ﺭﺟﺎﺀ ﻋﺪﻡ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺻﻔﺤﺔ ﺩﻧﻴﺎ ﻭﺩﻳﻦ ﻓﻰ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﳴﻬﻤﻼﺕ ﻟﺪﺩﺍﺣﺘﻮﺍﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﻳﺎﺕ ﻗﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺒﻮﻳﺔ
ﺩﻧﻴﺎ ﻭﺩﻳﻦ
اﻟﻌﺪد - ٥٧٥اﳋﻤﻴﺲ ٢١إﺑﺮﻳﻞ ٢٠١٦
ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﺩ.ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻜﺎﻓﻰ ﻳﺮﻭﻯ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ:
08
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳴﻦﻴ
ﻫﻨﺎك أﺷﻴﺎء ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف ﻣﻨﻬﺎ إﻻ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ..وﻟﻜﻦ ﻧﺎدراً ﻣﺎﻧﺘﺄﻣﻞ رﺳﺎﺋﻞ اﷲ ﻟﻨﺎ وﺣﻜﻤﺘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ..واﻻﺑﺘﻼء اﻟﺬى ﻳﺒﺪو ﻓﻰ ﻇﺎﻫﺮه أﻧﻪ ﺷﺮ ﻟﻨﺎ ..وﻟﻜﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ اﳋﻴﺮ ﻛﻠﻪ.وﻫﻨﺎك ﺧﻤﺲ ﺣﺎﻻت ﻳﻜﻮن اﻻﺑﺘﻼء ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ..ﺣﻮل ﻫﺬه اﳊﺎﻻت ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ اﻟﺪاﻋﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﻤﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺎﻓﻰ..ﻓﻤﺎذا ﻗﺎل..؟ إن اﻟﻌﺒﺪ اﳌــﺆﻣــﻦ إذا اﺑــﺘــﻼه اﷲ رب اﻟــﻌــﺎﳌــﲔ ﻳﺤﻤﺪ اﷲ،إذا ﻣﺮﺿﺖ،إذا اﻓﺘﻘﺮت ،إذا أﻗﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻚ،إذا ﺣﺪﺛﺖ ﻟﻚ ﺿﺎﺋﻘﺔ ﺳﻮاء ﻓﻰ اﳌﺎل،أو ﺳﻮء أدب ﻣﻦ زوﺟﺔ أو ﻣﻦ وﻟﺪ أو ﻣﻦ ﺟﺎر أو ﻣﻦ رﺋﻴﺲ ﻓﻰ اﻟﻌﻤﻞ،أو اﺑﺘﻠﻴﺖ اﺑﺘﻼء ﻋﺎﻣﺎ ً ﻣﻦ إﻧﺴﺎن ﻻ ﻳﺘﻘﻰ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ ﻓﻴﻚ،ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ ﻓﻰ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﻮر ﺧﻤﺴﺔ: اﻷول:أن اﻟﺒﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻰ اﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎء ﻓﻰ اﳊﺪﻳﺚ) :اﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﲡﻌﻞ ﻣﺼﻴﺒﺘﻨﺎ ﻓﻰ دﻳﻨﻨﺎ( ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن دﻋــﺎؤك ﻫﻜﺬا ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎر ،ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻰ ﷺ ﻳﻘﻮل ﻫﺬا،ﻓﻄﺎﳌﺎ أن اﳌﺼﻴﺒﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ. ﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻚ زوﺟﺔ ﺗﻄﻴﻌﻚ ﺑﺤﻴﺚ إذا ﻧﻈﺮت إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺮﺗﻚ،وإذا أﻣﺮﺗﻬﺎ أﻃﺎﻋﺘﻚ،وإذا ﻏﺒﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻔﻈﺘﻚ ﻓﻰ ﻣﺎﻟﻚ وﻋﺮﺿﻚ ،ﺛﻢ إذا ﺑﻬﺎ ﺻﺎرت ﻻ ﺗﺼﻠﻰ ،وﺧﻠﻌﺖ ﺣﺠﺎﺑﻬﺎ ،وﺻــﺎرت إﻧﺴﺎﻧﺔ ﺑﺬﻳﺌﺔ اﻟﻠﺴﺎن ،ﺻﺎرت ﻧﺎﺷﺰة ﻓﻬﺬه ﺑﻠﻴﺔ ﻓﻰ اﻟﺪﻳﻦ واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﷲ ،ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ ﻓﻰ اﻟﺒﻠﻴﺔ اﻟﺘﻰ ﲢﺼﻞ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻰ اﻟﺪﻳﻦ،ﻫﺬا ﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻷول. ﻛﺬﻟﻚ إذا رأﻳــﺖ إﻧﺴﺎﻧﺎ ً ﻟﻪ اﺑــﻦ ﻋﺎق،ﻓﺎﻋﻠﻢ أن ﻫــﺬا اﺑﺘﻼء ﻓﻰ اﻟﺪﻳﻦ،وإذا رأﻳﺖ إﻧﺴﺎﻧﺎ ً ﻛﺎن ﻳﺼﻠﻰ وأﺻﺒﺢ ﻻ ﻳﺼﻠﻰ ﻫﺬا اﺑﺘﻼء ﻓﻰ اﻟﺪﻳﻦ،ﻧﻌﻮذ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﺐ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻄﺎء،اﻟﻠﻬﻢ أﺟﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﻏﻀﺒﻚ ﻳﺎ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ. اﻟﺜﺎﻧﻰ :أن اﻟﺒﻠﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻛﺒﺮ ﳑﺎ ﺣﺪث اﺣﻤﺪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ أن اﻟﺒﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ: رﲟــﺎ ﺗﺼﺎب ﲟــﺮض ﻓﻰ ﺑﺪﻧﻚ،ﻓﺼﺎرت ﻳــﺪك ﻻ ﺗﺘﺤﺮك،أو أن ﻗﺪﻣﻚ ﻻ ﺗﺨﻄﻮ ،أو أن ﻋﻴﻨﻚ ﺑــﺪأت ﺗﻔﻘﺪ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺼﺎر، ﻓﺎﻋﻠﻢ أن اﷲ اﺑﺘﻼك ﻓﻰ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬى ﻳﺮﻳﺪه ﻫﻮ ﳌﺼﻠﺤﺘﻚ أﻧﺖ،ﻷﻧﻪ
رﲟﺎ ﻳﻔﻘﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻧﻌﻤﺔ اﳌﺸﻰ ،ﻷن اﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻰ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻤﻪ أن ﻟﻮ ﻇﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻌﻚ ﻻﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﻓﻰ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ ،ﻷﻧﻚ ﺳﻮف ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻻ ﻳﺤﺒﻪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ،ﻓﻴﻤﻘﺘﻚ اﷲ ﻣﻊ ﻣﻦ ﳝﻘﺖ،ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ أن رزﻗﻚ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻘﺪ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻰ. إذاً:اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺘﻠﻰ ﻋﺒﺪاً ﺑﺒﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﺈﳕﺎ ﻳﺨﺘﺎر ﻟﻪ ﺧﻴﺮاً ،ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ ﻓﻰ اﻟﺒﻠﻴﺔ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻰ اﻟﺪﻳﻦ، واﺣﻤﺪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ،ﻓﺈذا ﻓﻘﺪت ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻴﺪ ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ أن ﻟﻚ ﻳﺪاً أﺧﺮى ﺗﺘﺤﺮك ،وإذا ﻓﻘﺪت ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻴﺪﻳﻦ ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺮﺟﻠﲔ ،إذا ﻓﻘﺪت ﺣﺮﻛﺔ اﳉﺴﺪ ﻛﻠﻪ وأﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﳊﺮاك ﻓﺎﺣﻤﺪ اﷲ أن ﻟﻚ ﻗﻠﺒﺎ ً ﺷﺎﻛﺮاً وﻟﺴﺎﻧﺎ ً ﻳﺬﻛﺮ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ وﻳﻮﺣﺪه. ﻗﺎﻟﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ:ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺎت أﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ أﻣﺮﻧﻰ ﷺ أن أﻗﻮل ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻓﻘﻠﺖ :وﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﺧﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻰ ﺳﻠﻤﺔ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ؟! ﻓﻘﺎل: اﺳﻤﻌﻰ ﷲ وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻳﺎ أم ﺳﻠﻤﺔ ،ﻗﻮﻟﻰ :ﺳﻤﻌﻨﺎ وأﻃﻌﻨﺎ ،ﻓﺪﻋﺖ أم ﺳﻠﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :اﻟﻠﻬﻢ أﺟﺮﻧﻰ ﻓﻰ ﻣﺼﻴﺒﺘﻰ وأﻋﻘﺒﻨﻰ ﺧﻴﺮاً ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻠﻤﺎ اﻧﻘﻀﺖ ﻋﺪﺗﻬﺎ ﺗﺰوﺟﻬﺎ ﷺ ،أﻟﻢ ﻳﺨﻠﻔﻬﺎ رب اﻟﻌﺒﺎد ﺧﻴﺮاً ؟ ﻓﺄﻧﺖ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﺗﺪﻋﻮ اﷲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :اﻟﻠﻬﻢ أﺟﺮﻧﻰ ﻓﻰ ﻣﺼﻴﺒﺘﻰ وأﻋﻘﺒﻨﻰ ﺧﻴﺮاً ﻣﻨﻬﺎ،ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ دﻋﺎ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء إﻻ وأﻋﻄﺎه اﷲ اﻻﺛﻨﲔ :أﺧﻠﻔﻪ ﺧﻴﺮاً ،وآﺟﺮه ﻓﻰ ﻣﺼﻴﺒﺘﻪ. اﻟﺮاﺑﻊ :أن اﻻﺑﺘﻼء اﺧﺘﻴﺎر اﷲ ﻟﻚ واﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﺨﺘﺎر ﻟﻚ ﺧﻴﺮاً: ﻳﺨﺮج ﻗﻮم ﻣﻦ ﻗﺒﻮرﻫﻢ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ إﻟﻰ أﺑــﻮاب اﳉﻨﺎت ﻳﻮﻗﻔﻬﻢ رﺿﻮان :إﻟﻰ أﻳﻦ ﺗﺬﻫﺒﻮن؟ ﻛﻴﻒ ﺗﺪﺧﻠﻮن اﳉﻨﺔ وأﻧﺘﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺸﺮ ﻟﻜﻢ دﻳﻮان وﻟﻢ ﻳﻨﺼﺐ ﻟﻜﻢ ﻣﻴﺰان؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﻳﺎ رﺿﻮان ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻘﻒ ﻟﻨﺼﺐ ﻣﻴﺰان وﻻ ﻟﻨﺸﺮ دﻳــﻮان ،ﻳﺎ رﺿﻮان أوﻣﺎ ﻗﺮأت اﻟﻘﺮآن؟ ﻳﻘﻮل :وﻣﺎ اﻟﺼﺎﺑِ ُﺮو َن أَ ْﺟ َﺮ ُﻫ ْﻢ ﳕﺎ ُﻳ َﻮ َﻓّﻰ َّ ﻓﻰ اﻟﻘﺮآن؟ ﻳﻘﻮﻟﻮن :ﻧﺤﻦ أﻫﻞ اﻟﺼﺒﺮ):إِ َّ َ ﺑِ َﻐ ْﻴﺮِ ﺣِ َﺴ ٍ ﺎب( ،ﻗﺎل :ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺻﺒﺮﻛﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮا :ﻧﺤﻦ ﻛﻨﺎ إذا أﺳﻰء إﻟﻴﻨﺎ ﻏﻔﺮﻧﺎ ،وإذا ﺟﻬﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﻠﻤﻨﺎ ،وإذا اﺑﺘﻠﻴﻨﺎ ﺻﺒﺮﻧﺎ ،وإذا أﻋﻄﻴﻨﺎ ﺷﻜﺮﻧﺎ ،ﻗﺎل :ادﺧﻠﻮا اﳉﻨﺔ ﻻ ﺧﻮف ﻋﻠﻴﻜﻢ وﻻ أﻧﺘﻢ ﲢﺰﻧﻮن.
ﺍﻟﺒﻠﻴﺔ ﻗﺪﺭ ﻭﻗﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﻚ ﻓﻰ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻤﻠﻚ ﻻ ﻳﺮﻗﻰ ﺇﳳ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ
ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﳴﺼﺮﻯ ﻳﻮﺿﺤﻪ ﻟﻨﺎ..
ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻔﺠﺄﺓ ..ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ )ﻛــﻞ ﻧﻔﺲ ذاﺋــﻘــﺔ اﳌـ ــﻮت( ،ﻫــﺬه ﻫــﻰ اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻷﺑــﺪﻳــﺔ واﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻰ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﺜﻨﺎء ،ﻓﺎﳌﻮت ﺑﺎب ﺳﻴﺪﺧﻠﻪ اﳉﻤﻴﻊ وﻳﺸﺮﺑﻮن ﻛﺄﺳﻪ ،وﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﺣﺪ اﳋُﻠﺪ ﻓﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻟﻜﻨﻪ أﺟﻞ ﻣﻜﺘﻮب ،وﻋﻤﺮ ﻣﺤﺴﻮب.. وﻣﻦ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﻋﻤﺮه ﻓﻰ اﳋﻴﺮ ﻓﻘﺪ رﺑﺢ وﳒﺎ..وﻣﻦ ﻳﻀﻴﻌﻪ ﻓﻰ اﻟﺸﺮ ﻓﻘﺪ ﺧﺴﺮ وأﺧﻔﻖ.. وﻓﻰ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﻴﻮم اﻧﺘﺸﺮت أﺧﺒﺎر اﳌﻮت اﳌﻔﺎﺟﺊ..وﻫﻮ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮداً ﻓﻰ ﻋﺼﻮر ﻗﺒﻠﻨﺎ..ﻓﻬﻞ ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺴﺎﻋﺔ ..اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد اﳌﺼﺮى ﻳﺠﻴﺒﻨﺎ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال.. وإذا أﺟﺮﻳﻨﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔً ﺑﲔ اﻟﻜﻴﻔ ّﻴﺔ اﻟﺘﻰ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﳝﻮﺗﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ،وﺑﲔ ﻣﺎ آل إﻟﻴﻪ اﳊﺎل ﻓﻰ أﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬه ،ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﻣﻔﺎرﻗﺔً ﺗﺴﺘﺮﻋﻰ اﻻﻧﺘﺒﺎه ،ﻓﻔﻰ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛــﺎن اﳌــﻮت ﻳﺤﻞ ٍ ٍ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﺴﻴﻒ، ﻃﻌﻨﺔ ﺑﺮﻣﺢ ،أو ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻷﺳﺒﺎب اﳊــﺮب: رﻣﻴﺔ ﺑﺴﻬﻢ ،أو ﻧـ ٍ أو ٍ ٍ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺮﺿ ّﻴﺔ ـﺰف ﳉــﺮاح ،وﻛﺬﻟﻚ ٍ واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ أﻣﺮاضٍ ﻣﺰﻣﻨﺔ ﺗﻠﺰﻣﻬﻢ اﻟﻔﺮاش أوﻗﺎﺗﺎ ً ﻣﺘﻄﺎوﻟﺔً ،ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﺑﻬﻢ اﳌﻄﺎف إﻟﻰ ب أﺧﺮى ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻰ ٍ ﺳﻤﺔ ﻣﻐﺎدرة اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﺛﻤﺔ أﺳﺒﺎ ٌ واﺣﺪة :أن اﳌﻮت ﻛﺎن ﻳﺤﻞّ ﺑﺼﺎﺣﺒﻪ ﺷﻴﺌﺎ ً ﻓﺸﻴﺌﺎً ،وﻗﻠﻤﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل اﳌﻮت ﻓﺠﺄة وﺑﻐﺘﺔً. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺎﺿﺮ ،ﻧﻠﺤﻆ ﺗﺰاﻳﺪ ﺣــﺎﻻت اﳌﻮت ﻣﻈﺎﻫﺮ اﳌﻔﺎﺟﺊ اﻟﺬى ﻻ ُﳝﻬﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ،وﻧﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل إن َ وأﺳﺒﺎﺑﺎ ً ﺟﺪﻳﺪ ًة ﻗﺪ ﺑﺮزت إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد ،وﻛﻠﻬﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻈﺎﻫﺮة وﺗﺴﺒﺒﻪ. اﳌﻮت اﳌﻔﺎﺟﺊ ّ إذن ،ﻓﺎﳌﻮت ﻓﺠﺄ ًة ﻫﻮ أﻣ ٌﺮ ﻃﺎرى ٌء ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮ ّﻳﺔ، ﺻﺤﻴ ٌﺢ أﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺻﻮ ٌر ﻓﻰ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﲟﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺘﻰ ﻧﺮاﻫﺎ ﻫﺬه اﻷﻳــﺎم ،ﻓﻬﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﳌﻌﺎﺻﺮة ﻋﻼﻗﺔٌ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﺷﺮاط اﻟﺴﺎﻋﺔ وﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ؟ اﻟﺴﻨﺔ ﳒﺪ أن ﺗﺰاﻳﺪ ﺣﺎﻻت اﳌﻮت اﳌﻔﺎﺟﺊ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ُ ﺿﺤﻬﺎ ﲤﺎم اﻟﻮﺿﻮح، ﻋﻼﻣﺔٌ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻨﺒﻰ ﷺ ،وﺑ ّﻴﻨﻬﺎ وو ّ ﻋﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ أن اﻟﻨﺒﻰ -ﷺ ﻗﺎل) :إن ﻣﻦ أﻣﺎرات اﻟﺴﺎﻋﺔ أن ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة(. ﻓﻘﻮﻟﻪ ﷺ( :أن ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة )ﻳــﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬه ٍ ﺑﺸﻰء ﻣﻦ اﻟﻘﻠّﺔ، اﳊﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣــﻮﺟــﻮد ًة ﻓﻰ اﻟﺴﺎﺑﻖ وإ ْن ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻇﺎﻫﺮ ًة ﻋﺎ ّﻣﺔً وﻟﻜﻦ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﺪودة ﳝﻜﻦ وﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺪرة ،ﺛﻢ ﻳــﺆول اﳊــﺎل ﲟﻘﺘﻀﻰ اﳊﺪﻳﺚ اﻟﺴﺎﺑﻖ -إﻟﻰ ﺑﺮوز ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة وﺗﺰاﻳﺪ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ وﺗﻨﺎﻣﻴﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻠﺤﻈﻬﺎ اﳉﻤﻴﻊ. ﻓﻬﻞ ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ﻣﺬﻣﻮم؟ أو أﻧﻪ ﻛﻤﺎ ُﻳﻘﺎل- أﻣــﺎر ٌة ﻋﻠﻰ ﺳﻮء اﳋﺎﲤﺔ؟ ﻓﺎﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﺮﻋ ّﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﺻﻞ ﻻ ﺗﺪ ّل ﻋﻠﻰ أن اﳌﻮت اﻟﺴﺮﻳﻊ دون ﻣﻌﺎﳉﺔ اﻟﺴﻜﺮات
اﻟﺘﻰ ﻳﺮاﻫﺎ اﻟﻨﺎس ﻓﻰ اﳌﺤﺘﻀﺮﻳﻦ ذات ٍ دﻻﻟﺔ ﻣﺬﻣﻮﻣﺔ ﺑﺤﻴﺚ ُﻳﻈﻦ ﺑﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻇ ّﻦ اﻟﺴﻮء ،ﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻪ ﻛﻼم اﻟﻌﻠﻤﺎء وﻟﻪ دﻻﺋــﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺮع ،ﻓﻘﺪ ﺑـ ّﻮب اﻹﻣﺎم اﻟﺒﺨﺎرى ﺑﺎﺑﺎ ً ﻓﻰ ﺻﺤﻴﺤﻪ وﻋﻨﻮﻧﻪ ﺑـ» :ﺑــﺎب ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة اﻟﺒﻐﺘﺔ« وأورد ﺑﻌﺪه ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿــﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ :أن ﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،وأﻇﻨﻬﺎ ﻟﻮ رﺟﻼ ﻗﺎل ﻟﻠﻨﺒﻰ -ﷺ :-إن أﻣﻰ اﻓﺘﻠﺘ ْ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺗﺼﺪﻗﺖ ،ﻓﻬﻞ ﻟﻬﺎ أﺟﺮ إن ﺗﺼﺪﻗﺖ ﻋﻨﻬﺎ؟ ﻗﺎل :ﻧﻌﻢ، واﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻻﻓﺘﻼت :اﳌﻮت ﺑﻐﺘﺔً. واﻟﻔﻴﺼﻞ ﻓﻰ اﳌﺴﺄﻟﺔ أن اﻟﺬ ّم ﻓﻰ ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﺻﻞ ،وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗّﺐ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻤ ّﻴﺖ اﻟﻔﺠﺄة ﻻ ﺗﺘﺎح ﻟﻪ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﻰ أن ُﻳﻠﻘّﻦ اﻟﺸﻬﺎدة ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﻟﻠﻤﺤﺘﻀﺮﻳﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪاً ﻟﻠﻘﺎء اﷲ ،ﺑﺨﻼف ﻣﻦ اﻵﺧــﺮﻳــﻦ ،وﻗــﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ّ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﻪ اﻟﺪﻻﺋﻞ وﺳﺎق اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﻋﻠﻰ ّ ﻓﺎﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﻘﺎء ﺧﺎﻟﻘﻪ وﻣــﻮﻻه ،وﻟﻴﺲ ﻗﺮب ﻣﻔﺎرﻗﺘﻪ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ّ ﻫﺬا ﺑﺤﺎﺻﻞٍ ﳌﻦ ﻳﻔﺎﺟﺌﻪ اﳌﻮت. وﻣــﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻧﺘﺸﺎر ﻣــﻮت اﻟﻔﺠﺄة ﻓﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺎﺿﺮ ﻇﻬﻮر ٍ اﳌﺴﺒﺒﺔ ﻟﻪ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗُﻌﺮف ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض ّ
ﻣﺮة إﻧﺴﺎﻧﺎ ً ﺟﺪﻳﺪاً! -١ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻟﺼﻴﺎم ﻓــﻰ ﻛــﻞ رﻣــﻀــﺎن ﻳﻀﻴﻊ ﻧــﻬــﺎر رﻣــﻀــﺎن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﻘﺔ اﻟﺼﻴﺎم وﻳﻀﻴﻊ ﻟﻴﻞ رﻣﻀﺎن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻹﻓﻄﺎر ..ﻋﻮد ﺟﺴﺪك ﻣﻦ اﻵن ﻓﻰ رﺟﺐ وﺷﻌﺒﺎن
ﻗﻢ ﻳﺎ ﻧﺎﺋﻢ ﻫﻴﺌﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﻠﺘﻚ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺩﻭﻟﺘﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺪ ﺃﺫﻭﻙ ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻙ
ﻣﻮﺍﻋﻆ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﳴﻌﺮﺍﺝ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﺳﺒﺤﺎن اﻟﺬى أﺳﺮى ﺑﻌﺒﺪه ﻟﻴﻼً ﻣﻦ اﳌﺴﺠﺪ اﳊﺮام إﻟﻰ اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ اﻟﺬى ﺑﺎرﻛﻨﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻟﻨﺮﻳﻪ ﻣﻦ آﻳﺎﺗﻨﺎ إﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﺒﺼﻴﺮ( }اﻻﺳﺮاء.{١ : اﻻﺳﺮاء ﻫﻮ اﻟﺴﻴﺮ ﻟﻴﻼ واﳌﻌﺮاج ﻫﻮ اﻟﻌﺮوج إﻟﻰ أﻋﻼ اﻻﺳﺮاء ﻣﻦ اﳌﺴﺠﺪ اﳊﺮام إﻟﻰ اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ ﻟﻠﺤﺒﻴﺐ اﳌﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ واﳌﻌﺮاج ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻟﻠﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻟﻜﻦ إﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺣﻴﺚ وﻻ أﻳﻦ وﻻ ﻛﻴﻔﻴﺔ »ذﻟﻚ ﻓﻀﻞ اﷲ ﻳﺆﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء واﷲ ذو اﻟﻔﻀﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ«. اﳌﺼﻄﻔﻰ ﷺ ﻳﺬﻫﺐ إﻟــﻰ اﻟﻄﺎﺋﻒ وﻳــﺪﻋــﻮﻫــﻢ إﻟﻰ اﻹﺳﻼم إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻻ اﻟﻪ إﻻ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ رﺳﻮل اﷲ ﷺ. ﻓﻤﺎ ﻛــﺎن ﻣﻨﻬﻢ إﻻ أﻧﻬﻢ رﻣــﻮه ﺑﺎﳊﺼﻰ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻟﺖ اﻟﺪﻣﺎء ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻴﻪ اﻟﺸﺮﻳﻔﺘﲔ ﻓﺮﻓﻊ ﺷﻜﻮاه إﻟﻰ ﻣﻮﻻه وﻗﺎل: )اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻨﻰ اﺷﻜﻮ إﻟﻴﻚ ﺿﻌﻒ ﻗﻮﺗﻰ وﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺘﻰ وﻫﻮاﻧﻰ
ﺳﻤﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ
ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻌﺴﻜﺮات ﻟﻼﺳﺘﻌﺪاد ﻟــﺮﻣــﻀــﺎن ﺗ ــﺪرب ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻔﺴﻚ ﻗﺪر ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ واﻟﻔﺘﺢ ﻣﻦ اﷲ ﺣﺘﻰ إذا ﺟﺎء رﻣﻀﺎن ﺣﺼﺪت اﻟﺜﻮاب ﺣﺼﺪا ..ورﻓﻌﺖ ﻓﻰ اﻟﺪرﺟﺎت رﻓﻌﺎ ﺑﺈذن اﷲ ..واﻧﻬﻤﺮت اﻟﺪﻣﻮع ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ..ورﻗﺖ اﻟﻘﻠﻮب ﻣﻦ أول ﺳﺎﻋﺔ ..وأﻋﺘﻘﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﺑﺈذن اﷲ ﻣﻦ أول ﻟﻴﻠﺔ ..وﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻪ ﻷول
أو ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ذاك اﻻﻧﺘﺸﺎر ،ﻛﺤﺪوث اﳉﻠﻄﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏ ّﻴﺔ، واﻟﺴﻜﺘﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ،وﻫﺒﻮط اﻟــﺪورة اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ،وارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌﺪل ﺣﻤﻮﺿﺘﻪ ،أو ﺣﺪوث ﻣﺎ اﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮم ﻓﻰ اﻟﺪم أو زﻳﺎدة ّ ﺗﺴﺒﺐ اﳌﻮت اﻟﺴﺮﻳﻊ ﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮﺟﻔﺎن اﻟﺒﻄﻴﻨﻰ ،وﻛﻠّﻬﺎ أﻣﻮرٌ ّ ُﻳ ّ ﻣﻌﺪل اﻟﻮﻓﻴﺎت ﻋﺎﳌ ّﻴﺎ ً ﺑﺴﺒﺐ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ،واﻟﻮاﻗﻊ ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ّ واﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﻫﺬه اﻷﻋﺮاض دون ﺗﻔﺮﻳﻖٍ ﺑﲔ ﺻﻔﻮف اﻟﺸﺒﺎب ّ ﻓﻰ اﻟﻌﻤﺮ،إذ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺎﻣﻞ اﻟﺴ ّﻦ. وﻧﺴﻴﺎن اﳌﻮت ﺳﺒﺐ ﻟﻠﻬﻮ واﻟﻐﻔﻠﺔ واﻻﻧﻐﻤﺎس ﻓﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ،ﻛﻤﺎ أن ﺗﺬﻛﺮ اﳌﻮت ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺰﻫﺪ ﻓﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ،وﻟﺬا ﺣﺜﻨﺎ اﻟﻨﺒﻰ ﷺ ﻋﻠﻰ ﺗﺬﻛﺮ اﳌﻮت وﻋﺪم ﻧﺴﻴﺎﻧﻪ ﻟﺌﻼ ﻧﻐﻔﻞ،ﻓﻘﺎل ﷺ) :أﻛﺜﺮوا ذﻛﺮ ﻫﺎدم اﻟﻠﺬات(. وأﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻓﻪ اﳌﺆﻣﻦ ﻓﻰ اﳌﻮت أن ﻳﺒﺎﻏﺘﻪ وﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻬﻴﺄ ﻟﻪ،وإﻻ ﻓﺈن اﳌﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﳌﻮت ﳌﺮض أوﻧﺤﻮه ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻰ آﺧﺮ أﻳﺎﻣﻪ،ﻓﺘﺮﺧﺺ ﻋﻨﺪه اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺗﻌﻈﻢ اﻵﺧﺮة،ﻓﻴﻜﻮن ﻣﻦ أﻟﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﳌﻮت وﻣﻘﺪﻣﺎﺗﻪ ﺧﻴﺮاً ﻟﻪ،ذﻟﻚ أن ﻣﻦ ﻋﺎدة اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻓﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ وﻃﻮل اﻷﻣﻞ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ،وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻐﺮور واﻟﺸﻴﻄﺎن. ﻫﺬا ﻫﻮ ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة،واﻧﺴﻼل اﻟﺮوح ﻋﻠﻰ ﺣﲔ ﻏ ّﺮة،ﻓﻼ ﻣﻘﺪﻣﺎت وﻻ ﻋــﻼﻣــﺎت،وﻻ أﻣ ــﺎرات وﻻ دﻻﻻت،وﻻ إﻣﻬﺎل ّ وﻻ إﺧﻄﺎر ،ﻓﻠْﻴﺤﺬر ﻛﻞّ اﳊﺬر اﳌﺘﻬﺎوﻧﻮن اﻟﻐﺎﻓﻠﻮن،اﻟﺬﻳﻦ ﻏ ّﺮﻫﻢ ﻃﻮل اﻷﻣﻞ،وﻏ ّﺮﻫﻢ ﺑﺎﷲ اﻟﻐﺮور،وﻟﻴﻨﺘﺒ ْﻪ اﳌﺴ ّﻮﻓﻮن ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ،واﳌﻨﺸﻐﻠﻮن ﺑﺤﻄﺎم اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺘﺎﻋﻬﺎ ،وﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﳌﺤﺎﺳﺒﺔ اﳉﺎدة ﻟﻠﻨﻔﺲ واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﻔﺠﺄ اﳌﻮت، ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ):أن ﺗﻘﻮل ﻧﻔﺲ ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻰ ﺟﻨﺐ اﷲ وإن ﻛﻨﺖ ﳌﻦ اﻟﺴﺎﺧﺮﻳﻦ ،أو ﺗﻘﻮل ﻟﻮ أن اﷲ ﻫﺪاﻧﻰ ﻟﻜﻨﺖ ﻣﻦ اﳌﺘﻘﲔ ،أو ﺗﻘﻮل ﺣﲔ ﺗﺮى اﻟﻌﺬاب ﻟﻮ أن ﻟﻰ ﻛﺮة ﻓﺄﻛﻮن ﻣﻦ اﳌﺤﺴﻨﲔ(. ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻗﺎﻟﺖ :ﺳﺄﻟﺖ ﷺ ﻋﻦ ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة؟ ﻓﻘﺎل» :راﺣﺔٌ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ،وأﺧﺬة أﺳﻒ ﻟﻠﻔﺎﺟﺮ«. وﻋﻦ أﺑﻰ أﻣﺎﻣﺔ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻗﺎل :ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻰ -ﷺ - ﻳﺘﻌ ّﻮذ ﻣﻦ ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة ،وﻛﺎن ﻳﻌﺠﺒﻪ أن ﳝﺮض ﻗﺒﻞ أن ﳝﻮت. وﻋﻦ أﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮة رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ،أن اﻟﻨﺒﻰ -ﷺ -ﻣ ّﺮ ٍ ﺣﺎﺋﻂ ﻣﺎﺋﻞ ،ﻓﺄﺳﺮع اﳌﺸﻰ ،ﻓﺴﺌﻞ ﻋﻦ ذﻟﻚ، ﺑﺠﺪار أو ﻓﻘﺎل):إﻧﻰ أﻛﺮه ﻣﻮت اﻟﻔﻮات(..اﻟﻠﻬﻢ إﻧﺎ ﻧﻌﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻣﻮت اﻟﻔﺠﺄة..اﻟﻠﻬﻢ أﺣﺴﻦ ﺧﺘﺎﻣﻨﺎ..
ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﻳﺎأرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﲔ أﻧﺖ رب اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﲔ وأﻧﺖ رﺑﻰ إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻜﻠﻨﻰ إﻟﻰ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺘﺠﻬﻤﻨﻰ أم إﻟﻰ ﻋﺪو ﻣﻠﻜﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﻏﻀﺐ ﻓﻼ أﺑﺎﻟﻰ». أﻣﺮى ﺛﻢ ﻳﻘﻮل ﷺ إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻚ ّ واﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻳﺮﺳﻞ إﻟﻰ ﺣﺒﻴﺒﻪ اﳌﺼﻄﻔﻰ ﷺ ﻣﻠﻚ اﳉﺒﺎل ﻟﻴﻘﻮل ﻟﻠﻨﺒﻰ ﷺ :اﻟﺴﻼم ﻳﻘﺮﺋﻚ اﻟﺴﻼم وﻳﻘﻮل ﻟﻚ اﺋﺬن ﻟﻰ أن أﻃﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻻﺧﺸﺒﲔ أى اﳉﺒﻠﲔ ﻓﻤﺎذا ﻳﻜﻮن رد اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ اﻟﻠﻬﻢ اﻫﺪ ﻗﻮﻣﻰ ﻓﺎﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﻋﺴﻰ اﷲ أن ﻳﺨﺮج ﻣﻦ أﺻﻼﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ اﷲ وﻻ ﻳﺸﺮك ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ«. ﺻﻼة وﺳﻼﻣﺎ ً ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎﺳﻴﺪى ﻳﺎرﺳﻮل اﷲ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ» ..وﻣﺎ ارﺳﻠﻨﺎك إﻻ رﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ«. ﻓﺘﺄﺗﻴﻪ اﻟﺒﺸﺎرة ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﻦ رب اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻴﺮﺳﻞ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم وﻳﻄﺮق ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﺎب ﻟﻴﻘﻮل ﻟﻪ ﻗﻢ ﻳﺎ ﻧﺎﺋﻢ ﻫﻴﺌﺖ ﻟﻚ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ،اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﻠﺘﻚ واﻟﺪوﻟﺔ
ﺩﻋﺎﺀ
اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻰ أﺳﺄﻟﻚ أن ﲤﻸ ﻗﻠﺒﻰ ﺣﺒﺎ ﻟﻚ وﺧﺸﻴﺔ ﻣﻨﻚ وﺗﺼﺪﻳﻘﺎ ﺑﻜﺘﺎﺑﻚ وإﳝﺎﻧﺎ ﺑﻚ وﺷﻮﻗﺎ إﻟﻴﻚ ﻳﺎ ذا اﳉﻼل واﻹﻛﺮام .اﻟﻠﻬﻢ واﺧﺘﻢ ﻋﻤﻠﻰ ﺑﺄﺣﺴﻨﻪ واﺟﻌﻞ ﺛﻮاﺑﻰ ﻣﻨﻪ اﳉﻨﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ارﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﲔ .اﻟﻠﻬﻢ أﻋﻄﻨﻰ ﺑﺼﻴﺮة ﻓﻰ دﻳﻨﻚ وﻓﻬﻤﺎ ﻓﻰ ﺣﻜﻤﻚ .اﻟﻠﻬﻢ اﻋﻄﻨﻰ ﻳﺎرب ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻚ وزدﻧﻰ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﻳﺎرب اﻟﻌﺎﳌﲔ ،اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻰ أﺳﺄﻟﻚ ﺑﺠﻼﻟﻚ وﻋﻈﻤﺘﻚ وﻧﻮرك وأﺳﺄﻟﻚ اﻟﻠﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻚ اﳊﺴﻨﻰ وأﺳﺄﻟﻚ ﺑﻘﺪرﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻰء أن ﲡﻌﻠﻨﻰ ﻣﻦ أوﻓﺮ ﻋﺒﺎدك ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ أﻧﺰﻟﺘﻪ ﻓﻰ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم وﻓﻰ ﻫﺬه اﻟﺴﺎﻋﺔ وأن ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻨﻰ اﻟﺒﻼء ﻳﺎ ﻛﺮﱘ ﻳﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﲔ. اﻟﻠﻬﻢ رﺿﻨﻰ ﲟﺎ ﻗﺴﻤﺖ ﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻻ أﺳﺄل أﺣﺪا ﺷﻴﺌﺎ وارﺣﻤﻨﻰ رﺣﻤﺔ ﻻﺗﻌﺬﺑﻨﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ أﺑﺪا ﻓﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة .وارزﻗﻨﻰ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ اﻟﻮاﺳﻊ رزﻗﺎ ﺣﻼﻻ ﻃﻴﺒﺎ وﻻ ﺗﻔﻘﺮﻧﻰ إﻟﻰ أﺣﺪ ﺳﻮاك. آﻣﲔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻴﺎم وإﻻ ﺳﺘﻘﻞ ﻋﺒﺎدﺗﻚ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻰ رﻣﻀﺎن ﺑﺴﺒﺐ اﻻﺟﻬﺎد ﻣﻦ اﻟﺼﻴﺎم وﺗﺬﻛﺮ وﺻﻴﺔ ﷺ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺼﻮم ﻓﺈﻧﻪ ﻻﻣﺜﻴﻞ ﻟــﻪ ..ﻻﻣﺜﻴﻞ ﻟــﻪ ﻓــﻰ ﻋﻼج اﻟــﺸــﻬــﻮات ..ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟــﻪ ﻓــﻰ اﻟــﻮﺻــﻮل إﻟــﻰ اﷲ.. ﻻﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﻴﺰان .ﻻﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﻓﻰ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاط.
ﻓﻰ ﺭﺣﺎﺏ ﺁﻳﺔ ﺟﺎﺑﺮ ﺍﻟﺪﺳﻮﻗﻲ دوﻟﺘﻚ إذا ﻛﺎن أﻫﻞ اﻷرض ﻓﻰ اﻷرض ﻗﺪ أذوك ﻓﺈن أﻫﻞ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻳﻨﺘﻈﺮوك ﻓﺘﺄﺗﻰ رﺣﻠﺔ اﻹﺳﺮاء واﳌﻌﺮاج ﳊﺒﻴﺒﻪ اﳌﺼﻄﻔﻰ ﷺ وﻳﺄﺗﻰ اﻟﺒﺮاق اﻟﺬى ﺧﺼﺺ ﻟﻬﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ ﻣﻦ اﳌﺴﺠﺪ اﳊﺮام إﻟﻰ اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ وﻳﻬﺘﺰ اﻟﺒﺮاق ﻓﺮﺣﺎ ً ﺑﺮﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ. وﻫﺬا اﻟﺒﺮاق ﻣﻦ اﳉﻨﺔ وﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻰ ذﻟﻚ وﻟﻜﻦ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻷﺧﺬ ﻓﻰ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ واﻷﺧﺬ ﻓﻰ اﻷﺳﺒﺎب ﻓﺎﷲ ﻗﺎدران ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﺑﺪون وﺳﻴﻠﺔ وﻻ ﺳﺒﺐ ﻓﻬﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻰء ﻗﺪﻳﺮ وﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻰء ﺧﻠﻖ اﻷﺳﺒﺎب ﺟﻞ وﻋﻼ. وﻛﺎن اﻻﺳﺮاء واﳌﻌﺮاج ﻣﻌﺠﺮة ﻣﻦ اﳌﻌﺠﺰات اﻟﺘﻰ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﳌﺼﻄﻔﻰ ﷺ واﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻹﺳﺮاء واﳌﻌﺮاج ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﻣﻬﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻰ ذﻟﻚ وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ وﺳﻠﻢ« آﻣﲔ
ﺣﺪﻳﺚ
ﻓــﻬــﺆﻻء ﻳــﻮﻓــﻮن أﺟــﺮﻫــﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺣــﺴــﺎب ،وﻟــﺬﻟــﻚ رأﻳــﻨــﺎ ﻛﺜﻴﺮاً ﻣﻦ اﻟﺼﺎﳊﲔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﺒﻠﻴﺔ ﻛــﺎن ﻳﻘﻮل :ﻣﺮﺣﺒﺎ ً ﺑﺸﻌﺎر اﻟﺼﺎﳊﲔ. وﻫﺬه ﻗﺼﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ وﻫﻰ :أن اﻣﺮأة ﺗﺰوﺟﺖ رﺟﻼً ﺻﺎﳊﺎ ً ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺴﺒﺘﻪ ،وﻋﺎﺷﺖ ﻣﻌﻪ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ،ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ :أﲢﺒﻨﻰ؟ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ :ﺑﻠﻰ أﺣﺒﻚ ،ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ :وإن ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎ ً ﻧﻔﺬﺗﻪ؟ ﻗﺎل ﻟﻬﺎ :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ :أرﻳﺪ أن ﺗﻄﻠﻘﻨﻰ ،ﻓﻌﺠﺐ اﻟﺮﺟﻞ ،ﻟﻢ؟ أأﺳﺄت ﻋﺸﺮﺗﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻛﻼ ،ﻗﺎل :أﺑﺨﻠﺖ ﻋﻠﻴﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ :ﻛﻼ ،ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ وذﻫﺐ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻴﺖ أﺑﻴﻬﺎ وﻓﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﺜﺮت رﺟﻞ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻰ ﺣﺠﺮ ﻓﺎﻧﻜﺴﺮت ﺳﺎﻗﻪ، ﻓﺤﻤﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺖ ،ﻓﻌﺎدت ﻣﻌﻪ ،ﻓﺒﻌﺪ أن وﺿﻌﺖ رﺟﻠﻪ ﻓﻰ اﳉﺒﻴﺮة، ﻗﺎل ﻟﻬﺎ :ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺷﻔﻰ ﺑﺈذن اﷲ وأﺳﺘﻄﻴﻊ اﳊﺮاك واﻟﺘﺤﺮك ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻰ ﺳﻮف أذﻫﺐ ﺑﻚ إﻟﻰ أﺑﻴﻚ ﻷﻗﻀﻰ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﻼق، ﻗﺎﻟﺖ :ﻛﻼ ،أﻧﺎ ﻻ أﻃﻠﺐ اﻟﻄﻼق ،وإﳕﺎ ﻋﺸﺖ ﻣﻌﻚ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻤﺎ رأﻳﺘﻚ ﻗﺪ اﺑﺘﻠﻴﺖ اﺑﺘﻼء ﻣﻦ اﷲ ﻓﺨﺸﻴﺖ أن ﺗﻜﻮن ﺑﻌﻴﺪاً ﻋﻦ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء اﻻﺑﺘﻼء ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ، ﻓﺴﻮف أﻋﻴﺶ ﻣﻌﻚ وﻻ أﻃﻠﺐ اﻟﻄﻼق ﻣﺮة أﺧﺮى. ﻫﺬا ﻣﻘﻴﺎس اﻟﺼﺎﳊﺎت واﻟﺼﺎﳊﲔ ،إن ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﻬﺮ أو أرﺑﻌﻮن ﻳﻮﻣﺎ ً -ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻟﻨﺎ اﻟﺼﺎﳊﻮن -وﻟﻢ ﺗﺄﺗﻚ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻓﺄﻋﺪ ﺣﺴﺎﺑﻚ ﻣﻊ اﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ. اﳋﺎﻣﺲ :إﻧﻬﺎ ﻗﺪر ﻣﻦ اﷲ اﻋﻠﻢ أن اﻟﺒﻠﻴﺔ ﻗﺪر وﻗﻀﺎء ﻣﻦ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ،وأن اﷲ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻀﻌﻚ ﻓﻰ زاوﻳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮب ﻣﻨﻪ ،وﻟﻜﻦ ﻋﻤﻠﻚ ﻻ ﻳﺮﻗﻰ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺪرﺟﺔ،ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﺒﺘﻠﻴﻚ رب اﻟﻌﺒﺎد ﺑﺒﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﺮﻓﻌﻚ ﻋﻨﺪه درﺟﺎت ودرﺟﺎت،إن ﻓﻰ اﳉﻨﺔ درﺟﺎت ﻻ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ إﻻ اﻟﺬﻳﻦ اﺑﺘﻼﻫﻢ رب اﻟﻌﺒﺎد ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ. اﻟﻠﻬﻢ اﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻌﻤﺔ،وﻣﻦ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻠﻴﺔ،إﻧﻚ ﻳﺎ رﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء ﻗﺪﻳﺮ.
ﺳﻤﺎﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ
»ﻣﻦ ﺳﻦ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺳﻨﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻠﻪ ﺃﺟﺮﻫﺎ ،ﻭﺃﺟﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ« آﺛﺎﻣﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ«. ﻗــﺎل ﷺ» :اﳌﺴﻠﻢ أﺧــﻮ اﳌﺴﻠﻢ ﻻﻳﻈﻠﻤﻪ وﻻ ﻳﺴﻠﻤﻪ وﻣﻦ ﻛﺎن ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ أﺧﻴﻪ ﻛﺎن اﷲ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺘﻪ وﻣﻦ ﻓﺮج ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺮﺑﺔ ﻓﺮج اﷲ ﻋﻨﻪ ﺑﻬﺎ ﻛﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﺮب ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﻣﻦ ﺳﺘﺮ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺳﺘﺮه اﷲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«. ﻗﺎل ﷺ» :ﻣﺜﻞ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻓﻰ ﺗﻮادﻫﻢ وﺗﺮاﺣﻤﻬﻢ وﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ ﻣﺜﻞ اﳉﺴﺪ إذا اﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﻋﻀﻮ ﺗﺪاﻋﻰ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ اﳉﺴﺪ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ واﳊﻤﻰ». ﺻﺪق ﷺ
ﻗﺎل ﷺ» :ﻣﻦ ﺳﻦ ﻓﻰ اﻹﺳﻼم ﺳﻨﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻠﻪ أﺟﺮﻫﺎ ،وأﺟــﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ أﺟﻮرﻫﻢ ﺷــﻰء ،وﻣــﻦ ﺳﻦ ﻓﻰ اﻹﺳﻼم ﺳﻨﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ وزرﻫﺎ ووزر ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ أوزارﻫﻢ ﺷﻰء«. ﻗــﺎل ﷺ» :ﻣــﻦ دﻋــﺎ إﻟــﻰ ﻫــﺪى ﻛــﺎن ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷﺟــﺮ ﻣﺜﻞ أﺟــﻮر ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻮرﻫﻢ ﺷﻴﺌﺎ وﻣﻦ دﻋﺎ إﻟﻰ ﺿﻼﻟﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻹﺛﻢ ﻣﺜﻞ آﺛﺎم ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﻻﻳﻨﻘﺺ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ » ﻣﻦ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﺍﳴﺸﺮﻛﻦﻴ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺷﺎﺑﺎ
ﺗﺄﻣﻼﺕ
ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻤﺮ ﻫﺎﺷﻢ
ﺣﻜﻢ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﳴﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻟﻘﺪ وﻓﻖ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳋﻄﺎب رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ واﻟﺼﺤﺎﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺄرﻳﺦ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮة ،ﻟﺘﻈﻞ دروﺳﻬﺎ وﻋﺒﺮﻫﺎ وﻋﻄﺎؤﻫﺎ داﺋﻤﺎ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻳﻮم ،ﻳﻜﺘﺐ اﳌﺪرس اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﻮرة، وﻳﻜﺘﺒﻪ اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﻓﻰ ﻛﺮارﻳﺴﻬﻢ وﻳﻈﻞ اﳉﻤﻴﻊ ﻣﺘﺬﻛﺮا اﻟﻬﺠﺮة ﻓﻰ ﻛﻞ ﻳﻮم وﻟﻴﺲ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻋﺎم، ﻛﻠﻤﺎ أﺷﺮق ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﻼل اﳌﺤﺮم ،وﻣﻦ اﳌﻌﺠﺰات ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﺠﺮة أرﺑﻊ ﻣﻌﺠﺰات ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪﻫﺎ ،وﺗﺪﺑﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ وأﺳــﺮار :وﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﻌﺠﺰات :ﳒﺎة اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﻣﻦ ﻣﺆاﻣﺮة اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺗﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ أن ﻳﺄﺧﺬوا ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺷﺎﺑﺎ ،وﻳﻌﻄﻮا ﻛﻞ واﺣﺪ ﺳﻴﻔﺎ ﻓﻴﻀﺮﺑﻮﻧﻪ ﺿﺮﺑﺔ رﺟﻞ واﺣﺪ ﻓﻴﺘﻔﺮق دﻣﻪ ﻓﻰ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ .وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﳌﻜﺮ وﺗﻠﻚ اﳌﺆاﻣﺮة ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﷺ ،ﻓﻘﺪ أوﺣﻰ اﷲ إﻟﻴﻪ ﲟﺎ دﺑﺮوه وأﻣﺮه ﺑﺎﻟﻬﺠﺮة ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :وإذ ﳝﻜﺮ ﺑﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮوا ﻟﻴﺜﺒﺘﻮك أو ﻳﻘﺘﻠﻮك أو ﻳﺨﺮﺟﻮك وﳝﻜﺮون وﳝﻜﺮ اﷲ واﷲ ﺧﻴﺮ اﳌﺎﻛﺮﻳﻦ ﺳــﻮرة اﻻﻧﻔﺎل ).(٣٠ ﻣﻦ ﻏﺪر وﻣﻜﻴﺪة ،وأﻋﻠﻤﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺮون وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻨﻮن ،ﻓﻼ ﻳﺤﺰﻧﻚ ﻗﻮﻟﻬﻢ إﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺮون وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻨﻮن ﺳﻮرة ﻳﺲ ) .(٧٦وﻧﺎم ﻋﻠﻰ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻣﻜﺎن ﷺ وﻗــﺎل ﻟﻪ اﻟﻨﺒﻰ ﷺ :ﻟﻦ ﻳﺨﻠﺺ إﻟﻴﻚ ﺷــﻰء ﺗﻜﺮﻫﻪ وﺗﺴﺠﻰ ﻋﻠﻰ ﺑــﺒــﺮدة ﷺ. ﻓﻜﺎن اﻷﻋﺪاء إذا ﻧﻈﺮوا ،اﻋﺘﻘﺪوا أن ﷺ ﻟﻢ ﻳﺰل ﻧﺎﺋﻤﺎ ،ﺣﺘﻰ ﺧﺮج ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ دون أن ﻳﺸﻌﺮوا ﺑﻪ، ﻓﻘﺪ أﻏﺸﺎﻫﻢ اﷲ ،ﻣﻊ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا واﻗﻔﲔ وﻛﺎﻧﻮا أﻳﻘﺎﻇﺎ ُﻳﺸﻬﺮون ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ وﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ وﻟﻜﻦ ﺳﻠﺐ اﷲ ﻣﻨﻬﺎ اﻹﺑﺼﺎر وأﻏﺸﺎﻫﻢ وﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺑﲔ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﺳﺪا وﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺳﺪا ﻓﺄﻏﺸﻴﻨﺎﻫﻢ ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺒﺼﺮون ﺳﻮرة ﻳﺲ ) .(٩وﻫﻜﺬا أﳒﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ رﺳﻮﻟﻪ ﷺ ﻣﻦ ﻛﻴﺪ اﻟﻜﺎﺋﺪﻳﻦ وﻣﻜﺮوا وﻣﻜﺮ اﷲ واﷲ ﺧﻴﺮ اﳌﺎﻛﺮﻳﻦ ﺳﻮرة آل ﻋﻤﺮان آﻳﺔ ).(٥٤ وﻓﻰ ﻫﺬه اﳌﻌﺠﺰة دﻻﻟــﺔ ﻋﻠﻰ ﻗــﺪرة اﳋﺎﻟﻖ، ودﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ اﷲ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﷺ ،وﺣﻜﻤﺔ ﻋﻠﻴﺎ، ﺗﻈﻞ ﻣﺎﺛﻠﺔ أﻣﺎم اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺒﺮ ﻋﺼﻮره أن اﻟﻘﺪرة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﺣﺎﻣﻴﺔ ﻟﺮﺳﻮل اﷲ وﻟﺪﻳﻦ اﷲ وﻟﻺﺳﻼم ﻣﻬﻤﺎ ﳝﻜﺮ اﳌﺎﻛﺮون. وأﻣ ــﺎ اﳌــﻌــﺠــﺰة اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ :ﻓﻬﻰ ﻓــﻰ ﻏــﺎر ﺛــﻮر، ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻮدﻋﺖ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ ،ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﻓﺘﺎﻭﻱ ﻫﻞ ﻳﻮم اﻻﺛﻨﲔ واﳋﻤﻴﺲ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻓﻰ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؟ أﻗﺼﺪ أن اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﻗﺎل :أﺣﺐ أن ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻤﻠﻰ وأﻧﺎ ﺻﺎﺋﻢ ـ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﺼﻴﺎم ﻓﻰ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻴﻮﻣﲔ ،ﻓﻬﻞ ﻳﻜﺜﺮ اﻟﻌﺒﺎدات اﻷﺧﺮى ﻟﻜﻰ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻤﻠﻪ وﻫﻮ ﻣﺘﻌﺒﺪ ﷲ؟ أم أﻧﻬﺎ أﻳﺎم ﻋﺎدﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺨﺺ إﻻ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎم؟. ﻳﻮم اﳋﻤﻴﺲ واﻻﺛﻨﲔ ﻣﻦ اﻷﻳــﺎم اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ،ﻓﻔﻴﻬﻤﺎ ﺗﻌﺮض اﻷﻋــﻤــﺎل ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﻓﻴﻬﻤﺎ ﺗﻔﺘﺢ أﺑــﻮاب اﳉﻨﺔ ،وﺛﺒﺖ اﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻰ ﺻﻴﺎﻣﻬﻤﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻗــﺎل ﷺ :ﺗــﻌــﺮض اﻷﻋــﻤــﺎل ﻳﻮم اﻻﺛﻨﲔ واﳋﻤﻴﺲ ،ﻓﺄﺣﺐ أن ﻳﻌﺮض ﻋﻤﻠﻰ وأﻧﺎ ﺻﺎﺋﻢ. وﻓﻰ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ أﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮة ،أن ﷺ ،ﻗﺎل :ﺗﻔﺘﺢ أﺑﻮاب اﳉﻨﺔ ﻳﻮم اﻻﺛﻨﲔ ،وﻳﻮم اﳋﻤﻴﺲ ﻓﻴﻐﻔﺮ ﻟﻜﻞ ﻋﺒﺪ ﻻ ﻳﺸﺮك ﺑﺎﷲ ﺷﻴﺌﺎ ،إﻻ رﺟﻼ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ أﺧﻴﻪ ﺷﺤﻨﺎء ،ﻓﻴﻘﺎل :أﻧﻈﺮوا ﻫﺬﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻄﻠﺤﺎ ،أﻧﻈﺮوا ﻫﺬﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻄﻠﺤﺎ ،أﻧﻈﺮوا ﻫﺬﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻄﻠﺤﺎ. وﻗ ــﺎل اﻹﻣــﺎم اﻟــﻐــﺰاﻟــﻲ ﻓــﻰ إﺣــﻴــﺎء ﻋــﻠــﻮم اﻟــﺪﻳــﻦ :وأﻣــﺎ ﻓﻰ اﻷﺳﺒﻮع :ﻓﺎﻻﺛﻨﲔ واﳋﻤﻴﺲ واﳉﻤﻌﺔ ،ﻓﻬﺬه ﻫﻰ اﻷﻳﺎم اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻓﻴﺴﺘﺤﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﻴﺎم وﺗﻜﺜﻴﺮ اﳋــﻴــﺮات ﻟﺘﻀﺎﻋﻒ أﺟﻮرﻫﺎ ﺑﺒﺮﻛﺔ ﻫﺬه اﻷوﻗﺎت .واﷲ أﻋﻼ وأﻋﻠﻢ. ﻣﺎ ﺣﻜﻢ اﻟﺬﺑﺢ ﻓﻰ رﺟﺐ وﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻪ؟ ﻣﻄﻠﻖ اﻟﺬﺑﺢ ﷲ ﻓﻰ رﺟﺐ ﻟﻴﺲ ﲟﻤﻨﻮع ﻛﺎﻟﺬﺑﺢ ﻓﻰ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ
اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﻫــﺬا اﻟﻐﺎر اﻟــﺬى ﲡﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ اﻟﻜﻔﺎر، وﺳﺎروا ﻓﻮﻗﻪ وﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ،ﺣﺘﻰ إن أﺑﺎ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻟﻠﺮﺳﻮل ﷺ :ﻟﻮ ﻧﻈﺮ أﺣﺪﻫﻢ ﲢﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻟﺮآﻧﺎ ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﻳﺎ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻣﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺎﺛﻨﲔ اﷲ ﺛﺎﻟﺜﻬﻤﺎ رواه اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ. وﻣﻊ أن اﳌﺸﺮﻛﲔ ﻗﺪ اﻗﺘﻔﻮا اﻵﺛﺎر ورأوا أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﺎر ،إﻻ أن ﻗﺪرة اﷲ اﻟﻘﻬﺎر ﺻﺮﻓﺘﻬﻢ وردﺗــﻬــﻢ ،ﻟﺘﻨﺘﺼﺮ اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ،وﻗــﺪ ﻋﺒﺮ اﻟــﻘــﺮآن ﻓﻰ ﻫــﺬا اﳌﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻧﺼﺮ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﳊﺒﻴﺒﻪ وﻣﺼﻄﻔﺎه ﺣﻴﺚ ﻗﺎل :إﻻ ﺗﻨﺼﺮوه ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺮه اﷲ إذ أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮوا ﺛﺎﻧﻰ اﺛﻨﲔ إذ ﻫﻤﺎ ﻓﻰ اﻟﻐﺎر إذ ﻳﻘﻮل ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻻ ﲢﺰن إن اﷲ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﺄﻧﺰل اﷲ ﺳﻜﻴﻨﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ وأﻳﺪه ﺑﺠﻨﻮد ﻟﻢ ﺗﺮوﻫﺎ وﺟﻌﻞ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮوا اﻟﺴﻔﻠﻰ وﻛﻠﻤﺔ اﷲ ﻫﻰ اﻟﻌﻠﻴﺎ واﷲ ﻋﺰﻳﺰ ﺣﻜﻴﻢ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ آﻳﺔ ).(٤٠ وأﻣﺎ اﳌﻌﺠﺰة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻓﻬﻰ ﺷﺎة أم ﻣﻌﺒﺪ وذﻟﻚ أن اﻟﺮﺳﻮل ﷺ وأﺑﺎ ﺑﻜﺮ وﻣﻌﻬﻤﺎ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻓﻬﻴﺮة واﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻌﻬﻢ وﻫﻮ ﻋﺒﻴﺪ اﷲ ﺑﻦ أرﻳﻘﻂ ورﻏﻢ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ دﻳﻦ اﻟﻜﻔﺮ إﻻ أﻧﻬﻤﺎ أﻣﻨﺎه ،وﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻣــﺮوا ﺑﺨﻴﻤﺘﻰ أم ﻣﻌﺒﺪ اﳋﺰاﻋﻴﺔ، وﻛــﺎﻧــﺖ ﺗﻘﻌﺪ ﺑــﻔــﻨــﺎء اﳋــﻴــﻤــﺔ ﺗﺴﻘﻰ اﻟــﻨــﺎس وﺗﻄﻌﻤﻬﻢ ،ﻓﺴﺄﻟﻮا ﻟﻴﺸﺘﺮوا ﻣﻨﻬﺎ ﲤﺮا أو ﳊﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪوا ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺷﻴﺌﺎ وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﻢ :واﷲ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺷﻰء ﻣﺎ أﻋﻮزﻛﻤﺎ اﻟﻘﺮى ،ﻓﻨﻈﺮ ﷺ إﻟﻰ ﺷﺎة ﻓﻰ ﻛﺴﺮ اﳋﻴﻤﺔ ،ﻓﻘﺎل :ﻣﺎ ﻫﺬه ﻳﺎ أم ﻣﻌﺒﺪ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬه ﺷﺎة ﺧﻠﻔﻬﺎ اﳉﻬﺪ ﻋﻦ اﻟﻐﻨﻢ ،ﻓﻘﺎل: ﻫﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﱭ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻫﻰ أﺟﻬﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻗﺎل: أﺗﺄذﻧﲔ ﻟﻰ أن أﺣﻠﺒﻬﺎ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻧﻌﻢ ﺑﺄﺑﻰ أﻧﺖ وأﻣﻰ إن رأﻳــﺖ ﺑﻬﺎ ﺣﻠﺒﺎ ،ﻓﺪﻋﺎ ﷺ ﺑﺎﻟﺸﺎة ،ﻓﻤﺴﺢ ﺿﺮﻋﻬﺎ ،وذﻛﺮ اﺳﻢ اﷲ وﻗﺎل :اﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎرك ﻟﻬﺎ ﻓــﻰ ﺷﺎﺗﻬﺎ وﻫــﻜــﺬا ﻇﻬﺮت ﻣﻌﺠﺰﺗﻪ ﷺ ﻓــﺈذا ﺑﺎﻟﻀﺮع ﳝﺘﻠﺊ ﻟﺒﻨﺎ وﻳﺪر اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﺪﻋﺎ ﺑﺈﻧﺎء ﻟﻬﺎ ﻳﻜﻔﻰ اﻟﺮﻫﻮط ﻓﺤﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﻓﺴﻘﺎﻫﺎ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﺣﺘﻰ روﻳــﺖ وﺳﻘﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ رووا وﺷــﺮب ﷺ آﺧﺮﻫﻢ ﺛﻢ ﺣﻠﺐ ﻓﻴﻪ ﺛﺎﻧﻴﺎ وﻏﺎدره ﻋﻨﺪﻫﺎ .وﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺻﻮرة واﺿﺤﺔ اﳌﻼﻣﺢ ،ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬه اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻳﺔ وﺗﻮﻓﻴﻖ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺿﺢ أن اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻗﺪ ﺣﺮﺳﺖ ﺧﻄﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﷺ ﻓﻰ ﺣﻠﻪ وﺗﺮﺣﺎﻟﻪ.
ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺬﺑﺢ اﻟﺸﻬﻮر ،ﻟﻜﻦ ﻛﺎن أﻫﻞ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﺬﺑﺤﻮن ﻓﻴﻪ ذﺑﻴﺤﺔ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ: اﻟﻌﺘﻴﺮة. اﻟﻌﺘﻴﺮة :ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ﻓﻰ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﺬﺑﺢ ذﺑﻴﺤﺔ ﻓﻰ رﺟﺐ ﻳﺘﻘﺮﺑﻮن ﺑﻬﺎ ﻷوﺛﺎﻧﻬﻢ .ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﺬﺑﺢ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻄﻞ ﻓﻌﻞ أﻫﻞ اﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ،وﻟﻴﺲ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠﻪ أﺻﻞ ﻓﻰ اﻟﺴﻨﺔ. وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻰ ﺣﻜﻤﻬﺎ :ﻓﺬﻫﺐ اﻷﻛﺜﺮون إﻟﻰ أن اﻹﺳــﻼم أﺑﻄﻠﻬﺎ ،ﻣﺴﺘﺪﻟﲔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻴﺨﲔ ﻋﻦ أﺑﻰ ﻫﺮﻳﺮة )رﺿــﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ(» :ﻻ ﻓــﺮع وﻻ ﻋﺘﻴﺮة« رواه اﻟﺒﺨﺎرى وﻣﺴﻠﻢ. ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﺑﻦ رﺟﺐ» :وﻳﺸﺒﻪ اﻟﺬﺑﺢ ﻓﻰ رﺟﺐ :اﺗﺨﺎذه ﻣﻮﺳﻤﺎ ً وﻋﻴﺪاً ،ﻛﺄﻛﻞ اﳊﻠﻮى وﻧﺤﻮﻫﺎ ،وﻗﺪ روى ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس )رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ( أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻜﺮه أن ﻳﺘﺨﺬ رﺟﺐ ﻋﻴﺪاً. ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺗﺨﺼﻴﺺ زﻳﺎرة اﳌﻘﺎﺑﺮ ﻓﻰ رﺟﺐ؟ ﺗﺨﺼﻴﺺ زﻳــﺎرة اﳌﻘﺎﺑﺮ ﻓﻰ رﺟﺐ ﻫﺬه ﺑﺪﻋﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ أﻳﻀﺎ ﻓﺎﻟﺰﻳﺎرة ﺗﻜﻮن ﻓﻰ أى وﻗﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم. واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻼ واﻋﻠﻢ.
ﻣﻰ ﻋﻴﺪ