التقرير العربي الأول 2

Page 1

‫حركة الت�أليف والن�شر‬

‫الباحث الرئي�سي ‪:‬‬

‫د‪ .‬علي عقلة عر�ش�ن‬ ‫كاتب وناقد من �سوريا‬ ‫اأمين عام اتحاد الك ّتاب العرب �سابقاً‬


‫‪349‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫مـدخـــل‬ ‫البعد الثقافي في عملية التنمية‬ ‫كل جهد ومال يبذالن في التنمية ال�ساملة والم�ساريع اال�ستثمارية والخدمية المتنوعة يبقيان‬ ‫عر�س��ة ل�سي��اع االإنتاجية والجدوى والم��ردود اإن لم يترافق ذلك مع وج��ود عنا�سر ب�سرية ذات‬ ‫ق��درات معرفية وعلمية ومهارات مهني��ة ووجدان م�سلكي وح�س وطن��ي‪ ،‬اأي بنية ذاتية متكاملة‬ ‫ّ‬ ‫ت�سكل ر�سيداً لعملية التنمية الم�ستدامة وم�سروع النه�سة في اآن مع ًا‪.‬‬

‫(‪ )1‬هن��اك اأكثر من تعريف جيد للثقافة‪ ،‬ولك ّننا ناأخ��ذ بتعريف تبناه الموؤتمر الدولي لل�سيا�سات الثقافية‪ ،‬الذي عقدته‬

‫اليون�سكو في المك�سيك عام ‪ ،1984‬وهو ين�س على «اأن الثقافة بمعناها االأو�سع هي مجموع ال�سمات الروحية‬

‫والمادية والفكرية والعاطفية الخا�سة التي تميز مجتمع ًا بعينه اأو فئة اجتماعية بعينها‪ ،‬واأنها ت�سمل الفنون واالآداب‬

‫وطرائق الحياة واالإنتاج االقت�سادي‪ ،‬كما ت�سمل الحقوق االأ�سا�سية للإن�سان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات»‪.‬‬ ‫اإعلن مك�سيكو ب�ساأن الثقافة الفقرة‪�/4/‬س‪ 218‬من الن�س العربي‪.‬‬

‫(‪ )2‬وه��و ق��ول م�ستند اإلى ما جاء في الحديث ال�سريف‪ ،‬عن اأبي هري��رة‪« :‬اللهم اإني اأعوذ بك من علم ال ينفع‪ ،‬ومن‬ ‫دعاء ال ي�سمع‪ ،‬ومن قلب ال يخ�سع‪ ،‬ومن نف�س ال ت�سبع» رواه ابن ماجة‪.‬‬

‫(‪ )3‬اأ�س��ار خافي��ر بيريز دي كويلر اإلى «اأن مجهودات التنمية اأخفقت الأن اأهمية العن�سر الب�سري تكمن في اأنه مزيج‬

‫معقد من الروابط والمعتقدات والقيم والحوافز‪ ،‬وذاك المزيج هو الذي ي�سكل جوهر الثقافة‪ ».‬فهل ن�سلم بذلك‬ ‫اأم ناأخ��ذ باإمكاني��ة تنمية ثقافية عربي��ة موؤثرة ا�ستناداً اإلى ثقافة عربية � اإ�سلمي��ة ذات جذور عميقة ومدى روحي‬ ‫وا�سع وقدرة على التاأثير في العمق التكويني للإن�سان؟‬

‫الن�شــر‬

‫والتنمي��ة الب�سري��ة اأ�سا�س كل تنمية ولك��ن ع�سبها تنمية ثقافية بالمعن��ى العميق والدقيق‬ ‫وال�سام��ل للكلمة(‪ .)1‬اإنها تنمية علوم ومعارف نظرية وعملية وقدرات ومهارات تقنية وتطبيقية‬ ‫و�س��و ًال اإلى االإبداع ف��ي كل مجال من المجاالت‪ .‬قال ابن خل��دون‪« :‬ال بارك اهلل في علم ال‬ ‫ينف��ع»(‪ .،)2‬وكل تنمية تحتاج للوعي والمعيار والقيم��ة واالإمكانيات واالأموال‪ ،‬وال يوجد اأفق‬ ‫ع��ام وا�سع الأي تنمي��ة ال ت�سع التنمية الثقافية‪ :‬الروحية والمادي��ة‪ ،‬المعرفية وال�سلوكية‪ ،‬النظرية‬ ‫والتطبيقية على راأ�س اهتماماتها‪ ،‬الأن ما تبذل فيه الجهد والمال يحتاج اإلى من يحفظه وي�ستثمره‬ ‫ويطوره‪ ..‬وذلك هو العن�سر الب�سري‪ ..‬االإن�سان(‪.)3‬‬


‫‪350‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫حركة التاأليف والن�سر في العالم العربي‬ ‫اإن تتب��ع حرك��ة التاأليف والن�سر ف��ي العالم العربي اأمر ال يمك��ن اأن يقدم نتائج �سحيحة‬ ‫تمام�� ًا ال �سيما في مجال االأرقام(‪ ،)1‬الأن الم�سادر االأ�سا�سية ذاتها ت�سطرب في هذا المجال وقد‬ ‫يعط��ي الم�س��در الواحد اأكثر من رقم في اإح�سائياته‪ .‬ولكن النتائج التي اأمكن تقديمها هنا مبنية‬ ‫عل��ى معطيات دقيقة تم تمحي�سها والتثبت منها م��ا اأمكن اإلى ذلك �سبيل‪ ،‬وهي ت�سكل مدخ ً‬ ‫ل‬ ‫�سحيح�� ًا لبناء قواعد بيانات وفق منهج يتبع لهذه الغاية‪ ،‬ومج��ا ًال لتقديم خل�سة وا�ستنتاجات‬ ‫وتوجهات‪ ،‬والو�سول اإلى نتائج ت�ساعد على فهم الو�سع الثقافي العربي واتجاهاته واحتياجاته‪،‬‬ ‫وم��ن ث��م تقديم ت�سور من �ساأنه تعزيز موقع الثقافة العربية ف��ي التنمية‪ ،‬وو�سع �سيا�سات وبرامج‬ ‫واآلي��ات لتنمي��ة الثقافة العربية ذاتها‪ ،‬وتقدي��م معلومات وجداول وقاع��دة بيانات ومقترحات‬ ‫ي�ستفيد منها وا�سعو الخطط وال�سيا�سات التنموية ب�سورة عامة والتنموية الثقافية ب�سورة خا�سة‪،‬‬ ‫الما�سة ل�سيا�سة ثقافية عربية �سامل��ة(‪ )2‬تدخل في �سلب التنمية‬ ‫وت�سي��ر النتائج كلها اإل��ى حاجتنا‬ ‫َّ‬ ‫الب�سرية التي ال تتحقق تنمية �ساملة من دونها‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫وال تتاأت��ى تنمية ثقافية من دون عل��م وتع ّلم ومعارف نظرية وعملية وخدمات ثقافية من‬ ‫جه��ة‪ ،‬وقراءة واطلع ومتابعة وتطبيق وتح�سيل علمي واإب��داع فكري واأدبي وفني وتقني من‬ ‫جه��ة اأخرى‪ .‬وهنا يبرز ال�سوؤال االأ�سا�س‪ ،‬كيف ن�سل اإلى ه��ذا واالأمة العربية تعاني من اأميتين‪:‬‬ ‫اأمي��ة «األ��ف بائية» اأي عدم معرفة القراءة والكتابة‪ ،‬وهن��اك ن�سبة ‪ %27.802‬من �سكان الوطن‬ ‫العرب��ي يعانون من هذا النوع من االأمية‪ ..‬باالإ�سافة اإلى اأمية ثقافية اأو معرفية ب�سورة عامة ناتجة‬ ‫ع��ن انح�سار القراءة والمتابعة العلمية والمعرفية والمهنية التخ�س�سية من المتعلمين و�سرائح من‬ ‫المتخ�س�سين والمثقفين والمبدعين‪.‬‬ ‫الق��راءة تتراجع ب�سكل ملمو�س في الوطن العرب��ي‪ ،‬ولذلك اأ�سبابه وعلجه‪ ،‬وما ينق�سنا‬ ‫تر�سخ عادة القراءة والتعلق بالكتاب واال�ستفادة مما يقراأ‪،‬‬ ‫بالدرج��ة االأولى �سيا�سة ثقافية �سامل��ة ّ‬ ‫وتنمية الوعي المعرف��ي(‪ ..)3‬ومن ثم تكوين التربة الملئمة للتنمية الب�سرية الم�ستدامة ابتداء من‬ ‫أعدها الباحث تت�سمن اإجمالي ما �سدر من كتب‬ ‫(‪ )1‬االإح�ساءات الواردة في هذا المحور م�ستقاة من قاعدة بيانات ا ّ‬ ‫في العالم العربي خلل �سنة ‪.2007‬‬ ‫(‪ )2‬هناك توجه عربي اإيجابي نحو تحديث الخطة ال�ساملة للثقافة العربية التي كانت قد اأقرتها المنظمة العربية للتربية‬ ‫والثقاف��ة والعلوم في الربع االأخير من القرن الما�سي‪ ،‬وهي تت�سمن درا�سات وتو�سيات وتوجهات جيدة واآفاق ًا‬ ‫م�ستقبلية رحبة وت�ساعد على ر�سم �سيا�سة ثقافية عربية �ساملة‪.‬‬ ‫(‪ )3‬في الثالث والع�سرين من ني�سان‪ /‬اإبريل من كل عام يوم القراءة العالمي‪ ،‬هل نجعل من ذلك اليوم في كل عام يوم‬ ‫النوعيين؟‬ ‫احتفاء بالقراءة ومحفّزاً عليها بو�سائل م�سجعة وتظاهرات تهتم بالقراء‬ ‫ّ‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪351‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫التحول الجزئي في م�سادر المعرف��ة والعلم والمعلومة من الوعاء‬ ‫يف�سر‬ ‫ّ‬ ‫التنمي��ة الثقافي��ة ‪ .‬وال ّ‬ ‫القراء على التعامل مع الكتاب في الوعائين‬ ‫الورقي اإلى الوعاء االإلكتروني تراجع القراءة‪ .‬فاإقبال ّ‬ ‫االإلكتروني «الرقمي» والورقي قليل جداً‪ .‬ومع اأن ن�سبة ال باأ�س بها من االأجيال ال�سابة تكت�سب‬ ‫المهارات اللزمة للتعامل مع االإنترنيت والمعلوماتية والحوا�سيب والتقنيات المتعلقة بالمعرفة‬ ‫المخ ّزن��ة رقمي ًا‪ ،‬اإال اأن التعامل مع الكتاب في الوعاء االإلكتروني مازال محدوداً الأ�سباب تتعلق‬ ‫بالتخزين واالإتاح��ة والقارئ الذي يحتاج‪ ،‬اإ�ساف ًة اإلى اكت�ساب مهارات تقنية معينة‪ ،‬اإلى توطن‬ ‫عادات جديدة في التعامل والتوا�سل مع هذا النوع من المعرفة الرقمية‪ ..‬والجهود تتوا�سل من‬ ‫جراء التعامل مع الجديد والمتطور‪.‬‬ ‫االأطراف المعنية لتذليل ما ين�ساأ من �سعوبات ّ‬

‫(‪ )1‬ال ب��د من ت�سهي��ل و�سول الكتاب اإلى البي��ت‪ ،‬واإقامة علقة بي��ن الطفل والكتاب‪ ،‬بين ال�س��اب والكتاب‪ ،‬بين‬ ‫اأف��راد االأ�سرة والمكتبة المنزلية‪ .‬وهذا يحتاج اإلى توجيه و�سيا�سة وبرام��ج لتحقيق هذه العلقة ب�سيغها الممكنة‬ ‫والجيدة‪ .‬فم�سروع مثل م�سروع «مكتبة االأ�سرة» في م�سر على �سبيل المثال‪ ،‬ي�ستحق الدرا�سة لل�ستفادة منه في‬ ‫يقدمه الم�سوؤولون عنه‪« :‬من اأبرز الم�سروع�ات الثقافية الم�سرية‬ ‫ه��ذا المجال وللإ�سهام ف��ي تطويره‪ ،‬وهو كما ّ‬ ‫خ��لل ال�سن��وات ال�سابق��ة والحالية وذلك بعد اأن كادت الق��راءة تكاد تن�سى كو�سيلة لتغطي��ة الفراغ في ما يفيد‬ ‫وينفع العقل والنف�س ويزودها ببهجة المعرفة‪ ،‬الإ�ساعة الفكر الم�ستنير‪ ،‬واإتاحة مطالعة االأجيال المختلفة للتراث‬ ‫التنوي��ري بخا�س��ة ال�سباب‪ ،‬ليتحقق لهم وع��ي واإدراك يبعدهم عن الزيف والبهتان للتخل���س من االأمية الثقافية‬ ‫‪ ..‬وق��د ب��داأت مكتب��ة االأ�سرة باأربع �سل�سل فقط في ع��ام ‪ ..1994‬ثم تزايدت اأعداد ال�سل�س��ل اإلى اأن و�سلت‬ ‫اإل��ى ‪� 16‬سل�سل��ة في ع��ام ‪ ،2004‬اأما في عام ‪ 2005‬فاتّخ��ذت مكتبة االأ�سرة لنف�سها ثوب�� ًا جديداً بحيث تم‬ ‫اإدم��اج بع�س ال�سل�سل وا�ستحداث �سل�سل اأخرى‪ .‬فكان نتيجة لهذا التحديث اأن و�سل مجموع ال�سل�سل اإلى‬ ‫‪� 9‬سل�س��ل وهي االأدب‪ ،‬الفكر‪ ،‬العلوم االجتماعية‪ ،‬العل��وم التكنولوجية‪ ،‬الفنون‪ ،‬المئويات‪ ،‬التراث‪� ،‬سل�سلة‬ ‫الطف��ل‪ ،‬م�سابقة �سوزان مبارك‪ .‬وق��د بلغ عدد اإ�سدارات مكتبة االأ�سرة ‪3725‬عنوان��ا‪ ..‬وتُتا َبع اأهداف مكتبة‬ ‫االأ�سرة اإلى اأن ت�سل للهدف الذي ت�سبو اإليه من اإيجاد جيل قارئ ومثقف في �ستى المجاالت»‪ .‬عن موقع الهيئة‬ ‫الم�سرية العامة للكتاب � القاهرة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬نقترح اأن ت�سمى «�ساع» اخت�ساراً‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫والق��راءة �سمن الوعاء الورقي اأو االإلكتروني لي�ست ه��ي االأمر االأهم بل االأهم اأن تقوم‬ ‫هن��اك ثقة بين الكتاب والقارئ ‪ ،‬واأن يجد المهتم مادت��ه باأمانة‪ ،‬واأن يحمل الكتاب في الوعاء‬ ‫االإلكترون��ي مادة الكتاب كامل��ة بحوا�سيها اإن وجدت‪ ،‬واأن يجد في الكت��اب مادة معرفية اأو‬ ‫اإبداعي��ة تفيده‪ .‬وتطور الق��راءة والمهارات ترافق م��ع تطور الوعاء الذي ت�س��ب فيه الكلمات‬ ‫والمعارف والعل��وم والمعلومات‪ ..‬فقد واكب االإن�سانُ القارئ الجهد االإبداعي والتقني الذي‬ ‫طور ذل��ك الوعاء بدءاً بالوع��اء الحجري وانتهاء بالوع��اء االإلكتروني االآن‪ ..‬م��روراً بالكتاب‬ ‫ّ‬ ‫الم��دون عل��ى األواح الطي��ن الم�س��وي والق�سب والعظم والجل��د والخ�س��ب واأوراق البردي‬ ‫ّ‬ ‫ث��م الورق بتط��ور �سناعته والطباعة علي��ه‪ ..‬فالتن�سيد االإلكتروني في َر ْق ِن��ه المبا�سر على جهاز‬ ‫الحا�س��ب‪ ،‬اأو ذل��ك الذي ناأخذه ملفات جاهزة من ال�سبكة العنكبوتي��ة العلمية(‪ )2‬اأو عبر البريد‬


‫‪352‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫والكتاب الم�سموع بالت�سجيل ال�سوتي‪ ،‬وهي طريقة ت�ساعد االأمي‪ )1(.‬ولكن قراءة‬ ‫االإلكتروني‪ِ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫أ�سد قوة في ا�ستقطاب حوا�س‬ ‫العي��ن‬ ‫المركزة في م��ا يبدو اأر�سخ في الذاكرة في االأغلب االأعم وا ّ‬ ‫االإن�سان ووعيه من �سماع ال َط َرب فيه‪.‬‬ ‫وق��د ّ‬ ‫ركزنا ف��ي التقرير على الن�سر في الوعاء الورقي‪ ،‬مع اإ�س��ارة اإلى م�ستقبلية الن�سر في‬ ‫يقدمه من خدمة للقارئ‪� ،‬سواء‬ ‫الوعاء االإلكتروني واأهميته و�سرورة اال�ستعداد له‪ ،‬واإلى مدى ما ّ‬ ‫اأكان ذلك من حيث �سرعة و�سول المادة‪ ،‬اأم �سعة االنت�سار على م�ساحة الكرة االأر�سية‪ ،‬ومدى‬ ‫الفائدة اإذا ما ُو ِ�سع الكتاب بن�سه الكامل وحوا�سيه على مواقع في ال�سبكة العنكبوتية‪ ،‬واأتيحت‬ ‫اإمكاني��ة االطلع عليه واقتنائه بتكاليف زهيدة جداً‪ ،‬وم��ن دون ثمن اأحيان ًا‪ ،‬ح�سب توجهات‬ ‫يقدم هذه الخدمة(‪.)2‬‬ ‫من ّ‬

‫الن�شــر‬

‫اإن الكتاب في الوعاء االإلكتروني يتيح خدمات متنوعة للكاتب والباحث والقارئ‪ .‬وتوفر‬ ‫المكتب��ة الرقمية م�ساحات جغرافية‪ ،‬ال �سيما في البي��وت «المكتبة المنزلية»‪ ،‬وتقدم اإمكانيات‬ ‫وخدم��ات كثيرة و�سريعة للباحث �س��واء اأكانت المن�سورات والوثائ��ق مخ ّزنة في اأقرا�س مرنة‬ ‫‪ C.D.ROM‬اأم على جهاز الحا�سب اأم غير ذلك من اأ�ساليب التخزين الرقمي‪ .‬وتوفّر محركات‬ ‫البح��ث العملقة هي االأخرى اإمكانيات هائل��ة للو�سول اإلى معارف وعناوين م�سادر ومراجع‬ ‫متع��ددة‪ ،‬ب�سرعة كبيرة‪ .‬ولكن تلك المكتبات االإلكترونية اأو بنوك المعلومات‪ ،‬على الرغم من‬ ‫تقدم خدمات �سريعة وبمتن��اول طالبها في ظروف واأماكن وطرق ع��دة(‪ ،)3‬لي�ست �ساملة‬ ‫اأنه��ا ّ‬ ‫لحقول المعرفة ومجاالت البح��ث التخ�س�سي والتراثي على الخ�سو�س‪ ،‬وال تغني عن العودة‬ ‫اإل��ى الكتاب والمكتبة في الوعاء الورقي‪ .‬اإذ اإن الكثير الكثير من الكتب والوثائق والمعلومات‬ ‫م��ا زال ف��ي اأوعية ورقية ول��م ين�سد ويخ َّزن رقمي�� ًا «اإلكتروني ًا»‪ .‬كما اأن الن���س الورقي ما زال‬ ‫يحظ��ى بثقة اأكبر عند التوثي��ق وتحديد الم�سدر والمرجع‪ .‬ومح��ركات البحث ت�ساعد طالب‬

‫(‪ )1‬اأطلق في اأبوظبي موقع اإلكتروني ي�سم المجموعة ال�سعرية الكاملة الأبي الطيب المتنبي م�سحوبة بت�سجيل �سوتي‬ ‫�سجلت المعلقات الع�سر �سوتي ًا في المو�سوعة ال�سعرية التي ت�سم ‪2400000‬‬ ‫لق�سائده‪ .‬وكانت الجهة ذاتها قد ّ‬ ‫بي��ت م��ن ال�سعر العربي‪ ،‬اإ�سافة اإلى المعاجم الرئي�سة في اللغة العربي��ة‪ .‬اإ�سافة اإلى مقتطفات من كتب ذات قيمة‬ ‫�سجلت �سوتي ًا على اأقرا�س مرنة‪.‬‬ ‫يقدمون ن�س الكتاب ب�سورة تامة لمن ي�ساء عبر مواقع‬ ‫(‪ )2‬هن��اك موؤ�س�سات وهيئات وحتى اأفراد في الوطن العرب��ي ّ‬ ‫عل��ى ال�سبكة العنكبوتية‪ ،‬ونذكر على �سبيل المثال‪ :‬موؤ�س�سة جائزة عب��د العزيز �سعود البابطين للإبداع ال�سعري‬ ‫� اتح��اد الك ّت��اب العرب � المجل�س الوطن��ي للثقافة والفنون في الكويت � المجمع الثقاف��ي في اأبو ظبي � مكتبة‬ ‫تقدم من�سورات وخدمات مجانية في مواقعها على ال�سبكة بي�سر‪.‬‬ ‫الملك عبد العزيز العامة في الريا�س � وهي ّ‬ ‫(‪« )3‬مرتك��زات البث والتلق��ي للم�سامين‪ :‬الحا�سوب الف��ردي‪ ،‬واأجهزة الهاتف المحمول��ة‪ ،‬واآالت نقل االأرقام»‬ ‫اأ�سيفت مع ال�سا�سات اإلى التقليدي من الورق واالأ�سطوانة والتلفاز و�ساالت ال�سينما االأخرى‪ � ».‬فيليب بوكيون‬ ‫� علوم ات�ساالت‪ ،‬مركز علوم االإن�سان � عن اأو�ساع العالم عام ‪� 2008‬س ‪90‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪353‬‬

‫المعرفة ال�سريعة والباحث على حد �سواء‪ ،‬وهي كثيرة اأ�سهرها‪« :‬غوغل»(‪ )1‬و«مايكرو�سوفت»‬ ‫و«مكت��وب» و«ياهو»‪ ،‬و«العرب فور عرب»‪ ..‬اإل��خ وتتيح عدة اإمكانيات للبحث والح�سول‬ ‫عل��ى المعلومة من خلل اال�سم اأو العنوان اأو الكلم��ة اأو المو�سوع اأو التاريخ‪ ..‬اإلخ‪ .‬وت�سوب‬ ‫الن�س��ر الرقم��ي ومرجعياته �سوائب‪ ،‬منه��ا �سوائب قانوني��ة تتعلق بالحقوق المادي��ة والمعنوية‬ ‫للموؤل��ف وحقوق النا�سر والحقوق المج��اورة المت�سلة بالملكية الفكرية‪ ،‬ومنها �سوائب تتعلق‬ ‫بتدقيق الن�س واالإحاالت المرجعية الدقيقة‪.‬‬

‫المنهج الم ّتبع‪ ،‬والتوقف عند بع�ض الق�سايا الرئي�سة‬

‫� ت��م القيام بم�سح ميدان��ي لمجموع اإ�سدارات الكتب فى البل��دان العربية لعام ‪2007‬‬ ‫تجمعت(‪ )2‬من خلله مادة لقاعدة بيانات وفق ا�ستبيان وا�ستناداً اإلى المعايير والمنهج االآتي‪:‬‬

‫‪ �2‬تم اعتم��اد دليل من�سورات معار�س الكتاب الأع��وام‪ 2008 ،2007 ،2006 :‬ال�ستكمال‬ ‫عناوين من�سورات عام ‪ 2007‬وذلك لوجود تداخل في المن�سورات المعرو�سة في االأعوام‬ ‫الم�س��ار اإليها‪ .‬فهناك من�سورات مدرجة في دليل معر�س ‪ 2006‬تعود لعام ‪ 2007‬كما ورد‬ ‫مقرة في عام ‪ 2006‬اأخذت اأرقام اإيداع عام ‪ 2006‬ولكنها‬ ‫في الدليل‪ ،‬وهن��اك من�سورات ّ‬ ‫اأنجزت في عام ‪ ،2007‬وهناك من�سورات اأخذت اأرقام اإيداع في عام ‪ 2007‬واأنجزت في‬ ‫ع��ام ‪ .2008‬لذل��ك اعتمدنا ما ن�سر في عام ‪ 2007‬فقط واأ�سرنا اإلى ما تّم اإنجاز طباعته في‬ ‫�سه��ري كانون الثاني‪ /‬يناي��ر و�سباط‪ /‬فبراير من عام ‪ .2008‬وم��ن الطبيعي اأن يكون هناك‬ ‫محرك بحث بل تدخل في مجال تجميع الخدمات‪ .‬لقد ا�سترت‬ ‫(‪« )1‬غوغ��ل» ال تتبع منطق تطوير يعتمد فقط عل��ى ّ‬ ‫مواق��ع مثل يوتي��وب او فليكر» تبادل �سور» ‪ ،‬وو�سع��ت في الوقت ذاته بت�سرف الجمه��ور �سل�سلة من البرامج‬ ‫المجانية‪ .‬وهي تقوم في المقابل بعملية ترقيم كبرى لخم�سة ع�سر مليون كتاب من ثلث مكتبات اأميركية كبرى‪».‬‬ ‫�سيرج بروك�س و�ستيفان كوتور � مختبر التوا�سل بوا�سطة الحا�سب � عن اأو�ساع العالم ‪� 2008‬س ‪518‬‬ ‫(‪ )2‬بالزي��ارة المبا�سرة لبلدان ومعار���س كتاب‪ ،‬والمرا�سلة‪ ،‬واالت�س��ال ال�سخ�سي‪ ،‬ب��االأدوات واالأ�ساليب المتاحة‬ ‫كاف��ة‪ :‬هاتف‪ ،‬نا�سوخ‪ ،‬بريد اإلكترون��ي‪ ،‬مرا�سلت ‪ msn‬حوار حي‪ ،‬بريد ع��ادي‪ ..‬تكليف اأ�سخا�س ومراجعة‬ ‫موؤ�س�س��ات‪ ..‬اإلخ وجرى االت�سال بوزارات الثقافة‪ ،‬المكتبات الوطني��ة‪ ،‬م�سوؤولي معار�س الكتاب‪ ،‬النا�سرين‪،‬‬ ‫ومرا�سل��ة م�سوؤول��ي االرتباط القطري بي��ن المنظمة العربية للتربي��ة والثقافة والعلوم «األك�س��و» وبلدانهم‪ ،‬وهم‬ ‫م�سوؤولون اأي�س ًا عن تقديم مثل هذه البيانات للمنظمة‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫‪ � 1‬تم اعتماد قوائم االإيداع القانوني في المكتبات الوطنية المعتمدة بموجب القوانين واالأنظمة‬ ‫الناف��ذة في البلدان العربية بالدرجة االأولى‪ .‬وقد �سعينا للح�سول على البيانات من م�سادرها‬ ‫المعتم��دة مبا�سرة‪ ،‬وتبقى دقة المعلومات الر�سمية في تلك البيانات على م�سوؤولية الجهات‬ ‫َ‬ ‫قدمتها‪ ،‬وقد دقّقن��ا ما ينبغي تدقيقه منه��ا‪ ،‬وكانت هي الم�س��در الرئي�س للمعلومات‬ ‫الت��ي ّ‬ ‫والبيانات في هذا التقرير اأو الدرا�سة عن حركة التاأليف والن�سر في الوطن العربي‪.‬‬


‫‪354‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ف��ارق رقمي بين ما تمت اإجازة طباعت��ه وما اأنجزت طباعته فع ً‬ ‫ل الأن بع�س النا�سرين يتاأخر‬ ‫ف��ي االإنج��از الأ�سباب عدة‪ .‬ولذا اكتفينا باأخ��ذ مو�سوع التداخل ال�سن��وي كاأنه اإنتاج �سنة‬ ‫الأن عملي��ة التداخ��ل تتكرر‪ .‬وراجعن��ا اأثناء عملية التدقيق في من�س��ورات عام ‪ 2007‬دليل‬ ‫معر�س الكتاب في المعار�س االآتية‪ :‬الريا�س ‪ ،2006‬ال�سارقة ‪ ،2006‬مكتبة االأ�سد الوطنية‬ ‫‪ ،2007‬اأب��و ظبي ‪ ،2007‬ال�سارقة ‪ ،2007‬معر�س م�سقط الدولي للكتاب ‪ ،2008‬اإ�سافة‬ ‫اإلى قوائم االإيداع القانوني‪.‬‬ ‫تم��ت مطابقة ما اأُخذ من الم�سدري��ن ال�سابقين على قوائم من�سورات خا�سة وعامة ح�سلنا‬ ‫‪ّ �3‬‬ ‫عليه��ا من الوزارات والموؤ�س�سات الر�سمية و�سبه الر�سمية ودور الن�سر‪ ،‬واأ�سفنا ما ورد فيها‬ ‫الم�ستخرجة من الم�سادر الم�سار اإليها‪ .‬بحيث‬ ‫من من�سورات عام ‪ 2007‬اإلى القوائم العامة‬ ‫َ‬ ‫وج��دت من�سورات لدور ن�سر خا�سة لم تدرج في قوائم االإيداع القانوني للعام ‪ 2007‬مع‬ ‫اأنها �سدرت �سمن العام ذاته‪ ،‬وذلك الأ�سباب بع�سها يعود للنا�سر وبع�سها يعود لعدم وجود‬ ‫نظ��ام اإيداع �سارم في بع�س البلدان‪ ،‬اأو لع��دم وجود اإيداع اأ�س ً‬ ‫ل(‪ ،)1‬اأو لتجاوز على قانون‬

‫الن�شــر‬

‫(‪ )1‬هن��اك بلدان عربي��ة ال يوجد فيها نظام اأو قانون الإيداع الكتب والدوريات والوثائق في المكتبة الوطنية‪ ،‬وبلدان‬ ‫يوج��د فيها نظام اإي��داع غير ملزم للجميع‪ ،‬وبلدان فيها نظام اإيداع وفق القان��ون ال�سادر في هذا ال�ساأن‪ .‬وهناك‬ ‫مخالفات يقوم بها نا�سرون لقوانين االإيداع‪ .‬واالإيداع القانوني ي�سهم في حفظ حق الموؤ ّلف والنا�سر‪ ،‬كما ي�سهم‬ ‫ب�س��ورة غير مبا�سرة ف��ي منع ال�سرقات ومن ثم في دفع حركة االإبداع‪ ،‬الأن حف��ظ الحق المعنوي للمبدع ومنع‬ ‫التع��دي عل��ى الحقوق‪ ،‬وملحقة من ين�سب لنف�سه اإنتاج غيره باأية �س��ورة من ال�سور‪ ،‬من الحوافز والمداخل‪،‬‬ ‫ون�سجل‬ ‫الفردي��ة والعامة‪ ،‬التي ت�سه��م في خلق مناخ االإبداع وتن�سيط��ه والتخطيط لتنميته وت�سجي��ع المبدعين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المالحظات الآتية حول مو�سوع الإيداع القانوني‪:‬‬ ‫‪ � 1‬هناك فرق في العدد «الرقم» بين المودع الر�سمي من الكتب في بع�س مكتبات االإيداع الوطني العربية وبين‬ ‫المنج��ز م��ن الكتب ب�سورة نهائية خلل العام ذاته « عام ‪ 2007‬مث�� ً‬ ‫ل»‪ .‬بع�س المكتبات الوطنية تعطي رقم‬ ‫اإي��داع للمخطوط قبل الطباعة‪ ،‬وبع�سها ال تعطي الرقم اإال بعد اإنجاز الطباعة ون�سر الكتاب‪ .‬وهناك نا�سرون‬ ‫ال ي�سع��ون رقم االإيداع القانون��ي على ن�سخة الكتاب المطبوع الأنهم ينج��زون الطباعة قبل اأن ياأخذوا رقم‬ ‫االإي��داع‪ ،‬وكل ه��ذا قد ّ‬ ‫يخل بحقوق الموؤل��ف والنا�سر‪ .‬وبع�س المكتبات ال ت�سع الرق��م الدولي اإ�سافة اإلى‬ ‫الرقم الوطني للكتاب «مكتبة االأ�سد الوطنية بدم�سق» مث ً‬ ‫ل‪ .‬ويحبذ اأن تلتزم الدول العربية جميع ًا بو�سع الرقم‬ ‫الدولي اإلى جانب الرقم الوطني للكتاب‪.‬‬ ‫هن��ا تق��ع اإ�سكالية ال تتوقف عند طلب النا�س��ر وواجبه و�سع رقم االإيداع بل تتعدى ذل��ك اإلى حق الموؤلف‬ ‫المعنوي على الخ�سو�س من حيث المحافظة على ن�سبة مخطوطه اإليه كلي ًا اأو جزئي ًا عند وقوع تنازع ملكية‬ ‫اأو �سرق��ة اأو اأي ت�سكي��ك‪ .‬اإن الح�س��ول على رقم االإيداع قبل الطباعة ي�سهم ف��ي حفظ حق الكاتب ب�سورة‬ ‫اأف�س��ل واأجدى الأن��ه ي�سكل وثيقة ر�سمية ذات قيم��ة قانونية تحدد الموؤلف وتاري��خ االإيداع ونوع الكتاب‬ ‫وعدد ال�سفحات‪ ..‬اإلخ مما ي�ساعد على ح�سم النزاع ب�سورة قانونية‪.‬‬ ‫النا�س��ر يريد‪ ،‬ومن واجبه‪ ،‬اأن يح�سل على رقم اإيداع ر�سمي « محلي ودولي ‪ I.S.B.N‬ي�سعه على ال�سفحة‬ ‫االأولى من �سفحات الكتاب المطبوع‪ ،‬وهذا حق طبيعي ال نزاع فيه‪ ..‬ولكن حر�س بع�س مكتبات االإيداع‬ ‫الوطني على وجود ن�سخة من الكتاب المودع‪ ،‬واإخراج قوائم دقيقة ونهائية عن المن�سورات المودعة خلل‬ ‫ع��ام وال�س��ادرة فع ً‬ ‫ل‪ ..‬كل ذل��ك يوقعها ويوقع االآخرين ف��ي اإ�سكالية‪ ،‬وربما في ح��رج‪ ..‬ولذا يتاأخر بع�س‬

‫=‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪355‬‬

‫االإي��داع‪ .‬وفي االإمارات ت��م الح�سول على قائمة من�سورات ع��ام ‪ 2007‬من دائرة الرقابة‬ ‫ف��ي وزارة االإعلم‪ .‬وفي بع�س معر�سي الكتاب لع��ام ‪« 2006‬في ال�سارقة والريا�س مث ً‬ ‫ل»‬

‫=‬

‫الن�شــر‬

‫المكتب��ات الوطنية باإ�سدار قائم��ة االإيداع القانوني في نهاي��ة كل عام‪ ،‬ليعطي لنف�س��ه وللنا�سرين المودعين‬ ‫“ اأف��راداً اأم موؤ�س�س��ات” وقت ًا وفر�سة لتخرج المخطوطات التي ح�سلت عل��ى رقم اإيداع في االأ�سهر االأخيرة‬ ‫حيز الوجود الفعلي بو�سفها كتاب ًا مطبوع ًا‪ ..‬وه��ذا = =يحتاج مو�سوعي ًا اإلى وقت يتداخل مع‬ ‫م��ن الع��ام اإلى ّ‬ ‫بداي��ات ال�سن��ة التالي��ة الأن ما اأخذ رقم اإيداع في ال�سه��ر االأخير من العام قد ال ينجز قب��ل دخول العام التالي‬ ‫ويدخل المكتبة �سمن االإيداع القانوني ب�سورة نهائية‪..‬‬ ‫المقدم للح�سول على رق��م اإيداع رقم ًا وطني ًا واآخر دولي ًا ‪ I.S.B.N‬في العام‬ ‫وال�سائ��د اأن يعطى المخطوط‬ ‫ّ‬ ‫ذاته وقد يتاأخر �سدور الكتاب عام ًا اأو اأكثر الأن االأمر يتعلق بقدرات النا�سر الذي قد يكون هو الموؤلف ذاته‬ ‫في حاالت‪ ..‬وهو يحر�س على اأن ياأخذ رقم اإيداع ي�ساعده على حفظ حقوقه المعنوية‪.‬‬ ‫م��ن هنا كانت المكتبات الوطنية مجبرة على اأن تتاأخر في اإ�سدار قوائمها النهائية واإغلق قيود العام الواحد‬ ‫� توخي�� ًا للدق��ة � اأو يكون تاأخرها الأ�سباب اأخرى تتعلق باالإنجاز الذاتي للقوائم واإدخال المواد اإلى الحا�سب‬ ‫وه��و عمل موظفين قد ال ينجزون عملهم في الوقت المنا�سب‪ ..‬ولذا تعطيك المكتبة رقم ًا اإجمالي ًا للإيداع‬ ‫ال�سن��وي وت�سي��ر اإلى اأن المنجز هو كذا والذي لم ينجز بعد هو ك��ذا‪ ..‬وهذا ح�سل في مكتبات وطنية منها‬ ‫الكويت واالأردن على �سبيل المثال ال الح�سر‪.‬‬ ‫‪ � 2‬االإي��داع في ال�سعودية و�سورية وم�سر والجزائر والمغرب مث�� ً‬ ‫ل اإلزامي للنا�سرين والموؤلفين بموجب قانون‪،‬‬ ‫ل لي�س اإلزامي ًا على الرغم من وجود قانون‪ ،‬وفي االإمارات مث ً‬ ‫وفي بلدان عربية اأخرى مثل ليبيا والكويت مث ً‬ ‫ل‬ ‫ال يوجد قانون اإيداع وال تكليف لجهة معينة باالإيداع القانوني‪ ،‬ولذا بحثنا عن قائمة من�سورات عام ‪2007‬‬ ‫في دائرة الرقابة في وزارة االإعلم «اأبو ظبي»‪ .‬وفي ُعمان ال يوجد مكتبة اإيداع وطني‪.‬‬ ‫‪ � 3‬وف��ي المغرب االإيداع اإلزامي بموجب القانون‪ ،‬ولكن هناك بع�س النا�سرين والموؤلفين ال يلتزمون بذلك‪ ،‬ال‬ ‫�سيم��ا للموؤلفين الذين ين�سرون اأعمالهم على نفقتهم‪ .‬ودور الن�سر الخا�سة‪« ،‬اأي النا�سر»‪ ،‬تح�سل من وزارة‬ ‫الثقاف��ة على م�ساعدة لن�سر الكتاب عندما يح�س��ل على رقم االإيداع‪ ،‬والموؤلف ال يناله اإال القليل‪ ،‬في حدود‬ ‫‪ 40‬ن�سخة مع ن�سبة ‪ % 5 �3‬من �سعر الغلف تدفع له الحق ًا من النا�سر‪ .‬ومن يقوم بطباعة كتبه على نفقته من‬ ‫الموؤلفين ال يتلقى م�ساعدة للن�سر من وزارة الثقافة اإال اإذا اتفق من الباطن مع نا�سر‪.‬‬ ‫‪ � 4‬ف��ي دار الكتب الوطنية في م�سر‪ ،‬ن�سرة اإيداع �سهري��ة اأو ف�سلية ت�سدر بانتظام‪ ،‬وفي النظام المتبع يوؤخذ رقم‬ ‫االإي��داع القدي��م عند اإع��ادة طباعة الكتاب‪ ،‬فعندما تذهب اإل��ى ق�سم االإيداع طالب ًا رقم�� ًا الإعادة طبع كتاب‬ ‫يقولون لك �سع الرقم القديم‪ .‬وهذا ي�ستخدم في كتب التراث والدوريات على الخ�سو�س‪ ،‬ومن المعروف‬ ‫اأن للدوري��ة رقم�� ًا واحداً مهما كان ع��دد االأعداد‪ ،‬فالدورية له��ا رقم ثابت‪ .‬وال يمك��ن �سبط االإ�سدارات‬ ‫الجدي��دة �سبط ًا كلي ًا تام ًا من خلل االإيداع الوطن��ي الأن الكتب التي تعاد طباعتها في عام ‪ 2007‬مث ً‬ ‫ل وهي‬ ‫م��ن من�سورات �سنوات اأقدم تاأخذ رق��م اإيداعها القديم‪ ..‬وهنا نجد اأن عدد الكتب ال�سادرة في العام ‪2007‬‬ ‫ي�سي��ر اإل��ى الكتب الجديدة فقط ولي�س اإلى كل ما �سدر من كتب خلله مما اأعيد ن�سره في طبعة ثانية اأو ثالثة‬ ‫اأو‪ ..‬اإلخ‪ .‬وهناك ظاهرة عدم ت�سريح النا�سرين بعدد الكتب التي طبعوها � ولي�س الن�سخ من كل كتاب � وهي‬ ‫ظاهرة �سلبية موجودة في اأكثر من بلد عربي‪ .‬وعليه فقد ال تح�سل على الرقم النهائي الفعلي لما ين�سر خلل‬ ‫عام ب�سبب وجود اإغفال متعمد لعناوين يتم ن�سرها فيه‪ .‬وهناك من يرى اأن اإعادة طباعة الكتب القديمة باأرقام‬ ‫اإيداعها القديمة ينطوي على نوع من التهرب من ال�سرائب‪.‬‬ ‫‪ � 5‬م��ن االأهمية بمكان تعميم مو�سوع االإيداع القانوني في اأقطار الوطن العربي كافة‪ ،‬وجعله ملزماً‪ ،‬و�سبط ما‬ ‫ي�ستدع��ي ال�سبط في هذا المجال‪ ،‬بموجب قوانين ناظمة لعملي��ة الن�سر الر�سمية واالأهلية‪ ،‬الخا�سة والعامة‪.‬‬ ‫ويمك��ن اأن تتعاون المكتبات الوطني��ة العربية المعنية باالإيداع القانوني وتن�سق في ما بينها من اأجل الو�سول‬ ‫اإلى اأف�سل ال�سيغ وال�سوابط في هذا المجال‪.‬‬


‫‪356‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وجدن��ا كتب�� ًا معرو�سة فيهما وم�سجلة من من�سورات ع��ام ‪ 2007‬ووجدنا في الربع االأول‬ ‫م��ن عام ‪ 2008‬من�سورات لدور ن�سر بلغت الع�س��رات وفي بع�س الحاالت جاوزت المئة‬ ‫م��ن العناوين المدرجة في اإنتاج عام ‪ ،2008‬ذلك بتقديرنا الأن بع�س النا�سرين �سارعوا اإلى‬ ‫اإنجاز كتب لتدخل المعر�س‪.‬‬

‫تعرف الكتاب باأنه كل‬ ‫‪ � 4‬ت��م اعتماد الكتب المدرجة في القوائم وفق معايير اليون�سكو‪ ،‬التي ّ‬ ‫مكت��وب ال يق��ل عدد �سفحاته عن ‪� 49‬سفحة‪ ،‬ويكون مع��داً للبيع للجمهور‪ ،‬واأال يكون‬ ‫�سادراً ب�سفة دورية كالمجلت‪.‬‬

‫‪ � 5‬لم ناأخذ حركة الن�سر الجامعي والكتاب المدر�سي للأ�سباب االآتية‪:‬‬

‫اأ � اأن الكت��ب الجامعية بمعظمها لي�ست معرو�سة بال�سرورة للبيع للجمهور‪ ،‬االأمر الذي‬ ‫ال يتواف��ق مع قاعدة اليون�سكو التي تعتبر الكت��اب المن�سور في مثل هذه االإح�سائيات‬ ‫هو الكتاب الذي ال تقل �سفحاته عن ‪� 49‬سفحة ومعرو�س للبيع للجمهور‪ ،‬اأي ن�سر‬ ‫تجاري‪.‬‬

‫ب � اأن كثيراً من كتب الن�سر الجامعي م�سور اأو مترجم وفيه مخالفات لحقوق الموؤلف‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫ج � اأن الكتاب المدر�سي لي�س اإ�سافة اإبداعية واإنما هو كتاب تعليمي بالدرجة االأولى‪.‬‬

‫المقرر في منهج الجامعات والمدار�س الثانوية واالإعدادية‬ ‫ومن ثم فاإن الكتاب الجامعي اأو‬ ‫ّ‬ ‫مخ�س�سة للتدري�س‪ ..‬كل ذلك لم يدخل‬ ‫واالبتدائي��ة‪ ،‬والكتاب المطبوع في طبعة جامعية‬ ‫ّ‬ ‫في قاعدة البيانات الموؤ�س�سة لهذا التقرير‪.‬‬

‫‪ � 6‬هن��اك بلدان عربية ا�ستع�سى علينا تقديم معلوم��ات واأرقام دقيقة عن حركة الن�سر فيها مثل‬ ‫ال�سومال وجيبوتي وجزر القمر‪ ،‬واأخرى حاولنا ما اأمكن القيام به وجمعنا بع�س العناوين‬ ‫ولم ن�ستطع اأخذ عناوين من االإيداع الر�سمي فيها الأن ظروفها الراهنة ال ت�ساعد على تقديم‬ ‫الكثير مما يحفل به تاريخ بع�سها في مجال الن�سر مثل العراق وفل�سطين‪ .‬فالعراق في حالة‬ ‫احتلل وخلل تام في االأمن و�سبه انعدام في االأن�سطة الثقافية العادية‪ ،‬و�سعوبة في التوا�سل‬ ‫م��ع معنيين قادرين على تقديم �سيء مو�سوعي في هذا المجال‪ .‬وقد وقفنا على من�سورات‬ ‫لك ّت��اب عراقيين ن�سرت خارج العراق فاأدرجنا م��ا ن�سر في كل بلد لك ّتاب عراقيين �سمن‬ ‫من�سورات ذلك البلد‪ ،‬اإال دور الن�سر العراقية المهاجرة‪.‬‬

‫وفي فل�سطين لم تتوفر قوائم من�سورات فل�سطينية في الداخل الأن الو�سع في غزة ال ي�سمح‬ ‫يق��دم الكثير في عام ‪ .2008 � 2007‬وقد‬ ‫بذل��ك‪ ،‬والو�س��ع في رام اهلل وال�سفة الغربية ال ّ‬ ‫ات�سلن��ا بعنا�سر متابعة في فل�سطي��ن المحتلة عام ‪ 1948‬وفي فل�سطين المحتلة بعد ‪1967‬‬ ‫وف��ي مواقع وجود الفل�سطينيين فاأخذنا ما اأمكن الح�س��ول عليه‪ ،‬وو�سعنا ما ن�سر لك ّتاب‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪357‬‬

‫فل�سطينيي��ن في بل��دان عربية اأخرى �سمن من�س��ورات تلك البلدان م��ن دون االإ�سارة اإلى‬ ‫الك ّت��اب الفل�سطينيين‪ ،‬واأكثر ذلك في االأردن و�سورية ولبنان‪ ..‬ومن ح�سن الحظ اأن اللغة‬ ‫العربي��ة واحدة والثقافة العربية ما زال��ت اأر�س ًا م�ستركة ولي�ست مق�سمة ب�سورة حادة كما‬ ‫هي الجغرافيا وال�سيا�سة واالقت�ساد‪.‬‬ ‫ف��ي ال�سوم��ال احتلل و�س��راع م�سلح وع��دم ا�ستق��رار اجتماعي نتيجة لذل��ك‪ّ .‬‬ ‫وتعذر‬ ‫الح�سول على المن�سورات يمكن االعتداد بها في جيبوتي وجزر القمر‪.‬‬

‫‪ � 8‬اأجري��ت المقارنة بي��ن االأقطار من حيث ك��م المن�سورات ب�سورة عام��ة‪ ،‬وعدد الكتب‬ ‫ال�س��ادرة في كل نوع اأو جن�س‪ ..‬في �سوء قاعدة البيانات التي ت�سمنتها جداول البيانات‬ ‫والر�سوم البيانية التي تو�سح الم�سهد على ال�سعيدين القطري والعربي العام‪.‬‬ ‫‪ � 9‬قمنا بقراءة البيانات التي و�سعناها بناء على االأرقام والعناوين التي ح�سلنا عليها‪ ،‬من حيث‬ ‫الك��م والنوع ال�ستخل���س التوجه العام ال�سائد في مجال حرك��ة الن�سر العربي‪ ،‬وتوقفنا‬ ‫عن��د معال��م �سيا�سة الن�سر في كل قطر‪ ،‬ومن ثم توجهنا نح��و خل�سة ت�ساعد على و�سع‬ ‫ت�س��ور لما ينبغ��ي اأن يكون عليه التوجه العام ف��ي �س��يا�سة الن�سر العرب��ي لتحقيق تكامل‬ ‫ّ‬ ‫ول�س��د الحاج��ات واالإ�سهام في بن��اء نه�سة �سامل��ة وتنمي��ة م�ستدامة تق��وم على الوعي‬ ‫ّ‬

‫الن�شــر‬

‫‪ � 7‬و�سعنا جدو ًال بياني ًا بمن�سورات كل قطر ح�سلنا على من�سوراته ح�سب االإيداع القانوني‪،‬‬ ‫فيه اأرقام وبيانات لكل نوع من اأنواع الكتب المن�سورة خلل عام ‪ .2007‬ولم نذكر اأرقام‬ ‫من�س��ورات في اأي بل��د اإال ولدينا قائمة تف�سيلية بعناوينها واأ�سم��اء موؤلفيها اأو مترجميها‪،‬‬ ‫وجعلناه��ا مرتب��ة ح�سب ت�سنيف دي��وي الع�سري‪ ،‬كم��ا و�سعنا بعد ذلك ج��دو ًال بياني ًا‬ ‫بمن�س��ورات الوط��ن العربي خلل العام ذاته ت�سمن من�س��ورات االأقطار في العام ‪.2007‬‬ ‫وتو�سح الجداول والر�سوم البيانية عدد الكتب المن�سورة ونوعها في كل قطر وفي الوطن‬ ‫العرب��ي‪ .‬وو�سعنا ج��داول وبيانات اأخرى بمن�س��ورات كل قطر بع��د اأن اأ�سفنا اإلى رقم‬ ‫االإي��داع الوطني فيه من�سورات لم ترد في االإي��داع ووردت في بيانات دور الن�سر فيه‪ ،‬ال‬ ‫�سيما في اأقطار لي�س فيها اإيداع قانوني (االإمارات مث ً‬ ‫ل)‪ ،‬اأو ال يكون االإيداع فيها اإلزامي ًا‪،‬‬ ‫اأو في اأقطار لم ت�سمح االأو�ساع فيها للنا�سرين بااللتزام الكلي باالإيداع القانوني لظروف‬ ‫خا�س��ة‪ ،‬اأو لم يلتزموا هم بذلك الأ�سباب خا�سة‪ ،‬ومن ذل��ك لبنان‪ .‬وق�سمنا المن�سورات‬ ‫الكتاب واالأجنا�س االأدبية‪..‬اإلخ وفق نظام ديوي‪ ،‬وحددنا الم�ستوى الرقمي‬ ‫ح�س��ب نوع ِ‬ ‫ال��ذي بلغ��ه كل نوع منها‪ ..‬واأجرينا مقارنة بين ما ورد ف��ي الجداول النهائية وما ورد في‬ ‫جداول االإيداع القانوني‪ ،‬ثم قمنا با�ستنتاجات حول حركة الن�سر في البلدان وا�ستخل�سنا‬ ‫نتائج وتوجهات عامة‪.‬‬


‫‪358‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫المعرفي ال�سامل ال��ذي تخدمه وتو ّؤ�س�س له وتقيم��ه وتحققه تنمية ثقافية هي االأ�سا�س في‬ ‫التنمية الب�سرية‪ ،‬من اأجل بل��وغ م�ستوى علمي وتقني ومعرفي واإبداعي اأعلى‪ ،‬ي�ستجيب‬ ‫لتحدي��ات الع�سر والحتياجات االأم��ة العربية‪ ،‬وي�س�هم في مج��االت التنمية الم�ستدامة‬ ‫وحقولها جميع ًا‪.‬‬ ‫خ�س�سنا لكل قطر على حدة حقل ملحظات وخل�سات ونتائج خا�سة بنوع المن�سورات‬ ‫‪ّ � 10‬‬ ‫وكمها وتوجهاتها العامة‪.‬‬ ‫‪ � 11‬قاربن��ا بيان مدى انت�س��ار الكتاب وو�سوله ف��ي وقت ملئم و�سع��ر منا�سب للم�ستهلك‬ ‫العربي‪ ،‬مع ملحظة تفاوت ف��ي اإمكانية الو�سول ب�سبب التوزيع ومنافذ البيع في المدن‬ ‫والبل��دات والق��رى‪ ..‬ووجدنا تفاوت ًا كبيراً بين قطر عربي واآخ��ر في هذا المجال‪« ،‬بين‬ ‫م�سر وموريتانيا مث ً‬ ‫ل‪.».‬‬ ‫‪ � 12‬قاربن��ا حركة الن�سر في الوطن العربي ح�سب ت�سنيف ديوي الع�سري(‪ ،)1‬وح�سب قواعد‬ ‫بيانات تحيل اإلى فهار�س يت�سمنها ملحق بالتقرير يحمل رقم ‪ 1‬ودقّقنا في مكانة كل نوع‬ ‫اأو جن�س فيها وموقعه منها‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫‪ � 13‬قمن��ا بق��راءة الم�س��ح الميداني والبيان��ات وت�سني��ف المن�سورات ح�س��ب نظام ديوي‬ ‫الع�سري‪ ،‬وا�ستخل�س النتائج والتوجهات العامة في مجال الن�سر‪ ،‬وبو�سع بيانات لكل‬ ‫جن���س ولكل قطر ومن ثم للإنتاج العام في الوطن العربي‪ ،‬وا�ستخل�س النتائج من قراءة‬ ‫البيانات والجداول والر�سوم البيانية‪.‬‬ ‫ون�سير هنا اإلى اأهمية تدقيق االأرقام واالإح�سائيات والمعطيات التي تبنى عليها ا�ستنتاجات‪.‬‬ ‫دقّقن��ا في اأرقام وبيانات وموؤ�سرات رقمية حول عدد ال�سكان في اأقطار الوطن العربي ا�ستقيناها‬ ‫من م�سادر عدة‪ ،‬ووجدنا اأن العدد االإجمالي لعدد ال�سكان في الوطن العربي حتى غاية ‪2007‬‬ ‫ه��و حوال��ى ‪ ،332،337،000‬ن�سمة تقريب�� ًا‪ ..‬بينما ورد في كتاب «اأو�س��اع العالم ‪»2008‬‬ ‫ال�سادر ع��ن موؤ�س�سة ‪ La Découverte‬الفرن�سية والذي قام��ت موؤ�س�سة الفكر العربي بترجمته‬ ‫�سم��ن �سل�سلة «ح�سارة واحدة» اأن عدده��م «‪ »324،078،000‬ن�سمة‪ ،‬وكذلك في غيره من‬ ‫االأرقام مثل ن�سبة االأمية وعدد الكتب المن�سورة‪ ،‬ونورد في ما يلي الجدول والملحظات‪:‬‬

‫(‪ )1‬ت�سنيف ديوي الع�سري‪ 000 :‬معارف عامة � ‪ 100‬الفل�سفة وعلم النف�س � ‪ 200‬االأديان � ‪ 300‬العلوم االجتماعية‬ ‫� ‪ 400‬اللغ��ات � ‪ 500‬العل��وم الطبيعية والريا�سيات � ‪ 600‬التكنولوجيا والعل��وم التطبيقية � ‪ 700‬الفنون � ‪800‬‬ ‫االأدب والبلغة � ‪ 900‬الجغرافيا والتاريخ‪.‬‬


‫‪359‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫(جدول ‪ )1‬اإح�سائيات عن البلدان العربية‬ ‫البلد‬ ‫الجزائر‬

‫عدد ال�سكان‬

‫ن�سبة الأمية‬ ‫(ح�سب النوع)‬

‫‪ %20.4 33.351.000‬رجال‬ ‫‪ %39.9‬ن�ساء‬

‫جزر القمر ‪818.000‬‬

‫‪ %35.2‬رجال‬ ‫‪ %66.5‬ن�ساء‬

‫(‪)1‬‬

‫ن�سبة الأمية ن�سبة التنمية‬ ‫(رجال ون�ساء) الب�سرية‬ ‫‪%30.15‬‬ ‫تقريب ًا‬

‫‪0.728‬‬

‫‪%50.85‬‬ ‫تقريب ًا‬

‫عدد الكتب‬ ‫المن�سورة‬ ‫‪133‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1999‬‬

‫ن�سبة النفاذ‬ ‫اإلى الإنترنت‬ ‫(لكل األف من‬ ‫ال�سكان)‬ ‫‪58.3‬‬

‫‪0.556‬‬

‫‪-‬‬

‫‪25.1‬‬

‫‪ %22.00‬رجال ‪%31.8‬‬ ‫‪ %41.6‬ن�ساء تقريب ًا‬

‫‪0.494‬‬

‫‪-‬‬

‫‪14.5‬‬

‫‪%28.8‬‬ ‫تقريب ًا‬

‫‪0.702‬‬

‫‪%18.75‬‬ ‫تقريب ًا‬

‫‪0.798‬‬

‫‪9700‬‬ ‫(اإح�ساء‬ ‫‪)2000-1998‬‬ ‫‪26‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1994‬‬

‫‪67.5‬‬

‫‪0.640‬‬

‫م�سر‬

‫‪74.166‬‬

‫‪ %17‬رجال‬ ‫‪ %40.6‬ن�ساء‬

‫ليبيا‬

‫‪6.039.000‬‬

‫المغرب‬

‫‪ %8.2‬رجال‬ ‫‪ %29.3‬ن�ساء‬

‫ال�سومال‬

‫‪ %34.3 30.853.000‬رجال‬ ‫‪ %60.4‬ن�ساء‬ ‫‪8.445.000‬‬

‫ال�سودان‬

‫‪ %50.3‬رجال‬ ‫‪ %60.4‬ن�ساء‬

‫‪%47.35‬‬ ‫تقريب ًا‬

‫‪ %38.9 37.707.000‬رجال‬ ‫‪ %48.2‬ن�ساء‬

‫‪%62.35‬‬ ‫تقريب ًا‬

‫‪386‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1999‬‬

‫‪36.2‬‬ ‫‪151.8‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪10.9‬‬

‫تون�س‬

‫‪ %16.6 10.215.000‬رجال‬ ‫‪ %34.7‬ن�ساء‬

‫‪%43.55‬‬ ‫تقريب ًا‬

‫‪0.516‬‬

‫‪138‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)2005‬‬

‫‪79.8‬‬

‫‪%26.65‬‬ ‫تقريب ًا‬

‫‪0.760‬‬

‫‪1260‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1999‬‬

‫‪94.6‬‬

‫ال�سعودية‬

‫‪ %12.9 24.175.222‬رجال‬ ‫‪ %30.7‬ن�ساء‬

‫‪%21.8‬‬ ‫تقريب ًا‬

‫‪0.777‬‬

‫‪3780‬‬ ‫(اإح�ساء ‪) 2004‬‬

‫‪66.2‬‬

‫‪739.000‬‬

‫‪%13.95‬‬

‫‪0.859‬‬

‫‪92‬‬

‫‪213.3‬‬

‫‪%8.15‬‬

‫‪-‬‬

‫‪92‬‬

‫‪-‬‬

‫‪%8.175‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫البحرين‬

‫ال�سفة الغربية ‪2.460.000‬‬ ‫ فل�سطين‬‫غزة ‪-‬‬ ‫فل�سطين‬

‫‪ %11.5‬رجال‬ ‫‪ %16.4‬ن�ساء‬ ‫‪ %3.7‬رجال‬ ‫‪ %12.6‬ن�ساء‬

‫‪ %3.7 1.429.000‬رجال‬ ‫‪ %12.6‬ن�ساء‬

‫(‪ )1‬معلومات الجدول م�ستقاة من كتاب «اأو�ساع العالم ‪La Découverte, pp. 362-377.»2008‬‬

‫الن�شــر‬

‫جيبوتي‬

‫‪819.000‬‬


‫‪360‬‬

‫البلد‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫عدد ال�سكان‬

‫ن�سبة الأمية‬ ‫(ح�سب النوع)‬

‫‪ %3.3 3.889.000‬رجال‬ ‫ال�سفة‬ ‫الغربية وغزة‬ ‫‪ %12.0‬ن�ساء‬ ‫ فل�سطين‬‫االإمارات‬

‫‪ %24.4 4.278.000‬رجال‬ ‫‪ %19.3‬ن�ساء‬

‫العراق‬

‫‪ %15.9 28.506.000‬رجال‬ ‫‪ %35.8‬ن�ساء‬

‫االأردن‬

‫‪ %4.9 25.729.000‬رجال‬ ‫‪ %15.3‬ن�ساء‬

‫ن�سبة الأمية ن�سبة التنمية‬ ‫(رجال ون�ساء) الب�سرية‬ ‫‪ %7.95‬مليون ‪0.736‬‬ ‫وفق تقديرات‬ ‫اأخرى‬ ‫‪0.839‬‬ ‫‪%21.85‬‬

‫عدد الكتب‬ ‫المن�سورة‬ ‫‪2‬‬

‫ن�سبة النفاذ‬ ‫اإلى الإنترنت‬ ‫(لكل األف من‬ ‫ال�سكان)‬ ‫‪65.6‬‬

‫الن�شــر‬

‫‪293‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1993‬‬

‫‪310.8‬‬

‫‪%25.85‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪1.4‬‬

‫‪%10.1‬‬

‫‪0.760‬‬

‫‪(25‬اإح�ساء‪112.2 1998‬‬ ‫)‬

‫‪%7.3‬‬

‫‪0.871‬‬

‫‪219‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1999‬‬

‫‪260.5‬‬

‫‪%12.35‬‬

‫‪0.774‬‬

‫‪289‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1998‬‬

‫‪195.7‬‬

‫‪0.810‬‬

‫‪12‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1999‬‬

‫‪111.0‬‬

‫‪209‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1999‬‬

‫‪281.6‬‬ ‫‪57.8‬‬

‫الكويت‬

‫‪ %5.6 2.779.000‬رجال‬ ‫‪ %9.0‬ن�ساء‬

‫ُعمان‬

‫‪ %13.2 2.546.000‬رجال‬ ‫‪ %26‬ن�ساء‬

‫‪%19.85‬‬

‫‪ %10.9‬رجال‬ ‫‪ %11.4‬ن�ساء‬

‫‪%11.15‬‬

‫‪0.844‬‬

‫*‬

‫‪0.716‬‬

‫‪598‬‬ ‫(اإح�ساء ‪)1992‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪8.7‬‬

‫‪-‬‬

‫‪6.5‬‬

‫لبنان‬

‫‪ %6.9 4.055.000‬رجال‬ ‫‪ %17.8‬ن�ساء‬

‫قطر‬

‫‪821.000‬‬

‫�سوريا‬

‫‪ %14.0 19.408.000‬رجال‬ ‫‪ %26.4‬ن�ساء‬

‫‪%20.2‬‬

‫اليمن‬

‫‪ %30.5 21.732.000‬رجال‬ ‫‪ %71.5‬ن�ساء‬

‫‪%51‬‬

‫‪0.492‬‬

‫‪%48.55‬‬

‫‪0.486‬‬

‫موريتانيا‬

‫‪ %40.5 3.044.000‬رجال‬ ‫‪ %56.6‬ن�ساء‬

‫* اإن ن�سب��ة االأمية في �سورية مث ً‬ ‫ل في نهاية ع��ام ‪ 2007‬كانت ح�سب مركز االإح�ساء ‪ %8.3‬رجال و‪%22‬‬ ‫اإناث بمجموع ‪ .%14.8‬وفي المغرب‪ :‬البوادي ‪ %43.5‬بين الذكور و‪ %72.2‬بين االإناث‪ ،‬وفي المدن‬ ‫‪ %19‬بي��ن الذك��ور و‪ % 38.5‬بين االإن��اث‪ ،‬اأي ما معدله ‪ %58.1‬في الب��وادي و‪ %29‬في المدن ل�سن‬ ‫تح��ت خم�سة ع�س��ر عام ًا‪ ،‬ون�سبة ‪ %64.6‬في البوادي و‪ %32.2‬في الم��دن‪ .‬واإذا دققنا ن�سبة االأمية في‬ ‫كل قطر عربي من خلل اإح�ساءات حديثة وجدنا اأرقام ًا مغايرة لما ورد في التقرير والجدول االإح�سائي‬ ‫المبني على معلوماته‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪361‬‬

‫(�سكل بياني ‪)2‬‬ ‫عدد ال�سكان ح�سب الإح�ساء الخا�ص ذي المرجعية المبا�سرة‬

‫الن�شــر‬


‫‪362‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�سكل بياني ‪)3‬‬ ‫عدد ال�سكان ح�سب اإح�ساء اأو�ساع العالم ‪2008‬‬

‫الن�شــر‬


‫‪363‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫كم��ا نثبت هنا جدو ًال ور�سم ًا بياني ًا يو�سحان ن�سب��ة االأمية في الوطن العربي ا�ستناداً اإلى‬ ‫اإح�ساء كتاب «اأو�ساع العالم عام ‪ »2008‬الم�سار اإليه‪.‬‬ ‫(جدول ‪ )4‬ن�سبة الأمية في كل قطر عربي‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪21.85‬‬ ‫‪13.95‬‬ ‫‪30.15‬‬ ‫‪21.8‬‬ ‫‪43.55‬‬ ‫‪62.35‬‬ ‫‪25.85‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪47.35‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪26.65‬‬ ‫‪50.85‬‬ ‫‪31.8‬‬ ‫‪19.35‬‬ ‫‪20.2‬‬ ‫‪7.95‬‬ ‫‪11.15‬‬ ‫‪12.35‬‬ ‫‪18.75‬‬ ‫‪28.8‬‬ ‫‪48.55‬‬ ‫‪27.802‬‬

‫الن�شــر‬

‫االأردن‬ ‫االإمارات‬ ‫البحرين‬ ‫الجزائر‬ ‫ال�سعودية‬ ‫ال�سودان‬ ‫ال�سومال‬ ‫العراق‬ ‫الكويت‬ ‫المغرب‬ ‫اليمن‬ ‫تون�س‬ ‫جزر القمر‬ ‫جيبوتي‬ ‫ُعمان‬ ‫�سورية‬ ‫فل�سطين‬ ‫قطر‬ ‫لبنان‬ ‫ليبيا‬ ‫م�سر‬ ‫موريتانيا‬ ‫المتو�سط‬

‫القطر العربي‬

‫ن�سبة الأمية‬


‫‪364‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وي�سي��ر هذا الجدول اإل��ى ارتفاع ن�سب��ة االأمية في االأقط��ار العربية االآتي��ة‪ :‬ال�سومال ‪،‬‬ ‫ال�س��ودان‪ ،‬اليمن‪ ،‬جزر القمر‪ ،‬موريتانيا اإل��ى ‪ %50‬وما فوق تقريب ًا‪ .‬كما ي�سير اإلى اأن اأقل ن�سبة‬ ‫ارتف��اع للأمي��ة (اأقل من ‪ %20‬تقريب ًا) موجودة في‪ :‬الكوي��ت‪ ،‬فل�سطين‪ ،‬االأردن‪ ،‬قطر‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫البحرين‪ ،‬ال�سعودية‪ .‬ومما تجدر ملحظته مما ال تدقق فيه بع�س االإح�سائيات والتقارير اأن ن�سبة‬ ‫االأمية تختلف بين �سكان البادية والح�سر‪ ،‬وبين �سكان الريف والمدن‪ ..‬ومراعاة ذلك تفيد في‬ ‫و�سع الخطط لمحو االأمية‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )5‬ن�سبة الأمية في كل قطر عربي‬

‫الن�شــر‬

‫مقاربة بع�ض م�سكالت حركة التاأليف والن�سر واأعمدتها‪ :‬الموؤلف‪،‬‬ ‫النا�سر‪ ،‬المو ّزع‪ ،‬القارئ‪:‬‬ ‫نذكر في ما يلي بع�س م�سكلت التاأليف والن�سر والكتاب والقراءة‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اإن علقة القارئ العربي بالكتاب علقة تتخللها �سعوبات واأعرا�س �سلبية‪ ،‬كعدم قدرة القارئ‬ ‫عل��ى اقتناء الكتاب ‪ -‬واإن كان��ت تلك من العقبات المعيقة للقراءة ‪ -‬و�سعف ال�سلة المنزلية‬ ‫والمدر�سي��ة واالجتماعي��ة االعتيادية بي��ن القارئ والكت��اب‪ ،‬واالأمية االألف بائي��ة‪ ،‬واالأمية‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪365‬‬

‫الثقافي��ة‪ ،‬كما اأ�سرنا �سابق ًا‪ ،‬بل عزوف ذي اأ�سباب تربوي��ة واجتماعية تتعلق بالتن�سئة وبمناخ‬ ‫اجتماع��ي عام ال يعطي للق��راءة اأهميتها‪ .‬و ُي�ساف اإل��ى ظروف االإن�س��ان العربي واأو�ساعه‬ ‫المعي�سي��ة‪� ،‬سياع الكثير من الوق��ت والجهد في طلب لقمة العي���س وتاأمين تكاليف الحياة‬ ‫وم��ا يتطلبه ذلك من وقت ومال وتعب‪ ،‬وان�سراف النا�س اإلى متابعة محطات البث االأر�سية‬ ‫والف�سائيات وهذا ي�ستهلك وقت ًا ويقدم ت�سلية �سريعة ومتابعة اإعلمية ومعلوماتية �سهلة‪.‬‬ ‫‪ُ � 2‬يطب��ع من الكتاب العربي في المتو�سط بي��ن ‪ 1000‬و ‪ 3000‬ن�سخة‪ ،‬وهناك دور ن�سر تطبع‬ ‫‪ 500‬ن�سخ��ة في الطبعة االأولى حتى اإذا راج الكتاب طبعت ح�سب الرواج‪ .‬ولكن االأغلب‬ ‫االأع��م اأن الطبع��ة االأولى هي في ح��دود األف ن�سخة‪ ،‬وهناك جهات ر�سمي��ة اأو �سبه ر�سمية‬ ‫تطب��ع بين ‪ 1000‬و‪ 2000‬ن�سخة‪ ،‬وقليلة هي الجهات التي تطبع ‪ 5000 � 3000‬ن�سخة من‬ ‫كل عنوان ف��ي الطبعة االأولى‪ ،‬هذا عدا بع�س اال�ستثناءات تمثلها جهات ر�سمية ذات ر�سالة‬ ‫عربية عامة في مجال الن�سر‪ .‬بحيث تطبع هذه الجهات ‪ 50000‬ن�سخة اأو اأكثر مثل‪� :‬سل�سلة‬ ‫القراءة للجميع في م�سر‪ ،‬وكتاب المجل�س الوطني للثقافة والفنون واالآداب في الكويت‪.‬‬

‫اأ ‪ -‬اإذا اأخذن��ا المعدل الو�سط ال�سائد لعدد الن�سخ المطبوعة من الكتاب‪ ،‬وهو ‪ 3000‬ن�سخة‬ ‫(‪ )1‬م��ن المفيد االإ�سارة اإلى عدد ال�س��كان في كل قطر عربي وفق تقديرات واإح�س��اءات تقريبية‪ :‬م�سر‪75 :‬مليون ًا �‬ ‫المغرب ‪ 32‬مليون ًا � ال�سودان‪ 35 :‬مليون ًا � الجزائر‪ 35 :‬مليون ًا � اليمن‪ 27 :‬مليون ًا � العراق‪ 26 :‬مليوناً‪ ،‬وفي قول‬ ‫‪ 24,2‬مليون � �سورية ‪ 19405000‬مليون � ال�سعودية ‪ 27‬مليون ًا � تون�س‪ 9 :‬مليين � فل�سطين‪ 7 :‬مليين � ليبيا‪:‬‬ ‫‪ 6‬مليي��ن � االأردن‪ 5.5 :‬مليي��ن � لبنان‪ 4 :‬مليين � موريتاني��ا‪ 3 :‬مليين � ال�سومال‪ 15 :‬مليون ًا تقريب ًا وفي اآخر‬ ‫اإح�ساء عام ‪ 1987‬كان العدد االإجمالي ت�سعة مليين � جيبوتي‪ 550 :‬األف تقريب ًا � جزر القمر‪ 672 :‬األف ًا تقريب ًا �‬ ‫قطر‪ 760 :‬األف � البحرين‪ 700 :‬األف � ُعمان‪ 2,250 :‬األف ًا تقريب ًا � الكويت‪ 800 :‬األف � االإمارات‪ 700 :‬األف‬ ‫تقريب�� ًا وي�سج��ل في االإح�ساء ثلثة مليين وهو ي�سمل المقيمين وجلهم من بلدان اآ�سيوية‪ ،‬ولم ناأخذهم في عداد‬ ‫المواطنين‪ .‬اأي ما مجموعه االإجمالي‪ 328386000‬ن�سمة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬في حال ا�ستبعدنا االأطفال والفتيان الذين لم ي�سلوا لمرحلة اتقان القراءة والتعامل اأو التوا�سل مع الكتاب‪ ..‬هذا مع‬ ‫ملحظة اأن ن�سبة القراءة في �سفوف االأطفال والفتيان العرب القادرين على القراءة في تلك ال�سن ال تكاد تذكر‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫واإذا اأجرين��ا عمليتين ح�سابيتي��ن ب�سيطتين‪ ،‬ناأخذ فيهما عدد �س��كان الوطن العربي عام‬ ‫‪ 2007‬ح�س��ب اإح�سائيات وتقديرات م�سادر ر�سمية اأو مواق��ع معلومات وتوثيق معتمدة مثل‬ ‫المو�سوع��ات وغيرها على ال�سبك��ة العنكبوتية(‪ )1‬ثم لن�سفهم(‪ ،)2‬حي��ث ي�سير المجموع الذي‬ ‫تو�سلن��ا اإليه‪ ،‬بعد جمع عدد ال�س��كان في كل دولة من الدول االثنتين والع�سرين في عام ‪2007‬‬ ‫اإلى اأن العدد االإجمالي لعدد �سكان الوطن العربي هو ‪ 332.337.000‬ن�سمة‪ ،‬وق�سمناهم على‬ ‫عدد الن�سخ التي تطبع من كل كتاب‪ ،‬ح�سب معطيات بين األف وخم�سين األف ن�سخة من الكتاب‬ ‫الواحد‪ ،‬كما اأ�سلفنا‪ ،‬بفر�س مبيع الن�سخ كافة‪ ،‬فاإننا نقف على المعطيات الرقمية االآتية‪:‬‬


‫‪366‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫لكت��اب مقبول الرواج ن�سبي ًا م��ن وجهة نظر المعنيين‪ ،‬فاإن الن�سب��ة تكون ن�سخة واحدة‬ ‫م��ن كل كتاب مطبوع لكل ‪ 110779‬مواطن ًا عربي ًا من مجمل ال�سكان‪ ،‬اأي بن�سبة مئوية‬ ‫مقدارها ‪.%0.0009‬‬ ‫ب ‪ -‬وف��ي حال اأ�سقطنا ن�سف العدد االإجمالي لل�سكان م�ستبعدين من هم تحت �سن الخام�سة‬ ‫ع�سرة بفر�س اأنهم لم يتقنوا القراءة بعد ولم يقيموا �سلة بالكتاب‪ ،‬فاإن كل ‪ 55389‬ن�سمة‬ ‫يكون لهم ن�سخة واحدة من كل كتاب يطبع‪ ،‬اأي بن�سبة مئوية مقدارها ‪.%0.0018‬‬ ‫ج ‪ -‬وفي حال اأخذنا متو�سط طباعة لن�سخ من الكتاب مقدارها ‪ 5000‬ن�سخة للعنوان الواحد‪،‬‬ ‫موزعة على �سكان الوطن العربي البالغ عددهم ‪ 332.337.000‬ن�سمة تقريب ًا‪ ،‬فاإنه يكون‬ ‫ل��كل ‪� 66467‬سخ�س ًا من ال�س��كان ن�سخة واحدة من كل كتاب يطب��ع‪ ،‬اأي بن�سبة مئوية‬ ‫مقدارها ‪.%0.0015‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإذا اأخذنا المعدل الو�سط ال�سائد لعدد الن�سخ المطبوعة من‬ ‫الكتاب‪ ،‬وهو ‪ 3000‬ن�سخة لكتاب مقبول الرواج ن�سبياً من وجهة‬ ‫نظر المعنيين‪ ،‬فاإن الن�سبة تكون ن�سخة واحدة من كل كتاب مطبوع‬ ‫لكل ‪ 110779‬مواطناً عربياً من مجمل ال�سكان‪ ،‬اأي بن�سبة مئوية‬ ‫مقدارها ‪.%0.0009‬‬ ‫د ‪ -‬وف��ي ح��ال اأ�سقطنا من الح�ساب من ه��م دون �سن الخام�سة ع�سرة م��ن مجمل ال�سكان‪،‬‬ ‫اأي الن�س��ف تقريب�� ًا‪ ،‬ف��اإن ن�سخة واحدة تك��ون ل��كل ‪ 33233‬ن�سم��ة‪ ،‬اأي بن�سبة مئوية‬ ‫مقدارها‪.%0.0030‬‬ ‫ح ‪ -‬وف��ي و�سع الن�س��ر اال�ستثنائي وهو ‪ 50000‬ن�سخ��ة فاإنه يكون ل��كل ‪ 6646‬مواطن ًا من‬ ‫مجم��وع ال�سكان ن�سخ��ة كتاب واحدة‪ ،‬اأي بن�سبة مئوي��ة مقدارها ‪ ،%0.015‬ولن�سف‬ ‫ال�سكان بعد ا�ستبعاد من هم دون الخام�سة ع�سرة يكون لكل ‪ 3323‬ن�سخة كتاب واحدة‪،‬‬ ‫اأي بن�سبة مئوية مقدارها ‪.%0.030‬‬

‫ط ‪ -‬وف��ي حال اأخذنا ما ي��درج كثير من النا�سرين على الت�سريح به‪ ،‬وهو طباعة ‪ 1000‬ن�سخة‬ ‫من العنوان الواحد‪ ،‬ووزعنا �س��كان الوطن العربي البالغ عددهم ‪ 332.337.000‬ن�سمة‬ ‫تقريب ًا‪ ،‬على عدد الن�سخ فاإن ن�سخة واحدة تكون لكل ‪� 332337‬سخ�س ًا من ال�سكان من‬ ‫كل كتاب يطبع‪ ،‬اأي بن�سبة مئوية مقدارها ‪.%0.00030‬‬ ‫ي ‪ -‬وف��ي حال اأ�سقطنا من الح�ساب الن�سف تقريب ًا‪ ،‬اأي م��ن هم دون �سن الخام�سة ع�سرة من‬ ‫مجم��ل ال�سكان‪ ،‬ف��اإن ن�سخة واحدة فقط تكون لكل ‪ 166168‬ن�سم��ة تقريب ًا‪ ،‬اأي بن�سبة‬ ‫مئوية مقدارها ‪.%0،0060‬‬


‫‪367‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫وكم��ا يلحظ فاإن االأرقام ت�سي��ر اإلى و�سع ماأ�ساوي‪ .‬وال ت�سي��ر المعطيات التي �سنقف‬ ‫عندها في الجداول والر�سوم البيانية اإلى تح�سن قريب في االأو�ساع‪ .‬ويزيد هذه الظروف حدة‬ ‫و�س��دة وربما ماأ�ساوية‪ ،‬كون الكتاب العربي يعاني من اختناقات وم�سكلت كثيرة و م�ستمرة‪.‬‬ ‫فعوائق ارتفاع التكاليف العامة للإنتاج وال�سحن‪ ،‬وقيود العملة وتحويلها‪ ،‬وا�ستغلل منافذ البيع‬ ‫القطرية للقارئ في حال ندرة وجود المطبوعة‪ ،‬اإ�سافة اإلى محظورات الرقابة التي تختلف من‬ ‫قط��ر الآخر ومن رقيب الآخر ف��ي القطر الواحد‪ ،‬كل ذلك يزيد من م�س��كلت الكتاب ويوؤخر‬ ‫و�سوله اإلى القارئ‪ ،‬ومن ثم يقلل من فائدته ومردوده على الموؤلف والمجتمع والقارئ والثقافة‬ ‫في الوقت المنا�سب‪.‬‬ ‫وفي ما يلي ندخل اإلى حركة التاأليف والن�سر في كل قطر‪ ،‬ومن ثم اإلى مجمل ما ن�سر في‬ ‫الوطن العربي خلل عام ‪ 2007‬من خلل جداول بيانات ور�سوم بيانية ن�سجل عليها ملحظات‬ ‫وا�ستنتاجات وخل�سة قراءة‪:‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر في كل قطر‬ ‫الأردن‪:‬‬

‫اللغة العربية‬

‫الن�سبة‬

‫المعارف العامة‬

‫اللغة‬ ‫الإنجليزية‬

‫الن�سبة‬

‫الن�سبة للمجموع‬ ‫عربي ‪ +‬اأجنبي‬

‫‪25‬‬

‫‪3.56‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0.00‬‬

‫‪3.46‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪35‬‬

‫‪4.98‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0.00‬‬

‫‪4.84‬‬

‫الديانات‬

‫‪115‬‬

‫‪16.36‬‬

‫‪2‬‬

‫‪10.00‬‬

‫‪16.18‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪128‬‬

‫‪18.21‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5.00‬‬

‫‪17.84‬‬

‫اللغات‬

‫‪30‬‬

‫‪4.27‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5.00‬‬

‫‪4.29‬‬

‫العلوم الطبيعية‬

‫‪11‬‬

‫‪1.56‬‬

‫‪7‬‬

‫‪35.00‬‬

‫‪2.49‬‬

‫العلوم التطبيقية‬

‫‪31‬‬

‫‪4.41‬‬

‫‪7‬‬

‫‪35.00‬‬

‫‪5.26‬‬

‫الفنون‬

‫‪12‬‬

‫‪1.71‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0.00‬‬

‫‪1.66‬‬

‫االآداب‬

‫‪248‬‬

‫‪35.28‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0.00‬‬

‫‪34.30‬‬

‫التاريخ والجغرافيا‬

‫‪68‬‬

‫‪9.67‬‬

‫‪2‬‬

‫‪10.00‬‬

‫‪9.68‬‬

‫‪703‬‬

‫‪100‬‬

‫‪20‬‬

‫‪100‬‬

‫‪100‬‬

‫المو�سوع‬

‫المجموع‬

‫الن�شــر‬

‫بعمان‬ ‫(جدول ‪ )6‬من�سورات الأردن عام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع القانوني في المكتبة الوطنية ّ‬


‫‪368‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجم��وع م��ا اأنتجه االأردن في ع��ام ‪ 2007‬من الكتب المودعة ر�سمي�� ًا هو ‪ 723‬عنوان ًا‬ ‫جدي��داً منها ‪ 20‬عنوان ًا باللغة االإنكليزية‪ .‬واإذا عر�سنا هذا الرقم على ال�سكان وجدنا اأن كل‬ ‫‪ 7607‬من ال�سكان اأنتجوا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬ ‫‪ � 2‬اأن اأكثر اإنتاج حركة الن�سر االأردنية خلل عام ‪ 2007‬هو في االأدب والبلغة «‪ »248‬عنوان ًا‬ ‫جديداً‪ ،‬بحيث تبلغ ن�سبة الكتب المن�سورة في هذا ال�سنف من ت�سنيف المن�سورات ح�سب‬ ‫نظام ديوي الع�سري ‪ % 34.30‬تليه العلوم االجتماعية «‪ »128‬عنوان ًا بن�سبة ‪ %17.84‬تليه‬ ‫عناوي��ن الديانات «‪ »117‬عنوان ًا بن�سبة ‪ .% 16.18‬اأما التكنولوجيا والعلوم التقنية والعلوم‬ ‫الطبيعي��ة فعدده��ا «‪ »56‬ون�سبتها اإلى المجموع العام للمن�س��ورات ‪ % 7.75‬وهو رقم في‬ ‫اأدنى �سلم االإنتاج االأردني ومن ثم في اأدنى درجة االهتمام في ما ت�سير اإليه االأرقام‪.‬‬ ‫ويبي��ن ال�سكل البياني االآتي لمن�س��ورات االأردن ‪ -‬ح�سب االإيداع القانوني لعام ‪2007‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬هذه النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫بعمان‬ ‫(�سكل بياني ‪ )7‬من�سورات الأردن في عام ‪( 2007‬اإيداع فعلي) في المكتبة الوطنية ّ‬


‫‪369‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫الإمارات‪:‬‬

‫(جدول ‪ )8‬من�سورات الإمارات في عام ‪2007‬‬

‫المو�سوع‬ ‫االأدب والبلغة‬

‫‪73‬‬

‫‪23.2‬‬

‫االأديان‬

‫‪2‬‬

‫‪0.6‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫‪16‬‬

‫‪5.1‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪19‬‬

‫‪6.0‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪135‬‬

‫‪42.9‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪37‬‬

‫‪11.7‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪14‬‬

‫‪4.4‬‬

‫الفنون‬

‫‪8‬‬

‫‪2.5‬‬

‫اللغات‬

‫‪4‬‬

‫‪1.3‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪7‬‬

‫‪2.2‬‬

‫‪315‬‬

‫‪100‬‬

‫المجموع‬

‫‪ � 1‬اأن مجموع ما اأنتجته االإمارات من الكتب في عام ‪ 2007‬بمجمله � ال يوجد اإيداع قانوني‬ ‫� ه��و ‪ 315‬عنوان ًا جدي��داً منها عناوين باللغ��ة االإنكليزية‪ .‬واإذا و ّزعنا ه��ذا الرقم على عدد‬ ‫ال�س��كان وجدن��ا اأن كل ‪ 2222‬فرداً من ال�س��كان اأنتجوا عنوان ًا جدي��داً اأو اأ�سابهم عنوان‬ ‫جديد من َتج‪.‬‬ ‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنتاج حرك��ة الن�سر االإماراتية خلل عام ‪ 2007‬هو ف��ي مجال العلوم االجتماعية‪،‬‬ ‫بحي��ث بلغت «‪ »135‬عنوان ًا بن�سب��ة ‪ %42.9‬من مجمل المن�س��ورات وتليها المن�سورات‬ ‫ف��ي مج��ال االأدب والبلغة بن�سبة ‪ % 23.2‬تلي��ه التكنولوجيا والعل��وم التطبيقية والطبيعية‬ ‫والريا�سي��ات بن�سب��ة ‪ % 16.8‬ثم التاريخ والجغرافيا بن�سب��ة ‪ .% 6‬و ُيلحظ اأن الكتب في‬ ‫مجال الديانات قليلة والمن�سورات العلمية والتقنية تحتل مركزاً متاأخراً ن�سبي ًا‪.‬‬ ‫وي�سي��ر ال�س��كل البيان��ي االآتي لمن�س��ورات االإمارات ف��ي عام ‪ 2007‬اإلى ه��ذه النتائج‬ ‫بو�سوح‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬


‫‪370‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬ ‫(�سكل بياني ‪ )9‬من�سورات الإمارات في ‪2007‬‬

‫الآداب والبالغة‬

‫الأديان‬

‫الن�شــر‬

‫تكنولوجيا وعلوم تطبيقية‬

‫جغرافيا وتاريخ‬

‫العلوم الجتماعية‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫الفل�سفة وعلم النف�ض‬

‫الفنون‬

‫اللغات‬

‫املعارف العامة‬

‫البحرين‪:‬‬ ‫(جدول ‪ )10‬من�سورات البحرين لعام ‪ 2007‬من واقع الإيداع القانوني‬ ‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫البيان‬

‫‪22‬‬

‫‪30.99‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪21‬‬

‫‪29.58‬‬

‫التاريخ والجغرافيا والرحلت‬

‫‪20‬‬

‫‪28.17‬‬

‫الدين‬

‫‪4‬‬

‫‪5.63‬‬

‫العلوم التطبيقية‬

‫‪2‬‬

‫‪2.82‬‬

‫الفنون‬

‫‪2‬‬

‫‪2.82‬‬

‫‪71‬‬

‫‪100‬‬

‫االأدب‬

‫المجموع‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪371‬‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬

‫‪ � 1‬اأن مجم��وع م��ا اأنتجته البحرين م��ن الكتب المودعة ر�سمي ًا في ع��ام ‪ 2007‬هو ‪ 71‬عنوان ًا‬ ‫جدي��داً‪ .‬واإذا عر�سن��ا هذا الرقم على عدد ال�سكان وجدن��ا اأن كل ‪ 9825‬فرداً من ال�سكان‬ ‫اأنتجوا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬ ‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنت��اج حرك��ة الن�سر البحريني��ة خلل عام ‪ 2007‬ه��و ف��ي االآداب «‪ »22‬عنوان ًا‪،‬‬ ‫بحيث تبل��غ ن�سبة الكتب المن�سورة في هذا ال�سنف م��ن ت�سنيف المن�سورات ح�سب نظام‬ ‫دي��وي الع�س��ري ‪ ،%30.99‬تليه العلوم االجتماعي��ة «‪ »21‬عنوان ًا بن�سب��ة ‪ ،%29.58‬تليه‬ ‫عناوي��ن التاريخ والجغرافيا والرحلت «‪ »20‬عنوان ًا بن�سب��ة ‪ ،%28.17‬اأما العلوم الطبيعية‬ ‫والريا�سي��ات فل �سيء والتكنولوجي��ا والعلوم التطبيقية «‪ »2‬ون�سبته��ا اإلى المجموع العام‬ ‫‪ % 2.82‬وه��و رق��م في اأدنى �سلم االإنتاج ومن ثم في اأدن��ى درجة االهتمام في ما ت�سير اإليه‬ ‫االأرقام‪.‬‬

‫ويبي��ن ال�سكل البياني االآت��ي لمن�سورات البحرين لعام ‪ 2007‬ح�س��ب االإيداع القانوني‬ ‫ّ‬ ‫هذه النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫(�سكل بياني ‪ )11‬من�سورات البحرين من واقع الإيداع القانوني ‪2007‬‬


‫‪372‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫تــونــ�ض‪:‬‬

‫(جدول ‪ )12‬من�سورات تون�ص في عام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع الوطني ت�سنيف ديوي (‪)..‬‬ ‫الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪689‬‬

‫‪57.5‬‬

‫االأديان‬

‫‪40‬‬

‫‪3.3‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫‪42‬‬

‫‪3.5‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪41‬‬

‫‪3.4‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪256‬‬

‫‪21.4‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪11‬‬

‫‪0.9‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪24‬‬

‫‪2.0‬‬

‫الفنون‬

‫‪23‬‬

‫‪1.9‬‬

‫اللغات‬

‫‪27‬‬

‫‪2.3‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪46‬‬

‫‪3.8‬‬

‫‪1199‬‬

‫‪100‬‬

‫المجموع‬

‫(اأ�س��ارت قائمة االإيداع الوطن��ي التون�سية اإلى وجود ‪ 1413‬عنوان�� ًا وجدنا بينها ‪209‬‬ ‫عناوي��ن مدر�سي��ة و‪ 5‬عناوين دوري��ات فا�ستبعدناه��ا من الج��دول التزام ًا بالمنه��ج المتبع في‬ ‫هذه الدرا�سة)‪.‬‬ ‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجم��وع ما اأنتجته تون�س من الكتب المودعة ر�سمي ًا في المكتبة الوطنية عام ‪ 2007‬هو‬ ‫‪ 1199‬عنوان�� ًا جديداً‪ .‬واإذا عر�سنا هذا الرقم على عدد ال�سكان وجدنا اأن كل ‪ 7506‬فرداً‬ ‫من ال�سكان اأنتجوا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪373‬‬

‫‪ � 2‬اأن اأكثر اإنتاج حركة الن�سر التون�سية خلل عام ‪ 2007‬هو في االآداب والبلغة «‪ »689‬عنوان ًا‬ ‫بحيث تبل��غ ن�سبة الكتب المن�سورة في هذا ال�سنف م��ن ت�سنيف المن�سورات ح�سب نظام‬ ‫ديوي الع�سري ‪ ،% 57.5‬تليه العلوم االجتماعية «‪ »256‬عنوان ًا بن�سبة ‪ ،% 21.4‬تليه العلوم‬ ‫النظرية والتطبيقية ومجموعها «‪ »53‬ون�سبتها اإلى المجموع العام ‪ % 4.4‬وهو رقم ال باأ�س‬ ‫به قيا�س ًا للإنتاج التون�سي العام‪ ،‬حيث يتقدم على بلدان عربية اأخرى‪ ،‬وتليه المن�سورات في‬ ‫الجغرافيا والتاريخ حي��ث يبلغ عددها «‪ »41‬عنوان ًا بن�سبة ‪ %3.4‬تليه االأديان «‪ »40‬عنوان ًا‬ ‫بن�سب��ة ‪ % 3.3‬وتلي��ه الفل�سفة وعلم النف���س «‪ »24‬عنوان ًا بن�سبة مئوي��ة ‪ %2‬ثم الفنون ‪23‬‬ ‫عنوان ًا بن�سبة مئوية ‪.%9.1‬‬ ‫ويبي��ن ال�سك��ل البيان��ي االآت����ي لمن�س��ورات تون���س ع��ام ‪ 2007‬المودعة في المكتبة‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية هذه النتائج بو�سوح‪:‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )13‬من�سورات تون�ص عام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع الوطني ت�سنيف ديوي‬

‫الن�شــر‬


‫‪374‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الجــزائــر‪:‬‬ ‫(جدول ‪ )14‬من�سورات الجزائر لعام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع القانوني‬ ‫الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪478‬‬

‫‪60.1‬‬

‫االأديان‬

‫‪16‬‬

‫‪2.0‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫‪1‬‬

‫‪0.1‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪132‬‬

‫‪16.6‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪75‬‬

‫‪9.4‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪56‬‬

‫‪7.0‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪4‬‬

‫‪0.5‬‬

‫الفنون‬

‫‪15‬‬

‫‪1.9‬‬

‫اللغات‬

‫‪14‬‬

‫‪1.8‬‬

‫معارف عامة‬

‫‪4‬‬

‫‪0.5‬‬

‫‪795‬‬

‫‪100‬‬

‫المجموع‬ ‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬

‫‪ � 1‬اأن مجموع ما اأنتجته الجزائر من الكتب في عام ‪ 2007‬المودعة ر�سمي ًا في المكتبة الوطنية‬ ‫‪ 795‬عنوان�� ًا جديداً‪ .‬واإذا عر�سنا هذا الرقم على عدد ال�سكان وجدنا اأن كل ‪ 40251‬فرداً‬ ‫من ال�سكان اأنتجوا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪375‬‬

‫‪ � 2‬اأن اأكثر اإنتاج حركة الن�سر في الجزائر خلل عام ‪ 2007‬هو في االأدب والبلغة ‪ 478‬عنوان ًا‬ ‫ون�سبته المئوية اإلى المن�سورات في تلك ال�سنة ‪ ،%60.1‬وتليه اأرقام المن�سورات في التاريخ‬ ‫والجغرافي��ا «‪ »132‬عنوان�� ًا جديداً بن�سبة ‪ ،%16.6‬وتليه العل��وم االجتماعية «‪ »75‬عنوان ًا‬ ‫بن�سب��ة ‪ %9.4‬ثم التكنولوجيا والعلوم الطبيعية والريا�سيات بن�سبة ‪ %7.1‬ثم االأديان «‪»16‬‬ ‫عنوان�� ًا بن�سبة ‪ %2‬ث��م الفنون ‪ 15‬عنوان ًا بن�سبة ‪ %1.9‬ويلحظ تقدم رقم من�سورات االأدب‬ ‫والبلغة والتاريخ‪ .‬وربما كان ذلك بمنا�سبة الجزائر عا�سمة للثقافة العربية لعام ‪ .2007‬كما‬ ‫م�سجع ًا‪.‬‬ ‫يلحظ اأن رقم كتب التكنولوجيا والعلوم النظرية والتطبيقية لي�س‬ ‫ّ‬ ‫وي�سير ال�سكل البياني االآتي لمن�سورات الجزائر في عام ‪ 2007‬ح�سب االإيداع القانوني‬ ‫في المكتبة الوطنية اإلى هذه النتائج بو�سوح‪:‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )15‬من�سورات الجزائر في عام ‪ 2007‬الإيداع والإ�سافات‬

‫الن�شــر‬


‫‪376‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ال�س ـعـوديــة‪:‬‬

‫(جدول ‪ )16‬الكتب المن�سورة في ال�سعودية ح�سب الإيداع في عام ‪ 1428‬هـ ‪2007‬م‬ ‫الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪404‬‬

‫‪16.7‬‬

‫التاريخ والجغرافيا‬

‫‪137‬‬

‫‪5.6‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫‪241‬‬

‫‪9.9‬‬

‫الديانات‬

‫‪140‬‬

‫‪5.8‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪1251‬‬

‫‪51.6‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪101‬‬

‫‪4.2‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪23‬‬

‫‪0.9‬‬

‫الفنون‬

‫‪20‬‬

‫‪0.8‬‬

‫اللغات‬

‫‪26‬‬

‫‪1.1‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪82‬‬

‫‪3.4‬‬

‫‪2425‬‬

‫‪100‬‬

‫المجموع‬

‫وت�سير ه��ذه البيانات الماأخوذة من االإيداع القانوني ف��ي مكتبة الملك فهد اإلى تداخل‬ ‫بي��ن العامين الهجري ‪ 1428‬والميلدي ‪ 2007‬مما ال يعطي حقيقة اإنتاج ال�سعودية من الكتب‬ ‫لع��ام ‪ 2007‬الميلدي ب�سكل كامل‪ .‬فجزء من الع��ام ‪ 2007‬يتداخل مع العام الهجري ‪1429‬‬ ‫وهناك من�سورات دخلت االإيداع في عام ‪ 2007‬وهي م�سجلة في ‪ 2006‬وهذا التداخل تكرر‬ ‫بين عامي ‪ 1428‬و‪ 1429‬الهجريين وعامي ‪ 2007‬و ‪ 2008‬الميلديين‪ .‬وقد ا�ستبعدنا الر�سائل‬ ‫الجامعية والكتب المدر�سية والطوابع من القائمة النهائية التي اعتمدنا عليها‪ .‬و�سوف ن�سيف ما‬ ‫اأح�سين��اه من المن�سورات التي اأح�سيناها من خ��ارج االإيداع القانوني اإلى االإيداع القانوني في‬ ‫الجدول النهائي لمن�سورات الوطن العربي‪ ،‬كما نفعل في كل قطر‪ .‬وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬


‫‪377‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪ � 1‬اأن مجموع ما اأنتجته ال�سعودية في عام ‪ 2007‬من الكتب المودعة ر�سمي ًا في مكتبة الملك‬ ‫فه��د ه��و ‪ 2425‬عنوان ًا جدي��داً‪ .‬واإذا عر�سنا ه��ذا الرقم على عدد ال�س��كان وجدنا اأن كل‬ ‫‪ 11134‬فرداً من ال�سكان اأنتجوا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬ ‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنتاج حركة الن�سر ال�سعودية خلل عام ‪ 2007‬هو في العلوم االجتماعية «‪»1251‬‬ ‫عنوان ًا ون�سبته المئوية اإلى المن�سورات ‪ %51.6‬وتليه االآداب والبلغة ‪ 404‬بن�سبة ‪%16.7‬‬ ‫ثم التكنولوجيا والعلوم التطبيقية والطبيعية والريا�سيات «‪ »342‬بن�سبة مئوية بلغت ‪%14.1‬‬ ‫ث��م الديانات ‪ 140‬عنوان ًا بن�سبة ‪ %5.8‬م��ن المن�سورات ثم التاريخ والجغرافيا ‪ 137‬عنوان ًا‬ ‫بن�سب��ة ‪ . %5.6‬و ُيلحظ اأن رقم الكتب المن�سورة في مج��ال التكنولوجيا والعلوم النظرية‬ ‫ين�سب على كيفية تكوين مهارات‬ ‫والتطبيقي��ة اأف�سل من بل��دان عربية اأخرى‪ ،‬ولكن معظمه‬ ‫ّ‬ ‫تقنية‪ .‬و ُيلحظ وجود بع�س التداخل في مو�سوعات العلوم االجتماعية والديانات وعناوين‬ ‫بلغ��ات عدة ه��ي بين االجتماع��ي والديني‪.‬وقد اأح�سين��ا بين العناوي��ن ‪ 192‬عنوان ًا لكتب‬ ‫مترجمة‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )17‬من�سورات ال�سعودية ح�سب الإيداع‬

‫الن�شــر‬

‫ويبي��ن ال�سكل البياني االآتي لمن�سورات ال�سعودية لع��ام ‪ 2007‬ح�سب االإيداع القانوني‬ ‫ّ‬ ‫هذه النتائج بو�سوح‪:‬‬


‫‪378‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫�ســوريــة‪:‬‬

‫(جد ول ‪ )18‬من�سورات �سورية العام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع والم�ساف على الإيداع‬ ‫الإيداع‬

‫الن�سبة‬

‫الم�ساف‬

‫العدد‬ ‫الكلي‬

‫الن�سبة‬ ‫الكلية‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪690‬‬

‫‪31.9‬‬

‫‪33‬‬

‫‪723‬‬

‫‪30.2‬‬

‫االأديان‬

‫‪354‬‬

‫‪16.4‬‬

‫‪39‬‬

‫‪393‬‬

‫‪16.4‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫‪128‬‬

‫‪5.9‬‬

‫‪6‬‬

‫‪134‬‬

‫‪5.6‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪194‬‬

‫‪9.0‬‬

‫‪22‬‬

‫‪216‬‬

‫‪9.0‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪383‬‬

‫‪17.7‬‬

‫‪48‬‬

‫‪431‬‬

‫‪18.0‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪91‬‬

‫‪4.2‬‬

‫‪40‬‬

‫‪131‬‬

‫‪5.5‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪82‬‬

‫‪3.8‬‬

‫‪11‬‬

‫‪93‬‬

‫‪3.9‬‬

‫الفنون‬

‫‪73‬‬

‫‪3.4‬‬

‫‪3‬‬

‫‪76‬‬

‫‪3.2‬‬

‫اللغات‬

‫‪83‬‬

‫‪3.8‬‬

‫‪14‬‬

‫‪97‬‬

‫‪4.1‬‬

‫معارف عامة‬

‫‪86‬‬

‫‪4.0‬‬

‫‪14‬‬

‫‪100‬‬

‫‪4.2‬‬

‫‪2164‬‬

‫‪100‬‬

‫‪230‬‬

‫‪2394‬‬

‫‪100‬‬

‫الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬

‫المجموع‬ ‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬

‫‪ � 1‬اأن مجم��وع ما اأنتجته �سورية ف��ي عام ‪ 2007‬من الكتب المودعة ر�سمي�� ًا في مكتبة االأ�سد‬ ‫الوطني��ة هو ‪ 2394‬عنوان ًا جديداً‪ .‬واإذا عر�سنا ه��ذا الرقم على عدد ال�سكان وجدنا اأن كل‬ ‫‪ 8145‬فرداً من ال�سكان اأنتجوا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬

‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنتاج حرك��ة الن�سر ال�سورية خلل ع��ام ‪ 2007‬هو ف��ي االآداب والبلغة «‪»723‬‬ ‫عنوان ًا‪ .‬بحيث تبلغ ن�سبة الكتب المن�سورة في هذا ال�سنف من ت�سنيف المن�سورات ح�سب‬ ‫نظ��ام ديوي الع�سري ‪ ،% 30.2‬تليه العلوم االجتماعي��ة «‪ » 431‬عنوان ًا بن�سبة ‪ ،% 18‬تليه‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪379‬‬

‫االأدي��ان « ‪ »393‬عنوان ًا بن�سبة ‪ ،% 16.4‬اأما العلوم النظرية والتطبيقية فمجموعها « ‪»265‬‬ ‫ون�سبته��ا اإلى المجموع العام ‪ ،% 11.1‬وهو رقم ال باأ�س ب��ه قيا�س ًا للإنتاج ال�سوري العام‪،‬‬ ‫حيث يتقدم على بلدان عربية اأخرى‪ ،‬ولكنه ال يلبي الحاجة وال الطموح‪ ،‬وتليه المن�سورات‬ ‫في الجغرافيا والتاريخ التي يبلغ عددها «‪ »216‬عنوان ًا بن�سبة ‪ %9‬اإلى مجموع المن�سورات‬ ‫في العالم الم�سار اإليه‪ ،‬والفل�سفة وعلم النف�س «‪ »93‬بن�سبة ‪.%3.9‬‬

‫ويبي��ن ال�سكل البيان��ي االآتي لمن�س����ورات �سوري���ة ع��ام ‪ 2007‬من خ��لل االإيداع‬ ‫ّ‬ ‫القانوني هذه النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )19‬من�سورات �سورية ‪ 2007‬ح�سب الإيداع و الإ�سافات‬

‫الن�شــر‬


‫‪380‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ال�ســودان‪:‬‬ ‫(جدول ‪ )20‬من�سورات ال�سودان لعام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع الوطني‬ ‫الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪163‬‬

‫‪22.9‬‬

‫االأديان‬

‫‪74‬‬

‫‪10.4‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫‪77‬‬

‫‪10.8‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪54‬‬

‫‪7.6‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪251‬‬

‫‪35.3‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪29‬‬

‫‪4.1‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪13‬‬

‫‪1.8‬‬

‫الفنون‬

‫‪4‬‬

‫‪0.6‬‬

‫اللغات‬

‫‪20‬‬

‫‪2.8‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪26‬‬

‫‪3.7‬‬

‫العدد الكلي‬

‫‪711‬‬

‫‪100‬‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجم��وع ما اأنتج ال�سودان في عام ‪ 2007‬من الكتب المودعة ر�سمي ًا في المكتبة الوطنية‬ ‫هو ‪ 711‬عنوان ًا جديداً بعد حذف المن�سورات المدر�سية‪ .‬واإذا عر�سنا هذا الرقم على عدد‬ ‫ال�س��كان وجدن��ا اأن كل ‪ 45007‬فرداً من ال�سكان اأنتجوا عنوان ًا جدي��داً اأو اأ�سابهم عنوان‬ ‫جديد من َتج‪.‬‬ ‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنتاج حركة الن�سر ال�سودانية خلل ع��ام ‪ 2007‬هو في العلوم االجتماعية «‪»251‬‬ ‫عنوان ًا بن�سبة مئوية ‪ ¡% 3.35‬تليها االآداب والبلغة «‪ »163‬عنوان ًا‪ ،‬بحيث تبلغ ن�سبة الكتب‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪381‬‬

‫المن�س��ورة في هذا ال�سنف من ت�سني��ف المن�سورات ح�سب نظام ديوي الع�سري ‪¡%22.9‬‬ ‫تليها العلوم والتكنولوجيا والعلوم الطبيعية والريا�سيات مع ًا بمجموع «‪ 106‬عناوين بن�سبة‬ ‫‪ % 14.9‬وهي ن�سبة مقبولة قيا�س ًا لبع�س البلدان العربية االأخرى‪ ،‬تليها االأديان «‪ » 74‬عنوان ًا‬ ‫بن�سب��ة ‪ % 10.4‬وتليه��ا المن�سورات في الجغرافيا والتاري��خ «‪ »54‬بن�سبة مئوية ‪ ¡%7.6‬ثم‬ ‫اللغ��ات حيث يبلغ عدده��ا «‪ »20‬عنوان ًا بن�سبة ‪ %2.8‬اإلى مجم��وع المن�سورات في العام‬ ‫الم�سار اإليه‪.‬‬

‫ويبي��ن ال�سكل البياني لمن�سورات ال�س��ودان عام ‪ 2007‬ح�سب االإيداع القانوني هذه‬ ‫ّ‬ ‫النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )21‬من�سورات ال�سودان لعام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع الوطني‬

‫الن�شــر‬


‫‪382‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الع ــراق‪:‬‬

‫(جدول ‪ )22‬من�سورات عراقية �سدرت عام ‪ 2007‬م‬ ‫الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪21‬‬

‫‪25.3‬‬

‫االأديان‬

‫‪1‬‬

‫‪1.2‬‬

‫التاريخ والجغرافيا‬

‫‪9‬‬

‫‪10.8‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪38‬‬

‫‪45.8‬‬

‫العلوم الطبيعية‬

‫‪1‬‬

‫‪1.2‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪3‬‬

‫‪3.6‬‬

‫الفنون‬

‫‪1‬‬

‫‪1.2‬‬

‫اللغات‬

‫‪4‬‬

‫‪4.8‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪5‬‬

‫‪6.0‬‬

‫المجموع‬

‫‪83‬‬

‫‪100‬‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجم��وع ما ا�ستطعنا جمعه من قوائم لمن�س�����ورات الكت��ب في العراق عام ‪ 2007‬من‬ ‫داخ��ل العراق هو «‪ »83‬عنوان ًا جديدا‪ ،‬ولم ندرج ما ن�سره عراقيون في اأقطار عربية خارج‬ ‫العراق الأنه اأدرج �سم��ن من�سوراتها‪ ،‬و�سوف يدخل في االإح�ساء العام للمن�سورات العربية‬ ‫ع��ام ‪ .2007‬وال ن�ستطي��ع اأن نطب��ق قواعد المنهج المتب��ع في هذا التقري��ر على االأو�ساع‬ ‫اال�ستثنائية في فل�سطين والعراق‪ .‬لذا �سنتجاوز ن�سبة اإنتاج الكتب لعدد ال�سكان‪.‬‬ ‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنتاج ما اأح�سيناه من من�سورات داخ��ل العراق كان في المو�سل‪ ،‬وهو موزع وفق‬


‫‪383‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫االآتي‪ :‬العلوم االجتماعية «‪ »38‬عنوان ًا بن�سبة ‪ %45.8‬ثم االأدب والبلغة «‪ »21‬عنوان ًا بن�سبة‬ ‫‪ %25.3‬فالتاريخ والجغرافيا «‪ »9‬بن�سبة ‪ .%10.8‬وال يمكن الحكم على و�سع من�سورات‬ ‫الع��راق م��ن من�سورات المو�سل فقط‪ ..‬ول��م نتمكن من الح�سول على اأي��ة قوائم وعناوين‬ ‫ن�س��رت داخل العراق م��ن مواقع داخلية اأخر‪ .‬وهن��اك بع�س دور الن�س��ر العراقية في اأقطار‬ ‫عربي��ة‪ ،‬ولكن اإنتاجها ُح ِ�س َب م��ع البلدان التي هي فيها عدا دار الجم��ل في األمانيا فمعظم‬ ‫عناوينه��ا من من�سورات �سن��وات �سابقة ولي�ست مح�سورة االهتم��ام بمن�سورات عراقية اأو‬ ‫لعراقيين‪ ،‬وكثير من اإنتاجها مترجمات‪.‬‬

‫يبين تلك‬ ‫ويبي��ن ال�س��كل البياني االآتي‪ ،‬لمن�سورات من العراق �س��درت عام ‪ّ ،2007‬‬ ‫ّ‬ ‫النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )23‬موؤلفات عراقية �سدرت عام ‪2007‬م‬

‫الن�شــر‬


‫‪384‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ُع ـمــان‪:‬‬

‫(جدول ‪ )24‬من�سورات عمانية �سدرت عام ‪2007‬‬

‫ا�سم الكتاب‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪3‬‬

‫‪12‬‬

‫االأديان‬

‫‪18‬‬

‫‪69‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪3‬‬

‫‪12‬‬

‫المجموع‬

‫‪26‬‬

‫‪100‬‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجم��وع م��ا اأنتجته ُعمان في ع��ام ‪ 2007‬من الكت��ب المودعة ر�سمي ًا ه��و ‪ 26‬عنوان ًا‬ ‫جدي��داً‪ .‬واإذا عر�سنا ه��ذا الرقم على عدد ال�سكان وجدنا اأن كل ‪ 86538‬فرداً من ال�سكان‬ ‫اأنتجوا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬ ‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنتاج حركة الن�س��ر ال ُعمانية خلل عام ‪ 2007‬هو في االأديان «‪ »18‬عنوان ًا‪ ،‬بحيث‬ ‫تبل��غ ن�سبة الكتب المن�س��ورة في هذا ال�سنف من ت�سنيف المن�س��ورات ح�سب نظام ديوي‬ ‫الع�س��ري ‪ ¡%69‬تلي��ه االآداب والفل�سفة وعلم النف�س ول��كل منهما «‪ »3‬عناوين فقط اأي ما‬ ‫ن�سبته ‪ ¡%12‬اأما العلوم النظرية والتطبيقية فل �سيء‪.‬‬ ‫ويبي��ن ال�س��كل البي���اني االآت��ي لمن�س���ورات ُعم������ان ع������ام ‪ 2007‬ح�سب االإيداع‬ ‫ّ‬ ‫الوطني تلك النتائج بو�سوح‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪385‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )25‬من�سورات ُعمان عام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع القانوني‬

‫الن�شــر‬

‫فل�سطين‪:‬‬ ‫اإن االأو�س��اع ف��ي فل�سطين خلل عام ‪ 2007‬على الخ�سو�س ل��م ت�ساعد على االهتمام‬ ‫بحرك��ة الن�سر اهتمام ًا كافي ًا‪ ،‬ولم ن�ستط��ع اأن نح�سل على بيانات وقوائم من�سورات �سوى على‬ ‫عنوانين م��ن من�سورات خا�سة في بع�س الدور الفل�سطينية‪ .‬ومن المعروف اأن اإنتاج دور الن�سر‬ ‫الفل�سطيني��ة والك ّتاب الفل�سطينيين خ��ارج فل�سطين يدخل في عداد من�سورات البلدان التي فيها‬ ‫تل��ك الدور وما ين�سرونه في اأقط��ار عربية وهو كثير يدخل في تع��داد من�سورات تلك البلدان‪.‬‬ ‫ولذل��ك ل��م ن�ستطع اأن نتن��اول حركة الن�سر ف��ي فل�سطين ب�س��ورة منفردة ت�سير اإليه��ا البيانات‬ ‫واالأرقام في هذا التقرير‪.‬‬


‫‪386‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫قطــر‪:‬‬ ‫(جدول ‪ )26‬من�سورات قطر لعام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع الوطني‬ ‫المو�سوع‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫االآداب‬

‫‪21‬‬

‫‪8.24‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪13‬‬

‫‪5.10‬‬

‫الديانات‬

‫‪51‬‬

‫‪20.00‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪68‬‬

‫‪26.67‬‬

‫العلوم البحتة‬

‫‪3‬‬

‫‪1.18‬‬

‫العلوم التكنولوجية‬

‫‪29‬‬

‫‪11.37‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪12‬‬

‫‪4.71‬‬

‫الفنون‬

‫‪14‬‬

‫‪5.49‬‬

‫اللغات‬

‫‪4‬‬

‫‪1.57‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪40‬‬

‫‪15.69‬‬

‫المجموع‬

‫‪255‬‬

‫‪100‬‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجم��وع ما اأنتجته قطر ع��ام ‪ 2007‬من الكتب المودعة ر�سمي ًا هو ‪ 255‬عنوان ًا جديداً‪.‬‬

‫واإذا عر�سن��ا هذا الرق��م على عدد ال�سكان وجدن��ا اأن كل‪ 2980‬فرداً م��ن ال�سكان اأنتجوا‬

‫عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪387‬‬

‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنت��اج حركة الن�س��ر القطرية خلل ع��ام ‪ 2007‬هو في العل��وم االجتماعية «‪»68‬‬ ‫عنوان ًا بحيث تبلغ ن�سبة الكتب المن�سورة في هذا ال�سن���ف من ت�سنيف المن�سورات ح�سب‬ ‫نظ��ام ديوي الع�س��ري ن�سبة ‪ ،% 26.67‬تليه الديانات «‪ « 51‬عنوان�� ًا بن�سبة ‪ ،% 20.0‬تليه‬ ‫المعارف العامة « ‪ »40‬بن�سبة ‪ ،% 15.69‬ثم التكنولوجيا والعلوم التطبيقية والعلوم الطبيعية‬ ‫والريا�سي��ات « ‪ « 32‬عنوان ًا بن�سبة ‪ ،% 22.55‬فاالآداب « ‪ »21‬بن�سبة ‪ .%8.24‬و ُيلحظ‬ ‫اأن ن�سب��ة التكنولوجيا والعلوم النظرية والتطبيقية اإل��ى المن�سورات القطرية االأخرى تقارب‬ ‫الربع وهو رقم مقبول قيا�س ًا لمن�سورات الدول العربية االأخرى‪.‬‬ ‫ويبين ال�سكل البياني االآتي لمن�سورات عام ‪ 2007‬ح�سب االإيداع القانوني في قطر هذه‬ ‫ّ‬ ‫النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )27‬من�سورات قطر لعام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع القانوني‬

‫الن�شــر‬


‫‪388‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الكــويــت ‪:‬‬

‫(جدول ‪ )28‬من�سورات الكويت لعام ‪ 2007‬وفق الإيداع الوطني ح�سب ت�سنيف ديوي‬ ‫الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪54‬‬

‫‪11‬‬

‫االأديان‬

‫‪78‬‬

‫‪16‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫‪26‬‬

‫‪5‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪59‬‬

‫‪12‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪139‬‬

‫‪29‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪11‬‬

‫‪2‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪33‬‬

‫‪7‬‬

‫الفنون‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫اللغات‬

‫‪35‬‬

‫‪7‬‬

‫معارف عامة‬

‫‪45‬‬

‫‪9‬‬

‫المجموع‬

‫‪487‬‬

‫‪100‬‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجم��وع ما اأنتجته الكويت عام ‪ 2007‬من الكت��ب المودعة ر�سمي ًا في المكتبة الوطنية‬

‫هو ‪ 487‬عنوان ًا جديداً‪ .‬واإذا عر�سنا هذا الرقم على عدد ال�سكان وجدنا اأن كل ‪ 1642‬فرداً‬ ‫من ال�سكان اأنتجوا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪389‬‬

‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنت��اج حركة الن�سر الكويتية خلل عام ‪ 2007‬هو ف��ي العلوم االجتماعية ‪ 139‬اأي‬ ‫بن�سب��ة ‪ ،% 29‬ويلي��ه االأديان «‪ »78‬بن�سبة ‪ ،% 16‬ثم التاري��خ والجغرافيا ‪ 59‬عنوان ًا بن�سبة‬ ‫‪ % 12‬ثم االآداب والبلغة «‪ »54‬عنوان ًا حيث تبلغ ن�سبة الكتب المن�سورة في هذا ال�سنف‬ ‫من ت�سنيف المن�سورات ح�سب نظام ديوي الع�سري‪ ،%11‬تليه العلوم والتكنولوجيا «‪»37‬‬ ‫عنوان ًا بن�سبة ‪ % 7‬ويلحظ اأن موقع العلوم والتكنولوجيا لي�س االأخير في اإنتاج الكويت من‬ ‫الكتب‪.‬‬ ‫ويبين ال�سكل البياني االآتي لمن�سورات الكويت لعام ‪ 2007‬ح�سب االإيداع القانوني في‬ ‫ّ‬ ‫الكويت هذه النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )29‬من�سورات الكويت لعام ‪ 2007‬وفق الإيداع الوطني ح�سب ت�سنيف ديوي‬

‫الن�شــر‬


‫‪390‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫لب ــنان‪:‬‬

‫يبي��ن الجدول االآت��ي ما ا�ستطعنا اإح�ساءه م��ن من�سورات لبنان التي بلغ��ت ‪ 734‬عنوان ًا‬ ‫ّ‬ ‫ف��ي عام ‪ ،2007‬منها ‪ 104‬وف��ق االإيداع القانوني ح�سب �سجلت دائرة المحفوظات الوطنية‬ ‫و‪ 630‬عنوان�� ًا مما ن�سره النا�سرون اللبنانيون ولم يودع ف��ي المحفوظات الوطنية‪ ،‬وذلك نظراً‬ ‫الأو�س��اع مر بها لبن��ان‪ .‬مع االإ�سارة اإلى اأنن��ا لم نتمكن من اإح�ساء كل م��ا ن�سر في عام ‪2007‬‬ ‫الأ�سب��اب تتعلق بع��دم و�سوح بيانات النا�سري��ن الذين يطبع معظمهم كرا�س��ات من�سورات دار‬ ‫الن�س��ر مت�سمنة كل ما ن�سرته منذ تاأ�سي�سها حتى تاريخ اإ�س��دار الن�سرة‪ ،‬وكثير منهم ال ي�سير اإلى‬ ‫تاريخ ن�سر كل كتاب‪.‬‬

‫(جدول ‪ )30‬من�سورات لبنان عام‬

‫‪2007‬‬

‫الم�ساف‬

‫الن�سبة‬

‫الأ�سا�ص‬

‫الن�سبة‬

‫االأدب والبلغة‬

‫الن�سبة‬ ‫المجموع‬ ‫الكلية‬

‫‪217‬‬

‫‪34.4‬‬

‫‪36‬‬

‫‪34.6‬‬

‫‪253‬‬

‫‪34.5‬‬

‫االأديان‬

‫‪31‬‬

‫‪4.9‬‬

‫‪10‬‬

‫‪9.6‬‬

‫‪41‬‬

‫‪5.6‬‬

‫التاريخ والجغرافيا‬

‫‪27‬‬

‫‪4.3‬‬

‫‪14‬‬

‫‪13.5‬‬

‫‪41‬‬

‫‪5.6‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقة‬

‫‪16‬‬

‫‪2.5‬‬

‫‪8‬‬

‫‪7.7‬‬

‫‪24‬‬

‫‪3.3‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪259‬‬

‫‪41.1‬‬

‫‪26‬‬

‫‪25.0‬‬

‫‪285‬‬

‫‪38.8‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪9‬‬

‫‪1.4‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0.0‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1.2‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪51‬‬

‫‪8.1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4.8‬‬

‫‪56‬‬

‫‪7.6‬‬

‫الفنون‬

‫‪7‬‬

‫‪1.1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0.0‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1.0‬‬

‫اللغات‬

‫‪9‬‬

‫‪1.4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1.0‬‬

‫‪10‬‬

‫‪1.4‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪4‬‬

‫‪0.6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪3.8‬‬

‫‪8‬‬

‫‪1.1‬‬

‫‪630‬‬

‫‪100‬‬

‫‪104‬‬

‫‪100‬‬

‫‪734‬‬

‫‪100‬‬

‫الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬

‫المجموع‬

‫وت�سير بيانات هذا الجدول اإلى االآتي‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجم��وع ما اأنتجه لبنان في عام ‪ 2007‬بما في ذلك االإيداع القانوني هو «‪ »734‬عنوان ًا‬ ‫جدي��داً‪ .‬واإذا عر�سن��ا هذا الرقم على عدد ال�سكان وجدن��ا اأن كل ‪ 5449‬فرداً من ال�سكان‬ ‫اأنتجوا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬


‫‪391‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪ � 2‬اأن اأكثر اإنتاج حركة الن�سر اللبنانية في المن�سورات‪ ،‬مما ا�ستطعنا اإح�ساءه ‪ -‬مع االإ�سارة اإلى‬ ‫اأن هن��اك دور ن�سر لبنانية ال تذك��ر من�سوراتها ح�سب االأعوام‪ ،‬وبع�سها يطبع الدليل في عام‬ ‫‪ 2007‬اأو ‪ 2008‬مت�سمن ًا ما اأنتجته الدار منذ تاأ�سي�سها من دون اإ�سارة لل�سنوات‪ -‬خلل عام‬ ‫‪ 2007‬ه��و ف��ي العلوم االجتماعية «‪ »285‬بن�سبة ‪ ،%38.8‬ث��م في االأدب البلغة «‪»253‬‬ ‫عنوان�� ًا حيث تبلغ ن�سبة الكتب المن�سورة في ه��ذا ال�سنف من ت�سنيف المن�سورات ح�سب‬ ‫نظ��ام ديوي الع�س��ري ‪ ،%34.5‬تليه عناوي��ن المن�س���ورات في مج��ال الفل�سف������ة وعلم‬ ‫النف���س «‪ »56‬بن�سب��ة ‪ %7.6‬ثم التاري��خ والجغرافيا «‪ »41‬عنوان ًا بن�سب��ة ‪ % 6.5‬واالأديان‬ ‫كذلك‪ ،‬اأما التكنولوجيا والعل���وم التطبيقية والعلوم الطبيعية والريا�سيات فبلغ عدد عناوينها‬ ‫«‪ »33‬ون�سبته��ا اإل��ى المجموع العام ‪ % 4.5‬وتاأتي العلوم في اأدنى �سلم االإنتاج ومن ثم في‬ ‫اأدنى درجة االهتمام فيما ت�سير اإليه االأرقام‪.‬‬ ‫ويبي��ن ال�سكل البياني لمن�سورات لبن��ان عام ‪ 2007‬بمجملها «اأي المودعة ر�سمي ًا وغير‬ ‫ّ‬ ‫المودعة» هذه النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫(�سكل بياني ‪ )31‬من�سورات لبنان لعام ‪2007‬‬


‫‪392‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ليـبـيـا‪:‬‬

‫(جدول ‪ )32‬من�سورات ليبيا في عام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع القانوني‬ ‫المو�سوع‬

‫ديوي‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫الن�شــر‬

‫‪000‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪18‬‬

‫‪2.60‬‬

‫‪100‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪22‬‬

‫‪3.18‬‬

‫‪200‬‬

‫االأديان‬

‫‪102‬‬

‫‪14.74‬‬

‫‪300‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪141‬‬

‫‪20.38‬‬

‫‪400‬‬

‫اللغات‬

‫‪69‬‬

‫‪9.97‬‬

‫‪500‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪44‬‬

‫‪6.36‬‬

‫‪600‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫‪65‬‬

‫‪9.39‬‬

‫‪700‬‬

‫الفنون‬

‫‪5‬‬

‫‪0.72‬‬

‫‪800‬‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪165‬‬

‫‪23.84‬‬

‫‪900‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪61‬‬

‫‪8.82‬‬

‫‪692‬‬

‫‪100.00‬‬

‫المجموع‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجموع ما اأنتجته ليبيا من الكتب في عام ‪ 2007‬المودعة ر�سمي ًا هو ‪ 692‬عنوان ًا جديداً‪.‬‬ ‫واإذا عر�سن��ا ه��ذا الرقم على عدد ال�سكان وجدن��ا اأن كل ‪ 10115‬فرداً من ال�سكان اأنتجوا‬

‫عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪393‬‬

‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنتاج حركة الن�سر الليبية خلل عام ‪ 2007‬هو في االأدب والبلغة «‪ »165‬عنوان ًا‪،‬‬ ‫بحيث تبل��غ ن�سبة الكتب المن�سورة في هذا ال�سنف م��ن ت�سنيف المن�سورات ح�سب نظام‬ ‫دي��وي الع�سري ‪ ،% 23.84‬تلي��ه العلوم االجتماعية «‪ »141‬عنوان ًا بن�سبة ‪ ،% 20.43‬تليه‬ ‫االأديان «‪ »102‬عنوان ًا بن�سبة ‪ ،% 14.74‬اأما العلوم النظرية والتطبيقية فمجموعها «‪»109‬‬ ‫ون�سبته��ا اإلى المجموع الع��ام ‪ % 15.75‬وهو رقم جيد قيا�س ًا للإنتاج الليبي العام‪ ،‬المتقدم‬ ‫على بلدان عربية اأخرى‪.‬‬ ‫ويبين ال�سكل البياني لمن�سورات ليبيا في عام ‪ 2007‬ح�سب االإيداع القانوني هذه النتائج‬ ‫ّ‬ ‫بو�سوح‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )33‬من�سورات ليبيا في عام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع القانوني‬

‫الن�شــر‬


‫‪394‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫المغرب‪:‬‬

‫(جدول ‪ )34‬من�سورات المغرب في عام ‪ 2007‬من واقع الإيداع القانوني مع اإ�سافات‬ ‫الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬

‫العدد‬

‫الن�سبة‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪440‬‬

‫‪52.7‬‬

‫االأديان‬

‫‪45‬‬

‫‪5.4‬‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫‪9‬‬

‫‪1.1‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪62‬‬

‫‪7.4‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪221‬‬

‫‪26.5‬‬

‫العلوم الطبيعية والريا�سيات‬

‫‪8‬‬

‫‪1.0‬‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫‪20‬‬

‫‪2.4‬‬

‫الفنون‬

‫‪6‬‬

‫‪0.7‬‬

‫اللغات‬

‫‪20‬‬

‫‪2.4‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪4‬‬

‫‪0.5‬‬

‫‪835.0‬‬

‫‪100.0‬‬

‫المجموع‬ ‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬

‫‪ � 1‬اأن مجم��وع ما اأنتجه المغرب من الكتب باللغة العربي��ة في عام ‪ 2007‬المودعة ر�سمي ًا في‬ ‫المكتب��ة الوطنية الكبرى بالرباط مع االإ�سافات عليه مما طبع ولم يودع في المكتبة الوطنية‬ ‫الكب��رى‪ ،‬ه��و ‪ 835‬عنوان ًا جديداً‪ ،‬باللغتين العربية والفرن�سي��ة‪ .‬واإذا عر�سنا هذا الرقم على‬ ‫ع��دد ال�سكان وجدن��ا اأن كل ‪ 38323‬فرداً من ال�س��كان اأنتجوا عنوان ًا جدي��داً اأو اأ�سابهم‬ ‫عنوان جديد من َتج‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪395‬‬

‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنتاج حرك��ة الن�سر المغربية خلل ع��ام ‪ 2007‬هو ف��ي االآداب والبلغة «‪»440‬‬ ‫عنوان ًا‪ ،‬بحيث تبلغ ن�سبة الكتب المن�سورة في هذا ال�سنف من ت�سنيف المن�سورات ح�سب‬ ‫نظام ديوي الع�سري ‪ ،% 52.7‬تليه العلوم االجتماعية «‪ »221‬عنوان ًا بن�سبة ‪ ،% 26.5‬تليه‬ ‫من�س��ورات التاري��خ والجغرافيا «‪ »62‬عنوان ًا بن�سبة ‪ %7.4‬ثم االأدي��ان «‪ »45‬عنوان ًا بن�سب�ة‬ ‫‪ ،% 5.4‬اأم��ا المن�س��ورات ف��ي العلوم النظري��ة والتطبيقية فمجموعه��ا «‪ »17‬ون�سبتها اإلى‬ ‫المجموع العام ‪ % 2.1‬وهو رقم قليل جداً وال يتلءم مع مكانة المغرب الثقافية‪.‬‬ ‫وي�سير ال�سكل البياني االآتي لمن�سورات المغرب عام ‪ 2007‬اإلى هذه النتائج بو�سوح‪:‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )35‬من�سورات المغرب عام ‪ 2007‬من واقع الإيداع القانوني مع اإ�سافات‬

‫الن�شــر‬


‫‪396‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫م�س ــر‪:‬‬

‫(جدول ‪ )36‬من�سورات م�سر ح�سب الإيداع القانوني في دار الكتب‬ ‫والوثائق القومية الم�سرية لعام ‪2007‬‬ ‫عربي‬

‫الن�سبة‬

‫اأجنبي‬

‫الن�سبة‬

‫الن�سبة للمجموع‬ ‫(عربي ‪ +‬اأجنبي)‬

‫المعارف العامة‬

‫‪522‬‬

‫‪3.49‬‬

‫‪27‬‬

‫‪2.54‬‬

‫‪3.42‬‬

‫الفل�سفة و علم النف�س‬

‫‪357‬‬

‫‪2.38‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0.19‬‬

‫‪2.24‬‬

‫الديانات‬

‫‪3968‬‬

‫‪26.51‬‬

‫‪62‬‬

‫‪5.84‬‬

‫‪25.14‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪2595‬‬

‫‪17.34‬‬

‫‪310‬‬

‫‪29.22‬‬

‫‪18.12‬‬

‫لغات‬

‫‪422‬‬

‫‪2.82‬‬

‫‪126‬‬

‫‪11.88‬‬

‫‪3.42‬‬

‫علوم بحته‬

‫‪612‬‬

‫‪4.09‬‬

‫‪58‬‬

‫‪5.47‬‬

‫‪4.18‬‬

‫العلوم و التكنولوجيا‬

‫‪1334‬‬

‫‪8.91‬‬

‫‪170‬‬

‫‪16.02‬‬

‫‪9.38‬‬

‫الفنون‬

‫‪319‬‬

‫‪2.13‬‬

‫‪33‬‬

‫‪3.11‬‬

‫‪2.20‬‬

‫االآداب‬

‫‪3101‬‬

‫‪20.72‬‬

‫‪180‬‬

‫‪16.97‬‬

‫‪20.47‬‬

‫التاريخ‬

‫‪817‬‬

‫‪5.46‬‬

‫‪69‬‬

‫‪6.50‬‬

‫‪5.53‬‬

‫الجغرافيا‬

‫‪922‬‬

‫‪6.16‬‬

‫‪24‬‬

‫‪2.26‬‬

‫‪5.90‬‬

‫المجموع‬

‫‪14969‬‬

‫‪100‬‬

‫‪1061‬‬

‫‪100‬‬

‫‪100‬‬

‫البيان‬

‫الن�شــر‬

‫المجموع العام‬

‫‪16030‬‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬و�سع عام للم�س ّنفات من كل االأ�سناف يدخل فيه "الم�س ّنفات الفنية‪ :‬ر�سم ونحت ون�سيج‬ ‫و�سواهد قبور وم�س ّنف��ات م�سرحية و�سينمائية بمعنى االرتباط بالعر�س الم�سرحي‪ ،‬ور�سوم‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪397‬‬

‫كاريكاتي��ر وكتب اأو كتيب��ات عنها‪ ..‬هذا اإ�سافة اإلى فنون الطب��خ وال�سناعات المنزلية وما‬ ‫�ساب��ه‪ ،‬واأ�سياء اأخ��رى تتعلق بعالم الريا�س��ة»‪ .‬وكل هذا يجعل بع�س اأ�سن��اف الم�س ّنفات‪،‬‬ ‫ال �سيم��ا الفنية منها‪ ،‬مثقل��ة بغير الكتب المعدة للن�سر‪ .‬وقد ي�سع��ب الف�سل في هذه الحالة‬ ‫بي��ن الم�س ّنفات ف��ي حقول الفنون والريا�سة وم��ا �سابه ذلك من جه��ة‪ ،‬وبينها وبين المعد‬ ‫للن�س��ر بو�سفه كتاب ًا وفق تعريف اليون�سكو للكتاب ال��ذي اعتمدناه اأ�سا�س ًا لقبول الم�سنف‬ ‫كتاب�� ًا في ه��ذه الدرا�سة من جهة ثانية‪ .‬االأمر الذي ي�ستدعي اإن��زال ن�سبة ال باأ�س بها من رقم‬ ‫المن�س��ورات في بع�س الحقول مثل حقل الفن��ون الذي بلغ مجموعه «‪ »319‬عنوان ًا‪ .‬ولقد‬ ‫اأبقين��ا ت�سني��ف دار الكتب والوثائق الم�سرية كما وردنا منه��ا‪ ،‬في حين اأن بع�س االأ�سناف‬ ‫مث��ل علوم االت�ساالت الذي تدخله في المعارف العام��ة يدخله ت�سنيف ديوي الع�سري في‬ ‫العلوم االجتماعية‪.‬‬

‫‪ � 3‬اأن مجموع ما اأنتجته م�سر من الكتب في عام ‪ 2007‬المودعة ر�سمي ًا في دار الكتب وح�سب‬ ‫ت�سنيفها هو ‪ 16030‬عنوان ًا كما ت�سير اإلى ذلك خل�سة ن�سرة دار الكتب الم�سرية‪ .‬و ُيلحظ‬ ‫فيه��ا اأن كتب ًا تعود اإل��ى اإنتاج �سنوات �سابقة مدرجة في اإيداع ع��ام ‪ .2007‬ويعود ذلك في‬ ‫تقديرن��ا اإلى نظام تتبعه الدار بحيث ت�سجل الكتب المنجزة في العام مما يعود ت�سجيله فيها‬ ‫اإل��ى اأعوام �سابقة في منج��زات العام مع ما ي�سجل في العام ذاته وق��د ال ينجز اإال في �سنة اأو‬ ‫�سنوات قادمة‪ .‬وهذا ال يعطي �سورة دقيقة تمام ًا عن المنجز في العام ذاته‪.‬‬ ‫واإذا عر�سن��ا ه��ذا الرقم على عدد ال�س��كان وجدنا اأن كل ‪ 4678‬فرداً م��ن ال�سكان اأنتجوا‬ ‫عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان جديد من َتج‪.‬‬

‫‪ � 4‬اأن اأكث��ر اإنتاج حركة الن�س��ر الم�سرية خلل عام ‪ 2007‬هو في الديان��ات «‪ »3968‬عنوان ًا‬ ‫بحي��ث تبلغ ن�سب��ة الكت��ب المن�سورة في ه��ذا ال�سنف م��ن ت�سنيف المن�س��ورات ح�سب‬ ‫نظ��ام ديوي الع�س��ري ‪ ،% 26.51‬تليه االآداب ‪ 3101‬عنوان ًا بن�سب��ة ‪ ،%20.72‬ثم العلوم‬ ‫االجتماعي��ة ‪ 2595‬عنوان ًا بن�سب��ة ‪ ،% 17.34‬ثم الجغرافي��ا والتاريخ بمجموع «‪»1739‬‬ ‫عنوان ًا وبن�سبة ‪ %11.62‬للمجموع العام‪ ،‬وتاأتي العلوم والتكنولوجيا متاأخرة ن�سبي ًا‪ ،‬بحيث‬

‫الن�شــر‬

‫‪ � 2‬اأن الكت����ب الت��ي ت��عاد طباعته��ا كث��يرة مما يق��لل م����ن ن�سب��ة الك��تاب الجديد‪ ،‬ويظهر‬ ‫ه���ذا في الكتب الدينية عل��ى الخ�س��و�س مما يجع��ل الك�م الكبير الوارد في حقل اإنتاجها‬ ‫ال يق��دم داللة وا�سح��ة على التاأليف الجديد في هذا المج��ال‪ .‬ويوجد كم كبير من الكتب‬ ‫الت��ي تعاد طباعتها في �سنف االأدب والبلغة‪ ..‬وفي هذين الحقلين وغيرهما تدرج الكتب‬ ‫التي تعاد طباعتها اأو الم�س ّنفات التي يعاد اإنتاجها في م�س ّنفات العام الذي تعاد فيها طباعتها‬ ‫اأو اإنتاجها‪.‬‬


‫‪398‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫بل��غ عدد العناوين المنتجة ح�سب االإي��داع «‪ »1334‬عنوان ًا اأي بن�سبة ‪ %8.91‬اإلى االإنتاج‬ ‫الع��ام من الكتب‪ ،‬وهو رق��م ال ياأتي في اأدنى �سلم االإنتاج الم�س��ري ولكنه ال يلبي الحاجة‬ ‫والتطلعات في بلد كم�سر ترتاد الأمتها‪.‬‬ ‫ويبي��ن ال�سكل البياني االآتي لمن�س��ورات م�سر عام ‪ 2007‬ح�س��ب االإيداع الوطني وما‬ ‫ّ‬ ‫اأ�سرنا اإليه اأعله‪ ،‬هذه النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )37‬من�سورات م�سر ح�سب �سجالت دار الكتب‬ ‫والوثائق القومية في عام ‪2007‬‬

‫الن�شــر‬


‫‪399‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫موريتانيا‬

‫(جدول ‪ )38‬من�سورات موريتانيا لعام ‪ 2007‬ح�سب الإيداع القانوني‬

‫االأدب والبلغة‬

‫‪22‬‬

‫‪65‬‬

‫الجغرافيا والتاريخ‬

‫‪2‬‬

‫‪6‬‬

‫الديانات‬

‫‪5‬‬

‫‪15‬‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫‪4‬‬

‫‪12‬‬

‫المعارف العامة‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫المجموع‬

‫‪34‬‬

‫‪100‬‬

‫وت�سير هذه البيانات اإلى‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اأن مجم��وع م��ا اأنتجته موريتانيا من الكتب في عام ‪ 2007‬المودع��ة ر�سمي����� ًا في المكتبة‬ ‫المخت�س��ة باالإيداع القانوني ه��و ‪ 34‬عنوان ًا‪ .‬واإذا عر�سنا هذا الرقم على عدد ال�سكان وهو‬ ‫‪ 3‬مليي��ن وجدنا اأن كل ‪ 88235‬فرداً من ال�سكان اأنتج��وا عنوان ًا جديداً اأو اأ�سابهم عنوان‬ ‫واحد جديد من َتج‪.‬‬

‫‪ � 2‬اأن اأكث��ر اإنتاج حرك��ة الن�سر الموريتانية خ��لل عام ‪ 2007‬هو ف��ي االأدب والبلغة «‪»22‬‬ ‫عنوان ًا‪ ،‬بحيث تبلغ ن�سبة الكتب المن�سورة في هذا ال�سنف من ت�سنيف المن�سورات ح�سب‬ ‫نظ��ام ديوي الع�سري مجموع المن�سورات الموريتاني��ة ‪ ،% 65‬تليه الديانات «‪ »5‬عناوين‬ ‫فقط بن�سبة ‪ ،%15‬ثم العلوم االجتماعية «‪ »4‬عناوين بن�سبة ‪ ، % 12‬وال يوجد موؤلفات اأو‬ ‫مترجمات في العلوم والتكنولوجيا‪.‬‬

‫ويبي��ن ال�س��كل البي�����اني االآت��ي لمن�س�������ورات موريتانيا ع��ام ‪ 2007‬ح�سب االإيداع‬ ‫ّ‬ ‫القانوني هذه النتائج بو�سوح‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫الت�سنيف‬

‫العدد‬

‫الن�سبة المئوية‬


‫‪400‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬ ‫(�سكل بياني ‪ )39‬المطبوعات غير الدورية ال�سادرة في موريتانيا ‪2007‬‬

‫الن�شــر‬

‫المن�سورات في الوطن العربي‪:‬‬

‫يبين الجدول االآتي عدد من�س�������ورات كل بلد عربي من البل�����دان التي اأمكن الح�سول‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى قائمة من�سوراته��ا‪ ،‬وكذلك نوع المن�سورات ح�سب الت�سنيف ف��ي اإطار العدد االإجمالي‬ ‫العام لمن�سورات الوطن العربي في العام الم�سار اإليه‪:‬‬


‫ليبيا‬ ‫‪165‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬

‫لبنان‬ ‫‪253‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪734‬‬

‫قطر‬ ‫‪21‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪255‬‬

‫الأردن الإمارات البحرين الجزائر ال�سعودية ال�سودان العراق الكويت المغرب تون�ص �سورية عمان‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪723‬‬ ‫‪431‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪216‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪689‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪2394 1199‬‬

‫‪440‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪835‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪487‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪163‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪711‬‬

‫‪404‬‬ ‫‪1251‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪2425‬‬

‫‪478‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪795‬‬

‫‪22‬‬

‫‪21‬‬

‫‪4‬‬

‫‪20‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪2‬‬

‫‪71‬‬

‫‪73‬‬

‫‪135‬‬

‫‪2‬‬

‫‪19‬‬

‫‪16‬‬

‫‪37‬‬

‫‪7‬‬

‫‪4‬‬

‫‪14‬‬

‫‪8‬‬

‫‪315‬‬

‫‪248‬‬

‫‪129‬‬

‫‪117‬‬

‫‪70‬‬

‫‪38‬‬

‫‪18‬‬

‫‪25‬‬

‫‪31‬‬

‫‪35‬‬

‫‪12‬‬

‫‪723‬‬

‫االأدب والبلغة‬

‫العلوم االجتماعية‬

‫الديانات‬

‫التاريخ والجغرافيا‬

‫التكنولوجيا والعلوم التطبيقية‬

‫العلوم البحتة‬

‫المعارف العامة‬

‫اللغات‬

‫الفل�سفة وعلم النف�س‬

‫الفنون‬

‫المجموع‬

‫الن�شــر‬

‫‪3281‬‬ ‫‪2905‬‬ ‫‪4030‬‬ ‫‪1832‬‬ ‫‪1504‬‬ ‫‪670‬‬ ‫‪549‬‬ ‫‪548‬‬ ‫‪359‬‬ ‫‪352‬‬

‫‪16030 692‬‬

‫(جدول ‪)40‬‬ ‫الكتب المن�سورة في الدول العربية عام ‪ 2007‬ح�سب الت�سنيف‬

‫‪22‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪34‬‬

‫الدولة‬

‫م�سر موريتانيا المجموع‬ ‫‪7060‬‬ ‫‪6351‬‬ ‫‪5157‬‬ ‫‪2769‬‬ ‫‪2208‬‬ ‫‪1129‬‬ ‫‪960‬‬ ‫‪909‬‬ ‫‪714‬‬ ‫‪552‬‬ ‫‪27809‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬ ‫‪401‬‬


‫‪402‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ويبين الجدول االآتي ت�سل�سل ال��دول ح�سب عدد المن�سورات والن�سبة المئوية لموقعها‬ ‫ّ‬ ‫م��ن من�سورات الوط��ن العربي‪ ،‬وكذل��ك ت�سل�س��ل االأ�سناف والن�سب��ة المئوية ل��كل منها بين‬ ‫المن�سورات‪:‬‬

‫(جدول ‪)41‬‬ ‫ترتيب الدول العربية ح�سب المن�سورات‪ ،‬وت�سل�سل الأ�سناف‪ ،‬والن�سب المئوية‬

‫الن�شــر‬

‫الدولة‬

‫التكنولوجيا‬ ‫الأدب التاريخ‬ ‫والعلوم‬ ‫والبالغة والجغرافيا‬ ‫التطبيقية‬

‫العلوم‬ ‫الديانات‬ ‫الجتماعية‬

‫العلوم‬ ‫البحتة‬

‫الفل�سفة‬ ‫وعلم‬ ‫النف�ص‬

‫الفنون‬

‫اللغات‬

‫المعارف‬ ‫العامة‬

‫م�سر‬

‫‪2905 4030 1504 1832 3281‬‬

‫‪670‬‬

‫‪359‬‬

‫‪352‬‬

‫‪548‬‬

‫‪57.6 16030 549‬‬

‫ال�سعودية‬

‫‪404‬‬

‫‪137‬‬

‫‪241‬‬

‫‪140‬‬

‫‪1251‬‬

‫‪101‬‬

‫‪23‬‬

‫‪20‬‬

‫‪26‬‬

‫‪82‬‬

‫‪2425‬‬

‫‪8.7‬‬

‫�سوريا‬

‫‪723‬‬

‫‪216‬‬

‫‪134‬‬

‫‪393‬‬

‫‪431‬‬

‫‪131‬‬

‫‪93‬‬

‫‪76‬‬

‫‪97‬‬

‫‪100‬‬

‫‪2394‬‬

‫‪8.6‬‬

‫تون�س‬

‫‪689‬‬

‫‪41‬‬

‫‪42‬‬

‫‪40‬‬

‫‪256‬‬

‫‪11‬‬

‫‪24‬‬

‫‪23‬‬

‫‪27‬‬

‫‪46‬‬

‫‪1199‬‬

‫‪4.3‬‬

‫المغرب‬

‫‪440‬‬

‫‪62‬‬

‫‪9‬‬

‫‪45‬‬

‫‪221‬‬

‫‪8‬‬

‫‪20‬‬

‫‪6‬‬

‫‪20‬‬

‫‪4‬‬

‫‪835‬‬

‫‪3.0‬‬

‫الجزائر‬

‫‪478‬‬

‫‪132‬‬

‫‪1‬‬

‫‪16‬‬

‫‪75‬‬

‫‪56‬‬

‫‪4‬‬

‫‪15‬‬

‫‪14‬‬

‫‪4‬‬

‫‪795‬‬

‫‪2.9‬‬

‫لبنان‬

‫‪253‬‬

‫‪41‬‬

‫‪24‬‬

‫‪41‬‬

‫‪285‬‬

‫‪9‬‬

‫‪56‬‬

‫‪7‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪734‬‬

‫‪2.6‬‬

‫االأردن‬

‫‪248‬‬

‫‪70‬‬

‫‪38‬‬

‫‪117‬‬

‫‪129‬‬

‫‪18‬‬

‫‪35‬‬

‫‪12‬‬

‫‪31‬‬

‫‪25‬‬

‫‪723‬‬

‫‪2.6‬‬

‫ال�سودان‬

‫‪163‬‬

‫‪54‬‬

‫‪77‬‬

‫‪74‬‬

‫‪251‬‬

‫‪29‬‬

‫‪13‬‬

‫‪4‬‬

‫‪20‬‬

‫‪26‬‬

‫‪711‬‬

‫‪2.6‬‬

‫ليبيا‬

‫‪165‬‬

‫‪61‬‬

‫‪65‬‬

‫‪102‬‬

‫‪141‬‬

‫‪44‬‬

‫‪22‬‬

‫‪5‬‬

‫‪69‬‬

‫‪18‬‬

‫‪692‬‬

‫‪2.5‬‬

‫الكويت‬

‫‪54‬‬

‫‪59‬‬

‫‪26‬‬

‫‪78‬‬

‫‪139‬‬

‫‪11‬‬

‫‪33‬‬

‫‪7‬‬

‫‪35‬‬

‫‪45‬‬

‫‪487‬‬

‫‪1.8‬‬

‫االإمارات‬

‫‪73‬‬

‫‪19‬‬

‫‪16‬‬

‫‪2‬‬

‫‪135‬‬

‫‪37‬‬

‫‪14‬‬

‫‪8‬‬

‫‪4‬‬

‫‪7‬‬

‫‪315‬‬

‫‪1.1‬‬

‫قطر‬

‫‪21‬‬

‫‪13‬‬

‫‪29‬‬

‫‪51‬‬

‫‪68‬‬

‫‪3‬‬

‫‪12‬‬

‫‪14‬‬

‫‪4‬‬

‫‪40‬‬

‫‪255‬‬

‫‪0.9‬‬

‫العراق‬

‫‪21‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪38‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪83‬‬

‫‪0.3‬‬

‫البحرين‬

‫‪22‬‬

‫‪20‬‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪21‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪71‬‬

‫‪0.3‬‬

‫موريتانيا‬

‫‪22‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪1‬‬

‫‪34‬‬

‫‪0.1‬‬

‫عمان‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪18‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫‪3‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0‬‬

‫‪26‬‬

‫‪0.1‬‬

‫‪714‬‬

‫‪552‬‬

‫‪909‬‬

‫المجموع‬

‫‪1129 6351 5157 2208 2769 7060‬‬

‫المجموع‬

‫الن�سبة‬

‫‪100 27809 960‬‬

‫مبين في اأعله‬ ‫وياأت��ي ترتيب ال��دول العربية ح�سب ع��دد من�سورات كل منها كما ه��و ّ‬ ‫ح�س��ب االآتي‪ :‬م�سر‪ ،‬ال�سعودية‪� ،‬سورية‪ ،‬تون���س‪ ،‬المغرب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬لبنان‪ ،‬االأردن‪ ،‬ال�سودان‪،‬‬ ‫ليبيا‪ ،‬الكويت‪ ،‬االإمارات‪ ،‬قطر‪ ،‬العراق‪ ،‬البحرين‪ ،‬موريتانيا‪ُ ،‬عمان‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪403‬‬

‫ويبي��ن ال�س��كل البيان��ي االآت��ي من�س��ورات الوطن العربي ف��ي ع��ام ‪ 2007‬ح�سب نوع‬ ‫ّ‬ ‫المن�سورات وعددها في كل �سنف من االأ�سناف‪.‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )42‬عدد الكتب المن�سورة في الدول العربية عام ‪ 2007‬ح�سب الت�سنيف‬

‫الن�شــر‬


‫‪404‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫يبين ال�سك���ل البي�����اني االآتي ع�����دد الكت������ب المن�سورة في كل دولة من الدول‬ ‫كما ّ‬ ‫العربية خلل عام ‪:2007‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )43‬عدد الكتب المن�سورة عام ‪ 2007‬ح�سب الدول‬

‫الن�شــر‬


‫‪405‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫اأرقام اإ�سدارات الكتب �سنوياً في بع�ض الدول الأجنبية‬ ‫(جدول ‪)44‬‬

‫‪ -1‬الدول الغربية‬ ‫الدولة‬

‫عدد‬ ‫الإ�سدارات‬

‫اإح�سائية‬ ‫ال�سنة‬

‫معدل الإ�سدارات‬ ‫عدد ال�سكان‬ ‫اإلى عدد ال�سكان‬

‫اأ�سبانيا‬

‫‪60267‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪ 43‬مليون‬

‫‪713.50‬‬

‫فرن�سا‬

‫‪54415‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪ 61‬مليون‬

‫‪1121.015‬‬

‫اإنجلترا‬

‫‪120479‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪ 60‬مليون‬

‫‪498.013‬‬

‫اليونان‬

‫‪5914‬‬

‫‪1997‬‬

‫‪ 11‬مليون‬

‫‪1859.99‬‬

‫تركيا‬

‫‪2920‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪ 74‬مليون‬

‫‪25342.47‬‬

‫الواليات المتحدة االأمريكية‬

‫‪64711‬‬

‫‪1997‬‬

‫‪ 302‬مليون‬

‫‪4666.91‬‬

‫كندا‬

‫‪22941‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪ 32‬مليون‬

‫‪1394.89‬‬

‫‪ -2‬الدول الآ�سيوية‬ ‫عدد الإ�سدارات‬

‫اإح�سائية ال�سنة‬

‫عدد ال�سكان‬

‫معدل الإ�سدارات‬ ‫اإلى عدد ال�سكان‬

‫ال�سين‬

‫‪110283‬‬

‫‪1996‬‬

‫‪ 1320‬مليون‬

‫‪11969.207‬‬

‫كوريا الجنوبية‬

‫‪36186‬‬

‫‪2001‬‬

‫‪ 48‬مليون‬

‫‪1326.48‬‬

‫الهند‬

‫‪57386‬‬

‫‪1997‬‬

‫‪ 150‬مليون‬

‫‪2613.88‬‬

‫اليابان‬

‫‪67522‬‬

‫‪2003‬‬

‫‪ 127‬مليون‬

‫‪1880.87‬‬

‫اأندوني�سيا‬

‫‪5000‬‬

‫‪1999‬‬

‫‪ 228‬مليون‬

‫‪45600‬‬

‫ماليزيا‬

‫‪5084‬‬

‫‪1999‬‬

‫‪ 26‬مليون‬

‫‪5114.084‬‬

‫الدولة‬

‫الن�شــر‬

‫األمانيا‬

‫‪89986‬‬

‫‪1996‬‬

‫‪ 82‬مليون‬

‫‪911.26‬‬


‫‪406‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫‪ -3‬الدول الأفريقية‬ ‫معدل الإ�سدارات‬ ‫اإلى عدد ال�سكان‬

‫الدولة‬

‫عدد‬ ‫الإ�سدارات‬

‫اإح�سائية‬ ‫ال�سنة‬

‫عدد ال�سكان‬

‫جنوب اأفريقيا‬

‫‪5592‬‬

‫‪1997‬‬

‫‪ 48‬مليون‬

‫‪8583.70‬‬

‫نيجيريا‬

‫‪1314‬‬

‫‪1995‬‬

‫‪ 144‬مليون‬

‫‪109589.05‬‬

‫ال�سنغال‬

‫‪42‬‬

‫‪2002‬‬

‫‪ 12‬مليون‬

‫‪285714.29‬‬

‫‪ -4‬العالم العربي‬

‫الن�شــر‬

‫الدولة‬

‫عدد‬ ‫الإ�سدارات‬

‫اإح�سائية‬ ‫ال�سنة‬

‫عدد ال�سكان‬

‫العالم العربي‬

‫‪27809‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪ 332‬مليون‬

‫معدل الإ�سدارات‬ ‫اإلى عدد ال�سكان‬ ‫‪11939‬‬

‫قراءة النتائج النهائية والتوجهات‪:‬‬

‫‪ � 1‬اإن الع��دد االإجمال��ي لمن�سورات الوط��ن العربي من الكتب خ��لل عام ‪ 2007‬هو‬ ‫«‪ »27809‬عنوان�� ًا‪ ،‬وه��ذا الرقم يحتمل الخطاأ وال�سواب بن�سبة ق��د ت�سل اإلى ‪ % 5‬زيادة على‬ ‫االأرج��ح‪ .‬وكل عنوان م��ن العناوين التي ذكر رقمها االإجمالي مثبت م��ع ا�سم الموؤلف والنا�سر‬ ‫في ملح��ق منف�سل خا�س بفهر�سة عناوي��ن المن�سورات‪ .‬وقد حر�سنا عل��ى تقديم قوائم دقيقة‬ ‫واإح�سائيات وا�ستنتاجات مبنية على تلك القوائم‪.‬‬

‫اإذا وزعنا مجموع الكتب المن�سورة �سنوياً في العالم العربي على‬ ‫عدد ال�سكان يكون لكل ‪ 11950‬مواطناً عربياً كتاب واحد‪ ،‬بينما‬ ‫لكل ‪ 491‬مواطناً اإنكليزياً كتاب واحد‪ ،‬ولكل ‪ 713‬مواطناً اإ�سبانياً‬ ‫كتاب واحد‪ ،‬اأي اأن ن�سيب المواطن العربي من اإ�سدارات الكتب‬ ‫يمثل ‪ % 4‬من ن�سيب المواطن الإنجليزي و‪ % 5‬من ن�سيب المواطن‬ ‫الإ�سباني‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪407‬‬

‫‪ � 2‬من الرقم االإجمالي الم�سار اإليه يتبين اأن ‪ 11950‬فرداً من �سكان الوطن العربي اأنتجوا‬ ‫عنوان ًا واحداً اأو اأ�سابهم عنوان واحد من اإجمالي الكتب المن�سورة‪ ،‬وهو رقم ال ي�سير اإلى اأدنى‬ ‫م�ست��وى مقبول من اإنتاج المعرفة والفكر واالإبداع مم��ا ينبغي اأن يتوفر الأمة ذات تاريخ ثقافي‬ ‫عري��ق وتواجه تحديات كبي��رة منها تحدي التنمية‪ ،‬ال �سيما في ه��ذا الع�سر الذي يزخر بتطور‬ ‫العل��وم والمعارف والمعلومات‪ ،‬ويرتّب تحديات على م��ن يعي�سون فيه ويتطلعون اإلى التطوير‬ ‫ومقومات تنمية‬ ‫والتحدي��ث والتقدم والنه�سة ال�ساملة‪ ،‬واإلى دور ح�ساري وامتلك تقانة وقوة‬ ‫ّ‬ ‫متكاملة‪ .‬وهذا الو�سع يحتاج اإل��ى �سيا�سة ثقافية �ساملة‪ ،‬وقرارات وخطط واإمكانيات وتكوين‬ ‫اأطر ب�سرية‪.‬‬

‫في عام ‪ 2007‬لم يتجاوز ما كتبه العرب في العلوم التطبيقية‬ ‫والنظرية ‪ % 12‬من مجموع موؤلفاتهم بينما بلغت ن�سبة ما كتبوه في‬ ‫الأدب والديانات ‪ % 48‬من مجموع الموؤلفات‪.‬‬

‫المترجم اإلى اللغة العربية من اللغات‬ ‫‪ � 4‬اإن ق��راءة جداول البيانات والوق��وف عند رقم‬ ‫َ‬ ‫االأجنبي��ة في من�سورات الوطن العرب��ي عام ‪ 2007‬وهو في حدود " ‪" 1261‬عنوان ًا تقريب ًا‪ ،‬عدا‬ ‫يترجم ف��ي الجامعات للتدري�س‪ ،‬وهو ّ‬ ‫ي�سكل ن�سب��ة ‪ % 4.53‬تقريب ًا من المن�سورات العربية‬ ‫م��ا َ‬ ‫ف��ي هذا العام ال ي�سجع مطلق�� ًا على التفاوؤل‪ ،‬اأما الترجمة من العربية اإل��ى اللغات االأجنبية فهي‬ ‫اأدنى من ذلك بكثير‪ .‬ونحن نحتاج اإلى الترجمة باالتجاهين‪ ،‬وهذا ي�ستدعي اهتمام ًا خا�س ًا من‬

‫الن�شــر‬

‫‪ � 3‬ت�سي��ر اأرق��ام الج��دول اأع��له اإل��ى ت�سل�س��ل اأ�سن��اف المن�س��ورات وف��ق االآت��ي‪:‬‬ ‫االأدب والبلغ��ة "‪ "7060‬عنوان�� ًا‪ ،‬العلوم االجتماعي��ة "‪ "6351‬عنوان�� ًا‪ ،‬الديانات "‪"5157‬‬ ‫عنوان ًا‪ ،‬التاري��خ والجغرافيا "‪ "2769‬عنوان ًا‪ ،‬التكنولوجيا والعل��وم التطبيقية "‪ "2208‬عنوان ًا‪،‬‬ ‫العلوم البحتة "‪ "1129‬عنوان ًا‪ ،‬المعارف العامة " ‪ " 960‬اللغات "‪ "909‬عنوان ًا‪ ،‬الفل�سفة وعلم‬ ‫النف���س "‪ "714‬عنوان�� ًا‪ ،‬الفنون "‪ "552‬عنوان�� ًا‪ .‬ومن الملحظ اأن معظ��م المن�سورات هو في‬ ‫حقل��ي االأدب والديان��ات "‪ "13411‬اأي ما يقارب الن�سف‪ ،‬واأن العل��وم التطبيقي���ة والنظري�ة‬ ‫بمجموعه������ا "‪ "3337‬عنوان�� ًا اأي ُثم��ن عدد المن�س��ورات تقريب ًا‪ .‬ونظراً لك��ون التحديات‬ ‫الرئي�س��ة علمي��ة "نظرية وتطبيقي��ة"‪ ،‬ولكون التنمية ال�سامل��ة والتنمية الثقافي��ة على الخ�سو�س‬ ‫تحت��اج اإل��ى المعرفة والعل��م بالدرجة االأولى‪ ،‬فاإن اهتمام�� ًا اأكبر ينبغي اأن ين�س��رف اإلى العلوم‬ ‫النظرية والتطبيقية والتكنولوجيا والمعلوماتية‪ ،‬ولي�س معنى هذا اأن يكون ذلك االن�سراف على‬ ‫ح�ساب االأ�سناف االأخرى‪.‬‬


‫‪408‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الجه��ات المعنية‪ ،‬الر�سمية وغير الر�سمية‪ ،‬ونحتاج اإلى خطط را�سدة وطموحة في هذا المجال‬ ‫وو�س��ع �سيا�سة عربية للترجمة‪ ..‬ذلك الأن الترجمة مفتاح المعرفة المتبادلة‪ ،‬الأنها تتيح المعرفة‬ ‫المتج��ددة‪ ،‬وتفتح اأفق التع ّلم‪ ،‬وتحفز على بذل جهد للفهم والتمثل والتقدم‪ ،‬وتلقي على عاتق‬ ‫ال�سخ���س المتابع والموؤ�س�سات المعنية والدول تبعات التخلف والتق�سير وتق����دم له حواف����ز‬ ‫المعنيين من كل األوان الطيف اإلى العمل واالإبداع واالبتكار‪.‬‬ ‫معرفية‪ ،‬وتدفع‬ ‫ّ‬ ‫‪ � 5‬اإن الكت��ب ف��ي �سنف الديانات تبدو رقم ًا مرتفع ًا‪ ،‬ولك��ن اإذا دققّنا في الجديد منها‬ ‫نج��د اأنه قليل ولذا فاإن المجال مثل �سواه من مجاالت الن�سر يحتاج اإلى عناية نوعية‪ ،‬الأنه موؤثر‬ ‫في النا�س وي�سكل اأعلى المبيعات في المعار�س والمكتبات وتلقى المن�سورات في هذا المجال‬ ‫اإقب��ا ًال‪ ،‬ولك��ن معظم االإنتاج قديم تعاد طباعت��ه وهذا يجعلنا اأمام اأ�سئل��ة الع�سر وما تقت�سيه من‬ ‫تفاعل فكري ديني الأن التحديات في هذا المجال كبيرة ومثيرة‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫‪ � 6‬اإن االرتف��اع بم�ست��وى الف��ن بخا�س��ة واالإبداع بعام��ة يتطلب تفاع���� ً‬ ‫ل اأعمق مع‬ ‫البيئة الثقافي��ة العربي��ة والنا���س ف��ي الحي��اة من جهة وم��ع االآخ��ر واإبداع��ه وروؤاه وثقافت�ه من‬ ‫جهة اأخ��رى‪ ..‬واالإب��داع ف��ي مجاالت الفن��ون عل��ى الخ�سو���س‪ ،‬وتنمية ال��ذوق الجمالي‬ ‫والتذوق الفن��ي لدى متلقي الفن يحتاج اإلى اهتم��ام وتوا�سل وتفاعل عبر الترجمة و�سواها من‬ ‫االإمكاني�����ات والمج��االت‪ ..‬ونجد اأن المن�سورات في مج��ال الفنون تحتل المرتبة االأخيرة‬ ‫بي��ن من�س��ورات ع��ام ‪ 2007‬ال �سيم��ا واأن المن�سور في ه��ذا المجال ه��و «‪ »552‬عنوان ًا في‬ ‫الوطن العربي‪.‬‬ ‫‪ � 7‬اإن ق��راءة الجدول ت�سعن��ا في مواجهة تحديات خطيرة واأمام م�سوؤوليات كبيرة‪ ،‬اإذا‬ ‫اأردنا اأن ننه�س باأمتنا العربية ونلحق بركب التقدم العلمي في اأي مجال من مجاالته‪ ،‬وتواجهنا‬ ‫بتدني عدد المن�سورات في مجاالت العلم وتطبيقاته‪� ،‬سواء المن�سورة منها اأم الموؤ َّلفَة‪.‬‬ ‫‪ � 8‬يلحظ اأن بع�س دور الن�سر تعيد ن�سر عدد ال باأ�س به من الكتب التي �سبق ن�سرها‪ ،‬ال‬ ‫�سيم��ا كتب االأدب واالأديان والتراث والمترجمات‪ ،‬ون�سبة تلك الكتب مرتفعة بين من�سورات‬ ‫بع���س جهات القطاعين العام والخا�س‪ ..‬واإذا اأنق�سنا عدد الكتب المعاد ن�سرها من العدد العام‬ ‫للمن�سورات ال�سنوية نجد اأن ن�سبة الكتب الجديدة الموؤلفة تنق�س بن�سبة تقارب ال�‪ ،%10‬االأمر‬ ‫ال��ذي ي�سير اإل��ى اأن العناوين الجديدة فع ً‬ ‫ل خلل عام ‪ 2007‬هي اأقل من الرقم الم�سار اإليه‪ .‬وال‬ ‫نبح��ث هنا ف��ي االإ�سافات النوعية معرفي ًا واإبداعي ًا فذلك �س��اأن اآخر ومجال بحث اآخر‪ .‬وحين‬ ‫نعرف اأن ما اأنتجته بريطانيا وحدها من الكتب في عام ‪ 2007‬هو ‪ 118000‬عنوان ندرك الهوة‬ ‫التي تف�سل بيننا وبين االآخرين في هذا المجال‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪409‬‬

‫‪ � 9‬حب��ذا لو يتم توحيد اأنظمة ت�سنيف المن�سورات والم�سنفات المودعة في المكتبات‬ ‫الوطني��ة العربية وفق نظام واحد يتفق عليه‪ ،‬الأن ذلك ي�ساع��د الدار�س ويوحد مناهج الت�سنيف‬ ‫والبحث في المكتبات العربية عن الكتاب العربي‪.‬‬

‫تعزيز مكانة اللغة العربية‪:‬‬ ‫م��ن المه��م التذكير ب�س��رورة تعزيز مكان��ة اللغ��ة العربية الف�سح��ى والعناية به��ا في هذا‬ ‫المجال‪ ،‬و�س��رورة توطين تدري���س العلوم بها في الجامع��ات والمعاهد العلي��ا‪ ،‬الأن ذلك اأ�سا�س‬ ‫م��ن اأ�س�س التاأليف والتعل��م والقراءة والتوا�سل مع الكت��اب العربي ومع الت��راث باأنواعه‪ .‬فالعناية‬ ‫وتعزيز المكانة ت�سمنان ح�سورها اللغة وتطورها وا�ستيعابها لكل جديد في المجاالت المذكورة‬ ‫اأع��له ومجاراته��ا و�سبقها في ما ناأمل للغ��ات الحية العاملة في حقول الفك��ر واالإبداع والمعرفة‬ ‫والعلم والتقانة‪.‬‬

‫اإن تو�سيف و�س��ع اللغة العربية في الوقت الراهن مكت��وب ومعروف‪ ،‬والتو�سيات‬ ‫والق��رارات في هذا المج��ال كثيرة‪ ،‬ولن ندخل ف��ي التفا�سيل الأن ذلك م��ن باب تح�سيل‬ ‫الحا�س��ل‪ ،‬لكن االأهم هو تحديث اال�ستراتيجيات المو�سوع��ة لتعزيز مكانة اللغة وموقعها‬

‫الن�شــر‬

‫وتعزيز مكان��ة اللغة العربية مطلب رئي�س اأي�س ًا في مج��االت التاأليف العربي كافة‪ ،‬فهي‬ ‫اأداة التفكي��ر والتعبي��ر في الوقت ذاته‪ .‬وو�س��ع اللغة العربية اليوم يحتاج اإل��ى اهتمام �سديد من‬ ‫الموؤلفي��ن والم�سوؤولين ع��ن التحرير والم�سححي��ن في دور الن�سر والمطاب��ع وال�سحف وفي‬ ‫وتروج‬ ‫مج��االت التعلي��م بمراحله وم�ستوياته‪ .‬ومن اللف��ت اأن هناك موؤلفات تكت��ب وتن�سر َّ‬ ‫بالعامي��ة‪ ،‬واأخرى ال ُيعتنى باللغ��ة العربية لدى �سياغتها وطباعتها‪ ،‬وه��ذه م�سوؤولية ملقاة على‬ ‫عات��ق الموؤلفين العرب بالدرجة االأولى‪ ،‬ومن ثم على عات��ق النا�سرين الذين عليهم اأال ي�سجعوا‬ ‫ن�سر التاألي��ف بالعامية الأ�سباب كثيرة معروفة لي�س هنا مجال التف�سيل فيها‪ ،‬وهي م�سوؤولية باقي‬ ‫الجه��ات المعني��ة ومنها مجامع اللغة العربي��ة والجامعات ووزارات الثقاف��ة واالإعلم والتعليم‬ ‫العال��ي‪ ،‬وو�سائل االإع��لم المكتوب والم�سموع والمرئ��ي � الم�سموع‪ ،‬وم��ا ت�سجله وتتناقله‬ ‫المدونات في �سبكة المعلومات «االإنترنت»‪ .‬وتلك م�سوؤولية وطنية وقومية وح�سارية‪ ،‬خا�سة‬ ‫بمقوم رئي�س من مقومات الهوية وال�سخ�سي��ة الثقافية العربيتين‪ .‬وكل طرف اأو‬ ‫وعام��ة‪ ،‬تت�سل ّ‬ ‫جه��ة من االأطراف‪ /‬الجهات العامة والخا�سة يتحمل م�سوؤولية ويقع عليه واجب حيال تن�سيط‬ ‫االأداء والتلق��ي بالعربي��ة ال�سليم��ة‪ ،‬وت�سجيع ذين��ك االأداء والتلقي وتنميتهم��ا واالإقبال عليهما‬ ‫والتعامل معهما باقتدار واعتزاز ومحبة‪.‬‬


‫‪410‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫المعرف��ي والعلم��ي وحتى الفكري واالأدب��ي واالإبداعي(‪ )1‬داخل الوط��ن العربي وخارجه‪،‬‬ ‫وتعزي��ز مكانتها العالمي��ة بتوطين علوم ومعارف وفكر واإبداع متق��دم فيها يطلبه العالم فل‬ ‫يج��ده اإال فيها‪ .‬وهي االآن لغة عامل��ة في المحافل الدولية» مثل االأم��م المتحدة ومنظمات‬ ‫دولية اأخرى ولكنها تعاني في مجاالت علمية ومعرفية ومعلوماتية كثيرة‪.‬‬

‫الترجمة‪:‬‬

‫الن�شــر‬

‫الترجم��ة اأح��د مفاتي��ح النه�سة وهي االأف��ق المعرف��ي الم�ستقبلي في وطنن��ا العربي‪،‬‬ ‫والنهو�س بها م�سوؤولية القطاعين الر�سمي وال�سعبي وم�سوؤولية الموؤ�س�سات التي ت�سع نف�سها في‬ ‫خدم��ة هذه االأهداف الهامة‪ .‬ويحتاج النهو�س بها اإل��ى و�سع �سيا�سة عربية تت�سمن ا�ستراتيجية‬ ‫للترجم��ة من العربية واإليها‪ ،‬وتلك م�سوؤولية قومية �ساملة‪ .‬وعلى الرغم من الجهود والمبادرات‬ ‫االأخي��رة التي �سهدها الوطن العربي لدعم حركة الترجمة �سواء على ال�سعد الر�سمية اأو الخا�سة‬ ‫اأو االأهلي��ة‪ ،‬م��ا زالت الموؤ�س�سات الثقافي��ة العربية مدعوة اإلى بذل المزي��د من الجهود في هذا‬ ‫ال�س��اأن لو�سع هذه ال�سيا�سة ور�سم تلك اال�ستراتيجي��ة‪ ،‬وحث الجهات الر�سمية والخا�سة على‬ ‫اإن�س��اج م�سروع عربي متكامل في هذا المجال‪ ،‬ي�سمل الترجمة م��ن العربية واإليها مبا�سرة من‬ ‫اللغات الحية واإليها‪ ،‬والعمل على تكوين االأطر الب�سرية القادرة على ذلك‪ ،‬وتن�سيق الجهود في‬ ‫م��ا بين المعنيين باالأمر من جهة وبينهم وبين الجهات الم�سوؤولة عن الترجمة في بلدان اأخرى‪.‬‬ ‫واأن تق��وم علقات واتفاقيات بين الجهات الر�سمي��ة وال�سعبية العربية التي ت�سمل «الموؤ�س�سات‬ ‫والموؤلفين والنا�سرين والمترجمين المعنيين» ودور الن�سر العالمية الكبيرة‪ ،‬هدفها تح�سين االأداء‬ ‫ف��ي هذا المجال وال�سع��ي الإيجاد م�ساريع ترجمة عملقة بالتعاون والتب��ادل‪ ،‬مثل اإن�ساء مكتبة‬ ‫(‪ )1‬هن��اك الكثير من الم�سنفات واالأعمال الفنية واالأغاني تكتب وتُن َتج بالعامية‪ ،‬وهناك ف�سائيات واإذاعات ال تبث‬ ‫حت��ى ن�س��رات اأخبارها اإال بالعامية‪ ..‬وه��ذا لي�س اأمراً بريئ ًا على االإطلق بل ه��و �سيا�سة ذات توظيف ي�ستهدف‬ ‫اللغة العربية بما حملت‪ ..‬وهناك اأقوال ومواقف و�سيا�سات قديمة متجددة تحر�س على ا�ستعمال العامية واإق�ساء‬ ‫العربية والتعلم والتعليم بلغات اأجنبية لذرائع تقدمها‪ ..‬وهناك اأفكار واأقوال تتداول واإ�سارات بغي�سة �سدر بع�سها‬ ‫ف��ي اإطار اليون�سكو تق��ول «اإن اللغة العربية من اللغات االآيلة اإلى الزوال»؟‪ .‬وهذا تب�سير وعمل وفق مخططات‪،‬‬ ‫يرفده بغزارة تحري�س وت�سويه وتمويل لتنفيذ خطط وبرامج ت�ستهدف اللغة واالأمة العربية ب�سورة مبا�سرة اأو غير‬ ‫مبا�س��رة‪ ،‬بو�سفهما لغة القراآن الكريم واأمته‪ ،‬والمقوم الرئي�س للهوية العربية‪ ،‬والجامع ثقافي ًا ل�ستات العرب‪ ،‬مع‬ ‫ما يعتور ذلك من اأمور‪ .‬والهجوم على العربية في الوقت الراهن باأ�سكال عملية تقلل من الكلم وتكثر من الفعل‪،‬‬ ‫يذكرنا بمواقف �ساحبت الغزو الثقافي الغربي واالحتلل االأوربي المبا�سر للوطن العربي‪ ،‬واأنموذجها ال�سارخ‬ ‫م��ا تم في الجزائر اأثناء االحت��لل الفرن�سي بما �سمي الف َْرن َ​َ�سة الكاملة وال�سامل��ة‪ ،‬ومنها في بداية القرن الع�سرين‬ ‫اأقوال ومواقف يكاد يلخ�سها �سلمة مو�سى حيث قال «تراث لغوي يحمل عقيدة اجتماعية يجب اأن نحاربها»‬ ‫� البلغة الع�سرية واللغة العربية � مقالة االأحافير اللغوية �س ‪.24‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪411‬‬

‫عربي��ة باللغات االأجنبية ح�سب ت�سل�سل اأولويات تحددها الحاجة وال�سرورة‪ ،‬ومكتبة لكل لغة‬ ‫عالمي��ة باللغة العربية بالتبادل‪ .‬وي�سمل هذا اأحدث المن�سورات واالإ�سدارات العلمية والفكرية‬ ‫واالأدبية المتميزة‪ ،‬والمو�سوع��ات المتخ�س�سة اإ�سافة اإلى م�ستجدات العلوم النظرية والتطبيقية‬ ‫والتقنيات الحديثة المختلفة ومنها ما يتعلق بالمعلوماتية‪ ..‬اإلخ‬ ‫لي���س هنا مجال الخو�س في تفا�سيل ق�سايا الترجمة الهامة جداً ولكن الهدف هو لفت‬ ‫النظر اإلى االآتي‪:‬‬ ‫المترجم من العربية واإليها‪ ،‬نظراً الأهمي��ة تبادل المعرفة وتقديم الذات للآخر من خلل‬ ‫‪ �1‬قل��ة‬ ‫َ‬ ‫م��راآة االأدب واالإبداع والفكر واالإنج��ازات العلمية‪ ،‬وت�سحيح �س��ورة العربي لدى االآخر‬ ‫ومعرفة �سورة االآخر من قبلنا عبر االأداء االإبداعي والفكري‪.‬‬ ‫‪ �2‬التاأكي��د عل��ى دقة الترجم��ة‪ ،‬وعلى اأهمي��ة التعري��ب اأي�س ًا ف��ي بع�س المج��االت المعرفية‬ ‫والعلمية‪.‬‬

‫وحث الجهات الر�سمية‬ ‫‪ �4‬العمل على عدم تكرار ترجمة العمل الواحد في اأكثر من قطر عربي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وغير الر�سمية وال�سخ�سيات المعنية من مترجمين ونا�سرين على القيام بذلك‪ ،‬وت�سهيل عملية‬ ‫التعرف على توجهات العمل من خلل قاعدة بيانات تقدمها مراكز متخ�س�سة بالتن�سيق على‬ ‫�سبكة االإنترنيت اأو تتيحها بو�سائل اأخرى ليتمكن المترجم والنا�سر من التثبت من عدم تكرار‬ ‫الجهد في ترجمة عمل محدد‪ ..‬وعندما يترجم عمل ما اإلى العربية فاإنه ي�سبح بمتناول القراء‬ ‫الع��رب كافة الأن اللغة العربية لغة االأمة وم��ا ين�سر فيها ي�سل اإلى كل فرد من اأفرادها‪ ،‬هذا اإذا‬ ‫اأح�س ّنا الن�سر والتوزيع والتعريف بالكتاب‪.‬‬

‫المترجم اإلى العربية ياأتي من اللغات الإنكليزية‬ ‫يالحظ اأن معظم‬ ‫ّ‬ ‫والفرن�سية والرو�سية والإ�سبانية والألمانية‪ ،‬وقليلة هي الكتب التي‬ ‫تترجم عن ال�سينية واليابانية‪ ،‬وهناك ترجمات لكتب تتم عبر لغة‬ ‫و�سيطة غالباً ما تكون الإنكليزية‪ .‬ومن ال�سروري تكوين اأطر ب�سرية من‬ ‫المترجمين للترجمة عن اللغات الأم الرئي�سة على الأقل‪ ،‬لأن الترجمة‬ ‫من لغة و�سيطة توؤثر �سلبياً على �سالمة نقل روحية الن�ص‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫‪ �3‬العم��ل على توحيد الم�سطلح اأو التقليل من الت�ساد والتناق�س ما اأمكن ذلك‪ ،‬وتن�سيق جهود‬ ‫المترجمين والموؤ�س�سات العربية المعنية في هذا المجال‪.‬‬


‫‪412‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫‪ �5‬ت�سجي��ع المترجمين االأجانب الذي��ن يترجمون من العربية اإلى لغاته��م على الترجمة بطرق‬ ‫واأ�سالي��ب ناجعة‪ ،‬وعقد لق��اءات معهم‪ ،‬ودعوة ممثلي��ن عنهم اإلى اللق��اءات والموؤتمرات‬ ‫والندوات العربية التي تهتم بالترجمة‪.‬‬ ‫‪ �6‬العم��ل مع المنظمتين العربيتين المهتمتين بتن�سيق العم��ل الثقافي والعلمي للو�سول اإلى‬ ‫ا�ستراتيجية وخط��ط وبرامج واآليات عمل توؤدي اإلى نتائ��ج اإيجابية في مجالي الترجمة‬ ‫وتح�سي��ن االأداء باللغة العربية الف�سحى‪ ،‬وهما المنظم��ة العربية للتربية والثقافة والعلوم‬ ‫«األك�سو» والمنظمة االإ�سلمية للتربية والعلوم والثقافة «اإي�سي�سكو»‪.‬‬

‫المترج��م اإلى العربية ياأت��ي من اللغ��ات االإنكليزية والفرن�سي��ة والرو�سية‬ ‫‪ �7‬يلح��ظ اأن معظ��م‬ ‫َ‬ ‫واالإ�سباني��ة واالألماني��ة‪ ،‬وقليلة ه��ي الكتب الت��ي تترجم عن ال�سيني��ة والياباني��ة واالأوردية‬ ‫مبا�سرة‪ .‬وهن��اك ترجمات لكتب تعود لبلدان كثيرة في اآ�سي��ا واإفريقيا واأميركا اللتينية على‬ ‫الخ�سو���س تتم عبر لغة و�سيطة غالب ًا ما تكون االإنكليزية‪ .‬ومن ال�سروري تكوين اأطر ب�سرية‬ ‫من المترجمين للترجمة عن اللغات االأم الرئي�سة على االأقل‪ ،‬الأن الترجمة من لغة و�سيطة توؤثر‬ ‫�سلبي ًا على �سلمة نقل روحية الن�س‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫معار�ض الكتاب‪:‬‬

‫يق��ام في الوطن العربي اأكث��ر من ع�سرين معر�س ًا دولي ًا �سنوي ًا للكتاب في عوا�سم عربية‪،‬‬ ‫وت�سي��ر معار�س الكتاب اإلى م�س��ارات توا�سل حركة الن�سر العربي مع القراء والمهتمين العرب‬ ‫بالكتاب‪ .‬وقد عقدت في عام ‪ ،2007‬معار�س الكتاب العربي الدولية االآتي ذكرها‪:‬‬

‫ معر���س بيروت العربي الدولي للكتاب‪ ،‬ال��دورة الخم�سون اإبريل ني�سان ‪� ، 2007‬سارك فيه‬‫‪ 156‬دار ن�س��ر لبناني��ة و‪ 23‬دار ن�سر عربية‪ ،‬واأقيمت فيه ندوة ح��ول تاأليف كتب االأطفال‪،‬‬ ‫و�سط االحتفال بيوبيله الذهبي لمرور ‪ 50‬عاما على انطلقه‪.‬‬ ‫ معر���س القاهرة الدول��ي التا�سع والثلث��ون للكت��اب ‪ 23‬يناير‪/‬كانون الثاني اإل��ى ‪ 4‬فبراير‪/‬‬‫�سب��اط ‪ ،2007‬بم�ساركة ‪ 632‬نا�س��راً عربي ًا بينهم ‪ 514‬نا�سراً م�سري�� ًا و‪ 118‬نا�سراً من بقية‬ ‫الدول العربية‪ ،‬البلدان االأوربية والواليات المتحدة االأمريكية ب�‪ 35‬نا�سرا‪ .‬وبلغ عدد الدول‬ ‫الم�ساركة ‪ 26‬دولة بر�سيد يقدر بع�سرين مليون عنوان‪.‬‬ ‫واأقيم��ت معار���س عربي��ة اأخ��رى منه��ا ‪ � :‬معر���س مكتب��ة االأ�س��د الدول��ي للكت��اب م��ن‬

‫‪ - :2007 /11 � 1‬معر���س �سنعاء الدولي للكتاب ‪ � 2007/11/2-10/22‬معر�س الخرطوم‬ ‫ال��دول للكتاب من ‪ � 2007/12/10-11/27‬معر�س ليبي��ا للكتاب من ‪2007/11/23 � 12‬‬ ‫�سم��ن احتفالي��ة طرابل���س عا�سمة الثقاف��ة االإ�سلمي��ة � معر���س الكوي�����ت الثان��ي والثلثون‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪413‬‬

‫للكت�����������اب ‪ � 2007 /11/23 � 13‬معر���س الدوحة الدولي الثام��ن ع�سر للكتاب ‪� 11/28‬‬ ‫‪ � 2007/12/8‬معر�س تعز الدولي للكتاب وتقنية المعلومات وذل������ك خ�����لل الفت����رة من‬ ‫‪/04/ 25‬حتى ‪ - 2007 /05/6‬معر�س الدار البي�ساء الدولي الثالث ع�سر للكتاب من ‪ 09‬اإلى‬ ‫‪ 2007/02/18‬بم�ساركة ‪ 58‬بلدا ونحو مائة نا�سر من مختلف البلدان‪.‬‬

‫ معر���س القاهرة الدولي للكتاب‪ ،‬الدورة االأربعون‪ 23 ،‬يناير حتى ‪ 4‬فبراير ‪ ،2008‬اأقيم على‬‫م�ساح��ة ‪ 660‬األف متر مربع‪ ،‬بم�ساركة ‪ 742‬نا�سراً من ‪ 28‬دولة‪ 16 ،‬عربية و‪ 12‬اأجنبية‪ .‬بلغ‬ ‫ع��دد النا�سرين االأجانب حوالى "‪ "42‬نا�سراً بزي��ادة "‪ "7‬نا�سرين عن العام الما�سي‪ ،‬والعرب‬ ‫‪ 178‬بزيادة "‪ "60‬عن العام الما�سي‪ ،‬والم�سريين ‪ 522‬نا�سراً بزيادة "‪ "8‬نا�سرين‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫ معر���س م�سق��ط الدولي للكتاب ‪ 28‬فبراير اإلى ‪ 7‬مار���س ‪� ،2008‬ساركت فيه ‪ 548‬دار ن�سر‬‫م��ن ‪ 31‬دول��ة‪ ،‬منها ‪ 15‬دولة اأجنبية‪ ،‬وت�سمن ‪ 35‬األف عنوان كتاب � معر�س الجزائر الدولي‬ ‫الثاني ع�سر للكتاب اأكتوبر‪/‬ت�سرين االأول ‪.2007‬‬ ‫ معر���س ال�سارقة الدول��ي للكتاب ‪ 2007‬من ‪ 2007/12/14 -5‬وق��د �سهد م�ساركة ‪119‬‬‫دار ن�س��ر عربي��ة جديدة‪ ،‬اأغلبها من البل��دان العربية االأفريقية‪ ،‬ومن تل��ك الدور ‪ 48‬دار ن�سر‬ ‫حديث��ة التكوين �ساركت عبر توكيلت دور ن�سر في ال�سعودية‪ ،‬لبنان‪� ،‬سوريا‪ ،‬م�سر � معر�س‬ ‫بي��روت الدولي للكتاب بي��روت ‪ 2005/12 – 10 -‬الدورة ‪� 49‬سارك في المعر�س ‪150‬‬ ‫دار ن�س��ر لبنانية و‪ 35‬دار ن�سر عربية � معر�س الدار البي�س��اء الدولي الرابع ع���س���ر للن�س�����ر‬ ‫والكت��اب ‪ � 2008 /02/17�8‬ع��دد الدول الم�ساركة ‪ 46‬دولة وبل��غ عدد العار�سين ‪590‬‬ ‫نا�س��را‪ ،‬بينه��م ‪ 190‬عار�سا مبا�سرا و‪ 400‬ممثلين‪ .‬بلغ ع��دد اللقاءات ‪ 71‬لقاء وكان فيه ‪18‬‬ ‫عر�سا فنيا‪ ،‬واأقيم المعر�س تحت �سعار‪" :‬الرهان على مجتمع قارئ"‪ ،‬وعقد فيه لقاء للحتفاء‬ ‫ب�سناعة الكتاب و�سانعيه �سم موؤلفي��ن ونا�سرين ومطبعيين وقراء واإعلميين مهتمين بالقراءة‬ ‫ومت�سامنين مع اأفقها‪.‬‬

‫�سروط عامة للم�ساركة في المعار�ض العربية للكتاب‪:‬‬

‫ي�سع كل معر�س �سروط ًا عامة لم�ساركة النا�سرين فيه‪ ،‬وهي لي�ست موحدة بين المعار�س العربية‪،‬‬ ‫ونقدم اأنموذج ًا منها في الحا�سية المرفقة(‪ )1‬ويمكن اأن نورد الملحظات االآتية حول المعار�س‪:‬‬

‫(‪ )1‬نثبت هنا اأنموذج ًا من �سروط الم�ساركة في المعار�س هي �سروط معر�س م�سقط‪:‬‬ ‫« ‪ � 1‬المعر���س مق�س��ور فقط على دور الن�س��ر اأو وكلئها المعتمدي��ن والموؤ�س�سات الثقافي��ة ومراكز البحوث‬ ‫والجمعيات والجامعات‪ .‬وال يحق الأي مكتبة اال�ستراك بالمعر�س اإال بعد ح�سولها على توكيل معتمد من‬ ‫اإح��دى دور الن�س��ر‪ .‬وال يحق لدور الن�سر التي منحت توكيل لنا�سر اآخ�����ر اأو لمكتبة اال�ستراك بالمعر�س‬ ‫كما ال يحق لها منح اأكثر من توكيل واحد فقط ولجهة واحدة‬ ‫‪ � 2‬الم�سارك��ة بالمعر�س مق�سورة على الكت��ب والمطبوعات ويمنع عر�س االأ�سرط��ة ال�سمعية اأو الب�سرية اأو‬

‫=‬


‫‪414‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫مالحظات حول المعار�ض العربية للكتاب‪:‬‬

‫‪ُ � 1‬يلح��ظ اأنه في االإم��ارات تقام معار�س دولية �سنوية في كل م��ن ال�سارقة‪ ،‬اأبو ظبي‪،‬‬ ‫دب��ي‪ ،‬عجم��ان‪ ..‬اإلخ ونظراً لقلة ع��دد ال�سكان ومن ثم قلة عدد الرواد فاإن��ه من المفيد اأن يقام‬ ‫معر���س دول��ي واحد في االإمارات تقيمه الدولة في مدينة مح��ددة ويمكن اأن ينقل بين المدن‪.‬‬ ‫وه��و اأم��ر يقلل التكاليف ويثري التجربة‪ ،‬وال يجعل كل مدين��ة م�سوؤولة ب�سورة ما عن اأو�ساع‬ ‫نا�سرين قد ت�ساعدهم ب�سراء كتب لكنها ال تلقى قراء‪.‬‬ ‫‪ � 2‬يج��ري في كل معر�س من المعار�س ن�ساط ثقافي يبحث ق�سايا ومو�سوعات هامة‪،‬‬ ‫وي�ست�سي��ف مفكرين ومبدعين‪ ،‬ونذكر مما ناق�سته معار���س للكتاب على �سبيل المثال‪« :‬عالم‬ ‫=‬

‫الن�شــر‬

‫اأقرا���س الكمبيوتر المدمجة وبيعها‪ ،‬با�ستثناء القر�س المدمج المراف��ق للكتاب والذي يحتوي الم�سمون‬ ‫نف�سه وذلك وفق ما تقرره اللجنة‪.‬‬ ‫اأجور االأجنحة‪:‬‬ ‫(‪ )300‬ريال عماني‬ ‫الفئة الثانية‬ ‫الفئة االأولى (‪ )400‬ريال عماني‬ ‫(‪ )215‬ريال عماني‬ ‫الفئة الرابعة‬ ‫الفئة الثالثة (‪ )250‬ريال عماني‬ ‫(‪ )200‬ريال عماني‬ ‫الفئة ال�ساد�سة‬ ‫الفئة الخام�سة (‪ )210‬ريال عماني‬ ‫ يق��وم العار�س باإر�سال ثلثة نماذج من قوائم الكت��ب ب�سكلها الورقي وعلى قر�س ممغنط ) ‪ ) CD‬نظام‬‫اإك�س��ل ‪ ،‬النم��وذج االأول للإ�سدارات الحديث��ة ‪2008‬م ‪ ،‬والنموذج الثاني للإ�س��دارات ( ‪2006‬م‪-‬‬ ‫‪2008‬م) ‪ ،‬النموذج الثالث للعناوين الم�سارك بها كافة‪ ،‬لت�سهيل جهود اللجنة في اإ�سدار فهر�س عناوين‬ ‫الكتب الحديثة ال�سادرة في ال�سنوات الثلث االأخيرة (‪2006‬م – ‪2008‬م )‬ ‫ يحق للجنة المعر�س رف�س طلب ا�ستراك اأي دار ن�سر بالمعر�س دون اإبداء االأ�سباب ودون اأي م�سوؤولية‬‫تترتب على ذلك ‪.‬‬ ‫ وف��ق االأنظم��ة الجمركية المتبعة ف��اإن ر�سوما جمركي��ة بن�سب��ة ‪� %5‬ستفر�س على الو�سائ��ل واالأدوات‬‫والم�ستلزمات التعليمية‪.‬‬ ‫ عل��ى الجه��ات الم�ساركة منح ح�س��م خا�س للجمهور ال يقل ع��ن ‪ %25‬من ال�سع��ر المثبت في قائمة‬‫من�سوراتها‪ ،‬ويجب و�سع مل�سق ال�سعر على كل كتاب محدد بالريال العماني وك�سوره بعد الح�سم‪.‬‬ ‫‪ � 3‬للجنة المنظمة الحق في حجز الكتب والمطبوعات دون ردها مهما بلغ عددها في الحاالت التالية‪:‬‬ ‫‪ .1‬غير مجازة من قبل دائرة المطبوعات والن�سر بوزارة االإعلم في ُعمان‪.‬‬ ‫‪ .2‬مزورة وغير اأ�سلية‪.‬‬ ‫‪ .3‬تعر�س بدون توكيل معتمد لدى العار�س‪.‬‬ ‫‪ .4‬عدم ورودها في قائمة المطبوعات التي تم اإر�سالها من قبل العار�س‪.‬‬ ‫‪ .5‬قيام العار�س بالتلعب باأ�سعارها‪.‬‬ ‫في حالة مخالفة العار�س ل�سروط المعر�س و�سوابطه اأو الأية �سوابط ت�سدرها اللجنة الحقا يطبق في �ساأنه ما يلي‪:‬‬ ‫• اإنذار على المخالفة االأولى‪.‬‬ ‫• اإغلق الجناح ليوم واحد عند المخالفة الثانية‪.‬‬ ‫• اإغ��لق الجناح باقي فت��رة المعر�س عند المخالفة الثالث��ة ويحرم العار�س لمدة �سنتي��ن من اال�ستراك في‬ ‫المعر�س مبا�سرة اأو بتوكيل‪.‬‬ ‫‪ � 4‬توف��ر اإدارة المعر�س موقع ًا خا�س ًا على االإنترنت يتيح ل��كل نا�سر عر�س عناوين الكتب واأ�سعارها واأحدث‬ ‫االإ�سدارات على اأقرا�س مرنة “�سي دي” خا�س بالنا�سر يقدم الإدارة المعر�س‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪415‬‬

‫الن�سر العربي ‪ ،‬جذور را�سخة واأفاق الم�ستقبل»‪« ،‬فتح اأ�سواق الغرب للكتاب العربي» � و�سع‬ ‫اآليات تنظ��م حركة تبادل الحقوق بين العالمين العربي واالأورب��ي وال�سعي المتبادل من جانب‬ ‫الطرفي��ن الإزال��ة العقبات � االحتفاء ب�سناع��ة الكتاب و�سانعيه من موؤلفي��ن ونا�سرين ومطبعيين‬ ‫وقراء واإعلميين مهتمين بالقراءة ومت�سامنين مع اأفقها � ومن ال�سعارات التي ترفع في المعار�س‪:‬‬ ‫«الرهان على مجتمع قارئ»‪« ،‬االإبداع المغربي‪ :‬االتجاهات الجديدة»‪.‬‬

‫تق��دم معظم المعار�س فهر�سي��ن اأحدهما للعناوين الم�سارك��ة واالآخر لدور الن�سر‪،‬‬ ‫‪ّ �4‬‬ ‫وهناك معار�س ال تن�سر في فهار�سها �سنة ن�سر الكتاب‪ ،‬وناأخذ على �سبيل المثال معر�س م�سقط‬ ‫لع��ام ‪ 2008‬حي��ث يعطيك �سنة الن�سر ف��ي الن�سخة الورقي��ة وال يظهرها في الن�سخ��ة الرقمية‪.‬‬ ‫ودليل��ه الرقمي ّ‬ ‫ويق��دم من�سورات كل دار ن�سر‬ ‫منظم وف��ق دور الن�سر اأو الموؤلفين اأو العناوين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف��ي كل قط��ر‪ ،‬وت�ستطيع اأن تح�سل منه عل��ى عناوين المن�سورات الم�ساركة ف��ي البل��د العربي‬ ‫الواحد وعلى عن��اوين ك��ل دار ن�س��ر م�س��اركة م��ن دون تحدي��د ال�س��نوات‪ .‬وت�س��ترط اإدارة‬ ‫يقدم الم�س�������ارك «النا�سر» المعلومات عن ال��دار والعناوين الم�ساركة من�سدة‬ ‫المع��ر���س اأن ّ‬ ‫على الحا�سب في ن�سخة رقمية‪ .‬ويمكن الإدارة المعر�س اأن تطلب وتدرج في الن�سختين الورقية‬ ‫والرقمي��ة �سنة ن�س��ر الكتاب في الفهر�س الأن ه��ذا ي�ساعد الباحث والمهت��م بالبحث في الن�سر‬ ‫ال�سنوي واالإح�ساء‪.‬‬ ‫‪ � 5‬تمي��ز معر�س الدوحة الدولي للكت��اب في �سيغته الثامنة ع�سرة بتطور كمي وكيفي‪.‬‬ ‫وبل��غ ع��دد الجه��ات الم�ساركة ‪ 315‬جه��ة بين دار ن�س��ر وهيئ��ة وموؤ�س�سة تت��وزع على‪14‬‬ ‫دولة عربية‪.‬‬ ‫‪� � 6‬سه��د معر�س بيروت العربي والدولي للكتاب ف��ي دورته ال� ‪51‬حركة اإقبال �سعيفة‬ ‫ن�سبيا مقارنة مع ال�سنوات ال�سابقة ب�سبب االأو�ساع الراهنة التي تعي�سها البلد‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫‪ُ � 3‬يلح��ظ اأن الكتابين الديني والتراثي يلقيان رواج ًا‪ ،‬ح�سب مكتبة «ذخائر المغرب»‬ ‫المتخ�س�س��ة في مخطوطات ونوادر ثمرات المطاب��ع‪ .‬واأن الكتاب االإ�سلمي حا�سر بقوة في‬ ‫معظ��م المعار�س العربية ويلقى رواجا‪ ،‬ولكن الكت��اب الديني الذي يلقى رواج ًا في الكثير من‬ ‫المعار�س والمكتبات لي�س جديداً بال�سرورة فهناك الكثير مما تعاد طباعته في كل عام‪ ،‬فحركة‬ ‫التاألي��ف هنا لي�ست مرتبط��ة بالرواج ولي�س ال��رواج مرتبط ًا بها‪ ،‬وين�سحب ه��ذا على الكتاب‬ ‫التراث��ي‪ .‬وتحظ��ى كت��ب االأطفال باهتم��ام بالغ وتخ�س�س له��ا م�ساحة مهمة ف��ي المعار�س‪،‬‬ ‫المدار���س طلبها عل��ى ارتياد المعار�س واقتن��اء ما يمكن اقتناوؤه م��ن كتب‪ .‬وتكون‬ ‫وت�سج��ع‬ ‫ُ‬ ‫في المعار�س مناب��ر للحوار بين الثقافات والح�سارات واأ�سح��اب المهنة‪ ،‬وتتوافر فيها فر�س‬ ‫يلتق��ي فيها المفكرون والكتاب واالأدباء بع�سهم م��ع بع�س كما يلتقون مع النا�سرين وفئات من‬ ‫المهتمين والقراء ويندر اأن تتاح مثل هذه الفر�س خارج ف�ساءات معار�س الكتاب‪.‬‬


‫‪416‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫‪ � 7‬ي�سك��و النا�سرون الم�ساركون في المعار�س من ارتفاع بدل اال�ستراك في االأجنحة‪،‬‬ ‫ووجود تكاليف م�سافة لقاء الخدم��ات ال�سغيرة مثل الفواتير واالأكيا�س وخدمات النقل داخل‬ ‫المعر���س‪ ،‬وكل ذلك يزيد من تكاليف الجناح التي ي�سيفه��ا الم�سارك على �سعر الكتاب ومن‬ ‫ث��م يتحملها القارئ‪ .‬ومن تكاليف الم�ساركة في المعار�س من اأجور ال�سفر والنفقات االأخرى‬ ‫الت��ي تترت��ب على النا�سر‪ ،‬اأي العار���س‪ ،‬ترتد عملي ًا على القارئ الأن النا�س��ر يحملها على �سعر‬ ‫الغلف وما يح�سمه ي�سيفه عملي ًا مع الجمارك المترتبة على الورق واالأحبار وقطع الغيار‪ ..‬اإلخ‬ ‫التي تدخل في تكاليف الكتاب على �سعر الغلف حيث يتحملها القارئ‪.‬‬

‫ي�سكو النا�سرون الم�ساركون في معار�ص الكتب العربية من ارتفاع‬ ‫ر�سوم ال�ستراك وتكاليف اأخرى كثيرة ت�ساف اإلى نفقات ال�سفر و�سحن‬ ‫الكتب وهو ما يعود �سلباً على القارئ نتيجة ارتفاع �سعر الكتاب‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫‪ � 8‬اقتناء الكتاب من الموؤ�س�سات والجهات الر�سمية و�سبه الر�سمية في المعار�س ال يعني‬ ‫عملي�� ًا رواج ًا في القراءة بمقدار ما يعن��ي رواج ًا تجاري ًا� ق�سية تحتمل الخط أا وال�سواب � فهناك‬ ‫قراءة وقراء تتيحهما عملية االقتناء الر�سمي‪.‬‬

‫‪ � 9‬ك�س��ر معر�س الكتاب بال��دار البي�ساء ‪ 2007/02/18‬الحواج��ز بين دول المغرب‬ ‫وطور معر���س ال�سارقة ‪2007‬‬ ‫الكبي��ر ب�سورة خا�س��ة و�سهد م�ساركة موريتاني��ة ال باأ�س‪ ،‬بها‬ ‫ّ‬ ‫موقع��ه االإلكترون��ي وي�ستم��ل على خارط��ة اإلكترونية بمواق��ع دور الن�س��ر الم�ساركة وفهر�س‬ ‫المعر�س بق�سميه العربي واالإنجليزي‪.‬‬

‫مقاربة الحلقات المتداخلة في مجال الن�سر‪:‬‬

‫‪ � 1‬مو�س��وع الموؤلّ��ف والكتاب يقود اإل��ى الكلم في ال�سيا�سة والمعط��ى الثقافي العام‬ ‫والحقوق المادي��ة والمعنوية والقواني��ن والت�سريعات الناظمة لحقوق التاألي��ف و�سرورة اإزالة‬ ‫التداخ��ل المفهومي الذي يح�سل بي��ن مفاهيم‪" :‬االإبداع‪ )1(،‬واالخت��راع‪ ،‬واالبتكار» في اأثناء‬ ‫(‪ )1‬االإبداع لغة عند اأبي البقاء الكفوي‪« ،‬عبارة عن عدم النظير» وفي اال�سطلح‪« :‬هو اإخراج ما في االإمكان والعدم‬ ‫ماهت الع��رب بين الخلق واالإبداع في حاالت‪ ،‬ويذهب اأبو البقاء اإلى اأن االإبداع‬ ‫اإل��ى الوجوب والوجود»‪ .‬وقد َ‬ ‫«ه��و اأعم من الخلق وهو ينا�سب الحكمة» ويت�سل بالعق��ول‪ .‬واجتماع الخلق واالإبداع مع ًا في معنى واحد جاء‬ ‫معرفة اإ ّال في حالة تو�سيح «االختلق»‬ ‫في «الل�سان» ل�سيق ًا بالكلم وما ينتج به وعنه‪ ،‬فلم تذكر كلمة «االإبداع» ّ‬ ‫اأي الكذب حيث جاء‪« :‬هو افتعال من الخلق واالإبداع كاأن الكاذب تخلق قوله» والخلق –بمعنى االإبداع‪ -‬في‬ ‫كلم العرب على وجهين كما يقول اأبو بكر االأنباري‪« :‬اأحدهما االإِن�ساء على مثال اأبدعه‪ ،‬واالآخر التقدير»‪.‬‬ ‫والخل��ق م��ن عدم وقف على اهلل �سبحانه وه��و الخالق‪ ،‬اأما المخلوق فيخلق من موج��ود ح�سب تدبير وتقدير‪،‬‬

‫=‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪417‬‬

‫الحدي��ث عن الملكي��ة الفكرية المبينة اأحكامها ف��ي اتفاقية المنظمة العالمي��ة للملكية الفكرية‬ ‫«الويبو» و«اتفاق بيرن ‪ »1886‬والملت�سقة باتفاقية التجارة العالمية وما يت�سل بها من ف�ساءات‬ ‫وق�ساي��ا‪ ،‬والحديث ع��ن «حماية حقوق الموؤل��ف» الملت�سقة بالتاأليف وف��ق االتفاقية العالمية‬ ‫لحق��وق الموؤل��ف التي و�سعته��ا اليوني�سكو‪ ،‬وهي معني��ة بحماية الموؤل��ف واالإنتاج الفكري‬ ‫واالأدبي والفن��ي ومن ثم حماية المبدع وهوية االإبداع وحيويته وحركته ومناخه العام‪ ،‬وتتخذ‬ ‫بموجبها االإجراءات المترتبة على انتحال االإنتاج واالأعمال واالأفكار وعلى التزييف وال�سرقات‬ ‫وال�سطو على الم�سنفات الفنية واالأدبية وما يتعلق بالحقوق المجاورة ‪.‬‬

‫=‬

‫معبراً‬ ‫ويعب��ر عن روؤيته وذوقه وقيمه‪ ،‬في اإعادة ربط وتكوي��ن لعلقات ومعطيات ّ‬ ‫ويت�س��ل فعله ذاك ب�سخ�سيته‪ّ ،‬‬ ‫بذلك عن روؤية في الوجود وللوجود‪ ،‬تج�سد ذاته وثقافته ومهاراته‪ ،‬وتتجلى فيها قدرته واإرادته معاً‪ .‬وال يفوته اإذ‬ ‫الكرة ونُ�سدان‬ ‫يمار�س ذلك اإ�سباع رغبة‪ ،‬واإظهار ّ‬ ‫تفوق‪ ،‬واإذاعة �سهرة‪ ،‬االأمر الذي ُيمتع و ُيعجب و ُيغري باإعادة ّ‬ ‫االمتلء من جديد‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫وق��د �ساعدت هذه الحماية وم��ا انتهت اإليه اتفاقيتا التجارة العالمي��ة واالتفاقية العالمية‬ ‫لحماي��ة حقوق الموؤلف من التزامات دولية‪ ،‬على انت�سار مفهوم الحماية وثقافتها وعلى وجود‬ ‫اتفاقي��ات اإقليمية منها االتفاقية العربية لحماية حق��وق الموؤلف «األك�سو» التي ن�سّ طت بدورها‬ ‫وحدثت‬ ‫الكثي��ر من الدول العربية فاأ�سدرت قواني��ن حماية حقوق الموؤلف والم�سنفات الفنية ّ‬ ‫ما لديها م��ن قوانين واأخذت التطورات الجديدة في عالم الحا�س��وب والمعلوماتية واالإنترنت‬ ‫والن�سخ على االأقرا���س المدمجة باأنواعها والملفات القابلة للإزالة « فل�س» باالعتبار واأكدت‬ ‫الحق��وق االأخرى ومنها ح��ق االأداء العلني‪..‬اإلخ ‪ ،‬وتلك خطوة ممتازة نظري ًا لكنها تحتاج اإلى‬ ‫تطبيق جيد‪ ..‬وهذا بدوره ي�ستدعي معرفة كل طرف من اأطراف االتفاقية بما له من حقوق وما‬ ‫علي��ه من واجبات‪ ،‬وتكوي��ن عنا�سر ب�سرية وخبرات اإدارية وقانونية وق��رارات �سيا�سية واإدارية‬ ‫ومالية ليكون التطبيق ملبي ًا الأحكام القوانين ومواكب ًا لما ي�ستجد وي�ستدعي التحديث والتطوير‪،‬‬ ‫تلبية للحتياجات وتفاع ً‬ ‫ل مع االأو�ساع القائمة‪ .‬والتطبيق باقتدار وم�سوؤولية وعلمية هو المحك‬ ‫والهدف اأو ًال واأخيراً‪.‬‬ ‫اإن النه�س��ة العلمي��ة والمعرفية والفكرية ت�ستدعي اأو ًال حف��ظ الحق المعنوي والمادي‪،‬‬ ‫ي�سجل��ون بحوث ًا علمية ومكت�سفات ومخترعات ق��د ال تكون لهم وقد يكونون‬ ‫الأن هن��اك من ّ‬ ‫ي�سجلون اأبحاث ًا لي�ست لهم‬ ‫م�سبوقين اإليها‪ ،‬واال�ستثمار فيها عر�سة للزعزعة ال�ساملة‪ ،‬وهناك من ّ‬ ‫ي�سهلون‬ ‫ويروجون ادعاءات كبيرة قد تكون �سئيلة اأو خالية من الم�سمون‪ ،‬ومن ثم ّ‬ ‫باأ�سمائهم‪ّ ..‬‬ ‫عل��ى بلدان االدعاء باأنها تحقق تقدم ًا في البح��ث العلمي واالإبداع واالختراع في هذا الميدان‬ ‫اأو ذاك بينم��ا هي ال تنتج حقيق��ة ما ُيعلن نظري ًا عن اأنها اأنتجته‪ .‬وهذا اأمر قائم في الوطن العربي‬ ‫ويحت��اج اإلى درا�س��ة ومتابعة‪ .‬ويبقى االن�سمام اإل��ى االتفاقية العالمية لحماي��ة حقوق الموؤلف‬


‫‪418‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫واتفاقي��ة التجارة العالمية مو�س��وع بحث وال بد في النهاية من مواكب��ة العالم في هذا المجال‬ ‫عل��ى الرغم م��ن التكاليف الأن في ذلك حماي��ة لمناخ االإبداع والبح��ث والتاأليف واالختراع‬ ‫يحث على و�سع �سيا�سيات للنهو�س بهذه المجاالت‪.‬‬ ‫واالبتكار‪ ..‬اإلخ مما ّ‬

‫ويق��ود الحديث في ق�سايا التاألي��ف والموؤلفين واالإبداع والمبدعي��ن اإلى طرح مفاهيم‬ ‫الحريات والحقوق العامة للمواطن ومعانيها واآفاقها والممار�سات الديمقراطية لها اأو با�سمها‪،‬‬ ‫واإل��ى حقائق تت�سل بحي��اة االإن�سان العربي وبدوائر انتمائ��ه وم�سوؤولياته القطرية والقومية‪ ،‬وما‬ ‫�س��اق م��ن ذلك وما ات�سع‪ ،‬كم��ا ي�سمل االأمر اأي�س ًا ال��كلم على الرقابة ف��ي منظورها القطري‬ ‫وال�سيا�سي واإطارها الذي ي�ستدعي اأن يكون قومي ًا واإن�ساني ًا ذا �سمول تام‪ ،‬اإذا كان ال بد اأن تقوم‬ ‫الرقاب��ة واأن توج��د اأ�س ً‬ ‫ل‪ ..‬ويقود ذلك اأي�س ًا اإلى الكلم في علق��ة الموؤلف بالنا�سر وبالقارئ‪،‬‬ ‫وعلق��ة النا�سر بالمو ّزع‪ ،‬وعلقة كل من الموؤلف والنا�س��ر بالكتاب والمعطى المعرفي العميق‬ ‫وتنميها وتفتح اأفق الحرية وتجدده وتغذيه با�ستمرار‪..‬‬ ‫تتمم دورة الوعي ّ‬ ‫وال�سروري للثقافة التي ّ‬ ‫اإ�سافة اإلى تف�سيلت اأخرى‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫‪ � 2‬وال��كلم عل��ى النا�سر يقود اإلى الكلم على علقته بالموؤل��ف والرقابة القطرية وغير‬ ‫القطري��ة وتنوع محرماتهما‪ ،‬وكذل��ك على المطابع والتقنيات المتاح��ة‪ ،‬وعلى اأ�ساليب الربح‬ ‫الم�س��روع وما يت�سل بالكت��اب "ك�سلعة" � خ�سوع ًا ل�سيغة االأمر الواق��ع � وكذلك في علقته‬ ‫بالمو ّزع و�ساحب المكتبة‪ ،‬وبتوافر المواد االأولية اللزمة للطباعة وم�سادرها وعوائق و�سولها‬ ‫واأثمانها‪ ،‬و�سيقود ذلك اإلى ملم�سة ق�سايا االأمن الثقافي العربي وتوافر �سروطه في هذا المجال‬ ‫تخ�سي�س�� ًا‪ ،‬اأي ف��ي اإطار �سيق من ذل��ك يت�سل بتوافر المواد اللزمة لل�سناع��ات الثقافية كافة‪،‬‬ ‫ونحن لم نكد ندخل هذا الميدان بقوة تذكر‪ ،‬في قطاع الن�سر بالوعاءين الورقي واالإلكتروني‪،‬‬ ‫واالأجه��زة و�سيانته��ا‪ ،‬وما يت�س��ل بذلك كله م��ن تكوين للعنا�س��ر الب�سرية والق��درات الفنية‬ ‫ال�سروري��ة ل�سناعة الكتاب الذي يت�سل به اأكثر م��ن ات�ساله ب�سواه كم�سوؤول عن مرحلة تحويل‬ ‫المادة المعرفية اأو االإبداعية من مخطوط على الورق في ن�سخة الموؤلف‪ ،‬اإلى مطبوعة � من�سورة‬ ‫محقق��ة لموا�سفات االإتقان والجودة وقادرة على اإغ��راء القارئ باالطلع عليها واقتنائها على‬ ‫ح��د �سواء‪ ،‬ومحققة لذلك في �سوء تكاليفها وهام���س الربح واإمكانات المواطن على �سرائها‪،‬‬ ‫مع مراعاة الدخل القومي المنخف�س وتكاليف الحياة واأعبائها المرتفعة‪.‬‬ ‫‪ � 3‬والكلم على التوزيع والمو ّزعين يت�سل بالحديث عن قيود الجمارك والعملة ووجود‬ ‫و�سائل ال�سحن البرية والبحرية والجوية وال�سركات القادرة على اإن�ساء مثل هذه االأ�ساطيل وعلى‬ ‫تغطي��ة الوطن العربي بانتظ��ام في هذا المجال‪ ،‬وع��ن ت�سهيلت الرقابة ووج��ود نظم ومعايير‬ ‫واآليات جمركية ورقابية مرنة متفق عليها ومعروفة ويمكن الركون اإليها‪ ،‬تحكم عملية التوا�سل‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪419‬‬

‫الثقاف��ي تلك وتنميها‪ .‬وكذلك وج��ود منافذ للبيع اأو �سبكات مناف��ذ خا�سة وعامة منت�سرة في‬ ‫الوطن العربي‪ ،‬ونظام عقود محكوم بوحدة قوانين اأو بقوانين ت�سهل تح�سيل حقوق االأطراف‬ ‫المعني��ة وت�سبط ه��ذه العملية تمام ًا وتجع��ل المتعاملين يطمئنون للعملي��ات التي يقومون بها‪.‬‬ ‫ووجود اأنظمة واآليات للترويج واالإعلن والتعريف بالكتاب‪ ،‬وتحديد الم�سوؤولية عن ذلك الأن‬ ‫الم��و ّزع العرب��ي ياأخذ ن�سبة عليا من الكتاب وال يتحمل م�سوؤولي��ة االإعلم بال�سكل المنا�سب‪،‬‬ ‫والعم��ل على اأن تعدد و�سائل التعريف بالكتاب واالإعلن عن��ه‪ ،‬على اأن يكون االإعلن باأ�سعار‬ ‫مقبول��ة تدخل ف��ي اإطار الخدمة الثقافي��ة ولي�س االإعلن التجاري فق��ط‪ ،‬وت�سمن ح�سن تقديم‬ ‫الكت��اب اأو الدورية للقارئ‪ ،‬وت�سه��ل تو�سيلها بمو�سوعية‪ ،‬ودون اأن تقوم القيود ال�سيا�سية بين‬ ‫البلدان العربية بالحد من ا�ستمرار التوا�سل وتناميه وتح�سين ظروفه و�سروطه‪ ،‬ودون اأن تنعك�س‬ ‫الخلفية ال�سيا�سية العربية على التدفق المن�سود للمادة المن�سورة‪ ،‬حيث تبقى االأر�سية الحقيقية‬ ‫للثقافة العربية هي اأر�سية الوحدة الفعلية للأمة العربية‪ ،‬ويوؤخذ باالعتبار اأن حدود الوطن العربي‬ ‫عند المثقفي��ن والمادة الثقافية العربية‪ ،‬وال�سيما الكتاب والدوري��ة الجادة‪ ،‬الكاتب واالأديب‪،‬‬ ‫النا�س��ر والموزع‪ ،‬هي حدود انت�سار اللغة العربية ال حدود ال�سيا�سيين القطرية التي تق�سم الوطن‬ ‫اإلى اثنتين وع�سرين دولة‪.‬‬

‫وقبل اأن ندخل في تفا�سيل م�سكلت كل ركن من اأركان حركة الن�سر‪ ،‬ال �سيما الموؤلف‬

‫الن�شــر‬

‫والقراء المحتملين‬ ‫‪ � 4‬والكلم على القارئ ال بد اأن ياأخذ باالعتبار جمهور الوطن العربي‬ ‫ّ‬ ‫بوعائيه‬ ‫في��ه‪ ،‬وير�سد اأ�سباب انح�سار القراءة اأو االإحجام عنه��ا‪ ،‬واأ�سباب تراجع مكانة الكتاب‬ ‫ْ‬ ‫القراء العرب‪ ،‬ويدخل في تفا�سيل هذه الم�سكلة‪ ،‬ال �سيما‬ ‫الع�سريين الورقي واالإلكتروني لدى ّ‬ ‫وم�ستقبليتها وملءمتها للمجتمع وقدرتها‬ ‫من حيث الم�سمون وعمق المادة وجودتها وجدتها‬ ‫َّ‬ ‫على الجذب والتاأثير واالإقناع واالإمتاع‪ ،‬اإ�سافة اإلى ما يت�سل بالجانب الجمالي والتقني والفني‬ ‫م��ن اأم��ور �سناعة الكتاب التي ينبغ��ي اأن تكون فائق��ة التقدم لتزاحم وتج��ذب‪ .‬وال بد من اأن‬ ‫نر�س��د معان��اة القراء في الح�سول على الكت��اب اأو الدورية �سواء من حي��ث توفر المطلوب اأو‬ ‫االطمئنان اإلى اإمكانية توفيره من دون تكاليف اإ�سافية‪ ،‬ودون تعر�سهم للبتزاز من بع�س الباعة‬ ‫المكتبيين والموزعين‪ ،‬وحرمانهم من �سهولة تدفق الكتاب‪ ،‬وغياب معظم المن�سورات العربية‬ ‫عنهم في بع�س البلدان اإال في المنا�سبات المت�سلة بمعار�س الكتاب والتي ي�ستفيد منها جمهور‬ ‫العوا�س��م العربية على وجه الح�سر بينما تبقى المدن االأخرى واالأرياف قيد المعاناة الم�ستمرة‬ ‫اأو الن�سي��ان الرهي��ب في تاأثيره‪ .‬كما يق��ود هذا الكلم على االأمية واالأمي��ة الثقافية‪ ،‬و�سعوبات‬ ‫التعام��ل مع الو�سائل المتقدمة لنق��ل المعلومات و�سبل اال�ستفادة من الن�سر الم�سموع � المرئي‪،‬‬ ‫وتقني��ات القراءة الم�سنعة على غير الورق‪ ،‬واأنظم��ة اال�ستفادة من ثورة المعلومات‪ ،‬والوقوف‬ ‫على اأ�ساليب معالجة ذلك‪.‬‬


‫‪420‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫والنا�س��ر والموزع والقارئ‪ ،‬نتوقف عند بع�س الم�سكلت االإجمالية التي يعاني منها الجميع‪،‬‬ ‫ونبداأ ب�‪:‬‬

‫الرقابة‪:‬‬

‫الرقابة الموجودة في الوطن العربي هي رقابة تتعامل مع نوعين من المن�سورات‪:‬‬

‫اأ � مخطوطات يرغب اأ�سحابها اأو نا�سروها في ن�سرها داخل القطر الذي يقيمون فيه‪.‬‬ ‫ب � وكت��ب مطبوعة خ��ارج ذلك القطر ويرغب موؤلفوها اأو نا�سروه��ا وموزعوها في اإدخالها‬ ‫�سوق التداول فيه‪.‬‬ ‫والرقابة في الوطن العربي هي رقابة تتعامل مع نوعين من المن�سورات التي تخزن مادتها‬ ‫على الورق‪:‬‬

‫اأ � رقابة المخطوطات «اأي الم�سنفات المخطوطة»‪.‬‬ ‫ب � رقابة المطبوعات «اأي الكتب بعد طباعتها»‪ ،‬وين�سحب المعنى على ال�سحف‪ ،‬وهو ما ال‬ ‫يدخل في نطاق هذه الدرا�سة‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫والرقابة على المخطوطات تتم على ثلثة اأنواع‪:‬‬

‫‪ � 1‬رقابة �سابقة على الطباعة تقت�سي تقديم المخطوط للجهات المعنية والح�سول على موافقتها‬ ‫ثم القيام بطباعة المخطوط وعر�س الكتاب الأخذ الموافقة النهائية على التداول‪ ،‬اأي توافق‬ ‫المخطوط الموافق عليه مع المطبوع الذي يطرح في االأ�سواق‪.‬‬ ‫‪ � 2‬رقاب��ة الحقة تقت�سي من الموؤلف اأو النا�سر اإيداع ن�سخ م��ن الكتاب المطبوع لدى الرقابة‪،‬‬ ‫واإذا لم تعتر�س خلل مدة محددة يعتبر الكتاب مرخ�س ًا بتداوله‪.‬‬ ‫‪ � 3‬رقاب��ة عند ال�سرورة وهي حالة تدخل الجهات المعنية عن��د ال�سرورة لمنع كتاب من التداول‬ ‫بن��اء عل��ى ما يطرحه وما يثيره في اأو�ساط الراأي العام‪ ،‬وبعد اأن تثار �سده ق�سايا اأو تن�ساأ مواقف‬ ‫لها �سفة عامة نتيجة لتعر�س الكتاب لما يجرح م�ساعر النا�س ومقد�ساتهم‪ ،‬اأو ما يم�س ما يحرم‬ ‫م�سه نظام البلد الذي فيه الكتاب‪.‬‬

‫ف��ي حالة الرقاب��ة الم�سبقة وال�سماح بالطباعة والتداول ي�سم��ن الموؤلف والنا�سر اأن‬ ‫الكتاب لن ي�سادر اأو يمنع بعد طباعته‪ ،‬واأن الخ�سائر المالية الناتجة عن ذلك غير واردة(‪.)1‬‬ ‫وبع���س النا�سرين يبحثون عن موافق��ات م�سبقة ل�سمان دخول الكتاب اإل��ى اأ�سواق عربية‪،‬‬ ‫لي�سمن لهم ذلك ربح ًا وي�سجعهم على اإنجاز طباعة الكتاب بعد ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬ون��ادراً جداً ما ي�سادر كتاب ا�ستكمل اإج��راءات الرقابة بعد ال�سماح بتداوله‪ ،‬ويبقى النادر ا�ستثنا ًء ال يحكم على‬ ‫اأ�سا�سه وال ّ‬ ‫ي�سكل قاعدة الحكم اأو الو�سف اأو التقويم‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪421‬‬

‫ولك��ن هذه الحالة تحم��ل في طياتها جانب ًا �ساراً للموؤل��ف‪ ،‬وهو حرمان مخطوطه من‬ ‫روؤي��ة النور‪ ،‬بينما تتيح الرقابة اللحقة فر�سة تداول الراأي حول الكتاب‪ ،‬وفر�سة عر�س ق�سيته‬ ‫على الجمهور وات�سال فئة من النا�س به على االأقل‪ ،‬قبل اأن يمنع‪.‬‬ ‫وفي حالة المنع الم�سبق � اأي منع المخطوط � تبقى في الوطن العربي فر�سة اأمام الكاتب‬ ‫لطباع��ة مخطوط��ه في بلد عربي اآخر‪ ،‬ال�سيم��ا تلك المخطوطات التي تمن��ع الأ�سباب �سيا�سية‬ ‫تت�س��ل بنظام حكم معي��ن‪ .‬فالخلفات ال�سيا�سي��ة العربية قد ت�سمح لممن��وع نكاية بالمانع في‬ ‫بع�س الحاالت‪.‬‬

‫نقر مبد أا اإجازة كاتب اأو‬ ‫ثم��ة اأ�سئلة وم�سكلت يطرحها مو�سوع الرقابة‪ .‬هل يمكن اأن ّ‬ ‫ناق��د لعم��ل كاتب اأو ناقد اآخر م��ن اأجل ن�سره �سواء اأكان ذلك في دوري��ة اأم كتاب‪ ،‬اأم اأن ذلك‬ ‫انتقا���س من حرية التعبير وقيمة الكاتب‪ ،‬ونوع م��ن رقابة فنية على االإنتاج االإبداعي والفكري‬ ‫ال يقبله��ا الفكر واالإبداع وقد ت�سر بهما؟! وهل يمكن اأن ننظ��ر لهذا االأمر على اأنه اإ�سكالية اأم‬ ‫م�سكلة تقت�سي ح ً‬ ‫ل ؟!‬ ‫اإنه��ا ق�ساي��ا واإ�سكاليات وم�س��كلت تحتاج اإل��ى اإن�ساج من خلل الح��وار في �سوء‬ ‫المنطق والحرية الم�سوؤولة واالنتماء‪ .‬والرقابة من م�سكلت الن�سر والكتاب ولكنها لي�ست اأهم‬ ‫م�سكلتهم��ا وال اأعقدها‪ ..‬ويطرح الواق��ع العربي مو�سوع الرقابة كاإ�سكالية‪ ،‬وينظر اإليها فريق‬ ‫عرب��ي من المت�سلة اأمورهم بها على اأنها م�سكلة‪ ،‬وفي هذا المجال ال بد من التوقف عند بع�س‬ ‫الحقائق والوقائع‪:‬‬ ‫‪ � 1‬اإن الرقابة موج�ودة في جميع االأقطار العربية‪ ،‬وهي تُمار�س باأ�سكال مختلفة‪ ،‬وهذا ال يلغي‬ ‫حقيقة وجودها‪.‬‬ ‫‪ � 2‬اإن الرقاب��ة العربي���ة مختلفة من قط��ر اإلى قطر‪ ،‬ولي�ست م�ستقرة عل��ى معيار محدد حتى في‬ ‫القطر العربي الواحد‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫وعل��ى ذلك فاإن هذا المن��اخ ي�سبب بع�س م�ساحات االنف��راج بالن�سبة لبع�س الموؤلفين‬ ‫وبع���س المن�س��ورات والمخطوطات كما اأن المنع يحدث نوع ًا م��ن الدعاية الم�سببة للرواج‪،‬‬ ‫على مبد أا «كل ممنوع مرغوب»‪.‬اأما رقابة المطبوع فتكون غالب ًا في االأقطار التي يريد الموؤلّف‬ ‫اأو النا�س��ر اأو الم��و ّزع اأن ي�سوق كتابه فيها بعد اأن يكون قد اأتم طباعته في بلد اآخر‪ .‬وهذا النوع‬ ‫من الرقابة ي�سمح بالم�سموح اأ�س ً‬ ‫ل في قطر‪ ،‬اأو ي�سمح بتداول ما ال ي�سر ح�سب مقايي�س الرقابة‬ ‫القطرية ومعاييرها‪ ،‬اإن وجدت تلك المقايي�س والمعايير‪.‬وهناك اأقطار عربية ال يوجد فيها رقابة‪،‬‬ ‫وهي ا�ستثناء‪ ،‬منها لبنان بو�سفه �سوق اإنتاج للكتاب اأكثر منه �سوق ا�ستهلك له‪.‬‬


‫‪422‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫‪ � 3‬اإن الرقي��ب العربي يحكم على اأ�سا���س من اجتهاده �سمن محرم��ات �سيا�سية تت�سل باأنظمة‬ ‫الحكم وب�سيا�سة القطر الذي هو فيه‪ ،‬ويحكم اجتها َده مدى اطلعه‪ ،‬ونوع علقته بالنظام‪،‬‬ ‫وانتماءاته االأخرى‪.‬‬ ‫‪ � 4‬اإن االإنتاج العربي الذي يريد اأن يتجاوز الحدود عليه اأن يواجه رقابات مختلفة قد تت�سارب‬ ‫ف��ي بع�س االأحيان‪ ،‬وهو حيال هذا‪ :‬قد يتعر�س للمنع في اأقطار‪ .‬واإذا اأراد االإنتاج اأن يكون‬ ‫ل��كل قطر فعليه اأن يتن��ازل عن اأمور وتفا�سي��ل ومواقف واآراء قد يحر���س عليها الكاتب‪.‬‬ ‫ويتاأثر الفكر واالإبداع واالجتهاد في الراأي والبحث المو�سوعي بهذا االأمر‪ ،‬اأكثر مما يتاأثر‬ ‫�سواه من االإنتاج‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫�س��راً ال بد منه على راأي بع�س المجتهدي��ن‪ ،‬فاإن البحث في‬ ‫واإذا كان��ت الرقاب��ة العربية ّ‬ ‫تنظيم و�سبطها هذه الم�ساألة يك�سف عن منافع وم�سارة‪.‬‬ ‫يقرون تنظيم هذه الرقابة ينطلقون من اأر�سي��ة واقعية هي وجود الرقابة فع ً‬ ‫ل في‬ ‫فالذي��ن ّ‬ ‫اأر���س الواقع ويلم�سون اأ�س��رار ع�سوائيتها‪ ،‬ومزاجية القائمين عليها‪ ،‬ويرون اأال فائدة من دفن‬ ‫الروؤو�س في الرمال‪ ،‬واأن من االأجدى مواجهة �سيء موجود‪ ،‬وتنظيم العلقة معه‪.‬‬ ‫اأم��ا الراف�س��ون لمو�سوع التعامل م��ع الئحة منظم��ة للرقابة العربية‪ ،‬في��رون اأن مجرد‬ ‫مناق�سة الئح��ة ما للرقابة هو اإقرار ب�سرعية وجود ما يرف�سون وجوده‪ ،‬اأ�س ً‬ ‫ل‪ ،‬وهم ينظرون اإلى‬ ‫مروج ل�سيطرة االأنظمة‬ ‫من يطرح فكرة التعامل مع هذا الواقع القائم من خلل �سبطه‪ ،‬على اأنه ّ‬ ‫ويقر ب��ه الكتاب والمبدعون لها‪ ،‬ولذلك‬ ‫تح��ت �سع��ار الن�سال �سد �سيء محدد‪ ،‬تقره االأنظمة ُّ‬ ‫فه��م يرف�سون الدخول في هذا الماأزق اأ�س ً‬ ‫ل‪ ،‬ويرون اأن مهمتهم الرف�س‪ ،‬والتنكر الكلي لحق‬ ‫اأي رقي��ب يفر�سه اأي نظام‪ ،‬وي�سعرون باأن مجرد و�سع الئحة ي�سكل م�س ًا بحرية التعبير التي ال‬ ‫تعترف على حق رقيب من اأي نوع‪.‬‬ ‫وه��م في هذا يمار�سون اال�ستمرار في الرف�س النظ��ري‪ ،‬والخ�سوع العملي للرقابة التي‬ ‫يراعونها في كثير من الحاالت‪ ،‬ويتنازلون لها عملي ًا ويحتجون عليها نظري ًا‪ .‬وهم يخلطون بين‬ ‫حري��ة التفكي��ر وحرية التعبير‪ .‬فحرية التفكير ال يمكن الأحد اأو لجهة اأو لنظام اأو لرقيب من اأي‬ ‫ن��وع اأن يمار�سه��ا على اأي �سخ�س‪ .‬اإذ اإن ما يدور في ذلك العالم الداخلي للإن�سان يبقى م�ساألة‬ ‫تخ�س��ه ه��و‪ ،‬ومن ثم فهو حر تمام ًا فيه��ا‪ ..‬اأما التعبير فهو حرية تت�س��ل بحريات االآخرين فهي‬ ‫و�سعي��ة اإلى ح��د ما‪ ،‬ولذلك ال بد من اأن يكون لها حدود تنتهي حي��ث تبد أا حرية االآخر‪ ،‬فرداً‬ ‫كان االآخ��ر اأم كيان ًا اجتماعي�� ًا اأم �سخ�س ًا اعتباري ًا‪� ،‬سعب ًا اأم ا ّأمة‪ ...‬اإل��خ‪ .‬وعليه فاإذا كان الت�سليم‬ ‫تام ًا بحرية التفكير‪ ،‬فاإن الت�سليم بحرية التعبير م�سروط بحرية االآخر وب�سروط العي�س الم�سترك‪،‬‬ ‫ومحكوم بالقوانين واالأعراف والتقاليد الفكري��ة والمعطيات االجتماعية وال�سيا�سية والفكرية‬ ‫والدينية‪....‬اإلخ‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪423‬‬

‫ف��ي هذا االإطار يمكن طرح �سوؤال الرقابة في الوطن العربي‪ ...‬هل نوحدها في الئحة �‬ ‫ل‪ ،‬اأم نبقى على رف�سنا لها اأم ً‬ ‫اإذا كان ذلك ممكن ًا اأ�س ً‬ ‫ل في الو�سول اإلى االقتناع بعدم �سرعيتها‪،‬‬ ‫مع االإبقاء على التعامل الفعلي معها والخ�سوع لمتطلباتها ومتغيراتها؟‬ ‫اإذا ح�سرنا الئحة الممنوعات في الرقابة العربية‪ ،‬فلنفتر�س اإمكانية اأن نحدد � ولو نظري ًا‬ ‫� الئحة رقابة عربية تت�سمن ما يلي‪:‬‬

‫يمن��ع ن�سر مخطوط اأو م�سنف اأدبي اأو فني ويمنع تداوله اإذا توافر فيه عن�سر اأو اأكثر من‬ ‫العنا�سر التالية‪ :‬اأو انطوى عليها‪:‬‬

‫‪ � 1‬الم���س بالدين اأو بالم�ساع��ر الدينية لجماهير النا�س‪ .‬على اأال يفه��م من ذلك اأن المنع يم�س‬ ‫االجته��اد باأ�سكاله اأو معالجة الق�سايا المتعلق��ة باالعتقاد‪ ،‬اأو التعبير عن الموقف ال�سخ�سي‬ ‫من االعتقاد ذاته‪.‬‬

‫‪ � 2‬اإث��ارة النع��رات الطائفية اأو العرقية‪ ،‬عل��ى اأال يفهم من ذلك اأن المنع ي�سم��ل التعبير‪ ،‬بمعنى‬ ‫االإعلن‪ ،‬عن االعتزاز القومي‪ ،‬واالنتماء الطائفي‪.‬‬ ‫‪ � 3‬الدعاية للعن�سرية باأ�سكالها وم�سادرها وكافة‪.‬‬

‫‪ � 5‬و�س��وح الرداءة الفنية واللغوية في الن�س اأو الم�سنف االأدبي والفني مما يجعل تداوله �ساراً‬ ‫بالذوق الفني واالأدبي وبالم�ستوى اللغوي في حدوده الدنيا‪.‬‬ ‫ثم��ة �سعوبة ق�سوى ف��ي اإمكانية التو�سل م��ع الرقابات القائمة في االأقط��ار العربية اإلى‬ ‫اقتن��اع بالتخلي عن ق�سي��ة المحرمات ال�سيا�سي��ة واالأمنية والقطرية ل�سال��ح ممنوعات ت�سون‬ ‫القوم��ي واالأخلقي والدين��ي والح�س الجماهيري العام والرموز العام��ة‪ .‬واإذا كان من المتوقع‬ ‫موافق��ة معظ��م الرقابات على م��ا تقدم طرحه‪ ،‬فاإن م��ن غير المتوقع اأن تكتف��ي الرقابات بهذه‬ ‫القائم��ة من المحرمات والممنوعات‪ .‬واإذا اأدخلنا ذلك في اإطار الئحة الممنوعات فمعنى هذا‬ ‫اأنن��ا ندخل حرك��ة التاأليف والن�سر واالإبداع العربية في ماآزق كبيرة وكثيرة‪ .‬وما تواجهه الرقابة‬ ‫الحث على الحرية والم�ساواة والديمقراطية واحترام الحقوق‬ ‫وم��ا تعيقه لي�س عمق الفكر‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫العامة والخا�سة‪ ..‬الم�سكلة تظهر عندما يتعلق االأمر بتوظيف ذلك توظيف ًا �سيا�سي ًا �سلبي ًا والعمل‬ ‫تحت رايته و�سعاره خدم ًة الأهداف خارجية‪ .‬وكذلك القيام بهجوم على الدين بالدرجة االأولى‬ ‫وتجري��ح االأ�سخا�س م��ن دون ح��دود‪ ،‬وانغما�س الكاتب ف��ي الجن�س واالإباحي��ة‪ ،‬والترويج‬

‫الن�شــر‬

‫‪ � 4‬ا�ستخ��دام المو�سوعات الجن�سية للإثارة الجن�سية ال�سرفة‪ ،‬والأغرا�س االنحلل‪ .‬وال ي�سمل‬ ‫المنع كل اأنواع البحث العلم��ي واالجتماعي واأ�سكاله في مو�سوعات تتعلق بالجن�س‪ ،‬وال‬ ‫توظي��ف الجن�س في العمل االأدبي اأو الفن��ي الأغرا�س ال تت�سل باالإثارة المح�سة وال تتوقف‬ ‫عليها‪.‬‬


‫‪424‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫النحلل من نوع ما تحت مظلة االإبداع‪ ،‬والقيام بدعاوى �سيا�سية اأو عن�سرية اأو عرقية باأ�ساليب‬ ‫تتعار�س والقيم االجتماعي��ة واالأخلق والد�ساتير‪ ،‬واإعلء �ساأن دعاوى االإلحاد بذريعة التحرر‬ ‫وممار�س��ة الت�سهير با�سم حرية التعبي��ر‪ ..‬وهذه اأمور خلفية توظف �سيا�سي ًا ولي�ست االأ�سا�س في‬ ‫تعميق وعي بالتنمية الثقافية عامة والمعرفة العلمية خا�سة‪.‬‬

‫وما تواجهه الرقابة وما تعيقه لي�ص عمق الفكر‪ ،‬ول الحث على‬ ‫الحرية والم�ساواة والديمقراطية واحترام الحقوق العامة والخا�سة‪..‬‬ ‫الم�سكلة تظهر عندما يتعلق الأمر بتوظيف ذلك توظيفاً �سيا�سياً �سلبياً‬ ‫والعمل تحت رايته و�سعاره خدم ًة لهداف خارجية‪.‬‬

‫هموم الموؤ ّلف العربي‪:‬‬

‫الن�شــر‬

‫ينق�س��م الموؤلّفون‪ ،‬ومن في حكمهم اإلى ق�سمي��ن‪ :‬ق�سم ينتج في مجال االإبداع‪ ،‬وق�سم‬ ‫ينتج في مجال الدرا�سة والبحث العلمي باأنواعه والنقد والمقالة‪ ..‬اإلخ‪ ،‬واإذا كانت هناك هموم‬ ‫ومناخ م�سترك وكذلك تطلعات لكل فريق منهما‪ ،‬فاإن هناك خ�سو�سية اأي�س ًا لكل فريق تواكبها‬ ‫اأو تنتج عنها معطيات �سلبية اأو اإيجابية ال بد من تلم�سها‪.‬‬

‫فما يجمع الموؤ ّلفين هو ال�سكوى من عدم احترام حقوقهم المادية والمعنوية‪ ،‬وانح�سار‬ ‫اإنتاجهم وتقوقعه قطري ًا‪ ،‬وعدم توا�سلهم مع قرائهم توا�س ً‬ ‫ل مجدي ًا ومثري ًا لتجربتهم الثقافية ومن‬ ‫وتعر�سهم الأ�سكال من ال�سلب من قبل النا�سر‪ ،‬ال�سيما نا�سر القطاع الخا�س‪ ،‬وي�سمل‬ ‫ثم للثقافة‪ّ ،‬‬ ‫ال�سل��ب بع���س حقوقهم المادية عن طباعة الكتاب‪ ،‬و�سرقة طبع��ات بكاملها‪ ،‬كما ي�سكون من‬ ‫ع��دم انت�سار كتابهم وعدم الترويج له بال�س��كل المطلوب‪ ،‬ومن األوان الرقابة التي اأ ّدت اإلى قيام‬ ‫مخاف��ر داخلية في وجدان كل منهم‪ ،‬حي��ث اأ�سبحت هناك رقابة ذاتية عفوية غير منظورة توؤثر‬ ‫�سلب�� ًا ف��ي انطلقة الفكر وتوهج االإبداع‪ .‬وهم يتعر�سون في �س��وق العر�س والطلب المفتوحة‬ ‫لل��كلم العربي اإلى األوان من ال�سغوط التي توؤ ّثر �سلب�� ًا عليهم وعلى مناخ االإبداع من حولهم‪،‬‬ ‫وه��ي تت�ساف��ر مع �سغوط الحي��اة المعي�سية لتجبرهم على نوع من االإنت��اج ال يحقق الم�ستوى‬ ‫الذي يرغبون فيه‪ ،‬وال ّ‬ ‫يمكنهم من التطور وال من تحقيق ما يرون اأن قدراتهم تحققه واأن الثقافة‬ ‫العربي��ة تتطلبه وتحتاج اإليه والمجتمع ين�سده ويدفع باتجاه��ه‪ .‬وهم يعانون من الت�سييق عليهم‬ ‫وم��ن الهام�س ال�سي��ق المتاح لحرية التعبير‪ ،‬ومن �سيق مج��االت الن�سر ومحدوديتها في بع�س‬ ‫االأقطار‪ ،‬وي�سكون من المردود القليل الإنتاجهم‪ ،‬بحيث يلهث الكثيرون منهم وراء لقمة العي�س‬ ‫وال يطمئ��ن اأحد اإلى و�سع يحميه من الحاجة اإل��ى اأن ي�سدر كتابه الثاني‪ .‬فبعد �سدور عدد من‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪425‬‬

‫الكت��ب له ال ي�ستطيع اأن يتحرر من الحاجة المادي��ة وي�ستند في عي�سه اإلى الكتابة‪ ،‬وي�ستثنى من‬ ‫ذلك عدد قليل من الك ّتاب‪ .‬يتنازل الكاتب عن اإنتاجه لبع�س النا�سرين الذين يرون اأنهم يملكون‬ ‫حق ا�ستثمار الم�سنف االأدبي اإلى ما ال نهاية‪.‬‬

‫الموؤلفون في الوطن العربي يعانون من الت�سييق عليهم ومن الهام�ص‬ ‫ال�سيق المتاح لحرية التعبير‪ ،‬ومن �سيق مجالت الن�سر ومحدوديتها‬ ‫في بع�ص الأقطار‪ ،‬وي�سكون من المردود القليل لإنتاجهم‪ ،‬بحيث يلهث‬ ‫و�سع يحميه من‬ ‫الكثيرون منهم وراء لقمة العي�ص ول يطمئن اأحد اإلى ٍ‬ ‫الحاجة اإلى اأن ي�سدر كتابه الثاني‪ .‬فبعد �سدور عدد من الكتب له ل‬ ‫ي�ستطيع اأن يتحرر من الحاجة المادية وي�ستند في عي�سه اإلى الكتابة‪،‬‬ ‫وي�ستثنى من ذلك عدد قليل من الكتّاب‪.‬‬

‫فتحري��ر الموؤ ّلف من الحاجة المادية اأ�سا�س حريته وحرية االإبداع‪ ،‬ومن ثم منطلق م�سار‬ ‫التاألي��ف العربي بعي��داً عن االرتهان من اأي ن��وع‪ .‬وحين تو ّؤمن هذا الو�س��ع دور اأجنبية لبع�س‬ ‫الك ّت��اب العرب ترتب عليهم اأ�سياء ينفذونها وق��د ال ي�ستطيعون مجاوزتها‪ ،‬وتاأمين هذا الو�سع‬ ‫عب��ر �سبكة عربية حامية للموؤل��ف يدخل فيها النا�سر والموزع والق��ارئ والدولة وما يمكن اأن‬ ‫ن�سميه قطاع المال الذي ي�ستثمر في الفكر واالإبداع ويتبادل معهما المنافع مهم جداً‪.‬‬ ‫ُح��رر الموؤ ّلف وتحمي االأداء واالإنت��اج‪ ،‬وقد اأ�سبحت‬ ‫ويمك��ن التفكير في اإجراءات ت ّ‬ ‫الجوائ��ز العربية الكثي��رة والكبيرة اأحد المداخل اإلى ذلك وهي ت�س��كل حوافز راهنة‪ ،‬وتقديراً‬ ‫يرت��ب م�سوؤولية‪ ،‬وقيمة لها دورها وتاأثيرها على حامله��ا واإنتاجه وموقعه‪ ،‬ويمكن زيادة ذلك‬ ‫التاأثي��ر من خلل التر�سيد والتن�سيق عبر معايير والتزامات متبادل��ة عالية الم�ستوى خلقي ًا وقيمي ًا‬ ‫وفني ًا تنعك�س على االإنتاج الفكري واالأدبي واالإبداعي ومن ي�ستفيد من ذلك كله‪.‬‬ ‫هن��اك ق�سية حيوية كبيرة يعاني منها الموؤل��ف وتنعك�س على مناخ االإبداع‪ ،‬وتوؤثر �سلب ًا‬ ‫القراء العرب‪،‬‬ ‫ف��ي م�سمون االإب��داع ومحتوى الفكر وفي ما تحمل��ه الكتب والدوريات اإل��ى ّ‬ ‫وه��ي ق�سية الحرية ومناخها العام‪ ،‬وما يت�سل بالممار�سة الديمقراطية وحماية الحريات العامة‪،‬‬ ‫وحقوق االإن�سان في الوطن العربي‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫وال ي�سع��ر الكات��ب العرب��ي ب�سكل عام ب��اأن حريت��ه االقت�سادية موؤمنة م��ن خلل �سند‬ ‫جماهيري ي�ستري �سلعته ويدفع له ن�سبة من �سعر الغلف ي�سبح معها محرراً من الحاجة من�سرف ًا‬ ‫الإنتاج اآخر باطمئنان واقتدار‪.‬‬


‫‪426‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫واإذا كان هناك تاأثير �سلبي على مجاالت التفكير والتعبير يت�سبب بتدني م�ستوى محتوى‬ ‫بد من مراع��اة حدودها‪ ،‬وهي تقع‬ ‫«م�سم��ون» ما يتم ن�س��ره‪ ،‬فمعنى ذلك اأنّ ثم��ة اإ�سكالية ال ّ‬ ‫بين المب��دع واالإبداع‪ ،‬وبين الموؤلّف والقارئ‪ ،‬وبين رجل الثقافة ورجل ال�سلطة‪ ،‬وبين الثقافة‬ ‫والمجتم��ع‪ .‬فاإذا كان��ت كذلك‪ ،‬فاإنها في جمي��ع االأحوال اإ�سكالية ال يحله��ا اإال رجال الفكر‬ ‫واالأدب والثقافة والمبدعون ومن يتوا�سلون معهم باإيجابية في حقول اأخرى من حقول المعرفة‬ ‫وال�سناع��ات الثقافية وتعاون الفك��ر والمال‪ ..‬فاأولئك يدركون اأكثر من �سواهم اأن الحرية تعني‬ ‫تح��رراً من �سغط الحاج��ة‪ ،‬واأن اال�ستثمار في المعرف��ة واالإبداع هو اال�ستثم��ار االأف�سل على‬ ‫الم��دى البعي��د‪ .‬وال يكاد ما يخ�س�س للثقافة ف��ي الوطن العربي في القط��اع العام ي�سكل جزءاً‬ ‫�سئي�� ً‬ ‫ل من الميزانية ال�سنوية‪ ،‬اأما القطاع الخا���س فل يغامر وال يوظف روؤو�س اأموال كبيرة في‬ ‫المعول عليه��ا في اإنارة �ساحة‬ ‫اال�ستثم��ار الثقاف��ي وال�سناعات الثقافي��ة‪ )1(.‬واأن تلك الفئة هي‬ ‫َّ‬ ‫الوع��ي اأمام النا�س بتقديم الق��دوة وبتعزيز مفاهيم جديدة‪ ،‬وزرع ب��ذرة االنطلق الخلق في‬ ‫اأعماق المتلقين‪ ،‬وو�سعهم اأمام الم�سوؤولية من خلل تب�سيرهم بالحقوق والحريات والواجبات‬ ‫والحقوق التي لهم وبتلك التي تقع عليهم‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫عل��ى اأن مناخ ال�سيا�سة والثقافة العربية عموم ًا ال يكفل بما فيه الكفاية اأمراً اأ�سا�سي ًا واأولي ًا‬ ‫ف��ي �سلم الحريات العامة‪ ،‬وهو حق االختلف وحق االنتقاد والتعبير عن الراأي بحرية م�سوؤولة‬ ‫في حدود القانون‪ .‬وعلى الرغم من ات�ساع م�ساحة حرية الراأي والتعبير في البلدان العربية خلل‬ ‫ال�سن��وات االأخي��رة مقارنة بما كان عليه الو�سع في ما م�سى‪ ،‬ف��اإن االأمر ال يخلو من م�سايقات‬ ‫يتعر�س لها رجال الفكر واالأدب‪ .‬وهذا مناخ ال ي�ساعد على تفتح براعم االإبداع‪،‬‬ ‫وملحق��ات ّ‬ ‫ب��ل يوؤث��ر تاأثيراً �سلبي ًا على حركة االإب��داع والتاأليف والفكر‪ ،‬ومن ث��م ينعك�س على م�سمون ما‬ ‫ين�س��ر‪ ،‬وهو م��ا ينعك�س بدوره عل��ى قيمة المن�سور وحرك��ة االإقبال عليه وعل��ى التوا�سل معه‬ ‫واال�ستف��ادة من��ه‪ ،‬وعلى معنى نُ�سدان االأغرا���س اأو الغايات ومخ��ارج الخل�س‪ .‬وهذا كله ال‬ ‫ي�ساعد على تحقيق فعالية بناءة للثقافية واأهلها‪ ،‬ومن ثم على التنمية الحقيقية للثقافة التي تنعك�س‬ ‫في التنمية الب�سرية ومن ثم في التنمية ال�ساملة‪.‬‬

‫(‪ )1‬تنفق اإ�سرائيل اأكثر من ثمانية مليارات دوالر في ال�سنة على الن�ساط الثقافي‪ .‬و‪ 67‬مليون ًا من الدوالرات على الفن‬ ‫وملي��اراً ون�س��ف مليار دوالر على الراديو والتلفزيون‪ ،‬وحوالى ‪ 15‬ملي��ار دوالر قيمة االإنتاج التجاري ال�سنوي‬ ‫لفروع تكنولوجيا المعلومات وهو يعادل ‪ %17‬من كل االقت�ساد‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪427‬‬

‫على الرغم من ات�ساع م�ساحة حرية الراأي والتعبير في البلدان‬ ‫العربية خالل ال�سنوات الأخيرة مقارنة بما كان عليه الو�سع في ما‬ ‫يتعر�ص لها رجال‬ ‫م�سى‪ ،‬فاإن الأمر ل يخلو من م�سايقات ومالحقات ّ‬ ‫الفكر والأدب‪ .‬وهذا مناخ ل ي�ساعد على تفتح براعم الإبداع‪ ،‬بل يوؤثر‬ ‫تاأثيراً �سلبياً على حركة الإبداع والتاأليف والفكر‪ ،‬ومن ثم ينعك�ص على‬ ‫م�سمون ما ين�سر‪ ،‬وهو ما ينعك�ص بدوره على قيمة المن�سور‪.‬‬

‫اإ�سكاليات عالقة الموؤ ّلف بالنا�سر‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ولعل اإ�س��لح االأو�ساع الحالية التي يعاني منها الموؤلّف العربي يتط ّلب بذل جهد كبير‬ ‫�سمن �سيا�سة �ساملة لفت��ح ال�سوق العربية على م�سراعيها للقراء الفعليين والمحتملين‪ ،‬وتو�سيع‬ ‫دائرته��م بم�سوؤولية قومية عالية وطرق مو�سوعية و�سرعية وعملي��ة‪ّ ،‬‬ ‫تمكن الن�سر من اأن يكون‬ ‫ن�س��راً عربي ًا فعلي ًا‪ ،‬ومن تحقيق االت�سال والتحرير للكات��ب بانت�سار الكتاب وباأخذ حقوقه غير‬

‫الن�شــر‬

‫ّ‬ ‫والمفكر‪ ،‬مرتبطة اأي�س ًا وب�سكل‬ ‫ويبدو اأن ق�سية الحرية‪ ،‬التي ين�سدها الموؤ ّلف والمبدع‬ ‫مل��ح بتحرره االقت�سادي وبانطلق��ة قلمه من قيود الحاجة التي تكبل��ه وتربطه بمن يحكمه اأو‬ ‫ّ‬ ‫القراء‬ ‫يتحك��م ب��ه‪ .‬وهذه م�سكلة منتهية اإلى حل في حال اعتمد الكاتب على جمهور وا�سع من ّ‬ ‫يحمي��ه م��ن الحاجة ب�سراء اإنتاجه‪ ،‬وي�سهم في تحقيق انعتاق��ه من القيود‪ .‬ولكن ذلك لن يتم في‬ ‫الح��دود الحالية للن�سر والت�سويق‪ ،‬وفي ظ��ل اختناقات انتقال الكتاب بين االأقطار العربية‪ ،‬وفي‬ ‫آالف‬ ‫ظ��ل العائدات ال�سئيلة الت��ي يتقا�ساها الموؤ ّلف من اإنتاجه المطب��وع بالعربية‪ ،‬الأن الثلثة ا ٍ‬ ‫آالف ال تحقق كفاي��ة مادية‪ ،‬ف�س ً‬ ‫ل عن �سهرة وتاأثي��ر فعال‪ ،‬وال تحقق‬ ‫م��ن الن�س��خ اأو الخم�سة ا ٍ‬ ‫الفعالية والتوا�سل البناءين‪ ،‬وال تمكن الموؤ ّلف من التوقف عن اللهاث بين كتاب وكتاب تحت‬ ‫�سغ��ط حاجات الحياة المتزايدة‪ ،‬كم��ا اأنها ال تجعل الموؤلّف قادراً عل��ى اأن ي�سرف مزيداً من‬ ‫التعمق والبحث وتاأمين الم�سادر والمراجع والتدقيق والتمحي�س والتجريب‬ ‫الجهد والمال في ّ‬ ‫وا�ستثم��ار الخبرة ومراكمتها‪ ،‬قبل اأن ي�سدر كتاب��ه للنا�س‪.‬الأن ذلك يحتاج اإلى مقومات حياتية‬ ‫وحيوية ال توفرها الدولة وال الموؤ�س�سات وال دور الن�سر القومية اأو القطرية وال يوؤمنها المجتمع‬ ‫الق��راء‪ ،‬وهي مقومات ال‬ ‫بتكوين��ه درع ًا مادي ًا ومعنوي�� ًا يحمي الكاتب‪ ،‬وذل��ك بتو�سيع �سبكة‬ ‫ّ‬ ‫يملكه��ا الكاتب ذاته‪ ..‬كم��ا ال يوفرها �سوق الن�سر والقراءة العربيي��ن في الوقت الراهن‪ .‬وهذا‬ ‫ينعك�س اأي�س ًا من جانب اآخر على فعالية الثقافة في العمق واالنت�سار‪.‬‬


‫‪428‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫منقو�س��ة‪ ،‬تل��ك التي يوؤديها له جمهوره رداً لجهده عليه‪ ،‬وتمكين�� ًا له من بذل مزيد من الجهد‬ ‫والعطاء واالإبداع‪ ،‬بتوفير ال�سروط المادية والمعنوية الملئمة من حوله‪.‬‬ ‫اإن التط ّل��ع لطباع��ة مئ��ة األف ن�سخة من كل كت��اب يتقا�سى منها الموؤلّ��ف حقوقه ن�سبة‬ ‫م��ن �سعر الغلف بي��ن ‪ % 20 � 12‬تروج ب�سروط مقبولة في الوطن العرب��ي وت�سل اإلى اأولئك‬ ‫القراء المحتملين الذين يزيدون ع�سرات المرات على هذا العدد‪ ،‬هو طريق التحرير االقت�سادي‬ ‫ّ‬ ‫للكات��ب من الحاج��ة‪ ،‬وللإبداع وحركة الفكر وللثقافة من قيود القطري��ة‪ ،‬ومن اأ�ساليب ابتزاز‬ ‫بع���س النا�سرين والموزعين‪ ،‬وي�ساعد النا�سئة من الموؤ ّلفين الذين يكلفون ما ال يطيقون من اأجل‬ ‫ن�سر كتاب في كثير من الحاالت‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإن التط ّلــع لطباعــة مئــة األــف ن�سخة مــن كل كتــاب يتقا�سى منها‬ ‫الموؤلّــف حقوقــه ن�سبــة مــن �سعــر الغــالف بيــن ‪ 12‬ـ‪ %020‬تروج‬ ‫القراء المحتملين‬ ‫ب�ســروط مقبولة في الوطن العربي وت�ســل اإلى اأولئك ّ‬ ‫الذيــن يزيــدون ع�سرات المرات علــى هذا العدد‪ ،‬هــو طريق التحرير‬ ‫القت�سادي للكاتب من الحاجــة‪ ،‬ولالإبداع وحركة الفكر وللثقافة من‬ ‫قيود القطرية‪ ،‬وي�ساعد النا�سئة من الموؤلّفين الذين يكلفون ما ل يطيقون‬ ‫من اأجل ن�سر كتاب في كثير من الحالت‪.‬‬ ‫اإن عالقــة الموؤلّف بالنا�سر في الوطن العربي تقوم على �سيغ ل توفر‬ ‫بمــا فيه الكفاية مناخ الثقة المتبادلة ول تر�سي مبداأ الطمئنان والتعاون‬ ‫لتحقيق اأهداف كبيرة ونبيلة اإ�سافة اإلى تحقيق الربح المادي الم�سروع‬ ‫وال�سروري ل�ستمرار الطرفين في العمل والحياة واأداء الر�سالة‪.‬‬ ‫اإن علقة الموؤ ّلف بالنا�سر في الوطن العربي تقوم على �سيغ ال توفر بما فيه الكفاية مناخ‬ ‫الثقة المتبادلة وال تر�سي مبد أا االطمئنان والتعاون لتحقيق اأهداف كبيرة ونبيلة اإ�سافة اإلى تحقيق‬ ‫الربح المادي الم�سروع وال�سروري ال�ستمرار الطرفين في العمل والحياة واأداء الر�سالة‪.‬‬ ‫فالموؤ ّلف يتقا�سى حقوقه المالية من النا�سر على ال�سيغ التالية‪:‬‬

‫اأ � المكافاأة المقطوعة لقاء تنازل يحدد بعدد من ال�سنوات (‪� 5‬سنوات في بع�س الدول وقطاعات‬ ‫الن�سر العامة)‪ ،‬عن طبعة واحدة اأو طبعات من الكتاب يعود بعدها الحق اإلى �ساحبه‪.‬‬

‫ب � مكاف��اأة مقطوع��ة ون�سبة م��ن �سعر الغلف م�ساف��ة اإليها في حاالت قليلة‪ ،‬لق��اء تنازل عن‬ ‫حق��وق الطباعة يح��دد بعدد من ال�سنوات (‪� 5 � 4‬سنوات) لقاء طبع��ة واحدة اأو اأكثر يعود‬ ‫بعدها الحق اإلى �ساحبه‪ ،‬في بع�س القطاعات �سبه العامة‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪429‬‬

‫ج � مكاف��اأة مقطوعة من �سع��ر الغلف بين ‪ %15 � 8‬لقاء طبعة اأو طبعات‪ ،‬وقد ال يحدد عدد‬ ‫�سن��وات التنازل‪ ،‬وغالب ًا ما يتم ه��ذا بين نا�سر خا�س وموؤلف‪ ،‬وينظ��م العلقة عقد يحدد‬ ‫اأ�ساليب دفع الحقوق وكيفية المحا�سبة عليها‪.‬‬ ‫وي�سكو الموؤ ّلفون في اأغلب االأحيان من اأمرين‪:‬‬ ‫* �ساآل��ة العائدات المتحقق��ة للموؤلف من القطاع الع��ام‪ ،‬وقلة الن�س������خ المطبوع����ة‪ ،‬وعدم‬ ‫انت�س��ار الكتاب نظراً لتعر�سه لما تتعر�س له �سيا�سات االأنظم��ة واأ�سواق ال�سلع من اأزم����ات‬ ‫تنعك�����س على حركة الكتاب‪.‬‬ ‫* �ساآل��ة العائدات المتحقق��ة للموؤلف من القطاع الخا�س في اأغلب االأحيان‪ ،‬ونق�س في مدى‬ ‫انت�س��ار الكتاب‪ ،‬مع �سكوك ف��ي م�سداقية الن�سر‪ ،‬ال �سيما في عدد الن�سخ المبيعة اأو الم�سرح‬ ‫بطباعته��ا‪ ،‬وكيفية اإجراء المحا�سبة ومواقيتها‪ ،‬واخت��لف ال�سوق العربية باختلف المردود‬ ‫الم��ادي وت�سعيرة الكتاب التي ترتب��ط لدى النا�سر الخا�س بتغيرات �سعر �سرف العملة الذي‬ ‫غالب ًا ما يتغير عند التعامل مع القارئ وال يتغير عند التعامل مع الموؤلّف‪.‬‬

‫وعل��ى ذلك ف��اإن اإخراج الموؤ ّلف من ه��ذه المعاناة ذات الم��ردود ال�سلبي علي�����ه‬ ‫الم�س��وغ اأحياناً‪� ،‬سيكون ل����ه‬ ‫وعل��ى اإنتاجه‪ ،‬حتى لو كانت معان��اة في دائرة ال�سك غير‬ ‫َّ‬ ‫م�����ردود اإيجابي عليه وعلى م�سمون الكتاب ومناخ العلق��ة العامة بين اأطرافه وال�سروط‬ ‫التي تحك��م تلك االأطراف‪ .‬و�سيوفر له فر�س مواجهة الذات عندما يتعرف على حقيقة ما‬ ‫يو َّزع من كتابه في ظروف ن�سر وتوا�سل �سليمة‪ ،‬وربما انعك�س هذا بكثير من االإيجابية في‬ ‫نوعي��ة االإنتاج‪ ،‬اأي م�سمون الكتاب والجهد المبذول ف��ي تاأليفه‪ ،‬وكذلك على م�سوؤولية‬ ‫الكات��ب حيال القارئ والجمهور المتلقي‪ ،‬و�سعي��ه المت�سل لتح�سين هذه العلقة بتح�سين‬ ‫االأداء واالإنتاج واالإبداع المقدم‪.‬‬ ‫اإن الظ��روف غي��ر المو�سوعية‪ ،‬القائمة اأحيان ًا على ال�سك وع��دم الثقة‪ ،‬تجعل العلقة بين‬ ‫�سية‪ ،‬واأي ًا كانت اأ�سباب‬ ‫الموؤ ّلف والنا�سر وبين الموؤ ّلف والقارئ محكومة بمعطيات وموا�سفات َم َر ّ‬ ‫ذلك وم�سادره فاإنه �سيبقى �ساراً بالجميع‪ ،‬وبالحركة الثقافية وبمردود الثقافة على الجميع‪.‬‬ ‫وال �س��ك اأن واقع الن�سر يتاأثر �سلب�� ًا واإيجاب ًا بواقع اللوائح والقوانين التي تحكم علقات‬

‫الن�شــر‬

‫اإن الظــروف غيــر المو�سوعيــة‪ ،‬القائمة اأحياناً علــى ال�سك وعدم‬ ‫الثقــة‪ ،‬تجعــل العالقــة بين الموؤلّــف والنا�ســر وبين الموؤلّــف والقارئ‬ ‫محكومــة بمعطيــات وموا�سفــات َم َر�سيّــة‪ ،‬واأياً كانــت اأ�سباب ذلك‬ ‫وم�ســادره فاإنه �سيبقــى �ساراً بالجميــع‪ ،‬وبالحركة الثقافيــة وبمردود‬ ‫الثقافة على الجميع‪.‬‬


‫‪430‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫العاملي��ن في مجاالته المختلفة‪ ،‬ال�سيم��ا الموؤلّف والنا�سر والم��و ّزع والجهات الم�ستفيدة من‬ ‫الم��ادة المن�سورة‪ .‬وعدم وج��ود ت�سريعات لها قوة القوانين النافذة ولوائ��ح تنظيمية �سليمة‪ ،‬اأو‬ ‫يعر�س ميادين العمل في مجاالت الن�سر للخلل وي�سع‬ ‫عدم مراعاة تطبيقها في االأقطار العربية‪ّ ،‬‬ ‫اأ�سحاب الحقوق في موقف �سعب‪.‬‬

‫فــي الوقت الذي ي�سكو فيــه الموؤلّف من النا�ســر ي�سكو النا�سر من‬ ‫الموؤلّف‪ .‬فهنــاك موؤلفون يفرطون بحقوق النا�سريــن ويبيعون اإنتاجهم‬ ‫لأكثــر مــن نا�سر‪� ،‬سواء اأكان فــي القطاع العام اأم فــي القطاع الخا�ص‪،‬‬ ‫ويتم ذلك في اأقطار عربية قد ل يتدفق اإليها الكتاب‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫وم��ن االأمور البنيوي��ة في مجال تطوير حرك��ة الن�سر �سبط العلقة قانوني�� ًا وتعاقدي ًا بين‬ ‫الموؤلّف و النا�سر بما يحفظ حق الطرفين‪ .‬ففي الوقت الذي ي�سكو فيه الموؤ ّلف من النا�سر ي�سكو‬ ‫النا�سر من الموؤلّف‪ .‬فهناك موؤلفون يفرطون بحقوق النا�سرين ويبيعون اإنتاجهم الأكثر من نا�سر‪،‬‬ ‫�س��واء اأكان في القطاع العام اأم في القطاع الخا�س‪ ،‬ويتم ذلك في اأقطار عربية قد ال يتدفق اإليها‬ ‫الكت��اب‪ .‬وقد تتم عملي��ة بيع الحق الأكثر من طرف خلل مدة التن��ازل ذاتها وفي وقت واحد‬ ‫اأحيان�� ًا‪ ،‬االأمر الذي يجعل النا�سر عر�سة للخ�س��ارة وللوقوع في اإ�سكاالت قانونية وتنازع على‬ ‫الحقوق مع نا�سرين اآخرين في اأقطار عربية اأخرى‪.‬‬ ‫وال بد من معالجة هذا االأمر وو�سع �سوابط له تنظمها لوائح وقوانين وت�سريعات تراعي‬ ‫حق الموؤ ّلف وواجبه‪ ،‬وتن�سحب على حقوق ورثته وواجباتهم في هذا المجال‪.‬‬ ‫اإن العقد‪ ،‬عرف ًا وقانون ًا‪ ،‬هو �سريعة المتعاقدين‪ ،‬ومن المفيد اأن يو�سع اأنموذج عربي عام‬ ‫لعقود التنازل عن حقوق التاأليف تحفظ فيها حقوق االأطراف المعنية بهذا العقد‪ ،‬وهي اأطراف‬ ‫فاعلة في عملية اإنتاج المن�سورات الثقافية والم�سنفات االإبداعية وت�سويقها‪ ،‬واأن تراعى في هذه‬ ‫العق��ود حقوق الم�ستفيدي��ن والتزاماتهم وواجباتهم وم�سالحهم في ال�ساح��ة العربية بكاملها‪.‬‬ ‫وه��ذا ّ‬ ‫يمكن من اإيجاد مرجعية عربية واحدة ل�سبط العق��ود وتوثيقها وت�سديقها والتحكيم في‬ ‫مجاالت الخلف‪ ،‬ريثما يتم و�سع قان��ون عربي موحد لحماية حقوق الموؤلّف وللمطبوعات‬ ‫اإن اأمكن‪.‬‬

‫حماية حق الموؤ ّلف وحقوق الملكية الفكرية‪:‬‬

‫و�سع��ت اتفاقية عربية لحماية حق��وق الموؤلّف‪ ،‬وقّعت عليها معظ��م الدول و�سادقت‬ ‫عليه��ا في موؤتمر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «األك�سو»‪ ،‬وهي تن�سحب على حقوق‬ ‫الموؤ ّلف العربي في الوطن العربي‪ .‬و�سدرت قبل ذلك وبعده وبتاأثير من االتفاقية قوانين لحماية‬ ‫حق��وق الموؤلّف ف��ي معظم االأقطار العربية‪ ،‬تحفظ حق الموؤلّف وح��ق االأداء العلني له ولورثته‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪431‬‬

‫(‪ )1‬ق��ام اتحاد النا�سرين العرب بت�سكيل لجنة لمتابعة ق�سايا الملكي��ة الفكرية وحماية الحقوق‪ ،‬ون�سع اأهم اأهداف‬ ‫هذه اللجنة ومهامها في المقتطف االآتي الماأخوذ من قرار ت�سكيلها‪ « :‬اللجنة العربية لحماية الملكية الفكرية‬ ‫ت�سكيل اللجنة واأهدافها‬ ‫المادة االأولى‪:‬‬ ‫اللجن��ة العربي��ة لحماي��ة الملكية الفكرية لجنة تتفرع عن اتح��اد النا�سرين العرب ‪ .‬يتم ت�سكيله��ا ا�ستناداً اإلى‬ ‫الفق��رة الثالثة من المادة التا�سعة من قانونه االأ�سا�سي ‪ .‬وت�سم �سبعة اأع�ساء من االتحاد من دول مختلفة‪ ،‬يختارهم‬ ‫المجل���س وفق ال�س��روط المن�سو�س عليها في الفقرة ( ‪ )2‬من المادة (ال�سابعة) م��ن هذا النظام‪ .‬وتنق�سي مدتها‬ ‫بانق�ساء مدة المجل�س الذي �سكلها‪.‬‬ ‫المادة الثانية‪:‬‬ ‫ت�سعى اللجنة اإلى تحقيق االأهداف التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬العمل على حماية االإبداع الفكري بجميع اأ�سكاله‪ ،‬والوقوف �سد محاولة الق�ساء عليه ب�ستى الو�سائل‪.‬‬ ‫‪ - 2‬العم��ل على رعاي��ة حقوق الملكية الفكرية للموؤلفي��ن والنا�سرين‪ ،‬وحماية م�سالحه��م االأدبية‪ ،‬واتخاذ كل‬ ‫اإجراء اأدبي وقانوني يكفل ذلك‪.‬‬ ‫‪ - 3‬توعية المجتمع‪ ،‬وحثه على االإعرا�س عن االأوعية الثقافية المزورة‪ ،‬واحترام حقوق الملكية الفكرية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬تر�سيخ وتقنين اأ�س�س التعاون والتعاقد بين النا�سرين والموؤلفين والمحققين والمترجمين‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫م��ن بعده لمدة خم�سين �سنة بعد وفاة �ساحب الح��ق االأ�سلي‪ ،‬وتهتم بحماية الم�سنفات الفنية‬ ‫باأنواعها وتحا�سب على اأ�سكال االنتقا�س من حق الموؤ ّلف وعلى القر�سنة في هذه المجاالت‪.‬‬ ‫وال ت�سي��ر االأمور ف��ي مجال تطبي��ق االتفاقية العربي��ة لحماية حق��وق الموؤلّف �سي��راً ُمر�سي ًا‪،‬‬ ‫فق��د ُ�س ّكلت لج��ان «قطرية» للمتابعة‪ُ ،‬‬ ‫وك ّل��ف اأ�سخا�س بهذه االأم��ور‪ ،‬ولكن الجهل بحقوق‬ ‫الموؤ ّل��ف اأو التجاهل الكثيف له��ذه الحقوق ما زال هو ال�سائد‪ ،‬ويوؤثر ذلك �سلبي ًا على عائدات‬ ‫الموؤ ّل��ف المادية من اإنتاجه عند اال�ستفادة منه عربي�� ًا ال �سيما في االإذاعتين الم�سموعة والمرئية‬ ‫ الم�سموع��ة وفي مج��االت الن�سر‪ ،‬وتتاأثر حقوقه المعنوية اأحيان�� ًا‪ ،‬وت�سرق كتب في طبعات‬‫ت��زور‪ ،‬وكل ه��ذا يحرم من عائدات ه��ي حق له‪ ،‬وال يحمي ملكيته الت��ي ت�سونها االأعراف‬ ‫اأو ّ‬ ‫ّ‬ ‫واالتفاقيات الدولية‪ ،‬وي�سكل حالة من الخلل في اأ�ساليب العمل والتعامل‪.‬‬ ‫وال يوج��د اأط��ر ب�سرية كافي��ة يمكن االطمئنان اإل��ى فعالياتها ف��ي مج����ال حقوق‬ ‫الموؤ ّل�����ف والملكي����ة الفكرية والقوانين واالتفاقيات العربية والدولية في هذا المج������ال‪.‬‬ ‫وال يوج���������د اهتمام فعلي ف��ي معظم االأقطار العربية بتكوين تل��ك االأطر وتدريبها على‬ ‫متابعة ق�سايا الملكية الفكرية وحقوق الموؤ ّلف والحقوق المجاورة‪.‬‬ ‫وتقت�س��ي �سرورات العمل العرب��ي‪ ،‬وتطلعات العرب اإلى اآفاق جدي��دة وم�ستقبلية في‬ ‫مج��االت الن�س��ر باأنواعه‪ ،‬وال�سيما المطبوع على الورق من��ه‪ ،‬اأن ت�سان حقوق جميع العاملين‬ ‫ف��ي مجاالت الن�سر‪ّ ،‬‬ ‫وتنظم علق��ات العمل واال�ستثمار واالنتف��اع بالم�سنفات االأدبية والفنية‬ ‫والفكري��ة والعلمي��ة واالإبداعية تنظيم�� ًا الئق ًا يحفظ الحق��وق وي�ساعد على اإقام��ة قاعدة متينة‬ ‫للتط��ور الم�ستقبلي في هذا المجال الوا�س��ع ب�سقيه‪ :‬االإنتاجي الم ّت�سل باالإبداع والم�سمون اأي‬ ‫(‪)1‬‬ ‫التاأليف‪ ،‬وذاك المت�سل بالن�سر والت�سنيع والت�سويق‪.‬‬

‫=‬


‫‪432‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫موحد يحمل قوة القان��ون‪ ،‬بعد تطوير ن�سو�س‬ ‫اإن العم��ل على اأن ي�س��در ت�سريع عربي ّ‬ ‫=‬

‫الن�شــر‬

‫وظائف اللجنة و�سلحياتها‪.‬‬ ‫المادة الثالثة‪:‬‬ ‫‪ -1‬متابع��ة ق�سايا الملكية الفكري��ة واالأدبية وحقوق الموؤلف والنا�سر في جميع الب��لد العربية‪ ،‬والدفاع عنها‪،‬‬ ‫واإجراء التحقيقات اللزمة حولها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الح��ث على تكوي��ن اإدارات متخ�س�سة لت�سجيل الكت��ب (ببليوغرافيا) من اأجل تقدي��م المعلومات اللزمة عن‬ ‫حركة الكتاب (تاريخ �سدوره‪ ،‬ملكية حقوقه‪ ،‬عدد ن�سخه‪ )...‬كخطوة مهمة في �سبيل حفظ حقوق االإبداع‪.‬‬ ‫‪ - 3‬العم��ل على ا�ست�س��دار قوانين رادعة لحماية حقوق المبدعين والموؤلفي��ن والنا�سرين‪ ،‬وحث الدول العربية‬ ‫للتوقيع على االتفاقيات العربية والدولية المتعلقة بحماية الملكية الفكرية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التع��اون مع جميع المنظمات العربية والدولية المعنية ب�سوؤون حماية حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬والعمل على‬ ‫توحيد القوانين واالأنظمة المتعلقة بحماية الملكية الفكرية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬العمل ل��دى المنظمات الدولية وخ�سو�س�� ًا اليون�سكو لتي�سير حقوق الترجمة اإل��ى العربية وجعلها رمزية‪،‬‬ ‫لدعم الثقافة العربية وت�سجيع تبادل المعرفة‪ ،‬واالنفتاح الثقافي‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تقديم وتبادل المعلومات اللزمة بين اأع�ساء االتحاد عن ال�سوق والعملء واأعمال االعتداء على حقوق االإبداع‬ ‫بعد التحقق من �سحة المعلومات وتوثيقها‪ ،‬واإعداد قوائم باأ�سماء المخالفين اأو المتورطين بالترويج له ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬التوا�س��ل مع جميع اتحادات االأطراف المعني��ة باإنتاج الكتاب؛ من اأدباء وكت��اب وموزعين‪ ،‬وموؤ�س�سات‬ ‫للتن�سي��د والت�سوير والطبع والتجليد‪ ،‬واأ�سحاب مكتبات ومكاتب تغليف و�سحن‪ ،‬والتعاون معها من اأجل‬ ‫حل م�سكلت الكتاب وو�سع حد للتجاوز واالعتداء على الحقوق‪.‬‬ ‫‪ - 8‬اإيجاد �سيغ مدرو�سة لعقود نموذجية‪ ،‬تحفظ هذه الحقوق وت�سونها‪.‬‬ ‫‪ - 9‬التعاون مع النا�سرين في جميع االأقطار الم�ستركة باالتحاد لر�سد اأعمال التزوير واالإبلغ عنه‪.‬‬ ‫‪ - 10‬اإعداد تقرير �سنوي عن واقع حقوق الملكية الفكرية في الوطن العربي والعمل على ن�سره واإذاعته‪.‬‬ ‫‪ - 11‬فتح �سجل ل�سكاوى االعتداء على حقوق الملكية الفكرية واالإجراءات المتخذة ب�ساأنها‪.‬‬ ‫‪ - 12‬اإ�سدار ما ترى اللجنة اإ�سداره من ن�سرات لتحقيق اأهدافها وبث اأخبار ن�ساطاتها بعد موافقة مجل�س االتحاد‪.‬‬ ‫‪ - 13‬تخاطب اللجنة اتحادات النا�سرين المحلية مبا�سرة في كل ما يتعلق بوظائفها‪ .‬وتر�سل �سورة من مرا�سلتها‬ ‫مع تلك االتحادات اإلى اأمانة االتحاد‪.‬‬ ‫‪ - 14‬تتاب��ع اللجن��ة تنفيذ العقوبات الم�سلكي��ة الواردة في المادة الرابعة ع�سرة من ه��ذا النظام في فقرتيها ( ‪)1‬‬ ‫والم��ادة التا�سع��ة‪ :‬للجنة اأن ت�سكل لجان��ا» فرعية خا�سة للتحكيم بناء» على موافق��ة الطرفين المتنازعين‬ ‫وال�سوابط التي ت�سعها‪.‬‬ ‫العقوبات الم�سلكية‪.‬‬ ‫المادة العا�سرة‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ل ّلجنة اأن تطبق واحدة من العقوبتين التاليتين بحق المعتدين على حقوق الملكية الفكرية‪:‬‬ ‫اأ ‪ -‬التنبيه ال�سفهي والن�سح‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬التنبيه الكتابي واللوم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬وللجنة اأن تقترح على المجل�س تطبيق واحدة من العقوبات الم�سددة التالية‪:‬‬ ‫اأ ‪ -‬المقاطعة المهنية‪.‬‬ ‫ب ‪� -‬سطب ا�سم الع�سو من االتحاد ‪.‬‬ ‫(*) اأقره مجل�س اإدارة اتحاد النا�سرين العرب في دورته المنعقدة في ال�سارقة يومي ‪ 5‬و ‪ 6‬نوفمبر(ت�سرين الثاني)‬ ‫‪ 1997‬م‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪433‬‬

‫االتفاقي��ة وتحديثه��ا واال�ستفادة من الم�ستج��دات العالمية في هذا المج��ال ب�سمول تفا�سيلها‬ ‫اأم��ر مطلوب ومرغ��وب فيه ويو ّؤ�س�س لنه�س��ة فعلية في مجاالت الن�س��ر تنعك�س على مجاالت‬ ‫اأخ��رى‪ ،‬وي�سع العلقات في هذا المجال‪ ،‬في نطاق القوانين النافذة التي يتولى تنفيذها الق�ساء‬ ‫والمحاك��م والهيئات القانونية المخت�سة‪ ،‬ويتابعها مخت�سون في مجاالتها‪ ،‬وتوؤدي اإلى تكوين‬ ‫اأطر ب�سرية موؤهلة واإر�ساء تقاليد ثابتة‪.‬‬ ‫ولع ّل��ه من ال�سروري درا�سة مو�سوع ان�سمام الوطن العرب��ي كوحدة ثقافية واحدة اإلى‬ ‫االتفاقية العالمية لحماية حقوق الموؤ ّلف‪ ،‬في اإطار ما تحدده وتوؤكده وتقرره فعلي ًا اللغة العربية‬ ‫لغ��ة الفكر واالأدب والف��ن واالإبداع‪ ،‬والعلم فيما نتطلع اإلى تعميمه‪ ،‬في مدى جغرافي وب�سري‬ ‫واح��د متحد‪ ،‬ولي�س ان�سمام ًا كمي ًا لل��دول العربية بو�سفها وحدات �سيا�سية م�ستقلة‪ .‬و ُيعد هذا‬ ‫م��ن االأمور الحيوي��ة في مجاالت الن�س��ر والملكية الفكري��ة‪ ،‬نظراً النعكا�سات��ه االإيجابية على‬ ‫اأطراف الن�سر واالإبداع واالبتكار واالختراع وفي طليعتهم الموؤ ّلف‪.‬‬

‫وق��د �ساعدت هذه الحماية وم��ا انتهت اإليه اتفاقيتا التجارة العالمي��ة واالتفاقية العالمية‬ ‫لحماي��ة حقوق الموؤ ّلف من انت�سار والتزامات دولية‪ ،‬في وجود اتفاقيات اإقليمية‪ ،‬منها االتفاقية‬ ‫العربية لحماية حقوق الموؤ ّلف «األك�سو» التي ن�سّ طت بدورها الكثير من الدول العربية فاأ�سدرت‬ ‫وحدثت ما لديها من قوانين واأخذت التطورات‬ ‫قوانين حماية حقوق الموؤ ّلف والم�س ّنفات الفنية ّ‬ ‫الجدي��دة في عالم الحا�سوب والمعلوماتية واالإنترنت والن�سخ على االأقرا�س المدمجة باأنواعها‬ ‫والملف��ات القابلة للإزالة « فل�س»‪ ،‬وا ّأكدت الحق��وق االأخرى ومنها حق االأداء العلني‪..‬اإلخ ‪،‬‬

‫الن�شــر‬

‫المبينة اأحكامها ف��ي اتفاقية بيرن ‪ 1886‬وما‬ ‫اإن الحدي��ث عن حق��وق الملكية الفكرية َّ‬ ‫يع��رف بال� « ويب��و « والملت�سقة بالعلوم وتطبيقاتها وباالبتكار وب��راءات االختراع والعلمات‬ ‫التجارية وما يت�سل بها من خطوط واألوان وخلفيات‪ ،‬و»الماركات الم�سجلة»‪..‬اإلخ مما تعنى‬ ‫ب��ه اتفاقي��ة التجارة العالمية وتتابع��ه بتف�سيل ودقة وقوة و�سمول‪ ،‬والحدي��ث اأي�س ًا عن «حماية‬ ‫حق��وق الموؤلّف» الملت�سقة بالفكر واالأدب والتاأليف والم�سنفات االأدبية والفنية وفق االتفاقية‬ ‫العالمية لحقوق الموؤلّف التي و�سعتها اليوني�سكو‪ ..‬اإن الحديث عن هاتين االتفاقيتين المعنيتين‬ ‫بهاتي��ن الدائرتي��ن المتكاملتين م��ن الحماية للعال��م والموؤلّ��ف والف ّن�ان والمب��دع والمخترع‬ ‫وللإنت��اج الفك��ري واالأدبي والفني والعلم��ي والتقني‪ ،‬ومن ثم حماية المب��دع وهوية االإبداع‬ ‫وحيويت��ه وحركت��ه ومناخ��ه العام‪ ،‬ت�سهم��ان في خلق من��اخ حماية محلي واإقليم��ي وعالمي‪،‬‬ ‫وتتخ��ذ بموجبهم��ا اإج��راءات تترتب على انتح��ال االإنت��اج واالأعم��ال واالأفكار‪..‬اإلخ وعلى‬ ‫التزيي��ف وال�سرق��ات وال�سطو على الم�س ّنفات الفني��ة واالأدبية وما يتعل��ق بالحقوق المجاورة‬ ‫لحقوق الموؤ ّلف‪.‬‬


‫‪434‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وتلك خطوة ممتازة نظري ًا لكنها تحتاج اإلى تطبيق ّجيد‪ ..‬وهذا بدوره ي�ستدعي تكوين عنا�سر‬ ‫ب�سري��ة وخبرات اإدارية وقانونية‪ ،‬واتخاذ ق��رارات �سيا�سية واإدارية ومالي��ة ليكون التطبيق ملبي ًا‬ ‫الأح��كام القواني��ن ومواكب ًا لما هو قائم في العالم ولما ي�ستج��د وي�ستدعي التحديث والتطوير‪،‬‬ ‫تلبية للحتياجات العربية وتفاع ً‬ ‫ل مع االأو�ساع القائمة داخلي ًا وخارجي ًا‪ ،‬وي�ستدعي الجدية في‬ ‫تهم االأمة والتقدم‬ ‫التطبي��ق‪ ،‬وو�سع كل جهة وموؤ�س�سة وم�سوؤول ومعني على المحك في ق�سية ّ‬ ‫الح�ساري‪.‬‬

‫رعاية المبدعين وتوفير مناخ البحث والإبداع‪:‬‬

‫يتنام��ى االهتم��ام برعاية المبدعين الع��رب �سواء منهم الذين يتعاملون م��ع الكلمة اأم مع‬ ‫غيرها من اأدوات االإبداع وو�سائله‪ ،‬وقد و�سعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم اتفاقية‬ ‫ُعد اأنموذج ًا للعمل بها‪ ،‬وال بد من التاأكيد على اأهمية العناية بهذه المجاالت‬ ‫لحماية المبدعين ت ّ‬ ‫و�سواه��ا مما ينعك�س اإيجابي ًا على حركة الن�سر ف��ي العمق والجوهر‪ ،‬اأي على م�سمون ما ين�سر‬ ‫وقيمته‪ ،‬عمق ًا وتاألق ًا و�سمو ًال اإن�ساني ًا‪ ،‬مع حمل الهوية والخ�سو�سية‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫فحي��ن تتم العناي��ة الكافية بالمبدعين يرتد ذل��ك اإيجابي ًا على االإنت��اج االإبداعي‪ ،‬وعلى‬ ‫المقدم��ة ونوعها وتو�سيع مجال‬ ‫قيم��ة المن�س��ور واأثره وتاأثيره‪ ،‬ومن المفي��د رفع قيمة الخدمة‬ ‫ّ‬ ‫�سمولها‪ ،‬وثمة �سرورة اإلى اأن يلحظ ب�سكل من االأ�سكال مو�سوع التكافل االجتماعي لحماية‬ ‫المقعد عن العمل‪ ،‬واالإ�سابات‪ ،‬وت�سهيل العي�س في ظل‬ ‫المبدعي��ن في حاالت العجز والمر�س‬ ‫ِ‬ ‫تل��ك الظروف‪ ،‬مع اإعطاء مو ِّثبات ومحر�س��ات على تح�سين مناخ االإبداع وو�سائله ومردوده‬ ‫على المبدعين‪ ،‬وال�سيما اأولئك الذين ي�سنيهم البحث وتجهدهم المعاناة‪.‬‬ ‫وفي مجال اآخر من مجاالت عمل الموؤ ّلفين توجد �سعوبات ال تتعلق بمن يكتبون ال�سعر‬ ‫والرواي��ة والق�سة والم�سرحية‪ ،‬واإنم��ا باأولئك المهتمين بالنقد والبح��ث والدرا�سة‪ ،‬وبالق�سايا‬ ‫الفكري��ة عل��ى اأنواعه��ا‪ ،‬والمت�سلين بالمتغي��رات والم�ستج��دات من المعلوم��ات والتقنيات‬ ‫والمع��ارف وال�سيا�سات‪ ،‬نجدهم يعانون كثيراً م��ن فقدان الت�سهيلت التي ّ‬ ‫تمكنهم من �سرف‬ ‫معظم جهدهم في البحث‪ ،‬فالت�سهيلت المكتبية غير متوافرة اأو ال ي�سهل االنتفاع بها الأ�سباب‬ ‫ع��دة‪ ،‬وتدف��ق المعلومات الجديدة اإليهم يعان��ي من اختناقات م�ستمرة اأو ه��و ي�ستمر في حالة‬ ‫ت�سهل تقديم االإح�س��اءات والمعلومات الميدانية‬ ‫اختن��اق‪ ،‬وال توج��د جهات علمية اأو مراكز ّ‬ ‫الدقيقة التي يطلبها الباحث ويتطلبها البحث‪ ،‬والح�سول على المراجع اأو الم�سادر العربية وغير‬ ‫العربي��ة متعب جداً ف�س ً‬ ‫ل عن ارتفاع تكلفته المادية وعم��ا يكلف الباحث والموؤلف من وقت‬ ‫وجه��د مهدورين‪ ،‬والترجمات للأ�سول المعرفية المتج��ددة والم�سادر والمراجع واالأبحاث‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪435‬‬

‫الحديث��ة قليلة جداً ومح�س��ورة في اتجاهات معين��ة‪ ،‬وهي غير دقيقة اأحيان�� ًا‪ .‬والمخ�س�سات‬ ‫المالي��ة للدرا�سات الميدانية والمختبرية في بع�س الحاالت �سعيفة اأو معدومة‪ ،‬وميادين البحث‬ ‫الجامع��ي � ما عدا ا�ستثن��اءات � ال ت�ساعد على تقديم خدمات وفر���س متكافئة و�ساملة لجميع‬ ‫الباحثي��ن‪ ،‬ومراك��ز البحث الجادة ن��ادرة‪ ..‬وكل ذلك ّ‬ ‫بد منها‬ ‫ي�سكل القاعدة الرئي�س��ة التي ال ّ‬ ‫لنه�سة في مجاالت المعرفة بعامة والثقافة بخا�سة‪..‬‬

‫حين تتــم العناية الكافية بالمبدعين يرتد ذلــك اإيجابياً على الإنتاج‬ ‫الإبداعــي‪ ،‬وعلى قيمــة المن�سور واأثره وتاأثيره‪ ،‬ومــن المفيد رفع قيمة‬ ‫الخدمــة المق ّدمة ونوعهــا وتو�سيع مجال �سمولها‪ ،‬وثمــة �سرورة اإلى‬ ‫اأن يلحــظ ب�ســكل من الأ�سكال مو�ســوع التكافــل الجتماعي لحماية‬ ‫المبدعيــن في حالت العجز والمر�ص المقعِد عن العمل‪ ،‬والإ�سابات‪،‬‬ ‫وت�سهيل العي�ص في ظل تلك الظروف‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإن تحدي��ث اأ�سالي��ب البحث وت�سهيل تو�سي��ل المعلومات للباح��ث‪ ،‬وتقديم اأنواع‬ ‫ومقوم��ات البحث العلمي الدقي��ق‪ ،‬والحوافز الم�سجعة‬ ‫الخدم��ات المكتبي��ة والمعلوماتية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫المدرو�س��ة‪ ،‬كل ذل��ك اأ�سبح من �سرورات الع�سر‪ ،‬ومن م�ستلزم��ات اللحاق بركب التقدم‪.‬‬ ‫وقد انتقل ال�سراع في العالم ال�سيما في مجاالت البحث العلمي والتقدم الفكري‪ ،‬اإلى �سباق‬ ‫بد من جهد ومال ووق��ت عربي يبذل من‬ ‫عل��ى امتلك المعرف��ة والتقنيات وتطبيقاته��ا‪ ،‬وال ّ‬ ‫اأجل وقف التدهور في هذه المجاالت‪ ،‬وتقديم اإمكانات وت�سهيلت للمعنيين بالبحث على‬ ‫ي�سب في نهاية المطاف في �ساحة «الن�سر»‪.‬‬ ‫اأنواع��ه وم�ستوياته وفروعه المعرفية كلها‪ ،‬الذي‬ ‫ّ‬ ‫ب��د من اأن تكون هناك ُ�س َعب متعددة فيه‬ ‫واإذا كان م�س��رف المعلومات قد تم التفكير به‪ ،‬فل ّ‬ ‫الأن��واع المعلوم��ات اأو م�سارف الأن��واع المعرفة‪ .‬وقد اأ�سبح من ال�س��روري تخزين قاعدة‬ ‫بيانات وموج��ودات ومخطوطات � عناوين وعناوين فرعي��ة وخل�سات � المكتبات العامة‬ ‫عل��ى حوا�سيب واإتاحتها على اأقرا�س مدمجة‪ ،‬وربط ذلك بمركز معلومات عام رئي�س يغذى‬ ‫ح��دث با�ستمرار‪ ،‬وليك��ن المكتبة القومية اأو المركز العربي الع��ام للمعلومات الذي ُيربط‬ ‫و ُي َّ‬ ‫ب��دوره بالقم��ر ال�سناعي العربي من جه��ة‪ ،‬وبم�سارف المعلومات العالمي��ة من جهة اأخرى‬ ‫عب��ر االأقمار ال�سناعية‪ ،‬ليتمكن الباحث اأو المركز العلمي اأو المكتبة العامة في اأي قطر عربي‬ ‫وكذل��ك المكتب��ة العامة اأو المركز الثقافي في اأية مدينة عربي��ة من الح�سول على المعلومات‬ ‫وعلى الفهار�س واأماكن وجود الكتب واأنواع المعرفة المخزنة المطلوبة لبحثه اأو درا�سته من‬ ‫حيث هو مقيم اإن اأمكن‪.‬‬


‫‪436‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وم��ن المفي��د التخطيط عربي�� ًا‪ ،‬وب�سمانة م�س��ارف اأو جهات عربية معني��ة وبم�ساعدة‬ ‫ال�سن��دوق العرب��ي للإنماء ال�سناع��ي واالجتماعي و�سناديق اأخرى‪ ،‬من اأج��ل ت�سهيل ح�سول‬ ‫الباحث والموؤ ّلف العربي المعني على الحا�سوب المنزلي المتقدم � بتق�سيط مريح بحيث ّ‬ ‫يمكنه‬ ‫ذلك من الح�سول على ما يريد من معلومات من القمر ال�سناعي العربي ومن المكتبات العامة‬ ‫والمكتب��ة القومي��ة المركزية‪ ،‬ومراكز المعلومات‪ .‬ومن الم�ستح�س��ن العمل دون اإبطاء على اأن‬ ‫المتطورة‪.‬‬ ‫يو ّؤهل كل باحث نف�سه للبرمجة وللتفاعل والتعامل مع هذه التقنية‬ ‫ّ‬

‫والجه��ات العربية المعنية التي تحر�س على م�ستوى المن�سور من التاأليف العربي في اأي‬ ‫تحث الباحثين على‬ ‫مجال‪ ،‬وت�سهر على جدت��ه ومعا�سرته ودقته واإفادته للأجيال‪ ،‬مدعوة الأن ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬واأن تقدم لهم الت�سهيلت اللزمة للو�سول اإلى هذه المرحلة من العمل والتعامل بتقنيات‬ ‫الع�س��ر‪ ،‬وتقدي��م ال�سمانات اللزمة من اأج��ل ح�سولهم على ما يريدون منه��ا‪ ،‬وهو ما يحقق‬ ‫انعكا�س�� ًا اإيجابي ًا على الم�سمون المقدم في المن�سور م��ن التاأليف واالإبداع العربي‪� ،‬سواء اأكان‬ ‫م�سنع ًا على الورق اأم في و�سائل اإي�سال اأخرى‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإن العوائ��ق المادي��ة الكبي��رة �ستح��ول دون اقتن��اء كثرة م��ن الباحثي��ن المهتمين بهذا‬ ‫النظ��ام المعلومات��ي وهذا االأ�سلوب م��ن العمل � اأو نظام الح�سول عل��ى المعرفة ب�سرعة ودقة �‬ ‫االأجه��زة اللزمة لذلك‪ ،‬وهذا بالذات يقت�سي البحث فيه الإيجاد ت�سهيلت و�سمانات لتحقيق‬ ‫هذه الغاية‪.‬‬ ‫اأما اأمر تحديث ت�سهيلت نظم العمل في المكتبات العامة ومراكز المعلومات والبحث‬ ‫والجامع��ات‪ ...‬اإل��خ في الوطن العربي ف��ل مفر منه وال غنى عنه وهي مه��ام الدولة وقطاعات‬ ‫المجتمع المدني المعنية بذلك‪ ،‬وال يمكن التاأخر في مو�سوع االلتفاف اإليه باأهمية ق�سوى‪.‬‬

‫النا�سر‪:‬‬

‫يبينهم‬ ‫يبل��غ ع��دد النا�سرين الم�سجلين ف��ي اتحاد النا�سرين الع��رب ‪ 375‬نا�سراً ع�س��واً ّ‬ ‫الج��دول ‪ 45‬وق��د اأح�سينا ‪ 916‬نا�س��راً ت�سمنتهم قائمة في ملحق النا�سري��ن في الجدول ‪،47‬‬ ‫اللذين ي�ستند اإليهما هذا التقرير‪ ،‬وهما ملحقان به‪.‬‬

‫وتبي��ن لنا اأن جميع النا�سرين العرب لي�سوا بال�سرورة اأع�سا ًء في اتحاد النا�سرين العرب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫م�سجل �سمن قوائم النا�سرين في‬ ‫ولي�س كل من �سارك في معر�س عربي دولي للكتاب هو نا�سر ّ‬ ‫المرخ�س لهم بالعمل وعدد‬ ‫اتح��اد النا�سري��ن في بلده‪ ..‬ومن ثم يوجد فرق بين ع��دد النا�سرين‬ ‫ّ‬ ‫النا�سرين في اتحاد النا�سرين في كل بلد وفي االتحاد العام للنا�سرين العرب‪.‬‬


‫‪437‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫ويبي��ن الجدول االآتي ع��دد النا�سرين االأع�ساء في اتحاد النا�سري��ن العرب مو ّزعين على‬ ‫ّ‬ ‫االأقطار العربية‪ ،‬مع بيان الن�سبة المئوية لكل قطر‪:‬‬ ‫(جدول ‪ )45‬لئحة باأ�سماء الع�ساء المنت�سبين لتحاد النا�سرين العرب‬

‫للدورة الخام�سة (‪)2009 - 2007‬‬

‫المجموع‬

‫‪45‬‬

‫‪12.0‬‬

‫‪3‬‬

‫‪0.8‬‬

‫‪3‬‬

‫‪0.8‬‬

‫‪11‬‬

‫‪2.9‬‬

‫‪48‬‬

‫‪12.8‬‬

‫‪98‬‬

‫‪26.1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪0.8‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪6‬‬

‫‪1.6‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪9‬‬

‫‪2.4‬‬

‫‪22‬‬

‫‪5.9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1.9‬‬

‫‪99‬‬

‫‪26.4‬‬

‫‪4‬‬

‫‪1.1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪1.1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0.3‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1.9‬‬

‫‪375‬‬

‫‪100‬‬

‫الن�شــر‬

‫االأردن‬ ‫االإمارات‬ ‫البحرين‬ ‫الجزائر‬ ‫�سورية‬ ‫لبنان‬ ‫اليمن‬ ‫ال�سودان‬ ‫العراق‬ ‫الكويت‬ ‫األمانيا‬ ‫المغرب‬ ‫ال�سعودية‬ ‫بريطانيا‬ ‫تون�س‬ ‫م�سر‬ ‫فرن�سا‬ ‫فل�سطين‬ ‫قبر�س‬ ‫قطر‬ ‫ليبيا‬

‫الدولة‬

‫عدد النا�سرين‬

‫الن�سبة‬


‫‪438‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ويبين ال�سكل البياني االآتي عددهم وتو ّزعهم في االأقطار العربية بو�سوح‪:‬‬ ‫ّ‬

‫(�سكل بياني ‪ )46‬عدد الأع�ساء المنت�سبين لتحاد النا�سرين العرب‬ ‫للدورة الخام�سة (‪ )2009-2007‬وتوزعهم‬

‫الن�شــر‬


‫‪439‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫ويبي��ن الجدول االآتي عدد النا�سري��ن الذين اأح�سينا عددهم في البل��دان العربية والن�سبة‬ ‫ّ‬ ‫المئوية التي ي�سغلونها في كل قطر‪:‬‬

‫( جدول ‪ )47‬عدد النا�سرين في البلدان العربية‬ ‫االأردن‬

‫‪126‬‬

‫‪13.8‬‬

‫البحرين‬

‫‪4‬‬

‫‪0.4‬‬

‫الجزائر‬

‫‪88‬‬

‫‪9.6‬‬

‫ال�سعودية‬

‫‪59‬‬

‫‪6.5‬‬

‫ال�سودان‬

‫‪12‬‬

‫‪1.3‬‬

‫العراق‬

‫‪3‬‬

‫‪0.3‬‬

‫الكويت‬

‫‪18‬‬

‫‪2.0‬‬

‫المغرب‬

‫‪111‬‬

‫‪12.2‬‬

‫اليمن‬

‫‪1‬‬

‫‪0.1‬‬

‫تون�س‬

‫‪56‬‬

‫‪6.1‬‬

‫�سورية‬

‫‪95‬‬

‫‪10.4‬‬

‫ُعمان‬

‫‪8‬‬

‫‪0.9‬‬

‫فل�سطين‬

‫‪5‬‬

‫‪0.6‬‬

‫قطر‬

‫‪2‬‬

‫‪0.2‬‬

‫لبنان‬

‫‪147‬‬

‫‪16.1‬‬

‫ليبيا‬

‫‪15‬‬

‫‪1.6‬‬

‫م�سر‬

‫‪159‬‬

‫‪17.4‬‬

‫موريتانيا‬

‫‪4‬‬

‫‪0.4‬‬

‫المجموع‬

‫‪913‬‬

‫‪100‬‬

‫الن�شــر‬

‫الدولة‬

‫عدد النا�سرين‬

‫الن�سبة‬


‫‪440‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫يبي��ن ال�سكل البياني االآت��ي تو ّزع النا�سري��ن الذين اأح�سيناهم ع��دداً‪ ،‬ون�سبهم في‬ ‫كم��ا ّ‬ ‫االأقطار العربية‪:‬‬

‫(�سكل بياني ‪ )48‬تو ّزع النا�سرين العرب ح�سب الأقطار العربية‬

‫الن�شــر‬ ‫ينق�سم النا�سرون في الوطن العربي اإلى ق�سمين‪:‬‬

‫وممول منها‪،‬‬ ‫م�سير‬ ‫ّ‬ ‫ ق�س��م يم ّثله القطاع الع��ام الحكومي وما في حكمه‪ ،‬ويتبع للدولة وه��و ّ‬‫وين�سر الكتب والدوريات في الوعاء الورقي على الخ�سو�س‪.‬‬

‫ وق�س��م يم ّثله القطاع الخا�س‪ ،‬وهم نا�سرون اأف��راد قد يكون لبع�سهم اأكثر من مركز في البلد‬‫الواحد اأو في بلدين عربيين‪ ،‬وق ّلة منهم ّ‬ ‫ي�سكلون �سركات ن�سر محدودة االإمكانات والحركة‬ ‫قيا�س ًا اإلى الوطن العربي واحتياجاته‪ .‬وهوؤالء هم الذين يتعاملون بالدرجة االأولى مع المن�سور‬ ‫الم�س ّن��ع على الورق‪ ،‬اأي مع الكتب والدوري��ات‪ )1(.‬و يوجد ملحق منف�سل ويت�سمن اأ�سماء‬ ‫النا�سري��ن االأع�ساء في اتحاد النا�سرين العرب ودور ن�سر اأخرى لي�ست في عداد االتحاد العام‬

‫(‪ )1‬اأم��ا الجه��ات المتعاملة مع المن�سور في الوعاء االإلكتروني « الرقمي» الم�سن��ع بالو�سائل المعتمدة على اأ�ساليب‬ ‫االأقرا���س المرن��ة باأ�سكالها « الفل�س»‪ ،‬والب��ث والتو�سيل وو�سائ��ل االت�سال الحديثة االأخ��رى � اأ�سرطة اأفلم‬ ‫واأ�سرط��ة اإذاع��ة وفيديو‪ ...‬اإلخ � فل نركز على بحث �سوؤونها في هذا المجال‪ ،‬مع اأهمية معالجة اأمورها كقطاع‬ ‫موؤ ّثر جداً في مجاالت الن�سر الحديثة‪ ،‬بو�سفها قطاع ًا فاع ً‬ ‫ل اأي�س ًا في االأفق الم�ستقبلي للن�سر العربي بوجه عام‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪441‬‬

‫للنا�سري��ن ولكنها تقوم بدور في حركة الن�سر‪ ،‬ويمكن العودة اإليه ولم ن�سمن القائمة القطاع‬ ‫الع��ام الذي يوجد عملي ًا في كل قط��ر عربي ويتبع وزارة الثقافة اأو االإعلم فيه اأو هيئة م�ستقلة‬ ‫ترتبط بالوزارات اأو الجهات الر�سمية االأخرى ح�سب نظام كل بلد‪.‬‬ ‫والواقع اأن النا�سر‪ ،‬وال�سيما في القطاع الخا�س‪ّ ،‬‬ ‫يوظف اأمواله وجهوده في مجال العمل‬ ‫الثقافي ال ليقوم بخدمة مجردة من الربح ومن دون اأغرا�س �سخ�سية‪ ،‬بل ليقوم بهذه الخدمة في‬ ‫وليحقّق ربح ًا‪ ،‬وليحافظ على ا�ستمراره في مجاالت العمل واالإنتاج‪.‬‬ ‫ميدان مهني اختاره‪ُ ،‬‬ ‫وفي حين يقوم القطاع العام‪ ،‬في بع�س االأقطار العربية بخدمة جليلة جداً لحركة الن�سر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويوظف اأموا ًال وجهوداً في هذا المجال‪ ،‬ويوفّر‬ ‫ال�سيم��ا في مجال الكتب والدوريات الجادة‪،‬‬ ‫الم��ادة الثقافية والمعرفية من�سورة باأ�سعار معقولة ومقبولة‪ ،‬ويتحمل في �سبيل ذلك خ�سائر مالية‬ ‫ملحوظة‪ ،‬فاإنه لم ي�ستطع اأن يعو�س عن وجود القطاع الخا�س‪ ،‬ولم يقلل من اأهمية دوره‪ ،‬ولم‬ ‫ي�ستط��ع اأن يغطي حاجات ثقافية قام ذلك القطاع بها ب�سرع��ة اإنجاز و�سرعة انت�سار وا�سحتين‬ ‫ودقة و�سرعة‪.‬‬

‫كم��ا اأن القطاع الع��ام لم ي�ستطع التغلب ف��ي كثير من الحاالت عل��ى قيود و�سعوبات‬ ‫تعتر���س انت�سار الكتاب ف��ي الوطن العربي وتعي��ق تدفقه‪ ،‬مثل قيود ال�سح��ن وتحويل العملة‪،‬‬ ‫والو�س��ول اإل��ى اأ�سواق بعيدة ن�سبي ًا‪ ،‬واإح��داث حيوية ذات مردود ظاهر ف��ي معار�س الكتاب‬ ‫والتح�سن واالت�ساع واالنتظام‪.‬‬ ‫العربي التي اأخذت في التزايد والتنوع‬ ‫ّ‬ ‫وال يمك��ن اإن��كار اأن النا�سر العام‪ ،‬ا�ستناداً منه اإلى قدرت��ه المالية ور�سالته العامة في تبني‬ ‫اأه��داف قومية ومعرفية واإن�سانية اأكثر �سمو ًال والتزام ًا‪ ،‬قد قام باإنجاز من�سورات ذات قيمة بالغة‬ ‫االأهمية في اأقطار عربية عدة‪ ،‬ولكنه لم يوجد ال�سيغ العلمية الناجعة لحل م�سكلت الن�سر على‬ ‫الم�ست��وى القومي‪ .‬وفي حين حقّ��ق حماية لحقوق الموؤ ّلف وثقة في التعامل معه واأر�سى بع�س‬ ‫المبادئ والمعايير والقيم و�سيغ التعامل االإيجابية‪ ،‬فاإنه لم ي�ستطع اأن ياأخذ باأيدي الموؤ ّلفين اإلى‬ ‫م�ست��وى االنت�سار والكفاية باإ�سدار طبعات من الكتاب الواحد وترويجها واإي�سال ا�ستحقاقات‬ ‫الموؤ ّل��ف من �سعر الغلف‪ ،‬وبالترويج االأمث��ل لما ُيطبع‪ ،‬وبالعناية بالموؤلف بو�سفه متعام ً‬ ‫ل ‪ ،‬له‬

‫الن�شــر‬

‫ل يمكــن اإنــكار اأن النا�ســر العــام‪ ،‬ا�ستناداً منــه اإلى قدرتــه المالية‬ ‫ور�سالتــه العامة في تبنــي اأهداف قومية ومعرفيــة واإن�سانية اأكثر �سمو ًل‬ ‫والتزامــاً‪ ،‬قد قام باإنجــاز من�سورات ذات قيمة بالغــة الأهمية في اأقطار‬ ‫عربيــة عدة‪ ،‬ولكنــه لم يوجد ال�سيــغ العلمية الناجعــة لحل م�سكالت‬ ‫الن�سر على الم�ستوى القومي‪.‬‬


‫‪442‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫عم��ن يكفيه موؤونتها ويغنيه عن تفا�سيلها لين�سرف‬ ‫حاج��ات ومتطلبات يريد تحقيقها ويبحث ّ‬ ‫تفوق ًا‬ ‫باطمئنان اإلى اإنتاجه �سمن �سروط حياتية مطمئنة‪ .‬وفي الوقت الذي حقّق فيه القطاع العام ّ‬ ‫متميزة على اإ�سدار الدوريات الثقافية الج��ادة وتغطية َحاجاتها وتوفير االإمكانات‬ ‫تام�� ًا وقدرة ّ‬ ‫اللزمة لها‪ ،‬مما ّ‬ ‫�سكل بدي ً‬ ‫ل ممكن ًا � من حيث االقتدار المالي والقدرة على اال�ستمرار والتو�سع‬ ‫وتحقيق التنوع على االأقل � للقطاع الخا�س في هذا المجال‪ ،‬فاإنه لم ي�ستطع اأن ينجح تمام ًا في‬ ‫تقديم البديل المحتمل التام القدرات والموا�سفات واالإمكانات للقطاع الخا�س والنا�سر الفرد‬ ‫المتاألق في ن�سر الكتاب وخدمته‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫لق��د ق��ام القطاع الخا�س � ال�سيما قط��اع الن�سر في لبنان � بتي�سي��ر ن�سبي لتدفق الكتاب‬ ‫اإل��ى اأقطار الوط��ن العربي‪ ،‬ولعبت بي��روت دوراً اإيجابي ًا في هذا المجال وف��ي و�سع المعاجم‬ ‫والقوامي�س ون�سرها‪ ،‬كما قامت ب��دور اإيجابي في ت�سنيع الكتاب وطباعته وتجليده وت�سويقه‪،‬‬ ‫ف�س�� ً‬ ‫ل عن اإتاحة فر�س الن�سر لعرب كثيرين‪ .‬وال يمكن النظر اإلى مجمل ن�ساط القطاع الخا�س‬ ‫في مجال الن�سر على اأنه مفيد وجاد ومتجدد ومعا�سر في كل ما ين�سر‪ ،‬فهناك كميات كبيرة من‬ ‫الكت��ب والعناوين قليلة الفائدة وتهتم بال�سحر والطبخ واالأزياء وغير ذلك‪ ،‬ويقف وراء اإنتاجها‬ ‫في قطاع الن�سر‪ ،‬تجار غير م�سوؤولين عن اأية التزامات اأو معايير قيمية‪.‬‬

‫من الآفات التــي اأ�سابت حركة الن�سر وما زالت تعاني منها ال�سوق‬ ‫العربيــة للكتــاب اآفــة تزوير الكتــاب التي راجــت م ّدة غيــر قليلة من‬ ‫الزمن‪.‬‬ ‫وق��د اأدخل ه��ذا القطاع اآفات عل��ى حركة الن�سر م��ا زالت تعاني منه��ا ال�سوق العربية‬ ‫للكت��اب‪ ،‬وم��ا زالت توؤذي نا�سرين وموؤلفي��ن وقطاعات عامة وخا�سة عل��ى ال�سواء في الوطن‬ ‫ّ‬ ‫وت�سكل اإ�ساءة بالغة ل�سمعة النا�سرين العرب‪ .‬ومن هذه االآفات‬ ‫العربي وفي بع�س دول العالم(‪،)1‬‬ ‫اآف��ة تزوير الكتاب التي راجت مدة غير قليلة من الزمن وغزت اأ�سواق ًا واأ�سابت باأذاها اأ�سخا�س ًا‬ ‫وموؤ�س�س��ات‪ .‬ويب��دو اأن بع�س عقابيل هذا الداء م��ا زالت موجودة تنتقل م��ن حالة كمون اإلى‬ ‫حال��ة ن�ساط‪ .‬وال يحدث هذا الكمون نتيجة اقتناع م��ن المزورين والعابثين بالحقوق الخا�سة‬ ‫والعامة‪ ،‬واإنما نتيجة اأو�ساع غير ملئمة لن�ساطهم في بع�س الدول‪ ،‬وقيام حركة متابعة يقودها‬ ‫(‪ )1‬قامت في اإيران حركة وا�سعة الإعادة �سحب عن طريق الت�سوير لعدد من الكتب باللغة العربية‪ ،‬ال �سيما بع�س كتب‬ ‫التراث وطرحتها في اأ�سواقها وفي اأ�سواق عربية‪� ،‬سمن فتوى تجيز ن�سر المعرفة وعدم احتكارها‪ ،‬وتم ذلك دون‬ ‫عودة للنا�سر العربي‪ ،‬ورغم اأنه فعل مفيد لن�سر العربية اإال اأنه م�سر بحقوق النا�سرين‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪443‬‬

‫اتح��اد النا�سرين العرب منذ تاأ�سي�سه(‪ .)1‬واإ�سافة اإل��ى التزوير وبع�س مظاهر الف�ساد في التلعب‬ ‫بالحق��وق الخا�سة بالموؤ ّلف‪ :‬مثل المحا�سبة على جزء م��ن الطبعة واإغفال الباقي‪ ،‬اأو المحا�سبة‬ ‫عل��ى طبعة والتجاوز عن الطبعات اللحق��ة‪ ،‬والمماطلة في دفع الحق‪ ،‬وبيع��ه لنا�سرين اآخرين‬ ‫اأو م�ساركته��م في��ه من دون علم الموؤ ّلف‪ ..‬اإلى اآخر ما هنالك م��ن اأ�ساليب ت�سوب العلقة التي‬ ‫ينبغ��ي اأن تقوم بين النا�س��ر والموؤ ّلف‪ ،‬واإ�سافة اإلى ذلك هناك ق�سي��ة التلعب باأ�سعار الكتاب‪،‬‬ ‫وجعله��ا متحرك��ة ح�سب االختناقات في االأ�س��واق العربية المحرومة من تدف��ق الكتب اإليها‪،‬‬ ‫وهناك اأي�س ًا ترويج يبنى على غ�س القارئ بن�سخ غير جيدة‪ ،‬اأو منقو�سة‪ ،‬قدمتها فئات اعتمدت‬ ‫تزوير الكتب‪ ،‬و�سحب طبعات م�سورة منها من دون عناية تذكر‪.‬‬

‫�سمنها اأهدافه‪ ،‬ونورد هنا ن�س ميثاق ال�سرف للنا�سرين العرب‪:‬‬ ‫(‪ )1‬و�سع اتحاد النا�سرين العرب ميثاق �سرف والئحة داخلية ّ‬ ‫بو�سفي نا�سراً عربياً‪ ،‬اأتعهد بما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬االلت��زام بق�سايا االأمة العربية وتراثها وقيمها الثقافي��ة والح�سارية‪ ،‬والنهو�س بعبء الر�سالة التي يتطلبها هذا‬ ‫االلتزام‪.‬‬ ‫‪ -2‬العم��ل على رف��ع م�ستوى مهنة الن�سر‪ ،‬والحفاظ عل��ى اآدابها واأ�سولها المهنية الرفيع��ة‪ ،‬واالإ�سهام في اإر�ساء‬ ‫قواعد واأنظمة عملية لت�سبح تقاليد ثابتة للمهنة‪.‬‬ ‫‪ -3‬احترام حقوق الن�سر والتاأليف واالإبداع كافة و�سيانتها من كل اعتداء عليها‪ ،‬والتعاون مع الزملء وكل جهة‬ ‫تت�سدى لهذا االعتداء‪ ،‬وعدم الت�ستر اأو المجاملة بكتمان المعلومات المتعلقة به‪ ،‬والنظر اإليه بو�سفه جريمة‬ ‫تتعلق ب�سرف المهنة‪ ،‬قبل اأن تكون متعلقة بحقوق الفرد المعتدى عليه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬توثي��ق العلقة م��ع الموؤلفين‪ ،‬باحت��رام حقوقهم‪ ،‬وتنظيم العلق��ة معهم بموجب عق��ود وبيانات وا�سحة‪،‬‬ ‫واكت�س��اب ثقتهم‪ ،‬بو�سف ذلك و�سيلة للتعاون والوقوف �سف�� ًا واحداً في وجه التخلف الثقافي‪ ،‬والق�سور‬ ‫المعرفي‪ ،‬والعزوف االجتماعي عن القراءة‪.‬‬ ‫‪ -5‬توثي��ق العلقة مع الزم��لء النا�سرين‪ ،‬واإ�ساعة روح التعاون والت�سامن بينه��م‪ ،‬واال�ستفادة من التعدد للتناف�س‬ ‫نحو االأف�سل‪ ،‬حيث المجال وا�سع يحتاج لمزيد من النا�سرين الجادين ل�سد الفجوات الثقافية الوا�سعة‪.‬‬ ‫‪ -6‬االلت��زام الكامل بالقانون االأ�سا�س��ي بما يتخذه اتحاد النا�سرين العرب وما يتخذه م��ن قرارات‪ ،‬واعتبار الت�سامن‬ ‫المهني و�سيلة مثلى للرتقاء بمهنة الن�سر‪ ،‬و�سداً منيع ًا في وجه التحديات والغزو الفكري الذي تتعر�س له اأمتنا‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫تعر�س العلقة بين النا�سر‬ ‫وهن��اك اأ�سرار تلحق بالمعرفة ذاتها وباالأمانة العلمية‪ ،‬ومن ثم ّ‬ ‫والموؤ ّل��ف‪ ،‬النا�سر والق��ارئ‪ ،‬والموؤ ّلف والق��ارئ‪ ،‬لحاالت من ال�سك وانع��دام الثقة‪ .‬ويذكر‬ ‫المهتمون بالكتاب العربي جيداً‪ ،‬ال�سيما الكتب التي تعود لغير المعا�سرين من الموؤلّفين‪ ،‬كيف‬ ‫اأنه��م ال يطمئنون اإلى طبعة دار معينة الأ�سباب تتعلق باالأمان��ة اأو بالدقة‪ ،‬ناهيك بقلة عناية بع�س‬ ‫دور الن�س��ر الخا�سة بالتحقيق وبالعودة الفعلية اإل��ى االأ�سول‪ ،‬واالإعلن اأحيان ًا على اأغلفة بع�س‬ ‫الكتب عن هيئة محقّقة اأو مدقّقة ال وجود اأ�س ً‬ ‫ل لها وال جهد وال تدقيق في متن الكتاب‪ ..‬االأمر‬ ‫الذي يجعل القارئ �سحية لترويج فا�سد الم�سمون ينطوي على غ�س ظاهر في ميدان المعرفة‪،‬‬ ‫ويجعل المجتهدين م��ن الموؤلّفين والمحققين والنا�سرين عر�س��ة النتهاك حقوقهم وملكياتهم‬ ‫وجهودهم‪.‬‬


‫‪444‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وبمق��دار ما ّ‬ ‫ي�سكل هذا الو�سع من �سرر وخطر على حرك��ة الن�سر وعلقة النا�سر بكل‬ ‫م��ن الموؤ ّلف والمحقّق والمترجم‪ ،‬اأو بالقارئ‪ ،‬اأو بالنا�س��ر االآخر‪ ،‬بمقدار ما ي�ستدعي معالجة‬ ‫ج��ادة وجذرية تق��وم على اأ�سا�س ت�سريعي يقمع ه��ذه المظاهر الموؤذية وي�س��ع حداً لمرتكبيها‬ ‫ويقيم القواعد وي�سن القوانين لملحقتهم وتخلي�س الحقوق منهم في هذا المجال والمحافظة‬ ‫عليه��ا خدمة لجميع االأطراف المعينة‪ ،‬بما في ذلك الحفاظ على حق القارئ الذي يقع �سحية‬ ‫في االأحوال جميع ًا وتنعك�س عليه حاالت االأذى ب�سكل اأو باآخر‪ ،‬اإال في حاالت نادرة‪ ،‬وذلك‬ ‫حي��ن يتاح له الح�سول على كت��اب مفقود ب�سعر مقبول نتيجة طرح بع���س ن�سخه المزورة في‬ ‫ال�سوق‪ ،‬ولكنه يدفع جزءاً من ال�سريبة في �سفحات وملزم مم�سوحة اأو معطوبة‪ ،‬ويدفعه على‬ ‫�سكل معاناة في القراءة‪ ،‬وعدم دقة في بع�س الكتب‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإن النا�ســر العربــي يعاني هو الآخــر وب�سكل حاد اأحيانــاً في بع�ص‬ ‫ِاأقطــار الوطن العربي‪ ،‬لأن النا�سر الجاد المعنــي بالن�سر بو�سفه ر�سالة‪،‬‬ ‫يقــع في معظم الأحوال بين المطرقة و ال�سندان‪ ،‬بين الموؤلّف والمو ّزع‬ ‫والقارئ‪ ،‬ويتحمل م�سوؤوليات اأخالقية‪ ،‬وتُلقى عليه اأ�سئلة تنطوي على‬ ‫الإدانــة من الإعالم والراأي العام والقارئ‪ ،‬لأنه يتحمل ب�سكل اأو باآخر‬ ‫تبعات الو�سع العام الذي تمر به اأزمة الن�سر‪.‬‬ ‫ويبقى للنا�س��ر الخا�س ف�سل ودور فل يمكن تعميم الماآخ��ذ واالنتقادات ال�سابقة على‬ ‫النا�سري��ن كاف��ة‪ .‬فلي�س كل تاج��ر مجرداً من القي��م وال يحكمه �سوى قانون الرب��ح باأي �سكل‬ ‫كان‪ .‬وتبق��ى للنا�سر مبادراته الخلقة واإ�سهاماته المتميزة في حركة الن�سر العربي التي ال يجاريه‬ ‫فيه��ا القط��اع العام‪ .‬وعلى ذلك فاإن حركة الن�سر � ونلفت االنتب��اه اإلى اأننا ّ‬ ‫نركز على الن�سر في‬ ‫الوعاء الورقي � تحتاج اإلى وجود القطاعين وتعاونهما وتكاملهما‪ ،‬كما تحتاج اإلى والدة قطاع‬ ‫بد م��ن قيامها بدور تحتاج اإليه ال�ساحة‬ ‫م�ست��رك ي�سهم فيه القطاعان بحركة تعاون متكاملة‪ ،‬ال ّ‬ ‫العربية وحركة الن�سر العربي في اأفقها الم�ستقبلي‪ .‬وهذا القطاع الذي نتط ّلع اإلى قيامه بخدمات‬ ‫نوعي��ة لحركة الن�س��ر‪ ،‬يمكن اأن يحقّق الدقّ��ة والثقة و�سلمة التعامل و�سرع��ة الحركة والتوجه‬ ‫للقي��ام بالم�ساريع الكبرى وخدمة االأهداف القومية النبيل��ة للثقافة العربية من جهة‪ ،‬واأن يملك‬ ‫قدرة نوعية عل��ى الحركة ومجاوزة الروتين والعقبات االإداري��ة وتحقيق الربح وتي�سير و�سول‬ ‫الكتاب اإلى طالبه‪.‬‬ ‫اإن النا�س��ر العربي يعان��ي هو االآخر وب�سكل حاد اأحيان ًا في بع���س ِاأقطار الوطن العربي‪،‬‬ ‫الأن النا�س��ر الجاد المعني بالن�سر بو�سفه ر�سالة‪ ،‬يقع في معظم االأحوال بين المطرقة وال�سندان‪،‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪445‬‬

‫بين الموؤلّف والمو ّزع والق��ارئ‪ ،‬ويتحمل م�سوؤوليات اأخلقية‪ ،‬وتُلقى عليه اأ�سئلة تنطوي على‬ ‫االإدانة من االإعلم والراأي العام والقارئ وبع�س الفئات الم�سوؤولة‪ ،‬الأنه يتحمل ب�سكل اأو باآخر‬ ‫تبع��ات الو�سع الع��ام الذي تمر به اأزمة الن�س��ر‪ ،‬وتنعك�س عليه في الوقت ذات��ه اإجراءات عربية‬ ‫�سيا�سي��ة واقت�سادية واإجراءات رقاب��ة و�سواها‪ ،‬مما قد ي�سر بم�سالح��ه المادية‪ ،‬ويعيقه عن اأداء‬ ‫ر�سالته ويجعله متحم ً‬ ‫ل لم�سوؤوليات تت�سل باالأو�ساع الراهنة في الوطن العربي المت�سلة ب�سوق‬ ‫الكتاب ورواجه‪.‬‬

‫واإذا كان��ت االأ�سع��ار في قطر عرب��ي ال ت�ستقر على حال‪ ،‬وتتعر�س في��ه العملة المحلية‬ ‫واالقت�س��اد الأزم��ات حادة‪ ،‬ف��اإن النا�سر �سي�سطر اإلى فر���س ال�سعر وتقا�سيه عل��ى اأ�سا�س �سعر‬ ‫العملة ال�سعبة «الدوالر»‪ .‬وعندما يكون القارئ � الم�ستهلك � من مواطني قطر عربي تنخف�س‬ ‫في��ه القيمة ال�سرائية لنقده المتداول با�ستمرار ويتعر���س هو االآخر الأزمات اقت�سادية‪ ،‬عند ذلك‬ ‫يتحمله دخل الفرد‪،‬‬ ‫ي�سبح �سعر الكتاب‬ ‫ّ‬ ‫المقدر بالدوالر قيا�س ًا اإلى النقد المحلي �سعراً باهظ ًا ال ّ‬ ‫ويرتد ه��ذا على النا�سر‬ ‫وينعك���س ذلك عل��ى رواج الكتاب وعلى ع��دد الن�سخ المطبوعة منه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتحمل النا�سر الم�سوؤولية المعنوية واالأخلقية في معظم الحاالت‪.‬‬ ‫والموؤ ّلف‪،‬‬ ‫ّ‬

‫ن�سبي�� ًا � اأو ال يت�سرر كثيراً باالأحرى � من هذا الو�س��ع‪ ،‬النا�سر المو ّزع‪،‬‬ ‫وربم��ا ي�ستفيد ّ‬ ‫ومعظ��م النا�سرين الخوا�س في الوط��ن العربي يملكون منفذاً للبيع � مكتبة اأو ك�سك ًا � ويقومون‬ ‫م��ن تل��ك المواقع بجزء م��ن التوزيع يبا�سرون��ه باأنف�سهم‪ ،‬وال يملك القطاع الع��ام القدرة على‬ ‫الحرك��ة في مثل هذا الو�س��ع كما يملكها المو ّزع اإال في حاالت عاب��رة ونادرة‪ .‬ولكن النا�سر‬ ‫الذي ال يتعامل اإال مع الموزع محكوم ب�سروط �سعبة منها‪:‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإن النا�س��ر يعاني من اأزمة فقدان الورق اأو نق�سانه اأو عدم توفر الممتاز والمتنوع منه في‬ ‫االأ�س��واق العربية‪ ،‬حيث ت�سكو اأقط��ار عربية �سكوى مرة من اأزمة ال��ورق على االأقل في بع�س‬ ‫االأوق��ات‪ ،‬وي��وؤدي فقدان هذه المادة اإلى ارتف��اع اأ�سعارها واإلى دخوله��ا ال�سوق ال�سوداء في‬ ‫بع���س البل��دان التي ت�سود فيها قواني��ن واأنظمة ح�سر ت��داول العملة ال�سعبة وتل��ك التي يتولى‬ ‫فيه��ا القطاع العام اأم��ور اال�ستيراد والت�سدير والتجارة الخارجي��ة‪ .‬وحين تتوافق هذه الزيادات‬ ‫ف��ي االأ�سعار مع ارتفاع اأثم��ان المواد االأولية االأخرى اللزمة للطباع��ة واأجور العمال والفنيين‬ ‫وتكلف��ة التعامل مع المواد الم�سنفة الداخلة في تقنيات الطباعة الحديثة وم�ستلزماتها � التن�سيد‬ ‫ال�سوئ��ي � ال�سيما االأف��لم واالأقرا�س الح�سا�سة واالأحما�س‪ ...‬اإلخ‪ ،‬ف��اإن تكلفة الكتاب تغدو‬ ‫كبيرة ومن ثم يت�ساعف �سعر الغلف الذي تدخل في تحديده اأمور اأخرى غير التكلفة الفعلية‪،‬‬ ‫وعلى راأ�سها عمول��ة الموزع ونفقات ال�سحن وهام�س الربح المطلوب للنا�سر‪ ،‬اإ�سافة لحقوق‬ ‫الموؤلّف‪ ..‬وكل هذا ينعك�س على القارئ مقتني الكتاب‪.‬‬


‫‪446‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ّ‬ ‫ اإنه ّ‬‫ويوظف جهده ويتحمل اأجور بع�س العاملين معه ونفقات‬ ‫يوظف راأ�س المال في الن�سر‪،‬‬ ‫طباعة الكتب‪ ..‬اإلخ‪.‬‬ ‫بد م��ن اأدائها وتقع‬ ‫ اإن��ه يرتبط بعقود م��ع الموؤلّف والمطبعة وه��ذا ي�سكل التزامات مالية ال ّ‬‫عليه مبا�سرة‪.‬‬ ‫ اإنه م�سوؤول عن تاأمين المواد االأولية اللزمة للطباعة اأو عن دفع قيمتها ح�سب تكلفتها‪ ،‬ومن‬‫ث��م فهو محكوم بالمتغيرات الكثي��رة في �سوق العر�س والطلب‪ ،‬للم��واد االأولية ال�سرورية‬ ‫ل�سناعة الكتاب‪.‬‬

‫ اإنه م�سوؤول عن الت�سويق والترويج‪ ،‬بمعنى الدعاية واالإعلن في اأكثر االأحيان‪.‬‬‫ واأخي��راً ه��و م�سوؤول عن اأداء ن�سبة بين ‪ %15 � 8‬من �سع��ر الغلف اإلى الموؤ ّلف � وهذا حق‬‫طبيعي‪ ،‬وم�سوؤول اأي�س ًا عن اأداء ن�سبة ‪ %50 � 40‬من �سعر الغلف اأي�س ًا اإلى المو ّزع اإذا كان‬ ‫ال يو ّزع هو‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫المو ّزع‪:‬‬ ‫معظ��م قطاع التوزيع في الوط��ن العربي قطاع خا�س‪ ،‬ويوج��د دول فيها موؤ�س�سات اأو‬ ‫جه��ات ر�سمية تقوم بتوزيع ال�سحف والمج��لت والكتب‪ ،‬ومعظم المو ّزعين يهتمون بتوزيع‬ ‫ال�سح��ف والمجلت وقليل منهم من يخت�س بتوزي��ع الكتاب‪ .‬وهناك اتحاد للمو ّزعين العرب‬ ‫ي�سم معظم المو ّزعين‪.‬‬ ‫يتقا�س��ى المو ّزع في الوطن العربي � موؤ�س�سة عام��ة اأو خا�سة � ن�سبة عمولة ت�سل اأحيان ًا‬ ‫اإل��ى ‪ %60‬وال تق��ل عن ‪ %40‬من �سع��ر الغلف‪ ،‬وياأخذ ع��دداً من الن�س��خ الأغرا�س الرقابة‬ ‫والت�سوي��ق واالإه��داء‪ ،‬وي�ستلم االإب��داع والتاأليف والفكر الذي اأ�سبح «ب�ساع��ة اأو �سلعة»‪ ،‬في‬ ‫اأر���س م�ستودع��ه وال يدفع ثمنها م�سبق ًا اإنم��ا تبقى اأمانة لديه يحا�سب ع��ن المبيع منها كل �ستة‬ ‫اأ�سهر اأو كل عام‪.‬‬

‫واإذا كان��ت الب�ساعة دوريات �سهرية اأو ف�سلية اأو اأ�سبوعية‪ ...‬اإلخ‪ ،‬فاإن المرتجع منها ال‬ ‫ُي��رد اإلى �ساحبه‪ ،‬وتعود تقدير كمي��ة المرتجع اإلى المو ّزع وقيوده‪ ،‬وهو يمتنع تمام ًا عن تقديم‬ ‫المر�سل م��ن المطبوعة اإلى كل قطر‪ ،‬في‬ ‫ك�س��وف دقيق��ة للتوزيع ونقاط البيع ومنافذه وكميات‬ ‫َ‬ ‫والمعول عليه في النتيجة رقمه وكلمته‪.‬‬ ‫اأحيان كثيرة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وف��ي هذه ال�سيغ من التعام��ل يتقا�سى المو ّزع ن�سبة خال�سة م��ن �سعر الغلف قد ت�سل‬ ‫اإل��ى ‪ %20‬بعد تخ�سي�س ن�سب��ة للبائع ون�سبة لتغطي��ة تكاليف الخزن وال�سح��ن والت�سويق في‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪447‬‬

‫ويغطي‬ ‫ح��دود ‪ %30‬من دون اأن يوظف راأ�س مال اأو يعطله‪ ،‬وهو يتحمل نفقات العاملين معه‬ ‫ّ‬ ‫اأجوره اأي�س ًا‪.‬‬ ‫وعلى هذا نجد اأن �سعر الغلف يتوزع اإلى الن�سب التالية‪:‬‬ ‫‪ %15 � 8‬للموؤ ّل��ف‪ %42 � 35 ،‬للنا�س��ر بم��ا في ذلك تكاليف طباع��ة الكتاب وثمن‬ ‫ال��ورق وعائداته من راأ�س ماله الموظف‪ %50 ،‬للمو ّزع بم��ا في ذلك اأجور الخزن وال�سحن‬ ‫والت�سوي��ق‪ ،‬ون�سبة تتراوح بين ‪ %15 � 10‬هي عمولة البائع في منفذ البيع المبا�سر‪ .‬وقراءة هذه‬ ‫االأرقام من حيث دالالتها ونتائجها ت�سير اإلى اأن الرابح االأول‪ ،‬اأو االأوفر حظ ًا من بين الرابحين‪،‬‬ ‫هو الموزع في �سوق الن�سر العربي‪.‬‬

‫اإن المــو ّزع فــي بع�ــص القطاعات والحــالت يقوم بــدور �سيا�سي‬ ‫وا�ســح التاأثير من موقع انتماء‪ ،‬وبدور ذي خلفية اأيديولوجية اأو طائفية‬ ‫اأو حزبيــة اأو اإقليمية في كثيــر من الحالت‪ ،‬ويوؤثّــر دوره ذاك �سلباً اأو‬ ‫اإيجابــاً على نــوع مــن المن�ســورات اأو المطبوعات ـ �ســواء في مجال‬ ‫الكتــب اأو الدوريــات اأو ال�سحف‪ ،‬ويبرز ذلك فــي التقويم والحجب‬ ‫و�ســوء التوزيــع وعدم و�ســول الكتــاب اأو الدورية اإلى بلــدان عربية‬ ‫بذرائع �ستى‬ ‫وموؤ�س�س��ات التوزيع العربية ت�سمل القطاعين العام والخا�س‪ ،‬وفي بع�س االأقطار العربية‬ ‫هن��اك موؤ�س�سات القطاع العام وتكاد تح�سر التوزيع فيها بموج��ب القوانين واالأنظمة القطرية‬ ‫الناف��ذة‪ .‬و�سيطرته��ا على ال�سوق في بع���س االأقطار م�سوب��ة بعوامل �سلبية م��ن بينها ّ‬ ‫تحكمها‬ ‫بالمن�س��ور من االإنتاج وتوزيع��ه في ذلك ال�سوق‪ ،‬وتف�سي الروتي��ن والف�ساد في حاالت‪ ،‬االأمر‬

‫الن�شــر‬

‫وه��ذه العلقات ومردودها عل��ى اأطرافها وما ينتج عنها في اأثن��اء الممار�سة الم�ستمرة‪،‬‬ ‫ت�ستوج��ب و�سع ح�س�س و�س��روط و�سوابط اأكثر دق��ة واأكثر عد ًال‪ .‬وال ي�ستطي��ع اأن يقوم بها‬ ‫بكف��اءة اإال خب��راء معنيون باالأمر‪ ،‬وبتع��اون واإ�سراف من االتحادات القومي��ة المعنية (الكتاب‬ ‫واالأدباء � النا�سرون � المو ّزعون � مهن الطباعة‪ ....‬اإلخ‪ .‬وحبذا لو ين�سم اإلى ذلك بع�س المكتبيين‬ ‫ممن يمثلون م�ستوى متقدم ًا من الباع��ة المبا�سرين ومتابعي �سوؤون الكتاب وحركته)‪ ،‬وينبغي‪،‬‬ ‫ف��ي االأحوال جميع ًا تحميل المو ّزع العربي م�سوؤوليات��ه المعروفة عالمي ًا وعلى راأ�سها التعريف‬ ‫بالكت��اب‪ ،‬واالإعلن عنه‪ ،‬والترويج له باالأ�ساليب الناجعة واللئقة‪ ،‬كما ال بد من اإلزامه باأ�سول‬ ‫التعام��ل مع النا�سرين وتقديم ك�سوف دقيقة لهم واإقام��ة ج�سور الثقة بينه وبينهم‪ ،‬ليتمكنوا هم‬ ‫والقراء‪.‬‬ ‫بدورهم � من اأن يقيموا ج�سور الثقة اأي�س ًا مع الموؤ ّلفين والمبدعين‬ ‫ّ‬


‫‪448‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الذي يجعله��ا تماطل بدفع الحقوق وتمار�س تجاوزات على العقود واأعراف التعامل‪ ،‬وتجعل‬ ‫وتكد�س من�سوراته��م وتعاد اإليهم‬ ‫المتعاملي��ن معه��ا في حالة اإذع��ان حتى ال يخ�سروا ال�س��وق‬ ‫ّ‬ ‫يلحقوا ويدفع��وا المفرو�س الأ�سخا�س وجهات‪ ،‬ولكي ي�ستوفوا‬ ‫مرزوم��ة كما اأر�سلوها اإذا لم ِ‬ ‫حقوقهم في نهاية المطاف‪ ،‬وحتى ال تُخلق لهم متاعب غير متوقَّعة اأو غير منظورة وغير منتظرة‬ ‫م��ن طرفهم‪ ،‬ل�سلة القائمين على التوزي��ع بمواقع نفوذ في مجال التعامل مع الكتاب والدورية‪،‬‬ ‫وال�سيم��ا الرقابة واأجهزة القط��ع وجهات عديدة اأخرى‪ّ ..‬‬ ‫ولعل اإ�ساع��ة مناخ تعاون قومي بين‬ ‫تفهم من الحكومات العربية‪ ،‬كفيل‬ ‫االتحادات القومية والمنظمات العربية الم�سوؤولة في اإطار ّ‬ ‫باإيجاد حلول لم�سكلت قائمة ومتفاقمة‪ ،‬ويفتح اآفاق ًا اأو�سع اأمام م�ستقبل حركة ن�سر اأف�سل في‬ ‫الوطن العربي‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإن الم��و ّزع في بع�س القطاعات والحاالت يقوم ب��دور �سيا�سي وا�سح التاأثير من موقع‬ ‫انتماء‪ ،‬وبدور ذي خلفية اأيديولوجية اأو طائفية اأو حزبية اأو اإقليمية في كثير من الحاالت‪ ،‬ويوؤ ّثر‬ ‫دوره ذاك �سلب�� ًا اأو اإيجاب�� ًا على نوع من المن�سورات اأو المطبوعات � �سواء في مجال الكتب اأو‬ ‫الدوري��ات اأو ال�سحف‪ ...‬اإلخ‪ ،‬ويبرز ذل��ك في التقويم والحجب و�سوء التوزيع وعدم و�سول‬ ‫الكت��اب اأو الدورية اإلى بل��دان عربية بذرائع �ستى منها تكاليف ال�سح��ن والرقابة وعدم ت�سديد‬ ‫قيم��ة ال�سحن��ات المر�سلة من المو ّزع االآخ��ر‪ ..‬اإلخ وعدم اإي�ساله اإلى نق��اط توزيع اأو منافذ بيع‬ ‫داخ��ل القطر العربي الواحد وتغيي��ب المن�سورات في الم�ستودع��ات اأو تاأخير توزيعها‪ .‬وهذه‬ ‫ك ّلها جوانب توؤ ّثر �سلب ًا على الموؤ ّلف بدرجة كبيرة ومن ثم على النا�سر‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ي�سكل ذلك موقف ًا‬ ‫اأو ينبثق في االأ�سل عن موقف له ال�سبغة ال�سيا�سية اأو االأيديولوجية في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫وهن��اك تواط��وؤ بين اأكث��ر من مو ّزع ل�سال��ح كتاب اأو كات��ب اأو دوري��ة ول�سالح بع�س‬ ‫المن�سورات اأو النا�سري��ن اأو الموؤ ّلفين‪ ،‬اأو �سدهم‪ ،‬الأ�سباب تعود للمحتوى واأحيان ًا الرتباطات‬ ‫وم�سارب��ات تجارية‪ ،‬والنتماءات قطرية وحزبية وطائفي��ة واإقليمية‪ ،‬االأمر الذي يجعل الموؤلّف‬ ‫ّ‬ ‫يتحكمون بال�سوق ف��ي فترة من الزمن‪ .‬ويظهر الخوف‬ ‫والنا�س��ر تحت رحمة اأولئك الذين قد‬ ‫جلي�� ًا في مج��ال ال�سحف حيث نجد موؤ�س�س��ات �سحفية قوية لي�س م��ن م�سلحتها اأن تخ�سع‬ ‫البتزاز وتقدم تنازالت اأو تقبل بقيود و�سكليات محا�سبية ال تقتنع بها‪ ،‬ولكنها تتغا�سى عنها اأو‬ ‫ّ‬ ‫وتحكمه بال�سوق‪.‬‬ ‫تقبلها خوف ًا من تلعب المو ّزع‬ ‫وم��ن العيوب الظاهرة ف��ي علقة المو ّزع بالنا�س��ر‪ ،‬عدم تقديمه ك�سوف�� ًا دقيقة‪ ،‬وعدم‬ ‫اإبلغ��ه عن وقوع م�سادرات رقابية اأو غير رقابية في حال حدوثها واالإعلن عنها عند ح�ساب‬ ‫المرتج��ع‪ ،‬ومطالبة النا�سر اأحيان�� ًا باأجور �سحن خلف ًا لن�س العقد وتج��اوزاً على الحق‪ .‬وتاأتي‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪449‬‬

‫ق��رارات اتح��اد المو ّزعي��ن واتفاقيات اأطراف التوزي��ع في بع�س الحاالت غي��ر من�سفة اأو غير‬ ‫(‪)1‬‬ ‫م�سجعة‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫(‪ )1‬لق��د الح��ظ اتحاد الموزعين الع��رب هذه االأو�ساع وو�سع ميث��اق �سرف يتوافق مع اأنظمت��ه واأهدافه ور�سالته‪،‬‬ ‫ويحتاج هذا الميثاق اإلى تطبيق �سارم واإلى اإلزام قطاعات التوزيع كافة‪ ،‬ر�سمية وغير ر�سمية‪ ،‬باأحكامه واأحكام‬ ‫اللوائح الداخلية ب�سورة دقيقة‪ ،‬ونرد في ما يلي ن�س الميثاق الم�سار اإليه‪:‬‬ ‫«نح��ن الموزعي��ن والنا�سرين العرب اأع�س��اء اتحاد الموزعين الع��رب اأ�سرة واحدة تكت�س��ب �سرفها من والئها‬ ‫لمهنتي الن�سر والتوزيع وحرية الراأي والتعبير وانت�سار الكلمة في كل مكان ‪.‬‬ ‫وحي��ث اإنن��ا اأ�سرة مهنية اأهدافه��ا واحدة وم�سالحها واح��دة وارتباط ًا باالأهداف وحق��وق والتزامات االأع�ساء‬ ‫واإدراك ًا منا لواجبات والتزامات الزمالة وما تحتمه من علقات مهنية نزيهة تحفظ لكل �ساحب حق حقه ‪ ،‬نعلن‬ ‫التزامنا بهذا الميثاق ونتعهد باحترامه وتطبيقه ن�س ًا وروح ًا في كل ما يت�سل بعلقاتنا باالآخرين وفي ما بيننا ‪.‬‬ ‫مبادئ عام���ة‬ ‫اأو ًال ‪ :‬حق المواطنين العرب في المعرفة هو جوهر عمل الن�سر وهو ما ي�ستوجب �سمان التدفق الحر للمعلومات‬ ‫وانت�سارها في االأنحاء كافة في حدود الكمية المتاحة وبالتالي اإ�سقاط اأي قيود تحول دون ذلك والموزع هو جوهر‬ ‫االنت�سار وواجبه المهني يفر�س عليه االلتزام بذلك بحيث يوزع المطبوع فور الح�سول على الموافقة بالتوزيع من‬ ‫الجهات المخت�سة اإن وجدت واأن يب��ذل ق�س���ارى جه���ده للتوزيع في الوقت المنا�سب = = وبالعر�س المنا�سب‬ ‫وبالكمي��ة المنا�سبة باالتفاق مع النا�سر وبحيث يحظر عليه عرقلة انت�سار وتوزيع مطبوعات تعاقد على توزيعها ‪.‬‬ ‫ثاني�� ًا ‪:‬الن�سر ر�سالة حوار وم�ساركة وتنوير وبالتال��ي وجب المحافظة على اأ�سول الحوار واآدابه و�سيانة االآداب‬ ‫العام��ة واالأديان ال�سماوية بما يحق��ق �سمو الكلمة ويحظر على اأع�ساء االتحاد المتاجرة في المطبوعات المخلة‬ ‫باالآداب اأو التي ت�سيء للأديان ال�سماوية ‪.‬‬ ‫ثالث�� ًا ‪:‬الملكية الفكرية للغير يجب اأن تكون مكفولة وهى واج��ب يلتزم به الموزع والنا�سر ويحظر على اأع�ساء‬ ‫االتحاد االتجار في المطبوعات المزورة اأو التي تم تقليدها ‪.‬‬ ‫رابع�� ًا ‪� :‬س��رف المهنة واآدابها اأمانة في عنق االأع�س��اء وعليهم معالجة الخلفات التي تن�س��اأ بينهم اأثناء العمل اأو‬ ‫ب�سببه اأو الختلف وجهات النظر طبق ًا للتقليد والقواعد العامة المنظمة للمهنة وطبق ًا للنظام االأ�سا�سي واللئحة‬ ‫الداخلية وال ي�سح اأن يكون ع�سواً فيه من اأدين بجريمة اأو باأعمال مخلة بال�سرف ‪.‬‬ ‫خام�س ًا ‪ :‬اتحاد الموزعين العرب هو االإطار ال�سرعي الذي تتوحد فيه جهود االأع�ساء دفاع ًا عن المهنة وحقوقها‬ ‫وه��و المجال الطبيعي لت�سوية المنازعات بي��ن االأع�ساء وتاأمين حقوقهم الم�سروعة ‪ ،‬وقرارات االتحاد ب�سلطاته‬ ‫طبق ًا للنظام االأ�سا�سي ملزمة لجميع اأع�ساء االتحاد‪.‬‬ ‫�ساد�ساً‪ :‬يلتزم اأع�ساء االتحاد بواجب الت�سامن دفاع ًا عن م�سالحهم المهنية الم�سروعة وهم م�سوؤولون م�سوؤولية‬ ‫فردية وجماعية عن الحفاظ على كرامة المهنة ‪.‬‬ ‫�سابع�� ًا ‪ :‬التناف���س ال�سريف اأ�سا���س تطوير المهنة والمحافظة عليه��ا والتناف�س غير ال�سريف اأ�سا���س انهيار المهنة‬ ‫واإخ��لل بالع��رف والمب��ادئ فل��كل ع�س��و اأن يعر���س اإمكانياته وقدرات��ه وما حققه م��ن نتائ��ج دون االإ�ساءة‬ ‫اإل��ى زميل��ه اأو التقليل م��ن �ساأنه ومن اإمكانيات��ه كما ال يجوز اأن يعر���س �سروط ًا تعاقدية كيدي��ة بق�سد االإ�سرار‬ ‫بالع�س��و المناف���س مادي�� ًا اأو معنوي�� ًا ‪ ،‬اإن التم�س��ك به��ذه الف�سائل ه��و حفاظ عل��ى المهنة وعل��ى اأع�سائها ‪.‬‬ ‫ثامن�� ًا ‪ :‬العقد �سريعة المتعاقدين وتنفيذ العقود واجب عل��ى اأع�ساء االتحاد وال يجوز لهم نقل التوزيع من وكيل‬ ‫اإلى اآخر قبل انتهاء مدة �سريان العقد وطبق ًا ل�سروطه وهو حق متبادل لكل الطرفين ‪.‬‬ ‫تا�سع�� ًا ‪ :‬الوفاء بااللتزامات طبق ًا لن�سو�س العقد جوهر عم��ل االأع�ساء واالإخلل بها اإ�ساءة للمهنة واأع�سائها وال‬ ‫ي�ستحق اأن يكون ع�سواً في االتحاد من يخل بالتزاماته اإال في الظروف القهرية طبق ًا للتف�سير القانوني لها‬ ‫عا�س��راً ‪ :‬االتح��اد منظم��ة مهنية غير �سيا�سية ال تهدف اإل��ى الربح وال يجوز اتخاذ اأي ق��رار �سد ع�سو باالتحاد‬

‫=‬


‫‪450‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وكل هذا يحتاج اإلى �سب��ط العلقة قانوني ًا ورفع م�ست��وى المعيار الخلقي والقيمي‬ ‫بين المتعاملين في مجاالت الن�سر والتوزيع ب�سكل عام ومراعاة ذلك في التطبيق وال�سلوك‪.‬‬ ‫وه��ي م�سوؤولية ال بد من اأن تبادر اإلى القيام به��ا هيئات وموؤ�س�سات واتحادات قومية على‬ ‫ال�سعيد العربي العام وفي اإطار حماياته القانونية واالإدارية والمالية‪.‬‬

‫القارئ‪:‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإذا كان الموؤ ّلف ّ‬ ‫ي�سكل اأحد قطبي عملية االإبداع واأهم اأطرافها واأ�سدها معاناة من جهة‬ ‫واأهمي��ة في انطلقها وتاأثيرها وعمقها وكفايتها من حيث الن��وع من جهة اأخرى‪ ،‬فاإن القارئ‬ ‫ّ‬ ‫ي�سكل القط��ب الثاني الذي ت�سب عنده الح�سيلة النهائية للتاألي��ف والترجمة والن�سر وتنعك�س‬ ‫تتجم��ع لديه مح�سلت جه��ود واجتهادات‬ ‫اآثاره��ا علي��ه �سلب�� ًا واإيجاب ًا‪ ،‬وهو القط��ب الذي‬ ‫ّ‬ ‫ويتحمل نتائج جهوده��ا واجتهاداتها وطموحاتها واأطماعها‬ ‫االأط��راف المعنية بحركة الن�سر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ب�سكل اأو باآخر ويدفع تكاليف واأرباح ًا‪ ..‬فالقارئ هو الم�ستفيد من المادة المعرفية ومن يجني‬ ‫الثم��ر الفا�سد في بع���س االأحيان ويدفع ثمنه مع ذلك‪ ،‬وهو م�سوؤول ع��ن ا�ستمرار حركة الن�سر‬ ‫وازدهارها بو�سفه الطرف الم�ستهلك الذي يوؤ ّثر تاأثيراً كبيراً في تغذية حركتها من حيث التلقي‬ ‫وا�ستمرار الحاجة وتنوعها‪ ،‬ودفع تكاليفها وتج�سيد االنتفاع بها‪.‬‬

‫والقارئ العربي محكوم بكل معوقات الحياة العربية لي�س في مجاالت حركة الن�سر فقط‬ ‫واإنم��ا في مجاالتها جميع ًا‪ .‬وهذا القارئ المحروم من كثي��ر من زاد المعرفة وثمرات المطابع‬ ‫لكل االأ�سباب التي اأ�سير اإليها �سابق ًا وفي تو�سيات ور�سد اأو�ساع تم في اأكثر من منا�سبة وندوة‬ ‫ودرا�س��ة وموؤتم��ر على الم�ستوى العربي‪ ،‬ولع��دم قدرته في المح�سلة عل��ى توفير مناخ العي�س‬ ‫=‬

‫الأ�سب��اب �سيا�سي��ة خارجة عن اإرادته واعتبار هذه الظروف ظروف ًا قهري��ة ال توؤثر على ع�سويته في االتحاد طالما‬ ‫التزم بالقواعد العامة والنظام االأ�سا�سي وميثاق ال�سرف‪.‬‬ ‫تم اعتماد الميثاق بجل�سة الجمعية العمومية المنعقدة بتاريخ ‪2002 ./12/15‬‬ ‫وربما كان من المفيد التذكير باأهداف اتحاد الموزعين العرب اأي�س ًا التي منها‪:‬‬ ‫• العمل على تحقيق وحدة الموزعين والنا�سرين العرب في منظمة مهنية واحدة‪.‬‬ ‫• تن�سي��ق العمل بين الموؤ�س�س��ات العربية العاملة في حقل الن�سر وتوزيع ال�سحف والمطبوعات بما يخدم حركة‬ ‫الثقافة واالإعلم‪.‬‬ ‫• تطوير اأ�س�س وطرق واأ�ساليب التوزيع في اأقطار الوطن العربي وخارجه‪.‬‬ ‫• تمثيل موؤ�س�سات التوزيع العربية في المحافل الدولية المماثلة لرعاية م�سالحها وخدمة ن�ساطاتها‪.‬‬ ‫• تاأمين التناف�س المهني ال�سريف والحيلولة دون المزاحمة والمناف�سة غير الم�سروعة بين االأع�ساء‪.‬‬ ‫• حل الم�سكلت التي تن�ساأ بين اأع�ساء االتحاد ب�سبب علقات العمل المرتبطة بمهنتي التوزيع والن�سر‪.‬‬ ‫• اإ�سدار الن�سرات والدرا�سات وعقد الموؤتمرات وتبادل الخبرات العربية واال�ستئنا�س بالخبرات االأجنبية‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪451‬‬

‫نتيجة للفقر و�سغط الحاجة وفقدان الخدمات وتراخي االإرادة وتاآكل التطلع والطموح ولكثرة‬ ‫تر�سب��ات القهر واالإحب��اط‪ ..‬هذا القارئ يبقى في النهاية هو المق�س��ود بحركة الن�سر وهو اأهم‬ ‫محركاتها والمق�سود بر�سالتها النبيلة‪.‬‬

‫والقراء المحتملين العرب ي�سهمون في ازدهار حركة ن�سر عربية متكاملة‬ ‫الق��راء‬ ‫اإن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وي�سكلون اأهم عوامل دفع تدفّق الكتاب في هذا االتجاه اأو ذاك ح�سب الطلب‪ ،‬وحركتهم‬ ‫جاذب��ة قادرة على التاأثير في توفير النوع الجيد المتميز في كل مجال من مجاالت المعرفة‬ ‫القراء واأنواع اهتماماتهم‪.‬‬ ‫واالإبداع‪ ،‬على زيادة الكم والتنوع في قطاعات ّ‬

‫لقراء محتملي��ن يربو على المئة األف ق��ارئ على االأقل‬ ‫اإن التط��ور الم�ستقبل��ي المنتظر ّ‬ ‫كمرحل��ة اأولى يجعل اإمكانية خف�س تكلفة الكتاب والدورية اأمراً ممكن ًا جداً‪ ،‬كما يتيح فر�س‬ ‫تحري��ر الموؤ ّلف والمبدع اقت�سادي ًا وبالتالي تحرير قلمه وطاقت��ه االإبداعية من القيود الخارجية‬ ‫والداخلية المنظ��ورة وغير المنظورة‪ ،‬وال�سيما تلك التي تفر�سها الحاجة وال�سلطات ال�سيا�سية‬ ‫القطري��ة ب�سكل ظاهر اأو خفي عل��ى الموؤ ّلفين والمبدعين وعلى حرك��ة الن�سر واالإبداع‪� ،‬سواء‬ ‫اأكان ذل��ك ب�سب��ب من محدودي��ة النظرة ال�سيا�سي��ة اأم الأ�سباب اقت�سادي��ة‪ ،‬اأم ب�سبب ح�سر اأفق‬ ‫الكلمة وخنق جناح الفكر واالإبداع‪.‬‬

‫لقراء محتملين يربو على المئة األف‬ ‫اإن التطــور الم�ستقبلي المنتظر ّ‬ ‫قــارئ على الأقل كمرحلة اأولــى يجعل اإمكانية خف�ــص تكلفة الكتاب‬ ‫والدوريــة اأمراً ممكناً جــداً‪ ،‬كما يتيح فر�ص تحريــر الموؤلّف والمبدع‬ ‫اقت�ساديــاً وبالتالي تحريــر قلمه وطاقته الإبداعية مــن القيود الخارجية‬ ‫والداخلية المنظورة وغير المنظورة‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫واإذا ا�ستطاع��ت حركة الن�سر العربي التي تعان��ي من بوؤ�س حقيقي اليوم في االنت�سار‬ ‫والتوا�سل من جهة‪ ،‬وفي �سمولها لحقول المعرفة واأنواعها ولعمق ما ين�سر في تلك الحقول‬ ‫من جهة اأخرى‪ ..‬اإذا ا�ستطاعت اأن ت�سع خططها الم�ستقبلية وبرامج تحركها واإنتاجها على‬ ‫اأ�سا���س نظري ب�سي��ط � هو اأقرب ما يكون اإل��ى الواقعية التامة م�ستقب�� ً‬ ‫ل بمقايي�س االإح�ساء‬ ‫والعق��ل والمنطق � وهو وجود مائة األف ق��ارئ عربي لكل كتاب جيد‪ ،‬في حقول المعرفة‬ ‫العام��ة واالإن�سانيات‪ ،‬وع�سرة اآالف قارئ على االأقل ف��ي حقول متخ�س�سة‪ ،‬فاإنها �ستنجح‬ ‫وتنميه‪ ،‬وت�ستطي��ع اأن تركن اإلى ق��درة هذا الكم‬ ‫تج�سد ه��ذا الحلم‬ ‫ف��ي تحقي��ق م�ساريع ّ‬ ‫ّ‬ ‫الب�س��ري المتميز م��ن حيث النوع ب�سكل عام‪ ،‬على خلق تيار تقدم وازدهار في كل مناحي‬ ‫الحي��اة العربية‪ ،‬االأمر الذي �سينعك���س اإيجاب� ًا بدوره على ازدهار حرك��ة الن�سر واالإبداع‬ ‫القراء المحتملين من جديد‪ ،‬ومن ثم ي�سهم في التنمية الثقافية العربية‪.‬‬ ‫وينمي عدد ّ‬


‫‪452‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫اإن الو�سع البائ���س للموؤ ّلف والمبدع والنا�سر والمو ّزع والق��ارئ ولجميع العاملين في‬ ‫حرك��ة الن�سر العربية ف��ي و�سعها الراهن‪ ،‬وكذلك بوؤ�س مناخه��ا وعائداتها المعنوية‪ ،‬كل ذلك‬ ‫ل��م يع��د يلئم الواقع وتحديات الع�س��ر‪ ،‬وال يتفق مع درجة الوعي بح��دود الم�سكلة واأبعادها‬ ‫م��ن وجهة نظر الذي��ن يعانون منها على االأق��ل ويتابعونها‪ ،‬ف�س ً‬ ‫ل عن وجهة نظ��ر اأولئك الذين‬ ‫يعلن��ون ع��ن رغبتهم في اأن تتجاوز تلك الحركة حدود البوؤ���س‪ ،‬و ُي ْع ِملون اإراداتهم من اأجل اأن‬ ‫تدخل دائرة االنفراج وال�سوء واالأمل وكل ما يمكن اأن ت�سفيه �سم�س المجموعة العربية ال�ساملة‬ ‫لجمهرة المعنيين بالمعرفة والمنتفعين منها واأولئك الذين يعلقون اآما ًال كبيرة عليها‪.‬‬

‫(جدول ‪ )49‬معدل الكتب المن�سورة قيا�ساً اإلى عدد ال�سكان‬ ‫عدد الكتب المن�سورة ‪2007‬‬

‫�سكان الوطن العربي‬

‫معدل الإ�سدارات اإلى عدد ال�سكان‬

‫‪27809‬‬

‫‪332.000.000‬‬

‫كتاب لكل ‪ 11939‬فرد‬

‫الن�شــر‬

‫ّ‬ ‫ولع��ل المدى ال��ذي اأو�سلتنا اإليه ملم�سة و�سع القارئ العربي ف��ي الواقع الراهن الذي‬ ‫ي�سي��ر اإليه متو�سط عدد الن�سخ المن�سورة م��ن الكتاب العربي اليوم ون�سيب المواطن العربي من‬ ‫ن�س��خ الكتب المن�سورة‪ ،‬ن�سيب كل ن�سخة من عديد المواطنين العرب ‪ ،‬وذلك الذي ت�سير اإلى‬ ‫اأفق��ه اأب�سط االأرقام المنقولة ع��ن االإح�ساءات وتلك المعقولة والمقبولة منطقي ًا في مجال الن�سر‬ ‫م�ستقب�� ً‬ ‫ل‪ ،‬ف��ي اأدنى االأرقام التي يب�سر به��ا اأفقه‪ ،‬ي�سمح باالنتقال اإلى ملم�س��ة بع�س الم�ساريع‬ ‫ال�س ُتر التي‬ ‫القومية التي ت�سمح بتغيير جوهري في واقع حركة الن�سر العربي‪ ،‬وتف ّتق بع�س قطب ُّ‬ ‫تحجب وجهه‪.‬‬

‫يتوجب مواجهتها جماعياً‪:‬‬ ‫م�سكالت عامة ّ‬

‫واإذا كان من حقنا اأن نطالب المو ّزع العربي بالتزامات‪ ،‬فلبد اأن نواجه معه الم�سكلت‬ ‫المعق��دة والمزمنة التي تعيق حركة تدفق الكتاب والدورية في قنوات التوزيع عموم ًا التي تكاد‬ ‫تكبل��ه تمام ًا وتلغي حركته في بع�س االأقطار العربية‪ .‬وق��د اأ�سير اإلى م�سكلت كثيرة في قوائم‬ ‫التو�سيات المتخذة في ندوات دولية واإقليمية وعربية وقطرية ناق�ست ق�سايا الكتاب وال�سعوبات‬ ‫التي تعتر�س الن�سر على ال�سعيدين القومي والقطري‪ ،‬وقرارات اتخذتها جهات م�سوؤولة عربي ًا‪،‬‬ ‫وقد تك��ون لديها جميع ًا النيات الطيب��ة واالقتناع التام ب�سرورة حل ه��ذه الم�سكلت ولكنها‬ ‫معوق��ة اإم��ا بفعل �سيا�س��ة قطرية اأو بحكم ظ��روف مو�سوعية ت�سود في اأر���س الواقع‪ ،‬اأو بفعل‬ ‫تداخ��ل ق�ساي��ا وت�سابكها في قطاع��ات مختلفة ال بد اأن توجد لها حل��ول قومية عامة في اإطار‬ ‫تن�سيق وتعاون وتمويل عربي في اأكثر من مجال عام‪.‬‬ ‫ومن هذه الم�سكلت المعقدة المزمنة نتوقف عند م�سكلتين فقط‪:‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪453‬‬

‫م�سكلة ال�سحن وو�سائله وتكاليفه‪:‬‬ ‫فم��ن المعروف ج��داً اأن الوطن العربي يعاني من نق�س خطير ف��ي الموا�سلت اإجما ًال‬ ‫وف��ي �سبكات ات�ساله البرية على وجه التخ�سي���س‪ .‬وعلى الرغم من تح�سن و�سع �سبكة الطرق‬ ‫البري��ة الدولية وغير الدولية المخ�س�س��ة لل�سيارات وال�ساحنات في اأج��زاء من الوطن فاإن هذه‬ ‫ال�سبك��ة تعاني من مناطق اختن��اق بين اأقطار عربية كثيرة‪ .‬اأما �سبك��ة الخطوط الحديدية‪ ،‬وهي‬ ‫االأكث��ر نفع ًا واالأقل تكلفة واالأي�سر ا�ستعم��ا ًال و�سبط ًا وربط ًا‪ ،‬فتكاد تكون م�سلولة على ال�سعيد‬ ‫القوم��ي‪ ،‬ويب��دو و�سعها في بع�س اأج��زاء الوطن العربي اأكثر �سوءاً وتخلف�� ًا مما كانت عليه في‬ ‫العه��د العثماني‪ .‬ويعود ذلك الأ�سباب �سيا�سية واأمنية تتعلق ب��كل قطر وباالأقطار المعنية ب�سبكة‬ ‫الخطوط الحديدية‪ ،‬واإلى غير ذلك مما يدخل في ح�سابات الدول المعنية‪.‬‬

‫المعبدة في حالة غير‬ ‫واإذا كان و�سع النقل البري في �سقيه الخطوط الحديدية � والطرق‬ ‫ّ‬ ‫مر�سية‪ ،‬ويعاني من اأو�ساع ُم ّرة غير تلك التي تفر�سها نقاط الحدود واأنظمة الجمارك واالأمن‬ ‫الع��ام عل��ى الب�سائع والب�سر‪ ،‬فاإن النق��ل البحري العربي لم يدخل بعد مرحل��ة المعاناة الأنه �سبه‬ ‫غائب ع��ن الوجود‪.‬وحتى النقل النهري في خطين تاريخيي��ن عربيين هما خط دجلة والفرات‬ ‫عب��ر �س��ط العرب اإلى البح��ر العربي � وخط وادي الني��ل العريق‪ ،‬قد تقطع��ت اأو�ساله و�ساقت‬ ‫اأوعيته ب�سبب ال�سدود والنزاعات وقيود الحدود‪ .‬وال يوجد اأ�سطول جوي لل�سحن يربط اأقطار‬ ‫الوطن العربي ويتكفل بحل م�سكلت مثل ال�سحن ال�سريع‪.‬‬ ‫وه��ذان االأ�سلوبان الحيويان ف��ي تاأمين النقل ال�سري��ع وتبادل الب�سائ��ع وال�سلع‪ ،‬ومنها‬ ‫«الب�سائ��ع اأو ال�سلع الثقافي��ة» غير متبعين حتى في الحدود الدنيا‪ ،‬ف��ي حين اأن مردودهما على‬ ‫االقت�س��اد والتوا�سل االجتماعي والثقافي كبير جداً ودورهم��ا االإيجابي كبير اأي�س ًا‪ .‬وال بد من‬ ‫تمكي��ن االأم��ة العربية من التوا�سل ع��ن طريقهما اإذا اأردنا اأن ندخل الع�س��ر واأن تدخله �سلتنا‬ ‫وموا�سلتنا وحركتنا الثقافية‪ .‬ومن البديهي اأن تمكين االأمة من امتلك �سبكة موا�سلت بحرية‬ ‫المعبدة لل�سي��ارات � يحتاج اإلى تعاون‬ ‫ونهري��ة وبرية ب�سقيها � اأي ال�س��كك الحديدية والطرق‬ ‫ّ‬ ‫عرب��ي عام‪ ،‬واإلى قرارات �سيا�سي��ة حكيمة و�ساملة‪ ،‬واإلى �سيا�س��ة اقت�سادية واحدة وتكامل في‬

‫الن�شــر‬

‫واإذا كان��ت اأقط��ار الوطن العربي في اآ�سيا تعاني من �سعف ه��ذه ال�سبكة اأو فقدانها فاإن‬ ‫الو�س��ع في اأقط��اره االإفريقية لي�س اأح�سن حا ًال‪ .‬ومن الموؤك��د اأن اإقامة هذه ال�سرايين في ج�سم‬ ‫الوطن العربي هي الكفيلة ب�سمان تدفق اأف�سل للمواطنين والب�سائع وال�سلع والخدمات‪ ،‬ومنها‬ ‫ما يتعلق بحركة الكتاب بين اأو�سال االأمة المقطعة‪ ،‬وهي كفيلة اأي�س ًا باإعادة ربطها اقت�سادي ًا بعد‬ ‫اأن كانت القوافل قديم ًا متكفلة بهذا الربط من خوارزم حتى االأندل�س‪.‬‬


‫‪454‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الجه��د العربي العام‪ ،‬واإلى �سوق اقت�سادية عربي��ة موحدة بداأت تاأخذ طريقها‪ .‬اأو باخت�سار اإلى‬ ‫روؤية عربية م�ستقبلية تاأخذ متغيرات العالم والتحديات الداخلية والتقنية باالعتبار‪ ،‬وت�سع العام‬ ‫ف��وق الخا���س والقومي فوق القطري‪ ،‬لتتم برمج��ة اإنقاذ على اأ�س�س علمي��ة ع�سرية تجعل اأمر‬ ‫لحاقنا بركب التقدم العلمي والمعلوماتي والتقني ال�ساعق‪ ،‬وبح�سارة القرن الواحد والع�سرين‪،‬‬ ‫من االأمور الممكنة ولو نظري ًا‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإن ال�سح��ن بي��ن اأقط��ار الوط��ن العرب��ي يت��م الي��وم بو�س�ائ��ل بري��ة وبحري��ة محددة‪،‬‬ ‫واأحيان ًا بالطائ��رات‪ ،‬وه��و ف��ي جميع االأح��وال يك ّلف غالي�� ًا ويتط ّلب ّ‬ ‫حل تعقي��دات كثيرة‪.‬‬ ‫وق��د تنبه��ت االتفاقي��ة العربية لتي�سير ت��داول االإنتاج الثقاف��ي‪ ،‬اإلى المو�س��وع وقررت تقديم‬ ‫تخفي�سات ت�سل اإلى ‪ %75‬من تكلفة ال�سحن بالن�سبة للمطبوعات الثقافية � وال يفوتنا اأن ن�سير‬ ‫بالتقدي��ر اإل��ى اأن تون�س تطبق هذا من��ذ �سنوات � اإال اأن هذا الت�سريع لم ياأخ��ذ طريقه اإلى التنفيذ‬ ‫وال ب��د من اأن ّ‬ ‫تحل ه��ذه الم�سكلة‪ .‬واأ�سطول الطيران العربي الفقي��ر ال يكفي لنقل المواطنين‬ ‫الع��رب بي��ن العوا�سم فكيف اإذا و�سع برامج��ه لتاأمين االت�سال بين الم��دن الكبيرة؟ واأ�سطول‬ ‫ال�سح��ن الجوي العربي اأكثر من فقي��ر واأكثر من عاجز عن مواجه��ة احتياجات الوطن العربي‬ ‫عل��ى �سعيد النق��ل ال�سريع‪ .‬وال منا�س من مواجه��ة عربية �ساملة و�سريعة له��ذا المو�سوع الأن‬ ‫م��ردود ذلك على جميع القطاعات ومنها القطاع الثقافي اإيجابي وحيوي‪ ،‬وال بد اأن ن�سعه في‬ ‫اعتبارنا ونحن نخطط لحرك��ة ن�سر عربية نا�سطة ولكل تبادل حيوي على الم�ستوى العربي في‬ ‫جميع الحاالت‪.‬‬ ‫اأم��ا الم�سكلة المعق��دة والمزمنة االأخرى فهي م�سكلة تحوي��ل العملة و�سيولة النقد بين‬ ‫اأقطار الوطن العربي‪ ،‬وهذا واقع يحتاج تغييره اإلى قرارات �سيا�سية واقت�سادية �ساملة‪ .‬وياأتي حل‬ ‫ق�ساي��ا الن�سر والتوزيع المتعلقة به في اإطار الحل العام �ساأنه �ساأن مو�سوع ال�سحن واإيجاد �سبكة‬ ‫الموا�سلت واالت�ساالت العربية الع�سرية‪.‬‬

‫اإن ال�سحن بين اأقطار الوطــن العربي يتم اليوم بو�سائل برية وبحرية‬ ‫محــددة‪ ،‬واأحيانــاً بالطائــرات‪ ،‬وهو في جميــع الأحوال يك ّلــف غالياً‬ ‫ويتط ّلــب حــلّ تعقيدات كثيــرة‪ .‬وقد تنبهــت التفاقية العربيــة لتي�سير‬ ‫تــداول الإنتاج الثقافي‪ ،‬اإلى المو�سوع وقررت تقديم تخفي�سات ت�سل‬ ‫اإلى ‪ %75‬من تكلفة ال�سحن بالن�سبة للمطبوعات الثقافية اإل اأن هذا‬ ‫الت�سريع لم ياأخذ طريقه اإلى التنفيذ‪.‬‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪455‬‬

‫والقراء المحتملين منهم بعين االعتبار‪،‬‬ ‫القراء العرب‬ ‫ّ‬ ‫اإن مو�س��وع تدفق الكتاب‪ ،‬واأخذ ّ‬ ‫وو�س��ع الخطوط والبرامج و�سيا�سات الن�سر وم�ساريعه على اأ�س�س عربية �ساملة‪ ..‬كل ذلك يوفّر‬ ‫مناخ�� ًا اأف�سل وتحريراً واقعي ًا اأعمق للطاق��ات االإبداعية والمادية والب�سرية على م�ستويات عدة‪،‬‬ ‫وال ب��د من اأن ياأخذ المتطلعون اإل��ى اأفق م�ستقبلي اأرحب في مجال الن�س��ر العربي هذه االأمور‬ ‫بالعناية المنا�سبة‪.‬‬

‫واإذا كان��ت الحاجة تبدو ف��ي درجتها الق�سوى الإحداث تغيي��رات نوعية وجذرية في‬ ‫واقع الن�سر العربي على �سعيد القطاعين العام والخا�س و�سو ًال اإلى اإنتاج متميز من حيث الكم‬ ‫والكيف‪ ،‬واإلى ت�سنيع اأف�سل للكتاب بكلفة اأقل‪ ،‬واإلى انت�سار حقيقي للمادة الثقافية واالإبداعية‬ ‫المطبوع��ة‪ ،‬وو�سع تعاملي ح�سن‪ ،‬وعلقات عمل محكومة بوج��دان مهني وروؤية وم�سوؤولية‬ ‫قوميتي��ن‪ ،‬وقوانين مرعية التنفيذ �ساملة ل�ساحات العمل الثقافي ف��ي اأقطار الوطن العربي‪ ..‬فاإن‬ ‫المطمئنة‪ ،‬ي�سهم فيها راأ���س المال العام‬ ‫ذل��ك يحت��اج اإلى �سيغ تع��اون عمادها الثقة المتبادل��ة‬ ‫ْ‬ ‫والخا���س اأو تقوم بها �س��ركات م�ساهمة قومية تتمتع بت�سهيلت عربي��ة وت�ستند اإلى ت�سريعات‬ ‫و�سمانات قوية ومتنوعة‪ ،‬وتعمل في اإطار خطة عربية �ساملة‪.‬‬

‫بد اأن تاأخذ هذه ال�سركة باالعتبار في برامجها وهي تخطط لعمل قومي عام‪ ،‬الواقع‬ ‫وال ّ‬ ‫الراهن للن�سر العربي والتطلعات الم�ستقبلية‪ ،‬فهي م�سروع للم�ستقبل ولتحقيق نه�سة �ساملة في‬ ‫مج��ال الن�سر‪ ،‬وينبغي اأن ينعك�س هذا في نظمه��ا واأ�ساليب عملها وفي التزاماتها حيال اأطراف‬ ‫عملية الن�سر وفي �سيا�ساتها لتقديم المعرفة باأنواعها لمن يحتاج اإليها‪.‬‬

‫ال�سناعات الثقافية‪:‬‬

‫وفق�� ًا لتعري��ف اليون�سكو فاإنّ ‪ « :‬ال�سناعات الثقافية ه��ي ال�سناع���ات التي تُن ِتج وتوزع‬ ‫يتبين‪ ،‬ل��دى النظر في �سفتها اأو اأوج��ه ا�ستعماله���ا اأو‬ ‫النت��اج والخدم��ات الثقافية‪ ،‬اأي‪« :‬التي َّ‬ ‫غايتها المحددة‪ ،‬اأنها تج�سد اأو تنقل اأ�سكاال للتعبير الثقافي ب�سرف النظر عن قيمتها التجارية»‪،‬‬ ‫ح�س��ب ن���س تعريفها في اتفاقي��ة حماية وتعزيز تن��وع اأ�س��كال التعبير الثقافي الت��ي اعتمدتها‬ ‫اليون�سك��و في خريف عام ‪ .2005‬وفي تعريف اأوروبي غير مجم��ع عليه‪« :‬وتعتبر ال�سناعات‬ ‫االإبداعي��ة‪ ،‬تبع ًا للوثيقة المف�س ّلة‪ ،‬تل��ك ال�سناعات التي من�سوؤها االإبداعي��ة والمهارة والموهبة‬ ‫الفردي��ة التي تحمل اإمكانيات كامنة تتعلق بالعمل والث��روة‪ / ».‬ال�سناعات االإبداعية في اأوروبا‬

‫الن�شــر‬

‫ويمك��ن اأن ي�سهم ف��ي تحقيق ما نحتاج اإليه ونتطلع اإلى قيام��ه‪� :‬سركة اأو موؤ�س�سة عربية‬ ‫للن�س��ر والطباع��ة والتوزيع‪ ،‬وربما الإنتاج ال�سناع��ات الثقافية المت�سلة به��ذا القطاع‪ ،‬وال�سيما‬ ‫�سناعات الورق واالأحبار واالأفلم واالأ�سطوانات‪..‬اإلخ وكل ما يت�سل بذلك‪.‬‬


‫‪456‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫والنم�سا تعريفها واآفاقها � كري�ستين هولت�سل � المعهد النم�ساوي للأبحاث الذي و�سع تقريرين‬ ‫حول المو�سوع‪ .‬التقرير االأول حول ال�سناعات االإبداعية عام ‪ 2003‬ون�سر التقرير النم�ساوي‬ ‫الثاني حول ال�سناعات االإبداعية عام ‪.2006‬‬

‫الن�شــر‬

‫ال نري��د اأن نغو�س هنا في تفا�سيل ال�سناعات الثقافية الكبيرة اأو المتو�سطة اأو ال�سغيرة‪،‬‬ ‫وال اأن نتاب��ع ت�سخم المن�ساآت العملقة وابتلعه��ا ل�سواها‪ ،‬فذاك �ساأن يتعامل معه تقرير خا�س‬ ‫باأو�س��اع ال�سناعات الثقافي��ة في الوطن العربي عل��ى الخ�سو�س‪ ،‬وبحق��وق الملكية الفكرية‬ ‫واالبت��كار واالختراع وما يتعلق بها من حق��وق مجاورة‪ ،‬وكيفية التعامل معها وتنميتها لتكون‬ ‫عماد تطوير ال�سناعات الثقافية من جهة والتنمية الثقافية من جهة اأخرى‪ ..‬اإنما نكتفي باإ�سارات‬ ‫اإل��ى اأهمية ال�سناعات الثقافية بكل اأنواعها واأ�سكالها وم�ستوياتها وتقنياتها و�سرورة اال�ستثمار‬ ‫ف��ي مجاالته��ا‪ ،‬لنحقّق بذلك خدم��ة للفك��ر واالأدب واالإب��داع والعلوم والتقني��ات المت�سلة‬ ‫بالمج��ال التنموي الثقافي والمعرفي ب�سورة اأو�سع‪ ،‬ولن�سترعي النظر الأهمية ال�سناعات الثقافية‬ ‫وننمي مج��االت االإبداع واالبتكار‬ ‫اأو االإبداعي��ة كما ت�سمى اأي�س�� ًا‪ ،‬ولنحمي الملكية الفكرية ّ‬ ‫ونوفّر مناخ ًا تنمو فيه قدرات كل االأطراف الم�ساركة بالعملية الثقافية والم�ستفيدة منها؛ وبهذا‬ ‫نحقق تقدم ًا ملمو�س ًا في مجاالت يتداخل فيها م�سمون المن َتج الفكري واالإبداعي مع ا�ستثماره‬ ‫معرفي ًا ومالي ًا وانعكا�س ذلك اجتماعي ًا وتقني ًا وح�ساري ًا وتاأثيره في مناخ االإبداع واالبتكار وفي‬ ‫حياة مبدع المادة الثقافية واإنتاجه ومنميها والم�ستفيد منها والعامل في حقولها‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من اأن هذا الجزء من تقرير التنمية الثقافية يتعلق بحركة التاأليف والن�سر‬ ‫اإال اأن التط��رق باقت�ساب اإل��ى �سناعات ثقافية اأ�سمل من مجال ن�س��ر الكتاب في الوعائين‬ ‫الورق��ي واالإلكتروني وم��ا يت�سل بالمن َتج الفك��ري واالأدبي والفني من �س��وؤون‪ ،‬يكت�سب‬ ‫اأهمي��ة وي�سكل �سرورة‪ ،‬الأن تنمية الثقافة والتنمية بالثقافة تتداخلن ع�سوي ًا مع ال�سناعات‬ ‫الثقافية بمفهومها ال�سامل ومع اال�ستثمار في مجاالتها والحقوق المترتبة على ذلك‪.‬‬ ‫اإن ال�سناع��ات الثقافي��ة في وطننا العربي ال ت��كاد تحظى باهتمام يذك��ر‪ ،‬ومركزها في‬ ‫االقت�س��اد الوطن��ي والقومي �سعيف‪ ،‬والعائ��دات منها لي�ست كبيرة‪ ،‬وال يوج��د قاعدة بيانات‬ ‫وال اإح�سائي��ات دقيق��ة للدخ��ل القومي منها‪ .‬وفي حي��ن ّ‬ ‫ت�سكل ال�سناعات الثقافي��ة ما بين ‪� 7‬‬ ‫‪ %5.5‬وحت��ى ‪ %10‬م��ن قيمة المنتجات ف��ي العالم(‪ ،)1‬فاإنها ال ت�س��كل قيمة تذكر في دخلنا‬ ‫القوم��ي العربي وتكاد تنح�سر في �سناع��ات متو�سطة و�سغيرة مع بع�س اال�ستثناءات التي ت�سير‬ ‫اإلى �سناعات كبيرة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬يقدم (جدول ‪ )50‬معلومات عن مكانة بع�س ال�سناعات الثقافية في ال�سين وتطورها خلل ال�سنوات االأولى من‬ ‫القرن الحادي والع�سرين‪.‬‬


‫‪457‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬ ‫(جدول ‪ )50‬بع�ص ال�سناعات الثقافية في ال�سين خالل الفترة ‪2004-2000‬‬ ‫المو�سوع‬ ‫فرق التمثيل الفنية‬

‫فرقة‬

‫‪2630‬‬

‫‪2605‬‬

‫‪2584‬‬

‫‪2619‬‬

‫‪2599‬‬

‫مركز ثقافي‬

‫مركز‬

‫‪2907‬‬

‫‪2852‬‬

‫‪2831‬‬

‫‪2846‬‬

‫‪2858‬‬

‫مكاتب عامة‬

‫مكتبة‬

‫‪2677‬‬

‫‪2696‬‬

‫‪2698‬‬

‫‪2709‬‬

‫‪2701‬‬

‫متاحف‬

‫متحف‬

‫‪1392‬‬

‫‪1461‬‬

‫‪1516‬‬

‫‪1514‬‬

‫‪1517‬‬

‫ن�سبة التغطية االإذاعية‬

‫‪%‬‬

‫‪92.5‬‬

‫‪92.9‬‬

‫‪93.3‬‬

‫‪93.7‬‬

‫‪94.1‬‬

‫ن�سبة التغطية التلفزيونية‬

‫‪%‬‬

‫‪93.7‬‬

‫‪94.2‬‬

‫‪94.6‬‬

‫‪94.9‬‬

‫‪95.3‬‬

‫عدد الم�ستركين في التلفزيون‬ ‫الكبلي في البلد كلها‬

‫األف م�سترك ‪79500‬‬

‫‪90910‬‬

‫‪98566‬‬

‫‪106170‬‬

‫‪114700‬‬

‫مجمل ن�سر الجرائد‬

‫مليار جريدة‬

‫‪32.93‬‬

‫‪35.11‬‬

‫‪36.78‬‬

‫‪38.31‬‬

‫‪25.77‬‬

‫مجمل ن�سر المجلت‬

‫مليار مجلة‬

‫‪2.94‬‬

‫‪2.89‬‬

‫‪2.95‬‬

‫‪2.95‬‬

‫‪2.69‬‬

‫مجمل ن�سر الكتب‬

‫مليار كتاب‬

‫‪6.27‬‬

‫‪6.31‬‬

‫‪6.87‬‬

‫‪6.67‬‬

‫‪6.44‬‬

‫وف��ي (جدول ‪ )51‬نقف عل��ى و�سع ال�سناع��ات الثقافية ومكانها م��ن الدخل القومي‬ ‫البريطاني عام ‪ ،2007‬ونلحظ فيه قيم الدخل من ن�سر الكتب وال�سحف والمجلت والفنون‪:‬‬ ‫المو�سيق��ا وال�سينم��ا وغيرها ‪ .‬وبريطانيا هي اأول بلد اأوروبي اهت��م بهذا النوع من التركيز على‬ ‫ال�سناع��ات الثقافي��ة وتابعه��ا في تقارير واأوج��د تعريف ًا لها اأخ��ذت به بل��دان اأوروبية اأخرى‪.‬‬ ‫وف��ي المملكة المتحدة ت�سمل ال�سناع��ات االإبداعية ‪ /‬االإعلن ‪ /‬الهند�س��ة المعمارية‪ ،‬الفنون‪،‬‬ ‫اأ�س��واق االأ�سياء القديمة‪ ،‬الح��رف‪ ،‬الت�سميم ‪ ،‬ت�سميم االأزياء‪ ،‬االأف��لم والفيديو‪ ،‬والتفاعل في‬ ‫اأوق��ات الفراغ‪ ،‬البرامج المو�سيقي��ة ‪ ،‬تنفيذ االأعمال الفنية ‪� ،‬سياغة برامج الحا�سوب‪ ،‬خدمات‬ ‫الحا�سوب والتلفزيون والراديو‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫الوحدة‬

‫عام ‪2000‬‬

‫عام ‪2001‬‬

‫عام ‪2002‬‬

‫عام ‪2003‬‬

‫عام ‪2004‬‬


‫‪458‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(جدول ‪ )51‬النمو في القيمة الإجمالية الم�سافة لل�سناعات الإبداعية في بريطانيا‬ ‫الأعوام‬

‫الفنون‬ ‫فن الجميلة‬ ‫الإعالن‬ ‫العمارة والقطع‬ ‫الأثرية‬

‫‪1997-1998‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪1998-1999‬‬

‫‪52%‬‬

‫‪17% -4%‬‬

‫‪1999-2000‬‬

‫‪9%‬‬

‫‪2000-2001‬‬

‫‪3% -11%‬‬

‫‪8%‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪8%‬‬

‫ت�سميم‬ ‫الأزياء‬

‫الأفالم‬ ‫والفيديو‬ ‫والت�سوير‬

‫المجموع‬ ‫برامج األعاب‬ ‫المو�سيقى‬ ‫(م�ستثنى‬ ‫المطبوعات‬ ‫الراديو‬ ‫كمبيوتر‬ ‫والمرئيات‬ ‫منه الأعمال‬ ‫كتب‬ ‫والمن�سورات والتلفزيون‬ ‫والفنون‬ ‫الحرفية‬ ‫ودوريات‬ ‫الإلكترونية‬ ‫الم�سرحية‬ ‫والتخطيطية)‬

‫الن�شــر‬

‫‪-7%‬‬

‫‪-9%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪9%‬‬

‫‪31%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪12%‬‬

‫‪7%‬‬

‫‪13%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪7%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪21%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪18%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪5%‬‬

‫‪27%‬‬

‫‪8%‬‬

‫‪-19%‬‬

‫‪-7%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪8%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪2%‬‬

‫‪-2%‬‬

‫‪12%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪-9%‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪-1%‬‬

‫‪-2%‬‬

‫‪11%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪14%‬‬

‫‪-11%‬‬

‫‪5%‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪11%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪8%‬‬

‫‪-12%‬‬

‫‪4%‬‬

‫‪7%‬‬

‫‪11%‬‬

‫‪7%‬‬

‫‪-13% 10%‬‬

‫‪2001-2002‬‬

‫‪-6%‬‬

‫‪6% -9%‬‬

‫‪2002-2003‬‬

‫‪-6%‬‬

‫‪13%‬‬

‫‪7%‬‬

‫‪1%‬‬

‫‪2003-2004‬‬

‫‪5%‬‬

‫‪1%‬‬

‫‪1%‬‬

‫‪13%‬‬

‫‪13%‬‬

‫‪2004-2005‬‬

‫‪13%‬‬

‫‪12%‬‬

‫‪-4%‬‬

‫‪8%‬‬

‫‪6%‬‬

‫معدل النمو‬ ‫‪1997-2005‬‬

‫‪6%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪5%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪3%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪8%‬‬

‫‪6%‬‬

‫‪Source: Annual Business Inquiry, Office for National Statistics, with the following exceptions:‬‬ ‫‪Crafts - Creative Industries Mapping Document )1998) - turnover, see Annex B.‬‬ ‫‪Design - The Business of Design, Design Council - turnover for financial year, see Annex B.‬‬ ‫‪1- Total excludes Crafts and Design as GVA figures are not available for these sectors.‬‬ ‫‪2- Figures for crafts and design are for turnover, which is not directly comparable to GVA. See‬‬ ‫‪Annex B for more information. Design estimates may also include activity also included in‬‬ ‫‪other Creative Industry sectors, notably Architecture.‬‬

‫وتدخ��ل تحت م�سمى ال�سناعات الثقافية منتجات كثيرة جداً تمتد من �سناعة الممحاة‬ ‫وقل��م الر�سا�س والحبر والورق والمادة الخام للأ�سرط��ة ال�سينمائية واالأقرا�س المرنة‪ ،‬والن�سر‬ ‫باأنواع��ه واأ�سكاله وتقنيات��ه و�سناعة الكتاب‪ ..‬حت��ى ت�سل اإلى �سناعة المطاب��ع والحوا�سيب‪،‬‬ ‫والبرمجي��ات‪ ،‬و�سناع��ات االإب��داع‪ ،‬واإنت��اج االأف��لم ال�سينمائي��ة والت�سجي��لت ال�سوتي��ة‬ ‫والمعلوماتية واأجهزة الب��ث الف�سائي وم�ستلزماته‪ ،‬وت�سمل اأي�س ًا المو�سيقى والم�سرح واالأوبرا‬ ‫والر�س��م والنحت والفنون التطبيقية والفنون ال�سعبية وال�سناعات التقليدية‪ ..‬اإلخ وكل ما يدخل‬ ‫في نطاق «اتفاقية حماية وتعزيز تنوع اأ�سكال التعبير الثقافي» التي اعتمدتها اليون�سكو في الربع‬


‫‪459‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫االأخي��ر من عام ‪ 2005‬وفي تقرير المعهد النم�ساوي تدرج بلدان اأوربية كثيرة المجاالت االآتية‬ ‫ف��ي مجال ال�سناعات الثقافية‪ " :‬متاحف الت��راث الثقافي‪ ،‬االأر�سيف والعلوم � االأوابد والمواقع‬ ‫التاريخي��ة � الفن��ون ال�سعبية واالأزي��اء التاريخية والمحلي��ة � المكتبات � تنفي��ذ االأعمال الفنية �‬ ‫الم�س��ارح ‪ ،‬دور االأوبرا‪ ،‬المو�سيقى والرق���س � االأعمال ال�سمعية واالأفلم ال�سمعية ‪ /‬الب�سرية ‪،‬‬ ‫ال�سينم��ا الفيديو � الراديو والتلفزيون � االأعلم الجديد � الفنون المرئية الفنون الجميلة‪ ،‬الت�سوير‬ ‫� ف��ن العم��ارة � الفنون التطبيقي��ة ‪ ،‬فنون الر�سم والت�سميم � الكت��ب �سحافة االأدب � ال�سحف‬ ‫والدوري��ات � المبادرات متعددة االأنظمة والمراكز الثقافي��ة � التدريب والتعليم اللحق � تعليم‬ ‫الكب��ار � التبادل الدولي � االأح��داث ذات الحجم الكبير‪(.‬الم�سدر‪ :‬تقري��ر المعهد النم�ساوي‬ ‫التو�سع في المج��االت ال ت ّتفق عليه الدول‬ ‫ال��ذي �سبقت االإ�سارة اإلي��ه)‪ .‬والملحظ هنا اأن هذا ّ‬ ‫االأوروبية كلها‪.‬‬ ‫ويبين الجدول االآتي دخل بع�س الدول االأوربية من ال�سناعات الثقافية‪:‬‬ ‫ّ‬

‫(جدول ‪ )52‬نظرة �ساملة اإلى المعطيات عن ال�سناعات الإبداعية من درا�سات مختلفة‬

‫النم�سا ‪2004‬‬

‫‪9.6‬‬

‫‪4.38‬‬

‫فنلندا ‪2000‬‬

‫‪5.00‬‬

‫‪4.00‬‬

‫اأ‪ -‬األمانيا ‪2003‬‬

‫‪11.00‬‬

‫‪5‬‬

‫ب � برلين ‪2002‬‬

‫‪8.2‬‬

‫‪3.5‬‬

‫‪8.00‬‬

‫‪10.56‬‬

‫‪3.2‬‬

‫هي�س ‪2000‬‬

‫‪9.3‬‬

‫‪3.1‬‬

‫‪4.9‬‬

‫اإ�سبانيا ‪2003‬‬

‫‪4.5‬‬

‫‪5‬‬

‫�سوي�سرا ‪2001‬‬

‫‪8.7‬‬

‫‪3.9‬‬

‫‪9.1‬‬

‫زيوريخ ‪2001‬‬

‫‪15.2‬‬

‫‪6.6‬‬

‫‪3.2‬‬

‫المملكة المتحدة ‪2005‬‬

‫‪17.12‬‬

‫‪7.83‬‬

‫ج�‪-‬‬

‫الراين ال�سمالي و�ست فاليا ‪2003‬‬

‫‪3.5‬‬

‫‪4.3‬‬

‫مالحظة‪ :‬ب�سب��ب اختلف التعريفات ونظم الح�ساب يمكن القي��ام بالمقارنات بين هذه الدرا�سات بمقدار‬ ‫محدود‬

‫الن�شــر‬

‫البلد‬

‫ن�سبة ال�سناعات الإبداعية ن�سبة عدد‬ ‫اأو الثقافية في القت�ساد ال�سركات‬ ‫العام‬

‫ن�سبة‬ ‫الأفراد‬ ‫العاملين‬


‫‪460‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫يبين موقع ال�سناعات الثقافية من الدخ��ل القومي على ال�سعيد‬ ‫ون��درج هنا ر�سم ًا بياني�� ًا ّ‬ ‫العالمي في عام ‪:2005‬‬

‫(�سكل بياني ‪)53‬‬

‫‪Global Creative Economy‬‬ ‫‪View from PricewaterhouseCoopers‬‬

‫الن�شــر‬ ‫الم�سدر‪ :‬موقع االتحاد االأوروبي � بروك�سل‪.‬‬

‫الحد‬ ‫مر�س وال يلبي ّ‬ ‫اإن و�س��ع ال�سناع��ات الثقافية واالهتمام بها في وطننا العرب��ي غير ٍ‬ ‫االأدن��ى من الحاجة‪ ،‬ومنذ �سنوات وال�سرخة ترتفع ف��ي منظماته وكل قطر من اأقطاره للهتمام‬ ‫يمهد لمواجهة من اأي نوع وعل��ى اأي م�ستوى لم�سكلت االأمن‬ ‫بال�سناع��ات الثقافي��ة اهتمام ًا ّ‬ ‫الثقاف��ي العربي ومتطلباته وا�ستحقاقاته والتحديات الت��ي يطرحها هذا النوع من التنمية الثقافية‬ ‫الذي ّ‬ ‫تكف عجلة الزمن‬ ‫ي�سكل قاعدة رئي�سة للتنمية "الم�ستدامة"‪ .‬وخلل ذلك اال�ستنها�س ال ّ‬ ‫يكف العالم عن تحقيق تقدم مذهل يت�ساعد ح�سب وتائر عالية جداً‪ ،‬ال �سيما‬ ‫ع��ن الدوران وال ّ‬ ‫في امت��لك التقنيات وتقدم ال�سناعات الثقافية المتطورة وترويجه��ا وا�ستثمار مجاالتها‪ ،‬بينما‬ ‫نحن نزحف نحو الطريق‪.‬‬ ‫وف��ي وطننا العربي الذي يمتل��ك خامات اأولية كثيرة لل�سناع��ات الثقافية‪ ،‬ويحتاج اإلى‬


‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫‪461‬‬

‫مواد و�سلع واأجهزة واآالت في المجال الثقافي وبكميات كبيرة‪ ،‬ال يتم اإنتاج معظم تلك المواد‬ ‫والتجهي��زات‪ ،‬ف�س ً‬ ‫ل عن عدم وجود اإمكان��ات لت�سنيع االآالت والتجهي��زات ذاتها وتطويرها‬ ‫وه��و اأ�سا���س امتلك التقني��ات والمهارات في هذا المج��ال‪ .‬ولذلك تعان��ي بلداننا من النق�س‬ ‫ّ‬ ‫لتحكم ال�سوق الخارجي��ة‪ ،‬وتنعك�س االأزم��ات االقت�سادية‬ ‫وم��ن الخ�س��وع باأ�سكال مختلف��ة‬ ‫واالختناقات في هذا المجال على الو�سع الثقافي اأكثر مما تنعك�س على �سواه‪.‬‬

‫ل ي�سنــع الوطــن العربي عموماً اأكثــر مــن ‪ 35‬ـ ‪ % 40‬تقريباً من‬ ‫حاجتــه من مــادة الــورق باأنواعه‪ ،‬عــادي ومقوى‪ ،‬ب�ســرف النظر عن‬ ‫الجــودة‪ .‬وي�سيــر وجود نق�ص في حــدود ‪ 60‬ـ ‪ % 65‬من هذه المادة‬ ‫اإلــى اأن اأمنه القومي في مجال واحد من مجالت ال�سناعات الثقافية هو‬ ‫مجال الن�سر الورقي وال�ستخدامــات الأخرى للورق لالأغرا�ص كافة‪،‬‬ ‫وفي مادة واحدة من مواد تلك ال�سناعة‪ ،‬هو اأمن مه ّدد بن�سبة ‪.% 65‬‬ ‫ننب��ه اإلى اأن ر�سم خطط‬ ‫واإذ ن�سي��ر اإلى مدى الخط��ورة في عدم معالجة هذا المو�سوع ّ‬ ‫الإيج��اد حل��ول وتطوير �سناعات على الم�ستوى القطري لمعالجة ه��ذا النق�س اأو ذاك اأمر غير‬ ‫ممك��ن‪ ،‬الأن االإمكان��ات القطرية وكذلك �سيا�ساتها الت�سنيعي��ة واال�ستهلكية اأو برامج التطوير‬ ‫والتنمية فيها‪ ،‬ودخولها ميدان المزاحمة من حيث الكم والنوع في عالم القرن الواحد والع�سرين‬ ‫(‪ « )1‬ف��ي قطاع االإع��لم تبقى ال�سلة مع الورق قوية جداً‪ ،‬اإلى درجة اأن المناف���س االأ�سا�س في ال�سحافة هو الجرائد‬ ‫المجاني��ة‪ ».‬فيليب بوكيون عل��وم ات�ساالت � «اأو�ساع العالم» (ال ديكوفيرت) ترجم��ة موؤ�س�سة الفكر العربي‪،‬‬ ‫�س ‪.90‬‬

‫الن�شــر‬

‫ودون الخو���س في تفا�سيل ال�سناعات الثقافية نتوقف عند اأحد اأهم المواد التي تحتاج‬ ‫اإليه��ا �سناعة الكتاب والدورية وتحت��اج اإليها المدر�سة والجامعة والدائ��رة الر�سمية وكثير من‬ ‫القطاع��ات االأخ��رى‪ ،‬وتتوقف عليه��ا اإلى حد كبير �سناع��ات اأخرى ومج��االت حياة علمية‬ ‫وعملية وا�سعة منها التعليم بدرجاته‪ ..‬وهي مادة الورق(‪ )1‬باأنواعه‪.‬‬ ‫ال ي�سن��ع الوطن العربي عموم�� ًا اأكثر من ‪ %40 � 35‬تقريب ًا م��ن حاجته من مادة الورق‬ ‫باأنواعه‪ ،‬عادي ومقوى‪ ،‬ب�سرف النظر عن الجودة‪ .‬وي�سير وجود نق�س في حدود ‪%65 � 60‬‬ ‫م��ن هذه المادة اإلى اأن اأمنه القومي في مج��ال واحد من مجاالت ال�سناعات الثقافية هو مجال‬ ‫الن�س��ر الورقي واال�ستخدامات االأخرى للورق للأغرا�س كافة‪ ،‬وفي مادة واحدة من مواد تلك‬ ‫مهدد بن�سبة ‪ .%65‬ومع اأنه يتوقّف على توافر هذه المادة «الورق» ا�ستمرار‬ ‫ال�سناع��ة‪ ،‬هو اأمن ّ‬ ‫التعليم والتع ّلم بمراحلهما ون�سر الكتب والدوريات وال�سحف وكل ما ي ّت�سل بالتعامل مع هذه‬ ‫المادة الحيوية في مجال التنمية الثقافية والمعرفية‪.‬‬


‫‪462‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫اأم��ر ال يمكن اأن يتحقق اإال باالإمكانات العربية المتكاملة وعلى ال�سعد جميع ًا‪ ،‬ال �سيما في ظل‬ ‫والتوجه‬ ‫ومتغيرات العالم واأ�ساليب عمله واإنتاجه وعلقاته من جهة‪،‬‬ ‫�سغط الحاجة والتحديات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتجمعات الكبرى �سناعي ًا وتجاري ًا واقت�سادي ًا و�سيا�سي ًا‬ ‫ال�سائد اإلى قيام ال�سركات والتكتلت‬ ‫ّ‬ ‫في اأرجائه المختلفة من جهة اأخرى‪.‬‬ ‫ومو�س��وع ت�سنيع الورق اأ�سا�س ل�سد حاجة ال�سوق العربية من هذه المادة‪ ،‬وتوفير جزء‬ ‫ه��ام من االأم��ن الثقافي في هذا المجال ال��ذي يعي�س على اال�ستيراد وتقع في��ه اأزمات متلحقة‬ ‫وتنعك�س هذه االأزمات على قطاعات التعليم واالإدارة وعلى الموؤ ّلف والنا�سر والقارئ والمو ّزع‬ ‫باأ�سكال مختلف��ة‪ .‬وال ن�سير لجوانب تت�سل بالم�سمون يتكفّل باإ�ساعتها الغزو الثقافي واأ�سكال‬ ‫تجلي الهيمنة واالن�سحاق تحت �سطوة مركزيات ثقافية و�سناعية اأخرى‪.‬‬

‫الن�شــر‬

‫اإن ال�ســودان ي�سيق بالمواد الخام التــي ي�سنع منها الورق‪�" :‬سيقان‬ ‫القطــن ونبات الحلفــا واأعواد ق�سب ال�سكر بعــد ع�سرها‪ ..‬اإلخ‪ .‬وهو‬ ‫يدفــع مبالغ للتخل�ــص منها في حالت بو�سفها نفايــات اأو مخلفات ل‬ ‫بــد من التخل�ص منها بالحــرق اأو �سواه‪ ،‬مما يوؤثّر علــى �سالمة البيئة"‪،‬‬ ‫واإيجــاد �سناعات كبــرى واإمكانيــات وتوظيف اأموال فــي ال�ستثمار‬ ‫واإيجاد حوافز متنوعة كفيل بتحويل هذه الم�سكلة اإلى فر�ص ا�ستثمارية‬ ‫نادرة‪ ،‬تحل تلك الم�سكلة المت�سلة ببع�ص جوانب الأمن الثقافي العربي‬ ‫ب�سورة جذرية‪.‬‬ ‫اإن ال�س��ودان ي�سيق بالمواد الخام التي ي�سن��ع منها الورق‪�" :‬سيقان القطن ونبات الحلفا‬ ‫واأع��واد ق�سب ال�سك��ر بعد ع�سرها‪..‬اإلخ‪ .‬وهو يدفع مبالغ للتخل���س منها في حاالت بو�سفها‬ ‫نفاي��ات اأو مخلفات ال ب��د من التخل�س منها بالح��رق اأو �سواه‪ ،‬مما يوؤ ّثر عل��ى �سلمة البيئة"‪،‬‬ ‫واإيج��اد �سناعات كبرى واإمكانيات وتوظيف اأموال في اال�ستثمار واإيجاد حوافز متنوعة كفيل‬ ‫بتحوي��ل هذه الم�سكلة اإلى فر�س ا�ستثمارية نادرة‪ ،‬تحل تلك الم�سكلة المت�سلة ببع�س جوانب‬ ‫االأمن الثقافي العربي ب�سورة جذرية‪.‬‬ ‫ولع ّلنا نحتاج اليوم اإلى قيام "�سركة قومية للن�سر والتوزيع"‪ ،‬تعتمد على م�ساركة القطاعين‬ ‫الع��ام والخا�س وتكون �سركة م�ساهمة محدودة تعمل وف��ق اأنظمة خا�سة ومعترف ًا ب�سخ�سيتها‬ ‫االعتبارية عربي ًا‪ ،‬ومدعومة من �سندوق عربي عام ين�ساأ لدعم ال�سناعات الثقافية العربية‪.‬‬ ‫اإن اأ�سا���س التنمية في كل المجاالت هو الوعي‪ ،‬واأ�سا���س الوعي هو المعرفة‪ ،‬واإن جزءاً‬ ‫كبي��راً من المعرفة يح�سل عن طريق الثقافة والمثاقف��ة والتع ّلم‪ ،‬وال �سك اأن حركة تاأليف ون�سر‬ ‫قوية ومتقدمة ومتكاملة الجوانب هي اإحدى االأدوات الهامة لتحقيق ذلك‪.‬‬


‫الإبـــــــداع‬ ‫الباحثون الرئي�سيون‪:‬‬

‫اأ‪ .‬لينا الطيبي (الإبداع ال�سعري وال�سردي)‬ ‫�ساعرة من �سوريا‬ ‫اأ‪ .‬عبده وازن (الإبداع ال�سعري وال�سردي)‬

‫�ساعر وناقد ثقافي من لبنان‬ ‫د‪ .‬رفيق ال�صبان (ال�سينما في الوطن العربي ‪-‬‬

‫الدراما التلفزيونية العربية)‬ ‫ناقد �سينمائي من �سوريا‬

‫د‪ .‬وطفاء حمادي (الم�سرح في الوطن العربي)‬

‫اأ�ستاذة جامعية ‪ -‬ناقدة م�سرحية من لبنان‬ ‫اأ‪ .‬ن�صير �صمة (المو�سيقى والغناء)‬ ‫عازف عود وموؤلف مو�سيقي من العراق‬

‫الباحثون الم�ساعدون‪:‬‬ ‫اأ‪ .‬مي خ�صر‬ ‫اأ‪ .‬وليد البدري‬ ‫اأ‪ .‬فدوى ياقوت‬ ‫اأ‪ .‬محمدحجازي‬ ‫اأ‪ .‬اأحمد عفيفي‬

‫اأ‪ .‬المعتز باهلل محمد‬ ‫اأ‪ .‬اإبراهيم كريم‬ ‫اأ‪ .‬بحر الجامو�س‬ ‫اأ‪ .‬محمد �صالح‬



‫‪465‬‬

‫الإبــداع‬

‫المحور الأول‬

‫الإبداع ال�صعري وال�صردي‬ ‫‪ 2007‬عام الإبداع‬

‫الإبـــــداع‬

‫لم يع��د �سائراً اليوم المثل العرب��ي الذي راج في الأربعيني��ات والخم�سينيات من القرن‬ ‫المن�س��رم القائل اإن‪« :‬م�سر تكتب‪ ،‬وبيروت تطبع‪ ،‬وبغداد تقراأ»‪ ،‬لي�س لأنّ العراق يعاني حا ًل‬ ‫م��ن النقطاع الثقافي عن العالم العربي فح�سب‪ ،‬بل لأن المركزية التي �سادت في تلك الحقبة‪،‬‬ ‫حقبة ما بين النه�سة الثانية والحداثة لم تعد قائمة‪ ،‬ل �سيما بعد اأن انفتحت العوا�سم العربية على‬ ‫بع�سه��ا واأ�سبحت الثقافة العربية وقف ًا على العالق��ة القائمة بين هذه العوا�سم ولم تعد اأية مدينة‬ ‫اأو عا�سمة قادرة على التخلي عن المدن اأو العوا�سم الأخرى‪ .‬فالالمركزية الثقافية التي �سهدتها‬ ‫تعم العالم العربي‪ ،‬حتى بات من‬ ‫المرحل��ة الأخيرة كانت خير دليل على �سعود تيارات جديدة ّ‬ ‫الممكن الكالم على اأجيال تتوا�سل بين عا�سمة واأخرى‪.‬‬ ‫ل��م تبق القاهرة عا�سمة الرواية العربية كم��ا كانت من قبل على رغم اأن الرواية الم�سرية‬ ‫أ�سد ح�س��وراً في ال�ساحة العربية‪ ،‬ولم تعد بيروت عا�سم��ة ال�سعر العربي كما كانت في‬ ‫ه��ي ال ّ‬ ‫ال�ستيني��ات خ�سو�س�� ًا مع مجلة «�سع��ر» ومجل��ة «الآداب»‪ ،‬فال�سعر العرب��ي الآن يتو ّزع على‬ ‫العوا�سم كلها عبر حركات وتيارات تجمع �سعراء من مختلف البلدان العربية‪.‬‬ ‫ف��ي هذه المرحلة ب��رزت مدن مثل دم�س��ق والجزائر والرباط اأو ال��دار البي�ساء وتون�س‬ ‫و�سنع��اء وعمان والريا�س والكويت وحت��ى رام اهلل‪ ...‬كل هذه المدن بات��ت تتقا�سم الإبداع‬ ‫تعن يوم�� ًا غياب ثقافات‬ ‫والثقاف��ة‪ ،‬كتاب��ة وطباعة وق��راءة‪ .‬اإل اأن هذه الالمركزي��ة الجديدة لم ِ‬ ‫الهام���س اأو الأطراف‪ .‬فما زال بع�س المدن العربية يعان��ي مما ي�سبه العزلة الثقافية‪ ،‬كالخرطوم‬ ‫مث ً‬ ‫ال وبنغ��ازي و�سواهما‪ ،‬حتى ليبدو توا�سلها مع �سائر المدن العربية �سعب ًا بل �سديد ال�سعوبة‪.‬‬ ‫ول��ول خروج بع�س الأ�س��وات الإبداعية اإلى ال�ساحة العربية لكان م��ن الم�ستحيل تبيان الواقع‬ ‫الأدبي الذي ي�سود هذه المدن البعيدة عن «المركز»‪.‬‬


‫‪466‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ق��د يكون ه��ذا التمهيد خير مدخ��ل اإلى الحرك��ة الإبداعية في الع��ام ‪ 2007‬الذي بدا‬ ‫وا�سح ًا اأن الالمركزي��ة الثقافية فيه اأمعنت في تر�سخها اأكثر فاأكثر‪ .‬وقد التقى المبدعون العرب‬ ‫في تي��ارات واحدة لي�سنعوا خ�سو�سيات الإب��داع الراهن‪� ،‬سواء اأكان روائي�� ًا اأم �سعري ًا‪ .‬وكان‬ ‫العربي الآتي من معظم المدن العربية‪ ،‬ب�سفتها‬ ‫كافي ًا اأن تحت�سن الجزائر خالل هذا العام الإبداع‬ ‫ّ‬ ‫مدينة للثقافة العربية للعام ‪ 2007‬ليت�سح زوال الحدود بين المبدعين العرب اأي ًا كانت هو ّياتهم‪.‬‬ ‫فما من عا�سمة اأو مدينة عربية باتت قادرة على الكتفاء بذاتها‪ ،‬فالكتفاء الذي �ساد فترة اأ�سبح‬ ‫الآن يمثل ظاهرة انغالق اأو تراجع‪.‬‬ ‫يمك��ن و�سف العام ‪ 2007‬باأنه كان ع��ام الإبداع بامتياز‪ ،‬الإب��داع ال�سعري والإبداع‬ ‫ف��ن الق�سة الق�سيرة الملحوظ ف��ي العالم العربي كما في‬ ‫الروائ��ي ولي���س الق�س�سي تبع ًا لتراجع ّ‬ ‫�سمي الزمن الراهن بزمن الرواية‪ ،‬كما بات �سائع ًا‪ ،‬بعد �سعود‬ ‫العال��م الغربي على ال�س��واء‪ .‬ولئن ّ‬ ‫الف��ن الروائي على م�ستوى الكتابة والقراءة‪ ،‬فاإن ال�سعر ما زال «ديوان العرب» كما قيل �سابق ًا‪.‬‬ ‫ق��راء ال�سعر تراجع عددهم بل يكاد ينح�سر اأم��ام رواج الرواية وازدياد عدد قرائها‪،‬‬ ‫�سحي��ح اأن ّ‬ ‫توجه اإلى ال�سعر الجديد ول �سيما‬ ‫لك��ن ال�سعر لم يتراجع على رغ��م التهم الكثيرة التي ما زالت ّ‬ ‫ق�سي��دة النث��ر‪ .‬ويبدو من الوا�س��ح اأن اأعداد الدواوي��ن ال�سادرة خالل هذا الع��ام تناف�س اأعداد‬ ‫الروايات التي �سهدها العام نف�سه واإن كان جزء من هذه الدواوين دون الم�ستوى المفتر�س حتى‬ ‫ليمك��ن اإدراجه في خانة الكتابة الهاوية‪ ،‬لكن ال�سعر كان مثل الرواية وربما اأكثر في قدرته على‬ ‫�سنع الم�سهد الإبداعي خالل هذا العام‪.‬‬

‫لقاء �صعري بين الحداثة والنه�صة‬

‫الإبـــــداع‬

‫م��ا زال ال�سعر اإذاً يملك هالته الخا�سة في الحا�س��ر العربي‪ ،‬فهو الأكثر ا�ستجابة للتعبير‬ ‫عن الأزمات التي �سهدتها المرحلة والأ�سرع تجاوب ًا مع الق�سايا التي تواجه ال�سعوب والبلدان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولع��ل المث��ل الذي يمكن ا�ستخال�س��ه على هذا الم�ستوى ه��و ال�سعر الكثير ال��ذي كتب اإبان‬ ‫الحرب التي �سنتها اإ�سرائيل على لبنان في �سيف العام ‪ 2006‬وقد تج ّلى ون�سر في العام ‪.2007‬‬ ‫�سببته‬ ‫فق��د �س��درت دواوين ل تح�س��ى في العال��م العربي عن هذه الح��رب والخراب ال��ذي ّ‬ ‫والماآ�س��ي التي خ ّلفتها على رغم انكفاء الجي�س المعتدي عن الأرا�سي اللبنانية التي كان دخلها‬ ‫بع��د المقاومة البا�سل��ة التي �سهدها‪ .‬ق�سائد كثي��رة كتبت في بيروت كما ف��ي القاهرة ودم�سق‬ ‫والريا���س وتون�س و�سواها وكاأن ال�سعر هو وحده الق��ادر على احتواء الم�ساعر الحقيقية وعلى‬ ‫أ�سد مالءمة للتفاع��ل مع مثل هذه اللحظات الحا�سمة‪.‬‬ ‫التعبي��ر عنها‪ .‬ال�سعر هو النوع الأدبي ال ّ‬ ‫حت��ى باري���س نف�سها احتفت ع��ام ‪ 2007‬بالذكرى الأولى لحرب تم��وز (يوليو) ‪ 2006‬ومن‬ ‫خ��الل ال�سعر الذي كتب ف��ي هذه الحرب‪ ،‬عربي�� ًا وعالمي ًا‪ .‬فقد ارتاأت موؤ�س�س��ة «اأرابي�سك»‬ ‫ودار «اأوروبي��ا» في باري�س اأن ت�ستعيدا اآثار تلك الح��رب القا�سية والمدمرة عبر ق�سائد ل�سعراء‬


‫الإبــداع‬

‫‪467‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫عرب وعالميين‪ .‬وال�ستعادة تمت اأو ًل من خالل ديوان جماعي عنوانه «اإغواء ال�سمت‪ :‬ثالث‬ ‫وثالث��ون ق�سيدة لثالثة وثالثين يوم ًا م��ن الحرب في لبنان»‪ .‬وقد اأحيت الموؤ�س�ستان لقاء �سعري ًا‬ ‫ف��ي معهد الدرا�سات العليا للعلوم الجتماعية في باري�س‪ .‬وبينما كان ال�سعراء يقراأون ق�سائدهم‬ ‫الت��ي ت�ستوحي ح��رب اإ�سرائيل على لبن��ان اأو «حرب تم��وز» كما باتت ت�سم��ى‪ ،‬كانت ماآ�س‬ ‫كبي��رة تح�سل في غزة و�سام��راء وبيروت‪ ...‬اإنها الحرب تع�سف بالم��دن والكلمات‪ .‬هنالك‬ ‫قت��ل وتدمير واغتيالت وهنا ق�سائد تحاول اأن ت�سهد على م��ا جرى في ال�سيف الفائت عندما‬ ‫التهب��ت الأر�س اللبنانية تح��ت نيران الق�س��ف الإ�سرائيلي‪ .‬ق�سيدة «البيت قتي�� ً‬ ‫ال» التي قرئت‬ ‫بالعربي��ة وبالترجمة الفرن�سية اأهداها ال�ساعر محمود دروي�ش اإلى بيت في غزة وبيت في بيروت‪.‬‬ ‫اإنه البيت نف�سه‪ ،‬البيت العربي المت�ساقط تحت قذائف الأعداء والإخوة الأعداء‪ .‬ثالثة وثالثون‬ ‫�ساع��راً تمكنوا من مواجهة الماأ�ساة وكتبوا ق�سائدهم خالل الح��رب اأو بعد انتهائها‪ ،‬فاللحظة‬ ‫التراجيدية امتدت حتى اأ�سبحت اأمن ًا بذاته‪.‬‬ ‫�سع��راء من العالم العربي واآخرون من العال��م اأجمع‪ ،‬تخطوا تخوم الجغرافيا التي تف�سل‬ ‫بينهم والتقوا في اأم�سية وفي ديوان‪ ،‬بق�سائدهم وكلماتهم‪ ،‬وبنظراتهم المختلفة اإلى حرب هي‬ ‫حربه��م‪ ،‬من قري��ب اأو بعيد‪ ،‬حرب ال�سحايا الذين تماهوا بهم وكتب��وا عنهم‪ .‬ال�ساعر اأدوني�س‬ ‫خ�س الدي��وان بق�سيدته «خم�سة وع�س��رون يوم ًا» التي كان كتبها بعيد انته��اء الحرب معتمداً‬ ‫الن���س – ال�سذرة وموؤرخ�� ًا تلك الأيام ال�سود بروؤي��ة تراجيدية تتداخل فيه��ا الحكمة والتاأمل‪.‬‬ ‫ال�ساع��ر ال�سعودي غ��ازي الق�سيبي كانت له ق�سيدة عنوانها «لبن��ان»‪� ،‬سعدي يو�سف كانت له‬ ‫ق�سيدت��ه «ال�سيوعي الأخير يتطوع» وكذلك �سعراء اآخرون‪ .‬وكان هذا اللقاء حدث ًا �سعري ًا مميزاً‬ ‫خ��الل الع��ام ‪ 2007‬وقد جمع بين ال�سعر والبعد ال�سيا�سي ولك��ن بعدما جعل من ال�سيا�سة بعداً‬ ‫وجداني ًا واإن�ساني ًا عميق ًا‪.‬‬ ‫التقت الحداثة والنه�سة في العام ‪ 2007‬كما لم تلتقيا من قبل‪ ،‬وبدتا كاأن الواحدة تكمل‬ ‫الأخرى‪ .‬فقد اأحيت م�سر الذكرى الخام�سة وال�سبعين لرحيل ال�ساعرين النه�سويين �أحمد �شوقي‬ ‫وحاف��ظ �إبر�هي��م واأقام المجل�س الأعلى للثقافة في م�سر موؤتمراً عربي ًا وعالمي ًا للمنا�سبة �سارك فيه‬ ‫نقاد عرب وم�ست�سرقون اأجانب و�سعراء اأعادوا قراءة هذين ال�ساعرين واألقوا اأ�سواء جديدة على‬ ‫اإبداعهم��ا وتناولوا الموقع الذي يحتالنه في النه�سة ال�سعرية‪ .‬ولم يغب �سعراء الحداثة عن هذه‬ ‫وت��وج الموؤتمر باإ�سدار‬ ‫الذك��رى فح�سروا وقراأوا ق�سائدهم‬ ‫ّ‬ ‫وق��دم بع�سهم مداخالت نقدية‪ّ .‬‬ ‫�سم اأعماله ال�سعرية والآخر‬ ‫الأعم��ال الكاملة لأمير ال�سعراء �أحمد �شوقي ف��ي مجلدين‪ ،‬اأحدهما ّ‬ ‫اأعماله الم�سرحية‪.‬‬ ‫وبعي��داً من القاه��رة‪ ،‬قامت في الريا�س و�سنعاء خالل الع��ام ‪ 2007‬حركة «احتجاج»‬ ‫�سعري اإزاء عدم اإفراد عدد خا�س من �سل�سلة «كتاب في جريدة» عن ال�سعر الجديد في كل من‬


‫‪468‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الإبـــــداع‬

‫ال�سعودية واليم��ن‪ .‬فبينما جرت العادة في �سل�سلة «كتاب في جريدة» بتخ�سي�س عدد لكل بلد‬ ‫ت��م دمج �سعراء البلدين في عدد واحد يوازي اأعداد البلدان الأخرى منفردة‪ .‬هكذا عبر ال�سعراء‬ ‫والنق��اد ف��ي كال البلدين عن امتعا�سهم من هذه الخطوة وعن رف�سهم لها‪ ،‬لأنها تقلل من اأهمية‬ ‫ال�سع��ر ف��ي ال�سعودية واليمن‪ .‬ويعتقد الكثير م��ن ال�سعراء والنقاد ب��اأن التجربتين ال�سعريتين في‬ ‫البلدين‪ ،‬ت�ستحقان اأن يخ�س�س لكل واحدة منهما عدد كامل‪ ،‬نظراً اإلى التنوع الذي ي�سم ال�سعر‬ ‫تعد مميزة وثرية‪ ،‬وت�س��كل منفردة لحظات مهمة في �سياق‬ ‫فيهم��ا‪ ،‬واإل��ى الأ�سماء الكثيرة التي ّ‬ ‫ال�سع��ر في كل من البلدين‪ ،‬ما يمثل فر�سة ليتع��رف القراء في العالم العربي عليها‪ .‬واأكد هوؤلء‪،‬‬ ‫من خالل اآراء ن�سرت في مواقع اإلكترونية و�سحف مختلفة‪ ،‬اأن ال�سعر ال�سعودي تحديداً‪� ،‬سهد‬ ‫تط��وراً لفت ًا خالل العقدين الما�سيين‪ ،‬وتعزز بعدد من الأ�سماء ال�سابة التي كر�ست تجاربها في‬ ‫ق�سي��دة النثر‪ ،‬وطبعت مجموعاتها ال�سعرية خارج البالد‪ ،‬وه��و ما دفع نقاداً عرب ًا اإلى الهتمام‬ ‫بهذا ال�سع��ر لما عك�ست التجارب الجديدة من قلق خ��الق‪ ،‬وجودي و�سعري‪ ،‬ولما طرحت‬ ‫اأي�س ًا من مقترحات جمالية‪� ،‬سنعت لنف�سها لحظة خا�سة ومتفردة‪ .‬وهذا الأمر كان ينبغي‪ ،‬في‬ ‫راأي هوؤلء ال�سعراء‪ ،‬اأن ياأخذه القائمون على الم�سروع في العتبار‪ ،‬ويفردوا عدداً كام ً‬ ‫ال لل�سعر‬ ‫ال�سعودي ولي�س «ن�سف عدد»‪.‬‬ ‫غير اأن المبادرة التي قام بها «كتاب في جريدة» بغية جمع الإبداع ال�سعري الجديد في‬ ‫العال��م العربي �سمن مخت��ارات �ساملة‪ ،‬ت�ستحق الت�سجيع فع ً‬ ‫ال على رغ��م بع�س الماآخذ عليها‪،‬‬ ‫ذل��ك اأنها ت�سع هذا النتاج في متناول اأكبر �سريحة من الق��راء العرب عبر �سحف عربية �سديدة‬ ‫النت�س��ار‪ .‬لكن ح�سر ال�سع��ر ال�سعودي واليمني في عدد واحد لم يكن خي��اراً �سائب ًا البتة وقد‬ ‫الت�سرع اإزاء هذين البلدين‪.‬‬ ‫حمل في قراءته نوع ًا من‬ ‫ّ‬ ‫أ�س��وي الذي دفع‬ ‫واإن كان الع��راق ول ي��زال اأر���س ال�سعر وموئله على رغ��م واقعه الما‬ ‫ّ‬ ‫بالكثي��ر من ال�سعراء اإلى الهجرة والغتراب ليوا�سلوا اإبداعهم في المنفى فاإنّ اأجيا ًل �سابة تتوالى‬ ‫حاملة �سعلة هذا ال�سعر‪ .‬وقد برز خالل العام ‪� 2007‬سبعة �سعراء فازوا بجوائز الدورة الثانية التي‬ ‫يمنحه��ا «اتحاد ديوان ال�س��رق – الغرب» ومقره العا�سمة الألماني��ة برلين‪ ،‬و�سدرت اأعمالهم‬ ‫كرموا في��ه وقد اأقيم في بغداد‪ .‬وقد تقا�س��م الجائزة الأولى داليا‬ ‫الفائ��زة خ��الل مهرجان �سعري ّ‬ ‫ريا���س ع��ن ديوانها «ع�سرة اآلف لمحة ب�سر» وحميد قا�سم ع��ن ديوانه «وهذا �سحيح اأي�س ًا»‪،‬‬ ‫وتقا�سم الجائزة الثانية اأحمد عبدالح�سين عن ديوانه «جنة عدم» وح�سن النواب عن «اأ ّمن يجيب‬ ‫الب��الد اإذا دعته»‪ ،‬وذهبت الجائ��زة الثالثة اإلى ثالثة �سعراء هم‪ :‬را�س��م المرواني عن ديوان «ليلة‬ ‫احت��راق القمر»‪ ،‬ونجاة عبداهلل ع��ن «مناجم الأرق»‪ ،‬وخ�سر ح�سن خلف ع��ن «اأر�سم اأ�سئلتي‬ ‫ل�سواي واأم�سي»‪ .‬و�سارك اأربعة نقاد في ع�سوية لجنة التحكيم هم الناقد الأردني فخري �سالح‬ ‫والعراقيون فريال غزول اأ�ستاذة الأدب المقارن في الجامعة الأميركية في القاهرة والناقد العراقي‬ ‫محمد الجزائري وال�ساعر العراقي علي العالق اأ�ستاذ الأدب العربي في جامعة العين الإماراتية‪.‬‬


‫‪469‬‬

‫الإبــداع‬

‫الملتقيات ال�صعرية وغياب التوا�صل بين المثقفين والجمهور‬

‫الإبـــــداع‬

‫حي��ن تعقد مقارنة بين المهرجانات ال�سعرية العربية التي تتخذ �سفة العالمية وبين المهرجانات‬ ‫العالمي��ة مثل مهرجاني‪ :‬مديين لل�سعر العالمي ف��ي كولومبيا‪ ،‬ومهرجان ال�سعر العالمي في كو�ستاريكا‪،‬‬ ‫تبدو ال�سورة قاتمة‪ ،‬ففي حين يتجاوز ح�سور الليلة الأولى من مهرجان مديين ‪ 20‬األف متابع‪ ،‬ويتجاوز‬ ‫ح�سور مهرج��ان كو�ستاريكا العالمي لل�سعر الع�سرة اآلف‪ ،‬نجد المهرجانات ال�سعرية العربية تعقد في‬ ‫قاع��ات �سبه خاوية‪ ،‬لي�س بها غالبا اإل ال�سعراء اأنف�سهم اأو بع���س المثقفين المنخرطين في عملية الكتابة‬ ‫اأ�سال‪ ،‬مع نوع من الح�سور ال�سحفي لتغطية الحدث‪.‬‬ ‫ويالحظ اأن الندوات ال�سعرية التي تحظى بقدر معقول من المتابعة الجماهيرية هي غالبا لأ�سماء‬ ‫معين��ة فر�ست �سطوة ال�سم اإم��ا بقوة ح�سورها في الم�سهد الثقافي عل��ى ات�ساعه اأو بقوة ح�سورها في‬ ‫ال�ساحة الإعالمية‪.‬‬ ‫وف��ي اإطار البحث عن تف�سير ظاهرة �سعف اأو غي��اب التوا�سل بين المهرجانات والموؤتمرات‬ ‫والندوات المعقودة في معظم اأنحاء العالم العربي وبين الجمهور‪،‬ومقارنتها مع بلدين من اأمريكا الالتينية‬ ‫هم��ا كولومبي��ا وكو�ستاريكا‪ ،‬يت�سح اأن المناهج المدر�سية تقف بق��وة وراء هذا النقطاع في التوا�سل‪.‬‬ ‫فف��ي دول اأمريكا الالتينية اأ�س�س ال�سعراء رابطة اأمريكا الالتينية لل�سعر وال�سعراء‪ ،‬وكان من اأهم اأولوياتها‬ ‫تاأ�سي�س ور�س عمل لل�سعر خا�سة وللكتابة ب�سكل عام‪ ،‬تقام بناء على درا�سات وتقارير لحال الثقافة‪ ،‬هي‬ ‫ت�سته��دف طلب��ة المرحلة البتدائية من عمر ‪� 7‬سنوات وحتى عم��ر ‪� 14‬سنة‪ .‬و هذا الم�سروع الذي بداأ‬ ‫من��ذ �سبع �سنوات ا�ستطاع اأن يوؤتي ثماره‪ ،‬فالغالبية م��ن ال�سباب اليافعين الذين خ�سعوا للور�س اأ�سبحوا‬ ‫يتابع��ون الموؤتمرات ال�سعرية كما يتابع��ون الإ�سدارات ب�سكل عام وبع�سهم يكت��ب ال�سعر فال�سنوات‬ ‫القادمة في هذين البلدين تجعل ال�سعر على راأ�س الأولويات الثقافية‪ ،‬نظرا لما يمثله من قيم اإن�سانية عالية‬ ‫تحد من موجات العنف والالمبالة بالآخر التي بداأت ت�سود المجتمعات العالمية‪.‬‬ ‫با�ستطاعتها اأن ّ‬ ‫ولع��ل ه��ذه المقارنة تقود اإل��ى اأ�سئلة عديدة تتفرع م��ن الو�سع الراهن‪ :‬هل هن��اك خطاأ ما في‬ ‫التوا�سل مع القارئ العادي النهم للمعرفة وهو موجود في عالمنا العربي لكنه غائب عن التفاعل؟ اأم اأن‬ ‫الخطاأ يكمن في طبيعة الموؤتمرات والندوات نف�سها؟ و تقود المقارنة اأي�سا اإلى الت�ساوؤل عن التعليم في‬ ‫المدار�س والم�ستوى الثقافي لخريجي الجامعات الذي نلم�س تدنيه‪.‬‬ ‫وبمث��ال ب�سي��ط عن حدث هام وقع وقت اإع��داد هذا الملف وهو رحي��ل ال�ساعر الكبير محمود‬ ‫دروي���س‪ ،‬فالمالح��ظ اأن غالبية كبرى م��ن خريجي الجامع��ات ل يعرفون من هو‪ ،‬بل ق��د ي�سدم ال�سائل‬ ‫فجر نف�سه في قلب فل�سطين»‪« ،‬محمود‬ ‫باإجاب��ات في منتهى الغرابة‪« :‬محمود دروي�س منا�سل فل�سطيني ّ‬ ‫دروي�س �ساعر عبا�سي»‪« ،‬محمود دروي�س مطرب �سيا�سي معروف» اإلخ من اإجابات غرائبية‪.‬‬ ‫كل هذا يدل على تفكك العالقة بين المثقفين اأنف�سهم وبين عامة ال�سعب‪ ،‬كما يدل على �سعف‬ ‫دور الموؤ�س�س��ات الثقافي��ة الحكومية الت��ي ل ت�ستطيع اأن ت�سع يدها على مو�س��ع الخلل‪ ،‬وبالتالي تبقى‬ ‫غائب��ة ع��ن محاولة اإ�سالحه و لعلنا نحتاج اإل��ى درا�سة نموذج اأمريكا الالتيني��ة كمثال حقيقي في دول‬ ‫ذات ق��درات مادي��ة متوا�سعة‪ ،‬ومع ذلك ا�ستطاعت ا�ستحداث برامج غي��ر مكلفة لتبني ج�سر التوا�سل‬ ‫بين المثقف والجيل الجديد‪.‬‬


‫‪470‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ال�صعر اإلكتروني ًا‬ ‫عمد بع�س ال�سعراء خالل الع��ام ‪ 2007‬اإلى ن�سر دواوينهم اإلكتروني ًا �سواء عبر مواقعهم‬ ‫ال�سخ�سية اأم عبر مواقع اأخرى اأم عبر مجالت اإلكترونية‪ .‬بع�سهم �ساء اأن يخرج على تقليد الن�سر‬ ‫يتحدى حال الن�سر‬ ‫الورق��ي موؤثراً الن�سر الإلكتروني باإغراءات��ه و�سعة انت�ساره‪ ،‬وبع�سهم اأراد اأن ّ‬ ‫ال�سع��ري الورقي والنا�سرين متمرداً على «�سلطتهم»‪ .‬هك��ذا ن�سر ال�ساعر العراقي �شعدي يو�شف‬ ‫ديوانه "ق�سائد نيوي��ورك" على موقع مجلة "كلمة" الإلكتروني‪ ،‬كما ن�سر ال�ساعر اللبناني وديع‬ ‫�شع��ادة ديوانه الأخير على موقعه ال�سخ�سي‪ ،‬ناهي��ك بالكثير من ال�سعراء الذين ين�سرون �سعرهم‬ ‫عل��ى موقع واأكثر من اأجل الو�سول اإلى اأكبر �سريحة من القراء‪ .‬وقد اأ�س�س �سعراء كثيرون مواقع‬ ‫الحر‪ .‬ومن هذه المواقع موقع «جهات»‬ ‫لهم اأو مواقع �سعرية عامة غدت �ساحة للن�سر ال�سعري ّ‬ ‫ال��ذي اأ�س�سه ال�ساعر البحريني قا�شم حد�د‪ .‬وفي اأبو ظبي انطلق هذا العام موقع اإلكتروني عنوانه‬ ‫«واح��ة المتنب��ي» ي�سم الديوان الكامل لأبي �لطيب �لمتنبي‪ ،‬الذي يعتب��ره بع�س النقاد اأبرز �ساعر‬ ‫عرب��ي على مر الع�س��ور‪ .‬والديوان م�سح��وب بت�سجيل �سوتي للق�سائد م��ع �سروح‪ .‬ويهدف‬ ‫موق��ع «واحة المتنب��ي» اإلى اإعادة تقديم ال�سع��ر العربي انطالق ًا من تقني��ات الع�سر وفي طريقة‬ ‫ت�سهل الو�س��ول اإلى منابع الإبداع‪ .‬والمرحلة الأولى من «واحة المتنبي» تت�سمن ديوانه كام ً‬ ‫ال‬ ‫م�سحوب ًا بت�سجيل �سوتي لق�سائده اإ�سافة اإلى «ال�سروح الكاملة التي تناولت �سعره والتي يتجاوز‬ ‫عدده��ا ‪� 40‬سرح ًا‪ .‬ويتيح الموقع حري��ة الت�سفح وفق ًا لطريقة البحث بالقافية اأو با�ستخدام اأحد‬ ‫الأبيات اأو المفردات»‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫وبالع��ودة اإلى باري�س فقد �سهدت العا�سمة الفرن�سية اأي�س ًا حدث�� ًا �سعري ًا عربي ًا اأو م�سري ًا‬ ‫ولكن باللغة الفرن�سية‪ .‬فع�سية الذكرى الخم�سين لرحيل ال�ساعر الم�سري المجهول اأحمد را�سم‬ ‫(‪� )1958 – 1895‬سع��ت باري���س اإلى رد بع�س العتبار اإليه بعدما ت��م تجاهله طوي ً‬ ‫ال في م�سر‬ ‫وفرن�س��ا‪ .‬ولعلها المرة الأولى التي تجمع فيها بع�س ن�سو�س��ه في كتاب �سدر عن دار دونويل‬ ‫ف��ي باري�س بعن��وان «يوميات موظف ب�سيط» ون�سو�س اأخرى‪ .‬والكت��اب مرفق بدرا�سة �ساملة‬ ‫وعميقة عن ال�ساعر وع�سره‪ .‬اأما المقدمة فهي للكاتبة اأندريه �سديد وهي عبارة عن �سهادة كانت‬ ‫كتبته��ا في العام ‪ .1959‬واإذا كان اأحمد را�سم انحاز اإلى الفرن�سية لغة اإبداعية فهو لم يتخل عن‬ ‫العربية لحظة وكتب بها بع�س الن�سو�س النقدية في اأوا�سط حياته‪ .‬اإل اأن المفاجئ هو اأن يكون‬ ‫ه��ذا ال�ساعر �ساحب اأول ديوان ق�سيدة نث��ر في م�سر والعالم العربي‪ ،‬بالعربية مثلما بالفرن�سية‪.‬‬ ‫يعد اليوم من الأعمال المفقودة‬ ‫فه��و اأ�سدر في العام ‪ 1922‬ديوان «الب�ستان المهجور» ال��ذي ّ‬


‫الإبــداع‬

‫‪471‬‬

‫والمجهول��ة تمام ًا مع اأنه اأثار �سجا ًل في القاهرة حين �سدوره وهاجمه اأحمد �سوقي واآخرون‪.‬‬ ‫وق��د �سم الديوان ق�سائ��د نثرية �سرفة‪ .‬ولم يم�س عام على �س��دور «الب�ستان المهجور» الذي‬ ‫�سب��ق دي��وان «بلوتالند» بما يقارب ربع قرن داح�س ًا فكرة اأن يكون لوي�س عو�س �ساحب اأول‬ ‫دي��وان نثر بالعربية (‪ ،)1947‬حتى انتقل اإل��ى الكتابة بالفرن�سية ون�سر اأولى ق�سائده عام ‪1923‬‬ ‫ف��ي مجلة «م�سر الجدي��دة» التي تعد رائدة في مجال الأدب الفرنكوفوني الم�سري‪ .‬ثم اأ�سدر‬ ‫بجوه ولعبته ال�سعرية المفتوحة على اأفق النثر بما‬ ‫كتاب «ني�سان» عام ‪ 1927‬وكان حدث ًا �سعري ًا ّ‬ ‫هو �سرد وو�سف ون�س حر قائم على الإيقاع الداخلي‪.‬‬ ‫ول��م يك��ن اأحمد را�سم الذي كتب الكثي��ر غريب ًا عن المعترك الم�س��ري ال�سعري الذي‬ ‫كان ي�سهد �سجا ًل بين المقلدين والمجددين من «اأ�ساطين» ع�سر النه�سة من اأمثال‪� :‬أحمد �شوقي‬ ‫وخليل مطر�ن وحافظ �بر�هيم و�سواهم‪ ...‬وعا�س عن قرب تجربة مجلة «اأبوللو» التي اأ�س�سها �أحمد‬ ‫زك��ي �أبو �شادي‪ .‬مثلما لم يكن غريب ًا عن المعترك الم�سري الفرنكوفوني الذي عا�س في �سميمه‬ ‫ول��و م�ستق ً‬ ‫ال‪ .‬وكما رافق �سدور «الأيام» لطه ح�شين (‪ )1929‬و«بلوتالند» للوي�ش عو�ش لحق ًا‬ ‫(‪ )1947‬واك��ب «بيان الحرك��ة ال�سوريالية» الذي اأ�سدره جورج حني��ن عام ‪ 1927‬ثم انطالق‬ ‫�سباق ًا‬ ‫جماعة «فن وحرية» عام ‪ 1939‬وعلى راأ�سها جورج حنين ورم�شي�ش يونان‪ .‬كان �أحمد ر��شم ّ‬ ‫فع�� ً‬ ‫ال‪ ،‬و«مخ�سرم ًا» في المفهوم ال�سع��ري الحداثي وحديث ًا ولكن على طريقته‪� ،‬سرقي ًا وغربي ًا‪،‬‬ ‫معجب ًا ب� «المعلقات» وحافظ �ل�شير�زي و�شعدي �ل�شير�زي وال�سعر القديم والهايكو ومعجب ًا اأي�س ًا‬ ‫بال�سعراء الفرن�سيين المحدثين والرمزيين‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬


‫‪472‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫المدونـــــات‬

‫الإبـــــداع‬

‫يالحظ انت�سار ظاهرة المدونات والكتاب الإلكتروني في مواقع الإنترنت التي اأ�سحبت‬ ‫ف�س��اء مالئما لن�سر كثير من اإنتاج الأدب��اء ال�سبان‪ ،‬وما يتبع ذلك من توا�سل حي بين القراء وبين‬ ‫موؤلفي هذه الأعمال وما تثيره من ق�سايا واإ�سكالت‪.‬‬ ‫وفي ا�ستطالع لراأي النقاد في اأدب المدونات اأجمع عدد كبير منهم على اأن هذا الأدب‬ ‫بد أا يتخذ خطا جديدا في تعبيره عن نف�سه‪ ،‬واأن الأدباء ال�سبان حاولوا من خالل مدوناتهم خلط‬ ‫الهم الثقافي بالهم ال�سيا�سي والجتماعي فقدموا �سورة تكاد تكون طليعية في نقل اأر�س الواقع‬ ‫والتعبي��ر عنه اأدبيا‪ .‬واعتبر اأكثر م��ن ناقد اأن لأدب المدونات خ�سائ���س خا�سة يجب درا�ستها‬ ‫جدي من قبل �سريحة عري�س��ة من النقاد خ�سو�سا اأن المدون��ات تحظى بقراءات اأكبر‬ ‫ب�س��كل ّ‬ ‫بكثير مما يحظى به اأي كتاب اأدبي‪.‬‬ ‫والالف��ت ف��ي اأدب المدونات اأن غالبية كبي��رة منها اعتمدت على اأ�سل��وب الحكي اأو‬ ‫الق���س الحياتي اليوم��ي من خالل ت�سجيل يوم��ي للحدث وانعكا�سه على الم��دون نف�سه‪ ،‬مما‬ ‫اأ�سبح يتي��ح للمتابع اأن يطلع على مظاهر حياتية متنوعة لها عالقة مبا�سرة بال�سارع وانعكا�ساته‪،‬‬ ‫وبمعن��ى اآخر فاإن هذه المدونات من الممكن اأن ت�سبح تدوين��ا تاريخيا اجتماعيا للفرد الواحد‬ ‫في مجتمعات تتنوع فيها الهموم‪.‬‬ ‫و من متابعة موقع الفي�س بوك يمكن اإح�ساء اأكثر من ‪ 1000‬مجموعة «جروب» لل�سعر‬ ‫العربي‪ ،‬من بينها ما يحمل ا�سم ظاهرة اأو حركة �سعرية مثل «�سعراء العامية الم�سرية»‪ ،‬اأو «�سحبة‬ ‫البحر» وهي مجموعة معنية بال�سعر العامي اأي�سا ومنها ما يحمل ا�سم كتاب يتم الحتفاء ب�سدوره‬ ‫ومناق�سته من قبل اأع�ساء المجموعة‪ ،‬ومن هذه المجموعات ما يرفع اأ�سماء �سعراء معروفين مثل‬ ‫«محم��ود دروي�س» اأو «ن��زار قباني» و الالفت ف��ي هذه الظاهرة كث��رة المجموعات الخا�سة‬ ‫بال�سع��راء ال�سب��اب‪ ..‬اأو ما ا�سطلح على ت�سميتهم بال�سب��اب نقديا فقد لقت هذه المجموعات‬ ‫تفوق��ا عدديا م��ن قبل المنت�سبي��ن اإليها على مجموعات �سع��راء را�سخين ف��ي الم�سهد ال�سعري‬ ‫العربي‪ .‬ويبدو اأن ال�سعراء العرب انتبهوا اإلى اأهمية «الفي�س بوك» لعر�س اأعمالهم والتعريف بها‬ ‫وبالتالي فتح نقا�س حولها‪.‬‬ ‫وين�سح��ب الأمر نف�سه على الرواية التي تعددت مجموعاته��ا ب�سكل كبير‪ ،‬ولم يتوقف‬ ‫الأم��ر عند الك ّتاب اأنف�سهم‪ ،‬فق��د انتبهت دور الن�سر لالأمر فب��داأت بتاأ�سي�س مجموعات غايتها‬ ‫الإعالن عن من�سوراتها وبالتالي التوا�سل مع اأع�ساء المجموعات لإبالغهم بكل جديد في عالم‬ ‫الكتاب‪ ،‬اأو عن مواعيد الندوات التي تناق�س الكتب ال�سادرة‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪473‬‬

‫�صعر كردي‪ ...‬عربي‬ ‫ق��د يكون �س��دور كتاب «اأرواح ف��ي الع��راء – اأنطولوجيا ال�سعر الك��ردي الحديث»‬ ‫واح��داً من الأح��داث ال�سعرية التي �سهدها العام ‪ .2007‬فقد عان��ى ال�سعر الكردي‪ ،‬المعا�سر‬ ‫والحدي��ث‪ ،‬حالة من العزلة و«التهمي�س» عربي ًا لأ�سباب ع��دة‪ .‬وقد يكون هذا الكتاب «الذي‬ ‫اأع��ده وترجمه وقدم له عب��د اهلل طاهر البرزنج��ي (دار الم�سار‪ ،‬بغ��داد) اأول عمل اأنطولوجي‬ ‫يجم��ع بالعربية مقداراً من الأ�سم��اء والق�سائد في ‪� 375‬سفحة‪ .‬اأما ال�سع��راء فيبلغ عددهم مئة‬ ‫ومعظمهم من الأجيال الجديدة‪ ،‬عالوة على الرواد النه�سويين والحداثيين‪ .‬يتيح الكتاب فر�سة‬ ‫للقارئ العربي كي يطلع على ال�سعر الكردي وعلى مراحله وخ�سائ�سه وجمالياته خالل القرن‬ ‫الع�سرين بل كي يت�سالح مع هذا ال�سعر الذي كتب معظمه في المدن العربية‪ .‬واإن لم ت�سمل هذه‬ ‫الأنطولوجي��ا ال�سعراء الأكراد الذين كتبوا بالعربية وهم كثر‪ ،‬فهي �سمت اأ�سماء عدة داأبت على‬ ‫ير�سخ طابع "ال�ستات" الذي‬ ‫الكتابة بالتركية والإيرانية بح�سب انتمائها الجغرافي‪ .‬ولعل هذا ما ّ‬ ‫يت�سم به هذا ال�سعر‪.‬‬

‫ال�صعر العامي والنبطي‬

‫بد‬ ‫ويختلف ال�سعر النبطي عن ال�سعر العامي في العالم العربي بما يحمل من خ�سائ�س ل ّ‬ ‫من التوقف عندها‪ .‬واإذا كان �بن خلدون اأول من اأدرك العالقة بين ال�سعر النبطي و�سعر الجاهلية‬ ‫و�سدر الإ�سالم وعالجها في «مقدمته» ال�سهيرة‪ ،‬فاإن هذه العالقة ظلت مثار التبا�س طوال قرون‬

‫الإبـــــداع‬

‫ل��م يغ��ب ال�سعر العامي والنبطي ع��ن الم�سهد ال�سعري خالل الع��ام ‪ .2007‬ففي م�سر‬ ‫مث ً‬ ‫ال‪ ،‬ازداد ال�سعراء الذين اختاروا الكتابة باللغة الم�سرية العامة‪ ،‬حتى اإن بع�س ال�سحف راحت‬ ‫تن�س��ر الق�سائد العامية اإلى جانب الق�سائد المكتوب��ة بالف�سحى‪ .‬وقد احتل ال�ساعر عبد�لرحمن‬ ‫�لأبن��ودي الواجه��ة هذا العام واأ�سدر مختارات من �سعره العام��ي لقيت رواج ًا خ�سو�س ًا عقب‬ ‫المر���س الذي حل به‪ .‬هذا الواقع �سهدته اأي�س ًا بل��دان عربية كثيرة مثل لبنان و�سورية وفل�سطين‬ ‫والأردن وتون���س و�سواها‪ .‬وب��ات ال�سعر العامي يملك خ�سائ�سه ويحت��ل موقع ًا متقدم ًا داخل‬ ‫الم�سه��د ال�سعري العام‪ .‬اأما ف��ي ال�سعودية والبلدان الخليجية‪ ،‬ول �سيم��ا الإمارات‪ ،‬فقد �سهد‬ ‫ال�سع��ر النبطي المزيد من الرواج والنت�سار‪ .‬وفي اأبو ظب��ي ا�ستطاعت اإحدى م�سابقات ال�سعر‬ ‫النبطي على التلفزيون اأن تزيد من جمهور هذا ال�سعر وتر�سخ ح�سوره عربي ًا‪.‬‬


‫‪474‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الإبـــــداع‬

‫مثلها مثل ال�سعر النبطي نف�سه الذي لم يحظ بما ينبغي اأن يحظى به من اهتمام علمي وت�سنيف‪.‬‬ ‫ي�سم �بن خل��دون هذا ال�سعر الذي عرفته الجزيرة العربية في الع�سور الغابرة ب� «النبطي»‬ ‫واإن ل��م ِّ‬ ‫فه��و �سماه بال�سعر البدوي والقي�س��ي بح�سب لغة اأهل الم�سرق و�سم��اه ب� «الأ�سمعيات» وفق‬ ‫ل�سان اأهل المغرب‪ .‬على اأن الت�سمية النبطية لم يبتدعها اإل اأهل الجزيرة وبدت مق�سورة عليهم‪.‬‬ ‫و لعل��ه يج��در اإعادة النظر ف��ي المواقف ال�سلبية التي كثي��راً ما تبناها النق��اد والمثقفون العرب‬ ‫حي��ال هذا ال�سعر وحيال الأدب ال�سعبي عموم ًا‪ ،‬ومناق�س��ة بع�س المقولت القومية وال�سيا�سية‬ ‫والنخبوية التي عزلت ه��ذا ال�سعر ال�سعبي وعادته وكالت له التهم‪ .‬فال�سعراء الذين كتبوا ال�سعر‬ ‫النبطي لم يتخلوا عن التزامهم مبد أا اإحياء اللغة الف�سحى والحفاظ عليها‪ ،‬ولم ي�سعوا اإلى ت�سجيع‬ ‫العامية على ح�ساب الف�سحى واإنما على العك�س‪ ،‬ف�سعرهم هو �سليل ال�سعر العربي ووليد اللغة‬ ‫العربية‪ .‬ولعل التحفظ على هذا ال�سعر اأو ال�سك فيه ل اأ�سا�س واقعي ًا له بل اإن من�ساأه هو �سوء الفهم‬ ‫والمنطق الخاطئ‪ .‬ولم يوؤد تجاهل ال�سعر النبطي نخبوي ًا و�سيا�سي ًا وقومي ًا اإل اإلى رواجه و�سيوعه‬ ‫ف��ي الأو�ساط ال�سعبية والأرياف والمناطق وبع�س المعتركات الأدبية‪ .‬ولعل العالقة الوثيقة التي‬ ‫ترب��ط بين ال�سعر النبط��ي واللغة العربية هي خير دليل على «�سرعية» ه��ذا ال�سعر وعلى جذوره‬ ‫العربي��ة ال�سافية‪ .‬وهذه العالق��ة ل تدل عليها فقط اأوجه ال�سبه بين بع�س الق�سائد اأو الأبيات من‬ ‫ه��ذا ال�سع��ر وذاك‪ ،‬بل توؤكدها الروؤي��ة ال�ساملة التي توحد بين ال�سعري��ن وكذلك وحدة النظرة‬ ‫والموق��ف‪ .‬والعالقة هذه ل تخت�سر في الناحية اللغوية والبالغية فقط لأنها عالقة عميقة وذات‬ ‫اأبعاد عدة ولي�ست على قدر من الب�ساطة كما يظن البع�س‪ .‬اإنها عالقة �سائكة وكثيرة المنعطفات‬ ‫والمزالق‪ .‬وهي عالقة اأدبية وعلمية وعالقة تاريخية وح�سارية‪ .‬اأما اأوجه العالقة التي تجمع بين‬ ‫ال�سعر النبطي وال�سعر العربي القديم فتر�سخت خالل م�سيرة ال�سعر في و�سط الجزيرة العربية عبر‬ ‫الحق��ب المتوالية بدءاً من الع�سر الجاهلي وانتهاء بالع�س��ر النبطي‪ .‬واإذا تداخلت حلقات هذه‬ ‫الحق��ب حين�� ًا وانف�سمت حين ًا فهي ل تنفي عمق العالقة اللغوي��ة ور�سوخ ال�ستمرار التاريخي‬ ‫بي��ن ال�سع��ر العربي القديم وال�سعر النبط��ي‪ .‬وعالوة على البعدين اللغ��وي والتاريخي تكت�سب‬ ‫ه��ذه العالقة تجليات اأخرى ومرتكزات كالروؤي��ة الثقافية والم�سمون وال�سكل الفني والمعجم‬ ‫ال�سعري والأوزان و�سواها‪.‬‬


‫‪475‬‬

‫الإبــداع‬

‫�صعر العامية من الكتابة اإلى ال�صفاهية‬

‫الم�صهد الروائي خالل عام ‪2007‬‬ ‫كان العام ‪ 2007‬عام الرواية العربية بامتياز مثل الأعوام ال�سابقة التي �سهدت �سعود هذا‬ ‫الغربي‪ .‬وقد‬ ‫الفن وازدهاره‪ .‬ولم يقت�سر هذا الزدهار على البلدان العربية بل تخطاه اإلى العالم‬ ‫ّ‬ ‫لقي��ت رواية «عمارة يعقوبي��ان» في ترجمتها اإلى الفرن�سية والإنكليزي��ة والإيطالية و�سواها من‬ ‫ت�سور النقاد العرب‪.‬‬ ‫اللغات نجاح ًا كبيراً فاق ت�سور �ساحبها عالء �لأ�شو�ني وكذلك ّ‬ ‫لقد وا�سل الروائيون العرب على اختالف هوياتهم واأجيالهم‪ ،‬خالل هذا العام‪ ،‬بحثهم‬ ‫ع��ن اأ�س��كال ومو�سوعات روائي��ة جديدة وم�سوا في تر�سي��خ هوية الرواية العربي��ة في اأبعادها‬ ‫المتع��ددة حتى اأ�سحت الرواية �سيدة ال�ساحة الأدبية‪ ،‬ل �سيم��ا من ناحية القراء‪ .‬وبدت الرواية‬

‫الإبـــــداع‬

‫م��ع تعدد التجاه��ات ال�سعرية؛ كان ل ّبد لكل �سكل �سع��ري اأن يقدم نف�سه بطريقة‬ ‫مختلفة‪ ،‬ف�سعراء العامية اأو النبطية (في بلدان الخليج العربي) وكذلك �سعراء الزهيريات بداأوا‬ ‫بتجاوز موا�سيع الق�سيدة الكال�سيكية و تجاوبوا مع ال�سعرية العربية الحديثة‪.‬‬ ‫ويب��دو لفت ًا ت�س��اوؤل حجم المطبوع من دواوي��ن ال�سعر العامي ب�س��كل كبير‪ ،‬لكن هذا‬ ‫التراجع في الن�سر ل يعني الغياب اأبدا‪ ،‬بل يعني اعتماد �سبل تو�سيلية اأخرى مثل الأقرا�س المدمجة‬ ‫(الأ�سطوانات ال�سوتية) والدي في دي‪ .‬بعد اأن انتبه �سعراء العامية اإلى اأن نوعهم ال�سعري ي�ستطيع‬ ‫يعبر عن نف�سه اأكثر عن طريق ال�سفاهية‪ ،‬فيمكن حينئذ لل�ساعر تو�سيل ق�سيدته بلهجته المعبرة‪،‬‬ ‫اأن ّ‬ ‫وبخا�سة مع اختالف اللهجات بين المنطقة و الأخرى في البلد الواحد‪.‬‬ ‫وهذه الظاه��رة بداأها �سعراء معروف��ون مثل مظفر النواب (الع��راق) ونجيب �سرور‬ ‫(م�سر) وغيرهم‪ ،‬اإل اأن الالفت فيها عام ‪ 2007‬اأن غالبية كبرى من ال�سعراء اأ�سدرت اأقرا�سا‬ ‫�سوتي��ة ومرئية اأحيانا‪.‬وتقف م�سر في مقدمة الدول التي تن�سر �سعر العامية في �سكل كتاب‪.‬‬ ‫في حين يميل �سعراء الخليج العربي اإلى ن�سر ق�سائدهم في �سكل اأ�سطوانات �سوتية‪.‬‬ ‫و مم��ا يوؤخذ على ه��ذه الظاهرة اأن الإ�س��دارات ال�سعرية الت��ي ا�ستعملت التقنيات‬ ‫ُ�سجل باأرقام الإيداع‬ ‫الحديث��ة م��ن اأ�سطوانات مدمجة �سوتية اأو مرئية �سدرت من غي��ر اأن ت ّ‬ ‫الدولي��ة‪ ،‬وغالبا ما يكون ذلك على نفق��ة موؤلفيها‪،‬وتداولها يبقى مح�سورا في نطاق �سيق‪،‬‬ ‫ه��و الدولة نف�سها التي �سدرت فيها الأ�سطوان��ة اأو القر�س المدمج‪ ،‬واأحيانا في نطاق مدينة‬ ‫واحدة‪.‬‬


‫‪476‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫حق�� ً‬ ‫ال تجريبي ًا مميزاً تتقاطع فيه الحداثة والتراث‪ ،‬الواق��ع والتاريخ‪ .‬وكان لفت ًا جداً اإقبال عدد‬ ‫غي��ر قليل من دور الن�سر في الغرب على اختيار اأعمال روائي��ة كثيرة لترجمتها وتقديمها للقراء‬ ‫هن��اك‪ .‬ولئن غل��ب مقيا�س «التغري��ب» اأو «الأكزوتيكية» على �سائر المقايي���س �سعي ًا اإلى اإغراء‬ ‫الق��ارئ الغربي‪ ،‬فاإن روايات مهمة نقلت اإل��ى اللغات الأجنبية وفر�ست نف�سها كاأعمال روائية‬ ‫طالعة من �سميم المجتمع العربي المتاأزم‪.‬‬

‫نه�صة الرواية ال�صعودية‬ ‫وكان الالفت بروز حركة روائية في ال�سعودية لم تعرفها ال�ساحة الأدبية �سابق ًا‪ .‬فقد اأطل‬ ‫نح��و �ستة وع�سرين روائي ًا �سعودي ًا على الم�سهد الأدبي عب��ر �ست وع�سرين رواية جديدة كتبها‬ ‫�سب��ان و�سابات‪ ،‬كان��وا مجهولين لدى القارئ حتى ذلك الحين‪ .‬واأظه��رت درا�سة ببليوغرافية‬ ‫اأعده��ا القا�س خالد �ليو�شف‪ ،‬اأن ‪ 41‬رواية �سعودية �س��درت خالل حقبة واحدة ع�سرون منها‬ ‫لكاتب��ات واإحدى وع�سرون لك ّتاب‪ ،‬وهو ما ير�سخ الرواج الذي ت�سهده الرواية في ال�سعودية‪،‬‬ ‫والإقب��ال الالفت عل��ى كتابتها الذي لم يبق وقف�� ًا على الأدباء من �سع��راء و�سواهم‪ ،‬بل اأ�سحى‬ ‫يكتبه��ا اأطباء و�سحافيون واأ�ساتذة جامعيون وطلبة‪ .‬و�سنة تلو اأخرى يتزايد الطلب على قراءتها‬ ‫ومتابعة الجديد فيها‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫وقد فاجاأ الجميع �سدور هذا العدد من الروايات‪ ،‬لك ّتاب وكاتبات غالبيتهم من ال�سبان‬ ‫المهتمين‪ ،‬ل�سخامته‪ ،‬بل فتح العيون على ما تفعله الرواية اليوم في القراء والمجتمع ال�سعودي‪،‬‬ ‫فيم��ا ّ‬ ‫�سكل العدد من جهة ثاني��ة �سدمة للبع�س‪ ،‬ذلك اأن جزءاً كبيراً من��ه يغامر باأدبيات الرواية‬ ‫وجمالياتها‪ ،‬لم�سلحة البحث عن الإثارة من خالل التطرق الى ق�سايا ذات طابع جريء جداً‪.‬‬

‫ويمك��ن الق��ول اإن الجي��ل الجديد لم يخرج م��ن تراث غ��ازي �لق�شيبي وترك��ي �لحمد‬ ‫ورج��اء عال��م وعبده خال من اأ�سح��اب التجارب الروائية البارزة‪ ،‬والأكث��ر ر�سوخ ًا في الم�سهد‬ ‫الأدب��ي ال�سعودي‪ ،‬بل خرج من الأفق الذي اأتاحته الروائية ال�سابة رجاء �ل�شانع‪� ،‬ساحبة «بنات‬ ‫الريا�س»‪ ،‬الرواية الأ�سهر والأكثر انت�ساراً في العالم العربي‪ ،‬التي ل يزال الإقبال عليها م�ستمراً‪.‬‬ ‫وق��د بدت روايات كثيرة وكاأنها رد على م�سمون «بن��ات الريا�س»‪ ،‬اإذ حاولت اإعادة العتبار‬ ‫اإلى المجتمع ال�سعودي‪.‬‬ ‫وق��د راهنت هذه الروايات على الجمه��ور‪ ،‬وهي ربما وفقت في رهانها‪ ،‬فهي لم تكن‬ ‫لتحق��ق هذا النت�سار‪ ،‬لو اأنها توجه��ت اإلى �سريحة الأدباء والمثقفي��ن‪ ،‬وقد عرفت دور الن�سر‬


‫الإبــداع‬

‫‪477‬‬

‫وتروج لها وتن�سر اأعمالها من غير اأن تلجاأ اإلى‬ ‫العربي��ة بمعظمها كيف تحت�سن الأ�سماء ال�ساب��ة ّ‬ ‫اأي رقابة ثقافية اأو اأدبية‪.‬‬ ‫ولم يكن م�ستغرب ًا اأن ت�سعد خالل هذا العام اأو الحقبة الأخيرة موجة الرواية الن�سائية اأو‬ ‫الأنثوية ال�سعودية‪ .‬وقد عقد ملتقى «جماعة حوار» في نادي جدة الأدبي موؤتمراً في العام ‪2007‬‬ ‫بعن��وان عري�س‪« :‬خطاب ال�سرد‪ :‬الرواية الن�سائية في ال�سعودية»‪ ،‬وجاء انطالق ًا من الحاجة اإلى‬ ‫تاأم��ل الم�سارات التي ّ‬ ‫وقدم الملتقى نحو ‪ 15‬درا�سة وبحث ًا‬ ‫اختطته��ا كتابة المراأة في ال�سعودية‪ّ .‬‬ ‫نقدي ًا‪ ،‬تناولت الرواي��ات الن�سائية‪ .‬وقد �سدرت تلك الدرا�سات في مجلد واحد حمل العنوان‬ ‫نف�س��ه‪ ،‬وهو يوفر للقراء فر�سة الإحاط��ة بالتحديات التي واجهتها الكاتبة ال�سعودية‪ ،‬والطالع‬ ‫عل��ى ال��روؤى والمواقف التي عبرت عنها اأعماله��ا الروائية‪ .‬ويتيح الكتاب اأي�س�� ًا التيقن من اأن‬ ‫الطف��رة الروائية التي ما زالت ال�سعودية ت�سهدها‪ ،‬على �سعي��د الكتابة الن�سائية‪ ،‬لم تا ِأت كتطور‬ ‫طبيع��ي لبدايات الكتابة‪ ،‬بل يمكن القول اإنها جاءت اأ�سبه بالقفزة‪ ،‬لت�سكل قطيعة مع ما �سبقها‪،‬‬ ‫�سواء من ناحية الجماليات اأم الجراأة غير الم�سبوقة‪ ،‬في تناول الق�سايا والمو�سوعات‪.‬‬

‫الجزائر‪:‬الماأ�صاة روائي ًا‬ ‫اأم��ا في الجزائر فدار كالم كثير حول الرواية الجزائري��ة وعالقتها بالماأ�ساة الطويلة التي‬ ‫عرفته��ا هذه الدولة منذ ال�ستعم��ار الفرن�سي حتى اليوم‪ .‬ولئن كانت كثي��رة الدرا�سات النقدية‬ ‫الت��ي تناولت الرواي��ة الجزائرية في الأعوام ال�س��وداء‪ ،‬اإل اأن معظم تل��ك الدرا�سات نح�ا نحو‬ ‫البنية ال�سكلية والدرا�سة الداخلية بح�سب ما تقت�سيه مناهج النقد الحديث اأونحو المو�سوعات‬ ‫الرئي�س��ة وبالتال��ي التحدث عن العنف والحرب والفتنة في ه��ذه الرواية‪ ،‬وقليلة هي الدرا�سات‬ ‫الت��ي حاولت الجمع بينها‪ ،‬اأو مقاربة الرواية في �سكل جمالي‪ .‬وقد �سعت الباحثة �آمنة بلعال اإلى‬

‫الإبـــــداع‬

‫لق��د ا�ستطاعت الكاتبة ال�سعودي��ة اأخيراً‪ ،‬على رغم كل ال�سعوب��ات التي واجهتها‪ ،‬من‬ ‫�س��وغ همومه��ا وق�ساياها روائي ًا‪ ،‬وا�ستطاع��ت اأي�س ًا اأن تثير انتباه النق��اد‪ ،‬وتدفعهم اإلى متابعة‬ ‫كتابته��ا وتاأمله��ا‪ ،‬مع اأن النظ��رة ال�سريعة اإلى اأدبه��ا ل تزال قائمة‪ ،‬وهي نظ��رة تخت�سر الكتابة‬ ‫الن�سائي��ة برمتها في تحرير المكبوت��ات واإطالقها في ن�سو�س روائية‪ ،‬تقراأ عربي ًا قبل اأن يطالعها‬ ‫القارئ ال�سعودي نف�سه‪ .‬ويكفي تعداد ب�سعة اأ�سماء ن�سوية �سعودية �سغلت ال�ساحة الروائية لي�س‬ ‫ف��ي ال�سعودية فح�سب واإنما في العالم العرب��ي لتت�سح حقيقة الم�سهد‪� :‬أمل ح�شين �لمطير‪ ،‬هدى‬ ‫�لمعج��ل‪ ،‬عبير �لمقبل‪� ،‬شمر �لمق��رن‪ ،‬تهاني �لمنقور‪ ،‬رباب �لنمر‪ ،‬ليلى �لجهن��ي‪ ،‬بدرية �لب�شر‪ ،‬منيرة‬ ‫�ل�شبيعي‪ ،‬وفاء �ل�شلبي و�سواهن‪...‬‬


‫‪478‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫مقاربة العالم الروائ��ي الجزائري بالتركيز خ�سو�س ًا على فترة ما بين الت�سعينيات ونهاية الألفية‪،‬‬ ‫قدمتها خالل‬ ‫ولك��ن م��ن زاوية التخيل ال�سردي وعالقت��ه بالواقع والكتابة‪ .‬وفي الدرا�س��ة التي ّ‬ ‫العام ‪ 2007‬بعنوان «المتخيل في الرواية الجزائرية‪ :‬من المتماثل اإلى المختلف» اأعادت �سوغ‬ ‫اإ�سكالي��ات هذه الرواية في ظرف ع�سير وقلق ومتوتر حاول الن�س الروائي الجزائري خالله اأن‬ ‫يكون �ساهداً ومت�سائ ً‬ ‫ال‪ ،‬اأو متحيزاً ومتواطئ ًا‪.‬‬ ‫وخ��الل هذا العام‪ ،‬ال��ذي كان عام الرواية الجزائرية اأعيد طبع روايات كثيرة كان م�سى‬ ‫عل��ى �سدورها زمن لي�س بالق�سير وطبعت كذلك اأعم��ال روائية �سابة كثيرة‪ .‬وقد توجت هذه‬ ‫الإ�سدارات عام الحتفال بالجزائر عا�سمة ثقافية للعام ‪.2007‬‬ ‫وفي حق��ل الرواية اأي�س ًا �سعت مجل��ة «ف�سول» الم�سرية (مجلة النق��د الأدبي‪ ،‬العلمية‬ ‫ّ‬ ‫المحكم��ة) في عددها الحادي وال�سبعين (‪ )2007‬اإل��ى تخ�سي�س محور حول الخيال العلمي‬ ‫ف��ي الرواية العربية كانت غايته البحث ف��ي �ساأن هذا النوع الروائي الذي لم يعرفه العالم العربي‬ ‫مثلما عرفه الغرب‪.‬‬ ‫وف��ي رام اهلل (فل�سطي��ن) �س��در كتاب «ق��ول يا طير» ال��ذي يجمع الت��راث الحكائي‬ ‫اأو الروائ��ي ال�سعب��ي وكان �سدوره حدث ًا ثقافي�� ًا مهم ًا لأ ّنه عبر تجميع ه��ذه الحكايات ي�سون‬ ‫الت��راث الروائي ال�سفوي الفل�سطيني الذي تناقلت��ه الأجيال المتعاقبة‪ .‬وقد اأقدمت وزارة الثقافة‬ ‫�سدها في فل�سطين‬ ‫الفل�سطيني��ة على من��ع هذا الكتاب ثم �سمحت ب��ه بعد الحملة التي قام��ت ّ‬ ‫والعالم العربي‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ولئ��ن �سطع نجم الروائي الم�سري عالء �لأ�شو�ن��ي �ساحب رواية "عمارة يعقوبيان" في‬ ‫العال��م الغربي خالل هذا العام فاإن الروائي الليبي ه�شام مط��ر فاز بجائزة اأف�سل رواية عن روايته‬ ‫«ف��ي بالد الرجال»‪ ،‬في م�سابقة «غلين ديمبلك�س» للروائيين الجدد في بريطانيا‪ .‬وكانت رواية‬ ‫«ف��ي بالد الرج��ال» نالت منذ �سدورها عن دار «بينغوين» للن�س��ر في لندن مجموعة من اأ�سهر‬ ‫الجوائز الدولية اآخرها جائزة «غلين ديمبلك�س»‪ .‬وترجمت الن�سخة الإنكليزية الأ�سلية اإلى ‪22‬‬ ‫لغة‪ ،‬بما فيها اللغة العربية‪ .‬ونظراً اإلى نجاحها ر�سحت لجائزتي «مان بوكر برايز» التي تعد اأبرز‬ ‫الجوائز الأدبية في بريطانيا‪.‬‬ ‫اأم��ا الأو�س��اط الأدبي��ة البريطانية فاهتم��ت كثيراً بالترجم��ة الإنكليزي��ة لرواية «عمارة‬ ‫يعقوبي��ان»‪ .‬وقد قارنت��ه �سحيفتا «ذا �سن��داي تايم��ز» و«ذا غارديان» بنجيب محف��وظ الفائز‬ ‫بنوب��ل الأدب في ‪ .1988‬رحبت ال�سحافة الفرن�سية بدورها بالترجمة الفرن�سية لرواية «عمارة‬


‫الإبــداع‬

‫‪479‬‬

‫يعقوبي��ان» ّ‬ ‫كل الترح��اب م��ا جعل الرواي��ة ت�سجل رقم ًا عالي�� ًا في المبيع ل��دى دار اأكت �سود‬ ‫الباري�سي��ة‪ .‬وقد دعي الأ�سواني اإلى فرن�سا مرات وكذل��ك اإلى دول اأخرى بعد النجاح العالمي‬ ‫الذي حققته روايته‪.‬‬

‫ف��ي دم�سق �سدر كتاب فريد من نوعه خالل الع��ام ‪ 2007‬وهو من ثالثة اأجزاء وعنوانه‬ ‫«رواية ا�سمها �سورية»‪ .‬وقد اختار �ساحبه الكاتب نبيل �شالح مئة �سخ�سية اأ�سهمت في ت�سكيل‬ ‫وعي ال�سوريين في القرن الع�سرين‪ .‬وا�ستعان معده بهيئة موؤلفة من اأربعين كاتب ًا �ساركوا في الكتابة‬ ‫ع��ن ال�سخ�سيات المختارة‪� ،‬سعي ًا ال��ى تقديم �سورة روائية لتاريخ �سوري��ة المعا�سر‪ .‬والالفت‬ ‫ف��ي كتابة �سير ال�سخ�سيات البتعاد عن الأ�سل��وب الخطابي‪ ،‬واعتماد لغة تتمتع بح�سا�سية اأدبية‬ ‫عالية‪ ،‬ل �سيما اأن غالبية الم�ساركين في الكتاب هم من الروائيين وال�سعراء‪ ،‬والم�ستغلين بالأدب‬ ‫عموم�� ًا‪ ،‬يركزون على جوان��ب اإن�سانية موؤثرة في حي��اة ال�سخ�سيات‪ ،‬ويع��ودون اإلى �سنوات‬ ‫طفولته��ا‪ ،‬والأدوار الت��ي لعبتها حتى ا�ستطاع��ت اأن ت�سهم في ت�سكيل وع��ي ال�سوريين خالل‬ ‫القرن الع�سرين‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫�سمي جيل «اأدب‬ ‫و�سه��دت فرن�سا هذا العام ولدة جيل روائي مغربي يكتب بالفرن�سية ّ‬ ‫ال�سواح��ي»‪ .‬وق��د راجت هذه الت�سمية عندم��ا اأ�سدر ر�شيد دجيد�ني (‪� 34‬سن��ة) روايته الأولى‬ ‫بالفرن�سي��ة «بومك��ور»‪ ،‬وكان دون الثامنة والع�سرين من عمره‪ ،‬حينذاك �سارع بع�س النقاد اإلى‬ ‫الحدي��ث ع��ن ولدة ظاهرة اأدبية جديدة اأطلق��وا عليها «اأدب ال�سواحي»‪ ،‬ب�سفت��ه تعبيراً اأدبي ًا‬ ‫بمقوم��ات لغوية وتخييلية وهند�سية وجمالية قائمة بذاتها‪ ،‬وباعتباره مراآة لمنفى مغربي وعربي‬ ‫يت�س��م بالعن��ف والياأ�س والبوؤ�س‪ .‬منذ ذلك الحين تعززت ظاه��رة «اأدب ال�سواحي» مع �سدور‬ ‫رواي��ات اأخ��رى اأ�سيفت اإلى روايات دجيدان��ي الذي ن�سر رواية ثانية بعن��وان «كتلة ع�سبية»‪،‬‬ ‫وه��ي تتخذ من ال�سواحي مادة روائي��ة بذاتها‪ ،‬مثل رواية كريم �أمالل «اأحي��اء للعدالة» ومبروك‬ ‫�لر��ش��دي «وزن الروح» و�شكي��ب لح�شايني «اأكتب اإليك من مانت اأيته��ا الح�سناء»‪ .‬لم يتطفل‬ ‫ه��وؤلء الكتاب المغارب��ة على ال�سواحي الفرن�سي��ة ولي�سوا بغرباء عنها‪ ،‬بل ه��م ولدوا ون�ساأوا‬ ‫وتربوا ول يزالون يقيمون فيها‪ .‬وقد اأعقبت هذه الموجة المواجهات التي ح�سلت في �سواحي‬ ‫باري���س وكان م�سببوها هم �سحاياها‪ .‬كانت الفوارق والهوام���س ا�ستفحلت وتزايدت البطالة‬ ‫وا�ست�سرى العنف ف��ي ن�سيج المجتمع الفرن�سي‪ .‬وتعلم �سباب ال�سواحي العرب رف�س الخنوع‬ ‫والن�سح��اب اإل��ى الظل مخافة من نظرة الآخر‪ .‬اأعلن هوؤلء جه��راً انتماءهم العربي والمغاربي‬ ‫عبر اللبا���س والأغاني والطبخ وبخا�سة عبر اللغة «الدارجة» التي تم �سخها في اللغة الفرن�سية‪.‬‬ ‫ولربما اعتبرت هذه اأهم اإ�سافة ميزت هذه الآداب وال�سواحي في �سكل عام وكاأن هذا ال�سباب‬ ‫�سعى اإلى تقم�س الدور الذي طلب منه اأن يوؤديه اأو فر�س عليه‪.‬‬


‫‪480‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫تنامي الدور الثقافي للقطاعين الخا�س والأهلي‬

‫الإبـــــداع‬

‫ل��م تعد الموؤ�س�س��ات الثقافي��ة الر�سمية تحتكر وحده��ا الم�سهد الثقاف��ي بل برزت‬ ‫موؤ�س�سات ثقافية اأخرى خا�سة اأو اأهلية تمار�س دورا ثقافيا متناميا في العديد من المجالت‪.‬‬ ‫وم��ع دخول بع�س ال�سخ�سيات الجتماعية ورج��ال الأعمال اإلى الم�سهد الثقافي‪ ،‬و�سعيهم‬ ‫لال�سطالع بدور ثقافي فاإن م�ساألة الخ�سخ�سة الثقافية تطرح �سوؤال (اإلى اأين؟) على م�سراعيه‬ ‫اأمام احتمالت واآفاق هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫و قد تعددت اأ�سكال الدور الثقافي لراأ�س المال‪ ،‬فمن ن�سر الكتاب اإلى تزايد عدد دور‬ ‫الن�س��ر الخا�س��ة ب�سكل ّ‬ ‫مطرد‪ ،‬اإلى الجوائز الثقافية التي تمن��ح باأ�سماء �سخ�سيات ذات نفوذ‬ ‫اجتماعي‪ ،‬اإل��ى ال�سالونات الثقافية والمنتديات‪ ،‬وكذلك الدوري��ات الثقافية‪ ،‬من ذلك كله‬ ‫يمكن مالحظة بع�س النقاط‪ ،‬اأولها اأن جانب ًا من هذه الخ�سخ�سة يتجه نحو الأ�سماء الرا�سخة‬ ‫ليزيدها ر�سوخا‪ ،‬فيما يتوجه بع�سها الآخر اإلى الجيل الجديد من ال�سباب المبدع‪.‬‬ ‫ولع��ل �ساقية عبد المنع��م ال�ساوي في القاهرة تعتبر نموذج��ا لهذه الخ�سخ�سة‪ ،‬فقد‬ ‫ا�ستطاع��ت ال�ساقية في مدة ب�سيط��ة اأن ت�سبح محركا ثقافيا ن�سطا في عدة اتجاهات اإبداعية‪،‬‬ ‫كم��ا اأنها دعمت بع�س الجوائز الت�سجيعية‪ ،‬وبع�س الجماعات الأدبية‪ ،‬وبعد ذلك اأ�سدرت‬ ‫مجل��ة تغطي ن�ساطاتها‪ .‬و المتابع لن�ساطات �ساقية ال�س��اوي على امتداد �سنة ‪ 2007‬يالحظ‬ ‫اأنه��ا فتحت الفر�س اأمام �سباب مبدع حقيقي ل يجد الفر�سة لالإعالن عن �سوته المهم�س‪،‬‬ ‫وبالتالي منحته منبرها ودعايتها القوية لتعلن عن ح�سوره كما منحته الفر�سة اأحيانا للوقوف‬ ‫ف��ي خط مت�ساو م��ع اأ�سماء را�سخ��ة في ما قدمت��ه للثقافة العربي��ة‪ ،‬وا�ستطاع��ت اأي�سا بع�س‬ ‫الجماع��ات الثقافية اأن تجد لها بوابة مفتوحة عبر المنبر نف�سه‪ ،‬لكن الأمر لم يخل من بع�س‬ ‫ال�سلبيات مثل الن��دوات الكثيرة التي يعلن عنها اأحيانا بطريقة دعائية تفتقر اإلى الحد العادي‬ ‫من الإبداع الحقيقي‪.‬‬

‫اأعمال روائية ميزت العام ‪2007‬‬

‫ �إبر�هي��م �لكون��ي (ليبيا)‪« :‬قابي��ل‪ ...‬اأين اأخوك هابيل» (الموؤ�س�س��ة العربية للدرا�سات‬‫والن�سر‪ ،‬بيروت – عمان)‬ ‫يتناول الكوني في هذه الرواية العقد الأخير من القرن الثامن ع�سر في «مملكة طرابل�س»‬ ‫وي�سور ال�س��راع على ال�سلطة بين الإخوة الذين‬ ‫الليبي��ة التي كانت تابعة لالإمبراطورية العثمانية‬ ‫ّ‬ ‫اأ�سبحوا اأعداء في ظل الوالد الحاكم الالهي والمن�سرف اإلى حياة الملذات‪.‬‬


‫‪481‬‬

‫الإبــداع‬

‫‪ -‬حنّا مينة (�سورية)‪« :‬النار بين اأ�سابع امراأة» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬

‫ق�س��ة ح��ب تقع في المجر بين �ساب عرب��ي وامراأة مجرية ويبلغ الح��ب ذروته مخترق ًا‬ ‫حدود الهوية والختالف‪.‬‬ ‫‪� -‬إليا�ش فركوح (الأردن)‪« :‬اأر�س اليمبو�س» (الموؤ�س�سة العربية‪ ،‬عمان – بيروت)‬

‫�س ّنف��ت هذه الرواية في الالئحة النهائية لجائ��زة «بوكر» العربية وهي تدمج بين ال�سيرة‬ ‫الذاتي��ة للكاتب وال�سي��رة الذاتية للجيل الذي ينتمي اإليه‪� ،‬سيا�سي ًا ون�سالي�� ًا وتتناول الهزائم التي‬ ‫ح ّلت بهذا الجيل وك�سرت اأحالمه‪.‬‬ ‫‪ -‬خيري �شلبي (م�سر)‪« :‬ن�سف الأدمغة» (دار ال�سروق)‪.‬‬

‫اأجواء ع�سابات المخدرات في ال�سوارع والحارات ير�سمها خيري �سلبي بواقعية‪.‬‬

‫عمان – بيروت)‬ ‫‪ -‬علي بدر (العراق)‪« :‬الرك�س وراء الذئاب» (الموؤ�س�سة العربية‪ّ ،‬‬

‫تتن��اول الرواية حياة مجموعة من المنا�سلين العراقيين الهاربين من نظام الرئي�س العراقي‬ ‫فر هوؤلء اإلى اأثيوبيا‬ ‫ال�سابق �سدام ح�سين في مرحلة اأواخر ال�سبعينيات من القرن الع�سرين‪ .‬وقد ّ‬ ‫ليلتحقوا بالجي�س الأممي‪.‬‬

‫ �أحم��د �إبر�هيم �لفقيه (ليبيا)‪« :‬خرائط ال��روح» (دار الخيال – بيروت)‪ ،‬رواية ملحمية‬‫يق��ارب عدد �سفحاتها الألفين وتدور حول ال�سراع��ات الدولية التي تتقاطع على الأر�س الليبية‬ ‫التحولت التي �سهدتها ليبيا‬ ‫وجوارها ع�سية الحرب العالمية الثانية‪ .‬ويعي�س بطلها عثمان ال�سيخ‬ ‫ّ‬ ‫في تلك المرحلة حتى تاأ�سي�س حركة المقاومة ال�سعبية‪.‬‬

‫بط��ل الرواية «ح�سان» رجل متوحد ومتوتر ومفج��وع بعالم يتداعى اأمام عينيه‪ ،‬وتنبثق‬ ‫من هذا التداعي ظواهر �سلبية واأو�ساع متر ّدية‪� ،‬سيا�سي ًا واجتماعي ًا‪.‬‬ ‫ ف��و�ز حد�د (�سورية)‪« :‬م�سه��د عابر» (دار ريا�س الري�س‪ ،‬بيروت)‪ ،‬اأحمد ربيع‪ ،‬بطل‬‫الرواي��ة‪ ،‬يمثل نموذج ًا لالإن�س��ان – الفرد الذي يجد نف�سه عاجزاً اأمام «الموؤ�س�سة» ال�سخمة في‬ ‫ال�سخ�سي يدفع به اإلى م�سير‬ ‫�ست��ى تجلياتها‪ ،‬ال�سلطوية والجتماعية والعقائدية‪ ...‬ه��ذا العجز‬ ‫ّ‬ ‫مقدر له‪.‬‬ ‫ماأ�سوي كاأنه ّ‬ ‫‪� -‬شحر �لموجي (م�سر)‪« :‬ن» (دار الهالل‪ ،‬القاهرة)‬

‫التحرر من‬ ‫تحفل هذه الرواية ب�سخ�سي��ات ن�سائية يع�سن حياة التيه والقمع وي�سعين اإلى‬ ‫ّ‬ ‫ربقة الواقع والما�سي التي تحاول اأ�سرهن‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ عب��د�هلل خليفة (البحري��ن)‪« :‬التماثيل» (الدار العربية للعل��وم ومن�سورات الختالف‪،‬‬‫بيروت – الجزائر)‬


‫‪482‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ علي �أبو �لري�ش (الإمارات)‪« :‬ثالثية الح��ب والم��اء والتراب» (من�سورات اتحاد‬‫الك ّتاب في الإمارات)‬

‫تر�سد الرواية تحولت رجل وامراأة في اإطار العالقة الثنائية‪ ،‬الذكورية والأنثوية و�سمن‬ ‫حياة المجتمع الذي ينتميان اليه‪� ،‬سواء اأكان بحري ًا اأو �سحراوي ًا اأو فردي ًا‪.‬‬ ‫‪ -‬خالد �لخمي�شي (م�سر)‪« :‬تاك�سي» (دار ال�سروق‪ ،‬القاهرة)‬

‫حكايات جمعها الكاتب خالد الخمي�سي عن األ�سنة �سائقي �سيارات الأجرة في القاهرة‬ ‫تتحول عبر قلمه اإلى ما ي�سبه «التاريخ ال�سعبي لم�سر»‪.‬‬ ‫حي‪ ،‬فاإذا بها ّ‬ ‫و�ساغها في اأ�سلوب �سردي ّ‬ ‫حكايات طريفة واأليمة‪ ،‬هزلية وماأ�سوية تمثل اأحد الوجوه الحقيقية لل�سريحة ال�سعبية التي ت�سنع‬ ‫قاعدة المجتمع‪ .‬وقد نقل الكتاب اإلى لغات عدة ولقي رواج ًا كبيراً‪.‬‬ ‫‪� -‬لميلودي �شغموم (المغرب)‪« :‬المراأة وال�سبي» (دار الأمان‪ ،‬الرباط)‬

‫تر�س��د الرواية المعالم والظواهر الت��ي اأر�ستها تحولت دولة المغرب في مرحلة ما بعد‬ ‫ال�ستقالل‪ ،‬وتتناول ق�سايا ذات طابع فكري وفل�سفي واأخرى ذات طابع معي�سي واجتماعي‪.‬‬ ‫‪ -‬مولود فرعون (الجزائر)‪« :‬مدينة الورود» (دار يامكوم‪ ،‬الجزائر)‬

‫رواية مجهول��ة تن�سر للمرة الأولى بعد ‪ 45‬عام ًا على اغتي������ال كاتبه���ا‪ .‬الرواي���ة‬ ‫ومدر�سة فرن�سية تقيم‬ ‫تب���دو اأ�سبه بق�س���ة حب بين مدير مدر�سة جزائري ذي اأ�سول بربرية‬ ‫ّ‬ ‫ف��ي الجزائ��ر اأثن��اء ح��رب التحري��ر بين العامي��ن ‪ 1958‬و‪ .1960‬لكن ق�سة الحب هذه‬ ‫تتحول اإلى وثيقة اأدبية حول العالقات الجزائرية – الفرن�سية‪.‬‬ ‫‪ -‬محمد �لجوهري (ال�سعودية)‪« :‬النتقام» (دار النت�سار العربي‪ ،‬بيروت)‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫اإنه��ا اأول رواية �سعودية في المفهوم الأدبي اأو الروائي وق��د اأعيد اإ�سدارها لتكون خير‬ ‫دليل على عراقة الفن الروائي ال�سعودي والخليجي‪ .‬وقد ظلمت هذه الرواية وقوبلت بالتجاهل‬ ‫في الخليج والعالم العربي‪.‬‬ ‫ �إبر�هي��م ن�ش��ر �هلل (فل�سطي��ن)‪« :‬زمن الخي��ول البي�ساء» (الموؤ�س�س��ة العربية‪ ،‬عمان –‬‫بيروت)‬ ‫تب��داأ اأح��داث الرواية في الرب��ع الأخير من الق��رن التا�سع ع�سر و�سو ًل اإل��ى عام النكبة‬ ‫الفل�سطينية وتقدم المفا�سل الكبرى لهذه الحقبة ال�ساخبة بالأحداث الج�سيمة‪.‬‬ ‫‪ -‬محمد �لب�شاطي (م�سر)‪« :‬جوع» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬

‫ت�سور حالة الجوع التي تقع فيها عائلة م�سرية فقيرة‪ ،‬اأما‬ ‫رواية واقعية ذات منحى نف�سي ّ‬ ‫المت�سورون جوع ًا فهم‪ :‬الأم‪ ،‬الأب‪ ،‬البنان‪.‬‬ ‫«الأبطال»‬ ‫ّ‬


‫‪483‬‬

‫الإبــداع‬

‫‪ -‬عبد�ل�شتار نا�شر (العراق)‪« :‬ق�سور الباذنجان» (الموؤ�س�سة العربية‪ ،‬عمان ‪ -‬بيروت)‬

‫ت��دور اأحداث ه��ذه الرواية بين الفترة الأخيرة من حكم الرئي���س العراقي ال�سابق �سدام‬ ‫ح�سي��ن وبداي��ة الحرب التي �س ّنت على العراق‪ ،‬وتر�سد حركة الحي��اة في بغداد في ظل النظام‬ ‫ال�سابق والحرب ال�سرو�س‪.‬‬ ‫ �أحم��د زي��ن (اليم��ن)‪« :‬قه��وة اأميركية» (المرك��ز الثقاف��ي العربي‪ ،‬ال��دار البي�ساء –‬‫بيروت)‬ ‫عدة‪ ،‬وطنية وعالمية‪ ،‬ل‬ ‫رواية جيل بكامل��ه خابت اأحالمه ووجد نف�سه �سحية خيبات ّ‬ ‫�سيم��ا بعد �سقوط جدار برلين وتف��كك المع�سكر ال�سرقي وبداية ح��رب الخليج وهيمنة ثقافة‬ ‫العولمة الآتية من الغرب‪.‬‬ ‫�أمينة زيد�ن (م�سر)‪« :‬نبيذ اأحمر» (دار الهالل‪ ،‬القاهرة)‬

‫رواي��ة الهزائم والنك�س��ارات التي �سهدته��ا الحياة العام��ة والحياة الخا�س��ة‪ ،‬اأبطالها‬ ‫مقموع��ون وقامعون في الوقت نف�سه‪ ،‬يعي�سون وقائع التاريخ الجمعي للوطن وقد اأ�سحى مراآة‬ ‫له��م‪ .‬وقد فازت ه��ذه الرواية بجائزة «نجيب محفوظ لالأدب الروائ��ي» التي تمنحها الجامعة‬ ‫الأميركية في القاهرة‪.‬‬ ‫ ربي��ع جاب��ر (لبنان)‪« :‬بيروت مدين��ة العالم – الجزء الثالث» (المرك��ز الثقافي العربي‬‫ودار الآداب‪ ،‬الدار البي�ساء – بيروت)‬

‫‪ -‬ر�شيد بوجدرة (الجزائر)‪« :‬نزل �سان جورج» (دار الغرب‪ ،‬الجزائر)‬

‫يع��ود الروائ��ي ر�سيد بوجدرة في ه��ذه الرواية اإلى حرب التحرير ف��ي الجزائر‪ ،‬معتمداً‬ ‫مذك��رات كتبها جندي فرن�سي كان قد ا�ستدعي للم�ساركة ف��ي الحرب كنجار ي�سنع التوابيت‬ ‫للجنود الفرن�سيين القتلى‪ ،‬ويكون �ساهداً على قذارة الحرب التي اأعلنتها فرن�سا على الجزائر‪.‬‬ ‫‪ -‬عالية ممدوح (العراق)‪« :‬الت�سهي» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬

‫رواي��ة عن العجز الروحي والج�سدي الذي ينتاب «البطل» وهو مترجم عراقي يقيم في‬ ‫لندن منفي ًا‪ .‬هذا البطل يرمز اإلى وطن عاجز ومجتمع عاجز من خالل عجز الفرد نف�سه‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫هذه الرواية هي الجزء الثالث من الثالثية التي تحمل العنوان نف�سه وفيها يكتب الروائي‬ ‫ربي��ع جاب��ر تاريخ العا�سمة اللبنانية والتح��ولت التي �سهدتها خالل الن�س��ف الثاني من القرن‬ ‫التا�س��ع ع�سر‪ ،‬بدءاً من فتنة العام ‪ 1860‬و�س��و ًل اإلى الحرب العالمية الأولى خالل الربع الأول‬ ‫من القرن الع�سرين‪.‬‬


‫‪484‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ �شليم بركات (�سورية)‪« :‬ال�ساللم الرملية» (الموؤ�س�سة العربية‪ ،‬عمان بيروت)‬‫ت��دور اأحداث هذه الرواية في عالمين‪ :‬الأر�س الأول��ى والمنفى في العا�سمة ال�سويدية‬ ‫ا�ستوكهولم‪ .‬اإنها رواية هجاء الذات والح�سارة الحديثة‪.‬‬ ‫ يو�شف �أبو رية (م�سر)‪�« :‬سمت الطواحين» (دار العين‪ ،‬القاهرة)‬‫تر�س��م الرواي��ة مالمح لتاريخ يمتزج في��ه اليومي بالأ�سطوري في اأح��د اأرياف الدلتا في‬ ‫م�سر في مطلع الخم�سينيات من القرن الع�سرين‪.‬‬ ‫عمان)‬ ‫‪ -‬فوزية �ل�شوي�ش �ل�شالم (الكويت)‪« :‬رجيم الكالم» (دار اأزمنة – ّ‬

‫ت��دور الرواية حول حياة ثالث ن�سوة هن «تاريخ» و«اأ�سرار» و«فوزية» وال�سراع الذي‬ ‫يع�سنه والذي يوؤ ّدي بهن اإلى م�سائر مختلفة‪.‬‬ ‫‪ -‬يو�شف �لقعيد (م�سر)‪« :‬ق�سمة الغرماء» (دار ال�ساقي‪ ،‬لندن)‬

‫رواي��ة تغو�س في اأعماق الواقع الم�سري عبر �سرديات متعددة يقوم بها رواة متعددون‪،‬‬ ‫طارحين مفارقات عوالمهم المختلفة‪ ،‬المتناق�سة والمت�سابكة في اآن واحد‪.‬‬ ‫أندل�سي» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬ ‫ �شالم حمي�ش (المغرب)‪« :‬هذا ال‬‫ّ‬

‫المت�سوف الأندل�سي اب��ن �سبعين من القرن ال�سابع الهجري وتقف‬ ‫تر�س��د الرواية �سيرة‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى ث��الث محطات جغرافي��ة – تاريخية في حياته‪ :‬مر�سي��ة الأندل�سية‪� ،‬سبت��ة المغربية ومكة‬ ‫الحجازية‪ ،‬ول تخلو هذه ال�سيرة من ال�سراع مع ال�سلطة في تجلياتها المختلفة‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ �إبر�هيم �أ�شالن (م�سر)‪�« :‬سيء من هذا القبيل» (دار ال�سروق‪ ،‬القاهرة)‬‫لوح��ات �سردية وحكايات وم�ساه��دات يجمعها مناخ واحد‪ ،‬يقت��رب من المذكرات‬ ‫وال�سيرة الذاتية التي ت�سمل مرحلة بكاملها‪.‬‬ ‫ نبيل �شليمان (�سورية)‪« :‬دلعون» (دار الحوار‪ ،‬الالذقية)‬‫تتن��اول الرواي��ة العالق��ة التاريخي��ة الملتب�سة بين المثق��ف وال�سلطة في عال��م يلتقي فيه‬ ‫القمع ال�سيا�سي والمحرم��ات الجتماعية‪ .‬اأما طرفا العالقة في الرواية فهما «البطالن»‪« :‬جابر‬ ‫العتعوت» رجل ال�سلطة و«دريد اللورقي» الأ�ستاذ الجامعي والروائي‪.‬‬ ‫ بدرية �لب�شر (ال�سعودية)‪« :‬هند والع�سكر» (دار الآداب – بيروت)‬‫تح��ولت المجتم��ع العربي وو�سع الم��راأة في مختل��ف مراحل‬ ‫تر�س��د ه��ذه الرواية‬ ‫ّ‬ ‫حياتها‪.‬‬


‫‪485‬‬

‫الإبــداع‬

‫ حز�مة حبايب (الأردن)‪« :‬اأ�سل الهوى» (الموؤ�س�سة العربية‪ ،‬عمان – بيروت)‬‫تر�س��م الرواية مالم��ح خم�سة اأ�سخا�س ذكور عن عالقتهم بالم��راأة‪ ،‬عبر �سرد اليوميات‬ ‫والذكريات والوقائع التي تحيط بعالمهم الم�سبع بالتناق�سات‪.‬‬ ‫‪� -‬إميلي ن�شر�هلل (لبنان)‪« :‬ما حدث في جزر تامايا» (موؤ�س�سة نوفل‪ ،‬بيروت)‬

‫رواية الغتراب اللبناني بدءاً من المنطلقات المحفوفة بالمخاطر وحب المغامرة مروراً‬ ‫بالكفاح اليومي وال�سعي وراء الثروة وانتهاء بالماآ�سي التي ي�سهدها المنفى‪.‬‬ ‫ فوؤ�د �لتكرلي (العراق)‪« :‬الال�سوؤال والالجواب» (دار المدى‪ ،‬دم�سق)‬‫اإنه��ا الرواية الأخيرة له��ذا الكاتب العراقي الرائد والموؤ�س�س وق��د �سدرت قبيل رحيله‬ ‫باأ�سه��ر‪ .‬تر�سد الرواية معاناة عائلة من اأربعة اأفراد‪ ،‬يتقا�سمون القليل من اأرخ�س الطعام والكثير‬ ‫من متاعب الحياة اليومية المحا�سرة في العراق‪.‬‬ ‫ هاني نق�شبندي (ال�سعودية)‪« :‬اختال�س» (دار ال�ساقي‪ ،‬لندن)‬‫محب‪ ،‬لكن‬ ‫ت�س��رد الرواية حكاية «ط�سار» المراأة الرومنطيقية التي تحلم بمنزل وزوج‬ ‫ّ‬ ‫اأحالمها لن تلبث اأن تحطم على «�سخرة» الفكر المغلق للرجل ال�سرقي‪.‬‬ ‫ �شلوى �لنعيمي (�سورية)‪« :‬برهان الع�سل» (دار ريا�س الري�س‪ ،‬بيروت)‬‫رواية ت�ستعيد بع�س الآثار الجن�سانية العربية القديمة وتوظفها في �سياق روائي جديد‪.‬‬ ‫‪ -‬ليانة بدر (فل�سطين)‪�« :‬سماء واحدة» (دار ال�ساقي‪ ،‬لندن)‪.‬‬

‫‪� -‬لحبيب �ل�شالمي (تون�س)‪« :‬روائح ماري كلير» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‪.‬‬

‫�س��اب تون�سي يقع في حب ام��راأة فرن�سية في باري�س‪ ،‬لكن العالقة بينهما ل تدوم طوي ً‬ ‫ال‬ ‫بعد اأن ت�سطدم بجدار العادات والتقاليد المختلفة القائمة بينهما‪ ،‬هو العربي وهي الفرن�سية‪.‬‬ ‫ محمد علي �ليو�شفي (تون�س)‪« :‬عتبات الجنة» (دار الفارابي‪ ،‬بيروت)‪.‬‬‫رواي��ة ذات بع��د تخييل��ي ت�سيط��ر عليه��ا اأطياف اأنا���س راحلي��ن وتمزج بي��ن التاريخ‬ ‫واأوهامه‪.‬‬ ‫ خيري �لذهبي (�سورية)‪« :‬لو لم يكن ا�سمها فاطمة» (دار الخيال‪ ،‬بيروت)‪.‬‬‫تدور اأحداث هذه الرواية في البادية ال�سورية في فترة الأربعينيات من خالل عين مخرج‬ ‫يتطرق الكاتب اإلى ظروف النتداب الفرن�سي وال�ستقالل ال�سوري‪.‬‬ ‫�سينمائي‪ ،‬وفيها ّ‬

‫الإبـــــداع‬

‫ي�س��م الكتاب لوحات �سردي��ة ذات مناخ واحد هو مناخ فل�سطين التي تعاني تحت ظل‬ ‫الحتالل‪ ،‬من اأحداث األيمة‪ ،‬و�سخ�سيات تواجه م�سيرها بجراأة‪.‬‬


‫‪486‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫«التل�س�س» (دار الم�ستقبل العربي‪ ،‬القاهرة)‬ ‫ �شنع �هلل �إبر�هيم (م�سر)‪:‬‬‫ّ‬ ‫يكت��ب �سن��ع اهلل ابراهيم في هذه الرواية �سيرته الذاتية الت��ي تبد أا من الطفولة وتنتهي في‬ ‫�س��ن العا�سرة‪ .‬وال�سيرة هذه حافلة بالتفا�سيل الطفولية وبمالمح الأب وعاداته وطيف الأم التي‬ ‫هجرت الأ�سرة اإلى م�ست�سفى الأمرا�س النف�سية‪.‬‬ ‫‪ -‬بهاء طاهر‪« :‬واحة الغروب» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬

‫ح��ازت ه��ذه الرواية جائزة «البوكر» العربي��ة للرواية وتدور اأحداثها ف��ي القرن التا�سع‬ ‫ع�س��ر ف��ي المنطقة التي ت�سمى في م�سر واحة �سيوه‪ .‬وهي �سه��ادة حية على الوقائع التي جرت‬ ‫في تلك المنطقة النائية‪.‬‬

‫ عالء �لأ�شو�ني (م�سر)‪�« :‬سيكاجو» (دار ال�سروق‪ ،‬القاهرة)‬‫يحولها ع��الء الأ�سواني اإلى‬ ‫مدين��ة �سيكاج��و الأميركية بع�ساباتها و�سوؤونه��ا وهمومها ّ‬ ‫�سا�سة تحرك عليها �سخ�سيات م�سرية – اأميركية تتخبط في عالم من الأ�سواق والأحالم والتوق‬ ‫اإل��ى المعرف��ة والعلم كما اإلى المتعة العابرة‪ .‬اأما المركز الرئي�س��ي الذي تدور فيه الأحداث فهو‬ ‫علمي م�سرع عل��ى الهموم ال�سخ�سية‬ ‫جامع��ة اإلينوي التي تجمع الط��الب والأ�ساتذة في مناخ‬ ‫ّ‬ ‫والنزوات‪.‬‬ ‫ �إليا�ش خوري (لبنان)‪« :‬كاأنها نائمة» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬‫رواية تجمع بين التاريخ والفانتازيا والتخييل‪ ،‬وفيها ي�سرد الكاتب حكاية البطلة «ميليا»‬ ‫الت��ي تت�سل بجذورها اللبنانية وجذور زوجها الفل�سطيني من�سور‪ .‬ويعتمد الروائي لعبة التقاطع‬ ‫بين ال�سرد الواقعي وال�سرد الحلمي ليكتب �سيرة اأ�سخا�س واأر�س‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ ليلى �لعثمان (الكويت)‪�« :‬سمت الفرا�سات» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬‫اإنها رواية «نادية» البطلة التي تهرب من �سلطة زوجها الثري الذي تزوجها بماله ليذيقها‬ ‫األوان�� ًا م��ن الإهانة والكراهية والحقد‪ .‬لك��ن البطلة ل تلبث اأن تكت�س��ف اأن «ال�سلطة» الرمزية‬ ‫المتمثلة في المجتمع والتقاليد تطاردها حيثما ذهبت فتواجه قدرها بنف�سها‪.‬‬ ‫«المتفرج» (الهيئة ال�سورية العامة للكتاب)‪.‬‬ ‫ عادل �أبو �شنب‪:‬‬‫ّ‬ ‫لوح��ات ق�س�سية تتراوح بين الج��و الواقعي والفانتازيا وتنقل �س��وراً عن اأمكنة واأنا�س‬ ‫بح�س انطباعي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫ �لطاه��ر بن ج ّلون‪« :‬اأن ترحل» (كتب��ت بالفرن�سية وترجمت اإلى العربية و�سدرت عن‬‫المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البي�ساء – بيروت)‪.‬‬ ‫يكت��ب الطاهر بن جلون رواية النزوح الق�سري الذي يدفع ال�سباب المغربي اإلى خو�س‬


‫‪487‬‬

‫الإبــداع‬

‫غم��ار ال�سفر �سراً في البح��ر هروب ًا من الأزمات المعي�سية وبحث ًا ع��ن فر�س للحياة في الغرب‪.‬‬ ‫لكن محاولت هوؤلء ال�سباب غالب ًا ما تف�سل ويكون الموت في اأحيان ثمن هذا الف�سل‪.‬‬ ‫ ب�شي��ر مفت��ي (الجزائر)‪« :‬خرائط ل�سه��وة الليل» (ال��دار العربية للعل��وم ومن�سورات‬‫الختالف‪ ،‬بيروت – الجزائر)‪.‬‬ ‫الكابو�سي‪.‬‬ ‫الجزائر في مناخ روائي يجمع بين الذات الإن�سانية والواقع‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬مكاوي �شعيد (م�سر)‪« :‬تغريدة البجعة» (دار العين‪ ،‬القاهرة)‬

‫تدور اأحداث هذه الرواية في و�سط القاهرة وتلقي �سوءاً على الحياة القا�سية التي يعي�سها‬ ‫اأطف��ال ال�س��وارع‪ .‬وفي المقابل تتناول نواح��ي من حياة الأجانب في القاه��رة والأعمال التي‬ ‫يقومون بها‪.‬‬ ‫‪ -‬عبده خال (ال�سعودية)‪« :‬الموت يمر من هنا» (دار الجمل‪ ،‬األمانيا)‬

‫رواية هجائية تعتمد ال�سخرية ال�سوداء لتف�سح عالم ًا مليئ ًا بالمفارقات والتناق�سات‪ .‬تتناول‬ ‫الرواية ملفات طالما كانت نائمة في الأدراج وت�سرد حكايات مفعمة بالماآ�سي والمهازل‪.‬‬ ‫ ليلى �لجهني (ال�سعودية)‪« :‬جاهلية» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬‫ق�س��ة حب ماأ�سوية بين امراأة ورجل تحول ظروفه الجتماعية دون اكتمال هذا الحب‪.‬‬ ‫فهو بال هوية ول جاه ول مال‪.‬‬ ‫‪ -‬وليد �إخال�شي (�سورية)‪« :‬الحروف التائهة» (وزارة الثقافة ال�سورية‪ ،‬دم�سق)‬

‫‪ -‬رجاء بكرية (فل�سطين)‪« :‬امراأة الر�سالة» (دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬

‫ام��راأة فل�سطينية ترا�سل �سجين ًا �سيا�سي ًا فل�سطيني ًا في زنزان��ة اإ�سرائيلية وتن�ساأ بينهما عالقة‬ ‫حب من خالل الر�سائل‪.‬‬ ‫ �شلوى بكر (م�سر)‪« :‬من خير الهناء وال�سفاء» (دار العين‪ ،‬القاهرة)‬‫لوح��ات �سردية تنقل بع�س مالمح المجتمع الم�س��ري والعربي بلغة واقعية ذات منحى‬ ‫�سعري‪.‬‬ ‫ �شع��اد �لعام��ري (فل�سطي��ن)‪�« :‬سارون وحمات��ي» (كتبت ه��ذه الرواي��ة بالإنكليزية‬‫وترجمت اإلى العربية‪ ،‬دار الآداب‪ ،‬بيروت)‬ ‫رواية هجائية (�ساتيرية) تدور اأحداثها في منزل فل�سطيني و�سط الح�سار الإ�سرائيلي‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫التح��ولت التي �سهدتها البالد‬ ‫ت��دور اأح��داث الرواية في مدينة حلب ال�سورية وتر�سد‬ ‫ّ‬ ‫منذ نهاية الأربعينيات من القرن الع�سرين حتى ح�سول الحركة الت�سحيحية عام ‪.1970‬‬


‫‪488‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫اأعمال �صعرية ميزت العام ‪2007‬‬

‫ �أدوني�ش (�سورية)‪« :‬تاريخ يتم ّزق في ج�سد اأنثى» (دار ال�ساقي)‪.‬‬‫ي�ستعي��د ال�ساعر اأدوني�س مالمح من �سخ�سية هاجر ليعيد �سوغها �سعري ًا‪ ،‬معتمداً الترميز‬ ‫والتلميح و�ساعي ًا اإلى قراءة الظاهرة الأنثوية المعا�سرة على �سوء المعطيات الغابرة‪.‬‬

‫ �أن�ش��ي �لحاج (لبن��ان)‪« :‬الأعمال ال�سعرية» (الهيئة العامة لق�س��ور الثقافة)‪ .‬اإنها المرة‬‫الأول��ى التي ت�سدر فيها دواوين ال�ساع��ر اأن�سي الحاج في القاهرة مجموعة في ثالثة مجلدات‪.‬‬ ‫والح��اج ُيع��د اأحد موؤ�س�س��ي ق�سيدة النثر العربية م��ع ال�ساعر محمد الماغوط‪ ،‬علم�� ًا اأن روؤيته‬ ‫ال�سعرية تختلف عن الماغوط‪.‬‬

‫ غازي �لق�شيبي (ال�سعودية)‪« :‬حديقة الغروب» (دار العبيكان‪ ،‬ال�سعودية)‪.‬‬‫ق�سائ��د تتراوح بين البعد الرومنطيقي والنزع��ة الوجدانية‪ ،‬تخاطب الإن�سان والعالم من‬ ‫اأجل اإ�سفاء المزيد من الجمال على العالقة القائمة بينهما‪.‬‬ ‫ �شليم��ان �لعي�ش��ى (�سورية)‪« :‬اأنا والعروبة» (الهيئة ال�سوري��ة العامة للكتاب‪ ،‬دم�سق)‪.‬‬‫ال�ساعر ال�سوري الذي غنى العروبة والوحدة العربية واعتبر �ساعر القومية العربية يجمع في هذا‬ ‫الديوان ق�سائده الوطنية ذات الطابع الكال�سيكي‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ محمد بني�ش (المغرب)‪« :‬هناك تبقى» (دار النه�سة العربية‪ ،‬بيروت)‪.‬‬‫يوا�س��ل ال�ساعر المغربي في هذا الديوان تجربة البح��ث عن اأفق �سعري مغاير بعنا�سره‬ ‫ومادته معتمداً لغة رمزية وح�سية في اآن واحد‪ .‬وتتر�سخ في هذا الديوان كتابة «المحو» بح�سب‬ ‫تعبير ال�ساعر في دعوته اإلى تجاوز الحدود بين ال�سعر والنثر‪.‬‬ ‫ قا�ش��م ح��د�د (البحري��ن)‪« :‬ل�س��ت �سيف�� ًا على اأح��د» (الموؤ�س�س��ة العربي��ة‪ ،‬عمان –‬‫بيروت)‪.‬‬ ‫ن�س��و�س تجم��ع بين التج��اه ال�سع��ري والبعد النثري وتنطلق من الذات ال�ساعرة عبر‬ ‫روؤية حلمية اإلى العالم‪.‬‬ ‫ عبد�لعزي��ز محيي �لدين خوجة (ال�سعودية)‪« :‬مئة ق�سيدة وق�سيدة للقمر» (الدار العربية‬‫للعلوم‪ ،‬بيروت)‪.‬‬ ‫يكتب ال�ساع��ر ق�سائد حب ذات نف�س غنائي عالٍ ‪ ،‬مركزاً على البعد الجمالي للق�سيدة‬ ‫وعلى الرمزية التي تتجلى عبر ال�سور والمواقف‪.‬‬

‫ �شيف �لرحبي (عمان)‪�« :‬ساألقي التحية على قرا�سنة» (دار النه�سة العربية‪ ،‬بيروت)‪.‬‬‫يوا�س��ل ال�ساعر �سيف الرحبي تجربته ال�سعري��ة المو�سومة بالحرية التعبيرية التي تخترق‬ ‫الحدود بين المكان والزمان‪ ،‬وبين الذات والعالم‪.‬‬


‫‪489‬‬

‫الإبــداع‬

‫ �شع��دي يو�ش��ف (الع��راق)‪« :‬ق�سائ��د نيوي��ورك» (طبع��ة اإلكتروني��ة ‪ -‬موق��ع مجلة‬‫الكلمة)‪.‬‬ ‫يكت��ب ال�ساعر العراقي تجربته الت��ي عا�سها في نيويورك وهي تنطوي على عالقات‬ ‫تنا�سية معلنة مع ال�ساعر الأميرك��ي والت ويتمان‪ ،‬وعالقات م�سم��رة مع �سع��راء عالميين‬ ‫مقدمهم لوركا‪.‬‬ ‫كتبوا عن نيويورك وفي ّ‬

‫ عبد�لعزي��ز �لمقال��ح (اليم��ن)‪« :‬كت��اب الم��دن‪ :‬جداري��ات غنائي��ة» (دار ال�ساق��ي‪،‬‬‫بيروت)‪.‬‬ ‫يكت��ب ال�ساع��ر اليمني عبدالعزيز المقال��ح عن المدن التي زاره��ا ق�سائد هي مزيج من‬ ‫الغنائية والنظرة الذاتية‪ .‬ومعه ت�ستحيل المدن اأمكنة من م�ساعر واأ�سواق‪.‬‬

‫ �شوق��ي �أبي �شقر� (لبنان)‪« :‬اأكيا���س الفقراء» و«خطوات الملك» (دار النه�سة العربية‪،‬‬‫بيروت)‪.‬‬

‫اأع��اد ال�ساعر �سوقي اأبي �سق��را اأحد اأع�ساء مجلة «�سعر» اإ�سدار هذين الديوانين مع ًا بعد‬ ‫نفادهما‪ ،‬وكان الأول �سدر عام ‪ 1959‬والثاني عام ‪ .1960‬يعتمد اأبي �سقرا في هذين الديوانين‬ ‫الق�سيدة التفعيلية ولكن بنبرة طريفة وخا�سة جداً‪.‬‬ ‫‪ -‬حلمي �شالم (م�سر)‪« :‬حمامة على بنت جبيل» (دار النه�سة العربية‪ ،‬بيروت)‪.‬‬

‫ي�ستوح��ي ال�ساع��ر الم�سري ماأ�ساة الح��رب التي �سنتها اإ�سرائيل عل��ى لبنان عام ‪2006‬‬ ‫ويكتب ق�سائد متنوعة‪ ،‬اأ�سلوب ًا ولغة‪.‬‬ ‫ال�ساع��ر العراق��ي الذي ينتمي اإلى جي��ل ال�ستينيات جمع اأعمال��ه ال�سعرية في مجلدين‪.‬‬ ‫وهذه الأعمال كتبها بين العراق والمنفى الذي امتد لأعوام طويلة‪.‬‬ ‫‪ -‬محمد عفيفي مطر (م�سر)‪« :‬مع ّلقة دخان الق�سيدة» (الهيئة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة)‪.‬‬

‫ي�س��م هذا الديوان ق�سيدتين طويلتين‪ ،‬الأولى تحية ال��ى ال�ساعر الإ�سباني لوركا‪ ،‬والثانية‬ ‫عب��ارة عن محاورة مع ال�ساعر الإغريقي هوميرو�س والإيطالي دانتي و�سواهما من �سعراء العالم‪.‬‬ ‫اإنها المحاورة ال�سعرية بين ال�سرق والغرب‪.‬‬ ‫ �لمن�شف �لوهايبي (تون�س)‪« :‬كتاب الع�سا» (دار النه�سة العربية‪ ،‬بيروت)‪.‬‬‫الح�س التاريخي عبر العودة غير‬ ‫ق�سائد قائمة على الطرافة في مو�سوعاتها ويتج ّلى فيها‬ ‫ّ‬ ‫الم�سطنعة اإلى الموروث البعيد‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫‪ -‬فا�شل �لعز�وي (العراق)‪« :‬الأعمال ال�سعرية» (دار الجمل‪ ،‬األمانيا)‪.‬‬


‫‪490‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫‪ -‬عبد�لمنعم رم�شان (م�سر)‪« :‬ال�سعود اإلى المنزل» (دار الهالل‪ ،‬القاهرة)‪.‬‬

‫دي��وان يتراوح بين البعد الفكري وال�سخرية العالية والطرافة وال�سوفية والنزعة الجمالية‬ ‫والفتتان باللغة والمو�سيقى اأو الإيقاع‪.‬‬ ‫‪� -‬شنية �شالح (�سورية)‪« :‬الأعمال الكاملة» (وزارة الثقافة ال�سورية)‪.‬‬

‫للم��رة الأول��ى تجتمع «الأعم��ال الكاملة» لل�ساع��رة ال�سورية الراحل��ة‪ ،‬زوجة ال�ساعر‬ ‫محمد �لماغوط‪ ،‬وقد كتبت مقدمتها �سقيقتها الناقدة خالدة �شعيد‪� .‬سعرها يولد من �سبابية الحلم‬ ‫الم�ستحيل ومن كدر الرغبة التي ل تتحقق ومن لحظة الغياب الق�سوى‪.‬‬ ‫ جودت فخر �لدين (لبنان)‪« :‬لي�س بعد» (دار ريا�س الري�س‪ ،‬بيروت)‪.‬‬‫يوا�سل ال�ساعر م�سيرته متغني ًا بالأر�س والذات والإن�سانية في ق�سائد تعتمد نظام التفعيلة‪.‬‬ ‫‪ -‬طاهر ريا�ش (الأردن)‪« :‬كاأنه ليل» (دار ريا�س الري�س‪ ،‬بيروت)‪.‬‬

‫يمث��ل هذا الديوان التيار ال�سعري الأكثر �سلة بالمو�س��وع الوجودي والوعي الإن�ساني‬ ‫لالألم والذات والعالم‪ .‬والديوان عبارة عن ق�سيدة واحدة وطويلة‪.‬‬ ‫‪ -‬ماهر �شرف �لدين (�سورية)‪« :‬العرو�س» (دار الجمل‪ ،‬األمانيا)‪.‬‬

‫مجموع��ة ن�سو���س تتراوح بين ال�سعر والنث��ر المفتوح على ال�سع��ري‪ .‬اإنها ن�سو�س –‬ ‫ق�سائد تك�سر الحاجز القائم بين الأنواع لتبني ف�ساء يت�سالح فيه ال�سعر والنثر‪.‬‬ ‫‪ -‬عبد�لإله �ل�شالحي (المغرب)‪« :‬كلما لم�ست �سيئ ًا ك�سرته» (دار توبقال‪ ،‬المغرب)‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫فاز هذا الديوان بجائزة «بيت ال�سعر» في المغرب‪ .‬ي�ستثمر ال�ساعر تراث القلق الحديث‬ ‫ب��دءاً من ال�سوريالي��ة والنتفا�سات الطالبية وح��ركات الحتجاج ليكتب ق�سائ��د تهدم الواقع‬ ‫وتعيد بناءه‪.‬‬ ‫‪ -‬ح�شن نجمي (المغرب)‪« :‬على انفراد» (دار النه�سة العربية‪ ،‬بيروت)‪.‬‬

‫ق�سائ��د تحتفي بال�سعر واللغة كما تحتفي ب�سعراء من العالم من اأمثال بورخي�س وبودلير‬ ‫واأدوني���س ومحمود دروي�س و�سواهم‪ .‬وتبرز في هذا الديوان الخلفية الثقافية كمنطلق للق�سيدة‬ ‫نحو ف�سائها الخا�س‪.‬‬ ‫ محم��د علي �شم�ش �لدين (لبن��ان)‪« :‬الغيوم التي في ال�سواح��ي» (دار النه�سة العربية‪،‬‬‫بيروت)‪.‬‬

‫يكت��ب ال�ساعر عن ماأ�ساة العراق كما عن ماأ�ساة لبنان خالل الحرب التي �سنتها اإ�سرائيل‬ ‫عليه عام ‪ ،2006‬لكن ق�سائده تنحو منحى غنائي ًا ورمزي ًا وتناأى عن المبا�س��رة ال�سيا�سية‪ .‬ق�سائد‬ ‫مغرقة في وجدانيتها واأفقها الروؤيوي‪.‬‬


‫‪491‬‬

‫الإبــداع‬

‫ ودي��ع �ش�ع��ادة (لبنان ‪ -‬اأ�ستراليا)‪« :‬تركيب اآخر لحي��اة وديع �سعادة» (ن�سر اإلكتروني‬‫على موقع ال�ساعر)‪.‬‬

‫يعتبر هذا الديوان امتداداً لتجربة ال�ساعر ال�سابقة التي تجمع بين التاأمل وال�سرد والحد�س‪.‬‬ ‫وفي��ه يعيد ال�ساعر تركي��ب حياته انطالق ًا من معطيات تجمع بي��ن الحقيقة والوهم وبين الذات‬ ‫والعالم‪.‬‬ ‫‪ -‬كاظم جهاد (العراق – فرن�سا)‪« :‬معمار البراءة» (دار الجمل‪ ،‬األمانيا)‪.‬‬

‫ت�سعى ق�سائد هذا الديوان اإلى التطهر من اآثار المنفى عبر كتابته واإلى ر�سد اأحوال ال�سفر‬ ‫داخل الذات وما يعتريه من مكابدات واإلى ا�ستعادة الطفولة من اأجل اإحيائها �سعري ًا‪.‬‬ ‫ �أكرم قطريب (�سورية)‪« :‬ق�سائد اأميركا» (دار النه�سة العربية – بيروت)‪.‬‬‫كتب��ت ق�سائد هذا الديوان في لحظات البعاد والمنفى‪ ،‬وهي اأ�سبه بال�سيرة ال�سعرية التي‬ ‫تن�سهر فيها الأبعاد الماورائية وال�سرد الرومنطيقي واليوميات‪.‬‬ ‫مف��رح (الكوي��ت)‪« :‬ح��داة القيم والوح��دة» (من�سورات جمعي��ة البيت ‪-‬‬ ‫ �شعدي��ة ّ‬‫الجزائر)‪.‬‬ ‫ �إبر�هي��م ن�شر �هلل (الأردن)‪« :‬حج��رة الناي‪ ...‬عواطف القل��ب» (الموؤ�س�سة العربية‪،‬‬‫عمان – بيروت)‪.‬‬ ‫ق�سائ��د غنائية نابعة من معان��اة الكائن الفل�سطيني المت�سبث باأر�س��ه وما�سيه على رغم‬ ‫الماأ�ساة التي واجهها منذ اقتالع الوطن‪.‬‬

‫ �شاكر لعيبي (العراق)‪« :‬عزلة الحمل في برجه» (دار النه�سة العربية – بيروت)‪.‬‬‫نف�س رثائي وتجعل‬ ‫�ساع��ر ينتمي اإلى جيل الثمانينيات في العراق‪ ،‬يكت��ب ق�سيدة ذات ٍ‬ ‫من المنفى مادة �سعرية بامتياز‪.‬‬ ‫‪ -‬مي�شون �شقر (الإمارات)‪« :‬اأرملة قاطع طريق» (دار ميريت‪ ،‬القاهرة)‪.‬‬

‫تكت��ب ال�ساعرة تجربة الألم والفقد في ق�سائد نثرية ذات وقع غنائي وت�ستعيد بع�س ًا من‬ ‫�سور الما�سي لمواجهة الواقع القا�سي‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ �شليم بركات (�سورية)‪« :‬الأعمال ال�سعرية» (الموؤ�س�سة العربية‪ ،‬عمان – بيروت)‪.‬‬‫يجمع ال�ساعر ال�سوري �سليم بركات المقيم في ال�سويد اأعماله ال�سعرية في مج ّلد ويمنح‬ ‫تطورها منذ ال�سبعينيات من القرن الع�سرين‪� .‬ساعر‬ ‫الق��ارئ الفر�سة لقراءة اأعماله تباع ًا في حركة ّ‬ ‫اأ�س�س عالم ًا فريداً‪ ،‬بمفرداته و�سوره ولغته‪.‬‬


‫‪492‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ ح�شين دروي�ش (�سورية)‪�« :‬سامة ليل» (دار ريا�س الري�س‪ ،‬بيروت)‪.‬‬‫دي��وان يجمع بي��ن البعد النطباعي الذي يواجه به ال�ساعر العال��م والبعد التعبيري الذي‬ ‫يجعل الق�سيدة حقل اختبار لغوي ًا و�سوري ًا‪.‬‬ ‫‪ -‬عالء خالد (م�سر)‪« :‬ت�سبحين على خير» (دار �سرقيات‪ ،‬القاهرة)‪.‬‬

‫حلمي‪.‬‬ ‫ق�سائد ترتبط بالمكان وت�سفي عليه هالة �سعرية وت�سمه بطابع‬ ‫ّ‬

‫ علي بافقيه (ال�سعودية)‪« :‬رقيات» يليه «جالل الأ�سجار» (النادي الأدبي‪ ،‬الريا�س)‪.‬‬‫ق�سائد ذات اأبعاد اإن�سانية‪ ،‬تحفر في عمق الذات وت�سيء زواياها الخفية‪.‬‬

‫‪� -‬أ�شامة �لدنا�شوري (م�سر)‪« :‬كلبي الهرم كلبي الحبيب» (دار ميريت‪ ،‬القاهرة)‪.‬‬

‫ق�سائد تحتفي بالتفا�سيل واليوميات وتعلن احتجاجها على الحياة والعالم‪.‬‬ ‫‪ -‬ر�نة نز�ل (الأردن)‪« :‬مزاج اأزرق» (الموؤ�س�سة العربية)‪.‬‬

‫تتكئ ال�ساعرة على مفهوم اللون الأزرق لتكتب ق�سائد مفعمة بالكاآبة والحنين وتواجه‬ ‫عالم ًا موح�س ًا بلغتها‪.‬‬ ‫‪ -‬جمانة حد�د (لبنان)‪« :‬مرايا العابرات في المنام» (دار النهار والدار العربية للعلوم)‪.‬‬

‫ت�ستعير ال�ساعرة اأقنعة اثنتي ع�سرة �ساعرة من العالم اأقدمن على النتحار وتكتب ق�سائد‬ ‫مغرقة في فكرة النتحار‪� ،‬ساعية بال�سعر اإلى اإ�ساءة هذا اللغز العميق‪.‬‬ ‫ جمان��ة ح��د�د (لبنان)‪« :‬مئة وخم�سون �ساعراً انتحروا في القرن الع�سرين» (دار النهار‬‫والدار العربية للعلوم‪ ،‬بيروت – الجزائر)‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫جمع��ت ال�ساع��رة ق�سائد كثيرة كتبه��ا �سعراء من العال��م انتحروا في الق��رن الع�سرين‪،‬‬ ‫وترجمته��ا وو�سعت لها مقدم��ة �سافية‪ .‬وبين هوؤلء المنتحرين �سعراء ع��رب من اأمثال‪ :‬خليل‬ ‫حاوي (لبنان)‪ ،‬تي�شير �شبّول (الأردن)‪ ،‬منير رمزي (م�سر)‪� ،‬إبر�هيم ز�ير (العراق)‪ ،‬كريم حوماري‬ ‫(المغرب)‪ ،‬عبد �لبا�شط �ل�شوفي (�سورية) و�سواهم‪...‬‬ ‫‪� -‬شوقي بزيع (لبنان)‪�« :‬سراخ الأ�سجار» (دار الآداب)‪.‬‬

‫الحرة اأو التفعيلي��ة �سالك ًا م�سلك ًا رومنطيقي ًا ت�سوبه اأجواء‬ ‫يوا�س��ل ال�ساعر كتابة ق�سيدته ّ‬ ‫رمزية وميتافيزيقية‪.‬‬

‫«تتبرج لأجلي» (الدار العربية للعلوم‪ ،‬بيروت)‪.‬‬ ‫ ز�هي وهبي (لبنان)‪ّ :‬‬‫جم��ع ال�ساعر والإعالم��ي زاهي وهبي اأعمال��ه الكاملة في هذا المج ّل��د واأ�ساف اإليها‬ ‫وخ�س ال�ساعر �شعيد عقل الديوان بمقدمة تناول فيها �سعر وهبي‪.‬‬ ‫ق�سائد غير من�سورة‪.‬‬ ‫ّ‬


‫‪493‬‬

‫الإبــداع‬

‫ �شعد �لحميدين (ال�سعودية)‪« :‬غيوم ياب�سة» (دار المدى‪ ،‬دم�سق)‪.‬‬‫يكت��ب ال�ساعر عن حال اليبا�س الذي تعانيه الحياة العربية على اأكثر من �سعيد‪ ،‬وكذلك‬ ‫الأر�س التي تكاد تكون خالية من الولدات الجديدة‪.‬‬ ‫ �أحمد ر��شد ثاني (الغمارات)‪« :‬ياأتي الليل وياأخذني» (دار النه�سة العربية)‪.‬‬‫تنتمي ق�سائد اأحمد را�سد ثاني اإلى عالم ال�سحراء‪ ،‬المت�سع باأفقه وال�سيق بوح�سته‪ .‬عالم‬ ‫من التناق�سات التي تعبر عنها اللغة والروؤى‪.‬‬ ‫ عز �لدين ميهوبي (الجزائر)‪« :‬طا�سيليا» (دار النه�سة العربية)‪.‬‬‫دي��وان �سعري ذو اأ�سوات مم�سرح��ة واإن�سادية وي�ستمد الأ�سماء م��ن الأ�ساطير القديمة‬ ‫وي�سور ال�سراع بين قوى الطبيعة والإن�سان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ر�شيد �ل�شعيف (لبنان)‪« :‬الأعمال ال�سعرية» (دار ريا�س الري�س‪ ،‬بيروت)‪.‬‬‫قب��ل اأن يبداأ ف��ي كتابة الرواية الت��ي اأ�سبحت له ف��ي حقلها اأعمال كثي��رة‪ ،‬كتب ر�سيد‬ ‫ال�سعيف الكثير من ال�سعر واأ�سدره في دواوين عدة‪ .‬وقد جمع هذه الدواوين في مجلد واحد‪.‬‬ ‫ويغلب على �سعره طابع الإيجاز‪ ،‬فاإذا الق�سائد بغالبيتها �سذرات متتالية‪.‬‬ ‫‪ -‬عائ�شة �لب�شري (المغرب)‪« :‬ليلة �سريعة العطب» (دار النه�سة العربية‪ ،‬بيروت)‪.‬‬

‫�س��وت �سعري في غاية الطرافة واللطف يدمج بي��ن البعد اليومي والحنين الى زمن و ّلى‬ ‫من غير رجعة‪.‬‬ ‫ق�سائد تعتمد الطرافة لمواجهة عالم حافل بالهزائم والأوهام‪.‬‬ ‫ �شوز�ن عليو�ن (لبنان)‪« :‬بيت من �سكر» (ن�سر خا�س)‪.‬‬‫هذه ال�ساعرة التي بات لها ح�سورها الخا�س في الجيل الجديد‪ ،‬تختار باقة من ق�سائدها‬ ‫�ساعية اإلى ت�سكيل �سورة �ساملة عن تجربتها‪.‬‬ ‫ �أحمد ولد محم��د عبد �هلل (موريتانيا)‪« :‬اأوتار ال�سحراء‪ :‬مختارات ال�سعر الموريتاني»‬‫(جمعية البيت‪ ،‬الجزائر)‪.‬‬ ‫ت�سم نماذج م��ن ال�سعر الموريتاني الذي ل يزال �سب��ه مجهول عربي ًا وتلقي‬ ‫مخت��ارات ّ‬ ‫ال�سوء على تجارب ت�ستحق المتابعة‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫‪ -‬لقمان ديركي (�سورية)‪« :‬من �سيرة الهر المنزلي» (دار ريا�س الري�س‪ ،‬بيروت)‪.‬‬


‫‪494‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫روائيون عرب كتبوا بلغة اأجنبية‬ ‫‪ -‬فادية فقير (الأردن)‪« :‬ا�سمي‪� :‬سلمى» (بالإنكليزية‪ ،‬دار دوبلداي‪ ،‬لندن)‬

‫رواية عن الحب الممنوع وال�سرف المهدور والمنفي‪ .‬هذه الأمور الثالثة ت�سهدها بطلة‬ ‫الرواية التي تواجه قدراً �سعب ًا في بالدها فتهرب اإلى الخارج الذي هو اأ�سبه بالمنفى‪ .‬اإنها رحلة‬ ‫الخروج من ال�سجن ال�سغير اإلى ال�سجن الكبير‪.‬‬ ‫ وجي��ه غال��ي (م�سر)‪« :‬بي��رة في نادي البلي��اردو» (كتبت بالإنكليزي��ة وترجمت اإلى‬‫العربية و�سدرت عن دار العالم الثالث‪ ،‬القاهرة)‪.‬‬ ‫كتب وجيه غالي هذه الرواية عام ‪ 1964‬بعد هجرته اإلى لندن ثم انتحر‪ .‬وتدور اأحداث‬ ‫الرواية حول عالقة حب جمعت في القاهرة بين ال�ساب الم�سري «رام» والفتاة اليهودية «اإدنا»‬ ‫التي تكره العن�سرية وتقاومها‪ ،‬لكن النظام النا�سري اأجبرها على مغادرة م�سر ب�سفتها يهودية‪.‬‬ ‫‪� -‬شريف مجدلني (لبنان)‪« :‬قافلة ال�سراي» (دار �سوي‪ ،‬باري�س)‬

‫ر�سحت ه��ذه الرواية المكتوبة بالفرن�سية لجوائز اأدبية مهم��ة في فرن�سا وحازت جائزة‪.‬‬ ‫تتناول الرواي��ة في اأ�سلوب ملحمي �سيرة المهاجر اللبناني �سموئيل عياد في بداية القرن الع�سرين‬ ‫ال��ذي خا���س عالم الهج��رة بي��ن الإمبراطورية العثماني��ة وفرن�س��ا وبريطانيا بحث ًا ع��ن المغامرة‬ ‫والثراء‪.‬‬ ‫ ليل��ى للمي (المغرب)‪« :‬الأمل» (رواية بالإنكليزي��ة �سدرت ترجمتها الفرن�سية عن‬‫دار اآن كاريير في باري�س)‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫اإنها اأول رواية مغربية ت�سدر بالإنكليزية في الوليات المتحدة الأميركية‪ .‬وتدور اأحداثها‬ ‫ح��ول الهج��رة ال�سرية من المغرب اإلى ال�سف��اف الغربية‪ .‬اأ�سخا�س الرواية م��ن �سبان و�سابات‬ ‫يرحلون �سراً على متن �سفينة �سغيرة‪ ،‬لكن الحياة التي تنتظرهم �ستكون ماأ�سوية ومفعمة بالبطالة‬ ‫والياأ�س‪.‬‬

‫ نور �لدين فارح (ال�سومال)‪« :‬اأ�سرار» (رواية بالإنكليزية �سدرت ترجمتها العربية عن‬‫دار الجمل – األمانيا)‪.‬‬ ‫نور الدي��ن فارح روائي �سومالي يكتب بالإنكليزية ويتمتع ب�سهرة عالمية‪ .‬روايته هذه‪،‬‬ ‫ذات الطاب��ع «الواقعي ال�سحري» تدور اأحداثها في ال�سومال‪ ،‬البالد الحافلة بالمفارقات وفيها‬ ‫وتتطرق الرواية في ما ي�سبه الأ�سلوب البولي�سي‬ ‫تتقاطع الثقافات العربية والإ�سالمية والأفريقية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلى بع�س الموروثات والظواهر والأ�ساطير مثل ال�سحر والقيمة الوقائية لالأ�سماء وال�سعوذة‪...‬‬


‫‪495‬‬

‫الإبــداع‬

‫‪ -‬ليلى �شبّار (الجزائر)‪« :‬الن�ساء في الحمام» (بالفرن�سية دار بلو اأوتور‪ ،‬باري�س)‪.‬‬

‫�سبار روايتها هذه التي تدور في اأحد الحمامات‬ ‫اأرفقت الكاتبة الجزائرية بالفرن�سية ليلى ّ‬ ‫�سري» وفيه تتناول ظروف حياتها‬ ‫ال�سعبية الن�سائية في الجزائر بن�س عنوانه «اللغة العربية كن�سيد ّ‬ ‫ال�سعبة وحال التم ّزق التي عا�ستها من جراء هويتها المزدوجة‪.‬‬

‫ �شيد ق�شوع (فل�سطين)‪« :‬العرب يرق�سون اأي�س ًا» (رواية فل�سطينية مكتوبة بالعبرية وقد‬‫ترجمت اإلى الفرن�سية والإنكليزية)‪.‬‬

‫ت��دور اأح��داث الرواية في فل�سطي��ن المحتلة داخ��ل الأو�ساط العربي��ة اأو اأو�ساط عرب‬ ‫‪ 1948‬وتنق��ل �سورة حية عن الحياة الم�سطرب��ة والمزدوجة التي يحياها الفل�سطينيون في ظل‬ ‫الهيمنة الإ�سرائيلية‪.‬‬ ‫ جاد �لحاج (لبنان)‪�« :‬سجرة الآ�س» (رواية مكتوبة بالإنكليزية‪� ،‬سدرت في لندن عن‬‫دار بانيبال بوك�س)‪.‬‬

‫ت��دور اأحداث الرواية حول الحرب اللبنانية ولكن م��ن منظور مختلف هو منظور اأهل‬ ‫الريف اللبناني وخ�سو�سية تجاربهم ومعاناتهم‪ ،‬انطالق ًا من موروث اأخالقي وديني واجتماعي‬ ‫ومعي�سي وماآثر تاريخية تعود اإلى زمن الن�سال �سد النتدابين‪ :‬العثماني والفرن�سي‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬



‫‪497‬‬

‫الإبــداع‬

‫المحور الثاني‬

‫ال�صينما في الوطن العربي‪...‬درا�صة تحليلية‬ ‫اأ�سب��ح من البديهي –الآن‪ -‬القول باأن ثمار الحا�سر الفني لي�ست اإل البذور التي رميت‬ ‫ف��ي اأزمان �سابق��ة‪ ،‬وامتدت جذورها في اأعم��اق الأر�س التي عا�ست عليها لتع��ود اإلينا �سجرة‬ ‫مزهرة ت�سيع الظل والجمال في حياتنا‪.‬‬ ‫واإذا كان الف��ن عموما هو مراآة للحياة الجتماعي��ة وال�سيا�سية والعاطفية ل�سعب ما‪ ،‬فاإن‬ ‫ال�سينم��ا هي المراآة الم�سقولة ال�سديدة الرهافة التي ت�ستطيع بمهارة فائقة اأن تعك�س التناق�سات‬ ‫كافة التي يعي�سها �سعب ما في بلد ما‪.‬‬

‫لذلك كان لبد من العودة ‪ -‬قلي ً‬ ‫ال ‪ -‬اإلى ما�سي ال�سينما العربية‪ ،‬والنظر ب�سكل عابر اإلى‬ ‫جذورها الممتدة قبل الحكم على (ال�سجرة) المليئة بالثمار‪ ،‬التي اأ�سبحت عليها‪.‬‬

‫فلنلق نظرة عابرة على ما�سي �سينمانا في الوطن العربي لكي يكون حكمنا على‬ ‫اإذن ِ‬ ‫اعتباطي ًا ت�سيط��ر عليه الأهواء‬ ‫حا�سره��ا حكم��ا قائما على ال�سبب والنتيج��ة‪ ،‬ولي�س حكما‬ ‫ّ‬ ‫والنزعات الخفية‪.‬‬

‫تاريخ ال�صينما العربية‬ ‫ال�سينما الم�سرية ‪:‬‬ ‫كانت م�سر اأول بلد عربي عرف الفن ال�سينمائي‪ ،‬حيث جرى فيها اأول عر�س �سينمائي‬ ‫يوم الخمي�س ‪ 5‬نوڤمب��ر ‪ ،1896‬اأي بعد عر�س لوميير‬ ‫ف��ي بور�سة طو�س��ون بالإ�سكندرية‪ ،‬فى ِ‬ ‫الأول في ‪ 28‬دي�سمبر ‪ 1895‬باأقل من عام واحد‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫وهل اإن بع�س الثمار الفا�سدة التي نراها ت�ستعل على الأغ�سان الفنية ‪ -‬اليوم ‪ -‬هي نتاج‬ ‫لبذور «�سيئة»" لم ُي َ‬ ‫حكم زرعها؟‬


‫‪498‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫قدمت م�سر اأول اأفالمها الروائية الطويلة «ليل��ى» في عام ‪ 1927‬من اإخراج وداد‬ ‫وق��د ّ‬ ‫قدمت بعدها بخم�س �سنوات ف��ي عام ‪ 1932‬اأول اأفالمها الناطقة‬ ‫عرف��ي وا�ستفان رو�ستي‪ ،‬ثم ّ‬ ‫«اأولد ال��ذوات» اإخراج محمد كريم‪ ،‬وكذلك اأول اأفالمه��ا الروائية الغنائية «اأن�سودة الفوؤاد»‬ ‫المميز لل�سينما الم�سرية في ما بعد‪ ،‬والذي‬ ‫اإخراج ماريو فولبي‪ ،‬الذي كان بداية للطابع الغنائي‬ ‫ّ‬ ‫ا�ستم��ر لعقود عديدة‪ ،‬قامت ال�سينم��ا الم�سرية فيها بتوظيف كبار المطربي��ن م�سريين كانوا اأم‬ ‫عرب�� ًا‪ ،‬مثل محمد عبد الوه��اب واأم كلثوم وفريد الأطر�س و�سباح ون��ور الهدى وعبد الحليم‬ ‫حافظ وليلى مراد و�سادية وغيرهم‪.‬‬ ‫وتعتب��ر مرحلة الأربعينيات مرحل��ة انتعا�س الفيلم الم�سري حي��ث ارتفع معدل الإنتاج‬ ‫ال�سينمائ��ي من ‪ 15‬فيلم ًا ف��ي عام ‪ 1939‬اإلى ‪ 23‬فيلم ًا في ع��ام ‪ ،1944‬ثم تزايد معدل الأفالم‬ ‫المنتجة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية من ‪ 20‬اإلى ‪ 50‬فيلم ًا �سنوي ًا وذلك في عام ‪ ،1951‬ثم‬ ‫تزايد المعدل لي�سل اإلى ‪ 60‬فيلما تقريب ًا بعد قيام ثورة يوليو في مرحلة الخم�سينيات‪.‬‬ ‫لك��ن بعد تاأميم الدولة ل�سناع��ة ال�سينما في مرحلة ال�ستينيات‪ ،‬واإن�س��اء الموؤ�س�سة العامة‬ ‫لل�سينما لإنت��اج الأفالم الروائية الطويلة التابعة للقطاع العام في م�سر‪ ،‬انخف�س عدد الأفالم من‬ ‫‪ 60‬اإلى ‪ 40‬فيلما في المتو�سط نتيجة عدم و�سوح موقف الدولة من ال�سينما‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫غي��ر اأنّ ه��ذا النخفا�س الن�سبي في عدد الأفالم لم يعن ‪ -‬اأب��داً ‪ -‬عدم تقديم مجموعة‬ ‫قدمت ال�سينما الم�سرية في تل��ك الفترة مجموعة من اأهم‬ ‫م��ن الأفالم الجادة والجي��دة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫اأفالمه��ا تناول��ت فيها مو�سوعات جديدة مث��ل مو�سوع الفقر‪ ،‬واإعالء قيم��ة العمل‪ ،‬والإ�سادة‬ ‫بالمجتم��ع ال�ستراكي‪ ،‬وم�ساركة ال�سع��ب ال�سيا�سية‪ ،‬واإدانة ال�سلبية والإ�س��ادة بالديموقراطية‪،‬‬ ‫والرتب��اط بالأر���س والمقاومة‪ ،‬واإدانة النم��اذج النتهازية‪ ،‬والأمرا���س الجتماعية كالر�سوة‬ ‫والف�ساد وجرائم ال�سرقة‪ ،‬وذلك في اأفالم مثل «الحرام» ‪ 1965‬اإخراج هنري بركات‪ ،‬و«الل�س‬ ‫وال��كالب» ‪ 1962‬اإخراج كمال ال�سي��خ‪« ،‬ميرامار» ‪ 1969‬اإخراج كم��ال ال�سيخ‪« ،‬ال�سمان‬ ‫والخريف» ‪ 1967‬اإخراج ح�سام الدين م�سطفى‪« ،‬البو�سطجي» ‪ 1968‬اإخراج ح�سين كمال‪،‬‬ ‫«�سيء من الخوف» ‪ 1969‬اإخراج ح�سين كمال‪« ،‬الأر�س» ‪ 1970‬اإخراج يو�سف �ساهين‪...‬‬

‫وف��ي منت�سف عام ‪ 1971‬ت��م ت�سفية موؤ�س�سة ال�سينما واإن�ساء هيئة عامة ت�سم مع ال�سينما‬ ‫الم�س��رح والمو�سيقى‪ .‬وهك��ذا توقفت الهيئة ع��ن الإنتاج ال�سينمائي مكتفي��ة بتمويل القطاع‬ ‫الخا�س وبداأ انح�سار دور الدولة في ال�سينما حتى انتهى تمام ًا من الإنتاج الروائي‪ ،‬تاركا مجال‬ ‫اإنت��اج الأف��الم الم�سرية الطويلة للقطاع الخا�س‪ ،‬لكن ذلك لم يع��ن زيادة متو�سط عدد الأفالم‬ ‫المنتجة‪ ،‬اإذ ّ‬ ‫ظل المعدل ‪ 44‬فيلم ًا حتى عام ‪ ،1974‬ثم ارتفع بعدها اإلى ‪ 50‬فيلم ًا‪.‬‬ ‫م��ع بداي��ة فت��رة الثمانينيات ظه��رت مجموعة جديدة م��ن المخرجين ال�سب��اب الذين‬


‫الإبــداع‬

‫‪499‬‬

‫ا�ستطاع��وا اأن يتغلبوا على التقالي��د الإنتاجية ال�سائدة‪ ،‬واأن ي�سنعوا �سينم��ا جادة‪ ،‬واأطلق عليهم‬ ‫تي��ار الواقعي��ة الجديدة اأو جيل الثمانيني��ات‪ .‬من هذا الجيل المخ��رج الراحل عاطف الطيب‪،‬‬ ‫وراأف��ت الميه��ى‪ ،‬وخيري ب�س��ارة ومحمد خ��ان وداوود عبد ال�سيد وغيره��م‪ .‬وبرز في تلك‬ ‫الفت��رة اأي�سا نجوم ج��دد مثل‪« :‬عادل اإم��ام» و«اأحمد زكي» و«محمود عب��د العزيز» و«نور‬ ‫ال�سريف» و«نادية الجندي» و«نبيلة عبيد» و«ليلى علوي» و«اإلهام �ساهين»‪ ،...‬وفي منت�سف‬ ‫الثمانينيات وبالتحديد مع بداي��ة عام ‪ ،1984‬ارتفع عدد الأفالم المعرو�سة ب�سكل مفاجئ اإلى‬ ‫‪ 63‬فيلم ًا‪ ،‬فيما ّ‬ ‫�سمي بموجة اأفالم المقاولت‪ ،‬وهي عبارة عن اأفالم كانت ُت َع ّد‬ ‫ي�سكل بداية ما ّ‬ ‫بميزاني��ات �سئيلة وم�ستوى فني رديء لتعبئة �سرائ��ط فيديو وت�سديرها اإلى دول الخليج‪ ،‬حيث‬ ‫بلغ عدد الأفالم في عام ‪ 1986‬نحو ‪ 95‬فيلم ًا‪ ،‬ويم ّثل هذا الرقم ذروة الخط البياني لتزايد �سينما‬ ‫المقاولت‪ ،‬ولمعدل الإنتاج ال�سنوي لل�سينما الم�سرية على طول تاريخها‪.‬‬

‫م��ع نهاية الثمانيني��ات وبداية الت�سعينيات‪ ،‬وبالتحديد بعد ح��رب الخليج الثانية في عام‬ ‫مع��دل اإنتاج اأفالم المق��اولت �سيئ ًا ف�سيئ�� ًا ب�سورة وا�سح��ة نتيجة انخفا�س‬ ‫‪ ،1990‬تراج��ع‬ ‫ّ‬ ‫الطل��ب على مثل هذه الأفالم من دول الخلي��ج‪ ،‬لتظهر مجموعة اأخرى من المخرجين حاولوا‬ ‫التاأثي��ر قلي ً‬ ‫ال في ال�سينما‪ ،‬من بينهم ر�سوان الكا�سف واأ�سامة فوزي و�سعيد حامد ومحمد كامل‬ ‫القليوبي وي�سري ن�سر اهلل‪.‬‬ ‫لك��ن هذه الطفرة الن�سبية لم ت��دم طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬بحيث اأفاق �س ّناع ال�سينم��ا في يوم الخام�س‬ ‫والع�سري��ن م��ن �سهر اأغ�سط���س عام ‪ 1997‬على مفاج��اأة كبيرة تتمثل في العر���س الأول لفيلم‬ ‫«اإ�سماعيلية رايح جاي»‪.‬‬

‫(*) ربما لأول مرة في تاريخ ال�سينما الم�سرية ا�ستمر عر�س فيلم �سينمائي في بع�س دور العر�س في �سهر رم�سان‪.‬‬ ‫(**) كان اأكبر رقم حققه فيلم لعادل اإمام وقتها هو ‪ 7‬ماليين جنيه‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ل��م يكن فيل��م «اإ�سماعيلية رايح ج��اي» بالم�ستوى الفن��ي الذي يب�سر باأي��ة احتمالت‬ ‫عد بلغة موزعي‬ ‫لنجاح��ه هذا النجاح ال�ساحق‪ ،‬خ�سو�س ًا واأنه عر�س في �سهر اأغ�سط�س‪ ،‬الذي ُي ّ‬ ‫ومنتج��ي الأفالم مو�س��م «حرق الأفالم»‪ ،‬وعر�س في اأربعة دور فقط ل غير‪ ،‬لكن ما اأ�سابه من‬ ‫نجاح م�ستمر(*)‪*1‬وقتها زاد عدد دور العر�س اإلى ‪ 25‬دار عر�س‪ ،‬محقق ًا ‪ -‬حينها ‪ -‬ما يزيد عن‬ ‫‪ 15‬ملي��ون جنيه(**)‪2،‬الأمر الذي اأ�ساب القائمين على �سناع�����ة ال�سينم�ا والنق��اد ‪ -‬على حد‬ ‫�س��واء ‪ -‬بالده�سة‪ ،‬واأخذ الجميع في محاولة تف�سير ه��ذا النجاح المدوي‪ ،‬فاأرجعه البع�س اإلى‬ ‫محمد هنيدي‪ ،‬وراهن عليه كنجم للمرحلة القادمة‪ ،‬واأرجعه البع�س الآخر اإلى اجتماع مطرب‬ ‫له �سعبية �سبابية مثل محمد فوؤاد مع محمد هنيدي‪ ،‬مراهنين على عدم قدرة محمد هنيدي على‬ ‫القيام ببطولة فيلم بمفرده‪ ،‬واأرجع الباقون ال�سبب اإلى اأغنية الفيلم «كامنننا»‪ ،‬التي تمت اإذاعتها‬


‫‪500‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وترويجها في األبوم غنائي متزامنا مع عر�س الفيلم �ساأن الكثير من الأفالم المتوا�سعة فنيا‪ ،‬والتي‬ ‫يكفي وجود اأغنية ناجحة بها لكي ت�سل اإلى اأعلى م�ستويات النجاح ‪.‬‬ ‫ربم��ا لم يكن فيل��م «اإ�سماعيلية رايح ج��اي» بالفيلم الذي قد يتوقف عن��ده الدار�سون‬ ‫لتقني��ات كتاب��ة ال�سيناريو اأو ال�سينم��ا ب�سكل عام‪ ،‬لكن ماحققه‪ ،‬ومات�سب��ب فيه من تغيير لوجه‬ ‫ال�سينم��ا الم�سري��ة قبل الدخول في الألفي��ة الجديدة‪ ،‬هو ما اأ�سبغ عليه ه��ذه الأهمية‪ ،‬فقد كان‬ ‫هذا الفيلم‪-‬بحق‪-‬اإ�سارة حمراء تاأم��ر الموؤلفين والمخرجين بالتوقف‪ ،‬وبالفعل بد أا عهد جديد‬ ‫ف��ي ال�سينما الم�سرية‪ ،‬وظهر ماي�سمى ب�سينما ال�سباب‪ ،‬اأو ال�سينما ال�سبابية‪ ،‬والتي تبعا لفر�سانها‬ ‫الج��دد كان��ت كوميدية‪ ،‬ولأن محم��د هنيدي لي�سبه م��ن �سبقه من النج��وم‪ ،‬كان على ك ّتاب‬ ‫ال�سيناري��و اأن يولفّ��وا تراكي��ب جديدة مختلفة تنا�سب��ه‪ ،‬فتم تاأليف فيلم «�سعي��دي في الجامعة‬ ‫خ�سي�سا م��ن اأجله‪ ،‬والذي حقّق ب��دوره في العام التالي ‪ 25‬ملي��ون جنيه‪ ،‬موؤكدا‬ ‫الأمريكي��ة» ّ‬ ‫�سحة رهان الذين غامروا باإنتاج اأول فيلم يقوم محمد هنيدي ببطولته‪ ،‬وم�سجعا المنتجين على‬ ‫فيلمي‬ ‫تك��رار التجربة‪ ،‬وعلى اإعط��اء الفر�سة لف ّنانين كوميديين اآخرين من ال�سب��اب‪ .‬فتم انتاج َ‬ ‫«هم��ام في اأم�ستردام» لمحمد هنيدي‪ ،‬و«عبود على الحدود» للراحل عالء ولي الدين في عام‬ ‫فيلمي «بلي��ة ودماغه العالية» لمحمد هنيدي‪ ،‬و«الناظ��ر» لعالء ولي الدين في عام‬ ‫‪ ،1999‬ث��م َ‬ ‫‪ ،2000‬اإل اأن��ه في هذه المرة تفوق الراحل ع��الء ولي الدين على محمد هنيدي‪ ،‬بحيث حقّق‬ ‫فيلم عالء ‪ 17‬مليون جنيه‪ ،‬في حين حقّق فيلم هنيدي ‪ 15‬مليون جنيه فقط‪ ،‬الأمر الذي انعك�س‬ ‫قدم هنيدي فيل��م «جاءنا البيان التالي» محقّق��ا ‪ 20‬مليون جنيه في مقابل‬ ‫ف��ي العام التالي حين ّ‬ ‫انهيار اإيرادات فيلم عالء ولي الدين الأخير «ابن عز»‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫وعلى الرغم من اأن نجاح فيلم «جاءنا البيان التالي» ربما كان اآخر عهد هنيدي بقمة‬ ‫اإي��رادات �سباك التذاكر‪ ،‬فاإن القائمين عل��ى �سناعة ال�سينما تع ّلموا م��ن تجربة «اإ�سماعيلية‬ ‫يكررون تجربة هني��دي وعالء مع اآخرين‪ ،‬مثل محم�د �سع��د الذي‬ ‫راي��ح جاي»‪ ،‬واأخذوا ّ‬ ‫ّ‬ ‫حطم بدوره الأرقام القيا�سية بفيلمه الأول «اللمبي» ‪ ،2002‬محقّق ًا ‪ 6‬ماليين جنيه في اأول‬ ‫اأ�سب��وع له‪ ،‬وهو رقم غير م�سبوق في ال�سينم���ا الم�سري���ة‪ ،‬ثم ما يزيد عن ‪ 21‬مليون جنيه‬ ‫�سج��ع المنتجين على اإنتاج جزء ث��انٍ تحت ا�سم «اللي‬ ‫كاإجمال��ي الإي��رادات‪ ،‬الأمر الذي ّ‬ ‫بالي بالك» ‪ ،2003‬والذي رغم ارتفاع م�ستواه الفني ن�سبي ًا عن الفيلم الأول‪ ،‬فاإن اإجمالي‬ ‫اإيراداته لم يتجاوز ‪ 18‬مليون جنيه‪.‬‬ ‫وكما حدث مع هنيدي‪ ،‬توالت اأفالم محمد �سعد التي تدور في فلك �سخ�سية «اللمبي»‪،‬‬ ‫والتي نتج عنها في النهاية انهيار اإيرادات الأفالم التالية لمحمد �سعد �سيئ ًا ف�سيئ ًا‪.‬‬ ‫لكن اآثار فيلم «اإ�سماعيلية رايح جاي» لم تتوقف عند مجرد محاولة تقديم نجوم كوميدية‬


‫‪501‬‬

‫الإبــداع‬

‫جدي��دة‪ ،‬مثلما حدث م��ع هنيدي وعالء ولي الدي��ن ومحمد �سعد‪ ،‬وم��ن بعدهم هاني رمزي‬ ‫واأحمد حلمي واأحم��د عي���د‪ ،‬اإذ اإن تجربة التغيير‪ -‬في حد ذاتها ‪-‬امتدت اإلى المو�سوعات‪،‬‬ ‫م�سجع��ة ك ّتاب ال�سيناريو على الخروج عن الماألوف‪ ،‬والعودة اإلى مو�سوعات قديمة عولجت‬ ‫ّ‬ ‫بقال��ب جديد جانب��ه التوفيق الفني ف��ي اأغلب الأحيان‪ ،‬مث��ل الفيلم الرومان�سي ف��ي اأفالم مثل‬ ‫«�س��ورت وفانيال وكاب»‪« ،‬عن الع�سق والهوى»‪« ،‬اإنت عمري»‪ ،..‬اأو اأفالم الحركة في اأفالم‬ ‫مثل «مافيا»‪« ،‬مالكي اإ�سكندرية»‪ ،..‬اأو الفيلم الميلودرامي مثل فيلم «واحد من النا�س»‪...‬‬ ‫�سباك التذاك��ر ال�سابق عادل اإمام‪ ،‬الذي‬ ‫ه��ذا بخالف التغيي��رات التي طراأت على ملك ّ‬ ‫وج��د نف�سه م�سطراً لتغيير جلده‪ ،‬وتقديم اأف��الم تتالءم لأول مرة مع عمره الحقيقي‪ ،‬وذلك في‬ ‫اأفالم مثل «عري�س من جهة اأمنية»‪« ،‬التجربة الدانماركية»‪..‬‬

‫ه��ذا بالإ�ساف��ة اإلى اإقدام �س ّن��اع ال�سينما على تقديم اأفالم تقوم عل��ى البطولة الجماعية‬ ‫فيلمي «�سه��ر الليالي»‪« ،‬اأحلى الأوقات»‪ ،‬واإنت��اج اأفالم بموؤلّفين من‬ ‫لنجوم م��ن ال�سباب مثل َ‬ ‫اله��واة‪ ،‬ومم ّثلين يم ّثلون لأول مرة‪ ،‬وذلك في تجربة فيلم «اأوقات فراغ»‪ ،‬التي حققت مايزيد‬ ‫عن ‪ 5.6‬مليون جنيه‪ ،‬وهو رقم فلكي اإذا ما قورن بميزانية اإنتاج الفيلم المتوا�سعة‪.‬‬ ‫(�شكل بياني ‪ )1‬معدل �إنتاج �لأفالم في م�شر منذ ‪ 1927‬وحتى ‪2007‬‬

‫الإبـــــداع‬ ‫قدم��ت ال�سينم��ا الم�سرية ‪ -‬اأغ��زر دول ال�س��رق الأو�سط في مج��ال الإنتاج‬ ‫وهك��ذا ّ‬ ‫ال�سينمائي ‪ -‬على مدى اأكثر من مائة عام اأكثر من ثالثة اآلف فيلم‪ ،‬تم ّثل في مجموعها الر�سيد‬


‫‪502‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الباق��ي لل�سينم��ا العربية‪ ،‬لعب الفيل��م الم�سري فيه��ا دورا كبيرا في التعري��ف بم�سر وعاداتها‬ ‫وتقاليده��ا‪ ،‬وعمل اأكث��ر من اأي اأ�سلوب اآخر على ن�سر اللهج��ة الم�سرية‪ ،‬وعلى ربط المجتمع‬ ‫العرب��ي ببع�سه البع���س‪ .‬وكان لهذه الم�سيرة ال�سينمائية اأكبر الأثر على �سناعة ال�سينما في البالد‬ ‫العربي��ة الأخرى في بداياتها ب�سكل عام‪ ،‬بحي��ث ا�سطبغت الأفالم العربية الأولى بنف�س الطابع‬ ‫المبرر دراميا ‪ -‬في الأغلب‬ ‫الممي��ز للفيلم الم�س��ري ببنائه الميلودرامي التقليدي‪ ،‬وقيامه غي��ر ّ‬ ‫تعين على ال�سينما ف��ي البالد العربية ‪ -‬في ما بعد‬ ‫الأع��م ‪ -‬على الأغان��ي وال�ستعرا�سات‪ .‬وقد ّ‬ ‫مرحلة البدايات‪ -‬اأن تحاول الن�سالخ عن ثوب ال�سينما الم�سرية في محاولة منها لخلق �سينما‬ ‫محلي��ة تعك�س الع��ادات والتقاليد والق�سايا الخا�س��ة بكل منها رغبة منها ف��ي التحرر من اأ�سر‬ ‫ال�سينما الم�سرية وتقاليدها التي بداأت تت�ساقط جماهيريا واحدة تلو الأخرى‪.‬‬

‫ال�صينما اللبنانية ‪:‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫لم ت�ستط��ع ال�سينما اللبنانية الإفالت‪-‬تماما‪-‬من قال��ب ال�سينما الم�سرية‪ ،‬رغم مرورها‬ ‫بعدة مراحل تتم ّثل في خم�سة اأجيال‪ :‬الجيل الأول هو جيل المو ّؤ�س�سين في فترة مابعد ال�ستقالل‬ ‫م��ن اأمثال بيدوتي وعلي العري�س‪ ،‬الجيل الثاني هو جي��ل �سينما الجبل ويتمثل في جورج قاعي‬ ‫ومي�س��ال هارون وجورج ن�س��ر‪ ،‬الجيل الثالث هو جيل الإنتاج الم�س��ري في لبنان في مرحلة‬ ‫ال�ستيني��ات‪ ،‬وال��ذي لم ت�ستط��ع اأفالمه الخروج عن الطبيع��ة الميلودرامي��ة لمو�سوعات اأفالم‬ ‫ال�سينم��ا الم�سرية‪ ،‬وكذل��ك العتماد على الأغاني والرق�س‪ ،‬ه��ذا بالإ�سافة اإلى اعتمادها على‬ ‫نج��وم م�سريين‪ ،‬واأي�سا على اللهجة الم�سرية‪ ،‬وذلك با�ستثن��اء بع�س الأفالم القليلة لبع�س كبار‬ ‫وفيلم��ي "�سفر برلك (المنفى)"‬ ‫"بي��اع الخواتم"‪ 1965‬ليو�سف �ساهين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫المخرجي��ن مثل فيلم ّ‬ ‫‪ 1966‬و"بن��ت الحار�س" ‪ 1967‬لهن��ري بركات‪ ،‬والأفالم الثالثة من بطول��ة المطربة الكبيرة‬ ‫فيروز‪ ،‬ومن ن�س واألحان الأخوين عا�سي ومن�سور الرحباني‪ ،‬وقد م ّثلت اأفالم هذا الجيل‪.‬‬

‫الجي��ل الرابع يتم ّثل ف��ي جيل الم�ساعدين الذين كان��وا وراء الإنتاج الم�سري في لبنان‪،‬‬ ‫والذي��ن اعتم��دوا اأي�س ًا عل��ى نف�س التوليف��ة الميلودرامي��ة المعتادة للفيل��م الم�سري‪ ،‬وكذلك‬ ‫عل��ى نجوم م�سريين مثل ناهد �سريف وناهد ي�سري وح�سي��ن فهمي وعزت العاليلي‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تميزت عن ال�سينما الم�سري��ة بجراأتها وك�سرها‬ ‫عل��ى اللهجة الم�سرية‪ ،‬لكن اأفالم ه��ذا الجيل ّ‬ ‫للتابوه��ات الجن�سي��ة‪ ،‬وذلك ب��دءاً بفيلمي «�سيدة الأقم��ار ال�س��وداء» ‪« ،1971‬ذئاب لتاأكل‬ ‫اللح��م» ‪1972‬من اإخراج �سمير خوري‪َ ،‬‬ ‫اللذين ي��و َّؤرخ بهما كبداية لأفالم العري في لبنان‪ ،‬ثم‬ ‫«بيروت يا بيروت» لمارون بغدادي (الذي اأ�سار اإلى قرب ا�ستعال الحرب اللبنانية عام ‪،1975‬‬ ‫ولع��ب عزت العاليلي دوراً بارزاً في الفيلم)‪ .‬ومثلم��ا حدث مع اأفالم الجيل الثالث الذي تع ّلم‬ ‫منه هذا الجيل‪ ،‬ف�سلت ال�سينما اللبنانية في تقديم �سينما ذات طابع محلي خا�س بها‪.‬‬


‫‪503‬‬

‫الإبــداع‬

‫اأم��ا الجيل الخام�س الم�سم��ى بجيل الحرب فيتمثل في مارون بغ��دادي وبرهان علوية‬ ‫وج��ان �سمع��ون وهيني �سرور وجو�سلين �سع��ب ورندا ال�سهال ويو�سف �س��رف الدين و�سمير‬ ‫الغ�سيني وجورج غيا�س و�سبحي �سيف الدين ور�سا مي�سر‪ .‬وتدور اأفالمهم هذه المرة في فلك‬ ‫الحرب الأهلية والق�سايا ال�سيا�سية‪ ،‬وقد اأرغموا على تنف�س دخان نارها في كل لحظة‪.‬‬ ‫وهن��اك جيل ما بعد الحرب و يتمثل ف��ي بهيج حجيج‪ ،‬هاني طمبا‪ ،‬زياد دويري‪ ،‬نادين‬ ‫لبك��ي‪ ،‬اأ�س��د فولدكار‪ ،‬جوزي��ف فار�س‪ ،‬غ�سان �سله��ب‪ ،‬دانييل عربيد واآخري��ن ممن �سكلوا‬ ‫ح�سورا مميزا في المهرجانات الإقليمية والدولية‪.‬‬ ‫واآخ��ر جي��ل يطرح نف�سه عل��ى ال�ساحة يبرز من��ه عا�سي زياد الرحباني ال��ذي قدم اأول‬ ‫فيل��م له بعنوان بيروت وبيروت وبيروت (يعني به بيروت الم�سيحية وال�سيعية وال�سنية) والذي‬ ‫يغ��ادر اإلى هوليود في رحلة مجانية ذهاب ًا واإياب ًا حيث رب��ح جائزة التفاحة الذهبية من مهرجان‬ ‫�سينمائيات في اإهدن (�سمال لبنان)‬

‫(�شكل بياني ‪ )2‬معدل �إنتاج �لأفالم في لبنان حتى �لعام ‪2000‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫‪3‬‬


‫‪504‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ال�صينما ال�صورية‬

‫ه��ي �سينما رائ��دة –تاريخي ًا ‪ -‬في مجال �سناع��ة ال�سينما في العال��م العربي‪ ،‬مثلها مثل‬ ‫ال�سينم��ا الم�سرية‪ ،‬اإذ يعود اإنتاج اأول فيلم روائي �سوري اإلى عام ‪ ،1928‬وكان عنوانه «المتهم‬ ‫البريء»‪ ،‬اأما ثاني الأفالم ال�سورية «تحت �سماء دم�سق» الذي عر�س عام ‪ ،1932‬والذي اأخرجه‬ ‫فتعر�س لبع�س الم�سكالت مع �سلطات الحتالل‬ ‫اإ�سماعيل اأنزور (والد المخرج نجدة اأنزور)‪ّ ،‬‬ ‫الفرن�س��ي‪ ،‬عندما قام �سانع��وه باإ�سافة مقطوعات مو�سيقية عربية م�سجل��ة على اإ�سطوانات اإلى‬ ‫ن�سخ��ة الفيلم بع��د عر�سه للمرة الأول��ى �سامت ًا‪ ،‬دون ا�ستئ��ذان من موؤ ّلفي تل��ك المقطوعات‬ ‫المو�سيقي��ة‪ ،‬في محاولة منهم لإ�سافة ال�سوت اإل��ى الفيلم‪ ،‬كي ي�ستطيع مناف�سة الفيلم الم�سري‬ ‫الغنائي الناطق المعرو�س وقتها «اأن�سودة الفوؤاد»‪ ،‬الأمر الذي اأوقف عر�س الفيلم لمدة �سهرين‪،‬‬ ‫كبد �سانعي الفيلم خ�سائر فادحة‪.‬‬ ‫مما ّ‬ ‫لك��ن تجرب��ة ال�سينما ال�سورية ‪ -‬رغ��م ت�سابه البدايات ‪ -‬كانت مختلف��ة قلي ً‬ ‫ال �سواء عن‬ ‫التجربة الم�سرية اأو اللبنانية‪ ،‬نظراً لأن هناك نوعين من ال�سينما في �سوريا‪.‬‬ ‫النوع الأول يتم ّثل في الأفالم التي اأنتجها القطاع الخا�س والتي �سارت على نهج ال�سينما‬ ‫التجاري��ة اللبنانية‪ ،‬فحقّق��ت نجاح ًا جماهيري ًا رغ��م رداءة مو�سوعاته��ا القائمة على ال�سحك‬ ‫والكوميدي��ا‪ ،‬دون اأي مدلول مثل اأفالم �سباح واأفالم دريد لح��ام ونهاد قلعي في �سل�سلة اأفالم‬ ‫ج�سدها دريد طوي ً‬ ‫ال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫غوار ال�سهيرة‪ ،‬وهي ال�سخ�سية التي ّ‬

‫الإبـــــداع‬

‫اأم��ا النوع الثاني فيتمثل في الأفالم التي اأنتجها القطاع العام اأو الموؤ�س�سة العامة لل�سينما‬ ‫ال�سورية‪ ،‬والتي رغم عدم تحقيقها النجاح الجماهيري‪ ،‬فاإن ح�سدها للجوائز في المهرجانات‬ ‫والمحاف��ل الدولية قد منحه��ا مكانتها الفنية المرموقة �سواء على م�ست��وى ال�سينما ال�سورية‪ ،‬اأم‬ ‫على م�ستوى ال�سينما العربية ككل‪.‬‬

‫كانت الموؤ�س�سة العامة لل�سينما ال�سورية قد بداأت عام ‪ 1963‬في بعث عدد من ال�سباب‬ ‫لك��ي يتعلموا الفن ال�سينمائي في اأ�سهر معاهد ال�سينما في العالم‪ ،‬و�سرعان ماعاد هوؤلء ال�سباب‬ ‫م��ن بعثاتهم ليدفعوا الفن ال�سينمائي ف��ي بالدهم اإلى الأمام‪ ،‬الأمر الذي فتح المجال اأمام �سينما‬ ‫جدي��دة تمام��ا‪ ،‬تحاول تقديم ف��ن �سينمائي رفيع باأف��كار �سيا�سية م�سبقة ح��ول ق�سية فل�سطين‬ ‫والفك��ر ال�ستراكي‪ ،‬كما ب��داأت هذه ال�سينم��ا المتميزة في تقديم مو�سوع��ات محلية جديدة‬ ‫مث��ل محاولتها التركيز على القرى وم�سكالتها‪ ،‬مثل اأفالم الكوميديا الريفية التي يعتبر المخرج‬ ‫ال�س��وري الكبير عبد اللطيف عبد الحميد اأه��م مخرجيها‪ ،‬وهو النوع الذي تميزت به ال�سينما‬ ‫ال�سورية عن ال�سينما الم�سرية‪ ،‬التي تف�سل التركيز على المدن دون القرى‪.‬‬ ‫وكان الفيل��م الروائي الطويل «�سائق ال�ساحن��ة» باكورة اإنتاج الموؤ�س�سة في عام ‪،1967‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪505‬‬

‫لك��ن ه��ذا الفيلم ف�سل في تقديم الطاب��ع المحلي نظراً لأن مخرج��ه «بو�سكوفون�سينت�س» كان‬ ‫اأجنبي ًا‪ ،‬لكن الأف��الم التالية حقّقت ما ت�سعى لتحقيقه الموؤ�س�سة العامة لل�سينما ال�سورية‪ ،‬بحيث‬ ‫قدم��ت ماأ�ساة الالجئين الفل�سطينيين في اأفالم مثل «رجال تحت ال�سم�س» ‪1970‬الذي اأخرجه‬ ‫ثالث��ة من المخرجي��ن ال�سوريين هم نبيل المالح ومروان موؤذن ومحم��د �ساهين‪ ،‬وكذلك فيلم‬ ‫«المخدوع��ون» ‪ ،1973‬ال��ذي اأخرجه المخرج الم�سري توفيق �سال��ح‪ ،‬والذي فاز بالجائزة‬ ‫الذهبي��ة في مهرجان قرطاج ال�سينمائ��ي الدولي‪ ،‬واأي�سا فيلم «كفر قا�سم» ‪ 1974‬الذي اأخرجه‬ ‫المخرج اللبناني برهان علوية‪ ،‬والذي فاز اأي�سا بالجائزة الذهبية في مهرجان قرطاج ال�سينمائي‬ ‫قدمت الموؤ�س�سة ماأ�ساة الثائر الفرد في مواجهة ال�ستغالل في فيلم «الفهد» الذي‬ ‫الدول��ي‪ ،‬كما ّ‬ ‫اأخرج��ه نبيل المالح في عام ‪ ،1972‬وقد اأكثرت ال�سينما ال�سورية في هذا التجاه من ال�ستعانة‬ ‫بمخرجين عرب مرموقين لتقديم اأفالمها ب�سورة تجعل من ال�سينما ال�سورية محال لطموح كثير‬ ‫م��ن المخرجين العرب من خ��الل تقديم اأفالم خارجة عن القيا�س التجاري‪ ،‬لكن قلة عدد تلك‬ ‫الأف��الم التي كان يمكن للموؤ�س�سة العامة لل�سينما ال�سوري��ة اأن تنتجها لظروف مادية واقت�سادية‬ ‫وتعددت اأن ّ‬ ‫ت�سكل‬ ‫ق�سى على هذه الظاهرة الجديدة‪ ،‬التي كان يمكن لها لو‬ ‫وتفرعت ّ‬ ‫ا�ستمرت ّ‬ ‫ّ‬ ‫تيارا �سينمائيا هاما يقف بالتوازي مع تيارات ال�سينما الم�سرية‪.‬‬

‫كذلك في مرحلة الت�سعينيات احتفظت ال�سينما ال�سورية بح�سورها الف ّعال في المحافل‬ ‫الدولي��ة والمهرجانات‪ ،‬وباأفالمها الجادة الواقعية من اإنت��اج الموؤ�س�سة العامة لل�سينما مثل فيلم‬ ‫«كومبار���س» ‪ 1993‬اإخراج نبيل المالح‪ ،‬وفيلم «الليل» ‪ 1992‬اإخراج محمد مل�س‪ ،‬اأو باأفالم‬ ‫القطاع الخا�س رغم قلة عددها مقارنة بمرحلة ال�سبعينيات اأو الثمانينيات‪ ،‬وذلك ب�سبب اتجاه‬ ‫�س��ركات الإنتاج والمنتجين لالإنتاج الدرام��ي التليفزيوني‪ ،‬بعد اأن غزت الم�سل�سالت ال�سورية‬ ‫المحطات الف�سائية العربية‪ .‬كذلك ظهر في ال�ساحة الفنية ال�سورية عدد من المخرجين والفنانين‬ ‫ال�سوريين المتميزين الذين ح�سلوا على العديد من الجوائز في المهرجانات المختلفة‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫لفت‪ ،‬حيث ظه��ر في ال�ساحة‬ ‫ف��ي مطل��ع الثمانيني��ات كان لل�سينما ال�سورية‬ ‫ح�س��ور ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الفني��ة ال�سورية عدد من المخرجي��ن والفنانين ال�سوريين المتميزين الذي��ن ح�سلوا على العديد‬ ‫من الجوائ��ز في المهرجانات المختلف��ة‪ ،‬والذين اكتفت بهم ال�سينم��ا ال�سورية دون ال�ستعانة‬ ‫قدمت ال�سينما ال�سورية الكثير من الأفالم الجادة والواقعية‪،‬‬ ‫بغيرهم من المخرجين العرب‪ ،‬كما ّ‬ ‫الت��ي ق��ام باإنتاجها كل من القطاع العام والقطاع الخا�س‪ ،‬وقد فازت اأفالم عديدة منها بالكثير‬ ‫م��ن الجوائز الأولى في المهرجانات العربية والعالمية مث��ل فيلم «اأحالم مدينة» ‪ 1984‬اإخراج‬ ‫محمد مل�س‪ ،‬وفيلم «الحدود» ‪ 1984‬اإخراج دريد لحام‪ ،‬وكذلك فيلم «حادث الن�سف متر»‬ ‫‪ 1982‬اإخراج �سمير ذكري‪.‬‬


‫‪506‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ف��ي الألفي��ة الجديدة ‪ -‬بدءاً من ع��ام ‪ - 2000‬اأكملت ال�سينم��ا ال�سورية م�سيرتها‪ ،‬فتم‬ ‫اإنت��اج عدد من الأفالم الجيدة والممتازة من حيث الم�سمون والمو�سوعات المطروحة‪ ،‬لكن‬ ‫مع��دل الإنتاج ال�سينمائي تراجع من حيث الكم عما كان علي��ه في المراحل ال�سينمائية الذهبية‬ ‫في القرن الما�سي مثل مرحلة ال�سبعينيات اأو الثمانينيات اأو الت�سعينيات‪ ،‬لكن من الممكن زيادة‬ ‫عجل��ة الإنت��اج ال�سينمائي ال�سوري في ظل وجود الطاق��ات ال�سينمائية الإبداعية �سواء من جيل‬ ‫المخ�سرمين اأو من جيل ال�سباب‪.‬‬ ‫(�شكل بياني ‪ )3‬معدل �إنتاج �لأفالم في �شوريا حتى �لعام ‪2000‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ال�صينما العراقية‬

‫رغم بداياتها المتاأخرة ن�سبيا في نهاية الأربعينيات‪ ،‬حاولت ال�سينما العراقية �سنع اأفالم‬ ‫توج بفوز الفيلم‬ ‫جيدة عبر كل من القطاعين العام والخا�س على حد �سواء‪ ،‬الأمر الذي ّ‬ ‫�سينمائية ّ‬ ‫العراق���ي «الحار�س» الذي اأخرجه خليل �سوقي واأنتجته «�سركة اأفالم اليوم» بالجائزة الثانية في‬ ‫مهرجان قرط��اج ال�سينمائي بتون�س عام ‪ .1969‬لكن هذه المح��اولت الجادة الواعدة بخلق‬ ‫�سناعة �سينمائية وطنية �سرعان ما اأجه�ستها �سيطرة الدولة‪ ،‬وهيمنتها على �سناعة ال�سينما‪.‬‬

‫وعرفت ه��ذه ال�سينما فترات من الن�س��اط والرواج اأو�سلتها اإل��ى المهرجانات الدولية‬ ‫ب��دءا من العام ‪ 1946‬حين بو�سر ت�سوير اأول فيلم في العراق بعنوان "ابن ال�سرق" الذي اأخرجه‬


‫‪507‬‬

‫الإبــداع‬

‫الم�س��ري نيازي م�سطفى‪ ،‬و�س��ارك فيه ب�سارة وكيم ومديحة ي�س��ري‪ ،‬و من العراق عادل عبد‬ ‫الوه��اب وعزيز عل��ي‪ ،‬ثم �سور فيلم «القاهرة بغداد»‪ ،‬وفي الع��ام نف�سه اأخرج الفرن�سي اأندريه‬ ‫�سونان فيلم ًا بعنوان «عليا وع�سام» ولعب الدورين الأ�سا�سيين اإبراهيم جالل و�سليمة مراد‪.‬‬ ‫بع��د ذلك‪ ،‬اأنتج اأ�ستديو بغداد فيلما للمخرج الم�سري اأحمد كامل مر�سي بعنوان «ليل في‬ ‫العراق»‪ ،‬من بطولة اللبناني محمد �سلمان (كان مطرب ًا و ممث ً‬ ‫ال قبل اأن يمتهن الإخراج)‪ .‬ثم �سادت‬ ‫فترة من الركود ا�ستمرت حتى عام ‪ 1953‬حين �سور فيلم «فتنة وح�سن» اإخراج حيدر العمر‪.‬‬ ‫وتوال��ى ت�سوير الأفالم الت��ي عرف منها‪�« :‬سعي��د اأفندي» للمخ��رج كاميران ح�سني‪.‬‬ ‫و�س��و ًل اإلى العام ‪ 1973‬حين اأم��م قطاع ال�سينما بعدما ظهرت اأف��الم لمحمد �سكري جميل‬ ‫(�سايف خي��ر‪ ،‬الظامئون‪ ،‬الأ�سوار)‪� ،‬سي��اء البياني (ج�سر الأحرار)‪ ،‬في�س��ل اليا�سري (الراأ�س‪،‬‬ ‫النه��ر‪ ،‬القنا���س)‪ ،‬قا�سم حول (بيوت ف��ي ذلك الزقاق‪ ،‬الأه��وار)‪ ،‬فوؤاد التهام��ي (التجربة)‪،‬‬ ‫و�ساحب حداد (يوم اآخر)‪.‬‬ ‫وق��دم المخرج الكبير �س��الح اأبو �سيف فيلم ًا �سخم ًا بعن��وان «القاد�سية» بطولة عزت‬ ‫العاليلي ومجموعة من الممثلين العراقيين‪.‬‬ ‫(�شكل بياني ‪ )4‬معدل �إنتاج �لأفالم في �لعر�ق حتى �لعام ‪2000‬‬

‫الإبـــــداع‬


‫‪508‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ال�صينما الأردنية‬ ‫قدم��ت فيلم ًا واحداً في عام ‪ 1971‬ا�سمه «حكاية �سرقية»‪ ،‬اأخرجه نجدت اأنزور‪ ،‬ولم‬ ‫ّ‬ ‫الكرة اإل في ع��ام ‪ ،2007‬بحيث ي�ستحيل الكالم عن �سينما اأردنية ذات طابع خا�س وعن‬ ‫تُع��د ّ‬ ‫جذورها وتاأثيرها‪.‬‬

‫ال�صينما التون�صية‬ ‫رغم اأن تون�س قد عرفت ال�سينما ‪ -‬مثلها مثل م�سر ‪ -‬بعد فترة ق�سيرة من العر�س الأول‬ ‫للوميي��ر في باري�س‪ ،‬ف��اإن الم�سكالت المتعلقة بفداحة ال�سرائ��ب المفرو�سة على دور العر�س‬ ‫والت��ي و�سلت اإلى ‪ %43‬من الدخل‪ ،‬وعدم وجود تنظيم ل�سناع��ة ال�سينما اأو امتيازات خا�سة‬ ‫بالفيلم المحلي‪ ،‬ا ّأخرا اإنت��اج الفيلم الروائي الطويل التون�سي الأول «الفجر» حتى عام ‪،1966‬‬ ‫وهو الفيلم الذي قام باإخراجه رائد ال�سينما التون�سية عمار خليفي‪ ،‬متحديا كل الخ�سائر المادية‬ ‫في �سبيل بدء �سناعة �سينما وطنية‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫م��رت ال�سينما التون�سية بثالث مراح��ل‪ :‬المرحلة الأولى تتمثل ف��ي اأفالم التحرير‬ ‫وق��د ّ‬ ‫الوطن��ي ف��ي مرحلة ال�ستينيات‪ ،‬التي اهتم��ت بتقديم �سورة الكفاح �س��د فرن�سا المحتلة‪ ،‬مثل‬ ‫اأف��الم عمار خليفي‪ .‬المرحلة الثانية ه��ي مرحلة الأفالم التي تناولت م�ساكل مجتمع ال�ستقالل‬ ‫ف��ي مرحلة ال�سبعينيات‪ ،‬مث��ل م�سكلة الهجرة‪ ،‬ومنه��ا فيلم «ال�سف��راء» ‪ 1976‬اإخراج النا�سر‬ ‫القطاري‪ ،‬ومثل تحولت المدينة التون�سية‪ ،‬وظهور الأحياء الجديدة‪ ،‬وما خ ّلفته من تحول في‬ ‫القي��م والأخالق في فيلم «عزيزة»‪ 1978‬اإخراج عبد اللطيف ب��ن عمار‪ .‬اأما المرحلة الثالثة اأو‬ ‫مرحل��ة مراجعة الذاكرة الوطنية فبداأت في الن�سف الثاني من مرحلة الثمانينيات بفيلم "�سفائح‬ ‫م��ن ذهب" ‪ 1987‬للمخرج نوري بوزي��د‪ ،‬وا�ستمرت في اأفالم مثل "ع�سفور ال�سطح" ‪1990‬‬ ‫وفيلمي "�سمت‬ ‫لفري��د بو غدير الذي ك�سر تابو العري ف��ي ال�سينما العربية بجراأة غير م�سبوقة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الق�سور" ‪ 1994‬اإخراج مفيدة التالتلي‪ ،‬و"الرديف ‪ 1998 "54‬اإخراج علي العبيدي ‪.‬‬ ‫وتعتب��ر المرحلة الثالث��ة والأخيرة في ال�سينما التون�سية محل ج��دال بين النقاد لما تتميز‬ ‫ب��ه من جراأة غير معتادة في ال�سينما العربية‪ ،‬في حين يرى المخرجون التون�سيون اأن ما يو�سف‬ ‫بالجراأة في اأفالمهم �سببه اهتمامهم بتقديم الواقع عاريا كما هو‪.‬‬ ‫وقد �سارت ال�سينما التون�سية على نهج �سينما القط��اع الع��ام ال�سوري من حيث محاولتها‬ ‫تقدي��م اأفالم ذات م�ست��وى فني رفيع‪ ،‬لكنها ب�سب��ب عدم وجود �سوق عربي��ة لتوزيع اأفالمها‪،‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪509‬‬

‫و�سع��ت عينها على فرن�س��ا‪ ،‬فما كان منها اإل اأن حاولت تقديم ال�س��رق ب�سورة فولكلورية في‬ ‫اأفالم تجارية يمكنها اأن تحظى باإعجاب الفرن�سيين‪.‬‬ ‫اأم��ا القط��اع العام في تون�س فرغ��م ت�سجيعه ل�سناعة ال�سينما ب�سكل ع��ام‪ ،‬وعدم تاأميمه‬ ‫ل�سناع��ة ال�سينم��ا‪ ،‬واكتفائه باحت��كار دور العر�س والتوزيع‪ ،‬ف��اإن تاأثيره عل��ى �سناعة ال�سينما‬ ‫التون�سي��ة مح��دود‪ ،‬بحيث اإن منحة وزارة الثقافة التون�سية لإنت��اج الأفالم ل تتجاوز ‪ %60‬من‬ ‫التكلف��ة العامة للفيل��م التون�سي‪ ،‬مما ي�سطر المخ��رج التون�سي اإلى ال�ستعان��ة بالدعم الأجنبي‬ ‫والفرن�س��ي والفرانكوفون��ي ب�س��كل خا�س‪ ،‬في حين تعتم��د ال�سينما التون�سية ب�س��كل اأ�سا�سي‬ ‫عل��ى الإنت��اج الم�سترك م��ع فرن�سا‪ ،‬الأمر الذي كان ل��ه عظيم الف�سل في م��د الج�سور الثقافية‬ ‫بي��ن ال�سرق والغرب‪ ،‬ولكن تبقى ال�سينما التون�سية حائ��رة تماما بين اتجاهها للجمهور العربي‬ ‫�سبب تخبطها ف��ي ال�سنوات الأخيرة وت�ساوؤل اإنتاجها ب�سكل‬ ‫اأو الجمه��ور الأوروبي‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫ملح��وظ‪ ،‬بعدما قدمت اأفالما �سخمة عرفت نجاحا نقدي��ا و جماهيريا مثل «�سم�س ال�سباع»‬ ‫لر�س��ا الباهي‪« ،‬الم�سباح المظلم» لحمودة بن حليمة‪�« ،‬سهرت منه الليالي» للهادي بن خليفة‬ ‫«وغ��دا» لإبراهيم باباي‪�« ،‬سجن��ان» لعبد اللطيف بن عمار‪« ،‬في ب��الد الطرارني» لمجموعة‬ ‫م��ن المخرجين‪« ،‬ال�سفراء» للنا�سر القط��اري‪« ،‬ي�سرى» لر�سيد فر�سيو‪« ،‬تحت مطرالخريف»‬ ‫لأحمد خ�سين‪« ،‬العالقة» لعمر خليفة‪ ،‬و»عار�سة الأزياء» ل�سادق بن عائ�سة‪.‬‬ ‫وتج��در الإ�سارة اإل��ى اأن تون�س تبدي اهتمام ًا كبي��راً بال�سينما �سواء م��ن خالل ال�سركة‬ ‫التون�سي��ة للتنمية ال�سينمائية والإنت��اج التابعة لوزارة الثقاف��ة اأم ا�ستديوهات «جمرك» وعمرها‬ ‫اأربع��ون �سن��ة اأم اتحاد ن��وادي ال�سينما واتحاد اله��واة ونقابتي توزيع الأف��الم و اأ�سحاب دور‬ ‫العر�س اإ�سافة اإلى تجمعات ال�سينمائيين والمخرجين‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ويعتب��ر اأحد اأكب��ر منتجيها «طارق بن عم��ار» الأكثر ح�سوراً ف��ي ا�ستقطاب م�ساريع‬ ‫الت�سوي��ر الجديدة لكي تنج��ز في ا�ستديوهات واأر���س تون�س اإ�سافة اإلى دخول��ه في اإنتاجات‬ ‫م�ستركة في اأوروبا و اأمريكا‪.‬‬


‫‪510‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬ ‫(�شكل بياني ‪ )5‬معدل �إنتاج �لأفالم في تون�ش حتى �لعام ‪2000‬‬

‫ال�صينما المغربية‬ ‫الإبـــــداع‬

‫�سينم��ا �ساب��ة ن�سبيا مقارن��ة بال�سينم��ا الم�سرية اأو ال�سوري��ة‪ ،‬حيث لم تب��داأ فع ً‬ ‫ال اإل في‬ ‫ال�ستيني��ات‪ ،‬عندم��ا ُعر���س الفيل��م الروائي الطوي��ل المغرب��ي الأول «الحياة كف��اح» في عام‬ ‫‪،1968‬ال��ذي اأخرج��ه محمد التازي واأحمد الم�سناوي‪ ،‬ثم اأعقبه ف��ي نف�س العام فيلم «عندما‬ ‫يثمر النخيل»‪ ،‬الذي اأخرجه عبد العزيز رم�ساني والعربي بناني‪.‬‬ ‫لك��ن اإيقاع الإنت��اج في ال�سينما المغربية لم يبد أا في الت�س��ارع اإل في ال�سنوات الع�سرين‬ ‫الأخي��رة‪ ،‬وبالتحديد عندما بداأت الدولة في دع��م الإنتاج ال�سينمائي المغربي‪ ،‬حتى و�سل اإلى‬ ‫اإنتاج ‪ 10-8‬اأفالم في ال�سنة‪.‬‬

‫ف��ي بدايات ال�سينما المغربية كان هناك م��ا ي�سمى �سينما الحتالل التي كانت ت�سور‬ ‫المواط��ن المغربي ب�س��ورة فولكلورية بغر���س الإبهار ال�سياحي‪ ،‬حي��ث عمد المخرجون‬ ‫المغارب��ة الأوائل ‪ -‬الذين در�سوا و تعلموا ال�سينما ف��ي اأوروبا ‪ -‬اإلى تقديم ال�سورة النمطية‬


‫الإبــداع‬

‫‪511‬‬

‫وقدمها الغرب عنهم‪ ،‬وحاولوا كذلك ت�سديرها اإلى الخارج‪ ،‬الأمر الذي‬ ‫نف�سها الت��ي �سبق ّ‬ ‫كان ي�س��يء اإلى ال�سخ�سية المغربية والعربية جملة وتف�سيال‪ ،‬وبناء عليه اأ�سبح على المخرج‬ ‫وقدمها الفيلم‬ ‫المغربي في المرحلة التالية اأن يحاول ت�سحيح تلك ال�سورة الخاطئة التي �سبق ّ‬ ‫الحتاللي‪ ،‬واأن يجع��ل من ال�سخ�س المغربي بعاداته وكل تفا�سيل حياته عن�سراً اأ�سا�سي ًا في‬ ‫الإبداع والتخيل‪.‬‬ ‫ب��دءاً من مرحل��ة ال�سبعينيات ظهر تي��اران‪ :‬التيار الأول يتب��ع الطريق الذي فتحه‬ ‫الت��ازي والم�سن��اوي في فيلم «الحياة كف��اح» والذي يتبنى النم��وذج الم�سري لأفالم‬ ‫الميلودرام��ا المو�سيقية ويتم ّثل في اأفالم عبد اهلل الم�سباحي ومحمد ع�سفور‪ .‬اأما التيار‬ ‫وتدرب على ال�سينما‬ ‫الثان��ي فعلى النقي�س‪ ،‬ويم ّثله المخرج �سهيل بن بركة‪ ،‬الذي در�س‬ ‫ّ‬ ‫ف��ي اإيطاليا‪ ،‬والذي اأ�سبح منهجه الفني م�ساراً فكري ًا ا�ستمر خالل تاريخ �سناعة ال�سينما‬ ‫المغربية كله‪.‬‬ ‫في مرحلة الثمانينيات بداأت الدولة في دعم ال�سينما مما منح المخرجين المغاربة فر�سا‬ ‫اأكب��ر ل�سنع الأفالم‪ ،‬مثل نبيل لحلو الذي اأخرج اأربعة اأفالم في الثمانينيات هي «الحاكم العام»‬ ‫‪ ،1980‬و«اإبراهي��م يا���س» ‪ ،1984‬و«نهيق ال��روح» ‪ ،1984‬و«كوماني» ‪ ،1989‬والمخرج‬ ‫المخ�سرم محمد التازي الذي اأخرج ثالثة اأفالم منها «اأمينة» ‪ ،1980‬و«لال �سافية» ‪.1984‬‬

‫ف��ي مطلع عقد الت�سعينيات ب��داأت الأفالم المغربية تلقى اأ�سداء جي��دة عند عر�سها في‬ ‫المهرجان��ات والمحاف��ل �سمن مهرجان��ات مثل مهرج��ان الفيلم العربي ومهرج��ان ال�سينما‬

‫الإبـــــداع‬

‫ف��ي المرحل��ة الالحقة ‪ -‬بعد تغي��ر الظ��روف الجتماعية‪ -‬اأخذ المخرج��ون المغاربة‬ ‫يحاولون ط��رق مو�سوعات جديدة تح��اول القتراب مما يعرف بالمحرم��ات الثالثة (الدين‬ ‫الجن���س ‪ -‬ال�سيا�سة)‪ ،‬فكانت اأفالم المخرج «عبد القادر لقطع» مثل‪« :‬حب في الدار البي�ساء»‬ ‫‪ 1990‬اأو «الب��اب الم�س��دود» ‪ ...1994‬محاولة وا�سحة لتعرية ال�سلط��ة المتمثلة في التقاليد‬ ‫والأعراف‪ ،‬التي قد تدخل في لوعي الفرد وتتحكم به‪ ،‬اأو ماي�سمى بالمراقبة الذاتية التي تجعل‬ ‫م��ن الإن�سان رقيبا على ذات��ه دون الحاجة اإلى رقيب خارجي‪ .‬كذل��ك اأخذت الأفالم المغربية‬ ‫تتعر���س ب�سكل اأكثر عمق�� ًا وحميمية لق�سايا المراأة‪ ،‬مثل مح��اولت كل من «حكيم نوري»‪،‬‬ ‫و«�سعد �سرايبي»‪ ،‬و«جياللي فرحاتي»‪ ،‬و«محمد عبد الرحمن التازي» لتقديم المراأة المغربية‬ ‫ّ‬ ‫كل بطريقته‪ ،‬حيث �سك ّلت ق�سايا المراأة المو�سوع الرئي�سي في ‪ %64‬من الأفالم المغربية‪ .‬هذا‬ ‫بخ��الف المو�سوعات التاريخية التي تم ّثل المو�سوع الرئي�سي في ‪ %20‬من الأفالم المغربية‪،‬‬ ‫ومو�سوع الحتالل الذي يم ّثل المو�سوع الرئي�سي اأي�سا في ‪ %7‬منها‪.‬‬


‫‪512‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫قدم �سهي��ل بن بركة فيلمه التاريخي‬ ‫الجزائري��ة ومهرج��ان الأفالم في العا�سمة وا�سنطن‪ .‬حيث ّ‬ ‫«فر�سان المجد» عام ‪ ،1991‬واأخرج نبيل لحلو فيلم «ليلة القتل» ‪ ،1991‬وم�سطفى الدرقاوي‬ ‫فيلم «ق�سة اأولى» ‪ ،1991‬والجياللي فرحاتي فيلم «�ساطئ الأطفال ال�سائعين» ‪ ،1991‬و �سعد‬ ‫ال�سرايب��ي فيلم «يوميات حياة عادية» ‪ ،1991‬واأكمل موؤمن �سميحي فيلم «�سيدة القاهرة» عام‬ ‫‪ ،1991‬كذل��ك اأخرج المخ��رج المخ�سرم حميد بناني فيلمه الثاني‪ -‬بع��د انقطاع ‪� 21‬سنة‪-‬‬ ‫«�سالة الغائب» عام ‪ 1991‬عن ق�سة للطاهر بن جلون و«زفت» للطيب ال�سديقي‪.‬‬ ‫لك��ن النه�سة الحقيقية لل�سينما المغربية لم يكن �سببها اأبدا زيادة دعم الدولة لل�سينما بل‬ ‫العك�س هو ال�سحيح؛ اإذ نه�ست ال�سينما المغربية ب�سبب ا�ستقطاب ال�سينما الهوليوودية وغيرها‬ ‫من �سركات الإنتاج ال�سينمائي الكبرى للت�سوير في المغرب‪ ،‬حيث الخلفيات الطبيعية الخالبة‬ ‫تم ت�سوير مايقرب من ‪ 200‬فيلم من بينها العديد من اأ�سهر كال�سيكيات‬ ‫والج��و المعتدل ‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ال�سينما والأفالم التاريخية ال�سخمة مثل فيلم «المغرب» ‪ 1930‬اإخراج چوزيف ڤون �سترنبرج‪،‬‬ ‫وفيل��م «لوران�س العرب» ‪ 1962‬اإخراج ديڤي��د لين ‪ ،‬ومثل فيلم اأور�سون ويلز «عطيل» ‪1952‬‬ ‫وتم ال�ستراك به في مهرجان كان بهذه ال�سفة‪ ،‬وفاز بجائزته ‪ ،‬وقد‬ ‫الذي اعتبر مغربي الإنتاج ‪ّ ،‬‬ ‫ع ّزز هذا النجاح ذلك القدر الهائل من النفتاح الثقافي والرقابي والتجاري وال�ستثماري الذي‬ ‫يتمت��ع به المغرب‪ ،‬في مقاب��ل العراقيل البيروقراطية والرقابية الموج��ودة في م�سر‪ ،‬التي كانت‬ ‫الخيار الأول لتلك ال�سركات ال�سينمائية في بداية الأمر‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫وكنتيج��ة لتلك المكا�س��ب التي حقّقتها ال�سينم��ا المغربية من ت�سوي��ر تلك الأفالم في‬ ‫المغ��رب زادت وزارة الت�سال المغربية من دعمها المالي ل�سناع��ة الأفالم ال�سينمائية من ‪30‬‬ ‫ملي��ون درهم اإل��ى ‪ 100‬مليون درهم في عام ‪ ،2001‬كذلك بداأت تن�س�� أا �سناعة �سينما مغربية‬ ‫م��ن خالل ه��وؤلء المخرجين‪ ،‬الذين ا�ستفادوا من تجربة العمل ف��ي تلك الأفالم‪ ،‬والذين قاموا‬ ‫باإخ��راج اأفالمه��م ‪ -‬بعد ذلك ‪ -‬في ديكورات تلك الأفالم‪ ،‬ه��ذا بالإ�سافة اإلى جانب الإنتاج‬ ‫الم�ست��رك‪ ،‬الأم��ر الذي اأدى اإلى ظهور ع��دد كبير من الأفالم‪ .‬كذلك ت��م افتتاح ا�ستوديوهات‬ ‫«دين��و دي لورانت�س‪� -‬سين�سيت��ا» ال�سينمائية في مدينة ورزازات‪ ،‬الت��ي اأ�سبحت ت�سمى الآن‪-‬‬ ‫ب��دل من مراك�س‪ -‬عا�سم��ة ال�سينما المغربية‪ ،‬حيث ي�سل متو�سط ت�سوي��ر الأفالم الأجنبية في‬ ‫�ستوديوه��ات ورزازات حالي�� ًا اإلى ‪ 12‬فيلما طويال �سنويا ‪ ،‬عدا الع�س��رات من الأفالم الق�سيرة‬ ‫واأغان��ي الڤيديو‪ .‬حتى اأن �ستوديو ورزازات قد حقّق في عام ‪ 2001‬وحده دخال قدره ع�سرون‬ ‫ملي��ون دولر رغم اأحداث ‪�11‬سبتمبر ‪ .‬وبناء عليه اأ�سبح��ت لل�سينما المغربية �سناعة �سينمائية‬ ‫كبرى تناف�س �سناعة ال�سينما الم�سرية في العالم العربي‪.‬‬


‫‪513‬‬

‫الإبــداع‬ ‫(�شكل بياني ‪ )6‬معدل �إنتاج �لأفالم في �لمغرب حتى �لعام ‪2000‬‬

‫الت�سعينيات‬

‫الثمانينيات‬

‫ال�سبعينيات‬

‫ال�ستينيات‬

‫الخم�سينيات‬

‫ال�صينما الجزائرية‬

‫مع الجيل الثان��ي في ال�سينما الجزائرية بداأت تظهر عالمات �سينما وطنية جديدة بداأت‬ ‫بعر���س فيلم "الفح��ام" للمخرج محمد اأبو عماري في الأي��ام ال�سينمائية بقرطاج عام ‪،1972‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫كانت ال�سينما الجزائرية اإحدى المعطيات التي اأفرزتها حرب التحرير في عام ‪،1954‬‬ ‫فقد كانت هناك �سرورة ملحة لإيجاد �سينما تواكب م�سيرة تلك الحرب‪ ،‬وكنتيجة لهذه الحاج�ة‬ ‫تم اإن�س���اء مدر�س����ة للتكوي���ن ال�سينمائي في عام ‪ 1957‬تخرج منها الجيل ال�سينمائي الأول‪،‬‬ ‫ال�����ذي كان اأغلب���ه م��ن المقاتلين‪ ،‬الذين ا�ست�سه���د معظمهم في م��ا بعد في �ساحات الن�سال‬ ‫وال�س�����رف‪ .‬وظلت ال�سينما الجزائرية في فت�����رة مابع��د الثورة تدور في فلك مو�سوع كفاح‬ ‫بل��د الملي��ون �سهيد‪ ،‬وذلك في اأفالم مث��ل «رياح الأورا�س» ‪ 1966‬و«وقائ��ع �سنوات الجمر»‬ ‫‪ 1974‬اإخ��راج محم��د الأخ�سر حامينة (اأول فيل��م عربي ينال ال�سعفة الذهبي��ة من مهرج���ان‬ ‫ك���ان ال�سينمائ�����ي الدولي)‪ ،‬و«تحيا الجزائر» ‪ 1972‬و«فج��ر المعذبين» ‪ 1965‬و«الأفيون‬ ‫والع�س��ا» ‪« ،1969‬الطاحونة» اإخراج اأحمد را�سدي‪ ،‬و«الطري��ق»‪ 1968‬و«�سنعود» ‪1972‬‬ ‫و«ريح الجنوب» ‪ 1975‬اإخراج محمد �سليم ريا�س ‪.‬‬


‫‪514‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ث��م عبر مخرجين در�سوا في فرن�سا مثل مرزاق علوا���س‪ ،‬الذي يعتبر فيلمه «عمر قتلتو» ‪1977‬‬ ‫تم تقديم اأفالم تحاول القتراب من الواقع الجزائري‬ ‫انعطاف ًا جديداً في ال�سينما الجزائرية‪ ،‬حيث ّ‬ ‫المعا�سر بعد ال�ستقالل‪ ،‬وذلك عبر المو�سوعات ال�سينمائية التي ولدتها المتغيرات الجتماعية‬ ‫الجدي��دة في المجتمع الجزائري‪ ،‬بالإ�سافة اإلى مو�سوع «الن�سال في �سبيل التحرير» كم�سدر‬ ‫لالإلهام ال�سينمائي‪ ،‬اإذ مازال ال�سينمائيون الجزائريون ‪ -‬حتى الآن ‪ -‬يجدون في هذا المو�سوع‬ ‫معين��ا لين�سب لمعالجاته��م ال�سينمائية الجديدة‪ ،‬ولكنه ‪ -‬هذه الم��رة ‪ -‬دون اأوهام اأ�سطورية‬ ‫تنزع عن الحرب م�سمونها الحقيقي‪.‬‬ ‫قدمت ال�سينما الجزائرية اأي�س ًا عدداً من الأفالم الهامة المنتجة بنظام الإنتاج الم�سترك‬ ‫وقد ّ‬ ‫مثل فيلم «زد» ‪ 1968‬من اإخراج كو�ستا جافرا�س‪ ،‬وفيلم «الغريب» ‪ 1969‬من اإخراج لوت�سينو‬ ‫ڤي�سكونت��ي‪ ،‬وفيلمي «الع�سفور» ‪ ،1974‬و«عودة الب��ن ال�سال» ‪ 1976‬من اإخراج المخرج‬ ‫الراحل يو�سف �ساهين‪ ،‬و«دي�سمبر» ‪ 1971‬اإخراج محمد الأخ�سر حامينة‪.‬‬ ‫ولك��ن بعدم��ا كان��ت ال�سينما الجزائري��ة تب�سّ ر بم�ست��وى فني رفي��ع وراق في مرحلتي‬ ‫ال�سبعيني��ات والثمانيني��ات‪ ،‬انتاب��ت ال�سينم��ا الجزائري��ة حالة م��ن التدهور لت�س��ل مع حلول‬ ‫الت�سعيني��ات م��ن القرن الع�سرين اإلى حالة من الك�ساد‪ ،‬يعود �سببه��ا الرئي�سي اإلى اإهمال التوزيع‬ ‫المحل��ي‪ ،‬حيث اإن الأف��الم الجزائرية تعر�س بالخ��ارج قبل عر�سها محليا بفت��رة طويلة‪ ،‬هذا‬ ‫بالإ�ساف��ة اإلى اإهمال تجديد قاع��ات العر�س‪ ،‬واإهمال الجانب الدعائي الذي يلعب دورا مهما‬ ‫في توجيه ذوق الم�ساهد‪ ،‬وبناء اأفق التوقع لديه‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫كذل��ك تعان��ي ال�سينما الجزائرية من هجرة مكثفة اإلى فرن�س��ا من قبل مخرجيها‪ ،‬الذين‬ ‫يقدم��وا هن��اك اأفالم ًا ت�سور واقعهم مث��ل اأفالم «�ساب» ‪ 1990‬اإخ��راج ر�سيد بو‬ ‫يحاول��ون اأن ّ‬ ‫�سارب‪ ،‬و«حب ممنوع» ‪ 1990‬اإخراج �سيد علي فتار‪ ،‬و«مائة بالمائة اأرابيكا» ‪ 1996‬اإخراج‬ ‫محمود زموري‪ ،‬وفيلمي «�سو�سو» ‪ 2003‬و«باب الواب» ‪ 2005‬اإخراج مرزاق علوا�س‪.‬‬


‫‪515‬‬

‫الإبــداع‬ ‫(�شكل بياني ‪ )7‬معدل �إنتاج �لأفالم في �لجز�ئر حتى �لعام ‪2000‬‬

‫الت�سعينيات‬

‫الثمانينيات‬

‫ال�سبعينيات‬

‫ال�ستينيات‬

‫ال�صينما ال�صودانية‬

‫ال�صينما الخليجية‬

‫اأم��ا �ل�شينما �لخليجية فرغم المحاولت التي تعود اإل��ى الثمانينيات مثل الأفالم الكويتية‬ ‫الثالثة «ب�س يا بحر» ‪« ،1976‬عر�س الزين» ‪�« ،1977‬ساهين» ‪ 1986‬للمخرج الكويتي خالد‬ ‫ال�سديق‪ ،‬والفيلم الكويتي «ال�سمت» ‪ 1980‬للمخرج ها�سم محمد‪ ،‬والفيلم القطري «حار�س‬ ‫الفنار» ‪ 1983‬الذي اأ�سهم في اإخراجه عدد كبير من اأهم مخرجي تليفزيون دول الخليج العربي‬ ‫مثل المخ��رج الكويتي الكبير غافل فا�سل‪ ،‬وذلك تحت اإ�س��راف الفنانين الم�سريين الراحلين‬ ‫كم��ال اأبو العال وفهمي عبد الحميد‪ ،‬وكذلك الفيلم الإماراتي «عابر �سبيل» الذي اأخرجه علي‬ ‫العبدول عام ‪ ،1988‬والفيلم البحريني «الحاجز» ‪ 1990‬للمخرج ب�سام الزوادي‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫رغ��م محاولتها الروائي��ة الأولى التي تعود اإل��ى عام ‪ ،1970‬والت��ي تتم ّثل في فيلم‬ ‫«اآمال واأحالم» ‪ 1970‬اإخ��راج اإبراهيم المل�س‪ ،‬ثم فيلم «�سروق» الذي اأخرجه اأنور ها�سم‬ ‫عام ‪ ،1974‬فاإنها ّ‬ ‫ركزت في ما بعد على ال�سينما الت�سجيلية دون الروائية‪.‬‬


‫‪516‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫المب�سرة في حينها‪ ،‬ف��اإن العديد من مخرجي هذه الأفالم لم‬ ‫رغ��م كل هذه البدايات‬ ‫ّ‬ ‫واتجهوا اإلى مجال الدرام��ا التليفزيونية كبديل ل�سناعة الأفالم في‬ ‫يحاول��وا تكرار التجربة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بالدهم‪.‬‬

‫ال�صينما العربية في عام ‪2007‬‬ ‫على الرغم من اأن اأفالم الألفية الجديدة ربما كانت ا�ستكمال لأفالم المرحلة التي بداأت‬ ‫في نهاية الألفية ال�سابقة‪ ،‬فاإن عام ‪ 2007‬يمكن اعتباره بحق عام انطالق ال�سينما العربية‪ ،‬بحيث‬ ‫ت��م في عام ‪ 2007‬اإنتاج ما يقرب من ‪ 50‬فيلم ًا م�سري ًا‪ ،‬و‪ 15‬فيلم ًا مغربي ًا‪ ،‬و‪ 14‬فيلم ًا جزائري ًا‪،‬‬ ‫و‪ 8‬اأفالم لبنانية‪ ،‬و‪ 6‬اأفالم �سورية‪ ،‬و‪ 4‬اأفالم تون�سية‪ ،‬وفيلم واحد اأردني‪.‬‬ ‫(�شكل بياني ‪ )8‬معدل �إنتاج �لأفالم �لرو�ئية �لطويلة في �لعالم �لعربي عام ‪2007‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪14‬‬

‫‪15‬‬

‫�ل�شينم��ا �لم�شرية‪ :‬ف��ي ‪ 2007‬ا�ستعادت معدلها ال�سابق في اإنت��اج الأفالم في �سنوات‬ ‫عنفوانها‪ ،‬بحيث اأنتجت ما يزيد عن خم�سين فيلما‪ ،‬عر�ست منها ‪ 48‬فيلم ًا روائي ًا طوي ً‬ ‫ال‪ ،‬بلغ‬ ‫اإيراده��ا ‪ 230‬مليون جنيه‪ ،‬اأي ما يزيد بن�سبة ‪ %15‬عن اإيرادات عام ‪ ،2006‬الذي اأنتجت فيه‬ ‫المع��دل يم ّثل اأعلى معدل اإنتاج لل�سينما‬ ‫ال�سينم��ا الم�سرية ‪ 35‬فيلما‪ ،‬هذا بالإ�سافة اإلى اأن هذا‬ ‫ّ‬ ‫الم�سرية منذ بداية الألفية الجديدة‪.‬‬


‫‪517‬‬

‫الإبــداع‬

‫(�شكل بياني ‪ )9‬معدل �شناعة �لأفالم �لرو�ئية �لطويلة في م�شر (‪)2007 - 2001‬‬

‫اأما �أبرز �لظو�هر في �لإنتاج �ل�شينمائي �لم�شري لعام ‪ 2007‬فتتلخ�س في النقاط التالية‪:‬‬

‫• ا�ستم��رار ظاهرة اأفالم البطولة الجماعية‪ ،‬وعدم الكتفاء ببطل وحيد‪ ،‬وكذلك الجمع‬ ‫بي��ن نجوم من الجيل الحال��ي والجيل ال�سابق‪ ،‬اإذ اإن ال�سينم��ا الم�سرية كانت قد ارتكبت خط أا‬ ‫فادح�� ًا حين قطعت الت�سال بي��ن الجيل القديم والجيل الجديد في الأع��وام ال�سابقة‪ ،‬لكن في‬ ‫ع��ام ‪ 2007‬بدت ب�سائر تدارك هذا الخط أا في محاولة لم��د الج�سور بين الجيلين‪ ،‬وظهر ذلك‬ ‫في ا�ستراك نجوم من الجيل ال�سابق في اأفالم الجيل الحالي مثل نبيلة عبيد في فيلم «مافي�س غير‬ ‫ك��ده»‪ ،‬وفاروق الفي�ساوي وليلى علوي في فيلم «األوان ال�سما ال�سبعة»‪ ،‬ومحمود ي�س في فيلم‬ ‫«الجزي��رة»‪ ،‬هذا بالإ�سافة اإلى تر�سيح نجوم اآخري��ن للعمل في اأفالم تم تنفيذها في عام ‪2008‬‬ ‫مثل نور ال�سريف في فيلم «مجرم ترانزيت»‪ ،‬ومحمود حميدة في فيلم «اآ�سف على الإزعاج»‪،‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• عودة ال�سناعة لإنتاج الأفالم ال�سخمة عالية الميزانية‪ ،‬وهو التجاه الذي قادته �سركة‬ ‫ج��ود ني��وز بفيلم «عمارة يعقوبيان» في عام ‪ ،2006‬ثم فيل��م «حليم» ل�سريف عرفة‪« ،‬مرجان‬ ‫ت��م عر�سه في منت�سف‬ ‫اأحم��د مرج��ان» في عام ‪ ،2007‬واأخي��راً فيلم «ليلة البيبي دول» الذي ّ‬ ‫‪ ،2008‬وكذل��ك مدر�س��ة يو�س��ف �ساهين التي ا�ستطاع��ت خلق �سوق اأوروبي��ة لأفالمها؛ مما‬ ‫�ساعده��ا على الت�ساع في اإنتاجها وزيادة ميزانيته��ا زيادة ملحوظة عن الميزانيات المعتادة في‬ ‫الإنتاج الم�سري‪.‬‬


‫‪518‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الإبـــــداع‬

‫تدخل الفنان‬ ‫ويو�سف �سعب��ان في فيلم «بو�سكا�س»‪ ،‬والذي ان�سحب منه اأثن��اء الت�سوير ب�سبب ّ‬ ‫محمد �سعد في الإخراج‪ ،‬فيما رف�س الفنان محمود عبد العزيز م�ساركة الفنان اأحمد ال�سقا في‬ ‫بطولة فيلم «اإبراهيم الأبي�س»‪.‬‬ ‫تميزت به��ا ال�سينما الم�سرية‬ ‫• ا�ستم��رار ظاه��رة اختفاء نج��وم الأدوار الثانوية‪ ،‬الت��ي ّ‬ ‫عل��ى طول تاريخها‪ ،‬مثل عبد ال�سالم النابل�س��ي وزينات �سدقي وعبد الفتاح الق�سري وا�ستفان‬ ‫رو�ستي‪ ،..‬وذلك بتحويلهم ال�سريع المبت�سر اإلى الأدوار الرئي�سية‪ ،‬مثل طلعت زكريا‪ ،‬ومن قبله‬ ‫عبلة كامل ومحمد لطفي ومحمد رجب وم�سطفى �سعبان واأحمد رزق ون�سوى م�سطفى‪.‬‬ ‫• عودة عادل اإمام لت�سدر اأعلى قائمة الإيرادات‪ ،‬واحتفاظ اأحمد حلمي بموقعه بين‬ ‫�سباك التذاك��ر‪ ،‬وتراجع محمد هنيدي ومحمد �سعد‪ .‬بحيث‬ ‫النج��وم ال�سبان على م�ستوى ّ‬ ‫بلغ فيلم عادل اإم��ام «مرجان اأحمد مرجان» قمة قائمة الإيرادات محقق ًا ‪ 24‬مليون جنيه‪،‬‬ ‫يلي��ه فيلم «مطب �سناعي» لأحمد حلمي محقق ًا ‪ 20‬ملي��ون جنيه‪ ،‬وهو الرقم نف�سه الذي‬ ‫حقّق��ه فيلم «عم��ر و�سلمى» للمطرب ذي ال�سعبية ال�سبابية تام��ر ح�سني ومي عزالدين‪ ،‬ثم‬ ‫ال�سباك‬ ‫فيل��م اآخ��ر لأحمد حلمي هو «كده ر�س��ا» الذي حقّق ‪ 18‬مليون جني��ه‪ ،‬اأما نجما ّ‬ ‫لل�سنوات الما�سية محم��د هنيدي ومحمد �سعد فلم يحقق فيلماهما مكانة بارزة في قائمة‬ ‫الإي��رادات‪ ،‬فحقّ���ق فيل���م محمد �سعد «كركر» ‪ 14‬مليون جني��ه‪ ،‬في حين لم يحقّق فيلم‬ ‫محمد هنيدي «عندليب الدقي» اأكثر من ‪ 9‬ماليين ون�سف المليون جنيه‪.‬‬ ‫• مناف�سة الفيلم الأخير للراحل يو�سف �ساهين «هي فو�سى؟» ل�سينما ال�سباب‪ ،‬وتحقيقه‬ ‫اإي��رادات غير ماألوفة بالن�سبة لأفالم يو�سف �ساهين ال�سابقة‪ ،‬وذلك لعتماده �سفة النقد المبا�سر‬ ‫الفج‪-‬اأحيان ًا‪ -‬خالف ًا لأفالمه ال�سابقة‪ ،‬التي كانت تلمح بذكاء‪ ،‬وتترك للم�ساهد حق التف�سير‪.‬‬ ‫• �سيطرة النجوم من الرجال على ال�سينما الم�سرية في مقابل عدم وجود بطولة ن�سائية‪،‬‬ ‫وهو الأمر الذي يختلف عما كان �سائدا في �سينما نهاية ال�سبعينيات وحتى منت�سف الت�سعينيات‪،‬‬ ‫من �سيطرة النجمات من اأمثال نادية الجندي ونبيلة عبيد ومن قبلهما نجالء فتحي ومرڤت اأمين‬ ‫على بطولة اأفالم ال�سينما الم�سرية‪.‬‬ ‫• الح�س��ور الطاغي للمخرجين ال�سب��ان باأكثر من فيلم واحد اأحيانا في مو�سم ‪-2006‬‬ ‫‪ 2007‬مث��ل خالد يو�س��ف بفيلمين (بالإ�سافة اإلى فيلم مع يو�سف �ساهين‪ ،‬وفيلم اآخر عر�س في‬ ‫‪ ،)2008‬اأك��رم فريد ‪ 3‬اأفالم‪ ،‬اأمير رم�سي�س‪ 3‬اأفالم‪� ،‬سام��ح عبد العزيز ‪ 3‬اأفالم‪ ،‬اأحمد جالل‪3‬‬ ‫اأف��الم‪ ،‬علي اإدري�س بفيلمين‪ ،‬عم��اد البهات بفيلمين‪ ،‬اإيهاب لمعي بفيلمين‪ ،‬واأحمد �سمير فرج‬ ‫بفيلمي��ن‪ ،‬اأيم��ن مكرم بفيلمي��ن‪ ،‬وفيلم واحد لكل م��ن �سعد هنداوي‪ ،‬اأحمد اأب��و زيد‪ ،‬اإيهاب‬ ‫را�سي‪ ،‬هالة خليل‪� ،‬سان��درا‪ ،‬خالد الحجر‪ ،‬اأحمد مدحت‪ ،‬اأ�سرف فايق‪ ،‬خالد مرعي‪ ،‬محمد‬ ‫علي‪ ،‬اأحمد الجندي‪ ،‬محمد م�سطفى‪ ،‬اأحمد ي�سري‪ ،‬طارق عبد المعطي‪ ،‬اأحمد فهمي‪ ،‬عمرو‬ ‫عرفة‪ ،‬مجدي الهواري‪ ،‬محمد جمعة‪ ،‬عثمان اأبو لبن‪ ،‬اأحمد البدري‪ ،‬عمرو بيومي‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪519‬‬

‫• ع��دم اإف�ساح المج��ال للمخرجين الكبار با�ستثناء المخ��رج محمد خان في فيلم «في‬ ‫�سقة م�سر الجديدة»‪ ،‬الذي قامت بتاأليفه ال�سيناري�ست ال�سابة و�سام �سليمان‪ ،‬والمخرج �سريف‬ ‫عرف��ة في فيل��م «الجزيرة»‪ ،‬الذي كتب��ه ال�سيناري�ست الجديد محمد دي��اب‪ ،‬وا�سطرار الباقين‬ ‫للهجرة اإلى مجال الدراما التليفزيونية و�سينما الديچيتال‪.‬‬

‫• ح�سور(*)‪1‬لباأ�س به بالن�سبة للمراأة المبدعة على م�ستوى الإخراج والكتابة‪ ،‬يتم ّثل في‬ ‫فيلم واحد لكل من المخرجتين �ساندرا وهالة خليل‪ ،‬والكاتبات كوثر م�سطفى‪ ،‬و�سام �سليمان‪،‬‬ ‫زينب عزيز‪ ،‬عال ال�سافعي‪.‬‬

‫• ا�ستم��رار �سيطرة الإنتاج التجاري على �سناعة ال�سينما الم�سرية‪ ،‬والتي تظهر بو�سوح‬ ‫في ظاهرة اأف��الم ال�سبكي‪ ،‬التي وا�سلت تقديم اأفالم الكوميديا الزاعقة مثل فيلم «اأيظن»‪ ،‬والتي‬ ‫تقدمه من نجوم‬ ‫تقاب��ل ‪ -‬مع الفارق ‪ -‬ظاهرة رم�سي���س نجيب في ال�ستينيات وال�سبعينيات‪ ،‬بما ّ‬ ‫ال�سغير ومروى‪..‬‬ ‫جدد مثل محمد �سعد وريكو و�سعد‬ ‫ّ‬

‫• ا�ستم��رار هيمنة الأف��الم الكوميدية على ال�سينما الم�سرية ف��ي عام ‪ ،2007‬ولكن مع‬ ‫بدء النح�سار الن�سبي لأفالم الكوميديا ال�سبابية الفاقعة اأو كوميديا الفار�س‪ ،‬التي �سيطرت على‬ ‫�سب��اك التذاك��ر في الأعوام الما�سية ل�سال��ح مجموعة متنوعة من الأفالم الت��ي تجمع بين اأفالم‬ ‫ّ‬ ‫الحرك��ة مثل فيلم «الرهينة»‪ ،‬واأف��الم الكوميديا الرومان�سية مثل فيلم «عم��ر و�سلمى»‪ ،‬واأفالم‬ ‫الميلودرام��ا الجتماعي��ة مثل فيلم «حين مي�س��رة»‪ ،‬واأفالم الق�ساي��ا الجتماعية مثل فيلم «هي‬ ‫فو�سى؟» وغيرها‪.‬‬

‫• اإنتاج عدد كبير من اأفالم الحركة على الطريقة الأمريكية مثل اأفالم «عمليات خا�سة»‪،‬‬ ‫«كال�سينك��وف»‪« ،‬جوب��ا»‪ ،‬والعتماد على خبراء اأجانب لإخ��راج المطاردات وما �سابه‪ ،‬بل‬ ‫وو�سل الأمر اإلى تعليق اأفي�سات دعائية مكتوبة باللغة الإنجليزية لفيلم «عمليات خا�سة»!‬ ‫• العتم��اد لأول مرة ف��ي ال�سينما الم�سرية على �سال�سل الجي��ب الروائية ال�سهيرة مثل‬ ‫«رجل الم�ستحيل» في فيل��م «الرهينة» اإخراج �ساندرا‪ ،‬و«ال�سياطين ‪ »13‬في فيلم «ال�سياطين‪،‬‬ ‫العودة» اإخراج اأحمد اأبو زيد‪.‬‬ ‫• ظه��ور اأ�سماء جديدة في مج��ال الكتابة ال�سينمائية مثل محم��د دياب وعال ال�سافعي‬ ‫ونبيل عزت ومحمد ح�سان‪.‬‬

‫(*) ولو اأنه ح�سور فقير ن�سبي ًا مقارنة بنظيرتها في لبنان وبالد المغرب العربي‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• تقدي��م اأنواع فيلمية غير ماألوفة في ال�سينما الم�سرية مثل فيلم الرعب في فيلم «اأحالم‬ ‫حقيقية» اإخراج محمد جمعة‪ ،‬والفيلم الطليعي«اأ�ستغماية» اإخراج عماد البهات‪ ،‬الذي يقترب‬ ‫من الأفالم التجريبية‪.‬‬


‫‪520‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬ ‫(�شكل بياني ‪ )10‬ت�شنيف �لأفالم �ل�شينمائية �لم�شرية �لمنتجة في عام ‪2007‬‬

‫تبعاً لالأنو�ع �لفيلمية‬

‫الإبـــــداع‬

‫• ا�ستخ��دام م�سم��ى ال�سينما النظيفة لو�سف الإنتاج ال�سينمائي التجاري الحالي‬ ‫ف��ي محاولة من��ه لك�سب تاأيي��د الجمهور الم�س��ري المحاف��ظ لتلك الأف��الم بحجة عدم‬ ‫خد�سه��ا للحياء‪ ،‬بينما الدافع الحقيقي هو ذر الغب��ار في عين كل من يحاول نقد الم�ستوى‬ ‫الفني المتدني لتلك الأفالم‪ ،‬واتهامه بت�سجيعه العري اأوال�سينما غير النظيفة!!‬ ‫• ج��راأة غي��ر م�سبوق��ة ف��ي تن��اول مو�سوع��ات وتابوهات محظ��ورة في فيل��م خالد‬ ‫يو�سف«حين مي�سرة»‪.‬‬ ‫المهم�سي��ن ك�سخ�سيات رئي�سية ف��ي الأفالم الم�سرية مث��ل فيلم «هي‬ ‫• ع��ودة ظه��ور‬ ‫ّ‬ ‫فو�س��ى؟»‪ ،‬و فيل��م «حين مي�سرة»‪ ،‬والتي كانت موجودة في فت��رات تاألق ال�سينما الم�سرية في‬ ‫اأفالم مثل «باب الحديد»‪ ،‬و«هارب من الأيام»‪ ،‬و«الحرام»‪..‬‬ ‫• ظهور مو�سوعات �سينمائية جديدة تحاول النفاذ اإلى �سخ�سيات عامة‪ ،‬لم تعتد ال�سينما‬ ‫«طباخ الري�س»‪.‬‬ ‫الم�سرية تقديمها‪ ،‬مثل �سخ�سية رئي�س الجمهورية في فيلم ّ‬

‫• فوز فيلم «في �سقة م�سر الجديدة» بجائزة اأح�س���ن فيل���م روائ���ي عرب��ي بمهرجان‬ ‫دم�س��ق ال�سينمائي الدولي ‪ ،2007‬وبالجائزة الخا�سة للجنة النقاد وال�سحفيين وجائزة الخنجر‬ ‫الف�سي في مهرجان م�سقط ال�سينمائي ‪. 2008‬‬ ‫• فوز الف ّنان �سريف منير بجائزة اأف�سل مم ّثل عن دوره في فيلم «ق�س ولزق» للمخرجة‬ ‫هالة خليل في المهرجان الدولي العربي الأول بوهران ‪.2007‬‬ ‫• ف��وز فيلم «األ��وان ال�سما ال�سبعة» اإخ��راج �سعد هنداوي ب�سه��ادة تقدير من مهرجان‬ ‫القاهرة ال�سينمائي الدولي عام ‪.2007‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪521‬‬

‫�ل�شينم��ا �لمغربية‪� :‬سه��دت هي الأخرى طف��رة حقيقية في مع��دل اإنتاج الأفالم‬ ‫الروائية الطويلة‪ ،‬الذي بلغ ‪ 15‬فيلما في عام ‪ ،2007‬وحوالى ‪ 29‬فيلم ًا في مو�سم (‪-2006‬‬ ‫‪ ،)2007‬بحيث يرى بع�س النقّاد اأنه ليمكن ف�سل عام ‪ 2007‬عن عام ‪ ،2006‬وبناء عليه‬ ‫فاإنه��م يعتبرونهم��ا مو�سم ًا �سينمائي ًا واح��داً‪ ،‬ويعتبرون هذا المو�سم هو «ع��ام ال�سينما في‬ ‫الثقافة المغربية»» بال منازع‪.‬‬ ‫كم��ا حظي مهرجان مراك�س في دورته الأخيرة‪ ،‬الت��ي اأقيمت في اآخر عام ‪2007‬‬ ‫باهتمام وتقدير بالغين‪ ،‬بحيث ا�ستطاع اأن ي�ستقطب عدداً من كبار �سناع الأفالم �سواء في‬ ‫لجان تحكيمية مثل مارتن �سكور�سيزي‪ ،‬اأو في ندواته مثل ميلو�س نورمان ونجوم عالميين‬ ‫مثل ليوناردو دي كابريو‪.‬‬ ‫اأما �أب��رز �لظو�هر في �لإنت��اج �ل�شينمائي �لمغربي لمو�ش��م ‪ 2007 -2006‬فتتلخ�س في‬ ‫النقاط التالية‪:‬‬

‫• تع��دد اللغات والأ�سالي��ب والختيارات الفنية والثقافية من اأه��م الظواهر التي ميزت‬ ‫قدم المخرج اأحم��د المعنوني فيلمه «القل��وب المحترقة» باللون‬ ‫اأف��الم هذا المو�س��م‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫وق��دم المخرج اإدري�س اأ�سويكة حوار فيلمه «لعبة‬ ‫الأبي���س والأ�سود على غرار الأفالم القديمة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الح��ب» باللغة الفرن�سي��ة‪ ،‬التي هيمنت اأي�سا عل��ى حوار عدة اأفالم اأخرى مث��ل «ثابت اأو غير‬ ‫ثاب��ت» لنبيل لحل��و‪ ،‬و«الإ�سالم يا �سالم» ل�سع��د ال�سرايبي‪ ،‬و«يا�سمين والرج��ال» لعبد القادر‬ ‫فقدم حوار فيلمه « الغائب‬ ‫لقط��ع‪ .‬اأما المخرج المغربي ال�ساب اأحمد زي��اد المقيم في اأميركا‪ّ ،‬‬ ‫الموعود» باللغة الإنجليزية‪ ،‬وا�سترك فيه ممثلون مغاربة واأميركيون‪.‬‬

‫• تن��وع اللهج��ات المغربي��ة الموظفة ف��ي اأفالم هذا المو�س��م ما بين لهج��ة اأهل فا�س‬ ‫الأندل�سي��ة المعتقة في فيلم «القل��وب المحترقة»‪ ،‬ولهجة اأهل الدار البي�س��اء الجافة والمبا�سرة‬ ‫في فيلم��ي «اأبواب الجنة» و«يا�سمي��ن والرجال»‪ ،‬ولهجة اليهود المغارب��ة الطريفة التي تنطق‬ ‫ال�سين �سين ًا‪ ،‬والقاف األف ًا في فيلم «فين ما�سي يا مو�سي؟» لح�سن بن جلون‪ ،‬وفيلم «وداع ًا اأيتها‬ ‫الأمهات» لمحمد اإ�سماعيل‪.‬‬

‫• اأما من حيث المو�سوعات فقد تميزت ال�سينما المغربية‪-‬كعادتها‪-‬بجراأة المو�سوعات‬ ‫الت��ي تم تناولها �س��واء من حيث التناول ال�سيا�سي في اأفالم مثل «فين ما�سي يا مو�سي؟»‪« ،‬وداع ًا‬ ‫اأيتها الأمهات» اللذين يتناولن تهجير اليهود المغاربة اإلى فل�سطين بعد الحرب الثانية‪ ،‬ويتباكيان‬ ‫عل��ى رحيل اليه��ود المغاربة وم�ساركتهم في بناء دولة اإ�سرائي��ل‪ ،‬دون اأن تتكلف اإ�سرائيل فل�س ًا‬

‫الإبـــــداع‬

‫• اإنت��اج اأول فيل��م اأمازيغ��ي طويل بعنوان "تلي��ال" اأو "النجمة"‪ ،‬ال��ذي اأخرجه محمد‬ ‫مرني�س‪ ،‬وم�ساركته في المهرجان الوطني‪.‬‬


‫‪522‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ف��ي تن�سئتهم‪ ،‬والدع��وة اإلى التعاي�س ال�سلمي م��ع اليهود!!‪ ،‬اأو نقد اأ�س��كال ال�سلطة في «ثابت‬ ‫اأو غي��ر ثابت»‪ ،‬ونقد الإرهاب الدين��ي في «مالئكة ال�سيطان»‪ ،‬اأو الج��راأة في التعر�س لو�سع‬ ‫المراأة في المجتمع الذكوري في اأفالم مثل «�سميرة في ال�سيعة» و«يا�سمين والرجال» و«نان�سي‬ ‫والوح���س»‪ ،‬والفيل��م الأمازيغي «النجم��ة»‪ ،‬اأو نقد قواعد التوريث ف��ي ال�سريعة الإ�سالمية في‬ ‫فيلم «الدراجة»‪ ،‬اأو التعر�س لتوابع ‪� 11‬سبتمبر في «الإ�سالم يا �سالم»‪ ،‬اأو التعر�س للهجرة غير‬ ‫ال�سرعية لأوروبا في «طريق العيالت»‪ ،‬اأو لحلم الهجرة ب�سكل عام في فيلمي «مراك�س اإن �ساء‬ ‫اهلل» و«الحل��م المغربي»‪ ،‬اأو ال�سف��ر الفانتازي عبر الزمن في فيلم��ي «عبدو عند الموحدين»‪،‬‬ ‫و«كان ياما كان مرة حتى كان زوج دالمرات» اأو ع�سابات المافيا والتهريب في اأفالم «اأبواب‬ ‫الجنة»‪« ،‬ريح البح��ر»‪« ،‬الغائب الموعود»‪ ،‬اأو التعر�س لفكرة الحلم العربي المحبط المتمثل‬ ‫في يوم فقدت المغرب فر�ستها لإقامة م�سابقة كاأ�س العالم ‪ 2010‬في فيلم نرج�س النجار المثير‬ ‫للجدل «انه�س يا مغرب»‪.‬‬ ‫�سباك‬ ‫• احت��الل فيلم «مالئكة ال�سيطان» �سيناريو واإخراج اأحم��د بولن ّ‬ ‫لقمة اإيرادات ّ‬ ‫التذاكر في المغرب‪ ،‬يليه فيلم «نان�سي والوح�س» اإخراج محمود فريط�س‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫�سوره المخ��رج اأحمد المعنوني في مدينة فا�س‬ ‫• ف��وز فيلم «القلوب المحترقة» الذي ّ‬ ‫بالجائ��زة الكبرى ف��ي المهرجان التا�سع للفيل��م المغربي بطنج��ة ‪ ،2007‬وبالجائزة الثانية في‬ ‫مهرجان تطوان الدولي ل�سينما البحر المتو�سط ‪.2008‬‬ ‫• ف��وز فيل��م «اأب��واب الجنة» اإخ��راج عم��اد و�سهيل ن��وري بجائزة العم��ل الأول في‬ ‫المهرج��ان التا�سع للفيلم المغربي بطنجة‪ ،‬وب�سهادة تنويه من لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي‬ ‫العربي الأول بوهران ‪.2007‬‬ ‫• ف��وز فيل��م « ثابت اأو غي��ر ثابت» �سيناريو واإخ��راج نبيل لحلو بجائ��زة ال�سيناريو في‬ ‫المهرجان التا�سع للفيلم المغربي بطنجة‪.‬‬ ‫• ف��وز اإبراهيم هاني ولطيف لحل��و بجائزة اأح�سن �سيناريو ف��ي مهرجان مونتريال عن‬ ‫�سيناري��و فيلم «�سمي��رة في ال�سيعة» اإخراج لطي��ف لحلو‪ ،‬وفوز الفيلم بالجائ��زة الدولية للنقاد‬ ‫ف��ي المهرجان ذاته‪ ،‬وبالجائ��زة الخا�سة للجنة التحكيم في المهرج��ان التا�سع للفيلم المغربي‬ ‫بطنج��ة‪ ،‬وبجائزتين عن اأح�سن اأول وثاني دور رجالي‪ ،‬نالها على التوالي الممثل محمد خويي‬ ‫ويو�سف بريطل في نف�س المهرجان‪.‬‬ ‫• فوز فيلم «عود الورد» اإخراج لح�سن زيتون بجائزتي اأول وثاني دور ن�سائي للممثلتين‬ ‫�سناء العلوي وحنان زهدي في المهرجان التا�سع للفيلم المغربي بطنجة‪.‬‬ ‫• ف��وز فيلم «حدي��ث الي�د والكتان» اإخ��راج عمر ال�سرايبي بجائزة اأح�سن مونتاج في‬ ‫مهرجان الفيلم المغربي‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪523‬‬

‫• فوز فيلم «مالئكة ال�سيطان» بجائزة اأح�سن مو�سيقى في مهرجان الفيلم المغربي‪.‬‬ ‫• ف��وز فيلم «فين ما�سي يا مو�س��ي؟» لح�سن بن جلون بجائزت��ي اأف�سل �سوت واأف�سل‬ ‫ت�سوير في المهرجان ال�سينمائي الوطني بطنجة‪.‬‬ ‫ت��م تكريم ال�سينم��ا المغربية في الدورة ‪ 31‬من مهرجان القاه��رة ال�سينمائي الدولي‪،‬‬ ‫• ّ‬ ‫وعر�س��ت مجموعة من الأفالم المغربية منها فيلم «الذاكرة المعتقلة» اإخراج جياللي فرحاتي‪،‬‬ ‫ال��ذي �سبق ونال جائزة اأف�سل �سيناريو في مهرج��ان القاهرة ال�سينمائي ‪ ،2004‬وفيلم «خوانيتا‬ ‫بن��ت طنجة» اإخراج فريدة بليزيد‪ ،‬وهو اإنتاج م�سترك بين المغرب وفرن�سا‪ ،‬وفيلم «ال�سيمفونية‬ ‫المغربي��ة» اإخراج كمال كم��ال‪ ،‬وفيلم «هنا ولهي��ه» اإخراج محمد اإ�سماعي��ل‪ ،‬وفيلم «الغرفة‬ ‫ال�سوداء» اإخراج ح�سن بن جلون‪.‬‬ ‫• اختي��ار المخرج المغرب��ي اأحمد المعنوني رئي�سا للجنة التحكي��م في م�سابقة الأفالم‬ ‫العربية في الدورة ‪ 31‬من مهرجان القاهرة ال�سينمائي الدولي لعام ‪.2007‬‬ ‫• اختي��ار المخرج المغربي جياللي فرحاتي لع�سوي��ة لجنة التحكيم الدولية في الدورة‬ ‫‪ 31‬من مهرجان القاهرة ال�سينمائي الدولي لعام ‪.2007‬‬ ‫بفيلمي «عود‬ ‫• �ساركت المغرب في الدورة ‪ 31‬من مهرجان القاهرة ال�سينمائي الدولي َ‬ ‫ال��ورد» اإخراج لح�سن زيتون‪ ،‬و» في انتظار بازوليني» للمخرج داوود الواد �سيد‪ ،‬وفاز الفيلم‬ ‫الأخير بجائزة اأف�سل فيلم عربي في الم�سابقة الدولية‪.‬‬

‫• ق��ام مهرجان مراك�س بتكريم المخرج وكات��ب ال�سيناريو الياباني �سينجي اأوياما اأحد‬ ‫اأب��رز مخرج��ي ال�سينما الياباني��ة المعا�سرة‪ .‬وكذلك ق��ام المهرجان بتكري��م خا�س للمخرج‬ ‫الأميرك��ي المتميز اأبيل فيرارا‪ ،‬اأحد اأبرز الذين عمل��وا على تجديد ال�سينما الأميركية الم�ستقلة‪،‬‬ ‫و�ساحب اأفالم «ملك نيويورك»‪ ،‬و«ناه�سوا الج�سد»‪ ،‬و«�سابط فا�سد»‪.‬‬

‫• رغ��م كل ه��ذا الكم من الأف��الم (‪ 29‬فيلم ًا) الت��ي اأنتجتها ال�سينم��ا المغربية في هذا‬ ‫المو�س��م‪ ،‬فاإن اأ ّي ًا من هذه الأفالم لم يعر�س في المنطقة العربية‪ ،‬حيث مازالت ال�سينما المغربية‬

‫الإبـــــداع‬

‫• عر���س للمغ��رب في الدورة ‪ 32‬من مهرجان الإ�سكندري��ة ال�سينمائي اأربعة اأفالم هي‬ ‫«ياله من عالم رائع» اإخراج فوزي بن �سعيدي‪« ،‬طريق العيالت» اإخراج فريدة بورقيبة‪« ،‬ريح‬ ‫البحر» اإخراج عبدالحي العراقي‪« ،‬الدراجة» اإخراج حميد فريدي‪.‬‬ ‫• ّ‬ ‫نظ��م مهرجان مراك�س احتفالية مخ�س�سة لالحتفاء بال�سينم��ا الم�سرية بمنا�سبة مرور‬ ‫ق��رن على بداياتها و�س��ط ح�سور طاغ من النقّاد والنجوم والإعالميي��ن الم�سريين والمغربيين‪،‬‬ ‫رافقها عر�س لحوالى ‪ 40‬فيلم ًا م�سري ًا تمثل مختلف مراحل تطور م�سيرة ال�سينما الم�سرية‪.‬‬


‫‪524‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(وكذل��ك ال�سينما الجزائرية) تعاني من محدودية �سوقه��ا الإقليمية في المنطقة العربية‪ ،‬والذي‬ ‫يقت�سر على دول الجوار بالإ�سافة اإلى ال�سوق الفرانكوفونية في فرن�سا‪ ،‬وبع�س الدول الأفريقية‪،‬‬ ‫ويرجع هذا الأمر اإلى �سعوبة اللهجتين المغربية والجزائرية‪ ،‬بالن�سبة لأذن المتلقي العربي الذي‬ ‫اعت��اد اللهج��ة الم�سرية التي فر�سته��ا ال�سينما الم�سري��ة على ال�سينما العربي��ة ل�سنوات طوال‪.‬‬ ‫وكح��ل لهذه الم�سكلة التي تع��وق انت�سار الأف��الم المغربية اقترح بع�س النق��اد المغربيين مثل‬ ‫«محمد كروبي» الدخول للمتلقي العربي‪ -‬اأو ًل ‪ -‬عبر الدراما التليفزيونية‪ ،‬مثلما فعلت الدراما‬ ‫اللبناني��ة وال�سورية والخليجية من قبل‪ ،‬مع محاولة تب�سيط اللهج��ة المغربية‪ ،‬وتقريبها من اللغة‬ ‫الأم «العربي��ة» بهدف الو�س��ول اإلى قاعدة اأكبر من الم�ساهدين‪ ،‬مم��ا يمهد في ما بعد لالإقبال‬ ‫على م�ساهدة الفيلم المغربي‪.‬‬ ‫قدمت هذا المو�سم حوال��ى ‪ 14‬فيلم ًا روائي ًا طوي ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫�ل�شينم��ا �لجز�ئرية‪ :‬هي الأخرى ّ‬ ‫بما يتالءم مع تتويج الجزائر هذا العام ك�«عا�سمة للثقافة العربية لعام ‪.»2007‬‬ ‫اأما �أبرز �لظو�هر في �لإنتاج �ل�شينمائي �لجز�ئري لمو�شم ‪ 2007 -2006‬فتتلخ�س في النقاط التالية‪:‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• تنوع��ت مو�سوع��ات الأف��الم الجزائرية ف��ي مو�س��م ‪ 2007-2006‬مابي��ن العودة‬ ‫للمو�س��وع الرئي�س��ي في ال�سينم��ا الجزائرية المتمثل ف��ي الكفاح في �سبيل تحري��ر الوطن من‬ ‫المحت��ل الفرن�سي في اأفالم مثل «�سجائر جلواز» اإخراج مهدي �سرف‪« ،‬ثمن الحرية» اإخراج‬ ‫يو�س��ف بو�سو�سي‪ ،‬اأو المو�سوعات الحديثة مثل ق�سية الإره��اب في اأفالم مثل «ع�سرة ماليين‬ ‫�سانتي��م» اإخراج ب�سير دراي�س‪ ،‬و«موريتوري» اإخراج عكا�سة تويتا‪ ،‬و«بركات» اإخراج جميلة‬ ‫�سح��راوي‪ ،‬اأو مو�س��وع الهجرة غير ال�سرعية في فيلم «ظالل اللي��ل» اإخراج نا�سر بختي‪ ،‬اأو‬ ‫حكاية الجنود المغاربة الذين �ساركوا في تحرير فرن�سا من النازي الم�ستعمر في فيلم «ال�سكان‬ ‫الأ�سلي��ون»‪ ،‬اإخراج ر�سي��د بو�سارب‪ ،‬اأو اإ�سكالية العنف الممار�س �س��د المراأة في فيلم «ن�ساء‬ ‫اأحي��اء» اإخراج �سعيد ول��د خليفة‪ ،‬اأو الحتفاء بق��درات المراأة غير المكت�سف��ة في فيلم «دوار‬ ‫الن�س��اء» اإخراج محمد �سويخ‪ ،‬اأو ق�سي��ة اأبناء ال�سوارع في فيلم «الأجنح��ة المك�سرة» اإخراج‬ ‫محم��د ر�سيد‪ ،‬اأو ت�سريح المجتمع الحالي ور�سد التغيرات التي طالت كل �سيء في فيلم «بالد‬ ‫رقم واحد» اإخراج رابح عامر زايمين�س‪.‬‬ ‫• اختيار اإدارة مهرجان الإ�سكندرية ال�سينمائي للجزائر ك�سيف �سرف الدورة ‪ ،32‬وذلك‬ ‫بمنا�سب��ة اختيار الجزائر «عا�سمة للثقافة العربية لعام ‪ ،»2007‬حيث اأقيمت بهذه المنا�سبة ليلة‬ ‫�سينمائي��ة جزائرية عر�س فيها فيلم «معركة الجزائر»‪ ،‬ال��ذي اأخرجه المخرج الإيطالي ال�سهير‬ ‫جيلوبو نتيكورفو عام ‪ ،1966‬وحاز عنه على جائزة الأ�سد الذهبي في مهرجان البندقية‪ ،‬والفيلم‬ ‫ممنوع من العر�س في فرن�سا منذ اإنتاجه وحتى الآن‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪525‬‬

‫• تكري��م وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي ل�س��م المخرج الإيطالي ال�سهير جيلوبو‬ ‫نتيكورف��و مخرج فيلم «معركة الجزائر»‪ ،‬وت�سليم اأرملته درع التكريم باعتباره واحدا من اأكبر‬ ‫المخرجين الإيطاليين‪ ،‬حيث ُر ّ�سح مرتين لنيل جائزة الأو�سكار‪.‬‬ ‫• ف��وز فيل��م «دوار الن�ساء» اإخراج محم��د �سويخ بجائزة ال�سق��ر الذهبي من مهرجان‬ ‫روتردام ‪ ،2006‬وبجائزة لجن��ة التحكيم الخا�سة من المهرجان الدولي العربي الأول بوهران‬ ‫‪.2007‬‬

‫• تكري��م المهرج��ان الدولي العربي الأول بوه��ران ‪ 2007‬للمخرج الجزائري محمد‬ ‫لخ�س��ر حامينا المخ��رج العربي الوحيد الحائز عل��ى جائزة ال�سعفة الذهبي��ة في مهرجان كان‬ ‫ال�سينمائ��ي عام ‪ 1974‬عن فيلمه «وقائع �سنوات الجمر»‪ ،‬وعر���س فيلمه «ال�سورة الأخيرة»‪،‬‬ ‫وي�سور فيه اآخر اأي��ام الحتالل الفرن�سي للجزائ��ر من خالل نظرة‬ ‫ال��ذي اأخرجه ع��ام ‪،1986‬‬ ‫ّ‬ ‫لمدر�سته الفرن�سية التي ترحل اأخيراً‪.‬‬ ‫مراهق عا�سق‬ ‫ّ‬

‫• احتف��اء المهرجان الدول��ي الأول للفيلم العربي في وهران بالفن��ان الم�سري الراحل‬ ‫اأحم��د زكي في حفل ح�سره �سيوف المهرجان‪ ،‬وت�سلم الفنان الم�سري ح�سين فهمي ورئي�س‬ ‫لجن��ة التحكي��م بالمهرجان درع تكري��م «نمر ال�سا�سة العربي��ة»‪ ،‬الذي عر�س ل��ه اآخر اأفالمه‬ ‫“حليم” للمخرج �سريف عرفة �سمن فعاليات المهرجان‪.‬‬

‫• اإ�ساب��ة ال�س��ارع الجزائري ب�سدمة �سدي��دة ب�سبب قيام المم ّثل��ة الجزائرية الكوميدية‬ ‫«بيون��ة» بالتحول عن الأدوار الفكاهية الملتزمة‪ ،‬التي اعت��ادت تقديمها اإلى دور �سادم لطبيعة‬ ‫المجتم��ع الجزائري المحافظ‪ ،‬وذلك من خالل فيلم «بالوما اللذيذة»‪ ،‬الذي منعت ال�سلطات‬ ‫الجزائري��ة عر�سه بحجة عدم توفر ن�سخته العربية‪ ،‬في الوقت الذي قالت اأو�ساط متابعة للق�سية‬ ‫قدم �سورة �سيئة عن الجزائر‪ ،‬حي��ث تظهر الممثلة بيونة في‬ ‫اإن اأ�سب��اب المن��ع تعود لأن الفيل��م ّ‬ ‫الفيلم بلبا���س يعك�س األوان العلم الجزائري الأبي�س والأحمر والأخ�سر وفي دور غير اأخالقي‪.‬‬ ‫الأمر ّ‬ ‫الالفت اأن الحكومة الجزائرية كانت قد �ساهمت في تمويل الفيلم بمبلغ قدره ‪ 10‬ماليين‬ ‫دينار جزائري‪ ،‬مما اأثار غ�سب اأو�ساط ثقافية واجتماعية عدة‪.‬‬

‫�ل�شينم��ا �لتون�شي��ة‪ :‬اأنتج��ت في عام ‪ 2007‬اأربع��ة اأفالم فقط‪ ،‬لكن ه��ذا العدد القليل‬ ‫مقارنة بالطفرة العددية في اأفالم ال�سينما المغربية والجزائرية‪ ،‬ل يعني غياب تون�س عن ال�ساحة‬

‫الإبـــــداع‬

‫• ف��وز الفيل��م الأول للمخ��رج نا�سر بختي «ظ��الل الليل» بجائزة ال�سق��ر الف�سي في‬ ‫ال��دورة ال�سابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام‪ ،‬فيما انتزع��ت الممثلة مادلين بيغو جائزة‬ ‫اأف�سل مم ّثلة في المهرجان نف�سه‪ ،‬وكذلك فوز الفيلم بجائزة الجمهور وجائزة العمل الأول في‬ ‫مهرجان م�سقط ‪.2008‬‬


‫‪526‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الفنية‪ ،‬كما اأنه ليمكن باأي حال من الأحوال الف�سل بين عامي ‪ 2006‬و ‪ 2007‬اللذين يعتبران‬ ‫مو�سم ًا واحداً‪.‬‬ ‫اأما �أبرز �لظو�هر في �لإنتاج �ل�شينمائي �لتون�شي لمو�شم ‪ 2007 -2006‬فيمكن تلخي�سها في‬ ‫النقاط التالية‪:‬‬ ‫• الح��دث الأبرز بالن�سبة لل�سينما التون�سية هو تكريم مخرجها ال�سينمائي الكبير نوري‬ ‫بوزيد وفوزه بجائزة «ابن ر�سد للفكر الحر» لعام ‪ 2007‬من قبل موؤ�س�سة ابن ر�سد للفكر الحر‬ ‫ف��ي برلين؛ وذلك لإ�سهاماته المتميزة باأعماله ال�سينمائية ف��ي التوعية‪ ،‬واإرهاف الح�سا�سية �سد‬ ‫الظلم‪ ،‬واإغناء الفكر النقدي في المجتمعات العربية‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• ف��ي اط��ار تكريم المخرج التون�سي ن��وري بوزيد رئي�س لجن��ة التحكيم في مهرجان‬ ‫يعبر عن حالة‬ ‫الإ�سكندري��ة ال�سينمائي في دورت��ه ‪ّ 32‬‬ ‫تم عر�س فيلمه الأخير «اآخر فيلم»‪ ،‬الذي ّ‬ ‫ال�سي��اع التي يعي�سها ال�سباب العربي عل��ى الم�ستوي الفكري‪ ،‬وعن حالة الياأ�س على الم�ستوي‬ ‫القت�س��ادي‪ ،‬وقد اأثار الفيلم عن��د عر�سه نقا�سا حول ق�سية الإره��اب والدوافع التي يمكن اأن‬ ‫ت��وؤدي لوجوده في المجتمعات الإ�سالمية‪ .‬كما ُع ِر�س لنوري بوزيد في اإطار تكريمه مجموعة‬ ‫من اأفالمه هي «ريح ال�سد» ‪ ،1986‬الذي يتعر�س لوهم الذكورة في مواجهة المجتمع وتقاليده‬ ‫ع�سي��ة الزواج‪ ،‬وفيل��م «�سفائح الذهب» ‪ ،1987‬ال��ذي يتعر�س للقم��ع ال�سيا�سي‪ ،‬و«عراي�س‬ ‫الطي��ن» ‪ 2002‬ال��ذي يط��رح فيه ق�سية تج��ارة الرقيق في ع�سرن��ا الحالي‪ ،‬وال��ذي �سبق وفاز‬ ‫بالجائ��زة الف�سية في اأيام قرطاج ال�سينمائية ‪ ،2002‬وح�س��ل على الجائزة الأولى في مهرجان‬ ‫خريبك��ة المغرب��ي ال�سينمائي الخا�س بال�سينم��ا الأفريقية‪ ،‬كما حاز جوائ��ز اأخرى في التمثيل‬ ‫�سمن مهرجانات اأخرى‪.‬‬ ‫• اأم��ا من حي��ث المو�سوعات فقد تميز اإنتاج ه��ذا المو�سم بتن��وع مو�سوعاته ما بين‬ ‫الغت�س��اب الجن�سي في فيلم «عر�س الذيب» اإخراج جيالن��ي ال�سعدني‪ ،‬والأ�سباب التى تدفع‬ ‫�سبان��ا و�سابات فى مقتبل العمر لركوب قوارب الموت بغية الو�سول للحلم الأوروبي المن�سود‬ ‫والهج��رة غير ال�سرعي��ة لأوروبا في فيلم «اللمب��ارة» اإخراج علي العبي��دي‪ ،‬والتطرف الديني‬ ‫والإرهاب في فيل��م «اآخر فيلم» اإخراج نوري بوزيد‪ ،‬ومعاناة المهاجرين العرب في فرن�سا في‬ ‫فيل��م «اأ�سرار الك�سك�س» اإخراج عبد اللطيف ك�سي�س‪ ،‬والأ�ساليب غير الإن�سانية في التعامل مع‬ ‫المري�س النف�سي في فيلم «جنون» المعد عن م�سرحية بال�سم نف�سه اإخراج فا�سل العجايبي‪.‬‬ ‫�سارك��ت تون�س ف��ي مهرجان الإ�سكندري��ة ال�سينمائي في دورت��ه ‪ 32‬بثالثة اأفالم هي‪:‬‬ ‫«بي��ن الوديان»‪ ،‬وهو اأول فيلم طويل لمخرجه خالد البر�ساوي‪ ،‬وفيلم «جنون» اإخراج فا�سل‬ ‫العجايبي‪ ،‬و فيلم «عر�س الذيب» اإخراج جيالني ال�سعدني‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪527‬‬

‫• ف��وز فيلم «اآخر فيلم» �سيناريو واإخراج ن��وري بو زيدبالتانيت الذهبي لأح�سن �سريط‬ ‫طويل في اأيام قرطاج ال�سينمائية ل�سنة ‪ ،2006‬وبجائزتي اأف�سل ممثل للطفي العبدلي‪ ،‬وبجائزة‬ ‫اأف�س��ل دور ن�سائي ثان��وي لفاطمة �سعيدان‪ ،‬وفوزه بجائزة اأف�سل مونت��اج في مهرجان ال�سينما‬ ‫والتلف��زة الإفريقي بواغادوغو عا�سمة بوركين��ا فا�سو في دورته الع�سرين‪ ،‬وفوزه بجائزة اأح�سن‬ ‫فيل��م «الهقار الذهبي» في المهرج��ان الدولي العربي الأول بوه��ران ‪ ،2007‬وبجائزة «المهر‬ ‫الف�س��ي» في مهرجان دبي ‪ ،2007‬وعر�سه في افتتاح مهرجان الفيلم العربي بروتردام‪ ،‬وفوزه‬ ‫بالجائزة الكبرى للنقاد وال�سحفيين‪ ،‬وبجائزة اأح�سن مم ّثل للمم ّثل لطفي العبدلي في مهرجان‬ ‫م�سقط ‪.2008‬‬

‫• ف��وز فيل��م «عر�س الذيب» اإخ��راج الجيالني ال�سعدني بجائزة اأح�س��ن مم ّثلة للمم ّثلة‬ ‫اأني�سة داود في مهرجان م�سقط ‪ ،2008‬وعر�سه في مهرجان روتردام‪.‬‬

‫تم اإنتاجه بتعاون‬ ‫• ف��وز فيلم «اأ�س��رار الك�سك�س» اإخراج عبد اللطيف ك�سي�س‪ ،‬ال��ذي ّ‬ ‫فرن�س��ي تون�سي‪ ،‬بجائ��زة ال�سيزار (الأو�سكار الفرن�سية) كاأح�سن فيل��م فرن�سي‪ ،‬وبجائزة المهر‬ ‫البرونزي في مهرجان دبي ‪.2007‬‬ ‫• ف��وز فيل��م «بابا عزيز» لنا�سر خمي��ر بالجائزة الخا�سة بالفيل��م العربي في المهرجان‬ ‫الدولي العربي الأول بوهران ‪.2007‬‬ ‫• اختي��ار المخرجة التون�سية مفيدة التالتلي لع�سوية لجن��ة التحكيم في م�سابقة الأفالم‬ ‫العربية بمهرجان القاهرة ال�سينمائي الدولي الدورة ‪ 31‬عام ‪.2007‬‬

‫• فوز فيل��م «الحبة والبغل» ‪ 2007‬اإخراج عبد اللطيف ك�سي�س بجائزة �سيزار كاأح�سن‬ ‫فيل��م فرن�سي وجائزة اأح�س��ن مخرج‪ ،‬وجائزة اأح�سن �سيناري��و‪ ،‬وح�سلت حفيظة حرزي على‬ ‫جائ��زة اأف�سل مم ّثل��ة نا�سئة عن دورها ف��ي الفيلم نف�سه‪ ،‬كم��ا فاز الفيلم بجائ��زة لوي�س ديلوك‬ ‫‪ ،2007‬وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان فيني�سيا الأخير‪.‬‬

‫�ل�شينم��ا �للبناني��ة‪� :‬سهدت اأي�س ًا طف��رة حقيقية ن�سبية في عدد الأف��الم المنتجة‪ ،‬والتي‬

‫الإبـــــداع‬

‫• تم اختيار تون�س هذا العام لتكون �سيف �سرف الدورة ‪ 18‬من مهرجان «فاميك لل�سينما‬ ‫العربي��ة»‪ ،‬الذي اأ�سبح المهرجان الوحي��د المخ�س�س كليا لل�سينما العربية ف��ي فرن�سا‪ .‬وتم عر�س‬ ‫مجموع��ة من الأفالم التون�سية‪ ،‬منها فيلما المخرج عبد اللطي��ف ك�سي�س «غلطة فولتير» و «الحبة‬ ‫والبغ��ل»‪ ،‬وفيل��م «اآخ��ر فيلم» للمخرج ن��وري بو زيد ال��ذي كان �سيف �س��رف المهرجان‪ ،‬كما‬ ‫عر���س المهرجان فيلم «التلفزة جاية» لمن�س��ف ذويب‪ ،‬وفيلم «خ�سخا�س» ل�سلمى بكار‪ ،‬وفيلمي‬ ‫«الهائم��ون»‪ ،‬و»بابا عزيز» للنا�س��ر خمير‪ ،‬وفيلم «�سمت الق�سور» لمفي��دة التالتلي‪ ،‬وفيلم عزة‬ ‫جنيني «تران�س»‪.‬‬


‫‪528‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫و�سل��ت اإل��ى ثمانية اأف��الم‪ ،‬بالإ�ساف��ة اإلى النج��اح الجماهي��ري والنقدي ال��ذي حققته تلك‬ ‫الأفالم‪.‬‬

‫اأم��ا �أبرز �لظو�هر في �لإنتاج �ل�شينمائي �للبناني لمو�شم ‪ 2007 -2006‬فيمكن تلخي�سها في‬ ‫النقاط التالية‪:‬‬

‫• ع��ودة مهرجان الفيلم اللبنان��ي ال�ساد�س با�سمه الجديد «نما ف��ي بيروت» هذا العام‪،‬‬ ‫بعدم��ا تعذرت اإقامته العام الما�سي ب�سبب حرب يولي��و التي �سنتها اإ�سرائيل على لبنان‪ ،‬و�سارك‬ ‫في��ه ‪ 70‬فيلما ما بين ق�سير ومتو�سط الط��ول وتجريبي ودعائي‪ ،‬وهي ّ‬ ‫ت�سكل الأعمال المختارة‬ ‫من ح�سيلة اإنتاج العامين الما�سيين‪.‬‬ ‫• النج��اح الجماهيري والنقدي الذي حققته اأف��الم «�سكر بنات» اإخراج نادين لبكي‪،‬‬ ‫و«تحت الق�سف» اإخراج فيليب عرقتنجي‪ ،‬و«خ َّل�س» اإخراج برهان علوية‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• تنوع��ت وتعددت مو�سوعات الأفالم اللبنانية في عام ‪ 2007‬ما بين المو�سوع الرئي�سي‬ ‫المعتاد في ال�سينما اللبنانية‪ ،‬والذي يتناول الدمار الذي خ ّلفته الحرب الأهلية‪ ،‬اإ�سافة اإلى مو�سوع‬ ‫الحب الم�ستحيل بين اثنين من ديانتين مختلفتين اأثناء الحرب في لبنان عام ‪ ،2006‬وذلك في فيلم‬ ‫والح�سا�سة مثل‬ ‫«تح��ت الق�سف» اإخراج فيليب عرقتنج��ي‪ ،‬وبين مجموعة من الق�سايا الجريئ��ة‬ ‫ّ‬ ‫المثلية الجن�سية عند الرج��ال والتحر�س بال�سباب والن�ساء وتاأثير ذلك على م�ستقبلهم‪ ،‬و�سو ًل اإلى‬ ‫غ�سان ا�سطفان جميعا في‬ ‫اأطفال الأنابيب بين حكم القانون وحكم الدين‪ ،‬والتي تناولها المخرج ّ‬ ‫ال م�ستق ً‬ ‫ال منها ي�ستحق عم ً‬ ‫فيلم��ه «الم�سهد الأخي��ر»‪ ،‬رغم اأن ك ًّ‬ ‫تم تناول بع�س الق�سايا‬ ‫ال‪ .‬كذلك ّ‬ ‫المتعلقة بو�سع المراأة ال�سرقية في المجتمع العربي في فيلم نادين لبكي «�سكر بنات»‪ ،‬وبالتغييرات‬ ‫الأخالقية والقيمية التي طراأت على المجتمع اللبناني في زمن ما بعد الحرب في فيلم برهان علوية‬ ‫«خ َّل���س»‪ ،‬وبالعالقة بين ال�سرق والغرب في فيل��م دانيال عربيد «رجل تائه»‪ ،‬وبالتناق�س الوا�سح‬ ‫بين مجتم َعي الفقراء والأغنياء في لبنان في فيلم كارولين ميالن «ليلة عيد»‪.‬‬

‫• ف��وز الفيل��م اللبنانى «�سك��ر بنات» اإخراج نادي��ن لبكي ب�سهادة تقدي��ر من مهرجان‬ ‫القاه��رة ال�سينمائ��ي الدولي عام ‪ ،2007‬وفوز بطالته بجائزة اأف�س��ل تمثيل ن�سائي في مهرجان‬ ‫دم�سق ال�سينمائي الدولي ‪.2007‬‬ ‫• عر���س فيلم «�سكر بن��ات» لنادين لبكي في مهرج��ان كان‪ ،‬وعر�سه بنجاح في دور‬ ‫العر�س التجارية في معظم اأنحاء العالم العربي واأوروبا واأمريكا‪.‬‬

‫المرة الثانية التي‬ ‫• عر���س فيلم «رجل تائه» لدانيال عربيد في مهرج��ان كان‪ ،‬التي ت ّ‬ ‫ُعد ّ‬ ‫وتعر�س الفيلم لنقد عربي �سديد اللهجة نظرا لجراأته‬ ‫ت�سارك فيها دانيال في اإطار مهرجان كان‪ّ ،‬‬ ‫الجن�سية البالغة‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪529‬‬

‫• ف��وز الفيلم اللبنان��ي «تحت الق�سف» اإخ�����راج فيلي���ب عرقتنج����ي بجائزة المهر‬ ‫الذهبي‪ ،‬وفوز بطلته ندا اأبو فرحات بجائزة اأح�سن ممثلة في مهرجان دبي ال�سينمائي ‪.2007‬‬ ‫• ف��وز الفيل��م اللبناني «خ َّل�س» اإخراج برهان علوية بجائزت��ي اأح�سن �سيناريو واأح�سن‬ ‫مونتاج من مهرجان دبي ال�سينمائي ‪.2007‬‬ ‫• قام المخرج اإيلي ف‪ .‬حبي��ب في تجربة غير م�سبوق���ة بتقدي��م الحلقة ‪ 31‬والأخيرة‬ ‫من م�سل�سل���ه التليفزيوني الناجح «غنوجة بيا»‪ ،‬الذي عر�س في العام الما�سي‪ ،‬في فيلم �سينمائي‬ ‫تم عر�سه في دور العر�س ال�سينمائية‪.‬‬ ‫ّ‬

‫• عر�س فيلمي "‪ "Bosta‬اإخراج فيليب عرقتنجي‪ ،‬و«�سكر بنات» اإخراج نادين لبكي‬ ‫تجاريا بدور العر�س الم�سرية‪.‬‬

‫• ف��وز فيلم «فالفل» بجائزة الخنج��ر البرونزي من لجنة التحكيم ف��ي م�سابقة الأفالم‬ ‫العربية في مهرجان م�سقط ‪.2008‬‬ ‫• اختي���ار المخ��رج اللبناني اأ�س���د فولد ك�ار لع�سوي��ة لجن��ة التحكيم في المهرجان‬ ‫الدولي العربي الأول بوهران‪.‬‬

‫‪www.acdir.net, www.ArabCinemaDirectory.com‬‬

‫�ل�شينم��ا �ل�شورية‪ :‬لم تاأت بالكثير في عام ‪ ،2007‬اإذ لم ت�سهد الحركة ال�سينمائية في‬ ‫�سورية حدث ًا طارئ ًا اأو ا�ستثنائي ًا‪ ،‬با�ستثناء اإقامة الموؤ�س�سة العامة لل�سينما ال�سورية لعدة تظاهرات‬ ‫�سينمائي��ة‪ُ ،‬ع ِر���س فيها اأكثر م��ن مئة فيلم �سينمائي م��ن الأفالم حديثة الإنت��اج‪ ،‬مثل تظاهرة‬ ‫«العيد العالمي لل�سينما»‪ ،‬و«على ب�ساط ال�سينما‪ :‬اأطياف الخيال وال�سجن»‪ ،‬و«اأ�سبوع الفيلم‬ ‫الأوروبي»‪ ،‬و«مخرجو القارات الخم�س»‪ ،‬ولم تكد تنتهي ال�سنة حتى بداأت تظاهرة «�سا�سة‬ ‫مميزة من ال�سينما العالمية‪.‬‬ ‫بي�ساء‪ ،‬واأفالم كاأنها الأحالم» التي عر�ست مختارات ّ‬

‫الإبـــــداع‬

‫• الب��دء في م�سروع تروي��ج ال�سينما العربية في ثمانية بلدان عربي��ة اأع�ساء في منطقة‬ ‫«مي��دا»‪ :‬الجزائر وم�سر ولبنان والأردن والمغ��رب و�سوريا والأرا�سي الفل�سطينية وتون�س‪،‬‬ ‫بتع��اون قائ��م بين الجمعية الثقافي��ة اللبنانية «بي��روت دي �سي»‪ ،‬وثالثة �س��ركاء اآخرين هم‪:‬‬ ‫ويت�سمن هذا‬ ‫«اأوروب��ا �سينما» (فرن�سا) و«اأنكرا �سينما» (تركي��ا) و«اأوروبا نات» (اإيطاليا)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫خا�سة بال�سينما العربية‪ ،‬والق�سم‬ ‫الم�سروع خم�سة اأق�سام‪ :‬الق�سم الأول يخت�س بتنظيم اأ�سابيع ّ‬ ‫الثاني يخت�س بدعم م�ساركة الأفالم العربية الطويلة في «ال�سوق ال�سينمائية» التابعة لمهرجاني‬ ‫«كان» و«برلي��ن»‪ ،‬والق�سم الثالث يخت�س بدعم ت�سويق ون�سر الأفالم العربية بن�سخ «دي ڤي‬ ‫دي»‪ ،‬والق�سم الرابع يخت�س بت�سوير "مايكينغ اأوف" لأفالم عربية‪ ،‬والق�سم الخام�س يخت�س‬ ‫خا�س بال�سينما العربية‪:‬‬ ‫باإ�سدار موقع اإلكتروني‬ ‫ّ‬


‫‪530‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫كذل��ك ت��م اإنتاج �ستة اأف��الم �سورية ه��ذا العام هي «خ��ارج التغطية» و«اأي��ام ال�سجر»‬ ‫و«الهوية» و«دم�سق يا ب�سمة الحزن» و«ح�سيبة» و«�سبع دقائق الى منت�سف الليل»‪.‬‬

‫اأما �أبرز �لظو�هر في �لإنتاج �ل�شينمائي �ل�شوري لمو�شم ‪ 2007 -2006‬فيمكن تلخي�سها في‬ ‫النقاط التالية‪:‬‬

‫• تنوعت وتعددت مو�سوعات الأفالم ال�سورية في عام ‪ 2007‬ما بين مو�سوع تحديد‬ ‫الهوي��ة العربية ال�سورية لأبناء الج��ولن المحتل في فيلم «الهوية» للمخرج غ�سان �سميط‪ ،‬وبين‬ ‫م��ا عاناه الوطن في ح��رب الجولن في فيلم «اأيام ال�سجر» اإخ��راج عبد اللطيف عبد الحميد‪،‬‬ ‫فيلمي «ح�سيبة» اإخراج ريمون بطر�س‪،‬‬ ‫وبين ق�سايا المراأة العربية وحقها في العمل والحياة في َ‬ ‫و«دم�س��ق يا ب�سمة الحزن» اإخراج ماه��ر كدو‪ ،‬وبين الحب الذي ينتهي بماأ�ساة مر�س الحبيب‬ ‫ف��ي فيلم «�سب��ع دقائق اإلى منت�س��ف الليل» اإخراج ولي��د حريب‪ ،‬وبين ال�س��راع ما بين الحب‬ ‫وال�سداقة في فيلم «خارج التغطية» اإخراج عبد اللطيف عبد الحميد‪.‬‬

‫• دعم��ت الموؤ�س�سة العامة لل�سينما ال�سورية تظاهرة «ال��وردة لل�سينما الم�ستقلة»‪ ،‬التي‬ ‫اأقامته��ا مجل��ة «الوردة»‪ ،‬وبجهود الناق��د ال�سينمائي ب�سار اإبراهيم‪ ،‬والت��ي �سعت اإلى التعريف‬ ‫ببع���س التج��ارب ال�سينمائي��ة ال�سابة من �سورية ومختل��ف البالد العربية‪ ،‬والت��ي تندرج تحت‬ ‫م�سمى «ال�سينما الم�ستقلة»‪.‬‬

‫قدم��ت الموؤ�س�سة العامة لل�سينم��ا ال�سورية معدات للمخرج ال�س��وري الكبير محمد‬ ‫• ّ‬ ‫�سور فيلمه «المهد» في بادية تدمر ال�سورية بتمويل من �سركة الريف الإماراتية‪.‬‬ ‫مل�س‪ ،‬الذي ّ‬

‫الإبـــــداع‬

‫• اختي��ار المم ّثل ال�سوري الكبير ب�س��ام كو�سا‪ ،‬والناقد ال�سينمائي ال�سوري ق�سي �سالح‬ ‫الدروي�س لع�سوية لجنة التحكيم في المهرجان الدولي العربي الأول بوهران‪.‬‬

‫• اختي��ار الممث��ل ال�سوري جمال �سليم��ان لع�سوية لجنة التحكيم ف��ي م�سابقة الأفالم‬ ‫العربية في الدورة ‪ 31‬من مهرجان القاهرة ال�سينمائي الدولي لعام ‪.2007‬‬ ‫ت��م تكريم ع��دد من الف ّناني��ن ال�سوريين والع��رب العاملين في الحق��ل ال�سينمائي في‬ ‫• ّ‬ ‫مهرج��ان دم�سق ال�سينمائي الدولي لعام ‪ ،2007‬وهم مدير الت�سوير ح�سن عز الدين‪ ،‬والمونتير‬ ‫عن��ان �سلوم‪ ،‬والناقد بن��در عبد الحميد‪ ،‬وال�سيناري�ست محمود عب��د الواحد‪ ،‬والمنتج الراحل‬ ‫تح�سين قوادري‪ ،‬والمم ّثل الراحل محمد الحريري‪ ،‬والمخرج الراحل وديع يو�سف‪ ،‬والممثل‬ ‫محم��ود جبر‪ ،‬والممثلة �سب��اح الجزائري‪ ،‬والمخرج نبيل المال��ح‪ ،‬والمخرج العراقي محمد‬ ‫�سكري جميل‪ ،‬والممثل الم�سري محمود عبد العزيز‪.‬‬ ‫• ف��وز الفيل��م ال�سوري «خ��ارج التغطية» اإخراج عب��د اللطيف عبد الحمي��د بالجائزة‬ ‫البرونزية من مهرجان دم�سق ال�سينمائي الدولي ‪.2007‬‬


‫‪531‬‬

‫الإبــداع‬

‫• ف��وز الفيل��م ال�سوري «الهوية» اإخ��راج غ�سان �سميط بالجائ��زة الكبرى في مهرجان‬ ‫تطوان الدولي ل�سينما البحر المتو�سط ‪.2008‬‬ ‫• ف��وز الف ّنانة ال�سوري��ة �سالفة معمار بجائزة اأف�سل مم ّثلة عن م�ساركتها في فيلم «تحت‬ ‫ال�سقف» للمخرج ن�سال الدب�س في المهرجان الدولي العربي الأول بوهران ‪.2007‬‬ ‫• فوز فيلم «تحت ال�سقف» لن�سال الدب���س بجائ��زة الخنج��ر البرون��زي من مهرجان‬ ‫م�سقط في ُعمان‪.‬‬ ‫• فوز فار�س الحلو بالجائزة الذهبية لأف�سل مم ّثل في مهرجان فالن�سيا ال�سينمائي الدولي‬ ‫عن دوره في فيلم «عالقات عامة» اإخراج �سمير ذكرى‪.‬‬ ‫• فوز فيلم «عالق��ات عامة» ل�سمير ذكرى بجائزة لجنة التحكيم الخا�سة من مهرجان‬ ‫بيونغيانغ‪.‬‬ ‫• اأنتجت الموؤ�س�سة العام��ة لل�سينما ال�سورية بالتعاون مع �سركة «تايغر برودك�سن» اأول فيلم‬ ‫ر�س��وم متحركة ف��ي تاريخ الموؤ�س�سة‪ ،‬وهو فيل��م «خيط الحياة» اإخ��راج رزام حجازي‪ ،‬والذي فاز‬ ‫بالجائزة الذهبية وجائزة لجنة التحكيم الدولية لالأطفال في مهرجان القاهرة الدولي ل�سينما الطفل‪.‬‬

‫قدمت اأخيرا ثاني اأفالمها الروائية عل��ى الإطالق بعد فيلم «حكاية‬ ‫�ل�شينم��ا �لأردني��ة‪ّ :‬‬ ‫�سرقي��ة» الذي اأخرجه نجدت اأن��زور في عام ‪ .1971‬الفيلم الجديد بعن��وان «كابتن اأبو رائد»‬ ‫وقام باإخراجه اأمين مطالقة في اأول تجاربه الروائية الطويلة‪ ،‬وقام ببطولته النجم الأردني الكبير‬ ‫ندي��م �سوالحة المقيم حاليا في لندن‪ ،‬وقد ُع َر�س الفيلم لأول مرة �سمن فعاليات مهرجان دبي‬ ‫ال�سينمائي الدولي ‪.2007‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫(�شكل بياني ‪ )11‬عدد �لأفالم �لعربية �لمنتجة عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع �لفيلمي‬


‫‪532‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫م��ن خالل هذه النظ��رة العامة لواقع ال�سينم��ا العربية خالل ع��ام ‪ 2007‬تت�سح لنا حالة‬ ‫التخبط الكبيرة التي تعي�سها هذه ال�سينما‪ ،‬فلي�س هناك اأي خط جامع لهذه ال�سينمات المختلفة‪،‬‬ ‫التي تنطلق كل واحدة منها على هواها �سواء في الأ�سلوب ال�سينمائي اأو الفكري ب�سكل عام‪.‬‬

‫كما يالح����ظ �سيط��رة التليفزي��ون في كثير من البلدان العربي��ة با�ستثناء م�س��ر‪ ،‬حي��ث‬ ‫لزال��ت ال�سينما متما�سكة تماما في مواجهة الإنتاج التليفزيوني‪ ،‬وكذلك المغرب التي تحاول‬ ‫دعم �سينماها اأكثر بكثير من دعم تليفزيونها‪.‬‬

‫ولك��ن اأغل��ب الفنانين ف��ي البالد العربي��ة الأخرى ب��داأوا يتجهون للتليفزي��ون كو�سيلة‬ ‫اأخرى تجمعهم بجمهورهم‪ ،‬محاولين اإ�سف��اء طابع �سينمائي على اأعمالهم التليفزيونية‪ ،‬وهذا‬ ‫اأم��ر مح�سو�س اأي�سا بالن�سبة للمخرجين الم�سريين الكب��ار الذين تنا�ستهم ال�سينما الجديدة‪ ،‬فلم‬ ‫يجدوا مجال اآخر يعبرون فيه عن نظرتهم ال�سينمائية �سوى العر�س التليفزيوني‪ ،‬وهو اأمر ا�ستفاد‬ ‫منه التليفزيون بقدر ماخ�سرت منه ال�سينما‪.‬‬ ‫ولك��ن الأمر الذي ل يمكن تجاهله هو حالة المخا�س الت��ي يعي�سها الإنتاج ال�سينمائي‬ ‫الم�سري‪ ،‬الذي هو اأكبر اإنتاج عربي‪.‬‬

‫وهاه��ي اأوراق ال�سنين ال�سابقة التي ازدهرت خ��الل ال�سنوات ‪ 2006-2000‬تت�ساقط‬ ‫وي�سوبها ال�سفرار‪ .‬وهاهو الجمه��ور ين�سرف ب�سكل وا�سح عن الكوميديانات الجدد الذين‬ ‫اأعلى من �ساأنهم كثيراً في مرحلة �سابقة‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫كما ب��د أا الجمهور الذي �ساأم الأفالم الكوميدية الهابطة والبتذال الفني وادعاء الف�سيلة‬ ‫والدف��اع ع��ن �سينما نظيفة لإخفاء عجز �سانعيها عن تقديم �سينم��ا حقيقية‪ ،‬بد أا ذلك الجمهور‬ ‫يتج��ه ببطء نح��و نوع اآخر من ال�سينما تم ّث��ل في نجاح فيلم اأحمد حلم��ي الأخير «اآ�سف على‬ ‫الإزع��اج» في عام ‪ ،2008‬الذي جمع بين فكرة مبتكرة و�س��راع اإن�ساني موؤثر‪ ،‬وكذلك فيلم‬ ‫«ح�س��ن ومرق�س» الذي يعالج حالة ال�س��راع القائمة بين الم�سلمين والأقب��اط في م�سر اليوم‪،‬‬ ‫كما تم ّثلت في تراجع و�سقوط اأفالم نجوم الكوميديا الكبار مما يب�سر بانقالب جذري في هذه‬ ‫ال�سينم��ا الأم‪ ،‬ومحاولة ا�ستعادة مكانتها وكبريائها القديمة‪ ،‬كما تراجعت في عام ‪ 2008‬اأفالم‬ ‫قدمت في عام ‪ ،2007‬والت��ي كان اأغلبها اإن لم تكن كله��ا تقليدا �ساذجا لأفالم‬ ‫الحرك��ة الت��ي ّ‬ ‫اأمريكي��ة معروفة‪ ،‬كم��ا بداأت الأنظار تتجه نحو نوعية اأخرى م��ن المخرجين ال�سبان القادرين‬ ‫على تقديم �سينما حقيقية بم�ساعر معا�سرة ل تخلو من الجراأة والقتحام‪.‬‬ ‫كم��ا تحاول ال�سينما ال�سوري��ة التعوي�س عن �سمتها في ال�سن��وات ال�سابقة بتقديم عدد‬ ‫جديد من الأفالم يعود بها اإلى �سنواتها الذهبية‪ ،‬مع اإف�ساح المجال لمواهب جديدة في الإخراج‬ ‫والتمثيل لتقديم نف�سها بقوة‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪533‬‬

‫ال�سينما المغربية تتاب��ع �سعودها الحقيقي بكثرة اإنتاجها وتنوعه وح�سورها الالفت في‬ ‫المهرجان��ات العربية والأوروبية‪ ،‬مم��ا �سيوؤكد مكانتها في ال�سن��وات القادمة كرديف حقيقي‬ ‫وموؤثر لل�سينما الم�سرية‪.‬‬ ‫قررت اأن ت�سير على خطين متوازيين هما ّ‬ ‫خطا ال�سيا�سة والجن�س‬ ‫اأما ال�سينما اللبنانية فاإنها ّ‬ ‫قدمتها في عام ‪.2007‬‬ ‫بعد نجاح اأفالمها الأخيرة التي ّ‬

‫مميزة اأ�ساعها ال�سمت الطويل في الإنتاج‪،‬‬ ‫كم��ا تحاول تون�س ا�ستعادة مكانة �سينمائية ّ‬ ‫وال�ستفادة من الن�سر الكبير الذي حقّقه فيلم نوري بوزيد الأخير في المحافل العربية والدولية‪،‬‬ ‫مما اأعاد �سهية المنتجين الفرن�سيين اإلى اقتحام الملعب مرة اأخرى‪.‬‬ ‫وتبق��ى ال�سينما الجزائرية تنظر بعي��ن فاح�سة اإلى تاريخها ال�سيا�س��ي وحا�سرها المليء‬ ‫بالأح��داث تارك��ة لمخرجيها الكبار‪ ،‬الذي��ن لم تخذلهم يوم ًا حق التعبير ع��ن اأنف�سهم وق�سايا‬ ‫بالدهم‪.‬‬

‫�سينما ‪.. 2007‬كانت تمثل بداية ونهاية معا‪..‬نهاية �سنوات من التردد والإحباط ابتداأت‬ ‫�سم�سه��ا بالغ��روب‪ ،‬وبداية لآمال كبيرة وفجر جديد ينتظر فناني��ن قادرين على اأن يخرجوا من‬ ‫الخا���س اإلى الع��ام‪ ،‬واأن يمالأوا �سماء ال�سينما نجوما �سغيرة م�سع��ة‪ ،‬تك�سر ق�سوة الظالم الذي‬ ‫اأحاط ب�سينمانا العربية منذ �سنوات طوال‪.‬‬

‫قد يكون عام ‪ 2007‬بالن�سبة لل�سينما العربية عام التردد ولكنه دون �سك‪� ..‬سيكون اأي�سا‬ ‫عام القرار‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫واإذا اأردنا اأن ن�ستعمل عبارات ال�سينما التقليدية فلنقل اإذن اإن عام ‪ 2007‬لل�سينما العربية‬ ‫ويمهد لعر�س‬ ‫كان ماي�سب��ه الفا�س��ل (الأنتراكت)‪ ،‬الذي يتبع عر�س الأفالم الدعائي��ة الفارغة‪ّ ،‬‬ ‫الفيلم الطويل المنتظر‪.‬‬



‫‪535‬‬

‫الإبــداع‬

‫المحور الثالث‬

‫الدراما التليفزيونية العربية في عام ‪2007‬‬ ‫ف��ي ظ��ل الأزمة القا�سية الت��ي عا�ستها ال�سينم��ا العربية خالل ال�سن��وات الأخيرة‪ ،‬تارك ًة‬ ‫المج��ال فيها وا�سع ًا رحب ًا للدراما التليفزيوني��ة‪ ،‬ا�ستطاعت هذه الأخيرة اقتنا�س الفر�سة بذكاء‪،‬‬ ‫ففتح��ت اأبوابها على م�سراعيها لنجوم ال�سينم��ا ومخرجيها وم�سوريها‪ ،‬كي ي�ستبدلوا ميدانهم‬ ‫الأثير بميدانها الزاخر بحوافز مادية وجماهيرية وا�سعة ت�سنع منه فخ ًا ذهبي ًا ليمكن تجنبه‪.‬‬

‫وق��د ظهر ذلك جليا في الدراما التليفزيونية الم�سرية في عام ‪ ،2007‬بحيث كانت اأهم‬ ‫اأعمالها واأكثرها جماهيرية تعود اإلى نجوم ال�سينما الكبار الذين هجروا �سا�ستهم الف�سية الوا�سعة‪،‬‬ ‫وا�ستبدلوها بال�سا�سة البيتية المتوا�سعة‪ .‬ولعل هذه الظاهرة تنطبق على الدراما التليفزيونية العربية‬ ‫ب�س��كل عام‪ ،‬واإن كانت اأكثر و�سوحا بالن�سبة للدرام��ا الم�سرية نظرا لجماهيرية نجوم ال�سينما‬ ‫العربية‪ ،‬وات�ساع رقعة تاأثيرهم‪.‬‬

‫• الح�سور المكث��ف والم�ساركة الفعالة من قبل المبدعات العربيات في مجال الدراما‬ ‫التليفزيوني��ة‪ .‬فمن بي��ن المخرجات‪ ،‬برزت �سيري��ن عادل مخرجة م�سل�س��ل "�سلطان الغرام"‪،‬‬ ‫واإينا���س بكر مخرجة م�سل�سل "حنان وحنين"‪ ،‬ورباب ح�سين مخرجة م�سل�سل "حق م�سروع"‬ ‫م��ن م�سر‪ ،‬والمخرجة ال�سورية ر�سا ه�سام �سربتجي مخرجة الم�سل�سل الم�سري "اأولد الليل"‪،‬‬ ‫والم�سل�سل ال�سوري "رجل الأحالم"‪ ،‬والمخرجة ال�سورية اإينا�س حقي مخرجة م�سل�سل "زمن‬ ‫الخوف"‪ ،‬والمخرجة اللبنانية كارولين ميالن مخرجة م�سل�سل "حماتي وعقالتي"‪ ،‬والمخرجة‬ ‫المغربي��ة فاطمة علي بوبكدي مخرج��ة م�سل�سل "رمانة وبرطال"‪ .‬وعل��ى م�ستوى الكاتبات‪،‬‬ ‫ب��رزت لمي�س جابر موؤ ّلفة م�سل�سل "الملك فاروق"‪ ،‬الذي فاز بجائزة اأح�سن �سيناريو‪ ،‬و�سماح‬ ‫الحريري موؤلّفة م�سل�سل "اأولد عزام"‪ ،‬وماجدة خيراهلل موؤلّفة م�سل�سل "�ساعة ع�ساري"‪ ،‬ومنى‬ ‫ثاب��ت موؤلّفة م�سل�سل "حم��د اهلل على ال�سالمة" م��ن م�سر‪ ،‬وريم حنا موؤ ّلف��ة م�سل�سل "ر�سائل‬

‫الإبـــــداع‬

‫وق��د �سهد التليفزيون عدة نقاط اإيجابية لبد من التنويه عنها‪ ،‬وعدة مفاجاآت قد تتحول‬ ‫لتكون نقطة تحول حقيقي في م�سار الفن التليفزيوني الدرامي مثل‪:‬‬


‫‪536‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الإبـــــداع‬

‫الحب والحرب"‪ ،‬واأمل حنا موؤلّفة م�سل�سل "على حافة الهاوية"‪ ،‬و�سلمى اللحام موؤلّفة م�سل�سل‬ ‫"ج��رن ال�ساوي�س"‪ ،‬وابت�سام اأديب موؤلّفة م�سل�سل "ا�ساأل روحك"‪ ،‬ولبنى حداد موؤلّفة م�سل�سل‬ ‫"�سي��رة الحب"من �سوريا‪ ،‬وكلوديا مار�سليان موؤ ّلفة م�سل�س��ل "الليلة الأخيرة" من لبنان‪ ،‬وفجر‬ ‫ال�سعي��د موؤلّف��ة م�سل�سلي "بيت من ورق"‪ ،‬و"ع��زف الدموع"‪ ،‬وحياة الفه��د موؤ ّلفة م�سل�سلي‬ ‫"الخ��راز"‪ ،‬و"الأخ �سالح��ة"‪ ،‬و�سريدة المعو�سرج��ي موؤلّفة م�سل�س��ل "اأوه يامال"‪ ،‬ود‪.‬فوزية‬ ‫الدري��ع موؤ ّلفة م�سل�سل "حراير"‪ ،‬وزينب الع�سكري موؤلّفة م�سل�سل "لحظة �سعف"‪ ،‬وعواطف‬ ‫الب��در موؤ ّلفة م�سل�سل "هم�س الحراير"‪ ،‬وندا العريقي موؤ ّلفة م�سل�سل "جمانة"‪ ،‬وفاطمة ال�سولة‬ ‫موؤ ّلفة م�سل�سل "رجال يبيعون الوهم" من الكويت‪ ،‬ووداد الكواري التي فازت بجائزة الإبداع‬ ‫الف�سية لأح�سن �سيناريو في مهرجان الإعالم العربي‪ ،‬وبجائزة اأح�سن كاتبة خليجية في ا�ستبيان‬ ‫الجمهور عن م�سل�سل "نعم ول"‪ ،‬الذي فاز بجائزة اأح�سن م�سل�سل خليجي في ال�ستبيان نف�سه‪،‬‬ ‫وموؤ ّلف��ة م�سل�سل "اأيامنا" من قطر‪ ،‬ومع�سومة المطاوعة موؤ ّلفة م�سل�سل "الفجر الم�ستحيل" من‬ ‫البحري��ن‪ ،‬ود‪.‬ليلى الهاللي موؤلّفة م�سل�سل "�سياح��ة �سياحة" من ال�سعودية‪ ،‬و�سمية عبد العزيز‬ ‫موؤلّفة م�سل�سل "عبد ال��روؤوف والتقاعد" من المغرب‪ ،‬ورفيقة بوجدي موؤ ّلفة م�سل�سل "الليالي‬ ‫البي�س" من تون�س‪.‬‬ ‫• تناف�س ‪ 73‬م�سل�س ً‬ ‫ال عربي ًا من ‪ 14‬دولة عربية على جوائز مهرجان الإعالم العربي‪ ،‬وفوز‬ ‫الدراما الم�سرية وال�سورية بمعظم الجوائز‪ ،‬بحيث فاز بالجائزة الذهبية عن الدراما التلفيزيونية‬ ‫لعام ‪ 2007‬الم�سل�سل الم�سري" يتربى في عزو " من اإنتاج �سركة كينج توت لالإنتاج الإعالمي‪،‬‬ ‫اأما الجائزة الف�سية ففاز بها الم�سل�سل ال�سوري "ر�سائل الحب والحرب" من اإنتاج �سركة �سوريا‬ ‫الدولي��ة لالإنت��اج الفني‪ .‬وفي جوائز الإبداع ف��ي الدراما التليفزيونية فاز ط��ارق النا�سر بجائزة‬ ‫ل�سل��ي "الملك فاروق" و"ر�سائل‬ ‫م�س َ‬ ‫الإب��داع الذهبية لأح�س��ن مو�سيقى ت�سويرية عن مو�سيقى َ‬ ‫الح��ب والح��رب"‪ ،‬في حي��ن فاز محمود طلع��ت بجائزة الإب��داع الف�سية لأح�س��ن مو�سيقى‬ ‫ت�سويري��ة عن مو�سيق��ى الم�سل�سل الم�سري " يترب��ى في عزو "‪ ،‬وفاز بجائ��زة الإبداع الذهبية‬ ‫لأح�س��ن مالب�س حكم��ت داود عن الم�سل�سل ال�س��وري "باب الحارة" من اإنت��اج �سركة عاج‬ ‫لالإنت��اج الفن��ي ‪،‬اأما الجائ��زة الف�سية لأح�سن مالب���س ففازت بها منى الزرقان��ي عن الم�سل�سل‬ ‫الم�س��ري "الم�سراوية" م��ن اإنتاج �سركة عرب ا�سكري��ن م�سر‪ ،‬وفاز بجائ��زة الإبداع الذهبية‬ ‫ح�س��ان اأبو علي�س عن الم�سل�سل ال�سوري "باب الح��ارة"‪ ،‬اأما الجائزة الف�سية‬ ‫لأح�س��ن ديكور ّ‬ ‫لأح�س��ن ديكور ففازت بها راوية بيا�س عن الم�سل�سل الم�سري "ل اأحد ينام في ال�سكندرية"‪،‬‬ ‫اأم��ا جائزة الإبداع الذهبية لأح�سن اإ�ساءة ففاز بها اأحمد اإبراهيم عن م�سل�سل "الملك فاروق"‪،‬‬ ‫وف��از بالجائ��زة الف�سية لأح�س��ن اإ�ساءة د‪.‬عبد اللطي��ف فهمي عن الم�سل�س��ل الم�سري "امراأة‬ ‫ف��وق الع��ادة"‪ ،‬وا�ستحق جائزة الإب��داع الذهبية لأح�سن اإخراج المخ��رج ال�سوري حاتم علي‬


‫الإبــداع‬

‫‪537‬‬

‫• انتعا�س ن�سبي في الدراما التليفزيونية الم�سرية يقابله تراجع ن�سبي في الدراما التليفزيونية‬ ‫ال�سوري��ة مقارنة بالأعوام الما�سية‪ ،‬ومناف�سة �ساخنة من قبل الدراما الخليجية التي اأ�سرفت على‬ ‫اللحاق بقطبي الدراما العربية م�سر و�سوريا‪.‬‬

‫• ظاه��رة ال�ستعان��ة بكبار المخرجي��ن ال�سوريي��ن والأردنيين واللبنانيي��ن في اإخراج‬ ‫الأعم��ال الدرامي��ة التليفزيوني��ة الم�سرية مثل المخ��رج الأردني محمد عزيزي��ة الذي اأخرج‬

‫الإبـــــداع‬

‫ع��ن م�سل�س��ل "الملك فاروق"‪ ،‬اأما جائزة الإبداع الف�سية لأح�س��ن اإخراج فا�ستحقها المخرج‬ ‫التون�سي �سوقي الماجري عن الم�سل�سل الأردني "الجتياح" من اإنتاج المركز العربي للخدمات‬ ‫ال�سمعي��ة والب�سرية‪ ،‬اأما جائزة الإب��داع الذهبية لأح�سن �سيناريو ففازت به��ا الموؤلفة الم�سرية‬ ‫د‪ .‬لمي���س جابر عن م�سل�سل "الملك فاروق"‪ ،‬وف��ازت الموؤلفة القطرية وداد الكواري بجائزة‬ ‫الإبداع الف�سية لأح�سن �سيناريو عن الم�سل�سل القطري "نعم ول" من اإنتاج الهيئة العامة القطرية‬ ‫لالإذاع��ة والتليفزيون‪ ،‬وفازت بجائزة الإبداع الذهبية كاأح�س��ن مم ّثلة �ساعدة المم ّثلة التون�سية‬ ‫�سناء ك�سو�س عن دورها في الم�سل�سل التون�سي "الليالي البي�س" من اإنتاج الموؤ�س�سة التليفزيونية‬ ‫التون�سية‪ ،‬وف��ازت المم ّثلة الم�سرية �سرين عادل بجائزة الإبداع الف�سية كاأح�سن مم ّثلة �ساعدة‬ ‫ع��ن دورها فى م�سل�س��ل "الملك فاروق"‪ ،‬اأما جائزة الإبداع الذهبية لأح�سن مم ّثل �ساعد ففاز‬ ‫بها المم ّثل الم�س��ري اأحمد �سفوت عن دوره في الم�سل�سل الم�سري "الدالي" من اإنتاج اأفالم‬ ‫محم��د فوزي واأو�س��كار للت�سجيالت الفنية‪ ،‬كما ف��از بجائزة الإبداع الف�سي��ة كاأح�سن مم ّثل‬ ‫�ساع��د المم ّثل الم�سري اآ�سر يا�سين ع��ن دوره في الم�سل�سل الم�سري "عم��ارة يعقوبيان" من‬ ‫اإنت��اج �سركة كينج توت لالإنتاج الإعالمي‪ ،‬وفاز بجائزة الإبداع الذهبية عن اأح�سن تمثيل ن�ساء‬ ‫دور ثان المم ّثلة الم�سرية روچينا عن دورها في الم�سل�سل الم�سري "عمارة يعقوبيان"‪ ،‬وفازت‬ ‫المم ّثل��ة ال�سوري��ة ريم علي بجائزة الإبداع الف�سية لأح�سن تمثي��ل ن�ساء دور ثان عن دورها في‬ ‫الم�سل�س��ل ال�سوري "ر�سائل الحب والح��رب" من اإنتاج �سركة �سوري��ا الدولية لالإنتاج الفني‪،‬‬ ‫اأم��ا جائ��زة الإبداع الذهبية عن اأح�سن تمثيل رجال دور ثان فف��از بها المم ّثل الم�سري �سالح‬ ‫عب��د اهلل عن دوره ف��ى م�سل�سل "الملك ف��اروق"‪ ،‬وفاز الممثل ال�سوري ق�س��ي خولي بجائزة‬ ‫الإب��داع الف�سية عن اأح�س��ن تمثيل رجال دور ثان ع��ن دوره في الم�سل�س��ل ال�سوري "ر�سائل‬ ‫الحب والحرب"‪ ،‬اأما الفنانة الم�سرية ي�سرا ففازت بجائزة الإبداع الذهبية كاأح�سن تمثيل ن�ساء‬ ‫دور اأول ع��ن دورها في الم�سل�سل الم�س��ري "ق�سية راأي عام" من اإنتاج �سركة العدل جروب‪،‬‬ ‫وذل��ك منا�سفة مع الفنان��ة الم�سرية كريمة مخت��ار عن دورها في الم�سل�س��ل الم�سري "يتربى‬ ‫ف��ي عزو"‪،‬وف��از بجائزة الإبداع الذهبية كاأح�سن تمثيل رج��ال دور اأول الفنان الم�سري يحيى‬ ‫الفخراني عن دوره فى الم�سل�سل الم�سري "يتربى في عزو"‪ ،‬وذلك منا�سفة مع الفنان ال�سوري‬ ‫تيم الح�سن عن دوره فى م�سل�سل "الملك فاروق"‪.‬‬


‫‪538‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫م�سل�س��ل «ق�سية راأي عام»‪ ،‬والمخرجين ال�سوريين حات��م علي الذي اأخرج م�سل�سل «الملك‬ ‫ف��اروق»‪ ،‬ور�سا �سربتجي التي اأخرجت م�سل�سل «اأولد الليل»‪ ،‬هذا بالإ�سافة اإلى المخرجين‬ ‫اللبنانيين المقيمين في م�سر يو�سف �سرف الدين الذي اأخرج م�سل�سل «الدالي»‪ ،‬وتي�سير عبود‬ ‫ال��ذي اأخرج م�سل�سل «عيون ورماد»‪ ،‬واأ�سد فولد كار الذي اأخرج �سيت كوم «راجل و�ست‬ ‫�ستات»‪.‬‬

‫• هج��رة بع�س كبار نجوم الدرام��ا ال�سورية اإلى الدراما الم�سرية مثل تيم الح�سن‪ ،‬اأيمن‬ ‫زيدان‪ ،‬جمال �سليمان‪ ،‬جومان��ة مراد‪ ،‬وبزوغ نجم تيم الح�سن في م�سل�سل «الملك فاروق»‪،‬‬ ‫ومناف�سته لكبار نجوم الدراما التليفزيونية الم�سرية‪.‬‬

‫• نجاح الأعم��ال الدرامية في �سنع وحدة عربية ف�سل في بنائها ال�سيا�سيون ‪،‬فبالإ�سافة‬ ‫َ‬ ‫مجالي التمثيل والإخراج‪،‬‬ ‫اإلى ا�ستعانة الم�سل�سالت الم�سرية بكبار نجوم الدراما ال�سورية في‬ ‫ا�ستعان��ت م�سل�سالت عربية عدي��دة بمخرجين من دول عربية �سقيقة ‪،‬مث��ل المخرج التون�سي‬ ‫�سوقي الماجري مخ��رج الم�سل�سل الأردني» الجتياح ‪«،‬والمخ��رج ال�سوري عارف الطويل‬ ‫مخ��رج الم�سل�سل الخليجي»الخراز»‪ ،‬والمخرجين الأردنيين م��ازن الكايد مخرج الم�سل�سل‬ ‫الخليجي «الوزيرة»‪ ،‬واإياد الخزوز مخرج الم�سل�سل الخليجي الكوميدي «دروي�س»‪ ،‬ومحمد‬ ‫العوال��ي مخرج الم�سل�س��ل الخليجي «جمان��ة»‪ ،‬ومحمد عاي�س مخ��رج الم�سل�سل الخليجي‬ ‫«للخطايا ثمن» المثير للجدل‪ ،‬و�سائد ب�سير الهواري مخرج الم�سل�سلين ال�سعوديين الأكثر اإثارة‬ ‫تمت ال�ستعانة بفريق عمل فني لبناني للم�ساركة‬ ‫للجدل «اأ�سوار»‪ ،‬و»اأخوات مو�سى»‪ ،‬كذلك ّ‬ ‫في اإخراج العمل الدرامي الليبي «ما عندك�س عندي»‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• انت�سار اإنتاج الم�سل�سالت الكوميدية الق�سيرة الم�سماة بال�سيت كوم في العالم العربي‪،‬‬ ‫وقدم‬ ‫قدم المخرج اللبناني اأ�سد فولد كار ال�سيت كوم الم�سري «راجل و�ست �ستات»‪ّ ،‬‬ ‫حيث ّ‬ ‫وقدم‬ ‫المخ��رج الم�سري اأ�سامة العبد ال�سي��ت كوم الم�سري «تامر و�سوقية» ف��ي جزئه الثاني‪ّ ،‬‬ ‫وقدم محمد لي�سي��ر ال�سيت كوم المغربي الثاني‬ ‫ح�سن غنج��ة ال�سيت كوم المغربي «العوني»‪ّ ،‬‬ ‫وقدم �سالح الدين ال�سيد ال�سيت كوم التون�سي «�سوفلي حل» في‬ ‫«عب��د الروؤوف والتقاعد»‪ّ ،‬‬ ‫جزئه الخام�س‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪539‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )1‬معدل تقريبي لإنتاج �لم�شل�شالت �لتلفزيونية في �لعالم �لعربي ‪2007‬‬

‫الدراما التليفزيونية الم�صرية‪:‬‬ ‫• ت��م تقديم م�سل�سالت جديدة لكب��ار نجوم ال�سينما الم�سرية مثل ‪ :‬ح�سين فهمي‪،‬‬ ‫ن��ور ال�سريف‪ ،‬نادية الجندي‪ ،‬بو�سي‪ ،‬فاروق الفي�س��اوي‪ ،‬اإلهام �ساهين‪ ،‬ي�سرا‪ ،‬والأحدث‬ ‫ن�سبي��ا عبلة كامل‪ ،‬اأ�سرف عبد الباقي‪� ،‬سيرين �سي��ف الن�سر‪ ،‬في مقابل اكتفاء نجوم ال�سف‬ ‫الأول من ال�سباب في ال�سينما الم�سرية بما تمنحهم اإياه ال�سينما‪.‬‬

‫• هج��رة مخرجي ال�سينما الكبار من اأمثال محمد عبد العزيز‪ ،‬علي عبد الخالق‪ ،‬اأحمد‬ ‫يحيى‪ ،‬خيري ب�سارة‪ ،‬والحديث ن�سبيا محمد اأبو �سيف اإلى مجال الدراما التليفزيونية‪.‬‬

‫• تراجع الدرام��ا التليفزيونية الم�سرية التاريخية المعتاد تقديمها في رم�سان‪ ،‬والكتفاء‬ ‫ل�سلين الأول ديني‪ -‬تاريخي هو «الإمام ال�سافعي»‪ ،‬والثاني تاريخي هو «الملك فاروق»‪.‬‬ ‫بم�س َ‬ ‫َ‬

‫• تراج��ع الدرام��ا التليفزيوني��ة الم�سري��ة الدينية خط��وات عديدة لل��وراء‪ ،‬بحيث جاء‬ ‫الم�سل�س��ل الديني الم�سري الوحيد هذا الع��ام «الإمام ال�سافعي» اإخ��راج د‪�.‬سرين قا�سم‪ ،‬دون‬

‫الإبـــــداع‬

‫• احتفاظ يحيى الفخراني بمكانه على عر�س الدراما التليفزيونية‪ ،‬وذلك رغم المناف�سة‬ ‫ال�سديدة مع كبار نج��وم ال�سينما الم�سرية مثل عمر ال�سريف ونور ال�سريف وفاروق الفي�ساوي‬ ‫و�س��الح ال�سعدن��ي من جهة‪ ،‬ونجوم الدرام��ا ال�سورية مثل جمال �سليم��ان واأيمن زيدان وتيم‬ ‫الح�سن من جهة اأخرى‪.‬‬ ‫• تقدي��م عم��ر ال�سري��ف لأول اأدواره التليفزيونية عل��ى الإطالق ف��ي م�سل�سل «حنان‬ ‫وحني��ن» اإخراج اإينا�س بك��ر‪ ،‬وف�سل الم�سل�س��ل في تحقيق النج��اح الجماهيري المتوق��ع من‬ ‫عم��ل يقوم ببطولته نجم عالمي بحجم عمر ال�سريف ‪.‬‬


‫‪540‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الم�ستوى على ال�سعيد الفني والإنتاجي‪ ،‬خ�سو�س ًا اإذا ما قورن بالم�سل�سالت ال�سورية المناظرة‬ ‫في الأعوام الما�سية‪.‬‬ ‫• تفاع��ل حقيق��ي بين الجمهور الم�س��ري والدراما التليفزيونية ف��ي اأكثر من م�سل�سل‪،‬‬ ‫فالجمه��ور يتفاعل مع م�سل�سل «الملك فاروق»‪ ،‬ويتفاعل اأي�سا مع موت ماما نونا‪ ،‬التي قامت‬ ‫بدورها الفنانة كريمة مختار‪ ،‬وي�ساأل عن منافذ بيع الدمية التي على هيئتها في م�سل�سل «يتربى في‬ ‫عزو»‪ ،‬كما تفاعل الجمهور الم�سري مع الم�سل�سالت ال�سورية التي تم عر�سها في عام ‪،2007‬‬ ‫وخ�سو�س ًا م�سل�سل «باب الحارة»‪ ،‬الذي حقّق نجاح ًا جماهيري ًا كبيراً في اأرجاء م�سر‪.‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )2‬ت�شنيف �لم�شل�شالت �لم�شرية �لمنتجة في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الإبـــــداع‬

‫الدراما التليفزيونية ال�صورية‬

‫كم ًا وكيف ًا ؛ فالأعمال التي تم‬ ‫• ح�س��اد الدرام��ا ال�سورية جاء هذا العام اأقل من المتوقع ّ‬ ‫اإنتاجه��ا ف��ي عام ‪ 2007‬اأقل عددا قيا�س�� ًا بالأعوام ال�سابقة ب�سكل ع��ام‪ ،‬والعام الما�سي ب�سكل‬ ‫خا���س‪ ،‬بحيث تجاوز عدد الم�سل�س��الت التي تم اإنتاجها في ع��ام ‪ 2006‬الأربعين م�سل�س ً‬ ‫ال‪،‬‬ ‫ف��ي مقابل ما يقرب من ‪ 25‬م�سل�س ً‬ ‫ال تم اإنتاجها ف��ي عام ‪ ،2007‬هذا بالإ�سافة اإلى اأن الأعمال‬ ‫تم اإنتاجها ه��ذا العام جاءت اأقل من الم�ست��وى المتوقع‪ ،‬وذلك مع ا�ستثن��اءات قليلة مثل‬ ‫الت��ي ّ‬ ‫م�سل�س��الت «باب الحارة»‪« ،‬ر�سائل الحب والحرب»‪«،‬اأ�سي��ر النتقام»‪« ،‬ظل امراأة»‪« ،‬على‬ ‫حافة الهاوية»‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪541‬‬

‫• م�سل�س��ل «ب��اب الحارة ج ‪ »2‬كان المنقذ ه��ذا العام للدرام��ا ال�سورية على م�ستوى‬ ‫الجماهيري��ة والنت�سار‪ ،‬حيث يبقى الظاهرة الأبرز في عام ‪ 2007‬على �سعيد الدراما ال�سورية‪،‬‬ ‫واإح��دى العالم��ات البارزة في الدرام��ا التليفزيونية العربية ‪ -‬اإن لم يك��ن اأبرزها ‪ -‬في الأعوام‬ ‫�سجع محطة ‪ MBC‬على ال�سروع في اإنتاج الجزء الثالث منه‪.‬‬ ‫القليلة الما�سية‪ ،‬الأمر الذي ّ‬ ‫• هج��رة بع�س رموز الدراما ال�سورية اإلى م�سر �سواء ب�س��كل دائم اأو �سبه دائم‪ ،‬فالنجم‬ ‫قدم هذا العام م�سل�س ً‬ ‫ال م�سري ًا جديداً هو "اأولد الليل"‪ ،‬لكن الم�سل�سل‬ ‫ال�سوري جمال �سليمان ّ‬ ‫لم يترك اأثراً في ذاكرة النا�س كالذي تركه م�سل�سله ال�سابق "حدائق ال�سيطان"‪ ،‬الذي �سبق وحقّق‬ ‫نجاح�� ًا مدوي ًا‪ ،‬حيث ُيرجع البع�س اأ�سباب ف�سل الم�سل�سل الجديد اإلى ف�سل جمال �سليمان في‬ ‫تقدي��م �سخ�سية المواطن البور�سعيدي ولهجته‪ ،‬التي قد تك��ون اللهجة الم�سرية الأ�سعب‪ ،‬في‬ ‫مقاب��ل نجاحه في تقدي��م اللهجة ال�سعيدية التي تعتبر اأكثر قربا م��ن اللهجات العربية في طريقة‬ ‫نطقه��ا‪ ،‬والبع�س الآخر اأرجع ف�سل الم�سل�س��ل اإلى م�ستوى الن�س الذي كتبه د‪.‬محمد �سليمان‪،‬‬ ‫ف��ي حي��ن اأرجعه اآخرون اإلى رداءة ظ��روف الإنتاج‪ ،‬وحتى اإلى اأوق��ات العر�س غير المالئمة‪،‬‬ ‫قدم الفنان ال�س��وري اأيمن زيدان في عام‬ ‫وم��دى رواج المحطات التي قام��ت بعر�سه‪ .‬كذلك ّ‬ ‫وقدم م�سل�س ً‬ ‫ال اآخراً �سور ّي ًا هو "رجل النقالبات"‪،‬‬ ‫‪ 2007‬م�سل�سال م�سريا هو "عيون ورماد"‪ّ ،‬‬ ‫لك��ن حظه لم يكن باأف�س��ل من حظ جمال �سليم��ان‪ ،‬اإذ لم يحقق ا ّأي م��ن الم�سل�سلين النجاح‬ ‫المرجو والمتوقع من اأعمال نجم بحجم الفنان اأيمن زيدان‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• المخرج حات��م علي والمم ّثل تيم الح�سن هما المم ّث��الن ال�سوريان الوحيدان اللذان‬ ‫ح�س��دا النجاح المدوي في ع��ام ‪ ،2007‬وذلك من خالل م�سل�سل "الملك فاروق" الذي جاء‬ ‫م��ن الناحي��ة الفنية واحداً من اأهم الأعم��ال الدرامية العربية المقدمة ف��ي عام ‪ ،2007‬رغم كل‬ ‫النتق��ادات الموجهة اإلى �سيناري��و الم�سل�سل الذي بالغ في تجمي��ل الع�سر وال�سخ�سيات التي‬ ‫يقدمه��ا‪ ،‬ورغم كل التحفظات الت��ي يمكن اإبداوؤها على حوار الم�سل�س��ل الذي هو اأقرب اإلى‬ ‫ّ‬ ‫ح��وار العامة منه اإلى حوار الملوك‪ ،‬الأمر الذي فر�س ب��دوره على المخرج اأ�سلوبا فنيا مختلفا‬ ‫في تقديم تلك ال�سخ�سيات‪ .‬وبرغم هذه الماآخذ ك ّلها لم ي�ستطع الجمهور العربي اإ ّل اأن يجل�س‬ ‫م�سحوراً اأمام �سا�س��ة التليفزيون متابع ًا المخرج حاتم علي وهو يقود النجم ال�ساب تيم الح�سن‬ ‫مع مجموعة العمل في معزوفة تحاول تقديم قطعة من الما�سي‪ ،‬الذي قد ليعرفه الكثيرون من‬ ‫الأجي��ال الجديدة‪ ،‬وبناء عليه لم يكن من الم�ستغرب اأن يفوز حاتم علي بجائزة اأح�سن اإخراج‬ ‫ف��ي مهرجان الإعالم العربي‪ ،‬ويفوز تيم الح�سن بج��دارة بجائزة اأف�سل مم ّثل عربي خالل عام‬ ‫‪ 2007‬منا�سف��ة مع النجم الم�سري يحي��ى الفخراني‪ ،‬وهو ال�سرف الذي يح�سب لتيم الح�سن‬


‫‪542‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ال��ذي م��ا زال في بداية م�سواره الفني مقارنة بنجم مخ�سرم مث��ل الفخراني‪ ،‬واإذا ما ا�ستمر هذا‬ ‫الثنائ��ي (حات��م علي وتيم ح�س��ن) بهذا الإيقاع المتناغ��م‪ ،‬فاإنه �سيكون للدرام��ا العربية معهما‬ ‫�ساأن كبير‪.‬‬ ‫المقدمة‬ ‫• فوز الف ّنان ال�سوري اأيمن زيدان بالجائزة ال�سرفية للدراما العربية لعام ‪2007‬‬ ‫ّ‬ ‫من موؤ�س�سة الفنك الذهبية بالجزائر‪.‬‬ ‫ومعدل انت�سار ا�ستثنائي‪ ،‬فقد‬ ‫• اإذا ا�ستثنين��ا م�سل�سل "باب الحارة" ال��ذي حظي بنجاح‬ ‫ّ‬ ‫نال��ت بع�س الم�سل�سالت ال�سوري��ة الأخرى متابعة جيدة ونجاحا ل باأ���س به‪ ،‬مثل م�سل�سالت‬ ‫"ر�سائ��ل الحب والحرب" و"اأ�سي��ر النتقام" و"ظل امراأة" و"على حاف��ة الهاوية"‪ ،‬بحيث نال‬ ‫م�سل�س��ل "ر�سائل الحب والحرب" الجائ��زة الف�سية في مهرجان القاهرة لالإعالم العربي‪ ،‬ونال‬ ‫اأكث��ر من مم ّثل �سارك فيه جوائز في المهرجان نف�سه‪ ،‬مثل المم ّثلة ال�سورية ريم علي التي فازت‬ ‫بجائ��زة الإبداع الف�سية لأح�سن تمثيل ن�ساء دور ثان‪ ،‬والمم ّثل ال�سوري ق�سي خولي الذي فاز‬ ‫بجائ��زة الإبداع الف�سية ع��ن اأح�سن تمثيل رج��ال دور ثان‪ ،‬كذلك فاز ط��ارق النا�سر بجائزة‬ ‫الإب��داع الذهبي��ة لأح�سن مو�سيقى ت�سويرية عن الم�سل�سل نف�سه‪ ،‬ف��ي حين حظي العمل الثاني‬ ‫"اأ�سير النتقام" بمراكز متقدمة في ا�ستطالعات الراأي ‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• جوائ��ز اأدونيا للدراما ال�سورية لهذا العام ل��م تكن مفاجئة‪ ،‬بحيث نال م�سل�سل "باب‬ ‫الحارة" جائزة اأف�سل عمل جماهيري عربي و�سوري‪ ،‬ونال فوؤاد حميرة جائزة ممدوح عدوان‬ ‫لأف�س��ل �سيناريو عن �سيناريو م�سل�سل "الح�سرم ال�سامي"‪ ،‬ونال مثنى ال�سبح عن م�سل�سل "على‬ ‫حاف��ة الهاوية" جائزة اأف�س��ل اإخراج‪ ،‬ونال عبا���س النوري جائزة لجن��ة التحكيم الخا�سة عن‬ ‫مجم��ل اأعماله‪ ،‬ون��ال قي�س �سيخ نجيب جائ��زة اأف�سل مم ّثل دور اأول ع��ن دوره في م�سل�سل"‬ ‫ل�سلي‬ ‫م�س َ‬ ‫عل��ى حاف��ة الهاوية"‪ ،‬ونالت اأمل عرفة جائ��زة اأف�سل مم ّثلة دور اأول ع��ن دوريها في َ‬ ‫"ح�سيبة" و"زمن الخوف"‪ ،‬ونالت كري�س ب�سار جائزة اأف�سل مم ّثلة عن دور م�ساعد عن دورها‬ ‫ف��ي م�سل�س��ل "على حافة الهاوية"‪ ،‬ونال ح�سن عويتي جائ��زة اأف�سل مم ّثل عن دور م�ساعد عن‬ ‫دوري��ه في م�سل�سلي "على حافة الهاوية" و"ر�سائ��ل الحب والحرب"‪ ،‬ونالت �سحاب الراهب‬ ‫جائ��زة اأف�س��ل ت�سميم مالب�س عن م�سل�س��ل "ح�سيبة"‪ ،‬ونال موفّق ال�سيد جائ��زة اأف�سل ديكور‬ ‫وت�سمي��م مناظ��ر عن م�سل�سل "جرن ال�ساوي�س"‪ ،‬ونال كل م��ن جمال مطر و وليد كمال الدين‬ ‫جائ��زة اأف�سل ت�سوي��ر واإ�ساءة عن م�سل�س��ل "ر�سائل الحب والحرب"‪ ،‬ون��ال ر�سوان ن�سري‬ ‫جائزة اأف�سل مو�سيقى ت�سويرية عن م�سل�سل "الح�سرم ال�سامي"‪.‬‬ ‫• ا�ستم��رار تقدي��م البيئ��ة ال�سوري��ة ال�سعبي��ة القديم��ة كف�س��اء لالأح��داث الدرامية في‬


‫الإبــداع‬

‫‪543‬‬

‫الم�سل�س��الت ال�سوري��ة‪ ،‬وخ�سو�س�� ًا البيئة ال�سعبي��ة الدم�سقية في م�سل�سالت "ب��اب الحارة"‪،‬‬ ‫و"ج��رن ال�ساوي���س"‪ ،‬و"الح�سرم ال�سام��ي"‪ ،‬و"ح�سيبة"‪ ،‬وكذل��ك البيئة ال�سعبي��ة الحلبية في‬ ‫م�سل�سل "كوم الحجر"‪.‬‬ ‫• تاأث��ر الدرام��ا ال�سوري��ة‪ ،‬ل �سيما من حي��ث الت�سويق ومعدل الم�ساه��دة‪ ،‬بالنتعا�س‬ ‫الن�سب��ي للدراما الم�سرية‪ ،‬وكذلك ب�سعود نجم الدراما الخليجية‪ ،‬اإذ اإنه من المتوقع اأن تدخل‬ ‫الدرام��ا الخليجية حلبة المناف�سة في اأقرب فر�سة م�ستفيدة من حجم الإنفاق الإعالني الكبير‪،‬‬ ‫وعدد الف�سائيات العربية الكبرى التي تمتلكها روؤو�س اأموال خليجية‪.‬‬ ‫• تراج��ع الدرام��ا ال�سوري��ة التاريخية خطوات اإلى ال��وراء‪ ،‬الأمر الذي ق��د يعود لعدة‬ ‫اأ�سب��اب‪ :‬اأولها توا�سع الن�سو�س‪ ،‬وثانيها ظروف الإنت��اج ال�سيئة‪ ،‬اأما ال�سبب الثالث فهو ابتعاد‬ ‫�سن��اع الدراما التاريخية ال�سورية الحقيقيين عنها‪ ،‬حيث جاء الج��زء الثاني من م�سل�سل "خالد‬ ‫اب��ن الولي��د" مخج ً‬ ‫ال‪ ،‬واأ�سواأ من المتوق��ع �سواء على م�ستوى الن�س الذي ق��ام على ال�ست�سهال‬ ‫والمغالط��ة في �سفحات م�سيئة من التاريخ العربي‪ ،‬اأم عل��ى م�ستوى الأداء التمثيلي من المم ّثل‬ ‫�سام��ر الم�سري‪ ،‬الذي جاء اأداوؤه اأق��ل م�ستوى من المم ّثل با�سم ياخور الذي قام بدور خالد بن‬ ‫الوليد في الجزء الأول‪ .‬وقد اأثار الجزء الأول من العمل موجة من النتقادات ب�سبب المغالطات‬ ‫التاريخية الموجودة فيه‪ ،‬اإ�سافة اإلى رداءة الن�س في الجزء الثاني‪ .‬وقد اأ�سهمت هذه العوامل في‬ ‫�سعف الإقبال على م�ساهدة العمل‪.‬‬ ‫• ل��م يكن حظ العم��ل التاريخي الآخر "عنترة ب��ن �سداد" باأف�سل م��ن الأول‪ ،‬وكانت‬ ‫النتيجة �سقوط العمل‪ ،‬وخروجه هو اأي�سا من حلبة المناف�سة دون مقاومة‪.‬‬

‫• ان�سم��ام عدد من الك ّتاب والمخرجين الجدد اإلى �سفوف الدراميين في عام ‪،2007‬‬ ‫مث��ل رامي حنا الذي اأخرج م�سل�سل "عنترة بن �سداد"‪ ،‬وغ�سان عبد اهلل مخرج م�سل�سل "خالد‬ ‫ابن الوليد" واإينا�س حقي مخرجة م�سل�سل "زمن الخوف"‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ل�سلي الكاتب "فوؤاد‬ ‫م�س َ‬ ‫• تدخل لجنة الرقابة في التلفزيون ال�سوري بقوة ومنعها عر�س َ‬ ‫حميره" "الح�سرم ال�سامي" اإخراج �سيف الدين �سبيعي‪ ،‬و"ممرات �سيقة" اإخراج محمد ال�سيخ‬ ‫بحجة اأن الم�سل�س��ل الأول ي�سيء اإلى تاريخ دم�سق‪ ،‬و يثير حفيظ��ة الدم�سقيين‪ ،‬بينما‬ ‫نجي��ب‪ّ ،‬‬ ‫الثاني مملوء بالق�سوة‪ ،‬التي ل تتنا�سب مع قد�سية �سهر رم�سان!!‬


‫‪544‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�شكل بياني ‪ )3‬ت�شنيف �لم�شل�شالت �ل�شورية �لمنتجة في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الدراما التليفزيونية اللبنانية‬

‫الإبـــــداع‬

‫ت��م عر�س عدد من الم�سل�سالت التليفزيوني��ة اللبنانية الكوميدية في عام ‪ ،2007‬مثل‬ ‫• ّ‬ ‫خباز ومعه في الدور الأول‬ ‫م�سل�سل "�ساعة بالإذاعة" اإخراج �سليم ط ّنو�س‪ ،‬بطولة ون�س جورج ّ‬ ‫فيفي��ان انطونيو�س‪ ،‬الذي ت��دور اأحداثه الكوميدي��ة ال�ساخرة في كوالي���س الإذاعة‪ ،‬وم�سل�سل‬ ‫"حمات��ي وعقالتي" اإخراج كارولين ميالن‪ ،‬الذي يق��ع في ع�سرين حلقة منف�سلة مت�سلة‪ ،‬تقوم‬ ‫على كوميديا الموقف بين بطل الحلقات ‪،‬الذي قام بدوره الف ّنان بيار �سمعون وحماته النكدة‪،‬‬ ‫التي قامت بدورها الف ّنانة رنده ح�سمي‪.‬‬ ‫• ت��م عر�س عدد م��ن الم�سل�سالت التليفزيوني��ة اللبنانية الجتماعية ف��ي عام ‪ ،2007‬مثل‬ ‫م�سل�س��ل " امراأة من �سياع" اإخراج اإيلي الفغالي وبطولة �سيرين عبد النور‪ ،‬الذي يعالج ق�سة �سراع‬ ‫الإن�س��ان المتم�سك بقيمه مع الحياة وق�ساوته��ا‪ ،‬وم�سل�سل " ال�سجينة" الذي تدور اأحداثه في عالم‬ ‫�سج��ن الن�س��اء‪ ،‬والذي ق��ام باإخراجه �سمير حب�سي‪ ،‬الذي ق��دّ م هذا العام م�سل�سال اآخ��ر هو " الليلة‬ ‫الأخيرة" الذي يعود بنا اإلى عهد الإقطاع في حقبة الخم�سينيات من القرن الما�سي‪.‬‬ ‫• تم تقديم الحلقة الواحدة والثالثين والأخيرة من الم�سل�سل التليفزيوني الناجح "غنوجة‬ ‫بيا" في فيلم �سينمائي يحمل ال�سم نف�سه‪ ،‬وتم عر�سه بنجاح في دور العر�س ال�سينمائي‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪545‬‬

‫الدراما التليفزيونية الأردنية‬

‫• فوز الم�سل�سل الأردني "الجتياح" اإخراج المخرج التون�سي �سوقي الماجري‪ ،‬الذي‬ ‫ت��دور اأحداثه حول اجتياح الع��دو الإ�سرائيلي لمدين َتي رام اهلل وجنين بجائ��زة الإبداع الف�سية‬ ‫لأح�سن اإخراج في مهرجان الإعالم العربي ‪. 2007‬‬

‫• فوز الم�سل�س��ل الأردني "خلف ‪...‬كلمة �سرف" بالجائزة الخا�سة في مهرجان �سيول‬ ‫للم�سل�سالت التلفزيونية‪.‬‬

‫• اإعادة تقدي��م الق�سة ال�سهيرة "و�سحى وابن عجالن " �سمن م�سل�سل با�سم جديد هو‬ ‫ب�سام الم�س��ري‪ ،‬وقام ببطولته يا�سر الم�س��ري و�سبا مبارك‪.‬‬ ‫"نم��ر بن عدوان" وق��ام باإخراجه ّ‬ ‫الق�س��ة قد �سبق تقديمها في م�سل�س��ل اأردني في عام ‪ 1975‬ق��ام باإخراجه غ�سان‬ ‫وكان��ت هذه ّ‬ ‫جبري‪ ،‬وقام ببطولته النجم الم�سري يو�سف �سعبان والنجمة �سلوى �سعيد‪.‬‬

‫• هج��رة الف ّن��ان الأردن��ي اإياد ن�سار اإل��ى الدراما الم�سري��ة‪ ،‬وقيامه ببطول��ة الم�سل�سل‬ ‫المقرر عر�سها‬ ‫الم�سري "�سرخة اأنثى" اإخراج رائد لبيب اإلى جانب عدد اآخر من الم�سل�سالت‬ ‫ّ‬ ‫في الموا�سم القادمة‪.‬‬

‫الدراما التليفزيونية الفل�صطينية‬

‫الدراما التليفزيونية الخليجية‬

‫• �سهد عام ‪ 2007‬عر�س الكثير من الأعمال التلفزيونية التراجيدية والكوميدية الخليجية‬ ‫الجي��دة منه��ا والأقل جودة‪ ،‬لكن م��ا يح�سب لالإنتاج الدرامي الخليجي ه��ذا العام هو اأنه جاء‬ ‫ّ‬ ‫المقدمة‪ ،‬اأم‬ ‫اأف�س��ل مما عر���س في العام الما�سي �سواء على م�ستوى الن�سو���س والمو�سوعات‬ ‫ّ‬ ‫على الم�ستوى الفني لتلك الأعمال ‪.‬‬

‫و�س ِّنف‬ ‫• الم�سل�س��ل الخليج��ي الذي حظ��ي باأكبر معدل م�ساه��دة في ع��ام ‪ُ ،2007‬‬ ‫كاأف�س��ل عم��ل خليجي هذا العام‪ ،‬هو الم�سل�سل القطري "نعم ول"‪ ،‬الذي قامت بتاأليفه الكاتبة‬ ‫القطرية وداد الك��واري‪ ،‬وقام ببطولته عبدالعزيز جا�سم وا�سمهان توفيق وعدد كبير من النجوم‬

‫الإبـــــداع‬

‫• تقدي��م م�سل�س��ل "براوي��ز ج‪ "3‬اإخراج عالء ر�س��ا‪ ،‬الذي يعتبر اأول درام��ا فل�سطينية‬ ‫ُ�س��ور كاملة في الأرا�سي الفل�سطينية المحتلة‪ ،‬ويعالج ق�سايا اجتماعية يومية في حياة المواطن‬ ‫ت َّ‬ ‫الفل�سطين��ي بقالب كوميدي يهدف اإل��ى اإي�سال ر�سالة باأن ال�سع��ب الفل�سطيني بالرغم من كل‬ ‫الظروف يريد الحياة وي�سعى لها‪.‬‬


‫‪546‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الإبـــــداع‬

‫ال�سباب‪ ،‬بالإ�سافة اإلى م�ساركة بع�س الف ّنانات من دول اأخرى مثل �سلمى الم�سري من �سورية‪،‬‬ ‫و�سلوى عثمان من م�سر‪ ،‬و�سامية �سالم من الكويت‪ ،‬وزهرة عرفات من البحرين‪ .‬ويرجع نجاح‬ ‫الم�سل�سل اإلى جودة ال�سيناريو‪ ،‬الذي فازت موؤلفته عنه بجائزة الإبداع الف�سية لأح�سن �سيناريو‬ ‫ف��ي مهرجان الإعالم العرب��ي‪ ،‬وفازت كذلك بلق��ب اأف�سل كاتبة خليجية‪ ،‬وق��د اأ�سهم عر�س‬ ‫الم�سل�سل في �سهر رم�سان على ثالث ف�سائيات‪ ،‬هي قطر واأبوظبي والكويت في انت�ساره‪ ،‬مما‬ ‫�سمن له �سعة النت�سار والمتابعة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وح��ل في المرتبة الثانية ف��ي الدراما الخليجية م�سل�سل "عر�س الدم" الذي ا�ستطاع اأن‬ ‫•‬ ‫يج��ذب الجمهور باأحداثه الم�سوقة‪ ،‬ويحظى بن�سبة متابعة جيدة‪ ،‬وهو من بطولة غازي ح�سين‬ ‫وه��دى الخطيب وعبدالمح�سن النمر ومحمد ال�سيرفي ومي�ساء مغربي وعدد من النجوم‪ ،‬وقد‬ ‫اأ�سهم عر�سه على ثالث ف�سائيات في �سهر رم�سان في انت�ساره ومتابعته‪ ،‬حيث ُعر�س على قناة‬ ‫الوطن وقطر واأبوظبي ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وح��ل في المرتبة الثالث��ة م�سل�سل "عيون من زجاج" الذي عادت به الكاتبة الخليجية‬ ‫•‬ ‫"فج��ر ال�سعيد" اإلى ال�ساحة الفنية عبر اإنتاج �سركتها �سكوب �سنتر‪ .‬وعلى الرغم من اأن اأحداث‬ ‫الم�سل�سل قد تميل اإلى المبالغة اإلى حد ما‪ ،‬فاإن الم�سل�سل قد ا�ستطاع جذب النتباه عبر حميمية‬ ‫التفا�سي��ل الأ�سري��ة والم�س��اكل العائلية‪ ،‬مم��ا �سمن له ن�سب��ة م�ساهدة جيدة‪ .‬وق��د قام ببطولة‬ ‫الم�سل�سل نخبة من الفناني��ن الخليجيين مثل غازي ح�سين ومحمود بو�سهري ويعقوب عبداهلل‬ ‫و�سيم��اء �سب��ت وفاطمة عبدالرحيم‪ُ .‬ع ِر�س هذا الم�سل�سل في �سه��ر رم�سان على محطتين هما‬ ‫�سكوب و ‪.L.B.C‬‬ ‫• ّ‬ ‫حل في المرتبة الرابعة م�سل�سل "الخراز" اإخراج ال�سوري عارف الطويل‪ ،‬ولكن عابه‬ ‫تك��رار فكرت��ه التي تدور حول الأم التي تتحمل م�ساكل اأبنائها ب��كل ما فيها‪ ،‬وهو الدور نف�سه‬ ‫ل�سلين �سابقَين ناجحين ُعر�سا في‬ ‫م�س َ‬ ‫ال��ذي �سبق واأ ّدته بطلة الم�سل�سل وموؤلفت��ه حياة الفهد في َ‬ ‫الأعوام الما�سية هما "ثمن عمري"‪ ،‬و"زهور عمري" ‪.‬‬ ‫• ّ‬ ‫ح��ل ف��ي المرتبة الخام�سة م�سل�س��ل "لحظة �سعف" اإخراج محم��د �سلمان‪ ،‬الذي‬ ‫ت�سب��ب �سع��ف ن�سه واأحداث��ه المتفككة‪ ،‬وع��دم وجود حبك��ة درامي��ة‪ ،‬ورداءة اإخراجه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والفتع��ال الوا�س��ح في اأداء بطلته زينب الع�سكري‪ ،‬في ع��دم تحقيقه النجاح المطلوب على‬ ‫الرغم من عر�سه على ثالث محطات في �سهر رم�سان هي البحرين وقطر و‪.MBC‬‬

‫مب��رر لم�سل�سل‬ ‫• م�سل�س��ل "الوزي��رة" اإخ��راج الأردني مازن الكاي��د جاء تكراراً غير ّ‬ ‫"�ساحب��ة المتياز" الذي ُع ِر�س في الع��ام الما�سي‪ ،‬بفارق وحيد هو قيام د‪.‬عالية �سعيب بدور‬ ‫البطول��ة‪ ،‬والت��ي جاء اأداوؤها جامداً بال حياة مقارنة باأداء ه��دى الخطيب في م�سل�سل "�ساحبة‬


‫الإبــداع‬

‫‪547‬‬

‫المتي��از"‪ .‬المثي��ر للده�سة اأن الم�سل�سل قام بتوظيف المم ّثلين ف��ي الأدوار الثانوية في الأدوار‬ ‫نف�سها التي �سبق وقاموا باأدائها في م�سل�سل "�ساحبة المتياز"‪ ،‬فنايف الرا�سد قام بدور ال�ساب‬ ‫اللعوب‪ ،‬ولمياء طارق قامت بدور البنت المنحرفة وهكذا‪ ،‬وقد عر�س الم�سل�سل في رم�سان‬ ‫على قناة الوطن‪.‬‬ ‫• ت�ساوى الم�سل�سالن الكويتي��ان "هم�س الحراير" اإخراج عارف الطويل‪ ،‬و"الأ�سيل"‬ ‫اإخ��راج البيلي اأحمد‪ ،‬والم�سل�سل البحريني "الفجر الم�ستحيل" اإخراج يا�سر نا�سر‪ ،‬في تفاوت‬ ‫الم�ساهدة ون�سبة النجاح‪.‬‬

‫• ُم ِن��ع عر�س م�سل�سل "للخطايا ثمن"‪ ،‬اإخراج الأردني محمد عاي�س‪ ،‬في رم�سان‪ ،‬بعد‬ ‫تدخل جهات حكومية ومجموعة من العلماء في الكويت‪ ،‬ثم ُم ِنع عر�سه نهائي ًا من قبل محطة‬ ‫ّ‬ ‫تعر�س العمل لنتقادات وا�سعة ب�سبب معالجته الدرامية لبع�س الموا�سيع‬ ‫‪ MBC‬المنتج��ة‪ ،‬بعد ّ‬ ‫التي قد تدعو اإلى الفتنة في المجتمع‪.‬‬

‫• اعترا���س رقابة التليفزيون الكويتي على بع�س اأجزاء من حوار م�سل�سل "بين ع�سرين"‬ ‫اإخ��راج عب��داهلل يو�س��ف‪ ،‬وه��ي الأجزاء الت��ي تناولت تاري��خ الكويت ف��ي حقب��ة ال�ستينيات‬ ‫وال�سبعيني��ات‪ ،‬و ُم ِنع عر�سه في رم�سان‪ ،‬ثم اأجيز عر�سه بعد �سهر رم�سان بعد التاأكد من �سحة‬ ‫المعلومات الواردة في حوار الم�سل�سل‪.‬‬

‫• م��ن اأهم المالمح الرئي�سي��ة التي خرج بها ا�ستبيان الجمهور ح��ول الدراما الخليجية‬

‫الإبـــــداع‬

‫• م�سل�س��ل اآخر من اإنتاج محط��ة ‪ ،MBC‬وهو م�سل�سل "اأ�سوار"‪ ،‬اإخراج الأردني �سائد‬ ‫ب�سي��ر هواري الفائز بالجائزة الذهبية في مهرجان قرط��اج‪ ،‬اأثار الجدل ب�سبب تعر�سه وطرحه‬ ‫الجريء لأ�سع��ب الق�سايا المتعلقة بالفتاة ال�سعودية‪ .‬وقام بتاأليفه واإنتاجه ل�سالح محطة ‪MBC‬‬ ‫وتم‬ ‫ح�سن ع�سيري‪ ،‬وقام ببطولته غانم ال�سالح وزهرة عرفات وح�سن ع�سيري ومي�ساء مغربي‪ّ ،‬‬ ‫بجدة‪ ،‬وقد حظي الم�سل�س��ل ب�سعة انت�سار ومتابعة ربما زاد‬ ‫ودرة العرو�س ّ‬ ‫الت�سوي��ر في النم�سا ّ‬ ‫منها تعر�سه لالنتقادات‪.‬‬ ‫• اأوقفت قناة ‪ LBC‬الف�سائية اللبنانية عر�س الم�سل�سل ال�سعودي الجديد للمنتج والموؤ ّلف‬ ‫والمم ّث��ل ال�سعودي المثير للجدل ح�سن ع�سي��ري "اأخوات مو�سى"‪ ،‬الذي يتعر�س في م�ساهد‬ ‫عديدة ومتكررة لق�سايا اجتماعية ح�سا�سة للغاية في المجتمع ال�سعودي‪ .‬وا�سترطت قناة ‪LBC‬‬ ‫اللبنانية على ح�سن ع�سيري لعر�س الم�سل�سل اإعادة مونتاج الم�سل�سل‪ ،‬وحذف بع�س م�ساهده‬ ‫يتم عر���س الم�سل�سل في عام ‪ .2008‬م�سل�س��ل " اأخوات مو�سى"‬ ‫ال�ساخن��ة‪ ،‬وم��ن المنتظر اأن ّ‬ ‫اإخراج المخرج الأردني �سائد الهواري و�سيناريو عادل الجابري‪ ،‬ويقوم ببطولته زهرة عرفات‬ ‫وتم ت�سويره في جدة والأردن‪.‬‬ ‫ومي�ساء مغربي و�سمعة محمد وعبد النا�سر الزاير‪ّ ،‬‬


‫‪548‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫والإماراتي��ة له��ذا المو�سم نيل الم�سل�س��ل الإماراتي "فري��ج" المرتبة الأولى‪ ،‬اأم��ا مرتبة اأف�سل‬ ‫م�سل�س��ل خليج��ي فقد كان من ن�سيب م�سل�س��ل "نعم ول" للكاتب��ة وداد الكواري والمخرج‬ ‫ّ‬ ‫واحتل المم ّثل جابر نغمو�س واأحمد الج�سمي بالت�ساوي المرتبة الأولى كاأف�سل‬ ‫اأحم��د المقلة‪،‬‬ ‫مم ّث��ل اإماراتي‪ ،‬اأم��ا لقب اأف�سل مم ّثل خليجي لهذا العام فقد كان م��ن ن�سيب الف ّنان عبدالعزيز‬ ‫ل�سلي "المقاريد" و"نعم ول"‪ ،‬في حين حظيت �سميرة اأحمد‬ ‫م�س َ‬ ‫جا�س��م‪ ،‬وذل��ك عن دور َيه في َ‬ ‫وتوجت الف ّنانة حياة الفه��د كاأف�سل مم ّثلة خليجية‪ ،‬اأما من حيث‬ ‫بلق��ب اأف�سل مم ّثلة اإماراتية‪ّ ،‬‬ ‫الإخ��راج فقد نال المخرج ع��ارف الطويل المرتبة الأولى كاأف�س��ل مخرج خليجي‪ ،‬واحتلت‬ ‫وداد الكواري المرتبة الأولى كاأف�سل كاتبة خليجية ‪.‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )4‬ت�شنيف �لم�شل�شالت �لخليجية �لمنتجة في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الإبـــــداع‬

‫الدراما التليفزيونية ال ُعمَانية‬ ‫ل�سلين اجتماعيين الأول بعنوان "ال�سطرنج" اإخراج‬ ‫ّ‬ ‫م�س َ‬ ‫قدمت الدراما العمانية هذا العام َ‬ ‫ن��زار �سهيد الفدعم‪ ،‬وي��دور حول ج�سع و�سي وق�سوته على ابن �سقيق��ه اليتيم‪ ،‬والثاني بعنوان‬ ‫"دراي�س" اإخراج محمد وقاف‪ ،‬ويعالج ق�سايا اجتماعية موجودة في المجتمع ال ُع َماني كالغالء‬ ‫والت�سرفات غير الم�سوؤولة من قبل ال�سباب نحو عائالتهم‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪549‬‬

‫الدراما التليفزيونية العراقية‬ ‫• كما هو متوقّع ا�ستاأنفت الدراما التليفزيونية العراقية هذا العام ‪ -‬اأي�س ًا ‪ -‬تناول م�ساكل‬ ‫المواطن العراقي وهمومه‪ ،‬اإما ب�سكل �ساخر مثل م�سل�سل" اأنباع الوطن" اإخراج اأو�س ال�سرقي‪،‬‬ ‫المقتب���س عن الم�سرحية الم�سرية "الزعيم"‪ ،‬اأو م�سل�سل " جحا الفيدرالي" اإخراج علي حنون‪،‬‬ ‫اأو م�سل�س��ل "المواط��ن ج" اإخراج عدنان ابراهيم‪ ،‬اأو ب�سكل تراجي��دي مثل م�سل�سل " مالمح‬ ‫الوج��ه الآخ��ر" اإخراج رجاء كاظم‪ ،‬وم�سل�سل "ل تبك وطني" اإخ��راج اأمير قويدل‪ ،‬وم�سل�سل‬ ‫"الم�سير القادم" اإخراج عزام �سالح‪.‬‬ ‫• نجاح الم�سل�سل العراقي الكوميدي "اأنباع الوطن" جماهيريا داخل العراق وخارجه‪،‬‬ ‫الأمر الذي يعزوه النقاد اإلى الح�س النقدي ال�ساخر الذي تميز به الم�سل�سل‪ ،‬وخ�سو�س ًا فقرة‬ ‫يقدم فيها الحدث نف�سه مرتين‪ ،‬المرة الأولى ت�سور ما يمكن اأن يحدث‬ ‫"الخيال الواقع" التي ّ‬ ‫في عالم مثالي‪ ،‬والمرة الثانية ت�سور ما يحدث فعال على اأر�س الواقع‪.‬‬ ‫• تقديم اأول م�سل�س��ل يتن��اول حي��اة الأه��وار في الع��راق‪ ،‬وهو م�سل�سل "اأمطار النار"‬ ‫اإخراج عزام �سالح‪.‬‬ ‫ل�سلين ‪ :‬الأول هو الم�سل�سل الناجح‬ ‫• ّ‬ ‫م�س َ‬ ‫قدم الكاتب العراقي حامد المالكي هذا العام َ‬ ‫"فوبي��ا بغداد" الذي يدور حول ا�ستهداف العقول والكف��اءات العلمية العراقية‪ ،‬وقام باإخراجه‬ ‫ح�س��ن ح�سني‪ ،‬والثان��ي عن ق�سة حياة ال�ساعر معروف الر�سافي وق��ام باإخراجه اأركان جهاد‪،‬‬ ‫وقام بدور البطولة المم ّثل العراقي جواد ال�سكرجي‪.‬‬

‫• وفاة النجم الكومي��دي العراقي را�سم الجميلي بطل م�سل�سل "اأنباع الوطن" عن عمر‬ ‫يناهز ‪ 69‬عاما‪.‬‬ ‫• م�سل�سل جديد للكاتب عبا�س الحربي بعنوان "قمي�س من حلك الذيب" واإخراج علي‬ ‫اأبو يو�سف‪ ،‬يحاول فيه اإقامة العدل الأر�سي للذئب الذي ظلمه اأخوة يو�سف‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫قدم المخرج اأكرم كامل م�سل�سال‬ ‫• عل��ى خالف ال�سائد حاليا في الدراما العراقي��ة‪ّ ،‬‬ ‫كوميدي��ا بعنوان " اآخر اأيام ال�سيفية"‪ ،‬ي��دور حول بطة القبيحة التي تحاول عبث ًا العثور على‬ ‫قدم تفا�سيل‬ ‫"بياع الورد"‪ ،‬الذي ّ‬ ‫زوج‪ ،‬وكذل��ك ّ‬ ‫قدم المخرج جمال عبد جا�س��م م�سل�سله ّ‬ ‫ودقائ��ق الحياة العراقية بمنته��ى الدقة‪ ،‬والذي يو�سف الم�ساركون في��ه ب�سجاعة المقاتلين‬ ‫لموافقته��م على الت�سوي��ر في الحدائق والأماك��ن المفتوحة رغم الظ��روف الأمنية الحالية‬ ‫بالعراق‪.‬‬


‫‪550‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�شكل بياني ‪ )5‬ت�شنيف �لم�شل�شالت �لعر�قية �لمنتجة في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الدراما التليفزيونية اليمنية‬

‫الإبـــــداع‬

‫• معالجة م�سكلة الثاأر التي تُع َتبر الم�سكلة الأهم في المجتمع اليمني دراميا في الم�سل�سل‬ ‫التليفزيون��ي «الحب والثاأر»‪ ،‬الذي كتبه الإذاعي علي ال�سيان��ي‪ ،‬واأخرجه المخرج عبد العزيز‬ ‫الح��رازي‪ ،‬و�س��ارك فيه نخبة م��ن األمع نجوم الدرام��ا اليمنية منهم‪ :‬عل��ي الكوكباني ومديحة‬ ‫الحيدري التي توفيت في بداية عام ‪.2008‬‬ ‫تم تقديم مو�سم ثالث من الم�سل�سل الكوميدي اليمني الناجح "كيني ميني" اإخراج د‪.‬‬ ‫• ّ‬ ‫فا�سل العلفي‪ ،‬ومن المتوقع تقديم جزء رابع منه في �سهر رم�سان ‪.2008‬‬ ‫• ق��ام التليفزيون اليمني باإه��داء الم�سل�سل اليمني "خال العي��ال" اإخراج �سمير العفيف‬ ‫لع��دد من القنوات الف�سائية بهدف التروي��ج للدراما اليمنية‪ ،‬و ُيع َتبر هذا الم�سل�سل اأول م�سل�سل‬ ‫عر�س على ف�سائية عربية ‪.‬‬ ‫يمني تمثيال و اإنتاجا واإخراجا ُي َ‬ ‫• م�سارك��ة اليم��ن ف��ي مهرج��ان الإع��الم العرب��ي ‪2007‬بم�سل�سل�ي��ن تليفزيوني�ي��ن‬ ‫هما الم�سل�س��ل الكومي��دي "كين��ي وميني" اإخ��راج د‪ .‬فا�سل العلف��ي من اإنتاج قن��اة ال�سعيدة‬ ‫الف�سائية‪ ،‬والم�سل�سل الجتماعي"الحب والثاأر" اإخراج عبد العزيز الحرازي من اإنتاج الف�سائية‬ ‫اليمنية‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪551‬‬

‫الدراما التليفزيونية التون�صية‬ ‫حد‬ ‫تقديم اأول م�سل�سل تليفزيوني ُيجمع على جودته الجمهور التون�سي والنقّاد على ّ‬ ‫�سواء‪ ،‬وهو م�سل�س��ل "الليالي البي�س" اإخراج الحبيب الم�سلماني‪ ،‬الذي يمثل نقطة تحول‬ ‫في تاريخ الدراما التون�سية بمعالجته الجريئة للموا�سيع ال�سيا�سية والجتماعية‪ ،‬التي اقت�سر‬ ‫تقديمه��ا في ال�سابق على الأف��الم ال�سينمائية‪ ،‬كذلك بخروجه من قمق��م الأماكن المغلقة‬ ‫المعت��ادة في الم�سل�سالت التون�سي��ة‪ ،‬هذا بالإ�سافة اإلى كون��ه اأول م�سل�سل تون�سي يمكنه‬ ‫مناف�س��ة الم�سل�سالت الم�سرية وال�سوري��ة والخليجية في ال�ستحواذ عل��ى انتباه الم�ساهد‬ ‫التون�سي واإعجابه‪.‬‬ ‫تقدي��م جزء جديد من الم�سل�سل الكوميدي الق�سي��ر اأو ال�سيت كوم التليفزيوني الناجح‬ ‫"�سوفلي حل ج‪ "5‬تاأليف حاتم بالحاج‪ ،‬اإخراج �سالح الدين ال�سيد‪ ،‬والذي تعالج اأحداثه هذا‬ ‫العام الم�ساكل اليومية في حياة عزة وال�سبوعي المتزوجين حديث ًا‪.‬‬ ‫عودة اأ�سهر ثنائي كوميدي تون�سي �ساخر "المنجي العوني" و"نور الدين بن عياد"‪ ،‬بعد‬ ‫غي��اب ا�ستمر نحو ‪ 18‬عاما‪ ،‬للظهور م��ن جديد على التليفزيون التون�سي في ا�سكت�س كوميدي‬ ‫بعن��وان "ما بيناتنا" من اإخراج عبد الجبار البحورى‪ .‬الجدير بالذكر اأن ال�سل�سلة الجديدة تُع َتبر‬ ‫ا�ستكما ًل للخ��ط النقدي الجتماعي ال�سيا�سي ال�ساخر نف�سه‪ ،‬الذي بداأه الثنائي في الثمانينيات‬ ‫في ال�سل�سلة الكوميدية ال�سهيرة " خاطيني"‪.‬‬

‫م�سارك��ة موؤ�س�س��ة الإذاع��ة والتلف��زة التون�سية ف��ي مهرج��ان الإع��الم العربي ‪2007‬‬ ‫بثالثة م�سل�س��الت تليفزيونية هي‪ :‬م�سل�سل "كمنجة �سالم��ة" اإخراج حمادي عرافة‪ ،‬وم�سل�سل‬ ‫"الليال��ي البي�س" اإخراج الحبيب الم�سلماني‪ ،‬وال�سيت كوم "�سوفلي حل" اإخراج �سالح الدين‬ ‫ال�سيد‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫تحويل حكاي��ات الإعالمي التون�سي الراحل عبد العزيز العروي الم�ستوحاة من التراث‬ ‫وقدمها اإذاعي�� ًا في ال�ستينيات وال�سبعيني��ات‪ ،‬اإلى عمل تليفزيوني‬ ‫ال�سعب��ي التون�س��ي‪ ،‬التي �سبق ّ‬ ‫بعنوان "حكايات العروي"‪ .‬يدور العمل حول قيم الف�سيلة والحب والبر بالوالدين ونبذ البخل‬ ‫والنرج�سي��ة والك�س��ل‪ .‬الم�سل�س��ل �سيناريو واإخ��راج الحبيب الجمني‪ ،‬وكت��ب حواره كمال‬ ‫المولهي‪.‬‬


‫‪552‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�شكل بياني ‪ )6‬ت�شنيف �لم�شل�شالت �لتون�شية �لمنتجة في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الدراما التليفزيونية الجزائرية‬

‫الإبـــــداع‬

‫ويتعر�س لوقائع الع�سرية ال�سوداء‬ ‫• تقدي��م اأول م�سل�سل جزائري يعالج ظاهرة الإرهاب‬ ‫ّ‬ ‫اأو الح��رب الأهلية الجزائرية‪ ،‬التي ا�ستمرت من عام ‪ 1992‬وحتى عام ‪ .2001‬الجدير بالذكر‬ ‫اأن م�سل�سل "موعد مع القدر" قد فاز باأغلب الجوائز التي تمنحها موؤ�س�سة الفنك الذهبي لأح�سن‬ ‫الأعم��ال التلفزيونية في عام ‪ 2007‬الدورة الخام�سة‪ ،‬والتي توزعت بين اأح�سن ديكور لمحمد‬ ‫ب��ودي‪ ،‬واأح�سن �س��ورة لأحمد الزين وجون فيل��و بولو‪ ،‬واأح�سن دور ن�س��وي للممثلة مليكة‬ ‫بلباي‪ ،‬واأح�سن �سيناريو لكريم خديم‪ ،‬واأح�سن اإخراج لجعفر قا�سم‪.‬‬ ‫• ف��وز العمل الكوميدي " نا�س مالح �سيتي" اإخ��راج جعفر قا�سم بجائزة الجمهور في‬ ‫م�سابقة موؤ�س�سة الفنك الذهبي لأح�سن الأعمال التلفزيونية في عام ‪.2007‬‬ ‫• فوز م�سل�سل "عم��ارة الحاج لخ�سر" بثالث من الجوائز التي تمنحها موؤ�س�سة الفنك‬ ‫الذهب��ي لأح�س��ن الأعم��ال التلفزيونية في ع��ام ‪ 2007‬ال��دورة الخام�سة‪ ،‬والت��ي توزعت بين‬ ‫اأح�س��ن دور رجالي لخ�سر بوخر�س‪ ،‬واأح�س��ن مونتاج ل�سريف بقورة‪ ،‬واأح�سن �سوت لفن�سيا‬ ‫دي فيير‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪553‬‬

‫• ف��وز م�سل�سل "اربح يا الخا�سر" اإخراج مهدي عبد الحق بجائزة لجنة التحكيم‪ ،‬التي‬ ‫تمنحها موؤ�س�سة الفنك الذهبي لأح�سن الأعمال التلفزيونية في عام ‪.2007‬‬ ‫• فوز توفيق بومالح بجائزة اأح�سن مو�سيقى ت�سويرية عن م�سل�سل "علي وعلي يدي وعلي‬ ‫ما يدي�س" في م�سابقة موؤ�س�سة الفنك الذهبي لأح�سن الأعمال التلفزيونية في عام ‪.2007‬‬ ‫• ف��وز المم ّثل ح�سان بوكر�سي بجائزة اأح�سن دور رجالي ثانوي عن دوره في م�سل�سل‬ ‫"م��ع المهني روح متهن��ي" في م�سابقة موؤ�س�سة الفنك الذهبي لأح�س��ن الأعمال التلفزيونية في‬ ‫عام ‪.2007‬‬ ‫• ف��وز المم ّثلة رزيقة فرحان بجائزة اأح�سن دور ن�سائ��ي ثانوي عن دورها في م�سل�سل‬ ‫"ح��ال واأح��وال" ف��ي م�سابقة موؤ�س�س��ة الفنك الذهب��ي لأح�سن الأعم��ال التلفزيوني��ة في عام‬ ‫‪.2007‬‬

‫• م�سارك��ة الموؤ�س�س��ة الوطني��ة للتلفزة الجزائري��ة في مهرجان الإع��الم العربي ‪2007‬‬ ‫بم�سل�سل تليفزيوني واحد هو "موعد مع القدر" اإخراج جعفر قا�سم‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• اإعالن نتائج جوائز موؤ�س�سة الفنك الذهبي لأح�سن الأعمال التلفزيونية المقدمة في عام‬ ‫‪ 2006‬ال��دورة الرابعة كالتالي‪ :‬جائزة اأح�سن ديكور لعب��د القادر بوعي�سي عن م�سل�سل "ر�سيد‬ ‫الق�سنطين��ي"‪ ،‬جائ��زة اأح�سن مو�سيق��ى ت�سويرية لنوبلي فا�سل عن العم��ل نف�سه‪ ،‬جائزة اأح�سن‬ ‫�س��وت لفريد قرطبي ومحمد زواني ع��ن م�سل�سل "بيناتنا"‪ ،‬جائزة اأح�سن �سورة لب�سير �سالمي‬ ‫واأحم��د م�سعد عن العمل نف�س��ه‪ ،‬جائزة اأح�سن مونتاج لزهير لوراني ع��ن م�سل�سل "المتحان‬ ‫ال�سع��ب"‪ ،‬جائ��زة اأح�سن ثاني دور رجال��ي لم�سطفى لعريبي عن العمل نف�س��ه‪ ،‬جائزة اأح�سن‬ ‫ثان��ي دور ن�سائي لب�سرى عقبي ع��ن م�سل�سل "دوامة الحياة"‪ ،‬جائزة اأح�سن دور ن�سائي لفطيمة‬ ‫حليلو عن م�سل�سل "قوربي بال�س"‪ ،‬جائزة اأح�سن دور رجالي لمدني نعمون منا�سفة مع ر�سيد‬ ‫فار�س عن م�سل�سلي "المتحان ال�سعب" و"العودة"‪ ،‬جائزة اأح�سن �سيناريو لمرزاق بقطا�س عن‬ ‫م�سل�سل "العودة "‪ ،‬جائزة اأح�سن اإخراج لدحمان اأوزيد عن نف�س العمل‪ ،‬جائزة لجنة التحكيم‬ ‫لنزي��م قايدي عن م�سل�سل "المتحان ال�سعب"‪ ،‬الجائزة ال�سرفية للدراما العربية للفنان ال�سوري‬ ‫اأيمن زيدان‪.‬‬


‫‪554‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�شكل بياني ‪ )7‬ت�شنيف �لم�شل�شالت �لجز�ئرية �لمنتجة في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الدراما التليفزيونية المغربية‬

‫الإبـــــداع‬

‫تم تقديم جزء ثان من الم�سل�سل الناجح "البعد الآخر" اإخراج محمد الخياط‪ ،‬الذي تقوم‬ ‫• ّ‬ ‫حلقات��ه المنف�سلة على الت�سويق ومزج الواق��ع بالخيال‪ .‬وتتمثّل الإ�سافة الجديدة في هذا الجزء في‬ ‫توظيف مواقف كوميدية في اأحداث الم�سل�سل‪.‬‬ ‫• ّتم تقديم جزء ثان من الم�سل�سل التراثي الناجح "رمانة وبرطال" اإخراج فاطمة علي بوبكدي‬ ‫و�سيناريو اإبراهيم علي بوبكدي‪ ،‬الذي اأ�ساف اإلى �سخ�سيات هذا الجزء �سخ�سية جديدة بق�سة جديدة‬ ‫ت�ستوح��ي اأحداثها من المتن الحكائي ال�سعبي المغربي‪ ،‬به��دف تفادي اإح�سا�س الجمهور بالملل من‬ ‫تكرار ال�سخ�سيات نف�سها التي ّميزت الجزء الأول من الم�سل�سل‪.‬‬ ‫• تقديم �سفي��ق ال�سحيمي عا�سق الأدب العالمي لم�سل�سل مغربي جديد بعنوان "�سيف‬ ‫بلعمان" مقتب�س عن رواية "الأخوة كارامازوف" للكاتب للرو�سي فيودور دو�ستوف�سكي‪.‬‬

‫• اإع��ادة توظيف �سخ�سيات وحبكة الفيل��م التليفزيوني الناجح "الق�سية"‪ ،‬الذي ُع ِر�س‬ ‫في العام الما�سي في م�سل�سل تليفزيوني بولي�سي بال�سم نف�سه‪ ،‬وبفريق العمل نف�سه‪ ،‬في ما ي�سبه‬ ‫ال�سل�سلة البولي�سية ال�سهيرة ‪ ،CSI‬م�سل�سل "الق�سية" من اإخراج نور الدين الخماري‪.‬‬

‫• تقديم اأكثر من م�سل�سل تليفزيوني بولي�سي في عام ‪ ،2007‬مثل "الق�سية" اإخراج نور‬ ‫الدين الخماري‪ ،‬و"الأخطبوط" اإخراج محمد اأق�سايب‪.‬‬ ‫ل�سلي��ن مغربيين ق�سيرين كوميديين من نوعية ال�سيت كوم هما "العوني"‬ ‫م�س َ‬ ‫تم تقديم َ‬ ‫• ّ‬ ‫يقدمان‬ ‫اإخ��راج ح�سن غنجة‪ ،‬و"عبد الروؤوف والتقاعد" اإخ��راج محمد لي�سير‪ ،‬والم�سل�سالن ّ‬


‫‪555‬‬

‫الإبــداع‬

‫ب�س��كل �ساخر الحي��اة اليومية لأ�سرتين مغربيتي��ن‪ :‬الأولى اأ�سرة العون��ي �ساحب المقهى الذي‬ ‫تغرقه زوجته بالمطالب المادية المبالغ فيها‪ ،‬والثانية اأ�سرة عبد الروؤوف الذي ترغمه زوجته بعد‬ ‫تقاعده على العودة اإلى �سوق العمل طمعا في دخل اإ�سافي‪.‬‬ ‫• توظيف الدراما النف�سية في الم�سل�سل المغربي " الأبرياء" اإخراج محمد عاطفي‪.‬‬

‫• تقديم اأكثر من م�سل�سل تليفزيوني كوميدي هذا العام مثل " رحيمو" اإخراج اإ�سماعيل‬ ‫ال�سعيدي‪ ،‬و"بوتفونا�ست والأربعون ل�سا" اإخراج العربي األتيت‪.‬‬ ‫• ف��وز الم�سل�س��ل المغربي الناج��ح "الم�ست�سعفون" اإخراج نا�س��ر لهوير‪ ،‬الذي تدور‬ ‫اأحداث��ه في البادية المغربي��ة‪ ،‬بالجائزة الخا�سة بالم�سل�سالت ف��ي حفل "نجوم بالدي"‪ ،‬الذي‬ ‫يقيمه الإنتاج ال�سمعي الب�سري المغربي كل عام‪.‬‬

‫• م�ساركة المغرب في مهرجان الإعالم العربي ‪ 2007‬باأربعة م�سل�سالت تليفزيونية هي‬ ‫م�سل�س��ل "رمانة وبرطال" اإخراج فاطمة علي بوبك��دي‪ ،‬وم�سل�سل "رحيمو" اإخراج اإ�سماعيل‬ ‫ال�سعيدي م��ن اإنتاج القناة الثانية بتليفزيون المغرب‪ ،‬وم�سل�س��ل "الم�ست�سعفون" اإخراج نا�سر‬ ‫لهوير‪ ،‬وم�سل�سل "الأبرياء" اإخراج محمد عاطفي من اإنتاج ال�سركة الوطنية لالإذاعة و التلفزة‪.‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )8‬ت�شنيف �لم�شل�شالت �لمغربية �لمنتجة في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الإبـــــداع‬

‫الدراما التليفزيونية ال�صودانية‬

‫يتم اإنتاجه‬ ‫ت��م تقدي��م م�سل�سل "اأمير ال�س��رق"‪ ،‬الذي ُيع َتب��ر اأول م�سل�سل تليفزيون��ي ّ‬ ‫• ّ‬ ‫بتع��اون م�سترك بين م�س��ر وال�سودان‪ ،‬والذي ير�سد ال�سيرة الذاتي��ة للمنا�سل ال�سوداني عثمان‬


‫‪556‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫دقن��ه �ساح��ب الدور الف ّعال في الث��ورة المهدية �سد ال�ستعمار الإنجليزي ف��ي ال�سودان‪ .‬وقد‬ ‫كت��ب �سيناريو الم�سل�سل محمد خليل الزهار‪ ،‬وق��ام باإخراجه توفيق حمزة‪ ،‬و�سارك في بطولته‬ ‫عدد كبير من نجوم الدراما الم�سرية وال�سودانية مثل جمال عبد النا�سر ومي عبد النبي و�سميرة‬ ‫عبد العزيز وجمال ا�سماعي��ل و�سبري عبدالمنعم‪ ،‬والراحالن محمد ال�سبع والمم ّثل الم�سري‬ ‫الوهاب عبد اهلل وه��دى ماأمون وال�سر‬ ‫ال�سودان��ي الأ�س��ل اإبراهيم خان‪ ،‬وم��ن ال�سودان عب��د ّ‬ ‫محج��وب‪ ،‬وقد تم ت�سوير الم�سل�سل في ال�سودان وم�سر‪ .‬الجدي��ر بالذكر اأن حوار الم�سل�سل‬ ‫مكت��وب باللغة العربية الف�سح��ى بهدف التدرج في ن�س��ر الدراما ال�سوداني��ة‪ ،‬وتي�سير ت�سويق‬ ‫الم�سل�سل في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫• م�ساركة ال�سودان في مهرجان الإعالم العربي ‪ 2007‬بم�سل�سل "اأمير ال�سرق" اإخراج‬ ‫توفيق حمزة من اإنتاج موؤ�س�سة الفداء لالإنتاج الفني‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫الإبـــــداع‬

‫تنوع الإنتاج التليفزيوني العربي اأن اأغلب المحطات �سواء اأكانت حكومية‬ ‫يتبي��ن لنا من ّ‬ ‫ّ‬ ‫اأم خا�س��ة ت�سعى في اإنتاجاته��ا الأخيرة اإلى التو�سل اإلى جماهيرية �سعبي��ة مهما كان الأ�سلوب‬ ‫المعتمد والو�سائل الم ّتبعة‪.‬‬ ‫وقد تراجع طم��وح التليفزيونات العربية عن تقديم الأعم��ال ذات الجذور الجتماعية‬ ‫القديم��ة كم�سل�سالت محفوظ عبد الرحمن‪ ،‬و�سيطرت الم�سل�سالت الكوميدية والميلودرامية‬ ‫ذات الأحداث المفتعلة على اأغلب نتاجات التليفزيون‪ ،‬كما توقف اإنتاج الم�سل�سالت التاريخية‬ ‫ذات الطابع الفكري العميق‪ ،‬الذي يغو�س في التاريخ العربي واأحداثه ل�ستخال�س العبر‪.‬‬

‫ويو�س��ح المنحنى البياني التالي ح�س��ول الم�سل�سالت الميلودرامي��ة والكوميدية على‬ ‫ن�سيب الأ�سد من مجموع الم�سل�سالت العربية في ‪ ،2007‬حيث بلغ مجموع عدد الم�سل�سالت‬ ‫ال خليجي ًا‪ ،‬و‪ 14‬م�سل�س ً‬ ‫ال م�سري ًا‪ ،‬و‪ 28‬م�سل�س ً‬ ‫ال من بينها‪ 23 :‬م�سل�س ً‬ ‫الميلودرامية ‪ 84‬م�س�ل�س� ً‬ ‫ال‬ ‫�سوري�� ًا‪ ،‬و‪ 4‬م�سل�سالت جزائرية‪ ،‬و‪3‬م�سل�سالت لبناني��ة‪ ،‬ومثلها مغربية‪ ،‬وم�سل�سلين تون�سيين‪،‬‬ ‫وم�سل�سل واحد يمني‪ ،‬واآخر اأردني‪.‬‬

‫في حين بلغ مجموع عدد الم�سل�سالت الكوميدية ‪ 40‬م�سل�سال من بينها‪ 5 :‬م�سل�سالت‬ ‫م�سري��ة‪ ،‬ومثلها �سورية‪ ،‬و‪ 18‬م�سل�سال خليجيا‪ ،‬و‪3‬م�سل�س��الت جزائرية‪ ،‬وم�سل�سلين لبنانيين‪،‬‬ ‫ومثلهما يمنيين ومغربيين‪ ،‬وم�سل�سل واحد فل�سطيني‪ ،‬واآخر تون�سي‪.‬‬ ‫اأما الدراما التاريخية فاقت�سرت على ‪11‬م�سل�سال‪ ،‬منها‪ 5 :‬م�سل�سالت �سورية‪ ،‬م�سل�سالن‬ ‫م�سريان‪ ،‬وم�سل�سل واحد اأردني‪ ،‬واآخر عراقي‪ ،‬ومثله كويتي‪ ،‬و�سوداني‪.‬‬


‫‪557‬‬

‫الإبــداع‬

‫(�شكل بياني ‪ )9‬ت�شنيف �لم�شل�شالت �لعربية �لمنتجة في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫وم��ن خالل هذا الكم الكبير من الإنتاج ُيالح��ظ اأن م�ستوى الجودة التليفزيونية والأثر‬ ‫الفن��ي العميق كان ا ّ‬ ‫أقل ب�سكل ملحوظ ع��ن مو�سم ‪ ،2004-2003‬الذي �سهد طفرة تليفزيونية‬ ‫مرموقة‪.‬‬ ‫ورغ��م التع��اون العربي الوثيق بي��ن كثير م��ن التليفزيون��ات العربية تت�سح لن��ا محاولة‬ ‫التليفزي��ون الخليج��ي اإ�ساعة لهجته �سواء عن طريق الأغاني‪ ،‬اأو ع��ن طريق تطعيم الم�سل�سالت‬ ‫بنجوم م�سريين وعرب لهم جماهيرية وا�سعة‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫واإذا كان الإع��الم الخليج��ي لزال قا�س��را ف��ي المي��دان ال�سينمائي ع��ن تو�سيع نطاق‬ ‫جماهيريته ومتفرجيه وفر�س �سوق عربية لإنتاجه‪ ،‬فاإن �سهولة العر�س التليفزيوني خ�سو�سا في‬ ‫القنوات الف�سائية قد اأدخل ب�سكل ما الدراما واللهجة الخليجية اإلى البيت العربي‪ ،‬وهو ما تاأكد‬ ‫بو�سوح من خالل اإنتاج عام ‪.2007‬‬ ‫ي�ساحب ذلك تده��ور م�ستوى الإنتاج التليفزيوني الم�س��ري‪ ،‬وتع ّثر الإبداع الحقيقي‬ ‫المبهر في الدراما ال�سورية‪.‬‬ ‫اأما الدراما القادمة من بالد المغرب العربي‪ ،‬فالزال ال�سوط اأمامها طوي ً‬ ‫ال؛ ب�سبب عوائق‬ ‫اللهجة وانعدام جماهيرية نجومها‪ ،‬وهي كما تبدو لنا الآن تقف في طابور النتظار لترى نتيجة‬ ‫المعركة القائمة بين التليفزيون الخليجي وتليفزيونَي م�سر و�سوريا‪ ،‬والتي �ستف�سح ‪ -‬اآخر الأمر‬ ‫ فراغ ًا تتمكن فيه الم�سل�سالت الخليجية بف�سل دعايتها واأموالها من ملئه‪.‬‬‫ويب��دو اأن حركة الري��ح في �سماء التليفزيون حركة متقلبة‪ ،‬ق��د تعطي – اأحيان ًا ‪ -‬مجا ًل‬ ‫لحفنة اأمط��ار‪ ،‬وقد تف�سح ‪ -‬اأحيانا اأخرى ‪ -‬مجا ًل ل�سم�س جديدة كي ت�سرق‪.‬‬



‫‪559‬‬

‫الإبــداع‬

‫المحور الرابع‬

‫الم�صرح في الوطن العربي‬ ‫تظاهرات ومهرجانات ‪2007‬‬

‫مالمح الم�صهد الم�صرحي العربي‬

‫ي�سهد الم�سرح في العالم العربي‪ ،‬في مرحلة القرن الواحد والع�سرين‪ ،‬تحولت متعددة‪،‬‬ ‫نظرا لما يمر به العالم من تغيرات �سيا�سية وثقافية واجتماعية واقت�سادية‪ ،‬انعك�ست بدورها على‬ ‫الخط��اب الم�سرح��ي‪ .le discours du théâtre ،‬وق��د �سكلت الظاه��رة الم�سرحية في العالم‬ ‫رقي الح�س الثقافي اأو‬ ‫العرب��ي رافدا اأ�سا�سيا ومهما من روافد الثقافة العربية‪،‬وباتت موؤ�سراً على ّ‬ ‫يعول عليه في تدعيم‬ ‫تده��وره ل��دى الجمهور العربي‪ ،‬فبعد جيل ال�ستينيات‪ ،‬ياأت��ي جيل جديد ّ‬ ‫اأ�س�س الحركة الم�سرحية العربية‪ ،‬ول�سيما اأنه لم ي�ستغن عن تجربة الأجيال ال�سابقة‪ ،‬فهو ي�ستند‬ ‫اإلى خبرته المتجذرة في التاأليف والأداء التمثيلي‪ ،‬وينهل منها ويفيد في�سنع تجربته‪ ،‬ويعبر فيها‬ ‫عن روؤيته الفكرية والفنية‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫وت��دل الدرا�س��ات والأبح��اث التي تناول��ت نتاج الم�س��رح خالل ع��ام ‪ ،2007‬على‬ ‫عول عليها كثيرا‬ ‫ظهوراتجاه��ات جديدة (كالم�س��رح الن�سوي )‪ ،‬وخفوت اتجاهات اأخ��رى ّ‬ ‫م�س��رح ال�ستيني��ات كالم�س��رح التراثي‪ ،‬و�س��ار التوجه حديث��ا نحو فنون العر���س ( الم�سرح‬ ‫الراق�س‪ ،‬والغنائي‪)..‬‬ ‫ويالحظ على �سعيد تنوع النتاج الم�سرحي في العالم العربي‪ ،‬اأن الم�سرح العربي الذي‬ ‫يقدم��ه ه��ذا الجيل بالتعاون م��ع جيل ال�ستينيات قد ب��د أا ير�سم م�ساره‪ ،‬متخلي��ا عن مو�سوعات‬ ‫واأن��واع م�سرحي��ة تقليدي��ة منه��ا الم�س��رح التراثي ال��ذي بلغ ع��دد م�سرحيات��ه ‪ 30‬م�سرحية‬ ‫وكذل��ك الرومن�س��ي‪ ،‬والواقعي الذي لم يتج��اوز ‪ 15‬م�سرحية‪ ،‬وحتى الم�س��رح العبثي الذي‬ ‫بل��غ ‪ 10‬م�سرحيات‪ ،‬ولكنه لم يتخل عن الم�س��رح ال�سيا�سي الذي بلغ ‪ 75‬م�سرحية‪ ،‬والم�سرح‬ ‫الجتماع��ي ال��ذي بلغ ‪ 110‬م�سرحية �سغلت اأغلبها العرو���س الم�سرحية الم�سرية وال�سورية‪،‬‬ ‫والبارز في ر�سد الأنواع الم�سرحية هو الهتمام بم�سرح المونودراما‪ ،‬وم�سرح الطفل الذي بلغ‬


‫‪560‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫عدد م�سرحياته ‪ 50‬م�سرحية‪ .‬والمالحظ اأي�س ًا اأن الأنواع الكوميدية التي بلغت نحو ‪ 15‬عر�س ًا‬ ‫قد تراجعت ل�سالح التراجيديا التي بلغت ‪ 30‬م�سرحية(*)‪.1‬‬

‫لك��ن الم�سرح العربي ما زال متعثراً‪ ،‬ويتفاع��ل ببطء مع التطورات الحديثة في الم�سرح‬ ‫العالم��ي‪ ،‬كالتركيز على فنون العر�س الأدائي والمو�سيقي والغنائي‪ ،‬كما تك�سف قراءة الم�سهد‬ ‫الم�سرحي عن تغيرات كثيرة طراأت على الم�سرح العربي‪.‬‬ ‫• يح��اول الم�سرح الم�سري جاهداً تجاوز الأزمة التي لزمته فترة‪ ،‬والتحرر من بع�س‬ ‫الأعم��ال الهابط��ة‪ .‬فقد تم العمل عل��ى تقديم اأعمال بنظام الريبرت��وار ‪ Repertoire‬كمحاولة‬ ‫ل�ست��رداد الجمهور‪ ،‬والعم��ل على ت�سجيع اأ�سم��اء موؤلفين جدد‪ ،‬وعدم القت�س��ار على اأ�سماء‬ ‫الراحلين والكتفاء بهم اأو اإحياء تقديم اأعمال م�سرحية قديمة‪.‬‬ ‫• تهاف��ت اأغلب اأعمال الجيل الحالي على التجاه التجريبي دون وعي بالمعنى العميق‬ ‫لم�سطل��ح التجري��ب‪ ،‬فتبرز اإ�سكالي��ة تعاطيه مع الم�سطلح عندما يتبن��ى فكرته دون اأن يتوافر‬ ‫لدي��ه العل��م الكافي باأ�س��ول وقواعد وماهية التجري��ب‪ ،‬وح�سب قول ناق��د اإيطالي في الدورة‬ ‫الأول��ى للمهرجان التجريبي في م�سر‪« :‬اإننا نواجه ظاهرة عرو�س تعك�س علينا المعنى الحرفي‬ ‫للتجريب‪ ،‬ول تقدم لنا الأعماق الإن�سانية والعلمية لمعنى التجريب»‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫• فالتجريب عب��ارة عن محاولت مدرو�سة لتحديث تن��اول مفردات العر�س‪ ،‬بحيث‬ ‫اعتبر بع���س ال�سباب الم�سرحيين من الذين ركبوا موجة التجري��ب‪ ،‬اأنه اإعالن موت الموؤلف‪،‬‬ ‫ولج��اأوا اإلى م��ا ي�سمى بالعمل الجماعي ف��ي تاأليف الن�س‪ ،‬اأو اإلى ا�ستب��دال الحرف والكلمة‬ ‫بال�سم��ت والإيم��اءات معلين قيمة التعبير بالج�سد والرق�س ف��وق قيمة الكلمة‪ ،‬اإذ حاول كثير‬ ‫من العرو�س تلم�س طريقه بدخوله في ال�سكل التجريبي ( لغة الج�سد ) اأ�سلوب اللعبة الم�سرحية‬ ‫ال��ذي يتبناه ميرهولد‪،‬اأو الرجوع اإلى الأ�سل��وب العبثي اأو اأ�سلوب الرق�س الحديث الذي تبنته‬ ‫مارتا جراهام‪ ،‬وهذه الأ�سكال واإن تجاوزتها الحركة الم�سرحية العالمية اإل اأنها تعتبر في �سياق‬ ‫تجربتن��ا الم�سرحي��ة �سعبة التنفيذ‪ ،‬اإذ ل زالت حياتنا الم�سرحية تخ�سع لقيود كثيرة في ال�سكل‬ ‫والم�سمون‪ ،‬من هنا جاء تر�سيخ فكرة موت الموؤلف لدى هوؤلء الم�سرحيين الجدد‪ ،‬ل �سيما‬ ‫في م�سر و�سوريا‪ ،‬وانتعا�س ظهور المخرج ‪ /‬الموؤلف وازدهار فكرة الدراماتورجيا‪ ،‬اأي �سياغة‬ ‫المخ��رج لن�س عر�سه اأو تاأليف��ه اأو توليفه من عدة ن�سو�س م�سرحي��ة‪ ،‬وهي ظاهرة نجدها في‬ ‫اأغلب عرو�س الجيل الم�سرحي العربي بهدف حل م�سكلة اأزمة التاأليف الم�سرحي‪.‬‬

‫• معان��اة بع�س الم�سارح العربية المنتجة من تقوقعها داخل بالدها‪ ،‬وذلك اإما لظروف‬ ‫�سيا�سية‪ ،‬فالم�سرح الفل�سطيني مث ً‬ ‫ال يعاني ب�سكل عام من نق�س في المخرجين واإدارات الم�سرح‬

‫(*) الإح�ساءات الواردة في هذا المحور م�ستقاة من ر�سد لإجمالي العرو�س الم�سرحية العربية في عام ‪.2007‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪561‬‬

‫الناجح��ة القادرة على ت�سوي��ق نف�سها في الم�سارح الأوروبية‪ ،‬اأو لظ��روف اجتماعية و�سيا�سية‬ ‫وتحد من فر�س الإبداع والنطالق‪ ،‬اأو لظروف اقت�سادية ب�سبب‬ ‫تقيد من م�ساحة حرية التعبير‬ ‫ّ‬ ‫ظاهرة الغالء وارتفاع الأ�سعار بما فيها اأ�سعار بطاقات دخول الم�سرح‪.‬‬

‫• القي��ود المفرو�سة عل��ى الممار�سة الم�سرحية ف��ي بع�س البالد العربي��ة والخليجية‪،‬‬ ‫ب��كل اأ�سكاله��ا ال�سيا�سية والجتماعي��ة والقيمية الأخالقية‪ ،‬والرقابية والت��ي تحول دون بع�س‬ ‫العرو���س‪ ،‬كعر���س "الق�سية ‪ ."2007‬فبعد اأربعين �سنة من منعه��ا عر�ست م�سرحية «اليهودي‬ ‫التائ��ه» لي�سري الجندي على م�سرح الهناجر في م�سر‪،‬ولكن بعنوان اآخر هو «الق�سية ‪»2007‬‬ ‫من اإخراج ح�سن الوزير وهي تتناول الق�سية الفل�سطينية‪.‬‬

‫• قلة الإ�سدارات النقدية الم�سرحية العربية‪ ،‬وندرة الكتب النقدية المترجمة التي تفيد‬ ‫الم�سرحيين من هذا الجيل على الرغم من الدور الكبير الذي ت�سطلع به المعاهد والأكاديميات‬ ‫المخ�س�سة في العلوم الم�سرحية‪.‬‬

‫الح�صور الن�صائي في الم�صرح العربي‬

‫والتجربة الأولى �سمن هذا الإطار هي ما قدمته المخرجات في مهرجان المخرجة‬ ‫الم�سرحية في م�سر‪ ،‬والفرقة الم�سرحية الن�سائية في ال�سعودية‪ ،‬وظهور عدد من المخرجات‬ ‫الم�سرحي��ات في لبنان والإمارات والعراق‪ .‬وكان عر�س «ن�ساء لوركا» للمخرجة العراقية‬ ‫عواطف نعيم والذي ات�سم بروؤية �سينوغرافية مميزة مثيراً للجدل‪.‬‬ ‫اأع��دت المخرجة العراقية ن�س عر�سها من توليفة بين اأربعة ن�سو�س للكاتب الم�سرحي‬ ‫الإ�سبان��ي فردريكو غار�سيا لوركا وهي «ميريانا بينيدا» و«يرما» و«عر�س الدم» و«بيت برناردا‬ ‫الب��ا»‪ .‬ا�ستل��ت منها �سخ�سيات ن�سوي��ة واأ�سبحت هي �سخ�سيات ن�ساء ل��وركا لنعيم‪ .‬مهدت‬ ‫لإن�س��اء الحكاي��ة من خالل ن�س «يرما» بوا�سط��ة مونودراما تلون��ت بالتراجيدي‪ ،‬وكون�سرتو‬

‫الإبـــــداع‬

‫كان��ت هناك مح��اولت للبع�س من الن�ساء اللواتي اعتبرن اأن هن��اك �سربا من الم�سرح‬ ‫يج�س��د �سكال من اأ�سكال الممار�سة الم�سرحية الن�سوي��ة المادية‪ ،‬وارتاأين ظاهرة تجذرالنوع ‪/‬‬ ‫‪ Gender‬في ه��ذا الم�سرح‪ ،‬وقد اعتبرن اأنه تعبير عن طابع ثقافي ن�سائي الهوية يلت�سق بالحركة‬ ‫الن�سوي��ة الراديكالية‪ ،‬وبن��اء عليه فقد ت�سورن «بويطيق��ا» جديدة قمن بتو�سيفه��ا‪ ،‬وقلن "اإنها‬ ‫تتلخ���س في اإعادة �سياغ��ة نظريات خا�سة ب��اأدوات الن�س الدرامي والإخ��راج الم�سرحي في‬ ‫محاول��ة لخلق موقع جدي��د للكيان الأنثوي المرغوب فيه‪ ،‬وهي محاولة �ستغير تماما من اإر�ساء‬ ‫دعائ��م في مج��ال الإ�سارات‪ ،‬وقد تحدث في الن�س بع�س التغي��رات ‪ :‬قد يكون موجزا ولي�س‬ ‫تف�سيليا اأو �سظويا ولي�س ملتب�سا تماما ولي�س وا�سح ًا ولي�س م�ستر�س ً‬ ‫ال"‪.‬‬


‫‪562‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ام��راأة عا�ست عذاب��ات كافية لتلقي بها في وحدانية قاتلة فاقم��ت قهرها‪ ،‬عندما فقدت زوجها‬ ‫وحرمت من الإنجاب‪.‬‬

‫وق��د ا�ستط��اع الن�س اأن يثبت ه��ذا كله من خ��الل مونولوج داخلي كت��ب بلغة درامية‬ ‫ا�ستفاق��ت بها كل الم�ساع��ر الإن�سانية التي حرك��ت �سكونية الفعل و ماأ�سات��ه باتجاه تراكمية‬ ‫الحرك��ة وتطورها حتى تبلغ الذروة ‪،‬مما جعل الن�س ثريا بمفرداته وروؤيته الفنية‪ ،‬ومتمكنا من‬ ‫الرتق��اء اإلى خ�سب��ة الم�سرح‪ .‬ثم ا�ستعانت ب�سخ�سي��ة ماريانا من م�سرحي��ة «ماريانا بينيدا» اأو‬ ‫«وداع ًا يا غرناطة» … وهي اإحدى �سخ�سيات التاريخ الأ�سباني التي ا�ستركت في الكفاح من‬ ‫اأجل الحرية في بالدها‪ ،‬ومزج فيها �سعوره الفيا�س المتمثل في ال�سعر الغنائي ال�سعبي مع وقائع‬ ‫التاريخي والأ�سطورة مع ًا‪ ،‬اإنها م�سرحية الحرية والحب والت�سحية من اأجل النبل وال�سمو‪.‬‬ ‫(�شكل بياني ‪ )1‬معدل تقريبي للم�شرحيات في �لعالم �لعربي ‪2007‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ال�سودان‬

‫ليبيا‬

‫تون�س‬

‫الجزائر‬

‫عمان‬

‫قطر‬

‫ال�سعودية‬

‫الإمارات‬

‫البحرين‬

‫الكويت‬

‫فل�سطين‬

‫الأردن‬

‫لبنان‬

‫�سوريا‬

‫م�سر‬

‫الم�صرح الم�صري‬ ‫لعب��ت م�س��ر دوراً كبيراً في تفعيل الحركة الم�سرحية في العال��م العربي‪ ،‬بال�ستراك مع‬ ‫م�سرحيي��ن ع��رب‪ ،‬وطرحت اأ�سماء م�سرحية تجل��ت في ف�ساءات الم�س��رح العربية‪ ،‬وقدمت‬ ‫اأعمال م�سرحية متنوعة التجاهات والثيمات كان اأبرزها في عام ‪: 2007‬‬ ‫�لم�ش��رح �ل�شيا�شي‪� :‬سغل الم�سرح ال�سيا�سي في م�سر ف��ي عام ‪ 2007‬جزءاً كبيراً من‬


‫الإبــداع‬

‫‪563‬‬

‫العرو���س التي قدمت في اأثنائ��ه‪ ،‬وتراوحت في مو�سوعاتها بين التاأثي��ر الأمريكي في تحديد‬ ‫م�سي��ر وهوي��ات ال�سعوب وخ�سو�س�� ًا في ال�سرق الأو�س��ط‪ ،‬مقابل مليارات ال��دولرات التي‬ ‫توزعه��ا كمعونات ول �سيما في م�سر‪ ،‬كما في م�سرحية " اللعب في الدماغ"‪ ،‬وهي من تاأليف‬ ‫واإخ��راج وبطولة خالد ال�ساوي‪ ،‬وبين اإعادة اإث��ارة الق�سية الفل�سطينية‪ ،‬كما في عر�س "الق�سية‬ ‫‪ "2007‬للكات��ب الم�سرحي الم�سري الذي برز في ال�سبعينيات ي�سري الجندي‪ ،‬وعر�س" لير‬ ‫بروفه اأخيرة" من تاأليف واإخراج �سامح مهران‪.‬‬

‫�لم�شرح �لتجاري‪ :‬للم�سرح التجاري حيزه الرائج في الم�سرح الم�سري‪ ،‬فقد �سغلت‬ ‫عرو���س م�سرحية تجاري��ة الم�سرح الم�سري لعام ‪ ،2007‬وات�سمت بظه��ور النجوم ال�سعبيين‬ ‫مثل �سعبان عبد الرحيم وكذلك م�ساركة ملكات الجمال في م�سر‪ ،‬كم�سرحية "الأ�ستاذ بطة "‬ ‫وه��ي من اإخراج محمد نجم ‪،‬وتمثيل �سريف محمد نجم‪� ،‬سعبان عبد الرحيم‪ ،‬وبثينة ر�سوان‪،‬‬ ‫وه��ي تتناول الهجوم الذي �سنه المطرب ال�سعبي �سعبان عبدالرحيم على الدانمرك خالل اأزمة‬ ‫الر�سوم الم�سيئة للر�سول ‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫�لم�شرح �لكومي��دي‪ :‬عرف الم�سرح الم�سري‪ ،‬منذ بدايات التاأ�سي�س ومنذ اأن كانت‬ ‫العرو���س العربية تقدم على الخ�سبة الم�سرية في منت�سف الق��رن التا�سع ع�سر‪ ،‬عرو�سا ً انتمت‬ ‫اإل��ى الم�سرح الكوميدي‪ ،‬وظل هذا الم�سرح يحتل مكانة كبيرة لدى الم�سريين كما لدى �سائر‬ ‫الجمه��ور العرب��ي والغربي‪ ،‬واأنتج م�سرحي��ات كثيرة وممثلين تركوا ب�سمته��م في هذا النوع‬ ‫الم�سرح��ي‪ .‬وفي العام ‪ 2007‬قدمت عرو�س منه��ا‪ ،‬م�سرحية " النمر " وم�سرحية "روايح"من‬ ‫تمثي��ل فيف��ي عبده وجمال عبد النا�س��ر‪ ،‬و"مراتي زعيمة ع�سابة " م��ن تاأليف ي�سري الأبياري‬ ‫واإخ��راج ح�س��ن عبد ال�سالم بطولة �سمير غان��م ونهال عنبر وريكو‪ .‬هنا تنبغ��ي الإ�سارة اإلى اأن‬ ‫اأغل��ب ممثلي الم�سرح التجاري هم م��ن ممثلي الدراما التلفزيوني��ة كفيفي عبده وجمال عبد‬ ‫النا�سر ونهال عنبر‪.‬‬ ‫�لم�شرح �لغنائي‪ :‬هو نوع خا�س ي�سعى لأن ي�ستمر �سمن الحالة الم�سرحية الم�سرية‪،‬‬ ‫ويتاب��ع ن�ساطه لمالقاة جمهوره الذي ينتظ��ره‪ .‬وكانت بدايات الم�سرح العربي مع مارون اأبو‬ ‫خلي��ل القباني و�سالمة حجازي قد اعتمدت على الم�سرح الغنائ��ي ل�ستمالة الجمهور وجذبه‬ ‫نح��و الم�سرح‪ ،‬ومن العرو�س التي قدمت �سم�ن الإطار الغنائي "يمامة بي�سا " من األحان عمار‬ ‫ال�سريع��ي‪ ،‬و تاألي��ف جمال بخيت‪ ،‬و اإخ��راج ح�سام الدين �سالح‪ ،‬وم��ن بطولة علي الحجار‬ ‫وهدى عمار‪.‬‬ ‫م�ش��رح �لطفل‪ :‬اأولت م�سر اهتماما كبيرا لم�س��رح الطفل والم�سرح المدر�سي‪ ،‬ومن‬ ‫العرو�س التي قدمت في م�سرح الطفل عر�س" �سندريال" الذي اأخرجته بتول عرفة ومثلت فيه‬ ‫فوزية محمد ملكة جمال م�سر‪.‬‬


‫‪564‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫�لم�ش��رح �لتر�ثي‪ :‬ما زال الم�سرح العربي ي�ستند اإل��ى التراث العربي ول �سيما ال�سعبي‬ ‫من��ه ي�ستلهم منه ثيمات��ه‪ ،‬اأو �سخ�سية من �سخ�سيات��ه‪ .‬ففي م�سر ّ‬ ‫�سكل الت��راث م�سدرا اأ�سا�سيا‬ ‫للمادة الم�سرحية‪ ،‬فنهل منه الم�سرحيون عبد الرحمن ال�سرقاوي واألفرد فرج وي�سري الجندي‬ ‫وغيره��م م��ن موؤلفي الم�سرح في م�س��ر‪ ،‬وفي هذا العام ( ‪ ) 2007‬م��ا زال التراث ي�سكل هذا‬ ‫الم�س��در والمنهل واإن بن�سبة اأقل‪ ،‬فقدمت عرو�س منها " �ست الح�سن‪...‬تغريبة م�سرية " وهي‬ ‫من تاأليف اأبو العال ال�سالموني‪ ،‬واإخراج عبد الرحمن ال�سافعي‪ ،‬ومن تمثيل اأحمد ماهر و�سحر‬ ‫ح�سن‪ ،‬وم�سرحي��ة "بتلوموني ليه" وهي من تاأليف واإخراج اأحمد حالوة وبطولته‪ ،‬وات�سمت‬ ‫بالبت��كار التجريبي ال��ذي ا�ستفاد من الت��راث ال�سعبي ومفرداته‪ ،‬ومزج بي��ن م�سرح العرائ�س‬ ‫وخي��ال الظ��ل عبر فيها بحرفية وتمكن من التعبير عن هموم الع��رب والم�سريين وحيرتهم مما‬ ‫يجري حولهم‪.‬‬ ‫وم��ن التراث اأي�س ًا ا�ستلهم �سعي��د �سليمان ن�س م�سرحية " كرنف��ال الطيور" من كتاب‬ ‫منط��ق الطير لفريد الدين العط��ار‪ ،‬وهو ن�س يميل اإلى ال�سوفية‪ .‬وح��ازت هذه الم�سرحية على‬ ‫جائزة اأف�سل عر�س‪.‬‬ ‫كم��ا ق��دم‪� ،‬سمن الإط��ار التراثي نف�س��ه‪ ،‬عر�س " اإكلي��ل الغار" ال��ذي ح�سد جوائز‬ ‫المهرجان القومي على م�سرح الطليعة‪ ،‬وهو من تاأليف اأ�سامة نور الدين واإخراج �سادي �سرور‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫�لمهرجانات ودورها �لتفعيلي‪ :‬تن�سط الحركة الم�سرحية في م�سر في م�سار دينامي من‬ ‫خالل المهرجانات المتنوعة التي تقام فيها �سنويا‪ ،‬والتي ت�سهم في ظهور اأعمال م�سرحية جديدة‬ ‫تف�سح المجال اأمام خريجي معاهد الفنون والأكاديميات واأق�سام الم�سرح في الجامعات‪ ،‬واأمام‬ ‫الم�سرح المدر�سي وعرو�س م�سرح الطفل‪ .‬ومن هذه المهرجانات‪:‬‬ ‫ مهرجان لدورة علي اأحمد باكثير الرابعة حيث تم عر�س ثماني ع�سرة م�سرحية‪.‬‬‫ ومهرج��ان الم�سرح التجريبي الدولي التا�سع ع�سر وقدم فيه ثمانية وخم�سون عر�سا‬‫عربيا وعالميا‪.‬‬ ‫ مهرج��ان الم�س��رح العربي ‪ 2007‬وقد اأه��دى هذا المهرجان دورت��ه اإلى الم�سرح‬‫اللبنان��ي‪ .‬وا�ست�س��اف المهرجان عرو�سا لثنتي ع�س��رة فرقة م�سرحية عربي��ة‪ ،‬وكرمت فنانين‬ ‫م�سريي��ن وعربا‪ ،‬وخ�س�س ف��ي هذا المهرجان وقت لمناق�سة فك��رة الم�سرح العربي في �سوء‬ ‫�سعار المهرجان وقد كان الحفاظ على الهوية‪.‬‬ ‫ي�سع��ى هذا المهرج��ان اإلى خلق عالقة تفاعل بي��ن اأطراف الم�س��رح العربي‪ ،‬مثال بين‬ ‫الم�س��رح الكويتي والم�سري‪ ،‬وتبين ذلك م��ن خالل التكريم الذي تقيمه م�سر والدول العربية‬


‫الإبــداع‬

‫‪565‬‬

‫الأخرى للم�سرحيين العرب والخليجيين بهدف اإقامة عالقة تبادلية بينها‪ ،‬وكرمت �سميحة اأيوب‬ ‫وعم��ر الحريري بالإ�سافة اإلى النجوم ال�سباب اأحمد ال�سقا واأحمد حلمي وخالد النبوي وعالء‬ ‫مر�سي‪ ،‬وهي ظاهرة مهمة‪ ،‬فهي ل تهمل اإنجاز ال�سباب ون�ساطاتهم ونتاجهم الم�سرحي‪.‬‬

‫�لمهرج��ان �لقومي للم�شرح �لم�شري‪ :‬كما درجت العادة لدى اإداريي المهرجانات‬ ‫على تكريم الم�سرحيين‪ ،‬فقد كرم هذا المهرجان م�سرحيين من جيل ال�ستينيات‪ ،‬وكان الالفت‬ ‫اأن ي�س ّل��م الجي��ل الجديد الجيل ال�سابق جوائزه‪ :‬مثل منة �سلب��ي وه�سام �سليم ومحمد هنيدي‪،‬‬ ‫وغيرهم قد قدموا الجوائز ل�سمير �سرحان و�سويكار وجورج �سيدهم‪.‬‬

‫اأم��ا عرو���س المهرجان فق��د اقت�سرت على العرو���س الم�سري��ة‪ ،‬وكان عددها ع�سرة‬ ‫عرو���س توزعت بي��ن المعهد العالي للفنون الم�سرحية والجامع��ة ومراكز الإبداع والفنون في‬ ‫م�سر وم�سرح ال�سباب‬

‫مهرج��ان �لمخرجة �لم�شرحية‪ :‬خ�س���س مهرجان للم��راأة الم�سرحية‪ ،‬حيث قدمت‬ ‫اأعماله��ا اإخراج��ا وتمثيال‪ ،‬م��ع العلم اأ ّنها قدم��ت اأعمال معظمه��ا من تاألي��ف موؤلفين رجال‬ ‫"كال�سوكة "وهو عر�س من اإخراج منى اأبو �سديرة‪ ،‬وتاأليف فران�سوا �ساغان‪ ،‬و"كالم في �سري"‬ ‫من تاأليف عز دروي�س واإخراج وتمثيل ريهام عبد الرازق‪" ،‬وحياة للذكرى" من تاأليف واإخراج‬ ‫وتمثي��ل نورا اأمين‪ ،‬و"�سورة ماريا "اإخراج عزة الح�سيني و"بيانو للبيع " اإخراج �سميرة اأحمد‪،‬‬ ‫ولكن عر�سا واحدا من العرو�س التي قدمت في هذا المهرجان‪ ،‬كان من تاأليف واإخراج امراأة‬ ‫هي مروة فاروق في عر�س "جنون عادي جداً" ‪.‬‬

‫وخ���س التكريم ف��ي هذا المهرج��ان الن�سائي بع���س الن�ساء الالتي ترك��ن ب�سمتهن في‬ ‫الم�سرح الم�سري الكوميدي ‪ :‬ماري منيب‪ ،‬وهدى و�سفي اأ�ستاذة الم�سرح في جامعة القاهرة‬ ‫ومديرة مركز الهناجر‪ ،‬والممثلة فردو�س عبد الحميد‪ ،‬والكاتبات فوزية مهران وفتحية الع�سال‪،‬‬ ‫والناق��دة منحة البط��راوي‪ ،‬وال�سحفية اأمال بكي��ر‪ .‬وفازت نورا اأمين بجائ��زة الممثلة الأولى‬ ‫منا�سفة مع الممثلة عزة الح�سيني‪.‬‬

‫ولم تتوان الثيمات الأ�سا�سية التي ركزت عليها العرو�س عن طرح ق�سايا المراأة وهمومها‬ ‫وهواج�سها في مواجهة �سلطات مختلفة تفر�سها الأ�سرة والمجتمع ‪ :‬فعر�س "كالم في �سري"‬ ‫وه��و م��ن بطولة ريهام عبد ال��رازق‪ ،‬ورانيا زكري��ا‪ ،‬كان بمثابة �سرخة اأطلقه��ا العر�س للتعبير‬ ‫ع��ن انقطاع التوا�سل بي��ن الأهل والأبناء‪،‬وزيف العالقات والع��ادات الجتماعية التي تحا�سر‬

‫الإبـــــداع‬

‫ث��م ترافقت العرو�س م��ع حلقات بحثية ركزت على اإبداعات المراأة من خالل معالجة‬ ‫عدد من الموا�سيع من اأهمها " الإخراج الم�سرحي الن�سائي"‪ ،‬و�سارك فيها عدد من الباحثين في‬ ‫الحركة الم�سرحية الم�سرية‪ ،‬بينهم نهاد �سليحة ومحمود ن�سيم واأحمد خمي�س واأيات الريان‪.‬‬


‫‪566‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫المراأة‪ ،‬وتتغا�س��ى عن تفهم احتياجاتها وهمومها‪ ،‬وعر�س �س��ورة ماريا لعزة الح�سيني ذهب‬ ‫اإل��ى الأهوال التي تواجهها الن�ساء خالل الحروب وهو عن ن���س للكرواتية ليديا �سيرمان‪ ،‬وقد‬ ‫كتبته عن تجربة حقيقية لمراأة وابنتها اغت�سبتا اأثناء الحرب الأهلية‪.‬‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )2‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي �لم�شري في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬ ‫‪30‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬

‫�سيا�سي‬

‫اجتماعي‬

‫تجاري‬

‫كوميدي‬

‫اإ�سالمي‬

‫غنائي‬

‫ن�سوي‬

‫تاريخي‬

‫الطفل‬

‫�سوفي‬

‫تراثي‬

‫عبثي‬

‫واقعي‬

‫تراجيدي‬

‫رومان�سي‬

‫فانتازي‬

‫‪0‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫الم�صرح ال�صوري‬

‫وهو يمثل م�ساحة م�سرحية عربية ثانية تتلون فيها العرو�س وتتنوع اتجاهاتها‪،‬عرو�س‬ ‫تتلو خطابها على الخ�سبة الم�سرحية ال�سورية حيث يتكثف الن�ساط في دم�سق والمدن ال�سورية‬ ‫الأخرى حلب وحم�س‪ ،‬ويتبلور ذلك في مهرجانات كمهرجان المحبة ومهرجان قلعة حلب‪،‬‬ ‫اإل اأن ن�ساطها ل يقت�سر على المجال الم�سرحي فقط‪ ،‬فهو يتنوع بين ال�سعر والم�سرح وال�سينما‬ ‫في مهرجان ب�سرى مثال ‪.‬‬ ‫وكان للج��ولن المحتل ن�سيب��ه من المهرجانات فقد خ�س�س له مهرجان تحت عنوان‬ ‫مهرج��ان الج��ولن‪ .‬وقدمت فيه م�سرحية" الطيراوي " تاأليف غ�س��ان كنفاني واإخراج زيناتي‬ ‫قد�سي��ة و"رجال محترمون" تاألي��ف واإخراج ق�سي قد�سية ون�سال �س��واف‪ ،‬وم�سرحية فر�سان‬ ‫عباد ال�سم�س تاأليف واإخراج كميل اأبو �سعب‪.‬‬

‫مهرج��ان حم��اة �لم�شرحي �لتا�شع ع�ش��ر‪ :‬التقنيات عن�سر بارز ف��ي العرو�س‪ :‬افتتح‬


‫الإبــداع‬

‫‪567‬‬

‫المهرجان بعر�س "�سيطان�سان " من تاأليف م�سطفى �سمودي واإخراج مولود داوود وهو يعالج‬ ‫فك��رة اأن ال�سر عل��ى الأر�س هو من فع��ل الإن�سان‪ ،‬حت��ى اأن ال�سيطان نف�سه يتب��ر أا من الأفعال‬ ‫الإن�سانية ال�سريرة والمدمرة‪.‬‬

‫مهرج��ان �لرقة �لم�شرحي‪� :‬سم هذا المهرجان عرو�سا متميزة ات�سمت بالأداء المتقن‬ ‫للممثلين والممثالت كخليل حم�سورك وريزان فرمان واإينا�س زريق واأ�سامة جنيد ومها غزال‪.‬‬ ‫وخ�س�ست فيه ندوة فكرية مركزية لمعالجة "دور المهرجانات الم�سرحية المحلية في تطوير‬ ‫الم�سرح ال�سوري "‪.‬‬

‫مهرجان �لكوميديا‪ :‬خ�س�����س للكوميدي���ا مهرجان قدم����ت في���ه اأعمال من اإخراج‬ ‫ع��دة م�سرحيين مثل "الجزيرة القرمزية " للمخرج عج��اج �سليم‪ ،‬و"اأنت ل�ست غارا " تاألي���ف‬ ‫عزيز ني�سن واإخراج لوؤي جميل �سانا‪.‬‬

‫�لمهرجان �لم�شرحي �لجامع��ي‪ :‬اأهديت دورة هذا المهرجان اإلى الموؤلف الم�سرحي‬ ‫و�سمي��ت با�سمه‪.‬وا�ستركت في��ه الجامعات بتقديم عرو���س م�سرحية منها ‪:‬‬ ‫�سع��د اهلل ونو���س ّ‬ ‫عر���س "المزبلة الفا�سلة "من تاأليف عبا�س اأحمد الحاي��ك واإخراج ها�سم غزال‪ .‬يذكر اأن ن�س‬ ‫ه��ذا العر�س ق��دم في عدد من الدول ب��روؤى اإخراجية مختلفة‪ ،‬في ال�سعودي��ة من اإخراج ماهر‬ ‫وعمان والكويت والأردن‪ .‬وكذلك ق��دم عر�س "�سحيفة الأ�ستاذ‬ ‫الغان��م‪ ،‬وقدم ف��ي المغرب ُ‬ ‫�سرزي��ن " م��ن تاأليف بهرام ر�ساني واإعداد طالل ن�سر الدي��ن‪ .‬وتلت العرو�س ندوات تطبيقية‬ ‫خ�س�ست لمناق�سة العرو�س مع الجمهور‪.‬‬ ‫مهرج��ان �لمونودر�ما‪� :‬سغلت المونودراما م�ساحة كبيرة في الحيز الم�سرحي العربي‪،‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫مهرج��ان م�شياف‪� :‬سارك��ت في هذا المهرج��ان عرو�س ذات �سم��ة محلية‪ ،‬معتمدة‬ ‫ن�سو�سا محلية‪ ،‬ومخرجوها محليون وكذلك الممثلون الم�ساركون فيها‪ ،‬وهذه نقطة تحت�سب‬ ‫ل�سالحه‪ ،‬ولكن ن�سا واحدا لم يكن محليا وكان لغريغوري غورين‪ ،‬وهو "رياح الحريق" وقد‬ ‫قدمت��ه فرق��ة الم�سرح الجامعي في الالذقية‪ ،‬ومن خالله ق��ام المخرج ها�سم غزال بمحاولت‬ ‫ج��ادة لإ�سق��اط بيئة العر�س عل��ى بيئة مجتمعنا وقد نج��ح في ذلك بامتياز‪.‬وق��د ات�سم العر�س‬ ‫بق��درة الممثلين المحترفين على الأداء المتقن‪ .‬ومن العرو���س التي قدمت في هذا المهرجان‬ ‫عر�س "الهوى غالب" الذي يعبرعن تحول �سغاف القلب والأذن والعينين الى م�سجلة تلتقط‬ ‫ذبذبات الأ�سوات ال�سجية‪ ،‬وتحيلها اإلى حمائم من فرح وحزن وغ�سب وانفجار‪ .‬وقد تم هذا‬ ‫مقدما بها‬ ‫التعبي��ر بوا�سط��ة مونولوجات فردية متعددة اأعدها المخرج ال�س��اب �سعيد حناوي‪ّ ،‬‬ ‫عر�س��ا م�سرحيا متميزا‪ ،‬وقد �سارك هو نف�سه في التمثيل اإلى جانب الممثلين مجدولين حبيب‬ ‫وطارق كيفو‪.‬‬


‫‪568‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ال�سوري واللبناني والإماراتي‪ ،‬وهي اأ�سلوب متوارث من فن الحكواتي‪ ،‬وتتطلب قدرة اأدائية‪،‬‬ ‫وحرفي��ة عالية تمكن الممثل م��ن ملء الف�ساء الم�سرحي‪ ،‬وتمكنه من النتقال من �سخ�سية اإلى‬ ‫اأخرى‪ ،‬والتنقل بليونة على الخ�سبة الم�سرحية‪ .‬وقد اأجاد في اأداء هذا الفن الممثل اللبناني رفيق‬ ‫علي اأحمد والتون�سي محمد ادري�س‪ ،‬والفل�سطيني زيناتي قد�سية‪.‬‬ ‫اأقي��م مهرجان المونودراما في الالذقية بجه��ود معهد البيت العربي للمو�سيقى والر�سم‪،‬‬ ‫وتحت اإ�سراف الفنان زيناتي قد�سية‪ ،‬من المعروف اأن قد�سية هو اأحد الم�سرحيين الأوائل الذين‬ ‫اأخل�سوا لفن الدراما‪ ،‬وخا�سوا فيه تجربة مهمة‪.‬قدمت في هذا المهرجان عرو�س مونودرامية‬ ‫م��ن تاأليف واإخراج ‪ :‬فرحان بلبل موؤلف "الت�سري��ح الأخير ل�سهريار "‪ ،‬وموفق م�سعدة موؤلف‬ ‫"كاأ�س �سقراط الأخير" واإخراج زيناتي قد�سية‪.‬وقدم عر�س "ف�سل في الجحيم" عن ن�س لرامبو‬ ‫واإخراج اأمل عمران‪.‬‬

‫�أن�شط��ة �لمهرج��ان‪ :‬من الن�ساط��ات الفعلية والنوعي��ة التي مور�ست في ه��ذا الإطار‪،‬‬ ‫الإ�س��دارات والدوري��ات التي ت�سدر عب��ر الهيئة العام��ة ال�سورية للكت��اب‪ ،‬وكان عددها في‬ ‫ع��ام ‪ 2007‬نحو مئة كت��اب متعدد الهتمام��ات والإبداعات توزعت بي��ن الدرا�سات النقدية‬ ‫والترجمات والتراجم و�سروب الأدب الم�سرحي وال�سعري والق�س�سي‪ ،‬كما �سملت مختلف‬ ‫الفنون الم�سرحية وال�سينمائية والت�سكيلية والمو�سيقية والتراثية‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ و ق��د خ�س�س��ت جوائ��ز با�سم المبدعي��ن الم�سرحيي��ن الذين اعتبروا م��ن موؤ�س�سي‬‫الحركة الم�سرحية منذ منت�سف القرن التا�سع ع�سر حتى اليوم مثل الم�سرحي الرائد اأحمد اأبو‬ ‫خلي��ل القباني‪.‬وقد فر�س م�سرحيو ال�ستيني��ات نتاجهم ذا البعد الفكري العميق‪ ،‬و�سعى الجيل‬ ‫بجدية حام ً‬ ‫ال روؤي��ة فكرية وبناء فني ًا مميزاً من‬ ‫الم�سرح��ي الجدي��د اإلى تقديم نتاجه الم�سرحي ّ‬ ‫خالل مهرجانات خا�سة بال�سباب‪ ،‬كمهرجان الح�سكة الذي افتتح فعالياته بعر�س "فواني�س"‬ ‫وه��و من اإ�سراف عجاج �سليم‪ ،‬وبمعر�س "�سوكول " وهو من تاأليف واإخراج رغدا �سعراني‪،‬‬ ‫وبعر�س"الليغ��رو" وهو من تاأليف واإخراج عروة العرب��ي‪ ،‬وبعر�س"الل�س ال�سريف" وهو من‬ ‫تاأليف دار يو فو واإخراج مولود داوؤود‪.‬‬ ‫�لتقني��ات‪ :‬في زمن التطور التكنولوجي والتقني ال��ذي يجتاح عقول هذا الجيل ويميز‬ ‫نتاجه��م‪ ،‬ا�ستخدم الجي��ل الم�سرحي العرب��ي ال�سينمائ��ي والتلفزيوني والت�سكيل��ي التقنيات‬ ‫ف��ي نتاجات��ه تماهي ًا مع النتاج الغربي وتمث�� ً‬ ‫ال به‪ ،‬اأو تلبية لحاجات فني��ة وفكرية ي�ستدعيها هذا‬ ‫النت��اج‪ ،‬ب��دون اأن ي�ستغ��رق ذل��ك التقليد الأعم��ى لنتاج الغ��رب‪ .‬يدل على ح�س��ن ا�ستخدام‬ ‫عر���س "�سيطان�س��ان" للتقنيات في تقديمه م�ساهد ب�سرية فيها جان��ب من الده�سة والمفاجاأة‪،‬‬ ‫وبا�ستخدام جيد للتقنيات كالإ�ساءة المو�سوعة بخطة دللية‪ ،‬والماريونيت والأقنعة‪ ،‬بالإ�سافة‬


‫‪569‬‬

‫الإبــداع‬

‫اإل��ى المو�سيق��ى المميزة الت��ي األفها حميد حاماني‪.‬وق��د عالج هذا العر���س ق�سايا العالقة مع‬ ‫الم�سوؤولي��ن‪ ،‬ث��م قدم في النهاي��ة �سورة مثالية للم�سوؤولي��ن النقابيين‪ ،‬باعتب��ار اأنهم اأبطال على‬ ‫م�ست��وى فائق من النزاهة وال�ستقامة‪ .‬وا�ستخدمت التقني��ات اأي�س ًا في عر�س "الباب المفتوح"‬ ‫وه��و م��ن تاأليف عبد الكري��م حالق‪ ،‬وفي عر���س "التقاطع "‪ ،‬هو من تاألي��ف محمد قار�سلي‬ ‫واإخ��راج ع�س��ام الرا�سد‪.‬يثير العر�س ق�سي��ة المهاجرين اإل��ى اأميركا عبر حوار بي��ن مواطنين‪،‬‬ ‫اأحدهم��ا قادم م��ن اأميركا‪،‬والآخر مهاجر اإليها‪ ،‬فيلتقيان في �سال��ة انتظار في اأحد المطارات‬ ‫الأجنبية‪.‬‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )3‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي �ل�شوري في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الإبـــــداع‬

‫الم�صرح اللبناني‬

‫حفل��ت خ�سب��ة م�سرح الع��ام ‪ 2007‬بهواج�س الجيل اللبناني الجدي��د وهمومه‪ ،‬وقد‬ ‫عب��روا عنها من خالل �سينوغرافي��ا م�سهدية مميزة‪ ،‬وج�سدوها في حركة ممثلين لفتة تحركوا‬ ‫عل��ى ف�ساء ثالث خ�سبات م�سرحي��ة‪ :‬خ�سبة م�سرح �سم�س‪ ،‬وخ�سبة م�س��رح المدينة‪ ،‬وخ�سبة‬ ‫م�سرح مونو‪ ،‬هذه المن�سات التي اأ�سهمت في احت�سان مواهب ال�سباب ومواكبتهم وت�سجيعهم‬ ‫لتقديم عرو�سهم‪.‬‬ ‫ولك��ن هذه الحرك��ة انفلتت ع��ن م�سارها الم�سرحي ه��ذا العام وتناث��رت مو�سوعاتها‬


‫‪570‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫فاتكاأت في اأغلبها على الترجمة والقتبا�س واعتمد جزء كبير منها على الدراماتورجيا‪ .‬وتراوحت‬ ‫الطليعية في لبنان‪ :‬وليد رعد‪،‬‬ ‫الفنية‬ ‫ّ‬ ‫م�ستوياتها بين الأكاديمية والحترافية وبين التجارب الجديدة ّ‬ ‫مروة ولينا �سانع‪ ،‬خليل جريج وجوانا حاجي توما (تجهيز «اأين نحن؟»)لينا اأبي�س‪ ،‬ع�سام‬ ‫ربيع ّ‬ ‫اأب��و خال��د‪ ...‬فنانون من الجيل الجديد ف��ي لبنان‪ ،‬نجحوا‪،‬واقتحموا باري���س المعروفة بكونها‬ ‫إيكزوتيكية‬ ‫ت�سي��ق بتجارب الأطراف في مجال الم�سرح تحديداً‪ ...‬اإل ما حمل منها ال�سحنة ال‬ ‫ّ‬ ‫ع�ساف والطيب ال�سديق��ي وريمون جبارة و�سهام‬ ‫الكافي��ة‪ .‬كانت تقدم قبلهم عرو���س روجيه ّ‬ ‫نا�س��ر ورفي��ق علي اأحمد‪ ،‬الذي��ن كانت ت�سيق بهم‪ ،‬وف��ي اأغلب الأحي��ان‪ ،‬الخ�سبة الم�سرحية‬ ‫اللبنانية فيلجاأون اإلى تقديم عرو�سهم في الخارج‪.‬‬ ‫وقد تميزت العرو�س التي قدمت خالل العام ‪ 2007‬بالتركيز على عن�سر التمثيل‪ .‬واأعاد‬ ‫ال�سب��اب الم�سرحيون في لبنان اكت�س��اف اأ�سكال قديمة تعود اإلى ع�سريني��ات القرن الما�سي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وط ِّو َعت لتنا�سب خطابهم الجديد‪ ،‬وهو ّيتهم الجديدة‪ :‬مثل «البرفورمان�س» التي �سارت كلمة‬ ‫مهم من التجارب‪ ،‬فالفيديو اأفرز لغته الخا�سة‪ ،‬والتجهيز‬ ‫ال�سر الرائجة التي اجتمع حولها عدد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الإن�سائي بدا الإطار الأن�سب لعالقة الفنان بالف�ساء وتقنيات ال�سرد‪ .‬اإذن �سارت و�سائل التوا�سل‬ ‫المتع��ددة الو�سائ��ط المنهل الذي تنحدر منه اأبجديات من نوع ثال��ث‪ .‬وكل ذلك من تجليات‬ ‫تجاوز جيل ال�ستينيات وال�سبعينيات‪ ،‬التي نتجت عنها عرو�س نوعية اأ�سافت بعداً فكري ًا مميزاً‬ ‫وبعداً جمالي ًا متطوراً اإلى عرو�س عام‪.2007‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫بداأ المو�سم الم�سرحي في لبنان في عام ‪ 2007‬بتجارب متنوعة التجاهات والأهداف‬ ‫ولكنها ظلت دائما حاملة للهواج�س الإن�سانية وال�سيا�سية مثل ‪ :‬تجربة م�سرحية جديدة مع فرقة‬ ‫من ال�سم بح�سور ثالثمئة طفل لبناني وفل�سطيني بعمر ع�سر�سنين‪ ،‬قدم المخرج اللبناني ع�سام‬ ‫اأب��و خالد العر���س الم�سرحي "عالم بال �سوت" الذي يحكي ق�سة طفل يولد اأ�سم وير�سد ردة‬ ‫فع��ل الأهل للوهلة الأولى‪ ،‬وتم��ر الأيام ويبدو الولد قد اأ�سبح �ساب��ا وتعلم اأن ي�سمع ويتحدث‬ ‫بعيني��ه ويديه وقلبه وعقله‪ ،‬اأدى ال�سخ�سيات الرئي�سية اأمل توبة‪ ،‬وفاء �سفية‪ ،‬منى ال�سيد‪ ،‬فاطمة‬ ‫�سومان‪ ،‬محمد حرب‪ ،‬قا�سم محمد‪� ،‬سفيق قليالت‪.‬‬ ‫م�شرحي��ة "�شالح �لطربو�ش"‪ :‬بين ال�سحك والبكاء ت�سرد م�سرحية لبنانية رواية تقهقر‬ ‫وطن‪ ،‬وتراجيديا �سعب على مدى ‪� 91‬سنة وت�سرذمه بين ويالت الحروب الخارجية والمذهبية‬ ‫والطائفي��ة وهجرة اأبنائه‪ .‬يقدم المخرج والكات��ب اللبناني اإيلي كرم في م�سرحية تحمل عنوان‬ ‫"�س��الح الطربو�س" حكاية انهيار عائلة بيروتية ت�سكل ن��واة المجتمع اللبناني منذ العام ‪1916‬‬ ‫تاري��خ �سن��ق اللبنانيين في �ساح��ة و�سط بي��روت التي حملت ا�س��م �ساحة ال�سه��داء حتى العام‬ ‫‪ .2007‬وف��ي العام ‪ 1961‬يتم اإعدام غالب عبد الن��ور الذي لقب لحق ًا بغالب الم�سنوق لكن‬


‫الإبــداع‬

‫‪571‬‬

‫لحظ��ة اإعدامه يرف���س اأن يخلع الطربو�س الأحمر‪ .‬من خالل ه��ذا العر�س يركز كرم على حالة‬ ‫الغليان التي يعي�سها المجتمع اللبناني وحالة التهمي�س التي ترافق الفرد وتفاقم الت�سرذم الطائفي‬ ‫والمذهبي‪.‬‬

‫م�شرحية جر�شة‪ :‬يقف رفيق علي اأحمد على الخ�سبة متابعا م�سيرته‪ ،‬منذ تجربته الأولى‬ ‫ف��ي م�سرح الحكواتي مع المخ��رج الم�سرحي اللبناني روجي��ه ع�ساف‪،‬حيث �سكلت حكايا‬ ‫هم هذه الفرقة‪ ،‬وهاج�سها‪ .‬وا�ستمر يروي هذه الحكايا ويعبر عنها من خالل المونودراما‪:‬‬ ‫النا�س ّ‬ ‫الن��وع الم�سرحي ال�سعب‪،‬الذي يفتر�س تكوينه توفر نوع خا�س للن�س ونوع خا�س لالإخراج‬ ‫والأداء‪ ،‬ي�ستح�س��ر الزم��ن الما�سي يولج��ه بالحا�سر‪ ،‬ي�سيع الجو الماأ�س��وي في العر�س‪ ،‬ومن‬ ‫خ��الل هذا الفن قدم رفيق على اأحمد عر�سي "الجر���س" و"المفتاح"‪ ،‬وهما عر�سان يحمالن‬ ‫هم الوطن‪ ،‬والهم العربي وق�ساياه وهزائمه‪ .‬وفي عر�سه الم�سرحي ( "جر�سة " اأي الف�سيحة )‬ ‫ت�ستمر الم�سيرة‪ ،‬ومن خاللها يتلو رفيق على اأحمد خطاب الوطن والمواطن‪.‬‬

‫وكذل��ك يقدم �سريف عبد النور م�سرحية "اأ�سرار الرجال"‪ ،‬وهي ت�سلط ال�سوء على خفايا‬ ‫حي��اة الرج��ل العربي‪ ،‬وفي الم�سرحية‪ ،‬يلع��ب ممثالن دور الرجل‪ ،‬ويلع��ب ممثالن اآخران دور‬ ‫العقل الباطن‪.‬وقدمت اأي�س ًا م�سرحية " حكي ن�سوان " التي تتناول هموم المراأة اللبنانية‪ ،‬وهي من‬ ‫تاأليف واإخراج لينا خوري‪ ،‬ومن تمثيلها مع ندى اأبو فرحات وزينب ع�ساف وكارول عمون‪.‬‬ ‫م�شرحي��ة "‪ :"1909 -692‬يناق���س هذا العر�س ق�سية مت�سعبة‪ ،‬وهي لي�ست بجديدة‬ ‫ف��ي لبنان‪ ،‬بل قديمة‪ /‬جديدة وتتناول م�سارك��ة ال�سباب وا�ستغالل قدراتهم في الحياة العامة من‬ ‫خالل تاأ�سي�س الجمعيات المدنية والتطوع فيها‪.‬العر�س من اإخراج ع�سام اأبو خالد و�سرمد لوي�س‪،‬‬ ‫اأعدته ومثلت فيه مجموعة من ال�سباب الم�سرحي مثل منذر بعلبكي ورهام �سابق و�سحر ع�ساف‪.‬‬ ‫يه��دف العر�س اإلى تعريف ال�سباب اللبناني بقانون ‪ 1909‬وتحديدا البنود التي تعيق م�ساركتهم‬ ‫ك�سانعي قرار في الجمعيات‪ ،‬اإ�سافة اإلى عر�س واقع دور ال�سباب وم�ساركتهم المنقو�سة‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫�لم��ر�أة في �لم�ش��رح �للبنان��ي‪ :‬احتلت الم��راأة في لبن��ان مكانة مهمة ف��ي العملية‬ ‫الم�سرحي��ة‪ ،‬وذلك منذ ال�ستيني��ات عندما ظهرت المخرجات الم�سرحي��ات ن�سال الأ�سقر‬ ‫ولطيف��ة ملتقى‪ ،‬وا�ستم��رت م�سيرتها حتى الي��وم‪ ،‬وذلك في �سياق اإبداع��ي متطور‪ ،‬بحيث‬ ‫ازداد عدد المخرجات اللبنانيات الالتي طرحن خطابهن في عرو�سهن الم�سرحية‪ .‬وفي عام‬ ‫‪ 2007‬ح��از مو�س��وع المراأة على اهتمام كبير من الم�سرحيي��ن اللبنانيين‪ ،‬فقدمت عرو�س‬ ‫ات�س��م اأغلبها بالجراأة في طرح الق�سايا الخا�سة بالمراأة مثل‪ :‬م�سرحية " حياة المراأة ال�سرية "‬ ‫ل�سري��ف عبد النور موؤلف العر�س ومخرجه‪ .‬تقدم هذه الم�سرحية ما يمكن و�سفه بالأ�سرار‬ ‫المعروفة‪ ،‬لكن ل يعترف بها الإن�سان نتيجة انعزاله ووحدته‪.‬‬


‫‪572‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫م�شرحية بو�بة فاطمة‪ :‬عر�س م�سرحي من اإخراج روجيه ع�ساف يقدم توليفة لمجموعة‬ ‫م��ن ال�س��ور المجزاأة والململمة م��ن �سظايا مجتمع منهك بتاأثير حال��ة الحرب التي وقعت في‬ ‫تموز ‪ 2006‬في لبنان جراء العتداء الإ�سرائيلي عليه‪� ،‬سارك في العر�س تمثيال المخرج روجيه‬ ‫ع�ساف وحنان الحاج علي مع يا�سمينا طوبيا‪.‬‬ ‫عر���ش �إيمائي ‪� :‬شمت ‪ :33‬عر�س ايمائي لناجي �سوراتي‪ ،‬قدم في الجامعة اللبنانية‬ ‫الأميريكي��ة‪ ،‬و�ساركت فيه مجموعة من الطلبة‪.‬وهو عر���س ت�سكيلي مكون من عدة لوحات‪،‬‬ ‫ويدور حول مجموعة من الأفكار كال�سمت اأو النار اأو الدمار اأو الخراب اأو الحياة‪.‬‬ ‫م�شرحي��ة "يوم توقفت نينا �شيمون عن �لغناء "‪ :‬عر���س لدارينا الجندي في مهرجان‬ ‫اأفيني��ون‪ .‬و�سع��ت دارينا الجن��دي اللبنانية ن�سها هذا باللغ��ة الفرن�سية ‪،‬بعدم��ا قولبته للم�سرح‬ ‫ع��ن ن���س للجزائري محم��د قا�سمي‪ .‬وهي تقدم��ه على اإيقاع��ات ب�سيطة م��ن مو�سيقى مغني�ة‬ ‫الج��از الأميريكية نين��ا �سيمون‪ ،‬ويطرح العر�س �س��وؤال كيف يمكن اأن تك��ون المراأة حرة في‬ ‫و�سط ذكوري‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫�لرقابة و�لتحدي‪ :‬منعت الرقابة عر�س ًا م�سرحي ًا يالم�س الواقع اللبناني وال�سيا�سي‪ ،‬وهو‬ ‫عر���س " لك��م تمنت نان�سي لو اأن كل ما حدث لم يكن �سوى كذبة ني�سان" اإخراج الم�سرحي‬ ‫اللبنان��ي ربيع مروة‪ ،‬وم��ن تاأليف فادي توفيق وهو عالم اجتماع لبنان��ي‪ .‬و قد مور�ست الرقابة‬ ‫عل��ى هذا العر�س الم�سرحي في لبنان و�سدر قرار بمنعه‪ ،‬ولكن ف َّ‬ ‫ُك الح�سار عنه عندما تدخل‬ ‫وزي��ر الثقاف��ة اللبناني طارق متري‪ ،‬وكت��ب مقالة يحتج فيها على ق��رار الرقابة بمنع الم�سرحية‬ ‫بحج��ة تاأجيجها الأحا�سي�س الطائفي��ة والنعرات التي اأ�س�ست لحرب اأهلي��ة لبنانية‪ّ ،‬‬ ‫فعطل قرار‬ ‫المنع وح�سر حفل الفتتاح وزير الثقافة طارق متري‪ .‬وتتناول هذه الم�سرحية مو�سوع الحرب‬ ‫الأهلية اللبنانية على ل�سان اأربعة مقاتلين وهميين‪ ،‬ينتمون اإلى اأحزاب لبنانية مختلفة‪ ،‬ي�ستعيدون‬ ‫ف�سو ًل من الحرب وهم ي�ستذكرون المعارك التي �ساركوا فيها‪ .‬والمقاتلون الأربعة الذين تقلبوا‬ ‫وغيروا توجهاتهم‪ ،‬يروون حكاياتهم في زمن تلك الحرب‪.‬‬ ‫في اأيديولوجياتهم ّ‬ ‫�لمهرجان��ات‪ :‬لعلها مالحظة لفت��ة اأن لبنان‪ ،‬هذا البلد الذي تع��ود اإليه ن�ساأة الم�سرح‬ ‫العرب��ي عبر الرائ��د الأول مارون النقا�س‪ ،‬ل تق��ام فيه المهرجانات الم�سرحي��ة‪ .‬فالم�سرحيون‬ ‫اللبناني��ون ي�سارك��ون في مهرجانات عربية وعالمية‪ ،‬ولكنه��م ل يقيمون المهرجانات‪ ،‬ويعود‬ ‫�سبب ذلك اإلى قلة الدعم المادي للم�سرح وللم�سرحيين‪.‬‬


‫‪573‬‬

‫الإبــداع‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )4‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي �للبناني في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الم�صرح الأردني‬

‫الإبـــــداع‬

‫تبدو المهرجانات الم�سرحية في الأردن كاأنها ال�سبيل الوحيد لالإنتاج الم�سرحي‪ ،‬ومن‬ ‫ه��ذه المهرجانات وعرو�سها مهرج��ان الأردن الم�سرحي حيث تنظ��م وزارة الثقافة الأردنية‬ ‫قدمت فيه ‪ 11‬عر�س ًا من ‪ 11‬دولة من‬ ‫ه��ذا المهرجان بم�ساركة فرق م�سرحية عراقية وعربية‪ّ ،‬‬ ‫بينه��ا العر�س البحريني لفرقة ال�سواري م��ن اإخراج خالد الرويعي ‪،‬والعر�س اللبناني "�سالح‬ ‫الطربو���س"‪ .‬وكانت هناك عرو�س عربية اأخرى مث��ل "اإكليل الغار" و"الرق�س مع الطيور " من‬ ‫م�سر‪ ،‬و"ال�سدى الآخر" من ال�سعودية‪،‬و " ال�سلطان " من ال�سودان و من ليبيا‪ ،‬و"ملحمة فرج‬ ‫اهلل " من الأردن‪ ،‬تاأليف واإخراج خالد الطريفي‪.‬‬ ‫مهرج��ان ليالي �لم�ش��رح �لحر‪� :‬س��ارك في ه��ذا المهرجان اأطف��ال من �سوريا‬ ‫بعر���س م�سرح��ي "دمى خيال الظل "م��ن اإخراج و�سفي الطويل‪ ،‬وم��ن الأردن م�سرحية‬ ‫"ال�سي��اد والحورية " وهي من اإخراج غنام غنام‪ .‬وم�سرحية "ا�سمعونا "للمخرج ع�سمت‬ ‫فاروق‪.‬ول��م تقت�سر الم�ساركة على عرو�س لم�سرح الطفل ب��ل �سملت عرو�سا لجمهور‬ ‫الكب��ار مثل العر�س التون�سي " وجوه المنفى " اإخراج م�سترك محمد العتيري واأحمد بن‬ ‫ك�سو‪.‬‬ ‫مهرجان �أيام عمان �لم�شرحية‪ :‬تنظم هذا المهرجان فرقة الفواني�س بالتعاون مع اأمانة‬ ‫عم��ان‪� .‬ساركت في ه��ذه الأيام عرو�س عربية وغربي��ة متنوعة‪ :‬كعر���س اإيطالي م�سترك بين‬ ‫فرق��ة اأ�ستراغالي الإيطالية وق�سم الم�سرح في الجامعة الأردنية بعنوان "هدايا الحرب"‪ ،‬وعر�س‬


‫‪574‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫"نيجاتي��ف " ل�سو�سن دروزة‪،‬و"ذكريات �سينوغرافيا" لنادر عم��ران‪.‬و من تون�س �سارك عر�س‬ ‫"امراأة "لزهيرة بن عمار‪ .‬و�سارك عر�س "�سكول "لمديرية الم�سارح والمو�سيقى في �سورية‪.‬‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )5‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي في �لأردن في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫�سيا�سي‬

‫اجتماعي‬

‫تجاري‬

‫كوميدي‬

‫اإ�سالمي‬

‫غنائي‬

‫ن�سوي‬

‫تاريخي‬

‫رومن�سي‬

‫الطفل‬

‫�سوفي‬

‫تراثي‬

‫مونودرامي‬

‫تراجيدي‬

‫واقعي‬

‫فانتازي‬

‫الم�صرح الفل�صطيني‬

‫الإبـــــداع‬

‫الكالم على الم�سرح الفل�سطيني يحتاج اإلى مقاربته بروؤية �سيا�سية واجتماعية واقت�سادية‬ ‫معينة‪ ،‬لأن فل�سطين هي الأر�س العربية المحتلة من قبل الإ�سرائيليين‪ ،‬وقد �سغلت ق�سيتها معظم‬ ‫الأعم��ال الم�سرحي��ة العربي��ة‪ .‬ومع ذلك يالحظ اأن هن��اك ق�سايا اأخرى طرح��ت في الم�سرح‬ ‫الفل�سطين��ي الذي ين�سق مع الم�سرح اليهودي‪ ،‬واأنت��ج اأعمال م�ستركة في مهرجان م�سرحيد‪..‬‬ ‫واأقي��م هذا المهرجان تحت �سع��ار الحقيقة مرة اأخرى‪ .‬و�سارك في��ه فرن�سوا اأبو �سالم وكامل‬ ‫البا�سا وتهاني �سليم‪.‬‬ ‫ويق��وم هذا المهرجان على تعاون م�سترك بي��ن الفل�سطينيين واليهود‪،‬وتقدم فيه اأعمال‬ ‫كثي��رة تدم��ج في طيات اأفراد طاقمها مبدعي��ن عرب ًا ويهوداً‪ .‬اأما الم�سرحي��ات الم�ساركة فهي‬ ‫"الأ�سير" من تاأليف �س‪ .‬يزهار اإعداد نهاد ب�سير واآرييه يا�س اإخراج اآرييه يا�س‪ ،‬تمثيل نهد ب�سير‪،‬‬ ‫و" انبعاث" من تاأليف واإخراج عفيف �سليوط تمثيل �سليمان �سالمة اإنتاج م�سرح الأفق‪ ،‬و"�سماء‬ ‫�ساطع��ة " م��ن تاأليف غ�سان زقطان اإخ��راج �سوزان ماري فرح‪ ،‬تمثيل تهان��ي �سليم‪ ،‬و"ا�ستياق‬


‫الإبــداع‬

‫‪575‬‬

‫" م��ن تاأليف روع��ي ري�سك�س تمثيل محمود ق��دح‪ ،‬و" حرية "تاأليف واإخ��راج ناظم �سريدي‬ ‫تمثيل اإياد �سيتي م�ساعدة اإخراج واإنتاج �سحر عبدو‪ ،‬وم�سرحية "ال�سوت الإن�ساني "التي فازت‬ ‫بجائ��زة اأف�سل عر���س في هذا المهرجان‪ ،‬ق�س��ة الم�سرحية مقتب�سة من حي��اة المغنية الفرن�سية‬ ‫اإديت بياف‪،‬من اإعداد واإخراج منير بكري‪ ،‬تمثيل لنا زريق‪.‬‬ ‫وق��دم عر�س "حكي قراي��ا حكي �سرايا " بم�سرح الميدان حيف��ا‪ ،‬وهو من تمثيل حنان‬ ‫يدعي عل��ي ع�ساف الجاللتي الجنون كي ل ين�سم‬ ‫حل��و وحنان �سما�س وربيع خوري‪ .‬وفيه ّ‬ ‫للخدمة الإجبارية في الجي�س العثماني‪...‬وهناك م�سرحية " حرية " في عكا القديمة‪ ،‬وقد كانت‬ ‫من الم�سرحيات الفل�سطينية القليلة التي تتكلم عن الحتالل الإ�سرائيلي‪ .‬تهدف هذه الم�سرحية‬ ‫اإلى تعريف الأجيال ال�ساعدة بهذا الموروث الن�سالي الملحمي لأبي المنا�سلين محمد يو�سف‬ ‫ال�سري��دي ولم�سيرة �سنوات الجمر الحمراء التي عا�سه��ا ال�سعب الفل�سطيني‪ ،‬ب�سكل عام‪ ،‬بدءاً‬ ‫من عهد الأت��راك‪ ،‬ومروراً بالحتالل البريطاني و�سو ًل لنكب��ة فل�سطين‪.‬الم�سرحية من اإخراج‬ ‫ناظ��م �سريدي تمثي��ل اإياد د�ستي‪ .‬وم�سرحية "حارق المعبد " الت��ي اقتب�س ن�سها عن م�سرحية‬ ‫غريغ��وري غورين بعن��وان ان�سوا هيرو�ست��رات‪ ،‬واأخرجها نزار زعبي‪ ،‬ومثل فيه��ا اأمال قي�س‪،‬‬ ‫وعل��ي �سليمان‪ ،‬و �سالح بكري‪ .‬تدور اأحداث الم�سرحية ف��ي مدينة اإيفي�س اليونانية عام ‪365‬‬ ‫ق‪ .‬م‪ ،‬وعلى الرغم من قدم الأحداث‪ ،‬اإل اأننا نجد في تفا�سيلها ال�سغيرة اإ�سقاطات ومدلولت‬ ‫كثيرة على واقعنا المعا�سر‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫عرو���ش م�شرح �لأجيال‪ :‬يلقى ه��ذا النوع الم�سرحي اهتم��ام الم�سوؤولين في وزارة‬ ‫الثقاف��ة‪ ،‬وق��د �ساركت فيه نخبة م��ن الم�سرحيات كل منها ينا�سب اأجي��ال مختلفة‪ .‬ا�سترك في‬ ‫التمثي��ل في هذا العر�س عدنان ذياب‪ ،‬و مي�سا خمي�س‪ ،‬و عبي��ر بقاعي‪ ،‬ونعمة خازم‪ ،‬ومحمد‬ ‫ذي��اب‪ ،‬واإي��اد د�ستي‪ ،‬و محمود عكا�سة‪ ،‬و رنا �سليبي وم��روان عوكل‪.‬ومن الم�سرحيات التي‬ ‫وجه��ت اإلى �سفوف الرو�س��ات ‪" :‬الفرافير"‪ ،‬وهي تعالج ق�ساي��ا الطفولة في قالب كوميدي‬ ‫ه��ادف‪ ،‬مثل العنف‪ ،‬والحذر بالطرقات‪ ،‬وال�سراع بي��ن الولد والبنت‪ .‬وم�سرحية "الجوهرة"‬ ‫وه��ي تعالج ق�سية الأم وت�سحياتها من اأج��ل تربية اأولدها‪ .‬وم�سرحية "اأم �سليم والثعلب" التي‬ ‫تت�سم��ن موا�سيع تعليمية وتربوية واجتماعية‪ .‬وم�سرحي��ة "المثابر" وهي تعالج ق�سية الطموح‬ ‫الإن�سان��ي ف��ي التعلم وال�سع��ي لتحقيقه‪ .‬وم�سرحي��ة "الكنا�س" وهي تتن��اول مو�سوع تلوث‬ ‫البيئ��ة ال��ذي اأدى اإلى اإحداث ثقب في الأوزون‪ .‬وم�سرحي��ة "عبيد في زمن الحرية" و"الخيط‬ ‫الأخ�سر" وتعالجان ق�سية فل�سطين‪ ،‬وم�سرحية "تاجر البندقية " ل�سك�سبير التي قدمتها في حيفا‬ ‫فرقة عيون من الجولن المحتل‪ ،‬من اإعداد الكاتب معتز اأبو �سالح‪ ،‬ومن اإخراج خليفة ناطور‬ ‫وتمثيل اأمية الق�س رائد �سم�س و�سبا اأبو �سالح عنان‪.‬‬


‫‪576‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )6‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي �لفل�شطيني في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الم�صرح الكويتي‬

‫الإبـــــداع‬

‫ب��داأت دولة الكويت الهتم��ام بالثقافة والفنون‪،‬بع��د الطفرة القت�سادي��ة التي نتجت‬ ‫تخرج منه‬ ‫ع��ن اكت�س��اف البترول‪ ،‬فكانت اأول دولة خليجية توؤ�س�س معه��داً للفنون الم�سرحية َ‬ ‫ع��دد كبير من الم�سرحيين الخليجيين‪ ،‬وهي ما زالت تن�سط ف��ي مجال الثقافة بعامة والم�سرح‬ ‫بخا�س��ة‪ ،‬وانتجت ف��ي عام ‪ 2007‬عددا م��ن العرو�س الم�سرحية المتمي��زة على يد مخرجين‬ ‫وممثلي��ن وموؤلفين وم�سممي ديكور‪ ،‬ويبرز هذا الن�ساط ف��ي المهرجانات الم�سرحية المحلية‬ ‫التي تنظمها دولة الكويت بمختلف موؤ�س�ساتها الر�سمية والخا�سة‪.‬‬ ‫مهرج��ان �لم�شرح �لمحل��ي‪ :‬في مهرجان الكوي��ت الم�سرحي التا�س��ع‪ ،‬كانت هناك‬ ‫عرو���س لفت��ة لالنتباه مثل "دهاء دمية " لفرق��ة الم�سرح الكويتي و" اإل��ى الخادمة مع التحية "‬ ‫لفرق��ة الم�سرح العربي‪ .‬و"الكب��وة" لفرقة م�سرح ال�سب��اب‪ ،‬و"الم�سهد الأخير م��ن الماأ�ساة "‬ ‫لفرقة المعه��د العالي للفنون الم�سرحية‪ ،‬و"غ�سيل ممنوع الن�سر" لفرقة م�سرح الخليج العربي‪،‬‬ ‫و"الزفاف" لفرق��ة الم�سرح ال�سعبي‪ .‬وح�سد بع�س هذه العرو�س الجوائز التالية ‪ :‬اأف�سل ممثل‬ ‫واع��د في م�سرحي��ة " الكبوة " لكل من علي الح�سيني وعب��د اهلل بهمن عن م�سرحية "الم�سهد‬ ‫الأخير من الماأ�ساة"‪ ،‬واأف�سل تقنيات لم�سرحية "الكبوة"‪ ،‬واأف�سل ديكور م�سرحي فاز بها عنبر‬ ‫ولي��د عن م�سرحي��ة " الم�سهد الأخير من الماأ�س��اة"‪ ،‬واأف�سل ممثلة دور ثان ف��ازت بها الفنانة‬


‫‪577‬‬

‫الإبــداع‬

‫�س��ذى �سبت��ي عن دورها في الم�سرحية " اإلى الخادمة مع التحي��ة "‪ ،‬واأف�سل ممثل دور ثاني فاز‬ ‫به��ا علي كاكولي عن دوره في م�سرحية " الم�سهد الأخير م��ن الماأ�ساة "‪ ،‬وجائزة اأف�سل ممثلة‬ ‫دور اأول فازت بها فاطمة ال�سفي عن دورها في م�سرحية " الزفاف"‪ ،‬وجائزة اأف�سل ممثل دور‬ ‫اأول ف��از به��ا اأ�سامة المزيعل ع��ن دوره في م�سرحية "غ�سيل ممنوع من الن�س��ر "‪ ،‬و اأف�سل ن�س‬ ‫م�سرح��ي لم�سع��ل مو�سى عن ن�سه الكبوة‪ ،‬واأف�سل مخرج‪ ،‬فاز به��ا �سايع ال�سايع عن م�سرحيته‬ ‫" الم�سه��د الأخير من الماأ�ساة "‪ ،‬واأف�س��ل عر�س متكامل لم�سرحية "غ�سيل ممنوع من الن�سر "‬ ‫لنا�سر كرماني‪.‬‬

‫مهرج��ان �ل�شباب‪ :‬يعتب��ر هذا المهرجان واح��دا من المهرجانات الت��ي اأ�سهمت في‬ ‫تعزيز طموحات ال�سباب اله��واة والمحترفين في الم�سرح الكويتي‪ .‬قدمت فيه العرو�س التالية‬ ‫" الباحثي��ن ع��ن " لفرقة دار الرعاية الجتماعي��ة‪ ،‬و" و�سمية تخرج من البح��ر " فرقة الم�سرح‬ ‫الكويت��ي‪ ،‬م�سرحية " �سارة " لفرقة الرواد الأوائ��ل‪ " ،‬لعبة الدبابي�س " لمراكز ال�سباب‪ " ،‬مقهى‬ ‫الدراوي�س " لم�سرح عبد العزيز حداد‪�" ،‬سوق الجمعة " لفرقة الجيل الواعي‪.‬‬

‫�لعرو���ش �لتجارية‪ :‬تزده��ر العرو�س التجارية في الكويت‪ ،‬وت�سكل اأعمال عبد العزيز‬ ‫الق�س��م الأكبر من عرو�س الم�سرح التج��اري فيها‪ ،‬ومن عرو�سه " الحا�سة ال�ساد�سة" و"البيت‬ ‫بيتك" ثم "حاميها حراميها "وقدم "اأ�سباح اأم علي" مع عبد الرحمن عقل وانت�سار ال�سراح؛ اأما‬ ‫العرو�س التجارية الأخرى مثل "خرزة الجن" فهي من اأعمال المعهد العالي للفنون الم�سرحية‪،‬‬ ‫و"ح��دث ف��ي جمهورية الموز" من تاأليف ب��در محارب‪ ،‬واإخراج عبد العزي��ز �سقر‪ ،‬وبطولة‬ ‫ح�سين المهدي‪ ،‬واإبراهيم ال�سيخلي‪ ،‬وعبير يحيى‪.‬‬

‫يعتبر الم�سرح في البحرين من الظواهر الثقافية المتميزة‪ ،‬وقد ظهرت فيه فرقتان م�سرحيتان‬ ‫هما فرقة اأوال‪ ،‬وفرقة ال�سواري التي ت�سم كل من عبد اهلل ال�سعداوي ويو�سف الحمدان وخالد‬ ‫الرويعي وجمعان الرويعي‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬وقدمت هذه الفرقة اأعمال نوعية ح�سدت جوائز كثيرة‪،‬‬ ‫وا�ستخدم��ت التقنيات لتنفيذ روؤى �سينوغرافية في �سي��اق من�سجم ومتالئم مع روؤيتها الفكرية‬ ‫والإبداعية‪.‬‬ ‫ف��ي العام ‪ 2007‬اأقيم في البحرين مهرجان الم�سرح الخليجي‪ ،‬وا�ستركت فيه عرو�س‬ ‫قدمته��ا الفرق الم�سرحية الأهلية في دول مجل�س التعاون وقدمت الجائزة با�سم حاكم ال�سارقة‬ ‫�سمو الأمير د‪� .‬سلطان بن محمد القا�سمي‪.‬‬ ‫قدم��ت في ه��ذا المهرج��ان م�سرحيات لف��رق خليجية مث��ل‪ " :‬اأهل �س��رق" للموؤلف‬

‫الإبـــــداع‬

‫الم�صرح البحريني‬


‫‪578‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫والمخ��رج عبد الرحمن المناعي‪ ،‬و"مظلتي ل تزال مبللة " م��ن تاأليف واإخراج جمال ال�سقر‪،‬‬ ‫وم�سرحي��ة "اآه قلبي" لالإم��ارات من اإخراج محمد العامري وم�سرحي��ة "عذارى" للبحرين من‬ ‫اإخراج جمعان الرويقي‪ ،‬و"طرقة على الج�سر" لل�سعودية من اإخراج زكريا بن محمود موهني‪،‬‬ ‫و"منته��ى الحب ومنتهى الق�سوة " ل ُعمان من اإخراج جا�سم بن مبارك البطا�س‪ ،‬وم�سرحية "اأهل‬ ‫�سرق" لقطر و"اله�سيم" للكويت من اإخراج في�سل اإبراهيم العمري‪.‬‬

‫الم�صرح الإماراتي‬

‫ي�ستدعي ال��كالم على الم�سرح الإماراتي الإ�سارة اإلى الخطى ال�سريعة التي �سار بها هذا‬ ‫الم�س��رح لكي يلحق بالن�س��اط الم�سرحي العرب��ي والخليجي‪ ،‬فال�سب��اب الإماراتي اأبدى حبا‬ ‫وع�سق��ا للعم��ل الم�سرحي‪ ،‬فعمل بجدية م��ن خالل ور�سات العمل ومن خ��الل تعزيز هواياته‬ ‫بالعمل والطالع على التجارب الم�سرحية العربية والغربية‪ ،‬والإفادة منها‪ ،‬وتمكن من تحقيق‬ ‫بع��د اأنطولوجي لم�سرح اإماراتي جاد ومتميز‪ ،‬وقد اأ�سهمت ف��ي ذلك كثرة المهرجانات التي‬ ‫تقام عل��ى اأر�س الإمارات‪ ،‬مثل مهرجان اأيام ال�سارقة الم�سرحي��ة‪ .‬وفي الدورة ال�سابعة ع�سرة‬ ‫م��ن هذا المهرجان منحت اإمارة ال�سارقة جائزة الإب��داع با�سم المخرج الم�سرحي الم�سري‬ ‫�سعد اأرد�س‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫وت�سمن��ت هذه الدورة ع�سري��ن عر�س ًا م�سرحي ًا‪ ،‬وكان العر���س الفتتاحي "الإ�سكندر‬ ‫الأكب��ر" لموؤلفه حاك��م ال�سارقة د‪� .‬سلطان القا�سمي‪ ،‬واأخرجه اأحم��د عبد الحليم‪ .‬خاطب فيه‬ ‫الموؤلف الدكتور القا�سمي وجدان الأمة العربية ونب�سها القومي محاورا ذلك الغازي الذي اأبى‬ ‫اإل اأن يخ�س��ع كل من لم يقدم ل��ه فرو�س الولء والطاعة بحد ال�سيف و�سطوة الحتالل‪ .‬ومن‬ ‫الممثلين في هذا العر�س‪ :‬محمد غيا�سي وعبد اهلل م�سعود واأحمد الج�سمي‪.‬‬

‫تنقل��ت العرو���س بين منطقة كلباء ودب��ا الح�سن واأم القيوين وراأ���س الخيمة واأبو ظبي‬ ‫وال�سارقة‪،‬والعرو���س هي " البق�سة "‪ ،‬و"نهار �ساخ��ن" من تاأليف عواطف نعيم واإخراج خليفة‬ ‫التخلوف��ة‪ ،‬و"انتظارات" لجمعية كلباء من تاأليف عب��د اهلل �سالح واإخراج محمود اأبو العبا�س‪،‬‬ ‫واأخيرا عر�س "ال�سرة" للكاتب عبا�س الحايك‪ ،‬واإخراج عارف �سلطان‪ .‬وكان الالفت في هذه‬ ‫العرو�س اأنها قدمت عنا�سر ن�سائية بارعة مثل‪ :‬اأ�سجان‪ ،‬ف�سة‪ ،‬عائ�سة‪ ،‬مياثم‪.‬‬ ‫وعل��ى الرغم من الجه��ود الطيبة التي اأنج��زت‪ ،‬اأظهرت العرو�س الت��ي قدمت تفاوتا‬ ‫وا�سحا ف��ي الم�ستوى وتباينا في الروؤى‪ ،‬وقد نهلت اأغلب العرو���س من التراث الإماراتي‪،‬اإل‬ ‫اأنه��ا �سكلت خطابها الفكري والفني على م�ستويات متباينة في الإخراج‪ ،‬والتاأليف‪ ،‬والتمثيل‪،‬‬ ‫فكانت تتراوح ما بين تقليدي �ساكن وتجريبي متردد‪ ،‬وحداثي‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪579‬‬

‫مهرج��ان دب��ي لم�شرح �ل�شباب‪ :‬م��ن ميزات ه��ذا المهرجان اأنه اأب��رز اأول مخرجة‬ ‫م�سرحي��ة اإماراتية الأ�ستاذة منال بن عمرو من خالل اإخراجه��ا م�سرحية "بورتيا" التي لخ�ست‬ ‫فيه��ا م�سرحية �سك�سبير تاجر البندقي��ة‪ .‬وفيه قدمت اأي�سا الم�سرحي��ة الكويتية "غ�سيل ممنوع‬ ‫الن�سر" لكاتبها نا�سر كرماني وهي تعبر عن الهوية الطبقية بين الفقراء والأغنياء‪ ،‬و"حطبة التوبة"‬ ‫لموؤلفها محمد العامري واإخراج �سالم العيان‪ ،‬و"الفيل يا ملك الزمان" لموؤلفها �سعداهلل ونو�س‬ ‫واإخ��راج عبد اهلل بن لندن‪ ،‬و"عرج ال�سواحل" تاأليف �سالم الحتاوي واإخراج حمد الحمادي‪،‬‬ ‫و"عار�سة" تاأليف محمود اأبو العبا�س واإخراج في�سل علي‪.‬‬

‫مهرج��ان �لفجيرة للمونودر�ما‪ :‬يقدم مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ن�ساطات‬ ‫متنوع��ة تت�سم��ن ندوات تطبيقية تعق��ب كل عر�س م�سرحي‪ ،‬اإلى جانب ن��دوة رئي�سية عن فن‬ ‫المونودراما‪ ،‬وعرو�سا م�سرحية محلية وخارجية وهي ‪" :‬جر�سة " لرفيق علي اأحمد من لبنان‪،‬‬ ‫و"اأن��ا لحبيب��ي" من الأردن تاأليف واإخراج غن��ام غنام‪ ،‬و"واحد منا" تاألي��ف مح�سن بن نفي�سة‬ ‫واإخ��راج محمد مني��ر العرقي‪ ،‬و" المراآة "تاأليف اأحمد �سام��ي خاطر واإخراج محمود محمد‬ ‫كحيل��ة اأداء عبي��ر الطوخي‪ ،‬و"مناوبة ليلية "تاأليف واإخراج عب��د اهلل الزروق تمثيل خدوجة بن‬ ‫�سب��ري‪� " ،‬سر الحب " م��ن اإيران‪ ،‬تاأليف واإخراج فرح مق�سودي تمثيل عبا�س تقي‪ ،‬و"مقهى‬ ‫الدراوي���س" م��ن الكويت تمثيل وتاأليف عبد العزيز الح��داد اإخراج مريم عارف‪،‬و"لي�س " من‬ ‫العراق‪،‬تاأليف في�سل جواد اإخراج مهند هادي وتمثيل رائد مح�سن‪.‬‬

‫الم�صرح ال�صعودي‬

‫يبدو ملحوظ��ا الهتمام الكبير الذي اأولي للم�سرح ال�سع��ودي من قبل الدولة ومن قبل‬ ‫الجمعي��ات والموؤ�س�سات الثقافية‪ ،‬وفي زمن ق�سير بداأ ال�سباب ال�سعودي يقدم اأعمال م�سرحية‬ ‫لفتة‪ ،‬لجهة التاأليف والإخراج والتمثيل‪ ،‬وبد أا الم�سرح ال�سعودي يتفاعل مع نظيره في الخليج‬ ‫وباق��ي الدول العربية من خالل الم�ساركات المتعددة الت��ي يقوم بها الم�سرحيون ال�سعوديون‪،‬‬ ‫وه��و الأمر الذي اأخ��ذ يوؤثر في م�س��ار الم�سرح ال�سع��ودي وتطوره‪ ،‬وب��داأت ال�سعودية تنظم‬ ‫المهرجانات المتنوعة‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫مهرج��ان �لإمار�ت لم�ش��رح �لطفل‪ :‬ا�ستركت ف��ي هذا المهرج��ان العرو�س التالية‬ ‫"غابة الو�سوا�س" التي ف��ازت بجائزة لجنة التحكيم‪ ،‬و"جيم اأوفر" فازت بجائزة اأف�سل اإخراج‬ ‫للمخرج مرعي الحليان‪ ،‬ونالت م�سرحية "باب الأمل" جائزة اأف�سل ن�س‪ ،‬وذهبت جائزة اأف�سل‬ ‫ممث��ل دور اأول لأن�س اأحمد خمي�س والفنانة ريم عدنان‪ ،‬وجائزة اأف�سل ممثل دور ثان لمحمد‬ ‫الظاهري‪ ،‬ولنورة محمد علي ‪.‬‬


‫‪580‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫�لم�ش��اركات �ل�شعودية ف��ي �لخارج‪� :‬سارك��ت ال�سعودية في ‪11‬مهرجان�� ًا م�سرحي ًا‬ ‫عربي�� ًا ودولي ًا‪ ،‬قدمت خاللها ‪11‬عر�سا م�سرحيا بم�سارك��ة ‪ 175‬م�سرحي ًا �سعودي ًا‪ .‬و�ساركت‬ ‫ف��ي مهرجان مراك���س الم�سرحي بم�سرحية عنوانها "�سفر الهوام���س"‪ ،‬و في البحرين �ساركت‬ ‫بم�سرحي��ة "طرفه على الج�سر"‪ ،‬وفي القاهرة في مهرج��ان الم�سرح التجريبي قدمت م�سرحية‬ ‫"الب��اب الآخ��ر"‪ ،‬وفي دم�سق "اأ�سن��ة الثلج"‪ ،‬و�سارك��ت اأي�س ًا بم�سرحية "�سف��ر الهوام�س" في‬ ‫مهرجان الم�سرح الأردني‪.‬‬

‫و�سارك��ت ال�سعودية‪ ،‬اأي�س ًا‪ ،‬في الأيام الثقافي��ة ال�سعودية التي اأقامتها وزارة الثقافة في‬ ‫م�سر بم�سرحيات "ارتكا�س" و"طرفة على الج�سر" و"خلف البرواز"‪ .‬ثم �ساركت في المهرجان‬ ‫المتو�سط��ي لم�سرح الطفل ف��ي تون�س بم�سرحية "و�سوا�س"‪ ،‬وفي تون���س قدمت جمعية ال�سم‬ ‫والبكم م�سرحية "ارتكا�س"‪.‬‬

‫وف��ي المغرب قدمت جمعي��ة الثقافة ال�سعودية عر�س "اأر���س الطماأنينة "‪ ،‬ثم �ساركت‬ ‫ال�سعودية في مهرجان الم�سرح التجريبي بم�سرحية "ر�سا�سة الرحمة"‪،‬و في البحرين �ساركت‬ ‫بعر���س "ر�سائل ال�سرق��ي واأيامه"‪ ،‬وفي عمان الأدرن �ساركت بم�سرحي��ة "الرق�س مع الطيور"‬ ‫وف��ي اإي��ران بم�سرحية "ارتكا���س"‪ .‬وفي الجزائر �سمن الأي��ام الثقافية ال�سعودي��ة في الجزائر‪،‬‬ ‫�ساركت بم�سرحيات "رحلة بحث"‪ ،‬و"ر�سا�سة الرحمة "‪ ،‬و"حالة قلق"‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫اأما على ال�سعيد المحلي فقد قُدمت عرو�س في جامعة الملك فهد هي‪" :‬يوميات طالب‬ ‫مه��زوم" فكرة ور�سة الن�س ح�سي��ن الحداد واإخراج عبد العزيز الروي�س��د‪ ،‬ثم م�سرحية "غلطة‬ ‫ون���س" تاأليف ح�سين الح��داد‪ ،‬وعلي البحراني اإخ��راج �سعود ال�سفي��ان‪ ،‬وم�سرحية "ممنوع‬ ‫القت��راب" تاأليف ب�سي��ر ح�سين واإخراج جب��ران الجبران‪ .‬وي�ستمر عر���س "ال�سكاتية "على‬ ‫م�س��رح اأمان��ة المنطقة ال�سرقية في مدين الإح�س��اء‪ ،‬تاأليف اإبراهيم الجب��ر واإخراج عبد النا�سر‬ ‫الزابر‪ ،‬وتمثيل اإبراهيم ال�سويلم و�سلمان الزبيل وخالد العبودي وعبد الرحم بودي‪.‬‬

‫م�شرح �لطفل‪� :‬سهد العام ‪ 2007‬عدة عرو�س م�سرحية للطفل من بينها "ب�ساط الريح"‬ ‫تاأليف فه��د الحارثي‪ ،‬واإخراج اأحم��د الأحمري‪ ،‬وتمثيل م�ساعد الزهران��ي و�سامي الزهراني‬ ‫وجمعان العتيبي ومحمد الع�سيمي و�سقر القرني‪ .‬وتناولت الم�سرحية بائع الأحالم والأمنيات‬ ‫التي يخدع بها النا�س لتحقي��ق اأحالمهم‪�.‬ساركت هذه الم�سرحية في خم�سة مهرجانات دولية‬ ‫لم�سرح الطفل‪.‬‬ ‫وم��ن الم�ساركات الم�سرحي��ة المحلية اأي�سا ‪ :‬ق��دم ‪11‬عر�سا �سم��ن احتفالت العيد‬ ‫بالريا���س من بينها‪ ،‬م�سرحية "حراج اأكاديمي" تاأليف �سع��د المده�س واإخراج زكريا الموؤمني‬ ‫وبطول��ة حبيب الحبي��ب وعبلي المدفع و�سعد المده�س‪ ،‬وم�سرحي��ة "الزبال ن�سف الدنيا" من‬


‫الإبــداع‬

‫‪581‬‬

‫تاألي��ف واإخراج رجا العتيب��ي وبطولة عبد العزيز ال�سكيرين ومحم��د الحبيب واأحمد العليان‪،‬‬ ‫و"م�سرحي��ة الريموت" تاأليف عبد اهلل ال�سناني واإخراج عماد اليو�سف وتمثيل عبد اهلل ال�سناني‬ ‫والكويت��ي �سعبان عبا�س وا�سماعيل �س��رور‪ ،‬وم�سرحية "�ساهم لي عل��ى الع�سرة" تاأليف م�سعد‬ ‫الم�سم��ى واإخراج عل��ي ال�سعيد وتمثيل عبد الرحمن ال�سالحي وع��ادل ال�سويحي‪ ،‬وم�سرحية‬ ‫" ف�س��ار " من تاأليف عبي��ر محمد واإخراج خالد الباز وبطولة عبد العزي��ز البفريحي وعبد الإله‬ ‫ال�سناني وب�سير الغنيم‪ ،‬وم�سرحية "رابح الخ�سران"‪ ،‬تاأليف اأمل ح�سين واإخراج �سالح العلياني‬ ‫تمثي��ل فايز المالكي وحمد المزيني ومحم��د حميد ومحمد الفرحان‪ ،‬وم�سرحية "طار وطبل"‬ ‫تاألي��ف محمد المف��رح واإخراج با�سل الهالل��ي‪ ،‬تمثيل اأبو �سامح وعب��د اهلل الزهراني ومحمد‬ ‫الفه��ادي‪ ،‬وم�سرحي��ة "عيال الكح��ة " تاأليف خالد الف��راج واإخراج جبران الجب��ران‪ ،‬تمثيل‬ ‫الممثل الكويتي محمد العجيمي وجبران الجبران وطالل ال�سدر ون�سال اأبو نوا�س‪ ،‬وم�سرحية‬ ‫"ال�سكاكية "‪ ،‬تاأليف اإبراهيم جبر واإخراج عبد النا�سر الزاير‪ ،‬تمثيل ابراهيم جبر وعبد الرحمن‬ ‫بودي و�سلمان الزبيل‪.‬‬

‫الم�صرح القطري‬

‫وف��ي هذا الإط��ار تبدو اأن�سطة مهرجان قط��ر الثقافي‪.‬حيث افتت��ح المهرجان باأوبريت‬ ‫قط��ري بعنوان "بر وبحر"‪ ،‬اإخراج �سعد بور�سي��د‪ ،‬وبمنا�سبة اليوم العالمي للم�سرح قدم عر�س‬ ‫"هلو�س��ات" لفرقة الدوحة م��ن تاأليف واإخراج عبد الرحم��ن المناعي‪،‬تمثيل علي �سلطان اآلء‬ ‫�ساكر وعر�س "تيتانيك"‪ ،‬وهو عمل تركي قطري م�سترك من تاأليف هري�ستو بوت�سيف‪ ،‬واإخراج‬ ‫محمد ن��ور اهلل تونجار‪ ،‬تمثيل �سيار الكواري‪ ،‬بايرو�س مايك��و‪ ،‬عبد النا�سر دروي�س‪ ،‬رادميال‬ ‫برينينك��ر‪ ،‬وعر�س"اأبو حيان التوحيدي ق�سة ح��ب من�سية" تاأليف واإخراج حمد الرميحي من‬ ‫تمثيل عزيز خيون‪� ،‬سفوت عبد الوهاب الغ�سم‪ ،‬اأحمد نا�سر عفيف‪.‬‬

‫�لم�ش��رح �لكوميدي‪ :‬قدم �سمن هذا الن��وع الم�سرحي عر�س "عنبر و‪� 11‬سبتمبر"‪،‬‬ ‫ت�سب في اإطار الم�س��رح ال�سيا�سي‪ ،‬من تاأليف غانم ال�سليط��ي وتمثيله بالإ�سافة‬ ‫وه��و كوميديا‬ ‫ّ‬ ‫اإل��ى تمثيل �سع��د الفرج‪ ،‬وعر�س "الم�سرحي��ة الهندية " من تاأليف جوني��اث موثوكاد (كندي‬

‫الإبـــــداع‬

‫ط��رح الم�سرح القط��ري اأ�سم��اء مخرجين موؤلفي��ن ذوي �ساأن في الحرك��ة الم�سرحية‬ ‫القطرية والخليجية‪ ،‬من بينه�ا عبد الرحمن المناعي‪ ،‬وحمد الرميحي‪ ،‬وح�سن ر�سيد‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫والالف��ت في الم�سرح القطري ا�ستلهامه التراث الأدب��ي وال�سفوي ال�سعبي‪ .‬ويعود �سبب هذه‬ ‫الدينامي��ة الم�سرحية الى البيئة الثقافية والفنية التي تنم��و باطراد في قطر‪،‬من خالل دعم الدولة‬ ‫القطرية‪ ،‬ومن خالل المهرجانات والن�ساطات الثقافية التي تثري الحالة الم�سرحية‪.‬‬


‫‪582‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫م��ن اأ�سل هندي)‪ ،‬وه��ي عبارة عن ق�سة درامية ت�ستخدم و�سائل عديدة مثل فنون ال�سحر وخفة‬ ‫الي��د والمو�سيق��ى‪ .‬اإلى جانب ذلك قدم��ت م�سرحية الأطفال " النور���س والقطط " من اإعداد‬ ‫اآن��ا عكا�س واإخراج �سل��وم وبطولة جا�سم علي وعب��د العزيز اليهري وعب��د اهلل البكري (وهي‬ ‫مقتب�سة عن رواية "ق�سة النور�س والقط الذي علمه الطيران") للكاتب الت�سيلي لوي�س �سبوليبدا‪،‬‬ ‫وم�سرحي��ة "ما اأجمل الحرية" تاألي��ف مهدي �سايغ‪ ،‬اإخراج حمد الرميحي‪ ،‬تمثيل فرج �سعد‪،‬‬ ‫مريم �سعد‪ ،‬نا�سر الأن�ساري‪.‬‬

‫الم�صرح العُماني‬ ‫عل��ى الرغم من اإغالق ق�س��م الم�سرح في جامعة ال�سلطان قابو�س‪ ،‬تمكن ال ُعمانيون من‬ ‫ممار�س��ة ن�ساطهم الم�سرحي‪ ،‬واإثبات وجودهم في المهرجانات الخليجية (رحيمة الجابري)‬ ‫وظه��ور موؤلفي��ن م�سرحيين مث��ل عبد الكريم ج��واد‪ ،‬وذلك بف�س��ل م�سان��دة الدولة ودعمها‬ ‫للم�سرحيي��ن العمانيين‪ ،‬فب��رزت اأ�سماء م�سرحية ج��ادة اأ�سهمت في تن�سي��ط الم�سرح العماني‬ ‫وتطويره �سواء كان ذلك من خالل الم�ساركات المحلية اأم الخارجية‪ ،‬اأم المهرجانات‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫مهرج��ان �لم�ش���رح �لجامع�ي ف��ي ج�امع���ة �ل�شلط���ان قاب�و�ش‪ :‬في ع��ام ‪،2007‬‬ ‫اأقيم ه��ذا المهرج��ان ال��ذي �ساركت فيه ف��رق م�سرحية من كلي��ات الجامعة وكلي��ات التربية‬ ‫بوزارة التعليم العال��ي والجامع��ات الخا�سة‪ .‬ويمث��ل المهرجان رافداً هام ًا م��ن روافد الحركة‬ ‫الم�سرحي��ة بما يك�سف عنه م��ن مواهب في الكتابة والإخراج والتمثي��ل وبقية عنا�سر العر�س‬ ‫الم�سرحي‪.‬‬ ‫�لعرو���ش �لم�شارك��ة ف��ي �لمهرج��ان‪ :‬عر���س الفت�تاح‪" :‬ظم��� أا اإل��ى المعنى" من‬ ‫تاأليف واإخ��راج رحيم��ة الجابري‪.‬ت��ال ذل��ك عر���س " الكاأ���س" م��ن تاألي��ف عب��د ال��رزاق‬ ‫الربيعي‪ .‬و"اجتم��اع طارئ" تاأليف واإخ��راج اأحمد المفتاح من جامعة قطر‪ .‬ثم عر�س "زنوبيا‬ ‫ملك��ة تدم��ر" تاأليف مال��ك الم�سلمان��ي‪ .‬قدمت عر���س " اأولد الملياردي��ر" وعر�س "مجرد‬ ‫نفاي��ات" تاأليف قا�س��م مطرود واإخ��راج خالد العامري‪ ،‬و"انت��ه لي�س نا�س��ي" تاأليف واإخراج‬ ‫م�سع��د البهالني‪ ،‬و"غريب في زحل��ة " تاأليف اأحمد الدغي�سي واإخ��راج يعقوب ال�سبحي‪ ،‬و"‬ ‫مطل��وب حيا للمي��ت" تاأليف اأحمد الدغي�سي واإخ��راج خالد الكلباني‪ ،‬و"ح��وار بين القبور"‬ ‫تاأليف واإخراج اأمل ال�سباعي‪ ،‬و"ال�سوط الأ�سفر" اإخراج بدر النبهاني‪ ،‬و"بروفا �سقوط بغداد"‪،‬‬ ‫تاأليف ناه�س الرم�ساني‪.‬‬


‫‪583‬‬

‫الإبــداع‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )7‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي �لخليجي في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الم�صرح العراقي‬

‫لكن الذي يختلف فيه الم�سرح العراقي عن غيره من الم�سارح العربية والغربية اأنه في‬ ‫اأغلب��ه م�سرح مغترب‪ ،‬يعر�س على خ�سبات عربية وغربية‪ ،‬نظرا للظروف ال�سيا�سية والأمنية‬ ‫ال�سعب��ة الت��ي يمر بها العراق‪ ،‬لذلك نج��د مثال اأن جواد الأ�سدي ال��ذي اأ�س�س م�سرح بابل‬ ‫ف��ي بيروت يعر�س فيه م�سرحيته " ن�س��اء ال�ساك�سوفون " م�سرحية بيت برناردا األبا بن�سختها‬ ‫العربية‪ ،‬وهي من تمثيل رفعت طربيه والمطربة جاهدة وهبي وعايدة �سبرا‪.‬‬

‫وجاب اأوروبا عر�س اآخر لفرقة م�سرح فرات هو "دي اأن اأي" من اإعداد واإخراج ح�سن‬ ‫ه��ادي‪ ،‬عن مقاط��ع ن�سيد اأوروك لل�ساعر العراقي عدنان ال�سائ��غ‪ ،‬ون�سو�س ال�ساعر ال�سويدي‬ ‫‪ .arne zaringRune bergman‬وف��ي بغ��داد قدمت م�سرحية "حظر تج��وال" تاأليف واإخراج‬

‫الإبـــــداع‬

‫ع��رف الع��راق الم�سرح منذ م��دة طويلة‪ ،‬وظهر اأع��الم م�سرحيون عراقي��ون انت�سرت‬ ‫اأعماله��م في الخليج وفي العال��م العربي‪،‬مثل الموؤلف الم�سرحي يو�س��ف العاني والمخرجين‬ ‫�س��الح ق�سب وجواد الأ�سدي وقا�سم محمد وعزيز خيون وعواطف نعيم وغيرهم‪ ،‬وطرحوا‬ ‫نظريات متطورة حول التقني��ات وم�سرح ال�سورة كما فعل �سالح ق�سب الذي عرف م�سرحه‬ ‫بم�سرح ال�سورة‪.‬‬


‫‪584‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫مهند هادي تمثيل �سمر قحطاني ورائد مح�سن‪ ،‬وم�سرحية " تداعيات مدينة " من جامعة الفنون‬ ‫الجميلة‪ ،‬وكذلك قدم عر�س "ن�ساء لوركا" للمخرجة العراقية عواطف نعيم‪.‬‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )8‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي �لعر�قي في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الم�صرح اليمني‬

‫الإبـــــداع‬

‫ما زال الم�سرح في اليمن ي�سق طريقه‪ ،‬وي�سعى لتر�سيخ وجوده كظاهرة مهمة في الثقافة‬ ‫اليمني��ة‪ ،‬ولكن اعتماده الأ�سا�سي ي�ستند اإلى المهرجانات الم�سرحية ومنها تلك التي اأقيمت في‬ ‫عام ‪.2007‬‬

‫فعالي��ات �لأي��ام �لم�شرحية‪ :‬كانت فعالي��ات الأيام الم�سرحية في ه��ذه الدورة با�سم‬ ‫الكات��ب الم�سرحي الم�سري اأحم��د باكثير‪ .‬وقدمت فيها م�سرحية "الث��اأر" من اإخراج �سرف‬ ‫الحكم��ي‪ ،‬وم�سرحية "من الب��دروم" تاأليف عبد اهلل �سليمان‪ ،‬معالج��ة درامية ‪ :‬خالد المرولة‪،‬‬ ‫اإخراج اآدم �سيف‪ ،‬وم�سرحية "الحلم" اإخراج نذير العريفي‪ ،‬وم�سرحية "قرع الطبول" من تاأليف‬ ‫عب��د ربه الهيثمي‪ ،‬اإخ��راج اأمين هزبر‪ ،‬وم�سرحي��ة "ر�سالة الم�سرح"‪ ،‬اإخ��راج ابراهيم �سرف‪،‬‬ ‫م�سرحية "برمجة �سبابية" اإخراج �سميرة عبده علي‪ ،‬وم�سرحية "�سيلوك الجديد" اإخراج اأحمد‬ ‫�سجاع الدين‪ .‬وم�سرحية "ال�سل�سلة" اإخراج عمر عبد اهلل �سالح‪ ،‬وم�سرحية "حال حال ي�ستاهل"‬ ‫تاألي��ف واإخ��راج عمرو كمال و التي تعالج في اإطار كوميدي النظرة القا�سرة لبع�س الأ�سر التي‬ ‫تف�سل زواج بناتها من الدكاترة والمهند�سين‪.‬‬


‫‪585‬‬

‫الإبــداع‬

‫الم�صرح المغربي‬ ‫يزخ��ر المغرب بعدد من الممثلين و الكتاب والنق��ا د والمخرجين‪ ،‬ممن تركوا اأثرا في‬ ‫الحرك��ة الم�سرحي��ة العربية‪،‬وفي هذا المجال ل بد من ذكر الممثلة المغربية ثريا جبران التي ما‬ ‫زالت تاأثيرات اأدائها الم�سرحي تتفاعل لدى الممثالت العربيات‪ ،‬ولكنها اليوم تركت الخ�سبة‬ ‫لتعتل��ي كر�سي وزارة الثقافة المغربية‪ .‬و يمكن تتب��ع الن�ساط الم�سرحي المغربي الذي اأنجز في‬ ‫عام ‪ 2007‬على �سعيد المو�سم الم�سرحي كما على �سعيد المهرجانات المختلفة‪.‬‬

‫�لمو�شم �لم�شرحي ‪2008-2007‬‬

‫�لمهرج��ان �لإقليم��ي لل�شب��اب‪ :‬قدم في ه��ذا المهرجان عدد م��ن الم�سرحيات مثل‬ ‫المزبل��ة الفا�سلة‪ ،‬التيه‪ ،‬انتحار على حافة الع�سق‪ ،‬مهزل��ة عاطل‪ ،‬ماذا بعد‪ ،‬حزام الإله اومادار‪،‬‬ ‫حكايات �ساري الهم بدرهم‪ ،‬خير و�سالم‪.‬‬ ‫ومن��ح المهرجان جوائ��زه فذهبت جائزة التاألي��ف لر�سوان بدي��ار‪ ،‬والإخراج لفار�س‬ ‫محم��د‪ ،‬وال�سينوغرافيا لمحمد بديار وعماوي محمد‪ ،‬وجائ��زة اأح�سن ممثل ل�سفيان مر�سلي‬ ‫و�سميرة �سعيدي‪ ،‬وجائزة اأح�سن ممثلة لفاطمة الزهراء اأمالو‪.‬‬ ‫�لمهرج��ان �لوطني لم�شرح �ل�شب��اب‪ :‬من العرو�س التي قدمت ف��ي هذا المهرجان‪:‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫في هذا المو�سم عر�ست م�سرحية "رحلة التيه" تاأليف واإخراج محمد ال�سركي‪ ،‬تمثيل‬ ‫فاطم��ة الزه��راء اأزنتور‪ ،‬م�سطف��ى م�سرور‪ ،‬محمد ال�سرك��ي‪ ،‬وم�سرحية "ب�س��ار الخير" لفرقة‬ ‫محت��رف م�سرح ب�سم��ة بوجدة‪ ،‬وهي من تاألي��ف محمد الكغاط‪ ،‬واإخ��راج محمد ال�سركي‪،‬‬ ‫تمثيل فاطمة الزه��راء اأزنتور‪ ،‬وفتحية الطويل‪ ،‬وم�سطفى �س��رور ومحمد ال�سركي‪ ،‬وم�سرحية‬ ‫"زنق��ة �سك�سبي��ر" للم�ساركة في اأيام قرطاج الم�سرحية‪ ،‬وهي م��ن اإخراج جياللي فرحاني عن‬ ‫ن�س للزبير بن بو�ست��ي‪ ،‬تمثيل محمد اأ�سر�سور‪ ،‬م�سطفى حو�سين ‪ ،‬حنان الإبراهيمي‪ ،‬ت�سجل‬ ‫ه��ذه الم�سرحية عودة المخرج جياللي فرحاتي‪ ،‬اإلى خ�سبة الم�سرح بعد اأكثر من ع�سرين عاما‬ ‫تف��رغ فيها لل�سينما والتلفزيون‪ .‬كما قدمت في هذا المو�سم‪ ،‬اأي�سا‪ ،‬العرو�س التالية ‪ :‬م�سرحية‬ ‫"فيول��ون" حازت على جائ��زة الإخراج في المهرجان الوطني ف��ي مكنا�س‪ ،‬وم�سرحية "اأركاز‬ ‫اإزنزن" التي حازت على جائزة الأمل في التمثيل‪ ،‬وم�سرحية "المو�سيقى"‪ ،‬و م�سرحية "قليل من‬ ‫الحلم وبزاف تاع النكير"‪ ،‬وم�سرحية "جمرا" لفرقة ف�ساء اللواء لالإبداع‪ ،‬حازت على الجائزة‬ ‫الكبرى ف��ي التمثيل في مكنا�س‪ .‬وم�سرحي��ة "علولة والعفريتة" و"كونط��راردا" فرقة باندرات‬ ‫و"اإعالن فالجورنال" فرقة طقو�س ‪ ،4‬و م�سرحية "رحلة �سعدان" لفرقة الت�سامن الم�سرحي‪.‬‬


‫‪586‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫م�سرحية "بريتانيكو�س" للكاتب الفرن�سي جون را�سين‪ ،‬وقام باإخراجها محمد بو غالد‪ ،‬والتي‬ ‫ح�سلت عل��ى الجائزة الكبرى للدورة الرابعة للمهرجان الوطن��ي لم�سرح ال�سباب‪ .‬وح�سلت‬ ‫عل��ى الجائزة الثانية م�سرحية "�ستة ف��ي �ستة" من اإعداد واإخراج اأنور ح�ساني‪ ،‬ومنحت الجائزة‬ ‫الثالثة اإلى م�سرحية "�سيزوفرينيا الج�سد والخطيئة" من تاأليف بو �سعيب خر�سوف واإخراج عبد‬ ‫العال��ي فنين��ة‪ ،‬وجائزة التمثيل للممثلة خول��ة فرحات والممثل اأحمد الغام��ا‪ ،‬وجائزة التاأليف‬ ‫لأحمد الكر�س‪.‬‬ ‫مهرج��ان �أيام �شف�شاون �لم�شرحية‪ :‬تم فيه تقديم عرو�س من اإنجلترا‪ ،‬جزر الهاواي‪،‬‬ ‫اإ�سبانيا‪ ،‬ال�سنغال‪ ،‬لبنان‪ ،‬وفرق م�سرحية من المغرب‪.‬‬ ‫مهرج��ان مر�ك�ش �لدولي‪� :‬سميت دورة ه��ذا المهرجان بدورة الفنان عبد الجبار‬ ‫لوزير‪ ،‬وقدمت فيه العرو�س التالية‪" :‬تخريفة هرما" تاأليف �سعد اهلل عبد المجيد‪ ،‬دراماتورجيا‬ ‫عبد اللطي��ف فردو�س‪ ،‬اإخراج عبد العزيز بوزاوي‪� ،‬سينوغرافي��ا الح�سين الهوفي‪ ،‬تمثيل‪:‬‬ ‫عب��د الجبار لوزير‪ ،‬نادية فردو���س‪ ،‬عبد الهادي توهرا�س‪ ،‬عبد العزي��ز بوزاوي‪ ،‬ثم عر�س‬ ‫"كلون م�سا" وهي م�سرحية تتاأ�س�س على حكاية ثالثة مهرجين من تاأليف في�سنييك الكاتب‬ ‫الرومان��ي واإعداد واإخراج اإبراهيم الهناني‪ ،‬عر�س "مومو ب��و �سر�سة" من تاأليف واإخراج‬ ‫محمد الحر‪.‬‬

‫�لمهرجان �لدولي للم�شرح �لجامعي باأغادير‬

‫الإبـــــداع‬

‫وهو مهرجان دولي ا�ستركت فيه فرق عربية واأجنبية من الجزائر وم�سر والعراق وفرن�سا‬ ‫وبلجي��كا وهولندا واأ�ستونيا وفرقة التحاد الأوروب��ي والبرازيل وكوريا‪.‬وكان عر�س الفتتاح‬ ‫عم ً‬ ‫ال م�سترك ًا بين جامعة ابن زهر (المغرب) وجامعة كالد�س كولومبيا بعنوان "غبثا" والعرو�س‬ ‫الأخرى هي‪ :‬الور�سة (اأغادير)‪ ،‬جاركم في و�سعية غير قانونية (فرن�سا)‪ ،‬الليالي ال�سبع (كوريا)‪،‬‬ ‫ف�س��اء الحوار (اأغادي��ر) (فرن�سا) البرنامج التلفزي (الدار البي�ساء)‪ 6 ،‬في ‪( 6‬الدار البي�ساء)‪ ،‬في‬ ‫من��اأى عن ل �سيء (فرن�سا)‪ ،‬حب (فا���س)‪ ،‬حماقة �سايو (بلجيكا)‪� ،‬س��راخ اأوفيليا (الجزائر)‪،‬‬ ‫ا�ستارتيجيا (مراك�س)‪ ،‬بغبغاء �سليط الل�سان (م�سر)‪ ،‬تداعيات مدينة (العراق)‪.‬‬


‫‪587‬‬

‫الإبــداع‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )9‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي �لمغربي في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الم�صرح الجزائري‬

‫�لم�ش��اركات �لم�شرحي��ة �لجز�ئري��ة في �لخ��ارج‪ :‬ا�ستقبل��ت تون�س بع���س الأن�سطة‬ ‫الم�سرحية الجزائرية‪ ،‬وقد ا�ستهلتها بم�سرحية " لغة الأمهات " للمخرجة الجزائرية �سونيا والن�س‬ ‫اقتب�س��ه الم�سرح��ي العراقي قا�سم محمد عن ن�س األك�سي�س دارني���س‪ ،‬وعن ق�سائد ياني�س ريتو�س‪،‬‬ ‫وكان��ت ال�سياغة ال�سعرية لل�ساعر الجزائري بوزيد حرز اهلل‪.‬وهوي�سور لحظات درامية عا�ستها اأم‬ ‫وهي ت�سهد �سقوط ابنها بين يدي الحتالل وهم ينفذون فيه حكم الإعدام‪.‬‬ ‫�لجز�ئ��ر عا�شمة �لثقافة �لعربية وفعاليات �لم�شرح‪ :‬ن�سط الم�سرح في الجزائر في اإطار‬ ‫اإع��الن الجزائ��ر عا�سمة الثقاف��ة العربية ل�سن��ة ‪ ،2007‬وبهذه المنا�سبة قدم��ت عرو�س م�سرحية‬ ‫مث��ل عر�س "بيت برناردا األبا" و ه��و مقتب�س عن ن�س الموؤلف الإ�سبان��ي فيديريكو غار�سيا لوركا‬ ‫اأخرج��ه اأحمد خودي وعر�س اأي�س ًا "النهر المحول" المقتب�س عن رواية ر�سيد ميموني‪ ،‬و"عي�سى‬ ‫ت�سونام��ي" لم�سرح ق�سنطينة‪ ،‬و"اأ�سواك ال�سالم" عن ن�س لتوفيق الحكيم‪ ،‬و"غبرة لفهامة" لكاتب‬

‫الإبـــــداع‬

‫يجت��از الم�س��رح الجزائري‪ ،‬على الرغم من التحديات ال�سيا�سي��ة والأمنية التي يمر بها‪،‬‬ ‫والبين م��ن هذه الجهود ه��و اهتمام‬ ‫مرحل��ة متطورة م��ن الإب��داع والعمل الج��اد والحثيث‪ّ .‬‬ ‫الم�سرحيين الجزائريي��ن بالتقنيات الحديثة التي تجلت في الجماليات ال�سينوغرافية التي طغت‬ ‫على اأغلب العرو�س‪.‬‬


‫‪588‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫يا�سين‪ ،‬و"يوم من زماننا" للم�سرح الجهوي‪ ،‬و"اللحن التائه"‪ ،‬وعرو�س عربية قدمت على هام�س‬ ‫الم�سابقة الر�سمية هي "ماهاجوني" من م�سر‪ ،‬وم�سرحية "اأبو حيان التوحيدي‪ ..‬ورقة من�سية" من‬ ‫قط��ر‪" ،‬ق�سة تحت الحتالل" من فل�سطين‪ ،‬و"عنترية ك��وراج" و"�ستي دليلة "من تون�س‪ ،‬و"بوابة‬ ‫فاطمة" من لبنان‬ ‫وجه �أكاديمي للم�شرح ‪� :‬لن��دوة �لفكرية‪� :‬سهدت الجزائر "ملتقى الم�سرح العربي‪:‬‬ ‫الم�سيرة والتحدي��ات" حيث تم ا�ستعرا�س بع�س الق�سايا الهامة مثل‪ :‬الم�سرح العربي والبحث‬ ‫ع��ن الهوية‪ ،‬و"المراأة في الخطاب الم�سرح��ي العربي"‪ ،‬وقد �ساركت فيه الباحثات ‪ :‬د‪ .‬وطفاء‬ ‫حمادي من لبنان‪ ،‬واآمنة الربيع من ُعمان‪ .‬كما نوق�س مو�سوع النقد الم�سرحي الذي �سارك فيه‬ ‫العراقي فا�سل خليل وعزة الق�سابي من عمان‪ .‬واأقيمت ور�سات عمل حول الكتابة الم�سرحية‪،‬‬ ‫والنقد‪ ،‬والتمثيل‪.‬‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )10‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي �لجز�ئري في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الإبـــــداع‬

‫الم�صرح التون�صي‬

‫للم�سرح التون�سي وجوده الموؤثر على خارطة الم�سرح العربي‪ ،‬فما زال لأعمال محمد‬ ‫اإدري���س وفا�س��ل الجعايبي والمنجي اإبراهيم وعز الدين المدن��ي �سداها في ف�ساءات الم�سرح‬ ‫العربي‪ ،‬ولكن ع��ام ‪� 2007‬سهد حظراً من الرقابة على م�سرحية "خم�سون" لفا�سل الجعايبي‪،‬‬ ‫والت��ي تتن��اول من منظور نقدي‪ ،‬الحالة الإرهابي��ة التي يقوم بها بع�س المتزمتين‪ ،‬ومع ذلك ما‬ ‫زالت تون�س ت�سج بالن�ساط الم�سرحي في عام ‪ ،2007‬من خالل المهرجانات الم�سرحية‪.‬‬


‫‪589‬‬

‫الإبــداع‬

‫مهرجان �أيام قرطاج �لم�شرحية‪ :‬انعقد المهرجان في دورته الثالثة ع�سرة تحت �سعار‪:‬‬ ‫"اإرادة الحي��اة"‪ ،‬وفي هذه ال��دورة ا�ست�سافت تون�س عرو�سا م�سرحية عربية‪ ،‬وافتتحت دورتها‬ ‫بعر���س �سوري "�سوكول" من اإخ��راج رغداء ال�سعراني التي ح�سلت عل��ى الجائزة الأولى في‬ ‫مهرج��ان القاهرة التجريبي‪ .‬واختتمت بالعر�س الفل�سطيني "جدارية"‪ .‬و�سارك في هذه الدورة‬ ‫�سبع��ة بلدان عربية هي تون�س و�سوريا وم�سر وليبيا والجزائر والمغرب والأردن‪ ،‬و�ستة عرو�س‬ ‫غربية ه��ي ‪:‬فرن�سا وبلجيكا والبرتغ��ال واإيطاليا اإلى جانب الكونغ��و وال�سنغال‪.‬ومن العرو�س‬ ‫الت��ي قدمت "كالم في �س��ري" م�سر‪ ،‬و"القف���س" الأردن‪ ،‬و"توقف" ليبي��ا‪ ،‬و"امراأة" تون�س‪،‬‬ ‫و"حظر تجوال" العراق‪ ،‬و"لغة الأمهات" الجزائر‪ ..‬وا�ست�سافت تون�س في هذه الدورة ال�ساعر‬ ‫الفل�سطيني محمود دروي�س‪.‬‬ ‫�لمهرج��ان �لدول��ي للم�ش��رح �لجامع��ي بالمن�شتي��ر ف��ي تون�ش‪� :‬سارك��ت في هذا‬ ‫المهرج��ان ‪ 17‬دول��ة عربية واأجنبية م��ن بينها ال�سعودية التي حققت جائ��زة الن�س المبتكر عن‬ ‫م�سرحية "الحاجز" تاأليف اأمير الح�سناوي‪ ،‬اإخراج اأ�سامة حل�س‪ .‬ويعد هذا المهرجان من اأبرز‬ ‫الملتقي��ات الم�سرحي��ة الجامعية‪ .‬و�ساركت تون���س بم�سرحية "ورطة"‪ ،‬وم��ن �سوريا عر�ست‬ ‫م�سرحي��ة "ري��اح الحري��ق"‪ ،‬ومن الجزائر (وه��ران) م�سرحي��ة "الجحيم"‪ ،‬ومن تون���س اأي�س ًا‬ ‫م�سرحي��ة "الحماة"‪ ،‬ومن البحرين "الزمن لي�س هنا"‪ .‬نال العر�س الم�سرحي الجامعي ال�سوري‬ ‫"رياح الحريق" جائزة اأف�سل عر�س متكامل وجائزة اأف�سل ممثل لم�سطفى جانوري‪.‬‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )11‬ت�شنيف �لمنتج �لم�شرحي �لتون�شي في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الإبـــــداع‬


‫‪590‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الم�صرح الليبي‬

‫ي�سع��ى الم�سرح الليب��ي جاهدا اإلى تاأكيد ح�سوره و تعزيز موقع��ه لدى الجمهور الليبي‬ ‫على الرغم مما يواجهه من �سعوبات‪ ،‬و قد �سهدت ليبيا في العام ‪: 2007‬‬ ‫�لمهرج��ان �لوطني �لعا�شر للفنون �لم�شرحية‪� :‬س�����ارك في هذا المهرجان اأربع‬ ‫وع�سرون فرقة م�سرحية من مختلف ال�سعبيات في دورة رجب البكو�س حيث عر�س����ت‬ ‫م�سرحي����ات من بينها‪:‬م�سرحي��ة "حالة خا�سة" لفرقة المرج‪" ،‬الم�سن��ع" لفرق���ة بالن��ور‬ ‫للفن��ون الم�سرحية والمو�سيقى‪" ،‬الكر�سي" لفرقة الم�سرح الوطني‪" ،‬اأوراق مبعثرة " لفرقة‬ ‫الم�س��رح الحدي��ث‪" ،‬تراجيديا" لفرق��ة ال�سب����اب الثائ��ر للم�سرح‪" ،‬حني��ن الليل" لفرقة‬ ‫الم�س��رح العربي‪" ،‬وردة وربيع " لفرقة م�سرح �سعيد ال�سراج‪" ،‬ت�ساد" لفرقة م�سرح النهر‪،‬‬ ‫"المهرجون " لفرقة ه��واة الم�سرح‪" ،‬اأم ب�سي�سي" لفرقة اأ�س��داء الم�س��رح‪" ،‬الرجل الذي‬ ‫�ساع ح�سانه" لفرقة الم�سرح الوطني‪" ،‬واحد ‪ +‬واحد" لفرقة الأعمال الدرامية‪" ،‬الواحة"‬ ‫لفرقة الم�سرح الأخ�سر‪.‬‬

‫الم�صرح ال�صوداني‬

‫يحاول الم�سرح ال�سوداني تطوي��ر ذاته‪ ،‬واإعداد عنا�سر م�سرحية ت�سهم في تقدم الحالة‬ ‫الم�سرحي��ة في ال�سودان‪ ،‬اإن لجهة التاأليف اأو لجهة الإخراج والتمثيل‪ ،‬وي�ستند ن�ساط الم�سرح‬ ‫في ال�سودان على اإقامة المهرجانات وكان اأهمها خالل العام ‪:2007‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫مهرج��ان �أيام �لبقعة �لم�شرحية‪ :‬عر�س في��ه "حمدان الغرقان" لفرقة �سنبل الم�سرحية‪،‬‬ ‫تاألي��ف اأحمد مقلد‪ ،‬كما عر�ست م�سرحية "ولدة من الم��وت" تاأليف خالد ميرغني وكذلك‬ ‫م�سرحي��ة "الأخيلة المتهالكة" تاأليف �سيد ال�سو�سل واإخراج ربيع يو�سف وتمثيل اإيهاب بال�س‬ ‫وح�سن عثمان‪.‬‬

‫مهرج��ان �أيام �لخرط��وم �لم�شرحية‪ :‬تم في هذا المهرجان تكريم الم�سرحيين خالد‬ ‫اأبو الرو���س حميدي‪ ،‬عو�س �سديق‪ ،‬اإبراهيم العبادي‪ .‬ومن الم�سرحيات التي عر�ست في هذا‬ ‫المهرج��ان م�سرحي��ة "زواج ال�سمر" تاأليف عبد اهلل الطيب‪ ،‬اإخراج فت��ح الرحمن عبد العزيز‪،‬‬ ‫و نال��ت جائ��زة اأف�سل عر�س متكام��ل وجائزة اأف�سل ممثل��ة‪ .‬وم�سرحية "العنب��ر الأحمر" من‬ ‫اإخراج وتمثيل ح�سبو محمد عبد اهلل‪ ،‬بطولة هند را�سد وحمد المهدي الفادني‪ ،‬وم�سرحية " اآه‬ ‫ون�س" لفرقة �سنبل تاأليف عبد الرحمن مهدي واإخراج عبد المنعم عثمان‪ ،‬وم�سرحية "محاكمة‬ ‫م�سطف��ى �سعيد" عن رواية الطيب �سالح " مو�س��م الهجرة اإلى ال�سمال " اإعداد واإخراج ح�سبو‬ ‫محمد عبد اهلل‪.‬‬


‫‪591‬‬

‫الإبــداع‬

‫اأم��ا الجوائز فقد منحنت لجنة التحكيم في ه��ذا المهرجان لكل من المخرج ا�ستيفن‬ ‫اأوفير اأو�سيال جائزة الإخراج الأول‪ ،‬وحقق المخرج �سالح عبد القادر جائزة الإخراج الثاني؛‬ ‫فيم��ا نالت الممثلة يا�سمين عثمان جائزة التمثيل الأول��ى منا�سفة مع الممثلة انت�سار محجوب‬ ‫والممثلة ناهد ح�سن جائزة التمثيل الثانية منا�سفة مع الممثلة اآمنة اأمين‪ ،‬وكانت جائزة المو�سيقى‬ ‫للموؤل��ف عب��د الوهاب وردي‪ ،‬وجائزة النقد الأولى لعبد الحفي��ظ على اهلل والثانية للناقدة هبة‬ ‫ح�سن �سالح منا�سفة مع الناقد عبد العزيز رجب‪.‬‬

‫(�ل�شكل �لبياني ‪ )12‬ت�شنيف �إجمالي �لم�شرح �لعربي في عام ‪ 2007‬تبعاً للنوع‬

‫الإبـــــداع‬



‫‪593‬‬

‫الإبــداع‬

‫المحور الخام�س‬

‫المو�صيقى والغناء‬ ‫مالمح الم�صهد المو�صيقي والغنائي في العالم العربي‬

‫بد اأن ترتكز‬ ‫كونية بو�سع الأمم اأن تتوا�سل من خاللها‪ ،‬وح�سارة ا ّأمة ما ل ّ‬ ‫المو�سيقى لغة ّ‬ ‫عل��ى الثقافة التي ّ‬ ‫ت�سكل المو�سيقى ج��زءاً رئي�س ًا من ح�سورها‪ .‬و�سهدت المو�سيقى مع نهايات‬ ‫الق��رن الما�سي وبدايات القرن الجديد م�ستج��دات كثيرة اأ ّثرت في ح�سورها‪ّ ،‬‬ ‫ولعل ال�سنوات‬ ‫تحو ًل كبيراً ف��ي التجاهات المو�سيقية في‬ ‫الأخي��رة من القرن الع�سري��ن ا�ستطاعت اأن ت ِ‬ ‫ُحدث ّ‬ ‫العالم كله ب�سكل عام وفي العالم العربي على وجه الخ�سو�س‪.‬‬

‫و من ال�سعوبة الف�سل بين ما حدث مو�سيقي ًا في �سنة واحدة هي ‪ 2007‬وبين ما حدث‬ ‫ف��ي �سنوات �سبقتها‪ ،‬لأن الفن عموم ًا يرتب��ط بمراحل طويلة حتى يدرك تغيراته‪ ،‬لكن بالإمكان‬ ‫الإ�سارة على نحو ما اإلى مالحظات كثيرة برزت خالل ال�سنوات الما�سية‪ ،‬ي�ستنتج منها اأن عام‬ ‫التبدلت‪� ،‬سواء اأكانت �سلب ًا اأم اإيجاب ًا‪.‬‬ ‫‪ 2007‬هو مثال على هذه ّ‬

‫(*) الإح�س��اءات الواردة في هذا المحور م�ستقاة من ر�سد لإجمالي (الألبومات) الغنائية والمو�سيقية التي �سدرت‬ ‫في عام ‪.2007‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ينبني هذا الملف على ا�ستق�ساء مراجع ومعلومات من م�سادر متعددة في محاولة ح�سر‬ ‫يم��ت لعالم النغم ب�سلة �سواء‬ ‫م��ا اأُن ِتج مو�سيقي�� ًا خالل عام ‪ 1)*(2007‬ويق�سد بمو�سيقي كل ما‬ ‫ّ‬ ‫اأكان مو�سيق��ى اآلي��ة اأم مو�سيقى م�ساحب��ة للغناء اأم مو�سيقى م�ساحبة للف��ن ال�سابع اأم فن الدراما‬ ‫والم�سرح‪.‬‬ ‫بتعدد اأنواعه‪،‬‬ ‫الكم الهائل من المنجز اإيجابي ًا‪ّ ،‬‬ ‫اإن الحراك المو�سيقي العربي يبدو من خالل ّ‬ ‫متعددة‪ ،‬مثل اإ�سدار مجموعة كبيرة‬ ‫ويعط��ي انطباعا باأن الهتمام بالمو�سيقي بداأ ياأخذ اأ�س��كا ًل ّ‬ ‫م��ن الإ�سطوانات‪ ،‬عرو���س مو�سيقية وغنائية جماهيرية‪ ،‬اإنتاج الأغان��ي الذي اأ�سبح مادة غزيرة‬ ‫للمناف�سة بين ال�سركات المنتجة‪ ،‬اإ�سافة اإلى دخول عدد هام من خريجي المعاهد المو�سيقية اإلى‬ ‫العملية‪ ،‬واإذا اأخذ بعين العتبار المراك��ز الثقافية الأوروبية التي تعمل في الدول العربية‬ ‫ال�ساح��ة‬ ‫ّ‬


‫‪594‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫يالح��ظ اأن تاأثيرها جد هام على �سعيد اللق��اءات الم�ستركة بين الفنانين العرب واأقرانهم من كل‬ ‫دول العالم‪.‬‬

‫�سهد العام ‪ 2007‬دعم عديد من الفرق ال�سابة التي ظهرت‪ ،‬وتاأ�سي�س عدة (اأورك�سترات)‬ ‫�سيمفوني��ة في دول عربي��ة و(اأورك�سترات) عربية جديدة بموا�سف��ات عالمية واحتراف على‬ ‫م�ستوى تنفيذ اأعمالٍ مو�سيقية لموؤلّفي المو�سيقى الكال�سكية الغربية‪ ،‬والموؤ ّلفين المعا�سرين‪.‬‬

‫والالفت ب��روز ملتقيات ل��الآلت ال�سرقية‪ ،‬بحيث بداأت ع��ام ‪ 2000‬عدة مهرجانات‬ ‫تعن��ى فقط ب��الآلت المو�سيقية العربي��ة وال�سرقية‪ ،‬وجاء ذل��ك ب�سبب ظهور ق ّلة م��ن العازفين‬ ‫المه��رة على ه��ذه الآلت‪ ،‬في عام ‪ 2007‬تجاوز عدد الملتقي��ات الأعوام الما�سية واأ�سبحت‬ ‫تتم بم�ساركة دولية‪ ،‬واأ�سهمت �سركات اإنتاج وتوزيع جديدة و�سغيرة بن�سر اأكبر‬ ‫هذه الفعاليات ّ‬ ‫عدد من موؤ ّلفات ال�سباب‪.‬‬

‫مهرجانات عربية‪:‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ف��ي الم�سهد المو�سيقي لع��ام ‪ ،2007‬يالحظ تعاون الدول العربية المتم ّثلة بوزارات‬ ‫الثقافة مع القطاع الخا�س الذي دخل بقوة لالإ�سهام في الن�ساط المو�سيقي‪ ،‬وتكليف هذه الدول‬ ‫القط��اع الخا�س بتنظيم هذه المهرجانات مع دخول قن��وات تليفزيونية راعية للمهرجانات‬ ‫مقاب��ل حقوق ح�سرية له��ا‪ ،‬الأمر الذي اأ�سهم بقوة ف��ي انتعا�س الفن��ون المو�سيقية‪ ،‬وتعزيز‬ ‫دور الفن��ان النجم اإذا كان مغني ًا اأو عازف ًا اأو ملحن�� ًا اأو �ساعراً غنائياً‪ ،‬واأي�س ًا دخول ال�سركات‬ ‫وراع للموؤ�س�س��ات الفنية الخا�سة والحكومية‪ .‬الأمر‬ ‫كممول‬ ‫القت�سادي��ة الكبيرة‪ ،‬والبنوك‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ال��ذي اأ�سهم في ا�ستقبال عرو�س كبيرة‪ ،‬مثل اأورك�سترات واأوبرات وم�سرحيات غنائية ذات‬ ‫اإنت��اج كبي��ر‪ ،‬بع�سها ظهر لأول م��رة في الدول العربي��ة‪ ،‬ثم اإن هن��اك مهرجانات في دول‬ ‫الخلي��ح العربي مث��ل اأبوظبي والدوحة ودب��ي والكويت وال�سعودية والبحري��ن ذات ميزانية‬ ‫ت��كاد تكون الأكبر في تاريخ المهرجان��ات العربية عموماً‪ ،‬وا�ستقطب��ت كبار نجوم العالم‪،‬‬ ‫وفرق�� ًا كان من الم�ستحيل ا�ستقبالها منذ ع�سرين عاماً‪ ،‬للتكاليف الباهظة المترتبة على تنظيم‬ ‫تلك العرو�س‪.‬‬ ‫والمالح��ظ اأن الدول العربي��ة عموما بداأت تع��ي اأهمية الثقاف��ة المو�سيقي�ة والهتم�ام‬ ‫ُعد‬ ‫بالتروي��ح ع��ن �سعوبه��ا عب��ر حف��الت جماهيرية ي�سهده��ا ع�س��رات الآلف في ظاه��رة ت ّ‬ ‫جديدة عربي ًا‪.‬‬

‫كم ًا ونوع ًا في كل اأرجاء الوطن العربي‪ ،‬لدرجة اأ�سبحت‬ ‫ازدادت المهرجان��ات ّ‬ ‫تطوراً ّ‬ ‫فيه��ا توازي دو ًل اأوروبي�� ًة لها باع طويل وتقاليد في تنظيم المهرجان��ات‪ .‬وعلى �سبيل المثال‬


‫‪595‬‬

‫الإبــداع‬

‫نج��د اأن تون�س وحدها اأقام��ت ثالثمائة مهرجان متنوع لم تترك فيها �س��ك ً‬ ‫ال مو�سيقي ًا اأو غنائي ًا‬ ‫عربي�� ًا اأو غير عربي ل��م تقم له مهرجان ًا منف�س�� ً‬ ‫ال‪ ،‬و تغطي اأرجاء الجمهوري��ة التون�سية كاملة‪.‬‬ ‫وم��ن المهرجان��ات ما هو دول��ي اأو محلي اأو جه��وي‪ ،‬وتليها الجمهوري��ة الجزائرية في عدد‬ ‫المهرجان��ات خ�سو�س�� ًا اأنها كان��ت عا�سمة الثقافة العربي��ة لع��ام ‪ ،2007‬والمملكة المغربية‬ ‫كم ًا ونوع ًا‪.‬‬ ‫كذلك ا�ستحوذت على ن�ساط كبير من خالل مهرجاناتها‬ ‫ّ‬ ‫المتنوعة ّ‬ ‫ُ‬ ‫يخ��ل الأمر من �سلبيات يجب اأن ي�س��ار اإليها وهي اأن هناك �سبه انع��دام لتب ّني اأفكار‬ ‫ل��م‬ ‫جدي��دة ل تقف وراءها اأ�سماء فنية كبي��رة‪ ،‬وهذه الظاهرة بال �سك قد توؤدي اإلى اإحباط ال�سباب‬ ‫الذي��ن يري��دون تاأ�سي�س اأ�سمائهم واأحالمهم عبر الفن‪ ،‬و يحاول��ون ب�سعوبة بالغة الم�ساركة في‬ ‫مهرجانات كبيرة‪ .‬بينما منذ خم�سة ع�سر عام ًا كانت كل المهرجانات ( وقبل دخول راأ�س المال‬ ‫القيمون على المهرجانات‬ ‫وح�س��اب الربح والخ�سارة) تتا ّأ�س�س على تجارب جديدة فيما يلجاأ ّ‬ ‫ف��ي برامجه��م اإلى ال�ستعان��ة بنجم اأو اثنين من اأ�سح��اب الأ�سماء المعروفة ف��ي عالم الغناء اأو‬ ‫المو�سيقى‪ ،‬وباقي الفعاليات لل�سب��اب والتجريبيين من المغ ّنين والمو�سيقيين والفرق الجديدة‪،‬‬ ‫الجيدة منذ‬ ‫وه��ذا ما ّ‬ ‫يف�س��ر ظهور عدد من الأ�سوات المهم��ة والمو�سيقيين البارعي��ن والفرق ّ‬ ‫مطلع ال�سبعينيات‪.‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )1‬مقارنة بين �لدول �لمقيمة للمهرجانات‬

‫الإبـــــداع‬


‫‪596‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الكتب المو�صيقية ‪:‬‬

‫يالحظ �سعف اإ�سدارات الكتب المخت�سة في المو�سيقى ب�سكل �سادم ل يوازي طفرة‬ ‫الإنت��اج‪ ،‬بن�سب��ة ل ت�سل واحدا ف��ي المائة‪ ،‬ويعود ذلك اإل��ى افتقار الحرك��ة المو�سيقية للثقافة‬ ‫المكتوبة‪ ،‬وعدم ت�سجيع دور الن�سر على اعتماد بع�س الموؤلّفات وطباعتها اأ�سو ًة بالأدب‪.‬‬

‫اإن ع��دم ال�ستعان��ة بالباحثين الجادي��ن‪ ،‬اأدى اإلى تراجع اإنتاج الأم��ة العربية‪ ،‬من كتب‬ ‫المو�سيق��ى‪ .‬فخالل عام ‪ 2007‬لم تتجاوز الكت��ب المطبوعة في المجال الفني المو�سيقي بما‬ ‫يتف��رع عنه (‪ )30‬كتاب ًا متوزعة بين تاريخ المو�سيق��ى‪ ،‬والأغاني ال�سعبية‪ ،‬وحياة بع�س �سيوخ‬ ‫ّ‬ ‫الغناء والطرب‪ ،‬وكتب تاريخية‪ ،‬وكتب تعليم الآلت‪ ،‬وكتب مو�سوعية في مجال المو�سيقى‪،‬‬ ‫ول�سد‬ ‫وكت��اب ف��ي الألحان الكن�سية‪ ،‬وتحقي��ق بع�س الكتب التي تعود لحق��ب زمنية بعيدة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هذه الثغرة‪ ،‬يحتاج الأمر لعمل دوؤوب �سمن خطة مدرو�سة لت�سجيع النقد المو�سيقي والبحث‬ ‫يتم دون تكليف‬ ‫الجيد منه‪ ،‬وهذا لن ّ‬ ‫العلمي وتقييم الإنتاج الفني اأو المو�سيقي ور�سده‪ ،‬وفرز ّ‬ ‫يقيم��ون كل ما ُي�سم��ع‪ ،‬لت�سحيح م�سار الأغني��ة والمو�سيقى ب�سكل يخ��دم هذا الإبداع‬ ‫نقّ��اد ّ‬ ‫المتج��دد من جيل لآخر‪ ،‬وتكليف عدد اآخر من الباحثين في مجال المو�سيقى‪ ،‬للخو�س في‬ ‫ّ‬ ‫بح��وث متخ�س�سة يحتاجها الدار���س والفنان والمتلقّي‪ ،‬ت�سيء بع���س المناطق المجهولة في‬ ‫ما�س��ي المو�سيقى العربية وحا�سره��ا وم�ستقبلها ب�سكل علمي ومنهج��ي وجمالي وتعليمي‪،‬‬ ‫خ�سو�س�� ًا اأن هن��اك عدداً هام ًا من خريجي الدرا�سات العليا ف��ي جامعات واأكاديميات عربية‬ ‫الهوة الكبيرة والمهمة‪.‬‬ ‫وغربية قادرون على ّ‬ ‫�سد هذه ّ‬ ‫(جدول ‪� )2‬لكتب �لمو�شيقية �ل�شادرة في �لعام ‪2007‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫�لموؤلف‬

‫�لكتاب‬

‫�لجن�شية‬

‫�ل�شركة �لمنتجة‬

‫دار العل��وم العربي��ة للطباعة‬ ‫الغناء في الإ�سالم‬ ‫عثمان‪ ،‬عمر جميل‬ ‫والن�سر‬ ‫الأعظمي‪ ،‬ح�سين ا�سماعيل الطريق��ة القندرجي��ة ف��ي العراق الموؤ�س�س��ة العربية للدرا�سات‬ ‫والن�سر‬ ‫المقام العراقي واأتباعها‬ ‫الحلو‪� ،‬سليم‬

‫تاريخ المو�سيقى ال�سرقية لبنان‬

‫دار مكتبة الحياة‬

‫الرباعي‪ ،‬النوري‬

‫المنه��ج الي�سي��ر لتعلي��م تون�س‬ ‫المو�سيقى‬ ‫تون�س‬ ‫الطبوع التون�سية‬

‫قرطاج للن�سر والتوزيع‬

‫الزواري‪ ،‬الأ�سعد‬

‫المعهد العالي ‪� -‬سفاق�س‬


‫‪597‬‬

‫الإبــداع‬

‫�لموؤلف‬

‫�لكتاب‬

‫�ل�شركة �لمنتجة‬

‫�لجن�شية‬

‫الحركة ومخرج الأوبرا م�سر الهيئ��ة الم�سري��ة العام��ة‬ ‫ال�سيخ‪ ،‬محمد‬ ‫للكتاب‬ ‫العنان‪ ،‬حنان عبد الحميد المو�سيق��ى ف��ي تربي��ة الأردن دار الفكر نا�سرون الأردن‬ ‫الطفل‬ ‫دار الفارابي للن�سر‬ ‫المو�سيقى العربية اإلى اأين؟‬ ‫المريحي‪ ،‬لطفي‬ ‫اليازجي‪ ،‬نا�سيف‬

‫مجمع البحرين‬

‫لبنان‬

‫دار �سادر‬

‫باريه‪ ،‬روجيه‬

‫ما اأحلى المو�سيقى‬

‫م�سر‬

‫بدير‪ ،‬ر�سا‬

‫معرفة درا�سة اآلة الناي‬

‫م�سر‬

‫الهيئ��ة الم�سري��ة العام��ة‬ ‫للكتاب‬ ‫مكتبة مدبولي‬

‫تازوت‪ ،‬عبدالكريم‬

‫ال�سعبي �س��وت الها�سم��ي الجزائر كلر �ست‬ ‫قروابي‬

‫دلل‪ ،‬محمد قدري‬

‫الق��دود الديني��ة‪ ،‬بح��ث �سوريا‬ ‫تاريخي‬

‫من�سورات وزارة الثقافة‬

‫دلل‪ ،‬محمد قدري‬

‫�سي��خ المطربي��ن �سب��ري �سوريا‬ ‫مدلل واأثر حلب في غنائه‬ ‫واألحانه‬

‫من�سورات وزارة الثقافة‬

‫زبيب‪ ،‬ح�سين‬

‫اأنا والمو�سيقى للحاذقات لبنان معر���س ال�س��وف الدائ��م‬ ‫للكتاب‬ ‫الجزائر دار الغرب‬ ‫مكتبة التراث ال�سعبي‬

‫زربوح‪ ،‬عبدالحق‬

‫مركز الإ�سكندرية للكتاب‬

‫�سالم‪ ،‬علي محمد‬

‫اأهل الفن مو�سيقى وغناء‬

‫�سبانه‪ ،‬محمد‬

‫اأغان �سعبية من بور�سعيد‬

‫م�سر‬

‫�سنتير‪ ،‬فاطمه قاره‬

‫الجزائر والمو�سيقى‬ ‫ال�سعبية‬

‫الجزائر ابيك‬

‫المركز القومي للم�سرح‬

‫الإبـــــداع‬

‫جابر‪� ،‬سمير‬

‫اأطل�س الرق�س��ات ال�سعبية م�سر‬ ‫الم�سرية ‪2‬‬

‫المركز القومي للم�سرح‬


‫‪598‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫�لموؤلف‬ ‫فرج‪ ،‬يا�سمين‬ ‫مجموعة موؤلفين‬ ‫محمد‪ ،‬توزت‬ ‫دلل‪ ،‬محمد قدري‬

‫�لكتاب‬

‫�لجن�شية‬

‫�ل�شركة �لمنتجة‬ ‫المركز القومي للم�سرح‬

‫الزخرف��ة اللحني��ة ف��ي م�سر‬ ‫مو�سيقى عبدالوهاب‬ ‫�سوريا وزارة الثقافة ‪ -‬دم�سق‬ ‫المعجم المو�سيقي‬ ‫المخت�سر‬ ‫الجزائر ق�سر الكتاب‬ ‫من ب�ستان الملحون‬ ‫القدود الدينية‬

‫�سوريا من�سورات وزارة الثقافة‬

‫الحفالت المو�صيقية‪:‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫تح�سن الو�سع المو�سيقي بدرجة‬ ‫اإن ال�ستق��رار الن�سبي لمعظم الدول العربي��ة‪ ،‬اأدى اإلى ّ‬ ‫ملحوظ��ة‪ ،‬حتى في البلدان الت��ي تعاني م�ساكل اقت�سادي��ة نتيجة لرتفاع الأ�سع��ار ومتط ّلبات‬ ‫الحياة المتوا�سلة‪ ،‬ومع هذه الظروف ال�سعبة اقت�سادي ًا‪ ،‬هناك طفرة مده�سة في عدد الحفالت‬ ‫الت��ي اأقيمت في كل اأرجاء الوطن العربي‪ ،‬ب ِن َ�سب متفاوت��ة وبدون منا�سبات‪ ،‬خ�سو�س ًا البرامج‬ ‫بالتنوع‬ ‫الثقافي��ة للمراكز الكبيرة في اأكثر من خم�س ع�سرة دولة عربية‪ .‬واتّ�سمت هذه العرو�س‬ ‫ّ‬ ‫حيث تراوحت بين المحل��ي والم�ستورد من دول اأخرى عربية وغربية‪ ،‬وبع�س هذه الحفالت‬ ‫ّ‬ ‫�س��كل ظاه��رة من حيث عدد الجمهور الذي ح�سرها‪ .‬وفي ق��راءة لهذا الواقع نجد على �سبيل‬ ‫قدمت (‪ )809‬عر�س ًا مو�سيقي�� ًا وغنائي ًا‪ ،‬بلغ‬ ‫المث��ال‪ ،‬اأن دار الأوب��را الم�سرية في ع��ام ‪ّ 2007‬‬ ‫اإجمال��ي عدد الح�س��ور لهذه الحفالت (‪ )400‬األف م�ساهد‪ ،‬وبل��غ اإجمالي الإيرادات (‪)8.7‬‬ ‫ملي��ون جنيه م�سري‪ .‬اأما ف��ي القطاع الخا�س في م�سر وعلى �سبيل المث��ال �ساقية عبد المنعم‬ ‫قدمته ال�ساقية بل��غ (‪ )343‬حف ً‬ ‫يتميز بم�ساركة لفتة لل�سباب‬ ‫ال�س��اوي‪ ،‬يالحظ اأن ما ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫متنوع ًا‪ّ ،‬‬ ‫وبفئ��ات عمرية لم تجد لها من قبل حا�سنة تتب ّنى اأ�ساليب تعبيرها‪ ،‬وتوؤمن بها‪ ،‬وظهر بين هوؤلء‬ ‫معبرين عن طريقة تفكير الجيل‬ ‫ال�سباب نجوم حين وجدوا فر�سة للتعبير عن روؤيتهم وذواتهم‪ّ ،‬‬ ‫الجديد‪.‬‬

‫قدمت في العام ذاته (‪)215‬‬ ‫اأم��ا دار الأوبرا ال�سورية (مركز الأ�سد للثقافة والفنون) فقد ّ‬ ‫حف�� ً‬ ‫ال مو�سيقي�� ًا‪ ،‬ح�سره حوال��ى (‪ )116‬األف م�ساهد‪ ،‬اعتمدت على ع��دد مهم من العرو�س‬ ‫ال�سوري��ة والعربية والغربي��ة بم�ساعدة المراكز الثقافية وال�سراكات بي��ن �سوريا والدول العربية‪،‬‬ ‫وه��ذا ما ح�س��ل مع دار الأوبرا الم�سرية‪ ،‬ومع �ساقية ال�ساوي‪ .‬اأما المراكز الثقافية التي كان لها‬ ‫ٌ‬ ‫ؤوب في عالمنا العربي‪ ،‬مثل معهد جوته الألماني‪ ،‬ومعهد ثرفانت�س الأ�سباني‪ ،‬والمركز‬ ‫عمل دو ٌ‬


‫الإبــداع‬

‫‪599‬‬

‫الثقاف��ي الفرن�سي‪ ،‬والإيطالي‪ ،‬واليابان��ي‪ ،‬والرو�سي‪ ،‬والهندي‪ ،‬وغيرها م��ن المراكز الثقافية‪،‬‬ ‫ف��كان لها دور كبي��ر في عدد هام من التب��ادلت واللقاءات بين الفنانين الع��رب والبلدان التي‬ ‫يم ّثلونه��ا‪ ،‬فحدثت ن�ساطات مو�سيقية كثيرة ومتنوع��ة ولقاءات بين فنانين عرب ودول غربية‪،‬‬ ‫ت�سل اإلى اأكثر من (‪ )100‬حفلة عام ‪ ،2007‬تتو ّزع �سمن اأن�سطة المراكز الثقافية لهذه الدول‪،‬‬ ‫ه��ذا ف�س ً‬ ‫ال عن دور المراكز ذاتها في دعم فناني الدول العربية‪ ،‬وتب ّني عرو�سهم‪ ،‬وم�ساعدتهم‬ ‫ف��ي اإنتاج بع�س اأعماله��م داخل العالم العربي‪ ،‬وتعمل هذه المراكز على تن�سيط الحركة الثقافية‬ ‫المتبادلة بين البالد العربية والعالم‪.‬‬ ‫اأم��ا بالن�سبة لل�س��ودان‪ ،‬فاإن مجموع ما اأقيم من حفالت متوزع ًة بين عدد من الحفالت‬ ‫م��ن اأجل (دارفور)‪ ،‬والمركز الثقافي الفرن�سي والم�سرح القومي‪ ،‬ومركز الدرا�سات الأفريقية‪،‬‬ ‫ومجموع��ة دال‪ ،‬وال�سودانيز �سوند‪ ،‬نجد اأن عدد الحفالت ر�سمي ًا بلغ (‪ )81‬حفلة منها (‪)20‬‬ ‫حفلة من اأجل دارفور‪� ،‬سارك فيها مطربون ومو�سيقيون عرب‪ ،‬مع اأن الكثير من الحفالت التي‬ ‫ل��م تدرج �سمن الن�ساط الثقافي وكانت قد اأقيمت �سمن اأرجاء ال�سودان‪ ،‬و ل تتوافرمعلومات‬ ‫عنها ت�سل اإلى (‪ )100‬حفلة جماهيرية‪.‬‬

‫وي�س��اف اإلى ما �سبق الحفالت الت��ي اأقامتها جمعيات خيرية مع فنانين قاموا بدعم هذه‬ ‫الم�ساريع الخيرية‪ ،‬وقد بلغ عددها المائة حفل‪ ،‬اأ�سهمت في دعم الم�ساريع التي تخدم المجتمع‬ ‫المدني‪.‬‬ ‫اأ�سهم �سندوق التنمية الثقافية في م�سر بن�سر عرو�س مو�سيقية وغنائية طوال عام ‪2007‬‬ ‫و�سل��ت اإلى اأكث��ر من (‪ )250‬حف ً‬ ‫ال مو�سيقي ًا وغنائي ًا‪ ،‬بالإ�سافة اإلى فنون �سعبية مختلفة‪ ،‬كانت‬ ‫مهتمة بدعم م�ساريع ال�سباب في المحافظات‬ ‫مهم�سة ل�سنين طويلة‪ .‬ا ّأما هيئة ق�سور الثقافة فهي ّ‬ ‫ّ‬

‫الإبـــــداع‬

‫يالح��ظ اأن معظم معار���س الكتب العربية الكبي��رة ا�ست�سافت عل��ى هام�سها حفالت‬ ‫الت�سوق كما يحدث‬ ‫مو�سيقي��ة وغنائية كبيرة‪ ،‬اإ�سافة اإلى الن�ساطات التي تراف��ق اأ�سابيع اأو اأ�سهر‬ ‫ّ‬ ‫ف��ي ال��دول العربية‪ .‬فبه��دف ا�ستقطاب اأكبر ع��دد من النا�س‪ ،‬تق��ام عرو�س لأ�سه��ر المغنيين‬ ‫والمو�سيقيين‪ ،‬هذه الن�ساطات وغيرها تجعل حفالت المو�سيقى والغناء متو ّزعة على كامل اأيام‬ ‫ال�سنة‪ ،‬وفي كل الدول العربية ب ِن َ�سب تختلف من دولة لأخرى‪ .‬ويظهر هذا غياب المركزية في‬ ‫تنظيم الحفالت‪ ،‬فهن��اك حالة من التماهي وغياب الحدود بين الحكومات والقطاع الخا�س‪،‬‬ ‫لي�س��در مقا�سده �سواء‬ ‫الجمي��ع ي�سعر باأهمي��ة الن�ساط الغنائي والمو�سيق��ي‪ ،‬والجميع يلج أا اإليه‬ ‫ّ‬ ‫اأكانت اقت�سادية اأم �سيا�سية اأم ترفيهية‪ ،‬اأو من اأجل توطيد العالقات بين ال�سعوب كما يح�سل مع‬ ‫المراكز الثقافية والدول العربية الم�سيفة‪ ،‬وي�سب كل ذلك في م�سلحة المتلقي‪ ،‬الذي اأ�سبحت‬ ‫لديه اختيارات متنوعة تالئم كل الأذواق‪.‬‬


‫‪600‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫للحد من مركزية الثقافة التي تعتمد على العوا�سم فقط في ن�ساطاتها‬ ‫وتعد م�سدراً هام ًا‬ ‫ّ‬ ‫الم�سرية ّ‬ ‫وتعتبر المحرك الأ�سا�سي للن�ساط الفني داخل م�سر‪ .‬وفي الإمارات اأ�سهمت هيئة اأبوظبي للثقافة‬ ‫والت��راث ف��ي العام ذاته بعدد هام جداً م��ن العرو�س المتميزة التي ا�ستقبل��ت خاللها عدداً من‬ ‫اأف�سل الفرق المو�سيقية من اأرجاء العالم‪ ،‬وهذا منح اأبناء الإمارات والمقيمين كل الختيارات‪،‬‬ ‫و�سمح لهم ّ‬ ‫ومتميز في العالم‪.‬‬ ‫بالطالع على ما هو هام وجديد‬ ‫ّ‬ ‫وف��ي الكويت يالح��ظ اأن الهيئات الحكومي��ة والخا�سة قد اأ�سهمت اإ�سهام�� ًا ف ّعا ًل في‬ ‫تتبعنا المعاهد المو�سيقية‬ ‫متميز‬ ‫ّ‬ ‫ومتنوع‪ ،‬واأي�س ًا لو ّ‬ ‫توزي��ع الن�ساط المو�سيقي طوال العام ب�سكل ّ‬ ‫عد متوازن ًا من حي��ث نوعية العرو�س‬ ‫والأكاديمي��ات في ال��دول العربية لوجدنا اأن ن�ساطه��ا ُي ّ‬ ‫التجريبية والكال�سيكية والحديثة‪.‬‬ ‫ب��د م��ن الوق��وف عند الم��دن الرئي�سية من غي��ر العوا�س��م‪ ،‬مث��ل الإ�سكندرية في‬ ‫ول ّ‬ ‫م�س��ر‪ ،‬وحلب في �سوري��ا‪ ،‬والب�سرة في العراق‪ ،‬وغيرها من الم��دن الكبيرة ف�سنجد اأن مكتبة‬ ‫بفاعلية في تن�سي��ط الحياة المو�سيقية عبر القاع��ات التابعة لها‪ ،‬والفرق‬ ‫الإ�سكندري��ة اأ�سهم��ت‬ ‫ّ‬ ‫الت��ي انبثقت منها‪ ،‬وا ّأما مدينة حل��ب‪ ،‬فلم يتوقف فيها الن�ساط المو�سيقي والغنائي ويكاد يكون‬ ‫يومي ًا‪ .‬هذا عدا العرو�س التجارية التي ّ‬ ‫تنظمها مكاتب ترويج الف ّنانين‪ ،‬وهذه اأي�س ًا ن�سبتها كبيرة‬ ‫وحجمه��ا كبير وكذلك اإيراداتها‪ ،‬وحت��ى البلدان التي ت�سهد ظروف ًا �سيا�سي��ة غير م�ستقرة مثل‬ ‫العراق وفل�سطين وال�سودان كانت ن�سبة الحفالت فيها ا ّ‬ ‫أقل لكنها حا�سرة في محاولة وا�سحة‬ ‫لمقاومة كل اأ�سكال قتل الحياة‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫التاأليف والمو�صيقى الت�صويرية ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ي�س��كل الهتمام بالتاأليف المو�سيقي لل�سينما والم�سرح والتليفزيون في الأعوام الأخيرة‬ ‫حالة منع�سة ومحفّزة لموؤ ّلفي المو�سيقى المعا�سرين‪ ،‬والمتع ّلمين في اأكاديميات عربية وغربية‪،‬‬ ‫وفي عام ‪ 2007‬اعتمدت الم�سل�سالت والأفالم بن�سبة ‪ %100‬على التاأليف المو�سيقي الخا�س‬ ‫بهذه الأعمال الدرامية والم�سرحية وال�سينمائية‪ ،‬وهذه الظاهرة اأطلقت اأ�سماء لموؤلّفين مو�سيقيين‬ ‫معا�سرين‪ ،‬بع�سهم مازال في اأول الطريق والآخر اأ�سبحت له خبرة ودراية في الكتابة المو�سيقية‬ ‫والتاألي��ف لالأعمال الدرامية‪ ،‬وفتح هذا التطور الحا�سل ف��ي الإنتاج الدرامي الأبواب للتناف�س‬ ‫ولتجوي��د التاأليف المو�سيقي‪ ،‬وجاءت بع�س الإ�س��ارات المو�سيقية (تايتل بداية العمل ونهايته)‬ ‫مميزة لدرجة اأنها اأتاحت للعمل الدرامي النت�سار بين الجمهور ب�سكل لم تعرفه الدراما العربية‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وخ ّ�س�ست جوائز للتاأليف المو�سيقي اأ�سوة بما يح�سل في المهرجانات ال�سينمائية‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫��ر‬ ‫ؤخ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫اإل ّ‬


‫الإبــداع‬

‫‪601‬‬

‫حث الموؤ ّلفين المو�سيقيين عل��ى ابتكار �سيغ تعبيرية جديدة‬ ‫والتليفزيوني��ة �ساع��دت كثيراً على ّ‬ ‫ف��ي عملهم المو�سيقي‪ ،‬وكلما ازداد الإنتاج ال�سينمائي والم�سرحي غزارة انتع�ست ا�ستديوهات‬ ‫الت�سجيل والمو�سيقيون الموؤدون لهذه الأعمال‪.‬‬ ‫اإن الطفرة الإلكترونية وال�ستديوهات المنزلية الم�س ّغرة �ساعدت ال�سباب على اأن يوؤ ّلفوا‬ ‫وينفّذوا اأعمالهم باأنف�سهم وي�سهموا ذاتي ًا في اإبراز اأ�سمائهم مجان ًا في بع�س الأعمال‪ .‬وقد اقترن‬ ‫ذلك بمحاولة ا�ستغالل بع�س الجهات المنتجة لحاجة ال�سباب لتحقيق ذواتهم‪.‬‬ ‫وباإح�س��اء عدد الم�سل�س��الت التي اأنتجت عام ‪ ،2007‬يتبين اأن ال��دول العربية اأنتجت‬ ‫خالل عام كامل ما يتجاوز المائة والخم�سين م�سل�س ً‬ ‫ال متوزع ًا من حيث الكم بين �سوريا وم�سر‬ ‫ودول الخلي��ج العربي ودول المغرب العربي والعراق ولبن��ان وال�سودان وموريتانيا واعتمدت‬ ‫كل هذه الم�سل�سالت على مو�سيقى و�سعت خ�سي�س ًا لها وبم�ساركة الجيل الأول من المطربين‬ ‫الملحنين وبد أا يظهر اأي�س ًا الهتمام بالعازفين‬ ‫العرب في كل الدول العربية‪ ،‬وا�ستقطبت اأي�س ًا كبار‬ ‫ّ‬ ‫�سمن هذه الأعمال فمنذ عامين بداأت اأ�سماء المو�سيقيين تدخل �سمن ( تايتل) المقدمة والنهاية‬ ‫اأ�س��وة با�سم الموؤلف المو�سيقي والمغني‪ ،‬وهذا يعطي انطباع ًا باأن حقوق الموؤ ّدي بداأت تُحفظ‬ ‫على الأقل معنوي ًا في الوقت الحالي‪.‬‬

‫الإ�صدارات المو�صيقية‪:‬‬ ‫الإبـــــداع‬

‫اأنتج خالل عام ‪ 2007‬عدد م��ن الألبومات المو�سيقية لعازفين منفردين ولفرق �سغيرة‬ ‫ومتنوعة‪ ،‬منها ما يحمل طابع المو�سيقى المعا�سرة والحديثة‪ ،‬بع�سها كال�سيكي عربي وبع�سها‬ ‫مح��اولت تجريبية في المو�سيقى �سدرت لمو�سيقيين داخل الوطن العربي وخارجه‪ ،‬ويتجاوز‬ ‫يقدمون تجاربهم لأول‬ ‫عدد هذه الإ�سدارات (‪ )60‬األبوم ًا‪ ،‬فيها ن�سبة ‪ %10‬األبوم اأول ل�سباب ّ‬ ‫مرة‪ .‬بع�س هذا النتاج ال�سبابي جيد جداً‪ ،‬وبع�س المحترفين حقق اإنجازاً‪ ،‬وبينما البع�س الآخر‬ ‫مكررة ولجديد فيها‪ ،‬وما تزال الحاجة ما�سة لت�سجيع كل المو�سيقيين البارعين‬ ‫جاءت تجاربه ّ‬ ‫لن�سر المو�سيقى وجعلها �سائدة في كل مكان‪.‬‬


‫‪602‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�شكل بياني ‪ )3‬مقارنة بين �شركات �لإنتاج على �شعيد �لإ�شد�ر�ت �لمو�شيقية‬

‫غير معلوم‬

‫‪100 copies Music‬‬

‫براميديا‬

‫�ساميك�س‬

‫نغم‬

‫الإبـــــداع‬

‫�سركات اأنتجت �سريطاً واحداً‬

‫الأغنية العربية في‬

‫‪2007‬‬

‫المتنوع لكل اأنواع‬ ‫م��ن الظواهر الملفتة للنظر في عام ‪ 2007‬الحج��م الهائل لالإنتاج‬ ‫ّ‬ ‫الغن��اء والمو�سيقى‪ ،‬مث��ل الأغنية العاطفية والوطنية والدينية وال�سعبي��ة والجاز والتراث المتنوع‬ ‫عربي��ا واأندل�سي��ا ومقام��ات عراقي��ة وراب عرب��ي وملحون واأغ��ان للطفل‪ ،‬واأ�س��كال اأخرى‬ ‫عديدة‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪603‬‬

‫الأغنية العاطفية‬

‫ا�ستح��وذت الأغني��ة العاطفي��ة على الحج��م الأكب��ر اإنتاج�� ًا ورواج ًا‪ ،‬فق��د بلغ حجم‬ ‫الإ�س��دارات اأكثر م��ن (‪ )120‬اإ�سداراً يحمل كل األبوم ثماني اأغاني كحد اأدنى‪ ،‬فالمق�سود هنا‬ ‫وم�سجلة‪ ،‬عدا ما هو خارج عن الت�سني��ف‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ي�سكل هذا‬ ‫م��ا يزي��د عن (‪ )960‬اأغنية مو ّثق��ة‬ ‫ّ‬ ‫الخارج �سعف العدد المذكور‪.‬‬

‫تميز باللهج��ات المختلفة للدول العربي��ة دون العتماد‬ ‫اأما ن��وع الإنتاج الغنائي فق��د ّ‬ ‫عل��ى ن�سو�س اللغة العربية الف�سيحة‪ ،‬ب��ل هناك اإ�سرار على الغن��اء باللهجات المحكية للدول‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ونجد اأن الإ�سطوانة الواحدة فيها عدد من هذه اللهجات‪ ،‬وتاأتي اللهجة الم�سرية في‬ ‫المقدمة‪ ،‬ثم لهج��ات الخليح المتعددة‪ ،‬ثم المغاربية واللبناني��ة والعراقية وال�سودانية‪ ،‬وتتو ّزع‬ ‫هذه الإ�سدارات كالآت��ي نحو (‪ )50‬األبوم ًا لمطربي ومطربات الم�ستوى الأول و (‪ )30‬األبوم ًا‬ ‫لمطرب��ي الم�ست��وى الثاني‪ ،‬وباقي الألبوم��ات لأ�سوات ومطربين مازال��ت اأ�سماوؤهم في طور‬ ‫النت�س��ار وت�س��ل الطبعة الواحدة لبع�س الألبوم��ات اإلى خم�سين األف ن�سخ��ة للمطرب الكبير‬ ‫الذي يملك �سعبية‪ ،‬وقد ي�سل الرقم اإلى اأعلى من ذلك مع بع�س المطربين‪ ،‬ثم نزو ًل بعدد الن�سخ‬ ‫لم��ن هو اأقل �سعبي��ة واأدنى‪ ،‬وتبرز اأي�سا �سم��ن الإ�سدارات ما ي�سم��ي بالكوكتيل لعدة مغنيين‬ ‫�سباب حيث قد يجمع الألبوم الواحد في حدود (‪ )12‬مغني ًا‪.‬‬

‫وت��كاد تجتمع اأكثر من ‪ %90‬م��ن الألبومات على ظاهرة �سراك��ة المو ّزع المو�سيقي‪،‬‬ ‫واأهميت��ه التي اأ�سبحت توازي عم��ل بع�س الملحنين‪ ،‬في ظاهرة نجدها حا�سرة بقوة في نتاج‬ ‫ع��ام ‪ 2007‬لالأغاني‪ ،‬وهذا يعطي موؤ�سراً على حجم اإ�سه��ام المو�سيقيين المتعلمين لمنهج علم‬ ‫التوزيع والهارموني ف��ي عالمنا العربي‪ ،‬واأ�سبح عدد المو ّزعين ي�ستوعب هذا الكم من الإنتاج‬ ‫الغنائي والمو�سيقي الكبير‪.‬‬

‫اأما الن�سو�س في هذه الأغاني فالكثير منها ل يخلو من رداءة وتفكك و�سطحية‪ ،‬وظهرت‬ ‫بع���س الأغاني التي مثلت «ظاهرة» بح��د ذاتها! وهبطت بالذوق الغنائي لدى عموم الجمهور‬ ‫العرب��ي‪ .‬اأما الن�سو�س الجيدة فهي نادرة‪ .‬وما زالت الأغني��ة العربية تدور في معظم ن�سو�سها‬ ‫ح��ول الهجران والفراق والخيانة‪ ،‬وبع�سها ينف�سل مو�سيقي ًا عن الم�سمون‪ ،‬اأي هناك عدم فهم‬ ‫لترجم��ة الن�س ومعانيه وهو ما اأ�سبح �سمة لعدد كبير من الأغاني التي يت�سم فيها م�سمون الن�س‬

‫الإبـــــداع‬

‫تتميز بالجودة في الت�سجيل با�ستديوهات‬ ‫المالحظ��ة الثانية اأن معظم هذه الإ�س��دارات ّ‬ ‫عالي��ة الحت��راف‪ .‬وقد اأتاح هذا للمتلقي موا�سفات عالمية ف��ي ال�سوت والطباعة والت�سميم‬ ‫ال��ذي اأ�سبح مرتبط�� ًا بروؤية المغني لعمل��ه‪ ،‬اإ�سافة اإلى الت�سوي��ق الكبير اإعالمي�� ًا وتجاري ًا لهذه‬ ‫الألبومات للتعوي�س عن كلفتها المادية الباهظة‪.‬‬


‫‪604‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ّ‬ ‫تت�سكل من اإيقاع��ات راق�سة وفرحة لي�س لها عالقة به��ذا الم�سمون‪ ،‬وبع�س‬ ‫بالح��زن ولكنه��ا‬ ‫مبرر �سمن �سياق الن�س ال�سعري‪.‬‬ ‫الأغان��ي الأخرى غارقة في ال�سوداوية والح��زن ب�سكل غير ّ‬ ‫المغنين الكبار عدا ا�ستثناءات قليلة‪.‬‬ ‫اإن هذه اللتبا�سات وقع فيها بع�س‬ ‫ّ‬

‫�إن ت�ش ّلط �شركات �لإنتاج �لكبيرة و�شطوتها �لعالية‪ ،‬حدد مالمح‬ ‫�لأغنية لعام ‪� 2007‬شمن ذ�ئقة �لقائمين على هذه �ل�شركات‪ ،‬وهذ� قد‬ ‫يف�شر بع�ش �لت�شابه �لذي يركن �إليه عموم �لإنتاج �لغنائي‪ ،‬ومع وجود‬ ‫ّ‬ ‫تناف�ش لع ّدة �شركات كبيرة و�شغيرة‪ ،‬لم تكن �لنتائج ل�شالح �لأغنية‬ ‫ذ�تها‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫اأما عن اأداء المغنين‪ ،‬فهناك اأ�سوات جميلة وموؤثرة وقادرة على حمل معانٍ تتوفر على‬ ‫ح�سا�سي��ة عالية في الأداء ي�سهل و�سولها اإلى اآذان وقلوب المتلقين‪ ،‬بع�سها كان محظوظ ًا‬ ‫بجم��ل �سعرية واألحان جميلة وبع�سه��ا وقع في مطب الت�سطيح المبال��غ فيه‪ ،‬حر�س ًا على‬ ‫النجاح ال�سري��ع‪ ،‬اأ�سوة بالأ�سوات التى نجحت جماهيري�� ًا ل�ستخدامها مفردات واألحان‬ ‫تف�سرها‬ ‫غاية في تدني الذوق وعدم احترام م�ساعر النا�س في اأغاني قد ل ت�ستطيع العائلة اأن ّ‬ ‫ل�سدة ما فيها من خد�س للحياء العام‪ ،‬وبع�سها كان موفّق ًا في اجتماع كل‬ ‫لالأطف��ال ال�سغار ّ‬ ‫عنا�سر النجاح لعمله‪.‬‬ ‫اأما الت�سوي��ر (الفيديو كليب) فقد لجاأ بع�س المطربين اإلى مخرجين اأوروبيين وبع�سهم‬ ‫ّ‬ ‫و�سورت اأعم��ال كثيرة ربما تتجاوز ع��دد الألبومات لأن هناك‬ ‫ظ��ل متعاون ًا مع َم��ن خبرهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َم��ن اأ�سدر م��ن المغنيين اأغنية واح��دة اأو اأغنيتين في العام فلم تدخل ف��ي الألبوم‪ ،‬نجح بع�س‬ ‫المخرجين في طرح اأفكار جميلة يقف وراءها تكنيك عالٍ في الروؤية والإخراج‪ ،‬وبع�سها كان‬ ‫عادي�� ًا ودون م�ستوى الع��ادي‪ ،‬اأما الأ�سوات ال�سعيفة فلجاأ اأ�سحابه��ا خ�سو�س ًا من الأ�سوات‬ ‫مبرراً واحداً ل �سمن �سياقات العمل الإبداعي ول‬ ‫الن�سائي��ة اإلى العري والإثارة التي ل نجد لها ّ‬ ‫داخل القيم التي تحكم ثقافتنا وطباع اأمتنا وذوقها الحياتي‪.‬‬ ‫اإن ت�س ّلط �سركات الإنتاج الكبيرة و�سطوتها العالية‪ ،‬حدد مالمح الأغنية لعام ‪2007‬‬ ‫يف�سر بع�س الت�سابه الذي يركن اإليه عموم‬ ‫�سم��ن ذائقة القائمين على هذه ال�سركات‪ ،‬وهذا ق��د ّ‬ ‫لعدة �سركات كبيرة و�سغيرة‪ ،‬لم تكن النتائج ل�سالح الأغنية‬ ‫الإنتاج الغنائي‪ ،‬ومع وجود تناف�س ّ‬ ‫ذاته��ا‪ ،‬اإل اإذا ا�ستثنينا المطربين الذين ينتجون على ح�سابهم وتوزع اأعمالهم فقط عبر �سركات‬ ‫كبي��رة‪ ،‬لي�سمنوا النوعية الجي��دة لأعمالهم‪ ،‬وهوؤلء ق ّلة ر ّبما ّ‬ ‫ي�سكل��ون الخط الأول من نجوم‬ ‫الأغنية المعا�سرة‪.‬‬


‫‪605‬‬

‫الإبــداع‬

‫والمالح��ظ عموم�� ًا‪ ،‬اأن معظم المطربي��ن الكبار‪ ،‬اأ�سبحوا حري�سي��ن على الدقّ�ة في‬ ‫الملح��ن المنا�سب والم��و ّزع واأي�س ًا التنفي��ذ في اأف�سل‬ ‫اختي��ار ن�سو���س �سعري��ة والبحث عن‬ ‫ّ‬ ‫�ستديوه��ات مع خيرة المو�سيقيين‪ ،‬وم��ع ذلك هناك �سطحية في طرح بع�س الأفكار من خالل‬ ‫الأغان��ي‪ ،‬با�ستثن��اء البع���س ومع ذلك لم تنجح الكثي��ر من الأغاني بل ي��كاد ين�سى ‪ %95‬من‬ ‫الإنتاج الغنائي‪.‬‬ ‫اإن دخ��ول بع�س الأغنياء على عالم الأغنية من حي��ث كتابتهم لن�سو�س �سعرية تفتقر اإلى‬ ‫والملحن ف��ي �سياغته‪ ،‬وظهرت هذه‬ ‫الإب��داع‪ ،‬اأ�سعف��ت كثيراً من م�سداقية المغ ّن��ي في الأداء‬ ‫ّ‬ ‫الجيدين اإلى ما ل يليق بهم‪.‬‬ ‫الأغاني مقحمة وخارجة عن ال�سياقات الفنية‪ ،‬واأخذت المطربين ّ‬ ‫وبالرغ��م من كل ما ذكرنا ح��ول الأغنية العاطفية نجد اأن هناك م��ن اأخل�س لعمله واإلى‬ ‫والتميز ومنح المتلقي الحترام الكبير الذي‬ ‫تاريخ��ه واأثبت بمرور الوقت قدرته على الختي��ار‬ ‫ّ‬ ‫يج��ب اأن يخ�س���س له من خ��الل اإتقان المبدع لعمل��ه‪ ،‬وهذا يح�سب لبع���س المطربين الذين‬ ‫يملكون روؤية ت�سعهم في مقدمة ركب الأغنية العربية‪ .‬وهذه الفورة الإنتاجية لالأغنية قدمت لنا‬ ‫�سع��راء جدداً بع�سهم هام جداً وفي ّ‬ ‫قدمت بع�س الملحنين البارعين‬ ‫كل اللهجات العربية كم��ا ّ‬ ‫الملحنين بقدرتهم عل��ى اإثراء العمل الفني‬ ‫ومجموع��ة كبيرة من المو ّزعي��ن الذين فاجاأوا حتى‬ ‫ّ‬ ‫المتميزة‬ ‫ورف��ع م�ستواه‪ .‬وكذل��ك اأ�سهمت ولو ب�س��كل محدود في ظه��ور بع�س الأ�س��وات‬ ‫ّ‬ ‫الجديدة‪.‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )4‬مقارنة بين �لدول على م�شتوى �لأغنية �لعاطفية‬

‫الإبـــــداع‬


‫‪606‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�شكل بياني ‪ )5‬مقارنة بين �شركات �لإنتاج على م�شتوى �لأغاني �لعاطفية‬

‫هاي كواليتي‬

‫هابي‬

‫ايه ار ام‬

‫ميلودي‬

‫اآ�سيا‬

‫‪Lazer Production‬‬

‫موؤ�س�سة ال�سرق‬

‫‪EMI‬‬

‫فري ميوزك‬

‫عالم الفن‬

‫�ستار‬

‫روتانا‬

‫جودنيوز‬

‫بيرمدز‬

‫�سركات اأنتجت �سريطاً واحداً‬

‫الإبـــــداع‬

‫الأغنية الوطنية ‪:‬‬

‫يبدو ح�سور الأغنية الوطنية متوا�سع ًا في مجمل الإنتاج الغنائي لعام ‪ ،2007‬لأن العرب‬ ‫تمجد الوطن كقيمة‬ ‫اعتادوا على كتابة الأغاني الوطنية اأوقات التعبئة للحروب‪ ،‬ولم تظهر اأغان ّ‬ ‫ثابتة اإل في ما ندر‪.‬‬ ‫وتب��دو الأغنية الوطني��ة العربية المعا�سرة وكاأنها تخلط بي��ن القائد والوطن‪ ،‬ول تدخل‬ ‫ه��ذه الأغاني �سمن الألبومات ال�سادرة التي تو ّزع �سنوي�� ًا وهي تخ�سع لمنا�سبات معينة تتعلق‬ ‫كما ونوع ًا لأنها‬ ‫بي��وم ال�ستق��الل اأو التحرير اأو ما �سابه ذلك‪ ،‬فجاءت هذه الأعم��ال متوا�سعة ّ‬ ‫ل��م تخرج بقناعات يملكها المطرب وال�ساعر والملحن‪ ،‬كم��ا كان يح�سل اأيام الأزمات التي‬ ‫مرت باأمتنا �سابق ًا‪.‬‬


‫‪607‬‬

‫الإبــداع‬

‫(�شكل بياني ‪ )6‬يبين �إنتاج �لأغنية �لوطنية ح�شب �لبلد�ن �لعربية‬

‫م�سر المغرب البحرين الإمارات العراق اليمن فل�سطين ال�سودان الأردن الكويت‬

‫الإن�ساد الديني ‪:‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫يت�سح فيما يخ�س الإن�ساد الدين��ي والغناء الروحي والتوا�سيح الدينية وما يرتبط بهذه‬ ‫كما كبي��راً‬ ‫وموجه ًا ب�سكل وا�سح‬ ‫ّ‬ ‫م�سميات اأخرى‪ ،‬اأن عام ‪ 2007‬حمل ّ‬ ‫الأن�سط��ة تح��ت ّ‬ ‫اإلى فئة عمرية �سابة‪.‬‬ ‫فنية‪ ،‬فكل من‬ ‫والمالح��ظ اأن ه��ذه الأعمال لم تخ�سع اإلى رقابة ول اإل��ى موا�سفات ّ‬ ‫يمل��ك ن�س�� ًا �سعري ًا في هذا التجاه غن��اه بطريقة‪ ،‬بع�سها ل يرقى لقيم��ة الخطاب الديني اأو‬ ‫م�سمياتها تدور في هذا الفلك‪ .‬ومر ّد ذل��ك ظهور ّتيارات دينية‬ ‫الروح��ي اأو ال�سوفي لك��ن ّ‬ ‫الجيد‬ ‫تنت��ج بكثافة هذه الأعمال وتغرق الأ�سواق بها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكن تاأثيره��ا ما زال محدوداً‪ ،‬لأن ّ‬ ‫الفنية ّ‬ ‫يحول الأغنية اإلى من�سور‬ ‫ي�سكل ال�ستثناء ويكاد معظم هذا النوع من الغناء ّ‬ ‫من الناحية ّ‬ ‫التوجه نحو الخالق العظيم‪.‬‬ ‫دين��ي �سيا�سي‪ ،‬وقليل منها يحمل تجلي الخط��اب المقد�س‪ ،‬اأو‬ ‫ّ‬ ‫وقد برز العديد من الأ�سوات �سمن هذه الحركة الإن�سادية‪.‬‬ ‫اأم��ا بالن�سبة اإلى حجم الإنتاج الديني فه��و هائل‪ ،‬ولم يدرج في المواقع ‪،‬لأن بع�سه‬ ‫الم�سجلة على‬ ‫الفنية‪ ،‬ولكنه يفوق عدة مئات من ال�ساعات‬ ‫ّ‬ ‫�سعبي وغير خا�سع للموا�سفات ّ‬ ‫ّ‬ ‫اأ�سرطة كا�سيت واإ�سطوان��ات‪ ،‬وبع�سه عالي الجودة �سدر من �سركات متخ�س�سة فقط بهذا‬ ‫النوع من الأعمال التي تتجاوز (‪ )42‬األبوم ًا ويالقي رواج ًا جيداً لدى الجمهور العربي‪.‬‬


‫‪608‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وبالنظر اإلى الأو�ساع ال�سيا�سية في العراق وفل�سطين وما ي�سودها من احتقان وتوتر‪،‬‬ ‫المعبرة عن‬ ‫ظهرت مئات المواقع الإلكترونية التي تبث طوال اليوم هذه الأنواع من الأغاني‬ ‫ّ‬ ‫الخطاب الديني المرتبط بالو�سع ال�سيا�سي وانعكا�ساته وت�سارعاته في ظل التوتر ال�سيا�سي‬ ‫القائم‪.‬‬ ‫لك��ن الجدير بالمالحظة هو اتجاه عدد كبي��ر من المطربين الم�سهورين في الأغاني‬ ‫الر�سامين (بالدانمارك)‬ ‫العاطفية وب�سبب الأحداث الم�سيئة للر�سول (‪ )‬التي قام بها عدد من ّ‬ ‫اإلى ت�سجيل اأغانٍ دينية جديدة بلغت عدداً ل ي�ستهان به‪.‬‬ ‫ا ّأم��ا على �سعيد الفرق الدينية الإن�سادي��ة فالمالحظ اأن الفرق الجيدة والناجحة التي‬ ‫الفنية ل تتجاوز الع�سر‪ ،‬وهناك الع�سرات من الفرق الأخرى‬ ‫تعنى بالمعايي��ر والموا�سفات ّ‬ ‫الت��ي ل تهتم بهذه الموا�سف��ات والمعايير‪ّ .‬‬ ‫ولعل ظاهرة المن�سدي��ن اأي الأ�سوات الفردية‬ ‫بحاجة اإلى درا�سة منف�سلة نظرا لكثرة ما اأنتج خالل ال�سنوات الثالث الأخيرة‪ ،‬وكان لعام‬ ‫ت�سجل �سم��ن احتفالت دينية تكاد‬ ‫‪ 2007‬ح�س��ة كبيرة من هذا الإنت��اج لالألبومات التي ّ‬ ‫تكون يومية‪ ،‬وتطبع في اليوم التالي‪ ،‬وتنت�سر في الأحياء ال�سعبية باأعداد كبيرة‪ .‬ويظهر لنا اأن‬ ‫هن��اك اأكثر من (‪ )360‬من�س��داً يتو ّزعون على مذاهب دينية اإ�سالمية مختلفة‪ .‬وكذلك الأمر‬ ‫بالن�سب��ة للديان��ة الم�سيحية اإذ نجد اأن العدد يتجاوز (‪ )60‬مر ّنم��اً‪ ،‬وتاأتي في مقدمة الدول‬ ‫العراق و م�سر وبعدها ال�سودان‪ ،‬ثم باقي الدول الإ�سالمية والعربية الأخرى‪.‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )7‬ظاهرة �لإن�شاد �لديني في �لدول �لعربية‬

‫الإبـــــداع‬


‫‪609‬‬

‫الإبــداع‬

‫(�شكل بياني ‪ )8‬ظاهرة �لإن�شاد �لديني بح�شب جهات �لنتاج‬

‫ظاهرة الراب ‪:‬‬ ‫الإبـــــداع‬

‫ظه��ر هذا التعبير الغنائي ع��ن طريق �سود اأمري��كا منذ بداية ال�سبعيني��ات‪ ،‬وتحديداً في‬ ‫الفنية‪،‬‬ ‫متمرد على كل الأعراف والتقاليد ّ‬ ‫ولي��ة نيويورك‪ ،‬وانت�سر بين الأمريكيين ال�سود‪ ،‬وهو ّ‬ ‫تهم النا�س باأ�سل��وب �ساخر اأحيان ًا‬ ‫وي�ستخ��دم لغ��ة ال�سارع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتح��دث في كل الموا�سيع الت��ي ّ‬ ‫وغا�س��ب اأحيان ًا اأخ��رى‪ .‬وقد اأ ّثرت المف��ردات ال�سادمة التي ت�ستخدم في ال��راب على اأعداد‬ ‫كبي��رة م��ن ال�سباب في كل العالم‪ ،‬ومنه �سب��اب الوطن العربي‪ ،‬ف�سرعان م��ا انت�سرت اأول فرق‬ ‫ال��راب ف��ي الجزائر �سنة ‪ ،1988‬واليوم و�سل عدد الفرق اإل��ى اأكثر من (‪ )60‬فرقة في الجزائر‬ ‫ت�ستخ��دم ه��ذا النمط الغنائي ف��ي التعبير عن غ�سبه��ا وعن وجهة نظره��ا المخالفة لكل ما هو‬ ‫متعارف عليه‪ .‬ووجدنا �أ ّنه في عام ‪ 2007‬و�سل عدد �لفرق في فل�سطين �إلى (‪ )26‬فرقة‪ ،‬وفي‬ ‫م�سر وتون�س وباقي دول �لوطن �لعربي نجد �أرقام ًا متقاربة‪ ،‬ويم ّثل �لر�ب فئة كبيرة من �لعاطلين‬ ‫�لمتمردين على و�قع ال يعجبهم‪ .‬وحتى في دول �لخليج نجد‬ ‫و�لمهم�س��ين‪ ،‬و�لطلبة‬ ‫عن �لعمل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فت�س��كلت فرق في �ل�سعودية و�لكويت وفي‬ ‫حد ما‬ ‫معين ًا �إلى ّ‬ ‫�أن �لر�ب بد�أ يت�س��لل ويجد �إقبا ًال ّ‬


‫‪610‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫باقي �لخليج �لعربي �أ�سوة بالمغرب �لعربي لكن � ّ‬ ‫يف�سر �نت�سار ظاهرة‬ ‫أقل عدد�ً و�نت�سار�ً‪ ،‬و�لذي ّ‬ ‫�ل��ر�ب �سهولة �أد�ئه وت�سمين��ه �أي كالم ب�سيط ومتد�ول دون �أحكام �سعرية �أو �إيقاعية �أو جمالية‬ ‫فه��و يتناول لغة �ل�س��ارع و�لمتدني منها في غالب �الأحيان‪ ،‬وي�سه��د عام ‪ 2007‬م�ساعفة عدد‬ ‫�لفرق و�إ�سد�ر�تها �لتي �سهلته��ا �لتجمعات �لمفتوحة لل�سباب ومو�قع �الإنترنت �لتي �أ�سبحت‬ ‫في كل بيت عربي‪.‬‬

‫(�شكل بياني ‪� ) 9‬إنتاج �لر�ب ح�شب �لبلد�ن‬

‫م�سر‬

‫المغرب الجزائر الإمارات‬

‫الإبـــــداع‬

‫الغناء ال�سعبي ‪:‬‬

‫اليمن‬

‫فل�سطين‬

‫�سوريا‬

‫ليبيا‬

‫ال�سعودية‬

‫ت�سع��ب الإحاطة بفن الغناء ال�سعبي دون اإجراء الم�سوح��ات الميدانية ال�ساملة في مدن‬ ‫الدول العربية وقراها قاطبة‪ ،‬لأن هناك نتاج ًا يومي ًا وغير مو ّثق باأية و�سيلة‪ .‬ومع ذلك فاإن ظاهرة‬ ‫الغن��اء ال�سعبي‪ ،‬والمطربين ال�سعبيي��ن مازالت تظهر بقوة بين الحين والآخر وتختفي لتبقي منها‬ ‫بع���س الأعمال الت��ي ت�سبح جزءا من ن�سي��ج المجتمعات العربية التي اأفرزته��ا‪ .‬وتلتقي الأغنية‬ ‫ال�سعبي��ة مع �سكل غناء الراب من حيث حرية تناول المو�سوعات والتلقائية في الأداء‪ ،‬واعتماد‬ ‫المط��رب على حنجرة لديها وق��ع ي�سبه بيئتها‪ .‬والفن ال�سعبي ينق�سم اإلى عدة اأق�سام‪ ،‬هناك الفن‬ ‫ال��ذي يعي�س من جيل اإلى جي��ل وي�سبح جزءاً من وجدان ال�سعوب‪ ،‬وهن��اك الفن الذي يتناول‬ ‫اللهج��ات ال�سعبية �سمن اللهجات المحكية‪ ،‬ويتعم��د الب�ساطة والتعبيرات المتداولة والأمثولة‬ ‫العامية‪ ،‬وهناك ما يتناول اأو�ساع ًا اجتماعية اأو �سيا�سية‪ ،‬بطرح �سديد الب�ساطة ي�سل اإلى ال�سذاجة‬ ‫ّ‬ ‫اأحيان ًا‪ .‬وبع�س الفنون ال�سعبية تكت�سب قيمة فنية عالية تمنحها البقاء طوي ً‬ ‫ال‪.‬‬


‫الإبــداع‬

‫‪611‬‬

‫ويالح��ظ اأن ما اأعيد اإنتاجه اأو كتب من الغن��اء ال�سعبي عام ‪ 2007‬بين القديم والجديد‬ ‫يتجاوز الع�سرة اآلف اأغنية‪ ،‬وهناك ن�سبة تزيد عن ذلك بكثير من المغرب العربي‪ ،‬ولم�سر ح�سة‬ ‫كبي��رة من الفنون ال�سعبية‪ ،‬وهذا ال�سكل الفني عاد بقوة اإلى العراق نتيجة مزج المجتمعات بين‬ ‫الريف والمدين��ة والأو�ساع غير الم�ستقرة التي يعي�سها ال�سع��ب‪ .‬فالتعبير ال�سعبي اأ�سبح �سائدا‬ ‫بقوة وباإنتاج كبير لدرجة اأن هناك قنوات تبث (‪� )24‬ساعة يومي ًا هذا النوع من الفنون‪ .‬و تظهر‬ ‫الإح�سائي��ات اأن ل�سوري��ا اأي�س ًا ح�سة كبيرة في هذا النتاج‪ ،‬وكذل��ك ل يمكن اإغفال ال�سودان‬ ‫واليم��ن وموريتاني��ا‪ ،‬و المتيقن اأن هذا الرقم الإجمالي قد ي�سل اإل��ى ال�سعف لو اأجري الم�سح‬ ‫الميدان��ي‪ .‬وتبقى الأغنية ال�سعبية حاج��ة لل�سعوب ت�ستطيع من خاللها التعبير عن اأو�ساعها في‬ ‫كل الح��الت‪ ،‬وتوؤلّف الأغاني ال�سعبية للمنا�سبات المختلف��ة مثل الأفراح والختان والفرو�سية‬ ‫وال�سيد والمنا�سبات الدينية اأي�س ًا‪ ،‬وتغطي الإ�سدارات ال�سعبية م�ساحة كبيرة و�سط الأحياء التي‬ ‫تعبر عن ّ‬ ‫كل م��ا ي�سغل النا�س‪ ،‬وبع�سها �سادق وتلقائي‪ ،‬وهناك فرق كبير بين‬ ‫تخ��رج منها لأنها ّ‬ ‫التراث والفلكلور والغناء ال�سعبي‪.‬‬

‫�سناعة نجوم الغناء ‪:‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫ظه��رت ف��ي العالم العربي برامج على �س��كل م�سابقات‪ ،‬تقليداً لبرام��ج عالمية �سهيرة‪،‬‬ ‫يتب��ارى فيه��ا مجموعة من ال�سباب الذين يبحثون عن فر�سة وع��ن نجومية‪ ،‬وي�سترك الجمهور‬ ‫لختي��ار اأحده��م مع وجود لجنة داخ��ل البرنامج‪ ،‬وكل ه��ذا يدار على اله��واء لتحقيق ن�سب‬ ‫م�ساه��دة عالي��ة‪ ،‬وبالتالي ربح مادي كبي��ر للقنوات‪ .‬وفي ‪ 2007‬ظهر برنام��ج �ستار اأكاديمي‬ ‫ف��ي تليفزيون (‪ )LBC‬لبنان وبرنامج على ُخطى النجوم في قناة البغدادية و�سوبر �ستار وبرنامج‬ ‫نجوم روتانا ونجوم الخليج ونجم العرب وبرامج على �ساكلة هذا البرنامج في عدد من الدول‬ ‫معرب ًا لبرامج عالمية‬ ‫العربية بلغ عددها (‪ )15‬برنامج ًا‪ ،‬بع�سها ّ‬ ‫تميز باإنتاج واإدارة مختلفة كونه ّ‬ ‫وبع�س��ه بدا متوا�سع ًا‪ .‬واأ�سهمت ه��ذه البرامج بتاأجيج القطرية في التناف�س ولم ت�سهم في اإغناء‬ ‫الحرك��ة الغنائي��ة والمو�سيقية ب�سكل جوهري ومفي��د‪ ،‬اإل في �سوت واح��د اأو �سوتين كحد‬ ‫اأق�س��ى‪ ،‬مازالوا يبحثون عن �س��كل ي�سعون اأنف�سهم فيه‪ ،‬واأ�سبحت ه��ذه البرامج فر�سة للربح‬ ‫عب��ر الت�سويت من خالل الهات��ف النقّال بمبالغ حققت اأرباح ًا هائل��ة‪ .‬لكن لم يتع ّلم الجمهور‬ ‫�سيئ ًا حقيقي ًا من هذه البرامج مع اأن الفر�سة كانت مواتية لأمر كهذا‪ ،‬لمتابعة الأ�سرة العربية في‬ ‫معظ��م اأرجاء الوطن العربي هذه البرامج ولت�سجي��ع اأبنائها على الفوز حتى لو كانت الأ�سوات‬ ‫يفرق بين ال�سوت الن�ساز‬ ‫غير مدربة وغير موهوبة‪ .‬ولزال معظم جمهور الم�ستعمين العربي ل ّ‬ ‫وال�سوت ال�سليم‪ ،‬وهذه م�ساألة ت�ستحق الدرا�سة‪.‬‬


‫‪612‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫اأغنية الطفل ‪:‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫مخت�سين في مخاطبة‬ ‫اإن ما يلفت النتباه في اإطار قراءة واقع اأغنية الطفل هو ندرة وجود‬ ‫ّ‬ ‫الطف��ل وتحديد نوعية الخطاب المطلوب توجيه��ه نحو الفئات العمرية ال�سغيرة‪ .‬والطفل هو‬ ‫الفئة العمرية التي ت�سل اإلى (‪� )16‬سنة‪ .‬وتجدر الإ�سارة هنا اإلى اأهمية اأغاني الطفل لأنها ّ‬ ‫ت�سكل‬ ‫مخيلته وتدعوه لأحالم اليقظة‪ ،‬هذا اإذا‬ ‫أهم في ثقافته ال�سمعية وذائقته‪ّ ،‬‬ ‫الج��زء الكبر وال ّ‬ ‫وتنمي ّ‬ ‫وملحنين‬ ‫الموجهة اإليه ت�ستند اإلى دراية من قبل العاملين في هذا المجال‪� ،‬سعراء‬ ‫كان��ت الأغاني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وموؤ ّدي��ن‪ .‬و ل يمك��ن الحديث عن اأغنية الطفل بمعزل عن الواق��ع المتر ّدي الذي تعي�سه بع�س‬ ‫ال��دول العربية مث��ل فل�سطين وال�سودان والعراق ولبنان‪ ،‬وتاأثي��ر الأو�ساع في هذه البلدان على‬ ‫يتحول في الغالب اإلى حالة تعبوية‬ ‫�سكل اأغنية الطفل يعد حا�سم ًا من حيث نوع الخطاب الذي ّ‬ ‫وتبق��ى الأغني��ة مجرد �سعار عابر‪ ،‬مع اأنّ الأغنية ت�سطلع باأدوار غي��ر هذه تمام ًا‪ .‬ا ّأما بالن�سبة اإلى‬ ‫الحالة الدينية التي اجتاحت الوطن العربي فقد دفعت بالبع�س اإلى تاأ�سي�س �سركات اإنتاج مخت�سة‬ ‫باأغاني الأطفال الدينية فقط‪ ،‬وهناك منتديات على بوابات البحث الإلكتروني ت�سمى المنتديات‬ ‫الإن�سادية وعددها كثير ومنت�سرة ب�سكل كبير‪ ،‬وهناك اأكثر من(‪ )150‬اأغنية اإن�سادية دينية يوؤ ّديها‬ ‫مكونة من اأطفال ربما يكون اأبرزها‬ ‫كبار و ُيراد من خاللها مخاطبة الطفل‪ ،‬وهناك فرق �سغيرة ّ‬ ‫وقدم كثي��راً من الأعمال في هذا ال�س��دد‪ ،‬اإ�سافة اإلى فريقين اأو‬ ‫فري��ق (طي��ور الجنة) الذي لمع ّ‬ ‫ثالث��ة من الذين يغ ّنون اأنماط ًا غنائية تبرز حيوية الأطفال وقدراتهم في التحايل على الكبار‪ .‬مع‬ ‫خط��ورة هذا الأمر ل توجد درا�سات علمية تتناول ه��ذه الظاهرة بمنهجية وتبرز اإيجابياتها من‬ ‫قدمها مطربون ومطربات معروفون بالأغاني‬ ‫�سلبياته��ا‪ .‬واإذا ا�ستعر�ست اأغاني عام ‪ 2007‬التي ّ‬ ‫العاطفي��ة‪ ،‬يالحظ اأن الأمر ل��م يتوغّ ل عميق ًا في نف�سية الأطفال و�سرعان ما ذهبت هذه الأغاني‬ ‫اأدراج الري��اح ولم يعد الأطفال ّ‬ ‫يتذكرون اأو يفكرون في ه��ذه الأغاني اإل لمدة اأيام اأو اأ�سابيع‪،‬‬ ‫الموجهة للطفل‬ ‫تميز هذه الأغاني‪ ،‬وكان مالحظ ًا اأن بع�س الأغنيات‬ ‫ّ‬ ‫وهذا ّ‬ ‫يف�سر ال�سطحية التي ّ‬ ‫الموجه‬ ‫تت�سم��ن اإيح��اءات ل تتنا�سب وما يج��ب اأن ي�سل اإلي��ه‪ ،‬اإ�سافة اإلى اأن حج��م الإنتاج‬ ‫ّ‬ ‫نح��و الأطف��ال �سئيل قيا�س ًا بع��دد الأطفال في العالم العربي‪ ،‬وحجم م��ا ينتج من غناء على كل‬ ‫الم�ستويات‪.‬‬

‫المو�صيقى وال�صحافة‪:‬‬

‫تم ح�سر اأكثر من مائة جريدة ومجلة عربية بارزة تعالج مختلف جوانب المو�سيقى‬ ‫ّ‬ ‫والغن��اء في العالم العربي‪ ،‬وي ّت�سح من خالل هذه المتابعة ا ّأن مو�سوعات الغناء والمو�سيقى‬ ‫وف��ن الأوبرا ق��د تو ّزعت �سمن مقالت مخت�س��ة قليل منها كتب على ي��د نقّاد مو�سيقيين‬


‫‪613‬‬

‫الإبــداع‬

‫والكثير كتب على يد �سحفيين غير متخ�س�سين في المو�سيقى وفروعها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وعلى‬ ‫مدى عام كامل كتب عن هذا الفن (‪ )11956‬مقا ً‬ ‫ل وع�سرات الآلف من الأخبار ال�سغيرة‬ ‫والملحنين و�سركات الإنتاج‪ .‬وتوؤكّ د هذه الظاهرة على اأهمية‬ ‫حول �سخ�سيات المطربين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ل ع��ن المو�سيق��ى و(‪ )117‬مقا ً‬ ‫المو�سيق��ى في حياة النا�س‪ ،‬وتم كتاب���ة (‪ )314‬مقا ً‬ ‫ل عن‬ ‫ل يتناول الألبوم����ات و(‪ )17‬مقا ً‬ ‫ل عن المطربي��ن و(‪ )37‬مقا ً‬ ‫الغن��اء و(‪ )66‬مقا ً‬ ‫ل يتناول‬ ‫ف��ن الأوبرا و(‪ )12‬مقا ً‬ ‫الملحنين‪ .‬ولكن يت�س��اءل الهتمام باأغاني‬ ‫ل يتناول الحدي��ث عن‬ ‫ّ‬ ‫الأطفال وبالإن�ساد الديني رغم حجم الإنتاج ال�سخم لهذا الأخير‪.‬‬

‫با�شتثن��اء مجلتين في �شوريا و�لكويت ل يوج��د على �متد�د �لعالم‬ ‫�لعرب��ي مجل��ة مو�شيقية متخ�ش�ش��ة و��شعة �لنت�شار‪ ،‬ف��ي �لوقت �لذي‬ ‫يموج في��ه �لعالم �لعربي بعدد معقول من مج��الت �ل�شينما و�لم�شرح‪،‬‬ ‫وبعدد هائل من �لمجالت �لريا�شية!‬ ‫كم��ا ل توجد حتى �ليوم على �مت��د�د �لف�شاء �لعربي قناة تليفزيونية‬ ‫عربي��ة تو�زي �لقن��و�ت �لأوربي��ة �لمو�شيقي��ة �لر�شينة؛ �أم��ا ف�شائيات‬ ‫�لمو�شيق��ى و�لط��رب فه��ي عل��ى كثرته��ا ف��ي �لعال��م �لعرب��ي قنو�ت‬ ‫«من ّوع��ات» ل تعنى �إل بت�شويق �لألبومات و�ش��ركات �لإنتاج وعر�ش‬ ‫فن �لفيديو كليب!‬

‫(*) اأ�سبح��ت مجل��ة «الحياة المو�سيقية» ت�س��در �سنوي ًا في الآون��ة الأخيرة‪ ،‬مما يخرجها ف��ي اعتقادنا من ت�سنيف‬ ‫المجالت‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬

‫اأما باقي المقالت التي تتناول المو�سيقى فهي �ساملة لكل تفا�سيل هذا الإبداع ورموزه‬ ‫الأحياء منهم والأموات‪ ،‬و�سناعة المو�سيقى‪ ،‬والآلت المو�سيقية اإ�سافة اإلى ما يخت�س بالمعاهد‬ ‫المو�سيقية وتناول الحفالت الغنائية والمو�سيقية العامة‪ ،‬وت�سمل المقالت اأي�س ًا الحديث اليومي‬ ‫ال��ذى يرافق بع���س المهرجانات ويعد بمثاب��ة تغطية نقدية ب�سكل مخفّف وغي��ر عميق يتناول‬ ‫للقراء ما ح�سل هنا وهناك �سمن فاعليات هذا المهرجان اأو‬ ‫تفا�سيل هذا الحفل اأو ذاك‪ ،‬لينقل ّ‬ ‫يقدم بعد مجلة مو�سيقية‬ ‫ذاك‪ .‬لك��ن المالحظة الجديرة بالنتباه هي اأن الوطن العربي باأكمله لم ّ‬ ‫القراء‪ ،‬ومازال��ت المحاولت م�ستمرة‬ ‫مخت�س��ة وا�سعة النت�س��ار ت�سل اإلى قاعدة عري�س��ة من ّ‬ ‫للح�س��ول على دعم لم�ساريع مجالت مو�سيقي��ة في عدد من الدول العربية‪ .‬ولم تفلح اإلى الآن‬ ‫مح��اولت اإ�سدار مجل��ة مو�سيقية ر�سينة ومقروءة‪ ،‬ه��ذا اإذا ا�ستثنينا مجلة ف��ن المو�سيقى من‬ ‫الكوي��ت ومجلة الحياة المو�سيقية من �سوريا(*)‪ ،1‬اإ�سافة اإل��ى مجلة مو�سيقية ت�سدر من ال�سويد‬ ‫تعنى بالمو�سيقى وباللغة الكردية‪ .‬وهناك مجالت اإلكترونية مخت�سة بالمو�سيقى عددها ل باأ�س‬


‫‪614‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ب��ه ويعمل في تحريرها واإ�سدارها مجموعة من ال�سب��اب بع�سهم هواة وبع�سهم متخ�س�سون‪،‬‬ ‫لك��ن محتوى هذه المجالت المو�سيقي��ة الإلكترونية ما زال بعيداً ع��ن المعايير والموا�سفات‬ ‫المن�س��ودة‪ .‬وتبقى المقارنة ظالمة للمو�سيقى اإذا ما قورنت بفن ال�سينما اأو الم�سرح اأو الريا�سة‬ ‫اأو مجالت اأخرى‪.‬‬

‫با�ستثن��اء مجلتين في �سوري��ا والكويت ل يوجد على امتداد العالم العربي مجلة مو�سيقية‬ ‫متخ�س�س��ة وا�سعة النت�سار‪ ،‬ف��ي الوقت الذي يموج فيه العالم العربي بعدد معقول من مجالت‬ ‫ال�سينما والم�سرح‪ ،‬وبعدد هائل من المجالت الريا�سية!‬

‫الإبـــــداع‬

‫كما ل توجد حتى اليوم على امتداد الف�ساء العربي قناة تليفزيونية عربية توازي القنوات‬ ‫الأوربية المو�سيقية الر�سينة؛ اأما ف�سائيات المو�سيقى والطرب فهي على كثرتها في العالم العربي‬ ‫«منوعات» ل تعنى اإل بت�سويق الألبومات و�سركات الإنتاج وعر�س فن الفيديو كليب!‬ ‫قنوات ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعو�س الن���س المكتوب ول النقد العمي��ق الذي تتط ّلبه‬ ‫ولع��ل القن��وات التليفزيونية ل ّ‬ ‫بد من الإ�سارة الى اأن هناك قن��وات تليفزيونية ومحطات اإذاعية عديدة‬ ‫متابع��ة المو�سيقى‪ .‬ول ّ‬ ‫ت�سوق‬ ‫منوعات ّ‬ ‫تحمل ا�سم مو�سيقى وا�سم طرب واأ�سماء اأخرى قريبة‪ ،‬لكنها في الغالب قنوات ّ‬ ‫وتروج لفن الفيديو كليب‪ ،‬ولم تظهر حتى الآن قناة تليفزيونية عربية‬ ‫لألبومات ول�سركات اإنتاج ّ‬ ‫توازي قنوات اأوربا المخت�سة بالمو�سيقى‪ ،‬وبع�سها يعنى فقط بالمو�سيقى الكال�سيكية اأو الفنون‬ ‫ّ‬ ‫وت�سكل هذه القن��وات في اأوروبا و�سيلة لن�سر الإبداع المو�سيقي القديم‬ ‫المو�سيقي��ة المعا�سرة‪،‬‬ ‫والمعا�س��ر‪ .‬كما اأنها تثري الذائقة الجمعية للمجتم��ع الأوروبي‪ ،‬بلقاءات مع اأبرز المو�سيقيين‬ ‫والنقاد و�سنعت هذه القنوات اأجمل الأفالم عن حياة مو�سيقيين كبار‪ ،‬واأنتجت اأفالم ًا �سينمائية‬ ‫وتطورها ولذلك اأ�سبحت هذه‬ ‫كبيرة اأو اأ�سهمت فيها‪ ،‬وتتناول علوم �سناعة الآلت المو�سيقية‬ ‫ّ‬ ‫القن��وات مرجع�� ًا هام ًا لكل متذوقي المو�سيق��ي والغناء وا�ستقطبت جمه��وراً هائ ً‬ ‫وتعد بوابة‬ ‫ال ّ‬ ‫لهتمام الجمهور بالمو�سيقى‪.‬‬

‫المو�صيقى وو�صائل الإعالم ال�صمع ب�صرية‪:‬‬

‫كان الغزو الف�سائي التليفزيوني والإذاعي عام ً‬ ‫ال هام ًا اأ�سهم ب�سكل كبير في انت�سار الأغنية‬ ‫والتاأثير على م�سارها ومطبخها الخلفي اأي عالمها الكامل‪ .‬بداية كانت �سبكة راديو وتليفزيون‬ ‫وقدمت‬ ‫الع��رب (‪ )ART‬التي اأطلقت اأول قناة اأغاني على غرار القنوات الأمريكية المتخ�س�سة ّ‬ ‫اآنذاك اأ�سوات ًا لمطربين بفيديو كليب واحد واأ�سهمت في �سهرة الكثير من الأ�سوات الموجودة‬ ‫حالي�� ًا في �ساح��ة الغناء وبعد ذلك انطلقت محطات عديدة تليفزيوني��ة واإذاعية منها ما يبث في‬ ‫الي��وم الواحد اأكث��ر من (‪ )300‬اأغني��ة ومنها ما اخت�س��ت بتقديم المطربي��ن اأ�سحاب الأغاني‬


‫الإبــداع‬

‫‪615‬‬

‫الواح��دة ومنه��ا من ت�سهم ف��ي اإنتاج هذه الأغان��ي‪ ،‬واليوم هناك كثير م��ن المطربين والمغنين‬ ‫يملك��ون قنوات خا�سة به��م حتى و�سل عدد المحطات التليفزيونية ع��ام ‪ 2007‬اإلى (‪)119‬‬ ‫قناة مخت�سة بالأغاني والمنوعات م�سفرة ومفتوحة وهذا الرقم يت�ساعد ب�سكل �سريع جداً‪.‬‬ ‫اإ�ساف��ة اإلى محطات (‪ )FM‬الإذاعية ومحطات اأخرى خا�س��ة وحكومية تبث يومي ًا ما‬ ‫وت��روج لالأغاني فقط‪ ،‬كم��ا ظهرت في ال�سن��وات الأخيرة ثورة‬ ‫بي��ن (‪ )12‬ال��ى (‪� )24‬ساعة‬ ‫ّ‬ ‫تكنولوجي��ة م��ن خالل الإنترنت اأ ّثرت �سلب�� ًا على �سوق الكا�سيت واأ�سب��ح لكل بيت ومكتب‬ ‫�سغي��ر عالم كامل من الأغان��ي والت�سجيالت قديمها وحديثها‪ ،‬بع�سه��ا يخ�سع لعالم القر�سنة‬ ‫وبع�سه��ا متاح مجان ًا للجميع‪ ،‬واأ�سبحت هذه المواق��ع الإلكترونية ت�سبه محطات اإذاعية لفرد‬ ‫واحد اأو مجموعة �سغيرة من الأفراد يب ّثون من خاللها ما يريدون‪.‬‬

‫الإبـــــداع‬



‫الـحـ�صـاد الـثـقـافــي‬

‫الباحثون الرئي�سيون‪:‬‬ ‫اأ‪ .‬عبده وازن‬

‫�ساعر وناقد ثقافي من لبنان‬ ‫(الحراك الثقافي العربي في العام ‪)2007‬‬

‫اأ‪ .‬د‪ .‬عبد اهلل بن�صر العلوي‬

‫ناقد واأ�ستاذ جامعي من المغرب‬ ‫(الأطر الموؤ�س�سية للعمل الثقافي العربي)‬

‫اأ‪ .‬محمد فا�صلي‬

‫�ساعر وباحث من الجزائر‬ ‫(جوائز الإبداع الثقافي العربي)‬

‫الباحثون الم�ساعدون‪:‬‬ ‫د‪ .‬محمد الدناي‬ ‫اأ‪ .‬ه�صام عليوان‬



‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪619‬‬

‫المحور الأول‬ ‫مالمح من الحراك الثقافي العربي خالل العام ‪2007‬‬

‫من الح�صاد اإلى الحراك الثقافي‬

‫احل�صــاد‬

‫يختل��ف مفهوم الحراك الثقافي عن مفهوم الح�صاد الثقافي‪ .‬فاإن كان الح�صاد كما تدل‬ ‫المف��ردة بذاتها مرتبط ًا ببع��ده الزمني‪ ،‬فاإن الحراك يتخطى حدود الزم��ن ليكت�صب بعداً اأ�صمل‬ ‫تنوعها‪ .‬ولعل ال�صوؤال المطروح هو ‪ :‬هل تكفي الأ�صهر‬ ‫يطال الثقافة في تجلياتها المتعددة وفي ّ‬ ‫الثنا ع�صر ل�صنع ثقافة تختلف بين عام واآخر؟ هل تُقر أا الحال الثقافية عبر تعاقب الأعوام اأم عبر‬ ‫تتر�صخ طوال فترة زمنية ل يح�صرها تقاطع ال�صنين؟‬ ‫الظواهر التي ّ‬ ‫تكمل نف�صها بنف�صها‪ ،‬غير عابئة بما ُي�صمى زمن ًا‪ .‬وقد يكون‬ ‫الثقافة حركة ل تنقطع‪ ،‬اإنها ّ‬ ‫«ح�ص��اد» �صنة هو من زرع عام �صابق اأو عامين واأكث��ر‪ .‬فالعام فترة قليلة نظراً اإلى الفعل الثقافي‬ ‫ال��ذي يتخطى تخوم الأيام والأ�صهر‪ .‬ولو عدنا اإلى نتاج عام فقد ُي َ‬ ‫�صك ُل علينا تداخل هذه ال�صنة‬ ‫في ال�صنة ال�صابقة‪.‬‬ ‫غي��ر اأننا مع م�صي عام ومج��يء اآخر ن�صاأل‪ :‬اأي ثقافة عرف العام ‪ 2007‬الذي توا�صلت‬ ‫فيه ال� «كوارث» في مطلع القرن الحادي والع�صرين الذي كنا نظن اأ ّنه �صيحمل بع�ص ًا من �صالم؟‬ ‫وماذا انتظر المثقف العربي‪ ..‬وماذا تحقق من اأحالمه؟‬ ‫ق��د ل يحق لنا اأن نت�ص��اءم ونحن نقارب ثقافة عام م�صى‪ ،‬ولك��ن كيف يكون التفاوؤل؟‬ ‫العربي عل��ى كل الم�صتويات‪ ،‬لن�صعر بحزن‬ ‫يكف��ي اأن نق��راأ التقارير التي تُرفع عن اأحوال العالم‬ ‫ّ‬ ‫مم��زوج بالياأ�س‪ .‬فالأرقام ت�صير اإلى اأننا نتراجع ونكاد ن�صرف على حال �صلبية �صنعها المثقفون‬ ‫مثلما �صنعها الآخرون بدورهم!‬ ‫واإن كان الإحب��اط ل يج��دي ول الح��زن‪ ،‬فقد تكون الثقاف��ة الأداة الوحيدة الآن لكي‬ ‫نتم�ص��ك بخ�صبة الإنق��اذ فال نغرق! الثقافة ك�صناع��ة فردية اأو جماعية‪ ،‬الثقاف��ة في ما تعني من‬ ‫ن�ص��ال ومجاهدة وكفاح من اأجل الحرية وتحقيق الذات وتر�صي��خ الحداثة ارتكازاً على تراثنا‬ ‫وخ�صو�صيتنا‪.‬‬


‫‪620‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫طوال العام المن�صرم‪ ،‬بدا �صعب ًا و�صبه م�صتحيل الف�صل بين الثقافة وال�صيا�صة‪ ،‬الثقافة في‬ ‫معناه��ا «الأوتوبي» وال�صيا�ص��ة في معناها المتعدد‪� ،‬صلب ًا واإيجاب ًا‪ .‬لك��ن ح�صيلة «ال�صراع» بين‬ ‫هذين القطبين لم تكن لم�صلحة الثقافة ولكن لي�س لم�صلحة ال�صيا�صة اأي�ص ًا‪.‬‬ ‫ولك��ن هل يمكن ال��كالم على ثقافة عربية واحدة خالل الع��ام ‪2007‬؟ هل تتميز ثقافة‬ ‫ه��ذا العام عن ثقافات الأعوام التي �صبقت؟ الحياة الثقافي��ة العربية م�صتمرة كالزمن نف�صه الذي‬ ‫ل يرجع اإلى الوراء‪ .‬اأجيال ت�صعد واأجيال تتراجع‪ .‬انحطاط هنا ونه�صة هناك ومراوحة هنالك‪.‬‬ ‫ولكن‬ ‫انتظ��ار ل يعقبه �صوى انتظار‪ .‬عوا�صم ثقافية تتوالى وبرام��ج ل تح�صى ومهرجانات‪...‬‬ ‫ْ‬ ‫ثمة رقاب��ات اأي�ص ًا وهزائم فردية واأزمات وهموم و�صوؤون و�صج��ون‪ .‬اأما المثقفون العرب فهم‬ ‫الحائرون في و�صط عالم يفتقدونه ويفتقدهم مرحلة تلو اأخرى‪ .‬بع�صهم اأ�صبحوا مجرد متاأملين‬ ‫في ما يح�صل من حولهم وبع�صهم يتوهمون اأنهم ي�صنعون "الحدث"‪ ،‬وبع�صهم ل ي�صيرهم اأن‬ ‫يكونوا في عداد المثقفين الر�صميين‪.‬‬ ‫ل ي�صتطي��ع ع��ام واحد اأن يجيب عن كل ما يطرح من اأ�صئلة‪ ،‬واإذا تراكمت الأ�صئلة عام ًا‬ ‫تلو عام فاإن الم�صتقبل وحده قادر اأن يجيب عنها!‬ ‫ّ‬ ‫لع��ل ق�صارى هذه المقاربة اأن تتناول الح��راك الثقافي من خالل الموؤتمرات والندوات‬ ‫الثقافي��ة التي �صهدها العالم العربي خ��الل العام ‪ ،2007‬علم ًا باأن ه��ذه الموؤتمرات والندوات‬ ‫وتعدد‬ ‫ت�ص��كل جزءاً من ه��ذا الحراك ول يمكنها اأن تخت�صره‪ ،‬نظراً اإل��ى �صموليته وات�صاع اأفقه ّ‬ ‫اأدوات��ه وظواهره‪ .‬وقد يكون من الجائز القول اإن هذه الموؤتمرات والندوات ل يمكن ح�صرها‬ ‫اأو تعداده��ا جميع ًا تبع�� ًا لكثرتها وتو ّزعها بي��ن العوا�صم والمدن والأقالي��م اأو المناطق النائية‪.‬‬ ‫حيز دون اآخر‪ .‬ويكفي ما يجري‬ ‫فهي تمثل ظاهرة ّ‬ ‫تمتد بامتداد الرقعة الب�صرية ول تقت�صر على ّ‬ ‫في الجامعات العربية من ندوات وموؤتم��رات‪ ،‬ناهيك بالموؤ�ص�صات المدنية الخا�صة والنوادي‬ ‫والروابط‪ ،‬حتى لتبدو عملية الإح�صاء ال�صامل عم ً‬ ‫ال �صبه م�صتحيل‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫�صحي��ح اأنّ الكثير من المنابر التي ت�صتقبل هذه الموؤتمرات والندوات توثقها وتدرجها‬ ‫�صم��ن جداول وبرام��ج �صواء في اإ�صدارات خا�ص��ة اأم على المواق��ع الإلكترونية‪ ،‬لكن الكثير‬ ‫م��ن هذه الموؤتمرات والن��دوات ل توثق‪ ،‬ل �صيما منها ما يقام في المناب��ر النائية اأو البعيدة عن‬ ‫«المركز» وبع�صها قد يكون على اأهمية كبيرة‪.‬‬ ‫بد م��ن اإيرادها هنا ه��ي اأنّ تواتر اأو تعاقب ه��ذه الموؤتمرات‬ ‫اإل اأن المالحظ��ة الت��ي ل ّ‬ ‫مهمة‪ ،‬بات اأ�صير نوع من الرتابة الثقافية والن�صاط الروتيني‪،‬‬ ‫والندوات‪ ،‬واإن كانت تمثل ظاهرة ّ‬ ‫واأ�صحت تلك الندوات والموؤتمرات اأ�صبه ب� «المواعيد» التي يلتقي خاللها المنتدون ويتعارف‬ ‫بع�صه��م اإلى بع�س وي�صدرون البيانات ثم ينفرط عقدهم بانتظ��ار «المواعيد» الجديدة‪ .‬هكذا‬


‫‪621‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬

‫والمتحرك‪ .‬ومن‬ ‫الح��ي‬ ‫وتتك��رر العناوين وتظل النظريات بعي��دة من الواقع‬ ‫تتراك��م البيان��ات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتكرر في �صيغها العامة التي تبدو غي��ر معنية بقراءة خ�صائ�س كل‬ ‫الوا�ص��ح اأنّ البيان��ات نف�صها ّ‬ ‫مجتم��ع والتحولت التي يعي�صها كمجتمع يختلف عن المجتمع��ات الأخرى‪ .‬اأما الالفت في‬ ‫ه��ذه الموؤتم��رات والندوات فهو غي��اب الجمهور عنه��ا اأو «القاعدة» التي م��ن المفتر�س اأن‬ ‫تتوا�صل معها انطالق ًا من تمثيلها فعل التلقي‪ .‬فكم من ندوات وموؤتمرات كانت بال جمهور اأو‬ ‫ب��ال متابعين اأو متلقين‪ ،‬حتى اأن ندوات كثيرة بدا فيه��ا عدد المتك ّلمين اأكبر من عدد المتلقين‪.‬‬ ‫وهذه ظاهرة يجب عدم الإغ�صاء عنها لأنها تطرح اإ�صكا ًل حقيقي ًا‪.‬‬

‫الالف��ت في الموؤتمرات والندوات الت��ي ي�شهدها العالم العربي هو‬ ‫غي��اب الجمهور عنها‪ ،‬والقاع��دة التي من المفتر���ض اأن تتوا�شل معها‬ ‫انطالق��اً من تمثيلها فعل التلق��ي‪ .‬فكم من ندوات وموؤتمرات كانت بال‬ ‫جمه��ور اأو بال متابعين اأو متلقين‪ ،‬حت��ى اأن ندوات كثيرة بدا فيها عدد‬ ‫المتك ّلمي��ن اأكبر من عدد المتلقين‪ .‬وه��ذه ظاهرة يجب عدم الإغ�شاء‬ ‫عنها لأنها تطرح اإ�شكا ًل حقيقياً‪.‬‬ ‫اأم��ا الحقول التي ت�صكل خلفي��ة هذه الموؤتمرات والن��دوات اأو منطلقاتها فهي متعددة‬ ‫وموزعة بي��ن ال�صيا�صة والقت�ص��اد والعلوم والط��ب والمعرفة والثقافة والف��ن والأدب والفكر‬ ‫والثقافة وعل��م الجتماع وعلم النف�س والإعالم والحوار والخت��الف والدين والإدارة اإ�صافة‬ ‫اإل��ى الثقافات الحديثة مثل الثقاف��ة الرقمية والإنترنت والكومبيوت��ر‪...‬و ل تخفى اأهمية ر�صد‬ ‫الموؤتم��رات الثقافية ف��ي بعدها ال�صامل ولكن بعيداً عن حق��ول ال�صيا�صة والقت�صاد والعلوم‪...‬‬ ‫مجرد ر�ص��د اإح�صائي اأو كرونولوج��ي اأو توثيقي بل هو ر�صد‬ ‫ولي���س ر�ص��د هذه الموؤتمرات ّ‬ ‫للح��راك الثقافي من خاللها لكونها ّ‬ ‫ت�صكل منطلقات لقراءة ه��ذا الحراك قراءة عملية وتحليلية‬ ‫في اآن واحد‪.‬‬

‫ثقافة اأم ثقافات عربية؟‬

‫احل�صــاد‬

‫عندم��ا نتح��دث عن الثقافة العربية‪ ،‬ه��ل نتحدث عن ثقافة واح��دة اأم ثقافات متعددة؟‬ ‫ه��ل يمكن الكالم عل��ى «وحدة الثقافة العربية»؟ ولكن ماذا ع��ن الثقافات الفرعية اأو الثقافات‬ ‫الأخ��رى التي يعرفها العالم العربي؟ لعل تو�صي��ف دوركهايم ال�صهير للثقافة ومفاده «اأن الثقافة‬ ‫وحدة متكاملة يتولى ّ‬ ‫كل جزء فيها وظيفة محددةً» ي�صلح لأن يكون مدخ ً‬ ‫ال لقراءة واقع الثقافة‬ ‫العربي��ة‪ .‬فالثقافة تاأخذ هنا بعداً �صمولي ًا فال تقت�صر عل��ى �صفة دون اأخرى ول على وظيفة دون‬


‫‪622‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫اأخ��رى‪ .‬هكذا تب��دو الثقافة العربية ذات قطبي��ن متجاذبين‪ :‬وحدة الثقاف��ة العربية ثم الثقافات‬ ‫الفرعي��ة التي ه��ي بمثابة دليل على تنوع الثقاف��ة الواحدة نف�صها‪ .‬لكن ه��ذا «العتبار» تراجع‬ ‫ف��ي امتحان��ات عملية عدة لي�س على الم�صت��وى العربي العام فقط‪ ،‬بل عل��ى الم�صتوى الوطني‬ ‫ف��ي بع�س البلدان العربي��ة‪ .‬ولعل اأهم اأ�صباب التراجع هو محاولة التغا�صي عن التنوع في الثقافة‬ ‫العربية وعن وجود ثقافات فرعية ت�صكل اأحد مالمح الواقع العربي ‪.‬‬ ‫مث��ل هذه الأ�صئلة طرحه��ا موؤتمر المعرفة الأول الذي عقدت��ه موؤ�ص�صة محمد بن را�صد‬ ‫المكت��وم في دبي (اأكتوبر ‪ )2007‬تحت عنوان‪« :‬الوحدة والتن��وع الثقافي في العالم العربي»‬ ‫و�صاركت فيه نخبة من الباحثين والكتاب العرب‪.‬وكذلك ندوة «من اأجل علمانية اإن�صانية» التي‬ ‫اأقامته��ا «�صبكة العلمانيين العرب» ف��ي باري�س (فرن�صا) في العام ‪ 2007‬و�صعت من خاللها اإلى‬ ‫قراءة العالقات بين الطوائف والمجموعات الب�صرية قراءة تاريخية واجتماعية وانتروبولوجية‪.‬‬

‫ال�ش��وؤال ه��و‪ :‬كي��ف نذه��ب بالتن��وع الثقافي ف��ي العال��م العربي‬ ‫والمجتمع��ات العربية اإلى م�شتوى القيم��ة الم�شافة بدل اأن يكون قيمة‬ ‫�شالب��ة؟ بل كيف نحوله م��ن م�شدر محتمل لالأزمات اإل��ى م�شدر اأكيد‬ ‫لالإبداع الثقافي والتما�شك الجتماعي؟‬ ‫وف��ي محاولة لالإجابة عن مثل هذه الأ�صئلة‪ ،‬ل بد من القول اإن الوقت حان فع ً‬ ‫ال لتطوير‬ ‫مفه��وم وح��دة الثقافة العربية وتاأكيد الأبع��اد الإن�صانية لهذا المفهوم ك��ي يتمكن من ا�صتيعاب‬ ‫التنوع الثقافي والثقافات الفرعية‪.‬‬ ‫فم��ن ال�ص��روري والحيوي العت��راف بالثقافات الفرعي��ة واحت�صانه��ا والتفاعل معها‬ ‫اإيجاب�� ًا‪ .‬ولك��ن يطرح هنا �صوؤال اأي�ص ًا‪ :‬م��ا المق�صود بالثقافات الفرعية؟ ويلي��ه �صوؤال اآخر هو‪:‬‬ ‫كيف نذهب بالتنوع الثقافي في العالم العربي والمجتمعات العربية اإلى م�صتوى القيمة الم�صافة‬ ‫بدل اأن يكون قيمة �صالبة؟ بل كيف نحوله من م�صدر محتمل لالأزمات اإلى م�صدر اأكيد لالإبداع‬ ‫الثقافي والتما�صك الجتماعي؟‬

‫احل�صــاد‬

‫تب��دو الثقافة كنوع م��ن «الراأ�صمال» الح�ص��اري والروحي يك��ون المجتمع م�صتودعه‬ ‫و«الدول��ة» حار�صه‪ .‬لكن كل ثقافة تتراوح بي��ن الرغبة في النفتاح على ثقافات اأخرى والتوق‬ ‫اإلى النغالق على نف�صها‪ .‬ول ت�صتطيع اأي ثقافة اأن توؤكد خ�صو�صيتها من دون اأن تتمنى اإظهار‬ ‫اختالفه��ا قيا�ص�� ًا اإلى الثقاف��ات التي تقيم عالقة معها‪ .‬هن��ا ل بد من ا�صتع��ادة مقولة «التثاقف»‬ ‫‪ acculturation‬الت��ي ت��دل على الأواليات المعقدة لالحتكاك الثقاف��ي التي تتعر�س من جرائها‬


‫‪623‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬

‫مجتمع��ات اأو مجموعات اجتماعية اإلى اأن تتمث��ل اأو اأن يفر�س عليها تمثل مقدار من المالمح‬ ‫الآتية من مجتمعات اأخرى‪.‬‬

‫اإذا �صلمنا بمقولة «وحدة الثقافة العربية» التي تحتاج بدورها اإلى بحث م�صتفي�س يو�صح‬ ‫اأبعاده��ا ومراميه��ا‪ ،‬فمن المفتر�س اأن ت�صكل ه��ذه «الوحدة» ما ي�صمى ع��ادة ثقافة «المتن»‪،‬‬ ‫بد هنا من ا�صتعرا�س بع�س اأنواع هذه‬ ‫فيم��ا ت�صكل «الثقافات الفرعية» ثقافات «الهام�س»‪ .‬ول ّ‬ ‫الثقافات في عالمنا العربي‪:‬‬

‫‪ -1‬اأول��ى هذه الثقافات الفرعية المهم�صة عربي�� ًا هي ثقافة الداخل الفل�صطيني‪ .‬ويمكن‬ ‫الحديث عن هذه الثقافة على حدة وبعيداً من الثقافة الفل�صطينية العامة‪ ،‬المنفية اأو المقيمة (داخل‬ ‫اأرا�ص��ي ال�صلط��ة)‪ .‬هذه الثقافة التي تعي�س ف��ي حال من العزلة ال�صديدة تح��ت وطاأة الحتالل‬ ‫الإ�صرائيلي تحتاج اإلى الخروج نحو العالم العربي‪ .‬وهي ثقافة قائمة بذاتها و�صروطها على رغم‬ ‫توا�صله��ا مع الثقافة العربية‪ .‬يجب على الثقافة العربية في المفهوم «الموؤ�ص�صاتي» اأن تهتم بهذه‬ ‫الثقاف��ة وت�صاعدها على ك�صر عزلته��ا‪ ،‬خ�صو�ص ًا اأنها تعي�س مناخ ًا م��ن الغتراب اأو ال�صتالب‬ ‫‪ aliénation‬الثقاف��ي بين ما�صيها وواقعها‪ ،‬بين تراثه��ا العربي العريق والثقافة المفرو�صة عليها‪.‬‬ ‫وق��د برز في الآونة الأخيرة جيل من ال�صباب الفل�صطين��ي يكتب بالعبرية ولي�س بالعربية‪ .‬وهذه‬ ‫م�صاأل��ة خطرة ن�صبي ًا ويج��ب اللتفات اإليه��ا‪ .‬واإن كانت هذه الثقافة تعاني ح��ا ًل من النق�صام‬ ‫المتع��دد‪ ،‬بين الداخل والخارج‪ ،‬بي��ن اأرا�صي ال�صلطة الفل�صطيني��ة والداخل المحتل (فل�صطين‬ ‫‪ ،)1948‬ف��اإن الحراك الثقافي ي�صعى دوم�� ًا اإلى توحيد ال�صورة الفل�صطينية وراأب ال�صدع الذي‬ ‫اأحدثته الماأ�صاة التاريخية‪ .‬هكذا مث ً‬ ‫عدة اإلى تر�صيخ الثقافة‬ ‫ال �صعت خالل العام ‪ 2007‬موؤ�ص�صات ّ‬ ‫الفل�صطيني��ة عبر اإحياء الن�صاطات العديدة وعقد الموؤتمرات والندوات‪ .‬ومن هذه الموؤ�ص�صات‪:‬‬ ‫مركز خليل ال�صكاكيني‪ ،‬موؤ�ص�صة عب��د المح�صن القطان‪ ،‬وزارة الثقافة الفل�صطينية‪ ،‬بيت ال�صعر‬ ‫المحررة وثقافة الداخل المحتل ل‬ ‫وم�صرح الكرمة و�صواها‪ .‬اإل اأن التوا�صل بين ثقافة الأرا�صي‬ ‫ّ‬ ‫يزال �صعب ًا و�صائك ًا‪ ،‬وهذا ما ينعك�س �صلب ًا على الثقافة الفل�صطينية في �صكل عام‪.‬‬

‫‪ -2‬م��ن الثقافات الفرعية التي يج��ب احت�صانها عربي ًا تلك الثقافات التي ت�صمى اأقلوية‪،‬‬ ‫مث��ل الثقافة الكردية والثقافة الأرمنية اللتين تعي�صان في حال �صبه انعزال في قلب العالم العربي‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫يجب عل��ى الثقافة العربية في المفه��وم الموؤ�ش�شاتي اأن تهتم بثقافة‬ ‫الداخ��ل الفل�شطيني وت�شاعدها على ك�ش��ر عزلتها خ�شو�شاً اأنها تعي�ض‬ ‫مناخاً م��ن الغتراب الفل�شطيني يكتب بالعبري��ة ولي�ض بالعربية‪ ،‬وهذه‬ ‫م�شاألة مقلقة ويجب اللتفات اإليها‪.‬‬


‫‪624‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫هات��ان الثقافت��ان يجب النتب��اه اإليهما عربي�� ًا‪ ،‬خ�صو�ص ًا اأنهم��ا تملكان اأوالياتهم��ا واأبعادهما‬ ‫وخ�صائ�صهما‪ .‬وهناك اأي�ص ًا ثقافات اأقلوية مثل الثقافة الأمازيغية في المغرب العربي التي يحتاج‬ ‫المثقفون العرب اإلى اأن يتعرفوا اإليها اأكثر ويحاوروها اأكثر‪ .‬هذه الثقافات الأقلوية تحتاج فع ً‬ ‫ال‬ ‫اإلى اأن تفتح حواراً مع الثقافة العربية لتاأ�صيلها من غبر اإذابتها اأو تذويبها عربي ًا‪ .‬فهي من الدلئل‬ ‫البينة على الغنى الثقافي العربي وعلى التعدد والختالف‪ .‬ويجب عدم التعامل مع هذه الثقافات‬ ‫ِّ‬ ‫ب�صفته��ا "الآخ��ر" اأو "النقي���س" بل ب�صفتها جزءاً مختلف�� ًا من الذات‪ .‬اأما الثقاف��ة الكردية التي‬ ‫ت�صهده��ا بلدان عربية عدة مثل �صورية والعراق ولبنان فهي على عالقة متينة بالثقافة العربية التي‬ ‫تعد اأحد مراجعها الأ�صا�صية‪ .‬ولئن ازدهرت هذه الثقافة اأخيراً في اإقليم كرد�صتان فهي لم تنف�صل‬ ‫ّ‬ ‫ع��ن الثقافة العربية‪ .‬ولعل مهرجان «المدى» الذي اأقامت��ه موؤ�ص�صة «المدى» في اأربيل الكردية‬ ‫في العام ‪ 2007‬كان خير �صاهد على متانة العالقة بين هاتين الثقافتين‪ .‬وقد جمع هذا المهرجان‬ ‫بي��ن الطابعين الكردي والعربي‪ .‬اأما معهد العالم العربي ف��ي باري�س فقد احتفى هذا العام بالفن‬ ‫الأرمني واأقام معر�ص ًا لل�صور التي تمثل ذاكرة هذا الفن‪.‬‬ ‫‪ -3‬الثقافة الفرنكوفونية والأنغلوفونية‪ :‬لقد فر�صت هاتان الثقافتان نف�صيهما على الثقافة‬ ‫العربية المركزية ب�صفتهما ثقافتين عربيتين ولكن بلغتين غربيتين هما الفرن�صية والإنكليزية‪ .‬وقد‬ ‫تمكن��ت هاتان الثقافتان من البروز عالمي ًا تبع ًا للغتيهم��ا الغربيتين‪ .‬لكنهما ما زالتا �صبه غريبتين‬ ‫ع��ن الثقافة العربية الداخلية مع اأنهما ت�صكالن وجهي��ن م�صيئين لهذه الثقافة‪� .‬صحيح اأن هاتين‬ ‫الثقافتي��ن هما نخبويتان‪ ،‬لكنهما مرتبطتان بق�صايا العال��م العربي وهموم الإن�صان العربي‪ .‬وقد‬ ‫�ص��كل بعدهما اأو جوهرهما العربي الميزة التي جعلتهما تتف��ردان عالمي ًا‪ ،‬حتى واإن وقع بع�س‬ ‫نتاجهم��ا في ما ي�صم��ى «الإكزوتيكية»‪ .‬ول بد من م�صالحة حقيقية بين هاتين الثقافتين والثقافة‬ ‫العربية‪ ،‬فال ي�صعر الكاتب العربي بالفرن�صية اأو بالإنكليزية باأي غربة عن م�صادر ثقافته الأم وعن‬ ‫جذور اللغة الأم‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫‪ -4‬الثقاف��ات الأ�صولي��ة‪ :‬ثمة ثقافات يمك��ن و�صفها ب� «الأ�صولي��ة» تعي�س في عالمنا‬ ‫العربي ومجتمعاتنا وهي مثار جدل عميق واختالف بين من يوؤيدها ومن يرف�صها‪ .‬اإنها ثقافات‬ ‫النغالق والتع�صب وعدم الت�صامح‪ .‬وقد تحتاج هذه الثقافات التي ل يمكن تجاهلها اإلى مقاربة‬ ‫خا�صة‪ ،‬من اأجل تفنيدها وت�صريحها‪.‬‬ ‫‪ -5‬الثقاف��ات ال�صعبية التي يتميز بها تراثنا وعالمن��ا المعا�صر‪ ،‬ول �صيما الأدب ال�صفوي في‬ ‫معن��اه ال�صام��ل‪ .‬وهذا الأدب الذي طالما كان عر�صة للنقد تبع ًا للتبا�صه النوعي واللغوي اأ�صبح الآن‬ ‫معتم��داً‪ ،‬خ�صو�ص ًا بعدما ات�صع مفهوم الكتابة‪ .‬ولعل اعتناء هذا الأدب بال�صكل وا�صتخدامه الخا�س‬ ‫للغة يمنحان الن�صو�س المتناقلة �صفهي ًا قيمة جمالية وا�صحة‪.‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪625‬‬

‫التراث والع�صر‬

‫لطالم��ا عرفت الثقافة العربية جدا ًل بين التراث والمعا�صرة‪ ،‬بين مثقفين يوؤيدون التراث‬ ‫ويدع��ون اإلى التم�صك به اأو ال�صتنارة ب�صوئه‪ ،‬والعودة الدائمة اإليه‪ ،‬وبين مثقفين اآخرين يدعون‬ ‫والتمرد علي��ه واإدراجه في خانة ذاكرة الما�صي والنتم��اء اإلى الع�صر الراهن‬ ‫اإل��ى الخروج عنه‬ ‫ّ‬ ‫وين��م عن ال�صراع‬ ‫بمعطيات��ه الجدي��دة و«الطارئة»‪ .‬ه��ذا ال�صجال يخفي في ثناي��اه نقا�ص ًا اآخر‬ ‫ّ‬ ‫التاريخ��ي الذي لم ينته بين القديم والحديث‪ ،‬بين التقلي��د والتجديد‪ .‬ويمكن القول اإنه �صراع‬ ‫بين التراث والحداثة‪ ،‬التراث الذي تمثله المعطيات الح�صارية العربية الرا�صخة‪ ،‬والحداثة التي‬ ‫باتت تعني الثقافة الغربية‪ .‬ولعل الموؤتمرات والندوات التي عقدت في هذا ال�صدد توؤكد راهنية‬ ‫ح��دة واحتدام ًا وهي‬ ‫ه��ذا ال�ص��راع الذي لم ينته بل اإن �صدم��ة الحادي ع�صر من �صبتمبر زادته ّ‬ ‫�صدمة ثقافية قبل اأن تكون �صيا�صية اأو ع�صكرية‪.‬‬

‫اإل اأن ثمة مثقفين عرب ًا ارتاأوا اأن يجمعوا بين النقي�صين طارحين على اأنف�صهم اأ�صئلة مثل‪:‬‬ ‫كي��ف يمكن اأن ياأخ��ذ العرب من الغرب دون اأن يتخ ّلوا عن تراثه��م؟ اأو كيف يمكن اأن تلتقي‬ ‫الحداث��ة والت��راث في �صيغة ح�صارية ل ت��وؤذي اأي ًا منهما؟ لكن هذه ال�صيغ��ة‪� ،‬صيغة التواوؤم اأو‬ ‫التعاي���س تبدو مهددة‪ ،‬ل �صيما بعدما اجتاحت العولمة ثقافات العالم اأجمع واكت�صحت تراثاته‬ ‫وخ�صو�صيات��ه القومية المتعددة‪ ،‬مهددة الهويات المحلي��ة اأو الخا�صة‪ .‬ومن ناحية اأخرى كان‬ ‫ل�صع��ود التيارات الأ�صولية العربية المت�صددة اأثر �صلبي على هذه ال�صيغة‪ ،‬خ�صو�ص ًا بعدما �صعت‬ ‫الغربي ودعت اإل��ى مواجهة الحداثة بقيمها ومعطياته��ا‪ .‬هذا ال�صراع كان‬ ‫اإل��ى اإلغ��اء «الآخر»‬ ‫ّ‬ ‫عبر عنه في كتابه «العرب والغرب» حين قال‪« :‬اإن العالم العربي‬ ‫الباحث اإدري�س هاني خير َمن ّ‬ ‫ب��ات مه��دداً اأكثر من اأي وقت م�صى‪ ،‬بغ��زو حقيقي يهدف اإلى ّ‬ ‫اطراحه م��ن الوجود واإحالل‬ ‫ثقافة جديدة محله‪ ،‬هي ثقافة الغرب‪ .‬وما لم ي�صتيقظ ال�صمير العربي من �صباته وغفلته لمواجهة‬ ‫ه��ذه الهجمة وي�صتنه�س عقله المقاوم‪ ،‬فاإن عملي��ة تدمير محققة ل محالة �صوف تلحق بعالمنا‬ ‫العربي‪ .‬وهكذا فاإن الحداثة التي باتت مطلب ًا ناجزاً في حقل البنى التحتية اأ�صبحت مورد ابتزاز‪،‬‬ ‫وتكر���س الحاجة اإليه وكل ذلك على ح�صاب ثقافات ال�صعوب التي هي‬ ‫وتحق��ق التبعية للغرب‬ ‫ّ‬ ‫اأ�صا�س هويتها»‪.‬‬

‫هك��ذا عقدت المنظم��ة العربية للتربي��ة والثقافة والعل��وم بالتعاون م��ع وزارة الثقافة‬

‫احل�صــاد‬

‫والتبدل والتط��ور‪ ،‬بل اإنها ح�صيلة تفاعل‬ ‫لك��ن الثقافة هي ح��ال من الحراك اأو الحركة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتوا�ص��ل مع الثقاف��ات الأخرى‪ ،‬اأي ًا كانت‪ ،‬ول يمكنها اأن تكون جام��دة ومنغلقة على نف�صها‬ ‫ونهائي��ة اأو ثابت��ة‪ .‬كم��ا اأن المجتمع العرب��ي لي�س كائن ًا تام�� ًا وجاهزاً بل هو متط��ور في هويته‬ ‫وثقافته"‪.‬‬


‫‪626‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الجزائري��ة «الموؤتمر الثامن ع�صر للتراث الثقافي في الوط��ن العربي» في العا�صمة الجزائرية‪،‬‬ ‫وكان ه��دف هذا الموؤتمر درا�صة جملة من الق�صايا المت�صلة بحماية التراث الثقافي في الدول‬ ‫العربي��ة وكذل��ك اأو�ص��اع بع�س مواقع الت��راث الثقافي العربي��ة وفي مقدمته��ا مدينة القد�س‬ ‫واأ�صواره��ا‪ .‬وناق�س الموؤتمر كذلك مو�صوع بناء الق��درات العربية في مجال حماية التراث‪.‬‬ ‫وعقدت جامعة القد�س المفتوحة (منطق��ة رفح) موؤتمراً علمي ًا بعنوان «دور التاريخ ال�صفوي‬ ‫ف��ي الحفاظ على الهوية الوطنية الفل�صطينية»‪ .‬وتن��اول الموؤتمر ماأثورات ال�صعب الفل�صطيني‬ ‫ور�صخ نوع ًا من المعرفة الهادفة اإلى ك�صف جانب مهم من‬ ‫وتقنيات البحث في التاريخ ال�صفوي ّ‬ ‫تاري��خ ال�صعب الفل�صطيني من منظور اجتماعي واإلى الحفاظ على الهوية الفل�صطينية المهددة‬ ‫با�صتم��رار‪ .‬ولم يكن م�صتغرب ًا خالل هذا العام اأن تكثر الموؤتمرات المتعلقة بالتراث‪ ،‬ل �صيما‬ ‫ف��ي فل�صطين‪ ،‬بعدما عمدت اإ�صرائيل اإل��ى اإلغاء الأ�صماء العربية للكثير م��ن القرى الفل�صطينية‬ ‫واإطالق اأ�صماء عبرية عليها‪.‬‬ ‫لي�س التراث ال�صعبي مجرد اأغان‪ ،‬واأمثال �صعبية‪ ،‬وحكايات‪ ،‬ومتاحف لالأدوات والفنون‬ ‫ال�صعبي��ة‪ ،‬فح�ص��ب‪ ،‬بل هو ما�ص��ي الأمة وموروثها الم��ادي والمعنوي الممت��د اإلى حا�صرها‬ ‫وم�صتقبله��ا‪ ،‬والمتمثل في �صلوك اأبنائه��ا‪ ،‬واأنماط معي�صتهم‪ ،‬وذكرياته��م الفردية والجماعية‪.‬‬ ‫وله��ذا يعد الت��راث مكون ًا رئي�ص ًا من مكون��ات الهوية الوطنية على تع��دد م�صتوياتها‪ .‬ومن هنا‬ ‫تكم��ن اأهميت��ه في التعبير عن ه��ذه الهوية والحفاظ عليها‪ ،‬وكم تعر���س – ويتعر�س – التراث‬ ‫الفل�صطيني لأخطار عديدة ت�صعى اإلى ا�صتالبه وتزويره وطم�س معالمه‪ ،‬وت�صويه مفرداته بهدف‬ ‫الت�صكي��ك في الوجود الثقاف��ي والح�صاري‪ ،‬وزعزعة مقومات الهوي��ة الفل�صطينية التي ي�صكل‬ ‫التراث اأبرز مكوناتها وعنا�صرها‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫هك��ذا عق��دت جامعة القد���ض المفتوح��ة موؤتمراً اآخ��ر في الع��ام نف�صه بعن��وان «التراث‬ ‫ال�صعب��ي الفل�صطين��ي‪ :‬هوية وانتم��اء»‪ .‬و�صعى الموؤتمر اإل��ى ك�صف المخاطر الت��ي يتعر�س لها‬ ‫الت��راث ال�صعبي الفل�صطيني داخلي ًا وخارجي ًا‪ ،‬توظيف التراث ال�صعبي في تعزيز ال�صعور بالهوية‬ ‫الوطني��ة الفل�صطينية والتم�صك بها‪ ،‬تحفيز الأفراد والموؤ�ص�صات الر�صمية وال�صعبية للحفاظ على‬ ‫التراث ال�صعبي وحمايت��ه‪ ،‬توظيف و�صائل الإعالم الحديثة والتقنيات المعا�صرة المواكبة لثورة‬ ‫المعلوم��ات والت�صالت لخدمة التراث بجوانبه المختلف��ة‪ ،‬ت�صجيع حركة البحث العلمي في‬ ‫معالجة ق�صايا التراث ال�صعبي الفل�صطيني وتجديده بما يتالءم وروح الع�صر‪.‬‬ ‫حت��ى وزراء الثقافة العرب اأثاروا ق�صية تهويد القد�س في لقائهم الذي عقد في الجزائر‬ ‫وق��د تح��ول اإلى ندوة ا�صتثنائية �صارك��ت فيها المنظمة العربي��ة للتربية والثقافة والعل��وم «األك�شو»‬ ‫ودارت حول م�صاألة «التراث والآثار العربية»‪ .‬ومعروف اأن الآثار العربية ت�صهد نهب ًا كبيراً في‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪627‬‬

‫مختلف البلدان العربية خ�صو�ص ًا في البلدان الخا�صعة لالحتالل كفل�صطين والعراق‪ .‬وفي هذا‬ ‫ال�صياق اأدرجت في جدول اللقاء اأي�ص ًا «القد�س عا�صمة للثقافة العربية لعام ‪ .»2009‬وحازت‬ ‫ق�صي��ة تهويد القد�س على يد �صلطات الحتالل ال�صرائيلي ح�صة الأ�صد في المناق�صات‪ ،‬وقال‬ ‫وزي��ر الثقاف��ة الفل�صطيني اإبراهيم اأبرا�س اإن الم�صاألة تحتاج اإل��ى دعم حقيقي ولي�س اإلى تنديد‬ ‫وبيان��ات �صيا�صية لم تعد تنفع كثيراً في الحد من العم��ل الم�صتمر لتهويد القد�س‪ ،‬ل �صيما بعد‬ ‫الحمل��ة التي �صنها الإ�صرائيليون لت�صني��ف القد�س القديمة �صمن موقع التراث العالمي‪ .‬ودافع‬ ‫اأبرا�س عن فكرة القد�س عا�صمة الثقافة العربية لل�صنة ‪.2009‬‬ ‫واهتم��ت الندوة من جهة اأخرى بالمواقع الأثرية العربي��ة «ال�صتين» الم�صجلة في قائمة‬ ‫الت��راث العالم��ي وكيفية العتناء به��ا خ�صو�ص ًا تلك المه��ددة بالزوال مثل اأب��و مينا في م�صر‪،‬‬ ‫و�صامراء في العراق‪ ،‬واأ�صوار القد�س وبع�س معالم اليمن‪.‬‬

‫وفي ال�صياق التراثي عقد منتدى الحوار التابع لمكتبة الإ�شكندرية ندوة حول «ال�صخ�صية‬ ‫الم�صري��ة والتراث ال�صعبي» وفيه��ا طرحت ق�صية ال�صخ�صية الم�صري��ة وارتباطها بالتراث واأثر‬ ‫التراث فيها‪ .‬وف��ي مراك�س نظمت اأكاديمية المملكة المغربية ندوة بعنوان «العادات والتقاليد في‬ ‫المجتمع المغربي» ودارت الندوة حول محاور عدة منها‪ :‬العادات والتقاليد والهوية المغربية‪،‬‬ ‫الع��ادات والتقالي��د بين العالمي��ة والخ�صو�صية‪ ،‬الع��ادات والتقاليد ودورها ف��ي هيكلة الحياة‬ ‫الجتماعية‪ ،‬اأ�صاليب حفظ التراث‪.‬‬

‫اأزمة هوية؟‬

‫لع��ل الندوات التي دارت حول التراث وال�صراع بين الثقافة التراثية والحداثة قد تف�صي‬ ‫اإلى الكالم عن الهوية الثقافية العربية والأزمة التي ت�صهدها راهن ًا‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫وقد تناولت ق�صية الهوية هذه موؤتمرات وندوات عديدة ومن جوانب مختلفة‪ .‬عقدت‬ ‫جامعة القاهرة ندوة بعنوان «الحفاظ على مقومات الهوية العربية والإ�صالمية» وخل�صت اإلى اأن‬ ‫تمر عبر اللغة والأدب والعلوم الإن�صانية والتراث‪ .‬وفي تون�س عقدت‬ ‫ال�صب��ل اإلى الحفاظ عليها ّ‬ ‫المنظم��ة العربية للتربية والثقافة والعلوم دورته��ا الثامنة ع�صرة تحت عنوان «الدفاع عن الهوية‬ ‫العربية وتر�صيخه��ا في �صوء العولمة»‪ ،‬واأو�صى الموؤتمرون ب�ص��رورة اإ�صالح الأنظمة التربوية‬ ‫والثقافي��ة في العالم العربي‪ ،‬وطرحوا ق�صية تهويد القد�س وال�صعي اإلى الحفاظ على هويتها‪ .‬اأما‬ ‫جامع��ة ال�صارقة في الإمارات فعقدت «الموؤتمر العلمي الدول��ي الثالث لكلية الت�صال» تحت‬ ‫عن��وان «الف�صائي��ات العربية والهوية الثقافي��ة»‪ .‬وراأى الباحثون الذين �صارك��وا في الموؤتمر اأن‬ ‫الفي�صان الإعالمي اأتاح فر�ص ًا رحبة اأمام اأفراد الجمهور العربي للو�صول اإلى المعلومات ب�صكل‬


‫‪628‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫اأكث��ر حرية وتفاعلية وتنوع ًا من اأي وق��ت م�صى‪ ،‬مما اأ�صهم في تفعيل حركة التغيير الجتماعي‬ ‫والثقافي وال�صيا�صي في المنطقة باتجاه مزيد من النفتاح والحرية والتعددية‪ .‬ومن جانب اآخر‪،‬‬ ‫قادت حركة التطور الإعالمي النوعية والكمية اإلى تنامي القلق في اأو�صاط المجتمعات في �صوء‬ ‫م��ا ي�صببه هذا «النفالت الإعالمي» من فو�صى ف��ي التعاطي مع القيم الثقافية والجتماعية مما‬ ‫يوؤدي اإلى اندثارها في وجه تيار جارف من القيم والممار�صات الثقافية والجتماعية القادمة من‬ ‫الخارج‪ ،‬ومما يهدد بالتالي الهوية الثقافية العربية‪.‬‬

‫واإذا كان الدف��اع ع��ن الهوية واجب ًا م��ن اأجل الحفاظ على الخ�صو�صي��ة التي تميز �صعب ًا‬ ‫م��ا اأو مجتمع ًا ما‪ ،‬فاإن م��ن الخطاأ اأو من غير الواقعي الفترا���س اأن الخ�صو�صية الثقافية العربية‬ ‫ي�صتحيل اختراقها‪ ،‬واأن هذه الخ�صو�صية ت�صتطيع اأن تنغلق في وجه الفكار والتقنيات والأنماط‬ ‫ال�صلوكية والجتماعية والإنجازات التي حققتها الحداثة في العالم‪ .‬ومعروف اأن المجموعات‬ ‫الب�صري��ة تتمي��ز باختياراته��ا الثقافية اإذ تبتدع كل واح��دة منها حلو ًل مبتك��رة لما يواجهها من‬ ‫اأزمات وم�صاكل‪ .‬لكن هذه الختالفات لي�صت ع�صية على ر ّد الواحدة منها اإلى الأخرى‪ ،‬فهي‬ ‫تطبيقات قابلة للتطور والتحول‪ ،‬كما يقول علم الجتماع الثقافي‪.‬‬ ‫هك��ذا ترتبط م�صاألة الهوية ارتباط ًا وثيق ًا بالثقافة حتى لتغدو م�صاألة ثقافية بامتياز‪ .‬ولعلها‬ ‫اأي�ص ًا ت�صهد الأزمة التي ت�صهدها الثقافة نف�صها‪ .‬لكن الم�صير المترابط للثقافة والهوية ل يعني اأن‬ ‫الثقافة ل ت�صتطيع اأن تتحرر من الوعي الذي تفتر�صه الهوية لتتحول اإلى �صيرورة لواعية وذلك‬ ‫عل��ى خالف الهوية التي تق��وم على مقيا�س النتماء الواعي بال�ص��رورة‪ .‬واإذا كان البعد النف�صي‬ ‫والجتماع��ي يتقاطعان في ال�صخ�س – الفرد فاإن الهوي��ة الجتماعية ل ترتبط بالفرد اأو الأفراد‬ ‫وتميزها‬ ‫فقط‪ ،‬لأنها قائمة على ال�صتدماج والإق�صاء في وقت واحد‪ .‬الهوية تحدد مجموعة ما ّ‬ ‫ع��ن �صائر المجموعات انطالق ًا من الختالف الثقافي‪ .‬وق��د ت�صبح الهوية مهددة عندما ت�صبح‬ ‫خلفيته��ا الثقافية اأو العنا�صر الت��ي ت�صنع ثقافتها مهددة بالإلغاء اأو المحو‪ .‬ولذلك كان ل بد من‬ ‫التخ��وف على الهوية العربية اإزاء هجمة العولمة الت��ي تحمل معها ثقافتها المعروفة والجاهزة‪.‬‬ ‫فالهوي��ة بناء يقوم على العالقة التي تتقابل من خاللها مجموعة مع مجموعات اأخرى تكون في‬ ‫ح��ال من التما�س معها‪ .‬والهوية ل ت�صتطيع اأن تقوم بذاتها ول من اأجل ذاتها‪ ،‬بل هي تقوم على‬ ‫عالقة بالآخر‪ ،‬اأي ًا يكن هذا الآخر‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫الثقافة العربية وتحدّ يات الإعالم‬

‫لئن ب��ات «تحديد» الثقافة يتطلب في الع�صر الحديث النفت��اح على كل الميادين التي‬ ‫ت�صملها الثقافة‪ ،‬فال بد من التركيز على الف�صاء الذي تتيحه العالقة بين الثقافة والإعالم‪ .‬وينبغي‬ ‫تكونها‪ .‬فالإعالم‬ ‫األ يغيب عن الأذهان اأن الإعالم هو جزء من الثقافة وعن�صر من العنا�صر التي ّ‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪629‬‬

‫والمر�صل‬ ‫المر�صل‬ ‫ه��و باخت�صار فن التو�صي��ل م�صاف ًا اإليه فن التعبير لأنه ير�صخ حيزاً م�صترك ًا بين‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اإلي��ه‪ .‬اإنه فن المخاطبة الحديثة الذي ا�صتطاع اأن يلغ��ي الطابع القديم لهذه المخاطبة من خالل‬ ‫الإنج��ازات الهائلة التي �صهدها حقل الإعالم‪ ،‬ومنها �صدم��ة «ال�صورة» و«الإنترنت» والثورة‬ ‫الرقمية و�صواها‪.‬‬ ‫ع��رف العام ‪ 2007‬ندوات وموؤتمرات غير قليلة تناولت الإعالم على اختالف اأنواعه‪،‬‬ ‫مرئي�� ًا ومكتوب ًا‪ ،‬ف�صائي�� ًا واأر�صي ًا اأو محلي�� ًا والتحديات التي تواجهه‪ .‬ومن ه��ذه الموؤتمرات‪:‬‬ ‫"ملتق��ى الإدارة المتط��ورة للموؤ�ص�ص��ات الإعالمية العربية" وق��د اأقامته «المنظم��ة العربية للتنمية‬ ‫الإداري��ة» (دبي – الإمارات)‪ .‬وانطلق الملتقى من كون الن�صاط الإعالمي اأحد الركائز الرئي�صية‬ ‫ف��ي حي��اة المجتمعات الحديثة‪ ،‬لي�س فقط كعامل رئي�صي في تكوي��ن اأو ت�صكيل الوجدان العام‬ ‫للمجتم��ع‪ ،‬بل لكونه ل�صان هذا المجتمع وعقله الذي يخاطبه اأفراده في الداخل‪ ،‬كما يخاطب‬ ‫به المجتمع الإن�صاني في الخارج‪ .‬و�صعى هذا الملتقى اإلى اإبراز مفاهيم الإدارة المتخ�ص�صة في‬ ‫مجال الإعالم وت�صجيع العمل بها في الإعالم العربي‪ .‬وطرح ق�صية تبادل الخبرات والتجارب‬ ‫العربية الناجحة في تطوير الإدارة الإعالمية‪ ،‬والتعرف على المفاهيم الإدارية والعلمية والمعيارية‬ ‫بم��ا يخدم الجانب المهني له��ا‪ .‬وتطرق اإلى الجمع بين موجب��ات التحديث الإداري لالإعالم‬ ‫العرب��ي والمتغيرات الدولية والتط��ور الهائل للموؤ�ص�صات العالمية ف��ي مجال الإعالم‪ ،‬وتعميق‬ ‫فكرة اقت�صاديات الإعالم �صواء الحكومي اأم الخا�س‪.‬‬ ‫وعق��دت كلية الإعالم في جامعة القاهرة موؤتمراً ح��ول «دور الإعالم في البناء الثقافي‬ ‫والجتماع��ي للمواطن العربي» �صارك فيه خم�ص��ون باحث ًا م�صري ًا وعربياً‪ .‬ودعا الموؤتم���ر‬ ‫اإلى حماي����ة الهوي�ة العربية من الأخطار التي تحملها العولمة الإعالمية وتاأكيد دور الإعالم‬ ‫العربي في �صيانتها بعيداً من اأي انغالق على ثقافات الع�صر‪.‬‬

‫وعق��دت اأكاديمية «اأخبار اليوم» في القاهرة موؤتم��ر «ال�صحافة العربية في ظل التحولت‬ ‫ال�صيا�صية والقت�صادية والتكنولوجية»‪ ،‬و�صعى اإلى مناق�صة الأو�صاع الإدارية والمالية للموؤ�ص�صة‬ ‫ال�صحفي��ة‪ ،‬واإلى الك�صف عن الم�ص��كالت التي تعوق حرية التعبي��ر ال�صحفي‪ .‬وتناول البدائل‬ ‫الالزمة لإعداد وتاأهيل القائم بالت�صال‪ ،‬داعي ًا اإلى التعرف اإلى التجارب الدولية في مجال اإ�صالح‬

‫احل�صــاد‬

‫عم��ان موؤتمرها الدول��ي الثاني ع�صر تحت عن��وان «ثقافة‬ ‫وعق��دت جامع��ة فيالدلفيا ف��ي ّ‬ ‫ال�صورة»‪ .‬وناق�س الموؤتمر مفهوم ال�صورة في اإطار الإعالم والفنون عبر مجموعة من المحاور‬ ‫مثل‪ :‬الإطار النظري لثقافة ال�صورة‪ ،‬ثقافة ال�صورة الإعالنية‪ ،‬ثقافة ال�صورة الرقمية والتكنولوجيا‪،‬‬ ‫ثقافة ال�صورة وت�صكل ال�صورة الذهنية‪ ،‬ثقافة ال�صورة في ال�صينما والتلفزيون‪ ،‬ثقافة ال�صورة في‬ ‫الفنون الت�صكيلية‪ ،‬ثقافة ال�صورة في الفنون الفوتوغرافية وثقافة ال�صورة وفن الكاريكاتير‪.‬‬


‫‪630‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫احل�صــاد‬

‫اأو�صاع ال�صحافة‪ ،‬والبحث ف��ي تاأثير و�صائل الت�صال المناف�صة في اأو�صاع ال�صحافة‪ ،‬ومناق�صة‬ ‫تاأثي��ر الإعالن في اإنتاج الم�صم��ون ال�صحفي‪ ،‬واأو�صاع ال�صحافة العربي��ة وعالقتها بالمجتمع‬ ‫العربي‪ ،‬ودرا�صة المح��ددات البيئية في �صناعة ال�صحافة في ظل التحول ال�صيا�صي والقت�صادي‬ ‫والتكنولوجي‪ ،‬وا�صتخدامات الحا�صب وهند�صة الت�صالت في الإنتاج ال�صحفي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لعل ال�صوؤال الذي يطرح هنا‪ :‬هل يحتاج الإعالم في معناه ال�صامل والحديث اإلى الثقافة؟‬ ‫قد يبدو الجواب بديهي ًا ومعروف ًا �صلف ًا‪ ،‬فالإعالم الحديث ل ي�صتطيع اأن ينه�س بعيداً من الثقافة‪،‬‬ ‫ل لكون��ه عن�ص��راً من عنا�صره��ا‪ ،‬اأو جزءاً من اأجزائه��ا بل لأنه يحتاج اإليها ك��ي يعمق خطابه‪،‬‬ ‫وك��ي يمنحه �صف��ة اأبعد من �صفة المعنى الذي ي�صتاأثر به‪ .‬فالإع��الم لي�س مجرد اإعالم بال�صيء‪،‬‬ ‫ولي���س مجرد فعل قائم على النقل‪ ،‬بل هو يخ�صع اإل��ى اآلية ثقافية قائمة بذاتها تحوي الكثير من‬ ‫المفارق��ات وت�صع��ى اإلى توجيه من تخاطبه م��ن خالل الخطاب نف�صه ال��ذي ي�صتحيل عليه اأن‬ ‫يكون بريئ ًا اأو محايداً تمام الحياد‪ .‬ومثلما يحتاج الإعالم اإلى الثقافة تحتاج الثقافة اإلى الإعالم‬ ‫اأي�ص ًا لكي تتوا�صل مع المتلقي وتوؤثر فيه‪.‬‬ ‫اإل اأن م��ا يجب مالحظته ه��و اأن الثقافة باتت الآن تحتل مكانة �صبه ثانوية في معظم‬ ‫و�صائ��ل الإعالم العربي‪ ،‬وعلى اختالفها‪ ،‬مكتوبة اأو مرئية اأو رقمية‪ .‬والمالحظة العامة التي‬ ‫يمك��ن اإدراجها هنا هي اأن الثقاف��ة في الإعالم العربي‪ ،‬مكتوب ًا ومرئي��اً‪ ،‬تبدو كاأنها تتراجع‬ ‫اإل��ى موقع الهام�س بعدما كانت ف��ي �صلب المتن‪ .‬ول يكفي اأن تهتم بع�س �صحف اأو ب�صع‬ ‫مجالت اأو مواقع اإلكترونية بالثقافة وتوليها حقها‪ ،‬لتكون الثقافة في و�صع جيد اأو مميز‪.‬‬ ‫ب��ات الإعالم الحديث ي�ص��كل بذاته ف�صاء ثقافي ًا له خ�صائ�ص����ه التي تمي����زت عن‬ ‫�صائ��ر الف�صاءات الثقافية الأخ��رى‪ .‬فالإعالم يملك اليوم من التاأثي����ر على الجماهير ما ل‬ ‫لكن‬ ‫تملك������ه اأي اأداة اأخرى‪ ،‬لقد اأ�صبح بمثابة «المب�صر» الجديد الذي ينتظره الماليين‪ّ ،‬‬ ‫اإ�صكاليت������ه تكم��ن في كون��ه ل يحمل ر�صال��ة اأو عقيدة‪ ،‬بل هو يحمل م��ا يمكن ت�صميته‬ ‫«الكاو�س» الحديث‪ .‬وكلمة «كاو���س» وردت في كتاب الفلي�ص�����وف الفرن�صي غاتاري‬ ‫وعنوان��ه ‪ Chaosmose‬وفيه يقول‪« :‬على م�صتوى الأجهزة الجتماعية التي يمكننا ت�صميتها‬ ‫بالأجه��زة الجماعية‪ ،‬ن�صتطيع و�صع و�صائل الإع��الم والمعلوماتية‪ ،‬كو�صائل تاأثير تفعل في‬ ‫�صمي��م ال��ذات الإن�صانية‪ ،‬لي�س فقط في ذاكرة الفرد وذكائ��ه ونمط تفكيره‪ ،‬بل كذلك في‬ ‫طبيعة انفعالته وم�صاعره وهواج�صه الالواعية»‪.‬‬ ‫اإذاً اأ�صبح الإعالم الحديث اليوم �صلطة ثقافية اإذا جاز التعبير‪� ،‬صلطة قادرة على اإلغاء ذاكرة‬ ‫وبناء ذاكرة اأخرى‪ .‬هذا ما نالحظه اإذا تاأملنا الواقع الإعالمي الجديد في العالم العربي‪ .‬ويجمع‬ ‫الآن علم��اء الجتم��اع على اأن تو�صع نطاق الإعالم الجماهي��ري ّ‬ ‫تمكن من توجيه �صربة كبيرة‬ ‫لفك��رة الثقافة وديمقراطيته��ا‪ .‬فالإعالم العالمي اليوم يمار���س دوراً توجيهي ًا وا�صح ًا‪ ،‬بل دوراً‬


‫‪631‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬

‫«تثقيفي ًا» لكنه ل يمار�صه في طريقة ديمقراطية ول انطالق ًا من اأ�ص�س علمية‪ ،‬لأنه يخ�صع لمنطق‬ ‫«ال�ص��وق»‪ ،‬منطق «ال�صوق» الذي تهيم��ن عليه الأيديولوجيا الجديدة الت��ي يمكن اخت�صارها‬ ‫ب� «العولم��ة»‪ .‬وه��ذه «العولمة» ا�صتطاعت اأن تزيد من تفاقم «الف��راق» اأو الفتراق بين الثقافة‬ ‫الحقيقي��ة والأ�صيلة والمنحدرة من الع�ص��ور المجيدة‪ ،‬كع�صر الأن��وار الأوروبي مث ً‬ ‫ال‪ ،‬وثقافة‬ ‫ا�صتهالكية مرتبطة ب�صدة بالتقنيات العجيبة والمفهوم الكو�صموبوليتي‪.‬‬

‫ومثلما يجري الكالم على العولمة التي هي في وجه من وجوهها عولمة و�صائل الإعالم‬ ‫والت�ص��ال‪ ،‬يجري الكالم اأي�ص ًا عل��ى «القرية» الكونية التي توحد الي��وم جماهير العالم تحت‬ ‫عن��وان الحداث��ة وما بعد الحداثة‪ ،‬مبتع��دة اأكثر فاأكثر ع��ن الم�صار الواقع��ي لالأكثرية ال�صاحقة‬ ‫ف��ي العالم‪ .‬يكف��ي اأن ينظر مواطنو العالم العربي اإلى اأنف�صهم ليدرك��وا حقيقة التمييز العن�صري‬ ‫التكنولوجي‪ ،‬وقد انتقل العالم العربي من مرحلة ال�صتهالك اإلى مرحلة «التاأثر»‪ .‬ول يعلم اأحد‬ ‫كي��ف �صتتجلى ا�صتجابته لمرحل��ة التاأثر هذه‪ ،‬خ�صو�ص ًا اأن الإعالم العرب��ي نف�صه لم ي�صتطع اأن‬ ‫ي�صن��ع ثقافته التي يجب عليها اأن تكون ثقافة معاك�صة تواجه الإعالم الغربي الذي يحتل الحياة‬ ‫العربية‪ ،‬نهاراً ولي ً‬ ‫ال‪.‬‬

‫ويجم��ع الآن علم��اء الجتم��اع عل��ى اأن تو�ش��ع نط��اق الإع��الم‬ ‫الجماهيري ّ‬ ‫تمكن من توجيه �شربة كبيرة لفكرة الثقافة وديمقراطيتها‪.‬‬ ‫فالإع��الم العالم��ي الي��وم يمار���ض دوراً توجيهي��اً وا�شح��اً‪ ،‬ب��ل دوراً‬ ‫"تثقيفي��اً" لكنه ل يمار�شه في طريق��ة ديمقراطية ول انطالقاً من اأ�ش�ض‬ ‫علمية‪ ،‬لأن��ه يخ�شع لمنطق "ال�شوق"‪ ،‬منط��ق "ال�شوق" الذي تهيمن‬ ‫عليه الأيديولوجيا الجديدة التي يمكن اخت�شارها ب� “العولمة”‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫واإذا كان م��ن ال�صعب القول اإن الثقافة التلفزيونية العربية ت�صعى اإلى قتل الثقافة الحقيقية‬ ‫عدو لهذه الثقافة ومناوئ ًا لها‪ ،‬بعدما‬ ‫واإلى اإلغائها فمن الممكن العتراف باأن التلفزيون بات �صبه ّ‬ ‫طغت عليه الثقافة «الدونية» والثقافة التجارية التي ت�صعى اإلى الربح والربح فقط‪ ،‬غير مبالية بما‬ ‫تتركه هذه «الثقافة» من اأثر �صيئ و�صلبي في ذاكرة الجماهير ووجدانها‪ .‬وعو�س اأن تحاول هذه‬ ‫ال�صا�صات ال�صغيرة‪ ،‬الأر�صية والف�صائية‪ ،‬الموازنة بين التجاه ال�صتهالكي والتجاري والتجاه‬ ‫الثقاف��ي والح�صاري‪ ،‬تميل اإلى الثقافة ال�صتهالكية موؤثرة مث�� ً‬ ‫ال البرامج التجارية والرائجة على‬ ‫اأي برنامج ثقافي‪ .‬هكذا تكثر «الكليبات» الغنائية والراق�صة وبرامج الت�صلية وبرامج الحوارات‬ ‫الممل��ة والرتيبة‪ ،‬ويحتل ال�صا�ص��ات «نجوم» عابرون �صرعان ما ينطفئ��ون‪ .‬اأما الأدباء والعلماء‬ ‫والمفك��رون فنادراً ما يط ّل��ون‪ ،‬هذا اإن اأطلوا‪ .‬وذريع��ة الم�صوؤولين في ال�صا�ص��ات ال�صغيرة اأن‬ ‫الثقافة الحقيقية ل ت�صاهدها اإل القلة وهي ل تجلب الإعالنات‪.‬‬


‫‪632‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ندرة البرامج الثقافية التلفزيونية‬

‫ق�صي��ة البرامج الثقافية في ال�صا�صات العربية تحتاج اإلى مراجعة �صاملة‪ ،‬نظراً اإلى اأهميتها‬ ‫واأهمي��ة الثقاف��ة في الو�صائ��ل الإعالمية الوا�صع��ة النت�صار‪ .‬ولع��ل البرامج الثقافي��ة القليلة التي‬ ‫يعول‬ ‫ي�صاهده��ا الجمهور على بع�س ال�صا�صات ل تكفي ل�صنع حال��ة ثقافية تلفزيونية يمكن اأن ّ‬ ‫ت�ص��د فراغها بما توافر من برامج عادية ورديئة اأحيان ًا‬ ‫عليه��ا‪ ،‬خ�صو�ص ًا اأن ال�صا�صات تحاول اأن‬ ‫ّ‬ ‫من غير اأن تلجاأ اإلى حلول اأخرى تكون الثقافة جزءاً منها‪.‬‬

‫اأما الحجة الأخ��رى التي يتذرع بها دوم ًا القائمون على ال�صا�صات ال�صغيرة ومفادها اأن‬ ‫يهمه اأن يرى‬ ‫الثقاف��ة ل تهم الجمهور‪ ،‬فهي واهية ج��داً وغير �صحيحة بتات ًا‪ .‬فالجمه��ور الآن ّ‬ ‫اأديب�� ًا ومفك��راً وي�صتمع اإليهما اأو اأن ي�صاه��د كتاب ًا على ال�صا�صة اأو م�صرحي��ة جادة‪ّ .‬‬ ‫ولعل بع�س‬ ‫البرامج الثقافية القليلة والنادرة خير دليل على هذا‪ ،‬ومنها ما ي�صاهده الجمهور على قناة «النيل»‬ ‫الم�صرية‪ ،‬وتلفزيون «الم�صتقبل» في لبنان و «العربية» و «الجزيرة» و�صواها‪.‬‬

‫اأم��ا ال�صحاف��ة الثقافية المقروءة فال تنف�صل عن الحياة الثقافي��ة عموم ًا ول تنفرد بنف�صها‬ ‫ّ‬ ‫القراء‬ ‫ك�صني��ع‬ ‫م�صتق��ل‪ ،‬فهي اأو ًل واآخراً م��راآة للحركة الت��ي ت�صهدها الثقافة وف�صحة لق��اء بين ّ‬ ‫حيز للك ّتاب اأنف�صه��م يط ّلون من خالله‬ ‫والمبدعي��ن عبر اأق��الم النقاد وال�صحافيين‪ .‬اإنه��ا اأي�ص ًا ّ‬ ‫اإطاللتهم الإبداعية اأو النظرية‪ .‬وال�صحافة الثقافية ل تزدهر اإل في ازدهار الحياة الثقافية نف�صها‪،‬‬ ‫وه��ي تتال�صى كذلك في تال�ص��ي تلك الحياة‪ .‬واإن ب��دت هذه ال�صحافة مرتبط��ة ارتباط ًا وثيق ًا‬ ‫بحرك��ة الثقاف��ة واإيقاعها فهي لي�صت «خادم��ة» لها ول مب�صّ رة بها‪ :‬اإنه��ا �صميرها الحي الذي‬ ‫يرافقها وي�صيء اأمامها الطريق اأو يوجهها ربما‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫وفي ع�صرها الذهبي ا�صتطاع��ت ال�صحافة الثقافية العربية اأن تجاري الحياة الثقافية واأن‬ ‫ت�صهم في �صنعها‪ ،‬وخا�صت معارك كبيرة كمعركة الحداثة والتنوير والتجديد اللغوي و�صنعت‬ ‫اأجي��ا ًل من الك ّتاب والقراء على ال�ص��واء‪ .‬في ع�صرها الذهبي اأي�ص ًا نجحت ال�صحافة الثقافية في‬ ‫توجيه النتاج الأدبي والف ّني وخلقت لنف�صها �صلطة‪.‬‬ ‫واإن كان ي�صع��ب الي��وم الكالم على ع�صر ذهب��ي لل�صحافة الثقافي��ة العربية كما ُيجمع‬ ‫الكثي��رون فاإن هذه ال�صحافة تجاهد لتجد لنف�صها الم��كان المالئم ولت�صتعيد بع�ص ًا من �صلطتها‬ ‫ّ‬ ‫ولع��ل اأزمتها الوا�صحة هي جزء م��ن اأزمة الثقافة العربية التي تعان��ي الكثير من الهموم‬ ‫الغائب��ة‪.‬‬ ‫والتحدي��ات‪ .‬فالمرحلة الراهنة غير موؤاتية لزدهار «�صناعة» تتطلب‪ ،‬اأكثر ما تتطلب مناخ ًا من‬ ‫الحريّة والديموقراطية‪ .‬وال�صحافة الثقافية التي لم ت�صتطع اأن ت�صتقل بنف�صها عجزت عن تخطي‬ ‫ما ُيفر�س عليها بو�صفها جزءاً من موؤ�ص�صة اأو �صحيفة اأو مجلة‪.‬‬ ‫اإل اأن المج��الت الثقافي��ة ال�صهرية والف�صلي��ة التي ت�صدر في العوا�ص��م العربية كافة‬


‫‪633‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬

‫تر�ص��خ حالة ثقافية تختلف ع��ن حالة الثقافة "اليومية" الت��ي تمثلها ال�صحافة‬ ‫ا�صتطاع��ت اأن ّ‬ ‫عول عليهم لأنه��م ينتمون اإلى النخبة‪ ،‬واأحيان ًا‬ ‫في �ص��كل عام‪ّ .‬‬ ‫لكن قراء هذه المجالت ل ُي ّ‬ ‫اإل��ى نخبة النخبة‪ .‬واأزمة ه��ذه المجالت ت�صبه اأزمة الكتاب الجاد الذي بات قراوؤه من القلة‬ ‫القليل��ة‪ .‬ولك��ن ل يمكن اإنكار اأهمي��ة هذه المج��الت والر�صالة التي توؤديه��ا وهي لي�صت‬ ‫بقليلة ف��ي العالم العربي‪ ،‬ومنها مث��الً‪« :‬ف�صول» و «األف» (م�ص��ر)‪« ،‬الآداب» و«كتابات‬ ‫معا�صرة» و«باحثات» (لبنان)‪« ،‬م�صارف» (فل�صطين)‪« ،‬عالمات» و«الراوي» و«التوباد»‬ ‫(عمان)‪« ،‬دب��ي الثقافية» (دبي)‪،‬‬ ‫(ال�صعودي��ة)‪« ،‬البحري��ن الثقافية» (البحري��ن)‪« ،‬نزوى» ُ‬ ‫«غيمان» (اليم��ن)‪« ،‬الدوحة» (قطر)‪« ،‬العربي» و«البيان» (الكويت)‪« ،‬الموقف الأدبي»‬ ‫(�صوري��ة)‪« ،‬الم��دى» (العراق)‪« ،‬رواف��د» (ال�صارقة)‪« ،‬عراجين» (ليبي��ا)‪ ...‬وقد توقفت‬ ‫مج��الت عديدة عن ال�صدور ب�صبب اأزماتها المادية وفي طليعتها مجلة «الكرمل» التي كان‬ ‫يراأ�س تحريرها ال�صاعر محمود دروي�س‪ ،‬ومجلة «الفكر العربي» اللبنانية‪ ،‬ومجلة «مواقف»‬ ‫التي كان يراأ�س تحريرها ال�صاعر اأدوني�س‪.‬‬

‫اإن كان ي�شع��ب الي��وم الكالم عل��ى ع�شر ذهبي لل�شحاف��ة الثقافية‬ ‫العربي��ة كما يُجمع الكثي��رون فاإن هذه ال�شحافة تجاه��د لتجد لنف�شها‬ ‫الم��كان المالئ��م ولت�شتعي��د بع�شاً م��ن �شلطته��ا الغائبة‪ .‬ولع��لّ اأزمتها‬ ‫الوا�شح��ة هي جزء من اأزمة الثقافة العربية التي تعاني الكثير من الهموم‬ ‫والتحدي��ات‪ .‬وال�شحاف��ة الثقافي��ة التي ل��م ت�شتطع اأن ت�شتق��ل بنف�شها‬ ‫عج��زت عن تخطي م��ا يُفر�ض عليه��ا بو�شفها ج��زءاً م��ن موؤ�ش�شة اأو‬ ‫�شحيفة اأو مجلة‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫ّ‬ ‫والمحكمة والمتخ�ص�صة التي ت�صدرها‬ ‫وما يجب عدم تنا�صي��ه‪ ،‬المجالت الأكاديمية‬ ‫الجامع��ات والموؤ�ص�صات العلمية وه��ذه تملك �صرائح معينة من الق��راء وتظل �صبه مح�صورة‬ ‫داخل الإطار الأكاديمي‪ .‬ول بد اأي�ص ًا من ذكر المجالت الإلكترونية التي تن�صر عبر الإنترنت‬ ‫وه��ي غير قليلة‪ ،‬لكنها تتفاوت في اأهميتها و�صدقيتها تبع ًا لما يتيحه ف�صاء الإنترنت من حرية‬ ‫بعي��داً عن اأي رقاب��ة‪ ،‬ر�صمية اأو خا�صة‪ .‬ولعل المجلة التي تجدر الإ�ص��ارة اإليها هنا هي مجلة‬ ‫"الكلم��ة" التي ي�صرف عليها الناق��د �صبري حافظ وقد اأ�ص�صها في الع��ام ‪ 2007‬لتكون منبراً‬ ‫ثقافي ًا مميزاً‪ .‬ناهيك بالمواقع الإلكترونية الكثيرة التي توؤ ّدي دوراً اإعالمي ًا ونقدياً‪ ،‬ومنها مث ً‬ ‫ال‬ ‫موق��ع "كيكا" الذي ي�صرف عليه ف��ي لندن الكاتب العراقي �صموئي��ل �صمعون وموقع "جهة‬ ‫ال�صعر" الذي ي�صرف عليه ال�صاعر البحريني قا�صم حداد‪.‬‬


‫‪634‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫اأزمة قراءة اأم توا�صل؟‬

‫لع��ل الكالم على اأزمة ال�صحافة الثقافية والمجالت والمواقع يقود اإلى الكالم على اأزمة‬ ‫الق��راءة في العال��م العربي‪ ،‬وهي اأزمة بارزة ج��داً وتكاد ت�صكل اإحدى العالم��ات ال�صوداء في‬ ‫الثقافة العربية‪ .‬وعندما يقال اأزمة قراءة يقال �صمن ًا اأزمة قارئ‪ .‬ترى هل تُلقى اأ�صباب الأزمة التي‬ ‫يعانيها الكتاب العربي على القارئ وحده؟ هل ينف�صل تراجع عادة القراءة وانح�صار عدد القراء‬ ‫عن الأزمة ال�صاملة التي يعانيها الكتاب العربي؟‬

‫ب��دا العام ‪ 2007‬حاف ً‬ ‫ال بالندوات التي دارت حول مفهوم القراءة التي يجمع الكثير من‬ ‫المراقبين على تراجعها الذي يوؤدي بدوره اإلى ا�صمحالل �صورة القارئ الذي ل يقوم من دونه‬ ‫الكت��اب وح�ص��ارة الكتاب‪ .‬ولعل اأولى المب��ادرات الالفتة على هذا ال�صعي��د في العام ‪2007‬‬ ‫ه��و القرار الذي اتخذته اإدارة مهرجان «الق��راءة للجميع» في م�صر بتحويل هذا المهرجان من‬ ‫�صميت "الحملة القومية للقراءة للجميع" وهي "حملة" قائمة‬ ‫مهرجان �صيفي اإلى حمل��ة قومية ّ‬ ‫تمد القراء بالكت��ب وتنظم اللقاءات في المدن والأرياف والأقاليم‪ .‬وكان لهذا‬ ‫عل��ى مدار العام ّ‬ ‫طيب في الحياة الثقافية الم�صرية لأن��ه �صيزيد من ن�صبة القراءة ويق�صي على القول‬ ‫التح��ول وقع ّ‬ ‫ال�صائع باأن العرب اأمة ل تقراأ‪.‬‬

‫وعل��ى غرار هذا المهرجان اأ�ص���س الأردن «مهرجان الق��راءة للجميع» �صمن م�صروع‬ ‫المرة الأولى يقام فيها هذا المهرجان‬ ‫«مكتبة الأ�صرة» في عمان والمدن الأخرى والقرى‪ .‬وهي ّ‬ ‫الذي �صهد نجاح ًا كبيراً وبلغت ن�صبة المبيع فيه خالل اأربعة اأيام ربع مليون كتاب‪ ،‬وهذا حدث‬ ‫لم يعرفه الأردن من قبل‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫ف��ي ال�صعودية اأقامت مكتبة الملك عب��د العزيز «مهرجان الق��راءة الحرة» وغايته جعل‬ ‫الق��راءة عن�صراً اأ�صا�صي ًا في حياة المواطني��ن والطلبة وتنمية ميول التالمذة نحو القراءة‪ .‬ورافقت‬ ‫المهرج��ان فعاليات كثيرة تلفت الأنظار الى اأهمية الق��راءة وت�صجع عليها‪ .‬واأحيت مدينة جدة‬ ‫بدورها «مهرجان القراءة للجميع» وعقدت ندوات عدة في هذا ال�صدد تناولت �صرورة القراءة‬ ‫وتاريخ الكتاب و�صناعته‪.‬‬ ‫اأما لبنان الذي �صهد خالل العام ‪ 2007‬حا ًل من النقطاع الثقافي جراء الو�صع ال�صيا�صي‬ ‫المتاأزم فوا�صلت فيه موؤ�ص�صة «ال�صبيل» م�صروعها الهادف اإلى تعميم القراءة في المدن والقرى‪.‬‬ ‫ون�صطت بقوة وعمدت اإلى توزيع الكتب واإحياء الأم�صيات واللقاءات وابتدعت فكرة «البا�س‬ ‫– المكتب��ة» وهي عبارة ع��ن مكتبة جوالة داخل با���س تجوب المناطق وتعي��ر الكتب مجان ًا‬ ‫للمواطني��ن‪ .‬وفي قطر توا�صلت حملة محو الأمية وتعميم الق��راءة التي قامت بها موؤ�ص�صة قطر‬ ‫للتربية والعلوم بالتعاون مع منظمة اليون�صكو‪.‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪635‬‬

‫لكن هذا العام لم يكن خالي ًا من بع�س الظواهر ال�صلبية المتعلقة بالقراءة والكتاب‪ .‬فقد تم‬ ‫ّ‬ ‫تحويل عدد من المكتبات ودور الن�صر في اإحدى الدول العربية الى مطاعم ومقاهٍ‪ .‬وفي الجزائر‬ ‫اأوقفت الدول��ة ن�صاط خم�س ع�صرة دار ن�صر في حربها على الإرهاب‪ .‬وعمدت مكتبات عامة‬ ‫عدي��دة في اليمن اإلى اإغ��الق اأبوابها طوال اأيام احتجاج ًا على الإرهاب الذي �صهدته البالد‪ .‬اأما‬ ‫الح��دث الماأ�صوي على هذا الم�صت��وى ف�صهدته دولة الكويت عندما عمد يحيى الربيعان‪ ،‬اأحد‬ ‫اأعم��دة الكت��اب والثقافة في الكويت‪ ،‬اإلى اإغالق مكتبته ال�صهي��رة واإلى بيع الكتب في المزاد‪.‬‬ ‫وكانت مكتبته مق�صد القراء الكويتيين والعرب وكان هو‪ ،‬بو�صفه كاتب ًا ونا�صراً اأول م�صوؤول عن‬ ‫معر���س الكتاب في الكويت الذي انطلق في الع��ام ‪ .1975‬وكان لإغالق هذه المكتبة �صدى‬ ‫األي��م في الكويت ودول الخليج خ�صو�ص ًا ولدى المثقفين الع��رب الذين كانوا يق�صدونها بحث ًا‬ ‫عن الكتب المهمة والنادرة‪.‬‬ ‫لم يعد يجدي الكالم على اأزمة «�صناعة» الكتاب في ما تعني ال�صناعة من ن�صر وتوزيع‪.‬‬ ‫وق��د قيل الكثير عن الم�صاكل المالية التي يواجهها النا�صرون وعن �صاآلة ال�صوق العربي وتراجع‬ ‫حرك��ة الت�صويق وكذل��ك عن الجمارك والرقابة وع��ن انتفاء الدعم الر�صم��ي للكتاب‪ ...‬وقيل‬ ‫الكثي��ر اأي�ص ًا عن جع��ل النا�صرين الكتاب مادة ا�صتهالكية في المعن��ى التجاري وعن ا�صتغاللهم‬ ‫الموجات التي تطراأ حين ًا تلو حين لن�ص�ر الكت��ب ال�صطحية التي ل ت�صمد في المكتبة‪.‬‬

‫اأم��ا القارئ العربي فال ي��زال مجهو ًل والقراءة العربية ل تزال اأم��راً غام�ص ًا‪ .‬فالموجات‬ ‫قراء هم اأ�صبه بالقراء الآنيين‪ .‬في اأحيان كان يروج‬ ‫الت��ي تعتري العالم العربي حين ًا تلو اآخر ت�صنع ّ‬ ‫الكت��اب ال�صيا�صي اأو العقائدي نظراً اإلى المرحلة التي يجتازها العالم العربي وفي اأحيان اأخرى‬ ‫الكت��اب الديني اأو العلمي اأو التاريخي اأو التقن��ي‪ ...‬لي�س من معايير ثابتة يمكن تحديد القارئ‬

‫احل�صــاد‬

‫�صحي��ح اأن ه��ذه الظواهر هي التي ت�صن��ع جوهر اأزمة الكتاب ف��ي العالم العربي‪ ،‬لكن‬ ‫معظ��م المعنيين لم ي�صعوا كما يجب اإلى النظر في ق�صية الكتاب من وجهة القارئ اأو من خالل‬ ‫عينه‪ ،‬فالقارئ هو المرجع الأول والأخير‪ ،‬والقراءة هي التي ت�صنع الكتاب‪ .‬فال كتاب بال قارئ‬ ‫ول حرك��ة ن�صر من دون قراءة‪ .‬والقارئ العربي بات يحت��اج حق ًا اإلى ما ي�صمى «اإعادة تاأهيل»‬ ‫خ�صو�ص�� ًا في مرحلة هيمنة الثقافة الب�صرية والم�صموعة‪ .‬وهذه من ال�صوؤون ال�صعبة التي تحتاج‬ ‫اإل��ى منهج جديد وخطة حديثة‪ .‬ولعل الأرقام الت��ي ت�صمنها ملف حركة التاأليف و الن�صر �صمن‬ ‫هذا التقرير تبدو بالغة الدللة حيث اإنتاج ‪ 330‬مليون ن�صمة يقل اأربع مرات عما ت�صدره األمانيا‬ ‫(‪ 82‬ملي��ون ن�صمة) ّ‬ ‫ويقل مرتين عم��ا ت�صدره اإ�صبانيا (‪ 43‬مليون ن�صم��ة)‪ .‬اأما اأرقام اليون�صكو‬ ‫فتوؤك��د اأن �صناعة الكتاب العربي تتراج��ع على الم�صتويين‪ :‬الن�صر والق��راءة‪ .‬وما يزيد من �صوء‬ ‫�صناعة الكتاب عدم مبالة الموؤ�ص�صات الر�صمية بها عموم ًا‪.‬‬


‫‪636‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫العرب��ي من خاللها‪ .‬الكتب الأكثر مبيع ًا في المعار�س تتبدل بين مرحلة واأخرى‪ ،‬وبين عا�صمة‬ ‫واأخ��رى‪ .‬وما ينبغي ا�صتثناوؤه طبع ًا الكتب «العملي��ة»‪ ،‬كالمعاجم وكتب الطبخ والت�صلية‪ .‬فهذه‬ ‫من الثوابت في كل المعار�صة العربية بال ا�صتثناء‪.‬‬

‫وما يجب مالحظته اأن الم�صاريع الكثيرة التي انطلقت بهدف الت�صجيع على القراءة‪ ،‬لم‬ ‫مجرد حبر على ورق فمهرجان «القراءة للجميع» في م�صر ان�صوى تحته لحق ًا م�صروع‬ ‫تك��ن ّ‬ ‫«مكتبة الأ�صرة» الذي بلغ عدد اإ�صداراته حتى نهاية العام ‪ 2007‬ما يربو على ‪ 70‬مليون ن�صخة‪.‬‬ ‫م�صجع جداً‪ .‬وجاء في نتائج درا�صة تحليلية حديثة للمركز القومي الم�صري للبحوث‬ ‫وهذا رقم ّ‬ ‫الجتماعي��ة عن مهرجان «القراءة للجميع» و�صال�صل «مكتبة الأ�صرة» اأن المحافظات الم�صرية‬ ‫حظي��ت بالن�صيب الأكبر‪ ،‬واأن الذكور اأكثر ا�صتجاب��ة من الإناث بدرجة كبيرة واأن ال�صباب هم‬ ‫الأكثر اإفادة من الم�صروع‪.‬‬

‫وهناك م�صروع «كتاب في جري��دة» الذي اأطلقته منظمة «اليون�صكو» والذي نجح في‬ ‫الو�ص��ول اإلى اأيدي القراء العرب في معظم العوا�صم والمدن وفي �صيغة ملحق توزعه ال�صحف‬ ‫اليومي��ة‪ .‬لكن و�ص��ول «الكتاب» اإلى العدد الكبير من قراء ال�صح��ف ل يعني و�صوله اإلى قرائه‬ ‫الحقيقيين‪ .‬فقراء الكتب يختلفون كثيراً عن قراء ال�صحف وهم غالب ًا ل ينتظرون و�صول الكتاب‬ ‫اإليهم بل هم الذين يذهبون اإليه ويبحثون عنه‪ .‬اأما قراء ال�صحف ال�صيا�صية فمعظمهم ل يبالون بما‬ ‫تفر���س عليهم ال�صحف من مالحق اأدبية وثقافي��ة‪ .‬وهناك اأي�ص ًا م�صروع «كتاب المدى» الذي‬ ‫عدة‪ .‬وقد اأقامت اإدارة «كتاب في جريدة»‬ ‫ي��و ّزع �صهري ًا مع بع�س ال�صحف العربية في عوا�صم ّ‬ ‫لقاءات عدة في عوا�صم عربية للبحث في اأزمة الكتاب والقراءة‪.‬‬

‫ما يجب مالحظته اأن الم�شاريع الكثيرة التي انطلقت بهدف الت�شجيع‬ ‫مجرد حبر على ورق فمهرجان "القراءة للجميع"‬ ‫على القراءة‪ ،‬لم تكن ّ‬ ‫ف��ي م�شر ان�شوى تحته لحقاً م�ش��روع "مكتبة الأ�شرة" الذي بلغ عدد‬ ‫اإ�شداراته حتى نهاية العام ‪ 2007‬ما يربو على ‪ 70‬مليون ن�شخة‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫مهدداً حق ًا ف��ي ع�صرنا العربي الراهن‪ ،‬ع�ص��ر ال�صورة والكمبيوتر‬ ‫ه��ل اأ�صب��ح الكتاب ّ‬ ‫والإنترن��ت‪ ...‬اأم اإنّ الأ�ص��وات التي ترتفع هن��ا وهناك ناعي ًة اإيّاه تبالغ ف��ي ت�صاوؤمها؟ واإذا رثى‬ ‫الكتاب جهاراً‬ ‫وتح�صر عل��ى القارئ والقراءة اأي�ص ًا‪ ،‬فاإن البع�س الآخر يم�صي في مديح‬ ‫البع���س‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫متهيب ّ‬ ‫لكل ما ي�صاع حول «موته» واندثاره‪.‬‬ ‫الكتاب غير ّ‬ ‫القراء اأمام‬ ‫ومهم��ا ّ‬ ‫تحدث البع�س ع��ن تراجع الكتاب وا�صمح��الل القراءة وانح�ص��ار ّ‬ ‫الثقاف��ة ال�صتهالكية‪ ،‬ثقافة المرئ��ي والم�صموع‪ ،‬فالكتاب ّ‬ ‫يظل خير رفي��ق لالإن�صان المعا�صر‪.‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪637‬‬

‫و�صيظ��ل الكتاب اأي�ص ًا حاجة للمعرفة أا ّي ًا كان حقله��ا ولن تخطف «ال�صا�صة» وهجه ول �صحره‬ ‫حتى واإن انت�صرت في الأماكن الخا�صة والعامة‪.‬‬

‫بين ال�صورة والكتاب‬

‫ل اأح��د يمكن��ه اأن ينكر ما اأنجزت��ه ثورة ال�صورة في ع�صرنا ول الحل��ول التي اقترحتها‬ ‫ور�صختها‪ ،‬ولكن ل اأحد يمكنه اأن ُينكر اأي�ص ًا الآثار ال�صلبية التي تركتها وتتركها هذه الثورة في‬ ‫ّ‬ ‫نت�صور اأننا قد‬ ‫العق��ول والقلوب على ال�صواء وفي الع��ادات والأمزجة وال�صرائر‪ .‬وما اأ�صعب اأن‬ ‫ّ‬ ‫ن�صب��ح في اأيام قريب��ة ب�صراً اآليين نحيا حياة اآلية خالية من الحل��م والرجاء والهناءة‪ ...‬ما اأ�صعب‬ ‫مجرد �صا�صة �صغيرة وب��اردة تبث الحروف‬ ‫اأن ّ‬ ‫نتخي��ل اأن ي�صب��ح الكتاب في القريب العاج��ل ّ‬ ‫كالأ�صواك في عيوننا‪...‬‬

‫اإل اأنّ معار���س الكتب تتوالى في العوا�صم والمدن العربية معر�ص ًا تلو معر�س وترافقها‬ ‫برامج كثيرة من ن��دوات واأم�صيات ولقاءات‪ .‬بل اإن هذه المعار�س اأ�صبحت اأ�صبه بالمنابر التي‬ ‫بد لها من اأن ت�صتقطب جمهوراً يفوق بعدده جمهور‬ ‫تتم خاللها اللقاءات وتقام الندوات التي ل ّ‬ ‫الندوات التي تقام عادة في الجامعات اأو المنتديات والموؤ�ص�صات‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫معر���س القاهرة الذي حمل ا�صم نجيب محفوظ‪ ،‬لم يك��ن خالل العام ‪( 2007‬وقبله)‬ ‫مجرد معر�س للكتب تحييه دور الن�صر والمكتبات بل كان موئ ً‬ ‫ال للندوات العديدة التي تناولت‬ ‫ملحة واآنية‪ ،‬ثقافي ًا واجتماعي ًا واأدبي ًا ومنها مث ً‬ ‫ال العولمة‪ ،‬التحديات التي تواجهها الثقافة‬ ‫ق�صاي��ا ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬اإ�صافة اإلى الأم�صيات الأدبي��ة وال�صعرية‪ .‬وهكذا معر�س الريا���س الذي �صهد ندوات‬ ‫ع��دة تتعلق بالثقافة ال�صعودية وحركتها وظواهره��ا‪ ،‬عطف ًا على الثقافة العربية‪ .‬وكذلك معر�س‬ ‫وعمان ورام اهلل‪...‬‬ ‫الكوي��ت و�صنعاء وبيروت ودم�ص��ق وال�صارقة وعمان واأبوظبي وبنغ��ازي ّ‬ ‫وقد بدا معر�س بيروت هذا العام في اأ�صعف �صوره نظراً للظروف ال�صيا�صية التي �صهدها لبنان‪.‬‬ ‫وكان بل��غ ه��ذا المعر�س العريق هذه ال�صنة (‪ )2007‬عامه الخم�صي��ن و قد ت�صمن ملف حركة‬ ‫التاأليف والن�صر في هذا التقرير درا�صة لمعار�س الكتب العربية ‪.‬‬ ‫لك��ن الالفت اأنّ الزائري��ن الكثر الذين تغ�س به��م ردهات المعار���س يختلفون اأجيا ًل‬ ‫ّ‬ ‫مج��رد زائرين يدفعهم الف�صول عادة اإلى ارتياد عالم المعار�س وبع�صهم من‬ ‫وثقافات‪ .‬بع�صهم‬ ‫ّ‬ ‫تي�صر منها‪.‬‬ ‫القراء الذين ينتظرون هذه الفر�صة ال�صانحة كل عام ليتابعوا حركة الن�صر العربي اأو ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫اأما النا�صرون الذين يق�صون معظم وقتهم متنقلين بين عا�صمة واأخرى فال يبدون متفائلين كثيراً‪.‬‬ ‫�صكواهم الأولى هي عدم الإقبال «الجماهيري» على الكتاب‪ .‬والثانية هي �صعوبة التوزيع التي‬ ‫تحول دون انت�صار الكتاب كما يجب‪ .‬الثالثة هي الرقابة التي تمنع اأو توؤخر دخول الكتاب اإلى‬


‫‪638‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الر�صمي لقطاع الن�صر‪ ...‬وقد ل‬ ‫ال��دول العربية‪ .‬الرابعة هي القر�صنة‪ .‬الخام�صة هي عدم الدعم‬ ‫ّ‬ ‫القراء العرب اأو‬ ‫تنته��ي �صكاوى النا�صرين التي تت�صاب��ه بين عا�صمة واأخرى تمام ًا مثلم��ا يت�صابه ّ‬ ‫مثلما تت�صابه اأذواقهم وميولهم‪...‬‬ ‫ه��ل ازدهار حركة المعار�س دليل عل��ى ازدهار حركة الن�صر اأو حركة القراءة؟ وهل هو‬ ‫اأي�ص ًا دليل على ازدهار �صناعة الكتاب في كل ما تعني هذه ال�صناعة الح�صارية من اأبعاد؟‬ ‫لع��ل الإح�صاءات التي ت�صمنها ملف حركة التاأليف و الن�صر في هذا التقرير حول حركة‬ ‫الن�ص��ر العربية تدل بو�صوح عل��ى اأن الكتاب العربي هو في ماأزق حقيق��ي‪ .‬والماأزق ل ي�صمل‬ ‫حرك��ة الن�ص��ر والتوزيع فقط‪ ،‬بل حركة الق��راءة اأي�ص ًا‪ .‬علم ًا اأن عالم ًا وا�صع�� ًا وكبيراً مثل عالمنا‬ ‫العرب��ي ق��ادر فع ً‬ ‫ال اأن ي�صتوع��ب اأعداداً ل تح�صى م��ن الكتب واأن يجعل حرك��ة الن�صر حركة‬ ‫مزدهرة كل الزدهار‪ .‬لكن القراءة في عالمنا ما برحت هواية �صئيلة تقبل عليها فئة نادرة اأو �صبه‬ ‫القراء الحقيقيين الذين تعنيهم الكتب‬ ‫ن��ادرة‪ .‬ولوائح المبيعات في المعار�س العربية تو ّؤكد ندرة ّ‬ ‫القراء «المو�صميون» الذين يتاأثرون بما يطراأ وخ�صو�ص ًا في عالم ال�صيا�صة فهوؤلء‬ ‫الحقيقي��ة‪ .‬اأما ّ‬ ‫القراء «ترتجلهم» الموجات الرائجة التي غالب ًا ما‬ ‫ل ي�صنع��ون واقع القراءة العربية‪ .‬فمثل هوؤلء ّ‬ ‫يقترحها الإعالم ال�صتهالكي‪.‬‬

‫القراء بما يح�صل من حولهم �صيا�صي ًا واجتماعي ًا‪.‬‬ ‫لي�س من المفتر�س بطبيعة الحال اأ ّل يتاأثر ّ‬ ‫ولي�س من الخطاأ اأن يكون الكتاب ال�صيا�صي معظم الأحيان في طليعة الكتب الرائجة‪ ،‬ول �صيما‬ ‫في المراحل الم�صطربة اأو الحافلة بال�صراعات والتحولت‪ .‬فمن حق المواطنين اأن يبحثوا عن‬ ‫تتر�صد مثل هذه الظ��روف‪ .‬اأما كتب الطبخ و�صواها من الكتب‬ ‫اأجوب��ة ما في تلك الكتب التي ّ‬ ‫«ال�صعبي��ة» والتجاري��ة فينبغي حذفها اأ�ص ً‬ ‫ال م��ن قائمة الكتب‪ .‬تُرى األي�س م��ن العيب اأن يكون‬ ‫كتاب «فن الطبخ» في طليعة الكتب المباعة في معر�س مثل «معر�س بيروت للكتاب» مث ً‬ ‫ال؟‬

‫احل�صــاد‬

‫واإن نعم��ت الكت��ب الدينية والتراثية بما ي�صب��ه «ال�صتقرار» في حرك��ة المبيع نظراً اإلى‬ ‫الموقع الذي تحتله في حياة المواطنين و�صلوكهم فاإن الكتب الإبداعية هي الأكثر ا�صطراب ًا من‬ ‫قراء هذه‬ ‫ناحية الرواج اأو المبيع‪ .‬واإذا ا�ص ُتثنيت بع�س الأ�صماء الجماهيرية اأو بع�س الظواهر فاإن ّ‬ ‫الكت��ب ه��م اإلى انح�صار وتراجع‪ .‬كاتب في حجم نجيب محف��وظ مث ً‬ ‫ال لم ي�صتطع اأن «يغزو»‬ ‫ال�ص��وق مثلما يغزوه��ا الك ّتاب الغربيون الذين فازوا بجائزة نوب��ل‪ .‬واإذا كان هذا م�صير الرواية‬ ‫الرائج��ة فما ت��راه يكون م�صير الرواية الحديثة التي يغامر الروائي��ون الجدد في خو�صها؟ بل ما‬ ‫ت��راه يكون م�صير الديوان ال�صع��ري الجديد الذي يكابد ال�صعراء الكثير م��ن المعاناة في كتابته‬ ‫أ�صد الق�صايا وجودية‬ ‫ون�ص��ره؟ وما تراه يكون اأي�ص ًا م�صير الكتب الفل�صفية الر�صين��ة التي تعالج ا ّ‬ ‫وجوهرية؟‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪639‬‬

‫معر���س الريا�س للكتاب �صهد ه��ذا العام ازدهاراً كبيراً واإقبا ًل جماهيري ًا حتى اأن الكثير‬ ‫تحو ًل بارزاً عام ‪.2007‬‬ ‫م��ن الكتب العربية نفدت ب�صرعة‪ .‬اأما معر�س اأبو ظبي للكتاب ف�صهد ّ‬ ‫وكان اأول معر�س عربي يتعاون مع اإدارة معر�س فرانكفورت الألماني ال�صهير والأ�صهر عالمي ًا‪،‬‬ ‫وبدت مالمح هذا التعاون وا�صحة كل الو�صوح‪ ،‬في تنظيم المعر�س نف�صه‪ ،‬اأجنحة ومن�صورات‬ ‫وخرائط‪ .‬وانعك�صت هذه المالمح اأي�ص ًا على الندوات التي هيمن عليها الطابع الألماني‪ ،‬ناهيك‬ ‫بح�ص��ور الم�صاركين الألمان في الكثير من الن�صاطات المرافق��ة للمعر�س‪ .‬لقد بدا معر�س اأبو‬ ‫المجمع الثقافي‪ .‬اأ�صبح‬ ‫ظبي للكتاب مختلف ًا عن �صورته الأليفة ال�صابقة التي تر�صخت في اإطار‬ ‫ّ‬ ‫ت�صهل‬ ‫المعر���س احترافي ًا وذا ُبع��د تقني‪ .‬الأجنحة اأ�صبحت ا ُّ‬ ‫أ�صد اأناق��ة‪ ،‬وطريقة عر�س الكتب ّ‬ ‫وجو المعر�س اأكثر هدوءاً واأقل زحمة تبع ًا لت�صاع‬ ‫على الزائر اإيجاد الكتاب الذي يبحث عنه‪ّ ،‬‬ ‫الم��كان في مرك��ز المعار�س‪ .‬وغدا المعر�س اأجنبي ًا في �صكله‪ ،‬حديث�� ًا اأو معا�صراً‪ ،‬وهذا ما لم‬ ‫يحظ به اأي معر�س عربي‪.‬‬

‫عام الترجمة‬

‫توال��ت اإذاً الكتب المترجمة اإلى العربية في العام ‪ 2007‬واأقبل المترجمون العرب على‬ ‫«تعري��ب» عيون الن�صو�س الأجنبية الحديثة‪ ،‬متيحين اأم��ام القارئ العربي فر�صة الطالع على‬ ‫حركة الأدب العالمي المعا�صر‪ .‬اأ�صماء كثيرة ل تُح�صى انتقلت اأعمالها اإلى اللغة العربية‪ ،‬بع�صها‬

‫احل�صــاد‬

‫اأطلقت تون�س في العام ‪« 2007‬المركز الوطني للترجمة» وهدفه العمل على نقل الأعمال‬ ‫الفكري��ة والإبداعية العالمي��ة اإلى اللغة العربية وكذلك الأعمال العربي��ة الفكرية والإبداعية اإلى‬ ‫لغ��ات عالمية‪ .‬وفي اأبو ظبي اأطلقت هيئة اأبو ظبي للثقافة والتراث م�صروع «كلمة» وغايته ترجمة‬ ‫مئ��ة كتاب اإلى العربية ّ‬ ‫كل �صنة وحم��ل هذا الم�صروع �صعار «اإحياء الترجمة في العالم العربي»‪.‬‬ ‫عمان عق��دت موؤ�ص�صة الفكر العربي موؤتمراً مهم ًا ح��ول الترجمة تحت عنوان «الملتقى‬ ‫وف��ي ّ‬ ‫الدول��ي الثان��ي للترجمة‪ :‬تجارب وخب��رات وم�صاريع وتقنيات في الترجم��ة»‪ .‬وقد �صارك فيه‬ ‫باحث��ون عرب وعالميون‪ ،‬ودارت محاوره حول ق�صايا مهمة وراهنة‪ ،‬منها‪ :‬تحديات الترجمة‬ ‫ف��ي العالم‪ ،‬الترجمة والكفاءة اللغوية‪ ،‬التكنولوجيا والأبحاث في الترجمة‪ ،‬الترجمة والإعالم‪،‬‬ ‫�صيا�ص��ات الترجمة والن�صر‪ ،‬الترجمة الأكاديمي��ة‪ ،‬الترجمة والثقافات‪ ...‬كما اأ�صدرت موؤ�ص�صة‬ ‫الفك��ر العربي �صل�صلة جديدة للترجمة تحت عنوان ح�صارة واحدة ظهر عددها الأول بالتفاق‬ ‫م��ع موؤ�ص�ص��ة ‪ La découverte‬الفرن�صي��ة حيث ترجم كت��اب «اأو�صاع العال��م ‪ .»2008‬وفي‬ ‫القاهرة نظمت لجن��ة الترجمة في المجل�س الأعلى للثقافة ندوة حول «ترجمة ال�صعر المعا�صر‬ ‫في اللغات ال�صرقية» واأخرى بعنوان «اإطاللة على الأدب التركي المعا�صر»‪.‬‬


‫‪640‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫نقل عن اللغة الأم وبع�صها عن لغة و�صيطة‪ .‬وهذا ال�صرب من الترجمة (عبر لغة و�صيطة) ما زال‬ ‫العرب يعانونه ب�صدة فيما تخ ّل�صت – على �صبيل المثل – اأوروبا منه نهائي ًا‪ ،‬وكانت فرن�صا حتى‬ ‫الأم�س القريب تنقل روايات يابانية اأو �صينية عن الإنكليزية اإلى اأن غدت هذه الترجمة مرفو�صة‬ ‫عالني��ة‪ ،‬ما خال بع�س ال�صتثن��اءات القليلة‪ .‬في العالم العربي ما زال��ت الترجمة عن لغة و�صيطة‬ ‫رائج��ة وهي ّ‬ ‫ت�صكل فع ً‬ ‫ال اأحد الماآزق التي ت�صهدها حركة الترجمة عربي ًا‪ .‬ول حل لهذا الماأزق‬ ‫م��ا دام المترجمون اأو ًل والنا�صرون تالي�� ًا والقراء من بعدهم غير مبالين به‪ .‬واإن كان ممكن ًا ن�صر‬ ‫اأعمال مترجمة عن لغة و�صيطة في ال�صحف والمجالت كنماذج عابرة اأو موؤقتة فاإن اإ�صدار مثل‬ ‫ه��ذه الأعمال في كتب هو �صرب من العبث والالجدوى‪ .‬فالعمل العار�س والموؤقت ي�صتحيل‬ ‫علي��ه اأن ي�صب��ح عم ً‬ ‫وعرتها‬ ‫مكر�ص ًا‪ .‬وكم من ترجم��ات عن لغة و�صيط��ة ف�صحتها ّ‬ ‫ال نهائي�� ًا اأو ّ‬ ‫لكن الميزة الوحيدة التي يمكن لحظها هنا هي اأنّ مثل‬ ‫ترجمات لحقة انطلقت من اللغة الأم‪ّ .‬‬ ‫ه��ذه الترجمات تمالأ «الفراغ» ولو موؤقت�� ًا وت�صمح للقراء العرب اأن يقراأوا ن�صو�ص ًا لن يتمكنوا‬ ‫معربة عنها‪.‬‬ ‫من قراءتها باللغة الأم ول بلغة ّ‬

‫ل ب ّد من العتراف بما يوؤدي بع�ض النا�شرين العرب من دور �شلبي‬ ‫في حقل الترجمة‪ .‬فهوؤلء ي�شعون اأحياناً اإلى «اأرخ�ض» الترجمات وقد‬ ‫ين�ش��رون الأعمال المترجمة من غي��ر مراجعة اأو تدقي��ق اأو مقارنة بين‬ ‫الأ�شل والن�ض المترجم‪ ،‬وكم من ترجمات يمكن و�شفها ب� «البائ�شة»‬ ‫لأنها ت�شيء اإلى القارئ اأو ًل ثم اإلى الكاتب ولغته الأم‪.‬‬ ‫«الم�شروع القومي للترجمة» الذي اأطلقه الناقد والمفكر جابر ع�صفور قبل اأعوام وا�صتقل‬ ‫ب��ه هذه ال�صن��ة بعدما اأ�صبح موؤ�ص�صة بذاتها‪ ،‬حاول مث ً‬ ‫ال اأن يتخ ّلى عن مبداأ اللغة الو�صيطة ونجح‬ ‫تعن اأنّ م��اأزق الترجمة اإلى العربية‬ ‫ف��ي اإنجاز كتب كثيرة في ه��ذا القبيل‪ .‬اإل اأنّ هذه البادرة لم ِ‬ ‫وجد الحل المالئم‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫«الم�ص��روع القومي للترجمة» موؤ�ص�ص��ة مهمة و�صرورية مثلها مث��ل مركز الترجمة في‬ ‫«المجل�س الوطني للثقافة» في الكويت وكذلك «المنظمة العربية للترجمة» التي ي�صرف عليها‬ ‫الباح��ث الأكاديمي الطاه��ر لبيب‪ .‬وتبدو «المنظمة» ه��ذه هي الأقل عر�ص��ة للرقابة الر�صمية‬ ‫و«الرقابات» الهام�صية ومنها مث ً‬ ‫ال «رقابة عمال المطابع» التي درجت في بع�س الدول العربية‪.‬‬ ‫وهذه رقابة لم تكن متوقعة وباتت تملك �صلطتها في عا�صمة مثل القاهرة‪ .‬وليت هذه الموؤ�ص�صات‬ ‫و�صواه��ا ت�صعى اإلى اإن�صاء لجنة م�صترك��ة مهمتها التن�صيق بينها جميع ًا وعقد ندوات وموؤتمرات‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫حول الترجمة والبحث عن �صبل لمواجهة الماآزق التي تعانيها حركة الترجمة في العالم‬ ‫ّ‬ ‫مو�صمي ُيجرى خالله تقويم الأعمال‬ ‫ولي��ت هذه الموؤ�ص�صات تعمد اإلى عقد موؤتمر �صن��وي اأو‬ ‫ّ‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪641‬‬

‫المترجم��ة وجمع المترجمي��ن ومعالجة الق�صايا ال�صائكة التي تواجهه��م على اأكثر من �صعيد‪.‬‬ ‫ويمك��ن بع�س دور الن�صر اأن ت�ص��ارك في مثل هذا الموؤتمر لكونها معني��ة بالأمر كثيراً‪ .‬وهنا ل‬ ‫ب��د من العت��راف بما يوؤدي بع�س النا�صري��ن العرب من دور �صلبي في حق��ل الترجمة‪ .‬فهوؤلء‬ ‫ّ‬ ‫ي�صع��ون اأحيانا اإل��ى «اأرخ�س» الترجمات وقد ين�صرون الأعم��ال المترجمة من غير مراجعة اأو‬ ‫تدقي��ق اأو مقارنة بي��ن الأ�صل والن�س المترجم‪ ،‬وكم من ترجمات يمك��ن و�صفها ب� «البائ�صة»‬ ‫ولي���س ب� «الخائن��ة» فقط وهي تحت��اج اإلى «المنع» حق�� ًا لأنها ت�صيء اإلى الق��ارئ اأو ًل ثم اإلى‬ ‫الكاتب ولغته الأم‪ .‬كم من كتب مترجمة عمد المترجمون اأو النا�صرون اإلى مراقبتها والحذف‬ ‫منه��ا واإدخال بع�س التغييرات في مفرداتها خوف ًا م��ن اأن تمنع‪ .‬والمادة التي تحذف تنتمي اإلى‬ ‫«المحرمات» التي بات��ت معروفة جداً‪ .‬اإحدى الوقائع التي ل تن�صى في هذا‬ ‫«الممنوع��ات» اأو‬ ‫ّ‬ ‫القبي��ل حذف مقاطع وجمل من الترجمة العربية لكت��اب «مقاطع من خطاب عا�صق» للكاتب‬ ‫بحق‬ ‫الفرن�ص��ي الكبير رولن بارت‪ ،‬هذا الكتاب البديع الذي ترجم اإلى لغات عالمية كثيرة هو ّ‬ ‫م��ن اأجمل الكتب ال�صادرة في فرن�صا في الق��رن الفائت‪ .‬هذه الأحداث تح�صل دوم ًا في حقل‬ ‫الترجمة العربية‪ ،‬ولكن ل يمكن النتباه اإليها اإل عبر مراجعة الن�س الأ�صل اأو المقارنة بينه وبين‬ ‫الن�س المترجم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لعل «ازدهار» حركة الترجمة في العالم العربي واإقبال المترجمين والنا�صرين على اإ�صدار‬ ‫الكثير من الكتب المترجمة ل يعنيان اأن الترجمة مزدهرة نوع ًا وما ّدة و «�صناعة» بح�صب تعبير‬ ‫الكاتب الإيطالي اأومبرتو اإيكو �صاحب كتاب «قوي ال�صيء نف�صه تقريب ًا» وهو عن الترجمة‪.‬‬

‫ويمكن هنا ا�صتثناء قلة قليلة جداً من النا�صرين العرب تلتزم هذا القانون‪ .‬اأما غالبية هوؤلء‬ ‫فهم من «المقر�صنين» الذين اأ�صاءوا اإلى مفهوم الن�صر عربي ًا وعالمي ًا في الحين نف�صه‪ .‬والنا�صرون‬ ‫العرب يكتفون بما يقومون به من قر�صنة غير مدركين اأن هذه الرواية يمكنها اأن تكون «�صلعة»‬ ‫يروجون لها ول يحتفلون ب�صدورها‪.‬‬ ‫تجارية في وجهها الآخر‪ ،‬فال ّ‬

‫احل�صــاد‬

‫وتعان��ي الترجمة العربية ما ي�صم��ى ب� «اأزمة» القر�صنة المتمثلة بع��دم التفاق مع الدور‬ ‫الأجنبي��ة على ترجم��ة كتبها اإلى العربية وبعدم تغطية حقوق النا�ص��ر الغربي‪ .‬لكن هذه الظاهرة‬ ‫ال�صلبي��ة تخطاها م�شروع «كلمة» وكذلك الم�شروع القومي للترجم��ة في القاهرة و«المنظمة العربية‬ ‫لك��ن دوراً عربية كثيرة ما برح��ت «تقرن�س» الكتب‬ ‫للترجم��ة» والمجل���ض الوطني ف��ي الكويت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المترجم��ة غير مبالية بالقانون العالمي لحق��وق الموؤلف‪ .‬ولعل المثل الأبرز في هذا ال�صدد هو‬ ‫�صدور ث��الث ترجمات عربية في فترة واحدة لرواية غابري��ال غارثيا ماركيز الجديدة «ذكرى‬ ‫غانيات��ي الحزينات»‪ ،‬هذه الترجمات العربية كانت �صبق��ت اأي ترجمة اأخرى في العالم ما دام‬ ‫بع���س النا�صرين العرب ل يبرمون عقوداً مع الموؤلفين العالميين ونا�صريهم ول يدفعون حقوقهم‬ ‫التي يفتر�صها قانون الن�صر الدولي‪.‬‬


‫‪642‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫كان م��ن الممكن اأن ت�صدر هذه الترجمات الثالث تباع ًا‪ ،‬بعد �صنة اأو خم�س �صنوات اأو‬ ‫ع�صر‪ ،‬فت�صحح الواحدة الأخرى اأو «تناق�صها» مقترحة �صيغة مختلفة عن �صيغتها‪ .‬ترى األم يقل‬ ‫ال�صاع��ر ت‪ .‬اإ���س‪ .‬اإليوت اإن ترجمة اأي عمل يجب اأن تع��اد كل ع�صر �صنوات؟ في هذا المعنى‬ ‫تب��دو الترجمة‪ ،‬مهما كانت �صليمة وقوية‪ ،‬عر�صة لل�صيخوخة‪ ،‬ب�صفتها «اقتراح ًا» لغوي ًا يتقدم به‬ ‫مترجم ينقل الن�س من لغة اأولى اإلى لغة ثانية‪.‬‬ ‫والقت��راح قابل دوم ًا للنقا�س والنق��د والت�صويب‪ .‬ولي�س غريب ًا اأن تع��اد في اأوروبا مث ً‬ ‫ال‬ ‫ترجم��ة الأعم��ال مرة تلو اأخ��رى‪ ،‬ل �صيما الأعم��ال الكال�صيكية التي تعتبر م��ن عيون الأدب‬ ‫العالم��ي‪ .‬عل��ى اأن الترجمة الجدي��دة ت�صعى اإلى الإف��ادة مما �صبقها من ترجم��ات وتنطلق في‬ ‫«عيوبها» اأو اأخطائها وربما من ح�صناتها مقترحة اأفق ًا جديداً للن�س الأ�صل‪.‬‬

‫غي��ر اأن مثل هذا الكالم ل يعن��ي اأن الترجمات العربية الثالث رديئ��ة اأو �صيئة اأو م�صوبة‬ ‫بالأخطاء‪ ،‬بل هي على ما بدت‪ ،‬اأمينة على الأ�صل وعلى جو الرواية اأو مناخها‪ ،‬اأحداثا وتفا�صيل‪،‬‬ ‫ول يمكن اإطالق حكم على �صالمتها اإل عبر المقارنة بينها وبين الن�س ‪ -‬الأم‪.‬‬ ‫وم��ن الأح��داث المهمة التي �صهدتها حرك��ة الترجمة �صدور الترجم��ة الأولى لكتاب‬ ‫الفيل�ص��وف الألماني نيت�صه «هكذا تكل��م زراد�صت» عن الألمانية مبا�صرة بعد م�صي �صبعين �صنة‬ ‫على ترجمة فليك�س فار�س في القاهرة لهذا الكتاب‪ .‬وكان فار�س نقله عن ترجمة فرن�صية ولي�س‬ ‫لكن الكاتب التون�صي‬ ‫عن الألماني��ة التي لم يكن يجيدها‪ ،‬ما جعلها ترجمة موؤقتة وغير نهائية‪ّ .‬‬ ‫وعربه عن الألماني��ة وبدا اإنجازاً‬ ‫المقي��م في األمانيا علي م�صب��اح ت�صدى اأخيراً لكت��اب نيت�صه ّ‬ ‫المعرب‪ .‬وفي مقدمته المهمة اأخذ علي م�صباح على‬ ‫حقيقي�� ًا مهما اختلفت الآراء ح��ول الن�س‬ ‫ّ‬ ‫ترجم��ة فليك�س فار�س هناتها ونواق�صه��ا وطابعها الإن�صائي وان�صالخها ع��ن العمق الفل�صفي‪.‬‬ ‫وف�صح كذلك الترجمة التي قام بها الكاتب المغربي محمد الناجي و�صدرت في المغرب العام‬ ‫‪ 2006‬وقد ارتكز �صاحبها على ترجمة فار�س انطالق ًا من اإحدى الترجمات الفرن�صية‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫ح��دث اإذاً‪ ،‬فل�صفي واأدبي �ص��دور الترجمة الأولى لكتاب «هكذا تكلم زراد�صت» عن‬ ‫ٌ‬ ‫الألماني��ة مبا�صرة خالل الع��ام ‪ .2007‬وهذه الترجمة اأتاحت للقراء الع��رب‪ ،‬ل �صيما الذين ل‬ ‫يجي��دون اأي لغ��ة اأجنبية‪ ،‬اأن يبداأوا عالقة جديدة مع الن�س ال��ذي ُيعد حجر الأ�صا�س في فل�صفة‬ ‫نيت�صه واإبداعه ال�صعري والأدبي‪ .‬اإنها الفر�صة الحقيقية لقراءة «زراد�صت» في �صيغة عربية‪ ،‬هي‬ ‫الأ�صد اأمانة وكما ًل حتى الآن‪.‬‬

‫الجزائر عا�صمة ثقافية للعام ‪2007‬‬

‫«العا�صم��ة الثقافي��ة» ظاهرة انت�صرت في الأعوام الأخيرة ف��ي العالم العربي بمبادرة من‬ ‫حولته‬ ‫منظم��ة اليون�صك��و العالمية‪ .‬كانت هذه المنظم��ة اأطلقت هذا الم�صروع ف��ي اأوروبا ثم ّ‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪643‬‬

‫م�صروع�� ًا عالمي ًا وغايته اأن تحتفي المدن البارزة بالثقافة ط��وال عام‪ .‬وبما اأن المنظمة لم ت�صع‬ ‫مقايي���س م�صبق��ة اأو جاهزة لمفه��وم الحتفال الثقافي راح��ت ّ‬ ‫كل مدينة تحتف��ي بالثقافة على‬ ‫طريقته��ا وانطالق ًا من ذاكرتها الثقافية‪ .‬اأما الجامع الم�صت��رك بين العوا�صم والمدن العربية فهو‬ ‫اأن يك��ون الحتف��ال بالثقافة العربي��ة‪ ،‬على األ تلغي ه��ذه ال�صفة (العربي��ة) ال�صفات الأخرى‪،‬‬ ‫فيك��ون الحتفال ه��ذا على اأكثر من م�صت��وى‪ ،‬اأي عربي ًا وقطري ًا اأو مح ّلي ًا ف��ي المعنى المتعدد‬ ‫للقطري��ة والمحلية‪ .‬خالل العام ‪ 2007‬ح ّل��ت الجزائر عا�صمة للثقافة العربية‪ .‬كان برنامج هذا‬ ‫العام حاف ً‬ ‫ال بالن�صاط��ات والفعاليات ذات الطابع العربي‪ .‬وا�صتطاعت هذه العا�صمة اأن تتخطى‬ ‫عوا�صم اأخرى في احتفاليتها‪ ،‬مثل بيروت و�صنعاء والخرطوم التي لم تثر �صجة حول احتفائها‬ ‫�صابق ًا بالثقافة العربية‪.‬‬

‫فالحتف��ال بالخرطوم عا�صمة ثقافية مث ً‬ ‫ال‪ ،‬فيما كان��ت تنه�س من رماد الحرب الأهلية‬ ‫والنزاع��ات الإثني��ة والتاريخية‪ ،‬لم يتمكن من اإخ��راج الثقافة ال�صودانية م��ن عزلتها‪ ،‬واإعادتها‬ ‫اإل��ى المعترك العرب��ي الذي طالما غابت عنه‪ .‬فما يعرفه المثقفون الع��رب عن الثقافة ال�صودانية‬ ‫�صئي��ل جداً ول يتخطى ب�صع ظواهر قليلة وب�صعة اأ�صماء قليل��ة اأي�ص ًا‪ .‬فدولة ال�صودان مثلها مثل‬ ‫ال��دول العربية المنفية اإلى الهام�س اأو «الأطراف» كال�صومال وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر‬ ‫و�صواها‪ ،‬عانت الكثير مما يمكن ت�صميته «البتعاد» عن المحور الثقافي العربي غارقة في حال‬ ‫من «القطيعة» الفكرية والأدبية والفنية والإعالمية‪ .‬واإذا حاول اأي مثقف عربي اأن يتذكر اأ�صماء‬ ‫�صودانية اأو �صومالية اأو في حقل الأدب اأو ال�صعر اأو الفن اأو الثقافة فاأي اأ�صماء يذكر؟‬

‫هيئة عربية للم�صرح «الماأزوم»‬

‫ل��م تغب اأزمة الم�صرح العرب��ي عن العام ‪ ،2007‬فقد انطلقت ف��ي مطلع ت�صرين الثاني‬ ‫(نوفمبر) «الهيئة العربية للم�صرح» بعدما اأُقر نظامها العام خالل اجتماع عقد في «ق�صر الثقافة»‬

‫احل�صــاد‬

‫اإل اأن الجزائ��ر اأولت هذا العام الثقافي (‪ )2007‬الكثير من الهتمام وبدا احتفالها بهذه‬ ‫المنا�صب��ة احتفا ًل بالثقافة العربية‪ .‬وقد عقدت ندوات ل تح�ص��ى حول الفن العربي المعا�صر‪،‬‬ ‫وخ�ص�صت ندوة حول «اأدب المقاومة في المغرب‬ ‫والم�صرح العربي وال�صينما وال�صعر والرواية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الكبير» وندوة اأخرى بعنوان «الملتقى الدولي لأدباء المهجر»‪ .‬بدت العا�صمة الجزائر وبع�س‬ ‫المدن الجزائرية اأ�صبه بخاليا النحل طوال هذا العام‪ .‬وقد ح�صر معظم العالم العربي عبر اأ�صابيع‬ ‫خ�ص�س كل اأ�صبوع منها لدولة عربية ولم تغب عن هذا الحتفال دول مثل ال�صودان وموريتانيا‪.‬‬ ‫وانته��ز وزراء الثقاف��ة العرب هذه المنا�صبة لعقد لقائهم ال�صنوي ف��ي الجزائر وفيه تداولوا اأمور‬ ‫عدون لتنفيذها‪.‬‬ ‫الثقافة العربية والم�صاريع التي ُي ّ‬


‫‪644‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫احل�صــاد‬

‫ف��ي ال�صارق��ة‪ .‬الهيئة التي قررت اأن يك��ون مقرها الرئي�صي في العا�صم��ة الم�صرية ومقر اأمانتها‬ ‫وت�صم ممثلين عن‬ ‫العام��ة في ال�صارقة‪ ،‬هي منظمة غي��ر حكومية‪ ،‬تعنى ب�صوؤون الم�صرح العربي‬ ‫ّ‬ ‫ال��دول العربية كافة‪ ،‬ورئي�صها الفخ��ري هو ال�صيخ �صلطان بن محمد القا�صمي‪ ،‬حاكم ال�صارقة‪.‬‬ ‫و�صم��ت اللجن��ة التاأ�صي�صية اأ�صماء مهم��ة مثل نور ال�صريف وعبدالرحمن ب��ن زيدان وفايز قزق‬ ‫ورفيق علي اأحمد وحبيب غلوم‪...‬‬ ‫حم��ل هذا الم�صروع بع�س الأمل اإزاء ما يعاني الم�صرح العربي من اأزمات غير قليلة‪ ،‬ل‬ ‫�صيم��ا في مرحلة تهيمن فيها ثقافة «ال�صتهالك» التلفزيونية و«الف�صائية»‪ ،‬على المعترك الثقافي‬ ‫ّ‬ ‫تهم�س الم�صرح وتعزله‪ ،‬واأن ت�صرق جمهوره‬ ‫العربي‪ .‬وقد ا�صتطاعت هذه الثقافة ال�صتهالكية اأن ّ‬ ‫غير العري�س اأ�ص ً‬ ‫ال‪ .‬وقد ا�صطر الكثير من العاملين في حقل الم�صرح‪ ،‬ممثلين ومخرجين وك ّتاب ًا‪،‬‬ ‫اإلى اللجوء اإلى عالم التلفزيون بحث ًا عن فر�س للعمل اأو ًل ثم لموا�صلة مهنتهم التي ل يمكنهم اأن‬ ‫يهملوها اأو يهجروها‪.‬‬ ‫اإل اأن «الأه��داف» الت��ي اأدرجها الموؤتمرون ف��ي نظام «الهيئة» ت�صب��ه التو�صيات التي‬ ‫طالم��ا خرجت به��ا موؤتمرات عدة عقدت ح��ول الم�صرح العربي وظ ّلت حب��راً على ورق اأو‬ ‫مج��رد اأمنيات ما زال��ت تنتظر اأن تتحقق‪ .‬لكن ه��ذه «الأهداف» هي غاية ف��ي الأهمية نظري ًا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫طبقت كما‬ ‫إذا‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫آم��ال‪.‬‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫أحالم‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫الطيبة‬ ‫والني��ات‬ ‫الحما�صة‬ ‫من‬ ‫الكثي��ر‬ ‫وتحمل‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫مبدئي��‬ ‫اأو‬ ‫ّ‬ ‫يج��ب‪ ،‬فهي ت�صتطيع اأن تنتقل بالم�ص��رح العربي من حال «التراج��ع» اأو «الإحباط» اإلى حال‬ ‫م��ن النهو�س‪ .‬ت�صعى الهيئة اإلى «تر�صيخ الم�صرح في المجتمع��ات العربية» كما جاء في النظام‬ ‫التاأ�صي�ص��ي‪ ،‬واإلى «اإ�صاعة التربية الم�صرحية»‪ .‬الأه��داف كثيرة بح�صب هذا النظام‪ ،‬ومنها على‬ ‫�صبي��ل المثل‪ :‬اإبراز المنجزات الم�صرحية العربي��ة‪ ،‬ت�صجيع التجارب ال�صبابية‪ ،‬دعم التعاون بين‬ ‫الم�صرحيين الع��رب‪ ،‬اإقامة المحترفات المنفتحة على التجارب الطليعي��ة‪ ،‬اإن�صاء مركز للتوثيق‬ ‫الم�صرحي المرئي والم�صموع والمقروء‪ ،‬دع��م المهرجانات الم�صرحية‪ ،‬اإن�صاء �صندوق لدعم‬ ‫الم�صرحيين‪ ...‬والمفاجئ اأن «الهيئة» قررت اإحياء «يوم عربي للم�صرح» في العا�صر من كانون‬ ‫الثاني (يناير) من ّ‬ ‫كل �صنة‪.‬‬ ‫وربم��ا كان ينبغ��ي قبل اإط��الق «الهيئة» البحث ف��ي اأزمات الم�ص��رح العربي‪ ،‬البحث‬ ‫العمي��ق والمنهجي وال�صارم في ما يعتري ه��ذا الم�صرح من هموم و�صجون وم�صاكل انتهت به‬ ‫اإل��ى ما انتهى اإليه‪ ،‬في معظم العوا�صم والمدن العربي��ة‪ .‬فالأعمال الم�صرحية الجادة والحقيقية‬ ‫تعد على الأ�صابع‪ ،‬ناهيك بما يقا�صي الم�صرحيون في اإنجاز اأعمالهم‪ ،‬وبما يواجهون من‬ ‫باتت ّ‬ ‫�صعاب وعوائق‪ ،‬مالي ًا ورقابي ًا‪ ...‬وما يجب عدم تنا�صيه هو «ماأزق» الإبداع نف�صه على م�صتوى‬ ‫الإخ��راج والتمثيل والكتابة‪ .‬ولعل اأزمة الن�س الم�صرحي هي من اأبرز ما يعاني الم�صرح العربي‬ ‫الراه��ن‪ .‬وقد ح��اول بع�س المخرجين والممثلي��ن اأن يوؤدوا «مهمة» الكات��ب‪ .‬فنجح بع�صهم‬ ‫الآخر وف�صل بع�صهم‪ ،‬ولجاأ البع�س اإلى الكتابة الجماعية والرتجالية‪.‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪645‬‬

‫ثقافة ال�صباب العربي‬

‫الثقاف��ة العربية ال�صابة ظاه��رة ل يمكن تجاهلها مهما بدت ملتب�ص��ة وعامة اأو «�صاملة»‬ ‫بد من التوقف عندها لأنها تحمل اأو ًل نواة الثقافة المنتظرة م�صتقب ً‬ ‫ال‬ ‫بالأحرى‪ .‬هذه الظاهرة ل ّ‬ ‫ولأنه��ا تمثل ثاني ًا الم�صهد الراهن‪ .‬المبدع��ون ال�صباب الآن هم مبدعو الغد بح�صب ما يفتر�س‬ ‫الزمني‪ .‬اإنهم اأدباء الم�صتقبل وفنانو الم�صتقبل اأي ًا كانت اأحوالهم ومقاماتهم‪.‬‬ ‫المعيار‬ ‫ّ‬

‫في هذا التجاه عقدت موؤ�ش�شة الفكر العربي «ملتقى ال�صباب العربي» التح�صيري لموؤتمر‬ ‫"فكر –‪ »6‬في البحرين وطرحت فيه العناوين البارزة التي يمكن من خاللها الوقوف عند الثقافة‬ ‫ال�صاب��ة‪ .‬ومن ناحية اأخرى وا�صلت موؤ�ش�شة «الم��ورد» لقاءاتها ال�صبابية الثقافية والإبداعية منتقلة‬ ‫من عا�صمة اإلى اأخرى‪.‬‬

‫ونظم��ت مكتبة الإ�شكندرية المنتدى الثاني لل�صباب العربي (‪ )2007‬تحت عنوان «ثقافة‬ ‫ال�صب��اب والإ�ص��الح»‪ .‬وانطلق المنتدى من محاور اأ�صا�صية ناق�ص��ت ق�صايا ال�صباب العربي من‬ ‫مختلف الجوانب ومنها ال�صباب وثقافة التنمية القت�صادية والعمل الحر ودور التعليم والتدريب‬ ‫في اكت�صاب المهارات وعالقة ال�صباب بال�صلطة والمجتمع‪ ،‬و�صورة العرب لدى الغرب‪ .‬وقام‬ ‫المنت��دى بعر�س التج��ارب الناجحة التي اأنجزه��ا ال�صباب والمتعلقة به��ذه المحاور‪ .‬وي�صعى‬ ‫المنت��دى اإلى اإتاحة الفر�س لل�صباب الذين اأداروا اأو نفذوا م�صاريع ناجحة اأو �صاركوا فيها‪ ،‬كي‬ ‫يعر�صوا خبراتهم اأمام الم�صاركين‪.‬‬

‫وعقدت جامعة الدول العربية في القاهرة بالتعاون مع �شندوق الأمم المتحدة لل�شكان «منتدى‬ ‫الجامعة العربية لل�صباب ‪ »2007‬وكان اأول منتدى لجامعة الدول العربية يخ�س ال�صباب تحت‬ ‫رعاية الأمي��ن العام للجامعة ال�صيد عمرو مو�صى وركز المنتدى على مو�صوع م�صاركة ال�صباب‬ ‫العربي في تاأ�صيل وتحقيق الأهداف الإنمائية لالألفية وعالج مو�صوعين رئي�صيين هما‪ :‬التحديات‬ ‫الرئي�صية التي تواجه ال�صباب بالتركيز على ق�صايا الت�صغيل والتعليم الم�صاركة والتمكين‪.‬‬

‫اإل اأن ال�صف��ة «ال�صبابية» الت��ي تطلق على هذه الظاهرة غالب ًا م��ا تكون «عمومية» وبال‬ ‫ح��دود اأو مقايي���س‪ .‬فه��ذه ال�صفة يمك��ن اإطالقها على ب�صع��ة اأجيال تتو ّزع خ��الل عقدين اأو‬ ‫ثالث��ة مثلما تطلق على الجيل الراهن الذي يخطو خطواته الأول��ى في عالم الإبداع‪ .‬اإنها �صفة‬

‫احل�صــاد‬

‫وعق��د «ملتق��ى ال�شارق��ة ال�شاب��ع لل�شباب العرب��ي» (‪ )2007‬و�صع��ى اإلى تب��ادل الثقافات‬ ‫والتج��ارب والخبرات بي��ن �صباب الدول العربي��ة وتمت خالله مناق�صة مجموع��ة من الق�صايا‬ ‫والمح��اور والمو�صوع��ات التي تهم ال�صباب العرب��ي وتدعم حا�صره��م وم�صتقبلهم في اإطار‬ ‫الح��وار الهادف البناء‪ ،‬وف��ي اأجواء من الحري��ة والديموقراطية للتعرف عل��ى تطلعات واأماني‬ ‫ال�صباب‪ ،‬بالإ�صافة الى التعرف على الروؤية الم�صتقبلية لل�صباب العربي تجاه تحديات الع�صر‪.‬‬


‫‪646‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ف�صفا�ص��ة تحتمل اأكثر من مو�صوف‪ .‬لكن ه��ذا اللتبا�س لم يكن عائق ًا دون تعيين هذا الإبداع‬ ‫عما �صبقه‪ .‬وباتت ال�صفة «ال�صبابية» تطلق على الجيل‬ ‫وقراءته ب�صفته اإبداع ًا �صاب ًا وراهن ًا ومختلف ًا ّ‬ ‫ويتهي أا ليدخل مرحلة الحتراف اأو لعله دخلها‪.‬‬ ‫الجديد الذي تخطى مرحلة «الهواية»‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لعل المب��ادرات التي تعنى بثقافة ال�صباب تحتاج فع ً‬ ‫ال اإل��ى المزيد من البلورة والتر�صيخ‬ ‫لأنه��ا تخلق حا ًل من المراجعة الذاتي��ة والجماعية التي تحتاجها حرك��ة الإبداع ال�صاب‪ .‬اإنها‬ ‫فر�ص��ة مالئمة ليكون هوؤلء ال�صباب على ّبينة مما يبدعون‪� ،‬صواء نجحوا فيه اأم اأخفقوا‪ .‬فالآراء‬ ‫المتبادل��ة ت�صمح لهم في اأن يتخطوا عثراتهم وهناتهم وه��ي غالب ًا ما تواجه المبدعين في مقتبل‬ ‫�صبابه��م‪ .‬وخالل هذه اللق��اءات يظلون على توا�صل وتع��اون‪ ،‬فيتابع بع�صه��م بع�ص ًا وي�صعون‬ ‫جميع ًا اإلى توطيد تجاربهم وتحديد مواقعهم على الخريطة الثقافية‪.‬‬

‫عدة‬ ‫تخ�ص�س لالإبداع ال�صاب والتي تمنحه��ا موؤ�ص�صات عربية ّ‬ ‫ق��د تكون الجوائز الت��ي ّ‬ ‫مهم��ة نظ��راً اإلى ت�صجيعها الأ�صماء ال�صابة مادي ًا واأدبي ًا‪ ،‬لكنها ل تكفي‪ .‬فهي ل تمثل حافزاً على‬ ‫ت�صنيف هذا الإبداع وبلورته واإ�صاءة زواياه ومعالجة اأزماته‪ .‬الجوائز ت�صع الأ�صماء الفائزة تحت‬ ‫التحدي والمثابرة‪ ،‬لكنها ل ت�صاعده‬ ‫اأ�صواء الإعالم و «ال�صهرة»‪ ،‬وتذكي في الجيل ال�صاب نار‬ ‫ّ‬ ‫عل��ى ا�صتيعاب العقبات التي يواجهها في انتقاله من مرحلة الهواية اإلى مرحلة الحتراف‪ ،‬وهذا‬ ‫انتقال ل يخلو من المخاطرة والم�صقة‪.‬‬ ‫ق��د يحتاج الم�صهد الثقاف��ي ال�صاب اإلى المزيد من الوقت ك��ي يتبلور ويتج ّلى و ُيحكم‬ ‫الغ�س عنها‪.‬‬ ‫عليه بالتالي‪ ،‬حتى واإن برزت فيه هنات وعثرات ل يمكن ّ‬

‫المال ودعم الإبداع‬

‫�صهدت ال�صاحة الإبداعية خ��الل العام ‪ 2007‬ما ي�صبه «الدفق» المالي الثقافي وراحت‬ ‫الجوائ��ز تناف�س الجوائز وم��ا عادت تح�صى المكافاآت التي تُمنح لالأف��راد والموؤ�ص�صات‪ .‬هذه‬ ‫الظاهرة لم ي�صهدها المعترك الثقافي العربي من قبل‪ .‬وقد ت�صمن هذا التقرير محوراً م�صتق ً‬ ‫ال عن‬ ‫جوائز الإبداع الثقافي‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫وتقدمه موؤ�ص�صات ثقافية عالمية مثل‬ ‫قدمته ّ‬ ‫ولئن كان المال الثقافي الأجنبي الذي طالما ّ‬ ‫موؤ�ص�صة «فورد» الأميركية وموؤ�ص�صة «هينر�س بول» الألمانية‪ ،‬ناهيك بالمراكز الثقافية الفرن�صية‬ ‫والإيطالي��ة والأميركية‪ ،‬مق�صوراً على دعم الم�صاريع الثقافي��ة والفنية والأدبية وال�صحافية‪ ،‬فاإن‬ ‫الم��ال العرب��ي ُيغدق على الأف��راد والموؤ�ص�صات ف��ي اآن واحد‪ .‬جوائز تنطلق م��ن هنا وهناك‪،‬‬ ‫وم�صاع��دات متاحة للجمي��ع اأي ًا كانوا‪ .‬واإن كان الدعم الأجنب��ي لأي م�صروع ثقافي عربي في‬ ‫ال�صابق مثاراً للت�صاوؤلت و ال�صكوك‪ ،‬فاإن الدعم الغربي اليوم �صار علني ًا و�صريح ًا‪ ،‬وباتت بع�س‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪647‬‬

‫المن�ص��ورات والموؤ�ص�صات التي تتلق��ى الدعم تعلن اأ�صماء الجهات الأجنبي��ة الداعمة ب�صراحة‬ ‫يتعر�س الأ�صخا���س (والموؤ�ص�صات) الذين‬ ‫تامة‪ .‬ولع��ل موؤ�ص�صة «ف��ورد» الأميركية الت��ي كان ّ‬ ‫يتلق��ون منه��ا الدعم لحملة ت�صهي��ر وتخوين اأ�صبحت تمن��ح م�صاعداتها المالي��ة جهاراً ولي�س‬ ‫بال�ص��ر كم��ا كان الأمر من قبل‪ .‬اأطلقت ليبيا هذا العام «جائزة القذافي الأدبية» وقيمتها ‪ 200‬األف‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫دولر‪ ،‬ول��م تعلن �صروطها‪ .‬وانطلق هذا الع��ام اأي�صا «ال�شندوق العربي للثقاف��ة والفنون» ومهمته‬ ‫وجهات عالمية‪ ،‬ر�صمية‬ ‫ويموله اأثري��اء عرب‬ ‫دعم الكت��ب والمجالت الأدبية والأعمال الفنية‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫وخا�ص��ة‪ .‬وفتح هذا ال�صندوق اأبوابه اأم��ام المبدعين العرب‪ ،‬كتاب ًا وفنانين وم�صرحيين من دون‬ ‫تقدم الكثير من المبدعين والفنانين بم�صاريعهم ونالوا‬ ‫اأي �ص��روط �صوى ال�صرط الإبداعي‪ ،‬وقد ّ‬ ‫م�صاعدات مالية‪« .‬المجل�ض الوطني للثقافة» في قطر منح روائيين عرب ًا واأجانب مبالغ مالية مقابل‬ ‫تاأليفه��م روايات �صاملة عن التاريخ العربي الحديث‪ .‬والروايات �صت�صدر �صمن م�صروع �صخم‬ ‫يه��دف اإلى كتابة التاري��خ العربي روائي ًا وفي ثالث لغات هي الفرن�صي��ة والإنكليزية والإ�صبانية‬ ‫ع��الوة على العربية طبع ًا‪ .‬وانطلقت جائزة «البوكر» في �صيغته��ا العربية على هام�س معر�س اأبو‬ ‫ظب��ي للكتاب‪ ،‬و�صرعان ما جذبت الروائيين العرب نظ��راً اإلى قيمتها المادية (‪ 50‬األف دولر)‬ ‫وطابعه��ا العالمي‪ .‬وخ��الل هذا العام حاز ال�صاعر الإماراتي كريم معت��وق لقب "اأمير ال�صعراء"‬ ‫عب��ر م�صاركته في مباراة بهذا ال�صم يقيمها �صنوي ًا تلفزيون اأبو ظبي‪ ،‬والمهم في هذه المباراة اأن‬ ‫الفائز يتلقى جائزة مقدارها مليون درهم (‪ 275‬األف دولر تقريب ًا)‪ ،‬ومثله اأي�ص ًا «�صاعر المليون»‬ ‫وفي مباراة اأخرى لل�صعر النبطي‪.‬‬ ‫م��ن الجميل اأن يتنعم الكتاب وال�صعراء بمقدار م��ن المال يرد عنهم غيلة الزمن وغدر‬ ‫الأيام في�صتقلون حياتي ًا وين�صرفون اإلى الإبداع‪ .‬وثمة كثيرون من الكتاب الذين فازوا بالجوائز‬ ‫الكثي��رة التي تمنح في العالم العرب��ي‪ .‬جوائز ال�صيخ زايد للكتاب كانت مفاجئة جداً في العام‬ ‫‪ 2007‬فقيمتها المادية لم تبلغها اأي جائزة اأخرى تُمنح دورياً‪.‬‬

‫ه��ذه الجوائز التي اأعلنت هذا الع��ام (‪ )2007‬مع الجوائز المهم��ة التي تمنح في م�صر‬ ‫وال�صعودية ودبي والمغرب التي اأ�صيفت اإليها لتت�صع الفر�صة اأمام المبدعين العرب للفوز بالدعم‬ ‫تن�صق برامجها وتتعاون ّ‬ ‫كل في ميدانها من‬ ‫المادي والمعن��وي‪ .‬وربما على اإدارات الجوائز اأن ّ‬ ‫اأجل المزيد من البلورة والتناغم‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫وبات وا�صح ًا اأنه كلما كثرت الجوائز والمنح المادية والمكافاآت ات�صعت ف�صحة الحرية‬ ‫الت��ي ين�صدها الكتاب والفنانون‪ .‬العبء المادي بات ثقي ً‬ ‫ال على كاهل هوؤلء واأ�صحوا ينتظرون‬ ‫اأي منا�صبة لمواجهته اأو تجاوزه‪ .‬كم من اأدباء لم يتمكنوا من �صراء منزل اإل بعد فوزهم بجائزة‪.‬‬ ‫ولي�س من الم�صتغرب اأن ي�صعى اإلى الجوائز العربية �صعراء كبار وروائيون كبار‪.‬‬


‫‪648‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫حوار الح�صارات‬

‫ل��م يغب «حوار الح�صارات» عن المجريات الثقافية خالل العام ‪ 2007‬واتخذ اأ�صكا ًل‬ ‫ع��دة‪ ،‬نظرية وعملي��ة‪ .‬فقد نظم «المعه��د العالمي للفك��ر الإ�صالمي» موؤتم��راً بعنوان «حوار‬ ‫المتنوعة للمعرفة» ف��ي رحاب كلية القت�صاد والعل��وم ال�صيا�صية في‬ ‫الح�ص��ارات والم�ص��ارات‬ ‫ّ‬ ‫القاه��رة‪ ،‬وكان المفك��ر عبد الوهاب الم�صيري ال��ذي رحل اأثناء اإعداد ه��ذا التقرير بعد حياة‬ ‫حافلة بالعمل الدوؤوب وراء تنظيم هذا الموؤتمر‪ .‬وطرحت خالل هذا الموؤتمر الق�صايا الرئي�صية‬ ‫التي تندرج في اإطار هذا الحوار الح�صاري‪.‬‬

‫وعقد مجل�ض مدينة فا�ض موؤتمراً دولي ًا بعنوان "الح�صارات والتنوع الثقافي" بالتعاون مع‬ ‫المركز المغربي للدرا�شات ال�شتراتيجية والدولية‪ .‬و�صعى الموؤتمر اإلى ت�صليط ال�صوء على التفاعالت‬ ‫والتاأثيرات المتبادلة بين الح�صارات والثقافات والديانات والتقاليد الروحية والإن�صانية من اأجل‬ ‫النفتاح في وقت تزداد فيه حدة النزاعات التي ترتبط بالنتماءات والهويات‪ .‬ومن الق�صايا التي‬ ‫تط��رق لها الموؤتمر‪ :‬دور الثقافة والح�ص��ارة في العالقات الدولية‪ ،‬اأث��ر القيم والمعتقدات بين‬ ‫ّ‬ ‫الديانات والثقافات‪ ،‬اأوجه وقيم حوار الح�صارات والثقافات‪...‬‬

‫واأقامت كلية القت�صاد والعلوم ال�صيا�صية في جامعة القاهرة ندوة حول "نحو روؤية عربية‬ ‫لحوار الثقافات" تناولت وجهات النظر العربية المتعددة اإزاء هذا الحوار‪.‬‬

‫وم��ن الناحي��ة العمالنية لح��وار الح�ص��ارات عق��دت مكتب��ة الإ�شكندري��ة بالتعاون مع‬ ‫جامع��ة ال��دول العربية ووزارة الخارجية الم�شري��ة الدورة الخام�صة لمنتدى الح��وار العربي الياباني‬ ‫ال��ذي كانت عقدت اأول��ى دوراته العام ‪ 2003‬ف��ي طوكيو‪ .‬ونوق�صت خ��الل المنتدى ق�صايا‬ ‫كثي��رة‪� ،‬صيا�صية واقت�صادية واجتماعية وثقافية‪ .‬ومنها‪ :‬عملي��ة ال�صالم وق�صية ال�صراع العربي –‬ ‫الإ�صرائيل��ي‪ ،‬ال�صراكة القت�صادية بين اليابان والعال��م العربي‪ ،‬ق�صية العولمة واآثارها على الثقافة‬ ‫والمجتم��ع في اليابان والعالم العربي‪ ،‬ق�صايا التعاون العلمي والتكنولوجي والفني‪ ،‬ق�صايا البيئة‬ ‫وتحدياتها‪ .‬و�صارك في الموؤتمر نحو ‪ 250‬باحث ًا عربي ًا وياباني ًا‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫اأما الريا�س فقد �صهدت ندوة بعنوان «الحوار بين الح�صارة العربية والح�صارة ال�صينية»‬ ‫وق��د نظمته��ا وزارة الثقافة والإع��الم ال�شعودية و�صارك فيه��ا ثمانون باحث ًا م��ن ال�صعودية والعالم‬ ‫وتطرقت الندوة اإل��ى المجالت الكثيرة المتاحة لتطوير العالقات الثقافية بين‬ ‫العربي وال�صين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الجانبي��ن وال�صتفادة من الطفرة المعا�صرة في المعرفة الت��ي اأتاحتها تقنيات المعلومات وثورة‬ ‫الت�صالت‪.‬‬

‫وعق��د اتح��اد كتاب م�شر بالتعاون مع التح��اد العام لالأدباء والكتاب الع��رب موؤتمراً بعنوان‬ ‫«الكاتب العربي وحوار الثقافات» وتناول ق�صايا مطروحة باإلحاح مثل‪ :‬الكاتب العربي واأزمة‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪649‬‬

‫المفاهيم‪ ،‬الكات��ب العربي وعالقته بالثقافات العالمية‪ ،‬الكاتب والتن��وع الثقافي‪ .‬اأما المجل�ض‬ ‫الأعلى للثقافة في م�شر والجمعية الم�شرية للدرا�شات التاريخية ّ‬ ‫فنظما موؤتمراً يندرج في �صياق «حوار‬ ‫الح�ص��ارات» بعنوان «العالم الإ�صالمي والغرب‪ :‬مي��راث الما�صي والواقع المعا�صر»‪ .‬و�صمن‬ ‫فعالي��ات مهرج��ان «الجنادري��ة» ال�شعودية اأقيمت ن��دوة بعنوان «الحوار مع الغ��رب» �صارك فيها‬ ‫مفكرون عرب واأجانب‪.‬‬

‫ا�صتاأثرت ق�صية حوار الح�صارات بجزء غير ي�صير من الندوات العربية خالل العام ‪2007‬‬ ‫وه��ي كان��ت طرحت اأ�ص ً‬ ‫ال في الأع��وام ال�صابقة التي تل��ت حادثة الحادي ع�ص��ر من �صبتمبر‪،‬‬ ‫والمقولة التي طلع بها المفكر �صموئيل هنتنغتون حول «�صدام الح�صارات» وهي مقولة يكتنفها‬ ‫اللتبا�س وقد اأثارت الكثير من ال�صجال عالمي ًا وعربي ًا‪ .‬وبدت ق�صية «حوار الح�صارات» كاأنها‬ ‫ال��رد المو�صوع��ي والإيجابي على مقول��ة «ال�صدام» الح�صاري‪ .‬وح��وار الح�صارات لم يغب‬ ‫اأ�ص ً‬ ‫ال عن تاريخ الب�صرية منذ القدم حتى الع�صر الحديث‪ ،‬فهو اإحدى ال�صمات الأ�صا�صية لمفهوم‬ ‫بد من اإذكاء ن��ار هذا الحوار من اأجل تجاوز‬ ‫الح�ص��ارة‪ ،‬بل ه��و مالزم لهذا المفهوم‪ .‬وكان ل ّ‬ ‫بع���س ظواهر �صوء الفهم الت��ي تعتر�س الح�صارات خالل م�صارها التاريخي‪ .‬الحوار حافز على‬ ‫المزيد من المعرفة المتبادلة اأو «التعارف» وعلى فهم «الآخر» والوقوف عند ق�صاياه وم�صائله‪.‬‬ ‫ويهدف الحوار اأي�ص ًا اإلى اإزالة الت�صورات النمطية ال�صلبية الرائجة في و�صائل الإعالم والبيانات‬ ‫ال�صيا�صي��ة والحزبية التي تجعل من «الآخر» عن�صر خط��ر وتهديد وخ�صم ًا ل بد من مواجهته‪.‬‬ ‫ويعك�س حوار الح�صارات تلك الرغبة الم�صتركة لدى الأطراف في التحاور والتعاي�س والتبادل‬ ‫المعرف��ي والتفاهم بغية التو�صل اإلى حلول للم�صاكل والهموم التي ت�صغل الب�صرية جمعاء‪ .‬ولعل‬ ‫اله��دف الرئي�صي لح��وار الح�صارات يكمن في بحثه ع��ن بيئة دولية �صلمية يت��م فيها الحترام‬ ‫المتبادل والتفاعل والأخذ والعطاء والت��وازن بين الثقافات وانفتاح الخ�صو�صيات بع�صها على‬ ‫بع�س‪ .‬وقد يكون الختالف بل الحق في الختالف اأحد مداميك هذا الحوار الذي ل تلغي فيه‬ ‫ثقاف ٌة ثقاف ًة اأخرى‪ .‬وقد يكون الختالف الثقافي دلي ً‬ ‫ال على غنى هذا الحوار‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫ل��م يكن العال��م العربي غريب ًا عن ه��ذا الحوار العالم��ي بل كان في �صلب��ه‪ ،‬وقد �صارك‬ ‫مفك��رون ع��رب كثيرون ف��ي تر�صيخه متخطي��ن ّ‬ ‫كل العوائ��ق القومية والدينية الت��ي اعتر�صت‬ ‫�صبيله��م‪ .‬وتج ّلت المب��ادرة العربية في مجالت عدة داخل هذا الح��وار مثل‪ :‬المجال الديني‪،‬‬ ‫المج��ال ال�صيا�ص��ي‪ ،‬المجال الثقاف��ي‪ ،‬المجال القت�ص��ادي‪ ،‬مجال الترجمة‪ .‬وق��د اأكد العالم‬ ‫العربي انفتاحه على الح�صارات الأخرى التي كان على عالقة تاريخية بها‪ ،‬على الرغم من بع�س‬ ‫العث��رات التي اعترت هذه العالقة‪ .‬ولعل الموؤتمر ال��ذي �صهده مهرجان اأ�شيلة المغربي في دورته‬ ‫التا�صع��ة والع�صرين تحت عنوان «اأفريقيا واأوروبا‪ :‬تحدي��ات الأولى والتزامات الأخرى» يدل‬ ‫على رحابة اأفق الحوار الذي يجمع بين اأفريقيا والعالم العربي من جهة واأوروبا من جهة اأخرى‪.‬‬


‫‪650‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وقد �صارك في الموؤتمر الأمين العام ال�صابق لالأمم المتحدة كوفي عنان والرئي�س ال�صنغالي ال�صابق‬ ‫عبده �صيوف وم�صوؤولون عرب واأفارقة واأوروبيون‪.‬‬

‫عام الفكر القومي واأزمته‬

‫فيم��ا كانت موؤ�ص�صات ومراكز عديدة تنع��م بالدعم المالي اأعلن مركز درا�صات الوحدة‬ ‫العربي��ة في بيروت خالل العام ‪ 2007‬اأنه ف��ي �صدد ال�صروع في اإقفال اأبوابه تبع ًا لالأزمة المالية‬ ‫التي طالما عاناها‪ .‬كان من ال�صعب فع ً‬ ‫ت�صور هذا المركز يغلق اأبوابه بعد اأكثر من ثالثين �صنة‬ ‫ال ّ‬ ‫تلم �صتات المفكرين والباحثين العرب‬ ‫على انطالقه كموؤ�ص�صة ثقافية عربية نا�صطة وكدار للن�صر ّ‬ ‫وتجمعه��م تحت �صقفه��ا‪ .‬والنداء الذي اأطلقه اأ�صدق��اء المركز‪ ،‬وبينهم اأ�صم��اء كبيرة‪ ،‬بهدف‬ ‫اإنق��اذه من عثرت��ه‪ ،‬كان خير دليل على اأهميته و�ص��رورة ا�صتمراره‪ ،‬ل �صيما ف��ي هذه المرحلة‬ ‫القاتمة من تاريخ العالم العربي‪.‬‬ ‫اأعل��ن مركز درا�شات الوحدة العربية في بيروت خالل العام ‪2007‬‬

‫اأن��ه في �شدد ال�ش��روع في اإقفال اأبواب��ه تبعاً لالأزمة المالي��ة التي طالما‬ ‫عاناه��ا‪ .‬كان من ال�شعب فع ًال ت�ش ّور هذا المرك��ز يغلق اأبوابه بعد اأكثر‬ ‫من ثالثين �شنة على انطالقه كموؤ�ش�شة ثقافية عربية نا�شطة وكدار للن�شر‬ ‫تلم �شتات المفكرين والباحثين العرب وتجمعهم تحت �شقفها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ه��ذا المركز الذي ما برح يوؤدي دوراً تنويري ًا بارزاً كان يجب اإيجاد حل لأزمته الخانقة‬ ‫المتمثلة في عجزه المالي المتراكم الذي يربو على ثالثة ماليين دولر‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫واإن كان للمرك��ز «معار�صون» كثي��رون يرف�صون �صعاراته‪ ،‬فله موؤي��دون كثيرون اأي�ص ًا‬ ‫بد من وجودها عربي ًا ول بد من ن�صاطاتها المهمة‪ ،‬ل �صيما‬ ‫يرون فيه موؤ�ص�صة ع�صرية وحديثة ل ّ‬ ‫الن��دوات والموؤتمرات التي تت�صدى للق�صايا العربي��ة الأ�صا�صية وتعالج ال�صوؤون وال�صجون التي‬ ‫يتخبط فيها الإن�صان العربي والمجتمع العربي‪ .‬ناهيك بالدور الذي يوؤديه المركز في عالم الن�صر‬ ‫العربي‪ .‬ويكفي ا�صتعرا�س عناوين الكتب التي اأ�صدرها حتى الآن كي يتبدى هذا الدور وا�صح ًا‬ ‫بجديت��ه وخ�صو�صيته‪ .‬ف�صيا�صة الن�صر التي انتهجها المركز ت��كاد تكون �صيا�صة علمية‪ ،‬خا�صعة‬ ‫لمعايي��ر اأكاديمية �صارمة‪ .‬وثمة الكثير من الكتب ه��ي اأطروحات دكتوراه جادة تفيد الطالب‬ ‫الجامعيي��ن مثلما تفيد القراء المتخ�ص�صي��ن‪ .‬وثمة كتب اأ�صدرها المرك��ز تحتاجها المكتبات‬ ‫العربية‪ ،‬العامة وال�صخ�صية ول يمكنها اأن تتخلى عنها‪.‬‬ ‫اأثارت مقولة «الوحدة» العربية التي يتبناها المركز وما برحت تثير حفيظة البع�س‪ ،‬وفي‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪651‬‬

‫ظ��ن هوؤلء اأن مقولة «الوحدة» اأ�صحت من اإرث الما�ص��ي ومن الأفكار التي اأ�صقطتها العولمة‬ ‫وثقاف��ة ال�صوق وثورة الإعالم الحديث‪ .‬لقد اأ�صبحت هذه المقولة في نظرهم حبراً على ورق‪.‬‬ ‫وفي راأيهم اأن حال التفتت والت�صرذم التي بلغت ا ْأوجها راهن ًا في العالم العربي تدل على �صقوط‬ ‫ه��ذه المقول��ة والأيديولوجيا الكامنة وراءه��ا‪ .‬كان من الواجب اإنقاذ مرك��ز درا�صات الوحدة‬ ‫العربي��ة مهما اختلفت المواقف ف��ي �صاأنه‪ .‬هذا المركز قد يكون المنبر الأخير والوحيد للدفاع‬ ‫بد منه لمواجهة الواقع العربي‬ ‫عن حلم نبيل وفكرة ح�صارية وم�صروع هو اأ�صبه بالأمل الذي ل ّ‬ ‫الماأزوم‪.‬‬ ‫اإل اأن موؤتمرات عدة عقدت خالل العام ‪� 2007‬صعت اإلى اإحياء الفكر القومي الذي ما‬ ‫برح يجذب �صريحة كبيرة في العالم العربي‪ ،‬ل �صيما الأجيال المخ�صرمة‪ ،‬على رغم التحديات‬ ‫الت��ي يواجهها هذا الفكر‪ .‬وقد قام «الموؤتمر القومي العربي» بعقد ندوتين في العام ‪ 2007‬واحدة‬ ‫في �صنعاء واأخرى في المنامة وا�صع ًا م�صودة «الم�صروع النه�صوي العربي» ومنطلق ًا من �صرورة‬ ‫الحفاظ على مقومات الفكر الوحدوي الذي ي�صكل القاعدة التي تنه�س عليها القومية العربية‪.‬‬ ‫وعق��د هذا الموؤتمر القومي العرب��ي بالتعاون مع الموؤتمر القوم��ي – الإ�صالمي والموؤتمر العام‬ ‫لالأحزاب العربية ندوة تمت خاللها اإدانة الم�صاركة العربية والفل�صطينية في موؤتمر «اأنابولي�س»‪.‬‬ ‫ولك��ن في المقابل عق��دت كلية الآداب في جامعة عين �شم�ض الم�صري��ة موؤتمراً بعنوان «النه�صة‬ ‫العربية في الع�صر الحديث‪ :‬من فل�صفة النظرية اإلى تفعيل الواقع»‪ .‬وخل�س الموؤتمر اإلى اعتبار اأن‬ ‫هزيمة العام ‪ 1967‬مثلت نهاية الم�صروع القومي العربي‪ ،‬وتمت الدعوة اإلى اعتماد محاولت‬ ‫النقد الذات��ي لالأ�صباب الثقافية وال�صيا�صية التي هياأت جو الهزيمة‪ .‬وعقد منتدى الفكر ال�شتراكي‬ ‫بالتع��اون م��ع الجمعي��ة الفل�شفية الأردنية ن��دوة حول «اإ�صكالي��ات الم�ص��روع النه�صوي العربي‬ ‫ومعوقاته» في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمان‪.‬‬ ‫وف��ي ه��ذا ال�صياق يمكن قراءة حمل��ة «التعريب» التي ل تخلو م��ن البعد القومي والتي‬ ‫قامت في �صورية واقت�صى بموجبها تعريب اأ�صماء الفنادق والمحال ذات ال�صفة العالمية فتكتب‬ ‫تلك الأ�صماء بالعربية الى جانب اللغة الأجنبية‪ .‬ولم ت�صمل الحملة هذه اأ�صماء الفنادق والمحال‬ ‫فقط بل امتدت اإلى الإنتاج الثقافي والإعالمي والتربوي‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫هك��ذا عاد الفكر القوم��ي العربي اإلى الواجهة خالل الع��ام ‪ 2007‬انطالق ًا من الذكرى‬ ‫الأربعي��ن لهزيمة العام ‪ 1967‬التي اأحيتها مراكز ومنتديات عدة في العوا�صم العربية‪ .‬لكن هذا‬ ‫الفكر كلما اأعيد طرح مبادئه المثالية بدا اأنه يحتاج الى اأن ُيقراأ نقدي ًا على �صوء المفاهيم المابعد‬ ‫– حداثي��ة الت��ي باتت م�صت�صرية في الع�ص��ر الراهن كالعولمة والثورة الرقمي��ة وال�صوق والقرية‬ ‫الكونية‪ ...‬فهو ي�صهد نوع ًا من الأزمة بعد اأن اآلت مبادئه اإلى ما ي�صبه العزلة والنقطاع‪.‬‬


‫‪652‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫رواد الفكر القومي مثاليين حق ًا‪� :‬صاطع الح�صري‪ ،‬زكي الأر�صوزي‪ ،‬مي�صال عفلق‪،‬‬ ‫كان ّ‬ ‫ق�صطنطين زريق و�صواهم‪ .‬تمكن هوؤلء فع ً‬ ‫ال من تر�صيخ الأ�ص�س النظرية للقومية العربية على رغم‬ ‫الختالف الفكري الذي قام وما برح قائم ًا حول مفهوم القومية عالمي ًا‪ .‬فهذا الم�صطلح ل يزال‬ ‫يثير الكثير من ال�صجال والنقا�س نظراً اإلى التبا�صه والتحولت التي طراأت عليه تاريخي ًا‪ .‬وما زال‬ ‫«ال�صعور القومي» فكرة غام�صة ل يمكن ح�صرها داخل معايير ثابتة‪ .‬وكم كان هذا «ال�صعور»‬ ‫التع�صب القومي والنغالق على خالف الجوهر الذي اأ�صبغه عليه بع�س المفكرين‬ ‫حاف��زاً على‬ ‫ّ‬ ‫فالرواد العرب في هذا الحقل كانوا مثاليين في ما اأقدموا عليه‪ ،‬وبلغت مثاليتهم �صاأواً‬ ‫والفال�صفة‪ّ .‬‬ ‫حتى اأنهم ابتعدوا عن الواقع الذي �صعوا اإلى تغييره‪ .‬و َمن يعد الآن اإلى مبادئهم يدرك حجم هذه‬ ‫المثالي��ة التي لم تلبث اأن ا�صطدمت بج��دار الواقع ال�صلبي الذي هيمن على العالم العربي‪ .‬واإذا‬ ‫كان المفك��ر زكي الأر�صوزي راأى ف��ي اللغة العربية «اأبلغ مظهر لتج ّلي عبقرية الأمة» معتبراً اأن‬ ‫«للع��رب فل�صفة كاملة قائمة في قلب اللغة العربية» فال�صوؤال الذي يطرح باإلحاح‪ :‬اأين اأ�صبحت‬ ‫لغتنا العربية الآن؟ لغتنا التي تجتاحها الرياح من ّ‬ ‫كل �صوب األ تحتاج اإلى َمن يعيد اإليها وهجها‬ ‫وقوتها بعدما ابتعد عنه��ا الكثير من اأهلها وكاد الكثير من ه��وؤلء اأن يجهلوها؟ ّ‬ ‫ولعل‬ ‫العالم��ي ّ‬ ‫ق�صي��ة اللغة العربي��ة والواقع الذي اآلت اإليه والأزمة التي ت�صهده��ا تحتاج فع ً‬ ‫ال اإلى موؤتمر عربي‬ ‫�صامل‪ ،‬يعيد النظر في اأزمة هذه اللغة‪ ،‬ثقافي ًا واأدبي ًا واإعالمي ًا‪.‬‬

‫اإذا كان المفك��ر زكي الأر�شوزي راأى في اللغة العربية «اأبلغ مظهر‬ ‫لتج ّل��ي عبقرية الأمة» معتب��راً اأن «للعرب فل�شفة كامل��ة قائمة في قلب‬ ‫اللغ��ة العربية» فال�شوؤال الذي يطرح باإلحاح‪ :‬اأين اأ�شبحت لغتنا العربية‬ ‫الآن؟‬

‫ثقافة عربية ‪ -‬متو�صطية‬

‫احل�صــاد‬

‫خالل الحتف��ال بالجزائر عا�صمة ثقافية عقدت ندوة مهمة بعن��وان «ملتقى الرهانات‬ ‫الثقافي��ة في منطقة البح��ر المتو�صط»‪ .‬األق��ت الندوة ال�صوء عل��ى الثقاف��ة المتو�صطية وموقعها‬ ‫داخ��ل الثقافة العربية‪ .‬وكان جرى خالل العام ‪ 2007‬الكالم كثيراً على الثقافة المتو�صطية التي‬ ‫ت�ص��كل دول عربية ج��زءاً كبيراً من خريطتها الجغرافية والتاريخية‪ .‬فهل يمكن الكالم حق ًا على‬ ‫ثقاف��ة متو�صطية حديث��ة في العالم العربي؟ الجواب �صعب حتم�� ًا و�صائك وقد عجز اأهل الفكر‬ ‫المتو�صط��ي عن تر�صيخه‪� ،‬صلب ًا اأم اإيجاب ًا‪ ،‬فظل محط �صجال ه��ادئ وعميق ل نهاية له‪ .‬فالثقافة‬ ‫المتو�صطي��ة الحديثة ل يمكنها اأن تتخلى عن جذورها الح�صارية القديمة لتنطلق نحو اأفق اآخر‪،‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪653‬‬

‫متجاهل��ة «ال�صدام الح�صاري» الذي و�صم الحو�س المتو�صطي واأ�صبغ عليه موا�صفات ال�صراع‬ ‫التاريخ��ي‪ ،‬بين �صمال وجنوب‪ ،‬بي��ن تراث �صامي واآخر اأوروبي‪ .‬وه��ذا ال�صراع بلغ اأوجه في‬ ‫الع�صر الحديث مع الحتالل الإ�صرائيلي لالأرا�صي الفل�صطينية‪.‬‬

‫لك��ن «الحال��ة» المتو�صطية تظل ظاه��رة فريدة‪ ،‬ل �صيم��ا اإذا قرئت تاريخي�� ًا وجغرافي ًا‬ ‫�صماه‬ ‫وح�صاري�� ًا‪ ،‬وفي مناأى عن ال�صراع��ات القائمة اأو الموؤجلة‪ .‬فالحو���س المتو�صطي الذي ّ‬ ‫الفراعنة «الأخ�صر الكبير» كان فع ً‬ ‫ال موئل الح�صارات القديمة‪ ،‬الإغريقية والفينيقية والرومانية‪،‬‬ ‫وم��ن ه��ذا الموئل انطلقت ح�صارات اأخرى ف��ي مقدمها الح�صارة الغربي��ة‪ .‬تكفي العودة اإلى‬ ‫الم��وؤرخ المتو�صطي الكبير فرنان بروديل الذي و�صع كتب ًا ع��دة عن المتو�صط اأولها «المتو�صط‬ ‫والعالم المتو�صطي في ع�صر فيليب�س الثاني» الذي كان في الأ�صل اأطروحته لنيل �صهادة الدكتوراه‬ ‫عام ‪ .1947‬هذا الموؤرخ والمفكر �صاحب كتاب «ذاكرات المتو�صط» راأى في عالقة الإن�صان‬ ‫بالم��كان في حو�س المتو�صط فر�صة �صانحة لفهم «مقول��ة الح�صارة»‪ .‬فهذا الحو�س في نظره‬ ‫هو «النبع العميق» للثقافة التي تتميز بها الح�صارة الغربية‪ .‬ويرى اأن اأجمل �صهادة على «الما�صي‬ ‫ال�صا�ص��ع للمتو�صط» هي «�صهادة البحر نف�صه»‪ .‬اأما قراءته الحديثة للحالة المتو�صطية فتنطلق من‬ ‫قدرة المتو�صط على «ترميم تجارب الما�صي بتوؤدة» واإعادة منحها «طالئع» الحياة وا�صع ًا اإياها‬ ‫«تحت �صماء وفي م�صهد ن�صتطيع اأن نراه باأعيننا»‪.‬‬ ‫اأم��ا في العالم العربي ف��كان المفكر اللبناني – الم�صري رينه حب�ص��ي والمفكر اللبناني‬ ‫مي�صال �صيحا من خيرة الذين تب ّنوا مقولة «المتو�صط» وكتبوا عنها في الخم�صينيات وال�صتينيات‬ ‫م��ن القرن المن�صرم‪ .‬وكتاب مي�صال �صيحا «تنويعات عل��ى المتو�صط» ل يزال مرجع ًا مهم ًا في‬ ‫هذا الميدان مثله مثل كتاب رينه حب�صي «نحو فكر متو�صطي» و�صواه‪ .‬والالفت اأن الثنين كتبا‬ ‫بالفرن�صية‪ .‬ويرى حب�صي اأن المتو�صط «نقطة لقاء فقط‪ ،‬تتعزز فيها الثقافة التي ن�صاأت في ملتقى‬ ‫كل التيارات التي تقاطعت فيها»‪ .‬ول يتوانى عن اإ�صباغ �صفة اللتبا�س اأو الغمو�س على «الفكر‬ ‫المتو�صطي» مت�صائ ً‬ ‫ال‪« :‬هل المتو�صط م�صطلح جغرافي اأم مناخ ثقافي»؟ وقد راأى في المتو�صط‬ ‫المنطل��ق الأول لإزال��ة النزاع بين ال�ص��رق والغرب‪ .‬هكذا تكلم حب�صي عم��ا �صماه «المتو�صط‬ ‫الباطني» وعن «المجاز المكاني والتاريخي»‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫�صاف‬ ‫ترى هل يمكن الكالم على ثقافة متو�صطية حديثة؟ هذا ال�صوؤال �صيظل بال جواب ٍ‬ ‫ونهائ��ي‪ ،‬حتى واإن كث��رت الأجوبة عليه اأو �صبه الأجوبة التي لي�ص��ت �صوى مقاربات وقراءات‬ ‫وتكهن��ات‪ .‬هذا المتو�صط الذي طالم��ا عرف قديم ًا اأحوا ًل من ال�ص��راع بين الح�صارات التي‬ ‫ن�ص��اأت حوله‪ ،‬وبين اللغات الت��ي عرفتها �صعوبه‪ ،‬ما زال يعي�س اأح��وا ًل من ال�صراع الح�صاري‬ ‫وال�صيا�صي والقت�صادي والثقافي‪� :‬صراع بين الغرب وال�صرق اللذين يمثلهما‪� ،‬صراع بين ذاكرة‬


‫‪654‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫المتقدم‪ ...‬عالوة‬ ‫الم�صتعمر �صراع بين العالم الثالث والعالم‬ ‫الم�صتعمر‪ ،‬وذاكرة العال��م‬ ‫العالم‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫على ال�صراعات ال�صيا�صية التي ات�صمت ب�صفة النتهاك والإلغاء والقتل‪.‬‬

‫ثقافة منفى اأم ثقافة مهجر؟‬

‫الثقافة العربي��ة «المهاجرة» هل ت�صمى ثقافة مهجر اأم ثقافة منفى؟ هل من اختالف بين‬ ‫المهج��ر والمنفى العربيين اأم اأن المهجر هو الوجه الآخر للمنفى؟ مثل هذه الأ�صئلة حاولت اأن‬ ‫تجيب عنها ندوة «الأدب والمنفى» التي عقدها المجل�ض الوطني للثقافة في قطر وكذلك "الملتقى‬ ‫الدولي لأدباء المهجر" الذي عقد في الجزائر‪.‬‬

‫ن��دوة "الأدب والمنفى" الت��ي عقدت عام ‪ 2007‬في الدوحة �ص��ارك فيها ك ّتاب ونقاد‬ ‫ع��رب من اأمث��ال‪ :‬اأدوني�س وفريال غ��زول وفخري �صال��ح وابراهيم الكون��ي و�صيف الرحبي‬ ‫و�صواه��م‪ ...‬فكرة الندوة مهمة وراهنة‪ .‬فاأدب المنفى العربي يحتاج فع ً‬ ‫ال اإلى قراءة �صاملة تلقي‬ ‫�ص��وءاً جديداً على اإبداعاته المتراكمة وعلى اأبع��اده وخلفياته‪ ،‬وت�صعى اإلى اإي�صاح الإ�صكالت‬ ‫التي تعتريه‪ .‬فهذا الأدب بات يحتل جزءاً غير ي�صير من الم�صهد الأدبي العربي المعا�صر‪ ،‬وبع�س‬ ‫رواده هم من رواد الأدب العربي الحديث نف�صه‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫واإن كان م��ن ال�صع��ب قراءة الكت��اب الذي ي�صم اأوراق ًا قدمت في ن��دوة‪ ،‬ككتاب قائم‬ ‫بذات��ه وخا�صع لروؤية م�صبق��ة ومنهج م�صبق‪ ،‬فاإن بع���س الأوراق تر�صم خطوط�� ًا رئي�صة يمكن‬ ‫النط��الق منه��ا لقراءة ظاه��رة هذا الأدب‪ .‬وق��د ل ُيفتر�س بندو ٍة حول ه��ذا الأدب اأن تحيط‬ ‫بخ�صائ�ص��ه كلها وهوياته واأزماته‪ ،‬ما دام��ت مجرد ندوة موجهة اإلى جمهور قليل‪ .‬هكذا يظل‬ ‫كت��اب "الأدب والمنف��ى" مقت�صراً على اأوراق الندوة ول تمك��ن مقاربته اإل ككتاب جماعي‪،‬‬ ‫كل م�ص��ارك فيه يتن��اول ق�صية المنفى على طريقت��ه وبح�صب روؤيته اإلى ه��ذه الق�صية‪ .‬وكان ل‬ ‫ب��د من اأن تختل��ف الأوراق واحدتها ع��ن الأخرى‪ ،‬موزعة بي��ن المقالة النقدي��ة وال�صهادة اأو‬ ‫ال�صي��رة‪ .‬اأدوني�س الذي يق��ول اإنه ولد منفي ًا كتب �صهادة عن منف��اه القائم في «الداخل»‪ ،‬منفاه‬ ‫ال��ذي ل عالقة ل��ه ب� «المكان» ول ب� «الجغرافيا»‪ .‬ومثله كت��ب ال�صاعر العماني �صيف الرحبي‬ ‫�صه��ادة عنوانها «الطريق اإلى الربع الخالي» تحدث فيها ع��ن «الوطن الموازي اأو البديل الذي‬ ‫�صمى الكتابة»‪ .‬وهكذا بدت �صهادة الروائي الليبي اإبراهيم الكوني و�صهادة الروائي الجزائري‬ ‫ُي ّ‬ ‫وا�صين��ي الأعرج‪ ...‬وكان م��ن الطبيعي األ يغيب محمود دروي�س ع��ن المقالت النقدية‪ ،‬وقد‬ ‫ا�صتاأثر بمداخلة كاملة قدمها الناقد التون�صي محمد لطفي اليو�صفي‪ .‬وكذلك اإدوارد �صعيد الذي‬ ‫تخ ّللت اأفكاره اأوراق ًا عدة‪.‬‬

‫ر�صخ‬ ‫وبدا المنف��ى الفل�صطيني اأو ال�صتات الفل�صطيني ي�صتحق ن��دوة خا�صة‪ ،‬فهو الذي ّ‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪655‬‬

‫اأدب المنف��ى العربي في الن�ص��ف الثاني من القرن الع�صرين‪ ،‬وو�صع اأبرز نماذجه‪ .‬وكم كان من‬ ‫ال�ص��رورة التط��رق الى «ماأ�صاة» المنف��ى الإ�صرائيلي التي عا�صها اأدباء الداخ��ل الفل�صطيني وفي‬ ‫مقدمهم اإميل حبيبي الذي قال مرة‪« :‬عندما اأفكر في الم�صتقبل يتراءى الما�صي اأمام عيني»‪.‬‬

‫وكان لفت ًا اأي�ص ًا غياب المنفى العراقي عن اأعمال الندوة‪ ،‬والآن هو �صيد المنافي العربية‪،‬‬ ‫ف��ي الداخ��ل والخارج‪ .‬فهل يكتم��ل الكالم على المنف��ى العربي من دون �صه��ادة يكتبها مث ً‬ ‫ال‬ ‫�صعدي يو�صف هذا الذي ر�صخ اأ�صطورة «اأولي�س» و «اإيثاكا» عربي ًا؟ وغاب ال�صعراء والروائيون‬ ‫العراقي��ون الذين يقا�صون الآن اأق�صى المنافي‪ .‬ولعل ما كان يجب عدم تنا�صيه اأي�ص ًا المنفى الذي‬ ‫عا�ص��ه �صع��راء وروائيون مغاربة في اأوروب��ا خ�صو�ص ًا وكتبوا عنه في لغة الآخ��ر‪ ،‬لغة الم�صتعمر‬ ‫ح��ول حياتهم منف��ى ولغتهم منف��ى! المنفى اللغوي ه��و اأي�ص ًا من اأق�ص��ى المنافي‪ .‬كان‬ ‫ال��ذي ّ‬ ‫كات��ب يا�صين �صاحب رواية «نجمة» يردد دوم ًا اأن اللغ��ة الفرن�صية هي منفاه‪ .‬واللغة ‪ -‬المنفى‬ ‫ه��ي الق�صية التي ت��وؤرق كاتبة جزائرية كبيرة في حج��م اآ�صيا جبار العربي��ة الأولى التي دخلت‬ ‫الأكاديمية الفرن�صية‪.‬‬ ‫اأم��ا «الملتقى الدولي لأدباء المهجر العربي» ال��ذي عقد في الجزائر فاأكد �صرورة الهتمام‬ ‫ب��اأدب المهجر باعتب��اره اإرث ًا ي�صكل منبع ًا ثري ًا لن�صو�س ما زالت ت�صن��ع مجد الآداب الإن�صانية‬ ‫وتمثل ا�صتثناءات في المعمار التاريخي لالإبداع‪ .‬والإنتاج الأدبي المهجري هو خال�صة تجارب‬ ‫قوية هي في الأ�صا�س مناه�صة لكل اأنواع الالعدالة والجمود وثورة على الأو�صاع ال�صائدة التي‬ ‫دفع��ت اإلى نفي الكتاب واإبعاده��م و�صجنهم‪ .‬وقد �صكلت اآلم الغربة اأه��م الدوافع الموؤججة‬ ‫لعوالم الكتاب��ة‪ .‬واختيار الغربة ال�صطراري بالن�صبة للمبدعين يظه��ر جلي ًا عندما ي�صتح�صرون‬ ‫ذاكرتهم الأولى كفعل اإبداعي بامتياز يجعل من الكتابة �صفراً وهجرة‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫و�صارك في الملتقى �صبعون كاتب ًا من مختلف اأ�صقاع العالم ومعظمهم مهاجرون عرب‬ ‫غادروا اأوطانهم اإلى بالد المنفى الكبير‪.‬‬ ‫اإل اأن للمنفى اأو المهجر بع�س ح�صنات‪ ،‬فحالة النفي في الغرب قد ت�صمح اأحيان ًا لالأدباء‬ ‫المنفيي��ن – ق�صراً اأم اختياراً – اأن يتمتعوا بحرية التعبي��ر بعيداً عن الرقابات التي يعانيها اأقرانهم‬ ‫في العالم العربي‪ .‬وقد يتيح المنفى اأمام بع�س الكتاب المنفيين اأن يتوا�صلوا مع الآداب العالمية‪،‬‬ ‫ويخرج��وا من «ح�صار» اللغة العربية منفتحين على قراء جدد وبلغات �صتى‪ .‬والأ�صماء على هذا‬ ‫الم�صت��وى كثي��رة جداً‪ .‬الطاهر بن جلون لو ظل في المغرب لم��ا ح�صد النجاح الذي عرفه في‬ ‫فرن�ص��ا‪ .‬اأمين معلوف ل��و مكث في لبنان ولم يهاج��ر اإلى فرن�صا لما حظ��ي بالنجاح العالمي‪،‬‬ ‫وكذل��ك المفك��ر الفل�صطين��ي اإدوارد �صعيد ال��ذي هاجر اإل��ى الوليات المتح��دة الأميركية‪،‬‬ ‫والكاتب��ة الم�صري��ة اأه��داف �صوي��ف‪ ،‬والكاتب الم�ص��ري األبي��ر ق�صيري والكات��ب التون�صي‬ ‫عبدالوهاب الم��وؤ ّدب‪ ،‬والمفكر الجزائري محمد اأركون‪ ،‬وال�صاع��ر اللبناني جورج �صحادة‪،‬‬


‫‪656‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫والروائي الم�صري عالء الأ�صوان��ي‪ ،‬والروائي ال�صوري رفيق �صامي‪ ،‬والروائي ال�صعودي اأحمد‬ ‫اأبو دهمان‪ ،‬وما اأكثرهم‪.‬‬

‫لق��د �صق هوؤلء خ��الل منفاهم اأو هجرتهم طريق�� ًا اإلى الثقافة العالمي��ة واأ�صبح نتاجهم‬ ‫لكن ال�صوؤال الذي يطرح هو‪ :‬هل تحتاج الثقافة‬ ‫مت��داو ًل في �صميم الحركة الثقافية في العالم‪ّ .‬‬ ‫العربية اإلى الغرب لت�صبح عالمية اأم اإنها تاأخرت عن اللحاق بما ي�صمى "ركاب العالمية" فانطوت‬ ‫عل��ى ذاتها وانعزلت ع��ن الع�صر؟ هذا ال�صوؤال ل جواب له ما دامت �صفة العالمية ملتب�صة بع�س‬ ‫اللتبا���س! فما هي العالمي��ة اأو ًل؟ هل تختلف عن المقولة الرائجة الت��ي تدعى العولمة؟ ثم اأي‬ ‫عالقة تجمع بينهما طالما اأنهما م�صتقتان من العالم‪ ،‬عالمنا "نحن" وعالمهم "هم"؟‬

‫العالمي��ة الحقيقي��ة هي التي تعت��رف بالآخر وتدعو اإل��ى محاورته‪،‬‬ ‫ه��ي الت��ي تعطي الآخر وتاأخ��ذ منه‪ ،‬توؤثر في��ه وتتاأثر به‪ .‬رامب��و ال�شاعر‬ ‫"العالم��ي" بامتياز ظل يتردد في اأذنيه �شدى "اهلل اأكبر" حتى �شاعاته‬ ‫الأخيرة‪ .‬وغوت��ه �شاعر األمانيا العالمي وجد في ال�شاعر الفار�شي حافظ‬ ‫ال�شيرازي قرينه الآخر فخاطبه وكاأنه يخاطب نف�شه‪.‬‬ ‫وقبل اأن تواجه الثقافة العربية النزعة العالمية ينبغي اأن يتح����دث المثقفون الع����رب‬ ‫ع��ن واقعهم ال�صلب��ي الذي لم ي�صه��د التاريخ العربي م��ا يماثله‪ ...‬هل يتمت��ع المثقف���ون‬ ‫الع������رب بما يتمتع به نظراوؤهم في الغرب من حرية تعبير وعدالة و«طماأنينة»؟ هل يواجه‬ ‫المثقف��ون الغربيون ما يواجه��ه نظراوؤهم العرب من محظ��ورات وممنوعات تدفعهم اإلى‬ ‫ال�صم��ت حين ًا واإلى التغا�صي حين ًا واإلى التراجع ع��ن اأحالمهم حين ًا اآخر؟ األ تعني العالمية‬ ‫ف��ي بع�س نواحيها اأن تتوا�صل الح�صارات بع�صها مع بع���س واأن تتداخل الثقافات بع�صها‬ ‫ف��ي بع�س واأن ينه�س حوار عمي��ق بين الأنا والآخر‪ ،‬بين الجماعة والجماعة الأخرى‪ ،‬بين‬ ‫المعتقدات والمعتقدات الأخرى؟‬

‫احل�صــاد‬

‫العالمي��ة الحقيقية هي التي تعترف بالآخر وتدعو اإل��ى محاورته‪ ،‬هي التي تعطي الآخر‬ ‫وتاأخ��ذ منه‪ ،‬توؤثر في��ه وتتاأثر به‪ .‬رامبو ال�صاعر «العالمي» بامتياز ظل يتردد في اأذنيه �صدى «اهلل‬ ‫اأكب��ر» حت��ى �صاعاته الأخي��رة‪ .‬وغوته �صاعر األماني��ا العالمي وجد في ال�صاع��ر الفار�صي حافظ‬ ‫ال�صيرازي قرينه الآخر فخاطبه وكاأنه يخاطب نف�صه‪ .‬اأما الأدباء وال�صعراء الذين �صحرهم ال�صرق‬ ‫وال�صرق العربي خ�صو�ص ًا في�صعب اإح�صاوؤهم وقد نهلوا من الذاكرة والمخيلة ال�صرقيتين الكثير‬ ‫من روؤاهم واأحالمهم‪.‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪657‬‬

‫ّ‬ ‫ولع��ل التمييز بي��ن العالمية الحقة والعالمي��ة المزيفة يجيب على الأ�صئل��ة والظنون التي‬ ‫تعت��ري حياتنا الثقافية المعا�صرة‪ .‬ب��ل ينبغي التمييز اأي�ص ًا بين العالمي��ة والعولمة‪ .‬فالعولمة الآن‬ ‫ي�صنعه��ا القت�صاد متخفيا وراء قناع ال�صيا�صة اأو ال�صيا�ص��ة متوارية خلف قناع القت�صاد‪ .‬واللعبة‬ ‫ه��ذه تجيده��ا تماما القوى الكبرى في العال��م وهي تنم عن �صراع عميق ل بي��ن العالم الثالث‬ ‫والعال��م الأول فح�صب بل بين اإمبراطوريات العال��م الأول نف�صه‪ .‬اأما العالمية الحقة فهي انتماء‬ ‫بد من اأن الكاتب ل ي�صبح‬ ‫طبيع��ي وبديه��ي اإلى الذات الإن�صانية‪ ،‬اإلى الوجدان الإن�صان��ي‪ ،‬ول ّ‬ ‫عالمي ًا اإل انطالق ًا من محليته ومن اأ�صالته اأي�ص ًا‪ .‬فالمحلية في معناها الحقيقي ل تناق�س العالمية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بل هي القاعدة التي تنطلق العالمية منها لتحقق �صروطها الأولى ولكن عبر النفتاح ل التقوقع‪،‬‬ ‫وعبر الحوار ل النغالق‪.‬‬

‫اإل اأن "اإغ��راء" العالمي��ة ق��د تنجم عن��ه ظاهرة �صبه �صلبي��ة‪ .‬فثمة نزعة تب��رز الآن يمكن‬ ‫ت�صميته��ا "ال�صت�ص��راق الم�صتعاد" الذي تر�صخ��ه بع�س الأقالم العربية‪ .‬وق��د يحلو لبع�صهم اأن‬ ‫ي�صموا هذه النزعة ب� «الإكزوتيكية» التي طالما اعتمدها الك ّتاب العرب الذين اختاروا الفرن�صية‬ ‫ّ‬ ‫الحمام‬ ‫اأو الإنكليزي��ة لغة تعبير‪ ،‬وغايتهم جذب الق��راء الغربيين‪ .‬والأمثلة كثيرة في هذا القبيل‪ّ .‬‬ ‫المغربي على �صبيل المثل كتبت عنه ن�صو�س روائية وق�ص�صية ل تح�صى حتى غدا كاأنه يخت�صر‬ ‫ال واإن بدا جمي ً‬ ‫الم�صه��د المغربي‪ ...‬ه��ذا الأدب «الإكزوتيكي» لي���س حقيقي ًا ول اأ�صي�� ً‬ ‫ال في‬ ‫اأحي��ان‪ ،‬اأو مغري ًا‪ ...‬وه��و يم�س «الغرائز» الخفية لدى القارئ ويثي��ر ف�صوله في الإطالع على‬ ‫ناحي��ة �صبه مجهول��ة من الحياة العربية الخا�ص��ة اأو العامة‪ .‬ول يتوانى ه��ذا الأدب عن ا�صتعادة‬ ‫«مفاتي��ح» اللعب��ة ال�صت�صراقية ولكن لأهداف اأخرى‪ ،‬وفي مقدمها العب��ور اإلى العالمية واإبهار‬ ‫القارئ الغربي ولو على «ح�صاب» الأدب نف�صه والهوية نف�صها‪...‬‬

‫احل�صــاد‬

‫ق��د ل تك��ون ا�صتعادة مقولة «ال�صت�ص��راق» الآن في �صيغتها الجدي��دة م�صتغربة‪ ،‬فهذه‬ ‫«المقول��ة» �صرع��ان ما تقود القارئ اإلى كتاب اإدوارد �صعي��د «ال�صت�صراق» الذي ل يزال راهن ًا‬ ‫ج��داً وحديث ًا ج��داً‪ .‬وما اأحوج القارئ العرب��ي والغربي اإلى العودة اإلى ه��ذا الكتاب‪ ،‬ل �صيما‬ ‫بع��د �صعود موجة الأدب «الإكزوتيكي» بمالمحه ال�صت�صراقية الجديدة‪ .‬في هذا الكتاب اأعاد‬ ‫�صعي��د النظر في العالقة بين ال�ص��رق والغرب‪ ،‬فا�صح ًا مفهوم «ال�صت�ص��راق» بخفاياه واأخطائه‬ ‫و «�صموم��ه» كما يحلو لبع�صهم اأن يقول‪ .‬هذا الكتاب ت��زداد الحاجة اإلى قراءته واإعادة قراءته‬ ‫عقداً تلو اآخر‪ ،‬بحث ًا عن اأجوبة على الأ�صئلة الكثيرة التي ما فتئت تطرحها «العالقة» بين ال�صرق‬ ‫والغ��رب‪ ،‬ل �صيما بعد حادثة الحادي ع�صر من اأيلول (�صبتمبر) ‪ ،2001‬واندلع حرب العراق‬ ‫و�صع��ود الإره��اب الأ�صول��ي‪ ...‬لقد اكت�صف الغرب فع�� ً‬ ‫ال اأن ال�صرق لي�س البت��ة ذلك ال�صرق‬ ‫«تغنى» به الرحال��ة‪ ،‬ر�صامين و�صعراء وروائيين‪ ،‬بل هو �صرق اآخر‪� ،‬صرق حافل بالأزمات‬ ‫ال��ذي‬ ‫ّ‬ ‫�صيا�صي�� ًا وفكري ًا وديني ًا‪� ،‬صرق يعاني ويكابد‪� ،‬صرق منق�ص��م على نف�صه وفي �صراع مع نف�صه‪...‬‬


‫‪658‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫كان اإدوارد �صعي��د م�صيب ًا جداً ف��ي نقده مفهوم ال�صت�صراق وخلفيات��ه ال�صيا�صية والأيديولوجية‬ ‫وال�صتعماري��ة‪ .‬فال�ص��رق لي�س عالم المخيل��ة والجن�س والحريم والعبي��د والراق�صات والعطور‬ ‫والو�صائ��د‪ ...‬ولي�س ال�صرق اأي�ص ًا عالم «األف ليلة وليل��ة» بغرائبه وعجائبه ول مكان ًا رومنطيقي ًا‬ ‫بطبيعته و�صم�صه وقمره‪...‬‬ ‫واج��ه اإدوارد �صعي��د النظريات الم�صبقة والجاهزة التي ر�صخه��ا الم�صت�صرقون ممهدين‬ ‫لحركة الغزو الغربي والحتالل وال�صتعمار‪ ،‬وانتقد تق�صير الم�صت�صرقين في البحث عن حقيقة‬ ‫ال�ص��رق وح�صارت��ه وتخ ّليهم عن المو�صوعية و«الخبث» الذي اأ�صم��روه اإزاء هذا العالم الذي‬ ‫كان مهد الح�صارات القديمة‪.‬‬

‫ظاهرة المنتديات الأهلية‬

‫تمث��ل المجال�س والديوانيات والمنتديات و «ال�صالونات» الثقافية والأدبية ظاهرة لفتة‬ ‫العربي‪ ،‬فهي تحيي ن�صاط�� ًا رديف ًا للن�ص��اط الثقافي العام والخا�س لكن��ه ي ّت�صم غالب ًا‬ ‫ف��ي العال��م‬ ‫ّ‬ ‫تتم من خاللها مناق�صة ق�صايا‬ ‫بالطاب��ع ال�صعب��ي اأو العفوي‪ .‬اإل اأن مجال�س ّ‬ ‫عدة ّ‬ ‫تتحول اإلى منابر ّ‬ ‫مهمة‪ .‬وقد عرفت م��دن عربية كثيرة مثل هذه المجال���س ومنها �صنعاء وبيروت‬ ‫ثقافي��ة واأدبية ّ‬ ‫وج��دة و�صواها‪ .‬وبات لهذه المجال���س جمهور خا�س ي�صارك‬ ‫والقاه��رة والكويت والريا�س‬ ‫ّ‬ ‫ويناق���س وي�صتم��ع‪ .‬لكنها في معظمها تبقي ن�صاطها �صفهي ًا فال ت�صع��ى اإلى توثيقه‪ ،‬ما عدا بع�س‬ ‫جدة بال�صعودية الذي يحتفي ببع�س رموز ال�صعر والأدب‬ ‫المجال�س ومنها منتدى»الإثنينية» في ّ‬ ‫ويقيم حفالت تكريم لهم‪ .‬ولعله المنتدى الأهلي الوحيد الذي ي�صدر �صل�صلة من الكتب تتناول‬ ‫ال�صخ�صيات المكرمة‪ .‬وقد يتعمق النقا�س في اأحيان ويتناول مبادئ واأفكاراً مهمة‪.‬‬

‫والالف��ت اأن ه��ذه المجال�س تزده��ر اأحيان ًا وتنح�صر ف��ي اأحيان وف��ق الموا�صم الثقافية‬ ‫معين‬ ‫نف�صها‪ .‬ولكنها في الغالب يطغى عليها الطابع الأهلي والمح ّلي‪ .‬وتظل وقف ًا على جمهور ّ‬ ‫ينتمي اإلى منطقة معينة ويملك روؤيته الخا�صة اإلى الثقافة والأدب‪ .‬اإنها مجال�س غير ثابتة وقابلة‬ ‫التطور ويمكن ا�صتثناء بع�صها ال��ذي اأ�صبح بمثابة الموؤ�ص�صة والذي يعمل بروح‬ ‫للتغير اأو‬ ‫ّ‬ ‫دوم�� ًا ّ‬ ‫الموؤ�ص�صة ومنهجها‪.‬‬

‫احل�صــاد‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪659‬‬

‫المحور الثاني‬

‫الأطر الموؤ�ص�صية للعمل الثقافي العربي‬ ‫مفهوم الموؤ�ص�صات الثقافية العربية‪:‬‬

‫الموؤ�ص�ص��ات الثقافية العربية في معظمها هياكل تحمل اأ�صماء مختلفة وتخ�صع في بنيتها‬ ‫لنف���س المنطق الذي تقوم علي��ه الموؤ�ص�صة عموما في مختلف بالد العالم‪ .‬وتتميز بكونها تن�صط‬ ‫في الوطن العربي الكبير اأو خارجه با�صمه اأو با�صم قطر من اأقطاره ‪ .‬وبكون الحقل الجتماعي‬ ‫الح�ص��اري ال��ذي ت�صد الفراغ فيه وتلبي حاجياته‪ ،‬هو الحق��ل الثقافي‪ .‬والمراد به كل ما يتعلق‬ ‫بالعق��ل الإن�صاني وما يحمله من تراكمات معرفية وفكرية واإبداعية وفنية وجمالية و�صلوكية وما‬ ‫�ص��وى ذلك من الثمرات الح�صارية التي ي�صهم بها العقل الب�صري الفردي والجماعي في ت�صيير‬ ‫ظروف العي�س المادي والروحي من خالل مخططات تثقيفية بو�صائلها تنموية باأهدافها‪.‬‬ ‫وي�صترك في تفعيل هذا المفهوم الثقافي الموؤ�ص�صاتي في البالد العربية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الدول��ة بموؤ�ص�صاته��ا الثقافية العمومي��ة التي ت�صتم��د مواردها م��ن الميزانية المالية‬ ‫العامة‪.‬‬

‫‪ – 2‬المجتمع المدني بموؤ�ص�صاته الثقافية الأهلية التي تعتمد في ن�صاطها على منح الدولة‬ ‫اأو على موارد مالية خا�صة‪.‬‬

‫‪ – 3‬الأف��راد بموؤ�ص�صاتهم الثقافية الخا�صة التي تعتمد في ن�صاطاتها على ما يخ�ص�صه لها‬ ‫هوؤلء الأفراد من نفقات‪.‬‬

‫أا ‪ -‬اإحي��اء ال�صورة الإيجابية للثقافة العربية لدى الآخر الأجنبي لمحو ال�صورة ال�صلبية‬

‫احل�صــاد‬

‫وخالف�� ًا لما تج��ده الموؤ�ص�صات الثقافية الغربية من ف�صاء معب��د للن�صاط الثقافي‪ ،‬تتحمل‬ ‫الموؤ�ص�ص��ات الثقافية العربية ( عمومية واأهلية وخا�ص��ة) م�صوؤوليات ج�صيمة و�صاقة لما يواجهه‬ ‫العال��م العرب��ي اليوم من تحدي��ات ح�صارية وثقافية‪ .‬وتع��ود ج�صامة الم�صوؤولي��ة اإلى كون كل‬ ‫الموؤ�ص�صات مطالبة باأن ت�صهم في فك الح�صار الثقافي الح�صاري المهدد للهوية القومية وذلك‬ ‫من خالل‪:‬‬


‫‪660‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫التي اأ�صبحت تر�صم للعرب في المخيال الثقافي الأجنبي‪.‬‬ ‫ب – تفعيل الن�ص��اط الثقافي داخل الوطن العربي من خ��الل ر�صم مخططات م�صتقبلية‬ ‫تخ��رج الثقاف��ة العربية من و�صعي��ة الفتور والتقوق��ع اإلى و�صعي��ة دينامية التجدد‬ ‫والتطور والنفتاح على ثقافة الآخرين‪.‬‬ ‫ج – جع��ل الثقافة اإلى جانب القت�صاد وال�صيا�صة �صرطا ف��ي تحقيق التنمية الجتماعية‬ ‫الح�صارية الم�صتدامة‪.‬‬ ‫د – فتح قن��وات الت�صال والتن�صيق التعاوني بين كل الموؤ�ص�صات الثقافية العربية على‬ ‫الم�صتوى القطري والإقليمي والكلي‪.‬‬

‫الم�صاكل التي تعتر�ض �صبيل الموؤ�ص�صات الثقافية العربية‪:‬‬

‫احل�صــاد‬

‫تواج��ه بع�س الموؤ�ص�صات الثقافية العربية م�صاكل متع��ددة تعوق �صير ن�صاطها وتحد من‬ ‫فاعليته ومردوديته ‪ .‬ويمكن رد هذه العوائق اإلى ما يلي ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬م�ص��اكل تتعلق بغياب الأهداف الثقافية مما يجعل الموؤ�ص�صة تجمعا من اأجل التجمع لي�س‬ ‫غير‪ ،‬اأو تتعلق بعدم و�صوح هذه الأهداف اإن وجدت‪ ،‬مما يوؤدي اإلى الخلط بين الم�صاريع‬ ‫والبرامج‪ .‬وقد تعود ه��ذه الم�صاكل اإلى كون الأهداف تمويهية تغطي اأهدافا اأخرى خفية‬ ‫�صيا�صي��ة ر�صمي��ة اأو اإيديولوجي��ة حزبية اأو نفعي��ة فردية‪ ،‬ولكن الإعاقة هن��ا راجعة اإلى منع‬ ‫الخلفيات الخفية للموؤ�ص�صة من اأن تقوم باأي عمل جدي للو�صول اإلى الأهداف المر�صومة‬ ‫لها ظاهراً‪.‬‬ ‫‪ – 2‬م�ص��اكل تتعلق ب�صعف الإع��داد النظري للم�صاريع والبرامج نتيج��ة الفتقار اإلى الكفاءات‬ ‫الب�صري��ة الموؤهل��ة اأو اإلى اإ�صناد الإعداد اإلى غير الخبراء لأ�صب��اب اأخرى ( غير الفتقار اإلى‬ ‫الكفاءات ) كالح�صاب��ات ال�صيا�صية والمح�صوبية والت�صلط الر�صمي ‪ ...‬مما ينجم عنه �صوء‬ ‫التخطيط واإهمال مرحلة درا�صة الجدوى والقابلية لالإنجاز‪.‬‬ ‫‪ – 3‬م�ص��اكل لوج�صتيكية تعود اإلى ا�صطراب الهيكلة الموؤ�ص�صاتية اأو اإلى غياب الموارد المادية‬ ‫والموارد الب�صرية القادرة على الإ�صراف على الإنجاز والمراقبة والتقويم‪.‬‬ ‫‪ – 4‬م�ص��اكل الإنجاز التي تعود في الغال��ب اإلى الفتقار اإلى ا�صتراتيجي��ة للمبا�صرة واإلى غياب‬ ‫المتابعة‪ ،‬ف�ص ً‬ ‫ال عن الالمبالة وعدم الجدية وت�صتت الم�صوؤولية و�صوء التدبير والفتقار اإلى‬ ‫الدينامية التنفيذية الممنهجة‪.‬‬ ‫‪ – 5‬م�ص��اكل التقويم الدوري التي تعود اإلى جعل الإنجاز ه��و نهاية الم�صروع دون ربطه باأي‬ ‫تقوي��م دور منتظم ي�صم��ح باختيار النتائج والمردودية وهو ما ي��وؤدي اإلى غياب المحا�صبة‬ ‫وتن�صل الم�صوؤولين من م�صوؤولياتهم‪.‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪661‬‬

‫‪ – 6‬م�ص��اكل التن�صيق �صواء داخل الموؤ�ص�صة الواحدة اأو بي��ن الم�صوؤوليات الثقافية نف�صها قطري ًا‬ ‫واإقليمي ًا وكلي ًا‪ ،‬وذلك اإما ل�صعف اآليات التن�صيق بينها اأو لغيابها اأ�صال‪ ،‬مما يوؤدي اإلى هدر‬ ‫الجه��ود المكررة في مجال بعينه على ح�صاب مجالت اأخرى ل ت�صتفيد من اأي م�صروع‬ ‫ككثرة المهرجانات ال�صعرية مث ً‬ ‫ال‪ ،‬بالقيا�س اإلى ندرة الموؤتمرات الفكرية التنموية‪.‬‬ ‫ولعل التغلب على بع�س هذه الم�صاكل ن�صبي ًا اأو كلي ًا يتطلب اتخاذ الخطوات التالية‪:‬‬

‫اأ – ت�صجي��ع الممار�صة الديموقراطية وتر�صيخ تقاليدها في الموؤ�ص�صات الثقافية العربية ل�صمان‬ ‫ال�صير ال�صليم والمنتج لهذه الموؤ�ص�صات‪.‬‬ ‫ب – رب��ط الموؤ�ص�صات الثقافي��ة بالتنمي��ة القت�صادية لالإ�صهام ف��ي تن�صيط ال��دورة القت�صادية‬ ‫ول�صم��ان دخل خا�س للموؤ�ص�صة يجنبها ال�صلل الناجم عن الفتقار اإلى الموارد ال�صرورية‬ ‫لإنجاز م�صاريعها ‪.‬‬ ‫ج – ر�ص��م ا�صتراتيجية ثقافي��ة كبرى تهتدي به��ا الموؤ�ص�صات في اإع��داد م�صاريعها وبرامجها‬ ‫الثقافية التنموية‪.‬‬ ‫د – التقويم الدوري المحايد للمردودية الثقافية داخل الموؤ�ص�صات لت�صحيح اأي اختالل طارئ‬ ‫ورفع المردودية ‪.‬‬

‫اأهمية توثيق خريطة الأطر الموؤ�ص�صية للعمل الثقافي العربي‬

‫تتراك��م الجه��ود الثقافية التي تبذلها الدول العربية منذ عق��ود لتحفيز الحقل الثقافي في‬ ‫الوط��ن العربي‪ ،‬وتجتهد موؤ�ص�صاتها الثقافية الر�صمي��ة والأهلية والخا�صة لتفعيل الن�صاط الثقافي‬ ‫العرب��ي ورفع مردوديته التنموية عبر تكثيف ه��ذه الأن�صطة وتنويع خدماتها‪ .‬لكن هذه الجهود‬ ‫ظلت بعيدة ع��ن المتابعة التوثيقية المنهجية التي تر�صم خريطتها وتوؤرخ لم�صاريعها وتحولتها‬ ‫ومردوديتها‪.‬‬

‫ولئ��ن كان الهدف من هذا الملف هو �صد الفراغ التوثيق��ي في التعرف على اأطر العمل‬ ‫الثقافي‪ ،‬فاإن ال�صعوبة تكمن في الفراغ التوثيقي نف�صه لعدم وجود مرجعية م�صتركة بين الأقطار‬ ‫العربي��ة نف�صها‪ ،‬وغياب التن�صيق التوثيقي في ما بينها والفتقار اإلى قاعدة بيانات ثقافية علمية –‬ ‫منهجية مو�صعة بتغطيتها لكل الخريطة العربية‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫وم��ن هنا تبدو الحاجة اإلى ر�صم معالم خريطة الأط��ر الموؤ�ص�صية للعمل الثقافي العربي‪،‬‬ ‫وهي واإن اقت�صرت على �صنة ‪ 2007‬وحدها – اإل اأنها توؤ�ص�س ل�صتراتيجية تربط الجهود الثقافية‬ ‫العربية باآليات العمل الموجودة في اأر�س الواقع‪.‬‬


‫‪662‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ول يعني هذا اأنه تم و�صع القاعدة البيانية الغائبة ولكن هذا المحور يمهد الطريق لذلك‬ ‫بما يقدمه من نتائج‪ .‬وهذه النتائج ل تعفي من دعوة الوزارات والموؤ�ص�صات الر�صمية الم�صوؤولة‬ ‫ع��ن الحق��ل الثقافي في كل قط��ر عربي من اأن تجع��ل التوثيق اإحدى الأولوي��ات ال�صتراتيجية‬ ‫ف��ي ر�صم ال�صيا�ص��ة الثقافية‪ .‬وب�صرورة البدء في بناء قواعد بيان��ات للموؤ�ص�صات الثقافية الر�صمية‬ ‫والأهلي��ة والخا�ص��ة‪ ،‬وتجميع ه��ذه المعلومات في المرك��ز التوثيقي القط��ري‪ ،‬قبل اأن تدمج‬ ‫المراك��ز التوثيقية القطرية كلها في مركز توثيقي عرب��ي اأعلى ي�صم قاعدة البيانات الكبرى التي‬ ‫تحيط بكل مظاهر واأبعاد الن�صاط الثقافي واأحداثه في الوطن العربي‪.‬‬

‫الموؤ�ص�صات الثقافية في البالد العربية‬ ‫الموؤ�س�سات الثقافية العربية‬ ‫بل��غ مجم��وع الموؤ�ص�ص��ات الثقافية التي يمك��ن و�صفه��ا بالفاعل��ة اأو الن�صيطة ‪1707‬‬ ‫موؤ�ص�ص��ة موزعة عل��ى اأقطار الوطن العربي كاف��ة‪ .‬وتختلف هويتها باخت��الف م�صادر الفاعلية‬ ‫الثقافية الن�صيط��ة‪ ،‬وترد في مجموعها من حيث عالقتها بالدول��ة والمجتمع والأفراد اإلى ثالثة‬ ‫اأنواع‪:‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )1‬الموؤ�ش�شات الثقافية العربية ح�شب نوعها‬

‫احل�صــاد‬ ‫الموؤ�س�سات الر�سمية‬

‫الموؤ�س�سات الأهلية‬

‫الموؤ�س�سات الخا�سة‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪663‬‬

‫‪ .1‬الموؤ�ص�ص��ات الثقافي��ة الر�صمية‪ :‬وهي الخا�صع��ة لو�صاية الدولة باعتباره��ا موؤ�ص�صات اإدارية‬ ‫تمولها الحكومة وت�صرف على نفقاتها‪ .‬ويبلغ عددها ‪ 889‬موؤ�ص�صة‪.‬‬ ‫‪ .2‬الموؤ�ص�ص��ات الثقافي��ة الأهلي��ة‪ :‬وهي غير حكومي��ة وتعتمد حالي ًا على جه��ود الفاعلين في‬ ‫المجتمع المدني‪ .‬وت�صمح القوانين في بع�س الأقطار العربية باأن تُخ�ص�س لهذه الموؤ�ص�صات‬ ‫منح مالية �صنوي��ة اأو عار�صة لتدبير اأمورها‪ ،‬وخ�صو�ص ًا اذا اأدرجت م�صاريعها واأن�صطتها في‬ ‫اإطار المنفعة العامة‪ .‬بلغ عدد الموؤ�ص�صات الثقافية الأهلية في الوطن العربي ‪ 775‬موؤ�ص�صة‪.‬‬ ‫‪ .3‬الموؤ�ص�صات الثقافية الخا�صة‪ :‬وهي غير حكومية‪ ،‬وت�صتمد فاعليتها الثقافية من جهود فردية‬ ‫خا�صة‪ .‬وكذلك يتم تمويلها من قبل هوؤلء الأفراد‪ .‬ول �صرورة للموؤهالت المعرفية والعلمية‬ ‫لأ�صح��اب الجه��ود الفردية ولي�صت كذلك �صرط�� ًا في اإن�صاء هذه الموؤ�ص�ص��ات الثقافية‪ .‬اإذ‬ ‫يمكن ال�صتعانة باأهل الخبرة والخت�صا�س في هذا المجال‪ .‬وبلغ عدد الموؤ�ص�صات الثقافية‬ ‫الخا�صة الن�صيطة في البالد العربية ‪ 43‬موؤ�ص�صة‪.‬‬ ‫ويتبي��ن من المقارنة بين هذه الن�صب الثالث اأن الموؤ�ص�صات الثقافية الخا�صة ت�صغل حيزاً‬ ‫�صيق�� ًا في الخريطة الثقافية العربية الكبرى‪ -1 :‬لغياب الهتم��ام الثقافي للقادرين اقت�صادي ًا في‬ ‫بع���س الأقطار العربية الغنية؛ ‪ -2‬اأو لفتقار عدد من البالد العربية اإلى الفراد القادرين اقت�صادي ًا‬ ‫على تحمل الأعب��اء المالية لهذه الموؤ�ص�صات‪ .‬وتبدو الموؤ�ص�صات الثقافية الأهلية بن�صبتها العالية‬ ‫في الخريطة الثقافية العربية مناف�صة بعددها واأن�صطتها للموؤ�ص�صات الثقافية الر�صمية‪ .‬وهي مناف�صة‬ ‫وتحمل المجتمع‬ ‫تنب��ئ بم�صتقبل ثقاف��ي تنموي وتزايد الوعي المدن��ي بقوة الفاعلية الثقافي��ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الأهلي م�صوؤولية التنمية الثقافية وتزايد الهتمام الأهلي بال�صوؤون الثقافية‪.‬‬ ‫الأط��ر الموؤ�ص�صية‪ :‬تمار���س الموؤ�ص�صات الثقافية الر�صمية والأهلي��ة والخا�صة في الوطن‬ ‫العرب��ي اأن�صطته��ا المتنوعة تحت اأ�صماء مختلفة ومتعددة‪ ،‬يرتب��ط بع�صها بالطبيعة الإدارية – اأو‬ ‫خ�صو�صي��ة هيكلته��ا ومواردها واأن�صطتها‪ ،‬والبع�س الآخر يعك���س م�صميات �صكلية‪ .‬و يكتفي‬ ‫هذا المحور بذكر الأنواع المحتمل اأن تكون ر�صمية اأو اأهلية اأو خا�صة با�صتثناء الوزارات‪.‬‬

‫احل�صــاد‬


‫‪664‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�شكل بياني ‪ )2‬الموؤ�ش�شات الثقافية العربية بح�شب طبيعتها الموؤ�ش�شية‬

‫تمثيل الموؤ�س�سات الثقافية العربية على الم�ستوى الإقليمي‬

‫ويعني ذلك التجمعات القطرية العربية داخل منطقة من المناطق الجغرافية التي يمكن اأن‬ ‫تق�ص��م اإليها الخريطة العربية الكبرى لجهة نوع من التكامل ال�صيا�صي اأو مجرد تقارب جغرافي‬ ‫طبيعي بين بع�س الأقطار العربية‪ .‬ول يمكن اأن ت�صتخل�س من درا�صة هذا الم�صتوى �صورة دقيقة‬ ‫لو�ص��ف فاعليات ثقافية اإقليمي��ة تتكامل في الخريطة مثل الفاعلي��ات الثقافية القطرية‪ .‬ولكنها‬ ‫ت�صي��ر بالتاأكيد اإلى م�صوؤولية ثقافية تنموية يمك��ن اأن تتحملها التجمعات العربية الإقليمية اإذا ما‬ ‫ف ّعلت اتفاقها ب�صيغ د�صتورية ت�صمح بالتكامل ال�صيا�صي القت�صادي لبناء خريطة عربية كبرى‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫ويمك��ن انطالق ًا من المعطي��ات ال�صيا�صي��ة والجغرافية الحالية تق�صي��م الخريطة العربية‬ ‫اإل��ى اأربع مناطق متمايزة هي‪ :‬منطقة المغ��رب العربي‪ ،‬منطقة الم�صرق العربي‪ ،‬مجل�س التعاون‬ ‫الخليجي‪ ،‬منطقة القرن الإفريقي‪.‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪665‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )3‬الموؤ�ش�شات الثقافية العربية الفاعلة ح�شب البلدان العربية‬

‫‪ - 1‬منطق��ة المغ��رب العربي‪ :‬وت�صم ليبي��ا وتون�س والجزائر والمغ��رب وموريتانيا‪ .‬وبلغ عدد‬ ‫الموؤ�ص�ص��ات النا�صطة ثقافي�� ًا في هذه المنطقة ‪ 502‬موؤ�ص�ص��ة بن�صبة ‪ %29.5‬من مجموع‬ ‫الموؤ�ص�صات الثقافية الن�صيطة في الوطن العربي‪.‬‬ ‫‪ - 2‬منطقة ال�صرق العربي‪ :‬وت�صم ال�صودان وم�صر وفل�صطين ولبنان و�صوريا والأردن والعراق‪.‬‬ ‫وبل��غ عدد الموؤ�ص�صات الثقافية الن�صيطة في هذه المنطقة ‪ 878‬موؤ�ص�صة بن�صبة ‪ %51.5‬من‬ ‫مجموع الموؤ�ص�صات النا�صطة ثقافي ًا في البالد العربية‪.‬‬

‫‪ - 4‬منطق��ة الق��رن الإفريقي‪ :‬وت�صم ثالثة اأقط��ار وهي جيبوتي وال�صوم��ال وجزر القمر‪ .‬ول‬ ‫يتج��اوز عدد الموؤ�ص�صات الثقافية النا�صطة في هذه المنطقة ‪ 25‬موؤ�ص�صة‪ ،‬اأي بن�صبة ‪%1.5‬‬ ‫من مجموع الموؤ�ص�صات الثقافية النا�صطة في الوطن العربي‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫‪ - 3‬منطق��ة مجل�س دول التعاون الخليج��ي‪ :‬وت�صم �صبعة اأقطار وهي ال�صعودية واليمن وعمان‬ ‫والإم��ارات والكوي��ت والبحرين وقطر‪ .‬وبلغ ع��دد الموؤ�ص�صات النا�صط��ة ثقافي ًا في هذه‬ ‫المنطقة ‪ 302‬موؤ�ص�صة بن�صبة ‪ %17.7‬من مجموع الموؤ�ص�صات الثقافية النا�صطة في الوطن‬ ‫العربي‪.‬‬


‫‪666‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الح�سور الثقافي للموؤ�س�سات الأجنبية في البالد العربية‬ ‫تبدو الخريطة الثقافية في البالد العربية مفتوحة اأمام ثقافات متنوعة‪ ،‬وتتفاوت قدرات‬ ‫ثقاف��ات ال�صعوب على الح�صور في ال�صاح��ة العربية بتفاوت قدراتها القت�صادية والمعرفية‬ ‫والثقافي��ة‪ .‬و تختلف النظرة اإلى الح�صور الثقافي للموؤ�ص�صات الأجنبية في الدول العربية ما‬ ‫بي��ن تيار عري���س يرى فيها نموذجا اإيجابيا و مطلوبا للتوا�صل بي��ن الثقافات و التعاون بين‬ ‫ال�صعوب و بين تيار �صئيل يبدو فاتر الحما�س اإزاء ال�صفة "الأجنبية" لهذا الح�صور‪.‬‬ ‫وبل��غ عدد ال��دول النا�صطة ثقافي�� ًا في البالد العربي��ة ‪ 6‬دول وهي‪ :‬الولي��ات المتحدة‬ ‫الأميركي��ة‪ ،‬اإيطالي��ا‪ ،‬اإ�صبانيا‪ ،‬فرن�صا‪ ،‬األمانيا‪ ،‬بريطانيا‪ .‬ويبلغ ع��دد الموؤ�ص�صات الثقافية الأجنبية‬ ‫النا�صط��ة في البالد العربية ‪ 97‬موؤ�ص�صة موزعة بين ‪ 93‬ر�صمية و‪ 3‬اأهلية وواحدة خا�صة‪ .‬ويغطي‬ ‫ن�ص��اط ‪ 59‬موؤ�ص�صة منها الحدود القطري��ة للدول العربية و‪ 31‬تن�صط داخ��ل الحدود المحلية‪.‬‬ ‫وت�صتغل ‪ 76‬موؤ�ص�صة منها من خالل مراكز وحيدة موزعة على الأقطار العربية اأو بع�صها‪ ،‬و‪21‬‬ ‫موؤ�ص�ص��ة ت�صتغل من خالل مراك��ز وفروع‪ .‬ويكت�صي الن�صاط الثقافي له��ذه الموؤ�ص�صات مظهراً‬ ‫تخ�ص�صي�� ًا لدى ‪ 50‬موؤ�ص�صة منها‪ ،‬واأ�صكا ًل متنوعة لدى ‪ 47‬موؤ�ص�صة منها‪ .‬وتر�صم ‪ 91‬موؤ�ص�صة‬ ‫لنف�صه��ا في البالد العربية اأهداف�� ًا ثقافية وتربوية‪ .‬وت�صعى ‪ 6‬منها اإل��ى تحقيق منجزات تنموية‪.‬‬ ‫وتعتمد ‪ 45‬موؤ�ص�صة منها على جهودها واإمكاناتها الم�صتقلة في اإنجاز م�صاريعها الثقافية‪ ،‬وتميل‬ ‫‪ 52‬موؤ�ص�صة اإلى التعاون مع بع�س الموؤ�ص�صات الثقافية العربية القطرية لإنجاز هذه الم�صاريع‪.‬‬

‫الح�سور الثقافي الأوروبي في البالد العربية‬ ‫بل��غ عدد الموؤ�ص�صات الأوروبية النا�صطة في البالد العربية ‪ 89‬موؤ�ص�صة ويت�صح بالمقارنة‬ ‫بي��ن ن�صب الح�صور الثقافي ل��كل جن�صية اأوروبية في الأقطار العربي��ة اإ�صهام خ�صو�صية العالقة‬ ‫التاريخي��ة بين بع�س الدول الأوروبي��ة والأقطار العربية في تفاوت نوعية الثقافة الن�صيطة في كل‬ ‫قطر عربي‪ ،‬نتيجة اختالف كثاف��ة الجن�صيات الأوروبية الحا�صرة باختالف المناطق الجغرافية‬ ‫العربية‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫‪ - 1‬الموؤ�ص�صات الثقافي��ة الإ�صبانية‪ :‬وبلغ �صنة ‪ 2007‬عدد الموؤ�ص�صات الإ�صبانية النا�صطة ثقافي ًا‬ ‫ف��ي البالد العربية ‪ 14‬موؤ�ص�ص��ة وكلها ر�صمية حكومية‪ 9 ،‬منها تعم��ل في منطقة المغرب‬ ‫العرب��ي‪ 6 ،‬منه��ا في المغ��رب‪ .‬ون�صاطها قط��ري في معظم الب��الد العربي��ة‪ .‬اأما المغرب‬ ‫والجزائ��ر فقطري ًا ومحلي ًا لتواجد ف��روع في المدن‪ .‬ويكت�صي ن�صاطه��ا طابع ًا تخ�ص�صي ًا‪،‬‬ ‫واأهدافها تربوية لغوية‪ .‬وجهودها في اإنجاز م�صاريعها الثقافية م�صتقلة‪.‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪667‬‬

‫‪ - 2‬الموؤ�ص�ص��ات الثقافية الألمانية‪ :‬بلغ �صنة ‪ 2007‬عدد الموؤ�ص�ص��ات النا�صطة ثقافي ًا في البالد‬ ‫العربي��ة ‪ 15‬موؤ�ص�صة‪ 14 ،‬منها ر�صمي��ة حكومية وواحدة اأهلية‪ .‬ون�صاطها في البالد العربية‬ ‫ف��ي معظم��ه قطري بمراكز وحيدة موزع��ة على ن�صف الدول العربي��ة‪ .‬ويكت�صي ن�صاطها‬ ‫طابع�� ًا تخ�ص�صي ًا مرتبط�� ًا باأهداف تربوية لغوي��ة‪ .‬وتنجز هذه الموؤ�ص�ص��ات م�صاريعها في‬ ‫الأقطار العربية بجهود واإمكانات م�صتقلة‪.‬‬

‫‪ - 3‬الموؤ�ص�ص��ات الثقافي��ة الإيطالية‪ :‬بلغ �صن��ة ‪ 2007‬عدد الموؤ�ص�ص��ات الثقافية التي تعمل في‬ ‫الب��الد العربية ‪ 9‬موؤ�ص�صات وكلها ر�صمية حكومية‪ .‬ون�صاطها قطري يغطي ‪ 9‬مدن بثمانية‬ ‫دول عربي��ة‪ .‬ويكت�صي ن�صاطها طابع ًا تخ�ص�صي�� ًا واأهدافها تربوية لغوية‪ .‬وتعتمد في اإنجاز‬ ‫م�صاريعها على جهودها الم�صتقلة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الموؤ�ص�ص��ات الثقافية البريطانية‪ :‬بلغ �صنة ‪ 2007‬عدد الموؤ�ص�صات الثقافية البريطانية العاملة‬ ‫في البالد العربية للعام ‪ 23‬موؤ�ص�صة وكلها ر�صمية حكومية‪ .‬ون�صاطها قطري وبع�صه محلي‬ ‫يغطي مدن ًا متعددة داخل القطر العربي الواحد‪ .‬ولبع�س هذه المراكز فروع‪ .‬وتقوم باأن�صطة‬ ‫متخ�ص�صة وذات اأهداف تربوية واإمكانات م�صتقلة‪.‬‬

‫‪ - 5‬الموؤ�ص�ص��ات الثقافي��ة الفرن�صية‪ :‬وعددها ‪ 28‬موؤ�ص�صة للع��ام ‪ 2007‬وكلها ر�صمية‪ .‬ويتميز‬ ‫الن�ص��اط الثقافي الفرن�صي ف��ي البالد العربية بكونه في الغال��ب ل يح�صر في مدينة واحدة‬ ‫ويمتد اإلى عدة مدن في القطر الواحد‪ .‬الن�صاط في معظمه متنوع غير متخ�ص�س‪ ،‬والأهداف‬ ‫تربوية والجهود تعاونية ت�صهم فيها بع�س الموؤ�ص�صات الثقافية القطرية في البالد العربية‪.‬‬

‫‪ - 6‬الموؤ�ص�ص��ات الثقافية الأمريكية‪ :‬بل��غ �صنة ‪ 2007‬عدد الموؤ�ص�ص��ات الثقافية الأمريكية في‬ ‫البالد العربية ‪ 8‬موؤ�ص�صات وموزعة كالتالي ‪ 6‬ر�صمية وواحدة اأهلية وواحدة خا�صة‪ .‬وهي‬ ‫موؤ�ص�ص��ات تتميز بالن�صاط في بع���س الأقطار العربية‪ ،‬ومعظمها مراك��ز وفروع ون�صاطها‬ ‫ثقاف��ي متخ�ص�س وثقافي متن��وع واأهدافها تربوية وتنموية‪ .‬وتعتمد م��ع موؤ�ص�صات ثقافية‬ ‫ر�صمية اأو اأهلية اأو خا�صة لتنفيذ م�صاريعها‪.‬‬

‫الح�سور الثقافي فوق الدولي المتعدد الجن�سيات في البالد العربية‬ ‫‪ - 1‬المنظمة الإ�صالمية للتربية والعلوم والثقافة (اإي�صي�صكو)‬ ‫‪ - 2‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (األك�صو)‬

‫‪ - 3‬منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يون�صكو)‬

‫احل�صــاد‬

‫وهو الن�صاط الذي ت�صرف عليه موؤ�ص�صات ثقافية فوق دولية ت�صهم في ت�صييرها جن�صيات‬ ‫دولية متعددة في �صياق تجمع منظم معترف به دولي ًا‪ .‬وهذه الموؤ�ص�صات هي‪:‬‬


‫‪668‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وتعمل هذه المنظمات في العالم العربي من خالل ‪ 37‬موؤ�ص�صة ر�صمية وتغطي اأن�صطتها‬ ‫الح��دود القطري��ة والإقليمي��ة والعربية والأجنبية من خ��الل ‪ 29‬مرك��زاً و‪ 8‬مراكز ذات فروع‬ ‫واأن�صطته��ا متنوعة غير متخ�ص�صة‪ ،‬واأهدافها ثقافية وتربوية وتنموية‪ .‬وتعتمد في م�صاريعها على‬ ‫التعاون مع موؤ�ص�صات اأخرى ر�صمية واأهلية وخا�صة‪.‬‬ ‫فيها ‪:‬‬

‫تتف��اوت اإفادة الخريطة العربية ثقافي ًا من هذه الموؤ�ص�صات باختالف الحقول التي تن�صط‬

‫‪ - 1‬اإي�صي�صك��و‪ :‬وت�ص��م كل ال��دول الإ�صالمي��ة ويغطي ن�صاطه��ا الحدود العربي��ة والإ�صالمية‬ ‫والأجنبي��ة‪ .‬ومقرها في المغ��رب مع مكتب اإقليم��ي بالإمارات ومندوبي��ة بجزر القمر‪،‬‬ ‫واأن�صطتها متنوعة غي��ر متخ�ص�صة‪ ،‬واأهدافها تربوية تنموية‪ ،‬وم�صاريعها تنجز بالتعاون مع‬ ‫موؤ�ص�صات اأخرى‪.‬‬

‫‪ - 2‬األك�صو‪ :‬منظمة ثقافية ر�صمية مكونة من كل الأقطار العربية و مقرها في تون�س‪ .‬وتن�صط من‬ ‫خ��الل ‪ 22‬لجنة وطنية‪ ،‬واأن�صطتها قطرية ت�صرف عليها مراكز وتنجز م�صاريعها باإمكانات‬ ‫م�صتقلة اأو بتعاون مع موؤ�ص�صات اأخرى‪.‬‬

‫‪ - 3‬يون�صكو‪ :‬منظمة ثقافية ر�صمية مكونة من الدول الأع�صاء في الأمم المتحدة‪ .‬وتن�صط عربي ًا‬ ‫م��ن خالل ن�صاط اإقليمي تديره من خالل مراكز موزعة في �صبعة مكاتب‪ :‬لبنان وال�صودان‬ ‫وقطر وفل�صطين والمغرب والأردن وم�صر‪ .‬واأن�صطتها متخ�ص�صة واأهدافها تربوية‪ .‬وتنجز‬ ‫م�صاريعها باإمكانات م�صتقلة اأو بالتعاون مع موؤ�ص�صات اأخرى‪.‬‬

‫احل�صــاد‬


‫اأميدي�شت‬

‫الوحدة الن�شيطة‬

‫برنامج فولبرايت‬

‫(جدول ‪)4‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية الأجنبية‬

‫في البالد العربية (‪)2/1‬‬

‫الهوية‬

‫الجن�شية‬

‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫ر�شمية اأهلية‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫خا�شة اأمريكية اأوروبية محلي قطري اإقليمي عربي‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫دولي‬

‫‪1‬‬

‫الهيكلة‬ ‫مركز مركز‬ ‫وحيد وفروع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫اللجن��ة المغربي��ة الأمريكي��ة للتب��ادل‬ ‫الثقافي والتربوي‬

‫المجال�ض الثقافية البريطانية (‪)22‬‬

‫البيت الألماني في اليمن‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬

‫‪1‬‬

‫‪22‬‬

‫‪1‬‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪15‬‬

‫المراكز الثقافية الفرن�شية (‪)27‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪27‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬

‫‪7‬‬

‫‪22‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬

‫‪5‬‬

‫مراكز جون كينيدي للفنون الأدائية‬

‫المراكز الثقافية الإ�شبانية (‪)14‬‬

‫المركز الأمريكي الليبي‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬

‫احل�صــاد‬

‫مركز كارنيغي لل�شرق الأو�شط‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪669‬‬


‫احل�صــاد‬

‫الوحدة الن�شيطة‬

‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫في البالد العربية (‪)2/2‬‬

‫تابع (جدول ‪)4‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية الأجنبية‬ ‫الهوية‬

‫الجن�شية‬

‫ر�شمية اأهلية خا�شة اأمريكية اأوروبية محلي‬

‫قطري‬

‫اإقليمي‬

‫مو�شع‬

‫عربي‬

‫دولي‬

‫الهيكلة‬

‫المعهد البريطاني اليمني العربي‬

‫مركز‬ ‫وحيد‬

‫‪1‬‬

‫مركز‬ ‫وفروع‬ ‫‪1‬‬

‫المعاهد الثقافية الإيطالية (‪)9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪8‬‬

‫المعهد الفرن�صي لالآثار باليمن‬

‫هيئة ال�صالم الأمريكية‬

‫الوكالة الأمريكية لالإنماء الدولي‬

‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫معاهد جوته (‪)9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

‫المجموع العام‬

‫‪9‬‬

‫‪93‬‬

‫موؤ�ص�صة كونراد اأدناور (‪)5‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪95.8‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪31.9 91.8 8.2‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪60‬‬

‫‪8‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪89‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪76‬‬

‫‪21‬‬

‫‪4‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪21.6 78.3‬‬

‫‪670‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫‪671‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬

‫هوية الموؤ�ش�شات الأجنبية‬ ‫الهوية‬

‫المجموع‬

‫الن�شبة‬

‫ر�صمية‬

‫‪93‬‬

‫‪95.8‬‬

‫اأهلية‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫خا�صة‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )5‬هوية الموؤ�ش�شات الأجنبية‬ ‫اأهلية‬

‫خا�شة‬

‫‪95.8‬‬ ‫ر�شمية‬

‫احل�صــاد‬


‫‪672‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫جن�شية الموؤ�ش�شات الأجنبية‬ ‫الهوية‬

‫المجموع‬

‫الن�شبة‬

‫اأمريكية‬

‫‪8‬‬

‫‪8.2‬‬

‫اأوروبية‬

‫‪89‬‬

‫‪91.8‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )6‬جن�شية الموؤ�ش�شات الأجنبية‬

‫احل�صــاد‬


‫‪673‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬

‫حدود ن�شاط الموؤ�ش�شات الأجنبية‬ ‫المجموع‬

‫الهوية‬

‫الن�شبة‬

‫محلي‬

‫‪31‬‬

‫‪31.9‬‬

‫قطري‬

‫‪59‬‬

‫‪60‬‬

‫اإقليمي‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫عربي‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫دولي‬

‫‪4‬‬

‫‪4‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )7‬حدود ن�شاط الموؤ�ش�شات الأجنبية‬

‫احل�صــاد‬


‫‪674‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫هيكلة الموؤ�ش�شات الأجنبية‬ ‫‪#‬‬

‫المجموع‬

‫الن�شبة‬

‫مركز وحيد‬

‫‪76‬‬

‫‪78.2‬‬

‫مركز وفروع‬

‫‪21‬‬

‫‪21.6‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )8‬هيكلة الموؤ�ش�شات الأجنبية‬

‫احل�صــاد‬


‫(جدول ‪)9‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية الإ�شبانية في البالد العربية‬ ‫الهوية‬

‫الجن�شية‬

‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫معهد �صرفانتي�س بالأردن‬

‫معهد �صرفانتي�س بتون�س ‪ /‬تون�س العا�صمة‬

‫معهد �صرفانتي�س بالجزائر ‪ /‬الجزائر العا�صمة‬

‫معهد �صرفانتي�س بالجزائر ‪ /‬وهران‬

‫معهد �صرفانتي�س ب�صوريا ‪ /‬دم�صق‬

‫معهد �صرفانتي�س بلبنان ‪ /‬بيروت‬

‫معهد �صرفانتي�س بم�صر‪ /‬القاهرة‬

‫معهد �صرفانتي�س بم�صر ‪ /‬الإ�صكندرية‬

‫الهيكلة‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫مركز مركز‬ ‫ر�شمية اأهلية خا�شة عربية دولية محلي قطري اإقليمي عربي دولي‬ ‫وحيد وفروع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫معهد �صرفانتي�س بالمغرب‪ /‬الرباط‬

‫معهد �صرفانتي�س بالمغرب ‪ /‬الدار البي�صاء‪ ،‬مراك�س‬ ‫معهد �صرفانتي�س بالمغرب ‪ /‬فا�س ‪ ،‬طنجة ‪ ،‬تطوان‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪14‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪14‬‬

‫احل�صــاد‬

‫المجموع العام‬ ‫‪7‬‬

‫‪7‬‬

‫‪11‬‬

‫‪3‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪675‬‬


‫احل�صــاد‬

‫الوحدة الن�شيطة‬

‫الهوية‬

‫ر�شمية‬

‫اأهلية‬

‫الجن�شية‬

‫في البالد العربية (‪)2/1‬‬

‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫(جدول ‪)10‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية الألمانية‬ ‫خا�شة‬

‫عربية‬

‫دولية‬

‫محلي قطري اإقليمي مو�شع‬

‫عربي‬

‫دولي‬

‫الهيكلة‬

‫‪1‬‬

‫مركز مركز‬ ‫وحيد وفروع‬

‫معهد جوته بالأردن‬

‫معهد جوته بالإمارات‬

‫معهد جوته بتون�س‬

‫معهد جوته بالجزائر‬

‫معهد جوته ب�صوريا‬

‫معهد جوته بفل�صطين‬

‫معهد جوته بلبنان‬

‫البيت الألماني باليمن‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫معهد جوته بم�صر‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫معهد جوته بالمغرب‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المجموع الفرعي‬ ‫‪10‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪676‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫في البالد العربية (‪)2/2‬‬

‫تابع (جدول ‪)10‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية الألمانية‬ ‫الهوية‬

‫الجن�شية‬

‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫الهيكلة‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫موؤ�ص�صة كونراد اأدناور بالأردن‬

‫موؤ�ص�صة كونراد اأدناور بتون�س‬

‫موؤ�ص�صة كونراد اأدناور بفل�صطين‬

‫موؤ�ص�صة كونراد اأدناور بم�صر‬

‫احل�صــاد‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫الوحدة الن�شيطة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫مركز مركز‬ ‫ر�شمية اأهلية خا�شة عربية دولية محلي قطري اإقليمي مو�شع عربي دولي‬ ‫وحيد وفروع‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫موؤ�ص�صة كونراد اأدناور بالمغرب‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المجموع العام‬ ‫‪14‬‬

‫‪14‬‬

‫‪1‬‬

‫‪14‬‬

‫‪1‬‬

‫‪14‬‬

‫‪1‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪677‬‬


‫احل�صــاد‬

‫الوحدة الن�شيطة‬

‫اأميدي�صت‬

‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫(جدول ‪)11‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية الأمريكية في البالد العربية‬ ‫الهوية‬

‫الجن�شية‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫الهيكلة‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫مركز مركز‬ ‫ر�شمية اأهلية خا�شة عربية دولية محلي قطري اإقليمي مو�شع عربي دولي‬ ‫وحيد وفروع‬

‫برنامج فولبرايت‬

‫اللجنة المغربية الأمريكية‬ ‫للتبادل الثقافي والتربوي‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫مركز جون كينيدي للفنون الأدائية‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫هيئة ال�صالم الأمريكية‬

‫مركز كارنيغي لل�صرق الأو�صط‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫الوكالة الأمريكية لالإنماء الدولي‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المركز الأمريكي الليبي‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المجموع العام‬

‫‪1‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪7‬‬

‫‪678‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫(جدول ‪)12‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية الإيطالية في البالد العربية‬ ‫الهوية‬

‫الجن�شية‬

‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫الهيكلة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫المعهد الثقافي الإيطالي بتون�س‬

‫المعهد الثقافي الإيطالي بالجزائر‬

‫المعهد الثقافي الإيطالي ب�صوريا‪ /‬دم�صق‬

‫المعهد الثقافي الإيطالي بفل�صطين‪ /‬حيفا‬

‫المعهد الثقافي الإيطالي بلبنان ‪� /‬صور‬

‫المعهد الثقافي الإيطالي بليبيا‪ /‬طرابل�س‬

‫المعهد الثقافي الإيطالي بم�صر‪ /‬القاهرة‬

‫احل�صــاد‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المعهد الثقافي الإيطالي بم�صر‪/‬الإ�صكندرية‬

‫الوحدة الن�شيطة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫مركز مركز‬ ‫ر�شمية اأهلية خا�شة عربية دولية محلي قطري اإقليمي مو�شع عربي دولي‬ ‫وحيد وفروع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المعهد الثقافي الإيطالي بالمغرب‪/‬الرباط‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المجموع العام‬

‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪679‬‬


‫(جدول ‪)13‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية البريطانية‬

‫في البالد العربية (‪)2/1‬‬

‫احل�صــاد‬ ‫‪1‬‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بالأردن ‪ /‬عمان‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بالإمارات‪/‬اأبو ظبي‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بالإمارات‪ /‬دبي‪ ،‬ال�صارقة‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بالبحرين‪ /‬المنامة‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني تون�س‪ /‬تون�س العا�صمة‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بالجزائر ‪ /‬الجزائر العا�صمة‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بال�صعودية ‪ /‬الريا�س‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بال�صعودية‪ /‬جدة‪ ،‬الخبر‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بالخرطوم‬

‫الوحدة الن�شيطة‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بعمان ‪ /‬م�صقط‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪9‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫الهيكلة‬ ‫حدود الن�شاط الثقافي‬ ‫الجن�شية‬ ‫الهوية‬ ‫مركز مركز‬ ‫ر�شمية اأهلية خا�شة عربية دولية محلي قطري اإقليمي مو�شع عربي دولي‬ ‫وحيد وفروع‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المجل�س الثقافي البريطاني بقطر‪ /‬الدوحة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المجموع الفرعي‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪13‬‬

‫‪13‬‬

‫‪4‬‬

‫‪11‬‬

‫‪2‬‬

‫‪680‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫الوحدة الن�شيطة‬

‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫في البالد العربية (‪)2/ 2‬‬

‫تابع (جدول ‪)13‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية البريطانية‬ ‫الهوية‬

‫الجن�شية‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫الهيكلة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫مركز مركز‬ ‫ر�شمية اأهلية خا�شة عربية دولية محلي قطري اإقليمي مو�شع عربي دولي‬ ‫وحيد وفروع‬

‫احل�صــاد‬

‫‪1‬‬ ‫المعهد الثقافي البريطاني بالكويت‬ ‫المجل�س الثقافي البريطاني بلبنان‪ /‬بيروت ‪1‬‬ ‫المجل�س الثقافي البريطاني بليبيا‪ /‬طرابل�س ‪1‬‬ ‫المجل�س الثقافي البريطاني بم�صر‪ /‬القاهرة ‪1‬‬ ‫المجل�س الثقافي البريطاني بم�صر‪/‬‬ ‫‪2‬‬ ‫القاهرة‪ ، 2‬الإ�صكندرية‬ ‫المجل�س الثقافي البريطاني بالمغرب‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الرباط‬ ‫المجل�س الثقافي البريطاني بالمغرب‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الدار البي�صاء‬ ‫المجل�س الثقافي البريطاني باليمن‪� /‬صنعاء ‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المعهد البريطاني اليمني العربي‬ ‫‪10‬‬ ‫المجموع الفرعي‬ ‫‪23‬‬ ‫المجموع العام‬ ‫‪3‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪681‬‬


‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫في البالد العربية (‪)2/1‬‬

‫(جدول ‪)14‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية الفرن�شية‬ ‫الهوية‬

‫الجن�شية‬

‫احل�صــاد‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫المركز الثقافي الفرن�صي بموريتانيا ‪ /‬نواك�صوط‬

‫المركز الثقافي الفرن�صي بالجزائر ‪/‬الجزائر العا�صمة‬

‫المركز الثقافي الفرن�صي بالجزائر ‪ /‬عنابة ‪ ،‬ق�صنطينة‬

‫المركز الثقافي الفرن�صي بال�صودان ‪ /‬الخرطوم‬

‫المركز الثقافي الفرن�صي ب�صوريا‪ /‬دم�صق‬

‫الوحدة الن�شيطة‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫المركز الثقافي الفرن�صي ب�صوريا‪/‬حلب‪ ،‬الالذقية‪� ،‬صويدا‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫الهيكلة‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫مركز مركز‬ ‫ر�شمية اأهلية خا�شة عربية دولية محلي قطري اإقليمي مو�شع عربي دولي‬ ‫وحيد وفروع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫المركز الثقافي الفرن�صي بفل�صطين‪ /‬القد�س ال�صرقية‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫المركز الثقافي الفرن�صي بفل�صطين ‪ /‬غزة‪ ،‬رام اهلل‬

‫المركز الثقافي للتعاون اللغوي بالأردن ‪ /‬عمان‬

‫المركز الثقافي الفرن�صي باليمن ‪� /‬صنعاء ‪ ،‬عدن‬

‫المعهد الثقافي الفرن�صي بليبيا ‪ /‬طرابل�س‬

‫المجموع الفرعي‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪8‬‬

‫‪12‬‬

‫‪4‬‬

‫‪682‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫تابع (جدول ‪)14‬‬ ‫الموؤ�ش�شات الثقافية الفرن�شية في البالد العربية (‪)2/2‬‬ ‫الهوية‬

‫الجن�شية‬

‫حدود الن�شاط الثقافي‬

‫الهيكلة‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫المعهد الفرن�صي بالمغرب‪/‬الرباط‬

‫المعهد الفرن�صي بالمغرب‪/‬اأغادير‪،‬‬ ‫مراك�س‬

‫المعهد الفرن�صي بالمغرب‪/‬الدار‬ ‫البي�صاء‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬طنجة‪ ،‬تطوان‬

‫الوحدة الن�شيطة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫مركز مركز‬ ‫ر�شمية اأهلية خا�شة عربية دولية محلي قطري اإقليمي مو�شع عربي دولي‬ ‫وحيد وفروع‬

‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬

‫المعهد الفرن�صي لالآثار باليمن‪/‬‬ ‫�صنعاء‬

‫المعهد الفرن�صي للتعاون بتون�س ‪/‬‬ ‫تون�س العا�صمة‬

‫‪4‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬

‫المعهد الفرن�صي بالمغرب‪/‬فا�س‪،‬‬ ‫مكنا�س‪ ،‬وجدة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪28‬‬

‫‪3‬‬

‫‪9‬‬

‫‪28‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪11‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪23‬‬

‫احل�صــاد‬

‫المجموع الفرعي‬ ‫المجموع العام‬ ‫‪5‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪683‬‬



‫‪685‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬

‫المحور الثالث‬

‫جوائز الإبداع الثقافي العربية‬ ‫تراكم تنق�صه المعايير‬

‫مدخل منهجي‬

‫��د الجوائز الثقافية اأ ّيا كان نوعها ومن اأية جه��ة جاءت اآلية ف ّعالة لمكافاأة التفوق‪ ،‬ول‬ ‫ُت َع ّ‬ ‫ُينك��ر ف�صلها ف��ي تطوير الميادين الممنوحة فيها‪ ،‬فهي تنق��ل اأ�صحابها من مرحلة الجتهاد اإلى‬ ‫مرحلة التميز‪ ،‬وتعطي دافع ًا محفّزاً لالإبداع‪ .‬وبغ�س النظر عما ي�صاحب الجوائز من اعترا�صات‬ ‫ُل�صق بها من حين الن�صاأة اإلى ما بعد المنح‪ ،‬تبقى من ناحية المبد أا و�صيلة‬ ‫و تعليق��ات وانتقادات ت َ‬ ‫ت�صهم في التنمية الثقافية‪ ،‬وتزاوج بين المال والفكر من اأجل و�صع لبنة في البناء الح�صاري‪.‬‬ ‫وم��ن المهم ر�صد معظم الجوائز الثقافية العربي��ة وت�صنيفها وقراءة مدلولتها‪ ،‬لع ّلنا نفي‬ ‫ه��ذه الظاهرة حقها‪ ،‬علم�� ًا اأن الدرا�صات التي تناولت هذه الجوائز ت��كاد تكون منعدمة باللغة‬ ‫العربي��ة‪ ،‬ومر ّد ذلك يتمثل اأ�صا�ص ًا في حداثة جوائ��ز الإبداع الثقافي كظاهرة‪ ،‬بحيث ل يتجاوز‬ ‫عم��ر اأغل��ب الجوائز ب�صعة ع�صر �صن��ة ولم ت�صبح بهذه الكث��رة العددية والوف��رة المالية اإل في‬ ‫الأعوام الأخيرة وتحديداً من بداية الت�صعينيات من القرن المن�صرم‪.‬‬

‫مفهوم الجوائز الثقافية‬

‫ّ‬ ‫المركب الكل��ي الذي ي�صتمل على المعرفة والمعتقد‬ ‫يعرف الثقافة باأنها «ذلك‬ ‫فتايل��ور ِّ‬

‫احل�صــاد‬

‫لع��ل اأول م��ا يثير النتباه ف��ي مو�صوع الجوائ��ز الثقافية هو الم�صطل��ح نف�صه‪ ،‬فمفهوم‬ ‫الثقافة من اأكثر المفاهيم تداو ًل‪ ،‬ولكنه في الوقت نف�صه غير وا�صح المعالم موغل في الغمو�س‬ ‫والإبه��ام ويمتلك تعريف ًا مرن ًا مطاطي ًا يجعل مهمة ال�صتق��راء �صعبة وخا�صة في مجال الجوائز‬ ‫المن�صوب��ة اإلي��ه‪ ،‬وتدلي ً‬ ‫ال على ذلك ناأخ��ذ بع�س تعاريف الثقاف��ة المتداولة كثي��راً لنرى �صبابية‬ ‫الم�صطلح و�صعوبة تطبيقه في درا�صتنا هذه‪.‬‬


‫‪686‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫والف��ن والأدب والأخ��الق والقانون والعرف والق��درات والعادات الأخ��رى‪ ،‬التي يكت�صبها‬ ‫الإن�ص��ان بو�صفه ع�صواً في المجتمع»‪( ،‬معالم على طري��ق تحديث الفكر العربي‪ ،‬معن زيادة‪،‬‬ ‫���س ‪ .)30‬وهو تعريف ع��ام ذو طابع و�صفي ول ّ‬ ‫يقل عنه في �صموليت��ه تعريف كوين�صي رايت‬ ‫ال��ذي يرى الثقافة ذلك «النمو التراكمي للتقنيات والعادات والمعتقدات ل�صعب من ال�صعوب‪،‬‬ ‫يعي���س في حالة الت�صال الم�صتمر بين اأفراده‪ ،‬وينتقل هذا النمو التراكمي اإلى الجيل النا�صئ عن‬ ‫طري��ق الآباء وعبر العمليات التربوية»‪( ،‬المرجع نف�صه)‪ .‬بل ل��و عدنا اإلى التعريف المعتمد من‬ ‫قبل اليوني�صكو فال نجده ي�صاعدنا كثيراً على تحديد مفهوم الثقافة فهو ل يخلو اأي�ص ًا من �صمولية‬ ‫وجاء فيه‪:‬‬ ‫«الثقافة بمعناه��ا الأو�صع هي مجموع ال�صمات الروحي��ة والمادية والفكرية والعاطفية‬ ‫الخا�ص��ة التي تميز مجتمع ًا بعينه اأو فئ��ة اجتماعية بعينها‪ ،‬واأنها ت�صمل الفنون والآداب وطرائق‬ ‫الحي��اة والإنت��اج القت�صادي‪ ،‬كما ت�صم��ل الحقوق الأ�صا�صي��ة لالإن�صان ونظم القي��م والتقاليد‬ ‫والمعتقدات»‪ .‬اإعالن مك�صيكو ب�صاأن الثقافة الفقرة‪�/4/‬س‪ 218‬من الن�س العربي‪.‬‬ ‫فل��و اأخذنا با ّأي من التعريفات ال�صابقة ل�صتوجب منا ذكر اأية جائزة عربية في اأي ميدان‬ ‫كان��ت بو�صفها جائزة ثقافية‪ ،‬لأنها ب�ص��كل اأو اآخر تحمل مدلولت ثقافية وتجد لها مكان ًا في‬ ‫عب��اءة الم�صطلح الف�صفا�صة‪ .‬واأثن��اء عملية البحث عن جوائز الإب��داع الثقافي العربية واجهتنا‬ ‫هذه الإ�صكالية‪ ،‬فكنا نجد جائزة عن ال�صقور (جائزة الأمير تركي بن محمد ل�صباق ال�صقور) اأو‬ ‫عن الت�صوير ال�صوئي اأو حفظ القراآن‪ ،‬و هي جميعها تدخل في �صميم مفهوم الثقافة‪.‬‬ ‫و المالحظ��ة نف�صه��ا نواجهها في مدل��ول الإبداع واإن كان بدرجة اأق��ل فهو في اأب�صط‬ ‫تعريفاته‪« :‬عمل ذهني يقوم به الفرد با�صتخدام قدراته للو�صول اإلى اأفكار جديدة اأو ا�صتعمالت‬ ‫غي��ر ماألوف��ة اأو تف�صيل خبرات محدودة اإلى مالمح مف�صل��ة» (معجم علم النف�س‪ ،‬فاخر عاقل‪،‬‬ ‫�س ‪ ،)75‬وهذه التعميمات التي ت�صوب الم�صطلح ت�ص ِّعب مهمة البحث المو�صوعي‪ ،‬وتحول‬ ‫دون الدقة في اإح�صاء الجوائز وت�صنيفها ودرا�صتها‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫وحت��ى مفهوم الجائزة لي�س جامع ًا مانع ًا كم��ا يتبادر للذهن من اأول وهلة‪ ،‬فحين ًا يختلط‬ ‫ي�صمون التكريم جائزة‬ ‫بمعنى الم�صابقة وحينا اآخر تو�صم الجوائز بالمكافاآت‪ ،‬وفي مرات كثيرة ّ‬ ‫اأو بالعك�س‪ ،‬وكل ذلك ناجم عن عدم دقة الم�صطلح في العالم العربي‪.‬‬

‫لذلك يجب اإيجاد معايي��ر اإق�صاء اأكثر من معايير احتواء حتى ل ينفلت المفهوم وي�صبح‬ ‫من المتع��ذر الإحاطة بالجوائز الثقافية بدل اإمكانية درا�صتها‪ ،‬وهذا ما يدفعنا اإلى ت�صييق مفهوم‬ ‫جوائ��ز الإب��داع الثقاف��ي وح�صرها في المكاف��اآت التي تعط��ى للمتر�صح عن اأث��ر مكتوب في‬ ‫المج��الت الأدبية والعلمي��ة والفكرية‪ ،‬حيث المالحظ اإن معظم الجوائ��ز التي تو�صم بالثقافية‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪687‬‬

‫تميز العالم العربي لالأ�صف هي‬ ‫اأو الإبداعي��ة ل تبعد كثيراً عن هذا التحديد مع مالحظة وجودية ّ‬ ‫غي��اب الأرقام النات��ج عن قلة المعطيات اأو انعدامها مما يجعل اأغل��ب درا�صاتنا ت�صل اإلى نتائج‬ ‫تقريبية قد تختلف مع الواقع لو توفر الإح�صاء ال�صحيح‪.‬‬

‫معايير الإق�صاء‬

‫ف��ي ر�صد جوائز الإبداع الثقافي العربي تث��ور م�صكلة الت�صنيف العلمي‪ ،‬فهناك اأ�صناف‬ ‫من الجوائز لم يتم اإدراجها في الدرا�صة لتوفرها على اأحد معايير الإق�صاء‪ ،‬ون ُْجمل تلك الأ�صناف‬ ‫في ما يلي‪:‬‬ ‫ الجوائ��ز المتوقف��ة‪ ،‬و ت�صم��ل الجوائز التي توقفت فع�� ً‬‫ال اأو غير المنتظم��ة اأو المتاأخرة عن‬ ‫موعده��ا‪ .‬فغي��اب الجائ��زة ل يقدم جواب ًا �صريح ًا ه��ل توقفت اأم تاأخرت (مث��ل جائزة اأبي‬ ‫تمولها موؤ�ص�صة البنك التون�صي‪ ،‬ورغم كونها ثابتة وعريقة بع�س ال�صيء‪،‬‬ ‫القا�صم ال�صابي التي ّ‬ ‫فاإنها تتاأخر اأحيان ًا اأكثر من عامين)‪.‬‬

‫ الجوائز التي تُمنح لمرة واحدة اأو تلك المرتبطة بحدث ما (مثل الجوائز التي اأعلن عنها للر ّد‬‫على الر�صوم الم�صيئة للر�صول �صلى اهلل عليه و�صلم)‪.‬‬

‫ الجوائ��ز العلمية المتخ�ص�ص��ة‪ ،‬وي�صتثنى من ذلك الجوائز التي تك��ون فرع ًا من جائزة كبيرة‬‫كجائ��زة الطب التي تمنحها جائزة الملك في�صل العالمي��ة اأو جائزة الكويت للتقدم العلمي‪،‬‬ ‫فجامع��ات عربية عدة تمتلك جوائز متخ�ص�صة ف��ي الريا�صيات والفيزياء واأبحاث ًا محددة في‬ ‫العل��وم التطبيقية‪ ،‬لم يتم اإدراجها لكونها ل تدخل في مفهوم الإبداع الثقافي بالمعنى الدقيق‬ ‫الذي تم اعتماده‪.‬‬

‫لو تم تفعيله لحتل مكانة متقدمة في خارطة جوائز الإبداع الثقافي العربية ومثال ذلك جائزة‬ ‫قطر لالإبداع الروائي والتي اأعلن عنها �صنة ‪ ،2006‬و ُذكر اأن قيمتها المادية �صوف تكون ثالثة‬ ‫اأ�صعاف جائزة نوبل (اأي ‪ 3‬ماليين دولر) ولكنها لم تر النور!‬

‫احل�صــاد‬

‫ جوائز التعليم وتم ق�صرها على ما ي�صمل مفهوم التربية بالمعنى الوا�صع‪ ،‬اأما الجوائز الممنوحة‬‫من الموؤ�ص�صات التربوية فتم اإغفالها لكونها جوائز تكريمية تمنح على اأ�صا�س �صنوات الخدمة‬ ‫الطويل��ة التي يقدمها المعلم‪ ،‬مع الإ�ص��ارة اإلى اأن هناك جوائز تعليمية يج��در التنويه بها مثل‬ ‫جائ��زة الملكة رانيا للمعلم المتميز‪ ،‬وجائزة �صومان لمعلمي العلوم في المدار�س الأ�صا�صية و‬ ‫الثانوية‪.‬‬ ‫‪ -‬جوائز ُاأعلن عنها و لم تُمنح‪ ،‬وهي تدخل في باب واحد مع الجوائز المتوقفة‪ ،‬مع اأن بع�صها‬


‫‪688‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ جوائز تم�س الثقافة العربية ب�صكل غير مبا�صر تمنحها بلدان اإ�صالمية‪ ،‬مثل جائزة الخط العربي‬‫الت��ي يمنحها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقاف��ة الإ�صالمية بتركيا‪ ،‬فهي نادرة ل تمثل‬ ‫ظاهرة ت�صتدعي الدرا�صة‪ ،‬ولكن يجدر بنا التنبيه عليها‪.‬‬

‫ جوائ��ز قطرية جهوية‪ ،‬فدائرة الم�صتهدفين من خاللها �صيقة مما يجعلها محدودة النت�صار و‬‫تكون في الغال��ب �صئيلة القيمة المادية‪ ،‬ول ي�صح اإطالق �صفة عربية عليها (اأي ي�صمح لبقية‬ ‫الع��رب خارج القط��ر التي انطلقت منه بالم�صارك��ة فيها) كالجوائز الت��ي تمنح في مختلف‬ ‫محافظات م�صر ول ت�صتهدف اأبعد من حدود المحافظة‪ ،‬اأو جائزة محمد محفوظ ب�صفاق�س‪،‬‬ ‫و جائ��زة اأحمد بن عبد ال�صالم بالمهدي��ة التون�صيتين‪ ،‬مع مالحظة اأنه تم اإدراج الجوائز التي‬ ‫ت�ص��در عن محافظات اأو اأقاليم‪ ،‬لكن ي�صمح بالم�صاركة فيها �صواء على الم�صتوى القطري اأم‬ ‫الم�صتوى القومي مثل جائزة اأبها للثقافة‪.‬‬

‫ جوائز ل تتوافر عنها معطيات كاملة ‪،‬على الرغم من اأهمية بع�صها‪،‬و لكن غياب المعلومات‬‫ال��ذي يالزم الكثير من المجالت البحثية في العالم العرب��ي‪ ،‬يجعل من ال�صعب اإعداد قائمة‬ ‫ح�صري��ة للجوائز لهذا تبقى اأعداد الجوائز تقريبية لتع��ذر الإحاطة الدقيقة بها ‪،‬وندرة قواعد‬ ‫البيانات التي تتيح درا�صتها‪.‬‬

‫فاإذا ا�صتثنينا هذه الأ�صناف الثمانية ت�صبح معايير الحتواء اأكثر تحديداً‪ ،‬ونقترب ب�صورة‬ ‫مو�صوعية من مفهوم جوائز الإبداع الثقافي المق�صودة بالدرا�صة‪.‬‬

‫حول معايير منح الجوائز‬

‫احل�صــاد‬

‫تتبنى كل جائزة تعلن عن نف�صها مجموعة معايير محددة تمنحها م�صداقية‪ ،‬وت�صفي عليها‬ ‫�صف��ة المو�صوعية في التقييم‪ ،‬و لعل ال�صروط ال�صتة المفتر�صة في قيام اأية جائزة هي‪ :‬ال�صفافية‪،‬‬ ‫التحرر م��ن الرتباطات‪ ،‬والحد الأدنى من‬ ‫واللت��زام بالمعايير‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬والقيمة المعنوية‪ ،‬و‬ ‫ّ‬ ‫القيم��ة المادية‪ ،‬و لكن بنظرة فاح�صة على مجمل الجوائ��ز العربية فاإن الأمر ل يبدو دائما على‬ ‫ّ‬ ‫المحكمين فيها بدعوى الحيادية وتجنيب لجان‬ ‫هذا النحو‪ .‬فاأغلب الجوائز ل تعلن عن اأ�صماء‬ ‫التحكي��م ال�صغوط و التدخالت‪ .‬ومن ثم يفتح الباب وا�صع�� ًا للت�صكيك في قرارات لجان منح‬ ‫ِّ‬ ‫المحكمي��ن لأن ذلك يك�صب الجائزة م�صداقية‬ ‫الجوائ��ز ‪ ،‬ففي اأرفع الجوائز العالمية يعلن عن‬ ‫اإ�صافية‪ ،‬اإذ يتبين من هذا الإعالن اأنهم من اأهل الخت�صا�س‪ ،‬ويفتح المجال لإبداء الراأي الآخر‬ ‫ولو اإعالمي ًا اإن كانوا غير ذلك اأو ّ‬ ‫�صكك في نزاهتهم‪.‬‬

‫وحتى الم�صطلحات نف�صها بحاجة اإلى تحديد اأدق‪ ،‬فما المق�صود بال�صباب في الجوائز‬ ‫الت��ي تحمل ا�صمه��م؟ اإذ اإن كثيراً من الجوائ��ز الم�صتهدفة هذه الفئة ل ت�صع ح��داً اأق�صى لهذه‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪689‬‬

‫ال�صريحة العمرية فيبق��ى المدلول �صبابي ًا يدفع كثيراً من المعنيين اإلى الإحجام‪ ،‬وكثيراً اأي�ص ًا من‬ ‫غير المعنيين اإلى الإقدام‪ ،‬و�صطر واحد ُيذكر فيه �صرط ال�صن يكون كفي ً‬ ‫ال بو�صع حد لاللتبا�س‪.‬‬ ‫ول تخل��و الجوائ��ز ال�صبابية التي ُح ِّدد فيه��ا عمر الم�صترك من تف��اوت‪ ،‬ففي م�صابقات‬ ‫ال�صباب في جائزة �صلطان العوي�س ي�صترط اأن ل يتجاوز �صن الم�صترك ثالثين عام ًا‪ ،‬لي�صبح ال�صرط‬ ‫اأن يك��ون عمر الم�صترك خم�ص ًا وثالثين �صنة في جائ��زة �صوزان مبارك للبرمجيات لل�صباب‪ ،‬في‬ ‫المخ�ص�صة لمبدعي محافظة المنيا الحد الأق�صى اأربعين �صنة‪.‬‬ ‫حين تجعل جائزة با�صراحيل‬ ‫ّ‬

‫والواق��ع اأن مغزى الجائزة الت�صجيعية يفتر���س اأن ي�صتهدف من هو في مرحلة الجتهاد‬ ‫قدموا اإنتاج ًا ثقافي ًا ومعرفي ًا‬ ‫ُخ�ص�س الجائزة التقديرية لمكافاأة من ّ‬ ‫حتى ل نقول في البدايات‪ ،‬وت َّ‬ ‫ي�صتحق��ون عليه التكريم‪ ،‬و لكن ُيالحظ تداخ��ل ال�صنفين في اأغلب الجوائز‪ ،‬فبع�س من حازوا‬ ‫جائزة الدولة الت�صجيعية من المجل�س الأعلى للثقافة في م�صر مث ً‬ ‫يخولهم �صنهم وعطاوؤهم اأن‬ ‫ال ّ‬ ‫يكون��وا من مر�صحي الجائ��زة التقديرية‪،‬و قد حدث اأن منحت هذه الجائ��زة الت�صجيعية لأدباء‬ ‫�صارفوا على ال�صتين عاما‪ ،‬و كل هذه اللتبا�صات ناجمة عن غياب المعايير الدقيقة الوا�صحة‪.‬‬

‫والأمر نف�صه ينطبق على كل مفا�صل الجائزة‪ ،‬فاإذا قلنا مث ً‬ ‫ال‪( :‬اأن يكون العمل جديداً من‬ ‫نوع��ه) فما تعريف كلمة جديد؟ وهل هو تعريف دقي��ق جامع مانع ‪exhaustive & exclusive‬‬ ‫بحي��ث لو و�صعنا ال�صيء نف�صه محل التقيي��م اأمام ‪� 100‬صخ�س لو�صل الغالبية منهم اإلى الإجابة‬ ‫نف�صها؟» («الجوائز العربية‪ ..‬اأداة مهدرة للتطوير والريادة!»‪ ،‬د‪ .‬عمار بكار‪� ،‬صحيفة القت�صادية‬ ‫الإلكتروني��ة‪ .)2008-04-26 ،‬بل حتى العبارة النمطية الت��ي ت�صتعمل عند حجب جائزة ما‬ ‫المقدمة لم�صتوى نيل الجائزة) تجعلن��ا نت�صاءل عن معايير الحد الأدنى التي‬ ‫(ل ترق��ى الأعمال‬ ‫َّ‬ ‫تجعل العمل مقبو ًل‪ ،‬خ�صو�ص ًا واأن اأغلب الجوائز ت�صترط عدم الطعن في نتائجها فهي حا�صمة‬ ‫ونهائية‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫ولع��ل غي��اب المعايير هذا اأو في حده الأدنى عدم الو�ص��وح وال�صفافية يجعل الكثيرين‬ ‫يرون اأن الجوائز الثقافية العربية «ل تكاد تخرج عن اإطار المجامالت والجتهادات ال�صخ�صية‬ ‫الت��ي تحرم المجتمع القيمة الحقيقية له��ذه الجوائز‪ ،‬فهي ل تخلو من النحياز والتاأثر العاطفي‬ ‫والإقليم��ي في اختي��ار الفائزي��ن» (د‪ .‬عمار بكار‪:‬المرج��ع نف�صه)‪ ،‬وكان يمك��ن تفادي هذه‬ ‫التهامات �ص��واء اأكانت محقة اأم متجنية بال�صفافية والتحديد الوا�صح للمعايير‪ ،‬التي تبعد �صبهة‬ ‫النحيازات وال�صللية‪ ،‬ويمكننا اتخاذ جائزة الملك في�صل العالمية كنموذج يحتذى في احترامها‬ ‫للمعايي��ر فقد حدث اأن ف��از بها اأكثر من ع�صرة علماء �صرعان ما ت��م تتويجهم بعد عدة �صنوات‬ ‫بجائزة نوبل حتى قيل اإن الح�صول على جائزة الملك في�صل اأ�صبح فاأل �صعد لأ�صحابها‪.‬‬


‫احل�صــاد‬

‫ا�شم الجائزة‬

‫(جدول ‪ )1‬جوائز الإبداع الثقافي العربي ح�شب البلدان‬ ‫الجهة المانحة‬

‫المجال‬

‫الأردن‬ ‫موؤ�ص�صة عبدالحميد �صومان ترجمة‬ ‫جائزة عبدالحميد �صومان للترجمة‬ ‫جائزة عبد الحميد �صومان العالمية للقد�س موؤ�ص�صة عبد الحميد �صومان الإبداع الأدبي‬ ‫الثقافة والفنون والآداب‬ ‫وزارة الثقافة‬ ‫جائزة الدولة التقديرية‬ ‫الثقافة والفنون والآداب‬ ‫وزارة الثقافة‬ ‫جائزة الدولة الت�صجيعية‬ ‫اأدب الطفل‬ ‫رابطة الكتاب الأردنيين‬ ‫جائزة خليل ال�صكاكيني‬ ‫�صعر‬ ‫رابطة الكتاب الأردنيين‬ ‫جائزة عبد الرحيم عمر‬ ‫الرواية‬ ‫رابطة الكتاب الأردنيين‬ ‫جائزة غالب هل�صا‬ ‫المقالة ال�صحفية‬ ‫رابطة الكتاب الأردنيين‬ ‫جائزة يعقوب عوي�س‬ ‫الرواية‬ ‫رابطة الكتاب الأردنيين‬ ‫جائزة تي�صير �صبول‬ ‫الدرا�صات و الفكر‬ ‫رابطة الكتاب الأردنيين‬ ‫جائزة الدكتور منيف الرزاز‬ ‫الق�صة الق�صيرة‬ ‫رابطة الكتاب الأردنيين‬ ‫جائزة محمود �صيف الدين الإيراني‬ ‫الفيزياء والجيولوجيا‪،‬‬ ‫جائزة عبد الحميد �صومان للباحثين‬ ‫�صومان‬ ‫عبدالحميد‬ ‫ؤ�ص�صة‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫الريا�صيات والحا�صوب‪،‬‬ ‫العرب ال�صبان‬ ‫العلوم القانونية وال�صرعية‪،‬‬ ‫العلوم الإن�صانية‪ ،‬العلوم‬ ‫الطبية‪ ،‬العلوم الهند�صية‬

‫ال�شنة‬

‫القيمة‬ ‫‪10000 2006‬‬ ‫‪25000 1999‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1985‬‬

‫‪10000 1999‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪500‬‬

‫‪10000 1982‬‬

‫مالحظة‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬

‫العملة‬ ‫دولر‬ ‫دولر‬ ‫دينار‬ ‫دينار‬ ‫دينار‬ ‫دينار‬ ‫دينار‬ ‫دينار‬ ‫دينار‬ ‫دينار‬ ‫دينار‬ ‫دولر‬

‫‪690‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫ا�شم الجائزة‬

‫الجهة المانحة‬

‫رابطة الكتاب الأردنيين‬ ‫الملك عبداهلل الثاني‬

‫جائ��زة اتح��اد الجامعات العربي��ة لأف�صل اتحاد الجامعات العربية‬ ‫بحث علمي‬

‫المجال‬ ‫اأدب‬ ‫اإبداعات فنية‬

‫تربوية علمية‬

‫جائزة عرار الأدبية‬ ‫جائزة الملك عبداهلل الثاني ابن الح�صين‬ ‫لالإبداع‬

‫ال�شنة القيمة العملة مالحظة‬ ‫‪ 500 1981‬دينار الفائز الأول‬ ‫‪ 25000‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 5000‬دولر الفائز الأول‬

‫الإمارات‬ ‫جائزة ال�صارقة للبحث النقدي الت�صكيلي‬ ‫النقدي الت�صكيلي‬

‫اأمانة جائزة ال�صارقة للبحث الإبداع البحثي الت�صكيلي ‪2007‬‬

‫احل�صــاد‬

‫جائزة البردة‬

‫جائزة ال�صارقة لالأدب المكتبي‬

‫‪ 5000‬دولر الفائز الأول‬

‫‪ 70000 2004‬درهم الفائز الأول‬ ‫وزارة الثقاف���ة وال�صب���اب ال�صعر النبطي‪� ،‬صعر‬ ‫الف�صحى في مدح‬ ‫وتنمي�ة المجتم�ع‬ ‫الر�صول ‪ ‬و�صيرته‪ ،‬الخط‬ ‫العربي‪ ،‬الزخرفة‬ ‫‪2003‬‬ ‫في‬ ‫إعالم‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫الثقاف��ة‬ ‫دائ��رة‬ ‫والمن�صورات‬ ‫المكتبي‬ ‫أدب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ال�صارقة‬

‫‪ 5000‬درهم الفائز الأول‬

‫جائزة ابن بطوطة لالأدب الجغرافي‬ ‫‪2003‬‬

‫دار ال�صوي��دي والمرك��ز اأدب الرحلة والموؤلفات‬ ‫العرب��ي ل��الأدب الجغراف��ي الجغرافية العربية‬ ‫والإ�صالمية‬ ‫«ارتياد الآفاق"‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪691‬‬


‫احل�صــاد‬

‫ا�شم الجائزة‬

‫جائزة ال�صارقة للمعوقين المبدعين‬

‫الجهة المانحة‬

‫المجال‬

‫ال�شنة القيمة العملة مالحظة‬ ‫‪ 50000 1996‬درهم الفائز الأول‬

‫‪ 25000 1987‬درهم الفائز الأول‬ ‫اأف�صل بحث عن دولة‬ ‫الإمارات‪ ،‬اأف�صل ابتكار‬ ‫علمي‪ ،‬اأف�صل عمل فني‬ ‫ت�صكيلي‪ ،‬م�صابقات ال�صباب‬

‫�صلطان ب��ن محمد القا�صمي القراآن الكريم‪ ،‬العلوم‪،‬‬ ‫الثقافة‪ ،‬الريا�صة‪،‬‬ ‫حاكم اإمارة ال�صارقة‬ ‫الموؤ�ص�صات‪ ،‬الأ�صرة‬ ‫المثالية‬

‫جائ��زة �صلط��ان العوي�س لالإنج��از الثقافي �صلطان العوي�س‬ ‫والعلمي‬

‫جائزة را�صد بن حميد للثقافة والعلوم‬

‫جائزة ال�صارقة لالإبداع‬

‫ال�صي��خ حمي��د ب��ن را�ص��د الدرا�صات الأدبية‪ ،‬البحث ‪ 250000 1983‬درهم‬ ‫الجتماعي‪،‬الأبحاث‬ ‫النعيمي حاكم عجمان‬ ‫الثقافية والعلمية‬ ‫�صلطان ب��ن محمد القا�صمي الق�صة الق�صيرة وال�صعر‬ ‫والم�صرح والرواية‬ ‫حاكم اإمارة ال�صارقة‬

‫جائزة ال�صارقة للكتاب الإماراتي‬

‫القيمة‬ ‫الكلية‬ ‫‪ 5000‬درهم الفائز الأول‬

‫‪ 15000‬درهم الفائز الأول‬

‫�صلطان ب��ن محمد القا�صمي كاتب محلي‪ ،‬كتاب‬ ‫حاكم اإمارة ال�صارقة‬ ‫موؤلف عن الإمارات‪ ،‬معد‬ ‫اأو مترجم كتاب محلي‬ ‫المو�صوع‪ ،‬كتاب محلي‬ ‫مطبوع في الإمارات‬

‫‪692‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫ا�شم الجائزة‬

‫الجهة المانحة‬

‫�صلطان بن محمد القا�صمي‬ ‫حاكم اإمارة ال�صارقة‬

‫المجال‬

‫التخ�ص�س والتميز في‬ ‫الن�صر‬

‫جائزة ال�صارقة للثقافة العربية – اليون�صكو حكومة ال�صارقة واليون�صكو الأعمال والجهود الفنية‬ ‫والفكرية والترويجية‬

‫جائزة ال�صارقة لتكريم دور الن�صر العربية‬

‫جائزة ال�صارقة لالإبداع‬

‫جائزة ال�صيخ را�صد للتفوق العلمي‬

‫ال�شنة‬

‫القيمة العملة مالحظة‬ ‫‪ 25000‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 20000‬درهم الفائز الأول‬ ‫‪ 5000‬دولر الفائز الأول‬

‫احل�صــاد‬

‫جائزة ال�صحافة العربية‬

‫‪ 30000‬درهم الفائز الأول‬

‫ال�صي��خ محمد ب��ن را�صد اآل ‪ 12‬مجا ًل �صحفي ًا‬ ‫مكتوم‬

‫جائزة ال�صيخ زايد للكتاب‬

‫�صلطان ب��ن محمد القا�صمي الق�صة‪ ،‬ال�صعر‪ ،‬الرواية‪،‬‬ ‫الم�صرحية‪ ،‬اأدب الطفل‪،‬‬ ‫حاكم اإمارة ال�صارقة‬ ‫النقد‬ ‫ال�صي��خ مكتوم ب��ن را�صد اآل العلوم والآداب‬ ‫مكتوم‬

‫‪ 15000‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 7000000‬درهم‬

‫القيمة‬ ‫الكلية‬

‫هيئة اأبوظبي للثقافة والتراث التنمية وبناء الدولة‪ ،‬اأدب‬ ‫الطفل‪ ،‬الموؤلف ال�صاب‪،‬‬ ‫الترجمة‪ ،‬الآداب‪ ،‬الفنون‪،‬‬ ‫اأف�صل تقنية في المجال‬ ‫الثقافي‪،‬الن�صر‪� ،‬صخ�صية‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪693‬‬


‫احل�صــاد‬

‫ا�شم الجائزة‬

‫الجهة المانحة‬

‫المجال‬

‫البحرين‬ ‫جائزة ال�صيخ خليفة بن �صلمان بن حمد اآل مرك��ز معلوم��ات الم��راأة الثقافة ال�صعبية‪،‬‬ ‫الت�صريعات والقوانين‪،‬‬ ‫والطفل‬ ‫خليفة العلمية‬ ‫التن�صئة والتربية‬

‫ال�شنة‬ ‫‪2005‬‬

‫القيمة‬

‫العملة‬

‫مالحظة‬ ‫‪ 5000‬دولر الفائز الأول‬

‫القيمة‬ ‫الكلية‬ ‫‪ 5000‬دينار الفائز الأول‬

‫‪2004‬‬ ‫وزارة ال�صناع��ة والتج��ارة ثمانية ت�صنيفات في‬ ‫جائزة المحتوى الإلكتروني‬ ‫وجمعية البحرين لالإنترنت التكنولوجية المعلوماتية‬ ‫‪ 150000 1998‬دولر‬ ‫جائ��زة يو�ص��ف ب��ن اأحم��د كان��و للتفوق �صرك��ة يو�ص��ف ب��ن اأحم��د المال والقت�صاد‬ ‫والأعمال‪،‬الثقافة‬ ‫كانو‬ ‫والإبداع‬ ‫الإ�صالمية‪ ،‬العلوم والأدب‬

‫جائزة ولي العهد للبحوث العلمية‬

‫الدرا�صات الم�صرحية‬

‫‪ 1000000 1999‬دينار الفائز الأول‬

‫‪ 1000000 2007‬دينار الفائز الأول‬

‫‪1988‬‬ ‫مرك��ز البحري��ن للدرا�صات العلوم الطبيعية‪ ،‬العلوم‬ ‫الهند�صية‪ ،‬العلوم ال�صحية‪،‬‬ ‫والبحوث‬ ‫العلوم القت�صادية‪ ،‬العلوم‬ ‫الجتماعية‬

‫الجزائر‬ ‫جائزة م�صطفى كاتب للدرا�صات الم�صرحية وزارة الثقافة‬

‫جائزة مالك حداد للرواية الجزائرية‬

‫اأح��الم م�صتغانم��ي‪ ،‬رابطة الرواية‬ ‫كتاب الختالف بالجزائر‬

‫‪694‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫ا�شم الجائزة‬

‫جائزة "اأبوليو�س" للرواية‬ ‫جائزة مفدي زكرياء المغاربية‬

‫جائزة اللغة العربية‬

‫الجهة المانحة‬

‫المكتبة الوطنية الجزائرية الرواية‬ ‫الجمعي��ة الثقافية الجاحظية ال�صعر‬ ‫والدي��وان الوطن��ي لح��ق‬ ‫التاأليف والحقوق المجاورة‬

‫المجال‬

‫المجل�س الأعلى للغة العربية اللغة العربية (في علوم‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬في علوم‬ ‫الطب وال�صيدلة‪ ،‬في‬ ‫الترجمة اإلى العربية‪ ،‬في‬ ‫مباحث الل�صانيات‪ ،‬في‬ ‫العلوم القت�صادية)‬

‫ال�شنة‬

‫القيمة‬

‫العملة‬

‫مالحظة‬

‫‪ 100000‬دينار الفائز الأول‬ ‫‪ 500000‬دينار الفائز الأول‬ ‫‪ 130000‬دينار الفائز الأول‬

‫احل�صــاد‬

‫ال�شعودية‬ ‫‪2007‬‬ ‫الإبداع والفنون وباقي‬ ‫جائ��زة الأمي��ر محم��د ب��ن فه��د لالإبداع الأمير محمد بن فهد‬ ‫المجالت المعرفية‬ ‫الثقافي‬ ‫جائزة موؤ�ص�صة الملك عب��د العزيز ورجاله موؤ�ص�ص��ة المل��ك عبدالعزيز اأف�صل البتكارات العلمية ‪ 1020000 2006‬ريال القيمة‬ ‫ورجاله لرعاية الموهوبين الأ�صيلة‬ ‫لرعاية الموهوبين لالإبداع العلمي‬ ‫الكلية‬ ‫جائ��زة خادم الحرمي��ن ال�صريفي��ن الملك مك���تبة المل��ك عبد العزيز الترجمة في العلوم الإن�صانية‪ 133000 2006 ،‬دولر الفائز الأول‬ ‫الترجمة في العلوم الطبيعية‪،‬‬ ‫العامة‬ ‫عبداهلل بن عبدالعزيز العالمية للترجمة‬ ‫الترجمة لجهود الموؤ�ص�صات‬ ‫والهيئات‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪695‬‬


‫احل�صــاد‬

‫ال�شنة القيمة‬ ‫المجال‬ ‫الجهة المانحة‬ ‫ا�شم الجائزة‬ ‫‪200000 2004‬‬ ‫جائزة مجل�س التعاون للبحوث المتميزة مجل���س التع��اون ل��دول العلوم الإن�صانية‪ ،‬العلوم‬ ‫الجتماعية والقت�صادية‪،‬‬ ‫الخليج العربية‬ ‫العلوم الطبيعية والهند�صية‪،‬‬ ‫العلوم المعلوماتية والتقنية‪،‬‬ ‫العلوم الطبية‬ ‫‪25000 2003‬‬ ‫عائلة ال�صيخ محمد بن �صالح ال�صعر‪ ،‬الق�صة والرواية‪،‬‬ ‫جائزة با�صراحيل لالإبداع الثقافي‬ ‫النقد والدرا�صات الأدبية‪،‬‬ ‫با�صراحيل‬ ‫الدرا�صات الإن�صانية‬ ‫والم�صتقبلية‬ ‫اأبحاث علمية حول حماية ‪600000 2002‬‬ ‫جائ��زة عب��داهلل ب��ن عب��د العزي��ز للبحث �صابك‬ ‫البيئة ومكافحة الت�صحر‬ ‫العلمي‬ ‫وال�صناعات البتروكيماوية‬ ‫و تقنية المياه‬ ‫‪100000 2002‬‬ ‫علوم و تكنولوجيا‬ ‫جائ��زة البن��ك الإ�صالم��ي للتنمي��ة للعلوم البنك الإ�صالمي للتنمية‬ ‫والتكنولوجيا‬ ‫غير‬ ‫الأمير مقرن بن عبد العزيز العلوم ال�صرعية‪ ،‬الآداب ‪1995‬‬ ‫المنورة للبحث العلمي‬ ‫جائزة المدينة‬ ‫ّ‬ ‫والعلوم الإن�صانية‪ ،‬العلوم‬ ‫محدد‬ ‫البحتة والتطبيقية‬ ‫جائ��زة اأمي��ن مدن��ي ‪ :‬للبحث ف��ي تاريخ اأبناء �صاحب الجائزة ونادي البحث في تاريخ الجزيرة ‪15000 1989‬‬ ‫العربية وجغرافيتها‬ ‫المدينة الأدبي‬ ‫الجزيرة العربية‬ ‫والدرا�صات المتعلقة بها‬

‫العملة مالحظة‬ ‫ريال الفائز الأول‬

‫دولر الفائز الأول‬

‫ريال الفائز الأول‬

‫دولر الفائز الأول‬

‫دولر الفائز الأول‬

‫‪696‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫ا�شم الجائزة‬ ‫جائزة اأبها للثقافة‬

‫الجهة المانحة‬ ‫الأمير خالد الفي�صل‬

‫جائ��زة الملك فهد للت�صمي��م والبحث في الملك فهد بن عبد العزيز‬ ‫العمارة الإ�صالمية‬

‫جائزة الملك في�صل العالمية‬

‫المجال‬ ‫الإنتاج الأدبي‪،‬البحوث‬ ‫والدرا�صات‬ ‫البحث والت�صميم في‬ ‫العمارة الإ�صالمية‬

‫موؤ�ص�ص��ة المل��ك في�ص��ل خدمة الإ�صالم‪ ،‬الدرا�صات‬ ‫الإ�صالمية‪ ،‬اللغة العربية‬ ‫الخيرية‬ ‫والأدب‪ ،‬الطب‪ ،‬العلوم‬

‫ال�شنة القيمة العملة‬ ‫‪ 250000 1987‬ريال‬

‫مالحظة‬ ‫القيمة‬ ‫الكلية‬ ‫‪ 50000 1986‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 200000 1979‬دولر الفائز الأول‬

‫‪ 200000‬ريال الفائز الأول‬

‫ال�صنة النبوية والدرا�صات‬ ‫الإ�صالمية المعا�صرة‬

‫جائ��زة الأمير �صلط��ان بن �صلم��ان للتراث الأمي��ر �صلطان بن �صلمان بن م�صروع التراث العمراني‪،‬‬ ‫عبدالعزيز‬ ‫العمراني‬ ‫الحفاظ على التراث‬ ‫العمراني‪ ،‬بحوث التراث‬ ‫العمراني‬

‫احل�صــاد‬

‫جائزة الأمير نايف بن عب��د العزيز العالمية الأمير نايف بن عبد العزيز‬ ‫لل�صن��ة النبوي��ة والدرا�ص��ات الإ�صالمي��ة‬ ‫المعا�صرة‬ ‫جائزة المراعي‬ ‫�صركة المراعي المحدودة‬

‫‪ 340000‬ريال‬

‫العالم المتميز‪ ،‬العمل‬ ‫الإبداعي‪ ،‬الأبحاث‬ ‫العلمية للن�صاء‬

‫القيمة‬ ‫الكلية‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪697‬‬


‫احل�صــاد‬

‫ا�شم الجائزة‬

‫الجهة المانحة‬

‫المجال‬

‫جائ��زة الأمي��ر �صلم��ان ب��ن عب��د العزي��ز الأمير �صلمان بن عبد العزيز تاريخ الجزيرة العربية‬ ‫لدرا�صات تاريخ الجزيرة العربية‬

‫جائزة البح��ث العلمي في منظمة العوا�صم منظم��ة العوا�ص��م والم��دن بحوث علمية في العمارة‬ ‫الإ�صالمية‬ ‫الإ�صالمية‬ ‫جائزة دارة الملك عبدالعزيز لأف�صل وثيقة دارة الملك عبد العزيز‬

‫ال�شنة القيمة العملة‬ ‫‪ 180000‬ريال‬

‫مالحظة‬ ‫القيمة‬ ‫الكلية‬

‫‪ 10000‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 10000‬ريال الفائز الأول‬

‫جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج مكت��ب التربية العربي لدول التجارب والم�صروعات‪،‬‬ ‫البحوث والدرا�صات‪،‬‬ ‫الخليج‬ ‫التاأليف والن�صر في‬ ‫المجال التربوي‬

‫وثائق متعلقة بتاريخ‬ ‫ال�صعودية‬

‫‪ 100000‬ريال الفائز الأول‬

‫‪ 20000‬دولر الفائز الأول‬

‫جائزة الفرقان لتحقيق التراث المخطوط موؤ�ص�ص��ة الفرق��ان للت��راث القراآن الكريم وعلومه‪،‬‬ ‫الفقه واأ�صوله‪ ،‬التاريخ‪،‬‬ ‫الإ�صالمي‬ ‫العلوم في الإ�صالم‬ ‫ع�صرة مجالت علمية‬ ‫واأدبية و ثقافية‬

‫جائزة الأديب ال�صوداني الطيب �صالح‬

‫ال�شودان‬ ‫جائ��زة ال�صهي��د الزبي��ر لالإب��داع والتمي��ز موؤ�ص�صة ال�صهيد زبير‬ ‫العلمي‬

‫‪ 19000000 1998‬دينار القيمة‬ ‫الكلية‬ ‫‪ 2500‬جنيه الفائز الأول‬

‫مرك��ز عبدالكري��م ميرغني الرواية‬ ‫الثقافي‬

‫‪698‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫ا�شم الجائزة‬

‫الجهة المانحة‬

‫المجال‬

‫ال�شنة‬

‫القيمة‬

‫العملة‬

‫مالحظة‬ ‫القيمة‬ ‫الكلية‬

‫جائزة معر�س الكويت للكتاب‬

‫جائزة الإنتاج العلمي‬

‫جائزة د‪� .‬صعاد ال�صباح لالإبداع الفكري‬

‫القيمة‬ ‫الكلية‬

‫للتق��دم اأح�صن كتاب في مجالت‬ ‫موؤ�ص�ص��ة الكوي��ت‬ ‫ّ‬ ‫العلمي‬ ‫متنوعة‬ ‫للتق��دم �صتة مجالت علمية‬ ‫موؤ�ص�ص��ة الكوي��ت‬ ‫ّ‬ ‫العلمي‬ ‫واإن�صانية و اجتماعية‬ ‫الدكت��ورة �صع��اد محم��د ال�صعر‪ ،‬الم�صرح العربي‪،‬‬ ‫ال�صباح‬ ‫الرواية‪ ،‬الدرا�صة‬

‫الكويت‬ ‫جائزة عبد العزيز �صع��ود البابطين لالإبداع موؤ�ص�ص��ة جائزة عب��د العزيز لالإبداع في مجال ال�صعر‪ 120000 1989 ،‬دولر‬ ‫�صع��ود البابطي��ن لالإب��داع في مجال نقد ال�صعر‪،‬‬ ‫ال�صعري‬ ‫اأف�صل ديوان �صعر‪ ،‬اأف�صل‬ ‫ال�صعري‬ ‫ق�صيدة‬ ‫للتق��دم العلوم الأ�صا�صية‪،‬‬ ‫موؤ�ص�ص��ة الكوي��ت‬ ‫للتقدم العلمي‬ ‫‪ 150000 1976‬دينار‬ ‫ّ‬ ‫جائزة موؤ�ص�صة الكويت ّ‬ ‫العلوم التطبيقية‪ ،‬العلوم‬ ‫العلمي‬ ‫القت�صادية والجتماعية‪،‬‬ ‫الفنون والآداب‪،‬التراث‬ ‫العلمي العربي والإ�صالمي‬

‫‪ 5000‬دينار الفائز الأول‬ ‫‪ 10000‬دينار الفائز الأول‬ ‫‪ 48000‬دولر القيمة‬ ‫الكلية‬ ‫‪ 3000‬دولر الفائز الأول‬

‫احل�صــاد‬

‫جائ��زة عب��داهلل مب��ارك ال�صب��اح لالإبداع الدكت��ورة �صع��اد محم��د مجالت علمية‬ ‫ال�صباح‬ ‫العلمي‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪699‬‬


‫احل�صــاد‬

‫ا�شم الجائزة‬

‫جائزة بيت المقد�س للعلماء ال�صبان‬

‫الجهة المانحة‬

‫مجمع البحوث الإ�صالمية‬

‫المجال‬

‫ال�شنة‬

‫القيمة‬

‫العملة‬

‫جائزة المغرب العربي لالإبداع الثقافي‬

‫مالحظة‬

‫اتحاد المغرب العربي‬

‫جائزة ال�صتحقاق الكبرى‬

‫جائزة المغرب للكتاب‬

‫اأي مجال له عالقة ببيت‬ ‫المقد�س وفي اأي من‬ ‫الدرا�صات الإ�صالمية‬

‫‪ 200000 2006‬درهم الفائز الأول‬

‫اأحد فروع الدرا�صات‬ ‫الإ�صالمية قراآنية واأ�صولية‬ ‫وفقهية اأو غيرها مما‬ ‫يرتبط بالعلوم ال�صرعية‬ ‫الثقافة والفكر‬

‫وزارة ال�صوؤون الثقافية‬ ‫وزارة ال�صوؤون الثقافية‬

‫جائزة الح�صن الثاني للمخطوطات‬

‫جائزة الأدباء ال�صباب‬

‫المغرب‬ ‫جائزة محم��د ال�صاد�س للفكر والدرا�صات الملك محمد ال�صاد�س‬ ‫الإ�صالمية‬

‫‪1992‬‬

‫الثقافة‪ ،‬العلوم‪ ،‬الآداب‬ ‫الآداب والفنون‪ ،‬العلوم‪،‬‬ ‫الترجمة‬

‫وزارة ال�صوؤون الثقافية‬ ‫اتحاد كتاب المغرب‬

‫‪ 6000‬درهم الفائز الأول‬

‫درهم الفائز الأول‬ ‫‪1986‬‬

‫‪ 70000 1974‬درهم الفائز الأول‬ ‫‪1969‬‬

‫الوثائق الر�صمية والوثائق‬ ‫ال�صخ�صية‬ ‫ال�صعر‪ ،‬الرواية‪ ،‬الق�صة‪،‬‬ ‫الم�صرح‬

‫‪700‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫ا�شم الجائزة‬

‫الجهة المانحة‬

‫المجال‬

‫ال�شنة‬

‫القيمة‬

‫العملة‬

‫مالحظة‬

‫‪ 60000‬درهم الفائز الأول‬ ‫التلفزة‪ ،‬الإذاعة‪ ،‬ال�صحافة‬ ‫ملك المغرب‬ ‫الجائزة الوطنية الكبرى لل�صحافة‬ ‫المكتوبة والإلكترونية‪،‬‬ ‫الوكالة‪ ،‬ال�صورة‪ ،‬التكريمية‬ ‫(�صخ�صية اإعالمية)‬ ‫اليمن‬ ‫‪2003‬‬ ‫رئي�س الجمهورية اليمني مجالت اإبداعية‬ ‫جوائز رئي�س الجمهورية لل�صباب‬ ‫‪ 1500000 1996‬ريال الفائز الأول‬ ‫جائ��زة المرحوم الحاج‪ /‬هائ��ل �صعيد اأنعم موؤ�ص�ص��ة ال�صعي��د للعل��وم ثمانية مجالت علمية‬ ‫واأدبية‬ ‫والثقافة‬ ‫للعلوم والآداب‬ ‫موؤ�ص�صة العفيف الثقافية‬ ‫جائزة العفيف الثقافية‬ ‫العلوم الإن�صانية والجتماعية‪ 50000 1996 ،‬دولر الفائز الأول‬ ‫الآداب والفنون‪ ،‬العلوم‬ ‫التطبيقية والتكنولوجيا‬

‫تون�ض‬

‫جائزة رئي�س الجمهورية العالمية للدرا�صات وزارة ال�صوؤون الدينيةّ‬ ‫الإ�صالمية‬

‫‪ 25000 1999‬دينار الفائز الأول‬

‫اإبراز ال�صورة الم�صرقة للدين ‪ 30000 2003‬دينار الفائز الأول‬ ‫الإ�صالمي‪ ،‬اإبراز الفكر‬ ‫الجتهادي الموؤمن بالحوار‬ ‫والتفتح‬

‫احل�صــاد‬

‫جائزة الت�صامن العالمية لرئي�س الجمهورية وزارة ال�ص��وؤون الجتماعية مجالت التميز على‬ ‫ال�صعيد العلمي واأهل‬ ‫والت�صامن‬ ‫الفكر والثقافة والفن‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪701‬‬


‫احل�صــاد‬

‫ا�شم الجائزة‬

‫الجهة المانحة‬

‫المجال‬

‫مقالة اجتماعية و اقت�صادية‬

‫الإعالم المكتوب‪،‬‬ ‫جائ��زة اأف�ص��ل اإنتاج اإعالمي ح��ول المراأة منظمة المراأة العربية‬ ‫الإعالم الم�صموع اأو‬ ‫العربية‬ ‫المرئي اأو الإلكتروني‬ ‫المنظم��ة العربي��ة للتربي��ة الح�صارة العربية الإ�صالمية‬ ‫الجائزة التقديرية للثقافة العربية‬ ‫واأثرها في الح�صارة‬ ‫والثقافة والعلوم‬ ‫الإن�صانية‬ ‫البنك المركزي التون�صي اأعمال اأبو القا�صم ال�صابي‪،‬‬ ‫جائزة اأبي القا�صم ال�صابي للثقافة‬ ‫اأبحاث حول الق�صيدة‬ ‫العربية‬ ‫مجال التعليم وتعزيز‬ ‫جائزة اليون�صكو لتعليم حقوق الإن�صان اليوني�صكو‬ ‫حقوق الإن�صان‬

‫جائزة اأف�صل مقال من ال�صباب والطلبة من البنك الدولي‬ ‫البنك الدولي‬

‫جائزة رئي�س الجمهورية لل�صباب ‪ -‬جائزة رئي�س الجمهورية التون�صية اأف�صل الأعمال في‬ ‫مجالت التطوع‬ ‫علي البلهوان‬ ‫والت�صامن والعلوم والثقافة‬

‫جائ��زة رئي�س الجمهوري��ة للبحث العلمي رئي�س الجمهورية التون�صية قطاع التكنولوجيا‬ ‫والتكنولوجيا‬

‫ال�شنة القيمة العملة مالحظة‬ ‫‪ 10000 1999‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 20000 1995‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪1994‬‬

‫‪ 8000‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 10000 1978‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 5000‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 18000‬دينار‬

‫القيمة‬ ‫الكلية‬

‫‪702‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫ا�شم الجائزة‬

‫الجهة المانحة‬

‫احل�صــاد‬

‫رئي�س الجمهورية‬ ‫�صركة كومار للتاأمين‬

‫المجال‬ ‫الفكر والثقافة‬ ‫الرواية‬

‫جائزة ‪ 7‬نوفمبر لالإبداع‬ ‫جوائز كومار لالإبداع الروائي‬ ‫�شوريا‬ ‫جائزة اأبي خليل القباني للم�صرح‬ ‫جائزة زكريا تامر للق�صة الق�صيرة‬ ‫جائزة بديع حقي للرواية‬ ‫جائزة �صكري في�صل للنقاد ال�صباب‬ ‫جائزة �صليمان العي�صى لل�صعر‬ ‫جائزة دار الفكر لالإب�داع والنقد الأدبي‬ ‫جائزة نبيل طعمة الإبداعية‬ ‫الكتابة الم�صرحية‬ ‫الق�صة الق�صيرة‬ ‫الرواية‬ ‫النقد الأدبي‬ ‫ال�صعر‬ ‫الإبداع و النقد الأدبي‬ ‫الق�صة الق�صيرة‬

‫وزارة الثقافة‬ ‫وزارة الثقافة‬ ‫وزارة الثقافة‬ ‫وزارة الثقافة‬ ‫وزارة الثقافة‬ ‫دار الفكر – دم�صق‬ ‫اتحاد الكت��اب العرب ودار‬ ‫ال�صرق‬ ‫وزارة التراث والثقافة‬

‫جائزة ال�صلطان قابو�س لالإبداع الثقافي‬ ‫فل�شطين‬

‫جائزة القطان التقديرية‬

‫ُعمان‬ ‫الآداب‪ ،‬الفنون‬

‫موؤ�ص�صة عبد المح�صن‬ ‫القطان‬

‫ال�شنة‬

‫القيمة‬

‫العملة‬

‫مالحظة‬ ‫‪ 5000‬دينار الفائز الأول‬ ‫‪100000 2007‬‬ ‫‪100000 2007‬‬ ‫‪100000 2007‬‬ ‫‪100000 2007‬‬

‫ليرة‬ ‫ليرة‬ ‫ليرة‬ ‫ليرة‬ ‫ليرة‬ ‫دولر‬ ‫ليرة‬

‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫الفائز الأول‬ ‫القيمة الكلية‬

‫‪ 3000‬دولر الفائز الأول‬

‫‪ 25000‬دينار القيمة الكلية‬

‫‪400000‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪100000 2007‬‬

‫الأعمال المتميزة التي لها ‪2005‬‬ ‫اأثر على الم�صهد الثقافي‬ ‫اأو الفني في فل�صطين‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪703‬‬


‫احل�صــاد‬

‫ا�شم الجائزة‬

‫جائزة النجاح لالأبحاث‬

‫الجهة المانحة‬

‫جامعة النجاح الوطنية‬

‫المجال‬

‫تمنح للباحثين من الكليات‬ ‫الجامعية الإن�صانية‪ ،‬للباحثين‬ ‫من الكليات الجامعية العلمية‬

‫‪ 500‬دولر الفائز الأول‬

‫‪ 500‬دولر الفائز الأول‬

‫ال�شنة القيمة العملة مالحظة‬ ‫‪ 5000 2005‬دولر الفائز الأول‬

‫جائزة ال�صهيد غ�صان كنفاني لل�صرد‬

‫‪2005‬‬

‫تجم��ع الأدب��اء والكت��اب ال�صرد الق�ص�صي‬ ‫ّ‬ ‫الفل�صطينيين‬

‫جائزة ال�صهيد كمال نا�صر لل�صعر‬

‫جائ��زة ال�صهي��د ناج��ي العل��ي لل�صحاف��ة تجم��ع الأدب��اء والكت��اب ال�صحافة والأبحاث‬ ‫ّ‬ ‫والفنون‬ ‫الفل�صطينيين‬ ‫والأبحاث والفنون‬

‫‪2005‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪ 500‬دولر الفائز الأول‬

‫‪ 250000‬ريال الفائز الأول‬

‫ال�صي��خ حمد ب��ن خليفة اآل �صتة مجالت علمية و‬ ‫فكرية و اجتماعية‬ ‫ثاني‬

‫تجم��ع الأدب��اء والكت��اب ال�صعر‬ ‫ّ‬ ‫الفل�صطينيين‬

‫قطر‬ ‫جائزة الدولة التقديرية‬

‫جائزة الدولة الت�صجيعية‬

‫‪ 50000‬ريال الفائز الأول‬ ‫‪ 100000‬ريال الفائز الأول‬

‫ال�صي��خ حمد ب��ن خليفة اآل تمنح للباحثين والمبدعين‬ ‫الواعدين من ذوي العطاء‬ ‫ثاني‬ ‫المتميز‬

‫جائ��زة ال�صي��خ علي ب��ن عب��د اهلل اآل ثاني اأمانة جائ��زة ال�صيخ علي بن العلوم ال�صرعية والفكر‬ ‫الإ�صالمي‬ ‫عبد اهلل اآل ثاني العالمية‬ ‫العالمية‬

‫‪704‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫ا�شم الجائزة‬

‫لبنان‬ ‫جائزة الإبداع العربي‬

‫الجهة المانحة‬

‫المجال‬

‫ال�شنة‬

‫القيمة‬

‫العملة‬

‫مالحظة‬

‫الجائزة الدولية للرواية العربية‬

‫موؤ�ص�صة الفكر العربي‬

‫جائزة «بوكر» الأدبية وموؤ�ص�صة الرواية‬ ‫الإم��ارات ومعه��د وايدنفيلد‬ ‫للحوار ال�صتراتيجي‬

‫جائزة �صمير ق�صير لحرية ال�صحافة‬

‫الإبداع العلمي والتقني ‪ 50000 2007‬دولر الفائز الأول‬ ‫والقت�صادي والمجتمعي‬ ‫والأدبي والأدبي‬ ‫والإعالمي والفني‬ ‫‪ 50000 2007‬دولر الفائز الأول‬

‫‪2006‬‬

‫ليرة الفائز الأول‬

‫‪ 1500‬يورو الفائز الأول‬

‫بعث��ة المفو�صي��ة الأوروبية‪ ،‬تحقيق اأو تعليق �صحفي‬ ‫موؤ�ص�صة �صمير ق�صير‬

‫جائزة لبنان لالإبداع‬

‫جائزة م�صطفى زيوم للعلوم النف�صية‬

‫العلمية والأدبية والثقافية ‪50000000 2001‬‬ ‫اأف�صل كتاب علم نف�س‪1992 ،‬‬ ‫اأف�صل بحث للعلوم النف�صية‬

‫اللجنة ال�صعبية الدولية لجائزة الدفاع عن حقوق الإن�صان ‪ 250000 1988‬دولر الفائز الأول‬ ‫ودعم ال�صالم في العالم‬ ‫القذافي لحقوق الإن�صان‬

‫موؤ�ص�صة مخزومي‬

‫مركز الدرا�صات النف�صية‬

‫ليبيا‬ ‫جائزة القذافي لحقوق الإن�صان‬

‫احل�صــاد‬

‫جائزة الفاتح التقديرية‬

‫مجل�س الثقافة‬

‫الفنون‪ ،‬التراث‪ ،‬الآداب‪،‬‬ ‫اأدب الطفل‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪705‬‬


‫احل�صــاد‬

‫ا�شم الجائزة‬

‫جائزة الفاتح الت�صجيعية‬

‫م�شر‬

‫الجهة المانحة‬

‫مجل�س الثقافة‬

‫المجال‬

‫الفنون‪ ،‬التراث‪ ،‬الآداب‪،‬‬ ‫اأدب الطفل‬

‫ال�شنة‬

‫القيمة‬

‫العملة‬

‫جائزة �صوزان مبارك للبرمجيات‬ ‫والإنترنت‬

‫جائزة مبارك‬

‫جائزة الدولة للتفوق‬

‫مالحظة‬

‫المجل�س الأعلى للثقافة‬ ‫المجل�س الأعلى للثقافة‬

‫جائزة الدولة الت�صجيعية‬

‫‪2006‬‬

‫الآداب والفنون والعلوم‬ ‫الجتماعية‬ ‫الفنون والآداب والعلوم‬ ‫الجتماعية‬

‫المجل�س الأعلى للثقافة‬

‫جائزة د‪ .‬غازي عو�س اهلل الثقافية للواعدين �صالون د‪ .‬غازي عو�س اهلل ال�صعر ‪ -‬الق�صة ‪-‬‬ ‫الرواية‪ -‬الم�صرح‬ ‫الثقافي العربي‬ ‫في الإبداع الأدبي‬

‫المرك��ز الإقليم��ي لتكنولوجيا الت�صميم والتنفيذ والإخراج ‪ 10000 2001‬جنيه الفائز الأول‬ ‫المعلوم��ات وهند�ص��ة البرامج‪ ،‬والبحث والكتابة واإبداع‬ ‫المجل���س الم�ص��ري لكت��ب واإنتاج البرمجيات وتطبيقات‬ ‫الأطفال‬ ‫الإنترنت باللغة العربية‬ ‫‪ 200000 1999‬جنيه الفائز الأول‬ ‫‪ 50000 1999‬جنيه الفائز الأول‬ ‫‪ 20000 1999‬جنيه الفائز الأول‬

‫الفنون والآداب والعلوم‬ ‫الجتماعية والعلوم‬ ‫القت�صادية و القانونية‬

‫‪706‬‬ ‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬


‫ا�شم الجائزة‬

‫جائزة الدولة التقديرية‬

‫الجهة المانحة‬

‫المجل�س الأعلى للثقافة‬

‫جوائز اتحاد ك ّتاب م�صر‬

‫المجال‬

‫الفنون والآداب والعلوم‬ ‫الجتماعية‬

‫اتحاد ك ّتاب م�صر‬

‫جائزة �صوزان مبارك لأف�صل كتاب لالأطفال المجل���س الم�ص��ري لكت��ب الكتابة والر�صم والن�صر‬ ‫لالأطفال‬ ‫الأطفال‬ ‫الإبداع الثقافي لمبدعي‬ ‫جائ��زة ال�صاع��ر الأدي��ب عب��د اهلل محمد جامعة المنيا‬ ‫العالم العربي‬ ‫با�صراحيل للثقافة والإبداع‬ ‫اأدب‬ ‫اتحاد ك ّتاب م�صر‬ ‫جائزة نجيب محفوظ لالأدب العربي‬

‫التراجم وال�صير‪ ،‬الق�صة‬ ‫الق�صيرة‪ ،‬النقد الأدبي‪،‬‬ ‫تاأليف كتاب‬

‫ال�شنة القيمة العملة مالحظة‬ ‫‪ 100000 1998‬جنيه الفائز الأول‬ ‫‪ 10000 1998‬جنيه الفائز الأول‬ ‫‪ 30000 1990‬ريال الفائز الأول‬ ‫‪ 10000‬دولر الفائز الأول‬ ‫‪ 10000‬جنيه الفائز الأول‬

‫الرواية – الق�صة الق�صيرة‬

‫‪ 100000‬جنيه الفائز الأول‬ ‫‪ 100.000 2005‬جنيه الفائز الأول‬

‫المجل���س الأعل��ى لل�صوؤون درا�صات اإ�صالمية‬ ‫جائزة مبارك للدرا�صات الإ�صالمية‬ ‫الإ�صالمية بوزارة الأوقاف‬ ‫جائزة موؤ�ص�صة �صاوير�س لالأدب الم�صري موؤ�ص�صة �صاوير�س‬

‫احل�صــاد‬

‫موريتانيا‬ ‫جائزة �صنقيط‬

‫‪ 5000000 1999‬اأوقية الفائز الأول‬

‫وزارة الثقافة‪ ،‬وزارة التعليم الآداب والفنون‪ ،‬العلوم‬ ‫والتقنيات‪ ،‬الدرا�صات‬ ‫العالي‬ ‫الإ�صالمية‬

‫احل�ساد الثقافـي‬ ‫‪707‬‬


‫‪708‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫قراءة في خارطة الجوائز العربية‬

‫تبع ًا لمعايير الإق�صاء المعتمدة في هذه الدرا�صة‪ ،‬وفي �صوء المالحظات النقدية الواردة‬ ‫حول الجوائز في العالم العربي‪ ،‬نقدم في ما يلي مقاربة اأولية لأبرز الجوائز الإبداعية العربية‪ ،‬من‬ ‫حي��ث اأنواع الجوائز‪ ،‬وارتباطها بالظروف والدواف��ع الوطنية‪ ،‬والتوزع الجغرافي‪ ،‬والجهات‬ ‫المانحة ون�صبة الجوائز المتميزة‪ ،‬ودور الجوائز في تنمية الثقاقة العربية وتحفيزها نحو الإبداع‬ ‫الحقيق��ي والمثمر‪ ،‬بم��ا يف�صي اإلى رفع م�صتوى المجتمع العرب��ي ككل‪ ،‬من خالل الإفادة من‬ ‫الكفاءات الكامنة فيه‪ ،‬وت�صجيع ال�صباب خا�صة على الإنتاج الفكري المبدع‪.‬‬

‫جغرافيا الجوائز‬ ‫(�شكل بياني ‪ )2‬عدد جوائز الإبداع الثقافي في كل دولة عربية‬

‫احل�صــاد‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪709‬‬

‫تتفوق ال�صعودية وهي الدولة الأكبر جغرافي ًا و�صكاني ًا في دول مجل�س التعاون الخليجي‪،‬‬ ‫على جميع البلدان العربية باأكثر من ‪ 20‬جائزة اأي ما يمثل ‪ % 15.87‬من مجموع الجوائز‪،‬في‬ ‫حين كان من الممكن اأن تحتل م�صر راأ�س الالئحة في ما يخ�س التوزيع الجغرافي (‪ 24‬جائزة)‬ ‫و لكنن��ا اأثبتنا في الجدول المرفق اأح��د ع�صر جائزة كبرى بن�صبة مئوية تقارب ‪ % 8.73‬باعتبار‬ ‫اأن بقي��ة الجوائز ممنوحة م��ن الجامعات‪ ،‬رغم اهمية تلك الجوائز م��ن الناحية العلمية‪ ،‬و هذا‬ ‫الع��دد الوافر من الجوائز الممنوحة م�صري ًا يبدو طبيعي ًا‪ ،‬نظراً لأنها الدولة العربية الأكبر �صكاني ًا‬ ‫وال�صباقة الى التقاليد الثقافية لدورها الريادي في مختلف المجالت الفكرية والإبداعية‪.‬‬ ‫لك��ن العدد في الإمارات يناهز ‪ 15‬جائزة (‪ % 11.9‬من مجموع الجوائز) وهي من‬ ‫بين ال��دول العربية الأ�صغر �صكاني ًا‪ ،‬لكنها الأغنى ن�صبة اإلى ع��دد ال�صكان ب�صبب عوائد النفط‪،‬‬ ‫ول‪ .‬ف��ي حين تحتل الردن مرتب��ة متقدمة بين الدول العربية (‪ 15‬جائزة)‪،‬وهو رقم يعادل عدد‬ ‫الجوائز الماراتية الممنوحة‪.‬‬ ‫ولع��ل الرقم الالفت للنظر يع��ود للكويت (‪ 7‬جوائز بن�صبة ‪ ) 5.55%‬رغم كونها �صباقة‬ ‫ف��ي هذا المجال‪ ،‬ولكن يظهر اأن ح��رب الخليج الثانية تركت اأثرها ف��ي ذلك فاأغلب الجوائز‬ ‫الكويتية المهمة تع��ود اإلى ما قبل اأحداث الغزو في ‪.1990‬وتتقارب قطر والبحرين في العدد‪:‬‬ ‫الأولى بث��الث جوائز (‪ )% 2.38‬والثانية باأربع (‪،)% 3.25‬رغ��م اأن القدرات القطرية الكبيرة‬ ‫توؤهلها لحتالل موقع متقدم في هذا المجال‪.‬‬ ‫تتقدم تون�س كل دول المغرب العربي باأكثر من ‪ 11‬جائزة (‪ % 8.73‬من الجوائز اأي ما‬ ‫يعادل عدد الجوائز الم�صرية) رغم وجودها في حيز جغرافي واحد مع المغرب ‪ 7‬جوائز بن�صبة‬ ‫‪ ،% 5.55‬والجزائ��ر ‪ 5‬جوائ��ز بن�صبة ‪ % 3.96‬من المجموع الكلي‪ ،‬وبتتب��ع الجوائز التون�صية‬ ‫نجد اأن هذا التف��وق يعود لهتمام الرئي�س التون�صي بها‪ ،‬فقرابة ن�صف الجوائز ممنوحة برعايته‬ ‫المبا�ص��رة‪ .‬والمالحظ��ة التي اأوردناها عن قطر تنطبق على ليبيا فرغ��م القدرات المالية المعتبرة‬ ‫نجد عدد الجوائز قلي ً‬ ‫ال حوالى ثالث جوائز بن�صبة مئوية ل تزيد عن ‪.% 2.38‬‬

‫احل�صــاد‬

‫وتاأت��ي موريتانيا وعمان في اآخر جدول الدول المانحة للجوائز بجائزة واحدة لكليهما‬ ‫اأي بن�صب��ة ‪ . % 0.79‬اأما الع��راق فلم يدرج في القائمة باعتب��ار اأن الو�صاع التي كان م�صرح ًا‬ ‫له��ا منذ بداية ثمانينيات القرن الما�صي تجعل الهتم��ام بالجوائز في ذيل اأولوياته‪ ،‬مع ت�صجيل‬ ‫مالحظتي��ن الأولى اإعالن الحكومة العراقية الحالية عن جائزة الدولة للثقافة والفنون والآداب‪،‬‬ ‫والثانية وجود جائزة تمنح في بريطانيا من قبل هيفاء زنكنة ومنذر الأعظمي للدرا�صات العراقية‬ ‫المعا�صرة‪.‬‬


‫‪710‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�شكل بياني ‪ )3‬الن�شبة المئوية لكل بلد عربي من الجوائز‬

‫تناف�ض الخا�ض والعام‬ ‫حينم��ا ن�صتق��رئ ت�صنيف الجوائ��ز بح�صب الجه��ات المانحة‪ ،‬فاإننا نلم���س تقارب ًا بين‬ ‫الجهات المانحة‬

‫احل�صــاد‬

‫العام��ة والخا�صة‪ ،‬اإذ اإن الجوائ��ز الممنوحة من الجهات الر�صمية (وزارات وموؤ�ص�صات‬ ‫عام��ة‪ ،‬مل��وك وروؤ�صاء واأمراء وح��كام) تعادل تقريب ًا الجه��ات الخا�صة �صواء اأكان��ت اأفراداً اأم‬ ‫موؤ�ص�ص��ات اأم جمعيات‪ .‬وقد ق�صمنا الجهات المانحة الى اق�صام ثالثة‪ :‬جهات ر�صمية وجهات‬ ‫اهلية وجهات خا�صة‪ ،‬وكانت الن�صب المئوية كالتالي‪:‬‬ ‫ الجهات الر�صمية ‪ % 36.5 :‬من الجوائز الممنوحة‬‫‪ -‬الجهات الهلية ‪ % 30.95:‬من الجوائز الممنوحة‬

‫‪ -‬الجهات الخا�صة‪ % 32.53:‬من الجوائز الممنوحة‬


‫‪711‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬

‫ م��ع مالحظة اأن العقد الخير �صهد تزايدا في ع��دد الجوائز الممنوحة من اأفراد‪،‬وهي‬‫ظاهرة �صحي��ة �صواء اأنجمت عن حاجة يراها المانح ت�صتدعي ان�صاء جائزة جديدة اأم‬ ‫عن مجرد تقليد‪.‬‬

‫ وق��د نرى غلبة الجوائ��ز الممنوحة من قبل الجهات الخا�صة ف��ي اأمد لي�س بالبعيد‪.‬‬‫علم ًا اأن ال��دول بمختلف اأنظمتها ال�صيا�صية والقت�صادي��ة تتوجه با�صتمرار لت�صجيع‬ ‫روح المبادرة والإبداع بتو�صل الجوائز المجزية كمحفزات‪.‬‬

‫(�شكل بياني ‪ )4‬الجوائز الممنوحة ح�شب الجهات المانحة‬

‫وبخ��الف هذه الروؤية العامة فاإن الختالل يبدو كبيراً‪ ،‬في بع�س البلدان العربية في ن�صبة‬ ‫التق��ارب بين الجه��ات المانحة‪ ،‬وكمثال على ذل��ك‪ ،‬الإمارات التي تُعتبر م��ن اأكبر المانحين‬ ‫للجوائز ن�صبة لعدد ال�صكان والم�صاح��ة الجغرافية‪ ،‬فاإن الأغلبية ال�صاحقة لجوائز الإبداع فيها‪،‬‬ ‫�صواء اأكانت تميزاً اأدبي ًا اأو علمي ًا اأو فكري ًا فني ًا اأو اإداري ًا اأو غير ذلك‪ ،‬اإنما تمنحها جهات ر�صمية‬ ‫اأو اأمراء وحكام واأع�صاء في هيئات ر�صمية‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫وه��ذا يعني اأن القاطرة الأ�صا�صية لت�صجيع الإب��داع في الإمارات يقوم بها القطاع العام‪،‬‬ ‫اأو الدول��ة واأ�صخا�صها اخت�صاراً‪ ،‬ما ي�صمح لنا بالق��ول اإن التحفيز الثقافي عموم ًا يعود لأمرين‪:‬‬ ‫اإم��ا اأن الدولة تنتهج �صيا�صة عامة للنهو�س الثقافي اإلى جانب ال�صعود القت�صادي المت�صارع‪ ،‬ل‬ ‫�صيم��ا بعد الطفرة النفطية الحالية‪ ،‬بحيث يتنا�صب الجانب المعنوي مع الجانب المادي‪ ،‬اأو اأن‬ ‫حده الأدنى هو الوفرة المالية غير المتنا�صبة مع تكاليف الدولة‪ ،‬لخ�صو�صية الو�صع‬ ‫الداع��ي في ّ‬ ‫ف��ي الإم��ارات حيث الموارد النفطية اأكب��ر بكثير ن�صبي ًا من عدد ال�صكان‪ ،‬ه��و ما ّ‬ ‫ي�صكل حافزاً‬ ‫اأ�صا�صي ًا لتاأ�صي�س الجوائز الإبداعية وتنويعها وتقديم المكافاآت النقدية المجزية للفائزين‪.‬‬


‫‪712‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫وكمث��ال اآخر‪ ،‬فاإن غلبة الجوائ��ز ذات الم�صدر الر�صمي في دول مثل ال�صعودية اأو م�صر‬ ‫اأو الجزائر اأو تون�س اأو �صوريا‪ ،‬تدل على الدور التقليدي المركزي للدولة في الحياة الثقافية كما‬ ‫ه��و ال�صاأن في المجالت ال�صيا�صية كافة والقت�صادية و�صواها‪ .‬وما عدا ال�صعودية التي هي دولة‬ ‫نفطي��ة كبرى‪ ،‬فاإن الوفرة المالية لي�صت ال�صبب الأول لتاأ�صي���س جائزة ما‪ ،‬بل ال�صيا�صة التقليدية‬ ‫ف��ي رعاية الثقافة في بلدان ا�صتراكي��ة �صابقة ذات اقت�صاد موجه‪ ،‬مثل م�ص��ر والجزائر و�صوريا‪،‬‬ ‫حيث ما زالت موؤ�ص�صات الدولة تحتل المقام نف�صه تقريب ًا‪ ،‬حتى بعد انح�صار الطابع ال�صتراكي‬ ‫وتوج��ه تلك الدول اإل��ى النفتاح القت�صادي المتدرج‪ ،‬لذلك تبق��ى المبادرة بيد القطاع العام‬ ‫اإجم��ا ًل‪ ،‬وبي��د هيئات ر�صمي��ة اأو اأ�صخا�س ال�صلط��ة‪ .‬وعليه‪ ،‬فاإن البحث ع��ن الأهداف العامة‬ ‫لتاأ�صي���س الجوائز وتوقيتها‪ ،‬والمعايير التف�صيلية‪ ،‬يجب اأن يترك��ز اأو ًل على ال�صيا�صات الر�صمية‬ ‫المتبعة بهذا الخ�صو�س‪ ،‬وفي ما اإذا كانت تخ�صع لتوجهات معينة‪.‬‬ ‫وهن��اك مالحظة جوهرية تجعل تمييز الجهة المانحة م��ن ال�صعوبة بمكان‪ ،‬اإذ اإن بع�س‬ ‫الجه��ات الخا�صة من الأفراد تحول الجائزة اإلى جزء من موؤ�ص�صة غير ربحية اأي ت�صبح موؤ�ص�صة‬ ‫اأهلي��ة مع اأن الجائزة ا ّأ�ص�صت بمبادرة فردية‪ ،‬والمر نف�صه ينطبق على بع�س الحكام‪ ،‬وخ�صو�ص ًا‬ ‫ف��ي الإم��ارات‪ ،‬حين ل يت�ص��ح للمالحظ هل الجائ��زة من الحاك��م نف�صه اأو م��ن الإمارة التي‬ ‫يحكمها‪ ،‬مما ُيعقد عملية الت�صنيف المو�صوعي للظاهرة‪.‬‬

‫من الرمزي اإلى الثمين‬ ‫تمت��د مروحة جوائ��ز الإبداع الثقافي العرب��ي على م�صاحة تتراح بي��ن الرمزي الذي ل‬ ‫يتج��اوز ب�صع مئات من الدولرات اإلى الثمين الذي يالم�س ربع مليون دولر‪ ،‬كجائزة القذافي‬ ‫العالمي��ة لحقوق الإن�صان مث ً‬ ‫ال‪ ،‬مع الإ�صارة اأنه قد ظهرت في الآونة الأخيرة م�صابقات ل ينطبق‬ ‫عليها المفهوم التقليدي للجائزة‪ ،‬ذات مكافئات مليونية (م�صابقتا �صاعر المليون واأمير ال�صعراء‬ ‫اللتان اأقامهما تلفزيون اأبو ظبي)‪.‬‬ ‫وحتى ن�صتطيع قراءة مكافئات الجوائز يمكن تق�صيمها اإلى فئات اأربع متجان�صة‪ ،‬تمكننا‬ ‫من مقاربة �صليمة لما يدفع في الجوائز الثقافية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫احل�صــاد‬

‫‪ - 1‬جوائز متوا�صعة القيمة‪ :‬حتى ‪ 2999‬دولراً‪.‬‬

‫‪ - 2‬جوائز متو�صطة القيمة‪ :‬من ‪ 3000‬اإلى ‪ 9999‬دولراً‪.‬‬

‫‪ - 3‬جوائز مرتفعة القيمة‪ :‬من ‪ 10000‬اإلى ‪ 49999‬دولراً‪.‬‬ ‫‪ - 4‬جوائز ثمينة‪ :‬من ‪ 50000‬فما فوق‪.‬‬


‫‪713‬‬

‫احل�ساد الثقافـي‬

‫(�شكل بياني ‪ )5‬عدد الجوائز ح�شب قيمتها المادية‬

‫ويبل��غ عدد الجوائ��ز مرتفعة القيمة ‪ 28‬جائزة بن�صبة مئوي��ة تبلغ ‪% 22.22‬من مجموع‬ ‫الجوائز‪ ،‬وبمراجعة �صنوات ن�صوئها نجد اأن اأغلبها حديث الن�صاأة‪ ،‬ورغم ات�صاع مروحتها (من‬ ‫‪ 10‬اإل��ى ما دون ‪ 50‬األف دولر) اإل اأنها تمث��ل ن�صف الجوائز متو�صطة القيمة‪ ،‬وكذلك يتوزع‬

‫احل�صــاد‬

‫في قراءة للجدول اأعاله نجد اأن الجوائز متوا�صعة القيمة تبلغ ‪ 30‬جائزة اأي ‪ % 23.8‬من‬ ‫اإجمالي الجوائز و هي ن�صبة قابلة للزيادة الكبيرة اإذا ما اأخذنا في الح�صبان الكثير من الجوائز التي‬ ‫طبق��ت عليها معايير الإق�صاء‪ ،‬فاأغلب الجوائز التي تمنحه��ا الجامعات والموؤ�ص�صات المحتواة‬ ‫ف��ي دائرة اأ�صغر من القطرية تدخل في هذا النطاق‪ .‬مع التنبي��ه اأن قيمة الجائزة المتدنية ل يعني‬ ‫بال�ص��رورة اأن م�صتواه��ا اأقل من غيرها‪ ،‬فالجائزة ل يحكم عليه��ا من مقيا�س واحد بل هي كل‬ ‫متكامل‪.‬‬ ‫اأم��ا الجوائز متو�صطة القيمة وت�صل اإلى ‪ 57‬جائ��زة اأي ‪ % 45.23‬من مجموع الجوائز‬ ‫مح��ل الدرا�ص��ة‪ ،‬فهي تناهز ن�صف الع��دد الإجمالي و هو رقم يكت�صي ق��دراً كبيراً من ال�صدقية‬ ‫ونج��ده بخا�صة في الجوائز ذات الفروع العدي��دة ‪ ،‬اإذ تق�صم قيمة الجائزة على المجالت من‬ ‫ناحي��ة‪ ،‬وعلى الفائزين الثالثة الأوائل في الغالب‪ ،‬وهي موزعة على كل الجهات خا�صة واأهلية‬ ‫ور�صمي��ة ف��ال عالقة بثراء الجهة المانحة ب��ل اإن بع�س الجوائز المتو�صط��ة حافظت على قيمتها‬ ‫المالية من بداياتها رغم اأنها ترجع اإلى عقدين اأو اكثر مما يدفعنا للتاأكيد على المالحظة ال�صابقة‬ ‫من وجوب فك الرتباط بين قيمتي الجائزة المعنوية والمادية‪.‬‬


‫‪714‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫مانحوها على الفئات الثالث من جهات المنح‪ ،‬مع رجحان الكفة باتجاه الجهات الأهلية كلما‬ ‫ارتفعت قيمة الجائزة‪.‬‬

‫ف��ي حين تمث��ل الجوائز الثمين��ة ن�صبة ‪ % 8.73‬م��ن اإجمالي جوائز الإب��داع الثقافي‪،‬‬ ‫واأح�صينا منها ‪ 11‬جائزة‪ ،‬ت�صبح الغلبة وا�صحة فيها للجوائز الأهلية‪ ،‬وبح�صب البلدان لل�صعودية‬ ‫‪ % 37‬منه��ا (اأرب��ع جوائز)‪ .‬وه��ي جوائز تمنح عادة لفائز واح��د دون اأن يكون هناك فائز ثان‬ ‫وثال��ث‪ ،‬وم�صداقيتها ‪ -‬ح�صب الإح��دى ع�صرة جائزة محل البح��ث ‪ -‬عالية‪ .‬ونكتفي بذكر‬ ‫جائزة الملك في�صل العالمية كنموذج‪.‬‬ ‫وتبق��ى القيم��ة المادية للجائزة محف��زاً للتر�صح ولكنه غير كاف‪ ،‬ب��ل قد يكون مدخ ً‬ ‫ال‬ ‫لخ��روج الجوائ��ز عن الغايات المتوخ��اة منها‪ ،‬ما لم ت�صاح��ب القيمة المادي��ة نزاهة و�صرامة‬ ‫تك�صب الجائزة قيمة م�صداقية‪.‬‬

‫غلبة الجديد‬

‫نالحظ ب�صاأن التط��ور التاريخي للجوائز م�صكلة غياب المعلومات‪ ،‬فعدد ل باأ�س به من‬ ‫الجوائ��ز غير معروف على وجه الدقة تاريخ ن�صاأته‪ ،‬رغم بذل الو�صع في ذلك ولكن المعطيات‬ ‫المتوف��رة ت�صاعدنا على ر�صم خط بياني ف�صفا�س لتاري��خ التاأ�صي�س نحاول اأن ن�صتنتج منه بع�س‬ ‫المالمح‪.‬‬ ‫فمن القراءة المبا�ص��رة للظروف والدوافع وراء تاأ�صي�س الجوائز‪ ،‬يت�صح اأن اأغلبها تاأ�ص�س‬ ‫بع��د عام ‪ ،1990‬وفيم��ا يتقارب عدد الجوائ��ز الموؤ�ص�صة ما بين عام��ي ‪ 1990‬و‪ ،2000‬ومع‬ ‫الجوائ��ز الموؤ�ص�ص��ة بعد ع��ام ‪ ،2000‬فاإن الجوائز ما قب��ل عام ‪ 1990‬ل تتج��اوز ‪ 18‬جائزة‪،‬‬ ‫ومعظمها يعود لجهات مانحة ر�صمية‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫فزم��ن الطف��رة في تاأ�صي�س الجوائ��ز العربية ل يتطاب��ق مع زمن الطف��رة النفطية قبل عام‬ ‫‪ ،1980‬كم��ا اأنه ل عالقة �صرورية للطفرة النفطية الت��ي ي�صهدها العالم العربي حالي ًا‪ ،‬با�صتمرار‬ ‫�صح التعبير) بع��د ت�صعينيات القرن‬ ‫زخ��م تاأ�صي���س الجوائز‪ .‬بل المفارقة اأن طف��رة الجوائز (اإن ّ‬ ‫الع�صرين ترافقت عموم ًا مع زمن الركود النفطي اأو انح�صار الأ�صعار اإلى اأدنى م�صتوى‪ ،‬اأي منذ‬ ‫حملت دو ًل عربية عدة اأعباء كبيرة‪.‬‬ ‫حرب تحرير الكويت التي ّ‬ ‫لذل��ك‪ ،‬يج��ب البحث عن �صبب عام لتكاثر الجوائز ف��ي مكان اآخر‪ ،‬اأي غير العامل‬ ‫الم��ادي ح�صراً‪ ،‬و قد نجده في التوجه الر�صم��ي الم�صتجد اأو المتجدد لدعم مناحي الثقافة في‬ ‫القط��ر العرب��ي‪ ،‬اأو الرغبة بتظهير �صورة اإيجابي��ة للدولة اأمام الراأي الع��ام الداخلي والخارجي‬ ‫وه��ذا حق م�ص��روع لها‪ ،‬اإذا كانت الجهة المانحة ر�صمية‪ ،‬اأو بهدف تبني م�صروع فكري ما اأو‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪715‬‬

‫بداف��ع الوف��اء اأو خدمة الفكر‪ ،‬و �صواها من دوافع ثانوية اأخرى‪ ،‬اإذا كانت الجهة المانحة فردية‬ ‫اأو اأهلية‪.‬‬

‫وق��د �صهد الع��ام ‪ 2007‬تحديداً ظهور جوائز مهمة على م�صت��وى العالم العربي‪ ،‬نذكر‬ ‫منه��ا الجائ��زة الدولية للرواي��ة العربية‪ ،‬اأو ما يع��رف بالبوكر العربي‪ ،‬وجائ��زة الإبداع العربي‬ ‫الممنوحة من موؤ�ص�صة الفك��ر العربي‪ ،‬وجائزة مميزة في مو�صوعها عن النقد العربي الت�صكيلي‬ ‫في ال�صارقة‪.‬‬ ‫ولعل التناف�س الذي نتلم�صه موؤخراً في الإعالن عن الجوائز يوؤتي ثماره في تفعيل الإبداع‬ ‫الثقافي العربي‪.‬‬

‫جوائز في مجالت جديدة‬

‫وم��ا ُيالح��ظ في البدء‪ ،‬في نظ��رة اإجمالية اأن ثمة خل�� ً‬ ‫ال وا�صح ًا في الت��وازن بين اأنواع‬ ‫الجوائ��ز‪ ،‬فهناك ما يناه��ز ‪ 61‬جائزة لالإبداع الأدبي‪ ،‬معظمها جوائ��ز فرعية اأو مندرجة داخل‬ ‫مخ�ص�س ح�صراً لالإبداع من �صعر وق�صة وم�صرح‪ ،‬فيما‬ ‫رزم��ة متكاملة من الجوائز‪ ،‬وقليل منها‬ ‫ّ‬ ‫يبل��غ عدد جوائز الإنتاج البحثي والتي تت�صمن اأي�ص ًا النقد الأدبي والنقد الت�صكيلي‪ ،‬والدرا�صات‬ ‫التطبيقي��ة الأدبي��ة عامة‪ ،‬والتاري��خ والجغرافيا‪ ،‬اإلى جان��ب الدرا�صات العلمي��ة العامة نحو ‪84‬‬ ‫جائ��زة‪ .‬وق��د ُيفهم مما �صبق اأن جوائ��ز الإبداع الأدبي ه��ي اأقل ن�صبي ًا من جوائ��ز الدرا�صات‪،‬‬ ‫والخلل اإذاً كامن في عدم التنا�صب‪ ،‬بين الإبداع الأدبي والبحث العلمي‪.‬‬

‫حي��زاً كبيراً على‬ ‫ولك��ن م��ا نق�صده هنا ه��و اأن الجوائز الأدبية التقليدي��ة ما تزال تحتل ّ‬ ‫ح�صاب الجوائز التي تتناول مجالت اأكثر تخ�ص�ص ًا في الثقافة والعلم والفكر‪ ،‬فيما بداأت تظهر‬ ‫اتجاه��ات خجولة نحو العتناء بمج��الت اإبداعية حديثة مثل المعلوماتي��ة‪ ،‬اأو حتى الهتمام‬ ‫بمو�صع الن�صر والببليوغرافيا‪ ،‬اأو اإبداعات المعوقين اأو الكتب والر�صوم الموجهة لفئة الأطفال‪،‬‬ ‫اأو اإبداعات ال�صباب عموم ًا‪ ،‬حيث ما يزال ينق�س هذا التوجه قدر اأكبر من التمحي�س والتحديد‬ ‫والتف�صي��ل‪ ،‬بحيث تكون الجائزة مندرجة �صمن ا�صتراتيجية محددة‪ ،‬لتحفيز �صرائح حيوية من‬ ‫المجتمع في مرحلة الإنتاج المتوقع‪ ،‬الفكري والإبداعي‪.‬‬

‫‪ -1‬جائزة ال�صارقة للمعوقين المبدعين‪ ،‬وتُمنح في �صتة مجالت‪ :‬حفظ القراآن الكريم‪،‬‬ ‫والمجال العلمي ويتكون من فرعين‪ ،‬وهما الإبداعات والبتكارات والموؤهل العلمي‪ ،‬والمجال‬ ‫الثقافي ويتكون من اأربعة فروع ‪ ،‬وهي الإبداع كالرواية وال�صعر والفنون الت�صكيلية‪ ،‬والمو�صيقى‪،‬‬

‫احل�صــاد‬

‫وبالن�صب��ة اإلى الجوائز المتمي��زة بجدتها‪ ،‬تقف الإمارات ف��ي الطليعة‪ ،‬حيث نجد فيها‬ ‫نماذج جديرة بالقتداء‪ ،‬وفي ما يلي نلقي ال�صوء على بع�س الجوائز العربية المتميزة‪:‬‬


‫‪716‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫والمجال الريا�ص��ي ويتكون من ثالثة فروع تتمثل في الالعبي��ن والحكام والإداريين‪ ،‬ومجال‬ ‫الموؤ�ص�ص��ات ويتكون من فرعين‪ :‬الموؤ�ص�صات التي تعمل في مجال المعاقين والموؤ�ص�صات التي‬ ‫تقدم خدمات للمعاقين‪ ،‬واأخيراً مجال الأ�صرة المثالية‪.‬‬

‫تف�صل المجالت ذات العالق��ة‪ ،‬وت�صرد اأي�ص ًا فئات‬ ‫لي���س هذا فح�صب‪ ،‬ب��ل اإن الجائزة ّ‬ ‫الإعاق��ة التي توليه��ا الجائزة اهتمام ًا‪ :‬الإعاق��ة الحركية‪ ،‬والإعاقة ال�صمعي��ة‪ ،‬والإعاقة الذهنية‪،‬‬ ‫وال�صل��ل الدماغي‪ ،‬والإعاقة الب�صرية‪ ،‬والبتر والإعاقات الأخرى‪ .‬وهذه �صابقة في العالم العربي‬ ‫ومنوعة بهذا ال�صكل ال�صامل لكثير من الحالت‪.‬‬ ‫محددة‬ ‫اأن تُمنح للمعوقين جائزة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومف�صلة ّ‬

‫احل�صــاد‬

‫وهناك جائزة اأخرى للمعوقين في ال�صعودية‪ ،‬هي جائزة جمعية الأطفال المعوقين‪ ،‬التي‬ ‫يمنحه��ا الأمير �صلطان بن �صلمان ب��ن عبدالعزيز رئي�س مجل�س اإدارة جمعية الأطفال المعوقين‪،‬‬ ‫وتتركز مجالتها في الخدمة الإن�صانية والبحث العلمي (ثالثة فروع‪ :‬التربية الخا�صة‪ ،‬التاأهيل‪،‬‬ ‫التميز للمعوقين‪ ،‬فال‬ ‫الط��ب والعل��وم الطبية)‪ ،‬وهذا يتعلق بالباحثين في هذا الإطار‪ ،‬اأم��ا جائزة ّ‬ ‫مف�صل‪ ،‬وتكتفي بمنح جائزة التميز للمعوقين لفرد‬ ‫تحوي المنحى الإبداعي للمعوقي��ن ب�صكل ّ‬ ‫اأو اأكثر ممن تغلبوا على اإعاقاتهم وتميزوا في مجال من المجالت‪.‬‬ ‫‪ -2‬واإلى جانب الهتمام بدور الن�صر وت�صجيعها‪ ،‬ثمة جائزة اإماراتية مخت�صة في الأدب‬ ‫المكتب��ي هي جائ��زة ال�صارقة لالأدب المكتب��ي‪ ،‬وتمنحها دائرة الثقافة والإع��الم في ال�صارقة‪،‬‬ ‫وت�صمل مجالت جديدة كالكتاب اللكتروني و الن�صاط الببليوغرافي مما ل نجده في الجوائز‬ ‫التقليدية عادة‪.‬‬ ‫‪ -3‬اأم��ا جائ��زة ال�صارق��ة للبحث النق��دي الت�صكيلي فه��ي الجائزة الوحي��دة في العالم‬ ‫العرب��ي التي تهتم بالبحث الفني والب�صري‪ ،‬وتبرز الجهود المبذولة فيه من قبل الكتاب والنقاد‬ ‫والأكاديميي��ن‪ ،‬وتح��اول اأن تعلي من �صاأن النقد في مجال الفن��ون الت�صكيلية بعد اأن كاد بكون‬ ‫مح�صوراً في المجالت الدبية ‪.‬‬ ‫‪ -4‬وهناك جائزة فريدة لالأدب الجغرافي تحت ا�صم جوائز ابن بطوطة لالأدب الجغرافي‬ ‫تُمن��ح من قب��ل دار ال�صويدي تحت اإ�صراف المركز العربي ل��الأدب الجغرافي «ارتياد الآفاق»‪.‬‬ ‫وتتناول مجال اأدب الرحلة والموؤلفات الجغرافية العربية والإ�صالمية‪ ،‬وهي جائزة حديثة العهد‬ ‫تاأ�ص�صت عام ‪.2003‬‬ ‫�صمتها جائزة المحتوى الإلكتروني‪ ،‬وهو ما ين�صجم‬ ‫‪ -5‬وتتميز البحرين بجائزة حديثة ّ‬ ‫م��ع ثورة الت�صالت في العال��م وطفرة المعلوماتية بحيث اأ�صبحت اإح��دى الحوامل الرئي�صية‬ ‫للمعرف��ة‪ ،‬وبات الكتاب الإلكتروني يزاح��م الكتاب الورقي على مكانت��ه التقليدية‪ .‬والجائزة‬ ‫م�صروع م�صترك بين وزارة ال�صناعة والتجارة في البحرين وجمعية البحرين لالإنترنت‪ ،‬تاأ�ص�صت‬ ‫في ‪ ،2004‬وتتكون الجائزة من ثمانية ت�صنيفات هي‪:‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪717‬‬

‫ الحكوم��ة الإلكترونية ‪ :e-Government‬ت�صارك بها ال��وزارات اأو الإدارات الحكومية التي‬‫تتوجه بخدماتها للمواطنين والمجتمع ب�صكل عام‪.‬‬ ‫ الترفي��ه الإلكترون��ي ‪ :e-Entertainment‬لالأعمال الإلكترونية التي ت�صه��م في اإ�صفاء الترفيه‬‫الإيجابي‪.‬‬ ‫‪ -‬ال�صحة الإلكترونية ‪ :e-Health‬للجهات المعنية ب�صحة الإن�صان في البحرين‪.‬‬

‫ الأعم��ال الإلكتروني��ة ‪ :e-Business‬للجه��ات التجارية التي تقدم وت�صه��ل اأعمالها للزبائن‬‫اإلكتروني ًا‪.‬‬

‫ الثقاف��ة الإلكترونية ‪ :e-Culture‬للجهات الثقافية التي تقدم اأعمالها الثقافية اإلكتروني ًا ب�صكل‬‫اإبداعي‪.‬‬

‫ التعل��م الإلكتروني ‪ :e-Learning‬للجهات العامة والخا�صة التي تقدم محتوى تعليمي ًا متميزاً‬‫بهيئة اإلكترونية‪.‬‬

‫ العلوم الإلكتروني��ة ‪ :e-Science‬للجهات التي تقدم العلوم الإن�صانية ب�صتى اأنواعها وفروعها‬‫اإلكتروني ًا‪.‬‬

‫ الحتواء الإلكتروني ‪ :e-Inclusion‬وهو فرع خا�س لتنمية الموارد الب�صرية موجهة للمناطق‬‫الح�صرية الأقل تقدم ًا‪.‬‬

‫والقا�صم الم�صترك بين الجوائز المذكورة اأعاله اأنها ك�صرت الماألوف في الجوائز العربية‬ ‫و ارتادت اآفاق ًا جديدة‪ ،‬تعطي الثقافة مفهومها الوا�صع‪ ،‬تتجاوز به ال�صورة النمطية المعروفة عن‬ ‫الجوائ��ز العربية‪ ،‬مع التذكير بالنق���س الكبير في الجوائز الموجهة اإلى البحث العلمي اإذ ينبغي‪،‬‬ ‫كما يرى الدكتور قا�صم عبده قا�صم «التركيز على جوانب علمية وتخ�صي�س جوائز لها‪ ،‬لت�صجيع‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬وتحقيق اإنجازات واكت�صافات علمية ينعك�س اأثرها علي م�صتقبل الوطن العربي‪،‬‬ ‫لأن التركي��ز علي الجوانب الأدبية فقط‪ ،‬يعني وجود خلل ف��ي هذه الجوائز» («هو�س الجوائز‬ ‫العربية»‪ ،‬م�صطفى عبادة‪ ،‬الأهرام العربي‪.)2006-12-23 ،‬‬

‫من خالل تق�صي جوائز البداع الثقافي ت�صجيل بع�س المالحظات المتفرقة التي تالم�س‬ ‫المو�صوع نجملها في النقاط التالية‪:‬‬ ‫ هن��اك اهتمام كبي��ر بالرواية كجن�س اأدبي ‪،‬التي يبدو اأنها �صرق��ت الأ�صواء من ال�صعر‬‫و اأ�صبح��ت هي ديوان العرب‪ ،‬فزي��ادة عن الجوائز التي تخ�ص�س لها فرع ًا من فروعها‪ ،‬ظهرت‬

‫احل�صــاد‬

‫مقاربة اأخيرة‬


‫‪718‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫ف��ي ال�صنوات القليلة الأخيرة ب�صعة جوائز تقت�صر عل��ى الرواية فقط مثل جائزة غالب هل�صا في‬ ‫الأردن‪ ،‬و جائزة الطيب ال�صالح في ال�صودان‪ ،‬وجائزة مالك حداد في الجزائر‪ ،‬و توجت جميع‬ ‫هذه الجوائز بالبوكر العربية اأي الجائزة الدولية للرواية العربية‪.‬‬

‫ م��ن المالحظ اأي�ص ًا ندرة الجوائ��ز المخ�ص�صة لفئات عمرية معين��ة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا لفئة‬‫ال�صب��اب في العالم العربي الذي يتميز بغلبة الفئات الأق��ل �صن ًا على الأكبر �صن ًا‪ .‬ونر�صد في هذا‬ ‫المجال جائزة عب��د الحميد �صومان للباحثين العرب ال�صب��ان (الأردن)‪ ،‬وجائزة بيت المقد�س‬ ‫للعلماء ال�صبان التي يمنحها مجمع البحوث الإ�صالمية بالكويت‪ .‬كما اأن جائزة ال�صاعر الأديب‬ ‫عبد اهلل محمد با�صراحيل للثقافة والإبداع‪ ،‬التي تمنحها جامعة المنيا بم�صر في مجال الإبداع‬ ‫الثقاف��ي‪ ،‬تخ�ص���س جائزة لمبدعي محافظة المني��ا لالأدباء ال�صبان الأقل م��ن ‪ 40‬عام ًا‪ .‬وجائزة‬ ‫الأدباء ال�صباب في المغرب‪ ،‬ويمنحها اتحاد كتاب المغرب‪ .‬وا�صتحدثت في �صوريا عدة جوائز‬ ‫مخ�ص�صة لالأدباء ال�صباب‪ .‬اأما جائزة �صوزان مبارك للبرمجيات والإنترنت في م�صر والتي تُمنح‬ ‫ف��ي مجال الت�صميم والتنفيذ والإخراج والبح��ث والكتابة واإبداع اإنتاج البرمجيات وتطبيقات‬ ‫الإنترن��ت باللغ��ة العربية‪ ،‬تخ�ص�س جوائ��ز للمبتدئين حتى �صن ‪� 19‬صنة‪ .‬كم��ا تخ�ص�س جوائز‬ ‫لل�صباب ب�صرط األ يزيد �صن المتقدم عن ‪� 35‬صنة‪.‬‬ ‫وتتميز جائزة موؤ�ص�ص��ة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين لالإبداع العلمي في‬ ‫اأنها الوحيدة في العالم العربي التي ت�صجع الإبداع العلمي لفئات عمرية تتراوح ما بين اأقل من‬ ‫�صن الثالثة ع�صرة اإلى الخام�صة والع�صرين‪.‬‬ ‫فه��ي ت�صتهدف اأربع فئ��ات عمرية‪ ،‬الفئة الأول��ى‪ :‬من اأعمارهم اأقل م��ن الثالثة ع�صرة‪.‬‬ ‫والفئ��ة الثانية‪ :‬من تت��راوح اأعمارهم مابين الثالث��ة ع�صرة والخام�صة ع�ص��رة‪ .‬والفئة الثالثة‪ :‬من‬ ‫تت��راوح اأعمارهم ما بين ال�صاد�صة ع�صرة والثامنة ع�صرة‪ .‬والفئة الرابعة‪ :‬من تتراوح اأعمارهم ما‬ ‫بي��ن التا�صعة ع�صرة والخام�صة والع�صرين‪ .‬وه��ذا الت�صنيف العمري يجمع ببين �صنفي المبدعين‬ ‫الأطفال وال�صباب مع ًا‪ ،‬لكنه يتميز بمتابعته لفئات عمرية منذ وقت مبكر‪.‬‬

‫احل�صــاد‬

‫الموج��ه نحو فئة الأطفال‪ ،‬فعل��ى قلة الجوائز‬ ‫ ن�صج��ل اأي�ص ًا زي��ادة الهتمام بالأدب‬‫ّ‬ ‫العربي��ة‪ ،‬التي تتناول الإبداع فيه‪ ،‬نر�صد ثالث جوائز‪ ،‬الأولى منها جائزة ال�صارقة لالإبداع التي‬ ‫خ�ص�ص��ت لأدب الأطفال‪ ،‬مع مراعاة تحديد الفئة العمرية الت��ي يتوجه اإليها العمل‪ .‬وجائزتان‬ ‫ِّ‬ ‫م�صريت��ان مخ�ص�صت��ان لأدب الطفل ‪ ،‬اإحداهما جائزة �صوزان مب��ارك لأدب ور�صوم الأطفال‪،‬‬ ‫تاأ�ص�ص��ت ع��ام ‪ 1990‬ويقدمه��ا المجل���س الم�صري لكتب الأطف��ال‪ ،‬وتتن��وع مجالتها بين‬ ‫الكتاب��ة والر�ص��م للطفل‪ .‬اأما الجائ��زة الثانية فتحمل ا�ص��م جائزة �صوزان مب��ارك لأف�صل كتاب‬ ‫لالأطفال‪ ،‬وتمنحها الجهة نف�صها‪ ،‬وقد تاأ�ص�صت عام ‪ ،1998‬ومجالتها الكتابة والر�صم والن�صر‬ ‫لالأطفال‪.‬‬


‫احل�ساد الثقافـي‬

‫‪719‬‬

‫ واإل��ى وق��ت قريب كانت الترجم��ة تحظى باهتم��ام �صئيل ن�صبي ًا ف��ي العالم العربي‪،‬‬‫وينعك���س ذلك ن��درة في الجوائز المخ�ص�صة له��ا‪ ،‬وفيما تندرج بع�س جوائ��ز الترجمة �صمن‬ ‫جوائ��ز اإبداعية قليلة اأدبية اأو علمية‪ ،‬تحت بند ترجمة الأبحاث والدرا�صات العلمية‪ ،‬اأو ترجمة‬ ‫الإبداع��ات الأدبية‪ ،‬تنفرد جائزة خ��ادم الحرمين ال�صريفين الملك عبداهلل بن عبدالعزيز العالمية‬ ‫للترجم��ة‪ ،‬التي تمنحها مكتبة الملك عبد العزيز العامة (تاأ�ص�صت ‪ ،)2006‬في تخ�صي�س جائزة‬ ‫خا�ص��ة للترجمة‪ ،‬وتت�صم��ن فروع ًا خم�صة (اأنظر جدول الجوائ��ز)‪ .‬و�صت�صهد الترجمة اهتمام ًا‬ ‫متزاي��داً ف��ي الم�صتقبل مع انطالق م�ص��روع كلمة الإماراتي وما ينجم ع��ن ذلك من اإعالن عن‬ ‫جوائز لتحفيز المهتمين على الترجمة‪.‬‬

‫ وف��ي اإطار الهتم��ام بالتراث المكتوب وما تكت�صيه الوثيقة م��ن اأهمية نجد جائزتين‬‫للوثائق والمخطوطات‪ :‬الأولى جائزة دارة الملك عبدالعزيز لأف�صل وثيقة (ال�صعودية)‪ ،‬وتمنحها‬ ‫دارة المل��ك عبد العزيز‪ ،‬وق��د تاأ�ص�ص��ت ‪ .2006‬والثانية جائزة الح�ص��ن الثاني للمخطوطات‬ ‫(المغ��رب)‪ ،‬وتمنحها وزارة ال�ص��وؤون الثقافية‪( ،‬تاأ�ص�ص��ت ‪ ،)1969‬وت�صمل مجالتها الوثائق‬ ‫الر�صمي��ة‪« :‬الظهائر ال�صريفة‪ ،‬الر�ص��وم العدلية‪ ،‬الفتاوى القانونية والفقهي��ة وغيرها»‪ .‬والوثائق‬ ‫ال�صخ�صي��ة‪« :‬المرا�صالت‪ ،‬الكرا�صات‪ ،‬المذكرات‪ ،‬واليوميات ال�صخ�صية‪ ،‬الأوراق الح�صابية‪،‬‬ ‫والدرا�صات والأ�صعار والأغاني‪ ،‬والق�ص�س والحكايات»‪.‬‬

‫وف��ي ختام هذه المقاربة لجوائز الإب��داع الثقافي في العالم العربي ل منا�س من التذكير‬ ‫بوج��وب اإن�ص��اء قاعدة بيان��ات للجوائز العربية الثقافي��ة حتى ي�صتفيد منه��ا الباحثون‪ ،‬ومانحو‬ ‫الجوائ��ز عل��ى ال�صواء‪ ،‬فقد ت�صهم قاع��دة البيانات هذه في تفادي تخم��ة الجوائز في مجال ما‬ ‫والف��راغ الكبير في مجال اآخ��ر‪ ،‬كما ت�صاعد الباحث على ر�صد الظاه��رة وتقويمها‪ ،‬و درا�صة‬ ‫جدواه��ا درا�صة علمية تعتمد على الأرقام الدقيقة ل المقارب��ات الإن�صائية‪ ،‬مع ندرة الدرا�صات‬ ‫اإن ل��م نقل انعدامها لظاهرة ت�صه��م ب�صكل مبا�صر في تحفيز المبدعي��ن‪ ،‬و اإيجاد روح التناف�س‬ ‫ال�صري��ف‪ .‬وم��ن هنا فاإن درا�صة نظ��م الجوائز العالمية يب��دو اأمراً مطلوب ًا لتحقي��ق اأعلى مردود‬ ‫ممكن من جوائزنا العربية‪.‬‬

‫احل�صــاد‬



‫الـفـهــار�ض الـعـامــة‬

‫ـ ـ الفهر�س الأبجدي‬ ‫ـ ـ فهر�س البلدان العربية‬ ‫ـ ـ فهر�س الجداول والأ�سكال‬ ‫ـ ـ فهر�س المو�سوعات‬



‫‪723‬‬

‫الفهر�س الأبجدي‬

‫الفهر�ض الأبجدي‬ ‫اأمية‪364 ،352 ،30 :‬‬ ‫اإنترنت‪313 :‬‬ ‫اأبحاث‪( :‬اأنظر بحث)‬ ‫اإن�صاد ديني‪607 :‬‬ ‫اتحاد الجامعات‪35 :‬‬ ‫اأنطولوجيا‪473 :‬‬ ‫اتفاقي��ة (اتفاقي��ة المنظم��ة العالمي��ة للملكي��ة‬ ‫اأهلية (جوائز)‪710 :‬‬ ‫الفكرية)‪417 :‬‬ ‫اأهلية (موؤ�ص�صات ثقافية)‪670 ،663 :‬‬ ‫اتفاقي��ة (التفاقي��ة العربي��ة لحماي��ة حق��وق‬ ‫اأوبرات‪594 :‬‬ ‫الموؤلف)‪433 ،417 :‬‬ ‫اأورك�صترا‪594 :‬‬ ‫اأدب المنفى‪654 :‬‬ ‫اأيام قرطاج ال�صينمائية‪527 :‬‬ ‫اأزمة قراءة‪634 :‬‬ ‫اإبداع قانوني‪354 :‬‬ ‫اأزمة هوية‪627 :‬‬ ‫اإي�صي�صكو‪35 :‬‬ ‫اأ�صاتذة‪144 ،98 :‬‬ ‫ا�صتثمار‪216 :‬‬ ‫ا�صتقاللية (الجامعات)‪192 :‬‬ ‫اأ�صولية‪624 :‬‬ ‫بحث علمي‪159 ،142 ،112 ،109 :‬‬ ‫اإعالم (اإلكتروني)‪ 301 :‬وما بعدها‪313 ،‬‬ ‫برنامج الأمم المتحدة الإنمائي‪110 :‬‬ ‫اإعالم (ف�صائي)‪ 259 :‬ومابعدها‬ ‫اإعالن‪457 ،216 ،213 :‬‬ ‫اأغنية الطفل‪612 :‬‬ ‫تاأليف مو�صيقي‪604 ،603 :‬‬ ‫اأغنية عاطفية‪603 :‬‬ ‫تجريب (م�صرح)‪560 :‬‬ ‫اأغنية وطنية‪606 :‬‬ ‫تدوين اإلكتروني‪( :‬اأنظر مدونات)‬ ‫اأفالم مقاولت‪499 :‬‬ ‫تراث‪ 626 :‬ومابعدها‪719 ،‬‬ ‫اإكزوتيكية‪624 :‬‬ ‫ترجمة‪ 641 ،410 :‬وما بعدها‪719 ،‬‬ ‫األك�صو‪412 :‬‬ ‫تزوير‪444 :‬‬ ‫الراب (نوع غنائي)‪614 :‬‬ ‫ت�صنيف ديوي الع�صري‪358 ،357 :‬‬ ‫اأمريكية (جامعات)‪54 :‬‬

‫اأ‬

‫ب‬ ‫ت‬


‫‪724‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫تطوير (تعليمي)‪185 :‬‬ ‫تعاون عربي‪204 :‬‬ ‫تعريب‪639 :‬‬ ‫تليفزيون‪ 260 :‬وما بعدها‬ ‫تليفزيون (الإنترنت)‪337 :‬‬ ‫تمويل‪195 :‬‬ ‫توزيع (�صحف)‪229 :‬‬ ‫توزيع (كتب)‪450 ،449 ،447 ،446 :‬‬

‫ث‬ ‫ثقافات فرعية‪623 :‬‬ ‫ثقافة اأرمنية‪623 :‬‬ ‫ثقافة ال�صورة‪629 :‬‬ ‫ثقافة اأمازيغية‪624 :‬‬ ‫ثقافة كردية‪623 :‬‬ ‫ثقافة متو�صطية‪652 :‬‬

‫خ‬

‫خا�س (تعليم)‪63 ،44 :‬‬ ‫خا�صة (جوائز)‪711 ،710 ،708 :‬‬ ‫خا�صة (موؤ�ص�صات ثقافية)‪668 ،662 :‬‬ ‫خليج (دول الخليج)‪315 :‬‬

‫درا�صات عليا‪76 :‬‬ ‫دراما‪557 ،524 :‬‬

‫د‬ ‫ر‬

‫راديو (اإلكتروني)‪336 :‬‬ ‫ر�صمية (جوائز)‪711 ،708 :‬‬ ‫ر�صمية (موؤ�ص�صات ثقافية)‪665 :‬‬ ‫رقابة‪ 420 :‬وما بعدها‬ ‫رقم (اأزمة)‪213 :‬‬ ‫رواية‪ 475 :‬وما بعدها‬ ‫جن��در‪ ،561 ،169 ،168 ،163 ،162 :‬رواية ن�صائية‪477 :‬‬ ‫‪565‬‬ ‫جوجل (موقع)‪321 :‬‬ ‫جودة (تعليمية)‪202 ،116 ،103 ،43 :‬‬ ‫�صكان‪70 ،69 ،45 :‬‬ ‫�صوق العمل‪194 :‬‬ ‫�صينما ال�صباب‪504 :‬‬ ‫حا�صوب‪109 :‬‬ ‫حداثة‪471 :‬‬ ‫حرية تعبير‪425 :‬‬ ‫�صانغهاي (جامعة)‪105 ،37 ،19 :‬‬ ‫حقوق موؤلف‪443 ،433 ،417 ،353 :‬‬ ‫�صبكة عنكبوتية‪( :‬اأنظر اإنترنت)‬ ‫حكواتي‪571 :‬‬ ‫�صعر كردي‪473 :‬‬ ‫حكومي (تعليم)‪64 ،46 :‬‬ ‫حوار الح�صارات‪ 648 :‬وما بعدها‬ ‫�صعر نبطي‪475 ،473 :‬‬

‫ج‬

‫�س‬

‫ح‬

‫�س‬


‫‪725‬‬

‫الفهر�س الأبجدي‬

‫�س‬

‫�صحافة‪215 :‬‬ ‫�صحف (اإلكترونية)‪334 :‬‬ ‫�صحف (متخ�ص�صة)‪ 249 :‬وما بعدها‬ ‫�صناعات ثقافية‪ 456 :‬وما بعدها‬

‫ع‬

‫علوم (اإن�صانية)‪143 ،136 ،132 :‬‬ ‫علوم (بحتة و تطبيقية)‪136 :‬‬ ‫عولمة‪657 ،651 ،637 ،627 :‬‬

‫غناء �صعبي‪610 :‬‬

‫غ‬ ‫ف‬

‫فكر قومي‪652 :‬‬ ‫فيديو كليب‪604 :‬‬ ‫في�س بوك (موقع)‪472 :‬‬

‫ق‬

‫قرائية‪22 :‬‬ ‫ق�صيدة النثر‪491 :‬‬ ‫قناة (اإخبارية)‪289 :‬‬ ‫قناة (ثقافية)‪292 :‬‬ ‫قناة (دينية)‪285 :‬‬ ‫قناة (ريا�صية)‪289 :‬‬ ‫قناة (غنائية)‪286 :‬‬ ‫قناة (ف�صائية)‪ 273 :‬وما بعدها‬ ‫قناة (متخ�ص�صة)‪ 281 :‬وما بعدها‬

‫ك‬

‫كتاب في جريدة‪636 ،468 :‬‬ ‫كتاب م�صموع‪352 :‬‬ ‫كتابة المحو‪488 :‬‬ ‫كوميديا‪556 ،504 :‬‬

‫لمركزية ثقافية‪466 :‬‬

‫ل‬ ‫م‬

‫موؤ�ص�صات ثقافية عربية‪ 661 :‬وما بعدها‬ ‫متخ�ص�صة (جامعات)‪43 :‬‬ ‫محركات بحث‪352 :‬‬ ‫مخطوطات‪420 :‬‬ ‫مدونات اإلكترونية‪ 339 :‬ومابعدها‪472 ،‬‬ ‫مراكز اأبحات‪108 :‬‬ ‫مركز التربية العربي لدول الخليج‪35 :‬‬ ‫م�صاواة‪( :‬اأنظر جندر)‬ ‫م�صرح ال�صورة‪583 :‬‬ ‫م�صرح تجاري‪563 :‬‬ ‫م�صرح تراثي‪564 :‬‬ ‫م�صرح طفل‪563 :‬‬ ‫م�صرح غنائي‪563 :‬‬ ‫م�صرح كوميدي‪563 :‬‬ ‫م�صرق عربي‪314 :‬‬ ‫معر�س كتاب‪441 ،412 ،354 ،353 :‬‬ ‫مغرب عربي‪313 :‬‬ ‫مكتبة رقمية‪352 :‬‬ ‫ملكية فكرية‪433، 353 :‬‬ ‫من�صورات الوطن العربي‪406، 402 :‬‬


‫‪726‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫منظمة الموؤتمر الإ�صالمي‪107 :‬‬ ‫مهرجان الإ�صكندرية ال�صينمائي‪524 :‬‬ ‫مهرجان القاهرة ال�صينمائي‪523 :‬‬ ‫مهرجان مراك�س‪521 :‬‬ ‫موقع (اإلكتروني)‪،326 ،324 ،323 :‬‬ ‫مونودراما‪571، 568 :‬‬ ‫مونولوج‪562 :‬‬ ‫ميلودراما‪556 ،502 :‬‬

‫ن‬

‫هـ‬

‫هاتف (ثابت)‪305 ،304 :‬‬ ‫هاتف (خطوط)‪302 :‬‬ ‫هاتف (خلوي)‪308 :‬‬ ‫هارفارد‪149 :‬‬

‫و‬

‫وثيقة (تنظيم البث الف�صائي)‪295 :‬‬ ‫وعاء اإلكتروني‪352 :‬‬ ‫وعاء ورقي‪352 :‬‬

‫ن�صر اإلكتروني‪470 :‬‬ ‫ن�صر ورقي‪470 :‬‬ ‫نمو‪ ،313 ،312 ،311 ،310 ،301 ،216 :‬ياهو (موقع)‪353 :‬‬ ‫‪319 ،318 ،317 ،316‬‬ ‫يون�صكو‪179 ،149 ،103 ،28 ،25 :‬‬

‫ي‬


‫‪727‬‬

‫فهر�س البلدان العربية‬

‫فهر�ض البلدان العربية‬ ‫‪،164 ،163 ،140 ،121 ،108 ،82 ،79‬‬ ‫‪،226 ،224 ،217 ،199 ،174 ،167‬‬ ‫‪،251 ،248 ،233 ،232 ،231 ،230‬‬ ‫‪،272 ،268 ،267 ،266 ،262 ،256‬‬ ‫‪،306 ،292 ،289 ،287 ،283 ،278‬‬ ‫‪،320 ،318 ،317 ،316 ،311 ،309‬‬ ‫‪،365 ،364 ،359 ،338 ،323 ،321‬‬ ‫‪،633 ،577 ،488 ،481 ،402 ،371‬‬ ‫‪.716 ،694 ،665 ،645‬‬

‫الأردن‪،52 ،49 ،48 ،45 ،26 ،24 ،23 ،22 :‬‬ ‫‪،73 ،72 ،71 ،70 ،63 ،60 ،56 ،53‬‬ ‫‪،108 ،106 ،83 ،79 ،78 ،77 ،76‬‬ ‫‪،145 ،140 ،139 ،126 ،125 ،122‬‬ ‫‪،224 ،217 ،198 ،167 ،164 ،163‬‬ ‫‪،251 ،248 ،237 ،236 ،235 ،227‬‬ ‫‪،278 ،271 ،268 ،267 ،263 ،255‬‬ ‫‪،311 ،309 ،307 ،289 ،288 ،284‬‬ ‫‪،323 ،320 ،318 ،317 ،316 ،314‬‬ ‫‪،364 ،360 ،357 ،338 ،336 ،334‬‬ ‫‪ ،485 ،481 ،473 ،402 ،368 ،365‬تون�ض‪،70 ،60 ،52 ،48 ،24 ،23 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،83 ،81 ،79 ،77 ،76 ،73 ،72 ،71‬‬ ‫‪،665 ،634 ،573 ،545 ،531 ،508‬‬ ‫‪،164 ،145 ،139 ،136 ،123 ،122‬‬ ‫‪.718 ،690‬‬ ‫‪،227 ،224 ،217 ،200 ،167 ،165‬‬ ‫‪،247 ،245 ،241 ،239 ،238 ،228‬‬ ‫الإم��ارات‪،46 ،45 ،32 ،31 ،27 ،26 ،22 :‬‬ ‫‪،278 ،270 ،263 ،255، ،251 ،248‬‬ ‫‪،73 ،72 ،58 ،57 ،56 ،52 ،50 ،48‬‬ ‫‪،306 ،305 ،290 ،289 ،287 ،283‬‬ ‫‪،132 ،125 ،121 ،108 ،107 ،79 ،77‬‬ ‫‪،317 ،316 ،314 ،313 ،311 ،309‬‬ ‫‪،226 ،224 ،217 ،199 ،179 ،164‬‬ ‫‪،337 ،335 ،322 ،321 ،320 ،318‬‬ ‫‪،256 ،251 ،248 ،232 ،231 ،230‬‬ ‫‪،485 ،473 ،402 ،372 ،359 ،338‬‬ ‫‪،292 ،291 ،289 ،278 ،267 ،257‬‬ ‫‪،627 ،588 ،551 ،525 ،508 ،489‬‬ ‫‪،317 ،316 ،311 ،309 ،307 ،293‬‬ ‫‪.709 ،701 ،665‬‬ ‫‪،338 ،337 ،334 ،323 ،321 ،318‬‬ ‫‪،365 ،360 ،357 ،355 ،354 ،352‬‬ ‫‪ ،482 ،414 ،413 ،412 ،402 ،369‬الجزائ��ر‪،60 ،52 ،46 ،45 ،32 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،106 ،81 ،79 ،77 ،72 ،71 ،70 ،61‬‬ ‫‪،709 ،691 ،665 ،629 ،578 ،491‬‬ ‫‪،164 ،163 ،139 ،123 ،122 ،108‬‬ ‫‪.711‬‬ ‫‪،227 ،224 ،222 ،217 ،199 ،167‬‬ ‫‪،245 ،238 ،237 ،236 ،235 ،228‬‬ ‫البحري��ن‪،31 ،27 ،26 ،24 ،23 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،77 ،76 ،73 ،71 ،56 ،55 ،48 ،32‬‬ ‫‪،283 ،278 ،271 ،256 ،255 ،251‬‬


‫‪728‬‬

‫‪،311 ،310 ،306 ،288‬‬ ‫‪،320 ،318 ،317 ،316‬‬ ‫‪،365 ،359 ،338 ،335‬‬ ‫‪،487 ،483 ،482 ،413‬‬ ‫‪،639 ،626 ،587 ،552‬‬ ‫‪.694 ،665 ،655 ،654‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫‪،313‬‬ ‫‪،321‬‬ ‫‪،374‬‬ ‫‪،513‬‬ ‫‪،642‬‬

‫‪،314‬‬ ‫‪،322‬‬ ‫‪،402‬‬ ‫‪،524‬‬ ‫‪،643‬‬

‫جزر القم��ر‪،82 ،81 ،80 ،76 ،72 ،48 ،32 :‬‬ ‫‪،359 ،356 ،321 ،320 ،199 ،164‬‬ ‫‪.665 ،643 ،365 ،364‬‬ ‫جيبوت��ي‪،76 ،72 ،70 ،51 ،32 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،271 ،268 ،267 ،199 ،164 ،82 ،80‬‬ ‫‪،320 ،310 ،307 ،289 ،283 ،278‬‬ ‫‪،643 ،365 ،359 ،356 ،338 ،321‬‬ ‫‪.665‬‬

‫‪،289 ،287 ،283‬‬ ‫‪،317 ،316 ،311‬‬ ‫‪،364 ،359 ،338‬‬ ‫‪،515 ،462 ،412‬‬ ‫‪.698 ،665‬‬

‫‪،309 ،306‬‬ ‫‪،320 ،318‬‬ ‫‪،381 ،365‬‬ ‫‪،590 ،555‬‬

‫‪،310‬‬ ‫‪،321‬‬ ‫‪،402‬‬ ‫‪،643‬‬

‫�شوري��ا‪،56 ،53 ،49 ،48 ،32 ،23 ،22 :‬‬ ‫‪،80 ،79 ،75 ،73 ،72 ،71 ،70 ،61‬‬ ‫‪،164 ،163 ،145 ،122 ،108 ،83 ،81‬‬ ‫‪،222 ،217 ،206 ،200 ،199 ،166‬‬ ‫‪،248 ،244 ،239 ،238 ،227 ،224‬‬ ‫‪،283 ،278 ،271 ،268 ،267 ،254‬‬ ‫‪،309 ،306 ،305 ،289 ،288 ،287‬‬ ‫‪،318 ،317 ،316 ،314 ،311 ،310‬‬ ‫‪،357 ،338 ،334 ،323 ،321 ،320‬‬ ‫‪،479 ،473 ،412 ،402 ،378 ،360‬‬ ‫‪،529 ،504 ،487 ،485 ،484 ،481‬‬ ‫‪.703 ،665 ،633 ،566 ،540‬‬

‫ال�شعودي��ة‪،52 ،32 ،26 ،24 ،23 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،81 ،78 ،76 ،73 ،72 ،71 ،61 ،56‬‬ ‫‪ ،126 ،125 ،119 ،117 ،116 ،114‬ال�شوم��ال‪،199 ،72 ،51 ،48 ،46 ،32 :‬‬ ‫‪،217 ،201 ،198 ،167 ،164 ،145‬‬ ‫‪،321 ،320 ،310 ،309 ،271 ،268‬‬ ‫‪،240 ،239 ،238 ،229 ،228 ،224‬‬ ‫‪،494 ،365 ،364 ،359 ،356 ،338‬‬ ‫‪،258 ،255 ،253 ،251 ،248 ،245‬‬ ‫‪.665 ،643‬‬ ‫‪،289 ،287 ،284 ،278 ،277 ،272‬‬ ‫‪ ،309 ،306 ،293 ،292 ،291 ،290‬العراق‪،72 ،71 ،70 ،60 ،32 ،27 ،26 ،22 :‬‬ ‫‪،321 ،320 ،318 ،317 ،316 ،311‬‬ ‫‪،139 ،108 ،81 ،80 ،79 ،78 ،73‬‬ ‫‪،354 ،338 ،337 ،335 ،334 ،323‬‬ ‫‪،222 ،219 ،217 ،199 ،167 ،164‬‬ ‫‪،402 ،376 ،365 ،364 ،359 ،355‬‬ ‫‪،248 ،241 ،239 ،238 ،228 ،227‬‬ ‫‪،485 ،484 ،482 ،468 ،413 ،412‬‬ ‫‪،271 ،268 ،267 ،260 ،255 ،251‬‬ ‫‪،648 ،647 ،634 ،633 ،579 ،487‬‬ ‫‪،289 ،288 ،287 ،283 ،278 ،277‬‬ ‫‪.719 ،716 ،709 ،695 ،665 ،658‬‬ ‫‪،320 ،316 ،314 ،311 ،310 ،292‬‬ ‫‪،382 ،365 ،360 ،356 ،338 ،321‬‬ ‫ال�ش��ودان‪،70 ،61 ،53 ،45 ،27 ،26 ،22 :‬‬ ‫‪،506 ،491 ،485 ،483 ،481 ،402‬‬ ‫‪،109 ،108 ،83 ،81 ،76 ،72 ،71‬‬ ‫‪.665 ،633 ،583 ،549‬‬ ‫‪،217 ،199 ،178 ،177 ،176 ،125‬‬ ‫‪ُ ،241 ،239 ،238 ،235 ،228 ،224‬عم��ان‪،73 ،70 ،51 ،48 ،46 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،217 ،199 ،164 ،125 ،121 ،80 ،78‬‬ ‫‪،278 ،270 ،268 ،256 ،255 ،251‬‬


‫العربية‬ ‫أبجدي‬ ‫البلدان‬ ‫الفهر�س ال‬ ‫فهر�س‬

‫‪729‬‬

‫‪،267 ،255 ،251 ،248 ،227 ،224‬‬ ‫‪،317 ،311 ،309 ،306 ،289 ،268‬‬ ‫‪،338 ،335 ،323 ،321 ،320 ،318‬‬ ‫‪،488 ،402 ،384 ،365 ،364 ،360‬‬ ‫‪.709 ،703 ،665 ،633 ،582 ،548‬‬

‫‪،317 ،311 ،309 ،307 ،293 ،292‬‬ ‫‪،338 ،335 ،334 ،323 ،321 ،318‬‬ ‫‪،412 ،402 ،389 ،388 ،365 ،364‬‬ ‫‪،600 ،576 ،515 ،491 ،486 ،484‬‬ ‫‪.709 ،699 ،665 ،658 ،641 ،633‬‬

‫فل�شطي��ن‪،27 ،26 ،25 ،24 ،23 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،73 ،72 ،71 ،70 ،60 ،56 ،52 ،32‬‬ ‫‪،145 ،125 ،108 ،81 ،79 ،77 ،76‬‬ ‫‪،217 ،174 ،173 ،167 ،164 ،163‬‬ ‫‪،239 ،238 ،228 ،227 ،224 ،219‬‬ ‫‪،266 ،262 ،255 ،251 ،247 ،245‬‬ ‫‪،287 ،283 ،278 ،272 ،268 ،267‬‬ ‫‪،316 ،314 ،311 ،309 ،306 ،289‬‬ ‫‪،337 ،323 ،321 ،320 ،318 ،317‬‬ ‫‪،385 ،365 ،360 ،359 ،356 ،338‬‬ ‫‪،574 ،545 ،487 ،485 ،482 ،473‬‬ ‫‪.703 ،665 ،633 ،626‬‬

‫لبن��ان‪،46 ،45 ،32 ،27 ،24 ،23 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،55 ،54 ،53 ،52 ،51 ،50 ،48 ،47‬‬ ‫‪،73 ،72 ،71 ،70 ،63 ،60 ،57 ،56‬‬ ‫‪،123 ،122 ،107 ،81 ،79 ،77 ،76‬‬ ‫‪،167 ،164 ،163 ،146 ،145 ،144‬‬ ‫‪،217 ،206 ،202 ،200 ،178 ،175‬‬ ‫‪،231 ،230 ،226 ،224 ،222 ،219‬‬ ‫‪،268 ،267 ،256 ،251 ،248 ،233‬‬ ‫‪،307 ،289 ،288 ،284 ،278 ،271‬‬ ‫‪،320 ،318 ،317 ،316 ،314 ،309‬‬ ‫‪،364 ،360 ،357 ،338 ،335 ،321‬‬ ‫‪،473 ،413 ،402 ،391 ،390 ،365‬‬ ‫‪،544 ،527 ،502 ،486 ،485 ،483‬‬ ‫‪.705 ،665 ،634 ،633 ،569‬‬

‫الكوي��ت‪،32 ،31 ،27 ،26 ،25 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،79 ،77 ،72 ،70 ،63 ،56 ،48 ،46‬‬ ‫‪،199 ،165 ،164 ،108 ،107 ،82‬‬ ‫‪،247 ،232 ،231 ،230 ،226 ،217‬‬ ‫‪،277 ،273 ،271 ،266 ،256 ،251‬‬ ‫‪،291 ،290 ،289 ،287 ،284 ،278‬‬

‫م�ش��ر‪،49 ،48 ،45 ،27 ،26 ،24 ،23 ،22 :‬‬ ‫‪،64 ،63 ،62 ،61 ،58 ،57 ،56 ،53‬‬ ‫‪،80 ،79 ،78 ،76 ،73 ،72 ،71 ،70‬‬ ‫‪،119 ،116 ،115 ،114 ،108 ،107‬‬ ‫‪،140 ،127 ،126 ،125 ،123 ،122‬‬ ‫‪،200 ،178 ،166 ،164 ،163 ،145‬‬

‫قط��ر‪،46 ،32 ،31 ،27 ،26 ،25 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،60 ،58 ،57 ،55 ،52 ،51 ،50 ،48‬‬ ‫‪ ،108 ،82 ،79 ،77 ،76 ،73 ،72 ،66‬ليبي��ا‪،70 ،52 ،46 ،45 ،32 ،26 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،217 ،199 ،164 ،163 ،140 ،132‬‬ ‫‪،164 ،145 ،81 ،76 ،73 ،72 ،71‬‬ ‫‪،248 ،232 ،231 ،230 ،226 ،224‬‬ ‫‪،244 ،239 ،238 ،227 ،224 ،217‬‬ ‫‪،284 ،278 ،271 ،268 ،267 ،251‬‬ ‫‪،284 ،278 ،271 ،255 ،251 ،248‬‬ ‫‪،307 ،292 ،291 ،290 ،289 ،288‬‬ ‫‪،311 ،310 ،293 ،292 ،289 ،287‬‬ ‫‪،323 ،321 ،320 ،318 ،317 ،309‬‬ ‫‪،321 ،320 ،318 ،317 ،316 ،313‬‬ ‫‪،413 ،402 ،387 ،386 ،364 ،338‬‬ ‫‪،393 ،392 ،365 ،359 ،338 ،323‬‬ ‫‪،665 ،654 ،633 ،581 ،515 ،415‬‬ ‫‪،633 ،590 ،481 ،480 ،412 ،402‬‬ ‫‪.704‬‬ ‫‪.705 ،665‬‬


‫‪730‬‬

‫‪،235 ،227 ،217 ،206‬‬ ‫‪،284 ،278 ،271 ،255‬‬ ‫‪،316 ،314 ،311 ،310‬‬ ‫‪،334 ،322 ،321 ،320‬‬ ‫‪،358 ،351 ،338 ،337‬‬ ‫‪،402 ،398 ،397 ،396‬‬ ‫‪،483 ،482 ،481 ،470‬‬ ‫‪،516 ،501 ،497 ،487‬‬ ‫‪.706 ،665 ،647 ،633‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫‪،248‬‬ ‫‪،289‬‬ ‫‪،317‬‬ ‫‪،335‬‬ ‫‪،359‬‬ ‫‪،412‬‬ ‫‪،484‬‬ ‫‪،539‬‬

‫‪ ،251‬موريت��اني���ا‪،76 ،72 ،51 ،32 ،26 ،22 ،21 :‬‬ ‫‪،306‬‬ ‫‪،263 ،224 ،217 ،199 ،164 ،80‬‬ ‫‪،318‬‬ ‫‪،311 ،310 ،289 ،278 ،268 ،267‬‬ ‫‪،336‬‬ ‫‪،358 ،338 ،321 ،320 ،314 ،313‬‬ ‫‪،365‬‬ ‫‪،413‬‬ ‫‪،402 ،400 ،399 ،365 ،364 ،360‬‬ ‫‪،486‬‬ ‫‪.709 ،707 ،665 ،643 ،601 ،493‬‬ ‫‪،562‬‬

‫المغ��رب‪،46 ،27 ،26 ،25 ،24 ،23 ،22 :‬‬ ‫‪،81 ،80 ،79 ،72 ،71 ،62 ،61 ،60‬‬ ‫‪،145 ،144 ،123 ،122 ،121 ،108‬‬ ‫‪،224 ،221 ،219 ،217 ،199 ،164‬‬ ‫‪،248 ،244 ،241 ،239 ،238 ،235‬‬ ‫‪،287 ،284 ،270 ،256 ،255 ،251‬‬ ‫‪،311 ،309 ،306 ،305 ،292 ،289‬‬ ‫‪،320 ،318 ،317 ،316 ،314 ،313‬‬ ‫‪،394 ،365 ،359 ،338 ،323 ،321‬‬ ‫‪،510 ،484 ،482 ،413 ،402 ،395‬‬ ‫‪.700 ،665 ،647 ،585 ،554 ،521‬‬

‫اليم��ن‪،64 ،61 ،52 ،48 ،32 ،27 ،26 ،22 :‬‬

‫‪،108 ،81 ،80 ،76 ،74 ،72 ،71 ،70‬‬

‫‪،217 ،199 ،176 ،167 ،164 ،145‬‬

‫‪،251 ،241 ،238 ،228 ،227 ،224‬‬

‫‪،278 ،270 ،267 ،266 ،256 ،255‬‬

‫‪،310 ،306 ،305 ،289 ،287 ،284‬‬

‫‪،321 ،320 ،318 ،317 ،316 ،311‬‬

‫‪،365 ،364 ،360 ،338 ،335 ،323‬‬

‫‪،633 ،584 ،550 ،489 ،483 ،468‬‬ ‫‪.701 ،665‬‬


‫‪731‬‬

‫فهر�س اجلداول والأ�سكال‬

‫فهر�ض الجداول والأ�صكال‬ ‫التعليم العالي‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)1-1‬الأداء في الريا�صيات ‪ -‬البلدان ذات المعدلت الأدنى عالمي ًا‪،‬‬ ‫مقارنة باأعلى معدل (�صنغافورة) وبالمعدل العالمي (‪24 ......................)2003‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)2-1‬الأداء في العلوم ‪ -‬البلدان العربية‪ ،‬مقارنة باأعلى معدل (�صنغافورة)‬ ‫واأدنى معدل (اأفريقيا الجنوبية) والمعدل العالمي (‪24 ....................... )2003‬‬ ‫(جدول ‪ :)1-1‬ت�صنيف جامعة �صانغهاي لأف�صل خم�صمائة جامعة في العالم ‪ -‬توزيع‬ ‫هذه الجامعات على القارات ‪37 .................................................‬‬ ‫(جدول ‪ :)2-1‬عدد الجامعات في دول اآ�صيا التي وردت في لوائح �صنغهاي‬ ‫(‪ 2006‬اأو ‪38 ......................................................... )2007‬‬ ‫(جدول ‪ :)3-1‬معدلت اللتحاق بالتعليم في البلدان العربية وعدد من البلدان‬ ‫المختارة (‪39 .......................................................... )2005‬‬ ‫(جدول ‪ :)4-1‬تطور عدد ال�صكان (بالماليين) في المنطقة العربية مقارنة بالمناطق‬ ‫الأخرى (‪40 ................................................... )2015-1975‬‬ ‫(جدول ‪ :)5-1‬عدد ال�صكان في الفئات العمرية المقابلة لمراحل التعليم (‪41 .........)2006‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)1-2‬عدد الجامعات الجديدة في العالم العربي‪،‬‬ ‫بين العامين ‪ 1969‬و‪43 .................................................. 2008‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)2-2‬توزع الجامعات في البلدان العربية (‪45 ........................ )2008‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)3-2‬توزع الجامعات العربية بين القطاعين الحكومي والخا�س (‪46 ....... )2008‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)4-2‬توزع الجامعات في البلدان العربية بين القطاعين الحكومي‬ ‫والخا�س (‪47 .......................................................... )2008‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)5-2‬تطور عدد الجامعات الجديدة في القطاعين الحكومي والخا�س في‬ ‫العالم العربي‪ ،‬بين العامين ‪ 1968‬و‪48 ......................................2008‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)6-2‬ن�صب الجامعات الخا�صة اإلى مجموع الجامعات في البلدان‬ ‫العربية (‪49 ............................................................ )2008‬‬


‫‪732‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(ر�صم بياني ‪ :)7-2‬ن�صب الجامعات المتخ�ص�صة اإلى مجموع الجامعات في البلدان‬ ‫العربية (‪51 ............................................................ )2008‬‬ ‫(اإطار ‪ :)1-2‬لئحة الجامعات والمعاهد والكليات في الإمارات (‪58 ............... )2008‬‬ ‫(اإطار ‪ :)2-2‬الجامعات الحكومية في ال�صعودية بح�صب تاريخ تاأ�صي�صها ‪61 .................‬‬ ‫(جدول ‪ :)1-2‬تو ّزع الجامعات العربية بح�صب تاريخ اإن�صائها ونوعها ‪67 ..................‬‬ ‫(جدول ‪ :)2-2‬تو ّزع الجامعات العربية المتخ�ص�صة‪68 ...................................‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)1-3‬الزيادة ال�صكانية والزيادة في عدد طالب التعليم العالي في العالم‬ ‫العربي بين العامين ‪ 1975‬و‪( 2006‬معدلت مئوية)‪70 .............................‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)2-3‬معدل طالب التعليم العالي اإلى كل ‪ 100‬األف من ال�صكان في‬ ‫البلدان العربي��ة وبلدان مختارة ‪71 ...............................................‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)3-3‬تطور عدد الطالب لكل ‪ 100‬األف ن�صمة في مجموع البلدان العربية‪74 .......‬‬ ‫(اإطار ‪ :)1-3‬توزيع البلدان العربية بح�صب مرتبتها في توفير فر�س التعليم العالي لل�صكان ‪75 .......‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)4-3‬ن�صب الطالبات الإناث في التعليم العالي في البلدان العربية ‪77 ............‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)5-3‬ن�صب الطالبات الإناث في التعليم العالي في عدد من البلدان المختارة‪78 .......‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)6-3‬تطور ن�صبة الطالبات الإناث من مجموع الملتحقين بالجامعات‬ ‫العربية بين العامين ‪ 1975‬و‪............................................ 2006‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)7-3‬عدد اأفراد الهيئة التعليمية في البلدان العربية (‪................. )2006‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)8-3‬معدل عدد الطلبة لالأ�صتاذ الواحد في البلدان العربية (‪.........)2006‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)9-3‬مقارنة بين التطور في اأعداد ال�صكان والطالب والأ�صاتذة ‪.............‬‬

‫‪79‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬

‫(جدول ‪ :)1-3‬تطور عدد ال�صكان في البلدان العربية (بالماليين) (‪84 ....... )2015-1975‬‬ ‫(جدول ‪ :)2-3‬تطور عدد الطالب الملتحقين بالجامعات في البلدان العربية‬ ‫(‪85 ........................................................... )2006-1975‬‬ ‫(جدول ‪ :)3-3‬عدد الطالب الجامعيين ومعدلتهم لكل ‪ 100‬األف من ال�صكان (‪87 ...... )2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)4-3‬تطور عدد الطالب لكل ‪ 100‬األف ن�صمة في البلدان العربية‬ ‫(‪........................................................... )2006-1975‬‬ ‫(جدول ‪ :)5-3‬معدلت اللتحاق الخام في التعليم العالي في البلدان العربية وعدد‬ ‫من البلدان المختارة (‪................................................ )2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)6-3‬تطور معدلت اللتحاق الخام بالتعليم العالي في البلدان العربية‬ ‫(‪.................................................................. )2006-1975‬‬ ‫(جدول ‪ :)7-3‬توزع الطالب الملتحقين بح�صب م�صتوى ال�صهادة (‪............. )2006‬‬

‫‪89‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪93‬‬


‫فهر�س اجلداول والأ�سكال‬

‫‪733‬‬

‫(جدول ‪ :)8-3‬عدد الطالبات الإناث ون�صبتهن اإلى المجموع في البلدان‬ ‫العربية (‪94 ............................................................ )2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)9-3‬تطور عدد الطالبات الإناث في البلدان العربية (‪96 .......... )2006-1975‬‬ ‫(جدول ‪ :)10-3‬تطور ن�صبة الطالبات الإناث في البلدان العربية (‪97 .......)%( )2006-1975‬‬ ‫(جدول ‪ :)11-3‬عدد اأ�صاتذة التعليم العالي في البلدان العربية وعدد من الدول‬ ‫المختارة ومعدل الطلبة لالأ�صتاذ الواحد (‪98 ............................... )2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)12-3‬تطور عدد اأفراد الهيئة التعليمية في البلدان العربية (‪100 ..... )2006-1975‬‬ ‫(جدول ‪ :)13-3‬تطور معدل عدد الطالب لكل فرد من اأفراد الهيئة التعليمية في‬ ‫البلدان العربية (‪101 ............................................. )2005-1975‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)1-4‬تو ّزع اأحكام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول مدى تغطية‬

‫مناهج علم الحا�صوب في ‪ 15‬جامعة لمحتوى اختبار حقل الخت�صا�س الدولي ‪110 ......‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)1-5‬توزع الطلبة بح�صب مجموعتين وا�صعتين لحقول‬ ‫الخت�صا�س (‪138 .......................................................)2006‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)2-5‬تو ّزع الطلبة في المنطقة العربية بح�صب حقل الخت�صا�س (‪138 ....... )2006‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)3-5‬ن�صب الطلبة الملتحقين بمجموعتي الإن�صانيات والعلوم البحتة‬ ‫والتطبيقية (‪139 ........................................................ )2006‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)4-5‬تطور ن�صب الطلبة الملتحقين بحقول الإن�صانيات‪/‬العلوم‬ ‫الجتماعية في البلدان العربية ‪140 ................................................‬‬ ‫(جدول ‪ :)1-5‬تو ّزع الطالب الملتحقين بالجامعات بح�صب مجموعتين وا�صعتين‬ ‫لحقول الخت�صا�صات (‪154 ............................................. )2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)2-5‬تو ّزع الطالب الملتحقين بالجامعات بح�صب حقل‬ ‫الخت�صا�س (‪156 ...................................................... )2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)3-5‬تطور ن�صب الطالب الملتحقين بالجامعات بح�صب مجموعتي‬ ‫حقول الخت�صا�صات ‪158 ......................................................‬‬ ‫(جدول ‪ :)4-5‬خال�صة التو�صيات التي رفعها تقرير اليون�صكو حول البحث في‬ ‫العل��وم الجتماعي��ة (‪159 ............................................... )2004‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)1-6‬معدلت اللتحاق الخام لالإناث في التعليم العالي ون�صبتهن من‬ ‫المجموع (‪164 ........................................................ )2006‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)2-6‬ن�صبة الطالبات الإناث من مجموع الملتحقين بح�صب الم�صتوى‬ ‫الدرا�صي (‪ ،)2006‬درا�صات جامعية ودرا�صات عليا ‪165 ............................‬‬


‫‪734‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(ر�صم بياني ‪ :)3-6‬ن�صبة الطالبات الإناث من المجموع في مجموعتي الإن�صانيات‬ ‫والعلوم البحتة والتطبيقية (‪166 ........................................... )2006‬‬ ‫(ر�صم بياني ‪ :)4-6‬ن�صبة الأ�صتاذات الجامعيات من مجموع اأفراد الهيئة التعليمية في‬ ‫مجموع البلدان العربية بين عامي ‪ 1975‬و‪166 ..............................2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)1-6‬معدلت اللتحاق الخام في البلدان العربية (‪180 ................... )2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)2-6‬اأعداد الطالب الملتحقين بالتعليم العالي بح�صب الجن�س والم�صتوى‬ ‫الدرا�صي (‪181 ..........................................................)2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)3-6‬تو ّزع الطالبات الإناث بح�صب الخت�صا�س (‪182 ..................)2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)4-6‬ن�صبة الطالبات الإناث اإلى مجموع الملتحقين بح�صب حقل‬ ‫الدرا�صة (‪183 .......................................................... )2006‬‬ ‫(جدول ‪ :)5-6‬تو ّزع اأعداد الأ�صتاذات الجامعيات ون�صبتهن اإلى المجموع بين‬ ‫العامين ‪ 1975‬و‪184 ..................................................... 2006‬‬

‫الإعالم‬ ‫(جدول ‪ )1‬تاريخ معرفة الدول العربية لل�صحافة ‪218 ......................................‬‬ ‫(جدول ‪ )2‬الهيكل الأ�صا�صي لبنية الموؤ�ص�صات ال�صحفية العربية ‪223 .........................‬‬ ‫(جدول ‪ )3‬ن�صيب كل مليون مواطن داخل الدول العربية من ال�صحف اليومية‬ ‫وال�صحف الأ�صبوعية عام ‪225 ............................................. 2006‬‬ ‫(�صكل ‪ )4‬ن�صيب كل مليون مواطن من ال�صحف اليومية والأ�صبوعية داخل الدول‬ ‫العربية الأكثر نمواً‪226 ..........................................................‬‬ ‫(�صكل ‪ )5‬ن�صيب كل مليون مواطن من ال�صحف اليومية والأ�صبوعية داخل الدول‬ ‫العربية متو�صطة النمو ‪227 .......................................................‬‬ ‫(�صكل ‪ )6‬ن�صيب كل مليون مواطن من ال�صحف اليومية والأ�صبوعية داخل الدول‬ ‫العربية الأقل نمواً ‪228 ..........................................................‬‬ ‫(جدول ‪ )7‬عدد الن�صخ المو ّزعة من ال�صحف اليومية ون�صيب كل األف من المواطنين‬ ‫منها داخل الدول الأكثر نمواً على الم�صتوى ال�صحفي ‪230 ..........................‬‬ ‫(�صكل ‪ )8‬عدد الن�صخ المو ّزعة (بالآلف) من ال�صحف اليومية داخل الدول الأكثر نمواً‪231 ......‬‬ ‫(جدول ‪ )9‬معدلت توزيع ال�صحف اليومية الأ�صا�صية بالإمارات والكويت وقطر‬ ‫والبحرين ‪232 .................................................................‬‬ ‫(جدول ‪ )10‬توزيع ال�صحف اللبنانية الأ�صا�صية خالل الفترة من ‪234 ......... 2007 – 1975‬‬


‫فهر�س اجلداول والأ�سكال‬

‫‪735‬‬

‫(جدول ‪ )11‬عدد الن�صخ الموزعة من ال�صحف اليومية ون�صيب كل األ��ف من‬ ‫المواطنين منها داخل الدول متو�صطة النمو على الم�صتوى ال�صحفي ‪235 ..............‬‬ ‫(�صكل ‪ )12‬عدد الن�صخ المو ّزعة من ال�صحف اليومية داخل الدول متو�صطة النمو ‪236 .........‬‬ ‫(جدول ‪ )13‬توزيع ال�صحف اليومية الأ�صا�صية داخل الجزائر والأردن طبق ًا لتقديرات‬ ‫عام ‪237 ................................................................ 2003‬‬ ‫(جدول ‪ )14‬عدد الن�صخ المو ّزعة من ال�صحف اليومية ون�صيب كل األف من‬ ‫المواطنين منها داخل الدول الأقل نمواً على الم�صتوى ال�صحفي ‪239 .................‬‬

‫(�صكل ‪ )15‬عدد الن�صخ الموزعة من ال�صحف اليومية داخل الدول الأقل نمواً ‪240 ............‬‬ ‫(جدول ‪ )16‬توزيع ال�صحف اليومية الأ�صا�صية داخل الدول العربية الأقل نمواً طبق ًا‬ ‫لتقديرات عام ‪242 ....................................................... 2003‬‬ ‫(جدول ‪ )17‬توزيع ال�صحف اليومية بالدول العربية عام ‪246 ......................... 1996‬‬ ‫(جدول ‪ )18‬تطور ن�صيب المواطنين بالدول العربية من ال�صحف اليومية ما بين‬ ‫عامي ‪ 1996‬و‪247 ...................................................... 2003‬‬ ‫(�صكل ‪ )19‬ن�صيب الألف فرد من ال�صحف اليومية الأ�صا�صية داخل الدول العربية‬ ‫عام ‪248 ................................................................ 2003‬‬

‫(جدول ‪ )20‬ن�صيب كل مليون مواطن من ال�صحف المتخ�ص�صة في الدول العربية ‪250 ........‬‬ ‫(جدول ‪ )21‬مجالت اهتمام ال�صحف المتخ�ص�صة في العالم العربي‪251 ....................‬‬ ‫(�صكل ‪ )22‬عدد ال�صحف المتخ�ص�صة على اأ�صا�س الم�صمون والمتخ�ص�صة على‬ ‫اأ�صا�س الجمهور‪254 ............................................................‬‬ ‫(جدول ‪ )23‬تاريخ افتتاح اأنظمة التليفزيون الوطني بالدول العربية ‪261 ......................‬‬ ‫(جدول ‪ )24‬ن�صيب المواطنين داخل الدول العربية من اأجهزة التليفزيون ‪265 ................‬‬ ‫(�صكل ‪ )25‬التفاوت بين الدول العربية الأكثر نمواً والأقل نمواً في حجم ن�صيب‬ ‫الفرد من اأجهزة التليفزيون عام ‪266 ........................................ 1992‬‬

‫(�صكل ‪ )26‬التفاوت بين الدول العربية الأكثر نمواً والأقل نمواً في حجم ن�صيب‬ ‫الفرد من اأجهزة التليفزيون عام ‪267 ........................................ 1999‬‬ ‫(�صكل ‪ )27‬التفاوت بين الدول العربية الأكثر نمواً والأقل نمواً في حجم ن�صيب‬ ‫الفرد من اأجهزة التليفزيون عام ‪268 ............................................... 2001‬‬ ‫(جدول ‪ )28‬معدلت النمو في عدد اأجهزة التليفزيون بالدول العربية ‪269 ...................‬‬ ‫(�صكل ‪ )29‬منحنى النمو الملحوظ في عدد اأجهزة التليفزيون داخل الدول العربية ‪270 ........‬‬ ‫(�صكل ‪ )30‬منحنى النمو المحدود في عدد اأجهزة التليفزيون داخل الدول العربية ‪271 ........‬‬ ‫(�صكل ‪ )31‬منحنى التقل�س في عدد اأجهزة التليفزيون داخل الدول العربية ‪272 ...............‬‬


‫‪736‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(جدول ‪ )32‬اأبرز �صبكات التليفزيون الف�صائي العربي غير الحكومية ‪274 ....................‬‬ ‫(جدول ‪ )33‬عدد القنوات الف�صائية التابعة للدول العربية المختلفة‪276 ......................‬‬ ‫(جدول ‪ )34‬جن�صيات القنوات الأجنبية في الف�صاء العربي ‪279 ............................‬‬ ‫(�صكل ‪ )35‬تو ّزع القنوات الف�صائية العربية على القنوات العامة والمتخ�ص�صة ‪281 ...........‬‬ ‫(جدول ‪ )36‬ن�صبة القنوات الف�صائية العامة التابعة لكل دولة عربية ‪282 ......................‬‬ ‫(جدول ‪ )37‬اأنواع القنوات الف�صائية المتخ�ص�صة‪285 .....................................‬‬ ‫(�صكل ‪ )38‬عدد القنوات الغنائية التابعة للدول العربية المختلفة‪287 .........................‬‬ ‫(�صكل ‪ )39‬عدد القنوات الدينية التابعة للدول العربية المختلفة ‪288 .........................‬‬ ‫(�صكل ‪ )40‬عدد القنوات الإخبارية التابعة للدول العربية المختلفة ‪290 ......................‬‬ ‫(�صكل ‪ )41‬عدد القنوات الريا�صية التابعة للدول العربية المختلفة ‪291 .......................‬‬ ‫(�صكل ‪ )42‬عدد القنوات الثقافية والأدبية التابعة للدول العربية المختلفة‪292 .................‬‬ ‫(جدول ‪ )43‬التخ�ص�صات النادرة لعدد من القنوات الف�صائية العربية‪294 .....................‬‬ ‫(جدول ‪ )44‬معدلت النمو في عدد الهواتف الثابتة بالدول العربية عند النتقال‬ ‫من عام ‪ 2002‬اإلى عام ‪304 ............................................... 2004‬‬ ‫(�صكل ‪ )45‬متو�صط ملكية خطوط الهاتف الثابت بين الدول العربية الأكثر نمواً‬ ‫ومتو�صطة النمو والأقل نمواً ‪306 .................................................‬‬ ‫(�صكل ‪ )46‬متو�صطات ن�صب النمو والتراجع في عدد خطوط الهاتف الثابت بين‬ ‫فئات الدول العربية المختلفة ‪307 ................................................‬‬ ‫(جدول ‪ )47‬معدلت النمو في عدد الهواتف الخلوية بالدول العربية عند النتقال‬ ‫من عام ‪ 2002‬اإلى عام ‪308 ............................................... 2003‬‬ ‫(�صكل ‪ )48‬متو�صط ملكية الخطوط الخلوية بين الدول العربية الأكثر نمواً‬ ‫ومتو�صطة النمو والأقل نمواً ‪310 .................................................‬‬ ‫(�صكل ‪ )49‬متو�صطات ن�صب النمو في عدد خطوط الخطوط الخلوية بين فئات‬ ‫الدول العربية المختلفة عند النتقال من عام ‪ 2002‬اإلى عام ‪312 ...............2003‬‬ ‫(جدول ‪ )50‬تطور عدد اأجهزة توفير خدمة الإنترنت بدول المغرب العربي‪313 ..............‬‬ ‫(جدول ‪ )51‬تطور عدد اأجهزة توفير خدمة الإنترنت بم�صر والأردن ولبنان‪314 ..............‬‬ ‫تطور عدد اأجهزة توفير خدمة الإنترنت بدول الخليج العربي‪315 ...............‬‬ ‫(جدول ‪ّ )52‬‬ ‫(جدول ‪ )53‬تطور ا�صتخدام الإنترنت بالدول العربية من عام ‪ 2000‬اإلى ‪316 .......... 2007‬‬ ‫(�صكل ‪ )54‬متو�صطات ن�صب ا�صتخدام الإنترنت بين فئات الدول العربية المختلفة ‪318 ........‬‬ ‫(�صكل ‪ )55‬معدلت نمو ا�صتخدام الإنترنت بين فئات الدول العربية المختلفة‬ ‫من عام ‪319 .................................................... 2007 – 2000‬‬ ‫(جدول ‪ )56‬حجم وجود الدول العربية المختلفة على �صبكة الإنترنت ‪320 ..................‬‬


‫‪737‬‬

‫فهر�س اجلداول والأ�سكال‬

‫(�صكل ‪ )57‬متو�صطات عدد ال�صفحات المتاحة حول كل دولة عربية على‬ ‫محركي البحث «جوجل» و«ياهو» ‪322 ..........................................‬‬ ‫(جدول ‪ )58‬تو ّزع المواقع الإعالمية العربية على �صبكة الإنترنت‪324 .......................‬‬ ‫(�صكل ‪ )59‬خريطة المواقع الإعالمية العربية على �صبكة الإنترنت‪325 .......................‬‬ ‫(جدول ‪ )60‬تو ّزع المواقع الإعالمية الأكثر ا�صتخدام ًا على �صبكة الإنترنت ‪326 ..............‬‬ ‫(�صكل ‪ )61‬دوافع ا�صتخدام المواطنين العرب للمواقع البارزة على الإنترنت‪327 ..............‬‬ ‫(جدول ‪ )62‬ترتيب المواقع الإعالمية العربية طبق ًا لمعدلت ا�صتخدامها ‪328 ................‬‬ ‫(جدول ‪ )63‬اأنواع المواقع الإعالمية الأكثر ا�صتخدام ًا من جانب المواطن العربي ‪331 ........‬‬ ‫(جدول ‪ )64‬اأبرز المواقع الإذاعية العربية على الإنترنت ‪335 ...............................‬‬ ‫(جدول ‪ )65‬نماذج لمحطات اإذاعية عربية على �صبكة الإنترنت‪337 ........................‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬ ‫(جدول‪ ) 1‬اإح�صائيات عن البلدان العربية ‪359 ...........................................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )2‬عدد ال�صكان ح�صب الإح�صاء الخا�س ذي المرجعية المبا�صرة ‪361 ...........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )3‬عدد ال�صكان ح�صب اإح�صاء اأو�صاع العالم ‪362 ..................... 2008‬‬ ‫(جدول ‪ )4‬ن�صبة الأمية في كل قطر عربي ‪363 ............................................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )5‬ن�صبة الأمية في كل قطر عربي ‪364 ........................................‬‬ ‫(جدول ‪ )6‬من�صورات الأردن عام ‪2007‬ح�صب الإيداع القانوني في المكتبة‬ ‫بعمان‪367 ..............................................................‬‬ ‫الوطنية ّ‬ ‫(�صكل بياني ‪ )7‬من�صورات الأردن في عام ‪( 2007‬اإيداع فعلي) في المكتبة‬ ‫الوطنية بعمان‪368 ..............................................................‬‬ ‫(جدول ‪ )8‬من�صورات الإمارات في عام ‪369 .......................................2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )9‬من�صورات الإمارات في ‪370 ...................................... 2007‬‬ ‫(جدول ‪ )10‬من�صورات البحرين لعام ‪2007‬من واقع الإيداع القانوني‪370 ..................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )11‬من�صورات البحرين من واقع الإيداع القانوني ‪371 .................. 2007‬‬ ‫(جدول ‪ )12‬من�صورات تون�س في عام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع الوطني‬ ‫ت�صنيف ديوي (‪372 .........................................................)..‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )13‬من�صورات تون�س عام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع الوطني ت�صنيف ديوي ‪373 .....‬‬ ‫(جدول ‪ )14‬من�صورات الجزائر لعام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع القانوني‪374 ....................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )15‬من�صورات الجزائر في عام ‪ 2007‬الإيداع والإ�صافات‪375 .................‬‬ ‫(جدول ‪ )16‬الكتب المن�صورة في ال�صعودية ح�صب الإيداع في عام ‪ 1428‬ه� ‪2007‬م ‪376 ......‬‬


‫‪738‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�صكل بياني ‪ )17‬من�صورات �صعودية ح�صب الإيداع ‪377 ..................................‬‬ ‫(جد ول ‪ )18‬من�صورات �صورية العام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع والم�صاف على الإيداع ‪378 .......‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )19‬من�صورات �صورية ‪ 2007‬ح�صب الإيداع والإ�صافات‪379 .................‬‬ ‫(جدول ‪ )20‬من�صورات ال�صودان لعام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع الوطني‪380 ....................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )21‬من�صورات ال�صودان لعام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع الوطني‪381 ................‬‬ ‫(جدول ‪ )22‬من�صورات عراقية �صدرت عام ‪382 ................................... 2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )23‬موؤلفات عراقية �صدرت عام ‪383 ................................. 2007‬‬ ‫(جدول ‪ )24‬من�صورات عمانية �صدرت عام ‪384 ...................................2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )25‬من�صورات عمان عام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع القانوني‪385 ..................‬‬ ‫(جدول ‪ )26‬من�صورات قطر لعام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع الوطني‪386 ........................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )27‬من�صورات قطر لعام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع القانوني‪387 ..................‬‬ ‫(جدول ‪ ) )28‬من�صورات الكويت لعام ‪ 2007‬وفق الإيداع الوطني ح�صب‬ ‫ت�صنيف ديوي ‪388 .............................................................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )29‬من�صورات دولة الكويت لعام ‪ 2007‬وفق الإيداع الوطني ح�صب‬ ‫ت�صنيف ديوي ‪389 .............................................................‬‬ ‫(جدول ‪ )30‬من�صورات لبنان عام ‪390 ............................................ 2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )31‬من�صورات لبنان لعام ‪391 ........................................ 2007‬‬ ‫(جدول ‪ )32‬من�صورات ليبيا في عام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع القانوني ‪392 ..................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )33‬من�صورات ليبيا في عام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع القانوني ‪393 ................‬‬ ‫(جدول ‪ )34‬من�صورات المغرب في عام ‪ 2007‬من واقع الإيداع القانوني مع اإ�صافات‪394 .......‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )35‬من�صورات المغرب في عام ‪ 2007‬من واقع الإيداع القانوني‬ ‫مع اإ�صافات ‪395 ...............................................................‬‬ ‫(جدول ‪ )36‬من�صورات م�صر ح�صب الإيداع القانوني في دار الكتب و الوثائق‬ ‫القومية الم�صرية لعام ‪396 .................................................2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )37‬من�صورات م�صر ح�صب �صجالت دار الكتب والوثائق‬ ‫القومية في عام ‪398 ...................................................... 2007‬‬ ‫(جدول ‪ )38‬من�صورات موريتانيا لعام ‪ 2007‬ح�صب الإيداع القانوني‪399 ..................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )39‬المطبوعات غير الدورية ال�صادرة في موريتانيا ‪400 ................. 2007‬‬ ‫(جدول ‪ )40‬الكتب المن�صورة في الدول العربية عام ‪ 2007‬ح�صب الت�صنيف ‪401 ............‬‬ ‫(جدول ‪ )41‬ترتيب الدول العربية ح�صب المن�صورات‪ ،‬وت�صل�صل الأ�صناف‪،‬‬ ‫والن�صب المئوية‪402 ............................................................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )42‬عدد الكتب المن�صورة في الدول العربية عام ‪ 2007‬ح�صب الت�صنيف ‪403 ......‬‬


‫‪739‬‬

‫فهر�س اجلداول والأ�سكال‬

‫(�صكل بياني ‪ )43‬عدد الكتب المن�صورة عام ‪ 2007‬ح�صب الدول ‪404 ......................‬‬ ‫(جدول ‪ )44‬اإ�صدارات الكتب �صنوي ًا في بع�س الدول الأجنبية ‪405 .........................‬‬ ‫(جدول ‪ )45‬لئحة باأ�صماء الع�صاء المنت�صبين لتحاد النا�صرين العرب‬ ‫للدورة الخام�صة (‪437 .......................................... )2009 - 2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )46‬عدد الأع�صاء المنت�صبين لتحاد النا�صرين العرب وتوزعهم ‪438 .............‬‬ ‫(جدول ‪ )47‬عدد النا�صرين في البلدان العربية ح�صب الن�صبة المئوية ‪439 .....................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )48‬توزع النا�صرين العرب ح�صب الأقطار العربية ‪440 .........................‬‬ ‫(جدول ‪ )49‬معدل الكتب المن�صورة قيا�ص ًا اإلى عدد ال�صكان ‪452 ...........................‬‬ ‫(جدول ‪ )50‬بع�س ال�صناعات الثقافية في ال�صين خالل الفترة ‪457 ............ 2004-2000‬‬ ‫(جدول ‪ )51‬النمو في القيمة الإجمالية الم�صافة لل�صناعات الإبداعية في بريطانيا ‪458 .........‬‬ ‫(جدول ‪ )52‬نظرة �صاملة اإلى المعطيات عن ال�صناعات الإبداعية من درا�صات مختلفة‪459 ........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )53‬موقع ال�صناعات الثقافية من الدخل القومي على ال�صعيد العالمي‬ ‫في عام ‪460 ............................................................. 2005‬‬

‫الإب ــداع‬ ‫المحور الثاني‪ :‬ال�شينما في الوطن العربي‪...‬درا�شة تحليلية‬

‫(�صكل بياني ‪ )1‬معدل اإنتاج الأفالم في م�صر منذ ‪ 1927‬حتى ‪501 ................... 2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )2‬معدل اإنتاج الأفالم في لبنان حتى العام ‪503 ......................... 2000‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )3‬معدل اإنتاج الأفالم في �صوريا حتى العام ‪506 ........................ 2000‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )4‬معدل اإنتاج الأفالم في العراق حتى العام ‪507 ........................2000‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )5‬معدل اإنتاج الأفالم في تون�س حتى العام ‪510 ........................ 2000‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )6‬معدل اإنتاج الأفالم في المغرب حتى العام ‪513 ...................... 2000‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )7‬معدل اإنتاج الأفالم في الجزائر حتى العام ‪515 ....................... 2000‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )8‬معدل اإنتاج الأفالم الروائية الطويلة في العالم العربي عام ‪516 ..........2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )9‬معدل �صناعة الأفالم الروائية الطويلة في م�صر (‪517 ........ )2007 – 2001‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )10‬ت�صنيف الأفالم ال�صينمائية الم�صرية المنتجة في عام ‪2007‬‬ ‫تبع ًا لالأنواع الفيلمية ‪520 ........................................................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )11‬عدد الأفالم العربية المنتجة عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع الفيلمي ‪531 ............‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬الدراما التليفزيونية العربية في عام ‪2007‬‬

‫(�صكل بياني ‪ )1‬معدل تقريبي لإنتاج الم�صل�صالت التلفزيونية في العالم العربي ‪539 ........2007‬‬


‫‪740‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫(�صكل بياني ‪ )2‬ت�صنيف الم�صل�صالت الم�صرية المنتجة في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع‪540 ........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )3‬ت�صنيف الم�صل�صالت ال�صورية المنتجة في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪544 .........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )4‬ت�صنيف الم�صل�صالت الخليجية المنتجة في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪548 ........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )5‬ت�صنيف الم�صل�صالت العراقية المنتجة في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع‪550 ..........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )6‬ت�صنيف الم�صل�صالت التون�صية المنتجة في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪552 .........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )7‬ت�صنيف الم�صل�صالت الجزائرية المنتجة في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪554 .......‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )8‬ت�صنيف الم�صل�صالت المغربية المنتجة في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪555 .........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )9‬ت�صنيف الم�صل�صالت العربية المنتجة في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع‪557 ...........‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬الم�شرح في الوطن العربي‬

‫(�صكل بياني ‪ )1‬معدل تقريبي للم�صرحيات في العالم العربي ‪562 ..................... 2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )2‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي الم�صري في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪566 ............‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )3‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي ال�صوري في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪569 ............‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )4‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي اللبناني في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪573 .............‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )5‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي في الأردن في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع‪574 ...........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )6‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي الفل�صطيني في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪576 ..........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )7‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي الخليجي في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع‪583 ............‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )8‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي العراقي في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪584 ............‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )9‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي المغربي في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع‪587 .............‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )10‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي الجزائري في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع‪588 ..........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )11‬ت�صنيف المنتج الم�صرحي التون�صي في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪589 ...........‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )12‬ت�صنيف اإجمالي الم�صرح العربي في عام ‪ 2007‬تبع ًا للنوع ‪591 .............‬‬

‫المحور الخام�ض‪ :‬المو�شيقى والغناء‬

‫(�صكل بياني ‪ )1‬مقارنة بين الدول المقيمة للمهرجانات ‪595 ...............................‬‬ ‫(جدول ‪ )2‬الكتب المو�صيقية ال�صادرة في عام ‪596 ................................. 2007‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )3‬مقارنة بين �صركات الإنتاج على �صعيد الإ�صدارات المو�صيقية ‪602 ...........‬‬ ‫�صكل بياني رقم (‪ )4‬مقارنة بين الدول على م�صتوى الأغنية العاطفية‪605 .....................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )5‬مقارنة بين �صركات الإنتاج على م�صتوى الأغاني العاطفية ‪606 ...............‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )6‬اإنتاج الغنية الوطنية ح�صب البلدان العربية ‪607 ............................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )7‬ظاهرة الإن�صاد الديني في الدول العربية‪608 ................................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )8‬ظاهرة الإن�صاد الديني بح�صب جهات الإنتاج ‪609 .........................‬‬ ‫(�سكل‪.‬بياني‪.)9.‬اإنتاج‪.‬الراب‪.‬ح�سب‪.‬البلدان ‪610...........................................‬‬


‫‪741‬‬

‫فهر�س اجلداول والأ�سكال‬

‫الح�ساد الثقافي‬ ‫المحور الثاني‪ :‬الأطر الموؤ�ش�شية للعمل الثقافي العربي‬

‫(�صكل بياني ‪ )1‬الموؤ�ص�صات الثقافية العربية ح�صب نوعها ‪662 ..............................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )2‬الموؤ�ص�صات الثقافية العربية بح�صب طبيعتها الموؤ�ص�صية ‪664 ..................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )3‬الموؤ�ص�صات الثقافية العربية الفاعلة ح�صب البلدان العربية ‪665 ................‬‬ ‫(جدول ‪ )4‬الموؤ�ص�صات الثقافية الأجنبية في البالد العربية (‪669 ....................... )2/1‬‬ ‫(جدول ‪ )4‬الموؤ�ص�صات الثقافية الأجنبية في البالد العربية (‪670 ....................... )2/2‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )5‬هوية الموؤ�ص�صات الأجنبية ‪671 ...........................................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )6‬جن�صية الموؤ�ص�صات الأجنبية‪672 ..........................................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )7‬حدود ن�صاط الموؤ�ص�صات الأجنبية‪673 ....................................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )8‬هيكلة الموؤ�ص�صات الأجنبية‪674 ..........................................‬‬ ‫(جدول ‪ )9‬الموؤ�ص�صات الثقافية الإ�صبانية في البالد العربية ‪675 .............................‬‬ ‫(جدول ‪ )10‬الموؤ�ص�صات الثقافية الألمانية في البالد العربية (‪676 ..................... )2/1‬‬ ‫(جدول ‪ )10‬الموؤ�ص�صات الثقافية الألمانية في البالد العربية (‪677 .................... )2/2‬‬ ‫(جدول ‪ )11‬الموؤ�ص�صات الثقافية الأمريكية في البالد العربية ‪678 ..........................‬‬ ‫(جدول ‪ )12‬الموؤ�ص�صات الثقافية الإيطالية في البالد العربية ‪679 ...........................‬‬ ‫(جدول ‪ )13‬الموؤ�ص�صات الثقافية البريطانية في البالد العربية (‪680 .................... )2/1‬‬ ‫(جدول ‪ )13‬الموؤ�ص�صات الثقافية البريطانية في البالد العربية (‪681 ................... )2/2‬‬ ‫(جدول ‪ )14‬الموؤ�ص�صات الثقافية الفرن�صية في البالد العربية (‪682 ..................... )2/1‬‬ ‫(جدول ‪ )14‬الموؤ�ص�صات الثقافية الفرن�صية في البالد العربية (‪683 ..................... )2/2‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬جوائز الإبداع الثقافي العربية ‪ -‬تراكم تنق�شه المعايير‬ ‫(جدول ‪ )1‬جوائز الإبداع الثقافي العربي ح�صب البلدان‪690 ...............................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )2‬عدد جوائز الإبداع الثقافي في كل دولة عربية‪708 ..........................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )3‬الن�صبة المئوية لكل بلد عربي من الجوائز ‪710 ..............................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )4‬الجوائز الممنوحة ح�صب الجهات المانحة‪711 ............................‬‬ ‫(�صكل بياني ‪ )5‬عدد الجوائز ح�صب قيمتها المادية ‪713 ...................................‬‬



‫‪743‬‬

‫فهر�س املو�سوعات‬

‫فهر�ض المو�صوعات‬ ‫هيئة التقرير‪5 ..........................................................................‬‬ ‫تقديم‪7 ...............................................................................‬‬ ‫هذا التقرير ‪9 ..........................................................................‬‬

‫التعليم العالي‬

‫مدخل منهجي ‪17 ....................................................................‬‬ ‫المحور الأول‪ :‬الإطار العام ‪19 .......................................................................‬‬ ‫مقدمة ‪19 ............................................................................‬‬ ‫‪ .1‬الإطار التربوي ‪21 .................................................................‬‬ ‫‪ .2‬الإطار ال�صكاني ‪31 ................................................................‬‬ ‫‪ .3‬الإطار المعرفي‪32 .................................................................‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬تنوع موؤ�ش�شات التعليم العالي واأزمة �شبط الجودة ‪43 ....................................‬‬ ‫مقدمة ‪43 ............................................................................‬‬ ‫اأ�صكال التنوع ‪46 .....................................................................‬‬ ‫اإ�صكالية التنوع ‪62 ....................................................................‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬الفر�ض الدرا�شية وال�شغوط المت�شاربة ‪69 ..............................................‬‬ ‫‪ .1‬الطلب الجتماعي على التعليم العالي ‪69 .............................................‬‬ ‫‪ .2‬م�صاركة الإناث‪76 .................................................................‬‬ ‫‪ .3‬الكثافة الطالبية‪80 .................................................................‬‬ ‫المحور الرابع‪ :‬وعود تح�شين الجودة وتعثر �شمان الجودة ‪103 ........................................‬‬ ‫اأحوال الجودة في الجامعات العربية‪104 .................................................‬‬ ‫اإطالق برامج لتح�صين النوعية ‪114 ......................................................‬‬ ‫اإن�صاء بنى ل�صمان الجودة ‪119 ..........................................................‬‬ ‫المحور الخام�ض‪ :‬الإن�شانيات والعلوم الجتماعية في �شلب التنمية‪129 .................................‬‬ ‫‪ .1‬النحياز للعلوم البحتة والتطبيقية ‪130 ................................................‬‬ ‫‪ .2‬اأحوال تعليم مجموعة الإن�صانيات في البلدان العربية ‪136 ...............................‬‬


‫‪744‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫‪ .3‬النهو�س بتعليم مجموعة الإن�صانيات في البلدان العربية‪147 .............................‬‬ ‫المحور ال�شاد�ض‪ :‬المراأة في التعليم العالي‪ :‬التحيز ما زال قائماً‪161 .....................................‬‬ ‫مقدمة ‪161 ...........................................................................‬‬ ‫‪ .1‬حظوظ الإناث ومكانتهن في التعليم العالي ‪163 .......................................‬‬ ‫‪ .2‬المقاربة الالتحيزية في المعارف الجامعية ‪168 ........................................‬‬ ‫المحور ال�شابع‪ :‬اآفاق التطوير‪185 ....................................................................‬‬ ‫‪ .1‬الوثائق الخلفية (اإعالن بيروت‪ ،‬الإعالن العالمي‪ ،‬اإعالن بولونيا)‪185 ....................‬‬ ‫‪ .2‬تطوير التعليم العالي على الم�صتوى الوطني ‪191 .......................................‬‬ ‫‪ .3‬التعاون العربي‪204 .................................................................‬‬

‫الإعالم‬

‫مقدمة ‪211 ...........................................................................‬‬ ‫المحور الأول‪ :‬معدلت النمو في ال�شحف العربية ‪215 ................................................‬‬ ‫‪ - 1‬تاأثير ظروف ن�صاأة ال�صحافة العربية في م�صارات تطورها ‪216 ..........................‬‬ ‫‪ – 2‬معدلت النمو في بنية الموؤ�ص�صات ال�صحفية العربية ‪220 ..............................‬‬ ‫‪ - 3‬ن�صيب الفرد داخل الدول العربية من ن�صخ ال�صحف اليومية ‪229 .......................‬‬ ‫‪ - 4‬معدلت نمو ن�صيب المواطن العربي من ال�صحف اليومية‪245 .........................‬‬ ‫‪ – 5‬معدلت نمو ال�صحف المتخ�ص�صة في العالم العربي ‪249 .............................‬‬ ‫هوام�س المحور الأول‪257 .............................................................‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬الإعالم الف�شائي ‪259 .................................................................‬‬ ‫نموه ‪260 ..............................‬‬ ‫‪ – 1‬قوانين ن�صاأة التليفزيون في العالم العربي واأطر ّ‬ ‫‪ – 2‬معدلت النمو في ملكية اأجهزة التليفزيون ‪264 .......................................‬‬ ‫‪ – 3‬معدلت النمو في القنوات الف�صائية العربية ‪273 ......................................‬‬ ‫‪ – 4‬معدلت النمو في القنوات الف�صائية المتخ�ص�صة في العالم العربي‪281 ..................‬‬ ‫‪ - 5‬وثيقة مبادئ تنظيم عمل الف�صائيات وعالقتها بنمو القنوات الف�صائية ‪295 ...............‬‬ ‫هوام�س المحور الثاني‪299 .............................................................‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬معدلت نمو و�شائل الإعالم الإلكتروني ‪301 ..........................................‬‬ ‫‪ - 1‬معدلت نمو متطلبات البنية الأ�صا�صية لو�صائل الت�صال ال�صبكي ‪302 ....................‬‬ ‫‪ – 2‬معدلت النمو في توفير خدمات الإعالم الإلكتروني عبر الإنترنت ‪312 ................‬‬ ‫‪ – 3‬حجم وجود الدول العربية على �صبكة الإنترنت ‪319 .................................‬‬ ‫‪ – 4‬الوجود الإعالمي العربي على الإنترنت ‪323 .........................................‬‬


‫‪745‬‬

‫فهر�س املو�سوعات‬

‫‪ –5‬الظواهر المرتبطة بنمو الإعالم الإلكتروني في العالم العربي ‪333 ........................‬‬ ‫هوام�س المحور الثالث ‪343 ............................................................‬‬

‫حركة التاأليف والن�سر‬

‫مدخل ‪349 ..........................................................................‬‬ ‫البعد الثقافي في عملية التنمية ‪349 ......................................................‬‬ ‫حركة التاأليف والن�صر في العالم العربي‪350 ...............................................‬‬ ‫المنهج الم ّتبع‪353 .....................................................................‬‬ ‫مقاربة بع�س م�صكالت حركة التاأليف والن�صر واأعمدتها ‪364 ...............................‬‬ ‫حركة التاأليف والن�صر في كل قطر ‪367 ...................................................‬‬ ‫الأردن‪367 ...........................................................................‬‬ ‫الإمارات‪369 .........................................................................‬‬ ‫البحرين‪370 ..........................................................................‬‬ ‫تون�س ‪372 ...........................................................................‬‬ ‫الجزائر ‪374 ..........................................................................‬‬ ‫ال�صعودية‪376 .........................................................................‬‬ ‫�صوريا ‪378 ...........................................................................‬‬ ‫ال�صودان ‪380 .........................................................................‬‬ ‫العراق ‪382 ...........................................................................‬‬ ‫ُعمان‪384 ............................................................................‬‬ ‫فل�صطين‪385 ..........................................................................‬‬ ‫قطر ‪386 .............................................................................‬‬ ‫الكويت ‪388 .........................................................................‬‬ ‫لبنان‪390 .............................................................................‬‬ ‫ليبيا ‪392 .............................................................................‬‬ ‫المغرب‪394 ..........................................................................‬‬ ‫م�صر ‪396 ............................................................................‬‬ ‫موريتانيا ‪399 .........................................................................‬‬ ‫المن�صورات في الوطن العربي‪400 .......................................................‬‬ ‫قراءة النتائج النهائية والتوجهات ‪406 ....................................................‬‬ ‫تعزيز مكانة اللغة العربية‪409 ............................................................‬‬


‫‪746‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الترجمة‪410 ..........................................................................‬‬ ‫معار�س الكتاب ‪412 ..................................................................‬‬ ‫مقاربة الحلقات المتداخلة في مجال الن�صر‪416 ...........................................‬‬ ‫الرقابة ‪420 ...........................................................................‬‬ ‫هموم الموؤلّف العربي‪424 ..............................................................‬‬ ‫اإ�صكاليات عالقة الموؤلّف بالنا�صر‪427 ....................................................‬‬ ‫حماية حق الموؤ ّلف وحقوق الملكية الفكرية ‪430 .........................................‬‬ ‫رعاية المبدعين وتوفير مناخ البحث والإبداع ‪434 ........................................‬‬ ‫النا�صر ‪436 ...........................................................................‬‬ ‫المو ّزع ‪446 ..........................................................................‬‬ ‫القارئ‪450 ...........................................................................‬‬ ‫يتوجب مواجهتها جماعي ًا ‪452 ...........................................‬‬ ‫م�صكالت عامة ّ‬ ‫ال�صناعات الثقافية‪455 .................................................................‬‬

‫الإبــداع‬

‫المحور الأول‪ :‬الإبداع ال�شعري وال�شردي‪465 .......................................................‬‬ ‫‪ 2007‬عام الإبداع ‪465 ...............................................................‬‬ ‫لقاء �صعري بين الحداثة والنه�صة ‪466 ....................................................‬‬ ‫الملتقيات ال�صعرية وغياب التوا�صل بين المثقفين والجمهور ‪469 ...........................‬‬ ‫ال�صعر اإلكتروني ًا ‪470 ...................................................................‬‬ ‫المدونات‪472 ........................................................................‬‬ ‫�صعر كردي‪ ...‬عربي ‪473 ..............................................................‬‬ ‫ال�صعر العامي والنبطي ‪473 .............................................................‬‬ ‫�صعر العامية من الكتابة اإلى ال�صفاهية ‪475 .................................................‬‬ ‫الم�صهد الروائي خالل عام ‪475 .................................................. 2007‬‬ ‫نه�صة الرواية ال�صعودية‪476 .............................................................‬‬ ‫الجزائر‪:‬الماأ�صاة روائيا ‪477 .............................................................‬‬ ‫تنامي الدور الثقافي للقطاعين الخا�س والأهلي ‪480 .......................................‬‬ ‫اأعمال روائية ميزت العام ‪480 .................................................... 2007‬‬ ‫اأعمال �صعرية ميزت العام ‪488 .................................................... 2007‬‬ ‫روائيون عرب كتبوا بلغة اأجنبية ‪494 .....................................................‬‬


‫فهر�س املو�سوعات‬

‫‪747‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬ال�شينما في الوطن العربي‪ ...‬درا�شة تحليلية ‪497 ........................................‬‬ ‫تايخ ال�صينما العربية‪497 ................................................................‬‬ ‫ال�صينما الم�صرية ‪497 ..................................................................‬‬ ‫ال�صينما اللبنانية ‪502 ...................................................................‬‬ ‫ال�صينما ال�صورية‪504 ...................................................................‬‬ ‫ال�صينما العراقية ‪506 ...................................................................‬‬ ‫ال�صينما الأردنية‪508 ...................................................................‬‬ ‫ال�صينما التون�صية ‪508 ..................................................................‬‬ ‫ال�صينما المغربية‪510 ...................................................................‬‬ ‫ال�صينما الجزائرية ‪513 .................................................................‬‬ ‫ال�صينما ال�صودانية ‪515 .................................................................‬‬ ‫ال�صينما الخليجية‪515 ..................................................................‬‬ ‫ال�صينما العربية في عام ‪516 ...................................................... 2007‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬الدراما التليفزيونية العربية في عام ‪535 .........................................2007‬‬ ‫الدراما التليفزيونية الم�صرية ‪539 ........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية ال�صورية‪540 .........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية اللبنانية‪544 ..........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية الأردنية ‪545 .........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية الفل�صطينية ‪545 ......................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية الخليجية‪545 ........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية ال ُع َمانية ‪548 .........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية العراقية ‪549 .........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية اليمنية ‪550 ..........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية التون�صية ‪551 ........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية الجزائرية‪552 ........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية المغربية‪554 .........................................................‬‬ ‫الدراما التليفزيونية ال�صودانية ‪555 .......................................................‬‬ ‫خاتمة ‪556 ...........................................................................‬‬ ‫المحور الرابع‪ :‬الم�شرح في الوطن العربي ‪ -‬تظاهرات ومهرجانات ‪559 .........................2007‬‬ ‫مالمح الم�صهد الم�صرحي العربي ‪559 ...................................................‬‬ ‫الح�صور الن�صائي في الم�صرح العربي ‪561 ................................................‬‬ ‫الم�صرح الم�صري‪562 .................................................................‬‬


‫‪748‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫الم�صرح ال�صوري ‪566 .................................................................‬‬ ‫الم�صرح اللبناني ‪569 ..................................................................‬‬ ‫الم�صرح الأردني‪573 ..................................................................‬‬ ‫الم�صرح الفل�صطيني ‪574 ...............................................................‬‬ ‫الم�صرح الكويتي ‪576 .................................................................‬‬ ‫الم�صرح البحريني ‪577 ................................................................‬‬ ‫الم�صرح الإماراتي‪578 .................................................................‬‬ ‫الم�صرح ال�صعودي ‪579 ................................................................‬‬ ‫الم�صرح القطري‪581 ..................................................................‬‬ ‫الم�صرح ال ُعماني ‪582 ..................................................................‬‬ ‫الم�صرح العراقي ‪583 ..................................................................‬‬ ‫الم�صرح اليمني ‪584 ...................................................................‬‬ ‫الم�صرح المغربي ‪585 .................................................................‬‬ ‫الم�صرح الجزائري ‪587 ................................................................‬‬ ‫الم�صرح التون�صي ‪588 .................................................................‬‬ ‫الم�صرح الليبي‪590 ....................................................................‬‬ ‫الم�صرح ال�صوداني ‪590 ................................................................‬‬ ‫المحور الخام�ض‪ :‬المو�شيقى والغناء ‪593 .............................................................‬‬ ‫مالمح الم�صهد المو�صيقي والغنائي في العالم العربي ‪593 ...................................‬‬ ‫مهرجانات عربية ‪594 .................................................................‬‬ ‫الكتب المو�صيقية ‪596 .................................................................‬‬ ‫الحفالت المو�صيقية ‪598 ...............................................................‬‬ ‫التاأليف والمو�صيقى الت�صويرية ‪600 ......................................................‬‬ ‫الإ�صدارت المو�صيقية ‪601 .............................................................‬‬ ‫الأغنية العربية في ‪602 .......................................................... 2007‬‬ ‫الأغنية العاطفية ‪603 ...................................................................‬‬ ‫الأغنية الوطنية ‪606 ....................................................................‬‬ ‫الإن�صاد الديني ‪607 ....................................................................‬‬ ‫ظاهرة الراب ‪609 .....................................................................‬‬ ‫الغناء ال�صعبي ‪610 .....................................................................‬‬ ‫�صناعة نجوم الغناء ‪611 ................................................................‬‬ ‫اأغنية الطفل‪612 .......................................................................‬‬


‫‪749‬‬

‫فهر�س املو�سوعات‬

‫المو�صيقى وال�صحافة ‪612 ..............................................................‬‬ ‫المو�صيقى وو�صائل الإعالم ال�صمعب�صرية ‪614 .............................................‬‬

‫الح�ساد الثقافي‬

‫المحور الأول‪ :‬مالمح من الحراك الثقافي العربي خالل العام ‪619 ............................... 2007‬‬ ‫من الح�صاد اإلى الحراك الثقافي ‪619 .....................................................‬‬ ‫ثقافة اأم ثقافات عربية؟‪621 .............................................................‬‬ ‫التراث والع�صر ‪625 ...................................................................‬‬ ‫اأزمة هوية؟ ‪627 .......................................................................‬‬ ‫وتحديات الإعالم ‪628 ....................................................‬‬ ‫الثقافة العربية‬ ‫ّ‬ ‫ندرة البرامج الثقافية التلفزيونية ‪632 .....................................................‬‬ ‫اأزمة قراءة اأم توا�صل؟ ‪634 ..............................................................‬‬ ‫بين ال�صورة والكتاب ‪637 ..............................................................‬‬ ‫عام الترجمة ‪639 ......................................................................‬‬ ‫الجزائر عا�صمة ثقافية للعام ‪642 .................................................. 2007‬‬ ‫هيئة عربية للم�صرح «الماأزوم» ‪643 .....................................................‬‬ ‫ثقافة ال�صباب العربي‪645 ...............................................................‬‬ ‫المال ودعم الإبداع‪646 ...............................................................‬‬ ‫حوار الح�صارات ‪648 .................................................................‬‬ ‫عام الفكر القومي واأزمته‪650 ...........................................................‬‬ ‫ثقافة عربية – متو�صطية ‪652 ............................................................‬‬ ‫ثقافة منفى اأم ثقافة مهجر؟ ‪654 .........................................................‬‬ ‫ظاهرة المنتديات الأهلية ‪658 ...........................................................‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬الأطر الموؤ�ش�شية للعمل الثقافي العربي ‪659 .............................................‬‬ ‫مفهوم الموؤ�ص�صات الثقافية العربية ‪659 ...................................................‬‬ ‫الم�صاكل التي تعتر�س �صبيل الموؤ�ص�صات الثقافية العربية ‪660 ................................‬‬ ‫اأهمية توثيق خريطة الأطر الموؤ�ص�صية للعمل الثقافي العربي ‪661 .............................‬‬ ‫الموؤ�ص�صات الثقافية في البالد العربية‪662 .................................................‬‬ ‫الح�صور الثقافي للموؤ�ص�صات الأجنبية في البالد العربية‪666 .................................‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬جوائز الإبداع الثقافي العربية ‪ -‬تراكم تنق�شه المعايير ‪685 ..............................‬‬ ‫مدخل منهجي‪685 ....................................................................‬‬


‫‪750‬‬

‫التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية‬

‫مفهوم الجوائز الثقافية ‪685 .............................................................‬‬ ‫معايير الإق�صاء ‪687 ....................................................................‬‬ ‫حول معايير منح الجوائز‪688 ...........................................................‬‬ ‫قراءة في خارطة الجوائز العربية ‪708 .....................................................‬‬ ‫جغرافيا الجوائز‪708 ...................................................................‬‬ ‫تناف�س الخا�س و العام ‪710 .............................................................‬‬ ‫من الرمزي اإلى الثمين ‪712 .............................................................‬‬ ‫غلبة الجديد ‪714 ......................................................................‬‬ ‫جوائز في مجالت جديدة ‪715 .........................................................‬‬ ‫مقاربة اأخيرة ‪717 .....................................................................‬‬

‫الفهار�ض العامة‬

‫الفهر�ض الأبجدي ‪723 ..............................................................................‬‬ ‫فهر�ض البلدان العربية‪727 ...........................................................................‬‬ ‫فهر�ض الجداول والأ�شكال ‪731 .....................................................................‬‬ ‫فهر�ض المو�شوعات‪743 ............................................................................‬‬


‫رئي�س موؤ�س�سة الفكر العربي‬

‫�ساحب ال�سمو الملكي الأمير خالد الفي�سل‬

‫اأع�ساء مجل�س الأمناء (اأبجدياً)‬ ‫المهند�س بكر محمد بن لدن‬ ‫�صاحب ال�صمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفي�صل‬ ‫ال�صيدة بهية الحريري‬ ‫ال�صيخ جمعة الماجد‬ ‫ال�صيخ جواد اأحمد بو خم�صين‬ ‫الدكتور حمزة بهي الدين الخولي‬ ‫�صاحب ال�صمو الملكي الأمير خالد بن �صلطان بن‬ ‫عبد العزيز‬ ‫ال�صيخ خالد بن علي عبد الرحمن التركي‬ ‫ال�صيدة �صعاد الح�صيني الجفالي‬ ‫�صمو الأمير �صعود بن خالد بن عبد اهلل بن عبد الرحمن‬ ‫�صاح��ب ال�صم��و الملك��ي الأمير �صع��ود بن عبد‬ ‫الرحمن الفي�صل‬ ‫�صاح��ب ال�صمو الملكي الأمير �صعود بن نايف بن‬ ‫عبد العزيز‬ ‫�صمو ال�صيخ �صلمان بن حمد اآل خليفة‬ ‫ال�صيخ �صالح عبد اهلل كام�ل‬ ‫ال�صيخ عبد الرحمن ح�صن �صربتلي‬ ‫ال�صيخ عبد الرحمن بن خالد بن محفوظ‬ ‫ال�صيخ عبد العزيز بن �صعود البابطين‬ ‫المهند�س نجيب �صاوير�س‬

‫ال�صيخ عبد العزيز بن �صليمان العفالق‬ ‫ال�صيخ عبد العزيز قا�صم كانو‬ ‫ال�صيخ عبد المح�صن بن عبد الملك اآل ال�صيخ‬ ‫ال�صيخ عبد المق�صود محمد �صعيد خوجه‬ ‫الدكتور ع�صام يو�صف جناحي‬ ‫الأ�صتاذ علي بن �صليمان بن علي ال�صهري‬ ‫الأ�صتاذ فوؤاد بن محمد بن ثنيان الغانم‬ ‫الأمير فهد بن خالد ال�صديري‬ ‫الأ�صتاذ في�صل بن عبد الرحمن اأبو نا�صف‬ ‫�صاح��ب ال�صم��و الملك��ي الأمير في�ص��ل بن عبد‬ ‫المجيد بن عبد العزيز‬ ‫ال�صيدة لبنى العليان‬ ‫ال�صيخ محمد ح�صين العامودي‬ ‫الأ�صتاذ محمد عبد العزيز ال�صايع‬ ‫�صاحب ال�صمو الملكي الأمير محمد عبد اهلل الفي�صل‬ ‫ال�صيخ محمد بن عي�صى الجابر‬ ‫الأ�صتاذ محمد محمد اأبو العينين‬ ‫الدكتور م�ص ّلم بن علي بن م�ص ّلم‬ ‫الدكتور نا�صر بن اإبراهيم الر�صيد‬


‫مـطـبـعـــــة كــــركــــي‬ ‫قريطم ـ بـيروت ـ تلفاك�س‪+961 1 862500 :‬‬ ‫‪print@karaky.com‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.