العـدد "مـئتـــان وواحد وخمسون" من مجلة فيلي

Page 1

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫‪251‬‬ ‫‪2024‬‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE & MEDIA FOR FAILI KURD‬‬ ‫السنة العشرون‬ ‫‪ www.shafaq.com‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر‬

‫مهد الحضارة ‪..‬‬

‫منطلقاً لحماية اآلثار‬ ‫التاريخية ولو بالجيوش‬

‫العــــراق ‪ ..‬تــوازن جيوسياسي دقيــق‬ ‫بين الشرق والغرب‬ ‫ ‬ ‫العاصمة االدارية‪ ..‬متى ترى النور؟‬ ‫احتيالية»» تبتلع جيوب االمواطنين‬ ‫لمواطنين‬ ‫«متاهة احتيالية‬ ‫«متاهة‬


‫حیــدر آبــاد ‪ ..‬قرية في‬ ‫قلب ‪06‬‬ ‫الجمال الطبيعي إليالم الفيلية‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪24‬‬

‫اقرأ في العدد ايض ًا‬

‫كلمــــة العدد‬

‫القرارات المرتجلة‪:‬‬ ‫وقود األزمات في العراق‬

‫أطفال العراق‬ ‫يواجهون انتهاكات خطيرة‬

‫من دهوك ألهوار الناصرية‪..‬‬ ‫كركوكي يعشق تخليد‬ ‫الحضارة والطبيعة‬

‫‪30‬‬ ‫اليهودية والفارسية األشد فتكاً‪..‬‬ ‫قصة صائد األفاعي في مدينة الجبابرة‬

‫صاحب االمتياز‬

‫‪48‬‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫‪251‬‬ ‫السـنـة العشــــرون‬ ‫تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪2024‬‬

‫أســرة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪54‬‬

‫التحرش األكاديمي‪..‬‬ ‫الجنس مقابل النجاح‬

‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫صادق االزرقي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫تهريب ذهب العراق‪ ..‬استنزاف‬

‫الثروة‪ ..‬بعض االسباب والنتائج‬

‫‪70‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬ ‫‪website: www.shafaq.com‬‬

‫رقم االعتماد في نقابة الصحفيين العراقيين ‪2016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫‪75‬‬

‫دأب القائم ــون عل ــى إدارة الع ـراق أن يضع ــوا ش ــعب ه ــذا البل ــد‬ ‫ف ــي واق ــع مل ــيء بالتحدي ــات‪ ،‬فم ــن عاداته ــم خل ــط القواني ــن‬ ‫الراس ــخة‪ ،‬بالق ـرارات املرتجل ــة‪ ،‬واالجته ــادات الفردي ــة‪ ،‬الت ــي‬ ‫ً‬ ‫غالب ــا م ــا تك ــون بعي ــدة ع ــن الحكم ــة والرؤي ــة طويل ــة األم ــد‪.‬‬ ‫وكم ــا ق ــال الفيلس ــوف الفرن�س ــي ج ــان ج ــاك روس ــو‪« :‬القواني ــن الت ــي‬ ‫ليســت مدعومــة بالعدالــة تصبــح مجــرد أدوات للظلــم»‪ .‬هــذا ينطبــق‬ ‫تمام ــا عل ــى الع ـراق‪ ،‬حي ــث يعان ــي م ــن قص ــور ف ــي تنفي ــذ القواني ــن‬ ‫ً‬ ‫بش ــكل ع ــادل ومت ــوازن‪ ،‬م ــا يفت ــح الب ــاب أم ــام األزم ــات املتك ــررة‪.‬‬ ‫القواني ــن ه ــي حج ــر األس ــاس ألي دول ــة تس ــعى لالس ــتقرار‪ ،‬أم ــا‬ ‫الق ـرارات‪ ،‬فه ــي أدوات تنفيذي ــة ُيفت ــرض أن تع ــزز ذل ــك االس ــتقرار‪.‬‬ ‫إال أن غي ــاب الدراس ــات االس ــتراتيجية والرؤي ــة بعي ــدة امل ــدى‬ ‫يجع ــل الكثي ــر م ــن الق ـرارات ف ــي الع ـراق س ـ ًـببا مباش ـ ًـرا لألزم ــات‪.‬‬ ‫م ــن أب ــرز األمثل ــة عل ــى الق ـرارات املرتجل ــة الت ــي تفتق ــر إل ــى الحكم ــة‪،‬‬ ‫الخــاف بيــن بغــداد وأربيــل حــول إدارة املــوارد النفطيــة‪ .‬هــذه القضيــة‬ ‫كشــفت عن غياب التوافق الوطني والتشــريعات الواضحة‪ ،‬مما أدى‬ ‫إلــى خســائر بمليــارات الــدوالرات فــي خزينــة الدولــة‪ .‬باإلضافــة إلــى ذلــك‪،‬‬ ‫انعكس ــت ه ــذه األزم ــة بش ــكل مباش ــر عل ــى مس ــتحقات املوظفي ــن ف ــي‬ ‫إقليــم كوردســتان‪ .‬الســؤال الــذي يطــرح نفســه هنــا‪ :‬متــى يصــل العـراق‬ ‫إل ــى مرحل ــة يض ــع فيه ــا مصلح ــة الش ــعب ف ــوق املصال ــح السياس ــية؟‬ ‫الح ــل يكم ــن ف ــي صياغ ــة إط ــار قانون ــي ش ــامل ينظ ــم إدارة امل ــوارد‪،‬‬ ‫م ــع ضم ــان العدال ــة ف ــي توزيعه ــا‪ ،‬األم ــر ال ــذي يتطل ــب إرادة‬ ‫سياس ــية قوي ــة وتغلي ــب املصلح ــة الوطني ــة عل ــى النزاع ــات الحزبي ــة‪.‬‬ ‫ـاال آخ ــر‪ ،‬موق ــع الع ـراق الجغراف ــي ف ــي قل ــب منطق ــة مضطرب ــة‬ ‫خ ــذ مث ـ ً‬ ‫جعله عرضة لتداعيات التوترات اإلقليمية املستمرة‪ .‬هذه التوترات‬ ‫ال ته ــدد فق ــط األم ــن الداخل ــي‪ ،‬ب ــل تط ــال البني ــة التحتي ــة املتهالك ــة‪،‬‬ ‫مثــل خطــوط الكهربــاء ومنشــآت النفــط‪ .‬غيــاب التخطيــط الوقائــي زاد‬ ‫مــن اســتنزاف هــذه البنيــة‪ ،‬ممــا أدى إلــى تدهــور الخدمــات األساســية‪،‬‬ ‫فم ــن ال ُيخط ــط للمس ــتقبل‪ ،‬يعي ــش ف ــي أزم ــات الحاض ــر باس ــتمرار»‪.‬‬ ‫ـوءا ف ــي‬ ‫األزم ــات الداخلي ــة‪ ،‬مث ــل الفس ــاد والبطال ــة‪ ،‬تزي ــد الوض ــع س ـ ً‬ ‫عراق تجاوز تعداده السكاني ‪ 45‬مليون نسمة‪ ،‬ويفتقر إلى سياسات‬ ‫اقتصاديــة قــادرة علــى اســتيعاب هــذا النمــو الســريع‪ .‬البطالــة والفقــر‬ ‫ال يض ـ ّـران األف ـراد فق ــط‪ ،‬ب ــل يوقف ــان عجل ــة التنمي ــة بأكمله ــا‪.‬‬ ‫األرق ــام املقلق ــة الت ــي كش ــفها التع ــداد الس ــكاني ح ــول البطال ــة‬ ‫خطط ــا عاجل ــة وش ــاملة إلص ــاح االقتص ــاد‬ ‫والفق ــر تس ــتدعي‬ ‫ً‬ ‫وخل ــق ف ــرص عم ــل تس ــهم ف ــي تحس ــين حي ــاة املواطني ــن‪.‬‬ ‫ختام ــا‪ ،‬ال يمك ــن للع ـراق أن يتج ــاوز أزمات ــه إال إذا اس ــتعاد ثقت ــه‬ ‫ً‬ ‫بالقان ــون الس ــليم وتوق ــف ع ــن اتخ ــاذ الق ـرارات املرتجل ــة‪ .‬الح ــل‬ ‫يب ــدأ م ــن إع ــاء مصلح ــة الش ــعب ووضعه ــا ف ــوق املصال ــح الفئوي ــة‬ ‫والسياسية‪ ،‬ألن املستقبل ال ُيبنى إال باالستناد إلى الحقائق والعدل‪.‬‬

‫نفط العراق بين التنين الصيني‬ ‫والطموح الحكومي نحو الغرب‬ ‫رئيس التحرير‬


‫‪4‬‬

‫ســياســـــــــــــــــة‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪2024‬‬

‫‪POLITICS‬‬

‫العراق على خطى جيرانه‪..‬‬

‫توازن جيوسياسي دقيق بين الشرق والغرب‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫رأى تقريرأوروبي‪ ،‬أن العراق وفي ظل مؤشراته‬ ‫االقتصادية الجيدة وتطلعه بشكل متزايد الى‬ ‫الشرق لتحريرالقطاعات غيرالنفطية‪ ،‬يسير‬ ‫بذلك على خطى جيرانه العرب من خالل أداء‬ ‫دورتوازن دقيق بين الشرق والغرب لدفع النمو‬ ‫االقتصادي والتنمية على مدى السنوات املقبلة‪.‬‬

‫وذك ــر موق ــع «انترناش ــيونال بانك ــر» املتخص ــص‬ ‫بالش ــؤون البنكي ــة واملالي ــة‪ ،‬ف ــي تقري ــر ل ــه تح ــت‬ ‫عن ــوان «يواص ــل الع ـراق لع ــب دور الت ــوازن‬ ‫الجيوسيا�ســي واالقتصــادي الدقيــق»‪ ،‬وترجمتــه‬ ‫مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن التقيي ــم االقتص ــادي ال ــذي‬ ‫اصدرت ــه ش ــركة «ب ــي إم آي» التابع ــة ملؤسس ــة‬ ‫«فيت ــش»‪ ،‬يظه ــر ان النات ــج املحل ــي االجمال ــي‬ ‫الحقيق ــي للع ـراق للع ــام ‪ 2024‬باكمل ــه س ــيصل‬ ‫ال ــى ‪ ،% 1.8‬وه ــو اعل ــى م ــن التوقع ــات الس ــابقة‬ ‫التــي قــدرت ب ‪ % 1.6‬وتحــول كبيــر عــن التوقعــات‬ ‫الســابقة باالنكمــاش بنســبة ‪ % 2.3‬للعــام الحالــي‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر‪ ،‬ال ــذي يتخ ــذ م ــن دبل ــن مق ـرا ل ــه‪،‬‬ ‫إلــى أن «بــي إم آي» تتوقــع ايضــا تســارع النمــو الــى‬ ‫‪ % 3.1‬خــال العــام ‪ ،2025‬وهــو مــا يشــكل مســارا‬ ‫تصاعديــا قويــا القتصــاد العـراق‪ ،‬وأن مؤشــر «بــي‬ ‫إم آي» يقــدم توقعــات بنــو ايجابــي للعــام ‪،2024‬‬ ‫وه ــو م ــا يعك ــس بالدرج ــة االول ــى االنت ــاج النفط ــي‬ ‫االقــوى ممــا كان متوقعــا‪ ،‬حيــث ان الع ـراق ينتــج‬ ‫مــا يتجــاوز حصتــه املخصصــة مــن «اوبــك»‪.‬‬ ‫وأشــار إلــى أن ذلــك ســيخفف الضغــط علــى النمــو‬ ‫االقتصــادي‪ ،‬بالنظــر الــى ان قطــاع النفــط يمثــل‬ ‫نحــو نصــف الناتــج املحلــي االجمالــي العراقــي و‪95‬‬ ‫‪ %‬مــن الصــادرات‪ ،‬و‪ 90%‬مــن ايـرادات الدولــة‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر‪ ،‬بتصريح ــات مظه ــر صال ــح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املستش ــار االقتص ــادي لرئي ــس ال ــوزراء محم ــد‬ ‫شــياع الســوداني فــي ‪ 9‬ســبتمبر‪/‬ايلول‪ ،‬والتــي قــال‬ ‫خالله ــا إن الع ـراق «ال يتوق ــع مش ــكالت كبي ــرة ف ــي‬ ‫الع ــام ‪ ،2024‬لكنن ــا بحاج ــة إل ــى انضب ــاط مال ــي‬ ‫اكث ــر صرام ــة لع ــام ‪ ،»2025‬مضيف ــا ان ــه م ــن‬ ‫اجــل تعزيــز املــوارد املاليــة‪ ،‬فــان الحكومــة تســعى‬

‫ال ــى تعزي ــز االي ـرادات غي ــر‬ ‫النفطي ــة عب ــر تحس ــين‬ ‫جم ــع الضرائ ــب‪ ،‬اذ تش ــير‬ ‫التقدي ـرات ال ــى ان الع ـراق‬ ‫يفق ــد ‪ 10‬ملي ــارات دوالر‬ ‫س ــنويا بس ــبب الته ــرب‬ ‫واملش ــاكل‬ ‫الضريب ــي‬ ‫املتعلق ــة بالجم ــارك‪.‬‬ ‫وعل ــى امل ــدى الزمن ــي‬ ‫االط ــول‪ ،‬ق ــال التقري ــر ان‬ ‫الت ـزام الع ـراق بتحقي ــق‬ ‫االكتف ــاء الذات ــي م ــن‬ ‫الطاق ــة بحل ــول الع ــام‬ ‫‪ 2030‬س ــيمثل خط ــوة‬ ‫حاس ــمة ف ــي تعزي ــز‬ ‫االس ــتقرار االقتص ــادي‬ ‫داخ ــل البل ــد‪ ،‬وذل ــك‬ ‫بالدرج ــة االول ــى م ــن خ ــال‬ ‫انج ــاز االعتم ــاد عل ــى‬ ‫النف ــس ف ــي مج ــال الغ ــاز‪،‬‬ ‫وهــو املســعى الــذي تســنده‬ ‫واش ــنطن ف ــي محاولته ــا‬ ‫للح ــد م ــن واردات الع ـراق‬ ‫م ــن الغ ــاز والكهرب ــاء م ــن‬ ‫إيـران‪ ،‬مشــيرة فــي هــذا الســياق الــى زيــارة الســوداني‬ ‫الواليــات املتحــدة مرتيــن خــال هــذا العــام البـرام‬ ‫صفق ــات م ــع ش ــركتي «ج ــي اي فيرنوف ــا» و»بيك ــر‬ ‫هي ــوز» وذل ــك به ــدف انت ــاج الغ ــاز املحل ــي‪.‬‬ ‫إال أن التقري ــر األوروب ــي‪ ،‬رأى أن ــه م ــا ت ـزال هن ــاك‬ ‫مخ ــاوف امني ــة متزاي ــدة ف ــي الع ـراق‪ ،‬إذ نق ــل ع ــن‬

‫تقدي ـرات «ب ــي إم آي» اش ــارتها ال ــى ان الح ــرب‬ ‫املس ــتمرة ف ــي غ ــزة وتوت ـرات الش ــرق االوس ــط‪ ،‬ال‬ ‫ت ـزال تش ــكل مخاط ــر عل ــى النش ــاط االقتص ــادي‬ ‫للع ـراف‪ ،‬م ــع تصعي ــد الجماع ــات املس ــلحة‪،‬‬ ‫املتمرك ــزة ف ــي الع ـراق‪ ،‬نش ــاطاتها ض ــد اس ـرائيل‪.‬‬ ‫وتابــع‪« :‬عــدد مــن الهجمــات االخيــرة علــى الشــركات‬

‫املرتبطــة بالواليــات املتحــدة فــي بغــداد‪ ،‬والتــي مــن‬ ‫املعتق ــد ايض ــا ان الجماع ــات املس ــلحة تق ــف‬ ‫خلفه ــا‪ ،‬تش ــير ال ــى ارتف ــاع املخاط ــر االجتماعي ــة‬ ‫املحلي ــة الت ــي بامكانه ــا التأثي ــر عل ــى معنوي ــات‬ ‫املســتهلكين واالســتثمار»‪ ،‬الفتــا ايضــا الــى ان هــذه‬ ‫التقلبــات تســاهم فــي ضعــف ســعر صــرف الدينــار‬ ‫العراق ــي ف ــي الس ــوق املوازي ــة‪ ،‬كنتيج ــة محتمل ــة‬ ‫«لتده ــور البيئ ــة االمني ــة»‪.‬‬

‫وح ــول تعزي ــز االم ــن والس ــيادة‪ّ ،‬نب ــه التقري ــر إل ــى‬ ‫أن دفع ــة كبي ــرة حص ــل عله ــا الع ـراق م ــن خ ــال‬ ‫االتفاقي ــات م ــع التحال ــف ال ــذي تق ــوده الوالي ــات‬ ‫املتح ــدة النه ــاء العملي ــات العس ــكرية بحل ــول‬ ‫نهاي ــة ايلول‪/‬س ــبتمبر ‪.2025‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر بم ــا قال ــه الس ــوداني بان ــه برغ ــم‬ ‫ّ‬

‫تقدي ــره ل ــدور ال ــذي لعبت ــه ق ــوات التحال ــف ف ــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬اال ان الق ــوات االمريكي ــة تحول ــت ال ــى‬ ‫نقط ــة ج ــذب لع ــدم االس ــتقرار‪ ،‬وكثي ـرا م ــا يت ــم‬ ‫اســتهدافها والــرد عليهــا بضربــات لــم يتــم تنســيقها‬ ‫احيان ــا كثي ــرة م ــع الحكوم ــة العراقي ــة‪.‬‬ ‫ورأى أن ــه م ــن الواض ــح ان الع ـراق يتطل ــع بش ــكل‬ ‫متزاي ــد نح ــو الش ــرق ف ــي مس ــعاه م ــن اج ــل حقب ــة‬ ‫جدي ــدة م ــن التنمي ــة االقتصادي ــة‪ ،‬م ــع تدخ ــل‬

‫الصيــن لتعزيــز االســتثمارات التــي تشــتد الحاجــة‬ ‫اليه ــا ف ــي الع ـراق‪ ،‬مذك ـرا ب ــان الع ـراق ش ــهد‬ ‫من ــذ اكتوبر‪/‬تش ــرين االول ‪ 2019‬سلس ــلة م ــن‬ ‫اتفاقي ــات «النف ــط مقاب ــل االعم ــار» بي ــن بغ ــداد‬ ‫وبكي ــن‪ ،‬حي ــث تتول ــى الصي ــن اع ــادة بن ــاء البني ــة‬ ‫التحتي ــة ف ــي الع ـراق بع ــد عق ــود م ــن الح ــروب‪،‬‬

‫‪5‬‬

‫وذل ــك ف ــي مقاب ــل نق ــل مئ ــات االالف م ــن برامي ــل‬ ‫النف ــط يومي ــا م ــن الع ـراق إل ــى الصي ــن‪.‬‬ ‫وزاد التقري ــر باإلش ــارة إل ــى االتفاقي ــات الش ــرقية‬ ‫الت ــي بقي ــت «عل ــى ال ــرف» بع ــد اس ــتقالة رئي ــس‬ ‫ال ــوزراء وقته ــا ع ــادل عب ــد امله ــدي‪ ،‬إال ان‬ ‫الســوداني احياهــا مجــددا بعــد مــن توليــه منصبــه‬ ‫ف ــي الع ــام ‪ ،2022‬والت ــي م ــن ابرزه ــا الت ـزام الصي ــن‬ ‫ببن ــاء ال ــف مدرس ــة ف ــي الع ـراق‪ ،‬وه ــو مش ــروع‬ ‫يفت ــرض ان يس ــتكمل قب ــل نهاي ــة الع ــام‪.‬‬ ‫وأخبــر التقريــر‪ ،‬بــأن التجــارة بيــن الصيــن والعـراق‬ ‫وصل ــت ال ــى ‪ 49.7‬ملي ــار دوالر ف ــي الع ــام املا�ض ــي‪،‬‬ ‫حي ــث اس ــتورد الع ـراق م ــا قيمت ــه ‪ 14.3‬ملي ــار‬ ‫دوالر م ــن الس ــلع والخدم ــات الصيني ــة‪ ،‬كم ــا‬ ‫ص ــدر الع ـراق م ــا قيمت ــه ‪ 35.4‬ملي ــار دوالر ال ــى‬ ‫الصي ــن‪ ،‬وه ــو نش ــاط يأت ــي كج ــزء م ــن «مب ــادرة‬ ‫الح ـزام والطري ــق» الصيني ــة‪.‬‬ ‫واس ــتعاد التقري ــر‪ ،‬الخب ــر ال ــذي نش ــرته‪ ،‬مجل ــة‬ ‫«فيلــي»‪ ،‬نقـ ًـا عــن الســفير الصينــي كــوي وي‪ ،‬فــي‬ ‫حزيـران املا�ضــي‪ ،‬قولــه إن «البلديــن حققــا تعاونـ ًـا‬ ‫مثم ـ ًرا ف ــي مج ــاالت الطاق ــة والكهرب ــاء والبني ــة‬ ‫التحتي ــة واالتص ــاالت»‪.‬‬ ‫وخل ــص التقري ــر األوروب ــي‪ ،‬إل ــى أن االجتماع ــات‬ ‫الت ــي عق ــدت بي ــن الطرفي ــن ف ــي تموز‪/‬يولي ــو‬ ‫املا�ضــي‪ ،‬ركــزت علــى خطــط ربــط «مبــادرة الحـزام‬ ‫والطري ــق» م ــع «طري ــق التنمي ــة» العراق ــي ال ــذي‬ ‫تبل ــغ تكلفت ــه ‪ 17‬ملي ــار دوالر‪ ،‬ال ــذي اطلقت ــه‬ ‫بغ ــداد م ــع تركي ــا وقط ــر واالم ــارات القام ــة ط ــرق‬ ‫تجاري ــة جدي ــدة ترب ــط بي ــن البلدي ــن‪.‬‬ ‫وبحس ــب تصريح ــات الس ــفير ك ــوي وي ف ــان‬ ‫«بكي ــن تعم ــل عل ــى دف ــع الش ـراكة االس ــتراتيجية‬ ‫بيــن الصيــن والع ـراق نحــو إنجــازات جديــدة»‪ ،‬فــي‬ ‫وقــت مــا ي ـزال فيــه القطــاع املصرفــي بشــكل عــام‬ ‫يفتق ــر ال ــى التط ــور‪ ،‬ويتس ــم بالضع ــف وعرض ــة‬ ‫ملخاط ــر ويعان ــي م ــن نق ــص ثق ــة املودعي ــن‪ ،‬وفق ـ ًـا‬ ‫للتقري ــر‪.‬‬ ‫وخت ــم التقري ــر بالتذكي ــر ف ــي أرق ــام البن ــك الدول ــي‬ ‫بش ــأن الع ـراق‪ ،‬وتظه ــر في ــه أن ــه م ــا ي ـزال يعان ــي‬ ‫م ــن محدودي ــة انتش ــار الخدم ــات املصرفي ــة‪،‬‬ ‫حيــث ال يملــك حوالــي ‪ 81%‬مــن الســكان البالغيــن‬ ‫حس ــابا بنكي ــا ف ــي الع ــام ‪ - 2021‬وه ــو أعل ــى بكثي ــر‬ ‫م ــن متوس ــط ‪ 60%‬لجمي ــع دول العال ــم العرب ــي‪،‬‬ ‫الفتـ ًـا إلــى تقدي ـرات مؤسســة «فيتــش» التــي تفيــد‬ ‫ب ــأن «حوال ــي ‪ 21%‬م ــن الس ــكان لي ــس لديه ــم‬ ‫حســاب بنكــي الســباب دينيــة‪ ،‬وهــي مــن بيــن اعلــى‬ ‫املع ــدالت عل ــى مس ــتوى العال ــم‪ ،‬وه ــو م ــا يوف ــر‬ ‫آف ــاق ازده ــار للبن ــوك االس ــامية»‪.‬‬


‫‪6‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪2024‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫حیــدر آبــاد ‪..‬‬

‫قرية في قلب الجمال الطبيعي إليالم الفيلية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يبدو ان امتزاج الغابات وبساتين الفاكهة‪ ،‬وخاصة أشجارالجوز‪ ،‬إلى جانب‬ ‫الينابيع واألنهارالهائجة‪ ،‬أعطى منظرا جميال لقرية حيدرأباد في وادي ييالقي‪،‬‬ ‫وحولها إلى واحدة من مناطق الجذب السياحي في محافظة إيالم الفيلية‪.‬‬ ‫وبحس ــب تقري ــر اوردت ــه وكال ــة ايرن ــا االيراني ــة‪،‬‬ ‫وترجمتــه مجلــة «فيلــي»‪ ،‬فــإن جــزءا مهمــا مــن‬ ‫القــدرات واملمتلــكات الســياحية ملحافظــة إيــام‬ ‫يق ــع ف ــي ق ــرى ه ــذه املحافظ ــة‪ ،‬وه ــي ق ــرى غي ــر‬ ‫معروف ــة بس ــبب قل ــة الوع ــي‪ ،‬وم ــن ه ــذه الق ــرى‬ ‫قري ــة «حي ــدر أب ــاد» ذات الق ــدرات الس ــياحية‬ ‫الفري ــدة م ــن نوعه ــا‪.‬‬ ‫ويع ــد وادي «هفت ــاو» وادي ــا مليئ ــا باملي ــاه‬ ‫واألش ــجار بالق ــرب م ــن مدين ــة إي ــام‪ ،‬ف ــي ه ــذا‬ ‫ال ــوادي تمت ــزج الغاب ــة والبس ــاتين‬ ‫والينابي ــع واألنه ــار‬

‫مع ــا‪.‬‬ ‫وم ــع وج ــود العدي ــد م ــن حق ــول األرز وبس ــاتين‬ ‫الفاكه ــة الكبي ــرة‪ ،‬يوف ــر ه ــذا ال ــوادي معظ ــم‬ ‫ثم ــار محافظ ــة إي ــام‪ ،‬مث ــل التي ــن واملش ــمش‬ ‫والتف ــاح وغيره ــا‪ ،‬ويش ــتهر مش ــمش ه ــذه‬ ‫املنطق ــة ف ــي جمي ــع أنح ــاء الب ــاد‪.‬‬ ‫وتتمت ــع ق ــرى جعف ــر آب ــاد (مي ــش خ ــاص)‪،‬‬ ‫وحي ــدر أب ــاد‪ ،‬وزردال ــو أب ــاد‪ ،‬وط ــوالب ف ــي ه ــذه‬ ‫املنطق ــة بامكان ــات س ــياحية وجاذبي ــة م ــن‬ ‫الناحي ــة األنثروبولوجي ــة‪ ،‬وعل ــى مقدمته ــا قري ــة‬

‫حي ــدر أب ــاد‪.‬‬ ‫تتمتــع املنــازل الريفيــة فــي هــذا الــوادي بهندســة‬ ‫معماريــة جذابــة‪ ،‬وخاصــة أن كثــرة النوافــذ فــي‬ ‫كل منــزل تجــذب االنتبــاه‪ ،‬حتــى أن إحــدى اهــم‬ ‫مج ــاالت العم ــل الريفي ــة ف ــي ه ــذه املنطق ــة ه ــي‬ ‫صناعــة النوافــذ‪.‬‬ ‫تقــع قريــة حيــدر أبــاد فــي ريــف «ميــش خــاص»‬ ‫التاب ــع ملنطق ــة س ــيوان بمدين ــة إي ــام‪ ،‬والت ــي‬ ‫ت ــم التعري ــف به ــا كقري ــة س ــياحية مس ــتهدفة‬ ‫ع ــام‬ ‫من ــذ‬

‫‪ 2004‬بس ــبب من ــاخ املنطق ــة اللطي ــف وإنت ــاج‬ ‫الفواكــه املتنوعــة فــي موســم الصيــف واملناطــق‬ ‫الجميل ــة ف ــي القري ــة‪.‬‬ ‫تب ــدأ قري ــة حي ــدر أب ــاد الس ــياحية املس ــتهدفة‬ ‫م ــن مس ــافة ‪ 25‬ك ــم م ــن مدين ــة إي ــام وتس ــتمر‬ ‫حتــى مرتفعــات قريــة طــوالب القريبــة مــن هــذه‬ ‫القري ــة‪.‬‬ ‫نس ــيج ه ــذه القري ــة ب ــه نق ــاط جذاب ــة للغاي ــة‪،‬‬ ‫فه ــذه القري ــة مقس ــمة إل ــى أزق ــة ول ــكل زق ــاق‬ ‫اس ــم خ ــاص‪ ،‬كم ــا أن فسيفس ــاء األزق ــة‬ ‫ونظاف ــة القري ــة ت ــدل عل ــى أن املخطط ــات‬ ‫التنموي ــة للقري ــة ق ــد ت ــم تنفيذه ــا عل ــى نط ــاق‬ ‫واس ــع امل ــدى وكان ــت ناجح ــة‪.‬‬ ‫م ــن طري ــق إي ــام ال ــذي يتج ــه نح ــو مدين ــة دره‬ ‫شــهر‪ ،‬ومــن طريــق جانبــي معبــد باالســفلت يمــر‬ ‫عب ــر مدين ــة جعف ــر أب ــاد‪ ،‬تخط ــو خط ــوة نح ــو‬ ‫قريــة حيــدر أبــاد الجميلــة‪ .‬ومنــذ بدايــة الطريــق‬ ‫يبــدأ جمــال القريــة وحدائقهــا الواســعة وواديهــا‬ ‫ونهره ــا كدالل ــة عل ــى وج ــود قري ــة جميل ــة‬ ‫للس ــياح‪.‬‬ ‫وتعــد قريــة حيــدر أبــاد الجميلــة والصيفيــة مــن‬ ‫األماك ــن ذات املن ــاخ اللطي ــف والت ــي أصبح ــت‬ ‫قري ــة ف ــي آخ ــر ‪ 200‬ع ــام‪ ،‬وترتف ــع ه ــذه القري ــة‬ ‫عــن ســطح البحــر ‪ 1400‬متــر ومناخهــا معتــدل‬ ‫وجبلــي‪ ،‬ويكــون الطقــس فيهــا معتــدال فــي فصــل‬ ‫الربي ــع والصي ــف وأوائ ــل الخري ــف‬ ‫وب ــاردا ف ــي الش ــتاء‪.‬‬

‫والنه ــر املت ــرع باملي ــاه والج ــداول الصغي ــرة الت ــي‬ ‫تم ــر ف ــي ش ــوارع القري ــة الضيق ــة تضف ــي عليه ــا‬ ‫نض ــارة خاص ــة ويب ــدأ وادي «هفت ــاو» املائ ــي‬ ‫م ــن مدين ــة إي ــام عل ــى بع ــد ‪ 30‬ك ــم ويمت ــد إل ــى‬ ‫مرتفع ــات ط ــوالب القريب ــة م ــن القري ــة‪.‬‬ ‫ان امت ـزاج الغاب ــات والبس ــاتين‪ ،‬وخاص ــة‬ ‫أش ــجار الج ــوز‪ ،‬إل ــى جان ــب الينابي ــع واألنه ــار‬ ‫اله ــادرة‪ ،‬أعط ــى منظ ـرا جمي ــا له ــذا ال ــوادي‪.‬‬ ‫يعتمــد اقتصــاد قريــة حيــدر أبــاد علــى األنشــطة‬ ‫الزراعي ــة والخدم ــات والح ــرف اليدوي ــة‪،‬‬ ‫وتنتش ــر ف ــي القري ــة الزراع ــة املروي ــة والديمي ــة‪،‬‬ ‫وتت ــم زراع ــة معظ ــم أرا�ض ــي القري ــة كأرا�ض ــي‬ ‫ديمي ــة‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ز‬ ‫تتمت ــع حق ــو األر املحيط ــة بالقري ــة بتأثي ــر‬ ‫األح ــام‪ ،‬كم ــا أن رائح ــة األرز ف ــي موس ــم‬ ‫الحص ــاد تغط ــي القري ــة بأكمله ــا‪.‬‬ ‫يوج ــد داخ ــل القري ــة وم ــا حوله ــا العدي ــد م ــن‬ ‫الحقــول الخضـراء والحدائــق التــي تعتبــر مكانــا‬ ‫جمي ــا ج ــدا ومناس ــبا لقض ــاء وق ــت ممت ــع‬ ‫للس ــائحين‪.‬‬ ‫وتتمتــع هــذه القريــة بقــدرة مهمــة وشــعبية وهــي‬ ‫أش ــجار املش ــمش‪ ،‬مم ــا جع ــل مهرج ــان قط ــف‬ ‫«املش ــمش» يق ــام ف ــي ه ــذه القري ــة كل ع ــام‪،‬‬ ‫ومشــمش هــذه املدينــة يشــتهر فــي جميــع مناطــق‬ ‫املحافظ ــة حت ــى ان اح ــدى مناطقه ــا يطل ــق‬ ‫علي ــه‬

‫‪7‬‬

‫«زردالوآب ــاد= اي مدين ــة املش ــمش»‬ ‫يوج ــد ف ــي ه ــذه القري ــة ع ــدد ال يح�ص ــى م ــن‬ ‫األش ــجار املش ــمش ويمك ــن إقام ــة االحتف ــال‬ ‫به ــذه الثم ــرة عل ــى املس ــتوى الوطن ــي ف ــي ه ــذه‬ ‫القري ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب وكال ــة ايرن ــا‪ ،‬ف ــإن هن ــاك حالي ــا ‪6‬‬ ‫ق ــرى مس ــتهدفة س ــياحيا‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك ق ــرى‬ ‫س ـرابكالن ف ــي س ــيروان‪ ،‬وبش ــت قلع ــة ف ــي‬ ‫آبدان ــان‪ ،‬وحي ــدر أب ــاد ف ــي ميش ــخاص‪ ،‬وس ــنغ‬ ‫س ــفيد وسلس ــلة العلي ــا ف ــي تش ــرداول‪ ،‬وكل ــم ف ــي‬ ‫مدين ــة ب ــدرة ف ــي محافظ ــة إي ــام‪.‬‬ ‫وفقــا للمديــر العــام للت ـراث الثقافــي والســياحة‬ ‫والح ــرف اليدوي ــة ف ــي محافظ ــة إي ــام‪ ،‬ف ــإن ‪9‬‬ ‫ق ــرى أخ ــرى س ــتصبح أيض ــا أهداف ــا س ــياحية‪،‬‬ ‫بم ــا ف ــي ذل ــك س ــياه گاو ف ــي مدين ــة آبدان ــان‪،‬‬ ‫وش ــيخ م ــكان ف ــي مدين ــة دره ش ــهر‪ ،‬وط ــوالب‬ ‫ف ــي منطق ــة س ــيوان ف ــي مدين ــة إي ــام‪ ،‬وچش ــمه‬ ‫په ــن ف ــي مدين ــة ملكش ــاهي‪ ،‬وبانس ــرو ف ــي مدين ــة‬ ‫چ ــوار‪ ،‬و گنج ــه ف ــي مدين ــة ب ــدره‪ ،‬وبهم ــن آب ــاد‬ ‫م ــن مدين ــة دره ش ــهر‪ ،‬ومدين ــة پش ــته أرش ــت‬ ‫م ــن مدين ــة ب ــدره‪ ،‬وتخت ــان ف ــي مدين ــة دهل ـران‪.‬‬ ‫ترجمــة‪ :‬مجلــة «فيلي»‬


‫‪8‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪2024‬‬

‫إيالم الفيلية‪..‬‬

‫صدور رواية اسطورة شاماران للكاتب مرتضى حاتمي‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫صدرت في محافظة ايالم الفيلية رواية‬ ‫«أسطورة شاماران» للكاتب مرت�ضى حاتمي‬ ‫وهي إعادة صياغة لحكاية شاماران املنتشرة في‬ ‫العديد من املناطق الناطقة باللغة الكوردية‬ ‫في العالم‪ ،‬عن دار«باشورإيالم»‪.‬‬

‫ونقلــت وكالــة أنبــاء الكتــاب اإليرانيــة (إيبنــا) فــي‬ ‫إي ــام ع ــن مرت�ض ــى حاتم ــي ف ــي تقري ــر ترجمت ــه‬ ‫مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬قول ــه إن رواي ــة «اس ــطورة‬ ‫ش ــاماران= ملك ــة الثعابي ــن» ه ــي إع ــادة إنت ــاج‬ ‫الحكاي ــة الت ــي تحم ــل االس ــم نفس ــه واملنتش ــرة‬ ‫ف ــي معظ ــم املناط ــق الكوردي ــة ف ــي العال ــم‪ ،‬مبين ــا‬ ‫أن الرواي ــة ص ــدرت بواق ــع ‪ 90‬صفح ــة‪.‬‬ ‫واض ــاف حاتم ــي ان ــه ب ــدأ بكتاب ــة أس ــطورة‬ ‫ش ــماران ف ــي منتص ــف ع ــام ‪ 2021‬عل ــى ش ــكل‬ ‫رواي ــة‪ ،‬وبع ــد ‪ 3‬مراجع ــات‪ ،‬ف ــي ع ــام ‪،2024‬‬ ‫قدمه ــا إل ــى دار باش ــور للنش ــر ف ــي اي ــام‪.‬‬ ‫وتاب ــع حاتم ــي ان ش ــاماران تع ــد م ــن األس ــاطير‬ ‫ذات الجــذور العميقــة واملحبوبــة عنــد الشــعب‬ ‫الك ــوردي ف ــي جمي ــع انح ــاء العال ــم وله ــا ج ــذور‬

‫تتعل ــق بمعتق ــدات وأع ـراف الف ــرد واملجتم ــع‬ ‫وه ــي عب ــارة ع ــن حرك ــة ديني ــة ف ــي املناط ــق‬ ‫الكوردي ــة ف ــي العال ــم‪.‬‬ ‫كمــا اضــاف وهــو مؤلــف املجموعــة القصصيــة‬ ‫التــي تحــت عنــوان «كولبـران نــان وبرنــج = عتالــي‬ ‫الخب ــز واالرز» ان ش ــاماران مخل ــوق أس ــطوري‬ ‫نصــف أفعــى ونصــف إنســان (ام ـرأة) وهــو رمــز‬ ‫للحكمــة واالنبعــاث والــوالدة‪ ،‬ولــه مكانــة هامــة‬ ‫ومرموقــة وتاريخيــة عنــد الشــعب الكــوردي‪.‬‬ ‫وتاب ــع حاتم ــي مش ــي ًرا إل ــى ن ــوع م ــن الن ــذور ف ــي‬ ‫املناط ــق الكوردي ــة يس ــمى «ن ــذر ش ــاماران»‪:‬‬ ‫ان أه ــل ه ــذه املناط ــق ن ــذروا ن ــذ ًرا يس ــمى ن ــذر‬ ‫ش ــاماران‪ ،‬وه ــو عب ــارة ع ــن مزي ــج م ــن القم ــح‬ ‫والحم ــص وامل ــاء واملل ــح والبص ــل والبه ــارات‬

‫(الحب ــوب الكامل ــة) ليك ــون أمان ـ ًـا م ــن لدغ ــات‬ ‫الثعابي ــن والعق ــارب وغيره ــا م ــن الكائن ــات‬ ‫الالس ــعة الت ــي كان ــت تنش ــرها بي ــن الن ــاس‬ ‫والبس ــتانيين واملزارعي ــن‪ ،‬وبالطب ــع ال ي ـزال‬ ‫هــذا الحســاء املنــذور يطبــخ ويــوزع ويقــدم بيــن‬ ‫الن ــاس‪.‬‬ ‫وأش ــار إل ــى أهمي ــة وض ــرورة تدوي ــن وحف ــظ‬ ‫األس ــاطير والحكاي ــات واألمث ــال الش ــفهية‬ ‫ـفهيا لألجي ــال القادم ــة‪،‬‬ ‫باعتباره ــا تراث ـ ًـا ش ـ ً‬ ‫مؤكــدا ان مــن أفضــل الطــرق النتقــال املفاهيــم‬ ‫والعل ــوم والقي ــم اإلنس ــانية والتربوي ــة ف ــي‬ ‫املا�ضــي‪ ،‬و الحفــاظ عليهــا وتســجيلها هــو إعــادة‬ ‫إنشــائها وإعــادة كتابتهــا مــن االدب الكالســيكي‪.‬‬ ‫وقال حاتمي إن إعادة كتابة األدب الكالسيكي‬ ‫والثقافــة الشــعبية وإعــادة إنتاجهمــا ســيجعل‬ ‫الجمه ــور عل ــى دراي ــة به ــذا األدب ال ــذي ترك ــه‬ ‫أس ــافنا‪.‬‬ ‫وتابــع حاتمــي ان هــذا الرأســمال الثقافــي يشــكل‬ ‫ـزءا مهم ـ ًـا م ــن الهوي ــة الثقافي ــة والتاريخي ــة‬ ‫جـ ً‬ ‫ألرضن ــا القديم ــة وإح ــدى ط ــرق تقدي ــم الكت ــب‬ ‫وأعم ــال ه ــذا الن ــوع م ــن األدب لألطف ــال‬ ‫واملراهقي ــن والكب ــار ه ــي إع ــادة كتابته ــا وإع ــادة‬ ‫إنش ــائها بم ــا يتواف ــق م ــع املب ــادئ واملعايي ــر‬ ‫املعتم ــدة له ــذه القوال ــب له ــذا الجمه ــور‪.‬‬ ‫كم ــا اض ــاف ان األدب ه ــو رأس مالن ــا وثروتن ــا‬ ‫وتراثنــا الشــعبي وهــو رأس مــال غنــي وكبيــر وغيــر‬

‫قاب ــل للتك ـرار‪ .‬ويج ــب عل ــى الجمي ــع حمايت ــه‬ ‫ومحاول ــة نقل ــه إل ــى األجي ــال القادم ــة ومحاول ــة‬ ‫العنايــة بهــذا الكنــز الروحــي للمواطنيــن وجعلــه‬ ‫أكث ــر بس ــاطة وأكث ــر قابلي ــة للق ـراءة وجاذبي ــة‬ ‫للجمهــور مــن خــال التبســيط وإعــادة الكتابــة‬ ‫وإع ــادة اإلنش ــاء وم ــا إل ــى ذل ــك‪.‬‬ ‫ولف ــت حاتم ــي ال ــى ان ــه إذا آم ــن أه ــل أدب‬ ‫القل ــم والكب ــار بتعلي ــم مجتم ــع ق ـراء الكت ــب‬ ‫املســتقبلي ونظــروا إلــى األفــق املســتقبلي لــأدب‬ ‫الشــعبي بشــكل شــامل‪ ،‬فــإن تطويــر ونمــو أدب‬ ‫األطفــال واملراهقيــن ســيكون مهمــة ذات غايــة‪،‬‬ ‫متس ــائال‪ :‬ألي ــس أن جمه ــور األدب الش ــعبي‬ ‫املس ــتقبلي س ــيكون ه ــم األطف ــال واملراهقي ــن‬ ‫انفس ــهم؟‬ ‫وبخص ــوص اللغ ــة الت ــي كت ــب به ــا ه ــذا العم ــل‪،‬‬ ‫ق ــال حاتم ــي‪ :‬لق ــد حاول ــت أن أكت ــب ه ــذا‬ ‫الكت ــاب مث ــل كتب ــي األخ ــرى م ــن منظ ــور غي ــر‬ ‫مس ــتهدف‪ ،‬ويمك ــن للفئ ــات العمري ــة م ــن‬ ‫املراهقيــن والكبــار التواصــل بســهولة مــع نــص‬ ‫العمــل‪ ،‬وبعبــارة أخــرى جمهــور هــذا العمــل هــو‬ ‫عام ــة الن ــاس‪.‬‬ ‫ون ــوه ال ــى ان ــه ل ــم يت ــم نش ــر الكثي ــر م ــن الكت ــب‬ ‫األصيلــة واملوثقــة عــن شــاماران‪ ،‬وأثنــاء كتابتــي‬ ‫له ــذه الرواي ــة واجه ــت الفق ــر وقل ــة املص ــادر‪،‬‬ ‫لك ــن م ــع الكثي ــر م ــن البح ــث والتحقي ــق‬ ‫ـددا مــن املصــادر األصيلــة واملوثقــة‪،‬‬ ‫وجــدت عـ ً‬ ‫واس ــتخدمتها كمراج ــع لكتاب ــة ه ــذه الرواي ــة‪.‬‬ ‫واض ــاف ان تصمي ــم غ ــاف ه ــذا الكت ــاب ه ــو‬ ‫م ــن اللوح ــات الش ــهيرة لبش ــير نظ ــري‪ ،‬وه ــو‬ ‫فن ــان ورس ــام كرمانش ــاهي وم ــن مجموع ــة‬ ‫ش ــاماران‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫آكواريوم حوض سمك‬ ‫طبيعي في قلب الجبل‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في أق�صى شمال محافظة إيالم الفيلية‪ ،‬توجد منطقة ذات طبيعة‬ ‫بكروجميلة تشتهرباسم «آكواريوم» أو حوض السمك الطبيعي‪.‬‬

‫وبحس ــب تقري ــر ملوق ــع «همش ــهري أونالي ــن»‬ ‫اإليرانــي‪ ،‬ترجمتــه مجلــة «فيلــي»‪ ،‬فــإن «مضيــق‬ ‫ش ــميران ف ــي مقاطع ــة إي ــوان مح ــاط بالس ــهول‬ ‫والجب ــال‪ ،‬وف ــي وس ــطه يمكن ــك رؤي ــة مضي ــق‬ ‫يش ــبه ح ــوض الس ــمك م ــن األعل ــى؛ أي ح ــوض‬ ‫س ــمك طبيع ــي»‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن «مضي ــق ش ــميران‬ ‫أصب ــح اآلن أح ــد الوجه ــات الس ــياحية»‪.‬‬ ‫وأشــار التقريــر إلــى أن «الســياح‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬ ‫االس ــتمتاع بالطبيع ــة البك ــر له ــذه املنطق ــة‪،‬‬ ‫يس ــبحون أحيان ـ ًـا ف ــي مي ــاه النه ــر»‪ ،‬مبين ـ ًـا أن‬ ‫ـدا بحي ــث يمكن ــك‬ ‫«مي ــاه املضي ــق صافي ــة ج ـ ً‬ ‫رؤي ــة عم ــق أكث ــر م ــن ثالث ــة أمت ــار م ــن مضي ــق‬ ‫ش ــميران‪ ،‬ويرج ــع أح ــد أس ــباب ظه ــور ش ــميران‬ ‫كح ــوض لألس ــماك إل ــى ه ــذا»‪.‬‬ ‫ون ــوه إل ــى أن «مدين ــة إي ــوان تق ــع ف ــي ش ــمال‬ ‫محافظ ــة إي ــام ويحده ــا م ــن الش ــمال مدين ــة‬ ‫كرمنش ــاه وإس ــام آب ــاد الغربي ــة‪ ،‬وم ــن الش ــرق‬

‫مدين ــة تش ــرداول‪ ،‬وم ــن الغ ــرب مدين ــة‬ ‫كيالنغ ــرب وقص ــر ش ــيرين ودول ــة الع ـراق»‪،‬‬ ‫مبين ـ ًـا أن «ه ــذه املدين ــة بات ــت ُتع ــرف باس ــم‬ ‫جوه ــرة إي ــام»‪.‬‬ ‫كمــا أشــار إلــى أن «مركــز هــذه املدينــة هــو مدينــة‬ ‫إي ــوان وه ــي ثان ــي أكب ــر مدين ــة م ــن حي ــث ع ــدد‬ ‫الس ــكان ف ــي مقاطع ــة إي ــام وتع ــد أح ــد املراك ــز‬ ‫الرئيســية لقبيلــة كلهــور»‪ ،‬موضحـ ًـا أن «غالبيــة‬ ‫ســكان بلــدة إيــوان يتحدثــون باللهجــة الكورديــة‬ ‫الكلهوري ــة وأقلي ــة م ــن مهاج ــري كرمنش ــاه‬ ‫يتحدث ــون باللهج ــة الجافي ــة الكوردي ــة»‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر أن «آكواري ــوم أو ح ــوض‬ ‫األســماك الطبيعــي هــو بحيــرة جميلــة فــي إيــام‪،‬‬ ‫وه ــي م ــن املعال ــم الس ــياحية املذهل ــة ف ــي إي ـران‬ ‫والت ــي تج ــذب الكثي ــر م ــن الس ــياح كل ع ــام»‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬


‫‪10‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪11 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫األيزيديون المفقودون في العراق‪..‬‬

‫رحلة بحث مضنية عن أسرى اإلبادة‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫كان‬ ‪‭‬أيدين حديد طالل‬ ‫يعتقد أن أفراد أسرته‬ ‫قتلوا جميعا في الهجوم‬ ‫الشرس الذي شنه تنظيم‬ ‫الدولة اإلسالمية على‬ ‫األقلية الدينية اإليزيدية‬ ‫في العراق قبل نحو عشر‬ ‫سنوات‪‬.‬‬

‫غي ــر أن الش ــاب البال ــغ م ــن العم ــر ‪ 20‬عام ــا‬ ‫ب ــدأ الع ــام املا�ض ــي ف ــي تلق ــي رس ــائل م ــن حس ــاب‬ ‫ملس ــتخدم ال يعرف ــه عل ــى فيس ــبوك يس ــأل ع ــن‬ ‫ش ــقيقه املفق ــود روجي ــن‪.‬‬ ‫وســأله هــذا املســتخدم هــل يمكنــك االتصــال بــي؟‪،‬‬ ‫ف ــرد علي ــه ايدي ــن بالق ــول ال‪ ،‬ال أس ــتطيع‪ ..‬أن ــا ال‬ ‫أعرف ــك‪.‬‬ ‫فأجاب أنا روجين‪.‬‬ ‫كان ــت آخ ــر م ــرة رأى فيه ــا أيدي ــن ش ــقيقه األصغ ــر‬ ‫ف ــي م ــارس آذار ‪ 2019‬عندم ــا كان ــا أس ــيرين ل ــدى‬ ‫التنظي ــم ف ــي س ــوريا‪ .‬وطل ــب ص ــورة للتأك ــد م ــن أن ــه‬ ‫روجي ــن‪ .‬وكان ه ــو بالفع ــل‪ .‬ودخ ــا بع ــد ذل ــك ف ــي‬ ‫مكامل ــة بالفيدي ــو اس ــتمرت ألكث ــر م ــن س ــاعتين‪.‬‬ ‫وكانــا متلهفيــن للــم شــملهما‪ ..‬لكــن األمــر لــن يكــون‬ ‫ســهال‪.‬‬ ‫فروجي ــن البال ــغ م ــن العم ــر ‪ 18‬عام ــا كان يعم ــل ف ــي‬ ‫مدينــة إدلــب فــي شــمال غــرب ســوريا‪ ،‬وهــي املعقــل‬ ‫األخي ــر ملقاتلي ــن معارضي ــن للحكوم ــة ومتش ــددين‬ ‫تربطه ــم ص ــات بتنظيم ــي القاع ــدة والدول ــة‬ ‫اإلس ــامية‪.‬‬ ‫وللوصول إلى شقيقه‪ ،‬كان على روجين أن يعبر إلى‬ ‫منطقــة تســيطر عليهــا قــوات ســوريا الديمقراطيــة‬ ‫املدعوم ــة م ــن الوالي ــات املتح ــدة‪ ،‬وه ــي جماع ــة‬ ‫مســلحة ســورية يقودهــا الكــورد‪ ،‬ثــم عبــور الحــدود‬

‫إل ــى املنطق ــة الت ــي يترك ــز فيه ــا اإليزيدي ــون ف ــي ش ــمال‬ ‫الع ـراق‪ .‬ولــم تكــن لديــه هويــة وال وثائــق ســفر‪.‬‬ ‫بع ــد عش ــر س ــنوات م ــن حمل ــة تنظي ــم الدول ــة‬ ‫اإلس ــامية الوحش ــية ض ــد اإليزيديي ــن الت ــي دفع ــت‬ ‫الوالي ــات املتح ــدة إل ــى إع ــادة جنوده ــا للع ـراق‬ ‫لوق ــف تقدم ــه والحيلول ــة دون وق ــوع إب ــادة‬ ‫جماعي ــة‪ ،‬ال ت ـزال مئ ــات العائ ــات يائس ــة م ــن ل ــم‬ ‫ش ــملها م ــع أقاربه ــا املفقودي ــن الذي ــن تعرض ــوا‬ ‫لألس ــر واالس ــترقاق خ ــال فت ــرة س ــيطرة التنظي ــم‪.‬‬ ‫ويعتبــر تنظيــم الدولــة اإلســامية اإليزيدييــن كفــارا‪.‬‬ ‫وكان مقاتلــو التنظيــم يســعون إلــى قتــل أو اســتعباد‬ ‫أتب ــاع ه ــذه الديان ــة بع ــد اجتي ــاح مناطقه ــم ف ــي‬ ‫س ــنجار بش ــمال غ ــرب الع ـراق ف ــي ‪.2014‬‬ ‫وبحل ــول ع ــام ‪ ،2019‬ط ــرد تحال ــف تق ــوده‬ ‫الوالي ــات املتح ــدة وش ــركاء محلي ــون التنظي ــم م ــن‬

‫األرا�ض ــي الت ــي اس ــتولى عليه ــا ف ــي الع ـراق وس ــوريا‬ ‫وأعلن ــوا فيه ــا قي ــام دول ــة الخالف ــة اإلس ــامية‪ .‬لك ــن‬ ‫ناجي ــن وناش ــطين يقول ــون إن مهم ــة العث ــور عل ــى‬ ‫املفقودي ــن وإعادته ــم إل ــى دياره ــم كان ــت موكل ــة‬ ‫إل ــى ح ــد كبي ــر لعائالته ــم وع ــدد قلي ــل م ــن ش ــبكات‬ ‫اإلنق ــاذ الت ــي تفتق ــر لإلمكاني ــات‪.‬‬ ‫وذك ــر تقري ــر لرويت ــرز‪ ،‬أن ه ــذا التقري ــر اس ــتند إل ــى‬ ‫مقاب ــات م ــع أكث ــر م ــن ‪ 20‬ش ــخصا‪ ،‬بينه ــم أس ــرى‬ ‫س ــابقون وأق ــارب ومهرب ــون وقي ــادات مجتمعي ــة‬ ‫ومس ــؤولون حكومي ــون‪.‬‬ ‫وتحدثــوا عــن عمليــة بحــث بطيئــة ومضنيــة تنتهــي‬ ‫غالبــا بحســرة‪.‬‬ ‫آالف املفقودون‬ ‫يق ــول مس ــؤولون عراقي ــون إن أكث ــر م ــن خمس ــة‬ ‫آالف إيزي ــدي‪ ،‬معظمه ــم م ــن الرج ــال والنس ــاء‬

‫كبيـرات الســن قتلــوا فــي بدايــة الهجــوم فــي أغســطس‬ ‫آب ‪ 2014‬وألقي ــت جثثه ــم ف ــي مقاب ــر جماعي ــة‪.‬‬ ‫كم ــا ت ــم أس ــر نح ــو ‪ 6400‬آخري ــن‪ ،‬معظمه ــم م ــن‬ ‫النس ــاء واألطف ــال‪ .‬وبينم ــا كان يت ــم بيعه ــم ألغ ـراض‬ ‫تنوع ــت م ــا بي ــن االس ــترقاق واالس ــتعباد الجن�س ــي‬ ‫أو تدريبه ــم ليكون ــوا مقاتلي ــن ومفجري ــن انتحاريي ــن‪،‬‬ ‫كان ــوا ينتقل ــون م ــن مال ــك إل ــى آخ ــر ف ــي إط ــار دول ــة‬ ‫الخالفــة التــي امتــدت لتشــمل ثلــث الع ـراق وســوريا‬ ‫تقريب ــا‪.‬‬ ‫وأف ــادت بيان ــات ص ــادرة ع ــن مكت ــب أسس ــه رئي ــس‬ ‫كوردس ــتان‬ ‫إقلي ــم‬ ‫بارزان ــي‬ ‫نيجيرف ــان‬ ‫عملي ــات‬ ‫لتنس ــيق‬ ‫اإلنق ــاذ ب ــأن م ــا ال يق ــل‬ ‫ع ــن ‪ 3584‬م ــن األس ــرى‬ ‫تمكنــوا مــن الف ـرار أو تــم‬ ‫إطــاق سـراحهم فــي نهايــة‬ ‫ا ملط ــا ف ‪.‬‬ ‫وهن ــاك م ــا يق ــرب م ــن‬ ‫‪ 2600‬م ــا زال ــوا ف ــي ع ــداد‬ ‫املفقودي ــن‪ ،‬يخ�ش ــى أن‬ ‫يك ــون معظمه ــم ق ــد‬ ‫لقــوا حتفهــم إمــا علــى يــد‬ ‫خاطفيه ــم أو ف ــي مع ــارك‬ ‫بي ــن التنظي ــم وأعدائ ــه‪.‬‬ ‫لك ــن كل بضع ــة أش ــهر‪،‬‬ ‫تت ــردد أنب ــاء ع ــن املزي ــد‬ ‫م ــن الناجي ــن بي ــن‬ ‫الطائف ــة اإليزيدي ــة الت ــي‬ ‫يبلــغ قوامهــا نحــو مليــون‬ ‫يعي ــش أق ــل م ــن نصفه ــم‬ ‫بقلي ــل ف ــي الع ـراق‪.‬‬ ‫وف ــي أكتوب ــر تش ــرين األول‪ ،‬أعل ــن مس ــؤولون‬ ‫أمريكي ــون وعراقي ــون أن إيزيدي ــة تبل ــغ م ــن العم ــر‬ ‫‪ 21‬عام ــا اختطفه ــا التنظي ــم قب ــل نح ــو عش ــر‬ ‫س ــنوات ت ــم إجالؤه ــا م ــن قط ــاع غ ــزة ف ــي عملي ــة‬ ‫س ــرية ش ــاركت فيه ــا إس ـرائيل‪.‬‬ ‫وقال ــت حرك ــة املقاوم ــة اإلس ــامية الفلس ــطينية‬ ‫(حمــاس)‪ ،‬التــي كانــت تديــر قطــاع غــزة قبــل انــدالع‬ ‫الح ــرب م ــع إس ـرائيل الع ــام املا�ض ــي‪ ،‬إن امل ـرأة‬ ‫تزوجــت فلســطينيا كان يقاتــل إلــى جانــب جماعــات‬ ‫املعارض ــة الس ــورية‪ ،‬وانتقل ــت إل ــى غ ــزة م ــع أق ــارب‬ ‫زوجهــا بعــد مقتلــه‪ .‬وقــال مكتــب اإلنقــاذ إنهــا واحــدة‬ ‫م ــن ‪ 14‬أس ــيرا س ــابقا الت ــأم ش ــملهم م ــع أقاربه ــم ف ــي‬ ‫الع ـراق ه ــذا الع ــام‪.‬‬ ‫ويعتق ــد نش ــطاء إيزيدي ــون أن آخري ــن م ــا زال ــوا‬ ‫محتجزي ــن ل ــدى مس ــلحي تنظي ــم الدول ــة اإلس ــامية‬ ‫وأف ـراد أس ــرهم‪ ،‬أو ب ــدأوا حي ــاة جدي ــدة ف ــي س ــوريا‬ ‫وتركي ــا أو أماك ــن أخ ــرى‪ .‬وتت ـراوح التقدي ـرات م ــن‬

‫بض ــع مئ ــات إل ــى أكث ــر م ــن أل ــف‪.‬‬ ‫وق ــال أف ـراد إنق ــاذ وأس ــرى س ــابقون إن كثيري ــن‬ ‫أخذهــم التنظيــم وهــم أطفــال صغــار وليــس لديهــم‬ ‫ســوى القليــل مــن الذكريــات عــن املــكان الــذي أتــوا‬ ‫من ــه‪ .‬وبعضه ــم نش ــأ ف ــي ظ ــل أيديولوجي ــة التنظي ــم‬ ‫املتش ــددة‪ ،‬وال يري ــدون الع ــودة إل ــى مجتمعه ــم‬ ‫األصل ــي‪ .‬وتخ�ش ــى أس ــيرات م ــن تعرضه ــن للنب ــذ أو‬ ‫فصله ــن ع ــن األطف ــال الذي ــن أنجبنه ــم م ــن‬ ‫مقاتل ــي التنظي ــم الذي ــن اس ــتعبدوهن‪.‬‬ ‫كان ــت الع ــادة ه ــي نب ــذ اإليزيديي ــن الذي ــن‬ ‫يعتنق ــون اإلس ــام أو يتزوج ــون م ــن‬ ‫خ ــارج الطائف ــة‪ ،‬حت ــى وإن كان ذل ــك‬ ‫تح ــت اإلك ـراه‪ .‬كان ذل ــك نتيج ــة لق ــرون‬ ‫م ــن االضطه ــاد ال ــذي يق ــول ش ــيوخ‬ ‫الطائف ــة إن ــه جع ــل الطائف ــة تخ�ش ــى عل ــى‬ ‫بقائهــا‪ .‬كمــا أن االغتصــاب وصمــة عــار تلطــخ‬ ‫ش ــرف األس ــرة‪.‬‬ ‫وبع ــد هج ــوم التنظي ــم‪ ،‬س ــمح الزعم ــاء‬ ‫الدينيــون للطائفــة بإعــادة تعميــد النســاء‬ ‫والفتي ــات الالت ــي أجب ــرن عل ــى العبودي ــة‬ ‫الجنس ــية ف ــي معب ــد الل ــش بش ــمال‬ ‫غ ــرب الع ـراق‪ ،‬وه ــو أق ــدس موق ــع‬ ‫لإليزيديي ــن‪ .‬لك ــن األطف ــال‬ ‫الذي ــن أنجبنه ــم م ــن مس ــلحي‬ ‫التنظي ــم غي ــر مرح ــب به ــم‪.‬‬ ‫وق ــال لقم ــان س ــليمان‬ ‫املتح ــدث باس ــم الل ــش‬ ‫دمه ــم ه ــو دم داع ــش‪ ..‬عندم ــا‬ ‫يكب ــرون‪ ..‬س ــيكونون قتل ــة‬ ‫مس ــتخدما االس ــم املختص ــر‬ ‫للتنظي ــم ‪.‬‬ ‫وق ــال س ــليمان إن هن ــاك عقب ــة‬ ‫أخ ــرى بس ــبب قان ــون عراق ــي ين ــص‬ ‫عل ــى أن األطف ــال عل ــى دي ــن آبائه ــم‪،‬‬ ‫واإليزيدي ــون ال يقبل ــون ه ــذا‪.‬‬ ‫ويق ــول بع ــض الناش ــطين اإليزيديي ــن‬ ‫إن العثــور علــى املختطفيــن ليــس مــن‬ ‫أولويــات الحكومــة العراقيــة وحلفائهــا‪.‬‬ ‫وق ــال م ـراد إس ــماعيل أح ــد مؤس�س ــي‬ ‫منظم ــة (ي ــزدا) ‪-‬املعني ــة بالدف ــاع‬ ‫ع ــن حق ــوق اإلنس ــان ومقره ــا الوالي ــات‬ ‫املتح ــدة‪ -‬واملدي ــر التنفي ــذي الس ــابق له ــا‬ ‫والــذي يديــر اآلن مبــادرة تعليميــة فــي ســنجار‬ ‫ال توجــد جهــود منتظمــة مــن جانــب العـراق أو‬ ‫املجتم ــع الدول ــي إلنق ــاذ األس ــرى‪.‬‬ ‫وأض ــاف أن التناف ــس بي ــن الهيئ ــات الحاكم ــة‬ ‫املختلف ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك الحكوم ــة العراقي ــة‬ ‫والســلطات اإلقليميــة الكورديــة فــي شــمال الع ـراق‬ ‫وس ــوريا‪ ،‬يعن ــي أن ــه لي ــس هن ــاك تع ــاون يذك ــر فيم ــا‬

‫بينه ــا‪.‬‬ ‫كمــا اتهــم التحالــف الــذي تقــوده الواليــات املتحــدة‬ ‫بعــدم بــذل مــا يكفــي مــن الجهــد لتحريــر اإليزيدييــن‪.‬‬ ‫وتشــير التوقعــات الحاليــة إلــى أن التحالــف ســينهي‬ ‫عملياتــه فــي الع ـراق بحلــول ســبتمبر أيلــول ‪،2025‬‬ ‫غيــر أن املهمــة ستســتمر فــي ســوريا‪.‬‬ ‫وقال ــت وزارة الخارجي ــة‬ ‫األمريكي ــة ف ــي بي ــان‬ ‫إن‬ ‫لرويت ــرز‬ ‫واش ــنطن عمل ــت‬ ‫لس ــنوات لتحري ــر‬


‫‪12‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪13 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫األيزيديون المفقودون في العراق‪ ..‬رحلة بحث مضنية عن أسرى اإلبادة‬ ‫املختطفي ــن‪.‬‬ ‫اإليزيديي ــن‬ ‫وق ــال وزي ــر الخارجي ــة األمريك ــي أنتون ــي بلينك ــن‬ ‫ف ــي يولي ــو تم ــوز نح ــن عازم ــون عل ــى العث ــور عليه ــم‬ ‫ومعرف ــة مصائره ــم وإنق ــاذ م ــن ال ي ـزال عل ــى قي ــد‬ ‫الحيــاة‪ ،‬مضيفــا أن واشــنطن اســتثمرت نحــو ‪500‬‬ ‫ملي ــون دوالر ف ــي دع ــم تعاف ــي املجتمع ــات املحلي ــة‬ ‫األكث ــر تض ــررا م ــن التنظي ــم‪.‬‬ ‫واتف ــق خل ــف س ــنجاري مستش ــار رئي ــس ال ــوزراء‬ ‫العراق ــي لش ــؤون اإليزيديي ــن م ــع أن الحكوم ــات‬ ‫الس ــابقة ل ــم تب ــذل م ــا يكف ــي م ــن الجه ــد‪ ،‬قائ ــا إن‬ ‫امل ــوارد كان ــت مح ــدودة‪ ،‬واألولوي ــة كان ــت هزيم ــة‬ ‫التنظي ــم‪ .‬لكن ــه ق ــال إن الحكوم ــة ش ــكلت اآلن‬ ‫لجن ــة للعم ــل عل ــى قضاي ــا اإليزيديي ــن املفقودي ــن‬ ‫وتنس ــق م ــع الش ــركاء‪.‬‬ ‫وق ــال دين ــدار زيب ــاري منس ــق التوصي ــات الدولي ــة‬ ‫فــي حكومــة إقليــم كوردســتان إن الحكومــة ال ت ـزال‬ ‫ملتزمــة بتحديــد أماكــن اإليزيدييــن وإعادتهــم‪ ،‬وإنهــا‬ ‫«تعمــل بشــكل وثيــق مــع الــوكاالت الدوليــة ملعالجــة‬ ‫هــذه الحــاالت املعقــدة»‪.‬‬ ‫وأق ــر ب ــأن بغ ــداد اتخ ــذت خط ــوات لدع ــم‬ ‫اإليزيديي ــن‪ ،‬لكن ــه ق ــال إن تحس ــين التع ــاون م ــع‬ ‫كوردس ــتان م ــن ش ــأنه أن يس ــاعد ف ــي تس ــريع‬ ‫عملي ــات اإلنق ــاذ‪ .‬وأض ــاف أن ــه ل ــم يك ــن هن ــاك‬ ‫تنس ــيق بي ــن حكوم ــة كوردس ــتان الع ـراق والك ــورد‬ ‫ف ــي س ــوريا‪.‬‬ ‫وق ــال خي ــري بوزان ــي مدي ــر مكت ــب اإلنق ــاذ التاب ــع‬ ‫لرئي ــس إقلي ــم كوردس ــتان الع ـراق إن فريق ــه‬ ‫ح ــث الس ــلطات الكوردي ــة ف ــي س ــوريا عل ــى تجني ــب‬ ‫الخالفــات السياســية التــي قوضــت جهــود اإلنقــاذ‪،‬‬ ‫لك ــن ل ــم يك ــن هن ــاك تواص ــل يذك ــر معه ــم‪.‬‬ ‫ول ــم تعل ــق اإلدارة الذاتي ــة الت ــي يقوده ــا الك ــورد ف ــي‬ ‫ش ــمال س ــوريا وجناحه ــا العس ــكري ق ــوات س ــوريا‬ ‫الديمقراطي ــة‪.‬‬ ‫«وكأنه عاد من القبر»‬ ‫وق ــع أيدي ــن وروجي ــن ف ــي األس ــر م ــع والديهم ــا‬ ‫وش ــقيقين أصغ ــر س ــنا ف ــي الي ــوم األول م ــن هج ــوم‬ ‫املس ــلحين عل ــى س ــنجار ف ــي الثال ــث م ــن أغس ــطس‬ ‫آب ‪ .2014‬وق ــاال لرويت ــرز إن املقاتلي ــن اعترض ــوا‬ ‫ســيارتهم أثنــاء محاولتهــم الف ـرار مــن قريــة حــردان‪.‬‬ ‫وق ــاال إن والدهم ــا واف ــق عل ــى اعتن ــاق اإلس ــام‬ ‫تحــت تهديــد الســاح‪ ،‬لكــن القـرار لــم يمنــح األســرة‬ ‫الكثيــر مــن الراحــة‪ .‬فقــد اســتمر نقلهــم مــن منشــأة‬ ‫احتج ــاز مؤقت ــة إل ــى أخ ــرى لع ــدة أش ــهر‪.‬‬ ‫وق ــال الش ــقيقان إن ــه ف ــي أح ــد األي ــام ف ــي مدين ــة‬ ‫تلعف ــر القريب ــة‪ ،‬ت ــم اس ــتدعاء والدهم ــا م ــع رج ــال‬

‫إيزيديي ــن آخري ــن إل ــى مس ــجد‪ .‬ول ــم يع ــودوا أب ــدا‪.‬‬ ‫وبع ــد فت ــرة وجي ــزة‪ ،‬ت ــم إرس ــال أيدي ــن إل ــى معه ــد‬ ‫دين ــي‪ ،‬ث ــم إل ــى أكاديمي ــة عس ــكرية للتنظي ــم‪ .‬وبي ــع‬ ‫روجي ــن م ــع والدتهم ــا وش ــقيقيهما‪ ،‬لكن ــه ق ــال إن‬ ‫مقات ــا س ــعوديا أخ ــذه منه ــا الحق ــا لتربيت ــه‪.‬‬ ‫ومــع بــدء التنظيــم فــي خســارة األرا�ضــي‪ ،‬كان يجــري‬ ‫نق ــل الشــقيقين ذهابــا وإيابــا بيــن الع ـراق وســوريا‪،‬‬ ‫وانته ــى بهم ــا املط ــاف ف ــي قري ــة الباغ ــوز الس ــورية‪.‬‬ ‫عندم ــا خ ــاض املس ــلحون آخ ــر معرك ــة هن ــاك ف ــي‬ ‫مــارس آذار ‪ ،2019‬وحــاول أيديــن‪ ،‬الــذي كان يبلــغ‬ ‫مــن العمــر ‪ 15‬عامــا آنــذاك‪ ،‬إقنــاع شــقيقه البالــغ‬ ‫م ــن العم ــر ‪ 13‬عام ــا بالف ـرار إل ــى ق ــوات س ــوريا‬ ‫الديمقراطي ــة الت ــي كان ــت تقت ــرب منه ــم‪.‬‬ ‫وق ــال أيدي ــن ع ــن ذل ــك «لق ــد كان األم ــر أش ــبه‬ ‫بالجحي ــم‪ .‬فق ــد تتع ــرض للض ــرب ف ــي أي لحظ ــة»‪.‬‬ ‫لكــن شــقيقه‪ ،‬الــذي تلقــى تعليمــه وفــق معتقــدات‬ ‫التنظيــم‪ ،‬قــال إنــه كان مســتعدا للمــوت‪.‬‬ ‫وق ــال أيدي ــن «كان رأس ــه مث ــل الحج ــر‪ .‬كأن ال ــكالم‬ ‫يدخــل مــن أذن ويخــرج مــن األخــرى»‪.‬‬ ‫وفــر املقاتــل الســعودي الحقــا‪ ،‬وتــرك روجيــن‪ .‬وقــال‬ ‫روجي ــن ال ــذي كان وحي ــدا وخائف ــا إن ــه أقن ــع أس ــرة‬ ‫م ــن التنظي ــم باس ــتقباله وتظاه ــر بأن ــه م ــن أبن ــاء‬ ‫األس ــرة عندم ــا استس ــلمت للق ــوات الكردي ــة‪.‬‬ ‫وق ــال إن ــه ت ــم إرس ــالهم بصحب ــة آالف م ــن أف ـراد‬ ‫أســر التنظيــم اآلخريــن إلــى معســكر اعتقــال يســمى‬ ‫اله ــول‪ .‬ولك ــن بع ــد بضع ــة أش ــهر‪ ،‬رت ــب املقات ــل‬ ‫الس ــعودي تهري ــب روجي ــن إل ــى مدين ــة الحس ــكة‬ ‫القريبــة علــى دراجــة ناريــة‪ ،‬ثــم إلــى أحــد معارفــه فــي‬ ‫إدل ــب‪.‬‬ ‫رفض ــت س ــلطات املعس ــكر اإلجاب ــة عل ــى أس ــئلة‬ ‫ح ــول ح ــاالت فردي ــة‪.‬‬ ‫وق ــال روجي ــن إن ــه أغتن ــم فرص ــة اله ــروب م ــن‬ ‫املعس ــكر الصح ـراوي القاح ــل‪ ،‬لكن ــه الش ــخص‬ ‫الــذي كان علــى تواصــل معــه غــادر إدلــب‪ ،‬ليصبــح‬ ‫بمف ــرده م ــرة أخ ــرى‪.‬‬ ‫ووج ــد مكان ــا لإلقام ــة ف ــي من ــزل م ــع ش ــباب نازحي ــن‬ ‫آخري ــن‪ .‬وق ــال إنه ــم عامل ــوه بلط ــف‪ ،‬وس ــاعدوه ف ــي‬ ‫العثــور علــى العمــل حــارس أمــن فــي مقهــى باملنطقــة‪.‬‬ ‫وع ــاش أرب ــع س ــنوات ال يس ــتطيع ش ـراء أي �ش ــيء‪،‬‬ ‫فق ــد كان يعم ــل لس ــاعات طويل ــة مقاب ــل أج ــر‬ ‫ضئي ــل‪ .‬لك ــن أس ــرته ل ــم تغ ــب ع ــن خاط ــره مطلق ــا‪.‬‬ ‫وعندم ــا وف ــر م ــا يكف ــي م ــن امل ــال‪ ،‬اش ــترى هاتف ــا‬ ‫ذكي ــا‪ ،‬اس ــتخدمه للبح ــث عنه ــم عب ــر اإلنترن ــت‪.‬‬ ‫وهكــذا وجــد أيديــن‪ ،‬الــذي كان يعيــش مــع عمــه فــي‬ ‫خانكــي وهــي بلــدة تقــع فــي إقليــم كوردســتان بشــمال‬

‫شريم كان يعمل مع‬ ‫مهربين كانوا يجلبون‬ ‫السجائر إلى أراض‬ ‫خاضعة للتنظيم وكان‬ ‫يدفع لهم أربعة أمثال‬ ‫رسومهم المعتادة‬ ‫إلخراج اإليزيديين‪.‬‬ ‫وكبرت شبكته لتشمل‬ ‫خبازين وجامعي نفايات‬ ‫وغيرهم ممن لديهم‬ ‫إمكانية الوصول إلى‬ ‫المنازل التي كان يُحتجز‬ ‫فيها اإليزيديون‪.‬‬ ‫فر المقاتل السعودي‬ ‫الحقا‪ ،‬وترك روجين‪.‬‬ ‫وقال روجين الذي كان‬ ‫وحيدا وخائفا إنه أقنع‬ ‫أسرة من التنظيم‬ ‫باستقباله وتظاهر بأنه‬ ‫من أبناء األسرة عندما‬ ‫استسلمت للقوات‬ ‫الكردية‬

‫العـراق‪.‬‬ ‫واتص ــل الع ــم س ــعيد ط ــال بمكت ــب اإلنق ــاذ‬ ‫الك ــوردي‪ .‬وق ــال ط ــال إن املكت ــب ق ــام بتوصي ــل‬ ‫األس ــرة بمه ــرب محل ــي وواف ــق عل ــى تغطي ــة الرس ــوم‬ ‫البالغ ــة ثالث ــة آالف دوالر لنق ــل روجي ــن ف ــي ش ــاحنة‬ ‫إل ــى األرا�ض ــي الكوردي ــة‪.‬‬ ‫ث ــم ت ــم نقل ــه إل ــى مؤسس ــة البي ــت اإليزي ــدي‪ ،‬وه ــي‬ ‫مؤسس ــة اجتماعي ــة وثقافي ــة يخض ــع فيه ــا األس ــرى‬ ‫الس ــابقون إلع ــادة تأهي ــل فكري ــا ونفس ــيا قب ــل‬ ‫إع ــادة دمجه ــم م ــع أف ـراد الطائف ــة بالع ـراق‪ .‬ويت ــم‬ ‫أخ ــذ هواتفه ــم‪ ،‬ووضعه ــم ف ــي من ــزل عائل ــة م ــن‬ ‫عائ ــات املنطق ــة للتع ــرف عل ــى ع ــادات ومعتق ــدات‬ ‫اإليزيديي ــن‪.‬‬ ‫ق ــال إس ــماعيل دل ــف ال ــذي ي ـرأس البي ــت‬ ‫األيزيــدي «الهــدف هــو جعلهــم يتخلــون ببــطء عــن‬

‫معتقداتهــم الحاليــة ليعــودوا إلــى اإليمــان اإليزيــدي‬ ‫مــن خــال االنغمــاس فــي الثقافــة‪ ...‬إنــه أمــر صعــب‬ ‫للغاي ــة بالنس ــبة لكثيري ــن منه ــم‪ ..‬يري ــدون الص ــاة‬ ‫خم ــس م ـرات ف ــي الي ــوم‪ ..‬يري ــدون الحص ــول عل ــى‬ ‫مصح ــف»‪.‬‬ ‫وق ــال دل ــف إن ــه س ــيكون م ــن الخطي ــر إعادته ــم‬ ‫إل ــى دياره ــم بع ــد تلقينه ــم معتق ــدات خاطفيه ــم‬ ‫«مجتمــع ســنجار صعــب‪ ...‬ســيكون هنــاك رد فعــل‬ ‫إذا صلــى أحدهــم صــاة املســلمين أو �شــيء مــن هــذا‬ ‫القبي ــل»‪.‬‬ ‫وق ــال روجي ــن إن ــه وج ــد العملي ــة مرهق ــة واعت ـراه‬ ‫اليــأس مــن رؤيــة أســرته يومــا مــا‪ .‬وقــال إنــه فــي أثنــاء‬ ‫وج ــوده ف ــي األس ــر‪ ،‬تبن ــى هوي ــة جدي ــدة‪ ،‬فروجي ــن‬ ‫الق ــادم م ــن س ــنجار أصب ــح عب ــد هللا م ــن س ــوريا‪.‬‬ ‫واســتغرق األمــر بعــض الوقــت للتخلــص مــن هــذه‬ ‫الهوي ــة‪ ،‬لكن ــه يق ــول اآلن «أش ــعر أن ش ــخصية‬ ‫جدي ــدة ول ــدت‪ ..‬أن ــا روجي ــن بنس ــبة ‪ 100‬باملئ ــة‪ ..‬أو‬ ‫ربم ــا ‪ 95‬باملئ ــة»‪.‬‬ ‫وف ــي ‪ 14‬ديس ــمبر كان ــون األول ‪ ،2023‬وبع ــد م ــا‬ ‫يق ــرب م ــن ش ــهر م ــع األس ــرة الت ــي اس ــتضافته‪،‬‬ ‫وص ــل عم ــه ليأخ ــذه إل ــى الع ـراق‪.‬‬ ‫كان ــت ق ــد م ــرت تس ــع س ــنوات من ــذ أن رأى آلخ ــر‬ ‫م ــرة الرج ــل ال ــذي كان يعتب ــره أب ــا ثاني ــا‪ .‬فتعانق ــا‬ ‫وانخرط ــا ف ــي الب ــكاء‪.‬‬ ‫ويص ــف س ــعيد تل ــك اللحظ ــات وه ــو جال ــس م ــع‬ ‫ابن ــي أخي ــه عل ــى حش ــايا ف ــي منزله ــم املك ــون م ــن‬ ‫غرفتي ــن مفروش ــتين بش ــكل متواض ــع «اعتق ــدت‬ ‫أن ــه رح ــل‪ ..‬ث ــم ظه ــر وكأن ــه ع ــاد م ــن القب ــر»‪.‬‬ ‫البحث‬

‫عندم ــا كان تنظي ــم الدول ــة اإلس ــامية ف ــي ذروة‬ ‫س ــيطرته بي ــن ‪ 2014‬و‪ ،2016‬كان هن ــاك الكثي ــر‬ ‫م ــن عملي ــات اإلنق ــاذ م ــن ه ــذا الن ــوع‪ .‬فق ــد بن ــى‬ ‫اإليزيدي ــون الذي ــن لديه ــم اتص ــاالت ف ــي األرا�ض ــي‬ ‫التــي يســيطر عليهــا التنظيــم شــبكات مــن املخبريــن‬ ‫واملهربي ــن‪.‬‬ ‫وينس ــب نش ــطاء إيزيدي ــون إل ــى عب ــد هللا ش ــريم‪،‬‬ ‫وه ــو مرب ــي نح ــل م ــن س ــنجار‪ ،‬الفض ــل ف ــي ترتي ــب‬ ‫أكث ــر م ــن ‪ 400‬عملي ــة إنق ــاذ‪ .‬وق ــال ش ــريم إن ــه كان‬ ‫يعم ــل م ــع مهربي ــن كان ــوا يجلب ــون الس ــجائر إل ــى‬ ‫أراض خاضع ــة للتنظي ــم وكان يدف ــع له ــم أربع ــة‬ ‫أمث ــال رس ــومهم املعت ــادة إلخ ـراج اإليزيديي ــن‪.‬‬ ‫وكب ــرت ش ــبكته لتش ــمل خبازي ــن وجامع ــي نفاي ــات‬ ‫وغيرهــم ممــن لديهــم إمكانيــة الوصــول إلــى املنــازل‬ ‫الت ــي كان ُيحتج ــز فيه ــا اإليزيدي ــون‪.‬‬ ‫وق ــال ش ــريم إن ــه ف ــي ذل ــك الوق ــت كان م ــن األس ــهل‬ ‫العث ــور عل ــى األس ــرى‪ .‬فق ــد كان أتب ــاع التنظي ــم‬ ‫ينش ــرون ص ــور «العبي ــد» الذي ــن يري ــدون بيعه ــم‬ ‫عب ــر اإلنترن ــت‪ .‬وكان م ــن املمك ــن إقن ــاع مالكيه ــم‬ ‫الذيــن إمــا يتعاطفــون أو يتطلعــون إلــى تحقيــق ربــح‬ ‫س ــريع‪ ،‬ف ــي بع ــض األحي ــان ببيعه ــم م ــرة أخ ــرى إل ــى‬ ‫أس ــرهم الت ــي كان ــت تتوس ــل وتقت ــرض لجم ــع امل ــال‬ ‫ال ــازم‪.‬‬ ‫وقــال رئيــس مكتــب اإلنقــاذ بوزانــي إن املكتــب ســدد‬ ‫نح ــو س ــتة ماليي ــن دوالر م ــن ه ــذه النفق ــات‪ ،‬لك ــن‬ ‫األم ــر ق ــد يس ــتغرق بع ــض الوق ــت لجم ــع األم ــوال‪.‬‬ ‫وقال ــت عائل ــة ط ــال إنه ــا ل ــم تتل ــق أي �ش ــيء حت ــى‬ ‫اآلن م ــن نفق ــات إنق ــاذ روجي ــن‪.‬‬ ‫وانخف ــض ع ــدد عملي ــات اإلنق ــاذ بش ــكل ح ــاد م ــع‬

‫ب ــدء التنظي ــم ف ــي فق ــدان األرا�ض ــي وإجب ــاره عل ــى‬ ‫االختب ــاء‪.‬‬ ‫وت ــم تحري ــر م ــا ال يق ــل ع ــن ‪ 204‬م ــن اإليزيديي ــن‬ ‫ف ــي ‪ ،2019‬عندم ــا انه ــارت «خالف ــة» التنظي ــم‬ ‫ف ــي س ــوريا‪ ،‬لك ــن ‪ 57‬فق ــط ع ــادوا إل ــى الع ـراق ف ــي‬ ‫الس ــنوات الت ــي تل ــت ذل ــك‪ ،‬بحس ــب األرق ــام الت ــي‬ ‫جمعه ــا مكت ــب اإلنق ــاذ‪ .‬وق ــال املكت ــب إن األرق ــام‬ ‫ق ــد ال تش ــمل بع ــض األس ــرى املحرري ــن الذي ــن‬ ‫اخت ــاروا البق ــاء ف ــي س ــوريا‪ ،‬أو ع ــادوا إل ــى الع ـراق‬ ‫بمفرده ــم أو انتقل ــوا إل ــى دول ــة ثالث ــة‪.‬‬ ‫وق ــال بوزان ــي إن بع ــض اإليزيديي ــن اختلط ــوا‬ ‫بمقاتل ــي التنظي ــم وأف ـراد أس ــرهم الذي ــن ف ــروا‬ ‫إل ــى إدل ــب أو تس ــللوا عب ــر الح ــدود إل ــى تركي ــا‪ .‬لك ــن‬ ‫غالبيــة أولئــك الذيــن تــم العثــور عليهــم منــذ ‪2020‬‬ ‫كان ــوا محتجزي ــن ف ــي اله ــول‪ ،‬معس ــكر االحتج ــاز‬ ‫املخص ــص ألس ــر التنظي ــم ال ــذي ق ــال روجي ــن إن ــه‬ ‫ت ــم نقل ــه إلي ــه‪.‬‬ ‫وق ــال دل ــف م ــن البي ــت اإليزي ــدي إن األس ــرى‬ ‫الس ــابقين أخب ــروه أن هن ــاك عش ـرات آخري ــن‬ ‫محتجزي ــن هن ــاك م ــن قب ــل أس ــر مقاتل ــي التنظي ــم‪.‬‬ ‫وق ــال مس ــؤولو املخي ــم لرويت ــرز إنه ــم يحاول ــون‬ ‫العثــور علــى اإليزيدييــن بيــن نحــو ‪ 40‬ألــف محتجــز‬ ‫ف ــي خي ــام املعس ــكر املترام ــي األط ـراف‪ ،‬لكنه ــم‬ ‫يواجهــون عقبــات بســبب املواليــن للتنظيــم الذيــن‬ ‫نف ــذوا العش ـرات م ــن عملي ــات القت ــل هن ــاك‪.‬‬ ‫وقال ــت جيه ــان حن ــان مدي ــرة املخي ــم والت ــي تعتق ــد‬ ‫أيض ــا بوج ــود املزي ــد م ــن اإليزيديي ــن هن ــاك «م ــن‬ ‫حيــن آلخــر‪ ،‬نحصــل علــى معلومــات تفيــد بــأن امـرأة‬ ‫إيزيديــة موجــودة فــي خيمــة‪ ،‬ولكــن عندمــا يدركــون‬


‫‪14‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪15 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫خيري بوزاني‬

‫مديرمكتب اإلنقاذ التابع‬ ‫لرئيس إقليم كوردستان‬

‫خلف سنجاري‬

‫مستشاررئيس الوزراء العراقي‬ ‫لشؤون اإليزيديين‬

‫أنن ــا نع ــرف‪ ،‬يقوم ــون بإخفائه ــا»‪.‬‬ ‫وقال ــت وزارة الخارجي ــة األمريكي ــة إن ق ــوات‬ ‫التحال ــف تعم ــل م ــع ق ــوات س ــوريا الديمقراطي ــة‬ ‫لتعطي ــل ش ــبكات التنظي ــم الت ــي ته ــدد س ــكان‬ ‫املخيــم لكنهــا أشــارت إلــى أن محــاوالت تحديــد هويــة‬ ‫اإليزيديي ــن «عملي ــات دقيق ــة» يمك ــن أن «تع ــرض‬ ‫م ــن نس ــعى لحمايته ــم للخط ــر»‪.‬‬ ‫وق ــال أربع ــة ناجي ــن لرويت ــرز إن األس ــرى غالب ــا م ــا‬ ‫يعتريه ــم الخ ــوف الش ــديد م ــن طل ــب املس ــاعدة‪.‬‬ ‫وقض ــت رفي ــدة ناي ــف‪ ،‬وه ــي أيزيدي ــة تبل ــغ م ــن‬ ‫العم ــر ‪ 26‬عام ــا‪ 20 ،‬ش ــهرا ف ــي اله ــول‪ .‬وقال ــت إنه ــا‬ ‫كانــت تخ�شــى أن تقتــل إذا ّ‬ ‫عرفــت نفســها للح ـراس‬ ‫ُ‬ ‫ول ــم يت ــم إبعاده ــا عل ــى الف ــور ع ــن األس ــرة التابع ــة‬ ‫للتنظيــم التــي كانــت معهــا‪ .‬وقالــت إنــه عندمــا كانــت‬ ‫األس ــرة تس ــمع س ــيارة تقت ــرب م ــن خيمته ــم‪ ،‬كان ــوا‬ ‫يخبئونهــا فــي حفــرة ويغطونهــا بالكرتــون أو الفـراش‪.‬‬ ‫وقال ــت إن ــه م ــن حس ــن الح ــظ‪ ،‬ت ــم القب ــض عليه ــا‬ ‫م ــع س ــكان آخري ــن لالس ــتجواب بع ــد ان ــدالع قت ــال‪.‬‬ ‫وكش ــفت ع ــن قصته ــا عندم ــا كان ــت بمفرده ــا م ــع‬

‫مس ــؤولي املخي ــم‪.‬‬ ‫وقال ــت إنه ــا بع ــد إط ــاق س ـراحها‪ ،‬ترك ــت طفله ــا‬ ‫الصغي ــر‪ ،‬ال ــذي أنجبت ــه م ــن مس ــلح عراق ــي‪ ،‬ف ــي دار‬ ‫أيت ــام قريب ــة‪.‬‬ ‫وقال ــت ع ــن الصب ــي «ل ــم اتص ــل ب ــه من ــذ عودت ــي»‪.‬‬ ‫وكان ــت تتح ــدث عب ــر الهات ــف م ــن مخي ــم للنازحي ــن‬ ‫ف ــي كردس ــتان‪ ،‬حي ــث ال ت ـزال تعي ــش رغ ــم م ــرور‬ ‫أرب ــع س ــنوات‪ .‬وأضاف ــت «إن ــه م ــن دمه ــم ولي ــس‬ ‫دم ــي‪ ..‬ح ــدث (الحم ــل) خ ــال اغتص ــاب»‪.‬‬ ‫وقال ــت دار األيت ــام إنه ــا ترع ــى نح ــو ‪ 20‬طف ــا ت ــم‬ ‫تس ــليهم ف ــي ظ ــروف مماثل ــة‪ .‬لك ــن رفي ــدة ونش ــطاء‬ ‫قال ــوا إن بع ــض النس ــاء يفضل ــن البق ــاء ف ــي اله ــول‬ ‫علــى التخلــي عــن أبنائهــن‪ .‬وتأخــذ أخريــات أطفالهــن‬ ‫ويس ــافرن إل ــى الخ ــارج‪ ،‬لينضمم ــن إل ــى م ــا يق ــدر‬ ‫بنح ــو ‪ 120‬أل ــف إيزي ــدي غ ــادروا الع ـراق من ــذ‬ ‫‪.2014‬‬ ‫وقــال أفـراد إنقــاذ إنــه قــد يكــون مــن الصعــب أيضــا‬ ‫إقنــاع األوالد املختطفيــن بالعــودة إلــى ديارهــم‪.‬‬ ‫وقــال شــريم‪ ،‬مربــي النحــل الــذي اســتأنف الزراعــة‬ ‫فــي ســنجار لكنــه ال يـزال يســاعد فــي ترتيــب عمليــات‬ ‫اإلنق ــاذ‪ ،‬إن املس ــلحين «يعط ــون األوالد دراج ــات‬ ‫ناري ــة وأس ــلحة وس ــيارات‪ ...‬إنه ــم يخلق ــون أج ــواء‬ ‫جذاب ــة للمراهقي ــن»‪.‬‬ ‫ومــر أكثــر مــن عــام منــذ أن تلقــى عدنــان زندينــان‪،‬‬ ‫ال ــذي جن ــده التنظي ــم وه ــو طف ــل قب ــل أن يس ــاعد‬ ‫شــريم في تحريره عام ‪ ،2018‬رســالة على فيســبوك‬ ‫مــن شــقيقه األصغــر الــذي ظــن أنــه مــات‪.‬‬ ‫وتحــدث زندينــان‪ ،‬البالــغ مــن العمــر ‪ 21‬عامــا اآلن‪،‬‬ ‫عــن هــذه اللحظــات بينمــا كان يدخــن الشيشــة فــي‬ ‫بس ــتانه ف ــي قري ــة الوردي ــة ف ــي س ــنجار «كان ــت ي ــداي‬ ‫ترتجف ــان‪ .‬اعتق ــدت أن أح ــد أصدقائ ــي يم ــزح‬ ‫مع ــي»‪.‬‬ ‫لك ــن س ــرعان م ــا تب ــددت فرحت ــه عندم ــا رف ــض‬ ‫الش ــاب البال ــغ م ــن العم ــر ‪ 18‬عام ــا مغ ــادرة إدل ــب‬ ‫الت ــي يعي ــش فيه ــا اآلن‪.‬‬ ‫وق ــال ش ــريم إن ــه أك ــد للش ــاب أن ــه س ــيلقى ترحيب ــا‬ ‫حــارا وســيجد املــال والســيارة والزوجــة‪ .‬وكل بضعــة‬ ‫أي ــام‪ ،‬يرس ــل زندين ــان ألخي ــه رس ــالة أخ ــرى‪ ،‬لكن ــه‬ ‫يفقــد األمــل فــي إقناعــه‪.‬‬ ‫وق ــال زندين ــان «يعتق ــد أن داع ــش ه ــي عائلت ــه‪ .‬ال‬ ‫يع ــرف أن عائلت ــه هن ــا»‪.‬‬ ‫ول ــم تكش ــف رويت ــرز ع ــن هوي ــة األخ حفاظ ــا عل ــى‬ ‫س ــامته‪.‬‬ ‫ماذا بعد؟‬ ‫ال ي ـزال عش ـرات اآلالف م ــن النازحي ــن اإليزيديي ــن‬ ‫يعيش ــون ف ــي خي ــام رث ــة ف ــي كردس ــتان‪ .‬ويس ــتغل‬

‫البع ــض املس ــاعدات النقدي ــة الت ــي تقدمه ــا‬ ‫الحكوم ــة العراقي ــة ف ــي الع ــودة إل ــى س ــنجار‪ ،‬لك ــن‬ ‫آخري ــن يقول ــون إن املس ــاعدات غي ــر كافي ــة‪.‬‬ ‫وال ي ـزال ج ــزء كبي ــر م ــن املنطق ــة مدم ـرا إل ــى ح ــد‬ ‫كبي ــر‪ .‬كم ــا أن األم ــن يمث ــل مش ــكلة‪ ،‬فق ــد رفض ــت‬ ‫جماعــات مســلحة عرقيــة ودينيــة ســاعدت فــي طــرد‬ ‫التنظيــم مــن ســنجار تســريح قواتهــا‪ ،‬وتنفــذ تركيــا‬ ‫ضرب ــات بطائ ـرات مس ــيرة ض ــد بعضه ــا‪.‬‬ ‫وف ــرص العم ــل قليل ــة‪ ،‬وخاص ــة بالنس ــبة ألولئ ــك‬ ‫الذي ــن ل ــم يكمل ــوا تعليمه ــم بس ــبب الح ــرب‪.‬‬ ‫ويعمــل زندينــان باليوميــة‪ ،‬ويســاعد اإليزيدييــن فــي‬ ‫إعــادة بنــاء منازلهــم املدمــرة‪.‬‬ ‫وتزوج ــت رفي ــدة ناي ــف ف ــي س ــبتمبر أيل ــول وتعت ــزم‬ ‫البقــاء فــي الوقــت الحالــي فــي كردســتان‪ ،‬حيــث يديــر‬ ‫زوجه ــا متج ـرا للهوات ــف املحمول ــة‪.‬‬ ‫أمــا األخــوان طــال‪ ،‬أيديــن وروجيــن‪ ،‬فيتحسســان‬ ‫الطريــق للمســتقبل بصعوبــة‪.‬‬ ‫أراد أيدي ــن الع ــودة إل ــى الدراس ــة لكن ــه تراج ــع‬ ‫عندم ــا قي ــل ل ــه إن ــه س ــيكون ف ــي فص ــل م ــع أطف ــال‬ ‫تت ـراوح أعمارهــم بيــن ‪ 9‬و‪ 10‬ســنوات‪ .‬ويعيــش علــى‬ ‫املس ــاعدات ويتعل ــم الع ــزف عل ــى آل ــة الب ــزق‪.‬‬ ‫وال ي ـزال روجي ــن يح ــاول التأقل ــم م ــع الحي ــاة‬ ‫كإيزي ــدي‪ .‬فه ــو يش ــعر براح ــة أكب ــر ف ــي التح ــدث‬ ‫باللغ ــة العربي ــة مقارن ــة بلغت ــه الكردي ــة األم‪،‬‬ ‫وتتخل ــل حديث ــه التعبي ـرات اإلس ــامية‪.‬‬ ‫وه ــو يحل ــم أيض ــا بالدراس ــة والس ــفر إل ــى الخ ــارج‪.‬‬ ‫لكن ــه ق ــال إن رغبت ــه ف ــي األس ــاس ه ــي أن يك ــون‬ ‫«ش ــخصا عادي ــا» يعي ــش حي ــاة هادئ ــة‪.‬‬ ‫ويشــعر شــقيقه بالقلــق مــن صمتــه‪ ،‬فهــو لــم يعــد‬ ‫ذلــك الطفــل املــرح الثرثــار الــذي يتذكــره‪.‬‬ ‫وق ــال س ــعيد إن ــه غالب ــا م ــا يج ــد ابن ــي أخي ــه‬ ‫يتحدث ــان همس ــا ع ــن أيامهم ــا م ــع التنظي ــم‪ ،‬غي ــر‬ ‫أنهم ــا يصمت ــان عندم ــا يقت ــرب‪.‬‬ ‫وكان ق ــد ت ــم القب ــض علي ــه أيض ــا ف ــي الهج ــوم‬ ‫عل ــى قريته ــم لكن ــه تمك ــن م ــن الف ـرار ف ــي غفل ــة م ــن‬ ‫ح ـراس التنظي ــم‪ .‬وأرس ــل زوجت ــه وأطفال ــه األربع ــة‬ ‫إل ــى أملاني ــا بحث ــا ع ــن األم ــان وبق ــي ه ــو للبح ــث ع ــن‬ ‫أق ــارب مفقودي ــن‪.‬‬ ‫وروجي ــن ه ــو أح ــد أف ـراد األس ــرة العش ــرة الذي ــن‬ ‫ســاعد فــي إنقاذهــم‪ .‬وال ي ـزال هنــاك ‪ 13‬آخــرون فــي‬ ‫ع ــداد املفقودي ــن‪.‬‬ ‫ويش ــتبه س ــعيد ف ــي أن بع ــض الجث ــث مدفون ــة ف ــي‬ ‫مقاب ــر جماعي ــة‪ ،‬ويش ــعر باإلحب ــاط إزاء الوق ــت‬ ‫الــذي تســتغرقه الســلطات العراقيــة الســتخراجها‪.‬‬ ‫لكن ــه يق ــول إن ــه ل ــن يتوق ــف ع ــن البح ــث عنه ــا‪.‬‬ ‫ويتساءل «إذا لم أفعل ذلك‪ ..‬فمن سيفعل؟»‪.‬‬

‫الحظر االوروبي على الطيران العراقي‬ ‫طال امده واستعصى على الحل‪..‬‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫تقول لجنة النقل واملواصالت النيابية‪ ،‬انها عازمة‬ ‫على إنجازقانون سلطة الطيران املدني قبل نهاية عام‬ ‫‪ ،2024‬ألنه أحد متطلبات رفع الحظراألوروبي عن‬ ‫الطيران العراقي‪ ،‬على حد وصفها‪.‬‬ ‫وذك ــرت رئيس ــة اللجن ــة زه ــرة البج ــاري أن “قان ــون س ــلطة الطي ـران‬ ‫املدن ــي‪ ،‬م ــن القواني ــن املهم ــة‪ ،‬وإق ـراره م ــن ضم ــن متطلب ــات املنظم ــة‬ ‫الدولي ــة لس ــلطة الطي ـران (االي ــكاو) لغ ــرض رف ــع الحظ ــر األوروب ــي عل ــى‬ ‫الطي ـران العراق ــي بجمي ــع ش ــركاته العام ــة والخاص ــة”‪ ،‬مبين ــة ان “م ــن‬ ‫ضمــن متطلبــات خــروج العـراق مــن الحظــر‪ ،‬وجــود قانــون للطيـران‪ ،‬وقــد‬ ‫أعط ــت االي ــكاو م ــدة لنهاي ــة الش ــهر ال ـ ‪ ،12‬وسيس ــهم إق ـرار القان ــون ف ــي‬ ‫خ ــروج الطي ـران العراق ــي م ــن القائم ــة الس ــوداء”‪.‬‬ ‫يذكــر أن الحكومــة العراقيــة وجهــت بتشــكيل لجنــة مكلفــة بإنهــاء ملــف‬


‫‪16‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪17 2024‬‬

‫الحظر االوروبي على الطيران العراقي طال امده واستعصى على الحل‬ ‫الفنيــة فــي الطائ ـرات‪ ،‬واالكتظــاظ‪ ،‬وســوء إدارة الحركــة الجويــة‪.‬‬ ‫الحظــر األوروبــي بصــورة نهائيــة علــى الطي ـران املدنــي العراقــي‪.‬‬ ‫وف ــرض االتح ــاد األوروب ــي الحظ ــر الج ــوي عل ــى ش ــركة الخط ــوط كم ــا تش ــمل املش ــكالت س ــوء الخدم ــات املقدم ــة‪ ،‬وتش ــمل نق ــص ف ــي‬ ‫الجوي ــة العراقي ــة من ــذ الع ــام ‪ 1991‬بع ــد غ ــزو نظ ــام ص ــدام حس ــين الخدم ــات األساس ــية مث ــل دورات املي ــاه النظيف ــة‪ ،‬ومناف ــذ البي ــع‪،‬‬ ‫وع ــدم كف ــاءة موظف ــي الخدم ــة‪.‬‬ ‫لدول ــة الكوي ــت وف ــرض عقوب ــات دولي ــة عل ــى‬ ‫كم ــا تس ــتغرق إج ـراءات الدخ ــول والخ ــروج‬ ‫الب ــاد إث ــر ذل ــك‪ ،‬لك ــن رف ــع الحظ ــر ف ــي ع ــام‬ ‫م ــن املط ــار وقت ــا طوي ــا‪ ،‬مم ــا يس ــبب إزعاج ــا‬ ‫‪ ،2005‬لك ــن س ــرعان م ــا ع ــاد الحظ ــر ف ــي آب‬ ‫للمســافرين‪ ،‬ويشــهد املطــار فو�ضــى وازدحامــا‬ ‫‪ 2015‬لتواج ــد مخالف ــات بش ــروط الس ــامة‬ ‫كبي ـرا‪ ،‬بخاص ــة ف ــي أوق ــات ال ــذروة‪ ،‬مم ــا يؤث ــر‬ ‫ومس ــتمر لغاي ــة اآلن‪.‬‬ ‫عل ــى تجرب ــة املس ــافرين‪.‬‬ ‫ويع ــود الحظ ــر األوروب ــي عل ــى الطي ـران العراق ــي‬ ‫ويعان ــي املط ــار م ــن نق ــص ف ــي اإلج ـراءات‬ ‫الــذي اعيــد ُفرضــه عــام ‪ 2015‬الــى اســباب عــدة‬ ‫األمني ــة‪ ،‬مم ــا يثي ــر مخ ــاوف بش ــأن س ــامة‬ ‫تتعلــق بمعاييــر الســامة والجــودة املطلوبــة مــن‬ ‫املس ــافرين‪ ،‬كم ــا يعان ــي املط ــار م ــن مش ــكالت‬ ‫قبــل وكالــة ســامة الطيـران األوروبيــة (‪،)EASA‬‬ ‫ف ــي البني ــة التحتي ــة‪ ،‬مث ــل تل ــف األجه ــزة‬ ‫وع ــدم االمتث ــال ملعايي ــر الس ــامة الدولي ــة‪ ،‬اذ‬ ‫واملرا ف ــق‪.‬‬ ‫ان الخط ــوط الجوي ــة العراقي ــة ل ــم تتمك ــن‬ ‫ن‬ ‫ويرج ــع املتخصص ــو تل ــك املش ــكالت ال ــى‬ ‫م ــن تلبي ــة املعايي ــر التش ــغيلية والس ــامة‬ ‫زهرة البجاري‬ ‫س ــوء اإلدارة‪ ،‬مم ــا ي ــؤدي إل ــى ع ــدم كف ــاءة‬ ‫الت ــي تفرضه ــا منظم ــة الطي ـران املدن ــي الدول ــي‬ ‫رئيس لجنة النقل‬ ‫الخدم ــات املقدم ــة‪ ،‬كم ــا يتحدث ــون ع ــن‬ ‫(‪ )ICAO‬ووكال ــة ‪ ،EASA‬الت ــي تش ــترط تواج ــد‬ ‫واملواصالت النيابية‬ ‫انتشــار الفســاد الــذي يؤثــر ســلبا علــى جميــع‬ ‫نظ ــام إدارة س ــامة ش ــامل وإج ـراءات مراقب ــة‬ ‫جوان ــب عم ــل املط ــار‪.‬‬ ‫دقيق ــة ألداء الطائ ـرات وصيانته ــا‪.‬‬ ‫وم ــن املش ــكالت الب ــارزة ايض ــا ع ــدم تواج ــد‬ ‫كم ــا ان هن ــاك نقص ــا ف ــي تأهي ــل وتدري ــب‬ ‫اس ــتثمارات كافي ــة لتطوي ــر املط ــار‪ ،‬كم ــا ان‬ ‫الطواق ــم بش ــكل يلب ــي املعايي ــر األوروبي ــة‪،‬‬ ‫الزي ــادة الس ــكانية وارتف ــاع ع ــدد املس ــافرين‬ ‫بخاص ــة ف ــي مج ــاالت إدارة الج ــودة والعملي ــات‬ ‫يــؤدي إلــى زيــادة الضغــط علــى املطــار‪ ،‬بحســب‬ ‫التش ــغيلية للطائ ـرات‪ .‬واعلن ــت الجه ــات الت ــي‬ ‫املراقبي ــن واملتخصصي ــن‪.‬‬ ‫فرضــت الحظــر انــه جــرى توجيــه عــدة تنبيهــات‬ ‫لق ــد ادت تل ــك املش ــكالت وغيره ــا ال ــى‬ ‫للخط ــوط الجوي ــة العراقي ــة لتحس ــين ه ــذه‬ ‫تده ــور خدم ــات الطي ـران واث ــرت س ــلبا عل ــى‬ ‫الجوا ن ــب‪.‬‬ ‫س ــمعة الع ـراق‪ ،‬واث ــرت عل ــى ق ــدوم الس ــياح‬ ‫وذك ــر ان ــه كان م ــن املطل ــوب تطبي ــق أنظم ــة‬ ‫صفوان قصي‬ ‫واملس ــتثمرين‪ ،‬ونت ــج عنه ــا خس ــائر اقتصادي ــة‬ ‫صيان ــة حديث ــة ومتكامل ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك توثي ــق‬ ‫الباحث في الشأن‬ ‫كبي ــرة‪ ،‬بس ــبب تراج ــع ع ــدد املس ــافرين‪.‬‬ ‫إلكترون ــي كام ــل لتتب ــع الحقائ ــب وأنظم ــة‬ ‫االقتصادي‬ ‫ويعان ــي املس ــافرون العراقي ــون بصف ــة‬ ‫املراقب ــة الفعال ــة ألداء الطائ ـرات‪ ،‬فيم ــا قال ــت‬ ‫خاص ــة م ــن ه ــذه املش ــكالت بش ــكل مباش ــر‪،‬‬ ‫الخط ــوط الجوي ــة العراقي ــة انه ــا تعم ــل عل ــى‬ ‫اذ يتعرض ــون لإلزع ــاج والضغ ــط النف�س ــي‪.‬‬ ‫ذل ــك‪ ،‬عل ــى أم ــل رف ــع الحظ ــر‪ ،‬وان الع ـراق‬ ‫ل‬ ‫ام ــا الحل ــو املقترح ــة فتتعل ــق بض ــرورة‬ ‫يعم ــل عل ــى تلبي ــة ه ــذه املتطلب ــات ع ــن طري ــق‬ ‫تحدي ــث اإلج ـراءات واألنظم ــة واعتم ــاد برام ــج عاملي ــة ف ــي مج ــال االســتثمار فــي تطويــر البنيــة التحتيــة للمطــار‪ ،‬وزيــادة عــدد البوابــات‬ ‫واملنافــذ‪ ،‬وتحســين الخدمــات املقدمــة للمســافرين‪ ،‬وتوفيــر مزيــد مــن‬ ‫الصيان ــة والخدم ــات األرضي ــة‪.‬‬ ‫ان مشــكالت الطيـران العراقــي وبخاصــة مطــار بغــداد الدولــي متعــددة املراف ــق والخدم ــات‪.‬‬ ‫ومتنوعــة‪ ،‬وتؤثــر بشــكل كبيــر علــى تجربــة ووضعيــة املســافرين‪ ،‬و ان كم ــا تتطل ــب الحل ــول مكافح ــة الفس ــاد االداري واملال ــي ف ــي املط ــار‪،‬‬ ‫مــن أبــرز املشــكالت التأخيــر املتكــرر للرحــات‪ ،‬اذ يعانــي املســافرون وتطبي ــق القان ــون عل ــى جمي ــع املخالفي ــن‪ ،‬ووج ــوب تدري ــب وتطوي ــر‬ ‫م ــن تأخي ــر الرح ــات بش ــكل متك ــرر ألس ــباب متنوع ــة‪ ،‬منه ــا األعط ــال امل ــاكات البش ــرية العامل ــة ف ــي املط ــار‪ ،‬وزي ــادة كفاءته ــم‪ ،‬كم ــا يج ــب‬

‫تولــت مهمــة تطويــر وتحديــث مطــار بغــداد ليكــون مطــارا عامليــا‪ ،‬وأن‬ ‫وض ــع خط ــط اس ــتراتيجية طويل ــة األج ــل لتطوي ــر املط ــار‪.‬‬ ‫ن‬ ‫وينــوه املراقبــون بالقــول‪ ،‬برغــم ان هــذه املشــكالت ليســت فريــدة مــن اس ــترداد الكلف ــة س ــيكو م ــن خ ــال زي ــادة ع ــدد الطائ ـرات القادم ــة‬ ‫نوعهــا‪ ،‬بــل تعانــي منهــا عديــد املطــارات فــي العالــم‪ ،‬اال انهــا فــي الع ـراق إلــى مطــار بغــداد‪ ،‬فضــا عــن خدمــات تبــادل املســافرين (الترانزيــت)‪،‬‬ ‫تتكــرر بصــورة دائمــة مــن دون التوصــل الــى معالجــات شــافية لهــا مــا مشــددا علــى أن «إنشــاء هــذه املطــارات يتطلــب بنــاء سلســلة فنــادق‬ ‫وخط ــوط نق ــل‪ ،‬إذ إن الع ـراق ينم ــو س ــكانيا‬ ‫يبقــي علــى الحظــر ويــؤدي الــى تواصلــه‪.‬‬ ‫وهن ــاك طل ــب عل ــى وس ــائل النق ــل املريح ــة‪،‬‬ ‫ويشــيرون الــى ان هنــاك جهــودا تبــذل لحــل هــذه‬ ‫وم ــع وج ــود مراك ــز ديني ــة وطري ــق التنمي ــة‬ ‫املشــكالت‪ ،‬ولكنهــا بحاجــة إلــى جهــد كبيريــن كمــا‬ ‫ال ــذي ينق ــل ‪ 13‬ملي ــون س ــائح م ــن ش ــتى دول‬ ‫ان الوق ــت املطل ــوب لتنفيذه ــا ق ــد اس ــتطال‬ ‫العال ــم وبخاص ــة أوروب ــا‪ ،‬ف ــإن األم ــر يتطل ــب‬ ‫كثي ـرا‪ ،‬مش ــددين عل ــى ان الحكوم ــة العراقي ــة‬ ‫زي ــادة ع ــدد املط ــارات وتوس ــيع الحالي ــة»‪.‬‬ ‫والجه ــات املعني ــة عليه ــا ان تب ــذل مزي ــد م ــن‬ ‫في‬ ‫االستثمار‬ ‫ضرورة‬ ‫ولف ــت ال ــى حاج ــة الع ـراق إل ــى بن ــاء مط ــارات‬ ‫الجه ــد لح ــل ه ــذه املش ــكالت‪ ،‬وتحس ــين‬ ‫تطوير البنية التحتية‬ ‫أخ ــرى‪ ،‬قائ ـ ًـا «مث ــا نحت ــاج مط ــارا ف ــي‬ ‫الخدم ــات املقدم ــة ف ــي مط ــار بغ ــداد الدول ــي‪.‬‬ ‫عدد‬ ‫وزيادة‬ ‫للمطار‪،‬‬ ‫األنب ــار فهن ــاك مط ــارات عس ــكرية أنش ــئت‬ ‫ومثلم ــا يج ــري التخطي ــط إلنش ــاء مط ــارات‬ ‫والمنافذ‪،‬‬ ‫البوابات‬ ‫ف ــي ثمانين ــات الق ــرن املا�ض ــي م ــن املمك ــن‬ ‫جديــدة‪ ،‬يتوجــب تحســين الكفــاءة واالداء ـكـي ال‬ ‫وتحسين الخدمات‬ ‫أن تصب ــح مط ــارات محلي ــة‪ ،‬لك ــن تحويله ــا‬ ‫تتضاعــف املشــكالت املتعلقــة بالطيـران املدنــي‬ ‫المقدمة للمسافرين‪،‬‬ ‫إل ــى مط ــارات دولي ــة بحاج ــة إل ــى نم ــو قط ــاع‬ ‫العراق ــي ويتواص ــل الحظ ــر‪ ،‬بحس ــب املراقبي ــن؛‬ ‫وتوفير مزيد من‬ ‫الســياحة فــي تلــك املناطــق‪ ،‬إذ يجــب البحــث‬ ‫ففــي نهايــة شــهر تشــرين االول ‪ 2024‬وبحســب‬ ‫المرافق والخدمات‪.‬‬ ‫عــن الجــدوى االقتصاديــة إلنشــاء مثــل هــذه‬ ‫وزارة النق ــل العراقي ــة‪ ،‬س ــيجري افتت ــاح ثالث ــة‬ ‫املط ــارات»‪.‬‬ ‫مطــارات دوليــة جديــدة فــي الع ـراق عــام ‪،2025‬‬ ‫وتع ــرض مط ــار العاصم ــة بغ ــداد‪ ،‬أكب ــر‬ ‫وقــال املديــر اإلعالمــي للــوزارة ميثــم الصافــي إن‬ ‫مطار بغداد ومنذ عام‬ ‫مط ــارات الع ـراق ال ــذي أن�ش ــئ مطل ــع‬ ‫األعمــال الجاريــة فــي مطــارات كربــاء والناصريــة‬ ‫‪ 1991‬وحتى اآلن‪،‬‬ ‫ثمانينــات القــرن املا�ضــي‪ ،‬ألض ـرار إثــر حــرب‬ ‫واملوصــل الدوليــة مســتمرة بوتائــر متصاعــدة‪،‬‬ ‫لم يشهد أي عملية‬ ‫ع ــام ‪ 1991‬وح ــرب ع ــام ‪.2003‬‬ ‫ـلفا لإلنج ــاز‬ ‫تأهيل حقيقية باستثناء‬ ‫ووفق ـ ًـا للج ــدول الزمن ــي املح ــدد س ـ ً‬ ‫ن‬ ‫وين ــوه املراقب ــو ال ــى ان مط ــار بغ ــداد ومن ــذ‬ ‫م ــن خ ــال ش ــركات محلي ــة وعاملي ــة‪ ،‬بحس ــب‬ ‫بعض الترميمات‬ ‫ف ــرض العقوب ــات عل ــى الع ـراق ع ــام ‪1991‬‬ ‫قول ــه‪.‬‬ ‫التي لم تغير من واقع‬ ‫وإيقــاف الرحــات الجويــة ومــن ثــم اســتئنافها‬ ‫ولف ــت ال ــى اعم ــال تنفي ــذ واس ــتكمال مش ــروع‬ ‫الخدمات والبنى التحتية‬ ‫عــام ‪ 2005‬وحتــى اآلن‪ ،‬لــم يشــهد أي عمليــة‬ ‫مط ــار كرب ــاء الدول ــي مش ــيرا ال ــى أن ش ــركة‬ ‫المتهالكة فيه‪.‬‬ ‫تأهي ــل حقيقي ــة باس ــتثناء بع ــض الترميم ــات‬ ‫بريطاني ــة تتول ــى مس ــؤولية إنش ــائه بكلف ــة‬ ‫الت ــي ل ــم تغي ــر م ــن واق ــع الخدم ــات والبن ــى‬ ‫إجماليــة تبلــغ ‪ 500‬مليــون دوالر‪ ،‬ومــن املتوقــع‬ ‫التحتي ــة املتهالك ــة في ــه‪.‬‬ ‫أن يس ــتقبل املط ــار ‪ 6‬ماليي ــن زائ ــر س ــنويا‪ ،‬مم ــا‬ ‫ووق ــع الع ـراق ف ــي ش ــهر ايل ــول ‪ 2023‬اتفاق ــا‬ ‫يجعلــه األكبــر فــي البــاد‪ ،‬علــى حــد قولــه‪ ،‬منوهــا‬ ‫ال ــى أن العم ــل ج ــار ف ــي مط ــار الناصري ــة‪ ،‬م ــن قب ــل ش ــركتين‪ ،‬األول ــى رائ ــدا م ــع مؤسس ــة التموي ــل الدول ــي لتطوي ــر وتأهي ــل مط ــار بغ ــداد‬ ‫صيني ــة تتول ــى أعم ــال التش ــييد وفق ــا ملعايي ــر عاملي ــة‪ ،‬والثاني ــة تركي ــة الدول ــي‪ ،‬وش ــدد رئي ــس مجل ــس ال ــوزراء محم ــد ش ــياع الس ــوداني ف ــي‬ ‫تشــرف علــى التنفيــذ‪ ،‬وأضــاف‪ ،‬أمــا بالنســبة إلــى مطــار املوصــل فــإن اجتماع ــه م ــع مؤسس ــة التموي ــل الدول ــي عل ــى «ض ــرورة أن تك ــون‬ ‫جه ــة استش ــارية تتول ــى إنج ــاز تصاميم ــه‪ ،‬والفت ــا ال ــى أن املط ــارات عملي ــات التأهي ــل والتطوي ــر وفق ــا ألح ــدث املواصف ــات واملعايي ــر‬ ‫الت ــي حددته ــا املنظم ــات الدولي ــة املعني ــة باملط ــارات»‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى‬ ‫الثالث ــة س ــتفتتح ف ــي ع ــام ‪.2025‬‬ ‫ويقــول الباحــث فــي الشــأن االقتصــادي صفــوان ق�صــي أن بنــاء بعــض أن املش ــروع س ــيحقق مبدأي ــن أساس ــين‪ ،‬األول مضاعف ــة األرب ــاح‬ ‫املط ــارات وتطوي ــر أخ ــرى هدف ــه تدعي ــم الس ــياحة واس ــتثمار موق ــع واإلي ـرادات واآلخ ــر تحس ــين الخدم ــة املقدم ــة للمواطني ــن‪.‬‬ ‫العـراق لخدمــة «الترانزيــت»‪ ،‬مشــيرا إلــى أن مؤسســة التمويــل الدولــي‬


‫‪18‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪19 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫أمام «المتغيرات الكثيرة»‪..‬‬

‫هل تحول الفساد‬ ‫إلى ثقافة معتادة في‬ ‫المجتمع العراقي؟‬ ‫ام ــا اس ــباب ذل ــك فكثي ــرة‪ ،‬منه ــا غي ــاب الرقاب ــة‬ ‫الفعال ــة‪ ،‬والتداخ ــل بي ــن الس ــلطات‪ ،‬وانتش ــار‬ ‫املحس ــوبية والوس ــاطة‪ ،‬وع ــدم محاس ــبة‬ ‫الفاســدين فــي املا�ضــي شــجع علــى اســتمرار هــذه‬ ‫املمارس ــات‪.‬‬ ‫لق ــد أدت الح ــروب والعقوب ــات إل ــى تده ــور‬ ‫األوض ــاع املعيش ــية‪ ،‬مم ــا دف ــع البع ــض إل ــى‬ ‫اللج ــوء إل ــى الفس ــاد لتأمي ــن لقم ــة العي ــش؛‬ ‫وانعك ــس الفس ــاد س ــلبا عل ــى ج ــودة التعلي ــم‬ ‫والصح ــة والبني ــة التحتي ــة‪ ،‬وأدى إل ــى خس ــائر‬ ‫فادحــة لالقتصــاد العراقــي‪ ،‬وفقــد الســكان ثقتهــم‬ ‫بالحكوم ــة واملؤسس ــات‪ ،‬واس ــتغل الفاس ــدون‬ ‫االنقس ــامات ف ــي املجتم ــع‪ ،‬لتحقي ــق مصالحه ــم‬ ‫ا لش ــخصية ‪.‬‬ ‫لق ــد انتش ــر الفس ــاد بص ــورة الفت ــة بع ــد ع ــام‬ ‫‪ 2003‬وش ــهد انتش ــارا واس ــعا‪ ،‬يع ــود ذل ــك إل ــى‬ ‫مجموع ــة م ــن العوام ــل املتداخل ــة م ــن اهمه ــا‬ ‫الف ـراغ األمن ــي والسيا�س ــي‪ ،‬اذ أدت الح ــرب‬ ‫واح ــداث ع ــام ‪ 2003‬وم ــا بعده ــا‪ ،‬إل ــى تف ــكك‬ ‫املؤسســات الحكوميــة وتدهــور األوضــاع األمنيــة‪،‬‬ ‫مم ــا خل ــق بيئ ــة خصب ــة للفس ــاد وس ـ ّـهل عملي ــات‬ ‫االس ــتيالء عل ــى امل ــوارد العام ــة‪.‬‬ ‫واس ــتغل الفاس ــدون االنقس ــامات الطائفي ــة‬ ‫والعرقي ــة لتحقي ــق مكاس ــب ش ــخصية‪ ،‬اذ‬ ‫ج ــرى توزي ــع املناص ــب الحكومي ــة عل ــى أس ــاس‬ ‫املحاصص ــة الحزبي ــة الت ــي ه ــي بالنتيج ــة تقس ــيم‬ ‫طائف ــي واثن ــي‪ ،‬مم ــا أدى إل ــى ضع ــف الرقاب ــة‬ ‫وس ــهولة التالع ــب بالق ـرارات‪.‬‬ ‫ولــم يتمكــن القضــاء العراقــي مــن محاربــة الفســاد‬ ‫بش ــكل فع ــال‪ ،‬بس ــبب التأثي ـرات السياس ــية‬ ‫والتدخ ــات الخارجي ــة‪ ،‬مم ــا ش ــجع الفاس ــدين‬ ‫عل ــى االس ــتمرار ف ــي ممارس ــاتهم‪ ،‬ول ــم تظه ــر إرادة‬ ‫سياس ــية ج ــادة ملكافح ــة الفس ــاد‪ ،‬اذ ان كثي ـرا‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫مع انه وبحسب الدراسات‪ ،‬ال يمكن القول‬ ‫بشكل قاطع إن الفساد قد أصبح مقبوال‬ ‫مجتمعيا في العراق‪ ،‬ولكن هناك مؤشرات‬ ‫تشيرإلى انتشاره وترسخه في عديد املؤسسات‪.‬‬ ‫وبدأ الفساد منذ عقود‪ ،‬وترسخ في «وبسبب»‬ ‫مدة الحروب والصراعات‪ ،‬وأصبح جزءا من‬ ‫الثقافة السياسية واالجتماعية‪.‬‬

‫مــن املســؤولين متورطــون فــي قضايــا فســاد‪ ،‬ممــا‬ ‫يجع ــل مكافحت ــه صعب ــة‪.‬‬ ‫ان اعتم ــاد الع ـراق بش ــكل كبي ــر عل ــى عائ ــدات‬ ‫النفــط‪ ،‬جعــل الثــروة هدفــا للفســاد‪ ،‬وييهــئ ذلــك‬ ‫بيئ ــة خصب ــة لعملي ــات االخت ــاس والس ــرقة‪،‬‬ ‫ويعطــل تفعيــل الصناعــة والزراعــة؛ وان ضعــف‬ ‫الرقابــة علــى املؤسســات الحكوميــة والشــركات‪،‬‬ ‫وعــدم تواجــد آليــات فعالــة للمســاءلة‪ ،‬أســهم فــي‬ ‫انتش ــار الفس ــاد‪.‬‬ ‫لق ــد أدت زي ــادة تدف ــق األم ــوال إل ــى الع ـراق بع ــد‬ ‫ع ــام ‪ 2003‬إل ــى ارتف ــاع ف ــرص الفس ــاد‪ ،‬اذ ل ــم‬ ‫تج ــري إدارة ه ــذه األم ــوال بش ــكل ش ــفاف‪.‬‬ ‫لق ــد نت ــج ع ــن انتش ــار الفس ــاد ف ــي الع ـراق آث ــار‬ ‫مدم ــرة فانعك ــس الفس ــاد س ــلبا عل ــى ج ــودة‬ ‫الخدم ــات املقدم ــة للس ــكان‪ ،‬وأدى إل ــى ه ــدر‬ ‫مبالــغ طائلــة مــن املــال العــام‪ ،‬ممــا حــرم الناس‬ ‫م ــن الحص ــول عل ــى الخدم ــات األساس ــية‪،‬‬ ‫وفق ــد الس ــكان ثقته ــم بالحكوم ــات‪ ،‬مم ــا أدى‬ ‫إل ــى زي ــادة التوت ــر االجتماع ــي والسيا�س ــي‪،‬‬ ‫وان ــدالع االحتجاج ــات املتواصل ــة وم ــا يقابله ــا‬ ‫م ــن قم ــع االجه ــزة االمني ــة‪ ،‬وفق ــدان ارواح‬ ‫النــاس واملمتلــكات‪ ،‬كمــا أدى انتشــار الفســاد‬ ‫إل ــى تراج ــع االس ــتثمار األجنب ــي واملحل ــي‪ ،‬مم ــا‬ ‫أث ــر س ــلبا عل ــى االقتص ــاد العراق ــي‪.‬‬ ‫وللتغل ــب عل ــى مش ــكلة الفس ــاد ف ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫ط ــرح الباحث ــون واملتخصص ــون ع ــدة‬ ‫اج ـراءات واجب ــة للع ــاج‪ ،‬منه ــا الدع ــوة لبن ــاء‬ ‫مؤسســات حكوميــة قويــة وشــفافة‪ ،‬وتطبيــق‬ ‫مب ــدأ الفص ــل بي ــن الس ــلطات‪ ،‬وس ــن قواني ــن‬ ‫صارم ــة ملكافح ــة الفس ــاد‪ ،‬وتطبيقه ــا عل ــى‬ ‫الجمي ــع م ــن دون اس ــتثناء‪.‬‬ ‫وج ــرت املطالب ــة بنش ــر املعلوم ــات املالي ــة‬ ‫واملش ــاريع الحكومي ــة‪ ،‬وتمكي ــن املجتم ــع‬

‫املدن ــي م ــن املش ــاركة ف ــي الرقاب ــة‪ ،‬وترس ــيخ مب ــدأ‬ ‫املس ــاءلة ومحاس ــبة املس ــؤولين ع ــن الفس ــاد‪،‬‬ ‫واســترداد األموال املنهوبة‪ ،‬ونشــر ثقافة الكفاءة‬ ‫والنزاه ــة‪ ،‬وتعزي ــز قي ــم املواطن ــة الصالح ــة‪.‬‬ ‫وبحســب تصريحــات آنفــة لوزيــر املاليــة العراقــي‬ ‫الس ــابق عل ــي ع ــاوي‪ ،‬ف ــإن «م ــن بي ــن أكث ــر م ــن‬ ‫ترلي ــون دوالر مثل ــت مجم ــوع موازن ــات الع ـراق‬ ‫ف ــي ‪ 17‬عام ـ ًـا (من ــذ ع ــام ‪ 2003‬حت ــى ع ــام ‪)2020‬‬ ‫ضــاع أكثــر مــن ‪ 250‬مليــارا منهــا بســبب (الفســاد‬ ‫اإلداري)»‪ ،‬مبين ــا أن «ص ــرف ه ــذه األم ــوال كان‬ ‫(اس ــتفادة مالي ــة) لبع ــض الجه ــات مم ــا أدى إل ــى‬ ‫تراج ــع ق ــدرات الدول ــة وأن ه ــذه األم ــوال كافي ــة‬ ‫لبن ــاء ع ــدة دول»‪ ،‬عل ــى ح ــد وصف ــه‪.‬‬

‫لك ــن خب ـراء اقتصاديي ــن يذهب ــون ال ــى أكث ــر‬ ‫م ــن ذل ــك‪ ،‬بالق ــول ان «األم ــوال الضائع ــة م ــن‬ ‫املوازن ــات العراقي ــة ه ــي أكب ــر م ــن املبل ــغ ال ــذي‬ ‫تح ــدث عن ــه وزي ــر املالي ــة الس ــابق» وي ــرون أن‬ ‫«مجم ــوع موازن ــات الع ـراق لألع ــوام الت ــي تل ــت‬ ‫‪ 2003‬ه ــو أكث ــر م ــن ‪ 1.1‬ترلي ــون دوالر واملبل ــغ‬ ‫املهــدور الــذي تحــدث عنــه وزيــر املاليــة هــو فقــط‬ ‫لألم ــوال الت ــي ضاع ــت م ــن دون قي ــود ص ــرف‬ ‫رس ــمية»‪.‬‬ ‫ويرج ــح الخب ـراء «مق ــدار األم ــوال «الضائع ــة» ب ـ‬ ‫«‪ -450 400‬ملي ــار دوالر أميركــي»‪ ،‬أي نح ــو ‪40‬‬ ‫باملئ ــة م ــن مجم ــوع موازن ــات الع ـراق»‪ ،‬وه ــو م ــا‬ ‫عــدوه كافيــا لـ»بنــاء ‪ 400‬ألــف مدرســة نموذجيــة‬ ‫بقيم ــة ملي ــون دوالر للمدرس ــة الواح ــدة‪ ،‬أو ‪20‬‬ ‫أل ــف مستش ــفى نموذج ــي قيم ــة الواح ــدة ‪20‬‬ ‫مليــون دوالر‪ ،‬وشـراء ‪ 28‬ألــف طائــرة ‪ F-16‬ســعر‬ ‫الواح ــدة منه ــا نح ــو ‪ 16‬ملي ــون دوالر‪ ،‬أو تكف ــي‬ ‫ملن ــح كل ف ــرد عراق ــي مبل ــغ ‪ 10‬آالف دوالر»‪ ،‬عل ــى‬ ‫وف ــق تقديراته ــم‪.‬‬ ‫وبحس ــب تصريح ــات رئي ــس هيئ ــة النزاه ــة‬ ‫الس ــابق القا�ض ــي حي ــدر حن ــون لع ــام ‪2024‬‬ ‫ف ــإن «التط ــور ال ــذي حص ــل ف ــي الع ـراق وضعن ــا‬ ‫ف ــي املرتب ــة ‪ 154‬ولي ــس ‪ 157‬ف ــي مؤش ــر الفس ــاد‬ ‫العالم ــي (م ــن أص ــل ‪ 180‬دول ــة) أي ث ــاث‬ ‫مرات ــب أق ــل ع ــن املؤش ـرات الس ــابقة»‪ ،‬مبين ــا‬

‫وزير المالية العراقي‬ ‫السابق علي عالوي‪:‬‬ ‫«من بين أكثر من‬ ‫ترليون دوالر مثلت‬ ‫مجموع موازنات‬ ‫العراق في ‪ 17‬عاماً‬ ‫(منذ عام ‪ 2003‬حتى‬ ‫عام ‪ )2020‬ضاع‬ ‫أكثر من ‪ 250‬مليارا‬ ‫منها بسبب (الفساد‬ ‫اإلداري)»‬

‫أن «أموالن ــا املنهوب ــة كبي ــرة وتحتضنه ــا وتضعه ــا‬ ‫بع ــض ال ــدول ف ــي مصارفه ــا الكب ــرى وأدخلته ــا‬ ‫حت ــى ف ــي اقتصاداته ــا والعقب ــة الرئيس ــة تكم ــن‬ ‫فــي كشــف حجمهــا والكميــة التــي ُهربــت وأســماء‬ ‫أصح ــاب الحس ــابات املودع ــة ف ــي البن ــوك‬ ‫األجنبي ــة»‪.‬‬ ‫وع ــن تبع ــات اس ــتمرار الفس ــاد عل ــى اوض ــاع‬

‫املجتم ــع‪ ،‬ف ــان الخبي ــر االقتص ــادي نبي ــل‬ ‫املرس ــومي‪ ،‬ي ــرى أن «ع ــدد امللياردي ـرات‬ ‫(العراقيي ــن) يف ــوق املوج ــود ف ــي ‪ 9‬دول وه ــي‪،‬‬ ‫الكوي ــت ولبن ــان واإلم ــارات ونيجيري ــا وهنغاري ــا‬ ‫وروماني ــا وهولن ــدا والبرتغ ــال والدنم ــارك‪ ،‬وه ــذه‬ ‫الفئ ــة فاحش ــة الث ـراء قليل ــة الع ــدد مقارن ــة‬ ‫بمجم ــوع الش ــعب العراق ــي‪ ،‬ظه ــرت عب ــر تج ــارات‬ ‫غي ــر مش ــروعة مث ــل تج ــارة الس ــاح واملخ ــدرات‬ ‫وال ــدوالر والس ــكراب وال ــكاز وغيره ــا «‪.‬‬ ‫ويؤيــد ذلــك‪ ،‬تصريــح رئيــس مؤسســة كوردســتان‬ ‫ملراقب ــة حق ــوق اإلنس ــان هوش ــيار مال ــو‪ ،‬ال ــذي‬ ‫يلفــت فــي ‪ 17‬آذار ‪ ،2024‬الــى أن «نســب معــدالت‬ ‫الفق ــر ت ــزداد ف ــي الع ـراق باضط ـراد»‪ ،‬مبين ــا‬ ‫إن «الع ـراق ال يمل ــك أي برنام ــج اقتص ــادي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ملواجه ــة مع ــدالت الفق ــر املرتفع ــة ف ــي الب ــاد»‪،‬‬ ‫ام ــا املرك ــز االس ــتراتيجي لحق ــوق اإلنس ــان ف ــي‬ ‫العـراق فيكشــف فــي ‪ 9‬تمــوز ‪ ،2024‬عــن تواجــد‬ ‫أكثــر مــن ‪ 10‬مالييــن عراقــي يعيشــون تحــت خــط‬ ‫الفقــر‪ ،‬الفتـ ًـا إلــى «خلــو» موازنــة عــام ‪ 2024‬مــن‬ ‫دع ــم ه ــذه الفئ ــات‪.‬‬ ‫امــا برنامــج األغذيــة العالمــي ‪ WFP‬الدولــي التابــع‬ ‫لألم ــم املتح ــدة فيذك ــر ف ــي تقري ــر موس ــع أن‬ ‫معــدل البطالــة بيــن شــباب العـراق بلــغ ‪ ،35%‬فــي‬ ‫حيــن ازدادت معــدالت الفقــر منــذ العــام ‪،2018‬‬ ‫اذ أن ‪ 29.6%‬م ــن العراقيي ــن ه ــم دون خ ــط‬ ‫الفقــر بواقــع ‪ 12.27‬مليــون شــخص مــن تعــداد‬ ‫نفــوس يبلــغ ‪ 41.2‬مليــون يشــكل الشــباب نســبة‬ ‫ُ‬ ‫‪ 70%‬منه ــم؛ ويزي ــد ذل ــك ع ــن ارق ــام‬ ‫وزارة التخطيــط التــي تقــدر نســبة الفقــر فــي عــام‬ ‫‪ 2023‬ب ـ ‪.25%‬‬ ‫ويص ــرح الخبي ــر االقتص ــادي واملال ــي‪ ،‬مصطف ــى‬ ‫احم ــد حنت ــوش‪ ،‬ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‬ ‫بالق ــول «لألس ــف موازن ــات الع ـراق تص ــرف‬ ‫عل ــى املش ــاريع نفس ــها‪ ،‬فهن ــاك مش ــاريع ال زلن ــا‬ ‫نعمــل بهــا منــذ عــام ‪ ،2006‬وذلــك بســبب التلكــؤ‬ ‫واالندث ــار وعملي ــات التوق ــف به ــذه املش ــاريع»‪.‬‬ ‫ويوض ــح حنت ــوش أن «هن ــاك حاج ــة ألنم ــوذج‬ ‫جدي ــد م ــن املوازن ــات يقس ــمها ال ــى ‪ 3‬أقس ــام‪،‬‬ ‫األول ــى‪ :‬انم ــوذج دول ــة وبرام ــج خاص ــة بالحكوم ــة‬ ‫وتك ــون مح ــددة وال تض ــم آالف املش ــاريع الت ــي‬ ‫ال يمك ــن ان تكتم ــل‪ ،‬والقس ــم الثان ــي يح ــدد‬ ‫للقط ــاع الخ ــاص مث ــل إنش ــاء امل ــدن الصناعي ــة‬ ‫وطري ــق التنمي ــة‪ ،‬والقس ــم الثال ــث موازن ــة‬ ‫للق ــروض وذل ــك لتطوي ــر حال ــة العم ــل»‪ ،‬مبين ــا‬ ‫انن ــي «لس ــت م ــع موازن ــة وزارة التخطي ــط الت ــي‬ ‫تض ــم آالف املش ــاريع وال تكتم ــل لكثرته ــا»‪.‬‬


‫‪20‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪21 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫مايسترو بغداد وروز ميري كركوك‪..‬‬

‫مشاريع جاذبة لنجوم‬ ‫الكرة العراقية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫في ظاهرة جديدة تشهدها بغداد واملحافظات العر اقية‪ ،‬بدأ نجوم‬ ‫خاصة‬ ‫املنتخبات الوطنية لكرة القدم بفتح مشاريع تجارية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الكافيهات واملطاعم‪ ،‬بهدف استقطاب الشباب العراقي‪.‬‬ ‫وتتي ــح ه ــذه املش ــاريع للش ــباب العراق ــي متابع ــة‬ ‫املباريــات الهامــة مثــل مباريــات املنتخــب الوطنــي‬ ‫والدوري ــات األوروبي ــة‪ ،‬الت ــي غالب ـ ًـا م ــا تك ــون‬ ‫مش ــفرة وغي ــر متوف ــرة عل ــى الفضائي ــات العام ــة‪.‬‬ ‫وم ــن أب ــرز ه ــذه املش ــاريع‪« ،‬روز مي ــري» ف ــي‬ ‫كرك ــوك‪ ،‬ال ــذي أسس ــه نج ــم املنتخ ــب العراق ــي‪،‬‬ ‫أيم ــن حس ــين‪.‬‬ ‫«روز ميري» وجهة جديدة لعشاق كرة القدم‬ ‫يع ــد «روز مي ــري» الي ــوم م ــن أب ــرز الكافيه ــات‬ ‫واملطاع ــم ف ــي كرك ــوك‪ ،‬ويج ــذب عش ــاق ك ــرة‬ ‫الق ــدم م ــن مختل ــف املناط ــق العراقي ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي‬ ‫ذل ــك بغ ــداد‪.‬‬ ‫ويتميــز هــذا املــكان بكونــه ليــس مجــرد مقهــى‪ ،‬بــل‬ ‫أصبــح محطــة رئيســية ملحبــي كــرة القــدم ملتابعــة‬ ‫املباريــات الهامــة ســواء ملباريــات منتخــب الع ـراق‬ ‫أو الدوري ــات األوروبي ــة مث ــل ال ــدوري اإلس ــباني‬ ‫واإلنجلي ــزي‪.‬‬ ‫«أيمــن حســين»‪ ..‬مــن ملعــب كــرة القــدم إلــى عالــم‬ ‫األعمــال‬ ‫أيم ــن حس ــين‪ ،‬ه ــداف املنتخ ــب العراق ــي‪ ،‬ه ــو‬ ‫صاح ــب فك ــرة ه ــذا املش ــروع ال ــذي يس ــعى م ــن‬ ‫خاللــه إلــى خلــق بيئــة مريحــة لعشــاق كــرة القــدم‪.‬‬ ‫وق ــد ُأس ــس «روز مي ــري» عل ــى غ ـرار «كافي ــه‬ ‫املايس ــترو» ف ــي بغ ــداد لصاحب ــه النج ــم الدول ــي‬ ‫الس ــابق نش ــأت أك ــرم‪ ،‬فيم ــا أعط ــى حس ــين‬ ‫ملش ــروعه طابع ـ ًـا خاص ـ ًـا يمي ــز «روز مي ــري» م ــن‬ ‫غي ــره م ــن األماك ــن املماثل ــة‪.‬‬ ‫دعم املجتمع املحلي وتعزيز القيم اإلنسانية‬ ‫ف ــي حدي ــث م ــع مدي ــر ص ــاالت الكافي ــه‪ ،‬جمي ــل‬

‫خلي ــل‪ ،‬أك ــد ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن أيم ــن حس ــين‬ ‫يتاب ــع س ــير العم ــل ف ــي «روز مي ــري» بش ــكل‬ ‫مس ــتمر‪ ،‬ال س ــيما عندم ــا يتواج ــد ف ــي كرك ــوك‪.‬‬ ‫وقــال خليــل إن حســين يولــي أهميــة كبيــرة لتوفيــر‬ ‫بيئ ــة مريح ــة ل ــرواد الكافي ــه‪ ،‬الذي ــن يس ــتغلون‬ ‫وج ــوده اللتق ــاط الص ــور مع ــه‪ ،‬باعتب ــاره أح ــد‬ ‫رم ــوز الك ــرة العراقي ــة وأح ــد أبن ــاء كرك ــوك‪.‬‬ ‫وأض ــاف خلي ــل أن حس ــين يتب ــع سياس ــة أس ــعار‬ ‫معقول ــة ومناس ــبة للجمي ــع‪ ،‬حت ــى ل ــو كان‬ ‫الرب ــح قلي ـ ًـا‪ ،‬دعم ـ ًـا للش ــباب وأصح ــاب الدخ ــل‬ ‫املح ــدود‪.‬‬ ‫اهتمام ــا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫يو‬ ‫ـين‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫أن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫خل‬ ‫وأش ــار‬ ‫ً‬ ‫خاصــا ألولئــك الذيــن يرغبــون فــي تنــاول الطعــام‬ ‫ً‬ ‫أو الش ـراب وال يملك ــون امل ــال‪ ،‬حي ــث أك ــد‬ ‫عل ــى ض ــرورة ع ــدم أخ ــذ أي مبل ــغ م ــن ه ــؤالء‬ ‫األش ــخاص‪ ،‬كم ــا خص ــص حس ــين صندوق ـ ًـا‬ ‫للتبرع ــات داخ ــل الكافي ــه‪ ،‬حي ــث يت ــم جم ــع‬ ‫األم ــوال وتوزيعه ــا عل ــى الفق ـراء واملحتاجي ــن‪.‬‬ ‫أجواء مريحة وخدمات متنوعة‬ ‫أم ــا بالنس ــبة لخدم ــات الكافي ــه واملطع ــم‪ ،‬فق ــد‬ ‫ذك ــر خلي ــل أن «روز مي ــري» يق ــدم مجموع ــة‬ ‫واس ــعة م ــن األطب ــاق الطازج ــة واملش ــروبات‬ ‫الس ــاخنة والعصائ ــر‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى األراكي ــل‬ ‫بأنواعهــا املختلفــة‪ ،‬كمــا تــم تجهيــز املــكان بأثــاث‬ ‫عص ــري ومنظوم ــة تكيي ــف حديث ــة‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن‬ ‫شاش ــات بالزم ــا كبي ــرة لع ــرض املباري ــات‪.‬‬ ‫مناسبة لجميع الفئات‪ ..‬عائالت وشباب‬ ‫وم ــا يمي ــز «روز مي ــري» ع ــن غي ــره م ــن األماك ــن‬ ‫ه ــو تخصي ــص ج ــزء م ــن امل ــكان للعوائ ــل‪ ،‬م ــع‬

‫ـدا‬ ‫مدخ ــل منفص ــل لضم ــان راح ــة العائ ــات بعي ـ ً‬ ‫عــن الزحــام‪ ،‬ويحــرص املــكان علــى تقديــم أجــواء‬ ‫مريحــة لجميــع الــزوار ســواء كانــوا مــن الشــباب أو‬ ‫العائ ــات‪ ،‬ليصب ــح بذل ــك وجه ــة مثالي ــة للمتع ــة‬ ‫والترفي ــه‪.‬‬ ‫ازدحام جماهيري في املباريات الكبرى‬ ‫ـديدا‬ ‫أض ــاف خلي ــل أن امل ــكان يش ــهد ازدحام ـ ًـا ش ـ ً‬ ‫ف ــي أي ــام مباري ــات املنتخ ــب الوطن ــي أو املباري ــات‬ ‫الهام ــة ف ــي الدوري ــات األوروبي ــة‪ ،‬وف ــي مث ــل ه ــذه‬ ‫ُ‬ ‫ـبقا لضمــان‬ ‫األيــام‪ ،‬يطلــب مــن الــزوار الحجــز مسـ ً‬ ‫مقعده ــم‪.‬‬ ‫وأك ــد أن التنظي ــم ف ــي تل ــك األي ــام يت ــم عل ــى أعل ــى‬ ‫مســتوى‪ ،‬ليعيــش الــزوار أجــواء املباريــات كمــا لــو‬ ‫كانــوا فــي املالعــب‪.‬‬ ‫ومــع قلــة القــدرة االســتيعابية للمالعــب العراقية‪،‬‬ ‫يع ــد «روز مي ــري» بدي ـ ًـا مريح ـ ًـا ومناس ـ ًـبا ملتابع ــة‬ ‫ُ‬ ‫املباريــات فــي أجــواء حماســية‪.‬‬ ‫و يع ــد «روز مي ــري» ه ــو أكث ــر م ــن مج ــرد كافي ــه‬ ‫أو مطعــم؛ إنــه مــكان يعكــس حــب أيمــن حســين‬ ‫ملدينت ــه واهتمام ــه برعاي ــة محب ــي ك ــرة الق ــدم‪.‬‬ ‫ومــن خــال هــذا املشــروع‪ ،‬يقــدم حســين نموذجـ ًـا‬ ‫يحت ــذى ب ــه ف ــي دع ــم املجتم ــع املحل ــي‪ ،‬س ــواء م ــن‬ ‫خــال توفيــر مــكان مريــح للمتعــة والترفيــه أو عبــر‬ ‫مبادرات ــه اإلنس ــانية الت ــي تس ــاهم ف ــي مس ــاعدة‬ ‫الفق ـراء واملحتاجي ــن‪.‬‬

‫أيمن حسين‪ ،‬هداف المنتخب العراقي‪ ،‬هو صاحب‬ ‫فكرة هذا المشروع الذي يخلق بيئة مريحة‬ ‫لعشاق كرة القدم‪ .‬وقد أُسس «روز ميري» على‬ ‫غرار «كافيه المايسترو» في بغداد لصاحبه النجم‬ ‫الدولي السابق نشأت أكرم ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪23 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫منظمة حقوقية ‪..‬‬

‫تتهم العراق بتنفيذ إعدامات غير‬ ‫قانونية بناء على محاكمات جائرة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» املعنية‬ ‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬يوم الثالثاء‪ ،‬الحكومة العر اقية‬ ‫بتوسيع نطاق اإلعدامات «غيرالقانونية» وزيادة‬ ‫وتيرتها في العام الحالي‪ ،‬مشيرة إلى أن هذا يجري‬ ‫بناء على محاكمة وصفتها بـ»الجائرة»‪.‬‬

‫وذك ــرت املنظم ــة ف ــي‬ ‫تقري ــر اطلع ــت علي ــه‬ ‫«فيل ــي»‪،‬‬ ‫مجل ــة‬ ‫أنه ــا وثق ــت قي ــام‬ ‫الس ــلطات العراقي ــة‬ ‫بتنفي ــذ ه ــذه اإلعدام ــات‬ ‫ب ــدون إش ــعار املحامي ــن‬ ‫ـبقا‪،‬‬ ‫أو أف ـراد األس ــرة مس ـ ً‬ ‫وف ــي ظ ــل مزاع ــم ذات‬ ‫مصداقي ــة ع ــن التعذي ــب‬ ‫وانته ــاكات الح ــق ف ــي محاكم ــة‬ ‫عا د ل ــة ‪.‬‬ ‫وقال ــت املنظم ــة إن ــه ف ــي‬ ‫كان ــون الثان ــي‪ /‬يناي ــر‬ ‫ـجينا‬ ‫املا�ض ــي‪ ،‬كان ‪ 150‬س ـ ً‬ ‫تقريبـ ًـا فــي ســجن الناصريــة‬ ‫بالعـراق يواجهــون اإلعــدام‬ ‫الوش ــيك ب ــدون س ــابق‬ ‫إ ن ــذار‪.‬‬ ‫وأعدمــت الســلطات فــي ‪ 25‬كانــون‬ ‫األول‪ /‬ديس ــمبر ‪ 2023‬قراب ــة ‪13‬‬ ‫رج ـ ًـا ف ــي س ــجن الناصري ــة‪،‬‬ ‫وهــو أول إعــدام جماعــي منــذ‬ ‫إع ــدام ‪ 21‬رج ـ ًـا آخري ــن ف ــي‬ ‫‪ 16‬تش ــرين الثان ــي‪ /‬نوفمب ــر‬

‫‪ُ .2020‬ويعتق ــد أن نح ــو ثماني ــة آالف ش ــخص‬ ‫ينتظ ــرون تنفي ــذ حك ــم اإلع ــدام‪.‬‬ ‫وقال ــت مدي ــرة قس ــم الش ــرق األوس ــط ف ــي‬ ‫املنظم ــة‪ ،‬مل ــا فقي ــه‪ ،‬إن «الس ــلطات العراقي ــة‬ ‫تنفــذ القتــل بموافقــة الدولــة علــى نطــاق مقلــق‪.‬‬ ‫س ــتترك املوافق ــات عل ــى ه ــذه اإلعدام ــات غي ــر‬ ‫القانوني ــة إرث ـ ًـا ملطخ ـ ًـا بالدم ــاء للرئي ــس عب ــد‬ ‫اللطي ــف رش ــيد»‪.‬‬ ‫وأجــرت املنظمــة مقابــات مــع خمســة أف ـراد مــن‬ ‫عائ ــات تس ــعة رج ــال ُحك ــم عليه ــم باإلع ــدام‪،‬‬ ‫ُوأع ــدم ثالث ــة منه ــم ف ــي األش ــهر الثالث ــة املاضي ــة؛‬ ‫وم ــع مح ــام يمث ــل عش ـرات األش ــخاص املحك ــوم‬ ‫عليهــم باإل ٍعــدام والــذي قــدم تفاصيــل حــول أربــع‬ ‫قضاي ــا؛ وم ــع ناش ــطين‪.‬‬ ‫كم ــا أرس ــلت «هيوم ــن رايت ــس ووت ــش» ف ــي‬ ‫‪ 14‬تش ــرين األول‪ /‬أكتوب ــر املا�ض ــي إل ــى وزارة‬ ‫الع ــدل رس ــالة تفص ــل ه ــذه االدع ــاءات وتطل ــب‬ ‫معلوم ــات ع ــن ظ ــروف الس ــجن واإلعدام ــات‬ ‫وإمكانيــة زيــارة ســجن الناصريــة‪ ،‬لكنهــا لــم تتلــق‬ ‫أي رد‪.‬‬ ‫وف ــي تم ــوز‪ /‬يولي ــو املا�ض ــي‪ ،‬نف ــت وزارة الع ــدل‬ ‫مزاع ــم تفي ــد بتنفيذه ــا عملي ــات إع ــدام س ــرية‪،‬‬ ‫مح ــذرة م ــن أنه ــا س ــتتخذ إج ـراءات قانوني ــة‬ ‫ض ــد أي مواق ــع تنش ــر «أخب ــا ًرا مضلل ــة م ــن ه ــذا‬ ‫القبي ــل»‪.‬‬

‫وفــي تشــرين األول‪ /‬أكتوبــر املا�ضــي‪ ،‬نفــى الرئيــس‬ ‫رش ــيد مزاع ــم تداولته ــا وس ــائل التواص ــل بأن ــه‬ ‫ص ــادق عل ــى أح ــكام إع ــدام جماعي ــة‪.‬‬ ‫وتش ــير الح ــاالت الت ــي وثقته ــا «هيوم ــن رايت ــس‬ ‫ووت ــش» إل ــى قي ــام الس ــلطات العراقي ــة بش ــكل‬ ‫متزاي ــد بتهدي ــد ن ــزالء محك ــوم عليه ــم باإلع ــدام‬ ‫وجماع ــات غي ــر حكومي ــة لتحدثه ــم علن ـ ًـا ع ــن‬ ‫الظ ــروف ف ــي س ــجن الناصري ــة املرك ــزي‪ .‬ومن ــذ‬ ‫نيس ــان‪ /‬أبري ــل املا�ض ــي‪ُ ،‬أع ــدم خمس ــة رج ــال‬ ‫قدم ــوا ش ــكاوى مجهول ــة االس ــم عب ــر مح ــام‬ ‫ٍ‬ ‫أجنب ــي إل ــى «األم ــم املتح ــدة»‪.‬‬ ‫وكان لــدى اثنيــن منهــم تقاريــر رســمية مــن لجنــة‬ ‫طبي ــة تابع ــة ملجل ــس القض ــاء األعل ــى العراق ــي‬ ‫تش ــهد بتعرضهم ــا للتعذي ــب وتمكنهم ــا م ــن‬ ‫تحدي ــد هوي ــة عناص ــر األم ــن الذي ــن عذبوهم ــا‪.‬‬ ‫وطلــب الرجــان مــن النيابــة العامــة فتــح تحقيــق‬ ‫مــع عناصــر األمــن الذيــن قالــوا إنهــم عذبوهمــا‪،‬‬ ‫لك ــن ق ــال محاموهم ــا إن التحقي ــق ل ــم ُيفت ــح‬ ‫قــط‪ .‬كمــا طلــب الرجــان إعــادة املحاكمــة‪ ،‬لكــن‬ ‫رفضــت الســلطات طلباتهمــا بســبب عــدم وجــود‬ ‫مل ــف للقضي ــة‪.‬‬ ‫وأض ــاف محاموهم ــا أن ملف ــات القضي ــة ه ــذه‬ ‫دم ــرت ف ــي حزي ـران‪ /‬يوني ــو ‪ 2014‬عندم ــا أح ــرق‬ ‫ُ‬ ‫تنظي ــم «داع ــش» مبن ــى املحكم ــة ال ــذي كان‬ ‫يحتجزهم ــا‪.‬‬ ‫وق ــال أح ــد الرجلي ــن‪ ،‬ف ــي آخ ــر اتص ــال ل ــه م ــع‬

‫محامي ــه ف ــي آذار‪ /‬م ــارس املا�ض ــي‪ ،‬لـ»هيوم ــن‬ ‫رايت ــس ووت ــش» إن مس ــؤولي الس ــجن اكتش ــفوا‬ ‫نقل ــه معلوم ــات خ ــارج الس ــجن‪ ،‬معرب ـ ًـا ع ــن‬ ‫خوف ــه م ــن االنتق ــام‪.‬‬ ‫وفــي أوائــل نيســان‪ /‬أبريــل املا�ضــي‪ُ ،‬حبــس الرجــل‬ ‫انفرادي ـ ًـا بمع ــزل ع ــن العال ــم الخارج ــي‪ ،‬حت ــى‬ ‫أبلغ ــت الس ــلطات أس ــرته ومحامي ــه ف ــي تم ــوز‪/‬‬ ‫يولي ــو املا�ض ــي بأن ــه ُأع ــدم‪.‬‬ ‫ولــم يقــل أي مــن الذيــن تمــت مقابلتهــم إنــه تلقــى‬ ‫إش ــعا ًرا مس ــبقا باإلعدام ــات‪ ،‬بم ــا يتف ــق م ــع‬ ‫االدعــاءات الســابقة‪ .‬فــي بعــض القضايــا‪ ،‬اتصــل‬ ‫مســؤولو الســجن بالعائــات لتســلم الجثــث بعــد‬ ‫أش ــهر م ــن اإلع ــدام‪.‬‬ ‫وق ــال أح ــد أف ـراد األس ــرة إن س ــبب الوف ــاة ف ــي‬ ‫ش ــهادة وف ــاة قريبه ــم كان اإلع ــدام ش ــنقا‪ ،‬لك ــن‬ ‫ل ــم تك ــن ثم ــة عالم ــات ح ــول رقب ــة الرج ــل تش ــير‬ ‫إلــى الشــنق عندمــا غســلوا الجثــة قبــل دفنهــا‪ ،‬مــا‬ ‫أث ــار الش ــكوك ح ــول طبيع ــة وفات ــه‪.‬‬ ‫وأف ــاد مق ــررون خاص ــون لألم ــم املتح ــدة ب ــأن‬ ‫ظ ــروف س ــجن الناصري ــة غي ــر إنس ــانية‪ ،‬بم ــا ف ــي‬ ‫ذل ــك االفتق ــار إل ــى الرعاي ــة الصحي ــة والص ــرف‬ ‫الصح ــي‪ ،‬والحب ــس االنف ـرادي لفت ـرات طويل ــة‪،‬‬ ‫والوق ــت املح ــدود ال ــذي يقضي ــه الس ــجناء ف ــي‬ ‫اله ــواء الطل ــق‪ ،‬واالكتظ ــاظ‪ ،‬والطع ــام ال ــرديء‪.‬‬ ‫وق ــال املق ــررون ف ــي ‪ 27‬حزي ـران‪ /‬يوني ــو املا�ض ــي‬ ‫إن «اإلعدام ــات املنهجي ــة الت ــي تنفذه ــا حكوم ــة‬

‫العـراق بحــق الســجناء املحكــوم عليهــم باإلعــدام‬ ‫بن ـ ًـاء عل ــى اعتراف ــات ش ــابها التعذي ــب‪ ،‬وبموج ــب‬ ‫قان ــون مكافح ــة اإلره ــاب الغام ــض‪ ،‬ترق ــى إل ــى‬ ‫الحرمــان التعســفي مــن الحيــاة بموجــب القانــون‬ ‫الدول ــي وق ــد ترق ــى إل ــى جريم ــة ض ــد اإلنس ــانية»‪.‬‬ ‫وف ــي آذار‪ /‬م ــارس املا�ض ــي‪ ،‬التق ــت ممثل ــة ع ــن‬ ‫«هيوم ــن رايت ــس ووت ــش» بالرئي ــس رش ــيد ووزي ــر‬ ‫العــدل خالــد شــواني وثالثــة أعضــاء مــن املجلــس‬ ‫االستش ــاري الرئا�س ــي ف ــي بغ ــداد‪.‬‬ ‫ونف ــى الرئي ــس رش ــيد مزاع ــم وج ــود مخالف ــات‬ ‫ف ــي التصدي ــق عل ــى أح ــكام اإلع ــدام‪ ،‬وح ــدد‬ ‫الخط ــوات الت ــي اتخذه ــا مكتب ــه لضم ــان حق ــوق‬ ‫أولئ ــك الذي ــن يواجه ــون عقوب ــة اإلع ــدام‪ ،‬والت ــي‬ ‫أكدته ــا رس ــالة رد بتاري ــخ ‪ 7‬آذار‪ /‬م ــارس املا�ض ــي‪.‬‬ ‫ونف ــى الوزي ــر ش ــواني مزاع ــم س ــوء املعامل ــة‬ ‫والتعذيــب واإلعدامــات غيــر القانونيــة فــي ســجن‬ ‫الناصري ــة‪ ،‬ووع ــد بتس ــهيل دخ ــول «هيوم ــن‬ ‫رايت ــس ووت ــش» إل ــى س ــجون الناصري ــة والك ــرخ‬ ‫والرصاف ــة‪ .‬ل ــم يس ــتجب املس ــؤولون لطلب ــات‬ ‫الزي ــارة أو رس ــائل املتابع ــة الالحق ــة‪.‬‬ ‫وقال ــت فقي ــه‪« :‬به ــذا املع ــدل‪ ،‬ف ــإن الع ـراق ف ــي‬ ‫طريق ــه إل ــى تص ــدر املرات ــب العلي ــا عاملي ــا ف ــي‬ ‫ُّ‬ ‫اإلعدامــات غيــر القانونيــة‪ .‬ينبغــي للحكومــة بــدال‬ ‫م ــن ذل ــك تركي ــز جهوده ــا عل ــى إج ـراء إصالح ــات‬ ‫حقيقي ــة للقض ــاء ونظ ــام الس ــجون العراقيي ــن‬ ‫وإلغ ــاء عقوب ــة اإلع ــدام إل ــى األب ــد»‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪25 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫أطفال العراق يواجهون انتهاكات خطيرة‬ ‫ودعوات لاللتزام باالتفاقيات الدولية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ال يختلف و اقع حقوق الطفل في العراق بشكل عام عن و اقع حقوق اإلنسان باملجمل‪ ،‬ألن هناك‬ ‫خطيرا» في كل هذه الحقوق‪« ،‬في ظل استمرارالنزاعات واالنفالت األمني مع انتشارالسالح‬ ‫«تراجعا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وغياب منظومة قانونية توفرالحماية لهم»‪ ،‬بحسب ما تقوله الباحثة االجتماعية‪ ،‬أمل الكباي�شي‬ ‫بمناسبة يوم الطفل العالمي‪ ،‬الذي يحتفل به العالم في ‪ 20‬نوفمبر‪/‬تشرين األول من كل عام‪.‬‬ ‫وأك ــدت الكباي�ش ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «ارتف ــاع‬ ‫مس ــتويات العن ــف بش ــكل خطي ــر ض ــد األطف ــال‬ ‫بــات واضحـ ًـا وملموسـ ًـا مــن خــال مــا يــروج لــه فــي‬ ‫مو اق ــع التواص ــل االجتماع ــي وكذل ــك م ــا يظه ــر‬ ‫مــن نســب اعتــداء علــى األطفــال‪ ،‬ورغــم مصادقــة‬ ‫الع ــراق من ــذ س ــنوات عل ــى البروتوك ــول الخ ــاص‬ ‫باتفاقي ــة الطف ــل والت ــزم بتوفي ــر بيئ ــة آمن ــة‬ ‫وصحي ــة لجمي ــع األطف ــال‪ ،‬لك ــن ال زال األطف ــال‬ ‫ف ــي الع ــراق يواجه ــون تحدي ــات بالحص ــول عل ــى‬ ‫ه ــذه الحق ــوق»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ـدا‬ ‫وأوضح ــت‪ ،‬أن «األطف ــال يواجه ــو تصاع ـ ً‬ ‫ف ــي العن ــف وتراجع ـ ًـا ف ــي مس ــتويات التعلي ــم ف ــي‬ ‫ظ ــل ارتف ــاع نس ــب التس ــرب م ــن امل ــدارس نتيج ــة‬ ‫لفق ــدان الكثي ــر م ــن الوس ــائل الت ــي تش ــجع‬ ‫األطف ــال عل ــى االس ــتمرار بالدراس ــة منه ــا توفي ــر‬ ‫البن ــى التحتي ــة والخدم ــات املتكامل ــة وغيره ــا‪،‬‬ ‫فض ـ ًـا ع ــن التراج ــع عل ــى املس ــتويات الصحي ــة‬ ‫أيض ـ ًـا »‪.‬‬ ‫وش ــددت الكباي�ش ــي‪ ،‬أن «عل ــى الحكوم ــة‬ ‫العر اقيــة اإليفــاء بالتزاماتهــا التــي التزمــت بهــا مــن‬ ‫خــال االتفاقيــة الدوليــة ومــا نص عليه الدســتور‬ ‫العراق ــي م ــن م ــواد تتعل ــق بحق ــوق الطف ــل»‪،‬‬ ‫مشــيرة إلــى أن «العنــف يعتبــرمــن أكثــراالنتهــاكات‬ ‫التــي يتعــرض لهــا األطفــال‪ ،‬وهــوفــي ارتفاع مســتمر‬ ‫نتيجــة تشــتت الطفــل مــا بيــن األســرة املفككــة فــي‬ ‫ظــل ارتفــاع مســتويات الطــاق مــا يوفــربيئــة غيــر‬ ‫آمن ــة وغي ــر مس ــتقرة ل ــه»‪.‬‬ ‫ُويحتفــل العالــم فــي ‪ 20‬نوفمبــر‪ /‬تشــرين األول مــن‬ ‫كل عــام بــ» يــوم الطفــل العالمــي»‪ ،‬وهــو مناســبة‬ ‫دولي ــة لتعزي ــزالوع ــي بحق ــوق األطف ــال وحمايته ــم‬ ‫فــي جميــع أنحــاء العالــم‪ ،‬كمــا أنهــا فرصــة لتســليط‬ ‫الضــوء علــى القضايــا التــي يواجههــا األطفــال مــن‬ ‫مختل ــف الفئ ــات ف ــي مجتمعاته ــم‪ ،‬مث ــل التعلي ــم‪،‬‬ ‫والصح ــة‪ ،‬والحماي ــة م ــن العن ــف واالس ــتغالل‪،‬‬ ‫واملشــاركة فــي اتخــاذ القــرارات التــي تخصهــم‪.‬‬

‫ويرج ــع االحتف ــال بـ»ي ــوم الطف ــل العالم ــي»‪ ،‬إل ــى‬ ‫اعتمــاد الجمعيــة العامــة لألمــم املتحــدة فــي عــام‬ ‫‪ 1989‬االتفاقي ــة الدولي ــة لحق ــوق الطف ــل وه ــو‬ ‫أي ش ــخص يق ــل عم ــره ع ــن ‪ 18‬عام ـ ًـا‪ ،‬والت ــي‬ ‫تضمنــت حقــوق األطفــال فــي أن يعيشــوا بســام‪،‬‬ ‫ويحصلــوا علــى الفــرص التــي تمكنهــم مــن النمــو فــي‬ ‫بيئ ــة آمن ــة وصحي ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب املوق ــع الرس ــمي لألم ــم املتح ــدة‪ ،‬ف ــإن‬ ‫االحتف ــال ه ــذا الع ــام تح ــت ش ــعار «اس ــتمع إل ــى‬ ‫املســتقبل‪ ..‬قــف مــع حقــوق األطفــال»‪ .‬وجــاء علــى‬ ‫الصفح ــة الرئيس ــية له ــذه االحتفالي ــة أن «الي ــوم‬ ‫العالمــي للطفــل يتيــح لــكل منــا نقطــة وثــب ملهمــة‬ ‫للدفــاع عــن حقــوق الطفــل وتعزيزهــا واالحتفــال‬ ‫به ــا‪ ،‬وترجمته ــا إل ــى نقاش ــات و أفع ــال لبن ــاء عال ــم‬ ‫أفض ــل لألطف ــال»‪.‬‬ ‫انتهاكات متعددة‬ ‫وف ــي الوق ــت ال ــذي يحتف ــل في ــه العال ــم‪ ،‬بعي ــد‬ ‫الطف ــل‪ ،‬م ــا زال األطف ــال ف ــي الع ــراق «يواجه ــون‬ ‫العدي ــد م ــن التحدي ــات واالنته ــاكات نتيج ــة‬ ‫لألزمــات التــي مــرت بهــا البــاد‪ ،‬خصوصـ ًـا مــا يتعلــق‬ ‫بظواه ــر أهمه ــا عمال ــة األطف ــال والتس ــرب م ــن‬ ‫امل ــدارس واالس ــتغالل واالتج ــاربالبش ــر‪ ،‬وكذل ــك‬ ‫ف ــي مل ــف املخ ــدرات والعن ــف األس ــري والن ــزوح‬ ‫القس ــري والعدي ــد م ــن املش ــاكل األخ ــرى»‪،‬‬ ‫بحس ــب رئي ــس املرك ــز االس ــتراتيجي لحق ــوق‬ ‫اإلنس ــان ف ــي الع ــراق‪ ،‬الدكت ــور فاض ــل الغ ــراوي‪.‬‬ ‫وذك ــر الغ ــراوي‪ ،‬للوكال ــة‪ ،‬أن «الطف ــل العراق ــي‬ ‫بحاج ــة إل ــى نقل ــة نوعي ــة ف ــي السياس ــات‬ ‫واإلج ــراءات والبرام ــج لالرتق ــاء بو اق ــع حق ــوق‬ ‫الطف ــل ف ــي الع ــراق‪ ،‬خاص ــة وأن الع ــراق الت ــزم‬ ‫بمواثي ــق دولي ــة وكان ــت هن ــاك سياس ــة وطني ــة‬ ‫تتعل ــق بارتق ــاء و اق ــع حق ــوق الطف ــل‪ ،‬لك ــن م ــا‬ ‫زال ــت التش ــريعات بعي ــدة ع ــن منظوم ــة الحماي ــة‬ ‫وم ــا زال قان ــون حماي ــة الطف ــل ل ــم يش ــرع حت ــى‬ ‫اآلن‪ ،‬كم ــا ل ــم تج ـ َـر مراجع ــة ش ــاملة لو اق ــع‬

‫حقــوق الطفــل وإمكانيــة االرتقــاء بــه بمــا يتناســب‬ ‫ويتكام ــل م ــع فلس ــفة حق ــوق اإلنس ــان وحق ــوق‬ ‫الطف ــل الت ــي أرس ــاها الدس ــتور العراق ــي»‪.‬‬ ‫وكان الغ ــراوي أوض ــح ف ــي تصريح ــات س ــابقة‪،‬‬ ‫أن أس ــباب ارتف ــاع مع ــدالت عمال ــة األطف ــال ف ــي‬ ‫الع ــراق س ــببه االوض ــاع االقتصادي ــة بس ــبب‬ ‫انخف ــاض دخ ــل األس ــرة‬ ‫مع ــدالت‬ ‫وارتف ــاع‬ ‫والفق ــر‬ ‫البطال ــة‬ ‫الت ــي‬ ‫والصراع ــات‬ ‫عاش ــها الع ــراق والن ــزوح‬ ‫وارتفــاع معــدالت العنــف‬ ‫األس ــري ض ــد األطف ــال‬ ‫منظوم ــة‬ ‫وضع ــف‬ ‫التش ــريعات القانوني ــة‬ ‫واالســتراتيجيات لحمايــة‬ ‫حق ــوق الطف ــل‪.‬‬ ‫وأض ــاف الغ ــراوي‪ ،‬أن ــه‬ ‫علــى الرغــم مــن مصادقــة‬ ‫الع ــراق عل ــى االتفاقي ــات‬ ‫األساس ــية الرئيس ــية‬ ‫الت ــي تحم ــي األطف ــال‬ ‫م ــن جمي ــع أش ــكال عم ــل‬ ‫األطف ــال‪ ،‬وه ــي اتفاقي ــة‬ ‫منظم ــة العم ــل الدولي ــة‬ ‫رق ــم ‪ 138‬بش ــأن الح ــد‬ ‫األدن ــى للس ــن‪ ،‬واتفاقي ــة‬ ‫منظم ــة العم ــل الدولي ــة‬ ‫رق ــم ‪ 182‬بش ــأن أس ــوأ‬ ‫أش ــكال عم ــل األطف ــال‬ ‫التــي دخلــت حيــزالتنفيــذ‬ ‫من ــذ عام ــي ‪1985‬‬ ‫و‪ .2001‬كم ــا أن الع ــراق‬ ‫م ــن ال ــدول املوقع ــة عل ــى‬ ‫اتفاقي ــة األم ــم املتح ــدة‬

‫لحقــوق الطفــل‪ ،‬إال أن نســب عمالــة األطفــال فــي‬ ‫الب ــاد مازال ــت مرتفع ــة‪.‬‬ ‫وطال ــب الغ ــراوي الحكوم ــة والبرمل ــان باإلس ــراع‬ ‫بتش ــريع قان ــون حماي ــة الطف ــل وتعدي ــل قان ــون‬ ‫العم ــل وتش ــديد العقوب ــات عل ــى أصح ــاب‬ ‫املصان ــع الذي ــن يس ــتخدمون األطف ــال‪ ،‬كم ــا‬ ‫طال ــب الحكوم ــة بخل ــق ف ــرص اقتصادي ــة‬ ‫لألطف ــال وإنش ــاء صن ــدوق األجي ــال ووض ــع‬ ‫نســبة للطفــل لحيــن بلوغــه ‪ 18‬عامـ ًـا‪ ،‬كمــا طالــب‬ ‫الحكومــة والبرملــان اعتبــاريــوم ‪ 6/12‬مــن كل عــام‬ ‫الي ــوم الوطن ــي ملكافح ــة عمال ــة األطف ــال‪.‬‬ ‫حقوق مضطهدة‬ ‫ويع ــد الع ــراق إح ــدى ال ــدول املوقع ــة عل ــى‬ ‫اتفاقي ــات دولي ــة م ــع األم ــم املتح ــدة عل ــى حق ــوق‬ ‫الطف ــل‪« ،‬لذل ــك م ــن املفت ــرض أن يك ــون الع ــراق‬ ‫ملتزم ـ ًـا به ــا مهم ــا تغي ــرت الحكوم ــات‪ ،‬لك ــن‬ ‫حق ــوق الطف ــل ف ــي الع ــراق مضطه ــدة خاص ــة ف ــي‬ ‫املحافظــات الجنوبيــة التــي يعانــون فيهــا األطفــال‬ ‫م ــن عن ــف مضاع ــف»‪ ،‬وف ــق رئي ــس جمعي ــة‬ ‫حماي ــة وتطوي ــر األس ــرة العر اقي ــة ف ــي الع ــراق‪،‬‬ ‫حق ــي كري ــم ه ــادي‪.‬‬ ‫وأرجــع هــادي خــال حديثــه للوكالــة‪ ،‬أســباب هــذا‬ ‫«االضطه ــاد» إل ــى «ع ــدم تفعي ــل قان ــون التعلي ــم‬

‫االلزامــي وعــدم مر اقبــة األطفــال الذيــن يعملــون‬ ‫ف ــي أعم ــال ش ــاقة أو ف ــي أعم ــال ال تناس ــب س ــنهم‪،‬‬ ‫وكذل ــك تس ــول األطف ــال ف ــي الش ــوارع‪ ،‬وف ــي ظ ــل‬ ‫الوض ــع الحال ــي‪ ،‬ف ــإن الع ــراق مه ــدد بأمي ــة كبي ــرة‬ ‫نتيج ــة تس ــرب األطف ــال م ــن امل ــدارس»‪.‬‬ ‫وش ــدد ه ــادي‪ ،‬عل ــى أهمي ــة «تفعي ــل قان ــون‬ ‫التعلي ــم االلزام ــي ال ــذي س ــيجبر أولي ــاء األم ــور‬ ‫عل ــى الح ــاق أطفاله ــم بامل ــدارس وبالتال ــي تك ــون‬ ‫عليه ــم رقاب ــة م ــن املدرس ــة وكذل ــك خف ــض نس ــبة‬ ‫األمي ــة ف ــي الب ــاد‪ ،‬وكذل ــك ض ــرورة تش ــريع قان ــون‬ ‫يحمــي حقــوق الطفــل مــن األســباب التــي أدت إلــى‬ ‫العمال ــة أو التس ــرب»‪.‬‬ ‫قانون حماية الطفل‬ ‫وع ــن قان ــون حماي ــة الطف ــل‪ ،‬أوضح ــت رئيس ــة‬ ‫لجن ــة امل ــرأة واألس ــرة والطفول ــة ف ــي مجل ــس‬ ‫الن ــواب العراق ــي‪ ،‬دني ــا الش ــمري‪ ،‬أن «اللجن ــة‬ ‫س ــعت إل ــى رف ــع قان ــون حماي ــة الطف ــل لقراءت ــه‬ ‫قــراءة ثانيــة‪ ،‬رغــم أن القانــون ال يفــي وال يتحــدث‬ ‫ع ــن حق ــوق و اقعي ــة للطف ــل العراق ــي‪ ،‬وإنم ــا ه ــي‬ ‫حق ــوق موج ــودة فع ـ ًـا منه ــا اكتس ــاب الجنس ــية‬ ‫والحق ــوق الصحي ــة‪ ،‬كم ــا تح ــدث القان ــون ع ــن‬ ‫أم ــور ه ــي ليس ــت موج ــودة ف ــي املجتم ــع العراق ــي»‪.‬‬ ‫وبين ــت الش ــمري‪ ،‬خ ــال حديثه ــا ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬

‫أن «القانــون جــاءت عليــه تعديــات عديــدة تصــل‬ ‫إلــى ‪ 100‬ورقــة رغــم أن القانــون ال يتجــاوز‪ 3‬ورقــات‬ ‫فق ــط‪ ،‬لك ــن رغ ــم ذل ــك كان ــت هن ــاك مس ــاعي‬ ‫لقراءتــه قــراءة ثانيــة‪ ،‬لكــن جــاء كتــاب مــن األمانــة‬ ‫العام ــة م ــن قب ــل املستش ــارأحم ــد الفت ــاوي ب ــأن‬ ‫لجن ــة املستش ــارين ق ــررت التري ــث ب ــه لغ ــرض‬ ‫إج ــراء بع ــض التعدي ــات علي ــه»‪.‬‬ ‫وأكمل ــت الش ــمري حديثه ــا‪ ،‬أن ــه «ت ــم تش ــكيل‬ ‫لجن ــة لكتاب ــة بع ــض التعدي ــات والتصوي ــت‬ ‫عليه ــا واعط ــاء لجن ــة امل ــرأة القان ــون الجدي ــد‪،‬‬ ‫وت ــم االتف ــاق عل ــى عق ــد جلس ــات ملناقش ــة ه ــذا‬ ‫القان ــون بع ــد االنته ــاء م ــن التع ــداد الس ــكاني‬ ‫الج ــاري حالي ـ ًـا»‪.‬‬ ‫وعــن التعديــات التــي تســعى لجنــة املــرأة إضافتهــا‬ ‫إل ــى القان ــون‪ ،‬لفت ــت الش ــمري إل ــى أنه ــا تتعل ــق‬ ‫بـ»محاربــة التســول واالتجــاربالبشــرودوراإليــواء‬ ‫األهلي ــة الت ــي ال يعل ــم مصي ــراألطف ــال فيه ــا‪ ،‬فه ــذه‬ ‫أه ــم القضاي ــا ُالت ــي يج ــب مناقش ــتها بالقان ــون‪،‬‬ ‫وس ــتكون املطالب ــات ب ــأن تك ــون دور اإلي ــواء‬ ‫حكومي ــة فق ــط‪ ،‬كم ــا هن ــاك أطف ــال متميزي ــن‬ ‫وعلــى مســتويات عاليــة مــن الــذكاء ولديهــم جوائــز‬ ‫علي ــا منه ــا ف ــي ال ــذكاء االصطناع ــي‪ ،‬ف ــؤالء يج ــب‬ ‫توفي ــر رعاي ــة له ــم م ــن خ ــال القان ــون الجدي ــد»‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪27 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫مالحقة المتحدثين أم المسربين؟‪..‬‬

‫حمـى التسريبات الصوتية‬ ‫للمسؤولين العراقيين تثير الجدل‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ي ــرى مر اقب ــون أن «حم ــى التس ــريبات» الت ــي انتش ــرت ف ــي اآلون ــة األخي ــرة لع ــدد م ــن املس ــؤولين‬ ‫العر اقيي ــن‪ ،‬م ــن املس ــتبعد أن يك ــون ظهوره ــا بمح ــض الصدف ــة‪ ،‬ب ــل ت ــدل عل ــى وج ــود ش ــبكة‬ ‫وعمــل منظــم فــي التســجيل والتســريب مــن قبــل مســؤولين فاســدين آخريــن‪ ،‬لتعكــس الوجــه‬ ‫الجدي ــد للصراع ــات الحزبي ــة م ــن خ ــال اس ــتخدام التط ــورالتكنولوج ــي ف ــي مج ــال التس ــقيط‬ ‫السيا�س ــي بالع ــراق‪.‬‬ ‫ويت ــداول رواد مواق ــع التواص ــل االجتماع ــي‬ ‫ووس ــائل إع ــام عراقي ــة تس ــريبات صوتي ــة‬ ‫«غي ــر موثق ــة» لصفق ــات مش ــبوهة واتهام ــات‬ ‫تثي ــر الج ــدل ف ــي األوس ــاط السياس ــية‪ ،‬آخره ــا‬ ‫انتش ــار‪ ،‬تس ــجيل صوت ــي‪ ،‬منس ــوب إل ــى‬ ‫السيا�س ــي العراق ــي خمي ــس الخنج ــر‪ ،‬يش ــكو‬ ‫فيــه إلــى رئيــس الــوزراء محمــد شــياع الســوداني‬ ‫م ــن بع ــض اإلج ـراءات الت ــي تج ــري ف ــي دائ ــرة‬ ‫األوق ــاف بالوق ــف الس ــني‪.‬‬ ‫وقبل ــه بأي ــام‪ ،‬انتش ــر أيض ـ ًـا‪ ،‬تس ــجيل صوت ــي‬ ‫منس ــوب إل ــى رئي ــس هيئ ــة املستش ــارين‬ ‫ف ــي مجل ــس ال ــوزراء العراق ــي‪ ،‬عب ــد الكري ــم‬ ‫الفيص ــل‪ ،‬يتح ــدث في ــه ع ــن أح ــد املش ــاريع‬ ‫االس ــتثمارية‪ ،‬وتط ــرق إل ــى اس ــتالمه ملي ــون‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬تســجيل صوتي‬ ‫والشــهر املا�ضي‪ ،‬انتشــر ً‬ ‫منس ــوب لرئي ــس الهيئ ــة العام ــة للضرائ ــب‬ ‫عل ــي وع ــد ع ــاوي وه ــو يق ــوم بالتح ــدث ع ــن‬ ‫التالع ــب ال ــذي يق ــوم ب ــه ف ــي أم ــوال الضرائ ــب‬ ‫لحس ــاب الش ــركات الخاص ــة مقاب ــل أم ــوال‪،‬‬ ‫وفــي الشــهر نفســه‪ ،‬انتشــر فــي مواقــع التواصــل‬ ‫االجتماع ــي ص ــوت القا�ض ــي حي ــدر حن ــون‬ ‫وتتح ــدث التس ــريبات ع ــن تقاضي ــه الرش ــوة‪.‬‬ ‫يذك ــر أن ــه ف ــي ‪ 19‬آب املا�ض ــي‪ ،‬اعتق ــل األم ــن‬ ‫العراق ــي «ش ــبكة تنص ــت وتزوي ــر» يقوده ــا‬ ‫املقـ ّـرب مــن الســوداني‪ ،‬محمــد جوحــي‪ ،‬وتضــم‬

‫موظفيــن وضباطـ ًـا‪ ،‬حســب تصريحــات أدلــى بهــا‬ ‫النائ ــب مصطف ــى س ــند‪.‬‬ ‫وكان ــت مص ــادر مطلع ــة ق ــد أف ــادت بـ»ضب ــط‬ ‫شــبكة للتنصــت واالبتـزاز تســتهدف السياســيين‬ ‫العراقييــن داخــل مكتــب رئيــس مجلــس الــوزراء‬ ‫يقوده ــا جوح ــي‪.‬‬ ‫وليس ــت ه ــذه امل ــرة األول ــى الت ــي يت ــم فيه ــا نش ــر‬ ‫مث ــل ه ــذا الن ــوع م ــن التس ــريبات‪ ،‬إذ ش ــهدت‬ ‫الس ــاحة العراقي ــة ف ــي الس ــنوات األخي ــرة ع ــدة‬ ‫تس ــريبات نس ــبت إل ــى سياس ــيين بارزي ــن‪.‬‬ ‫فف ــي تم ــوز ‪ ،2022‬تناقل ــت مواق ــع التواص ــل‬ ‫االجتماعــي تســريبات صوتيــة مســجلة قيــل إنهــا‬ ‫لرئي ــس ائت ــاف دول ــة القان ــون‪ ،‬ن ــوري املالك ــي‪،‬‬ ‫والت ــي تظه ــر هجوم ـ ًـا غي ــر مس ــبوق م ــن قب ــل‬ ‫األخيــر إزاء الصــدر‪ ،‬وقــادة فــي الحشــد الشــعبي‪،‬‬ ‫كم ــا تضمن ــت هجوم ـ ًـا عل ــى أط ـراف وق ــوى‬ ‫سياســية والجيــش والشــرطة وعــدد مــن الــدول‪.‬‬ ‫ورغــم نفــي أغلــب مــا ُينســب التصريحــات لهــم‪،‬‬ ‫ـدال‬ ‫مؤكدي ــن ع ــدم صحته ــا‪ ،‬إال أنه ــا تثي ــر ج ـ ً‬ ‫ـعا ف ــي األوس ــاط الش ــعبية واإلعالمي ــة‪،‬‬ ‫واس ـ ً‬ ‫حي ــث يعده ــا البع ــض دلي ـ ًـا عل ــى ت ــورط بع ــض‬ ‫املس ــؤولين ف ــي صفق ــات مالي ــة مش ــبوهة أو‬ ‫مخالف ــات قانوني ــة‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الس ــياق‪ ،‬يق ــول الباح ــث ف ــي الش ــأن‬ ‫السيا�س ــي مجاش ــع التميم ــي‪ ،‬إن «التس ــريبات‬ ‫الصوتي ــة ه ــي وج ــه جدي ــد للصراع ــات‬

‫السياس ــية والحزبي ــة ف ــي الع ـراق وه ــو تط ــور‬ ‫تكنولوجــي فــي مجــال التســقيط السيا�ســي الــذي‬ ‫يس ــتهدف أحيان ـ ًـا الحكوم ــة أو األط ـراف املقرب ــة‬ ‫منه ــا»‪.‬‬ ‫ويضيف ملجلة «فيلي»‪« :‬‏ال أحد ينفي أن بعض‬ ‫الق ــوى السياس ــية واملس ــؤولين التنفيذيي ــن‬ ‫متورط ــون بالفس ــاد وخاص ــة الش ــخصيات‬ ‫املخضرم ــة ف ــي الحكوم ــة والت ــي عاص ــرت أكث ــر‬ ‫م ــن رئي ــس وزراء‪ ،‬لذل ــك ال يتحم ــل رئي ــس‬ ‫ال ــوزراء املس ــؤولية الكامل ــة ع ــن س ــلوك بع ــض‬ ‫املس ــؤولين التنفيذيي ــن أو املوظفي ــن ف ــي مكت ــب‬ ‫رئاس ــة ال ــوزراء بق ــدر م ــا ه ــو يعن ــي العملي ــة‬ ‫السياس ــية برمته ــا‪ ،‬ألن أغل ــب املتورطي ــن ه ــم‬ ‫محميــون مــن جهــات سياســية كبيــرة ومــن بينهــم‬ ‫املستش ــار عب ــد الكري ــم الفيص ــل»‪.‬‬ ‫وي ــرى التميم ــي‪ ،‬أن «تل ــك التس ــريبات حقيقي ــة‬ ‫ولش ــخصيات معروف ــة فس ــادها من ــذ س ــنوات‬ ‫طويل ــة‪ ،‬وأعتق ــد أن تزاي ــد حم ــى التس ــريبات‬ ‫يأتــي مــع قــرب االنتخابــات البرملانيــة‪ ،‬فضـ ًـا عــن‬

‫جه ــل واض ــح بتكنولوجي ــا االتص ــاالت واإلع ــام‬ ‫م ــن قب ــل املس ــؤولين الفاس ــدين»‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬يؤك ــد الخبي ــر القانون ــي‪ ،‬محم ــد‬ ‫جمع ــة‪ ،‬إن «حم ــى أو فو�ض ــى التس ــريبات الت ــي‬ ‫انتش ــرت ف ــي اآلون ــة األخي ــرة‪ ،‬ينبغ ــي التحقي ــق‬ ‫أوال ومــن ثــم التحقيــق فــي فحــوى هــذه‬ ‫بصحتهــا ً‬ ‫التســريبات‪ ،‬ألنهــا تشــكل جرائــم فســاد واضحــة‬ ‫واخت ــاس ألم ــوال الدول ــة»‪.‬‬ ‫ويضيــف ملجلــة «فيلــي»‪« :‬كمــا ينبغــي التحقيــق‬ ‫فــي مــن يســجل ويســرب‪ ،‬وهــل هنــاك شــبكة مــن‬ ‫املس ــؤولين الفاس ــدين تح ــاول ابت ـزاز مس ــؤولين‬ ‫فاس ــدين آخري ــن؟‪ ،‬ألن ــه ال يمك ــن ظه ــور ه ــذه‬ ‫التس ــريبات بالصدف ــة‪ ،‬ب ــل ت ــدل عل ــى وج ــود‬ ‫عم ــل منظ ــم ف ــي التس ــجيل والتس ــريب‪ ،‬إن‬ ‫صح ــة التس ــريبات الصوتي ــة»‪.‬‬ ‫بــدوره‪ ،‬يوضــح املحلــل السيا�ســي‪ ،‬وائــل الركابــي‪،‬‬ ‫أن «التس ــريبات ه ــي غي ــر مستحس ــنة‪ ،‬خاص ــة‬ ‫عندم ــا تص ــدر عل ــى أط ـراف معني ــة ف ــي الجان ــب‬ ‫اإلداري والحكوم ــي وعل ــى مس ــتويات ومناص ــب‬

‫ـبقا عــن هــذا األمــر ربمــا‬ ‫عليــا‪ ،‬وأن الحديــث مسـ ً‬ ‫يكــون فيــه غبــن للمســرب عنــه هــذه التســريبات‬ ‫أو للش ــخص املس ــرب»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪« :‬يج ــب‬ ‫أن يك ــون األم ــر للقض ــاء للتيق ــن م ــن صحته ــا‬ ‫ومعلوماته ــا وتطاب ــق الص ــوت‪ ،‬فه ــذه يج ــب أن‬ ‫تراعــى قبــل الحديــث عــن موضــوع التســريبات»‪.‬‬ ‫ويش ــير الركاب ــي إل ــى أن «التس ــريب مرف ــوض‬ ‫ـدا سياس ـ ًـيا وكأن ــه عملي ــة‬ ‫كون ــه ربم ــا يعط ــي بع ـ ً‬ ‫تس ــقيط للش ــخص ولكتل ــة سياس ــية ولطبق ــة‬ ‫سياس ــية‪ ،‬لك ــن عن ــد التأك ــد منه ــا قضائي ـ ًـا‬ ‫وتطاب ــق الص ــوت ألي ط ــرف كان وألي وق ــت‬ ‫ولي ــس ف ــي ه ــذه الحكوم ــة فق ــط‪ ،‬حي ــث كان ــت‬ ‫هن ــاك تس ــريبات لفت ـرات س ــابقة‪ ،‬حينه ــا يج ــب‬ ‫أن تأخ ــذ الجه ــات والهيئ ــات املعني ــة دوره ــا ف ــي‬ ‫ه ــذا األم ــر»‪.‬‬ ‫وكان ائت ــاف النص ــر‪ ،‬بزعام ــة حي ــدر‬ ‫العب ــادي‪ ،‬كش ــف الي ــوم االثني ــن‪ ،‬ع ــن أه ــداف‬ ‫كش ــف بع ــض التس ــريبات الصوتي ــة لبع ــض‬

‫الش ــخصيات السياس ــية والحكومي ــة‪.‬‬ ‫وقــال املتحــدث باســم االئتــاف عقيــل الردينــي‪،‬‬ ‫فــي تصريــح ســابق ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬ان «مــا يجــري‬ ‫حاليـ ًـا هــو فعـ ًـا حــرب فهنــاك (حــرب تســريبات)‬ ‫لبع ــض الش ــخصيات السياس ــية والحكومي ــة‪،‬‬ ‫واملوض ــوع حالي ـ ًـا تق ــف خلف ــه جه ــات داخلي ــة‪،‬‬ ‫والهــدف مــن ذلــك هــو تســقيط سيا�ســي مقدمــة‬ ‫لالنتخابــات املقبلــة‪ ،‬كذلــك ورقــة ابتـزاز سيا�ســي‬ ‫لقضايــا سياســية حــول مكاســب وغيرهــا»‪.‬‬ ‫وأض ــاف الردين ــي أن «ح ــرب التس ــريبات‬ ‫فيه ــا عم ــل وتدخ ــل خارج ــي لبع ــض األجه ــزة‬ ‫املخابراتي ــة وغيره ــا‪ ،‬وربم ــا التس ــريبات الت ــي‬ ‫تق ــف خلفه ــا أجن ــدة خارجي ــة تس ــتخدم‬ ‫خ ــال املرحل ــة املقبل ــة‪ ،‬وتك ــون ه ــي أخط ــر م ــن‬ ‫التســريبات الحاليــة‪ ،‬وتســتخدم ضــد الحكومــة‬ ‫والعملي ــة السياس ــية ف ــي الع ـراق‪ ،‬خاص ــة وأن‬ ‫الع ـراق مخت ــرق بش ــكل كبي ــر وخطي ــر»‪.‬‬


‫‪28‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪29 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫مدارس بال مدرسين‬

‫ومعالجات متواضعة‬ ‫لمشكالت تعليمية كبيرة‬

‫وبرغ ــم تزاي ــد ع ــدد الخريجي ــن‪ ،‬ف ــان م ــدارس‬ ‫كثي ــرة ال يتوف ــر فيه ــا مدرس ــون؛ ويتس ــاءل‬ ‫املراقب ــون والط ــاب واولي ــاء االم ــور بالق ــول‪،‬‬ ‫إذا كانــت كليــات التربيــة تخــرج كل عــام اعــدادا‬ ‫كبي ــرة م ــن الخريجي ــن فض ــا ع ــن الكلي ــات‬ ‫االهلي ــة الت ــي تكاث ــرت بص ــورة غي ــر اعتيادي ــة‪،‬‬ ‫فكي ــف تش ــح او حت ــى تنع ــدم اع ــداد املدرس ــين‬ ‫ف ــي امل ــدارس؟!‬ ‫وم ــع انط ــاق الع ــام الدرا�س ــي الجدي ــد وف ــي‬ ‫نهاي ــة تش ــرين االول‪ ،‬ش ــكا طلب ــة ثانوي ــة «الب ــو‬ ‫صعــب» فــي ناحيــة دار الســام بقضــاء الخالــص‬ ‫ف ــي محافظ ــة ديال ــى‪ ،‬م ــن نق ــص الطواق ــم‬ ‫التدريســية فــي مدرســتهم وعــدم حصولهــم علــى‬ ‫محاض ـرات للمناه ــج‪ ،‬وذل ــك ف ــي بي ــان تل ــوه ف ــي‬ ‫س ــاحة املدرس ــة‪.‬‬ ‫وق ــال الطلب ــة ف ــي بيانه ــم‪ :‬دخلن ــا ف ــي الش ــهر ‪11‬‬ ‫مــن الســنة وإلــى اآلن ال يتواجــد مــاك تدري�ســي‪،‬‬ ‫إذ ال يتواج ــد ف ــي املدرس ــة مدرس ــون مل ــواد‬ ‫الفيزي ــاء والرياضي ــات واللغ ــة العربي ــة؛ ال أح ــد‬ ‫يس ــمع صوتن ــا أو يش ــعر بم ــا نعان ــي ومس ــتقبلنا‬ ‫س ــوف يضي ــع إذا ل ــم ن ــدرس ونتعل ــم‪ ،‬نطال ــب‬ ‫بح ــل مش ــكلتنا بأس ــرع وق ــت ممك ــن‪.‬‬ ‫يح ــدث ذل ــك برغ ــم ان ثانوي ــة الب ــو صع ــب‬ ‫املختلط ــة تض ــم مراح ــل دراس ــية متكامل ــة‬ ‫م ــن األول املتوس ــط وحت ــى الس ــادس العلم ــي‬ ‫ويتعل ــم فيه ــا مئ ــات الطلب ــة م ــن ق ــرى ناحي ــة‬ ‫الســام‪ ،‬بحســب االهالــي‪ ،‬الذيــن لفتــوا الــى انهــم‬ ‫برغــم دخــول شــهر تشــرين الثانــي مــن الفصــل‬ ‫الدرا�س ــي ف ــان ابناءه ــم يذهب ــون ويع ــودون إل ــى‬ ‫املــدارس بــا دراســة للمــواد املهمــة وهــي الفيزيــاء‬ ‫والرياضي ــات والعرب ــي‪.‬‬ ‫وزادوا بالق ــول‪ ،‬ان أوالدن ــا تنتظ ــر من ــذ م ــدة‬ ‫طويل ــة نق ــل طاق ــم تدري�س ــي متكام ــل للقري ــة‬

‫لك ــن يظه ــر أن مديري ــة التربي ــة منش ــغلة بس ــبب‬ ‫الص ـراع السيا�س ــي وتغيي ــر امل ــدراء كل م ــدة‬ ‫والضحي ــة ه ــم الطلب ــة‪ ،‬بحس ــب تعبيره ــم؛‬ ‫وطالب ــوا بتدخ ــل عاج ــل م ــن قب ــل وزارة التربي ــة‬ ‫والحكوم ــة املحلي ــة وس ــد النق ــص الش ــاغر ف ــي‬ ‫املدرس ــة وم ــدراس الق ــرى األخ ــرى‪.‬‬ ‫وفضــا عــن ذلــك بــرزت مشــكالت اخــرى متعلقــة‬ ‫بامل ــدارس عموم ــا‪ ،‬منه ــا غ ــرق ابنيته ــا م ــع ابس ــط‬ ‫س ــقوط للمط ــر م ــا ي ــؤدي ال ــى من ــع او امتن ــاع‬ ‫التالمي ــذ ع ــن الحض ــور‪ ،‬والتأثي ــر بالنتيج ــة ف ــي‬ ‫اس ــتمرارية الع ــام الدرا�س ــي بص ــورة اعتيادي ــة‪.‬‬ ‫ومش ــكالت الدراس ــة ف ــي امل ــدارس العراقي ــة‬ ‫متش ــابكة‪ ،‬وتؤث ــر بش ــكل كبي ــر عل ــى ج ــودة‬ ‫العملي ــة التعليمي ــة‪ ،‬م ــن أه ــم ه ــذه املش ــكالت‪،‬‬ ‫أبني ــة امل ــدارس اذ تعان ــي كثي ــر م ــن امل ــدارس‬ ‫العراقي ــة م ــن تده ــور البني ــة التحتي ــة‪ ،‬وك ــون‬ ‫املبان ــي قديم ــة ومتآكل ــة‪ ،‬م ــا يجعله ــا غي ــر آمن ــة‬ ‫وغي ــر صالح ــة لالس ــتعمال‪ ،‬كم ــا ان غ ــرف‬ ‫الصف ــوف صغي ــرة ومزدحم ــة‪ ،‬مم ــا يؤث ــر عل ــى‬ ‫التركي ــز والتعل ــم الفع ــال‪.‬‬ ‫وتفتق ــر معظ ــم امل ــدارس ال ــى املختب ـرات‪،‬‬ ‫واملكتب ــات‪ ،‬والص ــاالت الرياضي ــة‪ ،‬مم ــا يح ــد‬ ‫م ــن ف ــرص التعل ــم املتنوع ــة‪ ،‬ويضط ــر كثي ــر‬ ‫م ــن الط ــاب إل ــى الدراس ــة ف ــي دوامي ــن او حت ــى‬ ‫ثالثــة‪ ،‬ممــا يزيــد مــن الضغــط عليهــم ويؤثــر علــى‬ ‫تحصيله ــم الدرا�س ــي‪.‬‬ ‫ام ــا معان ــاة امل ــدارس م ــن نق ــص املعلمي ــن‬ ‫املؤهلي ــن‪ ،‬فيؤث ــر عل ــى ج ــودة التدري ــس‪ ،‬وتع ــد‬ ‫املناه ــج الدراس ــية ف ــي بع ــض األحي ــان غي ــر‬ ‫متوافق ــة م ــع متطلب ــات العص ــر‪ ،‬مم ــا يجع ــل‬ ‫التعلي ــم غي ــر ج ــاذب للط ــاب‪.‬‬ ‫كم ــا تؤث ــر الظ ــروف االجتماعي ــة واالقتصادي ــة‬ ‫الصعب ــة عل ــى ق ــدرة الط ــاب عل ــى التركي ــز ف ــي‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫لم تعد مشكالت العملية التعليمية‬ ‫في العراق‪ ،‬السيما مع الشروع بالعام‬ ‫الدرا�سي الجديد تقتصرعلى اكتظاظ‬ ‫الصفوف او الدوام الثالثي وقلة عدد‬ ‫املدارس بل اخذ االمريتعدى ذلك الى‬ ‫مشكالت هي بمنزلة الخيال‪.‬‬

‫الدراس ــة‪ ،‬وتزي ــد م ــن نس ــبة التس ــرب املدر�س ــي‪.‬‬ ‫ويتس ــبب تده ــور البني ــة التحتي ــة‪ ،‬ف ــي ازدح ــام‬ ‫الصف ــوف‪ ،‬ونق ــص امل ــاكات التعليمي ــة‬ ‫وانخف ــاض مس ــتوى التحصي ــل الدرا�س ــي ل ــدى‬ ‫التالمي ــذ‪ ،‬م ــا يدف ــع كثي ـرا م ــن الط ــاب إل ــى‬ ‫ت ــرك الدراس ــة بس ــبب الظ ــروف الصعب ــة الت ــي‬ ‫يواجهونه ــا ف ــي امل ــدارس‪.‬‬ ‫تؤث ــر كل تل ــك املش ــكالت وغيره ــا بش ــكل س ــلبي‬ ‫علــى العمليــة التعليميــة بشــكل عــام‪ ،‬وتحــد مــن‬ ‫قــدرة الطــاب علــى تطويــر مهاراتهــم وقدراتهــم‪.‬‬ ‫لق ــد ج ــرى كثي ــر م ــن الحدي ــث بش ــأن إص ــاح‬ ‫البني ــة التحتي ــة للم ــدارس‪ ،‬وج ــرى التط ــرق ال ــى‬ ‫وج ــوب تخصي ــص ميزاني ــات كافي ــة إلص ــاح‬ ‫وتحدي ــث مبان ــي امل ــدارس وتوفي ــر املراف ــق‬ ‫املطلوبــة‪ ،‬ووجــوب العمــل علــى جــذب وتدريــب‬ ‫املعلمي ــن املؤهلي ــن وتوفي ــر الحواف ــز املطلوب ــة‬ ‫له ــم‪ ،‬وج ــرى من ــذ وق ــت مبك ــر‪ ،‬اف ـراغ بناي ــات‬ ‫كثي ــر م ــن امل ــدارس وج ــرى نق ــل تالميذه ــا ال ــى‬ ‫م ــدارس كرفاني ــة‪ ،‬بذريع ــة ترمي ــم البناي ــات‬ ‫القديم ــة؛ ويق ــول اولي ــاء ام ــور تل ــك امل ــدارس‬ ‫انهــا لــم ترمــم حتــى اآلن برغــم مــرور الســنوات‪.‬‬ ‫ام ــا م ــا يتعل ــق باملناه ــج الدراس ــية‪ ،‬فج ــرى‬ ‫التط ــرق ف ــي أكث ــر م ــن مناس ــبة ال ــى ض ــرورة‬ ‫تحدي ــث املناه ــج لتتما�ش ــى م ــع متطلب ــات‬ ‫العصــر وتشــجيع الطلبــة علــى التفكيــر النقــدي‬ ‫واإلب ــداع‪ ،‬والحاج ــة ال ــى خل ــق بيئ ــة تعليمي ــة‬ ‫جاذب ــة للط ــاب ع ــن طري ــق تنوي ــع األس ــاليب‬ ‫التدريســية واســتعمال التكنولوجيــا الحديثــة‪،‬‬ ‫غيــر ان تلــك املحــاوالت تتســم بالبــطء بحســب‬ ‫ا ملتخصصي ــن ‪.‬‬ ‫ويش ــدد املتخصص ــون التربوي ــون عل ــى اهمي ــة‬ ‫معالج ــة األس ــباب االجتماعي ــة واالقتصادي ــة‬ ‫التــي تؤثــر علــى التعليــم‪ ،‬مثــل الفقــر والبطالــة‪.‬‬

‫وقب ــل بداي ــة الع ــام الدرا�س ــي الجدي ــد وف ــي‬ ‫منتص ــف ش ــهر ايل ــول ‪ 2024‬أعل ــن مستش ــار‬ ‫رئي ــس ال ــوزراء لش ــؤون التربي ــة ع ــن انط ــاق‬ ‫مبــادرة العــودة إلــى التعليــم التــي تســتهدف أكثــر‬ ‫م ــن ‪ 151‬أل ــف متس ــرب ف ــي عم ــوم الب ــاد‪.‬‬ ‫واوضــح‪ ،‬إن «مبــادرة العــودة إلــى التعليــم تهــدف‬ ‫ملعالجــة ظاهــرة التســرب مــن املــدارس‪ ،‬وإعــداد‬ ‫البرام ــج التربوي ــة الخاص ــة بذل ــك قب ــل وم ــع ب ــدء‬ ‫العــام الدرا�ســي الجديــد»‪.‬‬ ‫واش ــار ال ــى ان املب ــادرة‪ ،‬ج ــرت بالتنس ــيق م ــع‬ ‫منظم ــة (اليونيس ــيف) الت ــي أس ــهمت ف ــي إع ــداد‬ ‫الخط ــط الكامل ــة وتدري ــب أل ــف و‪ 688‬موظف ــا‬

‫ال يتواجد في المدرسة‬ ‫مدرسون لمواد الفيزياء‬ ‫والرياضيات واللغة‬ ‫العربية؛ ال أحد يسمع‬ ‫صوتنا أو يشعر بما نعاني‬ ‫ومستقبلنا سوف يضيع‬ ‫إذا لم ندرس ونتعلم‬

‫مــن املــاك التربــوي لتنفيــذ املبــادرة‪ ،‬مــع تشــكيل‬ ‫نحــو ‪ 180‬لجنــة فرعيــة فــي عمــوم البــاد‪ ،‬منوهــا‬ ‫ال ــى ان املب ــادرة اس ــتهدفت أكث ــر م ــن ‪ 151‬ألف ــا‬ ‫و‪ 920‬متس ــربا م ــن ش ــتى األعم ــار ف ــي جمي ــع‬ ‫محافظ ــات الب ــاد‪ ،‬وج ــرى الس ــعي بوس ــاطة‬ ‫املب ــادرة إلعادته ــم ملقاع ــد الدراس ــة‪ ،‬بحس ــب‬ ‫قول ــه‪.‬‬ ‫كم ــا ان وزارة التربي ــة العراقي ــة‪ ،‬ق ــد اعلن ــت‬ ‫تعاون ــا دولي ــا بش ــأن الطلب ــة املتس ــربين‪ ،‬مش ــيرة‬ ‫عل ــى لس ــان وكيله ــا ال ــى أن «هن ــاك تعاون ــا كبي ـرا‬ ‫م ــع منظم ــات عاملي ــة ودولي ــة وبع ــض املنظم ــات‬ ‫املحليــة الســاندة لهــا‪ ،‬لزيــارة املــدارس والتعــرف‬

‫معاناة المدارس‬ ‫من نقص المعلمين‬ ‫المؤهلين‪ ،‬فيؤثر على‬ ‫جودة التدريس‪ ،‬وتعد‬ ‫المناهج الدراسية في‬ ‫بعض األحيان غير‬ ‫متوافقة مع متطلبات‬ ‫العصر‬

‫عل ــى الطلب ــة املتس ــربين والحص ــول عل ــى‬ ‫عناوينه ــم ث ــم تق ــوم الف ــرق بزيارته ــم وحثه ــم‬ ‫للع ــودة إل ــى الدراس ــة»‪.‬‬ ‫كم ــا ان وزارة التربي ــة‪ ،‬ق ــد‪ ،‬اعلن ــت مباش ــرة‬ ‫ف ــرق «الع ــودة إل ــى التعلي ــم» امليداني ــة أعماله ــا‬ ‫ف ــي إحص ــاء أع ــداد املتس ــربين‪ ،‬وذك ــرت التربي ــة‬ ‫فــي بيــان أن «فــرق العــودة إلــى التعليــم امليدانيــة‬ ‫باش ــرت أعماله ــا ف ــي ج ــرد وإحص ــاء أع ــداد‬ ‫املتســربين فــي داخــل العـراق بعــد أن أطلــق وزيــر‬ ‫التربي ــة فعالي ــة الن ــزول امليدان ــي مل ــدة خمس ــة‬ ‫وأربعي ــن يوم ــا متتالي ــة تح ــت رعاي ــة رئي ــس‬ ‫مجل ــس ال ــوزراء وبالتع ــاون م ــع اليونيس ــف»‪.‬‬

‫جرى منذ وقت مبكر‪ ،‬افراغ‬ ‫بنايات كثير من المدارس‬ ‫وجرى نقل تالميذها الى‬ ‫مدارس كرفانية‪ ،‬بذريعة‬ ‫ترميم البنايات القديمة‬


‫‪30‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪31 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫من دهوك ألهوار الناصرية‪..‬‬

‫فنان كركوكي‬ ‫يعشق تخليد‬ ‫الحضارة والطبيعة‬ ‫بمجسمات فنية‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫من ــذ تخرج ــه م ــن القس ــم اإللكترون ــي ف ــي املعه ــد‬ ‫التقنــي بمحافظــة كركــوك عــام ‪ ،1994‬لــم يســتطع‬ ‫ع ــادل حاج ــي بك ــر‪ ،‬وه ــو م ــن موالي ــد املحافظ ــة‬ ‫ع ــام ‪ ،1972‬أن يخف ــي ش ــغفه بعمل ــه الفن ــي ف ــي‬ ‫صن ــع املجس ــمات الصغي ــرة الت ــي تعك ــس ص ــو ًرا‬ ‫ع ــن محافظت ــه كرك ــوك‪ ،‬خاص ــة أماكنه ــا األثري ــة‬ ‫والس ــياحية‪.‬‬ ‫وازداد ولعــه باملجســمات الصغيــرة وحبــه للطبيعــة‬ ‫الت ــي تحي ــط ب ــه ف ــي املحافظ ــة وم ــدن اقلي ــم‬ ‫كوردس ــتان‪ ،‬ول ــم يتوق ــف ع ــن طبيع ــة اإلقلي ــم‬ ‫الخالب ــة ب ــل راح يبح ــث م ــن كل املحافظ ــات‬ ‫العراقي ــة ع ــن ج ــزء م ــن حض ــارة وادي الرافدي ــن‬ ‫الخالــدة‪ ،‬حيــث تمتــاز كل مدنهــا بمواقــع تاريخيــة او‬ ‫مناظ ــر طبيعي ــة‪ ،‬وراح ــت أصابع ــه تعي ــد تش ــكيلها‬ ‫إلــى مجســمات صغيــرة فنيــة يحــاول فيهــا تخليــد تلــك‬ ‫األماك ــن املحبب ــة ل ــه وللعال ــم‪.‬‬ ‫البداية‬ ‫يق ــول حاج ــي بك ــر ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «كرك ــوك‬ ‫مدين ــة ثري ــة وغني ــة بالت ـراث التاريخ ــي املتمث ــل‬ ‫باآلث ــار أو الت ـراث املجتمع ــي‪ ،‬فحي ــن تذك ــر اس ــم‬ ‫كرك ــوك تتوق ــف عن ــد قلعته ــا األثري ــة وناره ــا األزلي ــة‬ ‫ويض ــاف ال ــى التاري ــخ الثقاف ــي واالدب ــي للمحافظ ــة‪،‬‬ ‫واأله ــم من ــه ه ــو جم ــال كرك ــوك بالتن ــوع القوم ــي‬

‫املتمثــل بالكــورد والعــرب والتركمــان والديانــات مثــل‬ ‫اإلس ــام واملس ــيحية‪ ،‬وه ــذا التن ــوع ال تج ــده ف ــي اي‬ ‫محافظ ــة فه ــي بح ــد ذاته ــا لوح ــة ال تتك ــرر ومارك ــة‬ ‫عنوانه ــا كرك ــوك»‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن «عمــل املجســمات وتصغيــر أي �شــيء‬ ‫يحت ــاج ال ــى دق ــة متناهي ــة ف ــي العم ــل وم ــع الدق ــة‬ ‫تحتــاج لتوظيــف الهندســة والتصميــم والقياســات‬ ‫بدق ــة متناهي ــة وم ــن ث ــم جم ــع م ــا تعمل ــه ف ــي لوح ــة‬ ‫ـزءا م ــن تاري ــخ وحض ــارة الع ـراق‬ ‫جميل ــة تحاكــي ج ـ ً‬ ‫أو جم ــال طبيع ــة اقلي ــم كوردس ــتان الع ـراق‪ ،‬أو‬ ‫أه ــوار الناصري ــة‪ ،‬وم ــرو ًرا بأس ــد باب ــل وملوي ــة‬ ‫س ــامراء وحدب ــاء املوص ــل وجم ــال طبيع ــة ده ــوك‬ ‫وزاخــو وطبيعــة هاورمــان الســليمانية (علــى الحــدود‬ ‫العراقي ــة االيراني ــة)‪ ،‬وغيره ــا م ــن املواق ــع الكثي ــر‬ ‫الت ــي عمل ــت عليه ــا ألش ــهر وس ــنوات وه ــي ج ــزء م ــن‬ ‫حيات ــي اليومي ــة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد حاجــي بكــر أن «بدايــة العمــل كان فــي إظهــار‬ ‫مجس ــم صغي ــر لقلع ــة كرك ــوك التاريخي ــة وحواريه ــا‬ ‫وكذل ــك محط ــة قط ــار كرك ــوك والت ــي تعتب ــر واح ــدة‬ ‫مــن أقــدم محطــات القطــار فــي عمــوم العـراق حيــث‬ ‫عندمــا اقــوم بتصغيــر حجــم اي �شــيء متعلــق بتاريــخ‬ ‫كرك ــوك اق ــوم باخ ــذ الص ــور القديم ــة وابح ــث ع ــن‬ ‫ش ــهود عي ــان م ــن أهال ــي تل ــك املناط ــق والتق ــي به ــم‬

‫واطابــق الصــورة مــع األحاديــث وأقــوم بجمعهــا ومــن‬ ‫ث ــم الش ــروع بعم ــل املجس ــم وعنده ــا أش ــعر بأن ــي‬ ‫أعي ــش لحظ ــة وزم ــن غي ــر ال ــذي أن ــا في ــه فأن ــا حي ــن‬ ‫احاكــي قلع ــة كرك ــوك اتص ــور ان ــي كن ــت اعي ــش ف ــي‬ ‫ذل ــك الزم ــن القدي ــم وكذل ــك ف ــي محط ــة كرك ــوك‬ ‫للقط ــار وتظه ــر عنده ــا اللوح ــة املصغ ــرة عل ــى أنه ــا‬ ‫حقيق ــة وب ــذات الحقيق ــة وامل ــكان والزم ــان فان ــا‬ ‫انصه ــر م ــع اللوح ــة لتظه ــر بص ــورة مختلف ــة»‪.‬‬ ‫اإلرث الحضاري‬ ‫ويقــول حاجــي بكــر أن «مــن املجســمات التــي عملــت‬ ‫عليه ــا وكان ــت لوحاته ــا ممي ــزة ة‪ ،‬ه ــي تل ــك الت ــي تمث ــل‬ ‫جانبـ ًـا مــن اإلرث الحضــاري العراقــي وتاريخــه املوغــل‬ ‫فــي القــدم‪ ،‬مثــل ملويــة ســامراء وأســد بابــل وأهــوار‬ ‫الجنــوب ومنــارة الحدبــاء وجبــال اقليــم كوردســتان‬

‫وطبيعته ــا الجميل ــة وه ــذه الص ــور ه ــي مح ــور م ــا‬ ‫اعم ــل علي ــه من ــذ ع ــام ‪ 1991‬وه ــذا يمث ــل حقب ــة‬ ‫زمنيــة مــن عمــري وثقــت خاللهــا املئــات مــن األعمــال‬ ‫ومش ــاركاتي تج ــاوز ال ــف مش ــاركة محلي ــة ودولي ــة»‪.‬‬ ‫مواد العمل‬ ‫وع ــن امل ــواد املس ــتخدمة ف ــي صناع ــة املجس ــمات‬ ‫الصغيــر بيــن حاجــي بكــر أن» املــواد التــي اســتخدمها‬ ‫ه ــي نش ــارة الخش ــب والفلي ــن‪ ،‬والفلي ــن ه ــي م ــادة‬ ‫تس ــتخرج م ــن لح ــاء ش ــجر بل ــوط الفلي ــن‪ ،‬وه ــي‬ ‫م ـ ّـادة إس ــفنجية خفيف ــة ال ــوزن‪ ،‬وه ــي ال تمت ــص‬ ‫امل ــاء بس ــهولة ويمك ــن ضغطه ــا إل ــى ح ــد كبي ــر‪ ،‬غي ــر‬ ‫أنهــا تعــود إلــى حالتهــا األولــى بعــد أن يــزول الضغــط‪.‬‬ ‫وقــد اســتعمل النــاس الفليــن منــذ القــرن الرابــع قبــل‬ ‫املي ــاد‪ ،‬وق ــد ارت ــدى الروم ــان الصن ــادل الفليني ــة‪،‬‬

‫كم ــا اس ــتعملوا الفلي ــن لتعوي ــم مرا�س ــي الس ــفن‬ ‫وش ــباك الصي ــد‪ .‬وق ــد ُص ِنع ــت س ــدادات الفلي ــن‬ ‫من ــذ الق ــرن الس ــابع عش ــر املي ــادي»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد أن «املجس ــمات الصغي ــرة اق ــوم بتحضيره ــا‬ ‫وف ــق قياس ــات وأحج ــام خاص ــة حس ــب املجس ــم‬ ‫وبع ــد إع ــداد املجس ــمات اق ــوم بترتيبه ــا عل ــى قطع ــة‬ ‫الفلي ــن ولصقه ــا بم ــادة الصق ــة بحي ــث عن ــد جمي ــع‬ ‫القط ــع ووضعه ــا واح ــدة بجان ــب االخ ــرى تب ــدء‬ ‫الص ــور تتح ــدث وتعط ــي جمالي ــة غاي ــة ف ــي الدق ــة‬ ‫والتحضيــر ومجســم عــن آخــر يختلــف زمــن اعــداده‬ ‫فانــا لــي ورشــتي الخاصــة فــي املنــزل واجلــس ســاعات‬ ‫طــوال وايــام التمكــن مــن االنتهــاء مــن مجســم صغيــر‬ ‫متناه ــي الدق ــة»‪.‬‬ ‫‪ 4‬شهور عمل‬ ‫وع ــن عم ــل املجس ــمات للمش ــاريع الس ــكنية يق ــول‬ ‫حاج ــي بك ــر إن «عم ــل املجس ــم الخ ــاص بمش ــاريع‬

‫العم ــارات الس ــكنية وبن ــاء مجم ــع ومخط ــط ل ــه‬ ‫يحتــاج الــى وقــت كبيــر وتمكنــت خــال ‪ 4‬شــهور مــن‬ ‫انج ــاز واح ــدة م ــن أكث ــر املجس ــمات صعوب ــة ودق ــة‬ ‫حي ــث ان ه ــذا التصمي ــم يدخ ــل في ــه قياس ــات‬ ‫هندس ــية معق ــدة تق ــاس بالس ــنتمتر وتجميعه ــا‬ ‫ووضعهــا واحــدة بجانــب األخــرى‪ ،‬هــو أمــر غايــة فــي‬ ‫الصعوب ــة وأن ــت تتعام ــل م ــع قط ــع صغي ــر أن كان ــت‬ ‫عمــارات أو محــال أو شــوارع وأســواق وشــخصيات‬ ‫وغيرهــا مــن الحاجــات التــي تدخــل فــي صناعــة هــذه‬ ‫املجس ــمات الت ــي اعتبره ــا ج ــزء مه ــم م ــن حيات ــي»‪.‬‬ ‫ويش ــير حاج ــي بك ــر‪ ،‬إل ــى أن «العم ــل ف ــي مج ــال‬ ‫املجســمات يحتــاج الــى دقــة متناهيــة مــع خيــال فنــي‬ ‫وذكاء مهندســة واختيــار مصمــم فــكل هــذه تنجمــع‬ ‫بالــذي يقــوم بمثــل هــذه األعمــال تخــص مجســمات‬ ‫صغي ــرة»‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪33 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫متنزه معسكر الرشيد ‪..‬‬

‫خطط الحكومة تصطدم بمعارضة المتجاوزين‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫في منتصف شهرتشرين الثاني ‪ 2024‬تسلم الساكنون بالتجاوز في املوقع‬ ‫السابق ملعسكرالرشيد في العاصمة بغداد انذارا موقعا من أمانة بغداد دائرة‬ ‫بلدية الكرادة؛ إلزالة التجاوزفي غضون ‪ ١٠‬ايام وبعكسه تجري إزالة التجاوز‬ ‫وتحميل تكاليف اإلزالة إضافة إلى اإلجراءات القانونية بحسب ما اورده‬ ‫االنذار‪.‬‬

‫وق ــد جوب ــه االج ـراء بمعارض ــة م ــن س ــكنة التج ــاوز‬ ‫ف ــي تل ــك املنطق ــة‪ ،‬وق ــال الس ــكان ان الق ــوات‬ ‫األمني ــة دخل ــت بالفع ــل ال ــى ارض املعس ــكر ومعه ــم‬ ‫كت ــب رس ــمية وقام ــت بإجب ــار الس ــكان عل ــى توقي ــع‬ ‫ق ـرار االزال ــة وف ــي ح ــال الرف ــض يج ــري اعتقاله ــم‪،‬‬ ‫بحس ــب قوله ــم‪ ،‬واوضح ــوا ان الق ــوات مكون ــة م ــن‬ ‫ال ــرد الس ــريع واالم ــن الوطن ــي والش ــرطة االتحادي ــة‬ ‫واملحلي ــة م ــع بع ــض األش ــخاص املدنيي ــن ه ــم م ــن‬ ‫يحمل ــون كت ــب االزال ــة للتوقي ــع عليه ــا‪ ،‬بحس ــب‬ ‫تصريح ــات الس ــكان‪.‬‬ ‫وكانــت الحكومــة قــد قــررت منــذ عــام ‪ 2023‬انشــاء‬ ‫متن ــزه كبي ــر عل ــى ارض معس ــكر الرش ــيد الس ــابقة‪،‬‬ ‫وبحس ــب املتح ــدث باس ــم األمان ــة محم ــد الربيع ــي‬ ‫ف ــان معس ــكر الرش ــيد يض ــم مس ــاحة تص ــل إل ــى‬ ‫‪ 5720‬مت ـرا مربع ــا‪ ،‬وان رئي ــس ال ــوزراء محم ــد‬ ‫ش ــياع الس ــوداني ام ــر بتحوي ــل املعس ــكر إل ــى‬ ‫مس ــاحة خض ـراء‪ ،‬الفت ــا إل ــى‪ ،‬أن» األمان ــة جه ــزت‬

‫جمي ــع التفاصي ــل بالتنس ــيق م ــع بلدي ــة الك ـرادة‬ ‫لجع ــل ه ــذه املس ــاحة تضاه ــي متن ــزه ال ــزوراء»‪،‬‬ ‫منوه ــا ال ــى ان املش ــروع س ــيضم فعالي ــات ترفيهي ــة‬ ‫وحدائ ــق ومتنزه ــا كبي ـرا‪ ،‬و مراف ــق أخ ــرى للراح ــة‬ ‫واالس ــتجمام والس ــياحة م ــن بحي ـرات وس ــاحات‬ ‫للرياض ــة والفعالي ــات امليداني ــة الرياضي ــة األخ ــرى‬ ‫كســباق الســيارات والدراجــات الهوائيــة‪ ،‬و يشــتمل‬ ‫املش ــروع عل ــى بن ــاء فن ــادق س ــياحية صغي ــرة عل ــى‬ ‫ضف ــاف نه ــر دجل ــة» مش ــددا عل ــى ان املش ــروع‬ ‫«س ــيمنع في ــه بن ــاء املجمع ــات الس ــكنية»‪ ،‬والفت ــا‬ ‫الــى رغبــة رئيــس الــوزراء أن يتــم منــح بعــض املرافــق‬ ‫الس ــياحية لش ــركات اس ــتثمارية بالش ـراكة م ــع‬ ‫القط ــاع الخ ــاص‪ ،‬عل ــى ح ــد قول ــه‪.‬‬ ‫ويق ــول س ــكان التج ــاوز ف ــي ارض املعس ــكر ان ع ــدد‬ ‫املن ــازل املتواج ــدة في ــه ‪ 2500‬من ــزل وبع ــض األس ــر‬ ‫غ ــادرت بس ــبب الضغوط ــات األمني ــة واجب ــروا عل ــى‬ ‫الخ ــروج تح ــت التهدي ــد‪ ،‬بحس ــب تعبيره ــم‪ ،‬مبيني ــن‬

‫أن ــه «ت ــم االعت ــداء عل ــى بع ــض املواطني ــن ولدين ــا‬ ‫ش ــخصين ت ــم اعتقاله ــم واقتياده ــم ال ــى مرك ــز‬ ‫الش ــرطة»‪ ،‬بحس ــب م ــا ص ــرح بعضه ــم ال ــى وس ــائل‬ ‫االع ــام‪.‬‬ ‫وقــد قطــع أهالــي التجــاوز الشــارع الرئيــس بعــد تبليــغ‬ ‫الق ــوات األمني ــة له ــم بمغ ــادرة منازله ــم املتج ــاوزة‬ ‫ف ــي غض ــون عش ــرة أي ــام‪ ،‬للب ــدء بأعم ــال تحوي ــل‬ ‫املنطق ــة إل ــى غاب ــات‪.‬‬ ‫وكانــت مصــادر قــد اشــارت الــى ان «غابــات بغــداد»‬ ‫بــدال مــن معســكر الرشــيد ســتكون أكبــر مــن متنــزه‬ ‫الــزوراء ب ــعشرة أضعــاف‪ ،‬وان االفتتــاح ســيجري فــي‬ ‫عــام ‪.2025‬‬ ‫واملالح ــظ ان ذل ــك املش ــروع الحي ــوي إذا اكتم ــل‬ ‫يخ ــدم مناط ــق ع ــدة قريب ــة م ــن املتن ــزه منه ــا بغ ــداد‬ ‫الجدي ــدة واالمي ــن الثاني ــة واملش ــتل والزعفراني ــة‬ ‫ومناطــق جســر ديالــى ومناطــق كثيــرة اخــرى فــي شــرق‬ ‫بغــداد التــي تغيــب فيهــا اماكــن التنــزه الكبيــرة‪ ،‬فضــا‬

‫ع ــن فائدت ــه لجمي ــع مناط ــق العاصم ــة بغ ــداد‪.‬‬ ‫امــا النــاس الســاكنين فــي ارض املعســكر‪ ،‬فتطرقــوا‬ ‫الــى معاناتهــم وأوضاعهــم املاديــة غيــر الجيــدة‪ ،‬علــى‬ ‫حــد وصفهــم‪.‬‬ ‫وق ــال أحده ــم «أي ــن نذه ــب خ ــال فت ــرة قصي ــرة‪،‬‬ ‫نطالــب رئيــس الــوزراء بتوفيــر بديــل‪ ،‬إمــا أن يوزعــوا‬ ‫لن ــا قط ــع أراض‪ ،‬أو أن يتركون ــا ف ــي منطقتن ــا»‪.‬‬ ‫ويق ــول آخ ــر‪ :‬نحت ــرم الدول ــة العراقي ــة وقراره ــا‪،‬‬ ‫لك ــن نريده ــا أن تحترمن ــا باملقاب ــل‪ ،‬وأن وتوف ــر لن ــا‬ ‫الس ــكن‪ ،‬أن ــا أعم ــل بأج ــر يوم ــي ق ــدره ‪ 10‬آالف‬ ‫دين ــار‪ ،‬فم ــن أي ــن س ــأتدبر س ــكنا عن ــد خروج ــي م ــن‬ ‫ه ــذا امل ــكان‪ ،‬أناش ــد رئي ــس ال ــوزراء أن يوف ــر لن ــا‬ ‫بديــا‪ ،‬فلــن ننســحب مــن هــذه التظاهــرة بغيــر ذلــك‪.‬‬ ‫وكان ش ــهر آب ‪ ٢٠٢٤‬ق ــد ش ــهد اع ــان قي ــادة‬ ‫عملي ــات بغ ــداد‪ ،‬إزال ــة ع ــدد م ــن ال ــدور الس ــكنية‬ ‫املتج ــاوزة عل ــى األم ــاك العام ــة ف ــي «معس ــكر‬ ‫الرش ــيد» ضم ــن منطق ــة الزعفراني ــة‪.‬‬ ‫وذكــر بيــان للقيــادة فــي حينــه‪ ،‬أن «قطعــات الفرقــة‬ ‫األولــى شــرطة اتحاديــة نفــذت واجــب تقديــم الدعــم‬ ‫واإلس ــناد مل ــاكات بلدي ــة الك ـرادة إلزال ــة التج ــاوزات‬ ‫املتمثل ــة بع ــدد م ــن ال ــدور الس ــكنية القريب ــة م ــن‬ ‫النفــق الجديــد ضمــن معســكر الرشــيد فــي منطقــة‬ ‫الزعفراني ــة»‪ ،‬مبين ــا أن «ه ــذا الق ـرار ج ــاء نتيج ــة‬ ‫لتنفيــذ مشــاريع التنميــة واإلعمــار املرســومة ضمــن‬ ‫البرنامــج الحكومــي لتقديــم الخدمــات للمواطنيــن فــي‬ ‫العاصمــة بغــداد»‪ ،‬ومشــيرا الــى ان «تلــك التجــاوزات‬ ‫تع ــوق تنفي ــذ املش ــاريع»‪.‬‬ ‫وتع ــد ظاه ــرة التع ــدي عل ــى األرا�ض ــي واألم ــاك‬ ‫العام ــة ف ــي الع ـراق م ــن أب ــرز التحدي ــات الت ــي‬ ‫تواج ــه التنمي ــة ف ــي الب ــاد؛ وه ــذه الظاه ــرة تتخ ــذ‬ ‫أش ــكاال متع ــددة‪ ،‬ب ــدءا م ــن البن ــاء العش ــوائي عل ــى‬ ‫األرا�ضــي الزراعيــة وانتهــاء باالســتيالء علــى األرا�ضــي‬ ‫املخصص ــة للمش ــاريع الخدمي ــة والحيوي ــة‪.‬‬

‫وم ــن أس ــباب التع ــدي‪ ،‬ان غي ــاب الرقاب ــة الفعال ــة‬ ‫م ــن قب ــل الجه ــات املعني ــة يس ــهل عملي ــة التع ــدي‬ ‫علــى األرا�ضــي العامــة‪ ،‬وان النمــو الســكاني الســريع‬ ‫الس ــيما ف ــي العاصم ــة بغ ــداد‪ ،‬والضغ ــط عل ــى‬ ‫األرا�ض ــي يدف ــع كثيري ــن إل ــى التع ــدي والتج ــاوز عل ــى‬ ‫األرا�ض ــي بحث ـ ًـا ع ــن مس ــكن‪ ،‬كم ــا تتواج ــد ب ـرأي‬ ‫الباحثي ــن االقتصاديي ــن‪ ،‬ش ــبكات فس ــاد متورط ــة‬ ‫فــي هــذه العمليــات تزيــد مــن صعوبــة مكافحتهــا‪ ،‬كمــا‬ ‫ان قل ــة الوع ــي القانون ــي ل ــدى الس ــكان بحقوقه ــم‬ ‫وواجباته ــم تج ــاه األرا�ض ــي العام ــة يش ــجع عل ــى‬ ‫التع ــدي‪.‬‬ ‫امــا مــا ينتــج عــن ذلــك‪ ،‬فــان التجــاوز علــى األرا�ضــي‬ ‫املخصص ــة للمش ــاريع ي ــؤدي إل ــى تأخي ــر أو حت ــى‬ ‫إلغ ــاء ه ــذه املش ــاريع‪ ،‬مم ــا يؤث ــر س ــلبا عل ــى التنمي ــة‬ ‫االقتصادي ــة واالجتماعي ــة‪ ،‬والبن ــاء العش ــوائي‬ ‫عل ــى األرا�ض ــي الزراعي ــة والعام ــة ي ــؤدي إل ــى تده ــور‬ ‫البيئــة وتلــوث امليــاه والهــواء‪ ،‬كمــا ينتــج عنــه تقليــل‬ ‫املس ــاحات الزراعي ــة او مش ــاريع املتنزه ــات وع ــدم‬ ‫االســتفادة مــن املشــاريع املرتبطــة بهــا وبقــاء وزيــادة‬ ‫البطال ــة والفق ــر‪.‬‬ ‫وتتمث ــل الحل ــول لذل ــك عل ــى وف ــق الدراس ــات‬ ‫االقتصادي ــة والس ــكانية‪ ،‬بتفعي ــل الرقاب ــة عل ــى‬ ‫األرا�ض ــي العام ــة واتخ ــاذ إج ـراءات صارم ــة بح ــق‬ ‫املتجاوزيــن‪ ،‬ووجــوب توفيــر بدائــل ســكنية مناســبة‬ ‫للس ــكان ذوي الدخ ــل املح ــدود لتقلي ــل الضغ ــط‬ ‫علــى تلــك االرا�ضــي‪ ،‬كمــا يتوجــب مكافحــة الفســاد‬ ‫املستش ــري ف ــي ه ــذا املج ــال وتقدي ــم املتورطي ــن إل ــى‬ ‫العدال ــة وتوعي ــة الن ــاس بأهمي ــة الحف ــاظ عل ــى‬ ‫األرا�ض ــي العام ــة وعواق ــب التع ــدي عليه ــا؛ وم ــن‬ ‫الض ــروري تطوي ــر التش ــريعات املتعلق ــة باألرا�ض ــي‬ ‫العام ــة لتش ــديد العقوب ــات عل ــى املتعدي ــن‪.‬‬ ‫ويق ــول املتخصص ــون‪ ،‬إن التع ــدي عل ــى األرا�ض ــي‬ ‫واألمــاك العامــة فــي العـراق يشــكل تهديــدا حقيقيــا‬

‫ملس ــتقبل الب ــاد؛ ويتطل ــب ح ــل ه ــذه املش ــكلة‬ ‫تضاف ــر جه ــود الحكوم ــة واملجتم ــع املدن ــي‪ ،‬ع ــن‬ ‫طري ــق اتخ ــاذ إج ـراءات حاس ــمة ملكافح ــة ه ــذه‬ ‫الظاه ــرة وتوفي ــر بدائ ــل مناس ــبة للس ــكان‪.‬‬ ‫وف ــي اس ــتطالع رأي اجرين ــاه عل ــى املناط ــق املحيط ــة‬ ‫باملعســكر او القريبــة منــه بشــأن اإلشــكال الحاصــل‬ ‫واحتجاجــات بعــض الســكان‪ ،‬يقــول «ياســين» مــن‬ ‫ســكنة الزعفرانيــة ان مناطقنــا تنعــدم فيهــا وســائل‬ ‫الترفيه والتنزه‪ ،‬وإذا أردنا ان نذهب نحن وعائالتنا‬ ‫ف ــي نزه ــة‪ ،‬ف ــان علين ــا ان نذه ــب ال ــى مناط ــق بعي ــدة‬ ‫منه ــا متن ــزه ال ــزوراء او جزي ــرة بغ ــداد الس ــياحية او‬ ‫بس ــاتين ف ــي بعقوب ــة‪ ،‬مردف ــا لق ــد استبش ــرنا خي ـرا‬ ‫باإلع ــان ع ــن تحوي ــل ارض معس ــكر الرش ــيد ال ــى‬ ‫متن ــزه وغاب ــات فذل ــك يؤم ــن لن ــا الوص ــول الي ــه ف ــي‬ ‫ظ ــرف دقائ ــق‪.‬‬ ‫ويؤيــد «واثــق» وهــو طالــب جامعــي االج ـراءات التــي‬ ‫تتخ ــذ إلزال ــة م ــا يس ــميه «الحواس ــم» الس ــاكنين‬ ‫بالتج ــاوز‪ ،‬بالق ــول «صحي ــح ان بعضه ــم فق ـراء‬ ‫ويج ــب توفي ــر الس ــكن البدي ــل له ــم ولك ــن منه ــم‬ ‫االغني ــاء وه ــم كثي ــرون‪ ،‬الذي ــن يمتلك ــون أح ــدث‬ ‫الســيارات ونعتقــد ان لديهــم بيــوت «ملــك صــرف»‪،‬‬ ‫عل ــى ح ــد وصف ــه‪ ،‬ويطال ــب بإنص ــاف وتعوي ــض‬ ‫الفق ـراء بمنحه ــم قط ــع اراض بديل ــة‪.‬‬ ‫ويدع ــو «احم ــد» وه ــو بائ ــع ج ــوال ف ــي املناط ــق‬ ‫القريب ــة م ــن املعس ــكر ويس ــكن ضم ــن املن ــازل‬ ‫املس ــتهدفة باإلخ ــاء‪ ،‬الحكوم ــة ال ــى توزي ــع قط ــع‬ ‫ارض نظاميــة مــع مدهــم بالقــروض املطلوبــة لبنائهــا‬ ‫اس ــوة ببقي ــة املجتم ــع بحس ــب تعبي ــره‪ ،‬مطالب ــا ب ــاال‬ ‫تك ــون الس ــندات حب ـرا عل ــى ورق بحس ــب وصف ــه‪،‬‬ ‫مثلمــا حــدث فــي مناطــق تجــاوز اخــرى وزعــت عليهــم‬ ‫اوراق تملي ــك اراض ف ــي مناط ــق بديل ــة ولكنه ــا ظل ــت‬ ‫مــن دون تفعيــل او قيمــة مــا ادى الــى بقــاء املشــكلة‬ ‫م ــن دون ح ــل‪ ،‬عل ــى ح ــد قول ــه‪.‬‬


‫‪34‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪35 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫شعراء وكتاب يحيون روح الموصل‬

‫بعد إحراق ‪ 100‬ألف كتاب فيها‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫سلطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على‬ ‫الجهود التي يقوم بها مثقفون وفنانون عر اقيون في‬ ‫مدينة املوصل التي احرق تنظيم داعش فيها ‪ 100‬ألف‬ ‫كتاب عندما احتلها‪ ،‬لكنها تعاود االزدهارفنيا وثقافيا‬ ‫وتسترجع «روحها» اآلن بما يساهم في استعادة تماسكها‬ ‫االجتماعي وعودة مركزيتها الثقافية القديمة‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر البريطان ــي ال ــذي ترجمت ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»؛ إل ــى أن مجموع ــة م ــن الش ــباب العراقيي ــن‬ ‫يتجمع ــون يومي ــا م ــع غ ــروب الش ــمس‪ ،‬ف ــي قب ــو‬ ‫«مؤسس ــة ت ـراث املوص ــل» لخ ــوض نقاش ــات ف ــي‬ ‫الفلس ــفة واألدب‪ ،‬وه ــو بمثاب ــة ن ــادي الق ـراءة‬ ‫الوحي ــد ف ــي املدين ــة‪ ،‬وذل ــك داخ ــل الح ــي القدي ــم‬ ‫ال ــذي دمرت ــه الح ــرب عل ــى الضف ــة الغربي ــة لنه ــر‬ ‫دجل ــة‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن الشــاعرة رحمــة صــاح الجبــوري‬ ‫(‪ 29‬عام ــا)‪ ،‬وه ــي ايض ــا معلم ــة لألطف ــال م ــن ذوي‬ ‫االحتياج ــات الخاص ــة‪ ،‬قوله ــا ان «الن ــادي يس ــمح‬ ‫ل ــي ولغي ــري م ــن الش ــباب بمناقش ــة أفكارن ــا بص ــوت‬ ‫ع ـ ٍـال ب ــا خ ــوف م ــن املجتم ــع»‪ ،‬مضيف ــة «اح ــب‬ ‫التفكي ــر بص ــوت ع ــال‪ ،‬اال ان املجتم ــع العراق ــي‬ ‫تقلي ــدي للغاي ــة‪ ،‬ولي ــس س ــهال أن نتح ــدث ع ــن‬ ‫مش ــاكلنا أو أفكارن ــا‪».‬‬ ‫وبحســب التقريــر؛ فــإن الجبــوري‪ ،‬مثلهــا مثــل بقيــة‬ ‫الحاضريــن فــي النــادي‪ ،‬تعــزز شــغفها بــاألدب خــال‬ ‫الســنوات ال‪ 3‬التــي احتــل فيهــا داعــش املوصــل مــن‬

‫العــام ‪ 2014‬الــى العــام ‪.2017‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن الجب ــوري قوله ــا إن النس ــاء‬ ‫خس ــرن «كاف ــة حقوقن ــا ف ــي ظ ــل داع ــش حي ــث كان‬ ‫كل �ش ــيء يخض ــع للرقاب ــة القاس ــية‪ :‬مالبس ــنا‪،‬‬ ‫وقدرتن ــا عل ــى العم ــل‪ ،‬وحت ــى الق ــدرة عل ــى ش ـراء‬ ‫الهوا ت ــف»‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر ال ــى ان الجب ــوري تطوع ــت خ ــال‬ ‫معركــة املوصــل التــي اســتمرت ‪ 9‬شــهور بيــن عامــي‬ ‫‪ 2017-2016‬لتحري ــر املدين ــة‪ ،‬للمس ــاعدة ف ــي‬ ‫إخــاء املدنييــن الهاربيــن عبــر نهــر دجلــة الــى الجانــب‬ ‫املح ــرر م ــن املدين ــة‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر ان الجبــوري خــال مرحلــة الفو�ضــى‬ ‫والدم ــار ه ــذه‪ ،‬وج ــدت عزاءه ــا ف ــي كتاب ــة الش ــعر‬ ‫لي ــا ف ــي غرفته ــا‪ .‬ونق ــل التقري ــر عنه ــا قوله ــا أن‬ ‫«مش ــاهدة ه ــؤالء األش ــخاص اليائس ــين للحص ــول‬ ‫علــى املســاعدة‪ ،‬دفعتنــي الــى االســتمرار فــي الكتابــة‬ ‫الت ــي ص ــارت أكث ــر عاطفي ــة بس ــبب تراك ــم األل ــم‬ ‫والح ــزن»‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر الــى ان الجبــوري أصــدرت فــي العــام‬

‫‪ 2021‬مجموعته ــا الش ــعرية األول ــى تح ــت عن ــوان‬ ‫«م ــا بينن ــا‪ ..‬أن ــت» وذل ــك بعدم ــا عث ــر والده ــا عل ــى‬ ‫كتاباته ــا وش ــجعها عل ــى نش ــرها عل ــى مش ــاركتها‬ ‫م ــع العال ــم‪ .‬وتاب ــع ان الجب ــوري من ــذ ذل ــك الوق ــت‬ ‫قدم ــت اعماله ــا االدبي ــة ف ــي مهرج ــان املوص ــل‬ ‫الش ــعري‪ ،‬كم ــا أص ــدرت مجموعتي ــن ش ــعريتين‬ ‫اخريي ــن‪ ،‬وس ــتصدر املجموع ــة الش ــعرية الرابع ــة‬ ‫ف ــي وق ــت الح ــق م ــن الع ــام الحال ــي‪.‬‬ ‫وتنــاول التقريــر تجربــة أخــرى يمثلهــا محمــد العــرب‬ ‫(‪ 30‬س ــنة) وه ــو كات ــب‪ ،‬وموظ ــف حكوم ــي‪ ،‬ويت ــردد‬ ‫كثي ـرا عل ــى عل ــى ن ــادي الق ـراءة االس ــبوعي من ــذ‬ ‫بدايت ــه ف ــي الع ــام ‪ ،2022‬ف ــي حي ــن تع ــزز اهتمام ــه‬ ‫ب ــاألدب بع ــد احت ــال داع ــش للمدين ــة‪ ،‬مش ــيرا‬ ‫ال ــى ان الع ــرب نش ــر ف ــي أيلول‪/‬س ــبتمبر ‪،2023‬‬ ‫روايت ــه الرومانس ــية االول ــى تح ــت عن ــوان «النظ ــرة‬ ‫االخي ــرة»‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن الع ــرب قول ــه إن‬ ‫«الكتــاب يتغــذون أحيانــا كثيــرة مــن‬ ‫ّ‬ ‫آالمهــم»‪ ،‬مضيفــا ان «لــكل واحــد‬ ‫من ــا قص ــة فري ــدة غي ــر قابل ــة‬ ‫للوص ــف‪ .‬ل ــم نتمك ــن م ــن‬ ‫الدف ــاع ع ــن أنفس ــنا‪ ،‬وه ــذا‬ ‫م ــا دفعن ــا (نح ــن الش ــباب)‬ ‫للتعبي ــر ع ــن احزانن ــا‬ ‫العميق ــة وكفاحن ــا‪ ،‬م ــن‬ ‫خ ــال الكتاب ــة»‪.‬‬ ‫التقري ــر؛‬ ‫وبحس ــب‬ ‫ف ــإن الع ــرب مثل ــه مث ــل‬ ‫الجب ــوري‪ ،‬ي ــرى أن‬ ‫الن ــادي يؤم ــن مس ــاحة‬ ‫كافي ــة ملش ــاركة أف ــكاره‬ ‫م ــع االش ــخاص مم ــن‬ ‫يحمل ــون تفكي ـرا مش ــابها‪،‬‬ ‫وذل ــك ف ــي تم ـ ٍـاه م ــع‬ ‫التقالي ــد األدبي ــة الطويل ــة‬ ‫والثري ــة للموص ــل‪ .‬ونق ــل‬ ‫التقري ــر عن ــه قول ــه «نح ــن‬ ‫نبــذل أق�صــى مــا يمكــن الجهــد‬ ‫للحف ــاظ عل ــى الت ـراث األدب ــي‬

‫للمدين ــة لنتمك ــن م ــن نقل ــه إل ــى األجي ــال اآلتي ــة»‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر أن وف ــاق أحم ــد ( ‪ 42‬س ــنة)‪ ،‬وه ــو‬ ‫مهن ــدس مدن ــي ومستش ــار ملنظم ــة اليونيس ــكو‪،‬‬ ‫أســس فــي العــام ‪ ،2022‬جمعيــة «عنقــاء» الثقافيــة‬ ‫التــي تضــم نــادي الق ـراءة‪ ،‬وتســتضيف األمســيات‬ ‫الش ــعرية واملع ــارض‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر؛ أن الن ــادي كان ف ــي بدايت ــه يض ــم‬ ‫‪ 4‬أعض ــاء فق ــط‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك وف ــاق احم ــد‪ ،‬ام ــا‬ ‫االن ف ــان نح ــو ‪ 30‬عض ــوا يحض ــرون كل جلس ــة‪،‬‬ ‫وق ــد يص ــل عدده ــم ال ــى ال ــى ‪ 50‬احيان ــا‪ .‬وبحس ــب‬ ‫محم ــد ف ــإن «املزي ــد م ــن الن ــاس ص ــاروا مهتمي ــن‬ ‫ب ــاألدب والفن ــون اآلن‪ .‬وعندم ــا كتب ــت األه ــداف‬ ‫الرئيس ــية للجمعي ــة‪ ،‬فإنن ــي كن ــت‬ ‫آم ــل بالوص ــول ال ــى ‪50‬‬ ‫ش ــخصا‪ ،‬إال أنن ــا‬ ‫نتح ــدث حالي ــا‬ ‫‪500‬‬ ‫ع ــن‬ ‫عض ــو » ‪.‬‬ ‫و ا ش ــا ر‬

‫التقريــر الــى انــه فــي ظــل حكــم داعــش‪ ،‬جــرى حظــر‬ ‫النش ــاطات الثقافي ــة املرتبط ــة ب ــاألدب والفن ــون‬ ‫والرياضــة‪ ،‬كمــا دمــر التنظيــم العديــد مــن املواقــع‬ ‫الثقافي ــة واألعم ــال الفني ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك ح ــرق‬ ‫اكث ــر م ــن ‪ 100‬أل ــف كت ــاب ومخطوط ــة ف ــي مكتب ــة‬ ‫املوص ــل املركزي ــة ف ــي الع ــام ‪ ،2015‬كج ــزء م ــن‬ ‫حمل ــة «التطهي ــر الثقاف ــي»‪.‬‬ ‫واالن‪ ،‬ينق ــل التقري ــر ع ــن أحم ــد قول ــه إن‬ ‫«الن ــاس يري ــدون أن تنه ــض املدين ــة‬ ‫مج ــددا‪ ،‬والكتاب ــة تمث ــل أبس ــط‬ ‫س ــاح يمتلك ــه الن ــاس النق ــاذ‬ ‫هويتن ــا وتاريخن ــا‪ ،‬واس ــتعادة‬ ‫االجتماع ــي»‪،‬‬ ‫التماس ــك‬ ‫مضيف ــا ان ــه «لدين ــا العدي ــد م ــن‬ ‫األش ــخاص الذي ــن يكافح ــون‬ ‫مــن أجــل اســتعادة حياتهــم وبنــاء‬ ‫خط ــوات جدي ــدة للمس ــتقبل»‪.‬‬ ‫لك ــن التقري ــر ن ــوه ال ــى ان االم ــر ال‬ ‫يقتص ــر عل ــى جي ــل الش ــباب فق ــط‬ ‫ف ــي اللج ــوء إل ــى األدب م ــن أج ــل مس ــاعدة‬ ‫املدين ــة عل ــى أحي ــاء ثقافته ــا‪ .‬وأش ــار ف ــي ه ــذا‬ ‫الســياق الــى الدكتــور وليــد الص ـراف (‪ 59‬ســنة)‪،‬‬ ‫وه ــو ج ـراح متقاع ــد‪ ،‬ونش ــر دواوي ــن ش ــعرية‬ ‫ورواي ــة‪ ،‬حي ــث يعتب ــر أن ل ــدى الش ــعراء واألدب ــاء‬ ‫دور ف ــي محارب ــة ظ ــام التط ــرف‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن الص ـراف قول ــه أثن ــاء وج ــوده‬ ‫ف ــي «مؤسس ــة بيتن ــا»‪ ،‬وهه ــي مرك ــز ثقاف ــي وفن ــي ف ــي‬ ‫املوص ــل‪ ،‬أن «الش ــعر مه ــم ف ــي املوص ــل‪ ،‬وإال فل ــن‬ ‫ي ــدرك الن ــاس م ــا ج ــرى‪ ،‬فالش ــعر يتخط ــى املبان ــي‬ ‫املدم ــرة‪ ،‬ويص ــل إل ــى أعم ــاق النف ــس البش ــرية‪.‬‬ ‫ال يمك ــن أن ي ــرى ذل ــك س ــوى القل ــب‪ ،‬وه ــذه ه ــي‬ ‫وظيف ــة الش ــاعر»‪.‬‬ ‫وبحس ــب الص ـراف فإن ــه «ل ــم يع ــد هن ــاك داع ــش‬

‫حالي ــا‪ ،‬لكنن ــا م ــا زلن ــا خائفي ــن م ــن أن يق ـرأوا م ــا‬ ‫كتبن ــاه ويقتلون ــا‪ .‬هن ــاك خالي ــا نائم ــة‪ .‬انه ــم اكث ــر‬ ‫خط ــورة الن ــك ال تع ــرف م ــن ه ــم أو مت ــى س ــيأتون»‪.‬‬ ‫كم ــا تن ــاول التقري ــر تجرب ــة محم ــد العط ــار (‪47‬‬ ‫س ــنة)‪ ،‬وه ــو باح ــث يدع ــو ال ــى تحدي ــث اإلس ــام‪،‬‬ ‫وال ــذي يعتب ــر أن الكتاب ــة ه ــي بمثاب ــة ش ــكل م ــن‬ ‫أش ــكال املقاوم ــة والش ــفاء‪.‬‬ ‫وفــي حيــن لفــت التقريــر إلــى أن العطــار بــدأ الكتابــة‬ ‫بع ــد اختطاف ــه وتعذيب ــه ف ــي أح ــد س ــجون داع ــش‬ ‫مل ــدة ‪ 105‬أي ــام‪ ،‬نق ــل عن ــه قول ــه «اعتق ــدت انه ــا‬ ‫آخ ــر ايام ــي عل ــى قي ــد الحي ــاة‪ .‬كان هن ــاك نح ــو ‪60‬‬ ‫س ــجينا‪ ،‬معظمه ــم قتل ــوا»‪.‬‬ ‫وتاب ــع العط ــار قائ ــا ان ــه خ ــال فت ــرة وج ــوده‬ ‫ف ــي قبض ــة داع ــش‪ ،‬كان ش ــاهدا عل ــى االب ــادة‬ ‫الجماعي ــة الت ــي تع ــرض له ــا االيزيدي ــون‪ ،‬موضح ــا‬ ‫«رأي ــت كي ــف احض ــروا النس ــاء االيزيدي ــات ال ــى‬ ‫الس ــجن الغتصابه ــن واعدامه ــن‪ .‬ودف ــع بع ــض‬ ‫مقاتلــي داعــش األمــوال للمســلحين للحصــول علــى‬ ‫نس ــاء ايزيدي ــات»‪ ،‬مضيف ــا أن ــه «أم ــر ل ــن أنس ــاه‬ ‫نهائي ــا‪ ،‬والكتاب ــة ه ــي عالج ــي»‪ .‬واض ــاف «ف ــي بع ــض‬ ‫األحيــان‪ ،‬تدخــل زوجتــي إلــى مكتبــي وترانــي وانــا ابكــي‬ ‫أثن ــاء كتابت ــي»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى أن العطــار منــذ تحريــر املوصــل‪،‬‬ ‫نش ــر ‪ 3‬كت ــب ف ــي بي ــروت‪ ،‬وسينش ــر قريب ــا روايت ــه‬ ‫الجديــدة «االعصــار االســود»‪ ،‬والتــي تتنــاول كفــاح‬ ‫الن ــاس تح ــت احت ــال داع ــش‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر ف ــإن العط ــار يأم ــل م ــن خ ــال‬ ‫كتابــة هــذه القصــص أال تنجــر األجيــال القادمــة فــي‬ ‫فــخ التطــرف‪ ،‬موضحــا «اريــد كتابــة قصــة املوصــل‪،‬‬ ‫حتــى يعــرف الجيــل املقبــل مــا جــرى‪ .‬لقــد فعلنــا كل‬ ‫مــا فــي وســعنا‪ ،‬وعلــى االقــل كتبنــا عــن ذلــك»‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬


‫‪36‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫عاصمة بغداد االدارية‪..‬‬ ‫متى ترى النور؟‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪37 2024‬‬

‫فيــلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في مستهل شهرتشرين الثاني ‪ ٢٠٢٤‬قال‬ ‫رئيس لجنة االستثماروالتنمية النيابية‬ ‫حسن قاسم الخفاجي‪ ،‬أن هناك توجها‬ ‫حكوميا لإلعالن عن عاصمة إدارية في‬ ‫بغداد‪.‬‬

‫وبحســب قولــه‪ ،‬ان «هــذه العاصمــة ســتضم جميــع‬ ‫ال ــوزارات والدوائ ــر»‪ ،‬مبين ــا ان «الس ــوداني س ــيعلن‬ ‫ع ــن ه ــذه العاصم ــة وس ــيضع له ــا حج ــر األس ــاس‬ ‫وس ــيجري تنفيذه ــا وتنج ــز ف ــي الس ــنوات املقبل ــة»‪.‬‬ ‫فيم ــا عل ــق عض ــو مجل ــس محافظ ــة بغ ــداد عب ــد‬ ‫نج ــم العام ــري‪ ،‬عل ــى مش ــروع العاصم ــة اإلداري ــة‪،‬‬ ‫بالق ــول انه ــا س ــتكون خ ــارج املدين ــة وتعم ــل عل ــى‬ ‫تقلي ــل الزحام ــات‪ ،‬مش ــيرا ال ــى ان مش ــروع العاصم ــة‬ ‫اإلداري ــة الجدي ــدة‪ ،‬فك ــرة مطروح ــة من ــذ م ــدة‬ ‫طويل ــة‪ ،‬لك ــن الحكوم ــات الس ــابقة ل ــم تنفذه ــا‪،‬‬ ‫عل ــى ح ــد قول ــه‪ ،‬ومنوه ــا ال ــى ان «الحكوم ــة الحالي ــة‬ ‫لديه ــا جدي ــة بتنفي ــذ ه ــذا املش ــروع امله ــم خ ــال‬ ‫املرحل ــة املقبل ــة‪ ،‬مل ــا ل ــه م ــن أهمي ــة»‪ ،‬مضيف ــا ان‬ ‫العاصمــة اإلداريــة ســتكون خــارج املدينــة الســكنية‬ ‫واملكتظــة بالســكان‪ ،‬أي ســتكون فــي مناطــق اط ـراف‬ ‫العاصم ــة‪ ،‬وس ــوف تض ــم اغل ــب مؤسس ــات الدول ــة‬ ‫م ــن ال ــوزارات وغيره ــا‪ ،‬وانه ــا س ــتقلل م ــن الزحام ــات‬ ‫ف ــي داخ ــل العاصم ــة‪ ،‬كذل ــك س ــوف تس ــهل عملي ــة‬ ‫مراجعــة أي مواطــن‪ ،‬كــون جميــع الدوائــر والــوزارات‬ ‫س ــتكون قريب ــة عل ــى بعضه ــا‪ ،‬عل ــى ح ــد وصف ــه‪.‬‬ ‫والعواص ــم اإلداري ــة الجدي ــدة الت ــي تنش ــأ ف ــي دول‬ ‫العال ــم وتطبق ــه دول كثي ــرة بمفهوم ــه الع ــام‪ ،‬ه ــو‬ ‫مشــروع ضخــم يتضمــن بنــاء مدينــة جديــدة بالكامــل‬ ‫لتك ــون مرك ـزا للحك ــم واإلدارة ب ــدال م ــن العواص ــم‬ ‫القديم ــة؛ وه ــذه العملي ــة تش ــمل نق ــل جمي ــع‬ ‫ال ــوزارات والهيئ ــات الحكومي ــة ومق ـرات الرئاس ــة‬ ‫والبرمل ــان إل ــى العاصم ــة الجدي ــدة‪ ،‬وإنش ــاء ط ــرق‬ ‫وجس ــور ومحط ــات طاق ــة ومي ــاه وص ــرف صح ــي‬ ‫وش ــبكات اتص ــاالت جدي ــدة‪ ،‬وبن ــاء أحي ــاء س ــكنية‬ ‫ومناط ــق تجاري ــة وترفيهي ــة لتس ــتوعب الس ــكان‬ ‫العاملي ــن ف ــي الحكوم ــة واملؤسس ــات األخ ــرى‪.‬‬ ‫وكذل ــك تش ــمل العواص ــم االداري ــة‪ ،‬بن ــاء م ــدارس‬ ‫ومستش ــفيات ومس ــاجد وكنائ ــس وحدائ ــق عام ــة‪.‬‬ ‫وف ــي الع ــادة تنش ــأ العواص ــم االداري ــة لع ــدة أس ــباب‬ ‫منه ــا تزاي ــد الس ــكان والتخفي ــف م ــن االزدح ــام‪ ،‬إذ‬ ‫ان العاصمــة القديمــة غالبــا مــا تعانــي مــن االزدحــام‬


‫‪38‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪39 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫العاصمة االدارية‪ ..‬متى ترى النور؟‬

‫الش ــديد‪ ،‬فالعاصم ــة الجدي ــدة‬ ‫تس ــاعد ف ــي تخفي ــف الضغ ــط عل ــى‬ ‫البني ــة التحتي ــة القائم ــة‪.‬‬ ‫والعاصم ــة الجدي ــدة تمث ــل فرص ــة‬ ‫لبن ــاء مدين ــة حديث ــة ذات تصمي ــم‬ ‫حض ــري متط ــور‪ ،‬ويمك ــن أن تس ــاعد‬ ‫العاصم ــة الجدي ــدة ف ــي توزي ــع الس ــكان‬ ‫عل ــى مس ــاحة جغرافي ــة أكب ــر‪ ،‬ويمك ــن‬ ‫أن تك ــون العاصم ــة الجدي ــدة رم ـزا‬ ‫لتجديــد الدولــة وبــدء مرحلــة عصريــة‪.‬‬ ‫وعنــد االنتقــال إلــى العاصمــة اإلداريــة‬ ‫الجدي ــدة‪ ،‬تب ــرز مس ــألة االس ــتفادة‬ ‫املثل ــى م ــن املبان ــي الحكومي ــة القديم ــة‬ ‫ف ــي العاصم ــة الس ــابقة‪ ،‬م ــن ذل ــك‬ ‫تحويلهــا إلــى مرافــق خدميــة‪ ،‬إذ يمكــن‬ ‫تحويــل بعــض املبانــي إلى مستشــفيات‪،‬‬ ‫م ــدارس‪ ،‬مراك ــز مجتمعي ــة‪ ،‬أو حت ــى‬ ‫مكتب ــات عام ــة لخدم ــة الس ــكان‬ ‫املحليي ــن‪.‬‬ ‫كم ــا يمك ــن اس ــتغاللها ف ــي األنش ــطة‬ ‫الثقافي ــة وتحوي ــل بع ــض املبان ــي إل ــى‬ ‫متاح ــف‪ ،‬قاع ــات ع ــرض‪ ،‬أو مراك ــز‬ ‫ثقافي ــة إلحي ــاء الت ـراث وتنش ــيط‬ ‫الحرك ــة الثقافي ــة‪.‬‬ ‫كم ــا يمك ــن تخصيصه ــا للمش ــاريع‬ ‫الصغي ــرة واملتوس ــطة بتأجي ــر أو بي ــع‬ ‫بع ــض املبان ــي بأس ــعار مخفض ــة‬ ‫للش ــركات الصغي ــرة واملتوس ــطة وحت ــى‬ ‫لألفـراد لتشــجيع ريــادة األعمــال وخلــق‬ ‫فــرص عمــل‪ ،‬كمــا يمكــن تحويــل بعــض‬ ‫املبانــي الفخمــة إلــى فنــادق أو مســاكن‬ ‫فاخــرة لجــذب الســياح واالســتثمارات‪.‬‬ ‫ويمك ــن تخصي ــص بع ــض املبان ــي‬ ‫للمؤسس ــات البحثي ــة أو الجامع ــات‬ ‫إلج ـراء دراس ــات وأبح ــاث علمي ــة كم ــا‬ ‫يمك ــن بي ــع أو تأجي ــر بع ــض املبان ــي‬ ‫التــي ال يمكــن إعــادة تأهيلهــا أو التــي ال‬ ‫تتواج ــد حاج ــة ماس ــة إليه ــا‪.‬‬ ‫وف ــي العم ــوم هن ــاك عوام ــل يج ــب‬ ‫مراعاته ــا عن ــد اتخ ــاذ الق ـرار بش ــأن‬ ‫بناي ــات مؤسس ــات الدول ــة القديم ــة‬

‫م ــن ذل ــك‪ ،‬الحال ــة الهندس ــية للمبن ــى‪،‬‬ ‫بتقوي ــم حال ــة املبن ــى وتحدي ــد م ــا إذا‬ ‫كان يمك ــن ترميم ــه وإع ــادة اس ــتغالله‬ ‫أم أن ــه بحاج ــة إل ــى ه ــدم وإع ــادة بن ــاء‪،‬‬ ‫كم ــا يتوج ــب مراع ــاة املوق ــع الجغراف ــي‬ ‫للمبنــى مــن ناحيــة قربــه مــن الخدمــات‬ ‫واملراف ــق األخ ــرى‪ ،‬ويج ــب مقارن ــة‬ ‫تكلفــة ترميــم املبنــى وإعــادة اســتعماله‬ ‫بتكلف ــة بن ــاء مبن ــى جدي ــد؛ ويج ــب‬ ‫مراع ــاة األث ــر البيئ ــي له ــدم املبان ــي‬ ‫القديم ــة وبن ــاء مب ــان جدي ــدة‪.‬‬ ‫ولالس ــتفادة م ــن املبان ــي القديم ــة‬ ‫فوائ ــد كبي ــرة منه ــا‪ ،‬الحف ــاظ عل ــى‬ ‫الت ـراث اذ تس ــهم ف ــي الحف ــاظ عل ــى‬ ‫الت ـراث املعم ــاري والهند�س ــي‪ ،‬وتقل ــل‬ ‫م ــن التكالي ــف املطلوب ــة لبن ــاء مراف ــق‬ ‫جدي ــدة‪ ،‬وان تنش ــيط االقتص ــاد‬ ‫املحل ــي يخل ــق ف ــرص عم ــل ويش ــجع‬ ‫االس ــتثمار‪.‬‬ ‫ويلف ــت املتخصص ــون ال ــى ان‬ ‫االس ــتفادة م ــن املبان ــي الحكومي ــة‬ ‫القديم ــة بع ــد االنتق ــال إل ــى العاصم ــة‬ ‫الجدي ــدة يتطل ــب تخطيط ــا دقيق ــا‬ ‫ودراس ــة متأني ــة ل ــكل مبن ــى عل ــى ح ــدة‪.‬‬ ‫يج ــب أن يك ــون اله ــدف ه ــو تحقي ــق‬ ‫االس ــتفادة القص ــوى م ــن ه ــذه املبان ــي‬ ‫بم ــا يخ ــدم مصال ــح الن ــاس ويع ــزز‬ ‫التنمي ــة املس ــتدامة‪.‬‬ ‫وبرغ ــم التوجيه ــات الحكومي ــة‬ ‫الس ــابقة‪ ،‬بنق ــل بع ــض املؤسس ــات‬ ‫إل ــى أط ـراف بغ ــداد ف ــإن هن ــاك تعث ـرا‬ ‫ف ــي تنفي ــذ ه ــذه التوجيه ــات بس ــبب‬ ‫ع ــدم تواف ــر البدي ــل املناس ــب وتق ــادم‬ ‫البن ــى التحتي ــة والخدمي ــة بأط ـراف‬ ‫العاصم ــة‪ ،‬وه ــو م ــا يدع ــو إل ــى إع ــداد‬ ‫مخططــات اســتراتيجية مــن أجــل خلــق‬ ‫مدين ــة عمراني ــة جدي ــدة تك ــون مدين ــة‬ ‫إداري ــة تخف ــف املركزي ــة الحكومي ــة‬ ‫ف ــي العم ـران القائ ــم حالي ــا‪ ،‬بحس ــب‬ ‫باحثي ــن‪.‬‬ ‫وينق ــل ع ــن أس ــتاذ االقتص ــاد الدول ــي‬

‫نــوار الســعدي قولــه‪ ،‬ان األهميــة االقتصاديــة‬ ‫ف ــي نق ــل الحكوم ــة مؤسس ــات بغ ــداد إل ــى‬ ‫خ ــارج الح ــدود اإلداري ــة تكم ــن ف ــي أن ــه يخل ــص‬ ‫بغ ــداد م ــن الفو�ض ــى الحاصل ــة فيه ــا حالي ــا‬ ‫نتيج ــة هج ــرة املاليي ــن إليه ــا بع ــد ع ــام ‪2003‬‬ ‫م ــن محافظ ــات متع ــددة‪ ،‬وب ــروز نح ــو ‪1000‬‬ ‫مجم ــع عش ــوائي ف ــي داخ ــل العاصم ــة يعي ــش‬ ‫فيه ــا أكث ــر م ــن ‪ 3‬ماليي ــن ش ــخص‪ ،‬عل ــى ح ــد‬ ‫قول ــه‪ ،‬وأوض ــح ان أهمي ــة ق ـرار كه ــذا تتمث ــل‬ ‫ف ــي تفكي ــك االختناق ــات املروري ــة الت ــي تؤث ــر ف ــي‬ ‫الحرك ــة التجاري ــة واالقتصادي ــة س ــلبا‪.‬‬ ‫ووف ــق الس ــعدي ف ــإن نق ــل املؤسس ــات‬ ‫يس ــهم أيض ــا ف ــي تحفي ــز التنمي ــة االقتصادي ــة‬ ‫ف ــي املناط ــق الجدي ــدة‪ ،‬مم ــا يؤث ــر ب ــدوره ف ــي‬

‫االس ــتثمار وخل ــق ف ــرص العم ــل‪ ،‬فض ــا ع ــن‬ ‫توفي ــر املس ــاحات الحضري ــة‪ ،‬اذ ي ــؤدي نق ــل‬ ‫املؤسســات إلــى إفســاح املجــال ملشــاريع ســكنية‬ ‫وتجاري ــة جدي ــدة ف ــي داخ ــل امل ــدن‪.‬‬ ‫ورأى الس ــعدي‪ ،‬ان اهمي ــة اقام ــة عاصم ــة‬ ‫اداري ــة جدي ــدة لبغ ــداد‪ ،‬ال تقتص ــر فق ــط‬ ‫عل ــى الجان ــب االقتص ــادي‪ ،‬ب ــل هن ــاك أيض ــا‬ ‫مزاي ــا اجتماعي ــة تتمث ــل ف ــي تحس ــين الحي ــاة‬ ‫اليومي ــة للس ــكان ع ــن طري ــق تخفي ــف‬ ‫االزدح ــام وتحس ــين البيئ ــة الحضري ــة‪ ،‬وأيض ــا‬ ‫توزي ــع الخدم ــات بص ــورة أفض ــل‪ ،‬إذ يس ــهم‬ ‫توزيــع املؤسســات فــي تحســين توزيــع الخدمــات‬ ‫الحكومي ــة بص ــورة أكث ــر عدال ــة‪ ،‬ناهي ــك ع ــن‬ ‫تحفي ــز التن ــوع الثقاف ــي للمجتم ــع‪.‬‬

‫وبشــأن تعثــر املشــروع يــرى الســعدي‪ ،‬أن األزمــة‬ ‫املالي ــة ليس ــت العائ ــق الوحي ــد أم ــام تنفي ــذ‬ ‫املش ــروع‪ ،‬ب ــل أيض ــا أن ع ــدم تواج ــد إرادة‬ ‫سياســية قويــة إلنجــازه هــو ســبب ودافــع رئيــس‬ ‫يعطــل تحويــل املخطــط إلــى واقــع علــى األرض‪،‬‬ ‫لك ــون املش ــروع اس ــتراتيجيا يحم ــل كثي ـرا م ــن‬ ‫اإليجابي ــات ويخل ــو م ــن نق ــاط الضع ــف‪،‬‬ ‫فتنبث ــق ارادت سياس ــية متعارض ــة ت ــؤدي ال ــى‬ ‫عرقلت ــه وتعطيل ــه‪ ،‬بحس ــب قول ــه‪.‬‬ ‫وفــي اســتطالع آلراء بعــض ســكان بغــداد بشــأن‬ ‫انش ــاء عاصم ــة اداري ــة جدي ــدة‪ ،‬اجمع ــت‬ ‫االغلبي ــة عل ــى ان ــه مش ــروع كبي ــر وض ــروري‬ ‫ويخف ــف كثي ـرا م ــن معاناته ــم ل ــدى مراجع ــة‬ ‫الدوائــر الحاليــة‪ ،‬و مــن الزخــم املــروري؛ ودعــا‬

‫«قيــس» وهــو طالــب فــي كليــة التربيــة الــى تحويــل‬ ‫التعام ــات ف ــي املدين ــة الجدي ــدة ال ــى االس ــاليب‬ ‫االلكتروني ــة وربطه ــا بالش ــبكات الرقمي ــة‬ ‫بحســب تعبيــره؛ وال يخلــو االمــر مــن التشــكيك‬ ‫اذ يق ــول «حس ــام» عام ــل عل ــى الحاس ــب ف ــي‬ ‫اح ــد «م ــوالت» بغ ــداد‪ :‬لق ــد س ــمعنا بمش ــاريع‬ ‫كثي ــرة ولكنه ــا س ــرعان م ــا تختف ــي بس ــبب‬ ‫الســرقات او الفســاد علــى حــد قولــه‪ ،‬متطرقــا‬ ‫بالحديــث‪ ،‬الــى مشــروعي متــرو بغــداد والقطــار‬ ‫املعل ــق‪ ،‬الت ــي يش ــكك بالنج ــاح ف ــي انجازههم ــا‬ ‫بس ــبب م ــا ي ــرى ان ــه تكال ــب «السياس ــيين‬ ‫الفاس ــدين» عل ــى االم ــوال املخصص ــة لهم ــا‪،‬‬ ‫ولغيره ــا م ــن املش ــاريع‪ ،‬حت ــى قب ــل الش ــروع ف ــي‬ ‫التنفي ــذ‪ ،‬بحس ــب تعبي ــره‪.‬‬


‫‪40‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪41 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫مهد الحضارة انموذجاً‪ ..‬دراسة‬ ‫تتخذ من العراق منطلقاً لحماية‬ ‫اآلثار التاريخية ولو بالجيوش‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫سلط معهد «تريندزللبحوث واالستشارات» الذي يتخذ من أبوظبي مقرا له‪،‬‬ ‫الضوء على تحديات الحفاظ على التراث الثقافي في العراق‪ ،‬مستعرضا الجهود‬ ‫املبذولة داخليا وخارجيا‪ ،‬واملقترحات الالزمة لحماية هذا ارث العراق وسط حروبه‪،‬‬ ‫موزا للهوية والتاريخ واالستمرارية‬ ‫باعتباره اكثرمن مجرد بقايا من املا�ضي‪ ،‬و إنما ر ً‬ ‫الحضارية‪ ،‬بما في ذلك اللجوء الى نشرقوات حماية عسكرية‪.‬‬ ‫وبداي ــة‪ ،‬ق ــال املعه ــد ف ــي دراس ــته‬ ‫الص ــادرة باالنجليزي ــة‪ ،‬وترجمته ــا‬ ‫مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن الحض ــارات‬ ‫القديم ــة ازده ــرت ف ــي العال ــم‬ ‫العرب ــي وترك ــت خلفه ــا ث ــروة م ــن‬ ‫الكن ــوز الثقافي ــة‪ ،‬لك ــن وي ــات‬ ‫الح ــروب عرض ــت ه ــذا الت ـراث‬ ‫الغن ــي للخط ــر‪ ،‬مضيف ــا أن تدمي ــر‬ ‫مواق ــع الت ـراث الثقاف ــي ف ــي ال ــدول‬ ‫الت ــي مزقته ــا الح ــرب مث ــل الع ـراق‪،‬‬ ‫ال يش ــكل خس ــارة له ــذه ال ــدول‬ ‫فحس ــب‪ ،‬ب ــل أيض ــا لإلنس ــانية‬ ‫بأ جمعه ــا ‪.‬‬ ‫وبعدم ــا ذك ــرت الدراس ــة ب ــأن ه ــذه‬ ‫املواقــع «هــي أكثــر مــن مجــرد بقايــا مــن‬ ‫املا�ضــي‪ ،‬وإنمــا رمــوز الهويــة والتاريــخ‬ ‫واالســتمرارية الثقافيــة»‪ ،‬اشــارت الــى‬ ‫ان العدي ــد م ــن االتفاقي ــات الدولي ــة‬ ‫تس ــعى ال ــى ب ــذل جه ــد لوض ــع تعري ــف‬ ‫موضــع التنفيــذ واتخــاذ إجـراءات ملنــع‬ ‫تع ــرض املواق ــع الثقافي ــة للخط ــر‪،‬‬ ‫خصوص ــا بعدم ــا ج ــرى ف ــي الح ــرب‬ ‫العاملي ــة الثاني ــة م ــن خس ــائر‬ ‫للقطــع الفنيــة‪ ،‬مشــيرا الــى ان اهــم‬ ‫اتفاقيتي ــن هم ــا «اتفاقي ــة حماي ــة‬ ‫امللكي ــة الثقافي ــة ف ــي حال ــة‬

‫الن ـزاع املس ــلح»‬ ‫( ال ه ــا ي ‪،‬‬ ‫ف ــي‬ ‫هولن ــدا‬ ‫‪)1954‬‬ ‫الع ــام‬ ‫و » ا ال تفا قي ــة‬ ‫املتعلق ــة بحماي ــة‬ ‫الثقاف ــي‬ ‫الت ـراث‬ ‫والطبيع ــي العالم ــي‬ ‫(باري ــس ف ــي الع ــام‬ ‫‪. )1 9 7 2‬‬ ‫وتق ــول الدراس ــة‬ ‫ان اتفاقي ــة اله ــاي‬ ‫تدع ــو العس ــكريين ال ــى‬ ‫العم ــل جنب ــا ال ــى جن ــب م ــع‬ ‫الجه ــات املدني ــة لضم ــان‬ ‫ســامة املواقــع فــي أوقــات الســلم‬ ‫وأثن ــاء الح ــرب وب ــذل الجه ــد‬ ‫الحت ـرام املواق ــع واالمتن ــاع ع ــن‬ ‫عس ــكرتها‪ ،‬باالضاف ــة ال ــى حماي ــة‬ ‫اآلثــار ونقلهــا الــى مناطــق بعيــدة عــن‬ ‫املواق ــع العس ــكرية أو الصناعي ــة‬ ‫لضم ــان س ــامتها‪ .‬كم ــا ت ــم توس ــيع‬ ‫االتفاقي ــة بع ــد ح ــروب الثمانين ــات‬ ‫والتس ــعينات وص ــارت تتضم ــن بن ــودا‬ ‫تش ــير بوض ــوح ال ــى العقوب ــات املفروض ــة‬ ‫ف ــي حال ــة االنته ــاكات‪ ،‬س ــواء عل ــى املس ــتوى‬

‫الف ــردي أو الوطن ــي‪.‬‬ ‫العراق كنموذج دراسة‬ ‫وذك ــرت الدراس ــة أن الح ــرب واإلره ــاب‬ ‫والدمــار‪ ،‬وهــي العوامــل التــي أدت إلــى تلــك هــذه‬ ‫االتفاقيــات بالدرجــة االولــى‪ ،‬كان لهــا أثرهــا علــى‬ ‫العال ــم العرب ــي‪ ،‬مضيف ــا أن املأس ــاة تتمث ــل ف ــي‬ ‫أن الح ــرب واإلره ــاب اجتاح ــت مؤخ ـرا ال ــدول‬ ‫الت ــي كان ــت مزده ــرة عب ــر التاري ــخ‪ ،‬مش ــيرة ف ــي‬ ‫ه ــذا الس ــياق ال ــى الع ـراق ال ــذي كان اح ــد أه ــم‬ ‫البل ــدان م ــن حي ــث التاري ــخ والثقاف ــة‪ ،‬وص ــار‬ ‫يكاف ــح م ــن أج ــل الخ ــروج م ــن دوام ــة الص ـراع‬ ‫واالضطرا ب ــات‪.‬‬ ‫وبحســب الدراســة‪ ،‬فــإن غالبيــة مواقــع الت ـراث‬ ‫الثقاف ــي ف ــي الع ـراق ام ــا انه ــا معرض ــة للخط ــر او‬ ‫مدم ــرة جزئي ــا‪.‬‬ ‫ووصف ــت الدراس ــة الع ـراق بأن ــه «مه ــد‬ ‫الحض ــارة‪ ،‬وموق ــع الكتاب ــة األول ــى ف ــي تاري ــخ‬ ‫البشــرية‪ ،‬وعاصمــة الدولــة العباســية»‪ ،‬معربــة‬ ‫ع ــن االس ــف الن ه ــذه االم ــة مزقته ــا الح ــرب‬ ‫وش ــهدت حربي ــن حديثتي ــن وظه ــور جماع ــة‬ ‫متطرفــة‪ ،‬مشــيرة الــى ان تاريــخ العـراق يعــود الــى‬ ‫االف الس ــنين م ــن خ ــال ب ــاد م ــا بي ــن النهري ــن‬ ‫القديم ــة ومدنه ــا العظيم ــة واملتط ــورة‪.‬‬ ‫ولفتــت إلــى أن هــذا التـراث الثقافــي القديــم تأثــر‬ ‫بش ــكل كبي ــر بالعوام ــل املعاص ــرة‪ ،‬مث ــل ح ــرب‬ ‫الع ــام ‪ 2003‬وأفع ــال تنظي ــم داع ــش‪ .‬وف ــي ه ــذا‬ ‫الس ــياق‪ ،‬لف ــت التقري ــر ال ــى وج ــود ‪ 5‬مواق ــع‬ ‫للت ـراث الثقاف ــي تابع ــة ملنظم ــة اليونس ــكو‪،‬‬ ‫وثالث ــة منه ــا حالته ــا خطي ــرة‪،‬‬ ‫وعددت الدراسة هذه املواقع كالتالي‪:‬‬ ‫الحض ــر ف ــي نين ــوى‪ ،‬والت ــي ازده ــرت كمرك ــز‬‫دين ــي وتج ــاري بارث ــي ف ــي القرني ــن األول والثان ــي‬ ‫امليالديي ــن‪ .‬واش ــار التقري ــر ال ــى انه ــا تعرض ــت‬ ‫للدمــار علــى يــد مســلحي داعــش فــي العــام ‪2015‬‬ ‫حي ــث قام ــوا بتدمي ــر التماثي ــل والزخ ــارف‪ ،‬اال‬ ‫ان املوق ــع ظ ــل س ــليما بدرج ــة كبي ــرة وأض ـرار‬ ‫مح ــدودة بالج ــدار الخارج ــي‪.‬‬ ‫مدينــة آشــور التــي كانــت فــي املا�ضــي العاصمــة‬‫االولــى لالمبراطوريــة االشــورية ومركزهــا الدينــي‪،‬‬ ‫هــي تحتــل موقعــا مهمــا تاريخيــا وثقافيــا‪ ،‬وكانــت‬ ‫بمثاب ــة حلق ــة وص ــل بي ــن املجتمع ــات البدوي ــة‬


‫‪42‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪43 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫العراق منطلقاً لحماية اآلثار التاريخية ولو بالجيوش ‪..‬‬

‫واملس ــتقرة‪ .‬ولفت ــت الدراس ــة ال ــى ان ان آش ــور‬ ‫تواج ــه تهدي ــدات مس ــتمرة م ــن الص ـراع‬ ‫والتحديــات البيئيــة‪ ،‬موضحــا أن داعــش الحــق‬ ‫اض ـرارا جس ــيمة ببواب ــة الطبي ــرة ف ــي آش ــور‬ ‫ودم ــر ‪ 70%‬منه ــا‪ ،‬بينم ــا تس ــبب الت ــآكل النات ــج‬ ‫ع ــن املي ــاه ال ــى اضع ــاف هيكله ــا‪ .‬وتاب ــع قائ ــا‬ ‫ان مش ــروع س ــد مكح ــول‪ ،‬ال ــذي أعي ــد إحي ــاؤه‬ ‫بس ــبب الجف ــاف املس ــتمر‪ ،‬يش ــكل تهدي ــدا‬ ‫بإغ ـراق املدينــة القديمــة وتشــريد مــا يصــل الــى‬ ‫‪ 250‬ال ــف ش ــخص‪.‬‬ ‫مدين ــة س ــامراء القديم ــة تمث ــل ش ــهادة رائع ــة‬‫عل ــى الخالف ــة العباس ــية‪ ،‬وه ــي تتمت ــع بالف ـرادة‬ ‫بي ــن العواص ــم االس ــامية‪ ،‬وتحاف ــظ عل ــى‬ ‫تخطيطه ــا الحض ــري االصل ــي‪ ،‬والهندس ــة‬ ‫املعماري ــة‪ ،‬والعناص ــر الفني ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك‬ ‫الفسيفس ــاء واملنحوت ــات املعق ــدة‪ .‬واض ــاف‬ ‫ان س ــامراء تش ــكل أفض ــل مث ــال محف ــوظ‬ ‫ملدين ــة كبي ــرة م ــن تل ــك الحقب ــة‪ ،‬موضح ــا‬ ‫أنه ــا باعتباره ــا العاصم ــة الثاني ــة للخالف ــة‬ ‫العباســية بعــد بغــداد‪ ،‬فانهــا بمثابــة التجســيد‬ ‫امل ــادي الوحي ــد الباق ــي لالمبراطوري ــة ف ــي اوجه ــا‪،‬‬ ‫وتض ــم اثني ــن م ــن اكب ــر املس ــاجد ذات امل ــآذن‬ ‫املمي ــزة والقص ــور األكث ــر توس ــعا ف ــي العال ــم‬ ‫اإلس ــامي‪.‬‬ ‫وأعرب ــت الدراس ــة ع ــن االس ــف ألن املدين ــة‬ ‫أصبح ــت معرض ــة للخط ــر بس ــبب الص ـراع‬ ‫املســتمر وســوء االســتخدام الحكومــي‪ ،‬بمــا فــي‬ ‫ذل ــك بن ــاء ثكن ــة للش ــرطة بالق ــرب م ــن الجام ــع‬ ‫الكبي ــر ف ــي س ــامراء وال ــذي أث ــار قلق ــا كبي ـرا‪.‬‬ ‫وبينم ــا قال ــت الدراس ــة ان الع ـراق عان ــى م ــن‬ ‫حربي ــن حديثتي ــن وس ــيطرة داع ــش عل ــى بع ــض‬ ‫املواق ــع‪ ،‬اال انه ــا اش ــارت ال ــى ان ــه يتعاف ــى بب ــطء‬ ‫بالتعام ــل م ــع األض ـرار والع ــودة إل ــى مج ــده‬ ‫الســابق‪ ،‬مضيفــة أن مواقــع الت ـراث الثقافــي فــي‬ ‫البل ــد تظه ــر مؤش ـرات انتع ــاش بط ــيء‪.‬‬ ‫وذك ــرت الدراس ــة ان الحكوم ــة العراقي ــة‬ ‫الحالي ــة اطلق ــت ع ــدة مب ــادرات‪ ،‬وه ــي تب ــذل‬ ‫جه ــودا م ــن اج ــل الحف ــاظ عل ــى مواق ــع الت ـراث‬ ‫الثقاف ــي‪ ،‬م ــن أبرزه ــا م ــا يب ــذل م ــن جه ــود‬ ‫ه ــو إلحي ــاء الس ــياحة لك ــي يتس ــنى للن ــاس‬ ‫أن يستكش ــفوا املواق ــع وإقام ــة املهرجان ــات‬ ‫ف ــي بع ــض املواق ــع‪ ،‬م ــع توفي ــر مص ــدر دخ ــل‬ ‫مس ــتدام أيض ــا إلص ــاح املواق ــع الغني ــة‬

‫سامراء القديمة تمثل‬ ‫شهادة رائعة على‬ ‫الخالفة العباسية‪ ،‬وهي‬ ‫تتمتع بالفرادة بين‬ ‫العواصم االسالمية‪،‬‬ ‫وتحافظ على تخطيطها‬ ‫الحضري االصلي‪،‬‬ ‫والهندسة المعمارية‪،‬‬ ‫والعناصر الفنية‪ ،‬بما‬ ‫في ذلك الفسيفساء‬ ‫والمنحوتات المعقدة‬

‫نشر قوة سالم‬ ‫مسؤولة عن حماية‬ ‫المواقع الثقافية دون‬ ‫أي تحيز سياسي‬

‫والحفــاظ عليهــا‪ .‬واضافــت الدراســة ان العمــل‬ ‫مــع اليونســكو ضمــن اتفاقيــة الهــاي وااللت ـزام‬ ‫بقواعده ــا م ــن ش ــأنه تعزي ــز ف ــرص الحف ــاظ‬ ‫عل ــى ه ــذه املواق ــع‪.‬‬ ‫لك ــن الدراس ــة وصف ــت اليونس ــكو بأنه ــا «أكب ــر‬ ‫الع ــب ف ــي الحف ــاظ عل ــى مواق ــع الت ـراث الثقاف ــي‬ ‫ف ــي الع ـراق»‪.‬‬ ‫كم ــا أش ــارت إل ــى العبي ــن آخري ــن م ــن بينه ــم‬ ‫«الجمعي ــة األمريكي ــة لألبح ــاث الخارجي ــة‬ ‫(‪ »)ASOR‬الت ــي وصفته ــا بأنه ــا منظم ــة غي ــر‬ ‫ربحي ــة تحص ــل عل ــى االم ــوال م ــن مؤسس ــات‬ ‫مختلف ــة والجه ــات املانح ــة لتوثي ــق وحماي ــة‬ ‫والحف ــاظ عل ــى مواق ــع الت ـراث الثقاف ــي عل ــى‬ ‫وجــه التحديــد فــي البلــدان التــي مزقتهــا الحــرب‪،‬‬

‫مضيف ــة أن ــه لديه ــا اآلن ‪ 138‬مش ــروعا‪15 ،‬‬ ‫منه ــا ف ــي الع ـراق‪ .‬كم ــا لفت ــت الدراس ــة ال ــى‬ ‫دور «املرك ــز الدول ــي لدراس ــة حماي ــة وترمي ــم‬ ‫املمتل ــكات الثقافي ــة (‪ .»)ICCROM‬ولفت ــت‬ ‫ايض ــا ال ــى «برنام ــج أث ــر» ال ــذي تش ــارك في ــه‬ ‫ام ــارة الش ــارقة االماراتي ــة واملنظم ــة العربي ــة‬ ‫للتربي ــة والثقاف ــة والعل ــوم (‪ )ALECSO‬ووزارة‬ ‫الخارجي ــة االيطالي ــة‪.‬‬ ‫وبن ــاء عل ــى «الحال ــة الفري ــدة» الت ــي يمثله ــا‬ ‫الع ـراق للدراســة‪ ،‬فقــد طــرح املعهــد اقتراحــات‬ ‫م ــن أج ــل التعام ــل م ــع التحدي ــات لحماي ــة‬ ‫مواق ــع الت ـراث الثقاف ــي عموم ــا‪ ،‬ه ــي كالتال ــي‪:‬‬ ‫اوال‪ :‬نش ــر ق ــوة س ــام مس ــؤولة ع ــن حماي ــة‬ ‫املواق ــع الثقافي ــة دون أي تحي ــز سيا�س ــي‪،‬‬

‫وذل ــك به ــدف حماي ــة املواق ــع واتاح ــة الفرص ــة‬ ‫للمتخصصيــن لترميــم املوقــع مــع تحفيــز الــدول‬ ‫ايض ــا عل ــى املس ــاعدة والتع ــاون ف ــي اس ــتعادة‬ ‫املواق ــع بش ــكل مس ــتدام‪ .‬وتاب ــع ان ه ــذا‬ ‫االقتـراح يتيــح ايضــا لجيــوش الدولــة باملشــاركة‬ ‫فــي قضيــة نبيلــة‪ ،‬ممــا يزيــد مــن القــوة الناعمــة‬ ‫لالم ــة وتب ــادل الخب ـرات ف ــي حماي ــة املواق ــع‬ ‫الثقافي ــة بش ــكل ع ــام‪.‬‬ ‫ثاني ــا‪ :‬التع ــاون بي ــن املنظم ــات غي ــر الحكومي ــة‬ ‫والهيئ ــات الحكومي ــة الت ــي تش ــترك ف ــي ه ــدف‬ ‫واح ــد لتس ــهيل إنجازه ــا ووض ــع خط ــة أكث ــر‬ ‫فعالي ــة‪.‬‬ ‫ثالث ــا‪ :‬خل ــق حاف ــز مس ــتدام الس ــتعادة‬ ‫املواق ــع وحمايته ــا م ــن خ ــال الخط ــط واإلدارة‬

‫الس ــياحية الت ــي تش ــرك املجتم ــع ف ــي تثقيفه ــم‬ ‫ح ــول اهمي ــة املوق ــع وتمن ــح املواطني ــن فرص ــة‬ ‫الدارت ــه‪ ،‬مم ــا يع ــزز فيه ــم الش ــعور بامللكي ــة‬ ‫واملس ــؤولية‪.‬‬ ‫رابعــا‪ :‬علــى الحكومــات ان وضــع تدابيــر حمايــة‬ ‫قانوني ــة صارم ــة لتعزي ــز حماي ــة املوق ــع م ــن‬ ‫خــال املراقبــة الروتينيــة وعقوبــات كبيــرة علــى‬ ‫االنته ــاكات‪.‬‬ ‫خاتمة‬ ‫وختم ــت الدراس ــة بالق ــول إن الحف ــاظ عل ــى‬ ‫مواق ــع الت ـراث الثقاف ــي ف ــي ال ــدول العربي ــة الت ــي‬ ‫مزقته ــا الح ــروب مث ــل الع ـراق يمث ــل تحدي ــا‬ ‫هائ ــا»‪ ،‬مضيف ــة أن الجه ــود املبذول ــة لحماي ــة‬ ‫هــذه املواقــع مــن خــال االتفاقيــات واملبــادرات‬

‫الدولي ــة املختلف ــة‪ ،‬تظه ــر م ــدى تعقي ــد املهم ــة‬ ‫والحاحه ــا»‪.‬‬ ‫وبرغ ــم اش ــارة الدراس ــة ال ــى ان «اتفاقي ــات‬ ‫اله ــاي وباري ــس توف ــر اط ــارا للحماي ــة‪ ،‬اال ان‬ ‫تنفيذه ــا حاف ــل بالصعوب ــات‪ ،‬خصوص ــا ف ــي‬ ‫املناط ــق الت ــي ينتش ــر فيه ــا الص ـراع وع ــدم‬ ‫االس ــتقرار»‪.‬‬ ‫وتابع ــت الدراس ــة ف ــي خالصته ــا أن «حماي ــة‬ ‫الت ـراث الثقاف ــي تتطل ــب أكث ــر م ــن مج ــرد‬ ‫اتفاقيــات دوليــة وجهــود تنظيميــة»‪ ،‬موضحــة‬ ‫ـامال وتعاوني ـ ًـا» بم ــا ف ــي‬ ‫أنه ــا تس ــتدعي «نهج ـ ًـا ش ـ ً‬ ‫ذل ــك نش ــر ق ــوات محاي ــدة لحماي ــة املواق ــع‪،‬‬ ‫وبنــود قانونيــة أكثــر قــوة علــى املســتوى الوطنــي‪.‬‬ ‫واختتم ــت الدراس ــة بالق ــول إن «نج ــاح ه ــذه‬ ‫الجهــود يعتمــد علــى االرادة الجماعيــة والعمــل‬ ‫الجماع ــي للمجتمع ــات العاملي ــة واملحلي ــة‪،‬‬ ‫م ــن خ ــال اتحاده ــم عل ــى فك ــرة اإلق ـرار ب ــأن‬ ‫خس ــارة اي موق ــع م ــن مواق ــع الت ـراث الثقاف ــي‪،‬‬ ‫يؤث ــر علين ــا جميع ــا»‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬


‫‪44‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪45 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫كرة القدم النسائية العراقية‬ ‫مساع خجولة وطموحات واعدة‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬

‫تواجه كرة القدم النسوية في‬ ‫العراق عديد التحديات التي تؤثر‬ ‫على تطورها وتقدمها‪ ،‬من ذلك‬ ‫العادات والتقاليد‪ ،‬اذ ما تزال‬ ‫هناك نظرة مجتمعية سلبية‬ ‫تجاه مشاركة املرأة في الرياضات‬ ‫الجماعية بشكل عام‪ ،‬وبخاصة كرة‬ ‫القدم‪ .‬وتعد هذه الرياضة في نظر‬ ‫البعض غيرمناسبة للمرأة‪ ،‬مما‬ ‫يؤثرعلى الدعم االجتماعي واألسري‬ ‫لالعبات‪.‬‬ ‫وال تحظ ــى ك ــرة الق ــدم النس ــوية بالدع ــم‬ ‫الكاف ــي م ــن قب ــل الحكوم ــة واالتح ــادات‬ ‫الرياضي ــة‪ ،‬س ــواء م ــن حي ــث التموي ــل أو‬ ‫توفي ــر البني ــة التحتي ــة املطلوب ــة للتدري ــب‬ ‫واملنافس ــات‪ ،‬وتعان ــي املالع ــب واملراف ــق‬ ‫الرياضي ــة عموم ــا ف ــي الع ـراق م ــن نق ــص‬ ‫كبي ــر‪ ،‬مم ــا يجع ــل م ــن الصع ــب عل ــى‬ ‫الالعب ــات إيج ــاد أماك ــن مناس ــبة للتدري ــب‬ ‫واملنافس ــة‪.‬‬ ‫وتتعــرض الالعبــات الــى التمييــز فــي كثيــر مــن‬ ‫األم ــور‪ ،‬مث ــل تخصي ــص امليزاني ــات‪ ،‬وتوفي ــر‬ ‫املدربي ــن املؤهلي ــن‪ ،‬وف ــرص املش ــاركة ف ــي‬ ‫البط ــوالت الدولي ــة؛ وال زال هن ــاك نق ــص‬ ‫فــي الوعــي بأهميــة الرياضــة النســوية ودورهــا‬ ‫ف ــي تمكي ــن امل ـرأة وتعزي ــز صحته ــا النفس ــية‬ ‫والجس ــدية‪.‬‬ ‫وتواج ــه األندي ــة واالتح ــادات الرياضي ــة‬ ‫صعوب ــات مالي ــة كبي ــرة‪ ،‬مم ــا يؤث ــر عل ــى‬ ‫قدرتهــا علــى دعــم فــرق كــرة القــدم النســوية‪.‬‬ ‫ادى هــذا التخلــف الــى قلــة عــدد الالعبــات‪،‬‬ ‫اذ تؤدي قلة الدعم واالهتمام إلى انخفاض‬ ‫ع ــدد الالعب ــات املمارس ــات لك ــرة الق ــدم‪،‬‬

‫ونتيج ــة لقل ــة التدري ــب واملنافس ــات‪ ،‬يك ــون‬ ‫مس ــتوى الالعب ــات العراقي ــات أق ــل م ــن‬ ‫مس ــتوى نظيراته ــن ف ــي ال ــدول األخ ــرى‪ ،‬كم ــا‬ ‫يؤث ــر ضع ــف املس ــتوى الفن ــي عل ــى ق ــدرة‬ ‫العـراق علــى تكويــن منتخبــات وطنيــة قــادرة‬ ‫عل ــى املنافس ــة عل ــى املس ــتوى الدول ــي‪.‬‬ ‫ولتطوي ــر ك ــرة الق ــدم النس ــوية ف ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫يتوج ــب تغيي ــر النظ ــرة املجتمعي ــة الس ــلبية‬ ‫تجــاه مشــاركة املـرأة فــي الرياضــة‪ ،‬عــن طريــق‬ ‫التوعيــة بأهميــة الرياضــة النســوية ودورهــا‬ ‫فــي تمكيــن امل ـرأة‪.‬‬ ‫ويج ــب عل ــى الحكوم ــة واالتح ــادات‬ ‫الرياضي ــة زي ــادة دعمه ــا امل ــادي واملعن ــوي‬ ‫لك ــرة الق ــدم النس ــوية‪ ،‬وتوفي ــر‬ ‫امليزاني ــات املطلوب ــة لتطوي ــر‬ ‫اللعب ــة‪ ،‬كم ــا يج ــب العم ــل‬ ‫عل ــى توفي ــر املالع ــب‬ ‫واملراف ــق الرياضي ــة‬ ‫املناســبة للتدريــب‬ ‫واملنافس ــات‪.‬‬ ‫ان‬ ‫كم ــا‬ ‫ا لقض ــا ء‬ ‫عل ــى التميي ــز‬ ‫بي ــن الجنس ــين‬ ‫ف ــي مج ــال الرياض ــة‬ ‫عامــل حاســم‪ ،‬ومــن ذلــك توفيــر‬ ‫فــرص متســاوية لجميــع الالعبيــن‬ ‫والالعب ــات‪ ،‬وتطوي ــر البرام ــج‬ ‫التدريبي ــة لالعب ــات واملدربي ــن‪،‬‬ ‫وتوفي ــر امل ــاكات املؤهل ــة‪.‬‬ ‫وم ــن الض ــروري زي ــادة الوع ــي‬ ‫بأهمي ــة الرياض ــة النس ــوية‬ ‫ودوره ــا ف ــي تمكي ــن امل ـرأة وتعزي ــز‬ ‫صحته ــا النفس ــية والجس ــدية‪،‬‬ ‫بتنظي ــم الن ــدوات واملؤتم ـرات‬ ‫والفعالي ــات الرياضي ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب املختصي ــن بش ــؤون‬

‫الرياض ــة ش ــهدت ك ــرة الق ــدم النس ــوية‬ ‫ف ــي الع ـراق تط ــورا ملحوظ ــا ف ــي الس ــنوات‬ ‫األخي ــرة‪ ،‬وذل ــك بفض ــل جه ــود متع ــددة‬ ‫م ــن قب ــل االتح ــاد العراق ــي لك ــرة الق ــدم‬ ‫واملنظم ــات الرياضي ــة األخ ــرى‪ ،‬فج ــرى‬ ‫بط ــوالت لك ــرة‬ ‫تنظي ــم‬ ‫الص ــاالت‬ ‫ش ــاركت‬ ‫فيه ــا‬

‫‪ 140‬العب ــة م ــن عش ــرة ف ــرق‪ ،‬مم ــا يش ــجع‬ ‫عل ــى زي ــادة املش ــاركة النس ــائية ف ــي اللعب ــة‪.‬‬ ‫وتعاق ــد االتح ــاد العراق ــي م ــع مدربي ــن أمل ــان‬ ‫وفرنس ــيين لتطوي ــر املنتخ ــب النس ــوي‬ ‫وتوفيــر الخب ـرات املطلوبــة‪ ،‬ويســعى االتحــاد‬ ‫لتكوي ــن قاع ــدة بيان ــات ش ــاملة لالعب ــات‬ ‫املوهوب ــات لتس ــهيل عملي ــة اختياره ــن‬ ‫وتطويره ــن‪ ،‬ويج ــري العم ــل عل ــى توفي ــر‬ ‫الدع ــم املال ــي واإلداري والفن ــي للمنتخب ــات‬ ‫النس ــوية واألندي ــة النس ــائية‪.‬‬ ‫وعم ــل االتح ــاد العراق ــي‬ ‫عل ــى تعزي ــز التع ــاون‬ ‫م ــع االتح ــاد الدول ــي‬ ‫الق ــدم‬ ‫لك ــرة‬ ‫(فيف ــا) واالتح ــاد‬ ‫اآلس ــيوي لك ــرة‬ ‫ا لق ــد م‬

‫لالس ــتفادة م ــن برامجه ــم التطويري ــة‪.‬‬ ‫و تب ــذل جه ــود لتغيي ــر النظ ــرة املجتمعي ــة‬ ‫لك ــرة الق ــدم النس ــوية وتش ــجيع الفتي ــات‬ ‫عل ــى ممارس ــة اللعب ــة‪ ،‬كم ــا يج ــري العم ــل‬ ‫عل ــى تحس ــين املالع ــب واملراف ــق الرياضي ــة‬ ‫لتلبي ــة احتياج ــات ك ــرة الق ــدم النس ــوية‪ ،‬و‬ ‫تســاعد هذه الجهود على اكتشــاف املواهب‬ ‫النســائية فــي كــرة القــدم وتطويرهــا؛ ويســهم‬ ‫تطويــر كــرة القــدم النســوية فــي رفــع مســتوى‬ ‫املنتخ ــب الوطن ــي واملش ــاركة ف ــي البط ــوالت‬ ‫الدولي ــة‪ ،‬و تش ــجع ممارس ــة ك ــرة الق ــدم‬ ‫النس ــوية عل ــى تمكي ــن امل ـرأة وتعزي ــز دوره ــا‬ ‫ف ــي املجتم ــع‪ ،‬كم ــا يس ــهم نج ــاح ك ــرة الق ــدم‬ ‫النس ــوية ف ــي تعزي ــز مكان ــة الع ـراق رياضي ــا‬ ‫عل ــى املس ــتوى اإلقليم ــي والدول ــي‪ ،‬وم ــا ت ـزال‬ ‫هن ــاك حاج ــة إل ــى تطوي ــر البني ــة التحتي ــة‬ ‫الرياضي ــة بش ــكل أكب ــر‪.‬‬ ‫يشــار الــى ان شــهر تمــوز ‪ 2023‬شــهد بدايــة‬ ‫مرحل ــة جدي ــدة لك ــرة الق ــدم للس ــيدات‬ ‫ف ــي الع ـراق‪ ،‬فبمس ــاعدة برنام ــج ‪FIFA‬‬ ‫‪ ،Forward‬نظ ـ ّـم االتح ــاد العراق ــي لك ــرة‬ ‫القــدم بطولــة لكــرة الصــاالت شــاركت‬ ‫فيه ــا ‪ 140‬العب ـ ًـة م ــن عش ــرة ف ــرق ف ــي‬ ‫مدين ــة ده ــوك ف ــي كوردس ــتان‪،‬‬ ‫لك ــن وبحس ــب املختصي ــن‬ ‫الرياضيي ــن كان ه ــذا الح ــدث‬ ‫التاريخــي مجــرد خطــوة أولــى فــي‬ ‫اس ــتراتيجية (فيف ــا) الش ــاملة‬ ‫لزي ــادة مش ــاركة الس ــيدات ف ــي ك ــرة‬ ‫الق ــدم ومن ــح الفتي ــات م ــن ش ــتى أنح ــاء‬ ‫الب ــاد الفرص ــة ملمارس ــة اللعب ــة‪.‬‬ ‫وبالرج ــوع ال ــى تصريح ــات املس ــؤولين‬ ‫الرياضييــن تقــول رشــا طالــب‪ ،‬عضــوة‬ ‫اللجن ــة التنفيذي ــة لالتح ــاد العراق ــي‬ ‫لك ــرة الق ــدم «لق ــد بدأن ــا بك ــرة‬ ‫الص ــاالت‪ ،‬لك ــن هدفن ــا ه ــو بن ــاء‬ ‫الجســور التــي ســتقود الســيدات‬ ‫ف ــي النهاي ــة إل ــى ك ــرة الق ــدم م ــن‬ ‫‪ 11‬العبـ ًـة»‪ .‬ولقــد جــرى إدراج‬ ‫املنتخ ــب الوطن ــي العراق ــي‬ ‫النس ــوي لك ــرة الق ــدم‬ ‫ف ــي نس ــخة آذار ‪2024‬‬ ‫م ــن التصني ــف العالم ــي‬

‫للس ــيدات للفيف ــا‪ ،‬واحت ــل املرتب ــة ‪172‬‬ ‫كوافــد جديــد علــى التصنيــف العالمــي‪ ،‬مــن‬ ‫مجم ــوع ‪ 193‬منتخب ــا‪.‬‬ ‫وت ــرى مهاجم ــة املنتخ ــب الوطن ــي س ــارة‬ ‫ســرهنك‪ ،‬فــي تصريــح لهــا «إن دخــول العـراق‬ ‫ف ــي التصني ــف باملرك ــز ‪ ،172‬كان حدث ـ ًـا‬ ‫مهم ـ ًـا ودلي ـ ًـا ملموس ـ ًـا عل ــى التق ــدم ال ــذي‬ ‫حققت ــه ك ــرة الق ــدم للس ــيدات ف ــي بالدن ــا‪.‬‬ ‫يمتلــك الع ـراق اآلن مكانـ ًـا علــى خريطــة كــرة‬ ‫الق ــدم للس ــيدات‪ .‬وه ــذا التصني ــف يمنح ــه‬ ‫املزيــد مــن الرؤيــة واالعتـراف علــى املســتويين‬ ‫املحل ــي والدول ــي»‪.‬‬ ‫وتتاب ــع قائل ــة «س ــوف يحف ــز ذل ــك الن ــاس‬ ‫عل ــى دعمن ــا ويش ــجع املزي ــد م ــن الفتي ــات‬ ‫والس ــيدات عل ــى لع ــب ك ــرة الق ــدم‪ُ .‬يمك ــن‬ ‫يوف ــر ذل ــك أيض ـ ًـا املزي ــد م ــن الف ــرص‬ ‫أن ّ‬ ‫للمش ــاركة ف ــي البط ــوالت الدولي ــة والتق ـ ّـدم‪،‬‬ ‫فضـ ًـا عــن االقتـراب قليـ ًـا مــن املســاواة بيــن‬ ‫الجنس ــين ف ــي مج ــال الرياض ــة‪ ،‬وك ــرة الق ــدم‬ ‫عل ــى وج ــه الخص ــوص»‪ ،‬بحس ــب تعبيره ــا‪.‬‬ ‫واملالحظ ــة الالفت ــة‪ ،‬ان ك ــرة ق ــدم الص ــاالت‬ ‫كان ــت بمنزل ــة بدي ــل للنس ــاء العراقي ــات‬ ‫مل ــدة طويل ــة‪ ،‬لع ــدم رغب ــة كثي ــر م ــن النس ــاء‬ ‫العراقي ــات ف ــي لع ــب ك ــرة الق ــدم‪ ،‬أو ع ــدم‬ ‫قدرتهــن‪ ،‬ألســباب تتعلــق باإلعــداد أو بســبب‬ ‫االفتق ــار إل ــى البني ــة التحتي ــة‪ ،‬برغ ــم تواج ــد‬ ‫جســور بيــن كــرة الصــاالت وكــرة القــدم مــن‬ ‫‪ 11‬العب ــة‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا تن ــوه رش ــا طال ــب‪ ،‬ال ــى ان الخط ــة‬ ‫االس ــتراتيجية الحالي ــة ته ــدف ال ــى التميي ــز‬ ‫بي ــن العب ــات ك ــرة الص ــاالت ونظيراته ــن‬ ‫مم ــن يلعب ــن ك ــرة الق ــدم م ــن ‪ 11‬الع ــب عل ــى‬ ‫جمي ــع املس ــتويات‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك الدوري ــات‬ ‫املحلي ــة والوطني ــة‪ ،‬مردف ــة «ع ــن طري ــق‬ ‫توســيع قاعــدة الالعبيــن‪ ،‬هدفنــا هــو إنشــاء‬ ‫مجموع ــة قوي ــة م ــن املواه ــب الق ــادرة عل ــى‬ ‫األداء الجي ــد ف ــي املنتخب ــات الوطني ــة ف ــي‬ ‫كال املجالي ــن‪ .‬ه ــذا النه ــج يضم ــن التطوي ــر‬ ‫املتخصــص والتميــز فــي كل مجــال»‪ ،‬كاشــفة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ع ــن «إنش ــاء منتدي ــات وأكاديمي ــات للتروي ــج‬ ‫لك ــرة الق ــدم ف ــي جمي ــع مناط ــق الب ــاد‬ ‫وتوس ــيع نط ــاق اختي ــار الالعب ــات»‪.‬‬


‫‪46‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪47 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫طالبتان من دايتون األمريكية‬

‫تنجزان رقمنة تراث رائدات آشوريات من العراق‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫أعلنت جامعة دايتون‬ ‫األمريكية نجاح طالبتين‬ ‫من طالبها باقامة معرض‬ ‫رقمي حول نساء آشوريات‬ ‫رائدات في القرن العشرين‪،‬‬ ‫وذلك لصالح متحف التراث‬ ‫السرياني في العراق‪.‬‬ ‫وأش ــارت الجامع ــة األمريكي ــة ف ــي تقري ــر له ــا‬ ‫عل ــى موقعه ــا االلكترون ــي‪ ،‬ترجمت ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إل ــى أن الطالبتي ــن ش ــارلوت كابوان ــو‬ ‫وايري ــن بينت ــو‪ ،‬ركزت ــا ف ــي عملهم ــا ه ــذا عل ــى‬ ‫حيــاة أربــع نســاء كــن مــن الشــخصيات املؤثــرة‬ ‫فــي مجتمعاتهــن الكلدانيــة وفــي هــذه الكنيســة‬ ‫املشــرقية املســيحية‪ ،‬وعلــى املســتوى الوطنــي‬ ‫واالقليم ــي‪ ،‬وه ــن ماري ــا تيري ــز اس ــمر‪ ،‬س ــورما‬ ‫خان ــوم‪ ،‬مري ــم نيرم ــا‪ ،‬وليل ــي تيم ــورزاي‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر فق ــد ش ــجع ه ــذا املش ــروع‬ ‫الطالب ــي إح ــدى عائ ــات النس ــاء الرائ ــدات‪،‬‬ ‫عل ــى املس ــاهمة في ــه بتقدي ــم ص ــور ووثائ ــق ال‬ ‫مثيــل لهــا لصالــح املتحــف مــن أجــل الرقمنــة‪.‬‬ ‫واوض ــح التقري ــر ان املع ــرض الرقم ــي ج ــرى‬ ‫إع ــداده خ ــال الفص ــل الدرا�س ــي الربيع ــي‬ ‫للع ــام ‪ 2024‬عب ــر دورة تدريبي ــة قام ــت‬ ‫بتدريس ــها اس ــتاذة التاري ــخ ال ــدا بنجامي ــن‪،‬‬ ‫وذلــك بتمويــل مــن الوكالــة االمريكيــة للتنميــة‬ ‫الدولي ــة بالش ـراكة م ــع «تحال ــف اآلث ــار»‪.‬‬ ‫واض ــاف ان الطالبتي ــن كابوان ــو وبينت ــو بع ــد‬ ‫انتهائهم ــا م ــن ال ــدورة‪ ،‬واصلت ــا العم ــل عل ــى‬ ‫املشــروع مــن خــال برنامــج الزمالــة الصيفيــة‬ ‫لعمي ــد كلي ــة اآلداب والعل ــوم‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر أن الطالبتي ــن اس ــتخدمتا‬

‫تطبي ــق ‪ ArcGIS Story Maps‬التفاعل ــي م ــن‬ ‫أج ــل إع ــداد القص ــص الرقمي ــة‪ ،‬واقام ــة‬ ‫املع ــرض االفترا�ض ــي‪ ،‬بمس ــاعدة موظف ــي‬ ‫مكتب ــة جامع ــة دايت ــون‪ ،‬مضيف ــا أنهم ــا ركزت ــا‬ ‫عل ــى حي ــاة النس ــاء الرائ ــدات األربع ــة‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن بينت ــو‪ ،‬وه ــي طالب ــة ف ــي‬ ‫التاري ــخ قول ــه إنه ــا‪ :‬ش ــعرت بامتي ــاز كبي ــر‬ ‫للعم ــل عل ــى املش ــروع‪.‬‬ ‫وفــي الوقــت نفســه‪ ،‬ذكــر التقريــر أن املعــرض‬ ‫يمث ــل وس ــيلة لجماع ــات الس ــكان األصليي ــن‬ ‫العراقييــن النازحيــن‪ ،‬لالرتبــاط مــع مجتمعهــم‬ ‫الثقاف ــي‪ ،‬مش ــيرا ال ــى ان االش ــوريين فق ــدوا‬ ‫امكاني ــة الوص ــول ال ــى العدي ــد م ــن مواقعه ــم‬ ‫ذات االهمي ــة الثقافي ــة بس ــبب العن ــف ف ــي‬ ‫وطنه ــم‪.‬‬ ‫وفــي حيــن لفــت التقريــر إلــى ان النســاء اللواتــي‬ ‫ظه ــرن ف ــي املع ــرض‪ ،‬ك ــن كاتب ــات وناش ــطات‬ ‫وق ــادة واظه ــرن نض ــاالت وانج ــازات نس ــاء‬ ‫الش ــرق االوس ــط‪ ،‬اال ان ــه ق ــال ان ج ــرى‬ ‫تســليط الضــوء علــى تيمــورازي‪ ،‬الناشــطة فــي‬ ‫مجــال الحفــاظ علــى البيئــة وأكاديميــة ويطلــق‬ ‫عليه ــا لق ــب «ام الرق ــص الش ــعبي االش ــوري»‪،‬‬ ‫وق ــد تضم ــن مع ــرض املتح ــف اع ــادة إحي ــاء‬ ‫ازي ــاء الرق ــص الش ــعبي التقلي ــدي‪ ،‬مصحوب ــا‬ ‫باملوس ــيقى الت ــي ألفته ــا‪.‬‬ ‫وأض ــاف التقري ــر أن املتح ــف الرقم ــي يظه ــر‬ ‫كي ــف حصل ــت تيم ــوراز عل ــى لق ــب ملك ــة‬ ‫الثقافــة الفولكلوريــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال وثائــق‬

‫وصــور لــم تعــرض ســابقا‪ ،‬والتــي حصــل عليهــا‬ ‫كابوان ــو وبينت ــو‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن بينت ــو قوله ــا «تمكن ــا‬ ‫م ــن التح ــدث م ــع عائلته ــا وع ــن تجربته ــا وم ــا‬ ‫يعرفونــه عــن جدتهــم‪ ،‬واعطونــا حــق الوصــول‬ ‫ال ــى الكتاب ــات والص ــور القديم ــة الت ــي ل ــم تت ــم‬ ‫مش ــاركتها مطلق ــا خ ــارج إط ــار العائل ــة»‪.‬‬ ‫كم ــا نق ــل التقري ــر ع ــن كابوان ــو‪ ،‬وه ــي‬ ‫متخصص ــة ف ــي التاري ــخ ودراس ــات امل ـراة‬ ‫والجن ــس‪ ،‬قوله ــا «كن ــا منفتحي ــن للغاي ــة‬ ‫معه ــم‪ ..‬وكن ــا س ــعداء فق ــط ألنه ــم كان ــوا عل ــى‬ ‫اس ــتعداد للتح ــدث‪».‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر ف ــإن كابوان ــو وبينت ــو قامت ــا‬ ‫بدراســة مبــادئ الحفــاظ علــى الت ـراث الثقافــي‬ ‫ورقمنت ــه‪ ،‬بينم ــا ج ــرى تطوي ــر ال ــدورة ف ــي‬ ‫إط ــار منح ــة بقيم ــة ملي ــون دوالر م ــن الوكال ــة‬ ‫االمريكي ــة للتنمي ــة الدولي ــة مل ــدة عامي ــن‪،‬‬

‫وتس ــتمر حت ــى أيار‪/‬ماي ــو ‪.2025‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن ــه ج ــرى تعدي ــل املش ــروع‬ ‫حت ــى يتمك ــن متح ــف الت ـراث الس ــرياني ف ــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬مــن ترجمــة كتاباتهــم الــى ثــاث لغــات‬ ‫وتنس ــيقها للع ــرض ال ــذي افتت ــح ف ــي اربي ــل ف ــي‬ ‫تموز‪/‬يولي ــو املا�ض ــي‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن بنجاميــن‪ ،‬اســتاذة التاريــخ‬ ‫الت ــي عمل ــت ف ــي مج ــال حماي ــة الت ـراث الثقاف ــي‬ ‫ألكث ــر م ــن عق ــد م ــن الزم ــان‪ ،‬قوله ــا إن «أح ــد‬ ‫الجوان ــب القوي ــة لبرنامجن ــا ه ــو االتص ــال‬ ‫ال ــذي نتمت ــع ب ــه ش ــخصيا وكاكاديميي ــن»‪،‬‬ ‫مضيف ــة أن ــه «أجري ــت األبح ــاث ف ــي الع ـراق‬ ‫من ــذ الع ــام ‪.»2007‬‬ ‫واضافــت ان «جلــب طالبــي الــى هــذه الروابــط‬ ‫التــي اقمتهــا طــوال عقــد مــن العمــل والبحــث‪،‬‬ ‫هــو أمــر يثيــر الرضــا تمامــا»‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬


‫‪48‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪49 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫فتكا‪..‬‬ ‫اليهودية والفارسية األشد‬ ‫ً‬

‫قصة صائد األفاعي في‬ ‫مدينة الجبابرة التاريخية بالعراق‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في قرية «املسحك» التاريخية أو كما هو مشهورعنها «مدينة‬ ‫الجبابرة» التي تقع بين سلسلة جبال مكحول في محافظة‬ ‫صالح الدين‪ ،‬يوجد شاب صياد من نوع خاص‪ ،‬فهو ال‬ ‫طيورا لكي يتناولها كطعام أو ليقتنيها‬ ‫يصطاد حيوانات أو‬ ‫ً‬ ‫الناس ويضعونها في أقفاص للزينة‪ ،‬بل هو متخصص‬ ‫بصيد أخطرالكائنات على وجه األرض األفاعي السامة‬ ‫القاتلة‪ ،‬وهو خبيرفي مجال اختصاصه‪.‬‬

‫يقــول صائــد األفاعــي‪ ،‬أحمــد ســلطان أحمــد‬ ‫(‪ 30‬عام ـ ًـا)‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن ــه‬ ‫يمتل ــك خب ــرة ف ــي معرف ــة األفاع ــي‬ ‫الس ــامة وم ــدى ش ــدة س ـ ُـم ّيت‬ ‫كل منه ــا‪ ،‬وبحس ــب خبرت ــه‬ ‫فــإن ثــاث أفاعــي هــي األخطــر‬ ‫ف ــي سلس ــلة جب ــال مكح ــول‬ ‫القريب ــة م ــن قض ــاء بيج ــي‬ ‫ش ــمالي محافظ ــة ص ــاح‬ ‫الد ي ــن‪.‬‬ ‫مدينة الجبابرة‬ ‫وتط ــل قري ــة «املس ــحك»‬ ‫عل ــى سلس ــلة جب ــال مكح ــول‬ ‫الت ــي توج ــد فيه ــا مختل ــف أن ــواع‬ ‫األفاع ــي‪ ،‬بعضه ــا تح ــول اإلنس ــان‬ ‫إل ــى جث ــة هام ــدة خ ــال دقائ ــق ف ــي‬ ‫ح ــال لدغت ــه‪ .‬وه ــي القري ــة الت ــي ول ــد‬ ‫فيه ــا وترع ــرع يتي ــم األم واألب‪ ،‬ومن ــذ‬ ‫صغ ــره ه ــو يه ــوى األفاع ــي واصطياده ــا‪.‬‬ ‫ويوضــح أحمــد أن «طبيعــة قريــة املســحك‬ ‫ـدا فهــي تطــل علــى جبــال مكحــول‬ ‫جميلــة جـ ً‬ ‫وأنــا أخــرج فــي رحلــة بحــث وصيــد عــن األفاعــي‬ ‫الس ــامة والرحل ــة ال تخل ــو م ــن املخاط ــر‬ ‫وتحت ــاج إل ــى فت ــرة زمني ــة لتج ــد خي ــوط‬ ‫تحركاته ــا‪ ،‬وم ــا إن أج ــد دلي ـ ًـا يرش ــدني إل ــى‬ ‫موقــع وجــود األفعــى حتــى أبــدأ بالبحــث عنهــا‬ ‫وأخرجهــا مــن جحرهــا بواســطة عصــا خاصــة‬ ‫مع ــدة لذل ــك وأضعه ــا ف ــي كي ــس خ ــاص»‪.‬‬ ‫الفتاكات الثالث‬ ‫ل‬ ‫ويش ــير إل ــى أن «أفاع ــي مكح ــو متع ــددة‬ ‫الفصائ ــل منه ــا م ــا تس ــمى (م ــوركان األس ــود)‬ ‫وه ــو العربي ــد القات ــل‪ ،‬واملايكروفاي ــر أو‬

‫(اليهودي ــة)‪ ،‬وكذل ــك ن ــوع يطل ــق عليه ــا‬ ‫(الفارســية) وهــي مــن األفاعــي الســوداء األشــد‬ ‫ُس ـ ّـمية وفت ـ ًـكا حي ــث أنه ــا تقت ــل اإلنس ــان بع ــد‬ ‫لدغ ــة بأق ــل م ــن نص ــف س ــاعة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد أحمــد أن «رحلــة الصيــد قــد تســتغرق‬ ‫يوم ـ ًـا كام ـ ًـا لصي ــد أفع ــى أو اثنتي ــن وق ــد‬ ‫أصط ــاد ف ــي جول ــة واح ــدة أكث ــر م ــن أفع ــى‪،‬‬

‫وبالنس ــبة ل ـ ّـي أج ــد متع ــة كبي ــرة ف ــي رح ــات‬ ‫الصي ــد بي ــن جب ــال مكح ــول»‪.‬‬ ‫ويســتدرك «أنــا ال أقــوم فقــط بصيــد األفاعــي‬ ‫بــل أربيهــا أيضـ ًـا ألطلــع علــى ســلوكها وتصرفاتهــا‬ ‫وبعــد فتــرة أقــوم بإطــاق س ـراح البعــض منهــا‬ ‫واحتف ــظ باألن ــواع الن ــادرة واألش ــد ُس ـ ّـمية ف ــي‬ ‫املنــزل ولـ ّ‬ ‫ـدي نحــو ‪ 30‬أفعــى مــا بيــن (اليهوديــة)‬ ‫و(الفارســية) والعربيــد وأفعــى ســيد دخيــل»‪.‬‬ ‫‪ 52‬فصيلة من األفاعي‬ ‫ويش ــرح أحم ــد أن ف ــي الع ـراق «بش ــكل ع ــام‬ ‫يوج ــد نح ــو ‪ 52‬فصيل ــة م ــن األفاع ــي ف ــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬تنقس ــم إل ــى ‪ 3‬أقس ــام؛ ‪ 11‬فصيل ــة‬

‫الس ـ ّـمية‪ ،‬و‪ 5‬متوس ــطة‬ ‫منه ــا ش ــديدة ُ‬ ‫الس ـ ّـمية‪ ،‬و‪ 36‬فصيل ــة غي ــر س ــامة»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويتاب ــع «الفصائ ــل الس ــامة ه ــي أفع ــى‬ ‫الحراش ــف املنش ــارية (س ــيد دخي ــل)‪،‬‬ ‫و(الص ــل األس ــود)‪ ،‬والكوب ـرا املصري ــة‪،‬‬ ‫والقرن ــاء العربي ــة‪ ،‬وأفع ــى األن ــف امل ــدور‬ ‫(أو األن ــف املثل ــوم)‪ ،‬وحي ــة (فيلي ــد)‪،‬‬ ‫وأفع ــى كوردس ــتان‪ ،‬و(الفارس ــية) ذات‬ ‫الذي ــل العنكبوت ــي‪ ،‬وكله ــا قاتل ــة‪ ،‬لكنه ــا‬ ‫تنتش ــر ف ــي بيئ ــات مختلف ــة‪ ،‬إذ ينتش ــر‬ ‫الص ــل األس ــود والكوب ـرا ف ــي املناط ــق‬ ‫الصحراوي ــة‪ ،‬ومثله ــم القرن ــاء العربي ــة‪،‬‬ ‫فيم ــا تنتش ــر حي ــة األن ــف امل ــدور ف ــي‬ ‫األماك ــن الرطب ــة‪ ،‬وحي ــة كوردس ــتان ف ــي‬ ‫الجب ــال»‪.‬‬ ‫ويؤكــد أن «األفاعــي حيــن تشــعر بالخطــر‬ ‫فإنهــا تهاجــم الشــخص الــذي يقتــرب منهــا‬ ‫ويج ــب عل ــى املتعام ــل م ــع األفاع ــي ع ــدم‬ ‫إمس ــاك األفع ــى بالي ــد وال مضايقته ــا‪،‬‬ ‫كم ــا ال يج ــب قت ــل األفع ــى إال ف ــي ح ــال‬ ‫الض ــرورة وتركه ــا ف ــي األرض ف ــي ح ــال‬ ‫وج ــدت خ ــارج املن ــزل‪ ،‬وأن ــا تعرض ــت‬ ‫خــال رحــات الصيــد إلــى أكثــر مــن ثــاث‬ ‫لدغــات ولكنهــا لــم تصــل إلــى حــد املــوت»‪.‬‬ ‫بئر عميق في قمة جبل‬ ‫وي ــروي أحم ــد أن «هن ــاك أم ــو ًرا كثي ــرة‬ ‫بحاج ــة للتوق ــف عنده ــا ف ــي جب ــال‬ ‫مكحــول ومــن عجائبهــا وجــود بئــر عميــق‬

‫ف ــي أعل ــى قم ــة جبلي ــة وه ــذه البئ ــر أش ــبه م ــا‬ ‫تك ــون بفوه ــة ب ــركان‪ ،‬وم ــا تحتوي ــه ه ــذه‬ ‫الفوه ــة أو البئ ــر مجه ــول لغاي ــة اآلن وه ــي‬ ‫بحاجــة لدراســتها‪ ،‬كمــا أن هنــاك آثــا ًرا مواقــع‬ ‫وصلــت إليهــا وهــي مواقــع مهمــة بعضهــا تعــود‬ ‫للعه ــد العثمان ــي وه ــي ش ــاخصة للعي ــان‬ ‫وكذلــك توجــد آثــار كبيــرة يطلــق عليهــا مدينــة‬ ‫الجبا ب ــرة»‪.‬‬ ‫مواقع تاريخية مهمة‬ ‫يقــول عبــد هللا الجبــوري‪ ،‬أحــد أقربــاء صائــد‬ ‫األفاع ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «أحم ــد س ــلطان‬ ‫أحمــد هــو مشــهور فــي محافظــة صــاح الديــن‬ ‫بصي ــد وتربي ــة األفاع ــي ويقص ــده الكثي ــر‬ ‫م ــن الن ــاس ملس ــاعدتهم ف ــي األم ــور العالجي ــة‬ ‫الخاص ــة باألفاع ــي»‪.‬‬ ‫ل‬ ‫ويش ــير إل ــى أن «جب ــال مكح ــو فيه ــا آث ــار‬ ‫ف ــي غاي ــة األهمي ــة وخاص ــة مدين ــة الجباب ــرة‬ ‫حيــث تعــود إلــى ‪ 2000‬ســنة قبــل امليــاد‪ ،‬وهــي‬ ‫آث ــار تاريخي ــة مهم ــة تمث ــل حقب ــة م ــن تاري ــخ‬ ‫البش ــرية‪ ،‬ول ــو ج ــرى التنقي ــب فيه ــا ألعطتن ــا‬ ‫معلوم ــات تاريخي ــة‪ ،‬لك ــن لألس ــف ل ــم تص ــل‬ ‫إليهــا يــد دائــرة اآلثــار والت ـراث وعلــى الحكومــة‬ ‫الكش ــف ع ــن ه ــذه املواق ــع والتنقي ــب فيه ــا»‪.‬‬


‫‪50‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪51 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫حفاظات من أجل اللعب‪..‬‬

‫إدمان إلكتروني يغير حياة المراهقين في العراق‬

‫املا�ض ــي‪ ،‬ال ــذي بل ــغ ‪ 23.88‬ملي ــون مس ــتخدم‪،‬‬ ‫وف ــي «فيس ــبوك» ازداد الع ــدد وأصب ــح ‪19.30‬‬ ‫مليون ـ ًـا‪ ،‬ف ــي حي ــن كان الع ــام املا�ض ــي ‪17.95‬‬ ‫ملي ــون مس ــتخدم‪.‬‬ ‫وف ــي موق ــع «يوتي ــوب» ف ــإن ع ــدد مس ــتخدمي‬

‫مســتخدم‪ ،‬و»لينكــد أن» أصبــح عددهــم ‪1.90‬‬ ‫ملي ــون بع ــد أن كان ع ــدد املس ــتخدمين ‪1.70‬‬ ‫ملي ــون مس ــتخدم‪.‬‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬ي ــرى الخبي ــر الترب ــوي حي ــدر‬ ‫املوس ــوي أن دخ ــول التكنولوجي ــا إل ــى الع ـراق‬

‫الرقاب ــة األس ــرية والحكومي ــة عل ــى املحت ــوى‬ ‫املت ــاح‪ ،‬واتب ــاع أس ــاليب التوجي ــه واملتابع ــة‬ ‫لضم ــان اس ــتخدام آم ــن للتكنولوجي ــا‪.‬‬ ‫التوصيات واإلجراءات املمكنة‬ ‫وي ــرى خب ـراء وأكاديمي ــون ض ــرورة وض ــع بع ــض‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يشــكل اإلدمــان اإللكترونــي ظاهــرة آخــذة باالنتشــارفــي املجتمعــات‪ ،‬ومنهــا العــراق‪ ،‬نتيجــة االنفتــاح‬ ‫الكبي ــر عل ــى التكنولوجي ــا ووس ــائل التواص ــل االجتماع ــي‪ ،‬فعل ــى الرغ ــم م ــن الفوائ ــد العدي ــدة‬ ‫له ــذا االنفت ــاح‪ ،‬إال أن ــه ال يخل ــو م ــن اآلث ــارالس ــلبية الت ــي ق ــد ت ــؤدي إل ــى زي ــادة املش ــكالت النفس ــية‬ ‫والس ــلوكية‪ ،‬وفق ـ ًـا للمختصي ــن اللذي ــن ي ــرون أن التكنولوجي ــا بأنه ــا «س ــاح ذو حدي ــن» يحم ــل‬ ‫إيجابي ــات وس ــلبيات ف ــي آن واح ــد‪.‬‬

‫وب ــرز اإلدم ــان اإللكترون ــي بوض ــوح ف ــي الع ـراق‬ ‫منــذ العــام ‪ ،2010‬حيــث يق�ضــي املســتخدمون‬ ‫فت ـرات طويل ــة عل ــى املنص ــات الرقمي ــة‪ ،‬يق ــول‬ ‫الباح ــث األكاديم ــي قاس ــم الكنان ــي ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إن االنغم ــاس ف ــي وس ــائل التواص ــل‬ ‫أدى إلــى بــروز شــخصيات أصبحــت قــدوة لعــدد‬ ‫كبي ــر م ــن الش ــباب رغ ــم افتقاره ــا إل ــى الثقاف ــة‬ ‫البن ــاءة‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى بع ــض الس ــلوكيات الت ــي ظه ــرت‪،‬‬ ‫حي ــث يق�ض ــي بع ــض الش ــباب أكث ــر م ــن ‪10‬‬ ‫س ــاعات يومي ـ ًـا ف ــي اللع ــب عب ــر الب ــث املباش ــر‪،‬‬ ‫«وق ــد وص ــل األم ــر ببعضه ــم إل ــى ارت ــداء‬ ‫حفاظ ــات لتجن ــب االنقط ــاع ع ــن اللع ــب م ــن‬ ‫أج ــل الذه ــاب إل ــى الحم ــام»‪.‬‬ ‫ويع ــزو الكنان ــي ه ــذه التصرف ــات إل ــى «آث ــار‬ ‫اإلدم ــان اإللكترون ــي املدم ــرة‪ ،‬والت ــي ق ــد ت ــؤدي‬ ‫يعم ــق‬ ‫إل ــى عزل ــة وانع ـزال ع ــن املجتم ــع‪ ،‬مم ــا ّ‬ ‫مش ــكالت التواص ــل االجتماع ــي ويضع ــف‬ ‫الرواب ــط األس ــرية»‪.‬‬ ‫عزلة وانطواء‬ ‫ويشــرح الطبيــب النف�ســي هيثــم الزبيــدي ملجلــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن اإلدم ــان اإللكترون ــي يدف ــع األف ـراد‬ ‫إل ــى االبتع ــاد ع ــن العال ــم الواقع ــي واالنغم ــاس‬ ‫ف ــي العوال ــم االفتراضي ــة‪ ،‬حي ــث تتش ــكل لديه ــم‬ ‫أف ــكار ومفاهي ــم بعي ــدة ع ــن الواق ــع‪.‬‬ ‫وه ــذا االنع ـزال‪ ،‬وفق ـ ًـا للزبي ــدي‪ ،‬ي ــؤدي إل ــى‬

‫قاسم الكناني‬

‫باحث وأكاديمي‬

‫هيثم الزبيدي‬

‫طبيب نف�سي‬

‫ضع ــف التواص ــل االجتماع ــي والتقصي ــر ف ــي‬ ‫املس ــؤوليات تج ــاه ال ــذات واألس ــرة واملجتم ــع‪،‬‬ ‫ـدا أن ه ــذه العزل ــة ق ــد تص ــل باملدم ــن إل ــى‬ ‫مؤك ـ ً‬ ‫اضطراب ــات نفس ــية ح ــادة‪.‬‬ ‫إحصائيات‬ ‫وكان مركز اإلعالم الرقمي أعلن‪ ،‬في ‪ 24‬شباط‪/‬‬ ‫فبرايــر املا�ضــي‪ ،‬وصــول عــدد مســتخدمي مواقــع‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي املختلف ــة ف ــي الع ـراق إل ــى‬ ‫‪ 31.95‬ملي ــون مس ــتخدم‪ ،‬م ــا يع ــادل ‪69.4%‬‬ ‫مــن إجمالــي عــدد ســكانه‪.‬‬ ‫ووف ــق املرك ــز ف ــإن منص ــة «تي ــك ت ــوك»‬ ‫أصب ــح ع ــدد مس ــتخدميها أكث ــر م ــن ‪ 31‬ملي ــون‬ ‫مس ــتخدم ه ــذا الع ــام بزي ــادة كبي ــرة ع ــن الع ــام‬

‫املنص ــة أصب ــح ‪ 22.80‬ملي ــون مس ــتخدم‬ ‫بع ــد أن كان ‪ 24.30‬ملي ــون مس ــتخدم الع ــام‬ ‫املا�ضــي‪ ،‬وعبــر تطبيــق «إنســتغرام» فقــد أصبــح‬ ‫الع ــدد ‪ 18.25‬مليون ـ ًـا ه ــذا الع ــام‪ ،‬بع ــد أن كان‬ ‫‪ 14‬مليون ـ ًـا الع ــام املا�ض ــي‪.‬‬ ‫وفــي «فيســبوك ماســنجر» أصبــح العــدد ‪15.70‬‬ ‫ملي ــون مس ــتخدم بع ــد أن كان ‪ 15.10‬ملي ــون‬ ‫مس ــتخدم الع ــام املا�ض ــي‪ ،‬فيم ــا ف ــي تطبي ــق‬ ‫«س ــناب ش ــات» فق ــد أصب ــح الع ــدد ‪17.74‬‬ ‫ملي ــون مس ــتخدم بع ــد أن كان ‪ 16.10‬ملي ــون‬ ‫مس ــتخدم‪.‬‬ ‫وف ــي منص ــة «إك ــس» أصب ــح ع ــدد املس ــتخدمين‬ ‫‪ 2.55‬ملي ــون بع ــد أن كان ‪ 2.50‬ملي ــون‬

‫بش ــكل مفاج ــئ وغي ــر تدريج ــي بع ــد الع ــام ‪2003‬‬ ‫أس ــهم ف ــي صعوب ــة الس ــيطرة عل ــى اس ــتخدامها‪.‬‬ ‫ويش ـ ّـبه ه ــذا التدف ــق الواس ــع بالتعام ــل م ــع‬ ‫«عطش ــان يش ــرب امل ــاء دفع ــة واح ــدة‪ ،‬م ــا ق ــد‬ ‫ـدال م ــن أن ينفع ــه»‪.‬‬ ‫يض ــره ب ـ ً‬ ‫ويقتــرح املوســوي خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫أن تدخــل التكنولوجيــا يجــب أن يكــون منظمـ ًـا‬ ‫وبإش ـراف األس ــرة والدول ــة‪ ،‬م ــع ض ــرورة انتق ــاء‬ ‫املحت ــوى املناس ــب ملختل ــف الفئ ــات العمري ــة‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى تج ــارب بع ــض ال ــدول الت ــي تقي ــد‬ ‫اس ــتخدام تطبيق ــات مث ــل «واتس ــاب» و»تي ــك‬ ‫ت ــوك»‪ ،‬مم ــا يس ــاهم ف ــي الح ــد م ــن التأثي ـرات‬ ‫الس ــلبية له ــذه املنص ــات‪ ،‬عادي ـ ًـا إل ــى تش ــديد‬

‫الضواب ــط ح ــول األم ــر تب ــدأ عب ــر توعي ــة األس ــر‬ ‫وامل ــدارس بأض ـرار اإلدم ــان اإللكترون ــي‪ ،‬م ــن‬ ‫خ ــال تنظي ــم حم ــات تق ــدم نصائ ــح ح ــول‬ ‫االس ــتخدام الصح ــي للتكنولوجي ــا‪.‬‬ ‫كم ــا يقترح ــون أن يت ــم تنظي ــم اس ــتخدام‬ ‫التكنولوجي ــا بش ــكل مقن ــن وأن تق ــوم الدول ــة‬ ‫بوض ــع ضواب ــط للوص ــول إل ــى بع ــض املواق ــع‪،‬‬ ‫م ــع إيج ــاد أنش ــطة بديل ــة للش ــباب‪ ،‬مث ــل‬ ‫الرياض ــة واملج ــال الفن ــي‪ ،‬لتوجي ــه اهتمامه ــم‬ ‫ـدا ع ــن الشاش ــات وتوفي ــر بيئ ــات تفاعلي ــة‬ ‫بعي ـ ً‬ ‫أكث ــر إيجابي ــة‪.‬‬


‫‪52‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪53 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫تفاؤل بانتهاء النزاعات العشائرية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫عل ــى عك ــس الع ــادة‪ ،‬ف ــإن أخب ــارا متفائل ــة ت ــرد مؤخ ــرا م ــن مناط ــق‬ ‫النزاعــات العشــائرية الســيما فــي محافظــة ميســان‪ ،‬وهــي مــن أكثــر‬ ‫املحافظ ــات الت ــي تنتش ــر فيه ــا النزاع ــات العش ــائرية وتتس ــبب ف ــي‬ ‫وق ــوع ضحاي ــا ف ــي االنف ــس واملمتل ــكات ون ــزوح العائ ــات‪.‬‬

‫واالخب ــار تتح ــدث ع ــن تراج ــع‬ ‫ملح ــوظ ف ــي نس ــبة النزاع ــات‬ ‫العش ــائرية‪ ،‬اذ انخفض ــت‬ ‫بمع ــدل ‪ 70%‬وفق ـ ًـا للبيان ــات‬ ‫الص ــادرة ع ــن الجه ــات األمني ــة‪،‬‬ ‫فيم ــا ع ــد باحث ــون االنخف ــاض‬ ‫خط ــوة مهم ــة نح ــو تعزي ــز الس ــلم‬ ‫املجتمع ــي ف ــي ميس ــان‪ ،‬الت ــي كان ــت تع ــد‬ ‫م ــن أكث ــر املحافظ ــات تأث ـ ًـرا به ــذا الن ــوع‬ ‫م ــن النزاع ــات الس ــيما ف ــي الس ــنوات‬ ‫األخي ــرة‪.‬‬ ‫وت ــرى لجن ــة األم ــن النيابي ــة عل ــى لس ــان‬ ‫مستش ــارها‪ ،‬مصطف ــى عجي ــل‪ ،‬ان‪،‬‬ ‫تش ــكيل لج ــان لف ــض النزاع ــات وإع ــداد‬ ‫خط ــط احترازي ــة م ــن قب ــل قي ــادة‬

‫ش ــرطة ميس ــان واالنفت ــاح عل ــى املش ــكالت‬ ‫والســعي إلــى وضــع حلــول موضوعيــة أســهمت‬ ‫بوج ـ ٍـه ع ــام ف ــي تقل ــص النزاع ــات بنس ــبة ‪70%‬‬ ‫ف ــي ع ــام ‪ 2024‬قياس ــا بالس ــنوات املاضي ــة‪،‬‬ ‫مشــيرا الــى أن “عشــرات مــن القضايــا العالقــة‬ ‫ُح ِس ــمت م ــن خ ــال الح ــوار والتفاه ــم»‪،‬‬ ‫منوه ــا ال ــى أن حس ــم النزاع ــات يأت ــي ضم ــن‬ ‫اس ــتراتيجية دع ــم الس ــلم األهل ــي وتحقي ــق‬ ‫هاج ــس اس ــتقرار أعل ــى‪ ،‬بحس ــب تعبي ــره‪.‬‬ ‫وكان ــت قي ــادة ش ــرطة ميس ــان ق ــد تحدث ــت ف ــي‬ ‫مطل ــع ع ــام ‪ ٢٠٢٤‬ع ــن تراج ــع نش ــوب نزاع ــات‬ ‫عشــائرية فــي املحافظــة إلــى ‪ 40%‬فــي عــام ‪2023‬‬ ‫فيمــا كانــت متفاقمــة وتتكــرربشــكل مســتمرمــا‬ ‫أســهم بتــردي الوضــع األمنــي فــي تلــك املــدة‪.‬‬ ‫وق ــال قائ ــد ش ــرطتها الل ــواء عل ــي املياح ــي‬ ‫ف ــي حين ــه إن الش ــرطة عمل ــت ف ــي ع ــام‬ ‫‪ 2023‬عل ــى الح ــد م ــن جرائ ــم النزاع ــات‬ ‫العش ــائرية ونجح ــت ف ــي الح ــد منه ــا وه ــذا م ــا‬ ‫يؤك ــد انخف ــاض تل ــك النزاع ــات لهــذه‬ ‫النس ــبة‪ ،‬فيم ــا ال زال ــت‬ ‫الش ــرطة بالتع ــاون م ــع‬ ‫قي ــادة العملي ــات تالح ــق تج ــار‬ ‫املخــدرات ووضعــت خطــة شــهرية ملكافحــة‬ ‫تل ــك الظاه ــرة‪ ،‬بحس ــب وصف ــه‪.‬‬ ‫وتع ــد النزاع ــات العش ــائرية ف ــي الع ــراق‬ ‫م ــن أب ــرز التحدي ــات الت ــي تواج ــه املجتم ــع‬ ‫العراقــي‪ ،‬وتؤثــربشــكل كبيــرعلــى االســتقرار‬ ‫واألمــن والتنميــة‪ .‬هــذه النزاعــات لهــا جــذور‬ ‫تاريخي ــة واجتماعي ــة وسياس ــية معق ــدة‪،‬‬ ‫وتتفاع ــل م ــع التط ــورات الحاصل ــة ف ــي‬ ‫الب ــاد‪.‬‬ ‫وم ــن أس ــباب تزاي ــد النزاع ــات‬ ‫العشــائرية‪ ،‬أن التركيبــة االجتماعيــة‬ ‫العر اقي ــة‪ ،‬تعتم ــد بش ــكل كبي ــر ف ــي‬ ‫هويته ــا عل ــى االنتم ــاء العش ــائري‪،‬‬ ‫ممــا يجعــل العشــيرة‬ ‫وح ــدة اجتماعي ــة‬ ‫قوي ــة تؤث ــر ف ــي‬ ‫س ــلوك األف ــراد‬ ‫واتخ ــاذ الق ــرارات‪.‬‬ ‫وان ضع ــف‬

‫مؤسســات الدولــة‪ ،‬وبخاصــة القضــاء‪ ،‬وعــدم‬ ‫قدرته ــا عل ــى تطبي ــق القان ــون بش ــكل ع ــادل‬ ‫وفعــال‪ ،‬يســهم فــي تفاقــم النزاعــات العشــائرية‪.‬‬ ‫والتوزي ــع غي ــر الع ــادل للم ــوارد والخدم ــات‬ ‫العام ــة‪ ،‬الس ــيما ف ــي املناط ــق الريفي ــة‪ ،‬يزي ــد‬ ‫م ــن الش ــعور بالظل ــم والتهمي ــش ل ــدى بع ــض‬ ‫العشــائر‪ ،‬ممــا يزيــد مــن حــدة التنافــس عليهــا‪،‬‬ ‫كم ــا أن اس ــتغالل بع ــض الق ــوى السياس ــية‬ ‫للنزاع ــات العش ــائرية لتحقي ــق مكاس ــب‬ ‫سياس ــية‪ ،‬يزي ــد م ــن تعقي ــد املش ــكلة ويفاق ــم‬ ‫تبعاته ــا‪.‬‬ ‫وانتش ــار الس ــاح بش ــكل واس ــع بي ــن العش ــائر‬ ‫يس ــهل اللج ــوء إل ــى الحل ــول العس ــكرية لح ــل‬ ‫النزاع ــات‪ ،‬كم ــا س ــجل غي ــاب ثقاف ــة الح ــوار‬ ‫والتســامح بيــن العشــائر‪ ،‬وعــدم تواجــد آليــات‬ ‫لح ــل النزاع ــات س ــلميا‪.‬‬ ‫ام ــا العالج ــات الت ــي يج ــري تداوله ــا للح ــد م ــن‬ ‫تأثي ــر النزاع ــات العش ــائرية فتتمث ــل بص ــورة‬ ‫رئيس ــة ف ــي بن ــاء دول ــة مؤسس ــات قوي ــة تق ــوم‬ ‫عل ــى س ــيادة القان ــون‪ ،‬وتعزي ــز دور القض ــاء ف ــي‬ ‫حــل النزاعــات‪ ،‬وتحقيــق توزيــع عــادل للمــوارد‬ ‫والخدم ــات العام ــة بي ــن جمي ــع املناط ــق‬ ‫والعش ــائر‪.‬‬ ‫كم ــا يج ــري التش ــديد عل ــى مكافح ــة الفس ــاد‬ ‫وتعزي ــز الش ــفافية واملحاس ــبة ف ــي مؤسس ــات‬ ‫الدولــة‪ ،‬وتشــجيع الحــواروالتســامح بيــن شــتى‬ ‫املكونــات املجتمعيــة‪ ،‬وبنــاء جســورالثقــة بيــن‬ ‫العش ــائر‪ ،‬وتوعي ــة املجتم ــع بأهمي ــة الس ــلم‬ ‫االجتماع ــي‪ ،‬وخط ــورة النزاع ــات العش ــائرية‬ ‫عل ــى التماس ــك الوطن ــي؛ وتش ــجيع الحل ــول‬ ‫الس ــلمية للنزاع ــات‪ ،‬مث ــل الوس ــاطة والتدخ ــل‬ ‫املجتمع ــي‪.‬‬ ‫وم ــن االج ــراءات الحاس ــمة االخ ــرى س ــحب‬ ‫الس ــاح م ــن أي ــدي املدنيي ــن‪ ،‬وتقني ــن حيازت ــه‪،‬‬ ‫وتمكي ــن امل ــرأة وتعزي ــز دوره ــا ف ــي املجتم ــع‪،‬‬ ‫اذ ت ــؤدي امل ــرأة دورا هام ــا ف ــي بن ــاء الس ــلم‬ ‫االجتماع ــي‪ ،‬كم ــا ي ــؤدي املجتم ــع املدن ــي دورا‬ ‫حاس ــما ف ــي ح ــل النزاع ــات العش ــائرية‪ ،‬ع ــن‬ ‫طري ــق العم ــل عل ــى بن ــاء جس ــورالتواص ــل بي ــن‬ ‫ش ــتى املكون ــات املجتمعي ــة‪.‬‬ ‫وم ــن امله ــم ايض ــا بدرج ــة رئيس ــة تقدي ــم‬ ‫الخدم ــات االجتماعي ــة واالقتصادي ــة‬ ‫للمجتمعــات املحليــة‪ ،‬وتوعيــة املجتمــع بأهمية‬ ‫الس ــلم االجتماع ــي‪ ،‬وخط ــورة النزاع ــات‪،‬‬ ‫والقي ــام ب ــدور الوس ــيط ف ــي ح ــل النزاع ــات‪.‬‬

‫وتواج ــه عملي ــة ح ــل النزاع ــات العش ــائرية‬ ‫والقض ــاء عليه ــا تمام ــا‪ ،‬جمل ــة م ــن التحدي ــات‬ ‫واملعوق ــات‪ ،‬منه ــا التاري ــخ الطوي ــل م ــن‬ ‫النزاع ــات العش ــائرية‪ ،‬مم ــا يجع ــل التغيي ــر‬ ‫صعب ــا‪ ،‬وتدخ ــات الق ــوى الخارجي ــة ف ــي‬ ‫الش ــؤون العر اقي ــة‪ ،‬مم ــا يزي ــد م ــن تعقي ــد‬ ‫املش ــكلة‪ ،‬وضع ــف الوع ــي املجتمع ــي بأهمي ــة‬ ‫الس ــلم االجتماع ــي‪ ،‬وتفضي ــل بع ــض العش ــائر‬ ‫للحل ــول العس ــكرية‪.‬‬ ‫ويش ــدد الباحث ــون عل ــى إن ح ــل مش ــكلة‬ ‫النزاعــات العشــائرية فــي العــراق يتطلــب جهــدا‬ ‫متضافــرا مــن قبــل الحكومــة واملجتمــع املدنــي‬ ‫والعش ــائر نفس ــها‪ ،‬ويس ــتلزم ذل ــك اتخ ــاذ‬ ‫مجموعــة مــن اإلجــراءات الشــاملة واملتكاملــة‪.‬‬ ‫وكان ناش ــطون ومر اقب ــون م ــن محافظ ــة ذي‬ ‫ق ــارق ــد ق ــدروا ف ــي ارق ــام نش ــرت ف ــي ع ــام ‪2023‬‬ ‫مجم ــوع النزاع ــات العش ــائرية ف ــي املحافظ ــة‬ ‫بالقــول‪ ،‬ان املحافظــة تشــهد شــهريا ‪ 15‬نزاعــا‬ ‫عش ــائريا ف ــي األق ــل‪ ،‬ومث ــل تل ــك الح ــوادث‬ ‫املماثلــة فــي محافظــات أخــرى مجــاورة كالبصــرة‬ ‫وميس ــان‪.‬‬ ‫وم ــن النزاع ــات العش ــائرية الجدي ــدة م ــا وق ــع‬ ‫ف ــي الس ــماوة اذ كش ــفت وزارة الداخلي ــة ف ــي ‪19‬‬ ‫تشــرين الثانــي عــن مقتــل عنصــرأمنــي وإصابــة‬ ‫آخ ــر بع ــد تدخ ــل الجه ــات املعني ــة لف ــض ن ــزاع‬ ‫عشــائري فــي ناحيــة الكرام ــة بمحافظــة املثنــى‪.‬‬ ‫و اف ــادت ال ــوزارة ف ــي بي ــان رس ــمي‪ ،‬أن ق ــوات‬ ‫األمــن تحركــت فــورتلقيهــا بالغــا عــن وقــوع نــزاع‬ ‫مس ــلح بي ــن عش ــيرتين عل ــى ملكي ــة قطع ــة أرض‬ ‫زراعيــة‪ ،‬ممــا اســتدعى تدخلهــا الفــوري لفــرض‬ ‫األم ــن ومن ــع تصعي ــد املوق ــف‪ ،‬وخ ــال تنفي ــذ‬ ‫العملي ــة‪ ،‬تعرض ــت الق ــوى املني ــة إلط ــاق ن ــار‬ ‫أدى إل ــى مقت ــل أح ــد منتس ــبيها وإصاب ــة آخ ــر‬ ‫بج ــروح‪ ،‬بحس ــب ال ــوزارة‪.‬‬ ‫ولفت ــت وزارة الداخلي ــة االتحادي ــة‪ ،‬ال ــى أن‬ ‫الق ــوات األمني ــة تمكن ــت م ــن الس ــيطرة عل ــى‬ ‫الوض ــع واعتق ــال ‪ 60‬ش ــخصا م ــن طرف ــي‬ ‫الن ــزاع‪ ،‬فض ــا ع ــن ضب ــط أس ــلحة متنوع ــة‪،‬‬ ‫مبين ــة أن اإلج ــراءات القانوني ــة الرادع ــة‬ ‫س ــتطبق بح ــق كل م ــن أق ــدم عل ــى إر اق ــة‬ ‫الدم ــاء والعب ــث باآلم ــن‪ ،‬مش ــددة عل ــى أنه ــا‬ ‫«لــن تتهــاون فــي مواجهــة أي محــاوالت لزعزعــة‬ ‫األمــن واالســتقرار»‪ ،‬ومشــيرة إلــى أن «القانــون‬ ‫س ـ ُـيطبق بح ــزم عل ــى جمي ــع املتورطي ــن ف ــي‬ ‫النزاع ــات العش ــائرية املس ــلحة»‪.‬‬


‫مجتـــــــــــــــــــمع‬ ‫األكاديمي‪..‬‬ ‫‪54‬التحرش‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪55 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫الجنس مقابل النجاح يحرج أفراد‬ ‫المؤسسات العلمية في العراق أمام المجتمع‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫كبيرا على مسار العملية التعليمية في البالد‪،‬‬ ‫باتت ظاهرة تحرش األساتذة واملدرسين بطالباتهم تشكل‬ ‫خطرا ً‬ ‫ً‬ ‫وهي في ذات الوقت تعتبرمن أشد االنتهاكات األخالقية والقانونية التي تهدد بيئة التعليم التي تصنف من‬ ‫البيئات اآلمنة‪ ،‬حيث يقول مختصون إن التحرش ال يقتصرتأثيره في املؤسسات التعليمية على الضحايا‬ ‫جوا من الخوف وعدم األمان يهدد التركيز‬ ‫فحسب‪ ،‬بل يمتد ليطال العملية التعليمية بأكملها‪ ،‬ألنه يخلق ً‬ ‫سلبا على أدائهم األكاديمي‪.‬‬ ‫والدافعية لدى الطالب‪ ،‬ويؤثر ً‬

‫سلوكيات غريبة‬ ‫يقــول األســتاذ فــي جامعــة ذي قــار علــي عبــدهللا‪،‬‬ ‫إن «بع ــض الس ــلوكيات الغريب ــة ع ــن املجتم ــع‬ ‫العراق ــي بات ــت تطف ــو عل ــى الس ــطح وتأخ ــذ‬ ‫حي ـ ًزا كبي ـرا م ــن حي ــاة املجتم ــع بش ــكل‬ ‫ع ــام‪ ،‬واملجتم ــع األكاديم ــي بش ــكل‬ ‫خ ــاص»‪.‬‬ ‫ويضي ــف عب ــدهللا ف ــي حديث ــه‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬ان «ه ــذه‬ ‫الســلوكيات يمكــن تســميتها‬ ‫بمــا أصبــح يعــرف بـ(ظاهــرة‬ ‫التح ــرش األكاديم ــي)‪ ،‬وه ــي‬ ‫ظاه ــرة ليس ــت جدي ــدة‬ ‫ب ــل إن الجدي ــد فيه ــا‬ ‫ه ــو اتس ــاعها وتداوله ــا‬ ‫بش ــكل علن ــي عل ــى وس ــائل‬ ‫االجتماع ــي‪،‬‬ ‫التواص ــل‬ ‫ولذل ــك جمل ــة م ــن األس ــباب‬ ‫التــي يمكــن عدهــا رئيســية فــي‬ ‫ذل ــك أبرزه ــا الجان ــب العلم ــي‬ ‫فكثي ــر م ــن طالب ــات الكلي ــات‬ ‫ـدن علمي ــا‬ ‫ذوات مس ــتوى مت ـ‬ ‫ٍّ‬ ‫مــا يجعلهــا عرضــة للمســاومة‬ ‫ال أخالقي ــا م ــن ضع ــاف‬ ‫النف ــوس‪ ،‬إضاف ــة إل ــى‬ ‫الس ــبب االقتص ــادي‬

‫الص ــرف فربم ــا كثي ــر م ــن طالب ــات الكلي ــات‬ ‫ال يحصل ــن عل ــى مص ــروف كاف مم ــا يدف ــع‬ ‫بعضه ــن إل ــى طري ــق منح ــرف»‪.‬‬ ‫وتاب ــع ان « الس ــبب الثال ــث يتمث ــل بانتش ــار‬ ‫وس ــائل التواص ــل االجتماع ــي وش ــيوع الص ــور‬ ‫والفيديوه ــات وغيره ــا م ــن الوس ــائل الت ــي‬ ‫تدف ــع بالش ــباب إل ــى مح ــاكاة أبط ــال األف ــام‬ ‫واملسلس ــات وم ــا توف ــره الكلي ــات م ــن أج ــواء‬ ‫فيهــا مــن الحريــة والتغييــر مــا يكفــي إلتبــاع مثــل‬ ‫هــذه األســاليب غيــر الصحيحــة»‪ ،‬الفتــا إلــى أنــه‬ ‫«م ــن جان ــب أخ ــر يمك ــن الق ــول إن الجامع ــات‬ ‫والكليــات بــدأت تمتلــئ باألســاتذة غيــر املؤهليــن‬ ‫علمي ــا وأخالقي ــا ليكون ــوا ف ــي ه ــذه املرتب ــة‬ ‫املقدس ــة وليكون ــوا آب ـ ُـاء تربويي ــن حقيقيي ــن‪،‬‬ ‫وهك ــذا تس ــير األم ــور م ــن �س ــيء إل ــى أس ــوأ ف ــي‬ ‫املس ــتقبل أن بقي ــت األم ــور عل ــي حاله ــا»‪.‬‬ ‫األبعاد النفسية خطيرة‬ ‫ب ــدوره؛ يب ــرز االختصا�ص ــي ف ــي عل ــم النف ــس‬ ‫د‪.‬هيث ــم الزبي ــدي األس ــباب الت ــي ت ــؤدي إل ــى‬ ‫حص ــول ح ــاالت التح ــرش بي ــن صف ــوف‬ ‫األكاديميي ــن العراقيي ــن ‪.‬‬ ‫وذك ــر الزبي ــدي ملجل ــة «فيل ــي»‪ « ،‬ف ــي الحقيق ــة‬ ‫نس ــمع ف ــي اآلون ــة األخي ــرة هنال ــك تج ــاوزات م ــن‬ ‫قبــل األســاتذة أو رؤســاء األقســام وحتــى عمــداء‬ ‫أو أي ش ــخص ف ــي منص ــب أخ ــر تب ــدر م ــن‬ ‫عندهــم ســلوكيات غيــر مقبولــة ســواء كان علــى‬ ‫مس ــتوى الف ــرد أو حت ــى املجتم ــع وأيض ــا يتناه ــى‬ ‫إل ــى مس ــامعنا إن هن ــاك تج ــاوز عل ــى الطالب ــات‬ ‫أو ابت ـزاز طالب ــات ملقاب ــل �ش ــيء معي ــن واله ــدف‬ ‫ه ــو غ ــرض جن�س ــي «‪ ،‬مؤك ــدا إن « األس ــتاذ‬ ‫ه ــو نخب ــة املجتم ــع وقيم ــة علي ــا في ــه‪ ،‬وارتف ــاع‬ ‫قيم ــة املجتم ــع م ــن ارتف ــاع ش ــأن األس ــتاذ‬ ‫الجامع ــي‪ ،‬وعندم ــا نبح ــث ع ــن حيثي ــات ه ــذا‬ ‫املوضــوع‪ ،‬فيجــب أن نكــون منصفيــن مــن حيــث‬ ‫التش ــخيص‪ ،‬ف ــإن هك ــذا ح ــاالت ه ــي لي ــس م ــن‬ ‫طــرف واحــد فقــط‪ ،‬وإنمــا للطالبــة أو للشــخص‬ ‫األخ ــر ل ــه دور ف ــي وجوده ــا أو ف ــي الوص ــول إل ــى‬ ‫ه ــذا املس ــتوى م ــن التح ــرش»‪.‬‬ ‫وأض ــاف‪ ،‬إن « هنال ــك طالب ــات لديه ــن تناف ــس‬ ‫غي ــر ش ــريف أو غي ــر مقب ــول فيقم ــن باللج ــوء‬ ‫لطريق ــة غي ــر ش ــرعية أو بأخ ــرى‪ ،‬لألس ــتاذ‬ ‫الجامعــي وإغـراءه بحيــث يحصلــن علــى درجــات‬

‫« هنالك طالبات لديهن تنافس‬ ‫غير شريف أو غير مقبول فيقمن‬ ‫باللجوء لطريقة غير شرعية أو‬ ‫بأخرى‪ ،‬لألستاذ الجامعي وإغراءه‬ ‫بحيث يحصلن على درجات في‬ ‫المادة الدراسية»‬ ‫هناك عمادين (القانون والتعليم)‬ ‫إذا أخفقنا في واحد ال يمكن‬ ‫لآلخر إكمال المسيرة‪..‬‬

‫ف ــي امل ــادة الدراس ــية»‪ ،‬مبين ــا إن «ه ــذه األم ــور‬ ‫تتب ــع التربي ــة والتنش ــئة االجتماعي ــة واألس ــرة‬ ‫باعتباره ــا أصغ ــر وح ــدة حضاري ــة ف ــي املجتم ــع‬ ‫س ــواء كان م ــن ط ــرف األس ــتاذ الجامع ــي أو‬ ‫حت ــى الطالب ــة الت ــي ه ــي عم ــاد املس ــتقبل‪ ،‬وإذا‬ ‫تحدثنــا عــن حــاالت تحــدث هنــا وهنــاك ولدينــا‬ ‫عشـرات اآلالف مــن الطلبــة ولكــن ال تحــدث إال‬ ‫بمس ــتوى ح ــاالت ن ــادرة وه ــذه الح ــاالت الن ــادرة‬ ‫حتم ــا له ــا أس ــبابها الت ــي دفع ــت له ــذا ال�ش ــيء»‪.‬‬ ‫وأوضــح‪ ،‬إن «الدوافــع التــي تقودنــا إلــى مثــل هــذه‬ ‫األفعــال الالخالقيــة هــي أمــا قــدوم الطالبــة مــن‬ ‫بيئ ــة س ــيئة للغاي ــة‪ ،‬أو حت ــى األس ــتاذ الجامع ــي‬ ‫ال يمتل ــك قيم ــة األس ــتاذ الجامع ــي وهن ــا الخط ــأ‬ ‫يتحملــه الطرفيــن وليــس طــرف واحــد»‪ ,‬مضيفـ ًـا‬ ‫إن « هنــاك أبعــاد هــذه املواضيــع خطيــرة ومؤملــة‬ ‫وحساس ــة ألن ــه ف ــي كل مجتم ــع هن ــاك عمادي ــن‬ ‫(القان ــون والتعلي ــم) إذا أخفقن ــا ف ــي واح ــد ال‬ ‫يمك ــن لآلخ ــر إكم ــال املس ــيرة‪ ،‬ولذل ــك يج ــب أن‬ ‫يكون ــا هذي ــن العمادي ــن‪ ،‬ف ــي انتص ــاب ومس ــار‬ ‫صحي ــح وقاب ــل للتط ــور‪ ،‬لك ــي نص ــل ونواك ــب‬ ‫تط ــورات املجتمع ــي»‪.‬‬ ‫العالج‬ ‫وتاب ــع الزبي ــدي‪ ،‬أن ــه «يج ــب أن تك ــون هن ــاك‬ ‫رقاب ــة ش ــديدة عل ــى الطالب ــات أو عل ــى األس ــتاذ‬ ‫الجامع ــي ومتابع ــة يومي ــة مس ــتمرة‪ ،‬وتك ــون‬ ‫هن ــاك تقنين ــات أخ ــرى وفق ـ ًـا لتدري ــس امل ــادة‪،‬‬ ‫والتش ــديد عل ــى متابع ــات الطالب ــات‪ ،‬ألن‬ ‫املالح ــظ حالي ــا ه ــو انف ــات ب ــكل �ش ــيء‪ ،‬ال ــزي‬ ‫واملاكي ــاج وغيره ــا م ــن األم ــور‪ ،‬فه ــذه األم ــور‬

‫عندم ــا يك ــون له ــا ح ــدود معين ــة تح ــد م ــن ه ــذه‬ ‫الح ــاالت الل ــي تج ــاوز عل ــى ال ــذات واملجتم ــع‬ ‫والعك ــس»‪ ،‬موضح ــا إن « األس ــتاذ الجامع ــي‬ ‫ربم ــا ينزل ــق له ــذه األم ــور بس ــبب إغ ـراءات‬ ‫معين ــة‪ ،‬فيج ــب أن تك ــون هن ــاك متابع ــة‪،‬‬ ‫ويجــب إدخــال األســاتذة دورات معينــة وخاصــة‬ ‫م ــن حديث ــي التدري ــس‪ ،‬وهن ــاك حكم ــة تق ــول‬ ‫م ــن أم ــن العق ــاب أس ــاء األدب ويج ــب تطبي ــق‬ ‫هــذه القاعــدة ضــد الــكل وبــا اســتثناء فــي مثــل‬ ‫هكــذا حــاالت‪ ،‬لــذا يجــب علــى األســتاذ الجامعــي‬ ‫االلت ـزام بالح ــدود وع ــدم إعط ــاء مج ــال ألي‬ ‫ش ــخص أخ ــر»‪.‬‬ ‫العقوبات رادعة‬ ‫مــن ناحيتــه؛ أبــرز الخبي ـران القانونيــان‪ ،‬احمــد‬ ‫العبــادي ومحمدعلــي عبدالحســين‪ ،‬العقوبــات‬ ‫الرادعــة التــي يواجــه بهــا القانــون هــذه األفعــال‬ ‫الالخالقيــة فــي بيئــة التعليــم‪.‬‬ ‫وذك ــر العب ــادي وعبدالحس ــين ملجل ــة «فيل ــي»؛‬ ‫إن «ظاهــرة التحــرش لــدى املدرســين او أســاتذة‬ ‫الجامعــات يعاقــب عليهــا قانــون العقوبــات وفــق‬ ‫املــادة (‪ )400‬فــي حالــة ارتــكاب األســتاذ الجامعــي‬ ‫فع ــا مخ ـ ًـا بالحي ــاء باتج ــاه طال ــب أو طالب ــة‬ ‫وعقوبتهــا مــدة ال تزيــد عــن ســنة واحــدة وكذلــك‬ ‫هن ــاك امل ــادة ‪ 402‬ف ــي حال ــة قي ــام األس ــتاذ‬ ‫الجامع ــي أو امل ــدرس بام ــو ًرا مخل ــة ب ــاآلداب‬ ‫العامــة بعقوبــة مــدة ملــدة ال تزيــد علــى ‪ 3‬أشــهر‪،‬‬ ‫إضاف ــة إل ــى إن محاك ــم الجناي ــات بات ــت تطب ــق‬ ‫أح ــكام ق ـرار مجل ــس قي ــادة الث ــورة املنح ــل‬ ‫‪ 160‬لس ــنة ‪ 1983‬ف ــي مث ــل هك ــذا أفع ــال ت�س ــيء‬ ‫للعملي ــة التعليمي ــة والتربوي ــة»‪.‬‬ ‫وبيــن الخبيـران؛ أن «القانــون لــم يقتصــر فقــط‬ ‫علــى العقوبــة الجزائيــة فــي هــذه الجرائــم‪ ،‬وإنمــا‬ ‫اس ــتتبعها بعقوب ــات إداري ــة كس ــحب الي ــد م ــن‬ ‫الوظيف ــة أثن ــاء التحقي ــق م ــع صاح ــب الفع ــل‬ ‫ألجرم ــي‪ ،‬والع ــزل م ــن الوظيف ــة ف ــي ح ــال ثب ــوت‬ ‫الجريمــة وتمــت املصادقــة علــى قـرار العقوبــة»‪.‬‬ ‫وش ــهدت الس ــاحة التعليمي ــة ف ــي الجامع ــات‬ ‫العراقية العام الحالي تسجيل ‪ 3‬حاالت تحرش‬ ‫بالطالب ــات الجامعي ــات وابتزازه ــن بش ــرفهن‪،‬‬ ‫فيم ــا اص ــدر القض ــاء العراق ــي عقوب ــات جنائي ــة‬ ‫رادعــة بحــق اثنيــن مــن مرتكبيهــا‪ ،‬فيمــا يواصــل‬ ‫التحقي ــق بالقضي ــة الثالث ــة‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪57 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫تنور الطين هوية كركوكية‬ ‫تخرج من عمق األرض وتطير إلى أوروبا‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫بعد التطورالهائل في مختلف مجاالت الحياة ومنها صناعات ووسائل التي تحتاجها األسرة‬ ‫العر اقية في مفردات حياتها اليومية‪ ،‬إال أن تفاصيل ما زالت تحافظ على أصالتها وتنافس‬ ‫الحداثة بثبات وتفرض وجودها في األسواق املحلية‪ ،‬بل أن بعضها اجتازت الحدود ووصلت‬ ‫إلى أوروبا ودول أخرى‪.‬‬

‫وم ــن ه ــذه الصناع ــات التن ــور الطين ــي املوغ ــل ف ــي‬ ‫ِق ـ ِـدم التاري ــخ العراق ــي حي ــث يع ــد م ــن الوس ــائل‬ ‫املنزلي ــة الت ــي ابتكرته ــا األس ــرة ُقب ــل آالف الس ــنين‬ ‫وال ــذي ال تخل ــو من ــه محافظ ــة وال مدين ــة وال ري ــف‬ ‫ف ــي الب ــاد‪ ،‬وم ــا زال حت ــى الي ــوم يحتف ــظ بش ــكله‬ ‫وامل ــواد الت ــي تدخ ــل ف ــي صناعت ــه‪ ،‬وتمت ــاز محافظ ــة‬ ‫كرك ــوك بتنوره ــا الخ ــاص ال ــذي وج ــد طريق ــه إل ــى‬ ‫خ ــارج الح ــدود‪.‬‬

‫الطين «األحمر الحر ّي»‬ ‫يق ــف س ــرود حس ــين (‪ 25‬عام ـ ًـا) وس ــط أج ـزاء غي ــر‬ ‫مكتمل ــة للتن ــور الطين ــي مصفوف ــة عل ــى األرض‬ ‫بمس ــافات متس ــاوية فيم ــا بينه ــا‪ ،‬وبيدي ــه يمس ــك‬ ‫«أطــوال النايلــون» ليغطــي بهــا تلــك األجـزاء لحمايتهــا‬ ‫م ــن األمط ــار الت ــي هطل ــت وتهط ــل عل ــى كرك ــوك‬ ‫ضم ــن موج ــة ماط ــرة يش ــهدها الع ـراق ب ــدأت نهاي ــة‬ ‫األس ــبوع املا�ض ــي‪.‬‬ ‫ل‬ ‫يق ــو حس ــين ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إن «صناع ــة‬ ‫التن ــور مهن ــة ورثته ــا‬ ‫م ــن أب ــي ال ــذي ورثه ــا‬ ‫ب ــدوره ع ــن أبي ــه فه ــي‬ ‫مهنتن ــا الت ــي توف ــر‬ ‫لن ــا العي ــش الكري ــم‪.‬‬ ‫أن ــا أع ــرف أس ـرارها‬ ‫وكيفي ــة اس ــتخراج‬ ‫مــواد صناعتهــا لنصنــع‬ ‫منه ــا عجين ــة الطي ــن‬ ‫الت ــي تتح ــول إل ــى تن ــور‬ ‫لس ــنوات‬ ‫يصم ــد‬

‫ع ــدة»‪.‬‬ ‫ويبيــن «الســر يكمــن فــي جــودة نوعيــة التـراب األحمــر‬ ‫ال ــذي يس ــمى محلي ـ ًـا (الت ـراب األحم ــر الح ـ ّـري)‪ ،‬فه ــو‬ ‫نوعي ــة تختل ــف ع ــن جمي ــع أن ــواع الت ـراب ونح ــن‬ ‫نع ــرف أي ــن نج ــده وه ــو يمت ــاز بأن ــه كلم ــا تع ــرض‬ ‫للن ــار زادت قوت ــه وجودت ــه بم ــرور الزم ــن»‪.‬‬ ‫ويضي ــف «يأت ــي ه ــذا الت ـراب بالق ــرب م ــن اآلب ــار‬ ‫النفطي ــة إذ يت ــم اس ــتخراجه عن ــد حفره ــا ويك ــون‬ ‫عل ــى عم ــق ع ــدة أمت ــار تح ــت س ــطح األرض‪ ،‬ويق ــوم‬ ‫وس ــطاء بنقل ــه إلين ــا وعنده ــا نب ــدأ العم ــل حي ــث‬ ‫نق ــوم بم ــزج الت ـراب بامل ــاء والق ــش وعجن ــه حت ــى‬ ‫تتجان ــس املكون ــات بعده ــا نض ــع الطي ــن ف ــي أكي ــاس‬ ‫كبي ــرة مل ــدة يومي ــن إل ــى ثالث ــة أي ــام ليختم ــر ويصب ــح‬ ‫جاه ـ ًـزا»‪.‬‬ ‫مراحل العمل‬ ‫ويفص ــل حس ــين مراح ــل العم ــل بالق ــول «املرحل ــة‬ ‫ّ‬ ‫األول ــى تش ــمل بن ــاء الص ــف األول م ــن قب ــل عم ــال‬ ‫التنفي ــذ‪ ،‬يليه ــا الصفي ــن الثان ــي والثال ــث وعنده ــا‬ ‫يتوقــف العامــل حيــن يبلــغ التنــور نصــف ارتفاعــه‪،‬‬ ‫ـوال إل ــى‬ ‫وبع ــد جفاف ــه يت ــم بن ــاء الص ــف الراب ــع وص ـ ً‬ ‫تدوي ــر ف ــم التن ــور ليك ــون جاه ـ ًزا ويبق ــى ف ــي اله ــواء‬ ‫الطل ــق بي ــن يومي ــن إل ــى خمس ــة أي ــام وم ــن ث ــم يت ــم‬ ‫بيعه ــا ألصح ــاب املخاب ــز واملن ــازل»‪.‬‬ ‫أسعار متفاوتة‬ ‫وع ــن األس ــعار يوض ــح حس ــين أن «س ــعر التن ــور‬ ‫ـوال إل ــى ‪100‬‬ ‫الصغي ــر يت ـراوح بي ــن ‪ 20‬دوال ًرا وص ـ ً‬ ‫دوالر أمريك ــي وهن ــاك طل ــب ي ــرد إليه ــا م ــن أصح ــاب‬ ‫األف ـران صناع ــة أحج ــام كبي ــرة بس ــعر ‪ 100‬دوالر»‪.‬‬ ‫إلى أوروبا عبر أربيل‬ ‫وعــن غرائــب العمــل والبيــع والشـراء‪ ،‬يســرد حســين‬ ‫مــا حصــل لــه مــرة «أحــد الزبائــن طلــب منــا صناعــة‬ ‫عشــرة تنانيــر ونغلفهــا بصــورة جيــدة ومــن ثــم نقلهــا‬ ‫إلــى مطــار أربيــل لنقلهــا إلــى الســويد وتــم ذلــك فعـ ًـا‪،‬‬ ‫وصاحــب الطلــب عراقــي مــن محافظــة كركــوك يقيــم‬ ‫ف ــي الس ــويد وكان يري ــد أن يس ــتعملها هن ــاك ضم ــن‬ ‫مشــروع عمــل»‪.‬‬ ‫ماركة كركوكية مسجلة‬ ‫يق ــول محم ــد جعف ــر‪ ،‬أح ــد العاملي ــن ف ــي صناع ــة‬ ‫التن ــور‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «صناع ــة التن ــور مارك ــة‬ ‫كرك ــوك بامتي ــاز وعليه ــا طلب ــات م ــن محافظ ــات‬ ‫الع ـراق وإقلي ــم كوردس ــتان‪ ،‬واملحافظ ــة تنت ــج أكث ــر‬ ‫ـنويا والع ــدد ي ــزداد كلم ــا زاد‬ ‫م ــن ‪ 10‬آالف تن ــور س ـ ً‬ ‫الطل ــب عليه ــا أكث ــر م ــن قب ــل األهال ــي وأصح ــاب‬ ‫األف ــران»‪.‬‬ ‫ويضي ــف «صناع ــة التن ــور تط ــورت أيض ـ ًـا ملواكب ــة‬ ‫التطــور الحاصــل فــي مختلــف نواحــي الحيــاة‪ ،‬فهنــاك‬ ‫نــوع مــن التنــور يكــون الطيــن ومغلــف بالحديــد تتــم‬ ‫صناعتــه حســب الطلــب ويعمــل بالغــاز أو الحطــب‬ ‫أو النف ــط األبي ــض ونح ــن نراع ــي ش ــروط الس ــامة‬ ‫واألمــان فــي صناعــة هــذا التنــور»‪.‬‬


‫‪58‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪59 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الفالحون يعتزمون ترك بساتينهم بسبب «المستورد»‬

‫أشهر فواكه ديالى مهددة بالزوال‪..‬‬ ‫فيلي‪:‬‬ ‫مع ذروة موسم جني وتسويق محصول‬ ‫الرمان في محافظة ديالى‪ ،‬يشكو‬ ‫املزارعون من تضررمحاصيلهم وتدني‬ ‫أسعارها نتيجة منافسة املنتجات‬ ‫املستوردة وضعف الدعم الحكومي‪،‬‬ ‫فيما حذروا من احتمال زوال غابات‬ ‫الرمان الشهيرة على ضفاف نهرديالى‪.‬‬

‫«الوضع في القضاء كما‬ ‫هو يعني زوال البساتين‬ ‫واندثارها مع أشجارها‬ ‫التي يعتبرها الفالحون‬ ‫كل شيء بالنسبة إليهم‬ ‫جراء بذل جهود جبارة‬ ‫للعناية بها على مدى‬ ‫عقود»‬

‫«خالل آخر ثالث مواسم‪،‬‬ ‫بدأت بساتين الرمان‬ ‫تواجه مشاكل كبيرة‬ ‫مع قلة المياه واغراق‬ ‫األسواق بالمحاصيل‬ ‫المستوردة التي تؤثر على‬ ‫المحصول المحلي»‪.‬‬

‫ويق ــول عب ــدهللا الع ـزاوي‪ ،‬م ـزارع م ــن قض ــاء‬ ‫املقدادي ــة‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «رم ــان ديال ــى‪،‬‬ ‫وتحدي ـ ًـدا ف ــي البس ــاتين املحاذي ــة لنه ــر ديال ــى ف ــي‬ ‫ـوال إل ــى بل ــدة ش ــروين‪،‬‬ ‫قض ــاء املقدادي ــة وص ـ ً‬ ‫لطاملــا كان لــه شــهرة بســبب جودتــه ولذتــه‪ ،‬لكــن‬ ‫الي ــوم الثم ــار جاف ــة وفق ــدت طعمه ــا ‹الحل ــو›‬ ‫بس ــبب الجف ــاف وقل ــة املي ــاه‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن‬ ‫منافس ــة املس ــتورد الس ــيما اإليران ــي واملص ــري‬ ‫واليمن ــي»‪.‬‬ ‫ويضي ــف الع ـزاوي أن «الكثي ــر م ــن املزارعي ــن‬ ‫يعتم ــدون اآلن عل ــى اآلب ــار بس ــبب قل ــة‬ ‫مناســيب نهــر ديالــى‪ ،‬ممــا أثــر بشــكل كبيــر علــى‬ ‫ج ــودة الثم ــار»‪ ،‬مش ـ ًـيرا إل ــى أن «تراج ــع ج ــودة‬ ‫املحص ــول أدى إل ــى خف ــض أس ــعاره إل ــى ‪250‬‬ ‫دين ـ ًـارا للكيلوغ ـرام الواح ــد‪ ،‬بينم ــا يص ــل س ــعر‬ ‫املس ــتورد إل ــى ‪ 2000-1500‬دين ــار»‪.‬‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬أوض ــح امل ـزارع عم ــر الجب ــوري‪،‬‬ ‫م ــن أهال ــي ش ــروين‪ ،‬أن «زراع ــة الرم ــان ل ــم‬ ‫تع ــد تحق ــق الج ــدوى االقتصادي ــة للفالحي ــن‪،‬‬ ‫رغ ــم املتاع ــب العدي ــدة خ ــال موس ــم الزراع ــة‬ ‫والعناي ــة‪ ،‬وتكالي ــف الجن ــي والنق ــل وش ـراء‬ ‫األس ــمدة الت ــي يبل ــغ س ــعر الط ــن منه ــا قراب ــة‬ ‫ملي ــون دين ــار وأكث ــر»‪.‬‬ ‫ويش ــير الجب ــوري إل ــى أن «مس ــاحات بس ــاتين‬

‫الرم ــان ومختل ــف أن ــواع الفواك ــه األخ ــرى‬ ‫تراجع ــت إل ــى النص ــف أو أق ــل ف ــي مناطقن ــا‬ ‫بس ــبب ضع ــف الدع ــم الحكوم ــي وع ــدم توفي ــر‬ ‫األســمدة واملبيــدات بأســعار رخيصــة ومالئمــة»‪.‬‬ ‫وين ــوه ال ــى أن «بع ــض املزارعي ــن ق ــد لج ــأوا إل ــى‬ ‫ت ــرك بس ــاتينهم والتوج ــه إل ــى مه ــن أخ ــرى أو‬ ‫اض س ــكنية أو مش ــاريع‬ ‫بيعه ــا وتحويله ــا إل ــى أر ٍ‬ ‫أكث ــر فائ ــدة»‪.‬‬ ‫وتاب ــع الجب ــوري‪« :‬قل ــة األس ــعار تدفعن ــا ع ــادة‬ ‫إل ــى إع ــادة ش ــحنات املحص ــول إل ــى البس ــاتين أو‬ ‫تأجيــل بيعهــا بســبب قلــة األســعار التــي يدفعهــا‬ ‫التجــار‪ ،‬مــا يخلــق موجــة غضــب بيــن املزارعيــن‪.‬‬ ‫إذ كن ــا نبي ــع الش ــحنة الواح ــدة بملي ــون دين ــار‪،‬‬ ‫لك ــن اآلن نبي ــع ش ــحنتين أو ث ــاث ش ــحنات‬ ‫بملي ــون دين ــار»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد الجب ــوري أن «الوض ــع ف ــي القض ــاء‬ ‫كم ــا ه ــو يعن ــي زوال البس ــاتين واندثاره ــا م ــع‬ ‫أش ــجارها الت ــي يعتبره ــا الفالح ــون كل �ش ــيء‬ ‫بالنســبة إليهــم ج ـراء بــذل جهــود جبــارة للعنايــة‬ ‫به ــا عل ــى م ــدى عق ــود»‪ .‬وطال ــب الحكوم ــة‬

‫بـ»التدخ ــل العاج ــل وتقلي ــل كمي ــات االس ــتيراد‬ ‫لتوفي ــر ف ــرص تس ــويق للمنت ــج املحل ــي ودع ــم‬ ‫الفالحي ــن بأس ــمدة ومبي ــدات حش ــرية»‪.‬‬ ‫وفــي ســياق متصــل‪ ،‬ذكــر امل ـزارع حافــظ محمــد‬ ‫أن «غاب ــات الرم ــان كان ــت قب ــل ع ــام ‪2006‬‬ ‫عام ــرة وتنت ــج آالف األطن ــان‪ ،‬لك ــن األح ــداث‬ ‫األمنيــة فــي فتــرة الطائفيــة وتبعهــا أحــداث ‪2014‬‬ ‫والتهجي ــر تس ــببت بتح ــول مس ــاحات شاس ــعة‬ ‫إل ــى فح ــم»‪.‬‬ ‫وأض ــاف أن «املزارعي ــن حاول ــوا إحي ــاء ع ــدد‬ ‫كبي ــر م ــن البس ــاتين بع ــد التحري ــر‪ ،‬وبالفع ــل‬ ‫الحظنــا نمــو اإلنتــاج‪ ،‬الســيما خــال عــام ‪2019‬‬ ‫م ــع توف ــر مي ــاه وأمط ــار كافي ــة»‪.‬‬ ‫ويوضــح محمــد أنــه «خــال آخــر ثــاث مواســم‪،‬‬ ‫ب ــدأت بس ــاتين الرم ــان تواج ــه مش ــاكل كبي ــرة‬ ‫م ــع قل ــة املي ــاه واغ ـراق األس ــواق باملحاصي ــل‬ ‫املس ــتوردة الت ــي تؤث ــر عل ــى املحص ــول املحل ــي»‪.‬‬ ‫م ــن جهته ــا‪ ،‬أك ــدت مديري ــة زراع ــة محافظ ــة‬ ‫ديال ــى تراج ــع إنت ــاج محص ــول الرم ــان مؤخ ـ ًـرا‬ ‫ألس ــباب ع ــدة م ــن بينه ــا قل ــة اإلدام ــة م ــن قب ــل‬

‫الفالحيــن وعــدم توفــر ميــاه كافيــة‪ ،‬فضـ ًـا عــن‬ ‫تجريــف مســاحات كبيــرة مــن الغابــات الخاصــة‬ ‫بأش ــجار الرم ــان‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى العملي ــات‬ ‫اإلرهابي ــة والعس ــكرية‪.‬‬ ‫ويق ــول املتح ــدث باس ــم زراع ــة ديال ــى‪ ،‬محم ــد‬ ‫املن ــدالوي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «مس ــاحات‬ ‫األرا�ض ــي املزروع ــة بالرم ــان ف ــي مناط ــق ش ــمال‬ ‫املقدادي ــة واملنصوري ــة تق ــدر بنح ــو ‪ 10‬آالف‬ ‫دون ــم‪ ،‬وكان اإلنت ــاج يص ــل إل ــى ‪6000-5000‬‬ ‫طــن سـ ً‬ ‫ـنويا‪ ،‬لكــن املتوقــع هــذا العــام يتـراوح بيــن‬ ‫‪ 4500-4000‬ط ــن»‪.‬‬ ‫ويضيــف املنــدالوي أن «العمليــات اإلرهابيــة فــي‬ ‫تلــك املناطــق وقلــة امليــاه ورخــص أســعار املنتــج‬ ‫املحل ــي م ــن أه ــم األس ــباب الت ــي أدت إل ــى تض ــرر‬ ‫املحصــول‪ ،‬خاصــة وأن أشــجار الرمــان تحتــاج‬ ‫إلــى ســنوات للتعافــي»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد أن «مديري ــة زراع ــة ديال ــى لديه ــا خط ــة‬ ‫م ــن أج ــل دع ــم وتش ــجيع الفالحي ــن لزي ــادة‬ ‫املس ــاحات املزروع ــة واملحص ــول م ــن خ ــال‬ ‫توفي ــر االحتياج ــات الالزم ــة للف ــاح»‪.‬‬


‫‪60‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪61 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫نظرة متشائمة حول‬ ‫سر الحياة في العراق‬ ‫خالل ‪2025‬‬ ‫وق ــال املخت ــار‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «ال�ش ــيء‬ ‫املف ــرح وج ــود خزي ــن مائ ــي بح ــدود ‪ 15‬ملي ــار‬ ‫مت ــر مكع ــب‪ ،‬وال زال ــت اإلي ـرادات تأت ــي م ــن‬ ‫تركي ــا عل ــى نه ــر دجل ــة‪ ،‬كم ــا يالح ــظ هن ــاك‬ ‫زي ــادة ف ــي اإلي ـرادات عل ــى نه ــر الف ـرات وه ــذا‬ ‫تطــور جيــد لوضــع الفـرات‪ ،‬ونأمــل اســتمراره‬ ‫رغ ــم الجف ــاف وش ــحة األمط ــار»‪.‬‬ ‫ورج ــح املخت ــار‪ ،‬أن «الوض ــع املائ ــي له ــذا‬ ‫الش ــتاء واملوس ــم الصيف ــي املقب ــل س ــيكون‬ ‫مطمئن ـ ًـا‪ ،‬لك ــن بانتظ ــار أمط ــار غزي ــرة أس ــوة‬ ‫بالش ــتاء املا�ض ــي الت ــي وصل ــت إيرادات ــه أكث ــر‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫وصل العراق إلى نهاية شهر‬ ‫تشرين الثاني‪ ،‬لكن إلى‬ ‫اآلن ما تزال األمطارقليلة‪،‬‬ ‫خطيرا»‪،‬‬ ‫«تطورا‬ ‫وهذا يعد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بحسب الخبيرفي مجال‬ ‫املياه‪ ،‬عادل املختار‪.‬‬

‫م ــن ‪ 50‬ملي ــار مت ــر مكع ــب وتم ــت زراع ــة‬ ‫مس ــاحات كبي ــرة‪ ،‬لذل ــك نأم ــل أن تك ــون‬ ‫أمطــار املوســم الشــتوي غزيــرة لتالفــي جفــاف‬ ‫فص ــل الصي ــف املقب ــل»‪.‬‬ ‫ويعان ــي الع ـراق م ــن ش ــح ف ــي املي ــاه من ــذ‬ ‫تس ــعينيات الق ــرن املا�ض ــي بس ــبب «ح ــرب‬ ‫املي ــاه» الت ــي تش ــنها دول املنب ــع‪ ،‬إل ــى جان ــب‬ ‫قل ــة هط ــول األمط ــار والثل ــوج م ــا أدى إل ــى‬ ‫تناقــص الخزيــن املائــي فــي الســدود والبحيـرات‬ ‫والخزان ــات املائي ــة ف ــي الب ــاد‪.‬‬ ‫وبلغ ــت األزم ــة ذروته ــا ف ــي الس ــنوات األرب ــع‬

‫األخي ــرة حت ــى ض ــرب الجف ــاف نه ــر ّي دجل ــة‬ ‫والف ـرات وأدى إل ــى ظه ــور ق ــاع النه ــر ف ــي‬ ‫بع ــض املناط ــق وتراج ــع مس ــاحات واس ــعة‬ ‫م ــن األه ــوار واملس ــطحات املائي ــة‪ ،‬ونت ــج عن ــه‬ ‫نف ــوق أع ــداد كبي ــرة م ــن املوا�ش ــي وانحس ــار‬ ‫كبي ــر ف ــي املس ــاحات الزراعي ــة‪.‬‬ ‫لكــن املتحــدث باســم وزارة الزراعــة العراقيــة‪،‬‬ ‫محم ــد الخزاع ــي‪ ،‬رأى أن «كمي ــات األمط ــار‬ ‫له ــذا املوس ــم ال ب ــأس به ــا‪ ،‬وأن الخط ــة‬ ‫الش ــتوية الت ــي ُأق ــرت تم ــت املباش ــرة به ــا‪ ،‬وال‬ ‫يوج ــد فيه ــا تقلي ــص أو زي ــادة»‪.‬‬

‫ونبــه الخزاعــي‪ ،‬خــال حديثــه للوكالــة‪ ،‬إلــى أن‬ ‫«مجمــوع الخطــة الشــتوية ملحصــول الحنطــة‬ ‫‪ 4‬ماليي ــن و‪ 800‬أل ــف دون ــم بي ــن س ــيحي‬ ‫وأرا�ضــي صحراويــة‪ ،‬ومليــون و‪ 50‬ألــف دونــم‬ ‫بس ــاتين‪ ،‬و‪ 200‬أل ــف دون ــم ش ــعير»‪.‬‬ ‫وتعتم ــد مص ــادر املي ــاه ف ــي الع ـراق عل ــى‬ ‫ذوب ــان الثل ــوج وعل ــى األمط ــار املتس ــاقطة ف ــي‬ ‫ح ــوض النه ــر ف ــي دول املنب ــع املش ــاركة املائي ــة‬ ‫(تركي ــا وإي ـران)‪ ،‬وف ــق الخبي ــر املائ ــي‪ ،‬تحس ــين‬ ‫املوس ــوي ‪.‬‬ ‫ولف ــت املوس ــوي‪ ،‬خ ــال حديث ــه للوكال ــة‪،‬‬ ‫إل ــى أن «الع ـراق يعي ــش حالي ـ ًـا مرحل ــة الفق ــر‬ ‫املائ ــي‪ ،‬والتوقع ــات تش ــير إل ــى انحس ــار أكث ــر‬ ‫م ــن ‪ 30‬باملائ ــة م ــن األمط ــار املتس ــاقطة ف ــي‬ ‫ح ــوض دول املنب ــع خ ــال ع ــام ‪ ،2025‬وه ــذا‬ ‫يعن ــي أن موج ــة الجف ــاف ستس ــتمر»‪.‬‬ ‫وأوضــح أن «العـراق فــي مرحلــة حرجــة لالجهــاد‬ ‫املائ ــي للموس ــم الخام ــس عل ــى التوال ــي‪ ،‬حي ــث‬ ‫إن ال ــواردات الت ــي تص ــل م ــن دول املنب ــع ال‬ ‫تكف ــي لالس ــتهالك لذل ــك يالح ــظ تقلي ــص‬ ‫الخط ــة الش ــتوية‪ ،‬ف ــي ظ ــل وج ــود ضغ ــط‬ ‫ش ــعبي م ــن قب ــل الفالحي ــن واملزارعي ــن عل ــى‬ ‫وزارة امل ــوارد املائي ــة‪ ،‬وإل ــى جان ــب الضغ ــط‬ ‫الش ــعبي هن ــاك ضغ ــط سيا�س ــي وص ـراع بي ــن‬

‫عادل المختار‬

‫الخبيرفي مجال املياه‬

‫عامر الجابري‬

‫مدي ــر إع ــام هيئ ــة األن ــواء‬ ‫الجوي ــة العراقي ــة‬

‫املحافظ ــات املتض ــررة»‪.‬‬ ‫ورأى املوس ــوي‪ ،‬أن «الع ـراق ل ــم يص ــل إل ــى‬ ‫حلــول اســتراتيجية لحــد اآلن‪ ،‬بــل كل الحلــول‬ ‫الحاليــة هــي آنيــة ووقتيــة وهــذه بــدأت تتحــول‬ ‫عق ــد املش ــهد وزاد‬ ‫إل ــى خط ــط اس ــتراتيجية م ــا ّ‬ ‫م ــن مش ــاكل املي ــاه‪ ،‬ورغ ــم كل التحذي ـرات‬ ‫الدولي ــة ف ــي ظ ــل التغي ــر املناخ ــي والتصح ــر‬ ‫ـوال بــل تعتمــد‬ ‫لكــن الحكومــة لــم تجــد لهــا حلـ ً‬ ‫عل ــى حل ــول الس ــماء»‪.‬‬ ‫وع ــن األمط ــار املتوقع ــة له ــذا املوس ــم‪ ،‬بي ــن‬ ‫مدي ــر إع ــام هيئ ــة األن ــواء الجوي ــة العراقي ــة‪،‬‬ ‫عام ــر الجاب ــري‪ ،‬أن «األمط ــار الخفيف ــة‬ ‫واملتوس ــطة ع ــادة تب ــدأ بداي ــة ش ــهر تش ــرين‬ ‫الثان ــي‪ ،‬لك ــن ف ــي بع ــض األحي ــان يحص ــل‬ ‫ضعــف فــي املنخفضــات الجويــة مــا يــؤدي إلــى‬ ‫تراج ــع نس ــب األمط ــار»‪.‬‬ ‫وأض ــاف الجاب ــري‪ ،‬خ ــال حديث ــه ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن «الع ـراق يتأث ــر حالي ـ ًـا بمنخف ــض‬ ‫ضئي ــل ش ــرق البح ــر املتوس ــط وه ــذا يحم ــل‬ ‫أمط ــا ًرا خفيف ــة‪ ،‬لك ــن نأم ــل أن تك ــون أمط ــار‬ ‫ه ــذا املوس ــم وف ــق املع ــدالت العام ــة»‪.‬‬

‫وكان ــت وزارة امل ــوارد املائي ــة العراقي ــة‪ ،‬أعلن ــت‬ ‫فــي آب ‪ ،2024‬إب ـرام عقــد مــع ائتــاف شــركتي‬ ‫هايدرونوف ــا اإليطالي ــة والكونك ــورد األردني ــة‬ ‫لغ ــرض «تأمي ــن مس ــتقبل مائ ــي مس ــتدام‬ ‫وتطوي ــر أنظم ــة ال ــري ومعالج ــة تأثي ــر التغي ــر‬ ‫املناخ ــي عل ــى األنه ــار»‪ ،‬دون الكش ــف ع ــن‬ ‫كلفت ــه املالي ــة‪.‬‬ ‫وف ــي تم ــوز ‪ ،2024‬أطلق ــت األم ــم املتح ــدة ف ــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬بالش ـراكة م ــع وزارة امل ــوارد املائي ــة‬ ‫العراقي ــة حمل ــة مهم ــة تح ــت ش ــعار «امل ــاء‬ ‫حي ــاة» ملواجه ــة أزم ــة املي ــاه الح ــادة الت ــي‬ ‫تواج ــه الع ـراق‪.‬‬ ‫ووفق بيان لألمم املتحدة‪ ،‬ورد للوكالة حينها‪،‬‬ ‫ته ــدف حمل ــة التوعي ــة‪ ،‬الت ــي تس ــتمر لع ــام‬ ‫كامــل وتحمــل عنــوان «املــاء حيــاة ‪ -‬كل قطــرة‬ ‫مهم ــة»‪ ،‬إل ــى رف ــع وع ــي املواطني ــن العراقيي ــن‬ ‫بالوض ــع الح ــرج ال ــذي تم ــر ب ــه موارده ــم‬ ‫املائي ــة‪ ،‬وتعزي ــز ش ــعورهم باملس ــؤولية‬ ‫للتخفي ــف م ــن ح ــدة ه ــذه األزم ــة‪.‬‬ ‫وســتنظم حملــة «املــاء حيــاة» مــن خــال أربــع‬ ‫مراح ــل خ ــال الع ــام املقب ــل؛ حي ــث س ــتركز‬ ‫املرحلــة األولــى علــى رفــع مســتوى الوعــي حــول‬ ‫أزم ــة املي ــاه وآث ــار تغي ــر املن ــاخ‪ ،‬أم ــا املرحل ــة‬ ‫التالي ــة فس ــيتم خالله ــا التعري ــف بالالعبي ــن‬ ‫الرئيس ــيين املش ــاركين ف ــي إدارة م ــوارد املي ــاه‬ ‫ف ــي الع ـراق‪ ،‬وتعزي ــز الش ــعور باملس ــؤولية‬ ‫والتع ــاون‪.‬‬ ‫وســتعرض املرحلــة الثالثــة املشــاريع والجهــود‬ ‫الحالي ــة الت ــي تبذله ــا الحكوم ــة العراقي ــة‬ ‫ووكاالت األم ــم املتح ــدة‪ ،‬م ــع تس ــليط الض ــوء‬ ‫عل ــى النجاح ــات واملب ــادرات الجاري ــة‪ .‬أم ــا‬ ‫املرحل ــة النهائي ــة فس ــتنظر نح ــو املس ــتقبل‪،‬‬ ‫وتح ـ ّـدد الخط ــط واالس ــتراتيجيات ملواصل ــة‬ ‫معالج ــة أزم ــة املي ــاه وتس ــليط الض ــوء عل ــى‬ ‫مشــاركة العـراق فــي املحافــل الدوليــة والجهــود‬ ‫املبذول ــة لتأمي ــن الدع ــم والتموي ــل ملش ــاريع‬ ‫املي ــاه‪ ،‬بحس ــب البي ــان‪.‬‬ ‫وأك ــد البي ــان أن حمل ــة «امل ــاء حي ــاة» تمث ــل‬ ‫ـدا تقــوم بــه وكاالت األمــم املتحــدة‬ ‫ـدا موحـ ً‬ ‫«جهـ ً‬ ‫والحكومــة العراقيــة ملعالجــة واحــدة مــن أكثــر‬ ‫القضاي ــا الت ــي تواج ــه الب ــاد إلحاح ـ ًـا‪ ،‬ويمك ــن‬ ‫م ــن خ ــال ه ــذه الحمل ــة تحقي ــق تق ــدم كبي ــر‬ ‫ف ــي الحف ــاظ عل ــى املي ــاه وإدارته ــا‪ ،‬بم ــا يضم ــن‬ ‫ـتقبل مس ــتدام وأفض ــل لجمي ــع‬ ‫تحقي ــق مس ـ ٍ‬ ‫العراقيي ــن‬


‫‪62‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪63 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫متاهة احتيالية‪..‬‬

‫مجلة «فيلي» تكشف عن ملفات‬ ‫شائكة تبتلع جيوب العراقيين‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫كشف مصدرحكومي مطلع‪ ،‬عن ملف فساد مالي يتعلق بجباية أجوراستهالك‬ ‫الطاقة من الفنادق واملوالت وغيرها من املجمعات التجارية والترفيهية في العاصمة‬ ‫مؤكدا أن وزارة‬ ‫شهريا عبر«ثغرات إدارية»‪،‬‬ ‫بغداد‪ ،‬حيث يتم هدرمليارات الدنانير‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الكهرباء اكتشفت خالل الشهراملنصرم أحد تلك امللفات‪.‬‬

‫املص ــدر أطل ــع مجل ــة «فيل ــي» عل ــى وثائ ــق‬ ‫تتعل ــق باملل ــف األخي ــر ال ــذي اكتش ــفته وزارة‬ ‫ـدا أن ــه «أنم ــوذج واح ــد ع ــن‬ ‫الكهرب ــاء‪ ،‬مؤك ـ ً‬ ‫ملف ــات أخ ــرى ف ــي الص ــدد نفس ــه»‪ ،‬إال أن ــه‬ ‫اش ــترط ع ــدم نش ــر الوثائ ــق ملحاذي ــر خ ــاص‪.‬‬ ‫«الحيتان والرؤوس الكبيرة»‬ ‫وف ــي التفاصي ــل يق ــول إن «الفس ــاد املال ــي‬ ‫ف ــي جباي ــة أج ــور اس ــتهالك الكهرب ــاء كبي ــر‬ ‫ـدا واملتورط ــون به ــا رؤوس كبي ــرة وحيت ــان‬ ‫جـ ً‬ ‫تس ــندهم جه ــات سياس ــية‪ ،‬إال أنه ــا تك ــون‬ ‫عبــر سلســلة تبــدأ مــن موظفيــن صغــار‪ ،‬لكــن‬ ‫ه ــؤالء واجه ــة مل ــن ه ــو أكب ــر منه ــم وف ــي ح ــال‬ ‫الكشــف عــن أحــد امللفــات بطريقــة مــا يكــون‬ ‫ه ــؤالء كب ــش ف ــداء لك ــن بعقوب ــات إداري ــة‬ ‫ال تتناس ــب م ــع حج ــم الفس ــاد»‪ ،‬عل ــى ح ــد‬ ‫تعبي ــره‪.‬‬ ‫ويوض ــح «مل ــف الفس ــاد األخي ــر ف ــي جباي ــة‬ ‫األجــور وبعــد كشــفه مــن أحــد أعضــاء مجلــس‬ ‫الن ــواب‪ ،‬وق ــع املس ــؤولون ف ــي وزارة الكهرب ــاء‬ ‫بح ــرج وكان الب ــد م ــن اتخ ــاذ إج ـراء للتغطي ــة‬

‫علــى األمــر‪ ،‬لذلــك صــدرت عقوبــات باإلعفــاء‬ ‫مــن املنصــب والنقــل مــن دائــرة إلــى أخــرى‪ ،‬فــي‬ ‫حي ــن أن ــه مل ــف اخت ــاس أو عل ــى أق ــل تقدي ــر‬ ‫هــدر للمــال العــام مــن املفتــرض أن ُيحــال إلــى‬ ‫هيئ ــة النزاه ــة للب ــت في ــه»‪.‬‬ ‫ـدا لكيفي ــة‬ ‫ويق ــدم املص ــدر الحكوم ــي تمهي ـ ً‬ ‫احتســاب اســتهالك أجــور الطاقــة الكهربائيــة‬ ‫وفق ـ ًـا مل ــا ت ــم إق ـراره ف ــي حكوم ــة رئي ــس ال ــوزراء‬ ‫موضحا «تم تقســيم‬ ‫األســبق حيدر العبادي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أج ــور االس ــتهالك عل ــى خمس ــة أقس ــام‪،‬‬ ‫املنزل ــي‪ ،‬التج ــاري‪ ،‬الصناع ــي‪ ،‬الزراع ــي‪،‬‬ ‫الحكوم ــي‪ ،‬ول ــكل فئ ــة أجوره ــا املختلف ــة ع ــن‬ ‫غيرهــا وأدناهــا تكلفــة املنزلــي وهــو مقســم ألربــع‬ ‫فئ ــات‪ ،‬الفئ ــة األول ــى ‪ 10‬دناني ــر ل ــكل وح ــدة‬ ‫(الوحــدة هــي مقــدار قيــاس اســتهالكي)‪ ،‬الفئــة‬ ‫الثانيــة ‪ 35‬دينــا ًرا (أي إذا كان املنــزل يســتهلك‬ ‫أكث ــر م ــن وح ــدة اس ــتهالكية)‪ ،‬الفئ ــة الثالث ــة‬ ‫‪ 80‬دين ــا ًرا (املن ــزل يس ــتهلك ث ــاث وح ــدات‬ ‫اس ــتهالكية)‪ ،‬الفئ ــة الرابع ــة ‪ 120‬دين ــا ًرا‬ ‫(املن ــزل يس ــتهلك أرب ــع وح ــدات اس ــتهالكية)»‪.‬‬

‫ويعقــب املصــدر علــى ذلــك بالقــول «واهــم مــن‬ ‫يظــن أن أجــور اســتهالك الكهربــاء فــي الع ـراق‬ ‫منخفض ــة‪ ،‬ب ــل ه ــي ضم ــن األج ــور املرتفع ــة‬ ‫إن ل ــم تك ــن ضم ــن األعل ــى ارتفاع ـ ًـا ف ــي دول‬ ‫املنطقــة‪ ،‬فالعائلــة التــي تشــغل ثالثــة أو أربعــة‬ ‫أجه ــزة تبري ــد ف ــي الصي ــف أجره ــا ال يق ــل ع ــن‬ ‫ـهريا‪ ،‬أمــا فــي ذروة اشــتداد‬ ‫‪ 200‬ألــف دينــار شـ ً‬ ‫درج ــات الح ـرارة‪ ،‬أو عن ــد اس ــتخدام أجه ــزة‬ ‫تدفئ ــة متع ــددة أو طب ــاخ كهربائ ــي فاألج ــور‬ ‫تتضاع ــف‪ ،‬لك ــن الن ــاس ال يعرف ــون ذل ــك‪،‬‬ ‫ولذل ــك الكثي ــر م ــن العوائ ــل تتفاج ــأ بأج ــور‬ ‫مرتفع ــة ف ــي املناط ــق واملجمع ــات الس ــكنية‬ ‫الت ــي ال تعتم ــد عل ــى املول ــدات الكهربائي ــة»‪.‬‬ ‫«املعصومون» من أجور االستهالك‬ ‫وبالع ــودة إل ــى مل ــف الفس ــاد األخي ــر‪ ،‬يبي ــن‬ ‫املص ــدر «أح ــداث املل ــف ت ــدور ف ــي الش ــركة‬ ‫العام ــة لتوزي ــع كهرب ــاء بغ ــداد‪ /‬ف ــرع توزي ــع‬ ‫كهرب ــاء الرصاف ــة‪ ،‬حي ــث أن بع ــض الفن ــادق‬ ‫والت ــي تدخ ــل ضم ــن قس ــم االس ــتهالك‬ ‫التج ــاري ل ــم تس ــدد أج ــور الكهرب ــاء من ــذ‬

‫س ــنوات‪ ،‬لك ــن تم ــت تس ــوية أج ــور أحده ــا‬ ‫بطريق ــة احتيالي ــة»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع «أح ــد الفن ــادق الش ــهيرة ف ــي منطق ــة‬ ‫الك ـرادة وس ــط العاصم ــة بغ ــداد ق ــام‬ ‫بتســديد مــا عليــه مــن أجــور اســتهالك بشــكل‬ ‫أصولــي‪ ،‬لكــن مــا حــدث وتــم اكتشــافه الحقـ ًـا‬ ‫أن األج ــور الت ــي س ــددتها إدارة الفن ــدق ت ــم‬ ‫تس ــجيلها باس ــم فن ــدق آخ ــر ال يبع ــد س ــوى‬ ‫ـدا ع ــن الفن ــدق املس ــدد ال ــذي‬ ‫كيلومت ـ ًرا واح ـ ً‬ ‫فوجئ ــت إدارت ــه بقائم ــة اس ــتهالك جدي ــدة‬ ‫جاءته ــا وفيه ــا دي ــون س ــابقة ه ــي كان ــت ق ــد‬ ‫س ــددتها أص ـ ًـا‪ ،‬لك ــن ت ــم تس ــجيلها باس ــم‬ ‫الفن ــدق اآلخ ــر»‪.‬‬ ‫وينب ــه إل ــى أن «جمي ــع الفن ــادق ف ــي بغ ــداد‬ ‫ملكيتها مختلطة بين الحكومة واملســتثمرين‪،‬‬ ‫أي أنه ــا فن ــادق أهلي ــة وللحكوم ــة حص ــة‬ ‫مح ــدودة فيه ــا‪ ،‬وأج ــور اس ــتهالكها للكهرب ــاء‬ ‫ملياري ــة»‪ ،‬عل ــى ح ــد وصف ــه‪.‬‬ ‫ويش ــير املص ــدر إل ــى أن ــه ضم ــن املل ــف أيض ـ ًـا‬ ‫والوثائ ــق الت ــي اطلع ــت عليه ــا مجل ــة «فيل ــي»‬

‫«أح ــد امل ــوالت وس ــط بغ ــداد ت ــم تس ــجيله‬ ‫عط ــل أو كم ــا يس ــطلحون علي ــه‬ ‫كحس ــاب ُم ّ‬ ‫وظيفي ـ ًـا ف ــي وزارة الكهرب ــاء (‪ 3‬تس ــعات) والت ــي‬ ‫تعنــى أن خطــأ فنيـ ًـا حصــل مــن قبــل موظــف‬ ‫إدخ ــال البيان ــات أثن ــاء عملي ــة (التثقي ــب‬

‫المصدر الحكومي ‪:‬‬ ‫«أحد الموالت وسط بغداد تم‬ ‫مُعطل أو كما‬ ‫تسجيله كحساب ّ‬ ‫يسطلحون عليه وظيفياً في‬ ‫وزارة الكهرباء (‪ 3‬تسعات) والتي‬ ‫تعنى أن خطأ فنياً حصل من‬ ‫قبل موظف إدخال البيانات»‪.‬‬

‫المُعطل‬ ‫«صاحب الحساب‬ ‫ّ‬ ‫ال يسدد أي أجور طوال هذه‬ ‫الفترة وحين يتم اكتشافه‬ ‫من قبل الجهة المعنية يتم‬ ‫عمل ما يسمى (تسوية)»‪.‬‬

‫والترحي ــل) وه ــي عملي ــة تس ــجيل البيان ــات‬ ‫الخاص ــة بالوح ــدة املنزلي ــة أو التجاري ــة أو‬ ‫الصناعيــة أو الزراعيــة أو الحكوميــة بخــاف‬ ‫م ــا موج ــود ف ــي قاع ــدة البيان ــات األساس ــية‬ ‫املحفوظــة لــدى شــركة توزيــع كهربــاء بغــداد‪،‬‬ ‫وبالتال ــي يك ــون هن ــاك تض ــارب ف ــي البيان ــات‬ ‫ويتوق ــف تس ــجيل أج ــور االس ــتهالك له ــذا‬ ‫الحس ــاب»‪.‬‬ ‫ويوض ــح «إص ــاح خل ــل وظيف ــي أم ــر ف ــي‬ ‫غاي ــة الس ــهولة وخصوص ـ ًـا إذا كان ــت قاع ــدة‬ ‫البيان ــات متوف ــرة ومحفوظ ــة لك ــن املش ــكلة‬ ‫أن ه ــذا اإلص ــاح ال ــذي م ــن املفت ــرض أن ــه ال‬ ‫يس ــتغرق س ــوى دقائ ــق أو س ــاعات أو حت ــى‬ ‫أي ــام‪ ،‬يط ــول إل ــى أش ــهر وس ــنوات‪ ،‬وبالتال ــي‬ ‫عط ــل ال يس ــدد‬ ‫ف ــإن صاح ــب الحس ــاب ُامل ّ‬ ‫أي أج ــور ط ــوال ه ــذه الفت ــرة وحي ــن يت ــم‬ ‫اكتش ــافه م ــن قب ــل مس ــؤول أو جه ــة رقابي ــة‬ ‫تق ــوم الجه ــة املعني ــة املتمثل ــة بش ــركة بغ ــداد‬ ‫الرصاف ــة أو الك ــرخ أو وزارة الكهرب ــاء بعم ــل‬ ‫م ــا يس ــمى (تس ــوية) وتش ــكيل لجن ــة أو حت ــى‬ ‫قي ــام مدي ــر قس ــم املبيع ــات بافت ـراض رق ــم‬ ‫تقديــري ألجــور االســتهالك التــي هــي فــي العــادة‬ ‫تك ــون بملي ــارات الدناني ــر لك ــن تت ــم التس ــوية‬


‫‪64‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪65 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫ببضع ــة ماليي ــن م ــن الدناني ــر وينته ــى األم ــر‪،‬‬ ‫ه ــذا ف ــي ح ــال ت ــم اكتش ــافه»‪.‬‬ ‫ق‬ ‫وبعــد متاهــة األرقــام هــذه والطــر االحتياليــة‬ ‫والتالعــب بمقــدرات الدولــة وإيراداتهــا املاليــة‬ ‫والت ــي تح ــاول الحكوم ــة الحالي ــة تعظيمه ــا‬ ‫وتنويعه ــا للتخل ــص م ــن «عبودي ــة النف ــط»‪،‬‬ ‫خصوصـ ًـا بعــد أن وصلــت إلــى مراحــل خطيــرة‬ ‫من ــذ م ــا يق ــارب العش ــر س ــنوات بس ــبب‬ ‫التذب ــذب الخطي ــر ف ــي أس ــعار النف ــط بس ــبب‬ ‫األزم ــات العاملي ــة‪ ،‬بحي ــث أن ــه بي ــن ع ــام وآخ ــر‬ ‫أو بي ــن حكوم ــة وأخ ــرى تظه ــر تحذي ـرات‬ ‫م ــن أن تعج ــز الدول ــة العراقي ــة ع ــن تس ــديد‬ ‫روات ــب املوظفي ــن واملتقاعدي ــن واملس ــتفيدين‬ ‫م ــن الرعاي ــة االجتماعي ــة‪ ،‬بع ــد م ــا تق ــدم‬ ‫يتطلــب األمــر أخــذ نفــس عميــق قبــل الغــوص‬ ‫ف ــي تفاصي ــل أخ ــرى م ــن ه ــذا املل ــف‪.‬‬ ‫الديون السالبة‬ ‫ويق ــول املص ــدر «هن ــاك م ــا يس ــمى الدي ــون‬ ‫الســالبة‪ ،‬وهــذه ليســت فقــط تعفــي أصحابهــا‬ ‫م ــن تس ــديد أج ــور االس ــتهالك ب ــل أنه ــا تعن ــي‬ ‫أن الدول ــة ه ــي م ــن تس ــدد بالنياب ــة عنه ــم‪،‬‬ ‫وت ــم اكتش ــاف ‪ 414‬قائم ــة كدي ــون س ــالبة»‪،‬‬ ‫وتتحف ــظ مجل ــة «فيل ــي» عل ــى ذك ــر مل ــن تع ــود‬ ‫ه ــذه القوائ ــم‪.‬‬ ‫ويشــرح املصــدر «الديــن الســالب هــو أن أحــد‬

‫املواطني ــن جاءت ــه قائم ــة اس ــتهالك بمبل ــغ ‪50‬‬ ‫أل ــف دين ــار فيذه ــب ويس ــددها لك ــن موظ ــف‬ ‫إدخ ــال البيان ــات يخط ــئ فيكت ــب ف ــي عملي ــة‬ ‫ـدال‬ ‫التثقي ــب والترحي ــل ‪ 150‬أل ــف دين ــار ب ـ ً‬ ‫م ــن ‪ 50‬أل ــف دين ــار‪ ،‬وحي ــن تص ــل إل ــى قاع ــدة‬ ‫البيانــات الرئيســية فــي الشــركة يتــم تأشــير أن‬ ‫هنــاك ‪ 100‬ألــف دينــار زائــدة عــن الحســاب»‪.‬‬ ‫وي ــردف «بالتال ــي تك ــون الدول ــة مطلوب ــة له ــذا‬ ‫املواط ــن به ــذا املبل ــغ‪ ،‬فتت ــم التس ــوية ب ــأن‬ ‫ال يق ــوم املواط ــن بتس ــديد األج ــور إل ــى حي ــن‬ ‫اس ــتيفاء مبل ــغ الــ‪ 100‬أل ــف دين ــار‪ ،‬ف ــي حي ــن‬ ‫أن املواط ــن ل ــم يدف ــع ه ــذا املبل ــغ أساس ـ ًـا وال‬

‫« قد يكون أحدهم‬ ‫أجور استهالكه ‪10‬‬ ‫ماليين دينار فيدفع‬ ‫مليون دينار كأجور‪،‬‬ ‫ومليون دينار كرشوة‬ ‫فيخطئ الموظف‬ ‫ويضيف للعشرة‬ ‫ماليين دينار صفراً‬ ‫بالخطأ فيصبح هذا‬ ‫المستهلك قد دفع‬ ‫للوزارة ‪ 100‬مليون‬ ‫دينار »‪.‬‬

‫ـدا»‪.‬‬ ‫املوظ ــف ال ــذي أخط ــأ اس ــتلم مبلغ ـ ًـا زائ ـ ً‬ ‫ويوض ــح املص ــدر «اللعب ــة ليس ــت ف ــي املواط ــن‬ ‫العادي صاحب املحل البسيط أو االستهالك‬ ‫املنزل ــي‪ ،‬ب ــل أنه ــا تتعل ــق بأصح ــاب الحس ــابات‬ ‫التجاري ــة والصناعي ــة والزراعي ــة‪ ،‬فه ــؤالء‬ ‫أج ــور اس ــتهالكهم بملي ــارات الدناني ــر‪ ،‬فق ــد‬ ‫يك ــون أحده ــم أج ــور اس ــتهالكه ‪ 10‬ماليي ــن‬ ‫دين ــار فيدف ــع ملي ــون دين ــار كأج ــور‪ ،‬وملي ــون‬ ‫دين ــار كرش ــوة فيخط ــئ املوظ ــف ويضي ــف‬ ‫للعشــرة مالييــن دينــار صف ـ ًرا بالخطــأ فيصبــح‬

‫ه ــذا املس ــتهلك ق ــد دف ــع لل ــوزارة ‪ 100‬ملي ــون‬ ‫دين ــار وبالتال ــي ف ــإن الدول ــة مديون ــة ل ــه بــ‪90‬‬ ‫ملي ــون دين ــار»‪.‬‬ ‫الشركة التي «ثقبت» الدولة‬ ‫يتن ــاول املص ــدر جانب ـ ًـا آخ ــر م ــن املل ــف ال ــذي‬ ‫تــم اكتشــافه مؤخ ـ ًرا ويتعلــق بإحــدى شــركات‬ ‫«الخصخص ــة» والت ــي أصبح ــت الدول ــة‬ ‫مديونــة لهــا بمســتحقات ماليــة ألربــع ســنوات‬ ‫م ــن دون أن تق ــوم ه ــذه الش ــركة ب ــأي خدم ــة‬ ‫ـدا س ــوى‬ ‫أو عم ــل أو حت ــى ص ــرف دين ــا ًرا واح ـ ً‬ ‫مبل ــغ الرش ــوة للمس ــؤول املعن ــي‪.‬‬ ‫ويوض ــح «مدي ــر قس ــم املبيع ــات ق ــام بتوقي ــع‬ ‫محضــر اســتالم مشــترك مــع الشــركة لتســليم‬ ‫الش ــبكة الكهربائي ــة واملش ــتركين ف ــي إح ــدى‬ ‫املح ــات الس ــكنية قب ــل أن يت ــم اس ــتحصال‬ ‫املوافق ــات األصولي ــة أو حت ــى اط ــاع ف ــرع‬ ‫شــركة توزيــع الرصافــة علــى العقــد‪ ،‬ممــا يعنــي‬ ‫أن الش ــركة بات ــت ه ــي املس ــؤولة ع ــن جباي ــة‬ ‫أجــور اســتهالك الكهربــاء قبــل أن تحصــل علــى‬ ‫تخوي ــل رس ــمي بذل ــك»‪.‬‬ ‫ويضي ــف «ف ــرع ش ــركة توزي ــع الرصاف ــة ل ــم‬ ‫يوقــع العقــد إال بعــد أربــع ســنوات مــن ذلــك‪،‬‬ ‫وحينهــا قامــت الشــركة األهليــة بمطالبــة فــرع‬ ‫الرصاف ــة بحصته ــا م ــن أج ــور االس ــتهالك‬ ‫للســنوات األربــع املاضيــة علــى الرغــم مــن أنهــا‬ ‫ل ــم تق ــدم أي ــة خدم ــات ب ــل أنه ــا حت ــى ل ــم تق ــم‬ ‫بجبايــة أجــور االســتهالك لكــون جبايــة األجــور‬ ‫كان ــت تت ــم م ــن قب ــل ف ــرع الرصاف ــة كم ــا ه ــو‬ ‫معت ــاد ف ــي ه ــذه املحل ــة الس ــكنية»‪.‬‬ ‫ويلف ــت إل ــى أن ــه «الش ــركة لي ــس فق ــط ل ــم‬ ‫تقــدم أيــة خدمــات بــل أن الدولــة اآلن مديونــة‬

‫للش ــركة بحصصه ــا املق ــررة وفق ـ ًـا للعق ــد‬ ‫االفترا�ضــي‪ ،‬أي أن الدولــة ملزمــة بدفــع أربــاح‬ ‫له ــذه الش ــركة الت ــي ل ــم تص ــرف أي دين ــا ًرا‬ ‫س ــوى مبل ــغ الرش ــوة للمدي ــر املرت�ش ــي»‪.‬‬ ‫تج ــدر اإلش ــارة إل ــى أن دي ــوان الرقاب ــة املالي ــة‬ ‫االتحاديــة‪ ،‬أصــدر فــي ‪ 19‬آذار‪ /‬مــارس ‪2019‬‬ ‫تقري ـ ًرا كش ــف في ــه ع ــن أن ث ــاث ش ــركات‬ ‫تش ــرف عل ــى عملي ــة جباي ــة أج ــور الكهرب ــاء‬ ‫ف ــي جان ــب الرصاف ــة‪ ،‬بذمته ــا ‪ 49‬ملي ــار دين ــار‬ ‫لصال ــح وزارة الكهرب ــاء‪.‬‬ ‫وق ــال الدي ــوان إن «ش ــركة (الن ــور الثاق ــب)‬ ‫نف ــذت عق ــد الخدم ــة والجباي ــة ف ــي ‪21‬‬ ‫محل ــة موزع ــة عل ــى ث ــاث مناط ــق ه ــي زيون ــة‪،‬‬ ‫وش ــارع فلس ــطين‪ ،‬والغدي ــر‪ ،‬وش ــركة (فض ــاء‬ ‫الرافديــن) نفــذت عقــد الخدمــة والجبايــة فــي‬ ‫‪ 42‬محلــة موزعــة علــى مناطــق مركــز الرصافــة‬ ‫والصلي ــخ والكريع ــات‪ ،‬بينم ــا ش ــركة (أه ــل‬ ‫الوص ــال) نف ــذت عق ــد الخدم ــة والجباي ــة ف ــي‬ ‫ـدا ف ــي منطقت ــي األعظمي ــة‬ ‫‪ 15‬محل ــة وتحدي ـ ً‬ ‫والقاه ــرة‪ ،‬وكذل ــك ش ــركة (نخي ــل الش ــرق‬ ‫األوس ــط) ف ــي ‪ 51‬محل ــة موزع ــة عل ــى مناط ــق‬ ‫الك ـرادة وبغ ــداد الجدي ــدة وجس ــر ديال ــى‬ ‫والزعفراني ــة»‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر أن «الش ــركات املس ــتثمرة‬

‫ل ــم تلت ــزم بالحص ــول عل ــى إج ــازة االس ــتثمار‬ ‫وفق ـ ًـا لكت ــاب الهيئ ــة الوطني ــة لالس ــتثمار ول ــم‬ ‫تتضم ــن العق ــود املبرم ــة م ــع وزارة الكهرب ــاء‬ ‫علــى الشــرط الجزائــي فــي حالــة تأخــر الشــركات‬ ‫االس ــتثمارية ف ــي إص ــدار إج ــازة االس ــتثمار»‪.‬‬ ‫وبي ــن أن «ش ــركة (فض ــاء الرافدي ــن) حقق ــت‬ ‫إي ـرادات مالي ــة لش ــهري تش ــرين الثان ــي‪/‬‬ ‫نوفمب ــر وكان ــون األول‪ /‬ديس ــمبر ‪ ،2017‬مبل ــغ‬ ‫ق ــدره ‪ 305.5‬ملي ــون دين ــار‪ ،‬علم ـ ًـا أن عقده ــا‬ ‫املب ــرم م ــع وزارة الكهرب ــاء يلزمه ــا بتحقي ــق ‪8‬‬ ‫ـهريا»‪.‬‬ ‫ملي ــارات دين ــار ش ـ ً‬ ‫ووفق ـ ًـا للتقري ــر‪ ،‬ف ــإن «مؤش ـرات تس ــديد‬ ‫املواطني ــن لألم ــوال تراوح ــت بي ــن ‪54% – 0‬‬ ‫مم ــا يتطل ــب م ــن مديري ــة الكهرب ــاء ح ــث‬ ‫الش ــركات املس ــتثمرة لزي ــادة مؤش ـرات‬ ‫التســديد لغــرض تحقيــق مبالــغ ماليــة تســاهم‬ ‫ف ــي تعظي ــم امل ــوارد املالي ــة»‪.‬‬ ‫وأك ــد التقري ــر أن «إجمال ــي الطاق ــة املباع ــة‬ ‫إل ــى ش ــركة (أه ــل الوص ــال) بل ــغ ‪ 16.4‬ملي ــار‬ ‫دين ــار‪ ،‬بينم ــا الدي ــون الت ــي بذم ــة الش ــركة‬ ‫‪ 6.7‬ملي ــار دين ــار‪ ،‬وأن الدي ــون املترتب ــة بذم ــة‬ ‫ش ــركة (نخي ــل الش ــرق األوس ــط) ‪ 36.5‬ملي ــار‬ ‫دين ــار‪ ،‬وش ــركة (الن ــور الثاق ــب) مبل ــغ ‪5.8‬‬ ‫ملي ــار دين ــار»‪.‬‬


‫‪66‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪67 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الدخول االستعماري للصين على العراق‬

‫لماذا دخلت قطر في مشروع توتال‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫اس ــتعرض موق ــع «أوي ــل براي ــس» املتخص ــص‬ ‫بأخب ــار الطاق ــة والنف ــط‪ ،‬ان الع ـراق ال ــذي‬ ‫يواص ــل من ــح عق ــود النف ــط والغ ــاز الكب ــرى‬ ‫للش ــركات الصيني ــة‪ ،‬فإن ــه م ــن أج ــل تحقي ــق‬ ‫الت ــوازن ف ــي العالق ــات م ــع الغ ــرب‪ ،‬من ــح‬ ‫«ش ــركة قط ــر للغ ــاز» حص ــة مقداره ــا ‪50%‬‬ ‫ف ــي جان ــب م ــن مش ــروع «توت ــال اينيرجي ــز»‬ ‫املرتب ــط بالطاق ــة الشمس ــية‪.‬‬ ‫وأوضــح املوقــع األمريكــي فــي تقريــر لــه ترجمتــه‬ ‫مجلــة «فيلــي»؛ انــه برغــم الزيــارة األخيــرة التــي‬ ‫ق ــام به ــا نائ ــب وزي ــر النف ــط العراق ــي حام ــد‬ ‫يون ــس الزوبع ــي ال ــى واش ــنطن ف ــي أح ــدث‬ ‫محاولــة مــن جانــب العـراق إلخـراج املزيــد مــن‬ ‫األم ــوال م ــن الوالي ــات املتح ــدة‪ ،‬ف ــإن ال ــوزارة‬ ‫العراقي ــة مس ــتمرة ف ــي من ــح معظ ــم عق ــود‬ ‫النف ــط والغ ــاز الكب ــرى للش ــركات الصيني ــة‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا اإلط ــار‪ ،‬اس ــتعرض التقري ــر ع ــددا‬ ‫كبي ـرا م ــن صفق ــات النف ــط والغ ــاز الت ــي آل ــت‬ ‫إل ــى ش ــركات‬

‫صيني ــة‪ ،‬بينه ــا عل ــى س ــبيل املث ــال‪ ،‬امتي ــاز‬ ‫نفط ــي لصال ــح ش ــركة «‪ »UEG‬الصيني ــة‬ ‫لحق ــل الف ــاو‪ ،‬وش ــركة «جي ــو جاي ــد» لحق ــول‬ ‫جب ــل س ــنام وزرباطي ــة‪ ،‬وحق ــوق أخ ــرى‬ ‫ذهب ــت لش ــركات مث ــل «س ــينوباك» و»زينه ــوا»‬ ‫و»زونغم ــان» و»‪ »ZEPC‬وش ــركة النف ــط‬ ‫البحري ــة الوطني ــة و»جي ـرا بترولي ــوم» وغيره ــا‬ ‫والت ــي ق ــال وزي ــر النف ــط حي ــان عب ــد الغن ــي‬ ‫الس ــويد انه ــا ستس ــاهم ف ــي تعزي ــز إنت ــاج‬ ‫النف ــط بمق ــدار ‪ 750‬أل ــف برمي ــل يومي ــا‬ ‫والغــاز بــ‪ 850-800‬مليــون قــدم مكعــب يوميــا‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن ه ــذه الصفق ــات‬ ‫الضخم ــة ج ــاءت بع ــد ‪ 14‬امتي ــازا كبي ـرا آخ ــر‬ ‫للنف ــط والغ ــاز العراق ــي ت ــم منحه ــا لش ــركات‬ ‫صيني ــة ف ــي ش ــهر أيار‪/‬ماي ــو وعش ـرات أخ ــرى‬ ‫م ــن االمتي ــازات قب ــل ذل ــك‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر؛ أن أكثــر مــن ثلــث احتياطيــات‬ ‫النف ــط والغ ــاز املؤك ــدة ف ــي الع ـراق وأكث ــر م ــن‬ ‫ثلثــي انتاجــه الحالــي‪ ،‬تديرهــا شــركات صينيــة‪،‬‬ ‫وفقــا ألرقــام الصناعــة‪ ،‬مشــيرا إلــى أن امتــاك‬ ‫الع ـراق م ــا يق ــدر بنح ــو ‪ 145‬ملي ــار دوالر‬ ‫م ــن االحتياطي ــات املؤك ــدة م ــن‬ ‫النف ــط الخ ــام‪ ،‬ونح ــو‬ ‫ثالث ــة تريليون ــات‬

‫مت ــر مكع ــب م ــن الغ ــاز الطبيع ــي‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر الــى وجــود تســاؤالت حــول قــوة‬ ‫التعاف ــي االقتص ــادي للصي ــن م ــن س ــنوات‬ ‫وب ــاء كورون ــا‪ ،‬مش ــيرا إل ــى أن زي ــارة املس ــؤول‬ ‫العراق ــي ال ــى واش ــنطن ج ــاءت م ــن هن ــا م ــن‬ ‫أج ــل الحص ــول عل ــى االم ــوال تح ــت غط ــاء‬ ‫العق ــود املحتمل ــة الت ــي ق ــد تمن ــح لش ــركات‬ ‫امريكي ــة‪ ،‬واحتم ــال تخفي ــض كمي ــات الغ ــاز‬ ‫املســتورد مــن ايـران‪ ،‬مضيفــا ان قــدرة الصيــن‬ ‫علــى الحصــول علــى معظــم الجوائــز املتمثلــة‬ ‫بحقــول النفــط والغــاز الكبيــرة فــي العـراق‪ ،‬لــم‬ ‫تتراج ــع‪.‬‬ ‫واعتب ــر التقري ــر أن الس ــبب الرئي�س ــي لذل ــك‬ ‫ه ــو أن الصي ــن جعل ــت نفس ــها ق ــوة عظم ــى‬ ‫راعي ــة جدي ــدة للع ـراق قب ــل ق ـرار الوالي ــات‬ ‫املتح ــدة بانه ــاء مهمته ــا القتالي ــة ف ــي البل ــد ف ــي‬ ‫كان ــون األول‪/‬ديس ــمبر الع ــام ‪ ،2021‬مش ــيرا‬ ‫إل ــى أن ــه حت ــى تل ــك الفت ــرة‪ ،‬كان ــت الخزان ــة‬ ‫الصينيــة ال ت ـزال ملتزمــة بإلقــاء األمــوال علــى‬ ‫الــدول التــي تراهــا كروابــط مهمــة فــي مشــروعها‬ ‫«مب ــادرة الح ـزام والطري ــق»‪.‬‬ ‫واض ــاف التقري ــر؛ ان الع ـراق باعتب ــار أن‬ ‫يمث ــل ج ــزءا م ــن القل ــب الجغراف ــي للش ــرق‬ ‫االوس ــط ال ــى جان ــب اي ـران‪ ،‬فإن ــه مالئ ــم له ــذا‬ ‫املش ــروع‪ ،‬م ــن خ ــال جاذبيت ــه م ــع «ش ــريكه‬ ‫اإلســامي الشــيعي الوثيــق»‪ ،‬أي إيـران‪ ،‬حيــث‬ ‫انهمــا يمتلــكان معــا اكبــر احتياطــي مــن النفــط‬ ‫والغ ــاز ف ــي العال ــم بنس ــبة بهام ــش ضخ ــم‪،‬‬ ‫بينم ــا يمث ــل البل ــدان ايض ــا اس ــاس «ه ــال‬ ‫الق ــوة الش ــيعي» ف ــي الش ــرق األوس ــط‪ ،‬وه ــو‬ ‫م ــا س ــيؤمن لبكي ــن نف ــوذا سياس ــيا هائ ــا ف ــي‬ ‫العديــد مــن البلــدان الرئيســية فــي كافــة أنحــاء‬ ‫املنطق ــة وخارجه ــا‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر أن ــه ف ــي‬

‫الفت ــرة الت ــي س ــبقت انته ــاء املهم ــة القتالي ــة‬ ‫للوالي ــات املتح ــدة‪ ،‬ف ــان الصي ــن عرض ــت‬ ‫اس ــتثمارات ضخم ــة ف ــي الع ـراق مقاب ــل‬ ‫التوقيــع علــى اتفاقيــة «النفــط مقابــل اإلعمــار‬ ‫واالس ــتثمار» ف ــي الع ــام ‪ ،2019‬وه ــو م ــا أت ــاح‬ ‫للش ــركات الصيني ــة االس ــتثمار ف ــي مش ــاريع‬ ‫البنيــة التحتيــة فــي الع ـراق مقابــل النفــط‪ ،‬فــي‬ ‫حيــن جــرى توســيع االتفاقيــة وتعزيزهــا الحقــا‬ ‫م ــن خ ــال «االتفاقي ــة اإلطاري ــة العراقي ــة‬ ‫الصيني ــة» الش ــاملة ف ــي الع ــام ‪ ،2021‬والت ــي‬ ‫بدوره ــا أتاح ــت للصي ــن هيمن ــة ف ــي الحص ــول‬ ‫عل ــى عط ــاءات النف ــط والغ ــاز‪ ،‬إل ــى جان ــب‬ ‫حصوله ــا عل ــى خص ــم بنس ــبة ‪% 30-10‬‬ ‫(اعتم ــادا عل ــى الحق ــل) مل ــدة خم ــس س ــنوات‬ ‫عل ــى األق ــل عل ــى قيم ــة النف ــط والغ ــاز ال ــذي‬ ‫تس ــتخرجه م ــن الع ـراق‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى أن بغــداد وافقــت بعــد ذلــك‬ ‫عل ــى العدي ــد م ــن صفق ــات البني ــة التحتي ــة‬ ‫بعي ــدة امل ــدى‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك قي ــام الش ــركات‬ ‫الصيني ــة باعم ــار مط ــار مدن ــي ليح ــل مح ــل‬ ‫القاع ــدة العس ــكرية ف ــي عاصم ــة محافظ ــة‬ ‫ذي قــار الجنوبيــة الغنيــة بالنفــط‪ ،‬مشــيرا الــى‬ ‫ان مش ــروع املط ــار ه ــذا يتضم ــن ايض ــا اقام ــة‬ ‫مبان ــي ش ــحن متع ــددة وط ــرق ترب ــط املط ــار‬ ‫باملدين ــة وبش ــكل منفص ــل بمناط ــق النف ــط‬ ‫الرئيس ــية االخ ــرى ف ــي جن ــوب الع ـراق‪ ،‬والت ــي‬ ‫يمك ــن بع ــد ذل ــك توس ــيعها لتصب ــح مط ــارا‬ ‫مدني ــا وعس ــكريا لالس ــتخدام امل ــزدوج‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر أن ــه بينم ــا ص ــارت «الجوان ــب‬ ‫االس ــتعمارية لخط ــط بكي ــن أكث ــر وضوح ــا»‬ ‫م ــن أي وق ــت م�ض ــى‪ ،‬ف ــإن مح ــاوالت الغ ــرب‬ ‫الف ــوز بعق ــود جدي ــدة هن ــاك تعرقل ــت بس ــبب‬ ‫ثقاف ــة الفس ــاد الت ــي تس ــود الكثي ــر م ــن قط ــاع‬ ‫النف ــط والغ ــاز ف ــي الع ـراق‪ .‬لكن ــه لف ــت إل ــى‬ ‫أن ش ــركة «توت ــال اينيرجي ــز» الفرنس ــية بع ــد‬ ‫س ــنوات م ــن املفاوض ــات املكثف ــة تمكن ــت‬ ‫أخي ـ ًرا م ــن ب ــدء مش ــروعها ال ــذي تبل ــغ قيمت ــه‬ ‫‪ 27‬ملي ــار دوالر‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى أنــه بالنســبة للغــرب‪ ،‬فــإن‬ ‫امليــزة الرئيســية هــي الحــد مــن اعتمــاد الع ـراق‬ ‫عل ــى جارت ــه إي ـران بنح ــو ‪ 40%‬م ــن إمدادات ــه‬ ‫مــن الغــاز والكهربــاء‪ ،‬مضيفــا أن ذلــك يشــكل‬ ‫بداي ــة جي ــدة ف ــي دق اس ــفين ‪ ،‬حت ــى وان كان‬ ‫مح ــدودا ف ــي البداي ــة‪ ،‬بي ــن البلدي ــن‪ ،‬وه ــو‬ ‫م ــا يمك ــن أن يت ــم اس ــتغالله بش ــكل أكب ــر‬ ‫لتقوي ــض النف ــوذ اإلقليم ــي لـ»ه ــال الق ــوة‬

‫الش ــيعي»‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك إحب ــاط جه ــود اي ـران‬ ‫املســتمرة لبنــاء «جســر بــري» يمــر عبــر العـراق‬ ‫وصــوال الــى ســاحل البحــر االبيــض املتوســط‪،‬‬ ‫تس ــتخدمه طه ـران لزي ــادة ش ــحنات االس ــلحة‬ ‫ال ــى «وكالئه ــا» املس ــلحين الس ــتخدامها ض ــد‬ ‫اس ـرائيل‪.‬‬ ‫وأض ــاف التقري ــر أن ج ــزءا رئيس ــيا آخ ــر م ــن‬ ‫املش ــروع ذو املح ــاور األربع ــة‪ ،‬ه ــو اقام ــة‬ ‫مش ــروع جدي ــد ملحط ــة الطاق ــة الشمس ــية ف ــي‬ ‫الع ـراق كج ــزء م ــن تطوي ــر ق ــدرات الطاق ــة‬ ‫املتج ــددة ف ــي الع ـراق‪.‬‬ ‫ورأى التقري ــر أن بغ ــداد ت ــدرك التداعي ــات‬ ‫االس ــتراتيجية املترتب ــة عل ــى الس ــماح للغ ــرب‬ ‫بالع ــودة إل ــى املش ــاريع الكب ــرى ف ــي البل ــد كم ــا‬ ‫تفع ــل الصي ــن‪ ،‬الق ــوة العظم ــى الراعي ــة له ــا‪.‬‬ ‫واض ــاف ان ــه م ــن بي ــن املح ــاوالت لتهدئ ــة ه ــذه‬ ‫املخ ــاوف‪ ،‬يتمث ــل ف ــي قي ــام «ش ــركة قط ــر‬ ‫للطاق ــة» مؤخ ـرا بش ـراء حص ــة ‪ 50%‬ف ــي‬ ‫مش ــروع الطاق ــة الشمس ــية‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر ال ــى ان قط ــر‪ ،‬بالنظ ــر ال ــى‬ ‫موقعه ــا الجغراف ــي الدقي ــق‪ ،‬بي ــن اململك ــة‬ ‫الس ــعودية م ــن الغ ــرب واي ـران م ــن الش ــرق‪،‬‬ ‫ف ــإن بمقدوره ــا القي ــام بلعب ــة دبلوماس ــية‬

‫حساس ــة بنف ــس الق ــدر فيم ــا بي ــن الغ ــرب‬ ‫والش ــرق ‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر أن ــه ف ــي الفت ــرة الت ــي س ــبقت‬ ‫الغ ــزو الرو�س ــي ألوكراني ــا ف ــي ‪ 24‬ش ــباط‪/‬‬ ‫فبراي ــر ‪ ،2022‬وقع ــت قط ــر عل ــى ع ــدة عق ــود‬ ‫م ــع الصي ــن م ــن أج ــل تأمي ــن إم ــدادات طويل ــة‬ ‫األج ــل م ــن الغ ــاز الطبيع ــي‪.‬‬ ‫وأضــاف التقريــر انــه بعــد أســابيع قليلــة علــى‬ ‫بدايــة الغــزو‪ ،‬فــإن الواليــات املتحــدة اقنعــت‬ ‫قط ــر بالب ــدء ف ــي توفي ــر الغ ــاز الطبيع ــي إل ــى‬ ‫أوروب ــا (خصوص ــا املاني ــا) كخط ــوة حيوي ــة‬ ‫لضم ــان بق ــاء الق ــارة األوروبي ــة متماس ــكة ف ــي‬ ‫جهوده ــا ملعاقب ــة روس ــيا‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن مص ــدر رفي ــع املس ــتوى ف ــي‬ ‫مجــال أمــن الطاقــة فــي االتحــاد االوروبــي قولــه‬ ‫ان اح ــد االه ــداف الرئيس ــية الدخ ــال ش ــركة‬ ‫قطريــة رائــدة فــي مشــروع «توتــال انيرجيــز» فــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬يتمث ــل ف ــي تمهي ــد الطري ــق ملزي ــد م ــن‬ ‫التوس ــع ف ــي ه ــذا املش ــروع وغي ــره م ــن املش ــاريع‬ ‫املماثل ــة ف ــي الع ـراق م ــن جان ــب الش ــركات‬ ‫الغربي ــة‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬


‫‪68‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪69 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫مختصون وصفوها بـالتجارب الفاشلة‪..‬‬

‫الكهرباء تلجأ للعدادات الذكية‬ ‫حل األزمة‬ ‫ويأس شعبي من ّ‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تسعى وزارة الكهرباء لتحسين‬ ‫خدماتها في العراق‪ ،‬من خالل‬ ‫التعاقد مع شركات من القطاع‬ ‫الخاص لنصب عدادات ذكية‬ ‫الحتساب وجباية أجوراستهالك‬ ‫الطاقة‪ ،‬وكذلك للسيطرة على‬ ‫الهدرفي التيار‪.‬‬

‫فيم ــا اعتب ــر خب ـراء الطاق ــة أن ه ــذه املش ــاريع‬ ‫يج ــب أن تق ــوم به ــا ك ــوادر ال ــوزارة‪ ،‬إال أن‬ ‫بعضه ــم ي ــرى أنه ــا «تج ــارب فاش ــلة»‪ ،‬كم ــا أنه ــا‬ ‫تعي ــد للذاك ــرة تجرب ــة إح ــدى ش ــركات القط ــاع‬ ‫الخ ــاص الت ــي فش ــلت ف ــي عمله ــا ودارت حوله ــا‬ ‫الكثي ــر م ــن ش ــبهات الفس ــاد‪.‬‬ ‫عمليات ترقيع‬ ‫وبم ــا أن املواطني ــن ه ــم الط ــرف األكث ــر تض ــر ًرا‬ ‫م ــن واق ــع الكهرب ــاء ف ــي الب ــاد‪ ،‬واألش ــد معان ــاة‬ ‫منهــا‪ ،‬لذلــك يــرون أن التجــارب الســابقة لــوزارة‬ ‫الكهرب ــاء ف ــي الحكوم ــات املتعاقب ــة م ــا ه ــي إال‬ ‫ـوال ترقيعي ــة‪.‬‬ ‫حل ـ ً‬

‫إذ يق ــول املواط ــن حس ــن محم ــد ج ــواد‪ ،‬ملجل ــة‬ ‫«فيلــي»‪ ،‬إن «مثــل هــذه املشــاريع تعيــد للذاكــرة‬ ‫تجرب ــة ش ــركة (النخي ــل) م ــن القط ــاع الخ ــاص‬ ‫الت ــي تعاق ــدت معه ــا وزارة الكهرب ــاء ف ــي عملي ــة‬ ‫الجباي ــة والصيان ــة وكان ــت نتيجته ــا الفش ــل‬ ‫وحام ــت ح ــول الش ــركة الكثي ــر م ــن ش ــبهات‬ ‫الفس ــاد وأض ــرت املواط ــن أكث ــر مم ــا نفعت ــه»‪.‬‬ ‫ويطال ــب ج ــواد «بالتعاق ــد م ــع ش ــركات عاملي ــة‬ ‫مختص ــة م ــن أج ــل إع ــادة البني ــة التحتي ــة‬ ‫ـدال م ــن عملي ــات الترقي ــع‬ ‫للكهرب ــاء بأكمله ــا ب ـ ً‬ ‫الت ــي تج ــرى حالي ـ ًـا»‪.‬‬ ‫ويس ــتورد الع ـراق الكهرب ــاء والغ ــاز م ــن إي ـران‬ ‫بمــا يتـراوح بيــن ثلــث و‪ 40%‬مــن احتياجاتــه مــن‬ ‫الطاق ــة‪ ،‬وه ــو أم ــر بال ــغ األهمي ــة‪ ،‬خاص ــة ف ــي‬ ‫أش ــهر الصي ــف عندم ــا تص ــل درج ــات الح ـرارة‬ ‫إل ــى ‪ 50‬درج ــة مئوي ــة‪ ،‬ويبل ــغ اس ــتهالك الطاق ــة‬ ‫ذروت ــه‪.‬‬ ‫تجارب سابقة فاشلة‬ ‫ب ــدوره يلف ــت خبي ــر الطاق ــة حم ــزة الجواه ــري‪،‬‬ ‫ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى أن «ه ــذه‬ ‫التجربــة ســبق وأن الحظناهــا فــي القطــاع العــام‬ ‫ـتدركا‬ ‫والخ ــاص وكان ــت تقريب ـ ًـا فاش ــلة»‪ ،‬مس ـ ً‬ ‫«م ــن األفض ــل أن توض ــع مث ــل هك ــذا مش ــاريع‬ ‫ـدال م ــن القط ــاع الخ ــاص»‪.‬‬ ‫بي ــد الدول ــة ب ـ ً‬ ‫ويشــير إلــى أن «أداء الشــركات التــي تــم التعاقــد‬ ‫معه ــا به ــذا الخص ــوص ال يمك ــن معرفت ــه إال‬ ‫بعــد تجربتهــا ليتبيــن مــا إذا كانــت تمتلــك الخبــرة‬ ‫فــي مجــال اختصاصهــا أم ال‪ ،‬وهــل هــي جــادة فــي‬ ‫عملهــا‪ ،‬لــذا الحكــم عليهــا يأتــي تباعـ ًـا»‪.‬‬ ‫كوادر الوزارة أولى‬ ‫فيم ــا يذه ــب الخبي ــر االقتص ــادي ضرغ ــام‬ ‫محم ــد عل ــي‪ ،‬ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى‬ ‫أن «وزارة الكهرب ــاء تمتل ــك م ــاكات متكامل ــة‬ ‫قــادرة علــى القيــام بــكل املهــام‪ ،‬ويتــم تخصيــص‬ ‫موازن ــات كب ــرى له ــا‪ ،‬ل ــذا ف ــإن ه ــذه الش ـراكات‬ ‫م ــع القط ــاع الخ ــاص تط ــرح تس ــاؤالت ع ــن‬ ‫مبرراته ــا‪ ،‬خصوص ـ ًـا وأن املنظوم ــة التوليدي ــة‬ ‫ومنظوم ــات النق ــل والتوزي ــع مملوك ــة للدول ــة‬ ‫والكــوادر العاملــة فــي الــوزارة كبيــرة ومتخصصــة‬ ‫ف ــي التش ــغيل والصيان ــة والجباي ــة وال حاج ــة‬ ‫لدخ ــول القط ــاع الخ ــاص»‪.‬‬ ‫ويش ــدد أن عل ــى «الدول ــة تش ــجيع القط ــاع‬ ‫الخــاص فــي موضــوع اســتيراد وتصنيــع وحــدات‬

‫ضرغام محمد علي‬

‫ضرغام محمد علي‪:‬‬ ‫«المنظومة التوليدية‬ ‫ومنظومات النقل والتوزيع‬ ‫مملوكة للدولة والكوادر‬ ‫العاملة في الوزارة كبيرة‬ ‫ومتخصصة في التشغيل‬ ‫والصيانة والجباية وال حاجة‬ ‫لدخول القطاع الخاص»‬

‫خبيراقتصادي‬

‫الطاق ــة الشمس ــية وبيعه ــا للمواط ــن عب ــر‬ ‫قــروض ميســرة تصمــم لتكــون أقســاط الســداد‬ ‫موازيــة ملــا يدفعــه املواطــن للمولــدات األهليــة ال‬ ‫أن يت ــم االس ــتعانة بش ــركات جباي ــة»‪.‬‬ ‫الوزارة تبرر‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬يقــول املتحــدث باســم وزارة الكهربــاء‬ ‫أحم ــد مو�س ــى‪ ،‬ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫«ال ــوزارة تس ــعى إل ــى تحوي ــل ش ــبكاتها لش ــبكات‬ ‫ذكي ــة فعمل ــت عل ــى دراس ــة بع ــض املناط ــق‬ ‫وأحماله ــا وش ــبكاتها ومغذياته ــا لغ ــرض طرحه ــا‬ ‫ضم ــن ه ــذا املش ــروع»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع «ال ــوزارة اس ــتقدمت عروض ـ ًـا م ــن‬ ‫ش ــركات القط ــاع الخ ــاص واخت ــارت البع ــض‬ ‫منه ــا بع ــد دراس ــتها‪ ،‬وه ــذه الش ــركات س ــتعمل‬ ‫م ــع ال ــوزارة وف ــق مح ــددات إحداه ــا تحوي ــل‬ ‫الش ــبكة الهوائي ــة إل ــى أرضي ــة وج ــزء آخ ــر أن‬ ‫تنص ــب الع ــداد الذكــي للس ــيطرة عل ــى األحم ــال‬ ‫والقض ــاء عل ــى الضياع ــات وتنظي ــم التج ــاوزات‬ ‫وأيض ـ ًـا اس ــتقرار تجهي ــز الكهرب ــاء»‪.‬‬ ‫ـودا س ــيتم‬ ‫ويش ــير إل ــى أن «ال ــوزارة وقع ــت عق ـ ً‬ ‫تطبيقهــا فــي أربــع محافظــات كمرحلــة أولــى وهــي‬ ‫األنبــار وكركــوك وديالــى وواســط وســيتم توقيــع‬ ‫عقــود أخــرى فــي مناطــق بغــداد وأحيــاء مختــارة‬ ‫م ــن محافظ ــات البص ــرة وميس ــان وكرب ــاء‬ ‫عل ــى أن تك ــون املرحل ــة األول ــى بواق ــع ‪ 500‬أل ــف‬ ‫مش ــترك»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد مو�س ــى أن «ال ــوزارة عاكف ــة عل ــى دراس ــة‬

‫يجري العراق مباحثات‬ ‫مع دول خليجية وتركيا‬ ‫الستيراد الكهرباء منها‬ ‫عبر ربط منظومتها مع‬ ‫منظومة الخليج‪ ،‬بعد أن‬ ‫كان يعتمد على إيران‬ ‫لوحدها خالل السنوات‬ ‫الماضية‬

‫املرحل ــة الثاني ــة إلحال ــة عق ــود أخ ــرى ف ــي‬ ‫محافظــات عــدة للوصــول إلــى مليــون مشــترك»‪.‬‬ ‫ويج ــري الع ـراق مباحث ــات م ــع دول خليجي ــة‬ ‫وتركي ــا الس ــتيراد الكهرب ــاء منه ــا عب ــر رب ــط‬ ‫منظومته ــا م ــع منظوم ــة الخلي ــج‪ ،‬بع ــد أن كان‬ ‫يعتم ــد عل ــى إي ـران لوحده ــا خ ــال الس ــنوات‬ ‫املاضي ــة عب ــر اس ــتيراد ‪ 1200‬ميغ ــاواط‬ ‫وكذل ــك وق ــود الغ ــاز لتغذي ــة محط ــات الطاق ــة‬ ‫الكهربائي ــة املحلي ــة‪.‬‬ ‫ويعان ــي الع ـراق م ــن أزم ــة نق ــص مزم ــن ف ــي‬ ‫الكهربــاء منــذ عقــود جـراء الحصــار االقتصــادي‬ ‫ف ــي عه ــد النظ ــام الس ــابق والح ــروب املتتالي ــة‪،‬‬ ‫ويحت ــج الس ــكان من ــذ س ــنوات طويل ــة عل ــى‬ ‫االنقط ــاع املتك ــرر للكهرب ــاء وخاص ــة ف ــي فص ــل‬ ‫الصي ــف‪ ،‬إذ تتج ــاوز درج ــات الح ـرارة أحيان ـ ًـا‬ ‫‪ 50‬مئوي ــة‪.‬‬


‫‪70‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪71 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫تهريب ذهب العراق‪..‬‬

‫استنزاف الثروة‪..‬‬ ‫بعض االسباب والنتائج‬ ‫صادق االزرقي‬ ‫في منتصف شهرتشرين الثاني ‪ 2024‬كشفت هيئة النزاهة‬ ‫االتحادية عن القبض على ‪ 4‬متورطين بتهريب سبائك الذهب‬ ‫َ‬ ‫بمطاربغداد الدولي‪ ،‬بحسب بيان ملكتب اإلعالم واالتصال‬ ‫الحكومي‪.‬‬

‫وتهري ــب الذه ــب ف ــي الع ـراق مش ــكلة مركب ــة‬ ‫تتضم ــن ع ــددا م ــن االس ــباب االقتصادي ــة‬ ‫واالجتماعي ــة والسياس ــية‪.‬‬ ‫فالذهــب يعــد مــاذا آمنــا لالســتثمار فــي أوقــات‬ ‫عــدم االســتقرار االقتصــادي‪ ،‬ممــا يزيــد الطلــب‬ ‫علي ــه‪ ،‬وان تواج ــد ف ــرق كبي ــر بي ــن أس ــعار‬ ‫الذهــب فــي العـراق والــدول األخــرى يشــجع علــى‬ ‫التهري ــب لتحقي ــق أرب ــاح كبي ــرة‪ ،‬م ــن اج ــل ذل ــك‬ ‫تت ــورط ش ــبكات فس ــاد ف ــي عملي ــات التهري ــب م ــا‬ ‫يس ــهل ه ــذه العملي ــات‪.‬‬ ‫ويع ــد تهري ــب الذه ــب وس ــيلة للته ــرب م ــن‬ ‫الضرائ ــب املفروض ــة عل ــى تج ــارة الذه ــب‬ ‫ويس ــتعمل تهريب ــه لغس ــيل األم ــوال املتحصل ــة‬ ‫م ــن أنش ــطة غي ــر مش ــروعة‪.‬‬ ‫وبتهريــب الذهــب تفقــد الدولــة إيـرادات ضريبيــة‬ ‫كبي ــرة ويؤث ــر التهري ــب س ــلبا عل ــى االقتص ــاد‬ ‫الوطنــي ويــؤدي إلــى اختــال التــوازن فــي الســوق‪،‬‬ ‫كم ــا ترتب ــط عملي ــات تهري ــب الذه ــب بأن ــواع‬ ‫أخ ــرى م ــن الجرائ ــم منه ــا كم ــا قلن ــا غس ــيل‬ ‫األم ــوال والفس ــاد‪ ،‬كم ــا يض ــر تهري ــب الذه ــب‬ ‫بســمعة العـراق علــى الصعيــد الدولــي‪ ،‬بحســب‬ ‫خب ـراء االقتص ــاد والسياس ــة‪.‬‬ ‫وجه ــود مكافح ــة تهري ــب الذه ــب الواج ــب‬ ‫اتخاذه ــا‪ ،‬تش ــمل ف ــرض رقاب ــة أش ــد عل ــى‬ ‫الح ــدود واملناف ــذ ملن ــع تهريب ــه‪ ،‬ومكافح ــة‬ ‫الفســاد فــي األجهــزة الحكوميــة املعنيــة بمراقبــة‬ ‫تجــارة الذهــب‪ ،‬وتطويــر القوانيــن والتشــريعات‬ ‫الخاص ــة بتج ــارة الذه ــب وتش ــديد العقوب ــات‬ ‫عل ــى مهرب ــي الذه ــب؛ كم ــا يل ــزم تعزي ــز‬ ‫التع ــاون الدول ــي ملكافح ــة تهريب ــه عل ــى‬ ‫املس ــتوى اإلقليم ــي والدول ــي‪.‬‬ ‫ويج ــب ان تتضم ــن اج ـراءات‬ ‫مواجه ــة التهري ــب تش ــجيع الس ــكان‬ ‫عل ــى التعام ــل م ــع البن ــوك لش ـراء وبي ــع‬ ‫الذه ــب‪ ،‬وتوفي ــر بدائ ــل اس ــتثمارية آمن ــة‬ ‫للس ــكان للح ــد م ــن الطل ــب عل ــى الذه ــب‪،‬‬ ‫وتوعي ــة املجتم ــع بمخاط ــر تهري ــب الذه ــب‬ ‫وآث ــاره الس ــلبية‪.‬‬ ‫ان مش ــكلة تهري ــب الذه ــب تتطل ــب جه ــودا‬ ‫متكامل ــة م ــن قب ــل الحكوم ــة واملجتم ــع املدن ــي‬ ‫والقطــاع الخــاص‪ ،‬ويتوجــب معالجــة األســباب‬ ‫الجذري ــة لتهري ــب الذه ــب‪ ،‬كم ــا يتوج ــب أن‬ ‫تنس ــق الجه ــات الحكومي ــة املعني ــة فيم ــا بينه ــا‪،‬‬

‫ملكافح ــة ه ــذه الظاه ــرة‪.‬‬ ‫م ــن االس ــباب املباش ــرة لتهري ــب الذه ــب‬ ‫وتفضي ــل بيع ــه ف ــي دول اخ ــرى او حت ــى ف ــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬ه ــو تواج ــد س ــعرين لل ــدوالر س ــعر‬ ‫ص ــرف رس ــمي يح ــدده البن ــك املرك ــزي‪ ،‬وس ــعر‬ ‫ص ــرف آخ ــر ف ــي الس ــوق املوازي ــة يك ــون ع ــادة‬ ‫أعل ــى‪.‬‬ ‫ان مهرب ــي الذه ــب وكثي ــر منه ــم م ــن املتنفذي ــن‬ ‫واصح ــاب االم ــوال‪ ،‬يحاول ــون ش ـراء الذه ــب‬ ‫بس ــعر الص ــرف الرس ــمي لل ــدوالر وه ــو بح ــدود‬ ‫‪ 1320‬دين ــارا لل ــدوالر مس ــتفيدين م ــن ف ــرق‬ ‫الســعر فــي الســوق املــوازي الــذي يتـراوح بحــدود‬ ‫‪ 1500‬دين ــار لل ــدوالر فيحصل ــون عل ــى الف ــرق‬ ‫فــي داخــل العـراق او يبيعونــه فــي الخــارج بســعر‬ ‫ال ــدوالر امل ــوازي ع ــادة او بأكث ــر م ــن ذل ــك‪،‬‬ ‫مس ــتغلين أس ــعار الذه ــب الت ــي تتأث ــر بآلي ــات‬ ‫الع ــرض والطل ــب ف ــي الس ــوق‪.‬‬ ‫واملالحــظ ان تهريــب الذهــب يؤثــر علــى األســعار‬ ‫املحلي ــة‪ ،‬اذ يج ــري إدخ ــال الذه ــب امله ــرب‬ ‫إل ــى الس ــوق بأس ــعار تختل ــف ع ــن األس ــعار‬ ‫الرس ــمية‪ ،‬وان التضخ ــم ال ــذي يتزاي ــد ف ــي‬ ‫الع ـراق ي ــؤدي إل ــى ارتف ــاع أس ــعار الذه ــب‬ ‫بش ــكل مس ــتمر‪ ،‬فيج ــري اس ــتغالل األزم ــات‬ ‫االقتصاديــة والسياســية التــي تؤثــر علــى ســعر‬ ‫الذه ــب‪ ،‬حي ــث يلج ــأ الن ــاس إل ــى ش ـرائه كم ــاذ‬ ‫آم ــن‪.‬‬ ‫لذل ــك يس ــتغل املهرب ــون عملي ــة ش ـراء الذه ــب‬ ‫ف ــي الع ـراق وف ــي الخ ــارج بس ــعر أعل ــى م ــن‬ ‫الس ــعر الرس ــمي لل ــدوالر‪ ،‬وه ــذا الس ــعر يتغي ــر‬ ‫باس ــتمرار؛ وق ــد تك ــون هن ــاك بع ــض املح ــال‬ ‫أو البن ــوك الت ــي تق ــدم خي ــار ش ـراء الذه ــب‬ ‫بســعر الــدوالر الرســمي‪ ،‬ولكــن هــذا األمــر ليــس‬ ‫شــائعا‪ ،‬الســيما فــي اســواق الــدول االخــرى التــي‬

‫يس ــتهدفها املهرب ــون‪.‬‬ ‫وم ــن املعل ــوم ان البن ــك املرك ــزي العراق ــي‪ ،‬كثي ـرا‬ ‫م ــا يق ــرر بي ــع الس ــبائك واملس ــكوكات الذهبي ــة‬ ‫بوســاطة «منصــة إلكترونيــة»‪ ،‬وعــادة مــا تجــري‬ ‫عملي ــة البي ــع بحس ــب س ــعر ال ــدوالر الرس ــمي‪،‬‬ ‫اذ يش ــدد البن ــك املرك ــزي عل ــى اتاح ــة الف ــرص‬ ‫لش ـراء اللي ـرات والس ــبائك الذهبي ــة بس ــعر‬ ‫الــدوالر الرســمي البالــغ ‪ 1320‬دينــارا لــكل دوالر‪،‬‬ ‫وذل ــك ضم ــن س ــياقات عم ــل البن ــك املرك ــزي‪،‬‬ ‫بحس ــب بيان ــات البن ــك‪.‬‬ ‫وبحس ــب البيان ــات ف ــان الع ـراق يمتل ــك‬ ‫احتياطي ــا م ــن الذه ــب يق ــدر بنح ــو ‪ 153‬طن ــا‪،‬‬ ‫وذلــك يجعلــه يحتــل املرتبــة الثالثــة فــي املنطقــة‬ ‫العربي ــة بع ــد الس ــعودية ولبن ــان‪.‬‬ ‫وبالع ــودة ال ــى عملي ــة التهري ــب ف ــي مط ــار بغ ــداد‪،‬‬ ‫الت ــي كش ــفت ع ــن أن املته ــم ح ــاول تهري ــب ‪13‬‬ ‫س ــبيكة ذه ــب ب ــوزن ‪ 13‬كيلوغرام ــا و‪700‬‬ ‫غـرام؛ فــان مصــادر قالــت ان مــن قــام بالتهريــب‬ ‫موظــف لــدى شــركة الخطــوط الجويــة العراقية‬ ‫ويعمــل فــي الشــركة بصفــة معــاون ربــان طائــرة‪،‬‬ ‫لكنــه كان مســاف ًرا علــى متــن الطائــرة‪ ،‬واســتغل‬ ‫وظيفتــه لتســهيل مــروره عبــر نقــاط التفتيــش فــي‬ ‫داخــل املطــار‪ ،‬علــى حــد وصــف تلــك املصــادر‪،‬‬ ‫التــي اوضحــت أن املتهــم بعمليــة تهريــب الذهــب‬ ‫كان ين ــوي الس ــفر إل ــى تركي ــا عب ــر الخط ــوط‬ ‫الجويــة العراقيــة‪ ،‬وكانــت عليــه مؤشـرات أمنيــة‬ ‫ســابقة‪ ،‬دفعــت إلــى القبــض عليــه قبــل صعــوده‬ ‫إل ــى الطائ ــرة‪ ،‬ف ــي آخ ــر نقط ــة تفتي ــش‪ ،‬بحس ــب‬ ‫قوله ــا‪.‬‬ ‫واش ــارت بالق ــول أن «املته ــم مرتب ــط بش ــبكة‬ ‫تهريــب عراقيــة لهــا ارتباطــات داخليــة وخارجيــة‪،‬‬ ‫كذل ــك هن ــاك عالق ــة له ــذه الش ــبكة بط ــرف‬ ‫سيا�س ــي عراق ــي‪ ،‬يعم ــل من ــذ اعتق ــال مع ــاون‬

‫«يجب ان تتضمن اجراءات‬ ‫مواجهة التهريب تشجيع السكان‬ ‫على التعامل مع البنوك لشراء‬ ‫وبيع الذهب‪ ،‬وتوفير بدائل‬ ‫استثمارية آمنة للسكان للحد من‬ ‫الطلب على الذهب»‬

‫المتهم بعملية تهريب الذهب‬ ‫كان ينوي السفر إلى تركيا عبر‬ ‫الخطوط الجوية العراقية‪ ،‬وكانت‬ ‫عليه مؤشرات أمنية سابقة‪ ،‬دفعت‬ ‫إلى القبض عليه قبل صعوده إلى‬ ‫الطائرة‪ ،‬في آخر نقطة تفتيش‪..‬‬

‫ياسر الحسيني‬

‫نائب رئيس لجنة االقتصاد‬ ‫والصناعة والتجارة النيابية‬ ‫ربــان طائــرة للضغــط مــن أجــل إطــاق س ـراحه‬ ‫ومن ــع إث ــارة املوض ــوع بش ــكل أكب ــر م ــن خ ــال‬ ‫كش ــف تفاصي ــل أكب ــر وأخط ــر ع ــن الش ــبكة‬ ‫وحج ــم عملي ــات التهري ــب الت ــي قام ــت به ــا طيل ــة‬ ‫الفت ـرات الس ــابقة»‪ ،‬عل ــى ح ــد قوله ــا‪.‬‬ ‫وارتباط ــا باألم ــر‪ ،‬تحدث ــت لجن ــة االقتص ــاد‬ ‫والصناع ــة والتج ــارة النيابي ــة‪ ،‬ع ــن تواج ــد‬ ‫شــبكة وصفتهــا بـ»الخطيــرة» تقــف وراء عمليــات‬ ‫تهريــب الذهــب مــن العـراق‪ ،‬وهــو مــا قــد يعــرض‬ ‫الع ـراق إلــى عقوبــات دوليــة بســبب التأثيــر علــى‬ ‫س ــوق الذه ــب ف ــي العال ــم‪.‬‬ ‫ويقــول نائــب رئيــس اللجنــة ياســر الحســيني‪ ،‬إن‬ ‫«عمليــات تهريــب الذهــب ليســت وليــدة اليــوم‪،‬‬ ‫ـدا‪ ،‬وهن ــاك‬ ‫ب ــل ه ــي تج ــري من ــذ فت ــرة طويل ــة ج ـ ً‬ ‫شــبكة خطيــرة وكبيــرة متورطــة بتلــك العمليــات‬ ‫وهــذه الشــبكة لديهــا ارتباطــات بجهــات داخليــة‬ ‫وحتــى خارجيــة»‪ ،‬مشــيرا الــى أن «إحبــاط عمليــة‬ ‫تهريــب الذهــب مؤخـ ًرا فــي مطــار بغــداد‪ ،‬كشــفت‬ ‫بع ــض تل ــك الش ــبكة‪ ،‬وه ــذا م ــا ول ــد ضغط ـ ًـا‬ ‫سياس ــيا م ــن أج ــل إخف ــاء الحقائ ــق ومحاول ــة‬ ‫تزي ــف التحقيق ــات»‪.‬‬ ‫ام ــا املخت ــص ف ــي الش ــؤون االقتصادي ــة‪ ،‬ناص ــر‬ ‫الكنان ــي‪ ،‬فق ــد ح ــذر م ــن خط ــورة اس ــتمرار‬ ‫عملي ــات تهري ــب الذه ــب م ــن داخ ــل الع ـراق إل ــى‬ ‫دول اخ ــرى‪ ،‬بالق ــول أن «اس ــتمرار عملي ــات‬ ‫تهري ــب الذه ــب‪ ،‬ق ــد يدف ــع إل ــى عقوب ــات دولي ــة‬ ‫مختلفــة مــن الواليــات املتحــدة األميركيــة وغيرها‬ ‫فه ــذه العملي ــات تؤث ــر عل ــى س ــوق الذه ــب‬ ‫العالم ــي‪ ،‬وله ــذا كان هن ــاك توج ــه حكوم ــي‬ ‫لوض ــع منص ــة خاص ــة باس ــتيراد الذه ــب‪ ،‬حت ــى‬ ‫تك ــون العملي ــات تح ــت املراقب ــة واملتابع ــة»‪.‬‬


‫‪72‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الفساد يحارب ‪..‬‬

‫نشر الحوكمة اإللكترونية في الدوائر‬ ‫والوزارات العراقية‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يؤكد خبراء في مكافحة الفساد على أهمية نظام الحوكمة اإللكترونية في محاربة الفساد املشتري ببعض الدو ائر‬ ‫والوزارات العر اقية‪ ،‬ألنه سوف يحدد العالقة بين املوظف وصاحب املعاملة‪ ،‬ونتيجة لذلك يعتبرالفساد هو املعرقل‬ ‫الرئي�سي الذي يواجه تطبيق هذا النظام بشكل كامل في البالد‪ ،‬من أجل االستمراربابتزازاملراجعين واملواطنين واإلبقاء‬ ‫على النظام اليدوي إلشاعة جو من عدم الثقة بالجهازالحكومي‪ ،‬على حد قولهم‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪73 2024‬‬

‫وتع ــد الحوكم ــة اإللكتروني ــة ليس ــت وس ــيلة‬ ‫للقضــاء علــى الفســاد فقــط‪ ،‬وإنمــا هــي أصبحــت‬ ‫ـزءا م ــن عل ــم اإلدارة‪« ،‬لذل ــك هن ــاك حاج ــة‬ ‫جـ ً‬ ‫لهــذا العلــم فــي كل مفاصــل الدولــة العراقيــة»‪،‬‬ ‫بحس ــب عض ــو لجن ــة االقتص ــاد والصناع ــة‬ ‫والتج ــارة النيابي ــة‪ ،‬كاظ ــم الش ــمري‪.‬‬ ‫ويؤك ــد ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «مجل ــس الن ــواب‬ ‫داع ــم للخط ــوات الحكومي ــة ف ــي نش ــر ه ــذه‬ ‫املنظوم ــة عل ــى كل ال ــوزارات‪ ،‬وت ــم الب ــدء به ــا ف ــي‬ ‫املناف ــذ والضريب ــة وبع ــض الدوائ ــر األخ ــرى‪،‬‬ ‫ونأم ــل م ــن الحكوم ــة أن تس ـ ّـرع بإنجازه ــا‪ ،‬وأن‬ ‫ـزءا مــن ثقافــة املســؤول‬ ‫تكــون هــذه املنظومــة جـ ً‬ ‫واملوظ ــف»‪.‬‬ ‫ويعل ــن الش ــمري رفض ــه ل ــكل م ــا يقاط ــع جه ــود‬ ‫التحــول للحوكمــة اإللكترونيــة‪« ،‬ألن ذلــك يعنــي‬ ‫إبق ــاء الب ــاد متخلف ــة إداري ـ ًـا وينتش ــر فيه ــا آف ــة‬ ‫الفســاد‪ ،‬كمــا وســيبقى املوظــف العراقــي يعتمــد‬ ‫عل ــى ال ــورق وغي ــر ق ــادر عل ــى مح ــاكاة التق ــدم‬ ‫الحاص ــل ف ــي اإلدارة عل ــى مس ــتوى العال ــم»‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬يعتب ــر رئي ــس لجن ــة الحوكم ــة‬ ‫اإللكترونيــة فــي مجلــس محافظــة بغــداد‪ ،‬مثنــى‬ ‫الع ـزاوي‪ ،‬خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫«أول خط ــوات النظ ــام اإللكترون ــي ه ــي منص ــة‬ ‫ـبقا‪،‬‬ ‫(بغدادن ــا) الت ــي ت ــم اإلع ــان عنه ــا مس ـ ً‬ ‫وستش ــمل كل الدوائ ــر القطاعي ــة باملحافظ ــة‬ ‫تباعـ ًـا حســب الخدمــات ونضجهــا‪ ،‬ومــن املمكــن‬ ‫تصديــر التجــارب الناجحــة لبقيــة املحافظات»‪.‬‬ ‫يذك ــر أن الع ـزاوي أعل ــن ف ــي ‪ 15‬تش ــرين األول‬ ‫الحال ــي‪ ،‬تأس ــيس لجن ــة الحوكم ــة واالتص ــاالت‬ ‫إلدارة التح ــول الرقم ــي ف ــي العاصم ــة بغ ــداد‪،‬‬ ‫وإط ــاق منص ــة «بغدادن ــا» لتقدي ــم أكث ــر م ــن‬ ‫‪ 25‬خدم ــة الكتروني ــة للمواطني ــن عب ــر األجه ــزة‬ ‫الذكي ــة‪.‬‬ ‫ويب ــدو م ــن الواض ــح أن سياس ــة حكوم ــة‬ ‫الس ــوداني تس ــير باتج ــاه «محارب ــة الفس ــاد م ــن‬ ‫خــال االســتثمار باألتمتــة»‪ ،‬وفــق الخبيــر املالــي‬ ‫واالقتص ــادي‪ ،‬د‪.‬صف ــوان ق�ص ــي‪ ،‬مبين ـ ًـا أن‬ ‫«هنــاك مجموعــة مــن األهــداف وضعــت ضمــن‬ ‫برنامــج املوازنــة الثالثيــة (‪)2025-2024-2023‬‬ ‫تدعــو إلــى إنشــاء نظــام إلكترونــي متكامــل يخــدم‬ ‫عمليــة تعامــل الوحــدات الحكوميــة مــع الزبائــن‬ ‫م ــن خ ــال منظوم ــة (أور) الت ــي لديه ــا حالي ـ ًـا‬ ‫أكث ــر م ــن ‪ 400‬خدم ــة فوري ــة‪ ،‬وه ــذه املنظوم ــة‬

‫ستس ــاهم بتتب ــع اإلج ـراءات الحكومي ــة وم ــدى‬ ‫وتحس ــن م ــن‬ ‫اس ــتجابتها لطالب ــي الخدم ــة‬ ‫ّ‬ ‫الجباي ــة م ــن خ ــال الش ــمول املال ــي»‪.‬‬ ‫ويوض ــح ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «عملي ــة الحوكم ــة‬ ‫تعن ــي زي ــادة مس ــتوى الش ــفافية واإلج ـراءات‬ ‫داخ ــل الوح ــدات الحكومي ــة‪ ،‬وإمكاني ــة تطوي ــر‬ ‫األداء الحكوم ــي بم ــا يخ ــدم مصلح ــة املواط ــن‪،‬‬ ‫فـ(حكوم ــة الخدم ــة) تعاه ــدت ضم ــن برنامجه ــا‬ ‫أنه ــا س ــتقوم بعملي ــة إجب ــار جمي ــع الوح ــدات‬ ‫الحكومي ــة ووح ــدات القط ــاع الخ ــاص باتب ــاع‬ ‫التقني ــات اإللكتروني ــة ف ــي التعام ــل م ــع الزبائ ــن‬ ‫مــن أجــل الســيطرة علــى املضاربيــن والتحويــات‬ ‫املالي ــة الوهمي ــة والبضائ ــع الوهمي ــة‬ ‫واملواصف ــات غي ــر املناس ــبة الحتياج ــات‬ ‫املس ــتهلك واملنت ــج»‪.‬‬ ‫وع ــن م ــدى مس ــاهمة الحوكم ــة اإللكتروني ــة ف ــي‬ ‫ـاال ف ــي وزارة‬ ‫خف ــض الفس ــاد‪ ،‬يض ــرب ق�ص ــي مث ـ ً‬ ‫الكهرب ــاء‪ ،‬بالق ــول إن «وزارة الكهرب ــاء تعه ــدت‬ ‫ب ــأن حج ــم اإلي ـرادات م ــن قط ــاع الكهرب ــاء‬ ‫ـنويا إال أنهــا لــم تصــل‬ ‫بحــدود ‪ 9‬تريليــون دينــار سـ ً‬ ‫ـنويا‪ ،‬حي ــث ال‬ ‫إل ــى أكث ــر م ــن تريليون ــي دين ــار س ـ ً‬ ‫ت ـزال هن ــاك كهرب ــاء منتج ــة دون جباي ــة تح ــت‬ ‫عن ــوان الضائع ــات واملترددي ــن ف ــي التس ــديد‬ ‫وبع ــض التج ــاوزات‪ ،‬وباالنتق ــال إل ــى الجباي ــة‬ ‫اإللكتروني ــة ستس ــاهم األخي ــرة ف ــي الس ــيطرة‬ ‫علــى هــذه الضائعــات ويكــون هنــاك نظــام فعــال‬ ‫ـبقا كم ــا ف ــي االتص ــاالت‬ ‫ف ــي ش ـراء الخدم ــة مس ـ ً‬ ‫وبقي ــة القطاع ــات‪ ،‬أي يك ــون ش ـراء الكهرب ــاء‬ ‫مــن املنتــج وفــق كارتــات مــن أجــل الترشــيد وفــي‬ ‫الوق ــت نفس ــه تفعي ــل الجباي ــة»‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪« ،‬كم ــا أن اإلي ـرادات الحكومي ــة غي ــر‬ ‫النفطي ــة عل ــى مس ــتوى جمي ــع القطاع ــات‬ ‫تبل ــغ ‪ 27‬تريلي ــون دين ــار‪ ،‬لك ــن الفعل ــي ق ــد ال‬ ‫يتجــاوز ‪ 10‬تريليونــات دينــار‪ ،‬وفــي حــال النجــاح‬ ‫بتطوي ــر منظوم ــة (أور) اإللكتروني ــة ورب ــط‬ ‫املنظوم ــات الداخلي ــة به ــا‪ ،‬فم ــن املمك ــن أن‬ ‫تكــون هنــاك جبايــة ‪ 100‬باملائــة‪ ،‬أي بمــا ال يقــل‬ ‫ع ــن ‪ 17‬تريلي ــون دين ــار إضافي ــة يمك ــن جبايته ــا‬ ‫باإلضاف ــة إل ــى تقيي ــم أداء الوح ــدات الحكومي ــة‬ ‫بمــا ينســجم مــع مؤشـرات الشــفافية الدوليــة»‪.‬‬ ‫وين ـ ّـوه ق�ص ــي ف ــي خت ــام حديث ــه إل ــى أن «(أور)‬ ‫ه ــي منظوم ــة ش ــاملة‪ ،‬وكل ال ــوزارات االتحادي ــة‬ ‫لديهــا نافــذة ضمــن هــذه املنظومــة‪ ،‬تعــرض بهــا‬


‫‪74‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪75 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الفساد يحارب الحوكمة اإللكترونية ‪....‬‬ ‫جمي ــع األنش ــطة الحكومي ــة‪ ،‬وهن ــاك بع ــض‬ ‫ال ــوزارات نف ــذت ه ــذه التطبيق ــات وبعضه ــا‬ ‫اآلخ ــر تعي ــق عملي ــة تنفيذه ــا‪ ،‬م ــن أج ــل‬ ‫اســتمرار ابت ـزاز املراجعيــن واملواطنيــن واإلبقــاء‬ ‫علــى النظــام اليــدوي مــن أجــل إشــاعة جــو مــن‬ ‫ع ــدم الثق ــة بالجه ــاز الحكوم ــي‪ ،‬وكلم ــا تم ــت‬ ‫إدارة ه ــذا املوض ــوع تقني ـ ًـا كلم ــا ّقل ــت نس ــبة‬ ‫الفس ــاد واله ــدر بامل ــال الع ــام»‪.‬‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬يؤك ــد الباح ــث ف ــي مكافح ــة الفس ــاد‪،‬‬ ‫د‪.‬غال ــب الدعم ــي‪ ،‬أن «م ــن يعرق ــل نظ ــام‬ ‫الحوكمــة اإللكترونيــة فــي الع ـراق هــو الفســاد‪،‬‬ ‫وهــذا النظــام لــو طبــق بشــكل شــامل فــي العـراق‬ ‫فه ــو كفي ــل بإنه ــاء وتقوي ــض الفس ــاد بش ــكل‬ ‫كبيــر‪ ،‬ألنــه ســوف يحــدد العالقــة بيــن املوظــف‬ ‫وصاح ــب الحاج ــة أو صاح ــب املعامل ــة»‪.‬‬ ‫ويضــرب الدعمــي خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‬ ‫ـاال بإح ــدى الدوائ ــر العراقي ــة‪ ،‬بالق ــول إن‬ ‫مث ـ ً‬ ‫«أح ــد أس ــباب الفس ــاد ف ــي دوائ ــر امل ــرور ه ــو‬ ‫اخت ــاط املوظ ــف م ــع املواط ــن‪ ،‬لك ــن عندم ــا‬

‫«في حال النجاح بتطوير‬ ‫منظومة (أور) اإللكترونية‬ ‫وربط المنظومات الداخلية‬ ‫بها‪ ،‬فمن الممكن أن تكون‬ ‫هناك جباية ‪ 100‬بالمائة‪،‬‬ ‫أي بما ال يقل عن ‪17‬‬ ‫تريليون دينار إضافية »‬

‫الباحث د‪.‬غالب الدعمي‪:‬‬ ‫هذا النظام لو طبق‬ ‫بشكل شامل في العراق‬ ‫فهو كفيل بإنهاء‬ ‫وتقويض الفساد بشكل‬ ‫كبير‪ ،‬ألنه سوف يحدد‬ ‫العالقة بين الموظف‬ ‫وصاحب الحاجة أو‬ ‫صاحب المعاملة»‪.‬‬

‫يت ــم تس ــهيل اإلج ـراءات عب ــر اس ــتخدام نظ ــام‬ ‫الحكوم ــة اإللكتروني ــة وتقلي ــل االحت ــكاك‬ ‫بي ــن املواط ــن واملوظ ــف‪ ،‬هن ــا ينته ــي الفس ــاد‬ ‫وتنتف ــي الحاج ــة لدف ــع الر�ش ــى مقاب ــل تمش ــية‬ ‫أو تس ــيير املعامل ــة‪ ،‬ألن أح ــد أه ــم خصائ ــص‬ ‫نظ ــام الحوكم ــة ه ــو تس ــهيل س ــرعة إج ـراءات‬ ‫املعامل ــة»‪.‬‬ ‫وخل ــص الدعم ــي إل ــى الق ــول ف ــي نهاي ــة حديث ــه‪،‬‬ ‫إن «نظ ــام الحوكم ــة يس ــهم بش ــكل كبي ــر ف ــي‬ ‫التقلي ــل م ــن جه ــد وم ــال املواط ــن وتقوي ــض‬ ‫الفســاد إلــى حــد كبيــر‪ ،‬ولــو طبــق علــى كل دوائــر‬ ‫الدول ــة ف ــإن املواط ــن س ــيكون بخي ــر ويتجن ــب‬ ‫املعام ــات الورقي ــة وضياعه ــا وفقدانه ــا وه ــذه‬ ‫جميعهــا حالــة مــن حــاالت الفســاد‪ ،‬لكــن الــذي‬ ‫يواجــه تطبيــق نظــام الحوكمــة بشــكل كامــل فــي‬ ‫الع ـراق ه ــو وج ــود الفس ــاد‪ ،‬ألن بتطبي ــق ه ــذا‬ ‫النظــام ســيقوض الفســاد وســيق�ضي علــى مــن‬ ‫يمارس ــه أيض ـ ًـا»‪.‬‬

‫نفط العراق بين خيارين ‪..‬‬

‫تنين صيني في الساحة وطموح حكومي نحو الغرب‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعات‪:‬‬ ‫لم تعد الصين تخفي رغبتها بالسيطرة على الحقول النفطية في العراق مستفيدة من‬ ‫فضال عن منافسة شركات صينية عدة في‬ ‫انسحاب الشركات الغربية من بعض الحقول‪،‬‬ ‫ً‬ ‫جوالت التراخيص التي يعلن عنها العراق بين الحين واآلخرسواء كانت نفطية أو غازية‪،‬‬ ‫ومحاولة الحصول على الرقع التي تعلن عنها وزارة النفط حتى وإن كانت تعود بأرباح قليلة‪.‬‬


‫‪76‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪77 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫باملقاب ــل يح ــاول الع ـراق أن يبق ــي الش ــركات‬ ‫األوروبي ــة واألميركي ــة لتطوي ــر حقول ــه النفطي ــة‬ ‫والغازي ــة باعتب ــار أن ه ــذه الش ــركات له ــا خب ــرة‬ ‫واس ــعة وق ــدرات متقدم ــة ف ــي مج ــال الطاق ــة‬ ‫وه ــي ق ــادرة عل ــى رف ــع ق ــدرات الع ـراق النفطي ــة‬ ‫والغازي ــة‪.‬‬ ‫الشركات الغربية «تطور املجتمع»‬ ‫ويق ــول وزي ــر النف ــط الس ــابق إحس ــان عب ــد‬ ‫الجب ــار‪ ،‬ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»؛ إن‬ ‫«االس ــتثمار الحقيق ــي ال ــذي ينت ــج للبل ــد قيم ــة‬ ‫حقيقي ــة ويط ــور املجتم ــع والبش ــر ويرف ــع‬ ‫مس ــتوى أخالقي ــات العم ــل‪ ،‬ه ــو م ــا تق ــوم ب ــه‬ ‫الش ــركات الغربي ــة»‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن «الش ــركات م ــن الجنس ــيات‬ ‫األخــرى جيــدة فــي العمــل ولكنهــا ال تلبــي كل هــذه‬ ‫املتطلب ــات»‪ ،‬الفت ـ ًـا إل ــى أن «ال ــوزارة تح ــاول أن‬ ‫تأتــي بأفضــل الشــركات القــادرة علــى خلــق بيئــة‬ ‫اجتماعيــة وعمــل جيــد وتنفــذ مشــاريع بأرخــص‬ ‫األس ــعار وبأعل ــى عائ ــد»‪.‬‬ ‫ويس ــعى الع ـراق إل ــى ج ــذب االس ــتثمارات‪،‬‬ ‫وخاص ــة الش ــركات األميركي ــة واألوروبي ــة‪ ،‬ف ــي‬ ‫قطــاع الغــاز املصاحــب مــن أجــل تقليــل إحـراق‬ ‫الغ ــاز وتعزي ــز اإلنت ــاج‪.‬‬ ‫االكتفاء الذاتي‬ ‫ب ــدوره يش ــير وكي ــل وزارة النف ــط لش ــؤون‬

‫التوزي ــع‪ ،‬حام ــد يون ــس‪ ،‬خ ــال حدي ــث ملجل ــة‬ ‫«فيلــي»‪ ،‬إلــى أن «وزارة النفــط تعمــل علــى تحفيــز‬ ‫الشــركات األجنبيــة للعمــل فــي العـراق والحكومــة‬ ‫الحالي ــة تض ــع خطط ـ ًـا لالس ــتثمار والتع ــاون‬ ‫م ــع الش ــركات العاملي ــة‪ ،‬والع ـراق حري ــص عل ــى‬ ‫تطوي ــر قط ــاع الغ ــاز وتحقي ــق التق ــدم»‪.‬‬ ‫وبه ــدف تحقي ــق االكتف ــاء الذات ــي م ــن الغ ــاز ف ــي‬ ‫غضــون خمــس ســنوات‪ ،‬يســعى العـراق بنشــاط‬ ‫إل ــى ج ــذب االس ــتثمارات‪ ،‬م ــع تش ــجيع الوالي ــات‬ ‫املتحــدة للشــركات األميركيــة علــى دخــول قطــاع‬ ‫الطاقــة فــي البــاد‪.‬‬ ‫وق ــد زارت وف ــود عراقي ــة رفيع ــة املس ــتوى‬ ‫الوالي ــات املتح ــدة مرتي ــن ه ــذا الع ــام للق ــاء‬ ‫مس ــؤولين ف ــي الحكوم ــة األميركي ــة وش ــركات‬ ‫م ــن القط ــاع الخ ــاص‪ ،‬حي ــث أس ــفرت الزي ــارة‬ ‫الثاني ــة ع ــن إب ـرام العدي ــد م ــن الصفق ــات‪.‬‬ ‫ويلفــت يونــس إلــى «منــح اإلذن لشــركات أميركيــة‬ ‫وأوروبي ــة للعم ــل م ــع الحكوم ــة العراقي ــة‪ ،‬كم ــا‬ ‫أن الحكوم ــة األميركي ــة تض ــع خطط ـ ًـا للتع ــاون‬ ‫م ــع الش ــركات العراقي ــة املحلي ــة»‪.‬‬ ‫يش ــار إل ــى أن املصال ــح األميركي ــة ف ــي الع ـراق‬ ‫مزدوج ــة‪ ،‬فف ــي جان ــب منه ــا تعم ــل عل ــى الح ــد‬ ‫م ــن النف ــوذ الصين ــي املتزاي ــد ف ــي قط ــاع الطاق ــة‬ ‫العراق ــي‪ ،‬وتقلي ــل اعتم ــاد الع ـراق عل ــى واردات‬ ‫الكهرب ــاء والغ ــاز م ــن إي ـران‪.‬‬

‫وم ــع انس ــحاب الش ــركات الغربي ــة الكب ــرى م ــن‬ ‫ـرقا‬ ‫قطــاع الطاقــة فــي العـراق‪ ،‬اتجهــت البــاد شـ ً‬ ‫لتحقي ــق أهدافه ــا ف ــي تعزي ــز الق ــدرة عل ــى إنت ــاج‬ ‫النف ــط الخ ــام والغ ــاز والح ــد م ــن ح ــرق الغ ــاز‪.‬‬ ‫علــى ســبيل املثــال‪ ،‬تولــت شــركة «بتروتشــاينا»‬ ‫الصيني ــة تش ــغيل املش ــروع ف ــي غ ــرب القرن ــة ‪1‬‬ ‫بع ــد خ ــروج ش ــركة «إكس ــون موبي ــل» ف ــي الع ــام‬ ‫‪ ،2023‬فــي أعقــاب بيــع حصتهــا البالغــة ‪22.7%‬‬ ‫لش ــركة نف ــط البص ــرة العراقي ــة‪.‬‬ ‫تج ــدر اإلش ــارة إل ــى إن نج ــاح الصي ــن ف ــي قط ــاع‬ ‫الطاق ــة العراق ــي قائ ــم من ــذ فت ــرة طويل ــة‪ ،‬كم ــا‬ ‫تعــد الصيــن أكبــر مشـ ٍـتر للخــام العراقــي‪ .‬فخــال‬ ‫األش ــهر التس ــعة األول ــى م ــن الع ــام ‪،2024‬‬ ‫اســتوردت الصيــن ‪ 33.42%‬مــن الخــام العراقــي‪.‬‬ ‫وأثبتــت الشــركات الصينيــة كفاءتهــا التــي تــوازي‬ ‫الش ــركات األوروبي ــة‪ ،‬ولك ــن األخي ــرة تفك ــر ف ــي‬ ‫الربحي ــة العالي ــة وعام ــل الخط ــورة القلي ــل‪،‬‬ ‫بينمــا الصينيــة ال تهتــم كثي ـ ًرا لهذيــن العامليــن‪.‬‬ ‫التنافس‬ ‫وبه ــذا الص ــدد‪ ،‬يبي ــن الخبي ــر النفط ــي حم ــزة‬ ‫الجواه ــري ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫«الش ــركات الصيني ــة لديه ــا تنافس ــية عالي ــة‬ ‫ـدا م ــع باق ــي الش ــركات العاملي ــة‪ ،‬وج ــوالت‬ ‫جـ ً‬ ‫التراخي ــص مفتوح ــة‬ ‫للجمي ــع وبالتال ــي‬

‫عندم ــا تف ــوز الش ــركات الصيني ــة بالعق ــود‬ ‫فمــن حقهــم العمــل فــي الحقــول التــي فــازوا بهــا‬ ‫بج ــدارة وش ــفافية»‪.‬‬ ‫وينب ــه إل ــى أن «القواني ــن العراقي ــة ال تس ــمح‬ ‫للش ــركات س ــواء الصيني ــة أو غيره ــا بالهيمن ــة‬ ‫عل ــى الحق ــول النفطي ــة أو الغازي ــة م ــن حي ــث‬ ‫العاملي ــن فيه ــا إذ يج ــب أن يش ــارك العراقي ــون‬ ‫ف ــي ه ــذه الحق ــول‪ ،‬وبمج ــرد انته ــاء م ــدة العق ــد‬ ‫تنســحب الشــركات مــن الحقــول التــي طورتهــا»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع الجواه ــري «الش ــركات الصيني ــة‬ ‫ف ــازت بالعدي ــد م ــن ج ــوالت التراخي ــص الت ــي‬ ‫يعل ــن عنه ــا الع ـراق ألنه ــم لي ــس جش ــعين مث ــل‬ ‫األميركييــن واألوروبييــن‪ ،‬بــل أنهــا تكتفــي بالربــح‬ ‫القلي ــل»‪.‬‬ ‫وأدت عملي ــات بي ــع الش ــركات الغربي ــة‬ ‫لحصصه ــا ف ــي الحق ــول‬ ‫النفطي ــة والغازي ــة إل ــى‬ ‫زي ــادة س ــيطرة الصي ــن‬ ‫عل ــى قط ــاع النف ــط‬ ‫العراق ــي‪ .‬فف ــي جول ــة‬ ‫التراخي ــص‬

‫األخي ــرة ف ــي آي ــار‪ /‬ماي ــو املا�ض ــي‪ ،‬ف ــازت ش ــركات‬ ‫ـروعا‬ ‫صيني ــة كب ــرى بعش ــرة م ــن بي ــن ‪ 13‬مش ـ ً‬ ‫للنف ــط والغ ــاز‪ ،‬كم ــا ف ــاز ش ــركات صيني ــة‬ ‫أصغــر حجمـ ًـا‪ ،‬وهــو مــا يشــير إلــى ترســيخ أعمــق‬ ‫للش ــركات الصيني ــة ف ــي قط ــاع النف ــط العراق ــي‪.‬‬ ‫العمل بكلف أقل‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬يلف ــت الخبي ــر االقتص ــادي ه ــال‬ ‫الطع ــان‪ ،‬ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى أن‬ ‫«الشــركات الصينيــة كبيــرة وتعتمــد علــى كــوادر‬ ‫استشــارية متخصصــة وأيضـ ًـا عمقــت عالقاتهــا‬ ‫باملجتمعــات املحليــة العراقيــة وشــغلت عمالــة‬ ‫كثي ــرة منه ــم‪ ،‬وه ــي تعم ــل بش ــروط وكلف ــة أق ــل‬ ‫وبكف ــاءة ليس ــت أق ــل ج ــودة م ــن مثيالته ــا‬ ‫العاملي ــة»‪.‬‬ ‫وي ــردف «الش ــركات الغربي ــة‬

‫إحسان عبد الجبار‪:‬‬ ‫«االستثمار الحقيقي الذي‬ ‫ينتج للبلد قيمة حقيقية‬ ‫ويطور المجتمع والبشر‬ ‫ويرفع مستوى أخالقيات‬ ‫العمل‪ ،‬هو ما تقوم به‬ ‫الشركات الغربية»‬

‫الجواهري‪« :‬الشركات‬ ‫الصينية فازت بالعديد‬ ‫من جوالت التراخيص‬ ‫التي يعلن عنها العراق‬ ‫ألنهم ليس جشعين مثل‬ ‫األميركيين واألوروبيين‪،‬‬ ‫بل أنها تكتفي بالربح‬ ‫القليل»‬

‫الكب ــرى باع ــت حصصه ــا بع ــد تراج ــع توقع ــات‬ ‫نم ــو الطل ــب العالم ــي‪ ،‬وتراج ــع الع ـراق ع ــن‬ ‫إنت ــاج ال ــذروة املس ــتهدف وال ــذي كان يص ــل‬ ‫ضم ــن املخطط ــات إل ــى تس ــعة ماليي ــن برمي ــل‬ ‫يومي ـ ًـا لك ــن واق ــع الس ــوق العاملي ــة وقابلي ــات‬ ‫التصدي ــر حال ــت دون الوص ــول إلي ــه‪ ،‬كم ــا أن‬ ‫إلـزام العـراق للشــركات بتقليــل اإلنتــاج لتنفيــذ‬ ‫متطلب ــات أوب ــك ب ــاس أدى إل ــى بي ــع الش ــركات‬ ‫الغربي ــة حصصه ــا لنظيراته ــا الصيني ــة»‪.‬‬


‫‪78‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪79 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫التضخم تجاوز ‪..%120‬‬ ‫ركود يضرب سوق العقارات في العراق‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫يشهد سوق العقارات في العراق حالة ركود نتيجة تضخمه أكثرمن ‪ 120‬باملائة خالل‬ ‫السنوات الثالث املاضية مع انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين‪ ،‬فيما يشير‬ ‫اقتصاديون إلى أن إعادة تحريك هذا القطاع يتم عن طريق إطالق قروض وتوزيع قطع‬ ‫سكنا‪،‬‬ ‫أرا�ضي مخدومة و إنشاء وحدات سكنية اقتصادية وحصربيعها ملن ال يمتلك‬ ‫ً‬ ‫لتجنب دخول التجارفيها وبالتالي رفع أسعارها‪.‬‬

‫احمد عيد‬

‫باحث اقتصادي‬

‫مصطفى أكرم حنتوش‬

‫باحث مختص في الجانب املالي واملصرفي‬

‫ويقــول الباحــث فــي الشــأن االقتصــادي‪ ،‬أحمــد‬ ‫عي ــد‪ ،‬إن «االرتف ــاع الكبي ــر ف ــي مس ــتويات‬ ‫أســعار العقــارات وانخفــاض القــدرة الش ـرائية‬ ‫للمواطني ــن أس ــباب أدت ال ــى رك ــود أس ــواق‬ ‫العقــارات فــي مختلــف املحافظــات‪ ،‬واقتصــرت‬ ‫عل ــى مناط ــق معين ــة ألصح ــاب امل ــردود املال ــي‬ ‫العالــي‪ ،‬كمــا هــو الحــال فــي املجمعــات الســكنية‬ ‫واملناط ــق االس ــتثمارية»‪.‬‬ ‫ويلف ــت عي ــد خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إل ــى أن «الفاس ــدين واملتنفذي ــن اتجه ــوا نح ــو‬ ‫العق ــارات لغس ــل األم ــوال واس ــتثمارها ف ــي ه ــذا‬ ‫املج ــال‪ ،‬خاص ــة بع ــد الرقاب ــة الش ــديدة الت ــي‬ ‫فرضته ــا الخزان ــة األمريكي ــة والبن ــك الفيدرال ــي‬ ‫األمريك ــي عل ــى األم ــوال املحول ــة إل ــى خ ــارج‬ ‫الع ـراق الت ــي كان يتخذه ــا الفاس ــدون وس ــيلة‬ ‫لغس ــل أمواله ــم غي ــر املش ــروعة»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد‪ ،‬أن «املواط ــن العراق ــي ه ــو األكث ــر‬ ‫تض ــر ًرا نتيج ــة للسياس ــات الخاطئ ــة وغي ــاب‬ ‫الرؤي ــة االس ــتراتيجية ف ــي توزي ــع الث ــروات‬ ‫والعدالــة االجتماعيــة‪ ،‬حيــث تزايــدت الطبقيــة‬ ‫املجتمعي ــة ف ــي ظ ــل النظ ــام السيا�س ــي الحال ــي‪،‬‬ ‫ال ــذي اس ــتحوذ في ــه الفاس ــدون عل ــى مق ــدرات‬ ‫الش ــعب العراق ــي ف ــي مختل ــف املج ــاالت»‪.‬‬ ‫تضخم ‪120%‬‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬يوض ــح الباح ــث املخت ــص ف ــي‬ ‫الجان ــب املال ــي واملصرف ــي‪ ،‬مصطف ــى أك ــرم‬ ‫حنت ــوش‪ ،‬أن «الع ـراق يش ــهد حال ــة ش ــلل أو‬ ‫رك ــود ف ــي س ــوق العق ــارات ولي ــس انخفاض ـ ًـا‪،‬‬ ‫حي ــث إن التضخ ــم ال ــذي حص ــل ف ــي س ــوق‬

‫العق ــارات أكث ــر م ــن ‪ 120‬باملائ ــة خ ــال الس ــنوات‬ ‫الث ــاث املاضي ــة‪ ،‬وه ــذا ل ــم يتناس ــب م ــع الزي ــادة‬ ‫باإلي ـرادات الوظيفي ــة واألرب ــاح»‪.‬‬ ‫ويضي ــف حنت ــوش ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «أس ــعار‬ ‫الوح ــدات الس ــكنية تب ــدأ م ــن ‪ 150‬ملي ــون دين ــار‬ ‫ـدا‪ ،‬لذلــك املواطــن غيــر قــادر علــى ش ـرائها‪،‬‬ ‫فصاعـ ً‬ ‫وم ــن يبي ــع ه ــو م ــن يس ــتطيع الش ـراء ف ــي الوق ــت‬ ‫الحا ض ــر»‪.‬‬ ‫ويبي ــن‪ ،‬أن «تضخ ــم العق ــارات أكب ــر بكثي ــر م ــن‬ ‫تضخ ــم إي ـرادات املواط ــن لذل ــك ال يس ــتطيع‬ ‫الش ـراء إال ف ــي ح ــال وج ــود سياس ــة اق ـراض‪ ،‬أو‬ ‫توزي ــع قط ــع أرا�ض ــي مخدوم ــة‪ ،‬وكذل ــك يتح ــرك‬ ‫ف ــي ح ــال كان ــت هن ــاك وح ــدات س ــكنية اقتصادي ــة‬ ‫بأقس ــاط بس ــيطة مث ــل بس ــماية والجواه ــري»‪.‬‬ ‫غسيل أموال وفساد‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬يق ــول الخبي ــر االقتص ــادي‪ ،‬كري ــم الحل ــو‪،‬‬ ‫إن «املجمع ــات الس ــكنية كان اله ــدف منه ــا ه ــو‬ ‫ح ــل مش ــكلة الس ــكن ف ــي الع ـراق‪ ،‬بإعط ــاء الس ــكن‬ ‫مل ــن ال يملك ــه‪ ،‬لك ــن ت ــم رف ــع ه ــذا الش ــرط ع ــام‬ ‫‪ ،2018‬وبالتالــي دخــل التجــار إلــى الســوق واشــتروا‬ ‫آالف الوح ــدات الس ــكنية‪ ،‬وب ــدأوا ببيعه ــا بأس ــعار‬ ‫مرتفع ــة»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع الحل ــو حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪« ،‬كم ــا أن‬ ‫اس ــتغالل ه ــذه املجمع ــات الس ــكنية بقضاي ــا‬ ‫غس ــيل أم ــوال مم ــن لديه ــم أم ــوال كثي ــرة نتيج ــة‬ ‫فس ــاد إداري أدى إل ــى ارتف ــاع أس ــعارها‪ ،‬لك ــن‬ ‫بع ــد أح ــداث فلس ــطين ولبن ــان حص ــل تخ ــوف‬ ‫م ــن ش ـراء العق ــار خوف ـ ًـا م ــن األوض ــاع واحتمالي ــة‬ ‫تعــرض البــاد للقصــف الشــتراك بعــض الفصائــل‬

‫العراقيــة بقصــف إسـرائيل‪ ،‬لذلــك حصــل نــوع مــن‬ ‫التري ــث»‪.‬‬ ‫ومــا أثــر علــى ســوق العقــارات أيضـ ًـا‪ ،‬يوضــح الحلــو‪،‬‬ ‫أن «إنش ــاء مجمع ــات س ــكنية جدي ــدة وتخصي ــص‬ ‫بعضه ــا للعم ــال والنقاب ــات أث ــرت عل ــى س ــوق‬ ‫العق ــارات وأربكت ــه‪ ،‬م ــع وج ــود توقع ــات بن ــزول‬ ‫األس ــعار‪ ،‬كم ــا أن البن ــاء العم ــودي س ــاهم بخف ــض‬ ‫األس ــعار‪ ،‬إل ــى جان ــب ف ــوز الرئي ــس األمريك ــي ترام ــب‬

‫ال ــذي أث ــر عل ــى الس ــوق العاملي ــة وس ــط ترق ــب‬ ‫للق ـرارات الت ــي س ــيتخذها»‪.‬‬ ‫سبب سيا�سي‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬ي ــرى الباح ــث االقتص ــادي‪ ،‬عب ــد‬ ‫الس ــام حس ــن حس ــين‪ ،‬أن «الوض ــع االقتص ــادي‬ ‫ـدا ف ــي الع ـراق‪ ،‬لذل ــك إن رك ــود س ــوق‬ ‫جي ــد ج ـ ً‬ ‫العق ــار ه ــو سيا�س ــي ومقص ــود رغ ــم املنج ـزات الت ــي‬ ‫يتح ــدث به ــا رئي ــس ال ــوزراء‪ ،‬لك ــن ه ــي منج ـزات‬

‫عام ــة ال تخ ــص املواط ــن العراق ــي‪ ،‬وحدي ــث الس ــيد‬ ‫السيس ــتاني األخي ــر أوض ــح أس ــباب الفش ــل وألق ــى‬ ‫الل ــوم عل ــى الحكوم ــة»‪.‬‬ ‫ويضي ــف حس ــين ملجل ــة «فيل ــي»‪« ،‬كم ــا أن ف ــوز‬ ‫الرئي ــس األمريك ــي ترام ــب س ــوف يس ــبب أزم ــة‬ ‫اض عنه ــا وه ــو‬ ‫للحكوم ــة العراقي ــة‪ ،‬فه ــو غي ــر ر ٍ‬ ‫املتحكــم بالــدوالر‪ ،‬لذلــك ركــود ســوق العقــارات ذو‬ ‫خلفي ــة سياس ــية»‪.‬‬


‫محم ً‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫« جاء الشتاء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والصباحات‬ ‫باللقاءات‬ ‫البيضاء‪ ،‬أتى الشتاء‬

‫وسأكون برفقة اصدقائي‪،‬‬

‫سنحتسي القهوة‬

‫ونتحدث عن أشياء ال‬ ‫ّ‬ ‫تليق إاّل بنا‪ ،‬سنضحك‬ ‫حتى البكاء‪».‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬ ‫العدد ‪ 251‬السنة العشرون ‪ -‬تشرين الثاني ‪ -‬نوفمبر ‪2024‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.