ﺭﺟﺎﺀ ﻋﺪﻡ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺻﻔﺤﺔ ﺩﻧﻴﺎ ﻭﺩﻳﻦ ﻓﻰ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﳴﻬﻤﻼﺕ ﻻﺣﺘﻮﺍﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺒﻮﻳﺔ
ﺩﻧﻴﺎ ﻭﺩﻳﻦ
اﻟﻌﺪد - ٥٦٧اﳋﻤﻴﺲ ٢٥ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢٠١٦
ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ.ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﻰ ﻳﺤﺬﺭﻧﺎ ﻣﻨﻪ..
09
ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﻈﺎﳴﻦﻴ ﻣﻦ ﻳﻈﻠﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻧﺎﺻﺮ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ
ﻋﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ..وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺘﺬﻛﺮ..أن ﻫﻨﺎك ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ.. وﺧﺘﺎم ﻻﻣﻔﺮ ﻣﻨﻪ وﻻ ﻣﻬﺮب..وﺿﻴﻒ داﺋﻤﺎ ﻓﻰ اﻧﺘﻈﺎر ﻣﻮﻋﺪ ﻣﺤﺪد ﺑﺪﻗﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﳋﺒﻴﺮ..ﻓﻌﻠﻴﻚ أن ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻬﺬه اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ..وﺗﻌﻤﻞ ﻟﻬﺎ..وﻓﻰ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺳﻮء اﳋﺎﲤﺔ ﻳﺤﺬرﻧﺎ اﳌﻔﻜﺮ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺎﻓﻰ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل اﻟﻴﻬﺎ..ﻓﺘﻜﻮن اﳋﺴﺎرة اﻟﻜﺒﺮى..ﻓﻤﺎذا ﻗﺎل..؟ أول اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻰ ﺗﺴﻰء اﳋﺎﲤﺔ :ﻃﻮل اﻷﻣﻞ ،ﲟﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻳﻈﻦ أﻧﻪ ﻟﻦ ﳝﻮت اﻵن ،ﻷن أﺑﺎه ﻋﺎش ﺗﺴﻌﲔ ﺳﻨﺔ ،وﺟﺪه ﻋﻤﺮ ﺑﻌﺪ اﳌﺎﺋﺔ ،وأﻣﻪ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﺎﺋﺔ وﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات!! ﻓﺎﻟﻌﻤﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻮراﺛﺔ. ﻓﻄﻮل اﻷﻣﻞ ﻳﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺮﻛﻦ إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺗﺼﻴﺮ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﺎﻳﺔ وﻟﻴﺴﺖ وﺳﻴﻠﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺎذﺑﲔ ،ﻷن اﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﺒﺮر اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ،وﻗﺪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻏﻨﻴﺎ ً ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻰ اﻟﺮﺑﺎ ،واﳋﻮض ﻓﻰ أﻋﺮاض اﻟﻨﺎس ،ﺑﺄن ﻳﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻟﻴﻌﻠﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺑﺬﻳﺌﺎ ً ﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﻨﺎس. وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻟﻮا :إن اﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺛﻼﺛﺎً :ﺗﺮك اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺮﻛﻪ، وأرﺿﻰ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻠﻘﺎه ،وﻋﻤﺮ ﻗﺒﺮه ﻗﺒﻞ أن ﻳﺪﺧﻠﻪ. واﳉﺎﻫﻞ ﻣﻦ أﺗﺒﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮاﻫﺎ ،وﲤﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﷲ اﻷﻣﺎﻧﻰ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻰ ﷺ) :اﻟﻜﻴﺲ ﻣﻦ دان ﻧﻔﺴﻪ وﻋﻤﻞ ﳌﺎ ﺑﻌﺪ اﳌــﻮت( ﻓﺎﻟﻌﺎﻗﻞ ﻫﻮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬى ﻳﺰرع وﻳﺨﺸﻰ اﻟﻜﺴﺎد ،واﳉﺎﻫﻞ ﻫﻮ اﻟﺬى ﻳﻘﻠﻊ وﻳﺮﺟﻮ اﳊﺼﺎد ،وﻫﺬا ﻣﻦ ﺛﻤﺮات ﻃﻮل اﻷﻣﻞ. ﻗﺎﻟﻮا :إن أﺣﺪ اﻟﺼﺎﳊﲔ وﻫﻮ ﻋﻄﺎء ﺑﻦ أﺑﻰ رﺑﺎح رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺎن ﻣﺮﻳﻀﺎً ،ﻓﻘﺪم أﺣﺪ ﻣﺮﻳﺪﻳﻪ وﻫﻮ ﺣﺎﻓﻆ ﺑﻦ أﺑﻰ ﺗﻮﺑﺔ ﻟﻴﺼﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻰ اﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻓﻘﺎل :ﻻ أرﻳﺪ أن أﺻﻠﻲ،ﻷﻧﻨﻰ إذا ﺻﻠﻴﺖ ﺑﻜﻢ اﻵن ﻟﻦ أﺻﻠﻰ ﺑﻜﻢ ﻣﺮة أﺧﺮى. ﻓﻘﺎل ﻋﻄﺎء :أﺗﺪﺧﻞ اﻟﺼﻼة وﻓﻰ ﻧﻴﺘﻚ أﻧﻚ ﺳﻮف ﺗﻌﻴﺶ ﻟﺘﺼﻠﻰ ﺑﻨﺎ ﺻﻼة أﺧﺮى؟!! أﻧﺖ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﻷﺻﻞ أن ﻳﻜﻮن اﻹﻣﺎم ﻗﺪوة، ﻓﺈذا دﺧﻞ ﻓﻰ اﻟﺼﻼة ﻻ ﻳﻔﻜﺮ أﻧﻪ ﺳﻴﺼﻠﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ،ﻓﺈن ﻫﺬا ﻣﻦ ﻃﻮل اﻷﻣﻞ. وﺳﻴﺪﻧﺎ ﷺ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﻳﺪ وﺟﺪه ﻗﺪ أﺗﻰ ﺑﻔﺼﻴﻞ - وﻫﻮ ﻧﺎﻗﺔ ﺻﻐﻴﺮة أو ﺟﻤﻞ ﺻﻐﻴﺮ ،-ﻓﺴﺄل رﺳﻮل اﷲ :ﻣﺎ ﻫﺬا ﻳﺎ أﺳﺎﻣﺔ؟ ﻗﺎل :ﻓﺼﻴﻞ اﺷﺘﺮﻳﺘﻪ ﻟﺸﻬﺮﻳﻦ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ! ﻳﻌﻨﻰ :اﺷﺘﺮﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺴﻴﻂ
ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺮﻳﻦ ،ﻗﺎل:أﺗﻌﺠﺒﻮن ﻣﻦ أﺳﺎﻣﺔ؟! إن أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻄﻮﻳﻞ اﻷﻣﻞ. ﺑﻬﺬا اﳌﻨﻄﻖ ﻛﺎن ﻳﺮﺑﻰ اﻟﻨﺒﻰ ﷺ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ،ﻓﻄﻮل اﻷﻣﻞ ﻳﻘﺴﻰ اﻟﻘﻠﺐ وﻳﻨﺴﻰ اﻵﺧﺮة ،وﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻳﻜﺮه اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﻮﻋﺪ اﳊﻖ ،واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﺤﺒﻮن ،ﻷﻧﻬﻢ ﻣﺆﻣﻨﻮن ،واﻟﺬى ﻳﻜﺮه اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﻮﻋﺪ اﳊﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺪع ﻟﻺﳝﺎن ،ﻓﻬﻮ ﻳﻜﺮه اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﺎﻵﺧﺮة ،وﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ، وﺳﻴﺘﺮك اﻟﺜﺮوة واﻷﻣﻮال واﻟﺒﻨﻮك واﻟﻌﻤﺎرات واﻟﺒﻨﺎﻳﺎت واﻟﺴﻄﻮة واﳉﺎه واﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﻟﺴﻠﻄﺔ. واﻟﺼﺎﳊﻮن ﻗﺪﳝﺎ ً ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻔﺮون ﻣﻦ اﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون أن ﳝﺴﻜﻮا ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻷن اﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺣﻠﻮة اﻟﺮﺿﺎع،ﻣ ّﺮة اﻟﻌﻈﺎم ،ﻓﻄﻮل اﻷﻣﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ. ﺛﺎﻧﻴﺎً :اﻟﻈﻠﻢ ،ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻇﺎﳌﺎ ً ﻓﻠﻴﺘﻮﻗﻒ ،واﻟﻈﻠﻢ أﻧﻮاع ﺛﻼﺛﺔ :أوﻻً:ﻇﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰَ ) :ﻓ ِﻤﻨ ُْﻬ ْﻢ ﻇَﺎ ِﻟ ٌﻢ ِﻟ َﻨﻔ ِ ْﺴ ِﻪ( ،وذﻟﻚ ﺑﺄن ﻳﻈﻠﻢ دﻳﻨﻪ، ﻓﻴﻀﻴﻊ ﻓﺮاﺋﺾ اﷲ ،وﻳﺘﻌﺪى ﺣﺪود اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ. ﺛﺎﻧﻴﺎً :ﻇﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ،ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺣﻴﻮاﻧﺎ ً أو ﻧﺒﺎﺗﺎ ً أو إﻧﺴﺎﻧﺎ ً ﻣﺴﻠﻤﺎ ً أم ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ. وﻣﻦ ﺳﻮء اﳋﺎﲤﺔ أن اﻟﻈﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﻘﺘﻨﻊ أﻧﻪ ﻇﺎﻟﻢ ،ﻓﻘﺪ ﻳﻈﻠﻢ أﺣﺪ اﻟﻮرﺛﺔ ﺑﺄن ﻳﺤﺘﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻣﻴﺮاث أﺑﻴﻪ ﻛﺎﻣﻼً ،واﻟﺴﺒﺐ ﻓﻰ ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻊ أﺑﻴﻪ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ﻓﻰ اﳊﺮ وﻓﻰ اﻟﺒﺮد وﻓﻰ اﻷﺳﻔﺎر،وأﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺘﺒﻌﻪ وﻛﺎن ﻻ ﻳﻌﻄﻴﻪ راﺗﺒﺎً ،ﻓﻴﺄﺧﺬ اﻟﺘﺮﻛﺔ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻓﻬﺬا ﻇﻠﻢ ،ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﺴﺎوى ﻋﻤﻠﻪ ،وﻳﻌﻄﻰ اﻟﺒﺎﻗﻰ ﻟﻠﻮرﺛﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﻈﻠﻢ ﻫﻮ وﺿﻊ اﻟﺸﻰء ﻓﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ،ﻓﺎﳌﺼﻴﺒﺔ اﻟﻜﺒﺮى أﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺎدﻻً ﻛـ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب. وأﺳﻮأ اﻟﻈﺎﳌﲔ ﻣﻦ ﻳﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺎﺻﺮ ﻟﻪ إﻻ اﷲ ،ﻛﻤﻦ ﻳﻈﻠﻢ زوﺟﺘﻪ اﻟﺘﻰ ﻣﺎت أﺑﻮاﻫﺎ وأﻫﻠﻬﺎ ،أو اﻟﺘﻰ أﻫﻤﻠﻬﺎ إﺧﻮاﻧﻬﺎ وﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺸﻐﻮل ﺑﺤﺎﻟﻪ ،ﻓﻴﺴﻮﻣﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﺳﻮء اﻟﻌﺬاب ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﻇﻬﺮ ﻟﻬﺎ ،وإذا دﻋﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﺒﻪ ،وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ أﻧﻪ ﻳﻘﻮم ﺑﺤﻖ اﻟﻘﻮاﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،أو أن ﻟﻪ أن ﻳﻘﻄﻊ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء ،وﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ اﳌﺼﻴﺒﺔ. اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺬﻛﺮ،ﻓﺎﳌﺴﻠﻢ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ذﻛﺎراً ﺷﻜﺎراً ﺑﻜﺎء ﻣﻦ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ،ﻳﻘﻮل رﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﺮﺳﻮل
ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻻ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺃﻧﻪ ﻇﺎﻟﻢ، ﻓﻘﺪ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﺭﺛﺔ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﺘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻣﺮﻴﺍﺙ ﺃﺑﻴﻪ ﻛﺎﻣ ﹰﻼ ﻭﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﻈﺎﳴﻦﻴ ﻣﻦ ﻳﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺎﺻﺮ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ
ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﳴﺼﺮﻯ ﻳﺮﺷﺪﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ..
ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
اﻟﻘﻠﺐ ﻫﻮ ﻫﺬه اﳌﻀﻐﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻰ ﲢﻮى أﺳﺮارك وﻛﻞ ﻋﺎﳌﻚ..وﻓﻴﻬﺎ أﻳﻀﺎ ً ﻳﺘﺤﺪد ﻣﺼﻴﺮك..اﳉﻨﺔ ان ﻛﺎن ﻗﻠﺒﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎً..واﻟﻨﺎر ان ﻛﺎن ﻗﻠﺒﺎ ً أﺳﻮد ﻟﻢ ﻳﺘﺮب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻄﺮ اﷲ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻴﻪ..وﺑﺼﻼح اﻟﻘﻠﺐ ﺗﻨﺼﻠﺢ اﳋﺎﲤﺔ..وﺑﻔﺴﺎده. ﺗﻔﺴﺪ اﳋﺎﲤﺔ وﺗﺴﻮء..وﻳﺤﺪﺛﻨﺎ اﻟﺪاﻋﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد اﳌﺼﺮى ﻋﻦ ﺻﻼح اﻟﻘﻠﻮب وﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻃﺮﻳﻘﺎ ً ﳊﺴﻦ اﳋﺎﲤﺔ..وﻫﺬا ﻣﺎﻗﺎل.. إذا ﻟﻢ ﺗﻘﻞ اﻷﻣﺔ ﻟﻠﻈﺎﻟﻢ :ﻳﺎ ﻇﺎﻟﻢ! ﻓﻘﺪ ﻳﻨﺴﺤﺐ اﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ. ﻓﻌﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮل :ﻻ إﻟــﻪ إﻻ اﷲ أن ﻳﻘﻒ ﻓﻰ وﺟﻪ اﻟﻈﺎﻟﻢ ،وﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺴﻠﻤﲔ أن ﻳﺘﻌﺎوﻧﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮ واﻟﺘﻘﻮى ،وﻳﻨﺼﺤﻮا اﻟﻈﺎﻟﻢ وﻟﻮ ﻛﺎن ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ،أو ﻛﺎن إﻧﺴﺎﻧﺎ ً ﻋﺎدﻳﺎ ً ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻓﻰ اﳊﻴﺎة ،إذا ﻟﻢ ﻳﺘﻖ اﷲ وﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺳﻴﺌﺎً. واﻟﺴﻨﺔ ،وإن ﻟﻢ ﻧﺒﺪأ ﻣﻦ إذاً :اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺮآن ُ واﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻣﻦ واﻟﺴﻨﺔ وﻧﻨﺘﻬﻰ إﻟﻰ اﻟﻘﺮآن اﻟﻘﺮآن ُ ُ ﺳﻮء اﳋﺎﲤﺔ. ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻰ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻮء اﳋﺎﲤﺔ اﻟﺮﻳﺎء ،ﻗﺎل ﺨ ِﺎد ُﻋﻮ َن اﷲَّ َو ُﻫ َﻮ ﺧ َِﺎد ُﻋ ُﻬ ْﻢ َوإِ ذَا ﻗَﺎ ُﻣﻮا ﺗﻌﺎﻟﻰ) :إِ َّن ا ْﳌ ُ َﻨ ِﺎﻓ ِﻘﲔَ ُﻳ َ ّﺎس( واﻟﺮﻳﺎء ﺻﻮرة ﻣﻦ إِ َﻟﻰ َّ اﻟﺼﻼ ِة ﻗَﺎ ُﻣﻮا ﻛ َُﺴﺎ َﻟﻰ ُﻳ َﺮا ُءو َن اﻟ َﻨ َ ﺻﻮر اﻟﻨﻔﺎق ،واﳌﻨﺎﻓﻖ ﻟﻪ ﻋﻼﻣﺎت ،ﻣﻨﻬﺎ :أﻧﻪ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻦ. وﻛﻠﻤﺔ اﻟﻨﻔﺎق ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﻖ اﻟﻴﺮﺑﻮع ،واﻟﻴﺮﺑﻮع ﺣﻴﻮان ﻳــﺄوى إﻟﻰ ﺟﺤﺮ ﻟﻪ ﺑﺎﺑﺎن ،ﻓــﺈذا اﻧﺴﺪ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻵﺧﺮ ،واﻟﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق أﻣﺮ ﺻﻌﺐ ،ﻓﻼ ﻳﻮﺻﻒ إﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق إﻻ إذا اﻛﺘﻤﻠﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﺮوط. وﻟﻠﻨﻔﺎق دﻻﺋــﻞ ﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ ،وﻫــﻰ :إذا ﺣﺪث ﻛــﺬب ،ﻓﻬﻮ ﻛﺬاب وﻟﻢ ﻳﻜﺬب ﻣﺮة ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻳﻜﺬب ﻣﺮات ﻛﺜﻴﺮة ،وإذا وﻋﺪ أﺧﻠﻒ ،وﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﻣﺮة ،ﻓﻼ ﺗﺼﻒ إﻧﺴﺎﻧﺎ ً ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق ﻷﻧﻪ وﻋﺪك ﺛﻢ أﺧﻠﻒ اﻟﻮﻋﺪ وﻫﻮ ﻳﻨﻮى أﻻ ﻳﺨﻠﻒ ،ﺑﻞ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﻟﻪ ﺳﺒﻌﲔ ﻋﺬراً ،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎﻓﻘﺎ ً ﻓﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ،وإن وﺻﻔﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎق ﻓﺈن اﻟﻨﻔﺎق ﻳﺮﺗﺪ ﻋﻠﻴﻚ. ﻓﺎﳋﻠﻒ ﻫﻮ أن ﺗﻌﺪ ﺷﺨﺼﺎ ً أن ﺗﺄﺗﻰ إﻟﻴﻪ وﺗﻨﻮى أﻻ ﺗﺄﺗﻰ، ﻓﻤﻦ ﺗﻴﻘﻦ ﻓﻴﻪ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻰ ﺑﻮﻋﺪه ﻓﻔﻴﻪ ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﺎل اﻟﻨﻔﺎق. وﻣﻦ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻟﺘﻰ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺎق :أﻧﻪ إذا أؤﲤﻦ ﺧﺎن، وإذا ﻋﺎﻫﺪ ﻏﺪر ،وإذا ﺧﺎﺻﻢ ﻓﺠﺮ ،وإذا اﺟﺘﻤﻌﺖ اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻰ إﻧﺴﺎن ﻛﺎن ﻣﻨﺎﻓﻘﺎ ً ﺧﺎﻟﺼﺎً. واﻟﺮﻳﺎء ﻫﻮ اﻟﺘﺠﻤﻞ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ،ﻟﻜﻦ ﻣﻊ أﻫﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺑﺬىء اﻟﻠﺴﺎن ،ﻃﻮﻳﻞ اﻟﻴﺪ ،ﻗﺎﺑﺾ اﻟﻜﻒ ﻓﻰ اﻹﻧﻔﺎق ﺑﺨﻴﻞ ،ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ أوﻻده أو زوﺟﺘﻪ ﺣﻮاﺟﺰ ،إذا ﺟﻠﺲ ﻓﻰ ﻣﻜﺎن أﻣﺎم
ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺛﺒﺖ ﻓﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻨﻪ »ﷺ« إﻧﻪ ﻗﺎل» :ﻣﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺑﺴﺒﻊ ﲤﺮات ﻋﺠﻮة ﻟﻢ ﻳﻀﺮه ﻓﻰ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺳﻢ وﻻ ﺳﺤﺮ« .رواه اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺘﻤﺮ اﻧﻪ ﻣﻘﻮ ﻟﻠﻜﺒﺪ؛ وﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﳌﻮاد
اﻟﻨﺎس ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺎﻣﻞ زوﺟﺘﻪ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أﺧﺮى ،وﻳﻘﻮل ﻛﻼﻣﺎ ً ﻛﺒﻴﺮاً، وﻳﺼﺎدق اﻷوﻻد ،ﻓﻬﺬا ﻫﻮ اﻟﺮﻳﺎء ،أو ﻳﺼﻠﻰ ﻓﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﺪون ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ وأﻣﺎ ﻓﻰ اﳌﺴﺠﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻓﻰ ﺻﻼﺗﻪ. ﻓﻬﺬا ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ا َﻟ ِّﺬﻳ َﻦ ُﻫ ْﻢ ُﻳ َﺮا ُءو َن(. ﻓﻔﻰ ﻳﻮم ﺗﺴﻌﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ﻻ ﲡﺪه ﻓﻰ اﳌﺴﺠﺪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺼﻠﻰ ﻟﺮﻣﻀﺎن ،ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻪ :ﻓﻼن ﻛﺎن ﻳﺼﻠﻰ ﻓﻰ رﻣﻀﺎن ،ﻓﻬﺬا رﻳﺎء واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﷲ ،ﻓﻼﺑﺪ أن ﻧﻌﻴﺪ ﲟﺎ أَﺗَﻮا ْﺴ َ َّ ﱭ ا َﻟ ِّﺬﻳ َﻦ َﻳﻔ َْﺮ ُ ﺣﻮ َن ِ َ اﳊﺴﺎب ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻻ َﲢ َ ﲟ َﻔﺎ َز ٍة ﻣِ َﻦ َو ُﻳ ِﺤ ُّﺒﻮ َن أَ ْن ُﻳ ْﺤ َﻤ ُﺪوا ِ َ ْﺴ َﺒ َﻨ ُّﻬ ْﻢ ِ َ ﲟﺎ َﻟ ْﻢ َﻳ ْﻔ َﻌﻠُﻮا َﻓﻼ َﲢ َ ا ْﻟ َﻌﺬَ ابِ( ،ﻓﺎﳌﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺤﻤﺪ ﺑﺸﻰء ﻳﺼﻨﻌﻪ ،أو أن ﻳﻨﺴﺐ إﻟﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻠﻪ. ﻓﻤﻦ اﳌﺼﺎﺋﺐ أن ﺗﻨﺴﺐ إﻟﻴﻨﺎ أﻋﻤﺎل ﻟﻢ ﻧﻘﻢ ﺑﻬﺎ ،وﻫﺬا ﻣﻦ ﺑﺎب اﻻﺳﺘﺪراج واﻟﻐﺮور ،وﻋﺪم رﺿﺎ اﷲ. وإذا ﻧﺴﺒﻮا إﻟﻴﻨﺎ ﻣﺮة ﻓﻠﺘﻜﻦ ﻟﻨﺎ وﻗﻔﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ ،ﻟﻜﻰ ﻧﻜﻮن ﻛﻤﺎ ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻨﺎ ،وإذا ﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ذﻟﻚ ﻓﻠﻨﺤﺎول ،وإذا
ﺳﻤﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ
اﻟﻠﻬﻢ ﺻﻠﻰ وﺳﻠﻢ وﺑﺎرك ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ وآﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ »و َﺟ َﻌﻠْ َﻨﺎ َﻋﻠَﻰ َ ُﻗﻠُﻮﺑِ ﻬِ ْﻢ أ َِﻛ َّﻨ ًﺔ أَن َﻳ ْﻔ َﻘ ُﻬﻮ ُه َو ِﻓﻰ آذَاﻧِ ﻬِ ْﻢ ت َو ْﻗ ًﺮا َوإِ ذَا ذَ َﻛ ْﺮ َ ﻚ ِﻓﻰ ا ْﻟ ُﻘ ْﺮآ ِن رَﺑَّ َ ﺣ َﺪ ُه َو َّﻟ ْﻮا َﻋﻠَﻰ َو ْ ﻫِ ُﻮرا« ﻔ ﻧ ﻢ ر ﺎ ﺑ ِ ُ أَ ْد َ ْ ً اﻟﻠﻬﻢ ﲟﻌﺎﻗﺪ اﻟﻌﺰ ﻣﻦ ﻋﺮﺷﻚ ﻳﺎﻣﻦ ﻻ راد ﻷﻣﺮه وﻻ ﻣﻌﻘﺐ ﳊﻜﻤﻪ أﺿﺮب ﺑﻴﻨﻰ وﺑﲔ أﻋﺪاﺋﻰ ﺑﺴﺘﺮك اﻟﺬى ﻻ ﺗﻔﺮﻗﻪ اﻟﻌﻮاﺻﻒ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎح وﻻ ﺗﻘﻄﻌﻪ اﻟﺒﻮاﺗﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎح ﺣﻞ ﻳﺎﺷﺪﻳﺪ اﻟﺒﻄﺶ ﺑﻴﻨﻰ وﺑﲔ ﻣﻦ ﻳﺮﻣﻴﻨﻰ ﺑﺨﻮاﻓﻘﻪ وﻣﻦ ﺗﺴﺮى إﻟﻰ ﻃﻮارﻗﻪ ،ﻓﺮج ﻋﻨﻰ ﻛﻞ ﻫﻢ وﻏﻢ ،ﻳﺎﻓﺎرج ﻫﻢ ﻳﻌﻘﻮب ﻓﺮج ﻋﻨﻰ ﻫﻤﻰ ،ﻳﺎﻛﺎﺷﻒ ﺿﺮ أﻳﻮب أﻛﺸﻒ ﺿﺮى وأﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﻏﻠﺒﻨﻰ ﻳﺎﻏﺎﻟﺒﺎ »ورَ َّد ﻏﻴﺮ ﻣﻐﻠﻮب َ اﷲَُّ ا َﻟ ِّﺬﻳ َﻦ َﻛ َﻔ ُﺮوا ﺑِ َﻐ ْﻴ ِﻈﻬِ ْﻢ َﻟ ْﻢ َﻳ َﻨﺎﻟُﻮا ﺧ ْﻴ ًﺮا َو َﻛ َﻔﻰ اﷲَُّ َ ﲔ اﻟ ِْﻘ َﺘﺎ َل ا ْﳌ ُ ْﺆﻣِ ِﻨ َ َو َﻛﺎ َن اﷲَُّ ﻗ َِﻮ ًّﻳﺎ َﻋﺰِﻳ ًﺰا« » َﻓﺄ ََّﻳ ْﺪ َﻧﺎ ا َﻟ ِّﺬﻳ َﻦ آ َﻣﻨُﻮا َﻋﻠَﻰ ﺻ َﺒ ُﺤﻮا َﻋ ُﺪ ِ ّوﻫِ ْﻢ َﻓﺄَ ْ ﻇﺎﻫِ ﺮِﻳ َﻦ« ﻓﻠﻚ َ اﳊﻤﺪ ﻳﺎ اﷲ. آﻣﲔ
ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﻟﻠﺒﺪن وأن أﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻳﻖ ﻳﻘﺘﻞ اﻟــﺪود ،وﻫﻮ ﻓﺎﻛﻬﺔ ودواء وﺷﺮاب وﺣﻠﻮى وﻳﺴﻤﻰ اﺣﻴﺎﻧﺎً ،ﺑﺎﳌﻨﺠﻢ ﻟﻜﺜﺮة ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻮﻳﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﻌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﻔﻮر واﻟــﻜــﺎﻟــﺴــﻴــﻮم واﳌــﻐــﻨــﺴــﻴــﻮم واﳊــﺪﻳــﺪ واﻟــﺼــﻮدﻳــﻮم
ﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻭﺩﻉ ﻣﺎ ﻳﻠﻬﻴﻚ ﻭﺃﺭﺽ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ ﺍﷲ ﻟﻚ ﺗﻜﻦ ﺃﻏﻨﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ
واﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮم واﻟﻜﺒﺮﻳﺖ واﻟﻜﻠﻮر ،وﻳﺤﺘﻮى ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ﻣﺜﻞ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ »أ« و»ب «١و»ب «٢و»د«. ﻓــﻀــﻼ ﻋــﻦ اﻟــﺴــﻜــﺮﻳــﺎت اﻟﺴﻬﻠﺔ اﻟــﻬــﻀــﻢ ﺑﺴﻴﻄﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ.
ﻓﻰ ﺭﺣﺎﺏ ﺁﻳﺔ
ﺍﳴﺴﺎﺭﻋﺔ ﺇﳳ ﺍﳴﻐﻔﺮﺓ ﻗــﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ» :وﺳــﺎرﻋــﻮا إﻟــﻰ ﻣﻐﻔﺮة ﻣــﻦ رﺑﻜﻢ وﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض أﻋﺪت ﻟﻠﻤﺘﻘﲔ« »آل ﻋﻤﺮان «١٣٣ ﻓﻰ ﻫﺬه اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﳝﺔ اﳌﺴﺎرﻋﺔ إﻟﻰ ﻃﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة ﻣﻦ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﺆﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻴﻮم إﻟﻰ اﻟﻐﺪ ﻓﺈن ﻃﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﺎرﻋﺔ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ واﻹﻧﺴﺎن ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺤﻴﺔ وﻟﻢ ﻳﺄت ﺑﻌﺪ اﳌﻮت ﻷﻧﻪ إذا ﺣﻀﺮ اﳌﻮت ﻓﻼ ﻳﻨﻔﻊ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ ﻛﺎﻟﺬى ﻳﻐﺮق ﻓﻰ اﻟﺒﺤﺮ ﻳﻨﺎﺟﻰ وﻟﻢ ﻳﻨﺎج ﻗﺒﻞ ﻓﻄﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة ﻻ ﺗﺆﺟﻞ ﻷى ﳊﻈﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻈﺎت واﷲ ﺟﻞ وﻋﻼ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ اﻃﻠﺒﻮا اﳌﻐﻔﺮة وﻟﻜﻦ ﻗﺎﻟﻮا »ﺳﺎرﻋﻮا« وﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ اﻟــﺴــﻤــﺎوات واﻷرض ﻓ ــﺈذا ﻛــﺎن ﻋﺮﺿﻬﺎ اﻟــﺴــﻤــﺎوات واﻷرض واﳌﻌﺮوف أن اﻟﻌﺮض أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻮل ﻓﻜﻴﻒ
ﻓﺸﻠﻨﺎ ﻓﻠﻨﺤﺎول ﻣــﺮات وﻧﻨﻮى اﳋﻴﺮ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻧﺆﺟﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻴﺔ ،وإذا اﻋﺘﺮﺗﻨﺎ ﻓﻰ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﺳﺎوس أو اﻷﻗﺎوﻳﻞ ﺑﺄن ﻫﺬا ﺳﻴﻜﻮن ﻣﺤﺮﺟﺎ ً ﻟﻨﺎ ﻣﺜﻼً ،أو أن ﻫﺬا ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻣﻜﺎﻧﺘﻨﺎ وﻣﻘﺎﻣﻨﺎ ،ﻓﻤﺮﺿﺎة اﷲ ﻫﻰ اﳌﻘﺼﺪ اﻷﺳﻤﻰ ﻓﻰ اﳌﺴﺄﻟﺔ ،وﻧﺴﻔﻪ ﻫﺬه اﻟﻮﺳﺎوس واﻷﻗﺎوﻳﻞ ﺑﻞ وﻧﻮاﺟﻬﻬﺎ. واﻟﺮﻳﺎء ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮداً ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻠﻒ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻗﺪﳝﺎً، وﻣﻌﻠﻮم أن اﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎء ﺷﺮك واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﷲ ،وﻟﻮ أن إﻣﺎﻣﺎ ً ﻳﺼﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﺎس وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ راﻛﻊ إذ ﺷﻌﺮ ﺑﺪﺧﻮل أﺣﺪ اﳌﺴﺒﻮﻗﲔ ﻓﺎﻧﺘﻈﺮ ﻓﻰ رﻛﻮﻋﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﺪرك اﳌﺴﺒﻮق اﻟﺮﻛﻌﺔ ،ﻓﻌﻨﺪ أﺑــﻰ ﺣﺎﻣﺪ اﻟﻐﺰاﻟﻰ رﺣﻤﻪ اﷲ وﻫــﻮ رأى ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻴﺔ أن ﺻﻼة اﻹﻣﺎم ﺑﺎﻃﻠﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﷲ. وﻗﺎل اﺑﻦ ﻋﺒﺎس :ﻟﻮ ﻗﻠﺖ :ﻟﻮﻻ اﻟﻜﻼب ﻟﺴﺮﻗﺘﻨﺎ اﻟﻠﺼﻮص ﻟﻜﻨﺖ ﻣﺸﺮﻛﺎً. وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺎل :إن اﳌﺎء ﻳﺮوى ،وإن اﻟﺪواء ﻳﺸﻔﻰ ،ﻓﺈن ﻫﺬه أﺳﺒﺎب ﻻ ﺗﻨﻔﻊ وﻻ ﺗﻀﺮ ،وإﳕﺎ اﻟﻨﺎﻓﻊ واﻟﻀﺎر ﻫﻮ ﻣﺴﺒﺐ اﻷﺳﺒﺎب ،وإﳕــﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺄﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎب وﻧﺤﻦ ﻣﻜﻠﻔﻮن ﺑﻬﺎ. ﻓﻤﻦ اﻋﺘﻘﺪ ﺑﻘﻠﺒﻪ أن اﻷﺳﺒﺎب ﺗﻨﻔﻊ وﺗﻀﺮ دون اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈن ﻫﺬا ﻣﻦ ﺳﻮء اﳋﺎﲤﺔ ،ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺼﺤﺢ ﻣﺎ ﻓﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﻋﺘﻘﺎدات اﳋﺎﻃﺌﺔ ،ﻓﻨﺤﻦ ﻣﺼﺎﺑﻮن ﻓﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ. وﺳﻮء اﳋﺎﲤﺔ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﺐ أوﻻً ،ﺛﻢ اﳉﻮارح ﺛﺎﻧﻴﺎً، ﻓﺈذا ﺻﻠﺢ اﻟﻘﻠﺐ ﺻﻠﺤﺖ اﳉﻮارح ﻛﻠﻬﺎ ،وﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﺗﺨﺎف ﻣﻦ أﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ ،ﻓﻠﻮ ﺣﺼﻞ أى أﻟﻢ ﻓﻰ اﻟﻘﻠﺐ ﻓﺈن اﳌﺘﺄﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ،ﻷﻧﻪ ﺧﺎﺋﻒ ﻋﻠﻰ دﻧﻴﺎه ،ﻟﻜﻦ ﻟﻮ أﺻﻴﺐ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﺼﺎر ﻻ ﻳﺨﺸﻊ ﻓﻰ ﺻﻼﺗﻪ ،وﻻ ﻳﻘﺸﻌﺮ ﺟﻠﺪه ﻣﻦ ذﻛﺮ اﷲ ،وﻻ ﻳﺤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ،وﻻ ﻳﺘﻮاﺿﻊ ،أو أن ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻠﻰء ﺑﺎﻟﻜﺒﺮ وﺑﺎﳊﻘﺪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ ﻃﺒﻴﺐ اﻟﻘﻠﻮب ! واﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺴﻤﻮا اﻟﻘﻠﻮب إﻟﻰ :اﻟﻘﻠﺐ اﻷول :ﻗﻠﺐ ﻻ ﻳﺤﺐ إﻻ اﷲ ،وﻫﺬه ﻗﻠﻮب اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،ﻓﺼﺎﺣﺐ ﻫﺬه اﻟﻘﻠﻮب ﲡﺪه ﻓﻰ أى وﻗﺖ ﻳﺤﺐ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ،ودوداً ﻣﻊ إﺧﻮاﻧﻪ، ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎً ،ﻫﺎدئ اﻟﻨﻔﺲ ،ﻛﺮﳝﺎً ،ﻣﻀﻴﺎﻓﺎً ،ﺑﺸﻮﺷﺎً ،وﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﺗﺸﻜﺮه. اﻟﺜﺎﻧﻰ :ﻗﻠﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻴﻪ ﺟﺎﺛﻤﺔ ،ﻓﺼﺎﺣﺐ ﻫﺬا اﻟﻘﻠﺐ إذا أﻋﻄﻰ ﻣﻨﻬﺎ رﺿﻰ ،وإن ﻟﻢ ﻳﻌﻂ ﻇﻞ ﺳﺎﺧﻄﺎً..ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻣﻦ إﺣﺒﺎط اﻟﻘﻠﺐ. اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺘﻘﺎﺋﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ،واﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وارﺣﻤﻨﺎ وأﻧﺖ ﺧﻴﺮ اﻟﻐﺎﻓﺮﻳﻦ.
ﺩﻋﺎﺀ
ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻰ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻫﺬه اﳉﻨﺔ وﻣﺴﺎﺣﺎت اﳉﻨﺔ ﻻ ﺗﻘﺎرن ﲟﺴﺎﺣﺎت اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻷن اﳊــﺪﻳــﺚ اﻟﻘﺪﺳﻰ ﻳﻘﻮل رﺑﻨﺎ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ :أﻋﺪدت ﻟﻌﺒﺎدى اﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﺎ ﻻ ﻋﲔ رأت وﻻ أذن ﺳﻤﻌﺖ وﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ. وﻫــﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎرﻋﻮا ﻓﻰ ﻃﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة وﻣــﻦ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﻔﺮان ﻣﻨﺤﻮا ﻣﻦ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺟﻨﺎت ﲡﺮى ﻣﻦ ﲢﺘﻬﺎ اﻻﻧــﻬــﺎر واﻧﻈﺮ إﻟــﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ »ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ« ﻓﺈن اﻟﻨﻌﻴﻢ اﳊﻖ اﻟﺪاﺋﻢ وﻻ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﻓﺄﻣﺎ ﻧﻌﻴﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺑﺎﳌﻮت ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻨﻌﻴﻢ ﻣﺎدام ﻫﺬا اﻟﻨﻌﻴﻢ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟــﻞ» :ﻗﻞ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﻠﻴﻞ« وﻫﺬا ﻳﻌﻄﻰ أن ﻣﺘﺎع اﻵﺧﺮة ﻻ ﻳﻘﺎرن ﲟﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻳﻘﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ» :واﻵﺧﺮة ﺧﻴﺮ ﳌﻦ اﺗﻘﻰ وﻻ ﺗﻈﻠﻤﻮن ﻓﺘﻴﻼ« ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻨﺸﻐﻞ ﲟﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻧﻨﺴﻰ
ﻣﺘﺎع اﻵﺧﺮة. وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺮام؟ ﻻ وﻟﻜﻦ ﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻚ ودع ﻣــﺎ ﻳﻠﻬﻴﻚ وأرض ﲟــﺎ ﻗﺴﻢ اﷲ ﻟــﻚ ﺗﻜﻦ أﻏﻨﻰ اﻟﻨﺎس وﻓــﻰ اﻵﻳــﺔ اﻟﺘﻰ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﲔ اﷲ ﻟﻨﺎ ان اﳉﻨﺔ ﻻ ﻣﻮت ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻗﺎل» :ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ« ﻓﻬﺬا ﻫﻮ اﻟﻨﻌﻴﻢ اﳊﻖ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ: »ﻻ ﳝﻮﺗﻮن ﻓﻴﻬﺎ إﻻ اﳌﻮﺗﺔ اﻷوﻟﻰ» واﷲ ﺟﻞ وﻋﻼ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ذﻛﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎرﻋﻮا إﻟﻰ ﻃﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة ﻗﺎل» :ﻓﻨﻌﻢ أﺟﺮ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ« ﻳﻌﻨﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻌﻴﻢ وأﻃﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة وﲢﻘﻘﺖ اﳌﻐﻔﺮة اﳕﺎ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻻ ﻣﺠﺮد اﻷﻗﻮال وﻟﻜﻦ ﺑﺼﺎﻟﺢ اﻷﻋﻤﺎل. وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ أﺟﻤﻌﲔ آﻣﲔ
ﺣﺪﻳﺚ
ِﻳﺪو َن ﷺ):وا ْ ﻚ َﻣ َﻊ ا َﻟ ِّﺬﻳ َﻦ َﻳ ْﺪ ُﻋﻮ َن َر َّﺑ ُﻬ ْﻢ ﺑِ ﺎ ْﻟﻐ ََﺪا ِة َوا ْﻟ َﻌ ِﺸ ّ ِﻲ ُﻳﺮ ُ ْﺴ َ ﺻ ِﺒ ْﺮ َﻧﻔ َ َ اﻟﺪﻧ َْﻴﺎ َوﻻ ﺗ ِ ُﻄ ْﻊ َﻣ ْﻦ أَ ْﻏ َﻔﻠْ َﻨﺎ َو ْﺟ َﻬ ُﻪ َوﻻ َﺗ ْﻌ ُﺪ َﻋ ْﻴ َﻨ َ ِﻳﺪ زِﻳ َﻨﺔَ ْ َ اﳊ َﻴﺎ ِة ُّ ﺎك َﻋﻨ ُْﻬ ْﻢ ُﺗﺮ ُ ﻃﺎ(. َﻗﻠ َْﺒ ُﻪ َﻋ ْﻦ ِذ ْﻛﺮِ َﻧﺎ َوا َﺗ َّﺒ َﻊ َﻫ َﻮا ُه َو َﻛﺎ َن أَ ْﻣ ُﺮ ُه ُﻓ ُﺮ ً وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮك أﺣﺪ اﻟﻨﺎس ﳊﻀﻮر ﺣﻔﻞ ﺟﻤﻴﻞ ﻓﻴﻪ أﻏﺎن ﻟﻄﻴﻔﺔ، واﻵﺧﺮ ﻳﺪﻋﻮك ﳊﻀﻮر درس ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻓﻼن ،ﻓﺘﻘﺎرن ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺘﺼﺒﺮ ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮن رﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﺪاة واﻟﻌﺸﻰ ،وﻻ ﺗﻄﻊ ﻣﻦ اﺗﺒﻊ ﻫﻮاه وﻛﺎن أﻣﺮه ﻓﺮﻃﺎً ،واﻟﻔﺮط ﻓﻰ اﻟﻠﻐﺔ ﻫﻮ اﳌﻔﻜﻮك. واﻟﺬﻛﺮ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﳉﻮارح ،ﻓﺎﻟﻌﲔ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻰ اﳌﺼﺤﻒ ،واﻟﻴﺪ ﺗﻌﻄﻰ ﺻﺪﻗﺔ ،وأﻣــﺎ اﻟﺘﺬﻛﺮ ﻓﻼ ﻳﻜﻮن إﻻ ﻓﻰ اﻟﻘﻠﺐ،وﻫﻮ اﻟﺘﺪﺑﺮ،وﻫﺬا ﻫﻮ اﳌﻄﻠﻮب ،ﻷن اﻟﻘﺮآن ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺬى ﻳﻘﺮأ وﻻ ﻳﺘﺪﺑﺮ. واﳌﻘﺼﻮد ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :أَﻻ ﺑِ ِﺬ ْﻛﺮِ اﷲَِّ َﺗ ْ ﻄ َﻤ ِﺌ ُّﻦ ا ْﻟ ُﻘﻠُﻮبُ( ﻫﻮ ذﻛﺮ اﷲ ﻓﻰ ﻛﻞ وﻗﺖ ،ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﺧﺎﺋﻔﺎ ً ﻓﻘﺎل:ﻳﺎ ﻗﻮي! أﻣﻨﻰ ،أﻣﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ، أو ﻛﺎن ﻓﻘﻴﺮاً ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ ﻏﻨﻲ! أﻏﻨﻨﻰ ،أﻏﻨﺎه اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ،أو ﻛﺎن ﺿﻌﻴﻔﺎ ً ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ ﻗﻮي! ﻗﻮﻧﻰ ،أو ﻛﺎن ﻣﻬﺰوﻣﺎ ً ﻓﻘﺎل :ﻳﺎ ﻧﺎﺻﺮ! اﻧﺼﺮﻧﻰ ،أو ﻳﺎ ﺳﺘﺎر اﺳﺘﺮﻧﻰ ،ﻓﻬﻮ ﻓﻰ ﻣﻌﻴﺔ اﷲ ،ﻓﻴﻄﻤﺌﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ. وﻓﻰ اﳊﺪﻳﺚ) :ﻣﻦ أﻗﺎم اﻟﺼﻼة ﻓﻰ وﻗﺘﻬﺎ ،وأﺳﺒﻎ وﺿﻮءﻫﺎ ،وأﰎ رﻛﻮﻋﻬﺎ وﺳﺠﻮدﻫﺎ ،ﺣﺸﺮ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻴﲔ واﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ،وﻣﻦ ﺿﻴﻌﻬﺎ ﺣﺸﺮ ﻣﻊ ﻓﺮﻋﻮن وﻫﺎﻣﺎن وﻗــﺎرون وأﺑﻰ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ( ﻓﻬﺆﻻء اﻷرﺑﻌﺔ ﻫﻢ ﻣﻠﻚ ﻓﻰ ﳑﻠﻜﺔ ،ووزﻳﺮ ﻓﻰ وزارة ،وﺗﺎﺟﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﲡﺎرة ﻣﺎل ،وﻏﻨﻰ ﺻﺎﺣﺐ أﻣﻮال ﻛﺜﻴﺮة. اﻻﻏﺘﺮار ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﺈن ﻣﻦ ﻃﻮل اﻷﻣﻞ اﻻﻏﺘﺮار ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ،ﻓﺎﳌﻐﺘﺮ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺪوس ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ أن ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻫﺪﻓﻪ ،وﻳﻨﻜﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻮ ،وﻳﻔﻘﺮ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ أن ﻳﺸﺒﻊ ﻫﻮ، ﻓﻬﺆﻻء ﻣﻐﺘﺮون ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ. اﻟﻠﻬﻢ ﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﺎص ،واﻫﺪ ﻛﻞ ﺿﺎل،واﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ وارﺣﻤﻨﺎ وأﻧﺖ ﺧﻴﺮ اﻟﻐﺎﻓﺮﻳﻦ..وأﺣﺴﻦ ﻳﺎاﷲ ﺧﺎﲤﺘﻨﺎ..
ﺳﻤﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ
ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺐ ﻋﺒﺪﻯ ﻟﻘﺎﺋﻰ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﻟﻘﺎﺀﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺮﻩ ﻟﻘﺎﺋﻰ ﻛﺮﻫﺖ ﻟﻘﺎﺀﻩ
ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ :ﻗﺎل ﷺ» :ﻗــﺎل اﷲ ﻋﺰ وﺟــﻞ :وﻣــﺎ ﺗــﺮددت ﻋﻦ ﺷﻰء أﻧﺎ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺗﺮددى ﻋﻦ ﻣﻮﺗﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺮه اﳌﻮت وأﻧﺎ أﻛﺮه ﻣﺴﺎءﺗﻪ« ﻳﻌﻨﻰ اﳌﺆﻣﻦ. ﻋﻦ أﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮة -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ -ﻗﺎل: ﺳــﻤــﻌــﺖ اﻟــﻨــﺒــﻰ ﷺ ﻳــﻘــﻮل» :ﻗـــﺎل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ :وﻣﻦ أﻇﻠﻢ ﳑﻦ ذﻫﺐ ﻳﺨﻠﻖ ﻛﺨﻠﻘﻰ؟ ﻓﻴﺨﻠﻘﻮا ذرة ،أو ﻟﻴﺨﻠﻘﻮا ﺣﺒﺔ ،أو ﺷﻌﻴﺮة«. ﻋــﻦ اﺑــﻦ ﻋﺒﺎس رﺿــﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ -ﻋﻦ
ﷺ ﻗﺎل :ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ» :إذا أﺣﺐ ﻋﺒﺪى ﻟﻘﺎﺋﻰ أﺣﺒﺒﺖ ﻟﻘﺎءه وإذا ﻛﺮه ﻟﻘﺎﺋﻰ ﻛﺮﻫﺖ ﻟﻘﺎءه«. ﻋﻦ أﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮة -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ -أن ﷺ ﻗــﺎل» :ﻗــﺎل اﷲ :ﻛﺬﺑﻨﻰ اﺑــﻦ آدم ،وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ذﻟــﻚ ،وﺷﺘﻤﻨﻰ وﻟــﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ذﻟﻚ، ﻓﺄﻣﺎ ﺗﻜﺬﻳﺒﻪ إﻳــﺎى ﻓﺰﻋﻢ أﻧــﻰ ﻻ أﻗــﺪر أن أﻋﻴﺪه ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ،وأﻣﺎ ﺷﺘﻤﻪ إﻳﺎى ﻓﻘﻮﻟﻪ :ﻟﻰ وﻟﺪ ،ﻓﺴﺒﺤﺎﻧﻰ أن أﺗﺨﺬ ﺻﺎﺣﺒﺔ أو وﻟﺪا«.
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﻭﻋﻼﺟﻪ ،ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻻ ،ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﻓﻨﻘﻮﻯ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻧﻬﺘﻢ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﻬﺎ
ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻼﻧﺤﺮﺍﻑ ﺍﻟﻔﻜﺮﻯ
ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻤﺮ ﻫﺎﺷﻢ
دﻋ ــﺎ اﻹﺳــــﻼم اﻟــﻨــﺎس ﺑــﺎﳊــﻜــﻤــﺔ واﳌــﻮﻋــﻈــﺔ اﳊﺴﻨﺔ ،واﳉﺪال ﺑﺎﻟﺘﻰ ﻫﻰ أﺣﺴﻦ وأﻻ ﻳﺘﺼﺪى ﻟﻠﺪﻋﻮة إﻻ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ اﳌﺸﻬﻮد ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﳌﻌﺮﻓﺔ واﻷﺻــﺎﻟــﺔ وأﺧــﺬه ﻋﻦ أﻫﻠﻪ ،ﻻ أن ﻳﺆﺧﺬ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ أى إﻧﺴﺎن ﳌﺠﺮد أﻧﻪ ﺣﻔﻆ ﺑﻌﺾ اﻵﻳﺎت أو ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺎدﻳﺚ أو ﻋﺮف ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻜﺎم ﻓﻴﺘﺼﺪى ﻟﻠﺪﻋﻮة ﻫﺬا ﻣﻦ أﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮة وﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ. ﻓﻼ ﻳﺆﺧﺬ اﻟــﻘــﺮآن ﻣﻦ »ﻣﺼﺤﻔﻰ» أى اﻟﺬى ﻳﺘﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ اﳌﺼﺤﻒ دون اﻟﺘﻠﻘﻰ ﻋﻦ ﺷﻴﺦ ،وﻻ ﻳــﺆﺧــﺬ اﻟﻌﻠﻢ ﻋــﻦ ﺻﺤﻔﻰ أى اﻟ ــﺬى ﺗﻠﻘﺎه ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﻌﻠﻢ أو ﻣﺪرﺳﺔ أو ﻣﻌﻬﺪ أو ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻌﺮض اﻟﺸﺒﺎب وﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻌﺮض اﻷﺟﻴﺎل إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻐﺮر ﺑﻬﻢ وﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ اﳋﻄﺄ واﻟﺸﺮ وﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ رأﻳﻨﺎ ﻓﻰ اﳉﻤﺎﻋﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ،واﳌﻨﺤﺮﻓﺔ ﻓﻜﺮﻳﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﲢﺎول أن ﲡﺎﻟﺲ اﻟﻌﻠﻤﺎء ،وﻻ ﺗﺘﻠﻘﻰ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻫﺪه وﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﻞ ﺗﺮاﻫﻢ ﻳﻌﺎدون ﺗﻠﻚ اﳌــﺆﺳــﺴــﺎت ،وﻳﻘﺎﻃﻌﻮن اﻟﻌﻠﻤﺎء ،وﻳﺤﺎول ﺑﻌﻀﻬﻢ أن ﻳﺜﻴﺮ اﻟﻔﺘﻨﺔ واﻟﺸﻜﻮك ﺣﻮل اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ وﻳــﺪﻋــﻮن زورا وﺑﻬﺘﺎﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ وأن ﻋﻠﻤﺎءﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻮﻇﻔﻮن ﺣﻜﻮﻣﻴﻮن ورﺳﻤﻴﻮن. وﻫﺬه دﻋﻮى ﻣﻐﺮﺿﺔ أﻃﻠﻘﻬﺎ أﻋــﺪاء اﻹﺳﻼم ﻣــﻦ ﻗﺒﻬﻠﻢ ،وأﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﻓــﺮق اﻻﻧــﺤــﺮاف اﻟﻔﻜﺮى اﳌــﻌــﺎﺻــﺮ ،ﻟــﺼــﺮف اﻟــﻨــﺎس ﻋــﻦ اﻟــﻌــﻠــﻤــﺎء وﻋــﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻰ ﻳﻄﻤﺌﻦ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ رأﻳﻬﺎ ورأى ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﳌﻮﺛﻮق ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ اﳌﺘﺨﺼﺼﻮن ﻓﻰ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ وﻣﻦ أﺟــﻞ ذﻟــﻚ أﺷﺎﻋﻮا اﻻﻓــﺘــﺮاءات ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻴﻨﺼﺮف اﻟﻨﺎس ﻋﻨﻬﺎ وﻟﻴﺄﺧﺬوا ﻋﻦ ﻫﺬه اﳉﻤﺎﻋﺎت. وﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬا اﻻﻧﺤﺮاف وﻋﻼﺟﻪ ،ﻳﻜﻮن أوﻻ، ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ أﺳــﺒــﺎﺑــﻪ ﻓﻨﻘﻮى اﻹﳝـــﺎن وﻧﻬﺘﻢ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻹﺳﻼم وﻧﺸﺮﻫﺎ واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﻬﺎ واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ ،وإﺑﻌﺎد اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻦ ﻗﺮﻧﺎء اﻟــﺴــﻮء واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣــﻦ اﺗــﺒــﺎع اﻟــﻬــﻮى واﻻﺧــﺘــﻼف واﻟﻔﺮق ،وﻗﻴﺎم اﻷﺳــﺮة ﺑﻮاﺟﺒﻬﺎ وﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﻴﺜﺎق ﺷﺮف ﻟﻺﻋﻼم ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺒﺚ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳﻠﺒﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻨﺎء. إذا ﻛــﺎﻧــﺖ ﻫــﻨــﺎك أﺳــﺒــﺎب داﻋــﻴــﺔ ﻟﻼﻧﺤﺮاف
ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﻓﺘﺎﻭﻯ ﲟﺎ أﻧﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻋﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه اﻟﺘﻰ ورﺛﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻷﺟﻴﺎل، إﻻ أﻧﻪ ﺑﺘﻐﻴﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮت ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ إﻟﻰ اﻷﺣﺴﻦ إﻻ ﻓﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ اﻟﺬى ﻣﺎزال ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻌﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪه اﳊﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﺴﻴﺊ ،ﻓﺎﳌﻌﻠﻮم أن ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻣِ ﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻣﻘﺴﻤﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻼت ﻓﺈذا ﺣﺪث ﻣﺜﻼً أن ﺳﺮق ٌ ﻫﺬه اﻟﻌﺎﺋﻼت أو ﻗﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺨﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮف ..ﻳﺆﺧﺬ ﺑﺎﻗﻰ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺑﻬﺬا اﳉﺮم؛ أﻣﺎ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺘﻞ )ﲟﻌﻨﻰ أﻧﻪ إذا ﻗﺎم ﺷﺨﺺ ﺑﻘﺘﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ أﺧﺮى وﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ أﺧﺮي( :ﻓﻬﻨﺎك ﻧﻈﺎم ﻳﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻨﺰاﻟﺔ؛ أى ﺗﻘﻮم ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﺎﻟﻨﺰاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﻷﺧﺮى ﳌﺪة ﻋﺎم؛ ﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﻇﻠ ٌﻢ وإﺟﺤﺎف ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﺎﺗﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺮﻛﻮن ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ وﻣﺤﺎل إﻗﺎﻣﺘﻬﻢ وﻣﺼﺎﳊﻬﻢ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻟﺰراﻋﻴﺔ وﺧﻼف ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﻟﺢ ﳑﺎ ﻳﻌﺪ ﻓﻴﻪ ﻇﻠ ٌﻢ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ. ﻧﺮﺟﻮ ﺗﻮﺿﻴﺢ رأى اﻟﺸﺮع ﻓﻰ أن اﳊــﺪ إﳕــﺎ ُﻳﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺐ اﳉﺮﳝﺔ )ﻣﻦ ﻗﺘﻞ او ﺳﺮﻗﺔ او ﺧﻄﻒ( وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻤﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ وﻛﻤﺎ أﻣﺮ رﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ. ﻣﺜﻞ ﻫــﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻰ ﻃﻠﺐ اﳊﻘﻮق أو اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺮام ﺷﺮﻋﺎ ،ﺑﻞ ﻣﻌﺪودة ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ اﻟﺬﻧﻮب؛ ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻨﺎس ﺑﺠﺮاﺋﻢ ﻏﻴﺮﻫﻢ ً وﺟﺮاﺋﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻹﻓﺴﺎد ﻓﻰ اﻷرض واﳊﻜﻢ ﺑﺎﻟﻬﻮى واﻟﺒﺎﻃﻞ ،وﻗﺪ ﺗﻘﺮر ﻓﻰ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻻﻳﺘﺤﻤﻞ وزر ﻏﻴﺮه وﻻ »و َﻻ َﺗ ِﺰ ُر ﻳﺠﻮز ﻣﺆاﺧﺬﺗﻪ ﺑﺬﻧﺐ ﻟﻢ ﻳﺼﺪر ﻣﻨﻪ؛ ﻗﺎل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰَ :
ﺗﺄﻣﻼﺕ
اﻟﻔﻜﺮى ،ﻓــﺈن وراءﻫ ــﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎت ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ اﻻﺳــﺘــﺌــﺜــﺎر ﺑــﺎﳊــﻜــﻢ وﺗﻐﻴﻴﺮ اﻷﻧــﻈــﻤــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟﺼﺎﳊﻬﺎ ﻓﺘﺤﺎول اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻰ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، وﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس وﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﻦ اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺪﻳﻨﻰ ،ﻻن ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺘﺪﻳﻨﲔ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء أﻣﺘﻨﺎ ﺣﲔ ﻳﺆﺗﻰ أﺣــﺪﻫــﻢ ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ دﻳﻨﻪ ﻳﻨﻘﺎد ﳌــﻦ ﻳﺪﻋﻮه، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻻﻧﺤﺮاف اﻟﻔﻜﺮى ﻻﺑﺪ أن ﺗﺘﻮﺧﻰ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ وﻣﻦ ﺳﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺑﻨﺎء ،وﺗﻜﺜﻴﻒ ﺟﺮﻋﺔ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎر ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻰ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﳌﺘﺨﺼﺼﻮن أﺛﺮﻫﺎ ﻓﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻹﳝــﺎن وﻧﺒﺬ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷْﻣــﻰ ،وﺗﺮك اﺗﺒﺎع اﻟﻬﻮى ،وﺗﻮﺿﻴﺢ ﺧﻄﺮ اﻟﻔﺮق واﻻﺧﺘﻼف وﺧﻄﺮ اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟــﻠــﺮأى وزﻳـــﺎدة اﳉــﺮﻋــﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺪى اﻷﺑﻨﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪرﺳﻮن ﻓﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﳌﺪارس واﳉﺎﻣﻌﺎت ﻓﺈن اﻟﺸﺎب اﻟﺬى ﻳﻌﺮف أﻣﻮر دﻳﻨﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻻ ﻳﻨﻘﺎد ﳌﻦ ﻳﺪﻋﻮه ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﻳﻦ، وﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮى اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮن ﻓﻜﺮ اﳉﻤﺎﻋﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻻ ﻳــﻜــﺎدون ﻳــﻮﺟــﺪون ﻓــﻰ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. وﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ أن اﻟﻐﻠﻮ ﻓﻰ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻰ ﺣﺬر ﻣﻨﻬﺎ اﻹﺳﻼم وأن اﻟﻐﻠﻮ ﻓﻰ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻣﻦ أﺧﻄﺮ اﻷﻣﻮر ﻗﺎل ﷺ» :إذا ﻛﻔﺮ اﻟﺮﺟﻞ أﺧﺎه ﻓﻘﺪ ﺑﺎء أﺣﺪﻫﻤﺎ« وﻓﻰ رواﻳﺔ» :أﳝﺎ اﻣﺮئ ﻗﺎل ﻷﺧﻴﻪ ﻳﺎﻛﺎﻓﺮ ﺑﺎء ﺑﻬﺎ أﺣﺪﻫﻤﺎ إن ﻛﺎن ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ،وإﻻ رﺟﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ« وﻓﻰ رواﻳﺔ» :ﻣﻦ دﻋﺎ رﺟﻼ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ أو ﻗﺎل ﻋﺪو اﷲ وﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ إﻻ ﺣﺎر ﻋﻠﻴﻪ« أى ورﺟﻊ ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﻷﺣﺪ أن ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ وﻻ أن ﻳﺮﻣﻴﻪ ﺑﻪ ﻓﻼ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻰ اﻟﻘﻠﻮب إﻻ ﻋﻼم اﻟﻐﻴﻮب، ﻓﻨﺤﻦ ،ﻧﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮ واﷲ ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﺴﺮاﺋﺮ. ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب رﺿــﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل: إن ﻧﺎﺳﺎ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳــﺄﺧــﺬون ﺑﺎﻟﻮﺣﻰ ﻓــﻰ ﻋﻬﺪ ﷺ وإن اﻟﻮﺣﻰ ﻗﺪ اﻧﻘﻄﻊ ،واﳕــﺎ ﺗﺄﺧﺬﻛﻢ اﻵن ﲟﺎ ﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻓﻤﻦ أﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺧﻴﺮا أﻣﻨﺎه وﻗﺮﺑﻨﺎه وﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺳﺮﻳﺮﺗﻪ ﺷﻰء ،اﷲ ﻳﺤﺎﺳﺒﻪ ﻓﻰ ﺳﺮﻳﺮﺗﻪ ،وﻣﻦ أﻇﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺳﻮءا ﻟﻢ ﻧﺄﻣﻨﻪ وﻟﻢ ﻧﺼﺪﻗﻪ وإن ﻗﺎل إن ﺳﺮﻳﺮﺗﻪ ﺣﺴﻨﺔ«. وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻛــﺎن ﷺ ﻳﻮﺟﻪ اﳌﺴﻠﻤﲔ إﻟــﻰ ﻫﺬا اﳌﺒﺪأ اﳌﻬﻢ ،وﻫﻮ ﻋﺪم ﻇﻦ اﻟﺴﻮء ﺑﺎﻟﻨﺎس ،وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋﻤﺎ ﻓﻰ ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس.
ﺍﻟﺤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﻜﺒﻰ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺷ ْﻲ ٌء َو َﻟ ْﻮ َﻛﺎ َن َوا ِز َر ٌة ِو ْز َر ُأﺧ َْﺮى َوإِ ْن ﺗ َْﺪعُ ُﻣ ْﺜ َﻘﻠَ ٌﺔ إِ َﻟﻰ ﺣِ ْﻤ ِﻠ َﻬﺎ َﻻ ُﻳ ْﺤ َﻤﻞْ ﻣِ ْﻨ ُﻪ َ ﳕﺎ َﻳﻜ ِْﺴ ُﺒ ُﻪ َﻋﻠَﻰ َﻧﻔ ِ ْﺴ ِﻪ ﺐ إِ ﺛ ًْﻤﺎ َﻓﺈِ َّ َ »و َﻣ ْﻦ َﻳﻜ ِْﺴ ْ ذَا ُﻗ ْﺮ َﺑﻰ» ،وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪَ : ﺐﺧ ِ َﻄﻴﺌَﺔً أَ ْو إِ ﺛ ًْﻤﺎ ﺛ َُّﻢ َﻳ ْﺮ ِم ﺑِ ِﻪ ﺑَﺮِﻳﺌًﺎ ﻴﻤﺎ َ ﻴﻤﺎ َو َﻣ ْﻦ َﻳﻜ ِْﺴ ْ ﺣ ِﻜ ً َو َﻛﺎ َن اﷲَُّ َﻋ ِﻠ ً ﺣ َﺘ َﻤﻞَ ُﺑ ْﻬ َﺘﺎ ًﻧﺎ َوإِ ﺛ ًْﻤﺎ ُﻣ ِﺒﻴ ًﻨﺎ« ،وﻛﺬﻟﻚ ﻧﻬﻰ اﻟﺸﺮع ﻋﻦ إﺧﺮاج اﻟﻨﺎس َﻓ َﻘ ِﺪ ا ْ ﻣﻦ دﻳﺎرﻫﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ وﺟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻹﺛﻢ واﻟﻌﺪوان اﳌﺴﺘﻮﺟﺐ ﻟﻠﺬم ﺨﺮِ ُﺟﻮ َن ُﺴﻜُ ْﻢ َو ُﺗ ْ واﻟﻌﻘﻮﺑﺔ؛ ﻓﻘﺎل ﻋﺰ ﺷﺄﻧﻪ» :ﺛ َُّﻢ أَ ْﻧ ُﺘ ْﻢ َﻫﺆ َُﻻ ِء َﺗ ْﻘ ُﺘﻠُﻮ َن أَ ْﻧﻔ َ َﻓﺮِﻳ ًﻘﺎ ﻣِ ْﻨﻜُ ْﻢ ﻣِ ْﻦ ِد َﻳﺎ ِرﻫِ ْﻢ َﺗﻈَﺎ َﻫ ُﺮو َن َﻋﻠَ ْﻴﻬِ ْﻢ ﺑِ ْ ِ ﺎﻹ ْﺛ ِﻢ َوا ْﻟ ُﻌ ْﺪ َوان« ]اﻟﺒﻘﺮة،[٨٥ : وﻗﺪ ﻋﻈﻢ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﺣﺮﻣﺔ اﳌﺴﻠﻢ ،ﻓﻘﺎل وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﻌﺒﺔ» :ﻣﺎ أﻋﻈﻤﻚ وأﻋﻈﻢ ﺣﺮﻣﺘﻚ! واﻟﺬى ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺮﻣﺔ ﻣﻨﻚ« رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﺪه ﳊﺮﻣﺔ اﳌﺆﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﻋﻨﺪ اﷲ ً ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻬﻴﺐ ﺑﻜﻞ اﻟﻌﻘﻼء واﻟﺸﺮﻓﺎء ﻣﻦ أﻫﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ أن ﻳﺴﻌﻮا ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻰ إﻧﻜﺎر ﻫﺬه اﻟﻌﺎدة اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﺘﻰ ﻳﺆﺧﺬ واﺣﺪا ﺿﺪ ﻣﻦ ﺗﺴﻮل ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻐﻴﺮ ذﻧﺒﻪ ،وأن ﻳﻘﻔﻮا ﺻ ًﻔّﺎ ً ﺗﺮوﻳﻊ اﻵﻣﻨﲔ ،أو أﺧﺬ اﻟﻨﺎس ﺑﺠﺮﻳﺮة أﻗﺎرﺑﻬﻢ أوﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ ،أو اﻟﺘﻌﺪى ﻓﻰ اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﳊﻖ أو ﲢﺼﻴﻠﻪ أو اﺳﺘﻴﻔﺎﺋﻪ ،وﻋﻠﻰ اﳉﻤﻴﻊ أن ﻳﻠﺘﺰﻣﻮا ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ واﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﻨﻈﻢ أﺧﺬ اﳊﻖ أو اﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺣﻜﻤﺎ، ﺑﻪ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻨﻘﻠﺐ اﻷﻣﻮر إﻟﻰ ﻓﻮﺿﻰ ﻋﺎرﻣﺔ ﻳﺼﺒﺢ اﳋﺼﻢ ﻓﻴﻬﺎ ً وﺗﺘﺤﻮل ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﺑﺔ ﺗﻀﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﳊﻘﻮق واﳌﺒﺎدئ واﻟﻘﻴﻢ.واﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻼ وأﻋﻠﻢ.