ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ
اﻟﻌﺪد - ٥٧٧اﳋﻤﻴﺲ ٥ﻣﺎﻳﻮ ٢٠١٦
03
ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻳﻬﺪأ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﲡﺎه ﺳﻮرﻳﺎ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻟﻰ أن ﻫﻨﺎك أﻣﺮ ًا ﻳﺪﺑﺮ ﻟﻬﺎ ..ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻦ ﻫﺪﻧﺔ ﻹﻳﻘﺎف اﳌﻌﺎرك ﻳﺘﺄﻛﺪ أن ﻫﻨﺎك ﺗﺼﻌﻴﺪ ًا ﻹﺑﺎدة ﺳﻮرﻳﺎ وﺷﻌﺒﻬﺎ ﻻ ﻹﻧﻘﺎذﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮن ..ﻓﻰ اﻷﻳﺎم اﻷﺧﻴﺮة زادت ﻧﺒﺮة اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﺿﺪ ﺳﻮرﻳﺎ ..ﻫﺎج اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺿﺪ ﺗﺮدى اﻷوﺿﺎع ووﻓﺎة اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒﺎب واﻟﺸﻴﻮخ ..ﰎ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺻﻮر ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ ﻟﻸوﺿﺎع ﻫﻨﺎك ..ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻟﻔﺮض وﺿﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ..ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ اﻟﻜﺒﺎر ﻣﻦ اﻟﺪول ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ أو اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺟﺪﻳﺪة ..ﻳﺨﺮج ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺴﺌﻮﻟﻮن ﻛﺒﺎر ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺪول ﻟﻴﻌﻴﺪوا ﻛﻼﻣﺎ ﻋﻦ ﺿﺮورة رﺣﻴﻞ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ إذا ﻣﺎ أردﻧﺎ أن ﺗﻬﺪأ اﻷوﺿﺎع ﻓﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ،وﻫﻰ ﺣﺠﺔ واﻫﻴﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﲔ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺮﺣﻞ وﻟﻮ ﺿﺎﻋﺖ ﺳﻮرﻳﺎ ..ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻫﺬا اﻟﻜﻼم وﻟﻢ ﻳﺴﺄﻟﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ وﻣﺎذا ﻋﻦ وﺿﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ اﻟﻘﺬاﰲ؟ ﻫﻞ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﳊﺮﻳﺔ واﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ؟ ﻫﺆﻻء ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮون ﺿﺮورة ﺑﻘﺎء ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻪ ﻓﻮﺟﻮده ﻫﻮ اﻟﻀﻤﺎﻧﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﻜﻰ ﺗﻌﻮد ﺳﻮرﻳﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ..اﻟﻄﺮﻓﺎن ﻳﻘﺎﻣﺮان ﺑﺒﻠﺪ وﺷﻌﺐ وﺣﻀﺎرة.. اﻟﻄﺮﻓﺎن ﻳﻘﺘﻼن اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪم ﺑﺎرد رﻏﻢ أﻧﻬﻢ ﻳﺼﺪﻋﻮﻧﻨﺎ داﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻋﻨﻬﺎ ..
ﺧﺎﻟﺪ ﺣﻨﻔﻰ
ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺒﻜﻰ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻴﺲ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ
ﺧﻄﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺭﻓﺎﻗﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﺠﻴﻞ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳﻮﺭﻳﺎ
أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﺒﺮ وزﻳــﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻬﺎ ﺟــﻮن ﻛﻴﺮى ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ أن ﻣﺎ ﻳﺠﺮى ﻫﻨﺎك ﺟﺮﳝﺔ وﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﻳﻘﺎف اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻰ ﺣﻠﺐ ..ﺗﻄﻠﺐ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺑﻘﻮة ﻟﺪى ﺣﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﺳﻮرﻳﺎ ﻹﻳﻘﺎف اﻟﻘﺘﺎل واﻟﻌﻮدة ﻟﻠﻬﺪﻧﺔ ..ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬا وﻛﺄﻧﻬﺎ ﲡﺰم ﺑﺄن ﻣﻦ اﺧﺘﺮق اﻟﻬﺪﻧﺔ ﻫﻮ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮرى وﻟﻴﺲ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ ..ﻟﻢ ﻳﻨﺲ وزﻳﺮ اﳋﺎرﺟﻴﺔ أن ﻳﻌﻠﻦ أن ﺣﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﻛﺎرﺛﺔ اﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻨﻔﺴﻪ أن دوﻟﺘﻪ وراء ﻛﻞ اﻟﻜﻮارث ﻓﻰ ﻋﺎﳌﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ.. دوﻟﺘﻪ ﺳﺒﺐ ﻫﺬا اﳋــﺮاب اﻟﺬى ﺣﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ..دوﻟﺘﻪ ﻫﻰ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻰ ﺗﻔﺘﻴﺖ اﳌﻨﻄﻘﺔ وإﺷﻌﺎل اﻟﻔﱳ ﻓﻴﻬﺎ واﳊﺮوب أﻳﻀﺎ ..ﺗﻘﻮل أﻣﺮﻳﻜﺎ إن اﻟﻀﺮﺑﺎت اﳉﻮﻳﺔ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻴﺔ وراء ﻣﻘﺘﻞ ٢٥٠ﻣﺪﻧﻴﺎ ً وﻳﻘﻮل اﻟﺮوس إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة وﻫﻰ إﺣﺪى ﺟﻤﺎﻋﺎت اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻰ وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ٣ﺷﻬﻮر ..أﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﺼﻮر ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ أن ﺳﻮرﻳﺎ اﻵن ﻓﻰ وﺿﻊ ﻛﺎرﺛﻰ وﺗﻐﺎﻟﻰ ﻓﻰ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﳌﺸﻬﺪ ،وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أن أﻣﻮراً ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺪﺑﺮ ﻟﺴﻮرﻳﺎ ..ﻓﻌﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺟﻮا
ﻳﺼﺮﺧﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ ﻃﻔﻞ ﺳﻮرﻳﺎ إﻳﻼن ..ﺧﺮﺟﻮا ﻳﺒﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ..رﻏﻢ إن إﻳﻼن ﻟﻴﺲ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬى ﻗﺘﻞ ﻓﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ..ﻫﻨﺎك آﻻف اﻷﻃﻔﺎل ﻗﺘﻠﻮا ﺑﺪم ﺑﺎرد وﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮا وﻟﻢ ﻳﺼﺮﺧﻮا وﻟﻢ ﻳﺒﻜﻮا اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ..ﻓﻌﻠﻮﻫﺎ ﻣﻊ إﻳﻼن ﻟﺘﻬﻴﺌﺔ اﳉﻤﻴﻊ ﻓﻰ اﻟﺪاﺧﻞ واﳋــﺎرج ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﻓﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ..ﺣﺘﻰ إذا ﻣﺎ اﺗﺨﺬوا ﻗــﺮارا ﻗﻠﻨﺎ آﻣﲔ وراءﻫ ــﻢ ..ﻻ ﻣﻜﺎن ﻟﻼﻋﺘﺮاض أو اﻟﺸﺠﺐ أو اﻟﺘﺤﻔﻆ ..ﻓﺄى ﻗﺮار ﺳﻴﺘﻢ ﺗﺼﻮﻳﺮه ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﺗﺨﻠﻴﺺ ﻟﺴﻮرﻳﺎ ﳑﺎ ﻫﻰ ﻓﻴﻪ ..ﻓﻌﻠﻮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﻘﻮل إﻧﻬﻢ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﻓﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ ،واﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻛﻞ دوﻟﺔ ﲤﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﻓﻰ اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ أن ﺗﺴﺘﺄﺛﺮ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﺑﺎﳋﻴﺮات ..ﺑﻌﺪ ﺗﻀﺨﻴﻢ ﻣﻘﺘﻞ اﻟﻄﻔﻞ إﻳﻼن دﺧﻠﺖ روﺳﻴﺎ ﺑﻘﻮة ﻓﻰ اﻷزﻣﺔ ..ﻛﺎﻧﺖ ﲤﺪ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻰ ﻫﺬه اﳌﺮة ذﻫﺒﺖ ﺑﺠﻨﻮدﻫﺎ واﺳﻠﺤﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﻫﻨﺎك ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮرى وﺗﻐﻴﻴﺮ اﳌﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻟﺼﺎﳊﻪ ..ذﻫﺒﺖ إﻟﻰ ﻫﻨﺎك ﻻ ﻷن اﳉﻴﺶ اﻟﺴﻮرى ﺿﻌﻴﻒ أو أﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻮى ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ واﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ وإﳕﺎ
ذﻫﺒﺖ ﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻋﻤﺮ اﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺳﻨﻮات اﻻﺳﺘﻨﺰاف ..ﻛﺎﻧﺖ ﲤﻨﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﲟﻮاﺟﻬﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺴﻢ ﺳﺮﻳﻊ ﻟﻠﻮﺿﻊ ﻓﻰ ﺳﻮرﻳﺎ وﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﻈﺎم ..اﻟﺮوس ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺟﻴﺪا أن ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺜﻞ أى دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻬﺎوت ﺳﺮﻳﻌﺎ ..ﻳﻌﺮﻓﻮن أن ﺟﻴﺸﻬﺎ اﻟﺬى ﺧﺎض ﻣﻌﺎرك ﻛﺒﻴﺮة ﳝﻜﻨﻪ اﻟﺼﻤﻮد ﻟﺴﻨﻮات ..ﻳﻌﺮﻓﻮن اﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ وإن ﻛﺎن اﳋﺮاب ﻗﺪ ﺣﻞ ﺑﻬﺎ ..ﻻ ﳝﻜﻦ ان ﲤﺤﻮ وﺟﻮدﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﳋﺮﻳﻄﺔ ..دوﻟﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺧﺎﺿﺖ اﳊﺮوب اﻟﻜﺒﻴﺮة ﳝﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺼﻤﺪ ﻟﺴﻨﻮات ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﺎﺗﻒ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻰ ﺣﺮب اﻛﺘﻮﺑﺮ وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ إﻳﻘﺎف اﻟﻘﺘﺎل .. ﺧﺎﺿﺖ ﺣﺮﺑﺎ ﻣﻨﻔﺮدة ﳌﺪ ٨٣ﻳﻮﻣﺎ ﺿﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أﳊﻘﺖ ﺑﻬﺎ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻛﺒﻴﺮة ..أﻗﻮل ﻟﻦ ﻳﻨﺎﻟﻮا ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﺎﺛﺮوا ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻟﻢ ﻻ وﺣﺮﺑﻬﺎ ﺿﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﺑﺎ ً ﺿﺪ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺘﻰ أﻣﺪت اﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﺑﺄﺣﺪث اﻟﺴﻠﺤﺔ ..ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺻﻤﺪت وﺣﻘﻘﺖ ﻣﺎ أرادﺗﻪ.. ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺜﻞ ﻟﻴﺒﻴﺎ اﳌﻬﺪدة ﺑﺎﻻﻧﻬﻴﺎر ..ﻓﺠﻴﺸﻬﺎ ﻣﺎ زال ﻗﻮﻳﺎ ..ﺟﻴﺸﻬﺎ ﻳﻌﺮف ﻣﻌﻨﻰ اﳊﺮوب وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻔﺘﻘﺪه ﻟﻴﺒﻴﺎ ..ﺟﻴﺸﻬﺎ
ﻛﺎﺭﻳﻜﺎﺗﻴﺮ
ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺪﻭﻱ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺴﺠﻞ ﺃﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺤﻘﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﺘﻬﺎ »ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺎﺷﺎ ﻓﻬﻤﻲ« ﺗﺤﺪﻯ ﺍﳴﻠﻚ »ﻓﺆﺍﺩ« ﻭﺭﻓﺾ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ »ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺍﺯﻕ« ﻣﺸﺮﻴ ﹰﺍ ﺇﳳ ﺭﻓﻀﻪ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮ
ﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ
ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻜﻔﺮﻴ ﺣﻴﻨﻤﺎ أﺻﺪر اﻟﺪﻛﺘﻮر »ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﻤﻮد« ﻛﺘﺎب »اﷲ واﻹﻧﺴﺎن« اﻟﺬى ﺗﻀﻤﻦ أﻓﻜﺎراً ﺗﺮاﺟﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻰ رﺣﻠﺘﻪ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ »اﻟﺸﻚ« إﻟﻰ »اﻹﳝﺎن« ..ﺻﻮدر اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻌﺪ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻋﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﻠﻴﻪ ..ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺠﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻷن اﻟﻔﺘﻮى اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮأى ﻓﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ دار اﻹﻓﺘﺎء ﺧﻠﺖ ﻣﻦ اﺗﻬﺎم ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ أو ازدراء اﻷدﻳــﺎن رﻏﻢ ﺟﺮأة اﳌﺆﻟﻒ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ وﺗﻄﺮﻓﻪ ﻓﻰ ﻋﺮض أﻓﻜﺎره ..وﻫﺬا ﻳﻮﺿﺢ ﺳﻤﺎﺣﺔ اﳌﻨﺎخ اﻟﺜﻘﺎﻓﻰ اﻟﻌﻘﻼﻧﻰ ﻓﻰ اﳋﻤﺴﻴﻨﻴﺎت واﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻓﻠﻢ ﺗﺨﺮج اﻟﻔﺘﻮى ﻟﺘﺴﺘﺒﻴﺢ ﻗﺘﻠﻪ ..وﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﺪم وﺟــﻮد اﳉﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻰ ﺗﺼﺪر ﻓﺘﺎوى اﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻋﻠﻰ إﺻــﺪار ﻓﺘﻮى ﺑﻌﻴﺪه ﻋﻦ اﻟﺘﺄﺛﺮ ﲟﺨﺎﻓﺔ اﻻﺗﻬﺎم ﻓﻰ اﻟﻌﻘﻴﺪة ..ﺑﻞ ﺧﺮﺟﺖ وﺑﻬﺎ رﻓﻖ ورأﻓﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﺗﺐ ..ﺣﻴﺚ أﻛﺪ اﻟﺸﻴﺦ »ﺣﺴﻦ ﻣﺄﻣﻮن« ﻓﻰ اﻟﻔﺘﻮى أن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻨﻰ ﺑﺘﻤﺠﻴﺪ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻌﻘﻞ واﳊﺮﻳﺔ ..وإﻇﻬﺎر أﺛﺮﻫﺎ ﻓﻰ ﺗﻘﺪم اﻟﻔﺮد واﻷﻣﺔ ..وأﻧﻬﻰ ﻓﺘﻮاة ﺑﻌﺒﺎرة ﻧﺴﺄل اﷲ ﻟﻬﺬا اﻟﻜﺎﺗﺐ وأﻣﺜﺎﻟﻪ اﻟﻬﺪاﻳﺔ واﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﳊﻖ ﻓﺈن اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ اﳊﻖ ﻓﻀﻴﻠﺔ ..واﷲ أﻋﻠﻢ .. وﻗﺒﻞ ذﻟــﻚ ﺑﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ أﺻــﺪر اﻟﺸﻴﺦ »ﻋﻠﻰ ﻋــﺒــﺪاﻟــﺮازق« ﺳﻨﺔ ) (١٩٢٧ﻛﺘﺎب ..اﻹﺳﻼم وأﺻﻮل اﳊﻜﻢ« ..واﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻷزﻫﺮ وﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻗﺎﺿﻴﺎ ً ﺷﺮﻋﻴﺎ ً ﲟﺤﻜﻤﺔ اﳌﻨﺼﻮرة ..وﻗﺪ أوﺿﺢ ﻓﻰ اﻟﻜﺘﺎب
ﻳﺤﺎرب ﺗﻨﻈﻴﻤﺎت ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻛﺜﻴﺮة وﺗﻴﺎرات دﻳﻨﻴﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ وﻣﺎ زال ﺻﺎﻣﺪا وﺳﻮف ﻳﺼﻤﺪ وﻟﻮ ﻃﺎل ﻋﻤﺮ اﳊﺮب اﻟﺘﻰ ﺗﺨﻮﺿﻬﺎ.. ﻟﻜﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ذﻫﺒﺖ ﻟﻴﺲ ﻣﺤﺒﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮرى وإﳕﺎ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ ..ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﺑﻞ ذﻫﺒﺖ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺼﲔ أﻳﻀﺎ ﺑﻬﺪف ﲡﺮﻳﺐ أﺳﻠﺤﺘﻬﺎ اﳉﺪﻳﺪة ﻓﻰ ﻫﺬه اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﻰ ﻳﺨﻮﺿﻬﺎ اﳉﻴﺶ اﻟﺴﻮرى ﺿﺪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻰ زرﻋﺘﻬﺎ دول ﻛﺒﺮى ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ..ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺳﻮرﻳﺎ ﺗﻘﺎوم ﻣﻦ اﺟﻞ ان ﺗﺒﻘﻰ ..ﻣﺎ زال ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﺻﺮاع اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ ..ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺣﻀﺎرﺗﻪ ..اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮرى ﻳﻘﺎوم ﻣﻦ أﺟﻠﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻧﺤﻦ ﻧﻜﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﻔﺮﺟﺔ واﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ..ﻧﻜﺘﻔﻰ ﲟﺒﺎدرات اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻰ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺘﻌﻤﺪ إﻣﺎﺗﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﻌﻮد ﻣــﺮة أﺧــﺮى ﻹﺣﻴﺎﺋﻬﺎ وﻓــﻰ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺑﺄﺳﺒﺎب ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻨﻄﻠﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺎﻷﻫﺪاف اﻟﺘﻰ ﺗﺨﻔﻴﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ واﺿﺤﺔ ..ﻋﻠﻰ ﻫﺆﻻء وﻏﻴﺮﻫﻢ أن ﻳﻌﺮﻓﻮا ان اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮرى ﻟﻦ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ وأن ﺳﻮرﻳﺎ ﺳﻮف ﺗﻌﻮد ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎل اﻟﺰﻣﻦ!.
ﻋﺎﻃﻒ ﺑﺸﺎﻱ
ﺑﻌﺒﺎرات ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ أﻧﻪ ﻻ ﺧﻼﻓﺔ ﻓﻰ اﻹﺳﻼم ..ﻫﻨﺎك دﻳﻦ ..وﻫﻨﺎك ﺳﻴﺎﺳﺔ ..ﻫﻨﺎك إﺳﻼم ..وﻫﻨﺎك ﺳﻠﻄﺎن ..إن اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺪﻳﻦ داﺋﻤﺎ ً ﳋﺪﻣﺘﻪ ..وﻫﺬه ﺳﻴﺎﺳﺔ ..ﻫﺬه ﺟﺮﳝﺔ ..ﻫﺬه ﺟﻨﺎﻳﺔ ..ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ أو ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ »ﻣﺤﻤﻮد ﻋﻮض« ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﳌﻬﻢ »أﻓﻜﺎر ﺿﺪ اﻟﺮﺻﺎص« ..ﺟﻨﺎﻳﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻠﻮك اﳌﺴﻠﻤﲔ وﺳﻼﻃﻴﻨﻬﻢ وﻻ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻰ ﻧﻔﺴﻪ .. ﺛﻢ إن ﻫﻨﺎك ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﻠﻮك أﻧﻔﺴﻬﻢ ..ﻳﻘﻮل اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻰ ﻋﺒﺎرات ﻧﺎرﻳﺔ ..إن ذﻟﻚ اﻟﺬى ﺳﻤﻰ ﻋﺮﺷﺎ ً ﻻ ﻳﺮﺗﻔﻊ إﻻ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﺒﺸﺮ ..وﻻ ﻳﺴﺘﻘﺮ إﻻ ﻓﻮق أﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ..وإن ذﻟﻚ اﻟﺬى ﻳﺴﻤﻰ ﺗﺎﺟﺎ ً ﻻ ﺣﻴﺎة ﻟﻪ إﻻ ﲟﺎ ﻳﻐﺘﺎل ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﻢ ..وﻻ ﻋﻈﻤﺔ ﻟﻪ وﻻ ﻛﺮاﻣﺔ إﻻ ﲟﺎ ﻳﺴﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺘﻬﻢ وﻛﺮاﻣﺘﻬﻢ .. ﺑﻌﺪ ﺻﺪور اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺪأت ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻛﺎﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻰ ﺗﻬﺎﺟﻢ ﺑﻌﻨﻒ ﻛﺘﺎب »ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪاﻟﺮازق« وﻓﻰ ﻣﻘﺪﻣﻪ ﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻘﻮل ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ ..ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ اﳌﺆﻟﻒ ﻓﻰ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻫﺬا رأﻳﺎ ً إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ً ﻳﻘﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﺮﻫﺎن ..ﺑﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺳﺎﻟﺒﺔ وإﻧﻜﺎر ﻣﺤﺼﻦ ﳌﺎ أﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺴﻠﻤﻮن أو ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺮﻳﺤﺎ ً ﻓﻰ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺰﻳﺰ أو اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ وﻻ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓﻰ أﻓﻜﺎره إﻟﻰ اﻟﺴﻔﺴﻄﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻵراء اﻟﻈﻨﻴﺔ واﻷدﻟﺔ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ..ﻣﻊ أن ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻰ أﻧﻜﺮﻫﺎ وأﻧﻜﺮ
أدﻟﺘﻬﺎ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻻ ﻳﺠﻮز اﳋﻮض ﻓﻴﻬﺎ ﲟﺠﺮد اﻟﻌﻘﻞ . وﻟﻜﻦ ..رﻏﻢ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﳌﻔﺘﻰ اﻟﺸﻴﺦ اﳌﻄﻴﻌﻰ ﺑﺄن اﻟﻜﺘﺎب ﻛﻔﺮ ﺻﺮﻳﺢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺗﺒﻪ أن ﻳﺘﻮب ﻋﻨﻪ ﻟﻴﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺣﻈﻴﺮة اﻹﺳﻼم ﻓﻠﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ أو ﺳﺠﻨﻪ ..ﺑﻞ اﻋﺘﺒﺮ أن »ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪاﻟﺮازق« ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻚ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻬﺪى واﻟﺮﺷﺎد ..إﻧﻪ ارﺗﻜﺐ ﻋﺎراً ﻻ ﻳﻨﺴﻰ ودﻧﺴﺎ ً ﻻ ﻳﻄﻬﺮ إﻻ ﺑﺪﻣﻮع اﻟﺘﻮﺑﺔ ..واﻻﺳﺘﻐﻔﺎر واﻟﻨﺪم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﻴﻪ .. ﺑﻞ إن ﻋﺪداً ﻣﻦ اﳌﺜﻘﻔﲔ ﻳﻨﺎﻗﺸﻮن اﻷﻣﺮ ..وﻋﻘﺪوا اﺟﺘﻤﺎﻋﺎ ﻛﺘﺒﻮا ﻓﻴﻪ اﻟﺘﻤﺎﺳﺎ ً إﻟﻰ اﳌﻠﻚ »ﻓﺆاد« ﳊﻤﺎﻳﺔ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮ ﻗﺎﻟﻮا ﻓﻴﻪ » :ﻳﺎ ذا اﳉﻼﻟﺔ ..ﻧﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ وأﻧﺖ رب اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻟﺘﺤﻮل دون اﺳﺘﺒﺎﺣﺘﻪ ﻓﻰ أﻗﺪس ﻣﺎ ﻛﻔﻞ وﺻﺎن ..وﻫﻰ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮ ..إن ﻣﺆاﺧﺬة ﻣﺆﻟﻒ ﻋﺎﻟﻢ وﻓﻮق ذﻟﻚ ﻗﺎض ﻟﻨﺸﺮه ﺑﺤﺜﺎ ً ﻋﻠﻤﻴﺎ ً ﺣﻮى آراءه اﳋﺎﺻﺔ ﻓﻰ ﻣﺴﺎﺋﻞ دﻳﻨﻴﺔ أو اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺴﺒﻤﺎ وﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﺑﺤﺜﻪ ﻓﻰ ﺗﺄوﻳﻞ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ وﻣﺮاﺟﻌﺘﻬﺎ ..ﻟﻬﻰ ﻣﺼﺎدرة ﳊﺮﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮة اﳌﻜﻔﻮﻟﺔ ﺑﺪﺳﺘﻮرﻧﺎ اﳌﺼﺮى واﳌﻘﺪﺳﺔ ﻟﺪى ﺟﻤﻴﻊ اﻷﱈ اﳌﺘﻤﺪﻳﻨﺔ ورﺟﻮع ﲟﺼﺮ إﻟﻰ ﻋﻬﺪ اﻟﻈﻠﻤﺔ .. وﰎ رﻓﺾ اﻟﺘﻤﺎس اﳌﺜﻘﻔﲔ .واﺳﺘﺠﻮﺑﻪ ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻰ ﺟﻠﺴﺔ ﺑــﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻫﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ..وﰎ إﺧﺮاﺟﻪ ﻣﻦ زﻣﺮة اﻟﻌﻠﻤﺎء ..
وﻛﺘﺐ د»ﻃﻪ ﺣﺴﲔ« ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻓﻰ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺎﺳﺘﻬﻼل ﻗﺎل ﻓﻴﻪ: إﻳﻪ أﻳﻬﺎ اﻟﻄﺮﻳﺪ ﻣﻦ اﻷزﻫــﺮ ﺗﻌﺎل ﻧﺘﺤﺪث ﺿﺎﺣﻜﲔ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ اﳌﻀﺤﻜﺔ ..ﻣﺎ ﺳﻠﻄﺔ ﻫﺬه اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺘﻰ أﺧﺮﺟﺘﻚ ﻣﻦ اﻷزﻫﺮ ..إﳕﺎ ﻫﻰ ﺑﺪﻋﻰ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ وﻻ اﻟﺴﻨﺔ اﳌﻄﻬﺮة وﻻ اﻟﻨﻈﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ..ﻟﻴﺲ ﳊﻜﻤﻬﺎ ﺻﻔﺔ دﻳﻨﻴﺔ ..وﻣﻦ ﻗﺎل ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻓﻬﻮ آﺛﻢ ..ﻧﻌﻢ آﺛﻢ ﻷن ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻳﺸﺒﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻧﻈﻢ اﻟﻨﺼﺎرى ﻻ ﻣﻦ ﻧﻈﻢ اﳌﺴﻠﻤﲔ .. ﻓﻠﻬﻢ ﻣﺠﻠﺲ ﻟﻸﺳﺎﻗﻔﺔ وﻣﺠﻠﺶ اﻟﻜﺮادﻟﺔ وﻟﻬﻢ اﻟﺒﺎﺑﺎ ..أﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﺷﻰء ..ﻓﺴﻼم ﻋﻠﻴﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﻄﺮﻳﺪ ..وإﻟﻰ اﻟﻠﻘﺎء.. اﻧﺘﻬﻰ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ »ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪاﻟﺮازق » إﻟﻰ أن أﺻﺒﺢ ﺑﻼ وﻇﻴﻔﺔ .. وﻻ ﻣﺮﺗﺐ ..وﻻ ﺗﻘﺪﻳﺮ ..وﻻ رد اﻋﺘﺒﺎر ..واﻧــﺰوى إﻟﻰ اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻓﻰ ﺻﻤﺖ .. ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﺴﺠﻞ أن وزﻳﺮ اﳊﻘﺎﻧﻴﺔ وﻗﺘﻬﺎ »ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺎﺷﺎ ﻓﻬﻤﻲ« ﲢﺪى اﳌﻠﻚ »ﻓﺆاد« ورﻓﺾ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﺸﻴﺦ »ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪاﻟﺮازق« ﻣﺸﻴﺮاً إﻟﻰ رﻓﻀﻪ ﻟﻘﺮار ﻫﻴﺌﺔ ﻛﺒﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻛﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻷزﻫﺮ ..ﻓﺘﻤﺖ إﻗﺎﻟﺘﻪ ..واﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺛﻼﺛﺔ وزراء ..واﻧﻬﻴﺎر إﺋﺘﻼف وزارى وﻗﻴﺎم أزﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ..ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻣﻊ أى ﻛﺘﺎب آﺧﺮ ﻓﻰ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺼﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ..