العـدد "مـئتـــان وواحد وخمسون" من مجلة فيلي

Page 1

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE & MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫‪www.shafaq.com‬‬

‫‪ 21‬عامــًا‬ ‫تتواصل‬ ‫مسـيرة‬ ‫العـطاء‬ ‫الذكرى ‪ 21‬لتأسيس المجلة‬

‫‪252‬‬ ‫السنـة الحادية والعشــرون‬ ‫كانون االول‪/‬ديسمبر ‪2024‬‬


‫‪20‬عاما من مجلة فيلي‪ ..‬صوت‬ ‫والمهمشينال ‪06‬‬ ‫يخبو لألقليات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫‪18‬‬

‫اقرأ في العدد ايض ًا‬

‫كلمــــة العدد‬

‫نموذج حقيقي للنجاح‬

‫المرجعية النجفية‬ ‫بعد آية اهلل السيستاني‬

‫عش تجربة الجنوب‬ ‫بكل تفاصيلها الساحرة‪..‬‬ ‫األهوار والبصرة بانتظارك‬

‫‪29‬‬

‫العراق مصدر خطر على المسيحيين‬

‫‪44‬‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫‪252‬‬ ‫السـنـة الحادية والعشــــرون‬ ‫كانون االول ‪ -‬ديسمبر ‪2024‬‬

‫أســرة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪60‬‬

‫تأثير التكنلوجيا الرقمية على‬ ‫المطاعم واالكالت الشعبية في العراق‬

‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫صادق االزرقي‬

‫األبواب الخفية للسحر في العراق‪..‬‬ ‫زوجات يبحثن عن حل يتحول إلى ابتزاز‬

‫هيئة التحرير‬

‫‪62‬‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬ ‫‪website: www.shafaq.com‬‬

‫رقم االعتماد في نقابة الصحفيين العراقيين ‪2016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫‪84‬‬

‫الغـــاز الوطــني‪ ..‬كلمة المرور‬ ‫إلنهاء معضلة الكهرباء في العراق‬

‫عندم ــا نتح ــدث ع ــن املس ــتقبل بعي ــون مليئ ــة باألم ــل‪ ،‬نعن ــي‬ ‫بذلــك أن نكــون اهـ ًـا للمســؤولية‪ .‬ونحــن علــى أعتــاب نهايــة عــام‬ ‫عام ــا حاف ـ ًـا بالتج ــارب‬ ‫‪ ،2024‬ال يس ــعنا إال أن نق ــول ‪ :‬كان ً‬ ‫الحل ــوة وامل ــرة‪.‬‬ ‫وفق ــا لإلحص ــاءات والبيان ــات له ــذا الع ــام‪ ،‬ن ــدرك أن مواجه ــة‬ ‫ً‬ ‫التحدي ــات املتعلق ــة بالك ــورد الفيليي ــن ال يمك ــن أن ُتعال ــج‬ ‫بمفرده ــا‪ ،‬ولك ــن إصرارن ــا وصبرن ــا ق ــد أثم ــر إنج ــازات واضح ــة‬ ‫لجع ــل ه ــذه الجه ــود مث ـ ًـااًل يحت ــذى ب ــه‪.‬‬ ‫م ــن الواض ــح ان ــه ف ــي مج ــال االع ــام هن ــاك حاج ــة ال ــى الصب ــر‬ ‫والتحم ــل واحيان ــا قط ــع املس ــافات والط ــرق الصعب ــة‪ ،‬وفيم ــا‬ ‫يخ ــص مجل ــة فيل ــي‪ ،‬فإنه ــا م ــرت عل ــى م ــدى اكث ــر م ــن عش ــرين‬ ‫عام ــا بتجرب ــة التعام ــل م ــع العدي ــد م ــن املوضوع ــات املختلف ــة‬ ‫باحترافي ــة‪ ،‬ول ــم تكت ــف بذل ــك ب ــل ف ــي جعبته ــا اكث ــر م ــن ‪250‬‬ ‫ع ــددا وقراب ــة رب ــع ق ــرن م ــن العم ــل املتواص ــل‪ ،‬لتصب ــح منص ــة‬ ‫متميــزة لصــوت الكــورد الفيلييــن‪ ،‬وتســلط الضــوء علــى قضايــا‬ ‫األقلي ــات واملجتم ــع العراق ــي ككل‪.‬‬ ‫عــام جديــد يضــاف إلــى مســيرة املجلــة التــي تدخــل عامهــا الحــادي‬ ‫مليئــا باملزيــد‬ ‫والعشــرين‪ .‬األمــل يحدونــا فــي أن يكــون عــام ‪ً 2025‬‬ ‫م ــن العم ــل الج ــاد‪ .‬فريقن ــا ي ــدرك أن ه ــذا العم ــل يتطل ــب إرادة‬ ‫ـغفا‪ ،‬وتضحي ــات كبي ــرة‪ .‬تقيي ــم نتائ ــج جهودن ــا يظه ــر‬ ‫قوي ــة‪ ،‬وش ـ ً‬ ‫أهميــة املثابــرة والدقــة فــي تحقيــق النجــاح‪.‬‬ ‫النج ــاح لي ــس مج ــرد صدف ــة؛ إن ــه نت ــاج رؤي ــة واضح ــة وجه ــود‬ ‫حثيث ــة‪ .‬ال ــدروس املس ــتخلصة م ــن تجربتن ــا اإلعالمي ــة تلهمن ــا‬ ‫لالس ــتمرار‪ ،‬و تجعلن ــا نؤم ــن بقدراتن ــا عل ــى مواجه ــة التحدي ــات‬ ‫ـدال م ــن انتظ ــار تس ــليط الض ــوء م ــن‬ ‫وتحقي ــق األه ــداف‪ .‬ب ـ ً‬ ‫منص ــات أخ ــرى‪ ،‬ق ــررت «فيل ــي» أن تك ــون املنص ــة األول ــى الت ــي‬ ‫توث ــق مس ــيرة الك ــورد الفيليي ــن ف ــي الع ـراق‪.‬‬ ‫إن اعتبــار العــام الجيــد هــو الــذي يجلــب نتائــج إيجابيــة فقــط‪،‬‬ ‫ه ــو تبس ــيط لألم ــور‪ .‬ب ــل إن الع ــام الجي ــد ه ــو ال ــذي يضي ــف‬ ‫إل ــى رصيدن ــا خب ـرات جدي ــدة‪ ،‬ويضعن ــا ف ــي مس ــار مس ــتدام نح ــو‬ ‫مســتقبل أفضــل‪ .‬وبهــذا الســياق‪ ،‬فــإن رســالتنا لــكل مــن يســاهم‬ ‫فــي «فيلــي» وشــفق بشــكل عــام هــي أن يســتمروا فــي بنــاء مجتمــع‬ ‫يتما�ش ــى م ــع احتياج ــات الحاض ــر وتطلع ــات املس ــتقبل‪.‬‬ ‫إن أعظ ــم ق ـرار اتخذن ــاه ه ــو اختي ــار الج ــد والصب ــر كطري ــق‬ ‫للنج ــاح‪ ،‬ومواصل ــة العم ــل رغ ــم الصعوب ــات‪ .‬وبه ــذا‪ ،‬نحتف ــي‬ ‫به ــذه الذك ــرى العزي ــزة عل ــى قلوبن ــا‪ ،‬مدركي ــن أن املجل ــة ليس ــت‬ ‫مج ــرد مطبوع ــة‪ ،‬ب ــل ه ــي ص ــرح ثقاف ــي يعك ــس مس ــيرتنا ويطم ــح‬ ‫ملزي ــد م ــن التق ــدم واالزده ــار‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬


‫‪4‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪2024‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫كوردستان في نوتردام‬ ‫فرحان جوهر‪:‬‬ ‫ليست نوتردام كنيسة فحسب‪ ،‬فهي تمثل تراثا‬ ‫تاريخيا وحضاريا وثقافيا لالنسانية جمعاء‪ ،‬تم‬ ‫بناءها قبل ‪ 861‬عاما وشهدت تتويج نابليون‬ ‫وعقد قران الجنرال ديغول‪ ،‬كتب عنها الكاتب‬ ‫الفرن�سي الكبيرفيكتورهوغو رواية تحت عنوان‬ ‫(احدب نوتردام)‪ ،‬يتحدث فيها عن حريق يحصل‬ ‫فيها ‪...‬‬

‫البع ــض يرج ــع الحري ــق ال ــذي حص ــل فيه ــا قب ــل‬ ‫خمــس ســنين الــى تنبــؤ هــذا الكاتــب‪ ،‬نشــرت تلــك‬ ‫الرواي ــة ع ــام ‪ ،1831‬اال ان نوت ــردام له ــا اهمي ــة‬ ‫ادبي ــة كبي ــرة‪ ،‬فض ــا ع ــن انه ــا مرف ــق س ــياحي‬ ‫يس ــتقبل ‪ 11‬ملي ــون س ــائح س ــنويا‪.‬‬ ‫ان حض ــور كوردس ــتان ف ــي افتت ــاح ه ــذا الص ــرح‬ ‫التاريخ ــي والحض ــاري م ــن خ ــال رئي ــس اقلي ــم‬ ‫كوردس ــتان نيجيرف ــان بارزان ــي كان مكس ــبا مهم ــا‬ ‫لعم ــوم ش ــعب كوردس ــتان‪ ،‬وكذل ــك كان ــت دع ــوة‬ ‫رئي ــس االقلي ــم وس ــط حض ــور ‪ 50‬م ــن رؤس ــاء‬ ‫البل ــدان املهم ــة ف ــي العال ــم‪ ،‬يمث ــل مؤش ـرا عل ــى‬ ‫قــوة واهميــة مكانــة االقليــم ورئاســته ‪ .‬وخصوصــا‬ ‫ف ــي مث ــل ه ــذا الوق ــت ال ــذي يش ــهد في ــه الش ــرق‬ ‫االوســط مواجهــة حــرب واســعة وفــي خضــم تغيــر‬ ‫معــادالت القــوة بيــن املجاميــع والــدول االقليميــة‪،‬‬ ‫لي ــس مس ــتبعدا ان يغام ــر الع ــادة بنائ ــه بش ــكل‬ ‫مختلــف‪ ،‬لذلــك فــان حضــور ولقــاءات نيجيرفــان‬ ‫بارزانــي مــع كبــار رؤســاء الــدول وحضــوره فــي قصــر‬ ‫االليزيــه علــى هامــش هــذه املناســبة‪ ،‬لــه اكثــر مــن‬ ‫معن ــى ومغ ــزى سيا�س ــي‪ ،‬الن اي تغيي ــر سيا�س ــي‬ ‫وامنــي فــي جميــع انحــاء العالــم ال يمكــن ان يحصــل‬ ‫م ــن دون دور واستش ــارة قص ــر االليزي ــه‪ ،‬وكذل ــك‬ ‫مجيئ ترامب ولقائه مع الرئيس نيجيرفان بارزاني‬ ‫ف ــي ه ــذه املناس ــبة‪ ،‬ليس ــت ولي ــدة الصدف ــة ‪ ،‬ب ــل‬ ‫م ــن تنظي ــم واه ــداف الرئي ــس ماك ــرون واالليزي ــه‬ ‫مــن اجــل اســتمرار العالقــات والتعــاون بيــن ادارة‬ ‫ترامــب واقليــم كوردســتان‪ ،‬كــون ان لقــاء الرئيــس‬

‫االمريك ــي وخصوص ــا ترام ــب لي ــس ام ـرا يس ــيرا‬ ‫وهنــاك رؤســاء العديــد مــن الــدول ال يســتطيعون‬ ‫مقابلــة رئيــس هــذه الدولــة‪ ،‬ان املشــاركة الفعالــة‬ ‫القليــم كوردســتان فــي اســتقرار العـراق واملنطقــة‬ ‫ام ــر مه ــم ج ــدا‪ ،‬وكذل ــك التدابي ــر بي ــن العدي ــد‬ ‫مــن دول الجــوار املتضــادة فــي شــرق ملتهــب ليــس‬ ‫باالم ــر الهي ــن‪ ،‬ان اقلي ــم كوردس ــتان يم ــارس ه ــذا‬ ‫ال ــدور من ــذ س ــنوات عدي ــدة‪ ،‬وبش ــكل اخ ــص‬ ‫داخــل بلــد مثــل العـراق الــذي فقــد معظــم اعمــدة‬ ‫الرئيس ــية كدول ــة‪ ،‬والس ــلطة الرئيس ــة فيه ــا بي ــد‬ ‫امليليش ــيات املس ــلحة‪ ،‬وكذل ــك تم ــارس سياس ــة‬ ‫تجوي ــع ش ــعب كوردس ــتان‪ ،‬وتح ــاول من ــع تعاظ ــم‬ ‫مكان ــة ودور اقلي ــم كوردس ــتان‪ ،‬لذل ــك تعل ــم دول‬ ‫الغ ــرب ان الع ـراق م ــن دون اقلي ــم كوردس ــتان‬ ‫س ــيكون عب ــارة ع ــن كتلتي ــن ش ــيعية وس ــنية‬ ‫وال�ش ــيء اخ ــر‪ ،‬وس ــيكون دوم ــا عام ــا لزعزع ــة‬ ‫الس ــلم الدول ــي وقاع ــدة لالره ــاب وامل ــواد املخ ــدرة‬ ‫والجريمــة املنظمــة‪ ،‬باالضافــة الــى ذلــك ســيتحول‬ ‫الــى جحيــم للمكونــات الدينيــة والعرقيــة‪ ،‬ولــن تبــق‬ ‫اي ــة قيم ــة او ثق ــل ملس ــائل الديمقراطي ــة وحق ــوق‬ ‫االنســان‪ ،‬ومــن هــذا املنطلــق يعــد االقليــم نقطــة‬ ‫ضــوء يمنــح شــكال وصيغــة للعـراق كدولــة‪ ،‬لذلــك‬ ‫فانه ــم مص ــرون عل ــى حماي ــة وبق ــاء مكان ــة اقلي ــم‬ ‫كوردس ــتان بق ــوة‪.‬‬ ‫ه ــذا الح ــدث م ــن الناحي ــة التاريخي ــة س ــيصبح‬ ‫حج ــة سياس ــية وتاريخي ــة وثقافي ــة عظيم ــة‬ ‫لش ــعب كوردس ــتان ف ــي املس ــتقبل‪ ،‬النن ــا س ــنرى‬

‫ف ــي س ــجالت نوت ــردام‪ ،‬ف ــي ي ــوم م ــا ق ــام رئي ــس‬ ‫اقلي ــم كوردس ــتان باس ــم ش ــعب كوردس ــتان‬ ‫بحضــور افتتاحــه الــى جانــب كبــار رؤســاء العالــم‪،‬‬ ‫وس ــتظهر ه ــذه االهمي ــة بص ــورة خاص ــة ف ــي‬ ‫االوس ــاط االكاديمي ــة‪ ،‬مثلم ــا يقوم ــون ب ــه حالي ــا‬ ‫فــي بحــوث فــي تحقيــق تاريــخ الكــورد‪ ،‬فيجــدون ان‬ ‫امي ــر الحس ــنوية او الدوس ــتكية‪ ،‬ارس ــل رس ــالة‬ ‫بامضائ ــه وختم ــه ال ــى اح ــد املل ــوك‪ ،‬او رس ــالة‬ ‫االمي ــر بدرخ ــان واالمي ــر محم ــد الراون ــدوزي ال ــى‬ ‫محم ــد عل ــى باش ــا الكبي ــر ف ــي مص ــر واهميته ــا‬ ‫العظيم ــة‪ .‬وبالش ــكل نفس ــه ب ــل واكث ــر س ــيفتخر‬ ‫الجي ــل الق ــادم باالب ــاء املؤسس ــين‪ ،‬الن تأس ــيس‬ ‫الدول ــة يس ــتند عل ــى ث ــاث قوائ ــم رئيس ــة وه ــي‬ ‫التاري ــخ والجغرافي ــا والوع ــي‪ ،‬وم ــن دونه ــا ل ــن‬ ‫تؤس ــس اي ــة دول ــة‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬

‫‪5‬‬


‫‪6‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪2024‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫‪ 20‬عامــاً من مجلة فيلي‪..‬‬

‫صوت ال يخبو‬ ‫لألقليات والمهمشين‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تحتف ــي مجل ــة «فيل ــي» املنبثق ــة ع ــن مؤسس ــة ش ــفق للثقاف ــة واإلع ــام‪ ،‬بم ــرور‬ ‫عام ــا عل ــى انطالقه ــا‪ ،‬ف ــي مس ــيرة حافل ــة لص ــوت مؤث ــر يعك ــس قضاي ــا وآم ــال‬ ‫‪ً 20‬‬ ‫املجتم ــع‪ ،‬ويب ــرز مس ــاهمات الك ــورد الفيليي ــن التاريخي ــة والثقافي ــة‪.‬‬ ‫فيلي‪ ..‬انطالقة تاريخية ومواصلة العطاء‬ ‫منذ إصدارها األول عام ‪ ،2004‬حققت مجلة‬ ‫«فيل ــي» مكان ــة متمي ــزة كأول منب ــر مخص ــص‬ ‫لش ــريحة الك ــورد الفيليي ــن‪ ،‬الذي ــن طامل ــا عان ــوا‬ ‫م ــن اإلقص ــاء والتهمي ــش عل ــى م ــر العق ــود‪،‬‬ ‫حيــث ســلطت الضــوء علــى قضايــا الشــريحة‪،‬‬ ‫وتعزي ــز هويته ــم الثقافي ــة‪ ،‬والتعري ــف‬ ‫بمس ــاهماتهم التاريخي ــة واالجتماعي ــة‪ .‬وق ــد‬ ‫نجح ــت املجل ــة عل ــى م ــدار عقدي ــن ف ــي أن‬ ‫تك ــون مص ـ ً‬ ‫موثوق ــا للمعلوم ــات والتحلي ــل‪،‬‬ ‫ـدرا‬ ‫ً‬ ‫باإلضافــة إلــى منصــة لعــرض إبداعــات األدبــاء‬ ‫واملفكري ــن‪.‬‬ ‫ـددا‪،‬‬ ‫وق ــد تج ــاوزت أع ــداد‬ ‫املجل ــة ‪ 250‬ع ـ ً‬ ‫ً‬ ‫لتصب ــح بذل ــك أرش ـ ًـيفا غني ــا يث ــري النق ــاش‬ ‫حوله ــا‪.‬‬ ‫ويق ــول رئي ــس مجل ــس إدارة مؤسس ــة ش ــفق‬ ‫ورئي ــس تحري ــر املجل ــة عل ــي حس ــين فيل ــي‪:‬‬ ‫«اله ــدف الرئي�س ــي للمجل ــة من ــذ انطالقته ــا كان‬ ‫الحفــاظ علــى الهويــة الثقافيــة للكــورد الفيلييــن‬ ‫وتوثي ــق إرثه ــم التاريخ ــي واالجتماع ــي»‪.‬‬ ‫وأض ــاف أن املجل ــة س ــعت دوم ـ ًـا إل ــى التوس ــع‬ ‫والوصــول إلــى شـرائح أكبــر مــن الجمهــور‪ ،‬وهــو‬ ‫أوال عب ــر مواكب ــة التق ــدم التكنولوج ــي‬ ‫م ــا ب ــدأ ً‬ ‫والتح ــول إل ــى اإلع ــام الرقم ــي‪ ،‬وإط ــاق نس ــخة‬ ‫إلكترونيــة شــاملة‪ ،‬تهــدف إلــى إيصــال محتواهــا‬ ‫إل ــى الق ـراء ف ــي مختل ــف أنح ــاء العال ــم‪.‬‬ ‫ويلفــت فــي حديثــه إلــى أنــه «رغــم كل التحديــات‪،‬‬

‫تســتمر مجلة «فيلي» في أداء رســالتها الســامية‪،‬‬ ‫مدعومـ ًـة بإصـرار فريقهــا وتفانيــه‪ ،‬مــع الحفــاظ‬ ‫عل ــى رس ــالتنا ف ــي دع ــم الهوي ــة الثقافي ــة للك ــورد‬ ‫الفيلييــن‪».‬‬ ‫قائال‪:‬‬ ‫الكاتب عبد الصمد أسد وصف املجلة ً‬ ‫«أول ش ــمعة ثقافي ــة اجتماعي ــة سياس ــية‬ ‫ف ــي نف ــق معان ــاة الك ــورد الفيليي ــن بع ــد زوال‬ ‫الدكتاتوريــة الصداميــة‪ .‬تحيــة صادقــة واعتـزاز‬ ‫ملؤسس ــها األس ــتاذ عل ــي حس ــين فيل ــي وجمي ــع‬ ‫املخلصي ــن الذي ــن أش ــعلوا ش ــموع التعري ــف‬ ‫إلن ــارة نف ــق معان ــاة ه ــذه الش ــريحة‪».‬‬ ‫وأضاف أسد‪:‬‬ ‫«إن املجل ــة تمث ــل ناف ــذة تس ــلط الض ــوء عل ــى‬ ‫الواق ــع املؤل ــم للك ــورد الفيليي ــن‪ .‬وم ــع ذل ــك‪،‬‬ ‫ذك ــر‬ ‫فإنه ــا تدع ــو إل ــى األم ــل والتكات ــف‪ُ ،‬وت ِّ‬ ‫بض ــرورة التوح ــد والتع ــاون لتحقي ــق األه ــداف‬ ‫املش ــتركة‪».‬‬ ‫«إن ع ــدم توح ــد الك ــورد الفيليي ــن ف ــي أح ـزاب‬ ‫وتكت ــات فاعل ــة أضع ــف م ــن تأثيره ــم ف ــي‬ ‫املطالب ــة بحقوقه ــم‪ .‬عل ــى املجل ــة أن تواص ــل‬ ‫دوره ــا ف ــي الدع ــوة للتكات ــف وإب ـراز أهمي ــة‬ ‫العمــل الجماعــي لتحقيــق املطالــب املشــروعة‪».‬‬ ‫الصحفي ياسر عماد أكد أن املجلة‪:‬‬ ‫خصوص ــا ف ــي‬ ‫حدث ــا غي ــر مس ــبوق‪،‬‬ ‫«تمث ــل ً‬ ‫ً‬ ‫توثي ــق معان ــاة الك ــورد الفيليي ــن ونقله ــا إل ــى‬ ‫األجي ــال الحالي ــة واملس ــتقبلية‪ .‬إن محتواه ــا‬ ‫ُيظه ــر املهني ــة والدق ــة‪ ،‬م ــا يجعله ــا مص ـ ً‬ ‫ـدرا‬

‫موثوق ــا لألح ــداث التاريخي ــة والتحلي ــل‬ ‫ً‬ ‫السيا�س ــي‪».‬‬ ‫وأض ــاف‪ :‬إنن ــا الي ــوم بأم ــس الحاج ــة إل ــى‬ ‫مج ــات عل ــى غ ـرار «فيل ــي» مل ــا تص ــدح‬ ‫ب ــه م ــن مواضي ــع تراع ــي املهني ــة والدق ــة‬ ‫والحي ــاد بالط ــرح‪ ،‬فالنه ــج الس ــليم ال ــذي‬ ‫تتبع ــه يجعله ــا ف ــي طليع ــة االص ــدارات‬ ‫املوج ــودة الت ــي يمك ــن االعتم ــاد عليه ــا ف ــي‬ ‫تلق ــي املعلوم ــات الصحيح ــة نتمن ــى ان‬ ‫تس ــتمر ف ــي عطائه ــا الث ــر‪.‬‬ ‫أم ــا الكات ــب مصطف ــى بيك ــي‪ ،‬فق ــد أش ــار‬ ‫إل ــى أن املجل ــة‪:‬‬ ‫«أصبح ــت م ـرآة لنق ــل األخب ــار والثقاف ــة‬ ‫والحض ــارة الكوردي ــة إل ــى املجتم ــع العرب ــي‬ ‫والناطقيــن بالعربيــة‪ .‬ورغــم غيــاب الدعــم‬ ‫الحكوم ــي‪ ،‬اس ــتطاعت املجل ــة الحف ــاظ‬ ‫عل ــى رس ــالتها وهويته ــا الثقافي ــة‪».‬‬ ‫ويق ــول‪ :‬مجل ــة فيل ــي كان ــت اول ــى ثم ــار مؤسس ــة‬ ‫ش ــفق للثقاف ــة واالع ــام للك ــورد الفيليي ــن‪،‬‬ ‫ف ــي ع ــام ‪ ،2004‬ص ــدرت ف ــي البداي ــة بنس ــخة‬

‫ورقي ــة وبحج ــم متوس ــط وباالل ــوان بواق ــع‬ ‫‪ 2000‬نس ــخة ل ــكل ع ــدد‪ ،‬وعب ــرت ع ــن لس ــان‬ ‫حــال وممثــل ثقافــة وادب وحضــارة امــة كاملــة‪،‬‬ ‫وس ــط عاصم ــة دول ــة ل ــم يم ــض س ــوى ع ــام‬

‫واح ــد عل ــى انته ــاء عه ــد‪ ،‬لي ــس‬ ‫فقــط القلــم بــل يــد وعضــد الكتــاب‬ ‫وادمغ ــة املفكري ــن الذي ــن يعمل ــون ف ــي‬ ‫املجل ــة‪ ،‬كان ــت س ــتحطم ول ــو كان ــوا‬ ‫ف ــي ابع ــد نقط ــة م ــن العال ــم‪ ،‬ول ــكان‬ ‫ســيق�ضي عليهــم ويرســلهم الــى احــواض‬ ‫التي ـزاب او تح ــت رم ــال الصح ــاري‪.‬‬ ‫املحطات الرئيسية في مسيرة املجلة‬ ‫التأسيس واالنطالقة‪:‬‬ ‫انطلقــت مجلــة «فيلــي» كأحــد مشــاريع‬ ‫مؤسس ــة ش ــفق لإلع ــام والثقاف ــة‪،‬‬ ‫بدع ــم م ــن الس ــيد نيجيرف ــان بارزان ــي‪،‬‬ ‫رئي ــس حكوم ــة إقلي ــم كوردس ــتان‬ ‫آن ــذاك‪ .‬تأسس ــت املجل ــة ف ــي مرحل ــة‬ ‫حساســة بعــد ســقوط النظــام البعثــي‪،‬‬ ‫حي ــث كان الك ــورد الفيلي ــون يعان ــون‬ ‫مــن آثــار عقــود مــن الظلــم واالضطهــاد‪.‬‬ ‫صوت ــا يعب ــر ع ــن‬ ‫ج ــاءت املجل ــة لتك ــون ً‬ ‫همومهــم وآمالهــم‪ ،‬وينقــل معاناتهــم إلــى‬ ‫العال ــم العرب ــي والناطقي ــن بالعربي ــة‪.‬‬ ‫التحول الرقمي‪:‬‬ ‫م ــع التط ــورات التكنولوجي ــة والتح ــول‬ ‫نحــو اإلعــام الرقمــي‪ ،‬بــدأت «فيلــي» فــي إصــدار‬ ‫محتواهــا عبــر املنصــات اإللكترونيــة‪.‬‬ ‫التوثيق واألرشفة‪:‬‬

‫‪7‬‬

‫تمكن ــت املجل ــة م ــن توثي ــق مئ ــات القضاي ــا‬ ‫املهم ــة‪ ،‬أبرزه ــا‪:‬‬ ‫ إس ــقاط املستمس ــكات الثبوتي ــة للك ــورد‬‫ا لفيليي ــن ‪.‬‬ ‫ مصادرة األمالك املنقولة وغير املنقولة‪.‬‬‫ التسفير والتهجير القسري‪.‬‬‫ تغييب اآلالف من الشباب الفيليين‪.‬‬‫كم ــا تناول ــت املجل ــة قضاي ــا أخ ــرى مرتبط ــة‬ ‫بالش ــأن السيا�س ــي واالقتص ــادي‬ ‫واالجتماع ــي والريا�ض ــي‪ ،‬عل ــى مس ــتوى‬ ‫إقلي ــم كوردس ــتان والع ـراق عام ــة‪.‬‬ ‫دور املجلة في الدفاع عن حقوق األقليات‪:‬‬ ‫الصحف ــي ماج ــد محم ــد صالح ــان س ــلط‬ ‫الض ــوء عل ــى دور «فيل ــي» ف ــي دع ــم األقلي ــات‬ ‫قا ئ ـ ًـا ‪:‬‬ ‫ً‬ ‫«املجل ــة اختط ــت لنفس ــها منهج ــا متمي ــزا تمث ــل‬ ‫ً‬ ‫ف ــي الدف ــاع ع ــن جمي ــع األقلي ــات العراقي ــة‬ ‫كمنب ــر إنس ــاني النزع ــة‪ .‬إنه ــا تس ــلط الض ــوء‬ ‫علــى قضايــا ً‬ ‫غالبــا مــا ُتهمــل فــي اإلعــام الســائد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ـتقاًل فــي زمــن ملــيء‬ ‫وتقــدم منظــورا جديـ ًـدا ومسـ ً‬ ‫بالتحد ي ــات‪».‬‬ ‫«فيل ــي»‬ ‫وأض ــاف‪ :‬م ــرور ‪ 20‬عام ــا عل ــى تأس ــيس َ‬ ‫يمث ــل إنج ــازا مهم ــا‪ ،‬ودلي ــا عل ــى التزامه ــا‬ ‫املس ــتمر ف ــي خدمته ــا للجمه ــور الفيل ــي‪ .‬وم ــع‬ ‫اس ــتمرارها ف ــي رحل ــة العط ــاء‪ ،‬تطم ــح املجل ــة‬ ‫إل ــى تحقي ــق املزي ــد م ــن اإلنج ــازات‪ ،‬عب ــر تعزي ــز‬ ‫تغطيته ــا اإلعالمي ــة وتطوي ــر محتواه ــا ليظ ــل‬ ‫مواكب ــا ملتغي ـرات العص ــر‪ ،‬محافظ ــا ف ــي الوق ــت‬ ‫نفس ــه عل ــى رس ــالتها الجوهري ــة ف ــي الدف ــاع ع ــن‬ ‫حق ــوق ومصال ــح الك ــورد الفيليي ــن‪.‬‬ ‫«فيلي»‪ ..‬إرث يستمر‬ ‫عام ــا عل ــى انطالقه ــا‪ ،‬تظ ــل‬ ‫وم ــع م ــرور ‪ً ً 20‬‬ ‫حيــا علــى نضــال شــريحة عانــت‬ ‫ـاهدا‬ ‫«فيلــي» شـ ً‬ ‫الكثي ــر‪ ،‬لكنه ــا أثبت ــت أنه ــا ق ــادرة عل ــى مواصل ــة‬ ‫العط ــاء‪ .‬تمث ــل ه ــذه املناس ــبة فرص ــة لتجدي ــد‬ ‫قدم ــا‬ ‫العه ــد م ــع قرائه ــا‪ ،‬وااللت ـزام بامل�ض ــي ً‬ ‫لتحقي ــق رس ــالتها النبيل ــة‪.‬‬ ‫عامــا علــى تأســيس «فيلــي»‬ ‫ختامــا‪ ،‬إن مــرور ‪ً 20‬‬ ‫ً‬ ‫لي ــس مج ــرد ذك ــرى س ــنوية‪ ،‬ب ــل ه ــو ش ــهادة‬ ‫عل ــى ق ــوة الكلم ــة والصحاف ــة ف ــي حف ــظ الهوي ــة‬ ‫وتعزيــز القيــم اإلنســانية‪ .‬وبهــذا‪ ،‬تظــل «فيلــي»‬ ‫منص ــة ضروري ــة ف ــي املش ــهد اإلعالم ــي العراق ــي‪،‬‬ ‫ُتني ــر الطري ــق لألجي ــال القادم ــة‪.‬‬


‫‪8‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪2024‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫‪9‬‬

‫في الذكرى ‪ 20‬لمجلة «فه يلي»‪..‬‬

‫حديث التميز والنجاح‬ ‫صادق االزرقي‪:‬‬

‫لق ــد توف ــرت ملجل ــة «ف ــه يل ــي» عدي ــد الش ــروط الت ــي‬ ‫حكم ــت عليه ــا بالج ــودة وتب ــوء مركزه ــا ضم ــن ص ــدارة‬ ‫املنشــورات فــي اقليــم كوردســتان وعمــوم العــراق؛ وتلــك‬ ‫الش ــروط كثي ــرا م ــا يش ــدد عليه ــا املعني ــون بالش ــؤون‬ ‫الثقافي ــة والنش ــر حي ــن يش ــخصون مكام ــن التمي ــز‬ ‫والنج ــاح‪.‬‬

‫عوام ــل نج ــاح املجل ــة‪ ،‬س ــواء كان ــت ورقي ــة أم‬ ‫إلكترونيــة‪ ،‬تعتمــد علــى مجموعــة مــن اإلجـراءات‬ ‫املتكامل ــة الت ــي تس ــهم ف ــي ج ــذب الجمه ــور‬ ‫املســتهدف واملحافظــة عليــه‪ ،‬التــي حققتهــا مجلــة‬ ‫«فيل ــي» بنج ــاح‪.‬‬ ‫تمثل ــت الجوان ــب الرئيس ــة للنج ــاح ف ــي؛ اوال‬ ‫تقدي ــم محت ــوى دقي ــق‪ ،‬موث ــوق‪ ،‬ومفي ــد يلب ــي‬ ‫اهتمام ــات الجمه ــور املس ــتهدف‪ ،‬وف ــي ه ــذا‬ ‫املضم ــار تمي ــزت «فيل ــي» عل ــى ال ــدوام بتقديمه ــا‬ ‫محت ــوى ه ــادف يناق ــش االهتمام ــات الرئيس ــة‬ ‫للن ــاس ويلب ــي طموحه ــم ف ــي ع ــرض مش ــكالتهم‬ ‫وتطلعاته ــم وآماله ــم ف ــي بن ــاء حياته ــم؛ وبرغ ــم‬ ‫ان املجل ــة تمي ــزت باملهني ــة والحي ــاد الس ــيما ف ــي‬ ‫الط ــرح السيا�س ــي‪ ،‬فانه ــا ل ــم تخف ــي انحيازه ــا‬ ‫ال ــى الجمه ــور الواس ــع فيم ــا يتعل ــق بهموم ــه‬ ‫ومشــكالته‪ ،‬وفــي تناولهــا لشــتى االمــور االنســانية‬ ‫والحياتي ــة‪.‬‬ ‫م ــن عوام ــل النج ــاح‪ ،‬ان املجل ــة دأب ــت الح ــرص‬ ‫علــى التحديــث املســتمر بنشــر مواضيــع جديــدة‬ ‫ومتج ــددة تحاف ــظ عل ــى اهتم ــام الق ــارئ‪،‬‬ ‫كت ــاب ذوي خب ــرة وق ــدرة عل ــى‬ ‫بالتع ــاون م ــع ّ‬ ‫صياغ ــة املحت ــوى بش ــكل ج ــذاب واحتراف ــي‪.‬‬ ‫كم ــا اس ــتعملت تصميم ــا جذاب ــا حديث ــا ومريح ــا‬ ‫بصريــا يعكــس هويــة املجلــة‪ ،‬وفــي الحقيقــة فــان‬ ‫املجل ــة كان ــت تس ــتعمل االس ــلوب الناج ــح ذات ــه‬ ‫م ــذ كان ــت تص ــدر ورقي ــا بتفرده ــا باس ــتعمال‬ ‫ال ــورق الصقي ــل واالل ــوان والح ــروف الواضح ــة‬ ‫وتوزي ــع العناص ــر بش ــكل مت ــوازن م ــع ص ــور‬ ‫توضيحي ــة ورس ــومات عالي ــة الج ــودة‪.‬‬

‫وبعــد ان تحولــت الــى مجلــة الكترونيــة اســتعملت‬ ‫«ف ــه يل ــي» واجه ــة مس ــتخدم سلس ــة بتصمي ــم‬ ‫املوق ــع س ــهلة االس ــتعمال وس ــريعة التصف ــح‪.‬‬ ‫وف ــي مج ــاالت التقني ــة صمم ــت املجل ــة لتك ــون‬ ‫متوافقــة مــع األجهــزة املتنوعــة (هواتــف‪ ،‬أجهــزة‬ ‫لوحي ــة‪ ،‬حاس ــبات)‪ ،‬فض ــا ع ــن تحس ــين س ــرعة‬ ‫تحمي ــل املجل ــة واملوق ــع‪ ،‬ال ــذي يعرضه ــا للق ـراء‬ ‫ونعنــي بــه موقــع «شــفق نيــوز» الخبــري والتطبيــق‬ ‫املتعل ــق ب ــه‪.‬‬ ‫مــن االمــور التــي حرصــت عليهــا املجلــة‪ ،‬التجديــد‬ ‫املس ــتمر بإدخ ــال أف ــكار وأس ــاليب جدي ــدة ف ــي‬ ‫تقدي ــم املحت ــوى ومواكب ــة التط ــورات ف ــي مج ــال‬ ‫اإلع ــام والتكنولوجي ــا‪ ،‬وكذل ــك ف ــان ادارة‬ ‫املجل ــة تمي ــزت باملس ــؤولية والكف ــاءة ب ــإدارة‬ ‫التكالي ــف‪ ،‬وذل ــك بتحقي ــق ت ــوازن بي ــن ج ــودة‬ ‫اإلنت ــاج وقل ــة تكلفت ــه‪.‬‬ ‫وبرغــم ان لدينــا تشــخيصا ملتطلبــات لــم تــزل بنــا‬ ‫حاج ــة اليه ــا يفت ــرض توفره ــا وتنفيذه ــا لتوس ــيع‬ ‫جمه ــور املجل ــة وتحس ــين التروي ــج‪ ،‬ف ــان ذل ــك‬ ‫ال ينف ــي حقيق ــة انتش ــار قرائه ــا؛ وف ــي الحقيق ــة‬ ‫ف ــان ش ــحة تل ــك املتطلب ــات يرتب ــط بأوض ــاع‬ ‫كوردس ــتان والع ـراق عموم ــا‪ ،‬وم ــن ذل ــك الفق ــر‬ ‫والضع ــف فيم ــا يتعل ــق باس ــتعمال اإلعالن ــات‬ ‫االلكتروني ــة وع ــدم اللج ــوء اليه ــا بص ــورة عام ــة‪،‬‬ ‫برغ ــم فائدته ــا املالي ــة‪ ،‬و مث ــل ذل ــك االم ــر كان ــت‬ ‫قــد اســتغلته كبــرى املجــات والصحــف العامليــة‬ ‫الت ــي تحول ــت ال ــى الكتروني ــة بنش ــر االعالن ــات‬ ‫ضم ــن ع ــروض منش ــوراتها ف ــي حي ــن ل ــم ت ــزل‬ ‫قضي ــة االع ــان تحب ــو ف ــي الع ـراق ول ــم تتح ــول‬

‫بع ــد ال ــى ج ــزء م ــن عملي ــة النش ــر االلكترون ــي‪.‬‬ ‫كم ــا ان م ــن الض ــروري اس ــتغالل وس ــائل‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي للوص ــول إل ــى جمه ــور‬ ‫أوس ــع‪ ،‬وم ــا يتعل ــق بذل ــك م ــن مي ـزات تفاعلي ــة‬ ‫مثــل التعليقــات أو املنتديــات أو االســتطالعات‪،‬‬ ‫و التفاعــل مــع الجمهــور‪ ،‬و التجــاوب مــع الق ـراء‬ ‫بال ــرد عل ــى تعليقاته ــم واستفس ــاراتهم و بن ــاء‬ ‫مجتم ــع ح ــول املجل ــة يض ــم الق ـراء ويس ــمح له ــم‬ ‫باملش ــاركة بآرائه ــم‪.‬‬ ‫كم ــا يرتب ــط بذل ــك إج ـراء اس ــتطالعات ملعرف ــة‬

‫اهتمام ــات الق ـراء وتوقعاته ــم‪ ،‬وتقدي ــم محت ــوى‬ ‫حص ــري لج ــذب الق ـراء ذوي االهتمام ــات‬ ‫املتخصص ــة؛ كم ــا يمك ــن ف ــي بع ــض االحي ــان‬ ‫التركي ــز عل ــى مج ــال معي ــن (ثقاف ــي‪ ،‬علم ــي‪ ،‬فن ــي‪،‬‬ ‫إل ــخ) أو تقدي ــم تن ــوع أمث ــل م ــدروس يراع ــي‬ ‫اهتمام ــات جمي ــع الق ـراء‪ ،‬ويمك ــن اص ــدار‬ ‫ملف ــات خاص ــة بمناس ــبات ثقافي ــة او تاريخي ــة‬ ‫وغي ــر ذل ــك‪.‬‬ ‫وكذلــك فإننــا بحاجــة الــى التعــاون مــع مؤسســات‬ ‫أو أفـراد ذوي تأثيــر لزيــادة االنتشــار‪.‬‬

‫وكل تلــك االمــور تتطلــع مجلــة فيلــي الــى تنفيذهــا‬ ‫قطع ــا‪ ،‬تحقيق ــا الس ــتكمال جمي ــع الش ــروط‬ ‫املتعلقــة بإتمــام عملهــا وتحقيــق اهدافهــا وزيــادة‬ ‫انتش ــارها‪.‬‬ ‫وف ــي حال ــة اللج ــوء املس ــتقبلي ال ــى اعتم ــاد‬ ‫اإلعالن ــات فيمك ــن اتخ ــاذ االعالن ــات كمص ــدر‬ ‫للدخ ــل م ــن دون التأثي ــر عل ــى ج ــودة املحت ــوى‪.‬‬ ‫ان نج ــاح املجل ــة يتطل ــب العم ــل عل ــى ه ــذه‬ ‫الجوان ــب بش ــكل متكام ــل ومس ــتمر م ــع مراقب ــة‬ ‫ردود الفع ــل وتحلي ــل البيان ــات لتحس ــين األداء‬

‫با س ــتمرار‪.‬‬ ‫اننــا ونحــن نســتقبل الســنة الحاديــة والعشــرين‬ ‫م ــن عم ــر اص ــدار مجل ــة «ف ــه يل ــي» ف ــان رئاس ــة‬ ‫التحريــر وادارة التحريــر وهيئتــه‪ ،‬وكذلــك معــدي‬ ‫املوضوع ــات واملصممي ــن وجمي ــع العاملي ــن ف ــي‬ ‫املجل ــة يتعه ــدون بالبح ــث ع ــن أنج ــع وأح ــدث‬ ‫الوســائل املتعلقــة بتطويــر عملهــا متــى مــا توفــرت‬ ‫امكانيــة تحقيــق ذلــك؛ وتعزيــز دورهــا والرقــي بهــا‬ ‫بم ــا يمكنه ــا م ــن اداء دوره ــا ال ــذي يه ــم الن ــاس‪،‬‬ ‫ويط ــور عملي ــة االنتف ــاع م ــن محتوياته ــا‪.‬‬


‫‪10‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪2024‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫عقدان وعام وعین ال تنام‬

‫‪11‬‬

‫«البدّ أن تبكي العيون الصادقة‪،‬‬ ‫تقديرًا لتلك العيون الّتي ال تنام‪،‬‬ ‫ولم تنم خالل عقدين وعام‪ ،‬كي‬ ‫تواظب على إصدار (مجلّة فيلي)‪».‬‬

‫فيلي ‪ -‬كنعان حاتم‪:‬‬ ‫حتى ينهمك الناس بالتزاماتهم‪،‬‬ ‫ما أن تظهررؤوس األشهر‪ّ ،‬‬ ‫املستحقات‪،‬‬ ‫فبداية الشهرتعني االلتزامات‪ ،‬و مواعيد‬ ‫ّ‬ ‫يشكل‬ ‫مما ّ‬ ‫وحسابات املعيشة‪ ،‬والربح والخسارة‪ ،‬والكثير ّ‬ ‫ًّ‬ ‫شاماًل‪ ،‬كل حسب تفاصيل حياته‪ ،‬على الصعيد‬ ‫هما ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واملؤسساتي‪.‬‬ ‫والجمعي والحكومي‬ ‫الفردي‬ ‫ّ‬ ‫لك ـ ّـن رأس الش ــهر عن ــد م ــن يحم ــل ه ـ ّـم ش ــريحة‬ ‫ت ــكاد أن تك ــون آص ــرة فري ــدة‪ ،‬لش ــعب بأكمل ــه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤسس ــة ش ــفق‬ ‫ش ــريحة الك ــورد الفيلي ــة‪ ،‬عن ــد ّ‬ ‫ني ــوز‪ ،‬يعتب ــر بداي ــة م ــن ن ــوع آخ ــر‪ًّ ،‬‬ ‫وهم ــا للبق ــاء‬ ‫علــى جـ ّـادة العطــاء‪ ،‬الســتئناف املســيرة‪ ،‬والجهــد‬ ‫(مجلــة‬ ‫الحثيــث‪ ،‬واإلص ـرار الــدؤوب‪ ،‬مــع إصــدار ّ‬ ‫عام ــا‪ ،‬ب ــا ه ــوادة‪ ،‬ب ــا‬ ‫فيل ــي) ط ــوال عش ــرين ً‬ ‫تراج ــع‪ ،‬كمقات ــل يأب ــى أن يس ــتريح ف ــي خندق ــه‪،‬‬ ‫حت ــى إذا بق ــي وحي ـ ًـدا‪ ،‬ف ــي معركت ــه األخي ــرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عق ــدان‪ ،‬وعي ــون املخلصي ــن ّالذي ــن حمل ــوا عل ــى‬ ‫عاتقه ــم ّ‬ ‫قضي ــة‪ ،‬ت ــكاد أن تط ــوى‪ ،‬كع ــازف ن ــاي‪،‬‬ ‫نافخ ــا ف ــي الحني ــن‬ ‫يص ــدح بي ــن الحي ــن واألخ ــر‪ً ،‬‬ ‫إل ــى األصال ــة‪ ،‬يقتح ــم الطب ــول واألب ــواق‪ ،‬ف ــي‬ ‫س ــمفونية الفو�ض ــى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الفيلي ــة‪ ،‬ممي ــزة بعطائه ــا‬ ‫وألن ش ــريحة الك ــورد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتفانيه ــا‪ ،‬فه ــي م ــن حي ــث م ــا تحم ــل تكوينته ــا‬ ‫ّ‬ ‫تكت ــات مختلف ــة‬ ‫م ــن انتم ــاءات‪ ،‬تت ــوزع عل ــى ّ‬ ‫م ــن ّ‬ ‫مكون ــات املجتم ــع العراق ــي‪ ،‬وطبيع ــة توزعه ــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عل ــى أط ـراف ق ــد تك ــون متباع ــدة ف ــي جزئي ــة‪،‬‬ ‫يجع ــل ه ــذه الش ــريحة تعي ــش انس ـ ّ‬ ‫ـيابية القب ــول‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلجباري ــة‬ ‫التنق ــات‬ ‫أيض ــا‪ّ ،‬‬ ‫والتقب ــل‪ ،‬وكذل ــك ً‬ ‫ّالت ــي فرض ــت عل ــى ه ــذه الش ــريحة‪ ،‬م ــن ترحي ــل‬ ‫و تهجيــر‪ ،‬زادت مــن جعلهــا شــريحة متداخلــة فــي‬ ‫جمي ــع الثقاف ــات ف ــي الع ـراق‪ ،‬وخارج ــه‪ ،‬لتصب ــح‬ ‫جس ـ ًـرا‪ ،‬يوص ــل بي ــن الثقاف ــات‪ ،‬ولك ــن م ــاذا ع ــن‬ ‫الجس ــور نفس ــها؟‪ ،‬وه ــل يمك ــن للجس ــور أن‬ ‫تعب ــر؟‪.‬‬ ‫يق ــول‬ ‫املختص ــون‪ ،‬أن الش ــخص ّال ــذي يول ــد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أعس ــرا‪ ،‬س ــيكون‬ ‫ألن ــه يس ــتخدم كال‬ ‫ممي ـ ًـزا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬

‫الجانبي ــن م ــن دماغ ــه‪ ،‬فاألعس ــر‬ ‫ه ــو بطبيعت ــه‪ ،‬يك ــون الجان ــب‬ ‫األيم ــن م ــن دماغ ــه أنش ــط‪،‬‬ ‫يتحك ــم‬ ‫حي ــث ّأن ــه‬ ‫ّ‬ ‫األيس ــر‬ ‫بالجان ــب‬ ‫م ــن الجس ــد‪ ،‬ولك ــنّ‬ ‫املجتم ــع س ــيجبره‬ ‫عل ــى اس ــتخدام ي ــده‬ ‫اليمن ــى ف ــي الكثي ــر‬ ‫م ــن املمارس ــات‬ ‫ّ‬ ‫مم ــا‬ ‫اليومي ــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يحف ــز الجان ــب‬ ‫ّ‬ ‫م ــن‬ ‫األيس ــر‬ ‫دماغ ــه‪ ،‬فيصب ــح‬ ‫نش ـ ًـطا‬ ‫دماغ ــه‬ ‫بجا نبي ــه ‪.‬‬ ‫الك ـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـوردي الفيل ــي‪ ،‬يول ــد‬ ‫ّ‬ ‫كبقيــة العر ّ‬‫ّ‬ ‫بقوميــة‬ ‫اقييــن‪-‬‬ ‫لكنــه مختلــف عنهــم‬ ‫و بمذهــب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حيــث أن األغلبيــة مــن أبنــاء قوميتــه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واألغلبيــة مــن أبنــاء مذهبــه‪،‬‬ ‫ال ينتمــون ملذهبــه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال ينتمــون‬ ‫وتترســخ‬ ‫لقوميتــه‪ ،‬فهــو يولــد‬ ‫ً‬ ‫مختلفــا‪ّ ،‬‬ ‫فــي وجدانــه ثقافــة االختــاف‪ ،‬وهــو يشــعر بجميــع‬ ‫أبن ــاء ّ‬ ‫قوميت ــه رغ ــم ّأنه ــم ليس ــوا م ــن مذهب ــه‪،‬‬ ‫أيض ــا بجمي ــع أبن ــاء مذهب ــه‪ ،‬رغ ــم ّأنه ــم‬ ‫ويش ــعر ً‬ ‫ّ‬ ‫ليســوا مــن قوميتــه‪.‬‬ ‫يتولــد صـراع هنــا‪ ،‬أو ينشــأ لغــط هنــاك‪،‬‬ ‫أحيانــا‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مابي ــن بع ــض م ــن أبن ــاء قوميت ــه‪ ،‬وبع ــض م ــن‬ ‫الخاص ــة‬ ‫أبن ــاء مذهب ــه‪ ،‬وهن ــا تب ــرز (الكاريزم ــا)‬ ‫ّ‬

‫بالك ـ ّ‬ ‫ـوردي‬ ‫الفيل ـ ّـي‪ ،‬فل ــن‬ ‫تج ــد الطمأنين ــة ف ــي ه ــذا‬ ‫املعت ــرك ّإاّل ف ــي باحت ــه‪ ،‬ول ــن ّيتف ــق‬ ‫ه ــؤالء وأولئ ــك‪ّ ،‬إاّل ف ــي مجلس ــه‪ ،‬فه ــو الص ــادق‬ ‫األمي ــن عن ــد الطرفي ــن‪.‬‬ ‫وم ــن تع ـ ّـود عل ــى احت ــواء ه ــذه الجوان ــب‪ ،‬الش ـ ّـك‬ ‫ّأن ــه أق ــدر وأج ــدر عل ــى أن يس ــتوعب جمي ــع‬ ‫ويتفه ــم جمي ــع االختالف ــات‪ّ ،‬‬ ‫الثقاف ــات‪ّ ،‬‬ ‫ويتقب ــل‬ ‫جمي ــع ّ‬ ‫املكون ــات‪ ،‬ول ــو نظرن ــا إل ــى الع ـراق ّال ــذي‬

‫يج ــب أن يك ــون‪ ،‬كــي يعي ــش‬ ‫الجمي ــع في ــه ف ــي ّ‬ ‫محب ــة ووئ ــام‪،‬‬ ‫وبنــاء علــى مــا تقـ ّـدم‪ ،‬ســنجده عر ًاقــا‪ ،‬يشــبه إلــى‬ ‫ـخصية الك ـ ّ‬ ‫ح ــد بعي ــد‪ ،‬ش ـ ّ‬ ‫ـوردي الفيل ـ ّـي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لك ـ ّـن املش ــكلة تكم ــن ف ــي ّ‬ ‫أناني ــة اآلخري ــن‪ ،‬فه ــم‬ ‫يحاول ــون أن يجعل ــوا ّ‬ ‫األم تش ــبه أبناءه ــا‪ ،‬وه ــذا‬ ‫غير ممكن‪ ،‬فاألبناء بطبيعتهم يشبهون ّ‬ ‫أمهاتهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الفيليــة‪،‬‬ ‫لذلــك نراهــم يحاولــون تهميــش الكــورد‬ ‫ويحاول ــون أن يصنع ــوا عر ًاق ــا يش ــبههم ه ــم‪،‬‬ ‫ولك ــن هيه ــات‪ ،‬فالوط ــن للجمي ــع‪ ،‬وم ــن يحت ــوي‬

‫الجميــع‪،‬‬ ‫ّال ــذي‬ ‫ه ــو‬ ‫يشــبه الوطــن‪،‬‬ ‫والوطــن يشــبهه‪.‬‬ ‫توغل ــت ف ــي‬ ‫وكلم ــا ّ‬ ‫ّ‬ ‫الش ـ ّ‬ ‫ـخصية الفري ــدة‬ ‫للك ـ ّ‬ ‫ـوردي الفيل ـ ّـي‪ ،‬تكتش ــف‬ ‫ّأن ــه ِول ــد ليك ــون‬ ‫مخلص ــا ومعط ـ ًـاء‪ ،‬وكأن غري ــزة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األناني ــة غائب ــة عن ــه‪ ،‬وعالم ــات النرجس ــية‬ ‫مش ــطوبة في ــه‪ ،‬فه ــو يق ــدم عم ـ ًـرا باكمل ــه‪ ،‬ث ــمّ‬ ‫ّ‬ ‫يتنح ــى ً‬ ‫جانب ــا‪ ،‬مل ــاذا؟‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوطني ــة‬ ‫ألن ــه يش ــعر أن كل قضاي ــا الع ـراق‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫تخص ــه‪ ،‬فه ــو ينطل ــق م ــن مب ــدأ وطن ـ ّـي مح ــض‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فيق ـ ّـدم كل جه ــوده‪ ،‬ث ـ ّـم يأت ــي م ــن يس ــتثمر‬ ‫ّ‬ ‫ويهم ــش‬ ‫ـه)‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫(فئ‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫لصا‬ ‫جه ــوده‬ ‫الخاص ــة‪ّ ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ألن ــه ل ــو كان م ــن قوميت ــه‪،‬‬ ‫الك ــوردي الفيل ــي‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫فأن ــه يخ�ش ــى م ــن جانب ــه املذهب ــي‪ ،‬ول ــو كان م ــن‬ ‫ّ‬

‫مذهبــه‪ ،‬فهــو يخ�شــى مــن جانبــه القومـ ّـي‪،‬‬ ‫لذل ــك نج ــد بصم ــة الفيل ـ ّـي ف ــي جمي ــع‬ ‫القضاي ــا والح ــركات والتضحي ــات‬ ‫ّ‬ ‫لكنن ــا ال نجده ــم عن ــد توزي ــع‬ ‫الوطني ــة‪ّ ،‬‬ ‫املناص ــب والغنائ ــم!‪.‬‬ ‫ناهي ــك ع ــن تهميش ــه م ــن قب ــل الجه ــات‬ ‫ّ‬ ‫القوميــة أو‬ ‫ّالتــي ال ينتمــي إليهــا مــن ناحيــة‬ ‫حتــى يتجاهلــون ذكــره‪.‬‬ ‫املذهــب‪ ،‬فأولئــك ّ‬ ‫ّ‬ ‫يتجلــى ســبب آخــر‪ ،‬يجعــل شــخصية‬ ‫وهنـ ّـا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫مخلص ــا‪ ،‬وه ــو ّأن ــه يعل ــم‬ ‫الك ــوردي الفيل ــي‬ ‫ً‬ ‫مسـ ًـبقا ّأنــه لــن يحصــل علــى �شــيء علــى الصعيــد‬ ‫مخلص ــا م ــن‬ ‫الش ــخ�صي‪ ،‬وه ــذه املعرف ــة تجعل ــه‬ ‫ً‬ ‫وحت ــى مابع ــد النهاي ــات‪.‬‬ ‫البداي ــة إل ــى النهاي ــة‪ّ ،‬‬ ‫يقدم ــون‬ ‫ببس ــاطة‪ ،‬ل ــو كن ــت بحاج ــة ّأش ــخاص ّ‬ ‫مصيري ــة‪ ،‬س ــتجد نوعي ــن‬ ‫مهم ــة‬ ‫ل ــك الع ــون ف ــي ّ‬ ‫يقدم ــون املس ــاعدة‬ ‫م ــن الن ــاس‪ ،‬أولئ ــك ّالذي ــن ّ‬ ‫مقابــل أشــياء يطلبــون الحصــول عليهــا‪ ،‬وأولئــك‬ ‫طوع ــا‪.‬‬ ‫ّالذي ــن يعمل ــون ً‬ ‫طوعــا‪ ،‬يكونــون فــوق‬ ‫الشـ ّـك أن ّالذيــن يعملــون ً‬ ‫يفك ــروا ف ــي مصالحه ــم‬ ‫الش ـ‬ ‫ألنه ــم ل ــم ّ‬ ‫ـبهات‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الش ــخصية من ــذ البداي ــة‪ ،‬وتل ــك ه ــي س ــمة‬ ‫اإلنس ــان الك ـ ّ‬ ‫ـوردي الفيل ــي‪.‬‬ ‫بع ــد كل ه ــذا‪ ،‬وه ــو ج ــزء يس ــير‪ ،‬م ــن ط ــرح ف ــي‬ ‫ّ‬ ‫حــق املكـ ّـون الفيلــي‪ّ ،‬ربمــا نســتوعب مــاذا يفعــل‬ ‫ّ‬ ‫(مجل ــة فيل ــي)‪،‬‬ ‫ه ــؤالء ومل ــاذا يحافظ ــون عل ــى‬ ‫ّ‬ ‫وإذا فهمن ــا به ــذا العم ــق‪ ،‬الب ـ ّـد أن تبك ــي العي ــون‬ ‫الصادق ــة‪ ،‬تقدي ـ ًـرا لتل ــك العي ــون ّالت ــي ال تن ــام‪،‬‬ ‫ولــم تنــم خــال عقديــن وعــام‪ ،‬ـكـي تواظــب علــى‬ ‫(مجل ــة فيل ــي)‪.‬‬ ‫إص ــدار ّ‬


‫‪12‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪2024‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫ايالم في دائرة االهتمام‪.. ..‬‬

‫تحركات مع العراق تعيد تشكيل مستقبل‬ ‫المحافظة الفيلية‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫أفاد تقريرصحفي إيراني بأن حدود مهران في محافظة إيالم الفيلية‪ ،‬تتمتع بإمكانيات هائلة تشمل‬ ‫النقل الدولي والتصديرإلى العراق‪ ،‬إلى جانب قدرات كبيرة في مجال تجارة الركاب واألمتعة‪ ،‬وأن‬ ‫فعال‪.‬‬ ‫تطويرهذه األنشطة يتطلب مشاورات وطنية وعابرة للحدود‪ ،‬باإلضافة إلى تنسيق محلي ّ‬

‫ووفق ـ ًـا لتقري ــر وكال ــة إيرن ــا اإليراني ــة‪ ،‬ال ــذي‬ ‫ترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬ف ــإن محافظ ــة إي ــام‬ ‫ـدودا بط ــول ‪430‬‬ ‫الفيلي ــة‪ ،‬الت ــي تتش ــارك ح ـ ً‬ ‫ـدا‬ ‫ـاطا متزاي ـ ً‬ ‫كيلومت ـ ًرا م ــع الع ـراق‪ ،‬تش ــهد نش ـ ً‬ ‫فــي معبــر مه ـران الحــدودي‪ ،‬ســواء مــن الناحيــة‬ ‫التجاري ــة أو حرك ــة ال ــركاب‪ ،‬وأن التفاع ــل‬ ‫الثقافــي واالجتماعــي املشــترك بيــن ســكان جانبــي‬ ‫الحــدود‪ ،‬يعــزز مــن فــرص التجــارة والصــادرات‬ ‫غي ــر النفطي ــة‪ ،‬وخاص ــة ف ــي مج ــال تج ــارة‬ ‫األمتع ــة وال ــركاب‪.‬‬ ‫وتتميــز إيــام بأطــول حــدود مشــتركة مــع العـراق‬ ‫بي ــن املحافظ ــات اإليراني ــة‪ ،‬مم ــا يتي ــح إمكاني ــة‬ ‫إنش ــاء ثالث ــة أس ــواق حدودي ــة م ــع محافظ ــات‬ ‫ديال ــى وواس ــط وميس ــان العراقي ــة‪.‬‬ ‫وأش ــار إل ــى أن غي ــاب الصناع ــات التحويلي ــة‬ ‫والبنيــة التحتيــة الضعيفــة فــي تلــك املحافظــات‬ ‫يدف ــع س ــكانها وتجاره ــا للبح ــث ع ــن أس ــواق‬ ‫خارجيــة لتلبيــة احتياجاتهــم مــن الســلع واملــواد‬ ‫االس ــتهالكية‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى أن إنشــاء وتطويــر األســواق‬ ‫الحدوديــة فــي إيــام يمكــن أن يســهم فــي تحقيــق‬ ‫ازده ــار اقتص ــادي للمنطق ــة‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى‬ ‫توفي ــر ف ــرص عم ــل للباحثي ــن عنه ــا عل ــى جانب ــي‬ ‫الح ــدود‪.‬‬ ‫ازدهــار الحركــة التجاريــة وحركة الركاب‬ ‫وبحس ــب مؤش ـرات الكت ــاب اإلحصائ ــي‬ ‫الس ــنوي ملنظم ــة الط ــرق الس ــريعة والنق ــل‬ ‫الب ــري (االيران ــي)‪ ،‬ف ــإن ح ــدود مه ـران الدولي ــة‬ ‫ال تـزال أكثــر الحــدود البريــة ازدحامــا فــي البــاد؛‬ ‫وبحســب مســؤولي محطــة ركاب حــدود مه ـران‪،‬‬ ‫ف ــإن اإلحصائي ــات األولي ــة ه ــذا الع ــام تش ــير‬ ‫إل ــى اس ــتمرار االتج ــاه التصاع ــدي ف ــي حرك ــة‬ ‫املســافرين والــزوار (زوار العتبــات املقدســة فــي‬ ‫الع ـراق) عل ــى ه ــذه الح ــدود‪.‬‬

‫مــرور أكثــر مــن ‪ 6‬مالييــن زائــر عبــر حــدود مهـران‬ ‫منــذ بدايــة العــام‬ ‫وق ــال املدي ــر الع ــام للط ــرق والنق ــل الب ــري ف ــي‬ ‫محافظ ــة إي ــام‪ ،‬س ــيد زاهدي ــن جش ــمه خ ــاور‪،‬‬ ‫إن أكث ــر م ــن ‪ 6‬ماليي ــن ش ــخص عب ــروا ح ــدود‬ ‫مه ـران من ــذ بداي ــة الع ــام الحال ــي (آذار‪/‬م ــارس)‬ ‫وحت ــى نهاي ــة تش ــرين الثاني‪/‬نوفمب ــر‪ .‬وأش ــار إل ــى‬ ‫أن ه ــذا الع ــدد يعك ــس أهمي ــة ه ــذه الح ــدود‬ ‫وشــعبيتها الكبيــرة لــدى زوار العتبــات املقدســة‪.‬‬ ‫وأوض ــح جش ــمه خ ــاور أن ــه ف ــي الع ــام املا�ض ــي‪،‬‬ ‫بلــغ عــدد الــزوار الذيــن مــروا عبــر حــدود مه ـران‬ ‫أكث ــر م ــن ‪ 8‬ماليي ــن و‪ 268‬أل ــف ش ــخص‪ ،‬م ــا‬ ‫يؤك ــد ال ــدور املح ــوري له ــذه الح ــدود ف ــي حرك ــة‬ ‫ال ــزوار‪ .‬وأض ــاف أن البني ــة التحتي ــة للمعب ــر‬ ‫ـتعدا‬ ‫ت ــم تعزيزه ــا بش ــكل كبي ــر‪ ،‬م ــا يجعل ــه مس ـ ً‬ ‫الس ــتقبال أع ــداد كبي ــرة م ــن املس ــافرين‪.‬‬ ‫تفاصيــل حركــة الــزوار عبر الحدود‬ ‫املســافرون اإليرانيون‪:‬‬ ‫ـخصا‪.‬‬ ‫‪ -‬دخل البالد ‪ 2,566,109‬شـ ً‬

‫ـخصا‪.‬‬ ‫ غادر البالد ‪ 2,484,252‬شـ ً‬‫املســافرون األجانب‪:‬‬ ‫ـخصا‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫‪526,388‬‬ ‫ غادر الحدود‬‫ً‬ ‫ـخصا‪.‬‬ ‫ دخل البالد ‪ 557,382‬شـ ً‬‫وأش ــار جش ــمه خ ــاور إل ــى أن االس ــتثمارات‬ ‫الت ــي تم ــت ف ــي الس ــنوات األخي ــرة لتطوي ــر البن ــى‬ ‫التحتيــة املتعلقــة بالنقــل واإلقامــة والخدمــات‬ ‫ف ــي منف ــذ مه ـران لعب ــت دو ًرا كبي ـ ًرا ف ــي تعزي ــز‬ ‫قدرتــه االســتيعابية‪ ،‬مــا أدى إلــى تســهيل حركــة‬ ‫ال ــزوار واملس ــافرين بش ــكل ملح ــوظ‪.‬‬ ‫زيــادة بنســبة ‪ 52%‬فــي إقامــة الســياح العراقييــن‬ ‫فــي إيــام‬ ‫ويفي ــد مدي ــر ع ــام الت ـراث الثقاف ــي والس ــياحة‬ ‫والصناع ــات اليدوي ــة ف ــي محافظ ــة إي ــام‪ ،‬ف ـزاد‬ ‫شــريفي‪ ،‬بارتفــاع بنســبة ‪ 52%‬فــي عــدد الســياح‬ ‫العراقيي ــن املقيمي ــن ف ــي املحافظ ــة من ــذ بداي ــة‬ ‫العــام الحالــي مقارنــة بالفتــرة نفســها مــن العــام‬ ‫املا�ض ــي‪.‬‬ ‫وأشــار شــريفي إلــى دور ســكان الكــورد الفيلييــن‪،‬‬

‫وخاص ــة ف ــي محافظ ــة واس ــط العراقي ــة‪ ،‬ف ــي‬ ‫تعزي ــز الحرك ــة الس ــياحية ف ــي إي ــام‪ .‬واعتبره ــم‬ ‫حلق ــة وص ــل مهم ــة لتطوي ــر الس ــياحة‪ ،‬خاص ــة‬ ‫الس ــياحة العالجي ــة‪ ،‬مل ــا يمتلكون ــه م ــن رواب ــط‬ ‫ثقافي ــة واجتماعي ــة مش ــتركة م ــع س ــكان‬ ‫املحافظ ــة‪.‬‬ ‫وأكــد شــريفي علــى أهميــة التركيــز علــى الســياحة‬ ‫العالجيــة كأحــد املحــاور الرئيســية لزيــادة عــدد‬ ‫الس ــياح الخارجيي ــن‪ .‬كم ــا ش ــدد عل ــى ض ــرورة‬ ‫حص ــول املراف ــق الس ــياحية ف ــي املحافظ ــة‬ ‫عل ــى ش ــهادات ج ــودة الخدم ــة‪ ،‬لرف ــع مس ــتوى‬ ‫تجربــة الســياح وتعزيــز جاذبيــة إيــام كمقصــد‬ ‫س ــياحي‪.‬‬ ‫كمــا دعــا املؤسســات ذات العالقــة إلــى التعــاون‬ ‫إلزالــة العوائــق التــي تحــول دون تدفــق الســياح‬ ‫إلــى املحافظــة‪ ،‬مشــي ًرا إلــى أن التعــاون املشــترك‬ ‫بي ــن الجه ــات الرس ــمية واملجتمعي ــة يمك ــن أن‬ ‫يس ــهم ف ــي تعزي ــز مكان ــة إي ــام كمرك ــز س ــياحي‬ ‫إقليم ــي‪.‬‬ ‫ه ــذا النم ــو ف ــي ع ــدد الس ــياح يعك ــس تأثي ــر‬ ‫الجه ــود املبذول ــة لتعزي ــز البني ــة التحتي ــة‬ ‫الس ــياحية والخدم ــات املقدم ــة‪ ،‬مم ــا يدع ــم‬ ‫تطلعــات املحافظــة لجــذب املزيــد مــن الــزوار فــي‬ ‫ا ملس ــتقبل ‪.‬‬ ‫‪ 110‬وحــدة للســياحة البيئيــة تدعــم الســياحة‬ ‫ف ــي إيالمأوض ــح مدي ــر ع ــام الت ـراث الثقاف ــي‬ ‫والس ــياحة ف ــي إي ــام أن املحافظ ــة تش ــهد‬ ‫ملحوظ ــا لــ‪ 110‬وح ــدات س ــياحية‬ ‫ـاطا‬ ‫ً‬ ‫نش ـ ً‬ ‫بيئي ــة‪ ،‬مم ــا يعك ــس إمكاناته ــا الفري ــدة ف ــي ه ــذا‬ ‫املج ــال‪ .‬وأك ــد أن اإلج ـراءات الالزم ــة لج ــذب‬ ‫الس ــياح العراقيي ــن ق ــد اتخ ــذت‪ ،‬بم ــا يش ــمل‬ ‫ُّ‬ ‫توفي ــر الظ ــروف املالئم ــة الس ــتقبالهم ضم ــن‬ ‫مجموع ــات وقواف ــل‪ ،‬م ــا يع ــزز الس ــياحة‬ ‫الخارجي ــة‪.‬‬ ‫كم ــا دع ــا إل ــى اس ــتغالل العالق ــات االقتصادي ــة‬

‫والثقافي ــة واالجتماعي ــة م ــع املحافظ ــات‬ ‫العراقي ــة املج ــاورة لدف ــع عجل ــة الس ــياحة‪،‬‬ ‫ـددا عل ــى أهمي ــة الجان ــب األمن ــي ف ــي ضم ــان‬ ‫مش ـ ً‬ ‫اس ــتدامة ه ــذه الجه ــود‪ ،‬وأش ــار إل ــى أن‬ ‫محافظ ــة إي ــام‪ ،‬كمنطق ــة حدودي ــة‪ ،‬تتمت ــع‬ ‫بأفض ــل مس ــتويات األم ــن‪.‬‬ ‫ويؤك ــد أن زي ــادة حرك ــة ال ــركاب واملركب ــات‬ ‫عل ــى ح ــدود مه ـران تمث ــل عالم ــة عل ــى ازده ــار‬ ‫الس ــياحة والتج ــارة الخارجي ــة‪ ،‬مم ــا يمك ــن‬ ‫أن يس ــهم ف ــي تحس ــين الوض ــع االقتص ــادي‬ ‫واالجتماع ــي للس ــكان الحدوديي ــن‪ .‬وش ــدد‬ ‫عل ــى أهمي ــة االس ــتثمار ف ــي تحس ــين البني ــة‬ ‫التحتي ــة والخدم ــات باملنطق ــة لتعزي ــز التنمي ــة‬ ‫املس ــتدامة‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر ان محافظ ــة إي ــام ُتع ــرف الي ــوم‬ ‫بأنهــا عاصمــة زوار أبــي عبــد هللا الحســين ونظـرا‬ ‫ألهمي ــة مناس ــبة األربعي ــن‪ ،‬فق ــد تغي ــر وج ــه‬ ‫هــذه املحافظــة إلــى حــد مــا مــن الناحيــة البنيــة‬ ‫التحتي ــة‪ ،‬وخاص ــة النق ــل‪ ،‬ولك ــن الوص ــول إل ــى‬ ‫بنــاء شــبكة الســكك الحديديــة لهــذه املحافظــة‬ ‫أم ــر مه ــم وحي ــوي للغاي ــة‪.‬‬ ‫كمــا نــوه إلــى أهميــة ربــط محافظــة إيــام بشــبكة‬ ‫الس ــكك الحديدي ــة الوطني ــة‪ ،‬نظ ـ ًـرا ملوقعه ــا‬ ‫ـدودا‬ ‫الجغراف ــي الخ ــاص ال ــذي يتضم ــن ح ـ ً‬

‫‪13‬‬

‫مش ــتركة بط ــول ‪ 430‬كيلومت ـ ًـرا م ــع الع ـراق‪.‬‬ ‫ُويتوق ــع أن يس ــهم ه ــذا الرب ــط ف ــي‪:‬‬ ‫ تعزي ــز التج ــارة عب ــر األس ــواق الحدودي ــة مث ــل‬‫مه ـران وج ــات دهل ـران‪.‬‬ ‫ دع ــم الصناع ــات البتروكيماوي ــة والنف ــط‬‫والغ ــاز‪.‬‬ ‫ تس ــهيل حرك ــة زوار العتب ــات املقدس ــة عل ــى‬‫م ــدار الع ــام‪.‬‬ ‫ زيــادة حجــم الصــادرات اإليرانيــة عبــر املعابــر‬‫الدوليــة‪.‬‬ ‫األس ــواق الحدودي ــة‪ :‬أداة لتعزي ــز االقتص ــاد‬ ‫املحليتم ــت املوافق ــة عل ــى إنش ــاء س ــوق مه ـران‬ ‫الحــدودي‪ ،‬الــذي يعتبــر خطــوة واعــدة لتطويــر‬ ‫تج ــارة األمتع ــة وتحقي ــق االزده ــار االقتص ــادي‬ ‫للمحافظ ــة‪ .‬ويض ــاف إل ــى ذل ــك خط ــط لتطوي ــر‬ ‫أســواق أخــرى مثــل ســوق «جــات» فــي دهل ـران‬ ‫وس ــوق «هالل ــه الش ــمالي» ف ــي إي ــوان‪.‬‬ ‫ُتظه ــر التجرب ــة التاريخي ــة للعالق ــات‬ ‫االقتصادي ــة بي ــن إي ــام واملحافظ ــات العراقي ــة‬ ‫الحدودية أن األســواق الحدودية ليســت مجرد‬ ‫أيضــا وســائل لتقويــة‬ ‫منصــات للتجــارة‪ ،‬بــل هــي ً‬ ‫الرواب ــط الثقافي ــة واالجتماعي ــة والديني ــة بي ــن‬ ‫الطرفي ــن‪.‬‬ ‫آف ــاق واع ــدة بدع ــم حكومييؤك ــد وزي ــر‬ ‫الداخلي ــة اإليران ــي‪ ،‬إس ــكندر مؤمن ــي‪ ،‬خ ــال‬ ‫زيارت ــه األخي ــرة للمحافظ ــة‪ ،‬أن الحكوم ــة ترك ــز‬ ‫عل ــى تطوي ــر البني ــة التحتي ــة للنق ــل بأنواع ــه‪،‬‬ ‫وأن ه ــذه الجه ــود ته ــدف إل ــى تهيئ ــة الظ ــروف‬ ‫لتحــول إيــام إلــى نمــوذج تنمــوي ُيحتــذى بــه فــي‬ ‫الب ــاد‪.‬‬ ‫ويمث ــل املوق ــع الجغراف ــي املمي ــز إلي ــام‪ ،‬إل ــى‬ ‫جان ــب التركي ــز الحكوم ــي عل ــى تطوي ــر البني ــة‬ ‫التحتي ــة وتعزي ــز األس ــواق الحدودي ــة‪ ،‬فرص ــة‬ ‫ذهبيــة لتحويــل املحافظــة إلــى مركــز اقتصــادي‬ ‫وس ــياحي حي ــوي‪ .‬وم ــع اس ــتثمار امل ــوارد املتاح ــة‬ ‫وتعزي ــز التع ــاون م ــع الع ـراق‪ ،‬يمك ــن إلي ــام‬ ‫تحقي ــق قف ــزة نوعي ــة ف ــي مختل ــف املج ــاالت‪.‬‬ ‫ترجمــة مجلــة «فيلي»‬


‫‪14‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪2024‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫الشاعر الفيلي جليل صفر بيكي‪..‬‬ ‫حنجرة طائر غريد‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫ولد الشاعرجليل صفر‬ ‫بيكي عام ‪1973‬م في‬ ‫مدينة ايالم الفيلية‪،‬‬ ‫مارس باالضافة الى‬ ‫النقد االدبي والصحافة‬ ‫وتأليف عدد من‬ ‫النتاجات‪ ،‬والترجمة‬ ‫وادارة وتنظيم الندوات‬ ‫واملؤتمرات في املجالس‬ ‫االدبية‪ ،‬هو عضو فعال في مجلس «هانا» الكوردي في ادارة املجال الفني‬ ‫الذي يديره الشاعروالصحفي والكاتب االيالمي محمد علي قاسمي‪.‬‬ ‫ف ــي الحقيق ــة ان جلي ــل صف ــر بيك ــي يع ــد م ــن الطبق ــة‬ ‫الثانيــة مــن شــعراء ايــام‪ ،‬ولكــن بقيامــه بطبــع قرابــة ‪20‬‬ ‫نتاج ــا اس ــتطاع ان يب ــرز كواح ــد م ــن انش ــط الش ــعراء‬ ‫واملترجمي ــن الك ــورد الفيليي ــن املعاصري ــن ف ــي جن ــوب‬ ‫كوردس ــتان‪ ،‬وعل ــى الرغ ــم م ــن ان معظ ــم نتاجات ــه‬ ‫الشــعرية كتبــت باللغــة الفارســية اال انــه نشــر العديــد‬ ‫مــن الرباعيــات والغزليــات التــي نتأمــل ان تغنــي املكتبــة‬ ‫الكوردي ــة وذل ــك ملقدرت ــه وابداع ــه ف ــي ه ــذا املج ــال‪.‬‬ ‫ش ــرع جلي ــل صف ــر بيك ــي من ــذ ع ــام ‪ 2008‬بترجم ــة‬ ‫الرباعي ــات الكوردي ــة للش ــاعر الب ــارز «فره ــاد‬ ‫ش ــاهمراديان» تح ــت عن ــوان «ت ــو کن ــار آت�ش ــی م ــن ب ــرف‬ ‫پــارو میکنــم و جیبــم پــر از ردپاســت= أنــت بجانــب النــار‬ ‫وأنــا أجــرف الثلــج وجيبــي ملــيء بآثــار األقــدام»‪ ،‬وكذلــك‬ ‫كت ــاب «ب ــوذا الك ــوردي» ال ــذي الف ــه الش ــاعر الس ــريالي‬ ‫الب ــارز حس ــين ش ــكربكي‪ ،‬وكت ــاب «ص ــورة للذك ــرى ام‬ ‫للم ــوت» م ــن تألي ــف س ــامان بختي ــاري‪ ،‬حي ــث اس ــتقبل‬ ‫املتلق ــون ه ــذه الكت ــب بترح ــاب جي ــد‪.‬‬ ‫تضم نتاجاته االعمال االتية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ب ــۆ باڵ ‌هن ــده‌ نه‌بم؟=ل ــم ال اك ــون طي ـرا؟‬‫‪ 2‬الس ــایی ب ــۆ م ـه‌رگ= تقلي ــد امل ــوت ‪3-‬‬‫رباعي ــات‬ ‫کۆمه‌ڵه‌چوارخش ــتی»و»مجموعة‬ ‫مترجم ــة ‪4-‬هی ــچ= ال�ش ــيء ‪ 5-‬ئنجی ــل ب ـه‌ ره‌وای ‌هت ــی‬ ‫جه‌لی ــل= االنجي ــل برواي ــة جلي ــل ‪ 6-‬واران= املط ــر ‪7-‬‬ ‫عاش ــقانه‌کانی هه‌نگ ــی کرێ ــکار= رومانس ــيات النحل ــة‬

‫العامل ــة ‪8-‬گاس ــنووقێک ل ـه‌ ش ــانی مێرۆڵه=صن ــدوق‬ ‫ضخــم علــى ظهــر نمل ـة‌ ‪9-‬س ـه‌مفوونی به‌ڕوو=ســمفونيا‬ ‫البل ــوط ‪ 10-‬ئه‌ونویس ــاری= ه ــو كتب ــه ‪ 11-‬وش ــتره‌کان‬ ‫ل ـه‌ فینقی ـه‌ شووش ـه‌ ده‌هێنــن= االبــل تأتــي بالزجــاج مــن‬ ‫فينيقيــا ‪ 12-‬ورد ‌ه ورده‌ وشـ ‌ه ده‌بــم= رويــدا رويــدا اتحــول‬ ‫الح َم ــل ‪ .14‬نتەکان ــی‬ ‫ال ــى كلم ــة ‪.13‬ئوپ ـرای کاوڕ= اوب ـرا َ‬ ‫تەنیائــی= الحــان الوحــدة ‪ .15‬ناتەنیائــی= الالوحــدة ‪.16‬‬ ‫ش ــێر و خور=االس ــد والش ــمس ‪ .17‬ب ــڕواکان= العقائ ــد‬ ‫‪ .18‬پێاس ــە ل ــە پێوار=تج ــوال الس ــابلة ‪ .19‬موولەق ــی‬ ‫ش ــێعر =س ــمو الش ــعر(قصص ف ــي ح ــب ال بي ــت النب ــي)‬ ‫و‪...‬‬ ‫مهتم ــا ج ـ ًـدا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫البدا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫صفربي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫جل‬ ‫كان‬ ‫ً‬ ‫بالرباعي ــات‪ ،‬وبع ــد نش ــر العدي ــد م ــن األعم ــال ف ــي ه ــذا‬ ‫املج ــال‪ ،‬تمك ــن م ــن إج ـراء تغيي ـرات عل ــى ه ــذا الش ــكل‬ ‫الكالســيكي بطريقــة مبتكــرة وحديثــة‪ .‬ثــم بــدأ بشــجاعة‬ ‫ف ــي تألي ــف ش ــعر جدي ــد ومتق ــدم‪ ،‬بطريق ــة أوصل ــت‬ ‫الش ــعر اإليالم ــي إل ــى مس ــتوى ع ـ ٍـال م ــن حي ــث الش ــكل‬ ‫واملضم ــون وعرف ــه ف ــي الب ــاد كله ــا‪.‬‬ ‫ان لغ ــة ش ــعر الش ــاعر بس ــيطة ج ــدا وأصلي ــة ومليئ ــة‬ ‫باملوضوع ــات الجدي ــدة‪ ،‬فق ــد توص ــل إل ــى طريقت ــه‬ ‫الخاص ــة م ــن خ ــال م ــزج األف ــكار م ــع الطبيع ــة‬ ‫واملش ــكالت االجتماعي ــة والص ــور النش ــطة واملعاص ــرة‪.‬‬ ‫وهنــا‪ ،‬علــى ســبيل املثــال‪ ،‬قمنــا بترجمــة ‪ 12‬قصيــدة مــن‬ ‫كت ــاب «رومانس ــيات النحل ــة العامل ــة»‪:‬‬

‫«‪»1‬‬ ‫عندما اراك‬ ‫يغرد الطائرفي حنجرتي‬ ‫ويصهل حصان في رأ�سي‬ ‫وكذا‬ ‫مطر‬ ‫مطر‬ ‫«‪»2‬‬ ‫هذه عصاي‬ ‫اتوكأ عليها‬ ‫اساقط اوراق االشجاربها الغنامي‬ ‫لم تعد لدي معجزة‬ ‫انا راع ساذج‬ ‫حتى اغنامي لم تعد تثق بي‬ ‫«‪»3‬‬ ‫جاء من «سفيل»‬ ‫مصطحبا جيتاره‬ ‫رقص مع شباب الكورد‬ ‫في جيبه غصن زيتون‬ ‫لخطبة الشعرالكوردي‬ ‫«لورکا»‬ ‫«‪»4‬‬ ‫التحليق‬ ‫ممتع جدا‬ ‫ن‬ ‫عندما تكو نحلة عاملة‬ ‫عندما ال تستطيع‬ ‫ان تكون حبيبا للنحلة امللكة‬ ‫«‪»5‬‬ ‫يالها من شجاعة‬ ‫ان يمارسوا الحب‬ ‫على اسالك خطوط الكهرباء‪:‬‬ ‫العصافير‬ ‫«‪»6‬‬ ‫ال تجعدها‬ ‫في هذه القصيدة‬ ‫عصفوريحتضن بيضاته‬ ‫«‪»7‬‬ ‫بيضة‬ ‫تسقط‬ ‫من‬

‫‪15‬‬

‫العش‬ ‫و‬ ‫تنكسر‬ ‫«الحياة»‬ ‫ويزقزق فرخ عصفور‬ ‫«‪»8‬‬ ‫باصبعه‬ ‫يريني القمرويقول‪:‬‬ ‫هذه نجمتي‬ ‫من ثقب ردائها الرث‬ ‫يظهرشعرابطها‬ ‫«‪»9‬‬ ‫منذ مئات السنين‬ ‫يبحث‪..‬‬ ‫السباحون‬ ‫في شوارع ايالم‬ ‫صيادو السمك‬ ‫مخابئ‬ ‫قراصنة البحر‬ ‫جبال‬ ‫بدال من حوريات البحر‬ ‫قصفوا عمراشجارالبلوط‬ ‫«‪»10‬‬ ‫اتمرغل على هذا الجنب او ذاك‬ ‫احلم بالصخوروالسفوح‬ ‫تضيع سلحفاة في ذهني‬ ‫«‪»11‬‬ ‫توهجات الشمس‬ ‫وهمسات العنب‬ ‫التي تعبرسياج املنزل‬ ‫فرمان الجارة تكاثرت‬ ‫«‪»12‬‬ ‫طق طق‬ ‫طق طق‬ ‫طق طق‬ ‫في قد الشجرة‬ ‫كتب اسم الحبيبة‬ ‫(شجرة سمنك)‬ ‫اعداد‪ :‬كامران رحيمي‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬


‫‪16‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪17 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫ملك بريطانيا يصلي للعراق‬ ‫وإشادة بإعادة تأهيل األراضي التوراتية بالبالد‬ ‫وأوض ــح املوق ــع األمريكــي ف ــي تقري ــر ترجمت ــه‬ ‫مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن املل ــك تش ــارلز الثال ــث صل ــى‬ ‫مــن اجــل شــعب ســوريا فــي «كنيســة الحبــل بــا‬ ‫دن ــس» الكاثوليكي ــة ف ــي لن ــدن‪ ،‬وذل ــك ف ــي ذك ــرى‬ ‫غ ــزو املوص ــل م ــن قب ــل تنظي ــم داع ــش‪ ،‬وبع ــد‬ ‫أي ــام عل ــى س ــقوط نظ ــام بش ــار األس ــد عل ــى‬ ‫ي ــد ق ــوات املس ــلحين املنتمي ــن ال ــى جماع ــات‬ ‫ا س ــامية‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر ال ــى أن ــه كج ــزء م ــن مناس ــبة‬ ‫الق ــداس‪ ،‬ف ــإن املل ــك تش ــارلز اجتم ــع بممثل ــي‬ ‫الجاليــة املســيحية العر اقيــة فــي لنــدن‪ ،‬بمــا فــي‬ ‫ذل ــك األش ــخاص الذي ــن عان ــوا م ــن االضطه ــاد‬ ‫والن ــزوح القس ــري عندم ــا اس ــتولى داع ــش عل ــى‬ ‫س ــهل نين ــوى‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن االب بيت ــر غاالغ ــر قول ــه ان ــه‬ ‫الق ــداس ال ــذي اقي ــم ف ــي كنيس ــة ف ــارم س ــتريت‪،‬‬ ‫وه ــو االس ــم الش ــائع للكنيس ــة‪ ،‬قول ــه «يذكرن ــا‬ ‫بالتزامنــا املشــترك بالســيرالــى جانــب املحتاجيــن‬ ‫وايقــاد األمــل فــي مواجهــة التحديــات»‪ ،‬مضيفــا‬ ‫أنه ــم «يش ــعرون باالمتن ــان لحض ــور املل ــك‬ ‫البريطان ــي والفرص ــة املتاح ــة لن ــا للوق ــوف‬ ‫مع ــا ف ــي اإليم ــان والتضام ــن‪ ،‬واالعت ــراف بع ــزم‬ ‫العدي ــد م ــن املجتمع ــات املس ــيحية ووج ــود هللا‬ ‫املرش ــد ف ــي حياتن ــا»‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن تش ــارلز كان دائم ــا م ــن‬ ‫الداعمي ــن للمس ــيحيين ف ــي الش ــرق االوس ــط‬ ‫ولفت ــرة طويل ــة‪ ،‬وكان كثي ــرا م ــا يط ــرح قضاي ــا‬ ‫معاناته ــم‪ ،‬مضيف ــا ان ــه عندم ــا كان تش ــارلز ال‬ ‫يــزال أميــرا لويلــز‪ ،‬تحــدث خــال مراســم دينيــة‬ ‫ف ــي دي ــر وستمنس ــتر ف ــي الع ــام ‪ 2018‬لالحتف ــاء‬ ‫ب ــأدوار املس ــيحيين ف ــي الش ــرق االوس ــط‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن مدي ــرة «ع ــون الكنيس ــة‬ ‫املحتاجــة» فــي بريطانيــا الدكتــورة كاروليــن‬ ‫ه ــال قوله ــا ان ــه «عل ــى م ــدى تاريخه ــم‬ ‫الطوي ــل ال ــذي يع ــود ال ــى الق ــرن األول‪،‬‬ ‫لــم يكــن املســيحيون فــي العــراق غربــاء‬ ‫ع ــن املعان ــاة»‪ ،‬مضيف ــة أن ــه ل ــم يت ــم‬ ‫إعداده ــم «للتعام ــل م ــع االه ــوال‬ ‫الت ــي س ــتلحق به ــم وبغيره ــم م ــن‬ ‫املجتمع ــات االخ ــرى ف ــي الس ــنوات‬ ‫االخي ــرة»‪.‬‬ ‫وبحس ــب ه ــال ف ــان تش ــارلز من ــذ تولي ــه‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫ذك ــر موق ــع «كروك ــس» األمريكــي املتخص ــص بش ــؤون املس ــيحيين الكاثولي ــك‪ ،‬أن مل ــك‬ ‫بريطاني ــا تش ــارلز الثال ــث ش ــارك ف ــي ق ــداس ف ــي لن ــدن‪ ،‬ملناس ــبة الذك ــرى العاش ــرة لغ ــزو‬ ‫املوص ــل ونين ــوى‪ ،‬وق ــال ان ــه يصل ــي م ــن أج ــل مس ــيحيي الش ــرق األوس ــط وس ــوريا‪.‬‬

‫إم ــارة ويل ــز «اظه ــر تعاطف ــا عميق ــا ب ــا ح ــدود‪،‬‬ ‫وب ــذل قص ــارى جه ــده لالس ــتماع ال ــى القص ــص‬ ‫الشــخصية للمؤمنيــن املنكوبيــن»‪ ،‬وان اهتمــام‬ ‫امللــك البريطانــي كان مصــدرا كبيــرا للتشــجيع لنــا‬ ‫ف ــي الكنيس ــة‪.‬‬ ‫واشــارالتقريــرالــى ان الكنيســة ســاهمت بدعــم‬ ‫اعــادة اعمــارالكنائــس واملنــازل فــي بلــدة قرقــوش‬ ‫املس ــيحية وغيره ــا م ــن املناط ــق الس ــكنية ف ــي‬ ‫ســهل نينــوى فــي‪ ،‬ممــا مكــن االالف العائــات مــن‬ ‫العــودة إلــى وطنهــم‪.‬‬ ‫ولك ــن ه ــال قال ــت ان «الرحل ــة نح ــو االس ــتعادة‬

‫والتجدي ــد كان ــت طويل ــة ومؤمل ــة ف ــي بع ــض‬ ‫األحيــان‪ ،‬وال يــزال هنــاك طريــق طويــل لتقطعــه‬ ‫م ــن أج ــل التعاف ــي الكام ــل»‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن كاه ــن رعي ــة كنيس ــة ف ــارم‬ ‫س ــتريت االب اليس ــوعي دوميني ــك روبنس ــون‪،‬‬ ‫قولــه ان الحــدث الكن�ســي مــع امللــك كان ناجحــا‪،‬‬ ‫موضحــا انــه «كان مــن دواعــي ســروري ان اجمــع‬ ‫اصدق ــاء م ــن تقالي ــد مس ــيحية مختلف ــة‪ ،‬م ــن‬ ‫االديــان كافــة وغيــراملســيحيين‪ ،‬لالحتفــال ببــذور‬ ‫االم ــل خ ــال ه ــذا املوس ــم امله ــم لن ــا جميع ــا»‪.‬‬ ‫وبحس ــب االب روبنس ــون فان ــه «ف ــي خض ــم‬

‫املا�س ــي الت ــي تش ــهدها االرا�ض ــي املقدس ــة‬ ‫والشــرق االوســط‪ ،‬تقــوى ايماننــا بامــل املجتمــع‬ ‫املســيحي العراقــي‪ ،‬الــذي يعيــد االن بنــاء اراضيــه‬ ‫التوراتي ــة القديم ــة»‪.‬‬ ‫وتاب ــع قائ ــا ان «حض ــور املل ــك والص ــاة‬ ‫واالجتم ــاع باهتم ــام م ــع ه ــؤالء الذي ــن يعيش ــون‬ ‫عل ــى هام ــش املجتم ــع يؤك ــد ه ــذا االم ــل ف ــي زم ــن‬ ‫املج ــيء م ــن أج ــل العدال ــة والس ــام‪ ،‬ونح ــن‬ ‫ممتن ــون حق ــا لدعم ــه املس ــتمر»‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬


‫‪18‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪19 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫المرجعية النجفية‬ ‫بعد آية اهلل السيستاني‬

‫د‪ .‬علي المؤمن‬

‫الرأي العام الحوزوي الذي يصنع‬ ‫املشهد املرجعي‬ ‫يتشكل الرأي العام الحوزوي‬ ‫النجفي الذي يصنع مشهد ما بعد‬ ‫وفاة املرجع األعلى في النجف‪ ،‬ويدفع‬ ‫باتجاه املرجع األعلى الجديد‪ ،‬من‬ ‫عدة محاور‪ ،‬متداخلة ومتكافئة في‬ ‫غالبا‪:‬‬ ‫التأثير ً‬

‫‪ 1‬بي ــت املرج ــع األعل ــى املتوف ــي(‪ ،)3‬ويش ــتمل‬‫عل ــى قس ــمين‪:‬‬ ‫ـدا علم ــاء الدي ــن‬ ‫أ‪ُ -‬أس ــرته الخاص ــة‪ ،‬وتحدي ـ ً‬ ‫الذيــن ينشــطون فــي مكتــب املرجعيــة املركــزي‪،‬‬ ‫كأبنائ ــه وإخوان ــه وأصه ــاره‪ ،‬وم ــن يش ــابههم ف ــي‬ ‫الق ــرب م ــن املرج ــع‪ ،‬وخاص ــة م ــن يمس ــك منه ــم‬ ‫بالش ــؤون اإلداري ــة واملالي ــة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬حاش ــيته املقرب ــة‪ :‬كب ــار تالمي ــذه املالزمي ــن‬ ‫ل ــه‪ ،‬والذي ــن ه ــم فقه ــاء ع ــادة‪ ،‬وخاص ــة‬ ‫الناش ــطين عل ــى مس ــتوى االجتم ــاع الدين ــي‪.‬‬ ‫‪ 2‬الثان ــي‪ :‬وكالء املرج ــع األعل ــى املتوف ــي‬‫ومعتمدي ــه‪ ،‬وخاص ــة ف ــي امل ــدن العراقي ــة‬ ‫واإليراني ــة‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن باق ــي دول العال ــم‪.‬‬ ‫‪ 3‬الثال ــث‪ :‬طبق ــة الفض ــاء‪ ،‬وه ــم أس ــاتذة‬‫الس ــطوح (الدراس ــات املتوس ــطة) ف ــي الح ــوزة‬ ‫العلمي ــة وطلب ــة البح ــث الخ ــارج (الدراس ــات‬ ‫العلي ــا) ف ــي الوق ــت نفس ــه‪ ،‬وخاص ــة طلب ــة‬ ‫املرج ــع األعل ــى املتوف ــي‪.‬‬ ‫‪ 4‬جماع ــات الضغ ــط واملصال ــح‪ ،‬الت ــي تش ــمل‬‫املؤسس ــات الحوزوي ــة والبيوت ــات العلمي ــة‬ ‫الديني ــة‪ ،‬وكذل ــك مؤسس ــات املرجعي ــات‬ ‫الس ــابقة‪ ،‬وخاص ــة ذات اإلمكاني ــات املالي ــة‬ ‫واإلعالمي ــة‪.‬‬ ‫‪ 5‬بي ــت املرج ــع الجدي ــد املرش ــح ومكاتب ــه‬‫ووكالئ ــه وتالمي ــذه‪.‬‬ ‫وفضال عن النجف األشــرف؛ فإن هذه املحاور‬ ‫ً‬ ‫كان ــت ه ــي نفس ــها املؤث ــرة ف ــي صناع ــة املش ــهد‬ ‫املرجعــي فــي حــوزة قــم قبــل العــام ‪ ،1979‬ولكــن‬ ‫بع ــد التح ــوالت املؤسس ــية الكبي ــرة فيه ــا‪ ،‬والت ــي‬ ‫تــم تفعيلهــا بوضــوح بعــد وفــاة املراجــع الكبــار فــي‬ ‫قــم‪ ،‬وخاصــة اإلمــام الخمينــي (‪ )1989‬والســيد‬ ‫الگلپايگان ــي (‪ )1993‬والش ــيخ األراكــي (‪)1994‬؛‬ ‫فق ــد دخل ــت عناص ــر موضوعي ــة متط ــورة ف ــي‬ ‫اختي ــار املراج ــع الج ــدد‪ ،‬بعي ــدة ع ــن ال ــرؤى‬ ‫الش ــخصانية‪ ،‬وف ــي مقدمه ــا جماع ــة مدر�س ــي‬ ‫الحــوزة العلميــة فــي قــم‪ ،‬والتــي تتكــون مــن حوالــي‬

‫ـدا معروفـ ًـا‪ ،‬وكذلــك املجلــس األعلــى‬ ‫(‪ )60‬مجتهـ ً‬ ‫إلدارة الح ــوزة العلمي ــة ف ــي ق ــم‪ ،‬ث ــم املجل ــس‬ ‫األعل ــى للح ــوزات العلمي ــة ف ــي إي ـران‪ ،‬ومجل ــس‬ ‫الح ــوزات العلمي ــة ف ــي العال ــم‪ ،‬وش ــبكة وكالء‬ ‫الولــي الفقيــه فــي املحافظــات واملــدن اإليرانيــة‪،‬‬ ‫وه ــم م ــا يق ــرب م ــن (‪ )50‬فقيه ـ ًـا‪.‬‬ ‫أم ــا الحدي ــث ع ــن وج ــود تدخ ــات م ــن بع ــض‬ ‫ال ــدول‪ ،‬وال س ــيما املتخاصم ــة م ــع التش ــيع‪،‬‬ ‫ومخابراته ــا وس ــفاراتها‪ ،‬ف ــي اختي ــار املرجعي ــة‬ ‫الشــيعية؛ فهــو مجــرد أوهــام‪ ،‬وال يوجــد عليــه‬ ‫أي دلي ــل واقع ــي ونم ــوذج ح�س ــي؛ فاختي ــار‬ ‫املرجعي ــة الش ــيعية العلي ــا ظ ــل يت ــم من ــذ‬ ‫نشــوئها قبــل (‪ )1200‬ســنة‪ ،‬يتــم داخــل الحــوزة‬ ‫العلميــة حصـ ًرا‪ ،‬دون تأثيــر مــن جهــة خارجهــا‪،‬‬ ‫سياس ــية أو اجتماعي ــة أو اقتصادي ــة‪ ،‬بم ــا‬ ‫فيه ــا الس ــلطات الت ــي كان ــت تحك ــم‪ ،‬أو ال ت ـزال‬ ‫تحك ــم‪ ،‬الجغرافي ــا الت ــي تق ــع فيه ــا الح ــوزات‬ ‫العلمي ــة املركزي ــة التاريخي ــة ف ــي بغ ــداد وق ــم‬ ‫والنج ــف وكرب ــاء وجب ــل عام ــل والحل ــة‪،‬‬ ‫والحوزتي ــن املركزيتي ــن الي ــوم ف ــي النج ــف‬ ‫ـدا ال ــدول العباس ــية والعثماني ــة‬ ‫وق ــم‪ ،‬وتحدي ـ ً‬ ‫ـابقا‪ ،‬ث ــم الدولتي ــن‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫والصفو‬ ‫والبويهي ــة‬ ‫ً‬ ‫العراقي ــة واإليراني ــة الحق ـ ًـا‪.‬‬ ‫وعل ــى مس ــتوى الحدي ــث ع ــن التدخ ــات‬ ‫الخارجي ــة ف ــي مرحل ــة م ــا بع ــد آي ــة هللا‬ ‫السيس ــتاني‪ ،‬وال س ــيما م ــا يش ــاع ع ــن تأثي ـرات‬ ‫محتمل ــة م ــن األجه ــزة املعني ــة ف ــي لن ــدن‬ ‫والريــاض وأبــو ظبــي وواشــنطن‪ ،‬عبــر ضــخ مالــي‬ ‫أو أش ــخاص م ــن داخ ــل الح ــوزة أو مؤسس ــات‬ ‫ش ــيعية متعاون ــة؛ فالثاب ــت ه ــو أن أي‬ ‫تدخ ــل‪ ،‬مهم ــا كان حجم ــه وأس ــلوبه وامليزاني ــة‬ ‫الت ــي يخصصه ــا؛ ل ــن يس ــتطيع خل ــق مرج ــع‬ ‫ش ــيعي حقيق ــي‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن املرج ــع األعل ــى‪.‬‬ ‫نع ــم؛ التدخ ــات الخارجي ــة‪ ،‬السياس ــية‬ ‫واملخابراتي ــة‪ ،‬قائم ــة من ــذ ق ــرون‪ ،‬وق ــد تنج ــح‬ ‫ف ــي زرع وتوس ــيع الخالف ــات أو ب ــث الش ــبهات‬ ‫أو توظي ــف بع ــض املعممي ــن‪ ،‬ومن ــح ألق ــاب‬ ‫ديني ــة وعلمي ــة مزيف ــة ملعممي ــن آخري ــن‪ ،‬لكنه ــا‬ ‫م ــن غي ــر املمك ــن أن تنج ــح ف ــي توظي ــف مرج ــع‬ ‫دينــي حقيقــي أو صناعــة مرجــع دينــي حقيقــي‪،‬‬ ‫بالنظ ــر للس ــياقات املغلق ــة العميق ــة‬ ‫للحــوزة العلميــة ومنظومــة املرجعيــة‪،‬‬ ‫وصعوب ــة اختراقه ــا‪ ،‬بالرغ ــم م ــن‬ ‫ظاهره ــا الس ــهل املمتن ــع‪،‬‬

‫وه ــي الس ــياقات الت ــي تتس ــبب ف ــي إس ــقاط أي‬ ‫عال ــم دي ــن ت ــدور حول ــه ش ــبهة ف ــي ه ــذا املج ــال؛‬ ‫ِ‬ ‫حت ــى ل ــو كان أعل ــم علم ــاء ده ــره‪.‬‬ ‫خيارات مرحلة ما بعد السيستاني‬ ‫تع ـ ّـد مرحل ــة م ــا بع ــد الس ــيد عل ــي السيس ــتاني‪،‬‬ ‫البال ــغ (‪ )94‬عام ـ ًـا م ــن عم ــره (موالي ــد الع ــام‬ ‫‪ ،)1930‬مرحل ــة صعب ــة ومعق ــدة؛‬ ‫إن ل ــم تك ــن األصع ــب‬ ‫باملراح ــل‬ ‫قياس ـ ًـا‬ ‫التاريخي ــة الت ــي‬ ‫تش ـ ّـظت فيه ــا‬ ‫ا لخي ــا ر ا ت ؛‬ ‫كمر حل ــة‬ ‫بع ــد‬ ‫م ــا‬ ‫وف ــاة ش ــيخ‬ ‫ا لش ــر يعة‬ ‫اإلصفها ن ــي‬ ‫ف ــي الع ــام‬ ‫‪،1 9 2 0‬‬ ‫و ا ل ــذ ي‬ ‫خلف ــه أربع ــة‬ ‫مراج ــع كب ــار‪:‬‬ ‫الش ــيخ املي ــرزا‬ ‫حس ــين‬ ‫محم ــد‬ ‫النائين ــي والش ــيخ ضي ــاء‬ ‫الدي ــن العراق ــي والش ــيخ عب ــد‬ ‫الكري ــم الحائ ــري والس ــيد أب ــو‬ ‫الحس ــن اإلصفهان ــي‪ ،‬ول ــم‬ ‫يتف ــرد اإلصفهان ــي باملرجعي ــة‬ ‫العلي ــا ّإاّل بع ــد وف ــاة العراق ــي‬ ‫والنائين ــي والحائ ــري‪ ،‬وه ــي‬ ‫ش ــبيهة بمرحل ــة م ــا بع ــد رحي ــل‬ ‫الس ــيد أب ــي الحس ــن اإلصفهان ــي‬ ‫خل ــف‬ ‫ف ــي الع ــام ‪ ،1946‬وال ــذي ّ‬ ‫بعــده املراجــع الثالثــة‪ :‬الســيد‬ ‫حس ــين البروج ــردي‬ ‫والســيد عبــد‬ ‫اله ــادي‬

‫الش ــيرازي والس ــيد محس ــن الحكي ــم‪ ،‬ول ــم‬ ‫تســتقر املرجعيــة العليــا نهائيـ ًـا للســيد الحكيــم‬ ‫ّإاّل بع ــد وف ــاة البروج ــردي ف ــي الع ــام ‪،1961‬‬ ‫وكذلــك مرحلــة مــا بعــد رحيــل اإلمــام الخمينــي في‬ ‫العام ‪1989‬؛ إذ كان هناك الســيد أبو القاســم‬ ‫الخوئ ــي والس ــيد‬


‫‪20‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪21 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫المرجعية النجفية بعد آية اهلل السيستاني ‪..‬‬

‫محم ــد رض ــا الگلپایگان ــي والش ــيخ محم ــد عل ــي‬ ‫األرا ـكـي‪ ،‬ثــم مرحلــة مــا بعــد وفــاة الســيد الخوئــي‬ ‫ف ــي الع ــام ‪ ،1992‬والت ــي كان يش ــغلها املرج ــع‬ ‫الس ــيد محم ــد رض ــا الگلپایگان ــي إل ــى جان ــب‬ ‫الســيد عبــد األعلــى الســبزواري والشــيخ محمــد‬ ‫عل ــي األراكــي‪ ،‬ث ــم أعقبته ــم مرحل ــة الس ــيد عل ــي‬ ‫السيس ــتاني والس ــيد عل ــي الخامنئ ــي والس ــيد‬ ‫محمــد الصــدر والســيد محمــد ســعيد الحكيــم‬ ‫والش ــيخ حس ــين الوحي ــد الخراس ــاني والش ــيخ‬ ‫ناص ــر م ــكارم الش ــيرازي‪ ،‬وه ــي األس ــماء الت ــي‬ ‫ظل ــت األب ــرز بع ــد رحي ــل الس ــيد الگلپایگان ــي‬ ‫والس ــيد الس ــبزواري‪.‬‬ ‫وق ــد تب ــدو الخي ــارات ف ــي النج ــف األش ــرف بع ــد‬ ‫رحيــل مرجعــه األعلــى الســيد علــي السيســتاني‪،‬‬ ‫ألنه ــا منحص ــرة‬ ‫س ــهلة ومح ــددة ف ــي ظاهره ــا؛ ّ‬ ‫تقريب ـ ًـا ف ــي مرجع ــي الص ــف األول املتعارفي ــن‬ ‫حوزوي ـ ًـا‪ :‬الش ــيخ محم ــد إس ــحاق الفي ــاض‪،‬‬ ‫البال ــغ (‪ )94‬عام ـ ًـا (موالي ــد الع ــام ‪)1930‬‬ ‫والش ــيخ بش ــير حس ــين النجف ــي البال ــغ (‪)82‬‬ ‫عام ـ ًـا (موالي ــد الع ــام ‪ ،)1942‬ولكنهم ــا ليس ــا‬ ‫خياريــن نهائييــن ويســدان الفـراغ فعليـ ًـا؛ ألنهمــا‬ ‫طاعنــان فــي الســن أيضـ ًـا‪ ،‬ويعانيــان مــن أمـراض‬ ‫الش ــيخوخة املعت ــادة‪ ،‬ولعلهم ــا يرح ــان قب ــل‬ ‫الس ــيد السيس ــتاني‪ ،‬كم ــا توقعن ــا بالنس ــبة‬ ‫للس ــيد محم ــد س ــعيد الحكي ــم(‪ ،)1‬وف ــق‬ ‫املوازي ــن الطبيعي ــة املنظ ــورة‪ ،‬أو بع ــده بوق ــت‬ ‫قصي ــر‪.‬‬ ‫وتعــود صعوبــة مرحلــة مــا بعــد السيســتاني الــى‬ ‫األســباب الثالثــة الرئيســة التاليــة‪:‬‬ ‫ـدا الخي ــارات الت ــي‬ ‫‪ 1‬ـ ش ــحة الخي ــارات‪ :‬وتحدي ـ ً‬ ‫تس ــتطيع اس ــتيعاب الش ــارع الش ــيعي العراق ــي‬ ‫املتح ــرك‪ ،‬وتم ــارس الرعاي ــة العام ــة للنظ ــام‬ ‫االجتماع ــي وحرك ــة الدول ــة؛ بالنظ ــر مل ــا ب ــات‬ ‫يترت ــب عل ــى مرج ــع النج ــف م ــن واجب ــات تج ــاه‬ ‫النظ ــام الع ــام بع ــد الع ــام ‪2003‬؛ إذ إن ع ـراق‬ ‫ّ‬ ‫م ــا قب ــل الع ــام ‪ 2003‬يختل ــف ع ــن ع ـراق م ــا‬ ‫بعــد العــام ‪ ،2003‬وهــو اختــاف ينعكــس علــى‬ ‫ويفع ــل تلقائي ـ ًـا‬ ‫واجب ــات املرجعي ــة وأدائه ــا‪ِّ ،‬‬ ‫واليتهــا علــى الحســبة العامــة والنظــام املجتمعــي‬ ‫الع ــام بش ــكل واس ــع‪ .‬وبالتال ــي؛ ف ــإن املعضل ــة‬ ‫ّ‬ ‫ليس ــت ف ــي موضوع ــة املرج ــع األعل ــم؛ ب ــل ف ــي‬ ‫املرج ــع األكف ــأ ف ــي إدارة الش ــأن الع ــام‪ ،‬وال ــذي‬

‫شحة الخيارات التي‬ ‫تستطيع استيعاب‬ ‫الشارع الشيعي العراقي‪،‬‬ ‫فالمعضلة ليست في‬ ‫المرجع األعلم؛ بل في‬ ‫المرجع األكفأ في إدارة‬ ‫الشأن العام‪ ،‬والذي‬ ‫يحظى بالمقبولية العامة‪.‬‬

‫مرجع النجف األعلى بعد‬ ‫السيستاني سيكون من‬ ‫داخل النجف؛ ألسباب‬ ‫بعضها يتعلق بالمسار‬ ‫التاريخي لمنظومة‬ ‫المرجعية الشيعية‪،‬‬ ‫ومركزية النجف‬ ‫التقليدية في هذه‬ ‫المنظومة‪.‬‬

‫يحظ ــى باملقبولي ــة العام ــة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ب ــروز الخط ــوط الخاص ــة داخ ــل الح ــوزة‪:‬‬ ‫وه ــذه الخط ــوط ال تس ــتطيع اآلن تح ـ ّـدي‬ ‫مرجعي ــة الس ــيد السيس ــتاني ف ــي حيات ــه؛ لكنه ــا‬ ‫تنتظ ــر رحيل ــه؛ ليك ــون له ــا حضوره ــا الق ــوي‬ ‫والفاع ــل ف ــي الش ــأن الع ــام‪ .‬وه ــذا يعن ــي ظه ــور‬ ‫محــاور جــادة مــن الخالفــات والتعارضــات علــى‬ ‫املس ــتويين الخ ــاص والع ــام‪ .‬وهن ــا تتضاع ــف‬ ‫خط ــورة ش ــحة الخي ــارات ف ــي الخ ــط املرجع ــي‬ ‫الع ــام‪ ،‬وخاص ــة إذا أصبح ــت ه ــذه املح ــاور‬ ‫محــط تجــاذب األجنــدات السياســية وأجنــدات‬ ‫الخص ــوم املذهبيي ــن‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ تزام ــن املراح ــل الصعب ــة النجفي ــة والقمي ــة‬ ‫والطهراني ــة‪ :‬لع ــل مرحل ــة م ــا بع ــد السيس ــتاني‬ ‫ومراج ــع الص ــف األول ف ــي النج ــف‪ ،‬س ــتتزامن‬ ‫مــع مرحلــة مــا بعــد الخامنئــي ومــكارم الشــيرازي‬

‫والوحي ــد الخراس ــاني ومراج ــع الص ــف األول‬ ‫ف ــي ق ــم‪ ،‬وجميعه ــم طاعن ــون ف ــي الس ــن‪ ،‬وه ــو‬ ‫م ــا يزي ــد صعوب ــة املوق ــف الش ــيعي الع ــام‪،‬‬ ‫واملوق ــف املرجع ــي النجف ــي بش ــكل خ ــاص؛ إذ‬ ‫إن وج ــود املرجعي ــات الكبي ــرة الناف ــذة عل ــى‬ ‫ّ‬ ‫املســتوى الشــيعي العالمــي فــي النجــف وإي ـران‪،‬‬ ‫يلعــب دو ًرا فــي الدعــم املتبــادل والتعــاون؛ لكــن‬ ‫ـيعمق‬ ‫غيــاب مرجعيــات قــم املؤثــرة معنويـ ًـا‪ ،‬سـ ِّ‬ ‫املش ــكلة ف ــي النج ــف؛ ب ــل ف ــي أغل ــب بل ــدان‬ ‫الحض ــور الش ــيعي‪.‬‬ ‫وال ــذي ال ش ــك في ــه أن مرج ــع النج ــف األعل ــى‬ ‫ّ‬ ‫بعــد السيســتاني ســيكون مــن داخــل النجــف؛‬ ‫ألســباب كثيــرة‪ ،‬بعضهــا يتعلــق باملســار التاريخــي‬ ‫ملنظوم ــة املرجعي ــة الش ــيعية‪ ،‬ومركزي ــة‬ ‫النج ــف التقليدي ــة ف ــي ه ــذه املنظوم ــة‪ ،‬واآلخ ــر‬ ‫يتعلــق بالواقــع االجتماعــي والسيا�ســي الشــيعي‬

‫العراق ــي بع ــد الع ــام ‪ ،2003‬والثال ــث يتعل ــق‬ ‫بوج ــود خي ــارات مرجعي ــة ربم ــا تك ــون مقبول ــة‬ ‫داخ ــل النج ــف‪ ،‬وإن كان ــت ش ــحيحة وصعب ــة‪.‬‬ ‫ولذلــك؛ فــإن احتمــال رجــوع حــوزة النجــف إلــى‬ ‫ّ‬ ‫مرجعي ــة م ــن خارجه ــا أم ـ ٌـر مس ــتبعد‪ ،‬بص ــرف‬ ‫النظــر عــن مدخليــة شــرطي األعلميــة والعدالــة‬ ‫األخ ــر‪ .‬ولي ــس الحدي ــث‬ ‫واملعايي ــر الترجيحي ــة ُ‬ ‫هن ــا ع ــن موض ــوع مرجعي ــة التقلي ــد وحس ــب؛‬ ‫ألن التقلي ــد ل ــم يك ــن يوم ـ ًـا معضل ــة؛ ب ــل ع ــن‬ ‫ّ‬ ‫املتصدي ــة للش ــأن الع ــام‪.‬‬ ‫املرجعي ــة العلي ــا‬ ‫ّ‬ ‫وثمــة أربعــة مشــاهد نجفيــة مفترضــة ملرحلــة مــا‬ ‫بعــد السيســتاني‪ ،‬وهــي مشــاهد تدخــل فــي دائــرة‬ ‫االحتمــاالت‪ ،‬ونطرحهــا هنــا بصــرف النظــر عــن‬ ‫نســبة تحققهــا‪:‬‬ ‫‪1‬ـ مش ــهد تس ــنم أح ــد الش ــيخين النجف ــي‬ ‫والفي ــاض موق ــع املرجعي ــة العلي ــا ف ــي النج ــف‪،‬‬

‫وه ــذا املش ــهد يصط ــدم بعقب ــة تقدمهم ــا ف ــي‬ ‫العم ــر وإصابتهم ــا بأم ـراض الش ــيخوخة‪،‬‬ ‫كم ــا ذكرن ــا‪ ،‬ولذل ــك؛ م ــن الطبيع ــي إلغ ــاء ه ــذا‬ ‫املشــهد‪ ،‬والحديــث عــن مرحلــة مــا بعــد النجفــي‬ ‫والفي ــاض أيض ـ ًـا‪.‬‬ ‫‪2‬ـ مشــهد تســنم أحــد مراجــع الصــف الثانــي فــي‬ ‫النجــف موقــع املرجعيــة العليــا‪ ،‬كالســيد عــاء‬ ‫الدي ــن الغريف ــي والش ــيخ محم ــد اليعقوب ــي‪،‬‬ ‫وه ــو مش ــهد ال يحظ ــى بنس ــبة يعت ــد به ــا م ــن‬ ‫القب ــول؛ بس ــبب مش ــكلة قب ــول ال ـرأي الع ــام‬ ‫الحــوزوي بمرجعياتهــم‪ ،‬ولذلــك؛ ال مهــرب مــن‬ ‫إلغــاء مشــهد مراجــع الصــف الثانــي أيضـ ًـا‪ ،‬بعــد‬ ‫أن ت ــم إلغ ــاء مش ــهد مراج ــع الص ــف األول‪.‬‬ ‫‪3‬ـ مش ــهد قب ــول النج ــف بأح ــد املراج ــع‬ ‫النجفييــن املقيميــن فــي قــم‪ ،‬أي الذيــن تخرجــوا‬ ‫ف ــي ح ــوزة النج ــف‪ ،‬وال يزال ــون يحتفظ ــون‬

‫بمنهجيته ــا وبارتباطه ــم النف�س ــي به ــا‪ ،‬أمث ــال‬ ‫الش ــيخ حس ــين الوحي ــد الخراس ــاني والس ــيد‬ ‫كاظــم الحائــري(‪ .)2‬وهــذا املشــهد ال حظــوظ لــه‬ ‫أيضـ ًـا؛ ألن املراجــع النجفييــن فــي قــم طاعنيــن فــي‬ ‫ّ‬ ‫الســن ومر�ضــى‪ ،‬ولــن يســتطيع ّأي منهــم العــودة‬ ‫إل ــى النج ــف‪ .‬ويدخ ــل ف ــي ه ــذا املش ــهد أيض ـ ًـا‬ ‫بع ــض علم ــاء الدي ــن العراقيي ــن واإليرانيي ــن‬ ‫ف ــي ق ــم‪ ،‬كالس ــيد كم ــال الحي ــدري‪ ،‬وه ــؤالء ال‬ ‫يحظ ــون بمقبولي ــة ال ـرأي الع ــام الح ــوزوي‬ ‫النجف ــي‪ ،‬وبالتال ــي؛ يلغ ــى ه ــذا املش ــهد أيض ـ ًـا‪.‬‬ ‫‪4‬ـ مش ــهد ب ــروز أح ــد الفقه ــاء م ــن أس ــاتذة‬ ‫البح ــث الخ ــارج املرموقي ــن ف ــي النج ــف‪ ،‬وه ــم‬ ‫ُكث ــر‪ ،‬وأبرزه ــم‪ :‬الش ــيخ محم ــد باق ــر اإليروان ــي‬ ‫والش ــيخ محم ــد ه ــادي آل را�ض ــي والش ــيخ‬ ‫حس ــن الجواه ــري والس ــيد عل ــي الس ــبزواري‬ ‫والش ــيخ محم ــد الس ــند والس ــيد محم ــد رض ــا‬


‫‪22‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪23 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫المرجعية النجفية بعد آية اهلل السيستاني ‪..‬‬ ‫السيســتاني والســيد علــي أكبــر الحائــري‪ ،‬وهــو‬ ‫املش ــهد ال ــذي يب ــدو أن ــه أكث ــر واقعي ــة‪.‬‬ ‫الفقهاء املرشحون للمرجعية النجفية‬ ‫ذكرن ــا ب ــأن مش ــهد تق ـ ّـدم أح ــد فقه ــاء النج ــف‬ ‫الكب ــار‪ ،‬م ــن غي ــر املراج ــع الحاليي ــن‪ ،‬لش ــغل‬ ‫موق ــع املرجعي ــة املتصدي ــة بع ــد آي ــة هللا‬ ‫ـوال وواقعيــة‬ ‫السيســتاني‪ ،‬هــو املشــهد األكثــر قبـ ً‬ ‫ل ــدى ال ـرأي الع ــام الح ــوزوي النجف ــي‪ ،‬وأب ــرز‬ ‫ه ــؤالء الفقه ــاء‪:‬‬ ‫‪ 1‬الشيخ محمد باقر اإليرواني‪:‬‬‫م ــن ُأس ــرة علمي ــة ديني ــة نجفي ــة تع ــود بنس ــبها‬ ‫إل ــى الش ــيخ الفاض ــل اإليروان ــي‪ ،‬الن ــازح م ــن‬ ‫منطق ــة آذربيج ــان‪ .‬ول ــد ف ــي النج ــف األش ــرف‬ ‫ف ــي الع ــام ‪ ،1949‬ودرس ف ــي م ــدارس منت ــدى‬ ‫النش ــر الت ــي كان يش ــرف عليه ــا الش ــيخ محم ــد‬ ‫رضــا املظفــر‪ .‬وخــال مرحلــة الدراســة الثانويــة‬ ‫انض ــم إل ــى الدراس ــات الديني ــة ف ــي الح ــوزة‬ ‫العلمي ــة‪ ،‬حت ــى بل ــغ مرحل ــة البح ــث الخ ــارج‪،‬‬ ‫فحض ــر دروس الس ــيد محم ــد باق ــر الص ــدر‬ ‫والس ــيد أب ــو القاس ــم الخوئ ــي والس ــيد عل ــي‬ ‫السيس ــتاني والس ــيد محم ــد س ــعيد الحكي ــم‪.‬‬ ‫وب ــدأ بتدري ــس مرحل ــة الس ــطوح العالي ــة‪ ،‬حت ــى‬ ‫هجرت ــه إل ــى إي ـران‪ ،‬حي ــث اس ــتمر بتدري ــس‬ ‫ـدءا مــن‬ ‫الســطوح العاليــة ثــم البحــث الخــارج بـ ً‬ ‫الع ــام ‪ .1991‬ث ــم ع ــاد إل ــى النج ــف األش ــرف‬ ‫بعــد ســقوط النظــام البعثــي‪ ،‬واســتأنف دروس‬ ‫البح ــث الخ ــارج‪ُ ،‬ويع ـ ّـد درس ــه أكب ــر درس ف ــي‬ ‫النج ــف حالي ـ ًـا‪.‬‬ ‫‪ 2‬الشيخ محمد هادي آل را�ضي‪:‬‬‫األســرة‬ ‫مــن أحفــاد الشــيخ را�ضــي النجفــي‪ ،‬جــد ُ‬ ‫العلميــة الدينيــة النجفيــة املعروفــة بــآل را�ضي‪،‬‬ ‫وه ــي ف ــرع م ــن عش ــيرة آل ِعل ــي‪ ،‬إح ــدى عش ــائر‬ ‫بن ــي مال ــك‪ .‬ول ــد ف ــي الع ــام ‪ 1949‬ف ــي النج ــف‬ ‫األشــرف‪ ،‬درس فــي مــدارس منتــدى النشــر التــي‬ ‫كان يشــرف عليها الفقيه املجدد الشــيخ محمد‬ ‫رض ــا املظف ــر‪ ،‬إل ــى جان ــب انخراط ــه ف ــي س ــلك‬ ‫العل ــم الدين ــي‪ ،‬وت ــدرج ف ــي مراح ــل الدراس ــة‬ ‫حتــى بلــغ مرحلــة البحــث الخــارج‪ ،‬فتتلمــذ عنــد‬ ‫الســيد الشــهيد محمــد باقــر الصــدر‪ ،‬والســيد‬ ‫أب ــو القاس ــم الخوئ ــي وآخري ــن‪ .‬ث ــم هاج ــر إل ــى‬ ‫إي ـران ف ــي الع ــام ‪ 1980‬بع ــد إع ــدام ُأس ــتاذه‬ ‫الســيد محمــد باقــر الصــدر ومالحقــة تالمذتــه‪.‬‬ ‫وبع ــد أكث ــر م ــن عش ــر س ــنوات عل ــى تدري ــس‬

‫مرحل ــة الس ــطوع العالي ــة ف ــي الح ــوزة العلمي ــة‬ ‫فــي قــم‪ ،‬بــدأ بتدريــس البحــث الخــارج فــي العــام‬ ‫‪ .1992‬وبع ــد س ــقوط النظ ــام البعث ــي‪ ،‬ع ــاد‬ ‫إل ــى النج ــف األش ــرف وواص ــل التدري ــس وأداء‬ ‫واجبات ــه الديني ــة والعلمي ــة‪.‬‬ ‫‪ 3‬الشيخ حسن الجواهري‪:‬‬‫م ــن ُأس ــرة علمي ــة ديني ــة نجفي ــة ش ــهيرة‪ ،‬تع ــود‬ ‫إل ــى مؤسس ــها مرج ــع الش ــيعة ف ــي زمان ــه الش ــيخ‬ ‫محمــد حســن النجفــي املعــروف ب ـ «الجواهــري»‬ ‫نســبة إلــى كتابــه الفقهــي «جواهــر الــكالم»‪ .‬ولــد‬ ‫ف ــي الع ــام ‪ 1949‬ف ــي مدين ــة النج ــف األش ــرف‪،‬‬ ‫وجم ــع بي ــن الدراس ــتين األكاديمي ــة والديني ــة‪،‬‬ ‫فتخ ــرج ف ــي كلي ــة الفق ــه ف ــي الع ــام ‪ .1971‬كم ــا‬ ‫بل ــغ مرحل ــة البح ــث الخ ــارج‪ ،‬وحض ــر خالله ــا‬ ‫دروس وال ــده الش ــيخ محم ــد تق ــي الجواه ــري‪،‬‬ ‫إضاف ــة إل ــى الس ــيد أب ــو القاس ــم الخوئ ــي‬ ‫والســيد الشــهيد محمــد باقــر الصــدر‪ .‬واعتقــل‬ ‫ف ــي الع ــام ‪ 1979‬بتهم ــة النش ــاط السيا�س ــي‬ ‫اإلســامي‪ ،‬ثــم ُأبعــد إلــى إيـران‪ ،‬وحينهــا اســتأنف‬ ‫الدراس ــة والتدري ــس والعم ــل العلم ــي والفك ــري‬ ‫والواجبــات الدينيــة فــي الحــوزة العلميــة فــي قــم‪،‬‬ ‫وحض ــر دروس املي ــرزا الش ــيخ ج ــواد التبري ــزي‬ ‫والش ــيخ حس ــين الوحي ــد الخراس ــاني‪ .‬وب ــدأ‬ ‫بتدريــس البحــث الخــارج فــي العــام ‪ ،1988‬وكان‬ ‫عض ـ ًـوا ف ــي مجم ــع الفق ــه اإلس ــامي ف ــي ج ــدة‪،‬‬ ‫وعضـ ًـوا فــي املجمــع العالمــي ألهــل البيــت‪ ،‬قبــل‬ ‫أن يع ــود إل ــى النج ــف بع ــد س ــقوط النظ ــام‬

‫البعث ــي ف ــي الع ــام ‪ ،2003‬ويس ــتأنف ف ــي الح ــوزة‬ ‫العلمي ــة مهام ــه العلمي ــة والديني ــة‪.‬‬ ‫‪ 4‬السيد علي املوسوي السبزواري‪:‬‬‫نج ــل املرج ــع الدين ــي الس ــيد عب ــد األعل ــى‬ ‫املوســوي الســبزواري‪ ،‬ولــد فــي النجــف األشــرف‬ ‫ف ــي الع ــام ‪ 1945‬درس البح ــث الخ ــارج عل ــى‬ ‫وال ــده والس ــيد أب ــو القاس ــم الخوئ ــي‪ .‬ويذك ــر‬ ‫مطلع ــون أن وال ــده أوص ــاه ـ قب ــل وفات ــه ـ بع ــدم‬ ‫ّ‬ ‫التص ـ ّـدي للمرجعي ــة‪ ،‬واالهتم ــام بالش ــأن‬ ‫العلم ــي وقض ــاء حوائ ــج الن ــاس‪ ،‬ولذل ــك‬ ‫يســتبعد هــؤالء إعــان الســيد علــي الســبزواري‬ ‫نفســه مرجعـ ًـا للتقليــد‪ ،‬فضـ ًـا عــن معاناتــه مــن‬ ‫مش ــاكل صحي ــة مزمن ــة‪.‬‬ ‫‪ 5‬الشيخ محمد السند‪:‬‬‫ول ــد ف ــي الع ــام ‪ 1961‬ف ــي العاصم ــة البحريني ــة‬ ‫املنامــة‪ .‬جمــع فــي بلــده البحريــن بيــن الدراســتين‬ ‫األكاديمي ــة والديني ــة‪ ،‬ث ــم واص ــل دراس ــته‬ ‫الجامعيــة فــي لنــدن‪ ،‬كمــا اســتأنف الدراســة فــي‬ ‫الح ــوزة العلمي ــة ف ــي ق ــم ف ــي الع ــام ‪ ،1980‬حت ــى‬ ‫مرحل ــة البح ــث الخ ــارج؛ فحض ــر بع ــد الع ــام‬ ‫‪ 1984‬دروس مراج ــع ق ــم الكب ــار‪ ،‬كالس ــيد‬ ‫محمــد الروحانــي وامليــرزا الشــيخ هاشــم اآلملــي‬ ‫والس ــيد محم ــد رض ــا الگلپايگان ــي واملي ــرزا‬ ‫الش ــيخ ج ــواد التبري ــزي‪ ،‬إل ــى جان ــب تدريس ــه‬ ‫مرحل ــة الس ــطوح‪ ،‬وبع ــد عش ــر س ــنوات ب ــدأ‬ ‫بتدري ــس البح ــث الخ ــارج‪ .‬ث ــم انتق ــل ف ــي الع ــام‬ ‫‪ 2010‬إلــى النجــف األشــرف‪ ،‬وواصــل التدريــس‬

‫مشهد تقدّم أحد فقهاء النجف‬ ‫الكبار‪ ،‬من غير المراجع الحاليين‪،‬‬ ‫لشغل موقع المرجعية المتصدية‬ ‫بعد آية اهلل السيستاني‪ ،‬هو‬ ‫المشهد األكثر قبو ًال وواقعية لدى‬ ‫الرأي العام الحوزوي النجفي‪..‬‬

‫هي المرة األولى في تاريخ‬ ‫المرجعية الدينية الشيعية والحوزة‬ ‫العلمية النجفية؛ أن يكون جميع‬ ‫المرشحين لتبوء موقع المرجعية‬ ‫الدينية في النجف‪ ،‬هم من مواليد‬ ‫النجف األشرف‪..‬‬

‫ف ــي حوزته ــا العلمي ــة‪.‬‬ ‫‪ 6‬السيد محمد رضا الحسيني السيستاني‪:‬‬‫االب ــن األكبرملرج ــع النج ــف األعل ــى الس ــيد عل ــي‬ ‫السيســتاني‪ .‬ولــد فــي النجــف األشــرف فــي العــام‬ ‫‪ ،1962‬ودرس ف ــي حوزته ــا العلمي ــة‪ ،‬حت ــى بل ــغ‬ ‫مرحل ــة البح ــث الخــارج‪ ،‬فحضــر دروس والــده‬ ‫والس ــيد أب ــو القاس ــم الخوئيوالس ــيد عل ــي‬ ‫البهش ــتي‪ .‬ب ــرز دوره الع ــام بع ــد س ــقوط نظ ــام‬ ‫البعــث‪ ،‬مــن خــال إدارة شــؤون والــده ومكاتــب‬ ‫املرجعي ــة العلي ــا‪ ،‬وش ـ ّـكل حلق ــة التواص ــل بي ــن‬ ‫وال ــده والدول ــة العراقي ــة والكت ــل السياس ــية‬ ‫واملؤسس ــات االجتماعي ــة‪.‬‬ ‫‪ 7‬السيد علي أكبر الحسيني الحائري‪:‬‬‫ش ــقيق املرج ــع الس ــيد كاظ ــم الحائ ــري‪ ،‬وم ــن‬ ‫ُأس ــرة ديني ــة علمي ــة تع ــود جذوره ــا إل ــى مدين ــة‬ ‫ش ــيراز اإليراني ــة‪ .‬ول ــد ف ــي مدين ــة النج ــف‬ ‫األش ــرف ف ــي الع ــام ‪ ،1948‬ودرس ف ــي حوزته ــا‬ ‫العلمي ــة حت ــى حض ــر دروس البح ــث الخ ــارج‬ ‫عن ــد الس ــيد محم ــد باق ــر الص ــدر وغي ــره م ــن‬ ‫فقهاء النجف‪ .‬كان من املجاهدين واملعارضين‬ ‫لنظــام البعــث منــذ بدايــات شــبابه‪ ،‬مــن خــال‬ ‫قربــه مــن الســيد محمــد باقــر الصــدر وانتمائــه‬ ‫إل ــى الحرك ــة اإلس ــامية العراقي ــة‪ ،‬ولع ــب دو ًرا‬ ‫أساس ـ ًـيا ف ــي انتفاض ــة رج ــب ف ــي الع ــام ‪،1979‬‬ ‫والت ــي أدت إل ــى إط ــاق س ـراح الس ــيد محم ــد‬ ‫باق ــر الص ــدر‪ .‬وبع ــد اعتقال ــه؛ حك ــم بالس ــجن‬ ‫املؤب ــد‪ ،‬ث ــم ت ــم إبع ــاده إل ــى إي ـران ف ــي الع ــام‬ ‫‪ ،1980‬فواص ــل عمل ــه الجه ــادي والعلم ــي‬ ‫انطالق ـ ًـا م ــن مدين ــة ق ــم‪ ،‬واس ــتأنف حض ــور‬ ‫دروس البح ــث الخ ــارج عن ــد ش ــقيقه الس ــيد‬ ‫كاظ ــم الحائ ــري وغي ــره م ــن مراج ــع ق ــم‪ ،‬إل ــى‬ ‫جان ــب تدري ــس مرحل ــة الس ــطوح‪ .‬ث ــم ش ــرع‬ ‫بتدري ــس البح ــث الخ ــارج ف ــي ق ــم‪ ،‬واس ــتأنفه‬ ‫بع ــد عودت ــه إل ــى النج ــف األش ــرف ف ــي أعق ــاب‬ ‫س ــقوط النظ ــام البعث ــي‪.‬‬ ‫والق ــدر املتيق ــن؛ أن أغل ــب ه ــؤالء الفقه ــاء‬ ‫ّ‬ ‫الس ــبعة املعت ــرف باجتهاده ــم وفقاهته ــم‬ ‫وفضله ــم م ــن قب ــل ال ـرأي الع ــام الح ــوزوي‪،‬‬ ‫س ــيبادر إل ــى طباع ــة رس ــالته العملي ــة ويط ــرح‬ ‫مرجعا للتقليد بعد مرحلة السيستاني‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫وس ــيرجع إلي ــه ج ــزء مه ــم م ــن الش ــيعة‪ .‬وبرغ ــم‬ ‫ـبيا ـ بينهــم؛ ّإاّل أن األنظــار‬ ‫تكافــؤ الفــرص ـ نسـ ً‬ ‫تتوجــه بشــكل أكبــر إلــى ثالثــة منهــم‪ ،‬هــم‪ :‬الشــيخ‬

‫محمــد باقــر اإليروانــي والشــيخ هــادي آل را�ضــي‬ ‫والشــيخ حســن الجواهــري(‪ .)4‬وهــي املــرة األولــى‬ ‫ف ــي تاري ــخ املرجعي ــة الديني ــة الش ــيعية والح ــوزة‬ ‫العلمي ــة النجفي ــة؛ أن يك ــون جمي ــع املرش ــحين‬ ‫لتبــوء موقــع املرجعيــة الدينيــة فــي النجــف‪ ،‬هــم‬ ‫مــن مواليــد النجــف األشــرف‪ ،‬وأن أغلبهــم مــن‬ ‫ّ‬ ‫األس ــر العراقي ــة الديني ــة العلمي ــة املعروف ــة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ورغ ــم أن املش ــهد الراب ــع ه ــو األكث ــر مقبولي ــة‬ ‫يوحــد املرجعيــة النجفيــة‪،‬‬ ‫وواقعيــة؛ لكنــه لــن ِّ‬ ‫ول ــن يف ــرز مرجع ـ ًـا أعل ــى بدي ـ ًـا للس ــيد‬ ‫السيس ــتاني؛ ب ــل ّإن ــه يف ــرز تعددي ــة تلقائي ــة ف ــي‬ ‫املرجعي ــة لفت ــرة م ــن الزم ــن‪ ،‬ربم ــا ال تق ــل ع ــن‬ ‫عش ــر س ــنوات تعق ــب رحي ــل السيس ــتاني؛ ألن‬ ‫ّ‬ ‫أيـ ًـا مــن الفقهــاء املذكوريــن ال يمكنــه أن يحظــى‬ ‫باإلجم ــاع النس ــبي م ــن ال ـرأي الع ــام الح ــوزوي؛‬ ‫ألس ــباب موضوعي ــة وش ــخصية كثي ــرة‪.‬‬ ‫وســتكون الجهــة األهــم التــي يعـ ّـول عليهــا حســم‬ ‫املش ــهد‪ ،‬ه ــي مرجعي ــة الس ــيد السيس ــتاني‬ ‫نفس ــها‪ ،‬والت ــي يس ــتمع إل ــى رأيه ــا أغل ــب أس ــاتذة‬ ‫البحــث الخــارج والســطوح العاليــة فــي النجــف‪،‬‬ ‫والذيــن يشــكلون شــبكة حقيقيــة ألهــل الخبــرة‪.‬‬ ‫وبم ــا أن بي ــت الس ــيد السيس ــتاني ف ــي النج ــف‬ ‫ّ‬ ‫ومكتبــه فــي قــم؛ ركنــان أساســيان فــي مرجعيتــه؛‬ ‫ف ــإن إش ــارة املرج ــع األعل ــى الس ــيد السيس ــتاني‬ ‫ّ‬ ‫ودعــم بيتــه ومكتبيــه فــي النجــف وقــم؛ ســتكون‬ ‫مفصلي ــة ف ــي تحدي ــد مرج ــع النج ــف ملرحل ــة م ــا‬ ‫بع ــد الس ــيد السيس ــتاني‪.‬‬ ‫أم ــا الذي ــن يطرح ــون أنفس ــهم مراج ــع تقلي ــد‬ ‫خ ــارج األع ـراف الحوزوي ــة والس ــياقات‬ ‫التقليدي ــة الصارم ــة للت ــدرج املرجع ــي‪ ،‬س ــواء‬ ‫كان ــوا عراقيي ــن أو إيرانيي ــن أو باكس ــتانيين‬ ‫أو لبنانيي ــن‪ ،‬بم ــن فيه ــم أغل ــب أصح ــاب‬ ‫الرس ــائل العملي ــة الحاليي ــن ف ــي النج ــف‬ ‫وكرب ــاء والكاظمي ــة وق ــم ومش ــهد وغيره ــا؛‬ ‫فإنه ــم س ــيبقون خ ــارج دائ ــرة الترش ــيح ملوق ــع‬ ‫املرجعي ــة العلي ــا أو مرجعي ــات الص ــف األول؛‬ ‫ألن حــرق املراحــل والســعي غيــر املشــروع وغيــر‬ ‫املت ــوازن واملتعج ــل لبل ــوغ مس ــتوى االجته ــاد‬ ‫ث ــم املرجعي ــة‪ ،‬يلف ــت أنظ ــار أه ــل الخب ــرة ف ــي‬ ‫الح ــوزة (أس ــاتذة الس ــطوح والبح ــث الخ ــارج)‬ ‫له ــذا الخل ــل الكبي ــر ف ــي االلت ـزام بالس ــياقات‬ ‫الدراس ــية واالجتهادي ــة‪ ،‬وه ــو ي ــؤدي إل ــى توق ــف‬ ‫تق ــدم عال ــم الدي ــن‪ ،‬وإن أصب ــح ـ فيم ــا بع ــد ـ‬

‫أعل ــم املراج ــع األحي ــاء وأكفأه ــم‪.‬‬ ‫اإلحاالت‬ ‫«االجتماع الديني الشيعي»‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.300‬‬ ‫أعلــن الســيد كاظــم الحائــري فــي آب‪ /‬أغســطس‬ ‫‪ ،2022‬ع ــن اعتزال ــه العم ــل املرجع ــي؛ ألس ــباب‬ ‫صحي ــة‪ ،‬ورغ ــم ك ــون ه ــذا الق ـرار ن ــاد ًرا عل ــى‬ ‫ط ــول التاري ــخ الش ــيعي؛ ّإاّل أن ــه يس ــتند ال ــى‬ ‫قاع ــدة ش ــرعية أساس ــية م ــن قواع ــد الفق ــه‬ ‫السيا�ســي اإلســامي‪ ،‬وشــرط مــن شــروط تولــي‬ ‫املرجعي ــة‪ ،‬وه ــو ش ــرط الكف ــاءة‪ ،‬أي الق ــدرة‬ ‫الواقعي ــة عل ــى ممارس ــة مه ــام املرجعي ــة ف ــي‬ ‫واليــة الحســبة وحفــظ النظــام العــام‪ ،‬بصــرف‬ ‫النظ ــر ع ــن أس ــباب ع ــدم الق ــدرة‪ ،‬ولك ــن ال‬ ‫ش ــك أن الق ــدرة البدني ــة والذهني ــة أح ــد ه ــذه‬ ‫األس ــباب‪ .‬وبالتال ــي؛ ف ــإن موض ــوع االعت ـزال‬ ‫ال يرتب ــط باملتغي ـرات السياس ــية أو اإليث ــار‬ ‫الش ــخ�صي أو التن ــازل ملرجعي ــة أخ ــرى‪ ،‬ألن ــه‬ ‫ـخصيا‪ ،‬ب ــل موض ــوع فقه ــي‬ ‫لي ــس موضوع ـ ًـا ش ـ‬ ‫ً‬ ‫ص ــرف‪.‬‬ ‫امل ـراد م ــن البي ــت ف ــي االصط ــاح الح ــوزوي‪،‬‬ ‫لي ــس املن ــزل أو املس ــكن‪ ،‬وإنم ــا مق ــر املرج ــع‬ ‫ومكتب ــه وكيان ــه املعن ــوي‪.‬‬ ‫الالفــت للنظــر أن الشــيخ محمــد باقــر اإليراونــي‬ ‫والشــيخ محمد هادي آل را�ضي والشــيخ حســن‬ ‫الجواهــري يشــتركون فــي كثيــر مــن املواصفــات؛‬ ‫ففض ـ ًـا ع ــن كونه ــم أصدق ــاء مقربي ــن؛ ف ــإن‬ ‫الثالث ــة م ــن موالي ــد النج ــف ف ــي الع ــام ‪،1949‬‬ ‫والثالثــة ليســوا مــن الســادة‪ ،‬ومــن أســر علميــة‬ ‫دينيــة نجفيــة‪ ،‬وقــد دخلــوا الحــوزة النجفيــة فــي‬ ‫وق ــت متق ــارب‪ ،‬ودرس ــوا البح ــث الخ ــارج عن ــد‬ ‫الس ــيد الخوئ ــي والس ــيد محم ــد باق ــر الص ــدر‬ ‫ف ــي ال ــدورات نفس ــها‪ ،‬واس ــتطاعوا التوفي ــق‬ ‫ف ــي مناهجه ــم الفقهي ــة واألصولي ــة وس ــلوكهم‬ ‫العــام بيــن مدرســتي الخوئــي والصــدر‪ ،‬أي أنهــم‬ ‫متطابقــون تقريبـ ًـا فــي هــذا املجــال‪ ،‬ثــم هاجــروا‬ ‫إل ــى إي ـران خ ــال س ــنة واح ــدة‪ ،‬وس ــكنوا ق ــم‬ ‫ودرس ــوا ف ــي حوزته ــا‪ ،‬وبلغ ــوا درج ــة االجته ــاد‬ ‫وش ــرعوا بتدري ــس البح ــث الخ ــارج ف ــي أوق ــات‬ ‫متقارب ــة‪ ،‬والثالث ــة ع ــادوا إل ــى النج ــف األش ــرف‬ ‫بعــد ســقوط نظــام البعــث فــي أوقــات متقاربــة‪.‬‬ ‫ـيتصدون للمرجعي ــة ف ــي وق ــت واح ــد‪،‬‬ ‫ث ـ ُـم س ـ ّ‬ ‫ويتوق ــع أن يتحول ــوا إل ــى مراج ــع كب ــار خ ــال‬ ‫بض ــع س ــنوات‪.‬‬


‫‪24‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪25 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫التعداد العام ‪..‬‬

‫ومدى ارتباطه بحل مشكلة السكن‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫دأب مسؤولون تنفيذيون‬ ‫عر اقيون طيلة املدة التي‬ ‫سبقت ور افقت وتلت تنفيذ‬ ‫التعداد العام للسكان‪ ،‬الذي‬ ‫جرى مؤخرا‪ ،‬على إطالق‬ ‫التصريحات املتفائلة بشأن‬ ‫دورالتعداد في حل املشكالت‬ ‫الحياتية املتفاقمة للناس‪،‬‬ ‫السيما ازمة السكن‪.‬‬

‫وفي هذا يقول املتحدث باســم الحكومة االتحادية‬ ‫باســم العــوادي‪ ،‬أن “التعــداد يعطــي صــورة دقيقــة‬ ‫عــن أوضــاع املســاكن وخصائصهــا بمــا يســاعد علــى‬ ‫وض ــع خط ــط اإلس ــكان وخط ــط البن ــاء والتش ــييد‬ ‫املســتقبلية»‪.‬‬ ‫ام ــا املحافظ ــون ف ــكل يتف ــاءل بش ــأن محافظت ــه‪،‬‬ ‫وكأن جمي ــع مش ــكالت الس ــكن س ــتحل بمج ــرد‬ ‫اج ـراء التعــداد بعــد أكثــر مــن ‪ 20‬ســنة مــن تدهــور‬ ‫حال ــة االس ــكان‪.‬‬ ‫يش ــدد محاف ــظ واس ــط محم ــد جمي ــل املياح ــي‪،‬‬ ‫علــى أهميــة التعــداد الســكاني‪ ،‬بالقــول ان التعــداد‬ ‫ســيعالج أزمــة الســكن فــي املحافظــة‪ ،‬وان «املواطــن‬ ‫هــو ركيــزة أساســية فــي التعــداد»‪،‬‬ ‫وان ــه «س ــتكون هن ــاك بيان ــات واضح ــة ملعالج ــة‬ ‫أزم ــة الس ــكن»‪ ،‬وهن ــا يتس ــاءل الجمي ــع‪ ،‬ه ــل ان‬ ‫معالج ــة املش ــكالت الحياتي ــة وم ــن بينه ــا االس ــكان‬ ‫ترتب ــط فق ــط بالتع ــداد؟‬ ‫مستش ــار صن ــدوق األم ــم املتح ــدة للس ــكان ف ــي‬ ‫الع ـراق مه ــدي الع ــاق يق ــول «بيان ــات التع ــداد أو‬ ‫م ــا يص ــدر ع ــن التع ــداد ه ــو لي ــس وثائ ــق رس ــمية‪،‬‬ ‫يعن ــي ال توج ــد وثيق ــة رس ــمية عنوانه ــا وثيق ــة‬ ‫التع ــداد الع ــام للس ــكان‪ ،‬ب ــل أن بيان ــات األف ـراد‬ ‫بيان ــات س ــرية وال تمن ــح ال ــى أي جه ــة س ــواء كان ــت‬

‫حكومي ــة أو غي ــر حكومي ــة‪ ،‬وإنم ــا يس ــتفاد منه ــا ف ــي‬ ‫عملي ــات إص ــدار نتائ ــج التجمي ــع عل ــى مس ــتوى‬ ‫أصغ ــر تش ــكيل إداري‪ ،‬وبذل ــك تت ــاح فرص ــة‬ ‫املخططيــن وراســمي السياســات ملتخذيــن القـرارات‬ ‫أن يح ــددوا األولوي ــات ف ــي عملي ــات التنمي ــة وف ــي‬ ‫عملي ــات معالج ــة املش ــاكل الت ــي تواج ــه املجتم ــع»‪.‬‬ ‫يق ــول متخصص ــون ان عملي ــة التع ــداد الع ــام‬ ‫للس ــكان‪ ،‬يمك ــن أن تس ــهم ف ــي معالج ــة أزم ــات‬ ‫الس ــكن‪ ،‬ولكنه ــا ليس ــت ح ــا مباش ـرا بح ــد ذاته ــا‪.‬‬ ‫التع ــداد الع ــام ه ــو أداة أساس ــية لجم ــع البيان ــات‬ ‫ع ــن الس ــكان‪ ،‬ويمك ــن أن يق ــدم معلوم ــات حيوي ــة‬ ‫تســاعد فــي اتخــاذ قـرارات اســتراتيجية للتعامــل مــع‬ ‫أزم ــات الس ــكن‪.‬‬ ‫وف ــي العم ــوم يس ــاعد التع ــداد ف ــي معرف ــة ع ــدد‬ ‫الس ــكان‪ ،‬مع ــدالت النم ــو الس ــكاني‪ ،‬والهج ــرة‬ ‫الداخلي ــة‪ ،‬مم ــا يس ــمح بتحدي ــد املناط ــق الت ــي‬ ‫تعان ــي م ــن كثاف ــة س ــكانية مرتفع ــة وأخ ــرى تعان ــي‬ ‫م ــن نق ــص؛ ويمك ــن للتع ــداد أن يق ــدم معلوم ــات‬ ‫ع ــن أن ــواع املس ــاكن‪ ،‬حال ــة األبني ــة‪ ،‬وع ــدد األس ــر‬ ‫الت ــي تعي ــش ف ــي كل وح ــدة س ــكنية؛ ه ــذا يس ــمح‬ ‫بفهــم مــدى الحاجــة إلــى إنشــاء مســاكن جديــدة أو‬ ‫تحس ــين املس ــاكن القائم ــة‪.‬‬ ‫وم ــن املفت ــرض ان يتي ــح التع ــداد للس ــلطات وض ــع‬

‫خط ــط حضري ــة تلب ــي احتياج ــات الس ــكان‪ ،‬مث ــل‬ ‫توســيع املناطــق الســكنية‪ ،‬تطويــر البنيــة التحتيــة‪،‬‬ ‫وتوزي ــع الخدم ــات العام ــة‪.‬‬ ‫كم ــا توف ــر بيان ــات التع ــداد قاع ــدة جي ــدة‬ ‫للمس ــتثمرين لفه ــم املناط ــق الت ــي به ــا حاج ــة إل ــى‬ ‫مش ــاريع س ــكنية‪ ،‬س ــواء كان ــت موجه ــة ل ــذوي‬ ‫الدخ ــل املح ــدود أو الش ـرائح األخ ــرى‪.‬‬ ‫وبوس ــاطة دراس ــة بيان ــات التع ــداد‪ ،‬يمك ــن تحلي ــل‬ ‫م ــدى تأثي ــر أزم ــات الس ــكن عل ــى الفق ــر‪ ،‬البطال ــة‪،‬‬ ‫والتعلي ــم‪ ،‬مم ــا يس ــاعد ف ــي وض ــع سياس ــات‬ ‫متكامل ــة ملعالج ــة ه ــذه األزم ــات؛ يمك ــن اس ــتغالل‬ ‫بيان ــات التع ــداد لتحدي ــد األس ــر األكث ــر حاج ــة‬ ‫للدعــم الســكني‪ ،‬ســواء عــن طريــق برامــج اإلســكان‬ ‫االجتماع ــي أو الق ــروض امليس ــرة‪.‬‬ ‫ان النجــاح فــي معالجــة أزمــات الســكن يعتمــد علــى‬ ‫كيفي ــة اس ــتعمال بيان ــات التع ــداد ف ــي السياس ــات‬ ‫العام ــة‪ ،‬وم ــدى االلت ـزام بتنفي ــذ خط ــط إس ــكانية‬ ‫طويل ــة األج ــل وش ــاملة؛ التع ــداد يوف ــر البيان ــات‪،‬‬ ‫لك ــن الح ــل يتطل ــب إدارة فعال ــة واس ــتراتيجيات‬ ‫مدروس ــة‪.‬‬ ‫وباختص ــار ف ــان معرف ــة وتس ــجيل الحج ــم الكل ــي‬ ‫للس ــكان يس ــاعد ف ــي تحدي ــد الحاج ــة الفعلي ــة‬ ‫لوح ــدات س ــكنية جدي ــدة‪ ،‬ويح ــدد التوزي ــع‬

‫الجغراف ــي للن ــاس املناط ــق الت ــي تعان ــي م ــن نق ــص‬ ‫ف ــي املس ــاكن واملناط ــق الت ــي يوج ــد فيه ــا فائ ــض‪،‬‬ ‫وكذل ــك ف ــان التركيب ــة الس ــكانية‪ ،‬مث ــل العم ــر‪،‬‬ ‫الجن ــس‪ ،‬الحج ــم األس ــري تس ــاعد ف ــي تخطي ــط‬ ‫أن ــواع املس ــاكن املطلوب ــة‪.‬‬ ‫ويفت ــرض ان تس ــهم البيان ــات املس ــتخلصة م ــن‬ ‫التع ــداد الع ــام ف ــي ح ــل أزم ــة الس ــكن‪ ،‬وان تك ــون‬ ‫احــدى غاياتــه الرئيســة فضــا عــن الفوائــد االخرى‪،‬‬ ‫واال فان ــه م ــن دون تنفي ــذ السياس ــات‬ ‫املرتبطــة بحيــاة انــاس ومعيشــتهم يكــون‬ ‫ال معن ــى ل ــه‪.‬‬ ‫ويجــب ان تســاعد البيانــات فــي وضــع‬ ‫خط ــط إس ــكان أكث ــر فعالي ــة‪ ،‬اذ‬ ‫يج ــري تخصي ــص‬ ‫امل ــوارد للمناط ــق‬ ‫الت ــي ه ــي بحاج ــة‬ ‫أكب ــر إليه ــا‪.‬‬ ‫ويمك ــن تحدي ــد‬ ‫املش ــاريع اإلس ــكانية‬ ‫الت ــي يج ــب تنفيذه ــا أوال‬ ‫بن ــاء عل ــى احتياج ــات‬ ‫الس ــكان‪ ،‬وتس ــاعد ف ــي تقوي ــم‬ ‫م ــدى فعالي ــة السياس ــات‬ ‫اإلس ــكانية الحالي ــة‬ ‫واقت ـراح تعدي ــات‬ ‫عليه ــا؛ ويمك ــن‬

‫ا س ــتغالل‬ ‫ا لبيا ن ــا ت‬ ‫لتس ــويغ طل ــب‬ ‫التموي ــل م ــن الحكوم ــات واملؤسس ــات الدولي ــة‬ ‫لتنفي ــذ مش ــاريع إس ــكانية‪.‬‬ ‫لك ــن وبحس ــب الدراس ــات واالخف ــاق ال ــذي ع ــادة‬ ‫م ــا يحص ــل ف ــي تطبي ــق نتائج ــه‪ ،‬يج ــب مالحظ ــة أن‬ ‫التع ــداد الع ــام للس ــكان ه ــو مج ــرد خط ــوة أول ــى‪،‬‬

‫لح ــل أزم ــة الس ــكن بش ــكل كام ــل‪ ،‬اذ يج ــب اتخ ــاذ‬ ‫إج ـراءات مثــل تخصيــص األرا�ضــي املناســبة للبنــاء‬ ‫الس ــكني‪ ،‬وتوفي ــر ق ــروض إس ــكان ميس ــرة‪ ،‬وج ــذب‬ ‫االس ــتثمارات الخاص ــة لقط ــاع اإلس ــكان‪ ،‬وتطوي ــر‬ ‫البني ــة التحتي ــة ببن ــاء الط ــرق واملراف ــق العام ــة‪،‬‬ ‫وبنــاء مجمعــات اســكانية واســعة مــع الســيطرة علــى‬ ‫اس ــعار ش ــققها وابنيته ــا لتك ــون ف ــي متن ــاول الفق ـراء‬ ‫ومح ــدودي الدخ ــل‪،‬‬ ‫مثلم ــا‬ ‫ولي ــس‬ ‫يح ــدث حالي ــا‬ ‫ف ــي‬

‫ا لع ــرا ق‬ ‫بقي ــام التج ــار‬ ‫و «الداللي ــن» بش ـراء‬ ‫الوح ــدات الس ــكنية ث ــم‬ ‫بيعهــا للنــاس بأســعار مرتفعــة بعــد‬ ‫نف ــاد الوح ــدات االصلي ــة املخصص ــة‬ ‫للمش ــا ريع ‪.‬‬ ‫صحي ــح ان التع ــداد الع ــام للس ــكان ه ــو أداة‬ ‫نشــطة لتشــخيص املشــكلة‪ ،‬ولكــن عالجهــا يتطلــب‬ ‫تضاف ــر جه ــود ع ــدة أط ـراف واتخ ــاذ مجموع ــة م ــن‬ ‫اإلج ـراءات الش ــاملة‪.‬‬ ‫لق ــد أعلن ــت رئيس ــة التع ــاون ف ــي بعث ــة االتح ــاد‬ ‫األوروبــي إلــى الع ـراق‪ ،‬باب ـرا إيجــر‪ ،‬فــي وقــت ســابق‪،‬‬ ‫اســتعداد شــركائها للتعــاون مــع الحكومــة العراقيــة‬

‫لح ــل أزم ــة الس ــكن وإع ــادة اإلعم ــار‪ ،‬مش ــيرة‬ ‫ف ــي كلم ــة له ــا بمؤتم ــر وزارة اإلعم ــار واإلس ــكان‬ ‫والبلدي ــات العام ــة األول تح ــت ش ــعار «البرنام ــج‬ ‫الحكوم ــي وح ــل أزم ــة الس ــكن»‪ ،‬أن الطل ــب عل ــى‬ ‫الوح ــدات الس ــكنية ف ــي الع ـراق ف ــي تزاي ــد كبي ــر‪،‬‬ ‫كم ــا أن التغي ــر املناخ ــي وع ــدم توفي ــر الخدم ــات‬ ‫ف ــي الري ــف‪ ،‬يق ــود بس ــكانه إل ــى اس ــتبدال أماكنه ــم‪،‬‬ ‫مم ــا س ــيزيد الطل ــب عل ــى الوح ــدات الس ــكنية‪،‬‬ ‫موضح ــة‪ ،‬أن أزم ــة الس ــكن تؤث ــر عل ــى األس ــر ذات‬ ‫الدخ ــل املنخف ــض‪.‬‬ ‫وأشــارت إلــى‪ ،‬أن «معالجــة أزمــة الســكن فــي العـراق‬ ‫تتطلــب جهــودا متضافــرة مــن قبــل جميــع الجهــات‬ ‫املس ــؤولة وكذل ــك القط ــاع الخ ــاص ومنظم ــات‬ ‫املجتم ــع املدن ــي م ــن األكاديميي ــن واملواطني ــن»‪،‬‬ ‫مبين ــة إن االتح ــاد االورب ــي مس ــتعد لتوفي ــر أي‬ ‫حل ــول «ونح ــن نؤم ــن ان الع ـراق لدي ــه إمكاني ــة‬ ‫لخل ــق ف ــرص عم ــل وح ــل أزم ــة الس ــكن وتوفي ــر‬ ‫الخد م ــات»‪.‬‬ ‫وش ــددت عل ــى‪ ،‬أن االتح ــاد األورب ــي مس ــتعد‬ ‫للتع ــاون ف ــي ح ــل أزم ــة الس ــكن‪ ،‬وإع ــادة اإلعم ــار‬ ‫وحق ــوق ملكي ــة األرا�ض ــي وح ــل املجمع ــات‬ ‫العش ــوائية‪ ،‬ونوه ــت إل ــى‪ ،‬أن‬ ‫«االتح ــاد األورب ــي وم ــع‬ ‫ش ــركائنا اآلخري ــن‬ ‫‪UN-Habitat‬‬ ‫ومنظم ــة العم ــل‬ ‫الدولي ــة ومرك ــز‬ ‫الدول ــي‪،‬‬ ‫التج ــارة‬ ‫مس ــتعدون لدع ــم‬ ‫الع ـراق م ــن أج ــل‬ ‫االس ــتثمارات ف ــي قط ــاع‬ ‫االس ــكان‪ ،‬م ــن أج ــل معالج ــة أزم ــة‬ ‫الس ــكن وتوفي ــر ف ــرص العم ــل»‪ ،‬مش ــيرة إل ــى‪،‬‬ ‫«االســتعداد بوضــع رأس مــال لحــل أزمــة الســكن‪،‬‬ ‫وتدوي ــر االقتص ــاد‪ ،‬وتطوي ــر االعم ــال الخض ـراء‪،‬‬ ‫وتخفي ــف أعب ــاء التغي ــر املناخ ــي»‪.‬‬ ‫واختتمــت بالقــول «نؤمــن بشــكل كبيــر أن الجهــود‬ ‫العراقي ــة والجه ــود املتضاف ــرة يمك ــن ان تح ــول‬ ‫أزمــة الســكن إلــى فرصــة للتطــور واالزدهــار وتوفيــر‬ ‫ف ــرص العم ــل للش ــباب‪ ،‬وكذل ــك نؤم ــن ان يك ــون‬ ‫للقط ــاع الخ ــاص العراق ــي دور مه ــم ف ــي ح ــل أزم ــة‬ ‫الس ــكن»‪.‬‬ ‫وبحس ــب املتخصصي ــن‪ ،‬ف ــان اج ـراءات توفي ــر‬ ‫الســكن يجــب ان تكــون عمليــة تنفيذيــة متواصلــة‬ ‫ويومي ــة‪ ،‬ارتباط ــا بالنم ــو الس ــكاني واحتياج ــات‬ ‫العائــات‪ ،‬وأال تكــون مقرونــة بــأي عمليــة احصائية‬ ‫تنف ــع بالتأكي ــد لتوفي ــر البيان ــات واالرق ــام‪ ،‬ولكنه ــا‬ ‫ل ــن تح ــل املش ــكلة بج ــرة قل ــم بحس ــب تعبيره ــم‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪27 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫جمع السالح‪:‬‬

‫خطى متباطئة وارقام الحيازة في تزايد‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫قواني ــن حي ــازة وحم ــل األس ــلحة ف ــي الع ــراق‬ ‫تخض ــع لتغيي ــرات متك ــررة وتختل ــف بتغي ــر‬ ‫الظ ــروف األمني ــة والسياس ــية‪.‬‬

‫وتع ــد مس ــألة حي ــازة وحم ــل األس ــلحة الفردي ــة‬ ‫ف ــي الع ـراق موضوع ــا حساس ــا ومعق ــدا‪ ،‬وتتأث ــر‬ ‫بع ــدة عوام ــل منه ــا‪ ،‬الظ ــروف األمني ــة‪ ،‬اذ‬ ‫ظروف ــا أمني ــة متقلب ــة‪ ،‬مم ــا يدف ــع‬ ‫تش ــهد الب ــاد ً‬ ‫بع ــض األف ـراد إل ــى البح ــث ع ــن وس ــائل للحماي ــة‬ ‫الذاتيــة‪ ،‬وقــد تعــدى ذلــك الــى امتــاك االســلحة‬ ‫املتوس ــطة وحت ــى اس ــلحة ثقيل ــة‪.‬‬ ‫وفيمــا يتعلــق بالقوانيــن والتشــريعات فــان حيــازة‬ ‫األس ــلحة تخض ــع لقواني ــن صارم ــة اس ــتنادا ال ــى‬ ‫قواني ــن ل ــم يج ــري النظ ــر فيه ــا او تغييره ــا ط ــوال‬ ‫عق ــود وبعضه ــا م ــن قواني ــن النظ ــام الس ــابق‬ ‫املب ــاد‪ ،‬وتمن ــح اإلج ــازات بن ــاء عل ــى ش ــروط‬ ‫مح ــددة‪.‬‬ ‫ان انتش ــار الجريم ــة ف ــي بع ــض املناط ــق‪ ،‬يدف ــع‬ ‫البع ــض إل ــى البح ــث ع ــن الحماي ــة؛ وتختل ــف‬ ‫أن ــواع األس ــلحة الفردي ــة املتاح ــة ف ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫ولكــن األكثــر انتشــارا هــي املسدســات‪ ،‬البنــادق‪،‬‬ ‫والرشاش ــات‪ ،‬كم ــا تتواج ــد األس ــلحة البيض ــاء‪،‬‬

‫مث ــل الس ــكاكين «الحرب ــة» العس ــكرية بأنواعه ــا‪.‬‬ ‫واجـراءات الحصــول علــى اجــازة ســاح شــخ�صي‬ ‫تج ــري عل ــى وف ــق ش ــروط م ــن اهمه ــا‪ ،‬الجنس ــية‬ ‫العراقي ــة والعم ــر يج ــب أن يتج ــاوز ‪ 25‬عام ــا‬ ‫(م ــع بع ــض االس ــتثناءات)‪ ،‬وان يك ــون طال ــب‬ ‫اج ــازة حم ــل الس ــاح حس ــن الس ــيرة والس ــلوك‬ ‫وغيــر محكــوم عليــه بجريمــة‪ ،‬كمــا تمثــل األهليــة‬ ‫الطبيــة بشــأن اللياقــة لحمــل الســاح شــرطا آخــر‬ ‫ويج ــب أن يك ــون لدي ــك س ــبب مقن ــع للحص ــول‬ ‫عل ــى الس ــاح مث ــل الحماي ــة الش ــخصية‪.‬‬ ‫وتش ــمل إج ـراءات الحص ــول عل ــى اج ــازة‬ ‫الس ــاح‪ ،‬تقدي ــم الطل ــب والتحقي ــق والفح ــص‬ ‫الطب ــي واختب ــار املتق ــدم وفح ــص م ــدى معرفت ــه‬ ‫بالقواني ــن املتعلق ــة باألس ــلحة‪ ،‬وبع ــد ذل ــك يأت ــي‬ ‫إص ــدار اإلج ــازة‪.‬‬ ‫ويفت ــرض ان اس ــتعمال الس ــاح بش ــكل غي ــر‬ ‫قانون ــي يع ــرض مرتكب ــه للمس ــاءلة القانوني ــة‬ ‫والعقوب ــات املش ــددة‪ ،‬ويالح ــظ هن ــا ان ــه حت ــى‬

‫مــع عــدم اســتعمال الســاح للدفــاع عــن النفــس‬ ‫ف ــان وفي ــات واصاب ــات كثي ـرا م ــا تح ــدث بص ــورة‬ ‫عرضي ــة نتيج ــة ع ــدم املعرف ــة باس ــتعماله‪ ،‬وق ــد‬ ‫يســتغل البعــض األســلحة فــي أعمــال إجراميــة أو‬ ‫إرهابي ــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وهن ــا يج ــر تقدي ــم نصائ ــح عام ــة منه ــا االلت ـزام‬ ‫بقواني ــن حي ــازة وحم ــل األس ــلحة‪ ،‬ووج ــوب ان‬ ‫يك ــون حام ــل الس ــاح مدرب ــا عل ــى اس ــتعماله‬ ‫بشــكل آمــن‪ ،‬وكذلــك تخزينــه بشــكل آمــن بعيــدا‬ ‫ع ــن متن ــاول األطف ــال‪ ،‬كم ــا يج ــب اس ــتعمال‬ ‫الســاح فقــط للدفــاع عــن النفــس أو فــي الحــاالت‬ ‫الطارئ ــة‪.‬‬ ‫وف ــي دراس ــة اجرته ــا منظم ــة مس ــح األس ــلحة‬ ‫تتعق ــب‬ ‫الصغي ــرة ‪ Small Arms Survey‬الت ــي ّ‬ ‫انتش ــار األس ــلحة ف ــي أنح ــاء العال ــم اوضح ــت ان ــه‬ ‫يتواجــد فــي الع ـراق حتــى صيــف عــام ‪ 2024‬أكثــر‬ ‫م ــن ‪ 15‬ملي ــون قطع ــة س ــاح ن ــاري خ ــارج س ــلطة‬ ‫الحكوم ــة‪ ،‬وه ــو رق ــم يزي ــد ع ــن الرق ــم الس ــابق‬

‫ال ــذي حددت ــه املنظم ــة ذاته ــا ف ــي ع ــام ‪،2017‬‬ ‫حيــن قالــت انــه كان فــي حــوزة املدنييــن فــي العـراق‬ ‫نح ــو ‪ 7.6‬ماليي ــن س ــاح ن ــاري م ــن مسدس ــات‬ ‫وبن ــادق‪ ،‬بحس ــب مس ــحها‪.‬‬ ‫وق ــدر املستش ــار ل ــدى املنظم ــة آرون كارب‪ ،‬ان ــه‬ ‫ُ“يتوق ــع أن تك ــون األرق ــام الي ــوم أعل ــى بكثي ــر”‪،‬‬ ‫ويقــدر أن تكــون الزيــادة “ثالثــة إلــى خمســة باملئــة‬ ‫س ــنويا” من ــذ ‪ 2017‬ف ــي الع ـراق‪.‬‬ ‫وف ــي واق ــع الح ــال ف ــان الع ــدد قف ــز ع ــن ذل ــك‪،‬‬ ‫فبــدال مــن عشــرة مالييــن قطعــة ســاح مفترضــة‬ ‫عل ــى وف ــق النس ــبة‪ ،‬أصب ــح الع ــدد لع ــام ‪2024‬‬ ‫بح ــدود ‪ 15‬ملي ــون بحس ــب ارق ــام املنظم ــة‬ ‫الحديث ــة‪.‬‬ ‫وش ــهد الع ـراق بع ــد ع ــام ‪ 2003‬انتش ــارا واس ــعا‬ ‫وغي ــر مس ــبوق للس ــاح الش ــخ�صي بي ــن األف ـراد‬ ‫والجماعــات‪ ،‬نتيجـ ًـة لعوامــل متعــددة مــن أبرزهــا‬ ‫انهيــار مؤسســات الدولــة بعــد اســقاط النظــام‪،‬‬ ‫وتفــكك األجهــزة األمنيــة‪ ،‬وتصاعــد حــدة العنــف‬

‫الطائف ــي‪ ،‬وغي ــاب س ــيادة القان ــون ف ــي كثي ــر م ــن‬ ‫املناط ــق وضع ــف املؤسس ــات األمني ــة؛ وان‬ ‫فق ــدان الس ــيطرة ف ــي كثي ــر م ــن املناط ــق أدى إل ــى‬ ‫ش ــعور األف ـراد والجماع ــات بالحاج ــة للدف ــاع‬ ‫ع ــن أنفس ــهم‪.‬‬ ‫كمــا ان التصعيــد الطائفــي بيــن الجماعــات خلــق‬ ‫أج ــواء م ــن الخ ــوف دفع ــت كثيري ــن إل ــى اقتن ــاء‬ ‫الس ــاح للدف ــاع الذات ــي‪.‬‬ ‫وكذل ــك يزي ــد توري ــد األس ــلحة م ــن قب ــل بع ــض‬ ‫ال ــدول والجماع ــات اإلقليمي ــة والدولي ــة لدع ــم‬ ‫جهــات معينــة مــن حجــم األســلحة املتاحــة‪ ،‬كمــا‬ ‫ان املجامي ــع املس ــلحة والعصاب ــات اإلجرامي ــة‬ ‫اس ــهمت ف ــي تروي ــج الس ــاح بي ــن الس ــكان‪.‬‬ ‫وأدى انتش ــار الس ــاح إل ــى تصاع ــد الجرائ ــم‬ ‫العنيف ــة واالغتي ــاالت والنزاع ــات القبلي ــة‪ ،‬الت ــي‬ ‫غالبــا مــا تســتعمل فيهــا أســلحة ثقيلــة‪ ،‬وأضعــف‬ ‫انتشــار الســاح غيــر القانونــي قــدرة الدولــة علــى‬ ‫ف ــرض القان ــون وحص ــر الس ــاح بي ــد األجه ــزة‬

‫يتواجد في العراق‬ ‫حتى صيف عام‬ ‫‪ 2024‬أكثر من ‪15‬‬ ‫مليون قطعة سالح‬ ‫ناري خارج سلطة‬ ‫الحكومة‪ ،‬وهو رقم‬ ‫يزيد عن الرقم‬ ‫السابق الذي حددته‬ ‫المنظمة ذاتها في‬ ‫عام ‪2017‬‬

‫« يزيد توريد‬ ‫األسلحة من قبل‬ ‫بعض الدول‬ ‫والجماعات اإلقليمية‬ ‫والدولية لدعم‬ ‫جهات معينة من‬ ‫حجم األسلحة‬ ‫المتاحة»‬


‫‪28‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪29 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫عش تجربة الجنوب بكل تفاصيلها الساحرة‬ ‫األهوار والبصرة بانتظارك‬

‫جمع السالح‪ :‬خطى متباطئة وارقام الحيازة في تزايد‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫تقول لجنة النقل واملواصالت النيابية‪ ،‬انها عازمة على إنجازقانون سلطة الطيران‬ ‫املدني قبل نهاية عام ‪ ،2024‬ألنه أحد متطلبات رفع الحظراألوروبي عن الطيران‬ ‫العراقي‪ ،‬على حد وصفها‪.‬‬

‫األمني ــة‪ ،‬وتصاع ــدت الصراع ــات الداخلي ــة بي ــن‬ ‫العش ــائر والجماع ــات بس ــبب وف ــرة الس ــاح‪،‬‬ ‫ممــا زاد مــن االنقســامات؛ وان االنتشــار الواســع‬ ‫للســاح أدى إلــى اســتنزاف املــوارد املاليــة لألفـراد‬ ‫والدولــة فــي ش ـراء األســلحة بــدال مــن اســتثمارها‬ ‫ف ــي التنمي ــة‪.‬‬ ‫وقام ــت بع ــض الحكوم ــات املتعاقب ــة بمح ــاوالت‬ ‫لحص ــر الس ــاح وإط ــاق برام ــج تس ــليم طوع ــي‬ ‫للس ــاح مقاب ــل تعويض ــات مالي ــة‪ ،‬ووضع ــت‬ ‫قواني ــن جدي ــدة لتنظي ــم حم ــل الس ــاح‪ ،‬إال أن‬ ‫تطبيقه ــا كان مح ــدودا بس ــبب ضع ــف الرقاب ــة‪،‬‬ ‫بحس ــب الباحثي ــن‪.‬‬ ‫وي ــرى خب ـراء أمني ــون أن الس ــيطرة عل ــى الس ــاح‬ ‫وحص ــره ف ــي ي ــد الدول ــة أم ــر بال ــغ الصعوب ــة؛‬ ‫وبحس ــب الخبي ــر أحم ــد الش ــريفي “هن ــاك‬ ‫مواطن ــون يتمس ــكون بس ــاحهم‪ ،‬وهن ــاك س ــاح‬ ‫األجنح ــة املس ــلحة لألح ـزاب والعش ــائر”‪ ،‬ع ــادا‬ ‫إي ــاه “األخط ــر”‪.‬‬ ‫وب ـرأي البع ــض ف ــان الس ــيطرة عل ــى الس ــاح ف ــي‬ ‫الع ـراق تتطل ــب الدع ــم الدول ــي لتعزي ــز ق ــدرات‬ ‫الدولــة فــي ضبــط الحــدود ومنــع تهريــب الســاح‪،‬‬

‫ومعالج ــة ضع ــف س ــيادة القان ــون‪ ،‬والقض ــاء‬ ‫علــى ظاهــرة تواجــد «ميليشــيات» مســلحة خــارج‬ ‫ســيطرة الدولــة‪ ،‬كمــا يالحــظ بهــذا الصــدد غيــاب‬ ‫خط ــة ش ــاملة لحص ــر الس ــاح واس ــتعادة الثق ــة‬ ‫بي ــن الس ــكان والدول ــة‪.‬‬ ‫وبحســب الخبـراء يبقــى الحــد مــن فو�ضــى الســاح‬ ‫فــي العـراق ضــرورة ملحــة إلعــادة االســتقرار وبنــاء‬ ‫دول ــة املؤسس ــات‪ ،‬لكن ــه يتطل ــب إرادة سياس ــية‬ ‫قويــة وتعاونــا مــن شــتى األطـراف الفاعلــة داخليــا‬ ‫ودوليــا‪.‬‬ ‫ومــع تطبيــق الحكومــة العراقيــة‪ ،‬خطتهــا لحصــر‬ ‫الســاح بيد الدولة ومن ذلك شـراء األســلحة من‬ ‫العراقيي ــن يق ــول‪ ،‬عض ــو لجن ــة األم ــن والدف ــاع‬ ‫النيابي ــة‪ ،‬ياس ــر اس ــكندر وت ــوت‪ ،‬ف ــي تصريح ــات‬ ‫س ــابقة ملجل ــة «فيل ــي» ان ــه «ال س ــيطرة عل ــى‬ ‫الس ــاح ف ــي الع ـراق‪ ،‬ول ــن تت ــم الس ــيطرة علي ــه»‪،‬‬ ‫برغ ــم أهمي ــة خط ــوة وزارة الداخلي ــة بتس ــجيل‬ ‫األس ــلحة‪ ،‬الت ــي رأى أنه ــا تأت ــي ل ـ «معرف ــة أع ــداد‬ ‫األس ــلحة املنتش ــرة ف ــي الب ــاد‪ ،‬وكش ــف عائديته ــا‬ ‫ف ــي ح ــال حص ــول أي ح ــوادث جنائي ــة»‪.‬‬ ‫وبحس ــب تقري ــر ملجل ــة «فيل ــي» فان ــه‪ ،‬ف ــي ظ ــل‬

‫الحدي ــث ع ــن ش ـراء األس ــلحة يتب ــادر إل ــى‬ ‫الذه ــن‪ ،‬عل ــى وف ــق مراقبي ــن وناش ــطين‪ ،‬س ــؤال‬ ‫ع ــن «مصي ــر س ــاح الجماع ــات املس ــلحة أو‬ ‫الس ــاح الحزب ــي ال ــذي يتواج ــد ف ــي الع ـراق‬ ‫بش ــكل ش ــبه رس ــمي‪ ،‬ويمك ــن اس ــتعماله خدم ـ ًـة‬ ‫ـدات حزبي ــة وطائفي ــة‪ ،‬ويتمث ــل ف ــي بع ــض‬ ‫ألجن ـ ٍ‬ ‫األحي ــان باس ــتعراضات عس ــكرية وعج ــات ب ــا‬ ‫لوح ــات تج ــوب ش ــوارع العاصم ــة وغيره ــا م ــن‬ ‫املحافظ ــات‪ ،‬واالعت ــداء ف ــي بع ــض األحي ــان عل ــى‬ ‫بع ــض رج ــال الدول ــة م ــن امل ــرور واملنتس ــبين‬ ‫األمنيي ــن وغيره ــم ف ــي الش ــارع‪ ،‬وه ــو م ــا ت ــم‬ ‫اســتعماله فــي أحــداث ســابقة أبرزهــا فــي تشــرين‬ ‫ع ــام ‪ ،2019‬وغيره ــا م ــن األح ــداث األخ ــرى ف ــي‬ ‫الع ـراق»‪ ،‬متس ــائلين بالق ــول «ه ــل يمك ــن له ــذه‬ ‫الجهــات أن تســلم ســاحها وفقــا لهــذه املبــادرة»؛‬ ‫وكذل ــك ف ــي ظ ــل الحدي ــث ع ــن الس ــاح املنفل ــت‬ ‫وإمكاني ــة تقنين ــه تب ــرز قضي ــة «س ــوق مري ــدي»‬ ‫بمدين ــة الص ــدر‪ ،‬ش ــرقي بغ ــداد‪ ،‬ال ــذي يوص ــف‬ ‫بأن ــه يض ــم «س ــوقا لألس ــلحة يمك ــن ش ـراء أي‬ ‫قطع ــة من ــه بس ــهولة»‪.‬‬


‫‪30‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪31 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫عش تجربة الجنوب بكل تفاصيلها الساحرة ‪...‬‬ ‫هك ــذا ي ــروج لس ــفرات س ــياحية إل ــى مناط ــق االه ــوار جنوب ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫وهــو مــا وضعتــه احــدى الشــركات عنوانــا إلعالنهــا‪ ،‬الســيما مــع موســم‬ ‫الشــتاء‪ ،‬إذ يتميــز الجنــوب بدفئــه النســبي مقارنــة بمناطــق أخــرى مــن‬ ‫الع ـراق كم ــا يع ــد الش ــتاء املوس ــم املفت ــرض لتواف ــد اس ـراب الطي ــور‬ ‫القادمــة مــن بلــدان اخــرى الــى الع ـراق فــي أثنــاء هجرتهــا‪.‬‬ ‫ويوضــح االعــان عــن برنامــج الرحلــة «انطلــق معنــا فــي رحلــة ال ُتن�ســى‬ ‫إل ــى قل ــب الجم ــال الطبيع ــي والت ـراث التاريخ ــي ف ــي جن ــوب الع ـراق»‪،‬‬ ‫ويشــمل البرنامــج االقامــة فــي الفنــادق ووجبــات غذائيــة‪ ،‬وغيرهــا مــن‬ ‫املي ـزات التــي اعلنــت عنهــا الشــركة وتــروج لــه شــركات ســياحة اخــرى‪.‬‬ ‫وتصن ــف األه ــوار العراقي ــة واح ــدة م ــن أجم ــل املناط ــق الطبيعي ــة‬ ‫ف ــي العال ــم‪ ،‬وه ــي موط ــن لكثي ــر م ــن األن ــواع الن ــادرة م ــن الطي ــور‬ ‫والحيوانات‪ ،‬اذ تمتد مســاحات شاســعة من املياه العذبة والنباتات‬ ‫املائي ــة‪ ،‬وتع ــد موطن ــا أصلي ــا للمش ــحوف (الق ــارب التقلي ــدي) ال ــذي‬ ‫يس ــتعمله الس ــكان املحلي ــون للتنق ــل‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن الرحــات والســفرات إلــى هــذه املنطقــة تواجــه عديــد‬ ‫التحديــات واملعوقــات التــي تؤثــر علــى تجربــة الــزوار‪.‬‬ ‫م ــن أب ــرز املش ــكالت تغي ــر املن ــاخ إذ يعان ــي الع ـراق بش ــكل ع ــام م ــن‬ ‫تغي ــر املن ــاخ‪ ،‬مم ــا ي ــؤدي إل ــى انخف ــاض مس ــتوى املي ــاه ف ــي األه ــوار‬ ‫وتده ــور البيئ ــة الطبيعي ــة‪ ،‬وتس ــهم عملي ــات الص ــرف الصح ــي‬ ‫والصناع ــي العش ــوائية ف ــي تل ــوث مياهه ــا‪ ،‬مم ــا يؤث ــر عل ــى الحي ــاة‬ ‫البري ــة ويقل ــل م ــن جاذبيته ــا الس ــياحية؛ وكذل ــك ان الصي ــد الجائ ــر‪،‬‬ ‫والتغيــر املناخــي‪ ،‬والجفــاف‪ ،‬ســببت هجـرات بــا عــودة لبعــض أنــواع‬ ‫ّ‬ ‫الطيــور التــي اعتــادت الوصــول إلــى العـراق برحــات موســمية‪ ،‬وقلــت‬ ‫أعــداد بعضهــا و هنالــك مخــاوف مــن اختفائهــا إلــى األبــد‪ ،‬مثــل طائــر‬ ‫الفالمينغ ــو ال ــذي يتع ــرض للصي ــد بأع ــداد كبي ــرة ف ــي كل موس ــم‬ ‫هج ــرة‪ ،‬بحس ــب معنيي ــن بش ــؤون البيئ ــة‪.‬‬ ‫وتفتق ــر األه ــوار إل ــى البني ــة التحتي ــة‬ ‫الس ــياحية املناس ــبة‪ ،‬مث ــل‬

‫الفن ــادق واملطاع ــم والط ــرق املعب ــدة‪.‬‬ ‫وبرغ ــم تحس ــن الوض ــع األمن ــي ف ــي الع ـراق‪ ،‬إال أن بع ــض املناط ــق ف ــي‬ ‫األهــوار مــا تـزال تعانــي مــن عــدم االســتقرار األمنــي‪ ،‬وكذلــك ال تتوفــر‬ ‫خدمــات ســياحية متكاملــة فــي مناطــق املســطحات املائيــة‪ ،‬مــا يجعــل‬ ‫تجربــة الــزوار محــدودة‪.‬‬ ‫وبرغ ــم التحدي ــات‪ ،‬ف ــإن األه ــوار تمتل ــك إمكان ــات كبي ــرة لتطوي ــر‬ ‫الس ــياحة املس ــتدامة‪ ،‬الت ــي يمك ــن أن تس ــهم ف ــي تحس ــين حي ــاة‬ ‫الســكان املحلييــن وحمايــة البيئــة ويشــمل ذلــك ضــرورة بنــاء فنــادق‬ ‫بيئي ــة ومطاع ــم تقليدي ــة وتحس ــين الط ــرق املؤدي ــة إل ــى األه ــوار‪،‬‬ ‫وتنظي ــم ج ــوالت س ــياحية متنوع ــة‪ ،‬مث ــل ج ــوالت مراقب ــة الطي ــور‬ ‫وصيــد األســماك التقليــدي‪ ،‬وتشــجيع الســياحة البيئيــة واملســؤولة‪.‬‬ ‫كمــا يتوجــب تعزيــز التعــاون بيــن القطاعيــن العــام والخــاص بتنســيق‬ ‫العم ــل م ــع الحكوم ــة واملنظم ــات غي ــر الحكومي ــة لتطوي ــر قط ــاع‬ ‫الس ــياحة ف ــي األه ــوار‪.‬‬ ‫ويتوج ــب ايض ــا تقدي ــم نصائ ــح للمس ــافرين بالتخطي ــط للرحل ــة‬ ‫وتحدي ــد األماك ــن الت ــي يرغب ــون ف ــي زيارته ــا‪ ،‬واالس ــتعانة بمرش ــدين‬ ‫ســياحيين محلييــن للتعــرف علــى الثقافــة والتقاليــد املحليــة‪ ،‬وتوعيــة‬ ‫ال ــزوار بااللت ـزام بالقواع ــد البيئي ــة وع ــدم التس ــبب ف ــي أي أض ـرار‬ ‫للبيئ ــة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ومــن الضــرور بمــكان توفيــر الدعــم املالــي للســكان املحلييــن بش ـراء‬ ‫املنتج ــات الحرفي ــة املحلي ــة‪ ،‬اذ يس ــهم ذل ــك ف ــي دع ــم االقتص ــاد‬ ‫املحل ــي‪.‬‬ ‫وفضــا عــن االهــوار والتنقــل علــى متــن قــارب املشــحوف التقليــدي‪،‬‬ ‫يج ــري التروي ــج ايض ــا لزي ــارة اماك ــن تاريخي ــة منه ــا زق ــورة أور غرب ــي‬ ‫مدين ــة الناصري ــة‪.‬‬ ‫كم ــا تج ــري أنش ــطة التخيي ــم ف ــي صح ـراء الع ـراق وه ــي مقتص ــرة‬ ‫فص ــل الش ــتاء‪ ،‬ألن درج ــات الح ـرارة ف ــي‬ ‫عل ــى‬

‫الصي ــف تتخط ــى ف ــي بع ــض األحي ــان الخمس ــين مئوي ــة‪ ،‬م ــا يجع ــل‬ ‫التخييــم غيــر مالئــم فــي ذلــك الفصــل‪ ،‬فيمــا يقــول معنيــون بالشــأن‬ ‫الس ــياحي ان عم ــق الصح ـراء ف ــي جن ــوب الع ـراق يج ــذب مزي ــدا م ــن‬ ‫العراقيي ــن واملقيمي ــن والس ــائحين‪ ،‬الباحثي ــن ع ــن تجرب ــة فري ــدة م ــن‬ ‫نوعه ــا بعي ــدا ع ــن صخ ــب امل ــدن وتلوثه ــا‪ ،‬بحس ــب تعبيره ــم‪.‬‬ ‫وبعدم ــا بق ــي التخيي ــم ف ــي الصح ـراء والرح ــات االستكش ــافية هن ــاك‬ ‫محص ــورا لس ــنوات ببع ــض اله ــواة‪ ،‬أصب ــح التوج ــه إل ــى ه ــذه البقع ــة‬ ‫م ــن الع ـراق اآلن رائج ــا بش ــكل تدريج ــي بفض ــل مواق ــع التواص ــل‬ ‫االجتماعــي‪ ،‬واالســتقرار الــذي تعرفــه البــاد بعــد ســنوات طويلــة مــن‬ ‫النزاع ــات‪ ،‬عل ــى ح ــد وصفه ــم‪.‬‬ ‫ويق ــول مش ــرفون عل ــى الس ــياحة ف ــي تل ــك املناط ــق ان تكلف ــة رح ــات‬ ‫التخييــم هــذه‪ ،‬تتـراوح فــي عطلــة نهايــة األســبوع بيــن ‪ 100‬ألــف و‪150‬‬ ‫أل ــف دين ــار أي م ــا بي ــن ‪ 75‬و‪ 100‬دوالر‪ ،‬متضمن ــة امل ــأكل والنق ــل‬ ‫واملن ــام‪ ،‬بحس ــب مراس ــل وكال ــة األنب ــاء الفرنس ــية‪.‬‬ ‫كذل ــك‪ ،‬ش ـ ّـكلت صح ـراء الع ـراق مح ـ ّـط ج ــذب لس ــنوات خصوص ــا‬ ‫للصيادي ــن القادمي ــن م ــن دول الخلي ــج املج ــاورة‪ ،‬إال أن سلس ــلة‬ ‫الح ــروب والنزاع ــات الت ــي عرفته ــا الب ــاد وبع ــض عملي ــات االختط ــاف‬ ‫الت ــي تع ــرض له ــا صي ــادون خليجي ــون ّأث ــرت بش ــكل كبي ــر عل ــى ه ــذه‬ ‫الرح ــات‪.‬‬ ‫ن‬ ‫يحض ــر الش ــبان خيمه ــم‪ ،‬بعضه ــا تقليدي ــة‬ ‫ويش ــرح س ــائحو كي ــف ّ‬ ‫للس ــهر وأخ ــرى حديث ــة تس ــتعمل للن ــوم‪ ،‬وذل ــك بع ــد رحل ــة قي ــادة‬ ‫ممتع ــة ف ــي النه ــار‪ ،‬ليق ــودوا‬ ‫س ــياراتهم عل ــى الرم ــال قب ــل‬ ‫تجهيــز موقــع التخييــم وتحضيــر‬ ‫مواق ــد الش ــواء وحصائ ــر‬ ‫الجل ــوس قب ــل وق ــت العش ــاء‪.‬‬ ‫تذك ــر‬ ‫وع ــودة ال ــى االه ــوار‪ّ ،‬‬ ‫«تصنف األهوار العراقية‬ ‫دراس ــة لجامع ــة البص ــرة ان‬ ‫واحدة من أجمل‬ ‫ســكان االهــوار يعيشــون‬ ‫المناطق الطبيعية في‬ ‫ف ــي بي ــوت مبني ــة م ــن‬ ‫العالم‪ ،‬وهي موطن‬ ‫القصــب أقاموهــا منــذ‬ ‫لكثير من األنواع‬ ‫الق ــدم عل ــى مس ــاحة‬ ‫النادرة من الطيور‬ ‫م ــن الج ــزر ف ــي عم ــق‬ ‫والحيوانات‪».‬‬ ‫االه ــوار‪ ،‬وه ــذه‬ ‫الج ــزر تط ــورت‬ ‫بعض المناطق في‬ ‫األهوار ما تزال تعاني‬ ‫من عدم االستقرار‬ ‫األمني‪ ،‬وكذلك ال تتوفر‬ ‫خدمات سياحية متكاملة‬ ‫في مناطق المسطحات‬ ‫المائية‪ ،‬ما يجعل تجربة‬ ‫الزوار محدودة‪.‬‬

‫وأصبحــت علــى شــكل مــدن وقــرى‪ ،‬منهــا فــي محافظــة ميســان‪ ،‬املجــر‬ ‫الكبيــر‪ ،‬والكحــاء وفــي محافظــة ذي قــار مــدن الچبايــش‪ ،‬والفهــود‪،‬‬ ‫والحمــار ‪ ،‬وغيرهــا؛ أمــا فــي محافظــة البصــرة فقــد تطــورت هــذه الجــزر‬ ‫وأصبح ــت ذات أهمي ــة اقتصادي ــة ومنه ــا «املدين ــة»‪ ،‬والهوي ــر‪.‬‬ ‫ويلفــت خبـراء االقتصــاد الــى امتــاك اهــوار العـراق مــوارد اقتصاديــة‬ ‫مهم ــة منه ــا غناه ــا بالث ــروات النباتي ــة والحيواني ــة والطي ــور املائي ــة‬ ‫واألســماك التــي يعتمــد عليهــا ســكان الهــور فــي معيشــتهم‪ ،‬فضــا عــن‬ ‫مواقعه ــا األثري ــة‪ ،‬مش ــددين عل ــى أهمي ــة اس ــتثمار امل ــوارد البيئي ــة‬ ‫الطبيعي ــة ف ــي املنطق ــة ألغ ـراض الس ــياحة الس ــيما ان م ــن أه ــم‬ ‫الســلبيات فــي الع ـراق هــي عــدم اســتغالل املحميــات الطبيعيــة لتلــك‬ ‫االغ ـراض‪.‬‬ ‫ويق ــول الباحث ــون‪ ،‬ان واق ــع األه ــوار يحم ــل مواصف ــات تج ــذب‬ ‫إليه ــا الس ــياحة م ــن ش ــتى انح ــاء العال ــم‪ ،‬ل ــذا يتوج ــب تطويره ــا م ــن‬ ‫أج ــل الحص ــول عل ــى امل ــردود االقتص ــادي وتش ــغيل االي ــدي العامل ــة‬ ‫ف ــي املج ــاالت كاف ــة الت ــي تخ ــدم قط ــاع الس ــياحة‪ ،‬وكذل ــك ي ــرون‬ ‫ان االهتم ــام بالقط ــاع الس ــياحي وبخاص ــة ف ــي املناط ــق الجنوبي ــة‬ ‫وبالتحديــد فــي مناطــق األهــوار‪ ،‬يقلــل مــن الفقــر عــن طريــق التقليــل‬ ‫م ــن ظاه ــرة البطال ــة املنتش ــرة ف ــي املناط ــق الجنوبي ــة‪.‬‬ ‫ويش ــددون عل ــى ان ج ــذب الس ــياحة ال ــى االه ــوار ي ــؤدي إل ــى انتع ــاش‬ ‫تل ــك املناط ــق باخت ــاط ثقاف ــة الس ــياح م ــع الثقاف ــة التقليدي ــة‬ ‫ف ــي مناط ــق األه ــوار الجنوبي ــة‪ ،‬وزي ــادة الوع ــي الثقاف ــي ل ــدى س ــكان‬ ‫االه ــوار‪ ،‬ويجمع ــون عل ــى ان اس ــتثمار قط ــاع الس ــياحة أصب ــح م ــن‬ ‫االهــداف الرئيســة التــي ال تقــل اهميــة عــن القطاعــات االقتصاديــة‬ ‫األخــرى نظ ـرا ملــا يتميــز بــه هــذا القطــاع فيمــا يتعلــق بتشــغيل اعــداد‬ ‫كبي ــرة م ــن الس ــكان‪.‬‬ ‫ويش ــدد مختص ــون عل ــى ان اس ــتثمار مناط ــق األه ــوار ف ــي جن ــوب‬ ‫العـراق مهــم للغايــة إذ تــزرع فيهــا شــتى أنــواع املحاصيــل الزراعيــة التــي‬ ‫تعــد اغذيــة اساســية‪ ،‬كمــا تعــد هــذه املناطــق م ـراع طبيعيــة مالئمــة‬ ‫ملختل ــف أن ــواع الحيوان ــات الت ــي تعي ــش عل ــى أط ـراف األه ــوار مث ــل‬ ‫الجام ــوس واالبق ــار واالغن ــام وان ــواع الطي ــور املهاج ــرة م ــن أق�ص ــى‬ ‫ش ــرق أس ــيا‪.‬‬ ‫ولهــذا فــإن واقــع اســتثمار األهــوار مــن الناحيــة االقتصاديــة بحســب‬ ‫الباحثي ــن ومخت�ص ــي الس ــياحة والبيئ ــة‪ ،‬يرج ــع ال ــى كونه ــا مناط ــق‬ ‫س ــياحية بس ــبب جم ــال الطبيع ــة واله ــواء النق ــي‪ ،‬وف ــي الوق ــت‬ ‫الحاض ــر عندم ــا أصبح ــت األه ــوار م ــن االماك ــن الطبيعي ــة العاملي ــة‬ ‫واملس ــجلة ف ــي اليونس ــكو‪ ،‬فالب ــد م ــن تواف ــر الخدم ــات األساس ــية‬ ‫املهم ــة مث ــل النق ــل كس ــكك الحدي ــد والط ــرق البري ــة الس ــريعة‪،‬‬ ‫وكذل ــك اقام ــة الفن ــادق الحديث ــة والقريب ــة م ــن ه ــذه املناط ــق‪ ،‬م ــن‬ ‫أج ــل ج ــذب الس ــياح االجان ــب واملحليي ــن له ــذه األه ــوار واله ــدف م ــن‬ ‫ذلــك هــو الحصــول علــى املــردود االقتصــادي والقضــاء علــى البطالــة‬ ‫ف ــي اس ــتثمار تل ــك املناط ــق‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪33 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫من أربيل‪..‬‬

‫حملة أممية تضع‬ ‫مكافحة العبء األكبر‬ ‫على عاتق شباب العراق‬ ‫ووص ــف التقري ــر االمم ــي ال ــذي ترجمت ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬الفس ــاد بان ــه «الع ــبء االكب ــر عل ــى‬ ‫التنمي ــة ف ــي الع ـراق»‪ ،‬مش ــيرا ال ــى ان «مكافح ــة‬ ‫الفس ــاد ف ــي ه ــذا البل ــد عملي ــة معق ــدة وتؤث ــر‬ ‫بشــكل عميــق علــى العديــد مــن جوانــب املجتمــع‪،‬‬ ‫حيــث انــه يشــكل عائقــا امــام التنميــة ويحــد مــن‬ ‫حص ــول الكثيري ــن عل ــى االحتياج ــات والخدم ــات‬ ‫االسا س ــية‪.‬‬ ‫وأض ــاف‪ ،‬أن «رئي ــس ال ــوزراء محم ــد ش ــياع‬ ‫الس ــوداني‪ ،‬وادراكا من ــه لخط ــورة الفس ــاد‬ ‫باعتب ــاره س ــببا اساس ــيا لع ــدم االس ــتقرار‬ ‫والص ـراع‪ ،‬اعط ــى االولوي ــة ملحارب ــة الفس ــاد م ــن‬ ‫اج ــل تحقي ــق التنمي ــة املس ــتدامة»‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن الش ــابة اخ ــاص عزي ــز‬ ‫قوله ــا إنه ــا «ركض ــت ض ــد الفس ــاد‪ ،‬وكان ش ــرفا‬ ‫ل ــي ان اش ــارك»‪ ،‬كم ــا نق ــل ع ــن الش ــابة ش ــاهي‬ ‫عبدالوه ــاب قوله ــا ب ــذات الحم ــاس‪« ،‬لق ــد‬ ‫اس ــتمتعت بوج ــودي هن ــا واط ــاق الحمل ــة م ــن‬ ‫خ ــال ه ــذا املاراث ــون»‪ .‬كم ــا نق ــل ع ــن الش ــابة‬ ‫رحم ــة هركــي الت ــي ش ــاركت قائل ــة «ركضن ــا س ــوية‬ ‫ف ــي املاراث ــون ف ــي اربي ــل‪ .‬نح ــن نش ــعر بالفخ ــر»‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر الدول ــي ال ــى ان ــه كان اخ ــاص‬ ‫وش ــاهين ورحم ــة ك ــن م ــن بي ــن اول م ــن «س ــلموا‬ ‫العص ــا» خ ــال املاراث ــون ف ــي اربي ــل‪ ،‬الط ــاق‬ ‫حمل ــة «س ــلموا العص ــا» عل ــى مس ــتوى الع ـراق‬ ‫بهدفمكافح ــة الفس ــاد‪ ،‬مضيف ــا ان ه ــذه املب ــادرة‬ ‫الهم ــت املاليي ــن ف ــي جمي ــع انح ــاء الع ـراق‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر ان حمل ــة «س ــلموا العص ــا»‬ ‫اكتس ــبت ه ــذا الع ــام تأثي ـرا خ ــارج الع ـراق‪،‬‬ ‫وحصل ــت عل ــى املراك ــز النهائي ــة ف ــي جوائ ــز‬ ‫«جمعي ــة العالق ــات العام ــة ف ــي الش ــرق االوس ــط‬ ‫(‪ »)MEPRA‬الفض ــل «حمل ــة غي ــر ربحي ــة»‬ ‫وافض ــل «اس ــتخدام للميزاني ــة املح ــدودة»‪.‬‬

‫وذك ــر التقري ــر ان ــه م ــن اج ــل دع ــم الحه ــود‬ ‫املس ــتمرة لتعزي ــز الش ــفافية واملس ــاءلة‪ ،‬ف ــان‬ ‫برنام ــج االم ــم املتح ــدة االنمائ ــي ف ــي الع ـراق‪ ،‬كان‬ ‫ق ــد اطل ــق حمل ــة «س ــلموا العص ــا» ف ــي الي ــوم‬ ‫العالم ــي ملكافح ــة الفس ــاد ف ــي الع ــام ‪،2023‬‬ ‫وه ــي حمل ــة ج ــرى اعداده ــا به ــدف تمكي ــن‬ ‫الشــباب العراقــي مــن مناقشــة القضايــا املحيطــة‬ ‫بالش ــفافية والتفكي ــر فيه ــا والتفاع ــل معه ــا‪ ،‬م ــع‬ ‫تقوي ــة الش ــعور باملس ــؤولية الجماعي ــة‪.‬‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫سلط برنامج األمم املتحدة االنمائي‬ ‫الضوء على تجربة فريدة شارك‬ ‫فيها شبان عر اقيون بهدف مكافحة‬ ‫الفساد‪ ،‬كانت قد اطلقت من مدينة‬ ‫أربيل‪ ،‬من خالل تنظيم ماراثون‬ ‫«سلموا العصا» والذي ألهم املاليين في‬ ‫انحاء العراق‪.‬‬

‫واوض ــح التقري ــر‪ ،‬أن «تس ــليم العص ــا» ه ــو‬ ‫مفهــوم يرمــز الــى االلتـزام بالشــفافية واملســاءلة‪،‬‬ ‫مضيفــا انــه فــي كل مــرة يتــم فيهــا تمريــر العصــا‪،‬‬ ‫ف ــان ذل ــك ال يمث ــل مس ــألة رمزي ــة فق ــط‪ ،‬وانم ــا‬ ‫يمث ــل مس ــؤولية مش ــتركة ف ــي مكافح ــة الفس ــاد‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن ه ــذه الحمل ــة‪ ،‬ش ــجعت‬ ‫املواطني ــن العراقيي ــن عل ــى اس ــتخدام آلي ــات‬ ‫االبــاغ املتاحــة والتفاعــل مــع املؤسســات العامــة‬ ‫لتعزي ــز دوره ــا ف ــي تعزي ــز النزاه ــة‪.‬‬

‫وق ــال إن البرنام ــج اس ــتخدم قن ــاة انس ــتغرام‬ ‫تابع ــة ل ــه م ــن اج ــل رف ــع مس ــتوى الوع ــي ح ــول‬ ‫الفس ــاد وتحدي ــد تقيي ــم فه ــم الجمه ــور‪ ،‬كم ــا‬ ‫وفــرت الحملــة معلومــات تثقيفيــة حــول الفســاد‬ ‫والخط ــوات املالئم ــة لتتخ ــذ للتعام ــل م ــع حال ــة‬ ‫االش ــتباه ف ــي قي ــام اح ــد االش ــخاص بعملي ــات‬ ‫فســاد‪ ،‬وامنــت الحملــة مشــاهدات لهــذا الحــوار‬ ‫م ــن قب ــل اكث ــر م ــن ‪ 500‬ال ــف ش ــخص متج ــاوزة‬ ‫التوقع ــات بكثي ــر‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن مارييــا عبــدو‪ ،‬رئيســة شــركة‬ ‫«اوجيلف ــي»‪ ،‬قوله ــا‪ ،‬إن «تعاونن ــا م ــع برنام ــج‬ ‫االم ــم املتح ــدة االنمائ ــي كان ال يق ــدر بثم ــن‪ .‬ان‬ ‫الش ـراكة ف ــي حمل ــة وطني ــة ملكافح ــة الفس ــاد‬ ‫تتما�ش ــى م ــع مهم ــة اوجيلف ــي الح ــداث تاثي ــر‬ ‫يتجــاوز نطــاق االعمــال‪ ،‬مضيفــة انــه مــن خــال‬ ‫املش ــاركة الرقمي ــة يمك ــن للش ـراكات الجريئ ــة‬ ‫واالبداعي ــة ان ت ــؤدي ال ــى تق ــود ال ــى تغيي ــر دائ ــم‪.‬‬

‫ونق ــل التقري ــر ع ــن املوس ــيقي العراق ــي مصطف ــى‬ ‫زاي ــر قول ــه‪ ،‬إن «الفس ــاد ه ــو تح ــدي متج ــذر‬ ‫ف ــي مجتمعن ــا‪ .‬وم ــع ذل ــك‪ ،‬ف ــان التغيي ــر ممك ــن‪.‬‬ ‫م ــن اج ــل التغيي ــر يج ــب علين ــا جميع ــا ان نظ ــل‬ ‫متحدي ــن وان نتح ــول ال ــى ص ــوت واح ــد وبعم ــل‬ ‫واحــد ضــده‪ ،‬ولهــذا الســبب انضممــت الــى حملــة‬ ‫س ــلموا العص ــا‪ ،‬وس ــاواصل دع ــم االج ـراءات‬ ‫الت ــي س ــيتم اتخاذه ــا»‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر ال ــى أن «زاي ــر وغي ــره م ــن‬ ‫الش ــخصيات املؤث ــرة قام ــوا ب ــدور رئي�س ــي حي ــث‬ ‫اس ــتخدموا منصاته ــم عل ــى وس ــائل التواص ــل‬ ‫االجتماع ــي م ــن اج ــل نش ــر رس ــالة الحمل ــة‬ ‫وتش ــجيع متابعيه ــم عل ــى «تس ــليم العص ــا»‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬فق ــد عم ــل برنام ــج االم ــم‬ ‫املتح ــدة االنمائ ــي م ــع ‪ 23‬منظم ــة ش ــبابية‬ ‫ونس ــائية م ــن اج ــل ان يضم ــن وص ــول ص ــدى‬ ‫الحمل ــة للش ــباب العراقيي ــن‪ ،‬وخصوص ــا م ــن‬

‫خــال منصــات «اســنتغرام» وتيــك تــوك»‪ ،‬وهــو‬ ‫م ــا ادى ايض ــا ال ــى تعزي ــز موق ــف االم ــم املتح ــدة‬ ‫املوح ــد ض ــد الفس ــاد‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر ال ــى ان االس ــتجابة للحمل ــة‬ ‫تخط ــت التوقع ــات‪ ،‬حي ــث انه ــا خ ــال ‪ 10‬اي ــام‪،‬‬ ‫وصلــت الحملــة الــى ‪ 65‬مليــون مشــاهدة وشــارك‬ ‫فيه ــا كثي ــرون‪ ،‬واغلبه ــم تح ــت س ــن الثالثي ــن‪،‬‬ ‫مش ــيرا ال ــى ان الحمل ــة وف ــرت مس ــاحة بام ــكان‬ ‫الش ــباب م ــن خالله ــا التعبي ــر ع ــن افكارره ــم‬ ‫ح ــول قضي ــة تثي ــر اهتمامه ــم بق ــوة‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر قائ ــا ان ــه ف ــي اقلي ــم كوردس ــتان‪،‬‬ ‫ف ــان الحمل ــة تزامن ــت م ــع زي ــادة بنس ــبة ‪ 28%‬ف ــي‬ ‫اس ــتخدام الخ ــط الس ــاخن لالب ــاغ ع ــن ح ــاالت‬ ‫فس ــاد الفس ــاد‪ ،‬مم ــا يظه ــر ان منص ــات الح ــوار‬ ‫بمقدورهــا املســاعدة فــي فــي تحقيــق العمــل البنــاء‪.‬‬ ‫واضــاف ان االف الشــباب انخرطــوا عبــر وســائل‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي‪ ،‬ف ــي مش ــاركة افكاره ــم‬ ‫وهمومه ــم واماله ــم‪ ،‬وف ــي مناقش ــات ح ــول‬ ‫تاثي ــر الفس ــاد عل ــى حياته ــم‪ ،‬مش ــيرا ال ــى ان ه ــذه‬ ‫املحادث ــات اظه ــرت االهتم ــام الق ــوي عمم ــوا‬ ‫باملس ــاءلة وع ــن رغب ــة املجتم ــع ف ــي قي ــام قبيئ ــة‬ ‫امن ــة وش ــفافة‪.‬‬

‫«البرنامج استخدم‬ ‫قناة انستغرام‬ ‫تابعة له من اجل‬ ‫رفع مستوى الوعي‬ ‫حول الفساد‪ ،‬وامنت‬ ‫الحملة مشاهدات‬ ‫لهذا الحوار من قبل‬ ‫اكثر من ‪ 500‬الف‬ ‫شخص متجاوزة‬ ‫التوقعات بكثير»‪.‬‬


‫‪34‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪35 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫تكرار التجربة العراقية‪..‬‬

‫دعوة لفرض حظر جوي‬ ‫لحماية كورد سوريا‬

‫وذك ــر التقري ــر األمريك ــي‪ ،‬ال ــذي ترجمت ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إن الرئي ــس األميركــي األس ــبق ج ــورج‬ ‫ب ــوش األب‪ ،‬كان يش ــبه العدي ــد م ــن الرؤس ــاء‬ ‫األميركيي ــن ف ــي الس ــنوات األخي ــرة‪ ،‬م ــن خ ــال‬ ‫إط ــاق الوع ــود والخطاب ــات م ــن دون التفكي ــر‬ ‫كثيـ ًرا فــي تأثيــر كلماتــه هــذه‪ ،‬مشــي ًرا إلــى أن ذلــك‬ ‫ينطب ــق عل ــى دع ــوة ب ــوش األب‪ ،‬ف ــي ‪ 15‬ش ــباط‪/‬‬ ‫فبراي ــر ‪ ،1991‬الش ــعب العراق ــي‪ ،‬بع ــد تحري ــر‬ ‫الكوي ــت‪ ،‬إل ــى «أخ ــذ األم ــور بأيديه ــم وإجب ــار‬ ‫ص ــدام حس ــين الدكتات ــور عل ــى التنح ــي»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى أن الكــورد والشــيعة أنصتــوا‬ ‫إلــى نــداء بــوش هــذا‪ ،‬وفــي ‪ 4‬آذار‪ /‬مــارس ‪،1991‬‬ ‫انتف ــض الك ــورد ض ــد طغي ــان ص ــدام‪ ،‬ث ــم ف ــي‬ ‫غضــون ‪ 15‬يومـ ًـا‪ ،‬ســيطرت قــوات البيشــمركة‬ ‫عل ــى امل ــدن والبل ــدات الرئيس ــية ف ــي إقلي ــم‬ ‫كوردس ــتان‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر أنــه بينمــا شــجع بــوش العراقييــن‬ ‫علــى املطالبــة بحريتهــم‪ ،‬فإنــه كان يســعى أيضـ ًـا‬ ‫إل ــى التعجي ــل بخ ــروج الوالي ــات املتح ــدة م ــن‬ ‫الع ـراق‪ ،‬ف ــي حي ــن كان البع ــض داخ ــل وزارة‬ ‫خارجيت ــه يحاول ــون االس ـراع بع ــودة األم ــور‬ ‫إل ــى طبيعته ــا‪ ،‬وله ــذا ف ــإن الق ــوات األميركي ــة‬ ‫أطلق ــت س ـراح أس ــرى الح ــرب م ــن جن ــود‬ ‫الح ــرس الجمه ــوري‪ ،‬وه ــو م ــا كان مناس ــبا‬ ‫بالنس ــبة لص ــدام حس ــين لك ــي يحش ــد قوت ــه‬ ‫به ــدف قم ــع التم ــردات الكوردي ــة والش ــيعية‪،‬‬ ‫حي ــث ب ــدأت الطواف ــات العس ــكرية بمهاجم ــة‬ ‫الق ــرى الكوردي ــة‪ ،‬فيم ــا كان الك ــورد يحتفظ ــون‬ ‫ف ــي ذاكرته ــم‪ ،‬األس ــلحة الكيمياوي ــة الت ــي‬ ‫اســتخدمها صــدام ســابقا‪ ،‬ولهــذا بــدأوا بالنــزوح‬ ‫عب ــر مم ـرات الجب ــال املغط ــاة بالثل ــوج لعب ــور‬ ‫الح ــدود إل ــى تركي ــا‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر إل ــى أن آخ ــر م ــا كان ــت تري ــده‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫دعا معهد «منتدى الشرق األوسط»‬ ‫األميركي‪ ،‬الواليات املتحدة إلى املسارعة‬ ‫بفرض حظرجوي لحماية الكورد في‬ ‫الشمال السوري‪ ،‬أسوة بما جرى خالل‬ ‫تسعينيات القرن املا�ضي عندما جرى‬ ‫فرض مثل هذا اإلجراء لحماية الكورد في‬ ‫شمال العراق والشيعة في الجنوب‪.‬‬

‫الحكوم ــة التركي ــة ه ــو املزي ــد م ــن الك ــورد داخ ــل‬ ‫تركيــا‪ ،‬لــذا اقتــرح الرئيــس التر ـكـي وقتهــا طورغــوت‬ ‫أوزال‪ ،‬فك ــرة إنش ــاء «م ــاذ آم ــن» ف ــي ش ــمال‬ ‫الع ـراق‪ ،‬ف ــي حي ــن ق ــام مجل ــس األم ــن الدول ــي‬ ‫بتمري ــر القراري ــن رق ــم ‪ 678‬و‪ ،688‬م ــا أم ــن‬ ‫األس ــاس القانون ــي له ــذه الفك ــرة‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر ان الرئي ــس أوزال س ــمح‬ ‫للمقات ــات الجوي ــة األميركي ــة والبريطاني ــة‬ ‫والفرنس ــية باس ــتخدام القواع ــد الجوي ــة‬ ‫التركيــة للقيــام بدوريــات فــرض «منطقــة حظــر‬ ‫الطي ـران» فــي املجــال الجــوي العراقــي فــوق خــط‬ ‫العــرض ‪ ،36‬باإلضافــة إلــى مســاحة آمنــة وفرتهــا‬ ‫القــوات األميركيــة حــول مدينــة زاخــو الكورديــة‪،‬‬ ‫والت ــي وصل ــت مس ــاحتها إل ــى م ــا يع ــادل تقريب ـ ًـا‬ ‫مس ــاحة والي ــة نيوهامبش ــاير األميركي ــة‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر أن «التاري ــخ يتناغ ــم‪ ،‬حت ــى‬ ‫وأن ل ــم يتك ــرر»‪ ،‬موضح ـ ًـا أن الرئي ــس الحال ــي‬ ‫ج ــو باي ــدن‪ ،‬مث ــل ب ــوش األب‪ ،‬ق ــد يق ــوم أيض ـ ًـا‬ ‫بتش ــجيع تم ــردات ل ــم يك ــن يعت ــزم أن يدعمه ــا‪،‬‬ ‫بينم ــا تب ــدو وزارة الخارجي ــة مس ــتعدة لإلس ـراع‬ ‫باملصالح ــة‪ ،‬مضيف ــا أن ق ـرار إدارة باي ــدن‬ ‫بشــطب املكافــأة عــن أحمــد الشــرع (أبــو محمــد‬ ‫الجوالنــي) يجعــل مــن هــذا الرجــل وكأنــه طبيعــي‬ ‫عل ــى الرغ ــم م ــن أن ــه ه ــو والحكوم ــة الحالي ــة ف ــي‬ ‫تركي ــا يعلن ــون ع ــن اله ــدف املتمث ــل ف ــي القض ــاء‬ ‫عل ــى الحك ــم الذات ــي الك ــوردي ف ــي ش ــمال ش ــرق‬ ‫س ــوريا‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر أن ع ــرض هيئ ــة تحري ــر الش ــام‬ ‫بتول ــي مه ــام الحراس ــة ف ــي معس ــكر س ــجن‬ ‫الهــول‪ ،‬حيــث يوجــد اآلالف مــن مقاتلــي تنظيــم‬ ‫داع ــش وأس ــرهم تح ــت الحراس ــة‪ ،‬يمث ــل أم ـ ًرا‬ ‫مثي ـرا للس ــخرية‪ ،‬وه ــو يش ــبه الس ــماح ملش ــعل‬ ‫الحرائ ــق بحراس ــة مس ــتودع البنزي ــن ومصن ــع‬

‫ع ــود الثق ــاب‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن الوض ــع ق ــد يك ــون‬ ‫أس ــوأ م ــن ذل ــك‪ ،‬إذ يوج ــد احتم ــال بانتش ــار‬ ‫اآلالف مــن مقاتلــي داعــش ليــس فقــط فــي كافــة‬ ‫أنحــاء ســوريا والشــرق االوســط‪ ،‬وإنمــا أيضـ ًـا فــي‬ ‫أوروبــا‪ ،‬فــي ظــل محــاوالت الرئيــس التر ـكـي رجــب‬ ‫طي ــب أردوغ ــان‪ ،‬إل ــى ابت ـزاز الزعم ــاء األوروبيي ــن‬ ‫وحل ــف «النات ــو» مقاب ــل تعه ــدات بع ــدم فت ــح‬

‫ب ــاب الهج ــرة غي ــر الش ــرعية‪.‬‬ ‫واعتب ــر التقري ــر أن «أردوغ ــان لي ــس‬ ‫مث ــل أوزال‪ ،‬حي ــث إن ــه ي ــرى أن الغ ــرب‬ ‫ضعي ــف‪ ،‬وبينم ــا ح ــاول أوزال قب ــول الك ــورد‬ ‫واإلس ــاميين ف ــي تركي ــا‪ ،‬ف ــإن أردوغ ــان ينظ ــر‬ ‫إل ــى العال ــم باعتب ــاره لعب ــة محصلته ــا صف ــر‪،‬‬ ‫وأنــه أمــام مهمــة موكولــة إليــه مــن هللا وتتمثــل‬ ‫بالقضــاء علــى الكــورد بشــكل تــام مثلمــا فعــل‬ ‫العثماني ــون م ــن قبل ــه‪ ،‬وال ــذي يقت ــدي به ــم‪،‬‬ ‫بح ــق األرم ــن»‪.‬‬ ‫وأضــاف التقريــر أنــه علــى النقيــض مــن العــام‬ ‫‪ ،1991‬فإنــه ليــس لــدى كــورد ســوريا أي مــكان‬ ‫يذهب ــون إلي ــه‪ ،‬فف ــي تركي ــا كأنه ــم يحف ــرون‬ ‫قبورهــم بأيديهــم‪ ،‬وإقليــم كوردســتان ليســت‬ ‫خي ــا ًرا أيض ـ ًـا‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن أي تح ــرك تركــي‬ ‫نحــو روج آفــا‪ ،‬مــن شــأنه أن يلطــخ إرث بايــدن‬ ‫ويضم ــن الفش ــل ف ــي تحقي ــق أه ــداف إدارة‬ ‫ترام ــب ف ــي توس ــيع «اتفاقي ــات إبراهي ــم»‪،‬‬ ‫وإنه ــاء اإلره ــاب‪ ،‬وحماي ــة أم ــن إس ـرائيل‪.‬‬ ‫ورأى التقريــر أن «الوقــت قــد حــان مــن أجــل‬

‫االس ــتعارة م ــن كت ــاب أوزال‪ ،‬وإنش ــاء منطق ــة‬ ‫حظــر جــوي ومــاذ آمــن يمتــد مــن عفريــن إلــى‬ ‫س ــيمالكا وم ــن القامش ــلي إل ــى دي ــر ال ــزور»‪،‬‬ ‫مضيف ــا أن تركي ــا ل ــن تتع ــاون‪ ،‬وأردوغ ــان ل ــن‬ ‫يستســلم‪ ،‬إال أن واشــنطن ليســت بحاجة إلى‬ ‫القواع ــد الجوي ــة التركي ــة‪ ،‬وال اذن أردوغ ــان‪.‬‬ ‫وأش ــار ف ــي الوق ــت نفس ــه‪ ،‬إل ــى أن ال ــوكالء‬ ‫الســوريين ألردوغــان ســيرحبون بفكــرة أال يتــم‬ ‫دفعه ــم إل ــى االنخ ـراط ف ــي ص ـراع مدم ــر م ــع‬ ‫الكــورد فيمــا لــم تتقبــل الجماعــات األخــرى فــي‬ ‫جن ــوب س ــوريا س ــيطرة هيئ ــة تحري ــر الش ــام‬ ‫حت ــى اآلن‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر قائ ــا إن الجي ــش األميركــي‬ ‫بمق ــدوره توفي ــر امل ــاذ اآلم ــن ع ــن طري ــق الب ــر‬ ‫م ــن األردن‪ ،‬ألن معظ ــم املنطق ــة الصحراوي ــة‬ ‫الواقعــة بيــن البلديــن محــدودة الســكان ومــن‬ ‫الس ــهل تأمينه ــا‪ ،‬بينم ــا س ــيكون م ــن مصلح ــة‬ ‫األردن من ــع قي ــام نظ ــام إس ــامي‪ ،‬مع ــاد‬ ‫للحك ــم الهاش ــمي ومؤي ــد لحم ــاس مث ــل هيئ ــة‬ ‫تحريــر الشــام‪ ،‬مــن التقــدم إلــى حــدود األردن‪.‬‬

‫وأض ــاف أن بإم ــكان إس ـرائيل أن تبره ــن‬ ‫عل ــى ص ــدق خطابه ــا بالس ــماح باس ــتخدام‬ ‫قواعدهــا الجويــة وربمــا حتــى طياريهــا‪ ،‬فــي حيــن‬ ‫أن بمقــدور اململكــة الســعودية‪ ،‬التــي أقامــت‬ ‫عالقــات هادئــة مــع الكــورد الســوريين‪ ،‬بســبب‬ ‫مخ ــاوف اململك ــة م ــن توس ــعية أردوغ ــان‬ ‫وعدوان ــه األيديولوج ــي‪ ،‬املش ــاركة م ــن خ ــال‬ ‫قواعده ــا الجوي ــة‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن بإم ــكان‬ ‫الق ــوى األوروبي ــة أن تفع ــل ذل ــك أيض ـ ًـا‪.‬‬ ‫وخت ــم التقري ــر األميركــي بالق ــول إن ــه «يج ــب‬ ‫أال يك ــون هن ــاك أي تأخي ــر»‪ ،‬مضيف ــا أن ــه‬ ‫ـواء كان مســاعد مجلــس األمــن القومــي فــي‬ ‫سـ ً‬ ‫عه ــد باي ــدن بري ــت ماكغ ــورك‪ ،‬أو مس ــاعدة‬ ‫وزي ــر الخارجي ــة بارب ـرا لي ــف‪ ،‬أو عل ــى األرج ــح‬ ‫أعض ــاء فري ــق ترام ــب جوي ــل رايب ــورن أو‬ ‫مورغ ــان اورتاغ ــوس‪ ،‬ف ــإن الوق ــت ق ــد ح ــان‬ ‫إلقام ــة منطق ــة حظ ــر ج ــوي وإب ــاغ تركي ــا‬ ‫«كفــى» لحركتهــا التوســعية والتطهيــر ودعمهــا‬ ‫ملتطرفي ــن إس ــاميين‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬

‫جرى منذ وقت مبكر‪ ،‬افراغ‬ ‫بنايات كثير من المدارس‬ ‫وجرى نقل تالميذها الى‬ ‫مدارس كرفانية‪ ،‬بذريعة‬ ‫ترميم البنايات القديمة‬

‫معاناة المدارس‬ ‫من نقص المعلمين‬ ‫المؤهلين‪ ،‬فيؤثر على‬ ‫جودة التدريس‪ ،‬وتعد‬ ‫المناهج الدراسية في‬ ‫بعض األحيان غير‬ ‫متوافقة مع متطلبات‬ ‫العصر‬


‫‪36‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪37 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫تجربة فريدة انطلقت من كركوك‪..‬‬

‫قهوة نواة التمر بنكهة‬ ‫الهوية العراقية‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫سلطت صحيفة «ناشيونال» الصادرة‬ ‫باإلنكليزية الضوء على تجربة عر اقية فريدة من‬ ‫نوعها‪ ،‬حيث يتم إنتاج القهوة من نواة التمر‬ ‫حيث يتم تحويل هذ البذوراملهملة إلى مشروب‬ ‫غني يثيرشهية املستهلكين ويحد من الهدربقايا‬ ‫التمر‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر ال ــذي ترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫رج ــل األعم ــال العراق ــي جاب ــر عب ــد العزي ــز حس ــين‬ ‫فتــح آفاقـ ًـا جديــدة فــي الع ـراق الــذي يشــتهر بتمــوره‬ ‫الحلــوة واللذيــذة‪ ،‬حيــث أطلــق إنتــاج أول قهــوة مــن‬ ‫ن ــوى التم ــر محلي ــة الصن ــع‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن حس ــين ال ــذي يعي ــش ف ــي مدين ــة‬ ‫كرك ــوك قول ــه‪ ،‬إن ــه بالع ــادة يت ــم التخل ــص م ــن‬ ‫كمي ــات كبي ــرة م ــن ب ــذور التم ــر «عل ــى الرغ ــم م ــن‬ ‫أنه ــا تحت ــوي عل ــى الكثي ــر م ــن اإلمكان ــات»‪ ،‬مش ــي ًرا‬ ‫إلــى أن «التمــور تمثــل الهويــة العراقيــة‪ ،‬ولهــذا أردت‬ ‫ـدا‬ ‫ـيئا جدي ـ ً‬ ‫ـيئا يك ــرم تراثن ــا ويق ــدم ش ـ ً‬ ‫أن أصن ــع ش ـ ً‬ ‫تمام ـ ًـا»‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن األم ــر ب ــدأ ف ــي الع ــام ‪2018‬‬ ‫عندم ــا كان حس ــين طالب ـ ًـا عل ــى وش ــك التخ ــرج م ــن‬ ‫كلي ــة العل ــوم الغذائي ــة ف ــي محافظ ــة باب ــل‪ ،‬واخت ــار‬ ‫أن يس ــتند بحث ــه الجامع ــي عل ــى الس ــؤال‪« :‬م ــاذا ل ــو‬ ‫كان ــت ن ــواة التم ــر املتواضع ــة‪ ،‬الت ــي يت ــم التخل ــص‬ ‫منه ــا باألطن ــان‪ ،‬ق ــادرة عل ــى أن تتح ــول إل ــى �ش ــيء‬ ‫اس ــتثنائي»‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن حســين (‪ 28‬عامـ ًـا) قولــه إنــه علــى‬ ‫الرغ ــم م ــن أن ــه كان عل ــى معرف ــة ف ــي ذل ــك الوق ــت‬ ‫بعملي ــة صن ــع قه ــوة ن ــواة التم ــر‪ ،‬إال أن ــه كان م ــا‬ ‫ي ـزال بحاج ــة إل ــى إيج ــاد الخلط ــة الصحيح ــة م ــن‬ ‫األعشــاب والتوابــل لخلــق نكهــة خاصــة تلبــي أذواق‬ ‫املس ــتهلكين‪.‬‬ ‫وبحس ــب حس ــين «فق ــد درس ــنا تج ــارب جامع ــات‬ ‫أجنبي ــة وعربي ــة ف ــي اإلم ــارات والس ــعودية واألردن‬ ‫ألنه ــا متقدم ــة بالفع ــل ف ــي ه ــذا املج ــال ولديه ــا‬ ‫منتج ــات مختلف ــة‪ ،‬وله ــذا قررن ــا أن يك ــون لدين ــا‬

‫منتجن ــا الخ ــاص»‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر إل ــى أن حس ــين توص ــل إل ــى إنت ــاج‬ ‫وصفت ــه الخاص ــة بع ــد أش ــهر م ــن التج ــارب وب ــدأ‬ ‫اإلنت ــاج التج ــاري ف ــي منتص ــف الع ــام ‪ ،2019‬الفت ـ ًـا‬ ‫إل ــى أن املبيع ــات الت ــي كان ــت ف ــي بداي ــة األم ــر بطيئ ــة‬ ‫تزايــدت مــع مــرور الســنوات‪ ،‬وخصوصـ ًـا فــي الشــهور‬ ‫األخي ــرة بع ــد إط ــاق حمل ــة تس ــويقية عل ــى وس ــائل‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن الع ـراق كان بي ــن‬ ‫الخمس ــينيات والس ــبعينيات م ــن الق ــرن املا�ض ــي‪،‬‬ ‫أكب ــر منت ــج للتم ــور ف ــي العال ــم‪ ،‬حي ــث كان إنتاج ــه‬ ‫ـنويا‪ ،‬وكان البلــد يضــم نحــو ‪32‬‬ ‫نحــو مليــون طــن سـ ً‬ ‫مليــون نخلــة‪ ،‬غيــر أن هــذا الرقــم بــدأ يتضــاءل بعــد‬ ‫ان ــدالع الح ــرب العراقي ــة اإليراني ــة ف ــي ثمانيني ــات‬ ‫القــرن املا�ضــي‪ ،‬والتــي اعقبتهــا حــرب الخليــج األولــى‬ ‫ف ــي الفت ــرة ‪ ،1991-1990‬وم ــا تاله ــا م ــن عقوب ــات‬ ‫اقتصادي ــة فرضته ــا األم ــم املتح ــدة‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر قائ ـ ًـا إن ــه م ــع حل ــول الع ــام ‪،2003‬‬ ‫تراجــع عــدد النخيــل إلــى تســعة مالييــن نخلــة فقــط‪،‬‬ ‫وانخف ــض إنت ــاج التم ــور إل ــى نح ــو ‪ 200‬أل ــف ط ــن‬ ‫ـنويا‪ ،‬بحس ــب م ــا تظه ــره أرق ــام وزارة الزراع ــة‪.‬‬ ‫سـ ً‬ ‫وأض ــاف أن ــه بع ــد ذل ــك بعامي ــن‪ ،‬ش ــكلت الحكوم ــة‬ ‫الهيئ ــة العام ــة للنخي ــل الت ــي أمن ــت األس ــمدة‬ ‫واملبي ــدات املدعوم ــة للمزارعي ــن‪ ،‬وقدم ــت قروض ـ ًـا‬

‫لتوس ــيع‬ ‫ميس ــرة‬ ‫بس ــاتينهم‪ ،‬باإلضاف ــة‬ ‫إل ــى تقدي ــم تس ــهيالت‬ ‫للمصدري ــن‪ ،‬متابع ـ ًـا‬ ‫الق ــول إن ــه من ــذ ذل ــك‬ ‫تصاع ــد‬ ‫الوق ــت‪،‬‬ ‫األم ــل بإحي ــاء صناع ــة‬ ‫النخي ــل املتض ــررة‬ ‫م ــن عق ــود م ــن‬ ‫الح ــرب وس ــوء اإلدارة‬ ‫واإلهم ــال‪ ،‬وص ــار‬ ‫الع ـراق يمتل ــك حالي ـ ًـا‬ ‫نحــو ‪ 22‬مليــون شــجرة نخيــل‪ ،‬بينمــا أنتجــت البــاد‬ ‫أكثــر مــن ‪ 700‬ألــف طــن مــن التمــور العــام املا�ضــي‪،‬‬ ‫ت ــم تصدي ــر نح ــو ‪ 650‬أل ــف ط ــن منه ــا‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر إل ــى أن ه ــذا االزده ــار‪ ،‬ش ــجع‬ ‫املســتثمرين علــى ضــخ األمــوال فــي مـزارع أكبــر‪ ،‬ووفــر‬ ‫الفرصــة لقيــام مشــاريع مرتبطــة بهــا بالنســبة لــرواد‬ ‫األعم ــال الش ــباب مث ــل حس ــين‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى أنــه ال يتــم اســتخدام ســوى جــزء‬ ‫صغي ــر فق ــط م ــن ب ــذور التم ــر املتبقي ــة م ــن إنت ــاج‬ ‫التم ــر أو ش ـراب التم ــر‪ ،‬أم ــا كعل ــف للحيوان ــات‬ ‫والدواج ــن أو كس ــماد‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن قه ــوة ن ــواة التم ــر تتمت ــع‬

‫بش ــعبية كبي ــرة ف ــي العدي ــد م ــن ال ــدول بس ــبب‬ ‫مذاقهــا الخــاص وكبديــل خالــي مــن الكافييــن للقهــوة‬ ‫التقليدي ــة املليئ ــة بمض ــادات األكس ــدة‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن حس ــين قول ــه إن ه ــذه القه ــوة‬ ‫توف ــر أيض ـ ًـا العدي ــد م ــن الفوائ ــد الصحي ــة‬ ‫املحتملــة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك خفــض ضغــط الــدم ودرجــة‬ ‫ح ـرارة الجس ــم‪ ،‬كم ــا يس ــتخدم كغ ــذاء طب ــي للرب ــو‬ ‫القصبــي والســعال وح�صــى الكلــى وضعــف الذاكــرة‬ ‫بس ــبب ارتف ــاع األحم ــاض األميني ــة فيه ــا‪ ،‬وذل ــك إل ــى‬ ‫جانــب املســاعدة علــى خفــض مســتويات الســكر فــي‬ ‫ال ــدم ل ــدى مر�ض ــى الس ــكري‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فــإن حســين يحصــل علــى بــذوره‬ ‫م ــن معام ــل التم ــور ف ــي محافظ ــة كرك ــوك حي ــث‬

‫يتمرك ــز إنتاج ــه‪ ،‬بينم ــا تب ــدأ عملي ــة التصني ــع‬ ‫بغســل البــذور بشــكل جيــد‪ ،‬ثــم تحميصهــا وطحنهــا‬ ‫قب ــل إضاف ــة األعش ــاب والتواب ــل الطبيعي ــة‬ ‫للحصــول علــى نكهتهــا الفريــدة‪ ،‬حيــث صــار اإلنتــاج‬ ‫ـهريا‪ ،‬فــي‬ ‫يبلــغ حاليـ ًـا مــا بيــن ســتة وســبعة أطنــان شـ ً‬ ‫حي ــن ص ــار لش ــركته ‪ 150‬أل ــف زب ــون ملت ــزم عمي ــل‬ ‫ـهريا‪.‬‬ ‫مخل ــص‪ ،‬بينم ــا يت ــم تلق ــي آالف الطلب ــات ش ـ ً‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن حس ــين قول ــه إن القه ــوة‬ ‫املصنوع ــة م ــن ن ــوى التم ــر بالنس ــبة إلي ــه تمث ــل م ــا‬ ‫ه ــو أكث ــر م ــن مج ــرد عم ــل تج ــاري‪ ،‬حي ــث أنه ــا رم ـ ًزا‬ ‫لصم ــود الع ـراق وهويت ــه‪ ،‬موضح ـ ًـا أن «األه ــم ه ــو‬ ‫أنن ــي أري ــد أن يش ــعر العراقي ــون بالفخ ــر والثق ــة‬ ‫باملنت ــج الوطن ــي وبالهوي ــة العراقي ــة الت ــي نقدمه ــا ف ــي‬

‫منتجاتن ــا»‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن الس ــيدة العراقي ــة أم ــل الن ــور‬ ‫الت ــي تعتب ــر م ــن الزبائ ــن امللتزمي ــن به ــذه القه ــوة ف ــي‬ ‫مدين ــة البص ــرة‪ ،‬حديثه ــا بح ــزن بعدم ــا خس ــرت‬ ‫البص ــرة ماليي ــن أش ــجار النخي ــل خ ــال الح ــرب‬ ‫العراقي ــة اإليراني ــة‪ ،‬والحق ـ ًـا بس ــبب ش ــح املي ــاه‬ ‫والتغيي ــر املناخ ــي‪.‬‬ ‫وقال ــت الن ــور إن «أش ــجار النخي ــل كان ــت ف ــي كل‬ ‫رك ــن م ــن أركان البص ــرة‪ ،‬لكنن ــا خس ــرناها وفقدن ــا‬ ‫تراثن ــا معه ــا‪ ،‬ه ــذا يؤملن ــا»‪ ،‬مضيف ــة «ه ــذه القه ــوة‬ ‫خط ــوة جي ــدة للحف ــاظ عل ــى الت ـراث وتعزي ــز الهوي ــة‬ ‫الوطني ــة»‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬


‫‪38‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪39 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫الهبة الديموغرافية ‪..‬‬

‫هل سنحصد ثمارها أم‬ ‫سنغرق في البطالة؟‬

‫في اعالنه عن النتائج االولية‬ ‫للتعداد العام للسكان ذكرالسيد‬ ‫رئيس الوزراء ان (النتائج تكشف‬ ‫عن دخول العراق مرحلة الهبة‬ ‫الديموغر افية بوصول نسبة‬ ‫السكان في سن العمل الى ‪.)60%‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬محمد الربيعي‪:‬‬ ‫م ــا ال ــذي تخبئ ــه لن ــا ه ــذه النتيج ــة؟ ه ــل س ــتكون‬ ‫نقطــة تحــول نحــو مســتقبل مزدهــر‪ ،‬ام انهــا ســتزيد‬ ‫م ــن تعقي ــد املش ــاكل الت ــي يواجهه ــا الع ـراق؟‬ ‫الهبــة الديموغرافيــة هــي فتــرة زمنيــة يمــر بهــا مجتمــع‬ ‫مــا‪ ،‬تتميــز بارتفــاع حــاد فــي نســبة الســكان القادريــن‬ ‫عل ــى العم ــل مقارن ــة بنس ــبة االطف ــال واملس ــنين‪.‬‬ ‫تعتبــر هــذه الفتــرة فرصــة ذهبيــة للنمــو االقتصــادي‬ ‫واالجتماعــي‪ ،‬وذلــك لزيــادة القــوى العاملــة املتاحــة‬ ‫لالنت ــاج‪ ،‬وانخف ــاض االعتم ــاد عل ــى املعالي ــن‪ ،‬مم ــا‬ ‫يزي ــد م ــن امل ــوارد املتاح ــة لالس ــتثمار والتنمي ــة‪.‬‬ ‫ويحمــل بلــوغ ‪ 60%‬مــن اف ـراد املجتمــع ســن العمــل‬ ‫اهمي ــة بالغ ــة للتنمي ــة االقتصادي ــة واالجتماعي ــة‪.‬‬ ‫فزيــادة عــدد االفـراد القادريــن علــى العمــل واالنتــاج‬ ‫تدف ــع عجل ــة االقتص ــاد ال ــى االم ــام م ــن خ ــال رف ــع‬ ‫االنتاجي ــة‪ .‬كم ــا ان ارتف ــاع الدخ ــول النات ــج ع ــن‬ ‫زيــادة القــوى العاملــة يزيــد مــن الطلــب علــى الســلع‬ ‫والخدم ــات‪ ،‬مم ــا يخل ــق فرص ــا اكب ــر لالس ــتثمار‪.‬‬ ‫باالضافــة الــى ذلــك‪ ،‬تمثــل هــذه الفتــرة فرصــة ذهبيــة‬ ‫لتحقيــق اهــداف التنميــة املســتدامة‪ ،‬حيــث يمكــن‬ ‫اســتغالل الطاقــة االنتاجيــة املتزايــدة للقضــاء علــى‬ ‫الفق ــر وتحس ــين مس ــتوى التعلي ــم والصح ــة‪.‬‬ ‫لك ــن م ــاذا يعن ــي ذل ــك للع ـراق؟ ه ــل ه ــذه الزي ــادة‬ ‫الس ــكانية ف ــي س ــن العم ــل نعم ــة ام نقم ــة؟ تحم ــل‬ ‫الهب ــة الديموغرافي ــة للع ـراق تحدي ــات جس ــام‬ ‫وفرص ــا ضائع ــة‪ ،‬فبينم ــا يمث ــل تدف ــق الش ــباب ال ــى‬ ‫ســوق العمــل قــوة عاملــة ضخمــة فــي دول الرفاهيــة‪،‬‬

‫اال ان ــه ف ــي الع ـراق بغي ــاب التخطي ــط االس ــتراتيجي‬ ‫والف ــرص الحقيقي ــة وانتش ــار الفس ــاد يحول ــه ال ــى‬ ‫قنبلــة موقوتــة‪ .‬فبــدال مــن ان يكونــوا محــركا للنمــو‬ ‫االقتص ــادي‪ ،‬يصبح ــون عبئ ــا عل ــى الدول ــة اذا ل ــم‬ ‫يت ــم توفي ــر ف ــرص عم ــل حقيقي ــة تالئ ــم قدراته ــم‪.‬‬ ‫فه ــل سيس ــتغل الع ـراق ه ــذه الفرص ــة التاريخي ــة‬ ‫لبن ــاء اقتص ــاد مزده ــر‪ ،‬ام س ــيدخل ف ــي دوام ــة م ــن‬ ‫البطال ــة والفق ــر واس ــتمرار االزم ــات االقتصادي ــة؟‬ ‫االجابــة تكمــن فــي مــدى قــدرة الحكومــة علــى توفيــر‬ ‫البني ــة التحتي ــة الالزم ــة‪ ،‬واالس ــتثمار ف ــي التعلي ــم‬ ‫والتدري ــب للش ــباب والق ــوى العامل ــة‪ ،‬وخل ــق بيئ ــة‬ ‫جاذب ــة لالس ــتثمار‪ .‬ف ــاذا اس ــتمرت الدول ــة ف ــي‬ ‫االعتم ــاد عل ــى الوظائ ــف الحكومي ــة كح ــل وحي ــد‪،‬‬ ‫ف ــان الهب ــة الديموغرافي ــة ل ــن ت ــؤدي اال ال ــى تفاق ــم‬ ‫املش ــكالت االقتصادي ــة وزي ــادة االعتم ــاد عل ــى‬ ‫الدول ــة وتأجي ــج الس ــخط االجتماع ــي‪.‬‬ ‫ان الع ـراق الي ــوم يق ــف عن ــد مفت ــرق ط ــرق‪ ،‬ام ــا ان‬ ‫يس ــتثمر ف ــي ش ــبابه ويحوله ــم ال ــى ق ــوة انتاجي ــة‪ ،‬او‬ ‫ان يدفعه ــم ال ــى الهام ــش ويضي ــع طاقاته ــم‪ .‬وام ــا‬ ‫ان يت ــم القض ــاء عل ــى الفس ــاد واملفس ــدين‪ ،‬او‬ ‫تظــل الهبــة الديموغرافيــة فرصــة ضائعــة الخيــار‪،‬‬ ‫يع ــود ذل ــك ال ــى صن ــاع الق ـرار‪ ،‬فه ــل س ــيختارون‬ ‫بن ــاء مس ــتقبل مش ــرق لش ــعبهم‪ ،‬ام س ــيتركونهم‬ ‫يعان ــون م ــن الخدم ــات الس ــيئة والبني ــة التحتي ــة‬ ‫املتردي ــة‪ ،‬وتس ــتمر الب ــاد ف ــي التده ــور االقتص ــادي‬ ‫واالجتما ع ــي؟‬


‫‪40‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪41 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫رحيل شباب المحافظات الى بغداد‬

‫بين فرص العمل وقرار البقاء‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫برزت منذ عام ‪2003‬‬ ‫و انتهاء دورالعقوبات‬ ‫التي كانت مفروضة على‬ ‫العراق بسبب أزمة عام‬ ‫‪ 1990‬ظاهرة انتقال‬ ‫شباب املحافظات الى‬ ‫العاصمة بغداد ألغراض‬ ‫العمل او حتى البحث عن‬ ‫السكن واالستقرارفيها‪.‬‬

‫ففيم ــا يتعل ــق بالعم ــل توزع ــت أب ــرز املناط ــق الت ــي‬ ‫يقصده ــا ش ــباب املحافظ ــات ف ــي مرك ــز بغ ــداد‪ ،‬اذ‬ ‫يتواج ــدون فيه ــا له ــذا الغ ــرض‪ ،‬حي ــث تترك ــز فيه ــا‬ ‫أغلــب فــرص العمــل وهــي فــي العــادة تضــم املناطــق‬ ‫التجاريــة واألســواق وتقــع بقربهــا ايضــا املؤسســات‬ ‫الحكومي ــة ومق ــار الش ــركات الكب ــرى‪.‬‬ ‫فف ــي منطق ــة الرصاف ــة يب ــرز ش ــارعا الرش ــيد‬ ‫والجمهوريــة وامتداداتهمــا‪ ،‬اذ يعــدان قلــب بغــداد‬ ‫التج ــاري‪ ،‬ويضم ــان كثي ـرا م ــن املح ــال التجاري ــة‬ ‫واملقاه ــي واملطاع ــم فض ــا ع ــن اس ــواق معروف ــة‬ ‫منه ــا الش ــورجة والغ ــزل والس ــوق العرب ــي‪ ،‬وش ــارع‬ ‫فلس ــطين كموق ــع للبس ــطات والباع ــة الجوالي ــن‪،‬‬ ‫وغيرهــا مــن االماكــن التجاريــة الشــهيرة؛ كمــا يشــمل‬ ‫ذلــك ســاحة الطيـران ب ـ «مصطــر» العمــال املعــروف‬ ‫وس ــاحة التحري ــر وش ــارع الس ــعدون ال ــذي يض ــم‬ ‫عدي ــد األس ــواق والدوائ ــر الحكومي ــة‪ ،‬وكذل ــك ح ــي‬ ‫البتاوييــن الــذي تتوفــر فيــه فنــادق بأســعار زهيــدة‬ ‫لس ــكن الوافدي ــن م ــن املحافظ ــات‪.‬‬ ‫وف ــي مناط ــق الك ــرخ يذه ــب ش ــبان املحافظ ــات‬

‫للعم ــل ف ــي احي ــاء العطيفي ــة واملنص ــور الل ــذان‬ ‫يضم ــان عدي ــد ال ــوزارات واملؤسس ــات الحكومي ــة‬ ‫وف ــي ح ــي األعظمي ــة كمنطق ــة تجاري ــة وس ــكنية‬ ‫واع ــدة‪ ،‬وتض ــم عدي ــد األس ــواق واملطاع ــم‪ ،‬وف ــي‬ ‫الك ـرادة الت ــي تحت ــوي املراك ــز التجاري ــة واملطاع ــم‬ ‫والفن ــادق‪.‬‬ ‫وم ــن العوام ــل الت ــي تج ــذب الش ــباب ال ــى تل ــك‬ ‫املناطــق‪ ،‬وكثيــر منهــم جــاءوا مــن املحافظــات قربهــا‬ ‫م ــن مراك ــز العم ــل‪ ،‬اذ تك ــون ه ــذه املناط ــق قريب ــة‬ ‫م ــن املؤسس ــات والش ــركات‪ ،‬مم ــا يس ــهل عل ــى‬ ‫الشــباب البحــث عــن العمــل والتنقــل‪ ،‬كمــا تتوفــر‬ ‫ف ــي ه ــذه املناط ــق ع ــدد م ــن الخدم ــات األساس ــية‬ ‫مثــل املواصــات واألســواق واملستشــفيات‪ ،‬وتتميــز‬ ‫ه ــذه املناط ــق بالحيوي ــة والنش ــاط‪ ،‬وتوف ــر فرص ــا‬ ‫للتواص ــل االجتماع ــي والترفي ــه‪ ،‬وهن ــاك تق ــع مق ــار‬ ‫بع ــض مواق ــع التوظي ــف الت ــي تع ــرض ف ــرص عم ــل‬ ‫ف ــي العاصم ــة‪.‬‬ ‫وق ــد اصبح ــت هج ــرة الش ــباب العراقيي ــن م ــن‬ ‫بحث ــا ع ــن ف ــرص‬ ‫املحافظ ــات إل ــى العاصم ــة بغ ــداد ً‬

‫عمــل ظاهــرة شــائعة‪ ،‬ويعــود ذلــك فضــا عــن تركــز‬ ‫الخدم ــات وتوف ــر الف ــرص الوظيفي ــة‪ ،‬وتواج ــد‬ ‫ال ــوزارات والدوائ ــر والش ــركات الكب ــرى واالس ــواق‬ ‫واملواق ــع التجاري ــة‪ ،‬ال ــى م ــا تش ــهده العاصم ــة‬ ‫م ــن نم ــو اقتص ــادي وحرك ــة بن ــاء أس ــرع م ــن‬ ‫املحافظــات‪ ،‬ممــا يجــذب مزيــدا مــن االســتثمارات‪،‬‬ ‫ويوف ــر مج ــاالت عم ــل جدي ــدة‪ ،‬وكذل ــك تتواج ــد‬ ‫كثيــر مــن الجامعــات والكليــات املعروفــة فضــا عــن‬ ‫تكاث ــر اع ــداد الجامع ــات االهلي ــة بص ــورة الفت ــة‪،‬‬ ‫ممــا يجــذب الطــاب مــن شــتى املحافظــات‪ ،‬ويدفــع‬ ‫كثي ـرا منه ــم حت ــى للتفكي ــر بالبق ــاء والعي ــش ف ــي‬ ‫العاصم ــة بع ــد التخ ــرج بحث ــا ع ــن عم ــل‪ ،‬النع ــدام‬ ‫او ش ــحة ف ــرص العم ــل ف ــي معظ ــم املحافظ ــات‪.‬‬ ‫وتوف ــر العاصم ــة حي ــاة أكث ــر راح ــة وخدم ــات‬ ‫أفض ــل‪ ،‬بحس ــب الش ــباب الوافدي ــن اليه ــا الذي ــن‬ ‫يقــول كثيــر منهــم أن بغــداد توفــر فرصـ ًـا اجتماعيــة‬ ‫وثقافي ــة أكب ــر م ــن املحافظ ــات‪ ،‬فض ــا ع ــن ف ــرص‬ ‫للتواص ــل والتفاع ــل م ــع أش ــخاص م ــن ش ــتى‬ ‫الخلفي ــات‪.‬‬ ‫وبرغ ــم تواج ــد ف ــرص العم ــل ف ــي بغ ــداد‪ ،‬إال أن‬ ‫مش ــكلة البطال ــة تظ ــل ايض ــا قائم ــة‪ ،‬بخاص ــة بي ــن‬ ‫الش ــباب الحاصلي ــن عل ــى ش ــهادات علي ــا‪ ،‬كم ــا ان‬ ‫تكالي ــف اإليج ــار واملواص ــات والغ ــذاء ف ــي بغ ــداد‬ ‫أعل ــى بكثي ــر م ــن املحافظ ــات‪ ،‬مم ــا يضط ــر الكثي ــر‬ ‫م ــن الش ــباب للعي ــش ف ــي ظ ــروف صعب ــة‪.‬‬ ‫وتعان ــي بغ ــداد م ــن مش ــكلة االزدح ــام الش ــديد‪،‬‬ ‫والضغ ــط النف�س ــي النات ــج ع ــن الحي ــاة ف ــي مدين ــة‬ ‫كبي ــرة‪.‬‬ ‫وفيمــا يتعلــق بالباحثيــن عــن عمــل فــي املؤسســات‬ ‫الحكومي ــة ف ــان انتش ــار الفس ــاد االداري ف ــي كثي ــر‬ ‫م ــن املؤسس ــات يجع ــل الحص ــول عل ــى وظيف ــة‬ ‫أم ـرا صعب ــا‪ ،‬ويؤث ــر عل ــى ف ــرص الترق ــي والتط ــور‬ ‫الوظيف ــي‪.‬‬ ‫وللح ــد م ــن ظاه ــرة انتق ــال الش ــباب ال ــى العاصم ــة‬ ‫بغ ــداد للعم ــل او البق ــاء فيه ــا يقت ــرح املتخصص ــون‬ ‫مجموع ــة م ــن االج ـراءات منه ــا وج ــوب العم ــل عل ــى‬ ‫توزيــع الخدمــات والفــرص الوظيفيــة بشــكل عــادل‬ ‫بي ــن املحافظ ــات‪ ،‬وتش ــجيع االس ــتثمار ف ــي املناط ــق‬ ‫النائي ــة‪.‬‬

‫ويمك ــن أن يس ــهم دع ــم املش ــاريع الصغي ــرة‬ ‫واملتوس ــطة ف ــي خل ــق ف ــرص عم ــل جدي ــدة ف ــي‬ ‫املحافظ ــات‪ ،‬وتقلي ــل الهج ــرة إل ــى بغ ــداد‪ ،‬والعم ــل‬ ‫عل ــى تحس ــين البني ــة التحتي ــة ف ــي املحافظ ــات‪،‬‬ ‫وتوفي ــر الخدم ــات األساس ــية للس ــكان؛ وان تعزي ــز‬ ‫الشــفافية فــي املؤسســات الحكوميــة أمــر ضــروري‬ ‫لجــذب االســتثمارات وخلــق فــرص عمــل حقيقيــة‪،‬‬ ‫بحس ــب املتخصصي ــن‪.‬‬ ‫كم ــا يش ــددون عل ــى ض ــرورة توفي ــر برام ــج تدريبي ــة‬ ‫متواصل ــة للش ــباب ف ــي املحافظ ــات لتمكينه ــم‬ ‫م ــن املنافس ــة ف ــي س ــوق العم ــل‪ ،‬وزي ــادة ف ــرص‬ ‫حصوله ــم عل ــى وظائ ــف مناس ــبة‪.‬‬ ‫وف ــي لق ــاءات لن ــا م ــع عاملي ــن ش ــباب ف ــي مكت ــب‬ ‫استنس ــاخ للوثائ ــق ام ــام بلدي ــة الك ــوت مرك ــز‬ ‫محافظ ــة واس ــط‪ ،‬وحي ــن عرف ــوا انن ــا م ــن بغ ــداد‪،‬‬ ‫كان اول س ــؤال لن ــا م ــن احده ــم ع ــن الوض ــع ف ــي‬ ‫العاصم ــة‪ ،‬معب ـرا ع ــن امنيت ــه ف ــي االنتق ــال اليه ــا‬ ‫والعم ــل فيه ــا متحدث ــا ع ــن العم ــل القلي ــل ف ــي‬ ‫الك ــوت واالج ــور‬

‫املتواضع ــة الت ــي يحص ــل عليه ــا؛ وع ــن مث ــل ذل ــك‬ ‫تح ــدث س ــائق تك�س ــي اقلن ــا ال ــى م ـرآب بغ ــداد‬ ‫بالقــول ان طلبيــات النقــل شــحيحة وتكــون بأجــرة‬ ‫قليل ــة وه ــو ال ي ــكاد يس ــد ق ــوت يوم ــه ش ــاكيا م ــن‬ ‫منافس ــة عج ــات «التكت ــك» ومعب ـرا ع ــن ضي ــق‬ ‫فس ــحة العي ــش ف ــي منطقت ــه‪ ،‬وامنيت ــه ان يج ــد‬ ‫ضالت ــه ف ــي العاصم ــة بغ ــداد‪ ،‬وق ــال‪ :‬صحي ــح‬ ‫انك ــم ربم ــا تحس ــدوننا عل ــى قل ــة زح ــام الس ــيارات‬ ‫ف ــي الش ــوارع مقارن ــة بازدحام ــات بغ ــداد اال انن ــا‬ ‫هن ــا ندب ــر معيش ــتنا بصعوب ــة‪ ،‬وتط ــرق ال ــى غي ــاب‬ ‫املنش ــآت الصناعي ــة الت ــي تش ــغل االي ــدي العاطل ــة‬ ‫وال ــى انحس ــار دور الزراع ــة برغ ــم ك ــون محافظ ــة‬ ‫واس ــط زراعي ــة باألس ــاس عل ــى ح ــد وصف ــه‪.‬‬ ‫ويوضــح عــدد مــن الشــبان العامليــن بعربــات الدفــع‬ ‫الخش ــبية ف ــي منطق ــة الش ــورجة والس ــنك انه ــم‬ ‫يأتــون مــع بدايــة كل اســبوع الــى بغــداد بعضهــم مــن‬ ‫الناصري ــة مرك ــز محافظ ــة ذي ق ــار‪ ،‬وآخ ــرون م ــن‬ ‫الديواني ــة والس ــماوة وق ــال احده ــم انه ــم يبيت ــون‬

‫ف ــي غ ــرف متواضع ــة ف ــي ش ــارع الجمهوري ــة قريب ــا‬ ‫م ــن موق ــع عمله ــم ف ــي الش ــورجة‪ ،‬كل مجموع ــة ف ــي‬ ‫غرف ــة واح ــدة ويخرج ــون م ــع الفج ــر للعم ــل بنق ــل‬ ‫البضائ ــع ال ــى مس ــافات قصي ــرة بوس ــاطة عرباته ــم‬ ‫الخش ــبية الت ــي يتركه ــا بعضه ــم ف ــي اللي ــل مربوط ــة‬ ‫ال ــى اعم ــدة الش ــارع الكهربائي ــة‪ ،‬وق ــال احده ــم‬ ‫ان اج ــرة نق ــل بضائ ــع صغي ــرة بوس ــاطة عربت ــه‬ ‫ال ــى مس ــافة قصي ــرة يأخ ــذ عنه ــا ‪ 3‬ـ ‪ 5‬االف مش ــيرا‬ ‫بالقــول ان تلــك الفرصــة ال تتوفــر لــه فــي منطقتــه‬ ‫ف ــي الديواني ــة بس ــبب املنافس ــة‪.‬‬ ‫ويق ــول بائ ــع للعصي ــر قريب ــا م ــن الس ــوق العرب ــي‬ ‫انــه يعمــل بخاصــة فــي فصــل الصيــف وفــي الشــتاء‬ ‫يحــول عملــه الــى بيــع «الكــرزات»‪ ،‬مبينــا‪ ،‬انــه يأتــي‬ ‫الــى بغــداد يــوم الســبت ويعــود الــى بيتــه فــي الســماوة‬ ‫فــي مســاء الخميــس بعــد ان يجمــع مبلغــا مــن املــال‬ ‫ينف ــع ب ــه عائلت ــه مش ــيرا ال ــى ان ــه يحص ــل عل ــى مبل ــغ‬ ‫ال بــأس بــه بحســب تعبيــره وانــه يوفــر مبلــغ العيــش‬ ‫ألس ــرته طيل ــة اس ــبوع‪.‬‬


‫‪42‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪43 2024‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫هموم المتقاعدين المتزايدة وغياب أي اصالح قانوني‬ ‫فيــلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تتصاعد شكاوى املتقاعدين‬ ‫العر اقيين مع كل شهر يمر‬ ‫يتسلمون فيه رواتبهم التقاعدية‬ ‫الشحيحة لدى اغلبيتهم‪.‬‬

‫ان مــن أبــرز االســباب الرئيســة لتصاعــد التذمــر‬ ‫والشــكاوى لــدى متقاعــدي العـراق‪ ،‬ان املعــاش‬ ‫التقاعــدي غيــر كاف للعيــش الكريــم‪ ،‬اذ ال يغطــي‬ ‫التضخ ــم أو يتناس ــب م ــع تكلف ــة املعيش ــة‪ ،‬عل ــى‬ ‫وف ــق م ــا يص ــرح ب ــه كثي ــر م ــن املتقاعدي ــن مم ــن‬ ‫يعبــرون عــن شــكاواهم بوســاطة وســائل االعــام‬ ‫ووس ــائل التواص ــل االجتماع ــي‪ ،‬او ع ــن طري ــق‬ ‫االحتجاج ــات الت ــي ينظمونه ــا بي ــن م ــدة واخ ــرى‬ ‫للمطالب ــة بزي ــادة رواتبه ــم وبحق ــوق أفض ــل‪.‬‬ ‫الس ــبب اآلخ ــر ف ــي التذم ــر ال ــذي عب ــروا عن ــه‬ ‫ف ــي اوق ــات متع ــددة يتعل ــق بالتأخي ــر ف ــي ص ــرف‬ ‫الراتــب‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى صعوبــات ماليــة‪ ،‬بحســب‬ ‫م ــا يصرح ــون ب ــه؛ كم ــا يواج ــه املتقاع ــدون‬ ‫صعوب ــات ف ــي الحص ــول عل ــى خدم ــات صحي ــة‬ ‫جي ــدة‪ ،‬بخاص ــة م ــع زي ــادة التكالي ــف الطبي ــة‪،‬‬ ‫وغ ــاء ثم ــن االدوي ــة الت ــي معظمه ــا مس ــتورد‪،‬‬ ‫وارتفــاع اجــور الفحــص الطبــي وانعــدام الضمــان‬ ‫الصح ــي به ــذا الش ــأن‪.‬‬ ‫وم ــن اس ــباب الش ــكاوى ايض ــا ان املتقاعدي ــن ال‬ ‫يتلق ــون دعم ــا مالي ــا كافي ــا لتحس ــين أوضاعه ــم‬ ‫املعيش ــية‪ ،‬وانع ــدام متابع ــة قضاي ــا الس ــكن‬ ‫لديه ــم‪ ،‬بخاص ــة مل ــن ال يمتلك ــون س ــكنا مس ــتقال‬ ‫حت ــى اآلن وه ــم كث ــر‪.‬‬ ‫وهن ــاك اس ــباب اخ ــرى للش ــكوى منه ــا تع ــرض‬ ‫املوظفي ــن لتعقي ــدات إداري ــة وتأخي ـرات ف ــي‬ ‫املوافق ــة عل ــى طلباته ــم باإلحال ــة عل ــى التقاع ــد؛‬ ‫كم ــا يفق ــد املتقاع ــدون بع ــض حقوقه ــم بس ــبب‬ ‫التغيي ـرات ف ــي القواني ــن واللوائ ــح‪.‬‬ ‫وبحس ــب باحثي ــن اقتصاديي ــن‪ ،‬يؤث ــر الفس ــاد‬ ‫علــى توزيــع املــوارد وخدمــات املتقاعديــن‪ ،‬وتؤثــر‬ ‫األزم ــات االقتصادي ــة عل ــى ق ــدرة الحكوم ــة عل ــى‬ ‫توفي ــر حق ــوق املتقاعدي ــن‪.‬‬ ‫وهن ــا يط ــرح املراقب ــون جمل ــة مطال ــب يقول ــون‬ ‫انه ــا واجب ــة التنفي ــذ لتحس ــين اوض ــاع املتقاع ــد‬

‫منهــا تعديــل النظــام املعا�شــي ليتناســب مــع تكلفــة‬ ‫املعيش ــة‪ ،‬وتحس ــين الخدم ــات الصحي ــة املتاح ــة‬ ‫للمتقاعدي ــن وتطبي ــق قان ــون للضم ــان الصح ــي؛‬ ‫وتوفيــر دعــم مالــي إضافــي للمتقاعديــن مثــل املنــح‬ ‫والق ــروض وغيره ــا‪.‬‬ ‫وتتضم ــن املعالج ــات ايض ــا تبس ــيط اإلج ـراءات‬ ‫اإلداري ــة وتقلي ــل التأخي ـرات عن ــد االحال ــة عل ــى‬ ‫التقاع ــد‪ ،‬وكذل ــك تعزي ــز الش ــفافية ومكافح ــة‬ ‫الفس ــاد ف ــي توزي ــع امل ــوارد وخدم ــات املتقاعدي ــن‪.‬‬ ‫وتث ــار من ــذ م ــدة قضي ــة تعدي ــل الس ــن املطل ــوب‬ ‫للتقاع ــد بع ــد س ــنوات العم ــل ويختل ــف ف ــي ذل ــك‬ ‫املتقاع ــدون‪ ،‬اذ ج ــرى ف ــي الس ــابق جع ــل الس ــن‬ ‫‪ 60‬عام ــا للتقاع ــد اال باس ــتثناءات خاص ــة‪.‬‬ ‫وتث ــار ف ــي االع ــام من ــذ م ــدة قضي ــة رف ــع س ــن‬ ‫التقاع ــد ال ــى ‪ 63‬عام ــا؛ ويثي ــر املطل ــب الج ــدل‬

‫واالخت ــاف‪ ،‬بس ــبب عوام ــل متع ــددة تتعل ــق‬ ‫باالقتص ــاد‪ ،‬والسياس ــة‪ ،‬واملجتم ــع؛ ويع ــد‬ ‫البعــض أن رفــع الســن القانونــي للتقاعــد يؤخــر‬ ‫خــروج كبــار الســن مــن ســوق العمــل‪ ،‬ممــا يقلــل‬ ‫مــن فــرص توظيــف الشــباب ويزيــد مــن البطالــة‪.‬‬ ‫وعلــى الجانــب اآلخــر‪ ،‬يــرى البعــض أن بقــاء ذوي‬ ‫الخبــرة ملــدة أطــول فــي العمــل يســهم فــي اســتقرار‬ ‫املؤسســات وتحســين األداء‪.‬‬ ‫وي ــرى آخ ــرون ان رف ــع س ــن التقاع ــد يمك ــن‬ ‫أن يقل ــل م ــن ع ــدد املس ــتفيدين م ــن الروات ــب‬ ‫التقاعدي ــة عل ــى امل ــدى القصي ــر‪ ،‬مم ــا يخف ــف‬ ‫الع ــبء املال ــي ع ــن املوازن ــة العام ــة‪ ،‬بخاص ــة م ــع‬ ‫األزم ــات االقتصادي ــة؛ اال انه ــم يقول ــون ان ــه م ــع‬ ‫تق ــدم العم ــر‪ ،‬ق ــد يتطل ــب ذل ــك توفي ــر رعاي ــة‬ ‫صحي ــة أعل ــى للموظفي ــن الكب ــار‪ ،‬مم ــا ي ــؤدي إل ــى‬

‫زي ــادة التكالي ــف الصحي ــة ب ــدوره‪.‬‬ ‫فيم ــا يثي ــر معارض ــون للتعدي ــل مخ ــاوف م ــن‬ ‫أن رف ــع س ــن التقاع ــد ق ــد يره ــق املوظفي ــن‬ ‫الكب ــار الذي ــن ق ــد ال يس ــتطيعون أداء وظائفه ــم‬ ‫بالكف ــاءة نفس ــها بس ــبب التق ــدم ف ــي الس ــن‪،‬‬ ‫و البع ــض ي ــرى أن تأخي ــر التقاع ــد يؤث ــر عل ــى‬ ‫الحيــاة االجتماعيــة للموظفيــن‪ ،‬اذ يحرمــون مــن‬ ‫االس ــتمتاع بأوق ــات تقاع ــد مريح ــة‪.‬‬ ‫أحيان ــا إل ــى‬ ‫وبحس ــب الخب ـراء يفتق ــر الع ـراق‬ ‫ً‬ ‫سياس ــات واضح ــة تتعام ــل م ــع إص ــاح نظ ــام‬ ‫التقاع ــد بش ــكل ش ــامل‪ ،‬مم ــا يزي ــد م ــن الحي ــرة‬ ‫والج ــدل؛ وان الج ــدل ي ــزداد بس ــبب التف ــاوت‬ ‫ف ــي تطبي ــق س ــن التقاع ــد بي ــن القطاعي ــن الع ــام‬ ‫والخ ــاص أو بي ــن وظائ ــف معين ــة‪.‬‬ ‫ويلف ــت البع ــض ال ــى ان النقاب ــات العمالي ــة‬

‫واملوظف ــون ق ــد يعارض ــون رف ــع س ــن التقاع ــد‬ ‫كون ــه يم ــس حقوقه ــم‪ ،‬كم ــا يع ــد كثي ــر م ــن‬ ‫العراقيي ــن أن أي تعدي ــل ف ــي نظ ــام التقاع ــد‬ ‫يرتبــط بمصالــح طبقــات سياســية أو اقتصاديــة‬ ‫معين ــة ‪.‬‬ ‫أحيان ــا بتج ــارب دول أخ ــرى رفع ــت‬ ‫ـهد‬ ‫ُويستش ـ‬ ‫ً‬ ‫س ــن التقاع ــد ملواجه ــة زي ــادة متوس ــط العم ــر‬ ‫املتوق ــع أو نق ــص العمال ــة‪ ،‬ولك ــن الوض ــع ف ــي‬ ‫الع ـراق مختل ــف بس ــبب ارتف ــاع نس ــب البطال ــة‬ ‫بي ــن الش ــباب وضع ــف االقتص ــاد‪ ،‬كم ــا ان تل ــك‬ ‫الــدول تقــدم للمتقاعــد حقوقــا متكاملــة فــي شــتى‬ ‫الجوان ــب الحياتي ــة واملعيش ــية وم ــع ذل ــك فلق ــد‬ ‫ش ــهدنا احتجاج ــات العاملي ــن الفرنس ــيين حي ــن‬ ‫س ــمعوا برف ــع الس ــن التقاع ــدي‪.‬‬ ‫وب ـرأي املتخصصي ــن ف ــان مطل ــب تعدي ــل الس ــن‬ ‫القانون ــي للتقاع ــد ف ــي الع ـراق يبق ــى قضي ــة‬ ‫حساســة‪ ،‬ألنهــا تمــس شــريحة كبيــرة مــن الســكان‬ ‫وتؤث ــر عل ــى س ــوق العم ــل‪ ،‬االقتص ــاد‪ ،‬والحي ــاة‬ ‫االجتماعي ــة‪ ،‬وان الح ــل يكم ــن ف ــي إيج ــاد ت ــوازن‬ ‫بي ــن مصلح ــة الش ــباب‪ ،‬ومصلح ــة املتقاعدي ــن‪،‬‬ ‫واحتياج ــات الدول ــة االقتصادي ــة‪.‬‬ ‫وبرغ ــم ان خب ـراء االقتص ــاد يطالب ــون الحكوم ــة‬ ‫بتوجي ــه الش ــباب ال ــى القط ــاع الخ ــاص ب ــدال م ــن‬ ‫الحكوم ــي م ــع ضم ــان حقوقه ــم فان ــه لوح ــظ ف ــي‬ ‫العقدي ــن املاضيي ــن ان العاطلي ــن ع ــن العم ــل‬ ‫يفضل ــون التوظي ــف الحكوم ــي أو العم ــل ف ــي‬ ‫القطــاع العــام‪ ،‬ـكـي يشــعروا باألمــان واالســتقرار‪،‬‬ ‫مــن دون أن تخطــر فــي بالهــم إمكانيــة االســتغناء‬ ‫عنهــم قبــل انتهــاء خدمتــه وفــق القانــون‪ ،‬بحســب‬ ‫تصريح ــات له ــم‪.‬‬ ‫وفــي هــذا يقــول متخصصــون انــه وبســبب ضعــف‬ ‫القواني ــن املتعلق ــة بتنظي ــم العم ــل الخ ــاص‪،‬‬ ‫رص ــدوا‪ ،‬لج ــوء البع ــض م ــن أرب ــاب العم ــل إل ــى‬ ‫اســتغالل هــذا األمــر لتأخيــر دفــع أجــور العمــال‬ ‫ومس ــتحقاتهم املالي ــة أو امتناعه ــم ع ــن زي ــادة‬ ‫مرتباتهــم الشــهرية‪ ،‬أو حتــى الســماح لهــم بالعمــل‬ ‫ف ــي مهن ــة إضافي ــة لتحس ــين أوضاعه ــم املادي ــة‪،‬‬ ‫فض ــا ع ــن حرم ــان العم ــال م ــن الضمان ــات‬ ‫الصحيــة واملاليــة‪ ،‬وكذلــك الضمانــات القانونيــة‬ ‫عندمــا يعــارض رب العمــل أن يكــون بينهمــا (عقــد‬ ‫عم ــل) يضم ــن بش ــكل قانون ــي وقضائ ــي الحق ــوق‬ ‫املتعلق ــة بالطرفي ــن‪.‬‬

‫وق ــد ق ــال متخصص ــون ان ــه حت ــى تعدي ــل قان ــون‬ ‫التقاع ــد والضم ــان االجتماع ــي فان ــه غي ــر كاف‬ ‫ملواجه ــة م ــا يتع ــرض ل ــه العام ــل ف ــي القط ــاع‬ ‫الخ ــاص‪ ،‬وان « العم ــال ف ــي القط ــاع الخ ــاص‬ ‫بحاج ــة كبي ــرة إلصالح ــات س ــريعة ف ــي قواني ــن‬ ‫العم ــل الخ ــاص‪ ،‬وتحدي ــدا ف ــي ق ــدرة أرب ــاب‬ ‫العم ــل عل ــى االس ــتغناء عنه ــم بس ــهولة وم ــن دون‬ ‫أي تعويض ــات»؛ ويق ــول الخبي ــر االقتص ــادي‬ ‫جاس ــم خال ــد أن «كل �ش ــيء ف ــي الب ــاد يعط ــي‬ ‫األولويــة ألربــاب األعمــال الذيــن ال ينصفــون مــن‬ ‫يعملــون معهــم‪ ،‬بشــكل غيــر آمــن وغيــر نظامــي فــي‬ ‫الغا ل ــب»‪.‬‬ ‫وكان ــت وزارة وزي ــر العم ــل والش ــؤون االجتماعي ــة‬ ‫ق ــد كش ــفت ف ــي ارق ــام س ــابقة ع ــن تواج ــد أربع ــة‬ ‫مالييــن مــن العمالــة املحليــة العراقيــة يعملــون فــي‬ ‫القطــاع الخــاص غيــر خاضعيــن لقانــون التقاعــد‬ ‫والضم ــان االجتماع ــي‪ ،‬ول ــم يص ــار ال ــى اج ـراء‬ ‫االســتقطاعات املطلوبــة أو اســتيفاء التوقيفــات‬ ‫التقاعدي ــة الت ــي ن ــص عليه ــا قان ــون التقاعـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫والضم ــان االجتماع ــي م ــن رواتبه ــم الت ـ ـ ــي تش ــكل‬ ‫ضمان ــة له ــم‪ ،‬وبالنتيج ــة فانه ــم محروم ــون م ــن‬ ‫الحق ــوق التقاعدي ــة‪.‬‬ ‫ويق ــول‪ ،‬كري ــم لفت ــة س ــندال‪ ،‬رئي ــس اتح ــاد‬ ‫نقاب ــات العم ــال ف ــي الع ـراق‪ ،‬ان قان ــون التقاع ــد‬ ‫والضم ــان االجتماع ــي رق ــم ‪ 18‬لس ــنة ‪2023‬‬ ‫يوفــر حقوقــا مهمــة‪ ،‬أبرزهــا الضمــان االجتماعــي‬ ‫االختي ــاري ال ــذي يتي ــح ألي ش ــخص ضم ــان‬ ‫نفس ــه حت ــى م ــن دون تواج ــد صاح ــب عم ــل‪،‬‬ ‫مش ــيرا ال ــى أن القان ــون يس ــمح بش ـراء الخدم ــة‬ ‫ملــدة تصــل إلــى خمــس ســنوات‪ ،‬ممــا يعــزز حقــوق‬ ‫العمــال التقاعديــة‪ ،‬ومبينــا‪ ،‬أن القانــون يفــرض‬ ‫نس ــبا مح ــددة لتكالي ــف الش ــمول بالضم ــان‬ ‫االجتماع ــي‪ ،‬يتحم ــل العام ــل منه ــا نس ــبة أق ــل‪،‬‬ ‫مقارن ــة بصاح ــب العم ــل‪ ،‬لك ــن العام ــل يدف ــع‬ ‫النس ــبة الكامل ــة عن ــد ش ـراء الخدم ــة‪ ،‬مس ــتدركا‬ ‫أن القانــون‪ ،‬برغــم مزايــاه‪ ،‬يشــكل تحديــا للعمــال‬ ‫ذوي األج ــور البس ــيطة بس ــبب ارتف ــاع تكالي ــف‬ ‫االش ــتراك الش ــهرية مقارن ــة بدخله ــم؛ فيم ــا‬ ‫تواج ــه ش ــريحة كبي ــرة م ــن عم ــال امله ــن الح ــرة‬ ‫مش ــكالت تع ــوق ش ــمولهم بالقان ــون الجدي ــد‪،‬‬ ‫بحس ــب املراقبي ــن‪.‬‬


‫‪44‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪45 2024‬‬

‫في مرتبة سيئة‪..‬‬

‫العراق مصدر خطر على المسيحيين‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫ذك ــرت صحيف ــة «واش ــنطن تايم ــز» األمريكي ــة أن اضطه ــاد املس ــيحيين‪ ،‬واملتحولي ــن إل ــى املس ــيحية‪،‬‬ ‫منتشــرفــي العــراق الــذي وصفــه التقريــربأنــه يحتــل املرتبــة الــ‪ 16‬عامليــا كأثــرالبلــدان خطــورة بالنســبة‬ ‫للمس ــيحيين‪ ،‬وذل ــك رغ ــم إش ــارته إل ــى أن إرهابي ــي داع ــش حاول ــوا القض ــاء عل ــى املس ــيحية القائم ــة ف ــي‬ ‫الع ــراق من ــذ أل ــف ع ــام‪ ،‬ول ــم ينجح ــوا‪.‬‬

‫ونق ــل التقري ــر األمريك ــي‪ ،‬ال ــذي ترجمت ــه مجل ــة‬ ‫«فيلــي»‪ ،‬عــن رئيــس منظمــة «االهتمــام املســيحي‬ ‫الدول ــي» جي ــف كين ــغ قول ــه إن هن ــاك مس ــتويات‬ ‫مختلف ــة لالضطه ــاد ال ــذي يواجه ــه املؤمني ــن‬ ‫باملس ــيحية ف ــي ه ــذا البل ــد‪ ،‬مش ــيرا أيض ـ ًـا إل ــى‬ ‫أن املس ــلمين الذي ــن يتحول ــون ال ــى املس ــيحية‪،‬‬ ‫يواجه ــون عواق ــب تت ـراوح م ــا بي ــن الض ــرب‬ ‫والخط ــف أو حت ــى امل ــوت‪.‬‬ ‫وبحس ــب كين ــغ ف ــإن االضطه ــاد يعتم ــد عل ــى‬ ‫مســتوى االصوليــة املتفشــية‪ ،‬مشــي ًرا إلــى احتمــال‬ ‫تع ــرض املتح ــول إل ــى املس ــيحية بش ــكل ع ــادي‬ ‫إل ــى الض ــرب والخط ــف‪ ،‬وق ــد يص ــل أيض ـ ًـا إل ــى‬ ‫«أســابيع مــن التعذيــب‪ ،‬وحتــى القتــل»‪ ،‬مضيفـ ًـا‬ ‫أن ه ــذا وض ــع معت ــاد وق ــد يك ــون م ــن الصع ــب‬ ‫علــى الغربييــن فهــم فكــرة أن مــن يقــوم بذلــك هــي‬ ‫العائل ــة نفس ــها‪.‬‬ ‫ووصــف التقريــر‪ ،‬العـراق بأنــه البلــد الــ‪ 16‬األكثــر‬ ‫خط ــورة ف ــي العال ــم بالنس ــبة للمس ــيحيين‪ ،‬وفق ــا‬ ‫لقائم ــة منظم ــة «اوب ــن دوورز» العاملي ــة الت ــي‬ ‫تصنــف الــدول حســب مســتوى حــدة االضطهــاد‬ ‫داخ ــل حدوده ــا‪.‬‬ ‫ورج ــح التقري ــر ب ــأن أي ش ــخص يتح ــول ع ــن‬ ‫اإلس ــام س ــيواجه ضغوط ــا ح ــادة م ــن عائلت ــه‬ ‫ومجتمع ــه‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك التهدي ــد أو اإلس ــاءة أو‬ ‫خس ــارة أح ــد أف ـراد أس ــرهم أو الضغ ــط عليه ــم‬ ‫أو حت ــى قتله ــم‪ ،‬مضيف ــا أن العواق ــب يمك ــن‬ ‫أن تش ــمل ايض ــا الحرم ــان م ــن املي ـراث وانع ــدام‬ ‫الف ــرص‪.‬‬ ‫وبحســب كينــغ فــإن منظمــة «االهتمــام املســيحي‬

‫الدولــي» كانــت تنشــط فــي الع ـراق طــوال ســنوات‬ ‫وكانــت متواجــدة أيضـ ًـا عندمــا حتــى شــن تنظيــم‬ ‫داع ــش اإلرهاب ــي هجوم ــه عل ــى البل ــد‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى‬ ‫أن اإلره ــاب ال ــذي خلق ــه داع ــش الح ــق ض ــر ًرا‬ ‫كبي ـ ًرا باملس ــيحيين العراقيي ــن‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن كين ــغ قول ــه إن «داع ــش‬ ‫ذه ــب إل ــى املناط ــق املس ــيحية وافرغه ــا كله ــا‪،‬‬ ‫ودم ــر البل ــدات واالب ــار وكل �ش ــيء»‪ ،‬مضيف ــا‬ ‫أن اإلرهابيي ــن كان ــوا يري ــدون «القض ــاء عل ــى‬ ‫املس ــيحية املوج ــودة ف ــي الع ـراق من ــذ ال ــف ع ــام‪،‬‬ ‫من ــذ البداي ــة»‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن منظم ــة «االهتم ــام‬ ‫املس ــيحي الدول ــي» رك ــزت عل ــى محاول ــة إع ــادة‬ ‫إعم ــار املناط ــق املس ــيحية م ــن خ ــال مس ــاعدة‬ ‫الش ــركات املتض ــررة وحف ــر اآلب ــار عب ــر أنم ــاط‬ ‫املســاعدة األخــرى‪ ،‬وبرغــم ذلــك فــإن االضطهــاد‬ ‫ال ي ـزال مس ــتم ًرا‪.‬‬ ‫وبحســب كينــغ أن «اإليــذاء ال يـزال مســتمر وكل‬ ‫هــذا اإلرث مــن الضــرر ينتظــر ان يتــم اصالحــه»‪.‬‬ ‫وبعدم ــا أش ــار التقري ــر إل ــى مش ــروع القان ــون‬ ‫الصــادم أمــام البرملــان العراقــي والــذي يمكــن «أن‬ ‫يضف ــي الش ــرعية عل ــى اغتص ــاب االطف ــال» م ــن‬ ‫تخفي ــض س ــن ال ــزواج م ــن ‪ 18‬ال ــى ‪ 9‬س ــنوات‪،‬‬ ‫نق ــل التقري ــر ع ــن كين ــغ قول ــه إن م ــن يتحم ــل‬ ‫املســؤولية هــو «اإلســام األصولــي» الــذي يســعى‬ ‫إل ــى الحص ــول عل ــى الش ــرعية القانوني ــة له ــذا‬ ‫االقت ــراح‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬


‫‪46‬‬

‫تــاريــــــــــــــــــخ‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪47 2024‬‬

‫‪HISTORY‬‬

‫فيال آشورية ضعف مساحة البيت األبيض‪..‬‬

‫علماء يكتشفون قصرا‬ ‫في خورس آباد‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫ذك ــر موق ــع «آرك ــو ني ــوز» املتخص ــص بش ــؤون عل ــم اآلث ــار‪،‬‬ ‫أن كش ــفا مغناطيس ــيا ق ــام ب ــه علم ــاء للعاصم ــة اآلش ــورية‬ ‫القديم ــة «خ ــورس آب ــاد»‪ ،‬الو اقع ــة ف ــي محافظ ــة نين ــوى‬ ‫الحالي ــة‪ ،‬أظه ــروج ــو في ــا تض ــم ‪ 127‬غرف ــة‪ ،‬وتبل ــغ مس ــاحتها‬ ‫ضع ــف مس ــاحة البي ــت األبي ــض ف ــي واش ــنطن‪.‬‬

‫بحس ــب تقري ــر موق ــع عل ــم اآلث ــار ال ــذي يتخ ــذ‬ ‫م ــن اس ــطنبول مق ـرا ل ــه‪ ،‬ف ــإن الكش ــف‬ ‫املغناطي�س ــي ال ــذي ق ــام ب ــه علم ــاء اآلث ــار‬ ‫للعاصم ــة اآلش ــورية القديم ــة‪ ،‬اظه ــر ايض ــا‬ ‫وجــود حدائــق ملكيــة داخــل الفيــا الضخمــة‪،‬‬ ‫باإلضاف ــة ال ــى بواب ــة مائي ــة‪ ،‬و‪ 5‬مبان ــي كبي ــرة‬ ‫كان ــت تس ــتخدم ألغ ـراض متع ــددة‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر‪ ،‬ال ــذي نش ــر باالنجليزي ــة‪،‬‬ ‫وترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬ال ــى ان ه ــذا املوق ــع‬ ‫يع ــود تاريخ ــه إل ــى ‪ 2700‬ع ــام‪ ،‬ويحم ــل اساس ــا‬ ‫اس ــم «دور ش ــاروكين»‪ ،‬او «قلع ــة س ــرجون»‪،‬‬ ‫وش ــيد عل ــى ي ــد اإلمبراط ــور اآلش ــوري س ــرجون‬ ‫الثان ــي ف ــي الع ــام ‪ 713‬قب ــل املي ــاد‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر ف ــإن س ــرجون الثان ــي كان‬ ‫ق ــد ب ــدأ ف ــي تش ــييد عاصم ــة جدي ــدة‪ ،‬س ــميت‬ ‫باســمه‪ ،‬فــي صح ـراء الع ـراق‪ ،‬وأن علمــاء اآلثــار‬

‫ظلــوا لفتــرة طويلــة يعتقــدون أن هــذا املشــروع‬ ‫الطمــوح تــم التخلــي عنــه بمجــرد أن بــدأ العمــل‬ ‫فيــه ولــم يخلــف وراءه ســوى بقايــا موقــع البنــاء‪.‬‬ ‫واس ــتدرك التقري ــر قائ ــا أن دراس ــات حديث ــة‬ ‫له ــذا املوق ــع‪ ،‬اظه ــرت نتائ ــج مغاي ــرة‪ ،‬حي ــث‬ ‫تبي ــن ان ه ــذه املدين ــة ش ــهدت ازده ــارا بالفع ــل‬ ‫خ ــارج منطق ــة القص ــر‪ ،‬بحس ــب م ــا تظه ــره‬ ‫البيان ــات املأخ ــوذة م ــن الكش ــف املغناطي�س ــي‬ ‫الدقيــق حيــث هنــاك هيــاكل وبنيــة تحتيــة غيــر‬ ‫مكتش ــفة حت ــى اآلن داخ ــل اس ــوار املدين ــة‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر ب ــأن س ــرجون الثان ــي توف ــي‬ ‫بع ــد س ــنوات قليل ــة م ــن ب ــدء العم ــل ف ــي «دور‬ ‫ش ــروكين» الت ــي ص ــارت تس ــمى اآلن خ ــورس‬ ‫آب ــاد‪ ،‬ف ــي حي ــن س ــارع ابن ــه ال ــى اقام ــة عاصمت ــه‬ ‫الخاص ــة ف ــي مدين ــة نين ــوى‪ ،‬مضيف ــا ان ــه عل ــى‬ ‫مــدى االعــوام ال ـ ‪ 2500‬التاليــة‪ ،‬طــوى النســيان‬

‫مش ــروع س ــرجون الثان ــي‪ ،‬لك ــن علم ــاء اآلث ــار‬ ‫م ــن فرنس ــا‪ ،‬أع ــادوا اكتش ــاف املوق ــع‪.‬‬ ‫واش ــار التقري ــر ال ــى ان اعم ــال التنقي ــب الت ــي‬ ‫قام ــوا به ــا ف ــي قص ــر س ــرجون‪ ،‬أظه ــرت وج ــود‬ ‫كنــوز مــن الفــن والثقافــة االشــورية الجديــدة‪،‬‬ ‫فــي حيــن أن الفــرق التــي كانــت تنقــب فــي أماكــن‬ ‫ـيئا‪.‬‬ ‫أخ ــرى م ــن املدين ــة‪ ،‬ل ــم تحق ــق ش ـ ً‬ ‫وتاب ــع التقري ــر قائ ـ ًـا ان علم ــاء االث ــار توصل ــوا‬ ‫إل ــى أن القص ــر كان املبن ــى الوحي ــد ال ــذي ب ــدا‬ ‫داخ ــل أس ــوار مدين ــة خ ــورس آب ــاد‪ ،‬وال ــذي‬ ‫يشــمل مســاحة تزيــد عــن (‪ )1.7 × 1.7‬كيلومتــر‬ ‫مرب ــع‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر قائــا ان بعثــة اآلثــار الفرنســية‬ ‫فــي خــورس آبــاد‪ ،‬قــررت فــي العــام ‪ ،2017‬البــدء‬ ‫بمش ــروع جدي ــد لتقيي ــم األض ـرار املوج ــودة‬ ‫ف ــوق األرض والقي ــام ب ــأول مس ــح جيوفيزيائ ــي‬

‫لآلث ــار املدفون ــة ف ــي املوق ــع بع ــد انته ــاء احت ــال‬ ‫تنظي ــم داع ــش لـ»خ ــورس آب ــاد» رس ــميا مل ــدة‬ ‫عامي ــن‪ ،‬حي ــث كان ــوا يتوقع ــون ان يكش ــف‬ ‫املســح عــن البنيــة التحتيــة للميــاه فــي املدينــة‪،‬‬ ‫ويق ــدم نظ ــرة جدي ــدة ح ــول تحصين ــات‬ ‫الجــدار‪ ،‬وربمــا يكشــف عــن ادلــة جديــدة حــول‬ ‫الس ــكن خ ــارج القص ــر‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر ان علم ــاء علم ــاء االث ــار قام ــوا‬ ‫به ــذا املس ــح املغناطي�س ــي ف ــي ظ ــروف صعب ــة‬ ‫للغاي ــة حي ــث عمل ــوا تح ــت عم ــق كبي ــر تح ــت‬ ‫االرض وواجه ــوا ظروف ــا ش ــديدة الصعوب ــة‬ ‫إلج ـراء ه ــذا املس ــح م ــن خ ــال جه ــاز يكتش ــف‬ ‫الهي ــاكل املدفون ــة ع ــن طري ــق رس ــم خرائ ــط‬ ‫للتغي ـرات الطفيف ــة ف ــي املج ــال املغناطي�س ــي‬ ‫ل ــأرض‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن بي ــان صحف ــي أص ــدره‬

‫«االتح ــاد الجيوفيزيائ ــي األمريك ــي قول ــه‪ ،‬إن‬ ‫هــذا الجهــاز يشــكل اداة مفيــدة بشــكل مذهــل‬ ‫لعلم ــاء اآلث ــار الس ــاعين للعث ــور عل ــى املبان ــي‬ ‫املخفي ــة املفق ــودة من ــذ ق ــرون‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن عال ــم الجيوفيزي ــاء م ــن‬ ‫جامع ــة لودفي ــغ ماكس ــيميليان ف ــي ميوني ــخ‬ ‫االملانيــة يــورج فاســبيندر‪ ،‬هــو املؤلــف الرئي�ســي‬ ‫للدراس ــة الت ــي ق ــدم نتائجه ــا ف ــي االجتم ــاع‬ ‫الســنوي لالتحــاد الجيوفيزيائــي األمريكــي للعــام‬ ‫‪.2024‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن فاســبيندر قولــه «نكتشــف‬ ‫شــيئا جديــدا يوميــا… كل هــذا تــم العثــور عليــه‬ ‫دون أي حفريــات‪ .‬ان التنقيــب مكلــف للغايــة‪،‬‬ ‫وله ــذا أراد العلم ــاء أن يعرف ــوا بالتفصي ــل م ــا‬ ‫يمك ــن ان يتوقع ــوا انج ــازه م ــن خ ــال الحف ــر‪،‬‬ ‫وه ــذا االس ــتطالع يوف ــر الوق ــت وامل ــال‪ ،‬وه ــو‬

‫اداة ضروري ــة قب ــل الب ــدء ف ــي اي عملي ــة‬ ‫تنقي ــب‪».‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن الكش ــف املغناطي�س ــي‬ ‫رص ــد ص ــورا لهي ــاكل عل ــى عم ــق متري ــن إل ــى ‪3‬‬ ‫امت ــار تح ــت االرض‪ ،‬وتكش ــف موق ــع البواب ــة‬ ‫املائي ــة للمدين ــة‪ ،‬وحدائ ــق القص ــر‪ ،‬و ‪ 5‬مبان ــي‬ ‫ضخم ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك الفي ــا املكون ــة م ــن ‪127‬‬ ‫غرف ــة تش ــكل ضع ــف مس ــاحة البي ــت األبي ــض‬ ‫األمريك ــي‪ ،‬مضيف ــا أن ه ــذه االكتش ــافات‬ ‫وغيره ــا‪ ،‬تمث ــل دلي ــا عل ــى ان خ ــورس آب ــاد‬ ‫كان ــت‪ ،‬عل ــى األق ــل لبع ــض الوق ــت‪ ،‬مدين ــة‬ ‫تتمت ــع بالحي ــاة‪ ،‬مش ــيرا ال ــى ان االكتش ــافات‬ ‫التــي أعلــن عنهــا فاســبيندر تكشــف عــن مشــهد‬ ‫حض ــري حي ــوي يمت ــد ال ــى م ــا وراء اس ــوار‬ ‫القص ــر‪ ،‬مم ــا يش ــير ال ــى ان هن ــاك عاصم ــة‬ ‫نابض ــة بالحي ــاة والنش ــاط‪.‬‬


‫‪48‬‬

‫تــاريــــــــــــــــــخ‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪49 2024‬‬

‫‪HISTORY‬‬

‫عمرهما ‪ 2600‬عام ‪..‬‬

‫اكتشاف مزارين تاريخيين‬ ‫في معبد مدينة نمرود‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫ذكرت مجلة «نيوزويك»‬ ‫االمريكية علماء اآلثار‬ ‫اكتشفوا موقعين‬ ‫دينيين ال يزاالن بحالة‬ ‫جيدة ضمن معبد أثري‪،‬‬ ‫وذلك خالل عمليات‬ ‫تنقيب في مدينة نمرود‬ ‫االشورية التاريخية‬ ‫التي قام تنظيم داعش‬ ‫االرهابي بتخريبها منذ‬ ‫سنوات‪.‬‬

‫وأوض ــح التقري ــر األمريك ــي ال ــذي ترجمت ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»؛ ان علم ــاء اآلث ــار وج ــدوا مزاري ــن دينيي ــن‬ ‫محفوظي ــن بش ــكل جي ــد‪ ،‬م ــن ضم ــن اكتش ــافات‬ ‫مهمــة اخــرى‪ ،‬فــي املعبــد القديــم الــذي دمــره حريــق‬ ‫وق ــع قب ــل نح ــو ‪ 2600‬ع ــام ف ــي نم ــرود‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر؛ فإنــه مــن بيــن أهــم معالــم املوقــع‬ ‫األث ــري ه ــو «معب ــد نينورت ــا» املمي ــز بالب ــرج امل ــدرج‬ ‫(الزق ــورة)‪ ،‬واملخص ــص إلل ــه الح ــرب والزراع ــة‬ ‫اآلش ــوري‪ ،‬مش ــيرا إل ــى أن ــه م ــن املعتق ــد أن املعب ــد‬ ‫تع ــرض للتدمي ــر بس ــبب حري ــق ف ــي حوال ــي الع ــام‬ ‫‪-6 1 4‬‬

‫‪ 612‬قبــل امليــاد‪ ،‬وهــو مــا ســاعد فــي الحفــاظ علــى‬ ‫هيكل ــه وعل ــى التح ــف داخل ــه‪.‬‬ ‫واش ــار التقري ــر ال ــى ان ــه برغ ــم ان علم ــاء االث ــار‬ ‫قام ــوا بإج ـراء تحقيق ــات س ــابقة ف ــي املوق ــع‪ ،‬إال‬ ‫أن املعب ــد ج ــرى توثيق ــه بش ــكل رديء ول ــم يت ــم‬ ‫اكتش ــافه بدرج ــة كبي ــرة‪ ،‬إل ــى أن ب ــدأت أعم ــال‬ ‫التنقي ــب خ ــال الع ــام الحال ــي ه ــذا كج ــزء م ــن‬ ‫«مش ــروع نم ــرود التاب ــع ملتح ــف ب ــن»‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن نتائ ــج االكتش ــافات‬ ‫األخي ــرة تس ــاهم ف ــي تس ــليط الض ــوء مج ــددا عل ــى‬ ‫التاري ــخ اآلش ــوري القدي ــم كواح ــدة م ــن أوائ ــل‬ ‫اإلمبراطوريــات فــي العالــم‪ ،‬وحضــارة كبــرى فــي بــاد‬ ‫مــا بيــن النهريــن القديمــة‪ ،‬املنطقــة التاريخيــة التــي‬ ‫تترك ــز ف ــي الع ـراق الحدي ــث‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر أن ــه خ ــال أعم ــال التنقي ــب الت ــي‬ ‫جــرت خــال العــام الحالــي‪ ،‬اكتشــف علمــاء اآلثــار‬ ‫مزاريــن لــم يكونــا معروفيــن مــن قبــل داخــل «معبــد‬ ‫نينورت ــا»‪ ،‬أحدهم ــا اكب ــر م ــن االخ ــر‪ ،‬وداخ ــل‬ ‫املوق ــع الدين ــي األكب ــر مس ــاحة‪ ،‬عث ــر الباحث ــون‬ ‫عل ــى منص ــة حجري ــة ضخم ــة لتمث ــال إل ــه أو آله ــة‬ ‫يعب ــد ف ــي املعب ــد‪ ،‬وتتضم ــن نقش ــا مس ــماريا‪ ،‬وه ــي‬ ‫الكتابــة التــي تعتبــر األقــدم فــي العالــم والتــي طورهــا‬ ‫الس ــومريون ف ــي ب ــاد م ــا بي ــن النهري ــن من ــذ‬ ‫اكث ــر م ــن ‪ 5‬االف ع ــام‪.‬‬ ‫أم ــا ف ــي امل ـزار االصغ ــر‬ ‫حجم ــا‪ ،‬فق ــد ق ــال‬ ‫ا لتقر ي ــر‬ ‫إن ــه‬

‫ج ــرى العث ــور عل ــى منص ــة تعرض ــت ألض ـرار‬ ‫جس ــيمة خ ــال العص ــور القديم ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب التقري ــر‪ ،‬ف ــإن ه ــذه االكتش ــافات توف ــر‬ ‫نظ ــرة ثاقب ــة عل ــى املمارس ــات الديني ــة االش ــورية‬ ‫ف ــي املعب ــد‪ ،‬ال ــذي ش ــيد خ ــال عه ــد املل ــك آش ــور‬ ‫ناصرب ــال الثان ــي‪ ،‬ال ــذي حك ــم م ــن ‪ 883‬إل ــى ‪859‬‬ ‫قب ــل املي ــاد‪ ،‬وال ــذي نج ــح ف ــي تحوي ــل نم ــرود ال ــى‬ ‫عاصمــة اإلمبراطوريــة‪ ،‬علــى الرغــم مــن أن املدينــة‬ ‫كانــت تتمتــع لفتــرة اطــول مســتوطنة اشــورية تعــود‬ ‫ال ــى االلفي ــة الس ــابقة‪ ،‬حي ــث تول ــى املل ــك اقام ــة‬ ‫مشــاريع بنــاء كبيــرة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك القصــور واملعابــد‬ ‫وتحصين ــات املدين ــة‪.‬‬ ‫وأض ــاف التقري ــر أن اهمي ــة املدين ــة تراجع ــت ف ــي‬ ‫أواخــر القــرن ال‪ 8‬قبــل امليــاد‪ ،‬عندمــا نقــل امللــك‬ ‫االش ــوري س ــرجون الثان ــي عاصم ــة االمبراطوري ــة‬ ‫م ــرة أخ ــرى إل ــى دور ش ــروكين‪.‬‬ ‫واش ــار ال ــى ان ــه بح ــدود الع ــام ‪ 612-614‬قب ــل‬ ‫املي ــاد‪ ،‬ق ــام الغ ـزاة م ــن باب ــل (جن ــوب ووس ــط‬ ‫الع ـراق حالي ــا) وميدي ــا (ف ــي غ ــرب اي ـران حالي ــا)‬ ‫بنه ــب وإح ـراق املعب ــد م ــع انهي ــار االمبراطوري ــة‬ ‫االش ــورية عل ــى اي ــدي اعدائه ــا‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن مدي ــر برنام ــج ت ـراث الع ـراق ف ــي‬ ‫جامعــة بنســلفانيا األمريكيــة مايــكل دانتــي قولــه إن‬ ‫«حــرق وانهيــار معبــد نينورتــا املفاجــئ‪ ،‬تــرك املعبــد‬ ‫ف ــي حال ــة محفوظ ــة بش ــكل مذه ــل‪ ،‬لكن ــه اض ــاف‬ ‫ان االضرحــة والكنــوز املرتبطــة بهــا تعرضــت للنهــب‬ ‫والتدمي ــر املتعم ــد م ــن قب ــل البابليي ــن وامليديي ــن‬

‫قب ــل إش ــعال الن ــار فيه ــا‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر ان ــه م ــن بي ــن أكث ــر االكتش ــافات‬ ‫املثي ــرة ف ــي املعب ــد خ ــال الحفري ــات الجدي ــدة‪ ،‬ه ــو‬ ‫«الك ــودورو» وه ــو عب ــارة ع ــن نص ــب حج ــري يع ــود‬ ‫تاريخ ــه ال ــى ع ــام ‪ 797‬قب ــل املي ــاد‪ ،‬ويض ــم نقش ــا‬ ‫مس ــماريا ورم ــوزا الله ــة مهم ــة‪.‬‬ ‫وباالضاف ــة ال ــى ذل ــك‪ ،‬عث ــر العلم ــاء عل ــى أل ــواح‬ ‫طينيــة محفوظــة بشــكل جيــد‪ ،‬تتضمــن نقوشــات‬ ‫مس ــمارية‪ ،‬تس ــلط الض ــوء عل ــى األنش ــطة‬ ‫االقتصادي ــة للمعب ــد‪ ،‬مث ــل الق ــروض الفضي ــة‬ ‫ولوائ ــح األص ــول‪ .‬وأش ــار التقري ــر إل ــى ان مم ــا‬ ‫ت ــم اكتش ــافه أيض ــا هن ــاك رأس منح ــوت وع ــاج‬ ‫ومجوه ــرات‪.‬‬ ‫وخل ــص التقري ــر ال ــى الق ــول ان ه ــذه املجموع ــة‬ ‫الكبي ــرة م ــن االكتش ــافات‪ ،‬تعك ــس ث ـراء‬ ‫االمبراطوري ــة االش ــورية‪ ،‬باالضاف ــة ال ــى فتوحاته ــا‬ ‫العس ــكرية وعالقاته ــا التجاري ــة‪.‬‬ ‫وخت ــم التقري ــر بالتذكي ــر ب ــأن تنظي ــم داع ــش‬ ‫ق ــام ف ــي الع ــام ‪ ،2015‬بتدمي ــر ج ــزء كبي ــر‬ ‫م ــن نم ــرود القديم ــة‪ ،‬اال ان الق ــوات‬ ‫العراقي ــة اس ــتعادت ف ــي الع ــام ‪،2016‬‬ ‫الس ــيطرة عل ــى املوق ــع‪ ،‬وتب ــذل من ــذ‬ ‫ذل ــك الوق ــت‪ ،‬جه ــود إع ــادة اإلعم ــار‬ ‫ف ــي محاول ــة إلص ــاح األض ـرار الت ــي‬ ‫لحق ــت ب ــه‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬

‫«عثر الباحثون على‬ ‫منصة حجرية ضخمة‬ ‫لتمثال إله أو آلهة‬ ‫يعبد في المعبد‪،‬‬ ‫وتتضمن نقشا‬ ‫مسماريا‪ ،‬وهي الكتابة‬ ‫التي تعتبر األقدم في‬ ‫العالم والتي طورها‬ ‫السومريون في بالد ما‬ ‫بين النهرين منذ اكثر‬ ‫من ‪ 5‬االف عام‪».‬‬


‫‪50‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪51 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫الفيلر والبوتكس ‪..‬‬

‫يعيد أطباء األسنان إلى الواجهة مجدداً في العراق‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫بعد سبعة أشهرمن منع أطباء األسنان من حقن «امليزو‪،‬‬ ‫والفيلر‪ ،‬والبوتكس» وغيرها في مراكز التجميل والذي‬ ‫أثار الكثير من الجدل في حينها‪ ،‬جاء قرار املحكمة اإلدارية‬ ‫العليا بإلغاء األمر الوالئي الذي تقدمت به نقابة أطباء‬ ‫األسنان‪ ،‬وطالبت فيه بالسماح لهم بممارسة هذه‬ ‫اإلجراءات التجميلية‪ ،‬ليعود النقاش من جديد حول هذا‬ ‫القراراملرفوض من قبل أطباء األسنان في العراق‪.‬‬ ‫حي ــث تص ــف طبيب ــة األس ــنان‪ ،‬ش ــهد ه ــادي‪ ،‬ق ـرار من ــع أطب ــاء‬ ‫األس ــنان م ــن ممارس ــة حق ــن «الفيل ــر والبوتك ــس وامليزوثراب ــي»‬ ‫أو امل ــواد األخ ــرى املس ــتخدمة ف ــي مج ــال التجمي ــل‪ ،‬بـ»املجح ــف»‪،‬‬ ‫مبينــة أن «هــذا القـرار يتســبب بضــرر علــى أطبــاء األســنان خاصــة‬ ‫الذي ــن أصب ــح مص ــدر رزقه ــم الوحي ــد ه ــو الحق ــن فق ــط»‪.‬‬ ‫وتؤكــد هــادي ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إن «مــن ضمــن مناهــج طــب األســنان‬ ‫علــى مــدى خمــس ســنوات كانــت دراســة جراحــة الوجــه والفكيــن‪،‬‬ ‫لذل ــك نعل ــم الج ــزء التش ــريحي ف ــي الوج ــه م ــن عض ــات وأنس ــجة‬ ‫وأعص ــاب وأوردة وغيره ــا‪ ،‬وأن حق ــن الفيل ــر والبوتك ــس يدخ ــل‬ ‫ضم ــن عم ــل األس ــنان»‪.‬‬ ‫وتوضــح هــادي‪ ،‬أن «طبيــب األســنان قــد يلجــأ أحيانـ ًـا إلــى تدخــات‬ ‫أثن ــاء عم ــل ابتس ــامة تجميلي ــة حي ــث يت ــم عم ــل (روت ــوش) للش ــفة‬ ‫لزيــادة الجماليــة عبــر حقنهــا بالفيلــر‪ ،‬وكذلــك عنــد زراعــة األســنان‬ ‫أو معالجته ــا عن ــد تق ــدم الف ــك األعل ــى أو األس ــفل أو بالعك ــس‪،‬‬ ‫حي ــث يت ــم حق ــن البوتك ــس لترتي ــب الوج ــه»‪.‬‬ ‫وتش ــير طبيب ــة األس ــنان‪ ،‬إل ــى أن «التدخ ــل أحيان ـ ًـا يك ــون عالجي ـ ًـا‬ ‫ولي ــس تجميلي ـ ًـا‪ ،‬كأن يك ــون املراج ــع يعان ــي م ــن آالم ف ــي الوج ــه‪،‬‬ ‫لذل ــك يت ــم حقن ــه بالبوتك ــس لتخدي ــر عض ــات الوج ــه‪ ،‬وغيره ــا‬ ‫م ــن العالج ــات»‪.‬‬ ‫وكان ــت املحكم ــة اإلداري ــة العلي ــا‪ ،‬أص ــدرت ق ـرا ًرا يق�ض ــي بإلغ ــاء‬ ‫األم ــر الوالئ ــي ال ــذي تقدم ــت ب ــه نقاب ــة أطب ــاء األس ــنان‪ ،‬وال ــذي‬ ‫طالب ــت في ــه بالس ــماح ألطب ــاء األس ــنان بممارس ــة حق ــن «الفيل ــر‬ ‫والبوتك ــس وامليزوثراب ــي» أو امل ــواد األخ ــرى املس ــتخدمة ف ــي مج ــال‬ ‫التجمي ــل‪.‬‬ ‫وجــاء قـرار املحكمــة بعــد النظــر فــي الدعــوى املقدمــة ومــا اســتندت‬ ‫إلي ــه م ــن تفاصي ــل قانوني ــة‪ ،‬حي ــث رأت املحكم ــة أن الطل ــب‬ ‫املذك ــور يخال ــف الس ــياقات القانوني ــة الس ــارية‪.‬‬

‫وأك ــدت املحكم ــة اإلداري ــة العلي ــا عل ــى التزامه ــا‬ ‫بتطبيــق القوانيــن النافــذة فــي هــذا الشــأن‪ ،‬بمــا‬ ‫يضم ــن التخص ــص الطب ــي وع ــدم التداخ ــل ف ــي‬ ‫مج ــاالت االختص ــاص‪.‬‬ ‫وتعليقـ ًـا علــى هــذا الق ـرار‪ ،‬يبيــن مصــدر طبــي فــي‬ ‫نقابــة أطبــاء األســنان‪ ،‬أن «األمــر الوالئــي الــذي‬ ‫ص ــدر‪ ،‬ه ــو عن ــد إقام ــة دع ــوى ف ــي املحكم ــة‬ ‫هن ــاك إمكاني ــة بطل ــب أم ــر والئ ــي‪ ،‬ال ــذي ه ــو‬ ‫إيقــاف اإلج ـراءات لحيــن حســم الدعــوة‪ ،‬وهــذا‬ ‫مــا تــم فعلــه علــى ق ـرار منــع أطبــاء األســنان مــن‬ ‫حق ــن الفيل ــر والبوتك ــس وغيره ــا ف ــي مراك ــز‬

‫التجمي ــل‪ ،‬لك ــن التميي ــز رد األم ــر الوالئ ــي‪،‬‬ ‫وبالتال ــي تس ــتمر إج ـراءات املن ــع»‪.‬‬ ‫ويش ــير املص ــدر ال ــذي رف ــض الكش ــف ع ــن‬ ‫اس ــمه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى أن «جلس ــات‬ ‫املحكم ــة اإلداري ــة الخاص ــة بالقضي ــة مس ــتمرة‬ ‫من ــذ ص ــدور الق ـرار ف ــي أي ــار املا�ض ــي‪ ،‬وهن ــاك‬ ‫جلس ــة منتظ ــرة ف ــي ‪ 22‬كان ــون األول‪ /‬ديس ــمبر‬ ‫الجــاري‪ ،‬للمحاولــة فــي ســبيل نقــض قـرار املنــع»‪.‬‬ ‫وع ــن موق ــف نقاب ــة األطب ــاء م ــن ه ــذا الق ـرار‪،‬‬ ‫يوضــح نقيــب أطبــاء العـراق‪ ،‬الدكتــور حســنين‬ ‫صف ــاء ش ــبر‪ ،‬إن «النقاب ــة ليس ــت م ــع أو ض ــد‬ ‫بــل هــي تتعامــل مــع التعليمــات التــي تصــدر مــن‬ ‫وزارة الصحــة باعتبارهــا هــي املرجعيــة العلميــة‪،‬‬ ‫وأن النقاب ــة م ــع الس ــياقات الت ــي تحدده ــا‬ ‫اللجــان االستشــارية ســواء فــي نقابــة األطبــاء أو‬ ‫وزارة الصح ــة»‪.‬‬ ‫ويضي ــف ش ــبر ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «رس ــم‬ ‫السياس ــات م ــن مه ــام وزارة الصح ــة‪ ،‬لذل ــك‬

‫نتعاط ــى م ــع الق ـرار بصفت ــه القانوني ــة‬ ‫وا لعلمي ــة » ‪.‬‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬يؤك ــد املتح ــدث باس ــم وزارة الصح ــة‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬س ــيف الب ــدر ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫«دائ ــرة التفتي ــش ف ــي مرك ــز ال ــوزارة واألقس ــام‬ ‫والش ــعب املرتبط ــة به ــا ف ــي بغ ــداد واملحافظ ــات‬ ‫املس ــؤولة ع ــن متابع ــة عم ــل القط ــاع الخ ــاص‪،‬‬ ‫تتاب ــع عم ــل العي ــادات واملؤسس ــات األهلي ــة‬ ‫املخالف ــة س ــواء كان ــت عي ــادات أس ــنان أو‬ ‫غيره ــا‪ ،‬وحس ــب القواني ــن والضواب ــط املعم ــول‬ ‫به ــا واملعتم ــدة م ــن قب ــل الحكوم ــة العراقي ــة‬ ‫ووزارة الصح ــة»‪.‬‬ ‫وكان ــت وزارة الصح ــة العراقي ــة ق ــررت ف ــي ‪6‬‬ ‫أي ــار‪ /‬ماي ــو ‪ 2024‬من ــع أطب ــاء األس ــنان‪ ،‬م ــن‬ ‫حقــن «امليــزو‪ ،‬والفيلــر‪ ،‬والبوتكــس» وغيرهــا فــي‬ ‫مراك ــز التجمي ــل كاف ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب وثيق ــة ص ــادرة ع ــن ال ــوزارة اطلع ــت‬ ‫عليه ــا مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬فق ــد «حصل ــت موافق ــة‬

‫الوزي ــر عل ــى إلغ ــاء كت ــاب هيئ ــة املراك ــز‬ ‫التخصصي ــة‪ /‬قس ــم التطوي ــر والبح ــث العلم ــي‬ ‫املرق ــم ‪ 54500‬ف ــي ‪ 2021/9/16‬املوج ــه إل ــى‬ ‫نقابــة أطبــاء األســنان بكافــة مضامينــه وااللتـزام‬ ‫بالعم ــل وف ــق الضواب ــط الوزاري ــة املتضم ــن‬ ‫بع ــدم ج ــواز حق ــن م ــادة الفيل ــر والبوتك ــس‬ ‫وامليزوثيراب ــي أو امل ــواد األخ ــرى املس ــتخدمة‬ ‫ف ــي مج ــال التجمي ــل مث ــل الخالي ــا الجذعي ــة‬ ‫االكزوس ــوم) وغيره ــا م ــن امل ــواد الت ــي تس ــتخدم‬ ‫ف ــي مج ــاالت التجمي ــل ومحارب ــة التجاعي ــد م ــن‬ ‫قبــل أطبــاء األســنان كافــة وحســب الضوابــط»‪.‬‬ ‫ويش ــهد الع ـراق خ ــال الس ــنوات األخي ــرة طف ــرة‬ ‫كبيــرة فــي أعــداد مراكــز التجميــل‪ ،‬التــي انتشــرت‬ ‫بش ــكل واس ــع وس ــط إقب ــال كثي ــف م ــن النس ــاء‬ ‫والرج ــال‪ ،‬رغ ــم رص ــد نقاب ــة األطب ــاء العراقيي ــن‬ ‫مئ ــات مراك ــز التجمي ــل «الوهمي ــة وغي ــر‬ ‫املرخص ــة» ف ــي مناط ــق متفرق ــة م ــن العاصم ــة‬ ‫بغ ــداد وحده ــا‪ ،‬بحس ــب بي ــان رس ــمي‪.‬‬


‫‪52‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪53 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫الدهن الحر المعتق‪..‬‬

‫صناعة عراقية تعبر الحدود‬ ‫نحــو أوروبـــــا وأمـيركــــا‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تتشارك املحافظات‬ ‫العر اقية بالعديد من‬ ‫الصناعات املحلية إال أن‬ ‫بعضها تشتهرعن غيرها‬ ‫بصنعة معينة‪ ،‬ولعل‬ ‫«الدهن الحر» والذي يعد‬ ‫صناعة عر اقية بامتياز‬ ‫هو إحدى هذه املشتركات‪،‬‬ ‫ولكن للمحافظات‬ ‫الشمالية و إقليم‬ ‫كوردستان بصمة خاصة‬ ‫في هذه املهنة‪ ،‬وهي «الدهن‬ ‫املعتق» الذي يتم تعتيقه‬ ‫ألشهروسنوات دون أن‬ ‫يفسد‪.‬‬

‫محافظ ــة كرك ــوك تع ــد م ــن املحافظ ــات الت ــي‬ ‫تش ــتهر بصناع ــة «الده ــن الح ــرق املعت ــق»‬ ‫وال ــذي ي ــزداد س ــعره كلم ــا طال ــت م ــدة تعتيق ــه‪.‬‬ ‫جلد املاعز‬ ‫ويقــول ســمير حامــد‪ ،‬أحــد العامليــن فــي صناعــة‬ ‫جلــد املاعــز‪ ،‬إن «جلــد املاعــز يختلــف عــن باقــي‬ ‫الجل ــود م ــن حي ــث قوت ــه وش ــدته ف ــي مقاوم ــة‬ ‫الظــروف املناخيــة ويمكــن أن يحافــظ لســنوات‬ ‫عل ــى امل ــادة املخزون ــة بداخله ــا دون أن تص ــاب‬ ‫بــأي تلــف أو تتأثــر بالعوامــل البيئيــة‪ ،‬ونحصــل‬ ‫علــى جلــد املاعــز مــن الجزاريــن»‪.‬‬ ‫ويضي ــف ف ــي حديث ــه ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن «حي ــن نس ــتلم‬ ‫الجل ــد م ــن الباع ــة نق ــوم بغس ــله‬ ‫وم ــن ث ــم رف ــع الش ــعر بآل ــة ح ــادة‬ ‫وبع ــد ذل ــك نغس ــله م ــرة أخ ــرى‬ ‫وبعده ــا نحفظ ــه ف ــي املل ــح لع ــدة‬ ‫أي ــام لط ــرد الرائح ــة من ــه وم ــن ث ــم‬ ‫إع ــداده بصيغت ــه النهائي ــة حي ــث‬ ‫يق ــوم ش ــخص بتحوي ــل الجل ــد‬ ‫إل ــى حافظ ــة بحج ــم يتناس ــب م ــع‬ ‫الجل ــد»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع «بع ــد أن يج ــف يم ــر ف ــي‬ ‫مرحل ــة الق ــص والترتي ــب لغ ــرض‬ ‫خياطت ــه بخي ــوط خاص ــة تع ــد‬ ‫لهــذا الغــرض وعنــد إتمــام تفصيــل‬ ‫وخياط ــة الجل ــد يت ــم وضع ــه ف ــي‬ ‫قال ــب خ ــاص لك ــي يأخ ــذ حجم ــه‬ ‫األخي ــر ويحاف ــظ عل ــى طراوت ــه ث ــم‬ ‫نق ــوم بنفخ ــه للوق ــوف عل ــى م ــدى‬ ‫ش ــدته وتحمل ــه للضغ ــط وأيض ـ ًـا‬ ‫للتأك ــد م ــن ع ــدم وج ــود ثق ــوب‬ ‫في ــه‪ ،‬كم ــا نصن ــع فوه ــة للجل ــد‬ ‫لوض ــع أي م ــادة ي ـراد حفظه ــا‬ ‫داخل ــه م ــع س ــدادة ملن ــع دخ ــول‬ ‫اله ــواء»‪.‬‬ ‫ويشــير حامــد إلــى أن «جلــد املاعــز‬ ‫كان يس ــتخدم قديم ـ ًـا ف ــي حف ــظ‬ ‫امل ــاء ويس ــمى بالقرب ــة ف ــي العدي ــد‬ ‫م ــن ال ــدول العربي ــة»‪.‬‬ ‫وعل ــى الرغ ــم م ــن تط ــور أس ــاليب‬ ‫الحي ــاة إال أن العدي ــد م ــن‬ ‫الصناع ــات التراثي ــة م ــا زال ــت‬

‫رائجــة فــي مختلــف املــدن العراقيــة وهنــاك‬ ‫الكثي ــر م ــن العوائ ــل م ــا زال ــت تس ــتخدم‬ ‫القرب ــة لحف ــظ م ــا تحتاج ــه‪.‬‬ ‫ب ــدوره يق ــول الباح ــث ف ــي امل ــورث العراق ــي‬ ‫إس ــماعيل محم ــد‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫«العدي ــد م ــن امل ــدن العراقي ــة وف ــي إقلي ــم‬ ‫كوردس ــتان م ــا زال ــت تس ــتخدم جل ــد‬ ‫املاعــز فــي حفــظ الدهــن الحــر ألنــه يمتلــك‬ ‫خاصيــة مميــزة ال توجــد فــي الجلــود األخــرى‬ ‫م ــن حي ــث الق ــوة واملتان ــة»‪.‬‬ ‫ويبي ــن «أس ــواق أربي ــل وده ــوك ومنطق ــة‬ ‫هورم ــان ف ــي الس ــليمانية م ــا زال الده ــن‬ ‫الحــر يبــاع محفوظـ ًـا بداخــل هــذه الجلــود‬ ‫ويمت ــاز بنهك ــة فري ــدة وأش ــبه م ــا يك ــون‬ ‫بده ــن معت ــق وعلي ــه طل ــب م ــن قب ــل‬ ‫العراقيي ــن»‪.‬‬ ‫حليب املوا�شي‬ ‫يق ــف أحم ــد عب ــد هللا ف ــي أط ـراف س ــوق‬ ‫كرك ــوك الرئي�س ــي ليع ــرض بضاعت ــه م ــن‬ ‫«الده ــن الح ــر املعت ــق» حي ــث ورث ه ــذه‬ ‫املهن ــة ع ــن أبي ــه‪.‬‬

‫ويوض ــح عب ــد هللا ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «الده ــن‬ ‫الحــر العراقــي موجــود فــي عمــوم املــدن العراقيــة‬ ‫ولكــن هنــاك طــرق مختلفــة فــي اإلنتــاج والحفــظ‬ ‫ولكــن فــي كل األحــوال فحليــب األغنــام واألبقــار‬ ‫والجام ــوس ه ــو املص ــدر الرئي�س ــي للده ــن‬ ‫الح ــر»‪.‬‬ ‫وي ــردف «بع ــد أن يت ــم صن ــع اللب ــن الرائ ــب م ــن‬ ‫الحليــب يوضــع فــي حاويــة صغيــرة ويتــم تحريكهــا‬ ‫ذهاب ـ ًـا وإياب ـ ًـا مل ــدة نص ــف س ــاعة وبعده ــا يظه ــر‬ ‫الده ــن الح ــر ُويس ــتخرج م ــن الحاوي ــة ويج ــري‬ ‫حفظ ــه داخ ــل الجل ــد لفت ــرة زمني ــة يحدده ــا‬ ‫البائ ــع وم ــن ث ــم بيع ــه ف ــي األس ــواق»‪.‬‬ ‫وغربيا‬ ‫عربيا‬ ‫ً‬ ‫مطلوب ً‬ ‫يق ــول مصطف ــى يوس ــف‪ ،‬أح ــد باع ــة الده ــن‬ ‫الح ــر ف ــي س ــوق كرك ــوك‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫«السواح العرب واألجانب والعراقيين املقيمين‬ ‫خــارج البــاد يتهافتــون علــى ش ـراء الدهــن الحــر‬ ‫بكميــات كبيــرة وينقلونــه إلــى األســواق فــي أميــركا‬ ‫وال ــدول األوروبي ــة والعربي ــة لجودت ــه ونقاوت ــه‬ ‫ولكون ــه خ ـ ٍـال م ــن امل ــواد الصناعي ــة»‪.‬‬


‫‪54‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪55 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫الرقم ‪ 45‬مليوناً يقلق العراقيين‪..‬‬

‫تراجع بنمو األسرة وعزوف عن الزواج‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫مــع اإلعــان عــن النتائــج األوليــة للتعــداد العــام للســكان واملســاكن فــي العــراق‪ ،‬يتوقــع مر اقبــون‬ ‫ظهــورإشــكاليات حــول هــذه املخرجــات بعــد مــا كشــفته مــن أرقــام كبيــرة خاصــة فــي نســب البطالــة‬ ‫ومس ــألة الس ــكن‪ ،‬فيم ــا تؤك ــد وزارة التخطي ــط العر اقي ــة أن النتائ ــج أظه ــرت اس ــتقرار النس ــبة‬ ‫الســكانية ودخــول العــراق نطــاق «الهبــة الديموغر افيــة»‪.‬‬

‫وأعل ــن رئي ــس ال ــوزراء العراق ــي‪ ،‬محم ــد ش ــياع‬ ‫الس ــوداني‪ ،‬أن ع ــدد س ــكان الب ــاد وفق ـ ًـا‬ ‫للتعــداد العــام للســكان واملســاكن بلــغ أكثــر مــن‬ ‫‪ 45‬مليــون نســمة‪ ،‬فيمــا أعلــن وزيــر التخطيــط‬ ‫ف ــي حكوم ــة إقلي ــم كوردس ــتان‪ ،‬دارا رش ــيد‪ ،‬أن‬ ‫ع ــدد س ــكان اإلقلي ــم بل ــغ ‪ 6‬ماليي ــن و‪ 370‬الف ـ ًـا‬ ‫و‪ 668‬نس ــمة‪.‬‬ ‫هبة ديموغرافية‬ ‫وع ــن ه ــذه النتائ ــج‪ ،‬ق ــال املدي ــر الع ــام‬ ‫التنفي ــذي للتع ــداد الس ــكاني ف ــي الع ـراق ب ــوزارة‬ ‫التخطي ــط االتحادي ــة‪ ،‬عل ــي عري ــان صال ــح‪،‬‬ ‫إن «التع ــداد الس ــكاني ت ــم إنج ــاز ث ــاث أرباع ــه‬ ‫بع ــد إكم ــال املرحل ــة الثاني ــة الت ــي ه ــي س ــجل‬ ‫األس ــرة‪ ،‬وحالي ـ ًـا يت ــم التهي ــؤ إلكم ــال املرحل ــة‬ ‫الثالث ــة بأخ ــذ املعلوم ــات التفصيلي ــة لألف ـراد‬ ‫واألس ــر‪ ،‬وس ــتضع ال ــوزارة نتائ ــج التع ــداد أم ــام‬ ‫املخططي ــن لرس ــم السياس ــات»‪.‬‬ ‫ولف ــت صال ــح‪ ،‬خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إلــى أن «النتائــج الحاليــة أظهــرت انخفــاض نمــو‬ ‫األســرة إلــى ‪ 5.7‬بعــد أن كان ‪ 7‬فــي الســابق‪ ،‬وهــذا‬ ‫التراجــع ربمــا بســبب عــزوف البعــض عــن الــزواج‬ ‫أو غيــر ذلــك‪ ،‬لكــن نســبة الســكان مســتقرة بعــد‬ ‫إن كان ــت حس ــب التقدي ـرات ‪ 44‬ملي ــون نس ــمة‬ ‫وحاليـ ًـا هــي ‪ 45‬مليــون مــع الوافديــن واألجانــب‪،‬‬ ‫لذلــك ال يوجــد انفجــار أو مشــكلة ســكانية»‪.‬‬ ‫وأشــار إلــى أن «أغلــب البلــدان اتخــذت إجـراءات‬

‫سعاد المالكي‬

‫عضو لجنة التخطيط‬ ‫االستراتيجي النيابية‬

‫علي عريان صالح‬

‫املدير التنفيذي للتعداد السكاني‬ ‫بوزارة التخطيط االتحادية‬

‫لخفــض نســبة الســكان للوصــول إلــى مــا يســمى‬ ‫بـ(الهب ــة الديموغرافي ــة) وه ــي أن تك ــون األعم ــار‬ ‫التــي فــي ســن العمــل هــي األكبــر‪ ،‬والع ـراق دخــل‬ ‫نط ــاق ه ــذه الهب ــة مقارن ــة م ــع بع ــض ال ــدول‬ ‫العربي ــة»‪.‬‬ ‫م ــن جهته ــا‪ ،‬أوضح ــت عض ــو لجن ــة التخطي ــط‬ ‫االس ــتراتيجي النيابي ــة‪ ،‬س ــعاد املالك ــي‪ ،‬أن‬ ‫«التعــداد الســكاني انقســم علــى ثــاث مراحــل‪،‬‬ ‫األول ــى كان ــت حص ــر وترقي ــم‪ ،‬وبعده ــا كان ــت‬ ‫مرحل ــة س ــجل األس ــرة والت ــي ت ــم الحظ ــر فيه ــا‪،‬‬ ‫واملتبق ــي املرحل ــة األخي ــرة (التنموي ــة) وه ــي‬ ‫األهــم‪ ،‬ملعرفــة االحتياجــات مــن الســكن ودخــل‬ ‫الف ــرد والوظيف ــة وغيره ــا ومحاول ــة إيج ــاد‬ ‫الحل ــول له ــا»‪.‬‬ ‫وع ــن املش ــاكل الت ــي واجه ــت عملي ــة التع ــداد‬ ‫الســكاني‪ ،‬بينــت املالكــي‪ ،‬خــال حديثهــا للوكالــة‬ ‫أن «البع ــض أث ــار أن األع ــداد كان ــت غي ــر‬ ‫حقيقي ــة ف ــي كرك ــوك واملوص ــل لع ــودة البع ــض‬ ‫مــن ســكان إقليــم كوردســتان لتســجيل بياناتهــم‬ ‫فيهمــا‪ ،‬وهــذا أمــر غيــر مؤكــد‪ ،‬وحاليـ ًـا يتــم إعــادة‬ ‫البيان ــات م ــن جدي ــد لتدقيقه ــا وتس ــتمر ه ــذه‬ ‫العملي ــة إل ــى ‪ 10‬كان ــون األول املقب ــل»‪.‬‬ ‫تشكيك وخلل‬ ‫ويعــد التعــداد العــام للســكان ظاهــرة حضاريــة‬ ‫يحتاجه ــا أي بل ــد‪« ،‬وق ــد يك ــون الع ـراق أح ــوج‬ ‫البل ــدان له ــذا العم ــل عل ــى أن تك ــون الجه ــة‬

‫املعنيــة بــه مســتعدة لهــذه الفعاليــة‪ ،‬لكــن يبــدو‬ ‫أنهــا لــم تكــن كذلــك‪ ،‬حيــث حصــل خلــل واضــح‬ ‫ف ــي األداء»‪ ،‬بحس ــب رئي ــس املرص ــد الوطن ــي‬ ‫لإلع ــام‪ ،‬خال ــد الس ـراي‪.‬‬ ‫وذك ــر الس ـراي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «التع ــداد‬ ‫لــم يظهــر التوجــه مــن اإلقليــم إلــى كركــوك التــي‬ ‫لهــا أهميــة فــي اســتقرار الع ـراق عمومـ ًـا‪ ،‬فــي ظــل‬ ‫هنــاك واجهــات سياســية ملكونــات عقليتهــا نحــو‬ ‫التم ــدد‪ ،‬وبالتال ــي تأخ ــذ أكث ــر م ــن اس ــتحقاقها‪،‬‬ ‫كم ــا هن ــاك أم ــور ال ينبغ ــي الته ــرب منه ــا‪ ،‬مث ــل‬ ‫القومي ــة‪ ،‬لك ــن يب ــدو أن إزال ــة القومي ــة ه ــي‬ ‫مرتبط ــة بمح ــاوالت تم ــدد بع ــض األط ـراف»‪.‬‬ ‫وأضــاف أن «فــرق التعــداد لــم تصــل إلــى قضــاء‬ ‫الزبي ــر بحس ــب م ــا أعلن ــه محاف ــظ البص ــرة‪،‬‬ ‫وبالتال ــي أي مدخ ــات غي ــر حقيقي ــة تعط ــي‬ ‫نتائ ــج غي ــر واقعي ــة‪ ،‬لذل ــك م ــن املتوق ــع ظه ــور‬ ‫إشــكاليات حــول مخرجــات التعــداد الســكاني»‪.‬‬ ‫ولفــت إلــى أن «التعــداد الســكاني كلــف الع ـراق‬ ‫‪ 600‬ملي ــار دين ــار عراق ــي‪ ،‬وب ــدل اس ــتخدام‬ ‫الطاق ــة العراقي ــة واملختصي ــن العراقيي ــن ف ــي‬ ‫التعــداد‪ ،‬تــم االعتمــاد علــى شــركة أردنيــة فيــه‪،‬‬ ‫وه ــو م ــا يثي ــر الريب ــة بوض ــع ج ــزء م ــن قاع ــدة‬ ‫بيان ــات العراقيي ــن عن ــد ش ــركة غي ــر عراقي ــة»‪.‬‬ ‫بــدوره‪ ،‬رأى الخبيــر فــي مجــال التعــداد الســكاني‪،‬‬ ‫ســمير خضيــر‪ ،‬أن «األرقــام الكبيــرة التــي كشــفها‬ ‫التع ــداد الس ــكاني ع ــن نس ــب البطال ــة س ــوف‬ ‫تش ــكل تحدي ـ ًـا كبي ـ ًرا ف ــي توفي ــر ف ــرص العم ــل‬ ‫خاصــة للشــباب والخريجيــن‪ ،‬والتحــدي الثانــي‬ ‫هــو فــي مســألة الســكن بتوفيــر املســاكن املالئمــة‬ ‫لألســر‪ ،‬ومــا يلحقهــا مــن متطلبــات ســواء طاقــة‬ ‫كهربائي ــة ومي ــاه ش ــرب وغي ــر ذل ــك‪ ،‬ف ــي ظ ــل‬ ‫وجــود اقتصــاد أحــادي الجانــب باعتمــاده علــى‬ ‫النف ــط بش ــكل كبي ــر»‪.‬‬ ‫وأك ــد خضي ــر‪ ،‬للوكال ــة أن «عل ــى‬ ‫الحكوم ــة الس ــعي إل ــى تنوي ــع‬ ‫االقتص ــاد م ــن الصناع ــة والزراع ــة‬ ‫والســياحة‪ ،‬فضـ ًـا عــن دعــم القطــاع‬ ‫الخ ــاص الس ــتقبال العاطلي ــن‪ ،‬كم ــا‬ ‫عل ــى الحكوم ــة ان تض ــع بعي ــن‬ ‫االعتب ــار نتائ ــج التع ــداد‬ ‫ه ــذه عن ــد إع ــداد‬ ‫البرام ــج االقتصادي ــة‬ ‫للب ــاد»‪.‬‬ ‫إقليم كوردستان‬

‫وكان وزي ــر التخطي ــط ف ــي حكوم ــة إقلي ــم‬ ‫كوردســتان دارا رشــيد‪ ،‬قــد أعلــن بوقــت ســابق‬ ‫م ــن الي ــوم‪ ،‬أن ع ــدد س ــكان اإلقلي ــم بل ــغ ‪6‬‬ ‫ماليي ــن و‪ 370‬الف ـ ًـا و‪ 668‬نس ــمة‪.‬‬ ‫وق ــال دارا ف ــي مؤتم ــر صحف ــي‪ ،‬إن ه ــذه األرق ــام‬ ‫بحس ــب النتائ ــج األولي ــة للتع ــداد الس ــكاني وال‬ ‫تش ــمل (الس ــاكنين ف ــي املناط ــق املتن ــازع عليه ــا)‪،‬‬ ‫مضيف ـ ًـا أن ع ــدد الذك ــور ف ــي اإلقلي ــم بل ــغ ‪3‬‬ ‫ماليي ــن و‪ 200‬أل ــف و‪ 506‬نس ــمة‪ ،‬بينم ــا‬ ‫ع ــدد اإلن ــاث ‪ 3‬ماليي ــن و‪ 170‬ألف ـ ًـا‬ ‫و‪ 162‬نس ــمة‪ ،‬أي أن نس ــبة‬ ‫الذكــور فــي ‪ 50.4%‬ونســبة‬ ‫اإلن ــاث ‪.49.6%‬‬ ‫وتاب ــع رش ــيد‪ :‬يعي ــش ف ــي‬ ‫إقلي ــم كوردس ــتان ‪6‬‬ ‫ماليي ــن و‪ 370‬ألف ـ ًـا‬ ‫و‪ 668‬نس ــمة‪ ،‬توزع ــوا‬ ‫بي ــن ‪ 84%‬م ــن الس ــكان‬ ‫حضري ــون و‪ 16%‬ريفي ــون‪،‬‬ ‫باإلضاف ــة إل ــى أن مليوني ــن و‪ 28‬أل ــف‬ ‫وحــدة ســكنية فــي إقليــم كوردســتان‪،‬‬ ‫الفتـ ًـا إلــى أن ‪ 4.4%‬مــن ســكان إقليــم‬ ‫كوردس ــتان تزي ــد أعماره ــم ع ــن‬ ‫‪ 65‬عام ـ ًـا‪ ،‬وأن أكب ــر معم ــر ف ــي‬ ‫اإلقلي ــم يبل ــغ م ــن العم ــر‬ ‫‪ 126‬عام ـ ًـا‪.‬‬


‫‪56‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫اعترافات عازف عود عراقي‬

‫هاجرت إلى بريطانيا حتى‬ ‫ال أعزف للدكتاتورية‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫س ــلطت صحيف ــة «ناش ــيونال» الص ــادرة باإلنكليزي ــة الض ــوء عل ــى تجرب ــة‬ ‫موســيقارالعــود العراقــي أحمــد مختــارالــذي اختــارفــي العــام ‪ 1996‬اللجــوء إلــى‬ ‫بريطانيــا‪ ،‬عوضـ ًـا عــن اضطــراره للعــزف أمــام الرئيــس العراقــي األســبق صــدام‬ ‫حس ــين خدم ــة للديكتاتوري ــة‪.‬‬

‫وأوض ــح التقري ــر ال ــذي ترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫أن مخت ــار غ ــادر الع ــراق ع ــام ‪ 1996‬م ــن أج ــل‬ ‫الدراس ــة ف ــي بريطاني ــا‪ ،‬وتق ــدم بطل ــب اللج ــوء‬ ‫وبق ــي فيه ــا و أق ــام حيات ــه ف ــي لن ــدن حي ــث ي ــدرس‬ ‫الع ــزف عل ــى الع ــود واإليقاع ــات العربي ــة اآلن‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن مخت ــار كان مختلف ـ ًـا ع ــن‬ ‫غيــره مــن األطفــال الذيــن نشــأوا فــي بغــداد‪ ،‬ناقـ ًـا‬ ‫عنــه قولــه «أحببــت العــود منــذ املــرة األولــى التــي‬ ‫رأيت ــه وس ــمعته عل ــى شاش ــة التلفزي ــون»‪.‬‬ ‫وبي ــن التقري ــرأن البرام ــج التلفزيوني ــة ف ــي الع ــراق‬ ‫كان ــت تب ــدأ عص ـ ًـرا بنف ــس الطريق ــة ف ــي الس ــاعة‬ ‫الرابعــة مســاء بالضبــط‪ ،‬حيــث يســمع الصــوت‬ ‫الشــجي للعــود‪ ،‬وأنــه فــي حيــن كان ذلــك بالنســبة‬ ‫إلــى العديــد مــن األطفــال‪ ،‬مجــرد إشــارة إلــى أنهــم‬ ‫يقتربــون مــن مشــاهدة أحــد برامجهــم الكارتونيــة‬ ‫املفضل ــة‪ ،‬إال أن ــه بالنس ــبة إل ــى مخت ــارال ــذي كان‬ ‫يبل ــغ م ــن العم ــر س ــت س ــنوات فق ــط‪ ،‬ف ــإن آل ــة‬ ‫الع ــود ه ــي الت ــي كان ــت تجذب ــه‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن مخت ــار قول ــه إن «األطف ــال‬ ‫اآلخري ــن ل ــم يكون ــوا مهتمي ــن بالع ــود‪ ،‬ويحب ــون‬ ‫مي ـكـي مــاوس‪ ،‬وأنــا كنــت آتــي لالســتماع إلــى العــود‬

‫وبع ــد ذل ــك اس ــتمر بمش ــاهدة التلفزي ــون»‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر إل ــى أن مخت ــار ب ــدأ بعده ــا بوق ــت‬ ‫قصي ــر بتعل ــم الع ــزف عل ــى الع ــود‪ ،‬وعندم ــا كان‬ ‫م ــا ي ــزال طف ـ ًـا اضط ــر إل ــى الع ــزف أم ــام ص ــدام‬ ‫حس ــين‪ ،‬ال ــذي كان لدي ــه نقط ــة ضع ــف تج ــاه‬ ‫ه ــذه اآلل ــة املوس ــيقية العربي ــة التقليدي ــة‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر أن مخت ــار واص ــل تعل ــم إتق ــان‬ ‫الع ــزف عل ــى الع ــود‪ ،‬وف ــي ظ ــل امله ــارة الت ــي ص ــار‬ ‫يتمت ــع به ــا‪ ،‬فأن ــه كان م ــن املتوق ــع أن يع ــزف‬ ‫بانتظ ــام للرئي ــس العراق ــي األس ــبق‪ ،‬وه ــو الت ــزام‬ ‫ل ــم يك ــن ين ــوي القي ــام ب ــه‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــرعــن مختــارقولــه «كان الوضــع‬ ‫فظيعـ ًـا‪ ،‬ولــم تكــن هنــاك حريــة‪ ،‬واســتخدموا‬ ‫املوس ــيقى م ــن أج ــل خدم ــة أه ــداف‬ ‫الدكتاتوري ــة»‪ ،‬مضيف ـ ًـا ف ــي الوق ــت نفس ــه‪،‬‬ ‫أنــه فــي حــال لــم تقــم بالعــزف «فأنــك ســتواجه‬ ‫العدي ــد م ــن املش ــاكل ول ــن تتمك ــن م ــن الع ــزف‬ ‫عل ــى الع ــود حي ــث ترغ ــب»‪.‬‬ ‫ـخصا حـ ًـرا‪ .‬لقــد وجــدت‬ ‫وتابــع قائـ ًـا «لــم تكــن شـ ً‬ ‫الفرصــة للهــرب‪ ،‬ولهــذا غــادرت»‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر أن مخت ــار كان ق ــد ق ــرأ ع ــن لن ــدن‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪57 2024‬‬

‫ومعامله ــا الس ــياحية مث ــل س ــاعة بي ــغ ب ــن‪،‬‬ ‫وكان ــت صورته ــا عن ــده جميل ــة‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن‬ ‫ـعيدا‪،‬‬ ‫مخت ــار اس ــتقر بعده ــا ف ــي لن ــدن وكان س ـ ً‬ ‫وتلق ــى الدع ــم لدراس ــة اللغ ــة اإلنكليزي ــة‪ ،‬بم ــا‬ ‫مكن ــه م ــن االلتح ــاق بالجامع ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب مخت ــار «وج ــدت الكثي ــر م ــن األش ــياء‬ ‫الجميل ــة ف ــي بريطاني ــا‪ ،‬وأحبه ــا‪ ،‬وبإمكان ــي أن‬ ‫يم�ض ــي حيات ــي والقي ــام باألم ــور املفضل ــة‬ ‫ل ــدي»‪ ،‬وم ــن بينه ــا الع ــود‪ ،‬ال ــذي واص ــل‬ ‫دراس ــته كج ــزء م ــن درج ــة املاجس ــتير ح ــول‬ ‫موســيقى الشــرق األوســط‪ ،‬في كلية الدراســات‬ ‫الش ــرقية واألفريقي ــة‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى دراس ــته‬ ‫األداء املوس ــيقي والتدري ــس‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر بأن ــه ت ــم العث ــور عل ــى آل ــة الع ــود‬ ‫للم ــرة األول ــى ف ــي باب ــل‪ ،‬ف ــي الع ــراق القدي ــم‪،‬‬ ‫من ــذ نح ــو خمس ــة آالف ع ــام‪ ،‬حي ــث تق ــول‬ ‫األس ــطورة أنه ــا كان ــت مصنوع ــة م ــن الحفي ــد‬ ‫الس ــادس آلدم‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن مخت ــار‬ ‫ـتاذا فــي العــود إال‬ ‫أصبــح أسـ ً‬ ‫أن ــه م ــا ي ــزال يم�ض ــي‬ ‫الكثي ــر م ــن‬

‫وق ــت فراغ ــه ف ــي التدري ــب‪ ،‬عندم ــا ال يق ــوم‬ ‫بتعلي ــم اآلخري ــن كيفي ــة الع ــزف ف ــي املرك ــز‬ ‫العرب ــي البريطان ــي‪.‬‬ ‫وأش ــار إل ــى أن مخت ــار يق ــوم حالي ـ ًـا بتألي ــف‬ ‫موس ــيقى لفيل ــم وثائق ــي وه ــو يعم ــل عل ــى‬ ‫إنت ــاج ألبوم ــه املوس ــيقي الس ــابع‪ ،‬إل ــى جان ــب‬ ‫مش ــاركته ف ــي ع ــروض ف ــي أنح ــاء العال ــم كاف ــة‪،‬‬ ‫بم ــا ف ــي ذل ــك ف ــي م ــدن بريطاني ــة وف ــي هولن ــدا‬ ‫وفرنس ــا وإس ــبانيا والهن ــد وتايالن ــد‪.‬‬ ‫وبحس ــب مخت ــار‪ ،‬ف ــإن العدي ــد م ــن طالب ــه‬ ‫ع ــرب‪ ،‬وهن ــاك بع ــض الط ــاب اإلنكلي ــز‪،‬‬ ‫موضح ـ ًـا «يس ــاعدني الع ــود عل ــى التواص ــل‬ ‫م ــع العدي ــد م ــن األش ــخاص الذي ــن يحب ــون‬ ‫الثقاف ــة العربي ــة‪ ،‬وه ــم يحب ــون الع ــراق‬ ‫وتراث ــه»‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن ذل ــك يس ــاعده عل ــى‬ ‫البق ــاء عل ــى تواص ــل روح ــي م ــع وطن ــه الع ــراق‪،‬‬ ‫ال ــذي م ــا ي ــزال ي ــزوره‪.‬‬ ‫وقــال مختــار«عندمــا أعــزف‪ ،‬تنتقــل مشــاعري‬ ‫إلــى العــراق وأحيانـ ًـا إلــى أماكــن فــي العــراق»‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬


‫‪58‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪59 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫«ال شعر فوق رؤوسهم»‪..‬‬

‫صلع وراثي يميز سكان بلدة عراقية‬

‫و«التنمر» يحزن أطفالها‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫فريدا‬ ‫أمرا‬ ‫ً‬ ‫قد يكون ً‬ ‫وظاهرة ال تتكررحين‬ ‫تجد غالبية سكان قرية‬ ‫في أطراف محافظة‬ ‫كركوك «صلعان ال‬ ‫يملكون الشعرفوق‬ ‫رؤوسهم»‪.‬‬

‫م ــا أن تس ــتعد للدخ ــول ال ــى قري ــة «الكي ــف»‬ ‫الواقع ــة ف ــي أط ـراف طري ــق رئي�س ــي بي ــن كرك ــوك‬ ‫وقض ــاء الدب ــس حت ــى يظه ــر ام ــام مالم ــح نه ــر‬ ‫صغي ــر يش ــق القري ــة ال ــى نصفي ــن متكاملي ــن‬ ‫م ــن حي ــث أع ــداد املس ــاكن الت ــي يص ــل تع ــداد‬ ‫س ــكانها يص ــل إل ــى أكث ــر م ــن ‪ 4‬االف مدن ــي‬ ‫والس ــمة الت ــي توح ــد أهال ــي القري ــة ه ــي «الصل ــع‬ ‫الوراث ــي» ال ــذي يقت ــرب ب ــأن يك ــون س ــمة غالب ــة‬ ‫علــى أهالــي القريــة بعــد ســنوات لعــدم التوصــل‬ ‫ال ــى األس ــباب املوجب ــة له ــذا الصل ــع ال ــوالدي‬ ‫املرتب ــط بالجين ــات الوراثي ــة ل ــم يرغ ــب بال ــزواج‬ ‫م ــن أهال ــي القري ــة‪.‬‬ ‫نهــر ال يمكــن القــول عنــه إال أنــه «نهــر االمـراض‬ ‫وتعت ــاش علي ــه الفيروس ــات والحش ـرات ل ــون‬ ‫امل ــاء ال يوص ــف كون ــه اختل ــط بي ــن م ــا يت ــم‬ ‫تصريف ــه م ــن املن ــزل بذل ــك امل ــاء ال ــذي قس ــم‬ ‫القري ــة ال ــى نصفي ــن»‪.‬‬ ‫اطفــال يجــدون املتعــة واللــذة باللعــب فــي النهــر‬ ‫وه ــم ال يعرف ــون ان ــه لي ــس نه ـ ًرا عذب ـ ًـا جاري ـ ًـا ب ــل‬ ‫نه ــر يحم ــل امل ــرض الطف ــال أح ــد أكب ــر ق ــرى‬

‫قض ــاء الدب ــس‪.‬‬ ‫صلع وراثي‬ ‫ي‬ ‫عب ــدهللا الع ـزاو (‪ 32‬عام ــا) مت ــزوج ولدي ــه‬ ‫طفــان ولــدا‪ ،‬بــا شــعر وهــو أحــد ســكان قريــة‬ ‫الكي ــف (‪55‬ك ــم ش ــمال غرب ــي كرك ــوك)‪.‬‬ ‫ويق ــول الع ـزاوي وه ــو يمس ــك علب ــة الس ــجائر‬ ‫ويســحب منهــا ســيجارة واحــدة ويشــعلها بنيـران‬ ‫قداحتــه ويجلــس أمــام منزلــه املبنــي مــن القطــع‬ ‫الكونكريتيــة ( البلــوك)‪ ،‬يقــول ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫إن «ظاهــرة الصلــع ليســت بجديــدة علــى أهالــي‬ ‫القري ــة ف ــإن غالبي ــة الس ــكان يعان ــون م ــن‬ ‫الصل ــع ال ــوالدي حي ــث يول ــد أبن ــاء القري ــة ب ــا‬ ‫ش ــعر وصلع ــان وه ــي ظاه ــرة تمت ــد ألجي ــال»‪.‬‬ ‫ويش ــير الع ـزاوي إل ــى أن «س ــكان القري ــة‬ ‫يعتب ــرون الصل ــع ج ــزءا م ــن حياته ــم حت ــى أن‬ ‫غالبيــة األطفــال الذيــن يولــدون فــي القريــة مــن‬ ‫األطف ــال تجده ــم ب ــا ش ــعر والس ــبب الرئي�س ــي‬ ‫ه ــو وج ــود جين ــات وراثي ــة عن ــد األهال ــي»‪.‬‬ ‫ال زواج من نساء القرية‬ ‫وتشــير أم حســن البالغــة مــن العمــر( ‪ 45‬عامــا)‬

‫فــي حديــث ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬الــى أن «أغلــب فتيــات‬ ‫القريــة اضربــن عــن الــزواج خوفــا مــن أن يكــون‬ ‫مصي ــر اطفاله ــن ه ــو م ــرض الصل ــع وكل م ــن‬ ‫تت ــزوج م ــن فتي ــات القري ــة ت ــرزق بطف ــل يك ــون‬ ‫اصل ــع من ــذ ال ــوالدة وحت ــى الكب ــار يصاب ــون‬ ‫بالصل ــع ذك ــو ًرا وإناث ـ ًـا‪ ،‬حت ــى ب ــات نص ــف أهال ــي‬ ‫القري ــة صلعان ـ ًـا»‪.‬‬ ‫وتدع ــو ام حس ــن وزارة الصح ــة والدوائ ــر‬ ‫الحكومي ــة ال ــى الوق ــوف عل ــى ه ــذه الح ــاالت‬ ‫ومعالجته ــا م ــن خ ــال تنفي ــذ مش ــاريع للص ــرف‬ ‫الصح ــي‪.‬‬ ‫وتش ــير إل ــى أن «فتي ــات تزوج ــن م ــن ش ــبان‬ ‫القري ــة وكان ــت النتيج ــة ظه ــور اطف ــال صلع ــان‬ ‫ب ــا ش ــعر رغ ــم قيامه ــم بإج ـراء التحلي ــات‬ ‫الطبي ــة للطرفي ــن»‪.‬‬ ‫ف ــي حي ــن يق ــول مخت ــار القري ــة أحم ــد عب ــد‬ ‫الق ــادر للوكال ــة‪ ،‬إن «البيئ ــة غي ــر الصحي ــة‪،‬‬ ‫ووجــود ميــاه الصــرف الصحــي بيــن املنــازل‪ ،‬هــو‬ ‫الس ــبب الحقيق ــي ف ــي ظه ــور امل ــرض ف ــي قري ــة‬ ‫الكي ــف وه ــذه االم ـراض ليس ــت ولي ــدة الي ــوم‪،‬‬

‫ب ــل هن ــاك أجي ــال ول ــدت م ــن ع ــدة س ــنوات‬ ‫يعان ــون الصل ــع»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ويضيــف أن «ظاهــرة الصلــع بغضــو الســنوات‬ ‫املقبل ــة تجع ــل القري ــة واح ــدة م ــن أكث ــر الق ــرى‬ ‫ف ــي الع ـراق ب ــأن تك ــون ظاه ــرة الصل ــع متفش ــيا‬ ‫فيه ــا وه ــذا الس ــبب يمك ــن ألي ش ــخص ان‬ ‫ينظــر فيــه بســبب نهــر امليــاه اآلســنة التــي تقســم‬ ‫القريــة إلــى مجموعتيــن ويبــدو أن هــذا قــدر هللا‬ ‫ف ــي ه ــذه القري ــة»‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه يق ــول مدي ــر ع ــام صح ــة كرك ــوك‬ ‫زي ــادة خل ــف مدي ــد ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «دائ ــرة‬ ‫قط ــاع الدب ــس كان ــت ق ــد تلق ــت‬ ‫الصح ــة عب ــر ّ‬ ‫س ــابقا معلوم ــات ع ــن وج ــود ح ــاالت الصل ــع‬ ‫ف ــي قري ــة الكي ــف وأج ــرت فحوص ــات عليه ــم‬ ‫ووج ــدت ان االس ــباب الت ــي ظه ــرت كان ــت ه ــي‬ ‫جيني ــة وراثي ــة»‪.‬‬ ‫أنواع الصلع‬ ‫يع ــرف الصل ــع أن ــه نم ــط لفق ــدان الش ــعر عن ــد‬ ‫الذك ــور واإلن ــاث دون أن ينم ــو ش ــعر جدي ــد‬ ‫م ــن بصي ــات الش ــعر املفق ــود‪ ،‬ويع ــد البع ــض‬ ‫ً‬ ‫طبيعيــا للتقــدم فــي الســن‪ ،‬لكنــه‬ ‫الصلــع مظهـ ًـرا‬ ‫يشــكل مصــدر ضيــق وإزعــاج للكثيريــن وخاصــة‬ ‫النس ــاء‪.‬‬ ‫وتتأل ــف كل ش ــعرة م ــن بصيل ــة موج ــودة تح ــت‬ ‫س ــطح الجل ــد‪ ،‬وعم ــود الش ــعرة وه ــو الج ــزء‬ ‫املرئــي بالنســبة لنــا‪ ،‬وتعــد البصيلــة الجــزء الحــي‬ ‫الــذي ينمــو وينقســم‪ ،‬ويحيــط بهــا أوعيــة دمويــة‬ ‫وغ ــدد دهني ــة لتغذيته ــا‪ ،‬ونفق ــد ش ــعرنا عندم ــا‬

‫نخس ــر بصي ــات الش ــعر»‪.‬‬ ‫ويقــول الطبيــب املختــص فــي الجلديــة والشــعر‬ ‫عب ــد الجب ــار الجب ــاري ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫«الش ــعر ف ــي الوض ــع الطبيع ــي يتس ــاقط‬ ‫ً‬ ‫يومي ــا‪ ،‬حي ــث نخس ــر حوال ــي ‪ 100-50‬ش ــعرة‬ ‫ً‬ ‫يومي ــا‪ ،‬ويمكن ــك رؤيته ــا عل ــى الوس ــائد‪ ،‬وعن ــد‬ ‫االس ــتحمام وف ــي كل م ــكان‪ ،‬وتنت ــج بصي ــات‬ ‫الش ــعر ش ـ ً‬ ‫ـعرا بدي ـ ًـا‪ ،‬وال نش ــعر ع ــادة بفق ــدان‬ ‫الش ــعر وذل ــك بس ــبب ك ــون عملي ــة تس ــاقط‬ ‫الش ــعر وإنتاج ــه مس ــتمرة ومتوازن ــة‪ ،‬لك ــن‬ ‫اضط ـراب هــذه العمليــة وعجــز البصيــات عــن‬ ‫تعوي ــض تس ــاقط الش ــعر ه ــو الس ــبب الرئي ــس‬ ‫لح ــدوث الصل ــع»‪.‬‬ ‫وتابــع أن «هنــاك نوعـ ًـا مــن الصلــع يدعــى الصلــع‬ ‫الوراث ــي ‪،‬يمك ــن أن يص ــاب ب ــه كل م ــن الرج ــال‬ ‫والنس ــاء‪ ،‬وع ــادة م ــا يظه ــر الصل ــع الوراث ــي أوًاًل‬ ‫عن ــد خ ــط الش ــعر أو أعل ــى ال ـرأس‪ ،‬ويمت ــد‬ ‫ً‬ ‫تدريجيــا‪ ،‬ويمكــن أن يتطــور إلــى الصلــع الجزئــي‬ ‫ـادة م ــا يب ــدأ‬ ‫أو الكام ــل‪ ،‬والصل ــع األنث ــوي ع ـ ً‬ ‫الصل ــع األنث ــوي م ــع التق ــدم بالعم ــر‪ ،‬حي ــث‬ ‫وخفيف ــا‪،‬‬ ‫رقيق ــا‬ ‫ً‬ ‫يصب ــح ش ــعر ف ــروة ال ـرأس ً‬ ‫ويب ــدأ الش ــعر بالتس ــاقط»‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن «األف ـراد ق ــد يصاب ــوا بالصل ــع‬ ‫البقع ــي أو داء الثعلب ــة ‪ ،‬وه ــي أح ــد أم ـراض‬ ‫املناع ــة الذاتي ــة إذ يحص ــل فق ــدان ف ــي الش ــعر‬ ‫ف ــي جمي ــع مناط ــق الش ــعر أو بعضها‪،‬وتس ــاقط‬ ‫الش ــعر الكربي‪،‬ه ــو حال ــة يح ــدث فيه ــا خل ــل ف ــي‬ ‫الت ــوازن الطبيع ــي بي ــن مرحلت ــي الراح ــة والنم ــو‬

‫«أغلب فتيات القرية اضربن عن‬ ‫الزواج خوفا من أن يكون مصير‬ ‫اطفالهن هو مرض الصلع ومن‬ ‫تتزوج ترزق بطفل يكون اصلع‬ ‫منذ الوالدة»‬ ‫«الصلع بين األطفال يجعلنا نتأثر‬ ‫بحديث األطفال اآلخرين في‬ ‫المدرسة حيث يسمعوننا الفاظاً‬ ‫وكلمة ''اصلع اصلع''»‬

‫ف ــي الش ــعر‪ ،‬مم ــا ي ــؤدي إل ــى تس ــاقط الش ــعر»‪.‬‬ ‫أطفال القرية‪ :‬نشعر بحزن‬ ‫ويق ــول أح ــد أطف ــال القري ــة وه ــو طال ــب ف ــي‬ ‫الص ــف الخام ــس االبتدائ ــي ويدع ــى س ــالم عب ــد‬ ‫العزيــز ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إن «الصلــع بيــن األطفــال‬ ‫يجعلن ــا نتأث ــر بحدي ــث األطف ــال اآلخري ــن ف ــي‬ ‫املدرس ــة حي ــث يس ــمعوننا الفاظ ـ ًـا وكلم ــة‬ ‫«اصل ــع اصل ــع» وه ــذا ينعك ــس عل ــى نفس ــية‬ ‫الطلبــة الذيــن يعانــون مــن عــدم ظهــور الشــعر‬ ‫علــى رؤوســهم ونتشــاجر مــع مــن يقلــد علينــا الن‬ ‫ه ــذا ام ــر هللا تعال ــى ان نول ــد ب ــا ش ــعر»‪.‬‬


‫‪60‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪61 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫تأثير التكنلوجيا الرقمية‬ ‫على المطاعم واالكالت الشعبية في العراق‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ّأثرالتطورالتقني و انتشارعمليات توصيل طلبات الطعام بوساطة وسائل التواصل‬ ‫االجتماعي بشكل كبيرعلى األكالت الشعبية ومطاعم الشارع ونوعيات األكل في العراق‪.‬‬

‫لق ــد ب ــات بإم ــكان الن ــاس طل ــب األكالت املتنوع ــة‬ ‫«حت ــى الش ــعبية» م ــن ش ــتى املناط ــق‪ ،‬حت ــى ل ــو ل ــم‬ ‫تك ــن متوف ــرة ف ــي منطقته ــم؛ وش ــجعت تطبيق ــات‬ ‫الهوات ــف الجوال ــة الن ــاس عل ــى تجرب ــة أطعم ــة‬ ‫جدي ــدة ومتنوع ــة‪ ،‬مم ــا أس ــهم ف ــي انتش ــار تل ــك‬ ‫األكالت واث ــر عل ــى س ــوق االكالت الش ــعبية‬ ‫املعت ــادة‪.‬‬ ‫وبزي ــادة نس ــبة الطلب ــات املنزلي ــة‪ ،‬تغي ــرت ع ــادات‬ ‫األكل وتفضي ــات املس ــتهلكين‪ ،‬وازداد الطل ــب‬ ‫عل ــى الوجب ــات الس ــريعة الت ــي يمك ــن توصيله ــا‬ ‫بســرعة؛ وأدت التطبيقــات إلــى زيــادة املنافســة بيــن‬ ‫املطاع ــم‪ ،‬مم ــا دفعه ــا لتطوي ــر قوائمه ــا وعروضه ــا‪.‬‬ ‫وشــجعت التطبيقــات علــى ظهــور مطاعــم جديــدة‬ ‫ومتخصصــة‪ ،‬ممــا زاد التنــوع فــي الخيــارات املتاحــة‪.‬‬ ‫وم ــع ذل ــك‪ ،‬ق ــد ي ــؤدي التركي ــز عل ــى التوصي ــل‬ ‫إل ــى تغي ــر ف ــي ج ــودة بع ــض األطعم ــة‪ ،‬اذ يج ــب أن‬ ‫تك ــون قابل ــة للتوصي ــل م ــن دون أن تفق ــد طعمه ــا‬ ‫أو ش ــكلها‪ ،‬ولي ــس مثلم ــا كان حي ــن يج ــري تناوله ــا‬ ‫طازج ــة ف ــي م ــكان تهيئته ــا؛ واس ــتعملت املطاع ــم‬ ‫التطبيقــات للتســويق لعروضهــا وخصوماتهــا‪ ،‬ممــا‬ ‫يج ــذب املزي ــد م ــن الزبائ ــن‪.‬‬ ‫وبشــكل عام‪ ،‬يمكن القول ان التطور التكنولوجي‬ ‫وعملي ــات توصي ــل الطع ــام‪ ،‬اس ــهمت ف ــي تنوي ــع‬ ‫الخي ــارات املتاح ــة للمس ــتهلكين‪ ،‬ولكنه ــا ف ــي الوق ــت‬ ‫نفس ــه أث ــرت عل ــى بع ــض الجوان ــب التقليدي ــة‬ ‫ل ــأكل والش ــرب‪.‬‬ ‫ان أه ــم �ش ــيء تق ــوم ب ــه املطاع ــم عل ــى موقعه ــا‬ ‫اإللكترون ــي ه ــو نش ــر قائم ــة الطع ــام واملش ــروبات‬ ‫الخاص ــة به ــا موضح ــة األس ــعار؛ لق ــد جع ــل ه ــذا‪،‬‬

‫األف ــكار الخاص ــة بالطع ــام تنتق ــل م ــن م ــكان إل ــى‬ ‫آخ ــر بوتي ــرة أس ــرع‪ .‬وال يس ــتعمل الطه ــاة وادارات‬ ‫املطاع ــم التصوي ــر الفوتوغراف ــي للتس ــويق‬ ‫فحس ــب‪ ،‬ب ــل لتوثي ــق عمله ــم ملقارنت ــه بعم ــل‬ ‫أقرانه ــم وزمالئه ــم‪.‬‬ ‫وف ــي الوق ــت ال ــذي لوح ــظ ان رواد املطاع ــم‬ ‫يص ــورون طعامه ــم ه ــذه األي ــام‪ ،‬بحس ــب‬ ‫عدل ــت املطاع ــم اإلض ــاءة‬ ‫متخص�ص ــي التغذي ــة‪ّ ،‬‬ ‫لديه ــا‪ ،‬اذ أصب ــح الزب ــون ق ــاد ًرا اآلن عل ــى التق ــاط‬ ‫الصــور الخاصــة بــه مــن دون الحاجــة إلــى الوقــوف‪،‬‬ ‫وتلج ــأ كثي ــر م ــن العائ ــات ال ــى تصوي ــر جلس ــاتها‬ ‫ف ــي املطاع ــم الحديث ــة وبعضه ــم يق ــوم بنش ــرها ف ــي‬ ‫الش ــبكة العنكبوتي ــة‪.‬‬ ‫وأث ــر ذل ــك عل ــى ديك ــورات املطاع ــم بش ــكل كبي ــر‬ ‫فاخ ــذوا يركب ــون مصابي ــح «ملب ــات» ف ــي الس ــقف‬ ‫ترك ــز الض ــوء‪ ،‬وذل ــك لتس ــليط الض ــوء مباش ـ ًرا‬ ‫علــى الطاولــة‪ ،‬وهــذا هــو الســبب وراء كل هــذا الكـ ّـم‬ ‫مــن الصــور ذات اإلضــاءة الحــادة‪ ،‬ودرجــة التبايــن‬ ‫املرتفع ــة ألطب ــاق الطع ــام ف ــي املواق ــع االلكتروني ــة‬ ‫بحســب املراقبيــن‪ ،‬الذيــن يلفتــون الــى ان املطاعــم‬ ‫تقــوم بهــذا األمــر ألنــه يســاعد فــي تســويق مــا تقدمــه‪،‬‬ ‫ولوح ــظ ان بع ــض املطاع ــم ف ــي الع ـراق الس ــيما ف ــي‬ ‫بغ ــداد يوجه ــون الدع ــوات ال ــى مش ــاهير التواص ــل‬ ‫االجتماعــي لتنــاول وجبــة مجانيــة ثــم نشــرها‪ ،‬فيمــا‬ ‫ين ــوه املراقب ــون ال ــى ان التصوي ــر أصب ــح الي ــوم ه ــو‬ ‫الطريق ــة األساس ــية الت ــي نتح ــدث به ــا ع ــن الطه ــي‬ ‫ف ــي املطاع ــم‪.‬‬ ‫وب ـرأي بع ــض الباحثي ــن ف ــان التط ــور التكنولوج ــي‬ ‫وانتش ــار وس ــائل االتص ــال وم ــا صاحبه ــا م ــن‬

‫س ــهولة التع ــرف عل ــى اآلخ ــر ف ــي املجتم ــع ذات ــه‪ ،‬أو‬ ‫ف ــي مجتمع ــات مختلف ــة‪ ،‬ف ــان ه ــذا األم ــر س ـ ّـهل‬ ‫انتقــال العــادات والتقاليــد بيــن املجتمعــات‪ ،‬ومــن‬ ‫ضمــن تلــك العــادات املنتقلــة عــادات املطبــخ الــذي‬ ‫تخت ــص ب ــه املجموع ــات االجتماعي ــة‪ ،‬بحس ــب‬ ‫وصفه ــم‪.‬‬ ‫وبحســب املؤرخيــن‪ ،‬فــان بغــداد لــم تألــف الوجبــات‬ ‫الســريعة وال التوصيــل املجانــي للطلبــات فــي معظــم‬ ‫عق ــود الق ــرن العش ــرين‪ ،‬ولكنه ــا كان ــت تت ــداول‬ ‫أكالت س ــريعة عل ــى طريقته ــا الش ــعبية وقب ــل ان‬ ‫تدخ ــل االكالت الس ــريعة الحديث ــة عل ــى املجتم ــع‬ ‫البغ ــدادي كم ــا ه ــو حاص ــل ف ــي ايامن ــا ه ــذه؛ وه ــذا‬ ‫ال يعن ــي ان مطاع ــم الوجب ــات الس ــريعة ل ــم تك ــن‬ ‫متواج ــدة ولكنه ــا ل ــم تك ــن متداول ــة بكث ــرة حت ــى‬ ‫مطل ــع الخمس ــينات‪ ،‬وحت ــى ان وج ــدت فه ــي قليل ــة‬ ‫ج ــدا وش ــهرتها تس ــبق اس ــمها‪.‬‬ ‫كان ــت االكالت الس ــريعة متداول ــة ف ــي املناط ــق‬ ‫الشــعبية بحســب حجــم املنطقــة وظروفهــا‪ ،‬ولكنهــا‬ ‫ت ــكاد تك ــون متش ــابهة بن ــوع االكالت الت ــي كان ــت‬ ‫تق ــدم عل ــى امت ــداد املحافظ ــات العراقي ــة‪ ،‬ومنه ــا‬ ‫املش ــويات املتمثل ــة بالتك ــه والكب ــاب واملع ــاك‬ ‫والگل ــب والچ ــاوي‪ ..‬وتق ــدم عل ــى قارع ــة الطري ــق‬ ‫بوســاطة شــواية مــن صنــع محلــي مــن الحديــد مــع‬ ‫الفح ــم‪ ،‬وكان تن ــاول الطع ــام وقوف ــا او جلوس ــا‬ ‫عل ــى األرصف ــة وبأس ــعار اق ــل م ــن املطاع ــم؛ وم ــن‬ ‫االكالت ايض ــا تش ــريب الباق ــاء‪ ،‬وكان ــت بغ ــداد‬ ‫ت ــكاد ال تخل ــو منطق ــه فيه ــا م ــن تواجده ــا لكث ــرة‬ ‫الطل ــب عل ــى األكل ــة الس ــيما ف ــي الصب ــاح‪.‬‬ ‫وم ــن االكالت الش ــعبية االخ ــرى الباچ ــة «رأس‬

‫الغن ــم» وهن ــاك باچ ــة اله ــوش «البق ــر» وكان ــت‬ ‫ايض ــا تصن ــف م ــن االكالت الس ــريعة‪ ،‬واملقص ــود‬ ‫ب ــاالكالت الس ــريعة‪ ،‬ان امل ــكان ال ــذي يتن ــاول‬ ‫في ــه الزب ــون الطع ــام مت ــروك ل ــه‪ ،‬ق ــد يك ــون عل ــى‬ ‫الرصي ــف او ف ــي املقه ــى بحس ــب االتف ــاق م ــع‬ ‫صاحــب املقهــى او فــي البيــت او علــى ضفــاف دجلــة‬ ‫وبخاص ــة لش ــاربي الخم ــر «الخم ــاره» بع ــد االنته ــاء‬ ‫م ــن الش ــرب‪.‬‬ ‫وف ــي مناط ــق بغ ــداد القديم ــة الس ــيما القريب ــة م ــن‬ ‫ضف ــاف نه ــر دجل ــة ارتب ــط الس ــمك م ــع طبيع ــة‬ ‫الن ــاس ف ــي ه ــذه املناط ــق وكان ــت اكالت الس ــمك‬ ‫متنوع ــة وبخاص ــة مطاع ــم س ــمك الج ــري؛‬ ‫واش ــتهرت كب ــة الس ـراي ف ــي ش ــارع املتنب ــي ويج ــري‬ ‫تن ــاول الطع ــام ف ــي مطعمه ــا الرئي ــس وقوف ــا لع ــدم‬ ‫تواج ــد اماك ــن للجل ــوس‪ ،‬كذل ــك ش ــوربة الع ــدس‬ ‫وه ــي األكل ــة االكث ــر رواج ــا وش ــعبيه ع ــن طري ــق‬ ‫«بياع ــي» الش ــوربة ف ــي العرب ــات او بقدوره ــم عل ــى‬ ‫األرصف ــة‪.‬‬ ‫وم ــن االكالت الس ــريعة ايض ــا الفالف ــل الت ــي‬ ‫انتش ــرت مطاعمه ــا بع ــد ان كان مح ــل‬ ‫الفالف ــل الوحي ــد ف ــي بغ ــداد ف ــي بداي ــة‬ ‫الس ــتينات ه ــو مطع ــم «فالف ــل اب ــو‬ ‫س ــمير» بج ــوار س ــينما الخي ــام ف ــي‬ ‫‏ش ــارع الخي ــام ال ــذي يرب ــط بي ــن‬ ‫ش ــارعي الرش ــيد والجمهوري ــة‪.‬‬ ‫ام ــا العصائ ــر ف ــكان‬ ‫اس ــتعمالها مح ــدودا‬ ‫ويقتص ــر عل ــى مح ــال‬ ‫قليلــة منهــا شــربت الحــاج‬ ‫زبال ــه ف ــي ش ــارع الرش ــيد‪،‬‬ ‫ال ــذي تأس ــس ف ــي ع ــام‬ ‫‪ 1900‬ف ــي منطق ــة الك ــرخ‬ ‫بحس ــب معاصري ــه‪ ،‬ث ــم‬ ‫تح ــول ال ــى الحيدرخان ــة‬ ‫الحق ــا املخت ــص بتقدي ــم‬ ‫ش ــربت الزبي ــب فق ــط ‪.‬‬ ‫ام ــا مطاع ــم االكالت‬ ‫الس ــريعة عل ــى النم ــط‬ ‫االوروب ــي فكان ــت ن ــادرة‬ ‫وه ــي عل ــى قلته ــا اخ ــذت‬ ‫ش ــهرة واس ــعة بع ــد‬ ‫افتتاحه ــا مثلم ــا ج ــرى ف ــي‬ ‫نهاي ــة خمس ــينات الق ــرن‬ ‫املا�ض ــي حي ــن ادخ ــل اب ــو‬ ‫يون ــان اكل ــة ( الهمبرك ــر )‬ ‫وقــد القــت اعجــاب كثيريــن‬ ‫كأكل ــه س ــريعة ورخيص ــة‪،‬‬ ‫وكذل ــك اب ــو توم ــاس ال ــذي‬ ‫حص ــل عل ــى كش ــك م ــن‬ ‫شــركة بيب�ســي كــوال وباللــون‬ ‫االزرق ف ــي منطق ــة املس ــبح‬

‫ف ــي الك ـرادة‪ ،‬ام ــا اب ــو يون ــان ف ــكان بالل ــون االحم ــر‬ ‫بحس ــب معاصريهم ــا‪.‬‬ ‫وبحس ــب خب ـراء االغذي ــة فق ــد ف ــرض التق ــدم‬ ‫التكنولوج ــي ف ــي العال ــم الغرب ــي ض ــرورة تواج ــد‬ ‫مطاع ــم الوجب ــات الس ــريعة لضي ــق الوق ــت وع ــدم‬ ‫تيس ــره للن ــاس للجل ــوس ف ــي املطاع ــم وكذل ــك‬ ‫انتشــرت عمليــة تقديــم طلبــات الطعــام عــن طريــق‬ ‫توصي ــل الوجب ــات‪ ،‬اس ــتثمارا ألوقاته ــم‪.‬‬ ‫وف ــي بغ ــداد وبع ــد ان انتش ــرت طريق ــة ايص ــال‬ ‫الطع ــام ال ــى املن ــازل‪ ،‬فه ــل نح ــن ام ــام انحس ــار او‬ ‫اختف ــاء اس ــلوب الطع ــام والطب ــخ التقلي ــدي؟ فق ــد‬

‫ق ــدرت ارق ــام س ــابقة ان س ــوق توصي ــل الطع ــام‬ ‫عب ــر اإلنترن ــت ف ــي الع ـراق حق ــق إي ـرادات بماليي ــن‬ ‫ال ــدوالرات ف ــي االع ــوام املاضي ــة‪.‬‬ ‫ويلفــت املتخصصــون الــى انــه برغــم املشــكالت التــي‬ ‫يواجهه ــا البل ــد‪ ،‬ف ــإن خدم ــات توصي ــل الطع ــام‬ ‫عب ــر اإلنترن ــت ف ــي الع ـراق تكتس ــب ش ــعبية بس ــرعة‬ ‫وتصبــح خيــارا مناســبا للمســتهلكين‪ ،‬ويشــيرون الــى‬ ‫ان ذل ــك يؤث ــر كثي ـرا عل ــى ط ــرق الطب ــخ التقليدي ــة‬ ‫وحت ــى عل ــى اس ــلوب الحي ــاة االجتماعي ــة ال ــذي ب ــدا‬ ‫يتج ــه من ــذ س ــنوات ال ــى البق ــاء ف ــي املن ــزل وتفضي ــل‬ ‫العزل ــة بحس ــب وصفه ــم‪.‬‬


‫‪62‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪63 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫األبواب الخفية لعالم السحر في العراق‬ ‫زوجات حائرات يبحثن عن حل يتحول إلى ابتزاز‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يس ــتمر لج ــوء الن ــاس ف ــي الع ــراق إل ــى الس ــحرة واملش ــعوذين دون توق ــف ألس ــباب مختلف ــة‪،‬‬ ‫ورغــم التطــورالكبيــرفــي العلــوم والتكنولوجيــا الــذي يشــهده العالــم‪ّ ،‬إاّل أنــه مــا زالــت مثــل هــذه‬ ‫املمارس ــات التقليدي ــة والخر افي ــة تس ــيطر عل ــى عق ــول البع ــض وخاص ــة النس ــاء‪.‬‬

‫وظاه ــرة الس ــحر والش ــعوذة ليس ــت مج ــرد‬ ‫ممارس ــات فردي ــة تم ــارس ف ــي الخف ــاء‪ ،‬ب ــل‬ ‫ـزءا م ــن الظواه ــر الت ــي ته ــدد‬ ‫أصبح ــت ج ـ ً‬ ‫اســتقرار بعــض األســر فــي املجتمــع‪ ،‬ويتمثــل‬ ‫ه ــذا التهدي ــد ف ــي االحتي ــال ال ــذي يتع ــرض‬ ‫ل ــه الضحاي ــا‪ ،‬حي ــث يق ــدم املش ــعوذون‬ ‫ـودا كاذب ــة بح ــل مش ــاكلهم العاطفي ــة‬ ‫وع ـ ً‬ ‫أو الصحي ــة أو االجتماعي ــة مقاب ــل مبال ــغ‬ ‫مالي ــة ضخم ــة‪.‬‬ ‫وتق ــول إح ــدى الضحاي ــا (علي ــاء) م ــن‬ ‫العاصم ــة بغ ــداد‪ ،‬ع ــن س ــبب لجوئه ــا إل ــى‬ ‫مث ــل ه ــذه األعم ــال وكي ــف ت ــم اس ــتغاللها‪،‬‬ ‫إن «عالقت ــي م ــع زوج ــي كان ــت متوت ــرة‬ ‫بس ــبب أهل ــه‪ ،‬وف ــي أح ــد األي ــام وخ ــال‬ ‫تصفحــي علــى مواقــع التواصــل ظهــر إعــان‬ ‫لعامل ــة روحاني ــة ق ــادرة عل ــى ح ــل املش ــاكل‬ ‫الزوجي ــة»‪.‬‬ ‫وتضي ــف الس ــيدة ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫«صفح ــة العامل ــة الروحاني ــة كان ــت عب ــارة‬ ‫ع ــن ص ــور لنم ــاذج م ــن األعم ــال الت ــي‬ ‫يغل ــب عليه ــا الطاب ــع الدين ــي‪ ،‬لذل ــك ق ــررت‬ ‫التواص ــل معه ــا ع�س ــى أن تج ــد الح ــل‬ ‫للمش ــاكل الت ــي كن ــت أعان ــي منه ــا»‪.‬‬ ‫ـدأت التح ــدث‬ ‫وتتاب ــع علي ــاء حديثه ــا‪« :‬ب ـ ُ‬ ‫م ــع العامل ــة الروحاني ــة ع ــن طري ــق الرس ــائل‬ ‫وش ــرح املش ــكالت الت ــي أواجهه ــا‪ ،‬وه ــي‬ ‫بدوره ــا تعه ــدت بحله ــا بع ــد إرس ــال مبال ــغ‬ ‫‪ 250‬أل ــف دين ــار‪ ،‬وت ــم إرس ــال املبل ــغ‬


‫‪64‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪65 2024‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫األبواب الخفية لعالم السحر في العراق ‪..‬‬ ‫إلكتروني ـ ًـا ألن ــي كن ــت اتجن ــب الخ ــروج م ــن‬ ‫والص ــدام م ــع زوج ــي»‪.‬‬ ‫املن ــزل لتالف ــي النق ــاش ِ‬ ‫وتوضــح عليــاء‪ ،‬أن «العاملــة الروحانيــة طلبــت‬ ‫منــي صــورة‪ ،‬وبمــا أننــي محجبــة بعثــت صــورة‬ ‫مرتدي ــة الحج ــاب‪ ،‬لك ــن العامل ــة الروحاني ــة‬ ‫قال ــت إن هك ــذا ص ــورة ل ــن تنف ــع‪ ،‬م ــا زرع ف ــي‬ ‫داخل ــي الش ــك منه ــا وحقيق ــة م ــا تدعي ــه‪ ،‬ث ــم‬ ‫طلب ــت إج ـراء مكامل ــة فيدي ــو م ــا ع ــزز ش ــكوكي‬ ‫لذل ــك رفض ــت»‪.‬‬ ‫وتق ــول الس ــيدة‪« ،‬طلب ـ ُـت م ــن العامل ــة‬ ‫الروحانيــة إرســال بصمــة صوتيــة لهــا للتأكــد‬ ‫مــع أنهــا امـرأة‪ ،‬لكنهــا ‪ -‬أو ربمــا قــد يكــون رجـ ًـا ‪-‬‬ ‫انزعجــت مــن طلبــي وعــدم ثقتــي بهــا‪ ،‬ورفضــت‬ ‫إرس ــال بصم ــة الص ــوت‪ ،‬لذل ــك تركته ــا»‪.‬‬ ‫وتخت ــم علي ــاء حديثه ــا بالق ــول إن «ه ــذه‬ ‫التجربــة تســبب لهــا بخســارة ‪ 250‬ألــف دينــار‬ ‫دون أي فائ ــدة س ــوى أدعي ــة ديني ــة عام ــة‬ ‫بعثتهــا لــي فــي البدايــة علــى أن أضعهــا فــي كــوب‬ ‫م ــاء ث ــم انث ــره ح ــول البي ــت‪ ،‬وه ــذا م ــا فعلت ــه‬ ‫لك ــن ل ــم يتغي ــر م ـزاج زوج ــي أو أهل ــه»‪.‬‬ ‫وتزاي ــدت ف ــي اآلون ــة األخي ــرة لج ــوء الن ــاس‬ ‫ف ــي الع ـراق إل ــى الس ــحرة واملش ــعوذين ج ـراء‬ ‫تفاق ــم املش ــاكل االجتماعي ــة الناجم ــة ع ــن‬ ‫التده ــور االقتص ــادي وتراج ــع الوع ــي ل ــدى‬ ‫الف ــرد والش ــعور بالي ــأس واإلحب ــاط‪.‬‬ ‫وأكث ــر م ــن يلج ــأ إل ــى أعم ــال الس ــحر‬ ‫والعرافي ــن واملش ــعوذين ه ــم النس ــاء كونه ــن‬ ‫الحلق ــة األضع ــف داخ ــل املجتمع ــات ف ــي‬ ‫بل ــدان مث ــل الع ـراق الت ــي تعان ــي م ــن أزم ــات‬ ‫الحــروب واالقتتــال‪ ،‬وتــردي الواقــع املعي�شــي‬ ‫واالقتص ــادي وتف�ش ــي البطال ــة والفس ــاد‪،‬‬ ‫وع ــدم االهتم ــام بتنمي ــة الف ــرد‪.‬‬ ‫م ــن جهته ــا‪ ،‬تع ــزو األخصائي ــة النفس ــية‪،‬‬ ‫س ــوزان حس ــين‪ ،‬أس ــباب لج ــوء النس ــاء إل ــى‬ ‫مث ــل ه ــذه األعم ــال إل ــى أن «تفكي ــر النس ــاء‬ ‫ع ــادة حلزون ــي أو متف ــرع أو اس ــتنتاجي أو‬ ‫نق ــدي أو تحليل ــي‪ ،‬لذل ــك ال تكتف ــي النس ــاء‬ ‫باألم ــور املج ــردة ب ــل تح ــاول معرف ــة م ــا وراء‬ ‫األم ــور‪ ،‬وم ــا يخف ــي له ــا املس ــتقبل بش ــكل‬ ‫تفصيلــي‪ ،‬لذلــك يالحــظ اهتمــام النســاء أكثــر‬ ‫م ــن الرج ــال ف ــي ه ــذا الجان ــب»‪.‬‬ ‫وتشــير حســين خــال حديثهــا ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬

‫د‪ .‬سوزان حسين‬

‫أخصائية نفسية‬

‫إلــى أن «البعــض يحــاول ايجــاد مســوغ ألعمــال‬ ‫الشــعوذة والســحر عبــر التنميــق اللفظــي لهــا‬ ‫وإط ــاق عليه ــا مصطل ــح (أعم ــال روحاني ــة)‬ ‫وإطــاق علــى مــن يمارســها (عالــم روحانــي)»‪.‬‬ ‫وتش ــرح حس ــين كيفي ــة وق ــوع الضحي ــة‬ ‫بالف ــخ‪ ،‬ب ــأن «املش ــعوذ أو املش ــعوذة تس ــعى‬ ‫ف ــي البداي ــة إل ــى الحدي ــث كثي ـ ًرا م ــع املجن ــي‬ ‫عليه ــا ف ــي س ــبيل معرف ــة معلوم ــات عنه ــا‬ ‫وتفاصي ــل ع ــن حياته ــا وش ــخصيتها‪ ،‬وم ــن ث ــم‬ ‫تب ــدأ بإع ــادة صياغ ــة املعلوم ــات وطرحه ــا‬ ‫م ــن جدي ــد لكس ــب ثق ــة املجن ــي عليه ــا‪ ،‬وبع ــد‬ ‫ثقــة املجنــي عليهــا تبــدأ عمليــة االبت ـزاز بطلــب‬ ‫أعم ــال وطق ــوس محرم ــة»‪.‬‬ ‫وتؤك ــد‪ ،‬أن «األخط ــر ه ــو م ــا يحص ــل ف ــي‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعــي‪ ،‬ألن الحســابات‬ ‫ق ــد تك ــون بأس ــماء وهمي ــة تخف ــي الهوي ــة‬ ‫الحقيقي ــة للجان ــي وكذل ــك للضحي ــة‪ ،‬فض ـ ًـا‬ ‫ع ــن س ــهولة تحوي ــل املبال ــغ املالي ــة لتوف ــر‬ ‫أكثــر مــن وســيلة‪ ،‬لذلــك يالحــظ نشــاط تلــك‬ ‫األفع ــال عل ــى السوش ــيال ميدي ــا»‪.‬‬ ‫بدوره ــا‪ ،‬ت ــرى الباحث ــة االجتماعي ــة‪ ،‬رقي ــة‬ ‫الصب ــاغ‪« ،‬لج ــوء النس ــاء إل ــى مث ــل ه ــذه‬ ‫األعم ــال ع ــادة‪ ،‬ه ــي للبح ــث ع ــن موع ــد‬ ‫نصيبه ــن ف ــي ال ــزواج‪ ،‬أو م ــن لديه ــن مش ــاكل‬ ‫زوجي ــة‪ ،‬وحت ــى املطلق ــات لي ــرن مصيره ــن ف ــي‬ ‫إمكانيــة عودتهــن ألزواجهــن أو ارتباطهــن مــن‬ ‫جدي ــد‪ ،‬وغي ــر ذل ــك الكثي ــر»‪.‬‬

‫وتضيــف الصبــاغ ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن «مواقــع‬ ‫يس ــرت عل ــى النس ــاء‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي ّ‬ ‫التواص ــل م ــع العرافي ــن أو الروحانيي ــن‪ ،‬وم ــا‬ ‫زاد م ــن التق ــارب بينه ــم ه ــو حدي ــث بع ــض‬ ‫النســاء عــن حياتهــم الزوجيــة فــي داخــل غــرف‬ ‫الدردشــة و(الكروبــات)‪ ،‬لتســتغل املبتـزات أو‬ ‫املبتزي ــن بادع ــاء أنه ــم عرافي ــن وباس ــتطاعتهم‬ ‫الكشــف لهــا‪ ،‬وبالتالــي تقــع فــي الفــخ‪ ،‬وخاصــة‬ ‫إذا تط ــور األم ــر وحص ــل املبت ــز عل ــى ص ــور أو‬ ‫فيدي ــو له ــا‪ ،‬وه ــو م ــا يس ــتدعي م ــن الجه ــات‬ ‫املعني ــة متابع ــة تل ــك الجرائ ــم ومكافحته ــا»‪.‬‬ ‫وظاه ــرة الس ــحر والش ــعوذة ليس ــت مج ــرد‬ ‫ظاهــرة قديمــة بــل واقــع يومــي يواجهــه العديــد‬ ‫م ــن األف ـراد ف ــي املجتم ــع العراق ــي عموم ـ ًـا‪،‬‬ ‫والح ــل يكم ــن ف ــي التوعي ــة املجتمعي ــة وزي ــادة‬ ‫الوعــي القانونــي‪ ،‬باإلضافــة إلــى توفيــر الدعــم‬ ‫النف�س ــي واالجتماع ــي للضحاي ــا‪ ،‬ويج ــب أن‬ ‫تتكاتــف الجهــود ملحاربــة هــذه الظاهــرة ومنــع‬ ‫اس ــتغالل الس ــحرة واملش ــعوذين للضعف ــاء‪.‬‬ ‫وفــي أحــدث الجرائــم املتعلقــة بهــذا الســياق‪،‬‬ ‫م ــا كش ــفه مص ــدر أمن ــي ف ــي ذي ق ــار‪ ،‬ع ــن‬ ‫«تمك ــن ق ــوة أمني ــة مش ــتركة م ــن اإلطاح ــة‬

‫بأخط ــر مبت ــز إلكترون ــي ف ــي الثالثين ــات م ــن‬ ‫عم ــره بقض ــاء الش ــطرة ش ــمال مدين ــة‬ ‫الناصري ــة مرك ــز املحافظ ــة‪ ،‬كان يس ــتخدم‬ ‫اس ــم ام ـرأة تدع ــى (صبيح ــة) ف ــي التواص ــل‬ ‫االجتماع ــي لغ ــرض اإلطاح ــة بضحاي ــاه»‪.‬‬ ‫وبيــن املصــدر ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن «املتهــم كان‬ ‫يخ ــدع الضحاي ــا بتقلي ــد ص ــوت أنث ــى إذ أن‬ ‫صوتــه أنثــوي نوعـ ًـا مــا‪ ،‬ويقــوم باســتدراجهن‬ ‫تح ــت غط ــاء الش ــعوذة وغيره ــا عب ــر مواق ــع‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي ث ــم يق ــوم بممارس ــة‬ ‫أم ــور خادش ــة للحي ــاء معه ــن ويصوره ــن‬ ‫البتزازه ــن»‪.‬‬ ‫وأوض ــح املص ــدر أن «الق ــوة األمني ــة عث ــرت‬ ‫بحوزت ــه عل ــى قراب ــة ‪ 300‬مقط ــع فيدي ــو‬ ‫فاحــش لنســاء مــن مختلــف مناطــق الع ـراق‪،‬‬ ‫فض ـ ًـا ع ــن أم ــوال وبطاق ــات كــي كارد»‪.‬‬ ‫وأش ــار إل ــى أن «عملي ــة اإلطاح ــة ب ــه كان ــت‬ ‫عب ــر ش ــكوى تقدم ــت به ــا إح ــدى النس ــاء‬ ‫بس ــبب اكتش ــافها أن املته ــم ذك ــر ولي ــس أنث ــى‬ ‫بعدمــا قامــت بتحويــل رصيــد قيمتــه ‪ 20‬ألــف‬ ‫دينــار لــه علــى هاتفــه الخــاص»‪ ،‬الفتـ ًـا إلــى أن‬ ‫«غالبيــة النســاء امتنعــن عــن تقديــم شــكاوى‬ ‫ضــده خوفـ ًـا مــن الفضيحــة االجتماعيــة بعــد‬ ‫التواصــل معهــن عــن طريــق األجهــزة األمنيــة»‪.‬‬

‫وع ــن املوق ــف القانون ــي م ــن ه ــذه األعم ــال‪،‬‬ ‫يوض ــح املحام ــي ولي ــد الش ــبلي‪ ،‬أن «قان ــون‬ ‫العقوب ــات العراق ــي رق ــم ‪ 111‬لس ــنة ‪1969‬‬ ‫املعــدل النافــذ لــم يعالــج مــن يقــوم بالســحر‬ ‫والشــعوذة لنفســه‪ ،‬أي لــم يجــرم الفعــل بحــد‬ ‫ذاتــه‪ ،‬فــإذا لــم يضــر بــه الغيــر ولــم يحتــال أو‬ ‫يه ــدد أو يخ ــدش الحي ــاء‪ ،‬وإذا ل ــم يق ــم ب ــأي‬ ‫ـدا لجريم ــة أخ ــرى‪ ،‬ف ــا‬ ‫فع ــل جرم ــي تمهي ـ ً‬ ‫يعتبــر مرتكــب جريمــة عنــد املشــرع العراقــي»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع الش ــبلي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪« :‬لك ــن‬ ‫إذا ت ــم التروي ــج له ــذه األفع ــال ع ــن طري ــق‬ ‫صفح ــة عل ــى مواق ــع التواص ــل بطل ــب مبال ــغ‬ ‫ماليــة مقابــل قـراءة الطالــع أو فــك الســحر أو‬ ‫طالســم‪ ،‬فهــذه أصبحــت جريمــة‪ ،‬واعتبارهــا‬ ‫جريم ــة ألن الش ــخص دج ــال‪ ،‬ويحاك ــم وف ــق‬ ‫امل ــادة ‪ 456‬م ــن قان ــون العقوب ــات املتعلق ــة‬ ‫بالنص ــب واالحتي ــال»‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪« ،‬كم ــا أن القضي ــة ق ــد تأخ ــذ‬ ‫ـادا أخ ــرى عندم ــا يطل ــب املش ــعوذ م ــن‬ ‫أبع ـ ً‬ ‫الراغ ــب بإي ــذاء ش ــخص م ــا‪ ،‬القي ــام بعم ــل‬ ‫يجرمــه القانــون العراقــي‪ ،‬مثــل القيــام بســرقة‬ ‫قط ــع مالب ــس م ــن املجن ــي علي ــه أو تهدي ــده‬ ‫أو أي عم ــل مخال ــف للقان ــون ويترت ــب علي ــه‬ ‫عقوب ــات»‪.‬‬

‫األخصائية النفسية سوزان‬ ‫حسين‪« :‬تفكير النساء‬ ‫عادة حلزوني أو متفرع أو‬ ‫استنتاجي أو نقدي أو تحليلي‪،‬‬ ‫لذلك ال تكتفي النساء باألمور‬ ‫المجردة بل تحاول معرفة‬ ‫ما وراء األمور‪ ،‬وما يخفي لها‬ ‫المستقبل بشكل تفصيلي»‪.‬‬

‫«مواقع التواصل االجتماعي‬ ‫يسّرت على النساء التواصل‬ ‫مع العرافين أو الروحانيين‪،‬‬ ‫وما زاد من التقارب بينهم‬ ‫هو حديث بعض النساء عن‬ ‫حياتهم الزوجية في داخل‬ ‫غرف الدردشة و(الكروبات)‬

‫ويبي ــن‪ ،‬أن «أفع ــال الس ــحر والش ــعوذة إذا‬ ‫ـدا الرت ــكاب أي جريم ــة أخ ــرى‬ ‫كان ــت تمهي ـ ً‬ ‫كاالحتي ــال والنص ــب والتهدي ــد والس ــرقة‬ ‫وتضليــل اآلخريــن والكــذب‪ ،‬أو إيقــاع الخــوف‬ ‫ف ــي مجموع ــة م ــن الن ــاس الذي ــن يفتق ــرون‬ ‫للوع ــي الكاف ــي وبالتال ــي يصدق ــون م ــا يقول ــه‪،‬‬ ‫ففــي هــذه الحالــة تدخــل القضيــة فــي مســألة‬ ‫تهدي ــد الس ــلم املجتمع ــي أو حت ــى اإلره ــاب»‪.‬‬ ‫ويش ــرح الش ــبلي ه ــذه القضي ــة‪ ،‬أن «محاول ــة‬ ‫املش ــعوذ إث ــارة الرع ــب ف ــي نف ــوس املواطني ــن‬ ‫كأن يدع ــي بوق ــوع زل ـزال أو ح ــرب أو غي ــر‬ ‫ذل ــك‪ ،‬وأدت إل ــى رد فع ــل عني ــف ف ــي منطق ــة‬ ‫معين ــة‪ ،‬فه ــذه تدخ ــل ف ــي قان ــون مكافح ــة‬ ‫اإلره ــاب املتش ــدد والقا�س ــي بح ــق الجان ــي‪،‬‬ ‫إلث ــارة الرع ــب ف ــي نف ــوس املواطني ــن وتهدي ــده‬ ‫للس ــلم املجتمع ــي‪ ،‬وه ــذه رغ ــم ندرته ــا لكنه ــا‬ ‫ق ــد تحص ــل»‪.‬‬


‫‪66‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪67 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫االسواق التقليدية في العراق تنشط‬

‫وتستقطب المتبضعين برغم المنافسة‬ ‫فيلي‪:‬‬ ‫تظل األسواق التقليدية نشطة‬ ‫وفاعلة برغم تطوراألسواق الحديثة‬ ‫و انشاء «املوالت»‪ ،‬ومن اسباب ذلك‪،‬‬ ‫الحنين إلى املا�ضي‪ ،‬اذ تشكل األسواق‬ ‫التقليدية جزءا من هوية املدينة‬ ‫وتراثها‪ ،‬وتجذب الزوارالذين يبحثون‬ ‫عن تجربة تسوق متفردة ومتنوعة‪.‬‬

‫وتعــد األســواق التقليديــة فــي العـراق‪ ،‬وبخاصــة‬ ‫ف ــي بغ ــداد‪ ،‬ج ــزءا ال يتج ـزأ م ــن الت ـراث الثقاف ــي‬ ‫والتاريخ ــي العراق ــي‪ ،‬فه ــي ش ــاهدة عل ــى حي ــاة‬ ‫النــاس منــذ مئــات وبعضهــا منــذ آالف الســنين‪،‬‬ ‫وتجســد تقاليــد العراقييــن فــي التجــارة والحــرف‬ ‫اليدوي ــة‪.‬‬ ‫كانــت األســواق التقليديــة تمثــل قلــب النشــاط‬ ‫االقتص ــادي واالجتماع ــي ف ــي امل ــدن العراقي ــة‬ ‫قب ــل انش ــاء االس ــواق الحديث ــة‪ ،‬حي ــث يتجم ــع‬ ‫النــاس للتســوق والتبــادل التجــاري والتواصــل‬ ‫االجتماع ــي؛ وتع ــرض ه ــذه األس ــواق مجموع ــة‬ ‫متنوع ــة م ــن املنتج ــات اليدوي ــة التقليدي ــة‪،‬‬ ‫مثــل الســجاد‪ ،‬والخــزف‪ ،‬والنســيج‪ ،‬والنحــاس‪،‬‬ ‫مم ــا يحاف ــظ عل ــى الت ـراث الحرف ــي العراق ــي‪،‬‬ ‫كم ــا اختلط ــت ف ــي اماك ــن كثي ــر منه ــا الس ــيما ف ــي‬ ‫العقدي ــن املاضيي ــن تج ــارة الس ــلع املس ــتعملة‬ ‫والحديث ــة وبضائ ــع االس ــتعمال اليوم ــي‬ ‫املســتوردة ومســتلزمات الطبــخ وغيرهــا الكثيــر‪،‬‬ ‫املنتش ــر ف ــي ه ــذه االي ــام‪.‬‬ ‫وتنتش ــر االس ــواق التقليدي ــة ف ــي جمي ــع امل ــدن‬ ‫العراقيــة وحتــى االقضيــة والنــواح والقطاعــات‬ ‫الس ــكنية والق ــرى‪ ،‬وال يمك ــن االس ــتغناء عنه ــا‬ ‫حت ــى اآلن‪ ،‬و بعضه ــا الصغي ــر يش ــتهر بأس ــماء‬ ‫محليــة تعــارف عليهــا النــاس مــن امثــال «ســوق‬

‫الع ــورة» وس ــوق چمال ــة وس ــوق الگي ــارة‬ ‫وس ــوق ش ــال وكثي ــر غيره ــا ف ــي بغ ــداد وجمي ــع‬ ‫املحافظ ــات العراقي ــة‪ ،‬وه ــي توف ــر حاج ــات‬ ‫يومي ــة لجمي ــع الن ــاس‪ ،‬فتغنيه ــم ع ــن الذه ــاب‬ ‫ال ــى اس ــواق ف ــي خ ــارج مناطقه ــم للتس ــوق‪،‬‬ ‫وثم ــت ف ــي بغ ــداد اس ــواق اكب ــر م ــن تل ــك وتق ــع‬ ‫ف ــي مركزه ــا‪ ،‬م ــن ابرزه ــا‪ ،‬س ــوق الش ــورجة‪،‬‬ ‫وهــو يعــد مــن أقــدم وأشــهر أســواق بغــداد‪ ،‬و‬ ‫يش ــتهر ببي ــع التواب ــل واألعش ــاب واملنس ــوجات‬ ‫والحلــي التقليديــة‪ ،‬وبعــد عــام ‪ 2003‬بخاصــة‬ ‫تكاثــرت فيــه البضائــع بشــتى انواعهــا واصنافهــا‬ ‫م ــن املالب ــس ومس ــتلزمات املن ــزل والخياط ــة‬ ‫واالجه ــزة والبضائ ــع املس ــتوردة‪ ،‬كم ــا انتش ــر‬

‫في ــه الباع ــة الجائل ــون بعرب ــات الخض ــر‬ ‫والعصي ــر واللبلب ــي والش ــلغم وغيره ــا‪ ،‬وغي ــر‬ ‫بعي ــد ع ــن ذل ــك يق ــع س ــوق الصفاري ــن «س ــوق‬ ‫الصفافي ــر» املتعل ــق بصناع ــة الصح ــون‬ ‫واألوان ــي املنزلي ــة وأباري ــق الش ــاي والكاس ــات‬ ‫واملالع ــق‪ ،‬وإط ــارات الص ــور‪ ،‬والفواني ــس‬ ‫النحاس ــية والنق ــش عليه ــا‪.‬‬ ‫و كذل ــك يتواج ــد س ــوق املي ــدان ال ــذي كان‬ ‫يســمى ســوق هــرج بــاب املعظــم تميي ـزا لــه عــن‬ ‫ســوق هــرج البــاب الشــرجي الــذي انحســر دوره‬ ‫اآلن‪ ،‬ويشــتهر امليــدان ببيــع األدوات املســتعملة‬ ‫واألنتي ــكات‪ ،‬ويع ــد مكان ــا مثالي ــا له ــواة جم ــع‬ ‫التح ــف والقط ــع األثري ــة‪ ،‬ولبي ــع االش ــياء‬

‫املس ــتعملة وامت ــدت الي ــه عرب ــات الباع ــة‬ ‫الجوالي ــن وتكاث ــرت في ــه املطاع ــم؛ ام ــا س ــوق‬ ‫الصدريــة الــذي يعــد مــن أقــدم أســواق بغــداد‪،‬‬ ‫وم ــن اكثره ــا ازدحام ــا باملتس ــوقين فيش ــتهر‬ ‫ببي ــع الخض ــار والفواك ــه واللح ــوم واألس ــماك‬ ‫واملخل ــات ومنتج ــات االلب ــان وتنتش ــر في ــه‬ ‫االف ـران واملطاعــم واملقاهــي وتتوافــر فيــه ايضــا‬ ‫االش ــياء القديم ــة واملس ــتعملة ومنه ــا االحذي ــة‬ ‫واملال ب ــس‪.‬‬ ‫وم ــن اس ــواق بغ ــداد ايض ــا س ــوق الس ـراي‬ ‫الواقــع فــي نهايــة شــارع املتنبــي املتفــرع عــن شــارع‬ ‫الرش ــيد‪ ،‬ويش ــتهر ببي ــع الكت ــب واملس ــتلزمات‬ ‫املكتبيــة‪ ،‬وقــد اندمــج فيــه فــي الســنوات االخيــرة‬

‫«سوق الصدرية الذي يعد‬ ‫من أقدم أسواق بغداد‪،‬‬ ‫ومن اكثرها ازدحاما‬ ‫بالمتسوقين فيشتهر‬ ‫ببيع الخضار والفواكه‬ ‫واللحوم واألسماك‬ ‫والمخلالت ومنتجات‬ ‫االلبان»‬

‫«األسواق التقليدية‬ ‫تقدم تجربة تسوق‬ ‫تجمع بين التراث‬ ‫والتجارة والتفاعل‬ ‫االجتماعي‪ ،‬مما يجعلها‬ ‫تستمر في جذب‬ ‫الزوار برغم المنافسة‬ ‫الشديدة من الموالت‬ ‫الحديثة»‬


‫‪68‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪69 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫االسواق التقليدية في العراق تنشط‪ ..‬وتستقطب المتبضعين برغم المنافسة‬

‫باعــة اقـراص الحاســبات واملســابح والهواتــف‪،‬‬ ‫و افتت ــح في ــه بع ــض االف ـراد مطاعمه ــم‬ ‫الخاص ــة الجوال ــة ببي ــع االكالت العراقي ــة‬ ‫الش ــعبية الس ــيما «الدومل ــة»‪.‬‬ ‫وتواج ــه األس ــواق التقليدي ــة‪ ،‬املنافس ــة م ــن‬ ‫امل ــوالت الحديث ــة‪ ،‬فبحس ــب بع ــض اصح ــاب‬ ‫املح ــال ف ــي االس ــواق التقليدي ــة‪ ،‬أدى انتش ــار‬ ‫امل ــوالت الحديث ــة إل ــى تراج ــع حرك ــة البي ــع ف ــي‬ ‫األس ــواق التقليدي ــة‪ ،‬كم ــا أدت التغي ـرات ف ــي‬ ‫نم ــط الحي ــاة والع ــادات االس ــتهالكية إل ــى تغي ــر‬ ‫احتياج ــات املس ــتهلكين‪ ،‬مم ــا أث ــر س ــلبا عل ــى‬ ‫األس ــواق التقليدي ــة‪.‬‬ ‫وفض ــا ع ــن ذل ــك‪ ،‬ف ــان كثي ـرا م ــن األس ــواق‬ ‫التقليديــة تعانــي مــن اإلهمــال الحكومــي وعــدم‬ ‫تواجــد خطــط لتطويرهــا والحفــاظ عليهــا‪ ،‬وان‬ ‫كان ــت بع ــض الحكوم ــات املحلي ــة تعم ــل عل ــى‬ ‫ترميــم وتطويــر األســواق التقليديــة‪ ،‬وتحويلهــا‬ ‫إل ــى مناط ــق ج ــذب س ــياحي‪ ،‬بحس ــب مراقبي ــن؛‬ ‫كم ــا يس ــعى ع ــدد م ــن النش ــطاء والس ــكان إل ــى‬ ‫الحف ــاظ عل ــى األس ــواق التقليدي ــة بوس ــاطة‬ ‫تنظي ــم فعالي ــات ثقافي ــة وتس ــويقية‪ ،‬كم ــا‬ ‫يجــري الترويــج لألســواق التقليديــة كجــزء مــن‬ ‫املنتــج الســياحي‪ ،‬ممــا يســهم فــي جــذب الســياح‬ ‫وزي ــادة اإلي ـرادات‪.‬‬ ‫وتج ــذب األس ــواق التقليدي ــة املتبضعي ــن‬ ‫بتقديمه ــا مجموع ــة واس ــعة م ــن املنتج ــات‬ ‫الحرفي ــة واملحلي ــة الت ــي ال تتوف ــر ف ــي امل ــوالت‪،‬‬ ‫مم ــا يج ــذب الزبائ ــن الباحثي ــن ع ــن الس ــلع‬ ‫الفري ــدة؛ وع ــادة م ــا تك ــون أس ــعار املنتج ــات‬ ‫ف ــي األس ــواق التقليدي ــة أكث ــر تنافس ــية مقارن ــة‬ ‫بامل ــوالت‪ ،‬مم ــا يج ــذب ش ــريحة واس ــعة م ــن‬ ‫الزبائ ــن‪ ،‬واألس ــواق التقليدي ــة توف ــر فرص ــة‬ ‫للتفاع ــل االجتماع ــي والتواص ــل املباش ــر بي ــن‬ ‫البائــع واملشــتري‪ ،‬وهــو أمــر مفقــود فــي األســواق‬ ‫الحديث ــة‪.‬‬ ‫وتتمي ــز األس ــواق التقليدي ــة بجوه ــا الحي ــوي‬ ‫واملمي ــز‪ ،‬م ــع أص ــوات الباع ــة والروائ ــح‬ ‫املتنوع ــة‪ ،‬فيفض ــل كثي ــرون التبض ــع فيه ــا‪،‬‬ ‫ألنهــا تخلــق تجربــة تســوق ممتعــة‪ ،‬بحســب مــا‬

‫يصرحــون بــه؛ وايضــا فــان األســواق التقليديــة‬ ‫تســهم فــي دعــم االقتصــاد املحلــي بتوفيــر فــرص‬ ‫عم ــل للصن ــاع والحرفيي ــن والتج ــار الصغ ــار‬ ‫وحت ــى للش ــباب االعتياديي ــن‪.‬‬ ‫ويق ــول متخصص ــون ان األس ــواق التقليدي ــة‬ ‫تق ــدم تجرب ــة تس ــوق تجم ــع بي ــن الت ـراث‬ ‫والتج ــارة والتفاع ــل االجتماع ــي‪ ،‬مم ــا يجعله ــا‬ ‫تس ــتمر ف ــي ج ــذب ال ــزوار برغ ــم املنافس ــة‬ ‫الش ــديدة م ــن امل ــوالت الحديث ــة‪ ،‬وف ــي كثي ــر‬ ‫م ــن ه ــذه األس ــواق‪ ،‬يمك ــن للمتس ــوقين‬ ‫التفــاوض علــى األســعار‪ ،‬ممــا يضيــف إلــى‬ ‫متع ــة التس ــوق‪.‬‬ ‫وبرغ ــم ذل ــك ف ــان االس ــواق التقليدي ــة‬ ‫تعان ــي م ــن بع ــض املش ــكالت فيم ــا يتعل ــق‬ ‫بالخدم ــات ومنه ــا النظاف ــة‪ ،‬اذ ق ــد تعان ــي‬ ‫بعــض األســواق التقليديــة مــن مشــكالت‬ ‫ف ــي النظاف ــة والترتي ــب‪ ،‬بخاص ــة ف ــي‬ ‫املناط ــق املكتظ ــة‪ ،‬م ــا ي ــؤدي ال ــى تراك ــم‬ ‫القمام ــة ومخلف ــات الس ــوق وتأخ ــر‬ ‫الجه ــات البلدي ــة برفعه ــا او ع ــدم املق ــدرة‬ ‫عل ــى الوص ــول ال ــى جمي ــع زواي ــا الس ــوق‪.‬‬ ‫وق ــد تك ــون عملي ــة التس ــوق ف ــي األس ــواق‬ ‫التقليدي ــة أق ــل راح ــة مقارن ــة بامل ــوالت‪،‬‬ ‫وذل ــك بس ــبب ع ــدم توف ــر املراف ــق‬ ‫الحديث ــة مث ــل مواق ــف الس ــيارات‬ ‫واملصاع ــد والصحي ــات‪ ،‬وق ــد يك ــون م ــن‬ ‫الصعــب العثــور علــى منتجــات معينــة فــي‬ ‫األس ــواق التقليدي ــة بس ــبب ع ــدم تواج ــد‬ ‫نظ ــام تنظيم ــي واض ــح‪.‬‬ ‫وفيم ــا يتعل ــق ب ـ «امل ــوالت» فانه ــا توف ــر‬ ‫تجربــة تســوق مريحــة مــع تواجــد مواقــف‬ ‫س ــيارات واس ــعة‪ ،‬ومصاع ــد‪ ،‬ودورات‬ ‫مي ــاه نظيف ــة‪ ،‬ومجموع ــة متنوع ــة م ــن‬ ‫املح ــات التجاري ــة واملطاع ــم؛ وتق ــدم‬ ‫امل ــوالت مجموع ــة واس ــعة م ــن املنتج ــات‬ ‫والخدم ــات‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك املالب ــس‪،‬‬ ‫واألحذي ــة‪ ،‬واإللكتروني ــات‪ ،‬واملطاع ــم‪،‬‬ ‫وحت ــى ص ــاالت الس ــينما؛ ويمك ــن‬ ‫للمتس ــوقين العث ــور عل ــى العالم ــات‬

‫التجاريــة العامليــة الشــهيرة فــي املــول‪ ،‬كمــا تتميــز‬ ‫املــوالت بجــو منظــم ومرتــب‪ ،‬ممــا يجعــل عمليــة‬ ‫التس ــوق أكث ــر س ــهولة‪.‬‬ ‫ولكــن مــع ذلــك فــان أســعار املنتجــات فــي املــوالت‬ ‫ع ــادة أعل ــى مقارن ــة باألس ــواق التقليدي ــة‪،‬‬ ‫وتش ــهد امل ــوالت ازدحام ــا ش ــديدا بخاص ــة ف ــي‬ ‫عط ــات نهاي ــة األس ــبوع واألعي ــاد‪ ،‬وق ــد تفتق ــر‬ ‫امل ــوالت إل ــى الش ــخصية والت ـراث اللذي ــن تتمي ــز‬

‫بهم ــا األس ــواق التقليدي ــة‪ ،‬وتس ــهم امل ــوالت ف ــي‬ ‫زي ــادة االس ــتهالك واإلنت ــاج‪ ،‬مم ــا يؤث ــر س ــلبا‬ ‫عل ــى البيئ ــة‪ ،‬بحس ــب باحثي ــن‪.‬‬ ‫وفــي العمــوم يختصــر الباحثــون بقــاء االســواق‬ ‫القديم ــة واس ــتمرارها برغ ــم انبث ــاق مراك ــز‬ ‫تس ــوق حديث ــة وانتش ــار التكنولوجي ــا‪ ،‬بع ــدة‬ ‫اس ــباب منه ــا ان ه ــذه األس ــواق تحم ــل قيم ــة‬ ‫رمزي ــة وش ــعورا بالهوي ــة‪ ،‬وانه ــا توف ــر خي ــارات‬ ‫بأس ــعار تنافس ــية مقارن ــة بامل ــوالت واملتاج ــر‬ ‫الحديث ــة‪ ،‬مم ــا يجعله ــا مقص ــدا للطبق ــات‬ ‫محــدودة الدخــل‪ ،‬كمــا انهــا تعــد مصــدر دخــل‬ ‫أسا�ســي لكثيــر مــن الحرفييــن والتجــار الصغــار‬ ‫الذي ــن يصع ــب عليه ــم االنتق ــال إل ــى األس ــواق‬ ‫الحديث ــة‪ ،‬كم ــا ان الس ــوق يع ــد ملتق ــى‬ ‫اجتماع ــي حي ــث يتفاع ــل الن ــاس ويتبادل ــون‬ ‫األخب ــار‪ ،‬وان البيئ ــة التقليدي ــة توف ــر دفئ ــا‬ ‫وروحــا مجتمعيــة يصعــب إيجادهــا فــي املــوالت‬ ‫أو املتاج ــر الحديث ــة‪ ،‬بحس ــب تعبي ــر‬ ‫بع ــض الدراس ــات االجتماعي ــة‪ ،‬كم ــا‬ ‫ان التن ــوع ف ــي الس ــلع والخدم ــات‬ ‫غي ــر مح ــدود و يتمي ــز التج ــار‬ ‫والباع ــة باملرون ــة ف ــي التف ــاوض‬ ‫عل ــى األس ــعار‪ ،‬وه ــو م ــا يج ــذب‬ ‫كثيري ــن‪.‬‬ ‫وارتبط ــت بع ــض األس ــواق‬ ‫التقليدي ــة تاريخي ــا بمراك ــز‬ ‫ديني ــة مث ــل الجوام ــع‬ ‫و ا أل ضر ح ــة ‪،‬‬ ‫مم ــا يجعله ــا‬

‫ج ــزءا م ــن الرح ــات‬ ‫الديني ــة والس ــياحة‬ ‫الثقافي ــة‪ ،‬وتق ــام فيه ــا‬ ‫أحيانــا فعاليــات ترتبــط‬ ‫باملناس ــبات الديني ــة أو‬ ‫االجتماعيــة؛ وفــي بعــض‬ ‫املناط ــق‪ ،‬ل ــم تتمك ــن‬ ‫التط ــورات الحضري ــة‬ ‫م ــن اس ــتيعاب فئ ــات‬ ‫املجتمــع كافــة‪ ،‬مــا أبقــى‬ ‫األس ــواق التقليدي ــة‬ ‫ملج ـ ًـأ رئيس ــا لكثي ــر م ــن‬ ‫ا لن ــا س ‪.‬‬ ‫ويفض ــل كثي ــر م ــن‬ ‫زي ــارة‬ ‫العراقيي ــن‬ ‫األس ــواق التقليدي ــة‬ ‫ألنه ــا تحم ــل نكه ــة‬ ‫املا�ض ــي وتوف ــر تجرب ــة‬ ‫مختلف ــة ع ــن مراك ــز‬ ‫التس ــوق الحديث ــة‪،‬‬ ‫ويع ــد البع ــض التبض ــع‬ ‫ف ــي األس ــواق التقليدي ــة‬ ‫وس ــيلة للحف ــاظ عل ــى‬ ‫الع ــادات والتقالي ــد‬ ‫ا ملحلي ــة ‪.‬‬


‫‪70‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪71 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫وادي النفط األسود‪..‬‬

‫نهر عائم مصدر التهديد‬ ‫األكبر ألرواح العراقيين‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫اعتاد اهالي كركوك في الفترة السابقة على ظهوررائحة‬ ‫الغازفي اطراف املحافظة‪ ،‬وبينما عملت السلطات‬ ‫املحلية للوقوف على أسباب هذه الرائحة‪ ،‬لم تفلح في‬ ‫الوصول لنتائج‪ ،‬في وقت يتفق متخصصون في كركوك‬ ‫مع الجهات الحكومية على أن ‪ 80%‬من تلوث البيئة‬ ‫تتحملها الشركات النفطية ولها أكبرها شركة نفط‬ ‫الشمال وبين امللوثات البيئية يوجد نهريسيرملسافات‬ ‫طويلة‪.‬‬

‫علي عز الدين‬

‫مديربيئة كركوك‬

‫روائح الغاز‬ ‫ويق ــول اح ــد اهال ــي كرك ــوك ويدع ــى‬ ‫حس ــين ع ــادل ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن»‬ ‫كرك ــوك س ــجلت خ ــال الفت ــرة الس ــابقة‬ ‫ظهــور روائــح للغــاز وخاصــة مــن مناطــق‬ ‫كرك ــوك الش ــمالية وكان ــت تس ــاهم ف ــي‬ ‫تلويــث البيئــة فــي كركــوك وهــذه امللوثــات‬ ‫ســببها املصافــي النفطيــة او شــركة نفــط‬ ‫الش ــمال الت ــي تنف ــث م ــن خالله ــا»‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن الشــركات النفطيــة يجــب‬ ‫عليهــا ان تســاهم فــي دعــم البيئــة وزيــادة‬ ‫املس ــاحات الخض ـراء و اهال ــي كرك ــوك‬ ‫لهــم وقفــات كثيــرة مــع الروائــح التــي تظهر‬ ‫بي ــن فت ــرة واخ ــرى ف ــي اله ــواء وخاص ــة‬ ‫الغ ــازات والرائ ــح الكريه ــة الت ــي كان ــت‬ ‫تظهــر مــن الجهــة الشــمالية للمحافظــة‬ ‫وهــي قريبــة مــن االبــار النفطيــة التابعــة‬ ‫لش ــركة نف ــط الش ــمال»‪.‬‬

‫امللوث األكبر‬ ‫وتح ــدد مديري ــة بيئ ــة محافظ ــة كرك ــوك‪،‬‬ ‫أن اكب ــر مل ــوث لله ــواء ف ــي بيئ ــة كرك ــوك ه ــي‬ ‫ش ــركة نف ــط الش ــمال‪ ،‬كونه ــا تس ــاهم م ــا‬ ‫نس ــبته ‪ 80‬باملائ ــة م ــن امللوث ــات البيئي ــة ‪،‬‬ ‫حي ــث ان الغ ــاز املصاح ــب يت ــم حرقت ــه م ــن‬ ‫جمي ــع االب ــار النفطي ــة العامل ــة ف ــي عم ــوم‬ ‫حق ــول الش ــركة النفطي ــة‪.‬‬ ‫وقــال مديــر بيئــة كركــوك‪ ،‬علــي عــز الديــن‪،‬‬ ‫ملجلة «فيلي»‪ ،‬إن «دائرة البيئية في كركوك‬ ‫لديه ــا مؤش ـرات ع ــن اس ــباب امللوث ــات ف ــي‬ ‫اله ــواء وتق ــف ش ــركة نف ــط الش ــمال حي ــث‬ ‫أن الش ــركة تق ــوم بح ــرق الغ ــاز املصاح ــب‬ ‫وهــذه الغــازات الناتجــة تســبب بشــكل كبيــر‬ ‫تل ــوث لله ــواء»‪.‬‬ ‫ل‬ ‫وأك ــد ع ــز الدي ــن‪ ،‬أن «حق ــو ش ــركة نف ــط‬ ‫الش ــمال العامل ــة ضم ــن خط ــوط انت ــاج‬ ‫النفــط الخــام هــي بحــدود ‪ 28‬حقـ ًـا نفطيـ ًـا‪،‬‬ ‫وفيه ــا أب ـراج لتفري ــغ الغ ــاز املصاح ــب حي ــث‬ ‫ان الش ــركة ال تراع ــي الش ــروط البيئي ــة ف ــي‬ ‫هــذه االبـراج مــن خــال وضــع فالتــر تصفيــة‬ ‫وتنقي ــة وه ــذا يعن ــي أن الغ ــاز املصاح ــب‬ ‫يحــرق فــي البيئــة وتســاهم فــي تلــوث الهــواء»‪.‬‬ ‫وتاب ــع‪« :‬الغ ــاز املصاح ــب يمك ــن لش ــركة‬ ‫نف ــط الش ــمال االس ــتفادة من ــه ب ــدل حرق ــه‬

‫« أن اكبر ملوث‬ ‫للهواء في بيئة‬ ‫كركوك هي شركة‬ ‫نفط الشمال‪ ،‬كونها‬ ‫تساهم ما نسبته ‪80‬‬ ‫بالمائة من الملوثات‬ ‫البيئية ‪ ،‬حيث ان‬ ‫الغاز المصاحب يتم‬ ‫حرقته من جميع االبار‬ ‫النفطية العاملة في‬ ‫عموم حقول الشركة‬ ‫النفطية»‪.‬‬

‫م ــن خ ــال اس ــتغالل الغ ــاز املصاح ــب ف ــي‬ ‫عملي ــات انت ــاج الطاق ــة الكهربائي ــة وغيره ــا‬ ‫م ــن االم ــور وتس ــاهم عن ــد ذاك بتقلي ــل‬ ‫خط ــر تل ــوث البيئ ــة ف ــي س ــماء كرك ــوك ول ــم‬ ‫ت ـراع الش ــركة معايي ــر املحاف ــظ عل ــى بيئي ــة‬ ‫كرك ــوك»‪.‬‬ ‫وعــن شــركة غــاز الشــمال أكــد عــز الديــن‪،‬‬ ‫أن «ش ــركة غ ــاز الش ــمال تراع ــي الش ــروط‬ ‫البيئي ــة وه ــي اق ــل تلوث ــا م ــن ش ــركة نف ــط‬ ‫الش ــمال الت ــي تق ــف ف ــي املرتب ــة االول ــى ف ــي‬ ‫التل ــوث البيئي ــة»‪.‬‬ ‫النفط األسود‬ ‫وأشــار مديــر بيئــة كركــوك‪ ،‬إلــى أن «ملوثــات‬ ‫البيئ ــة كثي ــرة منه ــا النف ــط االس ــود املتدف ــق‬ ‫عب ــر وادي النف ــط فه ــذا النه ــر يخ ــرج م ــن‬ ‫ش ــركة نف ــط الش ــمال ويبق ــى ملس ــافات‬ ‫وناتــج عــن النفــط الخــام وامليــاه التــي تحقــن‬ ‫م ــع عملي ــة اس ــتخراج النف ــط»‪.‬‬ ‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬قــال الخبيــر االقتصــادي‪،‬‬ ‫عل ــي خلي ــل‪ ،‬إن «ع ــدم الت ـزام الش ــركات‬ ‫النفطي ــة ف ــي كرك ــوك بعملي ــة وض ــع فالت ــر‬ ‫تصفي ــة عل ــى اب ـراج اس ــتخراج النف ــط‬ ‫يس ــاهم ف ــي تل ــوث البيئ ــة وكذل ــك اح ـراق‬ ‫الغ ــاز املصاح ــب الع ـراق س ــوف يوق ــف‬ ‫ح ــرق الغ ــاز املصاح ــب ف ــي الحق ــول تمام ــا‬ ‫م ــع نهاي ــة س ــنة ‪ ،2028‬ليك ــون الع ـراق م ــن‬ ‫الــدول املســاهمة كثيـرا فــي تقليــل االنبعاثــات‬ ‫وتقلي ــل تل ــوث البيئ ــة وموق ــع الع ـراق‬ ‫املتق ــدم ف ــي صناع ــة الطاق ــة عل ــى املس ــتوى‬ ‫العالمــي واإلقليمــي واملتأتــي مــن احتياطاتــه‬ ‫النفطي ــة الت ــي تزي ــد عل ــى ‪ 145‬ملي ــار برمي ــل‬ ‫نفطــي مستكشــف‪ ،‬وبســعة إنتــاج تزيــد عــن‬ ‫‪ 5‬مالييــن برميــل نفطــي مــع احتياطــي غــازي‬ ‫مؤكــد يزيــد عــن ‪ 130‬تريليــون قــدم قيا�ســي‬ ‫مكعــب واحتياطــي متوقــع أن يصــل إلــى أكثــر‬ ‫م ــن ‪ 160‬تريلي ــون ق ــدم مكع ــب»‪.‬‬ ‫وأوض ــح خلي ــل‪ ،‬خ ــال حديث ــه للوكال ــة‪ ،‬أن‬ ‫«نس ــبة الغ ــاز املس ــتثمر كان ــت ال تزي ــد ع ــن‬ ‫‪ 51%‬م ــن الغ ــاز املصاح ــب ع ــام ‪،2022‬‬ ‫وزادت ه ــذه النس ــبة إل ــى أكث ــر م ــن ‪65%‬‬ ‫ف ــي الع ــام الحال ــي‪ ،‬وج ــاء ذل ــك م ــن تنفي ــذ‬ ‫العدي ــد م ــن املش ــاريع الخاص ــة باس ــتثمار‬ ‫الغ ــاز م ــن خ ــال التع ــاون م ــع الش ــركات‬


‫‪72‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪73 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫وادي النفط األسود‪ ..‬نهر عائم مصدر التهديد األكبر ألرواح العراقيين‬

‫العاملي ــة والجه ــد الوطن ــي وس ــيتم إيق ــاف‬ ‫ح ــرق الغ ــاز تمام ــا م ــع نهاي ــة س ــنة ‪2028‬‬ ‫ليك ــون الع ـراق م ــن ال ــدول املس ــاهمة كثي ـرا‬ ‫ف ــي تقلي ــل االنبعاث ــات الحراري ــة واالس ــتفادة‬ ‫م ــن ه ــذه الطاق ــة وتوظيفه ــا باتج ــاه تولي ــد‬ ‫الطاقــة الكهربائيــة والصناعــات املختلفــة»‪.‬‬ ‫وأكــد أن «شــركة نفــط الشــمال‪ ،‬ومــن خــال‬ ‫عقده ــا الجدي ــد م ــع ش ــركة ‪ Bp‬البريطاني ــة‬ ‫يمكــن لهــا ان توقــف حــرق الغــاز املصاحــب‬ ‫م ــن خ ــال وض ــع فالت ــر ف ــي ابراجه ــا وم ــن ث ــم‬ ‫انش ــاء محطي ــة وس ــطية للمعالج ــة وانت ــاج‬ ‫الطاق ــة الكهربائي ــة م ــن الغ ــاز ال ــذي يح ــرق‬ ‫يوميــا وبكميــات كبيــرة مــن ‪ 28‬حقـ ًـا نفطيـ ًـا‬ ‫منت ــج للنف ــط الخ ــام والغ ــاز»‪.‬‬ ‫وادي النفط‬ ‫ويع ــرف نه ــر «وادي النف ــط»‪ ،‬وه ــو عب ــارة‬ ‫ع ــن تجوي ــف أر�ض ــي يخ ــرج م ــن ش ــركة‬ ‫نف ــط الش ــمال الت ــي تدي ــر وتش ـ ّـغل اآلب ــار‬ ‫ف ــي كرك ــوك ويمت ــد باتج ــاه محافظ ــة ص ــاح‬ ‫الدي ــن املج ــاورة‪ ،‬ويبل ــغ ط ــول ال ــوادي ‪10‬‬ ‫كيلومتـرات وتصـ ّـرف عبــره الشــركة مخلفــات‬ ‫االنت ــاج اليوم ــي الغزي ــر البالغ ــة ‪ 150‬أل ــف‬ ‫برمي ــل‪ ،‬ومس ــاحة حوض ــه تمت ــد لخمس ــة‬ ‫كيلومت ــرات‪.‬‬ ‫واكتش ــف النف ــط ف ــي كرك ــوك ع ــام ‪1928‬‬ ‫وب ــدأ اس ــتخراجه بع ــد ذل ــك بس ــتة أع ــوام‬ ‫ب ــإدارة ش ــركة ‪ BP‬ذاته ــا‪ ،‬وكان ــت تص ــدر‬ ‫ـزءا منــه إلــى حيفــا فــي فلســطين وإلــى مينــاء‬ ‫جـ ً‬ ‫طرابل ــس ف ــي لبن ــان‪ ،‬ث ــم توق ــف ه ــذا الخ ــط‬ ‫إثــر الحــرب العراقيــة اإليرانيــة فــي ثمانينيــات‬ ‫الق ــرن املا�ض ــي وص ــار النف ــط ُيص ــدر إل ــى‬ ‫مين ــاء جيه ــان التركــي عل ــى البح ــر املتوس ــط‬ ‫بواس ــطة أنابي ــب تابع ــة إلقلي ــم كردس ــتان‬ ‫ال ــذي يحكم ــه الك ــرد ذاتي ـ ًـا‪.‬‬ ‫‪aa‬البيئ ــة‪ ،‬س ــام جمي ــل‪ ،‬خ ــال حديث ــه‬ ‫ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى أن «املــاء الــذي يســتخدم‬ ‫ف ــي حق ــن االب ــار النفطي ــة وعن ــد اس ــتخراج‬ ‫النفــط يتــم طرحــه‪ ،‬يســترخ مــن االبــار ويتــم‬ ‫طرحه ــا ف ــي نه ــر ينطل ــق م ــن ش ــركة نف ــط‬ ‫الش ــمال ويص ــل ال ــى وادي النف ــط»‪.‬‬

‫ويب ــن جمي ــل‪ ،‬أن «ال ــوادي يح ــاذي الطري ــق‬ ‫امل ــوازي الراب ــط بي ــن كرك ــوك وقض ــاء‬ ‫ـوال إل ــى‬ ‫الدب ــس‪ ،‬باتج ــاه ناحي ــة يايج ــي وص ـ ً‬ ‫تقاط ــع طري ــق الحويج ــة املوص ــل‪ ،‬ويتجم ــع‬ ‫م ــا يحمل ــه م ــن مخلف ــات ف ــي منطق ــة عرف ــت‬ ‫ف ــي ناحي ــة امللتق ــى (جن ــوب غرب ــي كرك ــوك)‪،‬‬ ‫وف ــي ه ــذه النقط ــة يم ــر أس ــفل جس ــر‪،‬‬ ‫ويتجم ــع عن ــد وادي النف ــط وه ــو مس ــطح‬ ‫مائ ــي نفط ــي كبي ــر»‪.‬‬ ‫وبحســب الخبيــر البيئــي‪ ،‬تعتمــد شــركة نفــط‬ ‫الشــمال آليــة «حقــن املــاء فــي اآلبــار» لزيــادة‬ ‫الضغ ــط عل ــى مكام ــن النف ــط‪ ،‬وف ــي الس ــابق‬ ‫كان ــت تس ــتخدم ‪ 60‬أل ــف برمي ــل م ــاء ف ــي‬ ‫الي ــوم الواح ــد‪ ،‬لكنه ــا اآلن تحق ــن أكث ــر م ــن‬ ‫ملي ــون برمي ــل يومي ـ ًـا ضم ــن «تطوي ــر ش ــامل‬ ‫ومس ــتمر»‪.‬‬ ‫وخل ــص إل ــى الق ــول إن «عملي ــة الحق ــن‬ ‫وعندم ــا تحق ــق وتنف ــذ غرضه ــا‪ ،‬يت ــم‬ ‫تصري ــف امل ــاء املخل ــوط بالنف ــط األس ــود‬ ‫ف ــي ال ــوادي لتج ــري ه ــذه املخلف ــات باتج ــاه‬ ‫مناط ــق جن ــوب كرك ــوك‪ ،‬ال يمك ــن تصفي ــة‬ ‫هــذا النــوع مــن النفــط وإضافتــه إلــى اإلنتــاج‬ ‫لذل ــك فه ــو ُيرم ــى ف ــي ح ــوض ال ــوادي‪ ،‬باب ــا‬ ‫كركــر وجمــور ّ‬ ‫وخبــاز وخورمــال وبــاي حســن‬ ‫وأفان ــا‪ ،‬ه ــي أه ــم حق ــول النف ــط هن ــاك‪،‬‬ ‫وتبل ــغ طاق ــة إنتاجه ــا القص ــوى مجتمع ــة‬ ‫مليــون برميــل يوميـ ًـا‪ ،‬لكــن متوســط اإلنتــاج‬ ‫تراجــع خــال األعــوام املاضيــة إلــى نحــو ‪150‬‬ ‫أل ــف برمي ــل فق ــط»‪.‬‬ ‫واختت ــم جمي ــل‪ ،‬حديث ــه باإلش ــارة إل ــى أن‬ ‫«احتياط ــي النف ــط ف ــي كرك ــوك بنح ــو ‪10‬‬ ‫إل ــى ‪ 13‬ملي ــار برمي ــل م ــن النوعي ــة الجي ــدة‪،‬‬ ‫ويمث ــل ‪ 12%‬م ــن االحتياط ــي النفط ــي‬ ‫للع ـراق‪ ،‬واس ـ ُـتصلحت ه ــذه الحق ــول ف ــي‬ ‫ثالثيني ــات الق ــرن املا�ض ــي بواس ــطة ش ــركة‬ ‫بريطاني ــة وعراقيي ــن‪ ،‬وج ــرى حف ــر اآلب ــار‬ ‫وحقنهــا بامليــاه لزيــادة فعاليــة اإلنتــاج‪ ،‬ومعــه‬ ‫تك ـ ّـون (وادي النف ــط) كش ــريان لتصري ــف‬ ‫املخلف ــات لك ــن دون م ــكان تنته ــي إلي ــه أو‬ ‫ّ‬ ‫تختفــي فيــه مــا يجعلهــا عائمــة علــى الــدوام»‪.‬‬

‫المقبرة اليهودية في بغداد‬

‫الفصل المنسي‬ ‫من تاريخ العراق‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬

‫ذك ــرت صحيف ــة «الغيمين ــر»‬ ‫األمريكي ــة املتخصص ــة بالش ــؤون‬ ‫اليهودي ــة واإلس ـرائيلية‪ ،‬أن املقب ــرة‬ ‫اليهودي ــة ف ــي بغ ــداد‪ ،‬تمث ــل فص ـ ًـا‬ ‫منس ـ ًـيا م ــن تاري ــخ الع ـراق عندم ــا‬ ‫س ــاهمت األقلي ــة اليهودي ــة ف ــي‬ ‫عص ــره الذهب ــي‪ ،‬م ــا ع ــزز مكان ــة‬ ‫اليه ــود كج ــزء حي ــوي م ــن هوي ــة‬ ‫املدين ــة‪.‬‬ ‫وأش ــارت الصحيف ــة األمريكي ــة ف ــي‬ ‫تقري ــر ترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى‬ ‫أن املقب ــرة اليهودي ــة القديم ــة‪ ،‬ه ــي‬ ‫م ــن بقاي ــا الجالي ــة اليهودي ــة الت ــي‬ ‫كانــت مزدهــرة فــي املا�ضــي‪ ،‬وتحمــل‬

‫قص ــص األجي ــال الت ــي س ــاهمت ف ــي النس ــيج‬ ‫االجتماع ــي والثقاف ــي واالقتص ــادي للع ـراق‪،‬‬ ‫مضيف ـ ًـا أنه ــا كان ــت أكث ــر م ــن مج ــرد مقب ــرة‪،‬‬ ‫حيــث أنهــا ترمــز إلــى الجــذور العميقــة لحيــاة‬ ‫اليه ــود ف ــي بغ ــداد عندم ــا كان ــت ه ــذه املدين ــة‬ ‫موطن ـ ًـا إلح ــدى أكث ــر الجالي ــات اليهودي ــة‬ ‫حيوي ــة ف ــي العال ــم العرب ــي‪.‬‬ ‫وبداي ــة ذك ـ ّـر التقري ــر ب ــأن الوج ــود اليه ــودي‬ ‫ف ــي ب ــاد م ــا بي ــن النهري ــن يرج ــع إل ــى أكث ــر م ــن‬ ‫ـدءا م ــن الس ــبي البابل ــي ف ــي‬ ‫‪ 2500‬ع ــام‪ ،‬ب ـ ً‬ ‫الع ــام ‪ 586‬قب ــل املي ــاد‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن ــه‬ ‫بع ــد تدمي ــر الهي ــكل األول عل ــى ي ــد املل ــك‬ ‫نبوخذنص ــر‪ ،‬اس ــتقر اليه ــود املنفي ــون ف ــي‬ ‫باب ــل‪ ،‬وتعايش ــوا م ــع ظروفه ــم الجدي ــدة م ــع‬

‫احتفاظه ــم بتقاليده ــم‪.‬‬ ‫ل‬ ‫وتاب ــع التقري ــر أن ــه بحل ــو الوق ــت ال ــذي‬ ‫غ ــزت في ــه الجي ــوش العربي ــة ب ــاد م ــا بي ــن‬ ‫النهري ــن‪ ،‬كان ــت الحي ــاة اليهودي ــة راس ــخة‬ ‫بش ــكل عمي ــق ف ــي املنطق ــة‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن‬ ‫بغ ــداد الت ــي تتمت ــع بموق ــع إس ــتراتيجي عل ــى‬ ‫نهــر دجلــة‪ ،‬كانــت مرك ـ ًزا للتجــارة والثقافــة‪،‬‬ ‫وجذب ــت التج ــار والحرفيي ــن والعلم ــاء‬ ‫اليهــود‪ ،‬فــي حيــن ســاهمت الطائفــة اليهوديــة‬ ‫عل ــى م ــر الق ــرون بش ــكل كبي ــر ف ــي العص ــر‬ ‫الذهبــي لبغــداد‪،‬‬ ‫مم ــا ع ــزز مكان ــة‬ ‫الطائف ــة كج ــزء‬ ‫حيــوي مــن هويــة‬ ‫املدين ــة‪.‬‬ ‫وأوض ــح التقري ــر‬ ‫أنــه خــال القــرن‬ ‫التاس ــع عش ــر‪،‬‬ ‫أق ــام الس ــكان‬ ‫ف ــي‬ ‫اليه ــود‬ ‫بغ ــداد مقب ــرة ف ــي‬ ‫منطق ــة الب ــاب‬ ‫الش ــرقي‪ ،‬حي ــث‬ ‫تحول ــت ه ــذه‬ ‫املس ــاحة إل ــى‬ ‫مخ ــزن للذاك ــرة‬ ‫ت ــروي‬ ‫الت ــي‬ ‫بالعبري ــة والعربي ــة املرثي ــات اليهودي ــة ح ــول‬ ‫قص ــص ه ــؤالء الذي ــن رحل ــوا‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن‬ ‫املقب ــرة تش ــكل رم ـ ًزا لصم ــود املجتم ــع ال ــذي‬ ‫ازده ــر وس ــاهم ف ــي إث ـراء املش ــهد الثقاف ــي‬ ‫واالقتص ــادي ف ــي بغ ــداد‪ ،‬عل ــى الرغ ــم م ــن‬ ‫ا الضطه ــا د ‪.‬‬ ‫ل‬ ‫وبعدمــا لفــت التقريــر إلــى أنــه بحلــو أوائــل‬ ‫الق ــرن العش ــرين‪ ،‬كان اليه ــود يش ــكلون‬ ‫ـزءا كبي ـ ًرا م ــن س ــكان املدين ــة‪ ،‬وله ــم‬ ‫جـ ً‬ ‫ش ــبكة مزده ــرة م ــن املعاب ــد وامل ــدارس‬ ‫والشــركات‪ ،‬اعتبــر أن تدميــر املقبــرة فــي عهــد‬ ‫الرئيــس األســبق أحمــد حســن البكــر خــال‬ ‫س ــبعينيات الق ــرن املا�ض ــي‪ ،‬كان بمثاب ــة‬ ‫خس ــارة فادح ــة حي ــث كان ــت تض ــم أيض ـ ًـا‬

‫ضحاي ــا مذبح ــة «الفره ــود» الت ــي وقع ــت‬ ‫ف ــي الع ــام ‪ ،1941‬م ــن أج ــل إقام ــة محط ــة‬ ‫حاف ــات النهض ــة‪.‬‬ ‫واعتب ــر التقري ــر أن مث ــل ه ــذا العم ــل‬ ‫بمس ــح املقب ــرة‪ ،‬يعك ــس الس ــردية البعثي ــة‬ ‫األوس ــع للنظ ــام‪ ،‬وال ــذي يمج ــد ش ــخصيات‬ ‫مث ــل رش ــيد عال ــي الكيالن ــي‪ ،‬املؤي ــد للنازي ــة‬ ‫واملتــورط فــي قضيــة «الفرهــود»‪ ،‬بينمــا يقــوم‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬بمح ــو إرث املجتم ــع اليه ــودي‪.‬‬ ‫ورأى التقريــر أن هــذه اإلهانــة الرمزيــة كبــرت‬ ‫بش ــكل إضاف ــي م ــن خ ــال إع ــادة تس ــمية‬ ‫املنطق ــة املحيط ــة باس ــم الكيالن ــي‪ ،‬مضيف ـ ًـا‬ ‫أن مثــل هــذه القـرارات ســلطت الضــوء علــى‬ ‫جه ــود الحكوم ــة ف ــي إع ــادة كتاب ــة التاري ــخ‪،‬‬ ‫وتهميــش هويــة العـراق التــي كانــت فــي املا�ضــي‬ ‫متع ــددة ثقافي ـ ًـا‪ ،‬وذل ــك لصال ــح خط ــاب‬ ‫يهم ــش األقلي ــات‪.‬‬ ‫ى‬ ‫وتن ــاول التقري ــر م ــا ج ــر واصف ـ ًـا ذل ــك‬ ‫بأن ــه «تقش ــعر ل ــه األب ــدان»‪ ،‬حي ــث ج ــرى‬ ‫اســتدعاء زعيــم الطائفــة اليهوديــة ساســون‬ ‫ق ــدوري‪ ،‬ف ــي منتص ــف اللي ــل للق ــاء الرئي ــس‬ ‫البك ــر‪ ،‬ال ــذي أم ــر بنق ــل القب ــور إل ــى ح ــي‬ ‫الحبيبي ــة ف ــي غض ــون س ــتة ش ــهور‪.‬‬ ‫ولف ــت إل ــى أن ساس ــون ق ــدوري كان مجب ـ ًرا‬ ‫عل ــى االنصي ــاع بالرغ ــم م ــن احتجاج ــه‬ ‫بس ــبب التحدي ــات الديني ــة واللوجس ــتية‬ ‫الت ــي يتطلبه ــا نق ــل القب ــور اليهودي ــة‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر أن ــه ج ــرى اس ــتخراج الرف ــات‬ ‫بعناي ــة كبي ــرة‪ ،‬ث ــم إع ــادة دفنه ــا‪ ،‬إال أن ــه‬ ‫بالنس ــبة للعدي ــد م ــن العائ ــات اليهودي ــة‪،‬‬ ‫ف ــإن م ــا ج ــرى قط ــع عالقته ــم بأس ــافهم‬ ‫وتاريخه ــم‪ ،‬عل ــى الرغ ــم م ــن أن ق ــدوري‪،‬‬ ‫ح ــرص عل ــى إتم ــام عملي ــة النق ــل بكرام ــة‪.‬‬ ‫واآلن‪ ،‬يق ــول التقري ــر إن محط ــة حاف ــات‬ ‫النهضــة مقامــة علــى أرض املقبــرة الســابقة‪،‬‬ ‫م ــن دون أي اعت ـراف بماضيه ــا‪ ،‬مضيف ـ ًـا أن‬ ‫الــركاب املســافرين يســيرون وهــم ال يعلمــون‬ ‫عل ــى أرض كان ــت تحم ــل ف ــي املا�ض ــي إرث‬ ‫الطائف ــة اليهودي ــة ف ــي بغ ــداد‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬


‫‪74‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪75 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫انحسار الغاز وتذبذب الكهرباء اإليرانية ‪..‬‬

‫يشل األحياء الصناعية في ديالى‬ ‫ّ‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫مع انحسارإمدادات الغاز‬ ‫املورد من إيران وتذبذب‬ ‫خطوط الكهرباء اإليرانية‬ ‫املجهزة ملناطق ديالى‬ ‫وتراجع ساعات التجهيز‬ ‫إلى مستويات كبيرة‪ ،‬تشهد‬ ‫املناطق الصناعية في‬ ‫املحافظة ومفاصل الحياة‬ ‫األخرى حالة من الشلل‪.‬‬

‫ف ــي األحي ــاء الصناعي ــة الخاص ــة ب ــورش‬ ‫صيان ــة الس ــيارات‪ ،‬واألب ــواب والش ــبابيك ف ــي‬ ‫مدينت ـ ّـي بعقوب ــة والخال ــص‪ ،‬تب ــدو الحرك ــة‬ ‫شــبه مشــلولة فيمــا يتكبــد أصحابهــا خســائر‬ ‫إضافيــة تــؤدي لتقليــل نســب أرباحهــم ج ـراء‬

‫تأخ ــر أعماله ــم أو اعتماده ــم عل ــى مول ــدات‬ ‫الدي ــزل وش ـراء الوق ــود نتيج ــة انقط ــاع‬ ‫الكهرب ــاء لس ــاعات طويل ــة بفع ــل قل ــة إنت ــاج‬ ‫الطاقــة وتكـرار توقــف خــط ميرســاد اإليرانــي‪.‬‬ ‫وبهــذا الصــدد يقــول أحمــد الطائــي‪ ،‬صاحــب‬

‫ورشــة لصيانــة الســيارات‪ ،‬ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إن‬ ‫«انقط ــاع الكهرب ــاء لس ــاعات طويل ــة يعط ــل‬ ‫عملن ــا نتيج ــة ع ــدم قدرتن ــا عل ــى تش ــغيل أي‬ ‫جهــاز واالعتمــاد علــى العمــل اليــدوي فقــط»‪.‬‬ ‫ويضي ــف الطائ ــي «انقط ــاع الكهرب ــاء يجبرن ــا‬ ‫ع ــن االنتظ ــار ألوق ــات طويل ــة والقي ــام‬ ‫باألعم ــال البس ــيطة فق ــط وتجن ــب اس ــتالم‬ ‫الس ــيارات الت ــي تحت ــاج إل ــى جه ــد كبي ــر‬ ‫وباس ــتخدام األجه ــزة الكهربائي ــة»‪.‬‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬يبيــن أميــر عبــاس‪ ،‬وهــو حــداد‪،‬‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «العم ــل ه ــذه الفت ــرة‬ ‫ب ــات خس ــارة بالنس ــبة لن ــا فأجه ــزة اللح ــام‬ ‫والقطــع تحتــاج إلــى كهربــاء ولكــن بانقطاعهــا‬ ‫لس ــاعات الس ــيما ف ــي فت ــرة الصب ــاح يدفعن ــا‬ ‫لش ـراء ال ــكاز وتش ــغيل املول ــدات وأحيان ـ ًـا‬ ‫اضط ــر للع ــودة إل ــى املن ــزل ب ــدون عم ــل وه ــو‬ ‫يعن ــي خس ــارة ألن الب ــاب عل ــى س ــبيل املث ــال‬ ‫إذا ل ــم ُينج ــز خ ــال وق ــت مح ــدد تك ــون‬

‫خس ــارة عل ــى الح ــداد والعم ــال»‪.‬‬ ‫ويشــير إلى أن «الكهرباء في املناطق الصناعية‬ ‫يج ــب أن ال تنقط ــع خ ــال أوق ــات العم ــل‬ ‫خاص ــة وأنن ــا ندف ــع أج ــو ًرا ش ــهرية تتمث ــل‬ ‫بإيج ــار املح ــال وروات ــب العم ــال وغيره ــا‪،‬‬ ‫لك ــن االنقط ــاع حس ــب م ــا أعلن ــت الدوائ ــر‬ ‫الحكومي ــة س ــببه قل ــة الحص ــة وانقط ــاع‬ ‫الخط ــوط اإليراني ــة»‪.‬‬ ‫ويطالــب عبــاس بضــرورة إيجــاد حلــول تســهم‬ ‫باس ــتقرار التي ــار الكهربائ ــي إلنق ــاذ العاملي ــن‬ ‫ف ــي امله ــن الصناعي ــة لكس ــب ق ــوت يومه ــم‬ ‫وجم ــع مبال ــغ اإليج ــار والفواتي ــر‪.‬‬ ‫ب ــدوره يؤك ــد حس ــن العب ــادي‪ ،‬وه ــو عام ــل‬ ‫ف ــي ورش ــة لصيان ــة وغس ــل الس ــيارات‪ ،‬ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن «انقط ــاع الكهرب ــاء أدى مؤخ ـ ًرا‬ ‫إل ــى تراج ــع حرك ــة العم ــل لدين ــا بنس ــبة تف ــوق‬ ‫الــ‪ ‎%‎50‬وص ــار يش ــكل هاجس ـ ًـا لن ــا ويكبدن ــا‬ ‫خس ــائر جس ــيمة فيم ــا يخ ــص ش ـراء ال ــكاز‬ ‫لتش ــغيل املول ــدات بس ــعر ‪ 150-140‬أل ــف‬ ‫دين ــار للبرمي ــل الواح ــد»‪.‬‬ ‫ويوض ــح أن «قل ــة العم ــل اضط ــرت الكثيري ــن‬ ‫م ــن أصح ــاب املصال ــح لتس ــريح ع ــدد م ــن‬ ‫العاملي ــن وتقلي ــص طواقمه ــم ه ــذه الفت ــرة‬ ‫بفع ــل قل ــة الرب ــح»‪.‬‬ ‫إل ــى ذل ــك‪ ،‬يق ــول الخبي ــر االقتص ــادي محم ــد‬ ‫حي ــدر‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن «تعث ــر الحكوم ــات‬ ‫املتعاقب ــة ف ــي اس ــتثمار الغ ــاز واالعتم ــاد عل ــى‬ ‫املس ــتورد م ــن إي ـران وغيره ــا يلق ــي بأض ـراره‬ ‫عل ــى امله ــن واألس ــواق كاف ــة نتيج ــة انقط ــاع‬

‫الكهربــاء فــي ذروة الحاجــة إليهــا خــال موجــات‬ ‫الحــر فــي الصيــف وموجــات البــرد فــي الشــتاء»‪.‬‬ ‫ويتاب ــع أن «تعث ــر مل ــف الكهرب ــاء ف ــي الع ـراق‬ ‫يرتبــط بــإرادة إقليميــة فهنــاك جهات سياســية‬ ‫تريــد اســتمرار اســتيراد الغــاز والطاقــة لفائــدة‬

‫دول أخ ــرى»‪ ،‬الفت ـ ًـا إل ــى أن «الع ـراق بحاج ــة‬ ‫الي ــوم إل ــى االعتم ــاد عل ــى اإلنت ــاج الوطن ــي‬ ‫واالســتغناء عــن الخــارج فــي ظــل توافــر املنــاخ‬ ‫املناس ــب م ــن حي ــث وج ــود حق ــول الغ ــاز ف ــي‬ ‫املنصوريــة وعــكاز واملحافظــات الجنوبيــة وهــي‬ ‫بحاج ــة إل ــى االس ــتخراج وتش ــغيل املحط ــات‬ ‫بالغ ــاز الوطن ــي»‪.‬‬ ‫ويدع ــو حي ــدر الحكوم ــة العراقي ــة إل ــى‬ ‫«ضــرورة بــذل الجهــود الالزمــة لدعــم منظومــة‬ ‫الكهرب ــاء وضم ــان اس ــتقرار التي ــار الكهربائ ــي‬ ‫وإنق ــاذ املواطني ــن‪ ،‬وه ــذا ب ــدوره س ــينعكس‬ ‫عل ــى قطاع ــات متنوع ــة الس ــيما فيم ــا يخ ــص‬ ‫عم ــل املصان ــع وج ــذب االس ــتثمار والح ــد م ــن‬ ‫الخســائر التــي تتكبدهــا الحكومــة واملواطنيــن‬ ‫عل ــى ح ــد س ــواء»‪.‬‬


‫‪76‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫«العراق الغني» يبحث عن «المال»‬

‫لمكافحة انبعاثات غاز الميثان‪:‬‬ ‫معوقات داخلية وخارجية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يبحــث الع ـراق‪ ،‬أحــد أكثــر بلــدان العالــم إهــدا ًرا للغــاز‬ ‫الطبيعــي املصاحــب إلنتــاج النفــط الخــام‪ ،‬عــن مئــات‬ ‫املليــارات مــن الــدوالرات لتمويــل مــا يحتاجــه مــن أجــل‬ ‫تحقي ــق أهداف ــه املتعلق ــة باالنبعاث ــات م ــن خ ــال‬ ‫حض ــوره ف ــي مؤتم ــر األم ــم املتح ــدة للتغي ــر املناخ ــي‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪77 2024‬‬


‫‪78‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪79 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫«العراق الغني» يبحث عن «المال»‪ ..‬لمكافحة انبعاثات غاز الميثان‬

‫ويحت ــاج الع ـراق الغن ــي بالنف ــط إل ــى م ــا يق ــدر‬ ‫بنح ــو ‪ 233‬ملي ــار دوالر بحل ــول ع ــام ‪،2040‬‬ ‫وفق ــا لتقدي ـرات مؤسس ــة التموي ــل الدولي ــة‪،‬‬ ‫لتنفيــذ برامــج تهــدف إلــى الحــد مــن االنبعاثــات‬ ‫الض ــارة واحتج ــاز الغ ــاز املصاح ــب وتحس ــين‬ ‫كف ــاءة الطاق ــة‪.‬‬ ‫إن ه ــدف املس ــاهمة الوطني ــة املح ــددة‬ ‫للع ـراق‪ ،‬ه ــو خف ــض انبعاث ــات الغ ــازات‬ ‫املس ــببة لالحتب ــاس الح ـراري بنس ــبة ‪15%‬‬ ‫بحلــول عــام ‪ ،2030‬ولكــن مــا يصــل إلــى ‪13%‬‬ ‫وفق ــا‬ ‫م ــن ذل ــك مش ــروط بالدع ــم الدول ــي‪ً ،‬‬ ‫لوكال ــة الطاق ــة الدولي ــة‪.‬‬ ‫سعي لتصفير الغاز‬ ‫ويق ــول مستش ــار رئي ــس ال ــوزراء مظه ــر‬ ‫محم ــد صال ــح ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»؛ ان‬ ‫«السياســة الوطنية العراقية تســير في مســألة‬ ‫تصفي ــر ح ــرق الغ ــاز املصاح ــب وتحويل ــه ال ــى‬

‫االس ــتخدامات الس ــليمة غي ــر امللوث ــة للبيئ ــة‬ ‫كوقــود ملحطــات الكهربــاء او الطبــخ املنزلــي او‬ ‫تصدي ــر الفائ ــض من ــه بع ــد املعالج ــة»‪ ،‬مبين ــا‬ ‫انه ــا «خط ــة تس ــير ف ــي تخطي ــط دقي ــق وج ــاد‬ ‫عل ــى أن تنته ــي الب ــاد م ــن ه ــذا املوض ــوع ف ــي‬ ‫غض ــون الس ــنوات الث ــاث القادم ــة»‪.‬‬ ‫وأك ــد صال ــح؛ أن «بالدن ــا ليس ــت ه ــي م ــن‬ ‫البل ــدان املس ــاهمة ف ــي تل ــوث البيئ ــة اطالق ـ ًـا‪،‬‬ ‫ولك ــن عل ــى العك ــس يتع ــرض الع ـراق ال ــى‬ ‫ظاه ــرة التصح ــر اإلجب ــاري بس ــبب النق ــص‬ ‫فــي مصــادر امليــاه الدوليــة الداخلــة إليــه‪ ،‬وهــو‬ ‫أم ــر ع ــرض الع ـراق ال ــى انحس ــار ف ــي املناط ــق‬ ‫الزراعي ــة الخض ـراء عل ــى م ــدار الس ــنوات‬ ‫املاضي ــة بع ــد أن اصبح ــت بالدن ــا ال تتلق ــى‬ ‫ســوى ثلــث حصتهــا املائيــة مــن بلــدان املنبــع»‪.‬‬ ‫واش ــار ال ــى ان «الع ـراق يفق ــد بس ــبب نق ــص‬ ‫املي ــاه عموم ــا ومي ــاه االه ــوار واملنخفض ــات‬

‫ضرغام محمد علي‬

‫خبيراقتصادي‬

‫املائي ــة الطبيعي ــة خصوص ــا مس ــاحات‬ ‫خض ـراء وطبيعي ــة مهم ــة‪ ،‬ق ــد جعل ــت بالدن ــا‬ ‫فــي وضــع بــات للمجتمــع الدولــي أن ينظــر إليــه‬ ‫بنظ ــرة الدع ــم واالس ــناد ف ــي حقوق ــه املائي ــة‬ ‫إلع ــادة مناطق ــه الخض ـراء‪ ،‬ففق ــدان قراب ــة‬ ‫‪ 150‬أل ــف دون ــم او اكث ــر م ــن اج ــود االرا�ض ــي‬

‫ـنويا وتقلــص املســاحات املزروعــة‬ ‫الزراعيــة سـ ً‬ ‫منه ــا والهج ــرة م ــن األري ــاف ال ــى امل ــدن يج ــب‬ ‫ان تؤخ ــذ باالعتب ــار بس ــبب نق ــص املي ــاه وم ــا‬ ‫يترتــب علــى ذلــك مــن مشــكالت التصحــر‪ ،‬وهــي‬ ‫مجه ــودات اس ــتثنائية تتطل ــب م ــن املجتم ــع‬ ‫الدول ــي اع ــادة التفكي ــر ف ــي موض ــوع املس ــار‬ ‫نح ــو موض ــوع التزام ــات تصفي ــر الكارب ــون‬ ‫بش ــكل صحي ــح ‪ ،‬م ــا يقت�ض ــي تعوي ــض بالدن ــا‬ ‫عل ــى ال ــدوام ج ـراء مش ــكالت نق ــص املي ــاه‬ ‫الدولي ــة الواف ــدة واآلث ــار املترتب ــة عل ــى البيئ ــة‬ ‫والبيئ ــة الخض ـراء بش ــكل ع ــام»‪.‬‬ ‫وف ــي ع ــام ‪ ،2023‬أف ــادت التقاري ــر أن الع ـراق‬ ‫أح ــرز تقدم ـ ًـا ف ــي اس ــتثمار الغ ــاز املصاح ــب‬ ‫للنف ــط‪ ،‬محقق ـ ًـا مع ــدل اس ــتخدام بنس ــبة‬ ‫‪ :60٪‬تــم اســتثمار ‪ 700.8‬مليــار قــدم مكعــب‬ ‫م ــن أص ــل ‪ 1141.8‬ملي ــار ق ــدم مكع ــب م ــن‬ ‫الغ ــاز املصاح ــب املنت ــج‪ ،‬بحس ــب وكي ــل وزي ــر‬ ‫النفــط العراقــي لشــؤون الغــاز عــزت صابــر فــي‬ ‫مقابل ــة أجري ــت مع ــه ف ــي م ــارس ‪.2024‬‬ ‫وم ــع ذل ــك‪ ،‬أش ــارت بيان ــات دولي ــة م ــن نف ــس‬ ‫الع ــام إل ــى ح ــرق ‪ 636.8‬ملي ــار ق ــدم مكع ــب‪،‬‬ ‫مم ــا أدى إل ــى انبعاث ــات‬ ‫ثقيل ــة م ــن غ ــاز امليث ــان‪.‬‬ ‫وأعلنــت حكومــة اململكــة‬ ‫املتح ــدة ع ــن حزم ــة‬ ‫تمويــل بقيمــة ‪ 6.5‬مليــون‬ ‫دوالر مصمم ــة لتقدي ــم‬ ‫الدعــم الفنــي والسيا�ســي‬ ‫وبن ــاء الق ــدرات‪ ،‬حي ــث‬ ‫كان الع ـراق واح ــد م ــن‬ ‫ال ــدول الث ــاث األول ــى‬ ‫التــي تلقــت املســاعدة‪ .‬تــم‬ ‫تقدي ــم املس ــاهمة‪ ،‬الت ــي‬ ‫ت ــم اإلع ــان عنه ــا ف ــي ‪12‬‬ ‫نوفمب ــر‪ ،‬لبرنام ــج تنظي ــم‬ ‫الوقــود األحفــوري الــذي‬ ‫أطلق ــه مؤخ ـ ًـرا تحال ــف‬ ‫املن ــاخ واله ــواء النظي ــف‬ ‫و ‪.CATF‬‬ ‫ولكن الخبراء يقولون إن‬ ‫الع ـراق مــا زال فــي حاجــة‬ ‫إل ــى تنفي ــذ سياس ــات‬ ‫لج ــذب التموي ــل‪ .‬وم ــن‬

‫الخبير االقتصادي ضرغام محمد‪:‬‬ ‫«من الصعب جدا التحول خالل‬ ‫الثالثين سنة القادمة على األقل‬ ‫للطاقة النظيفة وأن دوال أكثر‬ ‫غنى ونقاءا لالجواء من العراق لم‬ ‫تستطع التحول الكامل للطاقة‬ ‫الخضراء»‪.‬‬

‫بي ــن العوائ ــق األخ ــرى أم ــام التموي ــل البيئ ــة‬ ‫األمني ــة غي ــر املس ــتقرة ف ــي الع ـراق والفس ــاد‬ ‫املستش ــري‪ ،‬ال ــذي يخ�ش ــى املس ــتثمرون من ــه‬ ‫بش ــدة‪.‬‬ ‫غير قادر على التحول‬ ‫ويق ــول الخبي ــر االقتص ــادي ضرغ ــام محم ــد‬ ‫عل ــي ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»؛ ان «الع ـراق‬ ‫يعتم ــد بش ــكل كام ــل عل ــى الطاق ــة األحفوري ــة‬ ‫اس ــتخراجا وصناع ــة وتكري ـرا وتولي ــدا‬ ‫للكهرب ــاء‪ ،‬ل ــذا فم ــن الصع ــب ج ــدا التح ــول‬ ‫خ ــال الثالثي ــن س ــنة القادم ــة عل ــى األق ــل‬ ‫للطاق ــة النظيف ــة وأن دوال أكث ــر غن ــى ونق ــاءا‬ ‫لالج ــواء م ــن الع ـراق ل ــم تس ــتطع التح ــول‬ ‫الكام ــل للطاق ــة الخض ـراء مس ــتدركا ف ــي‬ ‫الوق ــت نفس ــه أن الحكوم ــة وضع ــت خط ــط‬ ‫لإلح ــال النس ــبي للطاق ــة النظيف ــة عب ــر بن ــاء‬ ‫محط ــات طاق ــة شمس ــية بواق ــع محطتي ــن‬ ‫بقــدرة توليديــة جيــدة لكنهــا تبقــى بعيــدة عــن‬ ‫اإلحــال الكلــي ويظــل اإلحــال نســبيا للطاقــة‬ ‫النظيف ــة»‪.‬‬ ‫واض ــاف ان «الع ـراق مطال ــب بتقلي ــل‬ ‫االعتم ــاد عل ــى املول ــدات االهلي ــة كونه ــا تعم ــل‬ ‫بوق ــود الدي ــزل ال ــذي يعتب ــر ملوث ــا اكث ــر م ــن‬ ‫ان ــواع الوق ــود االخ ــرى ل ــذا ف ــإن دع ــم تبن ــى‬ ‫األف ـراد بق ــروض وتوفي ــر منظوم ــات رصين ــة‬ ‫للطاق ــة الشمس ــية س ــيقلل االعتم ــاد عل ــى‬ ‫املول ــدات االهلي ــة»‪.‬‬ ‫تدخالت خارجية وداخلية‬

‫الخبير النفطي حمزة الجواهري‪:‬‬ ‫«هناك حاجة إلى لوائح ضريبية‬ ‫على الكربون وسياسات تحظر‬ ‫حرق الغاز إال في ظل ظروف‬ ‫صارمة للغاية»‪.‬‬

‫حمزة الجواهري‬

‫خبيرنفطي‬

‫ويق ــول الخبي ــر النفط ــي حم ــزة الجواه ــري‬ ‫ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي» ان «التدخ ــات‬ ‫الخارجي ــة والداخلي ــة س ــلبية وراء اعاق ــة‬ ‫العمــل للتحــول البــاد نحــو الطاقــة النظيفــة‬ ‫او الخض ـراء»‪ ،‬مش ــيرا ال ــى ان «الحكوم ــة ه ــي‬ ‫جــادة فــي التحــول ولكــن تبقــى هــذه التدخــات‬ ‫توقــف مــا هــو كل ق ـرار ومشــروع مهــم يذهــب‬ ‫به ــذا االتج ــاه»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وأض ــاف الجواه ــر ؛ ان «هن ــاك حاج ــة إل ــى‬ ‫لوائ ــح ضريبي ــة عل ــى الكرب ــون وسياس ــات‬ ‫تحظــر حــرق الغــاز إال فــي ظــل ظــروف صارمــة‬ ‫للغا ي ــة»‪.‬‬ ‫ولف ــت إل ــى أن «املش ــكلة تكم ــن ف ــي التنفي ــذ‬ ‫الفعــال لهــذه القواعــد ووجــود هيئــة تنظيميــة‬ ‫قوي ــة تك ــون بعي ــدة ع ــن التدخ ــات»‪.‬‬


‫‪80‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪81 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫خريف كهرباء العراق‬ ‫بعد صيفها القاحل‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في كل موسم وطيلة العقدين املاضيين تبرزمشكلة الكهرباء‪،‬‬ ‫كأهم حدث يؤثرعلى حياة الناس في العراق‪ ،‬نتيجة عدم انتظام‬ ‫عملية انتاج وتوزيع الطاقة على السكان‪ ،‬فضال عن املخاطر‬ ‫الصحية التي تتولد عن االستمرارفي تشغيل مولدات الشارع‬ ‫واملولدات املنزلية بفعل الغازات الضارة املنبعثة منها‪.‬‬

‫وف ــي الع ــادة ف ــان مش ــكلة الكهرب ــاء تنبث ــق ف ــي‬ ‫صيــف العـراق الحــار؛ وكان النــاس يأملــون ان‬ ‫تتوف ــر الخدم ــة ف ــي األش ــهر الت ــي يتحس ــن فيه ــا‬ ‫الجــو‪ ،‬اال ان تلــك املــدة وأشــهر الشــتاء شــملها‬ ‫االنقط ــاع ايض ــا‪.‬‬ ‫ومؤخ ـرا أعلن ــت وزارة الكهرب ــاء العراقي ــة ع ــن‬ ‫توق ــف إم ــدادات الغ ــاز اإليران ــي بالكام ــل‬ ‫ألغ ـراض الصيان ــة‪ ،‬مم ــا تس ــبب ف ــي فق ــدان‬ ‫‪ 5500‬ميغ ــاواط م ــن الطاق ــة الكهربائي ــة‬ ‫م ــن ش ــبكتها الوطني ــة‪ ،‬مبين ــة أن اإلم ــدادات‬ ‫انقطع ــت «ع ــن بغ ــداد واملنطق ــة الوس ــطى‬ ‫ومحافظ ــات الف ـرات األوس ــط»‪ ،‬ومش ــيرة ال ــى‬ ‫أنهــا ســترفع تنســيقها مــع وزارة النفــط لتعويــض‬

‫م ــا خس ــرته املنظوم ــة م ــن الغ ــاز‪.‬‬ ‫وقال ــت وزارة الكهرب ــاء ف ــي بي ــان إنه ــا تنف ــذ‬ ‫حالي ــا خطط ــا طارئ ــة لرف ــع ق ــدرات املنظوم ــة‬ ‫الكهربائي ــة الوطني ــة بجمي ــع قطاعاته ــا إنتاج ــا‬ ‫ونق ــا وتوزيع ــا‪ ،‬وتعي ــد العم ــل باملش ــاريع‬ ‫املتوقف ــة من ــذ س ــنوات ع ــدة للحص ــول عل ــى‬ ‫طاق ــات توليدي ــة كان ــت ضائع ــة وغي ــر مس ــتغلة‬ ‫لتحس ــين اإلنت ــاج ورف ــع معدالت ــه‪ ،‬عل ــى وف ــق‬ ‫بيانه ــا‪ ،‬وأنه ــا تعتم ــد عل ــى «ج ــزء م ــن تش ــغيل‬ ‫محطاته ــا اإلنتاجي ــة بالغ ــاز الوطن ــي‪ ،‬وج ــزء‬ ‫آخ ــر منه ــا بالوق ــود الوطن ــي‪ ،‬وآخ ــر عل ــى الغ ــاز‬ ‫املس ــتورد ريثم ــا تكتم ــل مش ــاريع الحكوم ــة‬ ‫العامل ــة عل ــى تأهي ــل حق ــول الغ ــاز الوطني ــة»‪.‬‬

‫وبحس ــب املتخصصي ــن ف ــان اعتم ــاد انت ــاج‬ ‫الطاق ــة ف ــي الع ـراق عل ــى الغ ــاز املس ــتورد برغ ــم‬ ‫تواف ــر الغ ــاز العراق ــي ال ــذي يج ــري حرق ــه ف ــي‬ ‫الجــو‪ ،‬يعــد بحــد ذاتــه مشــكلة ويكلــف الدولــة‬ ‫مبالــغ طائلــة؛ وان هنــاك عــدة أســباب لتوقــف‬ ‫ص ــادرات الغ ــاز االيران ــي‪ ،‬م ــن بينه ــا‪ ،‬األس ــباب‬ ‫الفنيــة‪ ،‬اذ قــد تكــون هنــاك أعطــال فــي خطــوط‬ ‫األنابيــب أو محطــات الضــخ‪ ،‬أو تواجــد اعمــال‬ ‫صيان ــة طارئ ــة؛ وق ــد تك ــون هن ــاك خالف ــات‬ ‫سياس ــية بي ــن البلدي ــن‪ ،‬أو ضغ ــوط خارجي ــة‪.‬‬ ‫وق ــد تك ــون هن ــاك أزم ــة اقتصادي ــة ف ــي إي ـران‬ ‫تؤث ــر عل ــى قدرته ــا عل ــى التصدي ــر‪.‬‬ ‫وبم ــا ان الع ـراق يعتم ــد بش ــكل كبي ــر عل ــى‬ ‫الغ ــاز اإليران ــي لتولي ــد الكهرب ــاء‪ ،‬ف ــإن توق ــف‬ ‫الص ــادرات ي ــؤدي إل ــى نق ــص ح ــاد ف ــي الكهرب ــاء‬ ‫وانقطــاع التيــار الكهربائــي املتكــرر فــي الع ـراق‪.‬‬ ‫وقــد يــؤدي النقــص فــي الغــاز إلــى ارتفــاع أســعار‬ ‫املنتجــات األخــرى التــي تعتمــد علــى الطاقــة‪،‬‬ ‫مث ــل الوق ــود والغ ــاز املنزل ــي‬ ‫ويتس ــبب ف ــي ازم ــات‬ ‫بتوفيره ــا‪.‬‬

‫و تعتم ــد‬ ‫عدي ــد الصناع ــات العراقي ــة‬ ‫عل ــى الغ ــاز كوق ــود‪ ،‬وبالتال ــي‬ ‫ف ــإن توق ــف الص ــادرات يؤث ــر‬ ‫س ــلبا عل ــى اإلنت ــاج الصناع ــي‪.‬‬ ‫وتعج ــز الحكوم ــة العراقي ــة‬ ‫ع ــن إنت ــاج الغ ــاز املحل ــي‬ ‫لتولي ــد الكهرب ــاء ألس ــباب‬ ‫ع ــدة تح ــول دون إنتاجه ــا‬ ‫للغ ــاز املحل ــي بكمي ــات‬ ‫كافي ــة لتلبي ــة احتياجاته ــا‬

‫مــن الكهربــاء‪ ،‬ومــن أبــرز هــذه األســباب نقــص‬ ‫ف ــي التموي ــل املطل ــوب الس ــتثمار املش ــاريع‬ ‫الضخم ــة املتعلق ــة باس ــتخراج وتكري ــر الغ ــاز؛‬ ‫كم ــا تعان ــي الب ــاد م ــن بيئ ــة اس ــتثمارية غي ــر‬ ‫مس ــتقرة‪ ،‬مم ــا ي ــردع الش ــركات العاملي ــة ع ــن‬ ‫االس ــتثمار ف ــي قط ــاع الطاق ــة‪.‬‬ ‫وتعان ــي الش ــركات العراقي ــة م ــن نق ــص ف ــي‬ ‫الخب ـرات والق ــدرات التقني ــة املطلوب ــة إلدارة‬ ‫مش ــاريع اس ــتخراج وتكري ــر الغ ــاز املعق ــدة‪،‬‬ ‫وكذلــك فــان البنيــة التحتيــة للغــاز فــي الع ـراق‬ ‫بحاجــة إلــى تطويــر كبيــر‪ ،‬بمــا فــي ذلــك خطــوط‬ ‫األنابي ــب ومحط ــات املعالج ــة‪.‬‬ ‫وتواج ــه املس ــتثمرين ف ــي الع ـراق بيروقراطي ــة‬ ‫معق ــدة وإج ـراءات طويل ــة للحص ــول عل ــى‬ ‫التراخي ــص واملوافق ــات املطلوب ــة‪ ،‬كم ــا ينخ ــر‬ ‫الفســاد كثيـرا مــن مؤسســات الدولــة العراقيــة‪،‬‬ ‫مم ــا ي ــؤدي إل ــى ه ــدر األم ــوال وإعاق ــة التنمي ــة‪،‬‬ ‫ويواجــه العـراق تحديــات أمنيــة كبيــرة‪ ،‬ممــا زاد‬ ‫م ــن تكالي ــف اس ــتخراج وتكري ــر الغ ــاز‪ ،‬ويؤث ــر‬ ‫ذل ــك س ــلبا عل ــى اس ــتقرار اإلنت ــاج‪.‬‬ ‫وهن ــاك عوام ــل أخ ــرى مس ــاهمة‪ ،‬تتعل ــق‬ ‫بانع ــدام البح ــث ع ــن وس ــائل بديل ــة إلنت ــاج‬ ‫الطاق ــة‪ ،‬واالعتم ــاد عل ــى النف ــط بش ــكل‬ ‫رئيــس‪ ،‬اذ ان اعتمــاد العـراق بشــكل كبيــر علــى‬ ‫عائــدات النفــط‪ ،‬أدى إلــى إهمــال تطويــر قطــاع‬ ‫الغ ــاز؛ وان الح ــروب والنزاع ــات الطويل ــة أدت‬ ‫إلــى تدميــر البنيــة التحتيــة وتعطيــل االقتصــاد‪،‬‬ ‫وكذل ــك ف ــان العقوب ــات الدولي ــة الت ــي‬ ‫فرض ــت عل ــى الع ـراق مل ــدة طويل ــة‪،‬‬ ‫ح ــدت م ــن قدرت ــه عل ــى الحص ــول‬ ‫عل ــى التكنولوجي ــا والتموي ــل املطل ــوب‬ ‫لتطوي ــر قط ــاع الطاق ــة‪.‬‬ ‫وط ــرح املتخصص ــون واملهتم ــون‬ ‫جمل ــة اقتراح ــات لح ــل معضل ــة توفي ــر‬ ‫الكهرب ــاء بص ــورة دائم ــة للس ــكان‪،‬‬ ‫وكث ــرت الوع ــود بذل ــك‪ ،‬اال انه ــا ل ــم‬

‫تنفــذ او جــرى تنفيذهــا بصــورة فوضويــة او غيــر‬ ‫مدروس ــة وبق ــي الح ــل الس ــهل بنظ ــر الجه ــات‬ ‫املعني ــة جاه ـزا‪ ،‬أي اس ــتيراد الغ ــاز‪.‬‬ ‫وم ــن الحل ــول املطروح ــة ج ــذب االس ــتثمارات‬ ‫األجنبي ــة واملحلي ــة لتموي ــل مش ــاريع الغ ــاز‪،‬‬ ‫وبن ــاء خط ــوط أنابي ــب جدي ــدة ومحط ــات‬ ‫معالج ــة‪ ،‬واتخ ــاذ إج ـراءات ج ــادة ملكافح ــة‬ ‫الفســاد وتعزيــز الشــفافية‪ ،‬واالســتثمار فــي بنــاء‬ ‫الق ــدرات البش ــرية وتدري ــب امل ــاكات الوطني ــة‪.‬‬ ‫وتب ــرز معالج ــات اخ ــرى ف ــي غاي ــة االهمي ــة منه ــا‬ ‫وج ــوب التع ــاون م ــع ال ــدول األخ ــرى لتب ــادل‬ ‫الخب ـرات والتكنولوجي ــا‪ ،‬و تنوي ــع مص ــادر‬ ‫الطاق ــة باالس ــتثمار ف ــي مص ــادر الطاق ــة‬ ‫املتج ــددة لتقلي ــل االعتم ــاد عل ــى الغ ــاز‪،‬‬ ‫ويتوج ــب عل ــى الع ـراق العم ــل عل ــى زي ــادة إنت ــاج‬ ‫الغ ــاز املحل ــي لتقلي ــل االعتم ــاد عل ــى ال ــواردات‪،‬‬ ‫ويمك ــن للع ـراق االس ــتثمار ف ــي مج ــال الطاق ــة‬ ‫الشمس ــية وطاق ــة الري ــاح‪ ،‬كم ــا يمك ــن للع ـراق‬ ‫البح ــث ع ــن مص ــادر بديل ــة للغ ــاز م ــن دول‬ ‫أخ ــرى وليس ــت اي ـران فق ــط‪ ،‬الت ــي تنقط ــع منه ــا‬ ‫ام ــدادات الغ ــاز بص ــورة دوري ــة‪.‬‬ ‫وفــي الوقــت الــذي تشــدد الحكومــة علــى الســكان‬ ‫لترش ــيد اس ــتهالك الكهرب ــاء ق ــدر اإلم ــكان‬ ‫لتخفي ــف الضغ ــط عل ــى الش ــبكة الكهربائي ــة‪،‬‬ ‫فــان انعــدام سياســة اســتراتيجية لربــط شــبكة‬ ‫الكهرب ــاء باملن ــازل وتحدي ــث خط ــوط التوزي ــع‪،‬‬ ‫والرب ــط العش ــوائي والتج ــاوز عل ــى الش ــبكات‬ ‫يبق ــى مش ــكلة م ــن دون ح ــل‪.‬‬ ‫لق ــد دف ــع ذل ــك الس ــكان ال ــى االعتم ــاد عل ــى‬ ‫أنفس ــهم برب ــط اس ــاك الكهرب ــاء واالس ــتعمال‬ ‫املفــرط لهــا مــن جهــة‪ ،‬وتجهيــز أنفســهم ملواجهــة‬ ‫انقط ــاع التي ــار الكهربائ ــي‪ ،‬بش ـراء مول ــدات‬ ‫كهربائي ــة أو بطاري ــات‪.‬‬ ‫ان العـراق يعانــي أصـ ًـا مــن أزمــة كهربــاء مزمنــة‪،‬‬ ‫وتوق ــف إم ــدادات الغ ــاز يفاق ــم ه ــذه األزم ــة‬ ‫بشــكل كبيــر‪ ،‬ممــا يؤثــر ســلبا علــى حيــاة النــاس‬ ‫واألنش ــطة االقتصادي ــة‪ ،‬وي ــؤدي النق ــص ف ــي‬ ‫توليــد الكهربــاء إلــى زيــادة الضغــط علــى الشــبكة‬ ‫الكهربائيــة القائمــة‪ ،‬وكثي ـرا مــا يتســبب ذلــك فــي‬ ‫ح ــدوث أعط ــال وحرائ ــق وانقطاع ــات واس ــعة‬ ‫النط ــاق‪.‬‬ ‫وبم ــا ان كثي ـرا م ــن القطاع ــات االقتصادي ــة ف ــي‬ ‫الع ـراق تعتم ــد عل ــى الكهرب ــاء بش ــكل واس ــع‪،‬‬ ‫مثــل الصناعــة والزراعــة والتجــارة‪ ،‬فــإن نقــص‬ ‫الكهرب ــاء يؤث ــر س ــلبا عل ــى ه ــذه القطاع ــات‬ ‫وي ــؤدي إل ــى تراج ــع اإلنت ــاج وتده ــور األوض ــاع‬

‫« تعاني البالد من بيئة‬ ‫استثمارية غير مستقرة‪،‬‬ ‫مما يردع الشركات‬ ‫العالمية عن االستثمار‬ ‫في قطاع الطاقة»‬

‫«يمكن االستثمار في‬ ‫مجال الطاقة الشمسية‬ ‫وطاقة الرياح‪ ،‬كما‬ ‫يمكن البحث عن‬ ‫مصادر بديلة للغاز من‬ ‫دول أخرى وليست ايران‬ ‫فقط‪ ،‬التي تنقطع منها‬ ‫امدادات الغاز بصورة‬ ‫دورية»‬

‫االقتصادي ــة‪ ،‬كم ــا ان لج ــوء الع ـراق إل ــى‬ ‫اس ــتغالل وق ــود بدي ــل أكث ــر تكلف ــة لتولي ــد‬ ‫الكهرب ــاء‪ ،‬يزي ــد م ــن تكالي ــف اإلنت ــاج ويش ــكل‬ ‫عبئ ــا إضافي ــا عل ــى امليزاني ــة؛ وي ــؤدي اللج ــوء‬ ‫إلــى اســتعمال وقــود بديــل أقــل كفــاءة إلــى زيــادة‬ ‫االنبعاث ــات الض ــارة وتل ــوث البيئ ــة‪.‬‬ ‫ويؤث ــر انقط ــاع الكهرب ــاء بش ــكل كبي ــر عل ــى‬ ‫الخدمــات العامــة مثــل املستشــفيات واملــدارس‬ ‫ومحطــات امليــاه‪ ،‬ممــا يؤثــر علــى صحــة وســامة‬ ‫الس ــكان‪ ،‬وكثي ـرا م ــا ادى تده ــور األوض ــاع‬ ‫املعيش ــية بس ــبب نق ــص الكهرب ــاء إل ــى زي ــادة‬ ‫ح ــدة االحتجاج ــات والتظاه ـرات‪.‬‬ ‫ان اعتمــاد العـراق علــى اســتيراد الغــاز االيرانــي‬ ‫وتوق ــف إمدادات ــه وزي ــادة االعتم ــاد عل ــى‬ ‫مص ــادر الطاق ــة البديل ــة‪ ،‬الت ــي ق ــد ال تك ــون‬ ‫متوف ــرة بكمي ــات كافي ــة أو بأس ــعار معقول ــة‬ ‫يؤخــر جهــود العـراق فــي تنويــع مصــادر الطاقــة‬ ‫وتعزي ــز اس ــتقالليته ف ــي ه ــذا املج ــال‪.‬‬ ‫ل ــذا‪ ،‬ف ــإن توق ــف تصدي ــر الغ ــاز اإليران ــي إل ــى‬ ‫الع ـراق يمث ــل تحدي ــا كبي ـرا يتطل ــب اتخ ــاذ‬ ‫إج ـراءات عاجل ــة وحل ــول طويل ــة األم ــد‬ ‫ملعا لجت ــه ‪.‬‬


‫‪82‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪83 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫موقع متخصص يرسم مشهداً ايجابياً‪..‬‬

‫ذكرموقع «شبكة بي ميديا»‬ ‫املتخصص بشؤون النفط‬ ‫والطاقة‪ ،‬أن مشاريع الطاقة في‬ ‫العراق تسيرفي االتجاه الصحيح‪،‬‬ ‫حيث بدأ املستثمرون الدوليون‬ ‫يلقون نظرة جديدة على مخططات‬ ‫تطويرهذه املشاريع‪ ،‬في حين تعمل‬ ‫الحكومة العر اقية على معالجة‬ ‫العر اقيل العديدة التي تمنع‬ ‫ممارسة األعمال التجارية‪ ،‬فيما‬ ‫بدأت املخاوف حول تأميم املوارد‬ ‫والصراع السيا�سي و انعدام األمن‬ ‫في التال�شي مع الحكومة الحالية‬ ‫امللتزمة بإطالق املشاريع الكبرى‪.‬‬

‫لمستقبل عمل‬ ‫المستثمرين‬ ‫في قطاع‬ ‫الطاقة العراقي‬

‫وف ــي حي ــن أش ــار املوق ــع ال ــذي يتخ ــذ م ــن لن ــدن‬ ‫مق ـرا ل ــه‪ ،‬ان هن ــاك «دفع ــة حقيقي ــة م ــن‬ ‫جانــب الحكومــة العراقيــة مــن أجــل اإلصــاح»‬ ‫فــي ظــل وجــود تفاهــم مشــترك يتعلــق بحاجــات‬ ‫املس ــتثمرين والحكوم ــة‪ ،‬وص ــف ش ــركة «نف ــط‬ ‫اله ــال» بأنه ــا رائ ــدة بعمله ــا ف ــي البل ــد‪ ،‬وه ــي‬ ‫ايض ــا تق ــدم مث ــاال لكيفي ــة ممارس ــة األعم ــال‬ ‫التجاري ــة ف ــي الع ـراق‪ ،‬م ــن خ ــال عملياته ــا ف ــي‬ ‫ه ــذا البل ــد من ــذ الع ــام ‪ ،2007‬حي ــث كان ــت‬ ‫ترك ــز عل ــى رس ــالة واضح ــة تتمث ــل بتطوي ــر‬ ‫عقلي ــة محلي ــة‪.‬‬ ‫ورأى التقري ــر‪ ،‬ال ــذي ترجمت ــه مجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إن املســتثمرين األجانــب الذيــن ســيلقون نظــرة‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬

‫جدي ــدة عل ــى الع ـراق االن‪ ،‬س ــيرون أن هن ــاك‬ ‫فرصــة واضحــة لاللتقــاء فــي منتصــف الطريــق‬ ‫بينم ــا تتبن ــى الحكوم ــة نظ ــرة دولي ــة الطاب ــع‬ ‫بش ــكل أكب ــر‪.‬‬ ‫وفي حين لفت التقرير إلى أن صناع السياسات‬ ‫يرك ــزون عل ــى سلس ــلة م ــن اإلصالح ــات‬ ‫الرئيســية لبيئــة األعمــال فــي الع ـراق‪ ،‬نقــل عــن‬ ‫املتخصص ــة بش ــؤون الطاق ــة جيس ــيكا عبي ــد‪،‬‬ ‫قوله ــا إن «االس ــتقرار السيا�س ــي ه ــو عام ــل‬ ‫تمكي ــن رئي�س ــي لالس ــتثمار‪ ،‬ويتحت ــم اتخ ــاذ‬ ‫العدي ــد م ــن إج ـراءات اإلص ــاح لتعزي ــز من ــاخ‬ ‫االس ــتثمار ف ــي األعم ــال التجاري ــة»‪ ،‬مش ــيرة إل ــى‬ ‫أنــه مــن أهــم هــذه التدابيــر الشــفافية وتقديــم‬

‫الحواف ــز‪ ،‬وضم ــان املدفوع ــات بتوقيته ــا‬ ‫املطل ــوب‪ ،‬وتس ــهيل اس ــتخراج التراخي ــص‬ ‫وضم ــان اس ــترداد التكالي ــف‪.‬‬ ‫وبحس ــب عبي ــد ف ــأن «تطبي ــق تدابي ــر مكافح ــة‬ ‫الفســاد لتعزيــز بيئــة اســتثمارية شــفافة‪ ،‬يمثــل‬ ‫الطري ــق للم�ض ــي قدم ــا‪ ،‬م ــع تس ــوية القضاي ــا‬ ‫الهيكلي ــة للقط ــاع ومن ــاخ األعم ــال»‪.‬‬ ‫ونقــل التقريــر عــن الباحــث فــي معهــد «املجلــس‬ ‫األطل�س ــي» األمريك ــي عب ــاس كاظ ــم‪ ،‬قول ــه‬ ‫إن «املحاول ــة الحالي ــة للحص ــول عل ــى الغ ــاز‬ ‫املحت ــرق‪ ،‬كان م ــن املمك ــن أن تب ــدأ من ــذ الع ــام‬ ‫‪ 2007‬إل ــى الع ــام ‪ ،2008‬إال أن املس ــؤولين‬ ‫وقته ــا أيديولوجيي ــن أكث ــر م ــن كونه ــم عمليي ــن‪،‬‬

‫مم ــا يعن ــي أنه ــم ل ــم يمنح ــوا ش ــركات النف ــط م ــا‬ ‫تحتاجــه لالســتثمار»‪ ،‬مضيفــا أنــه «لــم تعجبهــم‬ ‫فك ــرة دخ ــول الش ــركات متع ــددة الجنس ــيات‬ ‫ال ــى الع ـراق والتأثي ــر عل ــى الحكوم ــة»‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى أن هــذه املواقــف الراســخة‪،‬‬ ‫أجبــرت الوافديــن الجــدد مــن املســتثمرين علــى‬ ‫تبن ــي نه ــج عمل ــي اكث ــر‪ .‬وأش ــار ف ــي ه ــذا الس ــياق‬ ‫ال ــى ش ــركة «نف ــط اله ــال» الت ــي ج ــاءت ال ــى‬ ‫العـراق فــي العــام ‪ ،2007‬عندمــا كان البلــد علــى‬ ‫ش ــفا ح ــرب أهلي ــة‪.‬‬ ‫وبحس ــب الرئي ــس التنفي ــذي لش ــركة اله ــال‬ ‫ماج ــد جعف ــر‪ ،‬ف ــإن وج ــود عقلي ــة محلي ــة (م ــا‬ ‫يعك ــس األص ــول العراقي ــة للش ــركة) واتب ــاع‬ ‫أس ــلوب تحقي ــق م ــا يمك ــن القي ــام ب ــه‪ ،‬كان‬ ‫يعنــي أن الشــركة كانــت قــادرة علــى حفــر االبــار‬ ‫وتركي ــب مراف ــق املعالج ــة الزلزالي ــة وخ ــط‬ ‫انابيــب فــي غضــون ‪ 15‬شــهرا‪ ،‬والعمــل جنبــا إلــى‬ ‫جن ــب م ــع حكوم ــة اقلي ــم كوردس ــتان‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن جعف ــر قول ــه إن الالئم ــة‬ ‫بي ــن توقع ــات املس ــتثمرين وبي ــن توقع ــات‬ ‫الحكوم ــة‪ ،‬يمث ــل «مفت ــاح النج ــاح»‪ ،‬موضح ــا‬ ‫أن ــه «يج ــب عل ــى الع ـراق أن يرك ــز عل ــى تكبي ــر‬ ‫قيمــة النفــط بكفــاءة‪ ،‬عوضــا عــن التعامــل مــع‬ ‫العقــود بتفســير انهــا لعبــة محصلتهــا صفــر مــع‬ ‫املس ــتثمرين»‪.‬‬ ‫وأوض ــح جعف ــر أن ــه ف ــي بع ــض األحي ــان‪ ،‬يظه ــر‬ ‫هن ــاك اخت ــال ف ــي التوقع ــات بي ــن الحكوم ــة‬ ‫واملس ــتثمرين االجان ــب‪ ،‬مضيف ــا ان ــه عندم ــا‬ ‫تتعلــق املســالة بالغــاز الطبيعــي‪ ،‬فــان االولويــة‬ ‫يج ــب ان تك ــون تولي ــد الطاق ــة ف ــي الع ـراق‪ ،‬ف ــي‬ ‫حي ــن أن «الش ــركات العاملي ــة الكب ــرى أولويته ــا‬ ‫هــي وضــع الغــاز فــي ســفينة وشــحنها إلــى الســوق‬ ‫العاملي ــة»‪.‬‬

‫وذك ــر التقري ــر أن الش ــعور الس ــائد االن ه ــو‬ ‫ان املوق ــف ف ــي بغ ــداد يتغي ــر‪ ،‬حي ــث ترك ــز‬ ‫حكوم ــة محم ــد ش ــياع الس ــوداني عل ــى تنفي ــذ‬ ‫املش ــاريع الكب ــرى‪ ،‬م ــع تخصي ــص م ــوارد كبي ــرة‬ ‫ف ــي امليزاني ــة‪ ،‬مش ــيرا ال ــى ان الحكوم ــة اوضح ــت‬ ‫انه ــا تري ــد ان يأت ــي ش ــركاء ج ــدد لالس ــتثمار ف ــي‬ ‫البني ــة التحتي ــة للطاق ــة لتعزي ــز أم ــن الطاق ــة‬ ‫ف ــي الع ـراق ودع ــم دور البل ــد ف ــي قط ــاع الطاق ــة‬ ‫اإلقليم ــي املتنام ــي‪.‬‬ ‫وباإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬ذكــر التقريــر أن الحكومــة‬ ‫أدخل ــت إصالح ــات أوس ــع نطاق ــا عل ــى الس ــلطة‬ ‫التنفيذي ــة‪ ،‬لتقيي ــم أداء الحكوم ــة ومعالج ــة‬ ‫الفس ــاد‪ .‬ونق ــل التقري ــر ع ــن جعف ــر قول ــه إن ــه‬ ‫«يوج ــد اآلن الكثي ــر م ــن الس ــيولة ف ــي النظ ــام‬ ‫العراق ــي‪ ،‬وكب ــرت س ــوق األوراق املالي ــة بنس ــبة‬ ‫‪ ،100%‬وبمقــدورك أن تــرى التأثيــر فــي رافعــات‬ ‫االعمــار املنتشــرة فــي ســماء بغــداد وفــي مشــاريع‬ ‫اإلس ــكان الجدي ــدة»‪.‬‬ ‫وبحس ــب جعف ــر‪ ،‬فأن ــه بينم ــا ال ت ـزال‬ ‫البيروقراطي ــة والفس ــاد ونق ــص الكهرب ــاء‪،‬‬ ‫تش ــكل تحدي ــا ملمارس ــة األعم ــال التجاري ــة‪،‬‬ ‫فــإن االتجــاه العــام ايجابــي ورغبــة الحكومــة فــي‬ ‫جــذب االســتثمار ومعالجــة مشــاكل الصناعــة‪،‬‬ ‫واضح ــة ج ــدا‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر الــى التعــاون بيــن مؤسســة تابعــة‬ ‫للبنــك الدولــي مــن خــال توقيــع اتفاقيــة بشــأن‬ ‫ش ـراكة بي ــن القطاعي ــن الع ــام والخ ــاص إلع ــادة‬ ‫تأهي ــل وتوس ــيع وصيان ــة مط ــار بغ ــداد الدول ــي‪،‬‬ ‫مم ــا ش ــكل أول مش ــروع ش ـراكة حقيقي ــة بي ــن‬ ‫القطاعي ــن الع ــام والخ ــاص‪.‬‬ ‫كم ــا اش ــار ال ــى ان اح ــد اب ــرز التحدي ــات الت ــي‬ ‫تواج ــه املس ــتثمرين ه ــو ضع ــف القط ــاع‬ ‫املصرفــي املحلــي‪ ،‬مشــيرا إلــى أن البنــوك املؤلفــة‬

‫«المستثمرين األجانب الذين‬ ‫سيلقون نظرة جديدة على العراق‬ ‫االن‪ ،‬سيرون أن هناك فرصة‬ ‫واضحة لاللتقاء في منتصف‬ ‫الطريق بينما تتبنى الحكومة‬ ‫نظرة دولية الطابع بشكل أكبر»‬

‫«يوجد اآلن الكثير من السيولة في‬ ‫النظام العراقي‪ ،‬وكبرت سوق األوراق‬ ‫المالية بنسبة ‪ ،%100‬وبمقدورك‬ ‫أن ترى التأثير في رافعات االعمار‬ ‫المنتشرة في سماء بغداد وفي مشاريع‬ ‫اإلسكان الجديدة»‪.‬‬

‫ماجد جعفر‬

‫الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهالل‬

‫م ــن حوال ــي ‪ 70‬بن ــكا خاص ــا و‪ 6‬بن ــوك مملوك ــة‬ ‫للدول ــة‪ ،‬ليس ــت ف ــي حال ــة جي ــدة بم ــا يتي ــح له ــا‬ ‫دع ــم تموي ــل قط ــاع الطاق ــة‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن املدي ــر املال ــي لش ــركة‬ ‫«الهــال» ني ـراج أغ ـراوال قولــه انــه «حتــى االن‪،‬‬ ‫كان ــت ش ــركات الطاق ــة الغربي ــة والصيني ــة ه ــي‬ ‫الت ــي التزم ــت باالس ــتثمار ف ــي الع ـراق بش ــكل‬ ‫رئي�س ــي‪ ،‬مش ــيرا إل ــى أن الش ــركات الغربي ــة‬ ‫تق ــوم بتموي ــل اس ــتثماراتها م ــن خ ــال ميزانيته ــا‬ ‫العمومي ــة‪ ،‬مثلم ــا تفع ــل الصي ــن الت ــي تحص ــل‬ ‫ايض ــا عل ــى بع ــض املس ــاعدة م ــن حكومته ــا»‪.‬‬ ‫وأش ــار التقري ــر إل ــى أن ــه م ــن بي ــن املج ــاالت‬ ‫الت ــي يمك ــن فيه ــا تأمي ــن التموي ــل الجدي ــد‬ ‫لالس ــتثمارات اس ــتخدام أس ــواق رأس امل ــال‪،‬‬ ‫الفت ــا ال ــى ان بع ــض ش ــركات النف ــط والغ ــاز‬ ‫أصــدرت ســندات فــي اقليــم كوردســتان‪ ،‬بمــا فــي‬ ‫ذلــك شــركة «بيــرل بتروليــوم» و»جينيــل إنرجــي»‬ ‫وش ــركة «دي إن أو» النرويجي ــة‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن أغ ـراوال قول ــه إن ه ــذه‬ ‫الخط ــوة كان ــت نموذج ــا ناجح ــا ف ــي توفي ــر رأس‬ ‫املــال‪ ،‬وكان ســوق الســندات وســيلة مهمــة مــن‬ ‫أج ــل املش ــاريع القوي ــة الت ــي تديره ــا الش ــركات‬ ‫الجيــدة‪ ،‬مضيفــا أنــه «ليــس هنــاك ســبب يمنــع‬ ‫القي ــام بذل ــك ف ــي الع ـراق اإلتح ــادي»‪.‬‬ ‫وخت ــم التقري ــر بالق ــول إن وجه ــة النظ ــر‬ ‫القائم ــة ف ــي بغ ــداد ه ــي أن ــه م ــن خ ــال القلي ــل‬ ‫مــن التشــجيع والدعــم والقليــل مــن االســتقرار‪،‬‬ ‫ف ــإن قط ــع مش ــهد بانورام ــا التموي ــل س ــتعمل‬ ‫مع ــا ملس ــاعدة قط ــاع الطاق ــة ف ــي الع ـراق عل ــى‬ ‫تحقي ــق إمكانات ــه الحقيقي ــة‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬


‫‪84‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪85 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الغـــاز الوطــني‪ ..‬كلمة المرور‬ ‫إلنهاء معضلة الكهرباء في العراق‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يشكو أهالي بغداد واملحافظات الوسطى والفرات‬ ‫األوسط من تراجع ساعات تجهيزالكهرباء الوطنية منذ‬ ‫نحو شهر‪ ،‬فيما تزامن هذا االنقطاع مع بدء موجبات‬ ‫البرد ليفاقم من معاناة املواطنين في البالد‪.‬‬

‫وتق ــول املواطن ــة أم علي ــا م ــن محافظ ــة‬ ‫كرب ــاء‪ ،‬بنب ــرة منزعج ــة بس ــبب تك ـرار انقط ــاع‬ ‫املنظوم ــة الوطني ــة‪« :‬م ــع ب ــدء موج ــات الب ــرد‬ ‫ـادا‬ ‫من ــذ أكث ــر م ــن ش ــهر‪ ،‬يالح ــظ انخفاض ـ ًـا ح ـ ً‬ ‫ف ــي س ــاعات تجهي ــز الكهرب ــاء الوطني ــة‪ ،‬لذل ــك‬ ‫ـدال مــن تشــغيل الســخانات وأجهــزة التدفئــة‬ ‫بـ ً‬ ‫الكهربائي ــة‪ ،‬عدن ــا إل ــى العص ــر الحج ــري‬ ‫بتس ــخين امل ــاء عل ــى الن ــار والجل ــوس حوله ــا‬ ‫للتدفئ ــة»‪.‬‬ ‫وتدعــو الســيدة خــال حديثهــا ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬

‫الحكوم ــة إل ــى‬ ‫ض ــرورة «تحم ــل‬ ‫وتوفي ــر‬ ‫املس ــؤولية‬ ‫الكهربــاء خاصــة مــع موجبــات‬ ‫البــرد الحاليــة التــي تشــهدها البــاد»‪.‬‬ ‫توقف إمدادات الغاز اإليراني‬ ‫وتع ــزو وزارة الكهرب ــاء العراقي ــة‪ ،‬تراج ــع تجهي ــز‬ ‫الكهرب ــاء ع ــن محافظ ــة بغ ــداد ومحافظ ــات‬ ‫الف ـرات األوس ــط واملناط ــق الوس ــطى إل ــى‬ ‫«توق ــف إم ــدادات الغ ــاز اإليران ــي‪ ،‬وه ــو م ــا‬ ‫تس ــبب بتوق ــف بع ــض الوح ــدات التوليدي ــة‬ ‫وتس ــبب بتحدي ــد أحم ــال محط ــات اإلنت ــاج‪،‬‬ ‫األم ــر ال ــذي أفق ــد املنظوم ــة أكث ــر م ــن ‪ 6‬آالف‬ ‫ميغ ــاواط»‪.‬‬ ‫ويوض ــح املتح ــدث باس ــم ال ــوزارة‪ ،‬أحم ــد‬ ‫مو�س ــى‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «توق ــف إم ــدادات‬ ‫الغ ــاز اإليران ــي يع ــود لوج ــود أعم ــال صيان ــة‬ ‫لديه ــم‪ ،‬وه ــذه األعم ــال تس ــتمر مل ــدة ‪ 15‬يوم ـ ًـا‪،‬‬ ‫وباكتم ــال الصيان ــة س ــيعاود ض ــخ الغ ــاز وف ــق‬ ‫ـدا أن «املحطــات‬ ‫الكميــات املتفــق عليهــا»‪ ،‬مؤكـ ً‬ ‫العراقيــة جاهــزة للعمــل بطاقتهــا الكاملــة حــال‬ ‫ض ــخ الغ ــاز والوق ــود الكاف ــي له ــا»‪.‬‬ ‫وع ــن أس ــباب االعتم ــاد عل ــى الغ ــاز املس ــتورد‪،‬‬ ‫يق ــول مو�س ــى إن «الغ ــاز الوطن ــي غي ــر كاف ــي وال‬ ‫يس ــد حاج ــة الكهرب ــاء‪ ،‬لذل ــك هن ــاك حاج ــة‬ ‫لح ــة للغ ــاز املس ــتورد إلدام ــة محط ــات‬ ‫ُم ّ‬ ‫اإلنت ــاج»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد‪ ،‬أن «الح ــل الج ــذري ملعالج ــة ه ــذه‬ ‫املش ــكلة ه ــو باالعتم ــاد عل ــى الغ ــاز الوطن ــي‪،‬‬ ‫وأن الحكوم ــة متمثل ــة ب ــوزارة النف ــط تعم ــل‬ ‫ عل ــى عك ــس الحكوم ــات الس ــابقة ‪ -‬بخط ــى‬‫س ــريعة الس ــتغالل الغ ــاز الوطن ــي‪ ،‬وهن ــاك‬ ‫حق ــول غ ــاز وطني ــة وضع ــت ف ــي ج ــوالت‬ ‫التراخي ــص الخامس ــة وج ــاري العم ــل حالي ـ ًـا‬ ‫عل ــى اس ــتغاللها‪ ،‬كم ــا هن ــاك جول ــة سادس ــة‬

‫تضمن ــت حق ــول غ ــاز‪ ،‬لك ــن اس ــتغالل الغ ــاز‬ ‫الوطنــي يحتــاج مــن ‪ 3‬إلــى ‪ 5‬ســنوات حتــى يســد‬ ‫حاج ــة الكهرب ــاء‪ ،‬وبم ــا أن الغ ــاز الوطن ــي ل ــم‬ ‫يكتمــل حتــى اآلن لالســتفادة منــه‪ ،‬فــإن الحاجــة‬ ‫تبق ــى إل ــى املس ــتورد»‪.‬‬ ‫وف ــي ‪ 19‬تش ــرين األول املا�ض ــي‪ ،‬وق ــع الع ـراق‬ ‫اتفاقي ــة وعق ــد توري ــد الغ ــاز التركمانس ــتاني‪،‬‬ ‫وتن ــص بن ــود اإلتفاقي ــة عل ــى تزوي ــد الع ـراق‬ ‫ب ـ ‪ 20‬ملي ــون مت ــر مكع ــب يومي ـ ًـا م ــن الغ ــاز‬ ‫التركمانســتاني‪ ،‬فيمــا تتولــى شــركة (‪Loxstone‬‬ ‫‪ )Energy‬السويســرية‪ ،‬مســؤولية إيصــال الغــاز‬ ‫التركمانس ــتاني إل ــى الع ـراق‪ ،‬عب ــر اس ــتخدام‬ ‫ش ــبكة أنابي ــب إي ـران‪ ،‬معتمدي ــن عل ــى آلي ــة‬ ‫التب ــادل (‪.)Swap‬‬ ‫وتعليق ـ ًـا عل ــى ه ــذه االتفاقي ــة‪ ،‬يق ــول مو�س ــى‪،‬‬ ‫إن «تفعي ــل ه ــذه االتفاقي ــة م ــع الجان ــب‬ ‫التركمانســتاني تحتــاج إلــى جملــة مــن اإلجـراءات‬ ‫الواجب ــة االكتم ــال‪ ،‬منه ــا م ــا ه ــو متعل ــق بفت ــح‬ ‫االعتم ــاد لش ــركة الغ ــاز التركمانس ــتانية ل ــدى‬ ‫غــرف التجــارة العراقيــة‪ ،‬وكذلــك وضــع الدفعــة‬ ‫املالي ــة املس ــبقة لصن ــدوق االعتم ــاد ل ــدى‬ ‫الـ(ت ــي ب ــي آي) لصال ــح الجان ــب التركمانس ــتاني‪،‬‬ ‫وأن ه ــذه اإلج ـراءات تعم ــل عليه ــا حالي ـ ًـا وزارة‬ ‫الكهرب ــاء م ــع وزارة املالي ــة واملص ــرف التج ــاري‬ ‫العراقــي الســتكمالها والوصــول إلــى مرحلــة توريــد‬ ‫الغ ــاز التركمانس ــتاني»‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬ي ــرى عض ــو لجن ــة النف ــط والغ ــاز‬ ‫ف ــي مجل ــس الن ــواب العراق ــي‪ ،‬باس ــم الغريب ــاوي‪،‬‬ ‫أن «مش ــكلة الكهرب ــاء ف ــي الع ـراق متراكم ــة‪،‬‬ ‫وتتمث ــل بوج ــود محط ــات كهربائي ــة تعم ــل عل ــى‬ ‫الغ ــاز فق ــط أو ال ــكاز فق ــط‪ ،‬واالثن ــان فيهم ــا‬ ‫ش ــحة ف ــي الب ــاد‪ ،‬وكان م ــن املفت ــرض أن تك ــون‬ ‫ه ــذه املحط ــات تعم ــل عل ــى أن ــواع مختلف ــة م ــن‬ ‫الوق ــود»‪.‬‬ ‫ويلفــت الغريبــاوي خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫إلــى أن «االنقطــاع الحالــي للكهربــاء ســببه توقــف‬ ‫ـتقبال‬ ‫الغــاز اإليرانــي‪ ،‬ولتجنــب هــذه األزمــة مسـ ً‬ ‫يتــم العمــل حاليـ ًـا علــى تعــدد منافــذ االســتيراد»‪.‬‬ ‫أزمة الكهرباء هي في مفاصلها األساسية‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬يق ــول الخبي ــر بش ــؤون الطاق ــة‪ ،‬كوفن ــد‬ ‫ش ــيرواني‪ ،‬أن «أزم ــة الكهرب ــاء ه ــي ف ــي املفاص ــل‬ ‫الثالث ــة األساس ــية‪ ،‬حي ــث هن ــاك نق ــص ف ــي‬ ‫التولي ــد ال ــذي ه ــو حالي ـ ًـا بح ــدود ‪ 27‬أل ــف‬

‫ميغــاواط حســب وزارة الكهربــاء‪ ،‬لكــن األحمــال‬ ‫ف ــي فت ــرة ال ــذروة تص ــل إل ــى ح ــدود ‪ 45‬أل ــف‬ ‫ميغــاواط‪ ،‬وهــذا يعنــي وجــود حوالــي ‪ 17‬إلــى ‪18‬‬ ‫أل ــف عج ــز»‪.‬‬ ‫ويضيــف ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن «الخلــل اآلخــر هــو‬ ‫ف ــي النق ــل والتوزي ــع‪ ،‬حي ــث هن ــاك ضائع ــات ف ــي‬ ‫شــبكة النقــل والتوزيــع‪ ،‬وبالتالــي العجــز املوجــود‬ ‫س ــيكون أكث ــر‪ ،‬ورغ ــم جه ــود وزارة الكهرب ــاء ف ــي‬ ‫ح ــل الع ــوارض والتوقف ــات والعط ــات‪ ،‬إال‬ ‫أن الف ــرق الكبي ــر بي ــن التولي ــد والطل ــب يخل ــق‬ ‫عج ـ ًزا كبي ـ ًرا‪ ،‬وحاول ــت وزارة الكهرب ــاء تغطيت ــه‬ ‫باســتيراد الغــاز اإليرانــي بحــدود ‪ 50‬مليــون متــر‬ ‫مكع ــب يومي ـ ًـا‪ ،‬وف ــق عق ــد مدت ــه ‪ 5‬س ــنوات‪،‬‬ ‫ومؤخ ـ ًرا حاول ــت الحكوم ــة اس ــتيراد الغ ــاز م ــن‬ ‫تركمانس ــتان‪ ،‬لك ــن كل ه ــذا الغ ــاز املس ــتورد‬ ‫ال يوف ــر إال ‪ 10‬آالف ميغ ــاواط‪ ،‬وبق ــى العج ــز‬ ‫ـودا‪ ،‬ألن الضائع ــات ف ــي التولي ــد والنق ــل‬ ‫موج ـ ً‬ ‫والتوزي ــع يجع ــل العج ــز أكب ــر مم ــا يمك ــن‬ ‫تغطيت ــه‪ ،‬حت ــى م ــع ه ــذه العالج ــات»‪.‬‬ ‫ويبي ــن ش ــيرواني‪ ،‬أن «أحم ــال ال ــذروة ت ــزداد ف ــي‬ ‫فت ــرة الصي ــف‪ ،‬وكذل ــك ف ــي فت ــرة الش ــتاء حي ــث‬ ‫الحاجــة العاليــة إلــى وســائل التدفئــة والهيتـرات‬ ‫وغيره ــا‪ ،‬وبالتال ــي س ــيكون هن ــاك طلب ـ ًـا أكث ــر‬ ‫والعج ــز س ــيكون كبي ـ ًرا‪ ،‬لذل ــك عل ــى وزارة‬ ‫الكهرب ــاء العم ــل عل ــى مس ــارين»‪.‬‬ ‫وفيم ــا يخ ــص املس ــار األول يق ــول ش ــيرواني‪:‬‬ ‫«ينبغ ــي العم ــل عل ــى إص ــاح ش ــبكات النق ــل‬ ‫والتوزي ــع‪ ،‬وكذل ــك تأهي ــل املحط ــات وإنش ــاء‬ ‫محط ــات جدي ــدة بالتنس ــيق م ــع وزارة النف ــط‪،‬‬ ‫لتوفي ــر الوق ــود له ــا خاص ــة الغ ــاز الطبيع ــي»‪.‬‬ ‫ويوض ــح‪ ،‬أن «الغ ــاز الطبيع ــي يمث ــل الوق ــود‬ ‫األمث ــل ملحط ــات الكهرب ــاء‪ ،‬كون ــه أرخ ــص كلف ــة‬ ‫وأكثــر كفــاءة وأقــل تلوثـ ًـا للبيئــة‪ ،‬واألهــم هنــاك‬ ‫احتياط ــات ضخم ــة م ــن الغ ــاز الطبيع ــي ف ــي‬ ‫العـراق تقــارب ‪ 143‬تريليــون قــدم مكعــب‪ ،‬لكــن‬ ‫املس ــتثمر منه ــا ال يتج ــاوز ‪ 65‬باملائ ــة»‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن «هن ــاك نس ــبة عالي ــة م ــن الغ ــاز‬ ‫تح ــرق خاص ــة الغ ــاز املصاح ــب للنف ــط‪ ،‬وه ــذا‬ ‫لــو كان تــم اســتثماره بالكامــل فإنــه كان ســيحل‬ ‫أزمــة الغــاز ويوفــر الوقــود الــازم لــكل محطــات‬ ‫ـزءا كبي ـ ًرا‬ ‫الطاقــة الكهربائيــة‪ ،‬وكان ســيغطي جـ ً‬ ‫مــن العجــز املوجــود حاليـ ًـا»‪.‬‬ ‫وع ــن املس ــار الثان ــي‪ ،‬يش ــدد ش ــيرواني‪ ،‬أن‬


‫‪86‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪87 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الغـــاز الوطــني‪ ..‬كلمة المرور إلنهاء معضلة الكهرباء في العراق‬ ‫«عل ــى وزارة الكهرب ــاء والحكوم ــة العم ــل عل ــى‬ ‫إنش ــاء محط ــات للطاق ــة النظيف ــة (الطاق ــة‬ ‫الشمســية)‪ ،‬فهــذه كلفتهــا غيــر مرتفعــة ويمكــن‬ ‫إنش ــاء ع ــدة محط ــات كبي ــرة كل واح ــدة منه ــا‬ ‫أل ــف ميغ ــاواط تغط ــي أكث ــر م ــن ثل ــث العج ــز‬ ‫املوج ــود وبفت ــرة قياس ــية ال تتج ــاوز الس ــنة‪،‬‬ ‫ألن ه ــذه املحط ــات فت ــرة إنش ــائها س ــريعة وال‬ ‫تحت ــاج إل ــى صيان ــة ووق ــود‪ ،‬ب ــل أن تبن ــى ف ــي‬ ‫األماك ــن املناس ــبة له ــا فق ــط‪ ،‬عل ــى أن ُتعش ــق‬ ‫إنتاجه ــا م ــن الكهرب ــاء م ــع الش ــبكة الوطني ــة‪،‬‬ ‫وه ــذا اإلج ـراء تق ــوم ب ــه حت ــى ال ــدول املكتفي ــة‬ ‫م ــن الطاق ــة الكهربائي ــة عل ــى س ــبيل املث ــال‬ ‫اإلم ــارات والس ــعودية اللتي ــن أصبح ــت لديهم ــا‬ ‫فوائ ــض بالطاق ــة الكهربائي ــة يمك ــن تصديره ــا‬ ‫إل ــى البل ــدان املج ــاورة»‪.‬‬ ‫ويؤكــد شــيرواني فــي نهايــة حديثــه‪ ،‬أن «فــي حــال‬ ‫اس ــتثمار الغ ــاز بش ــكل جي ــد فأن ــه سيس ــاهم‬ ‫ف ــي رف ــد محط ــات الكهرب ــاء واالس ــتغناء ع ــن‬ ‫اس ــتيراد الغ ــاز م ــن الخ ــارج وص ــرف ملي ــارات‬ ‫ال ــدوالرات‪ ،‬وأيض ـ ًـا إنش ــاء محط ــات جدي ــدة‬ ‫ف ــي ح ــال توف ــر الغ ــاز بكمي ــات أكث ــر‪ ،‬وبالتال ــي‬ ‫ـزءا كبي ـ ًرا م ــن العج ــز املوج ــود حالي ـ ًـا‪،‬‬ ‫تس ــد ج ـ ً‬ ‫ال ــذي يتج ــاوز ‪ 15‬أل ــف ميغ ــاواط م ــن الطاق ــة‬ ‫الكهربائي ــة»‪.‬‬ ‫وأم ــس األح ــد‪ ،‬أك ــد مس ــؤول حكوم ــي عراق ــي‪،‬‬ ‫أن ق ـرار تقلي ــص إم ــدادات الغ ــاز اإليران ــي‬ ‫«أح ــادي الجان ــب» وج ــرى بش ــكل مفاج ــئ‬ ‫ومخال ــف للعق ــد املب ــرم بي ــن البلدي ــن‪ ،‬فيم ــا‬ ‫أش ــار إل ــى أن وزارة الكهرب ــاء تحتف ــظ بكام ــل‬ ‫حقوقهــا التعاقديــة‪ ،‬وطالبــت الجانــب اإليرانــي‬ ‫بـ»االلت ـزام الف ــوري» بتل ــك البن ــود‪.‬‬ ‫وق ــال املس ــؤول‪ ،‬ف ــي تصري ــح س ــابق ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إن «وزارة الكهرب ــاء وعل ــى الرغ ــم م ــن‬ ‫مس ــعاها املتواص ــل للنه ــوض بقط ــاع الطاق ــة‬ ‫الكهربائي ــة وتنوي ــع مص ــادره‪ ،‬إال أن املنظوم ــة‬ ‫الوطنيــة تتعــرض خــال موجــة البــرد الحاليــة‪،‬‬ ‫إل ــى تحدي ــات خارج ــة ع ــن إرادته ــا‪ ،‬نتيج ــة‬ ‫إج ـراءات أحادي ــة م ــن الجان ــب اإليران ــي»‪.‬‬ ‫وأض ــاف أن «الجان ــب اإليران ــي ق ــام مؤخ ـ ًرا‬ ‫بتخفيــض إمــدادات الغــاز املشــغل للمحطــات‬ ‫الغازي ــة م ــن (‪ )25‬ملي ــون مت ــر مكع ــب يومي ـ ًـا‬

‫شيرواني‪« :‬في حال‬ ‫استثمار الغاز بشكل‬ ‫جيد فأنه سيساهم في‬ ‫رفد محطات الكهرباء‬ ‫واالستغناء عن استيراد‬ ‫الغاز من الخارج وصرف‬ ‫مليارات الدوالرات»‬

‫ما يزال العراق منذ‬ ‫تسعينيات القرن‬ ‫الماضي يعتمد نظام‬ ‫القطع المبرمج للطاقة‬ ‫الكهربائية جراء تدني‬ ‫مستويات إنتاج الطاقة‬ ‫الكهربائية ويعتمد‬ ‫األهالي على المولدات‬ ‫األهلية لسد النقص‬

‫إل ــى (‪ )6‬ماليي ــن مت ــر مكع ــب فق ــط‪ ،‬رغ ــم أن‬ ‫العق ــد املب ــرم بي ــن الطرفي ــن يل ــزم وزارة الطاق ــة‬ ‫االيراني ــة بتوري ــد (‪ )50‬ملي ــون مت ــر مكع ــب‬ ‫يومي ـ ًـا إل ــى الع ـراق ف ــي فت ـرات ال ــذروة الش ــتوية‬ ‫والصيفي ــة‪ ،‬ومل ــدة خم ــس س ــنوات‪ ،‬لك ــن ه ــذا‬ ‫اإلج ـراء املفاج ــئ أدى إل ــى فق ــدان م ــا يق ــارب‬ ‫(‪ )6000‬ميغ ــاواط م ــن الش ــبكة الوطني ــة»‪.‬‬ ‫وأش ــار املس ــؤول الحكوم ــي‪ ،‬إل ــى أن وزارة‬ ‫الكهرب ــاء‪ ،‬إذ تحتف ــظ بكام ــل حقوقه ــا‬ ‫التعاقدي ــة‪ ،‬تؤك ــد أنه ــا تواص ــل اتصاالته ــا‬ ‫املكثفــة مــع الجانــب اإليرانــي وتطالبــه بااللتـزام‬ ‫الف ــوري ببن ــود العق ــد املب ــرم وضم ــان إيص ــال‬ ‫الكمي ــات املتعاق ــد عليه ــا لضم ــان تش ــغيل‬ ‫املحط ــات الكهربائي ــة وتوفي ــر س ــاعات تجهي ــز‬ ‫موثوق ــة للمواطني ــن»‪.‬‬ ‫ولفــت إلــى أن «وزارة الكهربــاء اتخــذت إجراءاتهــا‬ ‫العاجل ــة الت ــي تضمن ــت التنس ــيق العال ــي م ــع‬

‫وزارة النفــط لضــخ كميــات إضافيــة مــن الوقــود‬ ‫البديــل‪ ،‬واإلس ـراع فــي إنجــاز مشــاريع اســتثمار‬ ‫الغ ــاز الوطن ــي وتفعي ــل خط ــط الط ــوارئ‬ ‫للحفــاظ علــى اســتقرار املنظومــة الكهربائيــة»‪.‬‬ ‫وكان ــت وزارة الكهرب ــاء العراقي ــة ق ــد أعلن ــت‪،‬‬ ‫الشــهر املا�ضــي‪ ،‬توقــف إمــدادات الغــاز املــورد‬ ‫اإليران ــي بالكام ــل ألغ ـراض الصيان ــة مل ــدة‬ ‫‪ 15‬يوم ــا ع ــن بغ ــداد واملحافظ ــات الوس ــطى‬ ‫والف ـرات األوس ــط مم ــا تس ــبب بفق ــدان‬ ‫منظوم ــة الكهرب ــاء الوطني ــة ‪ 5500‬ميغ ــاواط‪.‬‬ ‫وم ــا ي ـزال الع ـراق من ــذ تس ــعينيات الق ــرن‬ ‫املا�ض ــي يعتم ــد نظ ــام القط ــع املبرم ــج للطاق ــة‬ ‫الكهربائي ــة ج ـراء تدن ــي مس ــتويات إنت ــاج‬ ‫الطاق ــة الكهربائي ــة ويعتم ــد األهال ــي عل ــى‬ ‫املول ــدات األهلي ــة لس ــد النق ــص‪.‬‬ ‫ولس ــد ه ــذا الف ـراغ يس ــتورد الع ـراق الكهرب ــاء‬ ‫والغ ــاز م ــن إي ـران بم ــا يت ـراوح بي ــن ثل ــث و‪40%‬‬ ‫م ــن احتياجات ــه م ــن الطاق ــة‪ ،‬لكن ــه يواج ــه‬ ‫صعوب ــة ف ــي س ــداد ثم ــن تل ــك ال ــواردات بس ــبب‬ ‫العقوبــات األمريكيــة التــي تســمح إلي ـران فقــط‬ ‫بالحص ــول عل ــى األم ــوال لش ـراء الس ــلع غي ــر‬ ‫الخاضع ــة للعقوب ــات؛ مث ــل الغ ــذاء وال ــدواء‪.‬‬ ‫وبم ــوازاة ذل ــك تع ــول بغ ــداد عل ــى مش ــاريع‬ ‫الرب ــط الكهربائ ــي م ــع دول الج ــوار م ــن أج ــل‬ ‫تأمي ــن إم ــدادات مس ــتقرة م ــن الطاق ــة دون‬ ‫الحاج ــة للوق ــود لتش ــغيل املحط ــات‪ ،‬ف ــي ظ ــل‬ ‫عــدم اســتقرار إمــدادات الغــاز اإليرانيــة والتــي‬ ‫تس ــببت مؤخ ـ ًرا بفق ــدان بغ ــداد أكث ــر م ــن ‪4‬‬ ‫آالف ميغ ــاواط بس ــبب ش ــح الغ ــاز وتوق ــف‬ ‫خط ــوط الرب ــط م ــع إي ـران‪.‬‬ ‫وتضغــط الواليــات املتحــدة علــى الع ـراق ‪-‬ثانــي‬ ‫أكب ــر منت ــج للنف ــط ف ــي منظم ــة أوب ــك‪ -‬لخف ــض‬ ‫اعتم ــاده عل ــى الغ ــاز اإليران ــي‪.‬‬ ‫وإليج ــاد خ ــط بدي ــل أعل ــن الع ـراق ف ــي آب‪/‬‬ ‫أغســطس ‪ 2023‬عــن توقيــع اتفــاق مبدئــي مــع‬ ‫تركمانس ــتان الس ــتيراد الغ ــاز منه ــا لتلبي ــة ج ــزء‬ ‫م ــن احتياج ــات محط ــات الطاق ــة الكهربي ــة ف ــي‬ ‫الب ــاد‪.‬‬


‫‪88‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪89 2024‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫ويق ــول رئي ــس اتح ــاد الجمعي ــات الفالحي ــة ف ــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬ولي ــد الكريط ــي‪ ،‬إن «ق ـرار جباي ــة‬ ‫أم ــوال م ــن املزارعي ــن أث ــار امتعاض ـ ًـا كبي ـ ًرا‪،‬‬ ‫وأكث ــر رؤس ــاء االتح ــادات الفالحي ــة الفرعي ــة‬ ‫فــي املحافظــات أعلنــوا رفــض هــذا الق ـرار‪ ،‬ألنــه‬ ‫س ــوف يتس ــبب بزي ــادة األعب ــاء عليه ــم»‪.‬‬ ‫ويش ــير الكريط ــي خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫ـواء‬ ‫إلــى أن «الزراعــة فــي العـراق غيــر مدعومــة سـ ً‬ ‫ف ــي األس ــمدة أو التكنولوجي ــا أو م ــن قضاي ــا‬ ‫أخ ــرى كثي ــرة‪ ،‬ولي ــس للحكوم ــة دور ف ــي توفي ــر‬ ‫املي ــاه للمزارعي ــن»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد‪ ،‬أن «هن ــاك ش ــح ف ــي املي ــاه بعم ــوم‬ ‫البــاد‪ ،‬وهــي تعــود لســنوات ســابقة وستســتمر‬ ‫للس ــنوات املقبل ــة‪ ،‬وف ــي ح ــال ت ــم إعط ــاء أم ــوال‬ ‫الجباي ــة‪ ،‬فم ــا ه ــو الضام ــن بتوفي ــر املي ــاه‬ ‫للمزارعي ــن ف ــي ظ ــل وج ــود ش ــحة مائي ــة؟»‪.‬‬ ‫وعــن األســعار‪ ،‬يوضــح الكريطــي‪ ،‬أن «األســعار‬ ‫تختل ــف م ــن أرض ألخ ــرى‪ ،‬حي ــث إن عل ــى‬ ‫األرا�ض ــي املس ــتصلحة ‪ 5‬آالف دين ــار للدون ــم‬ ‫الواح ــد‪ ،‬وش ــبه املس ــتصلحة ‪ 4‬آالف دين ــار‬ ‫للدونــم الواحــد‪ ،‬وغيــر املســتصلحة ألفــي دينــار‬ ‫للدون ــم الواح ــد‪ ،‬واآلب ــار ألف ــي دين ــار للدون ــم‬ ‫الواح ــد»‪.‬‬ ‫ويش ــدد الكريط ــي عل ــى أهمي ــة «وض ــع دراس ــة‬

‫ألن املتشــاطئة ســوف تســتفيد مــن الق ـرار علــى‬ ‫عك ــس الذنائ ــب‪ ،‬وس ــوف تتض ــرر املحافظ ــات‬ ‫وخاص ــة الجنوبي ــة البعي ــدة ع ــن ذنائ ــب نه ــري‬ ‫دجل ــة والف ـرات‪ ،‬عل ــى اعتب ــار أنه ــا تعان ــي م ــن‬ ‫ش ــح مائي ــة»‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬ي ــرى عض ــو االتح ــاد املحل ــي‬ ‫للجمعي ــات الفالحي ــة ف ــي قض ــاء املدائ ــن‪ ،‬حات ــم‬ ‫الدفاع ــي‪ ،‬أن «‪ 60‬باملائ ــة م ــن املجتم ــع العراق ــي‬ ‫هــم مــن الطبقــة الفالحيــة‪ ،‬وفــرض أجــور ســقي‬ ‫علــى كاهلهــم يمثــل زيــادة فــي انهــاك قــدرة الفــاح‬ ‫العراق ــي وإنتاجي ــة املحص ــول الزراع ــي‪ ،‬ووض ــع‬ ‫العص ــا ف ــي دوالب اإلنت ــاج الزراع ــي»‪.‬‬ ‫ويبيــن الدفاعــي ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن «هــذا القـرار‬ ‫يه ــدف لتقلي ــل اإلنت ــاج الزراع ــي ولي ــس دعم ــه‪،‬‬ ‫وب ــدل تقدي ــم مس ــاعدة ف ــي اإلنت ــاج وبمقوم ــات‬ ‫الزراعــة وتوفيــر تقنيــات الــري الحديثــة لتقليــل‬ ‫اســتهالك امليــاه‪ ،‬يتــم إصــدار مثــل هكــذا قـرار»‪.‬‬ ‫ويؤك ــد‪ ،‬أن «امل ـزارع غي ــر مدع ــوم حي ــث إن‬ ‫الس ــماد الكيم ــاوي خاض ــع للس ــوق املحلي ــة‬ ‫وه ــي بأس ــعار مرتفع ــة‪ ،‬كم ــا أن حص ــة الف ــاح‬ ‫املخصص ــة م ــن وزارة النف ــط غي ــر كافي ــة‪،‬‬ ‫لذلــك يضطــر الفــاح لش ـراء الــكاز مــن الســوق‬ ‫الســوداء لتشــغيل اآلالت الزراعيــة‪ ،‬لذلــك هــذا‬ ‫الق ـرار مرف ــوض‪ ،‬وه ــو يع ــد وس ــيلة جدي ــدة‬

‫بسبب شح المياه‪..‬‬

‫ضريبة جديدة بانتظار ‪%60‬‬ ‫من المجتمع العراقي‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫أث ــار ق ــرار إع ــادة تفعي ــل قان ــون أج ــور س ــقي األرا�ض ــي‬ ‫الزراعيــة فــي العــراق امتعاضـ ًـا عنــد املزارعيــن‪ ،‬معتبريــن أن‬ ‫ه ــذا الق ــرار س ــوف يعرق ــل اإلنت ــاج الزراع ــي ويزي ــد الع ــبء‬ ‫عليهــم‪ ،‬مؤكديــن أن الحكومــة ليــس لهــا دورفــي توفيــرامليــاه‬ ‫ألراضيه ــم‪.‬‬

‫ملح ــارب الف ــاح العراق ــي»‪.‬‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬يوض ــح الخبي ــر الزراع ــي‪ ،‬خط ــاب‬ ‫الضام ــن‪ ،‬أن «الحكوم ــة كان لديه ــا توجه ـ ًـا‬ ‫لزيــادة اإليـرادات العامــة مــن الجوانــب املمكنــة‬ ‫كاف ــة‪ ،‬وواح ــدة م ــن ه ــذه الجوان ــب ه ــي الع ــودة‬ ‫إل ــى تعليم ــات س ــابقة ف ــي وزارة امل ــوارد املائي ــة‬ ‫كان ــت مطبق ــة قب ــل ع ــام ‪ 2003‬باس ــتحصال‬ ‫أج ــور الس ــقي م ــن الفالحي ــن»‪.‬‬ ‫ويضي ــف الضام ــن ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن «ه ــذا‬ ‫الق ـرار كان يتعل ــق باملش ــاريع اإلروائي ــة‬ ‫الحكومي ــة‪ ،‬حي ــث كان هن ــاك بع ــض املش ــاريع‬ ‫اإلروائي ــة الت ــي تحت ــاج إل ــى تكالي ــف م ــن أج ــل‬ ‫الصيان ــة والتش ــغيل واس ــتبدال مع ــدات‬ ‫ومحــركات ومــا إلــى ذلــك‪ ،‬لذلــك مــن الطبيعــي أن‬ ‫تك ــون هن ــاك أج ــور للس ــقي مقاب ــل توفي ــر املي ــاه‬ ‫م ــن األنه ــار أو اآلب ــار للفالحي ــن»‪.‬‬ ‫ويتابــع‪« ،‬لكــن القـرار الجديــد ألــزم كل الفالحيــن‬ ‫وحت ــى م ــن لدي ــه مضخ ــة خاص ــة ب ــه ويس ــحب‬ ‫املي ــاه م ــن نه ــر أو م ــن بئ ــر معي ــن وعل ــى حس ــابه‬ ‫وتكاليف ــه الخاص ــة‪ ،‬فه ــذا س ــيتم اس ــتحصال‬ ‫أج ــور الس ــقي من ــه أيض ـ ًـا‪ ،‬م ــا س ــيؤدي إل ــى‬ ‫تحمــل املزارعيــن تكاليــف إضافيــة باإلضافــة إلــى‬ ‫التكاليــف املعروفــة التــي تجهــد الفــاح كتكاليف‬ ‫الطاقــة وتشــغيل املحــركات والبــذور واألســمدة‬

‫واملبي ــدات واللقاح ــات واألدوي ــة وغيره ــا»‪.‬‬ ‫ويــرى الضامــن‪ ،‬أن «هــذا اإلجـراء ربمــا ســيؤدي‬ ‫إلــى عــزوف بعــض الفالحيــن عــن دفــع األجــور مــا‬ ‫ق ــد ُيتخ ــذ إج ـراءات قانوني ــة بحقه ــم‪ ،‬أو ربم ــا‬ ‫هجــرة الفــاح ملهنــة الزراعــة‪ ،‬لذلــك هــذا القـرار‬ ‫لــه أضـرار علــى املواطــن»‪.‬‬ ‫ـدا إذا‬ ‫ويلف ــت إل ــى أن «الق ـرار كان ليلق ــى تأيي ـ ً‬ ‫كان يتعل ــق باملش ــاريع اإلروائي ــة الت ــي توص ــل‬ ‫امليــاه إلــى أرض الفــاح بطريقــة فنيــة متكاملــة‪،‬‬ ‫أم ــا الف ــاح ال ــذي يعتم ــد عل ــى نفس ــه ف ــي أخ ــذ‬ ‫امل ــاء م ــن النه ــر‪ ،‬فلي ــس هن ــاك منط ــق بف ــرض‬ ‫ضريب ــة مقاب ــل حصول ــه عل ــى ه ــذا امل ــاء‪ ،‬ألن‬ ‫امل ــاء ه ــو هب ــة طبيعي ــة‪ ،‬واألج ــر ع ــادة يرتب ــط‬ ‫بخدمــة‪ ،‬وفــي هــذه الحالــة ال توجــد خدمــة مــن‬ ‫الحكوم ــة للم ـزارع»‪.‬‬ ‫وحاول ــت «مجل ــة «فيل ــي»» التواص ــل م ــع‬ ‫وزارة امل ــوارد املائي ــة العراقي ــة لبي ــان موقفه ــا‬ ‫مم ــا تح ــدث ب ــه اتح ــاد النقاب ــات الفالحي ــة‬ ‫والخب ـراء الزراعيــون‪ ،‬لكــن الــوزارة لــم تــرد علــى‬ ‫االستفس ــارات الخاص ــة به ــذا املوض ــوع حت ــى‬ ‫س ــاعة كتاب ــة ه ــذا التقري ــر‪.‬‬ ‫ُيذكــر أن وزارة املــوارد املائيــة‪ ،‬أعلنــت‪ ،‬الشــهر‬ ‫املا�ض ــي‪ ،‬إع ــادة تفعي ــل قان ــون أج ــور س ــقي‬ ‫األرا�ضــي الزراعيــة‪ ،‬مبينــة أن القانــون سيســهم‬

‫بتعزي ــز ال ــواردات غي ــر النفطي ــة وضم ــان‬ ‫إيص ــال املي ــاه لجمي ــع املس ــتحقين وعدال ــة‪.‬‬ ‫وذكــرت الــوزارة فــي بيــان‪ ،‬أن «األســاس القانونــي‬ ‫لتعرفــة أجــور الســقي يســتند إلــى قانــون صيانــة‬ ‫مش ــاريع ال ــري والب ــزل رق ــم ‪ 12‬لس ــنة ‪1995‬‬ ‫املع ــدل بن ـ ًـاء عل ــى القان ــون ت ــم تش ــكيل األم ــر‬ ‫الديوان ــي رق ــم ‪ 65‬لس ــنة ‪ 2023‬ح ــول كيفي ــة‬ ‫وااللي ــة املتبع ــة»‪.‬‬ ‫اس ــتيفاء أج ــور الس ــقي ٓ‬ ‫وأضاف ــت ال ــوزارة‪ ،‬أن «األم ــوال الت ــي‬ ‫ستس ــتحصل م ــن أج ــور الس ــقي س ــيتم‬ ‫اس ــتثمارها بتطوي ــر املش ــاريع االروائي ــة»‪،‬‬ ‫مشــيرة إلــى أن «اســتحصال األجــور ســيكون عــن‬ ‫طري ــق الدف ــع اإللكترون ــي تماش ـ ًـيا م ــن التوج ــه‬ ‫الحكوم ــي»‪.‬‬ ‫وأوضح ــت‪ ،‬أن «أج ــور الس ــقي س ــتخفض‬ ‫بنس ــبة ‪ 50%‬للفالحي ــن واملزارعي ــن الذي ــن‬ ‫يس ــتخدمون تقني ــات ال ــري والب ــزل الحديث ــة‬ ‫وبنس ــبة ‪ 100%‬ملرب ــي األس ــماك ال ــذي‬ ‫يس ــتخدمون التقني ــات الحديث ــة»‪،‬‬ ‫ـدءا مــن‬ ‫مؤكــدة أن «األجــور ستســتوفى بـ ً‬ ‫ع ــام ‪ 2024/2025‬به ــدف تقلي ــل اله ــدر‬ ‫وحــث الفالحيــن علــى اســتخدام تقنيــات‬ ‫ال ــري الحديث ــة الت ــى تس ــهم بتقلي ــل‬ ‫الضائع ــات املائي ــة وزي ــادة الغل ــة الزراعي ــة»‪.‬‬

‫الدفاعي‪« :‬هذا القرار يهدف لتقليل‬ ‫اإلنتاج الزراعي وليس دعمه‪،‬‬ ‫وبدل تقديم مساعدة في اإلنتاج‬ ‫وبمقومات الزراعة وتوفير تقنيات‬ ‫الري الحديثة لتقليل استهالك‬ ‫المياه‪ ،‬يتم إصدار مثل هكذا قرار»‬

‫وزارة الموارد المائية‪:‬‬ ‫«األموال التي ستستحصل من‬ ‫أجور السقي سيتم استثمارها‬ ‫بتطوير المشاريع االروائية»‬


‫‪90‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر ‪91 2024‬‬

‫رعب في العراق‪..‬‬ ‫الخزين المائي يتراجع أمام الشتاء الجاف‬ ‫‪ECONOMY‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫م ــا ت ــزال األمط ــار ف ــي الع ــراق دون املس ــتوى رغ ــم الدخ ــول ف ــي ش ــهر كان ــون األول ال ــذي‬ ‫م ــن املفت ــرض تس ــاقط أمط ــار غزي ــرة في ــه‪ ،‬وه ــو م ــا ين ــذربتض ــررالزراع ــة الديمي ــة وتأث ــر‬ ‫املحاصيــل أبرزهــا الحنطــة‪ ،‬فضـ ًـا عــن انخفــاض الخزيــن املائــي‪ ،‬فيمــا يتوقــع مر اقبــون‬ ‫ظه ــور تداعي ــات ه ــذا الش ــتاء الج ــاف بش ــكل جل ــي خ ــال موس ــم الصي ــف املقب ــل‪.‬‬

‫وع ــادة م ــا تب ــدأ الحال ــة املطري ــة ف ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫بحس ــب مدي ــر إع ــام هيئ ــة األن ــواء الجوي ــة‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬عام ــر الجاب ــري‪ ،‬م ــن ش ــهر تش ــرين‬ ‫الثان ــي وتك ــون خفيف ــة إل ــى متوس ــطة الش ــدة‪،‬‬ ‫وت ــزداد ش ــدتها ف ــي ش ــهر كان ــون األول‪ ،‬لك ــن ف ــي‬ ‫املوس ــم املا�ض ــي تأخ ــرت األمط ــار الغزي ــرة إل ــى‬ ‫ش ــهر ش ــباط‪.‬‬ ‫أمــا فيمــا يتعلــق بهــذا املوســم‪ ،‬أوضــح الجابــري‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن ــه «كان ــت هن ــاك أمط ــا ًرا ف ــي‬ ‫شــهر تشــرين الثانــي املا�ضــي‪ ،‬لكنهــا ال تـزال دون‬ ‫املس ــتوى‪ ،‬وه ــذا يع ــود إل ــى ضع ــف منظوم ــات‬ ‫الضغ ــط الجوي ــة‪ ،‬وف ــي ح ــال تعمقه ــا ق ــد‬ ‫ت ــزداد غ ـزارة األمط ــار‪ ،‬ونأم ــل تحس ــن مس ــتوى‬ ‫تس ــاقط األمط ــار خ ــال الفت ــرة املقبل ــة»‪.‬‬

‫وكان ــت املخ ــاوف م ــن احتمالي ــة م ــرور ش ــتاء ج ــاف‬ ‫عل ــى الع ـراق تقل ــق الكثي ــر م ــن املراقبي ــن‪ ،‬حي ــث‬ ‫ق ــال الخبي ــر املائ ــي‪ ،‬ع ــادل املخت ــار‪ ،‬إن ــه «لطامل ــا‬ ‫ت ــم التحذي ــر م ــن احتمالي ــة م ــرور ش ــتاء ج ــاف‬ ‫عل ــى الع ـراق‪ ،‬وبض ــرورة ع ــدم اعتم ــاد الزراع ــة‬ ‫عل ــى األمط ــار‪ ،‬لك ــن ل ــم تك ــن هن ــاك اس ــتجابة‬ ‫بس ــبب س ــوء اإلدارة وع ــدم وج ــود سياس ــة مائي ــة‬ ‫صحيح ــة » ‪.‬‬ ‫ونبــه املختــار‪ ،‬خــال حديثــه للوكالــة‪ ،‬إلــى عــدم وجد‬ ‫أمطــار لحــد اآلن‪ ،‬وحتــى املطــرة األوليــة كانــت علــى‬ ‫‪ 4‬محافظــات ولــم تحقــق الريــة األولــى بالكامــل‪ ،‬وفــي‬ ‫ح ــال تأخ ــرت األمط ــار إل ــى ش ــهر كان ــون الثان ــي ف ــأن‬ ‫الزراعــة الديميــة ســوف تتضــرر وكذلــك محصــول‬ ‫الحنط ــة‪ ،‬وستس ــبب قل ــة األمط ــار بفش ــل الزراع ــة‬

‫فــي عــدد مــن املناطــق‪.‬‬ ‫وأش ــار إل ــى أن «الخزي ــن املائ ــي بع ــد أن كان ‪21‬‬ ‫ملي ــار مت ــر مكع ــب‪ ،‬تراج ــع إل ــى م ــا دون ‪ 13‬ملي ــار‬ ‫متــر مكعــب‪ ،‬وهــذا مســتوى خطــر ومرعــب‪ ،‬كمــا أن‬ ‫إيـرادات امليــاه التــي تأتــي مــن تركيــا انخفضــت أيضـ ًـا‬ ‫إل ــى ‪ 300‬مت ــر مكع ــب ف ــي الثاني ــة‪ ،‬وه ــذا مس ــتوى‬ ‫ـدن‪ ،‬وبالتالــي يتــم االطــاق مــن الخزيــن للموازنــة‬ ‫متـ ٍ‬ ‫علــى الطلــب‪ ،‬مــا يخلــق مشــكلة للخزيــن املتدنــي فــي‬ ‫األس ــاس‪ ،‬وه ــو م ــا ين ــذر بوض ــع الصي ــف املقب ــل»‪.‬‬ ‫وتع ــد ش ــحة املي ــاه أزم ــة مس ــتمرة من ــذ أكث ــر م ــن‬ ‫‪ 5‬س ــنوات‪ ،‬وف ــق عض ــو لجن ــة الزراع ــة واملي ــاه ف ــي‬ ‫مجل ــس الن ــواب العراق ــي‪ ،‬ثائ ــر مخي ــف‪ ،‬مبين ـ ًـا أن‬ ‫«ه ــذه الش ــحة مس ــتمرة له ــذه الس ــنة أيض ـ ًـا‪ ،‬لكنه ــا‬ ‫ليس ــت ش ــحة قاس ــية‪ ،‬ب ــل كان ــت هن ــاك أمط ــار ال‬

‫بــأس بهــا‪ ،‬لكــن ال يمكــن االعتمــاد عليهــا فــي الزراعــة»‪.‬‬ ‫وخلــص مخيــف‪ ،‬خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى‬ ‫أن «السياســة املائيــة فــي الع ـراق تخلــو مــن حصــاد‬ ‫لألمط ــار بش ــكل متط ــور كم ــا معم ــول ب ــه ف ــي بقي ــة‬ ‫البل ــدان‪ ،‬وه ــذا يرج ــع إل ــى سياس ــة وزارة امل ــوارد‬ ‫املائيــة‪ ،‬كمــا أن الحكومــة لــم تدعــم الــوزارة باألمــوال‬ ‫الكافي ــة لتطوي ــر الزراع ــة‪ ،‬خصوص ـ ًـا م ــن ناحي ــة‬ ‫املرشــات والتنقيــط وتبطيــن األنهــر للمحافظــة علــى‬ ‫نســبة امليــاه املهــدورة أثنــاء الســقي أو الــري‪ ،‬فضـ ًـا‬ ‫عــن القطــع القا�ســي للميــاه مــن قبــل تركيــا وإيـران»‪.‬‬ ‫ويعان ــي الع ـراق م ــن ش ــح ف ــي املي ــاه من ــذ تس ــعينيات‬ ‫الق ــرن املا�ض ــي بس ــبب «ح ــرب املي ــاه» الت ــي تش ــنها‬ ‫دول املنبــع‪ ،‬إلــى جانــب قلــة هطــول األمطــار والثلــوج‬ ‫م ــا أدى إل ــى تناق ــص الخزي ــن املائ ــي ف ــي الس ــدود‬ ‫والبحي ـرات والخزان ــات املائي ــة ف ــي الب ــاد‪.‬‬ ‫وبلغ ــت األزم ــة ذروته ــا ف ــي الس ــنوات األرب ــع األخي ــرة‬ ‫حت ــى ض ــرب الجف ــاف نه ــر ّي دجل ــة والف ـرات وأدى‬ ‫إل ــى ظه ــور ق ــاع النه ــر ف ــي بع ــض املناط ــق وتراج ــع‬ ‫مس ــاحات واس ــعة م ــن األه ــوار واملس ــطحات‬ ‫املائيــة‪ ،‬ونتــج عنــه نفــوق أعــداد كبيــرة مــن املوا�شــي‬ ‫وانحس ــار كبي ــر ف ــي املس ــاحات الزراعي ــة‪.‬‬ ‫وكانــت وزارة املــوارد املائيــة العراقيــة‪ ،‬أعلنــت فــي آب‬ ‫‪ ،2024‬إب ـرام عقــد مــع ائتــاف شــركتي هايدرونوفــا‬ ‫اإليطالي ــة والكونك ــورد األردني ــة لغ ــرض «تأمي ــن‬ ‫مس ــتقبل مائ ــي مس ــتدام وتطوي ــر أنظم ــة ال ــري‬ ‫ومعالج ــة تأثي ــر التغي ــر املناخ ــي عل ــى األنه ــار»‪ ،‬دون‬ ‫الكش ــف ع ــن كلفت ــه املالي ــة‪.‬‬ ‫وفــي تمــوز ‪ ،2024‬أطلقــت األمــم املتحــدة فــي العـراق‪،‬‬ ‫بالش ـراكة م ــع وزارة امل ــوارد املائي ــة العراقي ــة حمل ــة‬ ‫مهمــة تحــت شــعار «املــاء حيــاة» ملواجهــة أزمــة امليــاه‬ ‫الحــادة التــي تواجــه العـراق‪.‬‬ ‫ووف ــق بي ــان لألم ــم املتح ــدة‪ ،‬ورد للوكال ــة حينه ــا‪،‬‬ ‫ته ــدف حمل ــة التوعي ــة‪ ،‬الت ــي تس ــتمر لع ــام كام ــل‬ ‫وتحم ــل عن ــوان «امل ــاء حي ــاة ‪ -‬كل قط ــرة مهم ــة»‪،‬‬ ‫إل ــى رف ــع وع ــي املواطني ــن العراقيي ــن بالوض ــع الح ــرج‬ ‫ال ــذي تم ــر ب ــه موارده ــم املائي ــة‪ ،‬وتعزي ــز ش ــعورهم‬ ‫باملس ــؤولية للتخفي ــف م ــن ح ــدة ه ــذه األزم ــة‪.‬‬ ‫وس ــتنظم حمل ــة «امل ــاء حي ــاة» م ــن خ ــال أرب ــع‬ ‫مراحــل خــال العــام املقبــل؛ حيــث ســتركز املرحلــة‬ ‫األول ــى عل ــى رف ــع مس ــتوى الوع ــي ح ــول أزم ــة املي ــاه‬ ‫وآث ــار تغي ــر املن ــاخ‪ ،‬أم ــا املرحل ــة التالي ــة فس ــيتم‬ ‫خالله ــا التعري ــف بالالعبي ــن الرئيس ــيين املش ــاركين‬ ‫ف ــي إدارة م ــوارد املي ــاه ف ــي الع ـراق‪ ،‬وتعزي ــز الش ــعور‬ ‫باملس ــؤولية والتع ــاون‪.‬‬ ‫وس ــتعرض املرحل ــة الثالث ــة املش ــاريع والجه ــود‬ ‫الحالي ــة الت ــي تبذله ــا الحكوم ــة العراقي ــة ووكاالت‬ ‫األمــم املتحــدة‪ ،‬مــع تســليط الضــوء علــى النجاحــات‬

‫عامر الجابري‬

‫مديرإعالم‬ ‫هيئة األنواء الجوية‬

‫ثائر مخيف‬

‫عضو لجنة الزراعة واملياه‬ ‫في مجلس النواب‬

‫واملب ــادرات الجاري ــة‪.‬‬ ‫أم ــا املرحل ــة النهائي ــة فس ــتنظر نح ــو املس ــتقبل‪،‬‬ ‫وتحـ ّـدد الخطــط واالســتراتيجيات ملواصلــة معالجــة‬ ‫أزمــة امليــاه وتســليط الضــوء علــى مشــاركة الع ـراق‬ ‫ف ــي املحاف ــل الدولي ــة والجه ــود املبذول ــة لتأمي ــن‬ ‫الدع ــم والتموي ــل ملش ــاريع املي ــاه‪ ،‬بحس ــب البي ــان‪.‬‬ ‫ـدا‬ ‫وأك ــد البي ــان أن حمل ــة «امل ــاء حي ــاة» تمث ــل «جه ـ ً‬ ‫ـدا تق ــوم ب ــه وكاالت األم ــم املتح ــدة والحكوم ــة‬ ‫موح ـ ً‬ ‫العراقي ــة ملعالج ــة واح ــدة م ــن أكث ــر القضاي ــا الت ــي‬ ‫تواج ــه الب ــاد إلحاح ـ ًـا‪ ،‬ويمك ــن م ــن خ ــال ه ــذه‬ ‫الحملــة تحقيــق تقــدم كبيــر فــي الحفــاظ علــى امليــاه‬ ‫ـتقبل مس ــتدام‬ ‫وإدارته ــا‪ ،‬بم ــا يضم ــن تحقي ــق مس ـ ٍ‬ ‫وأفض ــل لجمي ــع العراقيي ــن»‪.‬‬


‫ويستمر العطاء وتتواصل المسرية للعام‬ ‫الحادي والعرشين ‪ ،‬مجلة « فيلي» التي‬ ‫دأب كادرها على ان يقدم من خاللها وجبة‬ ‫شهرية فكرية وثقافية وانسانية ثرة ‪ ،‬فتبوأت‬ ‫منذ انطالقتها مكانة مرموقة متمزية في‬ ‫فضاء االعالم العراقي واصبحت مدعاة فخر‬ ‫البناء رشيحة الكورد الفيليني كأهم منابرهم‬ ‫االعالمية واكرثها استقرارا وديمومة رغم‬ ‫صعاب العمل طوال العقدين الماضيني‪..‬‬ ‫الف تحية لكل من شارك بتقدم ونجاح هذا‬ ‫المنرب االعالمي المتألق الذي يحمل هموم‬

‫ً‬ ‫أمال‬ ‫وتطلعات ابناء جلدته ووطنه ويمنحهم‬ ‫ً‬ ‫بغد مرشق أجمل ‪..‬‬ ‫واعدا‬ ‫ٍ‬

‫مدير التحرير‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬ ‫العدد ‪ 252‬السنة الحادية والعشرون ‪ -‬كانون االول ‪ -‬ديسمبر ‪2024‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.