ﺍﻟﻌﺪﺩ (۲۰۱٦/۳) - ٤۹۹
)Issue No. 499 - (3/ 2016
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء زﻳﺎرة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻴﺴﻲ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ
رسالة سفير جمهورية الهند القراء األعزاء، يُسعدني أن أقدم لكم هذا العدد الخاص من مجلة “صوت الهند‟ في وقت تشهد فيه العالقات الهندية-المصرية زخما جديدا بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند ،األمر الذي ساهم في إرساء ما يمكن أن نُطلق عليه شراكة جديدة في العصر الحديث بين البلدين. لقد رصدنا من خالل هذا العدد أبرز نتائج هذه الزيارة التاريخية التي التقى خاللها الرئيس السيسي مع كل من الرئيس موكيرجي ،ونائب الرئيس أنصاري ،ورئيس الوزراء مودي ووزيرة الشؤون الخارجية السيدة/ سوشما سواراج .وتخلل الزيارة تنظيم حفل استقبال للترحيب بالرئيس السيسي في القصر الرئاسي الهندي، وقام الرئيس السيسي بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للمهاتما غاندي الذي يُعد رمزا لعمق التواصل الحضاري بين بلدينا .وقد عكست االجتماعات المكثفة التي عقدها الرئيس السيسي مع مجتمع رجال األعمال في الهند رغبة الجانبين في تعزيز التعاون االقتصادي من خالل زيادة حجم التجارة واالستثمار .وقام بعض كبار المحللين الصحفيين الهنود والمصريين بكتابة عدد كبير من المقاالت تناولوا فيه بشكل مفصل جدول أعمال ذلك اللقاء. إن هناك العديد من القواسم المشتركة التي تجمع بين أبناء الهند ومصر ،من بينها الشبه الكبير في مالمح الوجه لدرجة أن الناس في الهند
ﺩﻟﻬﻲ
ومصر يخطئون بعضهم البعض ويظنون اآلخر من أبناء نفس البلد! ويشكل هذا القاسم المشترك رابطة عاطفية قوية توثقت على مر الزمن من خالل التبادالت الثقافية بين الجانبين .وحرصنا في هذا العدد على أن نقدم لكم مقاالت لمجموعة من صناع الرأي والفنانين والمهتمين بالثقافة ليوضحوا كيف تأثر أبناء الهند ومصر ببعضهم البعض من خالل الوسائط الثقافية المختلفة مثل:األفالم والبرامج التلفزيونية ،ووسائل التواصل االجتماعي ،وأفالم السينما الهندية (بوليوود) والتصميمات واألزياء والفن. ويُسعدنا أن مركز موالنا أزاد الثقافي الهندي بالقاهرة -الجناح الثقافي للسفارة الهندية -قد دشن مبادرتين لدعم التواصل الثقافي بين البلدين، وهما نادي السينما وندوات المائدة المستديرة ،واللذين أصبح لهما بالفعل قاعدة كبيرة من المتابعين والمعجبين. ُ وسعدت كثيرا في ذلك اليوم وقد احتفلت الهند خالل عيد االستقالل الذي حل يوم 15أغسطس الماضي بمرور سبعين عاما على استقاللها. وأنا أرحب ليس فقط بأعضاء الجالية الهندية في مصر ،ولكن أيضا بالعديد من األصدقاء المصريين أثناء االحتفال بهذا الحدث من خالل مراسم رفع العلم الهندي في مقر إقامتي بالقاهرة .وإننا نحرص دوما على أن نتبادل مع أصدقائنا في مصر كل ما لدينا من أشكال الثقافة والتراث والتكنولوجيا والمهارات وحتى ما نمتلك من قيم وفلسفة. وإننا نتطلع دوما لتلقي تعليقاتكم واقتراحاتكم وأرائكم حول كل ما نقدمه على صفحات المجلة .ونتمنى أن تستمتعوا بقراءة ما نقدمه لكم من مقاالت ،وأن تستشعروا من خاللها بدفء التواصل مع الهند.
السفير /سانجاي باتاتشاريا
3
في هذا العدد (2016/3) 499 3
رسالة سفير الهند.............................................................................
4
قائمة المحتويات .............................................................................
6
البيان الهندي-المصري المشترك أثناء زيارة الرئيس المصري للهند......................................................................................
12
كلمة رئيس الهند خالل مأدبة العشاء التي أقيمت على شرف الرئيس السيسي.........................................................
مجلة ثقافية رسالتها تنمية الروابط بين الهند والعالم العربي
13
كلمة الرئيس السيسي خالل المأدبة......................................
تصدر عن سفارة الهند بالقاهرة
14
تصريحات رئيس الوزراء الهندي لإلعالم..................................
16
العالقات الهندية-المصرية في ضوء زي��ارة الرئيس السيسي للهند....................................................................................
مدير التحرير منى عبد الكريم
بقلم السفير :كانوال سيبال
18
لم شمل األصدقاء............................................................................ بقلم :سي .راجا موهان (ذي إنديان إكسبريس)
20
ترجمة محمـــــــد حـامــــــــد مدحـت رمسيس خـــالـــــــد نـــاجــــــي
الهند نموذجا....................................................................................... بقلم :د.مصطفى الفقي
22
دروس من تاريخ العالقات الهندية-المصرية...................... المدير الفني
بقلم :جمال نكروما
26
االحتفال بعيد استقالل الهند (تصوير :أنجس بلير)..........
28
مشاركة الهند في قمة مجموعة العشرين.....................
30
العالقات االقتصادية بين مصر والهند...................................
دالـيـــــــــا الـعـــــــزب
طباعة I.P.Hالمنطقة الحرة
بقلم :د .آسر سالمة
32
رحلة إلى الهند..................................................................................... بقلم :آتي متولي
عنوان المجلة
34
محمد عبلة يستلهم روح الهند في أعماله........................
5شارع عزيز أباظة بالزمالك
36
مجوهرات عزة فهمي بلمسة هندية....................................
ت 27363051 – 27360052 :
38
صناعة الترفيه تمد جسور التواصل بين الشباب المصري والهند......................................................................................................
44
من مفكرة سائحة مصرية في الهند...................................
للحصول على المجلة أو لالشتراك بها يرجى االتصال بالمجلة على العنوان وأرقام التليفونات الموضحة أعاله
بقلم :إسراء الصيفي
47
أنا واليوجا :عالقة رابحة على كافة المستويات................ بقلم :أميرة فهمي
48
من أنشطة السفارة الهندية......................................................
اآلن يمكن متابعة أخبار سفارة الهند من خالل موقعنا على الفيس بوك
)(India in Egypt
كما يمكن اإلطالع على مجلة صوت الهند من خالل صفحتنا على الفيس بوك مجلة صوت الهند ()Sawtul Hind Magazine سفارة الهند على تويتر @indembcairo
اآلراء التي تتضمنها المقاالت تعبر عن وجهة نظر كاتبها وال تعكس بالضرورة وجهة نظر حكومة الهند
4
صوت الهند -العدد 499
شاهدوا قناتنا على اليوتيوب )(IndianEmbassyCairo
موقعنا على شبكة االنترنت
www.indembcairo.com
5
البيان الهندي-المصري المشترك أثناء زيارة الرئيـس المصري للهند
سبتمبر 2016
بناء على دعوة رئيس جمهورية الهند السيد براناب موكيرجي ،قام سيادة رئيس جمهورية مصر العربية السيد عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى الهند في الفترة من 1سبتمبر حتى 3سبتمبر .2016وقد تم استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي استقباال رسميا في ساحة القصر الرئاسي .ثم قام الرئيس السيسي بزيارة قبر المهاتما غاندي ،أبو األمة الهندية ،وقام بوضع باقة من الزهور على النصب التذكاري بالضريح .وكان في صحبة الرئيس المصري وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية المصري السيد سامح شكري ،ووزير التجارة والصناعة السيد طارق قابيل ،ووزير المالية السيد عمرو الجارحي وكبار المسؤولين ووفد من رجال األعمال. وفي أثناء الزيارة قام رئيس الهند السيد براناب موكيرجي بعقد اجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كما أقام مأدبة عشاء على شرفه .وعقد السيد محمد حامد أنصاري ،نائب رئيس الهند اجتماعا ً مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وناقشا القضايا ذات االهتمام المشترك. وق��ام سعادة رئيس ال���وزراء الهندي السيد ناريندرا مودي بعقد اجتماع ثنائي ومباحثات مكثفة على مستوى الوفود مع الرئيس عبد
6
صوت الهند -العدد 499
الفتاح السيسي كما أقام مأدبة غداء على شرف الرئيس المصري .وقامت سعادة وزيرة الشؤون الخارجية الهندية السيدة سوشما سواراج بعقد لقاء مع الرئيس السيسي و َذ َّكرته بلقائهما في القاهرة خالل العام الماضي. وقام الرئيس السيسي بحضور منتدى لرجال األعمال وألقى كلمة به ودعا رجال األعمال الهنود إلى التعرف على فرص إقامة األعمال الجديدة والناشئة في مصر.
وفي أثناء الزيارة ،قام رئيس الوزراء مودي والرئيس السيسي ،بعقد مباحثات مكثفة تطرقت لكافة جوانب العالقات الثنائية .وهنأ رئيس الوزراء مودي الرئيس السيسي على إجراء االنتخابات البرلمانية في مصر في يناير ،2016والتي استكملت بنجاح عملية التحول السياسي التي وردت في خارطة الطريق التي تبناها الشعب المصري في عام .2013وعبر رئيس ال��وزراء م��ودي عن
دعمه للتحول الديمقراطي في مصر. وذ َّك��ر الزعيمان بلقاءيهما السابقين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة لألمم المتحدة في سبتمبر ،2015 وفي نيودلهي على هامش قمة منتدى الهند أفريقيا في أكتوبر .2015وعبر رئيسال��وزراء مودي عن شكره للرئيس السيسي على المشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الهند أفريقيا بناء على دعوته .وقد عبر الزعيمانعن تقديرهما للتعاون المتميز بين الجانبين على المستوى الثنائي وفي المنتديات المتعددة األطراف. وقد قرر الزعيمان تكثيف العالقات الثنائية بناء على ث�لاث دعائم تتمثل في التعاون السياسي واألمني واالقتصادي الوثيق إلى جانب التعاون العلمي والتواصل الشعبي والثقافي على نطاق واسع.
التعاون السياسي واألمني عبر الزعيمان عن ارتياحهما للتعاون الثنائي خالل السنوات األخيرة واتفقا على االستمرار في التواصل بانتظام على مستوى القيادتين السياسيتين وعلى مستوى المسؤولين .وأشار الزعيمان بارتياح إلى تبادل الزيارات رفيعة المستوى والتفاعل خالل العامين الماضيين والتي تضمنت زيارة سعادة وزيرة الشئون الخارجية الهندية السيدة /سوشما سواراج إلى مصر في أغسطس ،2015وزي��ارة وزير البيئة والغابات والتغيرات المناخية السيد / براكاش جافيدكار لمصر في مارس ،2015 وزيارة وزير النقل البري والطرق السريعة والشحن السيد /نيتين جادكاري لمصر في أغسطس ،2015وزيارة المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الهندي السيد /مختار عباس ناقفي لمصر في يوليو 2015وفي نوفمبر ،2015وزيارة السيد /محفوظ صابر وزير العدل المصري للهند في ديسمبر ،2014
وزيارة الدكتورة /فايزة أبو النجا مستشارة األمن القومي المصري للهند في ديسمبر ،2015وزي��ارة فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية السيد /شوقي عالم للهند في مارس ،2016ثم زيارة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي للهند للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الهند وأفريقيا في أكتوبر ،2015وه��ي زي���ارات أدت إل��ى تعزيز العالقات الثنائية .كما اتفق الزعيمان على تكثيف الحوارات والمشاورات السياسية في اللجنة المشتركة والمشاورات على مستوى وزراء الخارجية من أجل دفع العالقات إلى آفاق جديدة. واتفق الزعيمان على أن الهند ومصر يتمتعان بعالقات تاريخية قوية أسهمت في نشر السالم والتنمية في منطقتيهما وفي المناطق المجاورة .وأكد رئيس الوزراء مودي على الدور الهام الذي تلعبه مصر في إرساء السالم واالستقرار في المنطقة. ورح��ب الزعيمان بالحوارات التي جرت م��ؤخ��را ح��ول التعاون األم��ن��ي ومكافحة اإلره���اب على مستوى مستشاري األمن القومي ،ورحبا بالتوصل إلى مذكرة تفاهم للتعاون بين مجلسي األمن القومي في البلدين. كما أش��ارا بارتياح إلى اجتماع مجموعة العمل المشتركة بشأن مكافحة اإلرهاب في يناير 2016من أجل القيام بجهود مشتركة لمكافحة اإلرهاب. كما عبر الزعيمان بارتياح عن وجود تعاون دفاعي يتم من خالل زيارات منتظمة. ورحبا باالجتماعات التي عقدت مؤخرا للجنة الدفاع المشتركة وبزيارة وفد معرض الدفاع ،2016بوصفها خطوات تسعي إلى تعميق العالقات الدفاعية والتوسع فيها من خالل القيام بزيارات رفيعة المستوى والتدريب والمناورات وتسهيالت العبور والتعاون في مجال المعدات.
7
وعبر رئيس ال���وزراء م��ودي عن امتنانه للرئيس السيسي ولحكومة جمهورية مصر العربية على ترحيل ستة بحارة هنود في عام 2015وكان قد تم احتجازهم في مصر لمدة عامين. كما عبر رئيس ال��وزراء مودي عن شكره للرئـيس السيسـي على مشاركة مصــر في منتدى الصوفية العالمي الذي أقيم في نيودلهي في مارس .2016وقد أدت مشاركة فضيلة مفتي الديار المصرية إلى إثراء المنتدى. ومن جانبة عبر الرئيس السيسي عن امتنانه لِلَّ ْفتة الطيبة التي قام بها رئيس الوزراء مودي بإمداد مصر بـ 20ألف طن متري من األرز بسعر مخفض في الشهر الماضي .واتفق الزعيمان على الحفاظ على روح الصداقة وتعزيز التعاون فيما يتعلق بالسلع الغذائية األخرى أيضا. وعبر الزعيمان عن امتنانهما للتعاون في
8
صوت الهند -العدد 499
مجال إجالء مواطنيهما من مناطق النزاع المسلح ،مثل المساعدة التي قدمتها الهند في إجالء مواطنين مصريين من اليمن في إبريل ،2015ومساعدة مصر في إجالء مواطنين هنود من ليبيا في عام ،2011واعتبرا أن هذا التعاون يعكس وجود تنسيق بين األمتين الصديقتين. وتبادل الزعيمان وجهات النظر حول عدد من القضايا الثنائية والدولية ذات االهتمام المشترك وآخر التطورات في غرب آسيا وشمال أفريقيا ،وانتشار التشدد والتعصب وآفة اإلرهاب .كما ناقشا الحاجة إلى إصالح منظمة األمم المتحدة. وأكد الزعيمان على الحاجة إلى التوصل إلى حل شامل ودائم للصراع العربي اإلسرائيلي على أساس قرارات مجلس األمن ،وقرارات األمم المتحدة ذات الصلة ،واتفاقية مدريد للسالم ( )1991ومبادرة السالم العربية في
بيروت ( )2002وتطبيقا لمبدأ الدولتين من خالل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية تعيش في سالم جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية داخل حدود آمنة ومعترف بها .كما بحثا أيضا التوصل إلى حل شامل وعادل لقضية الالجئين الفلسطينيين وفقا لقرار رقم 194للجمعية العامة لألمم المتحدة والمبادرة العربية للسالم ،بصورة تحفظ أم��ن واستقرار وس�لام كافة ال��دول في المنطقة .وقد حث الزعيمان الجانبين على البدء في المفاوضات .وقد عبر رئيس ال��وزراء مودي عن امتنانه لدعوة الرئيس المصري إلقامة السالم بين الفلسطينيين واإلسرائيليين وللجهود المصرية المستمرة في هذا الصدد. وأك��د الزعيمان على الحاجة إل��ى وقف األع��م��ال العدائية في سوريا وعبرا عن قلقهما إزاء األزمة اإلنسانية في هذا البلد.
كما دعوا إلى التوصل إلى حل شامل وسلمي للصراع السوري من خالل عملية سياسية سورية وجلوس كافة األطراف المتصارعة على مائدة المفاوضات مع أخذ الطموحات المشروعة للشعب السوري في الحسبان. ورح��ب الزعيمان بالمبادرات التي صبت في هذا االتجاه لتنفيذ قرارات الجمعية العامة لألمم المتحدة ذات الصلة. وعبر الزعيمان عن تأييدهما القوي لشعب وحكومة العراق في جهودهم الرامية إلى التغلب على األزمة الحالية للحفاظ على السيادة الوطنية للعراق وسالمة أراضيه .وقد أكد الزعيمان من خالل استنكارهما لمحاوالت التدخل الخارجية ف��ي ال��ش��ؤون الداخلية للعراق على أهمية المصالحة الوطنية والوحدة في العراق بما في ذلك تعزيز المؤسسات الوطنية الديمقراطية. وأعرب الزعيمان عن قلقهما العميق بشأن األوضاع السياسية واألمنية الراهنة في اليمن.
وأك��دا على دعمهما الكامل لوحدة وسالمة األراضي اليمنية واحترامهما لسيادة اليمن. كما أك��دا على الحاجة إليجاد حل سياسي يتوافق مع ق��رارات مجلس األم��ن الدولي ذات الصلة وخاصة القرار رقم 2216لسنة .2015 وقد رحب الزعيمان بإصدار قرار مجلس األمن الدولي رقم 2259بشأن ليبيا وحثا جميع األط��راف في ليبيا على دعم حكومة الوحدة الوطنية وفقا ً لالتفاقية السياسية الليبية. ودعا الزعيمان المؤسسات السياسية الليبية للعمل من أجل مصالح الشعب الليبي ومكافحة اإلرهاب كإحدى األولويات الرئيسية. كما أعرب الزعيمان عن شجبهما لإلرهاب بكافة ص��وره وأشكاله .واعتبرا اإلره��اب أحد أكبر المخاطر التي تهدد السالم واألمن الدوليين .وأكدا مجدداً على عزمهما تعزيز التعاون في مجال مكافحة اإلرهاب على كافة
المستويات .كما أكدا على عزمهما العمل معا ً في إطار األمم المتحدة من أجل إبرام المعاهدة الشاملة بشأن اإلرهاب الدولي. وأكد الزعيمان على أهمية تكثيف التنسيق الثنائي على كافة المستويات بشأن القضايا المتعلقة بنظام العمل في مجلس األمن الدولي، وذلك في ظل عضوية مصر غير الدائمة حاليا ً في مجلس األمن للفترة 2017/2016 وترشح الهند للعضوية غير الدائمة في المجلس للفترة ،2022/2021بهدف ضمان مصداقية مجلس األم��ن ودع��م اعتماد نهج متوازن في التعامل مع كافة القضايا التي يتناولها. وأكد الزعيمان على التزامهما بتحقيق إصالح شامل في األمم المتحدة ،ويشمل ذلك استعادة دور الجمعية العامة لألمم المتحدة باعتبارها الهيئة العامة الوحيدة التي تمثل جميع الدول األعضاء .وأكدا على الحاجة إلجراء
9
إصالح شامل لمجلس األمن الدولي ،ومن ذلك توسيع العضوية وزي��ادة تمثيل الدول النامية .واعترفا ،في هذا اإلطار ،بالحاجة إلى إنهاء المظالم التاريخية التي ال تزال القارة اإلفريقية تعاني منها .وأكدت مصر على تطلعها للتعاون مع الهند خالل فترة عضويتها غير الدائمة المتوقعة في مجلس األمن الدولي خالل الفترة .2022-2021 وأكد الزعيمان على الدور الرائد الذي تلعبه كل من الهند ومصر في مجال الحفاظ على السالم واألم��ن الدوليين ،حيث إنهما من الدول العشرة الكبرى المشاركة بقوات أمن وشرطة في بعثات األمم المتحدة .وفي هذا اإلطار ،أكدا مجدداً على أهمية العمل على ضمان مشاركة تلك الدول في عملية صنع القرار بشأن عمليات األمم المتحدة لحفظ السالم .وأكد الزعيمان على التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي في مجال حفظ السالم ،ومن ذلك عمليات التدريب وتعزيز التعاون بين مركز القاهرة اإلقليمي لتسوية المنازعات وحفظ السالم في أفريقيا (مصر) ومركز عمليات األمم المتحدة لحفظ السالم (الهند).
10
صوت الهند -العدد 499
وفيما يتعلق بالتعامل مع تحديات اآلث��ار السلبية لتغير المناخ ،أكد الزعيمان على أهمية وجود نهج عالمي يقوم على مبادئ ونصوص االتفاقية اإلطارية لألمم المتحدة بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس ،وخاصة مباديء المساواة و“المسؤوليات المشتركة لكن المتفاوتة‟ .وأكد الزعيمان على أن تعزيز دعم ال��دول المتقدمة للدول النامية وتوفير وسائل مالئمة وممكنة ومستدامة لتفعيل تلك النصوص والمبادئ ،وخاصة فيما يتعلق بالتمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات ،تعد حجر األساس في تحقيق االلتزامات المتفق عليها عالميا ً للتعامل مع تغير المناخ.
الشراكة االقتصادية والتعاون العلمي أكد الزعيمان أن العالقات االقتصادية بين الجانبين قد شهدت نمواً ملحوظا ً في السنوات األخيرة .ورحبا بزيادة االستثمارات الهندية في مصر ،والتي تبلغ حاليا ً حوالي 3مليار دوالر أمريكي .واتفقا على ضرورة معالجة كافة المشكالت المرتبطة باالستثمارات من
أجل تعزيز التجارة الثنائية واالستثمارات. واتفق الزعيمان على تشجيع الشركات والمؤسسات ف��ي ك�لا البلدين م��ن أجل التعرف على الفرص االقتصادية وفرص االستثمار .ورحب رئيس الوزراء مودي باالستثمارات المصرية في الهند في إطار مبادرة “اصنع في الهند‟ ،وذلك في قطاعات التصنيع والخدمات .ودعا الرئيس السيسي الهند إلى المشاركة في مشروعات المنطقة االقتصادية بقناة السويس ،وخاصة في قطاعات مثل البتروكيماويات والطاقة وال��زراع��ة والرعاية الصحية والتعليم وتنمية المهارات وتكنولوجيا المعلومات. وأشار الزعيمان إلى أهمية تعزيز التجارة وتنويع أشكالها ورحبا بنتائج االجتماع الثالث للجنة التجارة المشتركة الذي عقد في القاهرة في مارس .2016كما أعربا عن تقديرهما للتوصيات التي قدمها مجلس األعمال الهندي-المصري المشترك ،وحثا القطاع الخاص في كال البلدين على زيادة التجارة الثنائية واالستثمارات وتعزيز الشراكة في مجال األعمال.
وأك��د الزعيمان مجدداً على اهتمامهما بتعزيز التعاون الثنائي في مجال العلوم والتكنولوجيا من أجل تشجيع الشراكة في مجال البحث واالبتكار بين المؤسسات البحثية والجامعات في كال البلدين. واتفق الزعيمان على التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات واالت��ص��االت والزراعة والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة وغير التقليدية وتنمية المهارات، وشجعا على مشاركة القطاع الخاص في تلك المجاالت. واتفق الزعيمان على زي��ادة التعاون في مجال الفضاء من خ�لال االستفادة من الخبرة الهندية في إطالق األقمار الصناعية وغير ذلك من اإلنجازات التي حققتها في مجال تكنولوجيا الفضاء .كما اتفقا على بحث ف��رص إقامة مشروعات مشتركة في مجال تطبيقات الفضاء وذلك في إطار الترتيبات المؤسسية الحالية. وأعرب الزعيمان عن تقديرهما لمشروع الشبكة اإلليكترونية اإلفريقية بجامعة اإلسكندرية ،وهو المشروع الذي يهدف إلى توفير خدمات العالج عن بعد والتعليم عن بعد .كما رحبا أيضا ً باالنتهاء من اثنين من المشروعات الهندية للتنمية في مصر، وهما مشروع تأسيس مركز للتدريب المهني على صناعة المنسوجات في شبرا الخيمة ،وهو المشروع ال��ذي سيستفيد منه المصريون ،ومشروع إن��ارة قرية أجعوين بالطاقة الشمسية .واتفق الزعيمان على استمرار التعاون الوثيق في هذين المجالين.
التبادل الثقافي والتواصل الشعبي أشار الزعيمان إلى أنه من المقرر قريبا ً توسيع البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي والتعليمي والعلمي للفترة .2019-2016 واتفقا على أهمية عقد المزيد من التبادالت الثقافية واألكاديمية من أجل تدعيم الروابط
الثقافية وتعزيز أواصر التفاهم ،وخاصة بين الشباب. وكان رئيس الوزراء مودي سعيد باإلعالن عن إنشاء أول كرسي أستاذية للهند في العالم العربي بجامعة عين شمس ،بالقاهرة، وهو الكرسي الذي سيشغله قريبا ً أستاذ هندي متخصص في التكنولوجيا الحيوية. واتفق الزعيمان على إقامة دورة خاصة موسعة من “مهرجان الهند على ضفاف النيل‟ عام ،2017وذلك لالحتفال بالذكرى السبعين الستقالل الهند .كما رحبا باقتراح لبدء تنظيم “مهرجان مصر على ضفاف الجانجا‟ عام .2017 واتفق الزعيمان على أن توقيع اتفاقية النقل البحري بين الهند ومصر خالل الزيارة من شأنه تعزيز التعاون الثنائي في مجال تسهيل التجارة البحرية وم��رور السفن البحرية. وأعرب الرئيس السيسي عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء مودي وقيادة وشعب الهند، وذلك لما وجده هو والوفد المرافق له من حفاوة االستقبال وكرم الضيافة خالل فترة الزيارة .كما هنأ الرئيس السيسي رئيس الوزراء مودي على نجاح مبادرات حكومته وإنجازاتها خالل العامين الماضيين في ظل قيادته الحكيمة .وهنأ رئيس الوزراء مودي الرئيس السيسي على ما تم إنجازه خالل العامين الماضيين من تعزيز األمن واالستقرار والنمو االقتصادي في مصر، وعلى انتهاء خارطة الطريق االنتقالية في مصر والتي انتهت بعقد االنتخابات البرلمانية في أواخر عام .2015كما هنأ الرئيس السيسي على افتتاح قناة السويس الجديدة وعلى كافة مشروعات التنمية التي يتم تنفيذها حالياً .كما أعرب الزعيمان عن التزامهما بتنمية إفريقيا .ودعا الرئيس السيسي ك��ل م��ن رئيس الهند ورئيس ال��وزراء م��ودي لزيارة مصر في وقت مالئم للطرفين ،وهي الدعوة التي قبالها بسرور.
11
موكيرجي: الزيارة تأتي في وقت نجد فيه أن لدى الجانبين رغبة في إعطاء دفعة جديدة للعالقات الثنائية صاحب السعادة الرئيس السيسي يسعدني أن أتقدم إليكم وللوفد الموقر المرافق لكم بأحر كلمات الترحيب .لقد شر ُ ُفت باستقبالكم في القصر الرئاسي (راشتراباتي بهافان) منذ فترة ليست بالبعيدة ،وتحديدا في شهر أكتوبر من العام الماضي عندما استضافت الهند القمة الثالثة لمنتدى الهند-أفريقيا. لقد كانت أول زيارة رسمية لكم للهند عالمة فارقة حقا لعدة أسباب :إن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بصورة منتظمة بين مصر و الهند أمر طبيعي في ضوء كون البلدين من األصدقاء المقربين لبعضهما البعض .ويُمثل شعبا بلدينا اثنتين من أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية ،حيث يرجع تاريخ التواصل بين الحضارتين إلى قرون عديدة من الزمان، شهد خاللها التبادل التجاري والثقافي والعلمي بين البلدين ازدهارا كبيرا .كما ساهم تبادل المعرفة واألفكار العلمية بين شعبينا عبر تلك الفترة الطويلة في صياغة تفاهم متبادل بين الجانبين. وفي العصر الحديث ،ال تزال تلك الخبرات والتطلعات التي اقتسمناها سويا تجمع بيننا .لقد كافحت بلدينا من أجل الحصول على الحرية من نير االستعمار .وخالل انخراط كل منا في مسيرته لتحقيق التنمية السياسية واالجتماعية واالقتصادية ،حرصنا على تقديم الدعم والعون للدول حديثة العهد باالستقالل في منطقتينا في تلك الفترة .وحرصنا كذلك على العمل على إرساء روح التضامن بين الدول النامية ،وقمنا برعاية و دعم تعاون الجنوب- الجنوب ،وتزعمنا حركة عدم االنحياز. كان االحتـرام والتقديـــر المتبـــادل بين أبائنا المؤسسين وأبناء بلدينا -من أمثال طاغور
12
صوت الهند -العدد 499
وشوقي ،وغاندي وزغلول ،ونهرو وناصر- بمثابة مصدر إلهام للشراكة بيننا ،وساهم في صياغة السبيل الذي سلكنه للتعاون على المستوى الثنائي وكذلك في المحافل متعددة األطرف كأُمتين مستقلتين. لقد ساهمت معاهدة الصداقة -التي تم التوقيع عليها بين البلدين في عام -1955في إرساء أس��اس الشراكة بين بلدينا .وتنص المادة األولى من المعاهدة “ :ترتبط الهند ومصر وشعبيهما بروابط دائمة من السالم والصداقة واألخوة ‟.ومن هنا ليس من ال ُمستغرب أن نتمكن من صياغة شراكات تعود بالنفع على كلينا في مجاالت مختلفة مثل :الدفاع والثقافة، باإلضافة إلى اتفاقنا على بعض الترتيبات التفضيلية في مجالي التجارة والعمل بما يعود بالنفع المتبادل في مجالي الزراعة والعلوم. ومنذ الفترات األولى من تاريخ عالقتنا ،شهد العالم وكذلك دولتينا العديد من التغيرات. اليوم ،ب��دأت مصر تنمو بصورة سريعة وبالمثل نجد الهند تٌحقق ُمنحنى إيجابي للغاية في التقدم والنمو .باإلضافة إلى ذلك ،نشعر بثقة كاملة في شبابنا ،الذين أصبحوا اآلن-
وأكثر من أي وقت مضى -حاملي راية الروح الوطنية واألهداف الجمعية .وفي نفس الوقت، نجد أن التحديات -التي نعيها جيدا -أصبحت أكثر تعقيدا .إن منطقتينا تٌعاني من شبح الراديكالية التي يجب أن يتم التعامل معها يدا واحدة وبصورة قوية. إن زيارتكم تأتي في وقت نجد فيه أن لدى الجانبين رغبة ف��ي إع��ط��اء دفعة جديدة للعالقات الثنائية وتكثيف أوجه التعاون .لقد شهد التعاون االقتصادي بين بلدينا نموا كبيرا من خالل االستثمارات والتبادل التجاري وكذلك الشراكة بيننا في العديد من المجاالت ذات االهتمام المشترك .كما أود أن أشير إلى تالقي في وجهات النظر بين الهند ومصر بشأن قضايا إقليمية ودولية .لقد علمت أن أبناء مصر يعشقون أفالم السينما الهندية (بوليوود)، ويحتفلون بعيد األلوان (الهولي) ،ويمارسون رياضة اليوجا .كما أصبح المهرجان الهندي الثقافي السنوي “الهند على ضفاف النيل‟ أكبر مهرجان أجنبي يٌقام على أرض مصر، باإلضافة إلى إقامة احتفال ثقافي على مدار أسبوع كامل لالحتفاء بحياة وأعمال الشاعر
الهندي الكبير الحاصل على جائزة نوبل في األدب رابندراناث طاغور ،وهو االحتفـــال الذي حظى بشهرة واسعة نظرا لمشاركة عدد كبير من المفكرين والفنانين المصريين على حد سواء .وتشعر الهند بسعادة خاصة بعد أن تم إنشاء أول كرسي هندي في جامعة عين شمس بالقاهرة ،والذي يُعد األول من نوعه في العالم العربي .كما أننا نتطلع لالستمتاع بمشاهدة فاعليات أول مهرجان ثقافي مصري يقام في الهند العام القادم بعنوان “ مصر على ضفاف نهر الجانجا‟. وتجدر اإلشارة إلى أن هناك أشكال وأنماط جديدة من التعاون ب��دأت تظهر ،وهناك أطراف جديدة بدأت تدخل بصورة سريعة إلى مسرح األح��داث .وعلى الرغم من أننا نشعر بالرضا إزاء المرحلة التي وصلت إليها العالقات بين بلدينا ،إال أننا سنستمر في العمل بقوة من أجل الوصول بتلك العالقات إلى آفاق أرحب ومستويات أعلى .ولذلك، فإنني أتطلع -صاحب السعادة -إلى أن نعمل سويا من أجل دعم التعاون الثنائي المتميز بين بلدينا بصورة أكبر .وتأكيدا على الرغبة المتبادلة بيننا في التعاون ،اقتبس في هذا الصدد المثل المصري الشهير“ :ال يوجد شئ على هذه األرض أفضل من الصداقة الحقيقية‟. بهذه الكلمات ،أرحب بكم مرة أخرى سعادة الرئيس ،متمنيا ً لكم طيب اإلقامة وزيارة مثمرة للهند. السيدات و السادة، أسمحوا لي أن أطلب منكم أن نرفع كؤوسنا جميعا ونشرب هذا النخب ُمتمنين: موفور الصحة والرفاهية على المستوى الشخصي لسعادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتقدم والرفاهية للشعب المصري الصديق، وروابط صداقة وتعاون أكبر بين الهند ومصر. كلمة رئيس جمهورية الهند السيد /براناب موكيرجي خالل مأدبة العشاء التي أقيمت على شرف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
السيسي: تاريخ العالقــات المصرية الهنديــة يوفــر آفاقًا واسعة لالنطالق نحو شراكة جديدة فخامة السيد برناب موكيرجي رئيس الجمهورية، أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة الحضور، أود في البداية أن أع��رب عن خالص تقديري لما القيناه من حفاوة االستقبال والترحاب خ�لال ه��ذه ال��زي��ارة الهامة لبلدكم الصديق ،وما يعبر عنه ذلك من قوة ومتانة عالقات الصداقة والتعاون التي ربطت دوما ً بين بلدينا وشعبينا. إن مصر والهند دولتان تجمعهما عالقات تاريخية وثيقة تفرضها السمات المشتركة للبلدين من حيث ثقلهما على الصعيدين اإلقليمي والدولي ،وما لهما من تاريخ ط��وي��ل وإس��ه��ام��ات ب���ارزة ف��ي مسيرة الحضارة البشرية ،إل��ى جانب تشابه طبيعة التحديات المشتركة التي نستمر في مواجهتها سوياً ،وهو ما يجعلنا نؤمن أن الشراكة والتعاون بين مصر والهند أم ٌر في غاية األهمية. إن تاريخ العالقات المصرية الهندية والحرص المتبادل الذي نلمسه فيما بيننا على تحقيق المزيد من التقارب والتعاون ي��وف��ران أرض��ي��ة صلبة وآف��اق �ا ً واسعة لالنطالق نحو شراكة جديدة ترتكز على تعزيز التنسيق السياسي والتعاون األمني، وت��وس��ي��ع ن��ط��اق ال��ت��ع��اون االق��ت��ص��ادي والعلمي ،باإلضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي والتواصل بين الشعبين ،فمصر والهند تشتركان في ذات الطموحات بتحقيق األمن والرخاء لشعبيهما وتحقيق السالم واالستقرار في العالم.
وال يفوتني في هذا السياق التعبير عن إعجابنا بالتجربة الديمقراطية المتميزة في بلدكم الصديق ،والتي تُعد نموذجا ً اكتسب سماته وخصوصياته من طبيعة المجتمع الهندي الثرية ومسيرته التاريخية الممتدة، وهو أمر يدعونا لالهتمام البالغ بتعزيز التعاون البرلماني بين البلدين ،خاصةً بعد أن اكتمل البناء الدستوري بتشكيل مجلس النواب ،وذل��ك إث��را ًء للبُعد الشعبي في العالقات بين البلدين ،واستكماالً للجهود المبذولة من أجل تحقيق مستوى التعاون المنشود في جميع المجاالت. أوجه كل التحية والتقدير لكم وللشعب الهندي الشقيق ،والشكر على كل ما قدمتموه لنا خ�لال ال��زي��ارة من حفاوة االستقبال. وشكراً‟ كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خالل مأدبة العشاء التي أقيمت على شرفه خالل زيارته إلى الهند
13
تصريحات رئيس الوزراء الهندي السيد /ناريندرا مودي لإلعالم
وكحضارتين عريقتين شامختين تمتلكان تراثا ً ثقافيا ً ثرياً ،فقد قررنا أيضا ً تعزيز العالقات الثنائية على المستوى الشعبي وعالقات التبادل الثقافي. تثمن الهند الجهود الحثيثة التي قامت بها مصر خالل فترة عضويتها الحالية في مجلس األمن الدولي .وقرارنا بعقد مشاورات مكثفة بشأن القضايا اإلقليمية والدولية ،سوا ًء في إطار األمم المتحدة أو خارجها ،من شأنه أن يعود بالنفع على مصالحنا المشتركة .وقد اتفقنا على أن مجلس األمن الدولي يحتاج إلى إصالح ليعكس واقعنا اليوم .كما نرحب أيضا ً بمشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين .ونحن نؤمن بأن مصر سوف تمثل قيمة مضافة وتثري مناقشات قمة مجموعة العشرين. سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعني أعبر مرة أخرى عن ترحيبي الحار بكم والوفد المرافق لسيادتكم ،متمنيا ً لكم وللشعب المصري النجاح والتوفيق .والهند مستعدة أن تكون شريكا ً فعاالً في تحقيق أهدافكم التنموية واالقتصادية واألمنية.
يسعدني أن أرحب بسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي خالل زيارته الرسمية األولى إلى الهند .سيادة الرئيس ،لقد قمتم بالكثير من اإلنجازات على الصعيدين الداخلي والخارجي .ويسعد الشعب الهندي الذي يبلغ تعداده 1.25مليار نسمه أن يراكم هنا .إن مصر نفسها تعد جسرًا طبيعيًا يربط بين آسيا وإفريقيا .وشعبكم يمثل صوت اإلسالم المعتدل ،وأمتكم تمثل عام ً ال في إرساء السالم واالستقرار اإلقليمي في إفريقيا والعالم العربي .لطالما أيدت مصر قضية الدول النامية. لقد عقدت مباحثات مكثفة مع سيادة الرئيس حول شكل ومضمون الشراكة بيننا .واتفقنا على أجندة عمل تهدف إلى تعزيز التعاون بيننا .وهي أجندة تلبي األولويات االجتماعية االقتصادية لدينا ،وتشجع عالقات التجارة واالستثمار ،وتؤمن مجتمعاتنا ،وتساعد على إرساء السالم والوئام في منطقتنا ،وتعزز تعاوننا بشأن القضايا اإلقليمية والدولية.
14
صوت الهند -العدد 499
وخالل محادثاتنا ،اتفقت مع الرئيس السيسي على إرساء ثالث دعائم للتعاون بيننا .اتفقنا على استمرار وتدعيم زخم التبادالت السياسية رفيعة المستوى .وأدركنا أن تأسيس عالقات قوية للتجارة واالستثمار يعد أمراً ضروريا ً لإلزدهار االقتصادي لمجتمعاتنا .ومن ثم، فقد اتفقنا على أن زيادة تدفق السلع والخدمات ورؤوس األموال بين اقتصاد بلدينا يجب أن
يكون ضمن أولوياتنا .ومن هذا المنطلق، فإن اتفاقية التعاون في مجال النقل البحري الموقعة اليوم تعد أحد العوامل المساعدة المهمة في هذا اإلطار .كما أنني أشجع القطاع الخاص أيضا ً على المبادرة بتأسيس عالقات شراكة جديدة في مجال األعمال والتجارة بين البلدين .ومن أجل تنويع أشكال العالقات االقتصادية ،سوف نقوم أيضا ً بتعزيز عالقاتنا
في قطاعات ال��زراع��ة وتنمية المهارات والصناعات الصغيرة والمتوسطة والصحة. وقد اتفقت في الرأي مع سيادة الرئيس بأن نمو التيار األصولي وزيادة العنف وانتشار اإلرهاب أصبحت تمثل خطراً حقيقيا ً ليس فقط لبلدينا ،ولكن أيضا ً لكافة األمم والمجتمعات في مختلف المناطق .وفي هذا اإلطار ،اتفقنا على تعزيز عالقاتنا في مجال الدفاع واألمن بما يهدف إلى :توسيع نطاق التجارة والتدريب وبناء القدرات في مجال الدفاع ،وزيادة تبادل المعلومات والخبرات لمكافحة اإلره��اب، والتعاون في مجال التحديات البازغة لألمن اإلليكتروني ،والعمل معا ً من أجل مكافحة تجارة المخدرات والجرائم العابرة للحدود وغسيل األموال.
15
العالقات الهندية-المصرية في ضوء زيارة الرئيس السيسي الرسمية إلى الهند بقلم :د.كانوال سيبال* مثلت زيارة الرئيس السيسي إلى الهند في بداية شهر سبتمبر فرصة طيبة لتقييم العالقات الهندية-المصرية. لقد ارتبطت الهند ومصر بعالقات وثيقة للغاية بلغت ذروتها خالل فترة نشاط حركة عدم االنحياز ولكنها بدأت بعد ذلك في التراجع بعض الشئ .ولنا أن نقول إن مخزون روابط الصداقة والتفاهم الذي كان موجودا آنذاك قد تراجع حجمه على مدى السنوات الماضية، لكنه لم ينفد على أي حال من األحوال ،حيث ال تزال كال البلدين تحمل مشاعر إيجابية ونوايا حسنه تجاه بعضها البعض .إن المهمة التي تنتظرنا هي البناء على هذا اإلرث من مشاعر الود والتعاطف وتعزيز التعاون بصورة أكبر في كافة المجاالت؛ السياسية واالقتصادية والثقافية واألمنية. وتؤمن البلدان بأنه من الضروري العمل على تقوية العالقات بينهما .لقد استطاع الجانبان الحفاظ على استمرارية عقد الحوار رفيع المستوى بين مسئوليهما على مر الفترات الماضية .ومن الجدير بالذكر أن العالقات بين الهند ومصر لم تعتمد مطلقا على طبيعة الحكومات المتواجدة ،حيث إن الهند تنتهج سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبالد. وقد شهدت العالقات االقتصادية بين الهند ومصر زيادة واضحة مقارنة بالسنوات التي كانت فيها العالقات السياسية في أوجها .ومع ذلك ،لم تصل تلك العالقات االقتصادية إلى المستوى المأمول بعد ،على الرغم من استمرار الجهود التي تبذلها البلدان في هذا االتجاه. وتجدر اإلش��ارة إلى أنه ال يوجد أي نوع من أنواع التضارب في المصالح بين الهند ومصر .عالوة على أن األولويات السياسية التي تضعها مصر ال تتعارض على اإلطالق مع مصالح الهند .فالهند -مثل مصر تماما ترغب ف��ي أن يعم ال��س�لام ف��ي أرج��اءالمنطقة العربية بأسرها .فحالة الحرب وعدم االستقرار والصراع الديني في منطقة غرب
16
صوت الهند -العدد 499
آسيا ال تخدم مصالح أي من الهند أو مصر. حتى وإن كانت مصر ال تقع في منطقتنا من الناحية الجغرافية ،إال أننا ندرك أهمية مصر الكبرى من الناحية الجغرافية والسياسية. عالوة على ذلك ،فإن %80من احتياجات الهند من النفط تأتي من هذه المنطقة ،التي يعمل ويعيش بها حوالي 7مليون مغترب هندي تبلغ تحويالتهم المالية إلى الهند ما يقرب من 33مليار دوالر أمريكي .ومن ثم ،فإننا ال نريد أن يحدث أي أمر يعرقل أي من هذه األمور سواء تلك المتعلقة بإمدادات الطاقة أو التحويالت المالية أو العالقات على مستوى الشعبي مع هذا الجزء الهام من العالم العربي. لقد زاد التحدي المشترك بين الهند ومصر والمتمثل في حماية هذه المنطقة من القالقل بصورة كبيرة في أعقاب حرب العراق وما خلفته من عواقب وخيمة على المستويات السياسية واإلقليمية والدينية واألمن اإلنساني. وفي هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن مصر والهند من بين الكيانات ذات الثقل التي تعلب دورا مهما في استقرار المنطقة .إن الوضع
الخطير في هذه المنطقة قد تفاقم ،فبعد الدمار ال��ذي حل بالعراق تعرضت ليبيا للدمار وسوريا لحالة تكاد ترتقي إلى ما يمكن وصفه بالدمار .وهناك أطراف خارجية تعمل على تقويض االستقرار في منطقة غرب آسيا منذ فترة االستعمار ،وبدأ يدعمها في هذا المسعى اليوم بعض القوى اإلقليمية التي لديها أطماع خاصة عالوة على نعرة التناحر الطائفي. لقد أص��ب��ح ال��ت��ط��رف ال��دي��ن��ي واإلره���اب والصراع الطائفي من األخطار التي تهدد المنطقة اليوم بصورة غير مسبوقة ،لدرجة أن المتورطين في الحرب على العراق اعترفوا بتصاعد تنظيم الدولة اإلسالمية أو ما يُعرف باسم داعش نتيجة لقرار الحرب الخطأ من البداية .إن فكرة الخالفة التي تروج لها داعش والعمليات الإلنسانية التي تقوم بها ضد المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ،وأعمال اإلرهاب المروعة التي تنتهجها أصبحت تمثل مشكلة تتجاوز حدود المنطقة لتحمل اليوم بٌعدا دوليا ينتشر من خالل العديد من الوسائل بما في ذلك من وسائل التواصل االجتماعي .وبعد انقضاء
ما سُمى بالربيع العربي ،شهدت مصر فترة صعبة من االضطراب السياسي واالجتماعي على المستوى الداخلي ،تخلله محاولة إلحداث ت��وازن بين الديمقراطية وأسلمة المجتمع ولكنها باءت بالفشل لتجعل مصر في حالة غير مستقرة وه��ددت التماسك االجتماعي للبالد .وفي تلك الظروف حٌرمت المنطقة من دور القيادة المصري في تلك المرحلة الحرجة ،حيث كانت بعض ال���دول ذات العقول الضيقة والنظرة المحافظة تعمل على تشكيل جدول األعمال في المنطقة بطريقة ال تنبأ بنهاية الصراع والمواجهة .ومن ثم ،كان على مصر -بوصفها الزعيم الطبيعي للعالم العربي -أن تعيد اكتشاف مهمتها المنوطة بها ،األمر الذي رحبت به الهند. وتلعب مصر-بما تمثله من اعتدال ديني- دوراً حيويا ً في احتواء انتشار الفكر المتطرف الذي يهدد بدخول المنطقة في صراع طائفي. لقد جاءت دعوة الرئيس السيسي في األزهر لعلماء اإلسالم بالعمل على مراجعة بعض النصوص الدينية وتكييفها مع الواقع الحديث، في وقت مناسب للغاية وتعكس ما يتسم به الرئيس من حكمة وحنكة .إن للهند -بما تضمه م��ن 170مليون مسلم -مصلحة كبيرة في هذه الدعوة التي أطلقها الرئيس المصري وذلك حتى ال تتأثر روح العلمانية والتسامح واالنسجام الطائفي السائدة في الهند بفعل الرياح المحملة باألفكار المسممة التي تهب من الغرب .إن الهند ومصر من الدول التي تعد هدفا للهجمات اإلرهابية ،فنجد أن الجماعات اإلرهابية الموالية لداعش تعمل بصورة نشطة في سيناء ،بينما ال تزال الهند ضحية ألعمال اإلرهاب عبر الحدود والسيما أن بعض المناطق الشرقية من أفغانستان أصبحت تحت سيطرة داعش .لقد ساهمت زيارة الرئيس السيسي للهند في توفير فرصة مواتية للعمل عن قرب على تقييم الخطر المركب ال��ذي تواجهه بلدينا وال��ذي يجمع بين التطرف الديني واإلرهاب والعمل على تحديد الخطوات الالزمة من أجل تنسيق
جهودنا لمكافحة اإلرهاب وتبادل المعلومات االستخباراتية لمكافحة هذه الظاهرة. لقد لعبت مصر دورا أساسيا في الماضي في تحقيق االستقرار في المنطقة من خالل طرحها لمبادرة السالم مع إسرائيل .وقد التزمت بالسالم المنصوص عليه في تلك المبادرة لليوم على الرغم من انتشار العنف في المنطقة وتدمير العديد من األنظمة عن طريق التدخل الخارجي عالوة على الجمود الذي يعتري القضية الفلسطينية .وقد قامت الهند بتطوير عالقاتها مع إسرائيل ،وبذلك تكون الهند قد وضعت نفسها في مكانة تمكنها من لعب دور أفضل في تعزيز السالم الدائم في المنطقة .وبطبيعة الحال مصر منخرطة بصورة أكبر بكثير من الهند في العمل على حل القضية الفلسطينية ،ولكن الهند أيضا حافظت بصورة مستمرة على سياستها الداعمة للفلسطينيين في سعيهم إلقامة دولة خاصة بهم. في إط��ار عملية إع��ادة ترتيب سياستها الخارجية ،تعمل مصر على االتجاه بصورة أكبر نحو آسيا .وأصبحت ظروف توسيع قاعدة العالقات بين مصر والهند مواتية بصورة كبيرة ،والسيما في ظل امتالك الهند القتصاد متنامي وبزوغها كأحد القوى اإلقليمية المرشحة للعب دور أكبر على المستوى الدولي .وقد بدأت قاعدة الشراكة القائمة على التعاون بين البلدين في االتساع على نحو ملحوظ ،وهي تقوم على ثالثة ركائز أساسية :أوال :التعاون السياسية واألمني بصورة وثيقة ،ثانيا :تعزيز التعاون االقتصادي والعلمي؛ وثالثا :توسيع قاعدة التعاون الثقافي والتواصل على مستوى شعبي البلدين .ومن المتوقع أن تشهد عالقات التعاون العسكري بين الهند ومصر توسعا خالل الفترة القادمة عالوة على وجود العديد من الفرص المتاحة لدعم التعاون االقتصادي التي سيتم العمل على استغاللها .لقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين 5مليار دوالر أمريكي وهو الرقم الذي من الممكن أن
يتم العمل على زيادته في الفترة القادمة .كما تعتبر الهند هي ثاني أكبر وجهة للصادرات المصرية على مستوى العالم .ومن الممكن أن يتسع نطاق حركة التجارة البينية من خالل إقرار مجموعة من ترتيبات التجارة التفضيلية .وتبدو آفاق التعاون بين البلدين واعدة في مجموعة من المجاالت من بينها: المنسوجات واآلالت والمالبس ومكونات السيارات والكيماويات والسلع االستهالكية، ومجال التكنولوجيا الجديدة مثل تكنولوجيا المعلومات ،واألدوي��ة والصحة والفضاء، باإلضافة إل��ى قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة .ويبلغ حجم االستثمارات الهندية في مصر 3مليار دوالر أمريكي موزعة في أكثر من 50مشروعا هنديا تعمل في مختلف أنحاء مصر .وقد استمرت هذه الشركات الهندية في مزاولة أنشطتها االستثمارية في مصر ،على الرغم من االضطرابات السياسية التي شهدتها البالد في فترة من الفترات .أما على الصعيد الثقافي ،فبغض النظر عن الشعبية الكبيرة التي تحظى بها أفالم السينما الهندية (بوليوود) في مصر ،فإن قيام الهند بإرساء أول كرسي في إح��دى الجامعات المصرية -وهي الخطوة األولى من نوعها من جانب الهند على مستوى الوطن العربي - هي خطوة هامة نحو تحقيق مزيد من التفاهم بين أبناء البلدين على المستوى األكاديمي . إن ال��ه��ن��د وم��ص��ر م��ن ال����دول صاحبة الحضارات القديمة التي امتلكت إرثا ضخما من الحكمة والتجارب اإلنسانية ،األمر الذي يضع على عاتق البلدين مسؤولية العمل على صياغة بيئة خارجية مشتركة يتم من خاللها بذل جهود مشتركة من أجل تحقيق السالم والوئام واالستقرار .ومن هنا تتضح لنا أهمية زيارة الرئيس السيسي إلى الهند بغض النظر عن البُعد الثنائي الواضح لها. * مساعد وزير الخارجية الهندي األسبق، وسفير أسبق للهند لدى جمهورية مصر العربية
17
لم شمل األصدقاء تغير الشرق األوسط ..لكن مودي والسيسي يريدان استعادة إرث نهرو وناصر بقلم :سي.راجا موهان* كانت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الهند – بناء على دعوة الرئيس الهندي -جزءًا من جهود دلهي غير المسبوقة لدعم عالقاتها السياسية والدبلوماسية مع هذه المنطقة من العالم التي وإن كانت تشهد بعض االضطرابات في الفترة األخيرة ،إال أنها ذات أهمية كبيرة بالنسبة للهند من الناحية األمنية واالقتصادية .فإذا كان توجه دلهي ناحية المنطقة قد اتسم في فترة من الفترات بالفتور السياسي ،فقد أصبحت البراجماتية حاليا تمثل إطار توجه حكومة مودي إزاء الشرق األوسط .وعلى النقيض من سابقيه ،يرغب مودي في استكشاف آفاق الدور الهندي االستراتيجي في المنطقة. ومن الجدير بالذكر أن الشرق األوس��ط لم يظهر على قائمة أولويات السياسة الخارجية التي حددها السيد براناب موكيرجي في خطابه األول أمام البرلمان في ظل حكومة مودي في منتصف عام .2014لكن يجب أن نوضح أن الدبلوماسية اإلقليمية الهندية قد قطعت شوطا كبيرا منذ ذلك الحين. ومن المؤكد أن حكومة ناريندرا مودي قد أخرجت شراكة الهند مع إسرائيل إلى العلن. وكانت زيارة الرئيس موكيرجي إلسرائيل في نهاية ع��ام 2015أول زي��ارة لرئيس هندي إلسرائيل .ومن خالل القيام بذلك، استطاع مودي إنهاء تسلط فكرة نظر دلهي إلى المنطقة فقط من خالل منظور الصراع العربي اإلسرائيلي .فال توجد دولة في العالم العربي تعتبر إسرائيل محك عالقاتها مع بقية العالم. ومن جانبه ،قام رئيس الوزراء ،الذي لم يزر المنطقة خالل أول عام من حكمه ،بالعديد من
18
صوت الهند -العدد 499
الزيارات منذ ذلك الحين .ففي العام الماضي، زار رئيس الوزراء دولة اإلمارات العربية المتحدة ،والمملكة العربية السعودية ،وإيران وقطر وتركيا. ويساهم كل من السيد حامد أنصاري ،نائب الرئيس الهندي ،والسيدة سوشما سواراج وزيرة الشؤون الخارجية الهندية ،والسيد/ إم.جيه.أكبر الذي تولى مؤخرا منصب وزير الدولة بالمساهمة في جهود الهند الدبلوماسية الجديدة في الشرق األوس��ط .وتعكس تلك الجهود المكثفة موقفا مختلفا عن الموقف السلبي لحكومة التحالف التقدمي المتحد السابقة تجاه المنطقة .فخالل فتره توليه رئاسة وزراء الهند والتي استمرت عشر سنوات، قام رئيس الوزراء الهندي السيد /مانموهان سينج بالكاد بأربع زيارات للمنطقة ..اثنتان منها لحضور قمتي عدم االنحياز في مصر عام 2009وفي إيران في عام .2012 وتعكس عالقات الهند مع مصر تحوالت
وانعطافات سياسة الهند الخارجية تجاه الشرق األوسط .لقد قام أول رئيس وزراء هندي ،وهو السيد جواهر الل نهرو ،بتوجيه االهتمام بصورة كاملة إزاء الشرق األوسط م��ن خ�لال توقيع سلسلة م��ن معاهدات الصداقة في المنطقة من إيران إلى تركيا. لكن كانت هناك مكانة خاصة لمصر .لقد كانت العالقة الخاصة بين نهرو وجمال عبد الناصر هي التي تتحكم في جوهر سياسة الهند في المنطقة من خالل إقامة شراكة ثنائية والتضامن العربي وإنشاء حركة عدم االنحياز. بعد نهرو وعبد الناصر ،أخ��ذت العالقات الثنائية بين الهند ومصر تتدهور تدريجيا حيث بدأت الهند على نحو متزايد تتخذ موقفا ً دفاعيا ً في الشرق األوسط. وإذا ك��ان تأثير الحرب ال��ب��اردة والتحول الذي شهدته المنطقة في العالقات الدولية وص��ع��ود النزعة اإلس�لام��ي��ة ف��ي الشرق
األوس��ط قد فرض قيوداً جديداً على دلهي منذ سبعينيات القرن الماضي ،فإن عوامل التوجه االقتصادي الداخلي للهند ،وسياستها الخارجية األيديولوجية وتغليب االعتبارات السياسية الداخلية على المصلحة الوطنية قد أسهمت في تهميش دلهي للمنطقة .وكان لتنامي واردات النفط الهندية من المنطقة وصادراتها من الموارد البشرية دورهما في خلق قدر أكبر من االعتماد االقتصادي المتبادل ،ولكن الطبقة السياسية لم تكن ترغب في االستفادة من ذلك استراتيجياً. ولم يبدأ اهتمام دلهي بالشرق األوسط حتى تسعينيات القرن الماضي عندما بدأت الهند في إجراء اإلصالحات االقتصادية وإعادة توجيه سياساتها الخارجية .ومن المشكالت البارزة التي ظهرت منذ نهاية الحرب الباردة أن اهتمام الهند بمنطقة الشرق األوسط قد اقتصر على المناطق المجاورة لنا ،وخاصة منطقة الخليج .وه��ذا ،ب��دوره ،قد أسهم في تقليل االهتمام بمصر .ومع ذلك ،يبدو مودي حريصا ً على تغيير هذا الوضع. وبفضل تواصل رئيس الوزراء بشكل خاص مع السيسي في الجمعية العامة لألمم المتحدة العام الماضي ،قرر الرئيس المصري زيارة الهند مرتين في أقل من عام .فقد زار السيسي دلهي لحضور القمة الثالثة لمنتدى الهند - أفريقيا العام الماضي. وبعد نهرو ،ن��درت ال��زي��ارات التي قام بها الزعماء المصريين إلى الهند .وكان الرئيس محمد مرسي ،الذي أصبح رئيسا ً لمصر بعد أحداث الربيع العربي عام ،2011أول رئيس مصري يزور الهند عام 2013بعد ثالثة عقود. ولم يكن مودي أو ضيفه المصري ليرغبا في ذكر مرسي الذي تم عزله عن السلطة عام 2013بعد فترة وجيزة من زيارته إلى دلهي. وفي ظل حكم نهرو ،لم تكن عالقات الهند مع مصر قائمة على الشعارات وحدها .فقد دعم
نهرو قرار عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وهي من األمور الحيوية بالنسبة لهوية مصر القومية واقتصادها .وكان لهذه الخطوة دوراً رئيسيا ً في تدعيم الشراكة الثنائية .كما دعمها أيضا ً إسهام الهند في بناء السد العالي بأسوان ومبادراتها لتأسيس مشروعات دفاع مشتركة مثل تصنيع المحركات النفاثة والطائرات المقاتلة. اليوم ،تواجه مصر الكثير من التحديات الملحة – مثل مواجهة المخاطر التي تهدد النظام السياسي الحالي ،واإلسراع بمعدالت التحديث االقتصادي واستعادة مكانة مصر اإلقليمية – ومن ثم ،يجب على مودي أن يقدم دعما ً غير محدود إلى السيسي .ويجب أن يشتمل هذا الدعم على أربعة عناصر. أوالً ،يجب أن يعلن رئيس ال��وزراء إيمان الهند بدور مصر الريادي في منطقة الشرق األوسط وقناعة دلهي بأنها مسألة وقت قبل أن تتغلب القاهرة على مشكالتها الحالية وتستعيد مركزيتها في المنطقة .ثانياً ،يجب أن تحدد دلهي مجموعة من اإلجراءات العاجلة التي من شأنها أن تساعد السيسي على تحقيق تقدم اقتصادي سريع وملموس للمواطنين
المصريين .وبينما ال تستطيع دلهي أن توفر ما يمكن أن توفره بكين من موارد ضخمة لتنمية البنية التحتية ،هناك مجاالت أخرى يمكن للقطاعين العام والخاص الهنديين المساهمة فيها ،ومنها خلق فرص العمل. ثالثاً ،يجب على مودي أن يسعى إلى تعزيز إط��ار التعاون األمني لمواجهة اإلره��اب الدولي في شبه القارة والشرق األوس��ط. رابعاً ،كل من دلهي والقاهرة لديهما مصلحة مشتركة في استقرار منطقة الخليج .يمكن لمودي والسيسي توجيه المؤسسة العسكرية في كال البلدين لوضع نهج للتنسيق بشأن األمن اإلقليمي في منطقة الخليج. تختلف األوضاع في الشرق األوسط اليوم كثيراً عن تلك األوض��اع التي قربت بين نهرو وعبد الناصر منذ ستة عقود مضت. ومع ذلك ،فإن األوض��اع اإلقليمية الحالية واالهتمامات المشتركة للبلدين تشير إلى أن هناك الكثير الذي يمكن لمودي والسيسي أن ينجزانه معاً. * الكاتب مدير مؤسسة كارنيجي الهند ومحرر بقسم الشئون الخارجية بصحيفة “ذي إنديان إكسبريس‟.
19
الهند ..نموذ ًجا
بقلم :د .مصطفى الفقي
ال ألنني عشت في “الهند‟ سنوات أربع دبلوماسيًا في “السفارة المصرية‟ في “نيودلهي‟ كما مارست التدريس في جامعة “جواهر الل نهرو‟ ،ال بسبب هذا أو سبب ذلك فقط أكتب عن التجربة الهندية التي تأثرت بها كثيرًا كما تأثر بها بعض المثقفين الذين عايشوها من قبلي وأذكر منهم تحديدًا الكاتبين الراحلين “كامل زهيري‟ و“محمد عودة‟ ،فالهند ـــ مثلما هي “مصر‟ ـــ بلد ال يمكن أن تكون محايدًا تجاهه ،فإما أن تعجب به وأن تستغرق في التعلق بهويته وأسلوب الحياة فيه وإما ال تصل إلى جوهره وال تكتشف معدنه الحقيقي فتبدو بعيدًا عنه حتى ولو عشت فيه.
وعندما هبطت مطار العاصمة الهندية عام 1979قضيت أنا وأسرتي شهوراً بائسة فى البداية ،ألن نمط الحياة مختلف ولم تكن التسهيالت متاحة خصوصا ً بالنسبة الستيراد مستلزمات المنزل الجديد وأدوات الحياة في مجتمع مختلف ،باإلضافة إلى قسوة الطقس وانقطاع الكهرباء لساعات كل يوم ،وما هي إال شهور قليلة بعد ذلك إال وسقطنا جميعا ً صرعى حبنا لذلك البلد الضخم وتعلقنا بتلك األمة العظيمة ،وإذ نحن على أبواب مرحلة تحول جذري فى بالدنا فإننا نلتمس من التجربة الهندية بعض شواهدها القائمة ونستدعي منها المالحظات اآلتية: أوالً :إن التنمية الصناعية هي التى صنعت “ال��ه��ن��د‟ الحديثة ول��ق��د أثبتت التجارب المعاصرة أنه ال تقدم بغير صناعة فهي التي تأخذ بيد الشعوب إلى األمام وهي قاطرة التقدم ولقد أدرك “نهرو‟ ورفاقه ذلك في وقت مبكر فبدأوا غداة االستقالل يفكرون في الدولة
20
صوت الهند -العدد 499
الهندية الحديثة التي تحتاج الى الديمقراطية سياسيا ً وإلى التنمية اقتصاديا ً فقرروا أن تكون الصناعة هي قاطرة التقدم الهندي حتى أصبحت تلك الدولة اآلسيوية الكبرى واحدة من الدول الصناعية المؤثرة في عالم اليوم.
لقد نجحوا في إنتاج لوازم الحياة الهندية من أجهزة مختلفة ونوعيات متباينة وحققوا في ذلك نجاحا ً ملحوظاً ،فالهند تنتج السيارة وتشارك في تصنيع الطائرة كما أنها أصبحت دولة نووية ودولة فضاء بل وقبل ذلك كله أضحت أيضًا دولة اكتفاء ذاتي فى الحبوب الغذائية. ثانياً :تمثل “الهند‟ أكبر ديمقراطيات العالم المعاصر من حيث حجم الناخبين الذين يصوتون في صناديق االقتراع ويبلغ عددهم مئات الماليين متجاوزين نصف مليار ناخب بكثير وهم يتوافدون على مقار االنتخابات على امتداد ثالثة شهور كاملة وقد كانوا هم أول من اكتشف فكرة الحبر على األصبع الذي ال
يختفي لمدد معينة ونقلت عنهم تجارب أخرى نفس الفكرة بما في ذلك “مصر‟ ،وتعتمد “الهند‟ ــــ الدولة البرلمانية الكبرى ــــ على نظام المجلسين “اللوك صابها‟ و‟الراجا صابها‟ وتتمتع الديمقراطية فى تلك البالد الواسعة بدرجة عالية من الشفافية رغم الفقر واألمية وذلك رد حاسم على من يزعمون أحيانا أن “مصر‟ غير مهيأة للديمقراطية الحقيقية بدعوى شيوع الفقر واألمية! ويكفي أن نتذكر أن رئيسة الوزراء الراحلة “أنديرا غاندي‟ قد فقدت منصبها وهي فى الحكم عندما لم توفق في دائرتها االنتخابية وذلك دليل على حياد سلطات الدولة واحترام إرادة مواطنيها. ثالثاً :نجحت “الهند‟ في تحويل التعددية - العرقية واللغوية والدينية والطبقية -لخدمة أه��داف الدولة وتحقيق غاياتها بل وأثبتت التجربة الهندية أن الدول ذات التعددية هي األكثر استعداداً للتقدم وأن األح��ادي��ة في المكون السكاني ليست ميزة بل تعوق أسباب التقدم وتحول دونها ،ولقد وظف “الهنود‟ التعددية لديهم لكي تكون داف��ع�ا ً للتوحد والتماسك وليست سببا ً للفرقة واالنقسام وذلك “وفقا ً لنظرية الضرورة‟ التي يشعر فيها كل طرف بفائدة االرتباط باألطراف األخرى. رابعاً :لقد تمكنت التجربة الهندية من تحويل الزيادة السكانية في معظمها تحويالً نوعيا ً
وجعلت من الكم الكبير كيفا ً مفيداً وأثبتت تلك التجربة أن الزيادة السكانية ليست دائما ً نقمة بل إنه يمكن تحويلها إلى نعمة مثلما فعلت “الهند‟ وقبلها “الصين‟ ولعل “مصر‟ تستفيد من ذلك النموذج اآلسيوي الذى نجح فى توظيف الكم لخدمة الكيف وجعل الزيادة السكانية نعمة وليست نقمة من خالل مناهج التعليم وطرائق التدريس وبرامج التدريب وخلق وعي عام بإمكانية رفع مستوى األداء فى كافة المجاالت.
خامساً :إن التشابه التاريخي بين التجربتين المصرية والهندية من الناحية السياسية يذكرنا بعالقات “غاندي‟ بزعماء الحركة الوطنية المصرية وف��ي مقدمتهم “سعد زغلول‟ و‟مصطفى النحاس‟ فضالً عن الفترة المزدهرة للعالقات بين البلدين وأعني بها فترة العالقة الوثيقة بين “نهرو‟ و‟عبد الناصر‟ ودورهما في تكوين “حركة عدم االنحياز‟ وتركيزهما على العناصر المشتركة بين البلدين وأهمها مكافحة الفقر وتنمية الصناعة وتعزيز بعض البرامج اإلصالحية ،ولكن الذي حدث هو أن هزيمة 1967كانت لحظة انقطاع وتوقف فى المسيرة المصرية بينما استكملت “الهند‟ طريقها المرسوم حتى اآلن وحققت في ذلك انجازات مشهودة على معظم المستويات. إن النقاط السابقة تدعونا إلى تأمل “النموذج الهندي‟ الذي حقق نجاحات باهرة بينما كان يمضي معنا على خط مواز عند نقطة البداية ولكن أي��ن هم اآلن وأي��ن نحن؟! فالجدية واالستمرار ركيزتان حرص عليهما “النموذج الهندي‟ وافتقدتهما التجربة المصرية!
21
دروس من تاريخ العالقات الهندية-المصرية* جمال نكروما يتناول العالقات الهندية-المصرية من منظور تاريخي قد ال يعرف الكثيرون معلومات دقيقة عن طبيعة العالقات الهندية-المصرية االجتماعية ،حيث نجد أن عدد الهنود المقيمين في مصر يتغير سنويا ،ولكن ثمة اعتقاد عام بأن عدد أبناء الجالية الهندية في مصر بلغة األرقام ليس بالعدد الكبير ،ولكن من المثير لالهتمام أن الهنود المقيمين في مصر هم من المتخصصين الحاصلين على قسط عال من التعليم ويعملون في شركات متعددة الجنسيات تعمل في مجاالت البترول والغاز والقطاع المصرفي وتكنولوجيا المعلومات ،ويشغلون مناصب عليا داخل تلك الشركات. والدليل على هذا الكالم أن المدراء الهنود الذين يمتلكون خبرات فنية ومهنية عالية يُساهمون في تحسين كفاءات المصريين الذين يعملون معهم في تلك الشركات .إن مصر دائما تفتح ذراعيها وترحب بأبناء الهند من أصحاب المستويات العليا في التعليم والمهارة .ويمكن أن ندرك حجم فوائد التواصل على المستوى المهني مع أبناء الهند إذا نظرنا إلى التعاون معهم في مجال مثل تكنولوجيا المعلومات. باختصار يمكن القول إن المتخصصين الهنود يساهمون بصورة واضحة في رفع الكفاءة اإلنتاجية في مصر بشكل عام في مختلف المجاالت التي يعملون بها. وعلى عكس ما هو عليه الحال في دول الخليج الغنية بالثروات البترولية والتي نجد أن نسبة كبيرة من أبناء الهند العاملين بها يعملون في وظائف ٌدنيا وأعمال شاقة تتطلب جهدا بدنيا، فإن الهنود الذين يعملون في مصر يشغلون مناصب جيدة م��ن المنظور االجتماعي واالقتصادي .وفي الخليج على سبيل المثال
22
صوت الهند -العدد 499
نجد أن غالبية الهنود الذين ينتمون إلى طبقات فقيرة نسبيا يشعرون هناك بعدم االرتياح، وهو شعور غير موجود على اإلطالق بين أبناء الجالية الهندية األثرياء الذين يعيشون في مصر .وعلى العكس تماما من مصر ،ال تسمح الهند بازدواج الجنسية ،وبالتالي فإنه الزما على معظم الرعايا الهنود المقيمين في مصر استخراج تصاريح عمل وإن كانوا في حقيقة األمر ال يقيمون في البالد بصورة دائمة. وفي سياق الحديث عن الجالية الهندية في مصر ،التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الزعيم الروحي لطائفة البٌهرة الداودية سلطان سيف الدين في القاهرة في يوليو .2016ومن الجدير بالذكر أن أبناء طائفة البُهرة المقيمين في مصر يبذلون جهودا كبيرة في ترميم المساجد التي ترجع إلى العصر الفاطمي في مصر .ويهتم البٌهرة بمجموعة من المساجد التاريخية في القاهرة من بينها مسجد الحاكم بأمر هللا ،ومسجد
الجيوشي ومسجد األقمر ومسجد اللؤلؤة. ويرتدي البُهرة زيا مميزا لهم وبالتالي يسهل التعرف عليهم في القاهرة .وطائفة البٌهرة هي في األساس فرع من فروع طائفة الشيعة اإلسماعيلية ،ويعيشون في مصر منذ عدة عقود ،وبالتحديد منذ السبعينات من القرن العشرين ،وهم ينظرون إلى مصر باعتبارها وطنهم الروحي ويدينون بالوالء ألجدادهم وأسالفهم من الفاطميين الذين حكموا مصر في فترة من فترات التاريخ. ويميل البُهرة الموجودين في مصر -تماما مثل مواطني الهند اآلخرين من الهندوس وغيرهم من العلمانيين -لالهتمام بالتعليم واإللمام بالنواحي القانونية واالشتغال بالتجارة .وفي هذا الصدد ،قام سلطان البُهرة سلطان سيف الدين خالل لقائه بالرئيس السيسي بالتبرع بمبلغ 10مليون جنية مصر لصندوق تحيا مصر .وليس من طابع أبناء طائفة البهرة استعجال الجهات المعنية في مصر إلنهاء مصالحهم ،عالوة على أنهم من الفئات األكثر
نشاطا في القيام باألعمال الخيرية .وينظر البُهرة إلى رجل الدين باعتباره أعلى مقاما من األكاديمي الناجح. ويرى المتابع العادي لألمور أن الهند بعيدة عن ناظري الجانب المصري على المستوى الرسمي ،ولكن في بعض األح��ي��ان يقوم مسئولون ودبلوماسيون من الهند ومصر بكسر حاجز الصمت والتواصل بين الجانبين. ويعيش في مصر حوالي 550من أبناء طائفة البُهرة باإلضافة إلى ما يقرب من 50مواطن هندي متزوجين من مصريات .وبرغم من قلة أعداد أبناء الجالية الهندية المقيمة في مصر، إال أن األف�لام والمسلسالت الهندية تحظى بشعبية كبيرة بين المصريين. وبالعودة بالحديث إل��ى حقبة الكفاح ضد االستعمار عبر صفحات التاريخ ،يبرز أمامنا ما يمكن أن نطلق عليه “لقاء العقول‟ بين زعماء الحركة الوطنية في البلدين .فقد ك��ان سعد زغلول والمهاتما غاندي على اتصال وثيق ببعضهما البعض وتم توثيق ذلك التواصل .وحتى بعد وفاة سعد زغلول، استمر غاندي في التواصل عبر المراسالت مع أرملته السيدة /صفية زغلول. وتمر األي���ام ،ويلتقي جمال عبد الناصر وجواهرالل نهرو في العديد من المناسبات من بينها لقاء عُقد في باندونج بإندونيسيا وسرعان ما جمعت أواص��ر الصداقة بين الزعيمين ،اللذين كافحا ضد االستعمار .وفي الوقت نفسه ،واص��ل الزعماء في البلدين رحلة البحث عن تحقيق العدالة االجتماعية ب��اإلض��اف��ة إل��ى ع��دد آخ��ر م��ن األه���داف االجتماعية والسياسية واالقتصادية المشتركة. وشهدت فترة الخمسينات والستينات من
القرن العشرين محاولة تحقيق تطلعات شعبي البلدين ،والسيما بعد أن كانا قد تخلصا من نير االستعمار. على الرغم من أن حزمة اإلج��راءات التي اتخذها نهرو وعبد الناصر كانت مميزة، إال أن معظم ما أقدموا عليه لم يكن باألمر الجديد أو الفريد من نوعه بالنسبة للزعماء التقدميين في الدول حديثة العهد باالستقالل في تلك الفترة .وثمة تفسير لميل الزعيمين لأليديولوجية االشتراكية ،أال وهو أنهما كان يؤمنا إيمانا شديدا بالعمل على تحقيق العدالة االجتماعية .وقد وجد ناصر في نهرو حليفا يناصره ويشاركه نفس التوجه ،وبالتالي ما كان من نهرو سوى أنه سعى بدوره لتعزيز العالقات بين البلدين. بالتوازي مع بداية رحلة البحث عن تحقيق العدالة االجتماعية في كل من الهند ومصر، بدأ تنفيذ برامج تنمية محددة بهدف توجيه االقتصاد في كل من مصر والهند نحو سياسات التصنيع والتنمية الزراعية .وبلغت تلك السياسات ذروتها في الهند مع بزوغ ما ٌعرف بـ“الثورة الخضراء‟ ،بينما استطاعت سياسات اإلص�لاح الزراعي في مصر أن تلغي النظام اإلقطاعي القديم. وعلى مر سنين وعقود من الزمان ،كانت القيادة في البلدين تحرص دوما على دعم العالقات االقتصادية واالجتماعية .لقد ازدهرت الثورة الخضراء في الهند من خالل ما حققته من زي��ادة في إنتاجية المحاصيل وتحسين أنماط الزراعة والحصاد ونوعية البذور .لقد استطاعت الهند تحت قيادة نهرو أن تقود حركة عدم االنحياز جنبا إلى جنب مع دول أخرى مثل :مصر وإندونيسيا وغانا
ويوغوسالفيــا (سابقا) .وكـــان الدبلوماســـي الهندي البارز في .كيه .كريشنا مينون هو أول من أطلق مصطلح “حركة عدم االنحياز‟ في األمم المتحدة في عام .1953وباإلضافة إلى ذلك ،جسد مؤتمر باندونج آسيا-أفريقيا- الذي عُقد في عام -1955عزم تلك الدول على الكفاح من أجل تحرير أنفسها من قيود االستعمار .وفي ضوء هذه الخلفية السياسية، ازدهرت العالقات الهندية-المصرية وتوثقت ٌعراها. وك��ان جوهر فكر نهرو وعبد الناصر هو العمل على التخلص من أي آثار متبقية من حقبة االستعمار واإلمبريالية .وكانت الهند ومصر في حالة اقتصادية أفضل بكثير من العديد من المستعمرات السابقة. وظهرت الطبقات اإلقطاعية في كل من مصر والهند كعائق أمام إرساء نظام اجتماعي جديد أكثر عدالة .وكانت هذه الظواهر متشابهة لدرجة واضحة ،وكان يجب العمل في ذلك الوقت على التغلب على تلك العوائق. مشاركا ناصر نفس األفكار والمشاعر ،اتخذ نهرو موقفا صريحا في شجبه للعدوان الثالثي ضد مصر خالل أزمة السويس عندما قامت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالعدوان على مصر بعد تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس. كان الشغل الشاغل لكل من ناصر ونهرو دائما وأبدا في تلك الفترة هو كيفية التخلص من اآلفات التي خلفها االستعمار البريطاني. وكان الزعيمان يدركان تماما أشكال عدم المساواة الصارخة السائدة في بلديهما .وعقد الزعيمان العزم على انتشال عشرات الماليين م��ن أب��ن��اء شعبيهما م��ن الفقر واالشتغال
23
بالزراعة لمجرد سد الرمق .ومع ذلك ،وبعد عقود من إقرار النظام االشتراكي ،ال تزال الفوارق االجتماعية واالقتصادية متواجدة بصورة كبيرة في البلدين. وكان التحرر السياسي يعني تحقيق التحرر االجتماعي والتنمية االقتصادية .ولكن ،نجد أن العالقات الثانية بين البلدين في الوقت المعاصر -التي تسعي إل��ى تحقيق تنمية اقتصادية -تقوم على أساس رأسمالي. ولعل أحد أهم العوامل الرئيسية التي تلعب دورا ه��ام��ا ف��ي صياغة شكل العالقات المعاصرة بين الهند وم��ص��ر ه��و إرث العالقات القديمة ،حيث توجد العديد من األدلة الكافية التي تشير إلى أن التجارة بين مصر القديمة وحضارة وادي السند قد ازدهرت عن طريق تجار بالد ما بين الرافدين الذين عملوا كوسطاء للتجارة بين الجانبين .ولكن ال يوجد أي دليل أثري قاطع على أن تجار هارابا قاموا بزيارة مصر في أي وقت من األوقات. وتجدر اإلشارة إلى أن حضارة السند القديمة ازدهرت خالل الفترة من 2800قبل الميالد إلى 1800قبل الميالد ،حيث اشتغل الناس بالزراعة وتربية الحيوانات ،وتم استخدام األوزان والمقاييس الموحدة ،وتم صناعة األدوات واألسلحة ،واالتجار في هذه البضائع مع المدن األخرى .وكما هو الحال بالنسبة للعالقات الهندية-المصرية المعاصرة ،لم تكن الثقافتان الهندية والمصرية مختلفتين في كثير من األمور. ووفقا لبحث أجراه كل من بي.كيه .تشاتيرجي وجي.دي .كومار في عام ،1965فإن هناك تشابه كبير للغاية في الخصائص الفيزيائية
24
صوت الهند -العدد 499
لألدلة األثرية الخاصة بشعب أهل السند القديمة وأبناء منطقة نقادة وال��ب��داري في مصر. وم��ن ناحية أخ��رى ،كانت أفغانستان أهم مصدر ل�لازورد ،والياقوت األزرق اللذين كانا من األحجار المفضلة بصورة كبيرة لدى أبناء مصر القديمة .لكن لم يتم العثور على المجوهرات المصرية في المنطقة التي كانت تتواجد فيها حضارة وادي السند .ومن ثم، تشير األدلة إلى أن القطع األثرية المصرية الموجودة قد تم نقلها إلى منطقة هارابا عبر التجار بالد ما بين النهرين .ومن المصادر التي يمكن الرجوع إليها في ه��ذا الصدد الرواية التي ألفها الكاتب الهندي أميتاف جوش في عام - 1993والتي تكاد تشبه السيرة الذاتية والصادرة تحت عنوان “في البالد العتيقة‟ -حيث يتناول المؤلف موضوع التجارة بين الهند ومصر خالل فترة العصور الوسطى. لقد حكم سالطين المماليك مصر في نفس وقت ازده��ار اإلمبراطورية المغولية اإلسالمية في الهند ،التي اشتهرت بثرواتها الضخمة واهتمامها بالصناعة .وأصبحت الهند في تلك الفترة تتمتع بقدر كبير من الرخاء والرفاهية. وفي تلك الفترة اعتمد االقتصاد المغولي على نظام يقوم على مجموعة من العناصر منها: صك العملة ،وفرض إيرادات على األراضي وتنشيط التجارة .وأصدرت بيوت المال في اإلمبراطورية المغولية عمالت نقدية من الذهب والفضة والنحاس تم تداولها باعتبارها عملة ح��رة .ووفقا لما هو متوفر لدينا من معلومات فقد اكتظت موانئ البحر األحمر
في مصر بالبضائع القادمة من الهند خالل تلك الفترة. وقد استطاع الشاعر الهندي الكبير رابندرنات طاغور -الذي يعد أول شخص من خارج أوروبا يفوز بجائزة نوبل في فرع األدب -أن يزرع صورته في قلوب الناس في مختلف دول العالم ومن بينها مصر .لقد كان طاغور شاهدا على العالقات المتبادلة بين مصر والهند .وكان طاغور على دراية باالختالفات بين ثقافة مصر الدولة ذات األغلبية المسلمة، وثقافة الهند ذات األغلبية الهندوسية ،ولكن جمعه عالقة صداقة قوية مع الشاعر المصري الكبير الذي عاصره وهو أمير الشعراء أحمد شوقي .وتجدر اإلشارة إلى أن كل من طاغور وشوقي أبرعا في فن إبداع المالحم الشعرية. وقد تم إنشاء مركز موالنا آزاد الثقافى الهندى فى القاهرة في عام .1992ويلعب المركز دورا هاما ً في دعم العالقات الثقافية بين مصر والهند .ويعقد المركز دورات منتظمة لتعليم اللغتين الهندية واألردي��ة ،باإلضافة إلى دورات لتعليم اليوجا والتأمل .كما يقوم المركز بين الحين واآلخر بعقد دروس لتعليم الرقص الكالسيكي الهندي ورقص بوليوود ب��اإلض��اف��ة إل��ى تنظيم ن���دوات ومعارض ومهرجانات الثقافية. وق��د شهدت فترة الثمانيات والتسعينات من القرن العشرين نهاية فترة اجتماعية واقتصادية لها سماتها الخاصة في كل من الهند ومصر .وبدأت الهند في وضعية جيدة تسمح لها باالنطالق نحو مرحلة انتقالية. كانت المصانع الهندية أقل تقدما من الناحية التكنولوجية عن مثيالتها في أمريكا والصين
وأوروب��ا واليابان .وكان تحول الهند من االشتراكية إلى الرأسمالية عملية تحمل في طياتها مخاطر إع��ادة بناء الهيئات و الوحدات الصناعية بشكل جديد األمر الذي كان صعبا للغاية. وقد ب��دأت الهند في تصنيع كل شيء من السيارات إلى الروبوتات .وعلى العكس من ذلك تماما ،بدأت مصر تسير في اتجاه معاكس شهد تراجعا ً لقطاع التصنيع ولم تستطع مصر االستفادة من النجاح الذي كانت قد حققته في فترة من الفترات .ومن هنا ،يجب القول إن الفساد آفة يكاد يكون من المستحيل القضاء عليها .في الهند أيضا ارتفعت تكلفة الفساد ،وال تزال هناك العديد من الفضائح المرتبطة بالرشوة و الفساد. وخالل فترة نهرو وعبد الناصر ،كانت الهند ومصر تتبعان مسارات مماثلة لتحقيق التنمية االقتصادية مما كان له تأثير غير مباشر على العالقات االجتماعية بين البلدين. إن الرأسمالية المعاصرة من العوامل التي عززت الروابط بين البلدين الناميتين .حيث تعتبر الهند رابع أكبر شريك تجاري لمصر بعد الواليات المتحدة وإيطاليا والمملكة العربية السعودية .ويبلغ حجم االستثمارات الهندية في مصر في الوقت الحالي 3مليار دوالر أمريكي موزعة في حوالي 45 مشروعا ً استثمارياً .ولكن ،ماذا يتبادر إلى ذهن المصريين عند سماع كلمة “الهند‟؟ في مصر كلمة “الهند‟ تستدعى في الذهن صورا مختلفة من أفالم بوليوود وما بها من مشاهد ترتقي إلى حد المعجزات السينمائية التي تترك في نفسية المشاهد المصري أثرا
عميقا ودائما ،ساهم في صياغة شكل جديد للعالقات الهندية-المصرية االجتماعية. لم يعد المصريون ينظرون لألفالم الهندية على أنها أف�لام تتناول مشاهد خيالية ال يمكن تصديقها في الواقع .كان المرء عندما يقول في الماضي “دا فيلم هندي‟ على أي موضوع ،يعني أنك تحكي أمرا ال يصدقه عاقل .لكن الوضع تغير تماما اآلن .والواقع أن هناك بعض األسئلة الثقافية التي بدأت أف�لام السينما الهندية “بوليوود‟ تحمل اإلجابة عليها وأصبح لها أكبر األثر في حياة الكثير من المصريين على اختالف األجيال. ومع ذلك ال يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن العالقات االقتصادية بين البلدين أيضا لها تأثير كبير على العالقات الهندية-المصرية بصورة عامة .ففي مارس ،2008وقعت مؤسسة جوجارات المحدودة للبترول اتفاقية امتياز للتنقيب عن البترول والغاز في موقعين في مصر. لقد كانت مصر والهند على علم تام بأن االنتقال من االشتراكية إلى الرأسمالية الكاملة سيكون أمرا صعبا .والدليل على ذلك أن كلتا البلدين لم تتخليا تماما عن بعض الجوانب المتعلقة بماضيهم االشتراكي .وتعمل الشركات الهندية على استكشاف السوق المصرية بصورة سريعة .ففي عام ،2008تلقت شركة كيه. إي.سي .الهندية الدولية المحدودة أكبر طلب بقيمة 95مليون دوالر من الشركة المصرية لنقل الكهرباء. إن السمات المشتركة في مجال الصناعات في الهند ومصر -في ضوء كونهما من الدول النامية -تدعو للتفاؤل بإمكانية العمل على
تعزيز مستقبل العالقات االقتصادية الثنائية، األمر الذي سينعكس بصورة إيجابية على العالقات االجتماعية .يٌعد االقتصاد الهندي هو سابع أكبر اقتصاد في العالم ،حيث يبلغ النمو االقتصادي في الهند %7.6مقابل %7 فقط بالنسبة لالقتصاد الصيني .ومن المتوقع أن يحقق االقتصاد الهندي نسبة نمو قدرها %8في السنة المالية الحالية .وعالوة على ذلك ،تحتل الهند المرتبة األولى في اإلنتاج الزراعي. وعلى الرغم من أن الهند ال تزال دولة نامية، إال أنها انطلقت في مسيرتها نحو تحقيق ثراء مادي منطلقة من مرحلة متواضعة .وتبلغ نسبة السيارات لألشخاص في الهند والصين 25لأللف و 110لأللف على الترتيب. لقد التقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مع الرئيس السيسي في عدة مناسبات في أماكن مختلفة .وناقش زعيما البلدين مسألة مكافحة اإلره��اب ،وهو الموضوع ال���ذي يهم ال��ب��ل��دان كثيرا ،حيث وقعتا ضحية لهجمات إرهابية في الماضي. ومن الموضوعات البارزة التي تم تناولها موضوع االستثمارات الهندية في محور قناة السويس الجديدة. وختاما ،يجب أن نشير إلى أنه ال يمكن أن نقلل من أهمية الصورة المركبة للعالقات الهندية-المصرية على المستوى االجتماعي والتي ب��دأت تأخذ في االعتبار التغيرات الجوهرية التي تعتري المشهد السياسي واالقتصادي العالمي. * مترجم عن االنجليزية
25
االحتفال بعيد استقالل الهند (تصوير :أنجس بلير)
26
صوت الهند -العدد 499
27
مشاركة الهند في قمة مجموعة العشرين
أوضح رئيس وزراء الهند السيد /نارندرا مودي في الخطاب الذي ألقاه أمام قادة العالم في مؤتمر القمة السنوي لمجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية أن اجتماع مجموعة العشرين يأتي في وقت تشهد فيه الساحة العالمية تحديات سياسية واقتصادية معقدة .وذكر رئيس الوزراء الهندي السيد /مودي أن مجموعة العشرين في حاجة إلى جدول أعمال يقوم على اتخاذ إجراءات جماعية منسقة ومحددة الهدف. وقال رئيس الوزراء الهندي“ :إننا نواجه تحديات مشتركة وك��ذل��ك تجمع بيننا فرص مشتركة .ونجد أن وسائل االتصال والثورة الرقمية والتكنولوجيا الجديدة وضعت حجر األساس لنمو الترابط على المستوى العالمي بين أبناء الجيل القادم‟. وأوض��ح رئيس ال��وزراء الهندي السيد/ مودي أهمية وضع أجندة عمل “لتحقيق نمو قوي ومستدام ومتوازن كي يستفيد منه الجميع ،وهو األمر الذي يتطلب من
28
صوت الهند -العدد 499
مجموعة العشرين العمل بشكل حاسم، ويتطلب أيضا إرس��اء شبكة قوية من الشراكات‟. وقال رئيس الوزراء إن رؤيته الخاصة تتلخص في إرساء منظومة عالمية تتسم بالشفافية واإلنصاف وعدم التمييز ،االنفتاح والشمولية وأن تعكس قواعد التجارة العالمية الجهود الجمعية .وذكر رئيس ال��وزراء أن تسهيل التجارة من األمور المهمة ،وحث الدول على التنفيذ الكامل
للقرارات الوزارية لقمتي بالي ونيروبي. وأضاف قائال“ :يجب أن يستجيب النظام التجاري العالمي الحتياجات وأولويات الدول النامية ‟.وأشار إلى أن االقتصاد القائم على المعرفة واالبتكار يتطلب حرية الحركة ،وأن األولوية التي تضعها الهند هي العمل نحو إبرام اتفاقية لتسهيل التجارة في مجال الخدمات. كما ذكر م��ودي أن مجموعة العشرين تحتاج إلى المزيد من العمل من أجل تحفيز
تدفق االستثمارات .وأضاف قائال“ :لقد ساهمت منظومة االستثمار الجديدة الحرة في وضع الهند بين أكبر الدول الجاذبة لالستثمارات األجنبية المباشرة ‟.وتابع م��ودي حديثه قائال إن محاربة الفساد، وغسيل األموال والتهرب الضريبي هي أساس أي نظام مالي فعال .كما ذكر أن توافر الطاقة أمر حيوي وهام للغاية لدعم جهود التنمية ،ومشيراً إل��ى أن توفير مزيج متوازن من الطاقة النووية والطاقة المتجددة والوقود األحفوري هو جوهر سياسة الطاقة الهندية. وخ�ل�ال الجلسة ال��ت��ي ع��ق��دت ف��ي قمة العشرين تحت ع��ن��وان “تنمية شاملة
ومترابطة‟ ،ق��ال م��ودي“ :الهدف هو العمل على وض��ع الجميع على مسار التنمية وهو ليس مجرد طموح ولكننا نعمل على ترجمته على أرض الواقع .ومن ثم، يجب أن تحظى السياسة واإلج���راءات على المستوى الداخلي بدعم من األنظمة واألطر الدولية‟. وأب��رز رئيس ال��وزراء الهندي السيد/ م��ودي كيف يمكن ألجندة 2030أن تكون محفزا للمجتمعات على التحول وتخطي الفوارق الكبيرة ،كما أكد على أهمية العمل بصورة تعاونية خالل فترة الخمسة عشر عاما المقبلة مع وضع إجراءات محددة يمكن للعالم أن
يقوم باتخاذها لتحقيق التنمية الشاملة والمترابطة. وعلى هامش القمة ،التقى مودي مع قادة مجموعة البريكس التي تضم دوال صاحبة اقتصادات ناشئة ،فضال عن عدد من القادة اآلخرين بينهم رئيس ال��وزراء األسترالي السيد /مالكولم تيرنبول ،ورئيسة وزراء المملكة المتحدة السيدة /تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي السيد /فرانسوا أوالند، والرئيس التركي السيد/رجب طيب أردوغان ورئيس األرجنتين السيد /موريسيو ماكري. كما التقى رئيس ال��وزراء مودي مع نائب ولي عهد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان آل سعود.
29
العالقات االقتصادية بين مصر والهند * بقلم :د.آسر سالمة
شهــدت العالقـــات المصريــة الهندية نمــــوًا مطـــردًا خالل السنوات األخيرة وذلك على كافة األصعدة ،ال سيما الصعيد االقتصادى حيث تعتبر الهند شريك اقتصـــادى إستراتيجــى لمصر فى منطقة شرق اَسيا، وقد عكست الزيارات الوزارية رفيعـة المستـوى بيـن الجانبين االهتمـــام المتبــــادل لتعزيـــز العالقات الثنائية فى إطار سياسة خارجية مصرية لدعم التعاون مع القوى الرئيسية فى القـــارة ا َالسيوية وعلى رأسها الهند ،وذلك في عدة مجاالت منها النقل البحرى والطيران المدنى ومجاالت الزراعة والتبادل التجـــارى والسياحــة إلى جانب التعاون الجمركى وغيرها. وتعمل البلدان حاليا ً على مضاعفة حجم التبادل التجارى بينهما إلى 8مليارات دوالر خالل عامين مع زيادة االستثمارات المشتركة إلى 5مليارات دوالر. ويربط مصر والهند نحو 16اتفاقية وم��ذك��رة تفاهم ف��ى م��ج��االت االقتصاد واالستثمار والتبادل التجارى منذ عام ،1996وقد زاد حجم التبادل التجارى بين البلدين من 664مليون دوالر عام 2005 إلى نحو 5مليارات دوالر عام 2014كما تقدر قيمة االستثمارات الهندية فى مصر حاليا ً بنحو 3مليارات دوالر.
30
صوت الهند -العدد 499
وتشير العالقات المصرية الهندية إلى تواجد العديد من الفرص الواعدة للتعاون بين مصر والهند فى إفريقيا ،وتسعى الهند إلى زيادة حجم االستثمارات بمصر فى ضوء الفرص التى تتيحها المشروعات الجارى تنفيذها والتعديالت التى تم إدخالها على البنية التشريعية الخاصة باالستثمار بما يوفر مناخا ً جاذبا َ لالستثمار ،ويؤكد على إمكانية استفادة الهند بما تتمتع به مصر من موقع متميز وإمكانيات كبيرة لتكون مصر بمثابة نقطة انطالق إلى إفريقيا بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين ،السيما فى ضوء تميز الهند فى مختلف مجاالت التكنولوجيا المطلوبة فى الدول األفريقية. وهناك العديد من األطر المؤسسية للعالقات االقتصادية المشتركة بين البلدين ومن بينها: “مجلس األعمال المصري الهندي‟ وهو تجمع اقتصادي يهدف إلى تفعيل العالقات االقتصادية بين البلدين في مختلف المجاالت وخاصة التجارية واالستثمارية ،ويدمج الشعار الجديد للمجلس بين مفتاح الحياة عند
قدماء المصريين وإشارة التحية الهندية التى ترمز للوالء واالحترام والتقدير. ويساعد المجلس في دع��م مصر لتصبح بوابة الهند نحو أفريقيا وذلك من خالل إطار منهجي يحقق األهداف الموضوعة والمحددة للعالقة االقتصادية بين البلدين .ومن أهم هذه األهداف :توطيد العالقات بين مجتمع األعمال في البلدين والتعرف على الفرص االقتصادية المتوفرة لديهما من خالل بحث دائم للفرص التسويقية المتاحة .كذلك تشجيع الصادرات وتبادل السلع والخدمات ،وتبادل المعلومات وإقامة المعارض في البلدين .إضافة إلى تشجيع إق��ام��ة المشروعات االستثمارية في البلدين ،وذل��ك بالتعرف على أفضل سبل التمويل المتاحة .والعمل على تسوية المنازعات التجارية التي قد تنشأ بين رجال األعمال في البلدين بالطرق الودية .واالهتمام ببرامج التدريب ونقل التكنولوجيا وحق المعرفة ،وتوفير المناخ المالئم للحصول على اإلنتاجية المطلوبة بشكل كفئ. وهناك أيضا “مجلس األعمال المشترك‟ بين إتحاد الغرف التجارية المصرية ونظيره
الهندى ،وتشمل أنشطة المجلس تبادل المعلومات التجارية ،وتوفير خدمات تسوية المنازعات التجارية التى تنشأ بين الطرفين عن طريق التحكيم ،وتبادل المشاركة فى المعارض التجارية فى البلدين . أما “برنامج التعاون الفني واالقتصادي‟ المعروف اختصارا باسم “أيتك‟ فقد انطلق عام 1964عندما وجهت الهند اهتمامها نحو التعاون مع دول الجنوب والدول النامية .وتقدم الهند في إطار هذا البرنامج 280دورة تدريبية من خ�لال 47مؤسسة تعمل في مجاالت مختلفة منها :تكنولوجيا المعلومات واإلدارة والمراجعة والمحاسبة وإدارة االنتخابات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة . إضافة إلى ذلك هناك العديد من االتفاقات الموقعة بين البلدين أهمها “اتفاق التجارة‟ الذي تم توقيعه في 13أكتوبر 1977ويتم في إطاره إتمام كافة المعامالت بين البلدين بالعمالت الحرة ،وأهم ما تضمنه النص على معاملة الدولة األول��ى بالرعاية ،وتشجيع المشاركة في المعارض واألس��واق الدولية المقامة في البلدين .و“اتفاق إنشاء اللجنة المشتركة‟ الذي تم توقيعه في 3سبتمبر ،1983وق��د تضمن النص على تشجيع تبادل المنتجات الوطنية وإقامة مشروعات التنمية الزراعية والصناعية والمشروعات المشتركة بصفة عامة ،وينبثق عن هذه اللجنة لجنة فرعية تختص ببحث الموضوعات التجارية والتعاون االقتصادى .واتفاقية “تشجيع وحماية االستثمارات المتبادلة‟ التي تم توقيعها في 9أبريل 1997ودخلت حيز التنفيذ اعتبارا من نوفمبر ،2000
وقد تضمنت تشجيع وخلق ظروف أفضل لمستثمرى أى من البلدين لالستثمار في البلد األخرى ،وتطبيق مبدأ المعاملة الوطنية على استثمارات كل طرف لدى الطرف األخر. واتفاقية “تجنب االزدواج الضريبي‟ التي وقعت في 7فبراير 1969وقد تضمنت أهم بنودها تجنب االزدواج الضريبى على الدخل الناتج عن التمويل العقارى واألرباح التجارية والصناعية ،والنقل الجـوى والبحـرى ،والمشروعات المشتركة وغير ذلك .وقد أجريت عدة مفاوضات بين الجانبين لتجديد هذه االتفاقية وينتظر التوقيع عليها بعد تجديدها في أقرب وقت ممكن. وتسعى مصر لالستفادة من الخبرة الهندية فى مجال تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتنشيط ت��ع��اون الصندوق االجتماعى للتنمية بمصر مع نظيره الهندى وتفعيل اتفاق الصندوق والهيئة العربية للتصنيع من جانب مصر ومؤسسات هندية فى مجال البرمجيات وصناعة الحاسب اآللى. وتبلغ االستثمـارات الهندية في مصر حوالي 3مليارات دوالر ،وتتركز أس��اس��ا فى قطاعات الغزل والنسيج وتخزين البضائع المتنوعة ،البترول والبتروكيماويات .وقد جرت اتصاالت عديدة مع الشركات الهندية الكبرى وعلى رأسها شركة تاتا ،وبيرال، وكيرلوسكار ،إيسار ،ريالينس ،إفكو لوضع خطط استثمارية طموحة خالل الفترة المقبلة خاصة في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات واألسمدة والحديد والصلب ،حيث أبدت شركة ريالينس رغبتها في إنشاء مجمع للبتروكيماويات ،وأب��دت شركات إيسار
رغبتها في إقامة مجمع للحديد والصلب ومجمع لتكرير البترول ،فيما أبدت مجموعة شركات تاتا رغبتها في إنشاء مجمع للحديد والصلب مجمع إلنشاء أسمدة اليوريا واألمونيا. وفيما يتعلق بالبضائع المتبادلة ،تصدر مصر إلى الهند كل من القطن الخام ،واألسمدة الخام ،واألسمدة المصنعة ،والبترول الخام ومشتقاته ،والكيماويات العضوية وغير العضوية ،والجلود والمصنوعات ،ويجرى العمل على توسيع نطاق الصادرات المصرية وخاصة من الفوسفات الصخري واألمونيا. كما تستورد مصر من الهند :غزل القطن، والسمسم ،وال��ش��اي ،وال��ب��ن ،وال��ت��واب��ل، والمنتجات الصيدالنية ،والمعدات المتنوعة، وقطع الغيار ،ووسائل النقـــل ،والمطاط الصناعي ومنتجاته. وخالصة القول إن العالقات المصرية- الهندية تتسم بقدر كبير من التميز وتقوم على تاريخ طويل من التعاون المشترك بين البلدين مما يؤكد أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص لالرتقاء بالعالقات الثنائية إلى مستويات تتناسب مع تاريخهما المشترك، وذلك على كافة األصعدة السياسية والثقافية واالقتصادية واإلستراتيجية .وتجدر اإلشارة هنا أن قناة السويس الجديدة لن تكون معبراً للتجارة الدولية فقط وإنما هي ج��زء من مشروع متكامل للتنمية بمنطقة قناة السويس يضم العديد من الصناعات التحويلية ويقدم الخدمات اللوجستية وال��ذى ب��دوره سيعمل على زي��ادة االستثمارات الهندية وتكثيف التعاون بين الدولتين خالل الفترة القادمة. * عضو مجلس األعمال المصري الهندي
31
بقلم :آتي متولي* الهـنــــــد بلـــد األلــــــــوان والمتناقضـــات والثقافـــات القديمة إلى جانب الكثير من
التقاليد
والديانات
المتميزة .إنها األرض التي تضم أعلى قمم جبال في العالم ،والتي تحتضن السواحل التي تهب عليها الرياح
االستوائية
التي
يخفف من لهيبها ذلك النسيم القادم من مياه المحيط .الهند هي تلك الفنون المعمارية المبهرة التي تروي حكاية تاريخ من عاشوه ،إنها الرقصات والموسيقى البديعة التي تضفرت في هوية الهند القومية.
32
صوت الهند -العدد 499
رحلة إلى الهند* إن الهند هي منبع العديد من األسرار وأرض الغموض والقصص التي نفتش عنها فتأسرنا. ومهما حاولنا اكتشاف سحر الهند المتراكم في ثناياها المتعددة ،من خالل كشف النقاب عن كنوزها رويدا رويدا ،سوف تفاجئنا الهند بمزيد الكنوز الكامنة بها .إن ألوانها وموسيقاها ورقصاتها وحرفها وفنونها المعمارية تبعث فينا حالة من االنتشاء واالفتتان وهذا ما ندركه من خالل االستماع للحقائق التي يسوقها األدب والفلسفة الهندية إلى أننا ما تكاد أيدينا أن تصل إلى إحدى جواهر الهند الصغيرة، حتى نجد أنفسنا مدفوعين إلى االستمرار في البحث في هذا الصندوق المليء بالكنوز سعيا وراء المزيد. إن شعار “هند العجائب‟ ،وهو شعار الحملة التي دشنتها وزارة السياحة الهندية في بداية عام 2000هو واح��د من أكثر الشعارات نجاحا عبر العصور ،ألنه شعارا صادقا تماما لجوهر الحملة ،ولذا ترددت أصداؤه في كافة أنحاء العالم ،دون أن تترك بلد أو مدينة صغيرة أو كبيرة إال ووصلت لها الثقافة الهندية. وقد نالت مصر ،بصفة خاصة ،حظا وفيرا من الكنوز الثقافية القادمة من الهند وتوطدت عرى العالقات السياسية واالقتصادية بين البلدين (والتي ك��ان أبطالها سعد زغ��ل��ول وج��م��ال عبد الناصـــر
والمهاتما غاندي وجواهر الل نهرو) خالل عقود طويلة من خالل إطار الفن .وقد شهدت الفترة من الخمسينات إلى السبعينات شغفا ً كبيراً بكافة نواحي الثقافة الهندية ،وكانت السينما الهندية أدل مثال على هذا الشغف .وال غرو أن تكون تربة مصر الخصبة قد أثبتت تقبلها لهذه الثقافة بعد عدة سنوات ،عندما بدأت حملة “هند العجائب‟ في جذب انتباه الناس إلى الهند بينما تعمل في ذات الوقت على تصدير كنوزها الثقافية إلى العالم. ومن الناحية الثقافية ،نجد أن هناك العديد من الدروب والمسالك التي تقودك للهند .أحدها يتمثل في المرور عبر مومباي وصناعة بوليوود الضخمة الموجودة بها .ويعتبر هذا الدرب أكثر الدروب البراقة والتي تخطف األبصار من خالل خلق عالم ساحر يحاكي العالم الواقعي الذي يعج بالرقص والغناء والذي قدم على مدى قرن كامل قصصا ممتعة ومفعمة بالمشاعر والخيال واإلث��ارة والتي تضخم الواقع من خالل أبطالها المثاليين ،في ظل تزايد أعداد مشاهديها عبر العالم .ولقد أبهرت بوليوود ماليين المصريين لنفس األسباب. وتعتبر األفالم الهندية من ضمن أهم الجسور الثقافية الواضحة التي ربطت بين البلدين ألنها تتعلق بصورة مباشرة بالعديد من التطلعات الدفينة في قلوب وأرواح الشعبين .لقد رأى العديد من المصريين أمالهم وأحالمهم تتحقق من خالل أفالم بوليوود .وحتى لو كان ما يظهر على الشاشة هو مجرد خيال ،فإن األفالم التي كانت مدتها ثالثة ساعات كانت جاذبة بصورة كافية إلراحة العقل وتحريك المشاعــر. لقد ساعدت تلك األف�لام المشاهد
المصري على االنغماس في أحالم اليقظة. وإذا كانت األفالم الهندية أكثر حضورا في دور العرض المصرية في فترة الخمسينات والستينات أكثر منها اليوم ،فقد ظل أبطال تلك األفالم وأغنياتها ونجومها وقصصها حية بين قطاع عريض من المجتمع حتى يومنا هذا .وقد استمرت جاذبية األفالم الهندية في االنتشار من خالل الفعاليات الخاصة مثل نادي السينما الذي ينظمه مركز موالنا أزاد الثقافي الهندي ع�لاوة على تزايد أع��داد مشاهدي القنوات الفضائية التي تعرض أفالما هندية. ورغم أن المجال ال يتسع في هذا المقال لذكر األدلة الكثيرة على الشعبية الكبيرة للسينما الهندية في المجتمع المصري ،إال أنني أود أن أذكر القارئ بحالة الشغف التي كان عليها اآلالف من المصريين خالل الزيارة التي قام بها أميتاب باتشان إلى القاهرة عام .2015 وف��ي مناسبات أخ��رى ،التقيت بأشخاص يحفظون أغاني األفالم الهندية عن ظهر قلب، حتى دون أن يفهموا معناها ،وتحدثت مع عدد من الطالبات الالتي يؤدين رقصات بوليوود في مركز موالنا آزاد الثقافي الهندي أو في بيوتهم ،ورأيت حماس المشاركين في ورش عمل رقصات بوليوود ...وهذا يكفي إللقاء الضوء على األثر الساحر للسينما الهندية “بوليوود‟ على الكثير من المصريين. أما بالنسبة للمعنيين بشئون الثقافة ،تمثل بوليوود بوابة تستثمر الهند من خاللها في األزي��اء ذات األل��وان المتعددة والموسيقى النابضة بالحياة والقصص السينمائية المدهشة. وهنا تلعب السفارة الهندية ومركز موالنا آزاد الثقافي الهندي دوريا ً محوريا ً في تقديم عدد كبير من فعاليات الثقافة الهندية للجمهور المصري .هناك الكثير من األنشطة التي تقام على مدار العام ،وفي الكثير من المدن ،وهو ما يذكرنا بأن الهند هي أيضا ً أرض الفلسفات العظيمة واللغات والتقاليد الثقافية الملهمة وفنون الموسيقى والرقص والفنون البصرية وغيرها. إن الجهات المعنية بتمثيل الهند في مصر ال تقدم مجموعة متنوعة من الدورات للمهتمين بدراسة اللغات وأشكال الرقص واليوجا
وال��ت��أم��ل فحسب، ولكنها تعمل أيضا ً على تعزيز التعاون ال��ث��ق��اف��ي ب��ه��دف تحقيق التواصل بين العقول الخالقة في كال البلدين. ومع وج��ود الكثير من مالمح “ه��ن��د ال��ع��ج��ائ��ب‟ ال��ت��ي تحيط بنا ،يعتبر “مهرجان الهند على ضفاف النيل‟ أوضح مثال للفعاليات الثقافية التي تقام في مصر ،وهو مهرجان ثقافي سنوي يضم العديد من الفعاليات ويمثل فرصة عظيمة للجمهور المصري الستكشاف الجوانب المختلفة للهند .ورغم حداثته (أقيمت الدورة الرابعة من المهرجان هذا العام) ،نجح مهرجان “الهند على ضفاف النيل‟ بالفعل في تقديم مجموعة كبيرة من الفعاليات والعروض الفنية الرائعة من الهند. وف��ض�لاً ع��ن ع���روض األف��ل�ام الهندية واللقاءات التي تجرى مع رم��وز صناعة السينما الهندية (م��ن مومباي وغيرها)، وعروض بوليوود الراقصة ،يعد مهرجان “الهند على ضفاف النيل‟ فرصة لاللتقاء بفناني الرقص الكالسيكي من أنحاء الهند المختلفة ،والعازفين الذين يقدمون عروضا ً شيقة تتسم بمزج األلوان الموسيقية المختلفة. وه��ي فرصة يمكننا من خاللها التواصل مع رموز الهند البارزين في مجال األدب والفكر ،ومتابعة معارض الحرف والصور الفوتوغرافية وال��م�لاب��س والمنسوجات والحرف اليدوية ،كما أنها فرصة لتذوق مأكوالت المطبخ الهندي والتعرف على اليوجا من خالل الفعاليات الكبرى. وينبغي أن نعتبر أنفسنا سعداء الحظ ألن لدينا فرصة لالستمتاع بالفعاليات الثقافية الهندية المتعددة .وإن كان هناك ما أندم عليه في رحلتي للتعرف على المالمح الثقافية للهند، فهو أنني بدأت هذه الرحلة منذ أربعة أعوام فقط ،وذل��ك مع إط�لاق ال��دورة األول��ى من “مهرجان الهند على ضفاف النيل‟. الهنـد رحلـــة ،س��وا ًء بالمعنـــى الحرفــي للكلمــة أو بالمعنـى المجازي أي أنها رحلة عقلية
شعورية من خالل الخبرات الثقافية .وعلى مدى تلك السنوات األربعة ،لم أكتشف الكنوز اإلبداعية العديدة والعوامل الثقافية الكثيرة المتعلقة بالهند فحسب ،ولكنني أدركت أيضا ً أنه بينما نستمتع بأسرار الهند الكثيرة – سوا ًء تبدت تلك من خالل المهرجان الذي يستمر على مدى ثالثة أو أربعة أسابيع أو في غير ذلك من الفعاليات الكثيرة التي تقام على مدار العام – فإننا نتساءل عما لم نكتشفه بعد من الثروات األخرى الكثيرة التي ال تعد وال تحصى. إن الهند معين ال ينضب م��ن المعارف والخبرات والروافد الثقافية .وهي بمثابة مكتبة مذهلة مليئة بالقصص ،ومهما قرأنا من كتبها ،فإننا ال يمكن أبداً أن نقرأ جميع الكتب التي تضمها .ال يمكننا أبداً أن نعرف كل شئ عن الهند ،وكلما أبحرنا فيها ،كلما كشف لنا بحرها العميق عن المزيد والمزيد من األس��رار .وكما هو الحال في المكتبة، كذلك هو في الهند حيث يجد كل إنسان ضالته ويصبح كل كتاب خطوة صغيرة تقود إلى دروب أبعد من االستشكاف .ال شك أنها رحلة جديرة باالهتمام. *مترجم عن اإلنجليزية رئيسة القسم الثقافي بموقع األهرام أون الين
33
بانتظار طريق الحرير قريبًا
محمد عبلة يستلهم روح الهند في أعماله عبلة :أعمالي دليل إعجاب بالهند
يستعد الفنان محمد عبلة لتقديم مجموعة من أحدث أعماله الفنيةفي معرض يقام بمصر خالل شهر نوفمبر القادم والتي يتناول من خاللها طريق الحرير ويظهر في جانب منها تأثره بالهند وتاريخها ،وللفنان محمد عبلة ارتباط قوي بالهند حيث قدم معرضين قبل ذلك بالمركز الثقافي الهندي أولهما تحت عنوان "رحلة إلى الهند" والتي أعقبت زيارته األولى إلى الهند التي تركت في نفسه أثرا كبيرا بالرغم من قصر مدتها ،ثم أعاد التجربة مرة آخرى في 2015حيث قدم مجموعة جديدة من األعمال التي صورت الهند عقب زيارته الثانية لها . وفي كلمته خالل المعرض يقول الفنان عبلة "الهند عالم كبير مملوء بالبشر واأللوان والحكايات واألساطير وللهند أكثر من وجه وتحتاج إلى سنوات للتعرف عليها" التقينا بالفنان محمد عبلة وكان لنا معه هذا الحوار عن تأثره بالثقافة الهندية: للفنان محمد عبلة تجربة جديدة مع الثقافة الهندية حاليا ..فهل من الممكن أن تحدثنا عنها؟ في الوقت الحالي أقوم باإلعداد لمعرض عن طريق الحرير ومعظم اللوحات مستلهمة من فكرة طريق الحرير والتجارة وتبادل الحوارات بين الثقافات المختلفة ،وأنا أرسم مستلهما من عدة ثقافات وحضارات ،ولذا في الوقت الحالي أقرأ كثيرا جدا عن الهند
34
صوت الهند -العدد 499
والصين ،كما أقرأ عن األساطير الهندية وحكايات التجار في منطقة شرق آسيا.. وانتقال األديان وتبادل الحضارات. أما فيما يتعلق بالهند في التجربة الحالية فدعيني أق��ول إن الفنان يقرأ ويخزن كل األشياء بداخله وتنعكس في تأثيرات متداخلة، فهي ليست تصوير مباشر كما ح��دث في التجربتين السابقتين عن الهند وإنما استلهام فنونها وتاريخها ضمن عدة مؤثرات آخرى، فالهند بها روح تصوفية ،كذلك الثقافة الهندية تعلمنا الكثير من األشياء فعلى سبيل المثال كيف يتحرك الجسم البشري ،فانظري مثال ألوض��اع اليوجا ،وحركات الرقص.. وغيرها ..إنهم يحولون لغة الجسد إلى رموز.. كل ذلك إيحاءات مفيدة لكل فنان.
تعودنا من الفنان محمد عبلة التجديد في القوالب من معرض آلخر ..فما هو الجديد في معرضك القادم؟ في الواقع حاولت أن أستخدم أسلوب يعكس روح الحضارات القديمة ،حيث أرسم على الماء ،ثم أستخدم ال��ورق المرسوم وأعيد صياغته باستخدام الكوالج ،بشكل يعكس هذه المرحلة التاريخية إضافة إلى روح المنمنات التي ترجع لفترة المغول في الهند ألنها من التراث الجميل جدا .. سافرت للهند مرتين وقدمت عنها كذلك أكثر من معرض فلماذا وقع اختيارك على الهند؟ الصدفة هي التي قادتني في البداية ،حيث سافرت إل��ى الهند ألول م��رة أثناء تنظيم معرض للفن المصري المعاصر في نيودلهي،
لم أكن أتصور أن أحب الهند بهذه الطريقة، لكنني وجدت الهند مغرية جدا بصريا .ولعل أكثر شيء يستقبلك في الهند هو مدى التشابه بين الهند ومصر ..الشارع في المدينة الهندية قريب جدا من الشارع المصري ..لكن عند الدخول في التفاصيل يكشف الشارع الهندي عن ثقافات وديانات مختلفة ..قادني هذا لزيارة معابد الديانات المختلفة ..هذا بخالف األلوان فالهنود يرتدون أل��وان زاهية جدا ولديهم جرأة ال نعرفها في استخدام األلوان ..كذلك تجد الناس في الهند محبين للتراث والتاريخ ويعبرون عنه في كل تفاصيل حياتهم ..ولعل أكثر ما شدني في الهند وأثار خيالي هو قدرة اإلنسان الهندي البسيط على االستمتاع بالحياة وأن يجعلها أكثر بهجة ومرحا ...حين تكون في الهند فإنك في قلب التاريخ ،ولكنك أيضا في قلب المستقبل . كيف اختلفت إذا رحلتك الثانية ؟ الرحلة الثانية كانت إلقامة معرض ألعمالي في المركز الثقافي الدولي بنيودلهي ..ومن خ�لال ه��ذا المعرض كونت ص��داق��ات من الهند وتعرفت على مجموعة "دلهي ستريت أرت" ،ودعوني لرسم جدارية كبيرة في الشارع هناك ..وبالفعل رسمت جدارية كبيرة مستلهمة من الحكايات الشعبية المصرية.. وكانت فاعلية جميلة ومبهجة كتبت عنها أهم الصحف الهندية ..وقد القت إعجاب ناس كثيرة جدا ممن جاءوا خصيصا اللتقاط ص��ور معها .كذلك حالفني الحظ فذهبت لكلية الفنون بنيودلهي وشعرت بمدى اهتمام الشباب بالتعرف على الفن المصري ،قدمت محاضرتين واحدة عن أعمالي وورشة عمل عن تكنيكات الجرافيك التي أعرفها ..ولمست مدى تجاوبهم وتفاعلهم معي. وكيف انعكس هذا في المعرض الثاني؟
المعرض الثاني كان أكثر تحررا في اللون ..كما كان انطباعي أكثر ..قدمت من خالله مشاهد متعددة منها زيادة إلى المعبد وشوارع دلهي وغيرها. كنت أحد المحكمين في مسابقة "هل شعرت بروح غاندي في ميدان التحرير ؟" التي نظمتها سفارة الهند بالقاهرة منذ فترة .. فكيف ترى أثر مثل هذه التجارب على ربط الجسور الثقافية بين الشعبين؟ بال شك كانت تجربة مهمة ونتائجها مثمرة تم عرضها في معرض ناجح للغاية ..وربما كانت واح��دة من جوائز هذه المسابقة هي استضافة أحد الفنانين الهنود الفائزين في منحة فنية بالفيوم ،ومع األسف حتى هذه اللحظة لم يأت الفنان الهندي نتيجة لظروف ..لكنني أتمنى أن تتم هذه الزيارة وأن نتبادل اإلقامات الفنية ..فمن خالل زياراتي للهند شعرت أنه من الممكن أن نمد جسور اتصال بينا وبين الفنانين الهنود .كذلك البد وأن يكون هناك زي��ارات مشتركة وأن نحرص على دعوة الهند في كل الفاعليات الفنية الدولية التي نقيمها في مصر. لو سألت حضرتك عن رأيك كفنان في الفنون الهندية المعاصرة ؟ الفن الهندي المعاصر حقق قفزات كبيرة، وه��و اآلن ضمن أه��م الفنون المعاصرة، وهناك حاليا الكثير من جاليرهات الفن المعاصر في الهند التي تحرص على دعم الفنانين وعرض أعمالهم وفتح أفاق العالمية
أمامهم ..والحقيقة أن الفنانين الهنود مستواهم الفني عالي جدا . باعتبارك كنت عضوا بلجنة الخمسين التي تم تشكيلها إلعادة صياغة الدستور المصرى كيف ترى التجربة الديمقراطية في الهند؟ كانت عيني على التجربة الديمقراطية الهندية منذ فترة طويلة ،وعندما كنت هناك كنت أسأل عن آلية التصويت وعرفت تفاصيل كثيرة عن كيفية إتمام عملية التصويت، ووجدت أن تجربتهم مذهلة فهناك تذهب لجان االنتخابات إلى القرى النائية للحرص على مشاركة أبسط الفئات والفالحين في التصويت باستخدام أجهزة التصويت اإلليكترونية ..إن التجربة الهندية في الديمقراطية تجربة تحترم جدا والبد أن نستفيد منها. هل هناك نية لزيارات آخرى للهند؟ كما ذكرت إن للهند أكثر من وجه وتحتاج إل��ى سنوات للتعرف عليها ،في الزيارة األخيرة ذهبت إلى جايبور ..وجايبور كمدينة متحف مفتوح ..في الزيارة القادمة أريد أن أذهب إلى الجبال والمناطق الشمالية .. أريد أن أكتشف مناطق جديدة في الزيارات القادمة. فنان مصري مرموق ،أسس مركز الفيوم للفن ع��ام 2006كملتقى للفنانين للعمل سويا وتبادل األفكار .أنشأ عبلة أول متحف للكاريكاتير فى الشرق األوسط عام 2009 بقرية تونس بالفيوم.
35
تربت على يد عزة فهمي
أمينة غالي: روحي تقتنص اإللهام ما أن تطأ قدمي أرض الهند
مما ال شك فيه أن اسم “عزة فهمي‟ هو واحد من أهم العالمات المتميزة في عالم تصميم المجوهرات والحلي ،فقد نجحت في تحويل حرفة صناعة الحلي إلى صناعة وفن وقدمتها للمجتمع المصرى واإلقليمى والعالمى ..ولم تكتف فهمي بذلك فقد أنشأت مؤسسة عزة فهمي للتنمية والتعليم ،التى تهدف الى تشجيع النمو اإلقتصادي بوصفه حجر األساس لكل مشاريع التنمية ورفع الذوق العام والثقافة لتمثل نموذجا فريدا لحلم قومي مصري مستقبلي فى مجال تطوير الحرف وتسويقها عالميًا.
وعبر سنوات طويلة لم تتوقف عزة فهمي عن إبهار محبيها دائما بتصميماتها الفردية، وليست هي وحدها فالفنانة أمينة غالي رئيسة قسم التصميم وابنة الفنانة عزة فهمي التي ترعرعت على حب هذه المهنة وأصقلتها
36
صوت الهند -العدد 499
بالدارسة تمكنت أيضا من ضخ دماء جديد في مجموعاتها المتنوعة والتي استلهمت مزيجا فريدا من الحضارات والثقافات والفنون ،ففي واح��دة من مجموعاتها قدمت غالي مزيجا عصريا ً فريداً مستوحى
من فنون العمارة الشرقية والغربية التي تعود إلى عصور تاريخية مختلفة؛ كذلك حولت حبها للسفر لطريقة آخرى تستلهم بها تصميماتها من الثقافات المختلفة حيث تبحث دائما عن ط��رق متجددة إلع��ادة صياغة الحضارات برؤية عصرية .ولعل الهند واحدة من تلك الثقافات التي فتنت أمينة غالي فاستلهمت منها عدداً من القطع التي قدمتها وكان منها سوار مستوحي من سوار هندي يرجع عمره إلى 250عام ،إضافة إل��ى ك��ون الهند مصدرا أساسيا تحصل منها “عزة فهمي‟ على األحجار الكريمة المستخدمة في قطع الحلي. التقينا بالفنانة أمينة غالي وكان لنا معها هذا الحوار: إلى أي مدى تأثرت بالروح الهندية في تصميماتك ؟ الهند تحتل مكانة خاصة جدا في قلبي .ومنذ طفولتي تعددت زياراتي للهند ،ولطالما فتنتني الثقافة الهندية بكل مفرادتها من األطعمة إلى الموسيقى ،ومن القصص
األسطورية إلى الموضة واألزياء ،إضافة بالطبع إلى المجوهرات واألحجار الكريمة. هل لك أن تحدثينا عن تلك القطع التي عكست تأثرك بالهند؟ على مدار عدة سنوات استقيت االلهام من عدة قطع في المجوهرات الهندية ،سواء كانت من الفضة القديمة ،أو من مجوهرات الكوندان الشهيرة ،أو حتى من األحزمة القديمة. كما نما إلى علمنا ،فانكم تحصلون على األحجار الكريمة من الهند .فكيف ترين السوق الهندي ،وما الذي جذبكم إلى الهند في المقام األول؟ الهند هي مصدر مهم للغاية للحصول على األحجار الكريمة ،وأجد أن السوق الهندي مثير جدا ومتنوع للغاية ،فيمكن ألي إنسان أن يجد ضالته هناك! اشتهرت الهند بشعار “هند العجائب‟ إلى أي مدى تجدين هذا الشعار مالئما حين ننتقل بالحديث إلى عالم الحلي والمجوهرات؟ عندما يتعلق األمر باألحجار الكريمة بالطبع فال يوجد شيء يمكن قوله سوى أنها بالفعل “هند العجائب‟ ! أما بالنسبة للمجوهرات،
فعلى الرغم من أن المجوهرات القديمة مبهرة ،أجد أن عدداً قليالً جدا من مصممي المجوهرات في الهند قد وظف هذا التراث العميق في تصميمات عصرية تالئم المرأة اليوم كما فعلوا في صناعة الموضة. كم مرة تسافرين إلى الهند؟ أسافر إلى الهند من مرتين إلى ثالث مرات سنويا
في الختام نود أن نتعرف على انطباعك عن الهند كفنانة ومصممة وكسائحة أيضا؟ كفنانة ،أشعر أن روحي تقتنص اإللهام ما أن تطأ قدمي أرض الهند ،فكلما تجولت ببصري وجدت شيئا ً مثيرا لإللهام والخيال. وأنا لم أعد أعتبر نفسي سائحة في الهند، فعندما أسافر اآلن أشعر كما لو كنت في وطني.
37
صناعة الترفيه تمد جسور التواصل بين الشباب المصري والهند
األفالم بوابة الشباب المصري إلى الهند
نادية جريديني*
مما ال شك فيه أن صناعــة الترفيـــــه في الهنـــد تعتبـر أحـــد القطاعــــات الهامــــة والمرشحة بقوة للنمـــو في إطـــار منظومـــة االقتصـــاد الهندي ،وهو ما يؤكده زيادة الطلب عليها .وتقدر صناعة الترفيــه في الهنـــد بحوالي 18مليار دوالر ومن المتوقع أن تصل إلى حوالي 30مليار دوالر بحلول .2019
وتشمل صناعة الترفيه الهندية العديد من ال��ق��ط��اع��ات ،ك��األف�لام وصناعة ال��رس��وم المتحركة والراديو والتلفزيون والموسيقى واأللعاب وبرامج اإلعالم الرقمي وغيرها، ولعل أحد السمات الهامة التي سيطرت على صناعة الترفيه واإلعالم في الهند على مدار العقد الماضي هو االستخدام المتزايد لالنترنت كوسيط أساسي لمنتجات الترفيه ،إضافة إلى الرقمنة المتزايدة لصناعة اإلعالم والترفيه. ولكن أهمية صناعة الترفيه الهندية ال تتوقف فقط عند الجانب االقتصادي وما تحققه من عائدات ضخمة ،بل تمتد أيضا إلى العديد من الجوانب األخ��رى المهمة والتي تتمثل في دعم التواصل بين الهند وشعوب العالم، فقد تمكنت الهند -من خالل السينما واألفالم وكذلك المسلسالت واالستعراضات المبهرة- من غزو العالم شرقا وغربا وجذب الشباب للتعرف على الهند فيما يعد مثاال حيا على ما
38
صوت الهند -العدد 499
يعرف اليوم بالدبلوماسية الناعمة . أما في مصر فقد شهدت السنوات األخيرة اهتماما متزايدا بصناعة الترفيه الهندية واتضح ذلك من خالل العديد من األمور من بينها عودة األفالم الهندية إلى شاشات العرض المصرية ،كما القت المسلسالت الهندية رواج���ا كبيرا ف��ي مصر ،ع�لاوة على تزايد عدد المشاركين في المجموعات والصفحات المعنية بالهند على الفيس بوك وشبكات اإلنترنت ،إضافة إلى ظهور الكثير من صفحات المعجبين ،ومشاركة العديد من الشباب في األنشطة الفنية التي يتم تنظيمها من خالل المركز الثقافي الهندي أو مجموعات محبي الهند ،كما ظهر أيضا ولع الشباب برقص بوليوود ،حيث تكونت مؤخرا العديد من الفرق الشبابية التي أجادت تقديم االستعراضات الهندية الراقصة ،بل وبدأت العديد من المراكز الثقافية والنوادي اإلعالن
عن دورات للتدريب على رقصات بوليوود الشهيرة. ومن جهة أخ��رى ساهمت تلك الطفرة في لفت األنظار للهند باعتبارها وجهة سياحية نموذجية من خ�لال المشاهد التي قدمتها األف�ل�ام ،حيث ح��رص العديد من الشباب السيما المصورين والفنانين على السفر إلى الهند للتعرف عليها عن قرب ،بل أن صناع األفالم في مصر أيضا ً بدأوا مؤخرا في التوجه للهند لتصوير المشاهد الخارجية هناك وهو ما حدث مؤخرا مع أحدث أفالم النجم المصري محمد إمام وهو فيلم “جحيم في الهند‟. وم��ن الجدير بالذكر أن هناك العديد من التجارب الفعلية التي أثبتت دور صناعة الترفيه في دعم العالقات المصرية-الهندية على مستوى شعبي البلدين ،و سنحاول من خ�لال السطور التالية إلقاء الضوء على مجموعة من هذه التجارب.
عرف الجمهور المصرى الفيلم الهندى فى منتصف الخمسينيات من القرن الماضى حين عرض الفيلم الهندي الشهير “ماذر إنديا‟ والذى عرف فى مصر باسم “من أجل أبنائى‟ للمنتج والمخرج الكبير محبوب خان .وقد حاز الفيلم على استحسان الجمهور بسبب األداء التمثيلى الرائع ألبطاله وأيضا القصة التى كانت تواكب عصر االشتراكية فى البلدين. واستمر عرض أفالم هندية أخرى منها “ماسح األحذية‟ و‟الفيل صديقى‟ و‟ذات مساء فى باريس‟ و‟التوأمان‟ حتى جاء فيلم “سنجام‟ الذى استمر عرضه لمدة 52أسبوعا ً وتاله فيلم “سوراج‟ الذى حقق أيضا نجاحا كبيرا مستندا إلى قصة خيالية ،وقد كانت لبطلة الفيلمين فيجيانتيماال وأيضا زميلها راجندرا كومار الكثير من المعجبين .وخالل النصف الثانى من الستينيات والسبعينيات ابتعد الفيلم الهندى عن دور العرض المصرية ،ثم عاد مرة أخرى فى الثمانينات ولكن هذه المرة فى دور العرض بالمناطق الشعبية ،وكان بطل معظم هذه األفالم هو النجم األسطوري أميتاب باتشان ،الذي أصبح من خاللها المثل األعلى لرجل الشارع البسيط حيث كان هذا البطل منهم ويحارب الفساد والظلم وينتصر الحق فى النهاية. وفى عام 1991تمت دعوة رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الراحل سعد الدين وهبة لمهرجان موسكو السينمائى الدولى وهناك شاهد الجماهير وهى تتدفق باآلالف لرؤية أميتاب باتشان فشجعه ذلك على دعوته رسميا ليكون نجم مهرجان القاهرة فى ديسمبر
من نفس العام .وإذا كانت الجماهير قد تدفقت لرؤيته فى موسكو فأنها استماتت لرؤيته بالقاهرة ليكتشف صناع السينما أن حب السينما الهندية متغلغل فى نفوس المصريين. ومع بداية تسعينيات القرن العشرين ظهر فى الهند نجوم جدد سواء ممثلين أو منتجين أو مخرجين أو مصممى رقصات أو مؤلفى موسيقى ..جميعهم نجوم حيث حدث تطور كبير فى الفيلم الهندى من كل جوانبه بما فى ذلك الفنيات من كاميرا وإض��اءة وغيرها. ومع انتشار األقمار الصناعية وهذا الجهاز السحرى المدعو “ريسيفر‟ بدأ كثير من المصريين مشاهدة األفالم الهندية التى تذاع فى محطات التليفزيون فى الهند تالها أيضا إذاعتها في محطات من الخليج العربى .ثم انتشر اإلنترنت فكان االقبال أكبر وأصبح ممكنا ً تحميل الفيلم على أجهزة الكمبيوتر ومشاهدته مرات ومرات. وم��ع بداية األلفية الجديدة ع��ادت األف�لام الهندية ل��دور العرض المصرية وإن كان على استحياء ..أفالم قليلة متباعدة بال دعاية كافية ولكن الشباب تلقفها بكل الشوق والحب. وأصبح لكل مجموعة بطلها المفضل ..شاه روخ خان الذى بدأ قاتال وتحول الى ملك الرومانسية وسلمان خ��ان الوسيم مفتول العضالت وعامر خان الذى ينتقى أدوارا غير عادية وهريتيك روشان الرشيق والراقص المبدع والنجمات أمثال كاجول وران��ى وبريتى وكارينا وكاترينا وديبيكا وبريانكا جيث أصبحت األخيرتان من نجمات هوليوود أيضا الى جانب بوليوود.
ومن خالل هذه األفالم تعرف الشباب على مهرجانات “هولى‟ و“ديوالى‟ وأصبحت حفالت األلوان واألنوار عادة مستحبة لديهم، وتعرفوا على مدن كثيرة فى الهند وبدأ عدد ال بأس منهم فى زيارتها .بل لقد تعرفوا أيضا على عادات جديدة عليهم مثل “صيام كارواشوت‟ و“السيندور‟ وأصبح الرقص الهندى على أحدث األلحان الهندية يمارس فى كثير من الحفالت بل وارتداء المالبس الهندية أيضا كالسارى والكورتا وغيرها. وألن رمضان فى مصر يأتى ومعه الكثير من المسلسالت التليفزيونية شاهدنا مسلسل تقول فيه البطلة لزوجها كيف تتحدث معى بهذه الطريقة؟ هل تعتقد أنك شاه روخ خان؟ وفى مسلسل آخر تقول البطلة عن أحد األشخاص أنه يسير مثل شاه روخ خ��ان ..وقام فريق عمل فيم محمد إم��ام الجديد بتصوير كل المشاهد الخارجية فى الهند ورقصوا على األلحان الهندية وبمالبس هندية ،وهناك فيلم ثان سيتم تصويره فى الهند أيضا .ناهيك ع��ن المسلسالت التى تعرضها معظم القنوات ومن شدة االعجاب بها يجلس أمام التليفزيون عشرات اآلالف حين يبدأ العرض .لقد بدأ الشباب المصرى يتقن اللغة الهندية ويتحدث مع بعضه البعض بها حتى وإن كان هناك أخطاء لغوية فهذا دليل على حب الهند والتقرب منها ...وهذا هو سحر الفن... *نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الهندية
39
نادي محبي شاه روخ خان جيهان فهمي* ب���دأت ع�لاق��ة محبي األف�ل�ام الهندية من المصريين بصفة عامة بنجوم بوليوود وبشاه روخ خان بصفة خاصة من خالل متابعه أفالمهم على شرائط الفيديو قبل ،2009ومع انتشار شبكات التواصل ونشاط المنتديات العربية المعنية بالفن سعى الكثير من محبي بوليوود للتعريف بآخر أعمال نجومهم المفضلين ،ومع انضمام شاه روخ خان إلى عالم التواصل االجتماعي بدأ محبو الفنان الهندي إنشاء صفحات خاصة به. أم��ا أول م��ا يعرف ب��ن��ادي معجبين فهو “ ‟SRK EGYPT FAN CLUBوهو نادي مستقل ،وغير ربحي ،وهو األكبر على مستوى الوطن العربي والشرق األوسط على تويتر ،ويقوم النادي بترجمة كل ما يختص بشاه روخ خان من اإلنجليزية إلى العربية وبالعكس ،ويلتزم النادي بما تعلنه شركات اإلنتاج من تحديثات ،وكذلك الجهات الرسمية التابعة لشاه روخ خان متمثلة في ريد نشيليز، والنادي على اتصال بشركات التوزيع لمعرفة
مواعيد وإيرادات أفالم شاه روخ خان بمصر حال نزولها. وللنادي أنشطة عديدة منها تنظيم تجمعات ألفالم شاه روخ خان المقرر عرضها بمصر وعمل المطبوعات الالزمة قبلها بفترة مناسبة على نفقتنا الخاصة -حيث نقوم بتوزيع كافة المواد الدعائية مجانا وهي ليست للبيع وذلك بهدف الترويج للفيلم حيث ال يحظىالفيلم عادة بالدعاية الكافية .ويقوم باإلشراف على النادي عدد من محبي النجم الهندي من مختلف التخصصات كالترجمة والصحافة وغيرها ومنهم رغ��دة يحيى ،وآي��ه خالد، ورؤى أشرف ،وشروق ،ودينا أحمد ،ووفاء جاد ،ودينا أيمن ،وعبير وهي شاعرة شاه روخ خ��ان كتبت فيه 365قصيدة باللغة االنجليزية.
المسلسالت الهندية تجتاح العالم العربي استطاعت المسلسالت الهندية اجتياح العالم العربي بقوة في اآلونة األخيرة وأصبح لها جمهورها الذي يتابعها وينتظرها بشوق ويتابع أخبار نجومها لحظة بلحظة. وأصبحت المسلسالت الهندية منتشرة حتى أنها طغت على نظيرتها التركية التي كانت مسيطـــرة بشدة على الوطن العربي ولم يكن هناك حديث إال عن مهند ونور وسمر وميرنا وخليل وغيرها . ولم يقتصر متابعي المسلسالت الهندية على جمهور بوليوود فقط ولكن انتقل لكل الفئات من الصغار حتى الكبار العاملين وربات البيوت ومن لم يتابع أو يسمع عن الهند
شيماء أحمد*
أما أول صفحة على الفيس بوك مختصة بأخبار شاه روخ خان فقد تم إنشائها في عام 2010تحت اسم “ش��اروخ��ان أون الين‟ وهي صفحة غير ربحية أيضاً ،وتم إنشائها بالتزامن مع إنشاء شاه روخ خان لصفحته الخاصة على شبكات التواصل االجتماعي، ومن ضمن أنشطة الصفحة العديدة تم عمل برنامج راديو يسمى “راديو شاه روخ خان‟ http://radio-srkonline.tk وهناك عدد كبير من الصفحات األخرى، إال أن كثير منها ال يلتزم بالمهنية ،كما أن بعضها ربحي. *خبيرة وسائل تواصل اجتماعي ومحرر السوشيال ميديا السابق لقناة أبوظبي األولى
مسبقا ً فقد بدأ يتابعها بسبب هذه المسلسالت. وقد أًصبح لهذه المسلسالت تأثير كبير على الجمهور حيث راقت لهم األزياء الهندية والمكياج وطريقة المعيشة حتى أنهم أصبحوا يقلدونها وينشرون صورهم على مواقع التواصل االجتماعي ،كما أن التقاليد الهندية أصبح لها جمهورها هنا حتى لو اختلفت مع عاداتنا وتقاليدنا ،وأصبح ممثلو المسلسالت فتيان أحالم الكثير من فتيات الوطن العربي مثل بارون سوبتي وأشيش شارما وفواد خان وغيرهم. والغريب أن متابعة المسلسالت الهندية في الوطن العربي وص��ل صداها للهند فنسبة المشاهدة هنا أعلى من هناك ،وبدأ النجوم يتجهون للترويج ألعمالهم الجديدة ف��ي ال��وط��ن العربي حيث زار ب��ارون سوبتي دبي وزارت سنايا إيراني مصر، بل أن أجور هؤالء النجوم بدأ يعلو بسبب نجوميتهم في الوطن العربي. وعندما جاءت سنايا إلى مصر كان في استقبالها جمهور كبير لم تكن هي نفسها متوقعة هذا العدد وشعرت بالسعادة من رد الفعل ،وقد أكدت أنها سوف تكرر الزيارة. ول��ع��ل مجموعة م��ن أه��م المسلسالت ال��ه��ن��دي��ة ال��ت��ي ت��ع��رض ع��ل��ى ش��اش��ات التليفزيون ويتابعها الجمهور المصري “سحر األسمر‟ ،و“من النظرة الثانية‟، و“ق��ب��ول‟ ،و“ج���ودا أك��ب��ر‟ ،و“حبيبي دائما‟ ،ويرجع سبب نجاح هذه المسلسالت إلى العادات والتقاليد ،واألزياء وقصص الحب والرومانسية التي ال يجدونها في المسلسالت العربية.
* صحفية ،رئيس قسم نجوم بوليوود بموقع الفجر الفني ،بدأ اهتمامها بالسينما الهندية منذ تسع سنوات، وف��ور عملها كصحفية منذ أرب��ع سنوات بدأت بالكتابة عن بوليوود التي القت انتشاراً واسعا ً .
اكتشف الهند في مصر أكثر من 5000عضو مي خفاجي*
تأسس جروب “اكتشف الهند في مصر‟ أو “ ”Discover India in Egyptفى 2009على يد صديقي الهندي سانجاى جوبتا لما لمس من تفاعل كبير من جانب المصريين مع الثقافة الهندية ،وشغف الشباب بكل ما له عالقة بالهند ،وبالفعل أصبح الجروب منصة لنشر الثقافة الهندية فى مصر. وقد استطاعت مجموعة “اكتشف الهند في مصر‟ منذ تأسيسها على الفيس بوك أن تجذب العديد من المصريين للتعرف على الهند ،فقد بدأنا بحوالي 178عضوا وبدأت األعداد تتزايد حتى وصلنا إلى حوالي 5000عضو والحقيقة وضعنا شروط صارمة لالنضمام حفاظا على أعضاء المجموعة ،حيث نقوم بانتقاء األعضاء الذين ينضمون إلينا . وقد قمنا بتنظيم العديد من الفاعليات واألنشطة أشهرها مهرجان األلوان الذي يقام سنويا في مصر بالتزامن مع احتفاالت الهولي الهندية ..بخالف جلسات التأمل والمانداال والتجمعات، قبل أن نبدأ في تنظيم رحالت للهند بداية من ،2012وكثيرا ما يكون هناك تخوف لدى الناس قبل السفر للهند ،لكن ذلك االنطباع يتغير تماما بعد السفر لما يلمسوه من ترحاب الشعب الهندي، وهناك احترام لكل الديانات بالرغم من تعدد الطوائف فالجميع في الهند متصالحون مع أنفسهم، ذلك بخالف قيام السياح بزيارة المناطق األثرية والسياحية في أكثر من والية ..إضافة إلى العروض المسرحية والفنون األدائية واالستعراضية التي نشاهدها هناك ،كما يستمتع الزوار جدا بالتسوق فاألسعار مناسبة جدا والجودة ممتازة. وأنا أحلم بتنظيم المزيد من هذه الرحالت للهند ألنها بلد ضخم للغاية وهي ساحرة أيضا ،وأنا أتمنى أن أريها للناس كما أراها ..حيث ال أعتبر الهند دولة بل قارة فهي أكبر مما يتخيل أي إنسان ..كذلك أحلم بتنظيم معارض للصور الفوتوغرافية لمن قاموا بزيارة الهند والسيما طبعا المصورين ..فالصور تعرض دولة الهند بشكل ممتع وشيق فكثير ممن سافروا إلى الهند أو يفكرون بذلك تكون الصور هي عامل الجذب األول لهم .فعندما عدت من كشمير التي زرتها مؤخرا -رغم انتشار العديد من الصور على اإلنترنت لتلك الوالية نظرا لسحرها الخالب كان للصور التي وضعتها على صفحتي أثر كبير على كل من شاهدها ،فقد تلقيت طلباتكثيرة لتنظيم رحلة لكشمير ..كما أتمنى أيضا أن نقوم بتنظيم ورش جادة لتعليم رقص بوليوود للمهتمين ..إضافة إلى تنظيم ورش فنية كالرسم والتلوين وخصوصا في المدارس .كما أتمنى زيادة عدد الحفالت والمهرجانات الهندية ،وكذلك أن نتمكن من استضافة نجوم من الهند بانتظام ألن ذلك له أثر كبير على محبي الهند .ولعل ذلك النجاح الذي حققه مهرجان “الهند على ضفاف النيل ‟ السنوى منذ بدايته أكبر دليل على مدى حب الناس للهند وشغفهم بفنونها. * أدمن مجموعة “اكتشف الهند في مصر‟
40
صوت الهند -العدد 499
41
شويه هندى ..برنامج إذاعي على اإلنترنت كنت دائما أحلم بتقديم برنامج يتعلق بالهند وفنونها حتى واتتني الفرصة من خالل برنامج “شويه هندى‟ ال��ذي يعرض بث مباشر كل أربعاء قى تمام الخامسة على راديو البوابة التابع لمؤسسه البوابة نيوز. ولكن حكاية تعلقي بالهند بدأت قبل ذلك بفترة طويلة ..فقد بدأ حبى للهند منذ الطفولة ،حيث اتجه والدي -مثل كثير من المصريين في أوائل التسعينات -للعمل في المملكة العربية السعودية .وكانت وسيله التسليه بالنسبة لهم فى في هذا التوقيت هي شرائط الفيديو من األفالم الهندية .وكان والدي يعود في األجازات محمال بكثير من شرائط الفيديو، فتربيت على مشاهده أميتاب باتشان في أفالم مثل فيلم “الشعلة‟ و أكشاى كومار الذى أدمنت فيلمه . Main Khiladi Tu Anari ولم تكن األعياد تحلو في مصر إال بفيلم هندى فى التلفزيون ،فكنا نجتمع حوله لنشاهد “قمر ..أكبر ..أنتوني‟ ,وبعد سنوات تم عرض فيلم “كويال‟ للرائع شاروخان ومادهورى ديكسيت ،وهنا زاد جنوني بحب بوليوود. ولم أكن أعرف أسماء األبطال وقتها ،إال أننى بعد فترة قصيرة تعلمت أن أبحث وراء األبطال ألعرف عنهم الكثير. وخالل دراستى فى الجامعة بقسم اللغات الشرقية في كليه اآلداب ،كانت تنتابنى حاالت مباغتة من السعادة لمجرد ذكر اسم (الهند) فى المادة التى ندرسها .ومع بداية عملى بالمجال اإلعالمى في 2008فتحت لى األبواب ألعرف الكثير عن بوليوود ،فكنت أقوم بإعداد حلقات خاصة فى عيد ميالد شاه روخ خان ،وفى 2009أتيحت لى الفرصة لعمل لقاء مع الفنان عرفان خان فى إطار فاعليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى. كذلك قمت بعمل برنامج من خالل موقع إليكتروني لصديقه يهتم بكل ما يخص شاه روخ خان ،حيث كنت أروى قصة من تأليفى لها عالقة أو تشبه فيلم لشاه روخ خان ونقوم بتقديم األغاني الخاصة بالفيلم واستعرض أراء المستمعين عبر الفيس بوك.
42
صوت الهند -العدد 499
كل هذا مهد الطريق لبرنامجى الحالى (شويه هندى) الذي بدأ فى أغسطس ،2015بعد أن الحظ مديرى فى العمل اهتمامى الشديد ببوليوود ،وقد قدمنا العديد من الحلقات واستضفت الكثير من الضيوف ممن لهم عالقة وطيدة بالهند ومنهم ميوش خفاجى وهي محبة للهند ومديرة مجموعة “اكتشف الهند في مصر‟ علي الفيس بوك ،وخلود عبد الحميد مدير صفحة آخر أخبار شاروخان، وعلياء المحمدي وهي طالبة درست اللغة الهندية بالمركز الثقافي الهندي وحصلت على منحة للدراسة بالهند مدتها تسعة شهور. ولعلني ال أنسى أنه خالل حلقه االحتفال بعيد ميالد بومان ايرانى ،علم النجم الهندي عن إذاعة حلقة خاصة بمناسبة عيد ميالدة وذلك عن طريق صديقتي ببوشكا خان فقام بإرسال رسالة صوتيه باسم البرنامج شكرنا ووجه رسالة حب لجمهوره. كذلك فقد سافرت إلى الهند مرتين ،في المرة األولى قمت بزيارة دلهى ومعالمها الجميلة، كما زرت أجرا حيث شاهدت ألول مرة تاج محل الذي لم أتمالك نفسي من الدموع حين وقفت أمامه لسبب ال أعرفه ..لعلها دموع السعادة. في المرة الثانية كانت رحلة أكثر من رائعة مع الصديقة علياء المحمدى ،حيث قمت بزيارة دلهى مرة أخرى ومومباى الساحرة، كما زرت بوابة الهند وجزر اليفنتا وأيضا
ريهام عبد المنعم حسن*
سافرنا إلى أوديبور ،ومانالى ،كما حضرنا احتفاالت الشتاء ،حيث تقام حفالت للرقص الخاص بتلك المدينة للتعرف عليها .وأنا أتمنى من صميم قلبي السفر مره أخرى لزيارة مومباى مجددا وكذلك لزيارة كل من كيرال ،وتشناى ،وجووا ..في الحقيقة أتمنى زيارة كل بقعه فى الهند والحديث عنها فى برنامجى. وأحبب أن أختتم كالمي بأن الهند بالنسبة لى ليست بوليوود أو المناطق السياحية ،إنما هى عشق كبير ال أعلم سببه حتى اآلن فلتحيا الهند أو ( ) Jay Hind * معدة ومقدمة برنامج شوية هندي
شير تيم ..فريق استعراضات مصري بنكهة هندية رامي البحيري
ف���ي ب����ادئ األم����ر ك����ان ل����دي شغف باالستعراضات الهندية التي كنت أتابعها من خالل مشاهدتي لألفالم الهندية منذ الصغر ،وكان من بين نجومي المفضلين أيقونتي بوليوود العمالق أميتاب باتشان والكينج شاه روخ خان ،حتي كان بعض من أفراد عائلتي وأصدقائي يطلقون علي شاه روخ خان العرب ألني كنت أشبهه قليال ،وفي يوم من األيام كنت مدعو لحفلة هندية ،وهنا بدأت التفكير في تكوين فريق لالستعراضات الهندية من أجل إظهار موهبتي ،وتواصلت مع بعض أصدقائي واقترحت عليهم أن أصمم عرض هندي برقصات بوليوود الشهيرة للمشاركة به في الحفل ،واستعنت باليوتيوب إلتقان الرقصات وقمت بتصميم حركات جديدة تناسب العرض ،وقمت أيضا بعمل تراك يدمج بعضا من أغاني بوليوود. وكان من بين من شاهدوا العرض منسق البرامج الثقافية بمركز موالنا آزاد وأعجب به وتم التواصل بيننا واالتفاق على زيادة عدد أعضاء الفريق وتصميم استعراضات هندية أخري ،وقد تم دعم الفريق من خالل توفير مكان للتدريب بفتح قاعه العروض الخاصة بالمركز للتدريب به.
ومنذ تأسيسـه أصبــح فريــق شيــر تيـــم ( )Share Teamيعمل على نشر الثقافة الهندية في جميع محافظات مصر بمختلف الجامعات وحظى الفريق أيضا بدعم القائم بأعمال مدير المركز الثقافي الهندي السيد ك��اورا ..وقد قمت بتدريب عدد من محبي الرقصات الهندية ثم قمت باختيار األفضل بينهم وذل��ك بمساعد كابتن الفريق مروة البحيري ،وقمنا بزيادة عدد أعضاء الفريق إلى عشرة أفراد ،ثالثة شباب وسبع فتيات، ويضم الفريق كل من رامي البحيري الشهير برامو خان ،ومساعد كابتن الفريق كابتن مروة البحيري ،ونسمة الشهيرة بكاريشما كابور، وثناء الشهيرة بسونال خان ،ومرام الشهيرة بمرام خان ،ومنار الشهيرة بديبيكا بادوكون، وهدير الشهيرة بكاترينا كايف ،وحبيبة الشهيرة بعلياء بهات ،وعمرو الشهير بعمرو روخان، ومحمود الشهير بمحمود كابور. وخالل الفترة الماضية قدم الفريق عددا كبيرا من العروض الناجحة من خالل مركز موالنا آزاد الثقافي الهندي ،من بينها المشاركة في اليوم الثقافي الهندي بالمركز الثقافي الفرنسي بألماظة ،ومهرجان الشعوب الذي تم تنظيمه في كل من جامعة 6أكتوبر ،وكلية التربية الفنية بالزمالك،
وبالجامعة البريطانية ،وكذلك مهرجان يوم التراث الهندي بجامعه السادات بالمنوفية . كما شاركنا في حفل ختام مهرجان أسبوع الشعوب بدار الضيافة بجامعة عين شمس، وقد مثل الفريق الهند في هذه االحتفالية، وقد أحرزت دولة الهند المركز األول في مسابقة الفنون االستعراضية .كما شاركنا في فاعليات مهرجان المأكوالت الهندية الذي أقيم خالل فاعليات مهرجان“الهند على ضفاف النيل ‟ من 25إلي 30إبريل 2016بفندق فور سيزونز. وقد تمت استضافة الفريق في عدد من اللقاءات اإلعالمية المهمة منها لقاء مع اإلعالمي الهندي الشهير فاريدون شهريار على قناة ، Bollywood Hungamaكما تمت استضافة الفريق أيضا في لقاء إعالمي على القناة الهندية NDTVوقام الفريق بالمشاركة ببعض العروض على التلفزيون المصري ومنها قناة النيل الثقافية ،وبرنامج هذه ليلتي .كما تم استضافة الفريق في لقاء إعالمي مع السيد /راكيش كاورا ومدرب اليوجا بمركز موالنا آزاد الثقافي الهندي السيد /بهارات سينج ،وعدد من الحاصلين على منحه السفر إلي الهند بالتلفزيون المصري بالقناة الثانية.
43
رحلة ال تنسى من مفكرة سائحة مصرية إلى الهند
بقلم وعدسة إسراء الصيفي
منذ اللحظة األولى لرؤيتى أرض الهند من شباك الطائرة ،أدركت
بقلم :إسراء الصيفي
أننى سوف أقوم بمغامرة لن أنساها ابدًا .كانت أول زيارة لى للهند .لقد قرأت ودرست عن لغتها وثقافتها وتاريخها وآدابها لسنين طويلة ،وكنت
“المعبد الذهبى‟ أو معبد “شرى هرمندر صاحب‟ ،والحقيقة أن زيارة هذا المعبد كانت الهدف الرئيسي من وراء رحلتى إلى الشمال .كنت سعيدة جدا وأنا أرى الحلم يتجسد أمام عيني ..وقد رحبوا بنا هناك ترحيبا حارا واصطحبونا لتناول الشاى بالحليب الساخن وبعدها دعونا إلى صالة الطعام وكان لذيذا للغاية ،الوقت هناك يمر سريعاً ،ولم أرغب للحظة بالرحيل ،فالسالم الذى شعرت به جعلني أرغب فى البقاء هناك لألبد.
دائما ما أتخيل اليوم الذى سوف أحقق فيه حلمى وأرى على أرض الواقع كل ما قرأته ودرسته. ومنذ بداية الرحلة حتى نهايتها شعرت وكأننى فى بلدى لم أشعر بالغربة أبدًا ،أهلها ودودين ويشبهون المصريين كثيرا فى عاداتهم وطباعهم.
الرحلة ب��دأت ب��زي��ارة لبعض األس��واق والمطاعم المحلية بالعاصمة نيودلهى .وكان أول شيء تذوقته “الجولجابا‟ ثم “بالك دال‟ مع العيش ال��ب��ورى .وربما ألننى أحب الطعام الحار الملئ بالتوابل استمتعت بالطعام كثيرا. فى اليوم التالى سافرت إلى مدينة أجرا، عاصمة الدولة المغولية ،وهناك بدأت بزيارة تاج محل ،أشهر أثر بالهند ..كان ساحرا كما نراه بالصور ،بدأنا م��روراً بالبوابه الشهيرة ثم سيرا إلى المقبرة ثم خرجنا من ممر يشبه بوابات متتالية يعطى بُعداً ساحرا للطريق .بعد ذلك قمنا بزيارة مقبرة الملك أكبر الشهيرة ،وهو الملك الذى وحد كل أرجاء الهند تحت حكمه ،وهو أيضا صاحب
44
صوت الهند -العدد 499
القصة الشهير مع األميرة الراجبوتية هير كونوارى والمعروفة باسم جودها .ومع أولى خطواتك داخل المكان تدرك كم هو خالب ،فالمبنى مزين بالزخارف اإلسالمية واآلي��ات القرأنية ويحوطه من كل ناحية حديقة شاسعة مليئة بالغزالن والسناجب التي تعيش فيها طليقة دون حواجز. بضعة أيام وبدأنا المغامرة الحقيقية مع رحلتنا إلى الشمال ،كانت والية هيماشال هي محطتنا األولى ..أمضينا اليوم األول نتسلق الجبل ،وق��د استغرق األم��ر ست ساعات للوصول للقمة ،وهناك استأجرنا خيم وشاهدنا غروب الشمس ،وقضينا الليل حول النار للتدفئة ..نتبادل األحاديث ونغني ونتعرف على أصدقاء جدد ،وفى صباح
اليوم التالى بدأنا النزول من على الجبل األمر الذى استغرق ستة ساعات آخرى. كانت محطتنا التالية هي معبد بيجناث، وأعتقد ان��ه ال يوجد أى تعبير مناسب لوصف الهدوء والسكينة اللذان شعرت بهما بمجرد دخولى إلى ساحة المعبد ،تحدثنا إلى خادم المعبد لبعض الوقت وكان ودوداً للغاية .ثم تابعنا طريقنا لمحطتنا الثالثة حيث الرياضة األكثر شهرة بالمنطقة وهي القفز بالمظالت ..كانت فكرة مخيفة في البداية ولكن بعد القفز من ف��وق الجبل شعرت بمتعة ال حدود لها ولذا أنصح كل شخص بتجربتها. أما محطتنا األخيرة في الشمال ،فكانت مدينة أمريتسار بوالية البنجاب حيث
عدنا الى العاصمة فى اليوم التالى للتأهب الى الرحلة التالية ،الى مدينة الكناو حيت دعيت إلى زفاف صديقة تقيم هناك .ذهبنا للتسوق وزيارة األماكن السياحية ،حيث تشتهر لكهنو بالشغل اليدوى للمالبس ذات الجودة العالية والتي تعرف باسم تشيكان. ومن أشهر المزارات بالمدينة قصر “بارا امامبارا‟ والشهير باسم “بهول بهوليا‟. وترجع شهرة القصر إلى األساطير التى تزعم وجود أشباح وأرواح عالقة بالقصر. بعد ذلك بدأت رحلتى للعاصمة نيودلهى، وقد أدهشنى كثيرا نظام قطار األنفاق أو ما يعرف بالمترو ،حيث تغطى خطوط األنفاق أرجاء العاصمة الشاسعة مما سهل
تحركاتى للغاية وساعدني على الوصول ألي مكان أري��ده دون عناء ..والعاصمة مليئة بالمزارات السياحية ،وقد حاولت قدر اإلمكان زيارة ما يمكن خالل الوقت المتبقى من الرحلة ،بدأنا فى اليوم األول بزيارة إلى القلعة الحمراء .المكان ملئ بعبق التاريخ ،ومنذ الوهلة األولى شعرت بأنني أسافر عبر الزمن.. ، ذهبنا الى السوق المقابل للقلعة والمعروف باسم تشاندنى تشوق والمشهور ببيع جميع المنتجات الهندية المشهورة .وفي اليوم التالي قمنا بزيارة للقصر الرئاسى والمعروف باسم “راشتراباتي بهافان‟ ، ولم يسمح لنا بالدخول ولكننا التقطنا بعض
45
الصور بالقرب من سور القصر .كذلك قمنا بزيارة “جانترا مانترا‟ أو “الساعة الشمسية‟ التى بنيت فى القرن الثامن عشر وكانت األكثر تقدما فى هذا العصر .وزرنا أيضا ً مقبرة عائلة غاندى التذكارية والتى بنيت على ضفة نهر اليامونا ،ومعبد اللوتس الشهير و قطب مينار أو منارة قطب التى تعد من أط��ول منارات العالم وأعظمها بالعصر الحديث ،وال تزال المنارة وجميع المعالم السياحية التى تحوطها من كل جانب مثل المقبرة والبوابات والعمود المعدنى والمتحف والمسجد وغيرها محتفظة برونقها ،لتبدوا وكأنه قد تم بنائها منذ بضعة أيام وليس منذ مئات السنين. كانت وجهتنا التالية معبد كريشنا الشهير ،ISKCONوكان المعبد ملئ بالزوار
الهنود واألجانب وكانت األغانى والموسيقى تمأل جنبات المكان وتشعرك بالروحانيات طوال فترة زيارتك للمعبد. كانت محطتي األخيرة بالعاصمة زي��ارت��ي إل��ى المعبد الشهير “سوامينارايان أكشردهام‟ الذى يعد من أكبر المعابد وأعظمها بالعاصمة وربما بالهند كلها. وترجع عظمة المعبد الهائل الضخامة إلى االبداع المعمارى الذى تراه بكل ركن من أركان المكان .كنت مذهولة بمدى روع��ة النحت الدقيق والمتكامل، وك��ان من المستحيل أن تجد ج��زء ولو صغير داخل المعبد أو في تلك المنطقة المحيطة به تخلو من النحت أو من تحفة
أنا واليوجا: عالقة رابحة على كافة المستويات* بقلم :أميرة فهمي بدأت عالقتي باليوجا في التسعينيات من القرن الماضي عندما كنت أحضر فصول فنية ما .باإلضافة إلى كل ما سبق يقيم المعبد كل مساء عرض للصوت والضوء باإلضافة إلى عروض الماء. وبهذا تكون رحلتى األولى للهند قد انتهت وبداخلى يقين أنها لن تكون رحلتى األخيرة، فال يزال هناك الكثير ألراه وأتعلمه ببلد العجائب وموطنى الثانى الهند.
ندوة حول السياحة الهندية نظمت سفارة الهند بالقاهرة “ندوة حول السياحة الهندية‟ لممثلي صناعة السياحة في مصر ،وذلك للترويج للهند كمقصد سياحي هام وزيادة التفاعل مع وكالء السياحة والسفر. وخالل الندوة استعرض السفير /سانجاي باتاتشاريا سفير الهند لدى جمهورية مصر العربية فرص السياحة المختلفة في الهند والتي يمكن أن تنال إعجاب المصريين .وتحدث عن جمال الشواطئ والجبال والغابات وسياحة المغامرات والحياة البرية باإلضافة إلى المعالم التاريخية والسينما الهندية “بوليوود‟ وغيرها من أماكن الجذب السياحي .وأشار السفير إلى ضرورة العمل على زيادة تدفق السياح بين الجانبين والدور الذي يمكن أن تلعبه األفالم الهندية واألحداث الثقافية في هذا المجال. وقام أي.أر.في .راو ،مدير هيئة السياحة الهندية ،بتقديم عرض مفصل حول المنتجات السياحية المختلفة التي تقدمها الهند ومنها السياحة التراثية والثقافية ،والسياحة الدينية ،وسياحة اليوجا ،وسياحة األيروفيدا ،والسياحة العالجية ،وسياحة المؤتمرات ،وسياحة الشواطئ، والسياحة البحرية ،وسياحة المغامرات ،وسياحة الحياة البرية ،وسياحة الجولف ،وسياحة المأكوالت ،وسياحة التسوق ،وسياحة السينما، وسياحة حفالت الزفاف وسياحة الجوالت التراثية .كما استعرض أيضا ً خدمات القطارات الفخمة وقطارات الجبال والفنادق الفخمة والتسوق والمأكوالت الهندية والتأشيرة السياحية اإلليكترونية. وقام ميلوين دسيلفا ،ممثل شركة آير إنديا ،باستعراض خدمات الطيران التي تقدمها الشركة في أنحاء الهند ،وتحدث عن عروض الشركة للسياحة الفاخرة واالقتصادية ،وتحالفها مع شركتي ستار آالينس ومصر للطيران .كما قام محمود عبد الوهاب ،المسئول بهيئة تنشيط السياحة المصرية ،بتقديم الشكر لسفارة الهند على جهودها في مجال تعزيز التعاون السياحي وطلب من شركة مصر للطيران بدء رحالت القاهرة-دلهي والقاهرة-مومباي لتعزيز التدفق السياحي بين الجانبين. ً كما شاركت السائحة المصرية إسراء الصيفي ،التي زارت الهند مؤخرا ،بخبراتها في الهند من خالل عرض تقديمي شيق حول األماكن التي زارتها في دلهي وأجرا والبنجاب ،واستعرضت خبراتها المدهشة في الهند وقدمت مجموعة من النصائح للمصريين الستكشاف المزيد من أماكن الجذب السياحي الخفية التي لم يسبق لبعض المصريين السماع عنها. وقد رحب منظمو الرحالت ووكالء السفر المصريون بهذه المبادرة وطلبوا إطالق المزيد من حمالت التوعية وتنظيم الرحالت التعريفية إلى الهند وتسويق العروض االقتصادية لدى وكالء السفر المحليين وشركات الطيران.
46
صوت الهند -العدد 499
اليوجا بمركز موالنا آزاد الثقافي الهندي في مصر .وكان المركز آنذاك قد بدأ لتوه في تنظيم هذا النشاط عام .1992
كانت لتلك الخبرة أثرها في تغيير حياتي.. لقد حضرت اليوم العالمي الثاني لليوجا في نيودلهي يوم 21يونيو من العام الجاري وشاركت في “المؤتمر الدولي األول لليوجا وأثرها على جسم وحياة اإلنسان‟ وهو المؤتمر الذي أقيم يومي 22و 23يونيو الماضي. وقبل أن أتطرق إلى ما حدث في دلهي، سأعود بالذاكرة إلى عام 1995عندما ب��دأت حضور دورات اليوجا .كنت قد تعرضت في ذلك الوقت لكسر بالكتف مما أثر على ذراعي األيسر ،كما كنت أعاني من حساسية مزمنة في الصدر وضغوط في العمل حيث أنني كنت أعمل صحفيةً بوكالة أنباء رويترز. غيرت اليوجا كل ذل��ك ..فلم أعد أعاني من أية مشكالت في ذراعي األيسر ،أما حساسية الصدر التي كنت أعاني منها فقد خفت حدتها ،وأهم شئ هو أنني تعلمت أن أتعامل مع ضغوط الحياة بشكل عام، سوا ًء على مستوى العمل أو على المستوى الشخصي. كان أستاذي األول الذي تعلمت اليوجا على يديه هو د.برابهاكار مادهيكار ،وهو أستاذ متميز أدين له بفضل كبير .كان يؤكد مراراً
وتكراراً أن اليوجا ليست ديناً ،بل علما ً وأسلوب حياة. وقد كنت سعيدة الحظ ألن أول معلم لليوجا تدربت على يديه أعطاني أساسا ً قويا ً لممارسة اليوجا ،واآلن قضيت ما يقرب من ربع قرن أمارس اليوجا .واكتشفت خالل تلك الفترة الطويلة قوة الوحدة بين الجسد والعقل وال��روح ألن كلمة “يوجا‟ تعني باللغة السنسكريتية “الوحدة واالتزان‟ .كما اكتشفت قوة الرقم .3 ينطبق هذا الرقم أيضا ً على األبعاد الثالثة لليوجا :العملي والنظري والعالجي. وينطبق أيضا ً على العناصر الثالثة لتمارين اليوجا :األوضاع وتمارين التنفس والتأمل، وهي العناصر التي يجب أن تتم في إطار كيان واحد متكامل. ً كما أشعر باالمتنان أيضا لمدربي اليوجا الهنود الثمانية الذين تعلمت على أيديهم ممارسة اليوجا ،والذين كانوا دائما ً ما يؤكدون على تلك الوحدة وذل��ك التناغم بين الجسد والعقل والروح ،بين األوضاع والتنفس والتأمل ،ف��األوض��اع للجسد، والتنفس للتحكم في العقل ،والتأمل لما هو وراء ذلك ،أي العقل والروح. إنني حقا ً أقدر لمدربي اليوجا الهنود أن
علموني ممارسة اليوجا ألنني الحظت اتجاها ً أمريكيا ً للتركيز فقط على األوضاع كما لو كانت اليوجا رياضة جسدية وهو ما يفرغها من مضمونها ويجعلها بال قيمة ،ويبتعد عن جوهرها األساسي أي روح اليوجا. معروف أن الرقم 8يرمز إل��ى الحياة والبدايات الجديدة .كان د .بهارات سينج هو مدرب اليوجا الهندي الثامن الذي تعلمت منه وقد أعطاني بداية جديدة .لقد ساعدني كي أصبح مدربة لليوجا فقد كان دائما ً ما يشجعنا على التفوق واالجتهاد. ومن حسن الحظ أن ذلك قد أدى بي في نهاية األمر إلى أن قمت برحلتي التي طال انتظارها إلى “هند العجائب‟ ،حيث أتيحت لي الفرصة لحضور اليوم العالمي لليوجا، وكانت فعالية رائعة مفعمة بالحماس والطاقة اإليجابية .كما حضرت المؤتمر الدولي الذي كان منظما ً وساهم بشكل جيد في زيادة الوعي باليوجا .وهناك التقيت بعدد من معلمي وخبراء اليوجا ،وحققت حلمي في ممارسة اليوجا على جبال الهيمااليا التي تعد رمزاً للشموخ والقوة وكذلك أمام تاج محل رمز الحب والسالم. * مترجم عن االنجليزية
47
من أنشطة السفارة الهندية
سفير الهند يلتقي بعدد من كبار الشخصيات المصرية التقى سعادة سفير الهند السيد /سانجاي باتاتشاريا بكل من:
سعادة وزيرة التضامن االجتماعي السيدة /غادة والي ،حيث بحث الجانبان سبل التعاون بين البلدين في المجاالت االجتماعية .وقد تم االتفاق على التعاون في مجال تسويق وتصميم الحرف اليدوية واألشغال التراثية وكافة المنتجات األخرى التي تنتجها األسر المنتجة .وعالوة على ذلك ،فإن التركيز في الفترة القادمة سيكون على تطوير اإلمكانيات وبناء القدرات والموارد البشرية ،وال سيما بين النساء والشباب في المشروعات الريفية الصغيرة ،وكذلك تطوير استخدامات الطاقة النظيفة. سعادة وزيرة التعاون الدولي د .سحر نصر وأبلغها باستكمال مشروعات التنمية ،وال سيما فيما يتعلق بمشروع الطاقة الشمسية بإحدى قرى مطروح، ك��ذل��ك ب��م��رك��ز ال��ت��دري��ب المهني للمنسوجات في القاهرة ،عالوة على مناقشة مشروعات جديدة من خالل خط ائتمان. كما أطلعها على المشروع القادم المتعلق بإنشاء مركز تميز في مجال تكنولوجيا المعلومات بجامعة األزهر.
سعادة وزير اآلثار د .خالد العناني لمناقشة اتفاقية التعاون في المشروعات المشتركة في مجال اآلثار بين البلدين اللذين يعدان من الدول صاحبة الحضارات القديمة .
رئيس الهيئة القومية لالستشعار عن بعد وعلوم الفضاء الدكتور محمد مدحت مختار ،لمناقشة المشروعات المشتركة في مجال التعاون في مجال الفضاء ،وأطلعه السيد السفير على آخر التطورات في هذا المجال في الهند ،حيث توجد فرص جديدة في مجال األقمار الصناعية وسبل إطالقها وتحليل البيانات.
افتتاح قسم الغزل والنسيج بمصلحة الكفاية اإلنتاجية بعد تطويره من الجانب الهندى
افتتح كل من سفير الهند السيد /سانجاي باتاتشاريا ،ود .سحر نصر وزيرة التعاون الدولى ،والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة مؤخرا قسم الغزل والنسيج، بمصلحة الكفاية اإلنتاجية والتدريب المهنى، بعد تطويره وذلك من خالل منحة مقدمة من الهند. وعقب االفتتاح قام الحضور بجولة تفقدية ألنشطة القسم بمصلحة الكفاية اإلنتاجية ،حيث التقوا خاللها مع عدد من العاملين والعامالت بالمصلحة ،واستمع الحضور لعرض تقديمى
48
صوت الهند -العدد 499
االحتفال بيوم اللغة الهندية احتفلت سفارة الهند يوم 14سبتمبر الماضي بيوم اللغة الهندية ،بمشاركة عدد كبير من المسئولين بالسفارة الهندية ،وذلك بهدف تشجيع استخدام اللغة الهندية في العمل الرسمي ..أقيم االحتفال بقاعة طاغور بالسفارة، وخالل الفاعلية تم تنظيم مسابقة بين المشاركين كما قام بعض منهم بإلقاء الشعر ..وفي نهاية االحتفالية قام سعادة سفير الهند السيد /سانجاي باتاتشاريا بتوزيع الجوائز وشهادات التقدير على الفائزين.
فاعليات المائدة المستديرة تتناول مختلف القضايا والموضوعات بالمركز الثقافي الهندي استهل المركز الثقافي الهندي سلسلة ندوات شهيرة تحت عنوان “مائدة المركزالثقافي الهندي المستديرة‟ والتي تعقد شهريا لمناقشة عدد من الموضوعات والقضايا ذات االهتمام المشترك بين مصر والهند والتي تتنوع بين الموضوعات االقتصادية واالجتماعية والثقافية بحضور عدد من الخبراء والمفكرين من مصر والهند ،ويقوم متحدثون بارزون بالحديث حول موضوع الندوة كل شهر ،ويتبع ذلك جلسة تفاعلية مع الجمهور. وقد عقدت أول ندوة ضمن سلسلة الفعاليات الشهرية تحت عنوان “المشروعات الصغيرة والمتوسطة -قاطرة النمو االقتصادي‟ ،بمشاركة كل من السيد /أحمد عبد الوهاب ،الباحث ضمن برنامج الحرية االقتصادية التابع للمركز المصري لدراسات السياسات العامة ،والسيد /إيهاب شعراوي، المحرر بجريدة إيجبشيان جازيت ،و د .آسر سالمة ،عضو مجلس األعمال المصري الهندي المشترك ،والسيد /أشيش كانا ،رئيس فريق الطاقة الهندي بإدارة التنمية المستدامة لمنطقة جنوب آسيا بالبنك الدولي. أما ندوة شهر أغسطس فقد أقيمت تحت عنوان “العالقات الهندية المصرية :تحويل العالقات التاريخية إلى شراكة جديدة‟ ،حيث تقوم العالقات الهندية المصرية على أساس تعاون واسع النطاق واحترام متبادل وتقدير للدور اإلقليمي والدولي باإلضافة إلى جهود مشتركة لتعزيز الشراكة بين البلدين في كافة المجاالت ذات االهتمام المشترك .وقد شارك في الندوة كل من سعادة السفيرة جيالن عالم ،سفيرة مصر السابقة في الهند، ود .مصطفى كامل السيد ،األستاذ بكلية االقتصاد والعلوم السياسية والسيد/طارق السنوطي ،رئيس القسم الدبلوماسي بجريدة األهرام المسائي، والمحاضر بجامعة عين شمس وجامعة القاهرة ،وجامعة نانكاي بالصين. في حين أقيمت ندوة شهر سبتمبر تحت عنوان الرئيسية “الروابط الثقافية في عالقات الهند ومصر‟ وتناولت تاريخ العالقات الثقافية القوية بين البلدين والتطلع إلى الوصول إلى آفاق جديدة لزيادة التعاون .وقد شارك بالندوة كل من السيد /هشام جبر ،مدير مركز فنون مكتبة اإلسكندرية، والسيدة /نادية جريديني ،نائبة رئيس جمعية الصداقة المصرية الهندية ،والسيدة /جيانتي مايديو ،عضو اللجنة التنفيذية بجمعية الجالية الهندية بمصر ،والسيدة /آتي متولي رئيس القسم الثقافي بموقع األهرام أون الين.
تدشين نادي السينما بالمركز الثقافي الهندي من قبل السيد /حسن الزير ،رئيس المصلحة، عن دور المصلحة فى المشروعات القومية وتحسين مستوى الصناعة ،وتوفير فرص العمل والتدريب للشباب. وأعرب السفير الهندى عن سعادته بالتعاون مع مصر فى تطوير قسم النسيج بمصلحة الكفاية اإلنتاجية ،والذى يعد امتدادا للتعاون بين البلدين فى هذا المجال ويوفر المزيد من فرص العمل للشباب فى إطار المشروعات
الصغيرة والمتوسطة ،مشيرا إلى أنه خالل هذا المشروع تم تدريب العديد من العمال المصريين. وقد أكد السفير على رغبة بالده فى تعميق التعاون الثنائى بين مصر والهند وتنفيذ مزيد من المشروعات في إط��ار الشراكة االستراتيجية بين البلدين ،خاصة على مستوى العالقات االقتصادية التى تشهد تعاون مثمر خالل الفترة الحالي.
بالتعاون مع جمعية الصداقة المصرية الهندية ،استعاد المركز الثقافي الهندي بالقاهرة نشاط نادي السينما داخل مقر المركز بالزمالك ..وقد دشن سعادة سفير الهند لدى جمهورية مصر العربية أولى فاعليات نشاط نادي السينما يوم الخميس الموافق 21يوليو بعرض فيلم “فان‟ أو المعجب للنجم الهندي المحبوب شاه روخ خان الذي يحظى بشعبية بالغة في مصر. وخالل شهر أغسطس عرض النادي فيلم
“بانج بانج‟ للنجم هريتك روشان والنجمة كاترينا كايف ،أما لقاء شهر سبتمبر فقد تم تخصيصه لعرض الفيلم المصري “جحيم ف��ي الهند‟ للنجم المصري محمد إم��ام والنجمة ياسمين صبري والذي تم تصويره مؤخرا في الهند. ويتم عرض األفالم يوم الخميس الثالث من كل شهر ،ويعقب الفيلم ندوة لمناقشة الفيلم تشرف عليها السيدة نادية جريديني ،نائبة رئيس جمعية الصداقة المصرية الهندية
والتي لها خبرة واسعة في مجال األفالم الهندية ،وقد استضاف النادي أيضا ً خالل األمسية األولى الناقدة السينمائية حنـــان شومان.
49
فنون هندية بمحافظات مصر المختلفة في إطار دعم العالقات الثقافية بين الهند ومصر ،قامت عدد من الفرق الهندية التي تشتهر بتقديم ألوان مختلفة من الفنون الهندية بزيارة جمهورية مصر العربية للمشاركة في عدد من االحتفاليات وقدمت فنونها المتنوعة في مختلف محافظات مصر العربية .وفي هذا الصدد قامت فرقة رقص هندية مكونة من تسعة أفراد ،بقيادة راجوموهان بادينهاري، بتقديم عروض رقص الكاثكالي الكالسيكس الهندي ،في إطار مهرجان الصيف الدولي الرابع عشر الذي نظمته مكتبة اإلسكندرية في األول من أغسطس الماضي ،وقد قامت الفرقة بجولة فنية في محافظات بورسعيد واإلسماعيلية والقاهرة. ويمكن وصف رقص الكاثاكالي بكلمات موجزة بأنه عبارة عن دراما كالسيكية هندية تقليدية راقصة ترجع أصولها إلى والية كيراال في جنوب الهند ،ويمزج هذا اللون من الرقص بين عديد من األشكال الفنية كالدراما واألدب والموسيقى والغناء وبعض صور الفن التشكيلي مثل الرسم والنحت .ويجعل هذا المزيج الرائع والمتوازن من تلك الفنون الجميلة من عروض “كاثاكالي‟ فريدة ويجعل منها في الوقت نفسه شكال فنيا مركبا. ويصاحب هذا األداء العزف على آلتين من اآلالت اإليقاعية وهما :تشيندا وماداالم.
ومن ناحية أخرى ،وبناء على دعوة من وزارة الثقافة المصرية ومكتبة اإلسكندرية وبرعاية من وزارة الثقافة الهندية ،قامت فرقة موسيقية مكونة من خمسة عازفين بقيادة د .بيبول كومار راي العازف على آلة السنطور بزيارة إلى جمهورية مصر العربية للمشاركة في المهرجان الصيفي بمكتبة األسكندرية .وآلة السنطور هي آلة هندية مكونة من مائة وتر، وكان يطلق على تلك اآللة في الماضي اسم “شات تانتري فينا‟ .وهي آلة يبلغ عمرها 2500عاما. ويعتبر د.بيبول كومار راي أحد أفضل العازفين على آلة السنطور في الهند .وقد حصل على درجة الماجستير في الغناء الهندي الكالسيكي ودرجة الدكتوراه في آلة السنطور من جامعة دلهي .وقد صاحبه في العزف على الطبلة السيد أندرانيل موكرجي ،وعلى آلة المريدانجام السيد مانوهار باالتشانديراني وعلى آلة السوارماندال ،السيد أفيناش كومار .وقد قدمت الفرقة عروضها في اإلسكندرية ،والقاهرة والمنيا ،وبني سويف.
كما شاركت فرقة هندية بقيادة الفنان بورنا داس بول سارات في مهرجان سماع الدولي لإلنشاد الديني والموسيقى الروحية ،وقد قدمت الفرقة المكونة من ستة أعضاء عروضها خ�لال المهرجان في القلعة وقبة الغوري وشارع المعز وغيرها من األماكن التي تقام بها فعاليات المهرجان داخل وخارج القاهرة، وذلك تحت إشراف المخرج المصري المبدع د .انتصار عبد الفتاح مؤسس المهرجان.
50
صوت الهند -العدد 499
ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ
اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻴﺴﻲ ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ