العـدد "مـئتـــان وثلاثة وخمسون" من مجلة فيلي

Page 1

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE & MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫‪www.shafaq.com‬‬

‫‪253‬‬

‫السنـة الحادية والعشــرون‬ ‫كانون الثاني‪ /‬يناير ‪2025‬‬

‫مليون رفات في العراق‬ ‫كارثة المقابر الجماعية‬

‫قصة كنيسة في بغداد وزوارها المسلمون‬ ‫مصادر تمويل االحزاب ومخاطر العملية السياسية‬ ‫أهلية‪ ....‬بغداد تفقد هويتها‬ ‫من موالت إلى كليات أهلية‬


‫سيــاح ووافــدون في‬ ‫مـــأزق التنقل ‪12‬‬ ‫بين كوردستان والمحافظات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪22‬‬

‫اقرأ في العدد ايض ًا‬

‫كلمــــة العدد‬

‫تضاد العراق‪ ..‬شعب يبحث عن هويته‬

‫قانون إعادة العقارات ‪ ..‬األمل باسترداد‬ ‫حقوق الجميع من قرارات البعث‬

‫السلم االجتماعي في العراق‪:‬‬ ‫تحديات الحاضر وآفاق المستقبل‬ ‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪30‬‬

‫متحف هنّ الحياة‪ ..‬واحة‬ ‫اإلبداع النسوي ‪36‬‬ ‫تنبض في قلب العراق‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫‪253‬‬

‫السـنـة الحادية والعشــــرون‬ ‫كانون الثاني ‪ -‬يناير ‪2025‬‬

‫أســرة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪52‬‬

‫شارع النهر المركز الرئيسي للصاغة‬ ‫يفقد هويته الذهبية‬

‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫صادق االزرقي‬

‫تحذير مبكر من العراق إلى العالم‪..‬‬ ‫هناك تهديد للبشرية‬

‫هيئة التحرير‬

‫‪70‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫التصميم الفني‬

‫تصوير‪ :‬كـرار جبــار‬

‫‪website: www.shafaq.com‬‬

‫ايمان حبيب علي‬ ‫رقم االعتماد في نقابة الصحفيين العراقيين ‪2016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫‪84‬‬

‫الودائع في المنازل‬ ‫وليست في المصارف‬

‫تمخض تاريخ العراق عن مجتمع متنوع الثقافات والطوائف‪ ،‬لكنه ظل‬ ‫عالقا في دوامة من األزمات‪ ،‬تعيق تحقيق أحالمه املنشودة‪ .‬والسؤال‬ ‫ً‬ ‫حقــا؟‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫حل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫املعا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫الع‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫املجت‬ ‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫أ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـه‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫نف‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ـذي‬ ‫الـ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫م ــا نم ــر ب ــه الي ــوم يعك ــس حقيق ــة أساس ــية ع ــن الحي ــاة‪ :‬ال‬ ‫ح ــزن ي ــدوم وال ف ــرح يس ــتمر‪ .‬ورغ ــم كل االنكس ــارات‪ ،‬والي ــأس‪،‬‬ ‫والتع ــب ال ــذي أص ــاب ه ــذا الش ــعب‪ ،‬يبق ــى هن ــاك بصي ــص‬ ‫أم ــل ينب ــض ف ــي أعم ــاق القل ــوب‪ ،‬ينتظ ــر م ــن يكتش ــفه ويحيي ــه‪.‬‬ ‫لــم نعــرف منــذ زمــن طويــل طعــم الحريــة الحقيقيــة‪ ،‬ولــم نعــد نــذرف‬ ‫الدم ــوع عل ــى أح ــام تب ــددت وآم ــال ته ــاوت‪ .‬أصبح ــت أي ــام ه ــذا البل ــد‬ ‫دائما بكارثة تهز أركانه‪.‬‬ ‫موسومة بالصمت‪ ،‬وكأن كل فصل جديد يبدأ ً‬ ‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬تظهــر حقيقــة مهمــة‪ :‬الســلوك السيا�ســي االزدواجــي‬ ‫ال يمك ــن أن يك ــون ركي ــزة الس ــتمرار العالق ــات أو الحف ــاظ عل ــى وح ــدة‬ ‫األرا�ض ــي‪ ،‬ب ــل ه ــو مج ــرد عام ــل يؤخ ــر نهايته ــا املحتوم ــة‪ .‬وف ــي ش ــتاء‬ ‫العالقات بين مختلف األطراف واملكونات‪ ،‬يصبح من الضروري إعادة‬ ‫بنــاء املعنــى الثقافــي للمواطنــة كأســاس للعيــش املشــترك فــي هــذا البلــد‪.‬‬ ‫ي ــرى بع ــض املفكري ــن أن ه ــذا التوج ــه يمث ــل تفس ـ ًـيرا لحل ــم ش ــعب‬ ‫يبحــث عــن هويتــه‪ ،‬بينمــا يعتبــره آخــرون رؤيــة مؤســفة ألنهــا قــد تفســح‬ ‫املج ــال أم ــام ظه ــور أيديولوجي ــات خطي ــرة ته ــدد الس ــلم االجتماع ــي‪.‬‬ ‫الج ــدل مس ــتمر ح ــول أهمي ــة األح ــام وال ــرؤى ف ــي تكوي ــن مجتم ــع‬ ‫عراق ــي متماس ــك‪ .‬فه ــل يمك ــن اعتباره ــا ض ــرورة حتمي ــة لتحقي ــق‬ ‫النهض ــة؟ ف ــي الحقيق ــة‪ ،‬وج ــود األح ــام والعواط ــف لي ــس مج ــرد‬ ‫خي ــار‪ ،‬ب ــل ه ــو عنص ــر أسا�س ــي لتحفي ــز املجتم ــع نح ــو التغيي ــر‪.‬‬ ‫فمجتم ــع ب ــا عاطف ــة أو آم ــال ال يمك ــن أن يحس ــن أوضاع ــه‬ ‫باالعتم ــاد فق ــط عل ــى ثروات ــه النفطي ــة أو منظومت ــه األيديولوجي ــة‪.‬‬ ‫الس ــؤال األكب ــر يبق ــى‪ :‬م ــا ه ــي العملي ــة املناس ــبة‬ ‫لتحوي ــل ه ــذه األح ــام العام ــة إل ــى واق ــع ملم ــوس؟‬ ‫لتحقي ــق اآلم ــال وتحس ــين األوض ــاع ف ــي الع ـراق‪ ،‬يحت ــاج املجتم ــع‬ ‫انفتاح ــا وبني ــة مؤسس ــية أق ــوى لصن ــع الق ـرار‪.‬‬ ‫إل ــى مس ــاحة أكث ــر‬ ‫ً‬ ‫إذ إن الهوي ــات املصطنع ــة الت ــي فرضته ــا الظ ــروف ل ــن ت ــدوم‬ ‫عل ــى امل ــدى الطوي ــل‪ ،‬مم ــا يس ــتوجب عل ــى الحكوم ــات والنخ ــب‬ ‫واملجموع ــات املؤث ــرة أن ت ــؤدي دوره ــا التاريخ ــي ف ــي خل ــق ه ــذه‬ ‫املش ــاعر اإليجابي ــة وتكييفه ــا بم ــا يخ ــدم مصال ــح الش ــعب‪.‬‬ ‫إذا أردن ــا تعري ــف الع ـراق بكلم ــة واح ــدة‪ ،‬فق ــد تك ــون «التض ــاد» أبل ــغ‬ ‫وص ــف‪ .‬فاألم ــل بتحس ــين األوض ــاع يب ــدو ضئي ـ ًـا ف ــي عي ــون الكثيري ــن‪،‬‬ ‫ورغ ــم ذل ــك‪ ،‬تظ ــل العدال ــة ف ــي توزي ــع الف ــرص واالنفت ــاح ف ــي مج ــاالت‬ ‫الحي ــاة أب ــرز مطالبه ــم‪ .‬إن تحقي ــق حل ــم صح ــي وواقع ــي ال يمك ــن أن‬ ‫البنــاء بيــن األفــكار والتحديــات‪ ،‬وهــو‬ ‫يتحقــق إال مــن خــال التصــادم ّ‬ ‫تصــادم يســتمد قوتــه مــن التاريــخ العريــق والثقافــة الغنيــة لهــذا البلــد‪.‬‬ ‫ورغ ــم أن العدي ــد م ــن مش ــاكل الع ـراق الي ــوم تع ــود جذوره ــا إل ــى‬ ‫التدخــات األجنبيــة‪ ،‬فــإن الجــزء الخاضــع لســيطرتنا يكمــن فــي اإلطــار‬ ‫الفكــري الخاطــئ والسياســات غيــر املدروســة‪ ،‬التــي أصبحــت إصالحهــا‬ ‫ض ــرورة ملح ــة للنه ــوض باملجتم ــع‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬


‫‪4‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫بدور تحكيمي‪..‬‬

‫نيجيرفان بارزاني في قلب‬ ‫مشهد تسوية تاريخية بين‬ ‫أنقرة والكورد‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫وصف موقع «أمواج» البريطاني‪ ،‬املفاوضات التي تخوضها‬ ‫تركيا مع حزب العمال الكوردستاني وغيره من القوى الكوردية‬ ‫ما بين العراق وسوريا‪ ،‬بأنه «تحول تكتوني»‪.‬‬

‫كم ــا س ــلط املوق ــع الض ــوء عل ــى إع ــادة تنظي ــم‬ ‫االتفاق ــات الدقيق ــة واملتش ــابكة بي ــن األح ـزاب‬ ‫الكوردي ــة ف ــي إقلي ــم كوردس ــتان وحلفائه ــا‪،‬‬ ‫خصوص ـ ًـا م ــن جان ــب الح ــزب الديمقراط ــي‬ ‫الكوردســتاني ورئيــس اإلقليــم نيجيرفــان بارزانــي‬ ‫ال ــذي ق ــد يق ــوم بوس ــاطة بي ــن أنق ــرة وح ــزب‬ ‫العم ــال الكوردس ــتاني‪.‬‬ ‫حزب العمال الكوردستاني‬ ‫وذك ــر التقري ــر البريطان ــي ال ــذي ترجمت ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن تركي ــا الت ــي ب ــدأت بعملي ــة س ــام‬ ‫متج ــددة م ــع ح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني‪،‬‬ ‫وه ــي «خط ــوة ق ــد تعي ــد تش ــكيل جيوبوليتي ــك‬ ‫املنطقــة بشــكل كبيــر»‪ ،‬فــي وقــت هنــاك مخــاوف‬

‫م ــن أن اتس ــاع الص ـراع بي ــن إس ـرائيل وإي ـران‬ ‫ق ــد يخل ــف تداعي ــات س ــلبية عل ــى تركي ــا‪،‬‬ ‫حي ــث يش ــكل تراج ــع دور طه ـران عل ــى الس ــاحة‬ ‫اإلقليميــة مصــدر قلــق لتركيــا ألن إس ـرائيل قــد‬ ‫تمــا الف ـراغ الدبلوما�ســي وتتحالــف مــع القــوى‬ ‫الكوردي ــة ض ــد املصال ــح التركي ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬فأن ــه م ــن املرج ــح أن خط ــة‬ ‫الس ــام التركي ــة الت ــي يقوده ــا الزعي ــم القوم ــي‬ ‫التر ـكـي دولــت بهجلــي‪ ،‬وبدعــم مــن الرئيــس رجــب‬ ‫طي ــب أردوغ ــان‪ ،‬تدفعه ــا الرغب ــة ف ــي ترتي ــب‬ ‫«الجبه ــة الداخلي ــة» التركي ــة‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى‬ ‫أن الس ــام م ــع ح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني‬ ‫ق ــد يس ــهل عل ــى الصعي ــد الش ــعبي الطري ــق‬

‫أم ــام التعدي ــات الدس ــتورية الالزم ــة لتمكي ــن‬ ‫أردوغ ــان م ــن الس ــعي إل ــى والي ــة رابع ــة ف ــي الع ــام‬ ‫‪.2028‬‬ ‫وأوض ــح التقري ــر أن ــه برغ ــم أن خط ــوة الس ــام‬ ‫التركي ــة‪ ،‬تمث ــل «ض ــرب ع ــدة طي ــور محلي ــة‬ ‫بحج ــر واح ــد»‪ ،‬إال أن أي اتف ــاق س ــام بي ــن‬ ‫أنق ــرة وح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني‪ ،‬س ــيقود‬ ‫حتم ـ ًـا إل ــى تغيي ــر ف ــي العالق ــات بي ــن الك ــورد‪،‬‬ ‫مش ــي ًرا إل ــى أن خط ــوة الس ــام نال ــت دعم ـ ًـا م ــن‬ ‫جانــب زعمــاء كــورد رئيســيين فــي العـراق وســوريا‪.‬‬ ‫إقليم كوردستان‬ ‫وأض ــاف أن ــه إذا تقدم ــت عملي ــة الس ــام ه ــذه‪،‬‬ ‫ف ــأن «صن ــاع السياس ــات ف ــي إقلي ــم كوردس ــتان‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫‪7‬‬

‫نيجيرفان بارزاني في قلب مشهد تسوية تاريخية بين أنقرة والكورد ‪..‬‬ ‫س ــوف يتابع ــون ع ــن كث ــب كي ــف يعم ــل ه ــذا‬ ‫التحــول التكتونــي علــى إعــادة تنظيــم االتفاقــات‬ ‫الدقيقــة واملتشــابكة بيــن األح ـزاب الكورديــة فــي‬ ‫اإلقلي ــم وحلفائه ــا»‪.‬‬ ‫ورج ــح التقري ــر أن أردوغ ــان يعتب ــر أن عملي ــة‬ ‫الس ــام م ــع ح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني‬ ‫س ــتكون وس ــيلة الس ــتباق أي تح ــركات محتمل ــة‬ ‫م ــن جان ــب إس ـرائيل‪ ،‬لض ــم ق ــوى كوردي ــة إل ــى‬ ‫صفوفه ــا‪ ،‬ف ــي حي ــن أن إنه ــاء الن ـزاع م ــع ح ــزب‬ ‫العم ــال الكوردس ــتاني‪ ،‬س ــيعزز االس ــتقرار‬ ‫الداخل ــي ف ــي تركي ــا واملكان ــة السياس ــية للرئي ــس‬ ‫قب ــل انتخاب ــات الع ــام ‪ ،2028‬حي ــث يراه ــن‬ ‫أردوغــان علــى كســب أصــوات الناخبيــن الكــورد‪.‬‬ ‫السالم ونيجيرفان بارزاني‬ ‫وذكـ ّـر التقريــر بــأن قيــادة الحــزب الديمقراطــي‬ ‫الكوردس ــتاني ف ــي أربي ــل أعرب ــت ع ــن دعمه ــا‬ ‫ملبــادرة الســام التركيــة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك مــن جانــب‬ ‫زعي ــم الح ــزب مس ــعود بارزان ــي ورئي ــس إقلي ــم‬ ‫كوردس ــتان نيجيرف ــان بارزان ــي‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن‬ ‫رئيــس اإلقليــم‪ ،‬وقبــل أيــام مــن دعــوة بهجلــي إلــى‬ ‫التوص ــل التف ــاق م ــع عب ــد هللا أوج ــان‪ ،‬التق ــى‬ ‫ف ــي أنق ــرة م ــع أردوغ ــان ووزي ــر الخارجي ــة التركــي‬ ‫ه ــاكان في ــدان ورئي ــس االس ــتخبارات إبراهي ــم‬ ‫كالي ــن‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى أن الرئيــس نيجيرفــان بارزانــي‬ ‫أدلــى بتصريحــات إيجابيــة عــن الصفقــة التركيــة‬ ‫الكوردي ــة املحتمل ــة قائ ـ ًـا إنه ــا «س ــتعود بالنف ــع‬ ‫علــى املنطقــة بأكملهــا»‪.‬‬ ‫واعتبر التقرير البريطاني أن هذه الدبلوماسية‬ ‫ربم ــا تش ــير إل ــى رغب ــة الح ــزب الديمقراط ــي‬ ‫الكوردس ــتاني ف ــي أداء دور الوس ــيط بي ــن أنق ــرة‬ ‫وح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني‪ ،‬مذك ـ ّ ًـرا بأنه ــا‬ ‫ليس ــت امل ــرة األول ــى الت ــي يلع ــب فيه ــا الح ــزب‬ ‫دو ًرا تحكيمي ـ ًـا‪ ،‬بعدم ــا انخ ــرط ع ــن كث ــب ف ــي‬ ‫وق ــف إط ــاق الن ــار بي ــن أنق ــرة وح ــزب العم ــال‬ ‫الكوردس ــتاني ف ــي الفت ــرة ‪.2015-2013‬‬ ‫ورأى التقريــر أن الدعــم الدبلوما�ســي الــذي عبــر‬ ‫عنــه الحــزب الديمقراطــي الكوردســتاني ملبــادرة‬ ‫الســام الجديــدة‪ ،‬قــد يكــون نابعـ ًـا مــن التحالــف‬ ‫التاريخــي لهــذا الحــزب مــع أنقــرة‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬ ‫رغب ــة صن ــاع الق ـرار ف ــي أن يش ــاهدوا تراج ــع‬ ‫نفــوذ حــزب العمــال الكوردســتاني فــي اإلقليــم‪.‬‬ ‫بغداد وحزب العمال‬

‫« أردوغان يعتبر أن عملية السالم مع‬ ‫حزب العمال الكوردستاني ستكون وسيلة‬ ‫الستباق أي تحركات محتملة من جانب‬ ‫إسرائيل‪ ،‬لضم قوى كوردية إلى صفوفهاً»‬

‫« الرئيس نيجيرفان بارزاني أدلى‬ ‫بتصريحات إيجابية عن الصفقة التركية‬ ‫ال إنها ستعود‬ ‫الكوردية المحتملة قائ ً‬ ‫بالنفع على المنطقة بأكملها»‪.‬‬

‫وذكـ ّـر التقريــر بــأن حكومــة بغــداد‪ ،‬وكاســتجابة‬ ‫للضغ ــوط التركي ــة الضخم ــة‪ ،‬تحرك ــت ف ــي‬ ‫آذار‪ /‬م ــارس ‪ 2024‬لف ــرض عقوب ــات عل ــى‬ ‫ح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني باعتب ــاره منظم ــة‬ ‫«محظــورة»‪ ،‬برغــم أن هــذه الجماعــة تحتفــظ‬ ‫بوج ــود ف ــي اإلقلي ــم من ــذ ثمانيني ــات الق ــرن‬ ‫املا�ض ــي‪.‬‬ ‫ورأى التقري ــر أن ــه ف ــي ح ــال تط ــورت محادث ــات‬ ‫الس ــام وانبث ــق عنه ــا اتف ــاق رس ــمي بي ــن أنق ــرة‬ ‫وجماعــة أوجــان‪ ،‬فأنــه ســيصبح مــن الصعــب‬ ‫علــى هــذه الجماعــة الكورديــة املســلحة أن تبــرر‬

‫اس ــتمرار تمركزه ــا ف ــي الع ـراق‪.‬‬ ‫ول ــم يس ــتبعد التقري ــر أن يمث ــل م ــذل ه ــذا‬ ‫التط ــور «انقالب ـ ًـا» ض ــد ح ــزب االتح ــاد الوطن ــي‬ ‫الكوردس ــتاني ف ــي الس ــليمانية‪ ،‬بعدم ــا تزاي ــدت‬ ‫االتهام ــات املوجه ــة إل ــى ه ــذا الح ــزب بدعم ــه‬ ‫لح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني إل ــى جان ــب‬ ‫جماعــات مســلحة كورديــة أخــرى‪ ،‬وذلــك كجزء‬ ‫مــن تحالــف مــع طهـران إلقامــة تــوازن قــوى بيــن‬ ‫األح ـزاب الكوردي ــة وحلفائه ــا اإلقليميي ــن‪.‬‬ ‫وم ــع ذل ــك‪ ،‬ف ــأن التقري ــر أك ــد أن ــه برغ ــم‬ ‫املصال ــح املتناقض ــة بش ــكلها الظاه ــري‪ ،‬ف ــإن‬

‫اتف ــاق الس ــام ق ــد يتح ــول ف ــي نهاي ــة األم ــر إل ــى‬ ‫نعم ــة لألط ـراف كاف ــة‪ ،‬موضح ـ ًـا أن ــه ف ــي ح ــال‬ ‫ألق ــى ح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني س ــاحه ف ــي‬ ‫تركي ــا‪ ،‬ف ــإن ذل ــك سيس ــاهم ف ــي إضع ــاف أح ــد‬ ‫الذرائ ــع الرئيس ــية الت ــي تس ــتخدمها أنق ــرة لك ــي‬ ‫تب ــرر وجوده ــا العس ــكري املتواص ــل ف ــي ش ــمال‬ ‫الع ــراق‪.‬‬ ‫الوجود التركي والنفوذ اإليراني‬ ‫وأض ــاف أن ــه بينم ــا م ــن ش ــأن ذل ــك أن ي ــؤدي‬ ‫بشــكل مؤكــد إلــى تعزيــز الحكــم الذاتــي للثنائــي‬ ‫الحاك ــم ف ــي إقلي ــم كوردس ــتان‪ ،‬إال أن قي ــادة‬

‫الديمقراط ــي‬ ‫الح ــزب‬ ‫الكوردس ــتاني س ــتكون‬ ‫مرحب ــة لوج ــود عس ــكري‬ ‫تركــي مح ــدود‪ ،‬لتك ــون‬ ‫ق ــوة موازن ــة أم ــام النف ــوذ‬ ‫اإليرانــي‪ ،‬خصوصـ ًـا فــي ظــل‬ ‫تفــاوض القــوات األمريكيــة‬ ‫علــى انســحابها مــن العـراق‪.‬‬ ‫ورأى التقري ــر أن تس ــوية‬ ‫ناجح ــة للن ـزاع بي ــن‬ ‫تركي ــا وح ــزب العم ــال‬ ‫الكوردس ــتاني ق ــد تحم ــل‬ ‫آث ــا ًرا جيوسياس ــية أوس ــع‬ ‫علــى الكــورد العراقييــن‪ ،‬إذ أنهــا قــد تعــزز مجــال‬ ‫املن ــاورة الدبلوماس ــية لألح ـزاب الكوردي ــة عل ــى‬ ‫ـددا م ــن أج ــل مزي ــد م ــن الحك ــم‬ ‫الدف ــع مج ـ ً‬ ‫الذاتــي أو حتــى االســتقالل‪ ،‬لكنــه أشــار إلــى أن‬ ‫أي خطــوة فــي هــذا املجــال حاليـ ًـا‪ ،‬تتطلــب إدارة‬ ‫دقيق ــة للعالق ــات م ــع ه ــذه الق ــوى املج ــاورة‪.‬‬ ‫إلــى جانــب ذلــك‪ ،‬قــال التقريــر إن عمليــة ســام‬ ‫ناجحــة بيــن أنقــرة وحــزب العمــال الكوردســتاني‬ ‫ق ــد تفت ــح آفاق ـ ًـا جدي ــدة ف ــي ش ــمال س ــوريا‪،‬‬ ‫م ــن خ ــال التع ــاون بي ــن الفصائ ــل الكوردي ــة‬

‫املتنافس ــة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬قال التقرير إن مثل هذه التطورات‬ ‫ل ــن تج ــري م ــن دون مخاط ــر‪ ،‬موضح ـ ًـا أن‬ ‫ضعــف حــزب العمــال الكوردســتاني أو تفككــه‪،‬‬ ‫ق ــد يدف ــع األح ـزاب املؤي ــدة لح ــزب العم ــال‬ ‫الكوردس ــتاني إل ــى الس ــعي النخ ـراط سيا�س ــي‬ ‫أكب ــر داخ ــل إقلي ــم كوردس ــتان نفس ــه‪ ،‬وه ــو‬ ‫م ــا ق ــد يش ــكل تحدي ـ ًـا لهيمن ــة كل م ــن الح ــزب‬ ‫الديمقراط ــي الكوردس ــتاني واالتح ــاد الوطن ــي‬ ‫الكوردس ــتاني عل ــى الس ــاحة السياس ــية‪.‬‬ ‫وتاب ــع قائ ـ ًـا إن ــه ف ــي ح ــال ج ــرى إط ــاق س ـراح‬ ‫أوج ــان كج ــزء م ــن أي تس ــوية محتمل ــة م ــع‬ ‫تركي ــا‪ ،‬فأن ــه ق ــد يصع ــد باعتب ــار أن ــه زعي ــم‬ ‫مناف ــس جدي ــد داخ ــل السياس ــة الكوردي ــة‬ ‫الداخليــة ويتنافــس مــع مراكــز القــوة التقليدية‬ ‫مث ــل الح ــزب الديمقراط ــي الكوردس ــتاني أو‬ ‫االتح ــاد الوطن ــي الكوردس ــتاني‪.‬‬ ‫وله ــذا‪ ،‬خت ــم التقري ــر بالق ــول إن ه ــذه‬ ‫الديناميكيــات التــي قــد تتطــور‪ ،‬تشــكل الكثيــر‬ ‫م ــن املجه ــول الحاف ــل باملخاط ــر للجه ــات‬ ‫الفاعل ــة كاف ــة‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬


‫‪8‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫‪9‬‬

‫كورد قبورستان‪..‬‬ ‫كشف غموض وأسرار الحياة‬ ‫في أربيل التاريخية‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫ذك ــرت مو اق ــع بريطاني ــة وأمريكي ــة أن اكتش ــافات جدي ــدة آلث ــاربالق ــرب م ــن مدين ــة‬ ‫أربي ــل عاصم ــة إقلي ــم كوردس ــتان‪ ،‬تظه ــرارتباطه ــا بالعص ــرالبرون ــزي‪ ،‬وتق ــدم نظ ــرة‬ ‫عميقــة علــى تــراث اإلقليــم وتســد فجــوات املعرفــة حــول كيفيــة عيــش البشــرالقدمــاء‬ ‫فــي تلــك الحقبــة وفــي تلــك املنطقــة ومــدى تطورهــم‪.‬‬

‫وأوض ــح موق ــع صحيف ــة «اإلكس ــبرس»‬ ‫البريطان ــي أن الحي ــاة ف ــي الحقب ــة البرونزي ــة‬ ‫ف ــي مدين ــة «ك ــورد قبورس ــتان» القديم ــة ف ــي‬ ‫بــاد مــا بيــن النهريــن‪ ،‬كانــت تتســم بالغمــوض‬ ‫بالنس ــبة إل ــى علم ــاء اآلث ــار بس ــبب محدودي ــة‬ ‫األبح ــاث واالفتق ــار إل ــى املراج ــع التاريخي ــة‪.‬‬ ‫مفتاح كشف األسرار‬ ‫وأشــارالتقريــرإلــى أن االكتشــافات الجديــدة‪،‬‬ ‫بم ــا ف ــي ذل ــك األل ــواح الطيني ــة ذات الكتاب ــة‬ ‫املس ــمارية القديم ــة‪ ،‬ولوح ــة األلع ــاب‪،‬‬ ‫والبقايــا الهيكليــة الكبيــرة‪ ،‬قــد تكــون بمثابــة‬ ‫مفت ــاح لكش ــف أس ــرار املوق ــع‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬ذك ــر موق ــع جامع ــة وس ــط‬

‫فلوريــدا األمريكيــة أن األســتاذة املشــاركة فــي‬ ‫التاري ــخ ف ــي جامع ــة كاليفورني ــا تيفان ــي إيرل ــي‬ ‫س ــبادوني توصل ــت ه ــي وفري ــق م ــن الباحثي ــن‬ ‫إل ــى االكتش ــافات الجدي ــدة خ ــال العم ــل‬ ‫امليدانــي فــي موقــع «كــورد قبورســتان»‪ ،‬والتــي‬ ‫تعتبــربمثابــة ثــروة مــن املعلومــات حــول هــذه‬ ‫املدين ــة الت ــي تع ــود إل ــى العص ــر البرون ــزي‬ ‫األوس ــط وتس ــلط الض ــوء عل ــى التاري ــخ‬ ‫املخف ــي األكب ــر لب ــاد م ــا بي ــن النهري ــن‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر األمريكــي ف ــإن األل ــواح‬ ‫الطيني ــة ه ــي األول ــى م ــن نوعه ــا الت ــي يت ــم‬ ‫العث ــور عليه ــا ف ــي ه ــذه املنطق ــة وم ــا ت ــزال‬ ‫خاضع ــة للدراس ــة والتفس ــير‪ ،‬لك ــن النتائ ــج‬

‫األولي ــة تظه ــر أنه ــا توف ــر رؤي ــة أكب ــر ح ــول‬ ‫الن ــاس الذي ــن عاش ــوا هن ــاك واألح ــداث‬ ‫املهم ــة الت ــي واجهوه ــا‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر أن األس ــتاذة إيرل ــي س ــبادوني‬ ‫وفري ــق الباحثي ــن توصل ــوا إل ــى اكتش ــافات‬ ‫مهم ــة تع ــود إل ــى العص ــر البرون ــزي األوس ــط‬ ‫(‪ 1800‬ســنة قبــل امليــاد)‪ ،‬فــي منطقــة أربيــل‬ ‫الحالي ــة‪.‬‬ ‫ـزءا كبي ـ ًـرا م ــن‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن ج ـ ً‬ ‫االزده ــار البش ــري والتاري ــخ يمك ــن ربطه ــا‬ ‫بحضــارة بــاد مــا بيــن النهريــن القديمــة‪ ،‬التــي‬ ‫تض ــم الع ــراق الحال ــي وم ــا حول ــه‪.‬‬ ‫واعتب ــر التقري ــر أن االكتش ــافات الجدي ــدة‬

‫واألل ــواح املس ــمارية بإمكانه ــا أن تكش ــف‬ ‫ع ــن تفاصي ــل مهم ــة ح ــول رواب ــط املدين ــة‬ ‫مــع جيرانهــا خــال العصــرالبرونــزي األوســط‬ ‫وأهميته ــا التاريخي ــة‪ ،‬موضح ـ ًـا أن ــه خ ــال‬ ‫دراســة أســماء األشــخاص واختيــارالكلمــات‬ ‫وأس ــاليب الكتاب ــة‪ ،‬ف ــإن الباحثي ــن ق ــد‬ ‫يتمكن ــون م ــن فه ــم الق ــراءة والكتاب ــة ف ــي‬ ‫املنطق ــة والهوي ــة الثقافي ــة للمدين ــة بش ــكل‬ ‫أفض ــل‪.‬‬ ‫وبحســب دراســة األســتاذة ســبادوني وفريقهــا‬ ‫ف ــإن العص ــر البرون ــزي األوس ــط ف ــي ش ــمال‬ ‫الع ــراق لي ــس مفهوم ـ ًـا بش ــكل جي ــد بس ــبب‬ ‫األبح ــاث الس ــابقة املح ــدودة والتحي ــزات‬

‫املوج ــودة ف ــي املص ــادر التاريخي ــة املتاح ــة‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن س ــبادوني قوله ــا إن ــه‬ ‫«لدين ــا أم ــل ف ــي العث ــور عل ــى املزي ــد م ــن‬ ‫الس ــجالت التاريخي ــة الت ــي ستس ــاعدنا عل ــى‬ ‫رواي ــة قص ــة املدين ــة م ــن وجه ــة نظ ــر ناس ــها‬ ‫ـدال مــن االعتمــاد فقــط علــى الروايــات التــي‬ ‫بـ ً‬ ‫كتبه ــا أعدائه ــم»‪.‬‬ ‫تطورالكتابة‬ ‫وتابع ــت س ــبادوني قائل ــة إن ــه «بينم ــا نع ــرف‬ ‫الكثيــرعــن تطــورالكتابــة فــي جنــوب العــراق‪،‬‬ ‫إال أنن ــا ال نع ــرف س ــوى القلي ــل ع ــن مع ــارف‬ ‫القــراءة والكتابــة فــي مــدن شــمال بــاد مــا بيــن‬ ‫النهري ــن‪ ،‬وخاص ــة بالق ــرب م ــن أربي ــل حي ــث‬

‫تق ــع منطق ــة ك ــورد قبورس ــتان»‪.‬‬ ‫وأوض ــح التقري ــر أن ب ــاد م ــا بي ــن النهري ــن‪،‬‬ ‫بش ــبكتها الكبي ــرة م ــن امل ــدن القديم ــة ف ــي‬ ‫الس ــهول الخصب ــة عل ــى ط ــول نه ــري دجل ــة‬ ‫والف ــرات بالق ــرب م ــن الخلي ــج‪ ،‬تعتب ــر بأنه ــا‬ ‫ـيرا إل ــى أن ه ــذه امل ــدن‬ ‫مه ــد الحض ــارات‪ ،‬مش ـ ً‬ ‫الت ــي ت ــم الحف ــاظ عليه ــا عل ــى ش ــكل ت ــال‬ ‫ش ــاهقة‪ ،‬ش ــكلتها ق ــرون م ــن التراكم ــات‬ ‫الثقافي ــة‪ ،‬وه ــي أس ــرت اهتم ــام العلم ــاء من ــذ‬ ‫أجي ــال‪.‬‬ ‫وبحس ــب س ــبادوني ف ــإن العلم ــاء «يعرف ــون‬ ‫الكثي ــر ع ــن م ــدن ب ــاد م ــا بي ــن النهري ــن ف ــي‬ ‫الجن ــوب‪ ،‬والت ــي تعتب ــر املعق ــل التقلي ــدي‬


‫‪10‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪11 2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫كورد قبورستان‪ ..‬كشف غموض وأسرار الحياة في أربيل التاريخية‬

‫ال نعرف إال القليل جداً عن معرفة‬ ‫القراءة والكتابة في مدن شمال بالد ما‬ ‫بين النهرين‪ ،‬وخاصة بالقرب من أربيل‬ ‫حيث تقع مدينة كورد قبورستان»‪.‬‬

‫تيفاني إيرلي سبادوني‬

‫األستاذة املشاركة في التاريخ‬ ‫في جامعة كاليفورنيا‬

‫للمــدن‪ ،‬و أنــه عندمــا يفكــرالنــاس فــي املــكان‬ ‫الــذي نشــأت فيــه املــدن للمــرة األولــى‪ ،‬فأنهــم‬ ‫يتخيل ــون مدن ـ ًـا ف ــي جن ــوب الع ــراق‪ ،‬مث ــل‬ ‫أوروك»‪ ،‬مضيف ــة «إنن ــا نس ــعى إل ــى س ــد‬ ‫ه ــذه الثغ ــرة ف ــي املنح ــة الدراس ــية م ــن خ ــال‬ ‫التحقيــق فــي موقــع حضــري كبيــر‪ ،‬وهــو أحــد‬ ‫املو اقــع القليلــة التــي تــم التحقيــق فيهــا علــى‬ ‫اإلط ــاق ف ــي ش ــمال الع ــراق»‪.‬‬ ‫املدينة السفلى‬ ‫وأشــارالتقريــرإلــى أن فريــق ســبادوني عمــل فــي‬ ‫منطقتي ــن رئيس ــيتين‪ ،‬هم ــا األحي ــاء الس ــكنية‬ ‫الش ــمالية الغربي ــة واملجم ــع اإلداري‬ ‫املكتش ــف حديث ـ ًـا وال ــذي ت ــم تحدي ــده عل ــى‬ ‫أن ــه القص ــر الس ــفلي ف ــي املدين ــة الس ــفلى‪،‬‬ ‫واس ــتخدم الباحث ــون تقني ــات مث ــل القي ــاس‬ ‫املغناطي�س ــي‪ ،‬ال ــذي يس ــمح للباحثي ــن‬

‫بالكش ــف عب ــر األرض لرؤي ــة املخطط ــات‬ ‫املعماري ــة‪ ،‬بم ــا يس ــاعدهم ف ــي حف ــر املوق ــع‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن س ــبادوني قوله ــا إن‬ ‫«البح ــث يرك ــز عل ــى تنظي ــم امل ــدن القديم ــة‪،‬‬ ‫وعل ــى وج ــه التحدي ــد تنظي ــم ك ــورد‬ ‫قبورس ــتان»‪ ،‬مضيف ــة أن ــه «ربم ــا تك ــون ق ــد‬ ‫س ــمعت ع ــن املل ــك حموراب ــي‪ ،‬ال ــذي وض ــع‬ ‫قان ــون الش ــريعة الش ــهير‪ ،‬وه ــذا ه ــو نف ــس‬ ‫الوق ــت تقريب ـ ًـا من ــذ ‪ 4000‬ع ــام تقريب ـ ًـا‪،‬‬ ‫وقررنــا أن هــذا ســيكون مكانـ ًـا مثيـ ًـرا لالهتمــام‬ ‫الستكش ــاف كي ــف كان األم ــر بالنس ــبة‬ ‫لش ــخص ع ــادي ف ــي مدين ــة خ ــال العص ــر‬ ‫البرون ــزي األوس ــط‪ ،‬وه ــو موض ــوع ل ــم تج ــري‬ ‫دراس ــته بش ــكل كاف»‪.‬‬ ‫قصورومعابد‬ ‫وأوضح ــت أن «الن ــاس يحب ــون التنقي ــب ف ــي‬

‫القص ــور واملعاب ــد‪ ،‬ول ــم يت ــم التنقي ــب إال ف ــي‬ ‫ـدا م ــن املناط ــق الس ــكنية»‪.‬‬ ‫ع ــدد مح ــدود ج ـ ً‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى تنقيب ــات ف ــي القص ــر‬ ‫كش ــفت ع ــن وج ــود عم ــارة ضخم ــة وبقاي ــا‬ ‫بش ــرية وأدل ــة عل ــى الدم ــار‪ ،‬مم ــا يش ــير إل ــى‬ ‫حــدث تاريخــي مهــم‪ .‬أمــا فــي األحيــاء الشــمالية‬ ‫الغربي ــة‪ ،‬فق ــد ج ــرى الكش ــف ع ــن فن ــاء‬ ‫خارج ــي متع ــدد و أنابي ــب ص ــرف طيني ــة‬ ‫ونفاي ــات منزلي ــة‪ ،‬كم ــا تضم ــن الفخ ــار‬ ‫املس ــتخرج عناص ــر مث ــل األك ــواب واألطب ــاق‬ ‫واألوعي ــة وأوعي ــة التخزي ــن‪ ،‬وبع ــض األو ان ــي‬ ‫الفخاري ــة مزخرف ــة بش ــكل جي ــد ومصنوع ــة‬ ‫بعناي ــة‪ ،‬مم ــا يش ــير إل ــى أن الث ــروة الخاص ــة‬ ‫ـيوعا مم ــا كان متوقع ـ ًـا‪.‬‬ ‫ربم ــا كان ــت أكث ــر ش ـ ً‬ ‫أم ــا عظ ــام الحيوان ــات املوج ــودة م ــع‬ ‫الفخ ــار‪ ،‬فه ــي تش ــير بحس ــب التقري ــر إل ــى أن‬

‫الس ــكان اس ــتمتعوا بنظ ــام غذائ ــي متن ــوع‪،‬‬ ‫ـيرا‬ ‫بمــا فــي ذلــك اللحــوم والطرائــد البريــة‪ ،‬مشـ ً‬ ‫إل ــى أن ه ــذا املس ــتوى م ــن التع ــدد الغذائ ــي‬ ‫ل ــم يك ــن متوقع ـ ًـا بالنس ــبة للس ــكان م ــن غي ــر‬ ‫النخب ــة ف ــي م ــدن ب ــاد م ــا بي ــن النهري ــن‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن س ــبادوني قوله ــا إن‬ ‫الثقاف ــة املادي ــة واملمارس ــات الغذائي ــة‬ ‫تعك ــس مجتمع ـ ًـا يعي ــش في ــه بع ــض‬ ‫ـبيا‪ ،‬وتشــيرإلــى أن‬ ‫األشــخاص بشــكل جيــد نسـ ً‬ ‫هنــاك حاجــة إلــى مزيــد مــن البحــث والتحليــل‬ ‫لإلجاب ــة عل ــى األس ــئلة العالق ــة‪ ،‬مضيف ــة أن‬ ‫الهــدف مــن الدراســة هــو محاولــة فهــم أشــياء‬ ‫مح ــددة للغاي ــة ع ــن الس ــكان القدم ــاء‪ ،‬مث ـ ًـا‬ ‫إل ــى أي درج ــة خطط ــوا لبيئته ــم‪ ،‬وكيفي ــة‬ ‫ح ــدوث ع ــدم املس ــاواة االجتماعي ــة ف ــي ه ــذه‬ ‫املدين ــة القديم ــة‪ ،‬وه ــل كان هن ــاك أن ــاس‬

‫ـدا وش ــديدي الث ــراء‪ ،‬أم أن ــه ربم ــا‬ ‫فق ــراء ج ـ ً‬ ‫كان ــت هن ــاك طبق ــة وس ــطى؟‪.‬‬ ‫وم ــن جهته ــا‪ ،‬قال ــت «اإلكس ــبرس» إن‬ ‫س ــبادوني تأم ــل أن يتمك ــن الباحث ــون قريب ـ ًـا‬ ‫م ــن فه ــم أفض ــل ملح ــو األمي ــة ف ــي املنطق ــة‬ ‫والهوي ــة الثقافي ــة للمدين ــة‪ ،‬كم ــا يمكنه ــم‬ ‫الكشــف عــن تفاصيــل مهمــة حــول ارتباطــات‬ ‫املدين ــة بجيرانه ــا خ ــال العص ــر البرون ــزي‬ ‫األوس ــط‪.‬‬ ‫وأضاف ــت قائل ــة إن ــه «ف ــي حي ــن إنن ــا نع ــرف‬ ‫الكثيــرعــن تطــورالكتابــة فــي جنــوب العــراق‪،‬‬ ‫ـدا ع ــن معرف ــة‬ ‫فإنن ــا ال نع ــرف إال القلي ــل ج ـ ً‬ ‫القــراءة والكتابــة فــي مــدن شــمال بــاد مــا بيــن‬ ‫النهري ــن‪ ،‬وخاص ــة بالق ــرب م ــن أربي ــل حي ــث‬ ‫تق ــع مدين ــة ك ــورد قبورس ــتان»‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر أن هن ــاك العدي ــد م ــن األدل ــة‬

‫الت ــي تعط ــي مصداقي ــة للنظري ــة القائل ــة‬ ‫ب ــأن «ك ــورد قبورس ــتان» كان ــت مدين ــة قب ــرة‬ ‫الشــهيرة التــي تمــت اإلشــارة إليهــا فــي اللوحــات‬ ‫البابلي ــة القديم ــة‪ ،‬مضيف ــة أن أح ــد ه ــذه‬ ‫األدل ــة ه ــو أن هن ــاك دالئ ــل كثي ــرة تش ــير إل ــى‬ ‫أن منطقــة «كــورد قبورســتان» تشــكل مركـ ًـزا‬ ‫إداري ـ ًـا إقليمي ـ ًـا رئيس ـ ًـيا‪.‬‬ ‫وأوضح ــت س ــبادوني أن ــه م ــن املعتق ــد أن‬ ‫«ك ــورد قبورس ــتان» ه ــي قب ــرة القديم ــة‪ ،‬وه ــي‬ ‫مرك ــز إقليم ــي مه ــم مذك ــور ف ــي س ــجالت دول‬ ‫امل ــدن األخ ــرى»‪.‬‬ ‫وتابع ــت قائل ــة بحس ــب م ــا نق ــل موق ــع‬ ‫الجامع ــة األمريكي ــة عنه ــا إن األل ــواح‬ ‫املس ــمارية م ــا ت ــزال قي ــد التفس ــير‪ ،‬ولك ــن‬ ‫هن ــاك بع ــض النتائ ــج املبك ــرة املش ــجعة الت ــي‬ ‫تس ــاعد ف ــي إلق ــاء الض ــوء عل ــى الهوي ــة األكب ــر‬ ‫لش ــعب «ك ــورد قبورس ــتان» والعص ــر ال ــذي‬ ‫س ــكنوه‪.‬‬ ‫وخت ــم التقري ــر األمريكــي باإلش ــارة إل ــى أن ــه‬ ‫يج ــري تموي ــل جه ــود البح ــث والتنقي ــب م ــن‬ ‫خ ــال مؤسس ــة العل ــوم الوطني ــة األمريكي ــة‬ ‫وبالش ــراكة م ــع إقلي ــم كوردس ــتان‪ ،‬وق ــد ت ــم‬ ‫تنفي ــذ العم ــل ف ــي الفت ــرة م ــن آي ــار‪ /‬ماي ــو إل ــى‬ ‫تم ــوز‪ /‬يولي ــو ‪ ،2024‬م ــع العم ــل الس ــابق‬ ‫ال ــذي ت ــم إج ــراؤه ف ــي الفت ــرة م ــن ‪ 2013‬إل ــى‬ ‫‪ 2023‬بواس ــطة فري ــق م ــن جامع ــة جون ــز‬ ‫هوبكن ــز ض ــم أيض ـ ًـا إيرل ــي س ــبادوني‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬


‫‪12‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪13 2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫سيــاح ووافــدون في مـــأزق‪..‬‬ ‫قيود تعترض التنقل بين كوردستان‬ ‫وبقية المحافظات‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫أثارت القيود املفروضة على دخول بعض ّ‬ ‫السياح األجانب إلى املحافظات العر اقية‬ ‫عبرمنافذ إقليم كوردستان حالة من الجدل‪ ،‬بعد منعهم من زيارة محافظات الوسط‬ ‫والجنوب‪.‬‬ ‫وي ــرى مراقب ــون أن ه ــذه اإلج ـراءات تس ــلط الض ــوء عل ــى التحدي ــات‬ ‫التــي تواجــه السـ ّـياح الوافديــن عبــر املنافــذ غيــر الرســمية أو بعضهــم‬ ‫عب ــر املط ــار‪ ،‬وتثي ــر تس ــاؤالت ح ــول آلي ــات تنظي ــم التنق ــل بي ــن إقلي ــم‬ ‫كوردس ــتان وبقي ــة املحافظ ــات العراقي ــة‪ ،‬م ــا ي ــدل ذل ــك ص ــوب‬ ‫التعقي ــدات املرتبط ــة ب ــاإلدارة الحدودي ــة بي ــن الحكوم ــة االتحادي ــة‬ ‫وحكوم ــة اإلقلي ــم‪.‬‬ ‫ويقــول مســؤول فــي هيئــة املنافــذ الحدوديــة العراقيــة ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫إن الحكوم ــة االتحادي ــة تش ــرف عل ــى س ــتة مناف ــذ رس ــمية ف ــي إقلي ــم‬ ‫كوردس ــتان‪ ،‬تش ــمل منف ــذ ح ــاج عم ـران‪ ،‬ومنف ــذ إبراهي ــم الخلي ــل‪،‬‬ ‫ومنف ــذ باش ــماخ‪ ،‬ومنف ــذ برويزخ ــان‪ ،‬إضاف ــة إل ــى مط ــاري أربي ــل‬ ‫والس ــليمانية الدوليي ــن‪.‬‬ ‫ويوض ــح أن ه ــذه املناف ــذ تض ــم مؤسس ــات اتحادي ــة مس ــؤولة ع ــن‬ ‫دخــول األفـراد والبضائــع‪ ،‬حيــث يتــم ختــم جــوازات جميــع الوافديــن‬ ‫إليه ــا م ــن قب ــل ه ــذه املؤسس ــات‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن «أي ش ــخص يدخ ــل‬ ‫عب ــر ه ــذه املناف ــذ الرس ــمية ال يواج ــه اعتراض ـ ًـا أثن ــاء تنقل ــه بي ــن‬ ‫محافظ ــات الع ـراق س ــواء ف ــي الوس ــط أو الجن ــوب أو الش ــمال»‪.‬‬ ‫ويضيــف أن املشــكلة تبــدأ عــادة عنــد دخــول األفـراد عبــر منافــذ غيــر‬ ‫رســمية ُتــدار مــن قبــل حكومــة إقليــم كوردســتان‪ ،‬وهــي منافــذ معتــرف‬ ‫بهــا محليـ ًـا لكنهــا ليســت تحــت إشـراف الحكومــة االتحاديــة‪ ،‬الفتـ ًـا إلــى‬ ‫عــدم وجــود معلومــات دقيقــة حــول منــع دخــول الســائحين الراغبيــن‬ ‫فــي زيــارة العتبــات املقدســة فــي العـراق‪.‬‬ ‫لكن ــه يش ــير إل ــى وج ــود نح ــو س ــتة مناف ــذ غي ــر رس ــمية ُتس ــتخدم‬ ‫ألغ ـراض التج ــارة وحرك ــة املس ــافرين‪ ،‬مث ــل منف ــذ كيل ــي‪ ،‬ومنف ــذ‬ ‫س ــيرانبن‪ ،‬ومنف ــذ تويل ــة‪ ،‬ومنف ــذ بش ــتة وغيره ــا‪ ،‬وأن دخ ــول األف ـراد‬ ‫عبــر هــذه املنافــذ بــدون وثائــق رســمية اتحاديــة قــد يــؤدي إلــى منعهــم‬ ‫م ــن دخ ــول بع ــض املناط ــق العراقي ــة‪ ،‬خاص ــة العتب ــات املقدس ــة ف ــي‬ ‫محافظ ــات الوس ــط والجن ــوب‪.‬‬

‫وحــاول فريــق مجلــة «فيلــي» التواصــل مــع دائــرة اإلقامــة فــي محافظــة‬ ‫الس ــليمانية للحص ــول عل ــى تفاصي ــل ح ــول آلي ــة دخ ــول الوافدي ــن‬ ‫إل ــى املحافظ ــة عب ــر املناف ــذ غي ــر الرس ــمية‪ ،‬إال أن املس ــؤولين رفض ــوا‬ ‫اإلدالء بــأي تصريحــات‪ ،‬مؤكديــن أن تقديــم هــذه املعلومــات يتطلــب‬ ‫ـميا مــن وزارة الداخليــة فــي حكومــة إقليــم كوردســتان‪.‬‬ ‫كتابـ ًـا رسـ ً‬ ‫إجراءات عاجلة لتسوية القضية‬ ‫وف ــي س ــياق متص ــل‪ ،‬يق ــول َك ــوران جب ــار‪ ،‬املتح ــدث الرس ــمي باس ــم‬ ‫املديري ــة العام ــة للس ــياحة ف ــي محافظ ــة الس ــليمانية‪ ،‬إن «الوافدي ــن‬ ‫الذي ــن يدخل ــون إل ــى اإلقلي ــم عب ــر املناف ــذ الحدودي ــة ينقس ــمون إل ــى‬ ‫فئتي ــن‪ :‬األول ــى تض ــم الحاصلي ــن عل ــى تأش ــيرة عم ــل‪ ،‬والثاني ــة تش ــمل‬ ‫القادمي ــن بتأش ــيرة س ــياحية»‪.‬‬ ‫ويضي ــف جب ــار‪« :‬الس ــائحون الحاصل ــون عل ــى تأش ــيرة س ــياحية‬ ‫م ــن املفت ــرض أن يس ــمح له ــم بالتنق ــل بحري ــة ف ــي جمي ــع املحافظ ــات‬ ‫ُ‬ ‫العراقيــة»‪ ،‬لكنــه أشــار إلــى عــدم التأكــد مــن إمكانيــة منــع القادميــن‬

‫عبــر املنافــذ غيــر االتحاديــة مــن زيــارة العتبــات املقدســة أو امل ـزارات‬ ‫الديني ــة ف ــي محافظ ــات الوس ــط والجن ــوب‪.‬‬ ‫ويؤكــد أن تقري ـ ًرا مفصـ ًـا ســيتم رفعــه إلــى املديريــة العامــة للســياحة‬ ‫ف ــي اإلقلي ــم ملتابع ــة القضي ــة والعم ــل عل ــى إيج ــاد حل ــول عاجل ــة له ــا‪،‬‬ ‫بم ــا يضم ــن تس ــهيل حرك ــة الس ــياح ومعالج ــة اإلش ــكاليات املتعلق ــة‬ ‫باملناف ــذ الحدودي ــة‪.‬‬ ‫انخفاض اإليرادات غير النفطية‬ ‫ويحــذر الخبيــر االقتصــادي خالــد حيــدر‪ ،‬فــي تصريــح ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫مــن أن «منــع دخــول الســياح عبــر منافــذ كوردســتان غيــر الرســمية إلــى‬ ‫ـلبا علــى الحركــة االقتصاديــة‬ ‫بقيــة املحافظــات العراقيــة قــد يؤثــر سـ ً‬ ‫فــي اإلقليــم‪ ،‬خاصــة فــي مــا يتعلــق باإليـرادات غيــر النفطيــة»‪.‬‬ ‫ويوض ــح حي ــدر أن انخف ــاض حرك ــة الس ــياحة النات ــج ع ــن ه ــذه‬ ‫القيــود قــد يــؤدي إلــى تراجــع اإليـرادات املتأتيــة مــن املنافــذ الحدوديــة‬ ‫التابع ــة لإلقلي ــم‪ ،‬مم ــا يش ــكل عبئ ـ ًـا إضافي ـ ًـا عل ــى االقتص ــاد الكل ــي‬ ‫لإلقلي ــم ال ــذي يعتم ــد جزئي ـ ًـا عل ــى ه ــذا الن ــوع م ــن اإلي ـرادات‪.‬‬

‫وتش ــهد الفت ــرة الحالي ــة مباحث ــات مس ــتمرة بي ــن حكوم ــة إقلي ــم‬ ‫كوردســتان والحكومــة االتحاديــة لتنظيــم حركــة التنقــل عبــر املنافــذ‬ ‫الحدودي ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك املط ــارات واملعاب ــر‪.‬‬ ‫ويأت ــي ذل ــك ف ــي ظ ــل التش ــابك الحاص ــل بي ــن املناف ــذ الرس ــمية وغي ــر‬ ‫الرســمية‪ ،‬مــا يخلــق تحديــات لوجســتية وإداريــة لــكل مــن الســلطات‬ ‫االتحادي ــة وحكوم ــة اإلقلي ــم‪.‬‬ ‫ُيذك ــر أن الهيئ ــة العام ــة للس ــياحة ف ــي حكوم ــة إقلي ــم كوردس ــتان‬ ‫أعلن ــت أن ‪ 7.5‬ملي ــون س ــائح زاروا املناط ــق الس ــياحية ف ــي اإلقلي ــم‬ ‫خــال عــام ‪ ،2023‬بزيــادة تجــاوزت مليــون ســائح مقارنــة بعــام ‪2022‬‬ ‫ال ــذي س ــجل ‪ 6.035‬ملي ــون س ــائح‪.‬‬ ‫وأشــارت الهيئــة إلــى أن الســياح كانــوا مــن داخــل اإلقليــم ومــن مناطــق‬ ‫وس ــط الع ـراق وجنوب ــه‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى س ــياح دوليي ــن قادمي ــن م ــن‬ ‫خ ــارج الع ـراق‪ .‬وم ــع ذل ــك‪ ،‬ل ــم يت ــم اإلع ــان بع ــد ع ــن إحصائي ــات‬ ‫الس ــياحة لع ــام ‪.2024‬‬

‫«توجد نحو ستة منافذ‬ ‫غير رسمية تُستخدم‬ ‫ألغراض التجارة وحركة‬ ‫المسافرين‪ ،‬مثل منفذ‬ ‫كيلي‪ ،‬ومنفذ سيرانبن‪،‬‬ ‫ومنفذ تويلة‪ ،‬ومنفذ‬ ‫بشتة وغيرها»‬

‫« ‪ 7.5‬مليون سائح‬ ‫زاروا المناطق‬ ‫السياحية في اإلقليم‬ ‫خالل عام ‪،2023‬‬ ‫بزيادة تجاوزت‬ ‫مليون سائح مقارنة‬ ‫بعام ‪ 2022‬الذي‬ ‫سجل ‪ 6.035‬مليون‬ ‫سائح‪».‬‬


‫‪14‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫الكاتب والشاعر رودوس الفيلي‪..‬‬

‫والسعي إلنعاش الحياة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫مــن انكســارقلبــه علــى انفطــار(جـ ّـرة) االهــل‪ ،‬يمــأ شــروخ اطــال منــازل االجــداد‬ ‫بح ــب االبن ــاء‪ ،‬بك ــد الباص ــرة وكل ــل اللس ــان‪ ،‬بالنت ــاج االدب ــي يضم ــد ج ــراح االف‬ ‫الس ــنين‪.‬‬

‫ ياترى من هو رودوس الفيلي؟‬‫ول ــدت ف ــي ع ــام ‪ 1971‬ف ــي مدين ــة مه ـران‪ ،‬ف ــي‬ ‫اس ــرة طرفاه ــا م ــن عش ــيرتي ريزون ــد والكوردل ــي‬ ‫(كــورد البهلــة او الكوردليــة)‪ ،‬وفــي قريــة (زروش‬ ‫ش ــكر) الت ــي يتوس ــطها ج ــدول يفصلن ــا ع ــن‬ ‫قري ــة طع ــان وزرباطي ــة‪.‬‬ ‫وه ــذا الج ــدول (ال ــكالل) كان بمثاب ــة ح ــدود‬ ‫مرس ــومة بينن ــا وبي ــن ابن ــاء عمومتن ــا عل ــى‬ ‫الط ــرف االخ ــر م ــن الح ــدود‪.‬‬ ‫ان ــا وعل ــى الرغ ــم م ــن كون ــي حينه ــا طف ــا اال‬ ‫اننــي كنــت اتســاءل مــع نف�ســي‪ :‬ملــاذا نحــن علــى‬ ‫هــذا الطــرف مــن الجــدول يســموننا‪ :‬ايرانييــن‪،‬‬ ‫والن ــاس عل ــى الط ــرف االخ ــر من ــه يس ــمونهم‪:‬‬ ‫عراقيي ــن‪ ،‬ونح ــن ف ــي كال الطرفي ــن نعل ــم بأنن ــا‬ ‫اوالد عموم ــة ونتكل ــم بلغ ــة واح ــدة ونمتل ــك‬ ‫ثقاف ــة مش ــتركة ونعي ــش مع ــا‪.‬‬ ‫دعن ــي اذك ــر ه ــذا ايض ــا‪ ،‬ف ــي ح ــرب ب ــارزان‪،‬‬ ‫كان أب ــي جندي ــا ايراني ــا ت ــم تجني ــده م ــن اج ــل‬ ‫مس ــاندة ث ــورة امل ــا مصطف ــى‪ ،‬وعندم ــا ع ــاد‬ ‫م ــن الح ــرب وبع ــد والدت ــي اطل ــق عل ــي اس ــم‬ ‫مصطف ــى واس ــما اخ ــي ال ــذي يلين ــي بال ــوالدة‬ ‫مســعود‪ .‬النــه كان يحــب املــا مصطفــى وكاكــه‬ ‫مســعود بارزانــي‪ .‬وانــا ايضــا احبهمــا مثــل جميــع‬ ‫الفيلييــن‪ ،‬اال اننــي مــع ذلــك اختــرت كنيــة اخــرى‬ ‫وه ــي رودوس‪ ،‬ورودوس ه ــذا يعن ــي (رول ــه دوس‬ ‫= محــب االبنــاء واالهــل) واختــرت لقــب الفيلــي‬ ‫كاســم كبيــر البنــاء جلدتــي مــن الكــورد الفيلييــن‪.‬‬

‫لكــي اقــول بانــي كــوردي وزوجتــي التــي هــي رســامة‬ ‫وهــي ايضــا مــن الكــورد الفيلييــن مــن امللكشــاهية‬ ‫وابواه ــا ول ــدا ف ــي بغ ــداد وت ــم تس ــفيرهما ال ــى‬ ‫اي ـران واخت ــارت لنفس ــها كني ــة ولق ــب «هن ــاس‬ ‫الفيل ــي»‪ ،‬كم ــا ان اس ــم ابنت ــي ه ــو (دلني ــا) وابن ــي‬ ‫(ژی ــار) ليعل ــم الن ــاس باجمعه ــم بانن ــا ك ــورد‪.‬‬ ‫ونحــن نحــب هــذه االســماء ونعــرف عــن انفســنا‬ ‫بهــا وســنبقى كذلــك‪.‬‬ ‫م ــا الداف ــع ال ــذي ش ــجع رودوس الفيل ــي ليرك ــز‬‫عل ــى اللغ ــة والثقاف ــة الكوردي ــة الفيلي ــة؟‬ ‫‪ :‬الغي ــرة والحماس ــة‪ ،‬الكثي ــرون عندم ــا ي ــرون‬ ‫الخ ـراب يض ــرب اطناب ــه ف ــي بي ــت او قلع ــة او‬ ‫مدين ــة كبي ــرة ويح ــل فيه ــا الدم ــار يش ــعرون‬ ‫بااللــم ويطلقــون الصرخــات‪ ،‬ملــاذا؟ الن غيرتهــم‬ ‫تدفعه ــم لالندف ــاع والس ــعي لع ــدم اندث ــار‬ ‫ونس ــيان املوروث ــات العظيم ــة وذكري ــات االه ــل‪.‬‬ ‫وان ــا آ�س ــى واتأل ــم ان ارى ب ــان ش ــخصا ال يهت ــم‬ ‫لنســيان الكلمــات واالمثــال واالشــعار الكورديــة‬ ‫واندثاره ــا ام ــام عيني ــه‪.‬‬ ‫فان ــا اش ــعر باال�س ــى عندم ــا ارى قص ـرا يه ــدم او‬ ‫ج ــرة تتحط ــم او ضريح ــا ين ــدرس‪ ،‬لي ــس اال�س ــى‬ ‫فق ــط م ــا اش ــعر ب ــه ب ــل ماه ــو اكث ــر م ــن اال�س ــى‬ ‫واالنزع ــاج‪.‬‬ ‫كم نتاجا ادبيا في جعبتك؟‬‫‪:‬أعمال ــي االدبي ــة عل ــى ثالث ــة ان ــواع‪ ،‬االول م ــا‬ ‫صــدر لــي مــن كتــب وهــي ثــاث مجاميــع شــعرية‪،‬‬ ‫تض ــم قصائ ــدي وثالث ــة او اربع ــة كت ــب اخ ــرى‬

‫تض ــم قصائ ــد لش ــعراء اخري ــن‪.‬‬ ‫والن ــوع الثان ــي م ــا ينش ــر ل ــي ف ــي الصح ــف‬ ‫واملجــات واملواقــع والفضــاء املجــازي كالتلغـرام‬ ‫مث ــا‪.‬‬ ‫والن ــوع الثال ــث واالخي ــر ه ــو م ــا مارس ــته م ــن‬ ‫عملــي كصحفــي مــن كتابــة املقــاالت او املقابــات‬ ‫او اي �شــيء اخــر مماثــل مــن غيــر الشــعر‪ ،‬فمنــذ‬ ‫عقــود عملــت فــي مجلــة كــول ســوو وموقــع شــفق‬ ‫واس ــبوعية صب ــح اي ــام و ايالمش ــهر ومجل ــة‬ ‫اوين ــة الكوردي ــة‪ -‬الفارس ــية الش ــهرية و‪ ...‬والت ــي‬ ‫كانــت لــي اســهامات فيهــا وعملــت فيهــا او اخــرى فــي‬ ‫كثي ــر م ــن املواق ــع والصح ــف الكوردي ــة االخ ــرى‬ ‫ف ــي كوردس ــتان اي ـران والع ـراق او ف ــي اورب ــا‪.‬‬ ‫اي ــن يقط ــن رودوس الفيل ــي واي م ــكان ف ــي‬‫كوردس ــتان مفض ــل لدي ــه ومل ــاذا؟‬ ‫‪ :‬ان ــا م ــن موالي ــد مدين ــة مه ـران‪ ،‬الت ــي تج ــاور‬

‫م ــدن ب ــدرة وجص ــان وزرباطي ــة‪ .‬وبع ــد ان ــدالع‬ ‫ح ــرب الثم ــان س ــنوات بي ــن اي ـران والع ـراق‪،‬‬ ‫هربنــا خوفــا مــن بطــش جيــش البعــث الصدامــي‬ ‫وتوجهنــا الــى ايــام وســكنا هنــاك مثــل النازحيــن‬ ‫املهرانيي ــن االخري ــن‪ .‬وم ــن ث ــم وخ ــال املرحل ــة‬ ‫الجامعيــة قضيــت ســبع ســنوات فــي طه ـران الــى‬ ‫ان تحصلــت علــى شــهادة فــي الهندســة املعماريــة‬ ‫وف ــي الس ــنة الثامن ــة ع ــدت ال ــى اي ــام وبعده ــا‬ ‫ع ــدت ال ــى طه ـران وان ــا فيه ــا من ــذ ‪ 15‬عام ــا‪.‬‬ ‫وجواب ــا للس ــؤال ع ــن امل ــكان املفض ــل عن ــدي‪،‬‬ ‫اقــول قبــل ان اعثــر علــى مــكان يتعلــق بــه قلبــي‪،‬‬ ‫اك ــرر م ــا رواه املث ــل الك ــوردي القدي ــم ال ــذي‬ ‫ين ــص عل ــى ‪(:‬ف ــي اي م ــكان ترت ــاح؟ ترت ــاح حي ــث‬ ‫تج ــد الس ــعادة)‬ ‫وان ــا س ــعادتي تنحص ــر حي ــث امل ــكان ال ــذي‬ ‫تمــأه الكلمــات واالشــعار والكتابــة‪ ،‬االن اللغــة‬

‫الكورديــة هــي وطنــي فقــط ال ارض وال مدينــة وال‬ ‫قري ــة وال اي م ــال او ام ــاك‪.‬‬ ‫ال�ش ــيء الجمي ــل واملجه ــول ال ــذي اع ــده هويت ــي‬ ‫ال يتك ــون م ــن الحج ــر والث ــروة ب ــل م ــن االل ــم‬ ‫والك ــدح‪.‬‬ ‫ماه ــي رس ــالتك ال ــى الن ــاس او املثقفي ــن م ــن‬‫الك ــورد الفيليي ــن؟‬ ‫‪ :‬ف ــي ظ ــل الوض ــع ال ــذي خلقت ــه التكنولوجي ــا‬ ‫وتط ــرح كل ي ــوم م ــا ه ــو جدي ــد يتوج ــب علين ــا‬ ‫ان نقب ــل ال ـرأي القائ ــل ان االعم ــال الكوردي ــة‬ ‫اصبح ــت صعب ــة ج ــدا واالصع ــب منه ــا العم ــل‬ ‫بالكوردي ــة الفيلي ــة‪.‬‬ ‫فــي العـراق وبســبب التعريــب اصبحــت الكورديــة‬ ‫الفيلي ــة ضعيف ــة ج ــدا وال�ش ــيء الوحي ــد الباق ــي‬ ‫ه ــو اس ــم الك ــورد الفيليي ــن ال ــذي اصب ــح هوي ــة‬ ‫مطلوب ــة جعل ــت عم ــل االخ ــوات واالخ ــوة ف ــي‬

‫‪15‬‬

‫الع ـراق اصع ــب مائ ــة م ــرة‪.‬‬ ‫وفــي ايـران لدينــا ازمــة مــن نــوع اخــر فقــد ابتلينــا‬ ‫الحــروب العائليــة‪ ،‬فهاهــي حــرب فــي طريقهــا الــى‬ ‫الحص ــول بي ــن العوائ ــل‪ ،‬الح ــرب الت ــي ب ــدأت‬ ‫بتح ــدث االطف ــال باللغ ــة الفارس ــية واخ ــذ‬ ‫الكب ــار بالس ــعي بي ــد فارغ ــة وجي ــب خ ــال لع ــدم‬ ‫الســماح بســقوط اعمــدة وجــدران لغــة الكــورد‬ ‫عل ــى املواطني ــن‪ ،‬واذا كن ــا منصفي ــن فيتوج ــب‬ ‫ان نق ــول ب ــان امامه ــم مهم ــة صعب ــة ج ــدا‪،‬‬ ‫وان ــا منده ــش م ــن ه ــذه الح ــرب العائلي ــة وم ــاذا‬ ‫يمكنن ــا العم ــل بش ــأنها؟‬ ‫ف ــي الحقيق ــة ان ــا بع ــد خلفي ــة م ــن ثالثي ــن ال ــى‬ ‫اربعي ــن س ــنة م ــن العم ــل الك ــوردي والتع ــرض‬ ‫ل ــكل ح ــاالت االرتق ــاء واله ــوي‪ ،‬ال اع ــرف م ــاذا‬ ‫اق ــول؟ بش ــأن ه ــذه املعضل ــة الت ــي نتع ــرض له ــا‬ ‫وطرحتن ــا ارض ــا‪.‬‬ ‫ال ادري م ــاذا اق ــول ولكن ــي مازل ــت موج ــودا‬ ‫واتمن ــى ان يتمك ــن املثقف ــون الك ــورد م ــن خ ــال‬ ‫الحداث ــة والعومل ــة ان يفعل ــوا ش ــيئا‪ ،‬واضي ــف‬ ‫ان ــه تبل ــور عن ــدي ان معظ ــم ابن ــاء جيلن ــا ال‬ ‫يفهم ــون لغ ــة الجي ــل الجدي ــد وتج ــذر لديه ــم‬ ‫القلــق واليعلمــون شــيئا عــن كونهــم ليســوا ابنــاء‬ ‫ه ــذا الزم ــان اذ ان هن ــاك ه ــوة شاس ــعة بينه ــم‬ ‫وبيــن الجيــل الجديــد وال يمكــن ردمهــا بالكلمــات‬ ‫الرنان ــة‪.‬‬ ‫ان البقــاء داخــل ســجن النوســتالجيا (الحنيــن)‬ ‫للقديــم والســعي الحثيــث النعــاش حيــاة املا�ضــي‬ ‫م ــا ه ــو اال رفس ــة امل ــوت فق ــط كم ــا يق ــال ول ــن‬ ‫يحق ــق اي نتيج ــة وفهم ــه صع ــب الن ــه يتوج ــب‬ ‫ان يتمك ــن جيلن ــا ان يغي ــر نفس ــه ويتما�ش ــى‬ ‫م ــع الزم ــن الجدي ــد قب ــل ان يجبرن ــا املجتم ــع او‬ ‫الجي ــل الجدي ــد عل ــى ذل ــك‪.‬‬ ‫يج ــب ان نبتع ــد ع ــن التغن ــي بامجادن ــا‪ ،‬فنح ــن‬ ‫مجبــرون علــى التخلــي عــن رغباتنــا ويتوجــب ان‬ ‫نفك ــر بش ــكل اخ ــر‪ ،‬فحس ــب‪.‬‬ ‫يكمــن ســوء طبعنــا هــذا فــي ان علمــاء االجتمــاع‬ ‫والسياس ــيين الك ــورد الفيليي ــن مبتل ــون باش ــياء‬ ‫اخ ــرى ال عالق ــة له ــا بالك ــورد الفيليي ــن‪ ،‬فاكب ــر‬ ‫اح ــداث العال ــم ه ــو ان دنيان ــا مختلف ــة وه ــم‬ ‫ل ــم يس ــتطيعوا ان يكون ــوا جس ـرا بي ــن هذي ــن‬ ‫العاملي ــن املختلفي ــن‪.‬‬ ‫م ــن الجي ــد ان نع ــرف ان ــه اذا ل ــم يتغي ــر ه ــؤالء‬ ‫فلــن يكــون بوســعنا نحــن الصحفييــن والشــعراء‬


‫‪16‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫‪17‬‬

‫الكاتب والشاعر رودوس الفيلي‪....‬والسعي إلنعاش الحياة‬ ‫واالدب ــاء ان نفع ــل ش ــيئا‪ ،‬ألن املثقفي ــن‬ ‫الفيليي ــن الحقيقيي ــن وخب ـراء املجتم ــع وعلم ــاء‬ ‫النف ــس والسياس ــيين الك ــورد اليخدم ــون‬ ‫شــعبهم وامتهــم مــع األســف بــل هــم مــن اســباب‬ ‫مش ــكالته ومعضالت ــه‪.‬‬ ‫الش ــعر والش ــعراء ل ــم يقول ــوا كلمته ــم كم ــا‬ ‫ينبغ ــي ‪.‬‬ ‫ف ــي املرحل ــة الحالي ــة م ــا ه ــي الش ــخصيات‬‫والجهــات التــي تهتــم باملســائل املتعلقــة بالشــأن‬ ‫الك ــوردي الفيل ــي‪ ،‬كم ــا تفعل ــون انت ــم؟‬ ‫‪ :‬ف ــي الس ــابق كان ــوا قليلي ــن‪ ،‬فف ــي اي ــام‬ ‫وكرماش ــان كان هنال ــك ن ــوع م ــن التقدي ــس‬ ‫للعشــائرية التــي كانــت تنــاوئ مصطلــح «كــوردي‬ ‫فيل ــي»‪ .‬ف ــكل عش ــيرة او قبيل ــة م ــن اج ــل ان‬ ‫تدع ــي التف ــوق كان ــت تبح ــث ع ــن تفخي ــم‬ ‫وتعظي ــم اس ــرها وعش ــائرها‪ ،‬اي انه ــا كان ــت‬ ‫تعي ــش حقب ــة م ــا قب ــل التم ــدن واملعاص ــرة‪،‬‬ ‫فنح ــن نوع ــا م ــا كن ــا مبتلي ــن ومخدري ــن ف ــي‬ ‫املا�ض ــي والحني ــن ال ــى املا�ض ــي وه ــو م ــا غادرت ــه‬ ‫املجتمع ــات وتغي ــرت وترك ــت املا�ض ــي‪ ،‬نح ــن ال‬ ‫نملــك مجتمعــا مدنيــا وحضاريــا ومازلنــا نعيــش‬ ‫عص ــر العش ــائر والعش ــائرية وعل ــى الرغ ــم‬ ‫م ــن انن ــا ب ــدال م ــن االحصن ــة نرك ــب الس ــيارات‬ ‫واملت ــرو وعل ــى الرغ ــم م ــن انن ــا ب ــدال م ــن‬ ‫املحارب ــة باالحج ــار واالخش ــاب‬ ‫والصخ ــور‪ ،‬نح ــارب بالقل ــم‪،‬‬ ‫اال انن ــا مازلن ــا ال نس ــعى ال ــى‬ ‫ان يك ــون كالمن ــا واحاديثن ــا‬ ‫باس ــمنا‬ ‫وحواراتن ــا‬ ‫الك ــوردي‪ .‬انن ــا نش ــبه‬ ‫ام ـرأة تعان ــي االم املخ ــاض‬ ‫ق ــد تم ــوت بس ــببها وق ــد‬ ‫تخســر جنينهــا او ان يولــد‬ ‫مش ــوها‪.‬‬ ‫مازلن ــا ال نري ــد ان نقب ــل‬ ‫ب ــان كلم ــة فيل ــي ه ــي‬ ‫اختصــار ملصطلــح فهلــوي‬ ‫ال ــذي تحول ــت ف ــي العربي ــة‬ ‫ال ــى بهل ــوي‪ ،‬او ان ــه اح ــد‬ ‫قاطن ــي منطق ــة بهل ــة‬ ‫التاريخي ــة العريق ــة‪.‬‬ ‫بهل ــة بمعن ــى زاغ ــروس وه ــي‬ ‫تس ــمية تطل ــق عل ــى الجه ــة‬

‫الش ــرقية لدجل ــة وكان ــت بغ ــداد م ــع املدائ ــن‬ ‫مركزه ــا وعاصمته ــا‪.‬‬ ‫اذا لم نلجأ الى العناد والتشــديد على عشــائرنا‬ ‫وقبائلنــا يتوجــب ان ننظــر الــى املســألة بعيــون‬ ‫مفتوحــة‪ .‬حينهــا ســنتمكن ان نقبــل قلبــا وقالبــا‬ ‫ب ــان جمي ــع العش ــائر والقبائ ــل ف ــي جن ــوب‬ ‫كوردســتان فــي ايــام وكرماشــان ولكســتان‬ ‫ولورس ــتان وخانقي ــن وواس ــط‬ ‫والبص ــرة وكرمي ــان وكرك ــوك‬ ‫وبغ ــداد ه ــم جميع ــا ك ــورد‬ ‫فيلي ــون‪ ،‬س ــواء قبل ــوا‬ ‫بذلــك ام لــم يقبلــوا‪،‬‬ ‫ه ــذا االس ــم ه ــو‬ ‫لقومن ــا‬ ‫اس ــم‬ ‫ولهجتن ــا وهويتن ــا‪.‬‬ ‫وان ــا االن اتعام ــل‬ ‫بش ــكل س ــلس م ــع ه ــذا‬ ‫ال�ش ــيء الن ــه اصب ــح‬ ‫نوع ــا م ــن الج ــدال‬ ‫التح ــاور‬ ‫ولي ــس‬ ‫والبح ــث العلم ــي‬ ‫حت ــى‬

‫ال ان�س ــى اري ــد ان اق ــول ان البع ــض يعتق ــدون‬ ‫خط ــأ ب ــان اس ــم الك ــورد الفيليي ــن يطل ــق عل ــى‬ ‫اس ــرة والة بش ــتكو االص ــاء‪ ،‬اال ان ــه يتوج ــب‬ ‫ان يعرف ــوا ب ــان اس ــم كل االس ــر التابع ــة له ــم‬ ‫ه ــم م ــن الس ــليورزية والعلوي ــة واالبوقداري ــة‬ ‫ولي ــس الفيلي ــة‪ ،‬وه ــم‬ ‫بذ كا ئه ــم‬

‫اطلقــوا اســم الكــورد الفيليــة‪ ،‬الــذي هــو اســم‬ ‫لجمي ــع عش ــائرنا ولي ــس مختص ــا به ــم فق ــط‪،‬‬ ‫عل ــى حكومته ــم‪ ،‬مثلم ــا فع ــل الش ــاه رض ــا‬ ‫االالش ــتي واخت ــار لق ــب بهل ــوي عل ــى عائلت ــه‬ ‫ليحص ــل عل ــى مش ــروعية مملكت ــه‪.‬‬ ‫اق ــول وب ــكل س ــرور الي ــوم هن ــاك العدي ــد م ــن‬ ‫املعاهــد واملجالــس و‪ ..‬يطلــق عليهــا اســم الكــورد‬ ‫الفيليــة وهــم يعملــون باخــاص لجميــع الكــورد‬ ‫ولهــذا االســم بصــورة خاصــة‪.‬‬ ‫رودوس الفيلــي كــم لغــة يحســن وكــم يســتفاد‬‫االديــب والكاتــب مــن اللغــات االخــرى؟‬ ‫‪ :‬ان ــا احس ــن الق ـراءة والكتاب ــة باللهج ــات‬ ‫الكوردي ــة الفيلي ــة والس ــورانية وافه ــم‬ ‫الهوراماني ــة والكرمانجي ــة بش ــكل جي ــد‪ ،‬وال ــى‬ ‫ح ــد م ــا افه ــم اللغ ــة العربي ــة واتكل ــم الفارس ــية‬ ‫بطالق ــة‪ ،‬اال انن ــي ال احس ــن االنجليزي ــة الت ــي‬ ‫افه ــم القلي ــل منه ــا‪.‬‬ ‫وجميعن ــا نع ــرف ان اي ش ــخص يع ــرف لغ ــات‬ ‫اكثــر كانــه يتحــول الــى عــدة اشــخاص‪ .‬الن كمــا‬ ‫يق ــال ان ف ــان رج ــل فع ــال وه ــو يع ــادل ع ــدة‬ ‫اش ــخاص بارزي ــن لعظ ــم ش ــخصيته وقوته ــا‪.‬‬ ‫واالن الفعالي ــة متعلق ــة بالعل ــم واي ش ــخص‬ ‫يعــرف لغــات اكثــر او يحســن برامــج الكمبيوتــر‬ ‫وال ــذكاء الصناع ــي يك ــون اكث ــر فعالي ــة م ــن‬ ‫االخري ــن‪.‬‬ ‫اليــوم مــن ال يحســن لغــة الكومبيوتــر وبرامجــه‬ ‫كان ــه ش ــخص اص ــم وابك ــم‪ ،‬نح ــن اذا كان‬ ‫تقدمنــا بهــذا الشــكل فلالســف يجــب ان‬ ‫نق ــول بانن ــا النع ــرف ه ــذه اللغ ــات‬ ‫ونتأخ ــر ع ــن الرك ــب يوم ــا تل ــو‬ ‫االخ ــر وم ــن الض ــروري اال‬ ‫نتخل ــى عم ــا نح ــب‪.‬‬ ‫اي ــن ت ــرى االدب الك ــوردي‬‫بص ــورة عام ــة واالدب‬ ‫الك ــوردي الفيل ــي ف ــي ه ــذه‬ ‫االي ــام مقارن ــة ب ــاالدب‬ ‫العالم ــي او االدب ف ــي‬ ‫املنطق ــة املحيط ــة بن ــا؟‬ ‫‪ :‬الحقيقة هي اننا متأخرون‪،‬‬ ‫ولي ــس امامن ــا اف ــاق جي ــدة‬ ‫عل ــى الرغ ــم م ــن كث ــرة الح ـراك‬ ‫ال ــذي يب ــذل‪ ،‬اتمن ــى ان نفع ــل‬ ‫ش ــيئا به ــذا االتج ــاه‪.‬‬

‫ماهي رسالتك الى الكورد الفيليين؟‬‫‪ :‬العمــل العمــل العمــل والتفكيــر بشــكل عالمــي‬ ‫والخــروج مــن بودقــة العشــائرية وحــب القبيلــة‪.‬‬ ‫ماذا تحب ان تقول ملجلة «فيلي»؟‬‫‪ :‬ش ــفق‪ ،‬رائ ــدة العم ــل الك ــوردي‪ ،‬بث ــاث لغ ــات‬ ‫العربي ــة والكوردي ــة واالنجليزي ــة‬ ‫وعلمهــا خفــاق منــذ عقــود وتعمــل علــى ان يبقــى‬ ‫العلــم الكــوردي خفاقــا‪ ،‬اشــد علــى ايديهــم‪ ،‬انــا‬ ‫مديــن لهــم بالشــكر‪ ،‬ســلمت اياديهــم‪.‬‬ ‫اي نــص مــن نصوصــك لــه تأثيــر اكبــر بالنســبة‬‫لــك؟ وملــاذا؟‬ ‫‪ :‬ان ــا اح ــب اش ــعاري القصي ــرة كثي ـرا‪ .‬فامل ــدح‬ ‫وال ــذم عب ــر ع ــدد قلي ــل م ــن الكلم ــات يخل ــق‬ ‫انتش ــاء او غضب ــا عن ــد االنس ــان‪.‬‬ ‫ان ــا س ــبق وان قل ــت ان عل ــى مثقفين ــا ان‬ ‫يخدم ــوا م ــن خ ــال االختص ــاص وامله ــارة‬ ‫الت ــي اكتس ــبوها وم ــن ه ــذه االختصاص ــات‬ ‫ه ــو التاري ــخ‪ .‬فمؤرخون ــا لالس ــف منش ــغلون‬ ‫باالعم ــال املكتبي ــة ول ــم يدخل ــوا املي ــدان‬ ‫ليستكش ــفوا تاريخن ــا الحقيق ــي‪ .‬ذل ــك التاري ــخ‬ ‫الشــفاهي الــذي يتــم تداولــه علــى لســان ناســنا‬ ‫ويقب ــع ف ــي ذاكرتن ــا جميع ــا‪.‬‬ ‫دعن ــي اخبرك ــم ش ــيئا؛ يوج ــد لدين ــا لهج ــات‬ ‫فرعي ــة كوردي ــة فيلي ــة يتح ــدث به ــا ناس ــنا‬ ‫وم ــن بينه ــا فرعي ــن اساس ــيين‪ :‬ف ــرع يتكلم ــون‬ ‫بلهج ــة (أرا أرا) والثان ــي يتكلم ــون بلهج ــة‬ ‫(وەرچەوەرچ ــە)‪.‬‬ ‫وكلمتــي (أرا) و (وەرچــە) لهمــا معنــى واحــد يعنــي‬ ‫(بۆچــی) الســورانية وتعنــي ملــاذا‪.‬‬ ‫لنعــد الــى االصــل‪ :‬فــي تاريخنــا الشــعبي او تاريخنــا‬ ‫الشــفاهي نــرى بانــه فــي املا�ضــي كان يطلــق علــى‬ ‫املتحدثي ــن بهاتي ــن اللهجتي ــن اس ــم ‪ :‬ك ــوردكاره‬ ‫(لهج ــة أرا) وعش ــيرة الكوردلي ــة (لهج ــة وەرچ ــە)‬ ‫وه ــم عش ــيرة (اي ــل ك ــورد) او ك ــورد البهل ــه او‬ ‫الكوردلي ــة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫وه ــذه املعلوم ــات ل ــم تذك ــر ف ــي بط ــو الكت ــب‬ ‫وه ــي ف ــي طريقه ــا للنس ــيان والكت ــاب الذي ــن‬ ‫زاروا مناطقنــا لعــدة ايــام كانــوا يطلقــون علينــا‬ ‫حس ــب اهوائه ــم اي اس ــم يختارون ــه‪ ،‬وفش ــلت‬ ‫محاوالتنــا فــي تصويــب مــا ذهبــوا اليــه‪ ،‬واليــوم‬ ‫ح ــان الوق ــت الن يق ــوم املثقف ــون الفيلي ــون‬ ‫بالشــروع فــي كتابــة تاريخنــا منــذ بدايتــه‪ ،‬اي ان‬ ‫نكت ــب تاريخن ــا بانفس ــنا‪.‬‬

‫«نحن ال نملك مجتمعا‬ ‫مدنيا وحضاريا ومازلنا‬ ‫نعيش عصر العشائر‬ ‫والعشائرية وعلى‬ ‫الرغم من اننا بدال‬ ‫من االحصنة نركب‬ ‫السيارات والمترو»‬

‫«شفق‪ ،‬رائدة العمل‬ ‫الكوردي‪ ،‬بثالث لغات‬ ‫العربية والكوردية‬ ‫واالنجليزية وعلمها‬ ‫خفاق منذ عقود‪ ،‬اشد‬ ‫على ايديهم‪ ،‬انا مدين‬ ‫لهم بالشكر‪ ،‬سلمت‬ ‫اياديهم»‬

‫واحــد اعمالنــا التــي نحبهــا كثيـرا هــو احيــاء هــذا‬ ‫ال�ش ــيء وتوضي ــح عالق ــة الفيل ــي م ــع الفهل ــوي‬ ‫والبهل ــوي وه ــو االم ــر ال ــذي تعرض ــت بس ــببه‬ ‫لكثي ــر م ــن االنتق ــادات والس ــباب ولك ــن الي ــوم‬ ‫ال اح ــد يغض ــب لكالمه ــم‪.‬‬ ‫ان الح ـراك الثقاف ــي ف ــي االخي ــر سيش ــكل بداي ــة‬ ‫للبح ــث وم ــن ث ــم يتح ــول ال ــى حرك ــة خاص ــة‪.‬‬ ‫وحينه ــا ال تخش ــوا ش ــيئا وامض ــوا بخطواتك ــم‬ ‫وم ــن املمك ــن ان يت ــم اعتراضك ــم م ــن البع ــض‬ ‫ويش ــنون عليك ــم الهجم ــات وق ــد يضع ــون‬ ‫العراقي ــل ام ــام طريقك ــم‪ ،‬وعل ــى الرغ ــم م ــن‬ ‫انك ــم س ــتواجهون االنتق ــاد والس ــخرية ف ــي‬ ‫البداي ــة اال انه ــم ف ــي النهاي ــة سينس ــبون م ــا‬ ‫تحققون ــه النفس ــهم‪ .‬هك ــذا ه ــو ح ــال الدني ــا‬ ‫تج ــري االم ــور بالعك ــس‪ ،‬ويج ــب عل ــى مثقفين ــا‬ ‫ان يدرك ــوا ذل ــك وال ينس ــوه‪.‬‬


‫‪18‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫كرمنشاه‪ ..‬داالهو أرض الفن‬ ‫والموسيقى والسياحية البكر‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫تقــع منطقــة داالهــو التــي يعيــش فيهــا أكثــرمــن ‪ 35‬ألــف شــخص فــي ثــاث مــدن‬ ‫و‪ 140‬قري ــة عل ــى بع ــد ‪ 100‬ك ــم غ ــرب كرمانش ــاه‪ .‬ونظ ـ ًـرا ملوقعه ــا الجغراف ــي‬ ‫ـياحيا وطبيعيـ ًـا‬ ‫وخلفيتهــا التاريخيــة‪ ،‬تعتبــرهــذه املدينــة مــن املناطــق البكــرسـ ً‬ ‫وأرض ـ ًـا ذات إمكاني ــات خالص ــة ف ــي مج ــاالت الثقاف ــة والفن ــون واملوس ــيقى‬ ‫والصناعــات اليدويــة‪.‬‬

‫وبحس ــب تقري ــر ملوق ــع «إيرن ــا» االيران ــي‪ ،‬وترجمت ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬ف ــإن دااله ــو تض ــم ث ــاث م ــدن‪ :‬گه ــواره‪ ،‬ریج ــاب و‬ ‫کرنــد غــرب‪ ،‬واســمها مشــتق مــن كلمتــي (دال) التــي تعنــي النســر‬ ‫باللغــة الكرديــة‪ ،‬و(أهــو) اي الغ ـزال‪ ،‬وهــذا االســم جــاء بســبب‬ ‫وج ــود الغ ــزالن والنس ــور ف ــي ه ــذه املنطق ــة بكث ــرة قديم ــا‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر الــى ان هــذه املدينــة تحدهــا مــن الشــمال مدينتــي‬ ‫جوانــرود وثــاث باباجانــي‪ ،‬ومــن الغــرب ســربول زهــاب‪ ،‬وگیــان‬ ‫غ ــرب م ــن الجن ــوب الغرب ــي‪ ،‬وإس ــام أب ــاد الغ ــرب م ــن الش ــرق‬ ‫والجنــوب الشــرقي‪ ،‬وكرمانشــاه مــن الشــمال الشــرقي‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر ان ــه ف ــي ع ــام ‪ 2004‬تم ــت ترقي ــة منطق ــة كرن ــد‬ ‫غ ــرب إل ــى مدين ــة دااله ــو وأصبح ــت املدين ــة الرابع ــة عش ــرة ف ــي‬ ‫محافظ ــة كرمانش ــاه‪ ،‬ودااله ــو‪ ،‬مركزه ــا كرن ــد‪ ،‬وتتك ــون م ــن‬ ‫جزأي ــن هم ــا مرك ــزي وگه ــوارە‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى خم ــس ق ــرى ه ــي‬ ‫گ ــوران‪ ،‬قلخان ــي‪ ،‬ب ــان زرده‪ ،‬باباجان ــي وبيوني ــج ‪ ،‬اضاف ــة ال ــى‬ ‫‪ 154‬قري ــة‪.‬‬ ‫ونــوه الــى انــه علــى الرغــم مــن تاريخهــا القديــم وتمتعهــا بالعديــد‬ ‫م ــن الق ــدرات ف ــي مختل ــف القطاع ــات‪ ،‬إال أن دااله ــو ال ت ـزال‬ ‫مجهول ــة‪ ،‬وعل ــى الرغ ــم م ــن اتخ ــاذ إج ـراءات تنموي ــة جي ــدة ف ــي‬ ‫ه ــذه املدين ــة ف ــي الس ــنوات األخي ــرة‪ ،‬إال أن س ــكانها يواجه ــون‬ ‫مش ــاكل كثي ــرة‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن حاك ــم دااله ــو مس ــعود محنت ــي تعريف ــه‬ ‫بمدينــة داالهــو‪ ،‬اذ أوضــح التحديــات واإلمكانيــات التــي تواجــه‬ ‫املدين ــة‪ ،‬بالق ــول أن دااله ــو تتمت ــع بإمكاني ــات كثي ــرة وتحت ــاج‬ ‫إل ــى دع ــم خ ــاص لتطويره ــا ووص ــف دااله ــو بأنه ــا مدين ــة ذات‬ ‫إمكانــات خالصــة إلــى جانــب أنــاس طيبيــن وقــال‪ :‬لدينــا مواهــب‬ ‫جي ــدة ف ــي دااله ــو‪ ،‬لذل ــك ف ــي مج ــال الزراع ــة‪ ،‬نح ــن م ــن بي ــن‬ ‫أفض ــل امل ــدن ف ــي املحافظ ــة ف ــي مج ــال إنت ــاج املنتج ــات مث ــل‬ ‫التي ــن‪ ،‬الزيت ــون والتف ــاح والج ــوز‪ ،‬وبعضه ــا يش ــكل مارك ــة‬ ‫تجاري ــة‪.‬‬

‫كم ــا ذك ــر حاك ــم دااله ــو قط ــاع الس ــياحة ف ــي املدين ــة وأوض ــح‬ ‫أن داالهــو تتمتــع بمعالــم طبيعيــة وتاريخيــة جيــدة للغايــة‪ ،‬بمــا‬ ‫ف ــي ذل ــك الس ـراب املائ ــي‪ ،‬ال ــذي يع ــد وجه ــة الس ــياح املحليي ــن‬ ‫واألجان ــب عل ــى م ــدار الع ــام‪.‬‬ ‫وأش ــار إل ــى الح ــرف اليدوي ــة باعتباره ــا إمكان ــات خالص ــة أخ ــرى‬ ‫لدااله ــو وأض ــاف‪ :‬تع ــد صناع ــة الس ــكاكين وصناع ــة ال ــة الب ــزق‬ ‫املوســيقية هــي إحــدى الحــرف اليدويــة القديمــة الهالــي داالهــو‪،‬‬ ‫والت ــي تتمت ــع بق ــدرة عالي ــة عل ــى تولي ــد ف ــرص العم ــل وتولي ــد‬ ‫الدخ ــل وزي ــادة دخ ــل فنان ــي املدين ــة‪.‬‬ ‫ضرورة تخصيص مياه السدود في املدينة لداالهو‬ ‫وأشــار محنتــي أيضــا إلــى مشــاكل نقــص امليــاه فــي املدينــة بالقــول‪:‬‬ ‫عل ــى الرغ ــم م ــن أن مدين ــة دااله ــو يوج ــد فيه ــا س ــدين وهم ــا‪:‬‬ ‫آزادي وزمــكان‪ ،‬إال أن أهــل هــذه املدينــة ال يســتفيدون مــن ميــاه‬ ‫هــذه الســدود‪ ،‬الفتــا الــى أنــه بموجــب االتفاقيــات التــي أبرمناهــا‪،‬‬ ‫س ــيتم تخصي ــص ‪ 600‬هكت ــار م ــن أرا�ض ــي س ــد آزادي إلنش ــاء‬ ‫حديقــة‪.‬‬ ‫وأض ــاف محنت ــي ان ــه رغ ــم وج ــود ‪ 11‬تعاوني ــة ف ــي مج ــال تربي ــة‬ ‫األحيــاء املائيــة بمدينــة داالهــو‪ ،‬إال أنــه لألســف ال يتــم عمــل أي‬ ‫�ش ــيء ف ــي مج ــال إنت ــاج األس ــماك وتربي ــة األحي ــاء املائي ــة‪ ،‬ويج ــب‬ ‫إعطــاء التصاريــح الالزمــة للناشــطين فــي هــذا املجــال الســتغالل‬ ‫الس ــدود‪ .‬تماش ــيا م ــع تط ــور تربي ــة األحي ــاء املائي ــة‪.‬‬ ‫وصــرح محنتــي ان ســد آزادي يعــد مــن مناطــق الجــذب الجيــدة‬ ‫م ــن الناحي ــة الس ــياحية‪ ،‬ويمك ــن اس ــتخدامه لتطوي ــر ه ــذا‬ ‫القط ــاع ف ــي دااله ــو‪ ،‬الفت ــا ال ــى ان س ــد زم ــكان املخص ــص ل ــري‬ ‫حدائ ــق گه ــواره لألس ــف يواج ــه مش ــاكل من ــذ س ــنوات طويل ــة‬ ‫ومؤخ ـرا ت ــم ح ــل مش ــاكله الفني ــة ونأم ــل أن يت ــم تخصي ــص‬ ‫مياه ــه لحدائ ــق املنطق ــة‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬

‫‪19‬‬


‫‪20‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫‪21‬‬

‫الورش المنزلية‪..‬‬

‫محرك اقتصادي جديد في إيالم‬

‫«أهمية الحفاظ على الفنون‬ ‫التقليدية وتعزيزها كجزء من‬ ‫التنمية االقتصادية والثقافية‬ ‫في المنطقة‪ .‬والحرف اليدوية‬ ‫في إيالم تُعد رمزًا يعكس‬ ‫الثقافة والتاريخ المحلي‪».‬‬

‫فيلي ‪:‬‬ ‫في أزقة مدينة إيالم الفيلية وبين منازلها‪ ،‬تنبض الحياة بمبادرات اقتصادية‬ ‫صغيرة ُتدارمن داخل املنازل‪ ،‬هذه الورش الصغيرة‪ ،‬التي تتسم بكونها‬ ‫منخفضة التكاليف ومرتفعة اإلنتاجية‪ ،‬تفتح أبواب األمل أمام سكان‬ ‫املحافظة‪ ،‬مما يسهم في تقليل البطالة وتحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫ووفق ــا لتقري ــر أوردت ــه وكال ــة أنب ــاء ف ــارس‬ ‫ً‬ ‫اإليراني ــة‪ ،‬وترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪ُ ،‬تع ــد ورش‬ ‫ً‬ ‫وفع ـ ًـااًل‬ ‫العم ــل املنزلي ــة والصغي ــرة ح ـ ًـا عملي ــا ّ‬ ‫لخلــق فــرص العمــل فــي محافظــة إيــام‪ .‬وأشــار‬ ‫التقري ــر إل ــى أن ه ــذه األنش ــطة‪ ،‬الت ــي ً‬ ‫غالب ــا‬ ‫م ــا ُتديره ــا العائ ــات أو األف ـراد عل ــى نط ــاق‬ ‫محــدود‪ ،‬حظيــت بأهميــة خاصــة فــي االقتصــاد‬ ‫املحل ــي نظ ـ ًـرا الحتياجه ــا إل ــى رأس م ــال بس ــيط‬ ‫وإمكاناته ــا ف ــي اس ــتثمار امل ــوارد املتوف ــرة ً‬ ‫محلي ــا‪.‬‬ ‫وعل ــى الرغ ــم م ــن النج ــاح ال ــذي حققت ــه ه ــذه‬ ‫ال ــورش ف ــي تعزي ــز االقتص ــاد املحل ــي‪ ،‬يش ــير‬ ‫ُ‬ ‫دعم ــا أكب ــر‬ ‫الخب ـراء إل ــى أن تطويره ــا يس ــتلزم ً‬ ‫مــن الحكومــة واملؤسســات املحليــة‪ .‬فمــن إنتــاج‬ ‫الحــرف اليدويــة إلــى صناعــة املنتجــات الغذائيــة‬ ‫واملالبــس‪ ،‬تعــد هــذه الــورش أساســا ً‬ ‫قويــا يمكــن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫أن يدع ــم التنمي ــة املس ــتدامة ف ــي املنطق ــة إذا‬ ‫ُأحيط ــت بالدع ــم ال ــازم‪.‬‬ ‫ب ــرزت ال ــورش املنزلي ــة كأح ــد الحل ــول الفعال ــة‬ ‫للح ــد م ــن البطال ــة ف ــي محافظ ــة إي ــام‪ ،‬خاص ــة‬ ‫ف ــي ظ ــل محدودي ــة امل ــوارد‪ .‬ه ــذه املب ــادرات‬ ‫الصغي ــرة‪ ،‬الت ــي ُت ــدار م ــن املن ــازل‪ ،‬أثبت ــت‬ ‫جدواه ــا االقتصادي ــة م ــن خ ــال توفي ــر ف ــرص‬ ‫عم ــل منخفض ــة التكالي ــف ومس ــتندة إل ــى‬ ‫اس ــتثمار الق ــدرات املحلي ــة‪.‬‬ ‫وأك ــد خبي ــر العم ــل والتوظي ــف حس ــن أحمــدي‬ ‫أن ال ــورش املنزلي ــة تع ــد خي ـ ًـارا ً‬ ‫مثالي ــا ف ــي مث ــل‬ ‫ُ‬ ‫ه ــذه املناط ــق‪ ،‬حي ــث تس ــهم بش ــكل كبي ــر ف ــي‬ ‫تقلي ــل مع ــدالت البطال ــة وتعزي ــز االقتص ــاد‬ ‫املحلــي‪ .‬وأشــار إلــى أنــه تــم حتــى اآلن إنشــاء أكثــر‬ ‫م ــن ‪ 500‬ورش ــة منزلي ــة ف ــي املحافظ ــة بدع ــم‬

‫م ــن املراف ــق الحكومي ــة‪ ،‬م ــا س ــاعد العدي ــد م ــن‬ ‫العائ ــات عل ــى تحس ــين أوضاعه ــا املعيش ــية‪.‬‬ ‫وم ــع ذل ــك‪ ،‬ش ــدد أحم ــدي عل ــى أن تحقي ــق‬ ‫النم ــو املس ــتدام له ــذه ال ــورش يتطل ــب توفي ــر‬ ‫وص ــول أفض ــل إل ــى األس ــواق‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى‬ ‫برام ــج تدريبي ــة متخصص ــة ُتع ــزز م ــن كف ــاءة‬ ‫العم ــل وتزي ــد م ــن تنافس ــية املنتج ــات‪ .‬تعتب ــر‬ ‫ه ــذه املب ــادرات خط ــوة مهم ــة نح ــو التنمي ــة‬ ‫االقتصادي ــة املس ــتدامة وخل ــق ف ــرص عم ــل‬ ‫جدي ــدة للس ــكان املحليي ــن‪.‬‬ ‫تجربــة مصنــع املالبــس‪ :‬نجــاح ورشــة منزليــة فــي‬ ‫إيــام‬ ‫تــروي ليلــى كرمــي‪ ،‬إحــدى صانعــات املالبــس فــي‬ ‫إيــام‪ ،‬تجربتهــا امللهمــة فــي تأســيس ورشــة خياطــة‬ ‫صغي ــرة داخ ــل منزله ــا‪ .‬ب ــدأت كرم ــي مش ــروعها‬ ‫من ــذ أرب ــع س ــنوات ب ـرأس م ــال أول ــي ق ــدره ‪30‬‬ ‫ملي ــون توم ــان‪ ،‬بدع ــم م ــن ق ــرض مق ــدم م ــن‬ ‫وزارة العمــل‪ .‬وتوضــح أنهــا تعمــل اليــوم مــع ثالثــة‬ ‫م ــن أف ـراد عائلته ــا‪ ،‬حي ــث ينتج ــون مجموع ــة‬ ‫متنوعــة مــن املالبــس يتــم توزيعهــا علــى املتاجــر‬ ‫املحلي ــة وامل ــدن املج ــاورة‪.‬‬ ‫وأش ــارت كرم ــي إل ــى أن التح ــدي األكب ــر ال ــذي‬ ‫يواج ــه ورش العم ــل املنزلي ــة يتمث ــل ف ــي ضع ــف‬ ‫اإلع ــان والتس ــويق‪ .‬وقال ــت‪« :‬إذا اس ــتطعنا‬ ‫الوص ــول إل ــى أس ــواق أكب ــر أو االس ــتفادة م ــن‬ ‫املنص ــات اإللكتروني ــة‪ ،‬فس ــوف يتضاع ــف‬ ‫دخلن ــا بش ــكل ملح ــوظ‪».‬‬ ‫تجربــة كرمــي تعكــس اإلمكانــات الكبيــرة للــورش‬ ‫املنزلي ــة ف ــي تعزي ــز االقتص ــاد املحل ــي‪ ،‬م ــع‬ ‫التأكي ــد عل ــى أهمي ــة دعمه ــا عب ــر توفي ــر أدوات‬

‫تس ــويق فعال ــة وإتاح ــة ف ــرص أوس ــع للوص ــول‬ ‫إل ــى األس ــواق‪.‬‬ ‫الحرف اليدوية‪ :‬تراث قيم للتنمية املستدامة‬ ‫يش ــير مه ــدي زارع ــي‪ ،‬صاح ــب ورش ــة منزلي ــة‬ ‫إلنت ــاج الح ــرف اليدوي ــة ف ــي إي ــام‪ ،‬إل ــى أهمي ــة‬ ‫الحف ــاظ عل ــى الفن ــون التقليدي ــة وتعزيزه ــا‬ ‫كج ــزء م ــن التنمي ــة االقتصادي ــة والثقافي ــة ف ــي‬ ‫املنطق ــة‪ .‬وأوض ــح زارع ــي أن الح ــرف اليدوي ــة‬ ‫ف ــي إي ــام ُتع ــد رم ــزا يعك ــس الثقاف ــة والتاري ــخ‬ ‫ً‬ ‫املحل ــي‪ ،‬مش ـ ًـيرا إل ــى أن ــه يب ــدع منتج ــات فري ــدة‬ ‫مســتوحاة مــن التصاميــم التقليديــة ويســتخدم‬ ‫امل ــواد الخ ــام املحلي ــة مث ــل الخش ــب والخي ــوط‬ ‫الطبيعي ــة‪.‬‬ ‫وأك ــد زارع ــي أن دع ــم الح ــرف اليدوي ــة يج ــب‬ ‫أن يتج ــاوز مج ــرد تقدي ــم الق ــروض‪ً ،‬‬ ‫داعي ــا إل ــى‬ ‫تنظي ــم مع ــارض متخصص ــة وإنش ــاء أس ــواق‬ ‫دائم ــة له ــذه املنتج ــات‪ .‬وأض ــاف أن مث ــل ه ــذه‬ ‫الخطــوات ســتتيح للحرفييــن الفرصــة لتوســيع‬

‫نطــاق عملهــم والوصــول إلــى قاعــدة أوســع مــن‬ ‫العم ــاء‪ ،‬مم ــا يع ــزز اس ــتدامة ه ــذه الصناع ــة‬ ‫ُويس ــهم ف ــي الحف ــاظ عل ــى الت ـراث الثقاف ــي‬ ‫للمنطق ــة ‪.‬‬ ‫ـاطا‬ ‫الح ــرف ً اليدوي ــة ليس ــت فق ــط نش ـ ً‬ ‫أيض ــا وس ــيلة للحف ــاظ‬ ‫اقتصادي ــا‪ ،‬ب ــل ه ــي ً‬ ‫عل ــى الهوي ــة الثقافي ــة وتطويره ــا‪ ،‬مم ــا يجعله ــا‬ ‫عنص ـ ًـرا أساس ـ ًـيا ف ــي التنمي ــة املس ــتدامة‪.‬‬ ‫التحدي ــات والحل ــول‪ :‬دع ــم ال ــورش املنزلي ــة‬ ‫لتحقي ــق االس ــتدامة‬ ‫علــى الرغــم مــن النجاحــات التــي حققتهــا الــورش‬ ‫املنزلي ــة ف ــي توفي ــر ف ــرص العم ــل وتحس ــين‬ ‫الظ ــروف االقتصادي ــة‪ ،‬إال أن أصح ــاب ه ــذه‬ ‫املش ــاريع يواجه ــون تحدي ــات كبي ــرة تعي ــق‬ ‫نموه ــا‪ .‬م ــن بي ــن أب ــرز ه ــذه التحدي ــات‪ :‬نق ــص‬ ‫البنيــة التحتيــة للتســويق‪ ،‬محدوديــة الوصــول‬ ‫إل ــى رأس امل ــال العام ــل‪ ،‬ومش ــاكل التأمي ــن‬ ‫الت ــي تزي ــد م ــن صعوب ــة اس ــتمرار ه ــذه ال ــورش‬

‫وتطويره ــا‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الس ــياق‪ ،‬أش ــار مس ــؤول حكوم ــي‬ ‫إل ــى أن الحكوم ــة تعم ــل عل ــى وض ــع خط ــط‬ ‫مضيف ــا أن إح ــدى‬ ‫ملعالج ــة ه ــذه املش ــكالت‪،‬‬ ‫ً‬ ‫االســتراتيجيات تشــمل إطــاق أنظمــة مبيعــات‬ ‫عب ــر اإلنترن ــت لتس ــهيل تس ــويق منتج ــات‬ ‫ال ــورش املنزلي ــة‪ .‬كم ــا تتضم ــن الخط ــط إنش ــاء‬ ‫تعاوني ــات محلي ــة ته ــدف إل ــى تس ــهيل عملي ــات‬ ‫بي ــع وش ـراء امل ــواد الخ ــام واملنتج ــات النهائي ــة‪،‬‬ ‫مم ــا يع ــزز كف ــاءة اإلنت ــاج ويخف ــض التكالي ــف‪.‬‬ ‫ه ــذه الجه ــود تمث ــل خط ــوات ضروري ــة‬ ‫لدع ــم ال ــورش املنزلي ــة وتمكينه ــا م ــن تحقي ــق‬ ‫االســتدامة‪ ،‬لتكــون ركيــزة أساســية فــي التنميــة‬ ‫االقتصادي ــة واالجتماعي ــة للمناط ــق ذات‬ ‫امل ــوارد املح ــدودة‪.‬‬ ‫الحاجــة إلــى التخطيــط للمســتقبل‪ :‬نحــو تنميــة‬ ‫مســتدامة للــورش املنزليــة‬ ‫خل ــص التقري ــر إل ــى أن ال ــورش املنزلي ــة‬

‫والصغي ــرة تحم ــل إمكان ــات كبي ــرة لتعزي ــز‬ ‫االقتصــاد املحلــي وتقليــل البطالــة فــي محافظــة‬ ‫إي ــام‪ .‬وم ــع ذل ــك‪ ،‬لتحقي ــق ه ــذه األه ــداف‬ ‫عل ــى امل ــدى الطوي ــل‪ ،‬هن ــاك حاج ــة ماس ــة إل ــى‬ ‫تخطي ــط اس ــتراتيجي مس ــتدام لتطوي ــر ه ــذا‬ ‫القط ــاع‪.‬‬ ‫يتطل ــب ه ــذا التخطي ــط اتخ ــاذ إج ـراءات‬ ‫ش ــاملة تش ــمل تقدي ــم الدع ــم املال ــي املناس ــب‪،‬‬ ‫توفيــر التدريــب املتخصــص ألصحــاب الــورش‪،‬‬ ‫وتطوي ــر البني ــة التحتي ــة الالزم ــة للتس ــويق‪،‬‬ ‫س ــواء التقلي ــدي أو الرقم ــي‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر إل ــى أن ــه ف ــي ح ــال تنفي ــذ ه ــذه‬ ‫التدابي ــر بش ــكل م ــدروس‪ ،‬يمك ــن أن تصب ــح‬ ‫ً‬ ‫نموذجــا يحتــذى بــه فــي اســتغالل املــوارد‬ ‫إيــام‬ ‫املحليــة وتطويــر املناطــق غيــر املســتغلة بشــكل‬ ‫كاف فــي البــاد‪ ،‬ممــا يمهــد الطريــق نحــو تحقيــق‬ ‫ٍ‬ ‫التنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة املســتدامة‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫‪23‬‬

‫قانون إعادة العقارات ‪..‬‬

‫يعيد األمل باسترداد حقوق الجميع‬ ‫من قرارات البعث‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫تأمل شرائح متضررة من قرارات‬ ‫مجلس قيادة الثورة املنحل‪ ،‬بشمولهم‬ ‫بقانون إعادة العقارات إلى أصحابها‪.‬‬

‫ويؤكــد هــؤالء‪ ،‬أن مجلــس قيــادة الثــورة املنحــل‬ ‫اض للمواطني ــن ف ــي مختلف ــة مناط ــق‬ ‫ص ــادر أر ٍ‬ ‫الع ـراق‪ ،‬م ــن أق�ص ــى الش ــمال إل ــى أق�ص ــى‬ ‫الجن ــوب‪ ،‬وبالتال ــي ينبغ ــي أن يك ــون الق ـرار‬ ‫ـامال ل ــكل العراقيي ــن ولجمي ــع أنح ــاء الب ــاد‬ ‫شـ ً‬ ‫ـددا بمناط ــق معين ــة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ـس‬ ‫ولي ـ‬ ‫ً‬ ‫ومجلــس القيــادة الثــورة واجهــة تنفيذيــة لحــزب‬ ‫البع ــث املنح ــل‪ ،‬ت ــم تش ــكيله بع ــد االنق ــاب‬ ‫العس ــكري ال ــذي ق ــام ب ــه الح ــزب ض ــد حكوم ــة‬ ‫عبــد الرحمــن عــارف فــي عــام ‪ ،1968‬وكان هيئــة‬ ‫صن ــع الق ـرار النهائ ــي ف ــي الع ـراق قب ــل س ــقوط‬ ‫نظ ــام ص ــدام ع ــام ‪.2003‬‬ ‫وم ــارس املجل ــس املنح ــل الس ــلطة التش ــريعية‬ ‫و‌التنفيذي ــة ف ــي الب ــاد‪ ،‬م ــع اختي ــار الرئي ــس‬ ‫ونائــب الرئيــس بأغلبيــة ثلثــي املجلــس‪ .‬كان أول‬ ‫رئي ــس ل ــه ه ــو أحم ــد حس ــن البك ــر من ــذ ‪1968‬‬ ‫حت ــى ع ــام ‪ 1979‬عندم ــا تول ــى نائب ــه ص ــدام‬ ‫حس ــين رئاس ــته حت ــى ع ــام ‪ 2003‬ال ــذي انته ــى‬ ‫بس ــقوط نظام ــه‪.‬‬ ‫وص ـ ّـوت البرمل ــان العراق ــي‪ ،‬أول أم ــس الثالث ــاء‪،‬‬ ‫عل ــى مش ــروع قان ــون إع ــادة العق ــارات ال ــى‬ ‫أصحابه ــا املش ــمولة ببع ــض ق ـرارات مجل ــس‬ ‫قي ــادة الث ــورة (املنح ــل)‪ ،‬م ــع مقت ــرح قان ــون‬ ‫األحــوال الشــخصية رقــم (‪ )188‬لســنة ‪،1959‬‬ ‫ومشــروع قانــون التعديــل الثانــي لقانــون العفــو‬ ‫الع ــام رق ــم (‪ )27‬لس ــنة ‪ ،2016‬بس ــلة واح ــدة‪.‬‬ ‫وبه ــذا الق ـرار‪ ،‬ع ــاد األم ــل ألصح ــاب العق ــارات‬ ‫واألرا�ض ــي الزراعي ــة الت ــي تم ــت مصادرته ــا م ــن‬ ‫ـددا‬ ‫أصحابه ــا الش ــرعيين‪ ،‬لتع ــود إليه ــم مج ـ ً‬

‫للتص ــرف به ــا واس ــتثمارها‪.‬‬ ‫‪ 26‬ألف هكتار ســتعود ألصحابها‬ ‫ويق ــول مستش ــار رئي ــس ال ــوزراء العراق ــي‬ ‫لش ــؤون الك ــورد الفيليي ــن‪ ،‬ط ــارق املن ــدالوي‪،‬‬ ‫إن «ق ـرارات النظ ــام الس ــابق بح ــق الك ــورد‬ ‫الفيليي ــن وباق ــي املكون ــات األخ ــرى تس ــببت‬ ‫بمص ــادرة مس ــاحات شاس ــعة تق ــدر بأكث ــر م ــن‬ ‫‪ 26‬ألــف هكتــار‪ ،‬لكنهــا بعــد هــذا القـرار ســتعود‬ ‫إل ــى أصحابه ــا»‪.‬‬ ‫ويضي ــف املن ــدالوي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫«مجل ــس قي ــادة الث ــورة املنح ــل أص ــدر قراري ــن‬ ‫جائري ــن بح ــق الك ــورد الفيليي ــن‪ 489 ،‬و‪،617‬‬ ‫وت ــم بموجبهم ــا مص ــادرة األرا�ض ــي الزراعي ــة ف ــي‬

‫اض أخ ــرى ف ــي‬ ‫خانقي ــن ومندل ــي‪ ،‬كم ــا هن ــاك أر ٍ‬ ‫زرباطي ــة وب ــدرة‪ ،‬لك ــن ل ــم يش ــملهما الق ـرار‪،‬‬ ‫ونأم ــل بش ــمولها أيض ـ ًـا»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد‪ ،‬أن «هن ــاك مس ــاع لتذلي ــل العقب ــات‬ ‫وح ــل املش ــاكل الت ــي مارس ٍــها النظ ــام الس ــابق‬ ‫بح ــق املناط ــق الفيلي ــة وبقي ــة املناط ــق‬ ‫العراقي ــة»‪.‬‬ ‫مظلومية للوســط والجنوب‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬يوض ــح عض ــو اللجن ــة القانوني ــة‬ ‫ف ــي مجل ــس الن ــواب العراق ــي‪ ،‬ع ــارف الحمام ــي‪،‬‬ ‫أن «قان ــون إع ــادة العق ــارات ل ــم يش ــمل كل‬ ‫الع ـراق‪ ،‬ورغ ــم أن ــه ل ــم يح ــدد القومي ــة أو‬ ‫الديان ــة أو الجن ــس‪ ،‬ب ــل اعتم ــد عل ــى مجموع ــة‬

‫قـرارات للنظــام الســابق وأصــدر قـرا ًرا بإلغائهــا‪،‬‬ ‫ومــن يتطابــق رقــم مصــادرة عقــاره مــع مــا ورد فــي‬ ‫القان ــون فه ــو بإمكان ــه اس ــترداده»‪.‬‬ ‫ويشــير الحمامــي فــي حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى‬ ‫أن «هــذا القانــون كان ضمــن صفقــة سياســية‬ ‫ف ــي بداي ــة تش ــكيل الحكوم ــة‪ ،‬وأكث ــر املناط ــق‬ ‫التــي كانــت مشــمولة بــه هــي فــي كركــوك‪ ،‬وبعدهــا‬ ‫تم ــت إضاف ــة بل ــد والدجي ــل وأط ـراف ديال ــى‬ ‫والك ــورد والفيليي ــن»‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪« ،‬لك ــن القان ــون ل ــم يش ــمل الوس ــط‬ ‫اض مص ــادرة ف ــي‬ ‫والجن ــوب‪ ،‬رغ ــم وج ــود أر ٍ‬ ‫الناصري ــة والعم ــارة من ــذ عه ــد عب ــد الكري ــم‬ ‫قاســم وأكمــل عليهــا مــن بعــده صــدام حســين‪،‬‬

‫لذلــك حصلــت اعتراضــات علــى القانــون لوجــود‬ ‫ه ــذه املظلومي ــة ألبن ــاء الوس ــط والجن ــوب‬ ‫الذي ــن لديه ــم عق ــارات مص ــادرة كثي ــرة بي ــن‬ ‫س ــكنية وزراعي ــة»‪.‬‬ ‫الفائــدة والعدالــة للجميع‬ ‫ويتف ــق م ــع ه ــذا الط ــرح‪ ،‬رئي ــس ح ــزب بي ــث‬ ‫نهري ــن الوطن ــي‪ ،‬جوزي ــف صلي ــوا‪ ،‬ال ــذي يؤك ــد‬ ‫اض‬ ‫أن «مجلــس قيــادة الثــورة املنحــل صــادر أر ٍ‬ ‫زراعي ــة للمواطني ــن ف ــي مناط ــق مختلف ــة م ــن‬ ‫أق�ص ــى الش ــمال إل ــى أق�ص ــى الجن ــوب‪ ،‬لذل ــك‬ ‫مــن املســتغرب تحديــد اســترجاع األرا�ضــي علــى‬ ‫كرك ــوك فق ــط»‪.‬‬ ‫ويضي ــف صلي ــوا ملجل ــة «فيل ــي»‪« ،‬نح ــن م ــع‬

‫إرج ــاع ح ــق املواط ــن ال ــذي اغتصب ــه النظ ــام‬ ‫الســابق بقـرارات وأســباب وخلفيــات سياســية‪،‬‬ ‫م ــن خ ــال قان ــون منص ــف ل ــكل العراقيي ــن‬ ‫ولي ــس عل ــى أس ــس عنصري ــة طائفي ــة قومي ــة‬ ‫معين ــة‪ ،‬ب ــل يج ــب أن تك ــون الفائ ــدة والعادل ــة‬ ‫للجمي ــع»‪.‬‬ ‫اض مغتصب ــة‬ ‫أ‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫«ه‬ ‫أن‬ ‫ـوا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫صل‬ ‫ويؤك ــد‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫للمس ــيحيين الكل ــدان والس ــريان واآلش ــوريين‬ ‫ف ــي س ــهل نين ــوى وبغ ــداد والبص ــرة‪ ،‬كم ــا هن ــاك‬ ‫اض مغتصب ــة للمواطني ــن العراقيي ــن ف ــي‬ ‫أر ٍ‬ ‫الوس ــط والجن ــوب‪ ،‬لذل ــك يج ــب أن ال يك ــون‬ ‫الق ـرار طائفيـ ًـا أو عنصريـ ًـا‪ ،‬ويكــون رفــع الظلــم‬ ‫لجه ــة دون أخ ــرى»‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪25 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫مصادر تمويل االحزاب القائمة والمستحدثة‬

‫ومخاطر العملية السياسية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬

‫معضل ــة تش ــكيل االح ــزاب ف ــي الع ــراق ل ــم تنظ ــم حت ــى اآلن بقان ــون‬ ‫عصــري مدنــي يطالــب بــه الجميــع بمــن فيهــم نــواب فــي مــا يســمى‬ ‫باألح ــزاب الكبي ــرة او «التقليدي ــة»‪ ،‬الت ــي تناوب ــت عل ــى حك ــم‬ ‫الب ــاد من ــذ اس ــقاط النظ ــام ف ــي ع ــام ‪ ،2003‬ولع ــل‬ ‫ذل ــك اح ــد االس ــباب الرئيس ــة ف ــي مش ــكالت العملي ــة‬ ‫السياســية القائمــة منــذ اكثــرمــن عشــرين عامــا‪..‬‬

‫ويصن ــف الباحث ــون ذل ــك س ــببا اساس ــيا ف ــي‬ ‫ع ــدم تش ــكل اح ـزاب جدي ــدة مؤث ــرة واقتص ــار‬ ‫العملي ــة االنتخابي ــة عل ــى االح ـزاب املعروف ــة‬ ‫مــع اســتثناءات قليلــة غيــر فاعلــة‪ ،‬وقيــل ايضــا‬ ‫ان ذل ــك اح ــد اس ــباب املقاطع ــة الجماهيري ــة‬ ‫الكبي ــرة لعملي ــات االقت ـراع‪.‬‬ ‫وبحســب املتحقــق فعــا طيلــة املــدة املاضيــة‪،‬‬ ‫ان ــه حت ــى الش ــروط القانوني ــة املعلن ــة الت ــي‬ ‫يج ــري تأس ــيس االح ـزاب الجدي ــدة ف ــي الع ـراق‬ ‫بموجبه ــا‪ ،‬فكثي ـرا م ــا يج ــري خرقه ــا وع ــدم‬ ‫التقي ــد به ــا‪ ،‬وم ــن ذل ــك‪ ،‬ان الح ــزب يج ــب أن‬ ‫بيان ــا باألص ــول املالي ــة عن ــد التأس ــيس‪،‬‬ ‫يق ــدم ً‬ ‫وان يجــري فتــح حســاب مصرفــي رســمي باســم‬ ‫الح ــزب‪ ،‬ويج ــب أن تك ــون مص ــادر تمويل ــه‬ ‫مش ــروعة وش ــفافة‪ ،‬ويمن ــع م ــن تلق ــي األم ــوال‬ ‫م ــن دول أو جه ــات خارجي ــة‪ ،‬وان يعتم ــد‬ ‫الح ــزب عل ــى التبرع ــات‪ ،‬اش ــتراكات األعض ــاء‪،‬‬ ‫أو أي مص ــادر أخ ــرى يحدده ــا القان ــون‪.‬‬ ‫ويتعيــن علــى الحــزب تقديــم تقاريــر ماليــة دوريــة‬ ‫إل ــى دائ ــرة األح ـزاب ف ــي املفوضي ــة؛ وتش ــمل‬ ‫التقاري ــر تفاصي ــل اإلي ـرادات واملصروف ــات‬ ‫لضمــان الشــفافية؛ ويمكــن لألحـزاب املســجلة‬ ‫الحص ــول عل ــى تموي ــل حكوم ــي وف ــق معايي ــر‬ ‫مح ــددة‪ ،‬بخاص ــة إذا ش ــاركت ف ــي االنتخاب ــات‬ ‫وحصل ــت عل ــى نس ــبة معين ــة م ــن األص ــوات‪،‬‬ ‫وتخض ــع األح ـزاب ملراقب ــة مالي ــة م ــن الجه ــات‬ ‫املختص ــة لضم ــان االلت ـزام بالقان ــون وع ــدم‬ ‫اس ــتغالل األم ــوال ف ــي أنش ــطة غي ــر قانوني ــة‪.‬‬ ‫ان دور امل ــال‪ ،‬وغس ــيل األم ــوال‪ ،‬والفس ــاد‪،‬‬ ‫وانع ــدام الش ــفافية يمث ــل تحدي ــات خطي ــرة‬ ‫أمــام النظــام السيا�ســي فــي الع ـراق‪ ،‬حتــى فيمــا‬ ‫يتعل ــق بتأس ــيس األح ـزاب الجدي ــدة؛ وه ــذه‬ ‫الظواه ــر تؤث ــر عل ــى نزاه ــة العملي ــة‬ ‫السياســية‪ ،‬وتــؤدي‬

‫إل ــى انح ـراف األح ـزاب ع ــن أهدافه ــا املعلن ــة‪.‬‬ ‫تعتم ــد بع ــض األح ـزاب واالئتالف ــات عل ــى‬ ‫مص ــادر تموي ــل غي ــر قانوني ــة مث ــل أم ــوال‬ ‫الفس ــاد أو الدع ــم الخارج ــي‪ ،‬مم ــا يجعله ــا‬ ‫خاضع ــة لسياس ــات معين ــة‪ ،‬وهن ــاك تقاري ــر‬ ‫تش ــير إل ــى اس ــتغالل أم ــوال مس ــتمدة م ــن‬ ‫العق ــود الحكومي ــة أو املش ــاريع الوهمي ــة‬ ‫لتموي ــل األح ـزاب‪ ،‬وتس ــتعمل األم ــوال للتأثي ــر‬ ‫علــى الناخبيــن أو جــذب أعضــاء جــدد للحــزب‪.‬‬ ‫وعلــى وفــق الباحثيــن فــان الحمــات االنتخابيــة‬ ‫تمــول بشــكل مبالــغ فيــه بهــدف الســيطرة علــى‬ ‫املشــهد السيا�ســي‪ ،‬وبعــض األحـزاب التــي تنبثــق‬ ‫تدع ــم بش ــبكات فس ــاد تس ــتغل م ــوارد الدول ــة‬ ‫لتغطي ــة نفقاته ــا ب ــدال م ــن االعتم ــاد عل ــى‬ ‫اش ــتراكات األعض ــاء أو التبرع ــات املش ــروعة‪،‬‬ ‫ويج ــري اس ــتعمال األح ـزاب كواجه ــة لغس ــيل‬ ‫األم ــوال املكتس ــبة م ــن التج ــارة غي ــر املش ــروعة‬ ‫(مثــل تجــارة املخــدرات أو التهريــب) أو الفســاد‬ ‫اإلداري‪ ،‬بإدخ ــال أم ــوال مش ــبوهة إل ــى‬ ‫السيا س ــة‪.‬‬ ‫ولوح ــظ ان األح ـزاب تظه ــر تقاري ــر مالي ــة‬ ‫وهمي ــة إلخف ــاء مص ــادر ه ــذه األم ــوال‪ ،‬ويج ــري‬ ‫اس ــتثمار األم ــوال غي ــر املش ــروعة ف ــي إنش ــاء‬ ‫أح ـزاب جدي ــدة «او كيان ــات» منبثق ــة ع ــن‬ ‫االح ـزاب التقليدي ــة أو دع ــم حم ــات سياس ــية‬ ‫للحصــول علــى نفــوذ سيا�ســي يســهم فــي حمايــة‬ ‫املتورطي ــن م ــن املس ــاءلة القانوني ــة‪.‬‬ ‫واألح ـزاب الجدي ــدة ف ــي بع ــض الح ــاالت تنش ــأ‬ ‫كامت ــداد لش ــبكات الفس ــاد ف ــي مؤسس ــات‬ ‫الدول ــة واالح ـزاب القائم ــة‪ ،‬مم ــا يضع ــف‬ ‫نزاهته ــا‪ ،‬ويج ــري اس ــتغالل م ــوارد الدول ــة‬ ‫لتمويل األحزاب بشــكل مباشــر أو غير مباشــر؛‬ ‫وبع ــض األح ـزاب تس ــتعمل امل ــال‬ ‫كأداة للضغ ــط عل ــى الناخبي ــن أو‬ ‫املســؤولين لتحقيــق مصالحهــا‪.‬‬ ‫ان األحـزاب التــي تحصــل على‬ ‫تمويــل غيــر مشــروع ُتهيمــن‬ ‫عل ــى املش ــهد السيا�س ــي‪،‬‬ ‫مم ــا يضع ــف ف ــرص‬ ‫«صغي ــرة»‬ ‫أح ـزاب‬ ‫وجدي ــدة تعتم ــد عل ــى‬ ‫مص ــادر تموي ــل مش ــروعة؛ وكثي ــر‬

‫يمكن لألحزاب المسجلة‬ ‫الحصول على تمويل‬ ‫حكومي وفق معايير‬ ‫محددة‪ ،‬بخاصة إذا‬ ‫شاركت في االنتخابات‬ ‫وحصلت على نسبة‬ ‫معينة من األصوات‪..‬‬

‫األحزاب التي تحصل‬ ‫على تمويل غير مشروع‬ ‫تهيمن على المشهد‬ ‫السياسي‪ ،‬مما يضعف‬ ‫فرص أحزاب «صغيرة»‬ ‫وجديدة تعتمد على‬ ‫مصادر تمويل مشروعة‬

‫م ــن األح ـزاب ال ُتفص ــح بش ــكل واض ــح ع ــن‬ ‫مص ــادر تمويله ــا‪ ،‬مم ــا يجع ــل م ــن الصع ــب‬ ‫معرف ــة م ــدى قانونيته ــا‪ ،‬وغي ــاب الش ــفافية‬ ‫يس ـ ّـهل إدخ ــال األم ــوال املش ــبوهة إل ــى النظ ــام‬ ‫السيا�س ــي‪.‬‬ ‫وبرغــم تواجــد نصــوص قانونيــة ُتلــزم األح ـزاب‬ ‫بالكشــف عــن مصــادر تمويلهــا‪ ،‬إال أن ضعــف‬ ‫تطبي ــق القان ــون ي ــؤدي إل ــى تفاق ــم املش ــكلة‪،‬‬ ‫فاملؤسســات الرقابيــة غالبــا مــا تكــون خاضعــة‬ ‫لنف ــوذ األح ـزاب الكبي ــرة‪ ،‬مم ــا يجعله ــا غي ــر‬ ‫فعال ــة‪ ،‬ويج ــري تقدي ــم تقاري ــر مالي ــة وهمي ــة‬ ‫أو مضلل ــة إلخف ــاء طبيع ــة املصروف ــات‬ ‫واإلي ــرادات‪.‬‬ ‫وعندم ــا ُتهيم ــن األم ــوال غي ــر املش ــروعة عل ــى‬ ‫تأس ــيس األح ـزاب والكت ــل املنبثق ــة عنه ــا‪،‬‬ ‫تتح ــول السياس ــة إل ــى أداة لخدم ــة املصال ــح‬ ‫ـدال مــن خدمــة الشــعب‪،‬‬ ‫الفرديــة والجماعيــة بـ ً‬


‫‪26‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪27 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫مصادر تمويل االحزاب ‪ ...‬ومخاطر العملية السياسية‬

‫عبد الرحمن المشهداني‬

‫خبيراقتصادي‬

‫محمد نعناع‬

‫كاتب ومحلل السيا�سي‬

‫ويش ــوه ذل ــك املنافس ــة السياس ــية‪ ،‬اذ ان‬ ‫األح ـزاب ذات التموي ــل الفاس ــد تتمت ــع بم ــوارد‬ ‫هائل ــة تمكنه ــا م ــن الس ــيطرة عل ــى االنتخاب ــات‬ ‫واإلعــام‪ ،‬ممــا يضعــف املنافســة العادلــة؛ امــا‬ ‫األح ـزاب التــي تتلقــى تمويــا خارجيــا فغالبــا مــا‬ ‫تـ ّ‬ ‫ـروج ألجن ــدات ال ــدول الداعم ــة‪ ،‬م ــا ُيضع ــف‬ ‫الس ــيادة الوطني ــة‪.‬‬ ‫وهن ــا يأت ــي ال ــدور املفت ــرض للهيئ ــات املس ــتقلة‬ ‫ملراقبــة مصــادر تمويــل األح ـزاب والتحقــق مــن‬ ‫تقاريرهــا املاليــة‪ ،‬ومعاقبــة األحـزاب التــي تتلقــى‬ ‫ـوااًل مشــبوهة أو تنخــرط فــي غســيل األمــوال‪،‬‬ ‫أمـ ً‬ ‫وحت ــى س ــحب ش ــرعيتها للعم ــل السيا�س ــي‬ ‫واش ــهار ذل ــك ام ــام الجمه ــور كم ــا يح ــدث ف ــي‬ ‫الديمقراطي ــات الحقيقي ــة بحس ــب الباحثي ــن‬ ‫السيا س ــيين‪.‬‬ ‫ان إجب ــار األح ـزاب عل ــى نش ــر مص ــادر تمويله ــا‬ ‫يمك ــن الس ــكان م ــن‬ ‫ومصاريفه ــا بش ــكل دوري ّ‬ ‫االطــاع عليهــا‪ ،‬ودعــم منظمــات املجتمــع املدنــي‬ ‫والصحاف ــة االس ــتقصائية لكش ــف قضاي ــا‬

‫الفس ــاد والتموي ــل غي ــر املش ــروع‪ ،‬وتقلي ــل‬ ‫االعتم ــاد عل ــى امل ــال ف ــي االنتخاب ــات ع ــن طري ــق‬ ‫وض ــع س ــقف مح ــدد لإلنف ــاق االنتخاب ــي‪.‬‬ ‫فــي ارقــام نشــرت فــي نهايــة عــام ‪ 2023‬ذكــر انــه‬ ‫يتواج ــد ف ــي الع ـراق ‪ 53‬مصرف ــا أهلي ــا و‪2500‬‬ ‫ش ــركة صيرف ــة‪ ،‬تش ــارك ه ــذه املص ــارف‬ ‫والش ــركات بم ـزاد بي ــع العمل ــة م ــا يجعله ــا ُت ــدر‬ ‫أرباح ــا كبي ــرة وبالعمل ــة الصعب ــة ملالكيه ــا‪،‬‬ ‫وســجل ان كثيـرا مــن هــذه املصــارف والشــركات‬ ‫تعــود لرجــال أعمــال يمثلــون الواجهــة التجاريــة‬ ‫ألح ـزاب الس ــلطة‪.‬‬ ‫وذك ــر مختص ــون ان األح ـزاب التقليدي ــة ف ــي‬ ‫الع ـراق اس ــتطاعت الحص ــول عل ــى األم ــوال‬ ‫بوســاطة اللجــان االقتصاديــة‪ ،‬ودعــم أصحــاب‬ ‫املصــارف وشــركات الصيرفــة ورؤوس األمــوال‪،‬‬ ‫فض ـ ًـا ع ــن أن «املص ــارف والبن ــوك وش ــركات‬ ‫الصيرف ــة تدخ ــل ضم ــن اللج ــان االقتصادي ــة‬ ‫لتلــك األحـزاب»‪ ،‬بحســب تصريــح لرئيــس مركــز‬ ‫التفكي ــر السيا�س ــي‪ ،‬إحس ــان الش ــمري‪.‬‬

‫ويع ــد قط ــاع التعلي ــم العال ــي م ــن أه ــم مص ــادر‬ ‫تموي ــل أح ـزاب الس ــلطة‪ ،‬إذ تفت ــح نح ــو ‪70‬‬ ‫جامع ــة أهلي ــة تترك ــز معظمه ــا ف ــي بغ ــداد‪،‬‬ ‫أبوابه ــا للطلب ــة‪ ،‬وي ــدرس أكث ــر م ــن ‪ 200‬أل ــف‬ ‫طال ــب ف ــي ه ــذه الجامع ــات ويدفع ــون أقس ــاطا‬ ‫ســنوية تتـراوح بيــن مليــون دينــار إلــى ‪ 10‬مالييــن‬ ‫ل ــكل طال ــب بحس ــب التخص ــص الجامع ــي‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا يق ــول الش ــمري أن «الجامع ــات‬ ‫األهلي ــة أح ــد اللج ــان االقتصادي ــة الت ــي تدع ــم‬ ‫األح ـزاب باألم ــوال»‪ ،‬وتدع ــم تأس ــيس اح ـزاب‬ ‫ومنظم ــات جدي ــدة منبثق ــة ع ــن ه ــذه االح ـزاب‬ ‫وإن اخ ــذت تس ــميات اخ ــرى‪.‬‬ ‫وتذه ــب ه ــذه األم ــوال ملالكيه ــا ال ــذي يتب ــع‬ ‫بعضه ــم بش ــكل مباش ــر أو غي ــر مباش ــر لع ــدد‬ ‫م ــن األح ـزاب املتنف ــذة ف ــي الحكوم ــة االتحادي ــة‬ ‫عل ــى وف ــق الش ــمري ال ــذي يضي ــف‪ ،‬أن ــه «م ــن‬ ‫املمكــن أن تكــون عقــارات الدولــة أحــد مصــادر‬ ‫التموي ــل لألح ـزاب السياس ــية لذل ــك يج ــب‬ ‫أن تخض ــع ه ــذه العق ــارات ملعايي ــر مغاي ــرة‬

‫للحالي ــة»‪.‬‬ ‫ام ــا الخبي ــر االقتص ــادي عب ــد الرحم ــن‬ ‫املش ــهداني فيق ــول ان ام ــواال تدف ــع للكت ــل‬ ‫السياس ــية مقاب ــل تنصي ــب ال ــوزراء واملديري ــن‬ ‫العامي ــن واملس ــؤولين م ــن ذوي الدرج ــات‬ ‫العلي ــا‪ ،‬مقاب ــل وع ــود بالحص ــول عل ــى العق ــود‬ ‫الحكومي ــة‪ ،‬فيم ــا يق ــول الش ــمري أن العق ــود‬ ‫االس ــتثمارية الحكومي ــة تلع ــب دورا مهم ــا ف ــي‬ ‫تغذي ــة ميزاني ــات األح ـزاب‪ ،‬بحس ــب وصف ــه‪،‬‬ ‫الفت ــا ال ــى أن «األح ـزاب ب ــدأت تعتم ــد عل ــى‬ ‫نفس ــها خصوص ــا بع ــد ع ــام ‪ ،2018‬إذ تمكن ــت‬ ‫وثبتــت نفســها اقتصاديــا وأصبــح الدعــم املالــي‬ ‫الخارج ــي م ــا نس ــبته ‪ 35%‬م ــن األم ــوال الت ــي‬ ‫تحص ــل عليه ــا لغ ــرض خ ــوض االنتخاب ــات‬ ‫والقضاي ــا األخ ــرى»‪.‬‬ ‫ويذك ــر آخ ــرون مص ــادر اخ ــرى لتموي ــل‬ ‫االح ـزاب القائم ــة واالح ـزاب والكيان ــات‬ ‫الجدي ــدة املنبثق ــة عنه ــا وع ــن ه ــذا يق ــول‬ ‫الكات ــب واملحل ــل السيا�س ــي‪ ،‬محم ــد نعن ــاع إن‬

‫«أرصف ــة املوان ــئ والجم ــارك واملناف ــذ الرس ــمية‬ ‫وغي ــر الرس ــمية مث ــل الش ــامجة والقائ ــم‬ ‫وعكاشــات والطــرق الداخليــة بيــن املحافظــات‬ ‫تمث ــل مص ــادر لتموي ــل األح ـزاب السياس ــية»‪،‬‬ ‫وبرغــم عــدم تواجــد إحصائيــة رســمية بشــأن‬ ‫عائــدات املنافــذ الحدوديــة‪ ،‬فــان عضــو لجنــة‬ ‫االقتص ــاد واالس ــتثمار النيابي ــة م ــازن الفيل ــي‪،‬‬ ‫يكش ــف ع ــن أن «الع ـراق يحق ــق إي ـرادات‬ ‫مالي ــة س ــنوية م ــا مق ــداره ‪ 10‬ملي ــارات دوالر‬ ‫مــن منافــذه‪ ،‬ولكــن املتحصــل منهــا مليــار واحــد‬ ‫فق ــط»‪.‬‬ ‫واملع ــروف بحس ــب مراقبي ــن ان الفصائ ــل‬ ‫املس ــلحة الت ــي تتب ــع لألح ـزاب السياس ــية‬ ‫املتنفــذة فــي الع ـراق تســيطر علــى هــذه املنافــذ‬ ‫الحدودي ــة وتق ــوم بتحوي ــل تل ــك األم ــوال الت ــي‬ ‫تجنيه ــا إل ــى ميزاني ــات أحزابه ــا‪.‬‬ ‫فيمــا كان رئيــس لجنــة الصحــة النيابيــة‪ ،‬ماجــد‬ ‫شــنكالي‪ ،‬قــد كشــف عــن أن «‪ 71‬مركــز تجميــل‬ ‫ـميا للعم ــل وم ــا دون ذل ــك جميعه ــا‬ ‫مج ــاز رس ـ ً‬

‫غي ــر رس ــمية وبي ــن أن ه ــذه املراك ــز مس ــنودة‬ ‫م ــن جه ــات متنف ــذة سياس ـ ًـيا»‪ ،‬مش ــيرا ال ــى‬ ‫ـاال مــن مســؤولين‬ ‫«أنــه تلقــى أكثــر مــن ‪ 30‬اتصـ ً‬ ‫ف ــي الحكوم ــة العراقي ــة بس ــبب إغ ــاق مرك ــز‬ ‫تجمي ــل»‪ ،‬وف ــي ه ــذا يق ــول إحس ــان الش ــمري‪،‬‬ ‫أن «مراك ــز التجمي ــل ال تع ــدوا كونه ــا مص ــدرا‬ ‫مــن مصــادر تمويــل األحـزاب»‪ ،‬بحســب تعبيــره‪.‬‬ ‫يش ــار ال ــى ان تش ــكيل األح ـزاب الجدي ــدة ف ــي‬ ‫الع ـراق يخض ــع للقواني ــن الت ــي تنظ ــم الحي ــاة‬ ‫السياس ــية ف ــي الب ــاد‪ ،‬وأبرزه ــا قان ــون األح ـزاب‬ ‫السياس ــية رق ــم ‪ 36‬لس ــنة ‪ .2015‬وف ــق ه ــذا‬ ‫القانــون‪ ،‬توجــد أســس قانونيــة وإداريــة وماليــة‬ ‫لتش ــكيل األح ـزاب‪ ،‬منه ــا الحظ ــر عل ــى األح ـزاب‬ ‫م ــن امت ــاك أجنح ــة عس ــكرية‪ ،‬أو االرتب ــاط‬ ‫بجماع ــات مس ــلحة وقي ــام الح ــزب بنش ــاط‬ ‫ذا طاب ــع عس ــكري أو ش ــبه عس ــكري‪ ،‬وكذل ــك‬ ‫وج ــوب التس ــجيل املال ــي للح ــزب‪ ،‬وتنظي ــم‬ ‫تبرعاتــه‪ ،‬غيــر ان ذلــك وغيــره ال يجــري االلت ـزام‬ ‫ب ــه بحس ــب املراقبي ــن‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪29 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫حين تتحدث األطالل‪..‬‬

‫قصة كنيسة في بغداد وزوارها المسلمون‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫ما إن تفتح الباب املتهالك املكسو بالصدأ‪ ،‬حتى تجد نفسك أمام مشهد‬ ‫متألقا يحتضن‬ ‫مؤلم‪:‬‬ ‫غرف محترقة و أكوام من بقايا أثاث‪ ،‬كان ذات يوم ً‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫وقداساتهم‪ .‬هذا هو حال كنيسة‬ ‫أبناء املكو املسيحي أثناء أدائهم صلواتهم ّ‬ ‫ماريعقوب أسقف‪ ،‬الو اقعة في حي آسيا بمنطقة الدورة جنوبي بغداد‪.‬‬ ‫ل ــم يتب ـ َّـق م ــن الكنيس ــة س ــوى الذكري ــات‪ ،‬وه ــي‬ ‫ذكري ــات ال ت ـزال حاض ــرة ف ــي قل ــوب املس ــلمين‬ ‫القاطنيــن بالقــرب منهــا‪ ،‬بعدمــا هاجــر أبنــاء املكـ ّـون‬ ‫املســيحي عــن املنطقــة‪ .‬املســلمون هنــا يســتعيدون‬ ‫بحني ــن قص ــص التعاي ــش والس ــام الت ــي جمعته ــم‬ ‫بجيرانه ــم املس ــيحيين‪ ،‬عندم ــا كان ــوا يحتفل ــون‬ ‫سـ ًـويا باألعيــاد فــي هــذه الكنيســة‪ .‬واليــوم‪ ،‬يبذلــون‬ ‫جهده ــم إلحي ــاء تل ــك الذكري ــات بإيق ــاد الش ــموع‬ ‫داخله ــا‪ ،‬رم ــزا لألم ــل والوح ــدة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫نهل ــة إي ــاد‪ ،‬ش ــابة مس ــلمة تبل ــغ م ــن العم ــر‬ ‫‪ 30‬عام ــا‪ ،‬تعب ــر ً‬ ‫يومي ــا بج ــوار كنيس ــة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫م ــار يعق ــوب أس ــقف‪ ،‬وال تف ــوت‬ ‫فرص ــة إليق ــاد ش ــموع أمنياته ــا‬ ‫ف ــي أرجائه ــا‪ ،‬رغ ــم م ــا أل ـ ّـم‬ ‫به ــا م ــن دم ــار‪.‬‬ ‫تق ــول ملجل ــة‬ ‫« فيل ــي » ‪:‬‬

‫«ه ــذه الكنيس ــة م ــن أماك ــن العب ــادة الت ــي‬ ‫يســتجاب فيهــا الدعــاء‪ .‬جربــت ذلــك م ـر ًارا وشــعرت‬ ‫ُ‬ ‫بالس ــكينة‪ ».‬تتح ــدث نهل ــة بش ــجن ع ــن األي ــام الت ــي‬ ‫كان ــت الكنيس ــة تع ــج فيه ــا بالص ــاة والق ــداس‪،‬‬ ‫حي ــن كان ــت تجم ــع العائ ــات‬ ‫املس ــيحية واملس ــلمة ف ــي‬ ‫أج ــواء مفعم ــة باملحب ــة‬ ‫واإلخ ــاء‪.‬‬

‫كنيس ــة م ــار يعق ــوب أس ــقف‪ ،‬الت ــي تأسس ــت‬ ‫ع ــام ‪ ،1965‬ل ــم تك ــن مج ــرد م ــكان عب ــادة‪ ،‬ب ــل‬ ‫كان ــت واح ــدة م ــن أب ــرز معال ــم ح ــي آس ــيا‪ .‬ارتبط ــت‬ ‫الكنيس ــة بمدرس ــة لاله ــوت وتعلي ــم الديان ــة‬ ‫املســيحية‪ ،‬قبــل أن تنفصــل املدرســة عنهــا ُوتعــرف‬ ‫الحق ــا باس ــم «مدرس ــة األجي ــال»‪ ،‬لتظ ــل ش ــاهدة‬ ‫ً‬ ‫عل ــى حقب ــة مش ــرقة م ــن التعاي ــش والتآخ ــي‪.‬‬ ‫لك ــن بع ــد ع ــام ‪ ،2003‬ش ــهدت الكنيس ــة تده ـ ً‬ ‫ـورا‬ ‫كبي ـ ًـرا ف ــي أحواله ــا‪ ،‬إث ــر مغ ــادرة معظ ــم العائ ــات‬ ‫املس ــيحية املنطق ــة بس ــبب التوت ـرات األمني ــة الت ــي‬ ‫عصفــت ببغــداد‪ .‬وجــاءت الضربــة القاصمــة‬ ‫ف ــي ع ــام ‪ ،2007‬عندم ــا اس ــتهدفها‬ ‫دم ــر‬ ‫تنظي ــم القاع ــدة بتفجي ــر ّ‬ ‫ـاركا‬ ‫معظ ــم محتوياته ــا‪ ،‬ت ـ ً‬ ‫ـااًل تحم ــل‬ ‫وراءه أط ـ ً‬ ‫ذ ك ــر ى‬

‫ـاض غن ــي‪.‬‬ ‫مـ ٍ‬ ‫الي ــوم‪ ،‬ل ــم يب ــق م ــن الكنيس ــة س ــوى ش ــواخصها‬ ‫َ‬ ‫الخارجي ــة‪ ،‬ش ــاهدة صامت ــة عل ــى تاريخه ــا العري ــق‪.‬‬ ‫أم ــا ف ــي الداخ ــل‪ ،‬فاألط ــال تنط ــق بالصم ــت‪،‬‬ ‫والتمث ــال ال ــذي كان يزي ــن منص ــة الع ــذراء ب ــات‬ ‫ً‬ ‫غائب ــا‪.‬‬ ‫ورغ ــم ذل ــك‪ ،‬ال ت ـزال بع ــض العائ ــات‪ ،‬مس ــلمة‬ ‫ومس ــيحية‪ ،‬ت ــزور امل ــكان إليق ــاد الش ــموع‪ ،‬خاص ــة‬ ‫فــي املناســبات مثــل اســتقبال العــام الجديــد‪ .‬مشــهد‬ ‫بصيص ــا م ــن األم ــل‬ ‫ه ــذه الش ــموع املضيئ ــة يعي ــد‬ ‫ً‬ ‫لهــذا املــكان املقــدس‪ ،‬الــذي يحمــل فــي طياتــه رمزيــة‬ ‫التعاي ــش واإليم ــان رغ ــم كل م ــا م ـ ّـر ب ــه‪.‬‬ ‫إبته ــال الس ــاعدي‪ ،‬ام ـرأة مس ــلمة تبل ــغ م ــن العم ــر‬ ‫عامــا‪ ،‬تســتعيد بحنيــن ذكرياتهــا عــن أيــام كانــت‬ ‫‪ً 57‬‬ ‫تشــارك جيرانهــا املســيحيين الصلــوات واالحتفــاالت‬ ‫داخ ــل كنيس ــة م ــار يعق ــوب أس ــقف قب ــل أن‬ ‫يضط ــروا للهج ــرة م ــن بغ ــداد‪ .‬تق ــول بأ�س ــى ملجل ــة‬ ‫«فيلــي»‪« :‬كانــت الكنيســة تجمعنــا بالحــب والســام‪،‬‬ ‫والي ــوم أصبح ــت ش ــاهدة عل ــى أي ــام مؤمل ــة‪».‬‬ ‫منطقــة الــدورة‪ ،‬التــي ُتعــد واحــدة مــن أبــرز مناطــق‬ ‫تواج ــد املس ــيحيين ف ــي بغ ــداد‪ ،‬كان ــت تض ــم العدي ــد‬ ‫م ــن الكنائ ــس الت ــي تنتم ــي ملختل ــف طوائ ــف املك ـ ّـون‬ ‫املس ــيحي‪ ،‬م ــن الكل ــدان إل ــى الكنيس ــة الش ــرقية‬ ‫القديم ــة وغيره ــا‪ .‬ورغ ــم الظ ــروف‪ ،‬م ــا ت ـزال بع ــض‬ ‫ه ــذه الكنائ ــس ش ــاخصة ف ــي املنطق ــة‪ ،‬عل ــى الرغ ــم‬ ‫م ــن معاناته ــا املس ــتمرة‪.‬‬ ‫ف ــي م ــارس‪/‬آذار ‪ ،2023‬ج ــرى ه ــدم دي ــر الرهب ــان‬ ‫معلم ــا‬ ‫الكاثولي ــك ف ــي ال ــدورة‪ ،‬ال ــذي كان يمث ــل ً‬ ‫ً‬ ‫تاريخي ــا ب ــارزا يع ــود إل ــى س ــتينيات الق ــرن املا�ض ــي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ُويع ــد م ــن أكب ــر الص ــروح املس ــيحية ف ــي املنطق ــة‪.‬‬ ‫لك ــن اإلهم ــال لي ــس حك ـ ًـرا عل ــى ال ــدورة؛ فمعظ ــم‬ ‫الكنائ ــس ف ــي بغ ــداد واملحافظ ــات الوس ــطى‬ ‫والجنوبي ــة تعان ــي م ــن تده ــور كبي ــر‪ .‬العدي ــد م ــن‬ ‫الكنائ ــس التاريخي ــة‪ ،‬خاص ــة ف ــي مناط ــق مث ــل‬ ‫الش ــورجة وش ــارع النض ــال وس ــط بغ ــداد‪ ،‬تحول ــت‬ ‫أج ـزاء منه ــا إل ــى مخ ــازن للمح ــال التجاري ــة أو‬ ‫مرائ ــب للس ــيارات‪ ،‬فيم ــا اس ـ ُـتغلت أخ ــرى م ــن قب ــل‬ ‫مؤسس ــات أهلي ــة اقتطع ــت مس ــاحات منه ــا‪ ،‬م ــع‬ ‫إغ ــاق قاعاته ــا من ــذ س ــنوات‪.‬‬ ‫بالنس ــبة لوض ــع كنيس ــة م ــار يعق ــوب أس ــقف‪،‬‬ ‫يوض ــح حارس ــها بس ــام س ــعيد ملجل ــة «فيل ــي» أن‬ ‫«ع ــدد العائ ــات املس ــيحية املتبقي ــة ف ــي الح ــي ال‬ ‫يتج ــاوز ‪ 15‬عائل ــة بع ــد أن كان الع ــدد يص ــل إل ــى‬ ‫ـروعا مؤج ـ ًـا‪».‬‬ ‫‪ ،100‬م ــا جع ــل إع ــادة اإلعم ــار مش ـ ً‬ ‫ورغــم هــذا الخ ـراب‪ ،‬يبــذل املســلمون واملســيحيون‬ ‫ـودا رمزي ــة لتنظي ــف الكنيس ــة وإحي ــاء‬ ‫ً‬ ‫مع ــا جه ـ ً‬ ‫بعــض األنشــطة فيهــا‪ .‬لكــن املكتبــة التــي كانــت تزخــر‬ ‫باملخطوط ــات الن ــادرة والكت ــب القيم ــة‪ ،‬والقاع ــات‬

‫الت ــي كان ــت تض ــج بال ــدروس والفعالي ــات‪ ،‬بات ــت‬ ‫تمام ــا‪ ،‬بع ــد أن ُس ــرقت جمي ــع محتوياته ــا‪،‬‬ ‫فارغ ــة ً‬ ‫صامت ــا عل ــى حقب ــة م ــن‬ ‫ا‬ ‫ـاهد‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـكان‬ ‫تارك ــة امل ـ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التعاي ــش والتآخ ــي ال ــذي خف ــت وهج ــه‪.‬‬ ‫بحس ــب تقدي ـرات لوي ــس مرق ــص‪ ،‬نائ ــب رئي ــس‬ ‫منظمــة حمورابــي لحقــوق اإلنســان‪ ،‬شــهدت بغــداد‬ ‫انخفاضــا ح ـ ًـادا ف ــي ع ــدد املس ــيحيين‪ ،‬حي ــث تراج ــع‬ ‫ً‬ ‫عدده ــم إل ــى أق ــل م ــن ‪ 10‬آالف بع ــد أن كان ‪400‬‬ ‫أل ــف ف ــي س ــنوات ماضي ــة‪ .‬ه ــذا التراج ــع أدى إل ــى‬ ‫إغ ــاق ع ــدة كنائ ــس ب ــارزة‪ ،‬مث ــل كنيس ــة «قل ــب‬ ‫يس ــوع األق ــدس» ف ــي الك ـرادة وكنيس ــة «الثال ــوث‬ ‫األق ــدس» ف ــي منطق ــة البلدي ــات‪.‬‬ ‫وفق ــا لإلحصائي ــات الرس ــمية‪ ،‬يش ــكل الع ــرب نح ــو‬ ‫ً‬ ‫‪ 2%‬فق ــط م ــن املس ــيحيين ف ــي الع ـراق‪ ،‬م ــا يعك ــس‬

‫الخصوصي ــة الطائفي ــة املمي ــزة له ــذا املجتم ــع‪.‬‬ ‫تض ــم بغ ــداد ث ــاث كنائ ــس يوناني ــة أرثوذكس ــية‬ ‫وأرب ــع كنائ ــس قبطي ــة أرثوذكس ــية‪ ،‬إل ــى جان ــب‬ ‫‪ 57‬كنيس ــة لل ــروم الكاثولي ــك موزع ــة ف ــي أنح ــاء‬ ‫الع ـراق‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى ع ــدد مح ــدود م ــن كنائ ــس‬ ‫البروتس ــتانت‪ ،‬م ــا يعك ــس التن ــوع العري ــق ال ــذي‬ ‫ـزءا م ــن النس ــيج العراق ــي‪.‬‬ ‫طامل ــا كان ج ـ ً‬ ‫كنيس ــة م ــار يعق ــوب أس ــقف ليس ــت مج ــرد بن ــاء‪،‬‬ ‫ب ــل رم ــز عري ــق للتعاي ــش والس ــام‪ ،‬تتح ــدث‬ ‫ـاض ملــيء باملحبــة والتســامح‪.‬‬ ‫أطاللهــا اليــوم عــن مـ ٍ‬ ‫تســتغيث هــذه الكنيســة بــكل مــن يســتطيع إعــادة‬ ‫مكان ــا يجم ــع‬ ‫الحي ــاة إل ــى أروقته ــا لتع ــود كم ــا كان ــت‪ً :‬‬ ‫القل ــوب‪ ،‬وي�ض ــيء طري ــق املحب ــة والتس ــامح‬


‫‪30‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫السلم االجتماعي في العراق‪:‬‬

‫تحديات الحاضر وآفاق المستقبل‬ ‫صادق االزرقي‪:‬‬ ‫تشــكل قضيــة الســلم االجتماعــي همــا رئيســا لشــعوب العالــم‪ ،‬وكثيــرا مــا يعمــل الحــكام‬ ‫بالض ــد م ــن ذل ــك‪ ،‬فت ــؤدي أفعاله ــم إل ــى الك ــوارث‪ ،‬وتنبث ــق املظال ــم والح ــروب ويم ــوت‬ ‫بس ــبب ذل ــك ويج ــرح ويهج ــر ماليي ــن البش ــر‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪31 2025‬‬

‫وبحس ــب املصطل ــح اللغ ــوي ف ــإن م ــن اض ــداد‬ ‫الس ــلم ه ــي الح ــرب‪ ،‬فيم ــا يس ــود ب ــدال م ــن‬ ‫الن ــزوع االجتماع ــي املي ــل الف ــردي‪ ،‬وم ــا ينت ــج‬ ‫عن ــه م ــن الس ــلبيات بحس ــب مفاهي ــم السياس ــة‬ ‫م ــن تعص ــب ودكتاتوري ــة ت ــؤدي حتم ــا إل ــى ع ــدم‬ ‫االس ــتقرار والح ــروب واالنهي ــارات املجتمعي ــة‪.‬‬ ‫وق ــد اتفق ــت جمي ــع الدراس ــات وثب ــت ذل ــك‬ ‫بالتج ــارب عل ــى أن الس ــلم االجتماع ــي ه ــو ه ــدف‬ ‫س ــام يس ــعى إلي ــه كل مجتم ــع‪ ،‬وه ــو أس ــاس‬ ‫التق ــدم واالزده ــار‪.‬‬ ‫ولك ــن لتحقي ــق ه ــذه الغاي ــة‪ ،‬هن ــاك مجموع ــة‬ ‫مــن األســس واالشــتراطات التــي يتوجــب تأمينهــا‪،‬‬ ‫ومــن دونهــا يظــل هــدف الســلم املجتمعــي أعرجــا‬ ‫إذا جــاز القــول التــي مــن دونهــا ال يمكــن تحقيــق‬ ‫ه ــذا اله ــدف الس ــامي؛ وان اإلج ـراءات تتعل ــق‬ ‫بأه ــداف وأفع ــال عملي ــة تطب ــق عل ــى الواق ــع‬ ‫وليس ــت مح ــظ حك ــم ونظري ــات وآراء فقهي ــة‬ ‫تعــوم فــي الهــواء ونصائــح فلســفية أو سياســية أو‬ ‫أخالقي ــة أو م ــا ش ــابه‪ ،‬وف ــي ه ــذا يمك ــن اقتب ــاس‬ ‫ق ــول املفك ــر والسيا�س ــي الرو�س ــي فالديمي ــر‬ ‫ليني ــن؛ ان النظري ــة رمادي ــة ام ــا ش ــجرة الحي ــاة‬ ‫فخض ـراء دائم ــا‪.‬‬ ‫م ــن االش ــتراطات الت ــي ال يمك ــن م ــن دونه ــا‬ ‫ترس ــيخ الس ــلم االجتماع ــي‪ ،‬تحقي ــق العدال ــة ف ــي‬ ‫توزيــع املــوارد والثــروات‪ ،‬وتوفيــر فــرص متســاوية‬ ‫للعمــل والكســب للجميــع‪ ،‬والقضــاء علــى التمييــز‬ ‫واملحس ــوبية ف ــي ه ــذا الجان ــب‪.‬‬ ‫وم ــن ذل ــك ايض ــا االرتق ــاء بالنم ــو االقتص ــادي‬ ‫وقــد أضيفــت لــه علــى وفــق التعريفــات الحديثــة‬ ‫م ــا يس ــمى النم ــو االقتص ــادي املس ــتدام‪ ،‬ال ــذي‬ ‫يس ــهم ف ــي تحس ــين مس ــتوى املعيش ــة وتقلي ــل‬ ‫الفق ــر‪ ،‬م ــا يقل ــل م ــن التوت ـرات االجتماعي ــة؛‬ ‫وان الفق ــر والبطال ــة يزي ــدان م ــن التوت ـرات‬ ‫االجتماعي ــة ويؤدي ــان إل ــى الجريم ــة والعن ــف‪،‬‬ ‫وم ــن اإلج ـراءات املتعلق ــة بذل ــك مكافح ــة‬ ‫الفس ــاد ف ــي جمي ــع ص ــوره‪ ،‬فه ــو يش ــكل تهدي ــدا‬

‫كبي ـرا للس ــلم االهل ــي‪.‬‬ ‫وم ــن االم ــور املع ــززة لتكري ــس الس ــلم املجتمع ــي‬ ‫قب ــول التن ــوع الثقاف ــي والقوم ــي والدين ــي‬ ‫واالجتماع ــي‪ ،‬واالحتف ــاء باالخت ــاف كقيم ــة‬ ‫إيجابيــة‪ ،‬وتطبيــق القانــون علــى الجميــع بعدالــة‬ ‫وم ــن دون اس ــتثناء‪ ،‬وبن ــاء مؤسس ــات قضائي ــة‬ ‫مس ــتقلة وفعال ــة‪ ،‬وتش ــجيع الح ــوار البن ــاء بي ــن‬ ‫ش ــتى أط ـراف املجتم ــع‪ ،‬وتقب ــل ال ـرأي اآلخ ــر‪،‬‬ ‫والعم ــل عل ــى بن ــاء جس ــور التفاه ــم والتع ــاون‪.‬‬ ‫وطبع ــا ف ــان م ــن ش ــروط تحقي ــق الس ــلم‬ ‫االجتماع ــي تش ــجيع الس ــكان عل ــى املش ــاركة ف ــي‬ ‫الحيــاة السياســية‪ ،‬وتوفيــر قنــوات للتعبيــر عــن‬ ‫آرائه ــم ومطالبه ــم وس ــن دس ــاتير عصري ــة ش ــاملة‬ ‫وتأس ــيس مجتم ــع مدن ــي ق ــوي يس ــهم ف ــي مراقب ــة‬ ‫أداء الحكوم ــة‪ ،‬وحماي ــة حق ــوق الن ــاس‪.‬‬ ‫وم ــن هن ــا يأت ــي دور النش ــاطات املجتمعي ــة‬ ‫املتنوع ــة الت ــي تك ــرس الس ــلم االهل ــي وتغذي ــه‬ ‫وتحاف ــظ علي ــه م ــن االن ــزالق ف ــي متاه ــات ه ــي‬ ‫بالض ــد م ــن ن ــزوع الن ــاس الحقيق ــي وم ــن ذل ــك‬ ‫توفي ــر تعلي ــم جي ــد للجمي ــع‪ ،‬وغ ــرس القي ــم‬ ‫النبيل ــة واملواطن ــة الصالح ــة‪ ،‬وتوعي ــة األف ـراد‬ ‫بحقوقه ــم وواجباته ــم‪.‬‬ ‫ويرتب ــط بذل ــك توفي ــر إع ــام موضوع ــي ومنه ــي‬ ‫يس ــهم ف ــي نش ــر ثقاف ــة الس ــام والتس ــامح‪ ،‬وان‬ ‫تســعى املؤسســات الدينيــة بدورهــا الــى نشــر قيــم‬ ‫التس ــامح والتع ــاون والس ــام وه ــي املش ــتركات‬ ‫االساس ــية لبن ــي البش ــر بغ ــض النظ ــر ع ــن‬ ‫تنوعهــم؛ وهنــا يأتــي دور االعــام املســؤول الــذي‬ ‫يضــع مصلحــة النــاس فــوق االعتبــارات الفرديــة‬ ‫وحت ــى املهني ــة اذ تعارض ــت م ــع ه ــدف تحقي ــق‬ ‫الس ــلم املجتمع ــي‪.‬‬ ‫وف ــي الع ـراق ال ــذي يم ــر بمرحل ــة حساس ــة‬ ‫م ــن مس ــيرته نح ــو تحقي ــق الس ــلم االجتماع ــي‬ ‫واالس ــتقرار ملس ــنا ان هن ــاك عدي ــد العوام ــل‬ ‫الت ــي اعاق ــت وتع ــوق ه ــذا املس ــار‪ ،‬م ــا نت ــج عنه ــا‬ ‫الكــوارث املعروفــة التــي مــر ويمــر بهــا البلــد طــوال‬


‫‪32‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪33 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫السلم االجتماعي في العراق‪ :‬تحديات الحاضر وآفاق المستقبل‬

‫الحقب ــة املاضي ــة والعق ــود االخي ــرة‪.‬‬ ‫وم ــن العوام ــل الرئيس ــة الت ــي اعاق ــت تحقي ــق‬ ‫مفه ــوم الس ــلم االهل ــي ف ــي الع ـراق وتس ــببت‬ ‫بك ــوارث هائل ــة للس ــكان ه ــو االس ــتقطاب‬ ‫السيا�س ــي الس ــيما الطائف ــي واملذهب ــي أدى ه ــذا‬ ‫االس ــتقطاب إل ــى تعمي ــق اله ــوة بي ــن املكون ــات‬ ‫العراقيــة‪ ،‬وجعــل الحــوار والتوافــق أم ـرا صعبــا‪.‬‬ ‫وهن ــا ف ــان الفس ــاد املستش ــري ال ــذي نت ــج‬ ‫بالضــرورة عــن ذلــك أضعــف الثقــة بالحكومــات‬ ‫واملؤسس ــات‪ ،‬وأدى إل ــى توزي ــع غي ــر ع ــادل‬ ‫للم ــوارد‪ ،‬مم ــا زاد م ــن االحتق ــان االجتماع ــي‪.‬‬ ‫وكان لتدخــل بعــض القــوى الخارجيــة لتحقيــق‬ ‫مصالحهــا الخاصــة ســببا فــي تأجيــج الصراعــات‬ ‫فــي العـراق‪ ،‬ممــا عقــد عمليــة بنــاء الدولــة‪ ،‬وأدى‬ ‫غيــاب اإلصــاح السيا�ســي إلــى اســتمرار األوضــاع‬ ‫الخاطئ ــة املس ــتمرة حت ــى اآلن‪ ،‬املتمثل ــة بع ــدم‬ ‫ق ــدرة الدول ــة عل ــى تلبي ــة احتياج ــات الس ــكان‬ ‫وبالنتيج ــة تمهي ــد الس ــاحة لغي ــاب الس ــلم‬ ‫االهلــي‪ ،‬وهنــا اســهمت البطالــة والفقــر فــي زيــادة‬ ‫الش ــعور بالي ــأس واإلحب ــاط‪ ،‬وه ــذا يش ــجع عل ــى‬ ‫االنخ ـراط ف ــي أعم ــال عنيف ــة‪.‬‬ ‫أدى التف ــاوت الطبق ــي إل ــى زي ــادة التوت ـرات‬

‫االجتماعي ــة‪ ،‬وش ــعور الفئ ــات الفقي ــرة بالظل ــم‬ ‫والتهمي ــش‪ ،‬كم ــا ان التهجي ــر القس ــري أدى إل ــى‬ ‫تدمير النســيج االجتماعي‪ ،‬وجعل إعادة اإلعمار‬ ‫والتأهي ــل أم ـرا صعب ــا‪ ،‬وان غي ــاب الخدم ــات‬ ‫األساس ــية‪ ،‬ادى إل ــى تده ــور مس ــتوى املعيش ــة‪،‬‬ ‫وزاد م ــن ح ــدة االحتجاج ــات والتظاه ـرات‪.‬‬ ‫يضــاف الــى ذلــك ان تواجــد التنظيمــات اإلرهابيــة‬ ‫واملجاميــع املســلحة خــارج ســيطرة الدولــة يشــكل‬ ‫تهدي ــدا مس ــتمرا للس ــلم واالس ــتقرار‪ ،‬وي ــؤدي‬ ‫إل ــى زعزع ــة الثق ــة ف ــي الدول ــة‪ ،‬وارتباط ــا بذل ــك‬ ‫ادى العن ــف الطائف ــي ال ــى زي ــادة ح ــدة الص ـراع‬ ‫وس ــقوط ضحاي ــا أبري ــاء‪ ،‬وان انتش ــار الس ــاح‬ ‫يس ــهل ارت ــكاب أعم ــال العن ــف والجريم ــة‪،‬‬ ‫ويصع ــب ضب ــط األم ــن‪.‬‬ ‫وفض ــا ع ــن ذل ــك ف ــان عوام ــل ثقافي ــة تس ــببت‬ ‫ف ــي حال ــة ع ــدم االس ــتقرار ف ــي الع ـراق واس ــاءت‬ ‫ال ــى الس ــلم االهل ــي ومنه ــا النظ ــرة الدوني ــة للم ـرأة‬ ‫الت ــي تح ــرم النس ــاء م ــن حقوقه ــن‪ ،‬وتح ــد م ــن‬ ‫مشــاركتهن فــي الحي ــاة العام ــة‪ ،‬وارتكب ــت ف ــي هــذا‬ ‫اإلط ــار اعم ــال التعني ــف وحت ــى القت ــل للنس ــاء‬ ‫بذريع ــة غس ــل الع ــار الت ــي يته ــاون القان ــون ف ــي‬ ‫تطبيــق عقوباتهــا‪ ،‬اذ كثيـرا مــا يجــري التهــرب مــن‬

‫قبــل الســلطة التشــريعية مــن ســن القوانيــن التــي‬ ‫تج ــرم التعني ــف االس ــري واعم ــال القت ــل غي ــر‬ ‫املس ــوغة ض ــد النس ــاء‪.‬‬ ‫ويمكــن القــول ان هنــاك عوامــل ســاعدت فــي هــذا‬ ‫االنح ــدار املجتمع ــي منه ــا غي ــاب ثقاف ــة الح ــوار‬ ‫والتســامح والتطــرف الفكــري واالجتماعــي الــذي‬ ‫يش ــكل تهدي ــدا للس ــلم االجتماع ــي‪ ،‬وي ــؤدي إل ــى‬ ‫تس ــويغ أعم ــال العن ــف‪.‬‬ ‫وطبعــا فــان الحلــول ملعالجــة مشــكالت املجتمــع‬ ‫وتحقي ــق الس ــلم االجتماع ــي معروف ــة ولطامل ــا‬ ‫جــرى التطــرق اليهــا مــن قبــل السياســيين‪ ،‬ولكــن‬ ‫يج ــري الته ــرب منه ــا حي ــن يتعل ــق االم ــر بالتنفي ــذ‬ ‫وس ــن القواني ــن املتعلق ــة به ــا وم ــن ذل ــك بن ــاء‬ ‫دولــة املؤسســات بترســيخ مبــدأ ســيادة القانــون‪،‬‬ ‫ومحاربــة الفســاد‪ ،‬وبنــاء وتقويــة األجهــزة األمنيــة‬ ‫عل ــى اس ــس س ــليمة ومهني ــة‪.‬‬ ‫وكثي ـرا م ــا يج ــري الته ــرب م ــن اقام ــة الح ــوار‬ ‫الوطن ــي الش ــامل ملعالج ــة الخالف ــات السياس ــية‬ ‫والقومي ــة واملذهبي ــة‪ ،‬وبن ــاء تواف ــق وطن ــي‪،‬‬ ‫فيجــري بــدال مــن ذلــك الســيما فــي اجهــزة االعــام‬ ‫غي ــر املهني ــة اث ــارة النع ـرات وتعمي ــق الخالف ــات‪.‬‬ ‫وارتباط ــا بذل ــك غاب ــت السياس ــة الفاعل ــة‬

‫لتوفيــر فــرص العمــل بتشــغيل املصانــع وتفعيــل‬ ‫الزراعــة و دعــم املشــاريع الصغيــرة واملتوســطة‪،‬‬ ‫وتش ــجيع االس ــتثمار‪ ،‬كم ــا ظل ــت مؤسس ــات‬ ‫الدول ــة متلكئ ــة ومقص ــرة ف ــي تحس ــين الخدم ــات‬ ‫األساس ــية كالصح ــة والتعلي ــم واإلس ــكان‪،‬‬ ‫لتحس ــين مس ــتوى معيش ــة الس ــكان؛ وعل ــى‬ ‫صعي ــد مكافح ــة التط ــرف واإلره ــاب ودع ــم‬ ‫االعت ــدال‪ ،‬وتجفي ــف مناب ــع التموي ــل وحص ــر‬ ‫الس ــاح بي ــد الدول ــة ال ــذي يج ــري الحدي ــث‬ ‫عن ــه كثي ـرا الس ــيما ف ــي ه ــذه امل ــدة‪ ،‬فل ــم تنف ــذ‬ ‫اج ـراءات عملي ــة بذل ــك‪ ،‬وذل ــك يص ــح ايض ــا‬ ‫ع ــن غي ــاب دور النس ــاء وتغيي ــب حقوقه ــن‬ ‫وتمكينه ــن م ــن املش ــاركة ف ــي الحي ــاة العام ــة‪،‬‬ ‫فجــرى الســعي عوضــا عــن ذلــك الــى محاولــة ســن‬ ‫قوانيــن متخلفــة فيمــا يتعلــق بقضايــا املـرأة مثــل‬ ‫الــزواج والطــاق واملي ـراث‪ ،‬ولــوال ضغــوط بعــض‬ ‫منظم ــات املجتم ــع املدن ــي النح ــدرت االم ــور ال ــى‬ ‫اس ــوأ م ــن ذل ــك؛ وهن ــا يجم ــع الباحث ــون عل ــى‬ ‫ان بن ــاء مجتم ــع مدن ــي ق ــوي لدع ــم الح ــوار‬ ‫والتس ــامح‪ ،‬ومراقب ــة أداء الحكوم ــة يش ــكل‬ ‫الضمان ــة لع ــدم االنهي ــار الش ــامل ف ــي بني ــة‬ ‫املجتم ــع‪ ،‬وبن ــاء س ــلم اجتماع ــي حقيق ــي‪.‬‬

‫«أدى التفاوت الطبقي إلى زيادة التوترات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬وشعور الفئات الفقيرة بالظلم‬ ‫والتهميش‪ ،‬والتهجير القسري أدى إلى تدمير‬ ‫النسيج االجتماعي‪ ،‬وجعل إعادة اإلعمار والتأهيل‬ ‫أمرا صعباً»‬

‫« النظرة الدونية للمرأة التي تحرم النساء من‬ ‫حقوقهن‪ ،‬وتحد من مشاركتهن في الحياة العامة‪،‬‬ ‫وارتكبت في هذا اإلطار اعمال التعنيف وحتى‬ ‫القتل للنساء بذريعة غسل العار التي يتهاون‬ ‫القانون في تطبيق عقوباتها»‬


‫‪34‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪35 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫من هدية هتلر إلى جوائز المبدعين‪....‬‬

‫كنز نادر في متحف‬ ‫اإلعالم العراقي‬ ‫يتح ــرك الزم ــن القدي ــم عب ــر الوثائ ــق والكامي ـرات‬ ‫وأجه ــزة التصوي ــر وآالت الطباع ــة وامللف ــات‬ ‫واألرش ــيفات الت ــي تت ــوزع ف ــي أروق ــة املتح ــف‪،‬‬ ‫وق ــد كت ــب اس ــم كل واح ــدة منه ــا اس ــمها وتاري ــخ‬ ‫ا س ــتعمالها‪.‬‬ ‫جــاءت فكــرة تأســيس املتحــف عنــد زيــارة الفنــان‬ ‫نصيــر شــمه عــام ‪ 2018‬وكان بتمويــل ودعــم مــن‬ ‫رابطــة املصــارف الخاصــة‪.‬‬ ‫تول ــت الفنان ــة التش ــكيلية مين ــا الحل ــو ادارة‬ ‫هــذا املتحــف منــذ افتتاحــه عــام ‪ ،2022‬وبذلــت‬ ‫ـودا كبي ــرة م ــع فناني ــن وإعالميي ــن لتزويده ــا‬ ‫جه ـ ً‬ ‫بمقتنيــات اإلعــام الســابق وحصلــت علــى بعــض‬ ‫التحفي ــات االعالمي ــة الت ــي يع ــود زمنه ــا ال ــى ع ــام‬ ‫‪1910‬‬ ‫ووف ــق الحل ــو ت ــم تأهي ــل مبن ــى التدري ــب اإلذاع ــي‬ ‫ـابقا ليك ــون قاع ــة لع ــرض محتوي ــات اإلع ــام‬ ‫سـ ً‬ ‫العراق ــي بمختل ــف معدات ــه‪.‬‬ ‫وتشــير الحلــو‪ ،‬ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬الــى تفاعــل بعــض‬ ‫املؤسس ــات والجمعي ــات الحكومي ــة واألهلي ــة‬ ‫م ــع مب ــادرة تأس ــيس املتح ــف ال ــذي يتأل ــف‬ ‫حالي ـ ًـا م ــن ‪ 3‬قاع ــات‪ ،‬واح ــدة منه ــا للصحاف ــة‬ ‫وأخ ــرى لألجه ــزة التلفزيوني ــة وقاع ــة لإلذاع ــة‪،‬‬ ‫فيم ــا خصص ــت القاع ــة الثالث ــة لع ــرض اجه ــزة‬ ‫متنوع ــة‪.‬‬ ‫وفضــا عــن ذلــك‪ ،‬هنــاك ثمــة قاعــات فــي الطابــق‬ ‫العل ــوي‪ ،‬إحداه ــا للع ــروض‪ ،‬ام ــا االخ ــرى فق ــد‬ ‫صمم ــت ملح ــاكاة اس ــتوديو البرنام ــج الش ــهير‬ ‫«الرياض ــة ف ــي اس ــبوع» ب ــكل معدات ــه‪.‬‬ ‫شعار املتحف وأبرز مقتنياته‬ ‫يضــم املتحــف حاليــا مقتنيــات نــادرة‪ ،‬منهــا نحــت‬ ‫بلبــل بقفــص ذهبــي كان الزعيــم االملانــي أدولــف‬ ‫هتلــر اهــداه الــى امللــك غــازي فــي ثالثينيــات القــرن‬ ‫املا�ض ــي‪ ،‬لكن ــه تع ــرض للس ــرقة‪ ،‬وتمك ــن املخ ــرج‬

‫اإلذاع ــي خط ــاب عم ــر م ــن ش ـرائه م ــن الس ــارق‬ ‫ليهدي ــه بع ــد ذل ــك ال ــى متح ــف اإلع ــام‪ ،‬ويحت ــوي‬ ‫عل ــى ميكس ــر ص ــوت خ ــاص ب ـ امللح ــن طال ــب‬ ‫الق ــره غول ــي ال ــذي كان خبي ـ ًرا ف ــي اس ــتخدام‬ ‫األجه ــزة الصوتي ــة‪.‬‬ ‫وتت ــوزع ف ــي قاع ــة املتح ــف كامي ـرات تصوي ــر‬ ‫تلفزيوني ــة مختلف ــة االن ــواع واالحج ــام‬ ‫وميكس ـرات ص ــوت مختلف ــة وأجه ــزة مونت ــاج‬ ‫وكامي ـرات ص ــور فوتوغرافي ــة واجه ــزة رادي ــو‬ ‫وتلفزيون ــات قديم ــة ومجس ــمات لفناني ــن‬ ‫وإعالمييــن ومجــات قديمــة منهــا مجل ــة االذاعــة‬ ‫والتلفزي ــون وغي ــر ذل ــك م ــن املقتني ــات الن ــادرة‪.‬‬ ‫واس ــتنبطت الحل ــو تصمي ــم ش ــعار املتح ــف م ــن‬ ‫كلم ــة «ايك ــي» املس ــمارية والت ــي تعن ــي العي ــن أو‬ ‫البصي ــرة ف ــي لغ ــة ب ــاد الرافدي ــن القديم ــة‪.‬‬ ‫وكان متح ــف اإلع ــام ف ــي أربعيني ــات الق ــرن‬ ‫املا�ض ــي مدرس ــة ابتدائي ــة‪ ،‬وأصب ــح بع ــد ذل ــك‬ ‫ـدا للتدري ــب اإلذاع ــي تخ ــرج من ــه نخب ــة م ــن‬ ‫معه ـ ً‬ ‫اإلعالميي ــن‪ ،‬ووف ــق الحل ــو ف ــإن ‪ 90‬باملئ ــة م ــن‬ ‫اإلعالميي ــن واملذيعي ــن ف ــي ذل ــك الوق ــت كان ــوا ق ــد‬ ‫حصل ــوا عل ــى تدريب ــات مختلف ــة بمج ــال اإلع ــام‬ ‫لتطوي ــر قدراته ــم‪ ،‬قب ــل أن يس ــتخدم كمبن ــى‬ ‫بدي ــل الس ــتوديو الع ـراق‪.‬‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫يجد من يزورمتحف اإلعالم العراقي‪،‬‬ ‫ماض تجسده مقتنيات‬ ‫نفسه امام زمن ٍ‬ ‫خاصة بالفن واإلعالم كانت تستخدم‬ ‫خالل عقود طويلة‪.‬‬

‫ف ــي الع ــام ‪ 2003‬تع ــرض مبن ــى االذاع ــة‬ ‫والتلفزيــون اســوة بجميــع املؤسســات الحكوميــة‬ ‫ال ــى الح ــرق والتدمي ــر والنه ــب وس ــرقة محتوي ــات‬ ‫املبن ــى بم ــا فيه ــا مع ــدات اإلذاع ــة والتلفزي ــون‬ ‫واألس ــتوديوهات واألرش ــيف والتح ــف الفني ــة ‪.‬‬ ‫مصادر املقتنيات‬ ‫تع ــد مخ ــازن ش ــبكة اإلع ــام العراق ــي املص ــدر‬ ‫الرئي�س ــي للحص ــول عل ــى مقتني ــات املتح ــف‪،‬‬ ‫اضاف ــة ال ــى تبرع ــات م ــن ش ــخصيات إعالمي ــة‬ ‫وسياس ــية ومواطني ــن‪ ،‬وف ــق موظ ــف املتح ــف‬ ‫م ــازن رحي ــم‪.‬‬ ‫ويش ــير رحي ــم ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى‬ ‫وجــود أجهــزة كانــت موجــودة فــي قصــر املؤتمـرات‬ ‫التابــع لــوزارة الثقافــة وأجهــزة أخــرى فــي مجلــس‬ ‫النــواب تعــود لعهــد النظــام الســابق‪ ،‬ومنهــا جهــاز‬ ‫يس ــتخدم بعملي ــات املونت ــاج خ ــال ثمانيني ــات‬ ‫الق ــرن املا�ض ــي‪.‬‬ ‫ت ــم جم ــع أكث ــر م ــن ‪ 200‬جه ــاز م ــن مقتني ــات‬ ‫اإلع ــام العراق ــي خ ــال ع ــام واح ــد‪ ،‬يضي ــف‬ ‫رحي ــم‪ ،‬وت ــم تش ــكيل لجن ــة م ــن الخب ـراء‬ ‫واالس ــتعانة بمهندس ــين متقاعدي ــن لجم ــع‬ ‫األجه ــزة ومعرف ــة وظيف ــة كل جه ــاز منه ــا‪ ،‬ول ــم‬ ‫يكــن ذلــك ســهال بســبب خــوف بعــض املتبرعيــن‬

‫«في قاعة المتحف‬ ‫كاميرات تصوير‬ ‫تلفزيونية مختلفة‬ ‫االنواع واالحجام‬ ‫وميكسرات صوت‬ ‫مختلفة وأجهزة‬ ‫مونتاج وكاميرات صور‬ ‫فوتوغرافية واجهزة‬ ‫راديو وتلفزيونات قديمة‬ ‫ومجسمات لفنانين‬ ‫وإعالميين ومجالت‬ ‫قديمة منها مجلة‬ ‫االذاعة والتلفزيون»‪.‬‬

‫م ــن ع ــدم ع ــرض م ــا تبرع ــوا ب ــه م ــن أجه ــزة‬ ‫ومقتني ــات بطريق ــة صحيح ــة‪.‬‬ ‫ويؤك ــد‪ ،‬ان بع ــض االعالميي ــن والفناني ــن تبرع ــوا‬ ‫بصحــف ومجــات يعــود تاريخهــا إلــى أكثــر مــن ‪5‬‬ ‫عق ــود‪ ،‬وتب ــرع املمث ــل س ــامي قفط ــان بجوائ ــزه‪،‬‬ ‫فيم ــا تبرع ــت عائل ــة املخ ــرج واملمث ــل الراح ــل‬

‫يوس ــف العان ــي بصن ــدوق يحت ــوي عل ــى أعمال ــه‬ ‫مكتوب ــة بخ ــط ي ــده‪.‬‬ ‫كمــا اهــدى املصــوران االخــوان عبــدهللا حســون‬ ‫وحس ــين حس ــون االس ــتوديو الخ ــاص بهم ــا‬ ‫للمتح ــف بكام ــل معدات ــه ‪.‬‬ ‫وخ ــال س ــؤالنا ملين ــا الحل ــو ع ــن م ــدى إقب ــال‬

‫الس ــائحين عل ــى املتح ــف أجاب ــت بأن ــه ال يوج ــد‬ ‫تع ــاون بي ــن املؤسس ــات املختص ــة لتنظي ــم زي ــارة‬ ‫الوف ــود العربي ــة واألجنبي ــة عل ــى الرغ ــم م ــن‬ ‫اختي ــار بغ ــداد عاصم ــة للس ــياحة ‪ 2025‬ف ــكان‬ ‫االج ــدر ب ــوزارة الثقاف ــة واملؤسس ــات املعني ــة‬ ‫بــإدراج جولــة الــى متحــف اإلعــام العراقــي ضمــن‬ ‫برنام ــج الس ــائحين‪.‬‬ ‫واختتم ــت الحل ــو حديثه ــا ع ــن وج ــود فك ــرة‬ ‫لتوســيع واضافــة قاعــات جديــدة للمتحــف وهــي‬ ‫قاع ــة ملقتني ــات رواد الثقاف ــة والف ــن العراق ــي‪،‬‬ ‫كذلــك قاعــة خاصــة للســينما العراقيــة‪ ،‬وتأمــل‬ ‫الــى جمــع أرشــيف للكاريكاتيــر والكومكــس لعمــل‬ ‫ج ــدار خ ــاص ألعماله ــم‪.‬‬


‫‪36‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪37 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫متحف ُه ّ‬ ‫ن الحياة‪..‬‬

‫واحة اإلبداع النسوي‬ ‫تنبض في قلب العراق‬

‫وانطل ــق املش ــروع ع ــام ‪ 2018‬كفك ــرة بحثي ــة‬ ‫ته ــدف إل ــى توثي ــق وإب ـراز أهمي ــة وع ــي امل ـرأة‬ ‫ودوره ــا املح ــوري ف ــي بن ــاء األس ــرة واإلنس ــان‪،‬‬ ‫لكــن الرحلــة لــم تكــن ســهلة‪ ،‬إذ واجــه املشــروع‬ ‫تحديــات وعقبــات عــدة حالــت دون اســتمراريته‬ ‫لفت ــرة‪ ،‬إال أن إص ـرار أصحاب ــه أثم ــرت أخي ـ ًرا‬ ‫ع ــن والدت ــه ف ــي الع ــام ‪.2023‬‬ ‫ويمث ــل املتح ــف‪ ،‬ش ـراكة حقيقي ــة بي ــن امل ـرأة‬ ‫والرجــل‪ ،‬ال يركــز فقــط علــى النســاء‪ ،‬بــل يســعى‬ ‫إلــى تعزيــز مفهــوم الوعــي املشــترك لبنــاء إنســان‬ ‫ســليم قــادر علــى املســاهمة فــي تطــور املجتمــع‪.‬‬ ‫ويقــول القائمــون علــى املتحــف‪ ،‬خــال حديثهــم‬ ‫ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إن «املشــروع يمثــل رؤيــة شــاملة‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫في مدينة حمورابي السياحية بمحافظة بابل‪،‬‬ ‫ُأزيح الستارعن أحد أكثراملشاريع الثقافية املميزة‬ ‫في العراق‪ ،‬وهو «متحف ُهن الحياة العالمي»‪،‬‬ ‫هذا املشروع الفريد الذي ّيركزعلى إبرازدوراملرأة‬ ‫في بناء اإلنسان واملجتمع‪ُ ،‬ولد من رحم سنوات‬ ‫من البحث امليداني والدراسات التاريخية حول‬ ‫النساء العر اقيات ودورهن املؤثرفي الحضارة‬ ‫والتاريخ‪.‬‬

‫لتوثيــق وتكريــم إبــداع املـرأة العراقيــة واملجتمــع‬ ‫النســوي العالمــي‪ ،‬مــن خــال مجموعــة متنوعــة‬ ‫قصص ــا ملهم ــة ع ــن‬ ‫م ــن األجنح ــة الت ــي ت ــروي‬ ‫ً‬ ‫الت ـراث والثقافــة والفــن»‪.‬‬ ‫أجنحة املتحف‪ ..‬تجربة ثقافية متعددة‬ ‫وبحس ــب حدي ــث القائمي ــن عل ــى املتح ــف فإن ــه‬ ‫يتك ــون م ــن اجنح ــة ع ــدة ل ــكل ف ــرع منه ــا يحم ــل‬ ‫رس ــالة ثقافي ــة وإنس ــانية‪،‬‬ ‫أبرزه ــا جن ــاح «األرش ــيف‬ ‫النســوي»‪ ،‬الــذي يعــد مركـ ًزا‬ ‫أساس ـ ًـيا ف ــي املتح ــف‪ ،‬إذ‬ ‫يرك ــز عل ــى توثي ــق إبداع ــات‬ ‫النس ــاء العراقي ــات داخ ــل‬

‫الع ـراق وف ــي املهج ــر‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى إب ـراز‬ ‫النس ــاء املؤث ـرات عل ــى مس ــتوى العال ــم‪.‬‬ ‫ويضي ــف القائم ــون‪ ،‬خ ــال حديثه ــم‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «الجن ــاح يحتف ــي‬ ‫باإلنج ــازات النس ــوية ف ــي مختل ــف‬ ‫املج ــاالت‪ ،‬ويه ــدف إل ــى تس ــليط الض ــوء‬ ‫عل ــى األدوار الريادي ــة للم ـرأة»‪.‬‬ ‫كمــا يضــم املتحــف وفقـ ًـا للقائميــن عليــه‪،‬‬ ‫جنــاح «الفــن التشــكيلي»‪ ،‬والــذي يمتلــك‬ ‫مجموع ــة متنوع ــة م ــن األعم ــال الفني ــة‪،‬‬ ‫بم ــا ف ــي ذل ــك النح ــت والرس ــم والخ ــزف‪،‬‬ ‫ليعك ــس تفاع ــل امل ـرأة م ــع الفن ــون‬ ‫كمص ــدر للتعبي ــر ع ــن ال ــذات والهوي ــة‬ ‫الثقافي ــة‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن «جن ــاح الكت ــب»‪،‬‬ ‫ال ــذي يق ــدم ب ــدوره مكتب ــة فري ــدة تض ــم‬ ‫كتب ـ ًـا ن ــادرة م ــن حقبت ــي الثالثيني ــات‬ ‫والثمانيني ــات‪ ،‬إل ــى جان ــب إص ــدارات‬ ‫حديث ــة ته ــدف إل ــى زي ــادة وع ــي املجتم ــع‬ ‫وتحفي ــز االهتم ــام بالق ـراءة والكتاب ــة‪.‬‬ ‫ويض ــم املتح ــف أيض ـ ًـا ‪ -‬وال ــكالم للقائمي ــن‬ ‫ «جن ــاح املوس ــيقى» وال ــذي يب ــرز أهمي ــة‬‫املوس ــيقى ف ــي بن ــاء اإلنس ــان‪ ،‬ويع ــرض آالت‬ ‫موس ــيقية تراثي ــة تس ــلط الض ــوء عل ــى تأثي ــر‬ ‫املوس ــيقى العمي ــق ف ــي الس ــلوك النف�س ــي‬ ‫واالجتماعــي‪ ،‬باالضافــة إلــى جنــاح «الصناعــات‬

‫اليدوي ــة» ال ــذي يحتف ــي بإبداع ــات النس ــاء‬ ‫فــي مجــال الحــرف اليدويــة التقليديــة‪ ،‬حيــث‬ ‫يقــدم مجموعــة متنوعــة مــن الصناعــات التــي‬ ‫تعك ــس مه ــارة النس ــاء العراقي ــات والعربي ــات‬ ‫ف ــي ه ــذا املج ــال‪.‬‬ ‫ويس ــتطرد القائم ــون خ ــال حديثه ــم‪ ،‬أن‬ ‫املتحــف يحتــوي أيضـ ًـا علــى جنــاح «املقتنيــات‬ ‫التاريخي ــة»‪ ،‬وال ــذي يض ــم مقتني ــات أثري ــة‬ ‫يع ــود عمره ــا إل ــى م ــا‬ ‫بي ــن ‪ 100‬و‪ 300‬ع ــام‪،‬‬ ‫لتوثي ــق الت ـراث العراق ــي‬ ‫تنوعات ــه‬ ‫بمختل ــف‬ ‫الجمالي ــات‬ ‫وإب ـراز‬ ‫الثقافي ــة الت ــي ترب ــط‬ ‫املا�ض ــي بالحاض ــر‪ ،‬كم ــا‬ ‫يحت ــوي عل ــى جن ــاح‬ ‫«التـراث»‪ ،‬الــذي يعــرض‬ ‫ت ـراث األه ــوار والبادي ــة‬ ‫به ــدف‬ ‫العراقي ــة‪،‬‬ ‫تقدي ــم ص ــورة متكامل ــة‬ ‫ع ــن التن ــوع الثقاف ــي‬ ‫ف ــي الع ـراق ودم ــج ه ــذا‬ ‫الت ـراث م ــع مفاهي ــم‬ ‫والت ـراث‬ ‫الجم ــال‬ ‫ا لعا لم ــي » ‪.‬‬ ‫وف ــي خت ــام حديثه ــم‪،‬‬ ‫ف ــان املتح ــف يق ــدم‬ ‫جن ــاح «األزي ــاء»‪ ،‬ال ــذي‬ ‫يوث ــق األزي ــاء التقليدي ــة‬ ‫العراقي ــة م ــن ش ــمال‬ ‫الب ــاد إل ــى جنوبه ــا‪،‬‬ ‫به ــدف الحف ــاظ عل ــى‬ ‫ه ــذا اإلرث الثقاف ــي‬ ‫األجي ــال‬ ‫وتعري ــف‬ ‫باألزي ــاء‬ ‫الجدي ــدة‬ ‫الت ــي تواج ــه خط ــر‬ ‫ا النق ــرا ض ‪.‬‬ ‫رسالة عاملية من قلب العراق‬ ‫وم ــن خ ــال ه ــذه األجنح ــة‪ ،‬يش ــكل «متح ــف‬ ‫ه ــن الحي ــاة»‪ ،‬منص ــة فري ــدة لالحتف ــاء ب ــدور‬ ‫امل ـرأة ف ــي املجتم ــع‪ ،‬إل ــى جان ــب توثي ــق الت ـراث‬ ‫العراق ــي بثرائ ــه وتنوع ــه‪ ،‬ويمث ــل املتح ــف‬

‫رس ــالة حضاري ــة م ــن‬ ‫الع ـراق إل ــى العال ــم‪،‬‬ ‫تحم ــل ف ــي طياته ــا قي ــم‬ ‫اإلب ــداع والش ـراكة‬ ‫ب ــاإلرث‬ ‫واالعت ـزاز‬ ‫الثقا ف ــي‪.‬‬ ‫وتح ــول املتح ــف من ــذ‬ ‫افتتاح ــه إل ــى وجه ــة‬

‫«المشروع يمثل رؤية شاملة‬ ‫لتوثيق وتكريم إبداع المرأة‬ ‫العراقية والمجتمع النسوي‬ ‫العالمي‪ ،‬من خالل مجموعة‬ ‫متنوعة من األجنحة التي‬ ‫تروي قصصًا ملهمة عن‬ ‫التراث والثقافة والفن» ‪..‬‬

‫« يشكل المتحف منصة‬ ‫فريدة لالحتفاء بدور‬ ‫المرأة في المجتمع‪،‬‬ ‫إلى جانب توثيق التراث‬ ‫العراقي بثرائه وتنوعه‪،‬‬ ‫ويمثل رسالة حضارية من‬ ‫العراق إلى العالم» ‪..‬‬

‫ممي ــزة يقصده ــا ال ــزوار يومي ـ ًـا م ــن مختل ــف‬ ‫أنح ــاء الع ـراق‪ ،‬ليعيش ــوا تجرب ــة مفعم ــة‬ ‫باإلبــداع والفــن والتاريــخ‪ ،‬ومــع اســتمرار هــذا‬ ‫ـاهدا‬ ‫الزخ ــم‪ ،‬يب ــدو أن املتح ــف س ــيظل ش ـ ً‬ ‫علــى قــوة املـرأة العراقيــة ورمـ ًزا إلرثهــا الخالــد‪.‬‬


‫‪38‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪39 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫البصرة‪..‬‬

‫األهوار تعود إلى الحياة‬ ‫وتصبح مقصداً للسياح األجانب‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫تمتازالبصرة ببيئات مائية وزراعية متنوعة ففي شمالها حيث يلتقي نهري دجلة والفرات في‬ ‫«كرمة علي» التابعة لقضاء الهارثة ليشكال شط العرب‪ ،‬املنفذ البحري الوحيد في‬ ‫منطقة َ‬ ‫إلى املياه الدولية‪ ،‬إلى جانب كثرة األنهارالفرعية في املحافظة والتي شكلت بدورها هوريّ‬ ‫العراق‬ ‫مقصدا للسياح العر اقيين والجنسيات األخرى‪.‬‬ ‫«املسحب والصالل» التي باتت‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُويع ــد ه ـ ّ‬ ‫ـوري «املس ـ ّـحب والص ــال» ج ــزء م ــن‬ ‫هــور‬ ‫«الحمــار» الشــرقي‪ ،‬ويتكونــان مــن تفرعــات‬ ‫ّ‬ ‫«كرمــة علــي» ليشــكال هوريــن بمســاحة تبلــغ‬ ‫نهــر َ‬ ‫ن‬ ‫‪ 200‬كيلومتــر مربــع‪ ،‬وفقـ ًـا ملــا قالــه معــاو مديــر‬ ‫ف ــرع مرك ــز إنع ــاش األه ــوار ف ــي البص ــرة‪ ،‬ناظ ــم‬ ‫عب ــد اإلم ــام‪.‬‬ ‫األنظار تتجه نحو األهوار‬ ‫ويؤك ــد عب ــد اإلم ــام ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «الئح ــة‬ ‫ضمــت مؤخـ ًرا‬ ‫التـراث العالمــي ملنظمــة اليونســكو ّ‬ ‫ـزءا م ــن أه ــوار املس ــحب والص ــال‪ ،‬وذل ــك‬ ‫جـ ً‬ ‫لتحدي ــد املس ــارات البيئي ــة‬ ‫والنهري ــة‪ ،‬وبع ــد‬ ‫ه ــذا اإلنج ــاز‬ ‫اتجه ــت العناي ــة‬

‫الحكوميــة لالهتمــام باألهــوار وتهيأتهــا لالســتفادة‬ ‫ـدا‬ ‫ـياحيا وبيئي ـ ًـا‪ ،‬حت ــى أصبح ــت مقص ـ ً‬ ‫منه ــا س ـ ً‬ ‫للس ــياح م ــن دول العال ــم واملنطق ــة»‪.‬‬ ‫ويضي ــف «ش ــهدت األه ــوار انتعاش ـ ًـا ف ــي الث ــروة‬ ‫الس ــمكية وع ــودة أس ــماك (الس ــمتي) املفضل ــة‬ ‫ل ــدى العراقيي ــن بع ــد اختفائه ــا ف ــي الس ــنوات‬ ‫األخي ــرة بس ــبب انتش ــار س ــمك (البلط ــي) غي ــر‬ ‫املرغ ــوب»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع «كذل ــك للطي ــور املهاج ــرة نصي ــب م ــن‬

‫هـ ّ‬ ‫ـوري املس ـ ّـحب والص ــال حي ــث تتخ ــذ منه ــا‬ ‫مكان ـ ًـا لالس ــتراحة م ــن رحلته ــا الطويل ــة املمت ــدة‬ ‫مــن دول شــرق آســيا كالصيــن وأوزبكســتان وحتــى‬ ‫م ــن األرجنتي ــن ف ــي أمي ــركا الجنوبي ــة‪ ،‬وتتع ــدد‬ ‫أنــواع وأســماء هــذه الطيــور فهنــاك (الخضيــري‪،‬‬ ‫ودج ــاج امل ــاي‪ ،‬والح ــذاف‪ ،‬والبغيل ــي‪ ،‬والتش ــم‪،‬‬ ‫وأب ــو س ــلة‪ ،‬والهليچ ــي) األم ــر ال ــذي دع ــا بع ــض‬ ‫أهال ــي ه ــذه املناط ــق إل ــى الع ــودة إل ــى مزارعه ــم‬ ‫وتربي ــة الدواج ــن واملوا�ش ــي وإنش ــاء األح ــواض‬ ‫لتربيــة األســماك بعــد عــودة الحيــاة لألهــوار التــي‬ ‫هجره ــا أهله ــا بس ــبب الجف ــاف»‪.‬‬ ‫ويوض ــح عب ــد اإلم ــام‪ ،‬أن‬

‫«نس ــبة التراكي ــز امللحي ــة الي ــوم ف ــي مي ــاه ش ــط‬ ‫العــرب فــي قضــاء الهارثــة تتـراوح مــا بيــن ‪ 3-2‬آالف‬ ‫‪ ،TDS‬وه ــي نس ــبة مقبول ــة تجع ــل املي ــاه صالح ــة‬ ‫للزراع ــة واالس ــتخدام البش ــري وع ــودة الحي ــاة‬ ‫فيه ــا وه ــي تعتب ــر منخفض ــة نس ــبة إل ــى م ــا كان ــت‬ ‫ـابقا حي ــث وصل ــت إل ــى ‪،TDS 17000‬‬ ‫علي ــه س ـ ً‬ ‫وأح ــد األس ــباب املهم ــة لزي ــادة ه ــذه امللوح ــة ه ــي‬ ‫كمي ــة املي ــاه املتدفق ــة م ــن نه ــر دجل ــة عب ــر ناظ ــم‬ ‫قلع ــة صال ــح»‪.‬‬ ‫الهوية السومرية لألهوار‬ ‫ويــروي أبــو علــي‪ ،‬أحــد ســكان املنطقــة‪ ،‬تفاصيــل‬ ‫حياتــه برفقــة األهــوار ويقــول ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إن‬ ‫«حياتــي بــدأت منــذ والدتــي فــي هــذا املــكان العريــق‬ ‫وتعلم ــت الق ـراءة والكتاب ــة ث ــم ترك ــت الدراس ــة‬ ‫ـغال بمصاع ــب الحي ــاة‪ ،‬وكان ــت حيات ــي‬ ‫منش ـ ً‬ ‫تتلخ ــص بالصي ــد والزراع ــة وتربي ــة الحيوان ــات‬ ‫التــي ورثتهــا عــن أبــي وأجــدادي‪ ،‬الحيــاة فــي األهــوار‬ ‫بــدأت تنتعــش قليـ ًـا‪ ،‬امليــاه أصبحــت أكثــر حيـ ًـاة‬ ‫الس ــيما م ــع ع ــودة أس ــماك (الس ــمتي)»‪.‬‬

‫ويتاب ــع أب ــو عل ــي «ل ــم نع ــد مضطري ــن لش ـراء‬ ‫علــف الجامــوس كالنخالــة والطحيــن واملشــبوش‬ ‫وكبســات التبــن‪ ،‬فالجواميــس تــأكل مــن أعشــاب‬ ‫اله ــور الت ــي ب ــدأت تنب ــت مؤخ ـ ًرا م ــع اس ــتمرار‬ ‫انخفــاض اللســان امللحــي‪ ،‬وأصبحنــا نربيهــا أكثــر‬ ‫م ــن قب ــل»‪.‬‬ ‫ـماء عل ــى جواميس ــهم‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ـوار‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫األ‬ ‫ـكان‬ ‫ويطل ــق س ـ‬ ‫ً‬ ‫لتمييزه ــا منه ــا‪« ،‬العط ــرة» ل ــذوات الق ــرون‬ ‫املائل ــة‪ ،‬و»النصب ــة» ل ــذوات الق ــرون املتصلب ــة‪،‬‬ ‫و»النكطــة» وهــي التــي تحتــوي علــى نقــاط ملونــة‬ ‫َ‬ ‫ف ــي جس ــمها‪ ،‬و»الغوش ــة» وه ــي ذات الل ــون‬ ‫األبي ــض واألس ــود‪ ،‬ويتكاث ــر الجام ــوس بمع ــدل‬ ‫ـنويا‪.‬‬ ‫‪ 30-20‬جاموس ــة ل ــكل ‪ 100‬جام ــوس س ـ ً‬ ‫قصة نجاح‬ ‫ـما المع ـ ًـا ف ــي أه ــوار‬ ‫أصب ــح أب ــو محم ــود اس ـ ً‬ ‫«املس ـ ّـحب والص ــال»‪ ،‬إذ يعي ــش من ــذ فت ــرة‬ ‫طويل ــة ه ــو وعائلت ــه املتكون ــة م ــن ث ــاث زوج ــات‬ ‫وأبنــاء‪ ،‬علــى ضفــاف النهــر وهــو يــروي قصــة مــن‬

‫النجــاح عاشــها بنفســه وطورهــا بمســاعدة الهــور‬ ‫ف ــي عزل ــة ع ــن ضوض ــاء املدين ــة واالنش ــغاالت‬ ‫الكثي ــرة وه ــو يحي ــي أرض ـ ًـا تع ــود ألج ــداده‪ ،‬ش ــيد‬ ‫ـزال بن ــاه عل ــى الط ـراز املعم ــاري الحدي ــث‬ ‫فيه ــا من ـ ً‬ ‫ويتك ــون م ــن ثالث ــة طواب ــق كل طاب ــق مخصص ــة‬ ‫لزوج ــة‪.‬‬ ‫ب ــدء أب ــو محم ــود مش ــروعه ف ــي زراع ــة نخي ــل‬ ‫البرح ــي وتربي ــة األس ــماك وحق ــول الدواج ــن‬ ‫واملوا�ش ــي والزراع ــة‪.‬‬ ‫ويق ــول أب ــو محم ــود ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن أبواب ــه‬ ‫مفتوح ــة لجمي ــع الزائري ــن والس ــياح الذي ــن‬ ‫ي ــودون أن ي ــروا جم ــال الطبيع ــة وكي ــف يعي ــش‬ ‫اإلنس ــان ف ــي كن ــف األه ــوار‪ ،‬متأس ـ ًـيا ومتطبع ـ ًـا‬ ‫بطب ــاع قديم ــة تع ــود جذوره ــا إل ــى زم ــن طوي ــل‬ ‫يمت ــد ال ــى حض ــارة س ــومر‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪41 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫تغيير مالبس الجيش ‪..‬‬

‫بين مخاوف االنفاق المتزايد والفساد‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫ف ــي ش ــهر كان ــون الثان ــي ‪ 2025‬نش ــرت بع ــض وس ــائل االع ــام العر اقي ــة ص ــورا قال ــت انه ــا لل ــزي الرس ــمي الجدي ــد‬ ‫للجيــش العراقــي‪ .‬وقالــت وســائل اعــام‪ ،‬ان الــزي جــرى اعتمــاده وارتدائــه بالذكــرى ‪ 104‬لتأســيس الجيــش العراقــي؛‬ ‫وتســاءل مر اقبــون وباحثــون عــن مغــزى التغييــراملتواصــل فــي بدلــة الجيــش العراقــي والتكاليــف والصرفيــات علــى‬ ‫شــكليات العســكروالقــوات املســلحة فــي وقــت يجــري الحديــث عــن االزمــات املاليــة والحاجــة الــى خفــض االنفــاق‪.‬‬

‫وف ــي وق ــت س ــابق وج ــه وزي ــر الدف ــاع‪ ،‬ثاب ــت‬ ‫العبا�س ــي‪ ،‬بتش ــكيل لجن ــة لتبدي ــل ل ــون ال ــزي‬ ‫الرس ــمي للجي ــش العراق ــي مختلف ـ ًـا بالخام ــة‬ ‫والنوعي ــة ولي ــس ل ــه «مثي ــل» ف ــي الب ــاد‪ ،‬بحس ــب‬ ‫تعبي ــره‪ ،‬وق ــال العبا�س ــي ف ــي تصري ــح تلفزيون ــي ان‬ ‫«معم ــل الخياط ــة العس ــكرية يعم ــل عل ــى انت ــاج‬ ‫ـدا م ــن ه ــذا ال ــزي وس ــيتم الب ــدء‬ ‫كمي ــة كبي ــرة ج ـ ً‬ ‫بتوزيعه ــا بع ــد اق ـرار املوازن ــة املالي ــة»‪ ،‬مضيف ــا ان ــه‬ ‫«تــم التوجيــه بتبديــل نــوع القمــاش واللــون أيضـ ًـا»‪،‬‬ ‫ومبين ــا‪ ،‬ان «تغيي ــر الل ــون ج ــاء بس ــبب ال ــزي‬ ‫الصينــي العســكري الــذي دخــل األســواق املحليــة‪،‬‬ ‫لذل ــك س ــنختار لون ــا متمي ـزا وبخام ــة متمي ــزة تلي ــق‬ ‫بالجي ــش العراق ــي واملقات ــل»‪.‬‬ ‫ويالح ــظ مراقب ــون ان معظ ــم دول العال ــم وم ــن‬ ‫بينه ــا دول كب ــرى ل ــم تش ــغل نفس ــها بقضي ــة تغيي ــر‬ ‫لب ــاس الجي ــش برغ ــم وق ــوع اح ــداث مفصلي ــة‪،‬‬ ‫مثلمــا حــدث فــي روســيا بتفــكك االتحــاد الســوفييتي‬ ‫الس ــابق‪ ،‬ولك ــن لب ــاس الجي ــش ظ ــل عل ــى حال ــه ف ــي‬ ‫معظ ــم املفاص ــل ول ــم يج ــري تغيي ــره‪ ،‬وان معظ ــم‬ ‫ال ــدول ل ــم تغي ــر لب ــاس عس ــكرييها من ــذ عش ـرات‬ ‫الس ــنين‪ ،‬بحس ــب قوله ــم‪.‬‬ ‫وي ــدرج الباحث ــون اس ــبابا لتغيي ــر ش ــكل مالب ــس‬ ‫القــوات املســلحة العراقيــة‪ ،‬منهــا ان تغييــر الــزي قــد‬ ‫يك ــون به ــدف مكافح ــة التش ــبه بال ــزي العس ــكري‪،‬‬ ‫وبخاص ــة بع ــد انتش ــار ال ــزي العس ــكري املقل ــد ف ــي‬ ‫األس ــواق املحلي ــة‪.‬‬ ‫وف ــي العم ــوم وبحس ــب الباحثي ــن واملؤرخي ــن ف ــان‬ ‫هن ــاك اس ــبابا عام ــة تدف ــع الق ــوات املس ــلحة إل ــى‬ ‫تغييــر زيهــا الرســمي‪ ،‬حتــى فــي الظــروف االعتياديــة‪،‬‬ ‫واالبق ــاء عل ــى ذل ــك وع ــدم تغيي ــره بص ــورة متك ــررة‪،‬‬ ‫وم ــن ذل ــك إب ـراز ص ــورة جدي ــدة للق ــوات م ــع رم ــوز‬ ‫وطنيــة ثابتــة وتحســين املظهــر العــام للقــوات ورفــع‬ ‫مس ــتوى االنضب ــاط واالحترافي ــة‪.‬‬ ‫ق ــد يك ــون التغيي ــر ج ــزءا م ــن عملي ــة تطوي ــر‬ ‫وتحدي ــث الق ــوات املس ــلحة‪ ،‬بم ــا يتما�ش ــى م ــع‬ ‫التطــورات العســكرية العامليــة‪ ،‬وعــادة يكــون للــزي‬ ‫العس ــكري خصائ ــص وممي ـزات عملي ــة تزي ــد م ــن‬ ‫كفــاءة القــوات فــي أداء مهامهــا‪ ،‬ويظــل هــذا التغييــر‬ ‫بم ــا يحمل ــه ال ــزي م ــن رم ــوز ومعان ــي خاص ــة‪.‬‬ ‫ويس ــاعد ال ــزي العس ــكري املمي ــز ف ــي التميي ــز بي ــن‬ ‫العس ــكريين واملدنيي ــن‪ ،‬مم ــا يس ــهم ف ــي الحف ــاظ‬ ‫عل ــى األم ــن والنظ ــام‪.‬‬ ‫وق ــد يك ــون اله ــدف م ــن تغيي ــر ال ــزي العس ــكري‬ ‫العراق ــي ه ــو االرتق ــاء بالص ــورة العام ــة للق ــوات‬ ‫املســلحة‪ ،‬وجعلهــا أكثــر جاذبيــة للشــباب الراغبيــن‬ ‫باالنضم ــام إليه ــا‪.‬‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬فــإن تغييــر الــزي العســكري هــو ق ـرار‬ ‫اس ــتراتيجي يتخ ــذ بع ــد دراس ــة معمق ــة لألبع ــاد‬ ‫املتنوع ــة‪ ،‬ويه ــدف إل ــى تحقي ــق أه ــداف مح ــددة‬

‫تتعل ــق بتطوي ــر الق ــوات املس ــلحة وتعزي ــز مكانته ــا‪،‬‬ ‫ولكن ــه ف ــي الع ــادة ال يتغي ــر باس ــتمرار بحس ــب‬ ‫املختصي ــن بالش ــؤون العس ــكرية‪.‬‬ ‫وهنــا تلفــت التقاريــر الــى انــه برغــم جهــود املؤسســة‬ ‫العس ــكرية العراقي ــة عل ــى إحي ــاء معم ــل الخياط ــة‬ ‫العس ــكري وبمنت ــج ال يق ــل ج ــودة ع ــن ال ــزي‬ ‫املس ــتورد األجنب ــي اال ان ــه يواج ــه االهم ــال بع ــدم‬ ‫االقبــال عليــه واقتنائــه ممــا يزيــد مــن تنوعــه وزيــادة‬ ‫التكالي ــف املرتبط ــة بذل ــك فض ــا ع ــن تحذيره ــم‬ ‫م ــن ان يك ــون االم ــر عرض ــة للفس ــاد اإلداري‬ ‫واملالــي فــي هــذا الجانــب‪ ،‬اذ لطاملــا شــكت املصانــع‬ ‫واملعام ــل الحكومي ــة واألهلي ــة ف ــي الع ـراق م ــن‬ ‫ع ــزوف االقب ــال عل ــى منتجاته ــا العس ــكرية بس ــبب‬ ‫خل ــل التعاق ــد م ــع ال ــوزارات االمني ــة واللج ــوء ال ــى‬ ‫الصناعــة األجنبيــة «الرديئــة»‪ ،‬مــع تواصــل صــرف‬ ‫مبالــغ ماليــة كبيــرة مــن اجــل ذلــك بحســب قولهــم‪.‬‬ ‫وأوضح ــت وزارة الدف ــاع االتحادي ــة ف ــي بي ــان أن‬ ‫«ال ــوزارة تعم ــل عل ــى تغيي ــر ال ــزي الرس ــمي ألف ـراد‬ ‫الجي ــش العراق ــي ابت ــداء م ــن ‪ 6‬كان ــون الثان ــي‬ ‫املقب ــل»‪ ،‬مش ــيرة ال ــى «التعاق ــد م ــع ش ــركة خاص ــة‬ ‫لطباع ــة الهوي ــات والباج ــات لجمي ــع أف ـراد ال ــوزارة‬ ‫واملوظفي ــن»‪.‬‬ ‫وبحس ــب الدراس ــات‪ ،‬ف ــان تغيي ــر مالب ــس الق ــوات‬ ‫املس ــلحة بش ــكل مس ــتمر يمك ــن أن يخل ــق عدي ــد‬ ‫املش ــكالت عل ــى ع ــدة مس ــتويات‪ ،‬س ــواء عل ــى‬ ‫الصعي ــد العمليات ــي أو االقتص ــادي أو حت ــى‬ ‫الرم ــزي‪ ،‬منه ــا ان تغيي ــر املالب ــس يتطل ــب تصني ــع‬ ‫كمي ــات كبي ــرة م ــن ال ــزي الجدي ــد‪ ،‬فض ــا ع ــن‬ ‫تكالي ــف التصمي ــم‪ ،‬اإلنت ــاج‪ ،‬التوزي ــع‪ ،‬والتخزي ــن‪،‬‬ ‫كم ــا ان املالب ــس القديم ــة ق ــد تصب ــح غي ــر قابل ــة‬ ‫لالس ــتعمال‪ ،‬مم ــا ي ــؤدي إل ــى ه ــدر امل ــوارد‪.‬‬ ‫ومــن املشــكالت ايضــا ان توزيــع املالبــس الجديــدة‬ ‫عل ــى جمي ــع أف ـراد الق ــوات املس ــلحة ق ــد يك ــون‬ ‫صعبــا وبحاجــة إلــى وقــت وجهــد كبيريــن‪ ،‬وان تغييــر‬ ‫التصميــم أو األلــوان قــد يــؤدي إلــى صعوبــة توافــق‬ ‫املالب ــس الجدي ــدة م ــع التجهي ـزات األخ ــرى مث ــل‬ ‫األحذي ــة أو الس ــترات الواقي ــة أو األدوات‪ ،‬وق ــد‬ ‫يتطل ــب ذل ــك تغييره ــا ايض ــا‪.‬‬ ‫ويق ــول متخصص ــون ان التغيي ــر املس ــتمر ف ــي‬ ‫التصمي ــم واألل ــوان ق ــد يضع ــف اإلحس ــاس‬ ‫بالهوي ــة واالنتم ــاء‪ ،‬اذ أن ال ــزي العس ــكري يمث ــل‬ ‫رم ـزا للوح ــدة واالنضب ــاط‪ ،‬وان ال ــزي العس ــكري‬ ‫ل ــه دور رم ــزي ف ــي تمثي ــل الق ــوة والنظ ــام أم ــام‬ ‫الشــعب وأمــام الجهــات الدوليــة‪ ،‬والتغييــر املتكــرر‬ ‫ق ــد ُيفه ــم كع ــدم اس ــتقرار‪.‬‬ ‫وإذا كان التغيي ــر ف ــي املالب ــس ال يأخ ــذ ف ــي االعتب ــار‬ ‫متطلب ــات البيئ ــة العملياتي ــة مث ــل املن ــاخ أو‬ ‫التضاريــس‪ ،‬فقــد يــؤدي ذلــك إلــى تأثيــر ســلبي علــى‬ ‫أداء الجن ــود‪ ،‬وان التغيي ــر املتك ــرر ق ــد ي ــؤدي إل ــى‬

‫« ان تغيير الزي قد‬ ‫يكون بهدف مكافحة‬ ‫التشبه بالزي العسكري‪،‬‬ ‫وبخاصة بعد انتشار‬ ‫الزي العسكري المقلد‬ ‫في األسواق المحلية‪».‬‬

‫«اختيار تصميم مستقر‬ ‫يراعي جميع االحتياجات‬ ‫العملياتية والرمزية‪،‬‬ ‫ويتوجب هنا إجراء‬ ‫دراسات معمقة قبل‬ ‫أي تغيير للتأكد من‬ ‫جدواه‪».‬‬

‫صعوبــة التعــرف علــى القــوات الصديقــة وتمييزهــا‬ ‫ع ــن الع ــدو‪ ،‬بخاص ــة ف ــي س ــاحات القت ــال‪ ،‬و‬ ‫التغييــر املســتمر قــد يولــد شــعورا بعــدم االســتقرار‬ ‫بي ــن الجن ــود م ــا يؤث ــر عل ــى ال ــروح املعنوي ــة‪.‬‬ ‫كم ــا ان الجن ــود بحاج ــة ال ــى وق ــت للتكي ــف م ــع‬ ‫املالب ــس الجدي ــدة‪ ،‬مم ــا ق ــد يؤث ــر عل ــى تركيزه ــم‬ ‫علــى املهــام األساســية؛ والتغييــر املســتمر قــد يــؤدي‬ ‫إلــى اســتعمال تصاميــم غيــر مدروســة بشــكل كاف‪.‬‬ ‫ل ــذا ف ــان كل تغيي ــر يج ــب أن يتما�ش ــى م ــع املعايي ــر‬ ‫الدولي ــة واملحلي ــة لضم ــان س ــامة وفعالي ــة‬ ‫ال ــزي‪ ،‬واختي ــار تصمي ــم مس ــتقر يراع ــي جمي ــع‬ ‫االحتياج ــات العملياتي ــة والرمزي ــة‪ ،‬ويتوج ــب هن ــا‬ ‫إج ـراء دراســات معمقــة قبــل أي تغييــر للتأكــد مــن‬ ‫ج ــدواه‪.‬‬ ‫وب ــدال م ــن التغيي ــر الكام ــل‪ ،‬يمك ــن تحس ــين ج ــودة‬ ‫املالب ــس أو إضاف ــة تعدي ــات صغي ــرة‪ ،‬بحس ــب‬ ‫مختصي ــن بالش ــؤون العس ــكرية‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪43 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫مليون رفات في العراق ‪..‬‬

‫تقرير بريطاني يؤشر حجم‬ ‫كارثة المقابر الجماعية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على‬ ‫التجربة الشاقة التي يخوضها العراق والعر اقيون‬ ‫بمعاناتهم املتواصلة منذ عقود فيما يتعلق باملقابر‬ ‫الجماعية التي تشيرتقديرات دولية الى انها ربما تضم‬ ‫نحو مليون رفات من نتائج لسلسة الكوارث والحروب‬ ‫التي عاشتها البالد‪.‬‬

‫ونقــل التقريــر البريطانــي عــن ضرغــام عبــد املجيــد‬ ‫قول ــه‪ ،‬ان ــه عندم ــا وص ــل للم ــرة االول ــى ال ــى حف ــرة‬ ‫يبل ــغ عمقه ــا ‪ 20‬مت ـرا ف ــي قض ــاء تلعف ــر‪ ،‬ف ــي يوني ــو‪/‬‬ ‫حزي ـران‪ ،‬ش ــاهد ش ــيئا ل ــم ي ـراه م ــن قب ــل ط ــوال‬ ‫‪ 15‬عام ــا م ــن عمل ــه ف ــي حف ــر املقاب ــر الجماعي ــة‪،‬‬ ‫موضح ــا ان «ه ــذه املقب ــرة ل ــم تك ــن مختلف ــة‬ ‫ع ــن املقاب ــر الجماعي ــة االخ ــرى حي ــث يت ــم دف ــن‬ ‫الجث ــث تح ــت االرض‪ ،‬اال ان ــه ف ــي ه ــذه املقب ــرة‬ ‫كان ــت الجث ــث مكدس ــة عل ــى ارتف ــاع ‪ 8‬امت ــار‪ ،‬وكان‬ ‫يمكــن مشــاهدتها بوضــوح باالضافــة الــى انهــا كانــت‬ ‫محفوظ ــة جي ــدا الن امل ــكان ج ــاف للغاي ــة‪».‬‬ ‫ولفــت التقريــر‪ ،‬الــذي ترجمتــه مجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى‬ ‫أن ضرغ ــام وفريق ــه وم ــن اج ــل اس ــتخراج رف ــات‬ ‫الجثــث وهــم مــن ضحايــا تنظيــم داعــش ‪ -‬اضطــروا‬ ‫ال ــى بن ــاء درج واالس ــتعانة بخبي ــر ف ــي الزواح ــف‬ ‫لتجن ــب لدغ ــات الثعابي ــن‪.‬‬ ‫وبحس ــب ضرغ ــام ف ــإن «ه ــذا املوق ــع يختل ــف ع ــن‬ ‫اي موقــع اخــر كنــت اعمــل فيــه فيمــا يتعلــق بجهــد‬ ‫الفري ــق‪ ،‬والعم ــق‪ ،‬وصعوب ــة الصع ــود والن ــزول‪،‬‬ ‫ورف ــات الن ــاس ف ــوق بعضه ــا البع ــض‪ ،‬وس ــقوط‬ ‫الحج ــارة‪ ،‬والحش ـرات‪ ،‬وكتل ــة الترب ــة الت ــي نقلناه ــا‬ ‫النتش ــال ه ــؤالء الضحاي ــا‪».‬‬

‫واش ــار التقري ــر ال ــى ان ه ــذا املوق ــع املعق ــد‬ ‫جيولوجي ــا‪ ،‬واملع ــروف بحف ــرة عل ــو عنت ــر‪ ،‬كان‬ ‫يس ــتخدم ف ــي الس ــابق م ــن اج ــل تجمي ــع املي ــاه‪،‬‬ ‫لكنــه اصبــح احــد مســارح الجرائــم التــي يعمــل فيهــا‬ ‫ضرغ ــام وفريق ــه مؤخ ـرا‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر أن أرض الع ـراق ظل ــت ط ــوال أكث ــر‬ ‫مــن ‪ 45‬ســنة غارقــة فــي الــدم والجثــث ملئــات االالف‬ ‫م ــن االش ــخاص املدفوني ــن ف ــي مقاب ــر جماعي ــة‬ ‫مجهولــة الهويــة‪ ،‬الفتـ ًـا الــى أن الع ـراق حيــث واجــه‬ ‫صراع ــات متع ــددة بم ــا ف ــي ذل ــك الح ــرب االيراني ــة‬ ‫العراقي ــة م ــن الع ــام ‪ 1980‬ال ــى الع ــام ‪،1988‬‬ ‫والح ــروب االهلي ــة م ــن الع ــام ‪ 2006‬ال ــى الع ــام‬ ‫‪ 2008‬واحتــال داعــش بيــن عامــي ‪ 2014‬و‪،2017‬‬ ‫باالضاف ــة ال ــى ضحاي ــا نظ ــام ص ــدام حس ــين‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن بس ــبب ذل ــك م ــن املعتق ــد‬ ‫ان ع ــدد املفقودي ــن ف ــي الع ـراق اكب ــر م ــن اي بل ــد‬ ‫اخــر‪ ،‬بحســب تقدي ـرات الصليــب االحمــر الدولــي‪،‬‬ ‫حي ــث تت ـراوح التقدي ـرات بي ــن ‪ 250‬ال ــف ش ــخص‬ ‫وملي ــون ش ــخص‪.‬‬ ‫وله ــذ‪ ،‬رأى التقري ــر‪ ،‬أن ــه من ــذ الع ــام ‪ ،2008‬ف ــإن‬ ‫وزارة الصح ــة ومؤسس ــة الش ــهداء الحكومي ــة‬ ‫العامل ــة ف ــي مج ــال تحدي ــد هوي ــة الضحاي ــا‬

‫وتعوي ــض اقاربه ــم‪ ،‬ترس ــل الف ــرق م ــن علم ــاء‬ ‫االنثروبولوجي ــا الش ــرعية واالطب ــاء ف ــي مختل ــف‬ ‫انحــاء البلــد مــن اجــل اكتشــاف املقابــر الجماعيــة‬ ‫وحفره ــا واس ــتعادة الرف ــات حي ــث ان اله ــدف ه ــو‬ ‫التع ــرف عل ــى الجث ــث م ــن خ ــال تحدي ــد الحم ــض‬ ‫الن ــووي وتس ــليمهم ال ــى العائ ــات الت ــي تبح ــث ع ــن‬ ‫أحبائه ــا املفقودي ــن‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر انــه بينمــا هنــاك اكثــر مــن ‪ 200‬مقبــرة‬ ‫جماعيــة مــن مرحلــة احتــال داعــش‪ ،‬إال أن عــدد‬ ‫املقابــر الجماعيــة مــن عهــد نظــام صــدام حســين‪،‬‬ ‫م ــا ي ـزال غي ــر مع ــروف‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن الجث ــث‬ ‫املتراكم ــة ف ــي مقب ــرة عل ــو عنت ــر والت ــي يزي ــد عدده ــا‬ ‫ع ــن ‪ 100‬جث ــة‪ ،‬ه ــم ضحاي ــا اح ــدى الجرائ ــم‬ ‫الكثي ــرة الت ــي ارتكبه ــا تنظي ــم داع ــش عندم ــا احت ــل‬ ‫ش ــمال الع ـراق‪ ،‬مش ــيرا ال ــى ان املقب ــرة الجماعي ــة‬ ‫تق ــع عل ــى بع ــد حوال ــي ‪ 60‬كيلومت ـرا غ ــرب املوص ــل‪.‬‬ ‫ونب ــه إل ــى أن فري ــق الط ــب الجنائ ــي م ــا ي ـزال يعم ــل‬

‫علــى تحديــد هويــة الضحايــا فــي علــو عنتــر‪ ،‬اال انــه‬ ‫بفض ــل ش ــهادة س ــيدة ايزيدي ــة نج ــت م ــن املذبح ــة‬ ‫وم ــن العبودي ــة الجنس ــية الت ــي مارس ــها داع ــش ف ــي‬ ‫الع ـراق وس ــوريا‪ ،‬ف ــان ضرغ ــام ي ــدرك ان الضحاي ــا‬ ‫فــي املوقــع ينتمــون الــى مجتمعــات عراقيــة مختلفــة‪،‬‬ ‫الفت ـ ًـا إل ــى أن الفري ــق عث ــر عل ــى عظ ــام يعتق ــد انه ــا‬ ‫«تنتم ــي ال ــى ضحاي ــا مج ــازر س ــابقة‪ ،‬ربم ــا م ــن‬ ‫تســعينيات القــرن العشــرين او مــن مرحلــة تنظيــم‬ ‫القاع ــدة بع ــد ع ــام ‪.»2003‬‬ ‫ووفــق التقريــر البريطانــي‪ ،‬فــان فــرق الطــب الجنائــي‬ ‫نال ــت الدع ــم م ــن خب ـراء م ــن االم ــم املتح ــدة الذي ــن‬ ‫ســاعدوا فــي الســابق فــي جمــع االدلــة ملالحقــة جرائــم‬ ‫داعــش قضائيــا‪ ،‬باالضافــة الــى الخب ـرات للعمــل فــي‬ ‫املج ــازر الس ــابقة ف ــي روان ــدا والبوس ــنة واالرجنتي ــن‬ ‫وكمبوديــا‪.‬‬ ‫وأض ــاف التقري ــر‪ ،‬أن الف ــرق الجنائي ــة باالضاف ــة‬ ‫دورهــا فــي حفــر القبــور الجماعيــة‪ ،‬فإنهــا تتجــول فــي‬

‫كافــة انحــاء العـراق للتواصــل مــع عائــات الضحايــا‬ ‫للحص ــول عل ــى عين ــات م ــن الحم ــض الن ــووي‬ ‫وغيره ــا م ــن االدل ــة ملقارنته ــا م ــع الرف ــات الت ــي ت ــم‬ ‫ا س ــتخراجها‪.‬‬ ‫ورأى التقريــر‪ ،‬ان املهمــة املتمثلــة فــي جمــع الحمــض‬ ‫النــووي للعائــات االيزيديــة‪ ،‬كان االكثــر صعوبــة‪،‬‬ ‫حيــث انــه فــي احيــان كثيــرة قتــل العديــد مــن اف ـراد‬ ‫العائل ــة الواح ــدة‪ ،‬او النه ــم غ ــادروا كالجئي ــن ال ــى‬ ‫اوروب ــا او اماك ــن بعي ــدة مث ــل اس ــتراليا‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر‪ ،‬عــن شــيرين ابراهيــم احمــد وأف ـراد‬ ‫م ــن مجتمعه ــا االيزي ــدي ف ــي مدين ــة س ــنجار‪،‬‬ ‫تجمعــوا عنــد النصــب التــذكاري لالبــادة الجماعيــة‬ ‫االيزيدي ــة الحي ــاء الذك ــرى الس ــنوية الــ‪ 10‬لجرائ ــم‬ ‫تنظي ــم داع ــش‪ ،‬قوله ــم إن وال ــدة ش ــيرين وجدته ــا‬ ‫قتلت ــا ف ــي نف ــس امل ــكان ال ــذي اقام ــت في ــه منظم ــة‬ ‫«مب ــادرة نادي ــة» النص ــب الت ــذكاري‪ ،‬ورغ ــم قي ــام‬ ‫فري ــق الط ــب الش ــرعي بحف ــر القب ــر‪ ،‬إال ان ــه ل ــم‬

‫يتــم التعــرف علــى جثتيهمــا بعــد‪ ،‬ومــا ت ـزال تعتب ـران‬ ‫مفقودتي ــن‪.‬‬ ‫وفق ــدت ش ــيرين‪ ،‬كذل ــك ش ــقيقها واباه ــا‪ ،‬ول ــم‬ ‫ينجــو مــن الحــادث ســوى شــقيقتين تعيشــان االن‬ ‫ف ــي ده ــوك‪ ،‬وبحس ــب قوله ــا‪« :‬عندم ــا اختطفن ــي‬ ‫داعــش‪ ،‬كنــت مــع اختــي واثنيــن مــن ابنــاء عمومتــي‪،‬‬ ‫لك ــن كل واح ــد منه ــم اختط ــف وتركون ــي وح ــدي‪،‬‬ ‫ع ــدت بفض ــل ابن ــة عم ــي ف ــي الع ـراق‪ ،‬اتص ــل به ــا‬ ‫الداع�ش ــي‪ ،‬ج ــاء مه ــرب لياخذن ــي‪ ،‬وباعون ــي مقاب ــل‬ ‫‪ 10‬االف دوالر»‪.‬‬ ‫وخت ــم التقري ــر البريطان ــي‪ ،‬بالق ــول إن «فري ــق‬ ‫املقاب ــر الجماعي ــة يتوق ــع أن يس ــتمر عمل ــه‬ ‫لســنوات طويلــة فــي محاولــة الكشــف عــن مــا حــدث‬ ‫للضحايــا مــن األحبــة والتحقيــق مــع املســؤولين عــن‬ ‫الفظائ ــع‪ ،‬لكنه ــم يقول ــون إن لديه ــم أم ــا واح ــدا‪،‬‬ ‫وهــي تكــون املقبــرة الجماعيــة التاليــة هــي األخيــرة»‪.‬‬


‫‪44‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪45 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫تتجاوز ‪ 50‬ألفاً‪ ..‬ارتفاع جنوني في أسعار الكشفيات واألطباء بال راحة في العراق‬ ‫فيــلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في وقت يشهد فيه القطاع الصحي في العراق تحديات متزايدة‪،‬‬ ‫يوميا في‬ ‫تبرزقضية عدد العمليات الجراحية التي يجريها األطباء‬ ‫ً‬ ‫املستشفيات العر اقية كموضوع مثيرللجدل‪.‬‬

‫وتتصاع ــد أزم ــة ارتف ــاع أس ــعار الكش ــفيات‬ ‫الطبي ــة ف ــي الب ــاد م ــع م ــرور الوق ــت‪ ،‬حي ــث‬ ‫أصبح ــت زي ــارة الطبي ــب عبئ ـ ًـا ثقي ـ ًـا عل ــى كاه ــل‬ ‫املواط ــن البس ــيط‪ ،‬وس ــط تس ــجيل تف ــاوت‬ ‫ف ــي األس ــعار بي ــن املناط ــق الش ــعبية واألحي ــاء‬ ‫الراقي ــة‪ ،‬م ــا يجع ــل املر�ض ــى يج ــدون أنفس ــهم‬ ‫أم ــام خي ــارات مح ــدودة‪.‬‬ ‫«ال حدود» لعدد العمليات في اليوم‬ ‫وتق ــول رب ــى ف ــاح حس ــن‪ ،‬م ــن إع ــام وزارة‬ ‫الصح ــة‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «إج ـراء العملي ــات‬ ‫يعتم ــد عل ــى كف ــاءة الج ـراح وقابليت ــه‪ ،‬وال تلزم ــه‬ ‫الحكومــة املتمثلــة بالــوزارة أو النقابــة او أي جهــة‬ ‫كان ــت بع ــدد مح ــدد م ــن العملي ــات»‪.‬‬ ‫فــي املقابــل‪ ،‬يقــول نقيــب االطبــاء حســنين صفــاء‬ ‫ش ــبر‪ ،‬إن «األطب ــاء يج ــرون عملي ــات جراحي ــة‬ ‫عدي ــدة ف ــي الي ــوم الواح ــد باملستش ــفيات‬ ‫الحكومي ــة واالهلي ــة‪ ،‬اذ التوج ــد ضواب ــط م ــن‬ ‫وزارة الصح ــة أو نقاب ــة األطب ــاء تلزمه ــم بع ــدد‬ ‫معي ــن م ــن العملي ــات»‪.‬‬ ‫ويوض ــح ش ــبر‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «ع ــدد‬ ‫العمليــات التــي يجريهــا الطبيــب تحددهــا ظــروف‬ ‫مختلف ــة‪ ،‬م ــن ضمنه ــا ن ــوع العملي ــة وس ــرعة‬ ‫الج ــراح»‪.‬‬ ‫كم ــا يؤك ــد ش ــبر‪« ،‬وج ــود جراحي ــن س ــريعي‬ ‫األداء ويمتلك ــون مه ــارات خاص ــة‪ ،‬إضاف ــة إل ــى‬ ‫اإلمكاني ــات املتاح ــة ف ــي املستش ــفى وكيفي ــة نق ــل‬ ‫املر�ضــى وتحويلهــم بيــن الغــرف والردهــات وصالــة‬ ‫العملي ــات‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن ع ــدد ص ــاالت العملي ــات‬ ‫داخ ــل املستش ــفى وع ــدد املس ــاعدين‪ ،‬وجمي ــع‬ ‫ه ــذه العوام ــل ه ــي الت ــي تح ــدد ع ــدد العملي ــات‬ ‫الت ــي يجريه ــا الطبي ــب‪ ،‬والوج ــود ألي ــة ضواب ــط‬ ‫اخ ــرى تلزم ــه بع ــدد معي ــن»‪.‬‬

‫جوالت تفتيشية مستمرة‬ ‫وبه ــذا الص ــدد‪ ،‬توض ــح رب ــى الفالح ــي‪ ،‬أن «وزارة‬ ‫الصح ــة بالتع ــاون م ــع نقاب ــة األطب ــاء مس ــتمرين‬ ‫ف ــي عم ــل لج ــان التفتي ــش التابع ــة له ــم ف ــي رص ــد‬ ‫العي ــادات املخالف ــة ألس ــعار الكش ــف والت ــي ل ــم‬ ‫تلت ــزم بق ـرارات النقاب ــة»‪.‬‬ ‫وبش ــأن أج ــور الفح ــص‪ ،‬يش ــير ش ــبر‪ ،‬إل ــى أن‬ ‫«نقابــة األطبــاء حــددت أســعار الكشــف لألعــوام‬ ‫م ــن ‪ 2017‬لغاي ــة ‪ 2021‬بمبل ــغ ‪ 40‬إل ــى ‪45‬‬ ‫أل ــف دين ــار كح ــد أق�ص ــى»‪ ،‬مبين ـ ًـا أن «أس ــعار‬ ‫الكش ــفيات انخفض ــت بع ــد ع ــام ‪ ،2021‬وأن‬ ‫نقابــة األطبــاء هــي الجهــة الوحيــدة التــي خفضــت‬ ‫أس ــعار األطب ــاء بعك ــس النقاب ــات االخ ــرى»‪.‬‬ ‫ووفــق شــبر‪ ،‬فــإن خفــض أجــور األطبــاء مــن قبــل‬ ‫النقاب ــة ج ــاء اس ــتجابة لطل ــب م ــن لجن ــة حق ــوق‬ ‫اإلنس ــان النيابي ــة‪ ،‬وت ــم خف ــض أج ــور الكش ــف‬ ‫إل ــى ‪ 35‬أل ــف دين ــار‪ ،‬وم ــا ت ـزال ه ــذه التس ــعيرة‬ ‫قائم ــة ويتعاط ــى معه ــا أغل ــب األطب ــاء‪.‬‬ ‫ويؤك ــد نقي ــب األطب ــاء‪ ،‬أن «النقاب ــة تتق�ص ــى‬ ‫املخالف ــات م ــن خ ــال الش ــكاوى الت ــي ت ــرد م ــن‬ ‫املواطني ــن أو م ــن خ ــال الزي ــارات التفتيش ــية‬ ‫للعي ــادات الطبي ــة الت ــي يجريه ــا مفتش ــو النقاب ــة‬ ‫بيــن فتــرة وأخــرى بغيــة القيــام بإتخــاذ اإلج ـراءات‬ ‫املناس ــبة عن ــد ضب ــط مخالف ــات»‪.‬‬ ‫وفــي ظــل األزمــات التــي تعصــف بالقطــاع الصحــي‪،‬‬ ‫فف ــي الع ــام ‪ 2017‬أص ــدرت نقاب ــة الصيادل ــة‬ ‫ق ـرا ًرا يق�ض ــي بمحاس ــبة ومن ــع كل وصف ــة تحم ــل‬ ‫«ش ــفرة خاص ــة» بي ــن الطبي ــب والصيدلي ــة‪،‬‬ ‫متوع ــدة بحس ــاب ش ــديد للمخالفي ــن‪ ،‬وذل ــك‬ ‫لتخفي ــف ع ــن املواطني ــن‪.‬‬ ‫خوف املر�ضى‬ ‫«عن ــد دخول ــي إل ــى صال ــة ال ــوالدة ش ــاهدت وج ــود‬ ‫امرأتي ــن أمام ــي وش ــعرت وأن ــا ادخ ــل ف ــي مج ــزرة‬

‫للبش ــر‪ ،‬اذ خرج ــت للت ــو امرأت ــان قبلهم ــا م ــن‬ ‫الصال ــة‪ ،‬م ــا جعلن ــي اش ــعر بالخ ــوف والقل ــق‪ ،‬إذ‬ ‫كيــف سـ ُـتجرى العمليــة الطبيــة لــي بعــد اجرائهــا ‪4‬‬ ‫عمليــات دون أن تأخــذ اســتراحة بيــن العمليــات‪،‬‬ ‫حي ــث كان املش ــهد مرعب ـ ًـا بالنس ــبة ل ــي»‪ ،‬ه ــذا م ــا‬ ‫قالت ــه ن ــور الزي ــدي‪ ،‬أح ــد املواطن ــات ف ــي بغ ــداد‬ ‫خ ــال حديثه ــا ملجل ــة «فيل ــي»‪.‬‬ ‫ف ــي حي ــن‪ ،‬يق ــول عل ــي املوس ــوي‪ ،‬وه ــو طبي ــب‬ ‫ج ـراح ف ــي مدين ــة الط ــب‪ ،‬إن «الطبي ــب م ــع‬ ‫حصولــه علــى ســنوات املمارســة تكــون العمليــات‬ ‫س ــهلة لدي ــه مهم ــا كان ــت درجته ــا‪ ،‬وكل طبي ــب‬ ‫يحــدد فــي عــدد العمليــات التــي يســتطيع اجراءهــا‬ ‫اذا كان ف ــي القط ــاع الخ ــاص ألن ــه ح ــر وهن ــاك ف ــي‬

‫بع ــض األي ــام تك ــون مح ــدودة»‪.‬‬ ‫وف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬يضي ــف املوس ــوي‪،‬‬ ‫«ام ــا اذا كان الطبي ــب ف ــي املستش ــفى الحكوم ــي‪،‬‬ ‫فه ــو مل ــزم بأج ـراء العملي ــات يومي ـ ًـا ب ــدون ع ــدد‬ ‫مح ــدد ألن ــه أحيان ـ ًـا تك ــون هن ــاك عملي ــات طارئ ــة‬ ‫تس ــتوجب إجراءه ــا عل ــى الف ــور»‪.‬‬ ‫ارتفاع جنوني في األسعار‬ ‫فيم ــا تق ــول نادي ــة لفت ــة‪ ،‬صاحب ــة ال ـ ‪ 50‬عام ـ ًـا‬ ‫ف ــي حديثه ــا ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬وه ــي م ــن منطق ــة‬ ‫بغــداد الجديــدة‪ ،‬إن «تســعيرة األطبــاء مختلفــة‪،‬‬ ‫فطبي ــب األذن والحنج ــرة يتقا�ض ــى ‪ 20‬أل ــف‬ ‫دين ــار لق ــاء (الكش ــفية)‪ ،‬وآخ ــر مخت ــص‬ ‫بالش ـرايين واالوعيــة الدمويــة أجــرة كشــفه تبلــغ‬

‫‪ 50‬ال ــف دين ــار»‪.‬‬ ‫وتضي ــف نادي ــة‪ ،‬أن «أس ــعار األطب ــاء ف ــي منطق ــة‬ ‫بغ ــداد الجدي ــدة تت ـراوح بي ــن ‪ 15‬إل ــى ‪ 25‬ال ــف‬ ‫دين ــار»‪ ،‬مبين ـ ًـة أن «موق ــع العي ــادات ف ــي بغ ــداد‬ ‫اث ــر ف ــي تحدي ــد األس ــعار‪ ،‬فاألطب ــاء ف ــي مناط ــق‬ ‫ش ــارع فلس ــطين واملنص ــور وغيره ــا م ــن األحي ــاء‬ ‫الراقي ــة ال تق ــل كش ــوفات األطب ــاء فيه ــا ع ــن ‪50‬‬ ‫ال ــف دين ــار»‪.‬‬ ‫ل‬ ‫إل ــى ذل ــك‪ ،‬يق ــو حس ــين عل ــي‪ ،‬ه ــو دكت ــور‬ ‫اختصا�ص ــي أن ــف وأذن وحنج ــرة ف ــي ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إن «النقاب ــة أعط ــت اقتراح ــات بمبل ــغ‬ ‫الكش ــف‪ ،‬لك ــن ل ــم تثب ــت بكت ــاب رس ــمي لح ــد‬ ‫اآلن»‪.‬‬

‫ووفق ـ ًـا لحس ــين ف ــإن‪ ،‬النقاب ــة ال تس ــتطيع‬ ‫التحدي ــد الخت ــاف كف ــاءة واختص ــاص األطب ــاء‬ ‫يوج ــد استش ــاري وع ــام وال يج ــوز املس ــاواة‬ ‫بكش ــفية واح ــدة‪.‬‬ ‫وكان ــت لجن ــة الصح ــة النيابي ــة‪ ،‬ق ــد ه ــددت‬ ‫األطب ــاء ف ــي ‪ 2021‬الذي ــن تتج ــاوز كش ــفيتهم ‪40‬‬ ‫ألــف دينــار بالعقوبــات واغــاق عياداتهــم‪ ،‬فيمــا‬ ‫ح ــددت نقاب ــة األطب ــاء تس ــعيرة الكش ــف ب ـ ‪15‬‬ ‫ال ــف دين ــار للطبي ــب املم ــارس‪ ،‬والتزي ــد ع ــن ‪25‬‬ ‫ال ــف دين ــار للطبي ــب االختص ــاص‪ ،‬ام ــا االطب ــاء‬ ‫الذي ــن تزي ــد أعماره ــم ع ــن ‪ 60‬عام ــا ولديه ــم‬ ‫خدمــة ‪ 25‬عامـ ًـا فقــد حــددت النقابــة كشــفيتهم‬ ‫ب ـ ‪ 40‬ال ــف دين ــار‪.‬‬


‫‪46‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪47 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫برغم التهديد بالعقوبات‪..‬‬

‫التغيب مستمر عن‬ ‫جلسات البرلمان العراقي‬ ‫فيــلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫تشــكل غيابــات النــواب عــن جلســات البرملــان العراقــي االتحــادي معضلــة‬ ‫كبي ــرة تس ــهم ف ــي اعاق ــة التوص ــل ال ــى النص ــاب القانون ــي ف ــي معظ ــم‬ ‫الجلس ــات املتعلق ــة بتش ــريع القواني ــن‪ ،‬م ــا ي ــؤدي ال ــى تعطي ــل عم ــل‬ ‫املجل ــس‪ ،‬وكثي ــرا م ــا أدى ذل ــك ال ــى إحب ــاط الجلس ــات وتأجي ــل قواني ــن‬ ‫هام ــة ال ــى جلس ــات او حت ــى دورات أخ ــرى‪.‬‬

‫ويق ــول النائ ــب محم ــد عن ــوز‪ ،‬عض ــو اللجن ــة‬ ‫القانوني ــة ف ــي مجل ــس الن ــواب‪ ،‬أن غالبي ــة‬ ‫الجلس ــات تش ــهد غي ــاب نح ــو ‪ 140‬نائب ـ ًـا‪ ،‬وه ــو‬ ‫م ــا يع ــوق عم ــل املجل ــس بش ــكل كبي ــر‪ .‬وأوض ــح‬ ‫ان مع ــدل غي ــاب الن ــواب يص ــل إل ــى ‪ 140‬نائب ـ ًـا‬ ‫ف ــي معظ ــم الجلس ــات‪ ،‬فيم ــا ل ــم يتح ــدث نح ــو‬ ‫‪ 100‬نائ ــب ب ــأي كلم ــة ف ــي جلس ــات ع ــام ‪،2024‬‬ ‫واقتص ــرت مش ــاركة ‪ 85‬نائب ــا عل ــى كلم ــة واح ــدة‬ ‫فق ــط‪ ،‬بحس ــب قول ــه‪.‬‬ ‫ان تغي ــب الن ــواب ع ــن جلس ــات البرمل ــان العراق ــي‬ ‫يأت ــي نتيج ــة لع ــدة أس ــباب معظمه ــا غي ــر مقنع ــة‬ ‫بحس ــب املراقبي ــن‪ ،‬اذ ان املجل ــس ه ــو امل ــكان‬ ‫االعتي ــادي لعم ــل النائ ــب ال ــذي انتخ ــب عل ــى‬ ‫اساس ــه وعلي ــه ان يحض ــر الجلس ــات ويص ــوت‬ ‫ســواء بالرفــض او القبــول او الصمــت‪ ،‬واســباب‬ ‫التغي ــب متنوع ــة س ــواء كان ــت ش ــخصية أو‬ ‫سياس ــية أو تتعل ــق بتواج ــد النائ ــب ف ــي م ــكان او‬ ‫حت ــى بل ــد آخ ــر‪.‬‬ ‫و تش ــمل االس ــباب الخالف ــات السياس ــية‪ ،‬فف ــي‬ ‫بعــض األحيــان‪ ،‬قــد يقــرر النــواب عــدم الحضــور‬ ‫بس ــبب خالف ــات م ــع أط ـراف سياس ــية أخ ــرى‪،‬‬ ‫أو بس ــبب معارض ــة ملش ــاريع قواني ــن معين ــة أو‬ ‫مواق ــف الحكوم ــة‪.‬‬ ‫و ق ــد تؤث ــر الظ ــروف األمني ــة واالقتصادي ــة ف ــي‬ ‫بعــض املناطــق علــى قــدرة النــواب علــى الحضــور‪،‬‬ ‫بخاص ــة إذا كان ــوا م ــن مناط ــق معرض ــة ملخاط ــر‬ ‫أمني ــة أو إذا كان لديه ــم مصال ــح ش ــخصية‬ ‫منه ــا التزام ــات أخ ــرى للن ــواب وارتباط ــات خ ــارج‬

‫البرمل ــان‪ ،‬مث ــل األعم ــال أو القضاي ــا الش ــخصية‬ ‫الت ــي تش ــتت انتباهه ــم ع ــن الحض ــور‪.‬‬ ‫وف ــي بع ــض الح ــاالت‪ ،‬ق ــد ال يتواف ــق ج ــدول‬ ‫أعم ــال البرمل ــان م ــع الج ــداول الزمني ــة للن ــواب‬ ‫أو ق ــد يغي ــب التنس ــيق بي ــن الكت ــل السياس ــية‬ ‫املتنوع ــة‪.‬‬ ‫ان تغيــب النــواب يؤثــر بشــكل كبيــر علــى فعاليــة‬ ‫عم ــل البرمل ــان العراق ــي‪ ،‬الس ــيما ف ــي مج ــال تش ــريع‬ ‫القواني ــن واتخ ــاذ الق ـرارات املهم ــة؛ وم ــن بي ــن‬ ‫التأثي ـرات الرئيس ــة‪ ،‬إبط ــاء عملي ــة التش ــريع‪،‬‬ ‫فــإذا كان هنــاك نقــص فــي عــدد الحضــور‪ ،‬يمكــن‬ ‫أن يج ــري تأجي ــل التصوي ــت عل ــى القواني ــن أو‬ ‫تعطي ــل النقاش ــات املهم ــة‪ ،‬مم ــا يؤخ ــر عملي ــة‬ ‫التش ــريع‪.‬‬ ‫و فــي غيــاب النــواب‪ ،‬يقــل اإلشـراف علــى الحكومــة‬ ‫ّ‬ ‫ومراقبــة عملهــا‪ ،‬ممــا قــد يــؤدي إلــى قلــة مســاءلتها‬ ‫بشــأن سياســاتها وأفعالها‪.‬‬ ‫و إذا ش ــعر الن ــاس ب ــأن البرمل ــان ال ي ــؤدي دوره‬ ‫بكف ــاءة‪ ،‬ف ــإن ذل ــك ي ــؤدي إل ــى تراج ــع الثق ــة ف ــي‬ ‫املؤسســات السياســية ويزيــد مــن الســلبية تجــاه‬ ‫العملي ــة السياس ــية عموم ــا؛ ويظه ــر ذل ــك ف ــي‬ ‫الع ــادة ف ــي اوض ــاع الع ـراق باملقاطع ــة الواس ــعة‬ ‫للمارس ــة االنتخابي ــة الت ــي وصل ــت ال ــى نح ــو ‪80‬‬ ‫باملئ ــة ف ــي دورات البرمل ــان االخي ــرة لالنتخاب ــات‬ ‫العام ــة وانتخاب ــات مجال ــس املحافظ ــات‪.‬‬ ‫كما ان التأثيرات تشمل صعوبة اتخاذ القرارات‬ ‫الحاس ــمة‪ ،‬اذ ان بع ــض القواني ــن بحاج ــة إل ــى‬ ‫أغلبي ــة كبي ــرة م ــن الحض ــور لتحقي ــق النص ــاب‬

‫عط ــل ق ـرارات مهم ــة‬ ‫القانون ــي‪ ،‬وبالنتيج ــة ق ــد ُت َّ‬ ‫إذا كان هن ــاك غي ــاب جماع ــي للن ــواب‪.‬‬ ‫باملجم ــل‪ ،‬ف ــإن التغي ــب املس ــتمر للن ــواب ي ــؤدي‬ ‫إلى تراجع فاعلية البرملان في أداء دوره كمؤسسة‬ ‫تشــريعية ورقابيــة وديمقراطيــة مفترضــة‪.‬‬ ‫وملحاولــة معالجــة املوقــف أصــدر رئيــس مجلــس‬ ‫النــواب‪ ،‬محمــود املشــهداني‪ ،‬فــي ‪ 19‬كانــون الثانــي‬ ‫‪ ،2025‬توجيه ــات صارم ــة للن ــواب املتغيبي ــن ع ــن‬ ‫جلس ــات البرمل ــان‪ ،‬ابرزه ــا ف ــرض غرام ــة مالي ــة‬ ‫قدره ــا ملي ــون دين ــار عل ــى النائ ــب املتغي ــب ع ــن‬ ‫الجلس ــة الواح ــدة‪.‬‬ ‫ونق ــل بي ــان ملكت ــب رئي ــس مجل ــس الن ــواب‪ ،‬ع ــن‬ ‫املش ــهداني قول ــه خ ــال ت ــرؤس اجتم ــاع لرؤس ــاء‬ ‫الكت ــل النيابي ــة ان «االي ــام املقبل ــة ستش ــهد‬ ‫تفعي ــل قواع ــد الس ــلوك النياب ــي وفق ــا لقان ــون‬ ‫املجلــس ونظامــه الداخلــي‪ ،‬وفــرض غرامــة ماليــة‬ ‫قدره ــا ملي ــون دين ــار عل ــى النائ ــب املتغي ــب ع ــن‬ ‫الجلســة الواحــدة»‪ ،‬كمــا وجــه املشــهداني «بنشــر‬ ‫أس ــماء الن ــواب املتغيبي ــن ف ــي املوق ــع اإللكترون ــي‬ ‫الرس ــمي للمجل ــس»‪ ،‬و ش ــدد عل ــى «ض ــرورة‬ ‫ترش ــيد الظه ــور االعالم ــي للن ــواب وان يك ــون‬ ‫الئق ـ ًـا بالصف ــة النيابي ــة وتمثيل ــه ألف ـراد الش ــعب‬ ‫العراق ــي‪ ،‬وع ــدم توزي ــع االنتق ــادات عل ــى مجل ــس‬

‫النــواب واملؤسســات الحكوميــة مــن دون ســلوك‬ ‫الس ــبل الرس ــمية ف ــي ايص ــال ه ــذه االنتق ــادات»؛‬ ‫ُ‬ ‫غي ــر ان املراقبي ــن يلفت ــون ال ــى ان التهدي ــدات‬ ‫بالغرام ــات املالي ــة للن ــواب املتغيبي ــن ليس ــت‬ ‫جديــدة وطرحــت فــي دورات املجلــس الســابقة اال‬ ‫انه ــا ل ــم تطب ــق‪.‬‬ ‫كمــا وجــه بحســب البيــان ب ــإلغاء جميــع إيفــادات‬ ‫الن ــواب‪ ،‬وكذل ــك الع ــودة للعم ــل بالتصوي ــت‬ ‫اإللكترون ــي عل ــى مش ــاريع القواني ــن‪ ،‬وتفعي ــل‬ ‫طلب ــات االس ــتجواب الخاص ــة بال ــوزراء؛ وبرغ ــم‬ ‫ان التصوي ــت االلكترون ــي الس ــري عل ــى وج ــه‬ ‫التحدي ــد ه ــو ممارس ــة ديمقراطي ــة ف ــي جمي ــع‬ ‫البرملان ــات املنتخب ــة‪ ،‬ف ــا يج ــري العم ــل به ــا‬ ‫ف ــي الع ـراق وتنف ــذ الجلس ــات بالتواف ــق ورف ــع‬ ‫االيــدي‪ ،‬وقــد شــهدت الجلســة الخاصــة بتشــريع‬ ‫ثالث ــة قواني ــن مهم ــة ومثي ــرة للج ــدل ف ــي كان ــون‬ ‫الثانــي ‪ ،2025‬هــي قانــون العفــو العــام‪ ،‬وقانــون‬ ‫األح ــوال الش ــخصية‪ ،‬وقان ــون إع ــادة العق ــارات‬ ‫املص ــادرة أو املس ــتولى عليه ــا‪ ،‬فو�ض ــى عارم ــة‬ ‫مثلم ــا ظه ــرت عل ــى شاش ــات التلفزي ــون وه ــو‬ ‫االم ــر ال ــذي رفضت ــه ق ــوى برملاني ــة واخ ــرى م ــن‬ ‫خ ــارج البرمل ــان‪.‬‬ ‫وكش ــف مص ــدر نياب ــي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬ع ــن‬

‫ح ــدوث فو�ض ــى ف ــي داخ ــل البرمل ــان العراق ــي‬ ‫رفض ـ ًـا آللي ــة تمري ــر القواني ــن الجدلي ــة‪ ،‬وق ــال‬ ‫ـددا مــن أعضــاء مجلــس النــواب‬ ‫املصــدر‪ ،‬إن «عـ ً‬ ‫احتج ــوا عل ــى آلي ــة التصوي ــت عل ــى القواني ــن‬ ‫الثالث ــة الجدلي ــة»‪ ،‬مبين ـ ًـا أن نص ــف ع ــدد‬ ‫النــواب الحاضريــن فــي املجلــس لــم يصوتــوا علــى‬ ‫القوانيــن‪ ،‬مــا تســبب فــي كســر النصــاب القانونــي‪.‬‬ ‫كم ــا ش ــهدت الجلس ــة احتجاج ـ ًـا م ــن بع ــض‬ ‫الن ــواب فيم ــا لج ــأ البع ــض إل ــى الصع ــود ف ــوق‬ ‫منص ــة املجل ــس‪ ،‬عل ــى ح ــد قول ــه‪.‬‬ ‫يذك ــر ان امل ــادة ‪ 16‬م ــن النظ ــام الداخل ــي‬ ‫ملجل ــس الن ــواب تل ــزم عض ــو املجل ــس بحض ــور‬ ‫اجتماع ــات املجل ــس ولجان ــه الت ــي ه ــو عض ـ ٌـو‬ ‫فيه ــا وال يج ــوز التغي ــب إال بع ــذر مش ــروع يق ــدره‬ ‫الرئيــس أو رئيــس اللجنــة املختصــة‪ ،‬كمــا يتعيــن‬ ‫عل ــى العض ــو إحاط ــة رئي ــس املجل ــس ونائبي ــه‬ ‫علمــا بســفره الــى خــارج الع ـراق‪ ،‬غيــر ان الوقائــع‬ ‫املتعلقــة بأعضــاء مجلــس النــواب العراقــي تشــير‬ ‫الــى ان كثي ـرا منهــم يســافرون الــى دول اخــرى متــى‬ ‫ش ــاءوا وم ــن دون ان يبلغ ــوا املجل ــس بذل ــك‪.‬‬ ‫كم ــا ان النظ ــام الداخل ــي للمجل ــس ن ــص عل ــى‬ ‫ان يعام ــل العض ــو بحس ــب ذل ــك القان ــون مث ــل‬ ‫منتس ــبي املؤسس ــات الحكومي ــة فيم ــا يتعل ــق‬

‫ـازة اعتيادي ــة م ــدة ال تزي ــد‬ ‫بمن ــح العض ــو إج ـ ً‬ ‫عل ــى ‪ 15‬يوم ـ ًـا ف ــي كل دورة س ــنوية للمجل ــس‪ ،‬او‬ ‫التمت ــع باإلج ــازة املرضي ــة املمنوح ــة ل ــه أصولي ــا‪،‬‬ ‫ونــص علــى ان ينشــر الحضــور والغيــاب فــي نشــرة‬ ‫املجل ــس االعتيادي ــة وإح ــدى الصح ــف‪.‬‬ ‫وبحســب املتابعيــن لشــؤون البرملــان العراقــي فــان‬ ‫التهدي ــد بالعقوب ــات االداري ــة واملالي ــة ل ــم تنف ــع‬ ‫ف ــي دف ــع الن ــواب ال ــى الحض ــور‪ ،‬وم ــن ذل ــك توق ــع‬ ‫عضــو اللجنــة القانونيــة النيابيــة‪ ،‬رائــد املالكــي‪،‬‬ ‫ب ــأن يج ــري فص ــل ع ــدد م ــن أعض ــاء مجل ــس‬ ‫النــواب العراقــي بســبب غياباتهــم املتكــررة‪ ،‬وقــال‬ ‫به ــذا الص ــدد «إذا ت ــم تطبي ــق القان ــون بح ــق‬ ‫الن ــواب الذي ــن يغيب ــون بش ــكل مس ــتمر‪ ،‬ف ــإن‬ ‫نصــف أعضــاء البرملــان ســيتم فصلهــم»‪ ،‬مردفــا‬ ‫أن «بع ــض الن ــواب تج ــاوز ع ــدد غياباته ــم ‪4‬‬ ‫أش ــهر م ــن دون حض ــور أي جلس ــة‪ ،‬وأن غيابه ــم‬ ‫أصب ــح مس ــتم ًرا ومتك ــر ًرا»‪.‬‬ ‫وكان عض ــو اللجن ــة القانوني ــة النيابي ــة‪ ،‬محم ــد‬ ‫عنــوز قــد كشــف ملجلــة «فيلــي» عــن ان أكثــر مــن‬ ‫‪ 120‬قانونــا‪ ،‬لــم تــزل معطلــة فــي مجلــس النــواب‬ ‫فيمــا يلفــت مراقبــون الــى ان قراءتهــا والتصويــت‬ ‫عليهــا تتطلــب الحضــور الفاعــل مــن النــواب‪.‬‬


‫‪48‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪49 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫من موالت التسوق إلى كليات أهلية‪..‬‬

‫بغداد تفقد هويتها تحت‬ ‫ضغط األرباح‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫ـعا ملراك ــز‬ ‫ـارا واس ـ ً‬ ‫ش ــهدت العاصم ــة بغ ــداد انتش ـ ً‬ ‫التس ــوق أو م ــا يع ــرف ب ـ «امل ــوالت» خ ــال الس ــنوات‬ ‫ُ‬ ‫ـزءا م ــن املش ــهد‬ ‫الت ــي تل ــت الع ــام ‪ ،2003‬لتصب ــح ج ـ ً‬ ‫العمران ــي الجدي ــد للمدين ــة‪.‬‬

‫وم ــع ذل ــك‪ ،‬ف ــإن ه ــذا االنتش ــار العش ــوائي‬ ‫كان ل ــه تأثي ـرات س ــلبية عل ــى هوي ــة املدين ــة‬ ‫التاريخي ــة والجمالي ــة‪ ،‬خاص ــة ف ــي ظ ــل تزاي ــد‬ ‫التح ــول الالف ــت له ــذه امل ــوالت إل ــى م ــدارس‬ ‫ـعا لــدى‬ ‫ـدال واسـ ً‬ ‫وكليــات أهليــة‪ ،‬وهــو مــا أثــار جـ ً‬ ‫الش ــارع البغ ــدادي واملتخصصي ــن واملهتمي ــن‬ ‫بالش ــأن االقتص ــادي والتعليم ــي‪.‬‬ ‫ـددا‬ ‫قب ــل الع ــام ‪ ،2003‬كان ــت بغ ــداد تض ــم ع ـ ً‬ ‫ـدودا م ــن امل ــوالت الت ــي كان ــت تخض ــع‬ ‫مح ـ ً‬ ‫للتخطي ــط والتنظي ــم‪ ،‬لك ــن م ــا نش ــهده الي ــوم‬ ‫مــن زيــادة كبيــرة فــي عــدد املــوالت يعكــس تراكــم‬ ‫رؤوس األم ــوال ل ــدى بع ــض املس ــتثمرين‪.‬‬ ‫ومع انخفاض العائدات التجارية لهذه املراكز‬ ‫بس ــبب التناف ــس الح ــاد واالرتف ــاع الكبي ــر ف ــي‬ ‫إيجــارات املحــال داخلهــا‪ ،‬وجــد املســتثمرون فــي‬ ‫تحويــل املــوالت إلــى مــدارس وكليــات أهليــة حـ ًـا‬ ‫أكث ــر ربحي ــة‪ ،‬وه ــذا التح ــول رغ ــم م ــا يحقق ــه‬ ‫م ــن مكاس ــب مالي ــة‪ ،‬إال أن ــه يت ــم غالب ـ ًـا دون‬ ‫مراع ــاة ش ــروط اختي ــار املواق ــع املناس ــبة له ــذا‬ ‫النــوع مــن املؤسســات التعليميــة‪ ،‬ممــا ينعكــس‬ ‫ـلبا عل ــى ج ــودة التعلي ــم والبني ــة الجمالي ــة‬ ‫سـ ً‬ ‫للمدين ــة‪.‬‬ ‫أرباح فلكية‬ ‫وفقـ ًـا للخبيــر االقتصــادي علــي دعــدوش‪ ،‬فــإن‬ ‫ه ــذا االنتش ــار العش ــوائي للكلي ــات وامل ــدارس‬

‫األهلي ــة ل ــم يس ــاهم ف ــي رف ــع ج ــودة التعلي ــم‬ ‫ف ــي الع ـراق‪ ،‬ب ــل عل ــى العك ــس‪ ،‬أره ــق املوازن ــة‬ ‫العامــة نتيجــة تخريــج أعــداد كبيــرة مــن الطلبــة‬ ‫بمختل ــف التخصص ــات دون وج ــود س ــوق‬ ‫عم ــل يس ــتوعبهم‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪ ،‬خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫«غي ــاب التخطي ــط لتحوي ــل ه ــذه امل ــوالت‬ ‫إل ــى مؤسس ــات تعليمي ــة يعك ــس هدف ـ ًـا مادي ـ ًـا‬ ‫صرفـ ًـا‪ ،‬حيــث تســعى هــذه املشــاريع إلــى تحقيــق‬ ‫أرب ــاح كبي ــرة دون النظ ــر إل ــى ج ــودة التعلي ــم‬ ‫الت ــي ُتق ــدم»‪.‬‬ ‫ويش ــير دع ــدوش‪ ،‬إل ــى أن «األرب ــاح املحقق ــة‬ ‫م ــن امل ــدارس والكلي ــات األهلي ــة تف ــوق بكثي ــر‬ ‫م ــا يمك ــن تحقيق ــه م ــن امل ــوالت»‪ ،‬مبين ـ ًـا أن‬ ‫«مدرس ــة أهلي ــة واح ــدة مكون ــة م ــن ‪ 12‬صف ـ ًـا‪،‬‬ ‫وكل ص ــف يض ــم ‪ 20‬طالب ـ ًـا‪ ،‬يمك ــن أن تحق ــق‬ ‫ـنويا‪ ،‬وترتف ــع‬ ‫أكث ــر م ــن نص ــف ملي ــار دين ــار س ـ ً‬ ‫ه ــذه األرب ــاح ف ــي املناط ــق األكث ــر رفاهي ــة ف ــي‬ ‫بغ ــداد‪ ،‬وتتضاع ــف بش ــكل كبي ــر ف ــي الكلي ــات‬ ‫األهليــة‪ ،‬خاصــة فــي األقســام العلميــة والطبيــة‬ ‫ذات األقس ــاط املرتفع ــة‪ .‬م ــن جه ــة أخ ــرى»‪.‬‬ ‫وبحس ــب حدي ــث الخبي ــر االقتص ــادي‪،‬‬ ‫ف ــإن «بع ــض املس ــتثمرين يس ــتخدمون ه ــذا‬ ‫النشــاط كوســيلة لتبييــض األمــوال مــن خــال‬ ‫ش ـراء العق ــارات وتحويله ــا إل ــى مراك ــز تعليمي ــة‬


‫‪50‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪51 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫من موالت التسوق إلى كليات أهلية‪ ..‬بغداد تفقد هويتها تحت ضغط األرباح‬

‫«انخفاض إيرادات‬ ‫هذه المراكز يدفع‬ ‫أصحابها لتحويلها‬ ‫إلى مشاريع أخرى‬ ‫بحثاً عن الربح‪ ،‬مثل‬ ‫المدارس والكليات‬ ‫األهلية»‪.‬‬

‫وتجاري ــة‪.‬‬ ‫كوارث في توزيع املوالت‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬يق ــول املق ــاول ف ــؤاد عل ــي‪ ،‬ف ــي‬ ‫حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «امل ــوالت املوج ــودة‬ ‫فــي بغــداد ال ُتصنــف كمــوالت حقيقيــة بمعاييــر‬ ‫التصمي ــم والتنظي ــم العاملي ــة‪ ،‬حي ــث تفتق ــر‬ ‫للمس ــاحات الكافي ــة ومواق ــف الس ــيارات الت ــي‬ ‫تســتوعب الضغــط املتزايــد خــال أيــام العطــل‬ ‫واملناس ــبات»‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪ ،‬صاح ــب ال ـ ‪ 66‬عام ـ ًـا‪ ،‬أن «ارتف ــاع‬ ‫اإليج ــارات داخ ــل ه ــذه امل ــوالت أدى إل ــى زي ــادة‬ ‫أس ــعار امل ــواد املعروض ــة‪ ،‬مم ــا جعله ــا بيئ ــة‬ ‫ط ــاردة للزبائ ــن»‪.‬‬

‫ويتاب ــع عل ــي‪ ،‬حديث ــه بالق ــول إن «اإليج ــارات‬ ‫ف ــي امل ــوالت تعتم ــد عل ــى مس ــاحة املح ــل حي ــث‬ ‫يت ـراوح الســعر مــا بيــن ‪ 80‬إلــى ‪ 100‬دوالر للمتــر‬ ‫املرب ــع الواح ــد بالتال ــي ف ــإن املس ــاحة تنعك ــس‬ ‫عل ــى األس ــعار وه ــذا بح ــد ذات ــه بيئ ــة ط ــاردة‬ ‫للزبائ ــن»‪.‬‬ ‫هن ــاك عش ــوائية ف ــي إنش ــاء مراك ــز التس ــوق‬ ‫داخ ــل امل ــدن دون دراس ــة توزي ــع األس ــواق‬ ‫بشــكل منطقــي‪ ،‬والــكالم لعلــي‪ ،‬الــذي اســتطرد‬ ‫قائ ـ ًـا «املش ــكلة األكب ــر تكم ــن ف ــي تح ــول ه ــذه‬ ‫امل ــوالت إل ــى جامع ــات ومراك ــز دراس ــية عل ــى‬ ‫الرغ ــم م ــن افتق ــار ه ــذه املواق ــع إل ــى الش ــروط‬ ‫الواج ــب توفره ــا»‪.‬‬

‫بينم ــا يش ــير األس ــتاذ الجامع ــي محم ــد حري ــب‪،‬‬ ‫إل ــى أن «تحوي ــل امل ــوالت إل ــى كلي ــات وم ــدارس‬ ‫يمث ــل هدم ـ ًـا للنس ــيج الحض ــاري والتراث ــي‬ ‫للمدين ــة‪ ،‬ويعك ــس تغلي ــب األه ــداف املادي ــة‬ ‫عل ــى االعتب ــارات العلمي ــة والتخطيطي ــة»‪.‬‬ ‫وف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬يضي ــف أن «ه ــذا‬ ‫التح ــول ي ــؤدي إل ــى تراج ــع ف ــي رغب ــة الطلب ــة‬ ‫بالس ــعي الج ــاد لتحصي ــل العل ــم‪ ،‬و يطم ــس‬ ‫الهوي ــة التاريخي ــة للمدين ــة بس ــبب العش ــوائية‬ ‫ف ــي اختي ــار املواق ــع»‪.‬‬ ‫ويوض ــح األس ــتاذ الجامع ــي‪ ،‬أن «هن ــاك غياب ـ ًـا‬ ‫واضح ـ ًـا ف ــي التخطي ــط والس ــيطرة عل ــى نف ــوذ‬ ‫بع ــض الجه ــات االس ــتثمارية»‪.‬‬

‫تعليق نيابي على الظاهرة‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬يؤك ــد عض ــو لجن ــة االس ــتثمار‬ ‫والتنمي ــة النيابي ــة صائ ــب الحجام ــي‪ ،‬أن‬ ‫«اللجن ــة تعم ــل عل ــى تقدي ــم توصي ــات لتنظي ــم‬ ‫انتش ــار مراك ــز التس ــوق والكلي ــات األهلي ــة بم ــا‬ ‫يضم ــن الحف ــاظ عل ــى معال ــم املدين ــة والبني ــة‬ ‫التحتي ــة»‪.‬‬ ‫ويش ــير الحجام ــي‪ ،‬خ ــال حديث ــه ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إل ــى «أهمي ــة وض ــع معايي ــر صارم ــة‬ ‫الختي ــار املواق ــع بم ــا يتما�ش ــى م ــع خط ــط‬ ‫التنمي ــة العمراني ــة»‪ ،‬الفت ــة إل ــى أن «اللجن ــة‬ ‫تتدخ ــل ف ــي اختي ــار مواق ــع الكلي ــات مراك ــز‬ ‫التس ــوق لضم ــان أن تك ــون املواق ــع املخت ــارة‬

‫متوافق ــة م ــع خط ــط التنمي ــة العمراني ــة‬ ‫للمدينــة‪ ،‬وتجنــب التأثيــر علــى البنيــة التحتيــة‬ ‫واملعال ــم الثقافي ــة»‪.‬‬ ‫وت ــداول ناش ــطون عب ــر مواق ــع التواص ــل‬ ‫االجتماعــي مؤخـ ًرا‪ ،‬أخبــا ًرا تفيــد بتحويــل «مــول‬ ‫الش ــعب»‪ ،‬أح ــد املعال ــم التجاري ــة الش ــهيرة‪،‬‬ ‫إل ــى كلي ــة أهلي ــة‪ ،‬مم ــا أث ــار موج ــة واس ــعة م ــن‬ ‫التعليق ــات وردود األفع ــال املتباين ــة بي ــن مؤي ــد‬ ‫ومع ــارض للفك ــرة‪.‬‬ ‫وبحس ــب املعلوم ــات املتداول ــة‪ ،‬ف ــإن الجه ــات‬ ‫املعنيــة قــد أتمــت صفقــة بيــع املــول إلــى إحــدى‬ ‫املؤسس ــات التعليمي ــة الخاص ــة‪ ،‬الت ــي تن ــوي‬ ‫ـددا مــن‬ ‫تحويلــه إلــى مقــر لكليــة أهليــة تضــم عـ ً‬

‫التخصص ــات األكاديمي ــة‪.‬‬ ‫وتفاع ــل املواطن ــون بش ــكل كبي ــر م ــع الخب ــر‪،‬‬ ‫حي ــث أع ــرب البع ــض ع ــن اس ــتيائهم م ــن ه ــذا‬ ‫الق ـرار‪ ،‬معتبري ــن أن تحوي ــل امل ــول إل ــى كلي ــة‬ ‫أهليــة ُيفقــد املنطقــة مرك ـ ًزا تجاريـ ًـا حيويـ ًـا كان‬ ‫ـددا كبي ـ ًرا م ــن الس ــكان ويوف ــر ف ــرص‬ ‫يخ ــدم ع ـ ً‬ ‫عم ــل للعدي ــد م ــن الش ــباب‪.‬‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬رأى آخ ــرون أن الخ ــط تراج ــع‬ ‫واض ــح ف ــي املس ــتوى العلم ــي‪ ،‬فق ــد اعتب ــرت‬ ‫الباحث ــة االجتماعي ــة أم ــل كبا�ش ــي‪ ،‬أن تزاي ــد‬ ‫أع ــداد امل ــوالت والكلي ــات األهلي ــة ه ــو نتيج ــة‬ ‫لف ــرص اس ــتثمارية غي ــر مدروس ــة ال تأخ ــذ ف ــي‬ ‫الحس ــبان حاج ــة الس ــوق‪.‬‬ ‫وتق ــول كبا�ش ــي‪ ،‬ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إن «منافس ــة الكلي ــات األهلي ــة لنظيراته ــا‬ ‫الحكومي ــة ف ــي التخصص ــات نفس ــها أدى إل ــى‬ ‫تراج ــع املس ــتوى العلم ــي وتده ــور خب ـرات‬ ‫الطلب ــة‪ ،‬حي ــث كان م ــن األج ــدر أن توف ــر‬ ‫ه ــذه الكلي ــات اختصاص ــات غي ــر متوف ــرة ف ــي‬ ‫الجامع ــات الحكومي ــة»‪.‬‬ ‫أم ــا الخبي ــر االقتص ــادي ناص ــر الكنان ــي‪،‬‬ ‫فق ــد وص ــف امل ــوالت بأنه ــا ج ــزء م ــن الفس ــاد‬ ‫املستش ــري تح ــت غط ــاء االس ــتثمار‪.‬‬ ‫ويش ــير الكنان ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى أن‬ ‫«انخف ــاض إي ـرادات ه ــذه املراك ــز يدف ــع‬ ‫أصحابه ــا لتحويله ــا إل ــى مش ــاريع أخ ــرى بحث ـ ًـا‬ ‫ع ــن الرب ــح‪ ،‬مث ــل امل ــدارس والكلي ــات األهلي ــة»‪.‬‬ ‫وش ــهدت العاصم ــة العراقي ــة بغ ــداد مؤخ ـ ًرا‬ ‫افتتــاح مــول الجادريــة‪ ،‬الــذي يعــد أحــد أحــدث‬ ‫ُ‬ ‫املراك ــز التجاري ــة والترفيهي ــة ف ــي املدين ــة‪ ،‬كون ــه‬ ‫يتمي ــز بموقع ــه الحي ــوي ف ــي منطق ــة الجادري ــة‬ ‫الراقي ــة‪.‬‬ ‫ف ــي الوق ــت ذات ــه‪ ،‬يترق ــب البغدادي ــون افتت ــاح‬ ‫«م ــول الع ـراق»‪ ،‬ال ــذي يق ــع ف ــي منطق ــة ال ــدورة‬ ‫جنوب ــي العاصم ــة‪ ،‬واملتوق ــع أن يك ــون أح ــد‬ ‫أكب ــر املراك ــز التجاري ــة ف ــي الع ـراق‪.‬‬ ‫ُوتب ــرز ه ــذه الظاه ــرة تحدي ــات كبي ــرة تواج ــه‬ ‫بغ ــداد‪ ،‬وفق ـ ًـا ملتخصصي ــن‪ ،‬س ــواء عل ــى‬ ‫املس ــتوى التخطيط ــي أم االقتص ــادي‪ ،‬م ــع‬ ‫اس ــتمرار تغلي ــب املصال ــح الفردي ــة عل ــى‬ ‫احتياج ــات املدين ــة وهويته ــا التاريخي ــة‪.‬‬


‫‪52‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪53 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫بسبب المستورد ‪ ..‬شارع النهر المركز الرئيسي‬ ‫للصاغة يفقد هويته الذهبية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يعد شارع النهرأو شارع‬ ‫«البنات» من أقدم‬ ‫شوارع مدينة بغداد‬ ‫القديمة‪ ،‬ويقصده‬ ‫سابقا من كل‬ ‫الناس‬ ‫ً‬ ‫مكان للتزود بالذهب‬ ‫خالل مناسبات‬ ‫الخطوبة وعقد القرآن‬ ‫وسواها‪.‬‬

‫واش ــتهر الصابئ ــة املندائي ــون بمهن ــة صياغ ــة‬ ‫الذهــب وبرعــوا بهــا‪ ،‬ووصــل عــدد محالهــم فــي شــارع‬ ‫النه ــر خ ــال س ــبعينيات الق ــرن املا�ض ــي إل ــى ‪86‬‬ ‫محـ ًـا‪ ،‬وأصبــح هــذا الشــارع بســبب انتشــار متاجــر‬ ‫الذه ــب يع ــد م ــن أكب ــر وأه ــم املراك ــز التجاري ــة‬ ‫الحيوي ــة امل ــوردة للذه ــب ف ــي الع ـراق‪.‬‬ ‫وس ـ ّـمي ش ــارع النه ــر به ــذا االس ــم من ــذ العص ــر‬ ‫العبا�س ــي بس ــبب قرب ــه م ــن نه ــر دجل ــة‪ ،‬وف ــق‬ ‫امل ــؤرخ مه ــدي البدي ــري‪ ،‬وكان ه ــذا الش ــارع قريب ـ ًـا‬ ‫م ــن القص ــور العباس ــية ودار الخالف ــة‪ ،‬وتج ــاوره‬ ‫مجموع ــة م ــن الخان ــات واألس ــواق‪ ،‬وس ـ ّـمي بع ــد‬ ‫ذل ــك بش ــارع الصاغ ــة النتش ــار مح ــال ومتاج ــر‬ ‫الذه ــب‪ ،‬وش ــاعت تس ــمية ش ــارع النه ــر‪ ،‬حس ــب‬ ‫مؤرخيــن‪ ،‬لعبــور الــزوارق «الــدوب» نهــر دجلــة مــن‬ ‫جانــب الكــرخ إلــى الرصافــة وكان مــكان املر�ســى علــى‬ ‫ضف ــة النه ــر الت ــي يط ــل عليه ــا الش ــارع‪.‬‬ ‫وازده ــرت مهن ــة صياغ ــة الذه ــب والفض ــة به ــذا‬ ‫الش ــارع بش ــكل الف ــت خاص ــة مطل ــع س ــبعينيات‬ ‫القــرن املا�ضــي‪ ،‬إال أنهــا بــدأت فــي هــذا الســوق منــذ‬ ‫الخمس ــينيات‪ ،‬ووف ــق الصائ ــغ الصابئ ــي ال ــذي م ــا‬ ‫زال يعمــل بشــارع النهــر هــال مهلهــل‪ ،‬فــإن أصحــاب‬

‫محــال الذهــب كان معظمهــم مــن الصابئــة وقليــل‬ ‫م ــن اليه ــود واملس ــيحيين واملس ــلمين‪.‬‬ ‫ويؤك ــد ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن س ــبب‬ ‫امته ــان الصابئ ــة لصياغ ــة الذه ــب كونه ــا م ــن‬ ‫امله ــن املتوارث ــة وأصبح ــت مج ــال تخصصه ــم إذ‬ ‫ه ــم يتقن ــون مختل ــف فن ــون النق ــوش عل ــى الحل ــي‬ ‫واألس ــاور الذهبي ــة‪.‬‬ ‫ووف ــق مهله ــل‪ ،‬كان خ ــان الش ــابندر الخ ــاص‬ ‫بالذه ــب بش ــارع النه ــر يمث ــل بورص ــة ألس ــعار‬ ‫الذه ــب‪ ،‬وبل ــغ ع ــدد الصابئ ــة الذي ــن يعمل ــون ف ــي‬ ‫مج ــال صياغ ــة الذه ــب بش ــارع النه ــر وه ــو الس ــوق‬ ‫الرئي�س ــي للذه ــب ف ــي الع ـراق‪« ،‬نح ــو ‪ 600‬صائ ــغ‬ ‫صابئ ــي ل ــم يب ــق منه ــم س ــوى ‪ 6‬صاغ ــة اآلن م ــا زلن ــا‬ ‫نواص ــل العم ــل بمحالن ــا»‪ ،‬مضيف ـ ًـا «صناع ــة‬ ‫الذه ــب املحلي ــة انعدم ــت بغي ــاب أصح ــاب املهن ــة‬ ‫وتغلــب اســتيراد الذهــب علــى الصناعــة العراقيــة»‪.‬‬ ‫وتراج ــع اإلقب ــال عل ــى ه ــذا الش ــارع إث ــر تع ــرض‬ ‫أغل ــب الصاغ ــة وتج ــار الذه ــب بع ــد الع ــام ‪2003‬‬ ‫إلــى عمليــات خطــف وقتــل وتهجيــر‪ ،‬أدت إلــى هجــرة‬ ‫الكثي ــر منه ــم وتحول ــت متاج ــر الذه ــب ف ــي ش ــارع‬ ‫النهــر إلــى أســواق جملــة ملختلــف البضائــع والســلع‪.‬‬

‫ويقــول املــؤرخ مهــدي البديــري‪ ،‬ملجلــة «فيلــي» «كان‬ ‫ش ــارع النه ــر ف ــي وق ــت س ــابق يع ــج ب ــورش صياغ ــة‬ ‫الذه ــب والنس ــاء الالت ــي يقصدن ــه القتن ــاء الحل ــي‬ ‫الذهبيــة‪ ،‬حتــى أنــه كان يســمى شــارع البنــات وكان‬ ‫الصابئ ــة يتعامل ــون م ــع الذه ــب ويحولون ــه إل ــى‬ ‫تح ــف فني ــة غاي ــة ف ــي الروع ــة بفع ــل الخب ــرة الت ــي‬ ‫يمتلكونه ــا واملتوارث ــة ع ــن أجداده ــم»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد «يع ــود الفض ــل الكبي ــر للصابئ ــة ف ــي تعمي ــم‬ ‫صياغ ــة الذه ــب وصناعت ــه عل ــى عم ــوم صاغ ــة‬ ‫الع ـراق ولي ــس ف ــي بغ ــداد وحس ــب»‪.‬‬ ‫ويضي ــف «يوف ــر ش ــارع النه ــر من ــذ م ــا يزي ــد عل ــى‬ ‫نص ــف ق ــرن جمي ــع م ــا تحتاج ــه العائل ــة العراقي ــة‬ ‫م ــن املصوغ ــات الذهبي ــة ومف ــارش الزين ــة‪ ،‬فض ـ ًـا‬ ‫عــن األقمشــة واملاكيــاج والعطــور‪ ،‬ويتفــرد بمحالــه‬ ‫ومتاج ــره املتمي ــزة»‪.‬‬ ‫ومــع اختفــاء صاغــة الذهــب األصلييــن وبقــاء عــدد‬ ‫قلي ــل منه ــم فق ــط‪ ،‬اختف ــت صناع ــة الذه ــب وح ــل‬ ‫ّ‬

‫ـدال منه ــا الذه ــب املس ــتورد‪ ،‬وف ــق م ــا يؤك ــد عم ــار‬ ‫بـ ً‬ ‫عب ــد الزه ــرة‪ ،‬أح ــد تج ــار الذه ــب الج ــدد‪.‬‬ ‫ويضيــف بحديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن «مكائــن صــب‬ ‫الذه ــب التركي ــة مكائ ــن حديث ــة‪ ،‬إال أن الذه ــب‬ ‫الخليجــي يحتــل املرتبــة األولــى ويليــه التر ـكـي‪ ،‬وحاليـ ًـا‬ ‫ش ــارع النه ــر أصب ــح مرك ـ ًزا لبي ــع الذه ــب بالجمل ــة‬ ‫للصاغ ــة الذي ــن يأت ــون م ــن محافظ ــات البص ــرة‬ ‫وديال ــى والنج ــف وكرب ــاء وغيره ــا‪ ،‬وهن ــاك مجم ــع‬ ‫ت ــم تش ــييده حديث ـ ًـا للش ــركات الخاص ــة ببي ــع‬ ‫الذه ــب بالجمل ــة‪ ،‬وتت ـراوح كمي ــات بي ــع الذه ــب‬ ‫بالجمل ــة بي ــن ‪ 10‬إل ــى ‪100‬كغ ــم»‪.‬‬ ‫ويحمــل الصاغــة الذيــن مــا زالــوا يعملــون فــي شــارع‬ ‫ّ‬ ‫النه ــر‪ ،‬الحكوم ــات املتعاقب ــة مس ــؤولية إهم ــال‬ ‫وع ــدم االهتم ــام باملبدعي ــن ف ــي الب ــاد م ــا جعله ــم‬ ‫يترك ــون بالده ــم ويس ــافرون إل ــى ب ــاد املهج ــر‬ ‫وينقل ــون تجاربه ــم إل ــى هن ــاك‪.‬‬

‫««نحو ‪ 600‬صائغ‬ ‫صابئي لم يبق منهم‬ ‫سوى ‪ 6‬صاغة اآلن‬ ‫ما زلنا نواصل العمل‬ ‫بمحالنا»‪« ،‬صناعة‬ ‫الذهب المحلية‬ ‫انعدمت بغياب أصحاب‬ ‫المهنة وتغلب استيراد‬ ‫الذهب على الصناعة‬ ‫العراقية»‪..‬‬


‫‪54‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪55 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫تبرج الطالبات ‪..‬‬ ‫يشعل الجدل في العراق‪ ..‬ما القصة؟‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫أشعل قرار جامعة سامراء الحكومية‬ ‫العر اقية بمنع «التبرج» داخل الحرم‬ ‫«تقييدا»‬ ‫واسعا على اعتباره‬ ‫جدال‬ ‫الجامعي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للحرية الشخصية و»يخالف» الدستور‬ ‫العراقي الذي كفل الحريات العامة والخاصة‪.‬‬

‫ويطال ــب مدافع ــون ع ــن حق ــوق اإلنس ــان بض ــرورة التراج ــع ع ــن‬ ‫ه ــذا الق ـرار واالهتم ــام بالطلب ــة وش ــؤونهم والعم ــل عل ــى تحس ــين‬ ‫ج ــودة التعلي ــم ب ــدل التدخ ــل بحرياته ــم الش ــخصية‪.‬‬ ‫قرار فردي‬ ‫ويق ــول عض ــو لجن ــة التعلي ــم العال ــي النيابي ــة‪ ،‬محم ــد قتيب ــة‬ ‫البياتــي‪ ،‬إن «قـرار جامعــة ســامراء هــو فــردي‪ ،‬واتخــذ دون الرجــوع‬ ‫ل ــوزارة التعلي ــم العال ــي والبح ــث العلم ــي‪ ،‬رغ ــم أن ه ــذه الجامع ــة‬ ‫ليس ــت مس ــتقلة»‪.‬‬ ‫وي ــرى البيات ــي خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «جامع ــة س ــامراء‬ ‫م ــن حقه ــا إص ــدار مث ــل هك ــذا ق ـرار لقدس ــية املدين ــة الت ــي ه ــي‬ ‫فيه ــا‪ ،‬وكذل ــك هن ــاك قدس ــية أخ ــرى ربم ــا أق ــل منه ــا‪ ،‬وه ــي الح ــرم‬ ‫الجامع ــي‪ ،‬وه ــذا يش ــمل كل الجامع ــات العراقي ــة»‪.‬‬ ‫ويضيــف «لذلــك ينبغــي إعمــام األوامــر الجامعيــة‪ ،‬فأمــا تلتــزم كل‬ ‫الجامع ــات بالق ـرارات أو ال تف ــرض عل ــى جامع ــة دون أخ ــرى‪ ،‬ألن‬ ‫القدس ــية موج ــودة ف ــي كل الجامع ــات العراقي ــة»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد عض ــو لجن ــة التعلي ــم‪ ،‬أن «ه ــذا املوض ــوع س ــيتم طرح ــه‬ ‫للت ــداول ف ــي أول اجتم ــاع بع ــد انته ــاء العطل ــة التش ــريعية للبرمل ــان‪،‬‬ ‫وســيصدر موقــف رســمي بهــذا الخصــوص خــال األســبوع املقبــل»‪.‬‬ ‫وكان ــت جامع ــة س ــامراء ق ــد قال ــت ف ــي ‪ 5‬كان ــون الثان ــي‪ /‬يناي ــر‬ ‫الج ــاري‪ ،‬إن ق ـرار من ــع التب ــرج ج ــاء اس ــتجابة ملناش ــدات م ــن‬ ‫داخــل املجتمــع الجامعــي بهــدف توفيــر بيئــة أكاديميــة تتما�شــى مــع‬ ‫التقالي ــد والع ــادات الس ــائدة ف ــي الع ـراق‪.‬‬ ‫ووفقـ ًـا لبيــان صــادر عــن الجامعــة‪ ،‬ورد ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬فــإن القـرار‬ ‫ج ــاء تعزي ـ ًزا للس ــلوكيات اإليجابي ــة وتعزي ــز القي ــم األكاديمي ــة‬ ‫واألخالقي ــة بي ــن الطلب ــة والطالب ــات‪.‬‬ ‫وأش ــارت الجامع ــة‪ ،‬إل ــى أن ه ــذه اإلج ـراءات تأت ــي ضم ــن س ــياق‬ ‫احت ـرام التقالي ــد الجامعي ــة‪ ،‬وتوجي ــه الطلب ــة نح ــو التمس ــك‬

‫باللب ــاس املحتش ــم بم ــا يتما�ش ــى م ــع التعليم ــات‬ ‫الص ــادرة ع ــن وزارة التعلي ــم العال ــي والبح ــث‬ ‫العلم ــي‪.‬‬ ‫وأوضح ــت‪ ،‬أن الق ـرار يأت ــي ف ــي إط ــار حرصه ــا‬ ‫عل ــى ضم ــان بيئ ــة تعليمي ــة س ــليمة تضم ــن‬ ‫للط ــاب التفاع ــل اإليجاب ــي وتع ــزز م ــن القي ــم‬ ‫األخالقي ــة الت ــي تس ــهم ف ــي بن ــاء مجتم ــع جامع ــي‬

‫يتس ــم بالتقدي ــر واالحت ـرام للتقالي ــد املحلي ــة‪.‬‬ ‫عادات املجتمع مختلفة‬ ‫وتعليق ـ ًـا عل ــى بي ــان الجامع ــة‪ ،‬تق ــول رئيس ــة‬ ‫منظمــة «آيســن» لحقــوق اإلنســان فــي الع ـراق‪،‬‬ ‫أنس ــام س ــلمان‪ ،‬إن «جامع ــة س ــامراء تش ــدد‬ ‫عل ــى االلت ـزام بالع ــادات والتقالي ــد واألع ـراف‬ ‫ف ــي وق ــت ال يوج ــد تفس ــير واض ــح له ــا‪ ،‬ب ــل ه ــي‬ ‫مختلف ــة م ــن منطق ــة ألخ ــرى»‪.‬‬ ‫وتضي ــف س ــلمان ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «الق ـرار‬ ‫يعتب ــر تدخ ـ ًـا باألم ــور الش ــخصية‪ ،‬لذل ــك‬ ‫ـدال م ــن ذل ــك‬ ‫ينبغ ــي التراج ــع عن ــه‪ ،‬واالهتم ــام ب ـ ً‬ ‫بالطلب ــة وخاص ــة املتميزي ــن منه ــم‪ ،‬وتحس ــين‬ ‫ج ــودة التعلي ــم واملناه ــج‪ ،‬والتركي ــز عل ــى احت ـرام‬

‫حق ــوق اإلنس ــان والحري ــات ضم ــن منظ ــور‬ ‫القانــون‪ ،‬دون إصــدار مثــل هكــذا ق ـرارات التــي‬ ‫س ــبقتها في ــه جامع ــة األنب ــار»‪.‬‬ ‫وكانــت جامعــة األنبــار‪ ،‬قــد وجهــت فــي ‪ 5‬أيلــول‪/‬‬ ‫ســبتمبر ‪ ،2024‬طلبتهــا بـ»عــدم ارتــداء املالبــس‬ ‫القصيــرة والضيقــة ومنــع لبــس اإلكسســوارات‬ ‫ولــكال الجنســين‪ ،‬ومنــع وضــع املكيــاج الصــارخ‪،‬‬ ‫مراع ــاة لخصوصي ــة محافظ ــة األنب ــار‪ ،‬ووفق ـ ًـا‬ ‫لألع ـراف املجتمعي ــة»‪.‬‬ ‫تضييق للحريات‬ ‫وع ــن قانوني ــة ه ــذه الق ـرارات‪ ،‬يق ــول الخبي ــر‬ ‫القانون ــي‪ ،‬محم ــد جمع ــة‪ ،‬إن «ف ــي التش ــريعات‬ ‫العراقيــة‪ ،‬ال توجــد مــواد صريحــة تمنــع التبــرج‪،‬‬

‫ب ــل أن الدس ــتور العراق ــي ضم ــن حري ــة التعبي ــر‬ ‫ع ــن ال ـرأي والحري ــات عام ــة بضمنه ــا التب ــرج»‪.‬‬ ‫ويوض ــح جمع ــة ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «التب ــرج‬ ‫بم ــا يلي ــق بالجامع ــة واملتع ــارف علي ــه ه ــو‬ ‫يك ــون ضم ــن نط ــاق الحري ــة الش ــخصية‪ ،‬وأن‬ ‫امل ــادة ‪ 15‬م ــن الدس ــتور العراق ــي تن ــص عل ــى أن‬ ‫ل ــكل ف ــرد الح ــق ف ــي الحي ــاة والحري ــة وال يج ــوز‬ ‫الحرم ــان م ــن ه ــذه الحق ــوق أو تقييده ــا»‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن «رئي ــس الجامع ــة ال يمل ــك‬ ‫صالحيــة إصــدار قـرارات تقيــد الحريــات‪ ،‬وحتــى‬ ‫ال ــزي الرس ــمي للط ــاب يأت ــي م ــن وزارة التعلي ــم‬ ‫وليــس منــه‪ ،‬وكذلــك الحــال ينطبــق علــى مســألة‬ ‫التب ــرج»‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪57 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫مجمع الرسامين في بغداد‪....‬‬

‫من أكبر أسواق الفن إلى زقاق منسي‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في زقاق ضيق وسط‬ ‫الكرادة‪ ،‬حيث الصمت‬ ‫والسكون‪ ،‬تحتضن‬ ‫العاصمة بغداد «مجمع‬ ‫الرسامين»‪ ،‬ذلك املكان‬ ‫يوما ما عصب‬ ‫الذي كان ً‬ ‫الفن التشكيلي في العراق‪.‬‬

‫تأس ــس املجم ــع ف ــي الع ــام ‪ ،1975‬وبل ــغ‬ ‫أوج ازده ــاره ف ــي تس ــعينيات الق ــرن‬ ‫املا�ض ــي‪ ،‬حي ــث كان يض ــم ‪ 64‬مح ـ ًـا‬ ‫وكالي ــري يع ــج بالحي ــاة واللوح ــات‬ ‫املتنوع ــة‪ ،‬بينم ــا تقل ــص الي ــوم‪ ،‬إل ــى ‪15‬‬ ‫محـ ًـا وكاليــري فقــط‪ ،‬وســط معانــاة مــن‬ ‫غيــاب الـ ّ‬ ‫ـرواد وضيــق الحركــة التجاريــة‪.‬‬ ‫وتنتش ــر ف ــي مح ــال املجم ــع لوح ــات‬ ‫فني ــة متنوع ــة‪ ،‬تتجل ــى فيه ــا أنم ــاط‬ ‫الخ ــط العرب ــي الرصي ــن والزخرف ــة اإلس ــامية‬ ‫املعق ــدة‪ ،‬إل ــى جان ــب لوح ــات رس ــم تجس ــد‬ ‫مــدارس فنيــة متعــددة مــن الواقعيــة الدقيقــة‬ ‫إلــى االنطباعيــة الحاملــة‪ ،‬فضـ ًـا عــن التجريديــة‬ ‫العميق ــة والكالس ــيكية الخال ــدة‪.‬‬ ‫رسامون‪ :‬لم يعد ذاك املكان‬ ‫وخ ــرج املجم ــع أس ــماء المع ــة ف ــي عال ــم الف ــن‬ ‫التشــكيلي العراقــي‪ ،‬التــي القــت أعمالهــا رواجـ ًـا‬ ‫عاملي ـ ًـا‪ ،‬لك ــن الظ ــروف األمني ــة الت ــي عصف ــت‬ ‫بالع ـراق بع ــد ع ــام ‪ 2003‬أجب ــرت العدي ــد م ــن‬ ‫رواده علــى مغــادرة البــاد‪ ،‬وفقـ ًـا للرســام محمــد‬ ‫الخفاج ــي‪.‬‬ ‫ويضيــف الخفاجــي‪ ،‬فــي حديــث ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫أن «املجمــع لــم يعــد كمــا كان عليــه قبــل أربعــة‬ ‫عق ــود‪ ،‬لك ــن امل ــكان ال ي ـزال يحتف ــظ ب ــروح‬ ‫الف ــن العراق ــي العري ــق»‪.‬‬

‫ويشــير الخفاجــي‪ ،‬إلــى أن «املجمــع تــرك ارثـ ًـا فنيـ ًـا‬ ‫كبيـ ًرا فــي الذاكــرة العراقيــة‪ ،‬خصوصـ ًـا وأنــه كان‬ ‫ـتطردا‬ ‫حافـ ًـا بالنشــاط التجــاري والفنــي»‪ ،‬مسـ‬ ‫ً‬ ‫بالقــول إن «املجمــع كان أكبــر االســواق الفنيــة‬ ‫ف ــي الش ــرق األوس ــط ويض ــم اس ــماء المع ــة م ــن‬ ‫رواد الفــن التشــكيلي العراقــي»‪.‬‬ ‫وتعتل ــي املجم ــع‪ ،‬الفت ــة قديم ــة كت ــب عليه ــا‬ ‫«مجم ــع الرس ــامين للفن ــون التش ــكيلية»‪،‬‬ ‫وتحيــط بــه عــدد مــن االشــجار وســور حديــدي‬ ‫صغي ــر‪ ،‬ال يالحظ ــه امل ــارة وال يعرف ــه س ــوى‬ ‫س ــكان املنطق ــة القدم ــاء او املتذوقي ــن لف ــن‬ ‫الرس ــم‪.‬‬ ‫ملسة من التراث األوروبي‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬يص ــف الرس ــام ع ــدي ش ــربة‪،‬‬ ‫ال ــذي يمتل ــك مح ـ ًـا ف ــي املجم ــع‪ ،‬امل ــكان بأن ــه‬ ‫مزيــج متناغــم بيــن األصالــة الشــرقية واللمســة‬ ‫الحداثويــة املســتوحاة مــن املــدارس األوروبيــة‪.‬‬

‫ويق ــول ش ــربة‪ ،‬ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪« ،‬ال‬ ‫ح ــدود ألس ــعار اللوح ــات‪ ،‬فه ــي ُتنت ــج غالب ـ ًـا‬ ‫حس ــب طل ــب الزبائ ــن‪ ،‬لك ــن الحرك ــة التجاري ــة‬ ‫أصبح ــت مح ــدودة بس ــبب غي ــاب الس ــياحة»‪،‬‬ ‫مبين ـ ًـا أن «الذي ــن يقتن ــون اللوح ــات الفني ــة‬ ‫حاليـ ًـا هــم مــن متذوقــي الفــن التشــكيلي‪ ،‬وتميــل‬ ‫ذائق ــة العدي ــد منه ــم إل ــى اللوح ــات الش ــرقية‬ ‫والتراثي ــة‪ ،‬لك ــن بع ــض اللوح ــات تحت ــوي عل ــى‬ ‫حرك ــة فني ــة حداثوي ــة بتخطيط ــات وال ــوان‬ ‫مشــابهة ملــدارس الفــن األوروبــي لكنهــا مصممــة‬ ‫وف ــق رؤي ــة محلي ــة»‪.‬‬ ‫بيروقراطية الحكومة ُتعيق االنتشار‬ ‫بينم ــا يح ــاول الفنان ــون إنع ــاش الس ــوق عب ــر‬ ‫مواق ــع التواص ــل االجتماع ــي‪ ،‬يته ــم الرس ــام‬ ‫محم ــد الس ــوداني يعم ــل ف ــي املجم ــع من ــذ ‪22‬‬ ‫عام ـ ًـا‪ ،‬وزارة الثقاف ــة بعرقل ــة بي ــع اللوح ــات‬ ‫العراقي ــة للخ ــارج‪.‬‬

‫ويقــول الســوداني خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫إن هن ــاك ضواب ــط صارم ــة عل ــى اللوح ــات‬ ‫املش ــتراة م ــن قب ــل األجان ــب أو املغتربي ــن‪ ،‬م ــا‬ ‫يــؤدي إلــى تضاعــف أســعارها وتأخيــر اســتالمها‬ ‫لعــدة أشــهر‪ ،‬وهــو مــا يدفــع الكثيريــن للعــزوف‬ ‫ع ــن الش ـراء»‪.‬‬ ‫واليــوم‪ ،‬يقــف املجمــع كأيقونــة عراقيــة تبحــث‬ ‫ع ــن متنف ــس جدي ــد وس ــط التحدي ــات‪ ،‬حي ــث‬ ‫ُيلق ــي غي ــاب الدع ــم والتقدي ــر بظالل ــه عل ــى‬ ‫أح ــد أكب ــر معال ــم الف ــن التش ــكيلي ف ــي الش ــرق‬ ‫األوس ــط‪.‬‬ ‫ورغ ــم التراج ــع‪ ،‬يبق ــى ه ــذا الزق ــاق الضي ــق‬ ‫ـاهدا علــى تاريــخ طويــل مــن اإلبــداع العراقــي‪،‬‬ ‫شـ ً‬ ‫ال ــذي ل ــن ينس ــاه الزم ــن‪.‬‬


‫‪58‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪59 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫الحناء‪ ..‬صبغة للزينة والعالج‬

‫موطنها أقصى جنوبي العراق‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫م ــا إن تدخ ــل س ــوق كرك ــوك الكبي ــر‪ ،‬تنبع ــث مختل ــف روائ ــح التواب ــل‪ ،‬ول ــكل منه ــا م ــا يميزه ــا‪،‬‬ ‫وم ــن ضمنه ــا رائح ــة الحن ــاء‪ ،‬ولع ــل أب ــرز أن ــواع الحن ــاء العراق ــي‪ ،‬ه ــو ال ــذي ي ــزرع ف ــي مدين ــة الف ــاو‬ ‫بمحافظــة البصــرة‪ ،‬وكذلــك فــي إقليــم كوردســتان‪ ،‬فهــي عالمــة عر اقيــة بامتيــاز‪ ،‬ولكــن رغــم هــذا‬ ‫ف ــإن املس ــتورد وج ــد موط ــئ ق ــدم ف ــي الس ــوق‪.‬‬

‫والحن ــاء ه ــي صبغ ــة محض ــرة م ــن نب ــات‬ ‫القناويــة‪ ،‬املعــروف أيضـ ًـا باســم شــجرة الحنــاء‪،‬‬ ‫وتنف ــرد محافظ ــة البص ــرة بزراعته ــا وتحدي ــد‬ ‫قض ــاء الف ــاو أق�ص ــى الجن ــوب املط ــل عل ــى‬ ‫الخليــج‪ ،‬حيــث تكــون زراعتهــا بصــورة موســمية‬ ‫ف ــي أش ــهر آذار‪ /‬م ــارس‪ ،‬وآب‪ /‬أغس ــطس م ــن‬ ‫كل ســنة‪ ،‬عنــد اعتــدال األجــواء وتكــون درجــات‬ ‫الح ـرارة غي ــر مرتفع ــة وعندم ــا تنم ــو الش ــجرة‬ ‫يت ــم قط ــف أوراقه ــا عل ــى م ــدار الع ــام‪.‬‬ ‫ُتزرع في الفاو ُوتصنع بكوردستان‬

‫ويق ــول عب ــاس العط ــار‪ ،‬أح ــد باع ــة الحن ــاء ف ــي‬ ‫ســوق العطاريــن فــي كركــوك‪ ،‬ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إن‬ ‫«نبتــة الحنــاء تعتبــر مــن األشــجار املهمــة والتــي‬ ‫تعط ــي أوراقه ــا منت ــج الحن ــاء‪ ،‬ال ــذي يس ــتخدم‬ ‫ف ــي ط ــاء األي ــدي ووضع ــه عل ــى رؤوس النس ــاء‬ ‫والرج ــال‪ ،‬ولع ــل الع ـراق ي ــزرع كمي ــات مح ــددة‬ ‫مــن الحنــاء حيــث تشــتهر مدينــة الفــاو بزراعتهــا‬ ‫وتصديره ــا إل ــى املحافظ ــات كاف ــة»‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن «الحن ــاء يس ــتخرج م ــن أوراق‬ ‫الشــجرة التــي تكــون علــى جانبــي الغصــن الكبيــر‬

‫لهــا‪ ،‬وتكــون أشــبه بشــجرة الرمــان‪ ،‬حيــث يتــم‬ ‫جنــي األوراق وتجفيفهــا ومــن ثــم طحنهــا لتكــون‬ ‫ب ــاودر م ــن الحن ــاء»‪.‬‬ ‫ـدا ف ــي‬ ‫ويش ــير إل ــى أن «حن ــاء الف ــاو قليل ــة ج ـ ً‬ ‫األس ــواق‪ ،‬وهن ــاك تج ــار محددي ــن يجلبونه ــا‬ ‫ألس ــواق كرك ــوك‪ ،‬ويص ــل س ــعر الكلي ــو غ ـرام‬ ‫الواح ــد منه ــا إل ــى ‪ 20‬دوال ًرا‪ ،‬وه ــذه الحن ــاء‬ ‫تك ــون طبيعي ــة بنس ــبة ‪ ،100%‬وكذل ــك توج ــد‬ ‫أصن ــاف أخ ــرى‪ ،‬ولك ــن حن ــاء الف ــاو تعتب ــر رق ــم‬ ‫واح ــد ف ــي الع ــرق»‪.‬‬

‫ويؤكــد «تتميــز نبتــة الحنــاء البصراويــة بأوراقهــا‬ ‫الخض ـراء الجميل ــة وأزهاره ــا الت ــي تتخ ــذ‬ ‫لون ـ ًـا وردي ـ ًـا أو أبيض ـ ًـا‪ ،‬وم ــن فوائده ــا تعزي ــز‬ ‫صح ــة الش ــعر‪ ،‬ومحارب ــة تس ــاقطه والوقاي ــة‬ ‫م ــن قش ــرة ال ـرأس وغيره ــا م ــن األم ــور املهم ــة‬ ‫للش ــعر‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن زي ــادة نعومت ــه»‪.‬‬ ‫حناء كوردستان‬ ‫ويش ــير العط ــار‪ ،‬إل ــى أن «هن ــاك حن ــاء تنت ــج‬ ‫ف ــي إقلي ــم كوردس ــتان وتعتب ــر م ــن النوعي ــات‬ ‫الجي ــدة وتب ــاع بأس ــعار تص ــل إل ــى ‪ 10‬دوالرات‬ ‫للكيل ــو غ ـرام الواح ــد‪ ،‬يت ــم توزيعه ــا عل ــى‬ ‫األس ــواق املحلي ــة ف ــي كرك ــوك وم ــدن اإلقلي ــم‬ ‫وكذل ــك إل ــى بغ ــداد ومحافظ ــات الجن ــوب»‪،‬‬ ‫مش ــي ًرا إل ــى أن «الحن ــاء العراقي ــة له ــا مش ــترين‬ ‫حت ــى م ــن خ ــارج الب ــاد»‪.‬‬ ‫الحناء الخليجية واإليرانية‬ ‫محمــد أحمــد‪ ،‬وهــو بائــع حنــاء أيضـ ًـا فــي ســوق‬ ‫كرك ــوك‪ ،‬يش ــير إل ــى أن «الحن ــاء فيه ــا أن ــواع‬ ‫مختلف ــة‪ ،‬منه ــا الت ــي يت ــم اس ــتيرادها م ــن دول‬ ‫الخلي ــج وكذل ــك الحن ــاء اإليراني ــة‪ ،‬وه ــذه يت ــم‬ ‫اس ــتيرادها وبيعه ــا حس ــب الطل ــب والرغب ــة»‪.‬‬ ‫ويبيــن أحمــد‪ ،‬ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن «ســعر الكيلــو‬ ‫ّ‬ ‫غ ـرام الواح ــد يت ـراوح بي ــن ‪ 10‬دوالرات إل ــى ‪15‬‬ ‫دوال ًرا‪ ،‬وله ــا أل ــوان متع ــددة كاألس ــود والبن ــي‬ ‫وغيرهــا مــن األلــوان‪ ،‬والنســاء هــن األكثــر شـراء‬

‫للحنــاء حيــث يتــم اســتهالك كميــات كبيــرة منهــا‬ ‫تقــدر باألطنــان‪ ،‬منهــا مــا يســتخدم فــي األع ـراس‬ ‫ُ‬ ‫واملناس ــبات الخاص ــة والعام ــة»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع أن «الحن ــاء تدخ ــل أيض ـ ًـا بف ــن الرس ــم‬ ‫املؤق ــت عل ــى الجس ــم كالوش ــم حي ــث ت ــدوم‬ ‫مل ــدة تت ـراوح بي ــن األس ــبوع إل ــى ثالث ــة أس ــابيع‪،‬‬ ‫ويتــم اســتخدام الحنــاء منــذ العصــور القديمــة‬ ‫ف ــي مص ــر القديم ــة لصب ــغ الجل ــد والش ــعر‬ ‫واألظاف ــر‪ ،‬وكذل ــك األقمش ــة بم ــا ف ــي ذل ــك‬ ‫الحري ــر والص ــوف والجل ــد‪ ،‬وتاريخي ـ ًـا‪ ،‬ت ــم‬ ‫اس ــتخدام الحن ــاء ف ــي غ ــرب آس ــيا بم ــا ف ــي ذل ــك‬ ‫ش ــبه الجزي ــرة العربي ــة»‪.‬‬

‫فوائد الحناء الصحية‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬يبيــن املختــص فــي األدويــة العشــبية‬ ‫صبــاح خالــد‪ ،‬ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن «نبــات الحنــاء‬ ‫اس ــتخدم عالج ـ ًـا ف ــي الثقاف ــات الش ــرقية آلالف‬ ‫الس ــنين‪ ،‬واس ــتخدم الزي ــت واللح ــاء والب ــذور‬ ‫للحص ــول عل ــى فوائ ــد الحن ــاء الطبي ــة‪ ،‬مل ــا‬ ‫تحتوي ــه ه ــذه األج ـزاء م ــن تركي ــز ع ـ ٍـال مل ــواد‬ ‫كيميائي ــة ومغذي ــات مفي ــدة ف ــي مقاوم ــة‬ ‫االلتهاب ــات والجراثي ــم والفيروس ــات‪ ،‬وأيض ـ ًـا ف ــي‬ ‫خف ــض ضغ ــط ال ــدم‪ ،‬وغي ــر ذل ــك الكثي ــر م ــن‬ ‫الفوائ ــد‪ ،‬وه ــذه الفوائ ــد يس ــرت قب ــول الحن ــاء‬ ‫كع ــاج عش ــبي عل ــى نط ــاق واس ــع ف ــي ال ــدول‬ ‫األوروبي ــة»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع «معظ ــم الن ــاس يعتق ــدون أن الحن ــاء‬ ‫تعم ــل عل ــى تلوي ــن الش ــعر فق ــط‪ ،‬إال أن دوره ــا‬ ‫يتع ــدى ذل ــك بكثي ــر‪ ،‬فه ــي تعم ــل عل ــى تقوي ــة‬ ‫الش ــعر‪ ،‬والصبغ ــة مؤقت ــة ال تؤث ــر عل ــى ج ــذور‬ ‫الش ــعر كاألصب ــاغ الكيميائي ــة األخ ــرى‪ ،‬كم ــا‬ ‫أنه ــا تعم ــل عل ــى حماي ــة الطبق ــة الخارجي ــة م ــن‬ ‫الش ــعرة (الكيوت ــكل)‪ ،‬مم ــا يمن ــع التقص ــف‬ ‫والجف ــاف‪ ،‬ويعط ــي للش ــعر مظه ـ ًرا متألق ـ ًـا‪،‬‬ ‫وتســاعد األشــخاص الذيــن يعانــون مــن فقــدان‬ ‫الش ــعر‪ ،‬والذي ــن يعان ــون م ــن القش ــرة»‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن «زي ــت الحن ــاء ل ــه دور ف ــي‬ ‫معالج ــة التجاعي ــد وآث ــار الش ــيخوخة األخ ــرى‪،‬‬ ‫ه ــذا باإلضاف ــة إل ــى دوره ــا ف ــي تقلي ــل آث ــار‬ ‫الن ــدوب والنم ــش‪ ،‬كم ــا أن خواصه ــا املض ــادة‬ ‫للفيروس ــات والبكتيري ــا يمك ــن أن تحم ــي أكب ــر‬ ‫جه ــاز ف ــي الجس ــم وه ــو الجل ــد‪ ،‬ل ــذا ق ــد تع ــد‬ ‫مكافحــة الشــيخوخة واحــدة مــن فوائــد الحنــاء‬ ‫وله ــذا نج ــد النس ــاء والرج ــال يش ــترون الحن ــاء‬ ‫الس ــتخداماتها املتع ــددة ولكونه ــا نبت ــه طبيعي ــة‬ ‫وله ــا فوائ ــد كثي ــرة لإلنس ــان»‪.‬‬


‫‪60‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪61 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫الفروســـية ‪..‬‬

‫رياضة تجذب البغداديات‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫تع ــد رياض ــة الفروس ــية ورك ــوب الخي ــل‬ ‫م ــن الرياض ــات الت ــي الق ــت رواج ـ ًـا كبي ـ ًـرا‬ ‫ف ــي الس ــنوات االخي ــرة ل ــدى فئ ــة الفتي ــات‬ ‫والنس ــاء ف ــي العاصم ــة بغ ــداد‪.‬‬

‫وعل ــى الرغ ــم مم ــا تتطلب ــه ه ــذه الرياض ــة الت ــي‬ ‫ال تخل ــو م ــن املخاط ــر‪ ،‬وتتس ــم بالجه ــد والصب ــر‬ ‫والقــدرة علــى مواجهــة الصعــاب‪ ،‬اال ان االقبــال‬ ‫عليه ــا ف ــي تزاي ــد مس ــتمر م ــن قب ــل النس ــاء‬ ‫والفتي ــات بش ــكل غي ــر مس ــبوق‪.‬‬ ‫فتيات صغيرات يمارسن الفروسية‬ ‫رياض ــة الفروس ــية ال تقتص ــر عل ــى النس ــاء‬ ‫والفتي ــات البالغ ــات فق ــط‪ ،‬فثم ــة فتي ــات‬ ‫صغي ــرات يمارس ــن ه ــذه الرياض ــة ويبرع ــن‬ ‫فيه ــا‪ ،‬ومنه ــن الفارس ــة الصغي ــرة مي ــرا عم ــار ذات‬ ‫الثماني ــة أع ــوام‪ ،‬الت ــي مارس ــت ه ــذه الرياض ــة‬ ‫م ــذ كان عمره ــا ‪ 6‬أع ــوام‪ ،‬متأث ــرة بوالدته ــا‬ ‫الفارســة فــرح نــزار التــي تجيــد ركــوب الخيــل‪ ،‬إذ‬ ‫أخــذت هــذه الهوايــة بدورهــا عــن خالهــا الفــارس‬ ‫واملص ــارع عدن ــان الفدع ــم‪.‬‬ ‫اعت ــادت «مي ــرا عم ــار» الذه ــاب بش ــكل منتظ ــم‬ ‫ال ــى اكاديمي ــة تعلي ــم الفروس ــية برفق ــة والدته ــا‪،‬‬ ‫وهن ــاك تل ــج االس ــطبل لتخت ــارحصان ـ ًـا وت ــدورب ــه‬ ‫ف ــي املضم ــار‪.‬‬ ‫اش ــعر بالس ــعادة عن ــد رك ــوب الخي ــل‪ ،‬تق ــول‬ ‫«مي ــرا» ف ــي حديثه ــا ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬وانطل ــق ب ــه‬ ‫بجــوالت وعالقتــي بالخيــول جيــدة‪ ،‬وأشــعربفــراغ‬ ‫كبي ــر حي ــن انقط ــع ع ــن ممارس ــة ه ــذه الرياض ــة‬ ‫تضي ــف «مي ــرا»‪.‬‬ ‫له ــذه الفت ــاة هواي ــات اخ ــرى غي ــررك ــوب الخي ــل‪،‬‬ ‫ابرزهــا الســباحة‪ ،‬اال ان الفروســية هــي الرياضــة‬ ‫التــي تجــد فيهــا «ميــرا» متعتهــا‪ ،‬ملــا لهــذه الرياضــة‬ ‫م ــن ق ــدرة عل ــى امتص ــاص الطاق ــات الس ــلبية‪،‬‬ ‫تؤك ــد «مي ــرا» وق ــد بذل ــت والدت ــي ال ــى جان ــب‬ ‫املدربيــن جهــودا كبيــرة بتدريبــي علــى ركــوب الخيــل‬ ‫ف ــي أكاديمي ــة الفروس ــية ون ــادي الفروس ــية‪.‬‬ ‫الفرس العربي يمتازبالصبروالتحمل‬ ‫تفض ــل ف ــرح الجب ــوري (‪ 35‬عام ــا) الفارس ــة‬

‫الهاوي ــة وال ــدة الطفل ــة مي ــرا‪ ،‬رك ــوب الخي ــول‬ ‫العربي ــة‪.‬‬ ‫ل‬ ‫تمت ــاز الخي ــو العربي ــة توض ــح «ف ــرح»‪،‬‬ ‫بالضخام ــة والس ــرعة والق ــدرة عل ــى تحم ــل‬ ‫الظــروف الجويــة القاســية مــن أمطــاروعواصــف‬ ‫او ح ــر وب ــرد‪.‬‬ ‫تدربــت الجبــوري فــي بدايــة مشــوارها فــي املدرســة‬ ‫العر اقي ــة املركزي ــة لتعلي ــم الفروس ــية لكنه ــا‬ ‫اضط ــرت تح ــت الظ ــروف االس ــتثنائية الت ــي‬ ‫مــرت بهــا البــاد الــى تــرك هــذه املمارســة فتــرة مــن‬ ‫الزمــن ثــم عــادت لهــا بعــد اســتقراراألوضــاع‬ ‫لتت ــدرب ف ــي مدرس ــة العل ــم لتعلي ــم‬ ‫رك ــوب الخي ــل‬ ‫زرع ــت ف ــرح ح ــب‬ ‫ل ــدى‬ ‫الفروس ــية‬ ‫ابنته ــا مي ــرا‪ ،‬وكان ــت‬ ‫تصطحبه ــا معه ــا ال ــى‬ ‫الفروس ــية‪.‬‬ ‫ن ــوادي‬ ‫تغ ــرس ه ــذه الرياض ــة تق ــول‬ ‫ف ــرح ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬صف ــة الصب ــر ف ــي النف ــوس‪،‬‬ ‫فض ــا ع ــن م ــا توف ــره ه ــذه الرياض ــة م ــن‬ ‫خصائــص مهمــة‪ ،‬فهــي عــاج لــذوي االحتياجــات‬ ‫الخاص ــة وتعم ــل عل ــى تنش ــيط ال ــدورة الدموي ــة‬ ‫وتس ــاعد عل ــى ش ــد عض ــات البط ــن وتمن ــع‬ ‫التش ــنج وتس ــاعد عل ــى الت ــوازن‪.‬‬ ‫الفرو‬ ‫ســية‬ ‫تدعــو فــرح الفتيــات ممارســة رياضــة‬ ‫وتج ــاوز العقب ــات والتحدي ــات الت ــي تواجهه ــا ف ــي‬ ‫هــذا املجــال‪ ،‬الن هــذه الرياضــة‪ ،‬وفــق فــرح تزيــد‬ ‫م ــن ثق ــة امل ــرأة بنفس ــها وتع ــزز لديه ــا الق ــدرة ف ــي‬ ‫االعتم ــاد عل ــى النف ــس‪.‬‬ ‫أمــا ســارة الســاعدي (‪ 30‬عامـ ًـا) متدربــة جديــدة‬ ‫فتق ــول ان رهب ــة رك ــوب الخي ــل م ــا زال ــت تعرق ــل‬ ‫عملي ــة تعلم ــي وتضي ــف اتجه ــت ال ــى رياض ــة‬ ‫الفروس ــية مل ــا له ــا م ــن فوائ ــد عدي ــدة منه ــا‬ ‫تنحي ــف ال ــوزن وط ــرد الطاق ــة الس ــلبية وتزي ــد‬ ‫الثق ــة ف ــي النف ــس‪.‬‬ ‫ان الحصــان يحتــاج الــى معاملــة خاصــة وال يقبــل‬ ‫أن يمتطي ــه ش ــخص خائ ــف لي ــس لدي ــه ثق ــة ف ــي‬ ‫الحص ــان‪ ،‬له ــذا تعتب ــر فت ــرة تدري ــب عل ــى تج ــاوز‬ ‫الخ ــوف والثق ــة بالنف ــس بحس ــب س ــارة‪.‬‬ ‫وتمــارس ســارة هــذه الرياضــة مرتيــن فــي األســبوع‬ ‫وتســعى جاهــدة لتطويــرنفســها حســب ماتقــول‪.‬‬ ‫النساء يشكلن ‪ 75%‬من رواد األكاديمية‬ ‫اول خطــوات التدريــب علــى تعليــم ركــوب الخيــل‬ ‫للمبتدئي ــن ه ــي محاول ــة كس ــر حاج ــز الخ ــوف‬ ‫املش ــترك بي ــن الحص ــان واملت ــدرب‪.‬‬ ‫تب ــدأ الخط ــوات بش ــد الس ــرج واللج ــام قب ــل‬

‫الدخ ــول ال ــى س ــاحة التدري ــب‪ ،‬ووف ــق امل ــدرب‬ ‫ف ــي أكاديمي ــة الفروس ــية ب ــال محم ــود‪ ،‬يت ــم بع ــد‬ ‫ذل ــك تعلي ــم املتدربي ــن عل ــى كيفي ــة وض ــع الق ــدم‬ ‫ف ــي ركاب الحص ــان‪ ،‬ويش ــير ف ــي حديث ــه ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬ان ‪ 75%‬م ــن املتدربي ــن ف ــي اكاديمي ــة‬ ‫الفروســية هــم مــن فئــة النســاء والفتيــات مقابــل‬ ‫‪ 25%‬للرج ــال والش ــباب‪.‬‬ ‫ل ــم يق ــدم محم ــود‬

‫احصائي ــة تقريبي ــة ع ــن اع ــداد رواد االكاديمي ــة‬ ‫م ــن اله ــواة واملتدربي ــن‪ ،‬لكن ــه يش ــير ال ــى ان كث ــرة‬ ‫الخي ــول ومرابطه ــا ف ــي بغ ــداد ش ــجعت النس ــاء‬ ‫علــى ركــوب الخيــل‪ ،‬كــون الفروســية مفيــدة لــكال‬ ‫الجنســين وليــس لهــا أي تأثيــرعلــى جســم الفتــاة‪.‬‬ ‫للفروسية دوربعالج التوحد‬ ‫وتعتب ــر رياض ــة الفروس ــية ورك ــوب الخي ــل م ــن‬ ‫الرياض ــات املفتوح ــة ام ــام مختل ــف األعم ــار‪،‬‬ ‫بم ــا فيه ــم صغ ــار الس ــن‪ ،‬وتس ــهم وف ــق امل ــدرب‬ ‫بــال محمــود بمعالجــة مــرض التوحــد وفــرط‬ ‫الحرك ــة ل ــدى األطف ــال‪ ،‬وثم ــة برام ــج‬ ‫خاصــة صممــت لألطفــال املصابيــن‬ ‫باضط ــراب طي ــف التوح ــد‪،‬‬ ‫يت ــم خالله ــا تقيي ــم م ــدى تط ــور‬ ‫ق ــدرات الطف ــل م ــن نواح ــي‬ ‫عديــدة كالتفاعــل مــع اآلخريــن‬ ‫وامله ــارات الحركي ــة والتعبي ــر‬ ‫عــن املشــاعربشــكل إيجابــي‬ ‫والس ــيطرة عل ــى التوت ــر‬ ‫والعصبي ــة‪.‬‬


‫‪62‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪63 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫من الفضل إلى الميدان‪..‬‬ ‫أسواق سمك الجري‬ ‫تزدهر بين بغداد والموصل‬

‫«يعد مصدراً غنياً بالبروتين كونه‬ ‫يحتوي على كميات كبيرة من‬ ‫البروتين وأحماض أوميغا ‪ 3‬التي‬ ‫تُعتبر أساسية للصحة العامة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى فوائده لكبار السن»‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يع ــرف س ــمك الج ــري‪ ،‬أو كم ــا يطل ــق علي ــه ف ــي بع ــض املناط ــق «القرم ــوط» أو «الس ــلور»‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بمذاق ــه املمي ــز ونكهت ــه الخاص ــة الت ــي تجع ــل من ــه وجب ــة مفضل ــة للعدي ــد م ــن العائ ــات‬ ‫البغدادي ــة واملوصلي ــة‪ ،‬رغ ــم امتن ــاع بع ــض العائ ــات ع ــن تناول ــه ألس ــباب مختلف ــة‪.‬‬ ‫ويمت ــاز ه ــذا الن ــوع بس ــهولة صي ــده وتف ــاوت‬ ‫أس ــعاره بي ــن املناط ــق‪ ،‬حي ــث يب ــاع بأس ــعار‬ ‫معقولــة فــي بعــض األماكــن‪ ،‬فيمــا ترتفــع قيمتــه‬ ‫ف ــي املناط ــق الت ــي ي ــزداد فيه ــا الطل ــب علي ــه‪.‬‬ ‫طقوس عائلية بغدادية‬ ‫تع ــد وجب ــة س ــمك الج ــري املقل ــي م ــع ال ــرز‬ ‫األحمــر مــن الطقــوس األســبوعية لــدى العديــد‬ ‫مــن العائــات فــي بغــداد‪ ،‬خصوصـ ًـا أيــام الجمــع‬ ‫والعطــات‪ ،‬حيــث تحضــر هــذه الوجبــة بإضافة‬ ‫البص ــل واملقب ــات للحص ــول عل ــى طع ــم ش ــهي‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الص ــدد‪ ،‬تق ــول ن ــور الدليم ــي صاحب ــة‬ ‫الــ‪ 27‬عام ـ ًـا‪ ،‬إنه ــا تتق ــن إع ــداد طب ــق س ــمك‬ ‫الج ــري ف ــي املن ــزل‪« ،‬وأس ــتخدم زي ــت الج ــري‬ ‫لطه ــي األرز ليك ــون أكث ــر صحي ــة»‪.‬‬ ‫وتضيــف الدليمــي‪ ،‬خــال حديثهــا ملجلــة «فيلــي»‬ ‫«أضي ــف البص ــل والث ــوم والبه ــارات وأقل ــب‬ ‫الس ــمكة ع ــدة م ـرات عل ــى ن ــار هادئ ــة حت ــى‬ ‫تنض ــج»‪.‬‬ ‫بينم ــا يق ــول عدن ــان العبي ــدي (‪ 39‬عام ـ ًـا) م ــن‬ ‫بغ ــداد‪ ،‬إن ــه «أتن ــاول الج ــري املقل ــي م ــع عائلت ــي‬ ‫كل يــوم جمعــة فهــو تقليــد لــن أتخلــى عنــه حتــى‬ ‫عندم ــا ترتف ــع أس ــعاره»‪.‬‬ ‫فيم ــا يدع ــو العبي ــدي‪ ،‬األق ــارب واألصدق ــاء‬ ‫لتن ــاول ه ــذه الوجب ــة املمي ــزة‪ ،‬فه ــي تضي ــف‬ ‫ـواء ممتع ــة ومليئ ــة بالذكري ــات‪.‬‬ ‫أج ـ ً‬ ‫مواسم وأسعار الجري‬ ‫فــي العاصمــة بغــداد‪ ،‬تنتشــر محــال بيــع الجــري‬ ‫ف ــي مناط ــق الك ــرخ‪ ،‬مث ــل الفض ــل واألعظمي ــة‪،‬‬ ‫حيــث اشــتهرت مطاعــم عديــدة بتقديــم الجــري‬ ‫املقلــي‪ ،‬أبرزهــا مطعــم «عدنــان أبــو الجــري» فــي‬ ‫منطق ــة الفض ــل‪.‬‬

‫أم ــا ف ــي املوص ــل‪ ،‬فيش ــهد س ــوق «املي ــدان»‬ ‫و»الس ــنك» رواج ـ ًـا كبي ـ ًرا لبي ــع الج ــري‪ ،‬إل ــى‬ ‫جان ــب األن ــواع األخ ــرى م ــن األس ــماك‪.‬‬ ‫وبحس ــب البائ ــع رم ــزي النعيم ــي (‪ 35‬عام ـ ًـا)‪،‬‬ ‫فإنــه ال توجــد أســعار ثابتــة لســمك الجــري‪ ،‬إذ‬ ‫ترتب ــط بالع ــرض والطل ــب‪.‬‬ ‫حالي ـ ًـا‪ ،‬وال ــكالم للنعيم ــي‪« ،‬يبل ــغ س ــعر الكيل ــو‬ ‫‪ 10‬آالف دينــار بســبب زيــادة الطلــب‪ ،‬لكنــه قــد‬ ‫ينخف ــض إل ــى ‪ 5‬آالف دين ــار أو يرتف ــع إل ــى ‪15‬‬ ‫أل ــف دين ــار تبع ـ ًـا للموس ــم»‪.‬‬ ‫ويشــير النعيمــي‪ ،‬خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫إلــى أن «ذروة البيــع تكــون بيــن الســاعة التاســعة‬ ‫صباح ـ ًـا ومنتص ــف النه ــار»‪ ،‬مبين ـ ًـا أن «هن ــاك‬ ‫مواس ــم يكث ــر فيه ــا الصي ــد حي ــث تطف ــو‬ ‫االس ــماك عل ــى الس ــطح‪ ،‬ومواس ــم اخ ــرى يك ــون‬ ‫ـحيحا»‪.‬‬ ‫فيه ــا الصي ــد ش ـ ً‬

‫فوائد الجري الصحية‬ ‫إلــى جانــب طعمــه اللذيــذ‪ ،‬يتمتــع ســمك الجــري‬ ‫بفوائ ــد غذائي ــة وصحي ــة عدي ــدة‪ ،‬منه ــا خف ــض‬ ‫الكوليســترول الســيئ حيــث يســاعد علــى تقليــل‬ ‫الده ــون غي ــر الصحي ــة وزي ــادة الكوليس ــترول‬ ‫الجي ــد‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن دع ــم صح ــة القل ــب اذ‬ ‫يس ــاهم ف ــي تنقي ــة ال ــدم وتعزي ــز صح ــة القل ــب‬ ‫واألوعي ــة الدموي ــة‪ ،‬مم ــا يقل ــل م ــن خط ــر‬ ‫اإلصاب ــة بأم ـراض القل ــب والجلط ــات‪.‬‬ ‫كمــا يعــد مصــد ًرا غنيـ ًـا بالبروتيــن كونــه يحتــوي‬ ‫عل ــى كمي ــات كبي ــرة م ــن البروتي ــن وأحم ــاض‬ ‫أوميغ ــا ‪ 3‬الت ــي ُتعتب ــر أساس ــية للصح ــة‬ ‫العام ــة‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى فوائ ــده لكب ــار الس ــن إذ‬ ‫ينص ــح األطب ــاء كب ــار الس ــن واملصابي ــن بالته ــاب‬ ‫املفاصــل واالنــزالق الغضروفــي بتناولــه ملــا يــزود‬ ‫ب ــه الجس ــم م ــن الده ــون الصحي ــة‪.‬‬ ‫ـزءا م ــن الت ـراث‬ ‫ويجس ــد س ــمك الج ــري ج ـ ً‬ ‫الغذائ ــي ف ــي الع ـراق‪ ،‬حي ــث يجم ــع بي ــن امل ــذاق‬ ‫املمي ــز والفوائ ــد الصحي ــة‪ ،‬ليك ــون أكث ــر م ــن‬ ‫مج ــرد وجب ــة‪ ،‬ب ــل تجرب ــة ثقافي ــة وغذائي ــة‬ ‫وأجواءعائليةخاص ــة‪.‬‬ ‫تحم ــل ذكري ــات‬ ‫ً‬


‫‪64‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪65 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫مكتبة متنقلة تجوب مدن العراق‬ ‫إلحياء شغف القراءة ومحاربة الجهل‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫سلط تقريرلصحيفة «ناشيونال» الصادرة باالنجليزية‪ ،‬الضوء على ما وصفه بانه «نهج فريد»‬ ‫تعاف يجري في العراق‪ ،‬ويتمثل في مكتبة متنقلة تتحرك بين الشوارع لتوفيراملعرفة‬ ‫من أجل ٍ‬ ‫واالمل في مدينة املوصل التي تعيد ترميم روحها بهدوء‪.‬‬

‫ولفــت التقريــر‪ ،‬الــذي ترجمتــه مجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى‬ ‫أن املبــادرة تــم اطالقهــا فــي تشــرين الثاني‪/‬نوفمبــر‪،‬‬ ‫ترك ــز عل ــى امل ــدارس والجامع ــات حي ــث بام ــكان‬ ‫الط ــاب اس ــتعارة او ق ـراءة الكت ــب خ ــال فت ــرة‬ ‫بقــاء الحافلــة – املكتبــة‪ ،‬ملــدة خمســة ايــام فــي كل‬ ‫محطــة تتوقــف فيهــا‪ ،‬وهــو مســار ســيأخذ الحافلــة‬ ‫الــى مــا بعــد املوصــل والــى مناطــق اخــرى مــن العـراق‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن رئي ــس قس ــم ادارة االعم ــال ف ــي‬ ‫الجامع ــة الكاثوليكي ــة‪ ،‬عب ــد الس ــتار عب ــد الجب ــار‬ ‫ســلطان‪ ،‬قولــه ان «كل مــا مررنــا بــه‪ ،‬ومــس النــاس‬ ‫فــي املوصــل واج ـزاء اخــرى مــن الع ـراق‪ ،‬كان ســببه‬ ‫الجه ــل»‪.‬‬ ‫وذكــر التقريــر بــان املوصــل وهــي ثانــي اكبــر مدينــة‬ ‫ف ــي الع ـراق‪ ،‬اول مدين ــة تس ــقط ف ــي اي ــدي تنظي ــم‬ ‫داع ــش م ــا بي ــن االع ــوام ‪ ،2017-2014‬مش ــيرا ال ــى‬ ‫ان ــه كان ــت بمثاب ــة جوه ــرة ت ــاج «الخالف ــة» الت ــي‬ ‫اعلنه ــا التنظي ــم املتط ــرف ف ــي اج ـزاء م ــن الع ـراق‬ ‫وس ــوريا‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر ف ــان س ــلطان حم ــل مس ــؤولية‬ ‫«التعص ــب والجماع ــات الت ــي زرع ــت اف ــكارا‬ ‫ض ــارة ومدم ــرة بينن ــا» ف ــي نش ــوء ظاه ــرة التط ــرف‬ ‫والفصائ ــل املس ــلحة بع ــد الغ ــزو ال ــذي قادت ــه‬ ‫واش ــنطن ف ــي الع ــام ‪ ،2003‬وله ــذا فان ــه يعتب ــر ان‬ ‫التعلي ــم والوص ــول ال ــى املعرف ــة‪ ،‬ضروري ــان م ــن‬ ‫اجــل تحقيــق التعافــي بعــد الحــرب ولتجنــب اعــادة‬ ‫تكراراح ــداث ‪ 2014‬ال ــى ‪ ،2017‬مضيف ــا ان ــه «م ــن‬ ‫الصع ــب حالي ــا التالع ــب بالش ــخص املتعل ــم او‬ ‫الس ــيطرة علي ــه م ــن قب ــل اي جماع ــة»‪.‬‬ ‫واش ــار التقري ــر ال ــى ان الحافل ــة ‪ -‬املكتب ــة تتضم ــن‬ ‫عناوي ــن ف ــي الثقاف ــة والفلس ــفة واالجتماعي ــة‬ ‫والعلــوم واالدب‪ .‬ونقــل التقريــر عــن ســلطان قولــه‬ ‫«وضعن ــا الكت ــب الديني ــة والسياس ــية جانب ــا الن‬ ‫ه ــذا لي ــس الوق ــت املناس ــب للط ــاب ونحتف ــظ به ــا‬ ‫للباحثي ــن فق ــط»‪.‬‬

‫وبحســب التقريــر فــان الحافلــة تضــم حوالــي الــف‬ ‫كت ــاب منظمي ــن بش ــكل الئ ــق عل ــى رف ــوف خش ــبية‬ ‫مس ــتوحاة م ــن الج ــدران الت ــي يع ــود تاريخه ــا ال ــى‬ ‫االمبراطوريــة االشــورية واقــواس ترمــز الــى الخالفــة‬ ‫العباس ــية‪ ،‬عندم ــا كان ــت بغ ــداد ف ــي العص ــر‬ ‫االســامي مركـزا لالقتصــاد والسياســة وتســتقطب‬ ‫الط ــاب والش ــعراء والعلم ــاء والتج ــار م ــن كاف ــة‬ ‫انح ــاء العال ــم‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر ال ــى ان الحافل ــة باللوني ــن االزرق‬ ‫واالبي ــض‪ ،‬وه ــي م ــزودة بال ــواح طاق ــة شمس ــية‪،‬‬ ‫وتق ــدم االنترن ــت مجان ـ ًـا باالضاف ــة ال ــى اجه ــزة‬ ‫كمبيوتــر تســمح للقـراء الوصــول الــى مالييــن الكتــب‬ ‫عب ــر االنترن ــت‪.‬‬ ‫وبحس ــب س ــلطان ف ــان «نين ــوى وبغ ــداد كانت ــا‬ ‫من ــارات للمعرف ــة ف ــي عه ــد االمبراطوري ــة االش ــورية‬

‫وخ ــال العص ــر العبا�س ــي‪ ،‬وله ــذا فانن ــا نح ــاول‬ ‫جاهديــن لجعــل الحافلــة منــارة متنقلــة للمعرفــة»‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر بم ــا وصف ــه بانه ــا اكب ــر معرك ــة‬ ‫حضري ــة ف ــي العال ــم من ــذ الح ــرب العاملي ــة الثاني ــة‬ ‫عندم ــا ش ــنت الق ــوات العراقي ــة بدع ــم م ــن ق ــوات‬ ‫التحل ــف الدول ــي ف ــي اكتوبر‪/‬تش ــرين االول ‪،2016‬‬ ‫هجوم ــا لتحري ــر املوص ــل م ــن داع ــش والح ــاق‬ ‫الهزيم ــة امليداني ــة بالتنظي ــم‪ ،‬مضيف ــا ان ه ــذا‬ ‫االنتصــار جــاء بخســائر فادحــة حيــث قتــل عشـرات‬ ‫االالف‪ ،‬وش ــرد املاليي ــن‪ ،‬وتحول ــت بل ــدات واحي ــاء‬ ‫باكمله ــا ال ــى انق ــاض خ ــال مرحل ــة صع ــود داع ــش‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر ان ه ــذا الص ـراع ت ــرك املبان ــي ف ــي‬ ‫خ ـراب‪ ،‬ب ــل س ــاهم ايض ــا ف ــي تعطي ــل امكاني ــة‬ ‫الوص ــول ال ــى التعلي ــم واملعرف ــة م ــن خ ــال تدمي ــر‬ ‫املكتبــات واالف الكتــب واملخطوطــات القديمــة مــن‬

‫املكتب ــات العام ــة ودور العب ــادة‪.‬‬ ‫وذكــر التقريــر ان االمــم املتحــدة اطلقــت فــي اوائــل‬ ‫العــام ‪ ،2018‬مبــادرت «احيــاء روح املوصــل»‪ ،‬بعــد‬ ‫شــهور قليلــة علــى اعــان النصــر علــى داعــش‪ ،‬بينمــا‬ ‫تبرع ــت االم ــارات بمبل ــغ ‪ 50‬ملي ــون دوالر لترمي ــم‬ ‫مجمــع مســجد النــوري بمئذنتــه املميــزة‪ ،‬باالضافــة‬ ‫الــى كنيســتين مجاورتيــن‪ ،‬الســاعة والطاهــرة‪ ،‬والتــي‬ ‫تعرضــت جميعهــا للتخريــب مــن قبــل االرهابييــن‪.‬‬ ‫وبحس ــب ســلطان‪ ،‬ف ــان «املس ــألة انه ــا ل ــم تقتصــر‬ ‫علــى تدميــر الحجــارة فقــط‪ ،‬وانمــا تدميــر العقــول»‪،‬‬ ‫موضح ــا ان ه ــذه الجماع ــات املتش ــددة ته ــدف ال ــى‬ ‫تدميــر املعرفــة والثقافــة‪ ،‬وليــس تدميــر جامعــة او‬ ‫كنيســة فقــط‪ ،‬بــل تدميــر العقــل»‪.‬‬ ‫واش ــار التقري ــر ال ــى ان زي ــارات س ــلطان باعتب ــاره‬ ‫م ــن اعض ــاء اكاديمي ــة الش ــباب العربي ــة االملاني ــة‬ ‫للعلــوم واالنســانيات فــي برليــن‪ ،‬الــى املانيــا‪ ،‬الهمتــه‬ ‫بفك ــرة املكتب ــة املتنقل ــة‪ ،‬مضيف ــا ان ــه كان منبه ـرا‬ ‫بثقاف ــة الق ـراءة من ــذ صغ ــره‪ ،‬والت ــي تمت ــد ال ــى م ــا‬ ‫بع ــد س ــاعات الدراس ــة‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر ان تطبيــق فكــرة املكتبــة املتنقلــة لــم‬ ‫يكــن ســهال‪ ،‬مشــيرا الــى العقبــات االولــى التــي واجههــا‬ ‫س ــلطان والت ــي كان يفت ــرض ب ــه ان يتخطه ــا مث ــل‬ ‫نق ــص التموي ــل‪ ،‬والعث ــور عل ــى مانحي ــن للكت ــب‪،‬‬ ‫ومحارب ــة البيروقراطي ــة الت ــي منع ــت اس ــتيراد‬ ‫حافلــة مــن املانيــا والتــي كانــت بمثابــة هديــة مقدمــة‬ ‫م ــن االكاديمي ــة‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر ان ــه بع ــد عامي ــن م ــن املح ــاوالت‬ ‫للعث ــور عل ــى داعمي ــن‪ ،‬نج ــح ف ــي جم ــع ‪ 30‬ال ــف‬ ‫دوالر‪ ،‬باالضاف ــة ال ــى ‪ 10‬االف دوالر ج ــاءت م ــن‬ ‫االكاديمي ــة وبقي ــة املبل ــغ كان مص ــدره‪ ،‬مؤي ــدون‬ ‫اخ ــرون لش ـراء الحافل ــة املس ــتعملة الت ــي تتس ــع ل ـ‬ ‫‪ 40‬راكب ــا م ــن بائ ــع بالق ــرب م ــن املوص ــل‪ ،‬ث ــم ب ــدأ‬ ‫بعده ــا بالعم ــل عل ــى تهيئ ــة الحافل ــة لتك ــون مكتب ــة‬ ‫متنقل ــة ‪.‬‬ ‫وف ــي حي ــن لف ــت التقري ــر ال ــى ان اس ــتجابة املجتم ــع‬ ‫كانــت شــديدة االيجابيــة للغايــة‪ ،‬نقــل عــن ســلطان‬ ‫قول ــه «ل ــم اتوق ــع رد فع ــل الن ــاس عل ــى املب ــادرة‪.‬‬ ‫مدي ــرو املدرس ــة يطلب ــون من ــا الزي ــارات‪ ،‬ولدين ــا‬ ‫االن مجموعــة مــن عشــاق القـراءة الذيــن يتبعوننــا‬ ‫اينم ــا ذهبن ــا»‪.‬‬ ‫ل‬ ‫وخل ــص س ــلطان ال ــى الق ــو ان ــه «عندم ــا تقي ــم‬ ‫مجتمع ــا مثقف ــا علمي ــا وثقافي ــا واجتماعي ــا‪ ،‬ف ــان‬ ‫ال السياســيين وال الشــخصيات الدينيــة وال زعمــاء‬ ‫العش ــائر‪ ،‬س ــيتمكنون م ــن خداع ــه او التالع ــب‬ ‫ب ــه»‪ ،‬مضيف ــا ان ه ــذه االط ـراف الثالث ــة «تس ــتمد‬ ‫قوتهــا مــن مجتمــع جاهــل‪ ،‬وكلمــا كان املجتمــع اكثــر‬ ‫جه ــا‪ ،‬كان تأثيره ــم أكث ــر ق ــوة»‪.‬‬


‫‪66‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬ ‫‪SOCIETY‬‬

‫ما الذي يحدث في الجامعات العراقية؟‬ ‫قتل وجرائم أخالقية وابتزاز‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تتزايــد الجرائــم االخالقيــة وحــوادث إطــاق النــارواالعتــداءات فــي الجامعــات العر اقيــة الســيما‬ ‫األهليــة‪ ،‬وبــرزت دعــوات لتشــكيل قــوة خاصــة لحمايــة الجامعــات والتعامــل مــع التهديــدات علــى‬ ‫وفــق مــا يطرحــه اكاديميــون‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪67 2024‬‬

‫ففي اوائل كانون الثاني ‪ 2025‬قام شخص‬ ‫بالدخــول الــى جامعــة االسـراء وإطــاق النــار‬ ‫وج ــرح ع ــدة اش ــخاص فيم ــا اعلن ــت وزارة‬ ‫التعلي ــم العال ــي والبح ــث العلم ــي بحس ــب‬ ‫بي ــان لدائ ــرة اإلع ــام واالتص ــال الحكوم ــي‬ ‫التابعــة لهــا‪ ،‬أن الشــخص املتــورط بإطــاق‬ ‫النــار ليــس طالبــا فيهــا ويعانــي مــن اضطـراب‬ ‫نف�س ــي وأن اإلج ـراءات القانوني ــة س ــتأخذ‬ ‫س ــياقها عل ــى وف ــق مجري ــات التحقي ــق‪،‬‬ ‫علــى حــد وصفهــا‪ ،‬مشــيرة الــى انهــا تواصــل‬ ‫التنس ــيق م ــع الجه ــات األمني ــة املختص ــة‬ ‫الس ــتكمال التحقي ــق بالح ــادث‪.‬‬ ‫وف ــي واقع ــة اخ ــرى فتح ــت جامع ــة اإلم ــام‬ ‫جعفــر الصــادق تحقيقـ ًـا بحــق مديــر قســم‬ ‫القان ــون؛ بس ــبب قيام ــه بابت ـزاز طالب ــة‬ ‫مقاب ــل منحه ــا درج ــات؛ وقال ــت الجامع ــة‬ ‫ف ــي بي ــان رس ــمي‪ ،‬أنه ــا “س ــتتخذ أق�ص ــى‬ ‫اإلج ـراءات العقابي ــة بح ــق ّأي ف ــرد يثب ــت‬ ‫حرص ــا منه ــا عل ــى‬ ‫تورط ــه ف ــي ه ــذه القضي ــة‪ً ،‬‬ ‫حف ــظ س ــمعة الجامع ــة وص ــون حق ــوق‬ ‫طلبتهــا‪ ،‬ولضمــان بيئــة تعليميــة قائمــة علــى‬ ‫دائمــا‬ ‫القيــم واملبــادئ التــي تســعى الجامعــة ً‬ ‫لترس ــيخها”‪.‬‬ ‫واعتقل ــت ق ــوة أمني ــة رئي ــس قس ــم عل ــوم‬ ‫الحاس ــوب ف ــي جامع ــة س ــومر بمحافظ ــة‬ ‫ذي ق ــار بتهم ــة ابت ـزاز الطالب ــات جنس ـ ًـيا‪،‬‬ ‫وبحس ــب وس ــائل إع ــام محلي ــة‪ ،‬أن‬ ‫“االعتق ــال ج ــاء بع ــد اتهام ــه بمس ــاومة‬ ‫وابتـزاز عــدد مــن الطالبــات داخــل الجامعــة‬ ‫بقضاي ــا جنس ــية مقاب ــل النج ــاح”‪ ،‬مش ــيرة‬ ‫إل ــى أن “املته ــم أحي ــل للتحقي ــق‪ ،‬لغ ــرض‬ ‫اتخ ــاذ اإلج ـراءات القانوني ــة بحق ــه”‪.‬‬ ‫وف ــي نهاي ــة ع ــام ‪ 2024‬انش ــغل العراقي ــون‬ ‫باس ــم س ــارة العب ــودي التدريس ــية ف ــي كلي ــة‬ ‫التربي ــة بجامع ــة البص ــرة‪ ،‬اذ قتل ــت بي ــد‬ ‫زميلهــا ضرغــام التميمــي باطــاق الرصــاص‬ ‫عليه ــا؛ وألق ــت الق ــوات األمني ــة بالع ـراق‬ ‫القب ــض عل ــى األس ــتاذ الجامع ــي املته ــم‬ ‫بواقع ــة القت ــل ف ــي كلي ــة التربي ــة الرياضي ــة‬ ‫بجامع ــة البص ــرة‪.‬‬ ‫وكان ــت محكم ــة اس ــتئناف البص ــرة ق ــد‬


‫‪68‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪69 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫الجامعات العراقية ‪ ..‬قتل وجرائم أخالقية وابتزاز‬ ‫اص ــدرت حكم ـ ًـا يق�ض ــي بس ــجن عمي ــد كلي ــة‬ ‫الحاســوب فــي جامعــة البصــرة عمــاد الشــاوي‬ ‫مل ــدة ‪ 15‬س ــنة‪ ،‬اس ــتنادا ألح ــكام امل ــادة ‪393‬‬ ‫م ــن قان ــون العقوب ــات واس ــتدالال بأح ــكام‬ ‫امل ــادة ‪ 1/132‬من ــه؛ وبحس ــب مص ــادر م ــن‬ ‫داخ ــل الجامع ــة كان العمي ــد يع ــد الطالب ــات‬ ‫بالدرج ــات التحصيلي ــة مقاب ــل أم ــور غي ــر‬ ‫أخالقي ــة‪ ،‬وأن ــه ب ــدأ ف ــي ابت ـزاز الطالب ــات‬ ‫بمقاط ــع الفيدي ــو‪ ،‬وتط ــور األم ــر للحص ــول‬ ‫عل ــى امل ــال وابتزازه ــن‪ ،‬واغتصابه ــن ف ــي داخ ــل‬ ‫الح ــرم الجامع ــي‪ ،‬بحس ــب تل ــك املص ــادر‪.‬‬ ‫واســتنادا الــى أكاديمييــن فــان حــاالت االبت ـزاز‬ ‫الجن�س ــي للطالب ــات منتش ــرة عل ــى نط ــاق‬ ‫واس ــع ف ــي الجامع ــات‪ ،‬كم ــا أن ه ــذه الظاه ــرة‬ ‫ال تقتص ــر عل ــى مؤسس ــات وزارة التعلي ــم‪،‬‬ ‫بــل أصبحــت تشــمل شــتى مؤسســات الدولــة‬ ‫اذ س ــجلت ح ــاالت ابت ـزاز لنس ــاء وفتي ــات‬ ‫ف ــي مؤسس ــات حكومي ــة مقاب ــل إنج ــاز‬ ‫معامالته ــن‪ ،‬بحس ــب قوله ــم‪.‬‬ ‫وف ــي تصري ــح خ ــص ب ــه مجل ــة «فيل ــي» يق ــول‬ ‫األس ــتاذ ف ــي جامع ــة ذي ق ــار عل ــي عب ــدهللا إن‬ ‫“بع ــض الس ــلوكيات الغريب ــة ع ــن املجتم ــع‬ ‫العراق ــي بات ــت تطف ــو عل ــى الس ــطح وتأخ ــذ‬ ‫حي ـ ًزا كبي ـرا م ــن حي ــاة املجتم ــع بش ــكل‬ ‫ع ــام‪ ،‬واملجتم ــع األكاديم ــي بش ــكل خ ــاص”‪،‬‬ ‫مش ــيرا بالق ــول إن “ه ــذه الس ــلوكيات‬ ‫يمك ــن تس ــميتها بم ــا أصب ــح يع ــرف ب ـ «ظاه ــرة‬ ‫التح ــرش األكاديم ــي»‪ ،‬وه ــي ظاه ــرة ليس ــت‬ ‫جدي ــدة ب ــل إن الجدي ــد فيه ــا ه ــو اتس ــاعها‬ ‫وتداولهــا بشــكل علنــي علــى وســائل التواصــل‬ ‫االجتماعــي‪ ،‬ولذلــك جملــة مــن األســباب التــي‬ ‫يمكــن عدهــا رئيســة فــي ذلــك أبرزهــا الجانــب‬ ‫العلمــي‪ ،‬فالكثيــر مــن طالبــات الكليــات ذوات‬ ‫مس ــتوى مت ـ‬ ‫ـدن علمي ــا م ــا يجعله ــن عرض ــة‬ ‫ٍّ‬ ‫للمســاومة ال أخالقيــا مــن ضعــاف النفــوس‪،‬‬ ‫إضاف ــة إل ــى الس ــبب االقتص ــادي الص ــرف‬ ‫فربم ــا أن الكثي ــر م ــن طالب ــات الكلي ــات ال‬ ‫يحصل ــن عل ــى مص ــروف كاف مم ــا يدف ــع‬ ‫بعضه ــن إل ــى طري ــق منح ــرف”‪.‬‬ ‫وتاب ــع إن “الس ــبب الثال ــث يتمث ــل بانتش ــار‬ ‫وســائل التواصــل االجتماعــي وشــيوع الصــور‬ ‫والفيديوه ــات وغيره ــا م ــن الوس ــائل الت ــي‬

‫تدف ــع بالش ــباب إل ــى مح ــاكاة أبط ــال األف ــام‬ ‫واملسلس ــات وم ــا توف ــره الكلي ــات م ــن أج ــواء‬ ‫التب ــاع‬ ‫فيه ــا م ــن الحري ــة والتغيي ــر م ــا يكف ــي ّ‬ ‫مثــل هــذه األســاليب غيــر الصحيحــة”‪ ،‬الفتــا‬ ‫إل ــى أن ــه “م ــن جان ــب أخ ــر يمك ــن الق ــول إن‬ ‫الجامعــات والكليــات بــدأت تمتلــئ باألســاتذة‬ ‫غي ــر املؤهلي ــن علمي ــا وأخالقي ــا ليكون ــوا ف ــي‬ ‫هــذه املرتبــة املقدســة وليكونــوا آبــاء تربوييــن‬ ‫حقيقيي ــن‪ ،‬وهك ــذا تس ــير األم ــور م ــن �س ــيء‬ ‫إلــى أســوأ فــي املســتقبل إن بقيــت األمــور علــى‬ ‫حاله ــا”‪ ،‬عل ــى ح ــد وصف ــه‪.‬‬ ‫ويلق ــي البع ــض بالل ــوم عل ــى الطالب ــات‬ ‫أنفســهن ويقولــون إنــه يجــب أن تكــون هنــاك‬ ‫رقابــة شــديدة علــى الطالبــات أو علــى األســتاذ‬ ‫الجامع ــي ومتابع ــة مس ــتمرة‪ ،‬وتك ــون هن ــاك‬ ‫«تقنين ــات» أخ ــرى وفق ـ ًـا لتدري ــس امل ــادة‪،‬‬ ‫والتش ــديد عل ــى متابع ــات الطالب ــات‪ ،‬ألن‬ ‫املالحــظ حاليــا هــو انفــات بــكل �شــيء‪ ،‬الــزي‬ ‫واملاكي ــاج وغيره ــا م ــن األم ــور‪ ،‬فه ــذه األم ــور‬ ‫عندم ــا يك ــون له ــا ح ــدود معين ــة تح ـ ّـد م ــن‬ ‫ه ــذه الح ــاالت الت ــي تع ــد تج ــاوزا عل ــى ال ــذات‬ ‫واملجتمــع والعكــس‪ ،‬واألســتاذ الجامعــي ربمــا‬ ‫ينزل ــق له ــذه األم ــور بس ــبب إغ ـراءات معين ــة‪،‬‬ ‫فيج ــب أن تك ــون هن ــاك متابع ــة‪ ،‬ويج ــب‬ ‫إدخــال األســاتذة دورات معينــة وخاصــة مــن‬ ‫حديث ــي التدري ــس‪ ،‬عل ــى ح ــد قوله ــم‪.‬‬ ‫وتقــول الباحثــة االجتماعيــة منــى العامــري إن‬ ‫“ضبط وقائع التحرش وفي أكثر من جامعة‪،‬‬ ‫يكش ــف م ــا يح ــدث خل ــف الكوالي ــس‪ ،‬وإن‬ ‫بع ــض األس ــاتذة تخل ــوا ع ــن قيمه ــم الديني ــة‬ ‫واالجتماعي ــة‪ ،‬لذل ــك أصبح ــوا ينظ ــرون إل ــى‬ ‫الطالب ــات عل ــى أنه ــن فرائ ــس الصطياده ــن”‪،‬‬ ‫عل ــى ح ــد وصفه ــا‪.‬‬ ‫ودع ــت العام ــري ف ــي حدي ــث لوس ــائل إع ــام‬ ‫محلي ــة‪ ،‬الحكوم ــة العراقي ــة التخ ــاذ أق�س ــى‬ ‫العقوب ــات بح ــق املتورطي ــن بتل ــك املمارس ــات‬ ‫الت ــي ّأث ــرت عل ــى س ــمعة التعلي ــم ف ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫كم ــا أنه ــا تتس ــبب ف ــي دف ــع كثيري ــن ال ــى من ــع‬ ‫بناته ــم م ــن إكم ــال دراس ــتهن‪ ،‬بس ــبب تواج ــد‬ ‫ه ــذه األفع ــال‪ ،‬بحس ــب تعبيره ــا‪.‬‬ ‫ويع ــزو مختص ــون تزاي ــد الجرائ ــم األخالقي ــة‬ ‫وح ــوادث العن ــف ف ــي الجامع ــات العراقي ــة‬

‫ال ــى اس ــباب ع ــدة منه ــا التده ــور االجتماع ــي‬ ‫واألخالق ــي‪ ،‬اذ يعان ــي الش ــباب م ــن أزم ــات‬ ‫اجتماعي ــة واقتصادي ــة كبي ــرة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك‬ ‫البطال ــة وصعوب ــة التكي ــف م ــع التغي ـرات‬ ‫إحباط ــا يمك ــن أن‬ ‫املجتمعي ــة‪ ،‬مم ــا يول ــد‬ ‫ً‬ ‫ي ــؤدي إل ــى س ــلوكيات غي ــر مس ــؤولة‪.‬‬ ‫كم ــا يلفت ــون ال ــى تراج ــع القي ــم األخالقي ــة‬ ‫التقليدي ــة ف ــي املجتم ــع العراق ــي‪ ،‬وانتش ــار‬ ‫تأثي ـرات ثقافي ــة جدي ــدة ق ــد ت ــؤدي إل ــى ت ــآكل‬ ‫معايي ــر الس ــلوك ف ــي داخ ــل الجامع ــات‪ ،‬كم ــا‬ ‫ان األزم ــات االقتصادي ــة ت ــؤدي إل ــى زي ــادة‬ ‫الضغ ــوط عل ــى الط ــاب وأس ــرهم‪ ،‬مم ــا ق ــد‬ ‫يدف ــع بعضه ــم إل ــى س ــلوكيات غي ــر قانوني ــة‬ ‫أو عنيف ــة‪ ،‬وان ضع ــف التموي ــل للتعلي ــم‬ ‫العالــي والخدمــات الطالبيــة يقلــل مــن فــرص‬ ‫األنش ــطة التربوي ــة والبيئ ــة الصحي ــة ف ــي‬ ‫الجامع ــات‪.‬‬ ‫ويضيف ــون ال ــى ذل ــك‪ ،‬باإلش ــارة ال ــى ان‬

‫غي ــاب أو ضع ــف النظ ــام اإلداري ال ــذي‬ ‫يحك ــم الس ــلوك ف ــي داخ ــل الجامع ــات‪ ،‬مث ــل‬ ‫ضع ــف اللوائ ــح واالنضب ــاط‪ ،‬ي ــؤدي إل ــى‬ ‫تفاق ــم املش ــكالت‪ ،‬وكذل ــك نق ــص األنش ــطة‬ ‫الثقافي ــة واالجتماعي ــة البن ــاءة الت ــي تش ــغل‬ ‫الط ــاب وتع ــزز روح التع ــاون بينه ــم‪.‬‬ ‫وين ــوه باحث ــون ال ــى ان الوض ــع السيا�س ــي‬ ‫واألمن ــي غي ــر املس ــتقر ف ــي الع ـراق أث ــر س ــلبا‬ ‫عل ــى األج ــواء العام ــة ف ــي داخ ــل الجامع ــات‪،‬‬ ‫اذ أصبح ــت بع ــض الجامع ــات مس ــرحا‬ ‫لصراع ــات سياس ــية وأيدولوجي ــة‪ ،‬وانتش ــار‬ ‫ثقاف ــة العن ــف ف ــي املجتم ــع ينعك ــس عل ــى‬ ‫س ــلوكيات األف ـراد ف ــي داخ ــل الح ــرم‬ ‫الجامع ــي؛ وكذل ــك ع ــدم تواج ــد مرش ــدين‬ ‫نفس ــيين متخصصي ــن ف ــي داخ ــل الجامع ــات‬ ‫ملعالجــة الضغــوط النفســية واملشــكالت التــي‬ ‫يواجهه ــا الط ــاب‪ ،‬وغي ــاب حم ــات توعي ــة‬ ‫فعال ــة للط ــاب بأهمي ــة االحت ـرام املتب ــادل‬

‫ونب ــذ العن ــف‪.‬‬ ‫ويضيــف الباحثــون ان بعــض وســائل اإلعــام‬ ‫ومواق ــع التواص ــل االجتماع ــي ت ــروج أحيان ــا‬ ‫لنم ــاذج س ــلبية‪ ،‬مم ــا ق ــد يؤث ــر عل ــى الش ــباب‬ ‫ويشــجعهم علــى تقليــد تلــك الســلوكيات‪ ،‬وان‬ ‫تضخي ــم بع ــض القضاي ــا عب ــر اإلع ــام ق ــد‬ ‫ي ــؤدي إل ــى إث ــارة التوت ـرات‪.‬‬ ‫ويدع ــون ال ــى تعزي ــز األنظم ــة واالنضب ــاط‬ ‫بتحس ــين القواني ــن واللوائ ــح ف ــي داخ ــل‬ ‫الجامع ــات لضم ــان بيئ ــة تعليمي ــة آمن ــة‪،‬‬ ‫وزي ــادة األنش ــطة الثقافي ــة والرياضي ــة‬ ‫واالجتماعي ــة الت ــي تس ــهم ف ــي بن ــاء عالق ــات‬ ‫إيجابي ــة بي ــن الط ــاب‪ ،‬وتنظي ــم حم ــات‬ ‫توعوي ــة لتعزي ــز قي ــم التس ــامح واالحت ـرام‬ ‫ونب ــذ العن ــف‪ ،‬وتوفي ــر مرش ــدين نفس ــيين‬ ‫وبرام ــج دع ــم للط ــاب‪ ،‬وزي ــادة التع ــاون بي ــن‬ ‫الجامع ــات وأس ــر الط ــاب لتكري ــس وتعزي ــز‬ ‫بيئ ــة تربوي ــة صحي ــة‪.‬‬

‫األستاذ في جامعة ذي‬ ‫قار علي عبداهلل‪« :‬الكثير‬ ‫من طالبات الكليات ذوات‬ ‫متدن علميا ما‬ ‫مستوى‬ ‫ٍّ‬ ‫يجعلهن عرضة للمساومة ال‬ ‫أخالقيا من ضعاف النفوس‪،‬‬ ‫إضافة إلى السبب االقتصادي‬ ‫الصرف »‪.‬‬

‫الباحثة االجتماعية منى‬ ‫العامري‪“ :‬ضبط وقائع‬ ‫التحرش وفي أكثر من‬ ‫جامعة‪ ،‬يكشف ما يحدث‬ ‫خلف الكواليس‪ ،‬وإن بعض‬ ‫األساتذة تخلوا عن قيمهم‬ ‫الدينية واالجتماعية‪،‬‬ ‫لذلك أصبحوا ينظرون إلى‬ ‫الطالبات على أنهن فرائس‬ ‫الصطيادهن”‬


‫‪70‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪71 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫تحذير مبكر من العراق إلى العالم‪..‬‬

‫هناك تهديد للبشرية‬ ‫فيلي‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫نبه تقريرأمريكي‪ ،‬إلى‪‎‬أن تغيراملناخ يشكل تهديدات خطيرة للبيئة والزراعة‬ ‫معتبرا أن‬ ‫والصحة العامة واالستقراراالجتماعي واالقتصادي في العراق‪،‬‬ ‫ً‬ ‫العراق هو «تحذيرمبكرمن آثارتغيراملناخ على مستوى العالم»‪.‬‬

‫وجــاء فــي تقريــر ملجلــة «الدراســات األمنيــة» فــي‬ ‫جامعــة جــورج تــاون األمريكيــة‪ ،‬ترجمتــه مجلــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن «مس ــاعي الع ـراق لبن ــاء الق ــدرة‬ ‫عل ــى الصم ــود ض ــد تهدي ــدات تغي ــر املن ــاخ‪،‬‬ ‫تل ــزم اتخ ــاذ إج ـراءات عاجل ــة لتأمي ــن امل ــوارد‬ ‫املائي ــة وحماي ــة الس ــكان الضعف ــاء وتعزي ــز‬ ‫مرون ــة القط ــاع الزراع ــي‪ ،‬الفت ـ ًـا إل ــى أن الع ـراق‬ ‫ه ــو تحذي ــر مبك ــر م ــن آث ــار تغي ــر املن ــاخ عل ــى‬ ‫مس ــتوى العال ــم‪ ،‬وم ــع ذل ــك‪ ،‬إذا تم ــت إدارته ــا‬ ‫بشــكل مناســب‪ ،‬يمكــن أن يكــون العـراق أيضــا‬

‫مختب ـ ًرا لحل ــول تغي ــر املن ــاخ»‪.‬‬ ‫ويعــرف العـراق الحديــث‪ ،‬باســم بــاد الرافديــن‬ ‫ دجل ــة والف ـرات ‪ -‬وه ــو مه ــد الحض ــارة‬‫اإلنس ــانية‪ ،‬كان ــت الترب ــة الخصب ــة ف ــي أنهاره ــا‬ ‫ه ــي امل ــكان ال ــذي ب ــدأ في ــه البش ــر األوائ ــل‬ ‫الزراع ــة ألول م ــرة‪.‬‬ ‫لك ــن وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ح ــول تغي ــر املن ــاخ‬ ‫ال ــذي يصي ــب ه ــذا البل ــد‪ ،‬إل ــى أح ــد أكث ــر‬ ‫البلــدان عرضــة آلثــار تغيــر املنــاخ‪ ،‬حيــث يــؤدي‬ ‫ارتف ــاع درج ــات الح ـرارة وانخف ــاض هط ــول‬

‫األمط ــار وتده ــور الترب ــة وح ــاالت الجف ــاف‬ ‫الش ــديد إل ــى تحوي ــل البيئ ــة ش ــبه القاحل ــة ف ــي‬ ‫العـراق إلــى صحـراء‪ ،‬ومــع اشــتداد تغيــر املنــاخ‪،‬‬ ‫س ــتتعرض امل ــوارد املائي ــة والزراع ــة والصح ــة‬ ‫العام ــة واالس ــتقرار االجتماع ــي واالقتص ــادي‬ ‫ف ــي الع ـراق للتهدي ــد»‪.‬‬ ‫‪‎‬ووفــق التقريــر‪ ،‬فــإن مشــكالت الع ـراق ليســت‬ ‫فري ــدة م ــن نوعه ــا ف ــي املنطق ــة‪ ،‬حي ــث يعي ــش‬ ‫جيران ــه األكث ــر ث ـراء ف ــي بيئ ــات صحراوي ــة أكث ــر‬ ‫قســوة‪ ،‬ومــع ذلــك فقــد بنــوا القــدرات واملــوارد‬


‫‪72‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪73 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫تحذير مبكر من العراق إلى العالم‪ ..‬هناك تهديد للبشرية‬

‫الالزم ــة لتحلي ــة م ــا يص ــل إل ــى ‪ 90٪‬م ــن مي ــاه‬ ‫الشــرب‪ ،‬وتمتلــك دول الخليــج نظامــا كهربائيــا‬ ‫مس ــتقرا يوف ــر تكييف ــا مناس ــبا لش ــعبها‪،‬‬ ‫ويســتوردون أيضــا معظــم غذائهــم ويســتثمرون‬ ‫فــي أنظمــة الزراعــة املائيــة عاليــة التقنيــة لزيــادة‬ ‫اإلنتــاج املحلــي‪ ،‬فــي حيــن ال يمتلــك العـراق بعــد‬ ‫البني ــة التحتي ــة أو امل ــوارد الالزم ــة إلدارة آث ــار‬ ‫التغي ـرات املناخي ــة كم ــا يفع ــل جيران ــه‪.‬‬ ‫‪‎z‬ندرة املياه‬ ‫‪‎‬وبحس ــب تقري ــر املجل ــة األمريكي ــة‪ ،‬فإن ــه عل ــى‬ ‫م ــدى الس ــنوات األربعي ــن املاضي ــة‪ ،‬انخف ــض‬ ‫اإلنت ــاج م ــن دجل ــة والف ـرات ‪ -‬الل ــذان يوف ـران‬ ‫م ــا يص ــل إل ــى ‪ 98٪‬م ــن املي ــاه الس ــطحية ف ــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬بنس ــبة ‪ .40٪-30‬ه ــذا االنخف ــاض‬

‫مدف ــوع بانخف ــاض هط ــول األمط ــار‪ ،‬وزي ــادة‬ ‫التبخ ــر الناج ــم ع ــن ارتف ــاع درج ــات الح ـرارة‪،‬‬ ‫والســدود فــي املنبــع مــن قبــل البلــدان املجــاورة‪.‬‬ ‫وباإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬أدى انخفــاض مســتويات‬ ‫الطبق ــة الجوفي ــة وانخف ــاض تدفق ــات األنه ــار‬ ‫إلــى تفاقــم تســرب امليــاه املالحــة‪ ،‬ممــا قلــل مــن‬ ‫الوص ــول إل ــى املي ــاه العذب ــة ع ــن طري ــق زي ــادة‬ ‫امللوحــة وإلحــاق الضــرر باألرا�ضــي الزراعيــة‪ .‬فــي‬ ‫ع ــام ‪ ،2021‬ش ــهد الع ـراق ثان ــي أكث ــر مواس ــم‬ ‫جفاف ــا من ــذ أربع ــة عق ــود‪ ،‬مم ــا أدى إل ــى نق ــص‬ ‫املي ــاه ف ــي جمي ــع أنح ــاء الب ــاد‪ ،‬وخاص ــة ف ــي‬ ‫املناط ــق الجنوبي ــة مث ــل البص ــرة‪ .‬وفق ــا للبن ــك‬ ‫الدول ــي‪ ،‬إذا اس ــتمرت االتجاه ــات الحالي ــة‪،‬‬ ‫س ــيواجه الع ـراق عج ـزا ح ــادا ف ــي املي ــاه يص ــل‬

‫إلــى ‪ 10‬مليــارات متــر مكعــب بحلــول عــام ‪2035‬‬ ‫ أي أكث ــر م ــن خمس ــة أضع ــاف االس ــتهالك‬‫الســنوي للميــاه فــي منطقــة نيويــورك الحضريــة‪.‬‬ ‫أثــر نقــص امليــاه علــى الوصــول إلــى ميــاه الشــرب‬ ‫والص ــرف الصح ــي وال ــري‪.‬‬ ‫‪‎‬األمن الغذائي‬ ‫‪‎‬وأش ــار التقري ــر‪ ،‬إل ــى أن الزراع ــة تع ــد قطاع ــا‬ ‫حاس ــما ف ــي االقتص ــاد العراق ــي ‪ -‬فه ــي ثان ــي‬ ‫أكب ــر مس ــاهم ف ــي النات ــج املحل ــي اإلجمال ــي‬ ‫العراق ــي بع ــد الهيدروكربون ــات‪ .‬ف ــي ع ــام ‪،2021‬‬ ‫بس ــبب ظ ــروف الجف ــاف‪ ،‬أبل ــغ مزارع ــو القم ــح‬ ‫والش ــعير ف ــي الع ـراق ع ــن انخف ــاض م ــا يق ــرب‬ ‫م ــن ‪ 37٪‬و ‪ 30٪‬ف ــي غل ــة املحاصي ــل املعني ــة‪.‬‬ ‫ف ــي ع ــام ‪ ،2022‬انخف ــض إجمال ــي اإلنتاجي ــة‬ ‫الزراعي ــة بنس ــبة تص ــل إل ــى ‪ ،50٪‬مم ــا أجب ــر‬ ‫املزارعي ــن عل ــى التخل ــي ع ــن مزارعه ــم والهج ــرة‬ ‫إل ــى املراك ــز الحضري ــة أو إل ــى الخ ــارج‪ .‬ب ــدأت‬ ‫الحكومــة العراقيــة فــي تنفيــذ مبــادرات زراعيــة‬ ‫ذكي ــة مناخي ــا لحماي ــة زراعته ــا‪ .‬ترك ــز مبادراته ــا‬

‫علــى االســتخدام املســتدام للميــاه واملحاصيــل‬ ‫املقاوم ــة للجف ــاف وتحس ــين أنظم ــة ال ــري‪.‬‬ ‫‪‎‬لك ــن‪ ،‬ح ــاالت الجف ــاف املطول ــة وس ــوء إدارة‬ ‫الترب ــة‪ ،‬أدت إل ــى تده ــور كبي ــر ف ــي الترب ــة‪ ،‬مم ــا‬ ‫أث ــر عل ــى أكث ــر م ــن ‪ 39٪‬م ــن أرا�ض ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫كم ــا تغي ــرت األه ــوار العراقي ــة‪ ،‬الت ــي كان ــت‬ ‫ذات ي ــوم مواق ــع تراثي ــة لليونس ــكو‪ ،‬حي ــث‬ ‫أصب ــح أكث ــر م ــن ‪ 70٪‬م ــن إجمال ــي مس ــاحة‬ ‫املس ــتنقعات (صح ـراء)‪ ،‬وت ــم تحوي ــل ‪ 20٪‬إل ــى‬ ‫حقــول زراعيــة‪ ،‬ولــم يتبــق ســوى ‪ 10٪‬مــن هــذه‬ ‫األه ــوار‪.‬‬ ‫‪‎‬مخاطر صحية‬ ‫‪‎‬ووف ــق التقري ــر‪ ،‬يه ــدد تغي ــر املن ــاخ أيض ــا‬ ‫مخاطــر صحيــة مباشــرة علــى الشــعب العراقــي‬ ‫بس ــبب الح ـرارة الش ــديدة وتده ــور ج ــودة‬ ‫الهــواء فــي الســنوات األخيــرة‪ ،‬إذ ســجل العـراق‬ ‫درجــات ح ـرارة تتجــاوز ‪ 120‬درجــة فهرنهايــت‪،‬‬ ‫حي ــث ش ــهدت مدين ــة البص ــرة الجنوبي ــة‬ ‫واح ــدة م ــن أعل ــى درج ــات الح ـرارة املس ــجلة‬

‫«عل ــى اإلط ــاق» عل ــى مس ــتوى العال ــم‪ ،‬عن ــد‬ ‫م ــا يق ــرب م ــن ‪ 130‬درج ــة فهرنهاي ــت ف ــي ع ــام‬ ‫‪.2016‬‬ ‫‪‎‬وعلــى الرغــم مــن أن العواصــف الترابيــة شــائعة‬ ‫فــي البيئــات القاحلــة‪ ،‬إال أن العـراق يعانــي اآلن‬ ‫م ــن م ــا يص ــل إل ــى ‪ 270‬عاصف ــة س ــنويا‪ ،‬م ــع‬ ‫تحديــد الح ـرارة والجفــاف كعوامــل متفاقمــة‪،‬‬ ‫وأدى ذل ــك‪ ،‬بحس ــب التقري ــر‪ ،‬إل ــى زي ــادة ف ــي‬ ‫أمـراض الجهــاز التنف�ســي مثــل الربــو وااللتهــاب‬ ‫الرئ ــوي الت ــي تكاف ــح البني ــة التحتي ــة للصح ــة‬ ‫العام ــة ملعالجته ــا‪.‬‬ ‫وكان تقريــر صــدر مؤخـرا عــن منظمــة الصحــة‬ ‫العاملي ــة‪ ،‬س ــلط الض ــوء عل ــى أم ـراض الجه ــاز‬ ‫التنف�س ــي املرتبط ــة بالعوام ــل املتعلق ــة باملن ــاخ‬ ‫باعتباره ــا خط ـرا صحي ــا رئيس ــيا ف ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫ـددا عل ــى ض ــرورة «تحس ــين إدارة ج ــودة‬ ‫مش ـ ً‬ ‫اله ــواء واس ــتراتيجيات التكي ــف م ــع الرعاي ــة‬ ‫الصحي ــة»‪.‬‬ ‫نزوح وصراع‬

‫«إذا استمرت االتجاهات‬ ‫الحالية‪ ،‬سيواجه العراق‬ ‫عجزا حادا في المياه‬ ‫يصل إلى ‪ 10‬مليارات‬ ‫متر مكعب بحلول عام‬ ‫‪..»2035‬‬

‫«تقرير صدر عن‬ ‫منظمة الصحة العالمية‬ ‫حول أمراض الجهاز‬ ‫التنفسي المرتبطة‬ ‫بعوامل المناخ باعتبارها‬ ‫خطرا صحيا رئيسيا في‬ ‫العراق‪ ،‬وضرورة تحسين‬ ‫إدارة جودة الهواء‬ ‫واستراتيجيات التكيف‬ ‫مع الرعاية الصحية»‪..‬‬

‫‪‎‬ولف ــت تقري ــر مجل ــة «الدراس ــات األمني ــة» ف ــي‬ ‫جامع ــة ج ــورج ت ــاون األمريكي ــة‪ ،‬إل ــى أن تغي ــر‬ ‫املن ــاخ أدو إل ــى تفاق ــم الن ــزوح والص ـراع داخ ــل‬ ‫الع ـراق‪ ،‬نتيج ــة ن ــدرة املي ــاه وانخف ــاض اإلنت ــاج‬ ‫الزراع ــي خصوص ـ ًـا ف ــي مناط ــق جن ــوب الب ــاد‪،‬‬ ‫حيــث تكــون آثــار تغيــر املنــاخ أشــد حــدة‪ ،‬غالبــا‬ ‫م ــا تتصاع ــد النزاع ــات ح ــول حق ــوق املي ــاه‬ ‫واألرا�ضــي إلــى عنــف‪ ،‬مــا أجبــر بعــض العراقييــن‬ ‫عل ــى االنتق ــال إل ــى املس ــتوطنات غي ــر الرس ــمية‪.‬‬ ‫ويعي ــش م ــا يق ــدر بنح ــو ‪ 1.2‬ملي ــون عراق ــي‬ ‫ف ــي مس ــتوطنات غي ــر رس ــمية‪ ،‬حي ــث تفتق ــر‬ ‫املجتمع ــات املحلي ــة النازح ــة ف ــي كثي ــر م ــن‬ ‫األحي ــان إل ــى الحص ــول عل ــى الخدم ــات‬ ‫األساس ــية‪ ،‬وه ــو م ــا يزي ــد م ــن التوت ـرات ف ــي‬ ‫املراك ــز الحضري ــة الت ــي تتص ــارع م ــع إم ــدادات‬ ‫املي ــاه املتوت ــرة وخدم ــات الص ــرف الصح ــي‬ ‫والكهرب ــاء‪.‬‬ ‫‪‎‬وم ــع تزاي ــد املنافس ــة عل ــى امل ــوارد‪ ،‬ي ــزداد‬ ‫احتم ــال ح ــدوث ص ـراع محل ــي‪ ،‬إذ يمك ــن أن‬ ‫ي ــؤدي تأثي ــر املص ــب له ــذا العن ــف إل ــى تفاق ــم‬ ‫ع ــدم االس ــتقرار‪ ،‬وف ــق التقري ــر األمريك ــي‪.‬‬ ‫‪‎‬وال تقتص ــر آث ــار تغي ــر املن ــاخ ف ــي الع ـراق عل ــى‬ ‫حــدوده‪ ،‬إذ يرتبــط كذلــك بالتغي ـرات فــي أنمــاط‬ ‫الهج ــرة الت ــي تؤث ــر عل ــى بقي ــة العال ــم‪ ،‬حي ــث‬ ‫ش ــهد العال ــم املتق ــدم‪ ،‬وخاص ــة أوروب ــا‪ ،‬زي ــادة‬ ‫كبي ــرة ف ــي طلب ــات الهج ــرة م ــن قب ــل عراقيي ــن‪،‬‬ ‫مدفوعــة بالصراعــات املرتبطــة باملنــاخ ونوعيــة‬ ‫الحي ــاة ومخ ــاوف س ــبل العي ــش‪.‬‬ ‫‪‎‬وب ــدأ الع ـراق العدي ــد م ــن التدابي ــر ملكافح ــة‬ ‫تغيــر املنــاخ‪ ،‬واعتمــدت الحكومــة خطــة تكيــف‬ ‫وطني ــة ترك ــز عل ــى اإلدارة املس ــتدامة للمي ــاه‪،‬‬ ‫وتحس ــين أنظم ــة ال ــري‪ ،‬واس ــتثمارات الطاق ــة‬ ‫املتج ــددة مث ــل الطاق ــة الشمس ــية وطاق ــة‬ ‫الري ــاح‪.‬‬ ‫وعل ــى املس ــتوى املحل ــي‪ ،‬يع ــزز الع ـراق‬ ‫االس ــتراتيجيات املجتمعي ــة‪ ،‬مث ــل حص ــاد مي ــاه‬ ‫األمطــار وتنميــة املحاصيــل املقاومــة للجفــاف‪،‬‬ ‫كم ــا يتب ــع برام ــج الس ــتعادة املس ــتنقعات‬ ‫وحمايــة النظــم اإليكولوجيــة الطبيعيــة‪ ،‬حيــث‬ ‫أن الحفــاظ علــى النظــم اإليكولوجيــة لألرا�ضــي‬ ‫الرطب ــة يخف ــف م ــن بع ــض األض ـرار الناجم ــة‬ ‫ع ــن تغي ــر املن ــاخ‪.‬‬


‫‪74‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪75 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫مشكالت البطاقة الموحدة ‪..‬‬

‫لم تنتهي برغم جرد‬ ‫معظم السكان‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫برغم ان الجهات املعنية بشؤون اصدار‬ ‫البطاقة الوطنية املوحدة في العراق تعلن‬ ‫ارقاما شبه مكتملة عن استخراج البطاقة‬ ‫الوطنية للسكان‪ ،‬فان املشكالت املتعلقة‬ ‫باإلصدارلم تزل تفعل فعلها كما تتواصل‬ ‫شكاوى كثيرمن السكان بشأن معرقالت‬ ‫االصدار‪.‬‬

‫أحمد المعموري‬

‫مدير مديرية شؤون‬ ‫البطاقة الوطنية‬

‫ومن ــذ م ــدة خاطب ــت وزارة الداخلي ــة‬ ‫الس ــكان بالق ــول «البطاق ــة الوطني ــة‬ ‫س ــتصلكم إل ــى منازلك ــم» وطبع ــا لق ــاء‬ ‫مبال ــغ مالي ــة مس ــتحدثة؛ وتس ــاءل‬ ‫كثي ــر م ــن الس ــكان بالق ــول‪ :‬إذا كان ــت‬ ‫الداخلي ــة تق ــول انه ــا انج ــزت معظ ــم‬ ‫بطاق ــات الس ــكان فلم ــاذا يتواص ــل‬ ‫الحج ــز االلكترون ــي حت ــى ف ــي تحديث ــات‬ ‫البطاق ــة والواقع ــات الحياتي ــة‪ ،‬وان‬ ‫الحج ــز يج ــري بصعوب ــة وف ــي بع ــض‬ ‫االحي ــان يخي ــب‪.‬‬ ‫لق ــد كش ــف مدي ــر مديري ــة ش ــؤون‬ ‫البطاق ــة الوطني ــة (الت ــي أصب ــح اس ــمها‬ ‫مديريــة الجنســية واملعلومــات املدنيــة)‪،‬‬ ‫أحم ــد املعم ــوري‪ ،‬ع ــن ان ــه ج ــرى‬ ‫إص ــدار البطاق ــة الوطني ــة ل ـ ‪ 42‬مليون ـ ًـا‬ ‫و‪ 10‬آالف مواطــن عراقــي لغايــة الســاعة‬ ‫العاش ــرة م ــن صب ــاح ي ــوم الثالث ــاء ‪/ 24‬‬

‫‪ ،2024 / 12‬مشــيرا الــى ان نســبة املســجلين‬ ‫بدوائــر البطاقــة بلغــت ‪ 93%‬مــن الســكان‪،‬‬ ‫وان النســبة املتبقيــة تتــوزع بيــن املتواجديــن‬ ‫ف ــي داخ ــل الع ـراق وتخدمه ــم ‪ 328‬دائ ــرة‬ ‫للبطاق ــة الوطني ــة ف ــي عم ــوم الب ــاد وف ــي‬ ‫الخ ــارج بواق ــع ‪ 7‬مراك ــز للبطاق ــة الوطني ــة‬ ‫ف ــي دول الخ ــارج ضم ــن خط ــة افتت ــاح ‪25‬‬ ‫مرك ـ ًزا‪.‬‬ ‫وارتباط ــا بذل ــك لفت ــت وزارة الداخلي ــة‪ ،‬ال ــى‬ ‫تســجيل نحــو ‪ 9‬مالييــن شــخص فــي البطاقــة‬ ‫الوطنيــة فــي عــام ‪ 2024‬لوحــده‪.‬‬ ‫م ــن الض ــروري التذكي ــر هن ــا ب ــان اص ــدار‬ ‫البطاقــة الوطنيــة املوحــدة فــي العـراق هــدف‬ ‫إل ــى توحي ــد الوثائ ــق الش ــخصية وتس ــهيل‬ ‫الوص ــول إل ــى الخدم ــات الحكومي ــة‪ ،‬لكنه ــا‬ ‫واجه ــت املعرق ــات الت ــي اعاق ــت الن ــاس‬ ‫ف ــي أثن ــاء املراجع ــة؛ ويظه ــر ان كثي ـرا م ــن‬ ‫الســكان ال زلــوا يعانــون مــن تلــك املعرقــات‪،‬‬ ‫وم ــن أبرزه ــا الزح ــام الش ــديد والطوابي ــر‬ ‫ف ــي املكات ــب‪ ،‬واالنتظ ــار ألوق ــات طويل ــة‪،‬‬ ‫وأحيان ــا لس ــاعات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫والنق ــص ف ــي ع ــدد املوظفي ــن املدربي ــن‬

‫«مطالبات بزيادة‬ ‫عدد مراكز اإلصدار‬ ‫وتوزيعها بشكل‬ ‫متوازن‪ ،‬والغاء الحجز‬ ‫االلكتروني بسبب‬ ‫إعالن الجهات‬ ‫المسؤولة بانها‬ ‫انجزت النسبة‬ ‫الساحقة من بطاقات‬ ‫السكان ولم يتبق اال‬ ‫القليل»‪.‬‬

‫يجع ــل العملي ــة بطيئ ــة‪ ،‬ويزي ــد م ــن معان ــاة‬ ‫املراجعي ــن‪ ،‬وباعتم ــاد عملي ــة اإلص ــدار‬ ‫عل ــى األجه ــزة اإللكتروني ــة واألنظم ــة‬ ‫الرقمي ــة‪ ،‬ف ــان أي عط ــل فيه ــا ي ــؤدي إل ــى‬ ‫تأخي ــر املعام ــات وإرب ــاك العم ــل‪ ،‬وه ــذا‬ ‫يحــدث فــي اوقــات كثيــرة بســبب بــطء شــبكة‬ ‫االنترن ــت ف ــي الع ـراق‪ ،‬كم ــا ان انقط ــاع‬ ‫التيــار الكهربائــي املتكــرر يؤثــر علــى تشــغيل‬ ‫األنظمــة واألجهــزة اإللكترونيــة فــي املكاتــب؛‬ ‫ولوح ــظ كث ــرة التوقف ــات ف ــي العم ــل له ــذه‬ ‫االس ــباب‪.‬‬ ‫كم ــا ان ع ــدم إحض ــار املواط ــن جمي ــع‬ ‫الوثائ ــق املطلوب ــة أو تواج ــد أخط ــاء ف ــي‬ ‫املس ــتندات (مث ــل االس ــم أو تاري ــخ املي ــاد)‬ ‫ي ــؤدي إل ــى تأخي ــر إكم ــال اإلج ـراءات‪،‬‬ ‫وتوج ــد قل ــة ف ــي مراك ــز اإلص ــدار ف ــي بع ــض‬ ‫املحافظ ــات أو املناط ــق النائي ــة م ــا يجع ــل‬ ‫املواطني ــن يضط ــرون للس ــفر ملس ــافات‬ ‫طويل ــة للوص ــول إل ــى أق ــرب مرك ــز‪.‬‬ ‫وبرغــم ان الهــدف املعلــن مــن قبــل الجهــات‬ ‫املعني ــة ه ــو تبس ــيط اج ـراءات اص ــدار‬ ‫البطاق ــة‪ ،‬ف ــإن بع ــض املراجعي ــن يواجه ــون‬ ‫صعوب ــة ف ــي فه ــم خط ــوات العملي ــة بس ــبب‬ ‫تعقيــد املتطلبــات أو التعليمــات؛ وبحســب‬ ‫ق ــول بع ــض االش ــخاص فان ــه وجه ــت‬ ‫إليه ــم طلب ــات م ــن بع ــض املوظفي ــن لدف ــع‬ ‫«رش ــاوى» أو مبال ــغ غي ــر رس ــمية لتس ــريع‬ ‫معامالتهــم‪ ،‬ممــا يخلــق ضغطــا إضافيــا علــى‬ ‫العم ــل‪ ،‬كم ــا ان النظ ــام اإللكترون ــي لحج ــز‬ ‫املواعي ــد ق ــد يواج ــه مش ــكالت‪ ،‬مم ــا ي ــؤدي‬ ‫إل ــى تأخ ــر املعام ــات أو صعوب ــة الحص ــول‬ ‫عل ــى موع ــد قري ــب‪.‬‬ ‫ولوح ــظ ان قل ــة حم ــات التوعي ــة الت ــي‬ ‫تش ــرح للس ــكان الخط ــوات واإلج ـراءات‬ ‫املطلوب ــة مس ـ ًـبقا تجع ــل البع ــض يذهب ــون‬ ‫للمراجع ــة م ــن دون تجهي ــز كام ــل‪.‬‬ ‫وطال ــب مراجع ــون ومتخصص ــون مم ــن‬ ‫اس ــتطلعنا آراءه ــم بزي ــادة ع ــدد مراك ــز‬ ‫اإلص ــدار وتوزيعه ــا بش ــكل مت ــوازن‪ ،‬والغ ــاء‬ ‫الحج ــز االلكترون ــي معللي ــن ذل ــك بإع ــان‬ ‫الجه ــات املس ــؤولة ع ــن اص ــدار البطاق ــة‬


‫‪76‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪77 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫مشكالت البطاقة الموحدة لم تنتهي ‪...‬‬

‫بانه ــا انج ــزت النس ــبة الس ــاحقة م ــن‬ ‫بطاق ــات الس ــكان ول ــم يتب ــق اال القلي ــل‪.‬‬ ‫ودع ــا مختص ــون ال ــى تدري ــب مزي ــد م ــن‬ ‫املوظفي ــن وزي ــادة امل ــاكات العامل ــة ف ــي‬ ‫املكات ــب و تحس ــين األنظم ــة اإللكتروني ــة‬ ‫والصيان ــة الدوري ــة له ــا و إط ــاق حم ــات‬ ‫توعي ــة عب ــر وس ــائل اإلع ــام ومنص ــات‬ ‫التواصــل االجتماعــي‪ ،‬و تبســيط اإلجـراءات‬ ‫وتقلي ــل الروتي ــن اإلداري‪ ،‬و مكافح ــة‬ ‫الفس ــاد اإلداري ومراقب ــة س ــير العم ــل ف ــي‬ ‫املكا ت ــب‪.‬‬ ‫وكان ــت هيئ ــة النزاه ــة االتحادي ــة‪ ،‬ق ــد‬ ‫حث ــت ف ــي تقري ــر س ــابق له ــا عل ــى اإلس ـراع‬ ‫ف ــي تنفي ــذ عق ــد تطوي ــر مش ــروع البطاق ــة‬ ‫الوطنيــة‪ ،‬واســتكمال توفيــر البنــى التحتيــة‬ ‫للدوائ ــر واملديري ــات ودعمه ــا باألجه ــزة‬ ‫اإللكتروني ــة‪ ،‬وقي ــام وزارة الكهرب ــاء بتأمي ــن‬ ‫اس ــتمرار الطاق ــة الكهربائي ــة بوس ــاطة‬ ‫رب ــط املديري ــات بخ ــط ط ــوارئ‪ ،‬لضم ــان‬ ‫اس ــتمرارية وانس ــيابية العم ــل‪ ،‬مش ــددة‬ ‫عل ــى ض ــرورة التنس ــيق بي ــن وزارت ــي اإلعم ــار‬ ‫واإلس ــكان والبلدي ــات واألش ــغال العام ــة‬ ‫والكهرب ــاء وأمان ــة بغ ــداد والهيئ ــة الوطني ــة‬ ‫لالســتثمار مــع وزارة االتصــاالت عنــد تنفيــذ‬ ‫األعم ــال املدني ــة الت ــي ت ــؤدي ف ــي بع ــض‬ ‫األحي ــان إل ــى اإلض ـرار بالكيب ــل الضوئ ــي‬ ‫الخ ــاص بعم ــل مديري ــة البطاق ــة الوطني ــة‪،‬‬ ‫وتوقــف عملهــا ملــدة قــد تصــل إلــى أكثــر مــن‬ ‫ثالث ــة أي ــام‪.‬‬ ‫ولخ ــص التقري ــر معوق ــات عم ــل دوائ ــر‬ ‫البطاق ــة الوطني ــة ف ــي املحافظ ــات بتك ـرار‬ ‫انقط ــاع منظوم ــة االتص ــاالت الت ــي تتس ــبب‬ ‫بدوره ــا ف ــي تأخي ــر إنج ــاز املعام ــات وقل ــة‬ ‫تجهي ــز البطاق ــة (الخام ــة)‪ ،‬فض ــا ع ــن‬ ‫صعوب ــة حص ــول املواط ــن عل ــى الحج ــز‬ ‫اإللكترون ــي‪ ،‬مم ــا يضط ــره إل ــى اللج ــوء‬ ‫ألصح ــاب األكش ــاك املج ــاورة للدوائ ــر‬ ‫للحصــول علــى حجــز‪ ،‬لقــاء مبلــغ مــن املــال‪،‬‬ ‫وع ــدم كف ــاءة وتق ــادم األجه ــزة اإللكتروني ــة‬ ‫الت ــي يج ــري العم ــل عليه ــا‪ ،‬وع ــدم توف ــر‬

‫«خدمة «إيصال‬ ‫بطاقتك إلى بيتك»‬ ‫بمبادرة من الحكومة‬ ‫العراقية بالتعاون‬ ‫مع مديرية األحوال‬ ‫المدنية والجوازات‬ ‫واإلقامة‪ ،‬لتسهيل‬ ‫إجراءات الحصول على‬ ‫البطاقة الموحدة‬ ‫وتقليل العبء على‬ ‫المواطنين»‪.‬‬

‫الدعــم الفنــي‪ ،‬ونــوه بوجــود تدخــل ملحــوظ‬ ‫م ــن قب ــل أصح ــاب األكش ــاك‪ ،‬وتروي ــج‬ ‫معام ــات وطب ــع كت ــب رس ــمية متعلق ــة‬ ‫بعم ــل املديري ــة‪.‬‬ ‫كمــا كان التأخيــر فــي تجهيــز خامــات البطاقــة‬ ‫بأعــداد ال تتناســب مــع الحاجــة الفعليــة لهــا‬ ‫ف ــي بغ ــداد واملحافظ ــات‪ ،‬وع ــدم االنتظ ــام‬ ‫بي ــن م ــدد إب ـرام العق ــود‪ ،‬وع ــدم مراع ــاة‬ ‫التوزي ــع الس ــكاني ل ــدى توزيعه ــا‪ ،‬مم ــا أدى‬ ‫إل ــى تأخ ــر إصداره ــا ف ــي بع ــض األحي ــان مل ــدة‬ ‫ثماني ــة أش ــهر‪.‬‬ ‫يذك ــر ان الجه ــات املعني ــة أطلق ــت م ــا‬ ‫يســمى خدمــة «إيصــال بطاقتــك إلــى بيتــك»‬ ‫بمب ــادرة م ــن الحكوم ــة العراقي ــة بالتع ــاون‬

‫م ــع مديري ــة األح ــوال املدني ــة والج ــوازات‬ ‫واإلقام ــة‪ ،‬به ــدف تس ــهيل إج ـراءات‬ ‫الحص ــول عل ــى البطاق ــة الوطني ــة املوح ــدة‬ ‫وتقلي ــل الع ــبء عل ــى املواطني ــن؛ تتضم ــن‬ ‫ه ــذه الخدم ــة إيص ــال البطاق ــة الوطني ــة‬ ‫املوح ــدة إل ــى عن ــوان املواط ــن املس ــجل ف ــي‬ ‫ـدال م ــن اضط ـراره للذه ــاب إل ــى‬ ‫الطل ــب‪ ،‬ب ـ ً‬ ‫مكت ــب األح ــوال املدني ــة لتس ــلمها‪.‬‬ ‫وم ــن مزاي ــا الخدم ــة االس ــهام ف ــي تقلي ــل‬ ‫الضغ ــط عل ــى مكات ــب األح ــوال املدني ــة‬ ‫وتخفي ــف االزدح ــام‪ .‬يج ــري توصي ــل‬ ‫البطاق ــة إل ــى العن ــوان املح ــدد‪ ،‬مم ــا يس ــهل‬ ‫االم ــر عل ــى األش ــخاص كب ــار الس ــن أو ذوي‬ ‫اإلعاق ــة أو الن ــاس ف ــي املناط ــق النائي ــة‪،‬‬

‫وتجن ــب تكالي ــف النق ــل والوق ــت املس ــتغرق‬ ‫للوص ــول إل ــى املكات ــب الحكومي ــة‪.‬‬ ‫يج ــري تقدي ــم الخدم ــة ع ــن طري ــق تع ــاون‬ ‫مديري ــة األح ــوال املدني ــة م ــع ش ــركات‬ ‫التوصي ــل املحلي ــة أو البري ــد الحكوم ــي‪،‬‬ ‫يق ــوم املواط ــن بتقدي ــم طل ــب أثن ــاء مراح ــل‬ ‫التقدي ــم للبطاق ــة الوطني ــة‪ ،‬م ــع تحدي ــد‬ ‫رغبت ــه ف ــي تس ــلمها عب ــر خدم ــة التوصي ــل‪،‬‬ ‫ويتطل ــب تقدي ــم العن ــوان الكام ــل ورق ــم‬ ‫الهات ــف للتواص ــل‪.‬‬ ‫بع ــد تجهي ــز البطاق ــة‪ ،‬يج ــري تس ــليمها‬ ‫املكلف ــة بالتوصي ــل‪.‬‬ ‫للمواط ــن عب ــر الجه ــة ّ‬ ‫ً‬ ‫غالب ــا م ــا يج ــري ف ــرض رس ــوم عل ــى خدم ــة‬ ‫التوصي ــل‪ ،‬يت ــم دفعه ــا ف ــي أثن ــاء تقدي ــم‬ ‫الطل ــب أو عن ــد تس ــلم البطاق ــة‪ ،‬وهن ــا‬ ‫يحــدث ايضــا التأخيــر فــي التوصيــل‪ ،‬بســبب‬ ‫كث ــرة الطلب ــات أو قل ــة ع ــدد املوظفي ــن ف ــي‬ ‫ش ــركات التوصي ــل وأخط ــاء العن ــوان‪ ،‬او‬ ‫بس ــبب رق ــم هات ــف غي ــر صال ــح أو تغيي ــره‪،‬‬ ‫كم ــا يالح ــظ ضع ــف التعري ــف االعالم ــي‬ ‫بهــذه الخدمــة وجهــل كثيــر مــن الســكان لهــا‪.‬‬


‫‪78‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪79 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫يحد من انتشارها‪..‬‬ ‫ارتفاع أسعارها ّ‬

‫الفاكهة االستوائية في العراق‬ ‫بين التخصص والعشوائية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تتميزالفاكهة االستوائية بقدرتها الفاعلة في عالج العديد من‬ ‫األمراض املزمنة واملستعصية‪ ،‬إال أن ارتفاع أسعارها في األسواق‬ ‫العر اقية جعل اإلقبال عليها يكاد يقتصرعلى امليسورين‪.‬‬

‫وتص ــل الفاكه ــة االس ــتوائية إل ــى الع ـراق عب ــر‬ ‫مس ــتوردين محليي ــن وأصح ــاب مح ــال بقال ــة‬ ‫متخصصي ــن به ــا‪ ،‬دأب ــوا عل ــى توفي ــر مختل ــف‬ ‫األصن ــاف منه ــا ف ــي محاله ــم‪.‬‬ ‫ويحم ــل غالبي ــة زبائ ــن مح ــال الفاكه ــة‬ ‫االس ــتوائية وصف ــات طبي ــة لش ـراء أن ــواع‬ ‫يحدده ــا األطب ــاء له ــم‪ ،‬وتالق ــي ه ــذه الفاكه ــة‬ ‫رواج ـ ًـا بي ــن الن ــاس‪ ،‬لك ــن انتش ــارها ف ــي‬

‫العاصم ــة بغ ــداد ب ــات الفت ـ ًـا لالنتب ــاه‪ ،‬كم ــا‬ ‫تراف ــق م ــع ه ــذا ال ــرواج مس ــاوئ عدي ــدة‪ ،‬إذ‬ ‫أن كثيـ ًرا مــن الباعــة يتعاملــون بعشــوائية مــع‬ ‫ه ــذه الفاكه ــة لجهله ــم بأهمي ــة كل ن ــوع منه ــا‪،‬‬ ‫وف ــق صاح ــب بقالي ــة «أب ــو جل ــدة»‪ ،‬عل ــي‬ ‫محم ــد‪ ،‬املش ــهور ببي ــع الفاكه ــة االس ــتوائية‬ ‫ف ــي بغ ــداد من ــذ زم ــن بعي ــد‪.‬‬ ‫أسعار باهظة‬

‫ويق ــول محم ــد ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «بع ــض‬ ‫الباع ــة يجهل ــون أهمي ــة الفاكه ــة االس ــتوائية‬ ‫ودور كل صنــف منهــا بمعالجــة مــرض معيــن‪،‬‬ ‫ـدا ملعالجــة أمـراض املجــاري‬ ‫فبعضهــا جيــد جـ ً‬ ‫البولي ــة‪ ،‬والته ــاب الكب ــد‪ ،‬والفش ــل الكل ــوي‪،‬‬ ‫وتكس ـرات كري ــات ال ــدم»‪.‬‬ ‫ويضي ــف «يت ــم تن ــاول الكرك ــم الط ــازج‬ ‫ملعالجــة أم ـراض الكبــد والســكر واملفاصــل‪،‬‬ ‫ويمك ــن معالج ــة م ــرض الس ــكري بتن ــاول‬ ‫فاكهــة األفــوكادو األمريكــي أيضـ ًـا‪ ،‬أمــا فاكهــة‬ ‫القش ــطة فيتناوله ــا املصاب ــون بأم ـراض‬ ‫خبيث ــة‪ ،‬وثم ــة أن ــواع م ــن الفاكه ــة تس ــاعد‬ ‫عل ــى التخل ــص م ــن األم ـراض الخبيث ــة‬ ‫كفاكه ــة التني ــن الرامبوت ــان»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع «كم ــا يوص ــف الخرش ــوف ملعالج ــة‬ ‫أم ـراض الدم ــاغ‪ ،‬بي ــد أن ثم ــة فواك ــه تتمي ــز‬ ‫بم ــذاق طي ــب ولك ــن ال فائ ــدة صحي ــة منه ــا‬ ‫كمهجن ــات الكي ــوي بطع ــم امل ــوز والرق ــي‬ ‫األصف ــر»‪.‬‬ ‫ويواص ــل محم ــد «معظ ــم الزبائ ــن الذي ــن‬ ‫يقص ــدون البقال ــة يحمل ــون وصف ــة طبي ــة‪،‬‬ ‫ونح ــن نجته ــد بدورن ــا بتوفي ــر جمي ــع أن ــواع‬ ‫الفاكه ــة االس ــتوائية حت ــى ف ــي غي ــر موس ــمها‬ ‫وأوانه ــا»‪.‬‬ ‫«وتت ـراوح مع ــدالت أس ــعار الفاكه ــة‬ ‫االس ــتوائية بي ــن خمس ــة آالف دين ــار (نح ــو‬ ‫‪ 3.5‬دوالر) إل ــى ‪ 25‬أل ــف دين ــار (نح ــو ‪17‬‬ ‫دوال ًرا) للكيل ــو غ ـرام الواح ــد أو القطع ــة‬ ‫الواح ــدة حس ــب ن ــدرة الفاكه ــة‪ ،‬لك ــن‬ ‫بع ــض أصن ــاف ه ــذه الفاكه ــة يتج ــاوز‬

‫س ــعر القطع ــة الواح ــدة منه ــا م ــن ‪ 90‬أل ــف‬ ‫دين ــار (نح ــو ‪ 60‬دوال ًرا) إل ــى ‪ 140‬أل ــف دين ــار‬ ‫(نح ــو ‪ 94‬دوال ًرا) مث ــل فاكه ــة الج ــاك ف ــروت‪،‬‬ ‫ويت ــم توفيره ــا ف ــي البقال ــة بطل ــب خ ــاص م ــن‬ ‫الزبائ ــن»‪ ،‬يق ــول محم ــد‪.‬‬ ‫فاكهة ألعمار معينة‬ ‫هنــاك أنــواع مــن الفاكهــة يتناولهــا كبــار الســن‬ ‫أو املصابــون بأم ـراض مزمنــة‪ ،‬ويــرى املواطــن‬ ‫أحم ــد حمي ــد (‪ 30‬عام ـ ًـا)‪ ،‬إن «الفاكه ــة‬ ‫االس ــتوائية بدي ــل ناف ــع ع ــن العالج ــات‬ ‫الكيميائي ــة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد فــي حديثــه املجلــة «فيلــي»‪ ،‬أنــه يشــتري‬ ‫فاكهــة األفــوكادو بســبب إصابــة والدتــه بعــدة‬ ‫أم ـراض مزمن ــة‪ ،‬وأنه ــا تعان ــي م ــن مش ــاكل ف ــي‬ ‫املعــدة‪ ،‬إضافــة إلــى ارتفــاع ضغــط الــدم‪.‬‬ ‫ويوض ــح حمي ــد «بع ــض األطب ــاء املختصي ــن‬ ‫بالتغذي ــة نصحون ــي باالس ــتمرار عل ــى تن ــاول‬ ‫بع ــض األطعم ــة والفواك ــه ذات القيم ــة‬ ‫الغذائي ــة العالي ــة ومنه ــا األف ــوكادو»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع «ب ــدأت والدت ــي بتن ــاول األف ــوكادو‬ ‫بش ــكل منتظ ــم وبمع ــدل ثم ــرة واح ــدة إل ــى‬ ‫ثمرتي ــن يومي ـ ًـا‪ ،‬ه ــذا الن ــوع م ــن الفاكه ــة غن ــي‬ ‫بالده ــون الصحي ــة واأللي ــاف والفيتامين ــات‬ ‫األساس ــية كالبوتاس ــيوم ال ــذي يع ــرف ب ــدوره‬ ‫ُ‬ ‫الفع ــال فــي تنظي ــم ضغ ــط ال ــدم‪ ،‬وق ــد س ــاعد‬ ‫علــى تحســن صحــة والدتــي واســتقرار مســتوى‬ ‫ضغ ــط ال ــدم لديه ــا»‪.‬‬ ‫أطباء التغذية‬ ‫وينص ــح ع ــدد م ــن أطب ــاء التغذي ــة بالفواك ــه‬

‫االس ــتوائية للتخل ــص م ــن األم ـراض‬ ‫الس ــرطانية وغيره ــا‪ ،‬وخاص ــة القش ــطة الت ــي‬ ‫يصفه ــا البع ــض بـ»املعج ــزة»‪.‬‬ ‫ويوض ــح أخصائ ــي التغذي ــة الدكت ــور عزي ــز‬ ‫عب ــد الرحي ــم‪ ،‬فوائ ــد بع ــض أن ــواع الفاكه ــة‬

‫االس ــتوائية‪ ،‬ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫«فاكه ــة القش ــطة غني ــة بامل ــواد الكيميائي ــة‬ ‫الطبيعي ــة وتحت ــوي عل ــى املع ــادن كالنح ــاس‬ ‫والبوتاس ــيوم ومجموع ــة م ــن الفيتامين ــات‪،‬‬ ‫إضاف ــة إل ــى الف ــوالذ واألحم ــاض األميني ــة»‪.‬‬ ‫ويضي ــف «م ــادة الكوالجي ــن املوج ــودة ف ــي‬ ‫ـدا للدم ــاغ‬ ‫الفاكه ــة االس ــتوائية مهم ــة ج ـ ً‬ ‫ومقوي ــة لألعص ــاب واملناع ــة‪ ،‬كم ــا أن ‪6%‬‬ ‫مــن األليــاف املوجــودة بهــذه الفاكهــة صديقــة‬ ‫للجه ــاز الهضم ــي وأم ـراض القول ــون ل ــذا‬ ‫ننص ــح بتناوله ــا قب ــل الطع ــام»‪.‬‬ ‫ووف ــق عب ــد الرحي ــم‪ ،‬ف ــأن «فاكه ــة التني ــن‬ ‫االس ــتوائية غني ــة بمجموع ــة الفيتامين ــات‪،‬‬ ‫وتحت ــوي عل ــى البروبيت ــك وه ــي بكتري ــا نافع ــة‪،‬‬ ‫وتناوله ــا مفي ــد ملش ــاكل املع ــدة»‪.‬‬


‫‪80‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الحكومة السورية الجديدة دعت اىل اقامة املشاريع املشرتكة مع العراق‪ ،‬فامهي آفاق املشاريع املقرتحة للعمل املشرتك بني البلدين‪ ،‬السيام ان باحثني اقتصاديني يشددون عىل رضورة مواصلة العالقات االعتيادية بني البلدين الجارين بسبب موقعهام االسرتاتيجي‬

‫الدعوات تتزايد لمشاريع مشتركة‬

‫بين العراق وسوريا وتجاوز المخاوف‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫الحكوم ــة الس ــورية الجدي ــدة دع ــت ال ــى اقام ــة املش ــاريع املش ــتركة م ــع الع ـراق‪ ،‬فماه ــي آف ــاق‬ ‫املشــاريع املقترحــة للعمــل املشــترك بيــن البلديــن‪ ،‬الســيما ان باحثيــن اقتصادييــن يشــددون علــى‬ ‫ض ــرورة مواصل ــة العالق ــات االعتيادي ــة بي ــن البلدي ــن الجاري ــن بس ــبب موقعهم ــا االس ــتراتيجي‪..‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪81 2025‬‬


‫‪82‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪83 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الدعوات تتزايد لمشاريع مشتركة بين العراق وسوريا وتجاوز المخاوف‬ ‫عل ــى صعي ــد االقتص ــاد والتج ــارة والس ــياحة‬ ‫وغيره ــا م ــن املراف ــق!>‬ ‫وكش ــف وزي ــر االقتص ــاد الس ــوري ف ــي‬ ‫الحكوم ــة املؤقت ــة باس ــل عب ــد الحن ــان‪ ،‬ع ــن‬ ‫تواج ــد خط ــط حكومي ــة لتطوي ــر العالق ــات‬ ‫االقتصادي ــة م ــع الع ـراق‪ ،‬فيم ــا أش ــار إل ــى‬ ‫أن الحكوم ــة الس ــورية تس ــعى للتواص ــل م ــع‬ ‫املنظم ــات الدولي ــة لتخفي ــف العقوب ــات‬ ‫االقتصادي ــة عل ــى ب ــاده‪.‬‬ ‫وق ــال عب ــد الحن ــان‪ ،‬ف ــي مقابل ــة خاص ــة‬ ‫م ــع مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن “تطوي ــر العالق ــات‬ ‫االقتصادي ــة م ــع الع ـراق يش ــمل التكام ــل‬ ‫الصناع ــي ف ــي املنتج ــات‪ ،‬وتعزي ــز التب ــادل‬ ‫التج ــاري‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن تقدي ــم تس ــهيالت‬ ‫عدي ــدة بغي ــة تب ــادل املنتج ــات بي ــن البلدي ــن‪،‬‬ ‫باإلضاف ــة إل ــى تش ــجيع إقام ــة مش ــاريع‬ ‫اس ــتثمارية وتبس ــيط اإلج ـراءات الجمركي ــة‬ ‫لتســهيل حركــة الســلع والخدمــات”‪ .‬وبحســب‬ ‫الدراس ــات املتخصص ــة ف ــان آف ــاق التع ــاون‬ ‫بيــن العـراق وســوريا واعــدة ومتنوعــة‪ ،‬ويمكــن‬

‫تلخيصه ــا ف ــي ض ــرورة زي ــادة حج ــم التب ــادل‬ ‫التج ــاري بي ــن البلدي ــن‪ ،‬وتس ــهيل اإلج ـراءات‬ ‫الجمركي ــة‪ ،‬وإقام ــة مناط ــق تج ــارة ح ــرة‪،‬‬ ‫و تشــجيع االســتثمارات املشــتركة فــي شــتى‬ ‫املج ــاالت‪ ،‬مث ــل النف ــط والغ ــاز والصناع ــة‬ ‫والزراع ــة والبني ــة التحتي ــة والس ــياحة‪.‬‬ ‫ويلف ــت املتخصص ــون ال ــى الحاج ــة القص ــوى‬ ‫ال ــى التع ــاون ف ــي مج ــال الطاق ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك‬ ‫توريــد النفــط العراقــي عبــر األرا�ضــي الســورية‪،‬‬ ‫وتبــادل الخبـرات فــي مجــال الطاقــة املتجــددة‪،‬‬ ‫منوهي ــن ال ــى ان الواق ــع البح ــري الفري ــد‬ ‫للموان ــئ الس ــورية وانفتاحه ــا عل ــى العال ــم‬ ‫يمك ــن الع ـراق م ــن تفعي ــل نش ــاطه النفط ــي‬ ‫والتج ــاري واالقتص ــادي بفعالي ــة‪.‬‬ ‫كم ــا يلفت ــون ال ــى اهمي ــة تعزي ــز التب ــادل‬ ‫الثقاف ــي والفن ــي بي ــن البلدي ــن‪ ،‬وإقام ــة‬ ‫الفعالي ــات الثقافي ــة املش ــتركة‪ ،‬والتع ــاون‬ ‫ف ــي مج ــال التعلي ــم العال ــي‪ ،‬وتب ــادل الط ــاب‬ ‫واألس ــاتذة‪ ،‬ف ــي ض ــوء حقيق ــة ان الع ـراق‬ ‫وس ــوريا يرتبط ــان بتاري ــخ مش ــترك وثقاف ــة‬

‫ولغــة متشــابهة‪ ،‬وهنــاك إرادة سياســية لــدى‬ ‫قيادتــي البلديــن لتطويــر العالقــات الثنائيــة‪،‬‬ ‫عل ــى ح ــد وصفه ــم‪.‬‬ ‫ويربطون ذلك بالتعاون في مكافحة اإلرهاب‬ ‫والجماع ــات املتطرف ــة‪ ،‬وتب ــادل املعلوم ــات‬ ‫االس ــتخباراتية‪ ،‬وتعزي ــز التع ــاون ف ــي حماي ــة‬ ‫الح ــدود املش ــتركة‪ ،‬ومن ــع التس ــلل والتهري ــب‪،‬‬ ‫والحاجــة الــى التنســيق فــي القضايــا اإلقليميــة‬ ‫والدولي ــة‪ ،‬ودع ــم املصال ــح املش ــتركة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ام ــا التحدي ــات الت ــي تواج ــه ه ــذا التع ــاو ‪،‬‬ ‫مث ــل األوض ــاع األمني ــة ف ــي املنطق ــة‪،‬‬ ‫والتدخ ــات الخارجي ــة‪ ،‬واالختالف ــات‬ ‫السياس ــية بي ــن الفصائ ــل الداخلي ــة ف ــي كال‬ ‫البلدي ــن‪ ،‬فباإلم ــكان التغل ــب عليه ــا بتغلي ــب‬ ‫مصلحة الشــعبين املعنيين الرئيســين بحصد‬ ‫ثم ــار التع ــاون؛ لتحقي ــق أق�ص ــى اس ــتفادة‬ ‫م ــن ه ــذا التع ــاون‪ ،‬وهن ــا بحس ــب املراقبي ــن‬ ‫يتوج ــب عل ــى البلدي ــن العم ــل عل ــى بن ــاء‬ ‫الثق ــة املتبادل ــة‪ ،‬وتطوي ــر آلي ــات للتنس ــيق‬ ‫والتعــاون‪ ،‬وحــل الخالفــات الثنائيــة بالحــوار‬

‫والتفا ه ــم‪.‬‬ ‫وبحس ــب الدراس ــات تع ــد مش ــاريع النق ــل‬ ‫بالس ــكك الحدي ــد بي ــن الع ـراق وس ــوريا م ــن‬ ‫املش ــاريع الحيوي ــة الواجب ــة التنفي ــذ الت ــي‬ ‫م ــن ش ــأنها أن تع ــزز التع ــاون االقتص ــادي‬ ‫والتج ــاري بي ــن البلدي ــن‪ ،‬وتس ــهم ف ــي تحقي ــق‬ ‫التنمي ــة املس ــتدامة؛ وتتمث ــل أهمي ــة ه ــذه‬ ‫املشــاريع فــي تســهيل حركــة البضائــع والــركاب‬ ‫مم ــا يس ــهم ف ــي تقلي ــل التكالي ــف وزي ــادة‬ ‫الكف ــاءة ف ــي مج ــال النق ــل‪ ،‬وفت ــح فض ــاءات‬ ‫الس ــياحة والترفي ــه لس ــكان البلدي ــن وتعزي ــز‬ ‫التب ــادل التج ــاري بي ــن البلدي ــن واملنطق ــة‪.‬‬ ‫وعــن طريــق ربــط األســواق العراقيــة والســورية‬ ‫تفتــح آفــاق جديــدة لالســتثمار والتجــارة‪ ،‬ممــا‬ ‫يســهم فــي تحســين مســتوى املعيشــة للســكان‬ ‫ف ــي كال البلدي ــن؛ وع ــن طري ــق رب ــط الع ـراق‬ ‫وس ــوريا بش ــبكة الس ــكك الحدي ــد اإلقليمي ــة‪،‬‬ ‫س ــيجري تعزي ــز التع ــاون اإلقليم ــي‪ ،‬وهن ــا‬ ‫تبــرز أهميــة تطويــر وتحديــث البنيــة التحتيــة‬ ‫القائم ــة لس ــكك الحدي ــد ف ــي كال البلدي ــن‪.‬‬ ‫وبرغــم التحديــات‪ ،‬إال أن هنــاك آفاقـ ًـا واعــدة‬ ‫ملشــاريع النقــل بالســكك الحديــد بيــن الع ـراق‬ ‫وس ــوريا؛ وم ــن املتوق ــع أن يس ــهم تنفي ــذ‬ ‫ه ــذه املش ــاريع ف ــي تحقي ــق عدي ــد الفوائ ــد‬ ‫االقتصادي ــة واالجتماعي ــة‪ ،‬مم ــا يس ــهم ف ــي‬ ‫تعزي ــز التع ــاون بي ــن البلدي ــن واملنطق ــة‪.‬‬ ‫وللتغل ــب عل ــى التحدي ــات وتحقي ــق أق�ص ــى‬ ‫اس ــتفادة م ــن ه ــذه املش ــاريع‪ ،‬يج ــب عل ــى‬ ‫البلديــن العمــل علــى تعزيــز األمــن واالســتقرار‪،‬‬ ‫ع ــن طري ــق مكافح ــة اإلره ــاب والتط ــرف‪،‬‬ ‫وتوفي ــر التموي ــل املطل ــوب باالس ــتفادة‬ ‫م ــن الق ــروض واملن ــح الدولي ــة‪ ،‬وتش ــجيع‬ ‫االس ــتثمار الخ ــاص‪ ،‬وتحدي ــث الس ــكك‬ ‫الحدي ــد والقاط ـرات والعرب ــات‪ ،‬وع ــن طري ــق‬ ‫التنس ــيق م ــع ال ــدول املج ــاورة لتطوي ــر ش ــبكة‬ ‫س ــكك حدي ــد إقليمي ــة متكامل ــة‪ ،‬الس ــيما ان‬ ‫تركي ــا ق ــد أعلن ــت عل ــى لس ــان وزي ــر نقله ــا انه ــا‬ ‫س ــتعمل عل ــى تنفي ــذ خط ــة إلص ــاح وتأهي ــل‬ ‫منش ــآت النق ــل البري ــة والبحري ــة واملط ــارات‬ ‫الس ــورية‪ ،‬وكذل ــك إع ــادة تش ــغيل خط ــوط‬ ‫س ــكك الحدي ــد املتجه ــة ال ــى العاصم ــة‬ ‫الس ــورية دمش ــق الت ــي كان بعضه ــا ج ــزءا م ــن‬

‫«الواقع البحري الفريد للموانئ‬ ‫السورية وانفتاحها على العالم‬ ‫يمكن العراق من تفعيل نشاطه‬ ‫النفطي والتجاري واالقتصادي‬ ‫بفعالية»‪.‬‬

‫خ ــط س ــكة حدي ــد الحج ــاز الش ــهير؛ ويق ــول‬ ‫متخصصــون عراقيــون انــه يجــب علــى العـراق‬ ‫املس ــارعة ال ــى االتف ــاق م ــع س ــوريا وتركي ــا مل ــد‬ ‫خط ــوط الس ــكك ال ــى داخ ــل الع ـراق‪ ،‬وحت ــى‬ ‫ربطه ــا بطري ــق التنمي ــة العراق ــي‪.‬‬ ‫ام ــا فيم ــا يتعل ــق بالنف ــط فتع ــد فك ــرة إقام ــة‬ ‫أنابي ــب لنق ــل النف ــط والغ ــاز م ــن املصاف ــي‬ ‫العراقي ــة إل ــى املوان ــئ البحري ــة الس ــورية وم ــن‬ ‫ثم إلى دول أخرى فكرة قديمة وجديدة في آن‬ ‫واحــد‪ ،‬وهــي مغريــة وتكتســب أهميــة متجــددة‬ ‫ف ــي ظ ــل التط ــورات اإلقليمي ــة والدولي ــة‪.‬‬ ‫ويمكــن لهــذا املشــروع أن يوفــر لــدول املنطقــة‬ ‫مص ــادر جدي ــدة للطاق ــة‪ ،‬ويس ــهم ف ــي تقلي ــل‬ ‫االعتم ــاد عل ــى مص ــدر واح ــد‪ ،‬اذ يس ــهم‬ ‫املش ــروع ف ــي تعزي ــز التع ــاون االقتص ــادي بي ــن‬ ‫الع ـراق وس ــوريا وال ــدول املس ــتوردة‪ ،‬وفت ــح‬ ‫آف ــاق جدي ــدة لالس ــتثمار‪.‬‬ ‫ويتطل ــب تنفي ــذ ه ــذا املش ــروع تطوي ــر البني ــة‬ ‫التحتيــة فــي كال البلديــن‪ ،‬ممــا يســهم فــي توفيــر‬ ‫ف ــرص العم ــل لش ــباب البلدي ــن وتحس ــين‬ ‫مس ــتوى املعيش ــة لس ــكانهما‪ ،‬كم ــا ي ــدر ه ــذا‬ ‫املش ــروع إي ـرادات مالي ــة كبي ــرة عل ــى ال ــدول‬ ‫املش ــاركة في ــه‪.‬‬ ‫وم ــن التحدي ــات الت ــي تواج ــه املش ــروع‪،‬‬ ‫املخ ــاوف األمني ــة وباإلم ــكان التغل ــب عليه ــا‬ ‫بالتنس ــيق والعم ــل املش ــترك؛ ام ــا العقوب ــات‬ ‫الدولي ــة فق ــد تواج ــه املش ــاريع الت ــي تتضم ــن‬ ‫نق ــل النف ــط العراق ــي عب ــر س ــوريا العقوب ــات‬ ‫الدولي ــة‪ ،‬الت ــي ل ــم ترف ــع لح ــد اآلن؛ ولك ــن‬ ‫يج ــب التخطي ــط لذل ــك وتنفي ــذه ح ــال رف ــع‬ ‫العقوب ــات‪.‬‬

‫«يجب على البلدين العمل على تعزيز‬ ‫األمن واالستقرار‪ ،‬عن طريق مكافحة‬ ‫اإلرهاب والتطرف‪ ،‬وتوفير التمويل‬ ‫المطلوب باالستفادة من القروض والمنح‬ ‫الدولية‪ ،‬وتشجيع االستثمار الخاص‪،‬‬ ‫والعربات»‪.‬‬

‫وم ــن املش ــكالت ان الخالف ــات السياس ــية‬ ‫بي ــن ال ــدول املش ــاركة ف ــي املش ــروع ق ــد ت ــؤدي‬ ‫إل ــى تأخي ــر أو تعط ــل تنفي ــذه‪ ،‬ويج ــب التغل ــب‬ ‫عليه ــا بتحكي ــم مصلح ــة الش ــعوب ولي ــس‬ ‫الح ــكام‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ام ــا العوام ــل الت ــي تف ــرض التع ــاو فتش ــمل‬ ‫الطل ــب العالم ــي املتزاي ــد عل ــى الطاق ــة‪ ،‬اذ‬ ‫يج ــب دراس ــة الطل ــب العالم ــي عل ــى النف ــط‬ ‫والغ ــاز وتوقعات ــه املس ــتقبلية لتحدي ــد‬ ‫ج ــدوى املش ــروع‪ ،‬ويتوج ــب اس ــتغالل أح ــدث‬ ‫التقني ــات ف ــي بن ــاء وم ــد األنابي ــب لضم ــان‬ ‫س ــامة البيئ ــة وكف ــاءة التش ــغيل‪ ،‬ويج ــب‬ ‫دراس ــة اآلث ــار البيئي ــة للمش ــروع واتخ ــاذ‬ ‫اإلج ـراءات املطلوب ــة لتقليله ــا‪ ،‬كم ــا يتوج ــب‬ ‫مراع ــاة اآلث ــار االجتماعي ــة للمش ــروع عل ــى‬ ‫املجتمع ــات املحلي ــة املتض ــررة‪.‬‬ ‫وتخل ــص الدراس ــات وكذل ــك املتخصص ــون‬ ‫ال ــى ان إقام ــة أنابي ــب لنق ــل النف ــط والغ ــاز‬ ‫م ــن الع ـراق إل ــى س ــوريا ودول أخ ــرى ه ــي‬ ‫فك ــرة مبش ــرة‪ ،‬ولكنه ــا تتطل ــب دراس ــة متأني ــة‬ ‫وتخطيط ـ ًـا دقيق ـ ًـا لتج ــاوز التحدي ــات الت ــي‬ ‫تواجههــا؛ و يجــب علــى الــدول املعنيــة العمــل‬ ‫مع ـ ًـا لتوفي ــر الظ ــروف املالئم ــة لتنفي ــذ ه ــذا‬ ‫املشــروع‪ ،‬ولالســتفادة مــن املزايــا التــي يوفرهــا‬ ‫يجــب التأكيــد علــى أن هــذا املشــروع يجــب أن‬ ‫ـزءا مــن اســتراتيجية شــاملة لتطويــر‬ ‫يكــون جـ ً‬ ‫قط ــاع الطاق ــة ف ــي املنطق ــة‪ ،‬وأن يأخ ــذ ف ــي‬ ‫االعتب ــار املصال ــح املش ــتركة لل ــدول املش ــاركة‪.‬‬ ‫ومــن البدائــل املتاحــة عــن أســاليب التصديــر‬ ‫الحاليــة‪ ،‬اللجــوء الــى نقــل الطاقــة باســتغالل‬ ‫النق ــل بس ــكك الحدي ــد أو ع ــن طري ــق البح ــر‪.‬‬


‫‪84‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪85 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الودائع في المنازل‬ ‫وليست في المصارف‬ ‫وغياب اإلجراءات لتعديل الكفّة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يح ــذر متخصص ــون وسياس ــيون‪ ،‬م ــن ان تواص ــل ع ــزوف‬ ‫العر اقيي ــن ع ــن اي ــدع أمواله ــم ف ــي املص ــارف املحلي ــة يتس ــبب‬ ‫ف ــي االس ــهام بإعاق ــة النم ــو االقتص ــادي للبل ــد ويوقع ــه ف ــي‬ ‫أزم ــات متالحق ــة‪.‬‬

‫وف ــي الحقيق ــة ف ــان مس ــألة ابتع ــاد العراقيي ــن‬ ‫ع ــن إي ــداع أمواله ــم ف ــي املص ــارف العراقي ــة‪،‬‬ ‫ه ــي ليس ــت جدي ــدة‪ ،‬وق ــد رافق ــت البل ــد طيل ــة‬ ‫الســنوات املاضيــة؛ ففــي حديــث ملجلــة «فيلــي»‬ ‫أوائ ــل ع ــام ‪ 2024‬ع ـزا الخبي ــر االقتص ــادي‪،‬‬ ‫عم ــر الحلبو�س ــي ع ــزوف الس ــكان ع ــن إي ــداع‬ ‫أمواله ــم ف ــي املص ــارف العراقي ــة ملجموع ــة‬ ‫عوام ــل‪ ،‬أوله ــا «ع ــدم ثق ــة املواط ــن بالقط ــاع‬ ‫املصرف ــي العراق ــي‪ ،‬خصوص ـ ًـا بع ــد انهي ــار‬ ‫مجموعــة مــن املصــارف التــي م�ضــى عليهــا عــدة‬ ‫س ــنوات‪ ،‬م ــن دون إع ــادة أم ــوال املودعي ــن‬ ‫برغ ــم تقديمه ــم ش ــكاوى للبن ــك املرك ــزي‬ ‫والقض ــاء العراق ــي»‪.‬‬ ‫ولــم يجــري طــوال الســنوات املاضيــة التوصــل‬

‫ال ــى ع ــاج له ــذا الوض ــع وتش ــجيع الس ــكان عل ــى‬ ‫اإلي ــداع ف ــي املص ــارف‪.‬‬ ‫وج ــرت ق ـرارات غي ــر حكيم ــة وغي ــر مدروس ــة‬ ‫بحس ــب الباحثي ــن منه ــا ق ـرار البن ـ ُـك املرك ــزي‬ ‫العراق ــي‪ ،‬ف ــي‪َ ،2024/10/24‬بخ ْف ــض س ــعر‬ ‫َ‬ ‫الفائــدة الســنوي بينــه وبيــن املصــارف املســجلة‬ ‫لدي ــه م ــن ‪ 7.5%‬إل ــى ‪ ،5.5%‬ورأى خب ـراء حينه ــا‬ ‫ان ذل ــك الق ـرار ه ــدف ال ــى توفي ــر الس ــيولة‬ ‫لبعــض املصــارف‪ ،‬وليــس للســكان‪ ،‬ـكـي تتمكــن‬ ‫تنفــذة التــي‬ ‫هــذه املصــارف مــن إقـراض الفئــة ُامل ِّ‬ ‫حولهــا‪ ،‬وتهريــب العمــات إلــى الخــارج‪ ،‬علــى حــد‬ ‫قوله ــم‪.‬‬ ‫واآلن م ــع التحذي ـرات الت ــي تنتش ــر ف ــي ه ــذه‬ ‫األي ــام م ــن ازم ــة ف ــي الس ــيولة النقدي ــة‪ ،‬فل ــم‬ ‫يجــري اتخــاذ إجـراءات ملعالجــة الوضــع‪ ،‬وظلــت‬ ‫املش ــكالت ت ـراوح ف ــي مكانه ــا‪.‬‬ ‫بتاري ــخ ‪ 17‬كان ــون الثان ــي ‪ 2025‬ق ــال رئي ــس‬ ‫غرف ــة تج ــارة ديال ــى‪ ،‬محم ــد التميم ــي‪ ،‬أن‬ ‫أزم ــة نق ــص الس ــيولة ف ــي املؤسس ــات املالي ــة‬ ‫العراقي ــة ت ــزداد تعقي ــدا‪ ،‬مرجع ــا الس ــبب‬ ‫إل ــى اكتن ــاز ‪ 70%‬م ــن األم ــوال ف ــي داخ ــل‬ ‫املنــازل وعــدم تفاعــل ش ـرائح واســعة‬ ‫مــن املجتمــع مــع النظــام املصرفــي‪،‬‬ ‫عل ــى ح ــد وصف ــه‪.‬‬ ‫واملفارقــة هنــا ان تصريحــات‬ ‫والخب ـراء‬ ‫املس ــؤولين‬ ‫بش ــأن نق ــص الس ــيولة‬ ‫فــي العملــة العراقيــة‬ ‫وحت ــى التخ ــوف‬ ‫م ــن تأخ ــر او‬

‫حجــب رواتــب املوظفيــن‪ ،‬فضــا عــن تحذيـرات‬ ‫مــن أمــور أخــرى تجــيء فــي وقــت شــهدت أســعار‬ ‫النفــط ارتفاعــا وناهــز ســعر البرميــل فــي بعــض‬ ‫األي ــام ال ـ ‪ 80‬دوالر‪ ،‬فيم ــا وضع ــت املوازن ــة‬ ‫س ــقفا لس ــعر البرمي ــل عن ــد ‪ 70‬دوالرا‪.‬‬ ‫ويوض ــح التميم ــي مخاوف ــه بالق ــول ان «نق ــص‬ ‫الس ــيولة أم ــر توقعن ــاه من ــذ عامي ــن‪ ،‬وحذرن ــا‬ ‫من ــه م ـرا ًرا‪ ،‬خاص ــة م ــع اس ــتمرار املواطني ــن ف ــي‬ ‫ـدال مــن إيداعهــا‬ ‫اكتنــاز األمــوال داخــل املنــازل بـ ً‬ ‫ف ــي املص ــارف الحكومي ــة أو األهلي ــة‪ ،‬إضاف ــة‬ ‫إل ــى غي ــاب اس ــتثمارات حقيقي ــة لألم ــوال‬ ‫الجامــدة»‪ ،‬مردفــا‪ ،‬أن «الوضــع الراهــن يتطلب‬ ‫خارط ــة طري ــق حكومي ــة واضح ــة تتضم ــن‬ ‫حواف ــز تش ــجع املواطني ــن عل ــى إي ــداع أمواله ــم‬ ‫ف ــي املص ــارف‪ ،‬وتحري ــك األم ــوال املكتن ــزة م ــن‬ ‫خ ــال مش ــاريع اس ــتثمارية ق ــادرة عل ــى ج ــذب‬ ‫الش ــركات ورج ــال األعم ــال للمش ــاركة»‪.‬‬ ‫وأش ــار إل ــى أن الدول ــة تمتل ــك إمكاني ــات مادي ــة‬ ‫كبيــرة‪ ،‬إال أن أزمــة الســيولة تــزداد مــع الوقــت‬ ‫إذا ل ــم يت ــم اتخ ــاذ خط ــوات ج ــادة‪ ،‬م ــن بينه ــا‪،‬‬ ‫التطبي ــق الفعل ــي لق ـرار مجل ــس ال ــوزراء‬ ‫الخ ــاص باالنتق ــال إل ــى الدف ــع اإللكترون ــي ف ــي‬ ‫األس ــواق والفعالي ــات االقتصادي ــة‪ ،‬م ــا م ــن‬ ‫ش ــأنه مكافح ــة التهري ــب والح ــد م ــن ت ــداول‬ ‫األم ــوال امل ــزورة‪ ،‬عل ــى ح ــد وصف ــه‪.‬‬ ‫يأتــي ذلــك فيمــا تشــير مصــادر أخــرى الــى تزايــد‬ ‫شـراء واقتنــاء الذهــب مــن قبــل الســكان‪ ،‬وعــن‬ ‫ه ــذا يق ــول اقتصادي ــون ان زي ــادة اس ــتيراد‬ ‫الذه ــب‪ ،‬ينتش ــر ألن الس ــكان يعمل ــون عل ــى‬ ‫االحتف ــاظ بالذه ــب كج ــزء م ــن املدخ ـرات‬ ‫كون ــه اكث ــر ثق ــة واس ــتقرار‪ ،‬نتيج ــة للتقلب ــات‬ ‫الحاصل ــة ف ــي ال ــدوالر عل ــى ح ــد قوله ــم‪ ،‬الفتي ــن‬ ‫ال ــى م ــا اس ــموه فائض ــا ادخاري ــا ل ــدى الس ــكان‪.‬‬ ‫وي ــودع العراقي ــون أمواله ــم ف ــي البي ــوت ب ــدال‬ ‫م ــن املص ــارف لع ــدة أس ــباب‪ ،‬منه ــا‪ ،‬قل ــة‬ ‫الثق ــة بالقط ــاع املصرف ــي‪ ،‬اذ ان ــه بع ــد تراج ــع‬ ‫أس ــعار النف ــط العاملي ــة‪ ،‬اتجه ــت الحكوم ــة‬ ‫العراقي ــة نح ــو االقت ـراض الخارج ــي والداخل ــي‬ ‫م ــن املص ــارف لتأمي ــن الروات ــب‪ ،‬مم ــا أدى‬ ‫إل ــى أزم ــة الس ــيولة النقدي ــة‪ ،‬وكذل ــك م ــن‬


‫‪86‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪87 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الودائع في المنازل وليست في المصارف ‪....‬‬

‫األس ــباب ع ــدم مواكب ــة التق ــدم اإللكترون ــي ف ــي‬ ‫مج ــال الصيرف ــة‪ ،‬وع ــدم مش ــاركة املص ــارف‬ ‫الحكوميــة واألهليــة فــي تأســيس البنيــة التحتيــة‬ ‫االقتصادي ــة‪ ،‬و ع ــدم تواج ــد قان ــون يضم ــن‬ ‫الودائ ــع ف ــي البن ــوك‪ ،‬مم ــا ي ــؤدي إل ــى فق ــدان‬ ‫الثق ــة‪.‬‬ ‫وتض ــاف ال ــى األس ــباب‪ ،‬ان التغي ـرات الس ــريعة‬ ‫ف ــي السياس ــات والتعليم ــات املصرفي ــة ت ــؤدي‬ ‫إل ــى ارتب ــاك املس ــتثمرين‪ ،‬كم ــا تنبث ــق مخ ــاوف‬ ‫م ــن الفس ــاد والس ــرقة‪ ،‬بع ــد س ــرقات كب ــرى‬ ‫لألم ــوال العام ــة املودع ــة م ــن قب ــل مس ــؤولين‬ ‫مدعومي ــن م ــن أح ـزاب وق ــوى ناف ــذة مثلم ــا‬ ‫حــدث فــي مــا يســمى بســرقة القــرن‪ ،‬التــي جــرت‬ ‫فيه ــا االس ــتيالء عل ــى ودائ ــع ام ــوال الضرائ ــب‪،‬‬ ‫ل ــذا يخ�ش ــى كثي ــر م ــن الس ــكان م ــن إي ــداع‬ ‫أمواله ــم ف ــي املص ــارف‪.‬‬ ‫كم ــا كان للعوام ــل االقتصادي ــة دوره ــا فيلج ــأ‬ ‫ع ــدد متزاي ــد م ــن الس ــكان ال ــى ش ـراء العق ــارات‬ ‫واالس ــتثمار فيه ــا كخي ــار آم ــن ومضم ــون‪ ،‬اذ‬ ‫يخضــع ســوق العقــار لسياســة الســوق املفتــوح‬ ‫مس ــتغلين االرتف ــاع املتواص ــل ف ــي الع ـراق‬ ‫ألســعار العقــارات ممــا يجعــل االســتثمار فيهــا‬ ‫خي ــارا جي ــدا‪.‬‬ ‫كم ــا ان تواج ــد امليليش ــيات خ ــارج مؤسس ــات‬ ‫الدول ــة األمني ــة‪ ،‬ي ــؤدي إل ــى توجي ــه وتحدي ــد‬ ‫خي ــارات التص ــرف الرس ــمي باألم ــوال وحت ــى‬ ‫انــه يحــد فــي كثيــر مــن األحيــان مــن االســتثمار‪،‬‬ ‫فيخ ــاف املس ــتثمرون م ــن االبت ـزاز والتهدي ــد‬ ‫مــن قبــل املجاميــع املســلحة؛ يضــاف الــى ذلــك‬ ‫أس ــباب ش ــخصت س ــابقا وتتمث ــل ف ــي تخ ــوف‬ ‫العراقيي ــن م ــن إي ــداع أمواله ــم باملص ــارف‬ ‫املحلي ــة‪ ،‬خش ــية ع ــدم قدرته ــم الحق ـ ًـا عل ــى‬ ‫ســحبها نتيجــة العقوبــات األميركيــة التــي تفــرض‬ ‫بي ــن الحي ــن واآلخ ــر عل ــى املص ــارف العامل ــة ف ــي‬ ‫داخــل البــاد‪ ،‬علــى وفــق مــا شــخصته التقاريــر‪.‬‬ ‫وينتش ــر االبتع ــاد ع ــن اإلي ــداع ف ــي املص ــارف‬ ‫برغ ــم ان املص ــارف‪ ،‬تع ــد الوس ــيلة األه ــم‬

‫«زيادة استيراد الذهب‪،‬‬ ‫ينتشر ألن السكان‬ ‫يعملون على االحتفاظ‬ ‫بالذهب كجزء من‬ ‫المدخرات كونه اكثر‬ ‫ثقة واستقرار‪ ،‬نتيجة‬ ‫للتقلبات الحاصلة في‬ ‫الدوالر »‪..‬‬

‫« تخوف العراقيين‬ ‫من إيداع أموالهم‬ ‫بالمصارف المحلية‪،‬‬ ‫خشية عدم قدرتهم‬ ‫الحقاً على سحبها‬ ‫نتيجة العقوبات‬ ‫األميركية التي تفرض‬ ‫بين الحين واآلخر على‬ ‫المصارف العاملة في‬ ‫داخل البالد»‬

‫لتوزيــع املــوارد علــى شــتى القطاعــات واملســاهمة‬ ‫ف ــي نموه ــا‪ ،‬وتعتم ــد اعتم ــادا كبي ـرا عل ــى ودائ ــع‬ ‫الس ــكان لتحقي ــق ذل ــك‪.‬‬ ‫واملالح ــظ‪ ،‬ان ــه لي ــس فق ــط الس ــكان‬ ‫االعتيادييــن يخشــون مــن وضــع أمــوال لهــم فــي‬ ‫املصــارف‪ ،‬بــل حتــى غالبيــة أصحــاب األمــوال‬ ‫ال يفعل ــون ذل ــك‪.‬‬ ‫وي ــرى الخبي ــر املال ــي جلي ــل الالم ــي‪ ،‬ان ذل ــك‬ ‫النــأي كان وراء نشــوء واســتمرار أزمــة الســيولة‬ ‫النقدي ــة ف ــي الب ــاد الس ــيما من ــذ تراج ــع أس ــعار‬

‫النف ــط العاملي ــة قب ــل س ــنوات‪.‬‬ ‫ويرب ــط الالم ــي فق ــدان الثق ــة بالقط ــاع‬ ‫املصرف ــي م ــن قب ــل الن ــاس بضع ــف البني ــة‬ ‫التحتي ــة لألنظم ــة املصرفي ــة بجمي ــع أنواعه ــا‬ ‫وع ــدم مواكبته ــا التق ــدم االلكترون ــي ف ــي مج ــال‬ ‫الصيرف ــة ال ــى جان ــب ع ــدم مش ــاركة املص ــارف‬ ‫الحكومي ــة واألهلي ــة ف ــي البني ــة التحتي ــة‬ ‫االقتصادي ــة اذ أن الفوائ ــد الت ــي تفرضه ــا‬ ‫عل ــى الق ــروض عالي ــة وه ــي بذل ــك ال تدع ــم‬ ‫االس ــتثمار‪ ،‬بحس ــب وصف ــه‪.‬‬

‫وي ــرى افتق ــار النظ ــام املصرف ــي العراق ــي إل ــى‬ ‫تش ــريع قانون ــي يضم ــن الودائ ــع ف ــي البن ــوك‬ ‫برغ ــم تقدي ــم مس ــودة هك ــذا قان ــون ف ــي ال ــدورة‬ ‫البرملانيــة ‪ 2018-2014‬لكنــه بقــي فــي أدراجــه‪،‬‬ ‫و ل ــم يص ــوت علي ــه ول ــم ينف ــذ‪.‬‬ ‫وكان ــت األرق ــام ق ــد اش ــارت ال ــى نس ــب متدني ــة‬ ‫مــن الســيولة املفترضــة‪ ،‬اذ ســجلت تواجــد ‪38‬‬ ‫تريليــون دينــار متداولــة فــي األســواق مــن أصــل‬ ‫‪ 80‬تريليــون دينــار ســيولة نقديــة مطلوبــة‪ ،‬أمــا‬ ‫مــا موجــود فــي املصــارف الحكوميــة واألهليــة فــا‬

‫يتج ــاوز الــ‪ 20‬تريلي ــون دين ــار‪ ،‬والبقي ــة (نح ــو‬ ‫‪ 22‬تريليــون) مخــزن لــدى التجــار والســكان فــي‬ ‫منازله ــم‪ ،‬بحس ــب تقدي ـرات االقتصاديي ــن‪.‬‬ ‫ويلفت ــون ال ــى تأس ــيس الش ــركة العراقي ــة‬ ‫لضم ــان الودائ ــع م ــن قب ــل البن ــك املرك ــزي‬ ‫العراقــي بنســبة ‪ 25%‬مــن املصــارف الحكوميــة‬ ‫و‪ 30%‬مــن املصــارف األهليــة والفــروع األجنبيــة‬ ‫وهي ــأة التقاع ــد الوطني ــة وش ــركات التأمي ــن‬ ‫الوطني ــة‪ ،‬وطرح ــت نس ــبة الــ‪ 45%‬لالكتت ــاب‬ ‫العــام‪ ،‬لكــن تلــك الشــركة باألط ـراف املتعــددة‬

‫املس ــاهمة‪ ،‬ال يمك ــن أن تحظ ــى بالثق ــة‪ ،‬عل ــى‬ ‫ح ــد قوله ــم‪.‬‬ ‫ويح ــذر الخبي ــر االقتص ــادي آالن ممت ــاز‪،‬‬ ‫بالقــول «أن الشــركة التــي يفتــرض بهــا أن تكــون‬ ‫رقيبــة علــى البنــوك‪ ،‬هــي فــي الحقيقــة غيــر قــادرة‬ ‫علــى القيــام بذلــك مــن الناحيــة العمليــة‪ ،‬كــون‬ ‫البنــوك مســاهمة فيهــا‪ ،‬كمــا أنهــا غيــر محصنــة‬ ‫م ــن االدارة الس ــيئة واالف ــاس كأي ش ــركة‬ ‫أخ ــرى ألنه ــا هادف ــة للرب ــح‪ ،‬فكي ــف تضم ــن‬ ‫ودائ ــع املواطني ــن ان ه ــي أفلس ــت؟”‪.‬‬


‫‪88‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪89 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الرمادي أغلى من لندن‪..‬‬

‫قفزة قياسية في أسعار‬ ‫عقارات األنبار‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تش ــهد محافظ ــة األنب ــار‪ ،‬ارتفاع ــا كبي ــرا بأس ــعار الوح ــدات‬ ‫خصوصــا‬ ‫عائقــا كبيـ ًـرا أمــام املواطنيــن‪،‬‬ ‫الســكنية‪ ،‬حتــى أصبحــت ً‬ ‫ً‬ ‫ذوي الدخ ــل املح ــدود‪ ،‬ف ــي تحقي ــق حل ــم امت ــاك من ــزل‪ ،‬ووفق ــا‬ ‫ملختصي ــن ف ــإن «املضارب ــات» كان له ــا ال ــدوراألب ــرزبه ــاذ االرتف ــاع‪،‬‬ ‫فيم ــا ع ــزت جه ــة حكومي ــة األس ــباب إل ــى «قل ــة املع ــروض»‪.‬‬

‫وق ــال الخبي ــر االقتص ــادي حس ــن ع ــاء‪،‬‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «ارتف ــاع أس ــعار الوح ــدات‬ ‫الس ــكنية ف ــي محافظ ــة األنب ــار يع ــود إل ــى ع ــدة‬ ‫أس ــباب رئيس ــة‪ ،‬أبرزه ــا نق ــص التخطي ــط‬ ‫العمرانــي وزيــادة الطلــب علــى العقــارات مقابــل‬ ‫ش ــح املش ــاريع الس ــكنية الجدي ــدة»‪.‬‬ ‫وأض ــاف أن «املضارب ــات العقاري ــة واحت ــكار‬ ‫األرا�ض ــي م ــن قب ــل بع ــض الجه ــات أس ــهمت‬ ‫ـددا‬ ‫بش ــكل كبي ــر ف ــي تفاق ــم األزم ــة»‪ ،‬مقترح ــا ع ـ ً‬ ‫م ــن الحل ــول ملعالج ــة ه ــذه املش ــكلة‪ ،‬م ــن‬ ‫بينه ــا «تفعي ــل الرقاب ــة عل ــى س ــوق العق ــارات‪،‬‬ ‫وزي ــادة املع ــروض م ــن الوح ــدات الس ــكنية م ــن‬ ‫خ ــال دع ــم املس ــتثمرين ف ــي قط ــاع اإلس ــكان‪،‬‬ ‫باإلضافــة إلــى فــرض ضرائــب علــى األرا�ضــي غيــر‬ ‫املس ــتغلة للح ــد م ــن االحت ــكار»‪.‬‬ ‫وأك ــد عل ــى «أهمي ــة وض ــع خط ــة اس ــتراتيجية‬ ‫طويلــة األمــد لتنظيــم الســوق وتحقيــق التــوازن‬ ‫بي ــن الع ــرض والطل ــب بم ــا يضم ــن اس ــتقرار‬ ‫األس ــعار وتمكي ــن املواطني ــن م ــن امت ــاك‬ ‫مس ــاكن بأس ــعار معقول ــة»‪.‬‬ ‫وتتج ــاوز أس ــعار املت ــر املرب ــع ف ــي املناط ــق‬ ‫التجاري ــة وس ــط مدين ــة الرم ــادي عتب ــة الــ‪30‬‬ ‫ملي ــون دين ــار عراق ــي (نح ــو ‪ 25‬أل ــف دوالر)‪،‬‬ ‫بينم ــا تنخف ــض ف ــي أط ـراف املدين ــة إل ــى نح ــو‬ ‫مليون ــي دين ــار (نح ــو ‪ 1500‬دوالر) وأق ــل ف ــي‬ ‫املناط ــق البعي ــدة‪.‬‬

‫يش ــار إل ــى أن االرتف ــاع الكبي ــر ف ــي أس ــعار‬ ‫العق ــارات‪ ،‬يأت ــي بوق ــت يت ـراوح في ــه متوس ــط‬ ‫دخــل الفــرد العراقــي بيــن ‪ 400‬إلــى ‪ 500‬دوالر فــي‬ ‫الشــهر‪ ،‬بحســب مســح نشــر فــي ‪ 2022‬ملنظمــة‬ ‫العم ــل الدولي ــة بالتع ــاون م ــع الس ــلطات‬ ‫الحكومي ــة‪ ،‬وه ــو م ــا ينف ــي إمكاني ــة إقب ــال‬ ‫الطبقتي ــن املتوس ــطة والفقي ــرة عل ــى ش ـراء‬ ‫عق ــارات وصل ــت أس ــعار املت ــر الواح ــد فيه ــا إل ــى‬ ‫آالف ال ــدوالرات‪.‬‬ ‫ووفق ــا لبيان ــات ش ــركة “ستاتيس ــتا” املختص ــة‬ ‫بالعق ــارات‪ ،‬فق ــد احت ــل الع ـراق املرك ــز الراب ــع‬ ‫عربيــا بســوق العقــارات خــال العــام ‪ 2024‬مــن‬ ‫بي ــن ‪ 14‬دول ــة‪ ،‬فيم ــا تذيل ــت عم ــان والبحري ــن‬ ‫الجــدول بســوق العقــارات عربيــا بــ‪ 325‬مليــون‬ ‫دوالر بنمــو متوقــع ‪ 4‬باملئــة‪ ،‬و‪ 85‬مليــون دوالر‬ ‫بنمــو متوقــع ‪ 4‬باملئــة علــى التوالــي‪.‬‬ ‫وح ــول ه ــذه األزم ــة‪ ،‬أوض ــح املتح ــدث باس ــم‬ ‫وزارة التخطي ــط‪ ،‬عب ــد الزه ــرة الهن ــداوي‪،‬‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «فج ــوة الس ــكن ف ــي الع ـراق‬ ‫ـوال اس ــتثمارية واس ــعة ومعالج ــات‬ ‫تتطل ــب حل ـ ً‬

‫حكومي ــة ج ــادة»‪.‬‬ ‫وأردف أن «الع ـراق يش ــهد أزم ــة واضح ــة ف ــي‬ ‫قط ــاع الس ــكن نتيج ــة قل ــة املع ــروض م ــن‬ ‫الوح ــدات الس ــكنية‪ ،‬وه ــو م ــا أدى إل ــى ارتف ــاع‬ ‫الطل ــب عليه ــا وبالتال ــي ارتف ــاع أس ــعارها‪ ،‬ال‬ ‫ســيما فــي بغــداد ومعظــم املحافظــات األخــرى»‪.‬‬ ‫وأش ــار الهن ــداوي إل ــى أن «الفج ــوة الس ــكنية‬ ‫ف ــي الع ـراق تفاقم ــت بس ــبب غي ــاب املش ــاريع‬ ‫اإلس ــكانية الكافي ــة خ ــال الس ــنوات األخي ــرة»‪،‬‬ ‫مبين ــا أن «بغ ــداد وحده ــا تحت ــاج إل ــى م ــا بي ــن‬ ‫‪ 750‬إل ــى ‪ 800‬أل ــف وح ــدة س ــكنية لس ــد ه ــذه‬ ‫الفجــوة‪ ،‬إلــى جانــب حاجــة املحافظــات األخــرى‬ ‫لوح ــدات مماثل ــة»‪.‬‬ ‫وتابــع‪« :‬علــى الرغــم مــن تنفيــذ القطــاع الخــاص‬ ‫ملش ــاريع اس ــتثمارية ف ــي ه ــذا املج ــال‪ ،‬إال أنه ــا‬ ‫ل ــم تغ ـ ِـط الحاج ــة الفعلي ــة‪ ،‬مم ــا أبق ــى األزم ــة‬ ‫قائم ــة»‪.‬‬ ‫وفيم ــا يتعل ــق باملعالج ــات املس ــتقبلية‪ ،‬بي ــن‬ ‫ّ‬ ‫الهن ــداوي أن «الحكوم ــة باش ــرت العم ــل عل ــى‬ ‫إنش ــاء م ــدن س ــكنية جدي ــدة موزع ــة عل ــى‬

‫املحافظ ــات‪ ،‬حي ــث يج ــري تنفي ــذ خم ــس م ــدن‬ ‫حاليـ ًـا‪ ،‬علــى أن يتبعهــا تنفيــذ ‪ 10‬إلــى ‪ 11‬مدينــة‬ ‫أخ ــرى»‪.‬‬ ‫واس ــتطرد أن «ه ــذه امل ــدن س ـ ُـتنفذ بمب ــدأ‬ ‫االس ــتثمار‪ ،‬لك ــن م ــا نس ــبته ‪ 20%-15‬منه ــا‬ ‫س ــتخصص لتوزيعه ــا عل ــى ذوي الدخ ــل‬ ‫املح ــدود والفئ ــات الفقي ــرة»‪ ،‬مؤك ــدا‪« :‬وج ــود‬ ‫توج ــه حكوم ــي لفت ــح آف ــاق اس ــتثمارية جدي ــدة‬ ‫ف ــي قط ــاع الس ــكن عب ــر اس ــتقطاب ش ــركات‬ ‫محليــة ودوليــة لتنفيــذ مشــاريع ســكنية كبيــرة‪،‬‬ ‫بع ــد تحدي ــد املواق ــع املناس ــبة له ــذه املش ــاريع»‪.‬‬ ‫كم ــا أش ــار الهن ــداوي‪ ،‬إل ــى أن «وزارة التخطي ــط‬ ‫تعم ــل عل ــى تنفي ــذ اس ــتراتيجية مكافح ــة الفق ــر‬ ‫للســنوات املقبلــة‪ ،‬والتــي تتضمــن توفيــر الســكن‬ ‫لألســر الفقيــرة»‪ ،‬مضيفــا‪« :‬تــم خــال الســنوات‬ ‫املاضي ــة إنش ــاء ع ــدد م ــن املجمع ــات الس ــكنية‬ ‫فــي بعــض املحافظــات‪ُ ،‬وزعــت مجانـ ًـا علــى األســر‬ ‫الفقيــرة‪ ،‬وهنــاك مجمعــات أخــرى يجــري العمــل‬ ‫عليهــا حاليـ ًـا لتوزيعهــا باآلليــات ذاتهــا»‪.‬‬ ‫ولف ــت إل ــى إنش ــاء صندوقي ــن رئيس ــيين لدع ــم‬

‫ه ــذه الجه ــود‪« ،‬هم ــا الصن ــدوق العراق ــي‬ ‫للتنميــة وصنــدوق دعــم املناطــق األكثــر فق ـ ًرا‪،‬‬ ‫حيــث ســيكون لهمــا دور كبيــر فــي دعــم مشــاريع‬ ‫الســكن ســواء على املســتوى الوطني أو للفئات‬ ‫األكث ــر احتياج ـ ًـا ف ــي الع ـراق»‪.‬‬ ‫وتش ــهد محافظ ــة األنب ــار تفاقم ـ ًـا غي ــر مس ــبوق‬ ‫ف ــي أزم ــة الس ــكن‪ ،‬عل ــى الرغ ــم م ــن التوس ــع‬ ‫الكبير في إنشــاء املجمعات الســكنية الحديثة‪،‬‬ ‫حي ــث يواج ــه الس ــكان صعوب ــات متزاي ــدة ف ــي‬ ‫الحص ــول عل ــى وح ــدات س ــكنية مناس ــبة‪،‬‬ ‫نتيجــة االرتفــاع الخيالــي فــي األســعار‪ ،‬مــا جعــل‬ ‫ـدا ع ــن‬ ‫امت ــاك مس ــكن أو حت ــى اس ــتئجاره بعي ـ ً‬ ‫متن ــاول ش ــريحة واس ــعة م ــن املواطني ــن‪.‬‬ ‫وتعــزو مصــادر محليــة‪ ،‬تفاقــم األزمــة إلــى عــدة‬ ‫عوام ــل‪ ،‬أبرزه ــا ارتف ــاع الطل ــب عل ــى الس ــكن‬ ‫نتيج ــة النم ــو الس ــكاني وع ــودة االس ــتقرار‬ ‫النســبي إلى املحافظة‪ ،‬إلى جانب ارتفاع أســعار‬ ‫األرا�ض ــي وم ــواد البن ــاء‪ ،‬كم ــا أس ــهم غي ــاب‬ ‫الرقاب ــة الحكومي ــة عل ــى الس ــوق العقاري ــة‪،‬‬ ‫ف ــي تمكي ــن املس ــتثمرين م ــن ف ــرض أس ــعار‬ ‫مرتفعــة‪ ،‬حيــث تركــز أغلــب املشــاريع الســكنية‬ ‫عل ــى الطبق ــات امليس ــورة دون االلتف ــات إل ــى‬ ‫احتياج ــات ذوي الدخ ــل املح ــدود‪.‬‬

‫«تتجاوز أسعار المتر‬ ‫المربع في المناطق‬ ‫التجارية وسط مدينة‬ ‫الرمادي عتبة الـ‪30‬‬ ‫مليون دينار عراقي‬ ‫(نحو ‪ 25‬ألف دوالر)‪،‬‬ ‫بينما تنخفض في‬ ‫أطراف المدينة إلى نحو‬ ‫مليوني دينار»‬

‫«الفجوة السكنية تفاقمت‬ ‫بسبب غياب المشاريع‬ ‫اإلسكانية‪ ،‬بغداد وحدها‬ ‫تحتاج إلى ما بين ‪750‬‬ ‫إلى ‪ 800‬ألف وحدة‬ ‫سكنية لسد هذه الفجوة»‬


‫‪90‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪91 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫سفاح يغزو مياه العراق‪..‬‬

‫ماذا تعرف عن‬ ‫العائلة البلطية؟‬

‫ويعــرف ســمك البلطــي‪ ،‬بأنــه نــوع مــن األســماك‬ ‫الت ــي تنتم ــي إل ــى العائل ــة البلطي ــة‪ ،‬وتتمي ــز‬ ‫بقدرته ــا عل ــى التكي ــف م ــع مختل ــف الظ ــروف‬ ‫البيئي ــة‪ ،‬حي ــث تتمك ــن م ــن مقاوم ــة زي ــادة‬ ‫كثاف ــة املي ــاه والبق ــاء ف ــي تركي ــز منخف ــض‬ ‫لألكس ــجين الذائ ــب ف ــي امل ــاء‪.‬‬ ‫ويعــود أصــل ســمك البلطــي إلــى إفريقيــا‪ ،‬حيــث‬ ‫يعي ــش ف ــي املي ــاه العذب ــة واملائل ــة للملوح ــة ف ــي‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫ظهرفي السنوات األخيرة سمك البلطي أو املشط في أهوارجنوب‬ ‫العراق دون معرفة مصدرقدومه‪ ،‬فيما تؤكد وزارة الزراعة‬ ‫كبيرا للنظام البيئي‬ ‫العر اقية أن هذه األسماك تمثل‬ ‫تهديدا ً‬ ‫ً‬ ‫واألسماك املحلية املعروفة مثل البني والكارب والشبوط‪.‬‬

‫املناط ــق االس ــتوائية وش ــبه االس ــتوائية‪.‬‬ ‫وتعــد أســماك البلطــي‪ ،‬مــن األســماك الدخيلــة‬ ‫عل ــى األنه ــر واملس ــطحات املائي ــة العراقي ــة‪،‬‬ ‫كونهــا ســمكة مـزارع هاربــة‪ ،‬ويعتقــد أنهــا جــاءت‬ ‫ضم ــن مي ــاه نه ــر الف ـرات قادم ــة م ــن س ــوريا‪،‬‬ ‫وحالي ـ ًـا تتواج ــد ف ــي ع ــدد م ــن املحافظ ــات‬ ‫العراقي ــة‪.‬‬ ‫ويشــكل دخــول هــذا النــوع الغــازي خط ـ ًرا علــى‬

‫التن ــوع البيئ ــي لألس ــماك العراقي ــة‪ ،‬إذ تتس ــبب‬ ‫بانخف ــاض أع ــداد أن ــواع األس ــماك املحلي ــة‬ ‫والح ــد م ــن تكاثره ــا لتبق ــى ه ــي املتس ــيدة ف ــي‬ ‫األنه ــر واملس ــطحات املائي ــة‪ ،‬م ــا ي ــؤدي إل ــى‬ ‫اخت ــال السلس ــلة الغذائي ــة املبني ــة عل ــى‬ ‫الت ــوازن الطبيع ــي‪.‬‬ ‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬أفــاد مديــر الثــروة الحيوانيــة‬ ‫ف ــي وزارة الزراع ــة العراقي ــة‪ ،‬ولي ــد الزرف ــي‪ ،‬إن‬

‫«ال ــوزارة ال عالق ــة له ــا بتربي ــة س ــمك البلط ــي‬ ‫وتكاث ــره‪ ،‬ب ــل ه ــو يترب ــى م ــن ذات ــه‪ ،‬وأن اتج ــاه‬ ‫ال ــوزارة ه ــو نح ــو إكث ــار أس ــماك ال ــكارب‬ ‫بأنواع ــه واألس ــماك العراقي ــة م ــن الكيط ــان‬ ‫والش ــبوط وغيره ــا»‪.‬‬ ‫وذك ــر الزرف ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «مش ــكلة‬ ‫س ــمك البلط ــي ه ــي بقدرت ــه عل ــى التكاث ــر ف ــي‬ ‫بيئ ــات متع ــددة وحت ــى القاس ــية منه ــا الت ــي‬ ‫ال تعي ــش فيه ــا األس ــماك العراقي ــة‪ ،‬وبذل ــك‬ ‫يناف ــس األس ــماك املحلي ــة ف ــي املس ــطحات‬ ‫املائي ــة العراقي ــة»‪.‬‬ ‫وأش ــار الزرف ــي‪ ،‬إل ــى أن «وزارة الزراع ــة أطلق ــت‬ ‫فــي املوســم املا�ضــي ‪ 200‬مليــون يرقــة و‪ 8‬إلــى ‪9‬‬ ‫ماليي ــن إصبيع ــة م ــن أس ــماك ال ــكارب‪ ،‬و‪450‬‬ ‫أل ــف س ــمك عراق ــي م ــن البن ــي والكط ــان‪ ،‬لك ــن‬ ‫س ــمك البلط ــي ي ــأكل بي ــوض ه ــذه األس ــماك‬ ‫وينافســها علــى الغــذاء وبالتالــي تقــل أعدادهــا‪،‬‬ ‫م ــا يتس ــبب بض ــرر عل ــى الت ــوازن البيئ ــي»‪.‬‬ ‫وزاد بالق ــول‪« :‬ال ــوزارة لي ــس لديه ــا معلوم ــات‬ ‫ع ــن تاري ــخ دخ ــول س ــمك البلط ــي إل ــى الب ــاد‪،‬‬ ‫لك ــن ترب ــى ه ــذا الن ــوع م ــن األس ــماك ف ــي‬ ‫الق ــارة األفريقي ــة‪ ،‬وجمي ــع ال ــدول تربي ــه‬ ‫كقيم ــة اقتصادي ــة‪ ،‬لك ــن ف ــي الع ـراق غي ــر‬ ‫مستس ــاغ تناول ــه‪ ،‬وبم ــا أن ال ــوزارة لي ــس لديه ــا‬ ‫تخصيصــات لهــذه املســائل‪ ،‬ســيتم اللجــوء إلــى‬ ‫املس ــتثمرين لتبني ــه»‪.‬‬ ‫وع ــن أض ـرار تناول ــه‪ ،‬أوض ــح الزرف ــي‪ ،‬أن «أي‬ ‫س ــمكة تترب ــى ف ــي املب ــازل تس ــبب ض ــر ًرا عل ــى‬ ‫املس ــتهلك‪ ،‬ألن املب ــازل عب ــارة ع ــن مخرج ــات‬ ‫للســقي التــي هــي عبــارة عــن أســمدة ومبيــدات‬ ‫ومي ــاه ثقيل ــة‪ ،‬وبالتال ــي تؤث ــر عل ــى األس ــماك‪،‬‬ ‫لك ــن معظ ــم األض ـرار تك ــون ف ــي الحراش ــف‬ ‫ولي ــس داخ ــل الس ــمك‪ ،‬وف ــي ح ــال في ــه ض ــرر‬ ‫ف ــأن ق ـرار منع ــه ف ــي األس ــواق م ــن مه ــام دائ ــرة‬ ‫الصح ــة العام ــة ولي ــس وزارة الزراع ــة»‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬ق ــال رئي ــس الجمعي ــة العراقي ــة‬ ‫ملنتج ــي األس ــماك‪ ،‬إي ــاد الطالب ــي‪ ،‬إن «س ــمك‬ ‫البلط ــي دخي ــل عل ــى الع ـراق‪ ،‬وب ــدأ دخول ــه‬ ‫م ــن البص ــرة قب ــل س ــنوات‪ ،‬وم ــن ث ــم امت ــد إل ــى‬ ‫الناصريــة وبابــل وباقــي املحافظــات وهــو حاليـ ًـا‬ ‫عل ــى مش ــارف بغ ــداد»‪.‬‬ ‫وأكــد الطالبــي ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن «أكثــر انتشــار‬ ‫س ــمك البلط ــي ه ــو ف ــي البص ــرة‪ ،‬حي ــث هن ــاك‬

‫كميــات كبيــرة منــه وأصبــح عبئـ ًـا علــى املحافظــة‬ ‫وتس ــبب بتل ــوث كبي ــر‪ ،‬فيم ــا ال ت ـزال إج ـراءات‬ ‫الحكوم ــة املحلي ــة غي ــر مجدي ــة»‪.‬‬ ‫ولف ــت إل ــى أن «س ــمك البلط ــي يتكاث ــر ‪ 4‬م ـرات‬ ‫ف ــي الس ــنة الواح ــدة‪ ،‬ويص ــل حجم ــه إل ــى ‪100‬‬ ‫غ ـرام‪ ،‬وه ــو غي ــر مستس ــاغ تناول ــه وتداول ــه ف ــي‬ ‫األس ــواق العراقي ــة»‪.‬‬ ‫وبي ــن أن «س ــمك البلط ــي يخ ــرج م ــع ال ــكارب‬ ‫بكمي ــات كبي ــرة ويؤذي ــه وينافس ــه بالتغذي ــة‪،‬‬ ‫فه ــو مناف ــس كبي ــر م ــع األس ــماك ومفت ــرس‬ ‫لإلصبعي ــات الصغي ــرة ولألس ــماك األخ ــرى»‪.‬‬ ‫ودع ــا الطالب ــي‪ ،‬الحكوم ــة املركزي ــة إل ــى «تهيئ ــة‬ ‫معم ــل الس ــتخدام س ــمك البلط ــي ف ــي البروتي ــن‬ ‫ال ــذي يعط ــى لتغذي ــة األس ــماك أو الحيوان ــات‬ ‫األخ ــرى»‪.‬‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬ذك ــر صي ــاد األس ــماك أب ــو عل ــي‬ ‫م ــن محافظ ــة باب ــل‪ ،‬إن «األس ــماك ع ــادة ف ــي‬ ‫موســم الشــتاء تبــدأ تختفــي وال تخــرج ســواء فــي‬ ‫الشــط أو النهــر‪ ،‬لذلــك يتــم اللجــوء إلــى البــزول‬ ‫املالحــة‪ ،‬وعنــد رمــي الشــبكة أو الســنارة يخــرج‬ ‫س ــمك البلط ــي‪ ،‬لذل ــك يع ــد ه ــذا الن ــوع م ــن‬ ‫األس ــماك أكث ــر فائ ــدة اقتصادي ــة نظ ـ ًرا لقل ــة‬ ‫األس ــماك املحلي ــة»‪.‬‬ ‫وتاب ــع أب ــو عل ــي‪ ،‬حديث ــه‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪:‬‬ ‫« س ــعر‬

‫«تعد من األسماك الدخيلة‬ ‫على األنهر والمسطحات‬ ‫المائية العراقية‪ ،‬كونها سمكة‬ ‫مزارع هاربة‪ ،‬ويعتقد أنها‬ ‫جاءت ضمن مياه نهر الفرات‬ ‫قادمة من سوريا»‬

‫إياد الطالبي‬

‫رئيس الجمعية العراقية‬ ‫ملنتجي األسماك‬ ‫الس ــمكة ‪ 500‬دين ــار وأحيان ـ ًـا يت ــم البي ــع حت ــى‬ ‫بــ‪ 250‬دين ــار‪ ،‬وي ــزداد اإلقب ــال علي ــه م ــن ذوي‬ ‫أصح ــاب الدخ ــل املح ــدود‪ ،‬لذل ــك ع ــادة م ــا‬ ‫أقصده ــم بالذه ــاب إل ــى املناط ــق واألحي ــاء‬ ‫الفقيــرة لبيعــه هنــاك‪ ،‬حيــث أعرضــه فــي حــوض‬ ‫الس ــتوتة ويب ــدأ اإلقب ــال علي ــه»‪.‬‬ ‫وخل ــص إل ــى الق ــول إن «البع ــض يطل ــق عل ــى‬ ‫س ــمك البلط ــي تس ــمية (الس ــفاح) إلض ـراره‬ ‫باألس ــماك األخ ــرى‪ ،‬لكن ــه ال يخل ــو م ــن القيم ــة‬ ‫الغذائي ــة‪ ،‬وكذل ــك يعتب ــر مص ــدر رزق لعوائ ــل‬ ‫كثي ــرة ف ــي موس ــم الش ــتاء»‪.‬‬

‫«سمك البلطي يخرج مع‬ ‫الكارب بكميات كبيرة ويؤذيه‬ ‫وينافسه بالتغذية‪ ،‬فهو‬ ‫منافس كبير مع األسماك‬ ‫ومفترس لإلصبعيات الصغيرة‬ ‫ولألسماك األخرى»‪.‬‬


‫‪92‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪93 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫البيع بالتجزئة‬ ‫«اون الين» في العراق‪:‬‬

‫اندماج خدمـة‬ ‫المحـــلي‬ ‫باإلقــليمي‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫البيع بالتجزئة عبراإلنترنت‬ ‫«اون الين» في العراق شهد نموا‬ ‫ملحوظا في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫مدفوعا بعدة عوامل اقتصادية‬ ‫واجتماعية وتقنية‪.‬‬

‫م ــن العوام ــل الت ــي اس ــهمت ف ــي النم ــو انتش ــار‬ ‫اإلنترن ــت والهوات ــف الذكي ــة‪ ،‬اذ ان ــه م ــع زي ــادة‬ ‫ع ــدد مس ــتعملي اإلنترن ــت وانتش ــار االجه ــزة‬ ‫الذكيــة‪ ،‬أصبــح الوصــول إلــى منصــات التجــارة‬ ‫اإللكتروني ــة أس ــهل‪.‬‬ ‫وكان ــت جائح ــة كورون ــا ق ــد دفع ــت مزي ــد م ــن‬ ‫العراقيي ــن والش ــركات نح ــو عملي ــة التس ــوق‬ ‫والبيــع والشـراء عبــر اإلنترنــت لتجنــب التفاعــل‬ ‫املباشــر؛ ونشــأت كثيــر مــن الشــركات املحليــة‬ ‫له ــذا الغ ــرض‪ ،‬الت ــي تلب ــي احتياج ــات الس ــوق‬

‫العراق ــي‪ ،‬وس ــاعد ذل ــك ف ــي ظه ــور م ــا يس ــمى‬ ‫توطي ــن التج ــارة اإللكتروني ــة‪.‬‬ ‫ومــع تقديــم خدمــات الدفــع عبــر الهاتــف مثــل‬ ‫«كــي كارد» و»زي ــن كاش»‪ ،‬وغيره ــا‪ ،‬أصب ــح‬ ‫الش ـراء عب ــر اإلنترن ــت أكث ــر س ــهولة وأمان ــا‪،‬‬ ‫ولك ــن م ــا ت ـزال خدم ــات الش ــحن والتوصي ــل‬ ‫تواج ــه عقب ــات‪ ،‬بخاص ــة ف ــي املناط ــق النائي ــة‪،‬‬ ‫كم ــا ان ــه ال زال كثي ــر م ــن العراقيي ــن يفضل ــون‬ ‫الدف ــع نق ــدا عن ــد التس ــليم بس ــبب قل ــة الثق ــة‬ ‫بأنظم ــة الدف ــع اإللكترون ــي‪.‬‬

‫كم ــا يب ــرز به ــذا الش ــأن ع ــدم تواج ــد قواني ــن‬ ‫واضحــة تحمــي املســتهلكين فــي عمليــات الشـراء‬ ‫اإللكترون ــي‪ ،‬اذ يتع ــرض بع ــض الزبائ ــن ال ــى‬ ‫الغ ــش ف ــي ه ــذا املج ــال نتيج ــة ع ــدم تس ــلم‬ ‫بع ــض الس ــلع بمواصفاته ــا الت ــي يعل ــن عنه ــا‪.‬‬ ‫وتبيــن انــواع الطلبيــات علــى الســلع والحاجــات‬ ‫ف ــي الع ـراق األنم ــاط الس ــلوكية للمس ــتهلكين‪،‬‬ ‫وم ــن ذل ــك االقب ــال عل ــى ش ـراء الهوات ــف‪،‬‬ ‫األدوات التقني ــة‪ ،‬األزي ــاء وم ــواد التجمي ــل و‬ ‫تجهي ـزات االس ــتعمال الش ــخ�صي‪ ،‬االجه ــزة‬

‫الكهربائي ــة الذكي ــة‪ ،‬وغيره ــا بوس ــاطة‬ ‫اإلنترن ــت‪.‬‬ ‫ولوح ــظ بحس ــب املراقبي ــن وم ــا يج ــري تداول ــه‬ ‫انــه برغــم تواجــد منصــات عامليــة مثــل أمــازون‬ ‫وعل ــي إكس ــبريس‪ ،‬وغيرهم ــا‪ ،‬ف ــإن املس ــتهلكين‬ ‫يميل ــون إل ــى الش ـراء م ــن مواق ــع محلي ــة‬ ‫بس ــبب س ــرعة التوصي ــل وتكالي ــف الش ــحن‬ ‫املنخفض ــة‪ ،‬وان ــه م ــن املتوق ــع أن تنم ــو‬ ‫التجــارة اإللكترونيــة مــع تطــور البنيــة التحتيــة‬ ‫الرقمي ــة‪.‬‬

‫وق ــد تزي ــد الش ــركات العاملي ــة اهتمامه ــا‬ ‫بالس ــوق العراق ــي م ــع اس ــتقراره االقتص ــادي‪،‬‬ ‫وان ــه م ــع تحس ــين أنظم ــة الدف ــع اإللكترون ــي‬ ‫ي ــؤدي ذل ــك إل ــى زي ــادة الثق ــة ف ــي التس ــوق أون‬ ‫الي ــن‪ ،‬فبحس ــب املعنيي ــن به ــذا الش ــأن‪ ،‬ان‬ ‫البي ــع بالتجزئ ــة «أون الي ــن» ف ــي الع ـراق يع ــد‬ ‫ســوقا واعــدا‪ ،‬لكنــه بحاجــة إلــى تحســين البنيــة‬ ‫التحتي ــة‪ ،‬والثق ــة بالدف ــع اإللكترون ــي‪ ،‬ودع ــم‬ ‫حكوم ــي لتس ــريع النم ــو‪.‬‬ ‫وتعتم ــد ش ــركات البي ــع االلكترون ــي اون الي ــن‬

‫ف ــي الع ـراق عل ــى الس ــلع والبضائ ــع امل ــوردة‬ ‫بوســاطة منصــات الكترونيــة اقليميــة وعامليــة‬ ‫وتب ــرز دول بعينه ــا كمص ــدر لتل ــك الس ــلع‬ ‫كوس ــيط للتج ــارة االلكتروني ــة ف ــي الع ـراق‪ ،‬ف ــي‬ ‫مقدمته ــا دول ــة االم ــارات‪.‬‬ ‫وبرغــم عــدم تواجــد فــرع محلــي رســمي‪ ،‬يعتمــد‬ ‫العراقي ــون عل ــى مواق ــع أم ــازون العاملي ــة مث ــل‬ ‫‪ Amazon.com‬و‪ Amazon.ae‬ف ــي دول ــة‬ ‫اإلمــارات‪ ،‬ويجــري الشـراء غالبــا عبــر وســطاء‬ ‫أو ش ــركات ش ــحن دولي ــة‪.‬‬ ‫وم ــن املواق ــع املحلي ــة للبي ــع «اون الي ــن»‬ ‫منص ــة الس ــوق املفت ــوح (‪،)OpenSooq‬‬ ‫وتس ــتعمل عل ــى نط ــاق واس ــع ف ــي الع ـراق‬ ‫لش ـراء وبي ــع املنتج ــات املس ــتعملة والجدي ــدة‬ ‫مث ــل الهوات ــف‪ ،‬الس ــيارات‪ ،‬األث ــاث‪ ،‬وغيره ــا‪،‬‬ ‫وتعتم ــد بش ــكل رئي ــس عل ــى االتص ــال املباش ــر‬ ‫بي ــن البائ ــع واملش ــتري‪.‬‬ ‫وتع ــد مس ــواگ (‪ )Miswag‬م ــن أوائ ــل وأش ــهر‬ ‫منصــات البيــع اإللكترونــي فــي الع ـراق‪ ،‬وتقــدم‬ ‫مجموع ــة واس ــعة م ــن املنتج ــات‪ ،‬تش ــمل‬ ‫املالب ــس‪ ،‬األدوات املنزلي ــة‪ ،‬واإللكتروني ــات‪،‬‬ ‫وتوف ــر خدم ــة التوصي ــل والدف ــع عن ــد‬ ‫االس ــتالم‪.‬‬ ‫ام ــا ش ــركة طلبات ــي (‪ )Talabaty‬فتعتم ــد‬ ‫بالدرج ــة الرئيس ــة عل ــى توصي ــل الطع ــام ف ــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬م ــع توس ــعها لتش ــمل خدم ــات أخ ــرى‬ ‫مث ــل بي ــع املنتج ــات الغذائي ــة واالس ــتهالكية‪،‬‬ ‫وتض ــم الش ــركة اس ــطوال كبي ـرا م ــن س ــائقي‬ ‫الدراج ــات والس ــيارات للتوصي ــل وتقدي ــم‬ ‫الخدم ــات حت ــى ف ــي ظ ــل االزم ــات كم ــا تض ــم‬ ‫فريق ــا م ــن املبرمجي ــن واملطوري ــن‪.‬‬ ‫كم ــا تتواج ــد خدم ــة «إعالن ــات الع ـراق ‪Iraq‬‬ ‫‪ »Ads‬وه ــي منص ــة إعالن ــات إلكتروني ــة‪،‬‬ ‫مش ــابهة ملنص ــة الس ــوق املفت ــوح‪ ،‬وتس ــتغل‬ ‫للبي ــع املباش ــر بي ــن األف ـراد أو الش ــركات‪.‬‬ ‫كم ــا تتواج ــد خدم ــات تس ــتعمل مواق ــع‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي مث ــل ‪MARKETPLACE‬‬


‫‪94‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪95 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫البيع بالتجزئة في العراق‪ ..:‬اندماج خدمة المحلي باإلقليمي‬

‫‪ IRAQ‬وتس ــتعمل عل ــى نط ــاق واس ــع لبي ــع‬ ‫وش ـراء املنتج ــات بش ــكل مباش ــر‪ ،‬وعدي ــد‬ ‫الشــركات الصغيــرة واملتاجــر التــي تعتمــد علــى‬ ‫صفح ــات إنس ــتغرام وواتس ــاب للتروي ــج وبي ــع‬ ‫منتجاته ــا‪ ،‬ام ــا زي ــن كاش (‪ )ZainCash‬وكــي‬ ‫كارد (‪ )QiCard‬فبرغ ــم أنه ــا ليس ــتا منص ــات‬ ‫بي ــع‪ ،‬فإنه ــا تق ــدم حل ــول الدف ــع اإللكترون ــي‪،‬‬ ‫مم ــا يس ــهل عملي ــات الش ـراء عب ــر اإلنترن ــت‪.‬‬ ‫وهنال ــك تطبيق ــات متخصص ــة بالتكنولوجي ــا‬ ‫واألدوات اإللكتروني ــة مث ــل ‪ iQOS‬و‪IRAQ‬‬ ‫‪ Phones‬لبي ــع األجه ــزة اإللكتروني ــة‪،‬‬ ‫والهوات ــف‪ ،‬واإلكسس ــوارات‪.‬‬ ‫وهن ــا يج ــب الق ــول‪ ،‬ان اإلم ــارات العربي ــة‬ ‫املتحــدة تعــد واحــدة مــن أبــرز مراكــز التجــارة‬ ‫اإلقليمي ــة الت ــي تص ــدر مجموع ــة متنوع ــة‬ ‫م ــن الس ــلع إل ــى الع ـراق ع ــن طري ــق التج ــارة‬ ‫اإللكتروني ــة‪ ،‬بس ــبب موقعه ــا الجغراف ــي‪،‬‬ ‫وبنيته ــا التحتي ــة املتط ــورة‪ ،‬ومنصاته ــا‬

‫اإللكتروني ــة القوي ــة؛ وتع ــد اإلم ــارات مص ــدرا‬ ‫رئيس ــا لتلبي ــة احتياج ــات الس ــوق العراق ــي‪.‬‬ ‫وم ــن أب ــرز الس ــلع والحاج ــات امل ــوردة م ــن‬ ‫اإلمــارات إلــى العـراق عبــر التجــارة اإللكترونيــة‪،‬‬ ‫املنتج ــات اإللكتروني ــة والتقني ــة‪ ،‬الهوات ــف‬ ‫الذكي ــة واإلكسس ــوارات وتتواج ــد لديه ــا‬ ‫عالم ــات تجاري ــة مث ــل ‪ Apple‬و‪ Samsung‬و‬ ‫‪ ،Xiaomi‬ومن الســلع‪ ،‬الشــواحن‪ ،‬والكابالت‪،‬‬ ‫والس ــماعات‪ ،‬واألغلف ــة الواقي ــة‪ ،‬وكذل ــك‬ ‫أجه ــزة الكمبيوت ــر املحمول ــة (‪)Laptops‬‬ ‫واللوحي ــة (‪ ،)Tablets‬والكامي ـرات وأجه ــزة‬ ‫األلع ــاب اإللكتروني ــة مث ــل ‪ PlayStation‬و‬ ‫‪.Xbox‬‬ ‫وتتواف ــر فيه ــا األجه ــزة املنزلي ــة الذكي ــة‪ ،‬مث ــل‬ ‫مكان ــس الروب ــوت‪ ،‬أنظم ــة األم ــن املنزلي ــة‪،‬‬ ‫ومكب ـرات الص ــوت الذكي ــة‪ ،‬واالجه ــزة‬ ‫الكهربائيــة املنزليــة املســتعملة مثــل الغســاالت‬ ‫الذكي ــة وغيره ــا‪.‬‬

‫كم ــا تس ــوق منص ــات االم ــارات «م ــاركات»‬ ‫عاملي ــة وعربي ــة مش ــهورة ملقتني ــات الرج ــال‪،‬‬ ‫والنس ــاء‪ ،‬واألطف ــال‪ ،‬والس ــاعات‪ ،‬والنظ ــارات‬ ‫الشمس ــية‪ ،‬واملجوه ـرات (بم ــا ف ــي ذل ــك م ــا‬ ‫يســمى الذهب اإلماراتي)‪ ،‬واألحذية والحقائب‬ ‫م ــن منتج ــات متمي ــزة م ــن العالم ــات التجاري ــة‬ ‫العاملي ــة‪ ،‬ومس ــتحضرات التجمي ــل والعناي ــة‬ ‫الشــخصية مــن منتجــات مــاركات مثــل ‪MAC،‬‬ ‫‪ ،Huda Beauty‬و‪.Fenty Beauty‬‬ ‫وكذل ــك توص ــل املنص ــات العط ــور العربي ــة‬ ‫مث ــل أطي ــاب الرصا�ص ــي والعربي ــة للع ــود‬ ‫«وتتواج ــد ايض ــا املنتج ــات الس ــعودية‬ ‫والكويتي ــة»‪ ،‬فض ــا ع ــن امل ــاركات العاملي ــة‪،‬‬ ‫وم ــن امل ــواد االخ ــرى الواصل ــة ال ــى الع ـراق ع ــن‬ ‫طري ــق تج ــارة الخدم ــات االلكتروني ــة اون‬ ‫اليــن‪ ،‬منتجــات العنايــة بالبشــرة والشــعر منهــا‬ ‫كريم ــات الترطي ــب‪ ،‬وزي ــوت الش ــعر‪.‬‬ ‫واملفارق ــة‪ ،‬ان املس ــتوردات تش ــمل حت ــى‬

‫املنتج ــات الغذائي ــة م ــن اإلم ــارات‪ ،‬مث ــل‬ ‫التم ــور‪ ،‬الش ــوكوالتة‪ ،‬والقه ــوة‪ ،‬الت ــي يق ــر‬ ‫مقتنوه ــا انه ــا «فاخ ــرة» بحس ــب قوله ــم‪،‬‬ ‫وكذل ــك البروتين ــات واملكم ــات الصحي ــة الت ــي‬ ‫تحظ ــى بش ــعبية بي ــن الرياضيي ــن العراقيي ــن‪.‬‬ ‫كما يشــمل ذلك قطع غيار الســيارات بما فيها‬ ‫اإلطــارات‪ ،‬مــن انــواع عامليــة مثــل ‪ Michelin‬و‬ ‫‪ ،Bridgestone‬وأنظم ــة الص ــوت وأغطي ــة‬ ‫املقاع ــد‪ ،‬والكامي ـرات الخلفي ــة‪ ،‬وتتضم ــن‬ ‫ايض ــا املع ــدات املنزلي ــة واألث ــاث ومنه ــا قط ــع‬ ‫األثــاث الصغيــرة واملتوســطة مــن متاجــر مثــل‬ ‫‪ IKEA‬اإلم ــارات‪ ،‬واملكيف ــات‪ ،‬والثالج ــات‪،‬‬ ‫واملطاب ــخ الجاه ــزة‪ ،‬والس ــاعات الفاخ ــرة م ــن‬ ‫م ــاركات مث ــل ‪ Rolex‬و‪ ،Tag Heuer‬والذه ــب‬ ‫اإلمارات ــي بتصاميم ــه التقليدي ــة والحديث ــة‪.‬‬ ‫ويجــري فــي العـراق تســلم حتــى أدوات ومعــدات‬ ‫البن ــاء مث ــل املثاق ــب‪ ،‬املف ــكات الكهربائي ــة‪،‬‬ ‫واملول ــدات‪ ،‬والكاب ــات واألنابي ــب املس ــتعملة‬

‫ف ــي اإلنش ــاءات‪ ،‬وايض ــا ألع ــاب األطف ــال‬ ‫واملنتج ــات التعليمي ــة ومنه ــا الدم ــى‪ ،‬ألع ــاب‬ ‫الفيدي ــو‪ ،‬واأللع ــاب التعليمي ــة‪ ،‬و املع ــدات‬ ‫املدرس ــية مث ــل الحقائ ــب‪ ،‬األدوات املكتبي ــة‪،‬‬ ‫واألق ــام‪.‬‬ ‫وم ــن أب ــرز املنص ــات املس ــتغلة ف ــي التوري ــد‬ ‫‪ Amazon.ae‬توف ــر معظ ــم الس ــلع وتدع ــم‬ ‫الش ــحن م ــن االم ــارات إل ــى الع ـراق‪ ،‬ومنص ــة‬ ‫‪ Noon‬تقــدم مجموعــة واســعة مــن املنتجــات‪،‬‬ ‫بمــا فــي ذلــك العــروض والخصومــات‪ ،‬وكذلــك‬ ‫تق ــدم متاج ــر ‪ Carrefour‬اإلم ــارات‪ ،‬منتج ــات‬ ‫األغذيــة واالســتهالك اليومــي‪ ،‬ومنصــات اخــرى‬ ‫تس ــتعمل ش ــاحنات خاص ــة إل ــى الع ـراق‪.‬‬ ‫واه ــم ش ــركات الش ــحن والتوصي ــل ش ــركات‬ ‫مث ــل ‪ ،Aramex، DHL‬و‪ FedEx‬تق ــوم‬ ‫بتوصيــل الطلبــات ـ بعــد االتصــال «اون اليــن»ـ‬ ‫م ــن اإلم ــارات إل ــى الع ـراق‪ ،‬ث ــم يق ــوم تج ــار‬ ‫محلي ــون بتوصيله ــا ال ــى الزبائ ــن العراقيي ــن‪.‬‬

‫«ان اإلمارات العربية‬ ‫المتحدة تعد واحدة من‬ ‫أبرز مراكز التجارة اإلقليمية‬ ‫التي تصدر مجموعة‬ ‫متنوعة من السلع إلى‬ ‫العراق عن طريق التجارة‬ ‫اإللكترونية»‬

‫«توصل المنصات‬ ‫العطور العربية مثل‬ ‫أطياب الرصاصي‬ ‫والعربية للعود‬ ‫«وتتواجد ايضا‬ ‫المنتجات السعودية‬ ‫والكويتية»‪ ،‬فضال عن‬ ‫الماركات العالمية»‬


‫‪96‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الرزازة حمراء وخضراء‪..‬‬ ‫صورة من الفضاء‬ ‫لبحيرة الملح في العراق‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬

‫نش ــر موق ــع « ‪ « SciTechDaily‬االمريكــي املتخص ــص‬ ‫باالخب ــار العلمي ــة ص ــورة التقطه ــا رائ ــد فض ــاء وتظه ــر‬ ‫بحي ــرة ال ــرزازة العر اقي ــة باللوني ــن األحم ــر واألخض ــر‪،‬‬ ‫والــذي يكشــف غناهــا بالطحالــب ومســتويات ملوحتهــا‪.‬‬ ‫وأوض ــح تقري ــر للموق ــع األمريك ــي‪ ،‬ترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «املس ــطحات‬ ‫املائي ــة الحم ـراء والخض ـراء الظاه ــرة ف ــي ه ــذه الص ــورة املذهل ــة ت ــم تصوريه ــا‬ ‫مــن قبــل رائــد فضــاء علــى متــن محطــة الفضــاء الدوليــة فــي ‪ 23‬ايلول‪/‬ســبتمبر‬ ‫‪.2024‬‬ ‫واشــار التقريــر الــى أن «هــذه املســطحات املائيــة هــي مــن بقايــا بحيــرة الــرزازة‪،‬‬ ‫التــي وصفهــا بأنهــا بحيــرة صناعيــة تقــع فــي وســط الع ـراق‪ ،‬وتعــرف ايضـ ًـا باســم‬ ‫بحــر امللــح‪ ،‬ويتــم تغذيتهــا عــادة مــن فيضــان بحيــرة الحبانيــة‪.‬‬ ‫ووصــف التقريــر‪ ،‬الصــورة بانهــا بمثابــة لوحــة طحالــب تمثــل الفــن الطبيعــي‪،‬‬ ‫حيــث تعــود هــذه االلــوان النابضــة بالحيــاة فــي البحيــرة إلــى مكونــات الطحالــب‬ ‫املزدهــرة فــي ظــل ظــروف متفاوتــة مــن درجــات ح ـرارة املــاء وامللوحــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن املس ــاحة الخض ـراء تظه ــر محدودي ــة تركي ـزات املل ــح‪،‬‬ ‫بينمــا تشــير املناطــق الحمـراء إلــى مســتويات ملوحــة أعلــى‪ ،‬الفتـ ًـا الــى انــه عندمــا‬ ‫ال يكــون هنــاك فيضــان مــن بحيــرة الحبانيــة‪ ،‬يصبــح معظــم قــاع بحيــرة الــرزازة‬ ‫مكشــوفا‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر ان البحيــرة تحيــط بهــا انمــاط زراعيــة مختلفــة‪ ،‬ابرزهــا الحقــول‬ ‫املزروع ــة بكثاف ــة ف ــي ش ــرق كرب ــاء‪ ،‬موضح ــا ان الحق ــول الدائري ــة الصغي ــرة‪،‬‬ ‫تمثــل نتــاج الــري املحــوري املركــزي‪ ،‬تظهــر غــرب املدينــة‪ ،‬مشــيرا الــى ان امليــاه‬ ‫مصدرهــا مــن نهــر الف ـرات القريــب عبــر شــبكة مــن القنــوات‪.‬‬ ‫وأوض ــح التقري ــر‪ ،‬أن الص ــورة الفضائي ــة تحم ــل الرم ــز ‪ISS072-E-244‬‬ ‫والتقط ــت ف ــي ‪ 23‬أيلول‪/‬س ــبتمبر ‪ ،2024‬م ــن خ ــال الكامي ـرا الرقمي ــة ‪Nikon‬‬ ‫‪ Z9‬املقدم ــة م ــن مرك ــز املراقب ــة األر�ض ــي لطاق ــم محط ــة الفض ــاء الدولي ــة‬ ‫ووح ــدة عل ــوم االرض واالستش ــعار ع ــن بع ــد ف ــي «مرك ــز جونس ــون الفضائ ــي»‪.‬‬ ‫ولفــت تقريــر «‪ »SciTechDaily‬األمريكــي‪ ،‬إلــى أن الصــورة التقطهــا أحــد أف ـراد‬ ‫بعثــة ‪ 72‬الفضائيــة‪ ،‬مضيفــا انــه جــرى قــص الصــورة وتحســينها تقنيــا‪.‬‬ ‫وخت ــم باالش ــارة ال ــى ان برنام ــج محط ــة الفض ــاء الدولي ــة يس ــاعد رواد الفض ــاء‬ ‫عل ــى التق ــاط ص ــور ل ــأرض الت ــي يمك ــن أن تك ــون ذات قيم ــة كبي ــرة للعلم ــاء‬ ‫والجمه ــور‪ ،‬وإلتاح ــة ه ــذه الص ــور مجان ـ ًـا عل ــى االنترن ــت‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪97 2025‬‬


‫‪98‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪99 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫االقتصاد العراقي‪..‬‬ ‫جانب مشرق رغم الخسائر العالية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ـواال طائلــة فــي كل عــام نتيجــة عــدم اســتغالل وارداتــه بشــكل حقيقــي‪،‬‬ ‫يخســرالعــراق أمـ ً‬ ‫وه ــذا يع ــود لغي ــاب التخطي ــط والخط ــط اإلس ــتراتيجية للنه ــوض باالقتص ــاد املحل ــي‪،‬‬ ‫وكذلــك عــدم اســتغالل الــواردات الطبيعيــة والزراعيــة واملائيــة والســياحية والصناعيــة‬ ‫وغيره ــا‪ ،‬بحس ــب مختصي ــن‪.‬‬

‫ويق ــول الخبي ــر االقتص ــادي‪ ،‬مصطف ــى الف ــرج‪،‬‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي» «فم ــن امل ــوارد الطبيعي ــة يخس ــر‬ ‫العراق الكثير من النفط والغاز‪ ،‬حيث إن العراق‬ ‫بل ــد ريع ــي يعتم ــد عل ــى النف ــط بنس ــبة ‪ ،90%‬لك ــن‬ ‫اســتمرار توقــف صــادرات نفــط إقليــم كوردســتان‬ ‫عبــر مينــاء جيهــان التر ـكـي نتيجــة الخــاف بيــن أربيــل‬ ‫وبغــداد وعــدم إق ـرار قانــون النفــط والغــاز‪ ،‬يكبــد‬ ‫الب ــاد خس ــائر يومي ــة طائل ــة»‪.‬‬ ‫ويضي ــف «وإل ــى جان ــب ه ــذه الخس ــائر‪ ،‬يدف ــع‬ ‫الع ـراق غرام ــات مالي ــة للش ــركات التركي ــة بس ــبب‬ ‫الدعــوة التــي أقامهــا الع ـراق فــي املحكمــة الدوليــة‪،‬‬ ‫فض ـ ًـا ع ــن خس ــارته بس ــبب انخف ــاض أس ــعار‬ ‫النف ــط وع ــدم اس ــتغالل الغ ــاز املح ــروق‪ ،‬ف ــي حي ــن‬ ‫يت ــم ش ـراء الغ ــاز م ــن إي ـران»‪.‬‬

‫النفط الكوردي‬ ‫ويع ــزز كالم مصطف ــى الف ــرج‪ ،‬م ــا أعلنت ــه الوكال ــة‬ ‫األمريكيــة املختصــة بالطاقــة مؤخ ـ ًرا‪ ،‬بــأن الع ـراق‬ ‫لــم يســتفد مــن مــوارده مــن ملفــات الطاقــة خــال‬ ‫ع ــام ‪.2024‬‬ ‫وأشــار املســح الــذي أجرتــه منصــة الطاقــة‪ ،‬إلــى أن‬ ‫مل ــف ع ــودة ص ــادرات نف ــط إقلي ــم كوردس ــتان إل ــى‬ ‫األســواق العامليــة شـ ّـكل أحــد أهــم امللفــات التــي لــم‬ ‫ينج ــح فيه ــا الع ـراق خ ــال الع ــام املا�ض ــي‪ ،‬م ــا أدى‬ ‫إل ــى خس ــائر مالي ــة تف ــوق ‪ 15‬ملي ــار دوالر‪.‬‬ ‫وكان ــت ص ــادرات نف ــط كوردس ــتان ق ــد توقف ــت‬ ‫من ــذ آذار‪ /‬م ــارس ‪ ،2023‬بع ــد أن دعم ــت محكم ــة‬ ‫التحكي ــم الدولي ــة موق ــف حكوم ــة الع ـراق‬ ‫االتحادي ــة‪ ،‬وألزم ــت تركي ــا بدف ــع تعويض ــات ُتق ـ َّـدر‬

‫بــ‪ 1.5‬ملي ــار دوالر قب ــل الفوائ ــد ف ــي حك ــم يغط ــي‬ ‫تتعل ــق بنق ــل نف ــط‬ ‫امل ـ ّـدة بي ــن ‪ 2014‬و‪ّ ،2018‬‬ ‫اإلقلي ــم عب ــر خ ــط أنابي ــب مين ــاء جيه ــان‪ ،‬دون‬ ‫الحص ــول عل ــى إذن بغ ــداد‪.‬‬ ‫وتعثــرت املفاوضــات إلعــادة تشــغيل خــط األنابيــب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫قدمــت حكومــة إقليــم كوردســتان وشــركات‬ ‫أن‬ ‫ـد‬ ‫بعـ‬ ‫ّ‬ ‫النف ــط األجنبي ــة والحكوم ــة االتحادي ــة مطال ــب‬ ‫متضاربــة‪.‬‬ ‫الزراعة والسياحة‬ ‫أم ــا ف ــي الجان ــب الزراع ــي‪ ،‬يكم ــل مصطف ــى الف ــرج‬ ‫حديث ــه‪ ،‬أن «األرا�ض ــي الزراعي ــة ل ــم ُتس ــتغل‬ ‫بالش ــكل الصحي ــح أيض ـ ًـا‪ ،‬لذل ــك خس ــر الع ـراق‬ ‫‪ 60%‬مــن األرا�ضــي الزراعيــة العــام املا�ضــي بســبب‬ ‫الظ ــروف املناخي ــة وقل ــة املي ــاه وع ــدم دع ــم الف ــاح‬ ‫والخط ــة الزراعي ــة‪ ،‬م ــا أدى إل ــى تراج ــع املس ــاحات‬ ‫الزراعي ــة»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع الخبي ــر االقتص ــادي «وكذل ــك الح ــال م ــع‬ ‫الس ــياحة وبضمنه ــا الديني ــة الت ــي ل ــم ُتس ــتغل رغ ــم‬ ‫أن العـراق يعــد أكثــر بلــد تتوفــر فيــه ســياحة دينيــة‬ ‫بالعال ــم»‪.‬‬ ‫الهوية االقتصادية‬ ‫وف ــي ه ــذا الس ــياق‪ ،‬ي ــرى الخبي ــر االقتص ــادي‪،‬‬ ‫أحم ــد عب ــد رب ــه‪ ،‬أن «الع ـراق الي ــوم فاق ــد للهوي ــة‬ ‫االقتصادي ــة‪ ،‬وف ــي حي ــن تتح ــدث القواني ــن ع ــن‬ ‫اقتصــاد شــمولي‪ ،‬تنــص التوجهــات والقـرارات علــى‬ ‫اقتص ــاد رأس ــمالي»‪.‬‬ ‫ويش ــدد عب ــد رب ــه خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫عل ــى ض ــرورة «وض ــع رؤي ــة وخط ــط اقتصادي ــة‬ ‫ملزم ــة التنفي ــذ‪ ،‬وه ــذا يك ــون م ــن خ ــال إق ـرار‬ ‫هــذه الخطــط بقانــون لتجنــب عــدم تنفيذهــا‪ ،‬وأن‬ ‫تك ــون وف ــق رؤي ــة اقتصادي ــة تمت ــد لثالثي ــن عام ـ ًـا‬ ‫مقبلــة مــع مراعــاة مصيــر مســتقبل النفــط واملــوارد‬ ‫األخ ــرى خ ــال تل ــك الفت ــرة»‪.‬‬ ‫الترهل الوظيفي‬ ‫ل‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬يقــو نائــب رئيــس غرفــة تجــارة بغــداد‬ ‫الس ــابق‪ ،‬حس ــن الش ــيخ‪ ،‬إن «خس ــارة الع ـراق‬ ‫االقتصاديــة هــي فــي الترهــل الوظيفــي وعــدم القــدرة‬ ‫علــى إدارة املؤسســات لتأخــذ دورهــا الريــادي‪ ،‬بــدل‬ ‫أن تك ــون مؤسس ــات اس ــتهالكية وعال ــة عل ــى كاه ــل‬ ‫املوازن ــة العام ــة»‪.‬‬ ‫ويضي ــف الش ــيخ ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «املؤسس ــات‬ ‫العراقي ــة تخل ــو م ــن أي رؤي ــة مس ــتقبلية حت ــى ف ــي‬ ‫ـدا أن «الح ــل‬ ‫عملي ــة توظي ــف كوادره ــا»‪ ،‬مؤك ـ ً‬ ‫الرئي�س ــي ه ــو بتفعي ــل القط ــاع الخ ــاص»‪.‬‬ ‫وه ــذا م ــا يس ــعى إلي ــه الع ـراق حالي ـ ًـا‪ ،‬حي ــث يق ــول‬ ‫عض ــو الهيئ ــة االستش ــارية التح ــاد الصناع ــات‬

‫العراقيــة‪ ،‬عقيــل رؤوف أحمــد‪ ،‬إن «العــام املا�ضــي‬ ‫ش ــهد افتت ــاح مصان ــع جدي ــدة منه ــا ألب ــان ومج ــزرة‬ ‫للدواج ــن وثالث ــة مصان ــع للس ــيراميك والعم ــل‬ ‫مس ــتمر‪ ،‬وهن ــاك مس ــاعي إلنش ــاء م ــدن صناعي ــة‬ ‫جدي ــدة»‪.‬‬ ‫من االستيراد إلى التصدير‬ ‫ويؤك ــد أحم ــد ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «الع ـراق بع ــد‬ ‫ـتوردا أصب ــح حالي ـ ًـا م ــن املصدري ــن‪،‬‬ ‫أن كان مس ـ ً‬ ‫وارتفعــت نســبة الصــادرات إلــى ‪ 80‬مــادة أبرزهــا فــي‬ ‫امل ــواد الغذائي ــة واألس ــمدة الكيمياوي ــة والس ــجاد‬ ‫واألب ــواب والش ــبابيك وغيره ــا»‪.‬‬ ‫ويش ــير أحم ــد ف ــي خت ــام حديث ــه إل ــى أن «رئي ــس‬ ‫ال ــوزراء محم ــد ش ــياع الس ــوداني أعل ــن أن ع ــام‬ ‫‪ 2025‬س ــيكون ع ــام الصناع ــة العراقي ــة»‪.‬‬ ‫يذك ــر أن رئي ــس مجل ــس ال ــوزراء‪ ،‬محم ــد ش ــياع‬ ‫الســوداني‪ ،‬أكــد فــي ‪ 1‬كانــون الثانــي‪ /‬ينايــر الجــاري‪،‬‬ ‫أن حكومتــه ال تتــردد فــي فــرض الحمايــة للمنتجــات‬ ‫املحليــة فــي حــال وصــل اإلنتــاج إلــى ‪ 50%‬فــي البــاد‪.‬‬ ‫ج ــاء ذل ــك خ ــال زي ــارة أجراه ــا إل ــى مصن ــع‬ ‫«س ــولتير» إلنت ــاج األلب ــان والعصائ ــر‪ ،‬وه ــو م ــن‬ ‫مصانــع القطــاع الخــاص‪ ،‬وذلــك فــي أول نشــاط لــه‬ ‫فــي عــام ‪ ،2025‬فــي رســالة دعــم للصناعــة العراقيــة‬ ‫املحلي ــة‪ ،‬بش ــقيها الع ــام والخ ــاص‪ ،‬حس ــب بي ــان‬ ‫ص ــادر ع ــن الحكوم ــة العراقي ــة‪.‬‬ ‫ونق ــل البي ــان ع ــن الس ــوداني قول ــه‪ ،‬إن زيارت ــه‬ ‫«تمث ــل رس ــالة واضح ــة عل ــى إص ـرار الحكوم ــة‬ ‫للنهــوض بالقطــاع الصناعــي‪ ،‬وامل�ضــي نحــو تحقيــق‬ ‫الزي ــادة ف ــي تلبي ــة احتياج ــات الس ــوق املحلي ــة م ــن‬ ‫خــال املنتــج الوطنــي»‪ ،‬مشــي ًرا إلــى نهــج الحكومــة فــي‬ ‫مغــادرة االقتصــاد األحـ ّ‬ ‫ـادي عبــر تفعيــل القطاعيــن‬ ‫الصناع ــي والزراع ــي‪.‬‬ ‫وأك ــد رئي ــس مجل ــس ال ــوزراء‪ ،‬أن «هن ــاك فرص ــة‬ ‫ّ‬ ‫أم ــام اتح ــاد الصناع ــات العراق ــي‪ ،‬للش ـراكة م ــع‬ ‫ـددا عل ــى «دع ــم‬ ‫الدول ــة وال ــوزارات الس ــاندة»‪ ،‬مش ـ ً‬ ‫املبــادرات ورجــال األعمــال والصناعييــن العراقييــن‪،‬‬ ‫إذ ت ــم تخصي ــص الضمان ــات الس ــيادية للمش ــاريع‬ ‫الصناعي ــة‪ ،‬وح ــددت الصناع ــات اإلنش ــائية‬ ‫والدوائي ــة والغذائي ــة كأولوي ــة‪ ،‬كم ــا أش ــار إل ــى‬ ‫قان ــون الضم ــان االجتماع ــي ال ــذي حق ــق املس ــاواة‬ ‫بي ــن العاملي ــن ف ــي القط ــاع الخ ــاص والع ــام»‪.‬‬ ‫وأوض ــح الس ــوداني أن ــه «م ــن خ ــال صن ــدوق‬ ‫العـراق للتنميــة‪ ،‬جــرى تعزيــز الشـراكة مــع القطــاع‬ ‫الخ ــاص لتأس ــيس ش ــركة قابض ــة‪ ،‬وت ــم تس ــمية‬ ‫أول ش ــركة بـ(الش ــركة األول ــى القابض ــة)‪ ،‬وتض ــم‬ ‫مجموعــة مــن رجــال األعمــال العراقييــن‪ ،‬ويشــترك‬ ‫فيه ــا الصن ــدوق بنس ــبة ‪ ،10%‬وهن ــاك نس ــبة‬

‫مصطفى الفرج‬

‫خبير اقتصادي‬

‫أحمد عبد ربه‬

‫خبيراقتصادي‬

‫لالكتت ــاب س ــتعرض عل ــى املواطني ــن للمس ــاهمة‬ ‫عب ــر ش ـراء األس ــهم»‪.‬‬ ‫وفــي امللــف النفطــي‪ ،‬توقــع الســوداني‪ ،‬فــي ‪ 2‬كانــون‬ ‫الثان ــي‪ /‬يناي ــر الج ــاري‪ ،‬أن تك ــون مدين ــة بيج ــي ف ــي‬ ‫محافظ ــة ص ــاح الدي ــن «واح ــدة م ــن أكب ــر امل ــدن‬ ‫بالصناع ــات النفطي ــة ف ــي الع ـراق واملنطق ــة»‪.‬‬ ‫وذك ــر الس ــوداني ف ــي كلم ــة‪ ،‬أن املرحل ــة املقبل ــة‬ ‫ستش ــهد إنش ــاء مش ــروع للبتروكيمياوي ــات ف ــي‬ ‫ـدا التزام ــه بتطوي ــر البن ــى‬ ‫مصاف ــي بيج ــي‪ ،‬مؤك ـ ً‬ ‫التحتي ــة وتحقي ــق االكتف ــاء الذات ــي ف ــي قط ــاع‬ ‫املش ــتقات النفطي ــة واس ــتثمار الغ ــاز الطبيع ــي‪.‬‬ ‫ـوطا كبي ـ ًرا ف ــي ح ــل‬ ‫وق ــال الس ــوداني «قطعن ــا ش ـ ً‬ ‫ق‬ ‫املش ــاكل‪ ،‬والس ــيما ف ــي موض ــوع ح ــر الغ ــاز‪ ،‬م ــن‬ ‫ـدا‬ ‫خ ــال العق ــود واالتفاقي ــات املبرم ــة»‪ ،‬مؤك ـ ً‬ ‫ـقفا ال يتج ــاوز ‪ 2028‬إليق ــاف ح ــرق‬ ‫«حددن ــا س ـ ً‬ ‫الغــاز‪ ،‬وبنســبة صفــر‪ %‬فــي حــرق الغــاز املصاحــب»‪.‬‬


‫‪100‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪101 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫صراع على نفط البصرة‪..‬‬

‫األجانب يستحوذون على الوظائف وشبابها عاطلون‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تواج ــه البص ــرة أزم ــة حقيقي ــة تتمث ــل ف ــي س ــيطرة الش ــركات النفطي ــة‬ ‫األجنبيــة علــى ســوق العمــل‪ ،‬حيــث يحــرم الشــباب العراقــي مــن فــرص‬ ‫العم ــل‪ ،‬ف ــي حي ــن يحص ــل العم ــال األجان ــب عل ــى روات ــب خيالي ــة‪.‬‬

‫ورغ ــم الجه ــود املبذول ــة م ــن قب ــل مجل ــس‬ ‫املحافظــة‪ ،‬إال أن قلــة الصالحيــات تعيــق حــل‬ ‫ـلبا عل ــى األوض ــاع‬ ‫ه ــذه املش ــكلة الت ــي تؤث ــر س ـ ً‬ ‫االقتصاديــة واالجتماعيــة فــي املحافظــة الغنيــة‬ ‫بالنف ــط‪.‬‬ ‫تمادي الشركات األجنبية‬ ‫وي ــرى مدي ــر مكت ــب حق ــوق اإلنس ــان ف ــي‬ ‫البص ــرة‪ ،‬مه ــدي التميم ــي‪ ،‬أن «هن ــاك تمادي ـ ًـا‬ ‫للش ــركات النفطي ــة األجنبي ــة بالبص ــرة ف ــي‬ ‫اس ــتقطاب الي ــد العامل ــة األجنبي ــة»‪ ،‬مضيف ــا‬ ‫ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن «هــذه العمالــة تعتبــر اليــوم‬ ‫م ــن طبق ــات الرأس ــمالية‪ ،‬حي ــث ب ــات يعتب ــر‬ ‫حت ــى العام ــل األجنب ــي االعتي ــادي ال يمك ــن‬ ‫مقارنت ــه بالعام ــل العراق ــي»‪.‬‬ ‫وتابع قائال «على سبيل املثال املهندس العراقي‬

‫ال يتقا�ضــى مــا يأخــذه العامــل األجنبــي البســيط‬ ‫ال ــذي يأت ــي م ــن جن ــوب ش ــرق آس ــيا‪ ،‬أم ــا املزاي ــا‬ ‫الت ــي يحص ــل عليه ــا م ــا يس ــمون بالخب ـراء فه ــو‬ ‫ملــف يعتبــر طامــة كبــرى وكارثــة»‪ ،‬موضحـ ًـا أن‬ ‫«هن ــاك روات ــب تص ــل إل ــى عش ـرات األالف م ــن‬ ‫الــدوالرات وهــو مــن النفــط العراقــي‪ ،‬وباملقابــل‬ ‫اس ــتبعاد وإهان ــة وط ــرد وع ــدم ضم ــان لحق ــوق‬ ‫العامــل العراقــي»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد التميم ــي‪ ،‬أن «الش ــركات األجنبي ــة‬ ‫تتس ــيد عل ــى نف ــط البص ــرة وأرضه ــا كي ــف م ــا‬ ‫تشــاء‪ ،‬فقــد بلــغ عــدد العمالــة الخارجيــة قرابــة‬ ‫ال ـ ‪ 100‬أل ــف عام ــل أجنب ــي‪ ،‬وبالتال ــي ه ــؤالء‬ ‫ـهريا‪،‬‬ ‫ياخــذون مئــات املالييــن مــن الــدوالرات شـ ً‬ ‫وبالتال ــي املوض ــوع يحت ــاج إل ــى وقف ــة حكومي ــة‬ ‫ج ــادة ويحت ــاج إل ــى جلس ــة اس ــتثنائية ملجل ــس‬

‫املحافظ ــة»‪.‬‬ ‫ل‬ ‫فعالــة‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫إي‬ ‫ـرورة‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫«‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ودعــا التمي‬ ‫ّ‬ ‫لتوفيــر فــرص عمــل للخريجيــن والعاطليــن عــن‬ ‫العم ــل ف ــي الب ــاد‪ ،‬وباألخ ــص ف ــي البص ــرة»‪،‬‬ ‫مش ــي ًرا إل ــى «غي ــاب االهتم ــام الكاف ــي به ــذا‬ ‫املوض ــوع ف ــي القط ــاع الخ ــاص‪ ،‬م ــع التركي ــز‬ ‫علــى وجــود دور كبيــر لألجانــب فــي ســوق العمــل‬ ‫املحل ــي»‪.‬‬ ‫وتاب ــع مدي ــر مكت ــب حق ــوق اإلنس ــان حديث ــه‪،‬‬ ‫«الي ــوم العمال ــة البصري ــة عل ــى أرضه ــا ايض ـ ًـا‬ ‫قياســا بالعمالــة العراقيــة تــكاد تكــون ال يوجــد‬ ‫فيه ــا س ــيادة للي ــد العامل ــة ف ــي البصري ــة‪ ،‬ونح ــن‬ ‫لس ــنا بالض ــد م ــن ه ــذا األم ــر‪ ،‬ولك ــن البص ــرة‬ ‫تتع ــرض الي ــوم للتل ــوث واألخط ــار الصحي ــة‬ ‫وم ــن األول ــى ان يك ــون العام ــل البص ــري ه ــو‬

‫املتس ــيد ف ــي املوق ــع الجغراف ــي الخ ــاص ب ــه»‪.‬‬ ‫وطالــب التميمــي‪ ،‬حكومــة البصــرة بــان «تكــون‬ ‫له ــا ق ـرارات جريئ ــة به ــذا الجان ــب‪ ،‬وحتم ــا‬ ‫الق ـرارات املركزي ــة ستس ــتجيب لق ــوة الق ـرار‬ ‫املحل ــي‪ ،‬وبالتال ــي باإلم ــكان إنق ــاذ ش ــبابنا م ــن‬ ‫اآلف ــات الت ــي تحي ــط به ــم‪ ،‬وكذل ــك ندع ــو‬ ‫الفتت ــاح ناف ــذة خاص ــة بالعم ــال العراقيي ــن ف ــي‬ ‫الش ــركات األجنبي ــة إلنقاذه ــم م ــن بطش ــها ف ــي‬ ‫التعام ــل معه ــم بالعم ــل ال ــذي يص ــل ف ــي بع ــض‬ ‫األحي ــان إل ــى الط ــرد م ــن الوظيف ــة»‪.‬‬ ‫ال صالحيات لنا‪..‬‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬يوض ــح عض ــو تحال ــف تقيي ــم ف ــي‬ ‫مجل ــس محافظ ــة البص ــرة‪ ،‬نوف ــل املنص ــوري‪،‬‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «مجل ــس املحافظ ــة لدي ــه‬ ‫معلوم ــات ع ــن وج ــود م ــا يق ــارب الــ‪ 90‬أل ــف‬ ‫عامــل أجنبــي علــى ارض البصــرة ويعملــون لــدى‬ ‫الش ــركات النفطي ــة‪ ،‬وه ــؤالء تدف ــع له ــم أم ــوال‬ ‫شــهريا تتجــاوز النصــف مليــار دوالر كرواتــب»‪،‬‬ ‫الفتــا إلــى أن «جلســة املجلــس األخيــرة تطرقــت‬ ‫إل ــى مل ــف العمال ــة األجنبي ــة ف ــي املحافظ ــة»‪.‬‬ ‫وأض ــاف‪ ،‬أن «حكوم ــة البص ــرة ال تمل ــك‬ ‫صالحي ــات الدخ ــول إل ــى املواق ــع النفطي ــة ف ــي‬ ‫املحافظــة خاصــة تلــك التــي منحــت عــن طريــق‬ ‫التراخي ــص إال بع ــد الحص ــول عل ــى موافق ــة‬ ‫رئي ــس ال ــوزراء أو وزي ــر النف ــط»‪ ،‬مؤك ــدا أن‬ ‫«األمــر فــي طــور املناقشــات داخــل املجلــس وقــد‬ ‫نتفــق علــى تشــكيل لجــان تحقيــق بهــذا الشــأن‬ ‫للحف ــاظ عل ــى حق ــوق البص ــرة وأهله ــا»‪.‬‬ ‫وبي ــن‪ ،‬ان «حكوم ــة البص ــرة وم ــن خ ــال‬ ‫مس ــؤوليها ج ــادة بمتابع ــة ه ــذا املل ــف‬ ‫الحس ــاس‪ ،‬حي ــث لدين ــا أكث ــر م ــن ‪ 6‬ش ــركات‬ ‫نفطي ــة حكومي ــة ونس ــعى الحت ــواء أبن ــاء‬ ‫املحافظ ــة م ــن العاطلي ــن ع ــن العم ــل»‪.‬‬ ‫تورط كبير‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬يكش ــف مدي ــر مرك ــز الع ـراق ف ــي‬ ‫البص ــرة‪ ،‬عل ــي العب ــادي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫«ملــف العمالــة األجنبيــة فــي محافظــة البصــرة‬ ‫منــذ عــام ‪ ،2018‬واالحتجاجــات تتواصــل يومــا‬ ‫بع ــد ي ــوم عل ــى مس ــتوى الكس ــبة والخريجي ــن‬ ‫وه ــم يطالب ــون بحقوقه ــم املش ــروعة‪ ،‬حي ــث‬ ‫ان امل ــواد ‪ 14‬و‪ 16‬و‪ 22‬م ــن الدس ــتور العراق ــي‬ ‫تعط ــي الح ــق للمواط ــن بتكاف ــؤ الف ــرص ف ــي‬ ‫العم ــل والبص ــرة تعتب ــر عاصم ــة اقتصادي ــة‬ ‫وه ــي رئ ــة الب ــاد اقتصادي ـ ًـا‪ ،‬بينم ــا ن ــرى ش ــبابها‬ ‫يعانــون مــن شــحة بقضيــة التوظيــف وهــذا مــا‬ ‫كشــفته لجنــة النزاهــة بمجلــس املحافظــة بمــا‬

‫مهدي التميمي‬

‫مدير مكتب حقوق‬ ‫اإلنسان في البصرة‬

‫يخ ــص تدخ ــل الن ــواب ال ــذي يعتب ــرون واجه ــة‬ ‫لألح ـزاب للس ــيطرة عل ــى ملف ــات حساس ــة م ــن‬ ‫أج ــل الكس ــب السيا�س ــي واالنتخاب ــي‪ ،‬وهن ــاك‬ ‫أكث ــر م ــن ‪ 8‬ن ــواب يتدخل ــون بمل ــف القط ــاع‬ ‫النفط ــي‪ ،‬وه ــذا يؤك ــد ع ــدم وج ــود عدال ــة‬ ‫اجتماعي ــة ويعط ــي انطب ــاع عل ــى ان ــه هن ــاك‬ ‫كس ــب وتوظي ــف غي ــر مش ــروع»‪.‬‬ ‫وأض ــاف العب ــادي‪« ،‬لي ــس مل ــف النف ــط ب ــل‬ ‫مل ــف التربي ــة أيض ــا هن ــاك أكث ــر م ــن مل ــف‬ ‫أرس ــل إل ــى النزاه ــة وه ــذا ي ــدل عل ــى أن هن ــاك‬ ‫تعيي ــن مقاب ــل أم ــوال وتدخ ــل سيا�س ــي واض ــح‬ ‫«‪ ،‬الفت ــا إل ــى أن «موض ــوع العمال ــة األجنبي ــة‬ ‫داخ ــل مدين ــة البص ــرة موج ــود‪ ،‬وتص ــل لن ــا‬ ‫ـخاصا يأت ــون للعم ــل ف ــي‬ ‫أخب ــار ب ــأن هن ــاك أش ـ ً‬ ‫البص ــرة وه ــم مطلوبي ــن جنائي ــا ف ــي بلدانه ــم‬

‫نوفل المنصوري‬

‫عضو تحالف تقييم في‬ ‫مجلس محافظة البصرة‬

‫باإلضاف ــة إل ــى هن ــاك مش ــكلة بمل ــف إقامته ــم‬ ‫وه ــم بأع ــداد كبي ــرة»‪.‬‬ ‫وتاب ــع‪« ،‬بينم ــا املحيطي ــن بمناط ــق اإلنت ــاج‬ ‫النفط ــي يحصل ــون فق ــط عل ــى التل ــوث البيئ ــي‬ ‫واألم ـراض والحرم ــان‪ ،‬ونح ــن ندع ــو مس ــؤولي‬ ‫البص ــرة الن يك ــون له ــم موق ــف حقيق ــي به ــذا‬ ‫الش ــأن‪ ،‬وتوزي ــع ف ــرص العم ــل بعدال ــة دون‬ ‫غب ــن اح ــد‪ ،‬وان يت ــم تفعي ــل مكت ــب التش ــغيل‬ ‫بش ــكل حقيق ــي ال ص ــوري‪ ،‬كم ــا حص ــل ف ــي‬ ‫افتت ــاح اح ــد ف ــروع مكت ــب التش ــغيل بش ــمال‬ ‫البص ــرة وس ــحبت صالحيات ــه إل ــى املق ــر داخ ــل‬ ‫دي ــوان املحافظ ــة‪ ،‬يج ــب أن يعط ــى حق ــوق‬ ‫شــباب البصــرة بشــكل كلــي وال غبــن ألحــد علــى‬ ‫أخ ــر»‪.‬‬


‫‪102‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير ‪103 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫حصر بيع العقارات بالمصارف‪..‬‬

‫هل يوفرها لمحدودي الدخل؟‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ملواجهــة مشــكلة االرتفــاع الكبيــرفــي أســعارالعقــارات فــي العــراق‪ ،‬التــي‬ ‫أصبح ــت تف ــوق اس ــعار األم ــاك حت ــى ف ــي بل ــدان أوروب ــا وغيره ــا م ــن‬ ‫ال ــدول بأضع ــاف‪ ،‬تح ــاول الحكوم ــة الس ــيطرة عليه ــا بق ــرارات آني ــة‪،‬‬ ‫واج ــه ه ــذه الحل ــول بمش ــكالت التنفي ــذ وضع ــف‬ ‫ولك ــن ف ــي الغال ــب ُت َ‬ ‫التنســيق بيــن الجهــات املعنيــة‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى فشــل كبيــرفــي معالجــة‬ ‫املش ــكلة بش ــكل ج ــذري‪.‬‬

‫ان ق ـرار الحكوم ــة االتحادي ــة مؤخ ـرا‪ ،‬بع ــدم‬ ‫الس ــماح ببي ــع العق ــارات الت ــي تتج ــاوز قيمته ــا‬ ‫‪ 100‬ملي ــون دين ــار إال عب ــر املص ــارف أث ــار‬ ‫كثي ـرا م ــن الج ــدل ف ــي الع ـراق‪ ،‬وه ــو بحس ــب‬ ‫غايات ــه‪ ،‬يع ــد خط ــوة تنظيمي ــة ته ــدف إل ــى‬ ‫مكافح ــة الفس ــاد وتعزي ــز الش ــفافية ف ــي‬ ‫س ــوق العق ــارات‪ ،‬لك ــن الق ـرار ل ــم يخ ــل م ــن‬ ‫ُ‬ ‫االنتق ــادات واالعتراض ــات و الج ــدل‪.‬‬ ‫ووفق ـ ًـا لالعم ــام الص ــادر‪ ،‬ج ــرى تخفي ــض‬ ‫س ــقف العملي ــة الواح ــدة م ــن (‪ 500‬ملي ــون‬ ‫دينــار) إلــى (‪ 100‬مليــون دينــار)‪ ،‬وشــدد البنــك‬ ‫املرك ــزي عل ــى أن العم ــل بالق ـرار الجدي ــد يب ــدأ‬ ‫م ــن ‪ 1‬ش ــباط ‪ ،2025‬داعي ــا جمي ــع املص ــارف‬ ‫واملؤسس ــات املالي ــة املعني ــة إل ــى االلت ـزام‬

‫بالتعليم ــات وتنفيذه ــا بدق ــة‪.‬‬ ‫ي ــرى البع ــض أن ه ــذا الق ـرار ق ــد يح ــد م ــن‬ ‫حري ــة الس ــوق ويع ــزز م ــن تدخ ــل الدول ــة ف ــي‬ ‫معامــات األفـراد‪ ،‬كمــا ان فــرض التعامــل عبــر‬ ‫املص ــارف بحس ــب قوله ــم‪ ،‬يضي ــف مجموع ــة‬ ‫مــن اإلجـراءات والقيــود التــي قــد تكــون معقــدة‬ ‫لبع ــض األش ــخاص‪ ،‬الس ــيما ف ــي الح ــاالت الت ــي‬ ‫يتطل ــب فيه ــا البي ــع أو الش ـراء س ــرية أو س ــرعة‬ ‫ف ــي اإلج ـراءات‪.‬‬ ‫و يمك ــن أن ي ــؤدي ه ــذا الق ـرار إل ــى تقلي ــل‬ ‫مرون ــة بي ــع وش ـراء العق ــارات‪ ،‬اذ ي ــرى البع ــض‬ ‫أن س ــوق العق ــارات ف ــي الع ـراق يعان ــي بالفع ــل‬ ‫م ــن رك ــود‪ ،‬وأن مث ــل ه ــذه القي ــود ق ــد تزي ــد‬ ‫م ــن تعقي ــد املعام ــات وتقل ــل م ــن الق ــدرة عل ــى‬

‫إج ـراء عملي ــات بي ــع س ــريعة‪.‬‬ ‫فــي الجانــب اآلخــر‪ ،‬يعتقــد املؤيــدون للق ـرار أن‬ ‫ه ــذه الخط ــوة ضروري ــة للح ــد م ــن ممارس ــات‬ ‫الته ــرب الضريب ــي‪ ،‬إذ يتي ــح للمص ــارف تتب ــع‬ ‫املدفوع ــات والتحق ــق م ــن مص ــدر األم ــوال‪،‬‬ ‫وه ــو م ــا يس ــاعد ف ــي تقلي ــل الفس ــاد املال ــي؛ اذ‬ ‫ان العق ــارات ذات القي ــم العالي ــة ق ــد تك ــون‬ ‫ـزءا م ــن عملي ــات غس ــيل‬ ‫ف ــي بع ــض األحي ــان ج ـ ً‬ ‫األم ــوال‪ ،‬وتواج ــد قي ــود عل ــى البي ــع ق ــد يقل ــل‬ ‫م ــن ه ــذه األنش ــطة‪ ،‬ويوف ــر العق ــارات بأس ــعار‬ ‫مته ــاودة‪.‬‬ ‫فيم ــا ي ــرى آخ ــرون‪ ،‬أن ه ــذا الق ـرار ق ــد يض ــر‬ ‫باملواطني ــن الذي ــن يرغب ــون ف ــي بي ــع ممتلكاته ــم‬ ‫الخاصــة‪ ،‬بخاصــة إذا كان لديهــم حاجــة ماليــة‬

‫عاجل ــة‪ ،‬كم ــا ان التعام ــل عب ــر املص ــارف ق ــد‬ ‫يتطل ــب وقت ـ ًـا أط ــول‪ ،‬مم ــا يس ــبب له ــم إزعاج ـ ًـا‬ ‫أو يعرق ــل بع ــض املعام ــات الضروري ــة‪.‬‬ ‫وتضــاف هــذه الخطــوة التنظيميــة‪ ،‬الــى الحلــول‬ ‫التــي تتخذهــا الحكومــة و لــم تكــن كافيــة لتغييــر‬ ‫الوض ــع بش ــكل ج ــذري ف ــي س ــوق العق ــارات‪،‬‬ ‫اذ أن الفس ــاد واالخت ــاالت االقتصادي ــة م ــا‬ ‫ي ـزاالن يش ــكالن عوائ ــق أساس ــية‪ .‬كثي ــر م ــن‬ ‫الس ــكان ي ــرون أن هن ــاك حاج ــة إلصالح ــات‬ ‫أوس ــع تش ــمل دع ــم البن ــاء الس ــكني‪ ،‬وتس ــهيل‬ ‫إج ـراءات اإلق ـراض للفق ـراء ومح ــدودي‬ ‫الدخ ــل‪ ،‬وتحس ــين البيئ ــة االقتصادي ــة بش ــكل‬ ‫عــام‪ ،‬وتفعيــل قانــون مكافحــة الفســاد بشــكل‬ ‫ح ــازم‪.‬‬

‫ويق ــول بع ــض املتخصصي ــن أن الق ـرار يه ــدف‬ ‫إلــى تنظيــم الســوق‪ ،‬لكنــه يثيــر تســاؤالت بشــأن‬ ‫كيفي ــة تحقي ــق ت ــوازن بي ــن حماي ــة االقتص ــاد‬ ‫ومصال ــح الس ــكان‪ ،‬ويدع ــون ال ــى إج ـراءات‬ ‫س ــاندة تص ــب ف ــي مصلح ــة مح ــدودي الدخ ــل‪.‬‬ ‫لقــد أصبحــت قضيــة ارتفــاع أســعار العقــارات‬ ‫ف ــي الع ـراق م ــن أب ــرز القضاي ــا الت ــي ت ــؤرق‬ ‫الس ــكان‪ ،‬وق ــد أس ــفر ه ــذا االرتف ــاع ع ــن‬ ‫تحدي ــات كبي ــرة تتعل ــق بق ــدرة األف ـراد عل ــى‬ ‫ش ـراء أو اس ــتئجار املن ــازل‪.‬‬ ‫ام ــا عوام ــل انبث ــاق ه ــذه الظاه ــرة واس ــتمرارها‬ ‫فتش ــمل تزاي ــد ع ــدد الس ــكان‪ ،‬بخاص ــة ف ــي‬ ‫املــدن الكبــرى مثــل بغــداد‪ ،‬حيــث يــزداد الطلــب‬ ‫عل ــى العق ــارات بش ــكل ملح ــوظ‪.‬‬ ‫ان قضاي ــا الفس ــاد ت ــؤدي إل ــى تش ــوهات ف ــي‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫اض‬ ‫س ــو العق ــارات‪ ،‬اذ يج ــر تخصي ــص أر ٍ‬ ‫ومش ــاريع بش ــكل غي ــر ع ــادل‪ ،‬مم ــا يرف ــع‬ ‫األس ــعار‪ ،‬كم ــا ان أس ــعار امل ــواد األولي ــة مث ــل‬ ‫الحدي ــد واإلس ــمنت وغيره ــا‪ ،‬ترتف ــع بش ــكل‬ ‫مســتمر‪ ،‬مــا يزيــد مــن تكلفــة البنــاء وبالنتيجــة‬ ‫يؤث ــر عل ــى األس ــعار النهائي ــة للعق ــارات؛ وان‬ ‫التذب ــذب االقتص ــادي واملش ــكالت املالي ــة ق ــد‬ ‫تس ــهم ف ــي زي ــادة األس ــعار بش ــكل غي ــر مس ــوغ‪.‬‬ ‫وبحس ــب نتائ ــج ارتف ــاع أس ــعار س ــوق‬ ‫العق ــارات‪ ،‬ف ــان الحل ــول املطروح ــة ملعالج ــة‬ ‫املش ــكلة‪ ،‬غالب ـ ًـا م ــا تك ــون غي ــر كافي ــة أو غي ــر‬ ‫فعال ــة؛ بع ــض الحل ــول الت ــي ج ــرى اقتراحه ــا‬ ‫تتضمن تشــجيع االســتثمارات في قطاع البناء‬ ‫والعق ــارات بوس ــاطة حواف ــز مالي ــة‪ ،‬وتش ــديد‬ ‫الرقابــة علــى ســوق العقــارات‪ ،‬للتأكــد مــن عــدم‬ ‫تواجــد ممارســات احتكاريــة أو مضاربــات ترفــع‬ ‫األســعار بشــكل غيــر منطقــي‪ ،‬و مــن املعالجــات‬ ‫ايض ــا توفي ــر األرا�ض ــي الحكومي ــة‪ ،‬لتطوي ــر‬ ‫مش ــاريع س ــكنية بأس ــعار معقول ــة‪ ،‬غي ــر ان‬ ‫ذل ــك االم ــر عان ــى م ــن انع ــدام الخدم ــات ف ــي‬ ‫تل ــك املناط ــق مم ــا أدى لع ــدم املباش ــرة بالبن ــاء‬ ‫فيه ــا م ــن قب ــل الحاصلي ــن عليه ــا‪ ،‬وج ــرى إع ــادة‬ ‫بيعهــا ألكثــر مــن مــرة مــن دون ان تشــيد فيهــا أي‬ ‫مب ــان النع ــدام الخدم ــات فيه ــا وب ــطء تنفيذه ــا‬ ‫اذا توف ــرت‪ ،‬فالس ــكان ليس ــوا عل ــى اس ــتعداد‬ ‫لالنتظ ــار عش ــر او ‪ 20‬س ــنة ال ــى ان يباش ــر‬ ‫باس ــتكمال خدم ــات مناطقه ــم الجدي ــدة‪.‬‬

‫وعل ــى صعي ــد مجل ــس الن ــواب فان ــه تط ــرق ال ــى‬ ‫نيتــه فــي مناقشــة القـرار الجديــد‪ ،‬وتشــير عضــو‬ ‫اللجنــة املاليــة النيابيــة محاســن حمــدون‪ ،‬الــى‬ ‫الني ــة ف ــي اس ــتضافة محاف ــظ البن ــك املرك ــزي‬ ‫العراقــي علــي محســن العــاق ملناقشــة قـرار بيــع‬ ‫وش ـراء العق ــارات عب ــر املص ــارف‪.‬‬ ‫وتوض ــح حم ــدون‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن اللجن ــة‬ ‫تس ــتضيف محاف ــظ البن ــك املرك ــزي لالط ــاع‬ ‫عل ــى أس ــباب اتخ ــاذ الق ـرار األخي ــر املتعل ــق‬ ‫بإج ـراء عملي ــة بي ــع وش ـراء العق ــارات عب ــر‬ ‫املص ــارف‪ ،‬مبين ــة‪ ،‬أن اللجن ــة ترف ــض ه ــذا‬ ‫الق ـرار‪ ،‬ورأت أن تحدي ــد ‪ 100‬ملي ــون دين ــار‬ ‫كقيمــة لبيــع العقــارات ال يعــد مناســبا وال يلبــي‬ ‫املتطلبــات‪ ،‬محــذرة مــن أن ذلــك قــد يســهم فــي‬ ‫عمليــات غســيل األمــوال بــدال مــن ان يعالجهــا‪.‬‬ ‫وأضاف ــت حم ــدون أن ــه يج ــب عل ــى البن ــك‬ ‫املرك ــزي إلغ ــاء اآللي ــة الجدي ــدة لبي ــع وش ـراء‬ ‫العق ــارات‪ ،‬عل ــى أن يج ــري تحدي ــد الس ــعر‬ ‫املناس ــب للبي ــع عب ــر ناف ــذة املص ــارف بمق ــدار‬ ‫‪ 500‬مليــون دينــار كمــا كان معمــوال بــه ســابقا‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه مع ــاون املدي ــر الع ــام ملكافح ــة‬ ‫غس ــيل األم ــوال ف ــي البن ــك املرك ــزي العراق ــي‪،‬‬ ‫حس ــين عل ــي‪ ،‬اخب ــر مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬ب ــأن ه ــذه‬ ‫اإلج ـراءات ته ــدف إل ــى تس ــريع التحقيق ــات‬ ‫املتعلق ــة بغس ــيل األم ــوال‪ ،‬م ــع إش ـراف دائ ــرة‬ ‫التس ــجيل العق ــاري عل ــى مراقب ــة العملي ــات‬ ‫املش ــبوهة‪ ،‬وتوثي ــق أي ح ــاالت غس ــيل أم ــوال‬ ‫لتس ــهيل متابع ــة الجه ــات املعني ــة‪.‬‬ ‫وف ــي وق ــت س ــابق‪ ،‬نب ــه نائ ــب رئي ــس لجن ــة‬ ‫االســتثمار فــي مجلــس النــواب العراقــي‪ ،‬حســين‬ ‫الس ــعبري‪ ،‬إل ــى أن القواني ــن الص ــادرة م ــن‬ ‫البن ــك املرك ــزي وال ــوزارات العراقي ــة تتس ــم‬ ‫بالتخب ــط‪ ،‬مم ــا ق ــد ي ــؤدي إل ــى تراج ــع الس ــوق‬ ‫االس ــتثمارية ف ــي الع ـراق‪ ،‬مبين ــا ملجل ــة «فيل ــي»‬ ‫أن قواني ــن مث ــل ضريب ــة التس ــجيل العق ــاري‬ ‫عل ــى بي ــع وش ـراء املن ــازل غي ــر مالئم ــة‪ ،‬وأن‬ ‫القط ــاع املصرف ــي العراق ــي يعان ــي م ــن تده ــور‬ ‫ويعج ــز ع ــن تلبي ــة احتياج ــات االس ــتثمار‪،‬‬ ‫كمــا عــد الســعبري ق ـرار البنــك املركــزي بشــأن‬ ‫فع ــال‪ ،‬وأن ــه‬ ‫مكافح ــة غس ــيل األم ــوال غي ــر ّ‬ ‫ال يعال ــج مش ــكلة ارتف ــاع أس ــعار الوح ــدات‬ ‫الس ــكنية ف ــي الب ــاد‪.‬‬


‫ُتعاني العاصمة بغداد‪ ،‬من مشكلة الزحام المروري‬ ‫الشديد المزمن‪ ،‬الذي ُيعد أحد أبرز التحديات‬ ‫اليومية التي تواجه سكان المدينة‪ .‬مع تزايد أعداد‬ ‫السيارات بشكل عشوائي بال ضوابط وعدم مواكبة‬ ‫البنى التحتية لهذا النمو‪ ،‬أصبحت الشوارع الرئيسية‬ ‫والفرعية مكتظة بالمركبات من الصباح حتى‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫مرهقا‬ ‫أمرا‬ ‫المساء‪ ،‬مما يجعل التنقل داخل المدينة‬ ‫ً‬ ‫ومستزنفا للوقت والطاقة‪ .‬تؤثر هذه االزدحامات‬ ‫ً‬ ‫سلبا على الحياة اليومية‪ ،‬حيث تتسبب في تأخريات‬ ‫كبرية وتزيد من مستويات التلوث البيئي المتفاقم‬ ‫والضجيج‪ .‬رغم الجهود المبذولة لتحسني الوضع‬ ‫وتدشني عدد من مشاريع الجسور واالنفاق‪ ،‬إال أن‬ ‫ً‬ ‫حلوال جذرية ومستدامة تبقى مطلوبة لمواجهة‬

‫هذه الظاهرة التي تؤرق المواطنني وتعكس صورة‬ ‫بائسة عن الحياة الحرضية في بغداد‪.‬‬

‫مدير التحرير‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬ ‫العدد ‪ 253‬السنة الحادية والعشرون ‪ -‬كانون الثاني ‪ -‬يناير ‪2025‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.