Sawtulhind Magazine issue no 491 -2013

Page 1

‫عــدد‬ ‫خاص‬ ‫العدد ‪2013 - 491‬‬

‫الهند على‬ ‫ضفاف النيل‬

‫‪Issue No. 491 - 2013‬‬


‫‪CONTENTS‬‬

‫رسالة سفير جمهورية الهند‬ ‫إلى قراء المجلة‬

‫في هذا العدد ‪491‬‬

‫‪3‬‬

‫رسالة سفير الهنـد إلى قــراء مجلـة‬ ‫صوت الهند‪......................................................‬‬

‫‪4‬‬

‫مزيج من استعراضــات بوليــوود بـدار‬

‫‪24‬‬

‫قصة بوستر ‪ ..‬بقلم أحمد حسن‪..........‬‬

‫‪26‬‬

‫حفيدة غاندي في ميدان التحرير‪........‬‬

‫‪27‬‬

‫األعمال الفائزة في مسابقة هل شعرت‬

‫تصدر عن المركز اإلعالمي لسفارة‬

‫بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير؟‪..‬‬

‫األوبرا المصرية ‪...............................................‬‬

‫‪8‬‬

‫أكشارا – توظيــف فنــون الخــط في‬

‫‪30‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬

‫ال��ف��ن��ان��ة ش��وب��ه��ا م��ودج��ال تشدو‬

‫كلمات على الماء ‪ ...‬حوار بين كتــاب‬ ‫من الهند ومصر‪...........................................‬‬

‫الحرف اليدوية ‪...............................................‬‬

‫بانوراما السينما الهندية ‪..........................‬‬

‫‪20‬‬

‫مريجيا ‪ ..‬الشرق يعانق الغرب ‪...............‬‬

‫‪22‬‬

‫افتتاح معرض “هل شعرت بروح غاندي‬

‫الهند بالقاهرة‬ ‫سكرتير التحرير التنفيذي‬ ‫منى عبد الكريم‬ ‫الغالف األمامي‬ ‫جانب من عروض “ نريتياجرام” خالل‬ ‫مهرجان “ الهند على ضفاف النيل”‬ ‫الغالف األخير‬ ‫تابعونا على شبكة االنترنت‬ ‫الغالف األخير ( الداخلي )‬

‫‪36‬‬

‫عـروض نريتياجــرام تبهــر الجمهــور‬ ‫المصري ‪.............................................................‬‬

‫بالقاهرة واألسكندرية‪................................‬‬

‫مجلة ثقافية رسالتها تنمية الروابط‬ ‫بين الهند والعالم العربي‬

‫‪42‬‬

‫مهرجان المأكوالت الهندية‪...................‬‬

‫‪46‬‬

‫لقاء لالستمتاع بمذاق الشاي الهندي‪...‬‬

‫أحد األعمال المشاركة بمعرض‬ ‫“ هل شعرت بروح غاندي‬ ‫تحلق فوق ميدان التحرير؟”‬ ‫للفنانة ريهام سيد خليف‬ ‫ترجمة‬ ‫خـــالـــــــد نـــاجــــــي‬ ‫محمـــــــد حـامــــــــد‬ ‫مدحـت رمسيس‬ ‫منى عبد الكريم‬ ‫المدير الفني‬ ‫دالـيـــــــــا الـعـــــــزب‬

‫تحلق فوق ميدان التحرير؟”‪.....................‬‬

‫‪48‬‬

‫الهنــد على ضفــاف النيــل (جاليــري‬ ‫صور) ‪..................................................................‬‬

‫صور العدد‬ ‫منى عبد الكريم‬ ‫طباعة ‪ I.P.H‬المنطقة الحرة‬ ‫عنوان المجلة‬

‫اآلراء التي تتضمنها المقاالت تعبر عن وجهة نظر كاتبها وال تعكس بالضرورة وجهة نظر حكومة الهند‬

‫‪www.indembcairo.com‬‬ ‫‪2‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫من يشرب من ماء النيل البد أن يعود إلى مصر‪ .‬عرفت أنا وزوجتي ماني معنى هذه‬ ‫المقولة القديمة عندما وجدت نفسي أعود إلى القاهرة بعد ‪ 25‬عاما ً كاملة حيث كنت قد‬ ‫تركتها عام ‪ .1987‬ورغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على الساحة السياسية‪ ،‬بقى‬ ‫شيء مهم لم يتغير وهو المودة والحب التي يكنها الشعب المصري للهند‪ .‬ولذلك‪ ،‬فرغم‬ ‫المخاوف من أن يكون موعد إقامة مهرجان “الهند على ضفاف النيل” غير مالئم‪ ،‬كنا‬ ‫على ثقة بأنه سوف يلقى إقباالً كبيراً من الجمهور‪ .‬وكما توقعنا‪ ،‬كان هناك إقبال كبير‬ ‫على عروض المهرجان الذي يعد األول من نوعه في مصر‪ ،‬كما شهد حضور عدد‬ ‫من كبار الشخصيات المصرية وحظي بتغطية صحفية وتلفزيونية رائعة‪ .‬وكما سترون من خالل صفحات المجلة‪ ،‬عرض‬ ‫المهرجان ألوانا ً مختلفة من الفنون والثقافة الهندية ومنها الرقص والموسيقى وفن الخط وعروض األفالم والمطبخ الهندي‪،‬‬ ‫هذا باإلضافة إلى العروض الرائعة المشتركة بين الجانبين المصري والهندي‪.‬‬ ‫إن مهرجانا ً بهذا الحجم ال يمكن أن يقام إال تحت إشراف شركة متخصصة مثل شركة “تيم ورك برودكشنز” وبدعم من‬ ‫تلك الجهات الشريكة والراعية للمهرجان‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬نتقدم بشكر خاص إلى المجلس الهندي للعالقات الثقافية ووزارة‬ ‫الثقافة المصرية ودار األوبرا المصرية وساقية الصاوي ومكتبة اإلسكندرية‪ .‬وقد ساعدنا الدعم المالي الذي تلقيناه من العديد‬ ‫من الشركات‪ ،‬وخاصة شركة تي‪.‬سي‪.‬أي‪ .‬سنمار‪ ،‬وشركة كيرلوسكار‪ ،‬ومجموعة أديتيا بيرال‪ ،‬على إقامة مهرجان “الهند‬ ‫على ضفاف النيل”‪.‬‬ ‫ال شك أن النجاح الحقيقي لهذا المهرجان يتمثل في عالقات التعاون التي أسفر عنها خالل فترة إقامته‪ .‬فقد كانت استعراضات‬ ‫بوليوود‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬نموذجا ً للتعاون بين مصممي الرقصات والموسيقيين الهنود وأعضاء فرقة باليه أوبرا القاهرة‬ ‫المصريين وأعضاء مركز موالنا آزاد الثقافي الهندي‪ .‬وبالمثل‪ ،‬شاركت السيدة‪ /‬جايا جايتلي بخبراتها مع د‪ /‬هبة حندوسة‬ ‫وشبكة مصر للتنمية المتكاملة‪ ،‬كما قامت الكاتبة ناميتا جوكالي ببحث إمكانية ترجمة األعمال األدبية الهندية إلى العربية‬ ‫وترجمة األعمال األدبية المصرية إلى الهندية‪ .‬لقد أنشأت فاعليات المهرجان قنوات غير تقليدية للتواصل من خالل عالقات‬ ‫التعاون والشراكة والحوار التي تضمنتها‪ .‬وتعد تلك العالقات المهمة التي نشأت في غضون أيام قليلة مؤشراً بسيطا ً على‬ ‫مستقبل التعاون الثقافي بين الهند ومصر‪ .‬وإنني على ثقة بأن مهرجان الهند على ضفاف النيل ‪ 2013‬يمثل فقط الحلقة األولى‬ ‫في هذا الشكل الجديد من أشكال التعاون بين الجانبين‪.‬‬

‫نافديب سورى‬

‫‪ 37‬شارع طلعت حرب – القاهرة‬ ‫ت ‪23927573 – 23925243 :‬‬ ‫للحصول على المجلة أو لالشتراك بها‬ ‫يرجى االتصال بالمجلة على العنوان‬ ‫وأرقام التليفونات الموضحة أعاله‬

‫‪3‬‬


‫­­­­­استعراضات بوليوود على مسارح دار األوبرا‬ ‫مجمــوعة متنـوعــة مــن‬ ‫عــروض الرقــص والغنـاء‬ ‫الهندية شهدها المسـرح‬ ‫الكبير بدار األوبرا المصرية‬ ‫من خـــالل استعراضــــات‬ ‫بوليوود التي تم تقديمها‬ ‫في إطـار مهرجـان “الهند‬ ‫على ضفـاف النيــل”‪ .‬وقد‬ ‫شارك في االستعراضــات‬ ‫مطربا بوليــوود موكيـش‬ ‫تــومــار وبـــارول ميشـــرا‪،‬‬ ‫ومصمم رقصات بوليوود‬ ‫جيـــل تشويـــان وأعضـــاء‬ ‫فرقة باليه أوبرا القاهرة‪.‬‬

‫وقد مزجـــت هذه االستعراضــــات الرائعة‬ ‫بين الموسيقى الغنائية واألزيــاء المبهــجة‬ ‫واإلضاءة المبهـــرة والرقـــص المدهــش‬ ‫في مشهد متعدد األل��وان‪ .‬وقد قام بارول‬ ‫وموكيش بأداء العروض الثنائية واألغاني‬ ‫الرومانسية المأخوذة من مجموعـــــة من‬ ‫أشهر أفالم بوليوود في السنوات القليلة‬ ‫الماضية‪ .‬وتضمنت العروض أيضا ً تقديم‬ ‫مجموعة من األغنيات الرائعة التي راجت‬ ‫من خالل أفالم بوليوود الشهيرة التي قام‬ ‫بدور البطولة فيها شاروخ خان وأميتاب‬ ‫باتشان وهريثيك روشان وغيرهم‪.‬‬ ‫وقد قام بتصميم رقصات العرض الفنان جيل‬ ‫تشويان‪ ،‬وهو راقص فرنسي محترف عمل‬

‫‪4‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫في مجاالت الرقـــص والسينمـــا والمسرح‬ ‫وصناعة األزياء الهندية ألكثر من عشر‬ ‫سنوات‪ .‬وتعامل مع أشكال الرقص الهندية‬ ‫المختلفة مثل الكاثاك وبهاراتا ناتيام‪ .‬كما قام‬ ‫جيل بتصميم الرقصات في ختام المهرجان‬ ‫الفني لدورة ألعاب الكومنولث في ملبورن‬ ‫والعرض المسرحي الموسيقي الشهير‬ ‫“قصة حب بوليوود”‪.‬‬ ‫وخالل فترة وجوده بمصر قام جيل تشويان‬ ‫بتنظيم ورش��ة عمل لرقصات بوليوود‬ ‫بساقية الصاوي حيث قام بالتدريب على‬ ‫الحركات الشهيرة لرقصات بوليوود‪ .‬وقد‬ ‫عبرت ورش العمل تلك عن الطاقة والمرح‬ ‫التي تتميز بهما السينما الهندية‪.‬‬

‫الجدير بالذكر أن المطرب هشام عباس كان‬ ‫ضيف شرف حفل افتتاح مهرجان الهند‬ ‫على ضفاف النيل خالل عرض رقصات‬ ‫بوليوود‪ .‬وفى نهاية الحفل‪ ،‬قام الفنان هشام‬ ‫عباس بمشاركة الفنانين الهنود فى الغناء‬ ‫على خشبة المسرح الكبير بدار األوبرا‬ ‫المصرية بالقاهرة حيث تفاعل الجمهور‬ ‫معه كثيرا عندما بدأ فى غناء أغنية “نارى‬ ‫نارين” التى حققت نجاحا كبيرا فى الهند‬ ‫ومصر‪ ،‬حيث تم تصويرها فى الهند‪ .‬وقام‬ ‫بتكرار األداء في اليوم الثاني نظراً للشعبية‬ ‫الكبيرة لهذه األغنية‪ ،‬كما حضرت الفنانة‬ ‫المصرية الشهيرة ليلى علوي العرض في‬ ‫ثاني أيامه‪.‬‬

‫‪5‬‬


‫مصمم الرقصات جيل تشويان‪:‬‬

‫محمد حامد ‪ :‬أحد الراقصين بفرقة بالية أوبرا القاهرة‬

‫شعرت في مصر وكأنني في وطني الثاني الهند وحولي أناس ينتمون إلى حضارة عريقة وعظيمة يبدون كل كرم ومودة‪،‬‬ ‫كنت أشعر بالراحة والطمأنينة بشكل عجيب‪.‬‬ ‫وقد شعرت أن أعضاء فرقة بالية أوبرا القاهرة هم عائلتي الجديدة‪ .‬وفي أحد األيام‪ ،‬وبعد أن انتهينا من البروفات‪ ،‬خرجت‬ ‫بصحبتهم لحضور عرض راقص من الفلكلور المصري‪ .‬وكان عرضا ً ال ينسى‪ .‬كانوا رائعين على المستوى الفني‬ ‫والصعيد اإلنساني ‪ .‬لقد كانوا يعملون بجد وقدموا اثنين من استعراضات بوليوود الرائعة كان لديهم حماس كبير وتنظيم‬ ‫منقطع النظير مما جعلني فخوراً بهم‪.‬‬ ‫كما كان رد فعل الجمهور مبهراً ‪ ،‬حيث تعالت صيحاته خاصة عندما انضم إلينا المطرب هشام عباس ألداء أغنيته الشهيرة‬ ‫“ناري نارين”‪.‬ورغم أنني نباتي‪ ،‬إال أن الطعام المصري أعجبني للغاية‪ ،‬وقد سعدت بالناس وقضيت وقتا ً جميالً خالل‬ ‫ورشة عمل بوليوود‪ ،‬حيث شاركني الكثيرون متعة االحتفاء بهذا اللون المتميز من ألوان الرقص‪.‬‬

‫ارمينيا كامل‪ :‬المشرف العام‬ ‫على فرقة باليه أوبرا القاهرة‬

‫المطرب هشام عباس‪:‬‬ ‫الهند بالنسبة لى هى وطنى الثانى‪ ،‬حيث أننى أعشق الهند وأحب الشعب الهندى‬ ‫كثيرا‪ .‬أما بالنسبة لمهرجان “الهند على ضفاف النيل” فهو مهرجان رائع وجميل‪.‬‬ ‫ولم يُساهم هذا المهرجان الفني الهندي فقط فى دعم السياحة فى مصر‪ ،‬ولكنه ساهم‬ ‫أيضا فى تخفيف حالة التوتر والضغوط التى يشعر بها أفراد الشعب المصرى نتيجة‬ ‫للصخب الدائر فى الشارع السياسى فى الفترة األخيرة‪ .‬ونحن فى حاجة إلى مثل هذه‬ ‫المهرجانات التى تتسم بأجواء المرح من أجل الخروج من هذه الهموم السياسية‪.‬‬ ‫فى الحقيقة‪ ،‬الفن الهندى دائما ما يكون فن جذاب خصوصا للجمهور المصرى‪،‬‬ ‫ألنه فن ملئ باألحاسيس الجميلة‪ .‬وأنا سعيد جدا بمشاركة فرقة باليه أوبرا القاهرة‬ ‫فى هذه العروض الفنية وانتهز هذه الفرصة كى أحيهم على األداء الرائع وكيف‬ ‫أنهم استطاعوا فى فترة قصيرة من التدريب فى إتقان حركات الرقص الهندى بهذه‬ ‫البراعة‪.‬‬ ‫أتمنى أن أكرر تجربة كليب أغنية “نارى نارين” والتعاون مع الجانب الهندى فى‬ ‫العديد من المشروعات الفنية‪ .‬وأنا سعيد ألن بعض من الجمهور الهندى الحاضر فى‬ ‫فاعليات المهرجان تحدثوا معى عن األغنية و أنهم يعشقون االستماع إليها‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫سعدت للغاية بمشاركــة أعضاء‬ ‫فرقة باليــة أوبـرا القاهـــرة في‬ ‫عـروض مهرجـــان الهنـــد على‬ ‫ضفاف النيل‪ .‬وكان العرض الذي‬ ‫تم إعداده وتقديمه بدار األوبرا‬ ‫المصرية نموذجا ً رائعا ً لحب‬ ‫الفن والشغف به‪ .‬تمثل العروض‬ ‫الموسيقيــة والراقصــة لغة فريدة‬ ‫بين شعـــوب الدول المختلفــة‪.‬‬ ‫وإنني أعرب عن شكري الخاص‬ ‫لسعـادة سفيــر الهنـــد وجميـــع‬ ‫العامليـن معه والذين لـوالهـم ما‬ ‫كان هذا التعاون ممكناً‪.‬‬

‫لقد كانت تجربة العمل مع جيل تشويان تجربة رائعة ‪ ،‬فلم يكن أمامنا‬ ‫سوى أسبوع واحد للتدريب على عدد كبير من الرقصات الهندية التي‬ ‫قد تستغرق في العادة شهراً كامالً‪ ،‬وكنا أحيانا نتدرب لما يزيد على‬ ‫خمس ساعات في اليوم الواحد ‪ ،‬ولكننا تمكنا والحمد هلل من اتقان‬ ‫الحركات بسرعة‪ ،‬وقدمنا استعراضا هنديا ً مصريا ً ناجحا ً ‪.‬‬ ‫وقد استمتعنا بروح العمل الجماعي فلم نشعر أبدا أن أعضاء الفرقة‬ ‫الهندية ال ينتمون إلينا‪ ،‬كما استمتعنا بتدريبات اليوجا التي كنا نمارسها‬ ‫قبل البروفات‪ ،‬حيث كانت تساعدنا في استعادة هدوء أعصابنا وتدعم‬ ‫الروح الداخلية وروح التواصل بين الراقصين‪.‬‬

‫سعيد محسن‪ :‬أحد الراقصين‬ ‫بفرقة بالية أوبرا القاهرة‬ ‫تجربـة استعراضــات بوليــوود‬ ‫تعتبر تجربة جديدة ‪ ...‬سعدنا بها‬ ‫جدا ‪ ...‬فمن الكالسيكيات التي‬ ‫اعتدنا عليها إلى عالـــم بوليــوود‬ ‫الثري ‪ .‬وقد منحنى ذلك العرض‬ ‫المشتـرك فرصـة التعـرف على‬ ‫ثقافة الهنـد الموسيقية والتعــرف‬ ‫كذلك على شخصيات جديدة ‪..‬‬ ‫وقد سعدت جدا بالتعامل مع جيل‬ ‫تشويان وهو مصمــم رقصــات‬ ‫ومــدرب محنــك استطـــاع أن‬ ‫يفجر الطاقات بداخلنا لنقدم هذا‬ ‫العرض الضخم في وقت قياسي‬ ‫‪ ...‬وبالرغم من االجهــاد إال أنني‬ ‫استمتعـت بكـل لحظـة وخاصـة‬ ‫باستقبال الجمهور الحافل‬

‫هدير الحامي ‪ :‬إحدى راقصات فرقة بالية أوبرا القاهرة‬ ‫في البداية شعرت بالخوف من خوض التجربة ألن الرقص الهندي لون جديد‬ ‫من الرقص لم نعتد عليه قبل ذلك‪ ،‬ثم سرعان ما تبدد الخوف وبدأت أشعر‬ ‫بالسعادة لخوض تجربة مختلفة ‪ ،‬فاللرقص الهندي مذاق مختلف وهو أسلوب‬ ‫حياة في حد ذاته‪.‬‬ ‫لقد تعلمنا من جيل تشويان أشياء كثيرة لم تقتصر على حركات الرقص‬ ‫فحسب‪ ،‬فقد تعلمنا منه أهمية ممارسة اليوجا خاصة قبل بدء التدريبات على‬ ‫الرقص ‪ ،‬فهي تحقق السالم النفسي‪ ،‬ويستطيع الراقص من خاللها تصفية‬ ‫ذهنه ‪ ،‬وتحقيق التناغم بين أجزاء الجسم والروح ‪ ،‬ثم تحقيق التواصل النفسي‬ ‫مع باقي أعضاء الفرقة ليرقصوا معا ككيان واحد‪.‬‬ ‫روح التواصل هذه ال تقف عند حدود الجمهور بل تصل للجمهور أيضا ‪،‬‬ ‫وقد شعرت بهذه الروح القوية في كافة أرجاء المسرح‪ ،‬وأنا أتمنى أن نكرر‬ ‫هذه التجربة مع الهند ومع ثقافات أخرى‪.‬‬

‫‪7‬‬


‫فى معرض بالقاهرة‪:‬‬

‫رحلة شيقة قدمتها الهند عبر فنونها الحرفية‬ ‫“مسلمان” الجريدة الوحيدة فى العالم التى تكتب بخط اليد‬ ‫ ‬

‫طارق الطاهر*‬

‫فرصة ثقافية وفنية كبيرة‬ ‫أتاحهـــا مهرجــــان الهنــد‬ ‫على ضفــاف النيـــل‪ ،‬فقد‬ ‫أطلع زوار معرض “أكشارا“‬ ‫على رحلة شيقة قدمتها‬ ‫الهند من خالل أنامل نخبة‬ ‫من الحرفييـــن التلقائييـــن‪،‬‬ ‫الذين حافظــوا على تـراث‬ ‫أجدادهم جيال عبر جيــل‪،‬‬ ‫وأتقنــــوا فنيــــات الحـــرف‬ ‫اليدوية من رسم وخطوط‬ ‫تنتمى للغات أتقنها الهنود‬ ‫عبر مسيرتهم الطــويلــة‬ ‫والعميقة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫طارق الطاهر خالل جولته بالمعرض مع جايا جايتلي‬

‫من ه��ذا المنطلق ج��اء معرض الحرف‬ ‫اليدوية “ أكشارا‪ -‬توظيف فنون الخط في‬ ‫الحرف اليدوية”‪ ،‬ضمن فعاليات مهرجان‬ ‫“ الهند على ضفاف النيل‪ ،‬وتم افتتاحه‬ ‫بمركز الهناجر للفنون‪ ،‬وضم أكثر من‬ ‫مائة عمل متنوع ما بين اللوحات الفنية‬ ‫والتصميمات اليدوية‪ ،‬باستخدام حفر الخط‬ ‫على المعادن‪ ،‬وترصيع الخشب‪ ،‬وفن‬ ‫تشكيل عجينة الورق‪ ،‬وعدد من األقمشة‬ ‫المطرزة والمنسوجة‪ ،‬كما أتاح المعرض‬

‫الفرصة لرؤية فن الشيبورى وهو أحد فنون‬ ‫الصباغة‪.‬‬ ‫ولعل أول ما لفت نظرى عند تجولى فى‬ ‫هذا المعرض المتفرد‪ ،‬النسخة المعروضة‬ ‫لصحيفة “مسلمان” التى تعتبر الصحيفة‬ ‫الوحيدة فى العالم التى تكتب بخط اليد منذ‬ ‫عام ‪ 1928‬وحتى اآلن‪ ،‬حيث يكتب النسخة‬ ‫األولى بخط يد ستة من أمهر الخطاطين‪،‬‬ ‫وتصدر يوميا فى مدينة مدراس‪ ،‬وتوزع ما‬ ‫يقرب من ‪ 23‬ألف نسخة‪ ،‬ويتم االنتهاء من‬ ‫كل صفحة من صفحات الجريدة فيما يقرب‬ ‫الساعة‪ ،‬وهى تتناول كافة فروع السياسة‬ ‫والثقافة والفن والرياضة والمقاالت‪ ،‬وتكتب‬ ‫باللغة األوردية‪ ،‬التى هى مزيج بين اللغة‬ ‫العربية والفارسية‪.‬‬ ‫ضم المعرض فنونا ً من ‪ 16‬والية هندية‪،‬‬ ‫عبرت عن رؤية ‪ 60‬فنانا‪ ،‬قدموا تنوعا‬ ‫ثريا للحرف اليدوية التى أتسمت بالجودة‬ ‫ودقة الصناعة‪ .‬وتمثل الحرف التقليدية‬ ‫بالهند عنصرا هاما من عناصر الدخل‬ ‫المادى للكثير من األسر‪ ،‬حيث تعد مصدرا‬ ‫من مصادر االقتصاد‪ ،‬خاصة فى المناطق‬ ‫الريفية‪ ،‬التى تزخر بالفنانيين الفطريين‪،‬‬

‫الذين توارثوا أجياال عبر أجيال سر الصنعة‪ ،‬التى‬ ‫تأثرت بالشك بنيل األبناء قسطا من التعليم‪ ،‬الذى‬ ‫جعلهم يزاوجون فى تصميماتهم بين ما ورثوه‬ ‫من اآلباء وبين رؤيتهم لتطوير فنهم‪ ،‬لذا يعكس‬ ‫المنتج تطور الحياة الهندية‪ ،‬والتزواج بين األصالة‬ ‫والمعاصرة‪ ،‬وهو ما جعل فنون بعينها مستمرة حتى‬ ‫اليوم‪ ،‬مثل الزخرفة وصناعة الحلى‪ ،‬والتعبير عن‬ ‫آمالهم بالرسم والكتابة‪ ،‬وهو ما ينعكس فى كتاب‬ ‫فنى معروض‪ ،‬كتبه شخص يدعى بهادور شتركار‪،‬‬ ‫درس حتى الصف الرابع االبتدائى‪ ،‬وهو اآلن فى‬ ‫سن األربعين‪ ،‬ويكتب ويرسم كما لو كان طفال‪.‬‬ ‫وقد ضم المعرض‪ -‬أيضا‪ -‬لوحات لعدد من وصفات‬ ‫األكالت الهندية فى الواليات المختلفة‪ ،‬كما أتيحت‬ ‫الفرص للزوار لرؤية أعمال فنان الخط الهندى راجيف‬ ‫كومار‪ ،‬كما الذي قام بعمل عرض الستخدام الخط‬ ‫الهندي في العديد من النصوص بمختلف األساليب‪.‬‬ ‫ومن أجل تقريب الفنون الهندية للزوار‪ ،‬صاحب‬ ‫المعرض‪ ،‬عرض فيلم “ أكشارا ك��ارام”‪ ،‬الذى‬ ‫يمزج بين الحركات الكالسيكية فى الرقص‪ ،‬وفن‬ ‫الكتابة‪ ،‬ويقدمه فنانون معرفون فى هذا المجال من‬ ‫أمثال‪ :‬نافتيج جوهار‪ ،‬جاستن ماكارثى‪ ،‬وراجيف‬ ‫كومار‪ .‬كما يكشف المعرض كذلك عن اللغات‬ ‫واللهجات المختلفة التى تتمتع بها الواليات الهندية‪.‬‬ ‫المعرض استطاع أن يقدم بحرفية كبيرة روح‬ ‫الهند وثقافتها وفنونها‪ ،‬فبمجرد أن تنهى من رؤية‬ ‫األعمال تشعر بأنك كما لو قمت بزيارة لهذا البلد‬ ‫العريق‪ ،‬فالمعرض لم يقدم فقط أعماال صامتة‪ ،‬بل‬ ‫روح تتجسد فى المكان‪ ،‬فكل قطعة تشعر أن وراءها‬ ‫حكاية البد أن تروى‪ ،‬لتبوح بأسرار هذه الوالية أو‬ ‫تلك‪.‬‬

‫‪9‬‬


‫وقد لعبت شخصية هندية مهتمة بالحرف‬ ‫التقليدية وتنميتها وتطورها دورا كبيرا‬ ‫وراء نجاح هذا المعرض‪ ،‬وهى السيدة جايا‬ ‫جايتلى‪ ،‬التى قامت‪ -‬من قبل‪ -‬بإنشاء اتحاد‬ ‫داستكارى هات ساميتى‪ ،‬الذى مكن العمال‬ ‫التقلديين من اكتساب الثقة فى إمكانية وجود‬ ‫سوق لبيع إنتاجهم‪ ،‬وقد تم وضع العديد‬ ‫من البرامج والتدريبات لهم من أجل كسب‬ ‫المزيد من الثقة فى أنفسهم‪ ،‬ومن ثم فيما‬ ‫ينتجونه‪ ،‬ولعبت جايا دورا كبيرا على مدار‬ ‫أربعين عاما فى نهضة الحرف التقليدية‪،‬‬ ‫إذ تقوم بصورة منتظمة بتقديم اإلرش��اد‬ ‫للحرفيين فى مجال التصميـــم والتنظيـــم‬ ‫والتسويـــق فى كافة أنحاء الهنــــد‪ ،‬وتسعى‬ ‫دائما إلى تقيم منتجاتهم خارج البالد‪ ،‬حيث‬ ‫تقوم بتنظيم معارض كبرى للترويج للفنون‬ ‫والحرف والثقافة والهندية‪.‬‬ ‫وقد عبر سفير الهند فى مصر السيد‪ /‬نافديب‬ ‫سورى عقب تجوله فى المعرض عن فلسفة‬ ‫مهرجان الهند على ضفاف النيل وما صحبه‬

‫جايا جايتلي‪:‬‬ ‫زيارتي لمصر تجربة رائعة‬

‫من أنشطة قائال‪ “ :‬يهتم المهرجان بإقامة عالقات تعاون مثمرة‬ ‫ومستدامة بين الهند ومصر فى مجال الفنون والحرف‪ ،‬وتعد اللوحة‬ ‫التى أشترك فى رسمها فنان هندى وفنان مصر مثاال على ذلك”‪.‬‬ ‫ما قاله السفير الهندى يجب أن يكون محوراً للنقاش بين الحكومتين‬ ‫المصرية والهندية‪ ،‬فبالفعل من الممكن أن يحدث تقارب كبير فى‬ ‫هذا المجال‪ ،‬فمصر‪ -‬أيضا‪ -‬مليئة بحرفيين فطريين‪ ،‬يبدعون عبر‬ ‫أجيال عديدة‪ ،‬ومن الممكن إلقامة ورش عمل تعود بالنفع على‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫ومن المنتظر أن ينتقل هذا المعرض إلى باريس فى سبتمبر القادم‪.‬‬

‫*مدير تحرير جريدة أخبار األدب‬

‫‪10‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫لقد كانت تجربة وجودي في مصـــر‬ ‫تجربة رائعة فقد عرضت آخر أعمالنا‬ ‫باستخدام الخط في الحرف اليدوية بطرق‬ ‫متعددة‪ .‬وألننا كنا معجبين بشدة بمصر‬ ‫بسبب فن الخط العظيم بها والتاريخ‬ ‫القديم لصناعة الورق فقد شرفنا أن نقدم‬ ‫أعمالنا بين الجمهور الذي كان على‬ ‫دراية بهذه الفنون‪ .‬ولقد أضاف التفاعل‬ ‫مع الخطاطين المصرييـــن إلى خبراتنا‬ ‫وساعدنا على إقامة عالقات صداقة من‬ ‫خالل الفن والثقافة‪.‬‬ ‫لقد سعدنـــا كثيـــرا بسبــب االستجـــابة‬ ‫واإلعجــاب الذي القته منتجاتنا‪ .‬وقد‬ ‫أظهرت التعليقات التي ظهـــرت في‬ ‫كتاب الزوار أن الجهـــود التي نبذلها‬ ‫لثبر أغوار التعليم والتنمية والمهارات‬ ‫اليدوية والخط في الهند لها انعكاس في‬ ‫الخارج أيضا‪.‬‬ ‫وبفضـــل صديقتـــي د‪ .‬هبــة حندوســة‬ ‫تمكنت من زيارة العديــد من المراكز‬ ‫الفنية والحرفية في العديد من المناطق‬ ‫وش��اه��دت العديد م��ن أوج��ه التشابه‬ ‫بيننا‪ .‬ويبدو من الواضح أن العديد من‬ ‫المهارات والتقنيات الحرفية قد انتقلت‬ ‫إلى الهند من مصر منذ عدة قرون‪.‬‬ ‫وكان أكثر ما سرنى هو زيارة مكتبة‬ ‫اإلسكندرية والتي كانت تشبه المعبد‬ ‫الذي أنشئ من أجل تغذية العقل والذكاء‬ ‫البشري‪.‬‬ ‫ونأمل أن نصل إلى طريقة يأتي بها‬ ‫الحرفيون المصريون إل��ى الهند في‬ ‫يناير العام القادم لمدة أسبوعين والعمل‬ ‫مع نظرائهم الهنود وتبادل المعلومات‬ ‫وتقوية أواصر الصداقة ودعم قدرات‬ ‫بعضهما البعض‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫الفنان المصري حسام على‪:‬‬ ‫مصر والهند ‪ ..‬عناق الحضارات‬

‫أهم ما يميــز مهرجـــان الهنــد على‬ ‫ضفاف النيل الذي استضافته القاهرة‬ ‫على مدار شهر كامل من إبريل ‪/‬مايو‬ ‫هذا العام ‪ ،‬بأنه مهرجان متنوع شمل‬ ‫عدة فنــون‪ ،‬وخلق نوعــا ً من التعاون‬ ‫الثقافي بين حضارتين وخاصـــة في‬ ‫مجال الفن التشكيلي‪.‬‬ ‫ويعد ما قمنا به من دمج للخطيـــن‬ ‫الهندي والعربي إنما هو بمثابة جســر‬ ‫بين حضارتين هما الحضارة العربية‬ ‫والحضارة الهندية األمر الذي يمثـــل‬ ‫تجربة فريـــدة من نوعهـــا تميـــز بها‬ ‫مهرجان الهند على ضفاف النيل ‪.‬‬

‫راجيف كومار‪:‬‬ ‫على ورق البردي بالمصري والهندي‬ ‫لقد تعلم المصريون معايير رفيعة في الخط ألن اللغة العربية تمتلك مهارات رفيعة متطورة في هذا المجال‪ .‬لقد استطاع‬ ‫الخطاطون المصريون الوصول إلى مهارات رفيعة من خالل سنوات وسنوات من الممارسة واإلبداع‪ .‬وقد استفادوا بالتقدم‬ ‫العلمي والتكنولوجي في مجال الطباعة مع الحفاظ على جمال الحروف المكتوبة باليد‪ .‬وقد حدث العكس من ذلك في الهند‬ ‫التي تمتلك أكثر من ‪ 20‬لغة رسمية معترف بها والتي الزال زالت فنون الخط فيها في مرحلة مبكرة‪ .‬ويوجد لدينا أشكال‬ ‫حروف محددة ولكنها ال تتطور‪ .‬وكافة النصوص لدينا كتبت بطرق تقليدية فريدة‪ .‬وقد قام الخطاطون بتطوير هذا الفن‪.‬‬ ‫وأنا اعتبر نفسي محظوظا من البداية ألنني عملت مع بعض الخطاطين والفنانين المصريين‪ .‬وقد تأتي لي ذلك بدعم من‬ ‫سفارة الهند بالقاهرة‪ .‬وما كان أجمل من تعاوننا مع السيد عبد الحليم البورينجي وهو أحد الخطاطين الكبار كما عملنا‬ ‫مع السيد حسام وهو خطاط ومحامي‪ .‬وقد قمت أنا والسيد حسام بعمل تجربة لمزج الخطوط العربية والهندية في افتتاح‬ ‫المعرض‪ .‬قمنا بكتابة كلمتين هما “ابتداء” (بالحروف العربية) و “أجاز” (بحروف الكتابة الهندية)‪ ،‬ولهما نفس المعني‬ ‫“البداية”‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬استمر العمل المشترك بيننا خالل الفترة المتبقية من المعرض وأنتجنا عمل فني على ورق البردي‬ ‫وهو العمل الذي أفخر بوجوده ضمن مقتنيات سفارتنا بالقاهرة‪ .‬وكان موضوع هذا العمل الفني “بعيد عن العين‪ ،‬ولكن‬ ‫قريب من القلب‪”.‬‬ ‫ومع استمرار المعرض كان هناك المزيد من التفاعل بيني وبين الفنانين في القاهرة وبدأنا في العمل معا ً وتبادلنا األفكار‪.‬‬ ‫قاموا بتكريمي حيث دعوني إلى قضاء أمسية بصحبتهم‪ .‬وكان حفالً مرحا ً غير رسمي حضره الكثير من الفنانين‪ .‬وخالل‬ ‫الحفل‪ ،‬تجاذبنا أطراف الحديث وعملنا معا ً وتبادلنا األفكار حول موضوعات مختلفة من هنا وهناك‪ .‬وكيف لحفل مثل هذا‬ ‫حضره الكثير من الفنانين أال ينتج فناً‪ .‬قمنا بأعمال فنية عفوية حيث قاموا برسم الصور الكاريكاتورية لي بينما قمت أنا‬ ‫بتدوين أسمائهم بحروف الكتابة الهندية‪ .‬وكانت الصور التي رسموها أفضل تذكار حملته معي من مصر‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫مبادرة تطوعية إلحياء فنون ا لخط الهندية‬ ‫استطاع معرض “ أكشار” أن يقدم جانب من تراث الكتابة‬ ‫الهندية الرائع من خالل التركيز على فنون الكتابة واستخدام‬ ‫الخطوط المختلفة للغات الهندية والتي تعرف بكثرتها ‪.‬‬ ‫ويقوم فكرة المعرض على الربط بين فنون الخط وفن التصميم‬ ‫مع الحفاظ على ت��راث الحرف اليدوية وإحيائها‪ ،‬فخرجت‬ ‫األعمال لتجمع بين األصالة والمعاصرة‪.‬‬ ‫وقد قدم معرض أكشارا مائة عمل فني قام بابتكارها فنانين من‬ ‫أعضاء اتحاد داستكاري هات ساميتي وهو إتحاد وطني ال يهدف‬ ‫للربح ويضم عددا من الحرفيين والصناع‪.‬‬ ‫وقد تأسس اتحاد داستكاري هات ساميتي على يد السيدة‪ /‬جايا‬ ‫جايتلي التي تتمتع بمعرفة وثيقة بالحرف التقليدية في الهند ألنها‬ ‫عملت في هذا المجال ألكثر من ‪ 40‬عاما‪.‬‬ ‫وتعتبر جايا كاتبة غزيرة اإلنتاج فقد قامت بنشر العديد من الكتب‬ ‫عن الحرف في جامو وكشمير والداخ‪ ،‬وعن الحرف التقليدية‬ ‫في الهند‪ ..‬كما قامت بعملية توثيق كبرى للفنون والحرف‬ ‫والمنسوجات الهندية من خالل إعداد ‪ 24‬خريطة فريدة وفنية‬ ‫لكل واليات الهند‪ ،‬تم جمعها في مطبوعة كبيرة أطلق عليها اسم‬ ‫أطلس الحرف الهندية‪ ،‬ونشر في إبريل ‪.2012‬‬

‫‪13‬‬


‫مائة عام من‬ ‫السينما الهندية‬ ‫ترجمة‪ :‬مدحت رمسيس‬

‫وتتشابك األحداث بشكل معقد مع رقصات‬ ‫وأغنيات مليئة بالحركة‪ ،‬فتقدم لنا أفالم‬ ‫بوليوود مزيجا من الدراما األسرية والحياة‬ ‫في المناطق العشوائية وفي المدن‪ ،‬وكذلك‬ ‫قصص الحب الملتهبة بين الشباب‪ .‬كما‬ ‫ب��دأت السينما الهندية تعكس في اآلونة‬ ‫األخيرة الروح الهندية المعاصرة والمعقدة‪.‬‬ ‫وتحتفل السينما الهندية هذا العام بالذكرى‬ ‫المئوية لها‪ ،‬حيث تم إنتاج أول فيلم عام‬ ‫‪ 1913‬وهو فيلم “راجا هاريش تشاندرا”‪.‬‬ ‫ومن المعروف أن السينما الهندية تحظى‬ ‫بشعبية كبيرة في العديد من بالد العالم‬ ‫خاصة في مصر‪ ،‬ومن ثم ال يمكن أن يخلو‬ ‫أي مهرجان ثقافي هندي من األفالم الهندية‪.‬‬ ‫وخالل فاعليات مهرجان الهند على ضفاف‬ ‫النيل تم تنظيم “ بانوراما األفالم الهندية”‬ ‫بكل من مركز اإلبداع الفني بدار األوبرا‬ ‫المصرية‪ ،‬وكذلك بمكتبة األسكندرية ‪ ،‬حيث‬ ‫تم عرض أربعة أفالم شهيرة تتناول عدداً‬ ‫من القضايا في فترات زمنية مختلفة‪ .‬وسوف‬ ‫نتعرف على هذه األفالم بإيجاز في السطور‬ ‫التالية‪.‬‬

‫مثل النجوم على األرض‪:‬‬ ‫“مثل النجوم على األرض” هو فيلم هندي‬ ‫درامي تم إنتاجه عام ‪ 2007‬والفيلم من‬ ‫إخراج أمير خان‪ .‬يتناول الفيلم حياة صبي‬ ‫عمره ‪ 8‬س��ن��وات ه��و إي��ش��ان (دارش��ي��ل‬ ‫سافاري)‪ .‬ورغم تفوقه في الفن‪ ،‬إال أن‬ ‫أدائ��ه ال��دراس��ي الضعيف يجعل والديه‬ ‫يودعانه إحدى المدارس الداخلية‪ .‬يعكس‬ ‫الفيلم النظام المدرسي في الهند والذي يتسم‬ ‫بالتنافسية‪ ،‬كما يعكس مشكالت التعلم التي‬ ‫يعاني منها الكثير من األطفال خالل فترة‬ ‫الطفولة‪.‬‬

‫دعوها تذهب يا أصدقاء‪:‬‬

‫يعد فيلم “دعوها تذهب يا أصدقاء” واحداً‬ ‫من أكثر األف�لام الهندية شعبية في تاريخ‬ ‫السينما الهندية‪ .‬وهو فيلم ناطق بلغة الهندي‬ ‫أنتجته الهيئة الوطنية الهندية لتطوير السينما‬ ‫عام ‪ 1983‬والفيلم من إخراج كوندان شاه‪.‬‬ ‫ينتقد الفيلم بأسلوب ساخر تفشي الفساد خالل‬ ‫ثمانينيات القرن الماضي في الهند في مجاالت‬ ‫السياسة والبيروقراطية واإلع�لام والتجارة‬ ‫واألعمال‪ .‬ويضم الفيلم مجموعة من النجوم‬

‫مثل نصر الدين شاه ورافي باسواني وأوم‬ ‫بوري ونينا جوبتا‪.‬‬

‫األغبياء الثالثة‪:‬‬

‫فيلم آخر بطولة أمير خ��ان‪ .‬يتناول الفيلم‬ ‫قضية التعليم الجامعي وعدم مراعاة مواهب‬ ‫وق��درات وميول الطالب نتيجة للمنافسة‬ ‫والسعي وراء النجاح‪ .‬هذا الفيلم الدرامي‬ ‫الكوميدي من إخ��راج راج كومار هيراني‬ ‫وسيناريو أبهيجات جوشي وإنتاج فيدهو‬ ‫فينود تشوبرا‪ .‬الفيلم مأخوذ عن رواية‬ ‫“‪ ”Five Point Someone‬للكاتب تشيتان‬ ‫بهجات‪ .‬الفيلم بطولة أمير خان وكارينا كابور‬ ‫وأر‪ .‬مادهافان وشارمان جوشي‪.‬‬

‫في صنع المهاتما‪:‬‬

‫يتناول فيلم “في صنع المهاتما” للمخرج‬ ‫المعروف شيام بينيجال‪ ،‬الفترة المبكرة من‬ ‫حياة المهاتما غاندي عندما كان يعمل محاميا ً‬ ‫في جنوب إفريقيا وبدء محاوالته في العصيان‬ ‫المدني وسياسة الالعنف‪ .‬الفيلم إنتاج مشترك‬ ‫بين الهند وجنوب إفريقيا وهو مستوحى من‬ ‫كتاب “تدريب المهاتما” للكاتبة فاطمة مير‬ ‫والتي قامت أيضا ً بكتابة سيناريو الفيلم‪.‬‬

‫ماجدة خير اهلل‬ ‫(ناقدة سينمائية وكاتبة سيناريو)‪:‬‬ ‫لقاء من الود والثقافة‬ ‫على مدار سنوات طويلة استطاعت السينما الهندية أن تخلب‬ ‫ألباب المشاهدين الذين ينتمون لمختلف األجيال بل ولمختلف‬ ‫الثقافات من شتى أنحاء العالم‪ .‬وتعتمد السينما الهندية الشهيرة‬ ‫باسم بوليوود‪ ،‬على تقديم طيف من المواقف واألجناس األدبية‬ ‫المختلفة‪ ،‬من خالل المزج بين مختلف أنواع المشاعر المتأججة‬ ‫والخافتة‪ ،‬بما يجعل المشاهد يتوق إلى مشاهدة المزيد منها‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫إن مهرجان الهند على ضفاف النيل الذي أقيم في الفترة بين ‪ 13‬إبريل إلى ‪ 13‬مايو خالل العام الحالي‪ ،‬لهو‬ ‫جسر ثقافة بين الشعب المصري والهندي‪ ،‬ولقاء من الود والصداقة والتفاهم بين شعبين عظيمين ‪ ،‬وقد استمتعنا‬ ‫بمهرجان السينما الهندية بمناسبة االحتفال بمائة عام على بداية صناعتها ‪ ،‬حتى ازدهرت وأصبحت من أقوى‬ ‫السينمات على مستوى العالم وأكثرها تأثيرا ‪ ،‬وقد تزامن هذا المهرجان مع تكريم مهرجان كان السينمائي‬ ‫لصناعة السينما لهندية‪ ،‬كذلك قدم مهرجان الهند على ضفاف النيل مالمح من الفلكلور الهندي الراقص‪،‬‬ ‫ومعرض للمنتجات اليدوية المميزة والبديعة ‪ ،‬وقد شرفت بحضور حفل عرض واحد من األفالم الهندية مع‬ ‫سعادة سفير الهند والسيدة حرمه بقاعة اإلبداع بدار األوبرا ‪ ،‬وكان حضور الحفل غاية االستمتاع واالمتنان‪.‬‬

‫‪15‬‬


‫الفنانة شوبها مودجال‬ ‫تشدو بالقاهرة واألسكندرية‬ ‫في إطار « مهرجان الهند على ضفاف النيل» ‪ ،‬قامت الفنانة‬ ‫شوبها مودجال بتقديم حفلين غنائيين أمام الجمهور في‬ ‫دار األوبرا المصرية وفي مكتبة اإلسكندرية‪ .‬وتعرف شوبها‬ ‫مودجال بأنها “أم كلثوم الهند”‪ ،‬حيث أن لها صوتا ساحرا‬ ‫يخلـب األلبـاب‪ ،‬وتجســـد أغانيهــا األسلــوب الهندوستانى‬ ‫الكالسيكى فى الموسيقى الهندية‪.‬‬

‫ترجمة‪ :‬خالد ناجي‬

‫وتعد النواة األساسية لهذا القالب الموسيقى‬ ‫هى “الراج” أى “المقام” والذى يتسم بطابع‬ ‫خاص يميل إلى الشجن‪ .‬ويتم أداء هذه األلحان‬ ‫الشجية فى وقت معين من النهار أو الليل وفى‬ ‫بعض األحيان نجد أن هناك ألحانا ً من هذا‬ ‫القالب الموسيقى تختص بموسم محدد فى‬ ‫العام يتم أدائها خالله‪.‬‬ ‫أما األسلوب الموسيقى الذي تم تقديمه من‬ ‫خالل هذا العرض الموسيقى فهو يُعرف‬ ‫باسم «خايال» وهو الشكل الموسيقى الغنائى‬ ‫الشائع منذ بداية القرن التاسع عشر‪ .‬وترجع‬ ‫أصول هذا الشكل الغنائى إلى بالط األمراء‬ ‫خالل منتصف القرن الثامن عشر‪ ،‬والذى‬ ‫كان يتبع نمطا موسيقيا محددا‪ .‬ويبدأ اللحن‬ ‫الموسيقى فى هذا النمط بمقدمة موسيقية غير‬ ‫إيقاعية تعكس حالة الشجن و تسمى «أالب»‬ ‫وهى تمهد تدريجيا للمقام أو الحالة العامة‬ ‫من الشجن‪ ،‬وبعد ذلك يقوم الفنان بالغناء‬ ‫على خلفية اللحن المعزوف ويُطلق على ذلك‬

‫‪16‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫مصطلح تشيز أو بانديش‪ .‬ومن هنا نجد أن‬ ‫البانديش يتألف من النص (ساهيتيا) والنغمة‬ ‫أو المقام (الراج) والنمط اإليقاعى (التال)‪.‬‬ ‫ويمكن قياس مدى مهارة ومستوى تدريب‬ ‫وبراعة المطرب الذى يُغنى على األلحان‬ ‫الشجية من موسيقى الخايال من خالل القدرة‬ ‫على أدائ��ه االرتجالي فى إط��ار المعايير‬ ‫الحاكمة لهذا النوع من الموسيقى‪ .‬ويجب أن‬ ‫تتوافر فى كل عرض معايير أساسية تنطق‬ ‫بمهارة الفنان أال وهى األداء الطبيعى وعمق‬ ‫اإلحســاس والمشاعـــر وقوة التأثـــير‪ .‬ولكن‬ ‫يبقى القول إن جوهر األداء يظل هو عمق‬ ‫اإلحساس والحالة المزاجية للفنان‪ .‬وهنا تكمن‬ ‫أهمية التواصل واإلحساس القائم بين الفنان‬ ‫والجمهور‪.‬‬ ‫وقد ُولدت شوبها مودجال فى أسرة فنية‬ ‫تعشق الموسيقى وتدربت على يد مجموعة‬ ‫من أعرق الموسيقيين والمتخصصين فى‬ ‫علم الموسيقى‪ ،‬من أمثال الملحن البارز‬

‫‪17‬‬


‫شوبها مودجال تحكي عن كيفية تعرفها على‬ ‫أم كلثوم من خالل مشاهدتها ألحد األفالم‬

‫بانديت راماشريا جها «رام��ران��ج» إلى‬ ‫جانب بعض كبار الموسيقيين اآلخرين من‬ ‫أمثال «فينايا تشاندرا ماودجاليا وبانديت‬ ‫فاسانت ثاكار‪ .‬وتعلمت بعد ذلك التقنيات‬ ‫األدائية ألساليب الموسيقى على يد كبار‬ ‫الملحنيــن من أمثال بانديت جيتينــدرا‬ ‫أبهيشيــك وبانديت كومـــار جاندهارفـــا‪.‬‬ ‫كذلك تدربت شوبها أيضا على موسيقـــى‬ ‫ثومرى (نوع من أنواع الموسيقى الهندية شبه‬ ‫الكالسيكية تمثل للعاطفة والشجن بصورة‬ ‫كبيرة) وذلك على يد الفنانة ناينا ديفى‪ ،‬وهكذا‬ ‫أصبحت شوبها م��ودج��ال فنانة ساهم فى‬ ‫تكوينها روافد متنوعة وحظت بشهرة واسعة‪.‬‬ ‫وخالل مشوارها الفني‪ ،‬حصلت شوبها على‬

‫العديد من الجوائز مثل جائزة بادما شرى‬ ‫من حكومة الهند فى عام ‪ ،2000‬باإلضافة‬ ‫إلى جائزة الطبق الذهبى لإلنجازات المتميزة‬ ‫فى مجال الموسيقى خالل مهرجان شيكاغو‬ ‫السينمائى الدولى فى دورته الرابعة و الثالثين‬ ‫فى عام ‪.1998‬‬ ‫وخالل زيارتها لمصر أعربت الفنانة عن‬ ‫سعادتهـــا كثيـــرا عن تلك الرحلـــة خاصـــة‬ ‫مشاهدتها لألهرامات وتعرفها على الحضارة‬ ‫المصرية‪ ،‬وتقول الفنانة أنها كثيرا ما استمعت‬ ‫للفنانة أم كلثوم ‪ .‬وقد صاحب شوبها مودجال‬ ‫فى العروض التي قدمتها بمصر الفنان أنيش‬ ‫برادهان على آلة الطبلة والفنان سودهير‬ ‫ناياك على آلة الهارمونيوم‪.‬‬

‫آتي متولى ‪:‬‬ ‫إن الموضوعات العامة التي تتناولها شوبها مودجال في عروضها ‪ -‬حسبما تذكر الفنانة ‪ -‬مثل الغروب‬ ‫على سبيل المثال يتم تصويرها من خالل لغتها الموسيقية التي تعكس شخصيتها‪ .‬وتختلف هذه اللغة‬ ‫من منطقة ألخرى كما تختلف باختالف من يؤديها‪ .‬إن ما يميز بين عازف وآخر هو قدرته على نقل‬ ‫عمق المعاني والمزاج العام من خالل مجموعة من المعايير‪ .‬وقد استطاعت شوبها مودجال من خالل‬ ‫صوتها العذب‪ ،‬إحياء جوهر التقاليد الموسيقية الهندوستانية ودعت الجمهور إلى االستمتاع بوجبة دسمة‬ ‫من الثقافة الهندية الغنية‪.‬‬ ‫ومهما كان قرب أو بعد ثقافتك عن عالم شوبها مودجال‪ ،‬فإن بعض المستمعين يمكنهم استشراف قيم‬ ‫روحية في موسيقاها بينما يستطيع األخرون االستمتاع فقط بجمال الموسيقى‪ .‬إن نقاء صوت شوبها‬ ‫مودجال يدعمه حبها الشديد لهذا اللون الفني الذي تؤدي أعمالها من خالله ونستطيع أن نلمس هذا‬ ‫الحب من خالل أدائها ومن خالل التعليقات التي تقدمها للجمهور بين األغنيات‪ .‬إن هذه العازفة لديها‬ ‫شغف بالموسيقى جعلها تعتبرها أسلوب حياة ومهنة في نفس الوقت‪ .‬لقد استطاعت الفنانة من خالل‬ ‫اجتهادها أن تجعل مهاراتها الفنية تستميل قلوب المشاهدين حول العالم‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫كان الفيلــــم الذي تعرفت من خالله على‬ ‫السيدة أم كلثوم يحمل عنوان «الربيع»‬ ‫ويسلط هذا الفيلم الفني الذي أنتجته الفنانة‬ ‫اإليرانية شيرين نشأت الضوء على مصر‪.‬‬ ‫ويضم هذا الفيلم الذي ال تتجاوز مدته ‪4‬‬ ‫دقائق و‪ 25‬ثانية‪ ،‬مقطع من حفل موسيقى‬ ‫قدمته المطربة المصرية أم كلثوم عام‬ ‫‪ ،1965‬وهي المطربة التي لقبت بألقاب‬ ‫مثل «أم مصر» و»صوت مصر» نظراً‬ ‫إلسهاماتها واهتمامها بالثقافة العربية‪ .‬تم‬ ‫تصوير هذا الحفل الموسيقى بكاميرا أبيض‬ ‫وأسود‪ ،‬ومن ثم فإن مشاهد الفيلم تخلو من‬ ‫مظاهر اإلبهار البصرية كما هو الحال في‬ ‫الحفالت الموسيقية التي يتم تصويرها في‬ ‫يومنا الحاضر‪ .‬وعلى العكس من ذلك‪،‬‬ ‫يحتفظ الفيلم بتلك الخطوط األفقية المزعجة‬ ‫التي تتحرك إلى أعلى وإلى أسفل على‬ ‫شاشة التليفزيون‪ ،‬والتي تظهر عادة عندما‬ ‫يكون هناك نوع من التداخل الكهربي‪.‬‬ ‫وإلى جانب مشاهد الحفل تظهر مجموعة‬ ‫من الصور التي قام بالتقاطها المصور‬ ‫«الري بارنز» وذلك في إطار إنتاج هذا‬ ‫الفيديو الفني الذي يستخدم الصور الساكنة‬ ‫والمتحركة إلى جانب الموسيقى لإلشارة‬ ‫إلى زمن «قدوم الربيع وبزوغ عصر جديد‬ ‫في العالم اإلسالمي»‪.‬‬ ‫تتعدد جوانب األث��ر ال��ذي تركه هذا‬ ‫الفيلم في نفسي‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬تعرفت‬ ‫من خالله على فن هؤالء الفنانين‬ ‫وسمـات أدائهــم الفني والذين كـــان‬

‫على رأسهم أم كلثوم نفسها وشيرين نشات‪.‬‬ ‫وقبل أن أشاهد هذا الفيلم‪ ،‬لم يكن لدي فكرة‬ ‫عن شيرين نشات‪ ،‬ولم أكن أعرف عن أم‬ ‫كلثوم سوى اسمها الذي كان مألوفاً‪ ،‬ولكنني‬ ‫لم أكن أعرف ال صوتها وال وجهها وال أي‬ ‫من أعمالها الموسيقية – لم تكن لدى أدنى‬ ‫معرفة بها سوى أنها «مطربة شهيرة»‪.‬‬ ‫وإنني أعترف أن ذلك كان قصوراً مؤسفا ً‬ ‫في تعليمي‪ ،‬وأتمنى أن نضع نظاما ً تعليميا ً‬ ‫يمكن للطالب من خالله التعرف على‬ ‫الفنانين العالميين من أمثال أم كلثوم إلى‬ ‫جانب ما يتلقونه من دروس في الموسيقى‬ ‫الهندية‪.‬‬

‫‪19‬‬


‫فرقة مريجيا ‪ ...‬الشرق يعانق الغرب‬ ‫لطالما اشتهرت الهند بموسيقاها الكالسيكية بأنواعها وتنويعاتها المختلفة والمتميزة‪ ،‬إال أن هند‬ ‫العجائب ال تتوقف عن تقديم كل ما هو جديد‪ .‬وبالرغم من أن الكثير من الفرق الفنية في الهند‬ ‫استطاعت أن تقدم ألوانا مختلفة من الموسيقي الغربية إال أنها حافظت في الوقت نفسه على‬ ‫تراث الهند الموسيقى الثري بل ووظفته لتقدم لونا جديدا بمذاق هندي متميز‪ .‬وقد استطاعت فرقة‬ ‫مريجيا – التي تعتبر واحدة من الفرق الحديثة نسبيا في الهند – أن تقدم لونا مختلفا من الموسيقى‬ ‫الهندية التي لم يعتدها الجمهور المصري من خالل المزج بين تقنيات الموسيقى الغربية والموسيقى‬ ‫الشرقية‪ ،‬فجاء الحوار بين اللونين متناغما ومذهال في الوقت ذاته ‪.‬‬

‫وفي حين استمتع الجمهور المصري بأحد‬ ‫أشكال الموسيقى الكالسيكية في شكلها‬ ‫التراثي والتي قدمتها الفنانة الهندية «شوبها‬ ‫م��ودج��ال» ( التي سنتحدث عنها على‬ ‫صفحات هذا العدد أيضا)‪ ،‬استطاعت فرقة‬ ‫مريجيا أن تغوص في قلب الموسيقى الهندية‬ ‫التقليدية لتأخذ أبدع ما فيها وتقدمه في قالب‬ ‫حديث وطيد الصلة بالعصر الحديث‪.‬‬ ‫وتقدم الفرقة مزيجا ً ثريا ً من الموسيقى‬ ‫الكالسيكية وموسيقى البلوز وموسيقى‬ ‫الفانك والموسيقى الفلكلورية والموسيقى‬ ‫الالتينية وموسيقى الروك وموسيقى الجاز‪،‬‬ ‫وهو ما يمنحها سمات فريدة تجمع بين‬ ‫الموسيقى الكالسيكية الهندية والموسيقى‬ ‫العالمية‪ ،‬حيث تقوم الفرقة بإعادة دمج‬ ‫اإليقاعات واأللحان الهندية ووضعها ضمن‬ ‫سياق يجمع بين موسيقى الجاز والروك‬

‫‪20‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫وموسيقى الفانك الخفيفة‪ .‬وقد قامت الفرقة‬ ‫ب��أداء عروضها في العديد من المحافل‬ ‫وحققت نجاحا ً تاريخيا ً في مهرجان ادنبره‬ ‫الفني لعام ‪ 2001‬حيث أصبحت أول فرقة‬ ‫هندية تحصل على ‪ 4‬نجوم في التقييم الذي‬ ‫أجرته الصحيفة اليومية االسكتلندية الرائدة‬ ‫«ذا سكوتسمان»‪ .‬كما فازت أيضا ً بجائزة‬ ‫«هيرالد انجل» من صحيفة «ذا هيرالد»‬ ‫وذلك لتفوقها في الموسيقى‪ ،‬وحازت أيضا ً‬ ‫على جائزة «ت��اب وات��ر» في مهرجان‬ ‫ادنبره الفني لعام ‪ ،2002‬وذلك لدورها في‬ ‫تعزيز التآلف بين المجتمعات‪.‬‬ ‫وتتألف فرقة مريجيا من ثمانية فنانين‬ ‫وهم ش��ارات سريفاستافا على الكمان ‪،‬‬ ‫وجيان سينج على الطبلة ‪ ،‬وأندراينل‬ ‫على الباص جيتار‪ ،‬وساتشن كابور على‬ ‫األورج الكهربائي‪ ،‬وراجات كاكار على‬

‫الفنان شارات سريفاستافا عازف الكمان‬ ‫كانت الحفالت الموسيقية التي تم تقديمها في القاهرة واإلسكندرية رائعة‪ .‬وكان شيئا ً جميالً أن نلتقي بالجمهور بعد‬ ‫العرض لنستمع إلى ثنائهم على العرض الموسيقى الذي قدمناه‪ .‬وتتمتع مصر بثقافة موسيقية عظيمة تمثل تراث ثقافي‬ ‫عريق أنتج فرقا ً موسيقية وفنانين عظام على الساحة الدولية‪ .‬لقد كان نهر النيل مصدر إلهام بالنسبة لنا حتى أننا اآلن‬ ‫لدينا أغنية جديدة تسمى «الجانجا على ضفاف النيل‪».‬‬ ‫وقد سعدت جداً بلقاء صديق قديم وموسيقار عظيم هو فتحي سالمة الذي حاز ألبومه على جائزة جرامي في عام‬ ‫‪ .2004‬وكان الحفل الموسيقى الذي قام فتحي بتنظيمه في القاهرة بالتعاون مع مجموعة من أكبر الموسيقيين‬ ‫حفالً رائعاً‪ .‬وكانت فرصة عظيمة نتعلم منها‪ .‬وآمل أن يستمر التعاون بيني وبين فتحي سالمة حتى يكون لنا‬ ‫فرص أخرى لزيارة هذا البلد الجميل‪.‬‬ ‫إن ما يحفل به هذا البلد العظيم من معابد وآثار ينم عن القوة الهائلة والثراء الذي كان شعب مصر القديم يتمتع بهما‪ .‬فهي‬ ‫تجعل المرء يدرك أن اإلنسان يمكنه أن يحرك الجبال حقا ً وال يحتاج في ذلك سوى العزيمة‪.‬‬

‫ال��درام��ز واآلالت اإليقاعية ‪ ،‬وك��اران‬ ‫شارما على الجيتار ‪ ،‬وجوالم قادر المغنى‬ ‫الصوفي ‪ ،‬وكذلك سوكريتي سين التي تغني‬ ‫كالسيكيات هندية ‪.‬‬ ‫إن أروع تلك المقطوعات التي أبهرت‬ ‫الجمهور المصري هي تلك م��زج فيها‬ ‫أعضاء الفرقة بين ألوان الموسيقى الغربية‬ ‫والشرقية مع الغناء الصوفي البديع حيث‬ ‫سقطت الحواجز بين الشـــرق والغرب ‪،‬‬ ‫ولعل أفضل ما قيل عن تلك الفرقة هي تلك‬ ‫المقولة التي عبروا بها عن أنفسهم على‬ ‫الفيس بوك والتي تقول إن مريجيا هي‬ ‫فرقة هندية تعزف في قرية عالمية‪ ،‬حيث‬ ‫يعتبر كل فرد من الجمهور مواطن عالمي‪،‬‬ ‫وبغض النظر عن المكان الذي ينتمي إليه‬ ‫أو اللغة التي يتحدثها ‪ ،‬فإنه بالتأكيد سيفهم‬ ‫الفن الذي تقدمه مريجيا ‪.‬‬

‫‪21‬‬


‫سعادة السفير الهند لدى مصر‬ ‫نافديب سورى‬

‫روح غاندي تحلق‬ ‫فوق ميدان التحرير‬ ‫عمل للفنان عبد المنعم ممدوح‬

‫عمل للفنان أحمد صالح مخلوف‬

‫في الثاني مــن شهــر أكتوبــر‪،‬‬

‫من أه��م مميزات ث��ورة ‪ 25‬يناير أنها‬ ‫كانت فى أغلبها ثورة سلمية‪ ،‬حيث كان‬ ‫المتظاهرون فى ميدان التحرير يرددون‬ ‫“سلمية‪...‬سلمية”‪.‬وكان هناك العديد من‬ ‫المتظاهرين يحملون الفتات مكتوب عليها‬ ‫بعض األق��وال المأثورة للمهاتما غاندى‪.‬‬ ‫وإللقاء الضوء بصورة أكبر على العالقة‬ ‫بين فلسفة غاندى عن الالعنف و ثورة ‪25‬‬ ‫يناير ‪ ،‬قامت سفارة الهند بالقاهرة بتنظيم‬ ‫هذه المسابقة‪ ،‬وبلغ عدد األعمال المشاركة‬ ‫من مصر ‪ 121‬عمال باإلضافة إلى ‪75‬‬ ‫عمال من الهند وأعمال أخ��رى من دول‬ ‫أفريقية‪ .‬وتعكس األعمال المشاركة مهارة‬ ‫فنية وإبداعية عالية‪ ،‬ولكن األهم من ذلك‬ ‫أنها دفعت المشاركين من مصر لمعرفة‬ ‫المزيد من المعلومات عن غاندي وأفكاره‪.‬‬ ‫كما شجعت المسابقة أيضا شباب الهند‬

‫للتعرف على أهمية ميدان التحرير بالنسبة‬ ‫للثورة المصرية‪ .‬لقد كانت نتيجة المسابقة‬ ‫ليس فقط هذه األعمال الرائعة ‪ ،‬ولكن دعم‬ ‫الروابط على مستوى شعبى الهند ومصر‪،‬‬ ‫والتأكيد مرة أخرى على رسالة غاندى عن‬ ‫السالم والالعنف‪.‬‬

‫حفيدة المهاتما غاندى‬ ‫السيدة‪ /‬كريتى مينون‬

‫إن المعرض الموجود فى القاعة هنا يعبر‬ ‫بصورة رائعة عن الرابط الواضح بين‬ ‫الثورة المصرية ومبادئ المهاتما غاندى‪،‬‬ ‫واألعمال جميلة وتستحق الكثير من كلمات‬ ‫اإلطراء والثناء‪ .‬لقد قدمت إليكم اليوم من‬ ‫جنوب أفريقيا األرض التى شهدت مولد‬ ‫روح المقاومة السلمية للمهاتما غاندى‬ ‫ضد الظلم‪ .‬لقد بدأ غاندى رحلته الكتشاف‬ ‫الطريق لمحاربة الظلم عندما تم إنزاله من‬ ‫أحد القطارات فى جنوب أفريقيا بسبب‬ ‫العنصرية‪.‬‬

‫د‪ /‬يحيى الجمل – نائب رئيس‬ ‫وزراء مصر األسبق‬ ‫أنا من أشد المعجبين بالمهاتما غاندى والمهاتما‬ ‫تعنى الروح العظيمة‪ .‬ومن أروع الكتب عن‬ ‫المهاتما غاندى هو الكتاب الذى ألفه الكاتب‬ ‫واألديب محمود عباس العقاد‪ .‬وعندما ذهبت‬ ‫إلى الهند طلبت أن أزور المكان الذى حرق فيه‬ ‫جثمان المهاتما غاندى ألننى أردت أن استشعر‬ ‫روحه العظيمة‪ .‬الهند كانت محظوظة بأن كان‬ ‫من بين أبناءها غاندي و نهرو‪.‬‬

‫المهندس‪ /‬محمد الصاوي‬

‫غاندى هو رمز الكفاح و يمثل قيمة إنسانية‬ ‫عظيمة‪ .‬وأش��ك��ر السيد السفير س��ورى‬ ‫على هذه فكرة المسابقة والمعرض ألن‬ ‫ذلك يحث الشعب المصرى على التعرف‬ ‫بصورة أكبر على مبادئ وأفكار المهاتما‬ ‫غاندى‪ .‬لقد استطاعت الهند أن تحقق اليوم‬ ‫ديمقراطية راسخة الدعائم و نتمنى أن‬ ‫نحقق نفس الشيء فى مصر‪.‬‬

‫وهو اليوم الذي يوافق ذكرى‬ ‫ميالد الزعيم الهندي العظيم‬ ‫المهاتما غاندي‪ ،‬أعلنت سفارة‬ ‫الهنـــد عن تنظيــم مسابقـة‬ ‫تصميــم بوستــر تحت عنــوان‬ ‫“هل شعرت بروح غاندي تحلق‬ ‫فوق ميدان التحريــــر؟”‪ .‬والتي‬ ‫أبرزت مدى ارتباط حياة المهاتما‬ ‫غاندي بسلمية ثورة يناير ‪ ،‬وهو‬ ‫ما انعكس من خالل هتافات‬ ‫“سلميــة سلميــة” واستخـدام‬ ‫بعض أقوال غاندي‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫عمل للفنانة نهى محمد زكريا‬

‫وكانت المسابقة مفتوحة لمشاركات الشباب‬ ‫من مصر والهند والدول األفريقية األخرى‪.‬‬ ‫وضمت لجنة التحكيم د‪.‬صالح المليجي‪،‬‬ ‫والفنان محمد عبله ومدير المعهد القومي‬ ‫للتصميم بالهند السيد هورو‪ .‬وتلقت اللجنة‬ ‫في مصر ‪ 84‬عمــل في فئـة مشاركات‬ ‫الكبار و‪ 37‬عمل في فئة مشاركات األطفال‪.‬‬ ‫وفي فبراير ‪ 2013‬قامت السفارة بتنظيم‬ ‫حفل توزيع جوائز للفائزين في المسابقة‬ ‫وكان الممثل الشهير خالد النبوي ضيف‬ ‫الشرف في هذا الحفل‪( .‬وس��وف نعرض‬

‫عمل للفنانة داليا الدريني‬

‫األعمـال الفـائزة على صفحات هــذا العــدد)‪،‬‬ ‫وفي إطار مهرجان الهند على ضفاف النيل‪،‬‬ ‫تم تنظيم معرض لألعمال التي شاركت في‬ ‫المسابقة في شهر مايو وافتتحه كل من السيدة‬ ‫كريتي مينون‪ ،‬حفيدة الزعيم ماهاتما غاندي التي‬ ‫كانت في زيارة لمصر‪ ،‬والسيد يحيى الجمل‪،‬‬ ‫وم‪ .‬محمد الصاوي والسيد نافديب سورى سفير‬ ‫الهند لدى جمهورية مصر العربية‪ .‬وقد القى‬ ‫المعرض إقباال جماهيريا كبيرا وقامت العديد‬ ‫من وسائل االعالم المقروءة والمرئية بعمل‬ ‫لقاءات مع السيدة كريتي مينون‪.‬‬

‫‪23‬‬


‫دار األوبرا المصرية وأثناء التقاط الصورة‬ ‫التذكارية لي وللفائزين اآلخرين مع‬ ‫أعضاء‬

‫لجنة‬

‫التحكيم‬

‫التصميم الثاني (وهو أحد التصميمات التي وصلت‬ ‫للقائمة القصيرة)‪.‬‬

‫والسفير‬

‫الهندي‪ ،‬سألني السيد السفير‪ “ :‬هل‬ ‫أنت مصمم جرافيكي؟” ‪ ...‬أجبت ‪ “ :‬ال ‪،‬‬ ‫أنا مهندس معماري‪ ... ”.‬اكتست مالمح‬ ‫وجهه بدهشة مستغربا ثم ابتسم‪.‬‬

‫قصة بوستر‬ ‫بقلم ‪ :‬أحمد حسن أبايزيد‬ ‫الفائز بالجائزة الكبرى في مسابقة تصميم بوستر “هل شعرت بروح غاندي‬ ‫تحلق فوق ميدان التحرير؟”‬ ‫كثيرون من مشاهيــر العمـــارة والتخطيـــط‬ ‫الحضري لهم إسهامات فنية وأعمال تشكيلية‬ ‫من نحت ورسم وطباعة وغيرها ‪ ،‬واألمثلة‬ ‫في ذل��ك كثيرة مثل إسهامات المعماري‬ ‫السويسري الشهير لوكوريزييه في الفن‬ ‫التشكيلى ‪ ،‬والمعماري األمريكي مايكل‬ ‫جريفز وتصميمه للشعارات والساعات‬ ‫والمعماري الهولندي الفذ ري��م كوالس‬ ‫ال��ذي صمم علم االتحاد األوروب���ي وعلى‬ ‫المستوى العربي المعماري العراقي الشهير‬ ‫رفعت الجادرجي الذي قام بتصميم علم دولة‬ ‫العراق ومازلت أتذكر لوحة جرافيكية رائعة‬ ‫للمعماري المصري الشهير جمال بكري –‬ ‫رحمه هللا – تحتوي على سورة الفاتحة مكتوبة‬ ‫بأسلوب فني غاية في الروعة وغيرهم كثير‪.‬‬ ‫وال أع��رف سببا محددا التجاه كثير من‬ ‫المعماريين للفن التشكيلى والتصميم الفني‬ ‫بجانب عملهم المعماري ‪ .‬قد يكون ذلك‬ ‫بسبب التشابه الكبير في العملية التصميمية‬ ‫في كل مجاالت التصميم‪ ،‬أو ضيق المعماري‬ ‫بالمحددات في التصميم المعماري والحضري‬ ‫وبحثه عن مجاالت فنية أخرى بمحددات أقل‬ ‫ليمارس حرية أكبر في التعبير الفني ‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫كيف بدأ األمر؟‬ ‫خبر في إحدى الجرائد المحلية عن تنظيم‬ ‫سفارة الهند لمسابقة تصميم بوستر تحت‬ ‫عنوان “ هل شعرت بروح غاندي في ميدان‬ ‫التحرير؟” ‪ ..‬وكان السؤال هو ‪ :‬كيف يمكنني‬ ‫أن أص��وغ سلمية الثورة المصرية وفكر‬ ‫غاندي عن السلمية صياغة بصرية محكمة ؟‬ ‫وكعادتي قبيل المشاركة في أي مسابقة‪،‬‬ ‫أب��دأ بعمل بحث ج��اد ع��ن الموضوعات‬ ‫والتصميمات المشابهة‪ .‬حيث تعتبر مرحلة‬ ‫جمع المعلومات من أهم المراحل في عملية‬ ‫التصميـــم‪ ،‬وفيها يتشكـــل وعي المصمــم‬ ‫بالموضوع‪ ،‬فقرأت عن غاندي وأفكاره وعن‬ ‫الثورة المصرية والثـــورات األخــرى وكيف‬ ‫عبر الفنانون عن ذلك بتصميمات متنوعة‪.‬‬

‫التصميم األول ‪ -‬الفائز بالجائزة الكبرى‬

‫جلست ساعات طويلة أتجول على شبكة‬ ‫اإلن��ت��رن��ت ع��ب��ر ال��ع��ش��رات م��ن ال��ص��ور‬ ‫والتصميمات حتى وجدتها ‪ ...‬صورة عبقرية‬ ‫التقطتها عدسة فنان بحق‪ ...‬أب يحمل طفل‬ ‫على كتفه وه��و يحمل الطعام في ميدان‬ ‫التحرير والطفل يحمل علم مصر وال تستطيع‬ ‫أن تخطئ ابتسامة الطفل وسعادته‪ .‬وكان‬

‫الطفل‪ -‬من وجهة نظري‪ -‬رم��زا لمستقبل‬ ‫مصر ومستقبل الثورة‪.‬‬ ‫وكيف يكون التعبير البصري عن سلمية‬ ‫الثورة المصرية سوى هذا المشهد ؟؟ وقد‬ ‫قمت بتصميم البوستر بحيث يكون هذا المشهد‬ ‫في صدارة التكوين وأن تكون الخلفية عبارة‬ ‫عن حائط يحتوي على رسومات جرافيتي‬ ‫تعبر عن الثورة وكأنها مرسومة بالسبراي‬ ‫مثل (الثورة‪ ،‬سلمية‪ ،‬حرية) ووجه مجرد‬ ‫لغاندي وكأنه مطبوع على الحائط بأسلوب‬ ‫الستنسيل الشهير وكأنه يتابع المشهد مبتسما ً‬ ‫ومتابعا ً ومؤيداً‪.‬تعمدت أن تكون األلوان على‬ ‫الحائط الرمادي (وهو لون محايد) هي ألوان‬ ‫العلم المصري إلظهار التباين‪.‬‬ ‫ثم قمت بإضافة علم مصر بألوانه الثالثة‬ ‫على وجه الطفل‪ ،‬وهو فعل انتشر في ميدان‬ ‫التحرير وكافة الميادين الثائرة إبان الثورة‪.‬‬ ‫وبإتباع مبدأ التشابه قمت بإضافة علم مصر‬ ‫على وجه غاندي على الحائط وكأنني أقول‬ ‫نعم لقد تميز المصريون باستخدام السلمية‬ ‫كسلوك أثناء الثورة والتي تتشابه كثيراً مع‬ ‫أفكار غاندي ومبادئه ولكن السلمية كانت‬ ‫بنكهة مصرية أو ربما أن السلمية كمبدأ قادرة‬

‫جاءت فكرة البوستر بعد اطالعي على بعض الملصقات‬ ‫الخاصة بحركة تمرد الشباب األوروبي في الستينات والتي‬ ‫كانت تستخدم فيها األلوان الصارخة لتعبر عن الثورة والتمرد‪،‬‬ ‫وقررت أن يكون التكوين األساسي للبوستر مستوحى من‬ ‫العلم المصري‪ ،‬حيث ينقسم البوستر بشكله الطولي إلى ثالثة‬ ‫أجزاء‪ ،‬الجزء العلوي الذي يغلب عليه اللون األحمر‪ ،‬والجزء‬ ‫األوسط الذي يغلب عليه اللون األبيض‪ ،‬والجزء السفلى‬ ‫ويغلب عليه اللون األسود‪.‬‬ ‫ويمتد الجزء األسود ألعلى مشكالً سلويت لغاندي ممسكا ً‬ ‫بعصاه وكأنه يراقب الثوار وأمامه على يسار البوستر سلويت‬ ‫لهم يهتفون ويحملون الفتة من القماش حمراء تحمل كلمة‬ ‫“سلمية” “‪ ، ”PEACEFUL‬مع إحدى العبارات المأثورة‬ ‫لغاندي باللغة اإلنجليزية وهي ‪ “ :‬تستطيع أن تهز العالم‬ ‫بطريقة رقيقة “ وهي تعبر تماما ً عن حالة الثورة المصرية‬ ‫التي استطاعت أن تسقط النظام بالتظاهر السلمي‪ ،‬وتم كتابة‬ ‫اسم غاندي أسفل البوستر مع دمج حروف اختصار لكلمة ‪25‬‬ ‫يناير بها‪ ،‬وقد جاء الجزء األوسط باللون األبيض كصورة‬ ‫تجريدية لميدان التحرير وهو مكتظ بالثوار‪ ،‬أما الجزء‬ ‫العلوي ( السماء) الذي كساه اللون فقد جاء ليرمز لثورة‬ ‫الشباب‪ ،‬كما اخترت اللون األبيض لتجريد قرص الشمس‬ ‫ليرمز لألمل والمستقبل‪.‬‬ ‫وكأن غاندي يحمل بيده علم مصر بألوانه الثالثة الذي يتشكل‬ ‫من الالفتة الحمراء مع الفراغ األبيض ‪،‬وسلويت الثوار‬ ‫األسود في األسفل مكتوبا ً عليه أهم مبادئه وهي السلمية‪ .‬وكأنه‬ ‫يحمل رسالة لكل الثوار تقول “ أنا معكم في مطالبكم السلمية‬ ‫التي طالما ناديت بها لبالدي الهند ‪ ...‬فكل منكم غاندي آخر”‪.‬‬

‫العمل الفائز بالجائزة الكبرى في مسابقة‬ ‫“هل شعرت بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير؟”‬

‫عندما يصمم المعماري ‪ ....‬بوستر !!!‬

‫وأنا على منصة التكريم بإحدى قاعات‬

‫على استيعاب مختلف الثقافات فال عجب أن ترى بعض‬ ‫الثوار المصريين يرفعون الفتة تحوي إحدى كلمات غاندي‬ ‫أو أن ترى وجه غاندي تزينه ألوان العلم المصري!!!‬

‫التصميم أسلوب حياة‬

‫إن التصميم مهنة سامية تخاطب وجدان الشعوب بل وتؤثر في‬ ‫حياتنا اليومية بشكل كبير وكل منا يمارس التصميم في حياته‬ ‫اليومية دون أن يشعر‪ .‬إن للمصمم والفنان دورا مهما بوجه‬ ‫عام أال وهو االرتقاء بالوعي والذوق لدي المتلقي ومخاطبة‬ ‫وعيه وعقله ودفعه للتفكير وتغيير حياته لألفضل وتلك رسالة‬ ‫المصمم والفنان الحق والتي لو يعلم كم هي عظيمة‪.‬‬ ‫لقد كان الفوز بالجائزة مفاجأة لم أتوقعها‪ ،‬ولعل فوزي بهذه‬ ‫المسابقة رسالة إلى كل فنان ومصمم شاب أال ييأس وأن‬ ‫يستعين باهلل وأن يطور من أدائه ومن معارفه وثقافته وأن يأخذ‬ ‫رسالته بقوة ‪...‬فحتما ً سيفوز ‪ ...‬وربما يفوز بالجائزة الكبرى!!!‬

‫‪25‬‬


‫األعمال الفائزة في مسابقة‬

‫حفيدة غاندي في ميدان التحرير‬ ‫في البداية سيتجاهلونك‪ .‬ثم يسخرون منك‪.‬‬ ‫ثم يحاربونك‪ .‬لكنك ستنتصر في النهاية‬ ‫‪ ...‬غاندي‬

‫“هل شعرت بروح غاندي تحلق فوق ميدان التحرير؟”‬ ‫الفائزون من مصر‬

‫ظلت هذه المقولة تتردد عبر السنوات واألجيال حتى‬ ‫وصلت إلى ميدان التحرير‪ ،‬حيث ثورة يناير المجيدة التي‬ ‫عرفت بسلميتها ‪ ،‬والتي ارتبطــت في أذهــان الكثيريــن‬ ‫بسلمية كفاح غاندي ‪ ..‬ومن هذا المنطلق حرصت حفيدة‬ ‫المهاتما غاندي السيدة‪ /‬كريتي مينون على زيارة مصــر‬ ‫الفتتاح معرض “ هل شعرت بروح غاندي تحلق فوق ميدان‬ ‫التحرير؟” والذي استضافته ساقية الصاوي بالزمالك‪.‬‬ ‫وحول ثورة يناير تقول كريتي إن ميدان‬ ‫التحرير سوف يمثل لسنوات قادمة نقطة‬ ‫تحول في تاريخ البشرية‪ .‬وستظل األجيال‬ ‫القادمة تعقد المقارنات بين حركات الربيع‬ ‫العربي وكفــاح جنوب أفريقيا من أجــل‬ ‫تحقيق الديمقراطية وكفاح الهند للحصول‬ ‫على االستقالل‪.‬‬ ‫وقد ولدت السيدة مينون في جنوب أفريقيا‬ ‫حيث ب��دأ جدها الزعيم غ��ان��دي كفاحه‬ ‫واستقرت بها منذ والدتها وحتى اليوم‪.‬‬ ‫وه��ي تعد واح���دة م��ن أه��م الشخصيات‬ ‫النسائية الرائدة فى مجال التعليم العالى فى‬ ‫دولة جنوب أفريقيا‪ .‬كما أن لها العديد من‬ ‫المؤلفات األكاديمية‪.‬‬ ‫وح���ول م��ع��رض “ ه��ل ش��ع��رت ب��روح‬ ‫غاندي تحلق فوق ميدان التحرير ؟”تقول‬ ‫مينون إن األعمال التي تضمنها المعرض‬ ‫استحضــرت جوهـــر مبادئ غانــدي كما‬ ‫جعلتنا نستحضر الذكريات عن غاندي وهو‬ ‫يسير ويصوم ويستخدم مغزله ويتحدى‬ ‫جبروت اإلمبراطورية الهندية وهو يرتدي‬ ‫رداءه القطني البسيط‪ ،‬كذلك جعلتنا نتذكر‬ ‫صور آالف المصريين الذين اعتصموا في‬

‫ميدان التحرير بكل صبر في انتظار هبوب‬ ‫نسمات الديمقراطية‪ .‬وقد تم التعبير عن‬ ‫تواجد غاندي في ميدان التحرير من خالل‬ ‫تلك البوسترات التي تعمل على تجسيد‬ ‫لحظات عظيمـة في التــاريخ في صــورة‬ ‫أعمال فنية‪.‬‬ ‫وحال وصولها إلى مصر حرصت السيدة‬ ‫مينون على زيارة ميدان التحرير‪ ،‬وهي‬ ‫تقول إن مصر بلد جميل ومبهر وتشعر‬ ‫بألفة سريعة مع أهلها ‪ .‬وتضيف أن الميدان‬ ‫أصبح بالنسبة لها رمزا لحرية التعبير وهذا‬ ‫مكون مهم من مكونات الديموقراطية‪.‬‬ ‫ومن المعروف أن السيدة‪ /‬مينون تأخذ على‬ ‫عاتقها مسئولية التأكيد على نشر رسالة‬ ‫الالعنف‪ .‬وه��ي كذلك تعمل ف��ى مجال‬ ‫االرتقاء بشئون المرأة مع العديد من الهيئات‬ ‫ومن بينها جهاز الشرطة‪ ،‬حيث تتواصل مع‬ ‫ضحايا الجرائم و العنف الجنسى من النساء‪.‬‬ ‫وفي حوار لها مع جريدة األه��رام وآخر‬ ‫مع مجلة نصف الدنيا ذكرت مينـــون إن‬ ‫رســـالة غاندي ال تفقد أهميتها مع الزمن‪.‬‬ ‫وقالت إن مسئوليتنا دائما هي المطالبــة‬ ‫بالعدالة االجتماعيــة‪ ،‬ونبذ العنــف‪ ،‬ونشر‬

‫الســالم‪ ،‬واعتقد أننا نقوم بذلك ربما ليس‬ ‫بالقدر الذي قدمه غاندي‪ ،‬لكن علي قدر‬ ‫استطاعتنا‪ ،‬وكل شخص يمكنه من خالل‬ ‫مجال عمله نشر رسالته‪ .‬وأضافت أن‬ ‫الشعب المصري حقق بشكل سلمي ما‬ ‫كان يرغب‪ ،‬وسيكون بخير‪،‬وأشارت إلى‬ ‫أن الجانب الجيد في الثورة هو مطالبتهــا‬ ‫بالعدالة االجتماعيــة ومكافحـة الفســاد‬ ‫وسوء استخــدام السلطــة والنفوذ‪.‬‬ ‫وحــول دور المرأة في الثورة المصــرية‬ ‫قالت ‪ :‬إن المرأة يجب عليها أن تتحكم فى‬ ‫مصيــرها وتحدد مســار حياتهـا بنفسها ‪...‬‬ ‫وقد شاهدنا جميعا المرأة المصرية تتقدم‬ ‫الصفوف وتدافع عن بلدها‪ ،‬مستقبل مصر‬ ‫هو مستقبل المرأة المصرية‪ ،‬فأنا أثق فيها‬ ‫للغاية وفخورة بتجربتها وأثق بأنه سيكون‬ ‫لها في المرحلة القادمة ش��أن أكبر من‬ ‫الرجال فى تحقيق أحالمها التى هى أحالم‬ ‫كل المصريين الذين خرجوا فى ثورة ولن‬ ‫يعــودوا إلى أدراجهــم إال بعد أن يحققـــوا‬ ‫ما دفعوا ثمنه وأعتقد أنه كان غاليا جدا‪..‬‬ ‫واختتمت حديثها قائلة “ أنا أتمنى نجاحكم‬ ‫وسأصلى لكم من أجل أن تحققوا ذلك‪”.‬‬

‫عمرو شعالن‬

‫يوسف دعموم‬

‫الجائزة األولى‬

‫الجائزة الثانية‬ ‫رحاب جودة‬

‫‪26‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫الجائزة الثالثة‬

‫‪27‬‬


‫الفائزون من الهند وأفريقيا‬

‫الفائزون من مصر (األطفال)‬

‫سيدهارت جاين ‪ -‬الهند‬

‫مازن عبد اهلل على‬

‫الجائزة األولى‬

‫سانديب راج كيه ‪ -‬الهند‬ ‫زينب حسام الدين عثمان‬

‫الجائزة الثانية‬

‫الجائزة الثانية‬

‫الجائزة األولى‬

‫فيتسوم أوك تيميسجين – أثيوبيا‬ ‫الجائزة الثالثة‬

‫رغدة معتز محمد‬

‫الجائزة الثالثة (مناصفة)‬

‫سورييابانديان تي – الهند‬ ‫جائزة خاصة‬

‫سيجاى جوبتا ‪ -‬الهند‬ ‫جائزة خاصة‬

‫سارة رجب حسين‬ ‫الجائزة الثالثة (مناصفة)‬

‫‪28‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫‪29‬‬


‫الكاتب‪ /‬جالل أمين‬

‫“كلمات على الماء”‪...‬‬

‫السيد‪ /‬سانجوي روي‬

‫ملتقى بين‬

‫سفير الهند لدى مصر‪ /‬نافديب سورى‬

‫كان الهدف الرئيسى من هذا الجزء األول من اللقاء كما أوضحه‬ ‫السيد‪ /‬سانجوى روى هو ‪”:‬ماذا تعنى الترجمة عبر الثقافات‬

‫من الهند ومصر‬

‫والخبرات حول عــدد من الموضوعـــات‬ ‫المهمة‪ .‬أقيم اللقاء األول فى ساقية‬ ‫الصاوى يوم ‪ 5‬مايو ‪ ،2013‬بينما أقيم اللقاء‬ ‫الثانى يوم ‪ 7‬مايو بقاعة المحاضـــرات‬ ‫بمكتبة اإلسكندرية‪.‬‬ ‫فيما يلى نستعرض بمزيد من التفاصيل‬ ‫كل ما دار فى هذين اللقاءين اللذين‬ ‫يعبران وبحق عن لقاء حضارتين عريقتين‬ ‫هما الحضارة الهندية والحضارة المصرية‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫المختلفة والسيما فى ظل الفوارق بين ثقافات العالم المختلفة‬ ‫التى فى بعض األحيان ال يتم تغطيتها من خالل عملية الترجمة؟”‪.‬‬ ‫وأشار إلى أن الهند بها ‪ 22‬لغة رسمية ومئات اللهجات المختلفة‬

‫بقلم‪ :‬محمد حامد‬

‫النيل” تم تنظيم لقاءين بين مفكرين‬ ‫وأدباء من الهند مصر لتبادل األفكار‬

‫الكاتبة والناشرة‪ /‬ناميتا جوكالي‬

‫األديب‪ /‬أميش تريباثي‬

‫البروفيسور‪ /‬سيد شاهد مهدى‬

‫“الحياة في الترجمة”‬

‫أدباء ومفكرين‬ ‫في إطار مهرجان “الهند على ضفاف‬

‫الروائية‪ /‬أهداف سويف‬

‫دكتور‪ /‬عمرو حمزاوي‬

‫السيد‪/‬أشرف خليل‬

‫اللقاء األول‪ :‬استضافت ساقية الصاوى ذلك اللقاء الذى جمع كوكبة من‬ ‫األدباء والمفكرين الهنود والمصرين‪ .‬شارك فى اللقاء الذى انقسم إلى‬ ‫جزئين األول أدبى وحمل عنوان “الحياة مع الترجمة” والثانى سياسى‬ ‫وجاء بعنوان “النموذج الهندي للديمقراطية” “المرأة ودورها في التغيير‬ ‫السياسي والمجتمعى” “تشكيل مجتمعات الغد‪ ،‬وهل نحن قادرون لتحقيق‬ ‫تطلعات الشباب”‪“ ،‬هل التعددية حجر الزاوية للديمقراطية؟”‬ ‫شارك فى الجزء األول من اللقاء‪ :‬من الجانب الهنــدى البروفيســور‬ ‫سيد شاهد مهدى والكاتبة والناشرة ناميتا جوكالي واألدي��ب أميش‬ ‫تريباثي وسفير الهند لدى مصر (وهو أيضا مؤلف ومترجم) نافديب‬ ‫سورى وكبير المترجمين بالسفارة الهندية محمد حامد على‪ ،‬وأدار هذا‬ ‫الجزء األول المخرج المسرحى الهندى ومدير شركة تيم وورك السيد‪/‬‬ ‫سانجوى روى‪.‬‬

‫األمر الذى يعطى هذا الموضوع أهمية خاصة بالنسبة للهند‪.‬‬ ‫الكاتبة والناشرة ناميتا جوكالي‪:‬‬ ‫كما تعرفون الهند هو مجتمع يتسم بتعدد‬ ‫اللغات‪ .‬البد أن يكون هناك ديمقراطية فى‬ ‫مسألة الترجمة أيضا واللغات المتحدث بها‬ ‫بمعنى أنه ال يجب أن يكون هناك هيمنة من‬ ‫لغة بعينها على باقى اللغات األخرى‪ .‬يجب‬ ‫أن يتم التعامل والنظر إلى كل اللغات من‬ ‫خالل منظور المساواة‪ .‬وبالنسبة للتساؤل‬ ‫الذى تم طرحه بشأن كيف استطاعت الهند‬ ‫التعايش فى ظل هذه التعددية من حيث‬ ‫اللغات‪ ،‬أود أن أشير إلى ما ذك��ره أحد‬ ‫األدباء الهنود عن هذا األمر حيث قال‪ :‬إذا‬

‫نظر المرء إلى التعددية الثقافية فى األدب‬ ‫الهندى أدرك وحدتها ولكن إذا نظر المرء‬ ‫إلى وحدتها أوال ثم التعددية الثقافية سيشعر‬ ‫باالستغراب الشديد‪ .‬وأضافت قائلة‪“ :‬إن‬ ‫الغرب ينظر إلى التعددية اللغوية على‬ ‫أنها مشكلة ولكنها فى الهند هى مصدر‬ ‫ثرى لإلنتاج األدبي واإلبداعي الغزير‪”.‬‬ ‫الترجمة هى مكون أساسى ورئيسى من‬ ‫حياة الناس فى الهند نظرا للتعددية اللغوية‪.‬‬ ‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد نجد المرء يتحدث‬ ‫لغته األم‪ ،‬ويتحدث بلغة أخرى مع مديره‬ ‫فى العمل بينما يتلو صلواته بلغة ثالثة‬

‫ويرسل البريد اإلليكتروني بلغة رابعة‪ .‬فى‬ ‫الحقيقة‪ ،‬التعددية اللغوية هى أحد األصول‬ ‫األساسية التي تفتخــر بها الهنـــد‪ .‬ويتطلب‬ ‫األمر الترجمــة الدقيقــة والفعليــة بين هذه‬ ‫اللغات حتى يستطيع الجميع التعرف على‬ ‫اآلخر‪.‬‬

‫‪31‬‬


‫وبالنسبة لهيمنة لغة بعينها فى العالم‪ ،‬تقول‬ ‫ناميتا‪ :‬إن العامل االق��ت��ص��ادي أو القوة‬ ‫االقتصادية تلعب دورا فى تحديد اللغة التى‬ ‫يكون لها الهيمنة على باقى اللغات فى العالم‪.‬‬ ‫د‪ .‬سيد شهيد مهدى‪:‬‬ ‫أوال أود أن أشير فى هذا الصدد لألهمية‬ ‫الحضارية للترجمة‪ .‬هل تعرفون أن كتاب‬ ‫كليلة ودمنة تم تأليفه فى األساس فى الهند‬ ‫ثم تمت ترجمته إلى اللغة الفارسية ومن‬ ‫اللغة الفارسية إلى العربية‪ ،‬وهل تعرفون‬ ‫أيضا أن األسلوب الذي تم إتباعه فى تأليف‬ ‫كتاب “ألف ليلة وليلة” من خالل توالى‬ ‫سرد الحكايات هو أسلوب هندي فى كتابة‬ ‫القصص؟! إن حركة الترجمة تثرى عملية‬ ‫نقل المعارف بين الحضارات والثقافات‬ ‫وال يمكن فى هذا المقام أن ننسى الدور‬ ‫الكبير الذي لعبته “دار الحكمة” فى بغداد‬ ‫التي نقلت من خالل الترجمة العديد من‬ ‫الكتب الهندية وأيضا كتب فلسفية ألرسطو‬ ‫وغيرها الكثير والكثير من الكتب‪ .‬أنا‬ ‫شخصيا استطعت أن أقرأ الثالثية الشهير‬ ‫للكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ‬ ‫بعد أن تمت ترجمتها إلى اللغة اإلنجليزية‬ ‫وت��ع��رف��ت م��ن خاللها على ال��ظ��روف‬ ‫االجتماعية التي كانت تعيش فيها الطبقة‬ ‫المتوسطة فى مصر‪ .‬فلوال حركة الترجمة‬ ‫لما كنا استطعنا التعرف على الحضارات‬ ‫المختلفة‪ .‬ومن هنا أود أن أؤكد مجددا على‬ ‫األهمية الحضارية للترجمة‪ .‬لقد قرأت‬ ‫أيضا رواية “عمارة يعقوبيان” حيث تمت‬ ‫ترجمتها إلى اللغة األردية‪.‬‬ ‫المؤلف والمترجم نافديب سورى‪:‬‬ ‫طبيعة عملي كدبلوماسي تجعلني أتعرف‬ ‫على العديد من الثقافات والحضارات‪.‬‬ ‫فعلى سبيل المثال هذه هي ثاني مرة يتم‬

‫‪32‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫تكليفي بالعمل هنا فى مصر‪ .‬بالنسبة‬ ‫لموضوع األدب‪ ،‬كنت أتحدث مع الزميل‬ ‫محمد حامد عن إحدى الروايات التي ألفها‬ ‫جدي فى الثالثينات وهى مكتوبة باللغة‬ ‫البنجابية (البنجاب كإقليم جزء منه حاليا‬ ‫فى الهند و اآلخر فى باكستان) ومترجمة‬ ‫إلى اإلنجليزية‪ ،‬ووجدنا كيف أن هناك‬ ‫تشابه كبير فى أسلوب الكتابة بين هذه‬ ‫الرواية و روايات نجيب محفوظ و كذلك‬ ‫فى ظروف المجتمع و كذلك ظروف تلك‬ ‫األسرة المرصودة فى الرواية فى البنجاب‬ ‫واألس��رة المصرية فى القاهرة أو الدلتا‬ ‫كما وصفها نجيب محفوظ‪ .‬و من هنا‪ ،‬هل‬ ‫يمكن أن نستخدم الترجمة فى بناء الجسور‬ ‫بين الثقافات؟ أحد الدوافع التي جعلتني‬ ‫أنا شخصيا أميل للقيام بالترجمة هو أن‬ ‫جدي كان روائيا ويكتب القصص باللغة‬ ‫البنجابية‪ .‬وقلنا إنه إذا كان جدي يكتب تلك‬ ‫القصص بلغة أخرى غير اللغة البنجابية‬ ‫المحدودة االنتشار‪ ،‬فربما كان قد حظى‬ ‫بشهرة عالمية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالترجمة يمكن أن‬ ‫تجعل المرء يتعرف على مثل هذه األعمال‬ ‫وعقد مقارنة بينها للتعرف على أوجه‬ ‫التشابة الكبيرة‪.‬‬ ‫وعن التطورات التى شهدتها اللغة البنجابية‪،‬‬ ‫يقول السفير سورى‪ :‬خالل الجيل الماضى‬ ‫أعتقد أن أعداد الناس القادرين على قراءة‬ ‫اللغة البنجابية أصبحت تتضاءل ‪ ،‬حيث‬ ‫اتجه الكثير منهم إما إلى اللغة االنجليزية‬ ‫أو لغة الهندى باعتبارهما من اللغتين‬ ‫الرسميتين للبالد‪.‬‬ ‫األديب أميش تريباثي‪:‬‬ ‫بالنسبة الستخدام الفيس بوك فى العالم اليوم‬ ‫وكيف أنه ساهم فى القضاء على الفجوات‬ ‫الرقمية والبعد المكاني والزماني‪ ،‬يقول‬

‫أميش‪ :‬إننا نعيش اليوم فى ظل العولمة وقد‬ ‫ساهم الفيس بوك فى اتساع هذا النطاق‪.‬‬ ‫إنني أرى أن الترجمة هي عبارة عن‬ ‫جسر للتواصل بين الثقافات والحضارات‬ ‫المختلفة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ :‬الترجمة من‬ ‫لغة الهندي إلى اللغة العربية هي بمثابة‬ ‫جسر بين الهند ومصر‪ .‬والهدف من هذا‬ ‫الجسر أو الترجمة هو التعرف على اآلخر‬ ‫وفهمه على نحو صحيح‪ .‬واللغة اإلنجليزية‬ ‫من اللغات المرنة التى ساهمت فى بناء‬ ‫جسور بين العديد من الثقافات فهى لغة‬ ‫عالمية اليوم‪ ،‬ولكن اللغة السنسكريتية‬ ‫ليست بهذه المرونة‪ .‬والفيس بوك اليوم‬ ‫له لغته التى تعتمد فى األساس على اللغة‬ ‫اإلنجليزية وم��ن ثم أصبح أح��د وسائل‬ ‫التواصل بين الثقافات المختلفة‪.‬‬ ‫كبير المترجمين بالسفارة الهندية‬ ‫محمد حامد على‪:‬‬ ‫فى البداية أود أن أف��رق بين الترجمة‬ ‫الحرفية التى ال معنى لها والترجمة الحرفية‬ ‫االحترافية الناقلة للمعنى فى النص األصلي‬ ‫بدقة عالية و التى يُعتمد عليها فى العديد من‬ ‫المجاالت مثل المجاالت القانونية والعلمية‪.‬‬ ‫والمترجم الب��د أن يكون عاشقا لمهنة‬ ‫الترجمة وليست مجرد وظيفة ألن الوظيفة‬ ‫قد يشعر اإلن��س��ان بالملل بعد فترة من‬ ‫امتهانها‪ ،‬ولكن عندما تكون الترجمة عشقا‬ ‫ومهارة طبيعية داخل المترجم يصل إلى‬ ‫درجة اإلب��داع ومستوى الكمال المنشود‬ ‫وتكون عملية الترجمة بالنسبة له عملية‬ ‫سلسة و سهلة ‪ .‬أما فى الترجمة السياسية‪،‬‬ ‫فأنا ألتزم بكل ما يقال حرفيا ألن الكلمة فى‬ ‫المجال السياسي أو الخطاب السياسي عادة‬ ‫ما يكون لها ثقل ومغزى معين يجب أال‬ ‫يغفله المترجم‪.‬‬

‫“النموذج الهندي للديمقراطية”‬ ‫الجزء الثاني من اللقاء‪“ :‬النموذج الهندي للديمقراطية”‪ ،‬و“المرأة‬ ‫ودورها في التغيير السياسي والمجتمعي”‪ ،‬و“تشكيل مجتمعات‬ ‫الغد‪ ،‬وهل نحن قادرون على تحقيق تطلعات الشباب؟”‪“ ،‬هل‬ ‫التعددية حجر الزاوية للديمقراطية؟”‬ ‫شارك فى الجزء الثانى من اللقاء‪ :‬من الجانب‬ ‫الهندى نفس المشاركين فى الجزء األول‬ ‫وانضم إليهم من الجانب المصرى‪ :‬الروائي‬ ‫والخبير االقتصادي د‪ /‬جالل أمين ود‪/‬عمرو‬ ‫حمزاوى والروائية‪ /‬أه��داف سويف وأدار‬ ‫الجلسة الصحفي أشرف خليل‪.‬‬ ‫الكاتبة والناشرة ناميتا جوكالي‪ :‬من الصعب‬ ‫الحديث عن موضوع يخص دول��ة بعينها‬ ‫وذلك ألن اإلعالم قد يعكس الموضوع من‬ ‫جانب واحد فقط‪ .‬فكل الحركات التى تحدث‬ ‫فى المجتمعات يرصدها التيار األدبى‪ .‬فنجد‬ ‫األدب يرصد القيم اإلنسانية والسعى وراء‬ ‫الحفاظ على الكرامة اإلنسانية من خالل‬ ‫سرد العديد من القصص األدبية حول الربيع‬ ‫العربى‪ .‬وبالنسبة لى كأحد المهتمين باألدب‪،‬‬ ‫فإن هذه األم��ور تكتسب أهميته عندما يتم‬ ‫صياغتها فى قالب أدبى‪.‬‬ ‫األديب أميش تريباثي‪ :‬هناك العديد من الدوافع‬ ‫وراء ث��ورات الربيع العربى مثل الشعور‬ ‫باإلحباط لدى الشعوب وحالة الركود التى‬

‫يشعر بها المجتمع‪ .‬وقد اختار الشعب مصر‪-‬‬ ‫تماما مثل الشعب الهندى‪ -‬المنهج السلمى‬ ‫فى ثورة يناير ولم يلجأ إلى العنف وهذا من‬ ‫األمور الرائعة عن الثورة المصرية‪ .‬واتضح‬ ‫من طريقة تنظيم المظاهرات حيث قام الشباب‬ ‫بتنظيم المظاهرات بأنفسهم‪ .‬بالنسبة للهند‪،‬‬ ‫استطاعت تحقيق عملية التحول الديمقراطى‬ ‫بعد استقاللها فى تلك الفترة‪ ،‬ولكنها عانت من‬ ‫الناحية االقتصادية واستغرق األمر أربعين‬ ‫عاما حتى حققت القفزات االقتصادية التى‬ ‫يراها العالم اليوم‪ .‬ولكن ال أعنى بالطبع أن‬ ‫األمر ينسحب على مصر حيث أنكم قادرون‬ ‫أن تحققوا التقدم االقتصاد فى وقت سريع‪.‬‬ ‫د‪ .‬سيد شهيد مهدى‪ :‬فى العقدين األولين من‬ ‫استقالل الهند‪ ،‬قرر نهرو أال تفتح الهند أبواب‬ ‫البالد على مصرعيها لآلخرين بل أن تعمل‬ ‫أوال على تحقيق االكتفاء الذاتى واالعتماد‬ ‫على ال��ذات فى بعض المجاالت األساسية‪.‬‬ ‫وعندما تصل البالد إل��ى مرحلة النضج‪،‬‬ ‫يمكن لها أن تبدأ فى االنفتاح الخارجى‪ .‬قام‬

‫نهرو بإرساء بعض الصناعات األساسية‬ ‫مثل‪ :‬صناعة الصلب‪ .‬وأعتقد أن تطلعات‬ ‫شعوب دول الربيع العربى هو تحقيق العديد‬ ‫من المكاسب و الفوائد بالنسبة للطبقات الدنيا‬ ‫والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫وعما يمكن أن نتعلمه من النموذج الهندى‬ ‫تحدث المشاركون من الجانب المصرى على‬ ‫النحو التالى‪:‬‬ ‫د‪/‬عمرو حمزاوى‪ :‬يجب علينا أوال أن نركز‬ ‫على مشكالتنا الداخلية أوال قبل أن ننظر‬ ‫إلى النماذج الخارجية‪ .‬ولكن عندما أنظر‬ ‫إلى الهند كخبير سياسى فإننى أرى أن الهند‬ ‫قد حققت المعادلة الصعبة من حيث إقرار‬ ‫الديمقراطية فى ظل الفقر‪ .‬وكما يعرف السيد‪/‬‬ ‫السفير فإنني كنت مؤخرا فى زيارة إلى الهند‬ ‫وقد رأيت بنفسى كيف أن الهند بدأت حاليا‬ ‫فى مكافحة الفساد بصورة كبيرة وتحديث‬ ‫عملية اإلدارة‪ .‬ونجد اآلن أن معظم التحديات‬ ‫التى تواجهها الهند هى نفس التحديات التى‬ ‫نواجهها اليوم مثل الفساد و البيروقراطية‪.‬‬

‫‪33‬‬


‫الروائية‪ /‬أهداف سويف‪ :‬لقد قضيت ما يقرب‬ ‫من شهر فى الهند فى مطلع العام الحالي‬ ‫وزرت العديد من الواليات وعقدت لقاءات‬ ‫فى مختلف الجامعات والتفاعل مع الطالب‪.‬‬ ‫وقد لمست خالل تلك الفترة التشابه الكبير‬ ‫بين مصر والهند فى طريقة النظر إلى العالم‬ ‫وأيضا تحديد المشكالت من حولنا والتعامل‬ ‫معها‪ .‬وعندما تحدثت مع الطالب فى تلك‬ ‫الجامعات الحظت أن هناك إدراك من جانب‬ ‫شباب الهند لطموحات شباب مصر وأيضا‬ ‫لشعور اإلحباط التى أصابت الشباب و التى‬ ‫كانت الدافع وراء الثورة المصرية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للديمقراطية فهناك العديد من‬ ‫التساؤالت هل هي مجرد إجراء االنتخابات‬

‫وأن يكون لدى المرء عدد كاف من البطاقات‬ ‫االنتخابية فى الصندوق؟!‬ ‫أما عن المرأة فى المجتمع الهندي والمجتمع‬ ‫المصري‪ ،‬فإنني أرى أن المجتمعين على‬ ‫ال��رغ��م م��ن توقير الحضارتين الهندية‬ ‫والمصرية للنساء لدرجة تصل إلى العشق‬ ‫الشديد والعبادة‪ ،‬فإنها تتعرض اليوم على‬ ‫مستوى آخ��ر الع��ت��داءات جسيمة وتواجه‬ ‫بمشاعر من الكراهية‪ .‬بالتأكيد هناك الكثير‬ ‫من الجهود التى يتم بذلها في هذا الشأن‪.‬‬ ‫وخالل زياراتي لألماكن المختلفة فى الهند‬ ‫شعرت بوجود رغبة كبيرة بين أبناء الشعب‬ ‫الهندي فى التواصل بصورة أكبر مع الشعب‬ ‫المصري‪.‬‬

‫الروائي والخبير االقتصادي د‪ /‬جالل أمين‪:‬‬ ‫أوال إذا كنتم جئتم إلى مصر منذ ثمانية‬ ‫عشر شهرا كنتم ستجدوننا سعداء بالربيع‬ ‫العربي‪ ،‬ولكن اليوم إذا ما سألتم أفراد‬ ‫مختلفين من الشعب المصري ستجدون‬ ‫أن لديهم شعور بالضبابية و الكآبة من‬ ‫الموقف س��واء بالنسبة للديمقراطية أو‬ ‫أمور أخرى‪ .‬إن استعارة نموذج من دولة‬ ‫أخرى فى الخارج لتطبيقه فى الداخل هو‬ ‫أمر قد ينطوي على بعض اإلشكاليات‪.‬‬ ‫ولكن يجب أن أشير إل��ى أننا معجبون‬ ‫بالعديد من اإلنجازات التى حققتها الهند‬ ‫منذ االستقالل سواء على الصعيد السياسى‬ ‫أواالقتصادي أواالجتماعي‪.‬‬

‫استضاف اتحاد كتاب مصر برئاسة السيد‪ /‬محمد سلماوي األدباء والكتاب الهنود الذين قاموا بزيارة مصر في إطار فاعليات‬ ‫مهرجان الهند على ضفاف النيل ‪ ،‬وذلك لبحث وسائل تشجيع الترجمة ما بين الكتاب الهنود والمصريين‪ ،‬وقد ذكر سلماوى أن اللقاء‬ ‫شارك فيه أعضاء االتحاد وأميش تريباتى الذى يوصف بأنه باولو كويللو الهند‪ ،‬حيث تباع رواياته بمئات اآلالف‪ ،‬وناميتا جوكالى‬ ‫وهى من أشهر الروائيات فى الهند ومديرة إلحدى دور النشر الكبرى كما أنها رئيسة مهرجان جايبور األدبي‪،‬والبروفيسور سيد‬ ‫شاهد مهدي وكذلك سعادة سفير الهند بالقاهرة السيد نافديب سوري‪ .‬كما حضر اللقاء عدد كبير من الكتاب والشعراء المصريين‪.‬‬

‫كلمات على الماء باألسكندرية‬ ‫أقيم اللقاء الثانى بين الكتاب الهنود والمصريين يوم ‪ 7‬مايو ‪ 2013‬بقاعة‬ ‫المحاضرات بمكتبة اإلسكندرية وشارك فيه من الجانب الهندى نفس الكوكبة من‬ ‫ال ُكتاب والمؤلفين المشاركين فى لقاء ساقية الصاوى باإلضافة إلى مجموعة من‬ ‫الشخصيات األكاديمية من األسكندرية من بينهم‪:‬الدكتورة سحر حمودة رئيس قسم‬ ‫اللغة اإلنجليزية بكلية اآلداب بجامعة اإلسكندرية وﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭة نجالء أبو عجاج من‬ ‫ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ جامعة األسكندرية‪ ،‬المخرج الشاب عبد هللا ضيف‪.‬‬ ‫انقسم اللقاء إلى ثالث جلسات حوارية‪:‬‬ ‫الجلسة األولى من الحوار بين الدكتورة سحر حمودة و د‪ /‬سيد شهيد مهدى‬ ‫تعرضت للفنون المعمارية المختلفة الموجودة فى مدينة األسكندرية والتى تنتمى‬ ‫للحضارات المختلفة والتى تمثل تيارات ثقافية أثرت التيار الثقافى العام فى مصر‪.‬‬ ‫وطالب الحضور أن يكون هناك تعاون بين الجانبين الهندى والمصرى على‬ ‫المستوى األكاديمى من أجل الدخول فى مشروعات أدبية مشتركة للترجمة من‬ ‫األدب الهندى واألدب المصرى لمزيد من التواصل بين أبناء الشعبين‪.‬‬ ‫الجلسة الثانية من الحوار بين الدكتورة نجالء أبو عجاج و الروائي أميش تراباثى‬ ‫تناولت تأثير التواصل بين الشباب باستخدام التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل‬ ‫اإلجتماعى مثل الفيس بووك وتويتر األمر الذي ساهم فى تالشى عاملى الزمان‬ ‫والمكان فى عالمنا اليوم‪.‬‬ ‫الجلسة الثالثة من الحوار بين المخرج سانجوى روى والمخرج الشاب عبد هللا‬ ‫ضيف دارت حول استخدام الفنون المسرحية فى إعادة تأهيل أطفال الشوارع‬ ‫وتحدث خاللها من الجانب الهندى المخرج سانجوى روى ومن الجانب المصري‬ ‫عبد هللا ضيف حيث استعرض كل منهما األنشطة المختلفة التى يقوم بها من خالل‬ ‫منظمات أهلية متخصصة فى تعليم أطفال الشوارع الفنون المختلفة‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫لقاء أدباء الهند بأعضاء اتحاد كتاب مصر‬

‫ناميتا جوكالي‬ ‫أميش تريباثي‪:‬‬ ‫كانت تلك رحلتي األولى إلى مصر‪ ،‬مركز‬ ‫الثقافة في العالم العربي‪ .‬بالطبع‪ ،‬كانت‬ ‫المعالم السياحية التي يزورها السائحون‬ ‫عادة مثل األهرامات والرحالت النيلية‬ ‫والمتاحف محل إعجابي الشديد‪ .‬ولكن ما‬ ‫أثار اهتمامي بشكل أكبر هو رؤية حركة‬ ‫التحول في هذا البلد‪ .‬وقد فهمت الكثير من‬ ‫األشياء من خالل تعامالتي مع مصريين‬ ‫من خلفيات مختلفة‪.‬‬ ‫ويميل الهنود إلى التفكير بشكل إيجابي‬ ‫عن مصر‪ ،‬ربما كان ذلك بسبب االرتباط‬ ‫التاريخي بيننا‪ .‬يحب المرء أن يرى بزوغ‬ ‫مصر كدولة ديمقراطية ليبرالية ثرية‬ ‫تحتل مكانتها الالئقة بين دول العالم‪.‬‬

‫في لقاءاتي مع الكتاب والمفكرين والشعراء‪،‬‬ ‫تعرفت على مصر المعاصرة التي تسعى وتبحث‬ ‫في دأب عن كيفية الوصول بالثورة المصرية وما‬ ‫آلت إليه إلى مناخ ديمقراطي سليم‪ .‬ومن خالل‬ ‫مقابالتي وتعامالتي مع أشخاص من مختلف‬ ‫المجاالت‪ ،‬شعرت بنبض المجتمع وأدهشني ما‬ ‫وجدته من صراحة وانفتاح في أحاديث الناس‪.‬‬ ‫كما تأثرت جداً عندما رأيت مدى حب الناس للهند‬ ‫وكل ما هو هندي – بداية من نهرو وحتى السينما‬ ‫الهندية “بوليوود”‪.‬‬ ‫وفي عودتي إلى وطني‪ ،‬سأحمل معي نسمات نهر‬ ‫النيل وكلمات األشعار المتفرقة والحوارات التي‬ ‫جرت بيني وبين عدد من الكتاب‪ ،‬وهي الحوارات‬ ‫التي كانت تتعلق بالبيئة المحيطة رغم كونها‬ ‫ح��وارات عامة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى العديد من‬ ‫الكتب واألفكار واألصدقاء الجدد وآمل أن استقبل‬ ‫عدداً من الكتاب المصريين في الهند قريباً‪.‬‬

‫سيد شاهد مهدي‬

‫كانت الحوارات التي دعيت للمشاركة فيها في القاهرة‬ ‫واإلس��ك��ن��دري��ة وال��ت��ي دارت ح��ول قضايا التعددية‬ ‫والمصاعب التي تواجه الديمقراطيات الناشئة‪ ،‬كانت‬ ‫تتسم بالصراحة وإثارة الفكر حيث كانت تعكس تنوع‬ ‫الرؤى والمشاركة النشطة‪ .‬جرت الحوارات في مناخ‬ ‫ودي دعمه حسن ضيافة السفير سوري وظهر خالل تلك‬ ‫الحوارات كوكبة من أهم المفكرين المصريين‪.‬‬ ‫كما كان اإلقبال كبيراً على مسابقة بوستر “غاندي في‬ ‫ميدان التحرير”‪ .‬وآمل أن يتم قريبا ً نشر كتاب يضم‬ ‫البوسترات التي شاركت في المسابقة‪.‬‬ ‫وكان اللقاء التفاعلي الذي أجري مع أعضاء اتحاد الكتاب‬ ‫بمقر االتحاد واحداً من أبرز وأهم الفعاليات األدبية في‬ ‫المهرجان‪ .‬وتم استقبالنا بقدر كبير من الود والترحاب‪.‬‬

‫‪35‬‬


‫عروض نريتياجرام تبهر الجمهور المصري‬

‫تحكي لنا رقصة األوديسي عن‬ ‫الماضي الذي كان ثريًا بفنــون‬ ‫الرقص والموسيقى واألساطير‪.‬‬ ‫وتعكس سمات هذه الرقصة‬ ‫التي تتميــز بالبهجــة والطــرب‬ ‫الطابع المعماري لمعبد أوديشا‬

‫وق����د زارت م��ص��ر م���ؤخ���را ف��رق��ة‬ ‫“نريتياجرام” التي تعد واحدة من أشهر‬ ‫فرق الرقص الهندية المتخصصة في تقديم‬ ‫رقصة األوديسي‪ ،‬وهي أحد أشكال الرقص‬ ‫الكالسيكي الهندي وإحدى أقدم الرقصات‬ ‫التراثية في العالم‪ ،‬بحركاتها المتموجة‬ ‫وتعبيراتها الجذلة ‪.‬‬ ‫وقد أدت الفرقة عروضها أم��ام جمهور‬ ‫ع��ري��ض م��ن المشاهدين ف��ي القاهرة‬ ‫واإلسكندرية في ختام المهرجان الثقافي‬ ‫الهندي الذي استمر على مدى شهر كامل‪.‬‬ ‫حيث ق��ام أعضاء الفرقة بتقديم عرض‬ ‫“سرياه” وهو عبارة عن مجموعة مختارة‬ ‫من األعمال التي قدمت خالل عشر سنوات‪،‬‬

‫ومنها شيفا أشتاكام (قصيدة لإلله شيفا) من‬ ‫عرض “أنش”‪ ،‬ريتو فاسانت من عرض‬ ‫“الفضاء المقدس”‪ ،‬وأشتابادي – قصيدة‬ ‫من ملحمة “جيتا جوفيندا”‪ ،‬و كيساليا شايانا‬ ‫من عرض “الفضاء المقدس”‪ ،‬فيبهاكتا من‬ ‫عرض “براتيما‪ :‬تأمل”‬ ‫وتعد فرقة رقص نريتياجرام من أشهر‬ ‫الفرق الهندية حيث تقدم عروضها في‬ ‫أنحاء العالم المختلفة بما في ذلك الرحلة‬ ‫السنوية التي تقوم بها إلى الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية‪ .‬إن راقصات نريتياجرام ال‬ ‫يحرصن فقط على استكشاف األبعاد الخالقة‬ ‫للفنون التراثية ولكنهن قادرات أيضا ً على‬ ‫تقديم العروض الجديدة بصحبة مجموعة‬

‫رائ��دة من الموسيقيين المتخصصين في‬ ‫الكالسيكيات الهندية‪.‬‬

‫مدرسة نريتياجرام للرقص‬

‫الرقص أسلوب حياة في مدرسة نريتياجرام‪،‬‬ ‫وقد تأسست تلك المدرسة على يد راقصة‬ ‫األوديسي الفنانة بروتيما جوري عن طريق‬ ‫تحويل عشرات األف��دن��ة من األراض��ي‬ ‫الزراعية إلى مكان مالئم لدراسة وممارسة‬ ‫وتعليم فنون الرقص الكالسيكية‪ .‬وهناك‬ ‫يستطيع الراقصون والراقصات دراسة‬ ‫اليوجا والتأمل والفنون القتالية باإلضافة إلى‬ ‫اللغة السنسكريتية والميثولوجيا واألدب‪.‬‬ ‫ومع انتقال المعرفة من المعلم إلى تالميذه‪،‬‬ ‫تستمر الفنون الكالسيكية عبر األجيال‪.‬‬

‫والشعر الذي يتدفق من المنابع‬ ‫العميقة لموسيقى األوريا‪.‬‬

‫عمرو األشرف ‪:‬‬ ‫تجربة االنصهار داخل قالب ثقافي جديد‬ ‫لم تكن تجربتى مع هذا الحدث الثقافى الضخم “ الهند على ضفاف النيل ” مجرد‬ ‫مشاركة فى عرض مسرحي داخل سياق هذا الحدث الرائع بل كانت تجربة ذاتية‬ ‫للتفاعل والتداخل مع حضارة مختلفة وثقافة مختلفة بل واالندماج فيها أيضا ‪ ..‬هى‬ ‫تجربة انصهار داخل قالب ثقافى جديد بالنسبة لى ‪ ،‬رأيت كم هى أصيلة حضارة الهند‬ ‫وكم هم طيبون هؤالء الناس أصحاب تلك الحضارة ‪...‬‬ ‫الهند على ضفاف النيل ‪ ..‬كم كنت سعيد الحظ بأن أكون مسئوال عن التجهيزات التقنية‬ ‫واإلخ��راج الفنى لإلضاءة المسرحية فى العروض الثالثة التى أقامتها ثالث فرق‬ ‫هندية مختلفة على مسارح دار األوبرا المصرية والتى تنوعت بين الرقص والغناء‬ ‫الحديث‪ ،‬والرقص الكالسيكى والغناء الهندى التراثى‪ .‬وكانت متعتى متعتين؛ متعة‬ ‫مشاهدة العروض ومتعة العمل فيها وأحسبنى قمت فيها بالتعاون مع الفنانين الهنود‬ ‫وأخرجنا للجمهور عروضا كانت فى كل مرة تسعدهم وتشعرهم بمدى التواصل بين‬ ‫فنانى مصر وفنانى الهند القائمين على هذا الحدث الثقافى الراقى والفريد‪ ،‬الذين عادوا‬ ‫لبالدهم بعد انتهاء هذا المهرجان على وعد بتكرار التجربة مرة أخرى فى العام القادم ‪.‬‬ ‫إن هذا المهرجان قد أقام جسورا ثقافية جديدة بين حضارتين من أعرق وأقدم‬ ‫حضارات العالم وأكثرها أصالة‪ ،‬جسورا تتحرك خاللها الثقافة والفنون فى االتجاهين‬ ‫من الهند لمصر ومن مصر للهند‪ ،‬فهى خطوة فى طريق صناعة حضارة ثقافية‬ ‫وفنية جديدة يصنعها قطبان من قارتين مختلفتين امتزجت ثقافتهما خالل هذا الحدث‪.‬‬ ‫الهند على ضفاف النيل كان على المستوى الشخصى تجربة عمر أثرت فيها وتأثرت‬ ‫بها وقد كان مدعاة للفخر أن أكون جزءا من هذا الحدث الثقافى الكبير‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫‪37‬‬


‫عرض قوي لرقصة األوديسي في ختام‬ ‫“مهرجان الهند على ضفاف النيل”‬

‫من يتقن الغناء ويجيد الرقص هو شخص على قدر كبير من التعلم‬ ‫‪ ...‬أفالطون‬

‫(مقتطفات)‬ ‫بقلم‪ :‬آتي متولى‬

‫في إطار مهرجان “ الهند على ضفاف النيل ” قامت ثالث راقصات من‬ ‫مدرسة نريتياجرام للرقص التي تقع بالقرب من بنجالور بتقديم عرض‬ ‫رائع لرقصة األوديسي يوم ‪ 6‬مايو باإلسكندرية ويوم ‪ 9‬مايو بالقاهرة‪...‬‬ ‫ويمكن لراقصة واحدة أن تقوم بأداء رقصة‬ ‫األوديسي‪ ،‬وكذلك يمكن لراقصتين أو ثالثة‬ ‫أو مجموعة كبيرة من الراقصات تقديم هذا‬ ‫الفن ‪ .‬وقد قامت ثالث راقصات من مدرسة‬ ‫نريتياجرام للرقص ب��زي��ارة مصر وهن‬ ‫سوروبا سين‪ ،‬المديرة الفنية للفرقة ومصممة‬ ‫الرقصات (والتي كانت من أولى الطالبات‬ ‫بمدرسة نريتياجرام حيث بدأت التدريب على‬ ‫رقصة األوديسي عام ‪ 1990‬عقب تأسيس‬ ‫المدرسة)؛ وبيجايني ساتباتي‪ ،‬المخرجة‬ ‫والراقصة‪ ،‬والتي استقرت بمدرسة نريتياجرام‬ ‫منذ عام ‪1993‬؛ وبافيترا ريدي‪ ،‬وهي راقصة‬ ‫جاءت من إحدى القرى القريبة لتلتحق ببرنامج‬ ‫مدرسة نريتياجرام عام ‪ .1990‬وقد قدمت‬ ‫الفنانات رقصاتهم على غناء الفنان بانديت‬ ‫راجونات بانيجراهي وقام بتأليف األلحان كل‬ ‫من دهانيسوار سواي وسوروبا سين‪.‬‬ ‫وقد قدمت فرقة نريتياجرام للرقص عرض‬ ‫“سرياه” في مصر‪ ،‬وهو عبارة عن مجموعة‬ ‫منتقاة من الفقرات التي قدمتها الفرقة خالل‬ ‫عقد من الزمان‪ .‬بدأت األمسية بـ “قصيدة‬ ‫لإلله شيفا” (شيفا هو أحد أهم اآللهة عند‬ ‫الهندوس) وهي الفقرة المأخوذة عن عرض‬ ‫يسمى “أنش”‪ .‬يقوم الراوي بتقديم الموضوع‬ ‫قبل بداية كل رقصة ‪ ،‬فقبل عرض رقصة‬ ‫“ده��ي��را ساميري” المأخوذة من عرض‬ ‫بعنوان “الفضاء المقدس”‪ ،‬يقول ال��راوي‬ ‫للجمهور‪“ :‬في ظالم الليل‪ ،‬على ضفاف نهر‬ ‫اليامونا‪ ،‬ينتظر كريشنا وهو متزين بالزهور‬ ‫البرية والمجوهرات‪ ”.‬وهنا يتم التعبير عن‬ ‫قصة الحب بين راده��ا وكريشنا من خالل‬ ‫عناصر األداء البصري وحركات الجسم‪ .‬أما‬ ‫رقصة “فيبهاكتا” المأخوذة من عرض بعنوان‬ ‫“براتيما” فتعكس قوة اليوجا‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫‪39‬‬


‫وقد نجح أعضاء فرقة نريتياجرام للرقص‬ ‫من خالل مهاراتهم في االستحواذ على‬ ‫مشاعر المشاهدين‪ .‬وحتى إن كانت المعاني‬ ‫التي يتم التعبير عنها من خالل الرقصات‬ ‫غير مفهومة كلية بالنسبة للمشاهدين الذين‬ ‫ينتمون إلى خلفيات ثقافية مختلفة‪ ،‬فإن‬ ‫ما يجعل المشاهد في حالة من االنبهار‬

‫‪40‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫بالعرض ط��وال ال��وق��ت ه��و األش��ك��ال أو‬ ‫األوضاع المختلفة التي يتخذها أعضاء الفرقة‬ ‫ووقع أقدامهم وأزياءهم وحيويتهم وتركيزهم‬ ‫في أداء الرقصات‪ ،‬وفوق كل شيء المراعاة‬ ‫التامة للجوانب الجمالية في األداء‪.‬‬ ‫يمزج عرض “سرياه” بين المعتقد واإلبهار‬ ‫البصري‪ ،‬حيث يتم سرد القصص الساحرة‪،‬‬

‫وحيث تشهد القيم الفنية الرفيعة لعظمة الثقافة‬ ‫البشرية‪ ،‬وهو ما ال نراه كثيراً في عالم اليوم‪.‬‬ ‫تمثل رقصة األوديسي درسا ً هاما ً في تطهير‬ ‫النفس‪ ،‬درس يتعلمه المرء بمشاهدته لهذا‬ ‫العرض‪...‬‬ ‫وبهذه الروعة الفنية‪ ،‬بزغ نجم مهرجان‬ ‫“الهند على ضفاف النيل” على الساحة‬

‫الفنية في مصر‪ .‬ومع استمرار المهرجان‬ ‫بعروضه المختلفــة‪ ،‬كان من الواضــح‬ ‫حــرص منظمي المهرجــان على تحقيـــق‬ ‫رؤيتهم التي تستهـــدف تعزيز االهتمـــام‬ ‫ببالدهم عن طريق تقديم أفضل عناصر‬ ‫الثقافة الهندية إلى مصر وتعزيز التبادل‬ ‫الفني بين الجانبين‪.‬‬

‫‪41‬‬


‫استمتع باألطعمة الهندية‬ ‫سوف نقدم فيما يلى وجبتين من األطعمة المغولية الشهيرة‬

‫فراخ على الطريقة المغولية‬ ‫المقادير‬

‫المطبخ الهندي احتفالية بمذاق ثقافي‬

‫♦ كيلو فراخ مخلية ومقطعة لمكعبات‬ ‫♦ قطعة زنجبيل طازج سمكها بوصة تقريبا‬ ‫♦ ‪ 4‬فصوص ثوم مفريين‬ ‫♦ ملعقتان صغيرتان كمون مطحون‬ ‫♦ ملعقة صغيرة كزبرة مطحونة‬ ‫♦ ‪ 4‬مالعق كبيرة لوز مفرى‬ ‫‪1‬‬ ‫♦ ‪ 2‬ملعقة صغيرة شطة‬ ‫‪1‬‬ ‫♦ ‪ 2‬كوب ماء‬ ‫♦ ‪ 5‬فصوص حبهان مطحون‬ ‫♦ عود قرفة‬ ‫♦ ورقتان لورى‬

‫♦ ‪ 4‬عيدان قرنفل‬ ‫‪1‬‬ ‫♦ ‪ 4‬فنجان زيت‬ ‫♦ بصلتان مفريتان‬ ‫♦ كوب زبادي‬ ‫♦ فنجان شوربة‬ ‫‪1‬‬ ‫♦ ‪ 2‬فنجان كريمة خفق ثقيلة‬ ‫‪1‬‬ ‫♦ ‪ 2‬فنجان زبيب‬ ‫♦ ملعقة صغيرة توابل هندية (جرام ماساال)‬ ‫♦ ملعقة صغيرة سكر‬ ‫♦ ملعقة صغيرة ملح‬

‫الطريقة ‪:‬‬

‫♦ يوضع الزنجبيل والثوم والكمون والكزبرة والشطة في ماكينة تقطيع الطعام وتخلط جيدا‪.‬‬ ‫♦ يضاف اللوز والماء وتخلط مرة أخرى وتوضع تلك الخلطة جانبا‪.‬‬ ‫♦ يسخن الزيت في مقالة عميقة ثم تضاف قطع الفراخ لتحميرها قبل رفعها من على النار‪.‬‬ ‫♦ تضاف التوابل إلى الزيت عدا خلطة التوابل الهندية (جرام ماساال) ‪ ،‬ثم يضاف البصل مع التقليب المستمر يتحول لونه إلى الذهبي‪.‬‬ ‫♦ تضاف الخلطة السابقة مع االستمرار في الطهي لمدة خمس دقائق‪.‬‬ ‫♦ يوضع الزبادي‪ ،‬والكريمة والزبيب مع التقليب المستمر‪.‬‬ ‫♦ ثم توضع قطع الفراخ المحمرة في الخليط ويرش فوقها التوابل الهندية (جرام ماساال) والسكر والملح‪.‬‬ ‫♦ يغطى اإلناء ويترك على نار هادئة لمدة عشرين دقيقة للتأكد من طهي الدجاج جيدا‪.‬‬

‫ال يكتـمــل االحتفـــال بالثقـافــة‬ ‫الهنديــة بــدون تــذوق جــوهــر‬ ‫تلك الثقافــة‪ .‬ويقــدم المطبــخ‬ ‫الهنـــدي مجمــوعـــة متنوعـــة‬ ‫مــن األطبــاق وكذلك التــوابــل‬ ‫والمكونات‪ .‬ويمكن القول إنه ال‬ ‫توجد منطقة أو أقليم بالهند‬

‫كيساري فيرني ( أرز بلبن بالزعفران(‬

‫التي يقدمها‪ ،‬والتي يتميز كل‬

‫المقادير‬

‫يشترك مع سواه في األطبـــاق‬ ‫منها بنكهته المتميزة ‪ .‬وبالرغم‬ ‫من تميز كل تلك األطباق ‪ ،‬إال أن‬ ‫هناك قاسم مشترك يجمعها‪،‬‬ ‫أهمهــا هــو ذلك الــدفء الــذي‬ ‫يميز الضيافة الهندية‪ ،‬وهو السر‬ ‫الذي يكمن وراء نجاح مهرجانات‬ ‫الطبخ الهندية التي تقدم أجود‬ ‫األطعمــة‪ ،‬التي أعدها الطهـــاة‬ ‫المحترفين‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫وخالل مهرجان “ الهند على ضفاف النيل”‬ ‫قدم مهرجان المأكوالت الهندية أشهى أطعمة‬ ‫الضيافة الهندية التي أعدها بإتقان اثنان من‬ ‫أشهر الطهاة الهنود وهما فيكرام أودايجيري‬ ‫و تي‪.‬إس‪.‬نانايه‪ .‬وقد أقيم المهرجان بجوار‬ ‫حمام سباحة فندق سونستا بمصر الجديدة‪.‬‬ ‫وتعد األطبـــاق المغولية من أشهــر أطبـــاق‬ ‫المطبخ الهندي وترجع نشأتها إلى مطابخ‬ ‫األباطرة في العصر المغولي‪ .‬وتشتهر تلك‬

‫األطباق بثراء نكهاتها حيث يتم إعداد أشهى‬ ‫المأكوالت بنكهاتها المتميزة وطعمها اللذيذ‪.‬‬ ‫وتشتهر األطعمة المغولية التقليدية باستخدامها‬ ‫للتوابل المطحونة وغير المطحونة والفواكه‬ ‫المجففة والمكســرات‪ .‬وقد قدم هذا المطـــبخ‬ ‫مجموعة مدهشة من األطبــاق الشهـــية مثل‬ ‫الشوربة الحارة المتبلة واللحــوم المشويــة‬ ‫المتبلة بالزنجبيل وطبق “كولفي” الذي تزينه‬ ‫وريقات الورد‪.‬‬

‫♦ خمس مالعق كبيرة أرز باسمتي‬ ‫♦ قليل من الزعفران‬ ‫♦ كوب سكر‬ ‫♦ بضع قطرات من ماء الورد‬ ‫‪1‬‬ ‫♦ ‪ 2‬ملعقة صغيرة حبهان مطحون‬ ‫♦ لتر حليب‬ ‫♦ ‪ 12-10‬حبة فستق غير مملح‬ ‫♦ ملعقة كبيرة لوز( اختياري)‬

‫طريقة اإلعداد‪:‬‬

‫♦ ينقع األرز في الماء لمدة تتراوح بين ‪ 6-5‬ساعات‪.‬‬ ‫♦ يجفف األرز ثم يطحن مع بعض الفستق واللوز‪.‬‬ ‫♦ يوضع اللبن في إناء عميق ويرفع على النار حتى يغلي‪.‬‬ ‫♦ يضاف األرز‪ ،‬ثم يضاف السكر مع التقليب الجيد حتى يذوب السكر‪.‬‬ ‫♦ يحرص على التقليب المستمر حتى ال يتكتل األرز داخل اللبن وحتى يزداد‬ ‫سمك الخليط‪.‬‬ ‫♦ واآلن أضف الزعفران إلى الخليط‪.‬‬ ‫♦ يرش الحبهان على الخليط وقليل من ماء الورد مع التقليب جيدا‪.‬‬ ‫♦ يرفع الخليط من على النار ويصب في أطباق صغيرة أو كبيرة حسب‬ ‫الرغبة‪.‬‬ ‫♦ يترك حتى يبرد ثم يزين بالفستق واللوز المجروشين‪.‬‬

‫وبالهنا والشفا‬

‫‪43‬‬


‫الطاهي تي‪.‬إس‪.‬نانايه‪:‬‬

‫لطالما كنت أتمنى زيارة مصر وتعد‬ ‫زيارتي إليها بمثابة الحلم الذي تحقق‪.‬‬ ‫كانت مصر بالنسبة لي تعرف بثالثة‬ ‫أش��ي��اء‪ :‬ال��م��وم��ي��اوات واأله��رام��ات‬ ‫والنيل‪ .‬ولكن زيارتي إليها أضافت‬ ‫إلى معرفتي بها بعداً آخر هو البشر‬ ‫حيث يتميز المصريون بكرم الضيافة‬ ‫والطبيعة ال��ودودة التي تجعل المرء‬ ‫يشعر كما لو كان في وطنه‪.‬‬ ‫وك��ان لزيارتي منطقة األه��رام��ات‬ ‫الشهيرة والمتحف ورك��وب الخيل‬ ‫واإلبحار في نهر النيل أثراً كبيراً في‬ ‫حياتي‪ .‬إن مصر مفعمة بالحياة بما‬ ‫تتميز به من أن��واع الطعام والحياة‬ ‫الليلية واألس���واق الليلية مثل خان‬ ‫الخليلي وغيرها‪ .‬ويعد الكشري هو‬ ‫الطبق الشعبي وهو طبق رائ��ع‪ .‬أما‬ ‫البيتزا المصرية المحشوة بكميات‬ ‫كبيرة من اللحم والجبن فتجعل لعاب‬ ‫المرء يسيل طلبا ً للمزيد منها‪ .‬ورغم‬ ‫زيارتي القصيرة‪ ،‬إال أن الخبرة التي‬ ‫حصلت عليها من هذه الزيارة ال يمكن‬ ‫أن تمحى من الذاكرة وسأظل أذكرها‬ ‫مدى الحياة‪.‬‬

‫الفنانة انتصار‪:‬‬

‫نشأنا في مصر على الفنون والموسيقى‬ ‫واألف�لام الهنـديــة نظــرا لتمــيزها‬ ‫واحتفاظها بالعادات والتقاليد الهندية ‪،‬‬ ‫حيث أثرت تلك الفنون ليس في مصر‬ ‫فقط بل في باقي الشعـــوب العربيـــة‬ ‫وأتمنى أن تظل الثقافة الهندية وفنونهــا‬ ‫مختلفـة بشكلهـا الفلكلـوري الهنـــدي‬ ‫األصيـــل وال تتأثـــر بالغـــرب ‪ ،‬ألن‬ ‫االنغماس في المحلية يؤدي للعالمية ‪.‬‬ ‫وقد أسعدني دعوة السفــير الهــندي‬ ‫لحضور تلك التظاهــرة الثقافية التي‬ ‫أنعشت الحياة الثقافية في مصر وأشكر‬ ‫كل المسئولين القائمين على المهرجان‪.‬‬

‫مجدي سليم‪ ( :‬وكيل وزارة السياحة‬ ‫ورئيس قطاع السياحة الداخلية‬ ‫بهيئة تنشيط السياحة )‬ ‫مصر والهند وحديث الزمان والمكان‬

‫الطاهي فيكرام أودايجيري‪:‬‬ ‫تعتبر مصر نموذجا لكرم الضيافة العربية‪ .‬فالشعب المصري شعب ودود ويبدو ألسباب لم يمكننى‬ ‫معرفتها‪ ،‬أنهم يحبون الهنود وكل ما هو هندي‪ .‬لقد استمعت بدفء مشاعرهم وودهم العميق‪.‬‬ ‫أما أكثر اللحظات التي التنسى في فترة المهرجان في مصر فقد كانت فرصة تقديم األطباق‬ ‫الهندية الى سفراء عشرة دول مختلفة على األقل‪ .‬إن متعة تقديم الطعام الهندي في بيت سفير‬ ‫الهند على ضفاف النيل في القاهرة كانت متعة التوصف‪ .‬لقد كانت لحظة شعرت فيها بالفخر‬ ‫ببالدي وبصديقى الطاهي نانايه‪ .‬لقد قمنا بإعداد قائمة طعام هندية ولكنها تضم أطباق تناسب كافة‬ ‫األذواق‪ .‬وقمنا بتقليل استخدام البهارات ولكن ليس لدرجة أن نضيع تأثير طعمها األصيل‪ .‬لقد‬ ‫شعرنا باإلطراء في نهاية المهرجان بسبب تلك الضجة التي صنعناها في المجتمع الدبلوماسي‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫في ظل سياسة الدولة التي تتجه إلى سياسات طموحة جديدة الستعادة العالقات مع الدول الصديقة بالشكل الذي‬ ‫يعبر عن المناخ الجديد بعد ثورة ‪ 25‬يناير وإنطالق منظومة األداء التفاعلي مع تلك الدول في مسارات إيجابية‬ ‫تساهم في تحقيق معدالت تعاون عالية بين جمهورية مصر العربية ودولة الهند الكبرى التي حققت في األونة‬ ‫األخيرة طفرة كبيرة سعدنا بها ‪ ،‬ففي حياة الشعوب واألمم لحظات تاريخية تستعيد فيها سجل إنجازاتها وتفتح‬ ‫أفاق مستقبلها واألمال أمام األجيال الجديدة ‪ ..‬ففي الهند التي تحركت دبلوماسيتها واتجهت إلى مصر من خالل‬ ‫بعثة دبلوماسية نشيطة من خالل شعبها ومن خالل تالحم وتالقي الثقافات والفنون والعادات والتقاليد والسياحة‪.‬‬ ‫إن مسيرة اإلنجازات بين الدولتين ثرية باإلنجازات وغنية بالتواصل بين شعبي مصر والهند ومسيرة طموحة‬ ‫تنظر إلى المستقبل لتحقيق مزيد من أفاق التعاون بكل ما يعود على الدولتين بالرخاء والتطور‪.‬‬

‫‪45‬‬


‫لقاء لالستمتاع بمذاق الشاي الهندي‬ ‫في إطار مهرجان الهند على ضفاف النيل‪ ،‬أقيمت‬ ‫فعالية رائعة لتذوق الشاي الهندي بفندق سونستا‪ ،‬حيث‬ ‫تم تقديم مجموعة متنوعة من أصناف الشاي الهندي‪.‬‬ ‫لقد كان مشروب الشاي يمثل أسلوب حياة‬ ‫في الشــرق قبل أن يعرفه الغــرب بوقت‬ ‫طويل‪ .‬وتعزي األساطير اكتشاف الشــاي‬ ‫إلى “داروم��ا” مؤسس المذهب التأملي في‬ ‫البوذية‪ .‬ففي أحد األيام وبينما كان هذا الحكيم‬ ‫العظيم يتأمل غلبه النعــاس‪ .‬وفي نوبة مـن‬ ‫الغضب لعدم قدرته على مغالبة النعاس‪ ،‬قام‬ ‫بنزع جفنيه وألقى بهما بعيــداً‪ .‬وحيث سقــط‬ ‫جفناه نبتت شجيرة ورقها له قدرة سحرية‬ ‫على التخلــص من التعـب واإلعيــاء‪ ،‬هــذه‬ ‫الشجيرة هي شجيرة الشاي‪.‬‬ ‫ويتم تجمع أوراق الشاي من شجيرة دائمة الخضرة‬ ‫تعرف باسم (‪ .Camellia Sinensis (L‬وهناك‬ ‫عدة أنواع منها‪ .‬حيث يحتاج نبات الشاي إلى‬ ‫مناخ دافئ رطب ولذلك يزرع في المناطق‬ ‫المدارية وشبه المدارية حيث تهطل األمطار‬ ‫بكميات كبيرة‪ .‬ويتراوح ارتفاع األماكن التي‬ ‫ينمو بها من عدة أمطار فوق مستوى سطح‬ ‫البحر وحتى األماكن الباردة على ارتفاعات‬ ‫تصل إلى حوالي ألفي متر‪ ،‬وتعد األنواع التي‬ ‫تنمو هناك من أفضل األنواع‪ .‬ورغم سهولة‬ ‫زراع��ة نبات الشاي‪ ،‬من الصعب للغاية‬ ‫الحصول على نوعيات جيدة من الشاي‪.‬‬ ‫تعتمد جودة الشاي على عوامل التربة وإدارة‬ ‫عملية الزراعة وهطول المطر وارتفاع‬ ‫مستوى األرض وغيرها‪.‬‬ ‫وال يمكن لشركات التعبئة استخــدام عالمـة‬ ‫الشــاي الهــندي إال بعــد الخضــوع لمعاييــر‬ ‫الجودة الصارمة التي يضعها مجلس الشاي‬ ‫الهندي‪ .‬وهناك عدة أنواع من الشاي الهندية‬ ‫منها شاي “دارجيلنج” الفاخر‪ ،‬وشاي “آسام”‬ ‫القوي وشاي “نيلجيري” العطر‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫‪47‬‬


‫الهند على ضفاف النيل‬

‫تكريم الرعاة خالل حفل افتتاح المهرجان‬

‫(جاليري صور)‬

‫سعادة سفير الهند لدى جمهورية مصر العربية السيد نافديب سوري‬ ‫يتوسط كل من م‪ .‬محمد عبد المنعم الصاوي والسيد‪ /‬سانجوي روي‬ ‫رئيس شركة “ تيم ورك برودكشنز” خالل المؤتمر الصحفي الذي‬ ‫عقد لإلعالن عن تدشين مهرجان “الهند على ضفاف النيل”‬

‫السيد‪ /‬فيجاى شنكر (تي‪ .‬سي‪ .‬أي سنمار) يتسلم هدية تذكارية‬ ‫السيد‪ /‬ناريان ميرجي (كيرلوسكار) يتسلم هدية تذكارية‬

‫السيد‪ /‬سابياساتشي باتنايك (شركة األسكندرية ألسود الكربون) يتسلم هدية تذكارية‬ ‫السيد‪ /‬نيتين بورانيك ( الشركة المصرية الهندية للبوليستر) يتسلم هدية تذكارية‬

‫صورة تجمع بين م‪ .‬محمد عبد المنعم الصاوي ود‪ .‬نادية زخاري وزيرة البحث العلمي‬ ‫ود‪ .‬عاطف حلمي وزير االتصاالت بجمهورية مصر العربية‬

‫الفنان جيل تشويان يقدم استعراضا فنيا خالل حفل افتتاح المهرجان‬

‫السيد‪ /‬رابي جاين (هيئة الغاز الهندية المحدودة) يتسلم هدية تذكارية‬ ‫السيد‪ /‬في ‪ .‬كولكارني (شركة جالكسي للكيماويات) يتسلم هدية تذكارية‬

‫صورة جماعية لجانب من الحضور خالل الحفل‬ ‫الدعائي الذي نظمته سفارة الهند لإلعالن عن بداية‬ ‫مهرجان “الهند على ضفاف النيل”‬

‫السيد‪ /‬بوشبيندر جهينجون ( بنك الهند الوطني ) يتسلم هدية تذكارية‬

‫‪48‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫‪49‬‬


‫الفنان د‪ .‬عبد الحليم البرجيني يتوسط عدد من الفنانين المصريين والهنود‬ ‫خالل افتتاح معرض “أكشارا”‬

‫الفنان هاني رمزي وحرمه خالل‬ ‫افتتاح مهرجان المأكوالت الهندية‬ ‫بفندق سونستا‬

‫الفنانة انتصار توجه كلمة إلى‬ ‫الجمهور خالل إحدى فاعليات‬ ‫(مهرجان الهند على ضفاف النيل)‬

‫تكريم الفنانة أرمينيا كامل خالل إحدى فاعليات المهرجان‬ ‫بدار األوبرا المصرية‬

‫النجمة المصرية ليلى علوى والسيد‪ /‬سانجوى روي‬ ‫مدير شركة تيم ورك برودكشنز خالل حفل افتتاح المهرجان‬

‫‪50‬‬

‫صوت الهند ‪ -‬العدد ‪491‬‬

‫السفيرة سلوى مفيد مساعد وزير الخارجية للشئون اآلسيوية‬ ‫خالل تفقدها األعمال الفنية بمعرض “أكشارا”‬

‫د‪ .‬كاميليا صبحي‬ ‫ك��ان لنا الحظ أن ن��رى حلم‬ ‫مهرجان “ الهند على ضفاف‬ ‫النيل” الجميل يتحقق ‪ ...‬أتذكر‬ ‫اآلن يوم أن زارني أصدقائي‬ ‫من الهند ليعرضوا على فكرة إقامة المهرجان ونشاهد معا‬ ‫ذلك الفيديو الدعائي المختصر عن الفرق الزائرة‪ ،‬يومها‬ ‫شعرت بسعادة بالغة أن يقام مثل هذا المهرجان الضخم‬ ‫الثري في مصر وأن تأتي لزيارتنا تلك الفرق الفنية البديعة‬ ‫خاصة في ذلك التوقيت الصعب‪.‬‬ ‫وزادت سعادتي وأن��ا أرى الحلم يتحقق‪ ،‬فنحن نحب‬ ‫الفنون الهندية ولها في قلوبنا مكانة خاصة منذ وقت‬ ‫طويل‪ ،‬وقد شعرت أيضا بالفخر أن يستمتع الجمهور‬ ‫المصري بفاعليات هذا المهرجان الضخم الذي جاب‬ ‫القاهرة واألسكندرية والتي تنوعت بين الموسيقى واألدب‬ ‫والرقص الكالسيكي والرقص المعاصر فمنحنا فرصة‬ ‫التعرف على مختلف الفنون‪.‬‬ ‫وقد حرصت على حضور عدة فاعليات بنفسي‪ ،‬وأخص‬ ‫بالذكر هنا معرض “أكشارا” الذي ضم مجموعة بديعة‬ ‫من األعمال الفنية اليدوية التي وظفت فنون الخط الهندي‪،‬‬ ‫فكل عمل شكل قطعة فنية لها شخصية مستقلة أكدت على‬ ‫عراقة وأصالة الحرف اليدوية الهندية‪ .‬وكم أتمنى أن نقدم‬ ‫في مصر معرضا مشابها ال سيما وأن لدينا العديد من‬ ‫الفنون الحرفية التي نفتخر بها ‪.‬‬ ‫ومع نهاية المهرجان‪ ،‬أصبحنا أكثر شغفا بتلك الفنون‬ ‫البديعة التي قدمتها لنا الهند في ذلك المهرجان الرائع‪،‬‬ ‫ونحن في انتظار عودة المهرجان إلى مصر في العام‬ ‫القادم‪ ،‬بل وكل عام بمزيد من الفنون واألنشطة الثقافية ‪.‬‬


тАл╪з╪в┘Д┘Ж ┘К┘Е┘Г┘Ж ┘Е╪к╪з╪и╪╣╪й ╪г╪о╪и╪з╪▒ ╪│┘Б╪з╪▒╪й ╪з┘Д┘З┘Ж╪п ┘Е┘Ж ╪о╪з┘Д┘Д ┘Е┘И┘В╪╣┘Ж╪з ╪╣┘Д┘Й ╪з┘Д┘Б┘К╪│ ╪и┘И┘ГтАм тАл)тАк(Indian Embassy CairoтАмтАм

тАл┘Г┘Е╪з ┘К┘Е┘Г┘Ж ╪з╪е┘Д╪╖╪з┘Д╪╣ ╪╣┘Д┘Й ┘Е╪м┘Д╪й ╪╡┘И╪к ╪з┘Д┘З┘Ж╪п ┘Е┘Ж ╪о╪з┘Д┘Д ╪╡┘Б╪н╪к┘Ж╪з ╪╣┘Д┘Й ╪з┘Д┘Б┘К╪│ ╪и┘И┘ГтАм тАл┘Е╪м┘Д╪й ╪╡┘И╪к ╪з┘Д┘З┘Ж╪п (тАк)Sawtul Hind MagazineтАмтАм тАл╪│┘Б╪з╪▒╪й ╪з┘Д┘З┘Ж╪п ╪╣┘Д┘Й ╪к┘И┘К╪к╪▒тАм тАлтАк@indembcairoтАмтАм

тАл╪┤╪з┘З╪п┘И╪з ┘В┘Ж╪з╪к┘Ж╪з ╪╣┘Д┘Й ╪з┘Д┘К┘И╪к┘К┘И╪итАм

тАл)тАк(IndianEmbassyCairoтАмтАм

тАл┘Е┘И┘В╪╣┘Ж╪з ╪╣┘Д┘Й ╪┤╪и┘Г╪й ╪з╪з┘Д┘Ж╪к╪▒┘Ж╪ктАм

тАл╪зя║│я║Шя╗Мя║о╪зя║┐я║ОтАм

тАл╪к я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗о┘И╪птАм

тАлтАкwww.indembcairo.comтАмтАм

тАля╗мя║О я╗гя╗о╪пя║Яя║О┘ДтАм тАля╗Фя╗ия║Оя╗зя║Ф я║╖я╗оя║СтАм тАл╪зя╗ЯтАм тАл╪з я║│я╗Ья╗ия║к╪▒я╗│я║ФтАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗Шя║Оя╗ля║о╪й ┘ИтАм тАля║Чя║╕я║к┘ИтАм

тАля║Оя╗гя║Ц ╪зя╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗зя║ФтАм тАл╪зя╗Яя╗ия╗┤я╗Ю┬л тАк ╪МтАмя╗ЧтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║┐я╗Фя║О┘БтАм тАля╗дя╗мя╗о╪▒ я╗Уя╗▓тАм тАля║Яя║О┘Ж ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАм тАл╪гя╗гя║О┘Е ╪зя╗Яя║атАм тАл╪ея╗Гя║О╪▒ ┬╗ я╗гя╗мя║отАм тАля╗Фя╗ая╗┤я╗ж я╗Пя╗ия║Оя║Ля╗┤я╗┤я╗жтАм тАля╗Уя╗▓тАм тАля╗Мя║о┘Б я║╖я╗оя║Ся╗мя║ОтАм тАля║Ся║Шя╗Шя║кя╗│я╗в я║гтАм тАля║│я╗Ья╗ия║к╪▒я╗│я║ФтАк .тАм┘Ия║ЧтАм тАля╗гя╗о╪пя║Яя║О┘ДтАм тАля║╖я╗оя║Ся╗мя║ОтАм тАля╗гя╗Ья║Шя║Тя║Ф ╪з┬УтАм тАля║╗я╗оя║Чя║О я║│я║Оя║гя║о╪зтАм тАля║╝я║оя╗│я║Ф ┘Ия╗Уя╗▓тАм тАля║гя╗┤я║Ъ ╪г┘Ж я╗Яя╗мя║ОтАм тАл╪з┬Ц┘Ия║Ся║о╪з ╪зя╗Яя╗дтАм тАля║Ья╗о┘Е ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАЬтАк╪МтАмтАм тАл╪п╪з╪▒тАм тАля║к┘Ия║│я║Шя║Оя╗зя╗░тАм тАля║Ся║Дя╗зя╗мя║О тАЭ╪г┘Е я╗Ыя╗атАм тАля╗ая╗о╪и ╪зя╗Яя╗мя╗итАм тАля╗зя╗┤я╗мя║О ╪з┬Ця║│тАм тАля╗гя╗о╪пя║Яя║О┘ДтАм тАля║ая║┤я║к ╪гя╗Пя║ОтАм тАл╪з┬Ця╗Яя║Тя║О╪итАк ╪МтАм┘Ия║ЧтАм тАля╗┤я╗Шя╗░ ╪зя╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║ФтАк.тАмтАм тАля╗│я║ия╗ая║РтАм тАля╗Уя╗░ ╪зя╗Яя╗дя╗оя║│тАм тАля╗Ья╗╝я║│я╗┤я╗Ья╗░тАм тАл╪зя╗ЯтАм

тАля║Чя║оя║Яя╗дя║ФтАк:тАмтАм

тАля║зя║Оя╗Яя║к я╗зя║Оя║Яя╗▓тАм

тАлтАк16тАмтАм

тАля║╗я╗о╪к ╪зя╗Яя╗мя╗ия║к тАк-тАмтАм

тАл╪зя╗Яя╗Мя║к╪п тАк491тАмтАм

тАля╗Ля╗ая╗░ я╗гя║┤я║О╪▒╪нтАм тАл╪п╪з╪▒ ╪з ┘Ия║Ся║о╪зтАм тАля╗гя║ая╗дтАм тАля╗оя╗Ля║Ф я╗гя║Шя╗итАм тАля╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗жтАм тАля╗Ля║о┘И╪╢тАм тАл╪зя╗Яя║оя╗Чя║║тАм тАл┘И╪зя╗Яя╗Ря╗ия║О╪бтАм тАл╪зя╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║Ф я║╖тАм тАля╗мя║кя╗ля║О ╪зя╗Яя╗дя║┤я║о╪нтАм тАл╪зя╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║отАм тАля║Ся║к╪з╪▒ ╪з ┘Ия║Ся║о╪зтАм тАл╪зя╗Яя╗дя║╝я║оя╗│я║ФтАм тАля╗гя╗жтАм тАля║зя╗╝┘Д ╪зя║│тАм тАля║Шя╗Мя║о╪зя║┐я║О╪ктАм тАля║Ся╗оя╗ЯтАм тАля╗┤я╗о┘И╪п ╪зя╗Яя║Шя╗▓ я║Чя╗втАм тАля║Чя╗Шя║кя╗│я╗дя╗мя║ОтАм тАля╗Уя╗▓тАм тАл╪ея╗Гя║О╪▒ я╗гя╗мя║отАм тАля║Яя║О┘Ж тАЭ╪зя╗Яя╗мя╗ия║ктАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║┐тАм тАля╗Фя║О┘БтАм тАл╪зя╗ЯтАм тАля╗ия╗┤я╗ЮтАЬтАк .тАм┘Ия╗Чя║ктАм тАля║╖я║О╪▒┘Г я╗Уя╗▓тАм тАл╪зя╗╗я║│тАм тАля║Шя╗Мя║о╪зя║┐я║О╪ктАм тАля╗гтАм тАля╗Дя║оя║Ся║О я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗о┘И╪птАм тАля╗гя╗оя╗Ыя╗┤я║╢тАм тАля║Чя╗оя╗гя║О╪▒тАм тАл┘Ия║Ся║О╪▒┘И┘ДтАм тАля╗гя╗┤я║╕я║о╪зтАк╪МтАмтАм тАл┘Ия╗гтАм тАля║╝я╗дя╗в ╪▒я╗ЧтАм тАля║╝я║О╪к я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗о┘И╪птАм тАля║Яя╗┤я╗ЮтАм тАля║Чя║╕я╗оя╗│я║О┘ЖтАм тАл┘И╪гя╗Ля╗Ая║О╪бтАм тАля╗Уя║оя╗Чя║Ф я║Ся║Оя╗Яя╗┤я╗ктАм тАл╪г┘Ия║Ся║о╪з ╪зя╗Яя╗Шя║Оя╗ля║о╪йтАк.тАмтАм

тАля╗ня╗Чя║ктАм тАля╗гя║░я║Яя║Ц я╗ля║мя╗й я║Ня╗╗тАм тАля║│я║Шя╗Мя║оя║Ня║┐я║Оя║Х я║НтАм тАля║Ся╗┤я╗жтАм тАля║Ня╗Яя╗дя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║НтАм тАля╗Яя║оя║Ня║Ля╗Мя║Ф я╗Уя╗▓ я╗гтАм тАля╗Яя╗Ря╗ия║Оя║Ля╗┤я║Ф я╗ня║Ня╗╖я║пя╗│тАм тАля║ая║Оя╗╗я║Х я║Ня╗Яя║оя╗Чя║║тАм тАля╗ня║Ня╗╣тАм тАл┘А┘Ая║О╪б я║Ня╗Яя╗дя║Тя╗мя║ая║ФтАм тАля╗ня║Ня╗Яя║┤я╗┤я╗ия╗дя║О я╗ня║Ня╗ЯтАм тАля║┐┘А┘А┘Ая║О╪бя║У я║Ня╗Яя╗дя║Тя╗мя║оя║УтАм тАля╗ня║╗я╗ия║Оя╗Ля║Ф я║НтАм тАля╗дя║┤я║оя║б я║НтАм тАля╗ня║Ня╗Я┘А┘Ая║оя╗Ч┘А┘Ая║║ я║Ня╗ЯтАм тАля╗╖я║пя╗│я║О╪б я║Ня╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║ФтАм тАля╗Уя╗▓ я╗гя║╕я╗мя║ктАм тАля╗Яя║ая║кя╗│я║о я║Ся║Оя╗Яя║мя╗Ыя║отАм тАля╗дя║кя╗ля║╢ я║│тАм тАля║Гя╗е я║Ня╗Яя╗дя╗Дя║оя║ПтАм тАля╗╖я╗Ыя║Ья║о я╗гя╗ж я╗Ля║╕я║отАм тАля╗гя║Шя╗Мя║кя║й я║Ня╗╖я╗Я┘А┘Ая╗оя║Ня╗етАк.тАмтАм тАля╗ия╗оя║Ня║ХтАк .тАмя╗ня║Чя╗Мя║Оя╗гя╗ЮтАм тАля╗ля║╕я║Оя╗б я╗Ля║Тя║Оя║▒ я╗Ыя║Оя╗етАм тАля╗ня╗гя╗оя╗Ыя╗┤я║╢тАм тАля╗ня╗Чя║к я╗Чя║Оя╗б я║Ся║Оя║ня╗ня╗ЭтАм тАля║┐я╗┤я╗Т я║╖я║оя╗СтАм тАля╗гя╗К я║Гя║╖я╗Ья║Оя╗Э я║Ня╗ЯтАм тАля║Ся║Дя║йя║Н╪бтАм тАля║гя╗Фя╗ЮтАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля║оя╗Чя║║тАм тАля║НтАм тАля║Ня╗Яя╗МтАм тАля╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║ФтАм тАля║Ня╗Уя║Шя║Шя║Оя║б я╗гя╗мтАм тАля╗дя║ия║Шя╗ая╗Фя║Ф я╗гя║Ья╗Ю я║НтАм тАля║оя╗ня║╜ я║Ня╗Яя║Ья╗ия║Оя║Ля╗┤я║Ф я╗ня║НтАм тАля║Ня╗Яя║оя╗нтАм тАля║оя║Яя║Оя╗е я║Ня╗Яя╗мя╗ия║ктАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║┐я╗Фя║Оя╗СтАм тАля╗Яя╗Ья║Оя║Ыя║Оя╗Щ я╗ня║Ся╗мя║Оя║ня║Ня║Чя║ОтАм тАля║Ня╗Яя╗ия╗┤я╗Ю я║зя╗╝я╗ЭтАм тАля╗╖я╗Пя║Оя╗зя╗▓ я║Яя╗┤я╗Ю я║Ся║ШтАм тАля╗гя║Оя╗зя║┤я╗┤я║Ф я║Ня╗Яя╗дя║Дя║зя╗оя║ля║УтАм тАля╗зя║Оя║Чя╗┤я║Оя╗бтАк .тАмя╗Ыя╗дя║О я╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗гя╗жтАм тАля║╝я╗дя╗┤я╗втАм тАля╗Ля║оя║╜тАм тАля╗гтАм тАля║Ся╗отАм тАля║Ня╗Яя║оя╗ЧтАм тАля║ня╗ЧтАм тАля║Гя║╖я╗мя║отАм тАля║╝я║Оя║ХтАм тАля║╝я║Оя║Х я╗Уя╗▓тАм тАля║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗жтАм тАля╗Яя╗┤я╗оя╗ня║йтАк .тАмя╗ня╗Уя╗░тАм тАля║Гя╗Уя╗╝я╗б я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗оя╗ня║йтАм тАля║зя║Шя║Оя╗б я║Ня╗Яя╗дя╗мя║оя║Яя║Оя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗Фя╗ия╗▓ я╗Яя║кя╗ня║ня║УтАм тАля╗зя╗мя║Оя╗│я║Ф я║Ня╗Яя║дя╗Фя╗ЮтАк ╪МтАмя╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗Уя╗▓ я║Ня╗Яя║┤я╗ия╗оя║Ня║ХтАм тАля║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Гя╗Яя╗Мя║Оя║П я║Ня╗Яя╗Ья╗отАм тАля╗Ля║Тя║Оя║▒ я║Ся╗дтАм тАля║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗е я╗ля║╕я║Оя╗бтАм тАля║Оя║┐я╗┤я║ФтАк.тАмтАм тАля║Ня╗Яя╗Шя╗ая╗┤я╗ая║ФтАм тАля╗гя╗ия╗оя╗Яя║ЪтАм тАля║╕я║Оя║ня╗Ыя║ФтАм тАля╗ня║ЧтАм тАля║НтАм тАля╗Уя╗▓тАм тАля╗Ая╗дя╗ия║ЦтАм тАля╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗зя╗┤я╗жтАм тАля╗гя╗ая║Тя╗оя║ня╗етАм тАля╗ня║Ня╗Яя╗Мя║оя║╜ я║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Ня╗Яя╗Мя║оя╗ня║╜ я║Гя╗│я╗Ая║О ┘ЛтАм тАля╗гтАм тАля║Ня╗Яя╗мя╗ия╗оя║й я╗Уя╗░ я║Ня╗Яя╗Ря╗ия║О╪бтАм тАля║┤я║оя║гя╗▓ я║Ня╗Яя╗дтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║зя║╕я║Тя║Ф я║Ня╗ЯтАм тАля║ая╗дя╗оя╗Ля║Ф я╗гя╗ж я║Ня╗╖тАм тАля║Чя╗Шя║кя╗│я╗в тАЭя╗Чя║╝я║ФтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗▓ я║Ня╗Яя║╕я╗мя╗┤я║отАм тАля╗дя║┤я║оя║б я║Ня╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║отАм тАля╗Пя╗ия╗┤я║Оя║Х я║Ня╗Яя║оя║Ня║Ля╗Мя║ФтАм тАля║гя║Р я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗оя╗ня║йтАЬтАк.тАмтАм тАля║Ся║кя║Ня║н я║Ня╗╖я╗ня║Ся║оя║НтАм тАля║Ня╗Яя╗дя║╝я║оя╗│я║Ф я║Ся║ОтАм тАля║Ня╗Яя║Шя╗▓ я║ня║Ня║Яя║ЦтАм тАля╗гя╗ж я║зя╗╝я╗ЭтАм тАля╗Яя╗Шя║Оя╗ля║оя║У я║гя╗┤я║ЪтАм тАля╗ня║зя╗╝я╗Э я╗Уя║Шя║оя║УтАм тАля║Гя╗Уя╗╝я╗б я║Ся╗оя╗Яя╗┤я╗оя╗ня║й я║Ня╗ЯтАм тАля╗гя╗Мя╗ктАм тАля║╕я╗мя╗┤я║оя║УтАм тАля╗ня║Яя╗оя║йя╗йтАм тАля║Чя╗Фя║Оя╗Ля╗Ю я║Ня╗Яя║ая╗дя╗мя╗оя║нтАм тАля║Ня╗Яя║Шя╗▓тАм тАля╗Ыя║Ья╗┤я║оя║НтАм тАля║Ся╗дя║╝я║отАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗Ля╗ия║кя╗гя║ОтАм тАля║Ся║кя╗ня║н я║Тя╗Дя╗оя╗Яя║ФтАм тАля║Яя╗┤я╗Ю я║Чя║╕я╗оя╗│я║Оя╗етАм тАля║Ся║кя║Г я╗Уя╗░ я╗Пя╗ия║О╪бтАм тАля╗Уя╗┤я╗мя║О я║╖я║Оя║ня╗ня║етАм тАля║Ся║Шя╗ия╗Ия╗┤я╗в я╗ня║ня║╖┘А┘Ая║ФтАм тАля╗зя║Оя║ня╗│я╗жтАЬтАм тАля║Гя╗Пя╗ия╗┤я║Ф тАЭя╗зя║Оя║ня╗птАм тАля╗Ля╗дя╗Ю я╗Яя║оя╗ЧтАм тАля║зя║Оя╗е я╗ня║Гя╗гя╗┤я║Шя║Оя║ПтАм тАля║Ся║Оя║Чя║╕я║Оя╗е я╗ня╗лтАм тАля║╝я║Оя║ХтАм тАля║Ня╗Яя║Шя╗░ я║гя╗Шя╗Шя║ЦтАм тАля║оя╗│я║Ья╗┤я╗ЪтАм тАля║СтАм тАля║Ся║┤я║Оя╗Чя╗┤я║ФтАм тАля╗зя║ая║Оя║гя║ОтАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля╗оя╗Яя╗┤я╗оя╗ня║й я╗нтАм тАля║ня╗ня║╖я║Оя╗е я╗ня╗Пя╗┤я║оя╗ля╗втАк.тАмтАм тАля╗Ыя║Тя╗┤я║оя║Н я╗Уя╗░ я║Ня╗Яя╗мя╗ия║ктАм тАля║╝я║Оя╗ня╗▒ я║гя╗┤я║Ъ я╗Чя║Оя╗бтАм тАля╗ня╗Чя║к я╗Чя║Оя╗б я║Ся║ШтАм тАля╗гя║╝я║отАк ╪МтАмя║гя╗┤я║ЪтАм тАля║Чя╗в я║Чя║╝я╗оя╗│я║оя╗ля║ОтАм тАля║╝я╗дя╗┤я╗в я║ня╗Чя║╝я║Оя║ХтАм тАля║Ня╗Яя║дя║оя╗Ыя║Оя║ХтАм тАля║Ся║Оя╗Яя║Шя║кя║ня╗│я║Р я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля║Ня╗ЯтАм тАля╗Уя╗░тАм тАля║СтАм тАля╗Мя║оя║╜тАм тАля║╕я╗мя╗┤я║оя║УтАм тАля║Ня╗Яя╗мя╗ия║ктАк.тАмтАм тАля║Шя╗Ья║оя║Ня║нтАм тАля║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗етАм тАля╗ня╗Чя║Оя╗бтАм тАля║Чя║╕я╗оя╗│я║Оя╗етАк╪МтАмтАм тАля║Ня╗╖я║йя║Н╪б я╗Уя╗▓тАм тАля╗Яя║оя╗Чя║╝я║Оя║Х я║Ся╗отАм тАля║Яя╗┤я╗Ю я╗Ля║Тя║оя║ХтАм тАля╗ня╗ля╗о я║ня║Ня╗Чя║║ я╗УтАм тАля║Ня╗Яя╗┤я╗оя╗б я║Ня╗Яя║Ья║Оя╗зя╗▓тАм тАл┘ЛтАм тАля╗Яя╗┤я╗оя╗ня║йтАк .тАмя╗ня╗Чя║к я║НтАм тАля║оя╗зя║┤я╗▓ я╗гя║дя║Шя║оя╗СтАм тАля╗ня║ня║╡ я║Ня╗Яя╗Мя╗дя╗Ю я║Чя╗ая╗ЪтАм тАля╗зя╗Ия║оя║Н я╗Яя╗ая║╕я╗Мя║Тя╗┤я║ФтАм тАля╗Яя╗Ья║Тя╗┤я║оя║У я╗Яя╗мя║мя╗й я║НтАм тАля╗Ля╗ж я║Ня╗Яя╗Дя║Оя╗Чя║Ф я╗нтАм тАля╗Ля╗дя╗Ю я║Ня╗Яя║Шя╗▓тАм тАля╗╖я╗Пя╗ия╗┤я║ФтАк ╪МтАмя╗Ыя╗дя║О я║гтАм тАля║Чя║Шя╗дя╗┤я║░ я║Ся╗мя╗дя║О я║НтАм тАля║Ня╗Яя╗дя║оя║б я║Ня╗Яя╗дтАм тАля╗Ая║оя║Х я║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗зя║ФтАм тАля╗Яя║┤я╗┤я╗ия╗дя║О я║Ня╗Яя╗мя╗ия║кя╗│я║ФтАк.тАмтАм тАля║╝я║оя╗│я║Ф я║Ня╗Яя║╕я╗мя╗┤я║оя║УтАм тАля╗Яя╗┤я╗ая╗░ я╗Ля╗ая╗оя╗▒тАм тАля╗ля╗ия║О я╗зя║ая║к я║Гя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗Мя║оя║╜ я╗Уя╗▓тАм тАля║Ся║Оя╗зя║кя╗│я║╢тАк .тАмя╗ня╗гя╗жтАм тАля║Ыя║Оя╗зя╗▓ я║Гя╗│я║Оя╗гя╗ктАк.тАмтАм тАлтАк 4тАмя║╗я╗о╪к ╪зя╗Яя╗мя╗ия║к тАк -тАмя║╝я╗Дя╗ая║в я║Чя║╕я╗┤я║░ я║Гя╗нтАм тАля║Оя╗ля╗┤я║Шя╗┤я║О( я╗ня║Ня╗Яя╗ия╗Ря╗дя║ФтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я╗гтАм тАл╪зя╗Яя╗Мя║к╪п тАк491тАмтАм тАля╗гя╗ж я║Ня╗Яя╗ия║║ )я║│тАм тАля╗Яя╗мя║мя║Н я║Ня╗Яя╗Шя║Оя╗Яя║Р я║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Оя╗зя║кя╗│я║╢ я╗│я║Шя║Дя╗Яя╗ТтАм тАля╗╣я╗│я╗Шя║Оя╗Ля╗░ )я║Ня╗Яя║Шя║Оя╗Э(тАк.тАмтАм тАля║│я║Оя║│я╗┤я║ФтАм тАля║Ся╗Дя║Оя║Ся╗К я║Ня╗Яя║ТтАм тАля║Ня╗Яя║оя║Ня║Э( я╗ня║Ня╗Яя╗ия╗дя╗В я║НтАм тАля╗ня║Чя╗Мя║к я║Ня╗Яя╗ия╗оя║Ня║У я║Ня╗╖ я╗Яя╗дя╗Шя║Оя╗бтАЬ я╗ня║Ня╗Яя║мя╗п я╗│я║Шя║┤я╗втАм тАля║Гя╗н я║Ня╗Яя╗дя╗Шя║Оя╗б )тАм тАля╗гя║┤я║Шя╗оя╗п я║Чя║кя║ня╗│я║РтАм тАля╗Яя║оя║Ня║ЭтАЬ я║Гя╗п тАЭя║НтАм тАля║Гя║йя║Н╪б я╗ля║мя╗й я║Ня╗╖я╗Яя║дя║Оя╗етАм тАля╗гя║кя╗п я╗гя╗мя║Оя║ня║У я╗нтАм тАля╗ля╗░ тАЭя║НтАм тАля╗ня╗│я╗дя╗Ья╗ж я╗Чя╗┤я║Оя║▒тАм тАля║Ня╗Яя║╕я║ая╗жтАк .тАмя╗ня╗│я║Шя╗втАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║Ня╗╖я╗Яя║дя║Оя╗етАм тАля║зя║Оя║╣ я╗│я╗дя╗┤я╗Ю я║Зя╗Яя╗░тАм тАля║Ня╗Яя║мя╗п я╗│┘Пя╗Ря╗ия╗░тАм тАля║Гя╗н я║Ня╗Яя╗ая╗┤я╗Ю я╗ня╗Уя╗░тАм тАля╗ня║Ся║оя║Ня╗Ля║Ф я║Ня╗Яя╗дя╗Дя║оя║ПтАм тАля╗гя╗Мя╗┤я╗ж я╗гя╗ж я║Ня╗Яя╗ия╗мя║Оя║нтАм тАля║зя╗╝я╗Э я║Ня╗Яя╗Шя║кя║ня║УтАм тАля╗Яя║╕я║ая╗┤я║Ф я╗Уя╗░ я╗ня╗Чя║ЦтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║Ня╗Яя║ия║Оя╗│я║Оя╗Э я╗гя╗жтАм тАля║Гя╗Яя║дя║Оя╗зя║О┘Л я╗гя╗ж я╗ля║мя║НтАм тАля║НтАм тАля╗зя║ая║к я║Гя╗е я╗ля╗ия║Оя╗ЩтАм тАля║Ня╗Яя║╕я║ая╗┤я║Ф я╗гя╗ж я╗гтАм тАл┘А┘Ая║Оя║н я║Ня╗Яя╗дя╗Мя║Оя╗│я╗┤я║отАм тАля║Ся╗Мя║╛ я║Ня╗╖я║гя╗┤я║Оя╗етАм тАля║ня║Чя║ая║Оя╗Яя╗▓ я╗Уя╗░ я║Зя╗БтАм тАля║Ся╗дя╗оя║│я╗в я╗гя║дя║кя║й я╗Уя╗░тАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║Гя║йя║Ня║Л┘А┘Ая╗к я║Ня╗╗тАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║Чя║ия║Шя║║тАм тАля║│я╗┤я╗Шя╗░тАк .тАмя╗ня╗│я║ая║Р я║Гя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗Шя║Оя╗Яя║Р я║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Ня╗Яя╗ия╗оя╗Й я╗гя╗ж я║Ня╗Яя╗дя╗отАм тАля║Ня╗Яя║дя║Оя╗Ыя╗дя║Ф я╗Яя╗мя║мя║НтАм тАля║│я║Оя║│я╗┤я║Ф я║Чя╗ия╗Дя╗ЦтАм тАля║Гя║йя║Ня║Ля╗мя║О я║зя╗╝я╗Яя╗ктАк.тАмтАм тАля╗Ля║оя║╜ я╗гя╗Мя║Оя╗│я╗┤я║о я║ГтАм тАля║Чя╗в я║Чя╗Шя║кя╗│я╗дя╗к я╗гя╗жтАм тАля║Ня╗Яя╗Мя║Оя╗б я╗│я║Шя╗втАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║Ня╗Яя║мя╗▒тАм тАля║Чя║Шя╗оя║Ня╗Уя║о я╗Уя╗░ я╗Ыя╗ЮтАм тАля╗Дя║Тя╗┤я╗Мя╗░ я╗ня╗Ля╗дя╗ЦтАм тАля║Ня╗╖я║│я╗ая╗оя║П я║Ня╗Яя╗дтАм тАля╗ня╗ля╗░ я║Ня╗╖я║йя║Н╪б я║Ня╗ЯтАм тАля╗Уя╗мя╗о я╗│┘Пя╗Мя║оя╗СтАм тАля║Гя╗гя║ОтАм тАля║Гя╗╗тАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░тАм тАля║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗етАм тАля╗Яя║Шя║Дя║Ыя╗┤я║отАк .тАмя╗ня╗Яя╗Ья╗жтАм тАля║Ня╗Яя╗Мя║оя║╜ я║Ня╗Яя╗дтАм тАля╗Яя╗Ря╗ия║Оя║Ля╗░ я║Ся╗дя╗мя║Оя║ня║УтАм тАля╗дя║╕я║Оя╗Ля║о я╗ня╗Ч┘А┘Ая╗оя║У я║НтАм тАля║зя╗╝я╗Э я╗ля║мя║НтАм тАля║Ня╗Яя║╕я╗Ья╗Ю я║Ня╗Яя╗дя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я║НтАм тАля║Ня╗╣я║гя║┤я║Оя║▒ я╗ня║Ня╗ЯтАм тАля╗│я╗Ия╗Ю я╗ля╗о я╗Ля╗дя╗ЦтАм тАля║зя║Оя╗│я║Оя╗Э┬л я╗ня╗ля╗отАм тАля╗Ля║╕я║отАк .тАмя╗ня║Чя║оя║Яя╗КтАм тАля║Яя╗оя╗ля║о я║Ня╗╖я║йя║Н╪бтАм тАля║Ся║Оя║│я╗в ┬╗тАм тАля║Ня╗Яя╗Шя║оя╗е я║Ня╗Яя║Шя║Оя║│я╗КтАм тАля╗│я║Тя╗Шя╗░ я║Ня╗Яя╗Шя╗оя╗Э я║Зя╗етАм тАля╗Яя╗ая╗Фя╗ия║Оя╗етАк .тАмя╗ня╗ля╗ия║О я║Чя╗Ья╗дя╗жтАм тАля║Ня╗Яя║╕я║Оя║Ля╗К я╗гя╗ия║м я║Ся║кя║Ня╗│я║ФтАм тАля║Ся╗╝я╗Б я║Ня╗╖я╗гя║оя║Н╪бтАм тАля╗ня║Ня╗Яя║дя║Оя╗Яя║Ф я║Ня╗Яя╗дя║░я║Ня║Яя╗┤я║ФтАм тАля║Ня╗Яя╗Ря╗ия║Оя║Ля╗░ я║Зя╗Яя╗░тАм тАля║Ня╗Яя╗Шя║Оя║Ля╗в я║Ся╗┤я╗ж я║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗етАм тАля║Ня╗╣я║гя║┤я║Оя║▒тАм тАля║Гя║╗я╗оя╗Э я╗ля║мя║Н я║Ня╗Яя║╕я╗Ья╗ЮтАм тАля╗Ля║╕я║отАк ╪МтАмя╗ня║Ня╗Яя║мя╗птАм тАля╗оя║Ня║╗я╗Ю я╗ня║Ня╗╣я║гя║┤я║Оя║▒тАм тАля║Ня╗Яя╗Шя║оя╗е я║Ня╗Яя║Ья║Оя╗гя╗жтАм тАля║Гя╗ля╗дя╗┤я║Ф я║Ня╗Яя║ШтАм тАля║зя╗╝я╗Э я╗гя╗ия║Шя║╝я╗ТтАм тАля╗ня╗│я║Тя║кя║Г я║Ня╗Яя╗ая║дя╗жтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗┤я║О я╗гя║дя║кя║йя║НтАк.тАмтАм тАля╗ня║Ня╗Яя║ая╗дя╗мя╗оя║нтАк.тАмтАм тАля╗Уя╗░ я║Гя║│я║оя║У я╗Уя╗ия╗┤я║ФтАм тАля╗│я║Шя║Тя╗К я╗зя╗дя╗Дя║О я╗гтАм тАля╗гя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗┤я║Ф я╗Пя╗┤я║отАм тАля║╖я╗оя║Ся╗мя║О я╗гя╗оя║йя║Яя║Оя╗ЭтАм тАля╗Ыя║Оя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗ия╗дя╗В я║Ся╗дя╗Шя║кя╗гя║ФтАм тАля╗ня╗Чя║к я╗н┘Пя╗Яя║кя║ХтАм тАля╗│я║к я╗гя║ая╗дя╗оя╗Ля║ФтАм тАля╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░ я╗Уя╗░ я╗ля║мя║НтАм тАля╗ня║Чя║кя║ня║Ся║Ц я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Чя║┤я╗дя╗░ ┬╗я║Гя╗╗я║П┬лтАм тАля║Ня╗Яя╗дтАм тАля║Чя╗Мя║╕я╗Ц я║Ня╗Яя╗дя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░тАм тАля║гя║Оя╗Яя║Ф я║Ня╗Яя║╕я║ая╗ж я╗нтАм тАля║╝я║╝я╗┤я╗ж я╗Уя╗░тАм тАля╗│я╗Шя║Оя╗Ля╗┤я║Ф я║Чя╗Мя╗Ья║▓тАм тАля║│я╗┤я╗Шя╗┤я╗┤я╗ж я╗ня║Ня╗Яя╗дя║Шя║итАм тАля║Ня╗Яя║дя║Оя╗Яя║Ф я║Ня╗Яя╗Мя║Оя╗гя║ФтАм тАля║ЗтАм тАля║Гя╗Ля║оя╗Х я║Ня╗Яя╗дя╗отАм тАля║кя║ня╗│я║ая╗┤я║О я╗Яя╗ая╗дя╗Шя║Оя╗б я║Гя╗нтАм тАля╗Яя╗дя╗ая║дя╗ж я║Ня╗Яя║Тя║Оя║ня║птАм тАля║Ся║Оя╗Яя╗Ря╗ия║О╪б я╗гя╗жтАм тАля╗ня╗ля╗░ я║Чя╗дя╗мя║к я║ЧтАм тАля╗гя╗ж я║Гя╗гя║Ья║Оя╗Э я║НтАм тАля╗│я╗Шя╗оя╗б я║Ня╗Яя╗Фя╗ия║Оя╗етАм тАля║Ня╗Яя╗дя╗оя║│я╗┤я╗Шя╗░тАк╪МтАмтАм тАля║╕я║ая╗жтАк ╪МтАмя╗ня║Ся╗Мя║к я║ля╗Яя╗ЪтАм тАля║ля╗Яя╗Ъ я╗Ля╗ая╗втАм тАля╗гя╗ж я║Ня╗ЯтАм тАлтАк17тАмтАм тАля╗ня╗│┘Пя╗Дя╗ая╗Ц я╗Ля╗ая╗░тАм тАля║Ня╗Яя╗ая║дя╗ж я║Ня╗Яя╗дя╗Мя║░я╗ня╗СтАм тАля╗Ля╗ая╗░ я║зя╗ая╗Фя╗┤я║ФтАм

тАлтАк5тАмтАм


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.