Saraha 11

Page 1

‫نصف شهرية مستقلة اجتماعية ناقدة منوعة‬ ‫تصدر من الغدفة‬ ‫‪www.facebook.com/saraha.magazine‬‬ ‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬أيلول ‪2013‬‬

‫معنى املمول في القاموس الثوري يختلف عن معناه في‬ ‫القاموس اإلقتصادي ‪ ،‬والثورة هي التي أطلقت هذه التسمية‬ ‫ّ‬ ‫على جميع املحسنين بغاية التخفيف من حجم اإلحساس‬ ‫بالذل والهوان ‪.‬‬ ‫فهناك ّ‬ ‫ممول للوجبات الرمضانية التي قيل عنها الكثير ‪،‬‬ ‫وهناك ّ‬ ‫ممول ( للبوظ ) وآخر للطحين وآخر ‪ ..‬وآخر ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫وجناب املمول حسب ما قيل لنا يغمره الفرح والسرور عندما‬ ‫ّ‬ ‫توضح لجناب إحسانه‬ ‫تصله مقاطع الفيديو والصور التي‬ ‫ّ‬ ‫املتلبدة على وجوه املنخرطين في الطوابير‬ ‫غبرة الهوان‬ ‫املنبطحة بين يدي نعمته ‪ ،‬فلو طلب أحد الوكالء من أحد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتصور نفسه منبطحا بين هؤالء املنبطحين لكف‬ ‫املمولين أن‬ ‫عن طلب املزيد من مقاطع الفيديو كليب الغير مثيرة !!‬ ‫لكل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ممول – كما علمنا – مجموعة من الوكالء ‪ ،‬ولكل وكيل‬ ‫قبيلة من املعاونين ‪ ،‬ولكل معاون عشيرة من املتلحوسين !!‬ ‫ّ‬ ‫املمول وتوابعه أرجعني لقصة ظريفة‬ ‫والخوض في صفحة‬ ‫جرت في الغابر الطفران ‪:‬‬ ‫أبطالها ّ‬ ‫ممول حموي على الطريقة اإلقتصادية وليس الثورية‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ ،‬‬ ‫املمول‬ ‫يمول مشاريع صغيرة لفالحي سهل الغاب ‪ ،‬ولهذا‬ ‫ّ‬ ‫وكيل وحيد ‪ ،‬أما بطلها الثاني مختار (العنكاوي) وأوضته ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التتن وخرجه ‪ ،‬والرابع ّ‬ ‫صياح العتابا ‪ ،‬أما آخر‬ ‫والثالث ّبياع‬ ‫أبطالها شلة طويلة عريضة من شريبة ( العشت ) أي الذين‬ ‫ّ‬ ‫ال يدفعون ثمن السجائر التي يتلذذون بشربها ‪ ،‬وملا كان‬ ‫التذوق حقا مشروعا للشاري قبل أن يشتري ‪ ،‬قام ّ‬ ‫ّ‬ ‫البياع‬ ‫بتوزيع اوراق التبغ على الشباب ‪ ،‬لتبدأ عملية الفرم‬ ‫ّ‬ ‫املتذوق األول‬ ‫بالسكاكين القرباطية وعلى أكعاب األقدام ‪،‬‬ ‫حلف بالطالق على أنه لم يشرب في حياته أطيب من هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التتن ‪ ،‬وعلى ضوء هذه الشهادة اشترى‬ ‫املمول كيلو ‪ ،‬وملا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املتذوق الثاني بالطالق ثالثا على أنه أطيب من دخان (‬ ‫حلف‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ْستار ) اشتر املمو الكيلو الثاني ‪ ،‬وبعدما حلف الثالث‬ ‫ّ‬ ‫الكنت )‬ ‫بالطالق الذي ال يقبل الرجعة بأنه أطيب من ( ِ‬ ‫اشترى ّ‬ ‫املمول لوكيله الغائب الكيلو الثالث ‪.‬‬ ‫ّبياع التتن الذي رقص قلبه فرحا بشهادة الشباب ‪ ،‬راح‬ ‫ّ‬ ‫يتنقل بعينيه من وجه آلخر منتظرا ما سيطلبه الشباب من‬ ‫كميات هامسا في نفسه ‪ " :‬سآتيهم من الفجر بخرج آخر ألن‬ ‫ما بقي في هذا الخرج ال يسد حاجة الشباب "‬ ‫لكن الشباب منهمكون عنه بإشعال سيجارة من أختها املنتهية‬ ‫‪ ،‬حاول ّبياع التتن أن ُيشعرهم أكثر من مرة بعجلته ‪ّ ،‬‬ ‫وحدثهم‬ ‫أكثر من مرة عن آخرين ينتظرونه في قرية (قوقفين) ولكن‬ ‫دون جدوى ‪ّ ،‬‬ ‫صياح العتابا الذي كان يراقب املسرحية‬ ‫الصامتة وضع يده على أذنه اليمنى وصاح ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫املمول قد أخد كيلو وكيلو ‪ ..‬وكيلو صار عاذمة وكيلو‬ ‫ّ‬ ‫يا ّبياع التتن هللا الوكيلو ‪ ..‬يا لوال العشت ما شفت الشباب‬ ‫ّ‬ ‫للممولين ولوكالئهم أجمعين ولشريبة العشت‬ ‫فالويل والعار‬ ‫ّ‬ ‫الغابرين واملعاصرين ‪ ،‬إذا ما أصبحت الثورة – على أيامكم‬ ‫– ّبياعة تتن !!!‪.‬‬ ‫عبد الرحمن اإلبراهيم‬ ‫مستشار المجلة‬

‫طفل وطفلة من الغدفة – عدسة صراحة‬

‫ويسألونك عن املموّل ‪..‬‬

‫المقاالت المنشورة تعبر عن رأي كاتبها‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬أيلول ‪2013‬‬

‫بصراحة‬

‫مدارسنا بين الواقع والمأمول‬ ‫حممد اجلمعة‬ ‫قديما قال املربي الكبير واإلمام الفاضل‬ ‫أبي حامد الغزالي ‪ " :‬بأن الطفل يولد‬ ‫وعقله صفحة بيضاء تستطيع التربية أن‬ ‫تنقش عليه ما تشاء "‬ ‫وملا كان للتربية هذا الدور الهام والريادي‬ ‫‪ ،‬كان ال ّبد من وجود مؤسسات مختصة‬ ‫تقوم بهذه املسؤولية ‪ ،‬ومما الشك فيه‬ ‫بأن هذه املؤسسات قد تم تطويرها‬ ‫وتحديثها بما يواكب ومتطلبات كل مرحلة‬ ‫من هذه املراحل ‪ ،‬حيث ابتدأت‬ ‫بالكتاتيب في عصر الخالفة الراشدة‬ ‫وصوال إلى االنترنت ومواقع التواصل‬ ‫االجتماعي في أيامنا هذه ‪ ،‬ولست بصدد‬ ‫الحديث عن مراحل تطور هذه املؤسسات‬ ‫‪ ،‬وإنما ما يهمني الحديث عنه اليوم هو‬ ‫املدرسة وذلك نظرا لدورها وأهميتها في‬ ‫تربية كل فرد من أفراد املجتمع ‪.‬‬ ‫والواقع الذي لم يعد خافيا على أحد‬ ‫واقع مرير ومحزن ‪ ،‬هذا الواقع أفرزته‬ ‫معطيات الثورة التي كانت في بدايتها‬ ‫سلمية ترفع أغصان الزيتون وتطالب‬ ‫بالحرية ‪ ،‬ثم ما لبثت أن تحولت إلى ثورة‬ ‫مسلحة تحولت معها حال البالد والعباد‬ ‫من حال إلى حال ‪ ،‬حيث انتشر الرعب‬ ‫والدمار في كل مكان ‪ ،‬وبدأ الناس ينزحون‬ ‫من بيوتهم وقراهم يبحثون عن أماكن‬ ‫أكثر أمنا ‪ ،‬فوجد الكثير منهم في مدارسنا‬ ‫ضالتهم ‪ ،‬فامتألت صفوف املدارس‬ ‫وباحاتها باألسر النازحة ‪ ،‬وخلت هذه‬ ‫املدارس من روادها الحقيقيين " التالميذ‬ ‫" الذين لم يجدوا سوا الشوارع واألزقة‬ ‫مدارسا لقضاء أوقاتهم ‪ ..‬إال من رحم ربي‬ ‫‪ ..‬من أطفال أرسلهم ذووهم الى املساجد‬ ‫أو تابعوا تعليمهم في دورات خاصة في‬

‫املنازل ‪ ،‬فسادت الفوض ى والعشوائية في‬ ‫العملية التربوية ‪ ،‬ألن الطفل يجب أن‬ ‫يكتسب املعلومات والخبرات بما يتناسب‬ ‫مع عمره العقلي والزمني معا ‪ ،‬وهذا‬ ‫بالطبع لم يؤخذ بالحسبان ‪.‬‬ ‫ومما يزيد الواقع مرارة بأننا ال زلنا نخضع‬ ‫لقوانين وتعليمات مفروضة علينا من‬ ‫قبل مؤسسات الدولة ‪ ،‬حيث يجب على‬ ‫إدارة املدرسة أن تقوم في نهاية العام‬ ‫الدراس ي بنقل ما ال تقل نسبته عن ‪%90‬‬ ‫من التالميذ من صف إلى صف أعلى منه‬ ‫مباشرة ‪ ،‬دون أن يكون هذا التلميذ قد‬ ‫فعليا في هذا الصف ‪ ،‬ألنه لم يداوم في‬ ‫مدرسته ‪ ،‬وإذا ما ناقشنا هذا األمر من‬ ‫ناحية علمية تربوية ‪ ،‬لتبين لنا حجم‬ ‫املصيبة في هذا النجاح أو النقل ‪ ،‬فمثال‬ ‫التلميذ في الصف األول يكتسب مفهوم‬ ‫الجمع ليكون ليكون مقدمة له الكتساب‬ ‫مفهوم الضرب في الصف الثاني ‪ ،‬وهذا‬ ‫األخير يكون له مقدمة الكتساب مفهوم‬ ‫القسمة في الصف الثالث ‪ ،‬فتخيل‬ ‫تلميذا تم نقله من الصف األول الى‬ ‫الثالث مباشرة كيف له أن يتقن مفهوم‬ ‫القسمة إذا لم يكتسب ويتقن مفهوم‬ ‫الضرب في الصف الثاني ؟!!‬ ‫واألمثلة كثيرة تشمل جميع املواد سواء‬ ‫اللغة العربية أو الرياضيات أو ‪ ..‬الخ‬ ‫أضف الى ذلك وهو حجم الضرر الذي‬ ‫لحق باملدارس على يد بعض النازحين ‪...‬‬ ‫فلقد أصبح الحرمان حرمانين ‪ ،‬حرمان‬ ‫من العلم واملعرفة ‪ ،‬وحرمان من املدرسة‬ ‫وأثاثها ‪..‬‬ ‫ناهيك عن واقع طالب الشهادتين التاسع‬ ‫والبكلوريا فقصتهم قصة !!!‬

‫وأمام هذا الواقع السائد ‪ ،‬نأمل أن يكون‬ ‫كل فرد في بلدتنا وغيرها على قدر‬ ‫املسؤولية ‪ ،‬فاملدارس هي ألبنائنا وليس‬ ‫لسواهم ‪ ،‬فلذلك ال ّبد من التعاون‬ ‫والتكاتف بين الجميع ليقوموا بإعادة‬ ‫الحياة لهذه املدارس لكي يعود اليها‬ ‫روادها التالميذ والطالب ‪..‬‬ ‫من خالل ايجاد حلول وأماكن إليواء‬ ‫األسر والعائالت املتواجدة حاليا في‬ ‫املدارس والذين ال يمكنهم العودة الى‬ ‫منازلهم الواقعة على خط النار ‪..‬‬ ‫ومن ثم نقوم بتنظيف املدارس وتصليح‬ ‫ما يمكننا اصالحه ‪ ،‬واالنطالق من‬ ‫امكاناتنا املتاحة لتوفير الضروريات‬ ‫واالساسيات ‪..‬‬ ‫فال مجال للتقصير والتقاعس والعام‬ ‫الدراس ي على األبواب ‪ ،‬فعلى الجميع أن‬ ‫يخاف هللا في أبنائنا الطالب عمال بقول‬ ‫النبي ( ص ) " كلكم راع وكلكم مسؤول‬ ‫عن رعيته " ‪.‬‬

‫‪2‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬آيلول ‪2013‬‬

‫الثورة ‪ ..‬أقوال أم أفعال‬

‫صراحة‬ ‫الصراحة‬

‫هشام احلسني‬ ‫مشاهد على اختالف اشكالها وفحواها‬ ‫تتناثر في كل بقاع الوطن النازف ‪ ،‬وصور‬ ‫يتناقلها الجميع على اختالف غاياتها‬ ‫وأجنداتها ‪ ،‬فهل غدى الوطن بمآسيه‬ ‫وويالته ومعناته ‪ ،‬مجرد صور تلتقط ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تشرى وتباع ‪..‬‬ ‫هناك شهيد مضرج بالدماء ‪ ،‬وذاك طفل‬ ‫تحت االنقاض ‪ ،‬وتلك األم تركض بهلع‬ ‫حاملة أطفالها خوفا من القصف املستمر‬ ‫‪ ،‬وهؤالء أطفال بعمر الورد يجمعون ما‬ ‫تبقى من بقايا ذاكرتهم تحت ركام‬ ‫مدرستهم وبين ما تبقى من مقاعدهم‬ ‫واحالمهم ‪.‬‬ ‫هل أصبحنا مجرد صور تلتقط هنا‬ ‫وهناك ‪ ،‬والفائز والرابح من يصور تلك‬ ‫اللقطة التي سيحظى بها أوال ويتبناها كي‬ ‫تدر عليه الكثير من املال الوفير ‪،‬‬ ‫صار أملنا سلعة يتاجر بها ‪ ،‬وصار جرحنا‬ ‫صفقة رابحة ‪ ،‬وصار دمنا مباحا لكاميرات‬ ‫وعدسات تجار الدماء واألزمات واإلغاثات‬ ‫‪ ،‬تحت غطاء حجج كثيرة واهنة ‪،‬‬ ‫لنعلم انه ما لنا غير هللا ‪ ،‬ال حياة ملن‬ ‫تنادي !!! فكل في لهوه ومجنه ال يأبه‬ ‫لحالنا ومآلنا ‪ ،‬وإن تحرك ضمير البعض‬ ‫قليال ‪ ،‬فإن ّ‬ ‫جل ما سيقوم به هو النظر‬ ‫بطرف عينه لحالنا ‪ ،‬وان كلف نفسه أكثر‬ ‫سيكتفي بهز رأسه ولسانه متأسفا منددا ‪،‬‬ ‫وعلى األغلب سيشمئز ويتقزز ‪ ،‬و لربما‬ ‫نضطر نحن لنعتذر منه ‪ ،‬ألننا جرحنا‬ ‫مشاعره الرقيقة ‪ ،‬وعكرنا عليه صفو‬ ‫الحياة ورغدها وزخرفها ‪.‬‬ ‫فبعد مض ي ما يقارب السنتين والنصف‬ ‫تقريبا من األلم والقهر والعذاب والتشرد‬ ‫والضياع ‪ ..‬هل ما زلنا ننتظر من أحد‬ ‫العون واملدد ؟ !‬ ‫نعيش في عصر وعالم تسوده وتحكمه‬ ‫املصالح واملال وحب الذات واألنانية‬ ‫وسلطان الخلود ‪ ،‬ومنطق الضمير‬ ‫واالنسانية ال يعمل به وال يفطن له اال‬ ‫حينما يطابق هواه ومصالحه ورغباته‬

‫وشهواته ‪.‬‬ ‫ما يقدم اليوم من مواد مصورة ( صور‬ ‫مقاطع فيديو) لالستعراض و للتجارة ‪ ،‬ال‬ ‫تشبع وال ترتوي منها أصحاب الجيوب‬ ‫الجائعة والضمائر امليتة ‪ ،‬هم مساهمون‬ ‫ايضا في ذبحنا وقتلنا واستمرارية وتزايد‬ ‫وتضاعف نزيف جراحنا وآالمنا ‪،‬‬ ‫ما زال الكثيرون في املناطق املحررة هنا‬ ‫وهناك يتصارعون على املناصب والقيادة‬ ‫واملراكز والسالح والذخيرة واإلغاثة وكسب‬ ‫األموال بطرق شريفة وغير شريفة ‪ ،‬عداك‬ ‫عن الحروب واملعارك الكالمية التي تذكر‬ ‫وتعير بالتاريخ الثوري والالثوري لكل فرد ‪،‬‬ ‫ذاك خرج في البداية وآخر خرج متأخرا ‪،‬‬ ‫واآلخر لم يخرج مطلقا ‪ ،‬بل اين كان في‬ ‫تلك االيام العصيبة التي اهترأت فيها‬ ‫أصابعنا من كتر التصفيق ‪ ،‬وحناجرنا‬ ‫أصابها التورم وااللتهاب املزمن من كتر‬ ‫الهتاف بنقاء ‪ ،‬وأخونا الشبيح كان يطبل‬ ‫ويزمر للنظام وكان وكان ومازال ‪..‬‬

‫ماعليك من فالن فهو خائن ولص وكذاب‬ ‫حقو فرنكين ‪..‬الخ من هذه الحكايا التي ال‬ ‫يكاد يخلو مجلس منها !!‬ ‫وليك هذا عبيسرق باسم الثورة ‪ ،‬وهداك‬ ‫عبيجمع مصاري من العالم عاساس‬ ‫لالجئين واملحتاجين ‪..‬‬ ‫‪ ،‬والغني صار بحاجة اكثر من الفقير وكل‬ ‫الناس صارت تجار!!!‬ ‫العالم بأسره محكوما باسرائيل ‪ ،‬كله‬ ‫يمدد ويطيل بعمر نظام اإلجرام ‪ ،‬ويضع‬ ‫الفزاعات واملعرقالت في طريق كل من‬ ‫يفكر بأ ن يصنع شيئا ‪ ،‬أو يقدم على‬ ‫خطوة قوية بعض الش يء تصب في صالح‬ ‫الشعب املكلوم ‪ ،‬إليقاف هذا النزيف‬ ‫الدامي ‪،‬‬ ‫وكلما الح في األفق بصيص أمل ‪ -‬ولو‬ ‫بالكالم ‪ ، -‬يظهر لنا الف محبط و‪٦٦٧‬‬ ‫نائح و‪ ٢١٩‬مولول ومليار عالك ومنظر‬ ‫ومفشل من الداخل الى أقص ى الخارج ‪...‬‬ ‫( قاعدة ‪ ،‬سلفية ‪ ،‬ارهابية ‪ ،‬وهابية ‪،‬‬ ‫تكفيرية ‪ ،‬امراء ‪ ،‬حرامية ‪ ،‬مافيا ‪ ،‬خـ ‪) ...‬‬ ‫ال اشمل الجميع أتحدث عن مجموعات‬ ‫نعايشها يوميا ‪ ،‬ولنعلم أن ثمرة فاسدة‬ ‫ضمن املحصول ستفسد املحصول كله ‪،‬‬ ‫لذا علينا الترفع عن التفاهات والترهات‬ ‫والقيل والقال الذي يهدم وال يبني وال يثمر‬ ‫وال يسمن وال يغني من جوع ‪ ،‬ولنفعل‬ ‫األفعال و دور العمل املخلص والرقابي‬ ‫الجماعي التنافس ي الشريف ‪ ،‬ولينطلق‬ ‫وليبادر كل فرد منا في هذا الوطن وليعمل‬ ‫وليقدم ويعطي ويخدم بما يستطيع ‪،‬‬ ‫ويفعل ما بوسعه ويقدم ما أعانه هللا‬ ‫عليه ‪ ،‬ولنتوكل على هللا بالتعاطي‬ ‫باألسباب التي تودي للنصر وتجمع وتؤلف‬ ‫وتنبذ الفرقة والخالف ‪ ،‬فهدف الثورة‬ ‫النقية كان وما زال وسيبقى الخالص من‬ ‫االستبداد واالستعباد والعيش في وطن‬ ‫تسوده املحبة والعدالة والكرامة والحرية‬ ‫‪ ،‬وايد بإيد نبني ونعمر ونرسم‬ ‫الغد الرائع الجميل واقعا ال حلما ‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫ذاكرة‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬أيلول ‪2013‬‬

‫الضحك حزنا‬ ‫د ‪ .‬أمين هاروش‬ ‫هناك‪ ،‬كانوا يترقبونه بشوق كبير وقد أعدوا لها‬ ‫كل أنواع الحلوى لضيافته‪ ،‬وكل لباس جديد‬ ‫الستقباله به‪ ،‬وكم رسموا في خيالهم صورا‬ ‫ملمارسة سعادتهم بقدومه‪ ،‬نعم فهو يوم ليس‬ ‫كغيره إنه يوم العيد‪.‬‬ ‫وهنا ليس كهناك‪ ،‬هنا وما أدراك ماهنا؟ هنا‬ ‫غرفة مظلمة يتساوى فيها الليل والنهار‪ ،‬وتتوحد‬ ‫فيها الفصول وتعلن بيعتها للصيف املحرق‪ ،‬هي‬ ‫غرفة النوم والطعام والشراب واملسامرة بل‬ ‫وقضاء الحاجة أيضا‪ ،‬تضيق عليك كلما كثر‬ ‫زوارها فتتمنى لو استطعت أن تنام على ظهرك‪،‬‬ ‫وتتسع إذا قلوا لتجود عليك بغاية كرمها لتنام‬ ‫على ظهرك مرخيا يديك على جنبك‪ ،‬قوتك مما‬ ‫يشبه الطعام والشراب‪ ،‬ومؤنسك وضيوفك‬ ‫صراصير وقمل وش يء من الهوام تحب أن تالعب‬ ‫ضفائر شعرك التي نسيت مالعبة أمك لها‪ ،‬أو‬ ‫تدغدغ جسدك لتشغلك عن التفكير بالخارج‬ ‫وتنساهم بإعالن الحرب عليها ومالحقتها‪.‬‬ ‫إنه هنا فهل عرفت ما هنا؟ هنا املهجع (‪ )2‬في‬ ‫الفرع ‪ ،235‬املسمى ظلما وعدوانا بفرع فلسطين‪،‬‬ ‫ويبدو ليغرسوا كره هذا االسم فينا ومعذرة من‬ ‫فلسطين فلبشاعة هذا الفرع قلت فيه‪:‬‬ ‫كرهت فلسطين ملا تسمى‬ ‫بها واحد من فروع العذاب‬ ‫تساوى الزمان فكله ليل‬ ‫ونور الضياء كعود الثقاب‬ ‫وكل الفصول به فصل صيف‬ ‫وكل الشهور شبيهة آب و‬ ‫زائرنا البر دوما صرا‬ ‫صر بين الطعام وبين الشراب‬ ‫هنا قد تحب فيه ما كنت تكره هناك فتعشق‬ ‫الظالم ويؤذيك النور‪ ،‬وتكره طعاما ربما كنت‬ ‫تحبه هناك ولعلي قلت عن الفروج فيه وهو‬ ‫الطعام الذي مدحته بقصيدة وفاء لحبي له‪،‬‬ ‫لكن تخلى عني أو تخليت عنه هنا‪ ،‬فقلت‪:‬‬ ‫أنا الذي عشق الفروج من أزل‬ ‫وصغت مدحا له شعري وتبيني‬ ‫لكن كرهت رؤاه من زناخته ملا أكلته في فرع‬

‫فلسطين ‪ ،‬وهنا‪ ،‬أحب العيد أن يزورنا يوما‪ ،‬وكم‬ ‫رفضناه ورجونا أن ال يزورنا ولكن لم يكن ما‬ ‫نريد‪ ،‬ولهذا لم نقم بضيافته وال االحتفال به‪ ،‬فال‬ ‫صلينا به وال لبسنا وال أكلنا وشربنا‪ ،‬حتى ما كدنا‬ ‫نعرفه لوال أن أحد السجانين دخل علينا وكان‬ ‫ألطف قومه وليس فيهم لطيف‪ ،‬وأرحمهم وليس‬ ‫فيهم رحيم‪ ،‬فتكرم علينا بأن قال كل عام وأنتم‬ ‫بخير‪ ،‬ومع أنه غمرنا بلطفه وحنانه بهذه الكلمة‬ ‫لكنه‪ ،‬لم يكن صاحب ذوق فقد دخل علينا‬ ‫بلباس جديد وعطر فواح‪ ،‬فأفسد علينا جو‬ ‫غرفتنا الذي ألفناه‪ ،‬فعلمنا حينها أن العيد حل‬ ‫ضيفا علينا‪.‬‬ ‫جلسنا ولكن كم كنا أقوياء حتى استطعنا‬ ‫تحطيم القيود وفتح األبواب لنخرج بأرواحنا‬ ‫وعقولنا إلى هناك‪ ،‬فأذكر أنني صليت العيد‬ ‫وألقيت خطبته على الناس وقبلت جبين أمي‬ ‫ويديها وحضنت أوالدي وزرت أهلي وأصحابي‬ ‫ومشيت في شوارع قريتي وكنت هناك رغم أسوار‬ ‫وحدو هنا‪ ،‬لكن لوفائي ألهلي هنا وملن كانوا‬ ‫بعض ي وأخوة املحنة والعذاب عدت إلى هنا‪.‬‬ ‫واقترح أحد األخوة ليكسر حاجز الصمت املرعب‬ ‫وليبعد التمرد والهروب من السجن‪ ،‬أن نبدأ‬ ‫بحكاية الطرف والقصص املضحكة‪ ،‬وفرضها‬

‫علينا بالتناوب‪ ،‬فاستجبنا له وبدأ كل يقول‬ ‫طرفة وبعدها تعلوا الضحكات همسا حتى ال‬ ‫يسمع السجان ضحكنا ألنه من الكبائر هنا‪.‬‬ ‫يومها فقط علمت أن الدموع ال تكون من العين‬ ‫فقط بل ربما تبكي الشفاه‪ ،‬ويومها علمت كيف‬ ‫يكون الضحك حزنا‪.‬‬ ‫(ودارت األيام لتصبح سوريا حزينة معتقال كبيرا‬ ‫على من فيها‪ ،‬ومن خرج منها فهو في سجنين في‬ ‫سجن غربته وسجن أس ى بلده وآالمه‪ ،‬وجاء‬ ‫العيد ورأيت من يتبادل التهاني ورأيت أطفاال‬ ‫تلعب وثغورا تبتسم وتتبادل تهاني العيد لكن‬ ‫الجميع كانوا يبكون سرا‪ ،‬كانت االبتسامات‬ ‫تنهمل بالدمع املحرق وكانت التهاني تحمل كثيرا‬ ‫من معاني العزاء واملواساة‪ ،‬وعدت ألرى من‬ ‫جديد من يضحك حزنا ويبتسم أملا)‬ ‫(اللهم يا من أضحك وأبكى وما من أغنى وأقنى ويا‬ ‫من أمات أحيا أسألك أن تضحك أهلي بسوريا‬ ‫فرحا وسرورا وأن تغمرهم بسعادة النصر والفتح‬ ‫املبين وأن تسعد قلوبهم بهالك الطاغية بشار‬ ‫اللعين‪ ،‬وأن تجعل أيامهم عيدا بالحرية واأللفة‬ ‫والعودة للوطن وهالك الظلمة‪ ،‬وأسألك بحق‬ ‫عدلك وقوتك أن تبكي وتمزق قلب كل من جعلهم‬ ‫يبكون أو يضحكون حزنا)‬

‫‪4‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬آايلول ‪2013‬‬

‫ع الوتر‬

‫نحن والغرب‬ ‫صراع النفوذ والبقاء‬

‫محاد احملمد *‬

‫كم يضحكني اولئك الذين يضعون ثقتهم‬ ‫بالغرب ويتأملون منه الخير العميم ـ وكم‬ ‫يضحكني اولئك الذين يذهبون إليه‬ ‫بارجلهم طالبين منه حل مشاكلهم‬ ‫وهمومهم !!! ـ نحن امة ـ ولألسف ـ تتجاهل‬ ‫التاريخ ـ وتتعامى عن الحقائق ‪ ،‬بينما‬ ‫الغرب أنفق وينفق املاليين ليعرف تاريخنا‬ ‫وحاضرنا وخصائصنا وثقافتنا وديننا ‪.....‬‬ ‫ال حبا بنا ! ولكن ليعرف كيف يأكلنا ؟‬ ‫وليعرف كيف يسيطر علينا ويبقينا تحت‬ ‫سيطرته ونفوذه اطول مدة ممكنة ‪ .‬ـ إن‬ ‫العالقة التاريخية بيننا وبين الغرب‬ ‫وخاصة أوربا ‪ ،‬هي عالقة املد والجزر ‪،‬‬ ‫عالقة العداوة التي لم تتوقف ‪ ،‬فقد‬ ‫احتلنا اليونان أيام االسكندر املقدوني‬ ‫حيث استمر هذا االحتالل مايقارب الـ ‪200‬‬ ‫عام ثم جاء بعده اإلحتالل الروماني الذي‬ ‫استمر ‪ 600‬عام ‪ ،‬حيث كان العرب عبارة‬ ‫عن اتباع له واذناب ‪ ،‬فجاء اإلسالم وقلع‬ ‫الرومان من أرضنا ودحرهم حتى عقر‬ ‫دارهم الول مرة في تاريخهم ‪ ،‬حيث وصلت‬ ‫جحافل املسلمين االراض ي الفرنسية ‪،‬‬ ‫وسيطروا على اسبانيا ـ االندلس ـ ثمانية‬ ‫قرون ‪ ،‬وهنا تساءل الغرب ما هو سر قوة‬ ‫العرب ؟؟؟؟ وما الذي اصابهم حتى أتتهم‬ ‫هذه القوة ؟؟؟ وكان الجواب ‪ :‬إنه اإلسالم‬ ‫‪...‬وعندما ضعفنا ‪ ،‬وتقوت أوربا ‪ ،‬فإذا‬ ‫بهم يجتاحون االراض ي املقدسة فلسطين‬ ‫وسواحل الشام وشمال مصر ‪ ،‬بما يعرف‬ ‫بالحروب الصليبية ‪ ،‬وبقيت تحت‬ ‫سيطرتهم ما يقارب ‪ 200‬سنة ‪ ،‬حتى جاء‬ ‫القائد املسلم الكردي ال العربي صالح‬ ‫الدين واسترد االرض املقدسة منهم ‪ ،‬وهنا‬ ‫اعاد الغرب السؤال ماهو سر قوة العرب‬ ‫؟ وكان الجواب اإلسالم !!! ‪ .‬ـ وبينما أخذ‬ ‫اإلسبان والبرتغاليون يتقدمون إلى‬ ‫سواحل املغرب والجزائر وحتى تونس التي‬

‫ارتكبوا فيها مجزرة القيروان التي راح‬ ‫ضحيتها ما يقارب الـ ‪ 30‬ألفا من املسلمين‬ ‫‪ ،‬إذ بالسالطين العثمانيين يغيثون‬ ‫إخوانهم املسلمين في شمال إفريقيا ويردوا‬ ‫اإلسبان والبرتغاليين إلى عقر دارهم ‪ ،‬بل‬ ‫اخذ العثمانيون املسلمون يتوغلون في‬ ‫شرق اوربا حتى وصلوا فيينا عاصمة‬ ‫النمسا التي حاصروها مرتين ‪ ،‬وهددوا‬ ‫إيطاليا ذاتها ‪ ،‬حتى أن بابا الفاتيكان‬ ‫أوشك على الهرب شماال ‪ ،‬وهنا تساءل‬ ‫االوربيون أيضا ما هو سر قوة املسلمين‬ ‫؟؟ إنه اإلسالم !!! ـ إذا علينا أن نعادي‬ ‫اإلسالم مهما كان الثمن ‪ ،‬وعلينا ان‬ ‫نعمل جهدنا في عدم عودة سيادة اإلسالم‬ ‫‪ ،‬ألنه لو ساد ببساطة ( السالم على أوربا‬ ‫)الن اإلسالم ال حدود له ‪ ،‬واملسلمون لن‬ ‫يتوقفوا عند حدودهم ‪ ،‬بل إن طموحهم‬ ‫يجعلهم يطيحون بأوربا من جذورها ‪ ،‬فما‬ ‫زال املسلمون يحلمون بعودة االندلس‬ ‫ومازالت تشكل عندهم رمز الحضارة‬ ‫والرقي ومازالوا يحنون لقصر الحمراء‬ ‫وغرناطة واشبيلية وووو ‪ ،‬ـ ولتاكيد هذه‬ ‫الحقيقة أذكر قصة صديق لي من‬

‫فلسطين زار السنة املاضية اسبانيا وزار‬ ‫قصر الحمراء فأراد أن يصلي به ركعتين ‪،‬‬ ‫فإذا بالبوليس اإلسباني يستنفر‪ ،‬وتقدم‬ ‫إليه مجموعة منهم بسرعة ليمنعوه من‬ ‫متابعة الصالة ‪ ،‬وملا أصر هو على الصالة‬ ‫وضع الشرطي بوطه العسكري على‬ ‫موضع سجوده ! ومنعوه من اكمال‬ ‫الركعتين !!! نعم الغرب ذكي وال ينس ى ‪،‬‬ ‫لكننا نحن الذين نتناس ى حتى حقائق‬ ‫ديننا ( ولن ترض ى عنك اليهود وال‬ ‫النصارى حتى تتبع ملتهم ) ـ من هنا أقول‬ ‫لكل من يعول على الغرب خيرا ‪ :‬أنت واهم‬ ‫‪.‬الغرب خبيث وذكي ‪ ،‬ونحن بالنسبة له‬ ‫العدو اللدود ‪ ،‬وال يمكن أن يقف معنا في‬ ‫يوم من األيام او ينصر ظلمنا ‪ ،‬نعم هم‬ ‫يتالعبون بنا بما يسمى بسياسة الشد‬ ‫والرخي ‪ ،‬فبريطانيا تشد وفرنسا ترخي‬ ‫والعكس صحيح ‪ ،‬ونحن ـ املغفلون ـ‬ ‫نصدق هذه ونؤمن بتلك ‪ ،‬بينما حقيقة‬ ‫املوقف األوربي موحد ضدنا وموحد علينا‬ ‫‪ ،‬لكنهم يجيدون لعبة الضحك علينا‬ ‫ونحن نصدقهم ولألسف‪.‬‬ ‫* إمام مركز فينيسيا ـ البندقية ـ إيطاليا‬

‫‪5‬‬


‫بين‬ ‫األزقة‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬آيلول ‪2013‬‬

‫ضيعتنا من دونك أحلى‬ ‫براء اجلمعة‬

‫أنامل ‪ ,‬استفاقت األحداق بعد تاريخ من الخوف ‪ ،‬على وقع أنامل مشاغبة خربشت ببرائتها على الجدران المهترئة أبجدية‬ ‫النهوض ‪ ،‬وآية الفجر األولى ‪ ،‬ونفخت الروح في هياكل بشرية ‪ ،‬كانت خشباً مسندة ‪ ،‬فغدت ربيعاً يرفض الجمود واليباس واليأس‬ ‫والذبول ‪..‬‬ ‫حناجر ‪ ،‬ميادين من الحناجر المشتعلة بنار الصمت المدفون عبر قرون ‪ ،‬تفجرت ‪ ..‬صاحت ‪ ..‬ثارت ‪ ..‬هدرت ‪ ..‬بكل أنواع‬ ‫الصدى المضرج بالصمود المضمخ باإلباء ‪ ..‬حناجر تحنت بالدماء ‪ ,‬حناجر رفضت أن تبقى أكفاناً ‪ ,‬رفضت المذلة ‪ ,‬فعانقت‬ ‫السماء ‪..‬‬ ‫زناد ‪ ,‬لحنٌ طال انتظاره ‪ ,‬كما أن للصبر حدود ‪ ,‬فللزناد الذي صدأ ومل االنتظار شوقٌ وشغفٌ لسواعد عزفت و ما زالت‬ ‫تعزف لحن البطوالت ‪ ,‬بلغة الحديد والنار ‪ ,‬بلغة الرصاص الناطقة عتاداً ونصراً أعاد للتاريخ ذاكرته ‪ ..‬ليولد من جديد ‪..‬‬ ‫وطن ‪ ,‬وطن الخيبات ‪ ,‬والتضحيات ‪ ,‬واألمنيات ‪ ,‬يا حكاية الياسمين والماء ‪ ،‬مهما غيبوك فأنت الحضور ‪ ,‬أنت البداية‬ ‫والنهاية ‪ ,‬ترابك العبق ‪ ,‬و نحن الحبق ‪ ,‬والكل معجون بالحنين لفجر جديد ‪..‬‬ ‫أبت ضيعتنا إال أن تستنشق عطر الحرية وأبجديتها من معينها األول ‪ ،‬وتنثره ألواناً من الجمال يغطي جداريات القلوب واألرواح‬ ‫قبل جداريات الشوارع ‪ ،‬كي تغدو دون نظام اإلجرام ودون كل البشاعات واألخطاء والسلبيات واألمراض ‪ ..‬أحلى وأجمل‬ ‫وأنظف وأطهر … فمعاً إيد بإيد منعمرها ‪ ..‬وضيعتنا أحلى‬ ‫مشروع ‪ :‬ضيعتنا من دونك أحلى – بلدة الغدفة‬

‫‪6‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬ايلول ‪2013‬‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫إبداع‬

‫ضجيج بال طبول‬ ‫صفاء الشليب *‬ ‫َ ّ‬ ‫ضجيج ضجيج‪ ،‬يمل رأس ي… أصوات متشابكة تدق عظام جمجمتي كرقاص ساعة مضبوطة‬ ‫على إيقاع ضجيج صاخب‪.‬‬ ‫كنت إذا ما حضرت حفلة عرس‪ ،‬أسمع األغاني من أصوات أجساد النساء‪ّ ،‬‬ ‫فأهم ملشاركتهن‪،‬‬ ‫أتمايل مع ميالتهن‪ ،‬أكتسب خبرة في رقص ي من تماوج حركاتهن‪ .‬وتخرز عيني أفواههن‬ ‫املفتوحة يطل منها حالقيم متدلية تهتز حسب إيقاع الزغرودة… أعود إلى بيتي‪ ،‬أحاول إفراغ‬ ‫ً‬ ‫عبثا‪ ..‬تبقى روحي راقصة على م َ‬ ‫شاه َدتهن‪ ،‬تشهق لها مسامعي‪.‬‬ ‫رأس ي من األصوات!! لكن‬ ‫وعندما أجلس على مائدة الطعام أبدأ بتناول طعامي؛ أشعر باللقمات داخل فمي يمضغها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كائنا يخاطبني بلغة ل أفهمها‪.‬‬ ‫أكبس زر التشغيل في مسجلتي بعد أن أضع فيها شريط الكاسيت‪ ،‬تنفتح آفاق وسيعة في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رأس ي‪ ،‬تتداخل أصوات املوسيقا إما تتاليا أو تقاطعا‪ ،‬تعلو وتنخفض‪ ،‬تصخب وتهدأ‪ ،‬أذهب‬ ‫ً‬ ‫بروحي بعيدا كسمكة تسبح في عمق املحيط‪ ،‬تمر في طريقها على حيتان لطيفة تمل املكان‬ ‫سكينة‪ ،‬أو على مجموعة من األسماك الصغيرة كأطفال اشتاقت لحناني‪ ،‬وتمر على أسماك‬ ‫قرش تهاجمني لتأكلني‪ ،‬لكني أهرب منها إلى املحارات والآللئ املختبئة خلف الصخور البحرية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أسترخي هناك ّ‬ ‫وأتمتع بجمال خالق‪ .‬تلك هي رحلتي التي أقوم بها مع بيتهوفين‪.‬‬ ‫أضع رأس ي على وسادتي عندما يشتد الظالم‪ ،‬فتهمس طراوتها بصوت حبيبي الرخيم ينساب‬ ‫ً‬ ‫عبر صدغي إلى داخل رأس ي قائال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫(أحبك…‪ ..‬أحبك جدا…‪ ..‬يهاجمني وجهك‪ ،‬صوتك‪ ،‬ضحكتك‪ ،‬كلماتك‪ ،‬أكاد أملسك أمامي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫جسدا وروحا‪ ،‬وألني أكاد فإن جنونا وهلوسة يكاد يصيباني!! كاملمسوس أهرب منك إليك عبر‬ ‫أنفاق تجهل أين منك وأين إليك‪ ....‬إني أحبك………)‪.‬‬ ‫في صباح كل يوم توقظني زقزقة العصافير حتى يكاد رأس ي ينفجر من كثافتها وغزارتها‪ ،‬أهب‬ ‫ً‬ ‫لرؤيتها واقفة على أشجار حديقة منزلنا‪ ...‬يشرق في عيوني نهار جديد‪ ،‬ويولد من رحم الشمس‬ ‫أمل جديد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أباشر في قراءة رواية أو مجموعة قصصية‪ ،‬أسافر بين الصفحات‪ ،‬أتقمص كل الشخصيات‪،‬‬ ‫أشعر بهمومها‪ ،‬بغضبها‪ ،‬أصرخ عنها‪ ،‬أقول عنها‪ ،‬وكل كلمة ّ‬ ‫تتفوه بها تالمس بوقعها روحي‪،‬‬ ‫أواسيها ألحزانها وأفرح ألفراحها‪ ،‬وبعد انتهائي من قراءة الكتاب تبقى الشخصيات بشحمها‬ ‫ولحمها داخل رأس ي تمارس َ‬ ‫حياتها‪ ،‬وأصواتها تبعث الضجيج في رأس ي وروحي‪.‬‬ ‫أجلس كي أتابع املسلسل اليومي على شاشة التلفاز‪ ،‬يرتعش جسمي‪ ،‬وتتوتر روحي من‬ ‫أحداثه الدرامية‪ ،‬صراعات ومشاجرات ومشاحنات تعلو فيها األصوات لينتفخ رأس ي‬ ‫بضجيجها‪ ،‬وكلما كانت انفعالتهم أقوى وأعنف‪ ،‬كانت األصوات أعلى‪ ،‬أما حين تذبل عيون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫املمثلين لينساب الدمع منها حزنا وقهرا‪ ،‬فإن قلبي ينفطر عليهم مشاركا إياهم مصيبتهم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫وتصرخ مالمحهم الحزينة في عيوني لتجحظ ذاهلة من علو أصواتهم املقهورة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫متجهما في وجهي‪ ،‬فتتكاثر‬ ‫وفي فصل الشتاء أشاهد البرق فأشعر بالرعد يزلزل دمائي‪ ،‬يصرخ‬ ‫ّ‬ ‫الضوضاء في رأس ي وينبض قلبي بسرعة أكبر!! أشعر برهبة ّ‬ ‫وأسبح من يسبح الرعد بحمده‪،‬‬ ‫َ‬ ‫صوت الرعد يعلو غضبه كلما أضاء البرق السماء بنور أقوى‪.‬‬ ‫لكن‬ ‫ّ‬ ‫هكذا تقتحمني األصوات‪ ....‬من كل صوب‪ ،‬من كل لون‪ ،‬من كل كائن‪ .....‬والضجيج ل يمل‬ ‫من استيطان رأس ي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ذات إشراقة للتفاؤل‪ ،‬ركع الضجيج بين تالفيف دماغي‪ ،‬وخشعت األصوات في رأس ي‪ ،‬عندما‬ ‫شاهدت ّأمي وهي تومئ لي بإشارات الصم والبكم قائلة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫فاستعدي لعمليتك بعد‬ ‫األمل كبير!!!‬ ‫(الحمد هلل يا بنيتي!! هاتفني الطبيب وقال لي إن‬ ‫يومين‪ ،‬قد يعود إليك سمعك ونطقك من جديد)‪.‬‬ ‫* قاصة وشاعرة سورية من حمص‬

‫‪7‬‬


‫دين ودنيا‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬آيلول ‪2013‬‬

‫االجتماع ونبذ الفرقة‬ ‫د ‪ .‬سعد العثمان – خاص‬ ‫َّ‬ ‫إن في اجتماع املسلمين على دينهم‪،‬‬ ‫وائتالف قلوبهم‪ ،‬صالحا لدينهم ودنياهم‪،‬‬ ‫فباجتماعهم يتمكنون من كل أمر من‬ ‫األمور‪ ،‬ويحصل لهم من املصالح ما ال‬ ‫يمكن ُّ‬ ‫عدها‪ ،‬من التعاون‪ ،‬والتكاتف‪،‬‬ ‫والتالحم‪ ،‬والقوة والهيبة أمام أعدائهم‪.‬‬ ‫كما أنه في االفتراق والتعادي يختل‬ ‫نظامهم‪ ،‬وتنقطع روابطهم‪ ،‬ويصير كل‬ ‫واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه‪ ،‬ولو‬ ‫أدى ذلك إلى الضرر العام‪.‬‬ ‫تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا‬ ‫وإذا افترقن تكسرن آح ــادا‬ ‫وقال اآلخر‪:‬‬ ‫إالم الخــلف بينكم إالم‬ ‫وهذه الضجة الكبرى عالم‬ ‫وفيم يكيد بعضكم لبعض‬ ‫وتبدون العداوة والخصـام‬ ‫عزيزي القارئ‪:‬‬ ‫لقد أمرنا ربنا‪ ،‬وأوجب علينا في كتابه‬ ‫الكريم‪ ،‬أن نجتمع ونتكاتف‪ ،‬وأن نبتعد‬ ‫كل البعد‪ ،‬عن أسباب الشقاق والنزاع‬ ‫والتفرق‪ ،‬وإليك قطوفا من ذلك‪:‬‬ ‫ قال هللا تعالى‪ ( :‬واعتصموا بحبل هللا‬‫جميعا وال تفرقوا واذكروا نعمة هللا‬ ‫عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم‬ ‫فأصبحتم بنعمته إخوانا ) آل عمران‪:‬‬ ‫‪.103‬‬ ‫اعتصموا‪ :‬تمسكوا‪ ،‬حبل هللا‪ :‬دينه‪.‬‬ ‫ قال هللا تعالى‪( :‬وال تكونوا كالذين‬‫تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم‬ ‫البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) آل‬ ‫عمران‪.105 :‬‬ ‫الذين تفرقوا واختلفوا‪ :‬أهل الكتاب من‬ ‫اليهود والنصارى‪ ،‬البينات‪ :‬الحجج‬ ‫الدامغة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬قال هللا تعالى‪ ( :‬إن الذين فرقوا دينهم‬

‫َّ‬ ‫وكانوا شيعا لست منهم في ش ئ إنما أمرهم‬ ‫إلى هللا ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون )‬ ‫األنعام‪.159 :‬‬ ‫قال أبو جعفر الطبري – رحمه هللا ‪:-‬‬ ‫والصواب من القول في ذلك عندي أن‬ ‫يقال‪ :‬إن هللا أخبر نبيه صلى هللا عليه‬ ‫وسلم أنه بريء ممن فارق دينه الحق‬ ‫َّ‬ ‫وفرقه‪ ،‬وكانوا ِف َرقا فيه وأحزابا شيعا‪،‬‬ ‫وأنه ليس منهم‪ ،‬وال هم منه‪ ،‬ألن دينه‬ ‫الذي بعثه هللا به هو اإلسالم‪ ،‬دين‬ ‫إبراهيم الحنيفية السمحة الواضحة‬ ‫البينة‪ ،‬كما قال له ربه وأمره أن يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫( ق ْل ِإن ِني َه َدا ِني َرِّبي ِإلى ِص َراط ُم ْست ِقيم‬ ‫َ َ‬ ‫دينا ق َيما م َّل َة إ ْب َراه َ‬ ‫يم َح ِنيفا َو َما كان ِم َن‬ ‫ُِْ ْ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫املش ِر ِكين ) [سورة األنعام‪.]161 :‬‬

‫فكان من فارق دينه الذي بعث به صلى‬ ‫ّ‬ ‫ووثني ويهودي‬ ‫هللا عليه وسلم من مشرك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومتحنف‪ ،‬مبتدع قد ابتدع في‬ ‫ونصراني‬ ‫ِ‬ ‫الدين ما ّ‬ ‫ضل به عن الصراط املستقيم‪،‬‬ ‫والدين القيم ملة إبراهيم املسلم‪ ،‬فهو‬ ‫بريء من محمد صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬ ‫ومحمد منه بريء‪ ،‬وهو داخل في عموم‬ ‫قوله‪(:‬إن الذين َّ‬ ‫فرقوا دينهم وكانوا شيعا‬ ‫لست منهم في ش يء)‪.‬‬ ‫ قال هللا تعالى‪( :‬وأطيعوا هللا ورسوله‬‫وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )‬ ‫األنفال‪.46 :‬‬

‫قال أبو جعفر الطبري – رحمه هللا ‪:-‬‬ ‫يقول تعالى ذكره للمؤمنين به‪ :‬أطيعوا‪،‬‬ ‫أيها املؤمنون‪َّ ،‬ربكم ورسوله فيما أمركم‬ ‫به ونهاكم عنه‪ ،‬وال تخالفوهما في ش يء‪" ،‬‬ ‫وال تنازعوا فتفشلوا " يقول‪ :‬وال تختلفوا‬ ‫فتفرقوا وتختلف قلوبكم " فتفشلوا "‬ ‫فتضعفوا وتجبنوا‪ " ،‬وتذهب ريحكم "‬ ‫وهذا مثل يقال للرجل إذا كان مقبال ما‬ ‫يحبه ُوي َس ّر به‪ " :‬الريح مقبلة عليه "‪ ،‬يعني‬ ‫بذلك‪ :‬ما يحبه‪ ،‬ومن ذلك قول عبيد بن‬ ‫األبرص‪:‬‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َّ‬ ‫الن ْعف منْ‬ ‫كما حمين‬ ‫اك يوم َ ِ ِ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫شطب والفضل ِللقو ِم ِمن ِريح و ِمن عد ِد‬ ‫عزيزي القارئ‪:‬‬ ‫لقد طبق النبي الكريم عليه الصالة وأزكى‬ ‫التسليم‪ ،‬مسألة اجتماع كلمة املسلمين‪،‬‬ ‫والبعد عن افتراقهم‪ ،‬بقوله وفعله‪ ،‬وإليك‬ ‫طرفا من أقواله وأفعاله‪:‬‬ ‫‪ .1‬ثبت في صحيحي البخاري ومسلم‪ ،‬قوله‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ ( :‬مثل املؤمنين في‬ ‫توادهم‪ ،‬وتراحمهم وتعاطفهم‪ ،‬كمثل‬ ‫الجسد الواحد‪ ،‬إذا اشتكى منه عضو‪،‬‬ ‫تداعى له سائر الجسد‪ ،‬بالسهر والحمى )‪.‬‬ ‫‪ .2‬ثبت في الصحيح أيضا قوله صلى هللا‬ ‫عليه وسلم‪ ( :‬افترقت اليهود على إحدى‬ ‫وسبعين فرقة‪ ،‬وافترقت النصارى على‬ ‫اثنتين وسبعين فرقة‪ ،‬وستفترق أمتي على‬ ‫ثالث وسبعين فرقة‪ ،‬كلها في النار إال‬ ‫واحدة )‪.‬‬ ‫وذكر أن الصفة البارزة في الفرقة‬ ‫البينة‬ ‫الناجية‪ ،‬والسمة الواضحة‬ ‫فيها‪ ،‬أنها ملتزمة بالقرآن والسنة التزاما‬ ‫تاما‪.‬‬ ‫‪ .3‬ثبت في الصحيح أيضا قوله صلى هللا‬ ‫عليه وسلم‪ ( :‬أال ال ترجعوا بعدي كفارا‪،‬‬ ‫يضرب بعضكم رقاب بعض )‪.‬‬

‫‪8‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬آيلول ‪2013‬‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫عزيزي القارئ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫هذا ش ئ من أقواله‪ ،‬وإليك شيئا من أفعاله‬ ‫وتصرفاته‪ ،‬التي تؤكد على الجتماع‪ ،‬وتحذيره من‬ ‫التفرق‪:‬‬ ‫‪ -1‬ثبت في الصحيح عن جابر بن عبد هللا رض ي هللا‬ ‫ً‬ ‫عنه‪ ،‬قال‪ :‬كسع رجل من املهاجرين رجال من‬ ‫األنصار‪ ،‬فقال األنصاري‪ :‬يا للنصار!! وقال‬ ‫املهاجري‪ :‬يا للمهاجرين!!‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فسمع النبي صلى هللا عليه وسلم ذلك‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫( ما بال دعوى الجاهلية؟! )‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا!!‬ ‫ً‬ ‫رجل من املهاجرين كسع رجال من األنصار‪ ،‬فقال‪(:‬‬ ‫دعوها؛ فإنها منتنة )‪ ،‬فقال عبد هللا بن أبي بن‬ ‫سلول‪ :‬قد فعلوها!! لئن رجعنا إلى املدينة؛ ليخرجن‬ ‫األعز منها األذل‪ ،‬فقال عمر‪ :‬دعني يا رسول هللا!!‬ ‫أضرب عنق هذا املنافق!! فقال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫(دعه يا عمر؛ ل يتحدث الناس أن محمدا يقتل‬ ‫أصحابه)‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ - 2‬ثبت في الصحيح أيضا‪ ،‬أن عبد هللا بن محمد‬ ‫رض ي هللا عنه‪ ،‬أخبر عبد‬ ‫بن أبي بكر الصديق‬ ‫هللا بن عمر رض ي هللا عنه‪ ،‬عن عائشة زوج النبي‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫وسلم قال‪:‬‬ ‫(ألم تري أن قومك ـ حين بنوا الكعبة ـ اقتصروا على‬ ‫قواعد إبراهيم) قالت‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا أفال تردها‬ ‫على قواعد إبراهيم؟ قال‪ ( :‬لول حدثان قومك‬ ‫بالكفر )‪.‬‬ ‫قال‪ :‬فقال عبد هللا بن عمر‪ :‬لئن كانت عائشة‬ ‫سمعت هذا من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ما‬ ‫أرى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ترك استالم‬ ‫الركنين اللذين يليان الحجر إل أن البيت لم يتم‬ ‫على قواعد إبراهيم‪.‬‬ ‫تراجع النبي صلى هللا عليه وسلم عن نقض الكعبة‪،‬‬ ‫مع أنه قادر على ذلك فهو اآلمر الناهي في مكة كلها‪،‬‬ ‫وقد دانت له وصارت تحت سيطرته وتصرفه‪،‬‬ ‫ولكن!! اجتماع كلمة املسلمين أهم وأولى؛ بنظره‬ ‫صلى هللا عليه وسلم من إقامة الكعبة على قواعد‬ ‫أبيه إبراهيم عليه السالم‪ ،‬ولذلك تراجع عن رغبته‪،‬‬ ‫وذكر السبب في تراجعه لزوجته عائشة رض ي هللا‬ ‫عنها‪ ،‬فليت أمة اإلسالم تعي هذه الحقيقة‪ ،‬وليت‬ ‫أولياء أمور املسلمين وعلماءهم يتخذوا موقف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم هذا‪ ،‬طريقا واضحا‬ ‫ً‬ ‫وبينا لهم‪ ،‬ودليلهم هذه الرواية التي تدل دللة‬ ‫واضحة على حرص النبي صلى هللا عليه وسلم على‬ ‫أمته من التفرق والتمزق في دينهم‪ ،‬كما حصل للمم‬ ‫من قبلهم‪ ،‬فيقتدون به‪ ،‬ويتركون حظوظ النفس‬ ‫ً‬ ‫جانبا‪ ،‬فديننا أغلى علينا من أرواحنا‪ ،‬فال نتفرق‬ ‫فيه؛ ويوجد ثغرة ولو صغيرة لالجتماع‪ ،‬فنحن نجمع‬ ‫ول نفرق‪ ،‬ونستوعب ول نستبعد‪...‬‬ ‫‪ -3‬في صلح الحديبية‪ ،‬ثقل على الصحابة وعلى‬ ‫رأسهم عمر الفاروق رض ي هللا عنه الظروف والبنود‬

‫التي تم فيها وعليها صلح الحديبية‪ ،‬حتى وصل األمر‬ ‫بأنهم لم ينفذوا أمر النبي صلى هللا عليه وسلم بأن‬ ‫يحلوا إحرامهم‪ ،‬فخاف عليهم رسول هللا صلى هللا‬ ‫عليه وسلم من أن ينزل بهم عقاب أو عذاب‪ ،‬فدخل‬ ‫ً‬ ‫إلى خيمته مغضبا‪ ،‬وطرح األمر على زوجته أم سلمة‬ ‫رض ي هللا عنها‪ ،‬فأشارت عليه قائلة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫يا رسول هللا!! اخرج ثم ل تكلم أحدا منهم كلمة حتى‬ ‫تنحر بدنك‪ ،‬وتدعو حالقك فيحلقك‪ ،‬فخرج فلم‬ ‫ً‬ ‫يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك‪ ،‬نحر بدنه‪ ،‬ودعا‬ ‫حالقه فحلقه‪ ،‬فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا‪ ،‬وجعل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بعضهم يحلق بعضا‪ ،‬حتى كاد بعضهم يقتل بعضا‬ ‫ً‬ ‫غما‪...‬‬ ‫انظر النبي صلى هللا عليه وسلم أخذ برأي زوجته في‬ ‫قضية كبرى من قضايا دولته ورعيته‪ ،‬وتسمى في‬ ‫العصر الحديث " عصيان مدني " وهو في حالة‬ ‫ً‬ ‫حرب‪ ،‬فإنه صلى هللا عليه وسلم عالج األمر عالجا‬ ‫ً‬ ‫ناجعا‪ ،‬ولم ينتقم لرأيه ويتصلب له‪ ،‬بل عالج األمر‬ ‫بكل حكمة وروية‪..‬‬ ‫عزيزي القارئ‪:‬‬ ‫لقد وعى السلف الصالح‪ ،‬مسألة الجتماع ونبذ‬ ‫التفرق‪ ،‬وإليك بعض مواقفهم‪ ،‬في هذا الباب‪:‬‬ ‫‪ -1‬عبد هللا بن عمر – رض ي هللا عنهما‪ -‬يصلي خلف‬ ‫الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬املعروف بظلمه‪،‬‬ ‫وتعسفه‪ ،‬وغلظته‪ ،‬وعبد هللا بن عمر رض ي هللا عنه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫يعتبر من أشد الصحابة تمسكا بسنة النبي صلى هللا‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬والقتداء به‪ ،‬وعندما عوتب في ذلك‬ ‫قال‪ ( :‬أمرنا أن نصلي خلف كل بر وفاجر‪ ،‬وأن‬ ‫نقاتل مع كل بر وفاجر )‪ .‬واملقصود ما دامت كلمة‬ ‫ً‬ ‫املسلمين مجتمعة على اإلمام ولو كان فاسقا أو‬ ‫ً‬ ‫فاجرا‪ ،‬فإنه يطاع‪ ،‬ويصلى خلفه‪ ،‬ويجاهد معه‪ ،‬ألن‬ ‫اجتماع كلمة املسلمين عليه‪ ،‬تغطي على فسقه‬ ‫وفجوره‪ ،‬وفسقه وفجوره عليه‪ ،‬ما دام لم يأمر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بمعصية هلل‪ ،‬أو لم نر كفرا بواحا‪ ،‬فعلينا أن نسمع‬ ‫ً‬ ‫ونطيع‪ ،‬ول نخلع يدا من طاعة‪..‬‬ ‫‪ -2‬تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب – رض ي هللا‬ ‫عنهما – عن الخالفة‪ ،‬ملعاوية بن أبي سفيان – رض ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫هللا عنه – َحقنا لدماء املسلمين‪ ،‬وجمعا لكلمتهم‪،‬‬ ‫وسمي في التاريخ ذلك العام "عام الجماعة"‪.‬‬ ‫‪ -3‬قال أحمد بن حنبل رحمه هللا تعالى‪ ( :‬لو أعلم‬ ‫أن لي دعوة مستجابة‪ ،‬لجعلتها لولي األمر‪ ،‬ألن صالح‬ ‫ً‬ ‫ولي األمر صالح للمة جميعا )‪.‬‬ ‫‪ -4‬أبو هريرة رض ي هللا عنه يقول‪( :‬حفظت عن‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وعاءين من العلم‪،‬‬ ‫بثثت لكم وعاء‪ ،‬ولو بثثت اآلخر لقطعت هذه‬ ‫السالفة )‪.‬‬ ‫أبو هريرة رض ي هللا عنه ترك بث الوعاء الثاني من‬ ‫العلم الذي تعلمه عن رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وسلم‪ ،‬خوفا من أن يحدث فرقة وتمزقا في األمة‪،‬‬ ‫واجتماع كلمة املسلمين أولى بنظره من بث هذا‬ ‫العلم‪ ،‬ولعل هذا العلم الذي خبأه له عالقة في‬

‫دين ودنيا‬ ‫الحياة السياسية في عصره ذلك‪.‬‬ ‫عزيزي القارئ‪:‬‬ ‫يقول هللا عز وجل‪ ( :‬يأيها الذين آمنوا أطيعوا هللا‬ ‫وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن تنازعتم في‬ ‫ش ئ فردوه إلى هللا والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل‬ ‫واليوم اآلخر ذلك خير وأحسن تأويال) النساء‪. 59 :‬‬ ‫مرد الخالف إلى الكتاب والسنة‪ ،‬ففيم الخالف ؟؟؟‪.‬‬ ‫اختالفنا في الرأي‪ ،‬ل يفسد الود بيننا‪ ،‬وليكن‬ ‫ً‬ ‫شعارنا في حوارنا‪ :‬أزداد لك حبا إن اختلفت معك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رأيا‪ ،‬وأزداد لك تقديرا إن اختلفنا اجتهادا‪...‬‬ ‫إن نقاط اجتماع املسلمين بحر تذوب فيه نقاط‬ ‫خالفهم‪ ،‬فالدين واحد‪ ،‬والشريعة واحدة‪ ،‬والقبلة‬ ‫واحدة‪ ،‬والعقيدة واحدة‪ ،‬وأركان اإلسالم الخمسة‬ ‫متفق عليها‪ ،‬وأركان اإليمان الستة ل خالف فيها‪،‬‬ ‫وحفظ الضروريات الخمس‪ :‬الدين‪ ،‬والنفس‪،‬‬ ‫والعقل‪ ،‬والعرض‪ ،‬واملال‪ ،‬ل جدال فيها‪ ،‬واملحرمات‬ ‫املعروفة ل مراء فيها ول نقاش‪ .‬ففيم الخالف؟؟؟‪.‬‬ ‫أخي القارئ الكريم‪:‬‬ ‫إن هللا تعالى سمانا في كتابه العزيز‪ ،‬في اآلية األخيرة‬ ‫من سورة الحج‪ ،‬املسلمين‪ ،‬ولم يضف بعد هذا‬ ‫السم أي اسم أو وصف أو صفة‪ ،‬قال هللا تعالى‪:‬‬ ‫(وجاهدوا في هللا حق جهاده هو اجتباكم وما جعل‬ ‫عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم "هو‬ ‫سماكم املسلمين" من قبل) فإضافة أي وصف أو‬ ‫صفة بعد كلمة "مسلم" ل يقره شرع ول منطق ول‬ ‫عقل‪ ،‬وهذا يؤدي إلى التمزق والتفرق‪ ،‬والضعف‬ ‫ونقص الهيبة أمام األعداء‪ ،‬انظروا ما حدث في‬ ‫العراق الجريح‪ ،‬عندما أضافوا على كلمة مسلم‪،‬‬ ‫سني وشيعي‪ ،‬وكردي وعربي‪ ،‬حدثت مجازر ومذابح‪،‬‬ ‫وزين الشيطان للقاتل أنه يتقرب إلى هللا بقتله‬ ‫ألخيه املسلم‪ ،‬ونس ي هذا املسكين قول النبي الكريم‬ ‫‪ ،‬والحديث في الصحيح‪ ،‬يقول صلى هللا عليه وسلم‬ ‫ً‬ ‫‪( :‬ل يزال املسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما‬ ‫ً‬ ‫حراما) (لزوال الدنيا أهون عند هللا من قتل رجل‬ ‫مسلم)‪.‬‬ ‫وهدم الكعبة كم هو عظيم عند هللا‪ ،‬أعظم منه‬ ‫قتل امرئ مسلم بغير حق‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وهذا ل يعني أبدا أن نقر املخطئ على خطئه‪ ،‬بل‬ ‫نحاوره ونناقشه‪ ،‬مراعين في ذلك آداب الحوار التي‬ ‫نص عليها الشرع الحنيف‪ ،‬وأهم هذه اآلداب أن‬ ‫تستشعر في حقيقة نفسك أن كالمك صواب يحتمل‬ ‫الخطأ‪ ،‬وكالم محاورك خطأ يحتمل الصواب‪ ،‬وما‬ ‫دام مرد الحوار والنقاش ومرجعيته للكتاب والسنة‪،‬‬ ‫فاألمر هين وسهل‪ ،‬وتكون نتيجة هذا الحوار بناءة‬ ‫ومنتجة ومفيدة‪...‬‬ ‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العاملين‪ ،‬وصلى هللا‬ ‫وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫أجمعين‬

‫‪9‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬آيلول ‪2013‬‬

‫غفوة فصحوة ‪ ..‬فحلم‬ ‫وداد اإلبراهيم‬ ‫غفوتُ قليالً ‪ ،‬فراودني كابوسٌ مخيف ‪،‬‬

‫يرضى عنه من آمن وال من كفر ‪،‬‬

‫لن أطيل النوم ‪ ،‬لعلي أفيق ذات صحو‬

‫أفقتُ مذهولة من ويل الذي حدث ‪ ،‬نظرتُ‬

‫هل يا ترى !‬

‫على أنغام هديل حمام وزقزقات عصافير‬

‫يمنة ويسرة ‪ ،‬أوجستُ خيفةً في نفسي ‪ ،‬لما‬ ‫نظرتُ من حولي ‪،‬‬

‫سيجفُ هذا البحر من الدماء ‪ ،‬أم أنه‬

‫تمأل السماء ‪،‬‬

‫أصبح محال ؟!‬

‫أو على ترانيم صهيل خيل تمأل األرض‬

‫فأنّى نظرت ‪ ..‬جثثاً وأشالء بشر ‪،‬‬

‫هل سأرى بعد اآلن بسمة على وجه طفل‬

‫والمكان ‪،‬‬

‫من األطفال ؟!‬

‫أسافر معها حيث الطمأنينة واألمان ‪،‬‬

‫أأنتظر ألرى ما سيحل بوطني ؟!‬

‫ولن اعود لمكان مرّ به ‪ -‬ولو صدفة‪-‬‬

‫وأنقاض بيوت مهدمة على رؤوس‬ ‫أصحابها ‪ ،‬ووجوه أطفال مذهولة من‬ ‫فظاعة المشهد ‪،‬‬

‫وطنٌ سطت عليه أيادٍ ال ترحم ‪..‬‬

‫فباغتتني الحيرة قليالً ‪..‬‬

‫سأعود إلى كوابيسي ‪..‬‬

‫أأعود إلى كابوسي ‪ ،‬وأترك شياطيني‬

‫إني متأكدة بأن أحالمي مهما كانت‬

‫تُكمل ما قد بدأت ‪ ،‬أم أغرق في صحوي‬

‫كوابيسها مرعبة ‪ ،‬أرحم ألف مرة مما‬

‫الذي أذهلني برؤية وحوش ‪ ،‬تفعل ما ال‬

‫أراه ‪،‬‬

‫يخطر ببال شيطان موعود بسقر ‪ ،‬وال‬

‫جبان ‪ ،‬يدعي أنه انسان ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬ربما فات األوان ‪..‬‬ ‫فدعوني أسترح قليالً من عناء االنسان‬ ‫والزمان ‪..‬‬ ‫وقلبي مطبقاً جفنيه حالماً بغدٍ يشرق نقاءاً‬ ‫من األلوان ‪..‬‬

‫عزفٌ على خيوط الشمس‬ ‫هيفاء اجلمعة‬ ‫نظرت إليها بتنعم ولطف وخفة‬

‫السماء ؟!‬

‫الزمان أم هو عاشق للحرية‬

‫متناغمة بال سخف ‪ ،‬لم يكن في‬

‫وسرعان ما أدركتُ بأني على‬

‫واألمان ؟!‬

‫الكون من أناس إال أنا ولم يكن‬

‫ضفاف نهر شفاف ولم أجد خاتمة‬

‫وسُرعان ما انسجمتُ مع هذا‬

‫على السكون في األرض إال هي ‪،‬‬

‫لهذا المطاف فلمسته برقة متناهية ‪،‬‬

‫الصوت ‪ ،‬ونظرتُ إلى السماء ‪،‬‬

‫ت أطوف في مملكتي وأسجل‬ ‫بدأ ُ‬

‫ت يدي على رماله المموجة ‪،‬‬ ‫ووضع ُ‬

‫فبادلتني نظرتي بحنان ‪ ،‬ومدت لي‬

‫روعتها في ذاكرتي ‪ ،‬فرأيت غصوناً‬

‫ت بدف ٍء واطمئنان على هاويته‬ ‫فشعر ُ‬

‫أشعتها جسراً خلته سيأخذني الى‬

‫لم تظهر إال أوراقها الخضراء ‪،‬‬

‫حينما سمعتُ معزوفةً تتناغم في هذه‬

‫الجنان ‪..‬‬

‫وكاأللم توطئه نسمة من السماء ‪،‬‬

‫الطبيعة الخالبة ‪ ،‬معزوفة شعرت‬

‫فبادلني شعور بالراحة لم أشعر به‬

‫سررتُ بعطيتها ‪ ،‬وشكرتها على‬

‫بأن عازفها قد خُلق هنا ‪ ،‬وليس في‬

‫ت‬ ‫يوماً في نبض حياتي ‪ ،‬فنظر ُ‬

‫هديتها وسافرت مع الشمس لحضن‬

‫عالمنا القبيح ‪ ،‬فسارعتُ بالدوران‬

‫لطرفي المغاير فذهلتُ لما رأيت !!‬

‫الحياة السعيدة ‪.‬‬

‫ت‬ ‫إلى جهة الصوت الوسيم ‪ ،‬فدهش ُ‬

‫أهذه صفحةٌ من الماء أو ورقة من‬

‫لما رأيته ‪ ،‬أهو طائر من هذا‬

‫‪10‬‬


‫بالمختصر‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬ايلول ‪2013‬‬

‫التكافل االجتماعي مسؤولية من ؟‬

‫جابر شعيب اإلمساعيل‬

‫انطالقا من الحديث النبوي الشريف حيث قال‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬ما بال أقوام‬ ‫يأكلون ويشربون ويتعلمون ويتركون إخوانهم‪ ،‬وهللا‬ ‫ليطعمونهم ويسقونهم ويعلمونهم أو ليوشك هللا‬ ‫أن يغضب عليهم"‬ ‫ندرك أهمية التكافل االجتماعي في ظل الظروف‬ ‫الحالية التي يمر بها بلدنا الحبيب ‪ ،‬وفي ظل‬ ‫تمسك العصابات األسدية املجرمة بالحل الدموي‬ ‫الفاش ي معتقدة بإمكانية القضاء على ثورتنا‬ ‫املباركة ‪ ،‬لذا كان البد من كلمات تعيد النطر في‬ ‫عالقات الناس وخصوصا من النواحي االقتصادية‬ ‫واالجتماعية واالنسانية لنكون يدا واحدة في وجه‬ ‫الظلم والطغيان ‪.‬‬ ‫إن تشكيل املجالس املحلية الثورية خطوة مهمة‬ ‫في سبيل تحقيق األهداف املنشودة ‪ ،‬خصوصا‬ ‫عندما تكون األهلية والكفاءة وااللتزام معيارا‬ ‫لالنتقاء ‪ ،‬والتعيين فلقد آثرت وخصصت هذه‬ ‫الكلمات ملجلسنا املوقر الذي نسأل هللا أن يعينه‬ ‫على تحمل املسؤولية ‪.‬‬ ‫لقد وضعتم أيها االخوة خدمة املواطن هدفا أمام‬ ‫أعينكم لتحقيقه بعيدا عن بيروقراطية العمل‬ ‫الحكومي وفساد األنظمة املستبدة ‪ ،‬ولهذا البد‬ ‫من العمل على تخفيف العبء املعيش ي على‬ ‫املواطن والوصول لتحقيق املنفعة الجدية‬ ‫املطلوبة بأقل التكاليف املمكنة ‪.‬فعندما قمتم‬

‫مؤخرا مشكورين بإعداد مشروعان الربط‬ ‫الكهربائي ومحاولة تأمين مياه الشرب وغيرها مع‬ ‫فرض مبلغ مالي على كل منزل هل فكرتم بمبدأ‬ ‫العدالة االجتماعية وحاولتم تطبيقه ‪ ،‬حين‬ ‫ساويتم بين الفقير والغني ‪ ،‬األرملة وأصحاب‬ ‫الفعاليات واملصانع واملهن وغيرها ‪..‬‬ ‫كل ما نرجوه هو العمل على تحقيق العدالة‬ ‫االجتماعية في كل دراساتكم ومشاريعكم لينظر‬ ‫املواطن وليؤمن بأهداف ثورتنا املباركة ويرى‬ ‫الحلول العملية أمرا ملموسا على أرض الواقع ‪،‬‬ ‫ليجد فارقا بين ما ماكان عليه وما سيكون بعون‬ ‫هللا ‪ .‬انطالقا من ذلك أحببت ان أضيف مقترحا‬ ‫بسيطا متواضعا عله يجد االهتمام لدى املجلس‬ ‫املوقر ‪ :‬يجب أن يكون املجلس مجلسا عمليا‬ ‫وداعما حقيقيا لجميع األعمال الهامة على األرض‬ ‫‪ ،‬ال جهة لزيادة العبء على املواطنين‬ ‫وزيادة ضغوطات الحياة ‪ ،‬لهذا ولتحقيق ذلك ال‬ ‫بد من القيام بدور فاعل في جلب الداعمين‬ ‫والتواصل معهم بشكل جدي ومتواصل ‪ ،‬القيام‬ ‫بتفعيل الزكاة من املقتدرين‪ ،‬وتفعيل توظيفها في‬ ‫املشروعات الخدمية العامة والهامة للبلد ‪،‬‬ ‫ولألئمة والعلماء والهيئات دور كبير في ذلك‪.‬‬ ‫التواصل مع املجالس املحلية األخرى إلقامة‬ ‫مشروعات مشتركة تخفف من األعباء املالية‬ ‫والتكاليف االحتماعية‪.‬‬

‫متى الفرج ؟‬ ‫األمر باملعروف والنهي عن املنكر صفة يجب أن‬ ‫يتحلى بها املؤمنون ‪ ،‬وفي اللحظة التي ال تأمر األمة‬ ‫باملعروف وال تنهى عن املنكر فقدت الكثر والكثير ‪،‬‬ ‫فأصبحت كأي أمة ال شأن لها عند هللا سبحانه‬ ‫وتعالى ‪ ،‬قال رسول هللا ( ص ) ‪ :‬كيف بكم إذا لم‬ ‫تأمروا باملعروف ولم تنهوا عن املنكر ؟ قالوا ‪ :‬أو كائن‬ ‫ذلك يا رسول هللا ؟ قال وأشد منه سيكون ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫كيف بكم إذا أمرتم باملنكر ونهيتم عن املعروف ‪،‬‬ ‫قالوا ‪ :‬أو كائن ذلك يا رسول هللا ؟ قال ‪ :‬كيف بكم‬ ‫إذا أصبح املعروف منكرا واملنكر معروفا ‪.‬‬ ‫ومن صفة أقوام أهلكهم هللا أنهم كانوا ال يتناهون‬ ‫عن املنكر ‪ ،‬وهللا سبحانه وتعالى قد يهلك القرى إن‬ ‫كان اهلها صالحون ‪ ،‬ولكن لن يهلكهم إن كانوا‬ ‫ُمصلحين ‪ ،‬بدليل قوله تعالى ‪ " :‬وما كان ربك ليهلك‬ ‫القرى بظلم واهلها مصلحون "‬ ‫وما ورد في اآلثار أن هللا سبحانه وتعالى أرسل املالئكة‬ ‫ّ‬ ‫ليهلكوا قرية ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يارب إن بها رجال صالحا ‪ ،‬قال‬ ‫منه فابدؤوا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يارب ! قال ‪ :‬ألنه لم يكن يتمعر‬ ‫وجهه إذا رأى منكرا ‪.‬‬

‫عمل قاعدة بيانات لكل املتبرعين والقادرين على‬ ‫ذلك ليتم عرض املشروعات عليهم – ‪.‬‬ ‫إيجاد قنوات تواصل فعالة مع مؤسسات املجتمع‬ ‫املدني والداعمين الخارجين من غير أهل البلد ‪. -‬‬ ‫العمل على تنسيق املشروعات ودراستها وعرضها‬ ‫بشكل منظم مع بيانات الدارسة املالية التفصيلية‬ ‫وآلبة العمل والفترة الزمنية الالزمة ليتم عرضها‬ ‫بشكل مشروع منظم بجهة اعتماد واضحة مما‬ ‫يسهل عملية الدعم – ‪.‬‬ ‫االهتمام باملشروعات الصغيرة وريادة االعمال‬ ‫بحيث ال تؤثر على التكلفة االجمالية للبلد‪ ،‬يصرف‬ ‫ايراداتها لخدمة املشروعات االجتماعية بعد تأمين‬ ‫مستلزمات القائمين عليها مما يوفر فرص عمل‬ ‫وتدوير لحركة االنتاج والعائد لخدمة املشروعات‬ ‫الكلية ‪.‬‬ ‫لنعلم ان التكافل االحتماعي والعدالة االجتماعية‬ ‫مفاهيم اسالمية انطلقت بالتزام االفراد بعضهم‬ ‫ببعض من خالل كل الوسائل والطرق املشروعة ‪،‬‬ ‫بعيدا عن التعاطف املعنوي ‪.‬لذا يجب العمل على‬ ‫التكاتف يدا بيد لتلبية االحتياجات املتنوعة‬ ‫املتعلقة بالتعليم والصحة وغيرها من اجل بناء‬ ‫مجتمع قوي متماسك تربط ابناؤه أواصر الدين‬ ‫والقرابة واالخاء واملحبة‪.‬‬

‫مخلص اإلبراهيم‬

‫ولنعلم أنه عندما ُيترك األمر باملعروف والنهي عن‬ ‫املنكر قد يحل غضب هللا ‪ ،‬النفوس في األرض تعرف‬ ‫املعروف بداهة وتعرف املنكر بداهة ولكن هيات‬ ‫هيهات ‪..‬‬ ‫فاملعروف تعرفه وتأمر به الفطر السليمة ‪ ،‬وملنكر‬ ‫تنكره الفطر السليمة ‪ ،‬وفي القرآن الكريم ما يزيد‬ ‫عن عشرين آية تتحدث عن األمر باملعروف والنهي‬ ‫عن املنكر ‪ ،‬قال تعالى ‪ " :‬كنتم خير أمة أخرجت‬ ‫للناس تأمرون باملعروف وتنهون عن املنكر " ‪ ،‬وقال‬ ‫أيضا ‪ " :‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون‬ ‫باملعروف وينهون عن املنكر "‬ ‫وفي أيامنا العصيبة هذه قنتنا في صلواتنا ودعونا هللا‬ ‫ليال ونهارا سرا وجهارا أن يفرج عنا ما أهمنا فهل ّ‬ ‫فرج‬ ‫عنا ؟‬ ‫عن عائشة رض ي هللا عنها قالت ‪ :‬سمعت رسول هللا (‬ ‫ص ) يقول ‪ :‬مروا باملعروف وانهوا عن املنكر قبل أن‬ ‫تدعوا فال ُيستجاب لكم ‪.‬‬ ‫سأل أحد الصحابة رسول هللا (ص) عن هذه اآلية ‪" :‬‬

‫يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ال يضركم من ضل‬ ‫إذا اهتديتم " قال رسول هللا (ص) ‪ :‬بل ائتمروا‬ ‫باملعروف وتناهوا عن املنكر ‪ ،‬حتى إذا رأيت شحا‬ ‫مطاعا ‪ ،‬وهوى متبعا ‪ ،‬ودنيا مؤثرة ‪ ،‬وإعجاب كل ذي‬ ‫رأي برأيه ‪ ،‬فعليك بخاصة نفسك ‪ ،‬ودع عنك أمر‬ ‫العامة فإن من ورائكم أياما ‪ :‬الصبر فيهن مثل‬ ‫القبض على الجمر ‪ ،‬للعامل فيهن أجر خمسين رجال‬ ‫منكم ‪.‬‬ ‫فإن كنت يا أخي ال تملك شيئا من قوة أو مال أو جاه‬ ‫فعليك باألمر باملعروف والنهي عن املنكر ‪ ،‬قال ( ص‬ ‫) عندما سأله أبو ذر عن عمل إذا عمله العبد دخل‬ ‫الجنة ‪ ،‬قال ‪ :‬يعطي من رزق هللا ‪ ،‬فإن كان فقيرا ‪،‬‬ ‫قال ‪ :‬يأمر باملعروف وينهى عن املنكر ‪.‬‬ ‫وقال عمر بن عبد العزيز ألحد مالزميه ‪ :‬إن رأيت مني‬ ‫منكرا فخذ بتالبيبي وهزني وقل لي يا عمر ‪ :‬اتق هللا‬ ‫فإنك ستموت ‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 1 - )11‬آيلول ‪2013‬‬

‫بال قافية‬

‫د ‪ .‬ألمى أحمد‬

‫آخر أيامك يا « قنربّة »‬ ‫ً‬ ‫هي صديقتي ( ّ‬ ‫قنبرة)‪ ،‬كما عهدتها دائما ‪ ،‬يطفح وجهها بمعالم قلبها ‪ ،‬ونبرة‬ ‫صوتها تفضح شعورها ‪ ,‬وسلوكها دليل مشاعرها‪.‬‬ ‫كانت حزينة كئيبة عندما هاتفتني وكأنها ّ‬ ‫تودع الدنيا ‪ ،‬وناسها وأهليها‪.‬‬ ‫فقلت لها مواسية يا حبيبتي يا قنبورتي‪ ،‬أمريكا والغرب لن يقتلوننا ‪ ،‬إنما‬ ‫سوف يوجهون لكماتهم القاضية للنظام ومكامنه وقواعده وأمواله املنقولة‬ ‫وعقاراته الغير املنقولة وألعاب حافظ ابن بشار األسد ‪ّ ،‬‬ ‫وكل األهداف‬ ‫ّ‬ ‫الحيوية للنظام ‪ ،‬عدا أسماء األسد ‪ً ،‬‬ ‫نظرا لجمالها األخاذ ‪ ،‬الذي نوت‬ ‫إحدى منظمات الغرب األممية إدراجه على لئحة عجائب الحمقى السبع ‪،‬‬ ‫أن تتزوج حسناء مثلها بهبيل مثله ‪.‬‬ ‫وكانت خيبتي ّ‬ ‫أشد عندما سمعت ردها ومواساتي راحت سدى ‪ ،‬إذ قالت‬ ‫( ّ‬ ‫قنبرة) أنا عبودع الدنيا وأصدقائي إلحساس ي بدنو أجلي ‪ ،‬فمنذ فترة ليست‬ ‫ّ‬ ‫ببعيدة والبارحة تأكدت من الخبر أن املوكل على إطعام الناس في إقليمنا‬ ‫وكسوتهم وشرابهم وإيواءهم وربما في القريب سيوكل على أعمارهم وجنس‬

‫الجنين في رحم ّأمه ‪ ،‬لن يوزع لنا ش ي مما يغدق عليه مموله ‪ ،‬وسيحبس عنا‬ ‫ليسد ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطعام والشراب ‪ ،‬وربما ّ‬ ‫عنا املطر‪ ،‬إذ أنه‬ ‫يمد شادر تحت السماء‬ ‫يذكرني أيام النظام بأوصاف الرائد الركن املهندس املظلي األب املعلم‬ ‫املهندس األول الطبيب الشافي الفالح العامل األول واآلخر ّ‬ ‫الفعال ملا يريد ‪،‬‬ ‫فصاحبنا عضو في جميع مؤسسات اإلغاثة الثورية ‪ ،‬ومؤسس نصفها ‪،‬‬ ‫وراعي ربعها ‪ ،‬ووكيل ثمنها ‪ ،‬باإلضافة إلى مواهبه األخرى في الطب والهندسة‬ ‫والكر ّ‬ ‫ّ‬ ‫والفر وإكرام‬ ‫والتعليم والرعي وزراعة القطن ورقص الباليه والخشوع‬ ‫ّ‬ ‫الضيف وحمل السيف ‪ ،‬وهو الرجل الوحيد املناسب لكل هذه املسؤوليات‬ ‫واملناصب ‪ ،‬دون أدنى ّ‬ ‫شك وعندما ّ‬ ‫تعرض للمساءلة بشفافية كما كان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وصرح قائال ( أنا قال لي املمول خلي هـ‬ ‫األسد ّيدعي ‪ ،‬فعل مثل صاحبه‬ ‫الكالب تموت جوع وتقصر ألسنتها ) واآلن يا صديقتي يا أملوشة أحس أنّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وشرد األيتام‬ ‫مناديا من السماء ينادي" انفضحت العائالت املستورة‬ ‫وانقطعت أسباب السماء "‪.‬‬

‫‪ – Coffee net‬مقهى انرتنت‬ ‫مجيع خدمات االنرتنت – اتصاالت حملية ودولية‬ ‫قسم خاص للعائالت‬ ‫أسعار رمزية‬ ‫ُ‬ ‫بلدة الغدفة – ق ْر َب مدرسة الشهيد أحمد قبالن ‪-‬‬ ‫مقابل منزل رضوان األبويوسف‬

‫ساهم يف نشر الثقافة‬ ‫مرّر اجمللة ملن حولك‬

‫للتواصل والنشر ‪:‬‬ ‫‪info.saraha.2013@gmail.com‬‬

‫||‬

‫هاتف ‪566327 :‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.