إعادة الدستورية الشرعية في دولة الربيع العربي

Page 1

‫إعادة الدستورية الشرعية في دولة الربيع العربي‬ ‫يعيش المجتمع الليبي منذ عقود انقالبات وصراعات داخلية بين صدى المستقبل وانعكاس مستقبل ليبيا على الماضي‬ ‫في الشرعية الدستورية الليبية‪ 4،‬إال آن ليبيا بعد ثورة التحرير‪ ،‬ثورة فبراير لعام ‪ 2011‬لم تضع أركان دولة الربيع‬ ‫العربي في الدستور الشرعي للبالد و لم تكن واضحا في القيم التي أسسها اإلباء واألجداد األولون التي تمنح ليبيا‬ ‫‪.‬األمن واالستقرار والسالم المجتمعي الشامل والكامل‬ ‫ويمكننا رصد التقلبات في البلد من خالل حزمة من المظاهر المتناقضة والتي يمكن إجمالها في عدة نقاط أساسية تعمل‬ ‫على إخراج ليبيا من معضلة الفساد السياسي الذي يدور حول الشرعية الدستورية الليبية‪ ،‬والتي طالما تمنا الشعب‬ ‫الليبي أن يرى ليبيا دولة الربيع العربي في مكانتها من االحترام والتقدير ومرفوعة في السلم االجتماعي في دولة‬ ‫‪.‬القانون والعادلة االجتماعية‬ ‫واألسس التي قامة عليها دولة الربيع العربي في ليبيا كانت في التعميم إليجاد حلول سلمية بين أطراف النزاع‪ ،‬عند‬ ‫مفاهيم السلطة والثورة والسالح‪ ،‬عوامل كانت بالفعل أساسية من استقرا ليبيا‪ ،‬فلم يعمل النظام السابق من بلورتها في‬ ‫نطاق الدستور الشرعي للبلد ولم يعطي لها األهمية القصوى في استقرار ليبيا في برنامج ما سمي في ذلك الوقت‬ ‫‪".‬برنامج ليبيا الغد" الذي يجسد تطلعات الشعب الليبي في الشرعية الدستورية‬ ‫اليوم ليبيا تدور حول تلك الشرعية الدستورية وهو مطلب أساسي من عموم الشعب الليبي في الرجوع بليبيا الى دولة‬ ‫القانون والعدالة االجتماعية ومنها الى اإلصالحات االقتصادية الشاملة إلعادة توزيع الثروة الليبية بين األقاليم الليبية‬ ‫‪.‬الثالثة برقة وطرابلس وفزان‬ ‫لم يعد يخفي على الشعب الليبي تشبثه بالفساد وتمجيد للمفسدين في الوطن‪ ،‬والرجوع بليبيا الى الدكتاتورية العسكرية‬ ‫بغضة لإلصالحات السياسية واالجتماعية واالقتصادية واألمنية‪ 4‬والحرب على اإلرهاب‪ ،‬فالمفسد ينظر الى ليبيا‬ ‫ككعكة قابلة لرجوع الى ما كانت عليها ليبيا في الماضي‪ ،‬نظام الجماهيرية الليبية وتمجيد من هو في السلطة السياسية‪،‬‬ ‫وليس الوجه عند المجتمع الليبي‪ ،‬فمن هو المحافظ الذي يجسد على ما أتيح له من قوى عسكرية أن ينقلب على‬ ‫الدستورية الشرعية في ليبيا ؟‪ ،‬بل الوجه الحقيقية هو المحافظ الذي يجسد سلطة القانون الدستوري والشرعية‬ ‫‪.‬الدستورية مرة أخرى في البلد‬ ‫إن المجتمع الليبي مجتمع محب للسالم واألمان‪ ،‬وال شك في ذلك حتى لما أطاح انقالب القذافي على نظام المملكة‬ ‫الليبية في عام ‪ 1969‬ميالدي‪ ،‬نظام سياسي ملكي دستوري أنشاء على الدستورية الشرعية وليس على انقالب‬ ‫عسكري دكتاتوري‪ ،‬نازع من ليبيا في ذلك الوقت ليس النظام الملكي الليبي فقط ‪ ،‬بل أيضا مفهوم و قيم الدستورية‬ ‫‪.‬الشرعية‪ ،‬فحصرت الدولة الليبية في نفق مظلم حتى يومنا هذا بعد ثورة الربيع العربي‬ ‫ولذا فليس من الغريب أن نجد أنفسنا اليوم في تصارع سياسي داخلي وخارجي على مقدرات المجمع الليبي وثروات‬ ‫البلد المنهارة هنا وهنالك‪ ،‬فال تفت على المفسدين من إطالة األزمات السياسية واالقتصادية واالجتماعية والعسكرية‬ ‫‪.‬لليبيا داخل المجتمع الواحد‬ ‫اللص السياسي كارثة على المجتمع الليبي وهو لص المال والثروة والسالح وال يتوقف عن الكذب والخداع والتزوير‪،‬‬ ‫وال يريد من ينازعه عن األشياء التي اختلسها من المجتمع الليبي وحولها لنفسه و الى أوالده وعومته والدائرة التي‬ ‫‪.‬تحيط به من المفسدين‬ ‫أما الدستورية الشرعية هي السبيل الوحيد للرجوع الى السالم واألمن المجتمعي الليبي التي تنصفنا لدي المجتمعات‬ ‫األخرى على أنها صفة من صفات التقدم الحضاري واإلنساني والتقدم الديمقراطي والمشاركة الشعبية في االنتخابات‬ ‫‪.‬القادمة عند إرساء القواعد الدستورية السليمة وفتح أبواب األحزاب السياسية الليبية على السلطة الشعبية‬


‫قد تكون ليبيا مرة أخرى دولة القانون والدستور هذا إال بعد رجوعها الى الدستورية الشرعية – ورغم كل مظاهر‬ ‫تديننا عن الرجوع الى الدستورية الشرعية بسبب خلط األمور بين ما هي أنظمة ملكية دستورية أو أنظمة جمهورية‬ ‫‪.‬دستورية‬ ‫إال أن الدستورية الليبية هي ليس تناقص بين األنظمة السياسية التي كانت عليها ليبيا في الماضي والحالي‪ ،‬بل هي‬ ‫الشرعية الدستورية التي تحدد لنا وجهة ليبيا السياسية التي تجمع بين الماضي والحاضر التي تستشرف بليبيا‬ ‫المستقبل‪ ،‬رافضة ذلك النظام العسكري الديكتاتوري البغيض‪ ،‬فال نستطيع أن نكون شهود زور على المملكة الليبية‬ ‫‪".‬المتحدة التي وحدة ليبيا في أقاليمها الثالثة‪ ،‬برقة وطرابلس وفزان‪" ...‬الواليات الليبية الثالث المتحدة‬ ‫بقلم ‪ /‬رمزي حليم مفراكس‬ ‫رجل أعمال ليبي مقيم في الواليات المتحدة األمريكية‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.