Saraha 8

Page 1

‫الندم ‪..‬‬

‫عبد الرحمن اإلبراهيم ‪ /‬مستشار املجلة‬

‫نصف شهرية مستقلة اجتماعية ناقدة منوعة‬ ‫تصدر من الغدفة‬

‫‪www.facebook.com/saraha.magazine‬‬ ‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫طفل يبيع سوس – رمضان ‪ -‬الغدفة‬

‫يحمل ُ‬ ‫أحدنا حقيبة من أحالم اليقظة ويضرب في‬ ‫األرض وبعد حين من العمر يرجع بها مملوءة ندما‬ ‫وتنقر َّ‬ ‫صبية على باب قلبه نقرة واحدة ‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫لتهب‬ ‫أحالمه ّ‬ ‫فتزينها له بمفاتن ومواصفات الزوجة‬ ‫الصالحة ‪ ،‬وبعد ّأيام العسل القليلة يدخل في نفق‬ ‫ّ ُ‬ ‫ويتخذ صديقا فيندم على كأس‬ ‫دامس الندم ‪،‬‬ ‫الشاي التي ّ‬ ‫ضيفها بها ‪ ،‬ويبني أو يشتري بيتا ويندم‬ ‫‪ ،‬واألمثلة كثيرة ‪.‬‬ ‫( ل تندم على ما فاتك ) وصفة طبية لم ولن‬ ‫يجربها أحد حتى قيام الساعة ‪ ..‬وذلك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ألن الندم‬ ‫حالة شعورية مؤملة وغير إرادية تأكل الكبد بنارها‬ ‫قبلما تلتفت للمواعظ والنواهي ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وإن من أهم مسبباتها ‪ ،‬أحالم اليقظة ‪ ،‬وإن أحالم‬ ‫اليقظة من أهم عوامل التواكل الذي نهى عنه‬ ‫ّ‬ ‫وظل يعاني من‬ ‫اإلسالم فشفي منه الكافرون ‪،‬‬ ‫ويالته املؤمنون ‪.‬‬ ‫والحاملون املتواكلون يعانون من أمراض نفسية‬ ‫ّ‬ ‫خطيرة ‪ ،‬تجعلهم يكلفون هللا سبحانه القيام‬ ‫بجميع األعمال التي يسعدهم إنجازها ‪ ،‬ومن هذه‬ ‫األعمال أن يقوم هللا بدحر بيت األسد ومن والهم‬ ‫وإلى األبد فقط ألننا نصيح من أعماقنا ‪ ( :‬مالنا‬ ‫غيرك يا هللا )‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تذكروا معي فجر ثورتنا الطاهرة ‪ ،‬يوم كانت‬ ‫السنافير تتقاطر – وعلى برائتها – في كل جمعة إلى‬ ‫املعرة من جميع الدروب املعشبة باألمل وعلى‬ ‫ظهورها شباب كاألنبياء يحشدون في حناجرهم‬ ‫أشواق قلوبهم للحرية والعدل ويهتفون بشعار‬ ‫واحد ‪ ( :‬الشعب يريد إسقاط النظام ) ‪.‬‬ ‫ويواجهون الرصاص القذر بأنظف الصدور وأنصع‬ ‫القمصان والتي كتب على واحد منها شهيد ضيعتنا‬ ‫‪ ( :‬خذ ما شئت من دمنا وارحل ) ‪.‬‬ ‫وها نحن وقد وصلنا إلى رمضانها الثالث وهي على‬ ‫ما نراه من عجز وضجر وتشتت بتنوع ّ‬ ‫وتلون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املمولين ودخلت السوق‬ ‫بكم كبير من‬ ‫اإلختصاصات ‪ ..‬كلجان حقوق ‪ ..‬إعالم ‪ ..‬إغاثة ‪..‬‬ ‫لجوء ‪ ..‬مخيمات ‪ ..‬وإلى ما هنالك من طرق شريفة‬ ‫لكسب غير شريف ‪.‬‬ ‫ماذا نملك ونحن ندخل في بركات رمضانها الثالث ‪،‬‬ ‫غير أن تعلن قلوبنا وبين يدي أحبابنا املجاهدين‬ ‫ّ‬ ‫بأنها قد أصبحت على قاب آخين أو أذى ‪،‬‬ ‫للسقوط في جحيم الندم ‪.‬‬ ‫وليس الندم هنا على زواج فاشل أو على سفر غير‬ ‫موفق ‪ ،‬بل على دم الشهداء !!! ‪.‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫خالصة دراسة شاملة لمخبز ( الغدفة )‬ ‫عندما تبدأ األزمات تطفي بظاللها على املجتمع ‪ ،‬وتتجلى آثارها باملعاناة‬ ‫والتشرد والنكوب ‪ ، ..‬وبسبب الظروف الصعبة والقاسية التي تخلفها ‪ ،‬وأيضا‬ ‫جشع واستغالل الكثيرين لهذه الظروف ‪ ،‬تغدو الشريحة الكبرى في املجتمع‬ ‫بحالة ُيرثى لها ‪ ،‬وأفرادها غير قادرين على تأمين أبسط متطلباتهم‬ ‫واحتياجاتهم ‪ ،‬ومن هنا نشط الخيرون وغيرهم في تقديم املساعدات ‪،‬‬ ‫وأغرقوا املجتمع بـ ( اإلغاثة ) عن طريق لجان ومجموعات تشكلت بطرق شتى‬ ‫‪ ،‬وهناك تساؤالت كثيرة تدور حول آليات عمل هذه اللجان وغيرها من اللجان‬ ‫الخدمية ‪،‬‬ ‫في ( الغدفة ) وقبل والدة مجلسها املحلي كان هناك لجان شتى ‪ ،‬وأول ما‬ ‫تشكل من هذه اللجان هي لجنة الفرن و اإلغاثة ‪ ،‬وكانوا يعملون وفق جداول‬ ‫وإحصائيات أغلبها كالسيكي تقليدي ‪ ،‬ومنذ أكثر من ستة أشهر ُولد املجلس‬ ‫املحلي في الغدفة بأعضائه ومكاتبه الغير قابلة للعد واإلحصاء – بسبب كثرتهم‬ ‫وكثرتها ‪ -‬فمن البديهي لكي ينطلق هذا املجلس اإلنطالقة املثلى والجادة أن‬ ‫يقوم هو ومكتبه اإلحصائي ومكتبه التوثيقي بإجراء وعمل قاعدة بيانات‬ ‫إحصاء شاملة تكون هي األساس والقاعدة التي سيبني عليها عمله في كل ش يء‬ ‫‪ ،‬لكن ال حياة ملن تنادي ‪ ،‬واستمر الوضع كما كان باستخدام اآلليات‬ ‫السابقة التي اكل الدهر عليها وشرب ‪.‬‬ ‫( صراحة ) تقدم اليوم خالصة لقاعدة البيانات اإلحصائية الشاملة للغدفة‬ ‫و دراسة وضع الفرن التي قام بها وأنجزها األستاذ ‪ :‬مصطفى الحسين في الشهر‬ ‫الخامس من هذا العام ( ‪: ) 2013‬‬ ‫(( بعد قيامنا بعملية إحصاء لعدد سكان الغدفة بهدف إيجاد قاعدة بيانات‬ ‫يمكن على أساسها التخطيط ألي عمل ‪ ,‬فحصلنا على النتائج التالية ‪:‬‬ ‫عدد سكان ( الغدفة ) اإلجمالي ‪ ) 6655 ( :‬نسمة‬ ‫عدد املغتربين في الداخل والخارج ‪ ) 845 ( :‬نسمة ‪ ،‬بمعدل ‪ % 13‬من عدد‬ ‫السكان ‪.‬‬ ‫عد السكان املوجودين في الغدفة ‪ ) 5810 ( :‬نسمة ‪.‬‬ ‫عدد العائالت ( دفاتر العائلة ) ‪ ) 1380 ( :‬دفتر ‪.‬‬ ‫عدد األطفال دون سن الدراسة ‪ ) 1329 ( :‬طفل بمعدل ‪. % 20‬‬ ‫متوسط عدد أفراد األسرة الواحدة ‪ ) 4,82 ( :‬شخص ‪.‬‬ ‫عدد العائالت التي يتجاوز عدد أفرادها ‪ 10‬عشرة أفراد هو ‪ ) 50 ( :‬عائلة ‪.‬‬ ‫عدد أفراد العائلة‬ ‫عدد العائالت‬

‫شخص‬ ‫‪60‬‬

‫‪ 1,661775‬ل‪.‬س‬

‫‪ 532565‬ل ‪ .‬س‬ ‫‪ 56125‬ل ‪ .‬س‬ ‫‪ 242405‬ل ‪ .‬س‬ ‫‪ 2492870‬ل ‪ .‬س‬

‫‪2‬‬ ‫‪191‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪206‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪170‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪207‬‬

‫ثمن طحين ‪ 944 :‬كيس‬ ‫×‪ 1760‬ل‪.‬س ‪ /‬مع العلم أن‬ ‫سعر الطحين ‪ 1900‬ل‪.‬س ‪ .‬وتم‬ ‫الحصول على ‪ 5‬طن من ادلب‬ ‫ولمدة ‪ 24‬يوم عمل وبمعدل‬ ‫‪ 1823‬ربطة ‪.‬‬ ‫مازوت كمية ( ‪ ) 660‬ليتر بسعر‬ ‫وسطي ‪ 80,60‬ل ‪ .‬س ‪.‬‬ ‫خميرة بمعدل ‪ 60‬ل‪.‬س لكل كيس‬ ‫أجور فرن ‪ +‬ثمن أكياس ‪ +‬أجور‬ ‫نقل‬

‫رصيد الفرن بتاريخ ‪ ) 1215940 ( : 1/6/2013 :‬ل‪.‬س نقدية ‪ ) 52800 ( +‬طحين‬ ‫‪ ) 154660 ( +‬خميرة = ( ‪ ) 1,423,400‬ل‪.‬س ‪.‬‬ ‫وهذا املبلغ يكفي لعمل الفرن وفق معطيات الشهر الخامس ملدة ‪ 31‬يوم عمل‬ ‫حاجة ( الغدفة ) للخبز تقدر ( ‪ ) 1500‬ربطة يتم تأمين ما مقداره ( ‪ ) 500‬ربطة‬ ‫من قبل جمعية األثر ‪ ،‬والفرن يقوم بإنتاج ( ‪ ) 1823‬ربطة بزيادة مقدارها (‬ ‫‪ ) 823‬ربطة تقريبا دون اعتبار قيام عدد من العائالت بانتاج الخبز ( على‬ ‫التنور ) ‪.‬‬ ‫حاجة النازحين حسب قوائم املعتمدين ( ‪ ) 367‬ربطة ‪ ،‬فهناك كمية تخبز لغير‬ ‫حاجة ( الغدفة ) تقدر ب ( ‪ ) 456‬ربطة ‪.‬‬ ‫ونتيجة لتناقص الدعم الداخلي والخارجي للفرن مع كل الشكر لكل من قدم‬ ‫أي جهد ومساعدة ‪ ،‬فكان ال بد من اتخاذ إجراء للحيلولة دون توقف الفرن‬ ‫عن العمل وما يسبب من أزمة وخاصة للطبقة الفقيرة ‪.‬‬ ‫وأمام هذا الواقع فكان ال بد من إيجاد حل ‪ ،‬فكان هناك عدة حلول ملخصها‬ ‫‪:‬‬ ‫إيجاد مصادر تمويل للفرن داخلية أو خارجية وهي إن تمت بحاجة لفترة زمنية‬ ‫خفض العجز الذي يتكبده الفرن وذلك من خالل رفع سعر ربطة الخبز وكان‬ ‫هناك حلين ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫البيع بسعر التكلفة للجميع واملقدرة حاليا بـ ( ‪ ) 70‬ل‪.‬س تقريبا وتعويض‬ ‫الفئة املتضررة بالفائض من اإلعانات بعد تكوين رصيد ثابت للفرن يكون‬ ‫قادرا بموجبه على استمرار العمل واملقدر بـ ( ‪ ) 1200000‬ل ‪ .‬س ‪.‬‬ ‫البيع بسعر ( ‪ ) 50‬ل‪.‬س للمعتمدين و ( ‪ ) 75‬ل‪.‬س على باب الفرن وهي تقلل‬ ‫من الخسارة الى النصف تقريبا ‪ ،‬وتصبح غير قادر على تعويض الفئة‬ ‫املتضررة ‪)) .‬‬ ‫بعد تقديمه الدراسة للمجلس املحلي ارتأى املجلس اعتماد سعر الربطة بـ ( ‪50‬‬ ‫) ل‪.‬س ‪.‬‬ ‫كما يدعو كل من يستطيع تخفيف االعباء عن الفئات الفقيرة املتضررة من‬ ‫رفع سعر ربطة الخبز ‪ ،‬املبادرة واملساهمة العاجلة وخاصة في شهر الصوم ‪.‬‬ ‫الجدول األول ‪ :‬توزيع عدد العائالت في ( الغدفة ) ‪.‬‬ ‫الجدول الثاني ‪ :‬ملخص عمل الفرن للشهر الخامس ( ‪. )2013‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪186‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪145‬‬

‫‪ 1,412,635‬ل ‪ .‬س‬

‫‪ 1080235‬ل ‪ .‬س‬ ‫‪ 2492870‬ل ‪ .‬س‬

‫‪8‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪ 10‬وما فوق‬ ‫‪49‬‬

‫‪1380‬‬

‫ثمن الخبز المباع بمعدل ‪46،5‬‬ ‫ربطة لكل كيس وبسعر ( ‪ ) 32‬ل‬ ‫‪ .‬س ‪ .‬مع العلم أن كلفة الربطة‬ ‫وسطيا ً ( ‪ ) 57‬ل‪.‬س ‪.‬‬

‫العجز خالل الشهر الخامس‬

‫‪24‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫‪ ‬استبعاد الكفاءة و استبداد العشيرة‬ ‫يقول مصطفى كامل ‪ " :‬الوطنية شعور ينمو‬ ‫في النفس ويزداد لهبه في القلوب ‪ ,‬كلما‬ ‫كبرت هموم الوطن وعظمت مصائبه " ‪.‬‬ ‫وألن هموم ومصائب الوطن قد تضاعفت‬ ‫كثيرا ‪ ,‬ونظرا لصعوبة الظروف التي تخلفها‬ ‫الحروب من نزوح وتشرد و واقع اقتصادي‬ ‫قاس ‪ ,‬باإلضافة إلى غياب التنظيم وسوء‬ ‫اإلدارة وانتشار الفوضى ‪ ,‬خاصة في‬ ‫المناطق المحررة ‪ ,‬تم مع نهاية العام‬ ‫المنصرم تشكيل مجالس محلية إلدارة هذه‬ ‫المناطق إدارة فعالة‪ ,‬فاستبشر الناس بها خيرا‬ ‫‪,‬‬ ‫وللتذكير بأهم مبادئ وأهداف المجالس‬ ‫المحلية ‪:‬‬ ‫المبادئ ‪:‬‬ ‫خدمة الوطن والمواطن السوري‪.‬‬ ‫محاكمة مرتكبي الجرائم أمام القضاء النزيه‪.‬‬ ‫جميع السوريين متساوون ذكورا وإناثا في‬ ‫الحقوق والواجبات دون أي تمييز على أساس‬ ‫ديني أو عرقي أو قومي‪.‬‬ ‫المساهمة في االستقرار من خالل األمن‬ ‫المدني‪ ،‬وضبط المناطق المحررة حاليا وبعد‬ ‫سقوط النظام‪.‬‬ ‫التأكيد على استقاللية المجالس وعدم تبعيتها‬ ‫ألي جهة سياسية كانت‪.‬‬ ‫اعتبار الثورة نتاج للحراك الشعبي السلمي‬ ‫لبناء الدولة الديمقراطية التعددية المدنية‪.‬‬ ‫تدريب الكوادر الوطنية حسب األهلية‬ ‫والكفاءة دون تمييز على أي اساس كان‪.‬‬ ‫األهداف ‪:‬‬ ‫ترسيخ العمل االجتماعي المدني وفقا للمفاهيم‬ ‫والقيم الوطنية‪.‬‬ ‫اإلسهام بحفظ النظام وتسيير الشؤون العدلية‪.‬‬ ‫المساعدة في جمع األدلة الجنائية وتصنيفها‬ ‫وأرشفتها‪.‬‬

‫مصدر الكاريكاتير ‪ :‬مجلة المنطرة – كفرنبل‬

‫إدارة األحوال المدنية والمحافظة على الوثائق‬ ‫الحكومية‪.‬‬ ‫تطوير ورشات صيانة شبكات الماء‬ ‫والكهرباء واالتصاالت‪.‬‬ ‫اإلسهام بتلبية االحتياجات األساسية للمواطن‬ ‫الصحية وغيرها ‪.‬‬ ‫اإلسهام في إدارة الشؤون البلدية وشؤون‬ ‫النظافة‪.‬‬ ‫عمل‬ ‫استمرار‬ ‫في‬ ‫المساعدة‬ ‫المؤسسات التعليمية‪.‬‬ ‫ولكن بعد مضي ما يقارب النصف عام من‬ ‫عمر الكثير من هذه المجالس ‪ ,‬فالسؤال‬ ‫المشروع اآلن ‪ :‬ماذا قدمت وحققت وأنجزت‬ ‫؟ وهل عملت على تحقيق األهداف التي‬ ‫نشأت وتشكلت ألجلها ‪ ,‬وما مدى رضى‬ ‫الناس عن أدائها ؟‬ ‫فعلى سبيل المثال ال الحصر ‪ ,‬بعد مرور‬ ‫أكثر من ستة أشهر على تشكل مجلس " بلدة‬ ‫الغدفة " يتساءل كثيرون من أهالي هذه البلدة‬ ‫ما الجدوى من هذا المجلس ‪ -‬العاجز حتى‬ ‫عن تأمين وشراء ( ختم ‪ ,‬و دفتر محضر‬ ‫جلسة ) له ‪ -‬مع العلم أن في صندوقه ميزانية‬ ‫وافرة؟‬ ‫إن اآللية الخاطئة التي اعتمدتها الكثير من‬ ‫البلدات الختيار أعضاء هذه المجالس القائمة‬ ‫على المحاصصة والتوزيع ( الحاراتي ‪,‬‬ ‫العشائري ‪ ,‬القبلي ) ‪ ,‬والتجاهل التام بل‬ ‫االبتعاد عن اختيار األشخاص الكفؤ لهذه‬ ‫المهمة ‪,‬‬ ‫أدى إلى غياب العمل المؤسساتي الجماعي‬ ‫بكل مقوماته ووظائفه ‪ ,‬كما أفرزت هذه‬ ‫اآللية الخاطئة سيطرة الرأي الواحد والعقلية‬ ‫المستبدة التي تفتقد إلى أدنى مقومات الحكمة‬ ‫والكفاءة والخبرة ‪ ,‬و منذ البداية آلت جهود‬ ‫هذه العقليات ‪ -‬الساعية إلى الال شيء أو‬

‫براء اجلمعة‬ ‫غرض ذاتي ‪ -‬بالفشل‪ ,‬وعجزت عن تحقيق‬ ‫وتأمين أبسط احتياجات الناس اليومية من (‬ ‫خبز و ماء وكهرباء و ‪ , ) ..‬فما أُسس على‬ ‫خطأ واستمر عليه ‪ ,‬ال يمكن أن يثمر وينتج‬ ‫ويفلح ‪.‬‬ ‫و لإلنتقال و النهوض بهذه المجالس من‬ ‫مرحلة الرقاد والثبات ( مكانك راوح ) ‪ ,‬إلى‬ ‫مرحلة اإلنتاج والعطاء والعمل ‪ ,‬ومن‬ ‫جلسات الهرج والمرج والتنظير ‪ ,‬إلى‬ ‫جلسات عملية جدية ذات فعالية عملية واقعية‬ ‫‪ ،‬تحقق األهداف المرجوة ‪,‬ال بد من إعادة‬ ‫هيكلة هذه المجالس ‪ ,‬على أسس وقواعد‬ ‫سليمة من خالل اختيار أشخاص بدائل جدد‬ ‫يتمتعون بحس المسؤولية والوطنية الحقيقية ‪,‬‬ ‫ولديهم اإلرادة و المبادرة ‪ ,‬والحماس‬ ‫والتطوع ‪ ,‬والخبرة والمهارة العملية ‪,‬‬ ‫والحكمة والكفاءة في العمل واإلدارة ‪.‬‬ ‫والوظائف الخمسة لنجاح أي عمل مؤسساتي‬ ‫جماعي بشكل مختصر هي ‪:‬‬ ‫التخطيط ‪ :‬من خالل وضع الخطط واألهداف‬ ‫وتحديد أفضل السبل إلنجازها ‪ ,‬وهناك‬ ‫التخطيط االستراتيجي والتكنيكي والتنفيذي ‪.‬‬ ‫التنظيم ‪ :‬تصميم هيكل أساسي للمهام‬ ‫والصالحيات ‪ ,‬والمزج بين الموارد البشرية‬ ‫والمادية ‪.‬‬ ‫التوظيف‪ :‬يهتم باختيار وتعيين وتدريب‬ ‫ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب‬ ‫‪.‬‬ ‫التوجيه ‪ :‬إرشاد وتحفيز العاملين لتحقيق‬ ‫األهداف المرجوة ‪.‬‬ ‫الرقابة ‪ :‬مراقبة األداء والعمل ‪ ,‬وتحديد ما إذا‬ ‫كان تم تحقيق األهداف أم ال ‪.‬‬ ‫إن المجتمعات التي تتجه فيها النظم‬ ‫اإلجتماعية والسياسية نحو التسلط ‪ ،‬تعمل‬ ‫على كف تلقائية األفراد ‪ ،‬وتحد من النمو‬ ‫والتطور والتغيير ‪.‬‬ ‫وتتزايد الفوضى والفشل في المجتمعات التي‬ ‫يتجه أفرادها نحو الخضوع الشديد والمجاراة‬ ‫‪ ،‬ويتضاءل في المجتمعات التي تشجع على‬ ‫المناقشة والتعبير الحر ‪.‬‬ ‫ال نريد الكالم ألجل الكالم فقط ‪ ,‬فال فائدة إذن‬ ‫من الكالم ‪ ,‬فال يمكث وال يبقى في األرض‬ ‫واألنفس إال ما ينفع الناس ‪ ,‬فلنسارع جميعنا‬ ‫للمبادرة والمساهمة في التغيير نحو األفضل‬ ‫لتحقيق ما نصبو إليه جميعنا ‪ ,‬بناء الوطن‬ ‫الجميل الذي تسوده العدالة والحرية والكرامة‬ ‫واإلنسانية ‪.‬‬

‫‪3‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫‪ ‬هذا من فضل ربي !!!‬

‫فؤاد عبد اجلليل اإلمساعيل‬

‫مع إقبال شهر الخير والرحمة ‪ ،‬هذه حال‬

‫قبل فترة زمنية كان على سبيل املثال سعر‬

‫التكس ي الجيب ) التي كان يحلم بدوالبها ‪،‬‬

‫السوريون فيا أسفاه على هذا الحال ‪,‬‬

‫صهريج املاء الواحد ( ‪ 400‬ل ‪ .‬س ) واآلن (‬

‫اثنتان ( مارسيدس ) عدى عن األراض ي‬

‫الذي ال يعلمه إال هللا وال يعالجه إال هو ‪.‬‬

‫‪ 1000‬ل‪.‬س ) ‪ ،‬البندورة كان سعرها ( ‪15‬‬

‫والعقارات ‪.‬‬

‫في كل يوم وعلى أصوات وأنغام القذائف‬

‫ل‪.‬س ) واآلن ( ‪ 70‬ل‪.‬س ) ‪ ،‬وطبق البيض‬

‫فريخ الشيخ ‪ :‬الذي كان يركض من هنا إلى‬

‫واملدافع ‪ ،‬يستيقظ السوري الذي يعاني‬

‫كان سعره ( ‪ 400‬ل‪.‬س) واآلن ( ‪600‬‬

‫هناك ‪ ،‬كي يجلب ليتر بانزين لدراجته‬

‫األمرين ‪ ،‬كي يجلب ما يقيته هو وعياله ‪،‬‬

‫ل‪.‬س) ‪..‬‬

‫النارية ‪ ،‬واآلن بأقل من ساعة يصرف (‬

‫والذي ال عون له وال سند إال هللا ‪ ،‬يلجأ‬

‫واملتضرر الوحيد في هذه الحال املواطن (‬

‫دابويين ) ‪.‬‬

‫املسكين إلى الجمعيات املدعية أنها خيرية‬

‫العايف حالو ) ‪ ،‬نعم املواطن الذي لم‬

‫أبو جملو العريق ‪ :‬الذي كان سابقا (‬

‫‪ ،‬نعم خيرية لكن فقط باالسم ‪ ،‬وإذا صح‬

‫يركب بركب الثروة ( الثورة ) ‪ ،‬والذي‬

‫الدين مغرق تغريق ) ‪ ،‬واآلن ترى (‬

‫التعبير ‪ ،‬إنها جمعيات للمال واملعونات (‬

‫يتساءل دائما ‪ ،‬كيف أصبح فالن غنيا‬

‫املرافقة والسيارات والدوالرات مالها والي )‬

‫للمسؤول والجامع لها ) أما املحتاج ال‬

‫وهو ( عطال بطال ) سوى أنه لحق الثورة‬

‫‪.‬‬

‫تصله إال ( حبر عورق ) ‪ ،‬هذا حال‬

‫وغرف من جيوبها ‪ ،‬ولكن ما مآل هؤالء‬

‫أبو جمجمة األسدي ‪ :‬الذي ال يختلف عن‬

‫العاملين في اإلغاثة والجمعيات ( املسماة‬

‫ضعاف النفوس ( لصوص الثورة ) ‪.‬‬

‫سابقه ‪ ،‬نراه اآلن ينام على سرير من املال‬

‫خيرية ) إال من رحم ربي ‪.‬‬

‫إن املستفيدين من هذا الوضع التجار من‬

‫‪ ،‬ويتشبرق يمنة ويسرة بأجمل وأحدث‬

‫بعد عمل يوم كامل مليء باملتاعب‬

‫جهة والنظام ومن يدعي الثورة من جهة‬

‫السيارات ‪.‬‬

‫واملشاق ‪ ،‬يذهب املواطن املضنى إلى‬

‫أخرى ‪ ،‬هؤالء هم املتاجرون بالدماء ‪،‬‬

‫واملستغرب أنهم يسرقون أموال الثورة‬

‫األسواق كي يشتري ما يحتاجه للبقاء على‬

‫وبلقمة عيش الفقراء ‪ ،‬وإليكم بعض‬

‫ويشترون ما يشتهون ‪ ،‬ويقولون ‪ ( :‬هذا من‬

‫قيد الحياة ‪ ،‬وهنا تكمن املشكلة ‪ ،‬ألنه‬

‫األمثلة الواقعية املعاشة يوميا والتي ال‬

‫فضل ربي ) ‪.‬‬

‫يجد نفسه غير قادر على توفير أبسط‬

‫تخفى على أحد في املنطقة التي أعيش بها‬

‫األشياء ليستمر بالعيش ‪ ،‬ألن كل ش يء‬

‫آمنا على نفس ي بفضل هللا ‪:‬‬

‫تغير ‪ ،‬فتكاليف الحاجيات الضرورية‬

‫حج فواش ‪ :‬الذي كان ميسور الحال‬

‫تضاعفت ‪ ،‬فيسأل الفقير نفسه ما الذنب‬

‫سابقا واآلن لديه كراج سيارات أوربية‬

‫الذي اقترفته حتى ألقى ما ألقاه ؟! ‪،‬‬

‫تركية وأفخم األبنية ‪.‬‬

‫من خالل مقارنة بسيطة بين املاض ي‬

‫راسو كبير ‪ :‬الذي كان ( على قد حالو )‬

‫القريب والحاضر الذي نعيشه نجد أن‬

‫اآلن لديه أمام قصره الصغير بدال من (‬

‫‪4‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫بني بشار األسد والشيخ العرعور‬ ‫خطيب بدلـة‬

‫مع بداية الثورة السورية انفتحت‬ ‫على النظام السوري ( املو‪ -‬مانع)‬ ‫ُ‬ ‫أبواب جهنم الحمرا‪ ،‬وما عاد‬ ‫يستطيع لها إغالقا وال اتقاء‪..‬‬ ‫ولعل من أبرز الشخصيات التي‬ ‫أزعجت النظام‪ ،‬وقضت مضجعه‪،‬‬ ‫ومألته حقدا وضغينة وكراهية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الشيخ َ‬ ‫الح َموي املقيم في السعودية‬ ‫منذ ما ينوف على الثالثين عاما‪،‬‬ ‫محمد عدنان العرعور الذي‬ ‫خصصت له بعض القنوات‬ ‫السعودية كـ (الوصال) و(الصفا)‬ ‫و(البيان) وقتا طويال‪ ،‬مساء كل يوم‬ ‫خميس‪ ،‬ليخاطب خالله شريحة من‬ ‫الثوار السوريين الذين يثقون به‪،‬‬ ‫ويتقيدون بفتاواه‪ ،‬ويعملون‬ ‫بنصائحه‪ ،‬وتوجيهاته‪..‬‬ ‫لقد شكل العرعور‪ -‬بمعنى آخر‪-‬‬ ‫للنظام السوري وأزالمه عقدة‬ ‫نفسية صعبة‪ ،‬فأصبحوا كلما‬ ‫قبضوا على ثائر‪ ،‬حتى ولو كان‬ ‫شيوعيا‪ ،‬أو علمانيا‪ ،‬أو إسالميا‬ ‫ينتمي إلى تيار آخر‪ ،‬يقولون له‪ ،‬مع‬ ‫الرفس واللطم والبصاق في وجهه ‪:‬‬ ‫أنت من جماعة العرعور وال حقير؟‬‫ُ َ‬ ‫رف ُ‬ ‫أزالم النظام اإلعالميون‬ ‫لقد ع‬ ‫بمجموعة من األسماء هي النبيحة‬

‫(ومصدر الكلمة معروف‪ ،‬ال يحتاج‬ ‫َّ ْ‬ ‫واملنحبكجية (نسبة إلى‬ ‫إلى شرح)‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫كلمة منحبك التي كانوا يكتبونها‬ ‫تحت صور بشار األسد)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وامل ْب َو ْسجية (نسبة إلى شعار أطلقه‬ ‫البعض يقول‪ :‬مطرح ما األسد يدوس‬ ‫نحن نركع ونبوس)‪ ،‬واملنلحسجية (ال‬ ‫تحاج إلى شرح)‪ ..‬وهؤالء أكثروا من‬ ‫الحقد على الشيخ العرعور‪ ،‬وراحوا‬ ‫ينحتون من اسمه شتائم للثوار‪،‬‬ ‫فيقولون ‪:‬‬ ‫هؤالء املخربون‪ ،‬اإلرهابيون‪،‬‬‫العمالء‪ ،‬املأجورون‪ ،‬البندريون‬ ‫(نسبة إلى بندر بن سلطان)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الح َمديون (نسبة إلى وزير خارجية‬ ‫َ َ‬ ‫قطر حمد بن جاسم)‪ ،‬العراعرة‬ ‫(نسبة إلى الشخ العرعور)‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫وعلى كل حال نحن لم نصل إلى زبدة‬ ‫الحديث بعد ‪..‬‬ ‫فبعد بضعة أسابيع على بداية‬ ‫الثورة ظن النظام السوري‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وشبيحته‪ ،‬ونبيحته‪ ،‬مبوسجيته‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وملحسجيته‪ ..‬أن الف َرج قد خرج لهم‬ ‫من قلب الضيق‪ ..،‬وذلك حينما‬ ‫فتحوا التلفاز على محطة "الوصال"‬ ‫مساء أحد أيام الخميس‪ ،‬فوجدوا‬ ‫أن الشيخ العرعور غائب‪ ،‬ففرحوا‬

‫واستبشروا‪ ..،‬وال شك أنهم نصبوا‬ ‫الدبكات في الساحات العامة‪،‬‬ ‫أتبعوها َ‬ ‫بع َراضة (هيي لنا هيي لنا‬ ‫وضرب السيف ضاع لنا)‪ ..‬وزاد في‬ ‫طين سرورهم بلة أن غيابه استمر‬ ‫زمنا طويال‪ ،‬بسبب مرض أقعده‪..‬‬ ‫فظنوا أنهم انتهوا منه إلى األبد‪.‬‬ ‫ولكن‪ ..‬فجأة ظهر الشيخ العرعور‪..‬‬ ‫على قناة (الجزيرة‪ -‬مباشر) هذه‬ ‫املرة‪ ..‬وأخذ يصول ويجول في‬ ‫الحديث عن الثورة السورية‬ ‫املتعاظمة‪ ،‬ويشرح موقف النظام‬ ‫اآلخذ بالضعف والتراجع والذهاب‬ ‫باتجاه الهاوية‪ ..‬إلى أن خطرت له‬ ‫فكرة مهمة جدا فقال للمذيع‪:‬‬ ‫أخي‪ ..‬اسمع‪ ..‬لدي اقتراح‪ ..‬أنا اآلن‬‫بإمكاني أن أقول لبشار األسد‪..‬‬ ‫(والتفت نحو الشاشة في لقطة‬ ‫جبهية وقال‪ ):‬يا بشار األسد‪ ..‬تنازل‬ ‫اآلن عن الحكم!‪ ..‬وأنا مستعد ألن‬ ‫أعفو عنك!!!!!!‬ ‫ُ‬ ‫وعلى الفور كتب على الشريط‬ ‫اإلخباري السفلي‪:‬‬ ‫عاجل‪ :‬الشيخ محمد عدنان العرعور‬ ‫يعفو عن بشار‬ ‫األسد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!‬

‫‪5‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫الكهرباء ما بين انقطاع دائم ومجلس نائم‬

‫فريق التحرير‬

‫الكهرباء عصب الحياة المعاصرة ‪ ،‬كما أنّ ال حياة بدون الماء ‪ ،‬كذلك ال حياة في عصرنا دون الكهرباء ‪ ،‬لم يكن‬ ‫المواطن السوري يتوقع أن تغيب عنه الكهرباء كلياً ذات يوم ‪ ،‬ففي بلدة ( الغدفة ) ما زال التيار الكهربائي منقطعاً‬ ‫عنها كلياً منذ تاريخ ‪ 3/2013/ 10‬وحتى اآلن ‪.‬‬ ‫وللوقوف على أزمة الكهرباء ومعرفة األسباب والصعوبات والحلول ‪ ،‬التقينا بالسيد ( م ‪ .‬هـ ) أحد العاملين في‬

‫محطة الكهرباء الرئيسية في المعرة والمطلع والمتابع عن كثب لهذه القضية ‪ ،‬ليسرد لنا القصة كاملة بتفاصيلها ‪:‬‬ ‫تعاني الكهرباء في سوريا عموما ما قبل‬

‫زادوا من االستهالك الغير ملتزم ‪ ،‬وهذا‬

‫العطل املزمن والذي ال سبيل لحله إال‬

‫الثورة من مشاكل كثيرة ‪ ،‬ولكن وضعها‬

‫الضغط املتضاعف واملستمر على املحطة‬

‫كان ال بأس به ‪ ،‬من حيث ندرة وقلة‬

‫أدى إلى حدوث أعطال فنية بها ‪ ،‬وغالبا‬

‫بتأمين محولة بديلة عن املحولة التي‬ ‫احترقت ُ‬ ‫وعطبت بالكامل ‪ ،‬راح الكثير من‬

‫انقطاعها على مدار السنة ‪.‬‬

‫ما كنا نتدارك هذه األعطال ولو بعد‬

‫أهالي بلدات املنطقة للبحث عن حلول‬

‫بعد مض ي عدة أشهر من عمر الثورة ‪،‬‬

‫تأخير ‪ ،‬وذلك بسبب فقدان التواصل مع‬

‫بديلة عالجية سريعة إليصال الكهرباء إلى‬

‫وخروج الكثير من املناطق عن سيطرة‬

‫املراكز الرئيسية وخاصة املحافظة ‪،‬‬

‫بلداتهم ‪ ،‬من خالل التوافق واالتفاق مع‬

‫النظام ‪ ،‬امتنع الكثير من أهالي هذه‬

‫وانقطاع العديد من الطرقات الهامة ‪،‬‬

‫محطات أخرى في املناطق القريبة (‬

‫املناطق عن تسديد فواتير الكهرباء ‪،‬‬

‫استمر الوضع على هذه الحال ‪ ،‬إلى أن‬

‫سراقب ‪ ،‬البارة ‪ ،‬سنجار ‪ ) ..‬ونجحوا في‬

‫باالستهالك‬

‫بدأت معارك املعرة ‪ ،‬فكانت االشتباكات‬

‫ذلك ‪.‬‬

‫الكهربائي املعتدل ‪ ،‬أدى إلى تضاعف‬

‫والقصف املتواصلين كفيلين بإلحاق‬

‫الضغط والحمولة على شبكات ومراكز‬

‫األعطال‬

‫الكهرباء‬

‫ومحطات الكهرباء ‪ ,‬وبالتالي بداية أزمة‬

‫ومحطاتها ومراكزها ‪ ،‬ففي تاريخ ‪/ 3 / 10‬‬

‫الكهرباء وانقطاعها املتكرر واملعاناة‬

‫‪ 2013‬تعرضت املحطة الرئيسية في املعرة‬

‫املستدامة ‪.‬‬

‫لضربة قاضية جراء القصف املتعمد‬

‫وللتخفيف من هذه األزمة ما أمكن ‪،‬‬

‫عليها من قبل قوات النظام ‪ ،‬أدى إلى‬

‫اعتمدنا سياسة التقنين عبر توزيع‬

‫تعطل املحولة الرئيسية بالكامل ‪،‬‬

‫ساعات مجيء الكهرباء على بلدات‬

‫لتتحول أزمة الكهرباء من انقطاع متكرر‬

‫املنطقة بالتساوي ‪ ،‬ومخاطبة الناس‬

‫إلى انقطاع دائم وأزمة مزمنة ‪.‬‬

‫للترشيد من استهالكهم للكهرباء مرارا‬

‫( املحطة ‪ 20 :‬ك ف ‪ 10 /‬مخارج ‪ ،‬تغذي‬

‫وتكرارا عبر العديد من الجهات واملنابر ‪،‬‬

‫منطقة املعرة بالكامل )‬

‫لكن دون جدوى فاالستجابة كانت نادرة‬

‫آلت كل الجهود املبذولة إلعادة الحياة‬

‫بل ال تكاد تذكر ‪ ،‬بل على العكس تماما‬

‫للمحولة واملحطة بالفشل ‪ ،‬وعلى إثر هذا‬

‫وعدم‬

‫التزام‬

‫الكثيريين‬

‫واألضرار بشبكة‬

‫الكهرباءفي الغدفة أزمة مستمرة‬ ‫منذ انقطاع الكهرباء األخير ‪ ،‬حاول‬ ‫املجلس املحلي في الغدفة‬

‫من خالل‬

‫التواصل واالتفاق مع سراقب ‪ ،‬إليصال‬ ‫الكهرباء الى البلدة ‪ ،‬لكن طلبه قوبل‬ ‫بالرفض ( وذلك ملا هو معروف في‬ ‫املحافظة عن بلدة الغدفة وأهلها‬ ‫باستهالكهم الكبير للكهرباء ويعود هذا‬ ‫االستهالك الغير ملتزم الى كثرة املعامل‬

‫واملصالح الخاصة بها ) ‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪6‬‬


‫بني األزقـة‬

‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫حلقات التعليم والتوجيه في مسجد الغدفة – مركز اإلمام األلباني – خاص صراحة‬

‫وأيضا غياب اإلرادة والتصميم لدى املجلس‬

‫الى الخبرة والجودة ‪ ،‬وهمهم األول واألخير‬

‫بين محطة سراقب وكفربطيخ ‪،‬‬

‫ملتابعة األمر والقضية بشكل مستمر ‪ ،‬حال دون‬

‫الربح فقط ‪.‬‬

‫ومن ( كفربطيخ ) إلى ( املعرة ) الخط جاهز‬

‫الحلول ‪ :‬هناك حل جذري يستفيد منه‬

‫جهوزية تامة وهو خط ( البترول سادكوب‬

‫الجميع ‪ ،‬وهو متوفر حيث تم تأمين‬

‫) وهو عبارة عن خط متوسط ( ‪ 20‬ك ف‬

‫محولة بديلة للمحولة املعطوبة ‪ ،‬بسعر‬

‫) يتم وصله مباشرة بالقواطع في املعرة ‪،‬‬

‫‪ 95‬مليون ل‪ .‬س ووزن ‪ 5‬طن وهي اآلن في‬

‫ومن األفضل تغيير ونقل مكان هذه‬

‫كفرداعل غرب حلب ‪ ،‬ولم يقدم أحد من‬

‫القواطع الى مكان بعيد عن مكان تواجد‬

‫أبناء املنطقة للذهاب وإحضارها ‪ ،‬مدعين‬

‫الجيش ‪ ،‬وهذه القواطع ال تغذي الغدفة‬

‫بأن الطريق إلى كفرداعل غير آمنة وخطرة‬

‫لوحدها فقط وإنما تغذي غالبية املنطقة‬

‫‪ ،‬وأقاويل منها ‪ :‬على فرض وأنها أحضرت‬

‫‪ ،‬وبالتالي تعم الفائدة على الجميع ‪.‬‬

‫وتم تركيبها فهل ستسلم من النيران‬

‫كلمة أخيرة ‪:‬‬

‫والقصف اليومي املستمر ‪.‬‬

‫إسقاط النظام ال يعني إسقاط الدولة من‬

‫وهناك حل عالجي يثمر إذا ما توافرت‬

‫خالل تخريب وتعطيل الكثير من‬

‫اإلرادة والتصميم ‪ ،‬فعلى أهالي الغدفة‬

‫املؤسسات وخاصة الخدمية منها كالكهرباء‬

‫توكيل املهمة ألشخاص قادرين على‬

‫‪ ،‬فعلى الناس أن يكون لديهم الوعي‬

‫متابعة األمر باستمرارية وباهتمام تام‬

‫الكافي للتمييز بين نظام اإلجرام والنظام‬

‫وكامل ‪ ،‬و التنسيق مع املعرة والذهاب الى‬

‫الذي نريد ‪ ،‬القائم على االسس والقوانين‬

‫سراقب ( إليصال الكهرباء عن طريق‬

‫وااللتزام ووالتعاون و االحترام ‪..‬‬

‫كفربطيخ الى املعرة ال عن طريق معصران‬

‫الشعب هو الدولة ‪ ،‬لذلك وجب على‬

‫كما حاول املجلس سابقا ) واالتفاق معهم‬

‫الجميع التعاون واملساهمة في إعادة بناء‬

‫بشكل جدي ‪ ،‬وعلى إثره يتم زرع ( ‪) 30‬‬

‫الدولة بناءا سليما ‪.‬‬

‫إيجاد الحلول لها‬

‫( بسبب االنقطاع املستمر للكهرباء في‬ ‫الغدفة لجأ األهالي الى استخدام وشراء‬ ‫البديل وهو املولد الكهربائي ‪ ،‬فمن لديه‬ ‫القدرة املادية استطاع شراء املولد وينعم‬ ‫بالكهرباء ليال نهارا ‪ ،‬وأما الفقير الذي ال‬ ‫حول له وال قوة من أين سيأتي مثال‬ ‫بتكاليف تعبئة خزان املياه لديه ‪ ،‬وهو‬ ‫العاجز عن شراء نصف ليتر بنزين ‪ ,‬فكيف‬ ‫بشراء ليتر أو مولد ؟!! )‬ ‫حاول بعض األشخاص الذين يعملون‬ ‫لدى ورشات خاصة استفزاز املجلس‬ ‫واألهالي ‪ ،‬من خالل طلبهم ملبالغ كبيرة‬ ‫مقابل إيصالهم الكهرباء إلى البلدة –‬

‫حسب زعمهم ‪-‬‬ ‫أدى‬

‫تغيب معظم عاملي الكهرباء‬

‫الرسميين واملكلفين عن أداء عملهم‬ ‫ومتابعة مشاكل الكهرباء من أعطال‬ ‫وغيرها وإصالحها ‪ ،‬الى فتح املجال لنشاط‬ ‫هؤالء األشخاص والورشات التي تفتقد‬

‫عمودا على الفور في املنطقة الواصلة ما‬

‫‪7‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫الفخر مهند‬

‫ارم سالحك‬

‫يوسف احلمود‬

‫عبيدة اإلبراهيم‬ ‫ّ‬ ‫ارم سالحك واتبعني‬ ‫ِ‬

‫فالجدار مهزوم‬

‫لنكمل القصيدة‬

‫والطريق محال‬

‫امتداد النجم‬

‫مللموا الصوت هاتوا الكواكب‬ ‫سقطت بين ّ‬ ‫كفي البالد‬

‫سر لنا‪...‬‬

‫مللموا الصوت من حنجرة املحارب‬

‫حنين لشارع‬ ‫غنى النبي فيه‬

‫من فم ذئب‬ ‫ُّ‬ ‫يمد صوته للقمر‬

‫ارم سالحك كما رمى‬

‫تعال التهمني‬

‫املسكين حلمه على درج‬

‫قصيدتي عواء‬

‫فنام ‪ /‬حياة‬

‫سال من الغيم دمي‬ ‫ُ‬ ‫أخطأت ّ‬ ‫عدي‬ ‫ِ‬

‫احتراق اللون‬

‫يا هللا اقترب واحفظ‬

‫لنا ما نملك من أمنيات‬ ‫فأمي ّ‬ ‫غسلت وجه الوطن‬

‫تعبت من االشياء‬ ‫ارم السالم‬

‫ّ‬ ‫ّربته ‪ /‬رتبته وعلمتني‬ ‫ْ‬ ‫أن في دمشق يزرع الليمون سنابال‬ ‫ّ‬ ‫يمتد منك مني حتى الشمال‬

‫حب عتيق‬

‫والوطن يمنح للمسافر دمعتين‬

‫امرأة حامل من جارها‬

‫من قبلة األشواق واالنتظار‬ ‫َ‬ ‫األشواق من حمص ّ‬ ‫حبا‬ ‫فامنح‬

‫وانا من نسيان‬ ‫ارم السالح‬

‫الستدير نحوي نحو وجه هللا‬

‫كن انثويا نسبيا‬

‫يصنع الشهداء‬

‫كي ينجب التفاح‬

‫من عار السكوت‬

‫قلبا يعرف اتجاه الصوت‬ ‫ْ‬ ‫املباح‬ ‫ال نشتاقه والوطن‬

‫من قمم الكالم‬

‫ونام اذا ما الليل نام‬ ‫فوطني طعنة خنجر‬

‫ُّ‬ ‫الجلد‬ ‫الفخر يفخر بالنفوس‬ ‫ّ‬ ‫واملوت يسجد عزة ملهند‬ ‫يوصف عزهّ‬ ‫والشعر يعجز أن ّ‬ ‫فالعز منه وفيه آت مغتد‬ ‫دهش الشجاعة حين ّ‬ ‫هد حدودها‬ ‫فمضت تنادي أيها الدنيا أشهدي‬ ‫فمهند الرحمون ليس كعنتر‬ ‫بل ألف عنترة كزند مهند‬ ‫قتل ْ‬ ‫قالوا ُ‬ ‫ست ُ‬ ‫إن طلبت كرامة‬ ‫بكل ت ّ‬ ‫نادى وقال لهم ّ‬ ‫سيد‬ ‫أنا ّ‬ ‫جنة بالذل ل أرض ى بها‬ ‫وجهنم ّ‬ ‫بالعز ُ‬ ‫أطيب مقعد‬ ‫قالوا وحوش ليس فيهم رحمة‬ ‫أي ّ‬ ‫سيعذبونك دون ّ‬ ‫تردد‬ ‫قال اإلله ُيعيننا بجيوشه‬ ‫فاهلل أكبر فوق كيد املعتد‬ ‫وهللا أكبر موتنا من أجلها‬ ‫وهللا أكبر لن ّ‬ ‫تخيب مقصد‬ ‫ُ‬ ‫ماذا ستحصد إن قتلت بظلمهم‬ ‫وبصبح عمرك للمنية ترتدي‬ ‫فأجابهم والرعد يمطر قاصفا‬ ‫من صوته اململوء عزما سرمد‬ ‫فالتذكروا الشهداء من أجدادنا‬ ‫ماتوا لنحيا كالنجوم ّ‬ ‫الشرد‬ ‫رصفوا طريق املجد من راحاتهم‬ ‫لنسير أجيال إلى الفجر الندي‬ ‫يا شام ل تخش ي فنحن أسودك‬ ‫وهللا سوف بعزمنا تتسيد‬ ‫هاتي جراحك نرتدي أوجاعها‬ ‫وخذي مآقينا وراحتنا أرتدي‬ ‫نحن الشجاعة قد خلقناها هنا‬ ‫ونفوسنا غسلت من الخوف الصدي‬ ‫إن قتلوا كل الرجال بأرضنا‬ ‫سترى النساء إلى الشهادة تغتد‬ ‫وإذا أبادوهن سوف يريهم‬ ‫أطفالنا الشجعان عزما ملهدي‬ ‫طعم الحياة بذلة كجهنم‬ ‫وجهنم بالعز أطيب مرقدي‬

‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫‪ ‬أبواب الحسنات في رمضان‬ ‫الحمد هلل وحده والصالة والسالم على‬ ‫خاتم األنبياء واملرسلين نبينا محمد وعلى‬ ‫آله وصحبه أجمعين‪ .‬أما بعد ‪:‬‬ ‫فهذه جملة من أبواب الحسنات في شهر‬ ‫رمضان ‪:‬‬ ‫‪1‬من صام رمضان إيمانا واحتسابا‪{ :‬من‬‫صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما‬ ‫تقدم من ذنبه} [رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬ ‫‪2‬قيام رمضان إيمانا واحتسابا‪{ :‬من قام‬‫رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم‬ ‫من ذنبه} [رواه البخاري ومسلم ‪].‬‬ ‫‪3‬قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا‪{ :‬من‬‫قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما‬ ‫تقدم من ذنبه} [رواه البخاري ومسلم ‪].‬‬ ‫‪4‬العمرة‪{ :‬فعمرة في رمضان تقض ي‬‫حجة‪ ،‬أو حجة معي} [رواه مسلم ‪].‬‬ ‫‪5‬االعتكاف‪" :‬كان رسول هللا ‪-‬صلى هللا‬‫عليه وسلم‪ -‬يعتكف في العشر األواخر من‬ ‫رمضان" [رواه البخاري ‪].‬‬ ‫‪6‬تفطير الصائم‪{ :‬من فطر صائما كان له‬‫مثل أجره غير أنه ال ينقص من أجر‬ ‫الصائم شيئا} [رواه الترمذي وقال‪ :‬حسن‬ ‫صحيح ‪].‬‬ ‫‪7‬قراءة القرآن وتالوته‪{ :‬اقرؤوا القرآن‬‫فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا ألصحابه}‬ ‫[رواه مسلم ‪].‬‬ ‫‪8‬االستغفار‪{ :‬من لزم االستغفار جعل‬‫هللا له من كل هم فرجا‪ ،‬ومن كل ضيق‬ ‫مخرجا‪ ،‬ورزقه من حيث ال يحتسب}‬ ‫[املحدث‪ :‬ابن باز‪ ،‬صحيح ‪].‬‬

‫‪9‬املحافظة على الوضوء‪{ :‬استقيموا ولن‬‫تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصالة‪،‬‬ ‫ولن يحافظ على الوضوء إال مؤمن}‬ ‫[صححه األلباني ‪].‬‬ ‫‪10‬املحافظة على الصلوات الخمس‪{ :‬ما‬‫من امرئ مسلم تحضره صالة مكتوبة‬ ‫فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها‪ ،‬إال‬ ‫كانت كفارة ملا قبلها من الذنوب مالم‬ ‫يؤت كبيرة‪ ،‬وذلك الدهر كله} [رواه‬ ‫مسلم ‪].‬‬ ‫‪11‬املحافظة على صالة الجماعة‪{ :‬صالة‬‫الجماعة أفضل من صالة الفذ بسبع‬ ‫وعشرين درجة} [رواه مسلم ‪].‬‬ ‫‪12‬الحرص على الصف األول‪{ :‬لو يعلم‬‫الناس ما في النداء والصف األول ثم لم‬ ‫يجدوا إال أن يستهموا عليه الستهموا}‬ ‫[رواه البخاري ومسلم ‪].‬‬ ‫‪13‬املحافظة على السنن الراتبة‪{ :‬ما من‬‫عبد مسلم يصلي هلل كل يوم ثنتي عشرة‬ ‫ركعة تطوعا‪ ،‬غير فريضة‪ ،‬إال بني هللا له‬ ‫بيتا في الجنة‪ ،‬أو إال بني له بيت في الجنة}‬ ‫[رواه مسلم ‪].‬‬ ‫‪14‬كثرة السجود‪{ :‬أقرب ما يكون العبد‬‫من ربه وهو ساجد‪ ،‬فأكثروا الدعاء} [رواه‬ ‫مسلم ‪].‬‬ ‫‪15‬الجلوس في املصلى بعد صالة الصبح‬‫للذكر‪{ :‬من صلى الفجر في جماعة ثم قعد‬ ‫يذكر هللا حتى تطلع الشمس‪ ،‬ثم صلى‬ ‫ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة}‬ ‫قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه‬

‫محاد احملمد‬ ‫وسلم‪{ :-‬تامة‪ ،‬تامة‪ ،‬تامة} [حسنه‬ ‫األلباني ‪].‬‬ ‫‪16‬الصالة على امليت واتباع الجنائز‪:‬‬‫{من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله‬ ‫قيراط‪ ،‬ومن شهدها حتى تدفن فله‬ ‫قيراطان}‪ ،‬قيل‪ :‬وما القيراطان‪ ،‬قال‪{ :‬مثل‬ ‫الجبلين العظيمين} [رواه مسلم ‪].‬‬ ‫‪17‬املحافظة على صالة التراويح‪{ :‬أفضل‬‫الصالة بعد الفريضة صالة الليل} [رواه‬ ‫مسلم ‪].‬‬ ‫‪18‬تعجيل الفطر‪{ :‬ال يزال الناس بخير ما‬‫عجلوا الفطر} [رواه البخاري ‪].‬‬ ‫‪19‬اإلفطار قبل الصالة‪" :‬كان النبي ‪-‬صلى‬‫هللا عليه وسلم‪ -‬يفطر قبل أن يصلي"‬ ‫[صححه األلباني ‪].‬‬ ‫‪20‬املحافظة على دعاء اإلفطار‪{ :‬ذهب‬‫الظمأ‪ ،‬وابتلت العروق وثبت األجر إن‬ ‫شاء هللا} [حسنه األلباني ‪].‬‬ ‫‪21‬السحور‪{ :‬تسحروا فإن في السحور‬‫بركة} [رواه البخاري ومسلم ‪].‬‬ ‫‪22‬الصدقة‪{ :‬الصدقة تطفئ الخطيئة‬‫كما يطفئ املاء النار} [املحدث‪ :‬الهيتمي‬ ‫املكي‪ ،‬صحيح أو حسن ‪].‬‬ ‫‪23‬صلة األرحام وإن قطعوه‪{ :‬الرحم‬‫معلقة بالعرش‪ ،‬تقول‪ :‬من وصلني وصله‬ ‫هللا ومن قطعني قطعه هللا} [رواه مسلم ‪].‬‬ ‫‪24‬التخفيف على الخدم والعمال في‬‫رمضان‪{ :‬من خفف عن مملوكه فيه غفر‬ ‫هللا له‪ ،‬وأعتقه من النار} [املحدث‪:‬‬ ‫الهيتمي املكي‪ ،‬في سنده من صحح‪،‬‬ ‫وحسن له الترمذي لكن ضعفه غيره ‪].‬‬

‫‪9‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫‪ ‬صوموا تصحوا‬ ‫قال هللا تعالى ‪(( :‬وأن تصوموا خير لكم‬ ‫))‬ ‫و قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪(:‬‬ ‫صوموا تصحوا))‬ ‫ّ‬ ‫نذكر الصائم‬ ‫قبل ان نبدأ حديثنا ِ‬ ‫الكريم‪ ،‬بأن الغاية األساس من تشريع‬ ‫الصيام‪ ،‬وصول العبد إلى تقوى هللا‪،‬‬ ‫وعبادته حق العبادة‪ ،‬وذلك بااللتزام‬ ‫بأوامره سبحانه‪ ،‬واالنتهاء عن نواهيه‪،‬‬ ‫قال تعالى‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا كتب‬ ‫عليكم الصيام كما كتب على الذين من‬ ‫قبلكم لعلكم تتقون } فاآلية صريحة في‬ ‫الداللة على أن املقصد األساس من‬ ‫الصوم‪ ،‬الوصول إلى درجة التقوى‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تقرب العبد من خالقه‪.‬‬ ‫وتلك منـزلة ِ‬ ‫فليست الغاية من الصيام إذن ‪ -‬وحسب‬ ‫نظر الشرع الحنيف ‪ -‬أن يكون عالجا‬ ‫ودواء ملا ينتاب اإلنسان من أمراض‬ ‫وأخطار‪ ،‬فعلى املسلم أن يلحظ ما شرع‬ ‫الصوم ألجله‪ ،‬أما ما كان من مقاصد‬ ‫أخرى‪ ،‬فهي تابعة ومتممة للمقصد‬ ‫األساس من تشريع الصوم‪ .‬وفقنا هللا‬ ‫لطاعته وااللتزام بشرعه‪ ،‬واالقتداء‬ ‫بهدي نبيه عليه الصالة والسالم ‪.‬‬ ‫ونظام الصوم ‪ -‬وفق ما شرعه اإلسالم ‪-‬‬ ‫يساعد املسلم على املحافظة على صحته‬ ‫العامة‪ ،‬ويقيه العديد من األمراض‪،‬‬ ‫كالسمنة وارتفاع ضغط الدم وغير ذلك‪،‬‬ ‫مما يصيب من لم يعتد اتباع هذا‬ ‫النظام الرباني ‪.‬‬ ‫لقد أثبتت الدراسات الطبية أن لنظام‬ ‫ُ‬ ‫الصوم ‪ -‬إذا ط ِّبق التطبيق الصحيح ‪-‬‬ ‫فوائد صحية عديدة‪ :‬منها أنه يخلص‬ ‫الجسم من الشحوم والدهون الزائدة‪،‬‬ ‫التي تؤدي إلى السمنة‪ ،‬وهي من أهم‬ ‫أمراض هذا العصر‪.‬‬ ‫وكما هو معلوم‪ ،‬فإن الجسم كلما ازداد‬ ‫وزنه‪ ،‬انعكس ذلك سلبا على سائر‬ ‫أعضاء البدن‪ ،‬وفي مقدمتها القلب‪ .‬ومن‬

‫د ‪ .‬ياسر الكنش‬ ‫هنا يأتي نظام الصوم عامال مهما في‬ ‫الحفاظ على صحة الجسم وتوازنه‪.‬‬ ‫ومن فوائد الصوم الصحية‪ ،‬تخليص‬ ‫الجسم من الفضالت‪ ،‬فقد ثبت علميا‬ ‫أن الجسم تتراكم فيه بؤر صديدية‪،‬‬ ‫تدفع بإفرازاتها إلى الدم فتؤدي إلى كثير‬ ‫من األمراض‪ ،‬ويكون الصوم ‪ -‬في هذه‬ ‫الحالة ‪ -‬من الوسائل املهمة واملفيدة في‬ ‫تخليص الجسم من هذه الفضالت‬ ‫الضارة‪.‬‬ ‫ثم إن الصوم يتيح الفرصة لخاليا‬ ‫الجسم وأجهزته األخرى أن تقوم بواجبها‬ ‫حق القيام‪ ،‬و أن نظام الصوم يمنح‬ ‫أجهزة الجسم راحة شبه تامة ‪.‬‬ ‫والصوم كعالج روحي‪ ،‬أسمي من العالج‬ ‫الجسدي‪ ،‬ألنه في نفس الوقت يعالج‬ ‫الروح و الجسد و النفس معا‪..‬‬ ‫ليت اإلنسان يصوم بهدف روحي‪ ،‬من‬ ‫اجل محبته هلل‪ ،‬وسيصلح جسده تلقائيا‬ ‫أثناء صومه‪ .‬فهذا أفضل من أن يصوم‬ ‫بأمر الطبيب لكي ينقص وزنه‪ ..‬حقا إنها‬ ‫ملأساة‪ ،‬أن اإلنسان يقض ي جزاءا كبيرا‬ ‫من عمره‪ ،‬يربي أنسجة لجسمه‪ ،‬ويكدس‬ ‫في هذا الجسم دهونا وشحوما… ثم‬ ‫يقض ي جزءا آخر من عمره في التخلص‬ ‫من هذه الكتل التي تعب كثيرا في تكوينها‬ ‫واقتنائها‪ !..‬ولو كان معتدال‪ ،‬ولو عرف‬ ‫من البدء قيمة الصوم و نفعه‪ ،‬ما‬ ‫أحتاج إلي كل هذا الجهد في البناء و‬ ‫الهدم‪...‬‬ ‫صوموا إذن ألجل هللا‪ ،‬قبل أن يرغمكم‬ ‫العالم علي الصوم بدون نفع روحي ‪.‬‬ ‫وتتجلى في رمضان أسمى غايات كبح‬ ‫جماح النفس وتربيتها بترك بعض‬ ‫العادات السيئة وخاصة عندما يضطر‬ ‫املدخن لترك التدخين ولو مؤقتا على‬ ‫أمل تركه نهائيا‪ ،‬وكذلك عادة شرب‬ ‫القهوة والشاي بكثرة ‪ ,‬هذا فضال عن‬ ‫فوائد نفسية كثيرة فالصائم يشعر‬

‫بالطمأنينة والراحة النفسية والفكرية‬ ‫ويحاول االبتعاد عما يعكر صفو الصيام‬ ‫من محرمات ومنغصات ويحافظ على‬ ‫ضوابط السلوك الجيدة مما ينعكس‬ ‫إيجابا على املجتمع عموما‪ .‬قال صلى هللا‬ ‫ّ‬ ‫عليه وسلم ( الصيام ُجنة ‪ ،‬فإذا صام‬ ‫ٌ‬ ‫أحدكم فال يرفث وال يجهل وان امرؤ‬ ‫قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني‬ ‫صائم ) رواه البخاري وغيره ‪،‬وقد أثبتت‬ ‫دراسات عديدة انخفاض نسبة الجريمة‬ ‫بوضوح في البالد اإلسالمية خالل شهر‬ ‫رمضان‪.‬إن شهر الصوم املبارك يزيد من‬ ‫قوة اإلنسان وقدرته على التغلب على‬ ‫الشهوات‪ ..‬فالصيام ليس فقط امتناعا‬ ‫عن الطعام والشراب‪ ..‬ولكنه قبل ذلك‬ ‫امتناع عن العدوان والشهوات وميول‬ ‫الشر‪.‬‬ ‫و أخيرا نقول ولألسف الشديد فكما أن‬ ‫بعض الصائمين يحرم من األجر كما أخبر‬ ‫بذلك املصطفى صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬ ‫(( رب صائم ليس له من صومه إال‬ ‫الجوع والعطش )) وهم الصائمين الذين‬ ‫ال يصومون عن الغيبة والنميمة وإثارة‬ ‫الفتن واللعن وغش الناس وغيرها من‬ ‫حدود هللا عز وجل ‪ ،‬فان هناك أيضا من‬ ‫الصائمين من يحرم من فوائد شهر‬ ‫رمضان الصحية وهم الذين يسرفون في‬ ‫األكل أثناء ليل رمضان أو الذين ال‬ ‫يتحركون أثناء نهار رمضان ويقض ى كل‬ ‫نهاره في النوم ‪ ،‬وهؤالء يحرمون من‬ ‫فوائد الصوم الصحية ألن جسم‬ ‫اإلنسان أثناء النوم ال يحتاج إلى طاقة‬ ‫كبيرة وبالتالي ليس بحاجة أن يحرق‬ ‫املواد الغذائية املخزونة فيه ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يخسر هذا الشخص أهم فائدة يعتمد‬ ‫على أساسها الفوائد األخرى وهى حرق‬ ‫وإذابة املواد السكرية و الدهنية و‬ ‫البروتينية املخزنة في الجسم ‪.‬‬

‫‪10‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫‪ ‬تغلب ‪1432‬‬

‫عامر اإلمساعيل‬

‫ربما يتبادر لذهن أي قارئ يقع بصره للوهلة األولى على هذا العنوان فيسأل نفسه ما املقصود من هذه الكلمة وماذا يعني‬ ‫هذا الرقم ؟‬ ‫ّ‬ ‫وال يعلم أن هذه الكلمة التي ال تتجاوز األربعة أحرف تعني الكثير عند األقدمين ‪ ،‬وهذا الرقم كان له داللة في حياتهم ‪،‬‬ ‫إذا أنه هو تاريخ األمة اإلسالمية التي كانت تتخذه لتدوين كل أحداث األمة ‪ ،‬منذ فجر اإلسالم وحتى عام ‪ 1929‬م عندما‬ ‫ألغى الخديوي تاريخنا الهجري واستبدله بامليالدي ‪.‬‬ ‫فلذلك غاب هذا الرقم عن كثير من أبناء األمة اليوم ‪ ،‬وهذه الكلمة ( تغلب ) ربما يقرؤها القارئ فيظن أنها اسم للقبيلة‬ ‫العربية الشهيرة ‪ ،‬وال يعلم أنها تعطي معنى الغلبة والنصر ‪.‬‬ ‫فليعلم أن لغتنا العربية غنية بهذه املعاني وغنية باألسرار التي اطلع عليها فقهاء اللغة ‪ ،‬فكلمة تغلب على حساب الجمل‬ ‫باألرقام تساوي ‪ 1432‬ه ‪ ،‬ولنعرف القارئ بحساب الجمل نبين الجدول التالي وفيه كل حرف وما يقابله من عدد ‪:‬‬

‫أ‬

‫ب‬

‫ج‬

‫د‬

‫ه‬

‫و‬

‫ز‬

‫ح‬

‫ط‬

‫ي‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬

‫‪50 40 30 20 10‬‬

‫س‬

‫ع‬

‫ف‬

‫ص ق‬

‫‪60‬‬

‫‪70‬‬

‫‪80‬‬

‫‪90‬‬

‫‪100‬‬

‫ك‬

‫ر‬

‫ش‬

‫ت‬

‫ث‬

‫خ‬

‫ذ‬

‫‪200‬‬

‫‪300‬‬

‫‪400‬‬

‫‪500‬‬

‫‪600‬‬

‫‪700‬‬

‫ل‬

‫م‬

‫ض ظ‬ ‫‪800‬‬

‫‪900‬‬

‫ن‬

‫غ‬ ‫‪1000‬‬

‫فمثال في عام ‪ 975‬ه ثار أهل مصر على حاكمهم وحرقوه حيا ‪ ،‬فأراد الشاعر تأريخ هذه الثورة فأرخها بكلمة ( ظلمة ) فمجموع‬ ‫أحرفها يساوي ‪ 975‬ه وهو العام نفسه الذي قامت فيه الثورة فألف شعرا يؤرخها حيث قال ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫حرقه بالنار ٌ‬ ‫نور و هو في التاريخ ظ َلمة‬ ‫ُ‬ ‫هذه الطريقة اشتهر بها مؤرخو الدولة العثمانية ‪ ،‬فكان كل مسجد يبنى يؤرخ بأبيات شعرية تكتب على حجر توضع على البوابة‬ ‫ٌ‬ ‫منقوش على بوابته الرئيسية ‪:‬‬ ‫الرئيسية ‪ ،‬كمسجد خان السبيل ‪ ،‬وكذلك مسجد تملنس الكبير‬ ‫ُ‬ ‫جامع‬ ‫يا تلمنس أبشري مذ شاد أهلك‬ ‫( ذكراهم الحشر أنشري ) أرخ إن الخير جامعُ‬ ‫فجملة ( ذكراهم الحشر أنشري ) هي ‪ :‬تأريخ لبناء الجامع وبحساب الجمل تساوي ‪ 1358 :‬ه ‪ ،‬وهناك أيضا جامع الدرويشية في‬ ‫دمشق الذي بناه درويش باشا في عهد السلطان مراد عام ‪ 982‬ه فقام الشاعر بتأريخ بناء الجامع قائال ‪:‬‬ ‫من قام بالفرض وأحيا السنه‬ ‫في دولة السلطان بالعدل مراد‬ ‫ٌ َّ‬ ‫ومنه‬ ‫درويش باشا قد أقام معبدا‬ ‫فكم له به أجر ِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫( هلل فاسجد واقترب بجنه )‬ ‫جامع تأريخه‬ ‫بناه خير ٍ‬ ‫فالجملة املذكورة بين قوسين بحساب الجمل تساوي ‪ 982 :‬ه ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫و من هنا أراد خطاط الثورة السورية ( أبو الطيب ) تأريخ ثورات الربيع العربي وخ ّ‬ ‫ص الثورة السورية اليتيمة فقال ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ثورة األحرار ( تغ ِل ْب )‬ ‫صفحة الظالم اقلب‬ ‫فكلمة ( تغلب ) إذا جمعنا حروفها بحسب الجدول املبين أعاله تساوي ‪ 1432‬ه ‪ .‬وأيضا قام بتأريخ الثورة السورية بامليالدي فقال‬ ‫‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫( سلمية غالبة وطيبا ) ثورتنا بأرضنا الحبيبة‬ ‫فالجملة بحساب الجمل تساوي ‪ 2011‬م و هو العام نفسه الذي قام فيه شعب العزة والكرامة ضد الظلم واالستبداد ‪.‬‬ ‫الفكرة مستوحاة من كتاب " روح الخط العربي للخطاط كامل البابا "‬

‫‪11‬‬


‫صراحة ‪ /‬العدد (‪ - 15 - )8‬تموز ‪2013‬‬

‫سلفي وصوفيّة‬

‫د ‪ .‬أملى أمحد‬

‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫أمي ّ‬ ‫أمية ال تجيد القراءة والكتابة ‪ ،‬ولكنها تحسن قراءة طالعي بأني‬ ‫سأموت جوعا إن واظبت على فعل الكتابة ‪ ،‬فتقول لي ‪ ( :‬الكتابة ما‬ ‫بطعمي خبز )‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وبإمكانها أن تكتب الشقاء على كافة أفراد األسرة إن عاندت أبي على أي‬ ‫فكرة مطروحة ملجرد العناد ‪ ،‬الذي يخفي وراءه معرفتها بأمر عشقي نسائي‬ ‫جديد ‪.‬‬ ‫أما أبي فيقرأ ويكتب وليس كذلك فقط فهو يحمل ( السرتفيكا ) وما بينهما‬ ‫أبي وأمي ليس خالفا باملواصفات هذه فقط إنما باإلنتماء الديني أيضا‬ ‫فذات مرة سأل ابن أخي الكبير أمي وقال لها ( ستي إنتي صوفية ؟ ) أومأت‬ ‫رأسها باإليجاب ‪ :‬طبعا نعم ‪ ،‬وقالت ‪ ( :‬أي يا ستي ) أليس من املعيب أن‬ ‫تسال هذا السؤال ‪ ،‬اذهب الى غرفة الكراكيب واحص ي وعد يا ستي ‪،‬‬ ‫فعندي سبع عشرة فرشة صوف أهدتني منها‬ ‫امي ثالثة فقط عندما تزوجت وجهزني جدك‬ ‫‪ ،‬واألربع عشرة األخرى شددتها بنفس ي أنا كلها ‪ ،‬كلما أنجبت طفال أشد له‬ ‫فرشة على نية أن أهديه اياها يوم زواجه ‪ ،‬واسأل أباك فقد انقطه واحدة‬ ‫يوم عرسه ومثل هذا العدد عندي من اللحف ‪ ،‬وضعفها من املخدات ‪،‬‬ ‫وكله صوف نجدي أصلي ‪ ،‬وتسألني ( هل أنا صوفية يا ستي ؟ )‬ ‫ُ‬ ‫ذهل ابن أخي الذي لم يتجاوز الثامنة وسأل جدته ‪ ( :‬ستي هيك يعني‬

‫الصوفية ) وقتها انتفضت أمي وقالت له ‪ ( :‬يا ابن الكلبة كلك لخوالك بليد‬ ‫الحق عأبوك راح عملي عشق وريدي وأمك وخوالك ما بيفهموا ش ي ) ‪ ،‬وقتها‬ ‫تدخل أبي ليحل الخالف وقال للصبي اتركها مخرفة وتعا لعندي ‪.‬‬ ‫لألطفال ميزات خبيثة طريفة ‪ ،‬فهم يعرفون مناطق التوتر العائلي فينقلبون‬ ‫بين الطرفين إلضرام نار الفتنة والضحك عن بعد وقت املشكلة ‪ ،‬اتجه‬ ‫الصبي إلى حضن جده وقبله‬ ‫وقال ‪ ( :‬جدي إنتي صوفي وال سلفي ؟ ) ‪.‬‬ ‫ال يا جدي ال أنا مو متل ستك املخرفة أنا سلفي يوم كنت بعمرك أو أكبرك‬ ‫بسنة أو سنتين ربيت أول مرة (سالف) وقتها أتى اسماعيل املبروك الحالق‬ ‫من املعرة وطهر ابن املختار وعمك أبو محمد وحلقنا كل رجال الضيعة‬ ‫وصبيانها وانا طلبت منو شخصيا يعملي سالف أبو جزمة ‪ ،‬فترك لي القليل‬ ‫من شعر ذقني متصال بشعر رأس ي أمام األذن مشكال ما يشبه الحذاء ذو‬ ‫الساق الطويلة ( ما يشبه الجزمة ) ومن يومها الى يومنا هذا وأنا مواظب‬ ‫على تربية السالف وأنا سلفي مخلص للسلفية ولوال أني أصلع وستك‬ ‫سببتلي تساقط شعر لتفرعت وفرجيتك سوالفي )‬ ‫بس يا جدي السلفية يمكن مو هيك ألنو سمعت البابا قال للماما قومي‬ ‫قصريلي كل كالبياتي بدي صير سلفي ّ‬ ‫وكبي معجون الحالقة والشفرات ‪،‬‬ ‫بطلت الصوفية ‪.‬‬

‫للصرافة‬ ‫و الحواالت‬ ‫تصريف مجيع أنواع العمالت العربية واألجنبية‬

‫رضوان حممد اإلمساعيل ‪ -‬أنس خالد الرمحون‬ ‫بلدة الغدفة – احمللق الشمالي – ‪ 25‬م اىل الشرق من طريق معصران‬ ‫للتواصل والنشر ‪ :‬الربيد االلكرتوني ‪:‬‬

‫|| هاتف ‪566327 :‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.