عــدد خاص العدد 2013 - 491
الهند على ضفاف النيل
Issue No. 491 - 2013
CONTENTS
رسالة سفير جمهورية الهند إلى قراء المجلة
في هذا العدد 491
3
رسالة سفير الهنـد إلى قــراء مجلـة صوت الهند......................................................
4
مزيج من استعراضــات بوليــوود بـدار
24
قصة بوستر ..بقلم أحمد حسن..........
26
حفيدة غاندي في ميدان التحرير........
27
األعمال الفائزة في مسابقة هل شعرت
تصدر عن المركز اإلعالمي لسفارة
بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير؟..
األوبرا المصرية ...............................................
8
أكشارا – توظيــف فنــون الخــط في
30
14 16
ال��ف��ن��ان��ة ش��وب��ه��ا م��ودج��ال تشدو
كلمات على الماء ...حوار بين كتــاب من الهند ومصر...........................................
الحرف اليدوية ...............................................
بانوراما السينما الهندية ..........................
20
مريجيا ..الشرق يعانق الغرب ...............
22
افتتاح معرض “هل شعرت بروح غاندي
الهند بالقاهرة سكرتير التحرير التنفيذي منى عبد الكريم الغالف األمامي جانب من عروض “ نريتياجرام” خالل مهرجان “ الهند على ضفاف النيل” الغالف األخير تابعونا على شبكة االنترنت الغالف األخير ( الداخلي )
36
عـروض نريتياجــرام تبهــر الجمهــور المصري .............................................................
بالقاهرة واألسكندرية................................
مجلة ثقافية رسالتها تنمية الروابط بين الهند والعالم العربي
42
مهرجان المأكوالت الهندية...................
46
لقاء لالستمتاع بمذاق الشاي الهندي...
أحد األعمال المشاركة بمعرض “ هل شعرت بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير؟” للفنانة ريهام سيد خليف ترجمة خـــالـــــــد نـــاجــــــي محمـــــــد حـامــــــــد مدحـت رمسيس منى عبد الكريم المدير الفني دالـيـــــــــا الـعـــــــزب
تحلق فوق ميدان التحرير؟”.....................
48
الهنــد على ضفــاف النيــل (جاليــري صور) ..................................................................
صور العدد منى عبد الكريم طباعة I.P.Hالمنطقة الحرة عنوان المجلة
اآلراء التي تتضمنها المقاالت تعبر عن وجهة نظر كاتبها وال تعكس بالضرورة وجهة نظر حكومة الهند
www.indembcairo.com 2
صوت الهند -العدد 491
من يشرب من ماء النيل البد أن يعود إلى مصر .عرفت أنا وزوجتي ماني معنى هذه المقولة القديمة عندما وجدت نفسي أعود إلى القاهرة بعد 25عاما ً كاملة حيث كنت قد تركتها عام .1987ورغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على الساحة السياسية ،بقى شيء مهم لم يتغير وهو المودة والحب التي يكنها الشعب المصري للهند .ولذلك ،فرغم المخاوف من أن يكون موعد إقامة مهرجان “الهند على ضفاف النيل” غير مالئم ،كنا على ثقة بأنه سوف يلقى إقباالً كبيراً من الجمهور .وكما توقعنا ،كان هناك إقبال كبير على عروض المهرجان الذي يعد األول من نوعه في مصر ،كما شهد حضور عدد من كبار الشخصيات المصرية وحظي بتغطية صحفية وتلفزيونية رائعة .وكما سترون من خالل صفحات المجلة ،عرض المهرجان ألوانا ً مختلفة من الفنون والثقافة الهندية ومنها الرقص والموسيقى وفن الخط وعروض األفالم والمطبخ الهندي، هذا باإلضافة إلى العروض الرائعة المشتركة بين الجانبين المصري والهندي. إن مهرجانا ً بهذا الحجم ال يمكن أن يقام إال تحت إشراف شركة متخصصة مثل شركة “تيم ورك برودكشنز” وبدعم من تلك الجهات الشريكة والراعية للمهرجان .وفي هذا الصدد ،نتقدم بشكر خاص إلى المجلس الهندي للعالقات الثقافية ووزارة الثقافة المصرية ودار األوبرا المصرية وساقية الصاوي ومكتبة اإلسكندرية .وقد ساعدنا الدعم المالي الذي تلقيناه من العديد من الشركات ،وخاصة شركة تي.سي.أي .سنمار ،وشركة كيرلوسكار ،ومجموعة أديتيا بيرال ،على إقامة مهرجان “الهند على ضفاف النيل”. ال شك أن النجاح الحقيقي لهذا المهرجان يتمثل في عالقات التعاون التي أسفر عنها خالل فترة إقامته .فقد كانت استعراضات بوليوود ،على سبيل المثال ،نموذجا ً للتعاون بين مصممي الرقصات والموسيقيين الهنود وأعضاء فرقة باليه أوبرا القاهرة المصريين وأعضاء مركز موالنا آزاد الثقافي الهندي .وبالمثل ،شاركت السيدة /جايا جايتلي بخبراتها مع د /هبة حندوسة وشبكة مصر للتنمية المتكاملة ،كما قامت الكاتبة ناميتا جوكالي ببحث إمكانية ترجمة األعمال األدبية الهندية إلى العربية وترجمة األعمال األدبية المصرية إلى الهندية .لقد أنشأت فاعليات المهرجان قنوات غير تقليدية للتواصل من خالل عالقات التعاون والشراكة والحوار التي تضمنتها .وتعد تلك العالقات المهمة التي نشأت في غضون أيام قليلة مؤشراً بسيطا ً على مستقبل التعاون الثقافي بين الهند ومصر .وإنني على ثقة بأن مهرجان الهند على ضفاف النيل 2013يمثل فقط الحلقة األولى في هذا الشكل الجديد من أشكال التعاون بين الجانبين.
نافديب سورى
37شارع طلعت حرب – القاهرة ت 23927573 – 23925243 : للحصول على المجلة أو لالشتراك بها يرجى االتصال بالمجلة على العنوان وأرقام التليفونات الموضحة أعاله
3
استعراضات بوليوود على مسارح دار األوبرا مجمــوعة متنـوعــة مــن عــروض الرقــص والغنـاء الهندية شهدها المسـرح الكبير بدار األوبرا المصرية من خـــالل استعراضــــات بوليوود التي تم تقديمها في إطـار مهرجـان “الهند على ضفـاف النيــل” .وقد شارك في االستعراضــات مطربا بوليــوود موكيـش تــومــار وبـــارول ميشـــرا، ومصمم رقصات بوليوود جيـــل تشويـــان وأعضـــاء فرقة باليه أوبرا القاهرة.
وقد مزجـــت هذه االستعراضــــات الرائعة بين الموسيقى الغنائية واألزيــاء المبهــجة واإلضاءة المبهـــرة والرقـــص المدهــش في مشهد متعدد األل��وان .وقد قام بارول وموكيش بأداء العروض الثنائية واألغاني الرومانسية المأخوذة من مجموعـــــة من أشهر أفالم بوليوود في السنوات القليلة الماضية .وتضمنت العروض أيضا ً تقديم مجموعة من األغنيات الرائعة التي راجت من خالل أفالم بوليوود الشهيرة التي قام بدور البطولة فيها شاروخ خان وأميتاب باتشان وهريثيك روشان وغيرهم. وقد قام بتصميم رقصات العرض الفنان جيل تشويان ،وهو راقص فرنسي محترف عمل
4
صوت الهند -العدد 491
في مجاالت الرقـــص والسينمـــا والمسرح وصناعة األزياء الهندية ألكثر من عشر سنوات .وتعامل مع أشكال الرقص الهندية المختلفة مثل الكاثاك وبهاراتا ناتيام .كما قام جيل بتصميم الرقصات في ختام المهرجان الفني لدورة ألعاب الكومنولث في ملبورن والعرض المسرحي الموسيقي الشهير “قصة حب بوليوود”. وخالل فترة وجوده بمصر قام جيل تشويان بتنظيم ورش��ة عمل لرقصات بوليوود بساقية الصاوي حيث قام بالتدريب على الحركات الشهيرة لرقصات بوليوود .وقد عبرت ورش العمل تلك عن الطاقة والمرح التي تتميز بهما السينما الهندية.
الجدير بالذكر أن المطرب هشام عباس كان ضيف شرف حفل افتتاح مهرجان الهند على ضفاف النيل خالل عرض رقصات بوليوود .وفى نهاية الحفل ،قام الفنان هشام عباس بمشاركة الفنانين الهنود فى الغناء على خشبة المسرح الكبير بدار األوبرا المصرية بالقاهرة حيث تفاعل الجمهور معه كثيرا عندما بدأ فى غناء أغنية “نارى نارين” التى حققت نجاحا كبيرا فى الهند ومصر ،حيث تم تصويرها فى الهند .وقام بتكرار األداء في اليوم الثاني نظراً للشعبية الكبيرة لهذه األغنية ،كما حضرت الفنانة المصرية الشهيرة ليلى علوي العرض في ثاني أيامه.
5
مصمم الرقصات جيل تشويان:
محمد حامد :أحد الراقصين بفرقة بالية أوبرا القاهرة
شعرت في مصر وكأنني في وطني الثاني الهند وحولي أناس ينتمون إلى حضارة عريقة وعظيمة يبدون كل كرم ومودة، كنت أشعر بالراحة والطمأنينة بشكل عجيب. وقد شعرت أن أعضاء فرقة بالية أوبرا القاهرة هم عائلتي الجديدة .وفي أحد األيام ،وبعد أن انتهينا من البروفات ،خرجت بصحبتهم لحضور عرض راقص من الفلكلور المصري .وكان عرضا ً ال ينسى .كانوا رائعين على المستوى الفني والصعيد اإلنساني .لقد كانوا يعملون بجد وقدموا اثنين من استعراضات بوليوود الرائعة كان لديهم حماس كبير وتنظيم منقطع النظير مما جعلني فخوراً بهم. كما كان رد فعل الجمهور مبهراً ،حيث تعالت صيحاته خاصة عندما انضم إلينا المطرب هشام عباس ألداء أغنيته الشهيرة “ناري نارين”.ورغم أنني نباتي ،إال أن الطعام المصري أعجبني للغاية ،وقد سعدت بالناس وقضيت وقتا ً جميالً خالل ورشة عمل بوليوود ،حيث شاركني الكثيرون متعة االحتفاء بهذا اللون المتميز من ألوان الرقص.
ارمينيا كامل :المشرف العام على فرقة باليه أوبرا القاهرة
المطرب هشام عباس: الهند بالنسبة لى هى وطنى الثانى ،حيث أننى أعشق الهند وأحب الشعب الهندى كثيرا .أما بالنسبة لمهرجان “الهند على ضفاف النيل” فهو مهرجان رائع وجميل. ولم يُساهم هذا المهرجان الفني الهندي فقط فى دعم السياحة فى مصر ،ولكنه ساهم أيضا فى تخفيف حالة التوتر والضغوط التى يشعر بها أفراد الشعب المصرى نتيجة للصخب الدائر فى الشارع السياسى فى الفترة األخيرة .ونحن فى حاجة إلى مثل هذه المهرجانات التى تتسم بأجواء المرح من أجل الخروج من هذه الهموم السياسية. فى الحقيقة ،الفن الهندى دائما ما يكون فن جذاب خصوصا للجمهور المصرى، ألنه فن ملئ باألحاسيس الجميلة .وأنا سعيد جدا بمشاركة فرقة باليه أوبرا القاهرة فى هذه العروض الفنية وانتهز هذه الفرصة كى أحيهم على األداء الرائع وكيف أنهم استطاعوا فى فترة قصيرة من التدريب فى إتقان حركات الرقص الهندى بهذه البراعة. أتمنى أن أكرر تجربة كليب أغنية “نارى نارين” والتعاون مع الجانب الهندى فى العديد من المشروعات الفنية .وأنا سعيد ألن بعض من الجمهور الهندى الحاضر فى فاعليات المهرجان تحدثوا معى عن األغنية و أنهم يعشقون االستماع إليها.
6
صوت الهند -العدد 491
سعدت للغاية بمشاركــة أعضاء فرقة باليــة أوبـرا القاهـــرة في عـروض مهرجـــان الهنـــد على ضفاف النيل .وكان العرض الذي تم إعداده وتقديمه بدار األوبرا المصرية نموذجا ً رائعا ً لحب الفن والشغف به .تمثل العروض الموسيقيــة والراقصــة لغة فريدة بين شعـــوب الدول المختلفــة. وإنني أعرب عن شكري الخاص لسعـادة سفيــر الهنـــد وجميـــع العامليـن معه والذين لـوالهـم ما كان هذا التعاون ممكناً.
لقد كانت تجربة العمل مع جيل تشويان تجربة رائعة ،فلم يكن أمامنا سوى أسبوع واحد للتدريب على عدد كبير من الرقصات الهندية التي قد تستغرق في العادة شهراً كامالً ،وكنا أحيانا نتدرب لما يزيد على خمس ساعات في اليوم الواحد ،ولكننا تمكنا والحمد هلل من اتقان الحركات بسرعة ،وقدمنا استعراضا هنديا ً مصريا ً ناجحا ً . وقد استمتعنا بروح العمل الجماعي فلم نشعر أبدا أن أعضاء الفرقة الهندية ال ينتمون إلينا ،كما استمتعنا بتدريبات اليوجا التي كنا نمارسها قبل البروفات ،حيث كانت تساعدنا في استعادة هدوء أعصابنا وتدعم الروح الداخلية وروح التواصل بين الراقصين.
سعيد محسن :أحد الراقصين بفرقة بالية أوبرا القاهرة تجربـة استعراضــات بوليــوود تعتبر تجربة جديدة ...سعدنا بها جدا ...فمن الكالسيكيات التي اعتدنا عليها إلى عالـــم بوليــوود الثري .وقد منحنى ذلك العرض المشتـرك فرصـة التعـرف على ثقافة الهنـد الموسيقية والتعــرف كذلك على شخصيات جديدة .. وقد سعدت جدا بالتعامل مع جيل تشويان وهو مصمــم رقصــات ومــدرب محنــك استطـــاع أن يفجر الطاقات بداخلنا لنقدم هذا العرض الضخم في وقت قياسي ...وبالرغم من االجهــاد إال أنني استمتعـت بكـل لحظـة وخاصـة باستقبال الجمهور الحافل
هدير الحامي :إحدى راقصات فرقة بالية أوبرا القاهرة في البداية شعرت بالخوف من خوض التجربة ألن الرقص الهندي لون جديد من الرقص لم نعتد عليه قبل ذلك ،ثم سرعان ما تبدد الخوف وبدأت أشعر بالسعادة لخوض تجربة مختلفة ،فاللرقص الهندي مذاق مختلف وهو أسلوب حياة في حد ذاته. لقد تعلمنا من جيل تشويان أشياء كثيرة لم تقتصر على حركات الرقص فحسب ،فقد تعلمنا منه أهمية ممارسة اليوجا خاصة قبل بدء التدريبات على الرقص ،فهي تحقق السالم النفسي ،ويستطيع الراقص من خاللها تصفية ذهنه ،وتحقيق التناغم بين أجزاء الجسم والروح ،ثم تحقيق التواصل النفسي مع باقي أعضاء الفرقة ليرقصوا معا ككيان واحد. روح التواصل هذه ال تقف عند حدود الجمهور بل تصل للجمهور أيضا ، وقد شعرت بهذه الروح القوية في كافة أرجاء المسرح ،وأنا أتمنى أن نكرر هذه التجربة مع الهند ومع ثقافات أخرى.
7
فى معرض بالقاهرة:
رحلة شيقة قدمتها الهند عبر فنونها الحرفية “مسلمان” الجريدة الوحيدة فى العالم التى تكتب بخط اليد
طارق الطاهر*
فرصة ثقافية وفنية كبيرة أتاحهـــا مهرجــــان الهنــد على ضفــاف النيـــل ،فقد أطلع زوار معرض “أكشارا“ على رحلة شيقة قدمتها الهند من خالل أنامل نخبة من الحرفييـــن التلقائييـــن، الذين حافظــوا على تـراث أجدادهم جيال عبر جيــل، وأتقنــــوا فنيــــات الحـــرف اليدوية من رسم وخطوط تنتمى للغات أتقنها الهنود عبر مسيرتهم الطــويلــة والعميقة.
8
صوت الهند -العدد 491
طارق الطاهر خالل جولته بالمعرض مع جايا جايتلي
من ه��ذا المنطلق ج��اء معرض الحرف اليدوية “ أكشارا -توظيف فنون الخط في الحرف اليدوية” ،ضمن فعاليات مهرجان “ الهند على ضفاف النيل ،وتم افتتاحه بمركز الهناجر للفنون ،وضم أكثر من مائة عمل متنوع ما بين اللوحات الفنية والتصميمات اليدوية ،باستخدام حفر الخط على المعادن ،وترصيع الخشب ،وفن تشكيل عجينة الورق ،وعدد من األقمشة المطرزة والمنسوجة ،كما أتاح المعرض
الفرصة لرؤية فن الشيبورى وهو أحد فنون الصباغة. ولعل أول ما لفت نظرى عند تجولى فى هذا المعرض المتفرد ،النسخة المعروضة لصحيفة “مسلمان” التى تعتبر الصحيفة الوحيدة فى العالم التى تكتب بخط اليد منذ عام 1928وحتى اآلن ،حيث يكتب النسخة األولى بخط يد ستة من أمهر الخطاطين، وتصدر يوميا فى مدينة مدراس ،وتوزع ما يقرب من 23ألف نسخة ،ويتم االنتهاء من كل صفحة من صفحات الجريدة فيما يقرب الساعة ،وهى تتناول كافة فروع السياسة والثقافة والفن والرياضة والمقاالت ،وتكتب باللغة األوردية ،التى هى مزيج بين اللغة العربية والفارسية. ضم المعرض فنونا ً من 16والية هندية، عبرت عن رؤية 60فنانا ،قدموا تنوعا ثريا للحرف اليدوية التى أتسمت بالجودة ودقة الصناعة .وتمثل الحرف التقليدية بالهند عنصرا هاما من عناصر الدخل المادى للكثير من األسر ،حيث تعد مصدرا من مصادر االقتصاد ،خاصة فى المناطق الريفية ،التى تزخر بالفنانيين الفطريين،
الذين توارثوا أجياال عبر أجيال سر الصنعة ،التى تأثرت بالشك بنيل األبناء قسطا من التعليم ،الذى جعلهم يزاوجون فى تصميماتهم بين ما ورثوه من اآلباء وبين رؤيتهم لتطوير فنهم ،لذا يعكس المنتج تطور الحياة الهندية ،والتزواج بين األصالة والمعاصرة ،وهو ما جعل فنون بعينها مستمرة حتى اليوم ،مثل الزخرفة وصناعة الحلى ،والتعبير عن آمالهم بالرسم والكتابة ،وهو ما ينعكس فى كتاب فنى معروض ،كتبه شخص يدعى بهادور شتركار، درس حتى الصف الرابع االبتدائى ،وهو اآلن فى سن األربعين ،ويكتب ويرسم كما لو كان طفال. وقد ضم المعرض -أيضا -لوحات لعدد من وصفات األكالت الهندية فى الواليات المختلفة ،كما أتيحت الفرص للزوار لرؤية أعمال فنان الخط الهندى راجيف كومار ،كما الذي قام بعمل عرض الستخدام الخط الهندي في العديد من النصوص بمختلف األساليب. ومن أجل تقريب الفنون الهندية للزوار ،صاحب المعرض ،عرض فيلم “ أكشارا ك��ارام” ،الذى يمزج بين الحركات الكالسيكية فى الرقص ،وفن الكتابة ،ويقدمه فنانون معرفون فى هذا المجال من أمثال :نافتيج جوهار ،جاستن ماكارثى ،وراجيف كومار .كما يكشف المعرض كذلك عن اللغات واللهجات المختلفة التى تتمتع بها الواليات الهندية. المعرض استطاع أن يقدم بحرفية كبيرة روح الهند وثقافتها وفنونها ،فبمجرد أن تنهى من رؤية األعمال تشعر بأنك كما لو قمت بزيارة لهذا البلد العريق ،فالمعرض لم يقدم فقط أعماال صامتة ،بل روح تتجسد فى المكان ،فكل قطعة تشعر أن وراءها حكاية البد أن تروى ،لتبوح بأسرار هذه الوالية أو تلك.
9
وقد لعبت شخصية هندية مهتمة بالحرف التقليدية وتنميتها وتطورها دورا كبيرا وراء نجاح هذا المعرض ،وهى السيدة جايا جايتلى ،التى قامت -من قبل -بإنشاء اتحاد داستكارى هات ساميتى ،الذى مكن العمال التقلديين من اكتساب الثقة فى إمكانية وجود سوق لبيع إنتاجهم ،وقد تم وضع العديد من البرامج والتدريبات لهم من أجل كسب المزيد من الثقة فى أنفسهم ،ومن ثم فيما ينتجونه ،ولعبت جايا دورا كبيرا على مدار أربعين عاما فى نهضة الحرف التقليدية، إذ تقوم بصورة منتظمة بتقديم اإلرش��اد للحرفيين فى مجال التصميـــم والتنظيـــم والتسويـــق فى كافة أنحاء الهنــــد ،وتسعى دائما إلى تقيم منتجاتهم خارج البالد ،حيث تقوم بتنظيم معارض كبرى للترويج للفنون والحرف والثقافة والهندية. وقد عبر سفير الهند فى مصر السيد /نافديب سورى عقب تجوله فى المعرض عن فلسفة مهرجان الهند على ضفاف النيل وما صحبه
جايا جايتلي: زيارتي لمصر تجربة رائعة
من أنشطة قائال “ :يهتم المهرجان بإقامة عالقات تعاون مثمرة ومستدامة بين الهند ومصر فى مجال الفنون والحرف ،وتعد اللوحة التى أشترك فى رسمها فنان هندى وفنان مصر مثاال على ذلك”. ما قاله السفير الهندى يجب أن يكون محوراً للنقاش بين الحكومتين المصرية والهندية ،فبالفعل من الممكن أن يحدث تقارب كبير فى هذا المجال ،فمصر -أيضا -مليئة بحرفيين فطريين ،يبدعون عبر أجيال عديدة ،ومن الممكن إلقامة ورش عمل تعود بالنفع على البلدين. ومن المنتظر أن ينتقل هذا المعرض إلى باريس فى سبتمبر القادم.
*مدير تحرير جريدة أخبار األدب
10
صوت الهند -العدد 491
لقد كانت تجربة وجودي في مصـــر تجربة رائعة فقد عرضت آخر أعمالنا باستخدام الخط في الحرف اليدوية بطرق متعددة .وألننا كنا معجبين بشدة بمصر بسبب فن الخط العظيم بها والتاريخ القديم لصناعة الورق فقد شرفنا أن نقدم أعمالنا بين الجمهور الذي كان على دراية بهذه الفنون .ولقد أضاف التفاعل مع الخطاطين المصرييـــن إلى خبراتنا وساعدنا على إقامة عالقات صداقة من خالل الفن والثقافة. لقد سعدنـــا كثيـــرا بسبــب االستجـــابة واإلعجــاب الذي القته منتجاتنا .وقد أظهرت التعليقات التي ظهـــرت في كتاب الزوار أن الجهـــود التي نبذلها لثبر أغوار التعليم والتنمية والمهارات اليدوية والخط في الهند لها انعكاس في الخارج أيضا. وبفضـــل صديقتـــي د .هبــة حندوســة تمكنت من زيارة العديــد من المراكز الفنية والحرفية في العديد من المناطق وش��اه��دت العديد م��ن أوج��ه التشابه بيننا .ويبدو من الواضح أن العديد من المهارات والتقنيات الحرفية قد انتقلت إلى الهند من مصر منذ عدة قرون. وكان أكثر ما سرنى هو زيارة مكتبة اإلسكندرية والتي كانت تشبه المعبد الذي أنشئ من أجل تغذية العقل والذكاء البشري. ونأمل أن نصل إلى طريقة يأتي بها الحرفيون المصريون إل��ى الهند في يناير العام القادم لمدة أسبوعين والعمل مع نظرائهم الهنود وتبادل المعلومات وتقوية أواصر الصداقة ودعم قدرات بعضهما البعض.
11
الفنان المصري حسام على: مصر والهند ..عناق الحضارات
أهم ما يميــز مهرجـــان الهنــد على ضفاف النيل الذي استضافته القاهرة على مدار شهر كامل من إبريل /مايو هذا العام ،بأنه مهرجان متنوع شمل عدة فنــون ،وخلق نوعــا ً من التعاون الثقافي بين حضارتين وخاصـــة في مجال الفن التشكيلي. ويعد ما قمنا به من دمج للخطيـــن الهندي والعربي إنما هو بمثابة جســر بين حضارتين هما الحضارة العربية والحضارة الهندية األمر الذي يمثـــل تجربة فريـــدة من نوعهـــا تميـــز بها مهرجان الهند على ضفاف النيل .
راجيف كومار: على ورق البردي بالمصري والهندي لقد تعلم المصريون معايير رفيعة في الخط ألن اللغة العربية تمتلك مهارات رفيعة متطورة في هذا المجال .لقد استطاع الخطاطون المصريون الوصول إلى مهارات رفيعة من خالل سنوات وسنوات من الممارسة واإلبداع .وقد استفادوا بالتقدم العلمي والتكنولوجي في مجال الطباعة مع الحفاظ على جمال الحروف المكتوبة باليد .وقد حدث العكس من ذلك في الهند التي تمتلك أكثر من 20لغة رسمية معترف بها والتي الزال زالت فنون الخط فيها في مرحلة مبكرة .ويوجد لدينا أشكال حروف محددة ولكنها ال تتطور .وكافة النصوص لدينا كتبت بطرق تقليدية فريدة .وقد قام الخطاطون بتطوير هذا الفن. وأنا اعتبر نفسي محظوظا من البداية ألنني عملت مع بعض الخطاطين والفنانين المصريين .وقد تأتي لي ذلك بدعم من سفارة الهند بالقاهرة .وما كان أجمل من تعاوننا مع السيد عبد الحليم البورينجي وهو أحد الخطاطين الكبار كما عملنا مع السيد حسام وهو خطاط ومحامي .وقد قمت أنا والسيد حسام بعمل تجربة لمزج الخطوط العربية والهندية في افتتاح المعرض .قمنا بكتابة كلمتين هما “ابتداء” (بالحروف العربية) و “أجاز” (بحروف الكتابة الهندية) ،ولهما نفس المعني “البداية” .بعد ذلك ،استمر العمل المشترك بيننا خالل الفترة المتبقية من المعرض وأنتجنا عمل فني على ورق البردي وهو العمل الذي أفخر بوجوده ضمن مقتنيات سفارتنا بالقاهرة .وكان موضوع هذا العمل الفني “بعيد عن العين ،ولكن قريب من القلب”. ومع استمرار المعرض كان هناك المزيد من التفاعل بيني وبين الفنانين في القاهرة وبدأنا في العمل معا ً وتبادلنا األفكار. قاموا بتكريمي حيث دعوني إلى قضاء أمسية بصحبتهم .وكان حفالً مرحا ً غير رسمي حضره الكثير من الفنانين .وخالل الحفل ،تجاذبنا أطراف الحديث وعملنا معا ً وتبادلنا األفكار حول موضوعات مختلفة من هنا وهناك .وكيف لحفل مثل هذا حضره الكثير من الفنانين أال ينتج فناً .قمنا بأعمال فنية عفوية حيث قاموا برسم الصور الكاريكاتورية لي بينما قمت أنا بتدوين أسمائهم بحروف الكتابة الهندية .وكانت الصور التي رسموها أفضل تذكار حملته معي من مصر.
12
صوت الهند -العدد 491
مبادرة تطوعية إلحياء فنون ا لخط الهندية استطاع معرض “ أكشار” أن يقدم جانب من تراث الكتابة الهندية الرائع من خالل التركيز على فنون الكتابة واستخدام الخطوط المختلفة للغات الهندية والتي تعرف بكثرتها . ويقوم فكرة المعرض على الربط بين فنون الخط وفن التصميم مع الحفاظ على ت��راث الحرف اليدوية وإحيائها ،فخرجت األعمال لتجمع بين األصالة والمعاصرة. وقد قدم معرض أكشارا مائة عمل فني قام بابتكارها فنانين من أعضاء اتحاد داستكاري هات ساميتي وهو إتحاد وطني ال يهدف للربح ويضم عددا من الحرفيين والصناع. وقد تأسس اتحاد داستكاري هات ساميتي على يد السيدة /جايا جايتلي التي تتمتع بمعرفة وثيقة بالحرف التقليدية في الهند ألنها عملت في هذا المجال ألكثر من 40عاما. وتعتبر جايا كاتبة غزيرة اإلنتاج فقد قامت بنشر العديد من الكتب عن الحرف في جامو وكشمير والداخ ،وعن الحرف التقليدية في الهند ..كما قامت بعملية توثيق كبرى للفنون والحرف والمنسوجات الهندية من خالل إعداد 24خريطة فريدة وفنية لكل واليات الهند ،تم جمعها في مطبوعة كبيرة أطلق عليها اسم أطلس الحرف الهندية ،ونشر في إبريل .2012
13
مائة عام من السينما الهندية ترجمة :مدحت رمسيس
وتتشابك األحداث بشكل معقد مع رقصات وأغنيات مليئة بالحركة ،فتقدم لنا أفالم بوليوود مزيجا من الدراما األسرية والحياة في المناطق العشوائية وفي المدن ،وكذلك قصص الحب الملتهبة بين الشباب .كما ب��دأت السينما الهندية تعكس في اآلونة األخيرة الروح الهندية المعاصرة والمعقدة. وتحتفل السينما الهندية هذا العام بالذكرى المئوية لها ،حيث تم إنتاج أول فيلم عام 1913وهو فيلم “راجا هاريش تشاندرا”. ومن المعروف أن السينما الهندية تحظى بشعبية كبيرة في العديد من بالد العالم خاصة في مصر ،ومن ثم ال يمكن أن يخلو أي مهرجان ثقافي هندي من األفالم الهندية. وخالل فاعليات مهرجان الهند على ضفاف النيل تم تنظيم “ بانوراما األفالم الهندية” بكل من مركز اإلبداع الفني بدار األوبرا المصرية ،وكذلك بمكتبة األسكندرية ،حيث تم عرض أربعة أفالم شهيرة تتناول عدداً من القضايا في فترات زمنية مختلفة .وسوف نتعرف على هذه األفالم بإيجاز في السطور التالية.
مثل النجوم على األرض: “مثل النجوم على األرض” هو فيلم هندي درامي تم إنتاجه عام 2007والفيلم من إخراج أمير خان .يتناول الفيلم حياة صبي عمره 8س��ن��وات ه��و إي��ش��ان (دارش��ي��ل سافاري) .ورغم تفوقه في الفن ،إال أن أدائ��ه ال��دراس��ي الضعيف يجعل والديه يودعانه إحدى المدارس الداخلية .يعكس الفيلم النظام المدرسي في الهند والذي يتسم بالتنافسية ،كما يعكس مشكالت التعلم التي يعاني منها الكثير من األطفال خالل فترة الطفولة.
دعوها تذهب يا أصدقاء:
يعد فيلم “دعوها تذهب يا أصدقاء” واحداً من أكثر األف�لام الهندية شعبية في تاريخ السينما الهندية .وهو فيلم ناطق بلغة الهندي أنتجته الهيئة الوطنية الهندية لتطوير السينما عام 1983والفيلم من إخراج كوندان شاه. ينتقد الفيلم بأسلوب ساخر تفشي الفساد خالل ثمانينيات القرن الماضي في الهند في مجاالت السياسة والبيروقراطية واإلع�لام والتجارة واألعمال .ويضم الفيلم مجموعة من النجوم
مثل نصر الدين شاه ورافي باسواني وأوم بوري ونينا جوبتا.
األغبياء الثالثة:
فيلم آخر بطولة أمير خ��ان .يتناول الفيلم قضية التعليم الجامعي وعدم مراعاة مواهب وق��درات وميول الطالب نتيجة للمنافسة والسعي وراء النجاح .هذا الفيلم الدرامي الكوميدي من إخ��راج راج كومار هيراني وسيناريو أبهيجات جوشي وإنتاج فيدهو فينود تشوبرا .الفيلم مأخوذ عن رواية “ ”Five Point Someoneللكاتب تشيتان بهجات .الفيلم بطولة أمير خان وكارينا كابور وأر .مادهافان وشارمان جوشي.
في صنع المهاتما:
يتناول فيلم “في صنع المهاتما” للمخرج المعروف شيام بينيجال ،الفترة المبكرة من حياة المهاتما غاندي عندما كان يعمل محاميا ً في جنوب إفريقيا وبدء محاوالته في العصيان المدني وسياسة الالعنف .الفيلم إنتاج مشترك بين الهند وجنوب إفريقيا وهو مستوحى من كتاب “تدريب المهاتما” للكاتبة فاطمة مير والتي قامت أيضا ً بكتابة سيناريو الفيلم.
ماجدة خير اهلل (ناقدة سينمائية وكاتبة سيناريو): لقاء من الود والثقافة على مدار سنوات طويلة استطاعت السينما الهندية أن تخلب ألباب المشاهدين الذين ينتمون لمختلف األجيال بل ولمختلف الثقافات من شتى أنحاء العالم .وتعتمد السينما الهندية الشهيرة باسم بوليوود ،على تقديم طيف من المواقف واألجناس األدبية المختلفة ،من خالل المزج بين مختلف أنواع المشاعر المتأججة والخافتة ،بما يجعل المشاهد يتوق إلى مشاهدة المزيد منها.
14
صوت الهند -العدد 491
إن مهرجان الهند على ضفاف النيل الذي أقيم في الفترة بين 13إبريل إلى 13مايو خالل العام الحالي ،لهو جسر ثقافة بين الشعب المصري والهندي ،ولقاء من الود والصداقة والتفاهم بين شعبين عظيمين ،وقد استمتعنا بمهرجان السينما الهندية بمناسبة االحتفال بمائة عام على بداية صناعتها ،حتى ازدهرت وأصبحت من أقوى السينمات على مستوى العالم وأكثرها تأثيرا ،وقد تزامن هذا المهرجان مع تكريم مهرجان كان السينمائي لصناعة السينما لهندية ،كذلك قدم مهرجان الهند على ضفاف النيل مالمح من الفلكلور الهندي الراقص، ومعرض للمنتجات اليدوية المميزة والبديعة ،وقد شرفت بحضور حفل عرض واحد من األفالم الهندية مع سعادة سفير الهند والسيدة حرمه بقاعة اإلبداع بدار األوبرا ،وكان حضور الحفل غاية االستمتاع واالمتنان.
15
الفنانة شوبها مودجال تشدو بالقاهرة واألسكندرية في إطار « مهرجان الهند على ضفاف النيل» ،قامت الفنانة شوبها مودجال بتقديم حفلين غنائيين أمام الجمهور في دار األوبرا المصرية وفي مكتبة اإلسكندرية .وتعرف شوبها مودجال بأنها “أم كلثوم الهند” ،حيث أن لها صوتا ساحرا يخلـب األلبـاب ،وتجســـد أغانيهــا األسلــوب الهندوستانى الكالسيكى فى الموسيقى الهندية.
ترجمة :خالد ناجي
وتعد النواة األساسية لهذا القالب الموسيقى هى “الراج” أى “المقام” والذى يتسم بطابع خاص يميل إلى الشجن .ويتم أداء هذه األلحان الشجية فى وقت معين من النهار أو الليل وفى بعض األحيان نجد أن هناك ألحانا ً من هذا القالب الموسيقى تختص بموسم محدد فى العام يتم أدائها خالله. أما األسلوب الموسيقى الذي تم تقديمه من خالل هذا العرض الموسيقى فهو يُعرف باسم «خايال» وهو الشكل الموسيقى الغنائى الشائع منذ بداية القرن التاسع عشر .وترجع أصول هذا الشكل الغنائى إلى بالط األمراء خالل منتصف القرن الثامن عشر ،والذى كان يتبع نمطا موسيقيا محددا .ويبدأ اللحن الموسيقى فى هذا النمط بمقدمة موسيقية غير إيقاعية تعكس حالة الشجن و تسمى «أالب» وهى تمهد تدريجيا للمقام أو الحالة العامة من الشجن ،وبعد ذلك يقوم الفنان بالغناء على خلفية اللحن المعزوف ويُطلق على ذلك
16
صوت الهند -العدد 491
مصطلح تشيز أو بانديش .ومن هنا نجد أن البانديش يتألف من النص (ساهيتيا) والنغمة أو المقام (الراج) والنمط اإليقاعى (التال). ويمكن قياس مدى مهارة ومستوى تدريب وبراعة المطرب الذى يُغنى على األلحان الشجية من موسيقى الخايال من خالل القدرة على أدائ��ه االرتجالي فى إط��ار المعايير الحاكمة لهذا النوع من الموسيقى .ويجب أن تتوافر فى كل عرض معايير أساسية تنطق بمهارة الفنان أال وهى األداء الطبيعى وعمق اإلحســاس والمشاعـــر وقوة التأثـــير .ولكن يبقى القول إن جوهر األداء يظل هو عمق اإلحساس والحالة المزاجية للفنان .وهنا تكمن أهمية التواصل واإلحساس القائم بين الفنان والجمهور. وقد ُولدت شوبها مودجال فى أسرة فنية تعشق الموسيقى وتدربت على يد مجموعة من أعرق الموسيقيين والمتخصصين فى علم الموسيقى ،من أمثال الملحن البارز
17
شوبها مودجال تحكي عن كيفية تعرفها على أم كلثوم من خالل مشاهدتها ألحد األفالم
بانديت راماشريا جها «رام��ران��ج» إلى جانب بعض كبار الموسيقيين اآلخرين من أمثال «فينايا تشاندرا ماودجاليا وبانديت فاسانت ثاكار .وتعلمت بعد ذلك التقنيات األدائية ألساليب الموسيقى على يد كبار الملحنيــن من أمثال بانديت جيتينــدرا أبهيشيــك وبانديت كومـــار جاندهارفـــا. كذلك تدربت شوبها أيضا على موسيقـــى ثومرى (نوع من أنواع الموسيقى الهندية شبه الكالسيكية تمثل للعاطفة والشجن بصورة كبيرة) وذلك على يد الفنانة ناينا ديفى ،وهكذا أصبحت شوبها م��ودج��ال فنانة ساهم فى تكوينها روافد متنوعة وحظت بشهرة واسعة. وخالل مشوارها الفني ،حصلت شوبها على
العديد من الجوائز مثل جائزة بادما شرى من حكومة الهند فى عام ،2000باإلضافة إلى جائزة الطبق الذهبى لإلنجازات المتميزة فى مجال الموسيقى خالل مهرجان شيكاغو السينمائى الدولى فى دورته الرابعة و الثالثين فى عام .1998 وخالل زيارتها لمصر أعربت الفنانة عن سعادتهـــا كثيـــرا عن تلك الرحلـــة خاصـــة مشاهدتها لألهرامات وتعرفها على الحضارة المصرية ،وتقول الفنانة أنها كثيرا ما استمعت للفنانة أم كلثوم .وقد صاحب شوبها مودجال فى العروض التي قدمتها بمصر الفنان أنيش برادهان على آلة الطبلة والفنان سودهير ناياك على آلة الهارمونيوم.
آتي متولى : إن الموضوعات العامة التي تتناولها شوبها مودجال في عروضها -حسبما تذكر الفنانة -مثل الغروب على سبيل المثال يتم تصويرها من خالل لغتها الموسيقية التي تعكس شخصيتها .وتختلف هذه اللغة من منطقة ألخرى كما تختلف باختالف من يؤديها .إن ما يميز بين عازف وآخر هو قدرته على نقل عمق المعاني والمزاج العام من خالل مجموعة من المعايير .وقد استطاعت شوبها مودجال من خالل صوتها العذب ،إحياء جوهر التقاليد الموسيقية الهندوستانية ودعت الجمهور إلى االستمتاع بوجبة دسمة من الثقافة الهندية الغنية. ومهما كان قرب أو بعد ثقافتك عن عالم شوبها مودجال ،فإن بعض المستمعين يمكنهم استشراف قيم روحية في موسيقاها بينما يستطيع األخرون االستمتاع فقط بجمال الموسيقى .إن نقاء صوت شوبها مودجال يدعمه حبها الشديد لهذا اللون الفني الذي تؤدي أعمالها من خالله ونستطيع أن نلمس هذا الحب من خالل أدائها ومن خالل التعليقات التي تقدمها للجمهور بين األغنيات .إن هذه العازفة لديها شغف بالموسيقى جعلها تعتبرها أسلوب حياة ومهنة في نفس الوقت .لقد استطاعت الفنانة من خالل اجتهادها أن تجعل مهاراتها الفنية تستميل قلوب المشاهدين حول العالم.
18
صوت الهند -العدد 491
كان الفيلــــم الذي تعرفت من خالله على السيدة أم كلثوم يحمل عنوان «الربيع» ويسلط هذا الفيلم الفني الذي أنتجته الفنانة اإليرانية شيرين نشأت الضوء على مصر. ويضم هذا الفيلم الذي ال تتجاوز مدته 4 دقائق و 25ثانية ،مقطع من حفل موسيقى قدمته المطربة المصرية أم كلثوم عام ،1965وهي المطربة التي لقبت بألقاب مثل «أم مصر» و»صوت مصر» نظراً إلسهاماتها واهتمامها بالثقافة العربية .تم تصوير هذا الحفل الموسيقى بكاميرا أبيض وأسود ،ومن ثم فإن مشاهد الفيلم تخلو من مظاهر اإلبهار البصرية كما هو الحال في الحفالت الموسيقية التي يتم تصويرها في يومنا الحاضر .وعلى العكس من ذلك، يحتفظ الفيلم بتلك الخطوط األفقية المزعجة التي تتحرك إلى أعلى وإلى أسفل على شاشة التليفزيون ،والتي تظهر عادة عندما يكون هناك نوع من التداخل الكهربي. وإلى جانب مشاهد الحفل تظهر مجموعة من الصور التي قام بالتقاطها المصور «الري بارنز» وذلك في إطار إنتاج هذا الفيديو الفني الذي يستخدم الصور الساكنة والمتحركة إلى جانب الموسيقى لإلشارة إلى زمن «قدوم الربيع وبزوغ عصر جديد في العالم اإلسالمي». تتعدد جوانب األث��ر ال��ذي تركه هذا الفيلم في نفسي .فمن ناحية ،تعرفت من خالله على فن هؤالء الفنانين وسمـات أدائهــم الفني والذين كـــان
على رأسهم أم كلثوم نفسها وشيرين نشات. وقبل أن أشاهد هذا الفيلم ،لم يكن لدي فكرة عن شيرين نشات ،ولم أكن أعرف عن أم كلثوم سوى اسمها الذي كان مألوفاً ،ولكنني لم أكن أعرف ال صوتها وال وجهها وال أي من أعمالها الموسيقية – لم تكن لدى أدنى معرفة بها سوى أنها «مطربة شهيرة». وإنني أعترف أن ذلك كان قصوراً مؤسفا ً في تعليمي ،وأتمنى أن نضع نظاما ً تعليميا ً يمكن للطالب من خالله التعرف على الفنانين العالميين من أمثال أم كلثوم إلى جانب ما يتلقونه من دروس في الموسيقى الهندية.
19
فرقة مريجيا ...الشرق يعانق الغرب لطالما اشتهرت الهند بموسيقاها الكالسيكية بأنواعها وتنويعاتها المختلفة والمتميزة ،إال أن هند العجائب ال تتوقف عن تقديم كل ما هو جديد .وبالرغم من أن الكثير من الفرق الفنية في الهند استطاعت أن تقدم ألوانا مختلفة من الموسيقي الغربية إال أنها حافظت في الوقت نفسه على تراث الهند الموسيقى الثري بل ووظفته لتقدم لونا جديدا بمذاق هندي متميز .وقد استطاعت فرقة مريجيا – التي تعتبر واحدة من الفرق الحديثة نسبيا في الهند – أن تقدم لونا مختلفا من الموسيقى الهندية التي لم يعتدها الجمهور المصري من خالل المزج بين تقنيات الموسيقى الغربية والموسيقى الشرقية ،فجاء الحوار بين اللونين متناغما ومذهال في الوقت ذاته .
وفي حين استمتع الجمهور المصري بأحد أشكال الموسيقى الكالسيكية في شكلها التراثي والتي قدمتها الفنانة الهندية «شوبها م��ودج��ال» ( التي سنتحدث عنها على صفحات هذا العدد أيضا) ،استطاعت فرقة مريجيا أن تغوص في قلب الموسيقى الهندية التقليدية لتأخذ أبدع ما فيها وتقدمه في قالب حديث وطيد الصلة بالعصر الحديث. وتقدم الفرقة مزيجا ً ثريا ً من الموسيقى الكالسيكية وموسيقى البلوز وموسيقى الفانك والموسيقى الفلكلورية والموسيقى الالتينية وموسيقى الروك وموسيقى الجاز، وهو ما يمنحها سمات فريدة تجمع بين الموسيقى الكالسيكية الهندية والموسيقى العالمية ،حيث تقوم الفرقة بإعادة دمج اإليقاعات واأللحان الهندية ووضعها ضمن سياق يجمع بين موسيقى الجاز والروك
20
صوت الهند -العدد 491
وموسيقى الفانك الخفيفة .وقد قامت الفرقة ب��أداء عروضها في العديد من المحافل وحققت نجاحا ً تاريخيا ً في مهرجان ادنبره الفني لعام 2001حيث أصبحت أول فرقة هندية تحصل على 4نجوم في التقييم الذي أجرته الصحيفة اليومية االسكتلندية الرائدة «ذا سكوتسمان» .كما فازت أيضا ً بجائزة «هيرالد انجل» من صحيفة «ذا هيرالد» وذلك لتفوقها في الموسيقى ،وحازت أيضا ً على جائزة «ت��اب وات��ر» في مهرجان ادنبره الفني لعام ،2002وذلك لدورها في تعزيز التآلف بين المجتمعات. وتتألف فرقة مريجيا من ثمانية فنانين وهم ش��ارات سريفاستافا على الكمان ، وجيان سينج على الطبلة ،وأندراينل على الباص جيتار ،وساتشن كابور على األورج الكهربائي ،وراجات كاكار على
الفنان شارات سريفاستافا عازف الكمان كانت الحفالت الموسيقية التي تم تقديمها في القاهرة واإلسكندرية رائعة .وكان شيئا ً جميالً أن نلتقي بالجمهور بعد العرض لنستمع إلى ثنائهم على العرض الموسيقى الذي قدمناه .وتتمتع مصر بثقافة موسيقية عظيمة تمثل تراث ثقافي عريق أنتج فرقا ً موسيقية وفنانين عظام على الساحة الدولية .لقد كان نهر النيل مصدر إلهام بالنسبة لنا حتى أننا اآلن لدينا أغنية جديدة تسمى «الجانجا على ضفاف النيل». وقد سعدت جداً بلقاء صديق قديم وموسيقار عظيم هو فتحي سالمة الذي حاز ألبومه على جائزة جرامي في عام .2004وكان الحفل الموسيقى الذي قام فتحي بتنظيمه في القاهرة بالتعاون مع مجموعة من أكبر الموسيقيين حفالً رائعاً .وكانت فرصة عظيمة نتعلم منها .وآمل أن يستمر التعاون بيني وبين فتحي سالمة حتى يكون لنا فرص أخرى لزيارة هذا البلد الجميل. إن ما يحفل به هذا البلد العظيم من معابد وآثار ينم عن القوة الهائلة والثراء الذي كان شعب مصر القديم يتمتع بهما .فهي تجعل المرء يدرك أن اإلنسان يمكنه أن يحرك الجبال حقا ً وال يحتاج في ذلك سوى العزيمة.
ال��درام��ز واآلالت اإليقاعية ،وك��اران شارما على الجيتار ،وجوالم قادر المغنى الصوفي ،وكذلك سوكريتي سين التي تغني كالسيكيات هندية . إن أروع تلك المقطوعات التي أبهرت الجمهور المصري هي تلك م��زج فيها أعضاء الفرقة بين ألوان الموسيقى الغربية والشرقية مع الغناء الصوفي البديع حيث سقطت الحواجز بين الشـــرق والغرب ، ولعل أفضل ما قيل عن تلك الفرقة هي تلك المقولة التي عبروا بها عن أنفسهم على الفيس بوك والتي تقول إن مريجيا هي فرقة هندية تعزف في قرية عالمية ،حيث يعتبر كل فرد من الجمهور مواطن عالمي، وبغض النظر عن المكان الذي ينتمي إليه أو اللغة التي يتحدثها ،فإنه بالتأكيد سيفهم الفن الذي تقدمه مريجيا .
21
سعادة السفير الهند لدى مصر نافديب سورى
روح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير عمل للفنان عبد المنعم ممدوح
عمل للفنان أحمد صالح مخلوف
في الثاني مــن شهــر أكتوبــر،
من أه��م مميزات ث��ورة 25يناير أنها كانت فى أغلبها ثورة سلمية ،حيث كان المتظاهرون فى ميدان التحرير يرددون “سلمية...سلمية”.وكان هناك العديد من المتظاهرين يحملون الفتات مكتوب عليها بعض األق��وال المأثورة للمهاتما غاندى. وإللقاء الضوء بصورة أكبر على العالقة بين فلسفة غاندى عن الالعنف و ثورة 25 يناير ،قامت سفارة الهند بالقاهرة بتنظيم هذه المسابقة ،وبلغ عدد األعمال المشاركة من مصر 121عمال باإلضافة إلى 75 عمال من الهند وأعمال أخ��رى من دول أفريقية .وتعكس األعمال المشاركة مهارة فنية وإبداعية عالية ،ولكن األهم من ذلك أنها دفعت المشاركين من مصر لمعرفة المزيد من المعلومات عن غاندي وأفكاره. كما شجعت المسابقة أيضا شباب الهند
للتعرف على أهمية ميدان التحرير بالنسبة للثورة المصرية .لقد كانت نتيجة المسابقة ليس فقط هذه األعمال الرائعة ،ولكن دعم الروابط على مستوى شعبى الهند ومصر، والتأكيد مرة أخرى على رسالة غاندى عن السالم والالعنف.
حفيدة المهاتما غاندى السيدة /كريتى مينون
إن المعرض الموجود فى القاعة هنا يعبر بصورة رائعة عن الرابط الواضح بين الثورة المصرية ومبادئ المهاتما غاندى، واألعمال جميلة وتستحق الكثير من كلمات اإلطراء والثناء .لقد قدمت إليكم اليوم من جنوب أفريقيا األرض التى شهدت مولد روح المقاومة السلمية للمهاتما غاندى ضد الظلم .لقد بدأ غاندى رحلته الكتشاف الطريق لمحاربة الظلم عندما تم إنزاله من أحد القطارات فى جنوب أفريقيا بسبب العنصرية.
د /يحيى الجمل – نائب رئيس وزراء مصر األسبق أنا من أشد المعجبين بالمهاتما غاندى والمهاتما تعنى الروح العظيمة .ومن أروع الكتب عن المهاتما غاندى هو الكتاب الذى ألفه الكاتب واألديب محمود عباس العقاد .وعندما ذهبت إلى الهند طلبت أن أزور المكان الذى حرق فيه جثمان المهاتما غاندى ألننى أردت أن استشعر روحه العظيمة .الهند كانت محظوظة بأن كان من بين أبناءها غاندي و نهرو.
المهندس /محمد الصاوي
غاندى هو رمز الكفاح و يمثل قيمة إنسانية عظيمة .وأش��ك��ر السيد السفير س��ورى على هذه فكرة المسابقة والمعرض ألن ذلك يحث الشعب المصرى على التعرف بصورة أكبر على مبادئ وأفكار المهاتما غاندى .لقد استطاعت الهند أن تحقق اليوم ديمقراطية راسخة الدعائم و نتمنى أن نحقق نفس الشيء فى مصر.
وهو اليوم الذي يوافق ذكرى ميالد الزعيم الهندي العظيم المهاتما غاندي ،أعلنت سفارة الهنـــد عن تنظيــم مسابقـة تصميــم بوستــر تحت عنــوان “هل شعرت بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحريــــر؟” .والتي أبرزت مدى ارتباط حياة المهاتما غاندي بسلمية ثورة يناير ،وهو ما انعكس من خالل هتافات “سلميــة سلميــة” واستخـدام بعض أقوال غاندي.
22
صوت الهند -العدد 491
عمل للفنانة نهى محمد زكريا
وكانت المسابقة مفتوحة لمشاركات الشباب من مصر والهند والدول األفريقية األخرى. وضمت لجنة التحكيم د.صالح المليجي، والفنان محمد عبله ومدير المعهد القومي للتصميم بالهند السيد هورو .وتلقت اللجنة في مصر 84عمــل في فئـة مشاركات الكبار و 37عمل في فئة مشاركات األطفال. وفي فبراير 2013قامت السفارة بتنظيم حفل توزيع جوائز للفائزين في المسابقة وكان الممثل الشهير خالد النبوي ضيف الشرف في هذا الحفل( .وس��وف نعرض
عمل للفنانة داليا الدريني
األعمـال الفـائزة على صفحات هــذا العــدد)، وفي إطار مهرجان الهند على ضفاف النيل، تم تنظيم معرض لألعمال التي شاركت في المسابقة في شهر مايو وافتتحه كل من السيدة كريتي مينون ،حفيدة الزعيم ماهاتما غاندي التي كانت في زيارة لمصر ،والسيد يحيى الجمل، وم .محمد الصاوي والسيد نافديب سورى سفير الهند لدى جمهورية مصر العربية .وقد القى المعرض إقباال جماهيريا كبيرا وقامت العديد من وسائل االعالم المقروءة والمرئية بعمل لقاءات مع السيدة كريتي مينون.
23
دار األوبرا المصرية وأثناء التقاط الصورة التذكارية لي وللفائزين اآلخرين مع أعضاء
لجنة
التحكيم
التصميم الثاني (وهو أحد التصميمات التي وصلت للقائمة القصيرة).
والسفير
الهندي ،سألني السيد السفير “ :هل أنت مصمم جرافيكي؟” ...أجبت “ :ال ، أنا مهندس معماري ... ”.اكتست مالمح وجهه بدهشة مستغربا ثم ابتسم.
قصة بوستر بقلم :أحمد حسن أبايزيد الفائز بالجائزة الكبرى في مسابقة تصميم بوستر “هل شعرت بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير؟” كثيرون من مشاهيــر العمـــارة والتخطيـــط الحضري لهم إسهامات فنية وأعمال تشكيلية من نحت ورسم وطباعة وغيرها ،واألمثلة في ذل��ك كثيرة مثل إسهامات المعماري السويسري الشهير لوكوريزييه في الفن التشكيلى ،والمعماري األمريكي مايكل جريفز وتصميمه للشعارات والساعات والمعماري الهولندي الفذ ري��م كوالس ال��ذي صمم علم االتحاد األوروب���ي وعلى المستوى العربي المعماري العراقي الشهير رفعت الجادرجي الذي قام بتصميم علم دولة العراق ومازلت أتذكر لوحة جرافيكية رائعة للمعماري المصري الشهير جمال بكري – رحمه هللا – تحتوي على سورة الفاتحة مكتوبة بأسلوب فني غاية في الروعة وغيرهم كثير. وال أع��رف سببا محددا التجاه كثير من المعماريين للفن التشكيلى والتصميم الفني بجانب عملهم المعماري .قد يكون ذلك بسبب التشابه الكبير في العملية التصميمية في كل مجاالت التصميم ،أو ضيق المعماري بالمحددات في التصميم المعماري والحضري وبحثه عن مجاالت فنية أخرى بمحددات أقل ليمارس حرية أكبر في التعبير الفني .
24
صوت الهند -العدد 491
كيف بدأ األمر؟ خبر في إحدى الجرائد المحلية عن تنظيم سفارة الهند لمسابقة تصميم بوستر تحت عنوان “ هل شعرت بروح غاندي في ميدان التحرير؟” ..وكان السؤال هو :كيف يمكنني أن أص��وغ سلمية الثورة المصرية وفكر غاندي عن السلمية صياغة بصرية محكمة ؟ وكعادتي قبيل المشاركة في أي مسابقة، أب��دأ بعمل بحث ج��اد ع��ن الموضوعات والتصميمات المشابهة .حيث تعتبر مرحلة جمع المعلومات من أهم المراحل في عملية التصميـــم ،وفيها يتشكـــل وعي المصمــم بالموضوع ،فقرأت عن غاندي وأفكاره وعن الثورة المصرية والثـــورات األخــرى وكيف عبر الفنانون عن ذلك بتصميمات متنوعة.
التصميم األول -الفائز بالجائزة الكبرى
جلست ساعات طويلة أتجول على شبكة اإلن��ت��رن��ت ع��ب��ر ال��ع��ش��رات م��ن ال��ص��ور والتصميمات حتى وجدتها ...صورة عبقرية التقطتها عدسة فنان بحق ...أب يحمل طفل على كتفه وه��و يحمل الطعام في ميدان التحرير والطفل يحمل علم مصر وال تستطيع أن تخطئ ابتسامة الطفل وسعادته .وكان
الطفل -من وجهة نظري -رم��زا لمستقبل مصر ومستقبل الثورة. وكيف يكون التعبير البصري عن سلمية الثورة المصرية سوى هذا المشهد ؟؟ وقد قمت بتصميم البوستر بحيث يكون هذا المشهد في صدارة التكوين وأن تكون الخلفية عبارة عن حائط يحتوي على رسومات جرافيتي تعبر عن الثورة وكأنها مرسومة بالسبراي مثل (الثورة ،سلمية ،حرية) ووجه مجرد لغاندي وكأنه مطبوع على الحائط بأسلوب الستنسيل الشهير وكأنه يتابع المشهد مبتسما ً ومتابعا ً ومؤيداً.تعمدت أن تكون األلوان على الحائط الرمادي (وهو لون محايد) هي ألوان العلم المصري إلظهار التباين. ثم قمت بإضافة علم مصر بألوانه الثالثة على وجه الطفل ،وهو فعل انتشر في ميدان التحرير وكافة الميادين الثائرة إبان الثورة. وبإتباع مبدأ التشابه قمت بإضافة علم مصر على وجه غاندي على الحائط وكأنني أقول نعم لقد تميز المصريون باستخدام السلمية كسلوك أثناء الثورة والتي تتشابه كثيراً مع أفكار غاندي ومبادئه ولكن السلمية كانت بنكهة مصرية أو ربما أن السلمية كمبدأ قادرة
جاءت فكرة البوستر بعد اطالعي على بعض الملصقات الخاصة بحركة تمرد الشباب األوروبي في الستينات والتي كانت تستخدم فيها األلوان الصارخة لتعبر عن الثورة والتمرد، وقررت أن يكون التكوين األساسي للبوستر مستوحى من العلم المصري ،حيث ينقسم البوستر بشكله الطولي إلى ثالثة أجزاء ،الجزء العلوي الذي يغلب عليه اللون األحمر ،والجزء األوسط الذي يغلب عليه اللون األبيض ،والجزء السفلى ويغلب عليه اللون األسود. ويمتد الجزء األسود ألعلى مشكالً سلويت لغاندي ممسكا ً بعصاه وكأنه يراقب الثوار وأمامه على يسار البوستر سلويت لهم يهتفون ويحملون الفتة من القماش حمراء تحمل كلمة “سلمية” “ ، ”PEACEFULمع إحدى العبارات المأثورة لغاندي باللغة اإلنجليزية وهي “ :تستطيع أن تهز العالم بطريقة رقيقة “ وهي تعبر تماما ً عن حالة الثورة المصرية التي استطاعت أن تسقط النظام بالتظاهر السلمي ،وتم كتابة اسم غاندي أسفل البوستر مع دمج حروف اختصار لكلمة 25 يناير بها ،وقد جاء الجزء األوسط باللون األبيض كصورة تجريدية لميدان التحرير وهو مكتظ بالثوار ،أما الجزء العلوي ( السماء) الذي كساه اللون فقد جاء ليرمز لثورة الشباب ،كما اخترت اللون األبيض لتجريد قرص الشمس ليرمز لألمل والمستقبل. وكأن غاندي يحمل بيده علم مصر بألوانه الثالثة الذي يتشكل من الالفتة الحمراء مع الفراغ األبيض ،وسلويت الثوار األسود في األسفل مكتوبا ً عليه أهم مبادئه وهي السلمية .وكأنه يحمل رسالة لكل الثوار تقول “ أنا معكم في مطالبكم السلمية التي طالما ناديت بها لبالدي الهند ...فكل منكم غاندي آخر”.
العمل الفائز بالجائزة الكبرى في مسابقة “هل شعرت بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير؟”
عندما يصمم المعماري ....بوستر !!!
وأنا على منصة التكريم بإحدى قاعات
على استيعاب مختلف الثقافات فال عجب أن ترى بعض الثوار المصريين يرفعون الفتة تحوي إحدى كلمات غاندي أو أن ترى وجه غاندي تزينه ألوان العلم المصري!!!
التصميم أسلوب حياة
إن التصميم مهنة سامية تخاطب وجدان الشعوب بل وتؤثر في حياتنا اليومية بشكل كبير وكل منا يمارس التصميم في حياته اليومية دون أن يشعر .إن للمصمم والفنان دورا مهما بوجه عام أال وهو االرتقاء بالوعي والذوق لدي المتلقي ومخاطبة وعيه وعقله ودفعه للتفكير وتغيير حياته لألفضل وتلك رسالة المصمم والفنان الحق والتي لو يعلم كم هي عظيمة. لقد كان الفوز بالجائزة مفاجأة لم أتوقعها ،ولعل فوزي بهذه المسابقة رسالة إلى كل فنان ومصمم شاب أال ييأس وأن يستعين باهلل وأن يطور من أدائه ومن معارفه وثقافته وأن يأخذ رسالته بقوة ...فحتما ً سيفوز ...وربما يفوز بالجائزة الكبرى!!!
25
األعمال الفائزة في مسابقة
حفيدة غاندي في ميدان التحرير في البداية سيتجاهلونك .ثم يسخرون منك. ثم يحاربونك .لكنك ستنتصر في النهاية ...غاندي
“هل شعرت بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير؟” الفائزون من مصر
ظلت هذه المقولة تتردد عبر السنوات واألجيال حتى وصلت إلى ميدان التحرير ،حيث ثورة يناير المجيدة التي عرفت بسلميتها ،والتي ارتبطــت في أذهــان الكثيريــن بسلمية كفاح غاندي ..ومن هذا المنطلق حرصت حفيدة المهاتما غاندي السيدة /كريتي مينون على زيارة مصــر الفتتاح معرض “ هل شعرت بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير؟” والذي استضافته ساقية الصاوي بالزمالك. وحول ثورة يناير تقول كريتي إن ميدان التحرير سوف يمثل لسنوات قادمة نقطة تحول في تاريخ البشرية .وستظل األجيال القادمة تعقد المقارنات بين حركات الربيع العربي وكفــاح جنوب أفريقيا من أجــل تحقيق الديمقراطية وكفاح الهند للحصول على االستقالل. وقد ولدت السيدة مينون في جنوب أفريقيا حيث ب��دأ جدها الزعيم غ��ان��دي كفاحه واستقرت بها منذ والدتها وحتى اليوم. وه��ي تعد واح���دة م��ن أه��م الشخصيات النسائية الرائدة فى مجال التعليم العالى فى دولة جنوب أفريقيا .كما أن لها العديد من المؤلفات األكاديمية. وح���ول م��ع��رض “ ه��ل ش��ع��رت ب��روح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير ؟”تقول مينون إن األعمال التي تضمنها المعرض استحضــرت جوهـــر مبادئ غانــدي كما جعلتنا نستحضر الذكريات عن غاندي وهو يسير ويصوم ويستخدم مغزله ويتحدى جبروت اإلمبراطورية الهندية وهو يرتدي رداءه القطني البسيط ،كذلك جعلتنا نتذكر صور آالف المصريين الذين اعتصموا في
ميدان التحرير بكل صبر في انتظار هبوب نسمات الديمقراطية .وقد تم التعبير عن تواجد غاندي في ميدان التحرير من خالل تلك البوسترات التي تعمل على تجسيد لحظات عظيمـة في التــاريخ في صــورة أعمال فنية. وحال وصولها إلى مصر حرصت السيدة مينون على زيارة ميدان التحرير ،وهي تقول إن مصر بلد جميل ومبهر وتشعر بألفة سريعة مع أهلها .وتضيف أن الميدان أصبح بالنسبة لها رمزا لحرية التعبير وهذا مكون مهم من مكونات الديموقراطية. ومن المعروف أن السيدة /مينون تأخذ على عاتقها مسئولية التأكيد على نشر رسالة الالعنف .وه��ي كذلك تعمل ف��ى مجال االرتقاء بشئون المرأة مع العديد من الهيئات ومن بينها جهاز الشرطة ،حيث تتواصل مع ضحايا الجرائم و العنف الجنسى من النساء. وفي حوار لها مع جريدة األه��رام وآخر مع مجلة نصف الدنيا ذكرت مينـــون إن رســـالة غاندي ال تفقد أهميتها مع الزمن. وقالت إن مسئوليتنا دائما هي المطالبــة بالعدالة االجتماعيــة ،ونبذ العنــف ،ونشر
الســالم ،واعتقد أننا نقوم بذلك ربما ليس بالقدر الذي قدمه غاندي ،لكن علي قدر استطاعتنا ،وكل شخص يمكنه من خالل مجال عمله نشر رسالته .وأضافت أن الشعب المصري حقق بشكل سلمي ما كان يرغب ،وسيكون بخير،وأشارت إلى أن الجانب الجيد في الثورة هو مطالبتهــا بالعدالة االجتماعيــة ومكافحـة الفســاد وسوء استخــدام السلطــة والنفوذ. وحــول دور المرأة في الثورة المصــرية قالت :إن المرأة يجب عليها أن تتحكم فى مصيــرها وتحدد مســار حياتهـا بنفسها ... وقد شاهدنا جميعا المرأة المصرية تتقدم الصفوف وتدافع عن بلدها ،مستقبل مصر هو مستقبل المرأة المصرية ،فأنا أثق فيها للغاية وفخورة بتجربتها وأثق بأنه سيكون لها في المرحلة القادمة ش��أن أكبر من الرجال فى تحقيق أحالمها التى هى أحالم كل المصريين الذين خرجوا فى ثورة ولن يعــودوا إلى أدراجهــم إال بعد أن يحققـــوا ما دفعوا ثمنه وأعتقد أنه كان غاليا جدا.. واختتمت حديثها قائلة “ أنا أتمنى نجاحكم وسأصلى لكم من أجل أن تحققوا ذلك”.
عمرو شعالن
يوسف دعموم
الجائزة األولى
الجائزة الثانية رحاب جودة
26
صوت الهند -العدد 491
الجائزة الثالثة
27
الفائزون من الهند وأفريقيا
الفائزون من مصر (األطفال)
سيدهارت جاين -الهند
مازن عبد اهلل على
الجائزة األولى
سانديب راج كيه -الهند زينب حسام الدين عثمان
الجائزة الثانية
الجائزة الثانية
الجائزة األولى
فيتسوم أوك تيميسجين – أثيوبيا الجائزة الثالثة
رغدة معتز محمد
الجائزة الثالثة (مناصفة)
سورييابانديان تي – الهند جائزة خاصة
سيجاى جوبتا -الهند جائزة خاصة
سارة رجب حسين الجائزة الثالثة (مناصفة)
28
صوت الهند -العدد 491
29
الكاتب /جالل أمين
“كلمات على الماء”...
السيد /سانجوي روي
ملتقى بين
سفير الهند لدى مصر /نافديب سورى
كان الهدف الرئيسى من هذا الجزء األول من اللقاء كما أوضحه السيد /سانجوى روى هو ”:ماذا تعنى الترجمة عبر الثقافات
من الهند ومصر
والخبرات حول عــدد من الموضوعـــات المهمة .أقيم اللقاء األول فى ساقية الصاوى يوم 5مايو ،2013بينما أقيم اللقاء الثانى يوم 7مايو بقاعة المحاضـــرات بمكتبة اإلسكندرية. فيما يلى نستعرض بمزيد من التفاصيل كل ما دار فى هذين اللقاءين اللذين يعبران وبحق عن لقاء حضارتين عريقتين هما الحضارة الهندية والحضارة المصرية.
30
صوت الهند -العدد 491
المختلفة والسيما فى ظل الفوارق بين ثقافات العالم المختلفة التى فى بعض األحيان ال يتم تغطيتها من خالل عملية الترجمة؟”. وأشار إلى أن الهند بها 22لغة رسمية ومئات اللهجات المختلفة
بقلم :محمد حامد
النيل” تم تنظيم لقاءين بين مفكرين وأدباء من الهند مصر لتبادل األفكار
الكاتبة والناشرة /ناميتا جوكالي
األديب /أميش تريباثي
البروفيسور /سيد شاهد مهدى
“الحياة في الترجمة”
أدباء ومفكرين في إطار مهرجان “الهند على ضفاف
الروائية /أهداف سويف
دكتور /عمرو حمزاوي
السيد/أشرف خليل
اللقاء األول :استضافت ساقية الصاوى ذلك اللقاء الذى جمع كوكبة من األدباء والمفكرين الهنود والمصرين .شارك فى اللقاء الذى انقسم إلى جزئين األول أدبى وحمل عنوان “الحياة مع الترجمة” والثانى سياسى وجاء بعنوان “النموذج الهندي للديمقراطية” “المرأة ودورها في التغيير السياسي والمجتمعى” “تشكيل مجتمعات الغد ،وهل نحن قادرون لتحقيق تطلعات الشباب”“ ،هل التعددية حجر الزاوية للديمقراطية؟” شارك فى الجزء األول من اللقاء :من الجانب الهنــدى البروفيســور سيد شاهد مهدى والكاتبة والناشرة ناميتا جوكالي واألدي��ب أميش تريباثي وسفير الهند لدى مصر (وهو أيضا مؤلف ومترجم) نافديب سورى وكبير المترجمين بالسفارة الهندية محمد حامد على ،وأدار هذا الجزء األول المخرج المسرحى الهندى ومدير شركة تيم وورك السيد/ سانجوى روى.
األمر الذى يعطى هذا الموضوع أهمية خاصة بالنسبة للهند. الكاتبة والناشرة ناميتا جوكالي: كما تعرفون الهند هو مجتمع يتسم بتعدد اللغات .البد أن يكون هناك ديمقراطية فى مسألة الترجمة أيضا واللغات المتحدث بها بمعنى أنه ال يجب أن يكون هناك هيمنة من لغة بعينها على باقى اللغات األخرى .يجب أن يتم التعامل والنظر إلى كل اللغات من خالل منظور المساواة .وبالنسبة للتساؤل الذى تم طرحه بشأن كيف استطاعت الهند التعايش فى ظل هذه التعددية من حيث اللغات ،أود أن أشير إلى ما ذك��ره أحد األدباء الهنود عن هذا األمر حيث قال :إذا
نظر المرء إلى التعددية الثقافية فى األدب الهندى أدرك وحدتها ولكن إذا نظر المرء إلى وحدتها أوال ثم التعددية الثقافية سيشعر باالستغراب الشديد .وأضافت قائلة“ :إن الغرب ينظر إلى التعددية اللغوية على أنها مشكلة ولكنها فى الهند هى مصدر ثرى لإلنتاج األدبي واإلبداعي الغزير”. الترجمة هى مكون أساسى ورئيسى من حياة الناس فى الهند نظرا للتعددية اللغوية. فعلى سبيل المثال ،قد نجد المرء يتحدث لغته األم ،ويتحدث بلغة أخرى مع مديره فى العمل بينما يتلو صلواته بلغة ثالثة
ويرسل البريد اإلليكتروني بلغة رابعة .فى الحقيقة ،التعددية اللغوية هى أحد األصول األساسية التي تفتخــر بها الهنـــد .ويتطلب األمر الترجمــة الدقيقــة والفعليــة بين هذه اللغات حتى يستطيع الجميع التعرف على اآلخر.
31
وبالنسبة لهيمنة لغة بعينها فى العالم ،تقول ناميتا :إن العامل االق��ت��ص��ادي أو القوة االقتصادية تلعب دورا فى تحديد اللغة التى يكون لها الهيمنة على باقى اللغات فى العالم. د .سيد شهيد مهدى: أوال أود أن أشير فى هذا الصدد لألهمية الحضارية للترجمة .هل تعرفون أن كتاب كليلة ودمنة تم تأليفه فى األساس فى الهند ثم تمت ترجمته إلى اللغة الفارسية ومن اللغة الفارسية إلى العربية ،وهل تعرفون أيضا أن األسلوب الذي تم إتباعه فى تأليف كتاب “ألف ليلة وليلة” من خالل توالى سرد الحكايات هو أسلوب هندي فى كتابة القصص؟! إن حركة الترجمة تثرى عملية نقل المعارف بين الحضارات والثقافات وال يمكن فى هذا المقام أن ننسى الدور الكبير الذي لعبته “دار الحكمة” فى بغداد التي نقلت من خالل الترجمة العديد من الكتب الهندية وأيضا كتب فلسفية ألرسطو وغيرها الكثير والكثير من الكتب .أنا شخصيا استطعت أن أقرأ الثالثية الشهير للكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ بعد أن تمت ترجمتها إلى اللغة اإلنجليزية وت��ع��رف��ت م��ن خاللها على ال��ظ��روف االجتماعية التي كانت تعيش فيها الطبقة المتوسطة فى مصر .فلوال حركة الترجمة لما كنا استطعنا التعرف على الحضارات المختلفة .ومن هنا أود أن أؤكد مجددا على األهمية الحضارية للترجمة .لقد قرأت أيضا رواية “عمارة يعقوبيان” حيث تمت ترجمتها إلى اللغة األردية. المؤلف والمترجم نافديب سورى: طبيعة عملي كدبلوماسي تجعلني أتعرف على العديد من الثقافات والحضارات. فعلى سبيل المثال هذه هي ثاني مرة يتم
32
صوت الهند -العدد 491
تكليفي بالعمل هنا فى مصر .بالنسبة لموضوع األدب ،كنت أتحدث مع الزميل محمد حامد عن إحدى الروايات التي ألفها جدي فى الثالثينات وهى مكتوبة باللغة البنجابية (البنجاب كإقليم جزء منه حاليا فى الهند و اآلخر فى باكستان) ومترجمة إلى اإلنجليزية ،ووجدنا كيف أن هناك تشابه كبير فى أسلوب الكتابة بين هذه الرواية و روايات نجيب محفوظ و كذلك فى ظروف المجتمع و كذلك ظروف تلك األسرة المرصودة فى الرواية فى البنجاب واألس��رة المصرية فى القاهرة أو الدلتا كما وصفها نجيب محفوظ .و من هنا ،هل يمكن أن نستخدم الترجمة فى بناء الجسور بين الثقافات؟ أحد الدوافع التي جعلتني أنا شخصيا أميل للقيام بالترجمة هو أن جدي كان روائيا ويكتب القصص باللغة البنجابية .وقلنا إنه إذا كان جدي يكتب تلك القصص بلغة أخرى غير اللغة البنجابية المحدودة االنتشار ،فربما كان قد حظى بشهرة عالمية .وبالتالي ،فالترجمة يمكن أن تجعل المرء يتعرف على مثل هذه األعمال وعقد مقارنة بينها للتعرف على أوجه التشابة الكبيرة. وعن التطورات التى شهدتها اللغة البنجابية، يقول السفير سورى :خالل الجيل الماضى أعتقد أن أعداد الناس القادرين على قراءة اللغة البنجابية أصبحت تتضاءل ،حيث اتجه الكثير منهم إما إلى اللغة االنجليزية أو لغة الهندى باعتبارهما من اللغتين الرسميتين للبالد. األديب أميش تريباثي: بالنسبة الستخدام الفيس بوك فى العالم اليوم وكيف أنه ساهم فى القضاء على الفجوات الرقمية والبعد المكاني والزماني ،يقول
أميش :إننا نعيش اليوم فى ظل العولمة وقد ساهم الفيس بوك فى اتساع هذا النطاق. إنني أرى أن الترجمة هي عبارة عن جسر للتواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة .فعلى سبيل المثال :الترجمة من لغة الهندي إلى اللغة العربية هي بمثابة جسر بين الهند ومصر .والهدف من هذا الجسر أو الترجمة هو التعرف على اآلخر وفهمه على نحو صحيح .واللغة اإلنجليزية من اللغات المرنة التى ساهمت فى بناء جسور بين العديد من الثقافات فهى لغة عالمية اليوم ،ولكن اللغة السنسكريتية ليست بهذه المرونة .والفيس بوك اليوم له لغته التى تعتمد فى األساس على اللغة اإلنجليزية وم��ن ثم أصبح أح��د وسائل التواصل بين الثقافات المختلفة. كبير المترجمين بالسفارة الهندية محمد حامد على: فى البداية أود أن أف��رق بين الترجمة الحرفية التى ال معنى لها والترجمة الحرفية االحترافية الناقلة للمعنى فى النص األصلي بدقة عالية و التى يُعتمد عليها فى العديد من المجاالت مثل المجاالت القانونية والعلمية. والمترجم الب��د أن يكون عاشقا لمهنة الترجمة وليست مجرد وظيفة ألن الوظيفة قد يشعر اإلن��س��ان بالملل بعد فترة من امتهانها ،ولكن عندما تكون الترجمة عشقا ومهارة طبيعية داخل المترجم يصل إلى درجة اإلب��داع ومستوى الكمال المنشود وتكون عملية الترجمة بالنسبة له عملية سلسة و سهلة .أما فى الترجمة السياسية، فأنا ألتزم بكل ما يقال حرفيا ألن الكلمة فى المجال السياسي أو الخطاب السياسي عادة ما يكون لها ثقل ومغزى معين يجب أال يغفله المترجم.
“النموذج الهندي للديمقراطية” الجزء الثاني من اللقاء“ :النموذج الهندي للديمقراطية” ،و“المرأة ودورها في التغيير السياسي والمجتمعي” ،و“تشكيل مجتمعات الغد ،وهل نحن قادرون على تحقيق تطلعات الشباب؟”“ ،هل التعددية حجر الزاوية للديمقراطية؟” شارك فى الجزء الثانى من اللقاء :من الجانب الهندى نفس المشاركين فى الجزء األول وانضم إليهم من الجانب المصرى :الروائي والخبير االقتصادي د /جالل أمين ود/عمرو حمزاوى والروائية /أه��داف سويف وأدار الجلسة الصحفي أشرف خليل. الكاتبة والناشرة ناميتا جوكالي :من الصعب الحديث عن موضوع يخص دول��ة بعينها وذلك ألن اإلعالم قد يعكس الموضوع من جانب واحد فقط .فكل الحركات التى تحدث فى المجتمعات يرصدها التيار األدبى .فنجد األدب يرصد القيم اإلنسانية والسعى وراء الحفاظ على الكرامة اإلنسانية من خالل سرد العديد من القصص األدبية حول الربيع العربى .وبالنسبة لى كأحد المهتمين باألدب، فإن هذه األم��ور تكتسب أهميته عندما يتم صياغتها فى قالب أدبى. األديب أميش تريباثي :هناك العديد من الدوافع وراء ث��ورات الربيع العربى مثل الشعور باإلحباط لدى الشعوب وحالة الركود التى
يشعر بها المجتمع .وقد اختار الشعب مصر- تماما مثل الشعب الهندى -المنهج السلمى فى ثورة يناير ولم يلجأ إلى العنف وهذا من األمور الرائعة عن الثورة المصرية .واتضح من طريقة تنظيم المظاهرات حيث قام الشباب بتنظيم المظاهرات بأنفسهم .بالنسبة للهند، استطاعت تحقيق عملية التحول الديمقراطى بعد استقاللها فى تلك الفترة ،ولكنها عانت من الناحية االقتصادية واستغرق األمر أربعين عاما حتى حققت القفزات االقتصادية التى يراها العالم اليوم .ولكن ال أعنى بالطبع أن األمر ينسحب على مصر حيث أنكم قادرون أن تحققوا التقدم االقتصاد فى وقت سريع. د .سيد شهيد مهدى :فى العقدين األولين من استقالل الهند ،قرر نهرو أال تفتح الهند أبواب البالد على مصرعيها لآلخرين بل أن تعمل أوال على تحقيق االكتفاء الذاتى واالعتماد على ال��ذات فى بعض المجاالت األساسية. وعندما تصل البالد إل��ى مرحلة النضج، يمكن لها أن تبدأ فى االنفتاح الخارجى .قام
نهرو بإرساء بعض الصناعات األساسية مثل :صناعة الصلب .وأعتقد أن تطلعات شعوب دول الربيع العربى هو تحقيق العديد من المكاسب و الفوائد بالنسبة للطبقات الدنيا والعدالة االجتماعية. وعما يمكن أن نتعلمه من النموذج الهندى تحدث المشاركون من الجانب المصرى على النحو التالى: د/عمرو حمزاوى :يجب علينا أوال أن نركز على مشكالتنا الداخلية أوال قبل أن ننظر إلى النماذج الخارجية .ولكن عندما أنظر إلى الهند كخبير سياسى فإننى أرى أن الهند قد حققت المعادلة الصعبة من حيث إقرار الديمقراطية فى ظل الفقر .وكما يعرف السيد/ السفير فإنني كنت مؤخرا فى زيارة إلى الهند وقد رأيت بنفسى كيف أن الهند بدأت حاليا فى مكافحة الفساد بصورة كبيرة وتحديث عملية اإلدارة .ونجد اآلن أن معظم التحديات التى تواجهها الهند هى نفس التحديات التى نواجهها اليوم مثل الفساد و البيروقراطية.
33
الروائية /أهداف سويف :لقد قضيت ما يقرب من شهر فى الهند فى مطلع العام الحالي وزرت العديد من الواليات وعقدت لقاءات فى مختلف الجامعات والتفاعل مع الطالب. وقد لمست خالل تلك الفترة التشابه الكبير بين مصر والهند فى طريقة النظر إلى العالم وأيضا تحديد المشكالت من حولنا والتعامل معها .وعندما تحدثت مع الطالب فى تلك الجامعات الحظت أن هناك إدراك من جانب شباب الهند لطموحات شباب مصر وأيضا لشعور اإلحباط التى أصابت الشباب و التى كانت الدافع وراء الثورة المصرية. أما بالنسبة للديمقراطية فهناك العديد من التساؤالت هل هي مجرد إجراء االنتخابات
وأن يكون لدى المرء عدد كاف من البطاقات االنتخابية فى الصندوق؟! أما عن المرأة فى المجتمع الهندي والمجتمع المصري ،فإنني أرى أن المجتمعين على ال��رغ��م م��ن توقير الحضارتين الهندية والمصرية للنساء لدرجة تصل إلى العشق الشديد والعبادة ،فإنها تتعرض اليوم على مستوى آخ��ر الع��ت��داءات جسيمة وتواجه بمشاعر من الكراهية .بالتأكيد هناك الكثير من الجهود التى يتم بذلها في هذا الشأن. وخالل زياراتي لألماكن المختلفة فى الهند شعرت بوجود رغبة كبيرة بين أبناء الشعب الهندي فى التواصل بصورة أكبر مع الشعب المصري.
الروائي والخبير االقتصادي د /جالل أمين: أوال إذا كنتم جئتم إلى مصر منذ ثمانية عشر شهرا كنتم ستجدوننا سعداء بالربيع العربي ،ولكن اليوم إذا ما سألتم أفراد مختلفين من الشعب المصري ستجدون أن لديهم شعور بالضبابية و الكآبة من الموقف س��واء بالنسبة للديمقراطية أو أمور أخرى .إن استعارة نموذج من دولة أخرى فى الخارج لتطبيقه فى الداخل هو أمر قد ينطوي على بعض اإلشكاليات. ولكن يجب أن أشير إل��ى أننا معجبون بالعديد من اإلنجازات التى حققتها الهند منذ االستقالل سواء على الصعيد السياسى أواالقتصادي أواالجتماعي.
استضاف اتحاد كتاب مصر برئاسة السيد /محمد سلماوي األدباء والكتاب الهنود الذين قاموا بزيارة مصر في إطار فاعليات مهرجان الهند على ضفاف النيل ،وذلك لبحث وسائل تشجيع الترجمة ما بين الكتاب الهنود والمصريين ،وقد ذكر سلماوى أن اللقاء شارك فيه أعضاء االتحاد وأميش تريباتى الذى يوصف بأنه باولو كويللو الهند ،حيث تباع رواياته بمئات اآلالف ،وناميتا جوكالى وهى من أشهر الروائيات فى الهند ومديرة إلحدى دور النشر الكبرى كما أنها رئيسة مهرجان جايبور األدبي،والبروفيسور سيد شاهد مهدي وكذلك سعادة سفير الهند بالقاهرة السيد نافديب سوري .كما حضر اللقاء عدد كبير من الكتاب والشعراء المصريين.
كلمات على الماء باألسكندرية أقيم اللقاء الثانى بين الكتاب الهنود والمصريين يوم 7مايو 2013بقاعة المحاضرات بمكتبة اإلسكندرية وشارك فيه من الجانب الهندى نفس الكوكبة من ال ُكتاب والمؤلفين المشاركين فى لقاء ساقية الصاوى باإلضافة إلى مجموعة من الشخصيات األكاديمية من األسكندرية من بينهم:الدكتورة سحر حمودة رئيس قسم اللغة اإلنجليزية بكلية اآلداب بجامعة اإلسكندرية وﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭة نجالء أبو عجاج من ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ جامعة األسكندرية ،المخرج الشاب عبد هللا ضيف. انقسم اللقاء إلى ثالث جلسات حوارية: الجلسة األولى من الحوار بين الدكتورة سحر حمودة و د /سيد شهيد مهدى تعرضت للفنون المعمارية المختلفة الموجودة فى مدينة األسكندرية والتى تنتمى للحضارات المختلفة والتى تمثل تيارات ثقافية أثرت التيار الثقافى العام فى مصر. وطالب الحضور أن يكون هناك تعاون بين الجانبين الهندى والمصرى على المستوى األكاديمى من أجل الدخول فى مشروعات أدبية مشتركة للترجمة من األدب الهندى واألدب المصرى لمزيد من التواصل بين أبناء الشعبين. الجلسة الثانية من الحوار بين الدكتورة نجالء أبو عجاج و الروائي أميش تراباثى تناولت تأثير التواصل بين الشباب باستخدام التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل اإلجتماعى مثل الفيس بووك وتويتر األمر الذي ساهم فى تالشى عاملى الزمان والمكان فى عالمنا اليوم. الجلسة الثالثة من الحوار بين المخرج سانجوى روى والمخرج الشاب عبد هللا ضيف دارت حول استخدام الفنون المسرحية فى إعادة تأهيل أطفال الشوارع وتحدث خاللها من الجانب الهندى المخرج سانجوى روى ومن الجانب المصري عبد هللا ضيف حيث استعرض كل منهما األنشطة المختلفة التى يقوم بها من خالل منظمات أهلية متخصصة فى تعليم أطفال الشوارع الفنون المختلفة.
34
صوت الهند -العدد 491
لقاء أدباء الهند بأعضاء اتحاد كتاب مصر
ناميتا جوكالي أميش تريباثي: كانت تلك رحلتي األولى إلى مصر ،مركز الثقافة في العالم العربي .بالطبع ،كانت المعالم السياحية التي يزورها السائحون عادة مثل األهرامات والرحالت النيلية والمتاحف محل إعجابي الشديد .ولكن ما أثار اهتمامي بشكل أكبر هو رؤية حركة التحول في هذا البلد .وقد فهمت الكثير من األشياء من خالل تعامالتي مع مصريين من خلفيات مختلفة. ويميل الهنود إلى التفكير بشكل إيجابي عن مصر ،ربما كان ذلك بسبب االرتباط التاريخي بيننا .يحب المرء أن يرى بزوغ مصر كدولة ديمقراطية ليبرالية ثرية تحتل مكانتها الالئقة بين دول العالم.
في لقاءاتي مع الكتاب والمفكرين والشعراء، تعرفت على مصر المعاصرة التي تسعى وتبحث في دأب عن كيفية الوصول بالثورة المصرية وما آلت إليه إلى مناخ ديمقراطي سليم .ومن خالل مقابالتي وتعامالتي مع أشخاص من مختلف المجاالت ،شعرت بنبض المجتمع وأدهشني ما وجدته من صراحة وانفتاح في أحاديث الناس. كما تأثرت جداً عندما رأيت مدى حب الناس للهند وكل ما هو هندي – بداية من نهرو وحتى السينما الهندية “بوليوود”. وفي عودتي إلى وطني ،سأحمل معي نسمات نهر النيل وكلمات األشعار المتفرقة والحوارات التي جرت بيني وبين عدد من الكتاب ،وهي الحوارات التي كانت تتعلق بالبيئة المحيطة رغم كونها ح��وارات عامة ،هذا باإلضافة إلى العديد من الكتب واألفكار واألصدقاء الجدد وآمل أن استقبل عدداً من الكتاب المصريين في الهند قريباً.
سيد شاهد مهدي
كانت الحوارات التي دعيت للمشاركة فيها في القاهرة واإلس��ك��ن��دري��ة وال��ت��ي دارت ح��ول قضايا التعددية والمصاعب التي تواجه الديمقراطيات الناشئة ،كانت تتسم بالصراحة وإثارة الفكر حيث كانت تعكس تنوع الرؤى والمشاركة النشطة .جرت الحوارات في مناخ ودي دعمه حسن ضيافة السفير سوري وظهر خالل تلك الحوارات كوكبة من أهم المفكرين المصريين. كما كان اإلقبال كبيراً على مسابقة بوستر “غاندي في ميدان التحرير” .وآمل أن يتم قريبا ً نشر كتاب يضم البوسترات التي شاركت في المسابقة. وكان اللقاء التفاعلي الذي أجري مع أعضاء اتحاد الكتاب بمقر االتحاد واحداً من أبرز وأهم الفعاليات األدبية في المهرجان .وتم استقبالنا بقدر كبير من الود والترحاب.
35
عروض نريتياجرام تبهر الجمهور المصري
تحكي لنا رقصة األوديسي عن الماضي الذي كان ثريًا بفنــون الرقص والموسيقى واألساطير. وتعكس سمات هذه الرقصة التي تتميــز بالبهجــة والطــرب الطابع المعماري لمعبد أوديشا
وق����د زارت م��ص��ر م���ؤخ���را ف��رق��ة “نريتياجرام” التي تعد واحدة من أشهر فرق الرقص الهندية المتخصصة في تقديم رقصة األوديسي ،وهي أحد أشكال الرقص الكالسيكي الهندي وإحدى أقدم الرقصات التراثية في العالم ،بحركاتها المتموجة وتعبيراتها الجذلة . وقد أدت الفرقة عروضها أم��ام جمهور ع��ري��ض م��ن المشاهدين ف��ي القاهرة واإلسكندرية في ختام المهرجان الثقافي الهندي الذي استمر على مدى شهر كامل. حيث ق��ام أعضاء الفرقة بتقديم عرض “سرياه” وهو عبارة عن مجموعة مختارة من األعمال التي قدمت خالل عشر سنوات،
ومنها شيفا أشتاكام (قصيدة لإلله شيفا) من عرض “أنش” ،ريتو فاسانت من عرض “الفضاء المقدس” ،وأشتابادي – قصيدة من ملحمة “جيتا جوفيندا” ،و كيساليا شايانا من عرض “الفضاء المقدس” ،فيبهاكتا من عرض “براتيما :تأمل” وتعد فرقة رقص نريتياجرام من أشهر الفرق الهندية حيث تقدم عروضها في أنحاء العالم المختلفة بما في ذلك الرحلة السنوية التي تقوم بها إلى الواليات المتحدة األمريكية .إن راقصات نريتياجرام ال يحرصن فقط على استكشاف األبعاد الخالقة للفنون التراثية ولكنهن قادرات أيضا ً على تقديم العروض الجديدة بصحبة مجموعة
رائ��دة من الموسيقيين المتخصصين في الكالسيكيات الهندية.
مدرسة نريتياجرام للرقص
الرقص أسلوب حياة في مدرسة نريتياجرام، وقد تأسست تلك المدرسة على يد راقصة األوديسي الفنانة بروتيما جوري عن طريق تحويل عشرات األف��دن��ة من األراض��ي الزراعية إلى مكان مالئم لدراسة وممارسة وتعليم فنون الرقص الكالسيكية .وهناك يستطيع الراقصون والراقصات دراسة اليوجا والتأمل والفنون القتالية باإلضافة إلى اللغة السنسكريتية والميثولوجيا واألدب. ومع انتقال المعرفة من المعلم إلى تالميذه، تستمر الفنون الكالسيكية عبر األجيال.
والشعر الذي يتدفق من المنابع العميقة لموسيقى األوريا.
عمرو األشرف : تجربة االنصهار داخل قالب ثقافي جديد لم تكن تجربتى مع هذا الحدث الثقافى الضخم “ الهند على ضفاف النيل ” مجرد مشاركة فى عرض مسرحي داخل سياق هذا الحدث الرائع بل كانت تجربة ذاتية للتفاعل والتداخل مع حضارة مختلفة وثقافة مختلفة بل واالندماج فيها أيضا ..هى تجربة انصهار داخل قالب ثقافى جديد بالنسبة لى ،رأيت كم هى أصيلة حضارة الهند وكم هم طيبون هؤالء الناس أصحاب تلك الحضارة ... الهند على ضفاف النيل ..كم كنت سعيد الحظ بأن أكون مسئوال عن التجهيزات التقنية واإلخ��راج الفنى لإلضاءة المسرحية فى العروض الثالثة التى أقامتها ثالث فرق هندية مختلفة على مسارح دار األوبرا المصرية والتى تنوعت بين الرقص والغناء الحديث ،والرقص الكالسيكى والغناء الهندى التراثى .وكانت متعتى متعتين؛ متعة مشاهدة العروض ومتعة العمل فيها وأحسبنى قمت فيها بالتعاون مع الفنانين الهنود وأخرجنا للجمهور عروضا كانت فى كل مرة تسعدهم وتشعرهم بمدى التواصل بين فنانى مصر وفنانى الهند القائمين على هذا الحدث الثقافى الراقى والفريد ،الذين عادوا لبالدهم بعد انتهاء هذا المهرجان على وعد بتكرار التجربة مرة أخرى فى العام القادم . إن هذا المهرجان قد أقام جسورا ثقافية جديدة بين حضارتين من أعرق وأقدم حضارات العالم وأكثرها أصالة ،جسورا تتحرك خاللها الثقافة والفنون فى االتجاهين من الهند لمصر ومن مصر للهند ،فهى خطوة فى طريق صناعة حضارة ثقافية وفنية جديدة يصنعها قطبان من قارتين مختلفتين امتزجت ثقافتهما خالل هذا الحدث. الهند على ضفاف النيل كان على المستوى الشخصى تجربة عمر أثرت فيها وتأثرت بها وقد كان مدعاة للفخر أن أكون جزءا من هذا الحدث الثقافى الكبير.
36
صوت الهند -العدد 491
37
عرض قوي لرقصة األوديسي في ختام “مهرجان الهند على ضفاف النيل”
من يتقن الغناء ويجيد الرقص هو شخص على قدر كبير من التعلم ...أفالطون
(مقتطفات) بقلم :آتي متولى
في إطار مهرجان “ الهند على ضفاف النيل ” قامت ثالث راقصات من مدرسة نريتياجرام للرقص التي تقع بالقرب من بنجالور بتقديم عرض رائع لرقصة األوديسي يوم 6مايو باإلسكندرية ويوم 9مايو بالقاهرة... ويمكن لراقصة واحدة أن تقوم بأداء رقصة األوديسي ،وكذلك يمكن لراقصتين أو ثالثة أو مجموعة كبيرة من الراقصات تقديم هذا الفن .وقد قامت ثالث راقصات من مدرسة نريتياجرام للرقص ب��زي��ارة مصر وهن سوروبا سين ،المديرة الفنية للفرقة ومصممة الرقصات (والتي كانت من أولى الطالبات بمدرسة نريتياجرام حيث بدأت التدريب على رقصة األوديسي عام 1990عقب تأسيس المدرسة)؛ وبيجايني ساتباتي ،المخرجة والراقصة ،والتي استقرت بمدرسة نريتياجرام منذ عام 1993؛ وبافيترا ريدي ،وهي راقصة جاءت من إحدى القرى القريبة لتلتحق ببرنامج مدرسة نريتياجرام عام .1990وقد قدمت الفنانات رقصاتهم على غناء الفنان بانديت راجونات بانيجراهي وقام بتأليف األلحان كل من دهانيسوار سواي وسوروبا سين. وقد قدمت فرقة نريتياجرام للرقص عرض “سرياه” في مصر ،وهو عبارة عن مجموعة منتقاة من الفقرات التي قدمتها الفرقة خالل عقد من الزمان .بدأت األمسية بـ “قصيدة لإلله شيفا” (شيفا هو أحد أهم اآللهة عند الهندوس) وهي الفقرة المأخوذة عن عرض يسمى “أنش” .يقوم الراوي بتقديم الموضوع قبل بداية كل رقصة ،فقبل عرض رقصة “ده��ي��را ساميري” المأخوذة من عرض بعنوان “الفضاء المقدس” ،يقول ال��راوي للجمهور“ :في ظالم الليل ،على ضفاف نهر اليامونا ،ينتظر كريشنا وهو متزين بالزهور البرية والمجوهرات ”.وهنا يتم التعبير عن قصة الحب بين راده��ا وكريشنا من خالل عناصر األداء البصري وحركات الجسم .أما رقصة “فيبهاكتا” المأخوذة من عرض بعنوان “براتيما” فتعكس قوة اليوجا.
38
صوت الهند -العدد 491
39
وقد نجح أعضاء فرقة نريتياجرام للرقص من خالل مهاراتهم في االستحواذ على مشاعر المشاهدين .وحتى إن كانت المعاني التي يتم التعبير عنها من خالل الرقصات غير مفهومة كلية بالنسبة للمشاهدين الذين ينتمون إلى خلفيات ثقافية مختلفة ،فإن ما يجعل المشاهد في حالة من االنبهار
40
صوت الهند -العدد 491
بالعرض ط��وال ال��وق��ت ه��و األش��ك��ال أو األوضاع المختلفة التي يتخذها أعضاء الفرقة ووقع أقدامهم وأزياءهم وحيويتهم وتركيزهم في أداء الرقصات ،وفوق كل شيء المراعاة التامة للجوانب الجمالية في األداء. يمزج عرض “سرياه” بين المعتقد واإلبهار البصري ،حيث يتم سرد القصص الساحرة،
وحيث تشهد القيم الفنية الرفيعة لعظمة الثقافة البشرية ،وهو ما ال نراه كثيراً في عالم اليوم. تمثل رقصة األوديسي درسا ً هاما ً في تطهير النفس ،درس يتعلمه المرء بمشاهدته لهذا العرض... وبهذه الروعة الفنية ،بزغ نجم مهرجان “الهند على ضفاف النيل” على الساحة
الفنية في مصر .ومع استمرار المهرجان بعروضه المختلفــة ،كان من الواضــح حــرص منظمي المهرجــان على تحقيـــق رؤيتهم التي تستهـــدف تعزيز االهتمـــام ببالدهم عن طريق تقديم أفضل عناصر الثقافة الهندية إلى مصر وتعزيز التبادل الفني بين الجانبين.
41
استمتع باألطعمة الهندية سوف نقدم فيما يلى وجبتين من األطعمة المغولية الشهيرة
فراخ على الطريقة المغولية المقادير
المطبخ الهندي احتفالية بمذاق ثقافي
♦ كيلو فراخ مخلية ومقطعة لمكعبات ♦ قطعة زنجبيل طازج سمكها بوصة تقريبا ♦ 4فصوص ثوم مفريين ♦ ملعقتان صغيرتان كمون مطحون ♦ ملعقة صغيرة كزبرة مطحونة ♦ 4مالعق كبيرة لوز مفرى 1 ♦ 2ملعقة صغيرة شطة 1 ♦ 2كوب ماء ♦ 5فصوص حبهان مطحون ♦ عود قرفة ♦ ورقتان لورى
♦ 4عيدان قرنفل 1 ♦ 4فنجان زيت ♦ بصلتان مفريتان ♦ كوب زبادي ♦ فنجان شوربة 1 ♦ 2فنجان كريمة خفق ثقيلة 1 ♦ 2فنجان زبيب ♦ ملعقة صغيرة توابل هندية (جرام ماساال) ♦ ملعقة صغيرة سكر ♦ ملعقة صغيرة ملح
الطريقة :
♦ يوضع الزنجبيل والثوم والكمون والكزبرة والشطة في ماكينة تقطيع الطعام وتخلط جيدا. ♦ يضاف اللوز والماء وتخلط مرة أخرى وتوضع تلك الخلطة جانبا. ♦ يسخن الزيت في مقالة عميقة ثم تضاف قطع الفراخ لتحميرها قبل رفعها من على النار. ♦ تضاف التوابل إلى الزيت عدا خلطة التوابل الهندية (جرام ماساال) ،ثم يضاف البصل مع التقليب المستمر يتحول لونه إلى الذهبي. ♦ تضاف الخلطة السابقة مع االستمرار في الطهي لمدة خمس دقائق. ♦ يوضع الزبادي ،والكريمة والزبيب مع التقليب المستمر. ♦ ثم توضع قطع الفراخ المحمرة في الخليط ويرش فوقها التوابل الهندية (جرام ماساال) والسكر والملح. ♦ يغطى اإلناء ويترك على نار هادئة لمدة عشرين دقيقة للتأكد من طهي الدجاج جيدا.
ال يكتـمــل االحتفـــال بالثقـافــة الهنديــة بــدون تــذوق جــوهــر تلك الثقافــة .ويقــدم المطبــخ الهنـــدي مجمــوعـــة متنوعـــة مــن األطبــاق وكذلك التــوابــل والمكونات .ويمكن القول إنه ال توجد منطقة أو أقليم بالهند
كيساري فيرني ( أرز بلبن بالزعفران(
التي يقدمها ،والتي يتميز كل
المقادير
يشترك مع سواه في األطبـــاق منها بنكهته المتميزة .وبالرغم من تميز كل تلك األطباق ،إال أن هناك قاسم مشترك يجمعها، أهمهــا هــو ذلك الــدفء الــذي يميز الضيافة الهندية ،وهو السر الذي يكمن وراء نجاح مهرجانات الطبخ الهندية التي تقدم أجود األطعمــة ،التي أعدها الطهـــاة المحترفين.
42
صوت الهند -العدد 491
وخالل مهرجان “ الهند على ضفاف النيل” قدم مهرجان المأكوالت الهندية أشهى أطعمة الضيافة الهندية التي أعدها بإتقان اثنان من أشهر الطهاة الهنود وهما فيكرام أودايجيري و تي.إس.نانايه .وقد أقيم المهرجان بجوار حمام سباحة فندق سونستا بمصر الجديدة. وتعد األطبـــاق المغولية من أشهــر أطبـــاق المطبخ الهندي وترجع نشأتها إلى مطابخ األباطرة في العصر المغولي .وتشتهر تلك
األطباق بثراء نكهاتها حيث يتم إعداد أشهى المأكوالت بنكهاتها المتميزة وطعمها اللذيذ. وتشتهر األطعمة المغولية التقليدية باستخدامها للتوابل المطحونة وغير المطحونة والفواكه المجففة والمكســرات .وقد قدم هذا المطـــبخ مجموعة مدهشة من األطبــاق الشهـــية مثل الشوربة الحارة المتبلة واللحــوم المشويــة المتبلة بالزنجبيل وطبق “كولفي” الذي تزينه وريقات الورد.
♦ خمس مالعق كبيرة أرز باسمتي ♦ قليل من الزعفران ♦ كوب سكر ♦ بضع قطرات من ماء الورد 1 ♦ 2ملعقة صغيرة حبهان مطحون ♦ لتر حليب ♦ 12-10حبة فستق غير مملح ♦ ملعقة كبيرة لوز( اختياري)
طريقة اإلعداد:
♦ ينقع األرز في الماء لمدة تتراوح بين 6-5ساعات. ♦ يجفف األرز ثم يطحن مع بعض الفستق واللوز. ♦ يوضع اللبن في إناء عميق ويرفع على النار حتى يغلي. ♦ يضاف األرز ،ثم يضاف السكر مع التقليب الجيد حتى يذوب السكر. ♦ يحرص على التقليب المستمر حتى ال يتكتل األرز داخل اللبن وحتى يزداد سمك الخليط. ♦ واآلن أضف الزعفران إلى الخليط. ♦ يرش الحبهان على الخليط وقليل من ماء الورد مع التقليب جيدا. ♦ يرفع الخليط من على النار ويصب في أطباق صغيرة أو كبيرة حسب الرغبة. ♦ يترك حتى يبرد ثم يزين بالفستق واللوز المجروشين.
وبالهنا والشفا
43
الطاهي تي.إس.نانايه:
لطالما كنت أتمنى زيارة مصر وتعد زيارتي إليها بمثابة الحلم الذي تحقق. كانت مصر بالنسبة لي تعرف بثالثة أش��ي��اء :ال��م��وم��ي��اوات واأله��رام��ات والنيل .ولكن زيارتي إليها أضافت إلى معرفتي بها بعداً آخر هو البشر حيث يتميز المصريون بكرم الضيافة والطبيعة ال��ودودة التي تجعل المرء يشعر كما لو كان في وطنه. وك��ان لزيارتي منطقة األه��رام��ات الشهيرة والمتحف ورك��وب الخيل واإلبحار في نهر النيل أثراً كبيراً في حياتي .إن مصر مفعمة بالحياة بما تتميز به من أن��واع الطعام والحياة الليلية واألس���واق الليلية مثل خان الخليلي وغيرها .ويعد الكشري هو الطبق الشعبي وهو طبق رائ��ع .أما البيتزا المصرية المحشوة بكميات كبيرة من اللحم والجبن فتجعل لعاب المرء يسيل طلبا ً للمزيد منها .ورغم زيارتي القصيرة ،إال أن الخبرة التي حصلت عليها من هذه الزيارة ال يمكن أن تمحى من الذاكرة وسأظل أذكرها مدى الحياة.
الفنانة انتصار:
نشأنا في مصر على الفنون والموسيقى واألف�لام الهنـديــة نظــرا لتمــيزها واحتفاظها بالعادات والتقاليد الهندية ، حيث أثرت تلك الفنون ليس في مصر فقط بل في باقي الشعـــوب العربيـــة وأتمنى أن تظل الثقافة الهندية وفنونهــا مختلفـة بشكلهـا الفلكلـوري الهنـــدي األصيـــل وال تتأثـــر بالغـــرب ،ألن االنغماس في المحلية يؤدي للعالمية . وقد أسعدني دعوة السفــير الهــندي لحضور تلك التظاهــرة الثقافية التي أنعشت الحياة الثقافية في مصر وأشكر كل المسئولين القائمين على المهرجان.
مجدي سليم ( :وكيل وزارة السياحة ورئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة ) مصر والهند وحديث الزمان والمكان
الطاهي فيكرام أودايجيري: تعتبر مصر نموذجا لكرم الضيافة العربية .فالشعب المصري شعب ودود ويبدو ألسباب لم يمكننى معرفتها ،أنهم يحبون الهنود وكل ما هو هندي .لقد استمعت بدفء مشاعرهم وودهم العميق. أما أكثر اللحظات التي التنسى في فترة المهرجان في مصر فقد كانت فرصة تقديم األطباق الهندية الى سفراء عشرة دول مختلفة على األقل .إن متعة تقديم الطعام الهندي في بيت سفير الهند على ضفاف النيل في القاهرة كانت متعة التوصف .لقد كانت لحظة شعرت فيها بالفخر ببالدي وبصديقى الطاهي نانايه .لقد قمنا بإعداد قائمة طعام هندية ولكنها تضم أطباق تناسب كافة األذواق .وقمنا بتقليل استخدام البهارات ولكن ليس لدرجة أن نضيع تأثير طعمها األصيل .لقد شعرنا باإلطراء في نهاية المهرجان بسبب تلك الضجة التي صنعناها في المجتمع الدبلوماسي.
44
صوت الهند -العدد 491
في ظل سياسة الدولة التي تتجه إلى سياسات طموحة جديدة الستعادة العالقات مع الدول الصديقة بالشكل الذي يعبر عن المناخ الجديد بعد ثورة 25يناير وإنطالق منظومة األداء التفاعلي مع تلك الدول في مسارات إيجابية تساهم في تحقيق معدالت تعاون عالية بين جمهورية مصر العربية ودولة الهند الكبرى التي حققت في األونة األخيرة طفرة كبيرة سعدنا بها ،ففي حياة الشعوب واألمم لحظات تاريخية تستعيد فيها سجل إنجازاتها وتفتح أفاق مستقبلها واألمال أمام األجيال الجديدة ..ففي الهند التي تحركت دبلوماسيتها واتجهت إلى مصر من خالل بعثة دبلوماسية نشيطة من خالل شعبها ومن خالل تالحم وتالقي الثقافات والفنون والعادات والتقاليد والسياحة. إن مسيرة اإلنجازات بين الدولتين ثرية باإلنجازات وغنية بالتواصل بين شعبي مصر والهند ومسيرة طموحة تنظر إلى المستقبل لتحقيق مزيد من أفاق التعاون بكل ما يعود على الدولتين بالرخاء والتطور.
45
لقاء لالستمتاع بمذاق الشاي الهندي في إطار مهرجان الهند على ضفاف النيل ،أقيمت فعالية رائعة لتذوق الشاي الهندي بفندق سونستا ،حيث تم تقديم مجموعة متنوعة من أصناف الشاي الهندي. لقد كان مشروب الشاي يمثل أسلوب حياة في الشــرق قبل أن يعرفه الغــرب بوقت طويل .وتعزي األساطير اكتشاف الشــاي إلى “داروم��ا” مؤسس المذهب التأملي في البوذية .ففي أحد األيام وبينما كان هذا الحكيم العظيم يتأمل غلبه النعــاس .وفي نوبة مـن الغضب لعدم قدرته على مغالبة النعاس ،قام بنزع جفنيه وألقى بهما بعيــداً .وحيث سقــط جفناه نبتت شجيرة ورقها له قدرة سحرية على التخلــص من التعـب واإلعيــاء ،هــذه الشجيرة هي شجيرة الشاي. ويتم تجمع أوراق الشاي من شجيرة دائمة الخضرة تعرف باسم ( .Camellia Sinensis (Lوهناك عدة أنواع منها .حيث يحتاج نبات الشاي إلى مناخ دافئ رطب ولذلك يزرع في المناطق المدارية وشبه المدارية حيث تهطل األمطار بكميات كبيرة .ويتراوح ارتفاع األماكن التي ينمو بها من عدة أمطار فوق مستوى سطح البحر وحتى األماكن الباردة على ارتفاعات تصل إلى حوالي ألفي متر ،وتعد األنواع التي تنمو هناك من أفضل األنواع .ورغم سهولة زراع��ة نبات الشاي ،من الصعب للغاية الحصول على نوعيات جيدة من الشاي. تعتمد جودة الشاي على عوامل التربة وإدارة عملية الزراعة وهطول المطر وارتفاع مستوى األرض وغيرها. وال يمكن لشركات التعبئة استخــدام عالمـة الشــاي الهــندي إال بعــد الخضــوع لمعاييــر الجودة الصارمة التي يضعها مجلس الشاي الهندي .وهناك عدة أنواع من الشاي الهندية منها شاي “دارجيلنج” الفاخر ،وشاي “آسام” القوي وشاي “نيلجيري” العطر.
46
صوت الهند -العدد 491
47
الهند على ضفاف النيل
تكريم الرعاة خالل حفل افتتاح المهرجان
(جاليري صور)
سعادة سفير الهند لدى جمهورية مصر العربية السيد نافديب سوري يتوسط كل من م .محمد عبد المنعم الصاوي والسيد /سانجوي روي رئيس شركة “ تيم ورك برودكشنز” خالل المؤتمر الصحفي الذي عقد لإلعالن عن تدشين مهرجان “الهند على ضفاف النيل”
السيد /فيجاى شنكر (تي .سي .أي سنمار) يتسلم هدية تذكارية السيد /ناريان ميرجي (كيرلوسكار) يتسلم هدية تذكارية
السيد /سابياساتشي باتنايك (شركة األسكندرية ألسود الكربون) يتسلم هدية تذكارية السيد /نيتين بورانيك ( الشركة المصرية الهندية للبوليستر) يتسلم هدية تذكارية
صورة تجمع بين م .محمد عبد المنعم الصاوي ود .نادية زخاري وزيرة البحث العلمي ود .عاطف حلمي وزير االتصاالت بجمهورية مصر العربية
الفنان جيل تشويان يقدم استعراضا فنيا خالل حفل افتتاح المهرجان
السيد /رابي جاين (هيئة الغاز الهندية المحدودة) يتسلم هدية تذكارية السيد /في .كولكارني (شركة جالكسي للكيماويات) يتسلم هدية تذكارية
صورة جماعية لجانب من الحضور خالل الحفل الدعائي الذي نظمته سفارة الهند لإلعالن عن بداية مهرجان “الهند على ضفاف النيل”
السيد /بوشبيندر جهينجون ( بنك الهند الوطني ) يتسلم هدية تذكارية
48
صوت الهند -العدد 491
49
الفنان د .عبد الحليم البرجيني يتوسط عدد من الفنانين المصريين والهنود خالل افتتاح معرض “أكشارا”
الفنان هاني رمزي وحرمه خالل افتتاح مهرجان المأكوالت الهندية بفندق سونستا
الفنانة انتصار توجه كلمة إلى الجمهور خالل إحدى فاعليات (مهرجان الهند على ضفاف النيل)
تكريم الفنانة أرمينيا كامل خالل إحدى فاعليات المهرجان بدار األوبرا المصرية
النجمة المصرية ليلى علوى والسيد /سانجوى روي مدير شركة تيم ورك برودكشنز خالل حفل افتتاح المهرجان
50
صوت الهند -العدد 491
السفيرة سلوى مفيد مساعد وزير الخارجية للشئون اآلسيوية خالل تفقدها األعمال الفنية بمعرض “أكشارا”
د .كاميليا صبحي ك��ان لنا الحظ أن ن��رى حلم مهرجان “ الهند على ضفاف النيل” الجميل يتحقق ...أتذكر اآلن يوم أن زارني أصدقائي من الهند ليعرضوا على فكرة إقامة المهرجان ونشاهد معا ذلك الفيديو الدعائي المختصر عن الفرق الزائرة ،يومها شعرت بسعادة بالغة أن يقام مثل هذا المهرجان الضخم الثري في مصر وأن تأتي لزيارتنا تلك الفرق الفنية البديعة خاصة في ذلك التوقيت الصعب. وزادت سعادتي وأن��ا أرى الحلم يتحقق ،فنحن نحب الفنون الهندية ولها في قلوبنا مكانة خاصة منذ وقت طويل ،وقد شعرت أيضا بالفخر أن يستمتع الجمهور المصري بفاعليات هذا المهرجان الضخم الذي جاب القاهرة واألسكندرية والتي تنوعت بين الموسيقى واألدب والرقص الكالسيكي والرقص المعاصر فمنحنا فرصة التعرف على مختلف الفنون. وقد حرصت على حضور عدة فاعليات بنفسي ،وأخص بالذكر هنا معرض “أكشارا” الذي ضم مجموعة بديعة من األعمال الفنية اليدوية التي وظفت فنون الخط الهندي، فكل عمل شكل قطعة فنية لها شخصية مستقلة أكدت على عراقة وأصالة الحرف اليدوية الهندية .وكم أتمنى أن نقدم في مصر معرضا مشابها ال سيما وأن لدينا العديد من الفنون الحرفية التي نفتخر بها . ومع نهاية المهرجان ،أصبحنا أكثر شغفا بتلك الفنون البديعة التي قدمتها لنا الهند في ذلك المهرجان الرائع، ونحن في انتظار عودة المهرجان إلى مصر في العام القادم ،بل وكل عام بمزيد من الفنون واألنشطة الثقافية .
тАл╪з╪в┘Д┘Ж ┘К┘Е┘Г┘Ж ┘Е╪к╪з╪и╪╣╪й ╪г╪о╪и╪з╪▒ ╪│┘Б╪з╪▒╪й ╪з┘Д┘З┘Ж╪п ┘Е┘Ж ╪о╪з┘Д┘Д ┘Е┘И┘В╪╣┘Ж╪з ╪╣┘Д┘Й ╪з┘Д┘Б┘К╪│ ╪и┘И┘ГтАм тАл)тАк(Indian Embassy CairoтАмтАм
тАл┘Г┘Е╪з ┘К┘Е┘Г┘Ж ╪з╪е┘Д╪╖╪з┘Д╪╣ ╪╣┘Д┘Й ┘Е╪м┘Д╪й ╪╡┘И╪к ╪з┘Д┘З┘Ж╪п ┘Е┘Ж ╪о╪з┘Д┘Д ╪╡┘Б╪н╪к┘Ж╪з ╪╣┘Д┘Й ╪з┘Д┘Б┘К╪│ ╪и┘И┘ГтАм тАл┘Е╪м┘Д╪й ╪╡┘И╪к ╪з┘Д┘З┘Ж╪п (тАк)Sawtul Hind MagazineтАмтАм тАл╪│┘Б╪з╪▒╪й ╪з┘Д┘З┘Ж╪п ╪╣┘Д┘Й ╪к┘И┘К╪к╪▒тАм тАлтАк@indembcairoтАмтАм
тАл╪┤╪з┘З╪п┘И╪з ┘В┘Ж╪з╪к┘Ж╪з ╪╣┘Д┘Й ╪з┘Д┘К┘И╪к┘К┘И╪итАм
тАл)тАк(IndianEmbassyCairoтАмтАм
тАл┘Е┘И┘В╪╣┘Ж╪з ╪╣┘Д┘Й ╪┤╪и┘Г╪й ╪з╪з┘Д┘Ж╪к╪▒┘Ж╪ктАм
тАл╪зя║│я║Шя╗Мя║о╪зя║┐я║ОтАм
тАл╪к я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗о┘И╪птАм
тАлтАкwww.indembcairo.comтАмтАм
тАля╗мя║О я╗гя╗о╪пя║Яя║О┘ДтАм тАля╗Фя╗ия║Оя╗зя║Ф я║╖я╗оя║СтАм тАл╪зя╗ЯтАм тАл╪з я║│я╗Ья╗ия║к╪▒я╗│я║ФтАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗Шя║Оя╗ля║о╪й ┘ИтАм тАля║Чя║╕я║к┘ИтАм
тАля║Оя╗гя║Ц ╪зя╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗зя║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗ия╗┤я╗Ю┬л тАк ╪МтАмя╗ЧтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║┐я╗Фя║О┘БтАм тАля╗дя╗мя╗о╪▒ я╗Уя╗▓тАм тАля║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАм тАл╪гя╗гя║О┘Е ╪зя╗Яя║атАм тАл╪ея╗Гя║О╪▒ ┬╗ я╗гя╗мя║отАм тАля╗Фя╗ая╗┤я╗ж я╗Пя╗ия║Оя║Ля╗┤я╗┤я╗жтАм тАля╗Уя╗▓тАм тАля╗Мя║о┘Б я║╖я╗оя║Ся╗мя║ОтАм тАля║Ся║Шя╗Шя║кя╗│я╗в я║гтАм тАля║│я╗Ья╗ия║к╪▒я╗│я║ФтАк .тАм┘Ия║ЧтАм тАля╗гя╗о╪пя║Яя║О┘ДтАм тАля║╖я╗оя║Ся╗мя║ОтАм тАля╗гя╗Ья║Шя║Тя║Ф ╪з┬УтАм тАля║╗я╗оя║Чя║О я║│я║Оя║гя║о╪зтАм тАля║╝я║оя╗│я║Ф ┘Ия╗Уя╗▓тАм тАля║гя╗┤я║Ъ ╪г┘Ж я╗Яя╗мя║ОтАм тАл╪з┬Ц┘Ия║Ся║о╪з ╪зя╗Яя╗дтАм тАля║Ья╗о┘Е ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАЬтАк╪МтАмтАм тАл╪п╪з╪▒тАм тАля║к┘Ия║│я║Шя║Оя╗зя╗░тАм тАля║Ся║Дя╗зя╗мя║О тАЭ╪г┘Е я╗Ыя╗атАм тАля╗ая╗о╪и ╪зя╗Яя╗мя╗итАм тАля╗зя╗┤я╗мя║О ╪з┬Ця║│тАм тАля╗гя╗о╪пя║Яя║О┘ДтАм тАля║ая║┤я║к ╪гя╗Пя║ОтАм тАл╪з┬Ця╗Яя║Тя║О╪итАк ╪МтАм┘Ия║ЧтАм тАля╗┤я╗Шя╗░ ╪зя╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║ФтАк.тАмтАм тАля╗│я║ия╗ая║РтАм тАля╗Уя╗░ ╪зя╗Яя╗дя╗оя║│тАм тАля╗Ья╗╝я║│я╗┤я╗Ья╗░тАм тАл╪зя╗ЯтАм
тАля║Чя║оя║Яя╗дя║ФтАк:тАмтАм
тАля║зя║Оя╗Яя║к я╗зя║Оя║Яя╗▓тАм
тАлтАк16тАмтАм
тАля║╗я╗о╪к ╪зя╗Яя╗мя╗ия║к тАк-тАмтАм
тАл╪зя╗Яя╗Мя║к╪п тАк491тАмтАм
тАля╗Ля╗ая╗░ я╗гя║┤я║О╪▒╪нтАм тАл╪п╪з╪▒ ╪з ┘Ия║Ся║о╪зтАм тАля╗гя║ая╗дтАм тАля╗оя╗Ля║Ф я╗гя║Шя╗итАм тАля╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗жтАм тАля╗Ля║о┘И╪╢тАм тАл╪зя╗Яя║оя╗Чя║║тАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Ря╗ия║О╪бтАм тАл╪зя╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║Ф я║╖тАм тАля╗мя║кя╗ля║О ╪зя╗Яя╗дя║┤я║о╪нтАм тАл╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║отАм тАля║Ся║к╪з╪▒ ╪з ┘Ия║Ся║о╪зтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║╝я║оя╗│я║ФтАм тАля╗гя╗жтАм тАля║зя╗╝┘Д ╪зя║│тАм тАля║Шя╗Мя║о╪зя║┐я║О╪ктАм тАля║Ся╗оя╗ЯтАм тАля╗┤я╗о┘И╪п ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗втАм тАля║Чя╗Шя║кя╗│я╗дя╗мя║ОтАм тАля╗Уя╗▓тАм тАл╪ея╗Гя║О╪▒ я╗гя╗мя║отАм тАля║Яя║О┘Ж тАЭ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║┐тАм тАля╗Фя║О┘БтАм тАл╪зя╗ЯтАм тАля╗ия╗┤я╗ЮтАЬтАк .тАм┘Ия╗Чя║ктАм тАля║╖я║О╪▒┘Г я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗╗я║│тАм тАля║Шя╗Мя║о╪зя║┐я║О╪ктАм тАля╗гтАм тАля╗Дя║оя║Ся║О я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗о┘И╪птАм тАля╗гя╗оя╗Ыя╗┤я║╢тАм тАля║Чя╗оя╗гя║О╪▒тАм тАл┘Ия║Ся║О╪▒┘И┘ДтАм тАля╗гя╗┤я║╕я║о╪зтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гтАм тАля║╝я╗дя╗в ╪▒я╗ЧтАм тАля║╝я║О╪к я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗о┘И╪птАм тАля║Яя╗┤я╗ЮтАм тАля║Чя║╕я╗оя╗│я║О┘ЖтАм тАл┘И╪гя╗Ля╗Ая║О╪бтАм тАля╗Уя║оя╗Чя║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗┤я╗ктАм тАл╪г┘Ия║Ся║о╪з ╪зя╗Яя╗Шя║Оя╗ля║о╪йтАк.тАмтАм
тАля╗ня╗Чя║ктАм тАля╗гя║░я║Яя║Ц я╗ля║мя╗й я║Ня╗╗тАм тАля║│я║Шя╗Мя║оя║Ня║┐я║Оя║Х я║НтАм тАля║Ся╗┤я╗жтАм тАля║Ня╗Яя╗дя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║НтАм тАля╗Яя║оя║Ня║Ля╗Мя║Ф я╗Уя╗▓ я╗гтАм тАля╗Яя╗Ря╗ия║Оя║Ля╗┤я║Ф я╗ня║Ня╗╖я║пя╗│тАм тАля║ая║Оя╗╗я║Х я║Ня╗Яя║оя╗Чя║║тАм тАля╗ня║Ня╗╣тАм тАл┘А┘Ая║О╪б я║Ня╗Яя╗дя║Тя╗мя║ая║ФтАм тАля╗ня║Ня╗Яя║┤я╗┤я╗ия╗дя║О я╗ня║Ня╗ЯтАм тАля║┐┘А┘А┘Ая║О╪бя║У я║Ня╗Яя╗дя║Тя╗мя║оя║УтАм тАля╗ня║╗я╗ия║Оя╗Ля║Ф я║НтАм тАля╗дя║┤я║оя║б я║НтАм тАля╗ня║Ня╗Я┘А┘Ая║оя╗Ч┘А┘Ая║║ я║Ня╗ЯтАм тАля╗╖я║пя╗│я║О╪б я║Ня╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║ФтАм тАля╗Уя╗▓ я╗гя║╕я╗мя║ктАм тАля╗Яя║ая║кя╗│я║о я║Ся║Оя╗Яя║мя╗Ыя║отАм тАля╗дя║кя╗ля║╢ я║│тАм тАля║Гя╗е я║Ня╗Яя╗дя╗Дя║оя║ПтАм тАля╗╖я╗Ыя║Ья║о я╗гя╗ж я╗Ля║╕я║отАм тАля╗гя║Шя╗Мя║кя║й я║Ня╗╖я╗Я┘А┘Ая╗оя║Ня╗етАк.тАмтАм тАля╗ия╗оя║Ня║ХтАк .тАмя╗ня║Чя╗Мя║Оя╗гя╗ЮтАм тАля╗ля║╕я║Оя╗б я╗Ля║Тя║Оя║▒ я╗Ыя║Оя╗етАм тАля╗ня╗гя╗оя╗Ыя╗┤я║╢тАм тАля╗ня╗Чя║к я╗Чя║Оя╗б я║Ся║Оя║ня╗ня╗ЭтАм тАля║┐я╗┤я╗Т я║╖я║оя╗СтАм тАля╗гя╗К я║Гя║╖я╗Ья║Оя╗Э я║Ня╗ЯтАм тАля║Ся║Дя║йя║Н╪бтАм тАля║гя╗Фя╗ЮтАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля║оя╗Чя║║тАм тАля║НтАм тАля║Ня╗Яя╗МтАм тАля╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║ФтАм тАля║Ня╗Уя║Шя║Шя║Оя║б я╗гя╗мтАм тАля╗дя║ия║Шя╗ая╗Фя║Ф я╗гя║Ья╗Ю я║НтАм тАля║оя╗ня║╜ я║Ня╗Яя║Ья╗ия║Оя║Ля╗┤я║Ф я╗ня║НтАм тАля║Ня╗Яя║оя╗нтАм тАля║оя║Яя║Оя╗е я║Ня╗Яя╗мя╗ия║ктАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║┐я╗Фя║Оя╗СтАм тАля╗Яя╗Ья║Оя║Ыя║Оя╗Щ я╗ня║Ся╗мя║Оя║ня║Ня║Чя║ОтАм тАля║Ня╗Яя╗ия╗┤я╗Ю я║зя╗╝я╗ЭтАм тАля╗╖я╗Пя║Оя╗зя╗▓ я║Яя╗┤я╗Ю я║Ся║ШтАм тАля╗гя║Оя╗зя║┤я╗┤я║Ф я║Ня╗Яя╗дя║Дя║зя╗оя║ля║УтАм тАля╗зя║Оя║Чя╗┤я║Оя╗бтАк .тАмя╗Ыя╗дя║О я╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗гя╗жтАм тАля║╝я╗дя╗┤я╗втАм тАля╗Ля║оя║╜тАм тАля╗гтАм тАля║Ся╗отАм тАля║Ня╗Яя║оя╗ЧтАм тАля║ня╗ЧтАм тАля║Гя║╖я╗мя║отАм тАля║╝я║Оя║ХтАм тАля║╝я║Оя║Х я╗Уя╗▓тАм тАля║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗жтАм тАля╗Яя╗┤я╗оя╗ня║йтАк .тАмя╗ня╗Уя╗░тАм тАля║Гя╗Уя╗╝я╗б я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗оя╗ня║йтАм тАля║зя║Шя║Оя╗б я║Ня╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗Фя╗ия╗▓ я╗Яя║кя╗ня║ня║УтАм тАля╗зя╗мя║Оя╗│я║Ф я║Ня╗Яя║дя╗Фя╗ЮтАк ╪МтАмя╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗Уя╗▓ я║Ня╗Яя║┤я╗ия╗оя║Ня║ХтАм тАля║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Гя╗Яя╗Мя║Оя║П я║Ня╗Яя╗Ья╗отАм тАля╗Ля║Тя║Оя║▒ я║Ся╗дтАм тАля║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗е я╗ля║╕я║Оя╗бтАм тАля║Оя║┐я╗┤я║ФтАк.тАмтАм тАля║Ня╗Яя╗Шя╗ая╗┤я╗ая║ФтАм тАля╗гя╗ия╗оя╗Яя║ЪтАм тАля║╕я║Оя║ня╗Ыя║ФтАм тАля╗ня║ЧтАм тАля║НтАм тАля╗Уя╗▓тАм тАля╗Ая╗дя╗ия║ЦтАм тАля╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗зя╗┤я╗жтАм тАля╗гя╗ая║Тя╗оя║ня╗етАм тАля╗ня║Ня╗Яя╗Мя║оя║╜ я║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Ня╗Яя╗Мя║оя╗ня║╜ я║Гя╗│я╗Ая║О ┘ЛтАм тАля╗гтАм тАля║Ня╗Яя╗мя╗ия╗оя║й я╗Уя╗░ я║Ня╗Яя╗Ря╗ия║О╪бтАм тАля║┤я║оя║гя╗▓ я║Ня╗Яя╗дтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║зя║╕я║Тя║Ф я║Ня╗ЯтАм тАля║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗ж я║Ня╗╖тАм тАля║Чя╗Шя║кя╗│я╗в тАЭя╗Чя║╝я║ФтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗▓ я║Ня╗Яя║╕я╗мя╗┤я║отАм тАля╗дя║┤я║оя║б я║Ня╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║отАм тАля╗Пя╗ия╗┤я║Оя║Х я║Ня╗Яя║оя║Ня║Ля╗Мя║ФтАм тАля║гя║Р я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗оя╗ня║йтАЬтАк.тАмтАм тАля║Ся║кя║Ня║н я║Ня╗╖я╗ня║Ся║оя║НтАм тАля║Ня╗Яя╗дя║╝я║оя╗│я║Ф я║Ся║ОтАм тАля║Ня╗Яя║Шя╗▓ я║ня║Ня║Яя║ЦтАм тАля╗гя╗ж я║зя╗╝я╗ЭтАм тАля╗Яя╗Шя║Оя╗ля║оя║У я║гя╗┤я║ЪтАм тАля╗ня║зя╗╝я╗Э я╗Уя║Шя║оя║УтАм тАля║Гя╗Уя╗╝я╗б я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗оя╗ня║й я║Ня╗ЯтАм тАля╗гя╗Мя╗ктАм тАля║╕я╗мя╗┤я║оя║УтАм тАля╗ня║Яя╗оя║йя╗йтАм тАля║Чя╗Фя║Оя╗Ля╗Ю я║Ня╗Яя║ая╗дя╗мя╗оя║нтАм тАля║Ня╗Яя║Шя╗▓тАм тАля╗Ыя║Ья╗┤я║оя║НтАм тАля║Ся╗дя║╝я║отАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗Ля╗ия║кя╗гя║ОтАм тАля║Ся║кя╗ня║н я║Тя╗Дя╗оя╗Яя║ФтАм тАля║Яя╗┤я╗Ю я║Чя║╕я╗оя╗│я║Оя╗етАм тАля║Ся║кя║Г я╗Уя╗░ я╗Пя╗ия║О╪бтАм тАля╗Уя╗┤я╗мя║О я║╖я║Оя║ня╗ня║етАм тАля║Ся║Шя╗ия╗Ия╗┤я╗в я╗ня║ня║╖┘А┘Ая║ФтАм тАля╗зя║Оя║ня╗│я╗жтАЬтАм тАля║Гя╗Пя╗ия╗┤я║Ф тАЭя╗зя║Оя║ня╗птАм тАля╗Ля╗дя╗Ю я╗Яя║оя╗ЧтАм тАля║зя║Оя╗е я╗ня║Гя╗гя╗┤я║Шя║Оя║ПтАм тАля║Ся║Оя║Чя║╕я║Оя╗е я╗ня╗лтАм тАля║╝я║Оя║ХтАм тАля║Ня╗Яя║Шя╗░ я║гя╗Шя╗Шя║ЦтАм тАля║оя╗│я║Ья╗┤я╗ЪтАм тАля║СтАм тАля║Ся║┤я║Оя╗Чя╗┤я║ФтАм тАля╗зя║ая║Оя║гя║ОтАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля╗оя╗Яя╗┤я╗оя╗ня║й я╗нтАм тАля║ня╗ня║╖я║Оя╗е я╗ня╗Пя╗┤я║оя╗ля╗втАк.тАмтАм тАля╗Ыя║Тя╗┤я║оя║Н я╗Уя╗░ я║Ня╗Яя╗мя╗ия║ктАм тАля║╝я║Оя╗ня╗▒ я║гя╗┤я║Ъ я╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗ня╗Чя║к я╗Чя║Оя╗б я║Ся║ШтАм тАля╗гя║╝я║отАк ╪МтАмя║гя╗┤я║ЪтАм тАля║Чя╗в я║Чя║╝я╗оя╗│я║оя╗ля║ОтАм тАля║╝я╗дя╗┤я╗в я║ня╗Чя║╝я║Оя║ХтАм тАля║Ня╗Яя║дя║оя╗Ыя║Оя║ХтАм тАля║Ся║Оя╗Яя║Шя║кя║ня╗│я║Р я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля╗Уя╗░тАм тАля║СтАм тАля╗Мя║оя║╜тАм тАля║╕я╗мя╗┤я║оя║УтАм тАля║Ня╗Яя╗мя╗ия║ктАк.тАмтАм тАля║Шя╗Ья║оя║Ня║нтАм тАля║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗етАм тАля╗ня╗Чя║Оя╗бтАм тАля║Чя║╕я╗оя╗│я║Оя╗етАк╪МтАмтАм тАля║Ня╗╖я║йя║Н╪б я╗Уя╗▓тАм тАля╗Яя║оя╗Чя║╝я║Оя║Х я║Ся╗отАм тАля║Яя╗┤я╗Ю я╗Ля║Тя║оя║ХтАм тАля╗ня╗ля╗о я║ня║Ня╗Чя║║ я╗УтАм тАля║Ня╗Яя╗┤я╗оя╗б я║Ня╗Яя║Ья║Оя╗зя╗▓тАм тАл┘ЛтАм тАля╗Яя╗┤я╗оя╗ня║йтАк .тАмя╗ня╗Чя║к я║НтАм тАля║оя╗зя║┤я╗▓ я╗гя║дя║Шя║оя╗СтАм тАля╗ня║ня║╡ я║Ня╗Яя╗Мя╗дя╗Ю я║Чя╗ая╗ЪтАм тАля╗зя╗Ия║оя║Н я╗Яя╗ая║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАм тАля╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║оя║У я╗Яя╗мя║мя╗й я║НтАм тАля╗Ля╗ж я║Ня╗Яя╗Дя║Оя╗Чя║Ф я╗нтАм тАля╗Ля╗дя╗Ю я║Ня╗Яя║Шя╗▓тАм тАля╗╖я╗Пя╗ия╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О я║гтАм тАля║Чя║Шя╗дя╗┤я║░ я║Ся╗мя╗дя║О я║НтАм тАля║Ня╗Яя╗дя║оя║б я║Ня╗Яя╗дтАм тАля╗Ая║оя║Х я║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗зя║ФтАм тАля╗Яя║┤я╗┤я╗ия╗дя║О я║Ня╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║ФтАк.тАмтАм тАля║╝я║оя╗│я║Ф я║Ня╗Яя║╕я╗мя╗┤я║оя║УтАм тАля╗Яя╗┤я╗ая╗░ я╗Ля╗ая╗оя╗▒тАм тАля╗ля╗ия║О я╗зя║ая║к я║Гя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗Мя║оя║╜ я╗Уя╗▓тАм тАля║Ся║Оя╗зя║кя╗│я║╢тАк .тАмя╗ня╗гя╗жтАм тАля║Ыя║Оя╗зя╗▓ я║Гя╗│я║Оя╗гя╗ктАк.тАмтАм тАлтАк 4тАмя║╗я╗о╪к ╪зя╗Яя╗мя╗ия║к тАк -тАмя║╝я╗Дя╗ая║в я║Чя║╕я╗┤я║░ я║Гя╗нтАм тАля║Оя╗ля╗┤я║Шя╗┤я║О( я╗ня║Ня╗Яя╗ия╗Ря╗дя║ФтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я╗гтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║к╪п тАк491тАмтАм тАля╗гя╗ж я║Ня╗Яя╗ия║║ )я║│тАм тАля╗Яя╗мя║мя║Н я║Ня╗Яя╗Шя║Оя╗Яя║Р я║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Оя╗зя║кя╗│я║╢ я╗│я║Шя║Дя╗Яя╗ТтАм тАля╗╣я╗│я╗Шя║Оя╗Ля╗░ )я║Ня╗Яя║Шя║Оя╗Э(тАк.тАмтАм тАля║│я║Оя║│я╗┤я║ФтАм тАля║Ся╗Дя║Оя║Ся╗К я║Ня╗Яя║ТтАм тАля║Ня╗Яя║оя║Ня║Э( я╗ня║Ня╗Яя╗ия╗дя╗В я║НтАм тАля╗ня║Чя╗Мя║к я║Ня╗Яя╗ия╗оя║Ня║У я║Ня╗╖ я╗Яя╗дя╗Шя║Оя╗бтАЬ я╗ня║Ня╗Яя║мя╗п я╗│я║Шя║┤я╗втАм тАля║Гя╗н я║Ня╗Яя╗дя╗Шя║Оя╗б )тАм тАля╗гя║┤я║Шя╗оя╗п я║Чя║кя║ня╗│я║РтАм тАля╗Яя║оя║Ня║ЭтАЬ я║Гя╗п тАЭя║НтАм тАля║Гя║йя║Н╪б я╗ля║мя╗й я║Ня╗╖я╗Яя║дя║Оя╗етАм тАля╗гя║кя╗п я╗гя╗мя║Оя║ня║У я╗нтАм тАля╗ля╗░ тАЭя║НтАм тАля╗ня╗│я╗дя╗Ья╗ж я╗Чя╗┤я║Оя║▒тАм тАля║Ня╗Яя║╕я║ая╗жтАк .тАмя╗ня╗│я║Шя╗втАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║Ня╗╖я╗Яя║дя║Оя╗етАм тАля║зя║Оя║╣ я╗│я╗дя╗┤я╗Ю я║Зя╗Яя╗░тАм тАля║Ня╗Яя║мя╗п я╗│┘Пя╗Ря╗ия╗░тАм тАля║Гя╗н я║Ня╗Яя╗ая╗┤я╗Ю я╗ня╗Уя╗░тАм тАля╗ня║Ся║оя║Ня╗Ля║Ф я║Ня╗Яя╗дя╗Дя║оя║ПтАм тАля╗гя╗Мя╗┤я╗ж я╗гя╗ж я║Ня╗Яя╗ия╗мя║Оя║нтАм тАля║зя╗╝я╗Э я║Ня╗Яя╗Шя║кя║ня║УтАм тАля╗Яя║╕я║ая╗┤я║Ф я╗Уя╗░ я╗ня╗Чя║ЦтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║Ня╗Яя║ия║Оя╗│я║Оя╗Э я╗гя╗жтАм тАля║Гя╗Яя║дя║Оя╗зя║О┘Л я╗гя╗ж я╗ля║мя║НтАм тАля║НтАм тАля╗зя║ая║к я║Гя╗е я╗ля╗ия║Оя╗ЩтАм тАля║Ня╗Яя║╕я║ая╗┤я║Ф я╗гя╗ж я╗гтАм тАл┘А┘Ая║Оя║н я║Ня╗Яя╗дя╗Мя║Оя╗│я╗┤я║отАм тАля║Ся╗Мя║╛ я║Ня╗╖я║гя╗┤я║Оя╗етАм тАля║ня║Чя║ая║Оя╗Яя╗▓ я╗Уя╗░ я║Зя╗БтАм тАля║Ся╗дя╗оя║│я╗в я╗гя║дя║кя║й я╗Уя╗░тАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║Гя║йя║Ня║Л┘А┘Ая╗к я║Ня╗╗тАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║Чя║ия║Шя║║тАм тАля║│я╗┤я╗Шя╗░тАк .тАмя╗ня╗│я║ая║Р я║Гя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗Шя║Оя╗Яя║Р я║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Ня╗Яя╗ия╗оя╗Й я╗гя╗ж я║Ня╗Яя╗дя╗отАм тАля║Ня╗Яя║дя║Оя╗Ыя╗дя║Ф я╗Яя╗мя║мя║НтАм тАля║│я║Оя║│я╗┤я║Ф я║Чя╗ия╗Дя╗ЦтАм тАля║Гя║йя║Ня║Ля╗мя║О я║зя╗╝я╗Яя╗ктАк.тАмтАм тАля╗Ля║оя║╜ я╗гя╗Мя║Оя╗│я╗┤я║о я║ГтАм тАля║Чя╗в я║Чя╗Шя║кя╗│я╗дя╗к я╗гя╗жтАм тАля║Ня╗Яя╗Мя║Оя╗б я╗│я║Шя╗втАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║Ня╗Яя║мя╗▒тАм тАля║Чя║Шя╗оя║Ня╗Уя║о я╗Уя╗░ я╗Ыя╗ЮтАм тАля╗Дя║Тя╗┤я╗Мя╗░ я╗ня╗Ля╗дя╗ЦтАм тАля║Ня╗╖я║│я╗ая╗оя║П я║Ня╗Яя╗дтАм тАля╗ня╗ля╗░ я║Ня╗╖я║йя║Н╪б я║Ня╗ЯтАм тАля╗Уя╗мя╗о я╗│┘Пя╗Мя║оя╗СтАм тАля║Гя╗гя║ОтАм тАля║Гя╗╗тАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░тАм тАля║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗етАм тАля╗Яя║Шя║Дя║Ыя╗┤я║отАк .тАмя╗ня╗Яя╗Ья╗жтАм тАля║Ня╗Яя╗Мя║оя║╜ я║Ня╗Яя╗дтАм тАля╗Яя╗Ря╗ия║Оя║Ля╗░ я║Ся╗дя╗мя║Оя║ня║УтАм тАля╗дя║╕я║Оя╗Ля║о я╗ня╗Ч┘А┘Ая╗оя║У я║НтАм тАля║зя╗╝я╗Э я╗ля║мя║НтАм тАля║Ня╗Яя║╕я╗Ья╗Ю я║Ня╗Яя╗дя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║НтАм тАля║Ня╗╣я║гя║┤я║Оя║▒ я╗ня║Ня╗ЯтАм тАля╗│я╗Ия╗Ю я╗ля╗о я╗Ля╗дя╗ЦтАм тАля║зя║Оя╗│я║Оя╗Э┬л я╗ня╗ля╗отАм тАля╗Ля║╕я║отАк .тАмя╗ня║Чя║оя║Яя╗КтАм тАля║Яя╗оя╗ля║о я║Ня╗╖я║йя║Н╪бтАм тАля║Ся║Оя║│я╗в ┬╗тАм тАля║Ня╗Яя╗Шя║оя╗е я║Ня╗Яя║Шя║Оя║│я╗КтАм тАля╗│я║Тя╗Шя╗░ я║Ня╗Яя╗Шя╗оя╗Э я║Зя╗етАм тАля╗Яя╗ая╗Фя╗ия║Оя╗етАк .тАмя╗ня╗ля╗ия║О я║Чя╗Ья╗дя╗жтАм тАля║Ня╗Яя║╕я║Оя║Ля╗К я╗гя╗ия║м я║Ся║кя║Ня╗│я║ФтАм тАля║Ся╗╝я╗Б я║Ня╗╖я╗гя║оя║Н╪бтАм тАля╗ня║Ня╗Яя║дя║Оя╗Яя║Ф я║Ня╗Яя╗дя║░я║Ня║Яя╗┤я║ФтАм тАля║Ня╗Яя╗Ря╗ия║Оя║Ля╗░ я║Зя╗Яя╗░тАм тАля║Ня╗Яя╗Шя║Оя║Ля╗в я║Ся╗┤я╗ж я║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗етАм тАля║Ня╗╣я║гя║┤я║Оя║▒тАм тАля║Гя║╗я╗оя╗Э я╗ля║мя║Н я║Ня╗Яя║╕я╗Ья╗ЮтАм тАля╗Ля║╕я║отАк ╪МтАмя╗ня║Ня╗Яя║мя╗птАм тАля╗оя║Ня║╗я╗Ю я╗ня║Ня╗╣я║гя║┤я║Оя║▒тАм тАля║Ня╗Яя╗Шя║оя╗е я║Ня╗Яя║Ья║Оя╗гя╗жтАм тАля║Гя╗ля╗дя╗┤я║Ф я║Ня╗Яя║ШтАм тАля║зя╗╝я╗Э я╗гя╗ия║Шя║╝я╗ТтАм тАля╗ня╗│я║Тя║кя║Г я║Ня╗Яя╗ая║дя╗жтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗┤я║О я╗гя║дя║кя║йя║НтАк.тАмтАм тАля╗ня║Ня╗Яя║ая╗дя╗мя╗оя║нтАк.тАмтАм тАля╗Уя╗░ я║Гя║│я║оя║У я╗Уя╗ия╗┤я║ФтАм тАля╗│я║Шя║Тя╗К я╗зя╗дя╗Дя║О я╗гтАм тАля╗гя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗┤я║Ф я╗Пя╗┤я║отАм тАля║╖я╗оя║Ся╗мя║О я╗гя╗оя║йя║Яя║Оя╗ЭтАм тАля╗Ыя║Оя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗ия╗дя╗В я║Ся╗дя╗Шя║кя╗гя║ФтАм тАля╗ня╗Чя║к я╗н┘Пя╗Яя║кя║ХтАм тАля╗│я║к я╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║ФтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я╗Уя╗░ я╗ля║мя║НтАм тАля╗ня║Чя║кя║ня║Ся║Ц я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Чя║┤я╗дя╗░ ┬╗я║Гя╗╗я║П┬лтАм тАля║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Чя╗Мя║╕я╗Ц я║Ня╗Яя╗дя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░тАм тАля║гя║Оя╗Яя║Ф я║Ня╗Яя║╕я║ая╗ж я╗нтАм тАля║╝я║╝я╗┤я╗ж я╗Уя╗░тАм тАля╗│я╗Шя║Оя╗Ля╗┤я║Ф я║Чя╗Мя╗Ья║▓тАм тАля║│я╗┤я╗Шя╗┤я╗┤я╗ж я╗ня║Ня╗Яя╗дя║Шя║итАм тАля║Ня╗Яя║дя║Оя╗Яя║Ф я║Ня╗Яя╗Мя║Оя╗гя║ФтАм тАля║ЗтАм тАля║Гя╗Ля║оя╗Х я║Ня╗Яя╗дя╗отАм тАля║кя║ня╗│я║ая╗┤я║О я╗Яя╗ая╗дя╗Шя║Оя╗б я║Гя╗нтАм тАля╗Яя╗дя╗ая║дя╗ж я║Ня╗Яя║Тя║Оя║ня║птАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗Ря╗ия║О╪б я╗гя╗жтАм тАля╗ня╗ля╗░ я║Чя╗дя╗мя║к я║ЧтАм тАля╗гя╗ж я║Гя╗гя║Ья║Оя╗Э я║НтАм тАля╗│я╗Шя╗оя╗б я║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗дя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░тАк╪МтАмтАм тАля║╕я║ая╗жтАк ╪МтАмя╗ня║Ся╗Мя║к я║ля╗Яя╗ЪтАм тАля║ля╗Яя╗Ъ я╗Ля╗ая╗втАм тАля╗гя╗ж я║Ня╗ЯтАм тАлтАк17тАмтАм тАля╗ня╗│┘Пя╗Дя╗ая╗Ц я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Ня╗Яя╗ая║дя╗ж я║Ня╗Яя╗дя╗Мя║░я╗ня╗СтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║зя╗ая╗Фя╗┤я║ФтАм
тАлтАк5тАмтАм