العـدد "مـئتـــان وخمسة وخمسون" من مجلة فيلي

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE & MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫‪www.shafaq.com‬‬

‫‪255‬‬

‫السنـة الحادية والعشــرون‬ ‫آذار ‪ /‬مــارس ‪2025‬‬

‫احتفــال نــوروز‬

‫عام يرمز‬ ‫العام‬ ‫هذا ال‬ ‫لتطلعات الكورد‬

‫ناصر رزازي‪ ..‬هذه رسـالتي للفيليـين‬ ‫‪..‬ما عالقتها باالتجار بالبشر؟‬ ‫التجميل‪..‬ما‬ ‫مراكز التجميل‬ ‫‪..‬مترو بغداد وقطار كربالء السريع؟‬ ‫وصل‪..‬مترو‬ ‫إلى أين وصل‬

‫الكوردية‪ ..‬إرث اللهجات المتعددة‬ ‫يصطدم بتحدي اللغة الموحدة‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪22‬‬

‫‪6‬‬

‫اقرأ في العدد ايض ًا‬

‫كلمــــة العدد‬

‫سالم بثمن النزاعات‬

‫حارسٌ في مرمى الظلم‪....‬‬

‫قصة أبو حمرة في دوامة الترحيل والتنمر‬

‫انتخابات العراق‪..‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫معركة شرسة تخلو من شرف الخصومة ‪42‬‬

‫هل ينجح العراق بمواكبة جيرانه في‬ ‫التعليم الذكي؟‬

‫‪72‬‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬

‫‪255‬‬

‫السـنـة الحادية والعشــــرون‬ ‫آذار ‪ /‬مــارس ‪2025‬‬

‫أســرة التحرير‬ ‫رئيس التحرير‬

‫علي حسين فيلي‬

‫‪94‬‬

‫في بلدة عراقية‪..‬‬ ‫النفط ينبع من الجبل ويصب في النهر‬

‫‪info@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫سكرتير التحرير‬

‫صادق االزرقي‬

‫تنويع مصادر الطاقة ‪..‬‬ ‫إلى أين صار االتجاه؟‪106 .‬‬ ‫نسمع بها كثيراً لكن‬

‫هيئة التحرير‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫التصميم الفني‬

‫ايمان حبيب علي‬ ‫‪website: www.shafaq.com‬‬

‫رقم االعتماد في نقابة الصحفيين العراقيين ‪2016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫‪112‬‬

‫المالبس المستوردة والبالة‬ ‫تؤرقان سوق األقمشة ‪...‬‬

‫إن الحــرب مــن أجــل الســام‪ ،‬والخــاص‪ ،‬واإلعمــار‪ ،‬وتحصيــل‬ ‫ّ‬ ‫ق‬ ‫ـزءا م ــن‬ ‫الحق ــو ‪ ،‬وتحري ــر األرض ب ــل وحت ــى االحت ـ ّـال‪ُ ،‬تع ـ ّـد ج ـ ً‬ ‫واق ــع السياس ــة الدولي ــة‪ ،‬رغ ــم أن التح ــرك نح ــو عال ــم خ ــال‬ ‫حلم ــا بعي ــد املن ــال‪ ،‬ف ــإن الس ــعي لتخفيفه ــا‬ ‫م ــن الح ــروب يظ ــل ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫هدف ــا واقعي ــا ومطلوب ــا‪.‬‬ ‫والوقاي ــة منه ــا بق ــدر اإلم ــكان يبق ــى ً‬ ‫شــهد القــرن العشــرون مقتــل مــا يقــرب مــن مئتــي مليــون إنســان‬ ‫فــي الحــروب والصراعــات‪ ،‬مــا كان ً‬ ‫كافيــا ليتوقــع عــدم تكـرار تلــك‬ ‫املآ�ســي؛ لكـ َّـن األمــور لــم تســر علــى النحــو املنشــود‪ ،‬إذ مــا زالــت‬ ‫الحــروب قائمــة وتنشــب هنــا وهنــاك‪.‬‬ ‫وعل ــى الرغ ــم م ــن أن معظ ــم دول العال ــم تبن ــت خ ــال العق ــود‬ ‫انفتاحــا وديمقراطيــة‪ ،‬وأن ّقلــة منهــا ســلكت‬ ‫األخيــرة نظمــا أكثــر‬ ‫ً‬ ‫ـزءا‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫ت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫نها‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـدو‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـروب‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫االتجــاه املعاكــس‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مــن تاريــخ هــذه الحقبــة فــي الشــرق األوســط وأوروبــا وغيرهمــا مــن‬ ‫مناطــق العالــم‪.‬‬ ‫إن الخالف ــات الدولي ــة والخ ــوف م ــن خط ــر الح ــرب والدم ــار‬ ‫الشــامل الــذي يصاحبهــا‪ ،‬ليســت إال بعــض األثمــان التــي تدفعهــا‬ ‫البش ــرية لق ــاء إع ــادة توزي ــع النف ــوذ العالم ــي بي ــن كت ــل عس ــكرية‬ ‫متنافس ــة‪ ،‬ه ــذا فض ـ ًـا ع ــن التكالي ــف الحقيقي ــة املرتبط ــة‬ ‫باس ــتعداد كل دول ــة للدف ــاع أو خ ــوض ح ــروب أكب ــر‪ ،‬وه ــي‬ ‫تكالي ــف تش ــمل دول العال ــم أجم ــع‪ ،‬حت ــى تل ــك الت ــي ال يب ــدو أن‬ ‫له ــا ً‬ ‫دورا مباش ـ ًـرا ف ــي النزاع ــات‪.‬‬ ‫ومــع تجـ ّـدد التهديــد بانــدالع صـراع عنيــف فــي منطقــة عانــت مــن‬ ‫ويــات الحــرب خــال العقــود األخيــرة‪ ،‬فــإن الذيــن يدركــون مآ�ســي‬ ‫خصوصــا َمــن عاشــوا الحــرب بأنفســهم‪ ،‬يكرهــون رؤيــة‬ ‫املا�ضــي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الدمار والقتل‪ ،‬وإزاء واقع الحرب هذا‪ ،‬ال ّبد لنا أن نســأل‪ :‬ملاذا‬ ‫ـددا بمرحلــة مــن عــدم االســتقرار؟‬ ‫ينبغــي للعـراق أن يمــر مجـ ً‬ ‫إن األوضاع املتوترة في الشــرق األوســط تهدد االســتقرار النســبي‬ ‫الحاصــل‪ ،‬والعـراق تحديـ ًـدا فــي قلــب هــذه التجاذبــات الحاســمة‪.‬‬ ‫ق ــد ال يعن ــي رخ ــاء الوط ــن إس ــعاد الجمي ــع‪ ،‬لك ــن ال يص ــح أن‬ ‫نغفــل عــن حقيقــة أن كلفــة الحــرب ال ُتقــاس بعــدد الضحايــا فــي‬ ‫الحــوادث املروريــة أو غيرهــا‪ .‬ليــس مــن املنطقــي أن نهــدر جميــع‬ ‫اإلنجــازات والطموحــات مــن أجــل َمــن ال يحــب الوطــن‪.‬‬ ‫ف ــي بع ــض األحي ــان‪ ،‬ال تجن ــى الثم ــار الكب ــرى ّإاّل بتقلي ــل س ــقف‬ ‫يتطل ــب الس ــام التخل ــي ع ــن‬ ‫التوقع ــات‪ ،‬وف ــي أوق ــات أخ ــرى‪ّ ،‬‬ ‫أم ــور كثي ــرة نتمس ــك به ــا‪ ،‬إن جرع ــة م ــن التواض ــع والتن ــازل ق ــد‬ ‫أحيان ــا الثم ــن الع ــادل كــي ينع ــم الجمي ــع ول ــو بقلي ــل م ــن‬ ‫تك ــون ً‬ ‫الس ــام‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫‪4‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫‪5‬‬

‫تقرير أمريكي وصفه بـلحظة تحول‪..‬‬

‫احتفال نوروز هذا العام يرمز‬ ‫لتطلعات الكورد‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة‪:‬‬ ‫وصفت قناة "أي بي �سي" األمريكية‪ ،‬في تقريرلها عيد نوروز‪،‬‬ ‫بأنه أكثرمن مهرجان واحتفال بالربيع بالنسبة إلى الكورد‪ ،‬بل أنه‬ ‫يرمزالى روح وتطلعات الشعب الكوردي الذي يواجه اآلن لحظة‬ ‫تحول في املنطقة‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر‪ ،‬الــذي ترجمتــه مجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫إل ــى أن احتف ــال الك ــورد ف ــي الع ـراق وس ــوريا‬ ‫وغيرهم ــا بعي ــد ن ــوروز التقلي ــدي‪ ،‬ج ــاء فيم ــا‬ ‫يأم ــل في ــه الكثي ــرون ببداي ــة سياس ــية جدي ــدة‪.‬‬ ‫وبعدم ــا ق ــال التقري ــر إن ن ــوروز‪ ،‬وهوكلم ــة‬ ‫فارس ــية تعن ــي "رأس الس ــنة"‪ ،‬ال ــذي يت ــم‬ ‫االحتفال به في دول مثل العراق وســوريا وتركيا‬ ‫واي ـران‪ ،‬لف ــت ال ــى أن العي ــد يش ــهد مهرجان ــات‬ ‫الش ــوارع الزاهي ــة ومس ــيرات املش ــاعل الت ــي‬ ‫تش ــق طريقه ــا عب ــر الجب ــال‪ ،‬إال أن ــه بالنس ــبة‬ ‫للكثيري ــن‪ ،‬ل ــم يرم ــز إل ــى مج ــيء الربي ــع فحس ــب‪،‬‬ ‫وانم ــا ال ــى روح وتطلع ــات الش ــعب الك ــوردي‪،‬‬ ‫ال ــذي يواج ــه االن لحظ ــة تح ــول ف ــي املنطق ــة‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا اإلط ــار‪ ،‬ذك ــر التقري ــر ب ــأن ق ــوات‬ ‫س ــوريا الديمقراطي ــة الت ــي يقوده ــا الك ــورد‬ ‫والت ــي تس ــيطر عل ــى غالبي ــة مناط ــق ش ــمال‬ ‫شــرق ســوريا‪ ،‬وقعــت مؤخ ـرا اتفاقــا تاريخيــا مــع‬ ‫الحكومــة الجديــدة فــي دمشــق‪ ،‬يدعــو الــى وقــف‬ ‫اطــاق النــار ودمــج قــوات ســوريا الديمقراطيــة‬ ‫ف ــي ف ــي الجي ــش الس ــوري‪.‬‬ ‫وإلــى جانــب ذلــك‪ ،‬قــال التقريــر إن حــزب العمال‬ ‫الكوردس ــتاني‪ ،‬ال ــذي يش ــن تم ــردا من ــذ عق ــود‬ ‫ض ــد تركي ــا وامت ــد صراع ــه ال ــى س ــوريا وش ــمال‬ ‫الع ـراق‪ ،‬أعل ــن ايض ــا ع ــن وق ــف إلط ــاق الن ــار‬ ‫بعدم ــا دع ــا زعيم ــه املس ــجون عب ــد هللا اوج ــان‬ ‫إل ــى الق ــاء الس ــاح‪.‬‬

‫وتن ــاول التقري ــر مش ــاهد م ــن االحتف ــال به ــذا‬ ‫العيــد‪ ،‬مثلمــا جــرى عنــد جبــل عقــرة بمحافظــة‬ ‫ف ــي إقلي ــم كوردس ــتان‪ ،‬حي ــث ان ــه م ــع غ ــروب‬ ‫الشــمس‪ ،‬تســلق اكثــر مــن ‪ 1500‬متطــوع التــال‬ ‫ومنحدراته ــا‪ ،‬وه ــم يحمل ــون املش ــاعل‪ ،‬بينم ــا‬ ‫تلمــع وجوههــم فــي اضــواء النــار‪ ،‬وبــدا مظهرهــم‬ ‫كس ــيل م ــن الن ــار املتدف ــق صع ــودا ون ــزوال عل ــى‬ ‫الجب ــل‪ ،‬فيم ــا رقص ــت النس ــوة بفس ــاتينهن‬ ‫امللون ــة ومزين ــة بحل ــي ذهبي ــة وفضي ــة‪ ،‬ف ــي حي ــن‬ ‫رفرف ــت االع ــام الكوردي ــة‪ ،‬وعزف ــت االغان ــي‬ ‫الش ــعبية الكوردي ــة‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر ال ــى ان تقدي ـرات مدريري ــة‬ ‫الس ــياحة ف ــي عق ــرة تش ــير إل ــى أن حوال ــى ‪88‬‬ ‫أل ــف ش ــخص ش ــاركوا ف ــي ه ــذا االحتف ــال‪ ،‬بم ــا‬ ‫ف ــي ذل ــك ك ــورد أت ــوا م ــن كاف ــة انح ــاء املنطق ــة‬ ‫والعالــم‪ ،‬مشــيرا إلــى أن هــذا االحتفــال الضحــم‬ ‫حصــل بالرغــم مــن تزامنــه هــذا العــام مــع شــهر‬ ‫رمضــان‪ ،‬حيــث يصــوم العديــد مــن الكــورد مــن‬ ‫ش ــروق الش ــمس ال ــى غروبه ــا‪.‬‬ ‫وكان هــوزان جليــل‪ ،‬القــادم مــن مدينــة بطمــان‬ ‫التركي ــة‪ ،‬بحس ــب م ــا ذك ــرر التقري ــر‪ ،‬م ــن بي ــن‬ ‫م ــن ش ــاركوا ف ــي الرق ــص عن ــد الجب ــل‪ ،‬معرب ــا‬ ‫عــن فرحتــه بعمليــة الســام‪ ،‬وان تحقــق نتائــج‪،‬‬ ‫برغــم انــه كان حــذرا قليــا‪ ،‬ونقــل التقريــر قولــه‬ ‫"آمــل أن ال تنتهــي بالنــدم‪ ،‬واال يتعــرض شــعبنا‬ ‫الك ــوردي للخ ــداع"‪.‬‬

‫ونق ــل التقري ــر ع ــن جلي ــل‪ ،‬قول ــه إن‪ ،‬عي ــد‬ ‫ن ــوروز بالنس ــبة الي ــه ه ــو الوح ــدة بي ــن الش ــعب‬ ‫الك ــوردي عب ــر الح ــدود الوطني ــة‪ ،‬موضح ــا أن‬ ‫"هــذا العــام‪ ،‬يرمــز نــوروز بالنســبة لــي الــى هــدف‬ ‫تحقي ــق الحري ــة لجمي ــع الش ــعب الك ــوردي"‪.‬‬ ‫وق ــال التقري ــر ان ــه بالنس ــبة ال ــى أهال ــي عق ــرة‪،‬‬ ‫ف ــإن ن ــوروز أصب ــح بمثاب ــة تقلي ــد يربطه ــم‬ ‫بالك ــورد وغيره ــم ف ــي كل م ــكان‪ ،‬ونق ــل التقري ــر‬ ‫ع ــن جيف ــارا ف ــواز الت ــي اعرب ــت ع ــن فخره ــا‬ ‫باس ــتضافة االحتف ــال ف ــي مدينته ــا‪ ،‬قوله ــا "ان ــه‬ ‫ش ــعور رائ ــع ان يج ــيء ال ــكل م ــن كاف ــة انح ــاء‬ ‫العال ــم ال ــى عق ــرة لحض ــور ه ــذا االحتف ــال‪،‬‬ ‫فهــذا يجعــل ممــن عقــرة عاصمــة نــوروز للعالــم‬ ‫بأكمل ــه"‪.‬‬ ‫كم ــا تابع ــت ف ــواز قائل ــة عل ــى غ ـرار م ــا قال ــه‬

‫جلي ــل‪ ،‬بانه ــا تأم ــل ب ــان يح ــدث تق ــدم ف ــي‬ ‫املفاوض ــات بي ــن ح ــزب العم ــال الكوردس ــتاني‬ ‫وتركي ــا‪ ،‬وأن "يتحق ــق الس ــام ف ــي جمي ــع انح ــاء‬ ‫كردس ــتان االربع ــة"‪.‬‬ ‫أمــا فــي ســوريا عبــر الحــدود‪ ،‬فقــد قــال التقريــر‪،‬‬ ‫إن احتف ــاالت ن ــوروز اقيم ــت علن ــا ف ــي ش ــوارع‬ ‫العاصمــة للمــرة االولــى منــذ اكثــر مــن عقــد مــن‬ ‫الزم ــان عندم ــا تحول ــت التظاه ـرات املناهض ــة‬ ‫للحكوم ــة‪ ،‬ال ــى ح ــرب أهلي ــة ف ــي الع ــام ‪،2011‬‬ ‫حيــث تجمــع مئــات الكــورد فــي حــي ركــن الديــن‪،‬‬ ‫ه ــي املنطق ــة الكوردي ــة الرئيس ــية ف ــي دمش ــق‪،‬‬ ‫حيــث اشــعلوا النــار ورفعــوا اعالمهــم الــى جانــب‬ ‫العل ــم الس ــوري الجدي ــد‪.‬‬ ‫وف ــي قري ــة هيم ــو‪ ،‬بالق ــرب م ــن مدين ــة‬ ‫القامشــلي‪ ،‬قــال التقريــر أنــه "جــرى رفــع العلــم‬

‫الك ــوردي ال ــى جان ــب اع ــام لص ــور أوج ــان‬ ‫وق ــوات س ــوريا الديمقراطي ــة‪ ،‬بينم ــا رق ــص‬ ‫الن ــاس ف ــي الش ــوارع"‪.‬‬ ‫واش ــار التقري ــر ال ــى ان الح ــكام الج ــدد ف ــي‬ ‫س ــوريا‪ ،‬م ــن املتمردي ــن االس ــاميين‪ ،‬تعه ــدوا‬ ‫باحت ـرام االقلي ــات‪ ،‬مذك ـرا ب ــان االع ــان‬ ‫الدس ــتوري االخي ــر يش ــير ال ــى ان "املواطني ــن‬ ‫متس ــاوون ام ــام القان ــون‪ ...‬م ــن دون تميي ــز‬ ‫بالع ــرق او الدي ــن او الجن ــس"‪ ،‬مضيف ــا ان‬ ‫العديــد مــن الكــورد أبــدوا اســتياءهم مــن عــدم‬ ‫اعت ـراف الن ــص الدس ــتوري صربش ــكل واض ــح‬ ‫بحق ــوق الك ــورد‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن املغني ــة الكوردي ــة مزكي ــن‬ ‫طاه ــر الت ــي حض ــرت االحتف ــاالت ف ــي هيم ــو‪،‬‬ ‫قولهــا إن "عيــد نــوروز هــذا العــام مختلــف النــه‬

‫عي ــد ن ــوروز االول من ــذ س ــقوط نظ ــام البع ــث‬ ‫وس ــلطته"‪.‬‬ ‫وبحســب طاهــر‪ ،‬فــإن املنطقــة الكورديــة "تمــر‬ ‫حالي ــا بمرحل ــة تح ــول"‪ ،‬مضيف ــة أن ــه "خ ــال‬ ‫عي ــد ن ــوروز ه ــذا‪ ،‬ال نعل ــم م ــا ه ــو وضعن ــا‪،‬‬ ‫كي ــف س ــيتم االعت ـراف بحقوقن ــا دس ــتوريا؟"‪.‬‬ ‫كم ــا نق ــل التقري ــر ع ــن الس ــيدة ميدي ــا غان ــم‪،‬‬ ‫وهــي مــن القامشــلي‪ ،‬وشــاركت فــي االحتفــاالت‪،‬‬ ‫قوله ــا انه ــا متفائل ــة بان ــه م ــع س ــقوط نظ ــام‬ ‫االس ــد‪" ،‬س ــنواصل التق ــدم نح ــو الحري ــة‬ ‫وضم ــان حقوقن ــا ف ــي الدس ــتور الس ــوري‪،‬‬ ‫ونأم ــل نج ــاح ه ــذه املفاوض ــات‪ ،‬ألنن ــا نري ــد‬ ‫حقوقن ــا كك ــورد"‪.‬‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬

‫‪6‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫الكوردية‪ ..‬إرث اللهجات المتعددة‬ ‫يصطدم بتحدي اللغة الموحدة‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تمتلك اللغة الكوردية تار ًيخا‬ ‫ً‬ ‫وجذورا تمتد عبرقرون‬ ‫عريقا‬ ‫ً‬ ‫عد‬ ‫وت‬ ‫والثقافة‪،‬‬ ‫التراث‬ ‫من‬ ‫ُ ّ‬ ‫ركيزة أساسية لهوية الشعب‬ ‫تحديا‬ ‫الكوردي‪ ،‬لكنها تواجه‬ ‫ً‬ ‫يتمثل في عدم وجود لهجة‬ ‫موحدة ُتستخدم في جميع‬ ‫املجاالت‪ ،‬على غرارالفصحى في‬ ‫اللغة العربية أو اللغة الرسمية‬ ‫في اإلنكليزية‪.‬‬

‫ملحوظ ــا‬ ‫وش ــهدت العق ــود األخي ــرة انتش ـ ًـارا‬ ‫ً‬ ‫للغ ــة الكوردي ــة ف ــي مختل ــف ميادي ــن الحي ــاة‪،‬‬ ‫فق ــد أصبح ــت املؤسس ــات الصحفي ــة‬ ‫واإلعالمي ــة الناطق ــة بالكوردي ــة وم ــن ث ــم‬ ‫مو اق ــع التواص ــل االجتماع ــي أح ــد أه ــم‬ ‫وس ــائل تم ــاس م ــع الجمه ــور‪ ،‬ه ــذا االنتش ــار‬ ‫الواس ــع أس ــهم ف ــي تعزي ــز الوع ــي بالهوي ــة‬ ‫الكوردي ــة‪ ،‬لكن ــه ف ــي الوق ــت نفس ــه أب ــرز‬ ‫الفــوارق والتباينــات بيــن اللهجــات املختلفــة‪.‬‬ ‫وتتمي ــز اللغ ــة الكوردي ــة بتن ــوع لهج ــي واس ــع‪،‬‬ ‫إذ توج ــد ع ــدة لهج ــات منتش ــرة بي ــن مناط ــق‬ ‫الك ــورد‪ ،‬مث ـ ًـا اللهج ــة الس ــورانية ُتعتب ــر‬ ‫ـتخداما ف ــي إقلي ــم‬ ‫م ــن اللهج ــات األكث ــر اس ـ‬ ‫ً‬

‫ـوال إل ــى إي ــران‪،‬‬ ‫كوردس ــتان الع ــراق وص ـ ً‬ ‫وتعتب ــر اللهج ــة املعتم ــد ف ــي بع ــض املناط ــق‬ ‫الرس ــمية وتتمي ــز بأنه ــا لهج ــة أب ــرز الش ــعراء‬ ‫واألدب ــاء ُوتس ــتخدم ف ــي اإلع ــام والتعلي ــم‪،‬‬ ‫بينمــا اللهجــة الكرمانجيــة شــائعة فــي مناطــق‬ ‫ـوال إل ــى تركي ــا وس ــوريا وبع ــض‬ ‫ده ــوك وص ـ ً‬ ‫مناط ــق إي ــران‪ ،‬وتمتل ــك خصائ ــص لغوي ــة‬ ‫تميزه ــا ع ــن الس ــورانية‪.‬‬ ‫من ــذ س ــنوات‪ ،‬س ــعت كوردس ــتان لتحقي ــق‬ ‫التنمي ــة ف ــي ه ــذا املج ــال م ــن خ ــال افتت ــاح‬ ‫حكوم ــة اإلقلي ــم لألكاديمي ــة الكوردي ــة‪،‬‬ ‫وه ــي جه ــة رس ــمية مخول ــة بتطوي ــر اللغ ــة‬ ‫واس ــتحداث املصطلح ــات الجدي ــدة‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫كـــــــــــــــورديات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 254‬السنة الحادية والعشرون‪-‬شبــاط‪-‬فبـرايــر ‪2025‬‬

‫‪KURDISH‬‬

‫‪9‬‬

‫الكوردية‪ ..‬إرث اللهجات المتعددة يصطدم بتحدي اللغة الموحدة‬

‫الدكتور محسن أحمد‪:‬‬ ‫"اللهجة السورانية‬ ‫أصبحت إلى حد‬ ‫كبير نموذجية‪ ،‬حيث‬ ‫اندمجت مع باقي‬ ‫اللهجات‪ ،‬ونأمل أن‬ ‫تصبح اللهجة الكوردية‬ ‫الوسطية (السورانية)‬ ‫لهجة نموذجية في‬ ‫المستقبل تضم جميع‬ ‫اللهجات األخرى ‪"..‬‬

‫وتق ــول األكاديمي ــة ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إنه ــا‬ ‫اس ــتطاعت أن تم ــارس نش ــاطات علمي ــة‬ ‫متنوع ــة وتنف ــذ برام ــج اس ــتراتيجية ته ــدف‬ ‫إل ــى خدم ــة اللغ ــة الكوردي ــة م ــن مختل ــف‬ ‫الجوان ــب‪ ،‬وف ــي خط ــوة نوعي ــة‪ ،‬ت ــم تش ــكيل‬ ‫لجن ــة متخصص ــة تض ــم أعض ـ ًـاء تعن ــى‬ ‫باللهج ــات املختلف ــة‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك الجنوبي ــة‬ ‫الفيلي ــة والكلهوري ــة باإلضاف ــة إل ــى ال ــزازا‬ ‫ـوا أغلبه ــم‬ ‫والهورامي ــة م ــن أص ــل ‪ 29‬عض ـ ً‬ ‫يمثل ــون اللهج ــة الس ــورانية‪.‬‬ ‫لك ــن الدكت ــور محس ــن أحم ــد عم ــر‪ ،‬رئي ــس‬ ‫لجن ــة القام ــوس واللهج ــات ف ــي األكاديمي ــة‪،‬‬ ‫أش ــر خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬وج ــود‬ ‫تقصي ــر م ــن قب ــل بع ــض املؤسس ــات‬ ‫املجتمعي ــة ف ــي تنفي ــذ تعليم ــات األكاديمي ــة‪،‬‬ ‫معتب ـ ًـرا أن ــه يج ــب عل ــى وس ــائل اإلع ــام‬ ‫والجه ــات األخ ــرى الرج ــوع إل ــى األكاديمي ــة‬ ‫قبــل اعتمــاد مصطلحــات جديــدة فــي األخبــار‬ ‫واملنش ــورات‪.‬‬

‫وفــي ســياق االهتمــام بلهجــة موحــدة‪ ،‬أوضــح‬ ‫أن "هن ــاك لغ ــة كوردي ــة واح ــدة يتح ــدث به ــا‬ ‫جمي ــع أف ــراد الش ــعب الك ــوردي‪ ،‬واخت ــاف‬ ‫اللهج ــات لي ــس كبي ـ ًـرا ج ـ ًـدا‪ ،‬ل ــذا نس ــعى ف ــي‬ ‫املرحل ــة األولي ــة لتوحي ــد قواع ــد اإلم ــاء‬ ‫وإع ــداد قام ــوس يس ــتخدم م ــن قب ــل جمي ــع‬ ‫ُ‬ ‫الك ــورد س ــواء عب ــر اإلنترن ــت أو ف ــي الكت ــب‪".‬‬ ‫وأش ــار الدكت ــور محس ــن إل ــى أن اللهج ــة‬ ‫الســورانية أصبحــت إلــى حــد كبيــرنموذجيــة‪،‬‬ ‫حي ــث اندمج ــت م ــع باق ــي اللهج ــات‪ ،‬ولكن ــه‬ ‫ش ــدد عل ــى ض ــرورة ع ــدم التميي ــز بي ــن‬ ‫اللهجــات فــي سياســات األكاديميــة ملــا لــه مــن‬ ‫أثــرعلــى الوحــدة اللغويــة‪ .‬وفــي هــذا الســياق‪،‬‬ ‫عبــرعــن أملــه فــي أن تصبــح اللهجــة الكورديــة‬ ‫الوس ــطية (الس ــورانية) لهج ــة نموذجي ــة ف ــي‬ ‫املس ــتقبل تض ــم جمي ــع اللهج ــات األخ ــرى‪.‬‬ ‫ويت ــوزع الك ــورد بش ــكل رئي�س ــي عب ــر أرب ــع دول‬ ‫رئيس ــية‪ :‬تركي ــا‪ ،‬و إي ــران‪ ،‬والع ــراق‪ ،‬وس ــوريا‪.‬‬ ‫وفق ــا لتقدي ــرات مختلف ــة ُيق ـ ّـدرع ــدد الك ــورد‬ ‫ً‬

‫ً‬ ‫عاملي ــا بنح ــو ‪ 30‬إل ــى أكث ــر م ــن ‪ 40‬ملي ــون‬ ‫تبع ــا‬ ‫نس ــمة‪ ،‬وق ــد تتف ــاوت ه ــذه األرق ــام ً‬ ‫للمنهجي ــة والسياس ــات الوطني ــة ف ــي كل‬ ‫دول ــة‪.‬‬ ‫ونتيج ــة للتقلب ــات السياس ــية والصراع ــات‬ ‫فــي املنطقــة‪ ،‬انتشــرت جاليــات كورديــة كبيــرة‬ ‫ف ــي أوروب ــا وأمري ــكا‪ ،‬مم ــا أت ــاح له ــم الحف ــاظ‬ ‫عل ــى هويته ــم الثقافي ــة واللغوي ــة ف ــي املهج ــر‪.‬‬ ‫ويش ــكل األدب الك ــوردي مث ــا س ــجاًّل ً‬ ‫غني ــا‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫م ــن اإلب ــداع والتجدي ــد‪ ،‬حي ــث ت ــرك الكت ــاب‬ ‫واألدب ــاء والش ــعراء بصم ــة واضح ــة ف ــي تاري ــخ‬ ‫وهوي ــة الش ــعب الك ــوردي‪.‬‬ ‫وامتدت مسيرة األدب الكوردي من العصور‬ ‫الكالس ــيكية إل ــى عص ــر الحداث ــة‪ ،‬وب ــرز في ــه‬ ‫عــدد مــن الشــخصيات التــي أســهمت فــي إثــراء‬ ‫الثقاف ــة والهوي ــة الكوردي ــة عل ــى املس ــتويين‬ ‫املحل ــي والعالم ــي‪ ،‬بداي ــة م ــن أحم ــد خان ــي‬ ‫صاح ــب امللحم ــة الش ــعرية "م ــەم وزی ــن"‪،‬‬ ‫ـوال إل ــى نال ــي ومول ــوي وگ ــوران وم ــا‬ ‫وص ـ ً‬

‫بريشــان وغــام رضــا خــان اركــوازي‪ ،‬وشــيركو‬ ‫بيك ــس والعدي ــد اآلخري ــن األدب ــاء واملطربي ــن‪.‬‬ ‫ويق ــول الدكت ــور مؤي ــد طي ــب‪ ،‬عض ــو ف ــي‬ ‫األكاديميــة‪ ،‬إن "هــدف األكاديميــة هــو خدمــة‬ ‫اللغــة الكورديــة بجميــع لهجاتهــا وليــس فــرض‬ ‫لهج ــة واح ــدة عل ــى حس ــاب األخ ــرى"‪.‬‬ ‫ويضي ــف ب ــأن وج ــود لهج ــة موح ــدة تس ــهل‬ ‫الكتاب ــة والق ــراءة يع ــد أم ـ ًـرا إيجابي ـ ًـا‪ ،‬م ــع‬ ‫ض ــرورة مراع ــاة تن ــوع املعايي ــرالت ــي ُتس ــتخدم‬ ‫ف ــي وس ــائل اإلع ــام والكتاب ــة والتعلي ــم عل ــى‬ ‫مس ــتوى إقلي ــم كوردس ــتان وباق ــي املناط ــق‪.‬‬ ‫ف ــي العدي ــد م ــن ال ــدول الت ــي يتواج ــد فيه ــا‬ ‫الك ــورد‪ُ ،‬تواج ــه اللغ ــة األم سياس ــات‬ ‫ـودا عل ــى اس ــتخدامها ف ــي‬ ‫تهميش ــية تض ــع قي ـ ً‬ ‫املؤسس ــات الرس ــمية واإلع ــام‪ ،‬م ــا تس ــبب‬ ‫بإنصه ــار العدي ــد منه ــم باللغ ــات العربي ــة‬ ‫والتركي ــة والفارس ــية‪ ،‬ه ــذا األم ــر يق ــود‬ ‫باملجم ــل إل ــى انقط ــاع الهوي ــة اللغوي ــة ل ــدى‬ ‫الجي ــل الجدي ــد‪ ،‬حي ــث ُيف ــرض عليه ــم تعل ــم‬

‫اللغ ــة الرس ــمية دون تعزي ــز اللغ ــة األم‪.‬‬ ‫ويؤك ــد كام ــران رحيم ــي‪ ،‬املخت ــص ف ــي اللغ ــة‬ ‫ومس ــؤول مؤسس ــة زانس ــت ف ــي إي ــام‬ ‫الفيلي ــة‪ ،‬أهمي ــة وج ــود مؤسس ــات معني ــة‬ ‫باللغــة؛ فهــو يــرى أن هــذا الوجــود دليــل علــى‬ ‫حض ــارة املجتم ــع وس ــعيه للتط ــور الثقاف ــي‪.‬‬ ‫"من ــذ تأس ــيس مجم ــع املعلوم ــات الك ــوردي‬ ‫عــام ‪ 1970‬فــي بغــداد‪ ،‬لــم يتمكــن املختصــون‬ ‫م ــن التق ــدم باتج ــاه لغ ــة رس ــمية موح ــدة‪،‬‬ ‫ودائمــا ذهــب العاملــون علــى تطويــراللغــة إلــى‬ ‫ً‬ ‫االهتم ــام بلهج ــات مح ــددة بش ــكل منفص ــل‬ ‫وغي ــر موح ــد”‪ ،‬يق ــول رحيم ــي‪.‬‬ ‫وع ــن املتحدثي ــن بغي ــر اللهجتي ــن الرئيس ــيتين‬ ‫الكرمانجي ــة والس ــورانية‪ ،‬يش ــير إل ــى أن‬ ‫“مش ــكلتهم ه ــي التوج ــه أكث ــر نح ــو الش ــعر‬ ‫واألدب ف ــي اس ــتخدام لهجاته ــم عل ــى حس ــاب‬ ‫اللغ ــة والقواع ــد‪ ،‬واملش ــكلة الثاني ــة ه ــي أن‬ ‫املختصيــن املوجوديــن فــي املؤسســات املعنيــة‬ ‫بتطوي ــر اللغ ــة اهتم ــوا أق ــل به ــذه اللهج ــات‪،‬‬

‫إم ــا بس ــبب ع ــدم معرفته ــم به ــذه اللهج ــات أو‬ ‫اعتبــارلهجاتهــم أكثــرأصالــة وصحــة مــن هــذه‬ ‫اللهج ــات”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تحدي ــا أخ ــر يتمث ــل‬ ‫وتش ــهد اللغ ــة الكوردي ــة‬ ‫ف ــي تباي ــن أنظم ــة الكتاب ــة املس ــتخدمة فيه ــا‪،‬‬ ‫إذ تت ــوزع بي ــن األبجدي ــة الالتيني ــة واألبجدي ــة‬ ‫العربي ــة ُاملعدل ــة (املعتم ــدة عل ــى الخ ــط‬ ‫اآلرامــي)‪ .‬هــذا التنــوع فــي أســاليب الكتابــة ال‬ ‫يقتصــرعلــى جانــب تقنــي فحســب‪ ،‬بــل يمتــد‬ ‫إل ــى تأثي ــره عل ــى الهوي ــة الثقافي ــة والوح ــدة‬ ‫اللغوي ــة بي ــن الناطقي ــن بالكوردي ــة‪ ،‬حي ــث‬ ‫يج ــد الكثي ــر منه ــم صعوب ــة ف ــي التواص ــل‬ ‫والق ــراءة والكتاب ــة عب ــرالح ــدود الجغر افي ــة‬ ‫والسياس ــية املختلف ــة‪.‬‬ ‫م ــن ناحي ــة أخ ــرى‪ ،‬يس ــاهم ه ــذا التباي ــن ف ــي‬ ‫ظه ــور فج ــوة تعليمي ــة وثقافي ــة بي ــن املناط ــق‬ ‫الت ــي تعتم ــد نظ ــام كتاب ــة دون اآلخ ــر‪ ،‬مم ــا‬ ‫ي ــؤدي إل ــى صعوب ــات ف ــي نش ــر األدب والت ــراث‬ ‫الك ــوردي بش ــكل موح ــد‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪11 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫رحلة البحث عن رفات‬ ‫شهداء شباب ُ‬ ‫الكورد الفيليين‬ ‫عباس عبد شاهين‪:‬‬ ‫مجهوال بعد أن طالتهم يد الغدرمن قبل النظام البعثي‬ ‫الكرد الفيليين‬ ‫ً‬ ‫ما زال مصيراآلالف من شباب ُ‬ ‫املباد في مطلع الثمانينيات من القرن املا�ضي‪ ،‬حيث تشيرالتقديرات إلى اختفاء أكثرمن ‪ 20‬ألف شاب‬ ‫فيلي حسب ما ورد في العديد من املصادر‪ ،‬لم يعثرليومنا هذا على رفاتهم‪.‬‬ ‫ُ‬

‫ان هــذا األمــر تــرك جرحـ ًـا نازفـ ًـا فــي ذاكــرة ذويهــم‪،‬‬ ‫وعل ــى الرغ ــم م ــن م ــرور أكث ــر م ــن عقدي ــن عل ــى‬ ‫س ــقوط النظ ــام الدم ــوي املب ــاد ف ــإن خط ــوات‬ ‫الحكوم ــة ال ت ـزال غي ــر مقنع ــة فيم ــا يتعل ــق‬ ‫به ــذا املل ــف امله ــم‪ ،‬إذ ل ــم ُتب ـ ِـد الجدي ــة الالزم ــة‬ ‫فــي البحــث عــن رفــات الضحايــا الذيــن ُأعدمــوا‬ ‫دون وجــه للحــق وال بمســوغ قانونــي‪ُ ،‬وأخفيــت‬ ‫جثثه ــم ف ــي مقاب ــر مجهول ــة‪.‬‬ ‫ـما‬ ‫ان املعلوم ــات املتوف ــرة تش ــير ال ــى ان قس ـ ً‬ ‫منه ــم أجري ــت عليه ــم التج ــارب الكيمياوي ــة‬ ‫والجرثوميــة فــي املختبـرات‪ ،‬وقســم آخــر منهــم تــم‬ ‫اجبارهــم كــدروع بشــرية تتقــدم امــام القطعــات‬ ‫العراقي ــة خ ــال الح ــرب الت ــي كان ــت دائ ــرة بي ــن‬ ‫كل م ــن الع ـراق واي ـران والت ــي أس ــتمرت من ــذ‬ ‫ع ــام ‪ 1980‬ولغاي ــة ‪.1988‬‬ ‫ه ــذا وضم ــن الس ــياق نفس ــه ان الحكوم ــات‬ ‫املتعاقب ــة من ــذ ع ــام ‪ 2003‬ال ــى يومن ــا الحال ــي‬ ‫ل ــم تم ــارس ضغط ـ ًـا كافي ـ ًـا عل ــى ازالم النظ ــام‬ ‫البائ ــد م ــن املحتجزي ــن ف ــي الس ــجون ل ــإدالء‬ ‫باملعلومــات عــن مواقــع املقابــر الجماعيــة التــي‬

‫تض ــم رف ــات الش ــهداء الفيلي ــة‪.‬‬ ‫فف ــي ظ ــل غي ــاب الدع ــم الحكوم ــي ف ــإن كاف ــة‬ ‫الجه ــود املبذول ــة لكش ــف مواق ــع تل ــك املقاب ــر‬ ‫بقي ــت دون أي ــة ج ــدوى‪ ،‬كم ــا ان مؤسس ــة‬ ‫الشــهداء وهــي الجهــة املعنيــة بهــذا امللــف تفتقــر‬ ‫إل ــى األجه ــزة املتط ــورة الالزم ــة لفح ــص عين ــات‬ ‫(‪ )DNA‬التــي تعــد أداة حاســمة فــي التعــرف علــى‬ ‫هويــة الضحايــا‪ ،‬ومــع أن هنــاك تقنيــات حديثــة‬ ‫ُتمكنهــا تحليــل اعــداد كبيــرة مــن العينــات خــال‬ ‫وق ــت قيا�س ــي‪ ،‬إال أن الع ـراق لألس ــف الش ــديد‬ ‫ل ــم يتس ــن ل ــه ال ــى يومن ــا ه ــذا توفي ــر ه ــذه‬ ‫اإلمكاني ــات ملؤسس ــاته التخصصي ــة‪.‬‬ ‫الك ــرد‬ ‫ان إزاء ه ــذا اإلهم ــال أطل ــق أبن ــاء ُ‬ ‫الفيليي ــن مب ــادرات وتح ــركات مكثف ــة للضغ ــط‬ ‫باتج ــاه كش ــف مصي ــر الش ــهداء‪ ،‬فق ــد ش ــكلوا‬ ‫ف ــرق عم ــل قانوني ــة قام ــت برف ــع مذك ـرات إل ــى‬ ‫محكم ــة الع ــدل الدولي ــة واملنظم ــات الدولي ــة‬ ‫وغيرهــا بهــدف تدويــل قضيــة اإلبــادة الجماعيــة‬ ‫الك ــرد الفيليي ــن‪ ،‬واملطالب ــة‬ ‫ارتكب ــت بح ــق ُ‬ ‫الت ــي ُ‬ ‫بإج ـراءات حازم ــة ُتل ــزم الحكوم ــة بتحم ــل‬

‫مس ــؤولياتها تج ــاه ه ــذا املل ــف‪.‬‬ ‫ان التح ــركات تش ــمل املطالب ــة بتوفي ــر‬ ‫اإلمكاني ــات التقني ــة للجه ــات املعني ــة وتش ــكيل‬ ‫ف ــرق ميداني ــة مختص ــة للبح ــث ع ــن رف ــات‬ ‫الضحاي ــا ف ــي املناط ــق الت ــي يعتق ــد أنه ــا تض ــم‬ ‫ُ‬ ‫مقاب ــر جماعي ــة‪ ،‬إضاف ــة إل ــى محاس ــبة‬ ‫املتورطي ــن ف ــي ه ــذه الجرائ ــم س ــواء م ــن الذي ــن‬ ‫ش ــاركوا فيه ــا‪ ،‬أو م ــن أولئ ــك الذي ــن تس ــتروا‬ ‫عليه ــا وس ــاهموا ف ــي طم ــس معامله ــا‪.‬‬ ‫ورغــم الجهــود املســتمرة تبقــى كثيــر مــن العوائــل‬ ‫الفيليــة واألقــارب ينتظــرون العثــور علــى رفــات‬ ‫أحبائه ــم ليتمكن ــوا م ــن إقام ــة مراس ــيم دفنه ــم‬ ‫فــي أماكــن تليــق بكرامتهــم وتعيــد لهــم االعتبــار‪،‬‬ ‫كم ــا ج ــرى القي ــام ب ــه م ــع ش ــهداء آخري ــن ت ــم‬ ‫العث ــور عل ــى رفاته ــم ف ــي املقاب ــر الجماعي ــة‪،‬‬ ‫لك ــن املفارق ــة املوجع ــة أن العدي ــد م ــن االب ــاء‬ ‫واألمهــات الذيــن ظلــوا ينتظــرون لحظــة العثــور‬ ‫عل ــى فل ــذات أكباده ــم ق ــد رحل ــوا ع ــن الدني ــا‬ ‫دون أن يتحق ــق حلمه ــم تاركي ــن وراءه ــم إرث ـ ًـا‬ ‫م ــن األل ــم والحس ــرة‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪13 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫الربيع في كرمانشاه‪..‬‬ ‫رحلة من أساطير الكورد إلى معالم السياحة‬ ‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫فــي كل عــام مــع قــدوم فصــل الربيــع‪ ،‬تتزيــن محافظــة كرمانشــاه (بالكورديــة‪:‬‬ ‫كرماش ــان) بخلفيته ــا الثقافي ــة العريق ــة‪ ،‬لتكش ــف ع ــن مزي ــج فري ــد م ــن‬ ‫الطبيع ــة الخض ــراء والحي ــاة االجتماعي ــة النابض ــة‪.‬‬

‫تق ــع ه ــذه املحافظ ــة ف ــي قل ــب زاغ ــروس ُوتعتب ــر‬ ‫واح ــدة م ــن أجم ــل الوجه ــات ف ــي إي ـران خ ــال‬ ‫ه ــذا املوس ــم‪ ،‬إذ تتجس ــد فيه ــا جم ــال الجب ــال‬ ‫الشــاهقة والينابيــع الفــوارة والحدائــق املزهــرة‪،‬‬ ‫لك ــن الربي ــع ف ــي كرمانش ــاه لي ــس مج ــرد مش ــهد‬ ‫طبيع ــي؛ إن ــه احتف ــال متأص ــل ف ــي الهوي ــة‬ ‫والع ــادات الكوردي ــة‪.‬‬ ‫م ــع حل ــول الربي ــع‪ ،‬تتح ــول كرمانش ــاه إل ــى‬ ‫لوحــة فنيــة تتزيــن بالزهــور البريــة مثــل شــقائق‬ ‫النعم ــان الحم ـراء واألقحوان ــات الصف ـراء‪،‬‬ ‫وتمت ــد الس ــهول الخض ـراء وتتجل ــى املناظ ــر‬ ‫الطبيعي ــة الخالب ــة‪ ،‬مم ــا يجع ــل املحافظ ــة‬ ‫وجه ــة س ــياحية فري ــدة تجم ــع بي ــن الطبيع ــة‬ ‫البك ــر والجم ــال الطبيع ــي ال ــذي يخط ــف‬ ‫األنف ــاس‪.‬‬ ‫تقاليد وطقوس نوروز‬ ‫يع ــد عي ــد ن ــوروز‪ ،‬ال ــذي يحتف ــل ب ــه الك ــورد‬ ‫ُ‬ ‫كرم ــز لبداي ــة الع ــام الجدي ــد ووالدة الطبيع ــة‪،‬‬ ‫الح ــدث الربيع ــي األب ــرز ف ــي كرمانش ــاه‪ ،‬حي ــث‬ ‫تب ــدأ االحتف ــاالت ف ــي ش ــهر آذار وتس ــتمر‬ ‫طقوس ــا عريق ــة مث ــل‬ ‫حت ــى نيس ــان‪ ،‬وتش ــمل‬ ‫ً‬ ‫"خانه‌تکانــی" (تنظيــف املنــزل)‪ ،‬خبــز الحلويــات‬ ‫التقليدي ــة‪ ،‬تجهي ــز املالب ــس الجدي ــدة وإع ــداد‬ ‫مائ ــدة "هفتس ــين" املكون ــة م ــن س ــبعة عناص ــر‬ ‫تب ــدأ أس ــماؤها بح ــرف الس ــين‪ .‬ه ــذه التقالي ــد‬ ‫ُتع ــد بمثاب ــة تجدي ــد للرواب ــط االجتماعي ــة‬ ‫وإحي ــاء للهوي ــة الثقافي ــة‪.‬‬ ‫تش ــتهر املحافظ ــة بمناط ــق س ــياحية ممي ــزة‬

‫مث ــل "مصي ــف ط ــاق بس ــتان" ال ــذي يض ــم‬ ‫آثــا ًرا تاريخيــة مــن العصــر الساســاني‪ ،‬ومدينــة‬ ‫"س ـراب نيلوف ــر" الت ــي تض ــم بحي ــرة مليئ ــة‬ ‫بزنابــق املــاء‪ ،‬ومنطقــة "أورامانــات" ذات املنــازل‬ ‫املدرج ــة والهندس ــة املعماري ــة الفري ــدة‪ُ .‬تق ــام‬ ‫أيض ـ ًـا مهرجان ــات محلي ــة ومع ــارض حرفي ــة‬ ‫ُتبــرز الثقافــة والعــادات الكورديــة‪ ،‬ممــا يجعــل‬ ‫الزي ــارة تجرب ــة ثقافي ــة غني ــة للس ــياح املحليي ــن‬ ‫واألجان ــب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كم ــا تلع ــب املوس ــيقى والش ــعر دورا محوري ــا ف ــي‬

‫الحيــاة الثقافيــة فــي كرمانشــاه‪ ،‬خاصــة فــي أيــام‬ ‫الربيــع‪.‬‬ ‫خ ــال احتف ــاالت ن ــوروز‪ ،‬تتعال ــى أص ــوات‬ ‫ال ــدف والطنب ــور‪ُ ،‬وتق ــام ع ــروض الرقص ــات‬ ‫التقليديــة‪ُ ،‬تضفــي هــذه الفنــون ملســة عاطفيــة‬ ‫وروحيــة علــى االحتفــاالت‪ ،‬كمــا ُتبــرز الطقــوس‬ ‫الشــعبية مثــل "كوســه گــردی" و"س ـه‌ر ســال"‪،‬‬ ‫حي ــث يجتم ــع الس ــكان ألداء ع ــروض فكاهي ــة‬ ‫وس ــرد قص ــص قديم ــة تعك ــس تاري ــخ املنطق ــة‬ ‫وتراثه ــا‪.‬‬

‫يرتبــط الربيــع فــي كرمانشــاه بعــدد مــن األســاطير‬ ‫القديمــة التــي تــروي بدايــات فصــل التجديد‪.‬‬ ‫يش ــير الباح ــث رض ــا موزون ــي إل ــى أن بداي ــة‬ ‫الربي ــع ُتس ــتدل عليه ــا م ــن خ ــال أول زه ــرة‬ ‫تظه ــر ف ــي جب ــال زاغ ــروس‪ ،‬فيم ــا ُتع ــد ش ــجرة‬ ‫تنگ ــز م ــن أول النبات ــات الت ــي تزه ــر ُوتعل ــن ع ــن‬ ‫نهاي ــة الش ــتاء‪.‬‬ ‫كمــا تــروي األســطورة قصــة "كــور ســياي" (ابــن‬ ‫الصي ــاد) ال ــذي يعتب ــر رم ـ ًزا لتحوي ــل معان ــاة‬ ‫ُ‬ ‫الش ــتاء إل ــى أم ــل جدي ــد‪ ،‬فيم ــا تب ــرز مراس ــم‬ ‫"س ـه‌ر س ــال" وطق ــوس "مي ــم برج ــم" كرم ــوز‬ ‫لل ــوالدة والخصوب ــة والتجدي ــد‪.‬‬ ‫وعلــى الرغــم مــن أن العديــد مــن طقــوس الربيــع‬ ‫ف ــي كرمانش ــاه متج ــذرة ف ــي التاري ــخ والتقالي ــد‬ ‫القديم ــة‪ ،‬إال أن ه ــذه االحتف ــاالت الي ــوم‬ ‫أصبح ــت مصحوب ــة أيض ــا بمظاه ــر الحي ــاة‬ ‫الحديث ــة‪.‬‬ ‫وتش ــمل مهرجان ــات الربي ــع الت ــي تق ــام ف ــي‬ ‫مختل ــف م ــدن وق ــرى املحافظ ــة‪ ،‬واملع ــارض‬ ‫الحرفيــة والبــازارات املحليــة والبرامــج الثقافيــة‬ ‫املتنوعــة التــي تســاعد علــى التعريــف بالثقافــة‬ ‫والع ــادات الكوردي ــة ألهال ــي ه ــذه املنطق ــة‪.‬‬ ‫باإلضاف ــة إل ــى ذل ــك‪ ،‬أدى تط ــور الس ــياحة‬ ‫ف ــي الس ــنوات األخي ــرة إل ــى تركي ــز س ــكان‬ ‫كرمانش ــاه بش ــكل أكب ــر عل ــى الحف ــاظ عل ــى‬ ‫ثقافته ــم األصلي ــة والتعري ــف به ــا‪ .‬وتوف ــر‬ ‫مس ــاكن الس ــياحة البيئي ــة ف ــي الق ــرى الجميل ــة‬ ‫والتاريخيــة فــي هــذه املحافظــة فرصــة للســياح‬ ‫املحلييــن واألجانــب للتعــرف علــى حيــاة وثقافــة‬ ‫الش ــعب الك ــوردي‪.‬‬ ‫الباحــث والكاتــب الكرمانشــاهي رضــا موزونــي‪،‬‬ ‫يق ــول ف ــي ه ــذا الص ــدد ف ــي حدي ــث لوكال ــة مه ــر‬ ‫االيرانيــة‪ ،‬ترجمتــه مجلــة «فيلــي»‪ :‬عنــد الكــورد‪،‬‬ ‫يت ــم تحدي ــد التقوي ــم املوس ــمي بن ــاء عل ــى‬ ‫التغي ـرات املناخي ــة امللموس ــة‪ .‬فبع ــد تس ــاقط‬ ‫الثل ــوج واألمط ــار الغزي ــرة‪ ،‬يبح ــث الن ــاس‬ ‫بعنايــة عــن أصغــر عالمــة واعــدة بقــدوم الربيــع‬ ‫ف ــي عالم ــات الطبيع ــة‪.‬‬ ‫وأض ــاف‪ :‬بحس ــب القص ــص املروي ــة القديم ــة‪،‬‬ ‫رأى رج ــل أول زه ــرة ربيعي ــة ف ــي أح ــد جب ــال‬ ‫زاغ ــروس فأخذه ــا إل ــى حاك ــم املنطق ــة‪ .‬واعتب ــر‬ ‫الحاكــم هــذه الزهــرة عالمــة علــى قــدوم الربيــع‬ ‫وأطل ــق عليه ــا اس ــم زه ــرة ن ــوروز‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬

‫‪14‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬ ‫‪FAILIES‬‬

‫التاريخ هو ما يحدث اليوم‪..‬‬ ‫مراد مرادي وتحديات المؤرخ بملف الكورد الفيليين‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫ُتعد الكتابة التاريخية إحدى‬ ‫أهم الوسائل لصياغة هوية األمم‬ ‫والشعوب‪ ،‬فهي تعكس ماضيها‬ ‫وتربطه بحاضرها ومستقبلها‪،‬‬ ‫وفي سياق محافظة إيالم والكورد‬ ‫الفيليين العر اقيين‪ ،‬يبرزاسم الكاتب‬ ‫والباحث الدكتور"مراد مرادي‬ ‫مقدم" بوصفه أحد املشتغلين‬ ‫بقضايا التاريخ ّ‬ ‫وهوية الكورد‬ ‫علميا يهدف‬ ‫منهجا‬ ‫متبن ًيا‬ ‫الفيليين‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إلى تقديم البيانات التاريخية وتحليلها‬ ‫وتفسيرها‪ ،‬ليبين بأن التاريخ ليس‬ ‫ّ‬ ‫مجرد أحداث قديمة منقطعة عن‬ ‫الو اقع‪ ،‬بل هو ما يحدث اليوم‬ ‫بمشاركة كل فرد من أفراد األمة‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪15 2025‬‬ ‫ف ــي ه ــذا الح ــوار ال ــذي أجرت ــه مع ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬يؤك ــد الدكت ــور م ـرادي مق ــدم أن‬ ‫ّ‬ ‫وع ــي األم ــم بماضيه ــا ه ــو بوصلته ــا ف ــي الحاض ــر‬ ‫واملس ــتقبل‪ ،‬وأن ل ــكل ف ــرد دو ًرا فاع ـ ًـا ف ــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تش ــكيل ه ــذا الوع ــي وصن ــع التاري ــخ‪.‬‬ ‫دور ّ‬ ‫املؤرخ في بناء الوعي الجماعي‬ ‫يش ـ ّـدد الدكت ــور م ـرادي مق ــدم عل ــى أن واج ــب‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫امل ــؤرخ لي ــس مج ـ ّـرد إع ــادة س ــرد الوقائ ــع‪ ،‬ب ــل‬ ‫تحليله ــا وتفس ــيرها ونقده ــا‪ ،‬ث ــم تقديمه ــا‬ ‫بصــورة تســمح لألمــة باســتخالص العبــر‪ .‬وبهــذا‬ ‫املعن ــى‪ ،‬ال يق ــف التاري ــخ عن ــد ح ــدود املا�ض ــي‪،‬‬ ‫ب ــل يمت ــد إل ــى الحاض ــر م ــن خ ــال األدوار‬ ‫ُّ‬ ‫الت ــي يؤديه ــا األف ـراد والجماع ــات ف ــي صياغ ــة‬ ‫مس ــتقبلهم‪ ،‬فيتب ـ ّـدى التاري ــخ كم ــا ل ــو كان "م ــا‬ ‫يح ــدث اآلن"‪.‬‬ ‫وعلي ــه‪ ،‬ف ــإن كل ف ــرد م ــن أف ـراد األم ــة يمتل ــك‬ ‫ّ ّ‬ ‫دو ًرا فاعـ ًـا فــي تشــكيل تاريــخ اليــوم والغــد‪ ،‬وال‬ ‫ينبغ ــي التعوي ــل عل ــى ق ــوى ّ‬ ‫خفي ــة أو ي ـ ٍـد غيبي ــة‬ ‫لتغيي ــر املصي ــر‪ .‬ب ــل إن املس ــتقبل ه ــو ثم ــرة‬ ‫ّ‬ ‫أفع ــال الحاض ــر‪.‬‬ ‫كم ــا يتن ــاول الدكت ــور م ـرادي مق ــدم ف ــي معظ ــم‬ ‫أعمال ــه العلمي ــة – مق ــاالت وكتب ـ ًـا – مس ــائل‬ ‫إش ــكالية تتعل ــق بتاري ــخ محافظ ــة إي ــام‬ ‫ـفا أه ـ ّـم‬ ‫والك ــورد الفيليي ــن العراقيي ــن‪ ،‬كاش ـ ً‬ ‫املحط ــات السياس ــية واالجتماعي ــة والثقافي ــة‬ ‫الت ــي ش ـ ّـكلت ه ــذه الش ــريحة املهم ــة ف ــي الع ـراق‬ ‫وإي ــران‪.‬‬ ‫ويص ـ ّـرح ب ــأن هدف ــه األسا�س ــي ه ــو "تقدي ــم‬ ‫ّ‬ ‫البيان ــات التاريخي ــة ف ــي الزم ــان وامل ــكان"‪ ،‬بم ــا‬ ‫يس ــهم ف ــي تعزي ــز معرف ــة الق ـراء والباحثي ــن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ويمه ــد إلدراك تاريخ ــي أوس ــع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كم ــا ي ــرى الدكت ــور م ـرادي مق ــدم أن للتاري ــخ‬ ‫ّ‬ ‫معان ــي متع ـ ّـددة‪ ،‬إذ ال ينبغ ــي النظ ــر إلي ــه‬ ‫بوصفــه "قــادة بيولوجيــة فــي عنــق الجغرافيــا"‪،‬‬ ‫ـاطا فكريـ ًـا‬ ‫ُبــل يجــب التعامــل معــه بوصفــه نشـ ً‬ ‫ويمكــن األمــة مــن ق ـراءة‬ ‫ي ّنمــي الوعــي التاريخــي‪ّ ،‬‬ ‫ـدر‬ ‫حاضره ــا واستش ـراف مس ــتقبلها بأق ـ ّـل ق ـ ٍ‬ ‫م ــن األخط ــاء‪.‬‬ ‫تتلخ ــص ف ــي بل ــورة‬ ‫ويوض ــح أن وظيف ــة امل ــؤرخ ّ‬ ‫ـان جماع ــي‬ ‫"عق ــل تاريخ ــي‬ ‫واع بذات ــه" و"إيم ـ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بالــذات"‪ ،‬يتأســس علــى ربــط البيانــات الزمانيــة‬ ‫واملكاني ــة املتناث ــرة‪ ،‬وتحليله ــا وتفس ــيرها‪،‬‬ ‫ليص ــل الش ــعب إل ــى معرف ــة دقيق ـ ٍـة بهويت ــه‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن التاري ــخ حي ــن ُيكت ــب بن ـ ًـاء عل ــى‬ ‫ّ‬ ‫ـات حقيقي ــة ورؤي ـ ٍـة علمي ــة صارم ــة‪ ،‬فإن ــه‬ ‫بيان ـ ٍ‬

‫‪16‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪17 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫مراد مرادي وتحديات المؤرخ بملف الكورد الفيليين‬

‫ـدة صلب ـ ًـة لـ"الوع ــي الجماع ــي" ال ــذي‬ ‫ّ‬ ‫يوف ــر قاع ـ ً‬ ‫يضم ــن توحي ــد األه ــداف املش ــتركة وتمهي ــد‬ ‫الطري ــق لتحقيقه ــا‪ .‬وبذل ــك ت ــزداد ثق ــة األم ــة‬ ‫بذاته ــا‪ ،‬ويمنحه ــا التاري ــخ الق ــدرة عل ــى األم ــل‬ ‫والتف ــاؤل‪.‬‬ ‫التحديات البحثية واملأزق الجغرافي‬ ‫ّ‬ ‫يش ــير الدكت ــور م ـرادي مق ــدم إل ــى صعوب ــات‬ ‫حقيقي ــة تواجه ــه بوصف ــه مؤرخ ـ ًـا محلي ـ ًـا ف ــي‬ ‫مدين ــة دهل ـران‪ ،‬أبرزه ــا‪ُ ،‬‬ ‫البع ــد الجغراف ــي ع ــن‬ ‫العاصم ــة طه ـران‪ ،‬حي ــث تتواف ــر املكتب ــات‬ ‫ومراك ــز التوثي ــق الكب ــرى‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى‬ ‫التكلفــة الباهظــة للســفر واالســتفادة مــن دور‬ ‫األرش ــيف واملص ــادر املختلف ــة‪ ،‬وقل ــة الدع ــم‬ ‫املال ــي ف ــي طباع ــة األعم ــال البحثي ــة التاريخي ــة‪،‬‬ ‫ون ــدرة الناش ــرين الذي ــن يهتم ــون بمس ــائل‬ ‫التاري ــخ املحل ــي واإلقليم ــي‪.‬‬ ‫التحدي ــات ل ــم ُتح ــل دون‬ ‫ويؤك ــد أن ه ــذه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اس ــتمراره ف ــي إنج ــاز أعمال ــه البحثي ــة؛ إذ لج ــأ‬ ‫إل ــى التاري ــخ الش ــفهي لجم ــع ش ــهادات الن ــاس‬ ‫وتوثي ــق األح ــداث‪ ،‬خصوص ـ ًـا تل ــك املتعلق ــة‬ ‫بتجرب ــة مدين ــة دهل ـران ّإب ــان الح ــرب‪.‬‬ ‫مــن القضايــا التــي يشــير إليهــا الدكتــور م ـرادي‬ ‫مق ــدم ه ــي اإلب ــادة الجماعي ــة للك ــورد الفيليي ــن‬ ‫حت ــى‬ ‫ـدا ّأن الجه ــود املبذول ــة ّ‬ ‫ف ــي الع ـراق‪ ،‬مؤك ـ ً‬ ‫اآلن ال تكف ــي لتوثيقه ــا واس ــتجالء جوانبه ــا‬ ‫املختلف ــة‪.‬‬ ‫ويح ـ ّـث الباحثي ــن واملهتمي ــن م ــن الك ــورد‬ ‫الفيليي ــن وغيره ــم عل ــى أن يش ـ ّـمروا ع ــن‬ ‫س ــواعدهم لس ـ ّـد ه ــذه الفج ــوة‪ ،‬فالذاك ــرة‬ ‫تحتم ــان‬ ‫التاريخي ــة والقضي ــة اإلنس ــانية ّ‬ ‫تس ــجيل كل األبع ــاد الثقافي ــة والتاريخي ــة‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعي ــة واإلب ــادة الجماعي ــة الت ــي لحق ــت‬ ‫به ــذه الش ــريحة‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن االهتم ــام بالهوي ــة كان الداف ــع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األول لدراس ــته للتاري ــخ السيا�س ــي واالجتماع ــي‬ ‫للك ــورد الفيليي ــن ف ــي بش ــتكو ف ــي مرحل ــة‬ ‫املاجســتير‪ ،‬ثــم اســتكماله فــي مرحلــة الدكتــوراه‬ ‫ضم ــن التاري ــخ السيا�س ــي واالجتماع ــي للك ــورد‬ ‫ـاوال أبع ــاد اإلب ــادة‬ ‫الفيليي ــن ف ــي الع ـراق‪ ،‬متن ـ ً‬ ‫الجماعي ــة بالتفصي ــل‪.‬‬ ‫املؤلفات والبحوث املنشورة‬ ‫منــذ عــام ‪ ،2013‬كـ ّـرس الدكتــور مـرادي مقــدم‬

‫جهــوده لدراســة تاريــخ محافظــة إيــام والكــورد‬ ‫الفيلييــن العراقييــن‪ ،‬فصــدرت لــه العديــد مــن‬ ‫الكتــب واألبحــاث‪ ،‬مــن أبرزهــا‪:‬‬ ‫الكتب املنشورة‬ ‫التاريــخ السيا�ســي واالجتماعــي للكــورد الفيلييــن‬ ‫فــي عهــد والة بشــتكوه‬ ‫دهلران في مرآة ثماني سنوات من الحرب‬ ‫بعض املقاالت العلمية‬ ‫ تاريــخ بشــتكوه السيا�ســي واالجتماعــي فــي عهــد‬‫الــوالة الفيلييــن‬ ‫ الخ ــاف بي ــن إي ـران والعثمانيي ــن عل ــى مدين ــة‬‫باغس ــايي‬ ‫ تأثيــر الثــورة اإلســامية اإليرانيــة علــى الكــورد‬‫الفيلييــن الشــيعة العراقييــن‬

‫ الصفح ــة الكوردي ــة‪ :‬الحرك ــة الس ــكانية‬‫والقضي ــة األمني ــة‬ ‫ الح ــزب الوطن ــي‪ :‬قبائ ــل وعش ــائر بش ــتكوه‬‫الك ــورد‬ ‫ وثيقة عن عشيرة باپیروند الكوردية‬‫ دور والة إي ــام ف ــي حف ــظ األم ــن والدف ــاع ع ــن‬‫ح ــدود إي ـران‬ ‫ قصة قبر املهدي باهلل في مدينة إيالم‬‫ دور أه ــل إي ــام ف ــي انتص ــار الث ــورة اإلس ــامية‬‫اإليراني ــة‬ ‫ الجغرافية التاريخية للكورد‬‫ دور محافظــي لورســتان وإيــام فــي الدفــاع عــن‬‫الحــدود وحفــظ األمــن فــي إيـران‬ ‫‪ -‬تق�ص ــي العوام ــل املؤث ــرة ف ــي ش ــكوك الوض ــع‬

‫ّ‬ ‫«يحث "مرادي" الباحثين والمهتمين‬ ‫من الكورد الفيليين وغيرهم على‬ ‫أن يشمّروا عن سواعدهم‪ ،‬فالذاكرة‬ ‫التاريخية والقضية اإلنسانية تحتّمان‬ ‫كل األبعاد الثقافية والتاريخية‬ ‫تسجيل ّ‬ ‫واالجتماعية واإلبادة الجماعية التي‬ ‫لحقت بهذه الشريحة»‪..‬‬

‫املواطن ــي للك ــورد الفيليي ــن العراقيي ــن خ ــال‬ ‫املائ ــة ع ــام املاضي ــة‬ ‫ دور الضريب ــة ف ــي التط ــورات السياس ــية‬‫واالجتماعي ــة ف ــي بش ــتكوه ف ــي العه ــد القاج ــاري‬ ‫ الهج ــرة م ــن بش ــتكوه إل ــى الع ـراق خ ــال‬‫الفترتي ــن القاجاري ــة والبهلوي ــة‬ ‫ العمارة في بشتكوه إيالم‬‫ الفيليون في موسوعة جهان اإلسالم‬‫ تأثي ــر الثقاف ــة واللغ ــة الفارس ــية عل ــى الك ــورد‬‫العراقيي ــن‬ ‫ التحقي ــق ف ــي أس ــباب هج ــرة الك ــورد الفيليي ــن‬‫إلــى الع ـراق فــي عهــد والة بشــتكوه‬ ‫ التاري ــخ السيا�س ــي واالجتماع ــي إلي ــام‬‫ولورس ــتان ف ــي عه ــد محم ــد رحي ــم خ ــان ك ــورد‬ ‫ صع ــود وهب ــوط النش ــاط االقتص ــادي‬‫للمهاجري ــن اإليالميي ــن (الك ــورد الفيليي ــن) ف ــي‬ ‫الع ــراق‬ ‫ الخــاف بيــن إي ـران والعثمانييــن علــى أرا�ضــي‬‫صيفــي وملخطــاوي (ســهل مه ـران)‬

‫‪18‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪19 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫ناصـــر رزازي‪..‬‬

‫فنان ثوري‬ ‫جمع اللهجات‬ ‫الكوردية‬ ‫في صوته‬ ‫هذه رسالتي‬ ‫للفيليين‬

‫غنــى الكورديــة بلهجاتهــا املختلفــة‪ ،‬ويفخــر بكونــه‬ ‫ّ‬ ‫أول ش ــخص ق ـ ّـدم برنامج ـ ًـا باللهج ــة الفيلي ــة‬ ‫داخ ــل كوردس ــتان وخارجه ــا‪ ،‬ه ــي مس ــيرة ألكث ــر‬ ‫م ــن نص ــف ق ــرن قضاه ــا اب ــن الس ــبعين عام ـ ًـا‬ ‫ف ــي خدم ــة الف ــن الك ــوردي‪ ،‬بدأه ــا م ــن مس ــقط‬ ‫رأس ــه ف ــي مدين ــة سنه‪-‬س ــنندج ف ــي كوردس ــتان‬ ‫إي ـران‪ ،‬وس ــرعان م ــا لف ــت األنظ ــار بفض ــل‬ ‫قدرتــه علــى أداء األغانــي التراثيــة بأســلوب فريــد‪.‬‬ ‫أول تجرب ــة ل ــه عل ــى املس ــرح ع ــام ‪ 1968‬عندم ــا‬ ‫غن ــى أغني ــة "ديس ــماله و ديس ــماله"‪ ،‬دعم ــه‬

‫ف ــي بدايات ــه الفن ــان توفي ــق رضائ ــي‪ ،‬ونظ ـ ًـرا‬ ‫ملحدودي ــة الف ــرق املوس ــيقية آن ــذاك‪ ،‬انتق ــل‬ ‫إل ــى مدين ــة س ــقز الكوردي ــة وتع ــاون م ــع فناني ــن‬ ‫آخري ــن‪.‬‬ ‫وم ــع ان ــدالع الث ــورة اإليراني ــة ع ــام ‪1979‬‬ ‫والتقلب ــات السياس ــية الت ــي أعقبته ــا‪ ،‬ل ــم‬ ‫ـوان رزازي ع ــن رف ــع راي ــة النض ــال بكلمات ــه‬ ‫يت ـ َ‬ ‫ّ‬ ‫وألحان ــه‪ ،‬انض ــم إل ــى صف ــوف بيش ــمركة‬ ‫كومل ــه وغن ــى بصوت ــه املفع ــم بالحم ــاس أغان ــي‬ ‫تش ـ ّـد م ــن عزيم ــة الك ــورد‪ ،‬قب ــل أن ُيجب ــر عل ــى‬

‫ً‬ ‫متجه ــا إل ــى إقلي ــم كوردس ــتان ث ــم إل ــى‬ ‫املغ ــادرة‬ ‫أوروب ــا‪ ،‬حي ــث اس ــتمر ف ــي فن ــه م ــن املنف ــى ت ــارة‪،‬‬ ‫والس ــليمانية ت ــارة أخ ــرى‪.‬‬ ‫اش ــتهر رزازي بأغنيت ــه "ب ــه رزى ب ــه رزى" الت ــي‬ ‫حقق ــت انتش ـ ًـارا واس ـ ًـعا‪ ،‬وق ــدم خ ــال مس ــيرته‬ ‫الفني ــة العدي ــد م ــن األلبوم ــات الت ــي تعك ــس‬ ‫غ ـزارة إنتاج ــه وتنوع ــه املوس ــيقي‪ ،‬وم ــن أبرزه ــا‬ ‫"كوردســتان" (‪ ،)1976‬و"گۆم ‌هشــین" (‪،)1982‬‬ ‫و"ڕازیان ــه" (‪ ،)1993‬و"كرماش ــان" (‪،)2000‬‬ ‫و"ئێوار ‌هی ــه" (‪ ،)2010‬و"ش ــارەکەم" (‪.)2019‬‬

‫كم ــا تع ــاون م ــع العدي ــد م ــن الفناني ــن الك ــورد‬ ‫البارزيــن‪ ،‬منهــم زوجتــه الراحلــة مرضيــة‪ -‬مرزيــة‬ ‫فريق ــي‪.‬‬ ‫ل ــم يغ ــادر الش ــق السيا�س ــي أو القوم ــي ف ــي‬ ‫أعمال ــه الفني ــة‪ ،‬حي ــث أطل ــق سلس ــلة م ــن‬ ‫األعم ــال م ــن بينه ــا م ــن ألب ــوم "هەڵەبج ــە"‬ ‫جس ــد مرثي ـ ًـة‬ ‫الص ــادر ع ــام ‪ 1988‬ال ــذي ّ‬ ‫للضحاي ــا بع ــد هج ــوم األس ــلحة الكيميائي ــة‬ ‫عل ــى مدين ــة حلبج ــة‪ ،‬إل ــى أغني ــة "رفران ــدوم"‬ ‫الت ــي قدمه ــا ع ــام ‪ 2003‬بمش ــاركة زوجت ــه‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في سماء الفن الكوردي‪،‬‬ ‫يتردد صدى ناصررزازي‬ ‫كأحد أبرزاألصوات التي‬ ‫حملت أنغام األصالة‬ ‫والتراث‪ ،‬رحلة فنية امتدت‬ ‫لعقود‪ ،‬رسم خاللها‬ ‫لوحات غنائية متنوعة‬ ‫تعكس ثراء الثقافة‬ ‫الكوردية وتعقيداتها‪ ،‬كما‬ ‫هي مسيرته التي لم تخل‬ ‫ُ‬ ‫من محطات جدلية‪ ،‬حيث‬ ‫تداخل الفن بالسياسة‬ ‫ليصنع شخصية فنية‬ ‫فريدة ومثيرة للجدل‪.‬‬

‫الراحل ــة‪ ،‬والت ــي حمل ــت رس ــالة وح ــدة الوط ــن‬ ‫وآم ــال االنتفاض ــة‪ ،‬وف ــي خط ــوة اس ــتثنائية‪،‬‬ ‫ع ــاد رزازي إل ــى املش ــهد داخ ــل إي ـران بإص ــدار‬ ‫ألب ــوم "چی ــاوان" ع ــام ‪ 2015‬بع ــد الحص ــول‬ ‫عل ــى ترخي ــص رس ــمي‪ ،‬مم ــا ش ــكل حدث ــا ً‬ ‫فني ــا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وسياس ـ ًـيا ب ــارزا‪ ،‬إذ أك ــد أن الف ــن ق ــادر عل ــى‬ ‫ً‬ ‫تج ــاوز الحواج ــز السياس ــية بإبداع ــه‪.‬‬ ‫وف ــي مقابل ــة خاص ــة أجرته ــا مع ــه مجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أع ــرب رزازي ع ــن تفاؤل ــه بتش ــكيل‬

‫دول ــة كوردس ــتان مل ــا يمتلك ــه أرضه ــا وش ــعبها‬ ‫م ــن ث ــروات وطاق ــات بش ــرية تؤهله ــم لتحقي ــق‬ ‫م ــا وصف ــه بالحل ــم األكب ــر‪ ،‬حاث ــا ف ــي الوق ــت‬ ‫ذاتــه الكــورد الفيلييــن علــى إحيــاء تراثهــم الفنــي‬ ‫والثقاف ــي ال ــذي تأث ــر نوع ــا م ــا بعام ــل املذه ــب‪.‬‬ ‫تط ــرق رزازي لبداي ــة مس ــيرته وق ــال‪" :‬أن ــا ممت ــن‬ ‫لألغان ــي والف ــن الك ــوردي‪ ،‬حي ــث كان لهم ــا‬ ‫تعلم ــي اللغ ــة الكوردي ــة ولهجاته ــا‬ ‫دور مه ــم ف ــي ّ‬ ‫املختلف ــة‪ ،‬لك ــن ف ــي الحقيق ــة‪ ،‬حت ــى اآلن‪ ،‬ل ــم‬ ‫يت ــم توزي ــع اللغ ــة الكوردي ــة بش ــكل صحي ــح"‪.‬‬ ‫ـاال‪" :‬ف ــي ظ ــل حك ــم "رض ــا ش ــاه"‪،‬‬ ‫وض ــرب مث ـ ً‬ ‫ت ــم تحوي ــل الك ــورد إل ــى مس ــمى تابعي ــن إلي ـران‪،‬‬ ‫ـزءا مــن تلــك البــاد‪ ،‬كمــا يعبــر عنــه‬ ‫وليســوا جـ ً‬ ‫البعــض‪ ،‬وفــي هــذا الســياق‪ ،‬أســتطيع أن أثبــت‬ ‫ً‬ ‫علمي ــا أن اللغ ــة الفارس ــية ه ــي ف ــي األص ــل ف ــرع‬ ‫م ــن اللغ ــة الكوردي ــة الت ــي تع ــود جذوره ــا إل ــى‬ ‫إي ــام وهورام ــان"‪.‬‬ ‫كم ــا تط ــرق ال ــى العالق ــة الوطي ــدة الت ــي تربط ــه‬ ‫م ــع الك ــورد الفيليي ــن‪ ،‬وق ــال "أن ــا فخ ــور بأنن ــي‬ ‫كن ــت أول ش ــخص ف ــي داخ ــل كوردس ــتان‬ ‫وخارجه ــا وض ــع برنامج ــا خاص ــا باللهج ــة‬ ‫الفيلي ــة‪ ،‬وعمل ــت عل ــى إع ــادة دمجه ــم ف ــي‬ ‫البي ــت الك ــوردي ألنن ــا جميع ـ ًـا ك ــورد‪ ،‬وه ــذا م ــا‬ ‫جعلن ــي أتمك ــن م ــن تقري ــب اللهج ــات الكوردي ــة‬ ‫فيم ــا بينه ــا‪ ،‬كم ــا أنن ــي قدم ــت األغان ــي بأرب ــع‬ ‫لهج ــات كوردي ــة مختلف ــة‪ ،‬مث ــل أغني ــة (لنج ــه‬ ‫َكی ــان)‪ ،‬حي ــث كان الك ــورد ف ــي األج ـزاء األربع ــة‬ ‫يس ــتمتعون بتل ــك األغان ــي ويرقص ــون عل ــى‬ ‫أنغامه ــا"‪ ،‬يق ــول رزازي‪.‬‬ ‫وعندم ــا ُس ــئل ع ــن رؤيت ــه ع ــن أوض ــاع الك ــورد‬ ‫اليــوم‪ ،‬أجــاب‪" :‬أنــا متأكــد أن مســتقبل الكــورد‬ ‫ـرقا‬ ‫ف ــي جمي ــع أج ـزاء كوردس ــتان س ــيكون مش ـ ً‬ ‫(‪ )..‬وواث ــق م ــن أن الك ــورد س ــيصبحون دول ــة‬ ‫مس ــتقلة‪ ،‬ول ــن تؤث ــر علين ــا أي ــة متغي ـرات‬ ‫سياس ــية أو اقتصادي ــة‪ ،‬وذل ــك ألنن ــا نمتل ــك‬ ‫ث ــروات طبيعي ــة وخي ـرات كثي ــرة‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن‬ ‫مؤه ــات جغرافي ــة اس ــتراتيجية"‪.‬‬ ‫ويضي ــف "نح ــن أم ــة ش ــجاعة و مضحي ــة‪،‬‬ ‫تمام ــا معن ــى الحري ــة والتضحي ــة‪ ،‬فق ــد‬ ‫نع ــرف ً‬ ‫ً‬ ‫ضحين ــا كثي ــرا وتعرضن ــا للكثي ــر م ــن الوي ــات‪،‬‬

‫‪20‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪21 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫ناصـــر رزازي‪ ..‬فنان ثوري جمع اللهجات الكوردية في صوته‬ ‫لك ــن عزيمتن ــا ل ــم تتزع ــزع‪ ،‬ونح ــن مصمم ــون‬ ‫عل ــى بن ــاء مس ــتقبل مش ــرق ألجيالن ــا القادم ــة"‪.‬‬ ‫وبش ــأن تاري ــخ الغن ــاء ل ــدى الك ــورد‪ ،‬وجواب ــه‬ ‫عــن ذلــك يقــول رزازي إن "(الهــوره) ُتعــد أقــدم‬ ‫أنــواع الغنــاء فــي مناطــق إيــام وكرماشــان‪ ،‬وقــد‬ ‫امتــدت حتــى مهابــاد‪ ،‬أمــا "الســياجمانه"‪ ،‬فهــي‬ ‫ن ــوع م ــن الغن ــاء يرتب ــط بالهوراميي ــن‪ُ ،‬وينش ــد‬ ‫ج ــزء من ــه باللهج ــة الهورامي ــة‪ ،‬وج ــزء آخ ــر‬ ‫بالفيلي ــة"‪.‬‬ ‫أم ــا ع ــن الغن ــاء باللهج ــة الس ــورانية‪ ،‬في ــرى‬ ‫أن "لي ــس له ــا تاري ــخ طوي ــل مث ــل باق ــي األنم ــاط‬ ‫الغنائي ــة الكوردي ــة‪ ،‬ويمك ــن ان ُتصن ــف‬ ‫بع ــد "اله ــوره" و"الس ــياجمانه" و"الل ــوك"‬ ‫و"الحيران ــوك"‪ ،‬ث ــم "حي ـران"‪ ،‬وه ــي أن ــواع‬ ‫غنائي ــة قديم ــة ج ـ ًـدا‪ُ ،‬تع ــد م ــن الف ــروع‬ ‫الرئيس ــية للموس ــيقى الكوردي ــة"‪.‬‬ ‫ويكم ــل رزازي حديث ــه قائ ــا‪ :‬ال توج ــد أي‬ ‫منطقــة فــي الشــرق األوســط غنيــة باألغانــي كمــا‬ ‫ه ــي الح ــال ف ــي املناط ــق الكوردي ــة‪ ،‬س ــواء م ــن‬ ‫ناحي ــة املوس ــيقى أم اللغ ــة‪.‬‬ ‫وح ــول األلح ــان لألغان ــي الكوردي ــة فيق ــول‬ ‫رزازي "أم ــا بالنس ــبة ألس ــاس الف ــن الك ــوردي‪،‬‬ ‫فيمكنن ــا الق ــول أن مق ــام "هللا وي�س ــي"‬ ‫و"قط ــار" و"س ــحري" وغيره ــم ه ــم م ــن أص ــول‬ ‫الف ــن الك ــوردي‪ ،‬وتع ــود إل ــى "اليارس ــانية" او‬ ‫"الكاكائي ــة"‪ ،‬وه ــذه موضوع ــات تحت ــاج إل ــى‬ ‫تفاصيــل أوســع‪ ،‬خاصــة وأن اآلالت املوســيقية‬ ‫تختل ــف م ــن منطق ــة إل ــى أخ ــرى‪ ،‬مث ــل الف ــارق‬ ‫بي ــن مدينت ــي س ــنندج وكرماش ــان"‪.‬‬ ‫الكورد الفيليون وتأثير املذهب‬ ‫وتح ــدث الفن ــان املخض ــرم ع ــن تأثي ــر عام ــل‬ ‫املذه ــب عل ــى الف ــن والغن ــاء ل ــدى الفيليي ــن‬ ‫ورأى أن ه ــذا كان ل ــه دور كبي ــر ف ــي ابتع ــاد‬ ‫بع ــض الك ــورد الفيليي ــن ع ــن الف ــن واملوس ــيقى‬ ‫الكورد ي ــة"‪.‬‬ ‫ويؤكــد رزازي أنــه "مــن املهــم أن يعمــل الفيليــون‬ ‫علــى إحيــاء هــذه الثقافــة والت ـراث الفنــي الــذي‬ ‫يميزهــم كجــزء مــن األمــة الكورديــة‪.‬‬ ‫كم ــا تأس ــف عم ــا آل إلي ــه بع ــض الفيليي ــن ف ــي‬ ‫بــاد املهجــر مــن ضعــف العامــل القومــي لديهــم‬ ‫ويق ــول إن "البع ــض منه ــم خاص ــة ف ــي أوروب ــا‬ ‫ـدال ع ــن لغته ــم‬ ‫يتحدث ــون باللغ ــة العربي ــة ب ـ ً‬ ‫األم"‪.‬‬

‫وبه ــذا الخص ــوص تط ــرق ل ــدور الفيليي ــن ف ــي‬ ‫الح ــركات التحرري ــة الكوردي ــة‪" :‬يج ــب أن نذك ــر‬ ‫أن الفيليي ــن كان له ــم دور كبي ــر ف ــي الث ــورات‬ ‫واالنتفاض ــات القومي ــة الكوردي ــة‪ ،‬لحي ــن‬ ‫تعرضه ــم للتهجي ــر والترحي ــل والتدمي ــر عل ــى ي ــد‬ ‫النظ ــام البعث ــي ف ــي الع ـراق‪ ،‬وه ــذا يش ــير إل ــى أن‬ ‫الدي ــن واملذه ــب ق ــد أث ـرا عل ــى العم ــق القوم ــي‬

‫للفيليي ــن بش ــكل غي ــر مباش ــر"‪.‬‬ ‫الكورد وزيادة الوعي القومي‬ ‫وف ــي خت ــام املقابل ــة يتف ــق رزازي م ــع الس ــؤال‬ ‫ال ــذي وجهت ــه إلي ــه مجل ــة «فيل ــي» ع ــن زي ــادة‬ ‫الوعــي القومــي ونضوجــه لــدى الكــورد فــي إيـران‪،‬‬ ‫ويق ــول "أنت ــم عل ــى ص ــواب ف ــي تأكيدك ــم عل ــى‬ ‫ض ــرورة املزي ــد م ــن النض ــال والوع ــي بالقضي ــة‬

‫الكوردي ــة ف ــي جمي ــع أج ـزاء كوردس ــتان‪ ،‬بم ــا‬ ‫ف ــي ذل ــك كوردس ــتان إي ـران‪ .‬الش ــعور القوم ــي‬ ‫ف ــي املناط ــق الكوردي ــة اإليراني ــة‪ ،‬كم ــا ذكرت ــم‪،‬‬ ‫أصب ــح أكث ــر وضوح ــا ً‬ ‫ووعي ــا‪ .‬وه ــذا يش ــير إل ــى‬ ‫ً‬ ‫أهمي ــة توحي ــد الجه ــود والوع ــي الجماع ــي‬ ‫بالقضي ــة الكوردي ــة عل ــى مس ــتوى كل األج ـزاء‪.‬‬ ‫وينب ــه إل ــى أن "القضي ــة الكوردي ــة تحت ــاج‬

‫إل ــى املزي ــد م ــن التضام ــن بي ــن الك ــورد ف ــي كل‬ ‫األماك ــن‪ ،‬وزي ــادة التركي ــز عل ــى حقوقه ــم‬ ‫الثقافي ــة‪ ،‬السياس ــية‪ ،‬واإلنس ــانية"‪.‬‬ ‫عل ــى الرغ ــم م ــن ه ــذه املحط ــات الغني ــة‬ ‫والجدلي ــة‪ ،‬يبق ــى ناص ــر رزازي أح ــد أب ــرز‬ ‫الفناني ــن الك ــورد الذي ــن س ــاهموا ف ــي حف ــظ‬ ‫وتطوي ــر املوس ــيقى الفولكلوري ــة‪ ،‬وق ــد أعل ــن‬

‫ع ــن عزم ــه إص ــدار أربع ــة ألبوم ــات جدي ــدة‬ ‫تتضم ــن ‪ 45‬أغني ــة قب ــل اعتزال ــه‪ ،‬معتب ـ ًـرا أن‬ ‫ه ــذا العم ــل ه ــو مس ــاهمته األخي ــرة ف ــي عال ــم‬ ‫املوس ــيقى‪.‬‬ ‫ويخطــط للتركيــز علــى الكتابــة والنشــر‪ ،‬مؤكـ ًـدا‬ ‫أن هــذا يعتبــر "مســؤولية وطنيــة" بالنســبة لــه‪.‬‬

‫رزازي‪:‬‬ ‫«ال توجد أي منطقة في‬ ‫الشرق األوسط غنية‬ ‫باألغاني كما هي الحال‬ ‫في المناطق الكوردية‪،‬‬ ‫سواء من ناحية الموسيقى‬ ‫أم اللغة»‪..‬‬

‫‪22‬‬

‫فيليــــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪23 2025‬‬

‫‪FAILIES‬‬

‫حارسٌ في مرمى الظلم‪..‬‬

‫قصة أبو حمرة في دوامة‬ ‫الترحيل والتنمر‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫مــا زالــت تلــك الذكريــات الحزينــة راســخة فــي وجــدان الكــورد الفيلييــن‪ّ ،‬‬ ‫يتجرعونهــا‬ ‫بم ــرارة وح ــزن‪ ،‬بعدم ــا عان ــوا الظل ــم ف ــي مختل ــف ش ــرائحهم االجتماعي ــة‪ .‬فل ــم‬ ‫ُ‬ ‫ـتثن حت ــى نج ــوم الك ــرة‬ ‫ين ــج أح ـ ٌـد م ــن بط ــش الحك ــم االس ــتبدادي آن ــذاك‪ ،‬ول ــم يس ـ ِ‬ ‫العر اقي ــة املعروفي ــن‪.‬‬

‫م ــن بي ــن ه ــذه األس ــماء الفيلي ــة املظلوم ــة يب ــرز‬ ‫نج ــم الك ــرة العراقي ــة وحارس ــها األمي ــن الكابت ــن‬ ‫قاس ــم أب ــو حم ــرة‪ ،‬ال ــذي ي َع ــد م ــن أب ــرز ح ـ ّـراس‬ ‫ُ ُّ‬ ‫املرم ــى ف ــي تاري ــخ الك ــرة العراقي ــة عل ــى صعي ــد‬ ‫األندي ــة واملنتخب ــات الوطني ــة‪.‬‬ ‫يحكــي لنــا أبــو حمــرة معاناتــه مع النظام الســابق‬ ‫والظل ــم ال ــذي تع ـ ّـرض ل ــه ف ــي ذل ــك الزم ــن‪ ،‬ول ــم‬ ‫يش ــفع لعائلت ــه م ــا قدمت ــه م ــن تضحي ــات حي ــن‬ ‫خس ــرت اثني ــن م ــن أبنائه ــا ش ــهيدين ف ــي الح ــرب‬ ‫العراقي ــة اإليراني ــة‪ ،‬وهم ــا باس ــم وح ــازم‪ .‬ورغ ــم‬ ‫ذل ــك‪ ،‬ف ــإن الظل ــم طال ــه وط ــال عائلت ــه بالرغ ــم‬ ‫م ــن ه ــذه التضحي ــات‪.‬‬ ‫ي ــروي الكابت ــن أب ــو حم ــرة ملجل ــة «فيل ــي»‬ ‫تفاصيــل رحلــة معاناتــه الطويلــة‪" :‬أبــان النظــام‬ ‫الس ــابق‪ ،‬حينم ــا كان ــت ُتس ـ َّـفر عوائ ــل الك ــورد‬ ‫الفيليي ــن‪ ،‬كان م ــن ضم ــن الذي ــن ُه ِّج ــروا أهل ــي‬ ‫كن ــا نس ــكن‬ ‫م ــن جه ــة أخوال ــي وخاالت ــي‪ ،‬إذ ّ‬ ‫جميع ـ ًـا ف ــي بي ــت كبي ــر بح ــي القش ــلة ف ــي منطق ــة‬ ‫الصدري ــة ببغ ــداد‪ ،‬كان البي ــت يض ــم س ــت‬ ‫عوائــل؛ أنــا ووالــدي ووالدتــي وإخوتــي فــي غرفــة‬ ‫كبي ــرة‪ ،‬وأخوال ــي وخاالت ــي ف ــي بقي ــة الغ ــرف‪.‬‬ ‫وف ــي أح ــد األي ــام داهمن ــا رج ــال األم ــن‪ ،‬وأخ ــذوا‬ ‫الجمي ــع ع ــدا عائلت ــي‪ ،‬فبقين ــا وحدن ــا ف ــي ه ــذا‬ ‫ممضـ ًـا‪،‬‬ ‫البيــت الكبيــر‪ .‬غــادروا وتركــوا لنــا حزنـ ًـا ّ‬ ‫لك ــن نجون ــا ألن وال ــدي كان يحم ــل الجنس ــية‬ ‫العثمانيــة‪ ،‬رغــم كونــه فيليـ ًـا أيضـ ًـا‪ ،‬وربمــا أيضـ ًـا‬ ‫لكون ــي حينه ــا العب ـ ًـا دولي ـ ًـا معروف ـ ًـا‪ ،‬م ــا جع ــل‬ ‫األم ــن يت ـ ّـردد ف ــي ترحيلن ــا‪ ،‬وم ــع ذل ــك‪ ،‬بقين ــا ف ــي‬ ‫قل ــق كبي ــر ال يعلم ــه إال هللا"‪.‬‬ ‫"أتذك ــر عندم ــا س ــاقوا أخوال ــي وخاالت ــي‪،‬‬ ‫تابعتهــم ورأيــت مراحــل ترحيلهــم‪ ،‬إذ ُج ِمعــوا فــي‬ ‫كـراج بغــداد الجديــدة (رقــم واحــد)‪ ،‬ثــم ســيقوا‬ ‫بالحافــات إلــى الحــدود ُلي َتركــوا هنــاك مــن دون‬ ‫رحم ــة أو إنس ــانية ف ــي أرض مزروع ــة باأللغ ــام‪.‬‬ ‫وق ــد انفج ــر أحده ــا ببن ــت خالت ــي‪ ،‬فتمزق ــت‬ ‫ّ‬ ‫أش ــاؤها‪ُ ،‬ودفن ــت هن ــاك غريب ــة”‪.‬‬ ‫ويضي ــف أب ــو حم ــرة متحدث ـ ًـا ع ــن معانات ــه م ــع‬ ‫التنم ــر والعنصري ــة ف ــي الوس ــط الريا�ض ــي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫"كنــت أســمع بعــض زمالئــي الالعبيــن يتهامســون‬ ‫ويطلق ــون عل ـ ّـي كلم ــة (ك ــوردي‪ ...‬ك ــوردي) عل ــى‬ ‫س ــبيل االنتق ــاص‪ .‬كان ذل ــك يؤث ــر كثي ـ ًرا ف ــي‬ ‫نفس ــيتي‪ ،‬ويدم ــي قلب ــي‪ ،‬خاص ـ ًـة أنن ــا عراقي ــون‬

‫"فوجئت بالمعلّق طارق‬ ‫حسن وهو يستهزئ بي‬ ‫في بث مباشر‪ ،‬ويقلل‬ ‫من شأني‪ .‬ال أعلم إن‬ ‫كان موجهاً من جهة‬ ‫معينة أم ال‪ ،‬لكنه كان‬ ‫يعلم بأنني من الكورد‬ ‫الفيليين ‪" ..‬‬

‫جميع ـ ًـا‪ ،‬وال ف ــرق بينن ــا‪ .‬وم ــع ه ــذا ل ــم أك ــن‬ ‫أســتطيع الــرد عليهــم؛ ألننــي كنــت أحــاول دائمـ ًـا‬ ‫االبتعــاد عــن إثــارة املشــاكل‪ ،‬خوفـ ًـا مــن وضعــي‬ ‫الح ــرج آن ــذاك بصفت ــي ك ــوردي فيل ــي”‪.‬‬ ‫وي ــروي الكابت ــن موقف ـ ًـا ف ــي غاي ــة الخط ــورة‬ ‫واجه ــه بع ــد تهجي ــر خالت ــه‪ ،‬فيق ــول‪" :‬خالت ــي‬ ‫الت ــي كان ــت بمثاب ــة أم ــي‪ ،‬ربتن ــي واعتن ــت ب ــي أن ــا‬ ‫وإخوتــي‪ ،‬ولــم تتــزوج طــوال حياتهــا‪ُ ،‬ه ِّجــرت إلــى‬ ‫إي ـران‪ ،‬ق ــررت أن أس ــافر ِخفي ــة وأبح ــث عنه ــا‪،‬‬ ‫ـدا إل ــى‬ ‫ونجح ــت ف ــي ذل ــك‪ .‬اصطحبته ــا مع ــي عائ ـ ً‬ ‫الع ـراق وســط مجازفــة كبيــرة (تهريــب‪ -‬قچــق)‪.‬‬ ‫كن ــت ق ــاب قوس ــين أو أدن ــى م ــن فق ــدان‬ ‫حيات ــي؛ ألن رج ــال األم ــن ف ــي كل م ــكان‪ ،‬فض ـ ًـا‬ ‫ع ــن معرفته ــم ب ــكل صغي ــرة وكبي ــرة ع ــن س ــكان‬ ‫املنطق ــة بواس ــطة املخت ــار‪ .‬أخفين ــا خالت ــي‬ ‫ف ــي منزلن ــا‪ ،‬وحينه ــا كان ــت البي ــوت الفيلي ــة‬ ‫تح ــت املراقب ــة املس ــتمرة‪ ،‬بم ــا فيه ــا بيتن ــا‪ .‬ول ــو‬ ‫ُك ِش ــف أم ــر خالت ــي النته ــت مس ــيرتي ف ــي ك ــرة‬ ‫القــدم‪ ،‬وربمــا فقــدت حياتــي‪ .‬وألن األمــن اعتــاد‬ ‫اســتدعائي كل عشــرة أيــام للتحقيــق فــي مركــز‬ ‫ش ــرطة الس ـراي‪ ،‬ق ــررت تغيي ــر م ــكان س ــكننا‬ ‫واالنتقــال إلــى بيــت جديــد قــرب مســرح الخيمــة‬ ‫لتجن ــب الخط ــر‪ ،‬ونجحن ــا ف ــي ذل ــك”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويواص ــل أب ــو حم ــرة رواي ــة املصاع ــب الت ــي‬ ‫تع ـ ّـرض له ــا قائ ـ ًـا‪" :‬م ــن املواق ــف العصيب ــة‬ ‫األخــرى التــي واجهتنــي أن أهــل زوجتــي الحاليــة‪،‬‬ ‫اعتقل ــوا جميع ـ ًـا‬ ‫وكان ــت حين ــذاك خطيبت ــي‪ُ ،‬‬ ‫ـبوعا بانتظ ــار الترحي ــل‪،‬‬ ‫وبق ــوا ف ــي الس ــجن أس ـ ً‬

‫قب ــل أن يص ــدر عف ــو للوجب ــة األخي ــرة م ــن‬ ‫املرحلي ــن‪ ،‬فع ــادوا إل ــى منازله ــم”‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وع ــن س ــبب إبع ــاده ع ــن املنتخ ــب‪ ،‬ي ــروي أب ــو‬ ‫حمــرة تفاصيــل مبــاراة مهمــة فــي تصفيــات دورة‬ ‫"مثل ــت املنتخ ــب الوطن ــي‬ ‫األلع ــاب األوملبي ــة‪ّ :‬‬ ‫حارس ـ ًـا ف ــي الذه ــاب واإلي ــاب أم ــام البحري ــن‬ ‫واإلم ــارات‪ ،‬وخضن ــا مب ــاراة أم ــام اإلم ــارات ف ــي‬ ‫باملعل ــق‬ ‫بغ ــداد انته ــت بالتع ــادل ‪ .2-2‬فوجئ ــت ّ‬ ‫طــارق حســن وهــو يســتهزئ بــي فــي بــث مباشــر‪،‬‬ ‫ويقل ــل م ــن ش ــأني‪ .‬ال أعل ــم إن كان موجه ـ ًـا‬ ‫م ــن جه ــة معين ــة أم ال‪ ،‬لكن ــه كان يعل ــم بأنن ــي‬ ‫م ــن الك ــورد الفيليي ــن‪ ،‬وراح يق ــول إنن ــي ال‬ ‫ّ‬ ‫التنمــر‬ ‫أســتطيع توجيــه الالعبيــن‪ ،‬واســتمر فــي ّ‬ ‫املب ــرح‪ .‬بع ــد ذل ــك أبعدن ــي الجه ــاز الفن ــي‪ ،‬رغ ــم‬ ‫وتمكن ــا م ــن التأه ــل‬ ‫ـدا ّ‬ ‫أداء جي ـ ً‬ ‫أنن ــي قدم ــت ً‬ ‫لألوملبي ــاد”‪.‬‬ ‫ويس ــتذكر أب ــو حم ــرة موقف ـ ًـا آخ ــر ح ــدث مع ــه‬ ‫عــام ‪ 1983‬فــي أملانيــا‪" :‬ذهبنــا إلــى مدينــة ميونــخ‬ ‫ألداء مبــاراة هنــاك‪ ،‬وكان أخــي الــذي هاجــر مــن‬ ‫الع ـراق قب ــل عش ــرين عام ـ ًـا يعي ــش ف ــي أملاني ــا‪،‬‬ ‫فالتقي ــت ب ــه أم ــام الجه ــاز الفن ــي والالعبي ــن‪.‬‬ ‫وبع ــد عودت ــي إل ــى الع ـراق بأس ــبوع‪ ،‬اس ــتدعاني‬ ‫األم ــن للتحقي ــق‪ ،‬وك ـ ّـرروا ذل ــك م ـرا ًرا متهمي ــن‬ ‫أخ ــي بأن ــه يتح ــدث ع ــن الع ـراق بش ــكل س ــلبي‬ ‫ف ــي الخ ــارج‪ ،‬وأن ــه ال ينبغ ــي ل ــي اللق ــاء ب ــه‪ّ .‬أث ــر‬ ‫ذلــك كثيـ ًرا علــى وضعــي النف�ســي‪ ،‬وعلــى عالقتــي‬ ‫باملنتخ ــب أيض ـ ًـا‪ ،‬وبقي ــت أعان ــي القل ــق لفت ــرة‬ ‫طويل ــة”‪.‬‬

‫ويخت ــم الكابت ــن قاس ــم أب ــو حم ــرة حديث ــه‬ ‫قائ ـ ًـا‪“ :‬نح ــن الك ــورد‪ ،‬والفيلي ــون عل ــى وج ــه‬ ‫الخص ــوص‪ ،‬كن ــا وال ن ـزال نعان ــي كثي ـ ًرا مم ــا‬ ‫أصابن ــا ف ــي تل ــك الحقب ــة‪ ،‬وأتمن ــى م ــن حكوم ــة‬ ‫إقلي ــم كوردس ــتان والحكوم ــة االتحادي ــة‬ ‫إنصافن ــا‪ .‬فنح ــن األكث ــر معان ـ ًـاة م ــن الظل ــم‬ ‫وقدمن ــا آالف الضحاي ــا‬ ‫والقه ــر والتهجي ــر‪ّ ،‬‬ ‫والش ــهداء م ــن أج ــل ه ــذا البل ــد العزي ــز”‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ذكــر أن الكابتــن قاســم أبــو حمــرة مثــل أنديــة‬ ‫ي َ‬ ‫الصناع ــة والجي ــش وال ــزوراء‪ ،‬ول ــم يأخ ــذ‬ ‫فرصت ــه الكامل ــة م ــع املنتخ ــب الوطن ــي‪ ،‬إذ‬ ‫لع ــب ‪ 15‬مب ــاراة دولي ــة فق ــط‪ ،‬وكان ــت أفضله ــا‬ ‫أم ــام املنتخ ــب اليوغس ــافي‪ .‬يع ــزو ذل ــك‬ ‫لوجــود حـراس كبــار مثــل رعــد حمــودي وفتــاح‬ ‫نصيــف وكاظــم شــبيب‪ ،‬وبعــد اعتزالهــم بــدأت‬ ‫املحســوبية والواســطات تــؤدي دو ًرا فــي اختيــار‬ ‫ح ـراس املنتخ ــب‪.‬‬ ‫احتــرف أبــو حمــرة بعــد اعتزالــه عــام ‪ 1995‬فــي‬ ‫نــادي الوحــدات األردنــي مــن ‪ 1994‬إلــى ‪،2000‬‬ ‫وأح ــرز معه ــم أرب ــع بط ــوالت دوري وكأس‪ .‬وف ــي‬ ‫س ــنة ‪ 2000‬عم ــل ضم ــن الجه ــاز التدريب ــي‬ ‫البرازيل ــي لن ــادي الوك ــرة القط ــري‪ُ ،‬وت ـ ِّـوج معه ــم‬ ‫بالــدوري القطــري‪ ،‬ثــم عــاد للتدريــب فــي األردن‬ ‫م ــع الوح ــدات‪ ،‬وانتق ــل بعده ــا إل ــى اإلم ــارات‬ ‫ـات عمري ــة‪ .‬ع ــاد‬ ‫للعم ــل ف ــي ن ــادي الش ــارقة لفئ ـ ٍ‬ ‫ـددا إل ــى قط ــر بمس ــاعدة زميل ــه الح ــارس‬ ‫مج ـ‬ ‫كاظ ــم ً ش ــبيب‪ ،‬وأخي ـرا ّ‬ ‫درب فري ــق املين ــاء‬ ‫ً‬ ‫البص ــري ع ــام ‪.2014‬‬

‫‪24‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫االنتخابات العامة في العراق‪:‬‬

‫الواقع والطموح‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬

‫بــدأ منــذ اآلن تحــرك القــوى السياســية باتجــاه االنتخابــات العامــة التــي يفتــرض اجراؤهــا‬ ‫بحل ــول تش ــرين األول ‪ ،٢٠٢٥‬فه ــل ان املؤش ــرات والق ــراءات األولي ــة له ــذه االنتخاب ــات‬ ‫تشــيرإلــى زوال التراجــع غيــراملســبوق فــي نســبة املشــاركة الشــعبية التــي جــرت‪ ،‬الســيما فــي‬ ‫االقتراعيــن االخيريــن‪ ،‬مــن جــراء تنامــي االســتياء الشــعبي؟‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 254‬السنة الحادية والعشرون‪-‬شبــاط‪-‬فبـرايــر ‪25 2025‬‬

‫الحقيق ــة املتول ــدة بالتج ــارب والواضح ــة‬ ‫للعي ــان بحس ــب الباحثي ــن واملراقبي ــن‬ ‫واملختصي ــن بش ــؤون السياس ــة واملجتم ــع‪،‬‬ ‫ان معظ ــم العراقيي ــن ال يثق ــون باالنتخاب ــات‬ ‫العام ــة و انتخاب ــات مجال ــس املحافظ ــات‬ ‫ويقاطعونه ــا بنس ــبة كبي ــرة‪ ،‬ويع ــود ذل ــك لع ــدة‬ ‫أس ــباب تراكم ــت من ــذ نتائ ــج االنتخاب ــات‬ ‫األولــى فــي عــام ‪ 2005‬واالخفــاق الــذي صاحــب‬ ‫تعهداته ــا لبن ــاء البل ــد‪.‬‬ ‫لع ــل الس ــبب األول اعتق ــاد معظ ــم العراقيي ــن‬ ‫أن االنتخابــات ال تعبــر عــن إرادتهــم الحقيقيــة‬ ‫بس ــبب التزوي ــر‪ ،‬س ــواء عب ــر التالع ــب‬ ‫اإللكترون ــي‪ ،‬وش ـراء األص ــوات‪ ،‬أو التزوي ــر‬ ‫الي ــدوي‪ ،‬فتك ــررت الفضائ ــح االنتخابي ــة‬ ‫وغي ــاب املحاس ــبة م ــا ع ــزز الش ــعور بع ــدم‬ ‫جدوا ه ــا‪.‬‬ ‫كم ــا س ــيطرت األح ـزاب التقليدي ــة‪ ،‬اذ ان‬ ‫معظ ــم األح ـزاب املش ــاركة ف ــي االنتخاب ــات‬ ‫ه ــي ذاته ــا من ــذ ‪ُ ،2003‬وتته ــم بع ــدم تقدي ــم‬ ‫حل ــول حقيقي ــة ملش ــكالت البل ــد‪ ،‬ويس ــتعمل‬ ‫السياســيون النفــوذ واملــال السيا�ســي لضمــان‬ ‫بقاءه ــم ف ــي الس ــلطة‪.‬‬ ‫وبرغ ــم املمارس ــات االنتخاب ــات املتك ــررة‪،‬‬ ‫ل ــم تح ــدث تغيي ـرات جوهري ــة ف ــي األوض ــاع‬ ‫املعيش ــية‪ ،‬مم ــا ع ــزز قناع ــة الس ــكان بع ــدم‬ ‫ج ــدوى التصوي ــت؛ و حت ــى عن ــد ف ــوز‬ ‫ش ــخصيات أو أح ـزاب جدي ــدة‪ ،‬غالب ــا م ــا‬ ‫يج ــري اس ــتيعابها ف ــي املنظوم ــة القائم ــة م ــن‬ ‫دون إص ــاح حقيق ــي‪.‬‬ ‫كم ــا يعان ــي الن ــاس م ــن تده ــور مس ــتمر ف ــي‬ ‫الخدم ــات األساس ــية (كهرب ــاء‪ ،‬م ــاء‪ ،‬صح ــة‪،‬‬ ‫تعلي ــم) م ــن دون تحس ــن واض ــح‪ ،‬مم ــا يول ــد‬ ‫إحساســا بعجــز النظــام السيا�ســي‪ ،‬وانتشــرت‬ ‫البطال ــة والفق ــر برغ ــم وع ــود اإلص ــاح‬ ‫املتك ــررة‪ ،‬وغ ــاب التصني ــع الحقيق ــي وتخلف ــت‬ ‫الزراع ــة‪.‬‬ ‫وي ــرى كثي ــرون أن الق ـرارات السياس ــية ُتتخ ــذ‬ ‫خــارج إرادة الشــعب بســبب تأثي ـرات خارجيــة‪،‬‬ ‫مــا يجعــل االنتخابــات شــكلية‪ ،‬بســبب النفــوذ‬ ‫اإلقليم ــي والدول ــي ال ــذي يؤث ــر عل ــى نتائجه ــا‬

‫‪26‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪27 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫االنتخابات العامة في العراق‪ :‬الواقع والطموح‬ ‫واتجاه ــات السياس ــة العام ــة‪ ،‬وان اس ــتمرار‬ ‫نظ ــام املحاصص ــة الطائفي ــة والقومي ــة‪ ،‬يع ــد‬ ‫ُ‬ ‫عائق ــا أم ــام قي ــام دول ــة مدني ــة حقيقي ــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يض ــاف ال ــى ذل ــك ان األح ـزاب الت ــي تمل ــك‬ ‫واقع ــا يخي ــف‬ ‫الفصائ ــل املس ــلحة تف ــرض ً‬ ‫الناش ــطين‪ ،‬م ــا يقل ــل م ــن حري ــة الترش ــيح و‬ ‫االختيــار‪ ،‬وكذلــك فــان ضعــف القضــاء وعــدم‬ ‫محاس ــبة الفاس ــدين يزي ــد اإلحس ــاس بانع ــدام‬ ‫العدالــة‪ ،‬وكذلــك عــدم تواجــد رقابــة مســتقلة‬ ‫وشــفافة تعــزز مصداقيــة العمليــة االنتخابيــة‪.‬‬ ‫امــا مــا تســفر عنــه العمليــات االنتخابيــة وتســلم‬ ‫املناص ــب التنفيذي ــة ف ــي ضوئه ــا‪ ،‬فانعك ــس ف ــي‬ ‫غي ــاب الكف ــاءات املس ــتقلة ع ــن مواق ــع الق ـرار‬ ‫بس ــبب احت ــكار األح ـزاب املتنف ــذة للس ــلطة اال‬ ‫فيمــا نــدر‪.‬‬ ‫وبرغ ــم املقاطع ــة الكبي ــرة للممارس ــات‬ ‫االنتخابي ــة األخي ــرة؛ هن ــاك دع ــوات إلص ــاح‬ ‫النظ ــام االنتخاب ــي وتعزي ــز الش ــفافية‪ ،‬كم ــا أن‬ ‫الح ــركات الش ــبابية ق ــد تش ــكل ن ــواة ملش ــاركة‬ ‫أوس ــع مس ــتقبال إذا توف ــرت ضمان ــات النزاه ــة‬ ‫والتغيي ــر الحقيق ــي‪.‬‬ ‫وتقــول الدراســات ان هنــاك إمكانيــة الســتعادة‬ ‫الثق ــة باالنتخاب ــات‪ ،‬وان ذل ــك ق ــد يتحق ــق‬ ‫بتطبيــق قوانيــن انتخابيــة عادلــة تمنــع التزويــر‬ ‫والتالعــب‪ ،‬و ضمــان رقابــة مســتقلة ومحايــدة‬ ‫عل ــى االنتخاب ــات‪ ،‬وإنه ــاء نف ــوذ الجماع ــات‬ ‫املس ــلحة وضم ــان بيئ ــة سياس ــية آمن ــة‪ ،‬كم ــا‬ ‫يتطل ــب االم ــر تقدي ــم وج ــوه سياس ــية جدي ــدة‬ ‫لديه ــا مش ــروع حقيق ــي للتغيي ــر‪.‬‬ ‫وبحســب املراقبيــن فــان املســؤولين فــي االجهــزة‬ ‫التنفيذي ــة والتش ــريعية والقضائي ــة ف ــي البل ــد‪،‬‬ ‫ال يناقش ــون األس ــباب الحقيقي ــة لع ــزوف‬ ‫الجماهيــر عــن املشــاركة فــي االنتخابــات لغــرض‬ ‫معالجــة الخلــل‪ ،‬بــل انهــم يتحدثــون كالمــا عامــا‬ ‫بش ــأن التهيئ ــة لالنتخاب ــات وض ــرورة املش ــاركة‬ ‫فيه ــا‪.‬‬ ‫ويق ــول القي ــادي ف ــي "ائت ــاف النص ــر" عقي ــل‬ ‫الردين ــي أن االنتخاب ــات س ــتجرى ف ــي موعده ــا‬ ‫املح ــدد وف ــق التوقيت ــات الدس ــتورية‪ ،‬مش ــي ًرا‬ ‫إل ــى أن "مفوضي ــة االنتخاب ــات أكمل ــت‬ ‫اس ــتعداداتها الفني ــة واللوجس ــتية لضم ــان‬ ‫س ــير العملي ــة االنتخابي ــة بسالس ــة‪ ،‬كم ــا أن‬ ‫األح ـزاب السياس ــية بات ــت جاه ــزة لخ ــوض‬

‫املنافس ــة االنتخابي ــة املقبل ــة‪ ،‬وأن األج ــواء‬ ‫مهي ــأة بالكام ــل إلج ـراء االقت ـراع ف ــي املوع ــد‬ ‫املقــرر‪ ،‬الــذي مــن املتوقــع أن يكــون خــال شــهر‬ ‫تش ــرين األول م ــن الع ــام الحال ــي"‪.‬‬ ‫فيم ــا ي ــرى عض ــو اللجن ــة القانوني ــة ف ــي البرمل ــان‬ ‫العراق ــي محم ــد عن ــوز ان "خريط ــة التحالف ــات‬ ‫ه ــي الت ــي س ــتحدد ش ــكل املش ــاركة‪ ،‬لك ــن‬ ‫بطبيع ــة الح ــال‪ ،‬ف ــإن نس ــب املش ــاركة ل ــن‬ ‫ترتف ــع‪ ،‬ب ــل ربم ــا تنخف ــض أكث ــر م ــن الس ــابق‬ ‫بس ــبب الش ــعور الش ــعبي باالس ــتياء وع ــدم‬ ‫تمك ــن الحكوم ــات م ــن توفي ــر مس ــتلزمات‬ ‫الحي ــاة الكريم ــة"‪.‬‬ ‫ام ــا املفوضي ــة العلي ــا املس ــتقلة لالنتخاب ــات‬ ‫فحــذرت مــن تأجيــل موعــد إجـراء االســتحقاق‬ ‫بســبب التأخيــر فــي حســم شــكل القانــون الــذي‬ ‫س ــتجرى عل ــى أساس ــه االنتخاب ــات البرملاني ــة‬ ‫املقبل ــة‪.‬‬ ‫وف ــي خض ــم التهي ــؤ لالنتخاب ــات يق ــول باحث ــون‬

‫سياس ــيون‪ ،‬أن رئي ــس ال ــوزراء محم ــد‬ ‫الس ــوداني يعم ــل عل ــى نس ــج تحال ــف م ــع‬ ‫ثالث ــة م ــن املحافظي ــن‪ ،‬بالبص ــرة وكرب ــاء‬ ‫وواس ــط‪ ،‬الذي ــن حصل ــوا عل ــى أعل ــى األص ــوات‬ ‫ف ــي االنتخاب ــات املحلي ــة الت ــي ُأجري ــت نهاي ــة‬ ‫ع ــام ‪ ،2023‬كم ــا تش ــير املص ــادر إل ــى احتم ــال‬ ‫انضم ــام ثالث ــة وزراء بارزي ــن ف ــي الحكوم ــة‬ ‫الحالي ــة إل ــى ه ــذا التحال ــف‪ ،‬م ــن بينه ــم وزي ــر‬ ‫الداخليــة عبــد األميــر الشــمري‪ ،‬الــذي ُيقــال إنــه‬ ‫يعتــزم االنخـراط فــي العمــل السيا�ســي فــي الــدورة‬ ‫البرملاني ــة املقبل ــة‪ ،‬بحس ــب تل ــك املص ــادر‪.‬‬ ‫ويق ــول أح ــد أعض ــاء مجل ــس الن ــواب‪،‬‬ ‫ويتب ــع لح ــزب "تق ــدم" ال ــذي يق ــوده رئي ــس‬ ‫البرمل ــان الس ــابق محم ــد الحلبو�س ــي‪ ،‬طالب ـ ًـا‬ ‫ع ــدم الكش ــف ع ــن اس ــمه‪ ،‬إن "تدن ــي نس ــب‬ ‫املش ــاركة ه ــو املل ــف األكث ــر إث ــارة بالنس ــبة‬ ‫لزعم ــاء األح ـزاب‪ ،‬وأنه ــم يناقش ــون ه ــذا‬ ‫املوض ــوع ف ــي كل جلس ــاتهم‪ ،‬ويحاول ــون دائم ـ ًـا‬

‫التغلــب علــى هــذه املشــكلة مــن خــال الحمــات‬ ‫اإلعالميــة التشــجيعية‪ ،‬لكــن يبــدو أن املجتمــع‬ ‫العراقــي ال يســتجيب كثيـ ًرا"‪ ،‬عــادا‪ ،‬أن "البرملــان‬ ‫الجديــد ســيم�ضي فــي عملــه وتتشــكل الحكومــة‬ ‫الجديــدة‪ ،‬حتــى لــو شــارك ‪ 10%‬مــن الناخبيــن"‪.‬‬ ‫وي ــرى النائ ــب أن ع ــودة التي ــار الص ــدري إل ــى‬ ‫االنتخاب ــات ق ــد ترف ــع مع ــدل املش ــاركة فيه ــا‪،‬‬ ‫ألن عودت ــه س ــتدفع كل األح ـزاب‪ ،‬ولي ــس‬ ‫فق ــط الش ــيعية‪ ،‬ب ــل حت ــى الس ــنية‪ ،‬لخ ــوض‬ ‫س ــباق االنتخاب ــات بجدي ــة عالي ــة‪ ،‬لك ــن ع ــدم‬ ‫مش ــاركة التي ــار ف ــي االنتخاب ــات ق ــد ت ــؤدي إل ــى‬ ‫مش ــكلتين‪ ،‬األول ــى تدن ــي نس ــبة املش ــاركين م ــن‬ ‫جهــة‪ ،‬والتشــكيك بنتائــج االنتخابــات مهمــا كان‬ ‫ش ــكلها ووضعه ــا م ــن جه ــة أخ ــرى‪ ،‬وق ــد ندخ ــل‬ ‫ف ــي حال ــة تص ــادم سيا�س ــي بس ــبب التش ــكيك‪،‬‬ ‫عل ــى ح ــد وصف ــه‪.‬‬ ‫وحت ــى ش ــهر آذار ‪ 2025‬وبحس ــب مص ــدر‬ ‫مســؤول فــي الهيئــة السياســية للتيــار الصــدري‬

‫ف ــان "املعلوم ــات والتقاري ــر الت ــي تحدث ــت‬ ‫ع ــن وج ــود ني ــة ملش ــاركة التي ــار الص ــدري ف ــي‬ ‫االنتخاب ــات البرملاني ــة املقبل ــة غي ــر دقيق ــة‪،‬‬ ‫فلغاي ــة اآلن زعي ــم التي ــار مقت ــدى الص ــدر ل ــم‬ ‫يبل ــغ أي ـ ًـا م ــن املقربي ــن‬ ‫يحس ــم األم ــر بع ــد‪ ،‬ول ــم ّ‬ ‫من ــه ب ــأي ق ـرار به ــذا الخص ــوص"‪.‬‬ ‫ام ــا فيم ــا يتعل ــق بالحزبي ــن الكورديي ــن‬ ‫الرئيســين‪ ،‬فيــرى بعــض املحلليــن إمكانيــة عــودة‬ ‫الح ــزب الديمقراط ــي الكوردس ــتاني ‪ ،‬واالتح ــاد‬ ‫الوطن ــي الكوردس ــتاني‪ ،‬إل ــى صيغ ــة "التحال ــف‬ ‫الكوردس ــتاني"‪ ،‬ه ــذا التحال ــف ال ــذي كان‬ ‫س ــائدا ف ــي ال ــدورات االنتخابي ــة الت ــي تل ــت ع ــام‬ ‫‪ ،2003‬قب ــل أن ينحس ــر بس ــبب خالف ــات‬ ‫داخلي ــة؛ م ــا دف ــع كل ط ــرف إل ــى التحال ــف م ــع‬ ‫ق ــوى عربي ــة س ــنية وش ــيعية‪ ،‬وب ـرأي املراقبي ــن‬ ‫فان ــه يظه ــر أن إدراك ق ــادة الحزبي ــن للتغي ـرات‬ ‫املحتمل ــة ف ــي املش ــهد السيا�س ــي العراق ــي ه ــو‬ ‫الدافــع وراء التحالــف مجــددا بحســب قولهــم‪.‬‬

‫"األحزاب التي تملك‬ ‫الفصائل المسلحة تفرض‬ ‫واقعًا يخيف الناشطين‪ ،‬ما‬ ‫يقلل من حرية الترشيح‬ ‫و االختيار‪ ،‬وضعف القضاء‬ ‫وعدم محاسبة الفاسدين‬ ‫يزيد اإلحساس بانعدام‬ ‫العدالة"‪..‬‬

‫"تدني نسب المشاركة‬ ‫هو الملف األكثر إثارة‬ ‫بالنسبة لزعماء األحزاب‪،‬‬ ‫ويناقشون هذا الموضوع‬ ‫في كل جلساتهم‪،‬‬ ‫ويحاولون التغلب على‬ ‫هذه المشكلة من خالل‬ ‫الحمالت اإلعالمية‬ ‫التشجيعية"‪..‬‬

‫‪28‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪29 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫دار المخطوطات العراقية‪.. ..‬‬

‫أنامل تحافظ على التاريخ بعناية‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫تشكل املخطوطات إرثا ثقافيا ومعرفيا مهما‪ ،‬لكونها تشكل وثيقة تاريخية‪،‬‬ ‫خاصة وأن عمربعضها يمتد ألكثرمن ألف عام‪ ،‬وغالبا ما تحظى باهتمام‬ ‫كبيرفي جميع دول العالم‪ ،‬وتوضع في متاحف شهيرة‪.‬‬

‫وتع ــد املخطوط ــات وثائ ــق تاريخي ــة أصلي ــة يت ــم‬ ‫اللج ــوء له ــا كدالل ــة معرفي ــة م ــن قب ــل الكت ــاب‬ ‫والباحثيــن‪ ،‬فيمــا يتــم الحفــاظ عليهــا وصيانتهــا ـكـي‬ ‫التتع ــرض للتل ــف‪ ،‬وملن ــع التالع ــب به ــا وتزييفه ــا‪.‬‬ ‫ويحف ــل الع ـراق بحضارت ــه العريق ــة‪ ،‬ب ــآالف‬ ‫املخطوط ــات العلمي ــة والثقافي ــة‪ ،‬كم ــا يع ــد م ــن‬ ‫أوائ ــل دول املنطق ــة الت ــي اهتم ــت باملخطوط ــات‬ ‫وصيانته ــا والحف ــاظ عليه ــا‪ ،‬وذل ــك عب ــر إنش ــاء دار‬ ‫املخطوط ــات العراقي ــة‪ ،‬وذل ــك ع ــام ‪ ،1940‬وكان‬ ‫عب ــارة ع ــن ش ــعبة صغي ــرة‪ ،‬توس ــعت بع ــد ذل ــك‬ ‫واصبح ــت دائ ــرة عام ــة تابع ــة ل ــوزارة الثقاف ــة‬

‫والســياحة واالثــار‪ ،‬تضــم عــددا مــن االقســام‪ ،‬منهــا‬ ‫الفهرس ــة والتصوي ــر والخ ــزن والترمي ــم والصيان ــة‪.‬‬ ‫مراس ــلة مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أج ــرت زي ــارة لل ــدار‪،‬‬ ‫والتق ــت م ــع هدي ــل عب ــد حم ــادي‪ ،‬وه ــي موظف ــة‬ ‫بقســم الصيانــة فيــه‪ ،‬التــي أكــدت أن "الــدار تضــم‬ ‫آالف املخطوط ــات‪ ،‬ويت ــم اس ــتالمها م ــن املخ ــازن‬ ‫الرئيســية التابعــة لــوزارة الثقافــة مــن أجــل صيانتهــا‬ ‫وترميمه ــا وحفظه ــا"‪.‬‬ ‫وتش ــير هدي ــل ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "هن ــاك‬ ‫مخطوطــات يصــل عمرهــا إلــى أكثــر مــن ألــف عــام‪،‬‬ ‫وبس ــبب التق ــادم تتع ــرض للتل ــف والتش ــويه ج ـراء‬

‫الرطوب ــة والخ ــزن‪ ،‬ونح ــن ف ــي قي ــم الصيان ــة نعم ــل‬ ‫عل ــى اص ــاح االج ـزاء التالف ــة وتجلي ــد املخطوط ــة‬ ‫وكبس ــها وجعله ــا عل ــى ش ــكل ملزم ــة"‪.‬‬ ‫وتضيــف أن "إصــاح وصيانــة بعــض املخطوطــات‬ ‫يحتــاج عــدة أشــهر‪ ،‬وذلــك بحســب مــا تتعــرض لــه‬ ‫املخطوط ــة م ــن ض ــرر‪ ،‬حي ــث يت ــم ترمي ــم كل ورق ــة‬ ‫مــن أوراقهــا علــى حــدة‪ ،‬ثــم يتــم جمعهــا علــى شــكل‬ ‫ملزم ــة‪ ،‬بع ــد ذل ــك يت ــم خياطته ــا وتجليده ــا م ــن‬ ‫اج ــل الحف ــظ الوقائ ــي للمخطوط ــة‪ ،‬وتوض ــع بع ــد‬ ‫ذل ــك ف ــي حافظ ــة وتع ــاد ال ــى املخ ــازن"‪.‬‬ ‫وتلف ــت إل ــى أن "جمي ــع االش ــياء الت ــي يت ــم‬ ‫اســتخدامها فــي خياطــة املخطوطــات وصيانتهــا هــي‬ ‫اشــياء طبيعيــة‪ ،‬وانــه يتــم تصويــر املخطوطــة قبــل‬ ‫الب ــدء بصيانته ــا"‪.‬‬ ‫وتتاب ــع وه ــي تق ــوم بش ــرح مفص ــل لجمي ــع‬ ‫الخطــوات‪" ،‬بعــد أن يتــم ترميــم املخطــوط بأنامــل‬ ‫مرممي ــن مختصي ــن‪ ،‬تحف ــظ بغ ــاف م ــن الكارت ــون‬ ‫القاع ــدي حس ــب قياس ــات املخط ــوط‪ ،‬ث ــم تع ــاد‬ ‫ال ــى خزان ــة ال ــدار لتحف ــظ تح ــت ضواب ــط الحف ــظ‬ ‫الصح ــي للمخطوط ــات"‪.‬‬

‫بدورهــا‪ ،‬توضــح نضــال‪ ،‬املوظفــة فــي القســم نفســه‪،‬‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن ــه "يت ــم كب ــس املخطوط ــات‬ ‫بمكبــس خــاص بعــد االنتهــاء مــن عمليــة الصيانــة"‪.‬‬ ‫وتؤك ــد أن "بع ــض املخطوط ــات الت ــي ت ــم اصالحه ــا‬ ‫كان ــت ق ــد تعرض ــت لبع ــض الح ــروق او انه ــا كان ــت‬ ‫مدفون ــة ف ــي املقاب ــر‪ ،‬وه ــي أكث ــر م ــكان تصلن ــا من ــه‬ ‫املخطوط ــات‪ ،‬أو أخ ــرى تمزق ــت بفع ــل حش ــرة‬ ‫األرض ــة والق ــوارض‪ ،‬فض ــا ع ــن عوام ــل الرطوب ــة‬ ‫الش ــديدة"‪.‬‬ ‫وتمتل ــك دائ ــرة املخطوط ــات العراقي ــة نح ــو ‪47‬‬ ‫أل ــف مخطوط ــة‪ ،‬تتضم ــن مختل ــف اللغ ــات‬ ‫واملوضوعــات‪ ،‬ويمتــد عمــر بعضهــا ألكثــر مــن ألــف‬ ‫عــام‪ ،‬وتتضمــن تصنيفــات مهمــة بمختلــف العلــوم‬ ‫واملع ــارف‪ ،‬إضاف ــة ال ــى الرق ــع الخطي ــة املكتوب ــة‬ ‫بأي ــدي كب ــار الخطاطي ــن العراقيي ــن واألجان ــب‪،‬‬ ‫بعضه ــا مكتوب ــة عل ــى ال ــرق‪ ،‬وبعضه ــا مكت ــوب‬

‫بالخ ــط الكوف ــي‪.‬‬ ‫وكان ــت وزارة الثقاف ــة والس ــياحة واآلث ــار اطلق ــت‬ ‫ع ــام ‪ 2021‬مب ــادرة كب ــرى لبن ــاء وتدري ــب ق ــدرات‬ ‫الفــرق الفنيــة لــدار املخطوطــات فــي مجــال حفــظ‬ ‫املخطوط ــات القيم ــة والكت ــب الن ــادرة إلنق ــاذ م ــا‬ ‫تبق ــى منه ــا ومحاول ــة اس ــتعادة بع ــض املفق ــودات‪،‬‬ ‫خاص ــة وان مئ ــات املخطوط ــات القيم ــة كان ــت‬ ‫ق ــد تعرض ــت للح ــرق والس ــرقات والنه ــب والتدمي ــر‬ ‫خ ــال التح ــوالت السياس ــية والظ ــروف االمني ــة‬ ‫الت ــي ش ــهدها الع ـراق‪.‬‬

‫"بعض المخطوطات التي‬ ‫تم اصالحها كانت قد‬ ‫تعرضت لبعض الحروق‬ ‫او انها كانت مدفونة في‬ ‫المقابر‪ ،‬وهي أكثر مكان‬ ‫تصلنا منه المخطوطات‪،‬‬ ‫أو أخرى تمزقت بفعل‬ ‫حشرة األرضة والقوارض‪،‬‬ ‫فضال عن عوامل الرطوبة‬ ‫الشديدة"‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪31 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫« قشلة كركوك كانت مقراً للجنود العثمانيين في‬ ‫فترة سيطرتها على المدينة‪ ،‬ولقوة ومتانة البناء بقيت‬ ‫القشلة محافظة على الهيكل الرئيسي لها »‪.‬‬

‫قشلة كركوك‪..‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫ما تزال مباني الحقبة‬ ‫العثمانية شاخصة في‬ ‫مركزمدينة كركوك‪،‬‬ ‫ومن أبرزها مبنى‬ ‫"القشلة"‪ ،‬الذي كان‬ ‫املقرالعسكري للجيش‬ ‫العثماني في املحافظة‪،‬‬ ‫ورغم أنه بني في العام‬ ‫‪ ،1863‬فقد حافظ على‬ ‫هيكله الخارجي‪ ،‬رغم‬ ‫تعرض بعض األجزاء‬ ‫الداخلية فيه لالنهيار‪.‬‬

‫من معسكر للقوات العثمانية‬ ‫إلى معلم سياحي‬

‫ه ــذا املبن ــى‪ ،‬ال ــذي يس ــمى الي ــوم "قش ــلة‬ ‫كرك ــوك"‪ ،‬يق ــع عل ــى مس ــاحة ‪ 24‬ألف ـ ًـا و‪282‬‬ ‫متـ ًرا‪ ،‬ويعــود تاريخــه إلــى الســلطان العثمانــي عبــد‬ ‫العزيــز خــان‪ ،‬قــد تحــول اليــوم إلــى معلــم ســياحي‬ ‫يقص ــده ال ــزوار العراقي ــون واألجان ــب عل ــى ح ــد‬ ‫س ــواء‪.‬‬ ‫ويع ــود اس ــم "القش ــلة"‪ ،‬إل ــى اللغ ــة التركي ــة‪،‬‬ ‫ويعنــي املــكان الــذي يمكــث فيــه الجنــود بالشــتاء‪،‬‬ ‫أو امل ــكان ال ــذي يحتم ــي ب ــه اإلنس ــان ف ــي فص ــل‬ ‫الش ــتاء‪ ،‬ث ــم تح ــول املبن ــى إل ــى ثكن ــة عس ــكرية‬ ‫عام ــة ف ــي أوق ــات الح ــرب والس ــلم عل ــى م ــدار‬ ‫الس ــنة‪ ،‬و"قش ــلة كرك ــوك"‪ ،‬آوت آالف الجن ــود‬ ‫واإلدارييــن واملســؤولين واملخــازن واملســتودعات‪،‬‬ ‫وكان ــت دائ ــرة مدني ــة وعس ــكرية ف ــي الدول ــة‬

‫العثماني ــة‪.‬‬ ‫وتتك ــون واجه ــة "قش ــلة كرك ــوك" األمامي ــة‪،‬‬ ‫م ــن إيواني ــن يتوس ــطهما املدخ ــل الرئي ــس‬ ‫ال ــذي يف�ض ــي إل ــى رواق طوي ــل عل ــى جانبي ــه‬ ‫غ ــرف كبي ــرة ع ــدة ذات أق ــواس دائري ــة قائم ــة‬ ‫عل ــى ثماني ــة أعم ــدة حجري ــة إس ــطوانية‪ ،‬وه ــي‬ ‫بطابقيه ــا‪ ،‬مس ــتطيلة الش ــكل مبني ــة بمادت ــي‬ ‫الحج ــر والج ــص (م ــادة بديل ــة لإلس ــمنت ف ــي‬ ‫ذلــك الوقــت)‪ ،‬وتحتــوي علــى ‪ 24‬قاعــة فســيحة‪،‬‬ ‫إضاف ــة إل ــى اثنت ــي عش ــر غرف ــة هيكله ــا أعم ــدة‬ ‫وأقــواس وقبــاب‪ ،‬ذات أعمــدة مربعــة فــي الطابــق‬ ‫الس ــفلي‪ ،‬وأس ــطوانية ف ــي الطاب ــق العل ــوي‪،‬‬ ‫وتمت ــاز أقواس ــها بأنه ــا مدبب ــة ومتعانق ــة‪.‬‬ ‫جزء من التاريخ‬

‫ويق ــول مدي ــر دائ ــرة اآلث ــار والت ـراث ف ــي كرك ــوك‪،‬‬ ‫رائ ــد عكل ــة‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "القش ــلة تعتب ــر‬ ‫ـزءا مهم ـ ًـا م ــن تاري ــخ وحض ــارة كرك ــوك‪ ،‬وم ــا‬ ‫جـ ً‬ ‫تبق ــى م ــن القش ــلة ضلع ــان‪ ،‬أحدهم ــا تع ــرض‬ ‫لالنهي ــار بس ــبب عوام ــل التعري ــة واألمط ــار ف ــي‬ ‫الع ــام ‪ ،2016‬وحاول ــت الدائ ــرة إع ــادة إعم ــار‬ ‫األج ـزاء املتضــررة وفــق نفــس ط ـراز البنــاء‪ ،‬كــون‬ ‫البن ــاء العثمان ــي مع ــروف بأن ــه يس ــتخدم م ــواد‬ ‫الحج ــر واإلس ــمنت االبي ــض"‪.‬‬ ‫ويضيــف أنــه "يوجــد فــي الضلــع املتبقــي متحــف‬ ‫فولكل ــوري يض ــم مجموع ــة م ــن التماثي ــل‬ ‫واألدوات التــي تعكــس العــادات والتقاليــد ألهالــي‬ ‫مدين ــة كرك ــوك‪ ،‬والتعاي ــش الس ــلمي وثقاف ــة‬ ‫القومي ــات‪ ،‬وامله ــن الش ــعبية الت ــي تش ــتهر فيه ــا‬ ‫املحافظ ــة‪ ،‬حس ــب ن ــوع املهن ــة الت ــي موج ــودة ف ــي‬ ‫أس ــواق كرك ــوك مث ــل الخياط ــة وبائ ــع الش ــاي‬ ‫واملهــن الشــعبية األخــرى‪ ،‬التــي كان أهالــي كركــوك‬ ‫يعمل ــون فيه ــا"‪.‬‬

‫مقصد للوفود األجنبية‬ ‫مــن جانبــه‪ ،‬يبيــن املتخصــص بالســياحة واآلثــار‬ ‫ف ــي كرك ــوك‪ ،‬س ــالم يوس ــف‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫ـزءا م ــن تاري ــخ وحض ــارة‬ ‫أن "القش ــلة تعتب ــر ج ـ ً‬ ‫محافظ ــة كرك ــوك‪ ،‬وه ــي م ــا ت ـزال ش ــاخصة مل ــن‬ ‫يزوره ــا‪ ،‬حي ــث تش ــتهر بطبيع ــة البن ــاء ونظ ــام‬ ‫األق ــواس واملس ــاحات الواس ــعة‪ ،‬وه ــذا أب ــرز م ــا‬ ‫تمت ــاز ب ــه"‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن "قشــلة كركــوك كانــت مقـ ًرا للجنــود‬ ‫العثمانيي ــن ف ــي فت ــرة س ــيطرتها عل ــى املدين ــة‪،‬‬ ‫ولق ــوة ومتان ــة البن ــاء بقي ــت القش ــلة محافظ ــة‬ ‫علــى الهيــكل الرئي�ســي لهــا‪ ،‬ولكــن البنايــة تحتــاج‬ ‫ال ــى صيان ــة وخاص ــة م ــن الجه ــة الخلفي ــة"‪.‬‬ ‫ويؤكــد أن "هنــاك املئــات املــن الــزوار‪ ،‬يقصــدون‬ ‫القش ــلة‪ ،‬س ــواء م ــن خ ــارج املحافظ ــة أو الوف ــود‬ ‫األجنبي ــة‪ ،‬لالط ــاع عل ــى طريق ــة بنائه ــا واملتح ــف‬ ‫املوج ــود فيه ــا وال ــذي يرم ــز إل ــى ثقاف ــة ومكون ــات‬ ‫كرك ــوك"‪.‬‬

‫إل ــى ذل ــك‪ ،‬يؤك ــد عب ــاس عل ــي (‪ 35‬عام ـ ًـا)‪ ،‬م ــن‬ ‫أهال ــي محافظ ــة البص ــرة‪ ،‬وه ــو أح ــد زوار قش ــلة‬ ‫كرك ــوك‪ ،‬أن "كرك ــوك مدين ــة تاريخي ــة وله ــا‬ ‫حض ــارة كبي ــرة‪ ،‬حي ــث قمن ــا بتنظي ــم زي ــارة ال ــى‬ ‫املدنيــة لالطــاع علــى آثارهــا ومواقعهــا التاريخيــة‪،‬‬ ‫منه ــا قلع ــة كرك ــوك والقش ــلة والقيصري ــات‪،‬‬ ‫وهــذه املواقــع تحتــاج إلــى توفيــر خدمــات للــزوار"‪.‬‬ ‫ويضي ــف عل ــي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "املواق ــع‬ ‫التاريخي ــة واألثري ــة ف ــي عم ــوم الع ـراق بحاج ــة‬ ‫إل ــى أن تمت ــد له ــا ي ــد الحكوم ــة العراقي ــة لتوف ــر‬ ‫الخدم ــات‪ ،‬إل ــى جان ــب وج ــود خارط ــة ودلي ــل‬ ‫ســياحي‪ ،‬للتعريــف باملواقــع وأهميتهــا التاريخيــة‪،‬‬ ‫ـدا مهم ـ ًـا ألي دول ــة‪،‬‬ ‫ألن الس ــياحة تعتب ــر راف ـ ً‬ ‫وتوف ــر زي ــادة ف ــي املدخ ــول املال ــي‪ ،‬حت ــى أن هن ــاك‬ ‫بع ــض ال ــدول تعت ــاش عل ــى الس ــياحة وتص ــل‬ ‫واردته ــا منه ــا إل ــى ملي ــارات ال ــدوالرات"‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪33 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫تنافس حاد بين المسكوف‬ ‫والقيمر على موائد السائحين‪..‬‬

‫«"لم انسَ ابداً طعم السمك‬ ‫المسقوف وقت الظهيرة على شاطئ‬ ‫دجلة في حدائق (ابي نؤاس) حيث‬ ‫تداعب الرياح الماء وتنبعث رائحة‬ ‫الشواء الشهية من الموقد"» ‪..‬‬

‫اكالت العراقيين ال ُتنسى‬

‫"بعض االكالت العراقية يعود‬ ‫تاريخها الى الحضارة السومرية أي‬ ‫نحو ‪ 4000‬عام مثل هبيط اللحم‪،‬‬ ‫أما الدولمة يعود تاريخها إلى فترة‬ ‫االحتالل العثماني للعراق"‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫تجذب االطعمة‬ ‫العر اقية السياح‬ ‫العرب واألجانب‪،‬‬ ‫واصبحت املائدة‬ ‫العر اقية مثارإعجاب‬ ‫للسائحين خالل زيارتهم‬ ‫الى بغداد وطلبهم‬ ‫الحصول على وجبات‬ ‫معينة تعكس التراث‬ ‫الشعبي‪.‬‬

‫مذاق ال ين�سى‬ ‫تؤكــد لبنــى األشــقر اســتاذة إعــام فلســطينية‪،‬‬ ‫أن الطع ــام العراق ــي يعك ــس هوي ــة الع ـراق‬ ‫وأصالت ــه وتراث ــه‪.‬‬ ‫وتضي ــف ف ــي حدي ــث ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن ــه "عل ــى‬ ‫الرغ ــم م ــن أن االخت ــاف لي ــس كبي ـ ًرا بي ــن‬ ‫الطع ــام العراق ــي والطع ــام الفلس ــطيني‪ ،‬لكنن ــي‬ ‫اس ــتمتعت كثي ـرا عن ــد تذوق ــي للطع ــام العراق ــي‬ ‫بطعم ــه املتمي ــز"‪.‬‬ ‫وتش ــير ال ــى ان "االطعم ــة العراقي ــة دس ــمة‬ ‫وتعتم ــد عل ــى اللح ــوم‪ ،‬وه ــي ذات طع ــم ح ــاد‪،‬‬ ‫مث ــل الكب ــاب والس ــمك املس ــگوف"‪.‬‬ ‫وكانــت األشــقر قــد زارت الع ـراق ومكثــت الكثــر‬ ‫مــن اســبوع‪ ،‬وجذبتهــا بعــض االطعمــة العراقيــة‬

‫بع ــد ان جرب ــت مختل ــف االكالت العراقي ــة‬ ‫مث ــل "الباج ــة والتش ــريب والدج ــاج املش ــوي"‪،‬‬ ‫وجذبه ــا ك ــرم الضياف ــة ووف ــرة الكمي ــات الت ــي‬ ‫تق ــدم عل ــى املائ ــدة وه ــو مايعك ــس ثقاف ــة‬ ‫الش ــعب العراق ــي وكرم ــه‪.‬‬ ‫ولفت ــت إل ــى أنه ــا "انجذب ــت كثي ـ ًرا ال ــى التم ــور‬ ‫العراقيــة وبعــض انــواع الحلــوى‪ ،‬وانهــا ســتاخذ‬ ‫كمي ــة م ــن التم ــر والحل ــوى حي ــن عودته ــا‬ ‫لبلد ه ــا"‪.‬‬ ‫القيمر حاض ًرا بالقائمة‬ ‫ل ــم تك ــن الس ــائحة االملاني ــة كاتري ــن يواني ــس‬ ‫الوحيــدة التــي اغرمــت بقيمــر العــرب فــي وجبــة‬ ‫الفط ــور الصباح ــي والس ــمك املس ــقوف عن ــد‬ ‫وجب ــة الغ ــداء‪ ،‬فثم ــة كثي ــرون م ــن الس ــياح‬

‫االجان ــب جذبته ــم ه ــذه االطعم ــة ‪.‬‬ ‫تق ــول كاتري ــن‪ ،‬إن ــه "من ــذ ان تذوق ــت قيم ــر‬ ‫الع ــرب العراق ــي حت ــى انبه ــرت بمذاق ــه وودت‬ ‫تناول ــه كل ي ــوم"‪.‬‬ ‫تؤك ــد كاتري ــن ف ــي حديثه ــا ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬انه ــا‬ ‫"تتص ــل بمرافته ــا يومي ـ ًـا وتطل ــب منه ــا جل ــب‬ ‫قيم ــر ع ــرب ممتزج ـ ًـا بالحلي ــب والكاه ــي لتن ــاول‬ ‫الفطــور ســوية الفنــدق‪ ،‬او فــي احــدى املطاعــم‬ ‫الش ــعبية"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـدا طعــم الســمك‬ ‫وتضيــف ‪ ،‬قائلــة "لــم انــس ابـ ً‬ ‫املســقوف وقــت الظهيــرة علــى شــاطئ دجلــة فــي‬ ‫حدائــق (ابــي نــؤاس) حيــث تداعــب الريــاح املــاء‬ ‫وتنبع ــث رائح ــة الش ــواء الش ــهية م ــن املوق ــد"‪،‬‬ ‫علــى حــد قولهــا‪.‬‬

‫"الهبيط" إرث سومري!‬ ‫ب ــدوره يؤك ــد الباح ــث الفلكل ــوري الدكت ــور‬ ‫مه ــدي من ــذر‪ ،‬ان "بع ــض االكالت العراقي ــة‬ ‫يعــود تاريخهــا الــى الحضــارة الســومرية أي نحــو‬ ‫‪ 4000‬ع ــام مث ــل هبي ــط اللح ــم‪ ،‬أم ــا الدومل ــة‬ ‫يع ــود تاريخه ــا إل ــى فت ــرة االحت ــال العثمان ــي‬ ‫للعـراق ودخلــت عــن طريــق ســوريا‪ ،‬التــي جــاءت‬ ‫به ــا م ــن اليون ــان واإلغري ــق‪ ،‬بي ــد أن العراقيي ــن‬ ‫برع ــوا فيه ــا بإضاف ــة الخض ـراوات وقط ــع‬ ‫اللح ــم"‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن "مــن األكالت الشــهيرة فــي العـراق‬ ‫(الس ــياح م ــع البي ــض والده ــن)‪ ،‬الت ــي يت ــم‬ ‫عملهــا فــي مناطــق االهــوار العراقيــة‪ ،‬وتعــد مــن‬ ‫األكالت الس ــومرية"‪.‬‬ ‫أم ــا خل ــود العام ــري وه ــي صحفي ــة رافق ــت‬ ‫عدي ــد م ــن الس ــياح والصحفيي ــن األجان ــب ف ــي‬ ‫جوالتهــم‪ ،‬تقــول ان "الدوملــة والبريانــي والســياح‬ ‫والباق ــاء م ــع البي ــض وقيم ــر الع ــرب وتش ــريب‬ ‫اللح ــم والكب ــاب والس ــمك املش ــوي جميعه ــا‬ ‫اكالت الق ــت استحس ــان الضي ــوف"‪.‬‬ ‫وتلفــت الــى "دهشــة الســياح االجانــب مــن حســن‬ ‫الضياف ــة واالس ــتقبال ف ــي املطاع ــم واالماك ــن‬ ‫العام ــة ‪ ،‬وه ــو مايت ــرك اث ـ ًرا طيب ـ ًـا فيه ــم"‪.‬‬ ‫وتش ــير إل ــى أن "بع ــض الس ــياح يفض ــل‬ ‫املش ــروبات الس ــاخنة مث ــل الش ــاي والقه ــوة‪،‬‬ ‫ويقب ــل بعضه ــم عل ــى العصائ ــر الطبيعي ــة مث ــل‬ ‫عصي ــر الرم ــان وعصي ــر الزبي ــب والبرتق ــال"‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪35 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬

‫واملس ــابقات الثقافي ــة‪ ،‬او بتنظي ــم فعالي ــات‬ ‫مجتمعي ــة ف ــي الحدائ ــق العام ــة واملراك ــز‬ ‫املجتمعيــة‪ ،‬مثــل العــروض الفنيــة واملوســيقية‬ ‫واملس ــابقات الثقافي ــة‪.‬‬ ‫ويمكــن تشــجيع املوظفيــن علــى ارتــداء املالبــس‬ ‫الوطني ــة أو تزيي ــن مكاتبه ــم بأع ــام الوط ــن‪ ،‬و‬

‫جرى االتفاق في العراق على قانون للعطل واملناسبات بشق االنفس‪ ،‬وقد‬ ‫امتد الجدل بشأن أيام العطل طوال اكثرمن عشرين عاما منذ اسقاط‬ ‫النظام املباد بفعل اختالف القوى السياسية بشأن مغزى تلك املناسبات‬ ‫واملوقف منها‪.‬‬

‫مناسبات لالحتفاء‪..‬‬

‫ام فرص للتعطيل‬ ‫وتوقف االعمال‬ ‫ومقاب ــل ذل ــك يج ــري من ــح العط ــل باجته ــادات‬ ‫فردي ــة ف ــي مناط ــق معين ــة وف ــي أوق ــات مختلف ــة‬ ‫بمســوغات دينيــة او محليــة فتعطــل محافظــات‬ ‫فيم ــا ال تعط ــل أخ ــرى‪.‬‬ ‫ان االحتف ــال باملناس ــبات املحلي ــة او الوطني ــة‬ ‫حت ــى وان كان ــت مهم ــة‪ ،‬ال يتطل ــب بالض ــرورة‬ ‫أخ ــذ عطل ــة رس ــمية‪ ،‬ب ــل يمك ــن االحتف ــال‬

‫به ــا بع ــدة ط ــرق م ــن دون تعطي ــل العم ــل أو‬ ‫الدراس ــة‪ ،‬اذ يمك ــن تنظي ــم االحتف ــاالت ف ــي‬ ‫غي ــر أوق ــات العم ــل مث ــل تنظي ــم الفعالي ــات ف ــي‬ ‫املســاء أو فــي أيــام العطلــة األســبوعية املعتــادة‪.‬‬ ‫ويمكــن االحتفــال عــن طريــق تنظيــم الفعاليــات‬ ‫الثقافي ــة والتعليمي ــة بتنظي ــم محاض ـرات‬ ‫ون ــدوات ومع ــارض ثقافي ــة ف ــي امل ــدارس‬

‫والجامعــات واملراكــز الثقافيــة للتعريــف بتاريــخ‬ ‫املناســبة وأهميتهــا‪ ،‬كمــا يمكــن تنظيــم فعاليــات‬ ‫بس ــيطة فــي أماكــن العمــل‪ ،‬مث ــل تزيي ــن املكات ــب‬ ‫أو تنظي ــم مس ــابقات ثقافي ــة أو ع ــرض أف ــام‬ ‫وثائقي ــة‪.‬‬ ‫وأيض ــا باإلم ــكان تنظي ــم فعالي ــات افتراضي ــة‬ ‫عب ــر اإلنترن ــت‪ ،‬مث ــل الن ــدوات واملحاض ـرات‬

‫يمك ــن تنظي ــم فعالي ــات رياضي ــة أو ثقافي ــة ف ــي‬ ‫أوق ــات االس ــتراحة‪.‬‬ ‫األم ــر يتعل ــق بكيفي ــة تنظي ــم االحتف ــاالت‬ ‫بطريقة ال تتعارض مع ســير الحياة الطبيعية‪،‬‬ ‫وتس ــهم ف ــي تحقي ــق أه ــداف االحتف ــال‪.‬‬ ‫وبالع ــودة ال ــى الع ـراق فتكث ــر في ــه أي ــام العط ــل‬ ‫الرس ــمية وغي ــر الرس ــمية ألس ــباب متع ــددة‪،‬‬

‫منه ــا التن ــوع الدين ــي والعرق ــي‪ ،‬اذ ان البل ــد‬ ‫متع ــدد األدي ــان واألع ـراق‪ ،‬ول ــكل مك ــون دين ــي‬ ‫أو عرقــي مناســباته الخاصــة التــي يعدهــا مهمــة‪.‬‬ ‫نتيج ــة لذل ــك‪ ،‬يج ــري من ــح عط ــل رس ــمية‬ ‫لالحتفــال بهــذه املناســبات‪ ،‬ممــا يزيــد مــن عــدد‬ ‫أي ــام العط ــل‪.‬‬ ‫ونظ ـرا ألن الع ـراق ش ــهد ف ــي العق ــود األخي ــرة‬ ‫ظروف ــا سياس ــية وأمني ــة صعب ــة‪ ،‬فق ــد أدى‬ ‫ً‬ ‫ذل ــك إل ــى تعطي ــل العم ــل ف ــي بع ــض األحي ــان‪،‬‬ ‫وف ــي بع ــض الح ــاالت‪ ،‬يج ــري من ــح عط ــل‬ ‫رســمية كإج ـراء احت ـرازي للحفــاظ علــى ســامة‬ ‫الس ــكان‪ ،‬وف ــي اثن ــاء االمط ــار بس ــبب رداءة‬ ‫الط ــرق والخ ــوف عل ــى التالمي ــذ‪.‬‬ ‫كم ــا ت ــؤدي الع ــادات والتقالي ــد االجتماعي ــة‬ ‫دورا هام ــا ف ــي تحدي ــد أي ــام العط ــل الرس ــمية‪،‬‬ ‫ف ــان بع ــض املناس ــبات االجتماعي ــة‪ ،‬مث ــل‬ ‫األعيــاد الدينيــة‪ ،‬تعــد مهمــة لبعــض النــاس فــي‬ ‫الثقافــة العراقيــة‪ ،‬ويجــري منــح عطــل رســمية‬ ‫خاص ــة لالحتف ــاء به ــا‪.‬‬ ‫وح ــدد قان ــون العط ــل الرس ــمية ف ــي الع ـراق‬ ‫ع ــددا كبي ـرا م ــن املناس ــبات الت ــي تع ــد عط ـ ًـا‬ ‫رس ــمية‪ ،‬وفض ــا ع ــن ذل ــك يمن ــح القان ــون‬ ‫مجل ــس ال ــوزراء صالحي ــة من ــح عط ــل رس ــمية‬ ‫إضافي ــة ف ــي مناس ــبات خاص ــة‪.‬‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬يمكــن القــول إن كثــرة أيــام العطــل‬ ‫الرس ــمية ف ــي الع ـراق تعك ــس التن ــوع الثقاف ــي‬ ‫والدين ــي واالجتماع ــي للب ــاد‪ ،‬فض ــا ع ــن تأثي ــر‬ ‫الظ ــروف السياس ــية واألمني ــة الت ــي م ــر به ــا‪.‬‬ ‫يش ــير املراقب ــون ال ــى ان االحتف ــاء باملناس ــبات‬ ‫ال يعن ــي بالض ــرورة إعط ــاء عطل ــة‪ ،‬اذ ان تل ــك‬ ‫االحتفــاالت تهــدف الــى تعزيــز الهويــة الوطنيــة‬ ‫واالنتم ــاء للبل ــد و تذكي ــر األجي ــال الجدي ــدة‬ ‫بتاري ــخ الب ــاد وتضحي ــات م ــن س ــبقوهم‪ ،‬و‬ ‫تعزيــز الوحــدة الوطنيــة والتالحــم االجتماعــي‪،‬‬ ‫ونش ــر الوع ــي الثقاف ــي والتاريخ ــي‪ ،‬و إتاح ــة‬ ‫الفرص ــة للس ــكان للتعبي ــر ع ــن حبه ــم لوطنه ــم‪.‬‬ ‫ويس ــتدرك املراقب ــون بالق ــول‪ ،‬ان ــه يمك ــن‬ ‫الجم ــع بي ــن االحتف ــال والعم ــل‪ ،‬اذ يخص ــص‬ ‫ج ــزء م ــن وق ــت العم ــل لالحتف ــال باملناس ــبة‪،‬‬ ‫مث ــل تنظي ــم فعالي ــات قصي ــرة أو ع ــرض أف ــام‬ ‫وثائقي ــة‪ ،‬لتحقي ــق األه ــداف املرج ــوة م ــن‬ ‫االحتف ــاء بمناس ــبة معين ــة‪.‬‬ ‫واس ــتنادا ال ــى بع ــض األرق ــام‪ ،‬ف ــان اح ــدى‬ ‫االحصائيــات ذكــرت أن العطــل املتكــررة تكلــف‬ ‫الدول ــة العراقي ــة س ــنويا نح ــو ‪ 34‬تريلي ــون‬

‫دين ــار (‪ 26‬ملي ــار دوالر)‪ ،‬بحس ــب م ــا يق ــول‬ ‫الخبي ــر االقتص ــادي نبي ــل املرس ــومي‪.‬‬ ‫ف ــي حي ــن يق ــول الخبي ــر االقتص ــادي عب ــد‬ ‫الس ــام حس ــين‪ ،‬إن ع ــدد العط ــل واملناس ــبات‬ ‫فــي العـراق وتكلفتهــا اكثــر مــن ذلــك بــل بحســاب‬ ‫بع ــض املناس ــبات اإلثني ــة واملكوناتي ــة فإنه ــا‬ ‫تتج ــاوز فعلي ــا ‪ 170‬يوم ــا‪ ،‬مم ــا يكل ــف خزين ــة‬ ‫الدولــة أكثــر مــن ‪ 52‬تريليــون دينــار (‪ 40‬مليــار‬ ‫دوالر) س ــنويا‪ ،‬بحس ــب قول ــه‪.‬‬ ‫فيمــا يــرى آخــرون غيــر ذلــك‪ ،‬ويقــول املستشــار‬ ‫االقتص ــادي ع ــاء الفه ــد‪ ،‬أنن ــا ال نس ــتطيع‬ ‫حســاب تكلفــة العطــل فقــط‪ ،‬بــل يجــب علينــا‬ ‫حس ــاب اإلنتاجي ــة مقارن ــة بمبال ــغ الص ــرف ف ــي‬ ‫املوازنــات العامــة‪ ،‬ويشــدد علــى أهميــة معالجــة‬ ‫كثي ــر م ــن املش ــكالت الت ــي تكل ــف نفق ــات ال‬ ‫ت ــوازي اإلنتاجي ــة‪.‬‬ ‫ويتاب ــع الفه ــد‪ ،‬أن املش ــكلة األس ــاس ه ــي‬ ‫انخف ــاض اإلنتاجي ــة للموظ ــف ف ــي املؤسس ــات‬ ‫الحكوميــة التــي هــي بحاجــة إلــى معالجــة ســريعة‬ ‫وتنــاول قضيــة الترهــل الوظيفــي‪ ،‬منوهــا إلــى أن‬ ‫العط ــل ه ــي ظاه ــرة اعتيادي ــة ف ــي معظ ــم دول‬ ‫العال ــم‪ ،‬بخاص ــة ف ــي الش ــركات العاملي ــة وحت ــى‬ ‫دول تمن ــح العط ــل ل ـ ‪ 3‬أي ــام ف ــي األس ــبوع‪ ،‬م ــع‬ ‫تطبي ــق العم ــل عب ــر اإلنترن ــت ونظ ــام الحوكم ــة‬ ‫اإللكتروني ــة لزي ــادة اإلنتاجي ــة وتقدي ــم‬ ‫الخدم ــات بش ــكل أفض ــل‪.‬‬ ‫فيم ــا تعب ــر النائب ــة الس ــابقة ف ــي البرمل ــان‬ ‫االتح ــادي‪ ،‬ري ـزان ش ــيخ دلي ــر‪ ،‬ع ــن قلقه ــا‬ ‫إزاء تزاي ــد ع ــدد العط ــل وتأثيره ــا الس ــلبي عل ــى‬ ‫ميزاني ــة الدول ــة وحي ــاة املواطني ــن اليومي ــة؛‬ ‫وتق ــول أن الوض ــع الحال ــي يزي ــد م ــن الع ــبء‬ ‫علــى املواطنيــن الذيــن يحتاجــون إلــى اســتمرارية‬ ‫الخدم ــات الحكومي ــة‪ ،‬مث ــل املحاك ــم والدوائ ــر‬ ‫الخدمي ــة‪ .‬وتطرق ــت إل ــى أن بع ــض الفت ـرات‬ ‫واملناس ــبات الديني ــة‪ ،‬تتس ــبب ف ــي توق ــف‬ ‫الــدوام الرســمي ملــدة قــد تصــل إلــى ‪ 40‬يومـ ًـا فــي‬ ‫بعــض املؤسســات‪ ،‬مــا يؤخــر تلبيــة احتياجــات‬ ‫املواطني ــن ويعط ــل االقتص ــاد‪.‬‬ ‫ويــرى املختــص فــي الشــأن االقتصــادي‪ ،‬حســين‬ ‫ش ــاكر‪ ،‬تأثي ـرا س ــلبيا ل ـ “العط ــل الكثي ــرة عل ــى‬ ‫عم ــل البن ــك املرك ــزي واملص ــارف العراقي ــة‬ ‫الرتباطه ــا بالبن ــوك العاملي ــة والسياس ــة‬ ‫التجاري ــة العاملي ــة‪ ،‬وبالخص ــوص إذا كان‬ ‫هنــاك عــدم توافــق بيــن العطــل واملناســبات فــي‬ ‫الع ـراق م ــع العط ــل العاملي ــة”‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪37 2025‬‬ ‫والعشرون‪-‬كانون الثاني‪-‬يناير‬ ‫الحاديةالحادية‬ ‫‪ 255‬السنة‬ ‫العددالسنة‬ ‫العدد ‪253‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫حمايات المسؤولين في العراق‪..‬‬

‫جيوش وأرتال فارهة‬ ‫ترهق خزينة الدولة‬ ‫وتثي ــر ظاه ــرة األرت ــال الطويل ــة م ــن املركب ــات‬ ‫الفارهــة واملظللــة‪ ،‬التــي تطلــق أبواقهــا الدائمــة‬ ‫ف ــي الش ــوارع لتحذي ــر امل ــارة وتحم ــل داخله ــا‬ ‫مس ــؤول حكوم ــي‪ ،‬أو سيا�س ــي‪ ،‬أو حت ــى رج ــل‬ ‫متنف ــذ وعش ـرات األف ـراد م ــن الحماي ــة‪ ،‬تذم ــر‬ ‫ّ‬ ‫املواطني ــن م ــن اس ــتمرار ه ــذه املمارس ــات رغ ــم‬ ‫اســتقرار الوضــع األمنــي وانتفــاء الحاجــة إليهــا‪.‬‬ ‫ويتس ــاءل مراقب ــون ع ــن أس ــباب ع ــدم اختف ــاء‬ ‫ه ــذه الظاه ــرة رغ ــم توجي ــه القائ ــد الع ــام‬ ‫للق ــوات املس ــلحة العراقي ــة‪ ،‬رئي ــس ال ــوزراء‪،‬‬ ‫محم ــد ش ــياع الس ــوداني‪ ،‬ف ــي أيلول‪/‬س ــبتمبر‬ ‫‪ 2023‬بتقلي ــص أع ــداد الحماي ــة ومن ــع‬ ‫مظاهره ــا الس ــلبية ف ــي الش ــارع‪" ،‬كونه ــا تعك ــس‬ ‫ظاه ــرة غي ــر حضاري ــة وال تت ــاءم م ــع حال ــة‬ ‫األم ــن والس ــام الت ــي تعيش ــها م ــدن الع ـراق"‪.‬‬ ‫إنفاق على حساب الخدمات‬ ‫وف ــي ه ــذا الس ــياق‪ ،‬يؤك ــد االقتص ــادي‪ ،‬أحم ــد‬ ‫عي ــد ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "اإلنف ــاق‬ ‫عل ــى حماي ــات املس ــؤولين يأت ــي عل ــى حس ــاب‬ ‫ـدا علــى‬ ‫القطاعــات الخدميــة والتنمويــة"‪ ،‬مؤكـ ً‬ ‫"ض ــرورة توجي ــه ه ــذه امل ــوارد لدع ــم البني ــة‬ ‫التحتي ــة والتعلي ــم والصح ــة‪ ،‬وتحس ــين األداء‬ ‫املال ــي للحكوم ــة وتعزي ــز العدال ــة االجتماعي ــة‪،‬‬ ‫خاص ــة ف ــي ظ ــل املطال ــب الش ــعبية املتزاي ــدة‬ ‫بترش ــيد اإلنف ــاق الحكوم ــي"‪.‬‬ ‫ويش ــير عي ــد‪ ،‬إل ــى أن "هن ــاك ظاه ــرة أخ ــرى‬ ‫تدخ ــل ف ــي ب ــاب الفس ــاد املال ــي واله ــدر الكبي ــر‬ ‫فــي األمــوال تتضمــن صــرف مبالــغ ماليــة طائلــة‬ ‫لتوفيــر الحمايــات فــي حيــن يأخــذ املســؤول تلــك‬ ‫املبالــغ ويقــوم باســتعارة أو اســتخدام موظفيــن‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫تشكل األعداد الكبيرة من عناصر‬ ‫الحماية املخصصة للمسؤولين في‬ ‫ثقيال على املوازنة‬ ‫عبئا ً‬ ‫العراق ً‬ ‫ماليا ً‬ ‫سنويا‬ ‫العامة‪ ،‬حيث ُتنفق املليارات‬ ‫ً‬ ‫لتغطية الرواتب واملخصصات‬ ‫واآلليات والوقود‪ ،‬في وقت تواجه‬ ‫البالد تحديات اقتصادية كبيرة‪.‬‬

‫أو منتس ــبين يعمل ــون ف ــي مديري ــات وجه ــات‬ ‫أمنيــة وتفريغهــم لحمايتــه دون صــرف رواتبهــم‬ ‫باعتباره ــم يتقاض ــون روات ــب م ــن املؤسس ــات‬ ‫الت ــي ت ــم تفرغه ــم منه ــا"‪.‬‬ ‫ـدال م ــن عس ــكرة املجتم ــع‪ ،‬يدع ــو عي ــد‬ ‫وب ـ ً‬ ‫الدولــة‪ ،‬إلــى "التوجــه الفعلــي والحقيقــي لدعــم‬ ‫القط ــاع الخ ــاص لش ــمول أكب ــر ع ــدد ممك ــن‬ ‫مــن الشــباب فــي مجــاالت التوظيــف والعمــل فــي‬ ‫تل ــك القطاع ــات"‪.‬‬ ‫يذك ــر أن وزارة الداخلي ــة العراقي ــة‪ ،‬وم ــن‬ ‫أج ــل تقلي ــص أع ــداد الحماي ــات‪ ،‬ح ــددت ف ــي‬ ‫حزيران‪/‬يونيــو ‪ 2023‬أعــداد الحمايــات للرتــب‬ ‫العليــا وكبــار الضبــاط واملســؤولين لديهــا ســواء‬ ‫م ــن املس ــتمرين بالخدم ــة أو املتقاعدي ــن‪.‬‬ ‫وق ــررت ال ــوزارة ف ــي كت ــاب اطلع ــت علي ــه‬ ‫مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "تك ــون أع ــداد الحماي ــات‬ ‫لضب ــاط وزارة الداخلي ــة املس ــتمرين بالخدم ــة‬ ‫واملتقاعدي ــن كاآلت ــي‪ :‬وكي ــل وزارة برتب ــة فري ــق‬ ‫(‪ )12‬عنص ــر حماي ــة‪ ،‬فري ــق بمنص ــب (‪)10‬‬ ‫عناص ــر‪ ،‬فري ــق ب ــدون منص ــب (‪ )8‬عناص ــر‪،‬‬ ‫لــواء بمنصــب (‪ )6‬عناصــر‪ ،‬لــواء بــدون منصــب‬ ‫(‪ )3‬عناصــر‪ ،‬عميــد بمنصــب عنصـران‪ ،‬عميــد‬ ‫ب ــدون منص ــب عنص ــر واح ــد‪ ،‬عقي ــد بمنص ــب‬ ‫عنصــر واحــد‪ ،‬فريــق متقاعــد ‪ 3‬عناصــر‪ ،‬لــواء‬ ‫متقاع ــد عنص ـران"‪.‬‬ ‫"استغالل موارد الدولة"‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬ي ــرى القي ــادي ف ــي "تي ــار الخ ــط‬ ‫الوطن ــي"‪ ،‬حام ــد الس ــيد‪ ،‬أن "كث ــرة الحماي ــات‬ ‫الش ــخصية للمس ــؤولين العراقيي ــن ل ــم تع ــد‬ ‫ظاه ــرة بق ــدر واح ــدة م ــن أب ــواب اس ــتغالل‬

‫م ــوارد الدول ــة"‪.‬‬ ‫ويضيــف الســيد ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أنــه "فــي الفتــرة‬ ‫األخي ــرة‪ ،‬س ــمعنا ش ــمول أعض ــاء مجال ــس‬ ‫املحافظ ــات بامتي ــاز الحماي ــة الش ــخصية‬ ‫والس ــيارات الحديث ــة‪ ،‬رغ ــم أن ه ــذه املجال ــس‬ ‫ال ترتق ــي إل ــى أكث ــر م ــن كونه ــا مس ــؤولة ع ــن‬ ‫ايجــاد حلــول للقضايــا البلديــة فــي املحافظــات‪،‬‬ ‫بمعنــى أن هــذا املســؤول يفتــرض أن يكــون علــى‬ ‫تواص ــل وتم ــاس مباش ــر م ــع املواطني ــن ال أن‬ ‫تعزلــه أي حمايــة شــخصية عــن النــاس الذيــن‬ ‫يحتاجون ــه بش ــكل يوم ــي لح ــل قضاي ــا تتعل ــق‬ ‫بالخدم ــات والبني ــة التحتي ــة وغيره ــا"‪.‬‬ ‫ولف ــت الس ــيد‪ ،‬ال ــى أن ــه "بوج ــود أكث ــر م ــن‬ ‫‪ 300‬نائ ــب ف ــي البرمل ــان ول ــكل نائ ــب حماي ــة ‪30‬‬ ‫ـردا س ــتكون هن ــاك مش ــكلة‪ ،‬خاص ــة وأن‬ ‫فـ ً‬ ‫بع ــض الن ــواب يلج ــأون إل ــى أخ ــذ مس ــتحقات‬ ‫الحماي ــات الش ــخصية واالس ــتيالء عليه ــا‬ ‫وتفري ــغ أقرب ــاء له ــم معيني ــن ف ــي وزارة الداخلي ــة‬ ‫ـخصيا‪ ،‬وبالتال ــي تؤخ ــذ‬ ‫وتنس ــيبهم ملرافقته ــم ش ـ‬ ‫ً‬ ‫اســتحقاقات الحمايــة الشــخصية التــي منحــت‬ ‫له ــم م ــن الس ــلطة التش ــريعة وتذه ــب إل ــى‬ ‫(الجي ــب)"‪.‬‬ ‫وي ــرى الس ــيد‪ ،‬أن "ه ــذه الظاه ــرة معيب ــة‬ ‫ومخجل ــة وت ــدل عل ــى وج ــود ش ــخصيات ال‬ ‫يج ــب التس ــاهل معه ــا وحمايته ــا بطريق ــة‬ ‫اس ــتثنائية‪ ،‬خاص ــة وأن الن ــواب ه ــم أنفس ــهم‬ ‫يش ــيدون بجه ــود األجه ــزة األمني ــة ف ــي ف ــرض‬ ‫األم ــن‪ ،‬ويؤك ــدون أن الوض ــع األمن ــي مس ــتقر‬ ‫ف ــي الب ــاد‪ ،‬لك ــن س ــلوكهم الش ــخ�صي عل ــى‬ ‫النقي ــض م ــن ه ــذا الحدي ــث‪ ،‬عب ــر تخصي ــص‬

‫حماي ــات وأرت ــال له ــم‪ ،‬وه ــذا كل ــه يؤخ ــذ م ــن‬ ‫املــال العــام ويســتقطع مــن اســتحقاق املواطــن‬ ‫العراقــي مــن املوازنــة االتحاديــة ويضيــف أعبـ ًـاء‬ ‫مالي ــة عل ــى خزين ــة الدول ــة"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد القي ــادي ف ــي "تي ــار الخ ــط الوطن ــي"‪ ،‬أن‬ ‫"هــذه الظاهــرة هــي واحــدة مــن القضايــا التــي ال‬ ‫يمك ــن حله ــا إال بإزاح ــة وجودي ــة له ــذه الق ــوى‬ ‫واألح ـزاب الت ــي دائم ـ ًـا م ــا تفتخ ــر برؤوس ــها‬ ‫وهيبته ــا وبع ــدد حماياته ــا وأرتاله ــا والس ــيارات‬ ‫الحديث ــة الت ــي تقتنيه ــا وتتنق ــل به ــا‪ ،‬م ــا يج ــرح‬ ‫مش ــاعر املواط ــن وال يضي ــف ل ــه إال الش ــعور‬ ‫بأنه ــم غي ــر مقبولي ــن لدي ــه‪ ،‬م ــا يؤك ــد عل ــى‬ ‫ض ــرورة معالجته ــا"‪.‬‬ ‫‪ 16‬فرد حماية‬ ‫بدوره ــا‪ ،‬توض ــح عض ــو مجل ــس الن ــواب‬ ‫العراق ــي‪ ،‬س ــوزان منص ــور‪ ،‬أن "ع ــدد حماي ــة‬

‫ـردا‪ ،‬وهــو عــدد ال بــأس بــه‪ ،‬حيــث‬ ‫النائــب ‪ 16‬فـ ً‬ ‫إن أغل ــب الن ــواب لديه ــم مكات ــب‪ ،‬وه ــؤالء‬ ‫األفـراد يتوزعــون علــى مهــام مختلفــة بيــن مديــر‬ ‫مكت ــب وس ــكرتير وموظ ــف للش ــؤون اإلداري ــة‬ ‫والحس ــابات وح ــرس عل ــى البناي ــات"‪.‬‬ ‫وتبيــن منصــور خــال حديثهــا ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن‬ ‫"النائــب هــو مــن يختــار أفـراد حمايتــه وتشــغيل‬ ‫ه ــؤالء األف ـراد يوف ــر فرص ــة عم ــل له ــم‪ ،‬فه ــم‬ ‫غالب ـ ًـا خريج ــون وإداري ــون لك ــن ل ــم يج ــدوا‬ ‫وظيف ــة‪ ،‬وطيل ــة فت ــرة العم ــل م ــع النائ ــب يت ــم‬ ‫منحهــم عقــود عمــل‪ ،‬أمــا الرواتــب فهــي محــددة‬ ‫م ــن الدول ــة وه ــي م ــن تتول ــى دف ــع رواتبه ــم الت ــي‬ ‫تش ــابه أقرانه ــم م ــن املوظفي ــن"‪.‬‬ ‫وتش ــير إل ــى أن "عض ــو مجل ــس الن ــواب عل ــى‬ ‫خ ــاف املدي ــر الع ــام أو الوزي ــر م ــن حي ــث‬ ‫االلتزام ــات االجتماعي ــة‪ ،‬فه ــو مت ــاح للجمي ــع‬

‫والكثي ــر يتج ــه إلي ــه للمس ــاعدة ف ــي تلبي ــة‬ ‫احتياجاته ــم املختلف ــة‪ ،‬بداع ــي أنه ــم ه ــم م ــن‬ ‫أوصل ــوا النائ ــب إل ــى البرمل ــان‪ ،‬لذل ــك م ــن ح ــق‬ ‫النائ ــب توفي ــر م ــا يطلبون ــه منه ــم‪ ،‬له ــذا يت ــم‬ ‫التوجــه للنائــب أكثــر مــن غيــره مقارنــة باملديــر‬ ‫الع ــام أو الوزي ــر"‪.‬‬ ‫وإل ــى جان ــب ه ــذه املظاه ــر الس ــلبية‪ ،‬تتطل ــب‬ ‫حمايــات املســؤولين ميزانيــات كبيــرة لتمويلهــا‪،‬‬ ‫وتش ــمل ه ــذه امليزاني ــات تكالي ــف األم ــن‬ ‫واملرافــق والخدمــات األخــرى التــي تقدمهــا هــذه‬ ‫الحماي ــات‪ ،‬حي ــث أن كث ــرة أع ــداد حماي ــات‬ ‫املس ــؤولين ت ــؤدي إل ــى زي ــادة التكالي ــف عل ــى‬ ‫املوازنــة العامــة للبــاد‪ ،‬مــا قــد تــؤدي إلــى تقليــل‬ ‫امليزانيــات املخصصــة للخدمــات األخــرى‪ ،‬مثــل‬ ‫الصح ــة والتعلي ــم والبني ــة التحتي ــة‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪39 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫تحالف الراغبين‪..‬‬

‫ً‬ ‫مصطلحا أُ ُ‬ ‫ستخدم‬ ‫بريطانيا تستعيد‬

‫بغزو العراق لخطتها في أوكرانيا‬

‫فيلي ‪ -‬متابعة ‪:‬‬ ‫ذكــرت صحيفــة "الغارديــان" البريطانيــة‪ ،‬ان مصطلــح "تحالــف‬ ‫الراغبي ــن" ال ــذي اس ــتخدمه رئي ــس ال ــوزراء البريطان ــي كي ــرس ــتار‬ ‫م ــر‪ ،‬ه ــو اس ــتعادة للمصطل ــح ذات ــه ال ــذي ُأس ـ ُـتخدم قب ــل غ ــزو‬ ‫الع ــراق الع ــام ‪.2003‬‬

‫وأوضــح التقريــر البريطانــي‪ ،‬الــذي ترجمتــه مجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن العبــارات‬ ‫السياســية الرنانــة نــادرا مــا تتكــرر بــدون ســبب مقصــود‪ ،‬مضيفــا أنــه‬ ‫ربمــا كان القصــد مــن عبــارة "تحالــف الراغبيــن" التــي اســتخدمها ســتار‬ ‫مــر قبــل يوميــن‪ ،‬هــي تذكيــر املجتمــع الدبلوما�ســي والعســكري األمريكــي‬ ‫بـ"إننــا ســاعدناكم؛ اآلن عليكــم رد الجميــل"‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر قائ ــا إن "تحال ــف الراغبي ــن" الش ــهير‪ ،‬او ال�س ــيء‬ ‫الصي ــت‪ ،‬ه ــو التحال ــف ال ــذي جم ــع ال ــدول الــ‪ 30‬الت ــي قدم ــت الدع ــم‬ ‫علن ــا لغ ــزو الرئي ــس األمريك ــي االس ــبق ج ــورج ب ــوش للع ـراق ف ــي الع ــام‬ ‫‪."2003‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر ب ــأن تش ــكيل ه ــذا التحال ــف م ــن ال ــدول‪ ،‬ج ــاء بعدم ــا‬ ‫قــررت واشــنطن ان النظــام العراقــي يمتلــك اســلحة دمــار شــامل تشــكل‬ ‫تهدي ــدا مباش ـ ًرا‪ ،‬وأن الغ ــزو كان ضروري ــا‪ ،‬وذل ــك قب ــل أن يس ــتكمل‬ ‫مفتش ــو األس ــلحة التابعي ــن لألم ــم املتح ــدة عمله ــم‪.‬‬ ‫ولف ــت التقري ــر إل ــى أن ــه م ــن نتائ ــج الغ ــزو كان الفش ــل ف ــي العث ــور عل ــى‬ ‫اس ــلحة الدم ــار الش ــامل‪ ،‬واإلطاح ــة بنظ ــام بص ــدام حس ــين‪ ،‬ودف ــع‬ ‫الع ـراق إل ــى مرحل ــة طويل ــة م ــن الفو�ض ــى الداخلي ــة وس ــفك الدم ــاء‪،‬‬ ‫فيم ــا انخ ــرط فيه ــا أكث ــر م ــن ‪ 150‬أل ــف جن ــدي أمريك ــي‪.‬‬ ‫وأشــار التقريــر إلــى أن بريطانيــا‪ ،‬مثلمــا يــدرك رئيــس الــوزراء ســتارمر‪،‬‬ ‫كانــت الشــريك األكبــر فــي "تحالــف الراغبيــن" ذلــك‪ ،‬حيــث ارســلت ‪45‬‬ ‫ال ــف جن ــدي‪ ،‬بينم ــا ارس ــلت اس ــتراليا ‪ 2000‬جن ــدي‪ ،‬بينم ــا أرس ــلت‬ ‫ـدادا أق ــل م ــن الجن ــود‪ ،‬وف ــي غال ــب‬ ‫ال ــدول األخ ــرى بش ــكل ع ــام أع ـ ً‬ ‫األحي ــان‪ ،‬كان ــت مس ــاهمات ه ــذه ال ــدول مج ــرد مجموع ــة صغي ــرة م ــن‬ ‫الجن ــود‪ ،‬أو أنه ــا ش ــاركت م ــن خ ــال الس ــماح باس ــتخدام قواعده ــا‬ ‫العس ــكرية‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر‪ ،‬فــإن إعــادة طــرح مصطلــح "تحالــف الراغبيــن" مــن‬ ‫جانــب ســتارمر جــاءت خــال مقابلتــه مــع قنــاة "بــي بــي �ســي" البريطانيــة‬ ‫أم ــس األول‪ ،‬حي ــث كش ــف ع ــن خط ــة انجل ــو‪ -‬فرنس ــية للعم ــل م ــع‬ ‫الوالي ــات املتح ــدة‪ ،‬م ــن أج ــل التوص ــل ال ــى اتف ــاق س ــام ف ــي أوكراني ــا‪،‬‬ ‫حي ــث ق ــال ان ــه يتوق ــع وج ــود ش ــركاء آخري ــن‪ ،‬وه ــذا لي ــس اس ــتثناء‪،‬‬ ‫فكلم ــا زاد عدده ــم كان أفض ــل‪ ،‬إال أنن ــا بحاج ــة إل ــى التح ــرك نح ــو‬ ‫طريقــة اســرع وأكثــر مرونــة للتقــدم‪ ،‬وأعتقــد أن هــذا هــو تحالــف دول‬ ‫الراغبي ــن"‪.‬‬ ‫وف ــي وق ــت الح ــق‪ ،‬ق ــال س ــتارمر بحس ــب م ــا نق ــل التقري ــر عن ــه بع ــد‬ ‫القمــة التــي عقــدت فــي لنــدن األحــد‪ ،‬قولــه إن‪ :‬عــددا مــن الــدول االخــرى‬ ‫وافق ــت عل ــى االنضم ــام ال ــى ه ــذا التحال ــف‪ ،‬ولكن ــه ل ــم يح ــدد اس ــماء‬ ‫الــدول‪ ،‬مشــيرا إلــى أن املســألة متروكــة للقــادة اآلخريــن لتحديــد ذلــك‪.‬‬ ‫وذكــر التقريــر بأنــه فــي نهايــة املطــاف‪ ،‬فــإن التحالــف الــذي قــاده بــوش‬ ‫وقتهــا‪ ،‬توســع مــن ‪ 31‬دولــة إلــى ‪ 38‬دولــة بعــد الغــزو‪ ،‬بغــض النظــر عــن‬ ‫غمــوض نوايــا التحالــف والفو�ضــى التــي أحدثهــا‪.‬‬ ‫وأضــاف أن ســتارمر ال يبــدو علــى وشــك أن يجعــل ‪ 38‬دولــة تنضــم الــى‬ ‫التحالــف الجديــد‪ ،‬إال أنــه يأمــل بشــدة ان تكــون الواليــات املتحــدة فــي‬ ‫عهــد دونالــد ترامــب مــن بيــن "الــدول الراغبــة"‪.‬‬ ‫ترجمة‪ :‬مجلة «فيلي»‬

‫‪40‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪41 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫أبو نؤاس وقصة اإلهمال الطويلة‪ .. ..‬المال يعرقل إكماله وأمانة بغداد تستنجد‬ ‫فيــلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يع ــد ش ــارع اب ــو ن ــؤاس ال ــذي تأس ــس ع ــام ‪ 1934‬م ــن أع ــرق ش ــوارع بغ ــداد‪ ،‬وبالنظ ــرملوقع ــه املتمي ــزحي ــث‬ ‫اطاللت ــه عل ــى نه ــر دجل ــة‪ ،‬ووج ــود الحدائ ــق الواس ــعة في ــه‪ ،‬أصب ــح مكان ـ ًـا حيوي ـ ًـا يصطح ــب في ــه األهال ــي‬ ‫عائالتهــم للتنــزه واالســتجمام‪ ،‬فضــا عــن كونــه مركــزا حيويــا لجــذب الســياح‪ ،‬لكــن كلمــا مــروقــت عــاد فيــه‬ ‫الش ــارع إل ــى تألق ــه‪ ،‬تضرب ــه م ــرة أخ ــرى عص ــا اإلهم ــال وتعي ــده إل ــى ال ــوراء‪.‬‬

‫تع ــرض ش ــارع أب ــو ن ــؤاس لفت ــرة طويل ــة م ــن‬ ‫اإلهم ــال بع ــد ع ــام ‪ ،2003‬ول ــم يب ــدأ العم ــل‬ ‫بإع ــادة تأهيل ــه ألول م ــرة إال ف ــي ع ــام ‪.2011‬‬ ‫وكان أمي ــن بغ ــداد عم ــار مو�س ــى كاظ ــم‪ ،‬ق ــد‬ ‫أعلــن فــي حزي ـران عــام ‪ 2023‬تنفيــذ اللمســات‬ ‫األخي ــرة إلنج ــاز أعم ــال تطوي ــر املقط ــع الثان ــي‬ ‫مــن كورنيــش ومتنــزه أبــو نــؤاس‪ ،‬منوهـ ًـا إلــى أن‬ ‫كورنيــش ومتنــزه أبــو نــؤاس يتضمــن زراعــة ‪10‬‬ ‫دونم ــات م ــن املس ــطحات الخض ـراء ومناط ــق‬ ‫ألع ــاب ‏متنوع ــة وناف ــورة أرضي ــة م ــع اس ــتمرار‬ ‫تنفي ــذ طري ــق خ ــاص للم�ش ــي وآخ ــر للدراج ــات‬ ‫الهوائي ــة‪.‬‬ ‫واعتب ــر أن إنج ــاز املقط ــع الثان ــي م ــن الش ــارع‬ ‫يثم ــر ع ــن تحقي ــق مس ــافة ‏‪ 1‬كيلومت ــر م ــن‬ ‫أعم ــال تطوي ــر الكورني ــش و‪ 17‬دونم ـ ًـا م ــن‬ ‫املســطحات الخضـراء بغيــة تحويــل الشــارع إلــى‬ ‫أحــد أكبــر املواقــع الترفيهيــة والســياحية بمركــز‬

‫العاصم ــة بغ ــداد‪.‬‬ ‫ـددا‬ ‫وتاب ــع كاظ ــم أن ه ــذا املقط ــع يتضم ــن ع ـ ً‬ ‫م ــن الفعالي ــات‪ ،‬منه ــا ب ــارك لوق ــوف الس ــيارات‬ ‫يســع ‪ 100‬ســيارة ومجموعــات صحيــة للرجــال‬ ‫والنســاء ومناطــق ألعــاب لكــرة الريشــة والكــرة‬ ‫الطائ ــرة و(حي ــة ودرج) وج ــدار (أن ــا الع ـراق)‬ ‫ال ــذي يض ــم ص ــور املش ــاهير والش ــخصيات‬ ‫ومنطق ــة الس ــاعة ف ــي مي ــدان االس ــتراحة‬ ‫للمواطني ــن وفعالي ــات ل ــذوي االحتياج ــات‬ ‫الخاص ــة واألطف ــال وكب ــار الس ــن‪.‬‬ ‫و ع ــادت الحي ــاة ت ــدب م ــن جدي ــد ف ــي ه ــذا‬ ‫الش ــارع بع ــد االنته ــاء م ــن الج ــزء األول م ــن‬ ‫إعــادة تأهيلــه عــام ‪ 2023‬بحدائقــه و متنزهاتــه‬ ‫وفعاليات ــه الت ــي رس ــمت أج ــواء طيب ــة وبهج ــة‬ ‫عل ــى العائ ــات الت ــي ب ــدأت بالتواف ــد عل ــى‬ ‫الش ــارع‪.‬‬ ‫ويق ــول املواط ــن حس ــن كري ــم ‪ 47‬عام ـ ًـا‪ ،‬إن ــه‬

‫"م ــع ع ــودة الحي ــاة لش ــارع أب ــي ن ــؤاس ب ــدأت‬ ‫العائــات فــي التنــزه بهــذا الشــارع بشــكل كبيــر"‪.‬‬ ‫ويش ــير ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى أن‬ ‫"نس ــمات اله ــواء تض ــرب االش ــجار وه ــو م ــا‬ ‫يجع ــل اله ــواء منعش ــا ف ــي الصي ــف وبذل ــك‬ ‫ـواء طيبــة للعائــات التــي تجلــب معهــا‬ ‫تتوفــر أجـ ً‬ ‫األطعم ــة لتناوله ــا ف ــي أج ــواء جميل ــة"‪.‬‬ ‫ويشــير إلــى أن "الفعاليــات التــي تضمنهــا الشــارع‬ ‫كس ــبت العدي ــد م ــن ال ــرواد وخاص ــة م ــن فئ ــة‬ ‫الش ــباب الذي ــن وج ــدوا ف ــي األلع ــاب املتوف ــرة‬ ‫متنفســا لهــم وســط االســتمتاع بأجــواء عذبــة"‪.‬‬ ‫بدوره ــا تق ــول املواطن ــة ه ــدى صاح ــب‪ ،‬إن ــه‬ ‫"بع ــد ط ــول رك ــود ع ــادت الحي ــاة ال ــى ش ــارع أب ــي‬ ‫ن ــؤاس بع ــد إع ــادة تأهيل ــه واس ــتقطب مع ــه‬ ‫العائ ــات لقض ــاء أوق ــات ممتع ــة"‪.‬‬ ‫وتضي ــف‪" :‬ل ــم نك ــن نج ــرؤ ف ــي الوص ــول له ــذا‬ ‫ـابقا بس ــبب اإلهم ــال والس ــلوكيات‬ ‫الش ــارع س ـ ً‬

‫غي ــر األخالقي ــة الت ــي تص ــدر ع ــن بع ــض رواد‬ ‫الش ــارع"‪.‬‬ ‫وتؤك ــد قائل ــة‪" :‬لق ــد تفاءلن ــا بتأهي ــل الش ــارع‪،‬‬ ‫ولك ــن ذل ــك ل ــم ي ــدم طوي ـ ًـا إذ م ــع توق ــف‬ ‫العمــل‪ ،‬عــاد الخـراب مــن جديــد ليغــزو الشــارع‬ ‫ال ــذي أصب ــح مكب ـ ًـا للنفاي ــات وألصح ــاب‬ ‫الس ــلوك املنح ــرف‪ ،‬والنفاي ــات ع ــادت تغ ــرق‬ ‫املتن ــزه"‪.‬‬ ‫ومن ــذ نح ــو ع ــام تقريب ـ ًـا تم ــت صيان ــة تمث ــال‬ ‫"أب ــو ن ــؤاس"‪ ،‬فيم ــا تنتش ــر النفاي ــات ف ــي‬ ‫ـدا م ــن املنطق ــة املقابل ــة ل ــوزارة‬ ‫الش ــارع وتحدي ـ ً‬ ‫االتص ــاالت وتمت ــد باتج ــاه منطقت ــي الك ـرادة‬ ‫والجادري ــة‪.‬‬ ‫ويق ــول املتح ــدث باس ــم أمان ــة بغ ــداد ع ــدي‬ ‫الجنديــل‪ ،‬إن "أمانــة بغــداد تولــي اهتمامـ ًـا كبيـ ًرا‬ ‫بإعم ــار ش ــارع اب ــي ن ــؤاس ألن ــه م ــن الش ــوارع‬ ‫الرئيس ــة املهم ــة ف ــي العاصم ــة بغ ــداد"‪.‬‬

‫ويؤك ــد ف ــي تصري ــح ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "أمان ــة‬ ‫بغ ــداد وضع ــت خط ــة إلع ــادة تأهي ــل الش ــارع‬ ‫عل ــى مراح ــل‪ ،‬وق ــد تم ــت املباش ــرة بانج ــاز‬ ‫املرحلتيــن األولــى والثانيــة مــن مراحــل التأهيــل‪،‬‬ ‫ولك ــن العم ــل توق ــف بس ــبب ع ــدم وج ــود‬ ‫تموي ــل مال ــي"‪.‬‬ ‫وينــوه إلــى أنــه "ســيتم اســتئناف العمــل بإعــادة‬ ‫تأهيــل الشــارع بعــد حصــول أمانــة بغــداد علــى‬ ‫التمويــل املالــي الــازم"‪.‬‬ ‫ويلف ــت الجندي ــل إل ــى أن "أمان ــة بغ ــداد مهتم ــة‬ ‫بتأهي ــل ش ــارع أب ــي ن ــؤاس‪ ،‬كون ــه يمث ــل مح ــط‬ ‫ج ــذب للعائ ــات العراقي ــة لقض ــاء أوق ــات‬ ‫ممتع ــة‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن كون ــه يع ــد نقط ــة ج ــذب‬ ‫مهم ــة للس ــياح الع ــرب واألجان ــب"‪.‬‬ ‫ويش ــير ف ــي الوق ــت نفس ــه إل ــى "أهمي ــة تع ــاون‬ ‫املواطني ــن م ــع الدوائ ــر البلدي ــة وع ــدم رم ــي‬ ‫النفاي ــات ف ــي الش ــارع والحف ــاظ عل ــى نظافت ــه‬

‫"لقد تفاءلنا بتأهيل‬ ‫الشارع‪ ،‬ولكن ذلك‬ ‫ال إذ مع‬ ‫لم يدم طوي ً‬ ‫توقف العمل‪ ،‬عاد‬ ‫الخراب من جديد‬ ‫ليغزو الشارع الذي‬ ‫أصبح مكباً للنفايات‬ ‫وألصحاب السلوك‬ ‫المنحرف "‬

‫حت ــى االنته ــاء م ــن إع ــادة تأهيل ــه"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد العدي ــد م ــن املواطني ــن عل ــى ض ــرورة‬ ‫اإلس ـراع بتأهيــل الشــارع‪ ،‬وبهــذا الصــدد يقــول‬ ‫األكاديم ــي رزاق ع ــوده فلي ــح‪ ،‬إن "م ــن املعي ــب‬ ‫أن يهمــل شــارع حيــوي يقــع وســط بهــذا الشــكل‬ ‫ويت ــوارى تمث ــال أب ــي ن ــؤاس ال ــذي كان يتوس ــط‬ ‫كورني ــش الش ــارع"‪.‬‬ ‫ويضي ــف ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪" :‬كان م ــن‬ ‫األج ــدر ّأاّل يتوق ــف العم ــل به ــذا الش ــارع‪ ،‬وأن‬ ‫عل ــى الجه ــات املعني ــة اإلس ـراع باع ــادة تأهي ــل‬ ‫الش ــارع مل ــدى أهميت ــه ف ــي إظه ــار ش ــكل بغ ــداد‬ ‫الجمي ــل"‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬ ‫‪IRAQI‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 254‬السنة الحادية والعشرون‪-‬شبــاط‪-‬فبـرايــر ‪43 2025‬‬

‫انتخابات العراق‪..‬‬

‫معركة شرسة تخلو من شرف الخصومة‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬ ‫املنافس ــة االنتخابي ــة ف ــي الع ــراق ال‬ ‫تمتل ــك أي مقوم ــات النزاه ــة‪ ،‬ولي ــس‬ ‫لديه ــا ش ــرف الخصوم ــة‪ ،‬وس ــتكون‬ ‫أش ــد وأش ــرس ف ــي الفت ــرة املقبل ــة"‪،‬‬ ‫هك ــذا يتح ــدث النائ ــب الس ــابق‪ ،‬كاظ ــم‬ ‫الصي ــادي‪ ،‬ع ــن املنافس ــة السياس ــية‬ ‫عموم ـ ًـا‪ ،‬و انتخاب ــات مجل ــس الن ــواب‬ ‫العراقــي املقــررة فــي تشــرين األول‪/‬أكتوبــر‬ ‫‪ 2025‬خصوص ـ ًـا‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪45 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫انتخابات العراق‪ ..‬معركة شرسة تخلو من شرف الخصومة‬ ‫ي ــرى الصي ــادي خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫أن ــه "ف ــي ه ــذه املنافس ــة االنتخابي ــة‪ ،‬س ــتكون‬ ‫الس ــلطة وامل ــال الع ــام والتس ــقيط الحقيق ــي‬ ‫وغي ــر الحقيق ــي واالتهام ــات املتبادل ــة ف ــي ملف ــات‬ ‫الفس ــاد واملنج ـزات الش ــكلية ه ــي املتص ــدرة‬ ‫للمش ــهد السيا�س ــي‪ ،‬خاص ــة وأن ال ــكل م ــع‬ ‫االحت ـرام للبع ــض يمتل ــك األدوات (امل ــال‬ ‫الفاس ــد) و(اس ــتغالل الس ــلطة)‪ ،‬وبالتال ــي‬ ‫س ــتكون طبق ــة سياس ــية فاش ــلة فاس ــدة ال‬

‫تمتلــك أي مخططــات أو اســتراتيجيات للنهــوض‬ ‫بالبل ــد ومواطني ــه"‪.‬‬ ‫"شرعية االنتخابات على املحك"‬ ‫ويبــدو بحســب مــا يالحظــه الناطــق باســم "حــزب‬ ‫الص ــرح الوطن ــي" وعض ــو املكت ــب السيا�س ــي‬ ‫للح ــزب‪ ،‬عم ــر الناص ــر‪ ،‬أن "الورق ــة الطائفي ــة‬ ‫وكذل ــك الورق ــة األمني ــة واالقتصادي ــة‪ ،‬صالح ــة‬ ‫لالس ــتخدام ف ــي جمي ــع األوق ــات ف ــي دول الش ــرق‬ ‫األوس ــط"‪.‬‬

‫ويضيــف الناصــر ملجلــة «فيلــي»‪" ،‬أمــا فــي الــدول‬ ‫املتقدمــة‪ ،‬فــإن املنافســة السياســية والتســقيط‬ ‫االنتخاب ــي يك ــون م ــن خ ــال تطبي ــق البرام ــج‬ ‫املجتمعي ــة ومعالج ــة االخفاق ــات السياس ــية‬ ‫التــي لهــا تمــاس بحيــاة املواطــن‪ ،‬وليــس مــن خــال‬ ‫التس ــقيط اإلعالم ــي والسيا�س ــي واملهات ـرات‬ ‫واملناكف ــات وس ــحب الش ــارع ملس ــاحات غي ــر‬ ‫مقبول ــة‪ ،‬لك ــون كس ــب ثق ــة الجمه ــور تك ــون م ــن‬ ‫خ ــال إع ــادة املراجع ــة والتقيي ــم لالخفاق ــات‬

‫وإش ـراكهم ف ــي صن ــع الق ـرار السيا�س ــي"‪.‬‬ ‫ويتاب ــع‪ ،‬قائ ـ ًـا "إال أن الق ــوى السياس ــية‬ ‫القابض ــة عل ــى الس ــلطة ف ــي الع ـراق‪ ،‬أدرك ــت ف ــي‬ ‫ظــل انخفــاض املشــاركة االنتخابيــة مــع خطــورة‬ ‫املرحل ــة املقبل ــة‪ ،‬بأنه ــا وقع ــت بي ــن مطرق ــة ع ــدم‬ ‫وج ــود ضمان ــات حقيقي ــة ملش ــاركة الجمه ــور‬ ‫املحتك ــر واألغلبي ــة الصامت ــة ف ــي االنتخاب ــات‬ ‫املقبل ــة‪ ،‬وس ــندان املخ ــاوف م ــن معايي ــر األم ــم‬ ‫املتح ــدة الضف ــاء الش ــرعية لالنتخاب ــات‪ ،‬حت ــى‬ ‫وإن كانــت النســبة منخفضــة‪ ،‬ناهيــك عــن عــدم‬ ‫وج ــود قان ــون ثاب ــت لالنتخاب ــات يخ ــدم الصال ــح‬ ‫الع ــام والدول ــة ولي ــس األح ـزاب السياس ــية"‪.‬‬ ‫واش ــار ال ــى ان ــه "لذل ــك ب ــدأ التح ــرك االس ــتباقي‬ ‫م ــن قب ــل بع ــض األح ـزاب ألج ــل ت ــدارك خط ــورة‬ ‫الس ــيناريوهات املقبل ــة"‪ ،‬معتب ـ ًرا أن "ه ــذا األم ــر‬ ‫مشــروع وطبيعــي‪ ،‬ســيما بــأن شــرعية االنتخابــات‬ ‫أصبحــت علــى املحــك‪ ،‬وســط امتعــاض مــن قبــل‬ ‫الفاعــل الدولــي ممــا آلــت إليــه الخالفــات داخــل‬ ‫العملي ــة السياس ــية ف ــي الع ـراق"‪.‬‬ ‫االنتخابات ستنعش "القوى املنزوية"‬ ‫يأت ــي ه ــذا ف ــي وق ــت يتوق ــع في ــه رئي ــس املرك ــز‬ ‫العرب ــي األس ــترالي للدراس ــات االس ــتراتيجية‪،‬‬ ‫أحم ــد الياس ــري‪" ،‬انخف ــاض حظ ــوظ الق ــوى‬ ‫الكالس ــيكية والفصائلي ــة باملرحل ــة املقبل ــة‪،‬‬ ‫وكذل ــك الق ــوى الت ــي رع ــت خط ــاب الفصائ ــل‪،‬‬ ‫فيم ــا ستش ــجع مرحل ــة االنتخاب ــات ق ــوى‬ ‫منزويــة ســاهمت إلــى حــد كبيــر بصناعــة أغلبيــة‬ ‫مقاطع ــة"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫وين ـ ّـوه الياس ــر خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إل ــى أن "االنتخاب ــات ل ــن تك ــون نزيه ــة بش ــكل‬ ‫كام ــل‪ ،‬وه ــذا لي ــس بجدي ــد ف ــي الع ـراق‪ ،‬ف ــي ظ ــل‬ ‫وج ــود م ــال سيا�س ــي واقتصادي ــات تدخ ــل عل ــى‬ ‫الخــط‪ ،‬لذلــك الرهــان لــن يعتمــد علــى الخطــاب‬ ‫واملنافس ــة االنتخابي ــة ومح ــاوالت التس ــقيط"‪.‬‬ ‫ويتوق ــع الياس ــري‪ ،‬أن "األغلبي ــة املقاطع ــة‬ ‫م ــن الق ــوى املدني ــة وتش ــرين والتي ــار الص ــدري‬ ‫ســتكون لهــا حظــوظ أكبــر مــع تراجــع قــوى اإلطــار‬ ‫باســتثناء حيــدر العبــادي وعمــار الحكيــم ونــوري‬

‫املالك ــي الذي ــن يتمتع ــون بالخب ــرة‪،‬‬ ‫فعل ــى س ــبيل املث ــال املالك ــي ال ــذي‬ ‫لدي ــه خب ــرة باالنتخاب ــات‪ ،‬ال يعتم ــد‬ ‫علــى الخطــاب األيدلوجــي بــل علــى فئــة‬ ‫« األغلبية المقاطعة من القوى المدنية‬ ‫وظيفيــة وقــوى عشــائرية لديــه تفاهــم‬ ‫وتشرين والتيار الصدري ستكون لها‬ ‫معه ــا ُتثب ــت حظوظ ــه باالنتخاب ــات"‪.‬‬ ‫حظوظ أكبر مع تراجع قوى اإلطار باستثناء‬ ‫ّ‬ ‫ويرج ــح الياس ــري‪" ،‬ارتف ــاع نس ــب‬ ‫حيدر العبادي وعمار الحكيم ونوري‬ ‫املش ــاركة ف ــي االنتخاب ــات املقبل ــة‪،‬‬ ‫المالكي الذين يتمتعون بالخبرة » ‪..‬‬ ‫خصوصـ ًـا إذا شــارك الصدريــون فيهــا‪،‬‬ ‫وبالتال ــي س ــتتغير قواع ــد اللعب ــة‪ ،‬ألن‬ ‫الق ــوى الفائ ــزة (اإلط ــار التنس ــيقي)‬ ‫« إذا شارك الصدريون في االنتخابات‬ ‫ه ــي أساس ـ ًـا لي ــس لديه ــا حظ ــوظ‬ ‫القادمة‪ ،‬وبالتالي ستتغير قواعد اللعبة‪ ،‬ألن‬ ‫ش ــعبية‪ ،‬ب ــل ه ــي كان ــت خاس ــرة‪ ،‬لك ــن‬ ‫القوى الفائزة (اإلطار التنسيقي) هي أساساً‬ ‫انس ــحاب الصدري ــون م ــن العملي ــة‬ ‫ليس لديها حظوظ شعبية » ‪..‬‬ ‫السياس ــية ه ــو ال ــذي ّ‬ ‫حوله ــا إل ــى‬ ‫فا ئ ــزة"‪.‬‬ ‫يذك ــر أن مقت ــدى الص ــدر‪ ،‬زعي ــم‬ ‫التي ــار الوطن ــي الش ــيعي العراق ــي‬ ‫االنتخاب ــات عل ــى القان ــون ال ــذي س ــارت علي ــه‬ ‫ـابقا"‪ ،‬قــرر فــي حزيران‪/‬يونيــو‬ ‫االنتخابــات األخيــرة‪ ،‬فهــو ســاري املفعــول‪ ،‬إال فــي‬ ‫"التيــار الصــدري سـ ً‬ ‫‪ ،2022‬االنس ــحاب م ــن العملي ــة السياس ــية ف ــي‬ ‫ح ــال ت ــم تعدي ــل قان ــون االنتخاب ــات الحال ــي"‪.‬‬ ‫العـراق‪ ،‬وعــدم املشــاركة فــي أي انتخابــات مقبلــة‬ ‫ويشــير زايــر خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى أن‬ ‫حتــى ال يشــترك مــع الساســة "الفاســدين"‪ ،‬بعــد‬ ‫"املفوضي ــة بانتظ ــار تحدي ــد موع ــد االنتخاب ــات‬ ‫دعوتــه الســتقالة جميــع نوابــه فــي البرملــان والبالــغ‬ ‫بالتنس ــيق م ــع مجل ــس الن ــواب والحكوم ــة‬ ‫عدده ــم ‪ 73‬نائب ـ ًـا‪.‬‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬وبع ــد ذل ــك ستش ــرع املفوضي ــة‬ ‫جدل قانون االنتخابات‬ ‫بإع ــداد ج ــدول زمن ــي عمليات ــي وف ــق املعايي ــر‬ ‫وتم ــر الق ــوى السياس ــية الش ــيعية‪ ،‬بأزم ــات‬ ‫الدولي ــة إلج ـراء االنتخاب ــات"‪.‬‬ ‫عدي ــدة نتيج ــة للصراع ــات والخالف ــات ف ــي‬ ‫ـدا‬ ‫وف ــي ‪ 2014‬أص ــدر البرمل ــان قانون ـ ًـا جدي ـ ً‬ ‫وجه ــات النظ ــر بش ــأن االنتخاب ــات املقبل ــة‪،‬‬ ‫لالنتخاب ــات‪ ،‬اعتم ــد في ــه نظ ــام "س ــانت ليغ ــو"‬ ‫وع ــدم الوص ــول إل ــى رأي موح ــد بش ــأن تعدي ــل‬ ‫وف ــق نس ــبة ‪ ،1.7‬لك ــن ه ــذه املعادل ــة ش ــهدت‬ ‫قان ــون االنتخاب ــات لغاي ــة اآلن‪.‬‬ ‫تغيي ـرا ف ــي انتخاب ــات ‪ 2018‬ال ــذي ش ــهد تعدي ــل‬ ‫فيم ــا ُتص ــرح املفوضي ــة العلي ــا املس ــتقلة‬ ‫جديــد علــى القانــون‪ ،‬وجــرى اعتمــاد نســبة ‪.1.9‬‬ ‫لالنتخاب ــات بأنه ــا س ــتجري االنتخاب ــات وفق ـ ًـا‬ ‫وش ــهد القان ــون تغيي ـ ًرا جذري ـ ًـا ع ــام ‪،2020‬‬ ‫لقان ــون االنتخاب ــات الحال ــي‪ ،‬ال ــذي يح ــدد ‪329‬‬ ‫اس ــتجابة ملطال ــب املتظاهري ــن ف ــي حينه ــا‪ ،‬إذ‬ ‫ـدا ف ــي مجل ــس الن ــواب‪ ،‬دون تغيي ــر ف ــي ع ــدد‬ ‫ـدال مــن النســبية‪ ،‬وقســم‬ ‫مقع ـ ً‬ ‫اعتمــد علــى األكثريــة بـ ً‬ ‫املقاع ــد بن ـ ًـاء عل ــى التع ــداد الس ــكاني األخي ــر‪.‬‬ ‫املحافظــة التــي كانــت فــي القوانيــن الســابقة دائــرة‬ ‫وه ــذا م ــا يؤك ــد علي ــه عض ــو الفري ــق اإلعالم ــي‬ ‫واح ــدة إل ــى ع ــدة دوائ ــر انتخابي ــة‪.‬‬ ‫للمفوضي ــة العلي ــا املس ــتقلة لالنتخاب ــات‪،‬‬ ‫حس ــن ه ــادي زاي ــر‪ ،‬ب ــأن "املفوضي ــة س ــتجري‬

‫‪46‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪47 2025‬‬ ‫والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2024‬‬ ‫والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر‬ ‫السنة الحادية‬ ‫الحادية‬ ‫‪255‬‬ ‫السنة‬ ‫العدد‬ ‫العدد ‪252‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫هل أطاح الرهان‬ ‫على المظهر والمشاهدات‬

‫بالثقافة اإلعالمية في العراق؟‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫فــي ظــل وفــرة القنــوات الفضائيــة وتعـ ّـدد البرامــج السياســية‬ ‫ّ‬ ‫واالجتماعي ــة‪ ،‬ب ــرزت مش ــكالت ع ـ ّـدة تتعل ــق بالك ــوادر‬ ‫اإلعالمي ــة وم ــا يترت ــب عل ــى أخطائه ــم م ــن ردود فع ــل س ــلبية‬ ‫ل ــدى الجمه ــور‪.‬‬

‫ه ــذا م ــا رص ــده مختص ــون ف ــي اإلع ــام م ــن‬ ‫جوانــب قصــور‪ ،‬أبرزهــا ضعــف ثقافــة بعــض‬ ‫املذيعي ــن وعجزه ــم ع ــن ضب ــط مجري ــات‬ ‫الحــوار‪ ،‬فضـًـا عــن لجــوء بعــض القنــوات إلــى‬ ‫اختيــار املقدميــن بنـ ًـاء علــى مظهرهــم الخارجــي‬ ‫خصوص ــا الفتي ــات‪ ،‬دون االكت ـراث‬ ‫فق ــط‪،‬‬ ‫ً‬ ‫بكفاءته ــم املهني ــة‪ ،‬وف ــي ض ــوء ذل ــك‪ ،‬تتعال ــى‬ ‫املطالــب بتشــديد الرقابــة وتكثيــف التدريــب‬ ‫للك ــوادر اإلعالمي ــة‪ ،‬بم ــا يضم ــن ظه ـ ً‬ ‫ـورا أكث ــر‬ ‫احترافي ــة‪.‬‬ ‫وباملجم ــل‪ ،‬ش ــهدت الس ــاحة اإلعالمي ــة‬ ‫ملحوظ ــا ف ــي ع ــدد وس ــائل‬ ‫العراقي ــة اتس ـ ًـاعا‬ ‫ً‬ ‫اإلع ــام والفضائي ــات بع ــد الع ــام ‪،2003‬‬ ‫حي ــث أت ــاح التغيي ــر السيا�س ــي وانفت ــاح‬ ‫األج ــواء مس ــاحة أوس ــع لتأس ــيس قن ــوات‬ ‫تلفزيوني ــة ومحط ــات إذاعي ــة وصح ــف‬ ‫ومواق ــع إلكتروني ــة‪ ،‬مم ــا خل ــق ه ــذا التع ــدد‬ ‫اإلعالم ــي بفت ــح مناف ــذ متنوع ــة ملختل ــف‬ ‫التوجه ــات واالتجاه ــات السياس ــية‬ ‫واالجتماعي ــة والثقافي ــة‪.‬‬ ‫لك ــن‪ ،‬ي ــرى مختص ــون أن ه ــذا التن ــوع‬ ‫أدى ف ــي بع ــض الح ــاالت إل ــى اس ــتقطابات‬ ‫وحم ــات دعائي ــة متبادل ــة‪ ،‬وه ــو م ــا يؤث ــر‬ ‫عل ــى موضوعي ــة املحت ــوى ومعايي ــر املهني ــة‬

‫اإلعالمي ــة‪.‬‬ ‫ويش ــير اإلعالم ــي محم ــد س ــام‪ ،‬ف ــي حديث ــه‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إل ــى أن "الس ــلوكيات غي ــر‬ ‫ّ‬ ‫املهنيــة وضعــف الثقافــة والــذوق العــام لــدى‬ ‫ـلبا‬ ‫بعــض مقدمــي ومقدمــات ّالبرامــج‪ ،‬تؤثــر سـ ً‬ ‫علــى مســتوى اإلعــام وتشـ ِـوه ذائقــة املشــاهد‪،‬‬ ‫األم ــر ال ــذي ي ــؤدي إل ــى تس ــطيح املضم ــون‬ ‫اإلعالم ــي واإلس ــاءة لس ــمعة املهن ــة"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد س ــام ّأن ــه "لضم ــان تقدي ــم محت ــوى‬ ‫إعالم ــي ه ــادف‪ ،‬ينبغ ــي للمذي ــع أن يتحل ــى‬ ‫االطالع واللباقة‪ ،‬وااللتزام بأخالقيات‬ ‫بســعة ّ‬ ‫املهنــة‪ ،‬فضـ ًـا عــن قدرتــه علــى إدارة الحــوارات‬ ‫بــذكاء واحت ـرام‪ ،‬كمــا يســتوجب االبتعــاد عــن‬ ‫البنــاء‪ ،‬والتركيــز‬ ‫اإلثــارة املفتعلــة والجــدل غيــر ّ‬ ‫عل ــى ط ــرح مضامي ــن تث ــري وع ــي الجمه ــور"‪.‬‬ ‫وكانــت هيئــة اإلعــام واالتصــاالت قــد أعلنــت‬ ‫ـابقا ع ــن حزم ــة إج ـراءات س ـ ُـتتخذ بح ــق‬ ‫سـ ً‬ ‫َّ‬ ‫القن ــوات الت ــي تخال ــف مدون ــة الس ــلوك‬ ‫اإلعالم ــي‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الس ــياق‪ ،‬يوض ــح املتح ــدث باس ــم‬ ‫الهيئ ــة‪ ،‬حي ــدر الع ــاق‪ ،‬ف ــي تصري ــح ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ّ ،‬أن ــه "يوج ــد ف ــي الهيئ ــة م ــا يس ــمى‬ ‫ُ‬ ‫بالئح ــة الب ــث اإلعالم ــي‪ ،‬وتتأل ــف م ــن فق ـرات‬ ‫تمن ــع خط ــاب الكراهي ــة والخط ــاب املضل ــل‪،‬‬

‫إضاف ــة إل ــى م ــواد تعن ــى بالنزاه ــة والش ــفافية‬ ‫والدق ــة ف ــي نق ــل األخب ــار"‪.‬‬ ‫ويم�ض ــي الع ــاق قائ ـ ًـا‪" :‬تس ــتند الهيئ ــة ف ــي‬ ‫متابعته ــا للمؤسس ــات اإلعالمي ــة وبرامجه ــا‬ ‫يتضمــن البــاب الثانــي‬ ‫علــى هــذه الالئحــة‪ ،‬كمــا‬ ‫ّ‬ ‫ـدا خاص ـ ًـا باللباق ــة واآلداب وال ــذوق‬ ‫منه ــا بن ـ ُ ً‬ ‫يتحل ــى‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫باملعاي‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫الق‬ ‫ـزم‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫الع ــام‪ ،‬ي‬ ‫ّ‬ ‫به ــا املجتم ــع العراق ــي‪ ،‬ويمن ــع ب ــث املش ــاهد‬ ‫الفاضح ــة أو الح ــوارات املس ــيئة للحي ــاء"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد الع ــاق ّأن ــه "يت ــم إب ــاغ املؤسس ــات‬ ‫رص ــد‪ ،‬م ــع أخ ــذ‬ ‫اإلعالمي ــة ب ــأي مخالف ــة ُت َ‬ ‫ّ‬ ‫تعهــد بعــدم تكرارهــا‪ .‬وفــي حــال اإلص ـرار علــى‬ ‫املخالف ــة‪ُ ،‬تتخ ــذ إج ـراءات أش ـ ّـد‪ ،‬م ــن بينه ــا‬ ‫منــع ظهــور اإلعالمــي أو اإلعالميــة املعنييــن أو‬ ‫إيق ــاف البرنام ــج بالكام ــل"‪.‬‬ ‫ودف ــع ارتف ــاع ع ــدد وس ــائل اإلع ــام ف ــي‬ ‫الع ـراق بمنافس ــة محتدم ــة عل ــى اس ــتقطاب‬ ‫أيض ــا بيئ ــة مضغوط ــة‬ ‫الجمه ــور‪ ،‬مم ــا خل ــق ً‬ ‫تدف ــع بع ــض املنص ــات إل ــى اللج ــوء لإلث ــارة‬ ‫وكســب أعــداد املشــاهدات واالعجابــات علــى‬ ‫حس ــاب النوعي ــة واملوضوعي ــة‪.‬‬ ‫"أميون" وأخطاء كبيرة‬ ‫يشــير اإلعالمــي محمــد الكعبــي‪ ،‬إلــى وجــود مــا‬

‫وصفــه بـ"خــروق كارثيــة" ُرصــدت لــدى بعــض‬ ‫مقدم ــي ومقدم ــات البرام ــج خ ــال ظهوره ــم‬ ‫عل ــى الشاش ــة‪.‬‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬فــي حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن "بعــض‬ ‫ّ‬ ‫املذيع ــات ال يراعي ــن ال ــذوق الع ــام م ــن‬ ‫حي ــث اللغ ــة وطريق ــة إدارة الح ــوار‪ ،‬فض ـ ًـا‬ ‫ع ــن هيئ ــة الجل ــوس واملالب ــس غي ــر املالئم ــة‬ ‫للظه ــور ف ــي برنام ــج ّ‬ ‫موج ــه للجمه ــور"‪.‬‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬يعيــب اإلعالمــي واألكاديمــي حســن‬ ‫املؤسســات اإلعالمية ما يصفه‬ ‫الشــمري على ّ‬ ‫بـ"توظي ــف األميي ــن واألمي ــات" باالعتم ــاد عل ــى‬ ‫املظه ــر فق ــط‪ ،‬م ــن دون االكت ـراث ملعايي ــر‬ ‫الثقاف ــة واالختص ــاص والس ــلوك‪.‬‬ ‫ـرز‬ ‫ويش ــير الش ــمري إل ــى أن "أح ــد أب ـ األخط ــاء‬ ‫ّ‬ ‫الجس ــيمة لبع ــض اإلعالميي ــن واإلعالمي ــات‬ ‫تكم ــن ف ــي ضع ــف اللغ ــة والس ــلوك‪ ،‬م ــا يدف ــع‬ ‫املشــاهد للشــعور باالســتهجان‪ ،‬إذ ُيخــل ذلــك‬ ‫ّ‬ ‫بالذائق ــة العام ــة"‪.‬‬ ‫ويضيــف الشــمري أن "مهنــة اإلعــام تتطلــب‬ ‫ّ‬ ‫مراع ــاة اعتب ــارات مهني ــة وأخالقي ــة‪ ،‬ألن‬ ‫ّ‬ ‫اإلعالميي ــن ُينظ ــر إليه ــم كش ــخصيات عام ــة‪،‬‬ ‫ولإلع ــام دور جوه ــري إل ــى جان ــب الجامع ــات‬ ‫واملؤسس ــات الثقافي ــة ف ــي‬ ‫واألكاديمي ــات‬ ‫ّ‬ ‫تش ــخيص األخط ــاء املجتمعي ــة وتعزي ــز‬

‫توفــر‬ ‫الوعــي"‪ .‬لــذا‪ ،‬بحســب قولــه‪" ،‬ال بــد مــن ّ‬ ‫ش ــروط جوهري ــة ف ــي املذي ــع واملذيع ــة‪ ،‬ومنه ــا‬ ‫الثقاف ــة الواس ــعة وإتق ــان اللغ ــة وانتق ــاء‬ ‫املف ــردات املناس ــبة‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن حيوي ــة‬ ‫األداء ف ــي إدارة الح ــوار وكس ــب املش ــاهد عب ــر‬ ‫املحت ــوى الراق ــي‪ ،‬ال باالعتم ــاد عل ــى الش ــكل‬ ‫وح ــده"‪.‬‬ ‫حملة رسالة‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬يؤك ــد مدي ــر العالق ــات واإلع ــام‬ ‫فــي اتحــاد اإلذاعــات والتلفزيونــات العراقيــة‪،‬‬ ‫عدنــان العربــي‪ ،‬فــي حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬أن‬ ‫"اإلعالميي ــن ي َع ـ ّـدون حمل ــة رس ــالة‪ ،‬ال س ــيما‬ ‫ُ‬ ‫مقدم ــي البرام ــج الذي ــن يتواصل ــون مباش ــرة‬ ‫م ــع الجمه ــور‪ ،‬م ــا يحت ــم عليه ــم الظه ــور‬ ‫ـورا وأس ـ ً‬ ‫بصف ــات تميزه ــم حض ـ ً‬ ‫ـلوبا"‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويوض ــح أن "االحترافي ــة ف ــي أداء مقدم ــي‬ ‫ّ‬ ‫البرام ــج عن ــد ط ــرح املواضي ــع تبق ــى العام ــل‬ ‫الفت ــا إل ــى "وج ــود إعالميي ــن أثبت ــوا‬ ‫األه ــم"‪ً ،‬‬ ‫كفاءته ــم خ ــال الس ــنوات املاضي ــة"‪.‬‬ ‫فقدان "الثقة والهدوء"‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬يلف ــت األس ــتاذ ف ــي كلي ــة اإلع ــام‬ ‫بالجامعــة العراقيــة‪ ،‬عــاء نجــاح‪ ،‬فــي حديثــه‬

‫ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى أن "افتقــاد بعــض مقدمــي‬ ‫ّ‬ ‫البرام ــج للق ــدرة عل ــى التواص ــل م ــع الضي ــف‬ ‫والجمهــور‪ ،‬إضافــة إلــى غيــاب الثقــة والهــدوء‪،‬‬ ‫يع ـ ّـد م ــن أب ــرز مش ــكالت اإلعالميي ــن"‪.‬‬ ‫ُويش ــير إل ــى أن "كثي ـ ًـرا م ــن املحاوري ــن ُيب ــدون‬ ‫ّ‬ ‫انفعــاالت واضحــة فــي بعــض االحيــان‪ ،‬ويميــل‬ ‫بعضهــم لجانــب دون آخــر"‪ّ ،‬‬ ‫مبي ًنــا أن "عجــز‬ ‫بع ــض املذيعي ــن ع ــن التكي ــف م ــع مجري ــات‬ ‫ّ‬ ‫يضطره ــم إل ــى االكتف ــاء باألس ــئلة‬ ‫البرنام ــج‬ ‫ُاملع ـ ّـدة س ـ ًـلفا‪ ،‬ف ــي حي ــن يتوج ــب اس ــتنباط‬ ‫تس ــاؤالت إضافي ــة م ــن إجاب ــات الضي ــوف‪،‬‬ ‫فض ـ ًـا ع ــن ض ــرورة قيامه ــم بالبح ــث‬ ‫والتحضيــر املســبق للموضوعــات املطروحــة"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد نج ــاح "أهمي ــة الظه ــور بمظه ــر الئ ــق‬ ‫أمــام الجمهــور‪ ،‬ألنــه يعكــس ســمعة املؤسســة‬ ‫اإلعالمي ــة"‪ ،‬مش ـ ّـد ًدا عل ــى "ض ــرورة امت ــاك‬ ‫ً‬ ‫إذاعي ــا أو‬ ‫وصوت ــا‬ ‫املذيعي ــن لغ ــة س ــليمة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تلفزيوني ــا مناس ـ ًـبا‪ ،‬وه ــو م ــا يفتق ــر إلي ــه‬ ‫البعــض‪ .‬كمــا أن افتقــاد االحترافيــة فــي تقديــم‬ ‫ّ‬ ‫البرام ــج‪ ،‬م ــن حي ــث إدارة الوق ــت وتقس ــيمه‬ ‫بيــن الضيــوف‪ ،‬يعــد مشــكلة قائمــة لــدى عــدد‬ ‫ُ‬ ‫م ــن الفضائي ــات"‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪49 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫‪ 5‬أيام بيضاء ‪..‬‬

‫الصابئة المندائيون يحتفلون‬ ‫العراق‬ ‫في‬ ‫بـالبرونايا‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫خمس ــة أي ــام بيض ــاء‪ ،‬ال ف ــرق بي ــن‬ ‫ليله ــا ونهاره ــا‪ ،‬وتع ــد يوم ــا واح ــدا‬ ‫متص ــا‪ ،‬تق ــام فيه ــا الصل ــوات‬ ‫والتعمي ــد‪ ،‬به ــذه الطق ــوس‪ ،‬ب ــدأ‬ ‫الصابئ ــة املندائي ــون االحتف ــال‬ ‫بعيــد الخليقــة "البرونايــا" ‪ ،‬الــذي‬ ‫يتزام ــن للع ــام الثان ــي عل ــى التوال ــي‬ ‫م ــع ش ــهر رمض ــان‪.‬‬

‫وتع ــد الصابئ ــة م ــن الديان ــات التوحيدي ــة‬ ‫القديم ــة‪ ،‬وترتب ــط بالنب ــي يحي ــى ب ــن زكري ــا‪،‬‬ ‫ويتح ــدث رج ــال الدي ــم فيه ــا اللغ ــة اآلرامي ــة‪ ،‬الت ــي‬ ‫تعــود للقــرن العاشــرقبــل امليــاد‪ ،‬وهــي ذات اللغــة‬ ‫املس ــتخدمة ف ــي كتابه ــم املق ــدس "الكن ــزا رب ــا"‪.‬‬ ‫وموط ــن أبن ــاء الديان ــة ف ــي الع ــراق ه ــو جنوب ــه‪ ،‬إذ‬ ‫تمرك ــزوا ق ــرب األنه ــار واأله ــوار‪ ،‬نظ ــرا لعالقته ــم‬ ‫الوثيق ــة م ــع امل ــاء‪ ،‬فأغل ــب طقوس ــهم يج ــب‬ ‫أن تج ــرى بامل ــاء الج ــاري ولي ــس الس ــاكن مث ــل‬ ‫األح ــواض‪.‬‬ ‫عيد الخلقية أو "البرونايا"‬ ‫فــي كل عــام‪ ،‬يحتفــل أبنــاء الطائفــة بعيــد الخليقــة‬ ‫"البروناي ــا"‪ ،‬املع ــروف باألي ــام الخمس ــة البيض ــاء‪،‬‬ ‫وه ــي أي ــام الص ــوم‪ ،‬حي ــث يمتنع ــون ع ــن تن ــاول‬ ‫اللح ــوم والخب ــز والبي ــض‪ ،‬وبع ــض املأك ــوالت‬ ‫األخــرى‪ ،‬وبعضهــا يتوجــب أن يتــم إعدادهــا منزليــا‪.‬‬ ‫ويقــول رئيــس الطائفــة فــي العــراق والعالــم الشــيخ‬ ‫س ــتار جب ــار الحل ــو‪ ،‬إن "ه ــذه األي ــام الخمس ــة‬

‫‪50‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪51 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫الصابئة المندائيون يحتفلون بـالبرونايا في العراق‬

‫ـدا متصـ ًـا‪،‬‬ ‫تعتبــرباملفهــوم املندائــي يومـ ًـا واحـ ً‬ ‫اليمك ــن فيه ــا التفري ــق بي ــن اللي ــل والنه ــار"‪.‬‬ ‫ويضي ــف الحل ــو‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "عي ــد‬ ‫الخليق ــة أح ــد أربع ــة أعي ــاد س ــنوية‪ ،‬وه ــي‬ ‫العي ــد الكبي ــر (دهوارب ــا)‪ ،‬وي ــوم التعمي ــد‬ ‫الذهب ــي (الدهف ــة ديمان ــه)‪ ،‬وعي ــد االزده ــار‬ ‫(الدهف ــة حنين ــا)"‪.‬‬ ‫ويتاب ــع أن "عي ــد الخليق ــة (البروناي ــا)‪ ،‬ف ــي‬

‫املنظ ــور املندائ ــي ين ــص عل ــى أن هللا خل ــق‬ ‫الســماوات واألرض فــي هــذه األيــام الخمســة‪،‬‬ ‫ل ــذا يس ــمى أيض ــا عي ــد (البنج ــة)‪ ،‬ال ــذي‬ ‫يســتمرخمســة أيــام‪ ،‬تبــدأ بإقامــة الصلــوات‬ ‫ومن ــح الصدق ــات للفق ــراء وتوزي ــع الطع ــام" ‪.‬‬ ‫التعميد الركن األهم‬ ‫ويع ــد التعمي ــد بمي ــاه النه ــر‪ ،‬م ــن أه ــم و أب ــرز‬

‫طق ــوس املندائيي ــن ف ــي ه ــذا العي ــد‪ ،‬حي ــث‬ ‫يؤك ــد الحل ــو أن "املندائ ــي ين ــزل ملي ــاه النه ــر‬ ‫باش ــراف رج ــل دي ــن م ــن الطائف ــة وصفت ــه‬ ‫(الترميــذا)‪ ،‬حيــث يتــم ارتــداء مالبــس قطنيــة‬ ‫بيضاء‪ ،‬ســواء للرجال أو النســاء أو األطفال‪،‬‬ ‫علــى حــد ســواء‪ ،‬تعــرف بـ(الرســتة)‪ ،‬مــع قــراءة‬ ‫أج ــزاء م ــن كت ــاب كن ــزا رب ــا‪ ،‬وه ــو الكت ــاب‬ ‫املق ــدس ل ــدى الطائف ــة"‪.‬‬ ‫ويكم ــل حديث ــه بالق ــول‪" :‬عي ــد الخليق ــة‬ ‫يصــادف فــي شــهراذار‪ ،‬ذكــرى الخلــق وتكويــن‬ ‫عوالــم النــورواألرواح األثيريــة األولــى‪ ،‬وتفتــح‬ ‫بواب ــات الن ــور وتن ــزل املالئك ــة واألرواح‬ ‫ـزءا‬ ‫الطاهــرة‪ ،‬فيعــم نورهــا األرض لتصبــح جـ ً‬ ‫م ــن عال ــم الن ــور"‪.‬‬ ‫ويوضــح‪ :‬يبــدأ التعميــد صبيحــة ميــاد النبــي‬ ‫آدم وزوجتــه حــواء‪ ،‬فيقــوم رجــال الديــن مــن‬ ‫الصابئ ــة املندائيي ــن بالدع ــاء واالبته ــال إل ــى‬ ‫الحــي العظيــم ايذانـ ًـا ببــدء مراســم التعميــد"‪.‬‬ ‫ويتب ــع املندائي ــون تعالي ــم الكت ــاب املق ــدس‬ ‫"كنــزا ربــا" ويعنــي الكنــزالكبيــرباللغــة العربيــة‪،‬‬ ‫ويحت ــوي عل ــى صح ــف النب ــي آدم‪ ،‬ويتضم ــن‬ ‫فــي أول جــزء منــه تفاصيــل التكويــن وتعاليــم‬ ‫الح ــي األزل ــي والص ــراع بي ــن الخي ــر والش ــر‪،‬‬ ‫فيم ــا يتن ــاول الج ــزء الثان ــي ش ــؤون النف ــس‬ ‫بع ــد وفاته ــا ورحلته ــا م ــن الجس ــد إل ــى عال ــم‬ ‫الن ــور وم ــا يلحقه ــا م ــن عق ــاب وث ــواب‪.‬‬ ‫وتع ــرض أبن ــاء الديان ــة ف ــي الع ــراق‪ ،‬إل ــى‬ ‫الكثي ــر م ــن التحدي ــات الت ــي دفع ــت أغلبه ــم‬ ‫إل ــى الهج ــرة لخ ــارج الع ــراق أو ت ــرك م ــدن‬ ‫الجن ــوب والتوج ــه إلقلي ــم كوردس ــتان‪،‬‬ ‫حي ــث اس ــتقبلت أربي ــل اآلالف م ــن أبن ــاء‬ ‫الديان ــة وفت ــح له ــم معب ــدا هن ــاك‪ ،‬ليمارس ــوا‬ ‫طقوســهم فيــه‪ ،‬فضــا عــن احتضانهــا املئــات‬ ‫م ــن صاغ ــة الذه ــب‪ ،‬وه ــي املهن ــة األساس ــية‬ ‫ألبن ــاء الديان ــة‪.‬‬ ‫اإليمان يمنح الطمأنينة‬ ‫وتق ــول املندائي ــة نادي ــة صب ــار‪ ،‬وه ــي ترت ــدي‬ ‫مالبســها القطنيــة البيضــاء "الرســتة"‪ ،‬وهــي‬ ‫ترف ــع ش ــعرها املبت ــل بامل ــاء‪" ،‬لي ــس كمث ــل‬ ‫االيمــان �شــيء يمنــح النفــس الهــدوء والصفــاء‬ ‫والطمأنين ــة"‪.‬‬ ‫وتؤك ــد صب ــار‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "التعمي ــد‬ ‫شــرط رئيــس لالحتفــاء بيــوم الخليقــة عندنــا‪،‬‬ ‫ويت ــم ف ــي صب ــاح اذار‪ ،‬ونن ــزل امل ــاء رغ ــم ب ــرودة‬

‫الطق ــس وامل ــاء‪ ،‬لك ــن ذل ــك اليمنعن ــا م ــن‬ ‫االغتس ــال والتعمي ــد الن ــه يمث ــل ركن ــا مهم ــا‬ ‫م ــن أركان العقي ــدة املندائي ــة"‪.‬‬ ‫وتزي ــد بالق ــول‪" :‬نح ــن نتب ــع أول األنبي ــاء‬ ‫ادم‪ ،‬ف ــي عقيدتن ــا األساس ــية‪ ،‬وتع ــود تعالي ــم‬ ‫الديانــة إلــى نبــي هللا يحيــى بــن زكريــا‪ ،‬فهــو مــن‬ ‫دون تعالي ــم الديان ــة الصابئي ــة"‪.‬‬ ‫أمــا شــقيتها أطيــاف‪ ،‬فتقــول "نقــدم فــي عيــد‬ ‫"البنجــة" النــذوروالقرابييــن للموتــى‪ ،‬ونزيــن‬ ‫بيوتنــا ونتبــادل التهانــي"‪.‬‬ ‫وتضيــف خــال حديثهــا للمجلــة‪ ،‬أن "الكثيــر‬ ‫م ــن صديقات ــي املس ــلمات يقدم ــن التهان ــي‬ ‫ويرس ــلن رس ــائل نصي ــة باملناس ــبة‪ ،‬وه ــو‬ ‫ماي ــدل عل ــى عم ــق األواص ــر الت ــي تربطن ــا‬ ‫بأخوتن ــا املس ــلمين الذي ــن بدورن ــا نتب ــادل‬ ‫التهان ــي معه ــم ف ــي أعياده ــم"‪.‬‬ ‫وتع ــود عالق ــة االنس ــجام بي ــن املس ــلمين‬ ‫واملندائيي ــن ال ــى مئ ــات الس ــنين‪ ،‬وم ــن أب ــرز‬ ‫االمثل ــة ف ــي ه ــذا املج ــال‪ ،‬العالق ــة الحميم ــة‬ ‫الت ــي كان ــت ترب ــط الش ــاعر والعالم ــة‬ ‫الش ــريف الر�ض ــي بالنح ــوي املع ــروف أب ــو‬ ‫داود الصابئ ــي‪ ،‬ونقل ــت رواي ــات كثي ــرة ع ــن‬ ‫العالق ــة العميق ــة واملتمي ــزة بي ــن الرجلي ــن‪،‬‬ ‫وان الشــريف الر�ضــي رثــا أبــو داود عنــد موتــه‬ ‫بقصي ــدة تع ــد واح ــدة م ــن عي ــون الش ــعر‬ ‫العرب ــي‪.‬‬ ‫وف ــي جن ــوب الع ــراق‪ ،‬م ــا ت ــزال حت ــى اللحظ ــة‬

‫مح ــات س ــكنية بأس ــم "محل ــة الصب ــة"‬ ‫وخاص ــة ف ــي الناصري ــة مرك ــز محافظ ــة ذي‬ ‫ق ــار‪ ،‬وف ــي ميس ــان‪.‬‬ ‫التطهيرالجسدي والروحي‬

‫ف ــي ه ــذا الص ــدد‪ ،‬يؤك ــد األكاديم ــي املخت ــص‬ ‫بعلــم التاريــخ محمــد حريــب‪ ،‬ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫أن "جمي ــع املص ــادر اإلس ــامية تؤك ــد أن‬ ‫األق ــوام م ــن إس ــماعيل و إبراهي ــم واألحن ــاف‬ ‫والصابئ ــة والخزاعيي ــن‪ ،‬كان ــوا جميع ـ ًـا‬ ‫يؤمن ــون بوحداني ــة هللا‪ ،‬وبالبع ــث والحش ــر‬ ‫ف ــي الحي ــاة األخ ــرى"‪.‬‬ ‫ويضي ــف حري ــب‪ ،‬أن "ش ــروط ه ــذه الديان ــة‬ ‫تنحص ــر ف ــي التطه ــر الجس ــدي‪ ،‬وااليم ــان‬ ‫بش ــريعة املس ــاواة بي ــن البش ــر‪ ،‬كم ــا ي ــزاوج‬ ‫املندائي ــون بي ــن الطه ــارة املادي ــة والروحي ــة"‪.‬‬ ‫وينتش ــر أبن ــاء الديان ــة‪ ،‬وبس ــبب موج ــات‬ ‫الهج ــرة الت ــي ب ــدأت من ــذ أواخ ــر تس ــيعينيات‬ ‫القــرن املا�ضــي‪ ،‬فــي دول مثــل الســويد وأملانيــا‬ ‫وأس ــتراليا والوالي ــات املتح ــدة‪ ،‬وهن ــاك بن ــوا‬ ‫معابده ــم "املن ــدي" وحصل ــوا عل ــى رخص ــة‬ ‫رس ــمية ملمارس ــة طقوس ــهم وتلبي ــة كاف ــة‬ ‫احتياجاته ــم م ــن قب ــل تل ــك ال ــدول‪.‬‬ ‫وللصابئ ــة مقع ــد واح ــد ف ــي مجل ــس الن ــواب‬ ‫العراق ــي‪ ،‬ضم ــن "الكوت ــا" الت ــي تمن ــح‬ ‫لألقليــات‪ ،‬وغالبــا يتنافــس أكثــرمــن شــخص‬ ‫علــى هــذا املقعــد فــي كل انتخابــات تشــريعية‪.‬‬

‫«انخفاض إيرادات‬ ‫هذه المراكز يدفع‬ ‫أصحابها لتحويلها‬ ‫إلى مشاريع أخرى‬ ‫بحثاً عن الربح‪ ،‬مثل‬ ‫المدارس والكليات‬ ‫األهلية»‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪53 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫‏سباق مع الزمن‪..‬‬

‫المال السياسي يثير القلق مع اقتراب االنتخابات‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تواص ــل الق ــوى السياس ــية وبضمنه ــا ائت ــاف دول ــة‬ ‫القان ــون بزعام ــة ن ــوري املالكــي‪ ،‬مس ــاعيها لتعدي ــل قان ــون‬ ‫االنتخابــات لضمــان "منافســة عادلــة" والحــد مــن ظاهــرة‬ ‫اس ــتغالل السياس ــيين وأصح ــاب النف ــوذ‪ ،‬امل ــال الع ــام‬ ‫والس ــلطة ف ــي االنتخاب ــات التش ــريعية املق ــرر إجراؤه ــا ف ــي‬ ‫تش ــرين األول‪/‬أكتوب ــر ‪.2025‬‬

‫وتأتــي تلــك املســاعي فــي وقــت يؤكــد فيــه عضــو‬ ‫اللجن ــة القانوني ــة النيابي ــة إبراهي ــم العنبك ــي‬ ‫ملجلــة «فيلــي»‪" ،‬عــدم وجــود أي توجــه حقيقــي‬ ‫يه ــدف إل ــى تعدي ــل قان ــون انتخاب ــات مجل ــس‬ ‫الن ــواب خ ــال املرحل ــة املقبل ــة"‪ ،‬مبين ـ ًـا أن‬ ‫"التعديــل لــم يطــرح داخــل اللجنــة القانونيــة‪،‬‬ ‫وال خ ــال اجتماع ــات ائت ــاف إدارة الدول ــة‪،‬‬ ‫ب ــل أن رأي األغلبي ــة م ــع اإلبق ــاء عل ــى القان ــون‬ ‫الحال ــي دون أي تعدي ــل"‪.‬‬ ‫وتنقس ــم أراء الكت ــل السياس ــية عل ــى تعدي ــل‬ ‫قان ــون االنتخاب ــات عل ــى ثالث ــة أراء‪ ،‬قس ــم م ــع‬ ‫التعديــل‪ ،‬واآلخــر ال يفــرق معهــا األمــر‪ ،‬والثالــث‬ ‫راف ــض للتعدي ــل‪ ،‬وفق ــا لعقي ــل الفت ــاوي‪،‬‬ ‫املتحــدث باســم ائتــاف دولــة القانــون بزعامــة‬ ‫ن ــوري املالك ــي‪.‬‬ ‫اســتغالل املال والســلطة‬ ‫ويؤك ــد الفت ــاوي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "الكثي ــر‬ ‫م ــن الكت ــل السياس ــية م ــع التعدي ــل‪ ،‬ألن ــه‬ ‫ض ــرورة للح ــد م ــن اس ــتغالل بع ــض الجه ــات‬

‫السياســية والتنفيذييــن الســلطة واملــال العــام‬ ‫للس ــيطرة والهيمن ــة ف ــي االنتخاب ــات‪ ،‬لذل ــك‬ ‫تس ــعى كت ــل سياس ــية منه ــا دول ــة القان ــون‬ ‫إل ــى تعدي ــل قان ــون االنتخاب ــات للح ــد م ــن‬ ‫ه ــذه الظاه ــرة الت ــي ق ــد ت ــؤدي إل ــى مخرج ــات‬ ‫انتخاب ــات غي ــر نزيه ــة ال تر�ض ــي املواط ــن"‪.‬‬ ‫وعــن شــكل التعديــل الــذي يســعى إليــه ائتــاف‬ ‫دولــة القانــون‪ ،‬يوضــح الفتــاوي‪ ،‬أن "الحلــول‬ ‫املقترح ــة ه ــي إم ــا الذه ــاب باتج ــاه انتخاب ــات‬ ‫‪ 80/20‬أو ‪ ،90/10‬وأن نس ــبة ‪ 20‬أو ‪ 10‬ه ــي‬ ‫أوائ ــل الفائزي ــن‪ ،‬حي ــث إن أص ــوات ه ــؤالء ل ــن‬ ‫تس ــتفاد منه ــا قوائمه ــم‪ ،‬أم ــا املتبقي ــن الــ‪ 80‬أو‬ ‫الــ‪ 90‬فه ــؤالء يكون ــوا عل ــى نظ ــام س ــانت ليغ ــو‪،‬‬ ‫وبهــذه العمليــة ســوف يتــم الحــد مــن اســتغالل‬ ‫أصح ــاب النف ــوذ السيا�س ــي للم ــال والس ــلطة"‪.‬‬ ‫كم ــا أن هن ــاك مقترح ـ ًـا آخ ــر للتعدي ــل‪ ،‬وه ــو‬ ‫بحس ــب الفت ــاوي‪" ،‬اقت ـراح أكث ــر م ــن دائ ــرة‬ ‫ولك ــن لي ــس عل ــى ش ــكل دوائ ــر ع ــام ‪ ،2021‬ب ــل‬ ‫دائرتــان فــي كل محافظــة‪ ،‬وبغــداد ‪ 4‬دوائــر علــى‬

‫‪54‬‬

‫عراقيــــــــــــــــات‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪55 2025‬‬

‫‪IRAQI‬‬

‫المال السياسي يثير القلق مع اقتراب االنتخابات‬

‫س ــبيل املث ــال"‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ـاال عل ــى ه ــذا املقت ــرح‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ـاو‬ ‫ويض ــرب الفت ـ‬ ‫ً‬ ‫بالق ــول‪" :‬سياس ـ ًـيا م ــا‪ ..‬يتمت ــع بنف ــوذ وس ــلطة‬ ‫وبإمكان ــه االنتش ــار بعم ــوم محافظت ــه مل ــا‬ ‫يمتل ــك م ــن م ــال يس ــتخدمه بالدعاي ــة‬ ‫اإلعالمي ــة والتواج ــد وإقام ــة املؤتم ـرات‪ ،‬فه ــذا‬ ‫س ــوف يس ــتخدم امل ــال للف ــوز باالنتخاب ــات‪،‬‬ ‫وس ــيفوت الفرص ــة عل ــى ال ــذي ال يمتل ــك امل ــال‬ ‫فــي املحافظــة نفســها‪ ،‬لذلــك مــا نســعى إليــه هــو‬ ‫ضمــان منافســة االثنيــن معـ ًـا لتحقيــق العدالــة‬ ‫بينهم ــا"‪.‬‬ ‫وينـ ّـوه إلــى أن "املشــكلة الحقيقيــة حاليـ ًـا تتمثــل‬ ‫بالس ــباق م ــع الزم ــن‪ ،‬ألن ــه ف ــي ش ــهر أبري ــل‪/‬‬ ‫نيس ــان املقب ــل س ــيتم الب ــدء بعملي ــة تس ــجيل‬ ‫الكيان ــات واالئتالف ــات‪ ،‬وبع ــد ه ــذه الخط ــوة‬ ‫ال يمك ــن ملفوضي ــة االنتخاب ــات الس ــيطرة عل ــى‬ ‫قانــون انتخابــي جديــد‪ ،‬لذلــك إذا ُأقــر القانــون‬ ‫ف ــي الفت ــرة املقبل ــة‪ ،‬فم ــن املس ــتبعد إبص ــاره‬ ‫النــور‪ ،‬لذلــك طالبنــا مجلــس النــواب بضــرورة‬ ‫االنعق ــاد لح ــل مش ــكلة قان ــون االنتخاب ــات"‪.‬‬ ‫ويعان ــي مجل ــس الن ــواب م ــن تعطي ــل جلس ــاته‬ ‫بش ــكل مس ــتمر‪ ،‬وه ــو م ــا دف ــع بع ــض الن ــواب‬ ‫للمطالب ــة بحل ــه والذه ــاب إلج ـراء انتخاب ــات‬ ‫مبك ــرة‪ ،‬لك ــن املتح ــدث باس ــم ائت ــاف دول ــة‬ ‫القان ــون‪ ،‬ي ــرى أن "تل ــك املطال ــب إنم ــا ه ــي‬ ‫مزاي ــدة انتخابي ــة‪ ،‬ول ــو ت ــم ع ــرض ذل ــك‬ ‫للتصوي ــت فل ــن يوافق ــوا عل ــى ذل ــك"‪.‬‬ ‫تأجيــل االنتخابات‬ ‫ب ــدوره ي ــرى املحل ــل السيا�س ــي‪ ،‬عب ــدهللا ش ــلش‬ ‫الكنان ــي‪ ،‬أن املطالب ــات بح ــل مجل ــس الن ــواب‬ ‫"جي ــدة‪ ،‬لع ــدم فاعلي ــة البرمل ــان حالي ـ ًـا ف ــي ظ ــل‬ ‫إنش ــغال أغل ــب الن ــواب بالس ــفر واألم ــور‬ ‫املادي ــة‪ ،‬لك ــن ه ــذا ال يش ــمل ال ــكل‪ ،‬حي ــث‬ ‫هن ــاك بع ــض الن ــواب يمثل ــون الش ــعب‪ ،‬لك ــن‬ ‫تبقــى فكــرة حــل املجلــس جيــدة‪ ،‬لحيــن تشــريع‬

‫سبب اقتناء الناس هذه‬ ‫المواد من الشورجة‪،‬‬ ‫ال يعود فقط ألسعارها‬ ‫المناسبة‪ ،‬بل األهم من‬ ‫ذلك ان جميع المواد‬ ‫في الشورجة جديدة‬ ‫وليست مكدسة من‬ ‫العام الماضي‪.‬‬

‫قان ــون انتخاب ــات جدي ــد"‪.‬‬ ‫ويوض ــح الكنان ــي خ ــال حديث ــه للمجل ــة‪ ،‬أن‬ ‫"قان ــون االنتخاب ــات الحال ــي لي ــس باملس ــتوى‬ ‫املطل ــوب‪ ،‬لذل ــك ينبغ ــي إج ـراء تعدي ــات علي ــه‬ ‫بإش ـراف م ــن لج ــان قضائي ــة وخب ـراء م ــن‬ ‫الجامعــات‪ ،‬واالعتمــاد علــى قوانيــن االنتخابــات‬ ‫ف ــي مص ــر وفرنس ــا وإي ـران عل ــى س ــبيل املث ــال"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد‪ ،‬أن "ع ــدم مش ــاركة التي ــار الوطن ــي‬

‫الش ــيعي (التي ــار الص ــدري) ال ــذي يمتل ــك‬ ‫قاع ــدة جماهيري ــة كبي ــرة ف ــي االنتخاب ــات ه ــي‬ ‫مشــكلة‪ ،‬لذلــك يجــب دراســة مشــاركته لتجنــب‬ ‫خس ــارة املزي ــد م ــن األم ــوال م ــع ع ــدم وج ــود‬ ‫معي ــار بنس ــب املش ــاركة لنج ــاح االنتخاب ــات"‪.‬‬ ‫ويدع ــو الكنان ــي‪ ،‬إل ــى "ع ــدم العجل ــة بإج ـراء‬ ‫االنتخاب ــات‪ ،‬ب ــل تأجيله ــا لفت ــرة معين ــة لغ ــرض‬ ‫تشــريع قانــون انتخابــي جديــد يشــمل الــكل وال‬

‫ـدا"‪.‬‬ ‫يظل ــم أح ـ ً‬ ‫وبحســب الخبيــر فــي مجــال االنتخابــات‪ ،‬ســعد‬ ‫ال ـراوي‪ ،‬ف ــإن "قان ــون االنتخاب ــات الحال ــي رق ــم‬ ‫‪ 4‬لس ــنة ‪ 2023‬املع ــدل‪ ،‬ه ــو نظ ــام الدوائ ــر‬ ‫االنتخابي ــة‪ ،‬ول ــكل محافظ ــة دائ ــرة واح ــدة‪،‬‬ ‫وطريقــة توزيــع الدوائــر تتــم وفــق قانــون ســانت‬ ‫ليغ ــو املع ــدل ‪."1.7‬‬ ‫ويش ــير ال ـراوي خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬

‫إل ــى أن "بع ــض السياس ــيين يرغب ــون بتعدي ــل‬ ‫قانــون االنتخابــات لكــن ال يوجــد نــص مطــروح‬ ‫له ــذا التعدي ــل لغاي ــة اللحظ ــة"‪.‬‬ ‫ويختت ــم حديث ــه باإلش ــارة إل ــى أن "ال ــكالم ع ــن‬ ‫تعدي ــل قان ــون االنتخاب ــات لي ــس حديث ـ ًـا ب ــل‬ ‫يجــري تداولــه منــذ العــام ‪ ،2023‬ولــم يـ َـر النــور‬ ‫لغايــة اآلن لوجــود اعتراضــات سياســية عليــه"‪.‬‬

‫المتبضعة سماء طارق‪:‬‬ ‫" على الرغم من أن‬ ‫هذا االرتفاع في االسعار‬ ‫بسيطاً ‪ ،‬اال انه يؤثر‬ ‫على محدودي الدخل‬ ‫والطبقات الفقيرة‪ ،‬فيما‬ ‫تعرب عن خشيتها من‬ ‫تفاقم األسعار عند حلول‬ ‫الشهر المبارك‪".‬‬

‫‪56‬‬

‫تــاريــــــــــــــــــخ‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪57 2025‬‬

‫‪HISTORY‬‬

‫يهود في كركوك‪..‬‬

‫تاريخ وشواهد وحكاية مال عابد أبرزها‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تمتازمحافظة كركوك‪،‬‬ ‫بإرثها الحضاري وتنوع‬ ‫قومياتها‪ ،‬حتى أصبحت‬ ‫مدينة جامعة لكافة األديان‬ ‫والثقافات‪ ،‬ومن ضمن‬ ‫تاريخها الحافل‪ ،‬شكل اليهود‬ ‫نقطة فارقة وتركوا أثرا‬ ‫فيه‪ ،‬يستعيده متخصصون‬ ‫ومؤرخون اليوم‪ ،‬ال سيما‬ ‫قصة "مال عبود" اليهودي‪،‬‬ ‫التي تعد دليال على التعايش‬ ‫بين املكونات‪.‬‬

‫وتضــم قلعــة كركــوك‪ ،‬هــذا املعلــم التاريخــي البــارز‬ ‫ف ــي املدين ــة‪ ،‬مراق ــد ألنبي ــاء اليه ــود وأبرزه ــم داني ــال‬ ‫والعزي ــر أو "ع ــزرا"‪ ،‬إال أنه ــا تعان ــي م ــن اإلهم ــال‬ ‫وع ــدم االهتم ــام به ــا‪ ،‬كس ــائر امل ــدارس واألبني ــة‬ ‫الت ــي تركه ــا اليه ــود خلفه ــم بع ــد إنته ــاء وجوده ــم ف ــي‬ ‫خمس ــينيات الق ــرن املا�ض ــي‪.‬‬ ‫ل‬ ‫وح ــول ه ــذا اإلرث اليه ــودي‪ ،‬يق ــو الباح ــث‬ ‫التاريخ ــي‪ ،‬ياس ــين الحدي ــدي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن‬ ‫"محافظــة كركــوك كانــت واحــد مــن مواقــع تواجــد‬ ‫اليهــود‪ ،‬وخاصــة فــي قلعتهــا ومحلــة بريــادي‪ ،‬حســب‬ ‫املص ــادر التاريخي ــة‪ ،‬فالقلع ــة تض ــم مراق ــد ثالث ــة‬ ‫مــن أنبيــاء اليهــود‪ ،‬كانــوا مــع األســرى خــال مرورهــم‬ ‫عب ــر كرك ــوك‪ ،‬حي ــث ت ــم س ــجنهم لفت ــرة طويل ــة ف ــي‬ ‫القلع ــة‪ ،‬وه ــم النب ــي داني ــال وحني ــن وع ــزرا"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "مس ــجد النب ــي داني ــال م ــا ي ـزال قائم ــا‬ ‫ف ــي القلع ــة حت ــى اآلن‪ ،‬وه ــو يعتب ــر م ــن املس ــاجد‬ ‫القديم ــة وم ـزار أله ــل كرك ــوك وخاص ــة الفتي ــات‬ ‫غي ــر املتزوج ــات‪ ،‬حي ــث يقم ــن بزيارت ــه به ــدف‬ ‫تحقي ــق مراده ــن بال ــزواج‪ ،‬وه ــو اعتق ــاد مت ــوارث‬ ‫بالفط ــرة‪ ،‬عب ــر التب ــرك والدع ــاء ف ــي املس ــجد‪،‬‬ ‫وخاصــة أيــام الســبت مــن كل أســبوع وفــي األعيــاد"‪.‬‬ ‫ويتاب ــع أن "اليه ــود كان ــوا ف ــي كرك ــوك يتطبع ــون‬

‫ف ــي املحي ــط ال ــذي يعيش ــون في ــه‪ ،‬فارت ــدوا ال ــزي‬ ‫الك ــوردي ف ــي املناط ــق الكوردي ــة‪ ،‬وال ــزي التركمان ــي‬ ‫محي ــط التركم ــان‪ ،‬وكان ــو يرت ــدون ف ــي كرك ــوك‬ ‫الصاي ــة والزب ــون املقل ــم اللم ــاع و(الجرواي ــة) وه ــي‬ ‫غط ــاء ال ـرأس املصبوغ ــة بالل ــون االزرق"‪ ،‬مبين ــا‬ ‫أن "الحاخــام الديميــري والحاخــام مو�شــي والتاجــر‬ ‫اليه ــودي ش ــاؤؤل مو�ش ــي‪ ،‬كان ــوا ه ــم الوحي ــدون‬ ‫الذي ــن يس ــمح له ــم بالجل ــوس ف ــي (ج ــوت قه ــوة)‪،‬‬ ‫أح ــد أش ــهر مقاه ــي املحافظ ــة ومخص ــص للتج ــار‬ ‫وأعي ــان املدين ــة"‪.‬‬ ‫ويوض ــح أن "نف ــوس اليه ــود ف ــي كرك ــوك ف ــي الع ــام‬ ‫‪ ،1920‬كان نح ــو ‪ 1400‬يه ــودي‪ ،‬وف ــي ع ــام ‪1947‬‬ ‫كان ع ــدد الرج ــال ‪ 2048‬والنس ــاء ‪ ،1994‬ليك ــون‬ ‫مجموعهــم ‪ ،4043‬حتــى تقلــص العــدد ووصــل عــام‬ ‫‪ 1954‬لخمس ــة أش ــخاص فق ــط"‪.‬‬ ‫ويســتطرد أن "عــدد اليهــود فــي العـراق عــام ‪،1947‬‬ ‫كان نح ــو ‪ 119‬ألف ــا‪ ،‬ومقابره ــم ف ــي بغ ــداد‪ ،‬تق ــع‬ ‫ف ــي ح ــي الش ــيخ عم ــر والحبيبي ــة‪ ،‬وف ــي كرك ــوك تق ــع‬ ‫ف ــي القلع ــة‪ ،‬وق ــد انتخ ــب ف ــي أول مجل ــس بكرك ــوك‬ ‫اليه ــودي إس ــحاق أفراي ــم"‪.‬‬ ‫مال عابد "اليهودي"‬ ‫ويس ــرد الباح ــث التاريخ ــي‪ ،‬قص ــة عاب ــد اليه ــودي‪،‬‬

‫ال ــذي ص ــار مؤذن ــا وخطي ــب‪" ،‬أذك ــر قص ــة الش ــيخ‬ ‫املرح ــوم م ــا عاب ــد‪ ،‬ال ــذي توفي ــت والدت ــه وتركت ــه‬ ‫وحيــدا طفــا رضيعــا وتكفلــه املرحــوم رضــا حســن‪،‬‬ ‫جــار املتوفيــة‪ ،‬وتــم تعليمــه القـرآن الكريــم علــي يــد‬ ‫الش ــيخ طاه ــر‪ ،‬وه ــو أح ــد الفقه ــاء الصوفيي ــن"‪،‬‬ ‫متابع ــا "بع ــد ذل ــك دف ــن م ــا عاب ــد‪ ،‬ف ــي نف ــس‬ ‫الجام ــع ال ــذي حم ــل أس ــمه"‪.‬‬ ‫واســتمرا ًرا لقصــة املــا عابــد‪ ،‬يبيــن املتخصــص فــي‬ ‫ش ــؤون الجالي ــة اليهودي ــة‪ ،‬حس ــام ج ــودت‪ ،‬ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إن "قص ــة امل ــا عاب ــد ت ــكاد تك ــون واح ــدة‬ ‫م ــن أغ ــرب قص ــص يه ــود كرك ــوك‪ ،‬حي ــث ول ــد م ــا‬ ‫عاب ــد ف ــي مدين ــة كرك ــوك ف ــي محل ــة بري ــادي الت ــي‬ ‫س ــكنها اليه ــود م ــن أبوي ــن يهوديي ــن‪ ،‬إس ــم وال ــده‬ ‫يوس ــف وتوفي ــت والدت ــه أثن ــاء والدته ــا‪ ،‬واليه ــود‬ ‫بطبيعته ــم يتش ــاءمون م ــن الولي ــد ال ــذي تتوف ــى‬ ‫والدت ــه عن ــد والدت ــه‪ ،‬ويعتبرون ــه بأن ــه نذي ــر ش ــؤم‪،‬‬ ‫ول ــم تتقب ــل اليهودي ــات األعتن ــاء ب ــه‪ ،‬مم ــا أضط ــر‬ ‫وال ــده يوس ــف ال ــى اللج ــوء ال ــى النس ــاء املس ــلمات"‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن "وال ــده توج ــه ال ــى إم ـرأة عج ــوز‬ ‫وبدوره ــا قادت ــه ال ــى بي ــت حس ــن س ــاقي وزوجت ــه‬ ‫زبيــدة خانــم‪ ،‬وقبلــت زبيــدة خانــم اإلعتنــاء بالطفــل‬ ‫وتربيت ــه‪ ،‬وبع ــد فت ــرة قصي ــرة توف ــي وال ــده يوس ــف‬

‫ول ــم يب ــق ل ــه أح ــد‪،‬‬ ‫وقام ــت العائل ــة‬ ‫الت ــي ربت ــه بتس ــميته‬ ‫عاب ــد‬ ‫باس ــم‬ ‫عب ــدهللا‪ ،‬وأصب ــح‬ ‫ش ــابا يافع ـ ًـا وب ــدأ‬ ‫يعم ــل م ــع م ــن‬ ‫رب ـ ُـاه ف ــي مهن ــة‬ ‫الكب ــاب‪ ،‬وكان من ــذ‬ ‫صغ ــره ورع ـ ًـا يرت ــاد‬ ‫ا ملس ــا جد " ‪.‬‬ ‫ويتاب ــع أن "امل ــا‬ ‫عاب ــد كان ي ــؤذن ف ــي‬ ‫الجام ــع‪ ،‬ألن م ــؤذن‬ ‫الجام ــع كان ال‬ ‫يحض ــر كثي ـرا ألداء‬ ‫االذان‪ ،‬ف ــكان م ــا‬ ‫عاب ــد يعم ــل مؤذن ـ ًـا‬ ‫جامع املال عابد يف كركوك‬ ‫متطوع ـ ًـا‪ ،‬وخ ــال‬ ‫ه ــذه الفت ــرة تع ــرف‬ ‫ـيخا‬ ‫إل ــى الش ــيخ م ــا طاه ــر محم ــد‪ ،‬وكان األخي ــر ش ـ ً‬ ‫ورع ـ ًـا وتقي ـ ًـا‪ ،‬وبع ــد تبن ــي وزارة األوق ــاف ش ــؤون‬ ‫املســاجد وتخصيــص راتــب شــهري للمــؤذن‪ ،‬عمــل‬ ‫مــا عابــد مؤذنـ ًـا فــي الجامــع وتتلمــذ علــى يــد الشــيخ‬ ‫طاه ــر‪ ،‬وأصب ــح م ــن مريدي ــه‪ ،‬كم ــا تتلم ــد عل ــى ي ــد‬

‫الش ــيخ جمي ــل خال�ص ــي الق ــادري‪ ،‬وأخ ــذ عن ــه‬ ‫الطريق ــة القادري ــة ف ــي تكي ــة كبي ــرة (بي ــوك تكي ــه)‪،‬‬ ‫حت ــى توف ــي ع ــام ‪ .1992‬ودف ــن ف ــي نف ــس الجام ــع"‪.‬‬ ‫ويزي ــد‪" :‬م ــن أش ــهر مح ــات اليه ــود‪ ،‬ه ــي الت ــوراة‪،‬‬ ‫وآخ ــر محط ــة له ــم ه ــي ف ــي القلع ــة‪ ،‬وكان ــت له ــم‬ ‫أماك ــن عب ــادة (كني ــس)‪ ،‬وم ــن أعياده ــم عي ــد‬ ‫املظلــة الزرقــاء‪ ،‬وكان يــزورون مســجد النبــي دانيــال‬ ‫ف ــي ي ــوم الس ــبت‪ ،‬وكان إم ــام الجام ــع يخل ــي له ــم‬ ‫املســجد فــي كل ســبت‪ ،‬إذ كان املســجد معبــدا لهــم‬ ‫قب ــل أن يتح ــول إل ــى كنيس ــة‪ ،‬وف ــي الفت ــح اإلس ــامي‬ ‫تح ــول إل ــى مس ــجد"‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن "اليه ــود كان ــوا يهتم ــون بالتعلي ــم‬ ‫واقام ــوا مدرس ــة يهودي ــة ق ــرب جام ــع م ــا عاب ــد‪،‬‬ ‫م ــا زال ــت آثاره ــا موج ــودة حت ــى اآلن‪ ،‬ومدرس ــة ف ــي‬ ‫القلع ــة‪ ،‬وم ــن الغرائ ــب انه ــم يقوم ــون بتكلي ــف‬ ‫ح ـراس ملناط ــق س ــكنهم لحماي ــة دوره ــم ف ــي بري ــادي‬ ‫والقلع ــة"‪.‬‬ ‫تأهيل قلعة كركوك‬ ‫وف ــي م ــا يخ ــص تأهي ــل قلع ــة كرك ــوك‪ ،‬واألبني ــة‬ ‫التراثيــة فيهــا‪ ،‬يقــول مديــر آثــار كركــوك رائــد عگلــة‪،‬‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "قلع ــة كرك ــوك تع ــد معلم ــا‬ ‫تاريخيــا مهمــا للمدينــة‪ ،‬وهنــاك ضــرورة لتطويرهــا‬ ‫وف ــق املعايي ــر الدولي ــة الت ــي تتطاب ــق م ــع قواني ــن‬ ‫وشــروط منظمــة اليونيســكو‪ ،‬بعــد إدراجهــا ضمــن‬ ‫قائم ــة الت ـراث العالم ــي التمهي ــدي‪ ،‬لتك ــون واح ــدة‬

‫"اليهود كانوا في‬ ‫كركوك يتطبعون‬ ‫في المحيط الذي‬ ‫يعيشون فيه‪ ،‬فارتدوا‬ ‫الزي الكوردي في‬ ‫المناطق الكوردية‪،‬‬ ‫والزي التركماني محيط‬ ‫التركمان‪ ،‬وكانو يرتدون‬ ‫في كركوك الصاية‬ ‫والزبون المقلم اللماع‬ ‫و(الجرواية) وهي غطاء‬ ‫الرأس المصبوغة باللون‬ ‫االزرق"‬ ‫م ــن معال ــم الع ـراق التاريخي ــة املهم ــة وواجه ــة‬ ‫س ــياحية"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "الخط ــة الجدي ــدة الت ــي وضع ــت م ــن‬ ‫قبــل وزارة الثقافــة‪ ،‬هــي إعــادة صيانــة القلعــة وتــم‬ ‫رصــد مبلغـ ًـا يصــل الــى ‪ 30‬مليــار دينــار عراقــي إلعــادة‬ ‫تأهيلهــا‪ ،‬وســتكون علــى شــكل دفعــات تصــرف مــن‬ ‫قب ــل لجن ــة تابع ــة ل ــوزارة الثقاف ــة س ــتحدد طبيع ــة‬ ‫عمليــات الصيانــة"‪.‬‬

‫اجزاء من القلعة االثرية يف كركوك‬

‫‪58‬‬

‫تــاريــــــــــــــــــخ‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪59 2025‬‬

‫‪HISTORY‬‬

‫شناشيل الشيوخ‪..‬‬

‫أكبر محالت األعظمية‬ ‫وأقدمها تواجه الهدم‬ ‫ويختل ــف املؤرخ ــون ف ــي تس ــمية املحل ــة‪ ،‬اذ‬ ‫ي ــرى البع ــض انه ــا س ــميت به ــذا االس ــم نس ــبة‬ ‫ال ــى ش ــيوخ الطريق ــة الصوفي ــة الذي ــن س ــكنوا‬ ‫وماتــوا فيهــا‪ ،‬مثــل الشــيخ جــال الديــن محمــد‬ ‫ب ــن الش ــيخ ش ــمس الدي ــن‪ ،‬ومحم ــد ب ــن احم ــد‬ ‫الحنف ــي الكوف ــي الش ــاعر املش ــهور‪ ،‬واب ــى‬ ‫الحس ــن الن ــوري‪.‬‬ ‫لكن مؤرخين آخرين‪ ،‬يذهبون إلى أن التسمية‬ ‫ج ــاءت نس ــبة ال ــى ش ــيوخ قبيل ــة العبي ــد الذي ــن‬ ‫نزل ــوا به ــذه املنطق ــة‪ ،‬وبن ــوا دوره ــم فيه ــا عن ــد‬ ‫مجيئه ــم م ــع الس ــلطان العثمان ــي م ـراد الراب ــع‬ ‫ع ــام ‪1638‬م‪.‬‬ ‫ووف ــق باحثي ــن ف ــي مج ــال الت ـراث‪ ،‬تق ــع محل ــة‬ ‫الش ــيوخ ف ــي الج ــزء الش ــرقي م ــن بغ ــداد‪ ،‬حي ــن‬ ‫كان ــت منطق ــة االعظمي ــة كله ــا محل ــة واح ــدة‬ ‫ـابقا‪ ،‬وه ــي محل ــة اإلم ــام اب ــي حنيف ــة وبل ــدة‬ ‫سـ ً‬ ‫املعظ ــم‪.‬‬ ‫ويؤك ــد الباح ــث الفلكل ــوري‪ ،‬عل ــي ورد‪ ،‬أن‬ ‫منطقــة االعظميــة تقســمت منــذ عــام‪1870‬م‪،‬‬ ‫أي فــي زمــن الوالــي العثمانــي مدحــت باشــا‪ ،‬إلــى‬ ‫مح ــات الش ــيوخ والنص ــة والس ــفينة والح ــارة‪،‬‬ ‫ث ــم ظه ــرت مح ــات اخ ــرى بع ــد ذل ــك ارتبط ــت‬ ‫بمنطق ــة االعظمي ــة‪.‬‬ ‫ويضي ــف ورد‪ ،‬ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫هن ــاك محلتي ــن ف ــي بغ ــداد تس ــميان الش ــيوخ‪،‬‬ ‫احداهم ــا ف ــي الكاظمي ــة واش ــتق اس ــمها م ــن‬ ‫ش ــيوخ قبيل ــة ط ــي الذي ــن س ــكنوا تل ــك املحل ــة‪،‬‬ ‫ومحل ــة الش ــيوخ الواقع ــة ف ــي االعظمي ــة والت ــي‬ ‫تنس ــب ال ــى ش ــيوخ العبي ــد‪.‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫محلة الشيوخ‪ ،‬إحدى محالت بغداد القديمة‬ ‫و أكبرها من حيث املساحة والسكان‪ ،‬وتقع‬ ‫بين جامع "اإلمام األعظم" (أبو حنيفة) وشط‬ ‫الباشا في منطقة األعظمية‪ ،‬بجانب الرصافة من‬ ‫العاصمة العر اقية‪.‬‬

‫نسيج اجتماعي متنوع‬ ‫تعــرف محلــة الشــيوخ بتعــدد مكوناتهــا الدينيــة‬ ‫واالجتماعي ــة‪ ،‬وانه ــا املحل ــة االش ــهر علم ـ ًـا‬ ‫ـادا‪ ،‬وش ــكلت ه ــذه املحل ــة التراثي ــة‬ ‫واقتص ـ ً‬ ‫نم ــط حي ــاة مختل ــف االل ــوان‪ ،‬اذ تض ــم‬ ‫املــدارس‪ ،‬ومنهــا مدرســة االعظميــة االبتدائيــة‬ ‫وه ــي املدرس ــة األق ــدم‪ ،‬إضاف ــة إل ــى التكي ــات‬ ‫واملس ــاجد ودور العب ــادة اليهودي ــة‪.‬‬ ‫ووف ــق الباح ــث التراث ــي فه ــد األعظم ــي‪ ،‬ف ــإن‬ ‫اليه ــود س ــكنوا ه ــذه املحل ــة واتخ ــذوا أماك ــن‬ ‫عب ــادة له ــم فيه ــا‪ ،‬كم ــا انتش ــرت املقاه ــي‪ ،‬الت ــي‬ ‫تع ــد حالي ـ ًـا م ــن أب ــرز ت ـراث محل ــة الش ــيوخ‪،‬‬

‫ومنه ــا‪ ،‬مقه ــى بي ــت االفن ــدي ومقه ــى الس ــيد‬ ‫نعم ــان ومقه ــى عطي ــه ومقه ــى مجي ــد ل ــكاش‬ ‫ومقه ــى حج ــازي ومقه ــى س ــيد س ــامح املعروف ــه‬ ‫باس ــم مقه ــى الح ــاج محم ــود العم ــر‪ ،‬ومقه ــى‬ ‫محم ــد غاي ــب ال ــذي افتت ــح ع ــام ‪.1934‬‬ ‫ويلف ــت األعظم ــي‪ ،‬خ ــال حديث ــه للمجل ــة‪ ،‬إل ــى‬ ‫أن أهال ــي محل ــة الش ــيوخ اش ــتهروا ف ــي دباغ ــة‬ ‫الجل ــود والص ــوف‪ ،‬ومنه ــم أصح ــاب ع ــاوي‬ ‫وباع ــة اقمش ــة وموظف ــون‪.‬‬ ‫ويؤك ــد أن األلف ــة كان ــت تس ــود جمي ــع س ــكان‬ ‫أهال ــي محل ــة الش ــيوخ رغ ــم االخت ــاف ف ــي‬ ‫االدي ــان واملعتق ــدات واملس ــتويات العلمي ــة‬

‫واالجتماعي ــة‪ ،‬وأن مقاه ــي املحل ــة كان ــت ملتق ــى‬ ‫األهالــي مــن جميــع املكونــات لإلســترخاء وتبــادل‬ ‫الحديــث والحــوار‪ ،‬وفيهــا يلتقــون لالتفــاق علــى‬ ‫زيــارة مريــض أو إصــاح ذات البيــن‪ ،‬فضـ ًـا عــن‬ ‫األحادي ــث املتعلق ــة بأعماله ــم اليومي ــة‪.‬‬ ‫الحركة التجارية‬ ‫فــي هــذا الصــدد‪ ،‬يقــول األعظمــي‪ ،‬إن أول معمــل‬ ‫للطحــن والجــرش فــي محلــة الشــيوخ كان معمــل‬ ‫عب ــد الكري ــم أب ــو الدب ــس‪ ،‬مش ــي ًُرا إل ــى انتش ــار‬ ‫معامــل اخــرى بهــذه املحلــة ومنهــا معامــل الســيد‬ ‫نعم ــان الح ــاج محم ــد‪ ،‬وعب ــد ال ــرزاق محس ــوب‬

‫‪60‬‬

‫تــاريــــــــــــــــــخ‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪61 2025‬‬

‫‪HISTORY‬‬

‫شناشيل الشيوخ‪ ..‬أكبر محالت األعظمية وأقدمها تواجه الهدم‬

‫ومعمــل الصابــون الــذي كان يعمــل فيــه عمــال‬ ‫املــان فــي العــام ‪.1928‬‬ ‫إضاف ــة ال ــى ع ــاوي الخض ــروات والفواك ــه‬ ‫الت ــي كان ــت تأت ــي م ــن البس ــاتين املحيط ــة‬ ‫بمنطق ــة االعظمي ــة كع ــاوي حي ــاوي وحج ــازي‬ ‫والس ــكران واب ــو كري ــش‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن ع ــاوي‬ ‫الحب ــوب كالحنط ــة والش ــعير وال ــرز والع ــدس‬ ‫وامل ــاش والدخ ــن‪ ،‬ف ــي ه ــذه املحل ــة وم ــن أش ــهر‬ ‫أصح ــاب تل ــك الع ــاوي الح ــاج كري ــم مس ــعود‬ ‫واحم ــد صال ــح ونجي ــب الري ــس وابراهي ــم‬ ‫الحم ــد‪ ،‬واش ــتهرت محل ــة الش ــيوخ ايض ـ ًـا ببي ــع‬ ‫الخش ــب والحص ـران وم ــواد البن ــاء‪.‬‬ ‫أشهر أزقة املحلة‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬يق ــول خال ــد عو�س ــي (أح ــد س ــكنة‬

‫محلــة الشــيوخ) ومهتــم بتراثهــا‪ ،‬إن لهــذه املحلــة‬ ‫العريقــة ازقــة و"درابيــن" معروفــة كدربونــة عبــد‬ ‫هللا الس ــام الت ــي تق ــع مقاب ــل مقه ــى حج ــازي‪،‬‬ ‫ودربون ــة عي ــس االعم ــى ودربون ــة ابراهي ــم دل ــة‬ ‫ودربون ــة حس ــون الس ــكران ودربون ــة حج ــازي‬ ‫ودربون ــة ريم ــة املس ــلمانية ودربون ــة زم ــاوي‬ ‫ودربون ــة الخب ــازة‪.‬‬ ‫ويش ــير عو�س ــي‪ ،‬ف ــي حديث ــه للمجل ــة‪ ،‬إل ــى أن‬ ‫املحل ــة ش ــهدت ظه ــور ع ــدد م ــن املختاري ــن‪،‬‬ ‫ومنه ــم محم ــد ج ــواد وم ــا حبي ــب الفي ــاض‬ ‫وخلي ــل االعظم ــي‪ ،‬موضح ـ ًـا أن املحل ــة كان ــت‬ ‫تواج ــه تهدي ــدات ج ـراء املي ــاه الت ــي تنبع ــث م ــن‬ ‫جــوف االرض وتطفــو علــى الســطح بمــا يعــرف‬ ‫باللهج ــة العراقي ــة العامي ــة "النزي ــزة"‪.‬‬ ‫شناشيل محلة الشيوخ‬

‫تنح ــدر كلم ــة الشناش ــيل م ــن أص ــل تركــي‪ ،‬أو‬ ‫فار�س ــي‪ ،‬ولكنه ــا عراقي ــة املنب ــع بعمله ــا البنائ ــي‬ ‫وفنه ــا املعم ــاري والبيئ ــي‪ ،‬ألنه ــا اس ــم ل ــه معن ــى‬ ‫خ ــاص عن ــد العراقيي ــن مل ــا يحمل ــه م ــن عب ــق‬ ‫تراث ــي وتناغ ــم بي ــن الف ــن وفلس ــفة الحي ــاة‬ ‫والهندس ــة املعماري ــة والظ ــروف املناخي ــة‬ ‫والبيئي ــة بطرازه ــا الجمي ــل‪ ،‬يع ــود بالذاك ــرة‬ ‫إلــى مئــات الســنين التــي خلــت والتــي كانــت تعــج‬ ‫بمظاه ــر البس ــاطة والت ــرف اإلنس ــاني املل ــيء‬ ‫بالح ــب والجم ــال وش ــيوع األلف ــة بي ــن أبن ــاء‬ ‫الح ــي الواح ــد‪.‬‬ ‫وتظه ــر ف ــي محل ــة الش ــيوخ بع ــض الشناش ــيل‬ ‫والت ــي م ــا ت ـزال ش ــاخصة حت ــى اآلن‪ ،‬وه ــي‬ ‫تؤرشــف مرحلــة عميقــة فــي الذاكــرة العراقيــة‪،‬‬ ‫بي ــد ان شناش ــيل املحل ــة ب ــكل م ــا يعب ــق به ــا‬

‫م ــن روائ ــح الت ـراث أصبح ــت متآكل ــة ومه ــددة‬ ‫باإلنق ــراض‪.‬‬ ‫فــي هــذا الصــدد‪ ،‬يذكــر املواطــن مؤيــد الصالــح‬ ‫(‪ 60‬عام ـ ًـا) م ــن منطق ــة األعظمي ــة أن "كثي ـ ًـرا‬ ‫م ــن اصح ــاب بي ــوت محل ــة الش ــيوخ‪ ،‬ومنه ــم‬ ‫أصح ــاب بي ــوت (الشناش ــيل) غ ــادروا الب ــاد‬ ‫من ــذ زم ــن بعي ــد وترك ــوا دوره ــم مؤج ــرة ل ــدى‬ ‫آخريــن وليــس بوســع هــؤالء تأهيــل هــذه البيــوت‬ ‫أو ترميمه ــا‪ ،‬ألنه ــا ليس ــت مملكوك ــة له ــم‪.‬‬ ‫ويضي ــف ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن بع ــض‬ ‫البي ــوت م ــا ت ـزال يس ــكن به ــا ورث ــة ال يمتلك ــون‬ ‫امل ــال الكاف ــي إلع ــادة تأهيله ــا‪ ،‬لذل ــك ه ــم‬ ‫حالي ـ ًـا بانتظ ــار قي ــام الوق ــف الس ــني بش ـراء‬ ‫بيوته ــم كم ــا فع ــل ذل ــك ف ــي مناط ــق اخ ــرى م ــن‬ ‫االعظمي ــة‪.‬‬ ‫أم ــا املواط ــن ف ــاروق العبي ــدي (‪ 47‬عام ـ ًـا) وه ــو‬ ‫أح ــد س ــكنة محل ــة الش ــيوخ فيق ــول إن محل ــة‬ ‫الش ــيوخ تمث ــل تراث ـ ًـا بغدادي ـ ًـا حقيقي ـ ًـا وم ــن‬ ‫املؤس ــف أن الجه ــات املعني ــة ل ــم تق ــم بدوره ــا‬ ‫ف ــي إعم ــار املحل ــة وإع ــادة تأهي ــل مواقع ــه‬ ‫التراثي ــة العريق ــة‪.‬‬ ‫ويختت ــم العبي ــدي‪ ،‬حديث ــه باإلش ــارة إل ــى أن‬

‫«لهذه المحلة العريقة‬ ‫ازقة و"درابين" معروفة‬ ‫كدربونة عبد اهلل‬ ‫السالم التي تقع مقابل‬ ‫مقهى حجازي‪ ،‬ودربونة‬ ‫عيس االعمى ودربونة‬ ‫ابراهيم دلة ودربونة‬ ‫حسون السكران‬ ‫ودربونة حجازي ودربونة‬ ‫ريمة المسلمانية‬ ‫ودربونة زماوي ودربونة‬ ‫الخبازة»‪.‬‬

‫"البي ــوت واملبان ــي ه ــي ام ــاك خاص ــة وغي ــر‬ ‫حكومي ــة‪ ،‬ولكنه ــا بالنهاي ــة ارث عراق ــي‪ ،‬ويمك ــن‬ ‫للجه ــات الحكومي ــة املعني ــة‪ ،‬ايج ــاد ط ــرق‬ ‫ووس ــائل قانوني ــة لالهتم ــام به ــذه املنطق ــة‬ ‫وترميمه ــا كم ــا فعل ــت ذل ــك ف ــي مناط ــق اخ ــرى‬ ‫م ــن العاصم ــة بغ ــداد"‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪63 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫بيومهن العالمي‪..‬‬

‫المرأة العراقية غارقة‬ ‫في مجتمع ذكوري‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫بينما تواصل املرأة العر اقية تحقيق اإلنجازات خالل العقدين املاضيين‪ ،‬لكنها‬ ‫نظرا لوجود تحديات كثيرة‬ ‫ما تزال لغاية اآلن لم تصل إلى مستوى الطموح‪ً ،‬‬ ‫(اجتماعية وقانونية وسياسية)‪ ،‬كما أن "العقلية الذكورية" تعد أكبر تحد‬ ‫اجتماعي تواجهه املرأة في هذا البلد‪.‬‬

‫ويأتــي ذلــك‪ ،‬فــي وقــت يحتفــل فيــه العالــم بيــوم‬ ‫امل ـرأة العالم ــي ال ــذي يص ــادف ‪ 8‬م ــارس‪/‬آذار‬ ‫مــن كل عــام‪ ،‬وفــي هــذا اليــوم تنظــم الفعاليــات‬ ‫ح ــول العال ــم تكريم ـ ًـا إلنج ــازات امل ـرأة‪ ،‬ورف ــع‬ ‫الوع ــي السيا�س ــي واالجتماع ــي بقضاياه ــا‪.‬‬ ‫وتخ ــرج ف ــي العدي ــد م ــن امل ــدن مس ــيرات‬ ‫وتجمع ــات ومظاه ـرات‪ ،‬وتمتل ــئ الش ــوارع ف ــي‬ ‫بع ــض ه ــذه امل ــدن بالل ــون األرجوان ــي ال ــذي‬ ‫يرتب ــط بحق ــوق امل ـرأة‪.‬‬ ‫ويأت ــي احتف ــال ه ــذا الع ــام تح ــت ش ــعار‬ ‫"الحق ــوق واملس ــاواة والتمكي ــن لكاف ــة النس ــاء‬ ‫والفتيــات"‪ ،‬ويدعــو إلــى اتخــاذ إجـراءات يمكــن‬

‫أن تطلــق العنــان للحقــوق املتســاوية والســلطة‬ ‫والف ــرص للجمي ــع ومس ــتقبل نس ــوي واع ــد‪،‬‬ ‫ومواجهــة التهديــدات املتزايــدة التــي تعيــق تقــدم‬ ‫امل ـرأة‪.‬‬ ‫إنجازات سياسية‬ ‫ـابقا والناش ــطة ف ــي‬ ‫وبحس ــب وزي ــر الدول ــة س ـ ً‬ ‫مجــال حقــوق املـرأة‪ ،‬الدكتــورة بشــرى الزوينــي‪،‬‬ ‫ف ــإن "هن ــاك إنج ــازات تحقق ــت للم ـرأة من ــذ‬ ‫التغيي ــر ع ــام ‪ 2003‬وإل ــى اآلن‪ ،‬حي ــث له ــا ‪96‬‬ ‫ـدا ف ــي البرمل ــان وه ــذا يح ــدث ألول م ــرة ف ــي‬ ‫مقع ـ ً‬ ‫تاري ــخ الع ـراق من ــذ تأس ــيس امللكي ــة العراقي ــة‬ ‫وإل ــى يومن ــا ه ــذا"‪.‬‬

‫وقال ــت الزوين ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "للم ـرأة‬ ‫ف ــي الحكوم ــة الحالي ــة وزارة س ــيادية وه ــي وزارة‬ ‫املالي ــة‪ ،‬وه ــذا يحص ــل ألول م ــرة‪ ،‬كم ــا هن ــاك‬ ‫‪ 111‬مدي ــر ع ــام و‪ 5‬وكي ــل وزي ــر و‪ 122‬بي ــن‬ ‫قاضي ــة ومدع ــي ع ــام‪ ،‬كذل ــك هن ــاك تواج ــد‬ ‫للم ـرأة ف ــي الس ــلطة التنفيذي ــة وه ــذا يعتب ــر‬ ‫ـازا "‪.‬‬ ‫إنج ـ ً‬ ‫أم ــا عل ــى مس ــتوى التش ــريعات‪ ،‬بين ــت الزوين ــي‪،‬‬ ‫ـريعا آخره ــا حماي ــة‬ ‫أن "هن ــاك بح ــدود ‪ 13‬تش ـ ً‬ ‫النس ــاء الناجي ــات‪ ،‬وخص ــص القان ــون امل ـرأة‬ ‫اإليزيديــة لخصوصيتهــا‪ ،‬فقــد عانــت مــن أبشــع‬ ‫أن ــواع العن ــف"‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪65 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫بيومهن العالمي‪ ..‬المرأة العراقية غارقة في مجتمع ذكوري‬

‫وتابعــت‪" :‬كمــا هنــاك قانــون اســتبدال أعضــاء‬ ‫مجل ــس الن ــواب ال ــذي اش ــترط عن ــد خ ــروج‬ ‫ام ـرأة مــن مجلــس النــواب دخــول ام ـرأة أخــرى‬ ‫بغــض النظــر عــن نســبتها وعددهــا فــي املجلــس"‪.‬‬ ‫ورغ ــم كل ذل ــك‪ ،‬نوه ــت الوزي ــرة الس ــابقة‪ ،‬إل ــى‬ ‫أن "امل ـرأة العراقي ــة ل ــم تص ــل إل ــى مس ــتوى‬ ‫الطمــوح‪ ،‬حيــث هنــاك الكثيــر مــن التشــريعات‬ ‫بحاج ــة إل ــى التعدي ــل‪ ،‬وخاص ــة قان ــون‬ ‫العقوبــات املخالــف للمــادة ‪ 14‬مــن الدســتور‪،‬‬ ‫ألن ــه يف ـ ّـرق بي ــن امل ـرأة والرج ــل‪ ،‬حي ــث تك ــون‬ ‫العقوب ــات أق�س ــى عل ــى امل ـرأة ف ــي بع ــض امل ــواد‬ ‫القانوني ــة‪ ،‬كم ــا هن ــاك حاج ــة إل ــى مراجع ــة‬ ‫قان ــون األح ــوال الش ــخصية"‪.‬‬ ‫وأك ــدت أن "امل ـرأة تواج ــه تحدي ــات كثي ــرة‬ ‫(اجتماعي ــة وقانوني ــة وسياس ــية)‪ ،‬ف ــا ي ـزال‬ ‫الرج ــل السيا�س ــي يج ــد امل ـرأة منافس ـ ًـا ولي ــس‬ ‫ـريكا ف ــي بن ــاء الدول ــة‪ ،‬وال زال ــت العقلي ــة‬ ‫شـ ً‬ ‫العراقي ــة ذكوري ــة تج ــد الكف ــاءة عن ــد الرج ــل‪،‬‬ ‫م ــع العل ــم أن ه ــذا بعي ــد ع ــن املنط ــق‪ ،‬كم ــا‬ ‫أن بع ــض الوظائ ــف ال تتطل ــب ق ــوة جس ــدية‬ ‫ب ــل إل ــى عقلي ــة‪ ،‬لذل ــك أكب ــر تح ــدي اجتماع ــي‬ ‫تواجهــه املـرأة العراقيــة هــي العقليــة الذكوريــة"‪.‬‬ ‫تحدي ضغوط العمل‬ ‫يذك ــر أن مجل ــة ‪ ،ceoworld‬أف ــادت ف ــي‬ ‫أبريل‪/‬نيس ــان ‪ ،2024‬ب ــأن الع ـراق ج ــاء ف ــي‬ ‫املرتب ــة العاش ــرة عربي ـ ًـا والــ‪ 123‬عاملي ـ ًـا بأفض ــل‬ ‫البلــدات التــي تعيــش فيهــا النســاء‪ ،‬مســتندة إلــى‬ ‫بيان ــات جمعته ــا مص ــادر وح ــدة االس ــتخبارات‬ ‫االقتصادي ــة واملنت ــدى االقتص ــادي العالم ــي‬ ‫ومنظم ــة التع ــاون االقتص ــادي والتنمي ــة‬ ‫والتقرير العالمي ومؤشــر الحرية االقتصادية‪.‬‬ ‫كم ــا يحت ــل الع ـراق املرتب ــة ‪ 168‬ف ــي قائم ــة‬ ‫ال ــدول الت ــي تعام ــل في ــه امل ـرأة معامل ــة س ــيئة‪،‬‬ ‫بحس ــب دراس ــة أجراه ــا معه ــد ج ــورج ت ــاون‬ ‫للم ـرأة والســام واألمــن شــمل ‪ 177‬دولــة‪ ،‬ممــا‬ ‫يجعل ــه م ــن أس ــوأ ال ــدول م ــن حي ــث انته ــاكات‬ ‫ـكل ع ــام وحق ــوق امل ـرأة‬ ‫حق ــوق اإلنس ــان بش ـ ٍ‬ ‫ـكل خ ــاص‪.‬‬ ‫بش ـ ٍ‬ ‫ووفق ـ ًـا للمعه ــد‪ ،‬ف ــإن واح ــدة م ــن كل خم ــس‬ ‫نس ــاء ف ــي أس ــوأ البل ــدان املدرج ــة ف ــي القائم ــة‪،‬‬ ‫تتعــرض للعنــف املنزلــي مــن قبــل زوجهــا‪ ،‬وســتة‬

‫م ــن كل ‪ 10‬نس ــاء يواجه ــن أزم ــات معيش ــية‬ ‫وفق ــر‪ ،‬وف ــي متوس ــط ‪ 100‬أل ــف والدة‪540 ،‬‬ ‫تمــوت األمهــات بســبب عــدم كفايــة اإلج ـراءات‬ ‫الصحي ــة‪.‬‬ ‫ورغــم مســاعيها لدخــول ســوق العمــل‪ ،‬مــا تـزال‬ ‫مش ــاركة امل ـرأة العراقي ــة ف ــي األعم ــال متدني ــة‬ ‫بنس ــبة (‪ )11%‬بي ــن بل ــدان منطق ــة الش ــرق‬ ‫األوس ــط وش ــمال إفريقي ــا‪ ،‬بحس ــب أرق ــام‬ ‫البن ــك الدول ــي ومنظم ــة العم ــل الدولي ــة‪.‬‬ ‫وتعان ــي امل ـرأة ف ــي الع ـراق م ــن التميي ــز ف ــي س ــوق‬ ‫العمــل‪ ،‬ومــن التحديــات القانونيــة والتنظيميــة‬ ‫باملجتم ــع العراق ــي‪ ،‬وكذل ــك م ــن ع ــدم مراع ــاة‬ ‫الت ــوازن بي ــن العم ــل والحي ــاة األس ــرية‪" ،‬حي ــث‬ ‫يالح ــظ وج ــود ضغوط ــات ف ــي العم ــل دون‬ ‫مراع ــاة لظروفه ــا األس ــرية"‪ ،‬وف ــق الناش ــطة‬ ‫املدني ــة ورئي ــس منظم ــة األس ــل لتمكي ــن امل ـرأة‬ ‫والطف ــل‪ ،‬أزه ــار الدليم ــي‪.‬‬ ‫وأضاف ــت الدليم ــي‪ ،‬خ ــال حديثه ــا للمجل ــة‪،‬‬ ‫أن "هن ــاك نقص ـ ًـا ف ــي ف ــرص العم ــل للنس ــاء‪،‬‬ ‫حي ــث يالح ــظ ع ــدم منحه ــن مراك ــز قيادي ــة‬ ‫إال بش ــق األنف ــس‪ ،‬وع ــدم فس ــح املج ــال له ــن‬ ‫للمش ــاركة ف ــي العملي ــة االقتصادي ــة وكذل ــك‬ ‫السياس ــية‪ ،‬لوج ــود حال ــة ع ــدم املس ــاواة بي ــن‬ ‫امل ـرأة والرج ــل‪ ،‬وه ــذا أدى إل ــى تعوي ــق تمثي ــل‬ ‫امل ـرأة م ــن الوص ــول إل ــى الق ـرارات الصائب ــة‬ ‫وع ــدم ق ــدرة امل ـرأة بالتوفي ــق بي ــن مس ــؤولياتها‬ ‫تج ــاه مكانته ــا السياس ــية وانتماءه ــا الحزب ــي"‪.‬‬ ‫وال تقتص ــر التحدي ــات ف ــي مج ــال السياس ــة أو‬ ‫العم ــل‪ ،‬حي ــث أك ــدت الدليم ــي‪ ،‬أن "الكثي ــر‬ ‫م ــن النس ــاء يعاني ــن م ــن العن ــف األس ــري‬ ‫واالجتماعــي‪ ،‬إلــى جانــب وجــود بعــض القوانيــن‬ ‫تس ــاهم ف ــي تعني ــف امل ـرأة منه ــا قان ــون األح ــوال‬ ‫الش ــخصية ال ــذي ُش ـ ّـرع مؤخ ـ ًرا وال ــذي أبخ ــس‬ ‫ح ــق امل ـرأة بحضانته ــا لألطف ــال وبالحص ــول‬ ‫ـرعا‬ ‫عل ــى ورثه ــا ونفقته ــا الت ــي ه ــي م ــن حقه ــا ش ـ ً‬ ‫وقانون ـ ًـا"‪.‬‬ ‫وبحس ــب الدليم ــي‪ ،‬ف ــإن التقالي ــد واألع ـراف‬ ‫االجتماعي ــة تم ــارس ضغوط ـ ًـا عل ــى امل ـرأة ك ــون‬ ‫املجتمــع عشــائري‪ ،‬لذلــك تواجــه امل ـرأة الكثيــر‬ ‫م ــن الضغوط ــات"‪.‬‬ ‫سلب مستمر للحقوق‬

‫الدكتورة بشرى الزويني‬

‫سابقا والناشطة‬ ‫وزير الدولة‬ ‫ً‬ ‫في مجال حقوق املرأة‬

‫أزهار الدليمي‬

‫الناشطة املدنية ورئيس منظمة‬ ‫األسل لتمكين املرأة والطفل‬

‫واتفق ــت الناش ــطة واإلعالمي ــة العراقي ــة‪،‬‬ ‫لين ــا عل ــي‪ ،‬م ــع م ــا ذهب ــت إلي ــه أزه ــار الدليم ــي‬ ‫ح ــول التحدي ــات الت ــي تواجهه ــا امل ـرأة‪ ،‬مبين ــة‬ ‫أن "الضغوط ــات ت ــزداد بش ــكل أكب ــر م ــع م ــرور‬ ‫الزم ــن وخاص ــة فيم ــا يتعل ــق بالعم ــل واألس ــرة‪،‬‬ ‫مــا يؤكــد الحاجــة إلــى وجــود قوانيــن حاميــة لهــا‬ ‫كمــا فــي دول العالــم‪ ،‬لكــن مــا يحصــل فــي العـراق‬ ‫ه ــو س ــلب للحق ــوق كلم ــا تقدمن ــا بالزم ــن"‪.‬‬ ‫وأوضح ــت عل ــي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪" :‬ف ــي الوق ــت‬ ‫ال ــذي نحتف ــل في ــه بي ــوم امل ـرأة‪ ،‬هن ــاك قواني ــن‬ ‫قمعي ــة ُش ـ ّـرعت ف ــي الفت ــرة األخي ــرة تس ــلب م ــن‬ ‫حقوقه ــا‪ ،‬وعل ــى س ــبيل املث ــال تعدي ــل قان ــون‬ ‫األح ــوال الش ــخصية ال ــذي يتضم ــن فق ـرات‬

‫تســلب حقــوق املـرأة بحجــة الشــرع‪ ،‬منهــا إلغــاء‬ ‫شــرط موافقــة الزوجــة األولــى علــى زواج الرجــل‬ ‫م ــن الزوج ــة الثاني ــة‪ ،‬فيم ــا ت ــم التصوي ــت عل ــى‬ ‫القان ــون قب ــل إتم ــام مدونات ــه الش ــرعية"‪.‬‬ ‫وأش ــارت إل ــى أن "أغل ــب النس ــاء ف ــي مجل ــس‬ ‫الن ــواب العراق ــي تابع ــات ألحزابه ــن لذل ــك‬ ‫يمضي ــن بأف ــكار أحزابه ــن الذكوري ــة‪ ،‬لذل ــك‬ ‫يالح ــظ أن لجن ــة امل ـرأة كان ــت أول م ــن وقف ــت‬ ‫ض ــد امل ـرأة بامل�ض ــي بتش ــريع قان ــون األح ــوال‬ ‫ال ــذي يس ــلب الحضان ــة م ــن األم‪ ،‬كم ــا أنه ــا‬ ‫تتبن ــى األف ــكار الذكوري ــة"‪.‬‬ ‫وع ــزت عل ــي‪ ،‬ذل ــك إل ــى أن "النس ــاء ف ــي البرمل ــان‬ ‫مس ــيرات ولس ــن مخي ـرات‪ ،‬وم ــن كان لديه ــن‬ ‫ّ‬

‫« بعض القوانين تساهم في تعنيف المرأة منها‬ ‫قانون األحوال الشخصية الذي شُرّع مؤخراً والذي‬ ‫أبخس حق المرأة بحضانتها لألطفال وبالحصول‬ ‫على ورثها ونفقتها التي هي من حقها شرعاً‬ ‫وقانوناً"»‪..‬‬

‫رأي مخال ــف داخ ــل املجل ــس م ــن النائب ــات‬ ‫املس ــتقالت فق ــد تعرض ــن للمحارب ــة‪ ،‬فض ـ ًـا‬ ‫ع ــن حم ــات تش ــويه س ــمعة كم ــا حص ــل‬ ‫مؤخ ـ ًرا ملحاميــات ملجــرد أنهــن عبــرن عــن رأيهــن‬ ‫بالقا ن ــون "‪.‬‬ ‫واختتم ــت الناش ــطة حديثه ــا‪ ،‬بالق ــول إن‬ ‫"الكثيــر مــن أصحــاب القـرار يــرون أن كلمــا زاد‬

‫س ــقف حق ــوق امل ـرأة كلم ــا تعرض ــوا للخط ــر‪،‬‬ ‫لذل ــك هن ــاك سياس ــة لتحجي ــم وتس ــليع امل ـرأة‬ ‫وع ــدم توفي ــر ف ــرص العم ــل له ــا‪ ،‬وأن تك ــون‬ ‫ف ــي دور الخض ــوع فق ــط‪ ،‬ويعترض ــون عل ــى أي‬ ‫امتي ــاز ق ــد تحص ــل علي ــه امل ـرأة وينس ــبون‬ ‫االعت ـراض إل ــى األع ـراف أو الدي ــن‪ ،‬رغ ــم أن‬ ‫إك ـرام امل ـرأة م ــن أس ــاس الدي ــن"‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪67 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫المحيبس‪..‬‬

‫لعبة رمضان التي يجتمع عليها العراقيون‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫خصوصا في كل‬ ‫تنتعش لعبة املحيبس (إخفاء الخاتم)‪ ،‬وهي لعبة شعبية عر اقية تراثية‪ ،‬خالل شهررمضان‬ ‫ً‬ ‫عــام‪ ،‬وتثيــراللعبــة الحماســة والتشــويق لــدى الحاضريــن بســبب مــا تشــهده مــن طقــوس خاصــة‪ ،‬كمــا أنهــا تجمــع‬ ‫شــرائح املجتمــع املختلفــة‪ ،‬وتقــوي أواصــرالنســيج االجتماعــي بيــن املحافظــات علــى اختــاف مذاهبهــا وأديانهــا‪.‬‬

‫وعــادة مــا تبــدأ طقــوس تلــك اللعبــة بعــد وقــت‬ ‫اإلفط ــار‪ ،‬أو ص ــاة التراوي ــح‪ ،‬حي ــث يتوج ــه‬ ‫الرج ــال قاصدي ــن املقاه ــي الش ــعبية‪ ،‬للس ــمر‪،‬‬ ‫أو م ــا يس ــمونه محلي ـ ًـا "تعلول ــة"‪ ،‬حي ــث تب ــدأ‬ ‫هن ــاك املب ــاراة الت ــي يترقبه ــا الجمي ــع‪.‬‬ ‫وأص ــل كلم ــة محيب ــس ه ــي تصغي ــر لكلم ــة‬ ‫"محب ــس"‪ ،‬الت ــي تعن ــي الخات ــم ال ــذي يت ــم‬ ‫البحــث عنــه مــن خــال اللعبــة‪ ،‬ولهــذه اللعبــة‬ ‫اس ــم آخ ــر وه ــو "ب ــات" ويعن ــي "مبي ــت املحب ــس‬ ‫ف ــي أي ــدي الالعبي ــن"‪ ،‬ويق ــال‪" :‬يلعب ــون ب ــات"‪.‬‬ ‫وتتلخــص فكــرة اللعبــة فــي تنافــس فريقيــن علــى‬ ‫االحتفــاظ باملحبــس أو "الخاتــم" وغالبـ ًـا يكــون‬ ‫مــن فضــة أو ذهــب‪ ،‬والفائــز هــو الفريــق الــذي‬ ‫يســجل أعلــى عــدد مــن النقــاط‪.‬‬ ‫ويحص ــل الفري ــق الفائ ــز دائم ـ ًـا عل ــى أطب ــاق‬ ‫كبيــرة مــن الحلويــات الشــعبية مثــل "الزالبيــة"‬ ‫و"البق ــاوة" وس ــط هتاف ــات وتش ــجيع‬ ‫الحاضري ــن‪.‬‬ ‫منافسة محتدمة‬ ‫تواصل ــت منافس ــات بطول ــة املحيب ــس التراثي ــة‬ ‫ف ــي محافظ ــة باب ــل‪ ،‬الت ــي تق ــام ف ــي كوف ــي الري ــان‬ ‫بتنظيــم مــن ليــث فليــح‪ ،‬حيــث شــهدت البطولــة‬ ‫الت ــي تمت ــد من ــذ ‪ 6‬س ــنوات‪ ،‬مش ــاركة واس ــعة‬ ‫م ــن ف ــرق محلي ــة وم ــن مختل ــف املحافظ ــات‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬مث ــل الديواني ــة وم ــدن القاس ــم‬ ‫والهاش ــمية والس ــياحي والحل ــة والحم ــزة‪.‬‬ ‫اللعب ــة‪ ،‬الت ــي يع ــود تاريخه ــا إل ــى أجي ــال س ــابقة‬ ‫ُوتم ــارس خ ــال ليال ــي رمض ــان‪ ،‬تعتم ــد عل ــى‬

‫ال ــذكاء والح ــدس‪ ،‬حي ــث يس ــعى “الن ــزال” إل ــى‬ ‫ّ‬ ‫كش ــف حام ــل املحب ــس وس ــط فري ــق مك ــون‬ ‫م ــن ‪ً 30‬‬ ‫العب ــا‪ُ .‬وتلع ــب البطول ــة وف ــق نظ ــام‬

‫التس ــقيط الزوج ــي‪ ،‬إذ تب ــدأ الف ــرق الــ‪16‬‬ ‫بالتناف ــس حت ــى يتأه ــل ‪ 8‬منه ــا إل ــى األدوار‬ ‫املتقد م ــة‪.‬‬

‫ف ــي واح ــدة م ــن أق ــوى املباري ــات‪ ،‬اس ــتمرت‬ ‫املواجه ــة حت ــى الثالث ــة فج ـ ًـرا بي ــن فري ــق‬ ‫الســياحي وفريــق حســين گرعــاوي‪ ،‬حيــث انتهــت‬ ‫املب ــاراة بالتع ــادل ‪ 10-10‬قب ــل أن يحس ــمها‬ ‫فري ــق حس ــين گرع ــاوي ف ــي اللحظ ــات األخي ــرة‪.‬‬ ‫ويتــم احتســاب الفــوز بعــد تحقيــق ‪ 11‬نقطــة‪،‬‬ ‫وتس ــتمر كل جول ــة مل ــدة ‪ 7‬دقائ ــق‪ ،‬م ــع إضاف ــة‬ ‫دقيقتيــن إضافيتيــن فــي حــال بقــاء ثالثــة العبيــن‬ ‫دون كشــف املحبــس‪.‬‬ ‫دور الحكام‬ ‫لضم ــان س ــير املباري ــات بش ــكل ع ــادل‪ ،‬يتف ــق‬ ‫الفريق ــان املتنافس ــان عل ــى الح ــكام قب ــل ب ــدء‬ ‫اللعــب‪ .‬ويقــوم الحكــم الرئي�ســي‪ ،‬مثــل عبــاس‪،‬‬ ‫باإلش ـراف عل ــى “الن ــزال” وتصحي ــح أخطائ ــه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مث ــل ع ــدم رف ــع رأس ــه أو ع ــدم إب ـراز الالع ــب‬ ‫بش ــكل صحي ــح‪.‬‬ ‫إقبال واسع‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتش ــهد البطول ــة حض ــورا جماهيري ــا كبي ــرا‪،‬‬ ‫حي ــث يتاب ــع عش ــاق اللعب ــة الن ـزاالت بحم ــاس‪،‬‬ ‫وســط مشــاركة نخبــة مــن أمهــر العبــي املحيبــس‬

‫فــي بابــل‪ .‬ويتطلــب النجــاح فــي اللعبــة ً‬ ‫مزيجــا مــن‬ ‫الخب ــرة‪ ،‬ال ــذكاء‪ ،‬وق ــوة الش ــخصية‪ ،‬إذ يعتم ــد‬ ‫بع ــض الالعبي ــن عل ــى مهاراته ــم ف ــي التموي ــه‪،‬‬ ‫بينم ــا يكش ــف آخ ــرون أنفس ــهم‬ ‫باالرتب ــاك‪.‬‬ ‫وم ــع اس ــتمرار البطول ــة‪ ،‬يترق ــب‬ ‫الجمهــور مواجهــات أكثــر إثــارة‪،‬‬ ‫حي ــث يطم ــح كل فري ــق إل ــى‬ ‫تحقي ــق اللق ــب وإثب ــات مهارات ــه‬ ‫ف ــي واح ــدة م ــن أق ــدم األلع ــاب‬ ‫التراثي ــة العراقي ــة‪.‬‬ ‫وكان مديــر عــام التربيــة البدنيــة‬ ‫والرياضي ــة ف ــي وزارة الش ــباب‬

‫"يتم احتساب الفوز بعد تحقيق‬ ‫‪ 11‬نقطة‪ ،‬وتستمر كل جولة‬ ‫لمدة ‪ 7‬دقائق‪ ،‬مع إضافة‬ ‫دقيقتين إضافيتين في حال‬ ‫بقاء ثالثة العبين دون كشف‬ ‫المحبس"‪.‬‬

‫والرياض ــة‪ ،‬موف ــق عب ــد الوه ــاب‪ ،‬ق ــد أعل ــن‬ ‫ي ــوم األح ــد املا�ض ــي‪ ،‬انط ــاق بطول ــة الع ـراق‬ ‫املركزي ــة للعب ــة "املحيب ــس"‪ ،‬بمش ــاركة ‪16‬‬ ‫فريق ــا‪ ،‬ف ــي مجم ــع الش ــعب الريا�ض ــي‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪69 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫متقاعدون يبحثون عن عمل‪:‬‬

‫رواتبنا ال تكفي والحياة مكلفة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يتج ــه متقاع ــدون عر اقي ــون م ــا ان يخرج ــوا م ــن الوظيف ــة‪ ،‬ال ــى‬ ‫االطبــاء او فــي‬ ‫البحــث عــن اعمــال حــرة فــي الســوق‪ ،‬او عنــد عيــادات ٔ‬ ‫ش ــركات خاص ــة‪ ،‬وحت ــى باع ــة جوالي ــن‪ ،‬وغي ــر ذل ــك‪.‬‬

‫اســباب عــدة تدفــع املتقاعديــن للعمــل فــي مهــن‬ ‫االوض ــاع املالي ــة‪،‬‬ ‫ٔاخ ــرى بع ــد التقاع ــد‪ ،‬منه ــا‪ٔ ،‬‬ ‫فالرات ــب التقاع ــدي بحس ــب م ــا يقول ــون غي ــر‬ ‫كاف لتغطي ــة نفق ــات الحي ــاة املتزاي ــدة‪ ،‬فه ــم‬ ‫بحاج ــة ٕال ــى دخ ــل ٕاضاف ــي لتلبي ــة متطلب ــات‬

‫ٔاســرهم‪ ،‬و قــد تكــون هنــاك رغبــة لــدى البعــض‬ ‫ف ــي تحس ــين مس ــتواهم املعي�ش ــي‪.‬‬ ‫وهن ــاك ٔاس ــباب اجتماعي ــة ونفس ــية منه ــا رغب ــة‬ ‫املتقاعدي ــن ف ــي البق ــاء نش ــطين ومش ــاركين ف ــي‬ ‫املجتمــع‪ ،‬والخــروج مــن حالــة الشــعور بالف ـراغ‬

‫االس ــباب‪،‬‬ ‫واملل ــل بع ــد التقاع ــد‪ ،‬كم ــا ان م ــن ٔ‬ ‫محاولــة الحفــاظ علــى الهويــة املهنيــة والشــعور‬ ‫باالنج ــاز‪ ،‬و تجن ــب الش ــعور بالعزل ــة‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫وبع ــض املتقاعدي ــن الس ــاعين ال ــى العم ــل بع ــد‬ ‫ت ــرك الوظيف ــة لديه ــم الرغب ــة ف ــي اس ــتغالل‬ ‫الخب ـرات وامله ــارات املكتس ــبة ف ــي س ــنوات‬ ‫االس ــهام ف ــي املجتم ــع وتقدي ــم‬ ‫العم ــل‪ ،‬و ٕ‬ ‫وتاخي ــر ظه ــور ٔاع ـراض‬ ‫املس ــاعدة ٓ‬ ‫لالخري ــن‪ٔ ،‬‬ ‫التق ــدم بالعم ــر‪.‬‬ ‫وع ــادة‪ ،‬يذه ــب املتقاع ــدون للعم ــل ف ــي امله ــن‬ ‫ٔ‬ ‫املاليم ــة لكب ــار الس ــن‪ ،‬وتعتم ــد تل ــك امله ــن عل ــى‬ ‫عــدة عوامــل‪ ،‬منهــا‪ ،‬الحالــة الصحيــة والقــدرات‬ ‫البدني ــة‪ ،‬و امله ــارات والخب ـرات املكتس ــبة‪ ،‬و‬ ‫االهتمامــات الشــخصية‪ ،‬و املرونــة فــي ســاعات‬ ‫العم ــل‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫وم ــن بي ــن امله ــن املاليم ــة لكب ــار الس ــن‪ ،‬العم ــل‬ ‫ف ــي بع ــض الش ــركات كمستش ــارين‪ ،‬باس ــتغالل‬ ‫خبراته ــم ف ــي تقدي ــم االستش ــارات ف ــي مج ــاالت‬ ‫تخصصه ــم‪ ،‬وبخاص ــة ل ــدى ذوي الش ــهادات‬ ‫العلي ــا والجامعي ــة‪ ،‬كم ــا يمكنه ــم نق ــل خبراته ــم‬ ‫االجي ــال الش ــابة بالتدري ــس‬ ‫ومهاراته ــم ٕال ــى ٔ‬ ‫والتدريــب‪ ،‬وقــد يعملــون فــي مجــال الخدمــات‪،‬‬

‫مث ــل خدم ــة العم ــاء ٔاو مج ــال الضياف ــة‪.‬‬ ‫كم ــا يعم ــل قس ــم منه ــم ف ــي مج ــال الكتاب ــة ٔاو‬ ‫االعالمي ــة‬ ‫الترجم ــة ٔاو التصمي ــم‪ ،‬ف ــي املج ــاالت ٕ‬ ‫املتنوع ــة‪ ،‬و يمكنه ــم االس ــهام ف ــي العم ــل‬ ‫التطوع ــي املجتمع ــي بالعم ــل ف ــي املنظم ــات غي ــر‬ ‫الربحي ــة‪ ،‬كم ــا يعمل ــون ف ــي مج ــال الح ــرف‬ ‫اليدوي ــة‪ :‬مث ــل صناع ــة املجوه ـرات ٔاو الخ ــزف‬ ‫االدوات‬ ‫اال ٔعم ــال الخش ــبية او تصلي ــح ٔ‬ ‫ٔاو ٔ‬ ‫الكهربايي ــة املنزلي ــة‪ ،‬و ف ــي مج ــال الزراع ــة‪ ،‬مث ــل‬ ‫ٔ‬ ‫الحداي ــق ٔاو تربي ــة الحيوان ــات‪.‬‬ ‫زراع ــة‬ ‫ويعمــل كثيــر مــن املتقاعديــن فــي مجــال التجــارة‬ ‫االلكتروني ــة باس ــتغالل التقني ــة ف ــي مج ــال‬ ‫ٕ‬ ‫التج ــارة والتس ــويق‪ ،‬وتس ــاعدهم عل ــى ذل ــك‬ ‫بع ــض التط ــورات االقتصادي ــة والتكنولوجي ــة‬ ‫الحاصل ــة‪.‬‬ ‫ويط ــرح بع ــض املتخصصي ــن عل ــى للجه ــات‬ ‫املعني ــة ومراك ــز الخدم ــة والتنمي ــة االجتماعي ــة‬ ‫ٔ‬ ‫نصاي ــح بالتوس ــع ف ــي‬ ‫والغ ــرف التجاري ــة‪،‬‬ ‫مس ــاعدة املتقاعدي ــن عب ــر ٔاكث ــر م ــن وس ــيلة‪،‬‬ ‫ومنه ــا توظي ــف مستش ــارين يعمل ــون خطط ــا‪،‬‬ ‫ويقدم ــون مش ــورات‪.‬‬ ‫وف ــي العم ــوم ف ــان امله ــن الح ــرة الجدي ــدة‬ ‫للمتقاع ــد‬ ‫املناس ــبة‬ ‫تتعل ــق بتقوي ــم الق ــدرات‬ ‫وامله ــارات واالهتمام ــات‬ ‫الش ــخصية‪ ،‬و البح ــث ع ــن‬ ‫ف ــرص عم ــل تتناس ــب م ــع‬ ‫الحال ــة الصحي ــة والق ــدرات‬ ‫البدني ــة‪ ،‬و التفكي ــر ف ــي‬ ‫املرون ــة ف ــي س ــاعات العم ــل‬ ‫ٕوامكانيــة العمــل مــن املنــزل‪،‬‬ ‫االصدق ــاء‬ ‫و‬ ‫التواص ــل م ــع ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫والعايلــة والزمــاء للحصــول‬ ‫عل ــى املش ــورة والدع ــم؛‬ ‫وكذلــك تشــمل التحقــق مــن‬ ‫ٔ‬ ‫واللواي ــح املتعلق ــة‬ ‫القواني ــن‬ ‫بعمــل املتقاعديــن فــي البلــد‪.‬‬ ‫ويواج ــه املتقاع ــدون ف ــي‬ ‫الع ـراق عدي ــد املش ــكالت‬ ‫الت ــي ٔتوث ــر عل ــى حياته ــم‬ ‫اليومي ــة‪ ،‬م ــن ٔابرزه ــا‪،‬‬ ‫تدن ــي الروات ــب التقاعدي ــة‪،‬‬ ‫اذ يعان ــي كثي ــر منه ــم م ــن‬ ‫قل ــة الرات ــب وع ــدم كفايت ــه‬ ‫لتغطي ــة نفق ــات املعيش ــة‬

‫االســعار وتراجــع‬ ‫االساســية‪ ،‬بخاصــة مــع ارتفــاع ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫وتتاث ــر قيم ــة الروات ــب‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫االقتصاد‬ ‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫اال‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫التقاعدي ــة بالتضخ ــم‪ ،‬مم ــا يجعله ــا تت ـ ٓـاكل‬ ‫بم ــرور الوق ــت‪.‬‬ ‫وفض ــا ع ــن ذل ــك تتواج ــد مش ــكالت صحي ــة‪،‬‬ ‫اذ ان كب ــار الس ــن بحاج ــة ٕال ــى رعاي ــة صحي ــة‬ ‫مســتمرة‪ ،‬ولكــن الخدمــات الصحيــة فــي الع ـراق‬ ‫تعان ــي م ــن نق ــص ف ــي امل ــوارد والتجهي ـزات‪ ،‬وهن ــا‬ ‫ق ــد يواج ــه املتقاع ــدون صعوب ــة ف ــي الحص ــول‬ ‫االدوي ــة والعالج ــات املطلوب ــة‪.‬‬ ‫عل ــى ٔ‬ ‫ام ــا املش ــكالت االجتماعي ــة‪ ،‬فتتعل ــق بش ــعور‬ ‫بع ــض املتقاعدي ــن بالعزل ــة والف ـراغ بع ــد انته ــاء‬ ‫مدة عملهم‪ ،‬و قد يواجهون صعوبة في التكيف‬ ‫م ــع التغي ـرات االجتماعي ــة واالقتصادي ــة‪.‬‬ ‫االداري ــة‪ ،‬ترتب ــط بصعوب ــة‬ ‫و املش ــكالت ٕ‬ ‫االداري ــة ف ــي الحص ــول عل ــى‬ ‫االج ـراءات ٕ‬ ‫ٕ‬ ‫املس ــتحقات‪ ،‬و ٔتاخ ــر ف ــي ص ــرف الروات ــب‬ ‫التقاعدي ــة‪ ،‬كم ــا يتعرض ــون ال ــى صعوب ــة ف ــي‬ ‫ٔ‬ ‫الدوايــر املتعلقــة باســتحقاتهم التــي لــم‬ ‫مراجعــة‬ ‫االج ـراءات الورقي ــة‪.‬‬ ‫ت ــزل تعتم ــد ٕ‬ ‫وق ــد ش ــكلت عملي ــة تغيي ــر قواني ــن التقاع ــد‬ ‫بش ــكل متك ــرر عام ــل قل ــق ٔيوث ــر عل ــى حق ــوق‬ ‫املتقاعدي ــن‪ ،‬وادى ٔتاخ ــر التوص ــل ال ــى قان ــون‬ ‫موح ــد للتقاع ــد ال ــى تصاع ــد مش ــكالت ناجم ــة‬ ‫ع ــن ع ــدم ش ــمول قواني ــن التقاع ــد بع ــض‬ ‫ٔ‬ ‫الفي ــات العامل ــة‪.‬‬ ‫لق ــد س ــعت الحكوم ــة العراقي ــة ٕال ــى تحس ــين‬ ‫ٔاوض ــاع املتقاعدي ــن بزي ــادة الروات ــب التقاعدي ــة‬ ‫و محاول ــة توفي ــر خدم ــات صحي ــة ٔافض ــل‪ ،‬وه ــي‬ ‫تعم ــل عل ــى تطوي ــر قواني ــن التقاع ــد بم ــا يضم ــن‬ ‫حق ــوق املتقاعدي ــن‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ام ــا مطال ــب املتقاعدي ــن الرييس ــة الت ــي اجم ــع‬ ‫عليه ــا م ــن اس ــتطلعنا ٓاراءه ــم فترك ــزت بش ـ ٔـان‬ ‫ض ــرورة زي ــادة الروات ــب التقاعدي ــة بم ــا يتناس ــب‬ ‫م ــع تكالي ــف املعيش ــة‪ ،‬و تحس ــين الخدم ــات‬ ‫الصحي ــة املقدم ــة له ــم‪ ،‬و توفي ــر برام ــج‬ ‫اجتماعي ــة وثقافي ــة وترفيهي ــة للمتقاعدي ــن‪ ،‬و‬ ‫االجـراءات‬ ‫تطويــر القوانيــن التقاعديــة وتســهيل ٕ‬ ‫االداري ــة عن ــد املراجع ــة‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫وفــي لقــاءات لنــا مــع متقاعديــن عراقييــن وجــدوا‬ ‫طريق ــا ال ــى العم ــل ف ــي مه ــن ح ــرة‪ ،‬ق ــال معظمه ــم‬ ‫ان الس ــبب ف ــي ذل ــك ه ــي ع ــدم كفاي ــة الرات ــب‬ ‫لتلبي ــة متطلب ــات االس ــرة‪ ،‬ويق ــول املتقاع ــد ٔاب ــو‬ ‫احم ــد ان ــه م ــع بداي ــة املوس ــم الدرا�س ــي الحال ــي‬ ‫ٔ‬ ‫العايل ــة ل ــدي وول ــد وبن ــت‬ ‫زادت متطلب ــات‬

‫واالخ ــرى ف ــي‬ ‫احدهم ــا ف ــي الس ــادس االع ــدادي ٔ‬ ‫الجامع ــة وه ــم بحاج ــة ال ــى املصاري ــف اليومي ــة‬ ‫الت ــي ال ٔيومنه ــا الرات ــب التقاع ــدي‪.‬‬ ‫واردف بالق ــول ان امبي ــر مول ــدة الش ــارع ال ــذي‬ ‫دفعن ــاه ه ــذا الش ــهر بس ــبب االنقط ــاع املس ــتمر‬ ‫ٔ‬ ‫"وعايلتن ــا دفع ــت‬ ‫للكهرب ــاء ه ــو ‪ 15‬ال ــف دين ــار‬ ‫‪ 75‬ال ــف دين ــار لخمس ــة ٔامبي ـرات و‪ 35‬ال ــف‬ ‫لالنترن ــت و‪ 10‬االف لس ــيارة تنظي ــف‬ ‫ش ــهريا ٕ‬ ‫النفاي ــات‪ ..‬وصدقن ــي ان راتب ــي ال يتع ــدى ‪400‬‬ ‫ال ــف دين ــار فكي ــف س ــنعيش؟"‬ ‫ويق ــول متقاع ــد ق ــال ان اس ــمه كف ــاح‪ ،‬ان ــه‬ ‫تقاعــد منــذ مــدة قصيــرة وفوجـ ٔـي بانخفــاض راتبــه‬ ‫التقاعــدي عــن راتــب الوظيفــة كثيـرا فبحــث عــن‬ ‫عم ــل ووج ــده ف ــي عي ــادة مس ـ ٔـايية بصف ــة كات ــب‬ ‫مس ــجل ملراجع ــي الطبي ــب‪.‬‬ ‫ولقــد وجدنــا لــدى اثنيــن ممــن اســتطلعنا ٓاراءهــم‬ ‫كعينــة مــن اصــل ‪ 10‬انهــم بحثــوا عــن مهــن حــرة‬ ‫بع ــد تقاعده ــم ووجدوه ــا بس ــبب الف ـراغ ال ــذي‬ ‫اصبح ــوا يعيش ــونه بع ــد تقاعده ــم وغي ــاب‬ ‫ٔ‬ ‫اصدقايه ــم ع ــن اللق ــاءات املباش ــرة بفع ــل‬ ‫الفيــس بــوك بحســب مــا قالــوا‪ ،‬وغيــاب املقاهــي‬ ‫التــي تشــجع علــى لقــاءات كبــار الســن وتوفــر لهــم‬ ‫اج ــواء ٔ‬ ‫هادي ــة بحس ــب تعبيره ــم‪.‬‬ ‫ٔويق ــول املتقاع ــد عل ــي الرماح ــي‪ ،‬ان اح ــد ا ٔ‬ ‫بناي ــه‬ ‫ٔ‬ ‫اضطــر لتــرك الدراســة والعمــل فــي الســوق ٔايضــا‬ ‫بعــد ان انخفــض راتبــه كثي ـرا بعــد تقاعــده‪.‬‬ ‫وبحس ــب دوروثي ــا ش ــميت‪-‬كالو‪ ،‬مدي ــرة ف ــرع‬ ‫التوظي ــف ٔواس ــواق العم ــل والش ــباب بقس ــم‬ ‫السياس ــات التوظيفي ــة بمنظم ــة العم ــل‬ ‫الدولي ــة‪ ،‬ان ــه ف ــي املتوس ــط‪ ،‬غالب ــا م ــا يعان ــي‬ ‫االش ــخاص الذي ــن تبل ــغ ٔاعماره ــم ‪ 65‬عام ــا ٔاو‬ ‫ٔ‬ ‫ٔاكث ــر م ــن ظ ــروف معيش ــية ٔاس ـ ٔـوا م ــن تل ــك الت ــي‬ ‫يعي ــش فيه ــا ٔاف ـراد الس ــكان الذي ــن ه ــم ف ــي س ــن‬ ‫العم ــل‪.‬‬ ‫وتش ــير بالق ــول‪ٔ ،‬ان البل ــدان النامي ــة تش ــهد‬ ‫ٔاعل ــى زي ــادة ف ــي نس ــبة فق ــر املس ــنين؛ ولكنه ــا‬ ‫تســتدرك‪ٔ ،‬ان تقدي ـرات منظمــة العمــل الدوليــة‬ ‫تظه ــر ٔ‬ ‫نتاي ــج مش ــجعة للغاي ــة‪ ،‬الس ــيما بالنس ــبة‬ ‫لبل ــدان الش ــريحة الدني ــا م ــن الدخ ــل املتوس ــط‬ ‫والبل ــدان منخفض ــة الدخ ــل "فق ــد وجدن ــا ٔان‬ ‫تطبيــق نظــام معــاش تقاعــد ٕايجابــي عــام فــي تلــك‬ ‫البل ــدان س ـ ٔ‬ ‫ـيودي ٕال ــى زي ــادة متوس ــط ٕانتاجه ــا‬ ‫املحل ــي بنس ــبة ‪ 14.8‬ف ــي ٔ‬ ‫املي ــة ف ــي ‪ 10‬س ــنوات‪،‬‬ ‫ٕوال ــى تقلي ــل نس ــبة الفق ــر املدق ــع به ــا بواق ــع ‪ 6‬ف ــي‬ ‫ٔ‬ ‫املي ــة"‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪71 2025‬‬

‫التشخيص الطبي عبر االنترنت‪..‬‬ ‫‪SOCIETY‬‬

‫هل يصلح بديال عن األطباء؟‬

‫فيلي ‪ -‬خاص ‪:‬‬

‫يلجأ كثيرمن األشخاص الذين تتزايد نسبتهم يوما بعد يوم الى طلب املشورة الطبية من شبكة‬ ‫املعلومات برغم ان التشخيص الطبي يعتمد على الفحص السريري‪ ،‬اقترانا بالتاريخ الطبي‪،‬‬ ‫والفحوصات املختبرية‪ ،‬فهل يمكن ان يشخص اإلنترنت الداء ويصف العالج؟‬ ‫ف ــي ال ع ـراق ش ــهد ه ــذا االم ــر تصاع ــدا ملحوظ ــا‬ ‫ف ــي ال س ــنوات األخ ي ــرة‪ ،‬لتوف ــر ش ــبكة االنترن ــت‬ ‫لع م ــوم ال س ــكان‪ ،‬ك م ــا ف ــي بق ي ــة دول العال ــم‪،‬‬ ‫فيعت م ــد كث ي ــر م ــن ال ن ــاس عل ــى اإلنترن ــت‬ ‫للب ح ــث ع ــن املعلوم ــات الطب ي ــة؛ ه ــذا االت ج ــاه ل ــه‬ ‫إيجاب ي ــات وس ــلبيات‪ ،‬ويتأث ــر ب ع ــدة عوام ــل‪ ،‬من ه ــا‬ ‫توف ــر الخدم ــات الصح ي ــة‪ ،‬وانت ش ــار الهوات ــف‬ ‫الذك ي ــة‪ ،‬وس ــهولة الوص ــول إل ــى املعلوم ــات ع ب ــر‬ ‫اإلنترن ــت‪.‬‬ ‫ويتم ي ــز ال ع ـراق بعوام ــل س ــببت ل ج ــوء ال ن ــاس‬ ‫إل ــى اإلنترن ــت للب ح ــث ع ــن املعلوم ــة الطب ي ــة‪،‬‬ ‫م ــن ذل ــك ن ق ــص الخدم ــات الطب ي ــة‪ ،‬اذ تعان ــي‬ ‫ب ع ــض املناط ــق ف ــي ال ع ـراق م ــن ن ق ــص ف ــي امل ــاكات‬ ‫الطب ي ــة أو البن ي ــة التحت ي ــة الصح ي ــة‪ ،‬م م ــا يدف ــع‬ ‫ال ن ــاس إل ــى الب ح ــث ع ــن بدائ ــل‪.‬‬ ‫ك م ــا ان ــه ب س ــبب تكل ف ــة االست ش ــارات الطب ي ــة‬

‫املرتف ع ــة ف ــي مع ظ ــم األح ي ــان‪ ،‬يف ض ــل الب ع ــض‬ ‫ـدال‬ ‫الب ح ــث ع ــن ح ل ــول مجان ي ــة ع ب ــر اإلنترن ــت ب ـ ً‬ ‫م ــن دف ــع تكل ف ــة زي ــارة الطب ي ــب‪ ،‬بخاص ــة ف ــي ظ ــل‬ ‫األوض ــاع االقتصادي ــة الصع ب ــة‪.‬‬ ‫ويوف ــر اإلنترن ــت إمكان ي ــة الب ح ــث ال ف ــوري ع ــن‬ ‫األع ـراض والعالج ــات م ــن دون الحاج ــة إل ــى‬ ‫االنت ظ ــار أو التن ق ــل‪.‬‬ ‫وم ــع انت ش ــار األوب ئ ــة م ث ــل كورون ــا‪ ،‬زاد اهت م ــام‬ ‫ال ن ــاس بالب ح ــث ع ــن املعلوم ــات الطب ي ــة ع ب ــر‬ ‫اإلنترن ــت‪ ،‬لف ه ــم األع ـراض والوقاي ــة؛ ي ض ــاف ال ــى‬ ‫ذل ــك تغ ي ــر وزي ــادة الوع ــي الصح ــي ل ــدى ال ن ــاس‬ ‫م ــا ي ــؤدي ال ــى اهت م ــام متزاي ــد بالص ح ــة العام ــة‬ ‫وال ط ــب الوقائ ــي‪ ،‬فيدفع ه ــم إل ــى متاب ع ــة م ص ــادر‬ ‫طب ي ــة ع ب ــر اإلنترن ــت‪.‬‬ ‫واملالح ــظ ف ــي كث ي ــر م ــن األح ي ــان ان ــه ي ج ــري‬ ‫االعت م ــاد عل ــى م ص ــادر غ ي ــر موثوق ــة‪ ،‬اذ ان‬

‫ب ع ــض املواق ــع االلكترون ي ــة ت ــروج ملعلوم ــات غ ي ــر‬ ‫صحي ح ــة أو خ راف ــات طب ي ــة‪ ،‬م م ــا ق ــد ي ــؤدي إل ــى‬ ‫ت ش ــخيصات خاط ئ ــة أو عالج ــات ض ــارة‪ ،‬و ب ع ــض‬ ‫األش ــخاص ق ــد ي س ــيئون تف س ــير األع ـراض‪ ،‬م م ــا‬ ‫ق ــد ي ــؤدي إل ــى ق ل ــق غ ي ــر م س ــوغ أو تأخ ي ــر ال ع ــاج‬ ‫ال ض ــروري‪.‬‬ ‫ك م ــا ي ج ــري بوس ــاطة ال ش ــبكة ـ ومح ط ــات‬ ‫فضائ ي ــة ـ تروي ــج العالج ــات الع ش ــبية والوص ف ــات‬ ‫غ ي ــر العلم ي ــة‪ ،‬اذ ان ب ع ــض الصف ح ــات‬ ‫واملجموع ــات عل ــى وس ــائل التواص ــل االجتماع ــي‬ ‫ت ــروج لعالج ــات غ ي ــر مثب ت ــة علم ي ــا‪ ،‬وق ــد ت ك ــون‬ ‫خط ي ــرة‪.‬‬ ‫ي ق ــول املخت ص ــون ان االعت م ــاد عل ــى املعلوم ــات‬ ‫الطبي ــة املتاح ــة عل ــى اإلنترن ــت لتش ــخيص‬ ‫األع ــراض أو وص ــف الع ــاج يمك ــن أن يك ــون‬ ‫محفوف ــا باملخاط ــر‪ ،‬و يمك ــن أن ت ــؤدي‬ ‫ً‬

‫املعلوم ــات غ ي ــر الدقيق ــة إل ــى قل ــق مف ــرط‬ ‫أو تجاه ــل أع ــراض خط ي ــرة بحاج ــة إل ــى‬ ‫استش ــارة طبي ــة فوري ــة‪.‬‬ ‫وينص ــح املختص ــون ب ــدال م ــن الضي ــاع ف ــي‬ ‫البح ــث ع ــن املعلوم ــات الطبي ــة‪ ،‬بالتوج ــه‬ ‫نح ــو بع ــض املص ــادر الطبي ــة املوثوق ــة‬ ‫ويح ــددون لذل ــك مواق ــع مث ــل‪ ،‬ماي ــو كلين ــك‬ ‫(‪ ،)Mayo Clinic‬ومنظم ــة الصح ــة العاملي ــة‬ ‫(‪ ،)WHO‬واملكتب ــة الوطني ــة للط ــب (‪،)NIH‬‬ ‫اذ توف ــر معلوم ــات دقيق ــة ومدعوم ــة‬ ‫باألبح ــاث‪ ،‬وباإلم ــكان فت ــح صفحاته ــا‬ ‫بم ج ــرد كتاب ــة مختصراته ــا تل ــك‪ ،‬ويمك ــن‬ ‫ترجمته ــا ال ــى أي لغ ــة باالس ــتعانة بتط ــور‬ ‫عملي ــات الترجم ــة‪.‬‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬هن ــاك مواق ــع غ ي ــر موثوق ــة‬ ‫أو تجاري ــة ق ــد تحت ــوي عل ــى معلوم ــات‬ ‫مضلل ــة أو غ ي ــر دقيق ــة؛ وي ش ــيرون ال ــى‬ ‫ان ب ع ــض تطبيق ــات ال ــذكاء االصطناع ــي‬ ‫واألدوات التفاعلي ـ�ة واألنظم ـ�ة مث ـ�ل �‪Web‬‬ ‫‪ MD Symptom Checker‬أو ‪Ada Health‬‬ ‫ت ق ــدم تقدي ــرات تقريبي ــة‪ ،‬لكنه ــا ليس ــت‬

‫بدي ـ ًـا ع ــن الطبي ــب‪ ،‬الفتي ــن ال ــى ان ه ــذه‬ ‫األدوات ق ــد تس ــاعد ف ــي توجي ــه املري ــض‪،‬‬ ‫لكنه ــا ليس ــت دقيق ــة بنس ــبة ‪.100%‬‬ ‫وفيم ــا يتعل ــق بوص ــف االدوي ــة يو�ص ــي‬ ‫املختص ــون بوج ــوب ع ــدم االعتم ــاد‬ ‫اب ــدا عل ــى اإلنترن ــت لوص ــف األدوي ــة‪ ،‬ألن‬ ‫الجرع ــات والتفاع ــات الدوائي ــة بحاج ــة‬ ‫إل ــى تقوي ــم طب ــي متخص ــص‪ ،‬الس ــيما م ــع‬ ‫تواج ــد املواق ــع الت ــي ت ــروج لعالج ــات غ ي ــر‬ ‫مثبت ــة علمي ــا‪.‬‬ ‫ويخلص ــون ال ــى ان ــه يمك ــن اس ــتغالل‬ ‫املص ــادر الطبي ــة املوثوق ــة للحص ــول‬ ‫عل ــى معلوم ــات عام ــة وفه ــم األع ــراض‪،‬‬ ‫لك ــن التش ــخيص والع ــاج يج ــب أن‬ ‫يكون ــا م ــن اختص ــاص األطب ــاء املؤهلي ــن‬ ‫واملعاين ــة املباش ــرة‪.‬‬ ‫ويق ــول الخ ب ــراء ف ــي دراس ــة‪ ،‬ان ــه حت ــى‬ ‫ع ــام ‪ 2019‬ف ــان ‪ 80%‬م ــن الن ــاس الذي ــن‬ ‫يس ــتعملون ش ــبكة اإلنترن ــت ف ــي النص ــف‬ ‫الش ــمال ي م ــن الق ــارة األميركي ــة يعتم ــدون‬ ‫عل ــى املواق ــع االلكتروني ــة كمص ــدر‬ ‫للحص ــول عل ــى معلوم ــات ف ــي املج ــاالت‬ ‫الطبي ــة‪ ،‬وه ــذا االم ــر ب ــات منتش ــرا ف ــي‬ ‫ش ــت ى أنح ــاء العال ــم‪ ،‬وعل ــى صعي ــد‬ ‫العال ــم فان ــه حت ــى ع ــام ‪ 2019‬بلغ ــت النس ــبة‬ ‫‪ ،35%‬م ــن الن ــاس يحاول ــون تش ــخيص‬ ‫م ش ــكالتهم الصحي ــة ع ب ــر اإلنترن ــت‪ ،‬وه ــو‬ ‫يتمث ــل أساس ــا ف ــي استش ــارة مواق ــع متنوع ــة‬ ‫لفه ــم األع ــراض الت ــي يعان ــون منه ــا‪ ،‬وم ــدى‬ ‫ارتباطه ــا بم ــرض معي ــن أو حال ــة صحي ــة‪،‬‬ ‫ومحاول ــة التوص ــل إل ــى تش ــخيص ذات ــي‪،‬‬ ‫والحص ــول عل ــى حل ــول عالجي ــة م ــن دون‬ ‫اللج ــوء ألصح ــاب االختص ــاص‪.‬‬ ‫وت ــرد به ــذا الش ــأن ش ــكاوى م ــن االطب ــاء فيم ــا‬ ‫يتعل ــق بس ــلوك كث ي ــر م ــن مرضاه ــم‪ ،‬الذي ــن‬ ‫أصبح ــوا يش ــككون ف ــي تش ــخيص الطبي ــب‪،‬‬ ‫ويقارنون ــه باملعلوم ــات الت ــي ع ث ــروا عليه ــا‬ ‫ف ــي اإلنترن ــت‪ ،‬بحس ــب م ــا يص ــرح ب ــه‬ ‫األطب ــاء؛ وينص ــح االطب ــاء بالجل ــوس م ــع‬ ‫أح ــد األش ــخاص املقربي ــن م ــن العائل ــة‬ ‫واألصدق ــاء‪ ،‬وإخب ــاره باملعلوم ــات الت ــي‬ ‫تحصل ــت عليه ــا م ــن اإلنترن ــت ومناقش ــتها‬ ‫مع ــه‪.‬‬ ‫وينص ــح مدي ــر مرك ــز أبح ــاث الط ــب‬ ‫ف ــي جامع ــة أوكس ــفورد كارل هانغ ــان‬

‫باس ـ�تعمال موق ـ�ع غوغ ـ�ل س ـ�كول ر �‪Goo‬‬ ‫‪ ،gle Scholar‬وه ــو مح ــرك بح ــث متعل ــق‬ ‫باملعلوم ــات الطبي ــة واألكاديمي ــة‪.‬‬ ‫وف ــي بح ــث س ــابق وج ــد ان ‪ 65٪‬م ــن‬ ‫م س ــتعمل ي اإلنترن ــت م ــن امل ن ــزل يفعل ــون‬ ‫ذل ــك للبح ــث ع ــن املعلوم ــات الطبي ــة‬ ‫م ــن أج ــل أح ــد أف ــراد األس ــرة‪ ،‬و ‪ 62٪‬م ــن‬ ‫امل س ــتخدمين يبح ث ــون ع ــن املعلوم ــات‬ ‫الطبي ــة ألنف س ــهم؛ ي ش ــير البح ــث أيض ــا‬ ‫ال ــى أن النس ــاء يبحث ــن ع ــن املعلوم ــات‬ ‫الطبي ــة عل ــى االنترن ــت بش ــكل أك ب ــر بكث ي ــر‬ ‫م ــن الرج ــال‪ :‬ف ــي حي ــن تبح ــث نح ــو ‪ 66٪‬م ــن‬ ‫النس ــاء ع ــن املعلوم ــات الطبي ــة ألنفس ــهن‬ ‫ف ــان نح ــو ‪ 49%‬فق ــط م ــن الرج ــال يفعل ــون‬ ‫ذل ــك‪.‬‬ ‫ويلف ــت الخ ب ــراء ال ــى البدي ــل ع ــن ذل ــك‬ ‫بالق ــول‪ ،‬ان ــه ازاء الس ــلبيات املتوقع ــة‬ ‫للتش ــخيص ع ب ــر املواق ــع االلكتروني ــة‪،‬‬ ‫فإن ــه يمك ــن اس ــتفادة القط ــاع الطب ــي م ــن‬ ‫الت ح ــول الرقم ــي والتقني ــات الحديث ــة‪،‬‬ ‫وم ــن املتوق ــع أن يعتم ــد أك ث ــر فأك ث ــر عل ــى‬ ‫تقني ــات “انترن ــت األش ــياء” ف ــي األع ــوام‬ ‫املقبل ــة بفض ــل تواج ــد األجه ــزة الطبي ــة‬ ‫املحمول ــة والتطبيق ــات والخدم ــات‬ ‫الصحي ــة املتنقل ــة الت ــي أس ــهمت ف ــي رس ــم‬ ‫مالم ــح مبت ك ــرة لطريق ــة تقدي ــم خدم ــات‬ ‫الرعاي ــة الصحي ــة‪ ،‬أض ــف إل ــى ذل ــك‪ ،‬انتش ــار‬ ‫التقني ــات الناش ــئة مث ــل الروب ــوت وال ــذكاء‬ ‫االصطناع ــي يرافقه ــا س ــهولة تب ــادل‬ ‫املعلوم ــات الطبي ــة وانتش ــارها بفض ــل‬ ‫اإلنترن ــت إل ــى جان ــب اكتش ــاف أس ــاليب‬ ‫متط ــورة لل ع ــاج‪.‬‬ ‫ونوه ــوا ال ــى ان ــه يمك ــن اس ــتغالل ه ــذه‬ ‫التكنولوجي ــا لتحدي ــد امل ش ــكالت‬ ‫الصحي ــة ورص ــد أنم ــاط م ع ــدل ضرب ــات‬ ‫القل ــب والنب ــض وال ح ــرارة وضغ ــط ال ــدم‬ ‫وم س ــتوى ال س ــكر بالجس ــم والجه ــاز‬ ‫الهضم ــي‪ ،‬واالس ــهام ف ــي تش ــخيص الح ــاالت‬ ‫الصحي ــة وإمكاني ــة إرس ــال املعلوم ــات إل ــى‬ ‫الطبي ــب لتحليله ــا واتخ ــاذ اإلج ــراء الطب ــي‬ ‫املناس ــب؛ ه ــذه األج ه ــزة املتصل ــة تأخ ــذ‬ ‫البيان ــات الحيوي ــة بالجس ــم عل ــى م ــدار‬ ‫الي ــوم ليج ــري نقله ــا بوس ــاطة االنترن ــت‬ ‫ايض ــا إل ــى أجه ــزة الطبي ــب مث ــل الحاس ــب‬ ‫والهات ــف الذك ــي‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬ ‫‪SOCIETY‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪2025‬‬ ‫السنة الحادية‬ ‫‪255‬‬ ‫العدد‬ ‫والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2024‬‬ ‫والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر‬ ‫الحادية‬ ‫السنة‬ ‫العدد ‪252‬‬

‫خطوات خجولة‪..‬‬ ‫هل ينجح العراق بمواكبة جيرانه في التعليم الذكي؟‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫تس ـ ّـخر كثي ــر م ــن دول الج ــوار التكنولوجي ــا واالس ــتفادة منه ــا بمج ــال التعلي ــم‪ ،‬وقطع ــت البل ــدان املتقدم ــة‬ ‫ـوطا طويـ ًـا فــي هــذا املجــال‪ ،‬ويحــاول العــراق أســوة بجيرانــه االســتفادة مــن التكنولوجيــا‪ ،‬بيــد أنــه وحســب‬ ‫شـ ً‬ ‫معنييــن‪ ،‬لــم يخطــو حتــى اآلن ســوى خطــوات خجولــة بالقيــاس مــع دول الجــوارالتــي بــدأت ومنــذ زمــن بعيــد‬ ‫باســتخدام الشاشــات والحاســوب والســبورات الذكيــة وســواها فــي التعليــم بمختلــف مســتوياته‪.‬‬

‫وال تنتش ــر ظاه ــرة التعلي ــم الذكــي إال عل ــى‬ ‫نط ــاق ضي ــق ف ــي الع ـراق ويقتص ــر عل ــى بع ــض‬ ‫م ــدارس املتميزي ــن وامل ــدارس االهلي ــة‪.‬‬ ‫التكنولوجيا وكورونا‬ ‫ويق ــول املتح ــدث باس ــم وزارة التربي ــة كري ــم‬ ‫ـزءا‬ ‫الس ــيد‪ ،‬إن "التكنولوجي ــا أصبح ــت ج ـ ً‬ ‫أساس ـ ًـيا ف ــي العملي ــة التعليمي ــة‪ ،‬وأن وزارة‬ ‫التربيــة تعتمــد بشــكل كبيــر علــى التكنولوجيــا"‪.‬‬ ‫ويضي ــف ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن‬ ‫"جائح ــة كورون ــا رس ــخت اس ــتخدام التط ــورات‬ ‫التكنولوجيــة واالســتفادة منهــا فــي التعليــم عــن‬ ‫بعــد‪ ،‬والتعليــم اإللكترونــي ونجحــت فعليـ ًـا بهــذا‬ ‫الجان ــب"‪.‬‬ ‫ويلف ــت الس ــيد‪ ،‬إل ــى أن "التعلي ــم اإللكترون ــي‬ ‫ت ــم باس ــتخدام مجموع ــة م ــن األدوات ومنه ــا‬ ‫الس ــبورة الذكي ــة وجمي ــع الوس ــائل التعليمي ــة‪،‬‬ ‫وأن ل ــم يك ــن ذل ــك عل ــى نط ــاق ع ــام‪ ،‬إال أن ــه‬ ‫ت ــم التعام ــل م ــع التكنولوجي ــا ف ــي العدي ــد م ــن‬ ‫امل ــدارس العام ــة والخاص ــة"‪.‬‬ ‫وينــوه إلــى أن "بعــض املــدارس تمتلــك إمكانيــات‬ ‫وتس ــتخدم تقني ــات عالي ــة مث ــل املختب ــر‬ ‫اإللكترون ــي‪ ،‬إضاف ــة إل ــى اس ــتخدام االش ــكال‬ ‫وصناع ــة الفيديوه ــات"‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن "م ــن ش ــأن التكنولوجي ــا تطوي ــر‬ ‫أس ــاليب التعلي ــم‪ ،‬وأن ــه يت ــم التواص ــل م ــع‬ ‫الطلب ــة باس ــتخدام التكنولوجي ــا بإنش ــاء‬ ‫مجموع ــات"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد الس ــيد أن "وزارة التربي ــة تتج ــه نح ــو‬ ‫رقمن ــة املناه ــج‪ ،‬وأن الج ــزء األكب ــر م ــن رقمن ــة‬ ‫املناه ــج يعتم ــد عل ــى التكنولوجي ــا‪ ،‬به ــدف‬ ‫االرتقــاء بالعمليــة التعليميــة وإيصــال املــادة الــى‬ ‫الطلب ــة بط ــرق وأس ــاليب عصري ــة"‪.‬‬ ‫العرض والطلب‬ ‫وتنتش ــر ف ــي العاصم ــة بغ ــداد العدي ــد م ــن‬ ‫الشــركات الخاصــة واملكاتــب األهليــة التــي تــزود‬ ‫املــدارس الحكوميــة واملــدارس الخاصــة بالعديــد‬ ‫م ــن امل ــواد واألجه ــزة الت ــي تخ ــص التعلي ــم‪.‬‬ ‫يش ــير س ــرمد من ــذر عب ــد الكاظ ــم‪ ،‬صاح ــب‬

‫‪74‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 254‬السنة الحادية والعشرون‪-‬شبــاط‪-‬فبـرايــر ‪75 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫هل ينجح العراق بمواكبة جيرانه في التعليم الذكي؟‬

‫مكت ــب شاش ــات وس ــبورات تفاعلي ــة‪ ،‬إل ــى أن‬ ‫"طلــب الشاشــات التفاعليــة مــن قبــل املــدارس‬ ‫واملعاه ــد الحكومي ــة متوس ــط‪ ،‬بعك ــس‬ ‫امل ــدارس واملعاه ــد االهلي ــة الت ــي يك ــون طلبه ــا‬ ‫كبي ـرا عل ــى ه ــذه امل ــواد التعليمي ــة"‪.‬‬ ‫ويضي ــف ف ــي حديث ــه للمجل ــة‪ ،‬أن ــه جه ــز‬ ‫امل ــدارس األهلي ــة خ ــال الفت ــرة املاضي ــة بــ"‪99‬‬ ‫شاش ــة و‪ 38‬شاش ــة للمعاه ــد األهلي ــة فض ـ ًـا‬ ‫ع ــن ‪ 6‬شاش ــات للجامع ــات األهلي ــة"‪ ،‬منوه ـ ًـا‬ ‫إل ــى أن ش ــركته "جه ــزت الجامع ــات الحكومي ــة‬ ‫بــ‪ 34‬شاش ــة و‪ 7‬شاش ــات فق ــط للم ــدارس‬ ‫الحكومي ــة"‪.‬‬ ‫ويوض ــح عب ــد الكاظ ــم‪ ،‬أن "جمل ــة فوائ ــد‬ ‫للشاش ــات الذكي ــة‪ ،‬تتلخ ــص بأنه ــا توف ــر‬ ‫الوق ــت ف ــي الكتاب ــة عل ــى الس ــبورة التقليدي ــة‬ ‫ـدال م ــن كتاب ــة امل ــدرس‪ ،‬وتوف ــر الوق ــت‬ ‫بـ ً‬ ‫للطــاب للتمكــن مــن نقــل مــا هــو مكتــوب علــى‬ ‫الس ــبورة فيت ــم طباع ــة ال ــدرس وتوزيع ــه عل ــى‬ ‫الط ــاب"‪.‬‬ ‫وش ــدد عل ــى "تش ــجيع الطلب ــة عل ــى اس ــتخدام‬ ‫التكنولوجيــا واالســتفادة منهــا‪ ،‬إلتاحــة عنصــر‬ ‫الحرك ــة ف ــي امل ــادة العلمي ــة وج ــذب انتب ــاه‬ ‫الط ــاب‪ ،‬كم ــا تس ــمح الفرص ــة لع ــرض امل ــادة‬ ‫العلمي ــة أكث ــر م ــن م ــرة أو إرس ــالها إل ــى الط ــاب‬ ‫ع ــن طري ــق البري ــد اإللكترون ــي"‪.‬‬ ‫ويلف ــت إل ــى "وج ــود فوائ ــد أخ ــرى‪ ،‬ومنه ــا‬ ‫تقدي ــم املعلوم ــات بأس ــلوب ج ــذاب بم ــا ف ــي‬ ‫ذل ــك الص ــوت والحرك ــة والص ــور‪ ،‬فض ــا ع ــن‬ ‫إمكاني ــة اس ــتخدامها عن ــد الش ــرح ف ــي الفص ــل‬ ‫أو ف ــي التعل ــم ع ــن بع ــد"‪.‬‬ ‫العراق ودول الجوار‬ ‫وغ ــزت أدوات التكنولوجي ــا جمي ــع مفاص ــل‬ ‫الحي ــاة‪ ،‬ول ــم يع ــد يمك ــن االس ــتغناء عنه ــا‪،‬‬ ‫وتقــف مؤسســات التعليــم فــي مقدمــة الــوزارات‬ ‫واملؤسس ــات الت ــي تتعام ــل م ــع التكنولوجي ــا ف ــي‬ ‫عمله ــا ‪.‬‬ ‫وتق ــول عض ــو لجن ــة التعلي ــم النيابي ــة زليخ ــة‬ ‫الي ــاس قل ــي ق ــدو ب ــكار‪ ،‬إن "اس ــتخدام‬ ‫التكنولوجيــا يعــد ضــرورة قصــوى فــي العمليــة‬ ‫التربوي ــة‪ ،‬وأن الع ـراق يح ــاول التعام ــل م ــع‬

‫"طلب الشاشات التفاعلية من قبل‬ ‫المدارس والمعاهد الحكومية‬ ‫متوسط‪ ،‬بعكس المدارس‬ ‫والمعاهد االهلية التي يكون‬ ‫طلبها كبيرا على هذه المواد‬ ‫التعليمية"‪..» .‬‬

‫التكنولوجي ــا ف ــي أس ــاليبه وط ــرق تدريس ــه"‪.‬‬ ‫وت ــرى ب ــكار‪ ،‬أن "الع ـراق إذا م ــا ق ــورن بال ــدول‬ ‫املج ــاورة م ــن ناحي ــة اس ــتخدام التكنولوجي ــا‬ ‫ـدا أو ت ــكاد تك ــون‬ ‫ف ــي التعلي ــم فه ــي ضعيف ــة ج ـ ً‬ ‫معدوم ــة وه ــذا يرج ــع إل ــى ضع ــف البن ــى‬ ‫التحتيــة وهنــاك أشــياء متأخــرة جــدا كاملــدارس‬ ‫واكتظــاظ الطلبــة وعــدم وجــود تبريــد أو تدفئــه‬ ‫ف ــي الصف ــوف ه ــذه األم ــور الب ــد م ــن حله ــا قب ــل‬ ‫التوج ــه إلدخ ــال التكنولوجي ــا"‪.‬‬ ‫وتضي ــف ف ــي تصري ــح خ ــاص ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫أن "تحدي ــات جائح ــة كورون ــا الت ــي ش ــهدها‬ ‫العالــم ومنهــا الع ـراق‪ ،‬لــم تتوقــف الدراســة بــل‬

‫اس ــتعانت بالتكنولوجي ــا الس ــتئناف الدراس ــة‬ ‫ف ــي جمي ــع امل ــدارس واملعاه ــد والجامع ــات"‪.‬‬ ‫وتؤك ــد‪ ،‬أن "تل ــك التجرب ــة كان ــت مثم ــرة ‪،‬‬ ‫وه ــو م ــا يدع ــو ال ــى اس ــتخدام التكنولوجي ــا‬ ‫عل ــى نط ــاق واس ــع ف ــي امل ــدارس والجامع ــات‬ ‫الحكومي ــة‪ ،‬ألن التكنولوجي ــا تلع ــب دورا كبي ـ ًرا‬ ‫ف ــي تطوي ــر أدوات وأس ــاليب التعلي ــم"‪.‬‬ ‫ونوه ــت إل ــى أن "التكنولوجي ــا املتط ــورة ف ــي‬ ‫مج ــال التعلي ــم تلع ــب دورا كبي ـرا ومهم ــا ف ــي‬ ‫قطــاع التعليــم بــدول الجــوار مثــل تركيــا وإيـران‬ ‫والكوي ــت وغيره ــا"‪.‬‬ ‫وتشــدد علــى "ضــرورة أن يســرع العـراق الخطــى‬

‫بتوس ــيع آفاق ــه باس ــتخدام التكنولوجي ــا‬ ‫بجمي ــع القطاع ــات واملؤسس ــات وخاص ــة‬ ‫املؤسس ــة التربوي ــة"‪.‬‬ ‫سيطرة املدارس األهلية‬ ‫ويب ــدو أن امل ــدارس األهلي ــة توف ــر وس ــائل‬ ‫التكنولوجي ــا أكث ــر م ــن امل ــدارس الحكومي ــة‬ ‫التــي تعانــي مــن ترهــل فــي أعــداد الطلبــة داخــل‬ ‫الص ــف الواح ــد م ــع غي ــاب وس ــائل التعلي ــم‬ ‫املتط ــورة‪.‬‬ ‫وبه ــذا الص ــدد‪ ،‬تق ــول هن ــد س ــلمان الس ــاعدي‬ ‫مديــرة مدرســة أهليــة‪ ،‬إن "كل مناهجنــا تعتمــد‬ ‫عل ــى التكنولوجي ــا ب ــدأ م ــن كامي ـرات املراقب ــة‬

‫التــي تربــط األهــل بأطفالهــم مــرو ًرا بالســبورات‬ ‫الذكي ــة والتاب ــات املس ــتخدمة ل ــدى الطلب ــة‬ ‫للدراس ــة انته ــاء بوس ــائل التواص ــل بي ــن األه ــل‬ ‫واملدرســين وهــي املجموعــات علــى الواتســاب او‬ ‫التليك ـرام"‪.‬‬ ‫وتوضــح أنــه "البــد مــن توفيــر أجــواء الســتيعاب‬ ‫املعلوم ــة وذل ــك ألن الجي ــل الجدي ــد ق ــد انفت ــح‬ ‫عل ــى عص ــر الهوات ــف والشاش ــات الكبي ــرة‬ ‫والتكنولوجي ــا ف ــي كل حيات ــه ف ــإذا كان أه ــم‬ ‫م ــكان وه ــو م ــكان دراس ــته غي ــر موف ــر ل ــه بيئ ــه‬ ‫ذكيــة تعتمــد علــى نفــس نمــط حياتــه فســيكون‬ ‫هن ــاك نف ــور م ــن ال ــدرس بالتال ــي تلك ــئ ف ــي‬

‫مديرة مدرسة أهلية‪" :‬كل مناهجنا‬ ‫تعتمد على التكنولوجيا بدأ من‬ ‫كاميرات المراقبة التي تربط األهل‬ ‫بأطفالهم مروراً بالسبورات الذكية‬ ‫والتابات المستخدمة لدى الطلبة‬ ‫للدراسة» ‪..‬‬

‫الدراس ــة والحص ــول عل ــى درج ــات ضعيف ــة"‪.‬‬ ‫ف ــي حي ــن يق ــول امل ــدرس را�ض ــي حس ــن س ــعد‪،‬‬ ‫إن ــه عم ــل مدرس ــا ف ــي ع ــدد م ــن م ــدارس بغ ــداد‬ ‫الحكومي ــة‪ ،‬وول ــم يج ــد اث ـرا للتكنولوجي ــا‬ ‫بجمي ــع تل ــك امل ــدارس‪.‬‬ ‫ويضي ــف ف ــي حديث ــه للمجل ــة‪ ،‬أن "توفي ــر‬ ‫الحاســبات والســبورات الذكيــة وغيــر ذلــك مــن‬ ‫األدوات الت ــي أفرزته ــا التكنولوجي ــا اصبح ــت‬ ‫ضــرورة ملحــة ويجــب توفيرهــا بجميــع املــدارس‬ ‫أس ــوة ب ــدول الج ــوار‪ ،‬م ــن اج ــل االرتق ــاء‬ ‫بأس ــاليب التدري ــس"‪.‬‬ ‫بدوره ــم يق ــول الطلب ــة إن غي ــاب وس ــائل‬ ‫التكنولوجي ــة ل ــه تأثي ــر عل ــى اس ــتقبالهم‬ ‫واس ــتيعابهم للم ــواد الدراس ــية‪.‬‬ ‫ويشــير الطالــب فــي الصــف الســادس االعــدادي‬ ‫ق�صــي حميــد فــي حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى أنــه‬ ‫"ال توجــد فــي مدرســتنا وســائل إيضــاح متطــورة‬ ‫والس ــبورات ذكي ــة أو حاس ــبات‪ ،‬حت ــى درس‬ ‫الحاســوب هــو نظــري واملفتــرض يكــون عملــي‪،‬‬ ‫وهــذا يؤثــر كثي ـرا علــى اســتيعاب املــادة"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "امل ــدرس يق ــوم بش ــرح امل ــادة‬ ‫ويغ ــادر عن ــد انته ــاء ال ــدرس والعدي ــد من ــا‬ ‫ل ــم يفه ــم وبحاج ــة إل ــى املزي ــد م ــن الش ــرح‬ ‫والتوضي ــح"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد‪ ،‬أن "بع ــض األس ــاتذة انش ــاؤا لن ــا‬ ‫مجموع ــات عل ــى تطبي ــق الواتس ــاب وس ــاعدنا‬ ‫ذل ــك كثي ـرا ف ــي التع ــرف عل ــى امل ــواد ومناقش ــتها‬ ‫فيم ــا بينن ــا‪ ،‬خاص ــة وأن االس ــاتذة يرفق ــون‬ ‫فديوه ــات توضيحي ــة تش ــدنا إل ــى مراجع ــة‬ ‫امل ــادة وفهمه ــا"‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪77 2025‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫ما الذي يحدث في مراكز التجميل‬

‫وما عالقتها باالتجار بالبشر؟‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫فجاة مسلوب‬ ‫ما ٔاق�سى شعوراالنسان ٔاي كان‪ ،‬حين يسافرلبلد ٔ ٓاخرلسبب ما وبخاصة للعمل وطلب الرزق‪ ،‬فيجد نفسه ٔ‬ ‫االرادة في البلد الجديد‪ ،‬وقد ٔاخذ جوازسفره ووثايقه واستغل في مكان مجهول لم يكن يخطط له ٔاصال‪.‬‬ ‫ٕ‬

‫هــذا مــا يحــدث فــي بعــض املرافــق املفترضــة للعمــل‬ ‫ف ــي الع ـراق حي ــن يج ــري اس ــتقدام عمال ــة ٔاجنبي ــة‬ ‫لتشــغيلها فــي بعــض االعمــال‪ ،‬التــي ربمــا ال يفضلهــا‬ ‫معظ ــم العراقيي ــن‪.‬‬ ‫ذل ــك م ــا يح ــدث ف ــي بع ــض مراك ــز التجمي ــل‬ ‫واملس ــاج‪ ،‬وتك ــررت الح ــوادث املتعلق ــة بذل ــك‬ ‫والقر ٔاي ــن كثي ــرة‪ٓ ،‬واخره ــا م ــا كش ــفته املص ــادر‬ ‫االمني ــة‪ ،‬اذ ٔاعلن ــت وزارة الداخلي ــة العراقي ــة ع ــن‬ ‫ٔ‬ ‫احتج ــزن ف ــي ٔاح ــد‬ ‫تحري ــر س ــبع عام ــات ٔاجنبي ــات ُ‬

‫مراك ــز التجمي ــل ف ــي العاصم ــة بغ ــداد‪ ،‬الفت ــة‬ ‫ال ــى القب ــض عل ــى املس ـ ٔـوول عنه ــن بتهم ــة االتج ــار‬ ‫بالبش ــر‪.‬‬ ‫وقال ــت ال ــوزارة ف ــي بي ــان‪ٔ ،‬ان فري ــق عم ــل مخت ــص‬ ‫تمك ــن م ــن ٕاخ ـراج ‪ 7‬محتج ـزات يحمل ــن الجنس ــية‬ ‫االجنبي ــة ف ــي ٔاح ــد مراك ــز التجمي ــل ضم ــن منطق ــة‬ ‫ٔ‬ ‫"زيون ــة" ببغ ــداد‪ ،‬وذل ــك بع ــد ورود مناش ــدتهن‬ ‫االنس ــان (‪،)UN‬‬ ‫ملنظم ــة املجتم ــع الدول ــي لحق ــوق ٕ‬ ‫وان العملي ــة نف ــذت بالتنس ــيق والتع ــاون بي ــن‬

‫فري ــق م ــن ف ــوج ط ــوار ٔي بغ ــداد ‪ /‬الرصاف ــة الس ــابع‬ ‫االتج ــار بالبش ــر‪/‬‬ ‫باالش ــتراك م ــع مف ــارز مكافح ــة ٕ‬ ‫الرصاف ــة‪ ،‬واس ــتخبارات الف ــوج واس ــتخبارات‬ ‫القاط ــع ذات ــه‪.‬‬ ‫الداخليــة العراقيــة افــادت فــي البيــان انهــا قبضــت‬ ‫ٔ‬ ‫العاي ــدة ال ــى‬ ‫عل ــى مته ــم‪" ،‬بحوزت ــه الج ــوازات‬ ‫املحتج ـزات‪ ،‬اذ ق ــرر قا�ض ــي التحقي ــق املخت ــص‬ ‫باالتج ــار بالبش ــر"‪.‬‬ ‫توقيف ــه بتهم ــة ٕ‬ ‫االجنبي ــات ف ــي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫العا‬ ‫ـتغالل‬ ‫وتش ــير قضي ــة اس ـ‬ ‫ٔ‬

‫مراك ــز التجمي ــل ف ــي بغ ــداد وعم ــوم الع ـراق‪ٕ ،‬ال ــى‬ ‫مجموع ــة م ــن االنته ــاكات الت ــي تتع ــرض له ــا ه ـ ٔـوالء‬ ‫العام ــات‪ ،‬وتش ــمل‪ ،‬االحتج ــاز غي ــر القانون ــي‪ ،‬اذ‬ ‫االجنبي ــات ف ــي‬ ‫يج ــري احتج ــاز بع ــض العام ــات ٔ‬ ‫مراك ــز التجمي ــل م ــن دون رغبته ــن‪ ،‬م ــع مص ــادرة‬ ‫ج ــوازات س ــفرهن‪ ،‬مم ــا يمنعه ــن م ــن مغ ــادرة‬ ‫امل ــكان‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ويج ــر ف ــي معظ ــم االحي ــان ٕاجباره ــن عل ــى العم ــل‬ ‫لس ــاعات ط ــوال م ــن دون الحص ــول عل ــى ٔاج ــر‬

‫ع ــادل ٔاو راح ــة كافي ــة ف ــي ظ ــل ظ ــروف عم ــل س ـ ٔـيية‪،‬‬ ‫اذ قــد يتعرضــن لظــروف عمــل غيــر صحيــة ٔاو غيــر‬ ‫ٓامنــة‪ ،‬فضــا ســوء املعاملــة اللفظيــة ٔاو الجســدية‪،‬‬ ‫بحس ــب م ــا تص ــرح ب ــه كثي ــر منه ــن‪.‬‬ ‫و ف ــي بع ــض الح ــاالت‪ ،‬ق ــد تج ــري مح ــاوالت‬ ‫الس ــتغاللهن ف ــي الدع ــارة القس ــرية ٔاو غيره ــا م ــن‬ ‫ٔاش ــكال االس ــتغالل الجن�س ــي‪ ،‬وق ــد تس ــتغل بع ــض‬ ‫مراك ــز التش ــغيل تل ــك‪ ،‬اوضاعه ــن بتش ــغيل‬ ‫االجنبي ــات بش ــكل غي ــر قانون ــي‪ ،‬مم ــا‬ ‫العام ــات ٔ‬ ‫يعرضه ــن لخط ــر االعتق ــال والترحي ــل فيحاول ــون‬ ‫اخ ــذ التن ــازالت منه ــن لتجن ــب ذل ــك‪.‬‬ ‫االش ــارة هن ــا ال ــى الظ ــروف االقتصادي ــة‬ ‫والب ــد م ــن ٕ‬ ‫الصعب ــة ف ــي بع ــض البل ــدان الت ــي تدف ــع بع ــض‬ ‫االجنبي ــات للبح ــث ع ــن عم ــل ف ــي الخ ــارج‪.‬‬ ‫النس ــاء ٔ‬ ‫ان ضع ــف تطبي ــق القان ــون وع ــدم تواج ــد رقاب ــة‬ ‫كافي ــة عل ــى مراك ــز التجمي ــل‪ ،‬و اس ــتغالل بع ــض‬ ‫االجنبي ــات‬ ‫ٔاصح ــاب العم ــل لحاج ــة العام ــات ٔ‬ ‫للعم ــل‪ ،‬يش ــكالن اب ــرز معوق ــات متابع ــة ٔام ــور‬ ‫تش ــغيل االجنبي ــات ف ــي مراك ــز التجمي ــل الس ــيما ف ــي‬ ‫العاصم ــة بغ ــداد‪.‬‬ ‫ولق ــد بذل ــت وزارة الداخلي ــة العراقي ــة جه ــودا‬ ‫ملكافحــة هــذه الظاهــرة‪ ،‬بشــن حمــات تفتيــش علــى‬ ‫مراك ــز التجمي ــل وتحري ــر العام ــات املحتج ـزات ف ــي‬ ‫اكثــر مــن حالــة‪ ،‬كمــا ان املحاكــم العراقيــة ٔاصــدرت‬ ‫ٔ‬ ‫قضايي ــة بح ــق املتورطي ــن ف ــي اس ــتغالل‬ ‫ٔاحكام ــا‬ ‫باالتجــار‬ ‫االجنبيــات‪ ،‬الســيما اذا ارتبطــت ٕ‬ ‫العامــات ٔ‬ ‫بالبش ــر واملخ ــدرات‪.‬‬ ‫االتج ــار بالبش ــر الخ ــاص بالع ـراق‬ ‫وكان "تقري ــر ٕ‬ ‫‪ "2022‬الص ــادر ع ــن س ــفارة الوالي ــات املتح ــدة ف ــي‬ ‫بغ ــداد‪ ،‬ق ــد ذك ــر ان الجه ــات املعني ــة ف ــي الع ـراق‬ ‫اعتقل ــت وس ــجنت ٔوابع ــدت ضحاي ــا اتج ــار بالبش ــر‬ ‫فــي الع ـراق‪ ،‬وفرضــت عليهــم عقوبــات ماليــة "وذلــك‬ ‫ٔالفع ــال غي ــر قانوني ــة ٔاجبره ــم املتاج ــرون عل ــى‬ ‫ارتكابه ــا‪ ،‬مث ــل الدع ــارة ومخالف ــات الهج ــرة"‪ ،‬فيم ــا‬ ‫االجان ــب‪ ،‬بم ــا‬ ‫ح ــذرت م ــن ان العم ــال املهاجري ــن ٔ‬ ‫االجان ــب‪ ،‬واجه ــوا‬ ‫فيه ــم ضحاي ــا االتج ــار بالعمال ــة ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫الجنايي ــة‪،‬‬ ‫تميي ـ ًزا منتظم ـ ًـا ف ــي ٕاج ـراءات العدال ــة‬ ‫والوق ــوع ضحاي ــا م ــرة ٔاخ ــرى‪ ،‬واالنتق ــام بوس ــاطة‬ ‫املتاجري ــن‪ ،‬بحس ــب التقري ــر‪.‬‬ ‫ويمك ــن الق ــول ان بع ــض املنظم ــات املحلي ــة‬ ‫والدولي ــة تق ــوم بتقدي ــم الدع ــم واملس ــاعدة‬ ‫االجنبيــات الالتــي يتعرضــن لالســتغالل‪،‬‬ ‫للعامــات ٔ‬ ‫االجنبي ــات‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫العا‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫عد‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫تحر‬ ‫ـك‬ ‫وضم ــن ذل ـ‬ ‫ٔ‬ ‫املحتج ـزات ف ــي مراك ــز تجمي ــل ببغ ــداد‪ ،‬والقب ــض‬ ‫عل ــى ع ــدد م ــن املتورطي ــن ف ــي االتج ــار بالبش ــر‬ ‫االجنبي ــات‪ ،‬م ــع االخ ــذ‬ ‫واس ــتغالل العام ــات ٔ‬ ‫بالحس ــبان‪ ،‬ان ه ــذه املش ــكلة ليس ــت مقتص ــرة‬ ‫علــى بغــداد فقــط‪ ،‬بــل قــد تتواجــد فــي مــدن عراقيــة‬

‫ٔا خ ــرى ‪.‬‬ ‫وتتعــدد اشــكال االعمــال املصنفــة كتجــارة بالبشــر‬ ‫ف ــي الع ـراق وم ــن ٔابرزه ــا‪ ،‬االس ــتغالل ف ــي امل ــواد‬ ‫االباحيــة‪ ،‬والــزواج القســري‪ ،‬و الدعــارة القســرية‪،‬‬ ‫ٕ‬ ‫االشــخاص فــي شــتى ٔانــواع العمــل مــن‬ ‫ـتغالل‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ٔ‬ ‫ن‬ ‫دو ٔاج ــر ع ــادل ٔاو حري ــة ف ــي ت ــرك العم ــل‪.‬‬ ‫االطفــال‬ ‫كمــا ان التســول القســري تواصــل ٕباجبــار ٔ‬ ‫والنســاء وحتــى الرجــال البالغيــن‪ ،‬علــى التســول فــي‬ ‫باالعض ــاء‬ ‫واالماك ــن العام ــة‪ ،‬و االتج ــار ٔ‬ ‫الش ــوارع ٔ‬ ‫االش ــخاص للم ــال ٔاو‬ ‫البش ــرية باس ـ‬ ‫ـتغالل حاج ــة ٔ‬ ‫امل ــرض لبي ــع ا ٔ‬ ‫عضايه ــم‪ ،‬وكش ــفت وزارة الداخلي ــة‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫موخ ـرا‪ ،‬ع ــن ٕالق ــاء القب ــض عل ــى املس ـ ٔـوول ع ــن‬ ‫توزيــع املتســولين والباعــة املتجوليــن ضمــن منطقــة‬ ‫الك ـرادة وس ــط بغ ــداد‪ ،‬وان ــه ح ــاول ع ــرض رش ــوة‬ ‫عل ــى الش ــرطة بغي ــة ٕاط ــاق س ـراحه‪.‬‬ ‫واالطف ــال ه ــم‬ ‫وتش ــير التقاري ــر ٕال ــى ٔان النس ــاء ٔ‬ ‫لالتج ــار بالبش ــر‬ ‫االكث ــر عرض ــة للوق ــوع ضحاي ــا ٕ‬ ‫ٔ‬ ‫االطفــال والنســاء‬ ‫فــي الع ـراق‪ ،‬اذ يجــري اســتغالل ٔ‬ ‫بس ــبب ضع ــف الحماي ــة االجتماعي ــة‪.‬‬ ‫ى‬ ‫االعــان‬ ‫ـر‬ ‫وبرغــم ٔان كثيـرا مــن مراكــز التجميــل جـ‬ ‫ٕ‬ ‫ف ــي ٔاوق ــات س ــابقة ع ــن اغالقه ــا وتقدي ــم بع ــض‬ ‫العاملي ــن فيه ــا ال ــى القض ــاء‪ٕ ،‬اال ٔانه ــا تنش ــط ف ــي كل‬ ‫م ــرة م ــن جدي ــد‪.‬‬ ‫ففــي عــام ‪ ٢٠٢٤‬كشــفت وزارة الصحــة االتحاديــة‬ ‫ع ــن ٕاغ ــاق ‪ 124‬مرك ــز تجمي ــل وعي ــادات مخالف ــة‬ ‫للضواب ــط‪ ،‬مش ــيرة ٕال ــى اس ــتمرارها بمتابع ــة عم ــل‬ ‫جمي ــع ٔ‬ ‫املوسس ــات الصحي ــة‪.‬‬ ‫واس ــتنادا ال ــى املتح ــدث الرس ــمي باس ــم ال ــوزارة‬ ‫ان "ف ــرق ٔ‬ ‫داي ــرة التفتي ــش ف ــي مرك ــز وزارة الصح ــة‬ ‫ٕ‬ ‫واالقس ــام والش ــعب النظي ــرة له ــا ف ــي بغ ــداد‬ ‫ٔ‬ ‫واملحافظ ــات وبالتنس ــيق م ــع وزارة الداخلي ــة‬ ‫مس ــتمرة بمتابع ــة عم ــل ٔ‬ ‫املوسس ــات الصحي ــة‬ ‫الخاصــة ومنهــا مراكــز التجميــل وغيرهــا‪ ،‬ومحاســبة‬ ‫املخالف ــة منه ــا ٕواغالقه ــا وحس ــب الضواب ــط‬ ‫والقواني ــن املعم ــول به ــا"‪.‬‬ ‫واوض ــح‪ ،‬ان قس ــم تفتي ــش ٔ‬ ‫املوسس ــات الصحي ــة‬ ‫ٔ‬ ‫االول ‪2022‬‬ ‫ـرين‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫الخاص ــة‪،‬‬ ‫ٔ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ولغاي ــة كان ــو االو ‪ ،2023‬وخ ــال حم ــات‬ ‫منف ــردة ٔاو باالش ــتراك م ــع وزارة الداخلي ــة‪ ،‬ق ــام‬ ‫بتفتي ــش ‪ 305‬مراك ــز للتجمي ــل ٔاغل ــق منه ــا ‪124‬‬ ‫مرك ـزا منه ــا ‪ 94‬مرك ـزا وهمي ــا‪ ،‬ت ــم ٕاحالت ــه ٕال ــى‬ ‫املحاك ــم املختص ــة و‪ 30‬مرك ـزا وص ــاالت عملي ــات‬ ‫فــي داخــل مراكــز تجميــل مجــازة مخالفــة للضوابــط‬ ‫الوزاريــة‪ ،‬كمــا تــم ٕاحالــة ‪ 25‬طبيبــا وطبيــب ٔاســنان‬ ‫مم ــن يعمل ــون ف ــي املراك ــز والعي ــادات التجميلي ــة‪،‬‬ ‫ملخالفته ــم تعليم ــات وضواب ــط ال ــوزارة والنقاب ــات‬ ‫املعني ــة‪ ،‬فض ــا ع ــن ٕاص ــدار ‪ٔ 7‬اوام ــر ٕات ــاف م ــواد‬ ‫غي ــر صالح ــة لالس ــتعمال ف ــي مراك ــز التجمي ــل‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬ ‫‪SOCIETY‬‬

‫التنمر بالمدارس العراقية‪..‬‬ ‫قصص مأساوية انتهت لإلنتحار‬ ‫وترك مقاعد دراسية فارغة‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يتبادل الطلبة والتالميذ‬ ‫بمختلف مدارس العاصمة‬ ‫العر اقية بغداد‪ ،‬عبارات‬ ‫السخرية واالستهزاء والتنمر‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬حتى وصل األمر‬ ‫للتنمرعلى أساتذتهم‪.‬‬

‫وال يقتص ــر األم ــر عل ــى الطلب ــة فيم ــا بينه ــم‬ ‫وحس ــب‪ ،‬فاألس ــاتذة يس ــهمون أيض ـ ًـا بإط ــاق‬ ‫عب ــارات التنم ــر عل ــى الطلب ــة والتالمي ــذ بش ــكل‬ ‫مباش ــر‪ ،‬أو م ــن خ ــال إلق ــاء ال ــدروس بطريق ــة‬ ‫تهكمي ــة تمن ــع مش ــاركة وتفاع ــل الطلب ــة‪.‬‬ ‫وأس ــهمت ظاه ــرة التنم ــر بت ــرك أع ــداد م ــن‬ ‫الطلبــة والتالميــذ مقاعدهــم الدراســية لتجنــب‬ ‫زمالئهــم الــذي يســخرون منهــم ويطلقــون عليهــم‬ ‫عب ــارات صادم ــة‪.‬‬ ‫ويعــود شــيوع هــذه الظاهــرة إلــى انتشــار مقاطــع‬ ‫الســخرية علــى نطــاق واســع فــي مواقــع التواصــل‬ ‫االجتماع ــي‪ ،‬وإل ــى ع ــدم وج ــود ضواب ــط أس ــرية‬ ‫وتربوي ــة تحف ــز الطلب ــة عل ــى ع ــدم اس ــتخدام‬ ‫مفــردات غيــر الئقــة بحــق زمالئهــم وأســاتذتهم‪،‬‬ ‫فيم ــا يس ــهم غي ــاب القواني ــن الرادع ــة تفاق ــم‬ ‫تل ــك الظاه ــرة وانتش ــارها ف ــي العدي ــد م ــن‬ ‫امل ــدارس االبتدائي ــة واملتوس ــطة واالعدادي ــة‬ ‫بش ــكل ل ــم يك ــن مألوف ـ ًـا ف ــي امل ــدارس العراقي ــة‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪2025‬‬ ‫السنة الحادية‬ ‫‪255‬‬ ‫العدد‬ ‫والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2024‬‬ ‫والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر‬ ‫الحادية‬ ‫السنة‬ ‫العدد ‪252‬‬

‫‪80‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫‪2025‬‬ ‫السنة الحادية‬ ‫‪255‬‬ ‫العدد‬ ‫والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2024‬‬ ‫والعشرون‪-‬كانون االول‪-‬ديسمبر‬ ‫الحادية‬ ‫السنة‬ ‫العدد ‪252‬‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫لإلنتحار‪....‬‬ ‫بالمدارس‪ ....‬قصص مأساوية انتهت لإلنتحار‬ ‫التنمر بالمدارس‬

‫ـابقا‪.‬‬ ‫سـ ً‬ ‫عشرات الشكاوى اليومية‬ ‫وتواج ــه وزارة التربي ــة وبش ــكل يوم ــي عش ـرات‬ ‫الشــكاوى بهــذا الشــأن تــرد مــن مــدارس الكــرخ‬ ‫والرصاف ــة‪ ،‬دون أن تك ــون لل ــوزارة قواني ــن‬ ‫حديث ــة تتعام ــل به ــا م ــع ه ــذه الظاه ــرة الغريب ــة‬ ‫والطارئ ــة‪.‬‬ ‫وبه ــذا الش ــأن يوض ــح املتح ــدث باس ــم وزارة‬ ‫التربي ــة كري ــم الس ــيد ف ــي تصري ــح خ ــاص ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬أن "ال ــوزارة تول ــي اهتمام ــا كبي ـرا‬ ‫لظاه ــرة التنم ــر ف ــي جمي ــع م ــدارس الع ـراق"‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن "ه ــذا املوض ــوع ه ــو م ــن أه ــم‬ ‫املواضيــع التــي تشــغل وزارة التربيــة التــي توجــه‬ ‫ـنويا توصي ــات بخص ــوص مراع ــاة حس ــن‬ ‫سـ ً‬ ‫التعام ــل ف ــي امل ــدارس ومراع ــاة الجوان ــب‬ ‫االعتباري ــة بي ــن الطلب ــة واملعلمي ــن واملدرس ــين‬ ‫وبالعك ــس"‪.‬‬ ‫ويلف ــت الس ــيد إل ــى أن "وزارة التربي ــة تش ــدد‬ ‫عل ــى مراع ــاة الطلب ــة م ــن ذوي االحتياج ــات‬ ‫الخاص ــة عب ــر كت ــب رس ــمية توج ــه إل ــى إدارات‬ ‫امل ــدارس‪ ،‬فض ــا ع ــن دور اإلش ـراف الترب ــوي‬ ‫بمتابعــة هــذه الحــاالت خــال الزيــارة امليدانيــة‬ ‫للمش ــرفين لتقيي ــم واق ــع امل ــدارس وتلق ــي‬ ‫الش ــكاوى الخاص ــة به ــذا الش ــأن"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد أن "وظيف ــة اإلرش ــاد الترب ــوي وظيف ــة‬ ‫اجتماعيــة داخــل املــدارس تهــدف إلــى التعــرف‬ ‫عل ــى مش ــاكل الطلب ــة والعم ــل عل ــى حله ــا‪ ،‬وأن‬ ‫ال ــوزارة تعم ــل بش ــكل دائ ــم عل ــى معالج ــة ه ــذا‬ ‫املل ــف بمختل ــف األدوات والوس ــائل بغي ــة‬ ‫القضــاء أو الحــد مــن جميــع الحــاالت التــي مــن‬ ‫شــأنها أن تصيــب الطلبــة أو األســاتذة بالضــرر‬ ‫والقل ــق و تعرضه ــم لضغ ــوط نفس ــية"‪.‬‬ ‫ويع ــد تس ــلط األق ـران ف ــي امل ــدارس نوع ـ ًـا‬ ‫م ــن أن ــواع التنم ــر ال ــذي يح ــدث ف ــي البيئ ــات‬ ‫التعليمي ــة إذا م ــا اش ــتمل عل ــى العدائي ــة‬ ‫واملضايق ــة واالس ــتفزاز وه ــو أم ــر يح ــدث‬ ‫بإس ــتمرار‪ ،‬وتترت ــب علي ــه تأثي ـرات واس ــعة عل ــى‬ ‫الط ــاب‪ ،‬منه ــا الغض ــب واالكتئ ــاب والتوت ــر‬ ‫واالنتح ــار او االصاب ــة باضطراب ــات اجتماعي ــة‬ ‫مختلف ــة ‪.‬‬

‫وح ــددت منظم ــة اليونس ــكو‪ ،‬يوم ـ ًـا دولي ـ ًـا‬ ‫ملكافح ــة العن ــف والتنم ــر ف ــي امل ــدارس ‪ -‬بم ــا‬ ‫ف ــي ذل ــك التنم ــر اإللكترون ــي ‪ -‬ال ــذي يص ــادف‬ ‫‪ 7‬نوفمبر‪/‬تش ــرين الثان ــي‪ ،‬دع ــت منظم ــة‬ ‫اليونســكو إلــى تكثيــف الجهــود لحمايــة الطــاب‬ ‫مــن جميــع أشــكال العنــف الجســدي واللفظــي‬ ‫والنف�ســي‪ ،‬الــذي يهــدد بيئتهــم التعليميــة ويؤثــر‬ ‫علــى صحتهــم النفســية‪ ،‬وشــددت فــي تقريــر لهــا‬ ‫علــى ضــرورة تعزيــز حمايــة الطــاب مــن ظاهــرة‬ ‫التنم ــر‪.‬‬ ‫حاالت تنمر في بسماية‬ ‫وحصل ــت إح ــدى ح ــاالت التنم ــر بمنطق ــة‬ ‫بس ــماية والت ــي كان كادره ــا التدري�س ــي يتنم ــر‬ ‫عل ــى اح ــد التالمي ــذ وحاول ــت والدت ــه حمايت ــه‬ ‫م ــن خ ــال عم ــل انتس ــاب ل ــه لي ــدرس في ــه م ــن‬ ‫البي ــت ب ــدل الذه ــاب ال ــى املدرس ــة‪ ،‬وق ــام ه ــذا‬ ‫الطال ــب بع ــد ذل ــك بت ــرك الدراس ــة وأصب ــح‬ ‫عنيف ـ ًـا وعدواني ـ ًـا‪.‬‬ ‫وثم ــة حال ــة أخ ــرى لطال ــب عاج ــز ع ــن امل�ش ــي‬ ‫بش ــكل طبيع ــي‪ ،‬وق ــام بش ــنق نفس ــه بس ــبب‬ ‫تنم ــر زم ــاء الدراس ــة علي ــه‪.‬‬ ‫وتعرض ــت فت ــاة متفوق ــة ف ــي الراب ــع االع ــدادي‬

‫إلــى التنمــر وهــو ماجعلهــا تفقــد الثقــة بنفســها‪،‬‬ ‫حي ــث لج ــأت ه ــذه الفت ــاة ال ــى عم ــل تنس ــيب‪،‬‬ ‫وحي ــن س ــألتها الباحث ــة ع ــن الس ــبب أجاب ــت‬ ‫بأنهــا ال تســتطيع مواجهــة املجتمــع والتســتطيع‬ ‫املج ــيء للمدرس ــة إلحساس ــها ب ــأن الطالب ــات‬ ‫واملدرس ــين ينظ ــرون له ــا نظ ــرة دوني ــة‪.‬‬ ‫تلميذ يصاب بالذهول‬ ‫ت ــروي كريم ــة عل ــى‪ 39( ،‬عام ـ ًـا) وال ــدة أح ــد‬ ‫التالمي ــذ ف ــي منطق ــة بغ ــداد الجدي ــدة‪ ،‬ان‬ ‫ولده ــا تع ــرض للتنم ــر ف ــي مدرس ــته م ــن قب ــل‬ ‫أقران ــه‪ ،‬ولج ــأت إل ــى تقدي ــم ش ــكوى إل ــى إدارة‬ ‫مدرس ــته دون ج ــدوى‪ ،‬ألن زم ــاءه يتنم ــرون‬ ‫عليــه داخــل الصــف وأحيانـ ًـا يتربصــون بــه عنــد‬ ‫انته ــاء ال ــدوام‪.‬‬ ‫وتشــير فــي حديثهــا ملجلــة «فيلــي»‪ ،‬إلــى أن "ولــدي‬ ‫البالــغ مــن العمــر ‪ 14‬عامـ ًـا تــرك مدرســته عامـ ًـا‬ ‫ـدا بســبب الضغــط الــذي يتعــرض لــه مــن‬ ‫واحـ ً‬ ‫زمالئ ــه ف ــي املدرس ــة‪ ،‬وت ــم نقل ــه ملدرس ــة أخ ــرى‬ ‫مــع بــدء العــام الدرا�ســي للتخلــص مــن التنمــر‪،‬‬ ‫لكــن حالتــه النفســية مازالــت غيــر طبيعيــة‪ ،‬اذ‬ ‫غالبـ ًـا مــا يفقــد التركيــز ويصــاب الذهــول"‪.‬‬ ‫ومث ــل ه ــذا الصب ــي توج ــد أع ــداد كبي ــرة‬

‫بمختل ــف م ــدارس بغ ــداد ّوقع ــوا تح ــت تأثي ــر‬ ‫التنم ــر وأصيب ــوا بخيب ــات وأم ـراض مختلف ــة‪.‬‬ ‫ويقــول حســن جبــار حســن‪ ،‬مديــر مدرســة فــي‬ ‫منطق ــة الحري ــة‪ ،‬إن ــه "ال يمك ــن إيق ــاف التنم ــر‬ ‫بي ــن الط ــاب والتالمي ــذ أو الس ــيطرة عل ــى ه ــذه‬ ‫الظاه ــرة"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬ع ــدم وج ــود‬ ‫ضاب ــط تس ــمح إلدارات امل ــدارس باتخ ــاذ‬ ‫إج ـراءات مناس ــبة‪.‬‬ ‫ويوض ــح أن "إدارة املدرس ــة لي ــس بوس ــعها‬ ‫س ــوى عق ــد اجتماع ــات م ــع أولي ــاء الطلب ــة‬ ‫وتش ــخص األبن ــاء املتنمري ــن وتطل ــب منه ــم‬ ‫املس ــاعدة والتع ــاون معه ــا ف ــي من ــع ابنائه ــم م ــن‬ ‫التنم ــر عل ــى أقرانه ــم"‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪" :‬ق ــد تلج ــأ اإلدارة أيض ـ ًـا بتوجي ــه‬ ‫إن ــذارات للطلب ــة املتنمري ــن بالفص ــل وتح ــاول‬ ‫بش ــتى الوس ــائل مس ــاعدة الطلب ــة املتنم ــر‬ ‫عليهــم‪ ،‬إال أن جميــع هــذه الحلــول عاجــزة عــن‬ ‫إيقــاف هــذه الظاهــرة بســبب انتشــار الوســائل‬ ‫الرقمي ــة دون تحدي ــد له ــذه الوس ــائل بقواني ــن‬ ‫فاعل ــة"‪.‬‬ ‫ويصي ــب الطلب ــة املتنم ــر عليه ــم ش ــعور‬

‫باالكتئ ــاب والقل ــق‪ ،‬والغض ــب واإلجه ــاد‬ ‫املف ــرط‪ ،‬والعج ــز‪ ،‬اضاف ــة ال ــى الش ــعور بع ــدم‬ ‫األمــان وانعــدام الثقــة وقــد يصابــون باالختــال‬ ‫العقل ــي واضط ـراب الش ــخصية‪.‬‬ ‫ويوضــح الدكتــور علــي محســن يــاس العامــري‪،‬‬ ‫رئي ــس قس ــم اإلرش ــاد النف�س ــي والتوجي ــه‬ ‫الترب ــوي بكلي ــة التربي ــة األساس ــية ف ــي الجامع ــة‬ ‫املس ــتنصرية‪ ،‬أن ح ــاالت التنم ــر بي ــن التالمي ــذ‬ ‫تح ــدث بس ــبب الضغ ــط النف�س ــي الش ــديد‬ ‫ال ــذي يعان ــي من ــه التلمي ــذ وبس ــبب أس ــاليب‬ ‫التنش ــئة األس ــرية القائم ــة عل ــى العن ــف‬ ‫الجس ــدي أو النف�س ــي م ــا يدف ــع التلمي ــذ إل ــى‬ ‫تفري ــغ الش ــحنات االنفعالي ــة ف ــي املدرس ــة‬ ‫واس ــتخدام العن ــف ض ــد زمالئ ــه التالمي ــذ‬ ‫فض ــا ع ــن اس ــتخدام املعل ــم أس ــاليب قمعي ــة‬ ‫تس ــلطية داخ ــل قاع ــة ال ــدرس‪ ،‬وه ــو م ــا ي ــؤدي‬ ‫إلــى النفــور فــي اســتيعاب املــادة الدراســية وكــره‬ ‫املعلــم واملدرســة وتفريــغ الشــحنات االنفعاليــة‬ ‫والغض ــب عل ــى زمالئ ــه التالمي ــذ"‪.‬‬ ‫ويضي ــف العام ــري‪ ،‬ف ــي حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫أن "هن ــاك العدي ــد م ــن املش ــاكل ف ــي بع ــض‬ ‫املدارس والســيما في املناطق الشــعبية املكتظة‬ ‫بالس ــكان وازدح ــام امل ــدارس بالتالمي ــذ‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن "ع ــدد الطلب ــة يص ــل إل ــى ‪1000‬‬ ‫ـذا‬ ‫طال ــب ف ــي بع ــض امل ــدارس‪ ،‬ونح ــو ‪ 80‬تلمي ـ ً‬ ‫ف ــي الص ــف الدرا�س ــي الواح ــد‪ ،‬ويراف ــق ذل ــك‬ ‫اس ــتخدام الطرائ ــق التدري ــس القديم ــة‬ ‫واألس ــاليب املتذبذب ــة بي ــن الش ــدة املفرط ــة‬ ‫وبي ــن التجاه ــل‪ ،‬وه ــو م ــا يدف ــع بع ــض الطلب ــة‬ ‫والتالميــذ إلــى التذمــر واســتخدام التنمــر ضــد‬ ‫زمالئه ــم أو اله ــروب م ــن املدرس ــة"‪.‬‬ ‫ويلف ــت إل ــى "ض ــرورة تنظي ــم دورات تدريبي ــة‬ ‫لتطوي ــر مه ــارات املعلمي ــن الج ــدد عل ــى‬ ‫أح ــدث أس ــاليب وطرائ ــق التدري ــس الحديث ــة‪،‬‬ ‫وتعليمه ــم طريق ــة الح ــوار والتعلي ــم التعاون ــي‬ ‫والتعلي ــم املدم ــج وطريق ــة العص ــف الذهن ــي‬ ‫وغيره ــا م ــن الط ــرق الت ــي ت ــؤدي إل ــى تفاع ــل‬ ‫الطلب ــة داخ ــل الص ــف وتش ــغلهم ع ــن األم ــور‬ ‫األخ ــرى "‪.‬‬

‫والدة أحد التالميذ‪:‬‬ ‫« ولدي ‪ 14‬عاماً ترك‬ ‫مدرسته بسبب الضغط‬ ‫الذي يتعرض له من‬ ‫زمالئه في المدرسة‪،‬‬ ‫وتم نقله لمدرسة أخرى‪،‬‬ ‫لكن حالته النفسية‬ ‫مازالت غير طبيعية‪ ،‬اذ‬ ‫غالباً ما يفقد التركيز‬ ‫ويصاب الذهول»‪.‬‬

‫مدير مدرسة في منطقة‬ ‫الحرية‪:‬‬ ‫""قد تلجأ اإلدارة أيضاً‬ ‫بتوجيه إنذارات للطلبة‬ ‫المتنمرين بالفصل‬ ‫وتحاول بشتى الوسائل‬ ‫مساعدة الطلبة المتنمر‬ ‫عليهم‪ ،‬إال أن جميع هذه‬ ‫الحلول عاجزة عن إيقاف‬ ‫هذه الظاهرة”‬

‫‪82‬‬

‫مجتـــــــــــــــــــمع‬

‫الترند في العراق‪..‬‬ ‫أداة ترويج أم سالح لتهييج الرأي العام‬

‫‪SOCIETY‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫فــي عصــرتســيطرفيــه مو اقــع التواصــل علــى اهتمامــات املالييــن‪ ،‬لــم يعــد‬ ‫"الترن ــد" مج ــرد ظاه ــرة عاب ــرة‪ ،‬ب ــل تح ــول إل ــى ق ــوة مؤث ــرة تش ــكل اآلراء‪،‬‬ ‫وتح ــرك الش ــارع وتصن ــع النج ــوم أو تس ــقطهم ف ــي لحظ ــة‪.‬‬

‫وف ــي الع ـراق‪ ،‬ب ــات "الترن ــد" أكث ــر م ــن مج ــرد‬ ‫محت ــوى رائ ــج‪ ،‬ب ــل أداة يمك ــن اس ــتغاللها‬ ‫إلث ــارة ال ـرأي الع ــام‪ ،‬والتأثي ــر عل ــى الوع ــي‬ ‫الجمع ــي‪ ،‬وحت ــى توجي ــه األح ــداث السياس ــية‬ ‫واالجتماعي ــة‪.‬‬ ‫ـور‬ ‫وتش ــمل "الترن ــدات" وفق ـ ًـا ملنظ ـ مواق ــع‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي‪ ،‬موضوع ــات متنوع ــة‬ ‫مث ــل األح ــداث السياس ــية واالجتماعي ــة‪،‬‬ ‫والتكنولوجي ــا‪ ،‬واملوض ــة‪ ،‬والرياض ــة‪،‬‬ ‫واملحتوي ــات الترفيهي ــة وغيره ــا‪.‬‬ ‫ويعتب ــر مفه ــوم "الترن ــد" مرادف ـ ًـا ملصطل ــح‬ ‫"املوض ــة" ف ــي اللغ ــة العربي ــة‪ ،‬إذ يعب ــر ع ــن‬ ‫ال�ش ــيء الش ــائع واملثي ــر لالهتم ــام ف ــي لحظ ــة‬ ‫معين ــة ‪.‬‬ ‫الترند وتأثيره على الرأي العام‬ ‫وفق ــا آلراء الباحثي ــن‪ّ ،‬‬ ‫تحول ــت ظاه ــرة "الترن ــد"‬ ‫ً‬ ‫إل ــى وس ــيلة قوي ــة للتأثي ــر عل ــى التوجه ــات‬ ‫الجماهيريــة‪ ،‬حيــث ُتســتخدم أحيانـ ًـا فــي تهييــج‬ ‫ال ـرأي الع ــام وإث ــارة الج ــدل ح ــول قضاي ــا‬ ‫معين ــة‪ ،‬م ــا ق ــد ي ــؤدي إل ــى حال ــة م ــن االعت ـراض‬ ‫وعــدم الرضــا علــى مســتوى الحيــاة السياســية‬ ‫واالجتماعي ــة‪.‬‬ ‫ـلبيا عل ــى‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫تأث‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫الظا‬ ‫ـذه‬ ‫كم ــا أن له ـ‬ ‫ً‬ ‫ً‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪83 2025‬‬

‫النس ــيج االجتماع ــي‪ ،‬حي ــث يمك ــن أن ت ــؤدي‬ ‫بع ــض "الترن ــدات" إل ــى زعزع ــة االس ــتقرار م ــن‬ ‫خ ــال التقلي ــد األعم ــى للمحتوي ــات األجنبي ــة‪،‬‬ ‫دون مراع ــاة القي ــم والتقالي ــد املجتمعي ــة‪.‬‬ ‫وف ــي ه ــذا الص ــدد‪ ،‬يق ــول الباح ــث عل ــي ورد ف ــي‬ ‫حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "بع ــض الترن ــدات‬ ‫ـلبا علــى التقاليــد واألعـراف املجتمعيــة‪،‬‬ ‫تؤثــر سـ ً‬ ‫ّ‬ ‫حي ــث تس ــتهدف الس ــام االجتماع ــي ُوت ــروج‬ ‫أفــكا ًرا دخيلــة دون مراعــاة خصوصيــة املجتمــع‬ ‫العراق ــي"‪.‬‬ ‫ويضيــف أن "هنــاك منشــورات ومقاطــع فيديــو‬ ‫تحــاول جــذب املشــاهدات بهــدف الوصــول إلــى‬ ‫الترن ــد‪ ،‬لكنه ــا ف ــي الواق ــع تتضم ــن محتوي ــات‬ ‫س ــيئة تؤث ــر عل ــى الش ــباب واملراهقي ــن‪،‬‬ ‫وتعم ــل عل ــى تش ــويه الذائق ــة العام ــة‪ ،‬وتعزي ــز‬ ‫الس ــطحية واألمي ــة الفكري ــة"‪.‬‬ ‫ويش ــدد ورد‪ ،‬عل ــى "ض ــرورة الفص ــل بي ــن‬ ‫الحريــات الشــخصية وبيــن املحتــوى الهابــط"‪،‬‬ ‫مش ــي ًرا إل ــى أن "بع ــض صانع ــي املحت ــوى‬ ‫يس ــتغلون وس ــائل التواص ــل لتحقي ــق الش ــهرة‬ ‫والربــح املالــي بطــرق غيــر أخالقيــة‪ ،‬دون اعتبــار‬ ‫ملــا قــد يترتــب علــى ذلــك مــن تأثيـرات ســلبية علــى‬ ‫املجتم ــع"‪.‬‬

‫ويتابــع ورد‪ ،‬أن "الحريــات الفرديــة ال يجــب أن‬ ‫تتجــاوز الخطــوط الحم ـراء‪ ،‬أو تــؤدي إلــى نشــر‬ ‫الجهــل والعشــوائية فــي الحيــاة العامــة"‪.‬‬ ‫وف ــي ظ ــل غي ــاب الرقاب ــة وضع ــف دور املدرس ــة‬ ‫واألس ــرة واملجتم ــع‪ ،‬بات ــت بع ــض املحتوي ــات‬ ‫الهابط ــة تنتش ــر بس ــرعة عب ــر منص ــات مث ــل‬ ‫"تي ــك ت ــوك" و"فيس ــبوك" و"إنس ــتغرام"‪،‬‬ ‫وتحظ ــى بماليي ــن املش ــاهدات‪.‬‬ ‫وبغيــة الحــد مــن هــذه الظاهــرة‪ ،‬أطلقــت وزارة‬ ‫الداخلي ــة العراقي ــة ومجل ــس القض ــاء األعل ــى‬ ‫حمل ــة واس ــعة خ ــال الع ــام ‪ 2023‬ملالحق ــة‬ ‫أصحــاب املحتــوى الهابــط‪ ،‬ممــا أدى إلــى تراجــع‬ ‫انتش ــار ه ــذه الظاه ــرة‪.‬‬ ‫وأكــدت الــوزارة فــي وقتهــا‪ ،‬تلقيهــا آالف الشــكاوى‬ ‫"بل ــغ"‪ ،‬حي ــث ص ــدرت مذك ـرات‬ ‫عب ــر منص ــة ّ‬ ‫قب ــض وأح ــكام بالس ــجن ض ــد ع ــدد م ــن‬ ‫األش ــخاص املتورطي ــن ف ــي نش ــر محتوي ــات غي ــر‬ ‫الئق ــة‪.‬‬ ‫الترند كأداة إيجابية في صناعة املحتوى‬ ‫عل ــى الجان ــب اآلخ ــر‪ ،‬ي ــرى البع ــض أن الترن ــد‬ ‫يمك ــن أن يك ــون أداة فعال ــة لنش ــر املحت ــوى‬ ‫اإليجاب ــي‪ ،‬إذا ت ــم توظيف ــه بطريق ــة صحيح ــة‪.‬‬ ‫لذل ــك‪ ،‬يق ــول عل ــي س ــالم‪ ،‬صان ــع محت ــوى‪،‬‬

‫إن "الترن ــد يع ــد أح ــد أه ــم عناص ــر صناع ــة‬ ‫املحتــوى الرقمــي‪ ،‬حيــث يتيــح لصنــاع املحتــوى‬ ‫فرص ــة الوص ــول إل ــى أوس ــع ش ــريحة م ــن‬ ‫الجمه ــور"‪.‬‬ ‫وفي حديث ملجلة «فيلي»‪ ،‬إن "الترند يستخدم‬ ‫للتروي ــج لألخب ــار املتعلق ــة باآلث ــار والت ـراث‬ ‫ـدا أن "النج ــاح ف ــي تحقي ــق‬ ‫العراق ــي"‪ ،‬مؤك ـ ً‬ ‫الترنــد يعتمــد علــى عامليــن رئيســيين وهمــا عــدد‬ ‫املشــاهدات والتفاعــات‪ ،‬والشــخصية املؤثــرة‬ ‫الت ــي تصن ــع املحت ــوى"‪.‬‬ ‫ويضي ــف أن "بع ــض املؤثري ــن يطلق ــون أغني ــة‬ ‫أو حرك ــة معين ــة تن ــال إعج ــاب الجمه ــور‪ ،‬ث ــم‬ ‫تنتش ــر بس ــرعة عل ــى مواق ــع التواص ــل بفع ــل‬ ‫التقلي ــد الجماع ــي‪ ،‬لتتح ــول إل ــى ترن ــد واس ــع‬ ‫االنتش ــار"‪.‬‬ ‫البعد السيا�سي واالقتصادي للترند‬ ‫ال يقتص ــر تأثي ــر "الترن ــد" عل ــى الجوان ــب‬ ‫االجتماعيــة فقــط‪ ،‬بــل يمتــد ليشــمل املجــاالت‬ ‫السياس ــية واالقتصادي ــة أيض ـ ًـا‪.‬‬ ‫فبحس ــب الخب ـراء‪ ،‬يمك ــن ل ـ "الترن ــد"‪ ،‬أن‬ ‫يك ــون أداة قوي ــة لتحري ــك الجماهي ــر ف ــي‬ ‫أوق ــات األزم ــات أو خ ــال األح ــداث السياس ــية‬ ‫الكبــرى‪ ،‬حيــث تســتغل بعــض الجهــات وســائل‬

‫التواص ــل االجتماع ــي للتأثي ــر عل ــى ال ـرأي الع ــام‬ ‫بط ــرق موجه ــة‪.‬‬ ‫وم ــن الناحي ــة االقتصادي ــة‪ ،‬ت ــؤدي "الترن ــدات"‬ ‫أيضـ ًـا دو ًرا مهمـ ًـا فــي التســويق واإلعالنــات‪ ،‬حيــث‬ ‫تعتم ــد الش ــركات والعالم ــات التجاري ــة عل ــى‬ ‫الترن ــدات للتروي ــج ملنتجاته ــا وخدماته ــا‪ ،‬مم ــا‬ ‫ي ــؤدي إل ــى زي ــادة املبيع ــات وتحقي ــق األرب ــاح‪.‬‬ ‫لك ــن ف ــي الوق ــت ذات ــه‪ ،‬يمك ــن للترن ــد أن يك ــون‬ ‫أحيان ــا‬ ‫ـاحا ذو حدي ــن‪ ،‬حي ــث يس ــتخدم‬ ‫ً‬ ‫سـ ً‬ ‫ُ‬ ‫لنش ــر الفو�ض ــى واألخب ــار الكاذب ــة الت ــي ته ــدف‬ ‫إل ــى إث ــارة البلبل ــة ف ــي املجتم ــع‪.‬‬ ‫الترند بين اإلبداع والتقليد األعمى‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬ي ــرى ذو الفق ــار حس ــن‪ ،‬صان ــع‬ ‫محتــوى‪ ،‬أن "الترنــد ينقســم إلــى إيجابــي وســلبي‪،‬‬ ‫حي ــث يمك ــن ألي ش ــخص أن يحق ــق الترن ــد‬ ‫ـدا أم‬ ‫عب ــر نش ــر محت ــوى معي ــن‪ ،‬س ــواء كان جي ـ ً‬ ‫ـيئا "‪.‬‬ ‫سـ ً‬ ‫ويش ــير حس ــن‪ ،‬خ ــال حديث ــه ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إل ــى أن "بع ــض صانع ــي املحت ــوى يس ــتغلون‬ ‫الترن ــد لتدمي ــر القي ــم والس ــلوكيات‪ ،‬م ــن خ ــال‬ ‫نش ــر محتوي ــات تافه ــة تس ــتهدف العق ــول‬ ‫الش ــابة‪ ،‬بينم ــا توج ــد جه ــات ومنظم ــات تس ــعى‬ ‫ـدا إل ــى نش ــر الفس ــاد عب ــر وس ــائل التواص ــل‬ ‫عم ـ ً‬

‫االجتما ع ــي"‪.‬‬ ‫ويضي ــف حس ــن‪ ،‬أن "هن ــاك دورات تعليمي ــة‬ ‫مخصصــة لصناعــة املحتــوى الناجــح والترويــج‬ ‫لــه‪ ،‬حيــث يتــم تقديــم اســتراتيجيات تســويقية‬ ‫تضمــن انتشــار املحتــوى بشــكل واســع"‪.‬‬ ‫كمــا تطـ ّـرق إلــى أحــد "الترنــدات" التــي انتشــرت‬ ‫مؤخ ـ ًرا ف ــي الع ـراق‪ ،‬حي ــث ق ــام أح ــد الط ــاب‬ ‫بمخاطبــة معلمــه باســمه األول دون اســتخدام‬ ‫لق ــب "أس ــتاذ"‪ ،‬ونش ــر املقط ــع عل ــى وس ــائل‬ ‫التواص ــل‪ ،‬مم ــا دف ــع العدي ــد م ــن الط ــاب إل ــى‬ ‫تقلي ــده‪.‬‬ ‫ـعا‪ ،‬ممــا دفــع وزارة‬ ‫ـدال واسـ ً‬ ‫أثــار هــذا "الترنــد" جـ ً‬ ‫التربي ــة إل ــى اتخ ــاذ إج ـراءات قانوني ــة ملحاس ــبة‬ ‫الطــاب املتورطيــن‪.‬‬ ‫وبحس ــب مرك ــز اإلع ــام الرقم ــي (‪ ،)DMC‬بل ــغ‬ ‫عــدد مســتخدمي وســائل التواصــل االجتماعــي‬ ‫ف ــي الع ـراق ‪ 34.3‬ملي ــون ش ــخص‪ ،‬وفق ـ ًـا‬ ‫إلحصائي ــات ‪ 3‬آذار ‪ ،2025‬م ــا يمث ــل ‪73.8%‬‬ ‫م ــن إجمال ــي ع ــدد الس ــكان‪.‬‬ ‫ويشــير التقريــر إلــى أن هــذا الرقــم شــهد ارتفاعـ ًـا‬ ‫مقارن ــة بالع ــام املا�ض ــي‪ ،‬حي ــث كان ‪31.95‬‬ ‫ملي ــون مس ــتخدم‪.‬‬ ‫ويؤك ــد باحث ــون أن "ش ــركات التواص ــل‬ ‫االجتماع ــي تس ــعى إل ــى جم ــع بيان ــات‬ ‫املس ــتخدمين بش ــكل مس ــتمر‪ ،‬مم ــا يتي ــح‬ ‫له ــا التالع ــب بخوارزمي ــات الع ــرض لج ــذب‬ ‫املســتخدمين وإبقائهــم أطــول وقــت ممكــن علــى‬ ‫ا ملنص ــة " ‪.‬‬ ‫ويصف ــون ه ــذا األم ــر بأن ــه "سلس ــلة حلزوني ــة‬ ‫ال تنته ــي"‪ ،‬حي ــث يت ــم تحفي ــز املس ــتخدمين‬ ‫باس ــتمرار عب ــر املنش ــورات والص ــور واملقاط ــع‬ ‫املرئي ــة‪.‬‬ ‫الترند والتحول إلى عالم افترا�ضي‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬يعل ــق أس ــتاذ عل ــم التاري ــخ محم ــد‬ ‫حري ــب‪ ،‬عل ــى ظاه ــرة "الترن ــد" بقول ــه إنه ــا‬ ‫ّ‬ ‫حولــت الوجــود اإلنســاني إلــى عالــم افترا�ضــي‪،‬‬ ‫حيــث بــات كثيــرون يســعون إلثبــات حضورهــم‬ ‫عل ــى وس ــائل التواص ــل االجتماع ــي م ــن خ ــال‬ ‫التفاع ــل م ــع األح ــداث الجاري ــة‪.‬‬ ‫ويضي ــف حري ــب‪ ،‬أن إص ـرار األف ـراد عل ــى‬ ‫تس ــجيل وجوده ــم الرقم ــي عب ــر النش ــر‪،‬‬ ‫اإلعج ــاب‪ ،‬والتعلي ــق ه ــو بمثاب ــة محاول ــة‬ ‫إلثب ــات الش ــخصية ف ــي عال ــم يتغي ــر بس ــرعة‬ ‫فا ئق ــة ‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫إخفاء للحقائق‪..‬‬ ‫إلى أين وصل مشروع مترو بغداد‬ ‫وقطار كربالء السريع؟‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫كشــفت لجنــة النقــل واالتصــاالت فــي البرملــان العراقــي‪ ،‬عــن وجــود "إخفــاء‬ ‫للحقائ ــق" بش ــأن مش ــروعي مت ــرو بغ ــداد وقط ــار كرب ــاء الس ــريع‪ ،‬حي ــث ال‬ ‫توج ــد أي أعم ــال للمش ــروعين عل ــى أرض الو اق ــع حت ــى اآلن‪ ،‬فيم ــا رأت أن‬ ‫املجســرات التــي تــم إنشــاؤها فــي العاصمــة قــد ُتســبب تقاطعــات مــع املتــرو‪،‬‬ ‫لذلــك "لــن يــرى النــور"‪.‬‬

‫وأطل ــق رئي ــس مجل ــس ال ــوزراء‪ ،‬محم ــد ش ــياع‬ ‫الس ــوداني‪ ،‬ف ــي (‪ 8‬ش ــباط‪/‬فبراير ‪،)2024‬‬ ‫فرصتي ــن اس ــتثماريتين أحدهم ــا مش ــروع‬ ‫مت ــرو بغ ــداد‪ ،‬واآلخ ــر مش ــروع قط ــار النج ــف ‪-‬‬ ‫كربــاء الســريع‪ ،‬خــال حفــل توقيــع عقــد بيــن‬ ‫وزارة النق ــل وتحال ــف ش ــركتي ‪ CHSS‬و‪،HSS‬‬ ‫وهم ــا ش ــركتان لبناني ــة وماليزي ــة س ــتقدمان‬ ‫خدماتهم ــا االستش ــارية للمش ــروع‪.‬‬ ‫واخت ــارت الحكوم ــة العراقي ــة‪ ،‬ش ــركتي‬ ‫"سيس ــترا" و"إس‪.‬إن‪�.‬س ــي‪.‬في" الفرنس ــيتين‬ ‫وش ــركات "ألس ــتوم" و"تالج ــو" و"س ــينر"‬ ‫ـددا م ــن ش ــركات اإلنش ــاءات‬ ‫اإلس ــبانية وع ـ ً‬ ‫التركي ــة‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن "دويتش ــه بن ــك" األملان ــي‪،‬‬ ‫ملش ــروع تصمي ــم وتنفي ــذ وتش ــغيل مش ــروع‬ ‫قط ــارات األنف ــاق بالعاصم ــة "مت ــرو بغ ــداد"‪.‬‬ ‫ووضع ــت خط ــط مش ــروع قط ــارات األنف ــاق ف ــي‬ ‫العاصم ــة العراقي ــة ألول م ــرة ف ــي ثمانيني ــات‬ ‫الق ــرن املا�ض ــي لكنه ــا تأجل ــت بس ــبب س ــنوات‬ ‫م ــن الح ــرب والعقوب ــات الدولي ــة‪ .‬وس ــيكون‬ ‫املشــروع هــو األول مــن نوعــه فــي الع ـراق إذا تــم‬ ‫تنفي ــذه‪.‬‬ ‫ويتك ــون مش ــروع مت ــرو بغ ــداد م ــن ‪ 7‬خط ــوط‪،‬‬ ‫محط ــة طرقي ــة متوزع ــة بي ــن مناط ــق؛‬ ‫و‪ّ 14‬‬ ‫الع ــاوي‪ ،‬والش ــعب‪ ،‬وس ــاحة الطي ـران‪،‬‬

‫والبلدي ــات‪ ،‬والكاظمي ــة‪ ،‬ومط ــار بغ ــداد‪،‬‬ ‫وال ــدورة‪ ،‬وس ــاحة ميس ــلون‪ ،‬والزعفراني ــة‪،‬‬ ‫وس ــاحة ع ــدن‪ ،‬والبي ــاع‪ ،‬والقادس ــية‪ ،‬ويم ــر‬ ‫ف ــي مس ــارات متع ــددة‪ ،‬بطاق ــة نق ــل اس ــتيعابية‬ ‫تص ــل إل ــى ثالث ــة ماليي ــن راك ــب يومي ـ ًـا‪ .‬ويغط ــي‬ ‫‪ 85%‬م ــن مس ــاحة العاصم ــة بغ ــداد‪.‬‬ ‫وبحس ــب بي ــان حكوم ــي‪ ،‬س ــيتم اعتم ــاد‬ ‫القط ــارات م ــن الن ــوع الس ــريع بس ــرعة تق ــدر‬ ‫(‪ 140 80-‬ك ــم‪ /‬س ــاعة)‪ ،‬بنظ ــام مت ــرو رقم ــي‬ ‫مؤتم ــت يعم ــل بالطاق ــة الكهربائي ــة وب ــدون‬ ‫س ــائق وفي ــه كل وس ــائل االتص ــاالت‪.‬‬ ‫وتدخــل مســارات السـ ّـكة بأنفــاق يصــل عمقهــا‬ ‫إلــى ‪ 20‬متـ ًرا‪ ،‬لتجنــب أي تعارضــات مــع الشــوارع‬ ‫املحط ــات‬ ‫وخدم ــات البن ــى التحتي ــة‪ ،‬وتض ــم‬ ‫ّ‬ ‫منش ــآت الس ــتقبال القادمي ــن واملغادري ــن‪،‬‬ ‫ومصاع ــد وس ــالم متحرك ــة وثابت ــة ومح ــال‬ ‫تجاري ــة وكافتري ــات وحمام ــات وغرف ـ ًـا إداري ــة‬ ‫وخدمي ــة ومواق ــف للس ــيارات والحاف ــات‪،‬‬ ‫ومحط ــات تولي ــد للكهرب ــاء‪ ،‬وتتك ــون املحط ــة‬ ‫مــن رصيفيــن للمغــادرة واالســتقبال منفصليــن‬ ‫تمامـ ًـا عــن بعضهمــا‪ ،‬كمــا يضــم املشــروع ورشـ ًـا‬ ‫ومس ــتودعات لصيان ــة القط ــارات وغس ــلها‬ ‫وتنظيفه ــا‪ ،‬وصيان ــة مم ـرات س ــكك الحدي ــد‬ ‫لتغيي ــر املس ــارات‪.‬‬

‫وكان مستشــار رئيــس الــوزراء‪ ،‬ناصــر األســدي‪،‬‬ ‫أوضــح فــي ‪ 25‬يوليو‪/‬تمــوز ‪ ،2024‬أن املشــروع‬ ‫تبل ــغ تكلفت ــه التقديري ــة ‪ 18‬ملي ــار دوالر‪،‬‬ ‫وس ــيغطي مس ــافة طوله ــا ‪ 148‬كيلومت ـ ًرا‬ ‫مقس ــمة عل ــى س ــبعة خط ــوط و‪ 64‬محط ــة‬ ‫مت ــرو‪ ،‬متوقع ـ ًـا اكتم ــال املش ــروع ف ــي غض ــون‬ ‫أربع ــة أع ــوام‪.‬‬ ‫أم ــا مش ــروع قط ــار النج ــف ‪ -‬كرب ــاء‪ ،‬فيتك ــون‬ ‫املش ــروع م ــن ‪ 4‬محط ــات رئيس ــة تب ــدأ م ــن‬ ‫ـوال‬ ‫مط ــار النج ــف‪ ،‬م ــرو ًرا بمط ــار كرب ــاء‪ ،‬وص ـ ً‬ ‫إل ــى م ـرأب بغ ــداد ف ــي مدين ــة كرب ــاء‪ ،‬عل ــى‬ ‫خ ــط س ــكة حدي ــد مرتفع ــة‪ ،‬وبمس ــافة (‪)90‬‬ ‫ك ــم بنظ ــام مت ــرو عال ــي الكف ــاءة‪ ،‬وبعرب ــات‬ ‫مكيف ــة بس ــرعة (‪ )240‬ك ــم ف ــي الس ــاعة‪ ،‬تض ــم‬ ‫مقصــورات خاصــة للنســاء واألطفــال‪ ،‬ومقاعــد‬ ‫ل ــذوي االحتياج ــات الخاص ــة‪ ،‬وكب ــار الس ــن‪،‬‬ ‫فض ـ ًـا ع ــن اش ــتمال املحط ــات عل ــى مح ــال‬ ‫تجاري ــة وكافتري ــات ومراف ــق خدمي ــة متنوع ــة‪.‬‬ ‫وبه ــذا الس ــياق‪ ،‬يق ــول عض ــو لجن ــة النق ــل‬ ‫النيابي ــة‪ ،‬زهي ــر الفت ــاوي‪ ،‬إن "مش ــروع مت ــرو‬ ‫بغ ــداد أو قط ــار بغ ــداد املعل ــق والف ــرص‬ ‫االس ــتثمارية الت ــي تح ــدث عنه ــا الكثي ــر‬ ‫وخصوص ـ ًـا مستش ــار رئي ــس ال ــوزراء لش ــؤون‬ ‫النق ــل ناص ــر األس ــدي من ــذ الع ــام املا�ض ــي‬

‫والوعــود بإبصــار املشــروع النــور لكنــه إلــى اآلن‬ ‫ال توج ــد أي معال ــم لقط ــار بغ ــداد"‪.‬‬ ‫ويضي ــف الفت ــاوي ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "قيم ــة‬ ‫العق ــد الكلي ــة م ــا بي ــن ‪ 15‬إل ــى ‪ 17‬ملي ــار دوالر‪،‬‬ ‫وفــاز تحالــف ‪ 9‬مــن ُكبريــات الشــركات لتصميــم‬ ‫وتنفيــذ القطــارات فــي العالــم‪ ،‬ويغطــي مشــروع‬ ‫مت ــرو بغ ــداد ‪ 85‬باملائ ــة م ــن بغ ــداد‪ ،‬وبس ــبعة‬ ‫خط ــوط‪ ،‬و‪ 64‬محط ــة‪ ،‬وس ــيمر عل ــى جمي ــع‬ ‫املراقــد الدينيــة فــي الع ـراق‪ ،‬ومعظــم جامعــات‬ ‫بغ ــداد‪ ،‬و‪ 7‬وزارات‪ ،‬ومالع ــب ك ــرة الق ــدم‪،‬‬

‫واألس ــواق العام ــة والجمل ــة‪ ،‬ومناط ــق س ــياحية‬ ‫وترفيهي ــة‪ ،‬لك ــن ل ــم ن ــر واقع ـ ًـا ملموس ـ ًـا ل ــكالم‬ ‫املستش ــار"‪.‬‬ ‫ويضي ــف‪" ،‬كم ــا ت ــم الحدي ــث ع ــن م ــرور مت ــرو‬ ‫بغــداد بنهــر دجلــة فــي ‪ 3‬مناطــق‪ ،‬ويتكــون املتــرو‬ ‫م ــن ‪ 4‬مواق ــف للس ــيارات وكل موق ــف يحت ــوي‬ ‫عل ــى ‪ 10‬آالف س ــيارة‪ ،‬وق ــال املستش ــار إن ــه‬ ‫املش ــروع األكب ــر ف ــي املنطق ــة وس ــيحل م ــن أزم ــة‬ ‫االختناق ــات املروري ــة"‪.‬‬ ‫ويش ــير الفت ــاوي‪ ،‬إل ــى أن "املش ــروع ب ــإدارة‬

‫‪85‬‬

‫ومستش ــارية وزارة النق ــل ف ــي رئاس ــة ال ــوزراء‬ ‫ومستش ــار رئي ــس ال ــوزراء لش ــؤون النق ــل‬ ‫ناص ــر األس ــدي وأمان ــة بغ ــداد‪ ،‬وش ــكلت هيئ ــة‬ ‫االس ــتثمار لجن ــة له ــذا املش ــروع بع ــد س ــحبه‬ ‫م ــن الس ــكك‪ ،‬وت ــم توفي ــر األم ــوال م ــن قب ــل‬ ‫املس ــتثمر‪ ،‬حس ــب كالم املستش ــار"‪.‬‬ ‫وي ــرى الفت ــاوي‪ ،‬أن "هن ــاك إخف ـ ًـاء للحقائ ــق‬ ‫مــن قبــل الحكومــة العراقيــة فــي هــذا الجانــب‪،‬‬ ‫لذلــك تــم رفــع كتــاب رســمي إلــى رئاســة مجلــس‬ ‫الــوزراء وإلــى مستشــارية وزارة النقــل فــي رئاســة‬ ‫الــوزراء‪ ،‬كمــا تمــت اســتضافة املستشــار ناصــر‬ ‫األس ــدي أكث ــر م ــن م ــرة ف ــي اللجن ــة بخص ــوص‬ ‫ه ــذا املوض ــوع"‪.‬‬ ‫كم ــا ي ــرى النائ ــب‪ ،‬أن "م ــن الصعوب ــة تنفي ــذ‬ ‫مش ــروع مت ــرو بغ ــداد بع ــد املجس ـرات الت ــي‬ ‫نف ــذت ف ــي العاصم ــة‪ ،‬ألن ــه س ــتكون هن ــاك‬ ‫تقاطع ــات ف ــي مس ــارات القط ــار الجدي ــد ال ــذي‬ ‫ل ــه ‪ 7‬خط ــوط متقاطع ــة وعب ــور نه ــر دجل ــة ف ــي‬ ‫‪ 3‬مناط ــق‪ ،‬لذل ــك ل ــن ي ــرى ه ــذا املش ــروع الن ــور‬ ‫م ــا دام ــت هن ــاك مجس ـرات والت ــي ل ــم تف ــك‬ ‫االختناق ــات رغ ــم ص ــرف عليه ــا أكث ــر م ــن ‪6‬‬ ‫تريليونــات دينــار وتخصيصــات رئاســة الــوزراء‬ ‫فــي موازنتــي ‪ 2023‬و‪ 2024‬بحــدود ‪ 9‬تريليونــات‬ ‫دين ــار"‪.‬‬ ‫ويش ــير الفت ــاوي‪ ،‬إل ــى أن "قط ــار كرب ــاء‬ ‫النجــف يعانــي مــن نفــس املشــاكل‪ ،‬وهــو يعــود‬ ‫لنف ــس الجه ــة الت ــي ُأحي ــل إليه ــا وه ــي ائت ــاف ‪9‬‬ ‫شــركات ولكــن لــم يـ َـر النــور لغايــة اآلن‪ ،‬ويبقــى‬ ‫مج ــرد كالم وه ــواء ف ــي ش ــبك‪ ،‬إذا ل ــم تباش ــر‬ ‫الش ــركات املعني ــة بالعم ــل عل ــى أرض الواق ــع"‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫هل تحل النفايات ‪..‬‬

‫مشكلة الكهرباء‬ ‫في العراق؟‬

‫فيلي‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫استنادا الى المختصين‬ ‫والتجارب فان استغالل‬ ‫النفايات لتوفير الطاقة يمكن‬ ‫ان يكون اجراء عمليا‪ ،‬ولكن‬ ‫ليس حال كامال‪.‬‬ ‫ويمكن تحويل النفايات إلى‬ ‫طاقة كهربائية أو حرارية‪،‬‬ ‫مما يوفر مصدرا للطاقة‬ ‫المتجددة‪ ،‬ويقل بذلك االعتماد‬ ‫على الوقود‪ ،‬مما يسهم في‬ ‫تقليل انبعاثات الغازات الضارة‬ ‫"الدفيئة"‪.‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪87‬‬

‫ويق ــول مختص ــون ان ــه ب ــدال م ــن اعتب ــار‬ ‫النفاي ــات مش ــكلة‪ ،‬يمك ــن تحويله ــا إل ــى م ــورد‬ ‫قي ــم إلنت ــاج الطاق ــة‪ ،‬اذ يمك ــن انت ــاج الغ ــاز‬ ‫الحي ــوي م ــن معالج ــة النفاي ــات العضوي ــة‪،‬‬ ‫فيس ــتعمل ف ــي تولي ــد الكهرب ــاء والح ـرارة؛ كم ــا‬ ‫يس ــهم قط ــاع إدارة النفاي ــات وتحويله ــا إل ــى‬ ‫طاق ــة ف ــي خل ــق ف ــرص عم ــل جدي ــدة‪.‬‬ ‫وفض ــا ع ــن ذل ــك ف ــان ح ــرق النفاي ــات يس ــهم‬ ‫ف ــي تقلي ــل حجمه ــا بش ــكل كبي ــر‪ ،‬م ــا يقل ــل‬ ‫الحاجــة إلــى مســاحات كبيــرة لدفنهــا‪ ،‬و يقلــل‬ ‫م ــن انبع ــاث غ ــاز امليث ــان النات ــج ع ــن تحل ــل‬ ‫النفايــات فــي مدافــن القمامــة‪ ،‬وهــو غــاز دفيئــة‬ ‫ق ــوي‪.‬‬ ‫وم ــع ان معالج ــة النفاي ــات وحرقه ــا لتولي ــد‬ ‫الطاق ــة يصاحب ــه ايض ــا انبعاث ــات ملوث ــة‬ ‫لله ــواء‪ ،‬مث ــل الغ ــازات الحمضي ــة واملع ــادن‬ ‫الثقيل ــة؛ لك ــن التكنولوجي ــا الحديث ــة توف ــر‬ ‫أســاليب للحــد مــن هــذه االنبعاثــات والســيطرة‬ ‫عليه ــا‪.‬‬ ‫ان إنشــاء وتشــغيل محطــات تحويــل النفايــات‬ ‫إلــى طاقــة يتطلــب تكاليــف و اســتثمارات كبيــرة‪،‬‬ ‫تتحمله ــا الحكوم ــات والش ــركات والقط ــاع‬ ‫الخ ــاص‪ ،‬لتولي ــد الطاق ــة م ــن النفاي ــات‪.‬‬ ‫وتبي ــن األرق ــام ان ــه ف ــي امل ــدة م ــن ‪ 2001‬ال ــى‬ ‫‪ 2007‬ازدادت الطاق ــة املول ــدة م ــن النفاي ــات‬ ‫بنح ــو ‪ 4‬ماليي ــن ط ــن ل ــكل س ــنة ويتواج ــد ف ــي‬ ‫الصي ــن نح ــو ‪ 50‬مصنع ــا لتولي ــد الطاق ــة‬ ‫م ــن النفاي ــات‪ ،‬وتع ــد الياب ــان اكب ــر مس ــتعمل‬ ‫للمعالجــة الحراريــة للنفايــات الصلبــة املحليــة‬ ‫بحج ــم يق ــدر ب ـ ‪ 40‬ملي ــون ط ــن‪.‬‬ ‫ُينظ ــر إل ــى محط ــات تحوي ــل النفاي ــات إل ــى‬ ‫طاق ــة عل ــى أنه ــا اس ــتراتيجية لتنوي ــع مص ــادر‬ ‫الحص ــول عل ــى الطاق ــة‪ ،‬بخاص ــة ف ــي الس ــويد‪،‬‬ ‫الت ــي أصبح ــت رائ ــدة ف ــي مج ــال إنت ــاج الطاق ــة‬ ‫الكهربائي ــة م ــن النفاي ــات ف ــي الس ــنوات‬ ‫العشــرين املاضيــة‪ .‬اإلنتــاج االعتيــادي للطاقــة‬ ‫الكهربائيــة هــو ‪ 500‬إلــى ‪ 600‬كيلــوواط ســاعة‬ ‫م ــن الكهرب ــاء مقاب ــل ط ــن واح ــد م ــن النفاي ــات‬ ‫املحروق ــة‪ ،‬باملقاب ــل‪ ،‬تنت ــج املح ــارق ‪1200‬‬ ‫ميغ ــاواط س ــاعة م ــن ح ــرق ‪ 2,200‬ط ــن م ــن‬

‫‪88‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫هل تحل النفايات مشكلة الكهرباء في العراق؟‬

‫النفاي ــات يومي ــا‪.‬‬ ‫تشــبه املحطــات فــي تصميمهــا محطــات التوليــد‬ ‫الكهربائي ــة‪ ،‬وتش ــبه ً‬ ‫جزئي ــا محط ــات الطاق ــة‬ ‫الحيوي ــة؛ ف ــي البداي ــة‪ُ ،‬تجم ــع النفاي ــات ف ــي‬ ‫املنش ــأة‪ ،‬ث ــم ُتف ــرز إلزال ــة النفاي ــات القابل ــة‬ ‫للتدويــر واملــواد الســامة‪ ،‬ثــم ُتخــزن حتــى وقــت‬ ‫الح ــرق‪ ،‬و أغلبه ــا يح ــرق النفاي ــات مباش ــرة‬ ‫فعالــة‪ ،‬اذ يمكــن إضافــة النفايــات‬ ‫ألنهــا تقنيــة ّ‬ ‫إل ــى املرج ــل (الغالي ــة) بش ــكل مس ــتمر أو عل ــى‬ ‫دفع ــات‪ ،‬وه ــذا يعتم ــد عل ــى تصمي ــم املحط ــة‪.‬‬ ‫و ه ــذه املحط ــات تح ــرق م ــن ‪ 80‬إل ــى ‪ 90‬باملئ ــة‬ ‫م ــن النفاي ــات؛ ف ــي بع ــض األحي ــان‪ ،‬تس ــتعمل‬ ‫بقاي ــا الرم ــاد النات ــج ألغ ـراض معين ــة كم ــواد‬ ‫خ ــام لتصني ــع الط ــوب األس ــطوانية أو لبن ــاء‬ ‫الطــرق؛ و فضــا عــن ذلــك‪ُ ،‬تجمــع املعــادن التــي‬ ‫يمكــن حرقهــا مــن قــاع الفــرن ُوتبــاع للمســابك‪.‬‬ ‫تحـ ّـول بعــض محطــات تحويــل النفايــات طاقــة‬ ‫امليــاه املالحــة إلــى ميــاه صالحــة للشــرب بصفتهــا‬ ‫منتج ــا ثانوي ــا لعملي ــات التبري ــد‪.‬‬ ‫وتكل ــف املحط ــة النموذجي ــة ذات س ــعة ‪400‬‬ ‫غيغ ــاواط س ــاعة ‪ 440‬ملي ــون دوالر للبن ــاء‬ ‫سـ ً‬ ‫ـنويا‪ .‬تمتل ــك ه ــذه املحط ــات مي ــزة كبي ــرة م ــن‬ ‫ناحيــة التكاليــف مقارنــة باملحطــات التقليدية‪،‬‬ ‫إذ ق ــد تتلق ــى محط ــات تحوي ــل النفاي ــات إل ــى‬ ‫أرباح ــا الس ــتقبال النفاي ــات كونه ــا بدي ـ ًـا‬ ‫طاق ــة ً‬ ‫عــن تكلفــة التخلــص مــن النفايــات فــي املكبــات‪،‬‬ ‫و ف ــي حي ــن ق ــد تمث ــل تكلف ــة الوق ــود ‪ 45‬باملئ ــة‬ ‫م ــن تكلف ــة إنت ــاج الكهرب ــاء ف ــي محط ــة تعم ــل‬ ‫بالفح ــم‪ ،‬و‪ 75‬باملئ ــة أو أكث ــر م ــن التكلف ــة ف ــي‬ ‫محطــة تعمــل بالغــاز الطبيعــي‪ ،‬تقــدر الرابطــة‬ ‫الوطني ــة إلدارة النفاي ــات الصلب ــة ف ــي امي ــركا‪،‬‬ ‫أن متوســط رســوم نقــل النفايــات فــي الواليــات‬ ‫املتحــدة لعــام ‪ 2002‬كان نحــو ‪ 34‬دوالرا فقــط‬ ‫ل ــكل ط ــن‪.‬‬ ‫يمك ــن أن يك ــون اس ــتخدام النفاي ــات لتولي ــد‬ ‫الطاق ــة ج ــزءا م ــن اس ــتراتيجية ش ــاملة إلدارة‬ ‫النفايــات‪ ،‬تشــمل التدويــر وإعــادة االســتعمال‬ ‫وتقلي ــل النفاي ــات م ــن املص ــدر‪.‬‬ ‫ووضــع رئيــس مجلــس الــوزراء االتحــادي محمــد‬ ‫ش ــياع الس ــوداني‪ ،‬ف ــي‪ 20‬آذار ‪ ،2025‬حج ــر‬ ‫األس ــاس ملش ــروع محط ــة تولي ــد الطاق ــة م ــن‬ ‫النفاي ــات س ــعة (‪ )100‬ميغ ــاواط ف ــي منطق ــة‬

‫النهــروان‪ ،‬جنــوب شــرق بغــداد‪ ،‬بتقنيــة الحــرق‬ ‫الت ــام عال ــي الكف ــاءة‪.‬‬ ‫وأش ــار ال ــى ان اح ــد اه ــداف املش ــروع الرئيس ــة‬ ‫ه ــو تنوي ــع مص ــادر الطاق ــة الكهربائي ــة‪ ،‬وان‬ ‫املش ــروع تمث ــل باش ـراك القط ــاع الخ ــاص‬ ‫ـريكا للحكوم ــة ف ــي تنفي ــذ املش ــاريع الت ــي‬ ‫شـ ً‬ ‫تمث ــل مس ــارات اقتصادي ــة ملعالج ــة املش ــكالت‬ ‫الخدمي ــة وخل ــق ف ــرص العم ــل‪ ،‬وأوض ــح‬ ‫بالق ــول‪ :‬وجهن ــا املحافظي ــن لالس ــتفادة م ــن‬ ‫ه ــذه التجرب ــة‪ ،‬ويج ــب اخت ـزال اإلج ـراءات‬

‫االس ــتثمارية والذه ــاب مباش ــرة ال ــى تنفي ــذ‬ ‫املش ــروع ‪.‬‬ ‫ولف ــت ال ــى االتج ــاه نح ــو الطاق ــة املتج ــددة‬ ‫والطاق ــة الشمس ــية‪ ،‬وت ــم تكلي ــف فري ــق‬ ‫مختــص للبــدء علــى مســتوى األبنيــة والوحــدات‬ ‫الســكنية‪ ،‬إضافــة الــى مشــروع لتوليــد الطاقــة‬ ‫الكهربائي ــة م ــن الري ــاح ف ــي محافظ ــة واس ــط‪.‬‬ ‫ُوو ّق ــع عق ــد م ــع ش ــركة "ش ــنغهاي" الصيني ــة‬ ‫(‪ )SUS‬لتنفي ــذ املش ــروع‪ ،‬ليك ــون بذل ــك أول‬ ‫تجرب ــة حقيقي ــة ملعالج ــة النفاي ــات وتحويله ــا‬ ‫إل ــى طاق ــة ف ــي الع ـراق‪.‬‬ ‫وم ــن املتوق ــع أن يس ــهم املش ــروع ف ــي معالج ــة‬ ‫نح ــو ‪ 3000‬ط ــن م ــن النفاي ــات يومي ــا‪ ،‬وإنت ــاج‬

‫نح ــو ‪ 100‬ميغ ــاواط م ــن الكهرب ــاء؛ وه ــو م ــا‬ ‫يع ــزز ش ــبكة الكهرب ــاء الوطني ــة ويقل ــل م ــن‬ ‫الحاج ــة إل ــى مص ــادر الطاق ــة التقليدي ــة‪،‬‬ ‫بحس ــب األه ــداف املعلن ــة‪.‬‬ ‫وق ــال وزي ــر الكهرب ــاء‪ ،‬أن املش ــروع ال يقتص ــر‬ ‫عل ــى تولي ــد الكهرب ــاء فحس ــب‪ ،‬ب ــل يس ــهم‬ ‫أيضــا فــي تحويــل مواقــع الطمــر العشــوائية إلــى‬ ‫ً‬ ‫محطــات صحيــة صديقــة للبيئــة؛ مــا يقلــل مــن‬ ‫تأثي ــر النفاي ــات عل ــى الصح ــة العام ــة‪ ،‬واعل ــن‬ ‫ً‬ ‫انموذج ــا‬ ‫ان ال ــوزارة تأم ــل أن يك ــون املش ــروع‬ ‫ُيحت ــذى ب ــه ف ــي جمي ــع املحافظ ــات‪ ،‬بحي ــث‬ ‫يجــري توســيع التجربــة لالســتفادة مــن كميــات‬ ‫النفاي ــات الكبي ــرة املنتج ــة ً‬ ‫يومي ــا ف ــي مختل ــف‬

‫امل ــدن العراقي ــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واض ــاف ان ــه نظ ــرا للنج ــاح املتوق ــع للمش ــروع‪،‬‬ ‫تعم ــل الحكوم ــة العراقي ــة عل ــى دراس ــة إم ــكان‬ ‫إنش ــاء محط ــات إضافي ــة ف ــي مناط ــق أخ ــرى؛‬ ‫بهــدف تعميــم التجربــة وتحقيــق أكبــر اســتفادة‬ ‫ممكن ــة م ــن النفاي ــات املتراكم ــة‪.‬‬ ‫ُويتوق ــع أن يس ــهم ذل ــك ف ــي تخفي ــف الضغ ــط‬ ‫عل ــى محط ــات الكهرب ــاء التقليدي ــة‪ ،‬وتحقي ــق‬ ‫اس ــتقاللية أكب ــر ف ــي مج ــال الطاق ــة‪ ،‬وال س ــيما‬ ‫فــي ظــل التحديــات التــي تواجــه قطــاع الكهربــاء‬ ‫فــي البــاد‪.‬‬ ‫وعل ــى امل ــدى البعي ــد‪ ،‬يمك ــن ملث ــل ه ــذه‬ ‫املش ــروعات أن ُتح ــدث تح ـوًاًل جذري ــا ف ــي إدارة‬

‫‪89‬‬

‫النفاي ــات؛ إذ س ــتصبح النفاي ــات مص ـ ً‬ ‫ـدرا‬ ‫ـداًل م ــن كونه ــا مش ــكلة بيئي ــة‪.‬‬ ‫للطاق ــة ب ـ ً‬ ‫ويلفــت املتخصصــون الــى ان املهــم هــو التنفيــذ‬ ‫وادام ــة إدارة تل ــك املش ــاريع بأح ــدث وس ــائل‬ ‫التكنولوجيــا لتحقــق الغــرض مــن وجودهــا؛ ـكـي‬ ‫ال تك ــون مج ــرد مش ــاريع عل ــى ال ــورق مثلم ــا ه ــو‬ ‫ح ــال القط ــار املعل ــق ومت ــرو االنف ــاق وغيرهم ــا‪،‬‬ ‫عل ــى ح ــد قوله ــم‪.‬‬ ‫ولكــن مختصــون يقولــون‪ ،‬انــه مــع تواجــد دعــم‬ ‫حكوم ــي واس ــتثمارات مس ــتدامة‪ ،‬يمك ــن أن‬ ‫يصبــح توليــد الكهربــاء مــن النفايــات فــي العـراق‬ ‫أنموذج ــا ناجح ــا يس ــهم ف ــي تحقي ــق التنمي ــة‬ ‫املس ــتدامة وتحس ــين ج ــودة الحي ــاة للس ــكان‪.‬‬

‫«قد تتلقى محطات‬ ‫تحويل النفايات إلى‬ ‫طاقة أرباحًا الستقبال‬ ‫بدياًل‬ ‫النفايات كونها ً‬ ‫عن تكلفة التخلص‬ ‫من النفايات في‬ ‫المكبات»‪..‬‬

‫«يسهم المشروع‬ ‫في تحويل مواقع‬ ‫الطمر العشوائية‬ ‫إلى محطات صحية‬ ‫صديقة للبيئة؛‬ ‫ما يقلل من تأثير‬ ‫النفايات على الصحة‬ ‫العامة»‪..‬‬

‫‪90‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪91‬‬

‫الصيف قادم‪..‬‬

‫العراق امام ‪ 6‬خطط لاللتفاف على‬ ‫طاقة وغاز ايران وعقوبات ترامب‪..‬‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫مقرا له‪ٔ ،‬ان للعراق ست خطط‬ ‫ذكرموقع "ذا كريدل"‪ ،‬الذي يتخذ من بيروت ً‬ ‫بديلة للتعامل مع تحديات الطاقة وتنويعها ومحاولة االبتعاد عن املوارد‬ ‫االمريكية على‬ ‫ٕ‬ ‫يضا من ٔاجل تجنب العقوبات ٔ‬ ‫االيرانية بحلول العام ‪ ،2028‬و ٔا ً‬ ‫بغداد في حال االستمرارباستيراد الكهرباء والغازاإليرانيين‪.‬‬

‫باالنكليزي ــة‪،‬‬ ‫ٔواوض ــح التقري ــر الص ــادر ٕ‬ ‫وترجمتــه مجلــة «فيلــي»‪ٔ ،‬ان نقطــة ضعــف‬ ‫الع ـراق تتمث ــل ف ــي اعتم ــاده الكبي ــر عل ــى‬ ‫اســتيراد الغــاز والكهربــاء مــن ٕايـران‪ ،‬بســبب‬ ‫االنت ــاج واالس ــتهالك‬ ‫الفج ــوة الكبي ــرة بي ــن ٕ‬ ‫املحلــي للطاقــة‪ ،‬مضيفـ ًـا ٔانــه بســبب ٔان نحــو‬ ‫‪ 80%‬م ــن الكهرب ــاء املنتج ــة ف ــي املحط ــات‬ ‫العراقيــة تعتمــد علــى الغــاز‪ ،‬فـ ٕـان مواصلــة‬ ‫ٕانت ــاج الكهرب ــاء واس ــتقرارها مرهون ــان‬ ‫االتي ــة م ــن ٕاي ـران‪.‬‬ ‫بمص ــادر الغ ــاز ٓ‬ ‫االيراني‬ ‫االنتاج ٕ‬ ‫تحديات ٕ‬

‫وذك ــر التقري ــر باتفاقيتي ــن بي ــن بغ ــداد‬ ‫ّ‬ ‫االول ــى ف ــي تم ــوز‪ /‬يولي ــو ‪2022‬‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫وط‬ ‫ٔ‬ ‫لتزوي ــد الع ـراق بنح ــو ‪ 400‬ميغ ــاواط م ــن‬ ‫الكهرب ــاء مل ــدة خس ــم س ــنوات‪ ،‬والثاني ــة ف ــي‬ ‫ٓاذار‪ /‬مــارس ‪ ،2024‬لزيــادة واردات العـراق‬ ‫االيران ــي ٕال ــى ‪ 50‬ملي ــون مت ــر‬ ‫م ــن الغ ــاز ٕ‬ ‫مكعــب يوميـ ًـا ملــدة خمــس ســنوات‪ ،‬بقيمــة‬ ‫ـنويا‪ ،‬مش ــي ًرا‬ ‫تبل ــغ نح ــو ‪ 6‬ملي ــارات دوالر س ـ ً‬ ‫ٕال ــى ٔان تنفي ــذ العقدي ــن يواج ــه عراقي ــل‬ ‫كبي ــرة‪.‬‬ ‫ولفــت التقريــر إلــى ٕان ٕايـران تواجــه تحديــات‬ ‫ٔاساس ــية بس ــبب الخل ــل الح ــاد وغي ــر‬ ‫املس ــبوق بي ــن إنت ــاج الطاق ــة واس ــتهالكها‪،‬‬ ‫فــي قطاعــي الكهربــاء ٔاو الغــاز‪ ،‬وهــو مــا يثيــر‬ ‫مخــاوف متزايــدة حــول قدرتهــا علــى تصديــر‬ ‫الغ ــاز بش ــكل مس ــتدام إل ــى كل م ــن تركي ــا‬ ‫وأرميني ــا والع ـراق‪ٕ ،‬اضاف ــة ٕال ــى صادراته ــا‬ ‫م ــن الكهرب ــاء ٕال ــى الع ـراق وأفغانس ــتان‬ ‫وباكس ــتان‪.‬‬ ‫وتابــع ٔ‬ ‫قايـ ًـا ٕان ٔرييــس الــوزراء العراقــي محمــد‬ ‫شــياع الســوداني عقــد فــي ‪ 10‬تمــوز‪ /‬يوليــو‬ ‫ٔ‬ ‫طاري ـ ًـا م ــع املس ـ ٔـوولين‬ ‫‪ ،2023‬اجتماع ـ ًـا‬ ‫ٔ‬ ‫ع ــن قط ــاع الطاق ــة للبح ــث ف ــي بداي ــل ع ــن‬ ‫االيرانــي‪ ،‬بمــا فــي ذلــك الحصــول علــى‬ ‫الغــاز ٕ‬ ‫إم ــدادات م ــن قط ــر وتركمانس ــتان‪ ،‬وذل ــك‬ ‫بعدم ــا توقف ــت الص ــادرات االيراني ــة م ــن‬ ‫الغــاز بشــكل مفاجـ ٔـي‪ ،‬ممــا ادى ٕالــى تقليــص‬ ‫ٔاو توق ــف عم ــل محط ــات تولي ــد الكهرب ــاء‬ ‫ف ــي املنصوري ــة وبغ ــداد والص ــدر ومناط ــق‬ ‫ٔاخ ــرى‪ ،‬بالنظ ــر ٕال ــى ٔان ‪ٔ 26‬ال ــف ميغ ــاواط‬ ‫مــن الكهربــاء يتــم توليدهــا باســتخدام الغــاز‬ ‫املس ــتورد ال ــذي ٔيات ــي معظم ــه م ــن ٕاي ـران‪.‬‬ ‫واعتب ــر التقري ــر ٔان التح ــدي الثان ــي‬ ‫وامله ــم ه ــو ع ــودة ٕادارة دونال ــد ترام ــب‬ ‫ٕال ــى ف ــرض سياس ــة الضغ ــوط القص ــوى‬ ‫والعقوب ــات ض ــد ٕاي ـران‪ ،‬مش ــي ًرا ٕال ــى ٔان‬ ‫مش ــكلة املدفوع ــات العراقي ــة ٕالي ـران‬ ‫مقاب ــل واردات الطاق ــة‪ ،‬دخل ــت مرحل ــة‬ ‫االن‪ ،‬حي ــث وق ــع ترام ــب ف ــي‬ ‫ـدا ٓ‬ ‫ٔاكث ــر تعقي ـ ً‬

‫‪92‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫‪93‬‬

‫العراق امام ‪ 6‬خطط لاللتفاف على طاقة وغاز ايران وعقوبات ترامب‪..‬‬

‫‪ 4‬ش ــباط‪ /‬فبراي ــر املا�ض ــي‪ ،‬مذك ــرة ٔرياس ــية‬ ‫ـتعيدا فيه ــا سياس ــة‬ ‫لالم ــن القوم ــي‪ ،‬مس ـ ً‬ ‫ٔ‬ ‫"الضغ ــوط القص ــوى" الت ــي فرضه ــا عل ــى‬ ‫ٔ‬ ‫االول ــى‪،‬‬ ‫ٕاي ـران خ ــال واليت ــه الرياس ــية ٔ‬ ‫وذل ــك به ــدف تقلي ــص ص ــادرات النف ــط‬ ‫االيرانــي ٕالــى الصفــر‪ ،‬خصوصـ ًـا ٕالــى الصيــن‪،‬‬ ‫ٕ‬ ‫وكذل ــك عل ــى ص ــادرات ٕاي ـران م ــن الطاق ــة‬ ‫االمريكي ــة‬ ‫ٕال ــى الع ـراق‪ ،‬مذك ـ ًرا باالعف ــاءات ٔ‬ ‫الس ــنوية الت ــي حصل ــت عليه ــا الحكوم ــة‬ ‫العراقيــة علــى اســتيراد الغــاز والكهربــاء مــن‬ ‫ٕاي ــران‪.‬‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن املتح ــدث باس ــم وزارة‬ ‫الكهرب ــاء العراقي ــة‪ ،‬أحم ــد مو�س ــى‪ ،‬قول ــه‬ ‫االمريكي ــة عل ــى‬ ‫ٕان ٕ‬ ‫"االعف ــاء م ــن العقوب ــات ٔ‬ ‫االيران ــي س ــينتهي ف ــي ‪ 8‬آذار‪/‬‬ ‫واردات الغ ــاز ٕ‬ ‫م ــارس ‪ ،2025‬ف ــي حي ــن ٔان ٕام ــدادات ٕاي ـران‬ ‫(م ــن الغ ــاز) ٕال ــى بغ ــداد واملنطق ــة الوس ــطى‬ ‫توقف ــت ٔاساس ـ ًـا‪ ،‬مم ــا ٔادى ٕال ــى خس ــارة‬ ‫االن"‪،‬‬ ‫‪ 8000‬ميغ ــاواط م ــن الكهرب ــاء حت ــى ٓ‬ ‫مضيف ـ ًـا ٔان "وزارة الكهرب ــاء ل ــم تتل ــق ٔاي‬ ‫ٕاب ــاغ م ــن الوالي ــات املتح ــدة ح ــول واردات‬ ‫االن‪ ،‬ومــن املحتمــل ٔان‬ ‫الغــاز ٕ‬ ‫االيرانــي حتــى ٓ‬ ‫تتمك ــن الحكوم ــة العراقي ــة م ــن الحص ــول‬ ‫علــى ٕاعفــاء جديــد‪ ،‬وأنــه إذا لــم يتــم تمديــد‬ ‫االعفــاء‪ ،‬فقــد تكــون هنــاك خطــط بديلــة"‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫تحذيرات الصيف العراقي‬ ‫ونق ــل التقري ــر ع ــن خبي ــر الطاق ــة ه ــاري‬ ‫إيس ــتيبانيان قول ــه ٕان الحكوم ــة العراقي ــة‬ ‫ٔ"اصــدرت تحذي ـرات مبكــرة بشـ ٔـان الصيــف‬ ‫املقب ــل‪ ،‬مش ــيرة إل ــى ٔاوق ــات صعب ــة ٓاتي ــة‪،‬‬ ‫خصوص ـ ًـا م ــع عج ــز ٕاي ـران ع ــن تزوي ــد‬ ‫الع ـراق بالكمي ــة املتف ــق عليه ــا والت ــي تت ـراوح‬ ‫بي ــن ‪ 50‬و‪ 55‬ملي ــون مت ــر مكع ــب يومي ـ ًـا"‪،‬‬ ‫مضيف ـ ًـا ٔان ٔ"ازم ــة الكهرب ــاء ق ــد تتس ــبب‬ ‫بزعزع ــة االس ــتقرار السيا�س ــي ف ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫وهــي مسـ ٔـالة علــى الواليــات املتحــدة ٔاخذهــا‬ ‫بعي ــن االعتب ــار‪ ،‬حي ــث ٔان ــه ب ــدون وج ــود‬ ‫االيران ــي‪،‬‬ ‫ح ــل ف ــوري الس ــتبدال الغ ــاز ٕ‬ ‫فـ ٕـان الع ـراق قــد يواجــه موجــة جديــدة مــن‬ ‫االحتجاج ــات ٔاو حت ــى ٔاعم ــال الش ــغب‪،‬‬

‫خصوص ــا ف ــي الجن ــوب"‪.‬‬ ‫وذك ــر التقري ــر ٔان حكوم ــة بغ ــداد وضع ــت‬ ‫وال‬ ‫عــدة خطــط علــى جــدول ٔاعمالهــا‪ ،‬وهــي ٔا ً‬ ‫اس ــتيراد الغ ــاز م ــن تركمانس ــتان لتوفي ــر‬ ‫‪ 20‬ملي ــون مت ــر مكع ــب م ــن الغ ــاز يومي ـ ًـا‬ ‫االنابيــب‬ ‫ســيتم نقلــه مــن تركمانســتان عبــر ٔ‬ ‫اإليراني ــة بموج ــب ترتي ــب مقايض ــة تس ــهله‬ ‫"شــركة لوكســتون" للطاقــة التــي تتخــذ مــن‬ ‫دب ــي مق ـ ًرا له ــا‪.‬‬ ‫أم ــا الخط ــة الثاني ــة‪ ،‬فق ــد ق ــال التقري ــر‬ ‫ٕانه ــا تتعل ــق بزي ــادة واردات الغ ــاز الطبيع ــي‬ ‫املس ــال وبن ــاء محط ــة الس ــتيراد الغ ــاز‬ ‫املس ــال ف ــي مين ــاء الف ــاو الكبي ــر لتلبي ــة‬ ‫ـدا ف ــي كان ــون الثان ــي‪ /‬يناي ــر‬ ‫احتياجات ــه‪ ،‬وب ـ ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫املا�ض ــي توجي ــه دع ــوات بش ــكل ريي�س ــي ٕال ــى‬ ‫االمريكي ــة‪ ،‬للتناف ــس عل ــى بن ــاء‬ ‫الش ــركات ٔ‬ ‫املشــروع‪ ،‬مضيفـ ًـا ٔان املحلليــن يتوقعــون ٔان‬ ‫تـ ٔـودي قطــر دو ًرا فــي هــذا امليــدان‪ ،‬خصوصـ ًـا‬ ‫ٔان الع ـراق كان قــد بحــث فــي اســتيراد الغــاز‬ ‫القط ــري املس ــال ف ــي الع ــام ‪.2022‬‬ ‫الربط التركي‬ ‫وبحس ــب التقري ــر ف ـ ٕـان الخط ــة الثالث ــة‪،‬‬ ‫تتمث ــل ف ــي رب ــط ش ــبكتي الكهرب ــاء العراقي ــة‬ ‫والتركيــة‪ ،‬وهــو مــا جــرى فــي ‪ 21‬تمــوز‪ /‬يوليــو‬ ‫‪ ،2024‬بافتت ــاح خ ــط جدي ــد يبل ــغ طول ــه‬ ‫‪ 115‬كيلومت ـ ًرا‪ ،‬يتوق ــع ٔان ٔيوم ــن نح ــو ‪300‬‬ ‫ميغ ــاواط م ــن الطاق ــة لتوفي ــر الكهرب ــاء‬ ‫للمناط ــق الش ــمالية‪ ،‬ف ــي نين ــوى وص ــاح‬ ‫الدي ــن وكرك ــوك‪.‬‬ ‫وتابــع التقريــر ٔان الخطــة الرابعــة تتمثــل فــي‬ ‫رب ــط ش ــبكة الكهرب ــاء ف ــي الجن ــوب م ــع دول‬ ‫مجل ــس التع ــاون الخليج ــي‪ ،‬مش ــي ًرا ٕال ــى ٔان‬ ‫املش ــروع يس ــتهدف تزوي ــد الع ـراق بالكهرب ــاء‬ ‫عب ــر خط ــي نق ــل م ــن محط ــة الوف ــرة ف ــي‬ ‫الكوي ــت ٕال ــى محط ــة الف ــاو ف ــي البص ــرة‪،‬‬ ‫وس ــيمتد خ ــط النق ــل بط ــول ‪ 77‬كيلومت ـ ًرا‬ ‫م ــن معب ــر صف ــوان الح ــدودي‪.‬‬ ‫وفيم ــا يتعل ــق بالخط ــة الخامس ــة‪ ،‬ق ــال‬ ‫التقري ــر ٕانه ــا تس ــتهدف تعزي ــز كف ــاءة ٕانت ــاج‬ ‫الغ ــاز عب ــر تقلي ــص نس ــبة حرق ــه ٕال ــى ‪20%‬‬

‫«الخطة الرابعة‬ ‫تتمثل في ربط شبكة‬ ‫الكهرباء في الجنوب‬ ‫مع دول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي‪،‬‬ ‫لتزويد العراق‬ ‫بالكهرباء عبر خطي‬ ‫نقل من محطة الوفرة‬ ‫في الكويت الى محطة‬ ‫الفاو في البصرة»‪.‬‬

‫بحل ــول الع ــام ‪ ،2025‬بم ــا يقل ــص م ــن‬ ‫االعتم ــاد عل ــى االس ــتيراد‪ ،‬مذك ـ ًرا ب ـ ٔـان‬ ‫العـراق نجــح فعليـ ًـا فــي الحــد مــن حــرق الغــاز‬ ‫مــن ‪ 47%‬فــي العــام ‪ٕ 2021‬الــى نحــو ‪ 33%‬فــي‬ ‫العــام ‪ ،2024‬مضيفـ ًـا ٔان العقــد مــن شــركة‬ ‫"توت ــال أنرج ــي" وش ــركات دولي ــة ٔاخ ــرى‪،‬‬ ‫يس ــاعد ف ــي تعزي ــز تحقي ــق ه ــذا اله ــدف‪.‬‬ ‫وتاب ــع التقري ــر ٔان الخط ــة السادس ــة‬ ‫ترك ــز عل ــى تعزي ــز ٕانت ــاج الكهرب ــاء عراقي ـ ًـا‬ ‫م ــن خ ــال ٕاقام ــة محط ــات تولي ــد بخاري ــة‬ ‫وغازي ــة‪ ،‬مم ــا سيس ــهم ف ــي إضاف ــة ‪ 35‬أل ــف‬ ‫ميغ ــاواط لتلبي ــة الطل ــب املتزاي ــد‪.‬‬

‫خريطة طاقة جديدة‬ ‫وذك ــر التقري ــر ٔان ــه بن ــاء عل ــى املب ــادرات‪،‬‬ ‫ف ـ ٕـان الع ـراق يتج ــه نح ــو ٕانه ــاء اعتم ــاده‬ ‫عل ــى واردات الغ ــاز الطبيع ــي م ــن ٕاي ـران‬ ‫بحل ــول الع ــام ‪ ،2028‬مضيف ــا ٔان ٔريي ــس‬ ‫ال ــوزراء محم ــد ش ــياع الس ــوداني‪ٔ ،‬يوك ــد‬ ‫االيراني ــة ال‬ ‫ٔان الق ـرار بوق ــف ال ــواردات ٕ‬ ‫يتاثــر بالضغــوط السياســية الخارجيــة ٔوان‬ ‫ٔ‬ ‫بغ ــداد ال تتع ــرض للضغ ــوط م ــن ٔاي بل ــد‪.‬‬ ‫لكــن التقريــر قــال ٕانــه فــي حــال نجــح العـراق‬ ‫فــي عمليــة انتقالــه هــذه‪ ،‬فــأن ذلــك لــن يـ ٔـودي‬ ‫فق ــط ٕال ــى حرم ــان ٕاي ـران م ــن س ــوق مه ــم‬

‫لصادراتهــا‪ٕ ،‬وانمــا ســيجلب بغــداد لالقتـراب‬ ‫مــن تركيــا والــدول العربيــة فــي الخليــج‪.‬‬ ‫قاي ــا ان ــه رغ ــم التحدي ــات ٔ‬ ‫وتاب ــع ٔ‬ ‫القايم ــة‪،‬‬ ‫ٕ‬ ‫ف ـ ٕـان جه ــود الع ـراق الت ــي تس ــتهدف توفي ــر‬ ‫ـوال‬ ‫مص ــادر بديل ــة للطاق ــة‪ ،‬تمث ــل تح ـ ً‬ ‫االقليمــي علــى الطاقــة‪،‬‬ ‫ـما فــي اعتمــاده ٕ‬ ‫حاسـ ً‬ ‫ل‬ ‫مضيفـ ًـا ٔان نجــاح هــذا التحــو ‪ ،‬ســيحدد مــا‬ ‫ٕاذا كان العـراق بمقــدوره تحقيــق اســتقراره‬ ‫فــي مجــال الطاقــة بعــد عقــود مــن االعتمــاد‬ ‫االيران ــي الش ــرقي‪.‬‬ ‫عل ــى ج ــاره ٕ‬ ‫ترجمة مجلة «فيلي»‬

‫‪94‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫في بلدة عراقية‪..‬‬

‫النفط ينبع من الجبل‬ ‫ويصب في النهر‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ما ان تبدأ السيربالقرب من قرية املصلخة الو اقعة ضمن‬ ‫مسارنهردجلة بجبال مكحول ضمن قضاء بيجي شمالي‬ ‫صالح الدين‪ ،‬حتى تبدأ روائح كريهة ترتفع ولكن رائحتها‬ ‫ال تغادربان تكون جزء من طبيعة األرض املغطاة بسواد‬ ‫النفط املتدفق الذي يتجه الى نهردجلة مباشرة‪.‬‬

‫وه ــذا األم ــر يول ــد ظه ــور بق ــع زيتي ــة للنف ــط‬ ‫ف ــي النه ــر بي ــن فت ــرة وأخ ــرى‪ ،‬عل ــى الرغ ــم م ــن‬ ‫محاول ــة الدوائ ــر البيئي ــة وقبله ــا ش ــركة نف ــط‬ ‫الش ــمال م ــن معالج ــة ه ــذه الحال ــة‪.‬‬ ‫عيون نفط وكبريت‬ ‫ويق ــول محم ــود القي�س ــي (أح ــد العاملي ــن‬ ‫ـابقا م ــن مصف ــاة بيج ــي)‪،‬‬ ‫واملتقاعدي ــن س ـ ً‬ ‫ن‬ ‫ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬إن "ه ــذه العي ــو النفطي ــة‬ ‫موجــودة منــذ أكثــر مــن ‪ 50‬عامـ ًـا ولــم تتحــرك‬ ‫الحكوم ــات العراقي ــة لغ ــرض اس ــتغالل‬ ‫ه ــذه املواق ــع او معرف ــة ماهي ــة ه ــذه العي ــون‬ ‫النفطي ــة وقس ــم منه ــا كبريتي ــة حي ــث ان‬ ‫النف ــط االس ــود املتدف ــق منه ــا يضع ــك ام ــام‬ ‫شــيئين اولهــا بــان هــذه العيــون هــي لنفــط خــام‬ ‫متدفــق مــن االرض وهــو بحاجــة الــى اســتغالله‬ ‫بص ــورة صحيح ــة او عل ــى انه ــا عي ــون كبريتي ــة‬ ‫ممزوج ــة بالنف ــط الخ ــام"‪.‬‬ ‫ويضي ــف القي�س ــي‪ ،‬أن "املنطق ــة املح ــددة‬ ‫ق ــرب جب ــال مكح ــول ضم ــن قري ــة املصلخ ــة‬ ‫هــي املنطقــة التــي تشــهد خــروج وتدفــق النفــط‬ ‫الخ ــام األس ــود م ــن األرض ومعه ــا روائ ــح‬ ‫الكبري ــت وق ــد يك ــون ظه ــور البق ــع الزيتي ــة ف ــي‬ ‫نه ــر دجل ــة بي ــن فت ــرة وأخ ــرى أح ــد األس ــباب‪،‬‬ ‫وعلــى الجهــات املحليــة واملختصــة العمــل علــى‬ ‫اس ــتغالل ه ــذه املنطق ــة بص ــورة صحيح ــة"‪.‬‬ ‫ويش ــير إل ــى أن "منطق ــة مكح ــول والجزي ــرة‬ ‫ف ــي بيج ــي فيه ــا آب ــار نفطي ــة كبي ــرة ل ــم تس ــتغل‬ ‫بص ــورة صحيح ــة ويمك ــن للحكوم ــة املحلي ــة‬ ‫إظه ــار ه ــذه املواق ــع واس ــتغاللها إن كان ع ــن‬ ‫طري ــق ش ــركات محلي ــة أو أجنبي ــة ع ــن طري ــق‬ ‫الحكوم ــة االتحادي ــة ويمك ــن جعله ــا وجه ــة‬ ‫س ــياحية ل ــو اس ــتغلت بص ــورة صحيح ــة"‪.‬‬ ‫روائح كريهة‬ ‫م ــن جانب ــه‪ ،‬يلف ــت عل ــي العبي ــدي (أح ــد أبن ــاء‬ ‫قريــة املصلخــة) إلــى أن "عيــون النفــط ورائحــة‬

‫الكبري ــت موج ــودة ول ــم تت ــم معالجته ــا م ــن‬ ‫قب ــل الحكوم ــة‪ ،‬وبي ــن فت ــرة وأخ ــرى نش ــاهد‬ ‫نفــوق االغنــام او الطيــور البريــة بســبب املــواد‬ ‫الكبريتي ــة والنفطي ــة املوج ــودة فيه ــا"‪.‬‬ ‫ويذك ــر العبي ــدي‪ ،‬خ ــال حديث ــه للمجل ــة‪،‬‬ ‫أن كمي ــات م ــن ه ــذا النف ــط تتس ــرب ال ــى نه ــر‬ ‫دجلــة‪ ،‬وهــذا األمــر خطيــر جــدا علــى حيــاة مــن‬ ‫يس ــتخدمون مي ــاه النه ــر لغ ــرض الش ــرب أو‬ ‫الس ــقي‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ويوض ــح أن "العي ــو النفطي ــة يخ ــرج منه ــا‬ ‫النف ــط االس ــود والكبري ــت وكان األول ــى عل ــى‬ ‫مصف ــاة بيج ــي وب ــاق الش ــركات املختص ــة‬ ‫ايج ــاد حل ــول له ــا او عل ــى اق ــل تقدي ــر عم ــل‬ ‫س ــواتر ملن ــع تدف ــق ه ــذا النف ــط االس ــود ال ــى‬ ‫نهــر دجلــة‪ ،‬حيــث بيــن فتــرة واخــرى تظهــر بقــع‬ ‫زيتي ــة نابع ــة م ــن ه ــذا املوق ــع"‪.‬‬ ‫تسرب نفطي‬ ‫ف ــي املقاب ــل‪ ،‬يكش ــف مدي ــر بيئ ــة كرك ــوك‬ ‫ـابقا‪ ،‬عل ــي عزالدي ــن خورش ــيد‪ ،‬أن الس ــبب‬ ‫سـ ً‬ ‫ـور‬ ‫الرئي�س ــي لظه ـ بق ــع زيتي ــة متك ــررة ف ــي نه ــر‬ ‫دجل ــة ضم ــن ح ــدود محافظ ــة ص ــاح الدي ــن‬ ‫(املج ــاورة) يع ــود إل ــى تس ــربات م ــن أنابي ــب‬ ‫النفــط املحاذيــة للنهــر‪ ،‬واملتجهــة نحــو حقــول‬ ‫عجي ــل وع ــاس‪ ،‬مش ــي ًرا إل ــى أن التس ــرب نات ــج‬ ‫ع ــن مخلف ــات تع ــود لفت ــرة س ــيطرة تنظي ــم‬ ‫"داع ــش" أو ع ــن مح ــاوالت لثق ــب األنابي ــب‬ ‫بغ ــرض تهري ــب النف ــط‪.‬‬ ‫ويبي ــن خورش ــيد‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "بيئ ــة‬ ‫ـتركا م ــع ش ــركة‬ ‫كرك ــوك ش ــكلت فريق ـ ًـا مش ـ ً‬ ‫نف ــط الش ــمال ملتابع ــة ظه ــور بق ــع نفطي ــة‬ ‫ف ــي نه ــر دجل ــة‪ ،‬وذل ــك به ــدف الوق ــوف عل ــى‬ ‫أس ــباب تك ـرار التل ــوث البيئ ــي ف ــي النه ــر ال ــذي‬ ‫تك ــرر مرتي ــن خ ــال األس ــبوع املا�ض ــي"‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫ويلف ــت النظ ــر إل ــى أن "ش ــركة نف ــط الش ــمال‬ ‫حاول ــت إقام ــة س ــاتر تراب ــي ح ــول موق ــع‬ ‫التس ــرب النفط ــي ضم ــن ش ــبكتها املتاخم ــة‬ ‫لحق ــول عجي ــل وع ــاس ق ــرب قض ــاء العل ــم‬ ‫عل ــى ضف ــاف نه ــر دجل ــة‪ ،‬حي ــث تس ــربت‬ ‫املخلف ــات النفطي ــة إل ــى النه ــر مكون ــة بقع ـ ًـا‬ ‫زيتي ــة ف ــي املج ــرى الرئي�س ــي"‪.‬‬ ‫ويش ــير خورش ــيد إل ــى أن "مديري ــة البيئ ــة‬ ‫رفض ــت اإلج ـراءات الترابي ــة املؤقت ــة الت ــي‬ ‫اتخذته ــا ش ــركة نف ــط الش ــمال للح ــد م ــن‬ ‫تس ــرب النف ــط‪ ،‬معتب ــرة إياه ــا غي ــر كافي ــة"‪،‬‬ ‫ـددا عل ــى ض ــرورة أن تعم ــل الش ــركة عل ــى‬ ‫مش ـ ً‬ ‫معالج ــة التس ــرب م ــن املص ــدر لضم ــان ع ــدم‬ ‫تك ـراره‪ ،‬إل ــى جان ــب تعزي ــز اإلج ـراءات األمني ــة‬ ‫ملن ــع مح ــاوالت االعت ــداء عل ــى األنابي ــب أو‬ ‫س ــرقتها‪.‬‬ ‫خسائر زراعية‬ ‫ل‬ ‫ف ــي غض ــون ذل ــك‪ ،‬يق ــو الف ــاح م ــن جب ــال‬ ‫مكح ــول س ــعدون عب ــدهللا‪ ،‬للمجل ــة إن "ه ــذا‬ ‫النه ــر الج ــاري م ــن النف ــط م ــن حق ــول عجي ــل‬ ‫وع ــاس النفطيي ــن عل ــى الطري ــق الراب ــط بي ــن‬ ‫تكريــت كركــوك ويمــر بمئــات أو آالف الدوانــم‬ ‫الزراعي ــه‪ ،‬أدى إل ــى تلفه ــا‪.‬‬ ‫ويضيــف عبــد هللا‪ ،‬أن "املنطقــه بهــا مجموعــة‬ ‫آبــار نفطيــه يتســرب منهــا النفــط بشــكل غزيــر‬ ‫وي ــؤدي إل ــى تل ــف املزروع ــات واملحاصي ــل‬ ‫الحقلي ــة‪ ،‬وتؤث ــر بش ــكل كبي ــر عل ــى البيئ ــة‬ ‫واملحاصي ــل الزراعي ــة‪ ،‬وبالتال ــي فانه ــا تؤث ــر‬ ‫عل ــى حي ــاة اإلنس ــان"‪.‬‬ ‫ويتس ــرب النف ــط م ــن حق ــل عجي ــل وع ــاس‬ ‫النفطيي ــن اللذي ــن يقع ــان ش ــمال ش ــرق‬ ‫تكري ــت عل ــى بع ــد ‪ 40‬ك ــم م ــن مدين ــة تكري ــت‬ ‫وهــذه اآلبــار النفطيــة غيــر مصانــه منــذ زمــن‪.‬‬

‫«العيون النفطية يخرج منها النفط االسود والكبريت‬ ‫وكان األولى على مصفاة بيجي وباق الشركات‬ ‫المختصة ايجاد حلول لها او على اقل تقدير عمل سواتر‬ ‫لمنع تدفق هذا النفط االسود الى نهر دجلة»‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الميزان التجاري العراقي‬ ‫بين تخمة الوارد‬ ‫وتواضع الصادر‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ـوظ املتعل ــق بتزاي ــد اس ــتيراد‬ ‫ـاط امللح ـ ً‬ ‫ل ــم ينقط ــع النش ـ ً‬ ‫الع ـراق الس ــلع م ــن الخ ــارج‪ ،‬مم ــا يط ــرح تس ــاؤالت‬ ‫بشــأن األســباب التــي تدفــع بهــذا االتجــاه علــى حســاب‬ ‫اإلنتــاج املحلــي؛ باإلشــارة الــى العوامــل الرئيســة‪ ،‬التــي‬ ‫تتحك ــم ف ــي ذل ــك ومنه ــا االعتم ــاد ش ــبه الكل ــي عل ــى‬ ‫النف ــط ف ــي إدارة األم ــور املالي ــة‪ ،‬اذ يعتم ــد االقتص ــاد‬ ‫العراق ــي بش ــكل كبي ــر عل ــى ص ــادرات النف ــط‪ ،‬مم ــا‬ ‫يجعل ــه عرض ــة لتقلب ــات أس ــعار النف ــط العاملي ــة‪.‬‬

‫‪97‬‬

‫‪98‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫‪99‬‬

‫الميزان التجاري العراقي بين تخمة الوارد وتواضع الصادر‬ ‫« ويمثل النفط ما نسبته ‪ %97‬من‬ ‫إجمالي التصدير‪ ،‬بقيمة صادرات‬ ‫تبلغ ‪ 87.4‬مليار دوالر‪ ،‬ويعد الذهب‬ ‫ثاني أكبر صادرات العراق‪ ،‬ويمثل ما‬ ‫نسبته ‪ %25‬من إجمالي الصادرات»‪.‬‬

‫ه ــذا االعتم ــاد أهم ــل القطاع ــات األخ ــرى‬ ‫كالزراع ــة والصناع ــة‪ ،‬م ــا أضع ــف قدرته ــا‬ ‫التنافس ــية‪ ،‬كم ــا عان ــت البني ــة التحتي ــة‬ ‫العراقي ــة م ــن أض ـرار جس ــيمة نتيج ــة‬ ‫الح ــروب والصراع ــات‪ ،‬مم ــا أث ــر س ــلبا عل ــى‬ ‫الق ــدرة اإلنتاجي ــة للقطاع ــات املتنوع ــة‪،‬‬ ‫و تســبب عــدم االســتقرار األمنــي فــي عــزوف‬ ‫املس ــتثمرين ع ــن االس ــتثمار ف ــي املش ــاريع‬ ‫اإلنتاجي ــة املحلي ــة‪.‬‬ ‫وم ــن األم ــور الت ــي اس ــتجدت ف ــي العقدي ــن‬ ‫األخيري ــن تزاي ــد معان ــاة القط ــاع الصناع ــي‬ ‫العراق ــي م ــن ضع ــف ف ــي التكنولوجي ــا‬ ‫والتحدي ــث‪ ،‬مم ــا يجعل ــه غي ــر ق ــادر عل ــى‬ ‫منافس ــة املنتج ــات املس ــتوردة‪.‬‬ ‫و يواج ــه القط ــاع الزراع ــي تحدي ــات‬ ‫كبي ــرة مث ــل نق ــص املي ــاه وتده ــور األرا�ض ــي‬ ‫الزراعيــة‪ ،‬ممــا يقلــل مــن اإلنتاجيــة‪ ،‬تضــاف‬ ‫ال ــى ذل ــك املس ــاوئ املش ــخصة‪ ،‬اذ يع ــوق‬ ‫الفس ــاد وس ــوء اإلدارة عملي ــة التنمي ــة‬ ‫االقتصاديــة‪ ،‬ويؤثــر ســلبا علــى االســتثمار فــي‬

‫القطاع ــات اإلنتاجي ــة‪ ،‬و تتس ــبب اإلج ـراءات‬ ‫اإلداري ــة املعق ــدة ف ــي تأخي ــر املش ــاريع وعرقل ــة‬ ‫االس ــتثمار‪.‬‬ ‫لق ــد أدى االنفت ــاح عل ــى األس ــواق العاملي ــة‬ ‫إل ــى زي ــادة املنافس ــة‪ ،‬مم ــا جع ــل املنتج ــات‬ ‫املس ــتوردة أكث ــر جاذبي ــة للمس ــتهلكين بس ــبب‬ ‫انخف ــاض أس ــعارها وتنوعه ــا‪.‬‬ ‫ولتحس ــين الوض ــع‪ ،‬ف ــان الع ـراق بحاج ــة ال ــى‬ ‫تنويــع مصــادر الدخــل وتقليــل االعتمــاد علــى‬ ‫النف ــط‪ ،‬و االس ــتثمار ف ــي البني ــة التحتي ــة‬ ‫وتحدي ــث القطاع ــات اإلنتاجي ــة‪ ،‬و دع ــم‬ ‫القط ــاع الخ ــاص وتوفي ــر بيئ ــة اس ــتثمارية‬ ‫جاذبــة‪ ،‬و مكافحــة الفســاد وتحســين اإلدارة‪،‬‬ ‫و دع ــم املنتج ــات املحلي ــة وحمايته ــا م ــن‬ ‫املنافس ــة غي ــر العادل ــة‪.‬‬ ‫ويســتورد العـراق بضاعتــه بمجموعــة واســعة‬ ‫م ــن الس ــلع م ــن دول متع ــددة ح ــول العال ــم‪،‬‬ ‫وتتن ــوع ه ــذه ال ــدول و الس ــلع لتش ــمل‪،‬‬ ‫تركي ــا اذ تع ــد م ــن أب ــرز ال ــدول الت ــي يس ــتورد‬ ‫منه ــا الع ـراق‪ ،‬و تش ــمل الس ــلع املس ــتوردة‬

‫امل ــواد الغذائي ــة‪ ،‬واملنس ــوجات‪ ،‬واألجه ــزة‬ ‫الكهربائي ــة‪ ،‬وم ــواد البن ــاء‪ ،‬واي ـران يس ــتورد‬ ‫منه ــا الع ـراق الغ ــاز الطبيع ــي‪ ،‬وامل ــواد‬ ‫الغذائي ــة‪ ،‬وامل ــواد اإلنش ــائية‪ ،‬واملنتج ــات‬ ‫الزراعي ــة‪.‬‬ ‫ام ــا الصي ــن فتع ــد مص ــد ًرا رئيس ــا لكثي ــر م ــن‬ ‫الس ــلع امل ــوردة إل ــى الع ـراق‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك‬ ‫األجه ــزة اإللكتروني ــة‪ ،‬واملالب ــس‪ ،‬واأللع ــاب‪،‬‬ ‫واملع ــدات الصناعي ــة‪ ،‬وحت ــى أش ــياء‬ ‫االس ــتعمال اليوم ــي الصغي ــرة‪.‬‬ ‫ـلعا مــن‬ ‫وفضــا عــن ذلــك‪ ،‬يســتورد العـراق سـ ً‬ ‫دول أخ ــرى مث ــل كوري ــا الجنوبي ــة‪ ،‬وأملاني ــا‪،‬‬ ‫والواليــات املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬ودول عربيــة‪،‬‬ ‫وتصاع ــد االس ــتيراد م ــن مص ــر ف ــي اآلون ــة‬ ‫األخي ــرة الس ــيما االث ــاث ومس ــتلزمات املطب ــخ‪.‬‬ ‫وع ــن أب ــرز الس ــلع امل ــوردة ال ــى الع ـراق‬ ‫فانه ــا تتضم ــن امل ــواد الغذائي ــة‪ ،‬و تش ــمل‬ ‫الحب ــوب‪ ،‬واألرز‪ ،‬والس ــكر‪ ،‬والزي ــوت‬ ‫النباتي ــة‪ ،‬والفواك ــه‪ ،‬والخض ــروات؛ و امل ــواد‬ ‫اإلنش ــائية‪ ،‬تش ــمل الحدي ــد‪ ،‬والصل ــب‪،‬‬

‫واإلس ــمنت‪ ،‬وم ــواد البن ــاء األخ ــرى‪.‬‬ ‫كم ــا تتضم ــن املنتج ــات الكهربائي ــة‬ ‫واإللكتروني ــة‪ ،‬و تش ــمل األجه ــزة املنزلي ــة‪،‬‬ ‫والهوات ــف الذكي ــة‪ ،‬وأجه ــزة الكمبيوت ــر؛‬ ‫و املنس ــوجات واملالب ــس تش ــمل املالب ــس‬ ‫الجاه ــزة‪ ،‬واألقمش ــة‪ ،‬واألحذي ــة‪.‬‬ ‫كم ــا يتصاع ــد اس ــتيراد اآلالت واملع ــدات‪،‬‬ ‫وتش ــمل املع ــدات الصناعي ــة‪ ،‬ومع ــدات‬ ‫النق ــل‪ ،‬واآلالت الزراعي ــة‪.‬‬ ‫ام ــا الس ــلع وامل ــواد الت ــي يصدره ــا الع ـراق ال ــى‬ ‫دول اخ ــرى فتترك ــز بش ــكل كبي ــر عل ــى النف ــط‬ ‫الخــام وهــو املصــدر الرئيــس للدخــل القومــي‪،‬‬ ‫و هنــاك بعــض الحاجــات األخــرى التــي ترتبــط‬ ‫بالنف ــط أيض ــا‪ ،‬اذ يص ــدر الع ـراق منتج ــات‬ ‫نفطي ــة مك ــررة‪.‬‬ ‫و يص ــدر الع ـراق بع ــض املنتج ــات الزراعي ــة‪،‬‬ ‫مثــل التمــور‪ ،‬وبعــض الخضــروات والفواكــه‪،‬‬ ‫و تتواج ــد بع ــض الصناع ــات التحويلي ــة الت ــي‬ ‫تص ــدر منتجاته ــا للخ ــارج‪ ،‬ولكنه ــا مح ــدودة‬ ‫نظ ـرا لضع ــف القط ــاع الصناع ــي العراق ــي‪.‬‬

‫وكثي ـرا م ــا أعلن ــت الحكوم ــات العراقي ــة انه ــا‬ ‫تس ــعى إل ــى تنوي ــع مص ــادر الدخ ــل وزي ــادة‬ ‫الص ــادرات غي ــر النفطي ــة‪ ،‬وذل ــك ع ــن طري ــق‬ ‫دع ــم القطاع ــات الزراعي ــة والصناعي ــة‪،‬‬ ‫واالم ــر يتطل ــب جه ــودا كبي ــرة للتنفي ــذ‪.‬‬ ‫وم ــن األرق ــام املتواف ــرة ان الع ـراق ش ــحن‬ ‫ص ــادرات بلغ ــت قيمته ــا ‪ 90‬ملي ــون دوالر‬ ‫أمريك ــي ف ــي ع ــام ‪ ،2019‬مم ــا يمث ــل ارتفاع ــا‬ ‫بنح ــو ‪ 24%‬ع ــن ع ــام ‪ ،2015‬وتبل ــغ نس ــبة‬ ‫الصــادرات العراقيــة إلــى الســوق الصينيــة مــا‬ ‫نســبته ‪ ،23%‬تليهــا صــادرات مــا نســبته ‪21%‬‬ ‫إل ــى الس ــوق الهندي ــة‪ ،‬و‪ 11%‬م ــن الص ــادرات‬ ‫لس ــوق كوري ــا الجنوبي ــة‪ ،‬وم ــا نس ــبته ‪8.6%‬‬ ‫م ــن الص ــادرات إل ــى الس ــوق األمريكي ــة‪ ،‬و‪7%‬‬ ‫ص ــادرات إل ــى إيطالي ــا‪ ،‬وص ــادرات لليون ــان‬ ‫بنس ــبة ‪ ،6.4%‬وص ــادرات لهولن ــدا بنس ــبة‬ ‫‪ ،3.5%‬أم ــا الص ــادرات لتاي ــوان فه ــي بنس ــبة‬ ‫‪ ،2.6%‬والص ــادرات إلس ــبانيا ه ــي ‪.2.4%‬‬ ‫ويمث ــل النف ــط م ــا نس ــبته ‪ 97%‬م ــن إجمال ــي‬ ‫التصدي ــر‪ ،‬بقيم ــة ص ــادرات تبل ــغ ‪ 87.4‬ملي ــار‬ ‫دوالر‪ ،‬ويع ــد الذه ــب ثان ــي أكب ــر ص ــادرات‬ ‫الع ـراق‪ ،‬ويمث ــل م ــا نس ــبته ‪ 25%‬م ــن إجمال ــي‬ ‫الص ــادرات‪ ،‬وتبل ــغ قيمت ــه ‪ 2.4‬ملي ــار دوالر‪،‬‬ ‫وتأت ــي الفواك ــه واملكس ـرات ف ــي املرتب ــة الثالث ــة‬ ‫ف ــي ص ــادرات الع ـراق بقيم ــة ‪ 72‬ملي ــون دوالر‪.‬‬ ‫الجل ــود بقيم ــة ص ــادرات تبل ــغ ‪ 16‬ملي ــون‬ ‫دوالر‪ ،‬النح ــاس بقيم ــة ص ــادرات تبل ــغ ‪14‬‬ ‫ملي ــون دوالر‪ ،‬ل ــب الخش ــب بقيم ــة ص ــادرات‬ ‫تبل ــغ ‪ 14‬ملي ــون دوالر‪ ،‬الرص ــاص بقيم ــة‬ ‫ص ــادرات تبل ــغ ‪ 12.7‬ملي ــون دوالر‪ ،‬األملني ــوم‬ ‫بقيم ــة ص ــادرات تبل ــغ ‪ 11‬ملي ــون دوالر‪،‬‬ ‫البالس ــتيك وامل ــواد البالس ــتيكية بقيم ــة‬ ‫ص ــادرات تبل ــغ ‪ 9.5‬ملي ــون دوالر‪ ،‬املع ــدات‬

‫«كانت دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫في عام ‪ 2020‬أكبر مصدر للسلع إلى‬ ‫العراق‪ ،‬بما قيمته ‪ 13‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫تليها تركيا بـ ‪ 10.2‬مليار دوالر‪،‬‬ ‫والصين بـ ‪ 9.4‬مليار دوالر»‪.‬‬

‫الكهربائي ــة بقيم ــة ص ــادرات تبل ــغ ‪ 4.1‬ملي ــون‬ ‫دوالر ‪.‬‬ ‫امــا فيمــا يتعلــق باســتيرادات العـراق‪ ،‬فبلغــت‬ ‫قيمته ــا بحس ــب ارق ــام ع ــام ‪ 2020‬بمق ــدار‬ ‫‪ 49‬ملي ــار دوالر أمريك ــي‪ ،‬وق ــد احت ــل الع ـراق‬ ‫املرتبــة ‪ 52‬علــى مســتوى العالــم لتلــك الســنة‪،‬‬ ‫وكان ــت دول ــة اإلم ــارات العربي ــة املتح ــدة ف ــي‬ ‫ع ــام ‪ 2020‬أكب ــر مص ــدر للس ــلع إل ــى الع ـراق‪،‬‬ ‫وق ــد اس ــتورد الع ـراق منه ــا م ــا قيمت ــه ‪13‬‬ ‫ملي ــار دوالر‪ ،‬تليه ــا تركي ــا ب ـ ‪ 10.2‬ملي ــار دوالر‪،‬‬ ‫والصي ــن ب ـ ‪ 9.4‬ملي ــار دوالر‪.‬‬ ‫وع ــن ن ــوع واردات الع ـراق‪ ،‬يع ــد البت ــرول‬ ‫املك ــرر أكب ــر واردات البل ــد‪ ،‬بقيم ــة واردات‬ ‫تبلــغ ‪ 3.8‬مليــار دوالر‪ ،‬وتحتــل واردات معــدات‬ ‫الب ــث املرتب ــة الثاني ــة بقيم ــة تبل ــغ ‪ 3.2‬ملي ــار‬ ‫دوالر‪ ،‬والس ــيارات بقيم ــة واردات تبل ــغ ‪2.5‬‬ ‫ملي ــار دوالر‪ ،‬واملجوه ـرات بقيم ــة واردات‬ ‫تبلــغ ‪ 2.5‬مليــار دوالر‪ ،‬والتبــغ امللفــوف بقيمــة‬ ‫واردات تبلــغ ‪ 1.8‬مليــار دوالر‪ ،‬واألدويــة املعبــأة‬ ‫بقيم ــة واردات تبل ــغ ‪ 954‬ملي ــون دوالر‪.‬‬ ‫وكذلــك األرز بقيمــة واردات تبلــغ ‪ 857‬مليــون‬ ‫دوالر‪ ،‬والش ــاحنات بقيم ــة واردات تبل ــغ‬ ‫‪ 782‬ملي ــون دوالر‪ ،‬ومواس ــير الحدي ــد بقيم ــة‬ ‫واردات تبل ــغ ‪ 604‬ملي ــون دوالر‪ ،‬و لح ــوم‬ ‫الدواج ــن بقيم ــة واردات تبل ــغ ‪ 596‬ملي ــون‬ ‫دوالر‪ ،‬واإلط ــارات املطاطي ــة بقيم ــة واردات‬ ‫تبل ــغ ‪ 575‬ملي ــون دوالر‪ .‬ويق ــول املراقب ــون‬ ‫ان الس ــنين الالحق ــة لظه ــور تل ــك األرق ــام‬ ‫ش ــهدت تزاي ــدا جدي ــدا ف ــي اس ــتيراد البضائ ــع‬ ‫ال ــى الع ـراق‪ ،‬فأضيف ــت حاج ــات جدي ــدة منه ــا‬ ‫لحــوم العجــول واالغنــام فــي الســنوات األخيــرة‪،‬‬ ‫بس ــبب ارتف ــاع أس ــعار اللح ــوم املحلي ــة‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪101 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫اخفاقات في تحديث البطاقة التموينية‪..‬‬

‫وكثيرون يخشون فقدان الحصة‬

‫«التحديث لم يحسم‬ ‫موضوع اضافة فرد‬ ‫جديد الى البطاقة او‬ ‫غيرها من التغيرات‬ ‫ما يستدعي الحاجة‬ ‫الى زيارة المراكز‬ ‫التموينية في بعض‬ ‫الحاالت »‪..‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫ـدا فيه ــا تحدي ــث‬ ‫يواج ــه الس ــكان ف ــي الع ــراق ف ــي املناط ــق الت ــي ب ـ ٔ‬ ‫البطاق ــة التمويني ــة الكتروني ــا‪ ،‬مش ــكالت مربك ــة تتعل ــق ٔاساس ــا‬ ‫االج ــراءات املتعلق ــة بتنفي ــذ التطبي ــق االلكترون ــي‬ ‫بع ــدم كف ــاءة ٕ‬ ‫مــا ٔادى الــى قلقهــم مــن اســتكمال التحديــث فــي املــدة التــي حددتهــا‬ ‫الحكوم ــة وه ــددت فيه ــا بقط ــع الحص ــة التمويني ــة ف ــي حال ــة ع ــدم‬ ‫االلتــزام بمــدة الشــهراملحــددة ســقفا زمنيــا الســتكمال التحديــث‪.‬‬

‫وكان ــت وزارة التج ــارة ق ــد قال ــت ان البطاق ــة‬ ‫التمويني ــة س ــتتوقف ل ــدى املواطني ــن غي ــر‬ ‫املحدثيــن لبياناتهــم فــي غضــون ‪ 30‬يومــا ابتــداء‬ ‫م ــن نهاي ــة ش ــهر ش ــباط ‪.2025‬‬ ‫واوضــح املتحــدث باســم الــوزارة محمــد حنــون‬ ‫ـعارا الكتروني ــا ُ‬ ‫ان "اش ـ ً‬ ‫سيرس ــل للمواط ــن‬ ‫ٔ ٕ‬ ‫عن ــد ٕاتم ــام التحدي ــث‪ ،‬وف ــي ح ــال ل ــم يت ــم‬ ‫اس ــتكمال البيان ــات‪ ،‬يمك ــن للمواط ــن التوج ــه‬ ‫االج ـراءات‪ ،‬حي ــث يت ــم‬ ‫ٕال ــى الوكي ــل الس ــتكمال ٕ‬ ‫ٕاش ــعار الوكي ــل بوج ــود نق ــص ف ــي التحدي ــث‬ ‫م ــن قب ــل املواط ــن"‪ ،‬و ٔان ــه "س ــيتم ٕايق ــاف‬ ‫يوم ــا ف ــي ح ــال‬ ‫البطاق ــة التمويني ــة خ ــال ‪ً 30‬‬ ‫عــدم اســتكمال املعلومــات مــن قبــل املواطــن‪،‬‬ ‫وهنال ــك مرون ــة ٕاضافي ــة مل ــدة ٔاس ــبوعين ف ــي‬ ‫ح ــال ح ــدوث ٔاي ٔتاخي ــر"‪.‬‬ ‫وم ــن اب ــرز املش ــكالت الت ــي تواج ــه عملي ــة‬ ‫االلكتروني ــة‪،‬‬ ‫تحدي ــث البطاق ــة التمويني ــة ٕ‬ ‫االنترنــت‪ ،‬اذ يعانــي كثيــر‬ ‫صعوبــة الوصــول ٕالــى ٕ‬ ‫م ــن الس ــكان‪ ،‬بخاص ــة ف ــي املناط ــق الريفي ــة‪،‬‬ ‫االنترن ــت‬ ‫وحت ــى ف ــي بغ ــداد‪ ،‬م ــن ضع ــف ش ــبكة ٕ‬ ‫ٔاو عــدم توفرهــا‪ ،‬ممــا يعــوق عمليــة التحديــث‬ ‫اال لكترون ــي‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫وواجــه كثيــر مــن النــاس صعوبــة فــي اســتعمال‬ ‫االجـراءات‬ ‫االلكترونــي ٔاو التعامــل مــع ٕ‬ ‫التطبيــق ٕ‬

‫التقنيــة املطلوبــة للتحديــث‪ ،‬كمــا ان البيانــات‬ ‫املتواج ــدة ف ــي النظ ــام احت ــوت عل ــى ٔاخط ــاء ٔاو‬ ‫معلومــات غيــر دقيقــة‪ ،‬ممــا يتطلــب تصحيحهــا‬ ‫يدوي ــا‪ ،‬وه ــو ٔام ــر يس ــتغرق وقت ــا وجه ــدا‪،‬‬ ‫يض ــاف ال ــى ذل ــك مش ــكالت تتعل ــق بع ــدم‬ ‫ٔ‬ ‫الوثاي ــق الش ــخصية ل ــدى كثيري ــن م ــا‬ ‫اكتم ــال‬ ‫ٔ‬ ‫يتطل ــب وقت ــا ملراجع ــة الدواي ــر املعني ــة‪.‬‬ ‫االلكترون ــي‪ ،‬يراج ــع‬ ‫وبرغ ــم توف ــر التحدي ــث ٕ‬ ‫بع ــض الس ــكان ٕال ــى املراك ــز التمويني ــة ٕالج ـراء‬ ‫التحدي ــث‪ٔ ،‬الس ــباب تتعل ــق بصعوب ــات‬ ‫وتاخي ـ ًرا‪.‬‬ ‫التحدي ــث‪ ،‬مم ــا يس ــبب ازدحام ـ ًـا ٔ‬ ‫و ق ــد ال يك ــون بع ــض املواطني ــن عل ــى دراي ــة‬ ‫كافي ــة ٔباهمي ــة التحدي ــث ٔاو كيفي ــة ٕاجر ٔاي ــه‪،‬‬ ‫مم ــا يتطل ــب حم ــات توعي ــة مكثف ــة تس ــتغرق‬ ‫وقتــا قبــل الشــروع فــي التحديــث‪ ،‬وكان يفتــرض‬ ‫باالع ــام الس ــيما القن ــوات التلفزيوني ــة ان‬ ‫ٕ‬ ‫تثقــف بهــذا االمــر منــذ مــدة وهــو مــا لــم يحصــل‪.‬‬ ‫االحي ــان‪ ،‬يواج ــه املس ــتخدمون‬ ‫وف ــي كثي ــر م ــن ٔ‬ ‫مش ــكالت تقني ــة ف ــي التطبي ــق نفس ــه‪ ،‬مث ــل‬ ‫عــدم القــدرة علــى تســجيل الدخــول ٔاو تحميــل‬ ‫املســتندات‪ ،‬ويتوقــف التحديــث عنــد الوصــول‬ ‫ال ــى اخ ــذ ص ــورة للوج ــه مطالب ــا املس ــتخدم‬ ‫باالتص ــال بالدع ــم وكتاب ــة مالحظات ــه‬ ‫واالستفس ــار وعندم ــا يق ــوم الش ــخص بذل ــك‬

‫«يسهم التحديث‬ ‫االلكتروني في‬ ‫تقليل فرص الفساد‬ ‫والتالعب في نظام‬ ‫التموين‪ ،‬اذ يصبح‬ ‫من الصعب التالعب‬ ‫بالبيانات او الحصول‬ ‫على حصص تموينية‬ ‫غير مستحقة »‪..‬‬

‫ويكت ــب ع ــن املش ــكلة ال ٔياتي ــه ال ــرد؛ ويعب ــر‬ ‫االشــخاص عــن الخــوف مــن فقــدان‬ ‫كثيــر مــن ٔ‬ ‫املعلوم ــات الش ــخصية ٔاو التع ــرض لالحتي ــال‬ ‫اال لكترون ــي‪.‬‬ ‫ٕ‬ ‫كمــا ان ٔاشــخاصا اشــتكوا مــن ان البعــض قــال‬ ‫له ــم ان هواتفه ــم قديم ــة وانه ــا ال تس ــتجيب‬ ‫للتطبيــق‪ ،‬ونصحوهــم بش ـراء هواتــف جديــدة‬ ‫مث ــل االيف ــون وغي ــره‪ٔ ،‬واش ــاروا ال ــى انه ــم لي ــس‬ ‫بمقدوره ــم ذل ــك‪ ،‬الرتف ــاع ٔاس ــعارها‪.‬‬ ‫وفض ــا ع ــن ذل ــك‪ ،‬هن ــاك بع ــض املش ــكالت‬ ‫االخــرى منهــا ان التحديــث لــم يحســم موضــوع‬ ‫ٔ‬ ‫ٕاضاف ــة ف ــرد جدي ــد ال ــى البطاق ــة او غيره ــا‬ ‫م ــن التغي ـرات م ــا يس ــتدعي الحاج ــة ٕال ــى زي ــارة‬ ‫املراك ــز التمويني ــة ف ــي بع ــض الح ــاالت‪.‬‬ ‫وبرغ ــم س ــعي الحكوم ــة العراقي ــة ٕال ــى تحس ــين‬ ‫لالنترن ــت‪ ،‬وتوفي ــر الدع ــم‬ ‫البني ــة التحتي ــة ٕ‬ ‫االج ـراءات‪ ،‬وزي ــادة‬ ‫الفن ــي للس ــكان‪ ،‬وتبس ــيط ٕ‬ ‫االلكترون ــي‪ ،‬ف ــان‬ ‫الوع ــي ٔباهمي ــة التحدي ــث ٕ‬ ‫الش ــبكة ف ــي الع ـراق ل ــم ت ــزل ضعيف ــة الس ــيما‬ ‫فــي اثنــاء تواجــد الشــخص فــي املنــزل ومباشــرته‬ ‫بالتحد ي ــث‪.‬‬ ‫وفيم ــا يتعل ــق ب ـ ٕـادارة الدول ــة ف ــان تحدي ــث‬ ‫االلكتروني ــة ف ــي الع ـراق‬ ‫البطاق ــة التمويني ــة ٕ‬

‫بحس ــب م ــا اعل ــن‪ ،‬يه ــدف ٕال ــى تحقي ــق ع ــدة‬ ‫ٔاه ــداف ٔرييس ــة‪ ،‬م ــن بينه ــا‪ ،‬تنقي ــة قاع ــدة‬ ‫البيان ــات وتحديثه ــا بش ــكل دوري‪ ،‬مم ــا يضم ــن‬ ‫ٔ‬ ‫واالف ـراد‬ ‫وصــول املــواد التموينيــة ٕالــى العايــات ٔ‬ ‫الذي ــن يس ــتحقونها فع ــا‪.‬‬ ‫كم ــا ان التحدي ــث يس ــعى ال ــى تحس ــين كف ــاءة‬ ‫نظ ــام التوزي ــع‪ ،‬فبوس ــاطة تحدي ــث البيان ــات‪،‬‬ ‫يمك ــن تحس ــين عملي ــة توزي ــع امل ــواد التمويني ــة‬ ‫وتقليــل الهــدر والتالعــب‪ ،‬كمــا يســهم التحديــث‬ ‫االلكترونــي فــي تقليــل فــرص الفســاد والتالعــب‬ ‫ٕ‬ ‫ف ــي نظ ــام التموي ــن‪ ،‬اذ يصب ــح م ــن الصع ــب‬ ‫التالعــب بالبيانــات ٔاو الحصــول علــى حصــص‬ ‫تمويني ــة غي ــر مس ــتحقة‪ ،‬بحس ــب اه ــداف‬ ‫التحدي ــث املعلن ــة‪.‬‬ ‫و يهــدف انجــاز التحديــث املفتــرض ٕالــى تبســيط‬ ‫االج ـراءات وتســهيلها علــى الســكان‪ ،‬اذ يمكنهــم‬ ‫ٕ‬ ‫االنترن ــت م ــن‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ـهولة‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫بيانات‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫تحد‬ ‫ٕ‬ ‫دون الحاج ــة ٕال ــى زي ــارة املراك ــز التمويني ــة ف ــي‬ ‫كثيــر مــن الحــاالت‪ ،‬كمــا ان تحديــث البيانــات‬ ‫املتواجــدة فــي النظــام ٔياتــي لضمــان الدقــة‪ ،‬ممــا‬ ‫يتي ــح للحكوم ــة اتخ ــاذ ق ـرارات ٔافض ــل بش ـ ٔـان‬ ‫توزي ــع امل ــواد التمويني ــة وتخصي ــص امل ــوارد‪.‬‬ ‫و ين ــدرج تحدي ــث البطاق ــة التمويني ــة‬

‫االلكترونيــة فــي ٕاطــار جهــود الحكومــة العراقيــة‬ ‫ٕ‬ ‫لتحقي ــق التح ــول الرقم ــي ف ــي ش ــتى القطاع ــات‬ ‫الحكومي ــة‪.‬‬ ‫وبتحديــث البيانــات‪ ،‬يمكــن للحكومــة الحصول‬ ‫علــى معلومــات دقيقــة بشـ ٔـان عــدد املســتفيدين‬ ‫واحتياجاته ــم‪ ،‬مم ــا يس ــاعدها عل ــى تخطي ــط‬ ‫وتلبيــة االحتياجــات بشــكل ٔافضــل‪.‬‬ ‫اغل ــب الذي ــن اس ــتطلعنا ٓاراءه ــم مم ــن ل ــم‬ ‫يس ــتكملوا التحدي ــث اتفق ــوا عل ــى ان التطبي ــق‬ ‫االداء وانهم وجدوا‬ ‫ال يلبي السرعة والكفاءة في ٔ‬ ‫االوام ــر وبخاص ــة عن ــد‬ ‫اس ــتحالة ف ــي اس ــتكمال ٔ‬ ‫طل ــب تصوي ــر الوج ــه‪ ،‬وق ــال كثي ــرون انه ــم‬ ‫حاول ــوا ٔالكث ــر م ــن م ــرة التق ــاط ص ــورة للوج ــه‬ ‫حيــن يصلــون اليــه ولكــن العمليــة تفشــل فــي كل‬ ‫مــرة‪ ،‬واعربــوا عــن مخاوفهــم مــن قطــع حصتهــم‬ ‫ـدا الوق ــت يداهمه ــم‪.‬‬ ‫التمويني ــة بع ــد ان ب ـ ٔ‬ ‫االش ــخاص حاج ــة الن ــاس‬ ‫وق ــد اس ــتغل بع ــض ٔ‬ ‫ل‬ ‫للتحديــث بغــرض الحصــو علــى ٔامــوال ٕالنجــاز‬ ‫ٕاج ـراءات التحدي ــث وبعضه ــم طل ــب ‪ 5‬ـ ‪10‬‬ ‫االف دين ــار ل ــكل ش ــخص ف ــي االس ــرة لتحدي ــث‬ ‫بياناتــه مــا تســبب فــي تكبيــد ٔ‬ ‫العايــات صرفيــات‬ ‫ٕاضافيــة علــى ميزانيتهــا‪ ،‬الســيما االســر الكبيــرة‪.‬‬ ‫كثي ــر م ــن الن ــاس قال ــوا انه ــم التقط ــوا ص ــورة‬

‫للبطاق ــات املوح ــدة وج ــه وظه ــر وم ـ ٔـاوا‬ ‫املعلوم ــات‪ ،‬ولك ــن عندم ــا وصل ــوا ال ــى مرحل ــة‬ ‫التقــاط الصــورة الشــخصية لــم يقبــل التطبيــق‬ ‫االم ــر ف ــورا‪ ،‬حت ــى ان كامي ـرا الهات ــف ل ــم تظه ــر‬ ‫الوج ــه ٔاص ــا‪.‬‬ ‫وقــال ٓاخــرون ان مشــكالت تولــدت عــن تواجــد‬ ‫اف ـراد مــن ٔ‬ ‫العايلــة فــي ٔاماكــن ٔاخــرى مــا يتطلــب‬ ‫حضوره ــم ويعق ــد االم ــر‪ ،‬فيم ــا عب ــر ٓاخ ــرون‬ ‫ع ــن ع ــدم فهمه ــم ٕاج ـراءات الح ــاق البعيدي ــن‬ ‫بوس ــاطة الواتس ــاب وغيره ــا م ــن ط ــرق‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي‪.‬‬ ‫باملجم ــل ف ــان كثي ـرا م ــن العراقيي ــن يش ــعرون‬ ‫بقل ــق كبي ــر بس ــبب احتمالي ــة قط ــع حصته ــم‬ ‫التمويني ــة نتيج ــة ع ــدم اس ــتكمال ٕاج ـراءات‬ ‫تحدي ــث بياناته ــم ف ــي نظ ــام البطاق ــة التمويني ــة‬ ‫االساس ــيات الت ــي يعتم ــد عليه ــا‬ ‫الت ــي تع ــد م ــن ٔ‬ ‫الس ــكان لتلبي ــة احتياجاته ــم املعيش ــية‪،‬‬ ‫بخاص ــة ف ــي ظ ــل الظ ــروف االقتصادي ــة‬ ‫الصعب ــة الت ــي يواجهه ــا كثي ــرون‪ ،‬وان ٔتاخ ــر‬ ‫االج ـراءات‬ ‫كثيــر مــن النــاس فــي اســتكمال هــذه ٕ‬ ‫ٔادى ٕالــى املخــاوف مــن فقــدان هــذه الحصــص‪،‬‬ ‫االس ــر الت ــي تعتم ــد عليه ــا‬ ‫م ــا يزي ــد الع ــبء عل ــى ٔ‬ ‫بش ــكل كبي ــر‪.‬‬

‫‪102‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪103 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫السفر عبر البحر ‪..‬‬

‫عالج نفسي وترفيهي‬ ‫غائب عن موانئ العراق‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫يتميزالسفرعبرالبحربعدة جوانب إيجابية‪ ،‬بحسب‬ ‫التجارب املعاصرة‪ ،‬السيما عند مقارنته بوسائل‬ ‫النقل األخرى‪ ،‬فهو يوفرتجربة فريدة وممتعة‪ ،‬اذ‬ ‫يمكن للمسافراالستمتاع باملناظرالطبيعية الخالبة‬ ‫للبحرواملحيطات‪.‬‬

‫و توف ــر الرح ــات البحري ــة عدي ــد األنش ــطة‬ ‫الترفيهي ــة‪ ،‬مث ــل الس ــباحة‪ ،‬والغط ــس‪،‬‬ ‫والرياض ــات املائي ــة األخ ــرى‪ ،‬ويمك ــن للمس ــافر‬ ‫زي ــارة كثي ــر م ــن امل ــدن الس ــاحلية والج ــزر ف ــي‬ ‫رحل ــة واح ــدة‪ ،‬مم ــا يتي ــح ل ــه اكتش ــاف ثقاف ــات‬ ‫متنوع ــة‪.‬‬ ‫و تتيــح الرحــات البحريــة الوصــول الــى وجهــات‬ ‫قــد يكــون الوصــول ٕاليهــا صعبــا بوســائل النقــل‬ ‫األخ ــرى‪ ،‬كم ــا يوف ــر الس ــفر البح ــري بيئ ــة‬ ‫مريحــة واســترخاء ضروريــا‪ ،‬اذ يمكــن للمســافر‬ ‫االس ــتمتاع باله ــدوء والس ــكينة بعي ــدا ع ــن‬ ‫صخــب املــدن‪ ،‬كمــا توفــر الســفن الســياحية‬ ‫الحديث ــة مراف ــق فاخ ــرة‪ ،‬مث ــل املطاع ــم‪،‬‬ ‫واملس ــابح‪ ،‬والن ــوادي الصحي ــة‪.‬‬ ‫و بحســب تجــارب الــدول‪ ،‬غالبــا مــا تكــون تكلفــة‬ ‫الرح ــات البحري ــة ش ــاملة لإلقام ــة‪ ،‬والطع ــام‪،‬‬ ‫والترفيــه‪ ،‬ممــا يجعلهــا خيــارا اقتصاديــا رخيصــا‬ ‫مقارن ــة بالرح ــات البري ــة ٔاو الجوي ــة‪ ،‬و يمك ــن‬ ‫للمس ــافر االس ــتمتاع بتجرب ــة س ــفر فاخ ــرة‬ ‫بتكلفــة معقولــة‪ ،‬وتعــد الدراســات الســفر عبــر‬ ‫البحــر نوعــا مــن العــاج النف�ســي اذ يعــد النظــر‬ ‫ٕالــى البحــر واألصغــاء ٕالــى صوتــه نوعــا مــن ٔانــواع‬ ‫التامــل‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫وتق ــول دراس ــات طبي ــة ان النظ ــر ٕال ــى البح ــر‬ ‫يس ــهم ف ــي خف ــض ضغ ــط ال ــدم ومس ــتويات‬ ‫وتامل ــه يس ــاعد عل ــى تحس ــين‬ ‫هرم ــون التوت ــر‪ٔ ،‬‬ ‫امل ـزاج‪ ،‬والتخل ــص م ــن القل ــق‪.‬‬ ‫االخ ــذ ف ــي االعتب ــار بع ــض‬ ‫وم ــع ذل ــك‪ ،‬يج ــب ٔ‬ ‫الس ــلبيات املحتمل ــة‪ ،‬مث ــل ط ــول م ــدة الرحل ــة‪،‬‬ ‫االصابــة بــدوار البحــر‪ ،‬وهــذا يمكــن‬ ‫واحتماليــة ٕ‬ ‫عالجــه بتنــاول ٔاق ـراص خاصــة فــي اول الرحلــة‪.‬‬ ‫االمكاني ــات الت ــي‬ ‫ويمتل ــك الع ـراق كثي ـرا م ــن ٕ‬ ‫يمك ــن اس ــتغاللها لتنش ــيط س ــفر وع ــودة‬ ‫س ــكانه عب ــر البح ــر‪ ،‬وذل ــك بالنظ ــر ٕال ــى موقع ــه‬ ‫الجغراف ــي املتمي ــز وامتالك ــه لش ــريط س ــاحلي‬ ‫االمكانيــات‪،‬‬ ‫علــى الخليــج العربــي؛ وتشــمل هــذه ٕ‬ ‫تطوي ــر البني ــة التحتي ــة للموان ـ ٔـي بتحدي ــث‬ ‫وتوس ــيع املوان ـ ٔـي العراقي ــة لتلبي ــة متطلب ــات‬ ‫الس ــفن الس ــياحية الحديث ــة‪.‬‬ ‫وكذل ــك ٕانش ــاء مراف ــق مخصص ــة لل ــركاب‪،‬‬

‫مث ــل ص ــاالت االنتظ ــار واملتاج ــر واملطاع ــم‪ ،‬و‬ ‫توفيــر خدمــات لوجســتية متكاملــة‪ ،‬مثــل طــرق‬ ‫النق ــل م ــن ٕوال ــى املوان ـ ٔـي‪ ،‬و تش ــجيع االس ــتثمار‬ ‫ف ــي الس ــياحة البحري ــة بتقدي ــم تس ــهيالت‬ ‫وحواف ــز للمس ــتثمرين ف ــي قط ــاع الس ــياحة‬ ‫البحري ــة‪ ،‬و ٕاقام ــة ش ـراكات م ــع ش ــركات‬ ‫الس ــياحة العاملي ــة لتنظي ــم رح ــات بحري ــة ٕال ــى‬ ‫الع ــراق‪.‬‬ ‫وكذل ــك تش ــمل مس ــتلزمات تحس ــين الس ــفر‬ ‫البحــري تطويــر املنتجعــات واملــدن الســياحية‬ ‫عل ــى ط ــول الس ــاحل العراق ــي‪ ،‬و تفعي ــل دور‬ ‫الش ــركة العام ــة ملوان ـ ٔـي الع ـراق‪ ،‬بتوس ــيع‬ ‫ٔاس ــطول الش ــركة العام ــة للنق ــل البح ــري‬ ‫ليش ــمل س ــفن س ــياحية مجه ــزة ٔباح ــدث‬ ‫التقني ــات‪ ،‬و تنظي ــم رح ــات بحري ــة منتظم ــة‬ ‫ٕال ــى وجه ــات س ــياحية ف ــي املنطق ــة؛ و تقدي ــم‬ ‫خدم ــات متمي ــزة للمس ــافرين‪ ،‬مث ــل البرام ــج‬ ‫واالنش ــطة الس ــياحية‪.‬‬ ‫الترفيهي ــة ٔ‬ ‫وتش ــمل ٔايض ــا التروي ــج للس ــياحة البحري ــة‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬بتنظي ــم حم ــات ترويجي ــة‬ ‫للتعري ــف بالوجه ــات الس ــياحية البحري ــة ف ــي‬ ‫الع ـراق‪ ،‬و املش ــاركة ف ــي املع ــارض واملؤتم ـرات‬ ‫الدولي ــة للس ــياحة البحري ــة‪ ،‬واس ــتغالل‬ ‫االعــام املتنوعــة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك وســائل‬ ‫وســائل ٕ‬ ‫التواص ــل االجتماع ــي‪ ،‬للتروي ــج للس ــياحة‬ ‫البحري ــة العراقي ــة‪.‬‬ ‫ن‬ ‫االقليم ــي‬ ‫ـاو‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫الت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫كم ــا تتضم ــن اي‬ ‫ٕ‬ ‫والدول ــي بتوقي ــع اتفاقي ــات تع ــاون م ــع ال ــدول‬ ‫املج ــاورة لتس ــهيل حرك ــة الس ــياحة البحري ــة‪،‬‬ ‫واالس ــتفادة م ــن الخب ـرات الدولي ــة ف ــي مج ــال‬ ‫تطوي ــر الس ــياحة البحري ــة‪ ،‬و العم ــل عل ــى‬ ‫تطوي ــر خط ــوط مالحي ــة م ــع دول العال ــم‪.‬‬ ‫وبالطب ــع ف ــان هن ــاك ٔام ــورا ٕاضافي ــة واجب ــة‬ ‫االم ــن والس ــامة‬ ‫التنفي ــذ‪ ،‬منه ــا ضم ــان ٔ‬ ‫للمس ــافرين ف ــي املوان ـ ٔـي وعل ــى مت ــن الس ــفن‪،‬‬ ‫لالم ــن والس ــامة‬ ‫و تطبي ــق املعايي ــر الدولي ــة ٔ‬ ‫البحري ــة‪ ،‬و تبس ــيط اإلج ـراءات القانوني ــة‬ ‫واالداريــة املتعلقــة بالســفر البحــري‪ ،‬و توفيــر‬ ‫ٕ‬ ‫التاش ــيرات والتصاري ــح بس ــهولة‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫خد‬ ‫ٔ‬ ‫ويس ــر‪.‬‬

‫‪104‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪105 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫السفر عبر البحر عالج نفسي وترفيهي غائب عن موانئ العراق‬

‫" اهداف الخطط المعلنة‬ ‫تتضمن زيادة القدرة‬ ‫االستيعابية للموانئ‬ ‫العراقية‪ ،‬و تحسين خدمات‬ ‫النقل البحري وسفر‬ ‫االشخاص" ‪..‬‬

‫االج ـراءات وغيره ــا‪،‬‬ ‫وع ــن طري ــق تنفي ــذ ه ــذه ٕ‬ ‫يمك ــن للع ـراق ٔان يس ــتغل ٕامكانيات ــه البحري ــة‬ ‫لتنش ــيط حرك ــة الس ــياحة البحري ــة وتوفي ــر‬ ‫ف ــرص جدي ــدة لس ــكانه لالس ــتمتاع بتجرب ــة‬ ‫س ــفر فري ــدة وممتع ــة‪.‬‬ ‫ف ــي الع ـراق ٕامكان ــات واع ــدة للش ــروع ف ــي تنفي ــذ‬ ‫وتس ــهيل عملي ــة النق ــل البح ــري‪ ،‬اذ يع ــد‬ ‫ُ‬ ‫مين ــاء الف ــاو الكبي ــر مش ــروعا اس ــتراتيجيا‬ ‫يه ــدف ٕال ــى تحوي ــل الع ـراق ٕال ــى مرك ــز ٕاقليم ــي‬ ‫للنق ــل البح ــري‪ ،‬عل ــى وف ــق م ــا ٔاعلن ــت الجه ــات‬ ‫التنفيذي ــة ف ــي الحكوم ــة االتحادي ــة العراقي ــة‪.‬‬

‫وتش ــمل خط ــط انش ــاء الط ــرق البحري ــة‬ ‫العراقي ــة‪ ،‬تطوي ــر البني ــة التحتي ــة للمين ــاء‪،‬‬ ‫وزي ــادة قدرت ــه االس ــتيعابية‪ ،‬وتوفي ــر خدم ــات‬ ‫لوجس ــتية متط ــورة‪ ،‬اذ يه ــدف املش ــروع ٕال ــى‬ ‫ربــط العـراق بشــبكات النقــل البحــري العامليــة‪،‬‬ ‫وتس ــهيل حرك ــة التج ــارة‪ ،‬وتوفي ــر ف ــرص‬ ‫عم ــل جدي ــدة‪ ،‬ويش ــتمل مش ــروع املين ــاء عل ــى‬ ‫خط ــط مس ــتقبلية لبن ــاء محط ــات لتحلي ــة‬ ‫املي ــاه وللطاق ــة الكهربائي ــة‪ ،‬فض ــا ع ــن ٕانش ــاء‬ ‫س ــواحل س ــياحية‪.‬‬ ‫وتعمــل الحكومــة العراقيــة علــى تطويــر موانــئ‬

‫ٔاخ ــرى ف ــي البص ــرة‪ ،‬مث ــل مين ــاء ٔام قص ــر‪،‬‬ ‫لزيــادة قدرتهــا االســتيعابية وتحســين خدماتهــا؛‬ ‫وتش ــمل الخط ــط تطوي ــر البني ــة التحتي ــة‬ ‫للموان ـ ٔـي‪ ،‬وتحدي ــث املع ــدات‪ ،‬وتطبي ــق ٔانظم ــة‬ ‫ٕالكتروني ــة ٕالدارة العملي ــات‪ ،‬و ته ــدف ه ــذه‬ ‫الجه ــود ٕال ــى تحس ــين كف ــاءة املوان ـ ٔـي وتس ــهيل‬ ‫حرك ــة البضائ ــع واملس ــافرين‪.‬‬ ‫ٔواهــداف الخطــط املعلنــة تتضمــن زيــادة القــدرة‬ ‫االس ــتيعابية للموان ـ ٔـي العراقي ــة‪ ،‬و تحس ــين‬ ‫االش ــخاص‪،‬‬ ‫خدم ــات النق ــل البح ــري وس ــفر ٔ‬ ‫و تس ــهيل حرك ــة التج ــارة الدولي ــة‪ ،‬وتش ــغيل‬

‫اعــدادا كبيــرة مــن االيــدي العاملــة الســيما مــن‬ ‫ٔاهال ــي محافظ ــة البص ــرة و تحوي ــل الع ـراق ٕال ــى‬ ‫مرك ــز ٕاقليم ــي للنق ــل البح ــري‪.‬‬ ‫و تتطل ــب ه ــذه املش ــاريع اس ــتثمارات مالئم ــة و‬ ‫توفي ــر ٔ‬ ‫بيي ــة ٓامن ــة لتش ــغيل املوان ـ ٔـي‪ ،‬و تحس ــين‬ ‫ٕادارة املوانـ ٔـي وتطبيــق ٔانظمــة حديثــة‪ ،‬وتنظيــم‬ ‫االجـراءات املتعلقــة بالجمــارك‪ ،‬ومراكــز خدمــة‬ ‫ٕ‬ ‫والتاشــيرات وغيرهــا‪.‬‬ ‫ـافرين‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫امل‬ ‫ٔ‬ ‫ويمتل ــك الع ـراق منف ــذا بحري ــا عل ــى الخلي ــج‬ ‫العرب ــي ع ــن طري ــق محافظ ــة البص ــرة جنوب ــي‬ ‫الع ـراق بس ــاحل طول ــه ‪ 58‬ك ــم‪ ،‬وه ــذا يمث ــل‬

‫‪ 1.6%‬م ــن مجم ــوع ح ــدود جمهوري ــة الع ـراق‪،‬‬ ‫غي ــر ان املتخصصي ــن يلفت ــون ال ــى ان عملي ــة‬ ‫توس ــيع الس ــواحل ٔاصبح ــت ف ــي العص ــر الحال ــي‬ ‫عملي ــة يس ــيرة بتوس ــيعها افقي ــا وف ــي العم ــق‬ ‫ٕباجـراءات باتــت متوفــرة ومثــل ذلــك فعلتــه دول‬ ‫ف ــي العال ــم م ــن بينه ــا دول خليجي ــة‪.‬‬ ‫وتق ــع جمي ــع موان ـ ٔـي الع ـراق ٔ‬ ‫الرييس ــة ضم ــن‬ ‫االداري ــة ملحافظ ــة البص ــرة ف ــي قضائ ــي‬ ‫الح ــدود ٕ‬ ‫الزبيــر والفــاو‪ ،‬كمــا يملــك العـراق بعــض املوانـ ٔـي‬ ‫الصغيــرة تطــل علــى نهــري دجلــة والفـرات وشــط‬ ‫الع ــرب‪ ،‬ويعم ــل الع ـراق عل ــى زي ــادة الق ــدرة‬

‫«تتطلب المشاريع استثمارات‬ ‫مالئمة و توفير بيئة امنة لتشغيل‬ ‫الموانئ‪ ،‬و تحسين ادارة الموانئ‬ ‫وتطبيق انظمة حديثة‪ ،‬وتنظيم‬ ‫االجراءات المتعلقة بالجمارك‪،‬‬ ‫ومراكز خدمة المسافرين‬ ‫والتأشيرات »‪.‬‬

‫االســتيعابية ٔ‬ ‫ملوانيــه ٕبانشــاء مينــاء الفــاو الكبيــر‬ ‫االرصفــة فــي املوانـ ٔـي الحاليــة (هــذا فضــا‬ ‫وزيــادة ٔ‬ ‫املنص ــات النفطي ــة العائم ــة ف ــي الخلي ــج‬ ‫ع ــن ّ‬ ‫لتصدي ــر النف ــط)‪.‬‬ ‫وم ــن املوان ـ ٔـي العراقي ــة املهم ــة‪ ،‬مين ــاء ام قص ــر‬ ‫وه ــو ٔاكب ــر مين ــاء عراق ــي ف ــي محافظ ــة البص ــرة‬ ‫جنوب ــي الع ـراق‪ ،‬ف ــي منطق ــة ٔام قص ــر بالق ــرب‬ ‫م ــن الح ــدود العراقي ــة الكويتي ــة وتدي ــره‬ ‫الشــركة العامــة ملوانـ ٔـي العـراق‪ ،‬وكذلــك مينــاء‬ ‫خ ــور الزبي ــر ال ــذي بن ــي ف ــي ع ــام ‪ ،1974‬عل ــى‬ ‫خ ــور الزبي ــر ف ــي محافظ ــة البص ــرة ويبع ــد ع ــن‬ ‫مدين ــة البص ــرة مس ــافة ‪ 80‬كيلومت ــر‪ ،‬ومين ــاء‬ ‫ٔاب ــو فل ــوس ف ــي اب ــي الخصي ــب ومين ــاء املعق ــل‬ ‫مــن ٔاقــدم املوانـ ٔـي العراقيــة‪ ،‬جــرى ٕانشــاءه عــام‬ ‫‪ 1916‬فــي منطقــة شــط العــرب التــي تبعــد نحــو‬ ‫‪ 135‬ك ــم ع ــن الس ــاحل العراق ــي املط ــل عل ــى‬ ‫الخلي ــج واملوان ـ ٔـي النفطي ــة‪.‬‬ ‫لق ــد لوح ــظ ان الحكوم ــة العراقي ــة ف ــي‬ ‫الس ــنوات االخي ــرة س ــعت لتنفي ــذ الخط ــط‬ ‫لتحس ــين النق ــل البح ــري وتطوي ــر البني ــة‬ ‫التحتيــة للمرافــق البحريــة‪ ،‬واملباشــرة بتفعيــل‬ ‫االش ــخاص عب ــر املوان ـ ٔـي العراقي ــة‪،‬‬ ‫س ــفر ٔ‬ ‫وتحقي ــق التنمي ــة االقتصادي ــة ف ــي الب ــاد‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY‬‬ ‫‪FAILY MAGAZINE‬‬ ‫‪MAGAZINE‬‬

‫‪107 2025‬‬ ‫الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬ ‫والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس‬ ‫والعشرون‪-‬كانون‬ ‫الحاديةالحادية‬ ‫السنة السنة‬ ‫العدد ‪255‬‬ ‫العدد ‪253‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫في سبيل التخلص من ُأحادية استيراد الغازوالطاقة‬ ‫الكهربائية وفي ظل العقوبات األمريكية على إيران‪،‬‬ ‫يسعى العراق لتنويع مصادرالغاز والطاقة لتحقيق‬ ‫إدامة زخم للمنظومة ومحطات الكهرباء‪.‬‬

‫تنويع مصادر الطاقة ‪..‬‬

‫نسمع بها كثيراً لكن إلى أين‬ ‫صار االتجاه؟‪..‬‬

‫‪108‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪109 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫تنويع مصادر الطاقة ‪ ..‬إلى أين صار االتجاه؟‪..‬‬ ‫وبحس ــب وزارة الكهرب ــاء العراقي ــة وخب ـراء‬ ‫طاق ــة‪ ،‬ف ــإن الع ـراق ب ــدأ يتج ــه نح ــو توقي ــع‬ ‫عق ــود م ــع دول مختلف ــة لش ـراء الغ ــاز‪،‬‬ ‫واس ــتثمار حق ــول الغ ــاز الوطني ــة‪ ،‬إضاف ــة‬ ‫إل ــى إكم ــال مش ــاريع الرب ــط الكهربائ ــي‪ ،‬وزي ــادة‬ ‫الطاق ــة املنقول ــة‪.‬‬ ‫وم ــن الخط ــوات األخ ــرى‪ ،‬ه ــي التعاق ــد م ــع‬ ‫ش ــركات عاملي ــة إلنش ــاء محط ــات الطاق ــة‬ ‫املتج ــددة‪ ،‬وطاق ــة الري ــاح‪ ،‬فض ـ ًـا ع ــن إط ــاق‬ ‫ق ــروض للمواطني ــن لش ـراء منظوم ــة الطاق ــة‬ ‫ا لشمس ــية ‪.‬‬ ‫باإلضاف ــة إل ــى وج ــود توجه ــات لبن ــاء منص ــة‬ ‫بحري ــة لتوري ــد الغ ــاز املس ــال‪ ،‬وإلنش ــاء‬ ‫املحط ــات البخاري ــة‪ ،‬وحدي ــث ع ــن ال ــدورات‬ ‫املركب ــة الت ــي ال تحت ــاج إل ــى وق ــود أو غ ــاز‪.‬‬ ‫وف ــي التفاصي ــل‪ ،‬يق ــول املتح ــدث باس ــم وزارة‬ ‫الكهرب ــاء‪ ،‬أحم ــد مو�س ــى‪ ،‬إن "هن ــاك توجيه ــات‬ ‫حكومي ــة لتنوي ــع مص ــادر الغ ــاز والطاق ــة‪،‬‬ ‫وعل ــى ه ــذا األس ــاس تعم ــل الجه ــات القطاعي ــة‬ ‫كوزارت ــي الكهرب ــاء والنف ــط عل ــى توقي ــع عق ــود‬ ‫مــع دول مختلفــة لش ـراء الغــاز لتحقيــق إدامــة‬ ‫زخ ــم للمنظوم ــة ومحط ــات الكهرب ــاء"‪.‬‬ ‫ويضي ــف مو�س ــى ملجل ــة «فيل ــي»‪" ،‬كم ــا هن ــاك‬ ‫توجي ــه حكوم ــي للح ــث عل ــى اس ــتثمار حق ــول‬ ‫الغ ــاز الوطني ــة واس ــتغالل الغ ــاز الوطن ــي‬ ‫لصال ــح تش ــغيل محط ــات الكهرب ــاء‪ ،‬إضاف ــة‬ ‫إل ــى إكم ــال مش ــاريع الرب ــط الكهربائ ــي وزي ــادة‬ ‫الطاق ــة املنقول ــة لخط ــوط الرب ــط م ــع تركي ــا‬ ‫واألردن‪ ،‬واســتكمال الربــط العراقــي الخليجــي"‪.‬‬ ‫ويتاب ــع‪" ،‬باإلضاف ــة إل ــى م�ض ــي وزارة الكهرب ــاء‬ ‫بالتعاق ــد م ــع ش ــركات عاملي ــة إلنش ــاء محط ــات‬ ‫الطاق ــة املتج ــددة ف ــي ع ــدد م ــن املحافظ ــات‪،‬‬ ‫وأيض ـ ًـا تحوي ــل املبان ــي الحكومي ــة والحدي ــث‬ ‫يج ــري ع ــن ‪ 536‬مبن ــى حكومي ـ ًـا س ــيتم تحويل ــه‬ ‫إل ــى منظوم ــات الطاق ــة الشمس ــية لتخفي ــف‬ ‫العب ــئ والضغ ــط عل ــى املنظوم ــة"‪.‬‬ ‫ويكم ــل‪" ،‬كم ــا هن ــاك حدي ــث ع ــن ال ــدورات‬ ‫املركب ــة الت ــي ُأطلق ــت األعم ــال التنفيذي ــة له ــا‬ ‫والت ــي تجريه ــا وزارة الكهرب ــاء‪ ،‬وه ــي ال تحت ــاج‬ ‫إل ــى وق ــود أو غ ــاز أو غي ــره‪ ،‬إضاف ــة إل ــى توج ــه‬ ‫الــوزارة إلنشــاء املحطــات البخاريــة التــي تعمــل‬

‫عل ــى الوق ــود املحل ــي املتوف ــر واملت ــاح"‪.‬‬ ‫ويش ــير مو�س ــى‪ ،‬إل ــى أن "هن ــاك مب ــادرة للبن ــك‬ ‫املرك ــزي لح ــث املواطني ــن للحص ــول عل ــى‬ ‫قــروض صغيــرة يشــترون بهــا منظومــة الطاقــة‬ ‫الشمس ــية لنصبه ــا عل ــى أس ــطح املن ــازل"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد املتح ــدث باس ــم وزارة الكهرب ــاء‪ ،‬أن‬ ‫"أب ــواب ال ــوزارة مفتوح ــة لجمي ــع الش ــركات‬ ‫وال ــدول الت ــي م ــن ش ــأنها أن تعم ــل م ــع وزارة‬ ‫الكهرب ــاء لتطوي ــر مل ــف الطاق ــة"‪.‬‬ ‫مــن جهتــه‪ ،‬يوضــح عضــو لجنــة النفــط والغــاز‬ ‫النيابي ــة‪ ،‬باس ــم الغريب ــاوي‪ ،‬أن "ف ــي ظ ــل‬ ‫العقوب ــات األمريكي ــة عل ــى إي ـران‪ ،‬ال يوج ــد‬ ‫خيــار ســوى التوجــه نحــو الطاقــة الشمســية‪،‬‬ ‫ومؤخ ـ ًرا كان هن ــاك اجتم ــاع لرئي ــس ال ــوزراء‬ ‫م ــع املحافظي ــن ووزي ــر الكهرب ــاء‪ ،‬وحثه ــم‬ ‫عل ــى ض ــرورة اإلس ـراع باس ــتثمار األرا�ض ــي‬ ‫الس ــتخدامها ف ــي إنت ــاج الطاق ــة الشمس ــية‪،‬‬ ‫وب ــدأت املحافظ ــات بالتوج ــه نح ــو الطاق ــة‬ ‫الشمس ــية"‪.‬‬ ‫ويــرى الغريبــاوي خــال حديثــه ملجلــة «فيلــي»‪،‬‬ ‫أن "الح ــل األمث ــل للكهرب ــاء ه ــي الطاق ــة‬ ‫الشمس ــية‪ ،‬س ــواء بتركيبه ــا ف ــي البي ــوت وبدع ــم‬ ‫حكوم ــي‪ ،‬أو نص ــب ه ــذه املنظوم ــة عل ــى‬ ‫مس ــتوى كل محافظ ــة وقض ــاء"‪.‬‬ ‫ويقت ــرح النائ ــب‪ ،‬أن "عل ــى الحكوم ــة اس ــتيراد‬ ‫بطاري ــات األل ــواح الشمس ــية م ــن منا�ش ــئ‬ ‫رصين ــة وبيعه ــا للمواطني ــن بع ــد اس ــتالمهم‬ ‫للق ــروض املخصص ــة له ــا"‪ ،‬مبين ـ ًـا أن "تكلف ــة‬ ‫تركيــب األلــواح الشمســية التــي توفــر ‪ 30‬أمبيــر‬ ‫ـودا"‪.‬‬ ‫تت ـراوح م ــن ‪ 8‬ماليي ــن إل ــى ‪ 15‬مليون ـ ًـا وصع ـ ً‬ ‫ويؤكــد‪ ،‬أن "ال خيــار ســوى األلــواح الشمســية‪،‬‬ ‫ألن ــه ف ــي ح ــال التوج ــه الس ــتيراد الطاق ــة م ــن‬ ‫األردن فل ــن ت ـ ّ‬ ‫ـزود الع ـراق بأكث ــر م ــن ‪150‬‬ ‫ميغ ــاواط‪ ،‬أم ــا غ ــاز قط ــر فه ــو بحاج ــة إل ــى‬ ‫منص ــات ويس ــتغرق إنش ــاءها س ــنتين عل ــى‬ ‫األق ــل‪ ،‬وم ــن س ــوريا تس ــتغرق ‪ 36‬ش ــه ًرا"‪.‬‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬يق ــول رئي ــس مرك ــز الع ـراق للطاق ــة‪،‬‬ ‫ف ـرات املوس ــوي‪ ،‬إن "النف ــط م ــا زال يمث ــل‬ ‫الوق ــود الرئي�س ــي املوث ــوق ف ــي العال ــم وينافس ــه‬ ‫الغ ــاز الطبيع ــي ث ــم الفح ــم‪ ،‬وق ــد أصب ــح ف ــي‬ ‫الوقــت الحالــي الغــاز هــو املــورد األكثــر موثوقيــة‬

‫واأله ــم ف ــي العال ــم‪ ،‬وه ــو املؤث ــر ف ــي امل ــوارد‬ ‫االقتصادي ــة ل ــدول العال ــم"‪.‬‬ ‫ويضي ــف املوس ــوي ملجل ــة «فيل ــي»‪" ،‬لذل ــك‬ ‫اتج ــه الع ـراق نح ــو تع ــدد مص ــادر الطاق ــة‬ ‫باس ــتثمار الغ ــاز الطبيع ــي بش ــقيه الح ــر‬ ‫واملصاح ــب للحق ــول النفطي ــة ف ــي الع ـراق‪،‬‬ ‫وضم ــن ج ــوالت التراخي ــص األول ــى والثاني ــة‬ ‫لغاي ــة جول ــة التراخي ــص السادس ــة‪ ،‬وأيض ـ ًـا‬ ‫باس ــتثمار الغ ــاز الطبيع ــي املوج ــود ف ــي حق ــول‬ ‫البص ــرة وديال ــى واملنصوري ــة والس ــليمانية"‪.‬‬ ‫ويوض ــح‪ ،‬أن "اس ــتثمار الغ ــاز الطبيع ــي‬ ‫وص ــل لغاي ــة اآلن بح ــدود ‪ 67‬باملائ ــة‪ ،‬وس ــوف‬ ‫ينته ــي ح ــرق وه ــدر ه ــذه الطاق ــة املهم ــة‬ ‫بنهاي ــة ع ــام ‪ ."2028‬ويتاب ــع‪" ،‬وم ــن أج ــل أم ــن‬

‫الطاق ــة والتخل ــص م ــن أحادي ــة اس ــتيرادها‪،‬‬ ‫يتج ــه الع ـراق ألول م ــرة لبن ــاء منص ــة بحري ــة‬ ‫ثابت ــة ف ــي مين ــاء الف ــاو لتوري ــد الغ ــاز املس ــال‪،‬‬ ‫وكذل ــك هن ــاك مش ــروع آخ ــر لنص ــب منص ــة‬ ‫عائم ــة س ــريعة‪ ،‬وس ــيتم نصبه ــا خ ــال ش ــهر‪،‬‬ ‫وس ــيتمكن الع ـراق م ــن اس ــتيراد ‪ 600‬ملي ــون‬ ‫ق ــدم مكع ــب قيا�س ــي يوم ــي م ــن الغ ــاز املس ــال‪،‬‬ ‫وه ــذه تعتب ــر إح ــدى أه ــم اتجاه ــات الحكوم ــة‬ ‫العراقي ــة ف ــي إط ــار تع ــدد مص ــادر الطاق ــة"‪.‬‬ ‫ويبي ــن‪ ،‬أن "االتج ــاه اآلخ ــر بع ــد اس ــتثمار‬ ‫الغ ــاز‪ ،‬ه ــو الطاق ــات املتج ــددة‪ ،‬وأه ــم ه ــذه‬ ‫الطاق ــات ه ــي الطاق ــة الشمس ــية وطاق ــة‬ ‫الريــاح‪ ،‬وهنــاك نيــة التخــاذ خطــوات للطاقــات‬ ‫املتج ــددة للوص ــول إل ــى تجهي ــز ‪ 12‬أل ــف‬

‫ميغ ــاواط ملنظوم ــة الطاق ــة الكهربائي ــة‪ ،‬وب ــدأ‬ ‫حاليـ ًـا مشــروع الطاقــة الشمســية بمعــدل ألــف‬ ‫ميغــاواط عــن طريــق شــركة (توتــال إنرجــي) فــي‬ ‫مش ــروع الجن ــوب الكبي ــر‪ ،‬وس ــوف يت ــم إنت ــاج‬ ‫‪ 250‬ميغ ــاواط كل س ــتة أش ــهر ُترب ــط مباش ــرة‬ ‫بمنظوم ــة الطاق ــة الكهربائي ــة"‪.‬‬ ‫ويؤكــد املوســوي‪ ،‬أن "بتعــدد الغــاز والطاقــات‬ ‫املتج ــددة س ــوف يك ــون الع ـراق ق ــد ن ـ ّـوع م ــن‬ ‫مص ــادر الطاق ــة‪ ،‬باإلضاف ــة إل ــى املص ــدر‬ ‫الرئي�س ــي وه ــو النف ــط‪ ،‬ف ــي وق ــت ينت ــج الع ـراق‬ ‫بح ــدود ‪ 4‬ماليي ــن برمي ــل نف ــط يومي ـ ًـا‪ ،‬بحس ــب‬ ‫اتفاقي ــة أوب ــك وأوب ــك بل ــص‪ ،‬وباإلم ــكان زي ــادة‬ ‫ه ــذه الكمي ــة ف ــي أق ــرب وق ــت"‪.‬‬

‫« أن االعتماد على االستيراد من‬ ‫إيران يضع البلد تحت ضغط سياسي‬ ‫واقتصادي مستمر‪ ،‬ويحدّ من سيادته‬ ‫في مجال الطاقة»‪.‬‬

‫«استثمار الغاز متأخر في العراق‪ ،‬إذ ال‬ ‫يزال يستفيد من ‪ 70‬بالمائة من هذا‬ ‫الغاز المحروق و‪ 30‬بالمائة تهدر‪ ،‬لذلك‬ ‫يستورد العراق سنوياً بـ‪ 3‬مليارات دوالر‬ ‫غاز من إيران»‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY‬‬ ‫‪FAILY MAGAZINE‬‬ ‫‪MAGAZINE‬‬

‫‪111 2025‬‬ ‫الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬ ‫والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس‬ ‫والعشرون‪-‬كانون‬ ‫الحاديةالحادية‬ ‫السنة السنة‬ ‫العدد ‪255‬‬ ‫العدد ‪253‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫الصناعية‪..‬الحل األمثل لمشكالت‬ ‫المدن الصناعية‪..‬الحل‬

‫البطالة والسكن والخدمات‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬ ‫امل ــدن الصناعي ــة ه ــي مناط ــق مخصص ــة للتصني ــع‬ ‫واألنش ــطة الصناعي ــة األخ ــرى‪ ،‬ته ــدف إل ــى ج ــذب‬ ‫االس ــتثمارات‪ ،‬وتوفي ــر البني ــة التحتي ــة املطلوب ــة‬ ‫للصناع ــات‪ ،‬وخل ــق ف ــرص عم ــل‪.‬‬

‫وتوف ــر امل ــدن الصناعي ــة ف ــرص عم ــل متنوع ــة‬ ‫للعمال ــة املحلي ــة‪ ،‬مم ــا يس ــهم ف ــي تقلي ــل مع ــدالت‬ ‫ً‬ ‫وغالب ــا‬ ‫البطال ــة وتحس ــين مس ــتوى املعيش ــة‪،‬‬ ‫م ــا يج ــري إنش ــاء مجمع ــات س ــكنية بالق ــرب م ــن‬ ‫امل ــدن الصناعي ــة لتوفي ــر س ــكن مناس ــب للعم ــال‬ ‫وأس ــرهم‪ ،‬م ــا يخف ــف الضغ ــط عل ــى مراك ــز امل ــدن‪.‬‬ ‫و تســهم املــدن الصناعيــة فــي زيــادة اإلنتــاج املحلــي‪،‬‬ ‫وتطوي ــر الصناع ــات‪ ،‬م ــع ج ــذب االس ــتثمارات‬ ‫األجنبي ــة‪ ،‬بم ــا يع ــزز النم ــو االقتص ــادي للدول ــة‪.‬‬ ‫و تتطلــب املــدن الصناعيــة بنيــة تحتيــة متطــورة‪،‬‬ ‫مث ــل الط ــرق واملوان ــئ واملط ــارات ومحط ــات‬ ‫الطاق ــة‪ ،‬ويس ــهم ذل ــك ف ــي تطوي ــر البني ــة التحتي ــة‬ ‫العامــة للدولــة؛ وتســمح املــدن الصناعيــة بتجميــع‬ ‫الصناع ــات املتش ــابهة ف ــي م ــكان واح ــد‪ ،‬فتس ــهل‬ ‫عملي ــة التنظي ــم والتخص ــص‪ ،‬وتحس ــن الكف ــاءة‬ ‫اإلنتاجي ــة‪.‬‬ ‫وم ــن األمثل ــة عل ــى امل ــدن الصناعي ــة ف ــي العال ــم‬ ‫العربــي أن دولــة اإلمــارات تربعــت علــى رأس قائمــة‬ ‫دول منطق ــة الخلي ــج واحتل ــت مرك ـزا متقدم ــا ف ــي‬ ‫الش ــرق األوس ــط بتأس ــيس امل ــدن الصناعي ــة ب ـ ‪47‬‬ ‫مدين ــة‪.‬‬ ‫أمــا الهيئــة الســعودية للمــدن الصناعيــة ومناطــق‬ ‫التقني ــة "م ــدن"‪ ،‬فتق ــول إن الهيئ ــة تش ــرف الي ــوم‬ ‫علــى ‪ 37‬مدينــة صناعيــة فــي جميــع أنحــاء اململكــة‪.‬‬ ‫وف ــي مص ــر يص ــل ع ــدد املناط ــق الصناعي ــة إل ــى‬ ‫‪ 147‬منطق ــة‪ ،‬منه ــا ‪ 17‬منطق ــة صناعي ــة بنظ ــام‬ ‫املط ــور الصناع ــي بمس ــاحة ‪ 22.9‬ملي ــون مت ــر‬ ‫مرب ــع؛ واملط ــور الصناع ــي يه ــدف لج ــذب رؤوس‬ ‫األم ــوال املباش ــرة األجنبي ــة وزي ــادة التصدي ــر ع ــن‬ ‫طريــق املطــور العــام الــذي لــه الخبــرة فــي التســويق‬ ‫والتروي ــج لج ــذب الش ــركات العاملي ــة‪ ،‬وإقام ــة‬ ‫تجمع ــات صناعي ــة متخصص ــة عل ــى مس ــتوى‬

‫عالمــي‪ ،‬و اإلســهام فــي توفيــر أراض صناعيــة‪ ،‬ورفــع‬ ‫الق ــدرة التنافس ــية نتيج ــة تكام ــل األنش ــطة‪.‬‬ ‫أمــا دولــة قطــر‪ ،‬ففــي مدينــة مســيعيد الصناعيــة‪،‬‬ ‫عش ـرات املصان ــع التابع ــة للش ــركات االقتصادي ــة‬ ‫العمالق ــة ومين ــاء كبي ـ ًرا‪ ،‬واملرف ــأ الرئي ــس لتصدي ــر‬ ‫الغــاز والنفــط‪ ،‬وتعــد مــن أبــرز املــدن الصناعيــة فــي‬ ‫الخلي ــج‪.‬‬ ‫واملفارقــة أن الع ـراق يفــوق قطــر باملســاحة بنحــو‬ ‫‪ 38‬م ــرة واكث ــر م ــن ‪ 5‬م ـرات زي ــادة عل ــى مس ــاحة‬ ‫االم ــارات‪ ،‬فض ــا ع ــن توف ــر طاقات ــه البش ــرية‬ ‫واملادي ــة‪ ،‬ف ــي حي ــن م ــا ي ـزال يتخب ــط ف ــي موض ــوع‬ ‫إنش ــاء امل ــدن الصناعي ــة‪.‬‬ ‫و ف ــي نهاي ــة ش ــهر ش ــباط ‪ ٢٠٢٥‬قال ــت وزارة‬ ‫الصناع ــة واملع ــادن العراقي ــة‪ ،‬أن ــه م ــن املق ــرر أن‬ ‫تفتت ــح ال ــوزارة ه ــذا الع ــام أرب ــع م ــدن صناعي ــة ف ــي‬ ‫نين ــوى والبص ــرة وباب ــل وواس ــط ‪.‬‬ ‫وبحس ــب مع ــاون رئي ــس هيئ ــة امل ــدن الصناعي ــة‬ ‫ف ــي ال ــوزارة ري ــاض جاس ــم ف ــإن "الهيئ ــة تس ــتعد‬ ‫ضم ــن خطته ــا للع ــام الحال ــي الفتت ــاح أرب ــع م ــدن‬ ‫صناعي ــة‪ ،‬تش ــمل مدين ــة املوص ــل الصناعي ــة‬ ‫املتخصص ــة بامل ــواد البتروكيمياوي ــة املتوس ــطة‬ ‫والخفيف ــة بمس ــاحة ‪ 400‬دون ــم‪ ،‬واملدين ــة‬ ‫الصناعي ــة ف ــي البص ــرة املتخصص ــة بالصناع ــات‬ ‫الحديدي ــة اإلنش ــائية‪ ،‬فض ــا ع ــن مدين ــة باب ــل‬ ‫املتخصص ــة بالصناع ــات املتوس ــطة والخفيف ــة‪،‬‬ ‫إلــى جانــب مدينــة واســط التــي ســتكون أول مدينــة‬ ‫صناعيــة صديقــة للبيئــة متخصصــة بالصناعــات‬ ‫املتوس ــطة والخفيف ــة"‪.‬‬ ‫فيم ــا كان ــت ال ــوزارة نفس ــها ق ــد أعلن ــت ف ــي آذار‬ ‫‪ ٢٠٢٤‬ع ــن ‪ 12‬مدين ــة صناعي ــة ف ــي عم ــوم الب ــاد‪.‬‬ ‫وفــي ‪ ٢٢‬آذار ‪ ٢٠٢5‬قــال وزيــر الصناعــة واملعــادن‬ ‫خالــد بتــال أنــه ســيجري توقيــع عقديــن مــع شــركة‬

‫ســان جــان الصينيــة‪ ،‬فيمــا أشــار الــى ان مشــروعي‬ ‫املدين ــة الصناعي ــة ومعم ــل الحدي ــد االس ــفنجي ف ــي‬ ‫البصــرة سيســهمان بتلبيــة الحاجــة امللحــة لحديــد‬ ‫التس ــليح‪.‬‬ ‫واوض ــح الوزي ــر ف ــي مؤتم ــر صحف ــي إن ــه ‏“س ــيتم‬ ‫توقي ــع عقدي ــن األول الحدي ــد اإلس ــفنجي والعق ــد‬ ‫الثان ــي إنش ــاء مدين ــة صناعي ــة للصناع ــات‬ ‫االســتراتيجية والثقيلــة بالش ـراكة مــع شــركة ســان‬ ‫ج ــان الصيني ــة‪ ،‬وه ــذه املدين ــة قيمته ــا أكث ــر م ــن‬ ‫ملي ــاري دوالر متع ــددة امله ــام‪ ،‬وألول م ــرة مدين ــة‬ ‫صناعي ــة ت ــدار م ــن قب ــل ش ــركة مس ــتثمرة وفق ــا‬ ‫لقانــون املــدن الصناعيــة وتعــود ملكيتهــا إلــى شــركة‬ ‫عا م ــة”‪.‬‬ ‫وبش ــأن طبيع ــة امل ــدن الصناعي ــة‪ ،‬يق ــول الخب ـراء‬ ‫ن‬ ‫ـزءا مــن اســتراتيجية شــاملة‬ ‫انهــا يجــب أن تكــو جـ ً‬ ‫أيضــا‬ ‫للتنميــة االقتصاديــة واالجتماعيــة‪ ،‬تتضمــن ً‬ ‫تطوي ــر قطاع ــات أخ ــرى مث ــل الزراع ــة والس ــياحة‬ ‫والخدم ــات‪.‬‬ ‫يراف ــق ذل ــك التغل ــب عل ــى بع ــض التحدي ــات الت ــي‬

‫تواج ــه امل ــدن الصناعي ــة منه ــا انه ــا‪ ،‬ق ــد ت ــؤدي إل ــى‬ ‫تل ــوث اله ــواء وامل ــاء والترب ــة‪ ،‬ويعال ــج ذل ــك باتخ ــاذ‬ ‫التدابي ــر املطلوب ــة؛ وف ــي حي ــن أن ترك ــز العمال ــة‬ ‫فــي املــدن الصناعيــة قــد يــؤدي إلــى زيــادة االزدحــام‬ ‫امل ــروري فيه ــا‪ ،‬ف ــإن س ــحب الزح ــام ع ــن العاصم ــة‬ ‫الت ــي تتواج ــد فيه ــا مؤسس ــات الدول ــة واكب ــر زخ ــم‬ ‫س ــكاني‪ ،‬وكذل ــك ع ــن مراك ــز امل ــدن‪ ،‬يش ــكل عام ــا‬ ‫ايجابي ــا‪ ،‬الس ــيما إذا اقت ــرن بالش ــروع ف ــي إنش ــاء‬ ‫عاصم ــة إداري ــة خاص ــة بالعاصم ــة‪.‬‬ ‫وبش ــكل ع ــام‪ ،‬يمك ــن للم ــدن الصناعي ــة أن‬ ‫تك ــون أداة فعال ــة لتحقي ــق التنمي ــة االقتصادي ــة‬ ‫واالجتماعي ــة‪ ،‬ولك ــن يج ــب أن يج ــري تخطيطه ــا‬ ‫وإدارته ــا بعناي ــة للتخفي ــف م ــن اآلث ــار الس ــلبية‬ ‫املحتملــة‪ ،‬كمــا ان أن توفيــر الخدمــات لهــا يتطلــب‬ ‫تخطيط ــا ش ــامال وتنس ـ ًـيقا بي ــن ش ــتى الجه ــات‬ ‫ً‬ ‫الحكومي ــة والخاص ــة‪.‬‬ ‫ومــن االعمــال املطلوبــة إنشــاء شــبكة طــرق متطــورة‬ ‫ترب ــط املدين ــة الصناعي ــة باملناط ــق الحيوي ــة‬ ‫األخ ــرى‪ ،‬وتوفي ــر وس ــائل النق ــل الع ــام لتس ــهيل‬

‫حرك ــة العمال ــة وتوفي ــر ش ــبكات مي ــاه نظيف ــة‬ ‫وصالح ــة للش ــرب‪ ،‬وإنش ــاء ش ــبكات ص ــرف صح ــي‬ ‫حديث ــة ملعالج ــة مي ــاه املج ــاري؛ وإنش ــاء محط ــات‬ ‫توليــد الطاقــة وتوزيعهــا لتلبيــة احتياجــات املصانــع‬ ‫واملنش ــآت األخ ــرى ف ــي املدين ــة الصناعي ــة‪ ،‬و توفي ــر‬ ‫ش ــبكات اتص ــاالت متط ــورة‪ ،‬مث ــل اإلنترن ــت فائ ــق‬ ‫الس ــرعة وش ــبكات الهات ــف‪ ،‬لتس ــهيل التواص ــل‬ ‫وتب ــادل املعلوم ــات‪.‬‬ ‫وكذل ــك يس ــتدعي االم ــر إنش ــاء مناط ــق مخصص ــة‬ ‫للتخزي ــن والتوزي ــع لتس ــهيل حرك ــة البضائ ــع‬ ‫وامل ــواد الخ ــام‪ ،‬و توفي ــر مراف ــق موان ــئ ومط ــارات‬ ‫قريب ــة لتس ــهيل عملي ــات االس ــتيراد والتصدي ــر‪ ،‬و‬ ‫توفيــر خدمــات لوجســتية متكاملــة‪ ،‬مثــل الشــحن‬ ‫والتخلي ــص الجمركــي والتأمي ــن‪ ،‬لتس ــهيل عملي ــات‬ ‫التج ــارة‪.‬‬ ‫وتش ــمل الخدم ــات االجتماعي ــة بن ــاء مجمع ــات‬ ‫س ــكنية بالق ــرب م ــن املدين ــة الصناعي ــة لتوفي ــر‬ ‫س ــكن مناس ــب للعم ــال واملوظفي ــن وأس ــرهم‪،‬‬ ‫وإنشــاء مدارس ومستشــفيات لتلبية احتياجاتهم‪،‬‬

‫وإنش ــاء مراف ــق ترفيهي ــة‪ ،‬مث ــل الحدائ ــق واملالع ــب‬ ‫واملراك ــز التجاري ــة‪ ،‬لتحس ــين ج ــودة الحي ــاة ف ــي‬ ‫املدين ــة الصناعي ــة‪.‬‬ ‫و كذلــك توفيــر خدمــات األمــن والســامة للحفــاظ‬ ‫عل ــى األم ــن واالس ــتقرار ف ــي املدين ــة الصناعي ــة‪ ،‬و‬ ‫تأمي ــن خدم ــات حكومي ــة متكامل ــة‪ ،‬مث ــل إص ــدار‬ ‫التراخي ــص والتصاري ــح‪ ،‬لتس ــهيل عم ــل الش ــركات‬ ‫ف ــي املدين ــة الصناعي ــة‪.‬‬ ‫و توفي ــر خدم ــات مالي ــة‪ ،‬مث ــل البن ــوك وش ــركات‬ ‫التأمي ــن‪ ،‬لتلبي ــة احتياج ــات الش ــركات والعاملي ــن‬ ‫ف ــي املدين ــة الصناعي ــة‪ ،‬وتأمي ــن خدم ــات الصيان ــة‬ ‫للمراف ــق والبني ــة التحتي ــة فيه ــا‪.‬‬ ‫ام ــا الخدم ــات البيئي ــة فتتضم ــن إنش ــاء أنظم ــة‬ ‫إلدارة النفاي ــات الصناعي ــة والصلب ــة للحف ــاظ‬ ‫علــى البيئــة‪ ،‬ومراقبــة مســتويات التلــوث فــي الهــواء‬ ‫وامل ــاء والترب ــة واتخ ــاذ اإلج ـراءات املطلوب ــة للح ــد‬ ‫مــن التلــوث‪ ،‬و تشــجيع اســتعمال مصــادر الطاقــة‬ ‫املتجــددة‪ ،‬مثــل الطاقــة الشمســية وطاقــة الريــاح‪،‬‬ ‫لتقلي ــل االعتم ــاد عل ــى الوق ــود األحف ــوري‪.‬‬

‫‪112‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY‬‬ ‫‪FAILY MAGAZINE‬‬ ‫‪MAGAZINE‬‬

‫‪113‬‬ ‫‪113 2025‬‬ ‫الثاني‪-‬يناير ‪2025‬‬ ‫والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس‬ ‫والعشرون‪-‬كانون‬ ‫الحاديةالحادية‬ ‫السنة السنة‬ ‫العدد ‪255‬‬ ‫العدد ‪253‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫المالبس المستوردة والبالة‬ ‫تؤرقان سوق األقمشة ‪...‬‬

‫هل اقتربت نهايته؟‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫"الشخص المعتاد على الخياطة‬ ‫والفصال ال يستطيع شراء المالبس‬ ‫المستوردة‪ ،‬خاصة وأن هناك‬ ‫قياسات للرجال ال تتوفر في الثياب‬ ‫المستوردة"‪.‬‬

‫امت ــدت ٔتاثي ــرات االس ــتيراد‪،‬‬ ‫ٔ‬ ‫ـلبا عل ــى ٕاح ــدى امله ــن‬ ‫لتوث ــر س ـ ً‬ ‫االق ــدم تاريخي ـ ًـا ف ــي ٔاغل ــب‬ ‫ٔ‬ ‫املجتمع ــات‪ ،‬ولي ــس الع ــراق‬ ‫االقمش ــة‪،‬‬ ‫فحس ــب‪ ،‬وه ــي بي ــع ٔ‬ ‫التــي باتــت تعانــي مــن االنحســار‬ ‫بش ــكل كبي ــر‪ ،‬ف ــي وق ــت كان ــت‬ ‫هــذه املهنــة تحــرك مهــن ٔاخــرى‬ ‫معه ــا‪ ،‬وه ــي الب ــزاز "الخياط ــة"‬ ‫االكسســوارات املر افقــة‬ ‫وبيــع ٕ‬ ‫له ــا‪.‬‬

‫وتخل ــو اس ــواق بغ ــداد ٔ‬ ‫الرييس ــية الي ــوم‬ ‫ٔ‬ ‫االقمش ــة‪ ،‬وخاص ــة الش ــورجة‬ ‫م ــن مح ــال ٔ‬ ‫والكاظميــة‪ ،‬فضــا عــن غيابهــا بشــكل ملحــوظ‬ ‫ف ــي املناط ــق الش ــعبية‪ ،‬بع ــد ٔان كان ــت كثي ــرة‬ ‫ومزدحمــة‪ ،‬وتجاوزهــا محــال الخياطــة‪ ،‬لكــن كل‬ ‫هــذا لــم يعــد يلقــى رواجـ ًـا مــن املســتهلك العراقــي‪،‬‬ ‫بع ــد انتش ــار املالب ــس املس ــتوردة م ــن الصي ــن‬ ‫وتركي ــا‪.‬‬ ‫وتج ــول مراس ــل مجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬ف ــي س ــوق‬ ‫البزازيــن فــي الشــورجة وســط بغــداد‪ ،‬الســتطالع‬ ‫ٔ‬ ‫والزباي ــن ح ــول مجم ــل عملي ــات‬ ‫ٓاراء الباع ــة‬ ‫ل‬ ‫االقمشــة‪ ،‬وواقــع املهنــة‬ ‫البيــع والش ـراء وتــداو ٔ‬ ‫الراه ــن‪.‬‬ ‫ويق ــول الب ـزاز محم ــد جاس ــم (‪ 37‬عام ـ ًـا)‪ ،‬وه ــو‬ ‫باي ــع ٔاقمش ــة بالجمل ــة‪ٕ ،‬ان "عملن ــا يعتم ــد ف ــي‬ ‫ٔ‬ ‫الغال ــب عل ــى الخياطي ــن والخياط ــات الذي ــن‬

‫بائع االقمشة عبد الحسين‬ ‫قاسم (‪ 60‬عاماً)‪" :‬انهى‬ ‫المستورد والبالة عمل‬ ‫البزازين في العراق‪ ،‬واحيانا‬ ‫اجلس في المحل عدة ايام‬ ‫بدون بيع"‪.‬‬

‫يقصدوننــا مــن مناطــق مختلفــة لش ـراء ٔاكيــاس‬ ‫م ــن االقمش ــة‪ ،‬وبمع ــدل ‪ 10‬اكي ــاس ويحت ــوي‬ ‫كل كيــس علــى ‪ 20‬قطعــة قمــاش (قطعــة قمــاش‬ ‫ال تتج ــاوز املتري ــن والنص ــف‪ ،‬وه ــي قي ــاس ثاب ــت‬ ‫للدشداش ــة النس ـ ٔـايية)"‪.‬‬ ‫ويضيــف ملجلــة «فيلــي»‪ٔ ،‬ان "االقمشــة مــن نــوع‬ ‫الكش ــمير الصيني ــة والتركي ــة وااليطالي ــة ه ــي‬ ‫االكث ــر مبيع ـ ًـا م ــن بي ــن االقمش ــة االخ ــرى"‪.‬‬ ‫ٔ​ٔ‬ ‫ويوكــد‪ٔ ،‬ان "تزايــد الطلــب علــى قمــاش الكشــمير‬ ‫ٔ‬ ‫ارتدايــه‬ ‫ـاردا‪ ،‬لــذا يفضــل‬ ‫مــن قبــل النســاء كونــه بـ ً‬ ‫االلــوان الغامقــة مــن‬ ‫فــي فصــل الصيــف وتعتبــر ٔ‬ ‫قم ــاش الكش ــمير مرغوب ــة ٔاكث ــر م ــن غيره ــا م ــن‬ ‫قبــل كبــار الســن‪ٔ ،‬امــا الفتيــات يفضلــن قمــاش‬ ‫االلــوان الفاتحــة"‪.‬‬ ‫الكشــمير ذو ٔ‬ ‫االقمش ــة ف ــي س ــوق‬ ‫ويتاب ــع‪ٔ ،‬ان "معظ ــم باع ــة ٔ‬ ‫الش ــورجة يبيع ــون بالجمل ــة فق ــط‪ٔ ،‬واغل ــب‬

‫ٔ‬ ‫االقمش ــة‬ ‫الزباي ــن ه ــم م ــن ٔاصح ــاب مح ــال ٔ‬ ‫باالضاف ــة‬ ‫الصغي ــرة املتفرق ــة ف ــي ٔانح ــاء بغ ــداد‪ٕ ،‬‬ ‫ٕال ــى الخياطي ــن والخياط ــات"‪.‬‬ ‫وبس ــبب تراج ــع ه ــذه املهن ــة كثي ـرا عم ــا كان ــت‬ ‫االقمش ــة‬ ‫علي ــه‪ ،‬ينته ــز اصح ــاب مح ــال بي ــع ٔ‬ ‫لالع ــان ع ــن‬ ‫مواق ــع التواص ــل االجتماع ــي ٕ‬ ‫بضاعته ــم وترويجه ــا عب ــر ب ــث مباش ــر ف ــي‬ ‫الفيس ــبوك واالنس ــتجرام وغيره ــا‪.‬‬ ‫ويعــرض جاســم خــال البــث املباشــر علــى موقــع‬ ‫االقمش ــة ويض ــع كل‬ ‫"الت ــوك ت ــوك" انواع ـ ًـا م ــن ٔ‬ ‫‪ 20‬قطع ــة قم ــاش ف ــي كي ــس واح ــد‪ ،‬وين ــوه ٕال ــى‬ ‫ٔان التوصي ــل مجان ــي‪ ،‬ليبي ــع بذل ــك ٔاع ــداد م ــن‬ ‫ٔاكي ــاس اقمش ــته خ ــال الب ــث املباش ــر‪.‬‬ ‫ب ــدوره‪ ،‬يوض ــح لطف ــي املص ــري‪ ،‬ال ــذي يعم ــل‬ ‫االقمش ــة بس ــوق الش ــورجة من ــذ‬ ‫ف ــي مج ــال بي ــع ٔ‬ ‫االقمش ــة‬ ‫‪ 40‬عام ــا‪ٔ ،‬ان ــه "يعم ــل بمج ــال بي ــع ٔ‬

‫الرج ــال‪ ،‬ولدي ــه ٔ‬ ‫زباي ــن محددي ــن"‪.‬‬ ‫ويق ــول لطف ــي ملجل ــة «فيل ــي»‪ٕ ،‬ان "الش ــخص‬ ‫املعت ــاد عل ــى الخياط ــة والفص ــال ال يس ــتطيع‬ ‫ش ـراء املالب ــس املس ــتوردة‪ ،‬خاص ــة ٔوان‬ ‫هن ــاك قياس ــات للرج ــال ال تتوف ــر ف ــي الثي ــاب‬ ‫املس ــتوردة"‪.‬‬ ‫ومث ــل زميل ــه جاس ــم‪ ،‬يق ــوم لطف ــي بع ــرض‬ ‫بضاعتــه فــي مواقــع التواصــل االجتماعــي لجــذب‬ ‫ٔ‬ ‫الزباي ــن‪.‬‬ ‫وبالقي ــاس عل ــى املالب ــس املس ــتوردة‪ ،‬ال يش ــكل‬ ‫ٕانت ــاج املصان ــع العراقي ــة س ــوى نس ــبة صغي ــرة‬ ‫ٔ‬ ‫احصاييــات غرفــة تجــارة بغــداد‪،‬‬ ‫فقــط‪ ،‬ووفــق‬ ‫يس ــتورد الع ـراق مالب ــس بقيم ــة ‪ 500‬ملي ــون‬ ‫ـنويا‪.‬‬ ‫دوالر س ـ ً‬ ‫ويق ــول املتح ــدث باس ــم غرف ــة تج ــارة بغ ــداد‬ ‫رش ــيد الس ــعدي‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ٕ ،‬ان "الع ـراق‬

‫يع ــد م ــن بي ــن ال ــدول الت ــي تس ــتورد كمي ــات‬ ‫كبي ــرة م ــن الس ــلع االس ــتهالكية‪ ،‬بم ــا ف ــي ذل ــك‬ ‫اال قمش ــة"‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ويوض ــح‪ٔ ،‬ان ــه "ال توج ــد حالي ــا ٕاحصايي ــات‬ ‫االقمش ــة املس ــتوردة م ــن‬ ‫مح ــددة ح ــول كمي ــة ٔ‬ ‫الخ ــارج"‪.‬‬ ‫وليس ــت كمي ــات املالب ــس املس ــتوردة وحده ــا‬ ‫م ــن ٔاس ــهمت بتراج ــع ه ــذه املهن ــة‪ ،‬فهن ــاك‬ ‫مالب ــس "البال ــة"‪ٔ ،‬اي املس ــتعملة م ــن ال ــدول‬ ‫االوروبي ــة ٔاو بضاع ــة انته ــى موديله ــا‪ ،‬وه ــذه‬ ‫ٔ‬ ‫غ ــزت االس ــواق وكان ــت س ــببا ف ــي انتكاس ــة مهن ــة‬ ‫بي ــع االقمش ــة‪.‬‬ ‫االقمش ــة عب ــد الحس ــين قاس ــم‬ ‫ووف ــق‬ ‫باي ــع ٔ‬ ‫ٔ‬ ‫(‪ 60‬عامـ ًـا)‪ ،‬فقــد ٔ"انهــى املســتورد والبالــة عمــل‬ ‫البزازي ــن ف ــي الع ـراق‪ٔ ،‬واحيان ــا ٔاجل ــس ف ــي املح ــل‬ ‫ع ــدة ٔاي ــام ب ــدون بي ــع"‪.‬‬

‫ويبين قاســم‪ ،‬ســبب ٕاقبال املواطنين على شـراء‬ ‫"الن ٔاس ــعارها منخفض ــة‪،‬‬ ‫الثي ــاب املس ــتوردة‪ٔ :‬‬ ‫ق‬ ‫وثمــة بســطات فــي ســو الشــورجة لبيــع اقمشــة‬ ‫صيني ــة بس ــعر ‪ 5‬االف دين ــار فق ــط للقطع ــة‬ ‫الواح ــدة‪ ،‬فيم ــا يبل ــغ س ــعر قطع ــة القم ــاش‬ ‫م ــن الن ــوع املتوس ــط ف ــي املح ــل ‪ٔ 25‬ال ــف دين ــار‪،‬‬ ‫يضــاف لهــا ســعر الخياطــة التــي تت ـراوح بيــن ‪25‬‬ ‫ٔال ــف ٕال ــى ‪ٔ 40‬ال ــف دين ــار‪ ،‬ل ــذا يلج ـ ٔـا الكثي ــر ٕال ــى‬ ‫ش ـراء املالب ــس املس ــتوردة"‪.‬‬ ‫ويعــرض هــذا البايــع انواعـ ًـا شــتى مــن االقمشــة‪،‬‬ ‫ٔ‬ ‫االنجليــزي‬ ‫واغلبهــا الكشــمير الهنــدي والصــوف ٕ‬ ‫والخ ــام اليابان ــي والصين ــي‪ٕ ،‬اضاف ــة ال ــى ٔان ــواع‬ ‫ٔاخ ــرى مختلف ــة‪.‬‬ ‫وعل ــى الرغ ــم م ــن غ ــزو الثي ــاب "البال ــة"‬ ‫االقمش ــة ف ــي‬ ‫واملس ــتورد‪ ،‬تس ــجل س ــوق ٔ‬ ‫الش ــورجة مبيع ــات جي ــدة ف ــي بع ــض املح ــال‪.‬‬ ‫ٕاذ يش ــير الباي ــع م ــازن العل ــي (‪ 47‬عام ــا)‪ٕ ،‬ال ــى‬ ‫ٔ‬ ‫ٔان "املبيع ــات داخ ــل املح ــل جي ــدة ج ــدا‪ ،‬وه ــي‬ ‫افض ــل كثي ـرا م ــن البي ــع عل ــى مواق ــع التواص ــل‬ ‫االجتما ع ــي"‪.‬‬ ‫ويضيــف ملجلــة «فيلــي»‪ٔ ،‬ان "الهــدف مــن البــث‬ ‫املباش ــر عل ــى مواق ــع التواص ــل االجتماع ــي ه ــو‬ ‫االعــان والترويــج عــن انــواع االقمشــة الجديــدة‬ ‫ٕ‬ ‫الت ــي تص ــل‪ٔ ،‬ام ــا البي ــع عب ــر املواق ــع فه ــو زاي ــد‬ ‫خي ــر"‪.‬‬ ‫لالقمش ــة‪،‬‬ ‫ويب ــدو ٔان النس ــاء ٔاكث ــر تبضع ـ ًـا ٔ‬ ‫فيم ــا ل ــم نج ــد غي ــر ٕاقب ــال مح ــدود عل ــى ش ـراء‬ ‫االقمشــة الرجاليــة‪ ،‬وهــو مــا يجعــل الخياطــات‬ ‫ٔاكث ــر حض ــو ًرا ف ــي س ــوق الش ــورجة‪.‬‬ ‫وتق ــول الخياط ــة‪ٔ ،‬اف ـراح راج ــي (‪ 39‬عام ــا)‪ٕ ،‬ان‬ ‫"النســاء والفتيــات يرغبــن بخياطــة الدشــاديش‬ ‫(ث ــوب منزل ــي)‪ٔ ،‬وان ن ــوع القم ــاش املناس ــب ه ــو‬ ‫الكش ــمير لس ــهولته وبرودت ــه"‪.‬‬ ‫ٔ‬ ‫وتوك ــد ٔاف ـراح ملجل ــة «فيل ــي»‪ٔ ،‬ان ٔ"اس ــعار‬ ‫االقمش ــة بمح ــال الش ــورجة مناس ــبة‪ٕ ،‬اذ يت ــم‬ ‫بي ــع ‪ 20‬قطع ــة م ــن ع ــدة ٔال ــوان م ــن قم ــاش‬ ‫الكش ــمير‪ ،‬ويبل ــغ ط ــول القطع ــة الواح ــدة ‪2.5‬‬ ‫مت ــر وعرضه ــا ‪ 1.5‬مت ــر بس ــعر ‪ٔ 75‬ال ــف دين ــار‪،‬‬ ‫ويعنــي ٔان القطعــة الواحــدة تبــاع بســعر ‪3750‬‬ ‫دينــارا‪ ،‬فيمــا ٔابيعهــا انــا بعــد الخياطــة بــ‪ٓ 7‬االف‬ ‫دينــار ٕالــى عشــرة ٓاالف‪ ،‬وحســب مــا يضــاف لهــا‬ ‫واالش ــياء الجمالي ــة"‪.‬‬ ‫م ــن الدانتي ــات ٔ‬

‫‪114‬‬

‫اقتصـــــــــــــــــاد‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون‪-‬آذار‪-‬مــارس ‪115 2025‬‬

‫‪ECONOMY‬‬

‫من األطنان إلى لترات قليلة‪..‬‬

‫إنتاج الدهن الحر‬ ‫مهدد في بابل‬ ‫فيلي ‪ -‬خاص‪:‬‬

‫يواج ــه قط ــاع إنت ــاج الده ــن الح ــر ف ــي الع ــراق‪ ،‬أزم ــة غي ــر مس ــبوقة‬ ‫وبالتحدي ــد ف ــي محافظ ــة باب ــل‪ ،‬حي ــث أدى الجف ــاف وش ـ ّـح املي ــاه إل ــى‬ ‫تراج ــع أع ــداد املوا�ش ــي‪ ،‬مم ــا انعك ــس س ـ ًـلبا عل ــى إنت ــاج ه ــذا العنص ــر‬ ‫الغذائ ــي‪ ،‬ال ــذي يع ــد م ــن املنتج ــات التقليدي ــة وأح ــد املكون ــات‬ ‫األساس ــية ف ــي املطب ــخ العراق ــي‪.‬‬ ‫ويق ــول امل ـزارع عب ــاس مظل ــوم الس ــلطاني‪ ،‬م ــن‬ ‫منطق ــة الخميس ــية ف ــي باب ــل‪ ،‬ملجل ــة «فيل ــي»‪،‬‬ ‫إن "انخف ــاض أع ــداد املراع ــي الطبيعي ــة‬ ‫وارتفــاع أســعار األعــاف‪ ،‬جعــا تربيــة املوا�شــي‬ ‫مكلفــة وغيــر مربحــة‪ ،‬ممــا اضطــر العديــد مــن‬ ‫املزارعي ــن إل ــى تقلي ــل أع ــداد ماش ــيتهم أو حت ــى‬ ‫ت ــرك املهن ــة بالكام ــل"‪.‬‬ ‫ويضي ــف الس ــلطاني‪ ،‬أن ــه "ف ــي الس ــابق‪ ،‬كن ـ ُـت‬ ‫أنت ــج حوال ــي ‪ 300‬كيلوغ ـرام م ــن الده ــن الح ــر‬ ‫كل ثالث ــة أش ــهر‪ ،‬أم ــا الي ــوم فبال ــكاد أس ــتطيع‬ ‫إنت ــاج لتري ــن فق ــط"‪ ،‬مبين ــا "كن ــا نعتم ــد عل ــى‬ ‫العش ــب الطبيع ــي لتغذي ــة املوا�ش ــي‪ ،‬لك ــن‬ ‫اآلن‪ ،‬م ــع قل ــة األمط ــار‪ ،‬نضط ــر لش ـراء التب ــن‬ ‫والعل ــف‪ ،‬وه ــذا مكل ــف ج ـ ًـدا"‪.‬‬ ‫م ــن جهت ــه‪ ،‬يوض ــح ف ــواز الش ــريفي‪ ،‬وه ــو أح ــد‬ ‫العامليــن فــي إنتــاج وبيــع الدهــن الحــر منــذ عــام‬ ‫‪ ،1990‬ملجل ــة «فيل ــي»‪ ،‬أن "األزم ــة الحالي ــة‬ ‫أث ــرت عل ــى الع ــرض والطل ــب"‪.‬‬ ‫ويؤك ــد أن "اإلنت ــاج اليوم ــي انخف ــض بش ــكل‬ ‫حــاد مقارنــة بالســنوات املاضيــة"‪ ،‬مبينــا‪" :‬كنــا‬ ‫نس ـ ّـوق كمي ــات تص ــل إل ــى ثالث ــة أطن ــان ش ـ ً‬ ‫ـهريا‬

‫ملختل ــف محافظ ــات الع ـراق‪ ،‬أم ــا الي ــوم‪،‬‬ ‫فاإلنت ــاج ب ــات قلي ـ ًـا ج ـ ًـدا بس ــبب الجف ــاف‬ ‫وش ــح املي ــاه"‪.‬‬ ‫ارتفاع األسعار‬ ‫ونتيجــة لهــذه األزمــة‪ ،‬ارتفــع ســعر الدهــن الحــر‬ ‫بش ــكل كبي ــر‪ ،‬حي ــث وص ــل إل ــى ‪ 14‬أل ــف دين ــار‬ ‫عبئــا علــى‬ ‫للكيلوغـرام الواحــد‪ ،‬وهــو مــا يشــكل ً‬ ‫املس ــتهلكين‪ ،‬خصوص ــا م ــع تزاي ــد الطل ــب عل ــى‬ ‫هــذا املنتــج فــي األســواق العراقيــة‪.‬‬ ‫ويق ــول هاش ــم الش ــريفي‪ ،‬وه ــو أح ــد املنتجي ــن‬ ‫ف ــي ناحي ــة الحم ــزة الغرب ــي ف ــي باب ــل‪ ،‬ملجل ــة‬ ‫«فيل ــي»‪ ،‬إن ــه "لدين ــا مص ــدر وفي ــر م ــن الده ــن‬ ‫خامــا أو مصفــى‪ ،‬وكنــا نرســله إلــى‬ ‫الحــر نبيعــه ً‬ ‫بغ ــداد وكرب ــاء والنج ــف‪ ،‬لك ــن الي ــوم‪ ،‬بس ــبب‬ ‫قلــة املوا�شــي‪ ،‬أصبــح إنتاجنــا ال يتجــاوز الطــن‬ ‫أو الطني ــن ش ـ ً‬ ‫ـهريا‪ ،‬بعدم ــا كن ــا ننت ــج أكث ــر م ــن‬ ‫‪ 3.5‬أطن ــان أس ــبوعيا"‪.‬‬ ‫فوائده وأهميته الغذائية‬ ‫ورغ ــم ارتف ــاع س ــعره‪ ،‬م ــا ي ـزال الده ــن الح ــر‬

‫عنص ـرا رئيس ــيا ف ــي املطب ــخ العراق ــي‪ ،‬حي ــث‬ ‫يس ــتخدم ف ــي تحضي ــر أطب ــاق مث ــل البريان ــي‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الكب ــة‪ ،‬الق ــوزي‪ ،‬والتم ــن بالده ــن‪ ،‬باإلضاف ــة‬ ‫إل ــى اس ــتخداماته ف ــي صناع ــة الحلوي ــات‪.‬‬ ‫ويؤك ــد املنتج ــون‪ ،‬أن الده ــن الح ــر ال يحت ــوي‬ ‫عل ــى أي أض ـرار صحي ــة عن ــد اس ــتهالكه‬ ‫باعت ــدال‪ ،‬ب ــل عل ــى العك ــس‪ ،‬فه ــو‪ ،‬مص ــدر‬ ‫دفئ ــا ف ــي‬ ‫طبيع ــي للطاق ــة‪ ،‬ويمن ــح الجس ــم ً‬ ‫الش ــتاء‪ ،‬ويع ــزز املناع ــة الحتوائ ــه عل ــى‬ ‫فيتامين ــات ‪ A‬و‪ ،D‬ومفي ــد ألصح ــاب الحمي ــة‬ ‫الكيتوني ــة‪ ،‬حي ــث يعتمدون ــه كمص ــدر رئي�س ــي‬ ‫للدهــون‪ ،‬ويحســن عمليــة الهضــم ويســاعد فــي‬ ‫امتص ــاص بع ــض الفيتامين ــات‪.‬‬ ‫وم ــع اس ــتمرار األزم ــة‪ ،‬يطال ــب املزارع ــون‬ ‫واملنتج ــون بتوفي ــر دع ــم حكوم ــي للمس ــاهمة‬ ‫ف ــي اس ــتقرار اإلنت ــاج‪ ،‬س ــواء عب ــر تقدي ــم‬ ‫دع ــم مباش ــر ملرب ــي املوا�ش ــي أم توفي ــر حل ــول‬ ‫مســتدامة ملشــكلة شـ ّـح امليــاه والجفــاف‪ ،‬وذلــك‬ ‫لضمــان اســتمرار هــذه املهنــة التراثيــة وحمايــة‬ ‫االقتص ــاد الزراع ــي املحل ــي‪.‬‬

‫"كنا نسوّق كميات تصل إلى ثالثة أطنان‬ ‫شهريًا لمختلف محافظات العراق‪ ،‬أما اليوم‪،‬‬ ‫قلياًل جدًا بسبب الجفاف وشح‬ ‫فاإلنتاج بات ً‬ ‫المياه"‪.‬‬

‫"عيد فطر مبارك"‪...‬‬ ‫نسأل هللا تعالى أن يجعل هذا العيد مناسبة‬ ‫للتقارب بني القلوب وتعزيز أوارص المحبة والسالم‬ ‫ً‬ ‫معا بغض النظر عن‬ ‫في عراقنا الحبيب‪ .‬لنتحد‬

‫أرض هي منارة التآخي‬ ‫اختالفاتنا‪ ،‬ولزنرع األمل في‬ ‫ٍ‬ ‫والتسامح‪ .‬لمستقبل اجمل ألجيالنا يعمه الخري‬ ‫واالزدهار‪ .‬كل عام وأنتم بألف خري ‪.‬‬

‫مدير التحرير‬

‫‪FAILY MAGAZINE‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬ ‫&‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE‬‬ ‫‪MEDIA FOR FAILI KURD‬‬ ‫العدد ‪ 255‬السنة الحادية والعشرون ‪ -‬آذار ‪ -‬مــارس ‪2025‬‬