العدد السابع والسبعون بعد المــائة من مجلة فيلي

Page 1


‫كلمة العدد‬ ‫ال حديث للحرب هنا‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA‬‬ ‫‪FOR FAILY KURD‬‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬ ‫صاحب االمتياز‬

‫‪The concessionaire‬‬ ‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليني‬

‫دةزطاىرؤشنبريىوراطةياندنىكوردىفةيلى‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫‪177‬‬ ‫‪FAILY‬‬

‫السنة الرابعة عشر‬ ‫آب ‪2018‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬

‫الغالف االول‬

‫رئيس التحرير‬

‫رقم االعتماد في‬ ‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫إقرأ في هذا العدد ‪....‬‬ ‫ونحن منقسمون ‪...‬‬

‫‪6‬‬

‫كيف يخسر الكرد قدراتهم‬

‫‪10‬‬

‫حصار طهران ولكن العراق أوال‬

‫‪30‬‬

‫تقرير غربي‪ ..‬لندلكم على الجماعة التي تسيطر على العراق‬

‫‪40‬‬

‫ال يؤمن الكورد ال باالستسالم وال بالحرب‪ ،‬وقد جربوا خالل السنوات الماضية الكثير‬ ‫من السالم والقليل من الحرب‪ .‬فلو كانوا راغبين بالتوترات لما تركوا ابواب الحوار‬ ‫مشرعة ولما ارادوا ان يصبحوا شركاء في الحكم في عراق فيدرالي‪ .‬وهذا يعني بان‬ ‫الكورد قد اختاروا طريقهم‪.‬‬ ‫مصدر معظم مشكالت العراق ليس متأتية من التدخل الخارجي فحسب؛ بل‬ ‫تستمد جذورها من ثقافة وتاريخ هذا البلد الذي يتم تقديم قراءة خاطئة عنه‪.‬‬ ‫في كوردستان ليس هناك حديث عن الحرب‪ .‬فالجميع يحاورون المقابل بلغة‬ ‫عصرية والجميع مبدعون في تفسير معنى االمن للجميع‪.‬‬ ‫وبما ان كوردستان تعد المكان الوحيد من جانب السياحة ومكانا للعيش‬ ‫واالستراحة واحتضان جميع العراقيين‪ .‬فاليوم من الناحية السياسية تسعى‬ ‫جميع االطراف للحصول على رضا الكورد لحسم مصير الحكومة المقبلة النه في‬ ‫عراق مليء بالصراعات؛ في كوردستان وحدها تدور احاديث عن تشكيل الحكومة‬ ‫والسلم‪.‬‬ ‫منذ امد بعيد‪ ،‬لم يبق للسياسيين العراقيين تلك االمكانية ليعدوا الكورد اعداء‬ ‫ومتهمين دائميين بخلق االزمات‪ .‬فقد اتضح االن ان منجزات الوسط والجنوب‬ ‫هي الفقر وانعدام االمكانية والظلم وهذا هو الوجه الحقيقي لتلك المناطق التي‬ ‫تحكمها حكومة بغداد والذين هاجموا كوردستان وقطعوا قوت الناس وفرضوا‬ ‫الحصار ارادوا ان يصيبها ما اصاب تلك المناطق‪.‬‬ ‫واضح كم ان الكورد مستعدون ان يجربوا دورة اخرى من المباحثات والحكم‬ ‫المشترك‪ ،‬ولكن غير مستعدين ان يتوجهوا الى منبع االزمات من اجل ال شيء‪.‬‬ ‫في برنامجنا تخفيف االزمات وفي برنامج بغداد خلق االزمات‪ ،‬ونحن سعداء بتوفر‬ ‫فرصة ان يقوم الذين يدور في خيالهم ادارة دفة الحكم باالستماع لمطالب واراء‬ ‫ومقترحات االقليم‪.‬‬ ‫فالكوردستانيون حسموا امرهم بانهم يريدون حكومة تقدم الخدمات لجميع‬ ‫العراقيين وهذا ما لم يحصل لحد االن‪ ،‬اذ تبين ان جميع ما يعانيه ابناء هذا‬ ‫البلد في المناطق التي تديرها حكومة المركز ليست لها نهاية والناس يعيشون‬ ‫في اوضاع بائسة ومتردية‪.‬‬ ‫ان تجربة اهمال المشكالت اثبتت انها ستكرر في العراق في قادم االيام! لهذا‬ ‫يجب اال ندخل في عملية تشكيل الحكومة المقبلة بمعايير بغداد بل بمعايير‬ ‫كوردستان التي تصر على ضمان جميع مصالح القوميات والمكونات‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬ ‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫‪www.shafaaq.com‬‬


‫قضايا‬

‫‪4‬‬

‫رأي روسي يحدد مكان‬ ‫اعالن دولة كوردستان وال يستبعد حربا أهلية بتركيا‬

‫فيلي ‪ /‬محمد جمال‬

‫حدد الدكتور يف العلوم العسكرية ورئيس‬ ‫األكادميية الروسية لعلوم الصواريخ‬ ‫واملدفعية قسطنطني سيفكوف‪ ،‬األماكن الرئيسية‬ ‫التي يحتمل أن تندلع فيها الحرب العاملية الثالثة‪.‬‬ ‫ووفقا لرأي الخبري‪ ،‬فإن النزاعات العسكرية‬ ‫«تتطور خالل تفاقم التناقضات اإلقليمية التي‬ ‫تدعمها البلدان الغربية‪ .‬وميكن أن يكون املحفز‬ ‫إعالن قيام دولة كوردية عىل أراض تقتطع من‬ ‫العراق وسوريا»‪.‬‬ ‫كام ال يستبعد سيفكوف أن تثري املشكالت‬ ‫الداخلية للدول الكربى مثل تركيا حربا أهلية فيها‪.‬‬ ‫ويرى الخبري أنه من املمكن «وقوع عدوان أمرييك‬ ‫إرسائييل مبشاركة بلدان الناتو وحلفائهم مبا‬ ‫فيهم ملكيات الخليج ضد إيران‪ ،‬وستكون حربا‬ ‫محلية واسعة النطاق مبا فيه الكفاية»‪ .‬والرشط‬ ‫الالزم لنشوب هذه الحرب هو «استئناف إيران‬ ‫لربنامجها النووي‪-‬الصاروخي‪ ،‬أو نزاع عسكري مع‬ ‫إحدى دول الخليج‪ ،‬عىل األرجح اململكة العربية‬ ‫السعودية»‪.‬‬ ‫ويفرتض الخبري بأن «استمرار الحرب يف اليمن‬ ‫والنزاعات األخرى يف إفريقيا عىل أساس جيوسيايس‪،‬‬ ‫سيسبب مواجهة بني العربية السعودية والواليات‬ ‫املتحدة من جانب‪ ،‬والصني وإيران من الجانب‬ ‫اآلخر للسيطرة عىل املنطقة»‪.‬‬ ‫كام يتوقف الخبري عىل الوضع يف أفغانستان التي‬ ‫ميكن أن تنجر لها الصني‪ ،‬و»إعادة تقسيم مناطق‬ ‫النفوذ» يف إفريقيا وسعي عدد من دول أمريكا‬ ‫الالتينية للخروج من تحت الرعاية األمريكية‪.‬‬ ‫أما يف الرشق‪ ،‬فيتمثل املصدر الرئيس للتوتر الحريب‬ ‫يف التناقضات بني شطري شبه الجزيرة الكورية‪،‬‬ ‫وبني اليابان والصني بسبب الجزر املتنازع عليها‪،‬‬ ‫وبني اليابان وروسيا بسبب جزر الكوريل‪ ،‬وأيضا‬ ‫مسألة تايوان‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪6‬‬

‫ونحن منقسمون‪...‬‬

‫صبحي ساله يي‬

‫قال السيد نيجريفان بارزاين‪ ،‬رئيس حكومة إقليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬يوم ‪ 7‬آب ‪ ،2018‬خالل مؤمتر صحفي‬ ‫عقده يف أربيل‪ ،‬أن (املشاركة املوحدة للكورد يف الحكومة‬ ‫العراقية املقبلة أمر يف غاية األهمية)‪.‬‬ ‫هذه العبارة تبدو أقرب إىل رسالة موجهة إىل األحزاب‬ ‫الكوردستانية التي إستفحلت عندها املآخذ والتخوفات‬ ‫وما تفرع عنها من ملفات‪ ،‬وهي تراقب‪ ،‬عن بعد‪ ،‬تواصل‬ ‫ماراثون مشاورات الكتل السياسية العراقية املختلفة‬ ‫املتعلقة بتشكيل الكتلة االكرب‪ ،‬وتشكيل الحكومة العراقية‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫الخارطة السياسية الجديدة يف العراق تنطوي عىل فرص‬ ‫مثينة إلعادة ترتيب األمور وكل مايتعلق بالحارض واملستقبل‪،‬‬ ‫خاصة وأن للسياسة أصول ودروب وفنون‪ ،‬والنجاح فيها‬ ‫يستلزم الدراية واإلعداد السليم والرؤية الدقيقة واملامرسة‬ ‫الصحيحة‪ ،‬ومواجهة املحن والشدائد بحكمة كبرية وإرادة‬ ‫صلبة ومرونة شديدة‪ .‬العمل السيايس املتكامل‪ ،‬يستوجب‬ ‫حسن إختيار وتوظيف التوقيت الصحيح للتحرك يف دائرة‬ ‫معرفية معنية بالتفريق بني اإلسرتاتيجية والتكتيك‪ ،‬وبني‬ ‫الثوابت واملتغريات لتجاوز املنعطفات‪ ،‬وأخذ العربة من‬ ‫أخطاء وتجارب املايض‪ ،‬وأهم ركيزة أساسية للسري عىل‬ ‫طريق النجاح‪ ،‬هو تقويم الحال وتصحيح املسار‪.‬‬ ‫أحياناً يكون إحناء الرأس قلي ًال أمام العاصفة اىل أن متر‪،‬‬ ‫ذكاءاً وحكم ًة وليس كام يتصوره البعض جبناً‪ ،‬ألن السياسة‬ ‫فن املمكن قو ًال وفع ًال‪ ،‬وأن أي محاولة للسباحة ضد هذه‬ ‫القاعدة رمبا سيقود املحاول إىل العواقب السيئة والنتائج‬ ‫الفادحة‪ .‬أما محاولة خوض غامر السياسة بال دراية‬ ‫واإلبحار يف قلب األمواج والتحديات‪ ،‬رغبة يف الوصول إىل‬ ‫بر يتحقق فيه الثأر واإلنتقام‪ ،‬فإنها تشكل الوثيقة الجاهزة‬ ‫للفشل‪.‬‬ ‫األخطار التي تهدد الكورد كثرية‪ ،‬وقامئة التهديدات‬ ‫طويلة وأطامع اآلخرين ورغباتهم يف الهيمنة والتدخل‬ ‫يف شؤوننا كبرية‪ ،‬والعاقل يعلم أن االنقسام والفرقة‬

‫وإختالف الرؤى واملشارب أشد أنواع األخطار‪ ،‬ألنه يضيع‬ ‫مكتسباتنا ويسبب هدراً للطاقات التي إستطاعت عرب‬ ‫عقود من النضال املسلح‪ ،‬وسنوات من الجداالت السياسية‬ ‫والدستورية‪ ،‬ووفق خطط متوافقة وإسرتاتيجيات قومية‪،‬‬ ‫الدفاع عن الكورد وكوردستان وتحقيق بعض املنجزات ‪.‬‬ ‫الحديث عن اإلنقسام الكوردي طفا عىل السطح يف اآلونة‬ ‫اآلخرية بسبب اإلستفتاء‪ ،‬وأحداث إكتوبر واإلنسحابات غري‬ ‫املربرة من حكومة اإلقليم‪ ،‬والدعاية اإلنتخابية التي سبقت‬ ‫اإلنتخابات النيابية العراقية‪ ،‬وإنحدار مستوى األخالق‬ ‫يف التخاطب واملامرسة‪ ،‬وتردي لغة بعض السياسيني‬ ‫ومراهناتهم ومهاتراتهم وبث أحقادهم وشكاواهم الكريهة‬ ‫وآرائهم املتطرفة يف اإلعالم ومجالسهم الخاصة‪ .‬ولكن‬ ‫الجميع يعلم أن اإلنقسام أو عدم الثقة بني الكوردستانيني‪،‬‬ ‫مطلب يتمناه الكثريون (غري الكورد) وحتى الذين كانوا‬ ‫حلفاؤنا وو ّقعنا معهم االتفاقيات‪ ،‬ويعلمون أن الخروج‬ ‫عن اإلجامع الكوردي تجاه الثوابت القومية والوطنية‬ ‫هو خطأ اسرتاتيجي‪ ،‬بل إنتحار سيايس بطيء‪ ،‬وال أحد‬ ‫يجرؤ عىل اإلقدام عليه مهام كانت الظروف واملغريات‪،‬‬ ‫وال أحد يرىض باإلنتحار والوقوع يف الخطأ العمد‪ .‬ولعل‬ ‫البعد اإلنساين فيام قاله البارزاين بخصوص أهمية املشاركة‬ ‫املوحدة للكورد يف الحكومة العراقية املقبلة تتجىل أكرث‬ ‫لو سألنا‪:‬‬ ‫ماذا لو جاءت تركيبة النظام الجديد يف بغداد متشابهة‬ ‫للنظام الحايل والسابق؟ وتم إسناد بعض املواقع املهمة‬ ‫للكورد‪ ،‬ولكن مع وقف التنفيذ‪ ،‬وظل تهميشنا مستمراً‬ ‫يف كل مؤسسات الدولة‪ ،‬ونظروا الينا كضيوف ثقييل الظل‬ ‫وغري مرحب بنا يف بغداد ؟‪ .‬وإعتربونا عالة عىل ثروات‬ ‫الجنوب النفطية‪ ،‬يف حني كان نفط كركوك الكوردستانية‬ ‫مصدراً لكل ثروة العراق طوال عقود‪ ،‬وما كنا نحصل عليه‬ ‫مل يكن إال مدافع وطائرات ودبابات تقصف مدننا وقرانا‪،‬‬ ‫وماذا لو حاولوا وبشكل أوسع تكرار الحصار وتهميش دور‬ ‫حكومة اإلقليم وإلغاء الفدرالية ؟ ونحن منقسمون‪..‬‬

‫‪7‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪8‬‬

‫قصة استثنائية‪..‬‬

‫إيزيدي يحرر زوجته من‬ ‫االستعباد الجنسي بطريقة‬ ‫مثرية‬ ‫فيلي ‪ /‬سندس مريزا‬

‫مل ينتظر رجل إيزيدي القوات العراقية أو‬ ‫التحالف الدويل من أجل تحرير زوجته التي‬ ‫خطفها مسلحو تنظيم داعش اإلرهايب يف منطقة سنجار‪،‬‬ ‫فاتبع يف سبيل ذلك خطة بدت وكأنها سينامئية‪.‬‬ ‫ونرشت صحيفة «مريور» الربيطانية‪ ،‬تقريرا يكشف‬ ‫تفاصيل مذهلة عن عملية تحرير هذه املرأة اإليزيدية‬ ‫من مستعبدها الداعيش‪ ،‬الذي أذاقها تعذيبا جنسيا‬ ‫وجسديا ملدة تزيد عىل ‪ 30‬شهرا‪.‬‬ ‫وقصة هوزين مراد (‪ 37‬عاما) وزوجته جيالن (‪26‬‬ ‫عاما) من القصص السعيدة القليلة التي خرجت من‬ ‫مدينة املوصل املدمرة‪ ،‬التي اتخذها التنظيم عاصمة‬ ‫لـ»خالفته» املزعومة‪ ،‬قبل أن يطرد منها العام املايض‪.‬‬ ‫وقبل أربعة أعوام بالضبط‪ ،‬أي يف أغسطس ‪،2014‬‬ ‫كانت جيالن من بني ‪ 5‬آالف إيزيدية خطفهم الدواعش‬ ‫يف سنجار‪ ،‬وجرى ذبح املئات من الرجال هناك‪ ،‬ونالت‬ ‫محنة اإليزيدين الفارين من موطنهم األصيل تعاطفا‬ ‫عامليا‪ ،‬وتدخلت الواليات املتحدة عسكريا ورضبت‬ ‫تجمعات داعش املحيطة باإليزيديني‪.‬‬ ‫وكان هوزين‪ ،‬وهو رشطي عراقي‪ ،‬يف عمله أثناء اجتياح‬ ‫الدواعش لقرية كوجو اإليزيدية يف ‪ 3‬أغسطس ‪،2014‬‬ ‫يف حني خطف الدواعش أفراد عائلته‪ ،‬وهم‪ :‬زوجته‬ ‫وأمه وشقيقته ناديا ( التي أصبحت معروفة عىل نطاق‬ ‫واسعة)‪ ،‬وقتلوا أمه‪ ،‬و‪ 6‬من األبناء الذكور ضمن مجزرة‬ ‫طالت ‪ 300‬رجل‪.‬‬ ‫لكن الرضبات األمريكية مل تفد جيالن وغريها من‬ ‫اإليزيديات‪ ،‬الاليت جرى اقتيادهن إىل املوصل القريبة‪،‬‬ ‫حيث خضعن لعبودية جنسية وجسدية فظيعة‪.‬‬ ‫ومل ينج الكثري منهن حتى تحرير املدينة‪ ،‬كام ظل مصري‬ ‫مئات النسوة مجهوال إىل اآلن ‪ ،‬لكن هوزين مراد وزوجته‬ ‫كان لديهام فكرة مجنونة تشبه قصص األفالم‪.‬‬ ‫وأمضت الزوجة ‪ 30‬شهرا من االحتجاز الداعيش يف‬ ‫املوصل‪ ،‬متكنت خاللها من رسقة هاتف محمول‪ ،‬مغامرة‬ ‫بالتعرض إىل عقوبة االغتصاب الجامعي وحتى اإلعدام‪،‬‬ ‫وسارعت إىل االتصال بزوجها ويف قلبها أمل قليل يف‬ ‫تلقي اإلجابة‪.‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬رد الزوج عىل مكاملة زوجته‪ ،‬وكانت فرحتها‬ ‫عارمة كام تقول‪ »:‬كنا نبيك ونبيك ‪ ،‬ثم نضحك ‪ ،‬ثم‬

‫نبيك‪ .‬مل نكن نتخيل أبداً أننا سرنى بعضنا مرة أخرى»‪،‬‬ ‫ومتكنت بعد محاوالت من تزويد زوجها مبوقع املنزل‬ ‫الذي تحتجز فيه‪.‬‬ ‫وبطريقة ال تخطر عىل بال‪ ،‬استأجر الزوج رجال لقتل‬ ‫آرس زوجته قبل أن يساعدها أخريا يف الفرار من مكان‬ ‫احتجازها داخل املوصل‪ .‬وقالت ‪ »:‬لقد فقدت األمل ‪،‬‬ ‫لكنه قال يل سوف تعودين «‪.‬‬ ‫وهناك ما يدعو لجعل قصة الزوجني غري عادية‪ ،‬وفق‬ ‫«مريور»‪ ،‬إذ لقيت قصة شقيقة هوزين الصغرى‪ ،‬ناديا‬ ‫(‪ 25‬عاما)‪ ،‬تغطية إعالمية كثيفة ‪ ،‬وهي التي تعرضت‬ ‫لالستعباد الجنيس يف املوصل‪ ،‬وأثبتت شجاعة يف مواجهة‬ ‫الدواعش قبل أن تفر من قبضتهم‪ ،‬وتصبح ناشطة‬ ‫حقوقية للتعريف مبأساة الطائفة اإليزيدية‪.‬‬ ‫وقالت إن مسلحا داعشيا طويل القامة وسمني اشرتاها‬ ‫من سوق للنخاسة‪ ،‬وظل يرضبها ويغتصبها حتى ديسمرب‬ ‫‪ ،2016‬وأجربت عىل العيش مع زوجته وأطفاله‪ ،‬وعندما‬ ‫حاولت املقاومة‪ ،‬قام برضبها‪ ،‬وأشارت إىل جسدها التي‬ ‫تظهر عليه آثار التعذيب‪.‬‬ ‫وكان لهوزين عالقات يف داخل املوصل وأقنع أحد‬ ‫أصدقائه باملساعدة يف تحرير زوجته‪ ،‬وبالفعل متكنوا‬ ‫من استئجار قاتل محرتف تتبع املستعبد الداعيش لفرتة‬ ‫طويلة‪ ،‬قبل أن يقوم بقتله عن طريق دهسه بسيارة‪،‬‬ ‫مام أدى إىل مرصعه‪.‬‬ ‫وبعد ذلك‪ ،‬أكمل القاتل املستأجر عمله عندما انقض‬ ‫عىل منزل الداعيش يف املوصل وانتزع منه جيالن‪،‬‬ ‫واستطاع نقلها إىل خارج املدينة‪ ،‬وبالتحديد إىل حاجز‬ ‫تابع للقوات العراقية‪ ،‬حيث كان اللقاء بني الزوج‬ ‫والزوجة ‪.‬‬ ‫ويعيش الزوجان حاليا يف منزلهام املتنقل مبخيم الجئني‬ ‫قريب من مدينة دهوك بإقليم كوردستان العراق‪،‬‬ ‫وأنجبت طفلة صغرية قبل شهور‪.‬‬ ‫ويقول مراد‪ ،‬عن تفاصيل تحرير زوجته‪ »:‬كنت سعيدا‬ ‫وحريصا عىل أن يلتئم شمل عائلتنا»‪.‬‬ ‫ورفضت الزوجة التقاط صور لها‪ ،‬بحسب الصحيفة‬ ‫الربيطانية‪ ،‬مشرية إىل أنها مازالت تحت تأثري صدمة‬ ‫االستعباد الجنيس الذي تعرضت له‪،‬لكنها ظلت متسك‬ ‫بيد طفلتها البالغة من العمر ‪ 6‬أشهر‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪10‬‬

‫كيف يخسر‬ ‫الكرد قدراتهم‬ ‫مهما حصلنا على املكتسبات‪،‬‬ ‫وحافظنا على لغتنا وديمغرافيتنا‪،‬‬ ‫وتصاعدت اسم كردستان‪ ،‬سنظل‬ ‫من الخاسرين‪ ،‬ما دمنا بال دولة‬ ‫تجمعنا بحدود سياسية واضحة‪،‬‬ ‫وسلطة كردستانية االنتماء‪،‬‬ ‫تحتضن كل األديان الكردية‪،‬‬ ‫والشعوب املتواجدة على الجغرافية‬ ‫ذاتها‪ ،‬وبلغة مشرتكة تتجاوز‬ ‫اللهجات‪.‬‬

‫د‪.‬محمود عباس‬

‫فلامذا مل نستطع نحن الكرد‪،‬‬ ‫تكوين الدولة املأمولة‪ ،‬أو نعرف‬ ‫كيف نستقل بجغرافيتنا الكردستانية‬ ‫عىل عتبات انهيار اإلمرباطورية‬ ‫العثامنية؟‬ ‫وملاذا مل نكن مهيئني عند مجيء‬ ‫الدول االستعامرية الغربية إىل املنطقة‪،‬‬ ‫التي حاولت فرز جغرافية اإلمرباطورية‬ ‫حسب الشعوب‪ ،‬ومن بينها جغرافيتنا‬ ‫التي كان لها حضور عىل طاوالتهم‬ ‫السياسية والعسكرية‪ ،‬وحاولوا‬ ‫تكوينها‪ ،‬مثلام كونوا أو تكونت الدول‬ ‫األخرى من العدم؟‬ ‫فهل الدول االستعامرية فرنسا‬ ‫وبريطانيا‪ ،‬والحقا أمريكا وروسيا‪،‬‬ ‫تخاذلت وتتخاذل عن قضيتنا‪ ،‬ومل‬ ‫تدعمنا لتحرير دولتنا‪ ،‬وتكوين سلطة‬ ‫كردية مستقلة بني شعوب العامل؟‬ ‫أم أننا نحن الكرد مل نكن عىل سوية‬ ‫امتالك دولة وإدارتها‪ ،‬وقدمنا عوامل‬ ‫أخرى كالعامل اإلسالمي عىل العامل‬ ‫القومي‪ ،‬ومتاهينا مع السلطات التي‬ ‫استغلت بساطتنا؟‬ ‫وهل لهذا تخ ّلفنا عن بناء الوطن؟‬ ‫أم أننا مل نعرف كيف نستفيد من‬ ‫العامل اإلسالمي‪ ،‬ونسخره لغاياتنا‬ ‫القومية‪ ،‬مثلام مل ندرك أن األممية‬ ‫بإمكانها أن تكون ملصلحتنا‪ ،‬علام أن‬ ‫الشعوب املجاورة عرفت كيف تستقل‪،‬‬ ‫وتشكل دولها وعىل مساحات تتجاوز‬ ‫كثريا جغرافيتها ودميغرافيتها‪ ،‬تحت‬ ‫هذين الغطاءين‪ ،‬كالفرس‪ ،‬والرتك‪،‬‬ ‫وغريهام‪ ،‬وكان هو الحق الطبيعي‬ ‫واملرشوع لكل الشعوب التي كانت‬ ‫تحت هيمنة اإلمرباطورية العثامنية‪،‬‬

‫ونحن هنا ال ندرج كل الدول املسامة‬ ‫بالعربية‪ ،‬مثلها مثل إيران وتركيا‬ ‫بجغرافياتها الحارضة‪ ،‬ألن اإلسالم‪،‬‬ ‫يف لغته وأبعاده الفقيهة والتأويلية‪،‬‬ ‫ساعدت وبشكل مبارش وعفوي وبقليل‬ ‫من العمل عىل تشكيل دول وسلطات‬ ‫صنفت عربية‪ ،‬أو تحدثت العربية‪،‬‬ ‫وأصبحت عروبية مع مرور الزمن‪،‬‬ ‫وبالتايل أدت إىل تشكل الوطن العريب‬ ‫االفرتايض‪ ،‬تحت خيمة األمة اإلسالمية‪.‬‬ ‫هذه األسئلة وأخرى مشابهة‪،‬‬ ‫يكررها املثقفون الكرد وغري الكرد‬ ‫وبصيغ متنوعة‪ ،‬والكثري يعرضونها‬ ‫كناقصة‪ ،‬حتى أن البعض يطعنون يف‬ ‫الدراية الكردية‪ ،‬علام أن الكل يكاد‬ ‫يتفقون عىل إشكاليتني‪ ،‬أو يحرصون‬ ‫أجوبتهم حول خلفيات النقص هذه‬ ‫ضمن عاملني‪ ،‬موضوعي وذايت‪ ،‬ويف‬ ‫التحليل تتشعب الرؤى والتفسريات‪،‬‬ ‫والنتيجة تظل واحدة‪ ،‬كردستان ال‬ ‫زالت مستعمرة أو محتلة‪ ،‬ومل نتعلم‬ ‫ونستفيد بعد من تجاربنا املاضية‪،‬‬ ‫بل األدهى أننا نكررها‪ ،‬وقد نكررها‬ ‫يف قادمنا‪ ،‬فتناسينا ونتناىس أن هناك‬ ‫عالقة جدلية بني العاملني‪ ،‬حيث‬ ‫مدى تأثري الدول الكربى ورغبتهم يف‬ ‫مساعدة الكرد أو عدمه‪ ،‬وعدم حضور‬ ‫الكرد سياسيا وثقافيا إلقناعهم عىل‬ ‫مساعدتنا‪.‬‬ ‫فامذا يجب أن نعمل لئال نعيد النقمة‬ ‫ذاتها؟‬ ‫هل كافية دراسة املايض بصيغ أخرى‬ ‫ومدارك أوسع من املفاهيم السابقة؟‬ ‫وهل عىل أثرها سنتمكن‪ :‬من العمل‬ ‫الجمعي كرديا‪ ،‬داخليا وخارجيا‪ ،‬وإقناع‬

‫القوى املأمولة بالوقوف مع قضيتنا‪،‬‬ ‫وحثها عىل دعمنا‪ ،‬وتعويض ما خرسناه‪،‬‬ ‫أو ما مل نتمكن من تحقيقه أثناء انهيار‬ ‫اإلمرباطورية العثامنية‪ ،‬أو قبلها منذ‬ ‫الفرتات التي تكونت فيها السلطات‬ ‫الصفوية والعثامنية عىل أعتاب زوال‬ ‫الخالفة العباسية؟ أم هناك رشوط‬ ‫أخرى؟‬ ‫ومنها‪ :‬االعرتاف بنواقصنا‪ ،‬ودراستها‬ ‫مبوضوعية‪ ،‬والكف عن إلقاء العتب‬ ‫عىل الدول الكربى‪ ،‬ومعرفة أسباب‬ ‫تنايس تقاعسهم معنا؟ مع العلم أن‬ ‫لهم القدرة عىل تحقيق ما نطمح إليه‬ ‫فيام إذا اقتضت مصالحهم‪ ،‬وعرفنا‬ ‫كيف نتعامل معها عىل كردستاننا‪،‬‬ ‫ولهذا علينا أن نعمل عىل تكوين‬ ‫قدرات ذاتية‪ ،‬كردستانية وليست‬ ‫حزبية‪ ،‬نستطيع االرتقاء مبصالحنا‬ ‫لاللتقاء مبصالحهم‪ ،‬وبالتايل التحرر من‬ ‫أجندات القوى اإلقليمية‪ ،‬واإلمالءات‬ ‫الخارجية‪.‬‬ ‫لرمبا حان الوقت مواجهة الواقع‪،‬‬ ‫والتخيل عن تربيراتنا لسلبياتنا املذكورة‬ ‫تحت صيغ العالقات التكتيكية‪،‬‬ ‫ومحاولة التعامل مع األخر كطرفني‬ ‫متعادلني ال كسيد وموايل‪.‬‬ ‫فالطموحات الكردية تتلكأ ما دامنا‬ ‫سنظل نلوم األعداء‪ ،‬ونتناىس أنه من‬ ‫حقها الطبيعي‪ ،‬كعدو‪ ،‬خلق الرشخ‬ ‫بيننا وتوسيع خالفاتنا والتخطيط‬ ‫إلضعاف إرادة حراكنا‪ ،‬واستمراريتنا‬ ‫عىل هذا النهج‪ ،‬ومالمة العدو كصديق‬ ‫يغدر بنا‪ ،‬وعدم معالجتها مبنطق‪،‬‬ ‫داللة عىل انهزامنا الداخيل‪ .‬كام وال‬ ‫ندرك أن كراهيتنا السياسية لبعضنا‪،‬‬

‫باإلمكان تجاوزها‪ ،‬إذا تحقق لدينا‬ ‫عدد من العوامل‪ ،‬فإلقاء كل العتب‬ ‫عىل القوى اإلقليمية‪ ،‬وتربأة الذات‪،‬‬ ‫ناتجة من ضعفنا‪ ،‬وهذه تدفعنا أن‬ ‫نحتمي باألخرين‪ ،‬لنتقوى عىل الكردي‬ ‫األخر‪ ،‬وبالتايل خسارتنا عىل مدى‬ ‫القرن املايض‪ ،‬وبلوغنا حارضنا املأزوم‪،‬‬ ‫عىل األقل مقارنة مع الشعوب التي‬ ‫لها كياناتها‪ ،‬هي نتيجة عدم معرفتنا‬ ‫معالجة األمور بشكل منطقي‪ ،‬وال‬ ‫أخالكم أن خسارتنا لعفرين وكركوك‬ ‫هي حصيلة عدم تقدير جامعة اإلدارة‬ ‫الذاتية للقوى التي تواجهها‪ ،‬كرتكيا‬ ‫والتي هي ثاين أكرب دولة يف الناتو‬ ‫ومصالحنا تنعدم مقارنة مبصالحها‬ ‫مع أمريكا وروسيا وأوروبا‪ ،‬وكذلك‬ ‫التقييم الخاطئ لحكومة كردستان‬ ‫الفيدرالية إليران ولحكومة العراق‬ ‫العربية املركزية واملدعومة من القوى‬ ‫اإلقليمية‪.‬‬ ‫التيه بني الجدلية املذكورة والتي‬ ‫تعيد ذاتها مبواصفات عرصية‪ ،‬حيث‬ ‫مصالح أمريكا وروسيا‪ ،‬وتشتتنا بني‬ ‫أحالف القوى اإلقليمية‪ ،‬إىل الدمج بني‬ ‫األممية والقومية‪ ،‬والتبعية امللبسة‬ ‫بالعالقات الدبلوماسية‪ ،‬والخلط بني‬ ‫الوطنية وتقبل هيمنة األخر القومية‪،‬‬ ‫والخالفات عىل املطامح الكردية حسب‬ ‫القوى التي تستخدمنا كأدوات‪ ،‬هذه‬ ‫وغريها‪ ،‬وبساطتنا يف معالجتها بنفس‬ ‫األساليب املاضية‪ ،‬تؤدي إىل تكرار‬ ‫األخطاء ذاتها وبأوجه حديثة‪ ،‬وتسهل‬ ‫لألعداء مترير مخططاتهم‪ ،‬وبالتايل بقاء‬ ‫كردستان محتلة والكرد بدون سلطة‬ ‫قومية أو وطنية‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪12‬‬ ‫متالزمتان يف املعنى واملقصد‬ ‫(فاكهة البيت مرة) و(عقدة‬ ‫الخواجة أو األجنبي) واللتان تعربان‬ ‫عن شعور بالنقص تجاه اآلخر الغريب‪،‬‬ ‫واألجنبي يف األوىل ليس بالرضورة من‬ ‫بالد الواق واق‪ ،‬بل هو ما يتعدى البيت‬ ‫أو العشري أو القرية‪ ،‬وينطبق عىل‬ ‫سلوكيات الكثري يف رغبتهم بالتعامل‬ ‫أو االستنجاد أو التعاون أو التحكيم‬ ‫أو التصالح‪ ،‬وخاصة يف اإلشكاليات‬ ‫بني األشخاص أو العشائر‪ ،‬وكذا الحال‬ ‫حينام يتم التعامل مع متخصصني يف‬ ‫مجال ما مع وجود ذات الكفاءات يف‬ ‫البيت‪ ،‬التي اعتربتها هذه الثقافة أو‬ ‫مرة‪ ،‬فذهبت إىل فاكهة من‬ ‫السلوكيات ٌ‬ ‫خارج البيت‪ ،‬وينطبق الثاين عىل عقدة‬ ‫مستعصية لدى شعوب منطقتنا عموما‬ ‫وهي تلك العقدة التي تسمى‪ :‬عقدة‬ ‫الخواجة‪ ،‬والخواجة هنا هو الخبري‬ ‫األجنبي الذي يبهر هذه املجتمعات‪،‬‬ ‫علام إن ما فيها من خرباء وإمكانيات‬ ‫رمبا ال تضاهي األجنبي بل تتفوق‬ ‫عليه‪ ،‬ولعل جامعات ومراكز البحوث‬ ‫يف أوربا وأمريكا وكندا تشهد عىل‬ ‫مئات العلامء الكبار واألساتذة اإلجالء‬ ‫واملتخصصني يف معظم املجاالت‪،‬‬ ‫الذين تحولوا إىل أعمدة ترتفع عليها‬ ‫حضارة الغرب‪ ،‬بينام تعمى اإلبصار‬ ‫عنهم حينام يحتاج البلد إىل خرباتهم‪،‬‬

‫فاكهة البيت مرة!‬ ‫فيذهب عُ مي البصرية من املسؤولني‬ ‫إىل خربات عادية جدا قياسا بأولئك‬ ‫األفذاذ!‬ ‫حقا هي واحدة من مركبات النقص‬ ‫ليس عىل مستوى األفراد بل حتى‬ ‫املجتمعات والنخب‪ ،‬وقد تسببت‬ ‫بتعطيل وهجرة عرشات اآلالف من‬ ‫الخربات نتيجة التهميش واإلقصاء‪،‬‬ ‫سواء ما كان منها خارج البالد أو يف‬ ‫داخله‪ ،‬بسبب الفساد املسترشي يف‬ ‫معظم مؤسسات الدولة‪ ،‬والصفقات‬ ‫السوداء التي تعقد مع تلك الرشكات‬ ‫أو األشخاص املصنفني بالخواجة‪ ،‬مضافا‬ ‫إليها القبول املحيل لتلك الرشكات‬ ‫األجنبية أو الخرباء املستقدمني وخاصة‬ ‫مدريب أندية كرة القدم للقيام مبهامت‬ ‫ينفذها الخبري املحيل أفضل بكثري لو‬ ‫توفرت له ذات اإلمكانيات واألجور‪،‬‬ ‫لكنها الثقافة السائدة لدى قطاعات‬ ‫واسعة من األهايل واملؤسسات‪ ،‬حتى‬ ‫أصبح هذا األجنبي أو الغريب خبريا‬ ‫يف النفط أو اإلنشاءات أو الزراعة أو‬ ‫الطب وبقية الحقول التي تغص بالدنا‬ ‫بخربائها وعلامئها‪ ،‬لكن حالهم حال‬ ‫فاكهة البيت التي كنا صغارا ال نتلذذ‬ ‫بها فنذهب إىل البساتني ليك نستحوذ‬ ‫عليها ونأكلها بنهم!‬ ‫والغريب إن الخواجة تطور من‬ ‫خبري إىل أن أصبح عراب ألخطر‬

‫مفاصل الحياة السياسية واالجتامعية‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬ومل يقترص عىل حقل‬ ‫معني بل انترش كالوباء‪ ،‬فام بالك‬ ‫حينام يلتف الجمع حول عامل دين‬ ‫مستورد‪ ،‬وكأنه قدم للتو من اجتامع‬ ‫للصحابة واألولياء‪ ،‬فيسألونه عن‬ ‫الحالل والحرام‪ ،‬بينام قد بح صوت‬ ‫إمام الجامع وخطيبه يف مايكروفونات‬

‫كفاح محمود‬

‫املساجد وال من سميع أو مريد‪ ،‬وذات‬ ‫الحالة انسحبت عىل معظم مفاصل‬ ‫الحياة يف الصناعة والزراعة والتجارة‬ ‫والجامعات واملستشفيات‪ ،‬ناهيك عن‬ ‫اإلعالم الذي فاض به تنور الدميقراطية‬ ‫وقلب شعار ( فاكهة البيت مرة )‬ ‫رأسا عىل عقب‪ ،‬فأصبح يعج بالخرباء‬ ‫العصاميني الذين تدرجوا من جايجي‬

‫وحارس وفراش وعنرص حامية إىل أن‬ ‫أصبحوا مصورين ومخرجني ومقدمي‬ ‫برامج‪ ،‬بعصامية عفت مدرائهم‬ ‫الذين يوصفون بان ال مثيل لهم يف‬ ‫الدنيا واآلخرة من استرياد خرباء من‬ ‫الخواجات أو استدعائهم لتقديم‬ ‫املشورة والخربة الفائقة واالعتامد عىل‬ ‫فاكهة البيت رغم مرارتها!‬

‫وليك ال يزعل الخرباء واألجناب كام‬ ‫تقال يف الدارج املحيل لوصف الغريب‪،‬‬ ‫فان األمثال ترضب وال تقاس‪ ،‬والدليل‬ ‫إن قنواتنا اإلعالمية املباركة أثبتت‬ ‫العكس‪ ،‬فأرصت إرصارا عىل حالوة‬ ‫فاكهة البيت وأسقطت الخواجة‪،‬‬ ‫وأبقت عىل رعايته األبوية!‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫كورديات‬

‫‪14‬‬

‫ان متت ظمانا‬ ‫في كوردستان‬ ‫فال نزل القطر‬ ‫انس محمود الشيخ مظهر‬

‫لست من املؤمنني بكلمة ( لو‬ ‫) عندما تايت بصيغة التمني‬ ‫‪ ,‬خاصة يف عامل السياسة ‪ .‬ففي الكثري‬ ‫من االحيان تفرض التطورات السياسية‬ ‫نفسها دون ان تستطيع التخلص منها ‪,‬‬ ‫لكن هناك دامئا اثرا ايجابيا يف مراجعة‬ ‫املواقف املتخذة والبحث عن امكانية‬ ‫تحوير مسار التطورات السياسية ‪,‬‬ ‫لتاليف خسائر اكرب خصوصا عندما تكون‬ ‫املواقف املتخذة حديثة ميكن تالفيها ‪.‬‬ ‫فقد مضت اشهرعديدة عىل اعالن نتائج‬ ‫االنتخابات العراقية كانت كافية الي‬ ‫طرف عراقي لالستعداد بشكل جيد قبل‬ ‫الدخول يف مفاوضات تشكيل الحكومة‬ ‫يف بغداد ‪ ,‬ومن ضمن هذه االطراف‬ ‫طبعا االحزاب يف كوردستان ‪ .‬يف تصوري‬

‫ان هناك بعض الهفوات وقع فيها‬ ‫املفاوض الكوردستاين يتوجب عالجها او‬ ‫تاليف اثارها تتلخص يف النقاط التالية ‪- :‬‬ ‫ امضت احزاب االغلبية يف كوردستان‬‫( الدميقراطي الكوردستاين واالتحاد‬ ‫الوطني ) فرتة طويلة يف محاولة التوصل‬ ‫اىل اجامع كوردستاين واعادة التحالف‬ ‫الكوردستاين اىل سابق عهده ‪ ,‬بغية‬ ‫الدخول من موقع القوة اىل مفاوضات‬ ‫تشكيل الحكومة القادمة مع االطراف‬ ‫يف بغداد ‪ ,‬لكن بائت محاوالتهم هذه‬ ‫بالفشل ( لغاية اليوم عىل االقل) ‪,‬‬ ‫الرصار احزاب املعارضة عىل البقاء خارج‬ ‫الرسب الكوردستاين املوحد كام هو‬ ‫حالهم دامئا ‪...‬وكان االجدى بالدميقراطي‬ ‫الكوردستاين واالتحاد الوطني بدال من‬

‫اضاعة جهودهم يف هذا املنحى ‪ ,‬ان‬ ‫يركزا عىل رضورة توقيع احزاب املعارضة‬ ‫يف كوردستان عىل ميثاق رشف تبدد‬ ‫مخاوفهام من انجراف تلك االحزاب اىل‬ ‫املساومة عىل الثوابت الكوردستانية‬ ‫للحصول عىل منصب هنا او هناك‬ ‫يف اي مفاوضات يدخلونها مبفردهم‬ ‫مع االطراف العراقية ‪ ,‬مثل املساومة‬ ‫عىل تطبيق املواد املتعلقة باملناطق‬ ‫املستقطعة ‪ ,‬او ملف تصدير النفط من‬ ‫كوردستان ‪ ,‬او ملف البيشمركة ‪.‬‬ ‫ ان دخول االطراف الكوردستانية‬‫املفاوضات وهم يحملون الثوابت‬ ‫الكوردستانية كمطالب للتفاوض عليها‬ ‫كان خطا اضعف املوقف الكوردستاين ‪,‬‬ ‫وجعل املفاوض الشيعي يفاوضهم عىل‬

‫هذه الثوابت والتي هي حقوق غري قابلة‬ ‫للنقاش كوردستانيا ومكفولة دستوريا‪...‬‬ ‫وكان يفرتض باالطراف الكوردستانية‬ ‫طرح مطاليبهم الدستورية تلك عىل‬ ‫الكتل الشيعية رسميا منذ ظهور نتائج‬ ‫االنتخابات ‪ ,‬ثم نرشها يف االعالم ‪ ,‬ثم‬ ‫انتظار ردود افعال الكتل الشيعية‬ ‫املتنافسة يف قبولها لهذه املطالب قبل‬ ‫عقد اي اجتامع معهم ‪ .‬وبالتايل فان‬ ‫املفاوضات كانت ستتجاوز الثوابت‬ ‫الكوردستانية وتركز عىل قضايا اخرى‬ ‫اقل اهمية للكورد ‪.‬‬ ‫ هناك اليوم منافسة محمومة بني‬‫امريكا وايران عىل تشكيل الحكومة‬ ‫العراقية من االطراف الشيعية املوالية‬ ‫لكل طرف ‪ ,‬ويف االونة االخرية تسارعت‬

‫وترية االجتامعات بني االطراف العراقية‬ ‫عىل حدة ‪ ,‬وبينها وبني الطرف االمرييك‬ ‫وااليراين من ناحية اخرى ‪ ,‬للتعجيل‬ ‫يف تشكيل هذه الحكومة كل حسب‬ ‫اجنداته ‪ .‬وتصاعدت الضغوط االمريكية‬ ‫وااليرانية عىل االطراف العراقية للحاق‬ ‫بالتوقيتات الدستورية وعدم تجاوزها‬ ‫‪ ,‬وبالتاكيد فان هذه الضغوط قد‬ ‫شملت االحزاب الكوردستانية ايضا ‪,‬‬ ‫وميكن مالحظة ذلك من خالل الزيارات‬ ‫املكوكية ملاكغورك مبعوث الرئيس‬ ‫االمرييك اىل العراق وكوردستان ‪.‬‬ ‫من الرضوري عدم رضوخ السيايس‬ ‫الكوردستاين لضغوط التوقيتات‬ ‫الدستورية ‪ ,‬بل عليه التاكيد عىل رضورة‬ ‫تطبيق االطراف العراقية للدستور دون‬

‫انتقائية ‪ ,‬ووفق ضامنات دولية ‪ ,‬حتى‬ ‫وان ادى ذلك اىل تاخر تشكيل الحكومة‬ ‫‪ ,‬فليس مهام عند السيايس واملواطن‬ ‫الكوردستاين تشكيل الحكومة العراقية‬ ‫بقدر ما يهمه ان يكون مستقبله امنا يف‬ ‫ظل تلك الحكومة ‪.‬‬ ‫الرشاكة ‪ -‬التوازن ‪ -‬التوافق هي مباديء‬ ‫رئيسة يؤكد عىل تطبيقها الرئيس بارزاين‬ ‫يف اية مباحثات مع االطراف العراقية ‪.‬‬ ‫لكن كيف ميكن تحقيق هذه املباديء‬ ‫يف ظل حكومة ال تؤمن بتطبيق الدستور‬ ‫خاصة املتعلقة بكوردستان ؟‪. ..‬‬ ‫ان حكومة ال تؤمن بتطبيق املواد‬ ‫املتعلقة باملناطق املستقطعة لن‬ ‫تستطيع ترسيخ مبدا التوازن معها ‪..‬‬ ‫وحكومة ال تعمل عىل حل ملف تصدير‬ ‫النفط الكوردستاين ال ميكن الحديث‬ ‫معها عن اية رشاكة ‪ ..‬وحكومة ال تعترب‬ ‫البيشمركة جزءا من املؤسسة االمنية‬ ‫العراقية ‪ ,‬ال ميكن الحديث معها عن‬ ‫اي توافق ‪ .‬وبالتايل فعىل االخرين يف‬ ‫بغداد اعطاء تعهدات مكتوبة بضامنات‬ ‫دولية لتحقيق هذه املباديء والنقاط يك‬ ‫تشارك كوردستان بفعالية يف الحكومة‬ ‫القادمة ‪ ,‬وبعكسه فان املشاركة يف‬ ‫الحكومة القادمة دون اتفاقيات‬ ‫وضامنات بتطبيق تلك املباديء سيعني‬ ‫دعام لحكومة تضطهد الكورد وتغنب‬ ‫حقوقهم ‪ .‬وبالتايل فان موضوع تشكيل‬ ‫الحكومة من عدم تشكيلها ال يعني لنا‬ ‫نحن الكوردستانيون شيئا دون تثبيت‬ ‫حقوقنا ‪ ,‬وكام قال الشعر العريب ‪ ..‬ان‬ ‫متت ظامنا فال نزل القطر‬ ‫‪15‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪16‬‬

‫اصل الكورد الفيلية‬

‫كثيرون من األعزاء المهتمون‬ ‫بالقضية الكردية وبالتحديد‬ ‫الكرد الفيلية يسألون عن‬ ‫معنى الفيلية و عن مصدرها‬ ‫ومعناها وتاريخها السياسي‬ ‫واالجتماعي البد من استيضاح‬ ‫بعض المعلومات عن هذه‬ ‫الشريحة التي تعرضت على‬ ‫مدار المراحل الزمنية السابقة‬ ‫آلى االضطهاد والظلم‬ ‫بسبب انتمائهم القومي مرة‬ ‫وانتمائهم لمذهب اهل البيت‬ ‫مرة اخرى‪.‬‬ ‫هاشم الطباطبائي‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪18‬‬ ‫ولغرض التعمق البسيط لتاريخ‬ ‫هذه الرشيحة وما تطرق أليه‬ ‫الباحثون واملؤرخون يف شؤون القوميات‬ ‫واألديان ومنهم املؤرخ جورج‪-‬ن‪-‬كرزن‬ ‫يف كتابه إيران وقضية إيران ج ‪ 2‬ان‬ ‫كلمة فييل يعني الثورة او التمرد وكذلك‬ ‫ذكرها هرني فيلد مبعنى املتمرد وكام‬ ‫ورد يف املصادر األخرى يعني الشجاع‬ ‫والفدايئ والثائر اما اصل الكرد الفييل‬ ‫فقد نسبه هوكو كروته آىل األيالميني‬ ‫القدماء كام ذكر بعض املؤرخني ان‬ ‫اصل تسميتهم بالفييل مشتق من اسم‬ ‫امللك ‪ peli‬الذي أسس ساللة باسمه‬ ‫يف أيالم وملا كان حرف الباء يكتب‬ ‫قدميا عوضا عن حرف الفاء كام كان‬ ‫يلفظ كلمة بارس باالسم الجديد فارس‬ ‫وبويل يكتب باالسم الجديد فييل وذكر‬ ‫املسترشق الرويس جريكوف بان الفيلية‬ ‫قبائل متعددة من اللر تقيم يف النواحي‬ ‫الجبلية بني إيران والعراق ويطلق عىل‬ ‫قبائل بشتكوه كام عرضه شوبرل اما‬ ‫االثاري املؤرخ الشهري االنكليزي البارد‬ ‫يقول كان اسم الفيلية يطلق عىل جميع‬ ‫سكان لورستان ثم انحرص يف منطقة‬ ‫بشتكوه عىل العموم مرت التسمية‬ ‫الفيلية يف املراحل التاريخية املتعاقبة‬ ‫بني الظهور والخفاء تبعا لعوامل سياسية‬ ‫وجغرافية وقد تجزء وطن الكرد الفيلية‬ ‫بني دولتني العراق وإيران دون ان يأخذ‬ ‫رأيهم بل تم مامرسة سياسة التعريب‬ ‫اإلجباري بحق املقيمني يف هذه املناطق‬

‫ويف عهد رضا خان البهلوي اإليراين تم‬ ‫تجزئة املنطقة السكنية للفيلني آىل ثالث‬ ‫مقاطعات وأقاليم (منها إقليم بشتكوه‬ ‫وإقليم أيالم وإقليم لورستان) وتتالف‬ ‫من طوائف وعشائر كثرية أهمها لك‬ ‫ولر وكروايل وملكشاهي وعيل شريوان‬ ‫واركواز وباوي وكالواي وشوهان وزنكنة‬ ‫و كلهر وبختياري وسوره مريي وجزل‬ ‫وقرولس زركوش وغريها‪.‬‬ ‫ويف العهد االسالمي أصبحت املنطقة‬ ‫الكردية الفيلية ضمن اإلمرباطورية‬ ‫اإلسالمية وسميت بالجبال وكانت مدن‬ ‫ميمرة وشريون جزء من حكومة بغداد‬ ‫ومدينة درة شهر ضمن والية البرصة يف‬ ‫زمن الخليفة العبايس السفاح ‪ .‬ومن‬ ‫أمراء الكرد الفيلية هو األمري ذو الفقار‬ ‫نخود وهو من عشرية كلهر الفيلية الذي‬ ‫احتل بغداد فأصبحت تحت حكمه ملدة‬

‫امتداد مناطق هذه‬ ‫الشريحة من مسجد‬ ‫سليمان آىل مهران‬ ‫جنوبا وشيخ سعد‬ ‫وعلي الغربي ويف هذه‬ ‫الرقعة الجغرافية تم‬ ‫اختالطهم بالعشائر‬ ‫العربية وتمازجهم‬ ‫بسبب وحدة الوالء‬ ‫املذهبي‬

‫ستة سنوات أي من عام ‪ 930‬هجرية‬ ‫لغاية ‪ 936‬وخالل فرتة حكمه كان حسن‬ ‫السرية والتدبري خدم اهل بغداد ويعترب‬ ‫املؤرخون ان تلك السنوات كانت االمن‬ ‫واالزدهار‪ .‬ان الباحث لتاريخ الكرد‬ ‫الفيلية ومناطق تواجدهم يكتشف‬ ‫حقيقة أصولهم العرقية العراقية الن‬ ‫منطقة الفيلية ظلت جزء من جغرافية‬ ‫العراق ومن حضارته ومتازجه السكاين‬ ‫ولكن الحكومات العنرصية تعاملت‬ ‫بحذر شديد مع كل من الينطق العربية‬ ‫وكذلك مع املوالني للمذهب الشيعي‬ ‫حيث يسكن الفيلني يف العراق منذ‬ ‫زمن بعيد أي قبل تشكيل الدولة‬ ‫العراقية الحديثة اال ان معانات هذه‬ ‫الرشيحة تكمن يف املفارقة بني قدم‬ ‫توطنهم يف العراق وبني عدم كسيهم‬ ‫حقوقهم املدنية وحقوق املواطنة يف‬ ‫األرض والوطن وفق الحسابات الرسمية‬ ‫والقانونية للدولة لقد وضع قانون‬ ‫الجنسية العراقي الذي هو اغرب قانون‬ ‫جنسية يف العامل من حيث التعامل‬ ‫اإلنساين فقد وضعه أقطاب الحكم‬ ‫املليك عند تأسيس الدولة العراقية‬ ‫الحديثة وبأرشاف كامل من سلطه‬ ‫االنكليز‪.‬‬ ‫وتم تقسيم املواطنني آىل قسمني القسم‬ ‫األول هم االصليون الذين ميتلكون‬ ‫وثائق عثامنية والباقي من املواطنني هم‬ ‫من التبعية االيرانية‪ .‬ان امتداد مناطق‬ ‫هذه الرشيحة من مسجد سليامن‬ ‫آىل مهران جنوبا وشيخ سعد وعيل‬ ‫الغريب ويف هذه الرقعة الجغرافية تم‬ ‫اختالطهم بالعشائر العربية ومتازجهم‬

‫بسبب وحدة الوالء املذهبي واصبحت‬ ‫العالقة متداخلة فرضتها عالقة الجوار‬ ‫ورضورة التعايش والتجانس الشيعي‬ ‫اما جنوبا يف مناطق زرباطية وبدرة‬ ‫وجصان ومنديل آيل مناطق سعدية‬ ‫وجلوالء وخانقني شامال اما لغتهم هي‬ ‫اللغة الكردية اللرية ويعد الباحثون‬ ‫يف شؤون القوميات واألديان آىل وجود‬ ‫مذاهب متعددة يف هذه الرشيحة‬ ‫منهم من املذهب السني (الشافعي)‬ ‫وخاصة القاطنني يف الشامل اما الساكنني‬ ‫يف وسط وجنوب العراق من الشيعة‬ ‫الجعفرية اما يف بغداد يكون اكرث‬ ‫متركزهم يف جانب الرصافة وبالتحديد‬ ‫مناطق الصدرية وباب الشيخ ( عقد‬ ‫االكراد) والتسابيل والدهانه والشورجة‬ ‫وجميلة ومدينة الصدر حي االكراد‬ ‫والكاظمية الطالبية والعقاري شارع‬ ‫فلسطني واالمني بغداد الجديدة اما‬ ‫مهنتهم كان نسبة كبرية منهم يعملون‬ ‫يف التجارة وكان كبار التجار من هذه‬ ‫الرشيحة قام النظام الصدامي بتصفيتهم‬ ‫بدا بدعوى من املجرم طه ياسني‬ ‫آىل اجتامع يف غرفة التجارة ألغراض‬ ‫تجارية وهناك تم إغالق األبواب عليهم‬ ‫وتسفريهم جميعا وكان هذا من أعامل‬ ‫املرتزقة وقطاع الطرق وكان أكرثهم‬ ‫هم تجار الحديد والخشب واألقمشة‬ ‫واملالبس الجاهزة والعدد وهناك نسبة‬ ‫كبرية تقوم بأعامل الحاملة الن الحامل‬ ‫الفييل كان معروفا بقوته وإمكانيته‬ ‫البدنية إضافة آىل توفر الثقة واالمان‬ ‫به وهناك الكثري من أصحاب الشهادات‬ ‫من املوظفون واملعلمون والفنانون‬

‫والشعراء والسياسيون منهم الشاعر‬ ‫الكبري محمد مهدي الجواهري والكاتب‬ ‫الكبري مصطفى جواد و السيايس الكبري‬ ‫عزيز الحاج لقد مارس جميع الحكام‬ ‫للمراحل السابقة حمالت االضطهاد‬ ‫العنرصي ضد هذه الرشيحة وتصاعد‬ ‫بعد سقوط عبد الكريم قاسم وتويل‬ ‫العنرصي الشوفيني عبد السالم عارف‬ ‫وانتهت آىل موجة واسعة من عمليات‬ ‫التهجري الوحشية واإلبادة الجامعية‬ ‫يف عهد البعث املقبور وكان قوانينهم‬ ‫من اغرب قوانني العنرصية يف العامل‬ ‫منه تشجيع الزوجات واألزواج العرب‬ ‫عىل الطالق من الكردي الفييل(التبعي)‬ ‫مقابل مكافات وامتيازات مغرية او‬

‫تسفري األب أالم واإلبقاء عىل األبناء من‬ ‫الشباب وتصفيتهم وهناك أدلة عىل‬ ‫قتل سبعة عرش الف شاب تم حجزهم‬ ‫سنة ‪1980‬م وتم تصفيتهم سنة ‪1983‬م‬ ‫هذا نصيب رشيحة قومية كردية شيعية‬ ‫عراقية عريقة األصالة مع العراق بذلت‬ ‫الكثري من اجل العراق وازدهاره ولكن‬ ‫ذنبهم الوحيد هم من أنصار اهل البيت‬ ‫عليهم السالم والميكن التخيل عن هذه‬ ‫الروحية املباركة مهام كلفهم ذلك من‬ ‫التضحيات انهم كانو يعيشون سابقا يف‬ ‫وسط أنظمة وقوانني تحمل يف طياتها‬ ‫الحقد التعصبي األعمى الذي يعترب‬ ‫امتداد ألنظمة وقوانني عمرها الف‬ ‫وأربعامئة سنة‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪20‬‬ ‫مؤسسة شفق تستحوذ على اهتمامات‬ ‫مهرجان خاص بالصحافة الكوردية‬ ‫نظم يف مدينة مريوان مبحافظة‬ ‫كوردستان ايران‪ ،‬مهرجان للصحافة‬ ‫الكوردية يف منظار نقدي‪،‬‬ ‫بحضور جمع من املثقفني وذوي‬ ‫االختصاص‪ ،‬ومشاركة الباحثة‬ ‫الفيلية بتول منصوري جو املعروفة‬ ‫بـ»هناس‪-‬نفس‪ -‬فييل» والشاعر‬ ‫والكاتب مصطفى بييك املعروف‬ ‫بـ»رودوس فييل»‪.‬‬ ‫وقال بييك لشفق نيوز‪« ،‬تطرق‬ ‫البحث بصورة عامة للصحافة‬ ‫الكوردية‪ ،‬بينام انصب بحث‬ ‫املشاركني منصوري جو وبييك عىل‬ ‫الصحافة الفيلية واسهامها يف اغناء‬ ‫الكتابة ومجال االعالم وتم االشارة‬ ‫اىل ابرز جيلني فيها‪ ،‬منهم‪ ،‬حبيب‬ ‫محمد كريم رئيس تحرير جريدة‬ ‫التاخي‪ ،‬عادل مراد رئيس تحرير‬ ‫جريدة االتحاد‪ ،‬حسني فييل رئيس‬ ‫تحرير جريدة «الشهادة»‪ ،‬عزيز‬ ‫الحاج الفييل الكاتب الشيوعي‬

‫البارز‪ ،‬عبدالرزاق الفييل مدير‬ ‫تحرير صحيفة النور وغريهم‪.‬‬ ‫واضاف «تطرق البحث اىل الجيل‬ ‫الثاين الذي برز يف الصحافة‬ ‫الفيلية‪ ،‬وتقدمهم عيل حسني‬ ‫فييل مدير تحرير مجلة آوينه‬ ‫الصادرة تسعينيات القرن املنرصم‪،‬‬ ‫ومصطفى بييك يف صحيفة «صبح‬ ‫ايالم»‪ ،‬وكامران رحيمي رئيس‬ ‫تحرير جريدة «ريوار»‪.‬‬ ‫وقال ان مؤسسة شفق للثقافة‬ ‫واالعالم للكورد الفيليني اخذت‬ ‫حيزا كبريا يف مباحثات املهرجان‬ ‫ودورها البارز يف الصحافة الكوردية‬ ‫وصاحبة اول اذاعة ومجلة باللهجة‬ ‫الكوردية الفيلية والدور البارز‬ ‫ملسؤولها عيل حسني فييل‪ .‬واالشارة‬ ‫اىل اسهامات االعالمية سندس مريزا‬ ‫بتنمية جيل شاب من الصحفيني‬ ‫واالعالميني الفيليني ودورها براديو‬ ‫شفق‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫فيلي‬

‫‪22‬‬

‫ضربة قوية يتلقاها كورد بغداد‬

‫كرماشان‪ :‬الزلزال دمر ‪ 500‬وحدة‬ ‫سكنية‬

‫قال مساعد محافظ كرماشان‬ ‫االيرانية للشؤون التنسيقية‬ ‫واالعامر‪ ،‬ان الزلزال الذي‬ ‫رضب فجر الثامن والعرشين‬ ‫من اب الجاري مدينة تازه‬ ‫آباد مركز مدينة باباجاين‬ ‫باملحافظة‪ ،‬الحق خسائر‬ ‫مادية بـ‪ 500‬وحدة سكنية‪.‬‬ ‫ورضب زلزال بقوة ‪5.9‬‬ ‫درجة عيل مقياس ريخرت‬ ‫ضواحي مدينة تازة آباد‬ ‫الواقعة يف محافظة كرماشان‬ ‫غرب ايران‪ ،‬حيث اوقع ‪241‬‬ ‫مصابا‪.‬‬ ‫وأفاد مركز رصد الزالزل التابع‬ ‫للمؤ سسة ا لجيو فيز يا ئية‬

‫بجامعة طهران أن الهزة‬ ‫االرضية وقعت يف الساعة‬ ‫الثانية و‪ 43‬دقيقة و‪25‬‬ ‫ثانية من فجر اليوم االحد‬ ‫بالتوقيت املحيل (العارشة‬ ‫و ‪ 13‬دقيقة و ‪ 25‬ثانية‬ ‫من مساء السبت بتوقيت‬ ‫غرينتش)‪.‬‬ ‫وأضاف املركز‪ ،‬أن الهزة‬ ‫االرضية وقعت يف عمق ‪8‬‬ ‫كم من سطح االرض وكان‬ ‫مركزها عند التقاء خطي‬ ‫العرض الشاميل ‪34.63‬‬ ‫درجة والطول الرشقي‬ ‫‪ 46.22‬درجة‪.‬‬

‫اعلن القضاة املنتدبون يف مفوضية االنتخابات‬ ‫العراقية النتائج النهائية للعد والفرز اليدوي يف‬ ‫املحطات التي وردت بشأنها شكاوى‪ ،‬والخاصة‬ ‫باالنتخابات الربملانية التي أجريت يف ‪ 12‬أيار املايض‪.‬‬ ‫وشهدت قوائم االسامء التي وردت لشفق نيوز‪ ،‬تغيريا‬ ‫بقامئة املرشحني لتحالف «سائرون» بخسارة ازاد‬

‫حميد شفي‪ ،‬نجل شيخ قبيلة قره ولوس الكوردية‬ ‫ببغداد ترشحه لصالح نرسين فاضل‪.‬‬ ‫ووفق تعليق املفوضية فان هذه النتائج ستكون‬ ‫قابلة للطعن خالل ثالثة ايّام‪.‬‬ ‫وشهدت النتائج املعلنة تغيريات باسامء ستة مرشحني‬ ‫متوزعني عىل محافظات اخرى‪.‬‬

‫طهران التسمح باعمار ‪ 500‬قرية كرماشانية‬ ‫بعد حرب الـ‪ 8‬سنوات‬ ‫وفقا للمعلومات التي افادت لها مصادر اعالمية‬ ‫ايرانية‪ ،‬فان نحو ‪ 500‬قرية تابعة ملحافظة كرماشان‬ ‫(كرمنشاه) قد تم اخالؤها من قبل الحكومة املركزية‬ ‫والدوائر االمنية االيرانية من سكانها واليتم السامح‬ ‫الهلها بالعودة اليها تحت ذرائع امنية‪.‬‬ ‫فقد جاء يف تقرير ملوقع (تسنيم) التابع لقوات‬ ‫الحرس الثوري االيراين ان قرابة ‪ 500‬قرية تحيط مبدن‬ ‫واقضية كرماشان افرغت من اهاليها واليسمح لهم‬ ‫بالعودة اليها بذرائع امنية مختلفة وبسبب تاثريات‬ ‫الحرب العراقية االيرانية وهي تبعد عن الحدود مبا‬ ‫اليقل عن ‪ 10‬اىل ‪ 15‬كيلموترا‪.‬‬

‫وكانت كرماشان خالل سنوات الحرب العراقية‬ ‫االيرانية الثامن واحدة من املحافظات الكوردستانية‬ ‫االيرانية التي دفعت مثنا باهضا من الناحيتني املادية‬ ‫و البرشية والطبيعية‪ ،‬اذ قتل اكرث من ‪ 12‬الف شخص‬ ‫كوردي فيام تم احتالل مدينة رسبيل زهاب والقرى‬ ‫املحيطة لها من قبل قوات النظام العراقي السابق‪.‬‬ ‫ولهذا اصبح عدد من املدن الحدودية والقرى خاصة‬ ‫اثرا بعد عني وخرائب ال حياة فيها ‪ ،‬ورغم مرور ثالثة‬ ‫عقود كاملة من انتهاء الحرب اال انه مل يتم اتخاذ اية‬ ‫خطوة جدية العادة اعامرها‪.‬‬

‫ايالم الفيلية تتصدر إنتاج دودة العلق الطبية‬ ‫بعد اتفاق الجهاز الجامعي ملحافظة ايالم‬ ‫الفيلية مع رشكة «كيالن لريوا» تم البدء‬ ‫مبرشوع يشغل ما ال يقل عن ‪ 170‬شخصا‬ ‫إلنتاج دودة العلق الطبية‪.‬‬

‫وأضاف انه «وفقا لهذا االتفاق ستصبح‬ ‫ايالم املركز األول يف انتاج تلك الدودة‬ ‫عىل مستوى ايران»‪.‬‬

‫ويف هذا املجال‬ ‫قال مدير عام‬ ‫الرشكة عيل رضا‬ ‫توندروا انه «سنويا‬ ‫سيتم انتاج ‪12‬‬ ‫مليون دودة علق‬ ‫طبية بالتعاون مع‬ ‫الجهاز»‪.‬‬

‫وفاة شيخ عام قبيلة ملكشاه الكوردية الفيلية‬ ‫تويف الخميس املصادف ‪ 9‬آب ‪ 2018‬عيل‬ ‫زوراب امللكشاهي شيخ عام قبيلة ملكشاه‪،‬‬ ‫الكوردية الفيلية‪.‬‬ ‫والشيخ امللكشاهي تويف يف دياىل‪ ،‬وهو تولد‬ ‫‪.1928‬‬ ‫وتعد قبيلة ملشكاه احدى اكرب القبائل‬ ‫الكوردية يف العراق وايران ولها عشائر وافخاذ‬ ‫كثرية متوزعة بني البلدين‪.‬‬ ‫ويتوزع ابناء القبيلة من اقليم كوردستان‬ ‫وصوال اىل محافظة واسط ومنها اىل مدينة‬ ‫ايالم التي ينترشون بها بشكل واسع‪.‬‬ ‫قسم اخر من القبيلة يسكنون يف محافظة‬ ‫كوردستان االيرانية ومركزها مدينة سنندج‬ ‫وتعرف باملحلية (سنة) ويف قريتي ملكشان‬ ‫العليا والسفىل التابعتني للمدينة‪.‬‬

‫وهناك افخاذ اخرى من قبيلة ملكشاه‬ ‫يسكنون مدينة (چمشگزك) يف محافظة‬ ‫تونجيل يف تركيا‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ 143‬السنة العاشرة (كانون االول) ‪2014‬‬


‫قضايا‬

‫‪24‬‬

‫العراق بين‬ ‫التوجيه‬ ‫الخارجي‬ ‫والتنفيذ‬ ‫الداخلي‬

‫عبدالله جعفر كوفيل‬

‫ان جميع عمليات التغيري تتكون‬ ‫من توجيه أي ارادة موجهة‬ ‫و تنفيذ أي ارادة منفذة و من اجل‬ ‫تقريب الفكرة اىل ذهن القارئ الكريم‬ ‫نذكر جهاز التحكم عن البعد يف االجهزة‬ ‫االلكرتونية من التلفاز و اجهزة التربيد‬ ‫و السيارات او مايسمى ب (كونرتول)‬ ‫ففي سبيل قيام هذا الجهاز بعمله‬ ‫بشكل سليم يجب ان يكون هناك من‬ ‫يوجهه و يطلق االيعاز املرغوب أي‬ ‫انه التوجيه و يف الجانب االخر يجب‬ ‫ان يكون هناك االستقبال لتلك االيعاز‬ ‫لتنفيذه و هو املنفذ و هذا يعني بأن‬ ‫املنفذ يخضع ألرادة املوجه يلعب فيه‬

‫حسب رغبته ‪ ,‬هذه العملية متكاملة و‬ ‫متبادلة أي ان فقدان او عطل أي منهام‬ ‫تؤدي اىل عدم تنفيذ األمر و ان رسعة‬ ‫تنفيذ االمر يعتمد عىل قوة التوجيه و‬ ‫املسافة التي تفصل بينه و بني املستقبل‬ ‫باالضافة اىل استعداد املستقبل لألمر‬ ‫املوجه اليه ‪ ,‬و كثرياً ما تتعرث االشارات‬ ‫و التصب هدفها عند بُعدها او عدم‬ ‫توجيهها التوجه الصحيح ‪..‬‬ ‫لنعود اىل اصل املوضوع و نجيب‬ ‫السؤال املطروح اىل أي مدى يتم توجيه‬ ‫العراق خارجياً للتنفيذ داخلياً ؟‬ ‫ان قراءة التاريخ السيايس العراقي و‬ ‫املواقف التي اتخذتها حيال القضايا‬

‫االقليمية و الدولية تدلنا بوضوح بأن‬ ‫التدخل الخارجي كانت السمة البارزة يف‬ ‫املشهد العراقي منذ تأسيسها اىل يومنا ‪,‬‬ ‫و كل التوقعات تشري اىل استمرارها يف‬ ‫املستقبل ألن االصل يف تأسيسها كانت‬ ‫استجاب ًة للمصالح الدولية و خاصة‬ ‫بريطانيا التي كانت االمرباطورية التي‬ ‫التغيب عنها الشمس و بقيت تحكم‬ ‫العراق عن طريق املستشارين يف‬ ‫الوزارات و كافة املؤسسات و ترسم‬ ‫سياسة العراق و توجهها طيلة الحكم‬ ‫املليك أي ان امللك و التشكيالت‬ ‫الوزارية كانوا منفذين لتوجيهات‬ ‫بريطانيا و يعملون وفق رغبتها اىل ان‬

‫تم االطاحة بالحكم املليك يف عام ‪1958‬‬ ‫و االعالن عن النظام الجمهوري الذي مل‬ ‫يكن اكرث استقال ًال من ذي قبل بل و ان‬ ‫كل االنقالبات و الثورات التي شهدتها‬ ‫العراق مل تكن لتحدث لوال التوجيه‬ ‫الخارجي لها و بشهادات الخرباء و‬ ‫السياسيني ‪ .‬ان درجة التوجيه الخارجي‬ ‫للمشهد الداخيل العراقي يعتمد عىل‬ ‫قوة النظام السيايس الحاكم و هشاشته‬ ‫و قبوله لاليعازات الخارجية و املصالح‬ ‫الدولية ‪.‬‬ ‫و تدلنا املواقف اىل صحة ماذهبنا‬ ‫اليه ‪ ,‬فأن اتفاقية جزائر املشؤومة‬ ‫يف ‪ 1975/3/6‬ضد تطلعات الشعب‬ ‫الكوردي كانت بتوجيه خارجي من‬ ‫ايران و امريكا هذه االتفاقية التي‬ ‫كانت سبباً يف نشوب الحرب العراقية‬ ‫االيرانية التي استمرت مثان سنوات كان‬ ‫ايضاً بتوجيه خارجي (عريب و دويل)‬ ‫بأعتبار العراق حامي البوابة الرشقية يف‬ ‫وجه ايران و حتى غزو دولة الكويت‬ ‫كانت مبباركة دول خارجية منها امريكا‬ ‫و هكذا ‪.‬‬ ‫و يف عام ‪ 2003‬دخل التوجيه الخارجي‬ ‫مرحلة جديدة بدأت بالتدخل العسكري‬ ‫لتغيري النظام السيايس لتصبح العراق‬ ‫ساحة رصاعات مفتوحة لقوى خارجية‬ ‫امريكية و ايرانية و جامعات ارهابية‬ ‫لتجد يف الشعب العراقي الجهاز‬ ‫االنسب الستقبال مؤرشاتهم و تحقيق‬ ‫اهدافهم بني إشعال الحرب الطائفية‬ ‫و إبعاد السنة من العملية السياسية‬ ‫انتقاماً لهم لحكمهم العراق يف السابق‬

‫و مسايرة الكورد و مشاركتهم الصورية‬ ‫للحكم ‪.‬‬ ‫بعد مرور اكرث من ثالثة اشهر عىل اجراء‬ ‫االنتخابات النيابية يف ‪2018/5/12‬‬ ‫صادقت املحكمة االتحادية عىل نتائجها‬ ‫بعد النظر يف الطعون املقدمة و عمليات‬ ‫الفرز اليدوي للصناديق املشكوك‬ ‫فيها و يشهد الساحة السياسية حراكاً‬ ‫قوياً و اجتامعات طويلة متواصلة من‬ ‫اجل تشكيل اكرب كتلة نيابية تتمكن‬ ‫من تشكيل الحكومة القادمة و تشهد‬ ‫الرصاع بني (قاسم سليامين ‪ /‬االيراين)‬ ‫و (بريت ماكغورك ‪ /‬االمرييك) حيث‬ ‫يجر كل منهام الحبل لصالحه لتكون‬ ‫الحكومة القادمة اكرث استقبا ًال لذبذبات‬ ‫و توجيهاتهم لتنتهي املشهد بانتصار‬ ‫واحد منهم ‪.‬‬ ‫اياً كان من االمر يف فوز احدهم بالكأس‬ ‫بعد اجتياز املراحل الصعبة فأن الشعب‬ ‫العراقي املسكني يبقى الضحية و االداة‬ ‫لتنفيذ االمر الصادر اليه ‪.‬‬ ‫و نخلص اىل القول بأن العراق كان و‬ ‫مازال انسب جهاز الستقبال الرتددات‬ ‫الخارجية و تنفيذها من اين كانت ؟‬ ‫رشقية و غربية املهم ان ال يكون داخلياً‬ ‫فاالنظمة العراقية مستعدة الستقبال‬ ‫اضعف الرتددات الخارجية و تنفيذها‬ ‫و غري مستعدة لالستامع اىل اعىل‬ ‫االصوات الداخلية برضورة االستقالل‬ ‫يف القرار السيايس و تحسني الحياة‬ ‫العامة بتقديم الخدمات و توفري االمن‬ ‫و االستقرار ‪ .‬و هذا هو القدر املكتوب‬ ‫للعراق ‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫رغم األزمة‪..‬‬ ‫تنسيق أمريكي تركي مستمر بالعراق‬ ‫وسوريا‪ ..‬والهدف كوردي‬

‫‪26‬‬

‫نشر موقع «ميدل إيست‬ ‫آي» يف لندن تقريرا‬ ‫حصريا‪ ،‬يكشف فيه عن‬ ‫استمرار العالقات األمنية‬ ‫والعسكرية بني الواليات‬ ‫املتحدة وتركيا‪ ،‬رغم‬ ‫األزمة الدبلوماسية التي‬ ‫اندلعت بسبب استمرار‬ ‫احتجاز القس األمريكي‬ ‫أندرو برونسون‪.‬‬ ‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫‪27‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪28‬‬ ‫ويشري التقرير‪ ،‬إىل أنه يف الوقت‬ ‫الذي هدد فيه الرئيس األمرييك‬ ‫دونالد ترامب تركيا بالعقوبات‪ ،‬فإن الجيش‬ ‫األمرييك قدم معلومات أستخباراتية‬ ‫ساعدت عىل استهداف أحد كبار قادة‬ ‫األكراد العسكريني‪.‬‬ ‫ويجد املوقع أن الغارة الجوية هي دليل‬ ‫عىل استمرار التعاون العسكري‪ ،‬الذي‬ ‫امتد من العراق إىل سوريا‪ ،‬رغم األزمة‬ ‫التي اشتعلت بسبب التغريدة التي كتبها‬ ‫دونالد ترامب‪ ،‬التي هدد فيها االقتصاد‬ ‫األورويب‪.‬‬ ‫ويكشف التقرير عن أن إسامعيل أوزدين‬ ‫قتل يف ‪ 15‬آب‪ /‬أغسطس‪ ،‬بعد قيام الطريان‬ ‫الرتيك بغارتني جويتني ضد وحدات املقاومة‬ ‫يف سنجار‪ ،‬وهي جامعة تابعة لحزب العامل‬ ‫الكوردستاين‪ ،‬الذي تعده كل من تركيا‬ ‫والواليات املتحدة جامعة إرهابية‪ ،‬مشريا‬ ‫إىل أن ذلك جاء بعد أن قدم األمريكيون‬ ‫املعلومات لرتكيا‪ ،‬فتم قصف سيارة كان‬ ‫يستقلها أوزدين يف منطقة شامل العراق‬ ‫قرب الحدود مع سوريا‪.‬‬ ‫وينقل املوقع عن دبلومايس تأكيده الدعم‬ ‫األمرييك لرتكيا‪ ،‬حيث مل تنف البنتاغون‬ ‫روايته‪ ،‬وقال املتحدث باسم البنتاغون‬ ‫إريك باهون‪« :‬ندعم جهود تركيا يف مواجهة‬ ‫(يب يك يك)‪ ،‬ونعرتف بالتهديد الحقيقي‬ ‫الذي ميثله حزب العامل الكوردستاين عىل‬ ‫أمن تركيا»‪.‬‬ ‫وأخرب أربعة دبلوماسيني أتراك موقع «ميدل‬ ‫إيست آي» أن التعاون األمرييك الرتيك ميتد‬ ‫من منبج السورية إىل سنجار العراق إىل‬

‫الحدود العراقية الرتكية الجديدة‪ ،‬رغم ما‬ ‫يدور من أزمة بني البلدين فيام يتعلق‬ ‫بالقس أندرو برونسون‪ ،‬وقال واحد من‬ ‫الدبلوماسيني‪« :‬البنتاغون هي الوزارة التي‬ ‫تهتم مبظاهر القلق الرتكية‪ ،‬وسنبقي عىل‬ ‫تعاوننا معهم عىل األرض»‪ ،‬فيام أكدت‬ ‫وزارة الدفاع األمريكية يوم االثنني أن‬ ‫التعاون العسكري بني البلدين يظل قويا‬ ‫رغم األزمة الحالية‪ ،‬ويقول مدير اإلعالم يف‬ ‫البنتاغون العقيد روب مانينغ‪ ،‬قوله‪« :‬ال‬ ‫يوجد أي انقطاع يف العالقة مع تركيا»‪.‬‬ ‫وبحسب التقرير‪ ،‬فإن املسؤولني من‬ ‫البلدين أكدوا أن املرشوع الذي سيتقدم‬ ‫إىل األمام هو الدوريات املشرتكة يف منبج‬ ‫شامل سوريا‪ ،‬التي تبعد ‪ 25‬كيلومرتا عن‬ ‫الحدود الرتكية السورية‪ ،‬حيث كانت‬ ‫منبج مصدرا للتوتر بني البلدين منذ‬ ‫عام ‪ ،2016‬عندما دخلت قوات سوريا‬ ‫الدميقراطية بقيادة وحدات حامية الشعب‬ ‫البلدة‪ ،‬وسيطرت عليها بدعم من الجيش‬ ‫األمرييك‪ ،‬مشريا إىل أن تركيا تتعامل مع‬ ‫وحدات حامية الشعب عىل أنها امتداد‬ ‫لـ»يب يك يك»‪ ،‬التي تشن حربا عمرها أكرث‬ ‫من ‪ 30‬عاما عىل األرض الرتكية‪ ،‬فيام تنظر‬ ‫واشنطن لهذه الوحدات عىل أنها حليف يف‬ ‫القتال ضد تنظيم الدولة‪.‬‬ ‫ويقول املوقع إن أنقرة وواشنطن توصلتا‬ ‫أثناء زيارة وزير الخارجية مولود جاويش‬ ‫أوغلو يف بداية حزيران‪ /‬يونيو التفاق‪،‬‬ ‫تقوم من خالله قوات حامية الشعب‬ ‫باالنسحاب من منبج‪ ،‬وتحل محلها‬ ‫دوريات مشرتكة تركية وأمريكية للحفاظ‬ ‫عىل األمن واالستقرار يف املدينة‪ ،‬وقال‬ ‫وزير الدفاع جيمس ماتيس يوم الخميس‬

‫إن «املحرك جاهز والضباط موجودون‬ ‫وستبدأ قريبا»‪.‬‬ ‫ويورد التقرير نقال عن القائم بأعامل‬ ‫مسؤول ملف الرشق األوسط يف الخارجية‪،‬‬ ‫واملرشح املحتمل لتويل منصب السفري يف‬ ‫أنقرة ديفيد ساترفيلد‪ ،‬قوله إن األزمة‬ ‫بني تركيا والواليات املتحدة مل تؤثر عىل‬ ‫اتفاق منبج‪ ،‬وأضاف أن «ما اتفقت عليه‬ ‫األطراف من خريطة طريق يف منبج كان‬ ‫جيدا ومشجعا»‪.‬‬ ‫ويذكر املوقع أن واحدا من الدبلوماسيني‬ ‫الذين تحدث معهم ردد ما قاله كل من‬ ‫ماتيس وساترفيلد‪ ،‬بأن الصفقة رمبا تتقدم‬ ‫ببطء‪ ،‬لكن حتى لو أنها كانت تأخذ أكرث‬ ‫من املتوقع فإن الدوريات املشرتكة ستبدأ‬ ‫قريبا‪ ،‬الفتا إىل أنه خالل زيارة قام بها وفد‬ ‫تريك إىل واشنطن بداية هذا الشهر‪ ،‬تحدث‬ ‫عن مبنج بصفتها مثاال عىل التعاون‪ ،‬يف‬ ‫محاولة لحل األزمة الدبلوماسية الناتجة‬ ‫من اعتقال برونسون‪.‬‬ ‫وينقل التقرير عن الدبلومايس الرتيك‪ ،‬قوله‪:‬‬ ‫«حتى لو كانت تسري ببطء فإن منبج هي‬ ‫مثال عىل الطريقة التي ميكن أن نعمل‬ ‫فيها معا‪ ..‬لهذا السبب فإننا قمنا بوضعها‬ ‫عىل الطاولة عندما كنا يف واشنطن‪ ،‬وقلنا‬ ‫لهم ملاذا ال تقبلوا صفقة أخرى للعمل معا‬ ‫يف موضوع برونسون؟»‪.‬‬ ‫ويلفت املوقع إىل أن الزيارة انتهت دون‬ ‫أي حل‪ ،‬حيث تجاهلت الواليات املتحدة‬ ‫طلبني من تركيا ملبادلة برونسون‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أنه «مهام يكن فإن التعاون يف موضوع‬ ‫منبج سيميض كام هو متوقع»‪.‬‬ ‫ويقول التقرير إن «منبج ليست املوضوع‬ ‫الوحيد الذي يتم فيه التعاون بني البلدين‪،‬‬

‫بل هناك جبال قنديل يف سنجار شامل‬ ‫العراق‪ ،‬فبعد الدعم األمرييك يف عملية‬ ‫سنجار األسبوع املايض‪ ،‬فإن تركيا تتوقع‬ ‫اآلن من الواليات املتحدة أن تشاركها‬ ‫املعلومات حول جبال قنديل يف شامل‬ ‫العراق‪ ،‬حيث تتمركز قوات (يب يك يك)»‪.‬‬ ‫ويفيد املوقع بأن الواليات املتحدة وعدت‬ ‫يف لقاء تم بني ماتيس ونظريه الرتيك‬ ‫نورالدين كانكيل يف بروكسل‪ ،‬بالتشارك‬ ‫يف العمليات االستخباراتية مع تركيا؛‬ ‫لدعم عملياتها ضد «يب يك يك» يف العراق‪،‬‬ ‫مستدركا بأن الدبلوماسيني األربعة أكدوا‬ ‫محدودية التعاون مع البنتاغون‪ ،‬فلم‬ ‫تنسحب قوات حامية الشعب بعد من‬ ‫منبج‪ ،‬وال يزال األكراد يسيطرون عىل ربع‬ ‫سوريا بدعم أمرييك‪ ،‬أما يف سنجار فإن‬ ‫الدعم األمرييك لرتكيا ضد وحدات املقاومة‬ ‫ألنها تستخدم جبال سنجار من أجل نقل‬ ‫األسلحة والذخرية لوحدات حامية الشعب‪.‬‬ ‫وينقل التقرير عن الدبلوماسيني‪ ،‬قولهم‬ ‫إن أمريكا تعاونت مع تركيا ملالحقة قادة‬ ‫كبار يف «يب يك يك» لكنها كانت مرتددة يف‬ ‫أمور أخرى‪ ،‬مشريا إىل أن الحشد الشعبي‬ ‫املدعوم من إيران يعمل يف شامل العراق‪،‬‬ ‫لذلك يفضل األمريكيون سيطرة وحدات‬ ‫املقاومة يف سنجار عىل املنطقة‪ ،‬بدال من‬ ‫جامعات موالية إليران‪.‬‬ ‫وينقل املوقع عن دبلومايس من األربعة‪،‬‬ ‫وهو متخصص بالعراق‪ ،‬قوله إن أنقرة‬ ‫تعمل عىل خطة كبرية لتنظيف املنطقة‬ ‫من وحدات املقاومة يف سنجار‪ ،‬وأضاف‪:‬‬ ‫«نعلم أن معظمهم من االيزيديني‬ ‫يف وحدات املقاومة يف سنجار‪ ،‬وبعد‬ ‫خروج تنظيم الدولة منها يشعر هؤالء‬

‫السبب الرئيسي‬ ‫وراء الجهود التركية‬ ‫هو المعبر الحدودي‬ ‫في قرية أوفاكوي‬ ‫بين الحدود التركية‬ ‫والسورية والعراقية‪،‬‬ ‫مشيرا إلى أن المعبر‬ ‫الوحيد يقع في‬ ‫الخابور شرق أوكافوي‪،‬‬ ‫وتسيطر عليه حكومة‬ ‫إقليم كردستان‬ ‫االيزيديون بأنهم بحاجة لوحدات املقاومة‬ ‫يف سنجار لحاميتهم»‪ ،‬وتابع قائال‪« :‬نحاول‬ ‫العمل والبحث عن الفروق بني االيزيديني‬ ‫ووحدات املقاومة يف سنجار‪ ،‬وإنهاء‬ ‫اعتامدهم عىل هذه الجامعة»‪.‬‬ ‫وينوه التقرير إىل أن السبب الرئييس وراء‬ ‫الجهود الرتكية هو املعرب الحدودي يف قرية‬ ‫أوفاكوي بني الحدود الرتكية والسورية‬ ‫والعراقية‪ ،‬مشريا إىل أن املعرب الوحيد يقع‬ ‫يف الخابور رشق أوكافوي‪ ،‬وتسيطر عليه‬ ‫حكومة إقليم كردستان‪ ،‬فيام ال يوجد معرب‬ ‫بني تركيا والعراق تسيطر عليه حكومة‬ ‫بغداد‪.‬‬ ‫ويستدرك املوقع بأن املعرب الجديد سيكون‬ ‫مبارشا بني تركيا والعراق‪ ،‬ويشمل طريقا‬ ‫رسيعا يبدأ من بغداد ويتجنب مناطق‬ ‫الكورد‪ ،‬الفتا إىل أن تركيا والعراق تناقشان‬ ‫إمكانية فتح املعرب‪ ،‬حيث عربت أنقرة عن‬ ‫استعدادها لبناء الطريق وإصالح األجزاء‬ ‫التي دمرها تنظيم الدولة‪.‬‬ ‫ويورد التقرير نقال عن الدبلومايس‪ ،‬قوله‪:‬‬

‫«هناك الكثري من الجامعات اإلرهابية يف‬ ‫جنوب البوابة املخطط لها‪ ،‬وهو ما سيخلق‬ ‫مناخا من الفوىض‪ ،‬وهو مكان مناسب‬ ‫لتحرك اإلرهابيني بحرية»‪ ،‬وأضاف‪« :‬إن‬ ‫الواليات املتحدة تستخدم هذه الحرية‬ ‫لتجاوز الحدود‪ ،‬ونقل السالح إىل وحدات‬ ‫حامية الشعب‪ ،‬لكن علينا أن ننظف‬ ‫املنطقة من الجامعات اإلرهابية لتأمني‬ ‫الطريق من بغداد إىل البوابة الجديدة»‪.‬‬ ‫ويشري املوقع إىل أن تركيا بدأت محادثات‬ ‫مع واشنطن حول املعرب‪ ،‬وهي تعلم أن‬ ‫اإلدارة ال تعارض مبدئيا هذا املرشوع؛‬ ‫ألنه سيزيد من حجم التبادل التجاري بني‬ ‫بغداد وأنقرة‪ ،‬ويقلل من اعتامد العراق‬ ‫عىل إيران‪ ،‬منوها إىل أن العراق لديه يف‬ ‫الوقت الحايل ‪ 10‬معابر مع إيران‪ ،‬حيث‬ ‫يتم التبادل مع الجارة يف الرشق‪.‬‬ ‫وينقل التقرير عن دبلومايس‪ ،‬قوله إن‬ ‫إيران ليست سعيدة باملعرب؛ ألنها تخىش‬ ‫من خسارة التأثري يف العراق‪ ،‬وأضاف‬ ‫‪»:‬لدى إيران ‪ 10‬معابر مع العراق‪ ،‬ولدينا‬ ‫معرب واحد‪ ،‬وال تسيطر عليه حكومة‬ ‫بغداد»‪.‬‬ ‫وتابع الدبلومايس قائال للموقع‪« :‬نريد‬ ‫زيادة حجم التجارة مع العراق‪ ،‬وهذا‬ ‫سيؤدي إىل نقل نفط كركوك عرب ميناء‬ ‫جيهان الرتيك‪ ..‬لو نجحنا فإن العراق لن‬ ‫يعتمد عىل إيران لتصدير النفط‪ ،‬ولهذا‬ ‫السبب تدعم أمريكا املرشوع»‪.‬‬ ‫ويختم «ميدل إيست آي» تقريره باإلشارة‬ ‫إىل أن الوعود بدعم املرشوع ليست كافية‪،‬‬ ‫حيث تتطلع أنقرة لوقف أمريكا دعمها‬ ‫لوحدات املقاومة يف سنجار‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪30‬‬

‫حصار طهران ولكن العراق أوال‬ ‫هادي جلو مرعي‬

‫حزمة جديدة من العقوبات‬ ‫اإلقتصادية أطلقتها واشنطن‬ ‫بإتجاه طهران بغية تغيري موقفها‬ ‫من القضايا املتنازع عليها‪ ،‬ويف‬ ‫مقدمتها امللف النووي اإليراين‪،‬‬ ‫وعالقة طهران بقوى وحركات يف‬ ‫املنطقة تهدد املصالح األمريكية‪،‬‬ ‫ومصالح بعض حلفائها التقليديني‬ ‫العربية‬ ‫واململكة‬ ‫كإرسائيل‬ ‫السعودية واإلمارات‪ ،‬وجاءت هذه‬ ‫الحزمة كمقدمة لعقوبات تتعلق‬ ‫بقطاع النفط والغاز واملواينء من‬ ‫املؤمل أن ترشع واشنطن بتنفيذها‬ ‫يف األول من نوفمرب املقبل‪ ،‬والالفت‬ ‫إن جون بولتون مستشار األمن‬ ‫القومي األمرييك رصح بعد ساعات‬ ‫من إطالق الرئيس ترامب لقراراته‬ ‫قائال‪ :‬إن الثورة اإلسالمية لن تحتفل‬ ‫بذكراها األربعني يف فرباير املقبل‪،‬‬ ‫ويعني ذكرى الثورة ضد الشاه التي‬ ‫يجري اإلحتفال بها مطلع كل عام !‬ ‫ظلت واشنطن تغض الطرف خالل‬ ‫سنوات طويلة عن عالقات بغداد‬ ‫بطهران وهي تدرك حساسية املوقف‬ ‫العراقي يف ظروف صعبة ومعقدة‪،‬‬

‫وطاملا أظهر سياسيون عراقيون‬ ‫تأييدهم لبعض السياسات اإليرانية‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬ورفضهم ألي مساس بها‬ ‫من قبل الواليات املتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫وكانت بعض اإلجراءات األمريكية‬ ‫تتخذ يف ظل تفهم لواقع العالقة‬ ‫بني البلدين الجارين‪ ،‬ومتاشيا مع‬ ‫نهج سيايس حاول إحداث حالة من‬ ‫التوازن يف املواقف‪ ،‬وعدم الذهاب‬ ‫بعيدا يف موقف مع‪ ،‬أو ضد‪ ،‬وهو‬ ‫ماتعودناه من حكومات عدة مرت‪.‬‬ ‫رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي‬ ‫الذي يسعى لوالية ثانية‪ ،‬ويواجه‬ ‫تحديات صعبة‪ ،‬وأزمات بعضها‬ ‫بتهييج من خصومه املحليني قد يجد‬ ‫موقفا عدائيا من قوى تريده منحازا‬ ‫خاصة وإنه عرب عن موقف رافض‬ ‫للعقوبات األمريكية الجديدة‪،‬‬ ‫وعدها تجربة غري مفيدة‪ ،‬وسببت‬ ‫األذى للعراق يف التسعينيات‪ ،‬لكنه‬ ‫ملزم أيضا بإتخاذ تدابري تحمي‬ ‫بالده‪ ،‬وهو موقف عربت عنه دول‬ ‫ومنظامت عاملية كروسيا والصني‬ ‫واإلتحاد األوريب‪ ،‬وكام ظهر من‬ ‫حديثه األخري عقب إعالن الرئيس‬

‫دونالد ترامب عن حزمة العقوبات‬ ‫التي ستفرض عىل إيران‪ ،‬والتي‬ ‫بدا إنه مرص عليها بشدة‪ ،‬وتوعد‬ ‫فيها الدول والرشكات التي تنتهك‬ ‫تلك العقوبات مبوقف أمرييك غري‬ ‫مسبوق يصل اىل قطع العالقات‬ ‫وفرض إجراءات بحقها‪.‬‬

‫قدم العبادي يف ترصيحه األخري‬ ‫املصلحة العراقية التي الميكن أن‬ ‫يعرب عنها مبواقف وترصيحات‬ ‫إنفعالية‪ ،‬فاملشكلة ليست سياسية‬ ‫عابرة‪ ،‬وليست زوبعة إعالمية‬ ‫ومتر‪ ،‬بل هي جزء من رصاع شاق‬ ‫وطويل إستنزف قدرات‪ ،‬وأدخل‬

‫املنطقة والعامل يف توترات متتالية‬ ‫طيلة أربعة عقود كاملة بدأت منذ‬ ‫العام ‪ 1980‬وماتزال‪ ،‬وتأخذ أشكاال‬ ‫متعددة‪ ،‬وكانت تتصاعد‪ ،‬أو تخف‬ ‫بحسب الظروف املحيطة بالعالقات‬ ‫الدولية ورضوراتها‪ ،‬واملشاكل التي‬ ‫تواجه العامل‪ ،‬وأي موقف سيايس‬

‫رسمي من بغداد الميكن أن يكون‬ ‫عرب الترصيحات النارية ألنها لن‬ ‫تكون ذات قيمة‪ ،‬بل البد من‬ ‫رؤية تضع املصلحة العراقية أوال‬ ‫فالحكومة يجب أن تفكر مبصلحة‬ ‫الشعب‪ ،‬وأن متنع طغيان مصالح‬ ‫اآلخرين‪..‬‬ ‫‪31‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪32‬‬

‫مؤيد عبد الستار‬ ‫طمح العراقيون بعد سقوط نظام‬ ‫العصابة الصدامية اىل حكم‬ ‫مدين يضع اللبنات االساسية النتشال‬ ‫العراق وشعبه من تبعات الدكتاتورية‬ ‫املتخلفة التي متثلت بابشع نظام حكم‬ ‫تسلط عىل رقاب العراقيني منذ تاسيس‬ ‫الدولة العراقية الحديثة ‪.‬‬ ‫كام شارك الشعب بقوة يف االنتخابات‬ ‫عىل أمل أن يختار من يتوسم فيهم‬ ‫الخري للبدء ببناء عراق جديد ينعم‬ ‫فيه املواطن بالرفاه واالمان وعىل‬ ‫االخص بعد اسقاط العديد من الدول‬ ‫الكربى مبالغ ديونها الكبرية التي تركها‬ ‫النظام الصدامي لتثقل كاهل العراق‬ ‫‪ .‬ولكن خاب املهم ‪ ،‬النهم مل يجدوا‬ ‫فيمن اختاروا سوى غالبية من النواب‬ ‫يسعون لتحقيق مصالحهم ومنافعهم‬

‫البصرة وكركوك من حال الى حال‬ ‫عىل حساب ضامئرهم وخدمة ابناء‬ ‫شعبهم ‪.‬‬ ‫وهكذا ُأسـقـط بيد املواطنني فعزفوا يف‬ ‫الدورة االنتخابية االخرية عن املشاركة‬ ‫والتصويت يف االنتخابات فلم تبلغ‬ ‫نسبة املشاركني حسب بعض املصادر‬ ‫اكرث من ‪ % 20‬من الناخبني ‪ .‬فقد قاطع‬ ‫االنتخابات معظم ابناء الشعب الذي‬ ‫شعر بالحيف والظلم واملكيدة التي‬ ‫دبرها لهم اسياد التغيري بواسطة عامئم‬ ‫ايران وافندية بريطانيا ‪ ،‬فاغلب من كان‬ ‫يحل ويربط يف العراق هم من اصحاب‬ ‫الجنسية والباسبورت الربيطاين املبجل‬ ‫‪ ،‬وما يؤسف له ان تكون بريطانيا‬ ‫مصدرا لهذا الكم من اللصوص الذين‬ ‫رايناهم يف اروقة الحكم يف العراق بدال‬ ‫من رؤية علامء وخرباء من جامعات‬

‫كمربدج واكسفورد العريقتني ‪.‬‬ ‫ولكن مع هذه املأساة التي حلت يف‬ ‫العراق نجد تفاوتا بني ادارتني ‪ ،‬ادارة‬ ‫االحزاب الدينية التي حكمت مدن‬ ‫الجنوب الرثية برثواتها النفطية مثل‬ ‫البرصة والنارصية والعامرة ‪ ،‬وادارة‬ ‫االحزاب الكردية التي حكمت مدن‬ ‫كردستان مثل السليامنية واربيل‬ ‫ودهوك وكركوك ‪.‬‬ ‫ولو تركنا جميع املدن واخذنا مدينيتني‬ ‫فقط عىل سبيل املقارنه وهام مدينة‬ ‫البرصة ومدينة كركوك عىل اساس‬ ‫انهام من املدن التي اشتهرت بانتاج‬ ‫وتصدير النفط منذ عقود ‪ ،‬بل منذ‬ ‫اول برئ حفرت يف باباكركر ‪ ،‬نجد ان‬ ‫مدينة كركوك التي ادارتها االحزاب‬ ‫الكردية كانت وظلت مدينة نظيفة‬

‫معتدلة يف مجاالت العمل وقلة البطالة‬ ‫‪ ،‬وتوفر الخدمات والتعايش السلمي‬ ‫بني مكوناتها الرئيسة ( العرب والكورد‬ ‫والرتكامن ) رغم املشاكل التاريخية‬ ‫التي زرعها االستعامر الربيطاين منذ‬ ‫الخمسينات وعمقها نظام البعث فيام‬ ‫بعد ‪ ،‬واكرب املشاكل كانت تهجري الكورد‬ ‫وتعريب مناطقهم ‪.‬‬ ‫والتي مازالت اثارها مؤملة اىل اليوم‬ ‫وعجزت ادارة الدولة يف بغداد من‬ ‫معالجتها وفق املادة الدستورية‬ ‫‪ 140‬وهو ما سبب للمدينة وسكانها‬ ‫املزيد من املعوقات يف التقدم اكرث يف‬ ‫مجاالت االستثامر والسياحة والتجارة‬ ‫وغري ذلك ولكنها مع جميع هذه‬ ‫االشكاالت حظيت بعناية من االحزاب‬ ‫الكردية وعىل االخص من الرئيس‬

‫العراقي الراحل مام جالل الذي كان‬ ‫ينصف الرتكامن قبل الكورد يف الحلول‬ ‫التي يقرتحها عىل االدارة حني كانت‬ ‫املحافظة تابعة الدارة االتحاد الوطني‬ ‫الكوردستاين‪.‬‬ ‫وظلت كركوك بخري حتى قبل عام او‬ ‫اكرث حني عصفت بها احداث مفاجئة‬ ‫تركتها تحت طائلة الحركات العسكرية‬ ‫وهجامت داعش الذي بدأ ينهش‬ ‫اطراف املدينة من جديد‪.‬‬ ‫ولكن والحق يقال ال مجال ملقارنة وضع‬ ‫كركوك رغم جميع املشاكل والسلبيات‬ ‫مبا أل اليه وضع مدينة البرصة التي‬ ‫حكمتها االحزاب الدينية وجعلت‬ ‫ثروتها النفطية نهبا للامفيات من كل‬ ‫حدب وصوب وساد النظام العشائري‬ ‫فيها وفقدت الحكومة سلطتها هناك‬

‫وسلمت مفاتيح االمور لالحزاب الدينية‬ ‫تعيث باملدينة فسادا حتى وصل االمر‬ ‫فيها لعدم توفر ابسط الخدمات مثل‬ ‫املاء الصالح لالستخدام او الكهرباء او‬ ‫الخدمات البلدية االخرى ‪.‬‬ ‫ان مأل املدن العراقية يف الجنوب اىل‬ ‫هذا املستوى من التخلف وفقدان‬ ‫الخدمات وعدم استتباب االمن وشيوع‬ ‫الفساد والرشوة وانتشار االوبئة‬ ‫واالمراض الفتاكة مبستويات عاليه‬ ‫يجعل من الرضوري استبدال االدارة‬ ‫الحالية لهذه املدن بادارة اخرى يعمل‬ ‫الربملان والحكومة القادمة عىل ايجاد‬ ‫البدائل االفضل الدارتها وابعاد االحزاب‬ ‫الدينية التي تتحكم برقاب املدن واهلها‬ ‫وتغرقها يف الخرافات والخزعبالت ‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪34‬‬ ‫نشر موقع‬ ‫«بلومبيرغ» مقاال‬ ‫للكاتب بوبي‬ ‫غوش‪ ،‬يقول فيه‬ ‫إن أربع وفيات‬ ‫ستغير منطقة‬ ‫الشرق األوسط‪،‬‬ ‫وتحدث فيها ثورة‪.‬‬ ‫فـيلي ‪ /‬ماجد محمد صالحان‬

‫اربع وفيات بينها لمرجعيتين شيعيتين‬ ‫ستحدث ثورة في الشرق االوسط‬ ‫‪35‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪36‬‬ ‫ويشري غوش يف مقاله‪ ،‬عن نهاية حلم‬ ‫التغيري من خالل الثورات أو االنقالبات‪،‬‬ ‫وحتى العامل الدميغرايف يف املنطقة‪،‬‬ ‫الفتا إىل عامل مهم يتناساه الكثريون‪،‬‬ ‫وهو حياة الزعامء ووفاتهم‪ ،‬التي عادة‬ ‫ما تقود إىل تغيريات مهمة‪.‬‬ ‫ويرى الكاتب أن مناطق‪ ،‬مثل إيران‬ ‫وعُ امن والسعودية والعراق‪ ،‬محتملة‬ ‫لتغيريات قيادية‪ ،‬وعىل مستوى املرجعية‬ ‫الدينية‪ ،‬وكفيلة بالتايل بإحداث «ثورة»‬ ‫يف الرشق األوسط‪ ،‬مشريا أيضا إىل عنرص‬ ‫الدميغرافيا والتكنولوجيا‪ ،‬فيحقق تجمع‬ ‫كبري من الشباب مسلح بالهواتف الذكية‬ ‫النجاح‪ ،‬حيث فشلت الجهود األخرى‪.‬‬ ‫ويستدرك غوش قائال‪« :‬إننا قد نتجاوز‬ ‫عامال مؤكدا للتغيري‪ ،‬وهو‪ :‬دميومة‬ ‫اإلنسان‪ ،‬موت الحكام الذين حكموا‬ ‫لسنوات طويلة‪ ،‬وهم عادة يعدون‬ ‫عوامل مؤكدة للتغري االجتامعي‬ ‫والسيايس واالقتصادي والتجديد‪ ،‬وهذا‬ ‫مهم عندما يكون هناك انتقال جييل‬ ‫للسلطة‪ ،‬الذي سنشاهده يف منطقة‬ ‫الرشق األوسط»‪.‬‬ ‫ويتحدث الكاتب عن أربع جنازات‬ ‫محتملة يف السنوات املقبلة‪ :‬ملك‬ ‫وسلطان ومرجعيتان شيعيتان‪ ،‬وهؤالء‬ ‫هم املرشد الروحي للجمهورية اإلسالمية‬ ‫يف إيران آية الله عيل خامنئي‪ ،‬وامللك‬

‫سلامن بن عبد العزيز‪ ،‬وسلطان عُ امن‬ ‫السلطان قابوس‪ ،‬واملرجع الشيعي يف‬ ‫العراق آية الله عيل السيستاين‪ ،‬فـ»من‬ ‫سيخلفهم؟ وكيف سيحدد الدينامية‬ ‫السياسية يف املنطقة ولجيل قادم؟»‪.‬‬ ‫آية الله خامنئي (‪ 78‬عاما)‬ ‫ويلفت غوش إىل أن خامنئي يف منصبه‬ ‫منذ عام ‪ ،1989‬مشريا إىل أن التقارير‬ ‫عن حالة املرشد الصحية يتم التكتم‬ ‫عليها بشكل كبري‪ ،‬إال أن الشائعات حول‬ ‫إصابته بالرسطان منترشة منذ سنوات‪.‬‬ ‫ويقول الكاتب إن «مقارنة بني صور‬ ‫الزعيم السابقة والحالية تعطي فكرة‬ ‫عن مدى التغري الذي حدث عليه وما‬ ‫بقي له من عمر‪ ،‬لكن السؤال املهم‬ ‫هو من سيخلفه؟ ذلك أن املتشددين‬ ‫يحصلون عىل حظ أفضل من املعتدلني‪،‬‬ ‫وعىل الورق فإن عملية التغيري يف‬ ‫السلطة يف إيران هي من أسهل‬ ‫عمليات نقل القيادة‪ ،‬خاصة أن خامنئي‬ ‫سيستبدل يف حال وفاته أو إن مل يكن‬ ‫قادرا عىل مواصلة مسؤولياته بسبب‬ ‫املرض‪ ،‬بخليفة يختاره ‪ 88‬من مجلس‬ ‫الخرباء»‪.‬‬ ‫ويستدرك غوش بأن «القواعد ال تتبع يف‬ ‫الكثري من األحيان‪ ،‬واملرة الوحيدة التي‬ ‫امتحنت فيها طرق االختيار كانت عند‬ ‫وفاة املرشد األول آية الله الخميني‪،‬‬ ‫حيث تم ترفيع خامنئي‪ ،‬الذي مل يكن‬ ‫مؤهال للخالفة وبطريقة رسيعة حتى‬ ‫يتم اختياره»‪.‬‬ ‫ويقول الكاتب إن «السؤال املهم هو‬

‫إذا كان املرشد األعىل املقبل سيكون‬ ‫متشددا مثل خامنئي‪ ،‬أم أنه سيكون‬ ‫معتدال مثل الرئيس حسن روحاين‪ ،‬فقام‬ ‫املتشددون مبلء املناصب باملحافظني‪،‬‬ ‫وعينوا املقربني لهم يف املناصب‬ ‫الحكومية املهمة‪ ،‬أما الجانب املعتدل‬ ‫فهو ضعيف ومير مبرحلة هشة‪ ،‬خاصة‬ ‫أن روحاين فشل يف وعوده والنمو‬ ‫االقتصادي من االتفاقية النووية التي‬ ‫وقعها مع الدول الكربى»‪.‬‬ ‫ويرى غوش أن «صعودا متشددا للقيادة‬ ‫لن يكون سهال أيضا‪ ،‬ذلك أن املواطن‬ ‫اإليراين العادي يف مزاج متعكر ومعارض‬ ‫لآليات‪ ،‬وحتى آلية الله خامنئي‪،‬‬ ‫وتكشف الشعارات التي كتبت يف‬ ‫أنحاء البالد حاجة لتغيري ذي معنى‪ ،‬إال‬ ‫أن قرار الرئيس دونالد ترامب تفكيك‬ ‫املعاهدة النووية سيمنح املتشددين‬ ‫فرصة لتعبئة املواطن اإليراين‪ ،‬وهذا‬ ‫لن مينع من تعمق السخط الشعبي‬ ‫مع تشديد العقوبات‪ ،‬التي ستستهدف‬ ‫النفط والنظام املرصيف اإليراين»‪.‬‬ ‫ويذهب الكاتب إىل أن «أسوأ ما‬ ‫سينجم من تخل عن الحرية السياسية‬ ‫هو مرشح تسوية يحتاج للتحالف مع‬ ‫معسكرين من القوى الثالث يف البالد‪،‬‬ ‫أي املعسكر املتشدد والحرس الثوري‪،‬‬ ‫اللذين تجمعهام كراهية املعتدلني»‪.‬‬ ‫امللك سلامن بن عبد العزيز آل سعود‪،‬‬ ‫(‪ 82‬عاما)‬ ‫ويشري غوش إىل أن امللك سلامن وصل‬ ‫إىل العرش عام ‪ ،2015‬وغري خطط والية‬

‫العرش املليك عندما عزل ويل العهد‬ ‫السابق‪ ،‬وعني ابن أخيه األمري محمد‬ ‫بن نايف وليا للعهد‪ ،‬وابنه األمري محمد‬ ‫نائبا‪ 57( ،‬عاما) و(‪ 31‬عاما) عىل التوايل‪،‬‬ ‫ثم عزل امللك سلامن ابن أخيه وعني‬ ‫ابنه بدال منه‪ ،‬وسارع ويل العهد الجديد‬ ‫إىل توطيد سلطته‪ ،‬الفتا إىل أنه يسيطر‬ ‫اليوم عىل مفاصل الحكم يف البلد‬ ‫كلها‪ ،‬مبا يف ذلك الجيش وقطاع النفط‪،‬‬ ‫باإلضافة إىل أنه حاول بناء رشعية له‬ ‫خارج السعودية‪ ،‬كام بدا واضحا من‬ ‫جولته يف أوروبا والواليات املتحدة‪،‬‬ ‫حيث التقى مع عدد من صناع القرار‬ ‫السيايس ورجال االقتصاد واإلعالم‪،‬‬ ‫وتحدث عن إصالحات اجتامعية‪.‬‬ ‫ويستدرك الكاتب بأن «األمري مل يصل‬ ‫بعد إىل السلطة‪ ،‬وتعرض موقعه إىل‬ ‫رضبة يف اليمن‪ ،‬حيث تحولت الحرب‬ ‫التي تقودها السعودية يف هذا البلد‬ ‫إىل مستنقع‪ ،‬باإلضافة إىل أن الحصار‬ ‫االقتصادي والسيايس عىل قطر فشل‪،‬‬ ‫واختار حروبا ال معنى لها مع كندا‬ ‫وأملانيا‪ ،‬كام أن القمع ضد الناشطات‬ ‫النساء يشري إىل أنه يواجه معارضة من‬ ‫عنارص رئيسية ضد إصالحاته التي يدعو‬ ‫إليها»‪.‬‬ ‫ويجد غوش أن «هذا كله ال يعني‬ ‫أن هناك شكوكا حول وصوله للعرش‪،‬‬ ‫عىل األقل يف الوقت الحايل‪ ،‬لكن‬ ‫هناك مقاومة تنتظره‪ ،‬فمن بني القوى‬ ‫املحلية التي تنتظره هو الجيل الذي‬ ‫تم تجاهله‪ ،‬واملعارضة الدينية‪ ،‬والكثري‬ ‫من املليارديرات الذين غرمهم وسجنهم‬

‫>>‬ ‫خليفته سيكون واحدا من‬ ‫ثالثة سيعيشون بعده‪،‬‬ ‫وهم محمد سعيد الحكيم‪،‬‬ ‫ومحمد إسحق الفياض‪،‬‬ ‫وبشير حسين النجفي‪،‬‬ ‫لكن عامل العمر يلعب‬ ‫ضدهم‪ ،‬حيث يعد النجفي‪،‬‬ ‫(‪ 76‬عاما) أصغرهم‬

‫>>‬ ‫يف فندق راق خريف العام املايض‪،‬‬ ‫فالعنارص املتداخلة لديها مصلحة‬ ‫وجودية يف الحفاظ عىل الوضع القائم»‪.‬‬ ‫آية الله محمد عيل السيستاين (‪87‬‬ ‫عاما)‬ ‫ويفيد الكاتب بأن «السيستاين يف‬ ‫موقعه منذ عام ‪ ،1992‬ويؤمن هذا‬ ‫الرجل الديني املؤثر أن املؤسسة الدينية‬ ‫ال دخل لها يف السياسة‪ ،‬لكنه يؤدي من‬ ‫موقعه يف النجف دورا غري مبارش يف‬ ‫إرشاد املاليني من أتباعه‪ ،‬وينظر إليه‬ ‫عىل أنه قوة خري لنرش الدميقراطية‬ ‫وقمع النزعات الطائفية»‪.‬‬ ‫ويقول غوش إن «مكانته منعت من‬ ‫تحول العراق إىل نظام حكم ديني عىل‬ ‫الطريقة اإليرانية‪ ،‬وطريقة انتخاب‬ ‫خلف له معقدة وبقواعد مكتوبة‬ ‫وغري مكتوبة‪ ،‬بشكل يجعل من اتفاق‬ ‫املتنافسني عىل خليفة عملية طويلة»‪.‬‬

‫ويذهب الكاتب إىل أنه «يف السيناريو‬ ‫األسهل‪ ،‬فإن خليفته سيكون واحدا من‬ ‫ثالثة سيعيشون بعده‪ ،‬وهم محمد‬ ‫سعيد الحكيم‪ ،‬ومحمد إسحق الفياض‪،‬‬ ‫وبشري حسني النجفي‪ ،‬لكن عامل العمر‬ ‫يلعب ضدهم‪ ،‬حيث يعد النجفي‪76( ،‬‬ ‫عاما) أصغرهم‪ ،‬باإلضافة إىل أن الوضع‬ ‫السيايس يف العراق ال يسمح بالتأين يف‬ ‫االختيار‪ ،‬وكذلك التأثري اإليراين يف كل‬ ‫من بغداد والنجف»‪.‬‬ ‫ويبني غوش أن «إيران لطاملا حاولت‬ ‫أن يكون هناك صوت بارز مؤيد لها‬ ‫يف النجف‪ ،‬وقد أحبط صدام حسني‬ ‫محاوالتها ومن ثم السيستاين‪ ،‬ويف‬ ‫حال خرج هذا الرجل العجوز فإنها‬ ‫قد تدفع باتجاه تعيني مرشح مؤيد‬ ‫لها‪ ،‬ورمبا تم البحث عن طريقة قصرية‬ ‫لتعيني خلف له باختيار شخصية تتمتع‬ ‫مبزيج من الدعم السيايس والديني‪،‬‬ ‫أي مقتدى الصدر‪ ،‬الذي حققت كتلته‬ ‫نتائج متقدمة يف انتخابات أيار‪ /‬مايو‬ ‫الربملانية»‪.‬‬ ‫ويستبعد الكاتب أن «يرشح الصدر‬ ‫نفسه لرئاسة الوزراء‪ ،‬لكنه سيصبح‬ ‫العنرص الرئييس يف الحكومة‪ ،‬وتظل‬ ‫فرصه ألن يصبح مرجعية بسيطة‪ ،‬خاصة‬ ‫أنه يحمل لقب حجة اإلسالم‪ ،‬وهو أبعد‬ ‫من درجة آية الله أو املرجعية‪ ،‬إال أن‬ ‫الكثري من الشبان العراقيني مستعدون‬ ‫لتجاوز قلة درجته الدينية وتعيني‬ ‫الصدر (‪ 44‬عاما) يف املنصب املهم‪،‬‬ ‫خاصة أنه من عائلة مرجعيات دينية‬ ‫مهمة قتل صدام عددا منهم»‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪38‬‬ ‫وينوه غوش إىل أن «الصدر قدم نفسه‬ ‫عىل أنه شخصية وطنية معارضة إليران‬ ‫والغرب‪ ،‬ودافع عن حقوق الفقراء‬ ‫الذين يعيشون يف مدن الصفيح حول‬ ‫املدن الكربى‪ ،‬ومل يعلن الصدر عن نية‬ ‫أو إشارة تشري إىل رغبته بتويل املرجعية‪،‬‬ ‫فهو يرغب بسلطة دنيوية ال روحية‪،‬‬ ‫وال يتوقع أن تقوم املرجعيات الدينية‬ ‫يف النجف برتفيع الصدر ومنحه لقب‬ ‫آية الله ليحل مع السيستاين»‪.‬‬ ‫ويؤكد الكاتب أن «الصدر سيستخدم‬ ‫قوته السياسية والجامعات املوالية‬ ‫له لدعم من سيخلف السيستاين أو‬ ‫االعرتاض عليه‪ ،‬وستشهد النجف نزاعا‬ ‫ثالثيا بني الحرس القديم وجامعات إيران‬ ‫وجناح الصدر‪ ،‬ولن تحدد نتيجة النزاع‬ ‫مستقبل السياسة العراقية فحسب‪ ،‬بل‬ ‫توجه العامل الشيعي األكرب»‪.‬‬ ‫سلطان عامن السلطان قابوس بن سعيد‬ ‫( ‪ 77‬عاما)‬ ‫ويشري غوش إىل أن «سلطان عامن‬ ‫يحكم منذ عام ‪ ،1970‬وميكن مناقشة‬ ‫أن السلطان ال ميت للقامئة‪ ،‬خاصة‬ ‫أن بالده حاولت تجنب االضطرابات‬ ‫السياسية واالجتامعية يف املنطقة‪،‬‬ ‫لكن قدرة عامن عىل تجاوز األمواج‬ ‫الصاخبة نابعة من اليد البارعة لقابوس‪،‬‬ ‫والسؤال ال يتعلق فيام إن كان خليفته‬ ‫سيكون قادرا عىل حكم البالد‪ ،‬بل إن‬ ‫كان يستطيع أداء دور قابوس املحوري‪،‬‬ ‫بصفته وسيطا ومحكام يف نزاعات‬

‫املنطقة»‪.‬‬ ‫ويفيد الكاتب بأنه «ال يوجد خليفة‬ ‫للسلطان‪ ،‬الذي يقال إنه يعاين من‬ ‫رسطان القولون‪ ،‬وتجنب تقديم أي‬ ‫إشارة عمن يحبذ أن يخلفه عىل العرش‪،‬‬ ‫وستكون الخالفة يف مسقط األكرث غرابة‬ ‫بني الدول األربع‪ ،‬ويطلب من قابوس‬ ‫اختيار خليفته يف رسالة مختومة‪ ،‬ال‬ ‫تفتح إال عند وفاته‪ ،‬ويتم فتحها يف حال‬ ‫فشلت العائلة يف االتفاق عىل خليفة‬ ‫له»‪.‬‬ ‫ويعتقد غوش أن «العملية لن متر‬ ‫بسهولة يف ظل الوضع االقتصادي‬ ‫واالحتجاجات املتفرقة يف الشوارع‪،‬‬ ‫ومن هنا فإن الرشعية التي يحصل‬ ‫عليها خليفة معني يف رسالة مختومة‬ ‫لن تدوم‪ ،‬رغم ما يتمتع به السلطان‬ ‫قابوس من شعبية‪ ،‬وكام يف السعودية‪،‬‬ ‫فإن الخليفة القادم لقابوس يحتاج‬ ‫للتحرك رسيعا وتوطيد حكمه السيايس‪،‬‬ ‫والبدء يف إصالحات تخفف من قلق‬ ‫الشعب»‪.‬‬ ‫ويختم الكاتب مقاله بالقول إن‬ ‫«السيناريو األسوأ هو أن يسيطر‬ ‫املتشددون يف طهران والرياض والنجف‪،‬‬ ‫فيام يسيطر الضعف يف مسقط‪ ،‬أما‬ ‫السيناريو األفضل فهو خليفة معتدل‬ ‫لخامنئي‪ ،‬وإثبات ابن سلامن مصداقيته‬ ‫بصفته مصلحا‪ ،‬وخليفة طبق األصل‬ ‫للسيستاين‪ ،‬وحفاظ عامن عىل أمنها‬ ‫وسالمها حتى لو تم اختيار السلطان‬ ‫الجديد من ظرف مختوم‪ ،‬لكن سيثبت‬ ‫أنه قادر عىل توحيد البالد»‪.‬‬

‫ماذا يفعل نوري‬ ‫السعيد وعبد‬ ‫الكريم قاسم‬ ‫وصدام حسني‬ ‫يف سوق قديم‬ ‫ببغداد؟‬ ‫فـيلي ‪ /‬مروان جمال‬

‫يف املنطقة الكائنة بني الباب املعظم‬ ‫وساحة امليدان وسط العاصمة العراقية‬ ‫بغداد تقع «سوق الهرج» التي تعود إىل‬ ‫تاريخ موغل يف القدم‪ .‬ومع أنها تصنف‬ ‫عىل أنها إحدى األسواق الشعبية فإن‬ ‫ما تحتويه من سلع ومواد ترتاوح‬ ‫أسعارها ويف املحل الواحد من دوالر‬ ‫إىل مليون دوالر‪ .‬لكن هذا يتوقف عىل‬ ‫نوع القطعة وهوية من يشرتيها‪.‬‬ ‫يف هذه السوق التي متتد عىل عدة‬ ‫أزقة قدمية ومتداعية ميكن للمرء أن‬ ‫يجد فيها ما ال يجده يف أرقى األسواق‬ ‫واملوالت التي بدأت تنترش يف بغداد‪.‬‬ ‫ومع أن تاريخها يعود إىل أواخر الدولة‬ ‫العثامنية وخصوصا عىل عهد الوايل‬ ‫خليل باشا مطلع القرن العرشين فأنه‬ ‫برغم اختالف العهود التي توالت‬ ‫عىل العراق (ملكية أو جمهورية‪،‬‬ ‫شمولية أم دميقراطية) فإن سوق‬ ‫التحف واألنتيكات بقيت عىل حالها‬ ‫متجاوزة زعامء تلك العهود واألنظمة‬ ‫عرب الساعات أو األحجار أو اللوحات‪.‬‬ ‫فإىل جانب امللك فيصل األول (تويف‬ ‫عام ‪ )1933‬أو ابنه امللك غازي (قتل‬ ‫بحادث سيارة عام ‪ )1939‬تجد نوري‬

‫السعيد (قتل عام ‪ )1958‬أو عبد‬ ‫الكريم قاسم (أعدم عام ‪ )1963‬أو‬ ‫صدام حسني (أعدم عام ‪.)2006‬‬ ‫يقول عباس صاحب محل «عباس‬ ‫للتحفيات» يف سوق الهرج لـ«الرشق‬ ‫األوسط» إن «محالت األنتيكات رمبا‬ ‫تكون هي الجزء األهم يف هذه السوق‬ ‫التي تسمى سوق الهرج ألن سوق‬ ‫الهرج تحتوي عىل كل يشء من البضائع‬ ‫واملواد سواء ما هو نادر منها أو عادي‪،‬‬ ‫حيث إن ذلك يتوقف عىل قدرة رواد‬ ‫هذه السوق الرشائية والذوقية أيضا»‪.‬‬ ‫ويضيف عباس أن «من بني املتبضعني‬ ‫من يبحث عن حاجة بسيطة وهي‬ ‫يف الغالب تكون موجودة يوم‬ ‫الجمعة حيث يتم فرش املواد القدمية‬ ‫واملستعملة عىل مساحات واسعة‬ ‫عىل األرض لكن هناك مواد وحاجات‬ ‫نادرة وقدمية جدا وقد تكون أسعارها‬ ‫عالية»‪.‬‬ ‫وردا عىل سؤال حول أبرز رواد السوق‬ ‫ومن يتوىل اقتناء التحف الثمينة‪،‬‬ ‫يقول أبو رامي أحد باعة السوق إن‬ ‫«أهايل بغداد ال سيام القدامى هم‬ ‫الذين يحتفظون مبواد وتحف ولوحات‬

‫نادرة جدا وذات قيمة عالية لكنهم يف‬ ‫الغالب يحرصون عىل عدم بيعها إال يف‬ ‫حاالت نادرة كأن يسافروا خارج العراق‬ ‫نهائيا»‪ ،‬موضحا أن «أهايل بغداد‬ ‫هم أفضل الرواد من حيث الرشاء‬ ‫باإلضافة إىل السياح مع إنهم اآلن قلة‬ ‫بسبب األوضاع األمنية لكن أحيانا‬ ‫تزور السوق بعض الوفود ويعجبون‬ ‫مبحتوياتها ويقتنون بعض موادها»‪.‬‬ ‫وحول األسعار‪ ،‬يقول أبو رامي إن‬ ‫«يف هذه السوق مواد تبدأ أسعارها‬ ‫رمبا بدوالر واحد وقد تصل إىل مئات‬ ‫آالف الدوالرات خصوصا لبعض التحف‬ ‫واللوحات النادرة»‪.‬‬ ‫وبالعودة إىل عباس‪ ،‬صاحب «محل‬ ‫عباس للتحفيات» ولدى سؤاله عام‬ ‫إذا كان السياسيون العراقيون يزورون‬ ‫السوق‪ ،‬يقول‪« :‬سوقنا تقع عىل‬ ‫طريق شارع املتنبي وبالتايل فهي‬ ‫محطة وسطى للجميع وبالفعل يأتينا‬ ‫عدد من السياسيني لكنهم ال يقتنون‬ ‫املواد والتحف النادرة بل يقترص رشاء‬ ‫الغالبية منهم عىل األحجار واملسبحات‬ ‫وخرز الحظ»‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪40‬‬

‫تقرير غربي‪ ..‬لندلكم على الجماعة التي تسيطر على العراق‬

‫نشرت صحيفة‬ ‫«فاينانشال‬ ‫تايمز»‬ ‫الربيطانية‬ ‫تقريرا تحدثت‬ ‫فيه عن النفوذ‬ ‫الذي تحظى به‬ ‫الفصائل الشيعية‬ ‫العراقية‪ ،‬التي‬ ‫تعرف باسم قوات‬ ‫«الحشد الشعبي»‬ ‫يف العراق‪.‬‬

‫فيلي ‪ /‬علي حسني‬

‫‪41‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫فيلي‬

‫‪42‬‬ ‫وقالت يف تقرير للصحفي‬ ‫أندرو إنغالند‪ ،‬إنه تم إنشاء‬ ‫وحدات الحشد الشعبي املدعومة من‬ ‫إيران بهدف محاربة تنظيم الدولة‬ ‫لكن يبدو أنها باتت تشكل تحالفات‬ ‫سياسية وتسيطر عىل أجزاء مهمة من‬ ‫االقتصاد العراقي‪.‬‬ ‫وذكرت الصحيفة أن قوات الحشد‬ ‫الشعبي نرشت عىل املوقع اإللكرتوين‬ ‫الخاص بها فيديو تتباهى فيه بالدور‬ ‫الذي اضطلعت به‪ ،‬من خالل املساعدة‬ ‫يف عملية إعادة بناء مستشفى محيل‬ ‫بعد طرد داعش من بلدة القائم‪ ،‬خالل‬ ‫شهر ترشين الثاين‪ /‬نوفمرب‪ ،‬أي قبل‬ ‫شهر من إعالن العراق انتصاره عىل‬ ‫التنظيم‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن هذا الفيديو‬ ‫نرش قبل أيام من حصول التحالف‬ ‫السيايس‪ ،‬الذي تشكل مؤخرا من قبل‬ ‫القوات شبه العسكرية وأطلق عليه‬ ‫اسم «تحالف فتح»‪ ،‬عىل املركز الثاين‬ ‫يف االنتخابات الربملانية العراقية‪ ،‬التي‬ ‫عقدت خالل شهر أيار‪ /‬مايو‪.‬‬ ‫وأوردت الصحيفة أنه يف الوقت الذي‬ ‫يتنافس فيه السياسيون حول تشكيل‬ ‫الحكومة املقبلة‪ ،‬يطرح الفيديو وأداء‬ ‫«تحالف فتح» القوي يف االنتخابات‬ ‫أحد أكرث األسئلة استقطابا يف العراق‪:‬‬ ‫هل ستؤدي القوة التي اكتسبتها قوات‬ ‫الحشد الشعبي‪ ،‬التي تضم حوايل‬ ‫‪ 120‬ألف عنرص‪ ،‬إىل لعب دور بنّاء‬

‫بعض املسؤولني‬ ‫العراقيني والغربيني‬ ‫يخشون من أن تصبح‬ ‫هذه الجماعات شبه‬ ‫العسكرية الشيعية‬ ‫قوة موازية‪ ،‬على‬ ‫غرار الحرس الثوري‬ ‫اإلسالمي اإليراني‬ ‫أو حزب اهلل‪ ،‬الذي‬ ‫يملك أجنحة سياسية‬ ‫وعسكرية‬

‫أو مزعزع لالستقرار يف حقبة ما بعد‬ ‫تنظيم الدولة؟‬ ‫وبينت أنه بالنسبة للمؤيدين‪ ،‬يعد‬ ‫مقاتلو الحشد الشعبي من القوات‬ ‫املنقذة‪ ،‬التي دافعت عن البالد خالل‬ ‫الفرتات العصيبة التي عاشتها‪ ،‬خاصة‬ ‫عندما استوىل تنظيم الدولة عىل ثلث‬ ‫البالد تقريباً‪ ،‬حيث ُقتل حوايل مثانية‬ ‫آالف من املليشيات خالل املعركة‪،‬‬ ‫التي استمرت ثالث سنوات‪ ،‬وذلك‬ ‫وفقا ملا أكده بعض املسؤولني‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إىل منتقدي الحشد‬ ‫الشعبي‪ ،‬أضحت هذه القوات وكيال‬ ‫قويا إليران ومن املحتمل أن تصبح‬ ‫قوة تخريبية يف هذا البلد الذي عاىن‬ ‫من أعامل عنف مروعة عىل مدى‬

‫السنوات الخمسة عرش املاضية‪.‬‬ ‫بحسب التقرير‪.‬‬ ‫واضاف‪« ،‬قد استغلت املليشيات‬ ‫ضعف الدولة لتغذية التوترات‬ ‫الطائفية بعد الغزو الذي قادته‬ ‫الواليات املتحدة سنة ‪ ،2003‬بهدف‬ ‫اإلطاحة بنظام صدام حسني»‪.‬‬ ‫وأوضحت الصحيفة أن بعض املسؤولني‬ ‫العراقيني والغربيني يخشون من أن‬ ‫تصبح هذه الجامعات شبه العسكرية‬ ‫الشيعية قوة موازية‪ ،‬عىل غرار الحرس‬ ‫الثوري اإلسالمي اإليراين أو حزب الله‪،‬‬ ‫الذي ميلك أجنحة سياسية وعسكرية‪.‬‬ ‫وحيال هذا الشأن‪ ،‬أفاد جرنال عراقي‬ ‫بأن «أشخاصا موالني إليران هم من‬ ‫قاموا بتأسيس قوات الحشد الشعبي‪،‬‬ ‫وبذلك باتت إيران متلك الحرس الثوري‬ ‫اإليراين‪ ،‬ووحدات الحشد الشعبي يف‬ ‫العراق»‪.‬‬ ‫وأشارت الصحيفة إىل أن القائد شبه‬ ‫العسكري املخرضم‪ ،‬هادي العامري‪،‬‬ ‫قد انتقد هذه اإلدعاءات مدعيا أن‬ ‫قوات الحشد الشعبي ال تقبل مثل‬ ‫هذه االتهامات؛ كام أكد أن هذه‬ ‫املزاعم خاطئة وشأن داخيل ال يخص‬ ‫سوى القوات ذاتها‪.‬‬ ‫وعىل عكس الحرس الثوري اإليراين‬ ‫وحزب الله‪ ،‬فإن قوات الحشد الشعبي‬ ‫التي تضم عرشات الفصائل‪ ،‬ليست‬ ‫حركة متجانسة‪ .‬ويف الوقت الحايل‪،‬‬ ‫ال تريد كل من واشنطن وطهران أن‬ ‫يصبح العراق مرسحا للرصاعات‪ ،‬عىل‬ ‫حد تعبري بعض املحللني‪.‬‬

‫وأفادت الصحيفة بأن بعض عنارص‬ ‫املليشيات املوالية إليران التابعة‬ ‫لقوات الحشد الشعبي قد أرسلت إىل‬ ‫سوريا للقتال يف صفوف نظام بشار‬ ‫األسد وباتت تشكل تهديدا للمصالح‬ ‫األمريكية يف العراق‪.‬‬ ‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬اتهم وزير خارجية‬ ‫األمرييك‪ ،‬مايك بومبيو‪ ،‬طهران برعاية‬ ‫«مجموعات من املليشيات الشيعية‬ ‫واإلرهابيني للتسلل إىل قوات األمن‬ ‫العراقية وتقويضها وتهديد سيادة‬ ‫العراق»‪.‬‬ ‫وأكدت الصحيفة أن وزارة الخزانة‬ ‫األمريكية فرضت عىل نائب رئيس‬ ‫الحشد الشعبي‪ ،‬أبو مهدي املهندس‪،‬‬ ‫عقوبات سنة ‪ ،2009‬ألنه ميثل‬ ‫تهديدا للسالم واالستقرار يف العراق‬ ‫وحكومته»‪ ،‬كام تم تصنيف ميليشيات‬ ‫حزب الله التابعة له كمنظمة إرهابية‪.‬‬ ‫وخالل شهر ترشين األول‪ /‬أكتوبر‬ ‫املايض‪ ،‬وصف الناطق باسم وزارة‬ ‫الخارجية املهندس بأنه «إرهايب»‪.‬‬ ‫وأشارت الصحيفة إىل أن قائد فيلق‬ ‫القدس‪ ،‬قاسم سليامين ّ‬ ‫حذر الواليات‬ ‫املتحدة من تهديدات إيران‪ ،‬وذلك‬ ‫وفقا ملا ذكرته وكاالت األنباء اإليرانية‪.‬‬ ‫ومن املحتمل أنه يعني أن إيران‬ ‫مستعدة الستخدام قواتها ووكالئها‬ ‫املتمركزين خارج الجمهورية اإلسالمية‬ ‫ملحاربة الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ونقلت الصحيفة عن الدبلومايس‬ ‫األمرييك السابق‪ ،‬روبرت فورد‪ ،‬أن‬ ‫العامري يفضل عدم االنحياز لصف‬

‫إيران والواليات املتحدة‪ .‬ولكن‬ ‫إذا تصاعدت األعامل العدائية بني‬ ‫الطرفني‪ ،‬فإن والءه سيكون لطهران»‪.‬‬ ‫وأضاف املصدر ذاته أن «العامري‬ ‫وتقريبا جميع الشيعة يف العراق‬ ‫يفهمون أن النفوذ األمرييك يف املنطقة‬ ‫عاجال أم آجال سوف يتضاءل‪ ،‬يف حني‬ ‫ستكون إيران دامئا إىل جانبهم»‪.‬‬ ‫وبينت الصحيفة أن قوات الحشد‬ ‫الشعبي تتكفل بالسيطرة عىل‬ ‫املناطق التي تم تحريرها من تنظيم‬ ‫الدولة ومراقبتها مبا يف ذلك الحدود‬ ‫اإلسرتاتيجية مع سوريا‪ ،‬فضال عن‬ ‫إدارة العديد من نقاط التفتيش يف‬ ‫جميع أنحاء البالد‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق‪ ،‬أوضحت الباحثة يف‬ ‫مؤسسة «تشاتهام هاوس» لألبحاث‪،‬‬ ‫ريناد منصور‪ ،‬أن «العامري سيخوض‬ ‫لعبة الدولة عندما يحني الوقت‬ ‫املناسب»‪.‬‬ ‫ويف الختام‪ ،‬نقلت الصحيفة عن ريناد‬ ‫منصور أن «نهاية اللعبة بالنسبة‬ ‫لوحدات الحشد الشعبي ستكون‬ ‫بالسيطرة عىل الدولة‪ ،‬وإذا مل تكن‬ ‫قادرة عىل ذلك‪ ،‬ستحاول أن تكون‬ ‫جزءا من الدولة‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬تضع وحدات الحشد‬ ‫الشعبي خطة بديلة تتمثل يف أنه إذا‬ ‫قررت الدولة ذات يوم أنها بحاجة إىل‬ ‫دمجها أو حلها‪ ،‬فيمكن أن تحصل عىل‬ ‫السلطة أو النفوذ من خالل التنافس‬ ‫مع الدولة اقتصاديا وسياسيا»‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪44‬‬

‫من الذي‬ ‫دفع العراق‬ ‫لطلب إعفائه‬ ‫من عقوبات‬ ‫طهران‬ ‫وكيف‬ ‫ستتلقاه‬ ‫واشطن؟‬

‫تحليل‪..‬‬ ‫شائكة هي‬ ‫العالقات بني‬ ‫العراق وإيران‪،‬‬ ‫فاالقتصادي منها‬ ‫مرتبط بالسياسي‬ ‫والعسكري‬ ‫باالجتماعي‪.‬‬ ‫عقوبات ترامب‬ ‫لطهران جاءت‬ ‫لتعقد املشهد أكثر‬ ‫يف وقت تعسرت‬ ‫فيه والدة حكومة‬ ‫منتظرة يف‬ ‫بغداد اليت حتاول‬ ‫طلب إعفاءات من‬ ‫واشنطن‪.‬‬ ‫رويرتز‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪46‬‬ ‫وال يخفى عىل أحد ارتباط اقتصاد‬ ‫العراق ارتباطاً وثيقاً للغاية بإيران‪،‬‬ ‫وهذا ما دفع عىل مايبدو بغداد اىل‬ ‫طلب من واشنطن السامح لها بعدم‬ ‫التقيد ببعض العقوبات األمريكية‬ ‫املفروضة عىل جارتها طهران‪ ،‬حسبام‬ ‫قال مسؤولون بالحكومة العراقية‬ ‫والبنك املركزي العراقي لرويرتز‪.‬‬ ‫وبعد أن أعلن الرئيس األمرييك دونالد‬ ‫ترامب أن هناك عواقب ستواجهها‬ ‫الدول التي ال تحرتم العقوبات‬ ‫األمريكية عىل إيران‪ ،‬والتي أعادت‬ ‫واشنطن فرضها عىل طهران يف وقت‬ ‫سابق من هذا العام‪ ،‬باتت بغداد‬ ‫يف موقف صعب‪ .‬فالعراق يستورد‬ ‫إمدادات مهمة من حليفته إيران‪،‬‬ ‫لكن الواليات املتحدة وهي حليف‬ ‫رئييس آخر لبغداد تقدم له املساعدات‬ ‫والتدريبات األمنية‪.‬‬ ‫تغيري يف األسلوب‬ ‫وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر‬ ‫رصح يف البداية‪ ،‬أن بغداد‬ ‫العبادي قد ّ‬ ‫ستحرتم كافة العقوبات األمريكية‪ ،‬لكنه‬ ‫واجه انتقادات حادة من خصومه‪ ،‬إال‬ ‫أن مسؤولني عراقيني كشفوا لرويرتز‬ ‫أن وفداً سيسافر إىل واشنطن لطلب‬ ‫إعفاءات من تطبيق العقوبات دون‬ ‫اإلفصاح عن موعد الزيارة‪.‬‬ ‫وقال مسؤول بالبنك املركزي العراقي‬ ‫إن‪« :‬الحكومة تخطط لطلب إعفاء من‬ ‫واشنطن‪ .‬سيحدث هذا قريباً»‪ ،‬لكن‬ ‫مسؤو ًال يف مكتب العبادي امتنع عن‬ ‫التعليق‪ .‬وبذلك سيم ّثل طلب بغداد‬

‫من واشنطن اإلعفاء من العقوبات‬ ‫تغرياً مه ً‬ ‫ام يف األساليب السياسية التي‬ ‫يتبعها رئيس الوزراء العراقي حيدر‬ ‫العبادي‪ ،‬يف فرتة تشهد فيها الساحة‬ ‫السياسية العراقي حراكاً لتشكيل‬ ‫الحكومة القادمة‪.‬‬ ‫وذكر مسؤول بوزارة الخارجية‬ ‫األمريكية أن الوزارة تبحث السياسة‬ ‫اإليرانية مع رشكائها يف أنحاء العامل‪،‬‬ ‫وأضاف‪« :‬قدمنا نفس الرسالة إىل‬ ‫جميع الدول يف العامل‪ ،‬وهي أن الرئيس‬ ‫قال إن الواليات املتحدة ملتزمة‬ ‫التزاماً كام ًال بتطبيق جميع عقوباتنا»‪،‬‬ ‫وأضاف «العراق بلد صديق ورشيك‬ ‫مهم للواليات املتحدة‪ ،‬ونحن ملتزمون‬ ‫بضامن استقرار العراق وازدهاره»‪.‬‬ ‫تبادل تجاري باملليارات‬ ‫ويخىش املسؤولون العراقيون من‬ ‫حدوث نقص يف سلع أساسية إذا‬ ‫التزمت بغداد بجميع العقوبات‪.‬‬

‫العراق بلد صديق‬ ‫وشريك مهم‬ ‫للواليات المتحدة‪،‬‬ ‫ونحن ملتزمون‬ ‫بضمان استقرار‬ ‫العراق وازدهاره‬

‫فقد يسبب ذلك اضطراباً سياسياً يف‬ ‫وقت دقيق تشهده الساحة السياسية‬ ‫العراقية‪.‬‬ ‫ويستورد العراق مجموعة كبرية من‬ ‫السلع من إيران‪ ،‬تشمل األغذية‬ ‫واملنتجات الزراعية واألجهزة املنزلية‬ ‫ومكيفات الهواء وقطع غيار السيارات‪.‬‬ ‫وبلغت قيمة البضائع التي استوردها‬ ‫العراق من إيران نحو ستة مليارات‬ ‫دوالر يف االثني عرش شهراً املنتهية يف‬ ‫مارس‪ /‬آذار ‪ ،2018‬مبا ميثل نحو ‪15‬‬ ‫باملئة من إجاميل واردات العراق يف‬ ‫‪ .2017‬كام أن هناك عقوداً للطاقة بني‬ ‫البلدين تساهم يف التجارة التي بلغ‬ ‫حجمها ‪ 12‬مليار دوالر العام املايض‪.‬‬ ‫ويقول املسؤولون إنهم يطلبون من‬ ‫كل وزارة أن تضع قامئة بالواردات‬ ‫الرضورية لالقتصاد العراقي‪ .‬وسيجري‬ ‫طلب إعفاءات لتلك السلع‪.‬‬ ‫واستهدفت العقوبات األمريكية التي‬ ‫دخلت حيز التطبيق يف وقت سابق من‬ ‫الشهر الجاري تجارة إيران يف الذهب‬ ‫وغريه من املعادن النفيسة‪ ،‬ومشرتيات‬ ‫طهران من الدوالر األمرييك وقطاع‬ ‫السيارات يف البالد‪ .‬وسيبدأ رسيان بقية‬ ‫العقوبات يف ترشين الثاين‪ /‬نوفمرب‪.‬‬ ‫اليورو عوضاً عن الدوالر‬ ‫رصح سابقاً بأن‬ ‫وكان العبادي قد ّ‬ ‫العراق سيظل يحرتم املطلب الخاص‬ ‫مبشرتيات الدوالر األمرييك‪ ،‬والذي‬ ‫ميثل جزءاً رئيسياً من العقوبات وأحد‬ ‫املطالب األكرث صعوبة عىل الرشكات‪،‬‬ ‫يف ضوء صفقات الطاقة وغريها من‬

‫االتفاقات التجارية الكبرية‪ .‬ويعني هذا‬ ‫أنه ال ميكن للبنوك والحكومة العراقية‬ ‫الدفع لحكومة إيران أو كياناتها بالعملة‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫وقال مسؤول بالبنك املركزي العراقي‬ ‫إن البنك وزع تحذيراً عىل املصارف‬ ‫الخاصة لاللتزام بالحظر املفروض عىل‬ ‫التعامالت بالدوالر لكنه سيسمح‬ ‫بإجراء التعامالت باليورو‪.‬‬ ‫وأراد عدد من الدول األوروبية‪ ،‬من‬ ‫بينها فرنسا وبريطانيا وأملانيا‪ ،‬أن تلتزم‬ ‫الواليات املتحدة باالتفاق النووي‬ ‫العاملي‪ .‬ويعكف االتحاد األورويب عىل‬ ‫الحفاظ عىل التجارة مع إيران‪.‬‬ ‫وقال مسؤول ثان بالبنك املركزي‬ ‫العراقي‪« :‬ما شجعنا هو موقف دول‬ ‫االتحاد األورويب تجاه إيران فيام يخص‬ ‫العقوبات األمريكية‪ .‬إنها (الدول‬ ‫األوروبية) تواصل التعامل مع إيران‬ ‫باليورو فلامذا ال نفعل؟»‪.‬‬ ‫«القطاع العام هو املترضر»‬ ‫تؤثر العقوبات بصفة خاصة عىل‬ ‫الرشكات التي تجري عمليات يف الواليات‬ ‫املتحدة‪ .‬وقال ترامب إن أولئك الذين‬ ‫يجرون أنشطة يف إيران لن يستطيعوا‬ ‫القيام بأنشطة يف الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫لكن دبلوماسياً غربياً يف بغداد قال إن‬ ‫معظم الرشكات الخاصة يف العراق لن‬ ‫تترضر نسبياً من العقوبات‪ ،‬وأضاف‪:‬‬ ‫«الكثري من الرشكات العراقية ليس‬ ‫لها استثامرات أمريكية‪ ،‬وال تتعامل‬ ‫بالدوالر األمرييك‪ .‬تلك (الرشكات)‬ ‫مبقدورها مواصلة التعامل مع إيران‬

‫قد يكون من الصعب‬ ‫تنفيذ االمتثال لبعض‬ ‫العقوبات وربما يظل‬ ‫التجار المحليون سعداء‬ ‫بالتعامل مع نظرائهم‬ ‫اإليرانيين بسبب رخص‬ ‫أسعار السلع هناك‪.‬‬ ‫دون مشكالت»‪.‬‬ ‫وقال مسؤول بوزارة التجارة العراقية‬ ‫لرويرتز إن رشكات الطاقة والبناء‬ ‫والسيارات التي تديرها الحكومة‬ ‫والقطاع العام هي التي ستواجه رضرا‬ ‫أكرب‪.‬‬ ‫وقال «نعتمد بشكل أسايس عىل إيران‬ ‫كمصدر ملواد البناء والسيارات‪ ،‬مبا يف‬ ‫ذلك قطاع الغيار‪ ،‬بسبب انخفاض‬ ‫األسعار وسهولة الشحن عرب الكثري من‬ ‫املنافذ الحدودية املشرتكة»‪.‬‬ ‫«ال ميكن منع تدفق البضائع بني‬ ‫البلدين»‬ ‫وحتى وإن تعهدت الحكومة باالمتثال‬ ‫لبعض العقوبات‪ ،‬فقد يكون من‬ ‫الصعب تنفيذ ذلك‪ .‬ورمبا يظل التجار‬ ‫املحليون سعداء بالتعامل مع نظرائهم‬ ‫اإليرانيني بسبب رخص أسعار السلع‬ ‫نتيجة انخفاض قيمة الريال اإليراين‬ ‫مقابل الدوالر األمرييك وقوة العالقات‬ ‫السياسية واالقتصادية بني البلدين‪.‬‬ ‫وقال باسم أنطوان االستشاري‬ ‫االقتصادي العراقي البارز وعضو اتحاد‬

‫رجال األعامل العراقيني إن من املستحيل‬ ‫عىل الحكومة أن متنع تدفق السلع‬ ‫األولية اإليرانية عرب حدود مشرتكة تزيد‬ ‫عىل ‪ 1300‬كيلومرت بني البلدين‪.‬‬ ‫وأضاف أن إيران ستستغل كل خيار‬ ‫متاح للمحافظة عىل تدفق الصادرات‪،‬‬ ‫مبا يف ذلك مساعدة الجامعات املسلحة‬ ‫الحليفة لتأمني ما ميكن أن يُطلق عليه‬ ‫«التهريب املنظم»‪.‬‬ ‫مخاوف من «إما معنا أو ضدّ نا»‬ ‫ويقود العبادي حكومة ترصيف أعامل‬ ‫هشة بينام تسعى األحزاب السياسية‬ ‫للتفاوض عىل ائتالف حكومي جديد‬ ‫بعد انتخابات ُأجريت يف أيار‪ /‬مايو‬ ‫حلت فيها الكتلة التي ينتمي إليها‬ ‫العبادي يف املركزالثالث‪.‬‬ ‫واستطاع العبادي‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬تحقيق‬ ‫توازن بني املصالح األمريكية واإليرانية‬ ‫ويأمل يف البقاء كرئيس وزراء توافقي‪،‬‬ ‫لكن يبدو أن ذلك قد تغري بعدما‬ ‫أعلن عزمه االلتزام الكامل بالعقوبات‬ ‫األمريكية‪ .‬وقد يدعم هذا منافسيه‬ ‫األكرث مواالة إليران‪ ،‬والذين وجهوا‬ ‫انتقادات شديدة لقراره‪.‬‬ ‫ويقول بعض الدبلوماسيني الغربيني إنه‬ ‫يجب عىل العبادي اآلن أن يجد ح ًال‬ ‫وسطاً للموازنة بني املصالح األمريكية‬ ‫يب‬ ‫واإليرانية‪ .‬وقال‬ ‫دبلومايس غر ّ‬ ‫ّ‬ ‫لرويرتز‪« :‬هناك مخاوف من أن تجرب‬ ‫واشنطن العراق عىل تحديد موقفه‬ ‫‘إما معنا أو ضدنا‘«‪ ،‬مضيفاً أنه «يجب‬ ‫أال يجربوا العراق عىل تحديد هذا‬ ‫االختيار»‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫فينيسيا‬ ‫الشرق‬ ‫العراقية‬ ‫عطشى‬

‫‪48‬‬ ‫فييل ‪ /‬محمد جامل‬

‫هل جفت أنهار بالد ما بني‬ ‫النهرين؟ وهل تغريت مالمح‬ ‫فينيسيا الرشق؟‬ ‫أمىض قاسم سبعان عيل السنوات‬ ‫الـــ‪ 15‬املاضية وهو يراقب أشجار‬ ‫بستانه الواقع يف جنويب العراق‪،‬‬ ‫لريى ما إذا كانت قد ذبلت أو ماتت‬ ‫بسبب ترسب املياه املالحة إىل الرتبة‬ ‫الخصبة‪.‬‬ ‫كانت مدينة البرصة تعرف يف املايض‬ ‫بـ»فينيسيا الرشق»‪ ،‬بسبب قنواتها‬ ‫املائية العذبة‪ ،‬وال يزال العراق يعرف‬ ‫باسم «بالد ما بني النهرين»‪ ،‬دجلة‬ ‫والفرات‪ ،‬لكن السدود املقامة أعايل‬ ‫النهرين يف تركيا وسورية تسببت يف‬ ‫انخفاض مستويات املياه يف النهرين‬ ‫وروافدهام‪.‬‬ ‫ومع قلة األمطار املوسمية‪ ،‬نتج‬ ‫نقص حــاد يف املــيــاه العذبة‪ ،‬ما‬ ‫سمح بتدفق املاء املالح من الخليج‬ ‫العريب ليمتد شامل ممر شط العرب‬ ‫ملتقى نهري دجلة والفرات‪ -‬الذي‬‫يعتمد عليه سكان مدينة البرصة‪،‬‬ ‫ويترسب إىل األرايض الزراعية‪.‬‬ ‫واآلن ذبلت وماتت أشجار التني‬ ‫والتفاح والنخيل يف بستان قاسم‬

‫الــذي يقع يف السيبة‪،‬‬ ‫بـــجـــنـــوب الـــبـــرة‪،‬‬ ‫وأصبحت مياه الرشب يف‬ ‫الصنابري مالحة وملوثة‪،‬‬ ‫وال ميكن استخدامها‬ ‫للطهي أو الغسيل‪.‬‬ ‫«شعور مؤمل عندما ترى‬ ‫عمل السنني املضني‬ ‫وقـــد تـــرب مــن بني‬ ‫أصابعك»‪ ،‬يقول قاسم‪.‬‬ ‫ساهمت أزمة املياه إىل‬ ‫جانب أزمــة الكهرباء‬ ‫املتواصلة يف املنطقة‬ ‫الغنية بالنفط يف خروج‬ ‫احتجاجات يف البرصة‬ ‫ومحافظات جنوبية أخرى‪ ،‬إذ هاجم‬ ‫املتظاهرون الدوائر الحكومية ومقار‬ ‫األحزاب السياسية وأرضموا النريان‬ ‫يف بعضها‪.‬‬ ‫أدى ارتفاع امللوحة يف البرصة إىل‬ ‫إغالق أنظمة تنقية املياه‪ ،‬وحول‬ ‫املناطق التي كانت خصبة يف يوم من‬ ‫األيام إىل صحراء‪ ،‬وماتت األسامك‬ ‫واملاشية‪.‬‬ ‫وتذكر هــذه املشاهد بتلك التي‬ ‫كانت ســائــدة خــال الــحــرب بني‬

‫العراق وإيران يف الثامنينيات‪ ،‬عندما‬ ‫أحرقت البساتني وامتألت األرض‬ ‫باأللغام‪ ،‬واضطر املزارعون إىل الفرار‪.‬‬ ‫كانت السيبة‪ ،‬املنطقة التي يعيش‬ ‫فيها قــاســم‪ ،‬يف يــوم مــن األيــام‬ ‫موطنا ألكرث من ‪ 65‬ألف شخص‬ ‫كانوا يزرعون حوايل ‪ 120‬فدانا من‬ ‫األرايض الخصبة‪ ،‬لكنهم جميعهم‬ ‫تقريبا فروا أثناء الحرب‪.‬‬ ‫وبعد دخول القوات األمريكية العراق‬ ‫عام ‪ ،2003‬عاد حوايل ‪ 18‬ألفا‪ ،‬من‬

‫بينهم قاسم وأخوته‪.‬‬ ‫تعد الزراعة ثاين أكرب قطاع اقتصادي‬ ‫يف العراق بعد النفط‪ .‬لكن ثلث‬ ‫أرايض العراق فقط قابل للزراعة‪،‬‬ ‫بسبب نقص املياه وملوحة الرتبة‬ ‫وعــدم االستقرار السيايس‪ ،‬وفقا‬ ‫ملنظمة األغذية والزراعة (الفاو)‬ ‫التابعة لألمم املتحدة‪.‬‬ ‫ويف السنوات األخرية‪ ،‬اضطر العراق‬ ‫إىل تقليل زراعة املحاصيل الحيوية‬ ‫مثل األرز والقمح بسبب نقص املياه‬

‫يف الجنوب‪.‬‬ ‫حاولت الحكومات العراقية التوصل‬ ‫إىل اتفاقيات مع جريان العراق حول‬ ‫تقاسم مياه نهري دجلة والفرات‪،‬‬ ‫وكالهام ينبع من خــارج حــدوده‪،‬‬ ‫لكنها مل تحقق نجاحا يذكر‪.‬‬ ‫تحوي املياه يف بعض مناطق البرصة‬ ‫عىل حــوايل ‪ 40‬ألف مليغرام من‬ ‫املواد الصلبة الذائبة‪ ،‬وهو مقياس‬ ‫لنسبة امللوحة‪ ،‬مقارنة باملستوى‬ ‫املقبول البالغ من ‪ 2400‬إىل ‪،2600‬‬

‫وفقا لعالء البدران‪ ،‬نقيب املهندسني‬ ‫الزراعيني يف البرصة‪.‬‬ ‫يضيف البدران أن امللوحة قتلت‬ ‫أسامكا وماشية وتسببت يف اختفاء‬ ‫‪ 12‬نوعا من الطيور من املنطقة‪.‬‬ ‫أدت نسب امللوحة غري املسبوقة‪ ،‬إىل‬ ‫جانب نقص إمدادات املياه وأعامل‬ ‫استخراج النفط القريبة‪ ،‬إىل القضاء‬ ‫عىل ‪ 87‬يف املئة من األرايض الصالحة‬ ‫للزراعة‪ ،‬والتي تبلغ مساحتها ‪20‬‬ ‫ألف كيلومرت مربع‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪50‬‬

‫غشاء بكارة مطاطي‬

‫مؤيد عبد الستار‬

‫يهز املجتمع العراقي وضحيته عروس‬

‫التواصل‬ ‫مواقع‬ ‫اهتزت‬ ‫االجتامعي يف العراق عىل وقع‬ ‫مقتل شابة عىل يد شقيقها بعدما‬ ‫قال زوجها إنها ليست عذراء‪ ،‬ليثبت‬ ‫ترشيح الجثة فيام بعد عكس ذلك‪.‬‬ ‫وتقول الناشطة النسوية مريم‬ ‫املندالوي لبي يب يس إن فصول جرمية‬ ‫التي وقعت يف محافظة النجف‪ ،‬بدأت‬ ‫بعدما أعاد رجل زوجته إىل بيت أهلها‬ ‫بعد ‪ 10‬أيام من زفافه‪ ،‬بحجة أنها‬ ‫ليست «بكرا»‪.‬‬ ‫وأضافت بأن «والد الفتاة تويف إثر‬ ‫جلطة مفاجئة عند سامعه الخرب يف‬ ‫حني قام أخوها برضبها عىل رأسها بآلة‬ ‫حادة‪ ،‬و أرداها قتيلة»‪.‬‬ ‫«عروس النجف» تشغل مواقع التواصل‬ ‫االجتامعي‬ ‫فتحت قصة فتاة النجف النقاش مجددا‬ ‫حول ما يعرف بجرائم « الرشف أو‬ ‫غسل العار» وغياب الثقافة الجنسية‬ ‫يف العامل العريب ‪.‬‬ ‫وقد تعاطف نشطاء عىل فيسبوك‬ ‫مع الفتاة وناشدوا السلطات بتعديل‬ ‫القوانني لضامن عدم إفالت مرتكبي‬ ‫جرائم «الرشف» من العقاب‪.‬‬ ‫وترى ناشطات بأن قصة عروس النجف‬ ‫كشفت مرة أخرى «وحشية و انغالق‬

‫املجتمع العراقي» يف تعامله مع‬ ‫قضايا املرأة رغم مظاهر الحداثة التي‬ ‫يظهرها ولكنه مازال يحتكم يف الباطن‬ ‫إىل منظومة ذكورية قبيلية تتنصل من‬ ‫القانون يف األمور الخاصة بالرشف‪.‬‬ ‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬كتب املدون حازان‬ ‫الخزيري‪ »:‬عندما ننادي بحقوق املرأة‬ ‫فإننا نسعى من أجل تحررها من‬ ‫العادات والتقاليد املتخلفة وإنقاذها‬ ‫من املوت وكرس السالسل الذكورية‬ ‫التي متنعها من العيش وتسلب منها‬ ‫كرامتها اإلنسانية‪ ».‬وعلقت النا عمري‬ ‫بالقول‪#« :‬عروس_النجف ضحية‬ ‫الجهل والتخلف واملجتمع الذكوري‪».‬‬ ‫حملة «خليك سندها»‬ ‫وحتى ال تكرر قصة عروس النجف‪،‬‬ ‫فعلت ناشطات عراقيات حملة‬ ‫«‪#‬خليك سندها» للضغط عىل‬ ‫الحكومة من أجل إقرار قانون ملناهضة‬ ‫العنف األرسي‪.‬‬ ‫وكان تحالف الدفاع عن حقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬أطلق يف مارس‪/‬آذار املايض‬ ‫حملة «خليك سندها» للمطالبة بوضع‬ ‫حد للعنف ضد املرأة بعد مقتل‬ ‫عدة فتيات بحجة الحفاظ عىل رشف‬ ‫العائلة‪.‬‬ ‫وقد أدرج مجلس النواب العراقي‬

‫مرشوع قانون ملكافحة العنف األرسي‬ ‫عىل جدول أعامل منذ ‪ ،2015‬إال أنه مل‬ ‫يتم إقراره حتى اآلن‪.‬‬ ‫وتقول مريم املندالوي املنضوية ضمن‬ ‫حملة « خليك سندها» إن « قانون‬ ‫الحامية من العنف األرسي جاهز‪ ،‬ومتت‬ ‫عرضه يف الربملان أكرث من مرة‪،‬ولكن‬ ‫بعض املرجعيات عارضته بدعوى أنه‬ ‫يخالف تقاليد املجتمع‪».‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬يشري البعض إىل أن‬ ‫الظروف األمنية التي مر بها العراق يف‬ ‫السنوات األخرية أخرت امليض قدما يف‬ ‫سن قانون يعالج هذه الظاهرة‪.‬‬ ‫ويف حوار له مع يب يب‪ ،‬قال حسن واهب‪،‬‬ ‫املسؤول يف منظمة النامء لحقوق‬ ‫اإلنسان‪ ،‬إن « جرائم الرشف منترشة‬ ‫بشكل كبرييف العراق‪ ،‬وتستوجب حال‬ ‫قانونيا عاجال للقضاء عليها‪».‬‬ ‫وأضاف‪ »:‬ال توجد إحصائيات رسمية‬ ‫حول أعداد ضحاياها» الفتا إىل أن‬ ‫«معظم هذ القضايا تصنف يف آخر‬ ‫املطاف عىل أنها حوادث انتحار‪».‬‬ ‫وأشار حسن إىل ترابط هذه الجرائم‬ ‫مع سلطة العشرية التي تفرض أعرافها‬ ‫وتحمي مرتكب جرمية « الرشف» يف‬ ‫ظل غياب منظومة قانونية حقيقية‬ ‫تردع تلك الجرائم‪».‬‬

‫‪51‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪52‬‬

‫بغداد‬

‫تفك اسر السنوات الكونكريتية فكيف اصبحت حياة العاصمة؟‬ ‫فييل ‪ /‬اميان حبيب عيل‬

‫تغريت حياة سهى عبد الحميد‬ ‫وهي طبيبة أسنان يف الثالثينيات‪،‬‬ ‫بشكل كبري منذ شهرين بعدما أعيد فتح‬ ‫طريق يؤمن وصولها بسهولة اىل عملها يف‬ ‫رشق بغداد حيث تم فتح أكرث من ألف‬ ‫شارع بعد إغالق استمر سنوات طويلة‪.‬‬ ‫والحواجز األسمنتية التي تقطع شوارع‬ ‫أو تحيط باملباين منذ سنوات طويلة‬ ‫كانت مشهداً مألوفا يف مدينة بغداد منذ‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫تقول هذه الطبيبة التي تضع حجابا عىل‬ ‫رأسها وترتدي سرتة سوداء اللون لفرانس‬ ‫برس‪ ،‬إن الحواجز االسمنتية «أتعبتنا‬ ‫كثرياً‪ ،‬كنت أعاين جداً عند الذهاب اىل‬ ‫العمل‪ ،‬رغم أنه قريب (‪ )...‬أما االن‬ ‫فالشارع أفضل بكثري»‪.‬‬ ‫وتابعت وهي تتبضع يف متجر ملواد‬ ‫غذائية يف نفس الشارع الذي يقع يف حي‬ ‫البنوك الراقي «مل أكن أفكر سابقا‪ ،‬وال‬ ‫حتى باملرور من هنا بسبب الحواجز «‬ ‫األسمنتية ‪.‬‬ ‫ويقول اللواء سعد معن املتحدث باسم‬ ‫قيادة عمليات بغداد‪ ،‬لفرانس برس «تم‬ ‫إعادة أفتتاح أكرث من الف شارع رئييس‬ ‫وفرعي يف بغداد منذ العام املايض وحتى‬ ‫اليوم» باالضافة اىل «رفع ‪ 305‬حاجز‬ ‫أمني ومرابطة (حاجز امني مؤقت) يف‬ ‫بغداد» مؤكدا ان «الحملة مستمرة»‪.‬‬ ‫واختفت من عدد كبري من شوارع بغداد‪،‬‬ ‫حواجز أسمنتية بينها ما يصل ارتفاعه اىل‬

‫ثالثة أمتار‪.‬‬ ‫وتعاين بغداد التي بنيت منذ أكرث من‬ ‫‪ 1250‬عاما‪ ،‬ويسكنها أكرث من مثانية‬ ‫ماليني نسمة نقصاً يف البنى التحتية‬ ‫والشوارع التي تتنقل خاللها ما ال يقل‬ ‫عن ‪ 1,8‬مليون سيارة‪ ،‬وفقا ملصادر‬ ‫رسمية‪.‬‬ ‫ مراكز طبية‪-‬‬‫شهدت بغداد‪ ،‬وضع أول حاجز أسمنتي‬ ‫يف نيسان‪/‬ابريل ‪ ،2007‬وكان لحامية‬ ‫منطقة االعظمية ذات الغالبية السنية يف‬ ‫شاميل املدينة ‪ ،‬ملنع تسلل مسلحني كانوا‬ ‫ينفذون هجامت يف اطار العنف الطائفي‬ ‫الذي بلغ ذروته انذاك‪.‬‬ ‫وتقول سيسيليا بريي الباحثة يف املعهد‬ ‫الفرنيس للرشق األدىن واملختصة يف‬ ‫شؤون املعامر العراقي الحديث‪ ،‬لفرانس‬ ‫بــرس إن «الحرب االهلية خــال فرتة‬ ‫ما بني ‪ 2005‬اىل ‪ ،2008‬واستهداف‬ ‫وترويع سكان املناطق املختلطة من‬ ‫قبل امليليشيا‪ ،‬دفع اىل تشكيل مناطق‬ ‫متجانسة ما أدى اىل توطني الطائفية»‪.‬‬ ‫بني تلك املناطق الحارثية املعروفة‬ ‫بشارعها الرئييس يف غريب بغداد الذي‬ ‫تنترش فيه عيادات طبية وصيدليات‬ ‫ومراكز عالج مختلفة ويعد من أهم‬ ‫املجمعات الطبية يف املدينة ‪.‬‬ ‫لكن هذا الشارع أصبح هادئا اليوم‬ ‫بعدما كان طوال األعوام املاضية مكتظا‬ ‫بالسيارات التي مل يكن يسمح لها‬

‫بالدخول إال عرب ممر واحد وضع عنده‬ ‫حاجز أمني غالبا ما تتكدس عنده‬ ‫سيارات‪.‬‬ ‫يقول أحمد عبد الرحمن املوظف‬ ‫الحكومي البالغ من العمر ‪ 27‬عاما وهو‬ ‫يساعد والدته الستينية املصابة بالتهاب‬ ‫املفاصل‪ ،‬للخروج من سيارته‪« ،‬تغري كل‬ ‫يشء ‪ ،‬بعدما رفعوا الحاجز االمني يف‬ ‫مدخل الشارع وأعادوا فتح شارع فرعي‬ ‫مهم « يؤدي اىل هنا‪.‬‬ ‫وأضاف الشاب الذي صفف شعره بعناية‬ ‫«هذا شارع مهم جداً ‪ ،‬خصوصا للمرىض‬ ‫ألن أغبهم كبار يف السن» مشريا اىل إن‬ ‫مرض والدته ال يسمح لها بالجلوس‬ ‫لوقت طويل دون حركة ‪ ،‬وهذا ما يحدث‬ ‫عندما يكون هناك ازدحام شديد ‪.‬‬ ‫ تضاعف «العمل أربع مرات»‪-‬‬‫يف حي البنوك ‪ ،‬ألغت السلطات حاجزاً‬ ‫أمنيا ورفعت كتال أسمنتية كانت تقطع‬ ‫الطريق املؤدي اىل شارع امليثاق التجاري‬ ‫‪ ،‬منذ ثالث سنوات تقريبا بعدما كانت‬ ‫وضعتها لوقف هجامت جامعات مسلحة‬ ‫كانت تستهدف املدنيني وتوقفت بعد‬ ‫تحسن األوضاع األمنية‪.‬‬ ‫وأكــد رامــي ضياء وهو صاحب متجر‬ ‫للمواد الغذائية (‪ 31‬عاما) أن عمله‬ ‫تحسن كثريا ألنــه «مل يكن يستطيع‬ ‫سابق ٌا حتى نقل البضائع ملتجره‪ ،‬ومل‬ ‫يكن الزبائن يستطيعون الوصول إال‬ ‫سريا ملسافة طويلة»‪ .‬وتابع «العمل أالن‬

‫تضاعف اىل أربع مرات عىل األقل بعد‬ ‫فتح هذا الشارع»‪.‬‬ ‫بدوره‪ ،‬يؤكد عبد الله عيل وهو صاحب‬ ‫متجر لبيع مالبس األطفال أن «كثريا‬ ‫من املحال أغلقت أبوابها خالل األعوام‬ ‫املاضية‪ ،‬ألن العمل كان محدوداً جدا»‬ ‫مضيفا «كانت متر علينا أيام طويلة بدون‬ ‫ان نبيع شيئاً»‪.‬‬ ‫وتــرى بريي ان بغداد كانت معروفة‬ ‫ب»التعايش بني جميع الطوائف خالل‬

‫القرن العرشين» معربة عن االمل يف‬ ‫أن يكون رفع الحواجز االسمنتية «دليال‬ ‫وسببا لعودة التعايش الحقيقي بني‬ ‫طوائف املدينة»‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬وصف املحلل االمني حسني‬ ‫عالوي اعادة فتح هذه الشوارع‪ ،‬خالل‬ ‫حديث مع فرانس برس‪ ،‬بأنها «دليل‬ ‫عىل التحسن االمني» مضيفا انه «تؤكد‬ ‫االنتصار الكبري ضد االرهاب وتعترب أمرا‬ ‫مهام العادة الحياة الطبيعية اىل بغداد»‪.‬‬

‫وأشار يف الوقت ذاته‪ ،‬اىل إن «الحواجز‬ ‫االمنية كانت عــامـ ًا رئيسيا لوقف‬ ‫التداعي األمني خصوصا جراء العنف‬ ‫الطائفي» ‪.‬‬ ‫يف املقابل‪ ،‬تساءل محمود شاكر وهو‬ ‫سائق سيارة أجرة (‪ 48‬عاما) ‪ ،‬لدى مروره‬ ‫يف شارع أعيد فتحه قبل فرتة قصرية‪،‬‬ ‫قائال «يقولون قضينا عىل االرهاب لكن‬ ‫الكثري من الشوارع ما زالت مغلقة»‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪54‬‬

‫داعشي مغربي يروي للقضاء العراقي‬ ‫تفاصيل جلب أسلحة كيمياوية من كوريا الشمالية‬

‫«سعينا بمكتب‬ ‫العالقات الخارجية‬ ‫للحصول على‬ ‫أسلحة مختلفة ومنها‬ ‫«الكيميائية» من كوريا‬ ‫الشمالية‪ ،‬وبالفعل‬ ‫ذهب وفد من مكتب‬ ‫العالقات الذي كان‬ ‫مسؤول التفاوض فيه‬ ‫أبو محمد العدناني‬ ‫باإلضافة إىل كونه‬ ‫املتحدث الرسمي‬ ‫للتنظيم وقتذاك‬ ‫ويرأسه أبو أحمد‬ ‫العراقي‪ ،‬إال أنه لم‬ ‫ينجح بلقاء األطراف‬ ‫الكورية وإتمام‬ ‫الصفقة‪...‬‬

‫فيلي ‪ /‬ياسر عماد‬

‫وكان من ضمن األدوار التي يضطلع‬ ‫بها مكتب العالقات التنسيق مع‬ ‫األطراف الخارجية ومنها صفقات‬ ‫التبادل والحصول عىل األموال واألسلحة‬ ‫وإدارة العمليات اإلرهابية خارج‬ ‫العراق وسوريا»‪.‬‬ ‫عصام الهنا أو «أبو منصور املغريب»‬ ‫مهندس حاسبات يف الخامسة والثالثني‬ ‫من العمر ينحدر من مدينة الرباط‬ ‫املغربية‪ ،‬عمل قبل التحاقه بتنظيم‬ ‫داعش بتجارة األجهزة االلكرتونية‬ ‫ويتقن باإلضافة إىل اللغة العربية‬ ‫اللغات االنكليزية والفرنسية واالسبانية‬ ‫وهذه أهم املميزات التي جعلته يتسنم‬ ‫أدوارا متقدمة داخل التنظيم‪.‬‬ ‫ميثل «املغريب» أمام قايض التحقيق‬ ‫املختص بقضايا اإلرهاب يف محكمة‬ ‫استئناف بغداد الرصافة لإلدالء بإفادته‬ ‫بعد أن نجحت قوات من العمليات‬ ‫املشرتكة العراقية يف القبض عليه قرب‬ ‫الحدود العراقية السورية بعد مالحقته‬ ‫ملدة طويلة‪ ،‬وأتاح قايض التحقيق‬ ‫الفرصة لـ»القضاء» حضور التحقيق‬ ‫واإلطالع عىل اإلفادة‪.‬‬ ‫االلتحاق بالتنظيامت اإلرهابية‬ ‫قال املغريب «تعود معرفتي األوىل‬ ‫بالتنظيامت اإلرهابية إىل عام ‪2012‬‬ ‫ويومها كان يل من العمر ‪ 29‬سنة عندما‬ ‫رصت أتابع أخبار التنظيم عرب املواقع‬ ‫‪55‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬


‫قضايا‬

‫‪56‬‬ ‫االلكرتونية ومواقع التواصل‬ ‫االجتامعي وعرب برنامج للتواصل‬ ‫يسمى «البالتوك» تعرفت وقتها عىل‬ ‫«عامر املرصي» و»رشيد املرصي» وهام‬ ‫من أقنعاين برضورة االنتامء للتنظيم‬ ‫والهجرة إىل سوريا للمشاركة بأعامل‬ ‫الجهاد وتطبيق الرشيعة اإلسالمية»‪.‬‬ ‫بعد عدة محادثات عرب الوسائل‬ ‫االلكرتونية اقتنعت باالنضامم والسفر‬ ‫إىل سوريا ‪-‬يرسد عصام‪ -‬ويف أيلول‬ ‫من العام ‪ 2013‬سافرت إىل تركيا بعد‬ ‫ترتيبات قام بها «رشيد املرصي» إليصايل‬ ‫إىل سوريا تتضمن ارتباطي مبجموعة‬ ‫من ( الناقلني) الذين كان غالبيتهم‬ ‫من االتراك وكنت أحصل عىل أرقام‬ ‫هواتفهم تباعا من «املرصي» وبالفعل‬ ‫وصلت إىل األرايض السورية وكان‬ ‫باستقبايل «ابو الرباء الشاميل» الذي‬ ‫أسكنني مبضافة ببلدة سلوك التابعة ملا‬ ‫يسميها التنظيم بوالية الرقة»‪.‬‬ ‫كان «أبو الرباء الشاميل» ــ يرشح‬ ‫املغريب ــ معنيا باستقبال امللتحقني من‬ ‫كل البلدان بالتنظيم عرب الحدود الرتكية‬ ‫السورية فيام يرشف عىل املضافة‬ ‫سعودي يدعى أبو بصري السعودي‬ ‫ويعاونه سوري يسمى أبو موىس‬ ‫الحلبي وبعد يوم قضيته باملضافة قام‬ ‫السعودي بتدوين معلومايت الشخصية‬ ‫والجهة القادم عن طريقها وبعد‬ ‫التنسيق مع «رشيد املرصي» أوكل‬ ‫يل العمل يف «املكتب املركزي إلدارة‬ ‫الحدود يف حلب « والذي صار يسمى‬

‫جيء بمجموعة‬ ‫كبيرة من السبايا‬ ‫االيزيديات‬ ‫والتركمانيات‬ ‫والشيعيات‬ ‫والمسيحيات‪ ،‬وهبني‬ ‫«أبو أحمد العراقي»‬ ‫سبية باإلضافة إلى‬ ‫زوجتي السورية‬ ‫بعد ذلك بـ»هيئة الهجرة»‪.‬‬ ‫التنسيق إليصال املقاتلني‬ ‫يوضح عصام الهنا أن «عميل تضمن الرد‬ ‫عىل االتصاالت الهاتفية وااللكرتونية‬ ‫بوسائل االتصاالت الفيديوية وغريها‬ ‫عىل القادمني من مختلف البلدان إىل‬ ‫تركيا بغية مساعدتهم للدخول إىل‬ ‫األرايض السورية‪ ،‬وذلك عرب تزويدهم‬ ‫بأرقام هواتف الناقلني الذين يتكفلون‬ ‫بإيصالهم عرب مراحل إىل املناطق التي‬ ‫يسيطر عليها التنظيم‪ ،‬ويضيف ــ‬ ‫املغريب ــ كنت أتلقى يوميا عرشات‬ ‫االتصاالت وألين أتقن أكرث من لغة‬ ‫ساهم ذلك بنجاحي يف أداء عميل»‪.‬‬ ‫ويكشف املغريب أن «أكرث امللتحقني‬ ‫ممن كنت أزودهم باملعلومات التي‬ ‫تساعدهم يف الوصول إىل سوريا من‬ ‫التونسيني يف املرتبة األوىل والسعوديني‬ ‫ومن الجنسيات األجنبية كان الروس‬ ‫والفرنسيون يتصدرون املهاجرين الذين‬ ‫يلتحقون للقتال يف صفوف التنظيامت‬ ‫اإلرهابية سواء كانت جبهة النرصة أو‬

‫داعش»‪.‬‬ ‫ويضيف عصام «قضيت مبكتب التنسيق‬ ‫هذا شهرا ونصف الشهر‪ ،‬ومن ثم جاء‬ ‫أمر بنقيل إىل كمسؤول ملكتب «منفذ‬ ‫أطمة» ضمن إدارة الحدود التابع لوالية‬ ‫أدلب‪ ،‬وهي منطقة حدودية مع تركيا‬ ‫وكان يعمل معي ضمن هذا املكتب أبو‬ ‫بصري السعودي وعامر املرصي وأبو عيل‬ ‫الرتيك باإلضافة إىل أبو أحمد وأبو عمر‬ ‫السوري‪ ،‬وكان العمل يف هذا املكتب‬ ‫كام يف سابقه يتضمن تسهيل دخول‬ ‫املقاتلني القادمني من تركيا إىل سوريا»‪.‬‬ ‫كانت إدارة الحدود العامة يتوالها‬ ‫«أبو أسامة املدين» وبسبب كرثة‬ ‫امللتحقني بالتنظيم عرب الحدود الرتكية‪،‬‬ ‫أمر «املدين» بتوسعة مكتب التنسيق‬ ‫«وجعلني أتنقل بني فروعه استثامرا‬ ‫لخربيت وقدريت عىل التفاهم بأكرث من‬ ‫لغة‪.‬‬ ‫ويرشح املغريب «بعد وصول امللتحقني‬ ‫بالتنظيم إىل االرايض السورية يخضعون‬ ‫لعدة دورات ومن ثم يكلفون ويوزعون‬ ‫عىل الواليات مبا يناسب قدراتهم‬ ‫وإمكانياتهم‪ ،‬إال أن التنظيم يويل عناية‬ ‫خاصة للمهاجرين أكرث من غريهم من‬ ‫مقاتيل التنظيم»‪.‬‬ ‫مبنتصف العام ‪ 2014‬ــ يسرتسل املغريب‬ ‫ــ تزوجت امرأة سورية‪ ،‬وبعد زواجنا‬ ‫بشهر واحد سيطر التنظيم عىل مدن‬ ‫داخل العراق وجيء مبجموعة كبرية‬ ‫من السبايا االيزيديات والرتكامنيات‬ ‫والشيعيات واملسيحيات‪ ،‬وهبني «أبو‬ ‫أحمد العراقي» سبية باإلضافة إىل‬ ‫زوجتي السورية وألين كنت متزوجا‬

‫مؤخرا قمت ببيعها»‪.‬‬ ‫العالقات العامة‬ ‫مبنتصف العام ‪ 2016‬ــ يكمل عصام‬ ‫إفادته أمام قايض التحقيق ــ «تم نقيل‬ ‫للعمل ضمن مكتب العالقات الخارجية‬ ‫وكانت مهام هذا املكتب هو تنفيذ‬ ‫العمليات الجهادية خارج األرايض‬ ‫السورية والعراقية خاصة يف أوربا‬ ‫وأمريكا باالضافة اىل التنسيق الخارجي‬ ‫مبا يتعلق مبصالح التنظيم»‪.‬‬ ‫كلفني «ابو أحمد العراقي» وهو‬ ‫جزائري الجنسية واملسؤول عن مكتب‬ ‫العالقات الخارجية مبلفني ضمن عمل‬ ‫املكتب‪ ،‬وهام امللف الرتيك والكوري‬ ‫الشاميل باإلضافة اىل مجموعة كانت‬ ‫تعمل ملعاونتي بهذين امللفني وهم أبو‬ ‫الرباء الكردي ورشيد املرصي وأبو عبيدة‬ ‫الرتيك»‪.‬‬ ‫امللف الرتيك‬ ‫تضمن العمل عىل امللف الرتيك ــ‬ ‫يكشف عصام املغريب محورين؛ األول‪:‬‬ ‫التنسيق إلدخال املهاجرين للقتال يف‬ ‫صفوف التنظيم عرب الحدود الرتكية‪،‬‬ ‫ومعالجة جرحى التنظيم يف مستشفيات‬ ‫معينة داخل األرايض الرتكية‪ ،‬واملحور‬ ‫الثاين التفاوض لتبادل أرسى التنظيم‬ ‫مقابل األرسى األتراك الذين كانوا لدى‬ ‫التنظيم ومنهم القنصل ومجموعة من‬ ‫الدبلوماسيني األتراك»‪.‬‬ ‫وبالفعل يقول ـــ املغريب ــ متت‬ ‫عمليات التبادل بتسليم القنصل‬ ‫والدبلوماسيني األتراك مقابل اإلفراج‬ ‫عن أربعامئة وخمسني من أفراد‬ ‫التنظيم كانوا معتقلني لدى السلطات‬

‫أبرز األسلحة‬ ‫الحديثة التي كنا‬ ‫نملكها فمصدرها‬ ‫من صفقات الشراء‬ ‫مع قيادات من‬ ‫الجيش الحر الذي‬ ‫كانت تزوده جهات‬ ‫متعددة‬

‫الرتكية وكان أبرز املفرج عنهم أبو هاين‬ ‫اللبناين وهو دمناريك الجنسية من أصول‬ ‫لبنانية وهو مسؤول هيئة التصنيع‬ ‫والتطوير وآخرين»‪.‬‬ ‫امللف الكوري الشاميل‬ ‫ويف ما يتعلق بامللف الكوري الشاميل‬ ‫ــ يقول عصام ــ فقد سعينا للحصول‬ ‫عىل أسلحة مختلفة ومنها «األسلحة‬ ‫الكيميائية» وبالفعل ذهب وفد من‬ ‫مكتب العالقات الخارجية أرشف عليه‬ ‫«أبو محمد العدناين الذي كان مسؤول‬ ‫لجنة التفاوض إىل الفلبني بغية الوصول‬ ‫إىل كوريا الشاملية من أجل إمتام‬ ‫الصفقة إىل أنهم مل ينجحوا بتحقيقها‬ ‫وعادوا من غري تحقيق أي يشء»‪.‬‬ ‫وعن كيفية الحصول عىل األسلحة أجاب‬ ‫«املغريب» أن أبرز األسلحة الحديثة التي‬ ‫كنا منلكها فمصدرها من صفقات الرشاء‬ ‫مع قيادات من الجيش الحر الذي‬ ‫كانت تزوده جهات متعددة‪ ،‬ورغم‬ ‫الرصاع معهم إال أن عمليات الرشاء‬ ‫مع هذه القيادات مل تتوقف من أجل‬

‫الحصول عىل األموال مقابل بيعنا هذه‬ ‫االسلحة»‪.‬‬ ‫االنتقال اىل جبهة النرصة‬ ‫«وبسبب الخالفات بيني وبني قيادات‬ ‫يف التنظيم ـــيوضح املغريب ــ وبسبب‬ ‫الوشاية تم تجريدي من مسؤوليايت‬ ‫وتحوييل إىل جندي ضمن ما يسمى‬ ‫فرقة عثامن التابعة اىل والية حامة‬ ‫التي يتزعمها وقتذاك أبو محمد‬ ‫الهاشمي وهو األمر الذي دفعني إىل‬ ‫ترك التنظيم وااللتحاق بجبهة النرصة‬ ‫بقيادة الجوالين»‪.‬‬ ‫يف جبهة النرصة ــ يسرتسل املغريب‬ ‫بإفادته ــ «حظيت باهتامم كبري وكنت‬ ‫أشغل أحد العاملني باللجان التنسيقية‬ ‫الخارجية‪ ،‬حيث كنت أتواصل مع‬ ‫جهات خارجية منها قطرية للحصول‬ ‫عىل التمويل املايل ومنهم الشيخ‬ ‫خالد سليامن وهو قطري كان يحمل‬ ‫لنا شهريا مليون دوالر باإلضافة إىل‬ ‫جهات إرسائيلية كانت هي األخرى‬ ‫تقوم بإرسال األموال لنا وكذلك معالجة‬ ‫جرحى مقاتيل التنظيم داخل دولة‬ ‫إرسائيل»‪.‬‬ ‫من جانبه أكد قايض التحقيق املختص‬ ‫بقضايا االرهاب يف استئناف بغداد‬ ‫الرصافة أن العمليات العسكرية‬ ‫املشرتكة العراقية نجحت وبعملية‬ ‫نوعية بعد متابعة طويلة من إلقاء‬ ‫القبض عىل «عصام املغريب» وهو أحد‬ ‫أبرز املطلوبني‪ ،‬وأضاف أن التحقيقات‬ ‫ما زالت جارية مع « املغريب» وستدفع‬ ‫اىل املحكمة املختصة لينال جزاءه‬ ‫العادل وفق القانون العراقي‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫العدد ‪ 177‬السنة الرابعة عشر ( آب ) ‪2018‬‬



Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.