ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
اﻟﻌﺪد - ٥٧٥اﳋﻤﻴﺲ ٢١إﺑﺮﻳﻞ ٢٠١٦
03
ﻻ أﺣﺪ ﻳﻨﻜﺮ ان ﺟﺰﻳﺮﺗﻰ ﺻﻨﺎﻓﻴﺮ وﺗﻴﺮان أﺷﻌﻠﺖ اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻰ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ..ﻻ أﺣﺪ ﻳﻨﻜﺮ أﻧﻬﺎ ﺷﻘﺖ اﻟﺼﻒ اﳌﺼﺮى ﻓﻰ وﻗﺖ ﻧﺤﺘﺎج ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ أن ﻧﻜﻮن ﺳﻮﻳﺎ ..ﻻ أﺣﺪ ﻳﻨﻜﺮ أن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ وآﺛﺮوا اﻟﺼﻤﺖ ﺣﺘﻰ ﳝﺮ ﺑﺴﻼم ﺗﺨﻠﺼﻮا ﻣﻦ ﺻﻤﺘﻬﻢ وراﺣﻮا ﻳﺼﺮﺧﻮن ﻓﻰ وﺟﻮﻫﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ..ﻛﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﻮا ﻋﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻰ أﻓﻌﺎل ﺛﻮرﻳﺔ ﻋﺎدوا ﻟﻴﻌﻠﻨﻮا ﻋﻮدﺗﻬﻢ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﻠﻤﻴﺎدﻳﻦ ..ﻟﻢ ﻳﺼﺪق أﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﻨﺎ اﻟﻜﺒﺎر أن اﻟﻔﺘﻨﺔ اﻟﺘﻰ ﺟﺮت وﺗﺮﻛﻮﻫﺎ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﺗﻬﺪدﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ وﺗﻬﺪد وﺟﻮدﻫﻢ ..ﺗﺮﻛﻮا أﻣﺮ اﳉﺰﻳﺮﻳﻦ ﻓﻰ ﻳﺪ إﻋﻼم ﻣﻨﻔﻠﺖ ﻟﻴﺪﻳﺮﻫﺎ ﺣﺴﺐ أﻫﻮاﺋﻪ وﻣﺼﺎﳊﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ..
ﺧﺎﻟﺪ ﺣﻨﻔﻰ
ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺟﻤﻌﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﻣﺒﻜﺮ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ
ﻏﻀﺐ ﺍﳴﺼﺮﻳﻦﻴ ﻋﻠﻰ ﺟﺰﻳﺮﺗﻰ ﺻﻨﺎﻓﺮﻴ ﻭﺗﺮﻴﺍﻥ ﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻛﺎﺭﺛﺔ
ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻗﻮا أن اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻗﺪ ﻳﺨﺮﺟﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻰ ﳊﻈﺔ ..ﺧﺮج اﳌﺼﺮﻳﻮن ﻓﻬﻞ وﺻﻠﺖ رﺳﺎﻟﺘﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﻦ ﻓﻰ ﻳﺪﻫﻢ أﻣﺮﻧﺎ وأﻣﺮ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ؟! ..ﺳﻮاﺑﻘﻨﺎ ﻣﻊ اﳌﺴﺌﻮﻟﲔ ﺗﻘﻮل ﻟﻨﺎ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﻮارث وﻻ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء وإﻻ ﺗﻐﻴﺮ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻟﻸﻓﻀﻞ ..ﺗﻌﻮدوا أن ﻳﻌﻴﺪوا ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت وﻳﻘﺪﻣﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ اﻟــﻜــﻮارث وﺑﻨﻔﺲ اﳊــﻤــﺎس ..ﻟﻘﺪ ﺧــﺮج اﳌﺼﺮﻳﻮن ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﺘﺪى أﻣﻨﺎء ﺷﺮﻃﺔ ﻋﻠﻰ أﻃﺒﺎء ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﳌﻄﺮﻳﺔ ..ﻛﺎﻧﻮا ﻏﺎﺿﺒﲔ ﳑﺎ ﺟﺮى ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ..ﺧﺮﺟﻮا دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﻛﺮاﻣﺘﻬﻢ اﻟﺘﻰ أﻫﺪرﻫﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﳑﻦ ﻻ ﻳﻘﺪرون أﻧﻨﺎ ﻓﻰ ﻇﺮوف ﻋﺼﻴﺒﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ان ﻧﺤﺘﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن وﻧﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﻤﺎﺋﺮﻧﺎ ..ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﳌﺴﺌﻮﻟﻮن أﻣﺎم ﻫﺬا اﻟﻐﻀﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ وﻳﺒﺪوا أﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ أﻧﻪ ﺳﻮف ﳝﺮ ﻣﺜﻞ ﻏﻴﺮه ..ﻟﻢ ﳝﺮ وﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ ﻗﻴﺎﻣﺔ اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻓﻰ اﻟﺪرب اﻷﺣﻤﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺘﻞ ﺷﺎب ﺑﺴﻴﻂ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ أﻣﲔ ﺷﺮﻃﺔ وﺟﺮى ﻣﺤﺎﺻﺮة ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﻷﻣﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺎﺿﺒﲔ ووﺟﻬﻮا رﺳﺎﺋﻞ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ.. ﻟﻜﻦ اﳌﺴﺌﻮﻟﲔ أﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮا ﻣﻨﻬﺎ ..ﺗﺨﻴﻠﻮا أن اﻹﻋﻼﻣﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻣﻠﻮا ﻣﻊ اﳌﻮﺿﻮع أﻧﻬﻮه ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ
اﻟﻼﺋﻖ ..ﺗﺨﻴﻠﻮا أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎرا وأﺻﺒﺤﺖ رﻣﺎدا ﳌﺠﺮد أﻧﻬﻢ اﺳﺘﻤﻌﻮا أو ﺷﺎﻫﺪوا ﻛﻼﻣﺎ ﻟﻄﻴﻔﺎ ﻳﺠﺮى ﻋﻠﻰ أﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ أﻛﻠﻮا وﺷﺮﺑﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺋﺪ ﻛﻞ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﺻﺤﻔﻴﲔ وإﻋﻼﻣﻴﲔ ..ﻻ ﻳﻌﺮف ﻫﺆﻻء اﳌﺴﺌﻮﻟﻮن أن اﻹﻋﻼﻣﻴﲔ ﻫﻢ ﺳﺒﺐ اﻟﻨﻜﺒﺔ ..ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن أﻧﻬﻢ ﺳﺒﺐ ﺧــﺮوج اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮا ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ وﻻ أﺣﺰاﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪان ﺟﺰﻳﺮﺗﲔ ﻓﻰ ﻏﻤﻀﺔ ﻋﲔ.. ﺟﺰﻳﺮﺗﺎن ﻋﺎﺷﻮا وﻫــﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن أﻧﻬﻤﺎ ﻣﻠﻚ ﳌﺼﺮ.. درﺳــﻮﻫــﻤــﺎ ﻓــﻰ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟــﺪوﻟــﺔ ،وﺗــﻮﻗــﻔــﻮا أﻣ ــﺎم ﻛﻞ اﻷﺣــﺪاث اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﳉﺰﻳﺮﺗﺎن اﳌﺤﻮر اﻷﺳﺎﺳﻰ ..ﻋﺎﺷﻮا وﻫﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮن أﻧﻨﺎ دﻓﻌﻨﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺛﻤﻨﺎ ﻏﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ أرواح ﺟﻨﻮدﻧﺎ ..ﻳﻌﺮﻓﻮن أن اﳉﻴﺶ اﳌﺼﺮى أوﺟــﻊ اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﻰ ﻛﻞ اﳌﻌﺎرك اﻟﺘﻰ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﺿﺪﻫﻢ ..ﻳﻌﺮﻓﻮن أن اﻟﺪم ﺳﺎل ﻓﻮﻗﻬﻤﺎ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻣﻠﻚ ﻟﻨﺎ ..ﻟﻢ ﻧﺪﻓﻌﻪ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻐﻴﺮﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا أﺧﻮة ﻟﻨﺎ.. ﻛﺎن دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ اﻷرض اﻟﻌﺮض ..ﻟﻜﻦ إﻋــﻼم اﻟﻌﺎر اﺳﺘﻜﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺮﻳﲔ أن ﻳﺤﺰﻧﻮا ..ﻫﺆﻻء ﻛﺎﻧﻮا ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻰ أن ﻳﺘﺤﻮل اﳊﺰن إﻟﻰ ﻏﻀﺐ ،وﻛﺴﺮة اﻟﻨﻔﺲ إﻟﻰ ﻏﻞ واﻧﺘﻘﺎم ..ﻛﺎﻧﻮا ﺳﺒﺒﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺮﺟﻮا ﻋﻠﻴﻨﺎ وﻫﻢ ﻳﺘﺒﺎرون ﻓﻰ إﺛﺒﺎت أن اﳉﺰﻳﺮﺗﲔ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﺴﻌﻮدﻳﺔ..
ﺧﺮﺟﻮا وﻗﺪ اﺳﺘﻤﺎﺗﻮا ﻓﻰ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻰ ذﻟﻚ ..دﻓــﺎع وﺻــﻞ ﻓﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﺣــﻴــﺎن إﻟــﻰ اﺗﻬﺎم ﻣﺼﺮ ﺑﺎﺣﺘﻼل اﳉﺰﻳﺮﺗﲔ وﻫﻮ ﻣﺎ أﺛﺎر اﻧﺪﻫﺎش ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ..إﻧﻪ إﻋﻼم اﻟﻌﺎر ..اﻹﻋﻼم اﻟﺬى ﻛﺎن ﺳﺒﺒﺎ أﻳﻀﺎ ﻓﻰ أن ﲢﺪث ﻓﺘﻨﺔ ﺑﲔ اﻟﺸﻌﺒﲔ.. ﻛﺎﻧﻮا ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻰ أن ﻳﺴﻤﻊ اﳌﺼﺮﻳﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﲔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻴﻠﻮه وﺑﺎﳌﺜﻞ رد ﻋﻠﻴﻬﻢ اﳌﺼﺮﻳﻮن ..اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮة وأﻇﻦ أن اﻟﻐﻀﺐ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ وﻻﺑﺪ ﻣﻦ وﻗﻔﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ اﻷﻣﻮر وﺗﺨﺮج ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ..ﻟﻮ راﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻤﺎ ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة ﻓﻠﻦ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﻣﻌﺎﳉﺘﻬﺎ ورﲟﺎ ﻧﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﺎ ﻏﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﺳﺘﻘﺮارﻧﺎ وﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب أﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪ ..ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﳉﻨﺔ ﺗﺪرس اﳌﻮﺿﻮع ﻛﺎﻣﻼ ..ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳋﺎﺻﺔ ﲟﻠﻜﻴﺔ اﳉﺰﻳﺮﺗﲔ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﻰ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ اﳌﺴﺘﺸﺎره ﻫﺎﻳﺪى ﻓﺎروق واﻟﺘﻰ ﻛﻠﻔﺘﻬﺎ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﺄن ..اﳌﺴﺘﺸﺎرة ﻗﺎﻟﺖ أن ﻫﻨﺎك آﻻف اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻓﻰ ﻳﺪ اﳊﻜﻮﻣﺔ واﻟﺘﻰ ﺗﺜﺒﺖ أن اﳉﺰﻳﺮﻳﱳ ﻣﻠﻚ ﳌﺼﺮ ﻻ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ..ﳉﻨﺔ ﻳﺘﻢ إﻋﻼن أﻋﻀﺎءﻫﺎ وﻳﺘﻢ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﳊﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ.. ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻓﻌﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺻﺪﻣﺔ اﳌﺼﺮﻳﲔ ﳝﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ
اﻵن ..ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻮا اﻷﻣﺮ ﻟﺴﻤﺎﺳﺮة اﻷزﻣﺎت ﻟﻴﺘﻜﺴﺒﻮا ﻣــﻦ وراﺋــﻬــﺎ ..ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻮا اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻹﻋــﻼم ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻰ اﳌﺴﺌﻮﻟﲔ وﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻨﺎ ..اﻹﻋﻼم ﲟﻐﺎﻻﺗﻪ ﻓﻰ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺗﲔ ﺳﺒﺐ اﻟﻜﺎرﺛﺔ ..ﻫﻮ ﻣﻦ أﻓﺴﺪ زﻳﺎرة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﳌﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن وﻛــﺎن ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ اﳌﺼﺮﻳﻮن ﻗﺒﻞ اﳌﺴﺌﻮﻟﲔ.. زﻳﺎرة ﲢﻤﻠﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻟﺘﻌﻮد اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ أﻳﺎم اﳌﻠﻚ اﻟﺮاﺣﻞ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ.. زﻳﺎرة ﺟﺮى ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻘﻮد وﺑﺮوﺗﻮﻛﻮﻻت ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻠﻴﺎرات اﻟﺪوﻻرات ..اﻹﻋﻼم اﻟﺬى ﻫﻠﻞ ﻟﻠﺰﻳﺎرة ﻫﻮ ﻣﻦ أﻓﺴﺪﻫﺎ ﲟﻐﺎﻻﺗﻪ واﻧﺤﻴﺎزاﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ..اﻹﻋ ــﻼم اﻟــﺬى ﺗﻄﻮع وأﺧ ــﺮج أوراﻗــﺎ ﻗﺎل أﻧﻬﺎ وﺛﺎﺋﻖ ﺗﺜﺒﺖ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﻳﱳ.. اﻹﻋﻼم اﻟﺬى رﻣﻰ اﳌﺼﺮﻳﲔ ﺑﺎﳉﻬﻞ ﺑﻞ وﻧﺰﻋﻮا ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ..ﻻ أﻋﺮف ﳌﺎذا ﻏﻀﺐ ﻫﺆﻻء اﻹﻋﻼﻣﻴﻮن ﻣﻦ ﻏﻴﺮة اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻋﻠﻰ أراﺿﻴﻬﻢ؟! ..أﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻣﻦ دواﻋﻰ اﻟﻔﺨﺮ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ..أﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﺳﺒﺒﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻷن ﻳﺤﺘﺮم اﳌﺴﺌﻮﻟﻮن ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر وﻳﻘﺪروه ..ﻛﻞ ﻫﺬا ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻔﺰا ﻟﻠﻤﺼﺮﻳﲔ اﻟﺬﻳﻦ وﺟــﺪوا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎر ..أداروا ﻫﻢ اﻷزﻣﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻏﺎب
ﻛﺎﺭﻳﻜﺎﺗﻴﺮ
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺪﻭﻱ
ﺍﺭﺟﻊ ﺇﳳ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﺳﺌﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﻫﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﺑﺈﻋﺪﺍﻡ ﺍﻹﻫﺎﺑﻴﻦﻴ ﺃﺩﻯ ﺇﳳ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ؟
ﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ
ﺇﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻗﺎل ﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﻰ »اﻟﻨﺨﺒﻮي« اﻟﻌﺘﻴﺪ ﻓﻰ اﻧﻔﻌﺎل ﺑﺎﻟﻎ وﺳﺨﻂ ﺷﺪﻳﺪ : أﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺘﺎﺗﺎ ً اﻟﺒﺘﺔ أن ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻘﻮاﻧﲔ وﺳﺮﻋﺔ اﻟﺒﺖ ﻓﻰ اﻹﺟــﺮاءات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻰ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﳊﺴﻢ ﻓﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت وﺗﻨﻔﻴﺬ أﺣﻜﺎم اﻹﻋﺪام اﻟﺼﺎدرة ﺿﺪ اﻹﻫﺎﺑﻴﲔ ﻫﻤﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﺎﺋﺐ واﳊﻞ اﳊﺘﻤﻰ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﻫﺎب. ﻣﺎ أن ﻫﻤﻤﺖ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻰ دﻋﺘﻪ إﻟﻰ اﻟﺮﻓﺾ اﻟﻘﺎﻃﻊ ﺣﺘﻰ أﺳﺮع ﻣﺮدداً ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻨﺒﺮة : أﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺘﺎﺗﺎ ً اﻟﺒﺘﺔ أن اﻟﻔﻘﺮ ﻳﺆدى ﺣﺘﻤﺎ ً إﻟﻰ اﻹﻫﺎب وأرﻓﺾ اﻻﻧﺰﻻق إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﺼﻮرات اﻟﺘﻰ ﻣﺎزال ﻳﺮوﺟﻬﺎ اﻟﻴﺴﺎرﻳﻮن واﳌﺎرﻛﺴﻴﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎوت اﻟﻄﺒﻘﻰ واﻟﻈﻠﻢاﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ.. ده ﻛﻼم » ﺷﻤﺎل » ﺧﺎﻟﺺ ..ﻫﺎ ..ﻫﺎ ..ﻫﺎ )ﻓﻬﻤﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻛﻠﻤﺔ »ﺷﻤﺎل« ﻫﺬه ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﻓﻰ ﻟﻐﺔ وﻓﻘﻪ ﺷﺒﺎب ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺤﺮف وﺣﻘﻴﺮ وﺳﻲء اﻟﺴﻠﻮك(. أﺳﺮﻋﺖ ﻓﻰ ﻧﻔﺎد ﺻﺒﺮ وﻏﻴﻆ ﻣــﺮدداً :أﻧﺎ أﺗﻔﻬﻢ ﺟﻴﺪاً أﻧﻚ »ﻧﺨﺒﻮي« ﻋﻈﻴﻢ اﻟﺸﺄن
اﳌﺴﺌﻮﻟﻮن اﻟﻜﺒﺎر ﻋﻦ اﳌﺸﻬﺪ ..ﻟﺘﻜﻦ اﳉﺰﻳﺮﺗﺎن ﻣﻠﻜﺎ ً ﻟﻠﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺆﻛﺪ اﳊﻜﻮﻣﺔ وﻣﻌﻬﺎ ..أﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﺮﺿﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻌﻠﻨﻮا اﻷﻣﺮ أﻣﺎم اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﳌﻔﺎﺟﺄة ..ﻟﻘﺪ أﻛﺪت ﺟﺮﻳﺪة ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ أن ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﺗﻌﺮف ﺑﻬﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ..أﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻰ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ..أﻋﻠﻨﻮا اﻷﻣﺮ وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑ ــﺪأوا ﻳﺸﺮﺣﻮن ﻟﻠﻤﺼﺮﻳﲔ أن ﻫﻨﺎك ﳉﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﲤﺎرس ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻛﺒﻴﺮة ،وﻫﻨﺎك ﺟﻠﺴﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﺟﺮت ﺑﲔ ﻣﺴﺌﻮﻟﲔ ﻛﺒﺎر ﻓﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ..وأن إﻋﻼن ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺗﲔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﻟﻴﺪ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﻞ ﺟﺮى إﺛﺎرﺗﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻓﻰ ﺳﻨﻮات ﺳﺎﺑﻘﺔ ..ﻟﻮ ﰎ إﻋﻼم اﳌﺼﺮﻳﲔ ﲟﺎ ﺟﺮى رﲟﺎ ﺗﻐﻴﺮ اﳌﻮﻗﻒ ..رﲟﺎ ﺟﻨﺒﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻧﺎر اﻟﻔﺘﻨﺔ ،وﺟﻨﺒﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت ﺑﺎﳋﻴﺎﻧﺔ ،وﻫــﻰ اﻟﺘﻬﻢ اﻟﺘﻰ روج ﻟﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮون ﳑﻦ ﻳﺘﺼﻴﺪون ﻟﻨﺎ وﻳﺘﺮﺑﺼﻮن ﺑﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ ..ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺨﻴﻠﻮن أن اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻓﻮﺿﻌﻮا ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻴﻨﺎ.. اﻟﻔﺘﻨﺔ وﻗﻌﺖ وﻛــﺎن ﻣﻦ ﺑﲔ أﺳﺒﺎﺑﻬﺎ إﻋــﻼم اﻟﻌﺎر.. اﻹﻋﻼم اﻟﺬى ﻳﺪﻳﺮه رﺟﺎل أﻋﻤﺎل ﻻ ﻧﻌﺮف ﻣﻦ أﻳﻦ أﻣﻮاﻟﻬﻢ ،وﻻ ﻧﻌﺮف أﻫﺪاﻓﻬﻢ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ؟! ،وإن ﻛﻨﺖ أﺷﻚ ﻓﻰ إﺧﻼص وإﳝﺎن ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﺒﻠﺪ.
ﻋﺎﻃﻒ ﺑﺸﺎﻱ
واﻟﻨﺨﺒﻮﻳﻮن ﻳﺘﻤﻴﺰون ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻣﻪ اﻟﺒﺴﻄﺎء ﻣﻦ أﻣﺜﺎﻟﻰ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺒﺪأون ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ داﺋﻤﺎ ً ﺑﻜﻠﻤﺔ »ﻻ« وﻳﻘﺘﺎدون ﻓﻰ ذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻬﻼل ﻗﺼﻴﺪة ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ اﻟﺮاﺣﻞ » أﻣﻞ دﻧﻘﻞ » ﻳﻘﻮل ﻓﻴﻬﺎ -: اﳌﺠﺪ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎن ﻣﻌﺒﻮد اﻟﺮﻳﺎح /ﻣﻦ ﻗﺎل ﻻ ﻓﻰ وﺟﻪ ﻣﻦ ﻗﺎﻟﻮا ﻧﻌﻢ( دﻋﻨﺎ ﻧﻨﺎﻗﺶ ﺑﻬﺪوء ﻛﻞ اﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ..ﳌﺎذا أوﻻً أﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﻘﻮاﻧﲔ وﺳﺮﻋﺔ اﻟﺒﺖ ﻓﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ أﺣﻜﺎم اﻻﻋﺪام؟ ﻫﺘﻒ ﻓﻰ ﺛﻘﺔ واﻋﺘﺪاد :ارﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﺳﺌﻞ ﻧﻔﺴﻚ ﻫﻞ اﻟﺮدع ﺑﺈﻋﺪام اﻹﻫﺎﺑﻴﲔ أدى إﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻻرﻫﺎب؟ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻣﺜﻼ ﺻﺪر ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻋﺪاﻣﻪ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ )ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﺻﺮ( وﻓﻰ ﺧﻼل أﺳﺒﻮع واﺣﺪ وﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻰ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎف ﰎ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳊﻜﻢ ..ﻓﻬﻞ اﻧﺘﻬﻰ ﻓﻜﺮه ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد ؟ ..إﻃﻼﻗﺎ ً ﺑﻞ أﻋﺘﺒﺮه أﻧﺼﺎره ﺷﻬﻴﺪاً )ﻛﺤﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ( وﻣﻔﻜﺮاً إﺳﻼﻣﻴﺎ ً ﻋﻈﻴﻤﺎ ً وإﻣﺎﻣﺎ ً دﻳﻨﻴﺎ ً ورﻋﺎً ..وﻫﺎ ﻫﻢ »اﻟﻘﻄﺒﻴﻮن« ﻳﻜﻤﻠﻮن رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻹﻫﺎﺑﻴﺔ وﻳﻨﻔﺬون ﻣﺒﺎدﺋﻪ اﻹﺟﺮاﻣﻴﺔ. ﻫﻞ أرﻫﺐ إﻋﺪام ﻗﺘﻠﺔ اﻟﺴﺎدات اﳉﻬﺎدﻳﲔ؟ واﺟﻬﺘﻪ ﻣﺮدداً :ﻣﻬﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻳﻈﻞ اﻟﺮدع اﻟﺴﺮﻳﻊ ﺿﺮورة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺿﺮورات ﻣﻮاﺟﻬﺔ
اﻹﻫﺎب واﻹﻫﺎﺑﻴﲔ ﻓﻰ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ وإﻻ ازداد ﺗﻮﺣﺸﻬﻢ وأﺗﻮا ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻀﺮ واﻟﻴﺎﺑﺲ ..أﻟﻢ ﺗﻘﺮأ ﻋﻦ آﺧﺮ ﻣﺎ ﺗﻔﺘﻖ ﻋﻨﻪ ﻋﻘﻮل أﺷﺮار »داﻋﺶ« ﻓﻰ اﺑﺘﻜﺎر أﺣﺪث أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻗﺘﻞ اﻷﺳــﺮى ..إﻧﻬﻢ ﻳﺮﺑﻄﻮن رءوﺳﻬﻢ ﺑﺸﺮاﺋﻂ اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺖ وﻳﻔﺠﺮوﻧﻬﺎ ..وﻫﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮن وﻳﻜﺒﺮون.. ﻗﺎل :ﻻ ﺗﻨﺴﻰ أن ﻫﻨﺎك ﺗﺨﻮﻓﺎ ً ﻣﺸﺮوﻋﺎ ً ﻣﻦ اﻧﺤﺮاف اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻣﻦ ﻫﺪف ﻋﻈﻴﻢ وﻫﻮ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﻫﺎب ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﻳﻦ وﻫﻮ أﻓﻈﻊ أﻧﻮاع اﻹﻫﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﺼﻮر واﻧﺘﻬﺎك اﳊﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ« ﻗﻠﺖ ﺑﻐﻀﺐ :ﺣﻘﻮق اﻟﻮﻃﻦ وﺳﻼﻣﺘﻪ وأﻣﻨﻪ أوﻟﻰ وأﻫﻢ وأﺟﺪى ..ﺛﻢ إﻧﻪ أى ﺣﻘﻮق إﻧﺴﺎن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻰ ﳝﻜﻦ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﻓﻰ وﻃﻦ ﻣﻨﻬﺎر ﻣﺘﺪاﻋﻰ ﺧﺎﺋﻒ ﻻ ﳝﻠﻚ إرادﺗﻪ -ﻻ ﻗﺪر اﷲ ﻟﻮ ﳒﺢ اﻹﻫﺎﺑﻴﻮن ﻓﻰ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ؟. أﻣﺎ ﻣﺎ أﺛﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﻪ اﻷر ﻫﺎب ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻓﻴﺒﺪو أﻧﻚ ﻻ ﺗﺪرك إدراﻛﺎ ً ﻛﺎﻓﻴﺎ ً أن ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻹﻫﺎب ﺗﻨﺠﺢ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ وﲢﻘﻴﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﺑﻞ ﻳﺒﺪوا أﻧﻚ ﻗﺪ ﻧﺴﻴﺖ أﺳﺒﺎب ﻗﻴﺎم ﺛﻮرﺗﻰ ٢٥ﻳﻨﺎﻳﺮ و ٣٠ﻳﻮﻧﻴﻮ ..إﻧﻬﻤﺎ ﺛﻮرﺗﺎ اﻟﻄﺒﻘﺔ
اﻟﻮﺳﻄﻰ واﻟﻔﻘﻴﺮة اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ اﻹرﻫﺎﺻﺎت اﻷوﻟﻰ وﺣﺘﻰ ﻗﻴﺎﻣﻬﻤﺎ. ﻫﻞ أذﻛﺮك »ﺑﻌﺒﺪاﳌﻨﻌﻢ ﺟﻌﻔﺮ« اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺸﻚ ﺑﻴﻊ اﻟﻔﻮل واﻟﻄﻌﻤﻴﺔ ﻟﺴﺎﺋﻘﻰ اﻟﻨﻘﻞ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺼﺮ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﻪ واﻟﺬى ﺳﻜﺐ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ وأﺷﻌﻞ اﻟﻨﺎر ﻓﻰ ﺟﺴﺪه أﻣﺎم ﻣﺒﻨﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﻗﺒﻞ ﺛﻮرة ٢٥ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺑﻌﺪة أﻳﺎم ﻷن اﳌﺴﺌﻮﻟﲔ ﺗﻌﻨﺘﻮا ﻣﻌﻪ ﻓﻰ ﺻﺮف ﻋﺪة أرﻏﻔﺔ ﺧﺒﺰ زاﺋﺪة. إن اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻄﺒﻘﻰ واﻟﻬﻮة اﻟﺸﺎﺳﻌﺔ ﺑﲔ اﻟﻔﻘﺮاء واﻷﻏﻨﻴﺎء وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ ﻟﺼﻮص اﳌﺎل اﻟﻌﺎم وأراﺿﻰ اﻟﺪوﻟﺔ وأﻣﻮال اﻟﺒﻨﻮك ﻓﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻓﺎﺳﺪ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺠﻠﻮا ﺑﻘﻴﺎم ﺛﻮرة ﻳﻨﺎﻳﺮ.. ﻓﻠﻤﺎ وﺻﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻷﺧﻮان ﻟﻠﺤﻜﻢ زاد اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻌﻮز واﻻﺣﺘﻴﺎج ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺛﻮرة ٣٠ﻳﻮﻧﻴﻮ.. ﻓﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧﺤﻦ ﻻ ﳝﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻨﺤﻰ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ ً ﺑﺤﺠﺔ أﻧﻨﺎ ﻧﻮاﺟﻪ اﻹﻫــﺎب ..واﳌﺸﺮوع اﻷﻛﺒﺮ وﻫﻮ اﳊﺮب ﺿﺪ اﻹﻫﺎب ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ اﻹﺳﺘﺜﻤﺎر ..وﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ ..وإﻻ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻧﻮﻋﺎ ً آﺧﺮ ﻣﻦ اﻹﻫﺎب ..ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺪره اﻹﺧﻮان أو اﻟﺴﻠﻔﻴﻮن أو اﻟﺪاﻋﺸﻴﻮن أو اﳉﻬﺎدﻳﻮن ..أو ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻟﺘﻰ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﺳﺘﺎراً ﻟﻬﺎ ..ﺑﻞ ﻫﻮ إرﻫﺎب اﳉﻮع ..ﻫﻞ ﻓﻬﻤﺖ ؟! ..إرﻫﺎب اﳉﻮع.