��والت يف احلرك��ة‬ ‫�أبري��ل ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)4‬‬ ‫ّ‬ ‫ال�صهيونية حول العامل" (�آفاق امل�ستقبل‪ ،‬متوز‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫�آب‪ -‬يوليو‪�/‬أغ�سط���س ‪ ،2010‬العدد ‪�" ،)6‬سيا�سة‬ ‫الواليات امل ّتحدة جتاه ال�رشق الأو�سط يف حقبـة‬ ‫�أوباما‪ :‬هل هي نقطة حتول؟" (امل�ستقبل العربي‪،‬‬ ‫الع��دد ‪� 373‬آذار‪ /‬مار���س ‪�" ،)2010‬أم�يركا‪� ،‬إىل‬ ‫املافي��ا‪� ...‬س� رِ​ِيري!" (الآداب‪ ،‬الع��دد ‪/3-2-1‬‬ ‫‪�" ،)2010‬أم�يركا ب�ين عهدي��ن" (اله�لال‪� ،‬آب ‪/‬‬ ‫�أغ�سط���س ‪ ،2010‬الع��دد ‪ ،)118‬تهافت احل�ضارة‬ ‫الغربية" (الهالل‪ ،‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫الع��دد ‪" ،)119‬الن��سر وغ�ص��ن الزيت��ون واحللم‪:‬‬ ‫تغيرّ ت�صورات العامل لأمريكا" (الثقافة اجلديدة‪،‬‬ ‫ت�رشين الثاين‪ /‬نوفمرب ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)242‬يف‬ ‫الثقافية لن�ش��وء الإمرباطورية الأمريكية"‬ ‫العل��ة‬ ‫ّ‬ ‫(املعرف��ة‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباير ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)557‬‬ ‫إعالمي��ة �أمريكية ت�ؤج��ج الكراهية"‬ ‫"تغطي��ات �‬ ‫ّ‬ ‫(�آف��اق امل�ستقبل‪ ،‬ت�رشين الثاين‪ /‬كانون الأول‪-‬‬ ‫نوفم�بر‪ /‬دي�سم�بر ‪ ،2010‬الع��دد ‪�" ،)8‬إ�شكالي��ة‬ ‫ال�صليبية جم ّدداً؟" (ت�رشين‬ ‫"ه��ل تعود احلروب‬ ‫ّ‬ ‫الثاين‪ /‬نوفمرب ‪ ،2010‬العدد ‪"،)119‬‬

‫امل�ستقبل العاملي يف �ضوء العوملة‪:‬‬

‫"الّليربالية وحدود العدالة (امل�ستقبل العربي‪،‬‬ ‫الع��دد ‪ 374‬ني�س��ان‪� /‬أبري��ل ‪" ،)2010‬حت�� ّوالت‬ ‫الأمم وامل�ستقبل العامل��ي" (الهالل‪ ،‬ني�سان‪�/‬أبريل‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)118‬ا�ست�رشاف �آف��اق امل�ستقبل"‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬ني�سان‪�/‬أبري��ل ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)559‬‬ ‫"ه��ل انته��ى ع��صر اخلي��ال العلمي؟"(العرب��ي‪،‬‬ ‫ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر‪ ،2010‬العدد ‪" ،)623‬ع�رص‬ ‫التطلع��ات" (العرب��ي‪� ،‬أيل��ول‪� /‬سبتم�بر ‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)622‬نوعية احلي��اة وحت ّديات امل�ستقبل"‬ ‫)العرب��ي‪ ،‬كان��ون الأول‪ /‬دي�سم�بر ‪ ،2010‬الع��دد‬ ‫‪" ،)626‬كيف ت�ؤثّر العومل��ة يف الهوية والقطب ّية؟"‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫(�آفاق امل�ستقبل‪� ،‬أيل��ول‪ /‬ت�رشين الأول‪� -‬سبتمرب‪/‬‬ ‫�أكتوب��ر ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)7‬العومل��ة عدمية القطب ّية‬ ‫والإنرتن��ت عدمي��ة امل�س�ؤولي��ة" (�آف��اق امل�ستقبل‪،‬‬ ‫�أيل��ول‪ /‬ت�رشي��ن الأول‪� -‬سبتم�بر‪� /‬أكتوبر ‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)7‬حت�� ّوالت املنظم��ات الدولي��ة وموتها"‬ ‫(�آف��اق امل�ستقب��ل‪ ،‬ت�رشين الثاين‪ /‬كان��ون الأول ‪-‬‬ ‫نوفمرب‪ /‬دي�سم�بر‪ ،2010‬العدد‪" ،)8‬الأدب املقارن‬ ‫والعومل��ة" (�آف��اق الثقاف��ة وال�تراث‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)69‬العومل��ة و�أزمات��ه" (املعرفة‪،‬‬ ‫كانون الثاين‪ /‬يناير ‪ ،2010‬العدد ‪.)556‬‬

‫م�شكالت اجتماع ّي��ة و�إ�شكاليات ثقاف ّية‬ ‫الثقافية‬ ‫يف �ضوء العوملة‪�" :‬إ�شكالي��ة التع ّددية‬ ‫ّ‬

‫يف الفكر ال�ســـيا�س��ي املعا�رص‪ :‬جدلية االندماج‬ ‫والتن��وع" (امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬العــــ��دد ‪378‬‬ ‫ّ‬ ‫�آب‪� /‬أغ�سط���س ‪" ،)2010‬يف �إ�شكالي��ات جمتم��ع‬ ‫املعرفة" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬العدد ‪ 381‬ت�رشين‬ ‫الث��اين‪ /‬نوفمرب‪" ،)2010‬العومل��ة والدميقراطية‬ ‫والإره��اب‪( "..‬وجهات نظر‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)134‬عومل��ة الف�س��اد!" (وجه��ات نظر‪،‬‬ ‫ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوب��ر‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)141‬يا‬ ‫عزي��زى كلنا‪ " ...‬الرق�ص م��ع الف�ساد!!" (وجهات‬ ‫نظ��ر‪ ،‬ت�رشين الأول‪�/‬أكتوب��ر‪ ،2010‬العدد ‪،)141‬‬

‫‪703‬‬

‫الدبلوما�سي��ة والإعالم‪..‬تناف�س‬ ‫"العالق��ة ب�ين‬ ‫ّ‬ ‫�أم تكام��ل؟!" (اله�لال‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوب��ر‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪�" ،)119‬أطروحة حوار احل�ضارات‬ ‫واالنفتاح على ذاتيات الآخر" (املعرفة‪ ،‬كانون‬ ‫الث��اين‪ /‬يناي��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)556‬الهوي��ات‬ ‫الأ�صولية يف زم��ن العوملة"(املعرف��ة‪� ،‬شباط‪/‬‬ ‫فرباير ‪ ،2010‬العدد ‪" ،) 557‬املعار�ض الدولية"‬ ‫( القافل��ة‪ ،‬ت�رشي��ن الث��اين‪ /‬كان��ون الأول‪-‬‬ ‫نوفم�بر‪ /‬دي�سم�بر ‪ ،2010‬الع��دد ‪ 6‬املجلد ‪،)59‬‬ ‫"ثقاف��ة العن��ف‪( "...‬العرب��ي‪ ،‬كان��ون الث��اين‪/‬‬ ‫يناي��ر‪ ،2010‬العدد ‪" ،)614‬متاعب ال��دواء‪� ..‬آفة‬ ‫عاملي��ة تنتظر الع�لاج" (العرب��ي‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س‬ ‫‪ ،2010‬العدد ‪" ،)616‬ك�أ�س �شقراء لقارة �سمراء"‬ ‫(العربي‪ ،‬حزي��ران‪ /‬يوني��و ‪ ،2010‬العدد ‪،)619‬‬ ‫وتنوعها احليوي يف‬ ‫"غاب��ات الكوكب تنح�رس‪ّ ..‬‬ ‫خط��ر" )العربي‪ ،‬كان��ون الأول‪ /‬دي�سمرب ‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)626‬جائزة الأو�س��كار‪ ..‬تقدير ف ّني يف‬ ‫الثقافي��ة‪ ،‬مت��وز‪ /‬يوليو‬ ‫(دب��ي‬ ‫ث��وب �سيا�س��ي"‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)62‬الع��امل يع�ش��ق ك��رة القدم"‬ ‫الثقافية‪ ،‬متوز‪/‬يولي��و ‪ ،2010‬العدد ‪،)62‬‬ ‫(دب��ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"كوبنهاغ��ن‪ ..‬اجل��دل ح��ول التغ�ّي�رّ املناخ��ي"‬ ‫(�آفاق امل�ستقبل‪ ،‬كانون الثاين‪� /‬شباط‪ -‬يناير‪/‬‬ ‫فرباير ‪ ،2010‬العدد ‪.)3‬‬

‫ملحق رقم (‪)6‬‬ ‫مو�ضوعات(دوريات) مرتبطة بق�ضايا ال�شرق الأو�سط الكبري‬

‫احل�صـــاد‬

‫تركي��ا‪ :‬ملف بعن��وان‪" :‬احل��وار العربي ‪-‬‬ ‫الرتك��ي" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ ،382‬كانون‬ ‫ويت�ضم��ن البح��وث‬ ‫الأول‪ /‬دي�سم�بر ‪)2010‬‬ ‫ّ‬ ‫التالية‪" :‬اخليارات اال�سرتاتيجية للوطن العربي‪،‬‬ ‫وموقع تركيا منه��ا"‪" ،‬اخليارات اال�سرتاتيجية‬ ‫لرتكي��ا‪� ،‬إقليمي ًا ودولي��اً‪ ،‬وموقع الوطن العربي‬ ‫عربية يف التعاون والتن�سيق‬ ‫منها"‪" ،‬وجهة نظر ّ‬ ‫عربية يف واقع‬ ‫العربي – الرتكي"‪" ،‬وجهة نظر ّ‬

‫العربية‪-‬الرتكية"‪،‬‬ ‫و�آفاق العالقات االقت�صادية‬ ‫ّ‬ ‫واملتحول يف ال�رشق الأو�سط" (كلمن‪،‬‬ ‫"الثابت‬ ‫ّ‬ ‫الع��دد ‪ ،1‬خري��ف ‪" ،)2010‬ال��شرق الأو�سط يف‬ ‫دوام��ة �س��وق الفهم" (كلم��ن‪ ،‬الع��دد ‪ ،1‬خريف‬ ‫‪" ،)2010‬التعاون العربي– الرتكي‪� ...‬إىل �أين؟"‬ ‫(امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬الع��دد ‪ 371‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫يناي��ر ‪ ،)2010‬مل��ف خا���ص برتكي��ا (الآداب‪،‬‬ ‫ت�ضم��ن املو�ضوع��ات‬ ‫الع��دد ‪)2010 /12-11‬‬ ‫ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 704‬للتنمية الثقافية‬ ‫وي��ة يف تركي��ا بع��د‬ ‫التالي��ة‪" :‬احلرك��ة ال ِّن ْ�س ّ‬ ‫الرتكية‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫‪" ،"1980‬يف بع�ض ال�ش�ؤون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الراهنة‪ :‬حوار م��ع �إتيني حمجوبيان"‪" ،‬اجلي�ش‬ ‫حزب ًا �سيا�سياً"‪" ،‬اخل��وف من مواجهة التاريخ‪:‬‬ ‫الرتكية‬ ‫أ�سا�سية على طريق امل�صاحلة‬ ‫خط��وات �‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫رمني��ة"‪" ،‬ع��ن احلقد املتنام��ي يف تركيا‬ ‫ ا�ﻷ ّ‬‫�ض�� ّد الأكراد"‪" ،‬ح��زب العدال��ة والتنمية وبحث‬ ‫إقليم��ي"‪" ،‬تركي��ا عثماني��ة‬ ‫تركي��ا ع��ن نف��وذ �‬ ‫ّ‬ ‫جديدة؟" (وجهات نظ��ر‪ ،‬ني�سان‪� /‬أبريل ‪،2010‬‬ ‫العدد ‪" ،)135‬تاريخ العرب والأتراك" (املعرفة‪،‬‬ ‫�آذار‪/‬مار���س ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)558‬العالق��ات‬ ‫العربي��ة الرتكي��ة" (املعرف��ة‪ ،‬ني�سان‪�/‬أبري��ل‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2010‬العدد ‪" ،)559‬ا�ستانبول عا�صمة الثقافة‬ ‫الأوروبي��ة" (املعرفة‪� ،‬أي��ار‪ /‬مايو‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)560‬الوح��دة احل�ضاري��ة ب�ين ب�لاد ال�ش��ام‬ ‫وتركيا" (املعرفة‪� ،‬أيلول‪� /‬سبتمرب‪ ،2010‬العدد‬ ‫الكردية‪ ..‬معيار ت�صالح تركيا‬ ‫‪" ،)564‬امل�شكل��ة‬ ‫ّ‬ ‫م��ع نف�سه��ا" (�آف��اق امل�ستقب��ل‪� ،‬آذار‪ /‬ني�سان‪-‬‬ ‫مـــار���س‪� /‬أبريـــل‪ ،2010‬العــــ��دد‪" ،)4‬مواقــف‬ ‫إ�سالميني الأت��راك حيال العرب"‬ ‫العلماني�ين ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(�آف��اق امل�ستقب��ل‪� ،‬آذار‪ /‬ني�س��ان‪ -‬مار���س‪/‬‬ ‫�أبري��ل‪ ،2010‬العدد‪" ،)4‬تركي��ا تخو�ض معارك‬ ‫القوة الناعمة" (�آفاق امل�ستقبل‪ ،‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫�شباط‪ -‬يناير‪ /‬فرباير‪ ،2010‬العدد ‪" ،)3‬العرب‬ ‫واالنفت��اح الرتك��ي‪ ..‬مواق��ف ال موق��ف" (�آفاق‬ ‫امل�ستقبل‪� ،‬آذار‪ /‬ني�سان‪ -‬مار�س‪� /‬أبريل‪،2010‬‬ ‫العدد‪.)4‬‬ ‫�إ�سرائيل‪":‬الت�ص ّدعات االجتماعية وت�أثريها‬ ‫يف النظ��ام احلزب��ي الإ�رسائيل��ي" (امل�ستقب��ل‬ ‫العربي‪ ،‬ت�رشين الأول‪� /‬أكتوبر‪ ،2010‬العدد‪،)380‬‬ ‫"�أ�ص��ل املخ��اوف‪ ..‬مل��اذا تخ�شى �إ�رسائي��ل �إيران‬ ‫النووي��ة �إىل هذه الدرج��ة؟" (وجهات نظر‪ ،‬كانون‬ ‫الث��اين‪ /‬يناي��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)132‬ه��ل جتر�ؤ‪..‬‬ ‫�أال تك��ون �إ�رسائيلي��اً!!" (وجه��ات نظ��ر‪� ،‬آذار‪/‬‬ ‫مار���س‪ ،2010‬العدد ‪�" ،)134‬إ�رسائي��ل امل�صنعة!"‬ ‫(اله�لال‪ ،‬ت�رشي��ن الثاين‪/‬نوفم�بر ‪ ،2010‬الع��دد‬ ‫‪" ،)119‬الكي��ان اليه��ودي عن��صري يف الدي��ن‬

‫وال�سيا�سة" (املعرفة‪� ،‬شباط ‪ /‬فرباير ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)557‬التكنولوجي��ا احلديث��ة ودورها يف هيكلة‬ ‫االقت�صاد الإ�رسائيلي"(املعرفة‪� ،‬أيار‪/‬مايو‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)560‬الفل�سطين ّيون يف �إ�رسائيل‪� ..‬سيا�سة‬ ‫الأقلي��ة الأ�صلي��ة يف الدول��ة الإثني��ة" (العرب��ي‪،‬‬ ‫حزي��ران‪ /‬يوني��و ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)619‬الدين يف‬ ‫�إ�رسائي��ل" (�آف��اق امل�ستقبل‪ ،‬مت��وز‪�/‬آب‪ -‬يوليو‪/‬‬ ‫�أغ�سط�س ‪ ،2010‬العدد‪.)6‬‬ ‫الياب��ان‪� ":‬أ�ص��ول التحدي��ث يف الياب��ان‪،‬‬

‫‪( "1868-1568‬امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬العدد ‪380‬‬ ‫ت�رشين الأول‪� /‬أكتوبر‪" ،)2010‬املنتدى امل�رصي‬

‫الياباين‪ ..‬منوذج �أمثل حلوار احل�ضارات" (الهالل‪،‬‬ ‫كان��ون الثاين‪/‬يناير ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)118‬مفتي‬ ‫الدي��ار امل�رصي��ة يف الياب��ان" (اله�لال‪ ،‬متوز‪/‬‬ ‫يوليو‪ ،2010‬العدد ‪" ،) 118‬احلملة الفرن�سية على‬ ‫م��صر‪ ..‬ر�ؤى يابان ّي��ة" (اله�لال‪� ،‬أيلول‪�/‬سبتمرب‬ ‫‪ ،2010‬العدد ‪.)119‬‬ ‫ال�صني‪":‬هل حتكم ال�صني العامل؟!!"(وجهات‬ ‫نظ��ر‪ ،‬كانون الث��اين‪ /‬يناي��ر‪ ،2010‬العدد ‪،)132‬‬ ‫"املنت��دى العرب��ي ال�صيني" (املعرف��ة‪� ،‬أيلول‪/‬‬ ‫�سبتمرب‪ ،2010‬العدد‪" ،)564‬مواجهة متخ ّيلة بني‬ ‫ال�صني والهند" (�آف��اق امل�ستقبل‪ ،‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫�شباط‪ -‬يناير‪ /‬فرباير ‪ ،2010‬العدد‪.)3‬‬ ‫الف�ضائي��ة الديني��ة يف‬ ‫غريه‪":‬القن��وات‬ ‫ّ‬ ‫ال�رشق الأو�سط" (�آفاق امل�ستقبل‪� ،‬أيلول‪ /‬ت�رشين‬ ‫الأول‪� -‬سبتمرب‪�/‬أكتوب��ر‪ ،2010‬العدد ‪" ،)7‬كيف‬ ‫ال�سبي��ل �إىل اخلروج م��ن �أفغان�ستان" (امل�ستقبل‬ ‫العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪� 372‬شباط‪/‬فرباي��ر‪،)2010‬‬ ‫"اال�ست��شراق الأمريكي‪..‬ق�ص��ة العالق��ات‬ ‫امل�ضطربة بني �أمريكا وال�رشق الأو�سط منذ عام‬ ‫‪( "1945‬وجه��ات نظر‪ ،‬حزي��ران‪ /‬يونيو‪،2010‬‬ ‫العدد‪.)137‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫‪705‬‬

‫ملحق رقم (‪)7‬‬ ‫مو�ضوعات (دوريات) تتع ّلق مبجاالت ثقاف ّية واجتماع ّية متن ّوعة‬

‫يف التعلي��م‪" :‬التعلّ��م م��دى احلي��اة"‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬كان��ون الثاين‪ /‬يناي��ر ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)556‬الرتبي��ة يف مع�ترك احلداثة" (املعرفة‪،‬‬ ‫كان��ون الث��اين‪ /‬يناي��ر‪ ،2010‬الع��دد ‪،)556‬‬ ‫التنوع والهوية" (وجهات‬ ‫"التعليم العايل بني ّ‬ ‫نظ��ر‪� ،‬أيار‪/‬ماي��و ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)136‬ر�سالة‬ ‫من اجلامعة" (الثقافة اجلديدة‪ ،‬ت�رشين الأول‪/‬‬ ‫�أكتوب��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)241‬ال��دور الإن�س��اين‬ ‫للمدر�سة يف النظام الر�أ�سمايل اجلديد" (املعرفة‪،‬‬ ‫�أيار‪/‬مايو‪ ،2010‬العدد ‪" ،)560‬ذاكرة املتعلّم‪..‬‬ ‫وكي��ف نقويها" (املعرف��ة‪ ،‬متوز‪/‬يوليو ‪،2010‬‬ ‫الع��دد‪" ،)562‬اجلامع��ات الإلكرتونية ومفهوم‬ ‫التعلي��م ع��ن بع��د" (املعرف��ة‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪/‬‬ ‫�أكتوب��ر‪ ،2010‬العدد‪" ،)565‬م�س��ار التعليم بني‬ ‫احلا�رض وامل�ستقب��ل" (املعرفة‪ ،‬ت�رشين الأول‪/‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫يف التقني��ة وجمتم��ع املعلومات‪":‬ع��صر‬ ‫الّلي��زر" (اله�لال‪ ،‬كان��ون الثاين‪/‬يناي��ر‪،2010‬‬ ‫العدد‪" ،)118‬ث��ورة الآيباد" (وجهات نظر‪� ،‬آب‪/‬‬ ‫�أغ�سط�س‪ ،2010‬العدد ‪�" ،)139‬شهود على الرعب‬ ‫فـ��ي عـ��امل «في�سب��وك» (وجه��ات نظ��ر‪� ،‬أي��ار‪/‬‬ ‫ماي��و‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)136‬معرك��ة ال�ص��ورة"‬ ‫(وجه��ات نظ��ر‪ ،‬كان��ون الث��اين‪ /‬يناي��ر‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)132‬الإنرتن��ت وعومل��ة اخلراف��ة"‬ ‫(اله�لال‪ ،‬كان��ون الثاين‪/‬يناي��ر ‪ ،2010‬الع��دد‬ ‫‪" ،)118‬احلا�سوب والإبداعات الفكرية والأدبية"‬ ‫(املعرف��ة‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر‪ ،2010‬الع��دد‪،)557‬‬ ‫"�سحر العل��م" (املعرفة‪� ،‬شباط‪ /‬فرباير ‪،2010‬‬ ‫الذكي��ة" (املعرف��ة‪،‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)557‬التقني��ات‬ ‫ّ‬ ‫كان��ون الأول‪ /‬دي�سم�بر‪ ،2010‬الع��دد ‪،)566‬‬ ‫التكنولوجية" (القافلة‪ ،‬كانون‬ ‫"مرحلة الفو�ضى‬ ‫ّ‬ ‫الثاين‪� /‬شب��اط‪ -‬يناير‪ /‬فرباي��ر‪ ،2010‬العدد ‪1‬‬ ‫املخ"‬ ‫املجل��د ‪�" ،)59‬أث��ر التكنولوجيا عل��ى �أداء ّ‬ ‫(القافل��ة‪� ،‬آذار‪ /‬ني�سان‪-‬مار���س‪� /‬أبريل ‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪ 2‬املجل��د ‪" ،)59‬التكنولوجي��ا احليوي��ة"‬ ‫(القافل��ة‪� ،‬أيل��ول‪ /‬ت�رشي��ن الأول‪� -‬سبتم�بر‪/‬‬ ‫�أكتوب��ر‪ 2010‬العدد ‪ 5‬املجل��د ‪" ،)59‬الإدارة عن‬ ‫بعد" (القافل��ة‪� ،‬أيلول‪/‬ت�رشين الأول‪� -‬سبتمرب‪/‬‬ ‫�أكتوب��ر ‪ 2010‬الع��دد ‪ 5‬املجل��د ‪" ،)59‬م�ستقب��ل‬ ‫التلفزي��ون" (القافل��ة‪ ،‬ت�رشي��ن الث��اين‪ /‬كانون‬ ‫الأول‪ -‬نوفمرب‪/‬دي�سم�بر ‪ ،2010‬العدد ‪ 6‬املجلد‬ ‫‪" ،)59‬النانو�سمفوني��ة الق��رن لقه��ر املر���ض‬ ‫وال�رسط��ان" (العرب��ي‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر‪،2010‬‬ ‫العدد‪" ،)615‬الو�سائط اجلديدة يف نقل الثقافة‪..‬‬ ‫"(العربي‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)616‬من‬ ‫املدون��ات �إىل الفي�س بوك «هاي��د بارك» عربي‬ ‫عل��ى الإنرتن��ت" (العرب��ي‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س ‪،2010‬‬ ‫العدد ‪" ،)616‬الف�ض��اء على �شا�شات الكمبيوتر"‬

‫(العربي‪� ،‬أيار‪ /‬مايو‪ ،2010‬العدد ‪" ،)618‬الإبداع‬ ‫و�سيا�س��ة الرقمنة" (العرب��ي‪� ،‬أيار‪/‬مايو‪،2010‬‬ ‫العدد ‪" ،)618‬الّلغة حياة ‪ ..‬بني ال َل ْغو واملبالغة"‬ ‫(العربي‪� ،‬أيار‪ /‬ماي��و ‪ ،2010‬العدد‪" ،)618‬الفجوات‬ ‫ال�سوداء يف ف�ضاء الإنرتنت!" (العربي‪ ،‬حزيران‪/‬‬ ‫يوني��و ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)619‬الإعالم الإلكرتوين‬ ‫يرب��ك املطب��وع" (�آف��اق امل�ستقب��ل‪ ،‬كان��ون‬ ‫الثاين‪�/‬شباط‪ -‬يناير‪/‬فرباي��ر‪ ،2010‬العدد ‪،)3‬‬ ‫�سباق��ة �إىل اخلرب قبل الدول‬ ‫"مواق��ع �‬ ‫إنرتنتي��ة ّ‬ ‫ّ‬ ‫وامل� ّؤ�س�س��ات" (�آفاق امل�ستقب��ل‪� ،‬آذار‪/‬ني�سان‪-‬‬ ‫مار�س‪�/‬أبري��ل ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)4‬الإنرتنت بني‬ ‫الفرعي��ة" (�آف��اق‬ ‫الكوني��ة والهوي��ات‬ ‫الهوي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستقبل‪� ،‬أي��ار‪ /‬حزيران‪-‬مايو‪ /‬يونيو‪،2010‬‬ ‫الع��دد‪" ،)5‬ع��ودة الدول��ة �إىل الإنرتن��ت" (�آفاق‬ ‫امل�ستقب��ل‪� ،‬أيار‪ /‬حزيران‪ -‬مايو‪ /‬يونيو‪،2010‬‬ ‫العدد‪.)5‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 706‬للتنمية الثقافية‬ ‫�أكتوب��ر‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)565‬الأم��ن الرتب��وي‬ ‫للطف��ل يف الع��امل الرقم��ي" (املعرف��ة‪ ،‬كان��ون‬ ‫الأول‪ /‬دي�سم�بر‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)566‬التعلي��م‬ ‫ح��ق ي�صط��دم باحلاج��ة" (القافل��ة‪،‬‬ ‫الع��ايل‪ّ ..‬‬ ‫مت��وز‪�/‬آب ‪ -‬يوليو‪�/‬أغ�سط���س‪ ،2010‬الع��دد‪4‬‬ ‫املجلد ‪.)59‬‬

‫يناي��ر‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)132‬جمتم��ع املعرف��ة‪،‬‬ ‫كيف ميكن �أن ي�صب��ح واقعاً؟" (املعرفة‪� ،‬آذار‪/‬‬ ‫مار�س‪ ،2010‬العدد ‪" ،)558‬ر�ؤية م�ضلّلة للتق ّدم‬ ‫العلم��ي" (املعرف��ة‪� ،‬أي��ار‪ /‬ماي��و ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)560‬فل�سف��ة ال��ذكاء ال�صناع��ي" (املعرف��ة‪،‬‬ ‫�أيار‪ /‬مايو‪ ،2010‬العدد ‪" ،)560‬البحوث العلمية‬ ‫التط��ور التقني والتنمية"(املعرفة‪� ،‬أيار‪/‬‬ ‫عماد‬ ‫ّ‬ ‫ماي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)560‬الق��راءة الرقمي��ة"‬ ‫(القافل��ة‪� ،‬أيلول‪/‬ت�رشي��ن الأول‪� -‬سبتم�بر‪/‬‬ ‫�أكتوبر‪ 2010‬العدد‪ 5‬املجلد ‪.)59‬‬

‫يف الن�ش��ر وال�صحافة‪" :‬نهاي��ة النا�رش‪...‬‬ ‫الذي نعرف!" (وجهات نظر‪� ،‬أيار‪ /‬مايو ‪،2010‬‬ ‫الع��دد‪" ،)136‬الإنرتنت وجمتم��ع اال�ستعرا�ض"‬ ‫(اله�لال‪ ،‬مت��وز ‪ /‬يولي��و‪ ،2010‬الع��دد‪،)118‬‬ ‫تط��ور املجتمعات"‬ ‫"الإنرتن��ت وت�أثريها على‬ ‫ّ‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬حزيران‪ /‬يوني��و‪ ،2010‬العدد ‪،)561‬‬ ‫والف�ضائي��ات" (الهالل‪ ،‬كانون الأول‪/‬‬ ‫"الدين‬ ‫ّ‬ ‫دي�سم�بر‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)119‬الإنرتن��ت‪ ..‬عل��م‬ ‫العل��وم يف ع�رص جمتمع املعلومات" (املعرفة‪،‬‬ ‫مت��وز‪ /‬يولي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)562‬الإع�لام‬ ‫يف ع��صر التقني��ات واملجتم��ع املعلومات��ي"‬ ‫(املعرف��ة‪� ،‬آب‪�/‬أغ�سط���س ‪ ،2010‬الع��دد‪،)563‬‬ ‫"الكت��ب الرقمية والكت��ب املطبوعة" (املعرفة‪،‬‬ ‫ت�رشي��ن الث��اين‪ /‬نوفم�بر ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)566‬‬ ‫"ب�ين الورقي والرقمي" (القافل��ة‪ ،‬متوز‪�/‬آب‪-‬‬ ‫يوليو‪�/‬أغ�سط���س‪ ،2010‬الع��دد ‪ 4‬املجل��د ‪،)59‬‬ ‫"�ص ّن��اع الن�رش يتبادل��ون االتهام��ات" (�آفاق‬ ‫امل�ستقبل‪� ،‬أيار‪/‬حزي��ران‪ -‬مايو‪ /‬يونيو‪،2010‬‬ ‫ال�صحافية‬ ‫العدد‪�" ،)5‬أ�سباب انهيار امل� ّؤ�س�سات‬ ‫ّ‬ ‫العربية" (�آف��اق امل�ستقب��ل‪ ،‬متوز‪�/‬آب‪-‬يوليو‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫�أغ�سط�س ‪ ،2010‬العدد ‪.)6‬‬

‫يف الرتجم��ة‪" :‬ق�ضايا الرتجمة من واقع‬ ‫جتربتي" (الهالل‪� ،‬أيلول‪�/‬سبتمرب ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،) 119‬مقاربات يف الرتجمة" (املعرفة‪� ،‬شباط‪/‬‬ ‫فرباي��ر‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)557‬العومل��ة واجلغرافيا‬ ‫اجلديدة للرتجمة (املعرفة‪ ،‬ني�سان‪�/‬أبريل‪،2010‬‬ ‫العدد ‪" ،)559‬العوملة ومن��اذج جديدة للرتجمة"‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬حزيران‪/‬يوني��و ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)561‬‬ ‫"املرتجمون وا�سترياد القيم الثقاف ّية" (املعرفة‪،‬‬ ‫كان��ون الأول‪ /‬دي�سم�بر‪ ،2010‬الع��دد ‪،)566‬‬ ‫"الرتجم��ة‪ ..‬ق�ض ّية عل��ى نار‪..‬حامية؟" (القافلة‪،‬‬ ‫�آذار‪ /‬ني�س��ان‪ -‬مار���س‪� /‬أبري��ل ‪ ،2010‬الع��دد ‪2‬‬ ‫املجلد ‪" ،)59‬ق�ضية الرتجمة‪� ..‬إ�شارات ال ب ّد منها"‬ ‫(القافل��ة‪� ،‬أي��ار‪ /‬حزيران‪-‬ماي��و‪ /‬يوني��و‪،2010‬‬ ‫العدد ‪ 3‬املجل��د ‪" ،)59‬ترجمة العلوم االجتماعية‬ ‫يف العامل العربي" (حقول‪� ،‬شباط‪ /‬فرباير‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)9‬الرتجم��ة و�س���ؤال الهوي��ة الثقاف ّي��ة"‬ ‫(العربي‪ ،‬متوز‪ /‬يوليو‪ ،2010‬العدد‪.)620‬‬

‫يف العل��م وجمتم��ع املعرف��ة‪" :‬اطلب��وا‬ ‫العل��م‪ ..‬كالم يف ال�سيا�س��ة!" (وجه��ات نظ��ر‪،‬‬ ‫كان��ون الثاين‪/‬يناي��ر ‪" ،)2010‬لك��ي تظ�� ّل‬ ‫الدول��ة " العظمى "‪ ..‬عظمى‪ ...‬م��اذا ميكن للعلم‬ ‫�أن يفعل��ه؟" (وجه��ات نظ��ر‪ ،‬كان��ون الث��اين‪/‬‬ ‫"تخ�ص�صات خمتلفة‪..‬‬ ‫يناير‪ ،2010‬العدد‪،)132‬‬ ‫ّ‬ ‫ومعارف خمتلفة‪ ..‬وحتديات خمتلفة" (وجهات‬ ‫نظ��ر‪ ،‬كانون الثاين‪ /‬يناي��ر‪ ،2010‬العدد ‪،)132‬‬ ‫"ع�رص العلم‪( "..‬وجه��ات نظر‪ ،‬كانون الثاين‪/‬‬

‫يف التنمي��ة الثقاف ّي��ة‪" :‬يف مفه��وم‬ ‫الثقافة ال�سيا�سي��ة ووظائفها" (املعرفة‪� ،‬أيار‪/‬‬ ‫ماي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)560‬ر�أي‪ ..‬رمب��ا تنج��ح‬ ‫الثقاف��ة فيما �أف�سدته ال�سيا�س��ة‪ ..‬بداية جديدة"‬ ‫(وجه��ات نظ��ر‪� ،‬آذار‪ /‬مار���س ‪ ،2010‬الع��دد‬ ‫‪" ،)134‬امل��ر�أة والق��رار الثق��ايف" (املعرف��ة‪،‬‬ ‫�أي��ار‪ /‬ماي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)560‬ال�صناعات‬ ‫الثقافية يف الوطن العرب��ي" (املعرفة‪ ،‬ت�رشين‬ ‫ّ‬ ‫الث��اين‪ /‬نوفم�بر‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)566‬الثقافة‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫وتنوع يوليو ‪ ،2010‬العدد‪.)562‬‬ ‫الرقمية‪ ..‬فقر ف��ادح يف املكتبة‬ ‫ّ‬ ‫العربية ّ‬ ‫يف نظريته��ا الأجنبي��ة" (العرب��ي‪ ،‬ني�س��ان‪/‬‬ ‫ال�شــــب��اب‪" :‬اجلـــــيل الق��ادم واختياراته‬ ‫�أبري��ل‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)617‬النق��ل م��ن عل��وم‬ ‫امل�ستقبلي��ة" (ت�رشي��ن الث��اين‪ /‬نوفمرب‪،2010‬‬ ‫ومعارف الآخرين" (العربي‪� ،‬أيار‪ /‬مايو ‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‪،‬‬ ‫العدد ‪�" ،)618‬صناعة املحتوى الثقايف العربي الع��دد‪" ،)119‬ثقاف��ة ال�شباب" (دب��ي‬ ‫ّ‬ ‫�أهميته��ا وحتدياتها" (العرب��ي‪ ،‬كانون الأول‪ /‬كانون الثاين‪ /‬يناير‪ ،2010‬العدد ‪.)56‬‬ ‫دي�سم�بر‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)626‬املهرجان��ات‬ ‫غ�يره‪" :‬الق�ض��اء على اجل��وع"‪( ،‬وجهات‬ ‫الثقافي��ة" (البي��ان‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫الع��دد‪" ،)475‬الثقاف��ة ب�ين الإدارة والتك��رمي" نظر‪ ،‬كانون الثاين‪ /‬يناي��ر‪ ،2010‬العدد ‪،)132‬‬ ‫"ال�سحابة والزحام وال�سيا�سة العامة" (وجهات‬ ‫(البيان‪ ،‬حزيران‪ /‬يونيو‪ ،2010‬العدد ‪.)479‬‬ ‫نظ��ر‪ ،‬كان��ون الث��اين‪ /‬يناي��ر ‪ ،2010‬الع��دد‬ ‫هوية لأمة ب�لا لغة" (الثقافة ‪" ،)132‬كل احلرك��ة تعتمد علي��ه‪ ..‬تعالوا نودع‬ ‫يف الّلغ��ة‪:‬ال ّ‬ ‫اجلدي��دة‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوب��ر ‪ ،2010‬العدد ع��صر النف��ط" (وجهات نظ��ر‪ ،‬كان��ون الثاين‪/‬‬ ‫‪" ،)241‬حدي��ث ع��ن لغ��ة ال�ض��اد" (اله�لال‪ ،‬يناي��ر‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)132‬للج��وع‪ . ...‬معن��ى‬ ‫العربية �آخ��ر!" (وجه��ات نظ��ر‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر‪،2010‬‬ ‫ني�سان‪�/‬أبريل‪ ،2010‬الع��دد ‪ ،)118‬الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫والتحدي��ات الت��ي تواجهه��ا" (املعرف��ة‪� ،‬آذار‪ /‬الع��دد ‪" ،)133‬الث��ورة املخملي��ة!!! ه��ل هن��اك‬ ‫مار�س‪ ،2010‬العدد ‪" ،)558‬الّلغة‬ ‫العربية‪ :‬الواقع تغيري بال عنف؟" (وجهات نظر‪ ،‬ني�سان‪�/‬أبريل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫و�آفاق امل�ستقبل" (املعرفة‪� ،‬آب‪� /‬أغ�سط�س ‪ 2010 ،2010‬الع��دد ‪" ،)135‬انته��ت احل��رب الب��اردة‪..‬‬ ‫العدد‪" ،)563‬الّلغة حياة‪ ..‬قد يراد التجميل فيكون فهل حرب املياه قادمة؟"(وجهات نظر‪ ،‬متوز‪/‬‬ ‫الديني��ة‬ ‫الت�شوي��ه" (العرب��ي‪ ،‬متوز‪ /‬يولي��و ‪ ،2010‬العدد يولي��و ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)138‬الدرام��ا‬ ‫ّ‬ ‫‪" ،)620‬ر�ؤية م�ستقبلية لغوية للمحتوى الثقايف بني ال�سن��ة وال�شيعة" (اله�لال‪ ،‬ت�رشين الثاين‪/‬‬ ‫العربي" (العربي‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر‪ ،2010‬نوفمرب‪ ،2010‬العدد ‪.)119‬‬ ‫"حميمية العالقات االجتماعية" (املعرفة‪،‬‬ ‫الع��دد‪" ،)623‬حي��اة الّلغ��ة وموته��ا مقارب��ة‬ ‫�أنرتوبولوجي��ة" (البيان‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباير‪� ،2010‬شباط‪ /‬فرباير ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)557‬اتخاذ القرار‬ ‫جوهر العم��ل الإداري" املعرفة‪� ،‬شباط‪ /‬فرباير‬ ‫العدد‪.)475‬‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)557‬التكنولوجي��ا يف ال�تراث‬ ‫يف البيئة‪" :‬ظاه��رة االحتبا�س احلراري" العرب��ي" (املعرفة‪� ،‬شباط‪ /‬فرباير ‪ ،2010‬العدد‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬ني�سان‪�/‬أبري��ل‪" ،)2010‬االحتبا���س ‪" ،)557‬ال�صحاف��ة علم وف��ن ‪ ..‬ولكن" (املعرفة‪،‬‬ ‫احل��راري‪ ..‬ب�ين احلل��ول الكب�يرة" (القافل��ة‪� ،‬آذار‪ /‬مار���س ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)558‬خم��اوف‬ ‫كانون الث��اين‪� /‬شباط‪ -‬يناي��ر‪ /‬فرباير‪ ،2010‬الإن�س��ان الالمنطقي��ة" (املعرف��ة‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س‬ ‫تدمر نف�سها؟" ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)558‬قت��ل املبدع�ين‪ ،‬مادي ًا �أو‬ ‫العدد‪ 1‬املجل��د ‪" ،)59‬هل احلياة ّ‬ ‫(العرب��ي‪� ،‬آذار‪ /‬مار���س ‪ ،2010‬الع��دد ‪ ،)616‬معنوي��اً" (املعرفة‪� ،‬آذار‪ /‬مار���س ‪ ،2010‬العدد‬ ‫العربي��ة ت�ستغيث‪ ..‬فه��ل من جميب؟" ‪" ،)558‬ت�أ�سي�س علم العم��ران" (املعرفة‪� ،‬أيار‪/‬‬ ‫"البيئ��ة‬ ‫ّ‬ ‫ماي��و‪ ،2010‬العدد ‪" ،)560‬الإن�س��ان وم�س�ؤولية‬ ‫(العربي‪ ،‬متوز‪ /‬يوليو ‪ ،2010‬العدد ‪.)620‬‬ ‫الّل�سان" (املعرفة‪� ،‬أيار‪/‬مايو‪ ،2010‬العدد ‪،)560‬‬ ‫يف �أزمة القراءة‪�" :‬أزمة �أفكار‪� ..‬أم م�شكلة "العبودة والعمل" (املعرفة‪� ،‬أيار‪ /‬مايو‪،2010‬‬ ‫ق��راء" (وجهات نظر‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س ‪ ،2010‬العدد العدد ‪" ،)560‬الوقاحة الفكرية" (املعرفة‪� ،‬أيار‪/‬‬ ‫‪" ،)134‬العزوف عن الق��راءة" (املعرفة‪ ،‬متوز‪ /‬ماي��و‪ ،2010‬العدد ‪" ،)560‬ال�صح��ة النف�سية يف‬

‫‪707‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 708‬للتنمية الثقافية‬ ‫الق��رن احل��ادي والع�رشي��ن" (املعرف��ة‪ ،‬ت�رشين‬ ‫الأول‪� /‬أكتوبر‪ ،2010‬العدد‪.)565‬‬ ‫"ثقافتنا �آ�سيوياً‪�..‬صفحة بي�ضاء" (القافلة‪،‬‬ ‫�آذار‪ /‬ني�س��ان‪ -‬مار���س‪� /‬أبري��ل ‪ ،2010‬العدد‪2‬‬ ‫"التع�ص��ب الريا�ض��ي" (القافل��ة‪،‬‬ ‫املجل��د ‪،)59‬‬ ‫ّ‬ ‫�أي��ار‪ /‬حزيران‪-‬ماي��و‪ /‬يوني��و‪ ،2010‬الع��دد‪3‬‬

‫املجلد ‪" ،)59‬الإعالنات يف ال�شوارع" (القافلة‪،‬‬ ‫�أيلول‪ /‬ت�رشي��ن الأول‪� -‬سبتمرب‪� /‬أكتوبر‪2010‬‬ ‫الع��دد‪ 5‬املجل��د ‪�" ،)59‬أف�لام تلفزيوني��ة‬ ‫مبيزاني��ات حم��دودة!" (العرب��ي‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س‬ ‫‪ ،2010‬العدد‪.)616‬‬

‫ملحق رقم (‪)8‬‬ ‫مو�ضوعات(دور ّيات)فل�سف ّية وفكر ّية نظر ّيةعامة‬

‫(‪)1‬‬

‫الثقافـــ��ة‪�" :‬إ�شكــــ��االت ق�ضــــاي��ا ثقافتــــن��ا‬ ‫املعا��صرة" (املعرف��ة‪ ،‬ني�سان‪� /‬أبري��ل ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)559‬الثقافة والتط ّور الإن�ساين" (املعرفة‪ ،‬حزيران‪/‬‬ ‫يوني��و‪ ،2010‬الع��دد‪�" ،)561‬أي��ن اجلان��ب الإن�س��اين‬ ‫يف الثقاف��ة الكوني��ة املعا��صرة؟" (املعرف��ة‪ ،‬متوز‪/‬‬ ‫يوليو‪ ،2010‬العدد ‪" ،)562‬الثقافة العرب ّية املعا�رصة‬ ‫و�س���ؤال الهوية" (املعرفة‪ ،‬مت��وز‪ /‬يوليو‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)562‬مواجه��ات القي��م يف نهاي��ة عومل��ة احلداث��ة‬ ‫الغربي��ة" (املعرف��ة‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوب��ر‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)565‬الثقاف��ة العرب ّي��ة بعي��ون عرب ّي��ة"‬ ‫(املعرفة‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر‪ ،2010‬العدد ‪،) 565‬‬ ‫"مفاهيم الثقافة والنظام االجتماعي" (العرب والفكر‬ ‫العامل��ي‪� ،‬صي��ف ‪ ،2010‬العددان التا�س��ع والع�رشون‬ ‫والثالث��ون)‪" ،‬ه��ل غاب مبح��ث الإن�س��ان يف الثقافة‬ ‫العرب ّية الكال�سيك ّية؟" (اله�لال‪� ،‬شباط‪ /‬فرباير‪،2010‬‬ ‫العدد ‪" ،)118‬ماذا تريد م�رص من املثقفني؟" (الهالل‪،‬‬ ‫�آذار‪ /‬مار�س‪ ،2010‬العدد ‪" ،)118‬والريا�ضة �أي�ض ًا من‬ ‫جماالت دبلوما�س ّية الثقافة" (الهالل‪ ،‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫يناير ‪ ،2010‬العدد ‪.)118‬‬

‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)556‬التاريخ ونظريات املعرفة"‬ ‫(املعرفة‪� ،‬شباط‪/‬فرباي��ر‪" ،)2010‬الفكر واملعرفة‬ ‫العاملية" (املعرفة‪ ،‬كانون الأول‪ /‬دي�سمرب‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)566‬كي��ف يفكّ��ر الع��رب؟‪ ..‬العقالني��ة‬ ‫النقدي��ة يف الفك��ر العرب��ي املعا��صر"( وجه��ات‬ ‫نظ��ر‪ ،‬كان��ون الثاين‪/‬يناي��ر‪ ،2010‬الع��دد ‪،)132‬‬ ‫"العق��ل والآلة‪� ....‬س�ؤال ال��ذكاء الأبدي" (وجهات‬ ‫نظ��ر‪� ،‬أي��ار‪ /‬ماي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)136‬تاري��خ‬ ‫تغيرّ فك��رة الإن�سان عن الكون" (اله�لال‪� ،‬أيلول‪/‬‬ ‫�سبتم�بر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ، )119‬املفه��وم الفك��ري‬ ‫ل�ل�إدارة املعا��صرة" (املعرف��ة‪ ،‬كان��ون الثاين‪/‬‬ ‫يناي��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)556‬الفك��ر االقت�ص��ادي‬ ‫العرب��ي م��ن التبعي��ة �إىل اال�ستق�لال" (العرب��ي‪،‬‬ ‫ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوب��ر‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)623‬هل‬ ‫انتهى العل��م؟" (الهالل‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)118‬العلم والوحدة املعرف ّية" (الهالل‪� ،‬أيلول‪/‬‬ ‫�سبتم�بر ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)119‬حمنة العقل يف �أفق‬ ‫العل��م" (الفك��ر العرب��ي املعا�رص‪ ،‬خري��ف ‪2010‬‬ ‫ال�سنة الثالثون العدد ‪.)153 - 152‬‬

‫امللح��ة‬ ‫املجتم��ع‪ /‬االجتم��اع‪" :‬احلاج��ة‬ ‫املعرف��ة‪ /‬الفك��ر‪ /‬العقالن ّي��ة‪ /‬العل��م‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫"معنى التفكري "(املعرف��ة‪ ،‬كانون الثاين‪ /‬يناير �إىل عق��د اجتماع��ي جدي��د" (املعرف��ة‪ ،‬مت��وز‪/‬‬ ‫‪ - 1‬على الرغم من عدم �شمول هذا الت�صنيف الق�ضايا الفل�سفية البحتة‪� ،‬إال �أنه �شمل املو�ضوعات الفل�سفية التي ترت ّكز حول ق�ضايا نظر ّية‬ ‫ته ّم الفكر العربي مثل الدميقراطية‪ ،‬واحلرية‪ ،‬وال�سلطة وما �شابه‪.‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫يولي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)562‬يف �إب�ستمولوجي��ا‬ ‫االجتم��اع‪ :‬من��اذج ال�سلط��ة" (الع��رب والفك��ر‬ ‫العاملي‪� ،‬صيف ‪ ،2010‬العددان التا�سع والع�رشون‬ ‫والثالث��ون)‪" ،‬الّلغة واملجتم��ع" (حقول‪ ،‬ت�رشين‬ ‫الأول‪� /‬أكتوبر ‪ ،2010‬العدد ‪.)10‬‬ ‫احلداث��ة‪�" :‬أفق فل�سفي جديد يتجاوز ما‬ ‫بعد احلداث��ة" (�آفاق امل�ستقب��ل‪� ،‬أيلول‪ /‬ت�رشين‬ ‫الأول‪� -‬سبتم�بر‪� /‬أكتوب��ر‪" ،)2010‬جتلّي��ات‬ ‫وتداعيات احلداثة ومابعدها" (املعرفة‪ ،‬كانون‬ ‫الثاين‪ /‬يناير ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)556‬الدميقراطية‬ ‫والفل�سفة" (الفكر العربي املعا�رص‪ ،‬ربيع ‪،2010‬‬ ‫ال�سنة الثالثون‪ ،‬العدد ‪.)151-150‬‬ ‫الدي��ن‪�" :‬أن�سن��ة التعلي��م الدين��ي" (�آف��اق‬ ‫امل�ستقبل‪� ،‬أيار‪ /‬حزي��ران‪ -‬مايو‪ /‬يونيو‪،2010‬‬ ‫الع��دد‪" ،)5‬الأ�سل��وب والنظ��م الق��ر�آين ب�ين‬ ‫الأ�صالة واحلداثة" (�آف��اق الثقافة والرتاث‪� ،‬آذار‪/‬‬ ‫مار�س‪ ،2010‬العدد ‪" ،)69‬الت�أثري الإ�سالمي على‬ ‫الفكر الديني اليهودي‪( "..‬العربي‪ ،‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫يناي��ر‪ ،2010‬العدد ‪" ،)614‬عن �إ�شكاليات جتديد‬ ‫اخلط��اب الدين��ي" (اله�لال‪� ،‬أيار‪/‬ماي��و‪،2010‬‬ ‫والتط��رف الدين��ي"‬ ‫الع��دد ‪" ،)118‬الّليربالي��ة‬ ‫ّ‬ ‫(اله�لال‪ ،‬مت��وز‪ /‬يولي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪،)118‬‬ ‫"التنوير والدين‪ :‬وه��م الأعداء" (الهالل‪ ،‬متوز‪/‬‬ ‫يولي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)118‬فك��رة امل�ش�ترك يف‬ ‫ال�رشائ��ع املختلف��ة" (�آب‪� /‬أغ�سط�س‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)118‬العل��م والدي��ن ��صراع �أم ح��وار؟" (�آب‪/‬‬ ‫�أغ�سط�س ‪ ،2010‬العدد ‪.)118‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫الإب��داع‪" :‬ه��ل اجلن��ون يغن��ي الإب��داع؟"‬ ‫(العربي‪� ،‬أيار‪/‬مايو‪ ،2010‬العدد‪" ،)618‬هل يكفي‬ ‫الإبداع الثقايف للعي���ش الكرمي؟" (القافلة‪ ،‬كانون‬ ‫الث��اين‪� /‬شب��اط‪ -‬يناي��ر‪ /‬فرباي��ر‪ ،2010‬الع��دد‪1‬‬ ‫"الت�صوف والإبداع" (احلياة الثقاف ّية‪،‬‬ ‫املجلد ‪،)59‬‬ ‫ّ‬ ‫�شباط‪/‬فرباي��ر‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)210‬املب��دع ب�ين‬ ‫الأخ�لاق وامل�س�ؤولية"(املعرف��ة‪ ،‬حزيران‪ /‬يونيو‬ ‫‪ ،2010‬العدد ‪.)561‬‬

‫الأنا والآخر‪�" :‬أ�سئلة عن الإ�سالم والغرب"‬ ‫(وجه��ات نظ��ر‪� ،‬أيار‪/‬مايو ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)136‬‬ ‫"م�سـلمون وم�سـيح ّيون ويهـود‪ ..‬كيفية التعاي�ش"‬ ‫(وجه��ات نظ��ر‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر‪ ،2010‬الع��دد‬ ‫‪" ،)133‬مـاه��و الغ��رب" (وجه��ات نظ��ر‪ ،‬كانون‬ ‫الأول‪ /‬دي�سم�بر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)143‬هل ح ّقق‬ ‫احلوار بني الثقاف��ات �أهدافه"؟ (الهالل‪� ،‬شباط‪/‬‬ ‫فرباير‪ ،2010‬العدد‪" ،)118‬ب�ين ت�سامح الإ�سالم‬ ‫ورحمت��ه ووح�شي��ة امل�شه��د املعا�رص"(اله�لال‪،‬‬ ‫�آب‪�/‬أغ�سط���س‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)118‬الكراهي��ة‬ ‫املفرط��ة" (اله�لال‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوب��ر‬ ‫"التنوع وه�ؤالء الآخرون"‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪،) 119‬‬ ‫ّ‬ ‫(اله�لال‪ ،‬ت�رشي��ن الث��اين‪ /‬نوفم�بر‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)119‬ال�سن��ة الدولي��ة للتقارب ب�ين الثقافات"‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬كان��ون الث��اين ‪ /‬يناي��ر ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)556‬ر�ؤي��ة جدي��دة مل�ستقب��ل احل��وار ب�ين‬ ‫احل�ض��ارات" (املعرفة‪ ،‬حزي��ران‪ /‬يونيو ‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪�" ،)561‬آلي��ات وتقني��ات وا�سرتاتيجي��ات‬ ‫احل��وار الإعالم��ي مع الغ��رب" املعرف��ة‪ ،‬متوز‪/‬‬ ‫يوليو‪ ،2010‬العدد‪" ،)562‬ج�سور بني الثقافات"‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬مت��وز‪ /‬يولي��و‪ ،2010‬الع��دد‪،)562‬‬ ‫"بع���ض �أوجه التالقي بني امل�سيح ّية والإ�سالم"‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬ت�رشي��ن الث��اين‪ /‬نوفم�بر‪،2010‬‬ ‫(دبي الثقاف ّية‪،‬‬ ‫العدد‪" ،)566‬الآخر لي���س واحداً" ّ‬ ‫حزي��ران‪ /‬يوني��و‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)61‬عقل ّي��ة‬ ‫اجلالي��ات امل�سلمة يف الغرب" (�آف��اق امل�ستقبل‪،‬‬ ‫مت��وز‪� /‬آب‪-‬يولي��و‪� /‬أغ�سط���س‪ ،2010‬الع��دد ‪،)6‬‬ ‫"حراك يه��ود �أوروبا" (�آف��اق امل�ستقبل‪ ،‬متوز‪/‬‬ ‫�آب‪ -‬يوليو‪�/‬أغ�سط���س ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)6‬مواطنو‬ ‫�أمريكا الالتين ّية العرب" (�آفاق امل�ستقبل‪ ،‬ت�رشين‬ ‫الث��اين‪ /‬كانون الأول‪-‬نوفم�بر‪ /‬دي�سمرب‪،2010‬‬ ‫العدد‪" ،)8‬ثقافةاحلوار" (البيان‪ ،‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫يناي��ر‪ ،2010‬الع��دد‪ "،)474‬البح��ث ع��ن هوية"‬ ‫(العرب��ي‪ ،‬حزيران‪ /‬يوني��و ‪ ،2010‬الع��دد‪،)619‬‬ ‫"اجل��ذور العميق��ة لأوروب��ة" (املعرف��ة‪� ،‬آذار‪/‬‬ ‫مار�س ‪ ، 2010‬العدد ‪.)558‬‬

‫‪709‬‬

‫الرقــــاب��ة‪" :‬الرقابـــ��ة والأدب" (حقـــول‪،‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 710‬للتنمية الثقافية‬ ‫ت�رشين الأول‪� /‬أكتوبر‪ ،2010‬العدد‪" ،)10‬الرقابة ‪" ،)561‬اال�ست��شراق الأمل��اين" (املعرفة‪� ،‬آذار‪/‬‬ ‫م��ن الّلغة �إىل املجتمع" (حق��ول‪ ،‬ت�رشين الأول‪ /‬مار�س‪ ،2010‬العدد ‪.)558‬‬ ‫�أكتوب��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)10‬م�س��ارات الرقاب��ة"‬ ‫(حق��ول‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوب��ر ‪ ،2010‬الع��دد‬ ‫الإن�ســان ّية‪" :‬الإن�سانية البازغة" (العربي‪،‬‬ ‫‪" ،)10‬الرقابة العرب ّية املتخلّفة" (حقول‪ ،‬ت�رشين ت�رشين الثاين‪ /‬نوفمرب‪ ،2010‬العدد ‪)624‬‬ ‫الأول‪� /‬أكتوبر ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)10‬الرقابة ون�ضج‬ ‫التق��دّ م‪" :‬حول مفه��وم التق ّدم ودالالته"‬ ‫الكتاب��ة" (حقول‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر ‪،2010‬‬ ‫العدد ‪" ،)10‬الرقابة وال�سلطة واملجتمع" (حقول‪( ،‬ني�س��ان‪� /‬أبري��ل ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)617‬الوعي‬ ‫االجتماع��ي والتق ّدم" (املعرفة‪ ،‬كانون الثاين‪/‬‬ ‫ت�رشين الأول‪� /‬أكتوبر ‪ ،2010‬العدد ‪.)10‬‬ ‫يناير ‪ ،2010‬العدد ‪.)556‬‬ ‫"ره��اب احلـــري��ة عرب حرية‬ ‫احلريـــــ��ة‪ُ :‬‬ ‫الروحية‬ ‫امل��ر�أة‪" :‬دور امل��ر�أة يف احلي��اة‬ ‫الرهاب" (املعرفة‪ ،‬كانون الثاين‪ /‬يناير‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫العدد ‪" ،)556‬يف نقد الت�صوير الّليربايل للحرية" ويف �إدارة ال�ش���أن ال�سيا�س��ي من خ�لال الرتاث‬ ‫الثقافي��ة‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر‬ ‫(الفك��ر العرب��ي املعا��صر‪ ،‬ربي��ع ‪ ،2010‬ال�سنة امل�ستن�ير (احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،2010‬العدد‪.)210‬‬ ‫الثالثون‪ ،‬العدد ‪.)151-150‬‬ ‫الكـــولونيالية‪" :‬الكتاب��ة الكولونيالـــية‪:‬‬ ‫العلـــمان ّية‪/‬العلمنة‪" :‬م�شكلــــة علمــــنة‬ ‫املفــــهوم فــــي االقت�صـــاد‪ -‬ال�سيا�سي" (الفكر اجل��دوى واحل��دود" (املناهل‪ ،‬كان��ون الثاين‪/‬‬ ‫العربي املعا�رص‪ ،‬ربيع ‪ ،2010‬ال�سنة الثالثون‪ ،‬يناير‪ ،2010‬العدد‪.)87‬‬ ‫العدد ‪.)151-150‬‬ ‫غ�يره‪" :‬التوظيف الرتاثي‪ ..‬ما يوظّ ف وما‬ ‫اال�ســت�شــــراق‪" :‬اال�ست��شراق الأملــــاين" ال يوظّ ��ف" (اله�لال‪� ،‬أيل��ول‪� /‬سبتم�بر ‪،2010‬‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬حزي��ران‪ /‬يوني��و ‪ ،2010‬الع��دد العدد ‪.)119‬‬

‫ملحق رقم (‪)9‬‬ ‫حماور املو�ضوعات(دوريات) اخلا�صة بالوطن العربي‬ ‫‪ 1. 9‬مو�ضوعات تتناول الرتاث والتاريخ‬ ‫العربي والإ�سالمي‬ ‫عودات نقد ّية �إىل الرتاث‪" :‬يف القراءات‬ ‫العربية الإ�سالمية"‬ ‫"الالتاريخية" يف املدينة‬ ‫ّ‬ ‫(امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪� 373‬آذار‪ /‬مار���س‬ ‫‪" ،)2010‬الأيديولوج��ي واملعريف يف حتقيقات‬

‫ال�تراث العرب��ي وقراءاته" (امل�ستقب��ل العربي‪،‬‬ ‫الع��دد ‪ 381‬ت�رشي��ن الث��اين‪ /‬نوفم�بر‪،)2010‬‬ ‫"الأيديولوجي واملعريف يف اخلطاب التاريخي‬ ‫العربي" (امل�ستقبل العرب��ي‪ ،‬العدد‪ 381‬ت�رشين‬ ‫الث��اين‪ /‬نوفم�بر ‪" ،)2010‬حرك��ة الت�أوي��ل يف‬ ‫الرتاث النقدي" (الفكر العربي املعا�رص‪ ،‬خريف‬ ‫‪ 2010‬ال�سنة الثالثون‪ ،‬العدد ‪" ،)153-152‬نقد‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫اخلطابة ال�سيا�سية يف الرتاث العربي" (العربي‪،‬‬ ‫�آذار‪ /‬مار���س ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)616‬الأندل���س‪..‬‬ ‫ودالالتها املتناق�ضة" (�آفاق امل�ستقبل‪ ،‬كانون‬ ‫الثاين‪� /‬شباط‪ -‬يناير‪ /‬فرباير ‪ ،2010‬العدد ‪،)3‬‬ ‫الن�ص‬ ‫"خم��ارج الت�أويل واالجته��اد يف قراءة ّ‬ ‫والفل�سف��ة‪ ،‬اب��ن ر�ش��د راهن��اً" ( الفك��ر العرب��ي‬ ‫املعا��صر‪ ،‬ربيع ‪ ،2010‬ال�سن��ة الثالثون‪ ،‬العدد‬ ‫�شمي��ل وخمالفي��ه"‬ ‫‪" ،)151-150‬ب�ين �شبل��ي ّ‬ ‫(الفك��ر العرب��ي املعا�رص‪ ،‬خري��ف ‪ 2010‬ال�سنة‬ ‫أل�سنيات لإحياء‬ ‫الثالثون‪ ،‬العدد ‪" ،)153-152‬ال ّ‬ ‫الكف��اءة يف فهم الإ�س�لام واحلياة‪ :‬كيف يرتقي‬ ‫امل�سلم��ون من طَ ��ور اجلمود �إىل طَ ��ور احلركة"‬ ‫(امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪� 373‬آذار‪/‬مار���س‬ ‫‪�" ،)2010‬سي��وف من له��ب‪� :‬أ�سب��اب الفتوحات‬ ‫الإ�سالمية وا�ستقب��ال ال�شعوب املفتوحة لها" (‬ ‫كلمن‪،‬الع��دد �صف��ر‪ ،‬ربي��ع ‪" ،)2010‬حتليل دين‬ ‫حممد نظرات يف �أ�صول الدين والأمة والدولة يف‬ ‫الإ�س�لام" (كلمن‪ ،‬العدد‪ ،1‬خري��ف ‪" ،)2010‬يف‬ ‫العربية ‪� -‬سيا�سة وحروب‬ ‫تاريخ «الن�رصانية»‬ ‫ّ‬ ‫وعقائ��د" (وجهات نظر‪ ،‬حزيران‪ /‬يونيو‪،2010‬‬ ‫الع��دد‪" ،)137‬الأموي��ون بني دم�ش��ق وقرطبة ‪..‬‬ ‫مقارن��ات يف احلك��م والإدارة" (العربي‪� ،‬أيار‪/‬‬ ‫مايو‪ ،2010‬العدد ‪.)618‬‬

‫عودات �إىل الرتاث ال�شعبي واحل�ضارات‬ ‫غ�ير العرب ّي��ة‪" :‬ال�تراث امل��صري ال�شعبي‪..‬‬

‫ثقافة انتم��اء" (الهالل‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباير‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)118‬مناه��ج التعلي��م ال�سومري��ة ‪-‬‬ ‫البابلي��ة" (املعرف��ة‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪.)558‬‬

‫ع��ودات �إخبار ّي��ة �سرد ّي��ة‪� /‬إخبار ّي��ة‬ ‫�سرد ّي��ة حتليل ّي��ة‪" :‬الأخ�لاق يف االقت�ص��اد‬

‫احل�صـــاد‬

‫إ�سالم��ي كم��ا ج��اء يف الق��ر�آن الك��رمي"‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫(الآداب‪ ،‬الع��دد ‪" ،)2010 /11-12‬الع��ودة‬ ‫ح�ضارية" (�آف��اق الثقافة‬ ‫�إىل ال�تراث ��ضرورة‬ ‫ّ‬ ‫والرتاث‪ ،‬مت��وز‪ /‬يوليو‪ ،2010‬العدد‪" ،)70‬م�رص‬ ‫وانتما�ؤه��ا العرب��ي والإ�سالم��ي" (اله�لال‪،‬‬

‫كان��ون الث��اين‪ /‬يناي��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)118‬‬ ‫"النه�ضة العمرانية يف بالد ال�شام �أواخر العهد‬ ‫العثم��اين" (املعرف��ة‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر ‪،2010‬‬ ‫الع��دد‪" ،)557‬اجلذور امل�شرتك��ة لتاريخ العرب‬ ‫الق��دمي" (املعرف��ة‪� ،‬آذار‪/‬مار���س‪ ،2010‬الع��دد‬ ‫‪" ،)558‬مل��اذا كرثت الفتوح��ات الإ�سالمية يف‬ ‫رم�ضان؟" (اله�لال‪� ،‬آب ‪�/‬أغ�سط�س‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)118‬رم�ض��ان يف الق��ر�آن وال�سن��ة" (الهالل‪،‬‬ ‫�آب‪� /‬أغ�سط���س‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،) 118‬العي��د‬ ‫ودالالت��ه احل�ضاري��ة والأخالقي��ة" (اله�لال‪،‬‬ ‫�أيل��ول‪� /‬سبتم�بر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)119‬عل��م‬ ‫اجلوارح والبيزرة يف الرتاث العربي الإ�سالمي"‬ ‫(املعرف��ة‪� ،‬شباط‪ /‬فرباي��ر ‪ ،2010‬العدد ‪،)557‬‬ ‫والت�ص��وف بالق�يروان"‬ ‫"م��ن �أع�لام ال ّزه��د‬ ‫ّ‬ ‫الثقافية‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباير‪ ،2010‬العدد‬ ‫(احلي��اة‬ ‫ّ‬ ‫‪�" ،)210‬ض��وء عل��ى تاري��خ الع��امل الإ�سالمي"‬ ‫(املعرفة‪ ،‬كان��ون الأول‪ /‬دي�سمرب‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪�" ،)566‬رصخ��ات اال�ستغاث��ة الن�سوي��ة الثالث‬ ‫كان له��ا ما بعدها يف تاريخنا" (�آفاق الثقافة‬ ‫وال�تراث‪� ،‬أيل��ول‪� /‬سبتم�بر‪ ،2010‬الع��دد‪،)71‬‬ ‫"امل�سيحي��ون يف احلك��م الإ�سالمي"(وجه��ات‬ ‫ّ‬ ‫نظ��ر‪� ،‬شباط‪ /‬فرباير‪ ،2010‬العدد ‪" ،)133‬ثالث‬ ‫موج��ات م��ن التنوير"(الهالل‪ ،‬ني�س��ان‪� /‬أبريل‬ ‫"الف��ن اخلطابي يف الرتاث‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد‪،)118‬‬ ‫ّ‬ ‫النق��دي" (�آفاق الثقافة وال�تراث‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س‬ ‫"ريا�ضي��ات اخلوارزم��ي‪:‬‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪،)69‬‬ ‫ّ‬ ‫ت�أ�سي���س عِ ل��م اجلَرب" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬العدد‬ ‫‪ 377‬مت��وز‪ /‬يوليو ‪" ،)2010‬مفهوم الطبيعة‪� ،‬أو‬ ‫من الطبيعة �إىل الإرادة ل��دى فال�سفة الإ�سالم"‬ ‫(الفك��ر العربي املعا��صر‪ ،‬ربي��ع ‪ ،2010‬ال�سنة‬ ‫الثالث��ون‪ ،‬الع��دد ‪" ،)151-150‬امل�ستقب��ل يف‬ ‫الفك��ر اخللدوين" (الفكر العربي املعا�رص‪ ،‬ربيع‬ ‫‪ ،2010‬ال�سن��ة الثالث��ون‪ ،‬الع��دد ‪،)151-150‬‬ ‫"حمم��د عل��ى الكب�ير‪ ..‬ال��وايل‪ ...‬وال�سلط��ان‪..‬‬ ‫تقري��ر مبعوث الآ�ستانة" (وجه��ات نطر‪� ،‬أيار‪/‬‬ ‫"الفاطمي��ون بن��اة‬ ‫ماي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪،)136‬‬ ‫ّ‬ ‫إ�سالمية" (الهالل‪� ،‬أي��ار‪ /‬مايو‪،2010‬‬ ‫م��صر ال‬ ‫ّ‬ ‫الع��دد ‪�" ،)118‬صقلية الإ�سالمي��ة‪ ..‬اندثار الأثر‬

‫‪711‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 712‬للتنمية الثقافية‬ ‫ونحيب النخيل" (العرب��ي‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)616‬الع��ودة �إىل الدي��ن" (العرب��ي‪،‬‬ ‫ني�س��ان‪� /‬أبري��ل ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)617‬عل��م‬ ‫العربي��ة" (املعرفة‪� ،‬آذار‪/‬‬ ‫الطبيع��ة يف الفل�سفة‬ ‫ّ‬ ‫مار���س ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)558‬املفاهيم الأثرية‬ ‫واحل�ضاري��ة املتوارث��ة" (املعرف��ة‪ ،‬ت�رشي��ن‬ ‫الأول‪� /‬أكتوب��ر‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)565‬حق��وق‬ ‫الإن�س��ان يف الرتاث العرب��ي" (املعرفة‪ ،‬ت�رشين‬ ‫الأول‪� /‬أكتوب��ر‪ ،2010‬العدد ‪" ،)565‬مالمح من‬ ‫أدبية يف قطر عرب التاريخ"‬ ‫احلركة‬ ‫الثقافية وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫(البيان‪� ،‬أيار‪ /‬مايو‪ ،2010‬العدد‪" ،)478‬رحالت‬ ‫املغامرين العرب يف املحي��ط الأطل�سي" (�آفاق‬ ‫الثقافة وال�تراث‪� ،‬آذار‪ /‬مار�س‪ ،2010‬العدد‪،)69‬‬ ‫"احلياة ‪ ..‬من املهد �إىل الّلحد" (الهالل‪� ،‬شباط‪/‬‬ ‫فرباي��ر‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)118‬حق��وق الإن�س��ان‬ ‫يف ال�تراث العرب��ي" (املعرفة‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪/‬‬ ‫�أكتوب��ر‪ ،2010‬العدد ‪�" ،)565‬ض��وء على تاريخ‬ ‫ملـــف "العــــروبة وامل�ســـتقبل" ويت�ض ّمن‬ ‫الع��امل الإ�سالم��ي" (املعرف��ة‪ ،‬كان��ون الأول‪/‬‬ ‫معن��ى‬ ‫املو�ضوع��ات التالي��ة‪" :‬العروب��ة يف‬ ‫دي�سمرب‪ ،2010‬العدد ‪.)566‬‬ ‫ً‬ ‫ح�ض��اري"‪" ،‬العروب��ة و�صناع��ة التاري��خ"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2.9‬مو�ضوعات ترتبط بامل�شروع القومي "العروب��ة وم�س�ألة االندماج الوطني" (امل�ستقبل‬ ‫العربي �أو بالعروبة‬ ‫العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪� 379‬أيل��ول‪� /‬سبتم�بر‪،)2010‬‬ ‫"ث��ورة مت��وز‪ /‬يولي��و وامل�ستقب��ل العربي" "الأم��ة والدول��ة والطبقات يف الوط��ن العربي"‬ ‫(امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪ 377‬مت��وز‪ /‬يولي��و (امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪� 379‬أيل��ول‪/‬‬ ‫‪" ،)2010‬م���أزق العل��م العرب��ي‪ :‬هل ميك��ن قيام �سبتم�بر‪" ،)2010‬تغري��ب الّلغ��ة و�أزم��ة الهوية"‬ ‫نه�ضة علمية عرب ّي��ة؟" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد (اله�لال‪ ،‬ني�س��ان‪� /‬أبري��ل‪ ،2010‬الع��دد‪،)118‬‬ ‫‪� 378‬آب‪� /‬أغ�سط���س ‪" ،)2010‬ر�ؤي��ة م�ستقبلي��ة" "الثقاف��ة ت�صلح م��ا تف�سده ال�سيا�س��ة" (الهالل‪،‬‬ ‫(امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬العدد ‪� 379‬أيل��ول‪� /‬سبتمرب ني�س��ان‪� /‬أبري��ل‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)118‬القومي��ة‬ ‫‪" ،) 2010‬م��دى امل�رشوعي��ة يف امل��شروع العرب ّي��ة باملفه��وم العلمي والث��وري" (املعرفة‪،‬‬ ‫النه�ضوي العربي" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ 380‬كانون الثاين‪ /‬يناير ‪ ،2010‬العدد ‪" ،) 556‬احلذر‬ ‫ت�رشين الأول‪� /‬أكتوبر ‪" ،)2010‬مذاهب املفكّرين م��ن اخرتاق الثواب��ت" (املعرفة‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباير‬ ‫تفح�ص نقدي" ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)557‬ال�تراث ال�شعب��ي والهوية"‬ ‫ال�سور ّي�ين يف"الدول��ة العرب ّي��ة" ّ‬ ‫(كلمن‪،‬العدد �صفر‪ ،‬ربيع ‪" ،)2010‬حمالت الأمل‪( :‬املعرف��ة‪ ،‬ني�س��ان‪� /‬أبري��ل‪ ،2010‬الع��دد ‪،)559‬‬ ‫العربي" (الآداب‪" ،‬الوح��دة احل�ضاري��ة بني اجلزائر وب�لاد ال�شام‬ ‫الثقافو ّية والإ�صالح يف العامل‬ ‫ّ‬ ‫‪" ،)2010/ 8-7-6‬الوح��دة العرب ّي��ة يف مواجهة ع�بر التاري��خ" (املعرفة‪ ،‬مت��وز‪ /‬يولي��و ‪،2010‬‬ ‫امل�رشوع ال�صهي��وين" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬العدد العدد‪" ،)562‬العروبة وامل�ستقبل" (املعرفة‪� ،‬آب‪/‬‬ ‫‪� 372‬شباط‪ /‬فرباير ‪" ،)2010‬امل�رشوع النه�ضوي �أغ�سط���س ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)563‬التوا�صل الثقايف‬ ‫العربي‪ :‬ن��داء امل�ستقبل"(امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد بني م��شرق الأم��ة ومغربها" (املعرف��ة‪ ،‬ت�رشين‬ ‫‪ 374‬ني�سان‪� /‬أبريل ‪" ،)2010‬حال الأمة العرب ّية‬ ‫(‪ )2010-2009‬النه�ض��ة �أو ال�سقوط" (امل�ستقبل‬ ‫العربي‪ ،‬الع��دد ‪� 375‬أيار‪ /‬مايو‪" ،)2010‬الفردية‬ ‫وثقافة النه�ضة" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬العدد ‪375‬‬ ‫�أيار‪/‬ماي��و ‪" ،)2010‬م���أزق العل��م العرب��ي ه��ل‬ ‫ميك��ن قيام نه�ض��ة علمي��ة عرب ّي��ة؟" (امل�ستقبل‬ ‫العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪ 376‬حزي��ران‪ /‬يوني��و‪،)2010‬‬ ‫"م��شروع �سوري��ة الك�برى‪ :‬درا�س��ة يف �أح��د‬ ‫م�رشوعات الوحدة العرب ّية يف الن�صف الأول من‬ ‫الق��رن الع�رشين" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬العدد ‪376‬‬ ‫حزي��ران‪ /‬يوني��و ‪" ،) 2010‬ه��ل تراج��ع ال�شعور‬ ‫القوم��ي العرب��ي؟ ق��راءة �سو�سيولوجي��ة يف �آراء‬ ‫ط�لاب جامعة الكويت" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد‬ ‫‪� 378‬آب‪�/‬أغ�سط�س ‪�" ،)2010‬أمن الإن�سان العربي‪:‬‬ ‫هوي��ة ال��صراع و��صراع الهوي��ات" ( امل�ستقبل‬ ‫العربي‪ ،‬العدد ‪� 372‬شباط‪ /‬فرباير ‪.)2010‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬

‫احل�صـــاد‬

‫"العم��ل الطوع��ي وخدم��ة املجتم��ع" (الهالل‪،‬‬ ‫الثاين‪ /‬نوفمرب‪ ،2010‬العدد ‪.)566‬‬ ‫�آب‪� /‬أغ�سط�س‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)118‬دميقراطية‪..‬‬ ‫تخ�ص امل�شروع‬ ‫‪ 3.9‬مو�ضوعات‬ ‫التخل��ف!" (العرب��ي‪ ،‬حزي��ران‪ /‬يوني��و ‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫الدميقراطي العربي وحقوق الإن�سان‬ ‫"حتول �أفكار ن�رش الدميقراطية �إىل‬ ‫الع��دد ‪ّ ،)619‬‬ ‫"حماولة يف الإجابة عن �س�ؤال "ما العمل؟"‪ :‬ردي��ف لنظرية الف�سطاط�ين" (�آف��اق امل�ستقبل‪،‬‬ ‫دميقراطي" (الآداب‪ ،‬العدد‪� 9‬آذار‪ /‬ني�سان‪ -‬مار�س‪� /‬أبريل‪ ،2010‬العدد ‪.)4‬‬ ‫عربي‬ ‫نحو م��شروع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ ‪ "،)2010 / 10‬تباين ا�سرتاتيجيات الت�أ�سي�س‬‫تخ�ص الي�سار العربي‬ ‫للدميقراطي��ة وتباي��ن م�ضامينه��ا يف الفك��ر ‪. 4.9‬مو�ضوعات‬ ‫ّ‬ ‫"يف ��ضرورة خلق ن��واةٍ جدي��دةٍ للي�سار"‬ ‫العربي الراه��ن" (امل�ستقبل العرب��ي‪ ،‬العدد ‪373‬‬ ‫ؤولية‬ ‫�آذار‪/‬مار���س ‪�" ،)2010‬إع��ادة ت�شكي��ل املقاومة (الآداب‪ ،‬العدد ‪�" ،)2010 /5-4‬أزمة امل�س� ّ‬ ‫العرب��ي (الآداب ‪،)2010 / 5 - 4‬‬ ‫والدميقراطي��ة‪ :‬رواي��ات من حما���س وحزب اهلل يف الوط��ن‬ ‫ّ‬ ‫وت�ضم��ن العدد نف�سه من جملة الآداب املقاالت‬ ‫(امل�ستقب��ل العرب��ي"‪ ،‬الع��دد ‪ 377‬مت��وز‪ /‬يوليو‬ ‫ّ‬ ‫اال�شرتاكي‪ :‬بني‬ ‫‪" ،)2010‬مفه��وم الكتل��ة التاريخية‪..‬على قاعدة والدرا�س��ات التالية‪" :‬املنت��دى‬ ‫ّ‬ ‫الربناجمية"‪" ،‬كيف‬ ‫وامله��ام‬ ‫الفكري��ة‬ ‫الهوي��ة‬ ‫والتن��وع؟" (امل�ستقبل‬ ‫الدميقراطي��ة �أم التع ّددية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللينيني��ة يف جتربتي‬ ‫املارك�سي��ة –‬ ‫العربي‪ ،‬العدد ‪� 378‬آب‪� /‬أغ�سط�س ‪�" ،)2010‬إعادة ح��ضرت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هوي��ة الي�سار‬ ‫العربي��ة‪ :‬انتخابات بدون‬ ‫التفك�ير يف الدمقرطة‬ ‫ّ‬ ‫ال�سيا�سي��ة؟"‪" ،‬م��اذا تبق��ى م��ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫عام‬ ‫العرب��ي الي��وم؟"‪" ،‬نحو‬ ‫ال�شيوع��ي‬ ‫دميقراطية" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ 381‬ت�رشين‬ ‫ت�ص��و ٍر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املارك�سية املبتذلة‬ ‫عربي جديد"‪" ،‬موت‬ ‫لي�سار‬ ‫الثاين‪ /‬نوفمرب ‪" ،2010‬حقوق الإن�سان يف الوطن‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ٍّ‬ ‫العراقية)"‪" ،‬كي يكون‬ ‫العربي (‪ )2010 - 2009‬تبعات �إ�ضاعة الفر�ص‪� ،‬أو ورطة الن�رص(التجربة‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪:‬‬ ‫وتكري�س انتهاكات حق��وق الإن�سان" (امل�ستقبل الي�س��ار �سبيلنا �إىل النه�ض��ة"‪" ،‬الي�سار‬ ‫ّ‬ ‫العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪ 381‬ت�رشي��ن الثاين‪/‬نوفم�بر ح��وار مع جلبري الأ�شقر"‪ ،‬ه��ل توجد حاجة �إىل‬ ‫العربي؟"‪.‬‬ ‫‪" ،)2010‬ا�ستطالع��ات ال��ر�أي الع��ام واملمار�سة الي�سار يف املجتمع‬ ‫ّ‬ ‫الدميقراطية يف الوط��ن العربي‪ :‬تفكري يف و�ضع‬ ‫ملف "الي�سار العربي‪" :‬الأزمة واالقرتاحات"‬ ‫يتج��اوز الراهن" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬العدد ‪382‬‬ ‫كان��ون الأول‪/‬دي�سم�بر ‪ " ،)2010‬فـي اال�ستبداد (الآداب‪ ،‬الع��دد ‪ )6-7-8/2010‬وت�ض ّم��ن اجل��زء‬ ‫العربي" (وجهات نظر‪� ،‬آذار‪/‬مار�س‪ ،2010‬العدد الث��اين م��ن املل��ف املق��االت والأبح��اث التالي��ة‪:‬‬ ‫وطني جديد"‪�" ،‬أزمة‬ ‫حراك‬ ‫‪" ،)134‬عودة م�رص املثقفة" (وجهات نظر‪� ،‬أيار‪" /‬م�ؤمت��ر حيفا‪� :‬صعود ٍ‬ ‫ّ‬ ‫العربي والتبا�سات النقد‬ ‫العربي"‪" ،‬الي�سار‬ ‫إ�سالميني الي�س��ار‬ ‫مايو‪ ،2010‬العدد‪" ،)136‬الدولة بني ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫الذات��ي"‪" ،‬ي�سار قدمي‪ ،‬ي�سار جديد!"‪" ،‬يف الواقع ال‬ ‫ّليرباليني" (وجهات نظر‪ ،‬متوز‪ /‬يوليو‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�سيا�سات ي�سار ّية؟"‪،‬‬ ‫الن�ص‪ّ � :‬أي ي�سار‪ ،‬و�أين‪ ،‬و�أ ّية‬ ‫ٍ‬ ‫الع��دد ‪" ،)138‬الدميوقراطي��ة‪� ... ...‬أم التنمي��ة؟ يف ّ‬ ‫ خي��ارات الع��رب ال�صعب��ة!!!" (وجه��ات نظ��ر‪" ،‬مفارقة غياب الي�سار‪ :‬حالة م�رص"‪" ،‬احلاجة �إىل‬‫مت��وز‪ /‬يوليو‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)138‬ملاذا يرف�ض‬ ‫ي�س��ار جديد‪ ...‬م��ن جدي��د"‪" ،‬املارك�س ّي��ة العرب ّية‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫العـ��رب الدميوقراطي��ة؟" (وجه��ات نظ��ر‪� ،‬آب‪ /‬يف تربي��ر الت�سلّ��ط"‪" ،‬الي�س��ار يف الأردن‪ :‬مواجهة‬ ‫املغرب��ي‪:‬‬ ‫�أغ�سط���س‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)139‬ب�ين الطائفي��ة‪ ..‬الأزم��ة �أ ْم بن��اء امل��شروع؟"‪" ،‬الي�س��ار‬ ‫ّ‬ ‫والدميقراطية‪ ..‬واالنتماء ‪ -‬الطريق �إىل احلكومة خما���ض التغيري (ن��دوة)"‪�" ،‬أول جترب��ة مارك�سية‬ ‫ال�صاحلة" (وجهات نظر‪ ،‬كانون الأول‪ /‬دي�سمرب عرب ّية‪ ..‬ع��شرون عام ًا على الأفول"(وجهات نظر‪،‬‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)143‬ع��ن ثقاف��ة املواطن��ة" �أيار‪ /‬مايو ‪ ،2010‬العدد‪.)136‬‬ ‫(اله�لال‪� ،‬آذار‪ /‬مار���س‪ ،2010‬الع��دد ‪،)118‬‬

‫‪713‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 714‬للتنمية الثقافية‬

‫ملحق رقم (‪ 9‬مكرر)‬ ‫العربي ّ‬ ‫ككل‬ ‫تخ�ص الوطن‬ ‫مو�ضوعات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫"التغلغ��ل الإ�رسائيل��ي يف دول �آ�سي��ا‬ ‫الو�سط��ى وانعكا�سات��ه عل��ى عالقاته��ا م��ع‬ ‫العربي��ة" (امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬الع��دد‬ ‫املنطق��ة‬ ‫ّ‬ ‫‪ 371‬كان��ون الث��اين‪ /‬يناي��ر‪" ،)2010‬م���أزق‬ ‫العربية من احتالل م��صر �إىل احتالل‬ ‫احلداث��ة‬ ‫ّ‬ ‫العراق" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ 374‬ني�سان‪/‬‬ ‫�أبري��ل ‪" ،)2010‬الث��ورة الرقمي��ة ت�ضع الإعالم‬ ‫العرب��ي على مفرتق ط��رق" (امل�ستقبل العربي‪،‬‬ ‫العدد ‪ 376‬حزي��ران‪ /‬يونيو‪" ،) 2010‬قراءة يف‬ ‫انعكا�س��ات امل��شروع الإمرباط��وري الأمريكي‬ ‫العربي��ة" (امل�ستقب��ل العرب��ي‪،‬‬ ‫عل��ى املنطق��ة‬ ‫ّ‬ ‫الع��دد ‪ 377‬مت��وز‪ /‬يولي��و ‪" ،)2010‬حرك��ة‬ ‫الكفاءات العرب ّية‪ ،‬الإقليمية والدولية" (امل�ستقبل‬ ‫العربي‪ ،‬العدد‪ 377‬متوز‪ /‬يوليو ‪" ،)2010‬العقل‬ ‫التاريخ��ي و�إ�شكالية التحدي��ث" (الفكر العربي‬ ‫املعا��صر‪ ،‬خري��ف ‪ 2010‬ال�سن��ة الثالث��ون‬ ‫الع��دد ‪�" ،)153-152‬أزمة ال�رشعي��ة يف النظام‬ ‫ال�سيا�س��ي العرب��ي" (امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬العدد‬ ‫‪� 378‬آب‪�/‬أغ�سط���س‪" ،)2010‬كيف ي�صنع القرار‬ ‫العربية؟" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد‬ ‫يف الأنظمة‬ ‫ّ‬ ‫‪� 379‬أيلول‪� /‬سبتم�بر‪" ،)2010‬معاناة الأحزاب‬ ‫العربية وهمومها‪ :‬نظرة تقييمية لدور‬ ‫ال�سيا�سية‬ ‫ّ‬ ‫العربية و�أو�ضاعها" (امل�ستقبل العربي‪،‬‬ ‫الأحزاب‬ ‫ّ‬ ‫العدد ‪ 380‬ت�رشين الأول‪� /‬أكتوبر‪" ،)2010‬النفط‬ ‫والتنمي��ة يف الفك��ر االقت�ص��ادي العربي‪ :‬كيف‬ ‫طرح��ت ق�ضية دور النف��ط يف التنمية يف الفكر‬ ‫االقت�صادي العربي؟" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد‬ ‫‪ 380‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوب��ر ‪" ،)2010‬املعريف‬ ‫والأيديولوج��ي يف الفك��ر العرب��ي املعا�رص‪"2‬‬ ‫(امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬العدد ‪ 382‬كان��ون الأول‪/‬‬ ‫دي�سم�بر ‪" ،) 2010‬الرب��ا واالقت�ص��اد والتمويل‬ ‫الإ�سالم��ي – ر�ؤية خمتلف��ة (امل�ستقبل العربي‪،‬‬

‫الع��دد ‪ 382‬كان��ون الأول‪ /‬دي�سم�بر ‪،)2010‬‬ ‫وحت��والت القي��م‪ :‬مقاربة‬ ‫"الف�ض��اء ال�سي�برين‬ ‫ّ‬ ‫عربي��ة" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬الع��دد ‪ 382‬كانون‬ ‫ّ‬ ‫الأول ‪" ،)2010‬عنا�رص � ّأولية يف �سو�سيولوجيا‬ ‫العربية" (الفكر‬ ‫الريعي��ة يف املجتمعات‬ ‫الدولة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العربي املعا�رص‪ ،‬ربيع ‪ ،2010‬ال�سنة الثالثون‪،‬‬ ‫التع�ص��ب‬ ‫الع��دد ‪" ،)151-150‬الهج��وم عل��ى‬ ‫ّ‬ ‫الدين��ي لي���س هجوم�� ًا عل��ى الدين"(وجه��ات‬ ‫نظ��ر‪� ،‬أي��ار‪ /‬ماي��و ‪ ،2010‬الع��دد ‪�" ،(136‬آيات‬ ‫العربية اجلديدة" (وجهات‬ ‫وجرناالت‪..‬الهواج�س‬ ‫ّ‬ ‫نظ��ر‪ ،‬كانون الثاين‪ /‬يناير ‪ ،2010‬العدد ‪،)132‬‬ ‫"لي�س��ت فق��ط ن��درة يف املي��اه ‪� ..‬أ�سئلة العرب‬ ‫املناخي��ة" (وجه��ات نظ��ر‪ ،‬ت�رشي��ن الث��اين‪/‬‬ ‫نوفم�بر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)142‬ثقاف��ة التغيري‪..‬‬ ‫وجه��ة نظ��ر �إ�سالمي��ة" (وجهات نظ��ر‪ ،‬كانون‬ ‫الأول‪ /‬دي�سمرب‪ ،2010‬العدد ‪" ،)143‬ا�ضمحالل‬ ‫الفكر ال�سيا�س��ى العربي "(وجهات نظر‪ ،‬كانون‬ ‫الأول‪ /‬دي�سم�بر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)143‬الع��دل‬ ‫العربي��ة"؟" (الهالل‪� ،‬آذار‪/‬‬ ‫املطل��ق يف الثقافة‬ ‫ّ‬ ‫مار���س‪ ،2010‬الع��دد‪�" ،)118‬أي��ن دور الع��رب‬ ‫يف ع��امل يت�شكّل من جدي��د؟" (الهالل‪ ،‬ني�سان‪/‬‬ ‫�أبري��ل‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)118‬الإعالم واملوروث‬ ‫ال�شعب��ي" (اله�لال‪ ،‬ني�س��ان‪� /‬أبري��ل ‪،2010‬‬ ‫التع�ص��ب" (الهالل‪� ،‬أيار‪/‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)118‬ثقافة‬ ‫ّ‬ ‫ماي��و‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)118‬م�شكلة الإن�سان يف‬ ‫فكرن��ا العرب��ي احلدي��ث واملعا��صر "(الهالل‪،‬‬ ‫حزي��ران‪ /‬يوني��و ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)118‬ي��وم‬ ‫توحدت م�رص" (ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر ‪،2010‬‬ ‫ّ‬ ‫الفكرية يف‬ ‫ة‬ ‫امللكي‬ ‫عن‬ ‫دفاع‬ ‫أول‬ ‫�‬ ‫)‪"،‬‬ ‫‪119‬‬ ‫الع��دد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصي��ة" (ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر‬ ‫ال�صحاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫امل�رصي��ة‪..‬‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)119‬دار الكت��ب‬ ‫ّ‬ ‫ق��رن ون�ص��ف م��ن التنوي��ر" (ت�رشي��ن الأول‪/‬‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫�أكتوب��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)119‬عومل��ة ال�ص��ورة‬ ‫وامل�شه��د الق��ر�آين اخلال��د" (اله�لال‪ ،‬كان��ون‬ ‫الأول‪ /‬دي�سم�بر‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)119‬حت�ص�ين‬ ‫التح��والت العا�صفة"‬ ‫العربية يف زمن‬ ‫الثقاف��ة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬كانون الث��اين‪ /‬يناي��ر‪ ،2010‬العدد‬ ‫إقليمية يف العامل القدمي"‬ ‫‪" ،)556‬احل�ض��ارات ال ّ‬ ‫(املعرفة‪ ،‬حزي��ران‪ /‬يونيو ‪ ،2010‬العدد ‪،)561‬‬ ‫العربي��ة‪ :‬م��ن التجدي��د �إىل اجلمود"‬ ‫"احلداث��ة‬ ‫ّ‬ ‫(املعرف��ة‪ ،‬مت��وز‪ /‬يولي��و ‪ ،2010‬الع��دد ‪،)562‬‬ ‫"التفت��ت العربي يف زم��ن العومل��ة‪ ("..‬العربي‪،‬‬ ‫كان��ون الث��اين‪ /‬يناي��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪"،)614‬بحث‬ ‫�أ�سب��اب الوه��ن العرب��ي تدفعن��ي للي�أ���س‪( "..‬‬ ‫العربي‪ ،‬كانون الثاين‪ /‬يناير‪ ،2010‬العدد‪،)614‬‬ ‫"ر�أ�س بريوت" املنفتحة على العرب والعروبة"‬ ‫(العربي‪� ،‬أيار‪ /‬مايو‪ ،2010‬العدد‪" ،)618‬الفجوة‬ ‫النان��و‪ -‬معرفية و�آثارها عل��ى العامل العربي"‬ ‫(العرب��ي‪� ،‬آب‪� /‬أغ�سط���س‪ ،2010‬الع��دد‪،)621‬‬ ‫"الثقاف��ة الغائب��ة" (العرب��ي‪� ،‬أيل��ول‪� /‬سبتمرب‬ ‫‪ ،2010‬العدد ‪" ،)622‬التابعون اجلدد" (العربي‪،‬‬

‫‪715‬‬

‫ت�رشي��ن الث��اين‪ /‬نوفم�بر‪ ،2010‬الع��دد‪،)624‬‬ ‫"املُ�صلح��ون اجلدد" )العرب��ي‪ ،‬كانون الأول‪/‬‬ ‫دي�سم�بر‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)626‬واق��ع الثقاف��ة‬ ‫العربي��ة ال يعال��ج بالقم��م ")العرب��ي‪ ،‬كان��ون‬ ‫ّ‬ ‫الأول‪ /‬دي�سم��بر‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)626‬نق��د‬ ‫العربي��ة" (�آفاق امل�ستقبل‪،‬‬ ‫مناه��ج تعليم الّلغة‬ ‫ّ‬ ‫كانون الث��اين‪� /‬شباط‪ -‬يناي��ر‪ /‬فرباير‪،2010‬‬ ‫"معوقات الدرا�س��ات امل�ستقبلية يف‬ ‫الع��دد ‪،)3‬‬ ‫ّ‬ ‫العربي��ة" (ف��اق امل�ستقب��ل‪ ،‬كانون‬ ‫اجلامع��ات‬ ‫ّ‬ ‫الثاين‪� /‬شباط‪ -‬يناير‪ /‬فرباير‪ ،2010‬العدد‪،)3‬‬ ‫إ�سالميني الأتراك حيال‬ ‫العلمانيني ال‬ ‫"مواقف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الع��رب" (�آف��اق امل�ستقب��ل‪� ،‬آذار‪ /‬ني�س��ان‪-‬‬ ‫مار���س‪� /‬أبريل ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)4‬الدعوات �إىل‬ ‫�إ�صالح التعليم الديني" (�آفاق امل�ستقبل‪� ،‬أيار‪/‬‬ ‫حزيران‪ -‬مايو‪ /‬يوني��و‪ ،2010‬العدد‪" ،)5‬العلم‬ ‫عج��ل بظه��ور ع��صر النه�ضة‬ ‫العرب��ي وكي��ف ّ‬ ‫أوروبي��ة" (�آف��اق امل�ستقب��ل‪ ،‬كان��ون الأول‪/‬‬ ‫ال‬ ‫ّ‬ ‫دي�سمرب ‪ ،2010‬العدد ‪.)72‬‬

‫ملحق رقم (‪)10‬‬ ‫تخ�ص بلدان ًا عرب ّية مع ّينة‬ ‫مو�ضوعات‬ ‫ّ‬

‫احل�صـــاد‬

‫العراق‪" :‬النفط وتر�سيم احلدود العراقية –‬ ‫الإيرانية" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪� 372‬شباط‪/‬‬ ‫فرباير‪" ،)2010‬الع��راق‪ :‬م�ستويات ال�رصاع بني‬ ‫�إرادت�ين" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬الع��دد ‪� 373‬آذار‪/‬‬ ‫مار���س ‪" ،)2010‬نح��و ع��راق دميقراطي م�سامل‬ ‫موح��د‪ ،‬غري طائف��ي" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬العدد‬ ‫َّ‬ ‫‪� 373‬آذار‪ /‬مار���س ‪" ،)2010‬غي��اب ق��وة النف��ط‬ ‫وق�ص��ور الفك��ر االقت�ص��ادي يف "امل��شروع‬ ‫النه�ضوي العربي‪ :‬مقاربة يف التجربة العراقية"‬ ‫(امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪� 375‬أيار‪ /‬مايو‪،)2010‬‬ ‫"االنتخاب��ات الربملاني��ة العراقي��ة ب�ين �أزم��ة‬

‫تناف���س االئتالف��ات وم�صداقي��ة املفو�ضي��ة"‬ ‫(امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪� 375‬أيار‪/‬مايو ‪،)2010‬‬ ‫"الأهمية اال�سرتاتيجية لنفط العراق يف منظور‬ ‫الواليات امل ّتحدة الأمريكية (امل�ستقبل العربي‪،‬‬ ‫العدد ‪ 376‬حزيران‪ /‬يوني��و‪" ،)2010‬االقت�صاد‬ ‫ال�سيا�سي لتنامي ق��وة النفط يف العراق‪ :‬مرحلة‬ ‫حا�سم��ة" (امل�ستقب��ل العربي‪ ،‬الع��دد ‪� 378‬آب‪/‬‬ ‫�أغ�سط�س ‪" ،)2010‬ت�أثري االحتالل الأمريكي يف‬ ‫ال�شعب العراق��ي واقت�صاده" (امل�ستقبل العربي‪،‬‬ ‫الع��دد ‪ ،382‬كان��ون الأول‪ /‬دي�سم�بر‪،)2010‬‬ ‫تتمرد عل��ى منعزالتها"‬ ‫"اخلريط��ة البغدادي��ة ّ‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 716‬للتنمية الثقافية‬ ‫(كلمن‪،‬الع��دد �صف��ر‪ ،‬ربي��ع ‪" ،)2010‬م��ن كامت‬ ‫العراقي"‬ ‫إعالمي‬ ‫ال�صوت �إىل املحاك��م‪ :‬حمن ُة ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫(الآداب‪" ،)2010 / 10 - 9 ،‬الع��راق ‪..‬انتخابات‬ ‫علمانية" (�آفاق امل�ستقبل‪� ،‬آذار‪/‬‬ ‫طائفية ب�أدوات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ني�سان‪ -‬مار�س �أبريل ‪ ،2010‬العدد ‪.)4‬‬ ‫موريتاني��ا‪" :‬العالق��ات املوريتاني��ة‪-‬‬ ‫الإ�رسائيلي��ة"‪ :‬م��ن التطبي��ع �إىل التجمي��د �إىل‬ ‫القط��ع" (امل�ستقب��ل العرب��ي‪ ،‬الع��دد ‪� 379‬أيل��ول‪/‬‬ ‫�سبتمرب‪.)2010‬‬ ‫ال�سعود ّي��ة‪" :‬االخت�لاط يف التعلي��م‬ ‫ال�سع��ودي" (�آف��اق امل�ستقب��ل‪ ،‬كان��ون الثاين‪/‬‬ ‫�شباط‪ -‬يناير‪ /‬فرباير‪ ،2010‬العدد ‪.)3‬‬ ‫ال�س��ودان‪" :‬دارف��ور‪ ،‬منق��ذون وناج��ون‪:‬‬ ‫ال�سيا�س��ة واحل��رب عل��ى الإره��اب" (امل�ستقب��ل‬ ‫العربي‪ ،‬العدد ‪ 371‬كانون الثاين‪ /‬يناير (‪،2010‬‬ ‫"م�ستقبل الدميقراطية يف ال�سودان بعد انتخابات‬ ‫ني�سان‪� /‬أبريل ‪( "2010‬امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد‬ ‫‪ 382‬كان��ون الأول‪ /‬دي�سم�بر‪" ،)2010‬احلائ��ط‬ ‫امل�سدود‪ :‬م�سائل العروبة والإ�سالم يف ال�سودان"‬ ‫(كلم��ن‪ ،‬الع��دد �صف��ر‪ ،‬ربي��ع ‪" ،)2010‬ال�سودان‪:‬‬ ‫م�ستقب��ل على املحك" (وجهات نظر‪� ،‬أيار‪ /‬مايو‬ ‫‪ ،2010‬العدد ‪.)136‬‬ ‫عظي��م للب��وار‬ ‫م�ص��ر‪" :‬ه��ل م��ن اخ�تراقٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال�سيا�س��ي يف م��صر؟ (الآداب ‪،)2010 / 5 - 4‬‬ ‫ّ‬ ‫"وثائق عن م�صــر التي كانت!!!" (وجهات نظر‪،‬‬ ‫�آذار‪ /‬مار���س‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)134‬اجلامع��ات‬ ‫امل�رص ّي��ة يف ال�صحاف��ة امل�رصي��ة" (وجه��ات‬ ‫نظ��ر‪� ،‬أيار‪ /‬ماي��و ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،(136‬التعليم‬ ‫الع��ايل امل��صري ر�ؤي��ة دولي��ة" (وجه��ات نظر‪،‬‬ ‫�أيل��ول‪� /‬سبتمرب ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)140‬امل�سلمون‪..‬‬ ‫والأقباط‪ ...‬والوطن"(وجهات نظر‪ ،‬ت�رشين الثاين‪/‬‬ ‫نوفمرب ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)142‬م�شكالت امل�سلمني‬ ‫م�شكالت الأقباط" (وجهات نظر‪ ،‬ت�رشين الثاين‪/‬‬ ‫نوفمرب ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)142‬الأقباط وامل�سلمون‬ ‫يف م��صر �أ�سئل��ة الهوية" (وجه��ات نظر‪ ،‬ت�رشين‬ ‫الث��اين‪ /‬نوفمرب ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)142‬لي�ست فتنة‬ ‫طائف ّي��ة؟" (اله�لال‪� ،‬آذار‪ /‬مار���س ‪ ،2010‬الع��دد‬ ‫‪" ،)118‬ال�سينم��ا واملجتم��ع يف م��صر" (الهالل‪،‬‬

‫ني�س��ان‪� /‬أبريل ‪ ،2010‬العدد ‪" ،)118‬املوقف من‬ ‫فرعوني��ة م��صر وعروبتها" (اله�لال‪ ،‬حزيران‪/‬‬ ‫"التح��ول االقت�صادي‬ ‫يوني��و‪ ،2010‬الع��دد ‪،)118‬‬ ‫ّ‬ ‫يف م��صر" (الهالل‪ ،‬مت��وز‪ /‬يولي��و ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)118‬مل��اذا ال نق��ر�أ؟ و�إذا قر�أن��ا ال نتعلّ��م"‬ ‫(�آب‪� /‬أغ�سط���س ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)118‬القاديان ّي��ة‬ ‫‪ ..‬اختطاف الإ�سالم والت�ضلي��ل با�سمه" (الهالل‪،‬‬ ‫�أيلول‪� /‬سبتم�بر‪ ،2010‬العدد ‪" ،)119‬عبد النا�رص‬ ‫والثقاف��ة واملثقف��ون‪( "..‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪��" ،)119‬صراع فرن�سي‪� -‬إجنليزي‬ ‫عل��ى العق��ل امل��صري" (ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)119‬احل��ج يف الثقافة ال�شعب ّية‬ ‫امل�رص ّي��ة" (اله�لال‪ ،‬كان��ون الأول‪ /‬دي�سم�بر‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)119‬حل��ول علم ّي��ة مل�شكل��ة‬ ‫الأمن املائي امل��صري" (الهالل‪ ،‬كانون الأول‪/‬‬ ‫دي�سم�بر‪ ،2010‬الع��دد‪�" ،)119‬أ�س��وان‪ ..‬احل�ض��ارة‬ ‫والتاري��خ" (الثقاف��ة اجلدي��دة‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪/‬‬ ‫مكون ثقايف‬ ‫�أكتوب��ر‪ ،2010‬العدد‪" ،)241‬ال�تراث ِّ‬ ‫يف �أ�س��وان"‪( ..‬الثقاف��ة اجلدي��دة‪ ،‬ت�رشين الأول‪/‬‬ ‫�أكتوب��ر ‪ 2010‬العدد‪" ،)241‬ر�سالة مفتوحة" (عن‬ ‫الثقافة العرب ّية والّلغة) (الثقافة اجلديدة‪ ،‬ت�رشين‬ ‫الثاين‪ /‬نوفم�بر‪ ،2010‬العدد ‪" ،)242‬م�ؤمتر �أدباء‬ ‫م�رص ب�ين املنجز وامل�أم��ول" (الثقافة اجلديدة‪،‬‬ ‫نط��ور‬ ‫�شب��اط‪ /‬فرباير‪،2010‬الع��دد‪" ،)245‬كي��ف ّ‬ ‫م�ؤمترن��ا ونحدثه �ش��ك ًال ومو�ضوع��اً؟" (الثقافة‬ ‫اجلدي��دة‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر ‪ ،2010‬الع��دد‪،)245‬‬ ‫"مالحظ��ات �أولية ح��ول م�ؤمتر �أدباء م�رص عرب‬ ‫ال��دورات ال�سابق��ة" (الثقاف��ة اجلدي��دة‪� ،‬شباط‪/‬‬ ‫فرباير ‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)245‬م�ؤمتر �أدباء م�رص‪..‬‬ ‫ق��راءة يف املقدم��ات والفعالي��ات والن��واجت"‬ ‫(الثقاف��ة اجلدي��دة‪� ،‬شباط‪ /‬فرباي��ر ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)245‬م�ؤمت��ر الأدب��اء‪ ..‬لعبة امل�تن والهام�ش"‬ ‫(الثقاف��ة اجلدي��دة‪� ،‬شباط‪ /‬فرباي��ر ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)245‬مراكزن��ا الثقاف ّي��ة بال �أجن��دة مدرو�سة"‬ ‫(الثقاف��ة اجلدي��دة‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪" ،)245‬م�ؤمت��ر �أدب��اء م��صر ب�ين املنجز‬ ‫وامل�أمول"(الثقاف��ة اجلدي��دة‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباي��ر‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)245‬مراكزن��ا الثقاف ّي��ة ب�لا‬


‫ح�صاد العام ‪2010‬‬ ‫�أجن��دة مدرو�س��ة" (الثقاف��ة اجلدي��دة‪� ،‬شب��اط‪/‬‬ ‫فرباي��ر ‪ ،2010‬الع��دد ‪�" ،)245‬أح��داث عن��ف يف‬ ‫العا�صمت�ين امل�رصية واجلزائري��ة ب�سبب مات�ش‬ ‫ك��ورة" !!!!!" (الثقاف��ة اجلدي��دة‪� ،‬شب��اط‪ /‬فرباير‬ ‫‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)245‬الإ�سكندرية ث��اين �أكرث مدن‬ ‫الع��امل ته��دداً بالغ��رق‪(" ..‬جملة العرب��ي‪ ،‬كانون‬ ‫الثاين‪ /‬يناير‪ ،2010‬العدد ‪.)614‬‬ ‫ثقافية م�رشقة على‬ ‫اليمن‪" :‬ت��رمي‪ ..‬منارة‬ ‫ّ‬ ‫م��دى الق��رون" (املعرفة‪ ،‬ني�س��ان‪� /‬أبريل‪،2010‬‬ ‫العدد ‪.)559‬‬ ‫�سوري��ة‪" :‬الت�أري��خ املعم��اري للمدين��ة‬ ‫ال�سوري��ة بعد معركة حطّ �ين" (املعرفة‪ ،‬كانون‬ ‫الث��اين‪ /‬يناير‪ ،2010‬العدد ‪" ،)556‬اخلط العربي‬ ‫يف �سوري��ة" (املعرف��ة‪ ،‬ني�س��ان‪� /‬أبري��ل‪،2010‬‬ ‫وطنية‬ ‫الع��دد ‪" ،)559‬وحدة الت�رشي��ع‪� ..‬رضورة‬ ‫ّ‬ ‫ملح��ة" (املعرفة‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر‪،2010‬‬ ‫العدد ‪.)565‬‬ ‫وق��د �ص��در ع��دد واح��د م��ن جمل��ة احلياة‬ ‫الفكري��ة‪ ،‬ع��ن الهيئ��ة ال�سورية العام��ة للكتاب‬ ‫ّ‬ ‫يت�ضمن �أربعة ع�رش مقا ًال‬ ‫(العدد‪ 3‬الع��ام ‪)2010‬‬ ‫ّ‬ ‫خم�ص�صة للجوالن املحتلّ‪،‬‬ ‫�إىل جانب �شهادات‬ ‫ّ‬ ‫ومن هذه املقاالت‪" :‬اجلوالن يف امل�شهد الثقايف‬ ‫ال�س��وري"‪" ،‬اجلغرافي��ا االقت�صادي��ة للج��والن‬ ‫وال��صراع عل��ى م��وارد املياه"‪" ،‬اجل��والن‪ :‬من‬ ‫التطبي��ع �إىل الت�سوي��ة"‪" ،‬اجلرائ��م الإ�رسائيلية‬ ‫يف اجل��والن ال�س��وري والقوان�ين الدولي��ة"‪،‬‬

‫‪717‬‬

‫"اجلوالن وفل�سطني"‪" ،‬اجلوالن ق�ضية قومية"‪،‬‬ ‫"�سورية يف الر�ؤية اال�سرتاتيجية ال�صهيونية"‪،‬‬ ‫"خلفية موجزة حول احتالل ه�ضبة اجلوالن"‪،‬‬ ‫"اجلوالن بني �أمانة احلق ومعيارية الواجب"‪،‬‬ ‫"دور احلرك��ة ال�شعبي��ة والنقابي��ة يف حتري��ر‬ ‫اجل��والن"‪" ،‬هل ازده��ر اال�ستيطان يف اجلوالن‬ ‫خ�لال احلقب��ة البيزنطي��ة"‪" ،‬البع��د الثق��ايف‬ ‫لق�ضي��ة اجل��والن"‪" ،‬البعد االجتماع��ي لق�ضية‬ ‫اجلوالن"‪" ،‬اجلوالن يف امل�شهد الثقايف"‪.‬‬ ‫الفل�سطيني��ة‪ ..‬تاريخ‬ ‫فل�سط�ين‪" :‬الق�ضي��ة‬ ‫ّ‬ ‫ب�لا م�ستقب��ل؟" (اله�لال‪� ،‬آذار‪ /‬مار���س‪،2010‬‬ ‫الع��دد ‪�" ،)118‬أعي��اد القد���س ولىّ زمانه��ا"‬ ‫(اله�لال‪ ،‬حزيران‪ /‬يوني��و ‪ ،2010‬العدد ‪،)118‬‬ ‫الفل�سطينية"‬ ‫"�أمريكا والدميقراطية والدولـــــة‬ ‫ّ‬ ‫الهــــ�لال‪ ،‬ت�رشي��ن الأول‪� /‬أكتوبر ‪ ،2010‬العدد‬ ‫‪" ،)119‬القد���س ب�ين الفرن�سي�س��كان واليه��ود"‬ ‫(ت�رشي��ن الث��اين‪ /‬نوفم�بر‪ ،2010‬الع��دد ‪،)119‬‬ ‫"قافل��ة احلري��ة تر�س��م امل�ستقب��ل" (املعرف��ة‪،‬‬ ‫�أيل��ول‪� /‬سبتمرب‪ ،2010‬الع��دد ‪" ،)564‬اخلالفات‬ ‫الفل�سطينية تتمحور حول تقا�سم ال�سلطة" (�آفاق‬ ‫ّ‬ ‫امل�ستقب��ل‪� ،‬آذار‪/‬ني�س��ان‪ -‬مار���س �أبريل‪،2010‬‬ ‫العدد‪.)4‬‬ ‫لبن��ان‪" :‬احلريات الديني��ة يف لبنان‪ ..‬بني‬ ‫احلرية واحلرية" (العربي‪� ،‬شباط‪ /‬فرباير‪،2010‬‬ ‫العدد ‪.)615‬‬

‫ملحق رقم (‪)11‬‬ ‫تخ�ص اخلليج العربي‬ ‫مو�ضوعات‬ ‫ّ‬

‫احل�صـــاد‬

‫"الطفرة النفطية الثالثة وانعكا�سات الأزمة‬ ‫املالي��ة العاملية‪ :‬حالة �أقط��ار جمل�س التعاون‬ ‫العربية" (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد‬ ‫لدول اخلليج‬ ‫ّ‬ ‫‪ 371‬كان��ون الثاين‪ /‬يناي��ر ‪�" ،2010‬أبو ظبي‪..‬‬ ‫بل��د الثورة ال�صناعية الثالثة" (�آفاق امل�ستقبل‪،‬‬ ‫�آذار‪ /‬ني�سان‪ -‬مار���س‪� /‬أبريل‪ ،2010‬العدد‪،)4‬‬

‫مقوم��ات الدولة"‬ ‫"الإع�لام اخلليج��ي من �أهم ّ‬ ‫(�آف��اق امل�ستقب��ل‪� ،‬أي��ار‪ /‬حزي��ران‪ -‬ماي��و‪/‬‬ ‫يوني��و‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)5‬اخلليج و�أزم��ة النمور‬ ‫آ�سيوي��ة" (�آف��اق امل�ستقب��ل‪ ،‬ت�رشي��ن الثاين‪/‬‬ ‫ال ّ‬ ‫كـــانـــ��ون الأول ‪ -‬نــوفمـــرب‪ /‬دي�ســمرب‪،2010‬‬ ‫العدد‪.)8‬‬

‫م�ؤ�س�سة الفكر العربي‬


‫التقرير العربي الرابع‬ ‫‪ 718‬للتنمية الثقافية‬

‫ملحق رقم (‪)12‬‬ ‫تخ�ص املغرب العربي‬ ‫مو�ضوعات‬ ‫ّ‬ ‫"امل�شكلة ال�صحراوية بني املغرب والبولي�ساريو‪:‬‬ ‫نح��و دولة �صحراوية يف دول��ة احتادية (فدرالية)"‬ ‫(امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪� 373‬آذار‪ /‬مار�س ‪،)2010‬‬ ‫"الّلغ��ة واجلن��در‪ :‬الّل�س��ان الأجنبي عق��دة و�صنّارة‬ ‫ا�ست�لاب لهو ّي��ة امل��ر�أة املغارب ّي��ة" (الآداب‪ ،‬العدد‬ ‫‪" ،)2010 /3-2-1‬ازدواجي��ة النخب��ة يف اجلزائر"‬ ‫(النخبة الإعالمية كمثال) (امل�ستقبل العربي‪ ،‬العدد‬ ‫‪ 374‬ني�س��ان‪� /‬أبري��ل ‪" ،)2010‬متغ�ّيارّ ات الأن�شط��ة‬ ‫االقت�صاد ّي��ة للم��ر�أة املغرب ّي��ة" (�آف��اق امل�ستقب��ل‪،‬‬ ‫�أيل��ول‪� /‬سبتم�بر ‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)71‬املغ��رب م��ن‬

‫منظ��ور كولوني��ايل "(املناه��ل‪ ،‬كان��ون الث��اين‪/‬‬ ‫يناي��ر‪ ،2010‬الع��دد‪" ،)87‬احلماي��ة وانعكا�ساتها"‬ ‫(املناه��ل‪ ،‬كانون الثاين‪ /‬يناي��ر‪ ،2010‬العدد ‪،)87‬‬ ‫"تط�� ّور الوعي ال�ص��ويف ب�إفريقيا وب�لاد املغرب"‬ ‫(احلياة الثقاف ّية‪� ،‬شباط‪ /‬فرباير‪،2010‬العدد‪،)210‬‬ ‫"الت�ص�� ّوف يف غ��رب �إفريقي��ا" (احلي��اة الثقاف ّية‪،‬‬ ‫�شباط‪ /‬فرباير‪ ،2010‬العدد ‪.)210‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.