العـدد "مـئتـــان وواحــــد" من مجلة فيلي

Page 1

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪1‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬ ‫الكورد في خضم‬ ‫االنتخابات األمريكية‬

‫في عهد الكاظمي‬ ‫إلى أين يمضي العراق؟‬

‫‪12‬‬

‫‪8‬‬

‫‪SHAFAQ FOUNDATION OF CULTURE ,MEDIA FOR FAILY KURD‬‬

‫صاحب االمتياز‬

‫مؤسسة الثقافة واالعالم للكورد الفيليين‬

‫ده‌زگاى رۆشنبیرى و راگه‌یاندنى كوردى فه‌یلى‬

‫تحديات صناعة‬ ‫النفط والغاز في كردستان (‪)2030-2020‬‬

‫أســرة التحرير‬

‫أصبحــت منطقــة كردســتان اآلن واحــدة مــن أهــم املناطــق إلنتــاج النفــط والغــاز‬ ‫يف الــر‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن كردســتان يف خطــوات أوليــة لبــدء صناعــة النفــط‬ ‫والغــاز التــي ال تـزال مســتمرة عــى تقــدم االستكشــاف والحفــر ‪...‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫اإلستفتاء‪ ..‬حصاد شعب‬ ‫قبــل اإلســتفتاء الــذي جــرى يف ‪ /52‬أيلــول‪ ،7102/‬أقفلــت بغــداد أبوابهــا بوجــه‬ ‫الكوردســتانيني‪ ،‬ورفضــت قبولهــم كــركاء يف الوطــن الــذي رســموا حــدوده‬ ‫يف عرشينيــات القــرن املنــرم‪ ،‬حينــا صوتــوا لصالــح ضــم واليــة املوصــل اىل‬ ‫العــراق‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫زلزال شيالن المروع‬ ‫يضرب بشدة إقليم كوردستان‬ ‫شــيالن العرشينيــة مســعفة لجرحــى االحتجاجــات التــي شــهدتها العاصمــة‬ ‫بغــداد‪ ،‬كــا تعمــل مبدينــة الطــب يف قســم األمــراض الرسطانيــة‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫‪18‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪44‬‬

‫تقرير‪ ..‬على أمريكا أن تحط الرحال‬ ‫بمحطة كوردستان األمينة‬

‫حين نحارب اسرائيل‬ ‫بالشحاطة!‬

‫علي حسين فيلي‬ ‫‪alifaily@shafaaq.com‬‬

‫مدير التحرير‬

‫علي حسين علي‬ ‫هيئة التحرير‬

‫محمد جمال‬ ‫ياسر عماد‬ ‫ماجد محمد صالحان‬ ‫سندس ميرزا‬ ‫التصميم الفني‬

‫أحصنة سوداء في انتخابات العراق‪..‬‬

‫‪201‬‬ ‫السـنـة الســـادســة عـشـر‬ ‫أيلول ‪ /‬سبتمبر ‪2020‬‬ ‫رقم االعتماد في‬ ‫نقابة الصحفيين العراقيين ‪1016‬‬ ‫رقم االيداع في دار الكتب‬ ‫والوثائق ‪ 796‬في ‪2004‬‬

‫ايمان حبيب علي‬

‫من هم؟‬

‫في هذا العدد‬

‫المقال االفتتاحي‬

‫‪20‬‬

‫مجلة شهرية تصدر عن مؤسسة شفق‬

‫تشــكلت البيئــة السياســية واالجتامعيــة العراقيــة بشــكل ال ميكــن حل مشــكالتها‬ ‫عــر اإلعــام‪ ،‬واللــن الــذي كان يواجــه بــه يف األمــس القريــب مخرتقــي القانــون‬ ‫يحتــاج إىل موقــف جــريء وقـرار شــجاع ليحقــق الهــدف املنشــود‪ .‬وعــى الرغــم‬ ‫مــن هــذا الوضــع املعقــد إال أن مضمــون برنامــج حكومــة الســيد الكاظمــي قــد‬ ‫يبعــث عــى األمــل بخاصــة أنــه اكتســب دعــا دوليـاً وداخليـاً‪ ،‬لكــن املشــكالت‬ ‫يف الشــق األخــر أي الداخليــة أكــر مــن مســتوى ذلــك الدعــم الــذي يغلــب‬ ‫عليــه الطابــع الســيايس والعســكري وليــس االقتصــادي‪.‬‬ ‫إن فهــم رئيــس الــوزراء للســنوات التــي تلــت ســقوط البعــث‪ ،‬قــد ال يدفعــه‬ ‫إىل تبنــي سياســة الحــذف‪ ،‬ولكــن معظــم األطــراف السياســية ليســت عــى‬ ‫اســتعداد للتعــاون مــع رئيــس بــا قــوة وال عشــرة وال جنــاح مســلح! وحتــى ال‬ ‫يرتجــون عم ـرا طويــا لحكومــة كهــذه‪.‬‬ ‫العراقيــون يعلمــون أن الكاظمــي ليســت بيــده عصــا ســحرية‪ ،‬بخاصــة أنــه ال‬ ‫يقــاس مبي ـزان الديــن الســيايس الــذي يقــوده إىل مقــام خليفــة‪ ،‬وال ميلــك مــن‬ ‫الســلطة مــا ميكنــه ليتحــول إىل ســلطان‪ .‬هــو رئيــس وزراء لحكومــة تشــكلت‬ ‫تحــت خيمــة التوافــق وينتظــر منهــا منطــق القــوة وليــس قــوة املنطــق‪.‬‬ ‫يف الحديــث عــن األبعــاد الوطنيــة‪ ،‬فــإن الدميقراطيــة التوافقيــة‪ ،‬واالنهيــار‬ ‫االقتصــادي وتفــكك نســيج املصالحــة يف املجتمــع‪ ،‬تتســبب بتعقيــد الربامــج‪.‬‬ ‫كــا ان هنــاك عــدد مــن األجيــال يف تاريــخ هــذا البلــد محرومــون منقطعــون‬ ‫عــن التفكــر الصحيــح والتــرف العــري ومشــكالتهم ال تحــل بالتطــرف يف اإلميــان او‬ ‫معــاداة الديــن واملذهــب والقوميــة فقــط‪.‬‬ ‫عندمــا يتحــدث الكاظمــي برصاحــة عــن حاجــات ورغبــات النــاس حتــى مــن دون‬ ‫االهتــام مبوافقــة ومصالــح األط ـراف السياســية‪ ،‬ال نــدري لكــم محطــة قــد ميــي أو‬ ‫أن يثــق بــه الشــارع املنتفــض‪ ،‬عــى الرغــم مــن أننــا نعلــم بــأن الوقــت ليــس يف صالــح‬ ‫العـراق وازمــة االنتــاء الوطنــي أكــر كثــرا مــن ان تســتطيع حكومــة ذات عمــر غــض‬ ‫وتعــاين مــن ع ـرات املشــكالت مــن معالجتهــا‪.‬‬ ‫مثــا‪ ،‬يف عهــد املالــي جــاء داعــش وتــرد ماليــن املواطنــن‪ ،‬ويف عهــد العبــادي‬ ‫وصلــت العالقــات بــن االقليــم وبغــداد الســوأ مراحلهــا ويف عهــد عبــد املهــدي تــم قتــل‬ ‫املئــات مــن املتظاهريــن! والكاظمــي هــو الــذي يتحــدث عــن إحيــاء سياســة التفاهــم‬ ‫والتعايــش الحقيقــي وليــس الحــرب‪ ،‬وقــد يســتطيع كــر الطريــق املســدود لعــدم حــل‬ ‫املشــكالت الداخليــة‪.‬‬ ‫وهــو يف تصديــه الزمــات العــراق يف هــذا الوقــت ليــس نــوري الســعيد وال نــوري‬ ‫املالــي‪ ،‬هــو ال ميثــل املرجعيــة وليــس كورديــا باالصــل وال ســنيا باملذهــب‪ ،‬ولكنــه‬ ‫يســتطيع ان يســتفيد مــن التجربــة وحســنات االنتــاء اإلنســاين والوطنــي‪ .‬وفريقــه‬ ‫يســتطيعون تنفيــذ الواجــب األخالقــي والوطنــي امللقــى عــى عاتقهــم وان يقرتحــوا‬ ‫عليــه الحلــول الحقيقيــة‪ ،‬بخاصــة فــإن تجربــة العمــل يف اإلعــام ثــم املخابـرات علّمتــه‬ ‫ان الحــوار بــن الــر والخــر ال معنــى لــه‪.‬‬ ‫ان امكانيــات التســامح املجتمعــي للشــعب العراقــي يف هــذه الظــروف االمنيــة‬ ‫واالقتصاديــة مرتبكــة وثقتــه بالســلطة ضعيفــة والــذي ضبــط الوضــع الحــايل هــو فقــط‬ ‫«صلــح مســلح»‪ .‬رئيــس الــوزراء يعــرف ان يف هــذا البلــد املتخــم بالســاح حتــى ان‬ ‫تدخلــت امريــكا فيــه عســكريا فــان الفــوىض لــن تنتهــي‪ ،‬وكذلــك االنتخابــات املنتظــرة‪،‬‬ ‫فبــدون حــل املعضــات لــن يتغــر يشء مــن هــذا الواقــع املــر‪ .‬فهــل يســتطيع الكاظمي‬ ‫اســرداد تلــك الثقــة بشــكل فعــي؟! مــن الواضــح ان التاريــخ ســيتحدث عــن عهــده‬ ‫هــو اآلخــر‪.‬‬

‫رئيس التحرير‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪3‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫نيجيرفان بارزاني‪..‬‬ ‫رجل اللحظات الصعبة‬ ‫مـا بـين بغــداد وانقــرة‬ ‫عززت الحركة السياسية السريعة التي قام بها رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني سواء من خالل زيارة بغداد لالجتماع‬ ‫بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون‪ ،‬ثم سفره بعدها بيومين الى أنقرة حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان‪ ،‬الصورة‬ ‫التي رسخها بأنه رجل تتقاطع عنده المصالح والتسويات واألدوار‪ ،‬محلياً وإقليمياً‪.‬‬

‫فيلي| محمد عماد‬

‫وما‬

‫زالــت عبــارة ماكــرون لــدى‬ ‫وصولــه اىل بغــداد االربعــاء تــرن‬ ‫يف آذان املهتمــن عندمــا قــال وهــو اآليت من‬ ‫بــروت املنكوبــة‪ ،‬إن «االســتقرار اإلقليمــي‬ ‫عــى املحــك»‪ ،‬وهــو الــذي طلــب مــن‬ ‫بــارزاين موافاتــه يف بغــداد لعقــد اجتــاع‬ ‫منفــرد معــه‪ ،‬وهــي كلهــا إشــارات تعكــس‬ ‫أهميــة الحركــة التــي قــام بهــا رئيــس اقليــم‬ ‫كوردســتان كـ»رجــل اللحظــات الصعبــة»‬ ‫بهــذه الظــروف ومبثــل هــذا التوقيــت‬ ‫بالضبــط‪.‬‬ ‫اذا يالقــي بــارزاين ماكــرون املتوجــس مــن‬ ‫االفعــال الرتكيــة‪ ،‬ســواء عــر حــدود اقليــم‬ ‫كوردســتان‪ ،‬او يف رشق البحــر املتوســط‬ ‫حيــث تتجمــع غيــوم نــزاع يخــى أن‬ ‫يتحــول اىل حــرب اقليميــة تتــورط فيهــا‬ ‫تركيــا وفرنســا واليونــان وقــرص وايطاليــا‬ ‫ورمبــا مــر والســعودية واالمــارات وليبيــا‪.‬‬ ‫و»الرســالة املاكرونيــة» واضحــة‪ :‬فرنســا‬ ‫موجــودة يف املنطقــة ولهــا دور وحضــور‬ ‫ومصالــح اخــرى يف رشق املتوســط‪ ،‬وصــوال‬

‫“‬ ‫‪4‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫اىل بغــداد واربيــل‪.‬‬ ‫ومــن هنــا يكتســب اللقاءيــن اللذيــن‬ ‫عقدهــا بــارزاين يف بغــداد وأنقــرة‬ ‫أهميتهــا‪ ،‬وتعــزز صــورة املكانــة التــي‬ ‫يحتلهــا كطــرف محــوري فيــا يجــري يف‬ ‫املنطقــة‪.‬‬ ‫أمــا عــى الصعيــد الداخــي‪ ،‬فالرســائل‬ ‫كانــت ال تقــل وضوحــا‪ .‬رســالة فرنســية‬ ‫ضمنيــة بالتعبــر عــن الحــرص عــى مكانــة‬ ‫اقليــم كوردســتان يف الرؤيــة الفرنســية‬ ‫للمنطقــة ويف ترتيــب العالقــة مــع بغــداد‪،‬‬ ‫ولهــذا كان طلــب اللقــاء يف بغــداد مــع‬ ‫رئيــس االقليــم‪ ،‬واملراســم الربوتوكوليــة‬ ‫التــي راعــت التفاصيــل الشــكلية‪ ،‬واختــاء‬ ‫«الرئيســن» مــن أجــل التباحــث‪ .‬امــا ســفر‬ ‫بــارزاين بعدهــا بقليــل اىل أنقــرة‪ ،‬فقــد‬ ‫أضفــى عــى اللقــاء الكوردســتاين – الفرنــي‬ ‫أهميــة إضافيــة‪.‬‬ ‫وقــد الحظ مراقبون أن ماكــرون كان حريصا‬ ‫خــال محطتــه البريوتيــة والبغداديــة‪ ،‬عــى‬ ‫عــدم االشــارة بشــكل مبــارش اىل «الــدور‬

‫يحتفــظ بارزانــي بعالقــات هادئــة مــع تركيــا وفــي‬ ‫الوقــت نفســه تشــهد عالقتــه مــع الحكومــة‬ ‫االتحاديــة فــي بغــداد‪ ،‬خاصــة مــع وصــول مصطفــى‬ ‫الكاظمــي الــى رئاســة الحكومــة تحســنا إيجابيــا‬ ‫ملحو ظــا‬

‫االي ـراين» او «النفــوذ االي ـراين» مثلــا اعتــاد‬ ‫مثــا املســؤولون االمريكيــون ان يفعلــوا عنــد‬ ‫كل شــاردة وواردة تتعلــق بشــؤون املنطقــة‬ ‫عمومــا‪.‬‬ ‫ولهــذا‪ ،‬فــان ماكــرون عندمــا تحــدث‬ ‫عــن قضيــة «الســيادة» العراقيــة ورفــض‬ ‫التدخــات الخارجيــة‪ ،‬وهــو نفــس مــا‬ ‫ســبقته إليــه وزيــرة الجيــوش الفرنســية‬ ‫فلورانــس بــاريل عندمــا ســبقته اىل العاصمــة‬ ‫العراقيــة‪ ،‬فــان االشــارة كانــت تســتهدف‬ ‫تركيــا تحديــدا خصوصــا ان الوزيــرة‬ ‫الفرنســية عــرت عــن وقوفهــا اىل جانــب‬ ‫العــراق «ملنــع االنتهــاكات عــى أراضيــه»‪.‬‬ ‫ومعلــوم ان القــوات الرتكيــة تنفــذ اعتداءات‬ ‫داخــل حــدود اقليــم كوردســتان منــذ نحــو‬ ‫شــهرين بذريعــة مالحقــة حــزب العــال‬ ‫الكوردســتاين‪ ،‬وتســبب ذلــك يف ســقوط‬ ‫ضحايــا مدنيــن ونــزوح كثرييــن‪ ،‬فيــا‬ ‫توتــرت العالقــات بــن انقــرة وبغــداد التــي‬ ‫اســتدعت الســفري الــريك لديهــا عــدة مـرات‬ ‫لتقديــم احتجــاج رســمي‪.‬‬ ‫ويحتفــظ بــارزاين بعالقــات هادئــة مــع‬ ‫تركيــا ويف الوقــت نفســه تشــهد عالقتــه‬ ‫مــع الحكومــة االتحاديــة يف بغــداد‪ ،‬خاصــة‬ ‫مــع وصــول مصطفــى الكاظمــي اىل رئاســة‬ ‫الحكومــة تحســنا إيجابيــا ملحوظــا‪،‬‬ ‫انعكــس عــى العديــد مــن امللفــات املتوتــرة‬ ‫التــي كانــت ســائدة بــن الطرفــن يف األعــوام‬ ‫املاضيــة‪.‬‬ ‫وبهــذا املعنــى‪ ،‬فــان حضــوره اىل بغــداد‬ ‫للقــاء ماكــرون بضيافــة عراقيــة ‪ -‬وهــو مــا‬ ‫يعــزز مكانــة اقليــم كوردســتان أيضــا ‪ -‬ثــم‬ ‫مغادرتــه الجمعــة اىل أنقــرة حيــث اجــرى‬ ‫محادثــات مــع اردوغــان ووزيــر الخارجيــة‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪5‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫مولــود جاويــش أوغلــو‪ ،‬يــؤرش إىل ان هنــاك‬ ‫مــا يجــري خلــف الكواليــس بهــدف تنفيــس‬ ‫االحتقــان القائــم‪ ،‬وان اقليــم كوردســتان‪،‬‬ ‫وبــارزاين تحديــدا‪ ،‬يف حوزتهــم الكثــر مــن‬ ‫األوراق التــي ميكــن اســتخدامها ملعالجــة‬ ‫األزمــات‪ ،‬مبــا يخــدم أيضــا االقليــم والع ـراق‬ ‫نفســه‪.‬‬ ‫ونــوه املراقبــون اىل انــه صحيــح ان لقــاء‬ ‫بــارزاين – ماكــرون جــرى يف بغــداد‪ ،‬وبطلــب‬ ‫مــن الرئيــس الفرنــي‪ ،‬إال أنــه يظهــر جليــا‬ ‫خصوصيــة اإلقليــم ومكانتــه الدســتورية‪،‬‬ ‫فالتعامــل املتميــز مــع رئيــس اإلقليــم أثــار‬ ‫اهتــام جميــع العــامل‪.‬‬ ‫وأشــار املراقبــون إىل أن رفــع العلــم‬ ‫الكوردســتاين واملراســم الربوتوكوليــة التــي‬ ‫اقيمــت للرئيــس بــارزاين‪ ،‬أظهــرت تأثــر‬ ‫االقليــم يف الدولــة االتحاديــة‪ ،‬ثــم ان مكانــة‬ ‫فرنســا والرئيــس ماكــرون ودورهــا يف‬ ‫الــرق االوســط وتعاملــه بهــذا الشــكل مــع‬ ‫رئيــس اإلقليــم‪ ،‬يعــد دعــا لرتســيخ النظــام‬ ‫الفــدرايل يف ادارة البــاد وهــو مــا يقــوي‬ ‫بالنتيجــة مكانــة االقليــم‪.‬‬ ‫وقــال املراقبــون إن إظهــار اســتعداد رئيــس‬ ‫االقليــم للتعايــش املتــوازن وضــان حقــوق‬ ‫مواطنــي كوردســتان كاقرانهــم جميــع‬ ‫مواطنــي الع ـراق‪ ،‬واملــؤرشات التــي تجلــت‬ ‫يف تعامــل الرئيــس الفرنــي‪ ،‬كلهــا عالمــات‬ ‫مهمــة للســلطة واألطــراف السياســية‬ ‫العراقيــة باتجــاه وجــوب حــل املشــكالت‬ ‫مــع االقليــم وان تتــم املحافظــة عــى‬ ‫حقوقــه الدســتورية‪.‬‬ ‫وهــذه رســالة ضمنيــة ال بــد ان بغــداد‬ ‫الحظتهــا‪ .‬وقــد تجــى ذلــك يف التعامــل‬ ‫والعالقــة التــي أظهرتهــا الزيــارة مــن رئيــس‬ ‫الحكومــة الكاظمــي واألطــراف السياســية‬ ‫العراقيــة مــع رئيــس اإلقليــم وهــو مــا يــرز‬ ‫السياســة الناجحــة التــي ينتهجهــا بــارزاين‬ ‫يف التعامــل مــع األحــداث وحــل املشــكالت‪،‬‬ ‫وان كل مــا ســبق يظهــر تأثــر دور رئيــس‬ ‫االقليــم كنقطــة جامعــة لــكل الفرقــاء داخــل‬ ‫االقليــم والعــراق واملنطقــة‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫وأعــرب مراقبــون عــن أملهــم أن تكــون‬ ‫هنــاك فرصــة لإلقليــم وللحكومــة االتحاديــة‬ ‫لالســتفادة مــن هــذا الــدور الــذي ميارســه‬ ‫نيجريفــان بــارزاين‪.‬‬ ‫القيــادي يف جبهــة االنقــاذ والتنميــة أثيــل‬ ‫النجيفــي كانــت لــه رؤيــة خاصــة يف مــا‬ ‫يتعلــق بهــذه التطــورات‪ ،‬تخلــص اىل كيفيــة‬ ‫حجــز اقليــم كوردســتان مقعــده يف قطــار‬ ‫املســتقبل‪ ،‬بعــد زيــارة ماكــرون اىل الع ـراق‪،‬‬ ‫حســب وصفــه‪.‬‬ ‫وقــال النجيفــي‪ ،‬لوكالــة شــفق نيــوز‪ ،‬ان‬ ‫«زيــارة الرئيــس ماكــرون اىل العـراق‪ ،‬كانــت‬ ‫ملعرفتــه بــأن هنــاك تغيــرات جذريــة ســوف‬ ‫تحــدث يف املنطقــة‪ ،‬وان االنســحاب اإليـراين‬ ‫قــادم ال محالــة‪ ،‬والنفــوذ االي ـراين يجــب ان‬ ‫ينتهــي يف العــراق ولبنــان وســوريا‪ ،‬فهنــاك‬ ‫ارادة دوليــة تشــكلت بهــذا الهــدف‪ ،‬ولــن‬ ‫تكــون هنــاك امكانيــة لتغيــر هــذه االرادة‬ ‫الدوليــة»‪.‬‬ ‫واعتــر النجيفــي أن «فرنســا تــدرك أن تركيــا‬ ‫هــي البلــد املؤهــل أكــر مــن غــره ملــلء‬ ‫الف ـراغ بعــد انســحاب إي ـران مــن املنطقــة‪،‬‬ ‫وهــذا مــا يقلقهــا خصوصـاً أن هنــاك ازمــات‬ ‫بــن أنقــرة وباريــس‪ ،‬وفرنســا تســعى بــأن‬ ‫ال تكــون تركيــا بديــا عــن الــدور االيــراين‪،‬‬ ‫ولهــذا جــاء ماكــرون كمحاولــة لخلــق حلــول‬ ‫اخــرى»‪.‬‬ ‫ورأى النجيفــي ان «اقليــم كوردســتان ادرك‬ ‫ان محــاوالت فرنســا‪ ،‬فاشــلة‪ ،‬ولهــذا توجــه‬ ‫رئيــس االقليــم اىل انقــرة بهــدف اعــادة رســم‬ ‫العالقــات مــع تركيــا‪ ،‬ومــن مصلحــة العـراق‬ ‫ايضــا ان يعيــد رســم عالقتــه مــع تركيــا بــدل‬ ‫الصــدام معهــا‪ ،‬خصوصــاً ان القــوة الرتكيــة‬ ‫بــدأت تظهــر يف املنطقــة‪ ،‬وتوجــه اإلقليــم‬ ‫يجعلــه يحجــز مقعــده يف قطــار املســتقبل»‪.‬‬ ‫إجــاالً‪ ،‬مــا مييــز رئيــس إقليــم كوردســتان‬ ‫عالقاتــه مــع الــدول اإلقليميــة واوروبــا‬ ‫وامريــكا‪ ،‬حيــث يعتمــد سياســة املســافة‬ ‫الواحــدة مــع تلــك الــدول التــي تشــهد‬ ‫متثيـ ًـا دبلوماســياً واســعاً يف أربيــل عاصمــة‬ ‫اإلقليــم‪.‬‬

‫إستفتاء شعب كوردستان في الميزان‬

‫د‪.‬سامان سوراني‬

‫مســألة إســتفتاء شــعب كوردســتان‬ ‫بقيــادة الرئیــس مســعود بــارزاين‬ ‫(الــذي أجــري يف الخامــس والعرشيــن‬ ‫مــن ســبتمرب‪/‬أيلول ‪ 2017‬مبشــاركة‬ ‫‪ 27%‬مــن أصــل ‪ 4.5‬مليــون ناخــب‬ ‫مــن اإلقليــم وخارجــە‪ ،‬حيــث بلــغ‬ ‫عــدد املصوتــن بـ»نعــم» ‪ ،)29%‬هي‬ ‫بجانــب حقــوق طبيعيــة لشــعب‬ ‫ناضــل زهــاء قــرن مــن الزمــان مجــرد‬ ‫تفاعــل شــعب كوردســتان مــع الواقع‬ ‫الســيايس واألمنــي غــر املســتقر يف‬ ‫محيطهــا‪.‬‬ ‫مــن حــق الکوردســتانیین‪ ،‬الذيــن‬ ‫يتمتعــون بلغــة وحضــارة وتاريــخ‬ ‫وعــادات تختلــف عــن البقيــة الباقيــة‬ ‫مــن الشــعب العراقــي‪ ،‬أن يســعوا إىل‬ ‫املحافظــة عــى هويتهــم وحقوقهــم‬ ‫ويظــل حلــم الدولــة الكوردســتانية‬

‫فلســـفي ًا يقال بأن العقـــل الجدلي‬ ‫ليـــس إال دیناميـــة الفكـــر‪ ،‬والفكر‬ ‫يكـــون جدليـــ ًا إدا مـــا كان يمیـــل‬ ‫بإســـتمرار الی أن يتجاوز نفسه سواء‬ ‫فـــي ذهابه الی أقصی حد تســـمح به‬ ‫المتضّمنات المنطقية لما ســـبق له‬ ‫أن أكتشـــفه‪ ،‬أو بإنتقاله الی وجهات‬ ‫نظر جديـــدة تعـــارض القضايا التي‬ ‫كانـــت قائمة فـــي البداية‪.‬‬

‫املســتقلة حــارضاً يف أدبيــات ذاكرتهــم‬ ‫السياســية‪.‬‬ ‫نعــم اليــزال شــعب كوردســتان متســمك‬ ‫مبخرجــات االســتفتاء املذکــور وليــس مــن‬ ‫حــق أیــة جهــة رســمية (حكومــة وبرملــان‬ ‫اإلقليــم) أن تلغــي نتائــج اإلســتفتاء وبطالنه‪،‬‬ ‫بــل تجميــده فقــط‪ ،‬هــذا الــذي حــدث‪.‬‬ ‫قانونيــاً الیمکــن أن تلغــی النتائــج إال‬ ‫بإســتفتاء جديــد‪ ،‬لکــن هــل تجــرؤ جهــة‬ ‫مــا أن تقــف ضــد رغبــة هــذا الشــعب‬ ‫املناضــل‪ ،‬الــذي ميکــن أن يطالــب بتفعیلهــا‬ ‫يف املســتقبل؟‬ ‫بعــض نظريــات العالقــات الدوليــة تقــول‬ ‫التحــارب الدميقراطيــات بعضهــا البعــض‬ ‫و نحــن نقــول أن الســلم واإلســتقرار‬ ‫الســيايس واالقتصــادي والثقــايف مهــا كان‬ ‫نوعــه وشــكله لــن يعــم يف العــراق ويف‬ ‫الــرق األوســــط دون إيجــاد حــل ســيايس‬

‫جــذري ونهــايئ للقضيــة الكوردســتانية‪،‬‬ ‫التــي إتخــذت طابعــاً دوليــاً وتحولــت إىل‬ ‫قضيــة ســاخنة يف الــرق األوســط واألدىن‪،‬‬ ‫أو دون اإلعــراف الکامــل بحقــوق شــعب‬ ‫كوردســتان‪ ،‬الــذي وصفهــم املفكــر األرمنــي‬ ‫خجاتــور أبوفيــان (‪1805‬ـ‪ )1846‬يف مقالتــه‬ ‫تحــت عنــوان «األكـراد»‪ ،‬بـ»فرســان الرشق»‪.‬‬ ‫يعتــر إقلیــم كوردســتان الواقــع يف قلــب‬ ‫الــرق األوســط اليــوم نقطــة إلتقــاء‬ ‫املصالــح الدوليــة واإلقليميــة بســبب موقعها‬ ‫الجيوبوليتيــي‪ ،‬وهــو عامــل مؤثــر أســايس يف‬ ‫التحــوالت الدميقراطيــة يف الــرق األوســط‪،‬‬ ‫حیــث يشــکل طاقــة أساســية إقتصاديــة‬ ‫وبرشيــة‪ ،‬الميكــن اإلســتفادة منهــا إال بعــد‬ ‫حــل قضيتهــا القوميــة‪.‬‬ ‫أمــا قــادة اإلقلیــم رئاس ـ ًة و حکوم ـ ًة‪ ،‬فلهــم‬ ‫بحکــم عقالنتیهــم يف التعامــل مــع الواقــع‬ ‫و سياســتهم املعــارصة وعالقاتهــم املتعــددة‬ ‫واملتشــعبة يف املنطقــة وعلــی الصعيــد‬ ‫الــدويل‪ ،‬تأثريهــم عــى الفواعــل الدوليــة‬ ‫ومراكــز صنــع القــرار االقليمــي والــدويل‬ ‫والنفــوذ الســيايس‪.‬‬ ‫إذن مــن مصلحــة األطــراف الداخليــة يف‬ ‫العــراق واإلقليميــة والدوليــة اإلســتفادة‬ ‫مــن هــذه العالقــات التاريخيــة وحــل هــذه‬ ‫القضيــة ليعــم األمــن والســام واإلســتقرار يف‬ ‫املنطقــة‪.‬‬ ‫نعــم إن إســتمرار تحکــم األنظمــة اإلقليميــة‬ ‫بالســلطات القامئــة بالعــراق وســيطرتهم‬ ‫علــی الق ـرار الســيايس واالمنــي والعســكري‬ ‫العراقــي‪ ،‬وعــى كافــة املســتويات‬ ‫الحكوميــة والحزبيــة والعســكرية واالمنيــة‬

‫واالقتصاديــة والتجاريــة وضيــاع الســيادة‬ ‫و إســتقالل الدولــة والحکومــة فيــە‪ ،‬کلهــا‬ ‫عوامــل غــر مســاعدة لتهیئــة الظــروف‬ ‫واملنــاخ املالئــم لحــل املشــاکل العالقــة‬ ‫بــن اإلقلیــم والع ـراق اإلتحــادي‪ ،‬لکــن مــع‬ ‫کل هــذا نــری بأنــه مــن الــروري اآلن‬ ‫اإلتجــاه إىل مفاوضــات سياســية لالتفــاق‬ ‫عــى إعــادة تعريــف العالقــة بــن اإلقليــم‬ ‫واإلتحــاد واالتفــاق عــى تنظيــم العالقــة‬ ‫بــن حكومــة العــراق اإلتحاديــة وحكومــة‬ ‫إقليــم كردســتان للحفــاظ عــى النمــوذج‬ ‫الفــدرايل للعــراق وإخراجــه مــن ُبو َتقــة‬ ‫ونفــوذ وتدخــات الــدول املجــاورة وارســاء‬ ‫مقومــات نهضــة تنمويــة وصحــوة تقدميــة‬ ‫وفــق منظــور اســراتيجي جديــد وفــق‬ ‫معطيــات واقعيــة ودســتورية وإقامــة‬ ‫نظــام دميقراطــي وإقتصــادي عــادل يخــدم‬ ‫الشــعوب يف العــراق اإلتحــادي‪.‬‬ ‫ختام ـاً‪ :‬علــی الفاعــل الكوردســتاين يف عــر‬ ‫التکامــل الــذي يضاعــف الفــرص وطاقــات‬ ‫القيــادة الشــجاعة والحکيمــة يف تســطري‬ ‫تاريــخ زاهــر العمــل علــی متاســك الجبهــة‬ ‫السياســية الداخليــة و بنــاء هيــکل ســيايس‬ ‫متــن قــادر علــی ترشــيد إدارة اإلقليــم و‬ ‫دفعــه نحــو عقالنيــة وبراغامتيــة سياســية‬ ‫أكــر للوصــول الــی التمثيــل الداخــي‬ ‫القــوي و إرســاء العالقــات الجيــدة بــدول‬ ‫الجــوار والدعــم الــدويل املبنــي عــى‬ ‫املصالــح املتبادلــة للحفــاظ علــی مکتســبات‬ ‫اإلقلیــم الدســتورية والتقــرب مــن حلــول‬ ‫ناجعــة تدعــم مطالــب شــعب كوردســتان‬ ‫واالســتقرار والســام‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪7‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫تحديات صناعة النفط والغاز في كوردستان‬ ‫(‪)2030-2020‬‬

‫ئاراز بایز سورجی‬

‫يف‬ ‫المنظــور االقتصــادي والتحديــات فــي‬ ‫صناعــة النفــط والغــاز فــي كردســتان‬ ‫للعقــد القــادم (‪ ، )2030-2020‬التوصيــة‬ ‫وآليــة التحســين لحكومــة إقليــم كردســتان‬ ‫أصبحــت منطقــة كردســتان‬ ‫اآلن واحــدة مــن أهــم المناطــق‬ ‫إلنتــاج النفــط والغــاز فــي البــر‬ ‫‪ ،‬علــى الرغــم مــن أن كردســتان‬ ‫فــي خطــوات أوليــة لبــدء‬ ‫صناعــة النفــط والغــاز التــي‬ ‫ال تــزال مســتمرة علــى تقــدم‬ ‫االستكشــاف والحفــر ومطابقــة‬ ‫اإلنتــاج مــع إنشــاء بنيــة تحتيــة قويــة تتنبــأ‬ ‫ـا‬ ‫بــأن تصبــح حكومــة إقليــم كردســتان عامـ ً‬ ‫هائــا فــي نفــط العالــم ‪ ،‬ولكــن ســيكون‬ ‫ً‬ ‫هنــاك العديــد مــن التحديــات التــي‬ ‫ســتواجهها‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫منتصــف هــذا القــرن ‪ ،‬بــدأت حكومــة إقليم كردســتان بتشــجيع‬ ‫مــن رشكات العــامل العظيــم يف االســتثامر يف صناعــة النفــط‬ ‫والغــاز ‪ ،‬إىل حــد كبــر يف فــرة زمنيــة قصــرة ‪ ،‬نجــاح حكومــة إقليــم‬ ‫كردســتان مــن اســتخدام الغــاز املنتــج يف محطــات الطاقــة املحليــة‬ ‫ونقلهــا النفــط بنجــاح إىل األســواق العامليــة‪ .‬يف الوقــت نفســه مل تنجــح‬ ‫حكومــة إقليــم كردســتان د مــن منــوذج إدارة االقتصــاد النفطــي ‪ ،‬فقــد‬ ‫أصبحــت الحوكمــة متأكــدة مــن تطويــر اإلدارة وتشــجيعها يف صناعــة‬ ‫النفــط ‪ ،‬وبــدالً مــن ذلــك تســببت صناعــة النفــط والغــاز يف حكومــة‬ ‫إقليــم كردســتان يف حــدوث نـزاع مــع بغــداد ‪ ،‬مــا تســبب يف مشــكلة‬ ‫التحــول املــايل إىل املنطقــة‬ ‫بغــض النظــر عــن فقــدان الفــرص التــي قــد تســتخدمها حكومــة إقليــم‬ ‫كردســتان الغــاز الطبيعــي إلعــادة بنــاء االقتصــاد املدمــر وميكــن أن‬ ‫توفــر االســتقرار للسياســة ‪ ،‬لكــن هــذا يعتمــد بشــكل كامــل عــى‬ ‫التنفيــذ الكامــل لإلصــاح االقتصــادي والتأهــب إلنشــاء بنيــة تحتيــة‬ ‫قويــة‪.‬‬ ‫يف العقــد املقبــل ســتكون هنــاك تحديــات تواجــه صناعــة النفــط‬ ‫والغــاز يف إقليــم كوردســتان‪-‬العراق‪ .‬ميكــن التخطيــط ألفضــل الحلــول‬ ‫ملحاولــة واحــدة مــن أوضــح التحديــات التــي يجــب عــى حكومــة‬ ‫إقليــم كردســتان التخطيــط لهــا هــي توظيــف خــراء مــن وزارة املــوارد‬ ‫الطبيعيــة للحصــول عــى املعرفــة الكافيــة لتنفيــذ عقــود النفــط والغاز‬ ‫بأفضــل مــا ميكــن ‪ ،‬والتــي يجــب مــن خاللهــا نفــذت مــع مثــل هــذه‬ ‫الــركات الضخمــة القــادرة عــى الصمــود يف أي حالــة ماليــة وأحــداث‬ ‫غــر مرغــوب فيهــا ‪ ،‬مــن ناحيــة أخــرى يجــب عــى الحكومــة الكرديــة‬ ‫أن تحــاول يف أقــرب وقــت ممكــن إنشــاء رشكات محليــة إلعــادة‬ ‫العائــدات إىل الحكومــة بــدالً مــن أن تكــون جميــع الــركات أجنبيــة‪.‬‬ ‫يجــب أن يكــون لــدى الحكومــة خطــة لعــدم االعتــاد عــى صناعــة‬ ‫النفــط والغــاز حتــى ال تواجــه األرضار املاليــة كــا حــدث مــن قبــل ‪،‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪9‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫ويجــب أن تحــاول بــذل املزيــد مــن االســتثامر‬ ‫يف قطــاع آخــر حتــى بالتعــاون مــع اإلي ـرادات‬ ‫املتلقــاة مــن مبيعــات النفــط والغــاز‪ .‬قبــل أن‬ ‫تنجــح حكومــة إقليــم كردســتان يف االتصــال‬ ‫بتلــك الــركات العظيمــة ‪ ،‬لكــن الحكومــة‬ ‫فشــلت يف تحقيــق مقرتحــات اقتصاديــة مــن‬ ‫املجتمــع الــدويل والع ـراق ‪ ،‬وبــدالً مــن ذلــك‬ ‫انســحبت الحكومــة الكرديــة مــن العالقــات‬ ‫مــع الحكومــة االتحاديــة العراقيــة ‪ ،‬ثــم جــاءت‬ ‫األزمــة بعــد االقتصــاد تالــف‪ .‬حتــى اآلن ‪،‬‬ ‫تطــورت حكومــة إقليــم كردســتان مــع نظــام‬ ‫اقتصــادي يســتخدم مداخيــل النفــط لتطبيــق‬ ‫الخدمــات الحكوميــة ‪ ،‬هــذه االســراتيجية‬ ‫الخاطئــة لــإدارة حولــت حكومــة إقليــم‬ ‫كردســتان إىل مســتوى متــورط بشــدة يف‬ ‫األزمــات ‪ ،‬جعــل هــذا النظــام مجموعــة مــن‬ ‫التحديــات للبلــدان األخــرى يف جميــع أنحــاء‬ ‫العــامل ‪ ،‬عــى ســبيل املثــال ‪ ،‬تنتــج الدولــة‬ ‫الســعودية يوم ًيــا عــرة ماليــن برميــل مــن‬ ‫النفــط ‪ ،‬وهــي اآلن متعمــدة ملحاولــة نظــام‬ ‫إدارة االقتصــاد إىل نظــام ال يعتمــد عــى‬ ‫النفــط طــوال رؤى الخطــة للعقــد املقبــل‬ ‫(‪ .)2030-2020‬تــويل حكومــة إقليــم كردســتان‬ ‫االهتــام إلنشــاء تنويــع مصــادر الدخــل ‪،‬‬ ‫ولكــن هــذه الخطــوة تحتــاج إىل إج ـراء جــاد‬ ‫مــن قبــل الحكومــات ‪ ،‬قــد ال تكــون هــذه‬ ‫الخطــة (التنويــع لالقتصــاد) قــرارات قصــرة‬ ‫املــدى ‪ ،‬بــل تتطلــب هــذه العمليــة فــرة‬ ‫الفصــل ‪ ،‬تحتــاج إىل التنفيــذ الكامــل يف وقــت‬ ‫محــدد ميكــن أن تشــجع فيــه عائــدات البــرول‬ ‫الصناعــات قــد ال يتــم الحصــول عــى اهتــام‬ ‫بجعــل مــوارد االقتصــاد للتنويــع كاســتجابة‬ ‫لألزمــة املاليــة لتهدئــة الســخط وعــدم الترصف‬ ‫‪ ،‬كــا حــدث يف إقليــم كردســتان بينــا أعلنــت‬ ‫الحكومــة عــام ‪ 2017‬عــن أرضار ماليــة‪.‬‬ ‫يجــب الحفــاظ عــى مبيعــات عائــدات‬ ‫النفــط والغــاز يف إقليــم كردســتان إلعــادة‬ ‫بنــاء البنيــة التحتيــة لالقتصــاد الحكومــي ‪،‬‬ ‫كــا ميكــن اســتخدامها لتحســن الخدمــات‬ ‫العامــة الحكوميــة ‪ ،‬ويجــب إرصار حكومــة‬ ‫إقليــم كردســتان عــى التنويــع للحصــول عــى‬

‫‪10‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫اإليــرادات يف مــوارد متعــددة ‪ ،‬يجــب عــى‬ ‫إقليــم كوردســتان الق ـرارات التــي مــن هــذه‬ ‫املســارات التــي كانــت تأمــل يف ‪ KRI‬عــى‪.‬‬ ‫يجــب أن تكــون لــدى الحكومــة الكرديــة‬ ‫خطــة أساســية قويــة وأن تتخــذ ق ـرارات بــأن‬ ‫تكــون لديهــا خطــة إصالحيــة كاملــة إلدارة‬ ‫النفــط والغاز يف العقد املقبــل (‪، )2030-2020‬‬ ‫يجــب أن يكــون لــدى حكومــة إقليم كردســتان‬ ‫النمــوذج الحديــث إلدارة االقتصــاد مثــل‬ ‫دول الســعودية وإيــران ‪ ،‬مــن أجــل تنويــع‬ ‫االقتصــاد بعيــدًا عــن النفــط وإال يف حالــة‬ ‫كونــه عــى هــذا املســار اآلن ‪ ،‬يجــب عــى‬ ‫حكومــة إقليــم كردســتان بالتأكيــد أن تتنبــأ‬ ‫باألزمــة املاليــة التــي واجهتهــا يف عــام ‪.2017‬‬ ‫وهــي تبــدأ بالحقيقــة األساســية وهــي طبيعــة‬ ‫اإليــرادات التــي تعتمــد عــى اســراتيجية‬ ‫سياســية ‪ .‬يجــب أن تعتمــد حكومــة إقليــم‬ ‫كردســتان عــى الحصــول عــى اإلي ـرادات مــن‬ ‫مصــادر مختلفــة ‪ ،‬إذا كان الدخــل يــأيت فقــط‬ ‫مــن مصــادر النفــط والغــاز ‪ ،‬فلــن يكــون هناك‬ ‫اهتــام والطلــب عىل نطاقــات وأســباب أخرى‬ ‫تجعــل البــاد عاجــزة‪ .‬يف حالــة وجــود ثــروة‬ ‫مــن قبــل السياســيني ‪ ،‬فإنهــم ســيجلبون عقــول‬ ‫النــاس بشــكل فعــال ‪ ،‬وبعــد ذلــك يــؤدي إىل‬ ‫عــدم وجــود دافــع للتنميــة والتغيــر طــوال‬ ‫توزيــع الــروة‪ .‬نفــس املثــال صحيــح لحكومــة‬ ‫إقليــم كردســتان ‪ ،‬يف حــال كانــت الحكومــة‬ ‫تريــد إدارة اقتصاديــة أفضــل ‪ ،‬يجــب أن يكــون‬ ‫لديهــا نظــام اقتصــادي قــوي لإلصالحــات‬ ‫وتقليــل االعتــاد عــى صناعــة النفــط والغــاز ‪،‬‬ ‫هــذه الخطــوة تــؤدي ح ًقــا إىل جعــل الحكومــة‬ ‫يف اقتصــاد أفضــل إدارة وتطويــر بحيــث يجــب‬ ‫أن يكــون الهــدف األســايس لحكومــة إقليــم‬ ‫كردســتان‪ .‬لزيــادة االســتثامر داخــل البلــد ‪،‬‬ ‫يجــب عــى الحكومــة محاولــة اغتنــام الفرصــة‬ ‫ملزيــد مــن التطويــر للقطاعــات األخــرى ‪ ،‬مــن‬ ‫خــال املبلــغ املســتلم مــن األمــوال املحققــة‬ ‫ملبيعــات صناعــة النفــط والغــاز‪ .‬يــر النــاس‬ ‫يف كردســتان العــراق حتــى اآلن عــى القــول‬ ‫بــأن صناعــة النفــط والغــاز ليســت ســوى‬ ‫لعنــة بالنســبة لهــم ‪ ،‬إذا تحولــت اســراتيجية‬

‫اإلدارة وإعــادة اســتثامر صناعــة النفــط والغــاز‬ ‫إىل طريقــة صحيحــة ‪ ،‬فقــد يبــارك األكــراد‬ ‫وكردســتان يف العقــد املقبــل‪ .‬وإال فــإن حيــاة‬ ‫النــاس يو ًمــا بعــد يــوم تــزداد ســو ًءا وتجعــل‬ ‫املنطقــة غــر مســتقرة عــى اإلطــاق‪ .‬يجــب‬ ‫عــى حكومــة إقليــم كردســتان أن تخطــط‬ ‫بشــكل كبــر للتطويــر يف العقــد املقبــل‬ ‫‪ ،‬وميكــن الشــعور مبزيــد مــن التطــورات‬ ‫يف حالــة وجــود صفقــة مناســبة وواضحــة‬ ‫مــع حالــة النفــط والغــاز ومحاولــة إجــراء‬ ‫إصالحــات واعيــة ومناســبة إلدارة االقتصــاد‬ ‫وامتــاك عقــود جيــدة‪ .‬إن الهيــكل اإلداري‬ ‫الحقيقــي والفعــال لتصنيــع النفــط والغــاز‬

‫والداخليــة رضائــب العــودة ؛ امتــاك القــدرة‬ ‫االقتصاديــة القويــة الســتئجار محامــي جلســة‬ ‫كبــر للتأكــد مــن أنــه ســيكون لديــه الفرصــة‬ ‫املثــى للتفــاوض‪ .‬يجــب أن تشــدد صناعــة‬ ‫النفــط والغــاز يف إقليــم كوردســتان‪-‬العراق‬ ‫القــدرة عــى التفــاوض للحصــول عــى املزيــد‬ ‫مــن املزايــا لزيــادة الدخــل يف املنطقــة مــن‬ ‫النفــط والغــاز املنتــج لتكــون جــز ًءا حيو ًيــا‬ ‫لجعــل كردســتان عظيمــة ومتطــورة قــدر‬ ‫اإلمــكان‪.‬‬ ‫مبــا أن الــركات تعتــر إقليــم كردســتان مــن‬ ‫الدرجــة الثالثــة املقبولــة للغايــة الســتثامرها‬ ‫الكبــر يف املراكــز الصحيــة التابعــة لهــا ‪ ،‬فقــد‬

‫هــو رشط أســايس لتحقيــق النــر يف توزيــع‬ ‫امليزانيــة الحكوميــة‪ .‬إن دعــم رشكاء النمــو‬ ‫العاملــي مــن شــأنه أن يوفــر أفضــل مالءمــة‬ ‫لتقاســم الدخــل بــن املقاطعــات للتأكــد مــن‬ ‫التوزيــع العــادل واملوفــر‪ .‬مــن وجهــة نظــري‬ ‫‪ ،‬تطويــر عمليــة التشــغيل االقتصــادي لتصنيــع‬ ‫النفــط والغــاز يف إقليــم كوردســتان‪-‬العراق‬ ‫املوجــه عــر اآلراء‪ :‬عــى ســبيل املثــال متتلــك‬ ‫رشكات النفــط العامليــة املزيــد واملزيــد مــن‬ ‫الخــرة يف نقــل االتفاقــات التــي تــم إنشــاؤها‬ ‫عــى هــدف قــوي ‪ ،‬وهــو اســتغالل الدخــل‬

‫ً‬ ‫كابــا لجلــب بعــض‬ ‫يكــون إقليــم كردســتان‬ ‫الــركات العامليــة إىل قطــاع النفــط والغــاز‬ ‫‪ ،‬وقــد حدثــت اإلجــراءات والتحســينات يف‬ ‫االستكشــاف واإلنتــاج املشــرك مــع التقــدم‬ ‫البنيــة التحتيــة مــن خــال إدارة ممتــازة‬ ‫لتصنيــع النفــط والغــاز ‪ ،‬مــا يــؤدي إىل‬ ‫ميــل عائــدات املنطقــة والدخــل مــن‬ ‫الهيدروكربونــات املنتجــة‪ .‬عــى الرغــم مــن أن‬ ‫العديــد مــن اإلدارة املاليــة الخاطئــة والحزبيــة‬ ‫الخاطئــة يف التصنيــع ‪ ،‬جعلــت املنطقــة يف‬ ‫اشــتباك ضــد الحكومــة الفيدراليــة للعــراق‪.‬‬

‫تســبب هذا الـراع يف أرضار جســيمة لحكومة‬ ‫إقليــم كردســتان‪ .‬معظــم األهــداف املاليــة‬ ‫والحزبيــة السياســية وراء التحــدي للحصــول‬ ‫عــى مبيعــات نفــط كردســتان املســتقلة‪ .‬ال‬ ‫ي ـزال إقليــم كوردســتان‪-‬العراق يحافــظ عــى‬ ‫املناســبات لالســتفادة مــن مصــادر طاقتــه‬ ‫لتنميــة اقتصــاد كردســتان وتحقيــق الثبــات‬ ‫الســيايس‪ .‬يف العقــد املقبــل ‪ ،‬ميكــن تحســن‬ ‫احتياطيــات الغــاز لتصبــح مصــد ًرا رئيســ ًيا‬ ‫الســرداد اإليــرادات إىل إقليــم كردســتان ‪،‬‬ ‫وقــد توفــر ثبا ًتــا سياس ـ ًيا بــن حكومــة إقليــم‬ ‫كردســتان و ‪ .FGI‬ميكــن للغــاز الطبيعــي‬ ‫الحصــول عــى منطقــة أخــرى فرصــة كبــرة‬

‫يف حالــة وجــود اإلصالحــات وتنفيذهــا ‪ ،‬ولكــن‬ ‫إذا مل تتــم مالحظــة اإلصالحــات االقتصاديــة‬ ‫‪ ،‬فــإن حكومــة إقليــم كردســتان ســتواجه‬ ‫نفــس املشــاكل التــي هــي واجهــت يف العقــود‬ ‫الســابقة‪ .‬فيــا يتعلــق بقطــاع النفــط والغــاز‬ ‫وجهــة نظــري الخاصــة بشــأن املســألة ‪ ،‬أويص‬ ‫حكومــة إقليــم كردســتان بالعقــد القــادم مــن‬ ‫صناعــة النفــط والغــاز يف املنطقــة أوالً محاولــة‬ ‫إنشــاء رشكــة نفــط وطنيــة الســرداد إي ـرادات‬ ‫الرشكــة للحكومــة بــدالً مــن ذلــك مــن التعاقــد‬ ‫مــع الــركات األجنبيــة كاملعتــاد‪ .‬مــن أجــل‬ ‫إرســاء أســاس قــوي لقطــاع النفــط والغــاز‬ ‫الكردســتاين املســتقبيل ‪ ،‬يجــب أن يكــون‬ ‫لــدى حكومــة كردســتان رؤيــة واضحــة مــع‬ ‫إبــرام عقــود جديــدة يجــب أن تتــم بشــكل‬ ‫أكــر منطقيــة مــن العقــود الســابقة ‪ ،‬يجــب‬

‫“‬

‫اخلطة مطلوبة بش��دة الس��تخدام عائدات‬ ‫النف��ط والغ��از بطريق��ة عادل��ة ت��ؤدي إىل‬ ‫جلب الث��روة والنمو‪.‬‬ ‫ئاراز بایز سورجی‬

‫أخــرى لتحقيــق األهــداف للتعامــل بشــكل‬ ‫نجاحــا مــن التعامــل مــع النفــط ‪ ،‬يجــب‬ ‫أكــر ً‬ ‫أن تتوافــق حكومــة إقليــم كردســتان للوصــول‬ ‫إىل الهــدف مــع تحســينات اإلصــاح االقتصادي‬ ‫مــع مبيعــات الغــاز الطبيعــي‪ .‬إن امتــاك‬ ‫طريقــة صحيحــة للتعامــل مــع الغــاز الطبيعــي‬ ‫والنفــط للعقــد القــادم ميكــن أن يعطــي‬ ‫الفرصــة لتوســيع اقتصــاد كردســتان‪ .‬يف حــن‬ ‫أن احتياطيــات النفــط والغــاز الكرديــة ضخمــة‬ ‫للغايــة وضخمــة وتأثريهــا يف الحصــول عــى‬ ‫عائــدات جديــرة باملالحظــة إلقليــم كردســتان ‪،‬‬

‫أن تحــاول إبــرام عقــود مــع أكــر الــركات‬ ‫العامليــة ‪ ،‬مــن أجــل اســتمر يف البقــاء حتــى‬ ‫النهايــة بــدال مــن الرشكــة التــي ال تســتطيع‬ ‫تحمــل أي أزمــة ماليــة‪ .‬بطريقــة أخــرى ‪ ،‬يف‬ ‫إقليــم كردســتان يف املــايض مل يكــن دخــول‬ ‫النفــط والغــاز بالطريقــة الصحيحــة ‪ ،‬هنــاك‬ ‫حاجــة بالتأكيــد إىل عمليــة إصــاح النفــط‬ ‫والغــاز يف حكومــة كردســتان ‪ ،‬يف العقــد‬ ‫املقبــل قــد تعطــي املزيــد مــن اإليـرادات مــع‬ ‫وجــود ســلعة جيــدة الخطــة مطلوبــة بشــدة‬ ‫الســتخدام عائــدات النفــط والغــاز بطريقــة‬ ‫عادلــة تــؤدي إىل جلــب الــروة والنمــو‪.‬‬ ‫فــوق العنــارص تخلــق قاعــدة قويــة وطريقــة‬ ‫منظمــة جيــدًا لحكومــة إقليــم كردســتان‪.‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪11‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫الكورد‬

‫في خضم‬ ‫االنتخابات األمريكية‬

‫د‪ .‬محمود عباس‬

‫يقرتب‬

‫عمــر املتنافســن عــى‬ ‫رئاســة أمريــكا مــن‬

‫ا لثام نينــا ت ‪.‬‬ ‫جو بايدن‪:‬‬ ‫مــن مواليــد ‪1942‬م أي يف حــال فــوزه‬ ‫يف االنتخابــات سيســتلم الرئاســة بعمــر‬ ‫‪ ،79‬وهــو املحامــي الــذي دخــل مجلــس‬ ‫الشــيوخ بعمــر ‪ 31‬وكان ســادس أصغــر‬ ‫ســناتور يدخــل الكونغرس يف تاريــخ أمريكا‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫واســتمر يف الرتشــح لســت دورات إىل أن‬ ‫أصبــح رابــع أكــر ســناتور يف املجلــس‪ ،‬ومــن‬ ‫ثــم أصبــح نائــب الرئيــس بــاراك أوبامــا‬ ‫ملــدة مثــاين ســنوات‪ ،‬وإن حالفــه الحــظ قــد‬ ‫ينجــح وبعدهــا سيرتشــح للــدورة الثانيــة‪،‬‬ ‫أي يف حــال نجاحــه‪ ،‬ســيكون قــد بلــغ ‪87‬‬ ‫ســنة مــن العمــر! هــل بإمــكان الفــرد ويف‬ ‫هــذا العمــر تقديــم نشــاط يذكــر؟ أم أن‬ ‫التنصيــب وبهــذه الحالــة تأكيــد عــى أن‬

‫الرئاســة ليســت ســوى واجهــة‪ ،‬واإلدارة‬ ‫ومــن يقفــون خلفــه مــن حزبــه هــم الذيــن‬ ‫ســيحكمون‪ .‬تتوقــع معظــم مراكــز مراقبــة‬ ‫االنتخابــات عــى أنــه األكــر حظــا بــن‬ ‫الجمهــور‪ ،‬لكــن هنــاك الدولــة العميقــة‬ ‫التــي تحطــم أحيانــا كل االحتــاالت حســب‬ ‫مصالحهــا‪.‬‬ ‫دونالد ترمب‪:‬‬ ‫الرئيــس األمريــي الخامــس واألربعــون‪،‬‬ ‫مواليــد عــام ‪1946‬م ســيكون بعمــر ‪75‬‬ ‫عنــد أســتالم الــدورة الثانيــة‪ ،‬جــده كان‬ ‫أملــاين الجنســية مــن واليــة راينالنــد بفالــز‪،‬‬ ‫طلــق زوجتــه األوىل التشــيكية‪ ،‬ومــن ثــم‬ ‫األمريكيــة‪ ،‬مــن ثــم تــزوج الســلوفينية‬ ‫َمالنيــا‪ .‬تنقــل مــا بــن الحــزب الدميقراطــي؛‬ ‫واإلصــاح؛ والجمهــوري عــدة مـرات‪ ،‬حــاول‬ ‫خــوض االنتخابــات عــن حــزب اإلصــاح عام‬ ‫‪ 2000‬مل يوفــق فيهــا‪ ،‬بعد عام ‪ 2010‬اســتقر‬

‫عــى عضويــة الحــزب الجمهــوري‪ ،‬وقطــع‬ ‫تربعاتــه عــن الدميقراطيــن‪ .‬خريــج كليــة‬ ‫االقتصــاد مــن جامعــة وارتون‪-‬بنســلفانيا‪،‬‬ ‫لــه ‪ 15‬مؤلفــا‪ ،‬جلهــا عــن تجاربــه يف مجــال‬ ‫االقتصــاد‪ ،‬ويقــال إنهــا كتبــت بأقــام مؤلفني‬ ‫دفــع لهــم مــع تقديــم الفكــرة األساســية‪،‬‬ ‫ففــي عاملنــا االنرتنيتــي أصبــح هــذا املجــال‬ ‫أســهل مــن املــايض‪ ،‬كمهنــة تــدر املــال‪،‬‬ ‫ميارســها العديــد مــن الكتــاب‪ ،‬بــدأت تظهــر‬ ‫حتــى يف مجتمعنــا الكــوردي‪ .‬املليارديــر‬ ‫ترمــب‪ ،‬صاحــب املسلســات التلفزيونيــة‬ ‫املثــرة‪ ،‬ورئيــس لجنــة ترشــيح ملــكات‬ ‫الكــون‪ ،‬مالــك العديــد مــن الكازينوهــات‪،‬‬ ‫ومالعــب الغولــف‪ ،‬والفنــادق‪ ،‬كان‬ ‫ميلــك أحــد أكــر مراكــز القــار يف العــامل‪،‬‬ ‫مــع ذلــك أعلــن إفالســه‪ ،‬أربــع مــرات‬ ‫ليتخلــص مــن الديــون والرضائــب‪ ،‬ويف كل‬ ‫مــرة كانــت ديونــه قرابــة املليــار دوالر‪،‬‬

‫أخــر مــرة كان يف عــام ‪2009‬م‪ ،‬ويف هــذا‬ ‫املجــال كان صديــق امللياردير(جيفــري‬ ‫إيبســتني) الــذي ســجن يف نيويــورك بجانــب‬ ‫أحــد أكــر زعــاء الكارتيــات يف العــامل‪،‬‬ ‫املكســييك (الـــ جابــو)‪ ،‬عــى خلفيــة االتجــار‬ ‫ومامرســة الجنــس مــع القــارصات‪ ،‬أنتحــر‬ ‫بعــد ســنة يف الســجن‪ ،‬وظهــرت الشــكوك‬ ‫حــول انتحــاره‪ ،‬تــرأ ترمــب منــه ذاكـرا أنــه‬ ‫مل يتعامــل معــه منــذ ســنوات‪ ،‬والبعــض‬ ‫يشــكك أنــه وترمــب أعضــاء منظمــة‬ ‫عامليــة مــا بــن املافيــا‪ ،‬واملاســونية‪ ،‬وهيمنــة‬ ‫الــركات الرأســالية العامليــة التــي تتحكــم‬ ‫بالكارتيــات والكازينوهــات وغريهــا‪ ،‬لكــن‬ ‫ولقــوة املحاطــن بــه‪ ،‬بــاءت كل االتهامــات‬ ‫بالفشــل‪ ،‬مثــل محاولــة عزلــه مــن قبــل‬ ‫الحــزب الدميقراطــي‪ ،‬علــا أن بعــض‬ ‫أقطــاب الجمهوريــن كانــوا يؤيــدون عزلــه‬ ‫يف بدايــات املســرة‪ ،‬لذلــك ال يســتبعد‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪13‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫إعــادة نجاحــه‪ ،‬رغــم أن معظــم املــؤرشات‬ ‫والدراســات امليدانيــة تؤكــد عــى تراجــع‬ ‫شــعبيته‪.‬‬ ‫الرصاع عىل البيت األبيض‪:‬‬ ‫تتصاعــد االتهامــات بــن املتنافســن عــى‬ ‫الرئاســة األمريكيــة‪ ،‬إىل مســتويات التجريــح‬ ‫الشــخيص‪ ،‬كجــو النعســان‪ ،‬أو ترمــب‬ ‫الكــذاب‪ ،‬والطعــن يف وطنيــة البعــض‪،‬‬ ‫وعــدم احــرام قيمهــا‪ ،‬ينقبــون عــن مــايض‬ ‫بعضهــم‪ ،‬وبالتفاصيــل‪ ،‬واملواقــف‪ ،‬ويف هــذه‬ ‫املرحلــة تتصــدر اإلعــام األمريــي الريــادة‬ ‫يف الســلطة‪ ،‬وتقديــم االتهامــات للطــرف‬ ‫األخــر‪ ،‬فقــد انقســم عــى بعضــه يف الشــهور‬ ‫األخــرة بشــكل ليــس لــه مثيــل‪ ،‬خاصــة وأن‬ ‫الحملــة االنتخابيــة أصبحــت مــن الشــهور‬ ‫املــدرة لهــم‪.‬‬ ‫يــرز التملــق الســيايس‪ ،‬ليــس فقــط مــن‬ ‫قبــل املرشــحني‪ ،‬بــل مــن أعضــاء الحزبــن‪،‬‬ ‫للــويب الــدول واملنظــات العامليــة بوضــوح‪،‬‬ ‫ويومــا بعــد آخــر تتوســع قنــوات النفــاق‬ ‫والدجــل عــى الشــعب األمريــي مــن كل‬ ‫طــرف‪ ،‬يف عــى ســبيل املثــال‪ ،‬أنــا ككل‬ ‫أمريــي أســتلم كل يــوم عــى بريــدي‬ ‫اإللكــروين وعــى الهاتــف عرشات الرســائل‪،‬‬ ‫مــن كل الحزبــن‪ ،‬أحيانــا باســم الرؤســاء‬ ‫الســابقني‪ ،‬أو باســم السياســيني الكبــار‪،‬‬ ‫وأحيانــا باســم املرشــحني أو زوجاتهــم‪،‬‬ ‫رغــم أننــي مســجل مــن مؤيــدي الحــزب‬ ‫الدميقراطــي‪ ،‬جميعهــا مزيلــة ب بطلــب‬ ‫للتــرع‪ ،‬وتقــدر مــن بــن دوالر واحــد إىل‬ ‫مئــات الــدوالرات‪ ،‬ودعــوات لحضــور‬ ‫املحــارضات للدعايــة مــن جهــة ولتقديــم‬ ‫املســاعدات املاديــة مــن جهــة أخــرى‪،‬‬ ‫فمصاريــف الحملــة االنتخابيــة تتجــاوز‬ ‫أحيانــا مليــار دوالر لــكل طــرف‪.‬‬ ‫تفاقمــت يف الفــرة األخرية قضايا حساســة‪،‬‬ ‫كان ترمــب قــد أثارهــا يف الــدورة االنتخابيــة‬ ‫الســابقة‪ ،‬كالتمييــز العرقــي‪ ،‬والهجــرة‪ ،‬إىل‬ ‫جانــب العالقــات االقتصاديــة مــع الــدول‬ ‫الكــرى‪ ،‬ومنهــا الـراع مــع الصــن والفــرق‬ ‫التجــاري الــذي يبلغ قرابــة ‪ 300‬مليار دوالر‬

‫‪14‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫لصالــح الصــن‪ ،‬اتهــم بهــا ترمــب معظــم‬ ‫الرؤســاء الســابقني وخاصــة مــن الحــزب‬ ‫الدميقراطــي‪ ،‬فأســتخدمها كورقــة لــوح بهــا‬ ‫ســابقا‪ ،‬واألن يكررهــا عــى أنهــا ســيعدل‬ ‫مــن املعادلــة‪ ،‬كــا وأضيفــت عليهــم طــرق‬ ‫معالجــة ترمــب لوبــاء كورونــا‪ ،‬وال شــك‬ ‫وككل الــدورات االنتخابيــة‪ ،‬تظــل القضيــة‬ ‫اإلرسائيليــة مــن املحــاور الرئيســة بينهــا‪.‬‬ ‫الحضور الكوردي وقضيتهم‪:‬‬ ‫ومــن الغرابــة وألول مــرة يف تاريــخ‬ ‫االنتخابــات األمريكيــة‪ ،‬تظهــر قضيــة‬ ‫الشــعب الكــوردي يف جــدول التهــم‬ ‫والتهجــم بــن املتنافســن‪ ،‬ورغــم أن املقارنة‬ ‫بــن تركيــا والكــورد‪ ،‬وبشــكل خــاص قضيــة‬ ‫رشق الفـرات‪ ،‬درجــت وبعجالــة زمنيــة مــع‬ ‫قــر الحــوار‪ ،‬إىل ســوية عرضهــا كســلبية‬ ‫بحــق ترمــب‪ ،‬صعدهــا دونالــد ترمــب إىل‬ ‫حــد املقارنــة بــن إســراتيجية التعامــل مــع‬ ‫تركيــا األردوغانيــة‪ ،‬والتحالــف مــع القــوات‬ ‫الكورديــة ودورهــا يف القضــاء عــى داعــش‪،‬‬ ‫للتأكيــد عــى أنــه كان األصــح يف قضيــة‬ ‫ســحب القــوات األمريكيــة مــن ســوريا‪،‬‬ ‫وهــو مــا مل يوافــق عليهــا وزاريت الخارجيــة‬ ‫والبنتاغــون‪ ،‬وعــى أثرهــا ضخــم ترمــب يف‬ ‫وصفــه ألردوغــان كشــخص وكالعب ســيايس‬ ‫يف املنطقــة‪ ،‬ويــكاد أن يكــون الوحيــد األن‬ ‫يقــف إىل جانبــه مــن بــن جميــع الــدول‬ ‫الكــرى حتــى روســيا‪ ،‬والتــي بينهــا ورغــم‬ ‫التقــارب؛ العديــد مــن الخالفــات‪.‬‬ ‫ورغــم عــدم إعــادة هــذه القضيــة إىل‬ ‫الســاحة االنتخابيــة كجدليــة خــاف بــن‬ ‫إســراتيجية الحزبــن‪ ،‬حتــى األن‪ ،‬إال أنهــا‬ ‫دخلــت ضمــن جــدول أعــال اإلدارة‬ ‫القادمــة‪ ،‬إن كانــت مــن الحــزب الجمهــوري‬ ‫الحاكــم األن‪ ،‬ونقصــد املتواجــد يف البيــت‬ ‫األبيــض‪ ،‬أو الدميقراطيــن‪ ،‬بشــخصية جــو‬ ‫بايــدن نائــب أوبامــا الســابق‪ ،‬ونائبتــه‬ ‫كامــاال هاريــس والتــي كانــت مــن أقــوى‬ ‫املعارضــن لق ـرار دونالــد ترمــب يف ســحب‬ ‫القــوات األمريكيــة مــن رشق الفــرات‪.‬‬ ‫ففــي الرصاعــات االنتخابيــة‪ ،‬تصبــح‬

‫بعــض املجتمعــات وقــودا وضحايــا مصالــح‬ ‫الطرفــن‪ ،‬وبعــض الشــعوب تخــر مــا‬ ‫اكتســبوه خــال الســنوات الســابقة للرئيــس‬ ‫الجديــد‪ ،‬فكثــرا مــا تكــون الــدورات‬ ‫الرئاســية كمراحــل متضاربــة خاصــة يف‬ ‫السياســة الخارجيــة‪ ،‬وأحيانــا يف عالقــات‬ ‫أمريــكا اإلســراتيجية مــع دول العــامل‪،‬‬ ‫ونحــن ال نتحــدث مــا يتــم يف الداخــل‬ ‫ومــا يــدرج أحيانــا كمــواد دســتورية ويتــم‬ ‫محاولــة إعــادة النظــر فيهــا‪ ،‬كقضيــة‬ ‫الضــان الصحــي املــدرج تحــت أســم‬ ‫أوبامــا‪ ،‬ففــي اإلســراتيجية الخارجيــة مــن‬ ‫األســهل التعديــل فيهــا أو تغيــر املواقــف‬ ‫حســب املصالــح املرئيــة مــن قبــل كل رئيس‬ ‫وإدارتــه‪ ،‬خاصــة عندمــا تكــون األغلبيــة يف‬ ‫املجلســن‪ ،‬الشــيوخ أو النــواب‪ ،‬أو أحدهــا‬ ‫لصالــح حزبــه‪.‬‬ ‫وهنــا تــدرج قضيــة رشق الفــرات‪ ،‬مــن‬ ‫ضمــن اســراتيجية أمريــكا يف الــرق‬ ‫األوســط‪ ،‬أو يف ســوريا تحديــدا‪ ،‬رغــم‬ ‫ضحالتهــا االقتصاديــة والسياســية‪ ،‬وتقــارن‬ ‫مــع املرتبصــن بهــا يف املنطقــة‪ ،‬والتــي‬ ‫تتناولهــا وزاريت الخارجيــة والبنتاغــون‪،‬‬ ‫والتــي أدت بعــض الخالفــات بينهــا وبــن‬ ‫إدارة ترمــب خلــف الكواليــس‪ ،‬وبهــذه‬ ‫أصبحــوا رقــ ً‬ ‫ا ضمــن املعادلــة األمريكيــة‬ ‫للمنطقــة‪ ،‬واألســباب متعــددة لســنا‬ ‫بصددهــا‪ ،‬وهــي ليســت نابعــة مــن الخــرة‬ ‫السياســية أو الدبلوماســية الكورديــة‪ ،‬بــل‬ ‫مبنيــة عــى املصالــح األمريكيــة يف املنطقــة‪،‬‬ ‫وجملــة القضايــا واألدوات املســتخدمة‬ ‫للــراع بــن املرشــحني‪.‬‬ ‫(جيمــس جيفــري) املبعــوث األمريــي‬ ‫معــروف بتحيــزه لرتكيــا‪ ،‬وهــو يعكــس‬ ‫تعاطــف إدارة البيــت األبيــض الحاليــة‪،‬‬ ‫ولذلــك ورغــم اهتــام قــوى التحالــف‬ ‫الــدويل بقــوات قســد؛ املنجــزة لهــم‬ ‫متطلباتهــم يف محاربــة اإلرهابيــن‬ ‫التكفرييــن‪ ،‬إال أنــه ال يتمكــن مــن التغطيــة‬ ‫عــى تنــازالت إدارتــه املتتاليــة لرتكيــا‪ ،‬وعدم‬ ‫االعــراض عــى مخططاتهــا بحــق الشــعب‬

‫الكــوردي‪ ،‬وعندمــا ســهى‬ ‫مــرة ورد عــى املوقــف الرتيك‬ ‫مــن مجريــات األحــداث‬ ‫يف عفريــن ورسي كانيــه‬ ‫ــــ (جو بايدن)‬ ‫كان رد حكومــة أردوغــان‬ ‫بيت األبيض‪ ،‬ف‬ ‫ديمقراطيون ال‬ ‫ة مـــع الكورد‪،‬‬ ‫حال أســـتلم ال‬ ‫قاســيا‪ ،‬بعــدم اســتقبال‬ ‫صالـــح األمريكي‬ ‫فـــي‬ ‫رجح كفـــة الم‬ ‫ن‪ ،‬ومثله نائبته‬ ‫ـي‬ ‫ــى األغلب ســ‬ ‫وئته ألردوغـــا‬ ‫وزيــر خارجيتــه‪ ،‬وإهاملــه‬ ‫علـ‬ ‫ه منهـــم‪ ،‬ومنا‬ ‫و معروف بتقرب‬ ‫لشــهور‪ .‬وال شــك مثــل‬ ‫فهـــ‬ ‫ماال هاريس)‬ ‫هــذه املواقــف مســنودة‬ ‫(كا‬ ‫مــن الثقــل الــريك العســكري‬ ‫وأســلوبها‬ ‫والســيايس‪،‬‬ ‫الدبلومــايس املتالعــب بــن‬ ‫روســيا وأمريــكا‪ ،‬وتحريــك‬ ‫ورقــة العــامل اإلســامي‪ ،‬الورقــة التــي هــي‬ ‫مركــز ال ـراع بينهــا وبــن الــدول العربيــة‬ ‫كالســعودية ومــر‪ ،‬وخالفاتهــا الوهميــة‬ ‫ومقابــل تخــاذل جيمــس جيفــري لرتكيــا‬ ‫ســيايس ودبلومــايس عــى موقــف إدارة‬ ‫مــع إرسائيــل‪.‬‬ ‫باســتثناء املوقــف األخــر الداعــم لــإدارة‬ ‫البيــت األبيــض‪ ،‬فهــي متثــل اإلســراتيجية‬ ‫ال يســتبعد أن ترمــب ويف هــذه املرحلــة‬ ‫الذاتيــة‪ ،‬يف جولتــه األخــرة‪ ،‬وكلمتــه‬ ‫األمريكيــة املســاندة مــن قبــل البنتاغــون‬ ‫يســمح لروســيا بتوســيع مجــاالت تحكمهــا‬ ‫القاســية مــع قيــادة االئتــاف الوطنــي‬ ‫والخارجيــة‪ ،‬ويتوقــع أن تحصــل املنطقــة‬ ‫يف ســوريا‪ ،‬وتتبــن مــن خــال جــر اإلدارة‬ ‫الســوري‪ ،‬يدعــم املمثــل األمريــي (جويــل‬ ‫الكورديــة حينهــا عــى اهتــام مــن‬ ‫الذاتيــة إىل عقــد االتفــاق الــذي تــم قبــل‬ ‫ريــرون) اإلدارة الذاتيــة الكورديــة‪ ،‬وبشــكل‬ ‫الوزارتــن املعنيــن‪ ،‬فيــا إذا مل يغــر‬ ‫أســبوع‪ ،‬وهــو يف الواقــع مــا بــن روســيا‬ ‫دائــم‪ ،‬يف محاوراتــه مــع املعارضــة الســورية‬ ‫ترمــب موقفــه بعــد االنتخابــات‪ .‬ونتوقــع‬ ‫واإلدارة الذاتيــة‪ ،‬والتــي بدورهــا ســتفرض‬ ‫أي عمليــا مــع تركيــا‪ ،‬أو مــع تركيــا بشــكل‬ ‫أن يتنــازل لروســيا عــن الكثــر‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫بعــض رشوطهــا عــى ســلطة بشــار األســد‪،‬‬ ‫مبــارش‪ ،‬وهــذه يف بعــد مــا ميثــل الطــرف‬ ‫يحصــل األن قبيــل االنتخابــات كورقــة‬ ‫وكلمــة نائــب رئيــس الدولــة الــرويس يف‬ ‫الدميقراطيــة يف االنتخابــات القادمــة‪.‬‬ ‫يلــوح بهــا لجمهــوره‪ ،‬عــى أنــه ســيعيد‬ ‫دمشــق عــن مصــادر الــروة يف ســوريا‬ ‫وأرجــح أن القــادم الكــوردي ســيكون‬ ‫أبنــاء أمريــكا إىل الوطــن‪ ،‬وعليــه قــد‬ ‫ومتركزهــا يف املنطقــة الكورديــة‪ ،‬والتنويــه‬ ‫مرشقــا‪ ،‬فيــا إذا حصــل اتفــاق بــن الطرفــن‬ ‫يتغــاىض ترمــب عــن رشق الفــرات كبعــد‬ ‫إليهــا مل يكــن اعتباطيــا‪ ،‬وهــو مــا يأمــل‬ ‫املتفاوضــن قبــل نهايــة االنتخابــات‪:‬‬ ‫ســيايس ورمبــا عســكري قبــل االقتصــادي‬ ‫بلوغــه‪ ،‬ومــن املتوقــع أن هنــاك احتامليــة‬ ‫ففــي حــال أســتلم الدميقراطيــون البيــت‬ ‫لروســيا للتحكــم مبســتقبل ســوريا‪ ،‬خاصــة‬ ‫توافــق بني روســيا وإدارة ترمــب عىل خلفية‬ ‫األبيــض‪ ،‬فـــ (جــو بايــدن) عــى األغلــب‬ ‫أن روســيا تبحــث عــن رشق الفـرات لثقلهــا‬ ‫الدعــم غــر املبــارش لحملتــه االنتخابيــة‪،‬‬ ‫ســرجح كفــة املصالــح األمريكيــة مــع‬ ‫االقتصــادي بالنســبة لســوريا‪ ،‬وبالتــايل‬ ‫وتظــل هــذه مــن ضمــن االحتــاالت لعــدم‬ ‫الكــورد‪ ،‬فهــو معــروف بتقربــه منهــم‪،‬‬ ‫ســتحاول أمريــكا االحتفــاظ بهــا كمنطقــة‬ ‫وجــود مصــدر مؤكــد‪ ،‬وأن تبــن يشء مــا يف‬ ‫ومناوئتــه ألردوغــان‪ ،‬ومثلــه نائبتــه (كامــاال‬ ‫مصالــح‪ ،‬وليســت منطقــة منافســة مــع‬ ‫املســتقبل ســيثريه الدميقراطيــن‪.‬‬ ‫هاريــس) الســناتور الرئيســة التــي عارضــت‬ ‫روســيا‪ ،‬حتــى ولــو حصــل اتفــاق مــا بــن‬ ‫قيــل يف اإلعــام األمريــي‪ ،‬أن تركيــا يف‬ ‫وبشــدة ق ـرار دونالــد ترمــب أثنــاء ســحب‬ ‫روســيا وأمريــكا عــى مســتقبل ســوريا‪،‬‬ ‫الحملــة االنتخابيــة الســابقة‪ ،‬دعمــت‬ ‫القــوات األمريكيــة مــن رشق الفــرات‪،‬‬ ‫ســتظل املنطقــة الكورديــة لهــا خصوصيــة‬ ‫ترمــب‪ ،‬ورصفــت أمــوال‪ ،‬مــع ذلــك مل تثــار‬ ‫أتهمتــه حينهــا بالخيانــة ألصدقــاء أمريــكا‪.‬‬ ‫لــدى الدولتــن‪ ،‬وهنــا ســتتبني مــدى قــوة‬ ‫كقضيــة مثلــا حدثــت حــول تهمــة التدخل‬ ‫ويف حــال ظلــت اإلدارة بيــد ترمــب‪،‬‬ ‫أو ضعــف الحــراك الكــوردي يف الســاحتني‬ ‫الــرويس‪ ،‬رمبــا لعــدم تأثريهــا‪ ،‬لكــن مــع‬ ‫ســتكون للهيئــة األمريكيــة املرشفــة عــى‬ ‫السياســية والدبلوماســية ومــدى قدرتهــا‬ ‫ذلــك اســتفاد أردوغــان منهــا كثــرا‪ ،‬وحصــل‬ ‫املفاوضــات الكورديــة‪ -‬الكورديــة ثقــل‬ ‫االســتفادة مــن هــذا التنافــس‪.‬‬ ‫عــى دعــم غــر عــادي مــن إدارة ترمــب‪.‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪15‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫ثورة أيلول التحررية‬ ‫رسالة الكورد الى العالم‬

‫يف‬

‫الحــادي عــر مــن شــهر أيلــول مــن‬ ‫عــام ‪, 1961‬اندلعــت يف عمــوم جنوب‬ ‫كوردســتان ثــورة مســلحة وشــعبية بقيــادة‬ ‫األب الروحــي للكــورد الخالــد مصطفــى‬ ‫البــارزاين‪ ،‬اندلعــت الثــورة يف وقــت كان‬ ‫الوضــع العاملــي معقــد خاصــة بعــد فــرة‬ ‫مــن انتهــاء الحــرب العامليــة الثانيــة‪،‬‬ ‫وكانــت هنــاك حــرب بــاردة القوتــن‬ ‫العظيمتــن يف العــامل الواليــات املتحــدة‬ ‫األمريكيــة واالتحــاد الســوفيتي الســابق‪،‬‬ ‫يف تلــك االثنــاء وبعــد فــرة مــن ســقوط‬ ‫امللكيــة يف العــراق واســتمرار الــراع بــن‬ ‫الحــركات والقيــادات السياســية خاصــة بــن‬ ‫القوميــن والشــيوعيني وظلــم متواصــل مــن‬ ‫الحكومــات املتعاقبــة للمســألة الكرديــة‪،‬‬ ‫شــعر الكــورد بــأن حقوقــة القوميــة ســلب‬ ‫والبــد مــن ثــورة لنيــل تلــك الحقــوق‬ ‫املرشوعــة لشــعب الكوردســتاين يف جنــوب‬ ‫كوردســتان وتعــد الثــورة أيضــا رســالة للعامل‬ ‫أجمــع أن إرادة الشــعب الكــوردي هــى‬ ‫التــى تنتــر دامئــا لقــد كانــت انطالقــة‬ ‫ثــورة أيلــول يف جوهرهــا دفاعـاً عــن النفــس‬ ‫وعــن وجــود الشــعب الكــردي‪.‬‬ ‫إن حــق الشــعوب يف تقريــر مصريهــا‬ ‫منصــوص عليــه يف ميثــاق األمــم املتحــدة‪،‬‬

‫‪16‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫''‬

‫{ تعــد الثــورة أيضــا رســالة للعالــم‬ ‫أجمــع أن إرادة الشــعب الكــوردي‬ ‫هــى التــى تنتصــر دائمــا لقــد كانــت‬ ‫انطالقــة ثــورة أيلــول فــي جوهرهــا‬ ‫دفاعــا عــن النفــس وعــن وجــود‬ ‫ً‬ ‫الشــعب الكــردي }‪.‬‬

‫يونس حمد‬

‫وهــو ال يخضــع لتفســرات دســتورية هــذا‬ ‫ناضــل الشــعب مــن أجــل اســرداد حقــوق‬ ‫املرشوعــة ‪ ،‬وان ثــورة أيلــول التحرريــة‬ ‫كانــت والزال يعتــر مــن أهــم الثــورات عــر‬ ‫التاريــخ الكــوردي املعــارص‪ ،‬ثــورة سياســية‬ ‫و شــعبية و إداريــة يف نفــس الوقــت ‪،‬ولهــذا‬ ‫ســيبقى ايلــول الكــورد إىل أبــد الدهــر رمـزاً‬ ‫للمقاومــة و رســالة اىل العــامل بــان الكــورد‬

‫باقــون و ان ثورتهــم مســتمرة اىل نيــل مــن‬ ‫حقوقهــم املرشوعــة و عيــش حيــاة كرميــة‬ ‫وحريــة لإلنســان الكــوردي ‪.‬بعــد أن ســار‬ ‫الثــورة عــى خطتهــا املدروســة و التفــاف‬ ‫الشــعب الكــوردي حــول الثــورة و زعيمــة‬ ‫وانتصــارات تلــو انتصــارات و وقــف كل‬ ‫وســائله وأدواتــه باءت بالفشــل أمــام إرصار‬ ‫الثــورة وإرادتهــا الصلبــة أرغــم الحكومــة‬

‫يف بغــداد موافقــة عــى اعطــاء الكــورد‬ ‫حقوقــه القوميــة يف وثيقــة التاريخيــة يف‬ ‫الحــادي عــر مــن آذار عــام ‪ 1970‬ويف‬ ‫هــذه االتفاقيــة اعرتفــت الحكومــة العراقيــة‬ ‫وألول مــرة يف تاريخهــا بالحقــوق القوميــة‬ ‫للكــورد وأصبحــت هــذه االتفاقيــة الحجــر‬ ‫األســاس لــكل املكاســب التــي تحققــت‬ ‫لشــعبنا فيــا بعــد ‪،‬لكــن بعــد اربع ســنوات‬

‫مــن االتفاقيــة رجعــت الحكومــة العراقيــة‬ ‫عــن وعودهــا يف ‪ 6‬مــن اذارعــام ‪ 1975‬تــم‬ ‫التوقيــع عــى اتفاقيــة الجزائــر بــن صــدام‬ ‫حســن وشــاه إيــران وبرعايــة الرئيــس‬ ‫الجزائــري هــواري بومديــن ومبباركــة‬ ‫امريكيــة ودول أخــرى ‪ ،‬والتــي اســتهدفت‬ ‫رضب وانهــاء ثــورة ايلــول الكرديــة ‪– 1961‬‬ ‫‪ 1975‬الــذي كان مطلبــاً رئيســياً للحكومــة‬

‫العراقيــة‪ ،‬واالســتحواذ عــى اراض عراقيــة‬ ‫واســعة والنصــف مــن شــط العــرب وكان‬ ‫ذلــك مطلبــاً رئيســياً إليــران‪ .‬إن تطــورات‬ ‫األحــداث املتتاليــة ‪ ،‬التفاقيــة الحــادي عــر‬ ‫مــن آذار مــن تنصــل الطاغيــة لوعــوده ‪،‬‬ ‫واتفاقيــة الجزائــر الخيانــة وحــرب اإلبــادة‬ ‫الجامعيــة الشــاملة (الجينوســايد) ضــد‬ ‫الشــعب الكــردي مــن خــال مجــزرة‬ ‫حلبجــة ‪ ،‬وحمــات األنفــال الســيئة الصيــت‬ ‫و حــرق ونســف القــرى باكملهــا‪ ،‬واملصــر‬ ‫املجهــول لــاالف مــن الكــورد الفيليــن و‬ ‫لثامنيــة آالف مــن البارزانيــن ‪ ،‬كلهــا مل تــن‬ ‫مــن إرصار الشــعب الكــردي عــن الدفــاع‬ ‫عــن حقوقــه و اســتمرار الحيــاة‪ ..‬الحــادي‬ ‫عــر مــن أيلــول كان درســا ورســالة مــن‬ ‫الشــعب الكــردي للجميــع بــأن إرادتــه مل‬ ‫ولــن تقهــر أمــام آلــة القمــع واالضطهــاد‬ ‫املــارس ضــده عــر عقــود مــن الزمــن ‪,‬‬ ‫وان وحدهــا كفيلــة بهــز عــروش املرتبصــن‬ ‫بــه بهويتــه القوميــة والوطنيــة‪ ,‬وبتاريخــه‬ ‫املــرق‪.‬‬ ‫ووفــاءاً وتخليــداً لذكــرى ثــورة ايلــول‬ ‫الرحمــة واملجــد والخلــود ألرواح شــهدائنا‬ ‫الذيــن رووا بدمائهــم الطاهــرة تــراب‬ ‫الوطــن يف ثــورة ايلــول التحرريــة وعــى‬ ‫رأســهم البــارزاين الخالــد و كاك ادريــس و‬ ‫كل شــهدائنا االبــرار ‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪17‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫تقرير ‪..‬‬

‫على أمريكا‬ ‫أن تحط الرحال‬ ‫بمحطة‬

‫كوردستان‬ ‫األمينة‬ ‫فيلي | ترجــمة‬

‫ذكــرت صحيفــة «ذا هيــل» األمريكيــة ان‬ ‫الواليــات املتحــدة تواجــه االن مفــرق طرق‬ ‫مهــا حــول دورهــا يف العــراق‪ ،‬اذ عليهــا‪،‬‬ ‫مــع تقليــص عــدد قواتهــا يف هــذا البلــد مــن‬ ‫‪ 5200‬عســكري اىل ‪ 3000‬االف عســكري‪،‬‬ ‫القيــام بأعبــاء أكــر مــن ذي قبــل‪ ،‬داعيــة‬ ‫اىل االعتــاد عــى فكــرة تعزيــز الوجــود‬ ‫العســكري األمــريك يف اقليــم كوردســتان‪.‬‬ ‫وأشــارت الصحيفــة االمريكيــة اىل انهــا‬ ‫مرحلــة انتقاليــة اآلن يف العــراق بشــكل‬ ‫متعــددة‪ ،‬فهنــاك قائــد عســكري جديــد‬ ‫للمهمــة االمريكيــة القتاليــة ضــد داعــش‪،‬‬ ‫هــو الجــرال بــول كالفــر الــذي تــوىل‬ ‫منصبــه يف التاســع مــن ســبتمرب‪/‬ايلول‬ ‫الحــايل‪ ،‬وهــو القائــد الســابع الــذي يعــن‬

‫‪18‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫يف هــذا املنصــب لقيــادة عمليــات القيــادة‬ ‫املشــركة‪ ،‬الــذي ميثــل التحالــف املشــكل يف‬ ‫العــام ‪ 2014‬اللحــاق الهزميــة بداعــش‪.‬‬ ‫وكتــب املقــال الباحــث ســيث فراتزمــان‬ ‫الــذي كان يــدرس يف جامعــة القــدس‪ ،‬ولــه‬ ‫كتــاب تحــت عنــوان «بعــد داعــش‪ ،‬كيــف‬ ‫غــرت هزميــة الخالفــة الــرق االوســط اىل‬ ‫االبــد»‪ ،‬ويعــد كتابــا يصــدر العــام املقبــل‬ ‫تحــت عنــوان «حــروب الدرونــز»‪.‬‬ ‫ورأت الصحيفــة ان التحالــف كان ناجحــا‪،‬‬ ‫فالهزميــة انزلــت بداعــش بشــكل كبــر يف‬ ‫العــام ‪ ،2017‬ويف العــام ‪ ،2019‬كان التنظيم‬ ‫قــد خــر كل االرايض التــي ســيطر عليهــا يف‬ ‫ســوريا‪ ،‬ويعمــل االن عــر خاليــا نامئــة يف‬ ‫مناطــق نائيــة يف كل مــن الع ـراق وســوريا‪.‬‬

‫ويتضمــن التحالــف الــدويل أكــر مــن ‪70‬‬ ‫دولــة‪ ،‬لكــن عــددا قليــا منهــا نــر قــوات‬ ‫عــى االرض‪.‬‬ ‫واشــارت الصحيفــة اىل انــه ال حاجــة‬ ‫اليــوم لقــوات عــى االرض للخــروج مــن‬ ‫معســكراتها ملطــاردة عنــارص داعــش‪ ،‬الن‬ ‫العراقيــن لديهــم االن اكــر مــن ‪ 200‬الــف‬ ‫جنــدي‪ ،‬دربتهــم قــوات التحالــف‪ ،‬قــادرون‬ ‫عــى القيــام بذلــك‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن ذلــك النجــاح‪ ،‬فــان‬ ‫تحــدي مواجهــة صواريــخ الكاتيوشــا التــي‬ ‫تطلقهــا جامعــات مواليــة اليـران‪ ،‬والتهديــد‬ ‫الــذي متثلــه جائحــة كوفيــد‪ ،-19‬قــادا اىل‬ ‫خطــوة التقليــص الرسيــع لحجــم القــوات‬ ‫واالنســحاب‪.‬‬

‫واشــارت الصحيفــة اىل ان الواليــات املتحــدة‬ ‫والــركاء يف التحالــف‪ ،‬ســلموا مثــاين قواعــد‬ ‫ومواقــع للســيطرة العراقيــة الكاملــة خــال‬ ‫الشــهور الســبعة املاضيــة‪ ،‬وهــو مــا يعنــي‬ ‫ان القــوات االمريكيــة تتمركــز يف مواقــع‬ ‫محــددة يف العــراق‪ ،‬مبــا يف ذلــك قاعــدة‬ ‫االســد الجويــة‪ ،‬ومواقــع أخــرى يف اقليــم‬ ‫كوردســتان‪.‬‬ ‫وذكــرت مبــا قالــه الرئيــس االمــريك دونالــد‬ ‫ترامــب بــان الجنــود االمريكيــن ليســوا‬ ‫مــن واجبهــم املشــاركة يف حــرب يف اماكــن‬ ‫بعيــدة «وحــل رصاعــات قدميــة»‪ ،‬مشــرا اىل‬ ‫ان واشــنطن ســاعدت يف إلحــاق الهزميــة‬ ‫بداعــش‪ .‬واشــارت الصحيفــة اىل ان الدالئــل‬ ‫تشــر اىل ان البيــت االبيــض يرغــب يف‬

‫الحفــاظ عــى وجــود عســكري امــريك يف‬ ‫العـراق وامنــا بشــكل صغــر قــدر املســتطاع‪،‬‬ ‫عــى ان يقــوم مبهمــة ردع ايــران‪.‬‬ ‫واســتنتجت الصحيفــة ان هــذا يجعــل‬ ‫البنتاغــون محتــاج اىل القيــام بأمــور أكــر‬ ‫وامنــا بحضــور اقــل يف العــراق‪ .‬وتابعــت‬ ‫انــه «مــن حســن الحــظ»‪ ،‬فــان الواليــات‬ ‫املتحــدة لديهــا األدوات والتكنولوجيــا‬ ‫لتحقيــق ذلــك‪ ،‬مشــرة اىل انــه مــن خــال‬ ‫اعتامدهــا عــى «الدرونــز» واالســتخبارات‪،‬‬ ‫فــان واشــنطن متكنــت مــن ابقــاء الضغــط‬ ‫مســلطا عــى داعــش‪.‬‬ ‫اال انــه نبهــت اىل ان «الدرونــز ال تجلــب‬ ‫االنتصــارات يف الحــروب»‪ .‬ومــع ذلــك‬ ‫تابعــت ان الواليات املتحــدة ال تخوض حربا‬

‫رئيســية يف الع ـراق‪ ،‬فداعــش تتشــكل مــن‬ ‫مجموعــات صغــرة مــن الرجــال يختبئــون‬ ‫يف الكهــوف واملناطــق النائيــة‪ .‬وعــى ســبيل‬ ‫املثــال‪ ،‬اشــارت اىل ان التحالــف اعلــن عــن‬ ‫شــن ‪ 17‬غــارة يف اغســطس‪/‬اب املــايض‬ ‫ضــد داعــش يف العــراق وســوريا‪ ،‬وان ‪11‬‬ ‫مــن هــذه الغــارات كانــت يف العــراق‪،‬‬ ‫واســتهدفت مثانيــة كهــوف ومثانيــة انفــاق‪،‬‬ ‫وقتلــت تســعة اعضــاء مــن داعــش‪.‬‬ ‫واكــدت ان الحفــاظ عــى هزميــة داعــش‪،‬‬ ‫يتطلــب اســتمرارية يف عمليــات التدريــب‬ ‫االمريكيــة للقــوات العراقيــة‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫يفــرض ان يتضمــن ليــس الجيــش العراقــي‬ ‫فقــط وامنــا ايضــا قــوات البيشــمركة‪.‬‬ ‫واشــارت اىل ان كوفيــد‪ ،19‬جعــل اســتمرار‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪19‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫اإلستفتاء‪ ..‬حصاد شعب‬ ‫صبحي ساله يي‬ ‫التدريــب صعبــا‪ ،‬ومــن غــر الواضــح متــى‬ ‫ميكــن اســتئناف التدريــب بشــكل كامــل‪.‬‬ ‫ودعــت الصحيفــة اىل ردع ايـران مــن تنفيــذ‬ ‫املزيــد مــن الهجــات يف العــراق‪ ،‬مشــرة‬ ‫اىل ان القــادة العســكريني حاولــوا ردع وكالء‬ ‫ايـران مــن خــال اســتهدافهم بالغــارات ردا‬ ‫عــى اي اصابــات تلحــق بصفــوف اعضــاء‬ ‫التحالــف‪ ،‬وانــه منــذ شــهر مــارس‪/‬اذار‬ ‫مل تقــع اي اصابــات كهــذه‪ ،‬لكــن هنــاك‬ ‫هجــات اســبوعية بصواريــخ الكاتيوشــا‪.‬‬ ‫وذكــرت ان عــى الواليــات املتحــدة ان‬ ‫تضــع اســراتيجية لــردع هــذه الهجــات‪،‬‬ ‫وان اســتخدام نظــام «يس – رام» املضــاد‬ ‫للصواريــخ كــا جــرى يف ‪ 14‬ســبتمرب‪/‬‬ ‫ايلــول للتصــدي لصاروخــن اطلقــا عــى‬ ‫املنطقــة الخ ـراء‪ ،‬ميثــل منوذجــا يظهــر ان‬ ‫التكنولوجيــا املتطــورة بامكانهــا املســاعدة‬ ‫يف تحقيــق ذلــك الهــدف‪ .‬واضافــت ان‬ ‫اغــاق قواعــد ومواقــع يعنــي ايضــا ان‬ ‫هنــاك اهدافــا اقــل لالســتهداف مــن جانــب‬ ‫الجامعــات املواليــة اليـران‪ ،‬وان نــر قــوات‬ ‫امريكيــة يف اقليــم كوردســتان الــذي هــو اكرث‬ ‫تأييــدا لالمريكيــن‪ ،‬يضمــن ســامة الجنــود‪.‬‬ ‫وخلصــت اىل القــول ان انتشــار عــدد اقــل‬ ‫مــن الجنــود االمريكيــن‪ ،‬يجعــل الواليــات‬ ‫املتحــدة اكــر اطمئنانــا الن ال جنــود لديهــا‬ ‫يخضعــون للتهديــدات االيرانيــة‪ ،‬وان‬ ‫بامكانهــا االســتمرار يف العمــل ضــد داعــش‪.‬‬ ‫وحــده الوقــت ســيظهر مــا اذا كان هــذا‬ ‫سيشــكل منطــا امريكيــا جديــدا يف الحــرب‪،‬‬ ‫ال يتضمــن تركيـزا عــى وجــود قــوات رشكاء‬ ‫لتنفيــذ العمليــات امليدانيــة‪ .‬وطاملــا ان‬ ‫داعــش مــا زال بــاق يف الكهــوف‪ ،‬وجامعــات‬ ‫ايــران ال ميكنهــا رضب الجنــود االمريكيــن‪،‬‬ ‫فــان عمليــة تخفيــض القــوات ستكشــف مــا‬ ‫اذا كانــت ناجحــة‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫قبــل اإلســتفتاء الــذي جــرى يف ‪/25‬‬ ‫أيلــول‪ ،2017/‬أقفلــت بغــداد أبوابهــا بوجــه‬ ‫الكوردســتانيني‪ ،‬ورفضــت قبولهــم كرشكاء يف‬ ‫الوطــن الــذي رســموا حــدوده يف عرشينيات‬ ‫القــرن املنــرم‪ ،‬حينــا صوتــوا لصالــح‬ ‫ضــم واليــة املوصــل اىل العــراق‪ .‬وتناســت‬ ‫دورهــم ويدهــم الطــوىل يف بنــاء العمليــة‬ ‫السياســية والعــراق بعــد إســقاط صــدام‪.‬‬ ‫بغــداد خرقــت الكثري من املواد الدســتورية‪،‬‬ ‫وإفتعلــت اإلشــكاالت واألزمــات النابعة من‬ ‫عــدم وضــع النقاط عــى الحروف والتفســر‬ ‫الخاطــيء للدســتور‪ ،‬وتعاملــت بإنتقائيــة‬ ‫مــع االســتحقاقات الدســتورية‪ .‬ومل تتســلح‬ ‫بالرصاحــة واملوضوعيــة‪ ،‬وحاولــت التســر‬ ‫عــى مــا كان يجــري يف األروقــة السياســية‬ ‫التــي فســحت املجــال أمــام مــن يريــد أن‬ ‫يجريهــا وفق ـاً ألفــكاره وتصوراتــه‪.‬‬ ‫بغــداد قيــدت العمليــة السياســية يف‬ ‫العــراق ووضعتهــا يف حالــة إربــاك قاتلــة‪.‬‬ ‫وســاهمت يف تحــول طموحــات األكرثيــة‬

‫الشــيعية اىل أطــاع تســلطية وإحتكاريــة‬ ‫والتلويــح بالســاح وخيــار القــوة وفــرض‬ ‫األمــر الواقــع‪ ،‬إمــا باإلســتناد اىل نظريــات‬ ‫املؤامــرة‪ ،‬أو تضليــل الحقائــق‪.‬‬ ‫بغــداد نفــذت الصفحــة الثانيــة مــن األنفال‬ ‫التــي متثلــت بقطــع الرواتــب واملســتحقات‬ ‫املاليــة الدســتورية للكوردســتانيني‪،‬‬ ‫وبخوضهــا للمزايــات السياســية ولجوئهــا‬ ‫اىل التعنــت والعنــاد واإلســتعالء ومبحاولتهــا‬ ‫فــرض الســطوة والبغــض والكراهيــة‬ ‫والخالفــات القوميــة واملذهبيــة‪ ،‬غــرت‬ ‫األوضــاع لصالــح إنعــدام الحلــول‪.‬‬ ‫بغــداد تســببت يف تصاعــد دخــان األزمــات‬ ‫يف كل مــكان‪ ،‬وجعلــت الكوردســتانيني‬ ‫يعيشــون يف حــرة بــن مــايض حكمتــه‬ ‫الديكتاتوريــة‪ ،‬وحــارض يلعنونــه وال‬ ‫يســتطيعون التعايــش فيــه‪ ،‬ودفعتهــم اىل‬ ‫مراجعــة الحســابات واملواقــف ودراســة‬ ‫عمــق املســتجدات واألحــداث للعبــور نحــو‬ ‫املســتقبل بشــجاعة‪.‬‬

‫ومبــا أن الرئيــس مســعود بــارزاين‪ ،‬كان‬ ‫وال يــزال هــو املعنــي بتصويــب األمــور‪،‬‬ ‫والبحــث عــن الحلــول املناســبة لكافــة‬ ‫املشــكالت والقضايــا املصرييــة وإتخــاذ‬ ‫القــرارات املناســبة‪ ،‬ســواء يف تعويــض‬ ‫الخســائر الســابقة التــي لحقــت بنــا‪ ،‬أو‬ ‫يف الرغبــة بعــدم إلحاقنــا املزيــد مــن‬ ‫الخســائر‪ .‬أعــاد ســيادته النظــر يف األحــداث‪،‬‬ ‫باحث ـاً عــن فــرص وخيــوط النجــاة‪ ،‬معتــراً‬ ‫أن كوردســتان ســفينة عــى متنهــا كل‬ ‫املكونــات والقوميــات‪ ،‬إذا مــا غرقــت‬ ‫فالجميــع يغــرق‪ ،‬واذا عــرت اىل بــر االمــام‬ ‫فالجميــع ينجــو‪.‬‬ ‫وإعتــاداً عــى الحقائــق‪ ،‬حــذر الرئيــس‬ ‫بــارزاين وأنــذر‪ ،‬ولكــن كانــت دون جــدوى‪،‬‬ ‫ويف الختــام‪ ،‬وجــد يف فــض الرشاكــة بــن‬ ‫أربيــل وبغــداد بطريقــة دســتورية عــر‬ ‫الحــوار والتفاهــم ســبي ًال ناجعــاً وأمينــاً‬ ‫لحــل املشــكالت واألزمــات‪ ،‬وإحقاقــاً‬ ‫للحقــوق املهــدورة بســام وأمــان‪ ،‬ومنعــاً‬

‫لعــودة الخيبــة والخســارة وتجنبـاً للويــات‬ ‫و تكـرار املــآيس‪ .‬فإلتــف حولــه غالبيــة قادة‬ ‫األح ـزاب الكورديــة والرتكامنيــة واملســيحية‬ ‫والشــخصيات والرمــوز الوطنيــة والقوميــة‬ ‫والدينيــة‪ ،‬وقــرروا إجــراء اإلســتفتاء عــى‬ ‫اإلســتقالل يف الخامــس والعرشيــن مــن‬ ‫شــهر أيلــول ‪.2017‬‬ ‫مرحلــة مــا قبــل اإلســتفتاء شــهدت تحوالت‬ ‫وتفاهــات كثــرة عــى أســاس العــودة اىل‬ ‫اللحمــة واإلنســجام وتســامي الفرقــاء فــوق‬ ‫رصاعاتهــم‪ ،‬والرتكيــز عــى تصفــر املشــكالت‬ ‫عــر ســبل االعتــدال يف السياســة والفكــر‬ ‫وقبــول اآلخــر‪ .‬وإعتــرت مرحلــة مثاليــة‬ ‫إلختبــار املواقــف والهواجــس والنوايــا‬ ‫عمومـاً‪ ،‬ونتــج عنهــا صياغــة رؤيــة مبدئيــة‬ ‫نضاليــة وطنيــة جديــدة مســتندة عــى‬ ‫أرضيــة اإلســتقالل واإلســتقرار‪ ،‬وعقــد‬ ‫فيهــا الكوردســتانيون العــزم عــى التوجــه‬ ‫بفــرح غامــر نحــو صناديــق اإلقــراع يف‬ ‫يــوم اإلســتفتاء لقــول (نعــم) لإلســتقالل‬ ‫دون األلتفــات اىل املخاطــر واملصاعــب أو‬ ‫تهديــدات اآلخريــن‪.‬‬ ‫يف املقابــل‪ ،‬عــى الرغــم مــن ترسيــع‬ ‫اللقــاءات الرصيحــة والواضحــة واملراجعــات‬ ‫العميقــة لطبيعــة التطــورات الرسيعــة يف‬ ‫املنطقــة ‪ ،‬طالــب البعــض‪ ،‬يف كوردســتان‬ ‫والعــراق ودول الجــوار والعــامل‪ ،‬باملحــال‬ ‫وتشــبثوا باألمــاين الجوفــاء التــي تتعــارض‬ ‫مــع العدالــة والواقعيــة‪ ،‬وتحــدث بعضهــم‬ ‫بلغــة الخيانــة والتعصــب والتطــرف‬ ‫والتهديــد والوعيــد‪.‬‬ ‫أمــا بعــد اإلســتفتاء‪ ،‬ويف خضــم دفاعنــا‬ ‫الســلمي والقانــوين والدســتوري عــن قضيتنا‬ ‫العادلــة‪ ،‬مــارس الحاكــم يف بغــداد الكــذب‬ ‫والتضليــل يف االعــام والسياســة والربملــان‬ ‫عــى عامــة النــاس لــي مينــع رؤيــة األشــياء‬ ‫كــا هــي‪ .‬وأغلــب املؤيديــن لــه كانــوا غــر‬ ‫منصفــن معنــا‪ .‬وكيــف يكونــون منصفــن‬ ‫معنــا‪ ،‬وهــم يف األســاس غــر منصفــن‬ ‫مــع أنفســهم وذويهــم وأبنــاء مذهبهــم‬ ‫وقوميتهــم؟‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪21‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫كيف نبني اللغة‬ ‫ ‬

‫الكورديــة الجامعة‬ ‫اللغة المشتركة تجمع الشعوب المختلفة‪ ،‬كالشعوب‬ ‫الناطقة بالعربية‪ ،‬والتي أصبحت صلة التقارب الوحيدة‬ ‫بينهم‪ ،‬متغاضين عن غيرها من العوامل التي تفصلهم‬ ‫عن بعضهم كشعوب لها ميزاتها‪ ،‬وما يعرض غيرها‬ ‫من مقومات لوحدة القومية ليست سوى تغطية‪ ،‬وهذه‬ ‫هي السمة الوحيدة التي جعلت نسبتهم السكانية بهذه‬ ‫الضخامة‪ ،‬ومثلها الشعوب التي أصبحت تركية أو‬ ‫فارسية‪ ،‬ولوالها لكانت الدول المدعية اليوم بالوطن‬ ‫العربي‪ ،‬ذات األنظمة المتناقضة والمتضاربة؛ دول بأسماء‬ ‫مختلفة متناقضة القوميات مثل دول الجوار‪.‬‬

‫د‪ .‬محمود عباس‬

‫كام‬

‫وأن االختــاف يف اللغــة كثــرا‬ ‫مــا تكــون عامــل للتفرقــة بــن‬ ‫األمــة الواحــدة‪ ،‬ففــي بعــض األحيــان‬ ‫تصبــح كاألديــان واملذاهــب تفصــل بــن‬ ‫الشــعب الواحــد‪ ،‬ومــن الغرابــة أن اللهجــات‬ ‫الكورديــة‪ ،‬وخاصــة يف جنــوب كوردســتان‪،‬‬ ‫ويف مجــاالت مــا كانــت مــن ضمــن عوامــل‬ ‫الــراع الســيايس واالنتــاءات الحزبيــة‪،‬‬ ‫إىل مرحلــة اإلحســاس بالفصــل الجغــرايف‬ ‫عــن بعضهــم‪ ،‬أثــرت يف كثــره عــى األج ـزاء‬ ‫األخــرى مــن كوردســتان‪ ،‬رغــم املحــاوالت‬ ‫املتعــددة للتقــارب بينهــا‪ ،‬إال إن الهــوة ال‬ ‫تــزال واســعة‪ ،‬والشــعب الكــوردي‪ ،‬وعــى‬ ‫خلفيــة مــا يجــري مــن التقاعــس وعــدم‬ ‫الجديــة يف حــل هــذه املعضلــة الرئيســة‪،‬‬ ‫أبعــد مــن أن يتوقــع ظهــور لغــة كورديــة‬ ‫أدبيــة جامعــة يف الوقــت القريــب‪ ،‬فالعمــل‬

‫‪22‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫املبــذول مــن أجلــه ال ترقــى ســوية املشــكلة‪،‬‬ ‫بــل وإهاملهــا تزيــد مــن رغبــة كل طــرف يف‬ ‫تفضيــل ذاتــه‪ ،‬واالســتقاللية بلهجتــه‪.‬‬ ‫االختــاف بــن اللهجــات متنــوع وواســع‪،‬‬ ‫مــن حيــث كتابتهــا‪ ،‬وبعــض االختالفــات‬ ‫القواعديــة‪ ،‬ويف الكلــات إىل درجــة‬ ‫تصعــب التفاهــم‪ ،‬مــع غيــاب صياغــة أدبيــة‬ ‫مشــركة‪ ،‬إىل جانــب اختــاف الحــروف‪،‬‬ ‫وغريهــا مــن اإلشــكاليات‪ ،‬تعــد مــن أحــد‬ ‫أهــم القضايــا التــي تواجــه أمتنــا؛ وســتظل‪،‬‬ ‫وال يســتبعد فيــا إذا مل يتــم وضــع حلــول‬ ‫لهــا‪ ،‬ســتكون مــن أحــد أســباب اإلشــكاليات‬ ‫الســلبية املســتقبلية‪ ،‬ثقافيــا وسياســيا‪ ،‬وهــي‬ ‫أعمــق وأخطــر مــن التنــوع املذهبــي بــن‬ ‫املجتمــع الكوردســتاين‪ ،‬بــل ومــن الرصاعــات‬ ‫السياســية واإليدلوجيــة عــى املــدى البعيــد‪.‬‬ ‫كتــب فيهــا العديــد مــن املثقفــن الكــورد‪،‬‬ ‫اللغويــون‪ ،‬والباحثــون فيهــا كتاريــخ؛ أو‬ ‫كمجــال مــن مجــاالت الثقافــة‪ ،‬كــا وتناولهــا‬ ‫بعــض السياســيون‪ ،‬وشــكلت لجــان لتنــاول‬ ‫املشــاكل املذكــورة‪ ،‬وأكــر‪ ،‬إىل جانــب قضيــة‬ ‫الحــروف التــي كانــت وال ت ـزال تعــاين منهــا‬ ‫لغتنــا وبالتــايل أمتنــا‪ ،‬وقضيتنــا‪ ،‬وتبــن لــدى‬ ‫العديــد منهــم أن عــدم إيجــاد الحلــول‬ ‫ليــس فقــط تفصــل كوردســتان عــن بعضهــا‬ ‫دميغرافيــة بــل وتعيــق تطــور اللغــة بحــد‬ ‫ذاتهــا‪.‬‬ ‫فرغــم مــا يقدمهــا اإلعــام الكــوردي‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪23‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬ ‫كيف نبني اللغــة الكوردية الجامعة‬

‫بــكل أنواعــه‪ ،‬مــن املــريئ إىل املســموع‪ ،‬إىل‬ ‫املكتــوب‪ ،‬مــن املحــاوالت الجليلــة لخلــق‬ ‫التقــارب‪ ،‬وخاصــة عــى األقنيــة التلفزيونيــة‪،‬‬ ‫مــن خــال تقديــم برامجهــا بوجــود مذيــع‬ ‫مــن كل لهجــة‪ ،‬وكتابــة األخبــار بالحــروف‬ ‫الالتينيــة والعربيــة‪ ،‬فرغــم أنهــا تزيــد مــن‬ ‫ســوية اإلعــام والوعــي الجمعــي‪ ،‬لكنهــا ال‬ ‫تغــر مــن الواقــع املوجــود‪ ،‬عــى مســتوى‬ ‫اللهجــات وتكويــن لغــة أدبيــة عــى مســتوى‬ ‫األمــة‪ ،‬ألنهــا تظــل محصــورة ضمــن إطــار‬ ‫اللحظــة‪ ،‬فعمــل القــوى الكورديــة الثقافيــة‬ ‫والسياســية‪ ،‬وإدارة اإلقليــم حــرا‪ ،‬وبهــذا‬ ‫البــطء تبقــي أبــواب الــرخ مفتوحــا بــن‬ ‫أط ـراف حراكنــا الثقــايف والســيايس وبالتــايل‬ ‫بــن املجتمــع الكوردســتاين‪ ،‬ليــس فقــط يف‬ ‫املجــال الفكــري واألديب بــل ويف الشــارع‬ ‫الكــوردي‪ ،‬بــل وكثــرا مــا تعمــق الخالفــات‬ ‫السياســية‪.‬‬ ‫نكــرر‪ ،‬أن االهتــام الهزيــل بهــذه القضيــة‬ ‫املصرييــة‪ ،‬مــن قبــل اإلدارات الكورديــة أو‬ ‫املراكــز الثقافيــة‪ ،‬كالجامعــات‪ ،‬ستســهل مــن‬

‫التــي يتكلــم بهــا كل طــرف‪ ،‬ومل يبحــث حتى‬ ‫اللحظــة معالجتهــا ضمــن اإلطــار الجامــع‬ ‫للهجــات‪ ،‬أو مــا ميكــن تســميتها اللغــة‬ ‫األدبيــة الكورديــة الشــاملة‪ ،‬وكلــا يتــم‬ ‫حــوار مــع أحــد األشــخاص الذيــن شــاركوا‬ ‫يف معالجــة هــذه القضيــة‪ ،‬يضــع اللــوم‬ ‫عــى الطــرف األخــر‪ ،‬ويتنــاىس أن الطرفــن‬ ‫مل يبحثــا عــن الحلــول خــارج الدعــوات‬ ‫الذاتيــة‪ ،‬أي أن كل جهــة ظــل يحــاول أقنــاع‬ ‫األخــر بأفضليــة لهجتــه لتكــون الجامــع‪،‬‬ ‫وتصبــح اللغــة األدبيــة الشــاملة‪ ،‬وحروفــه‬ ‫تكــون هــي الرئيســة‪ ،‬وهنــا تكمــن أس‬ ‫املعضلــة‪ ،‬والتــي لــن تــؤدي إىل أي حــل‪،‬‬ ‫وســيكون مــن شــبه املســتحيل إلغــاء لهجــة‬ ‫أو فــرض واحــدة عــى األخريــات‪ ،‬وبالتــايل‬ ‫ال بــد مــن البحــث عــن حلــول مختلفــة‪،‬‬ ‫ومنهــا الجامعــة لــكل اللهجــات‪ ،‬ويف الواقــع‬ ‫وجودهــا بكلامتهــا املتنوعــة ثــروة كبــرة‬ ‫لكليــة اللغــة الكورديــة‪.‬‬ ‫تتشــتت قــدرات املثقفــن املختصــن يف‬ ‫مجــال اللغــة؛ رغــم أن العديــد منهــم‬

‫الكورديــة املنســية إىل الحيــاة‪ ،‬وخاصــة يف‬ ‫البعــد الســيايس‪ ،‬علــا أن اللغــة الكورديــة‬ ‫تــدرج ضمــن منظمــة األمــم املتحــدة‪ ،‬يف‬ ‫الدرجــة الـــ ‪ 27‬مــن بــن اللغــات العامليــة‬ ‫التــي يتكلــم بهــا شــعوب األرض‪.‬‬ ‫وتتبــن مــن خــال مــا تــم مــن النشــاطات‪،‬‬ ‫ومــا يجــري عــى الســاحة اإلعالميــة‪،‬‬ ‫وبــن الحــراك الثقــايف‪ ،‬أننــا نحــن الشــعب‬ ‫الكــوردي‪ ،‬نعــاين ليــس فقــط مــن تعــدد‬ ‫اللهجــات‪ ،‬وهــي حالــة قــد تكــون‬ ‫صحيــة‪ ،‬كــروة لكليــة اللغــة‪ ،‬فيــا لــو تــم‬ ‫اســتخدامها بشــكل عقــاين‪ ،‬بــل نعــاين مــن‬ ‫التعنــت الفكــري‪ ،‬وهــذه تتصاعــد مــع‬ ‫اســتمرارية غيــاب لغــة أدبيــة مشــركة‪،‬‬ ‫تحتضــن كل اللهجــات‪ ،‬وتكتــب بهــا مقررات‬ ‫جميــع املراحــل الدراســية‪ ،‬مــن االبتدائيــة‬ ‫إىل الجامعــة‪ ،‬ويتــم الحديــث بهــا ضمــن‬ ‫األدبيــات الرســمية‪ ،‬وتقــرأ يف اإلعــام‪ ،‬وتصبح‬ ‫اللغــة الرســمية يف دوائــر الدولــة‪ ،‬مــع عــدم‬ ‫التعــرض للهجــات املســتخدمة يف الشــارع‬ ‫أو البيــت‪ ،‬وخــر مثــال لنــا هــي اللغــة‬

‫أيهــا كانــت البدايــة‪ ،‬اللغــة األدبيــة أم‬ ‫اللهجــات‪ ،‬رغــم ذلــك بإمــكان خــراء اللغــة‬ ‫الكورديــة وبدعــم مــن القــوى السياســية‬ ‫واإلدارات املعنيــة‪ ،‬خلــق تلــك اللغــة األدبيــة‬ ‫الجامعــة‪ ،‬واملعضلــة ليســت يف كتابــة‬ ‫الكتــب املدرســية‪ ،‬بــل يف مضمونهــا‪ ،‬فــكل‬ ‫طــرف ســيايس ســيتدخل ليضــع منهجيتــه‬ ‫الفكريــة فيهــا‪ ،‬وهــذا مــا ن ـراه بــن األج ـزاء‬ ‫األربعــة‪ ،‬وخاصــة بــن اإلقليمــن‪ ،‬وخاصــة‬ ‫الغــريب الــذي بــدء حديثــا يف وضــع املناهــج‬ ‫الدراســية‪ ،‬والتــي ملئتهــا بإيدلوجيــة غريبــة‪.‬‬ ‫يف الحقيقــة العوائــق كبــرة وكثريه‪ ،‬وســتظل‬ ‫مــا مل يتــم العمــل عليهــا بشــكل متواصــل‪،‬‬ ‫وتركهــا للتباحــث ضمــن مؤمت ـرات أو لجــان‬ ‫آنيــة؛ تعمــل بــن حــن وأخــر؛ وتبتعــد عــن‬ ‫بعضهــا عنــد أول خــاف أو صــدام‪ ،‬وهــو‬ ‫مــا ســيؤدي ليــس فقــط يف اســتمرارية‬ ‫اإلشــكاليات بــن املجتمــع‪ ،‬بــل ســتتعمق‬ ‫تأثرياتهــا مســتقبال عــى واقعنــا الســيايس‬

‫التباعــد بــن اللهجــات‪ ،‬وســتصعب حلولهــا‬ ‫مســتقبال‪ ،‬فكــا نالحــظ أن معظــم اللجــان‬ ‫التــي تشــكلت لدراســة هــذه اإلشــكاليات‪،‬‬ ‫فشــلت عــى خلفيــة اإلرصار عــى اللهجــة‬

‫ســاهموا يف تطويرهــا وجامليتهــا؛ لكنهــا‬ ‫ظلــت محصــورة ضمــن اللهجــات‪ ،‬ومل‬ ‫تتمكــن مــن تجــاوز جغرافيتهــا إال قليــا‪،‬‬ ‫بعضهــا متــت عــى خلفيــة إعــادة الكلــات‬

‫العربيــة واإلنكليزيــة واإلســبانية املتعــددة‬ ‫اللهجــات‪ ،‬والتــي تجمعهــم لغــة أدبيــة‬ ‫تغطــي عــى اللهجــات وتتجــاوز النزعــات‬ ‫اإلقليميــة‪ .‬ال شــك هنــا تظهــر جدليــة‪،‬‬

‫واالقتصــادي واالجتامعــي والثقــايف‪.‬‬ ‫بغــض النظــر عــا قدمتــه مؤسســات‬ ‫حــزب العــال الكوردســتاين‪ ،‬يف مجــال‬ ‫اللغــة الكورديــة‪ ،‬وتحفيــز قيادييهــا التحــدث‬

‫‪24‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫بكورديــة نقيــة‪ ،‬الواضحــة مــن خــال‬ ‫مقارنــة لغتهــم بلغــة القياديــن يف األح ـزاب‬ ‫الكورديــة األخــرى يف اإلقليــم الفيــدرايل أو‬ ‫الجــزء الغــريب‪ ،‬وقــد كانــوا الســباقني مثلهــا‬ ‫يف مجــال األعــام‪ ،‬وميكــن مالحظــة الفــرق‬ ‫بســهولة أثنــاء الحــوارات‪ ،‬لكــن ليســت هنــا‬ ‫بيــت القصيــد‪ ،‬أي تنقيــة لهجــة معينــة‬ ‫وتطويرهــا؛ رغــم أنهــا خطــوات ناجحــة‪،‬‬ ‫بــل ال بــد مــن العمــل عــى اللغــة الكورديــة‬ ‫الجامعــة‪.‬‬ ‫فهــم خلقــوا نوعيــة مختلفــة يف الحديــث‪،‬‬ ‫خاصــة بــن قيــادات الجــزء الشــايل مــن‬ ‫كوردســتان‪ ،‬وتظهــر بشــكل جــي يف بعــض‬ ‫الحــوارات‪ ،‬كعدميــة التامســك بــن الجمــل‬ ‫بــدون جمــل اعرتاضيــة‪ ،‬ال داعــي لهــا‬ ‫لتقديــم الفكــرة‪ ،‬وجمــل تــرح الجمــل‬ ‫املقالــة قبلهــا‪ ،‬وغريهــا مــن اإلشــكاليات‪،‬‬ ‫تعكــس الضعــف يف اللغة الكوردية الشــاملة‬ ‫املأمولــة أن تطغــى عــى اللهجــات‪ ،‬وهــو مــا‬ ‫مل يتــم العمــل من أجلــه‪ ،‬من جهــة‪ ،‬واإلرصار‬ ‫عــى تعلمهــا والحديــث بهــا بلغــة أدبيــة‬ ‫يف الوقــت الــذي يســتخدمون فيهــا لغــة‬ ‫أخــرى غــر الكورديــة يف األحاديــث اليوميــة‬ ‫ويف الحــوارات والنقاشــات الداخليــة‪ ،‬وال‬ ‫يالحــظ مثلهــا عنــد املتمكنــن منهــا‪ ،‬وهــي‬ ‫مختلفــة عــن السالســة الكورديــة املعروفــة‪.‬‬ ‫إىل درجــة باإلمــكان معرفــة انتــاء املتحــدث‬ ‫إىل املنظومــة مــن خاللهــا‪ ،‬وباملناســبة‬ ‫أغلبيــة الرشيحــة الثقافيــة الكورديــة الذيــن‬ ‫يكتبــون بلغــة غــر لغتهــم األم ونحــن بينهم‪،‬‬ ‫نعــاين مــن هــذه اإلشــكالية‪ ،‬وال شــك نحــن‬ ‫مقــرون يف هــذا املجــال مثــل غريهــا‬ ‫مــن املجــاالت‪ ،‬حتــى ولــو كانــت األســباب‬ ‫متعــددة وأحيانــا كانــت قاهــرة‪.‬‬ ‫عرضنــا املثــال الســابق تجــاوزا‪ ،‬وقــد نتلقــى‬ ‫الكثــر مــن االنتقــادات‪ ،‬وهــو مــا نــود‬

‫“‬

‫اللغ��ة الكوردي��ة ت��درج ضم��ن‬ ‫منظم��ة األم��م املتح��دة‪ ،‬يف‬ ‫الدرج��ة الـ ‪ 27‬من ب�ين اللغات‬ ‫العاملي��ة ال�تي يتكل��م بها ش��عوب‬ ‫األرض‪.‬‬

‫ونطمــح إليــه‪ ،‬لتصحيــح مــا مل نوفق فيــه‪ ،‬أو‬ ‫تقديــم األفضــل يف هــذا املجــال‪ ،‬وبهــا أردنــا‬ ‫تبيــان مــدى قــدرة العمــل الجــدي عــى‬ ‫خلــق لغــة أدبيــة جامعــة تخيــم عــى كل‬ ‫اللهجــات‪ ،‬فيــا إذا كانــت الغايــة هــي األمــة‬ ‫ومصلحتهــا‪ ،‬واســتطاعت لجــان العمــل‬ ‫تجــاوز االنتــاءات املناطقيــة‪ ،‬والنزعــة‬ ‫اإلقليميــة‪.‬‬ ‫ال شــك معظمنــا تأذينــا مــا فعلتــه‬ ‫األنظمــة الشــمولية بنــا مــن ناحيــة اللغــة‪،‬‬ ‫وجميعنــا يعلــم األســباب‪ ،‬وال يعنــي أننــا‬ ‫نــرر تقاعســنا يف هــذا البعــد‪ ،‬فــا زلنــا‬ ‫دون ســوية الحديــث بسالســة كورديــة‪،‬‬ ‫دون اســتخدام الكلــات العربيــة‪ ،‬أو‬ ‫الرتكيــة‪ ،‬لكــن املثقــف الكــوردي الــذي‬ ‫متكــن مــن تصفيــة لغتــه واســتخدامها بنقــاء‬ ‫الكلمــة والقواعــد‪ ،‬واســتطاع الحفــاظ عــى‬ ‫سالســتها‪ ،‬ومتكــن مــن تنقيــة لغتــه األدبيــة‪،‬‬ ‫دون الســقوط يف الهشاشــة والضيــاع مــا بــن‬ ‫الكورديــة ولغــات املحتــل‪ ،‬هــم رواد هــذه‬ ‫املســرة‪ ،‬وعلينــا جميعــا أن نكــن لهــم كل‬ ‫التقديــر‪ ،‬فهــؤالء أثبتــوا ليــس عــى عامليــة‬ ‫اللغــة الكورديــة وغناهــا وجامليتهــا‪ ،‬بــل‬ ‫عــى أنــه باإلمــكان خلــق لغــة أدبيــة جامعة‬ ‫فيــا لــو كانــت النيــات وطنيــة نزيهــة‪.‬‬ ‫فــا هــي أســباب هــذا التقاعــس والتلكــؤ‪،‬‬ ‫يف هــذه اإلشــكالية املصرييــة؟‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪25‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫رجب مال رفيق‪..‬‬

‫ال يقتصـــر تفكير رجـــب في كيفيـــة االعتناء‬ ‫بصـــوره‪ ،‬بل الحفـــاظ عليهـــا بعـــد مماته‪.‬‬ ‫ويقول إنـــه أوصـــى زوجتـــه وأوالده األربعة‬ ‫بالحفـــاظ علـــى المـــكان كما هو حـــال وافاه‬ ‫ا أل جل ‪.‬‬

‫الهاوي الذي ّ‬ ‫وثق تاريخ كوردستان‬ ‫بالصور‬ ‫فيلي | لمــياء رسول‬

‫أن‬

‫توثــق أحداثــاً ووقائــع بالصــور‪،‬‬ ‫غــر تلــك التــي توثقهــا بالــكالم أو‬ ‫التدويــن؛ إذ أن الصــورة تعطــي للمحــي أو‬ ‫املــدون مــن الحــوادث والشــخصيات‪ ،‬دعـ ً‬ ‫ا‬ ‫كبــراً يبحــر يف نفــس اإلنســان ويجــول بــه يف‬ ‫بحــر التأمــل والتفاعــل‪.‬‬ ‫فــا تفعلــه الحــوادث املدونــة او املحكيــة‬ ‫الســيام مــن التاريــخ املعــارص يكــون غــر‬ ‫مكتمــل حــن تغيــب الصــورة‪.‬‬ ‫رجــب مــا رفيــق املولــود عــام ‪ 1952‬يف‬ ‫زقــاق رسشــقام يف مدينــة الســليامنية‪،‬‬ ‫وثــق تاريــخ كوردســتان بالصــور‪ ،‬فلقــد‬ ‫اســتهوته فكــرة توثيــق آالف اللحظــات مــن‬ ‫تاريــخ كوردســتان بصــور؛ واحتفــظ لذلــك‬ ‫بصــور الشــخصيات السياســية واالجتامعيــة‬ ‫والرياضيــة املعروفــة وغــر املعروفــة‪.‬‬ ‫قــام رجــب بافتتــاح معــرض عــى نفقتــه‬ ‫الخاصــة إلتاحــة الفرصــة أمــام العامــة‬ ‫ملشــاهدة مــا جمعــه عــى مــر الســنوات‪.‬‬ ‫ووجــه طلب ـاً إىل حكومــة اإلقليــم باالهتــام‬ ‫مبرشوعــه الخــاص الدامتــه‪ ،‬ويقــول لوكالــة‬ ‫شــفق نيــوز‪ ،‬انــه خــال رحلــة عمــره قــام‬ ‫بجمــع صــور لشــخصيات سياســية بــارزة‬ ‫مثــل مــا مصطفــى بــارزاين وآخريــن‪.‬‬ ‫رجــب يعشــق الصــورة‪ ،‬ويقــول إنــه‬ ‫الشــخص الوحيــد الــذي ميتلــك صــوراً نــادرة‬ ‫لشــخصيات عديــدة‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫تعــود رحلــة عشــق رجــب للصــور إىل مــا‬ ‫قبــل ‪ 10‬ســنوات عندمــا علــق أول صــورة‬ ‫يف مكتبــه الخــاص ببيــع ورشاء العقــارات يف‬ ‫مدينــة الســليامنية‪.‬‬ ‫اندفــع رجــب يف هوايتــه ليقــوم بتغيــر‬ ‫مكتبــه إىل معــرض للصــور التــي طبعهــا‬ ‫أو اشــراها بنفســه عام ـاً بعــد آخــر‪ ،‬حتــى‬ ‫أنــه قــام بجلــب بعضهــا مــن خــارج إقليــم‬ ‫كوردســتان‪.‬‬ ‫ويقــول إن املعــرض يضــم صــوراً نــادرة‬ ‫ألنــاس معروفــن وكذلــك لسياســيني‪،‬‬ ‫ويرفــض إعطاءهــا أي مــن صــوره ألي أحــد‬ ‫تحــت أي ظــرف كان‪.‬‬ ‫وال يقتــر تفكــر رجــب يف كيفيــة االعتنــاء‬ ‫بصــوره‪ ،‬بــل الحفــاظ عليهــا بعــد مامتــه‪.‬‬ ‫ويقــول إنــه أوىص زوجتــه وأوالده األربعــة‬ ‫بالحفــاظ عــى املــكان كــا هــو حــال وافــاه‬ ‫األجل‪.‬‬ ‫وطالــب رجــب‪ ،‬الجهــات الحكوميــة املعنيــة‬ ‫بإقليــم كوردســتان‪ ،‬برعايــة مرشوعــه لــي‬ ‫يكــون متاحــاً للجميــع وتحقــق الفائــدة‬ ‫القصــوى للمجتمــع عــر معايشــة التاريــخ‬ ‫مــن خــال صــور أبطالــه‪.‬‬ ‫ويختــم رجــب حديثــه مــع وكالــة شــفق‬ ‫نيــوز‪« ،‬أنــا أعشــق كل الصــور التــي‬ ‫جمعتهــا‪ ،‬فــكل واحــدة منهــا تــرد حكايــة‬ ‫أو تلخــص حدثــاً تاريخيــاً»‪.‬‬

‫«أنا أعشق كل الصور التي جمعتها‪ ،‬فكل واحدة منها تسرد حكاية أو تلخص حدث ًا تاريخي ًا»‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪27‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫رحلة سندباد بغداد‬ ‫(مصطفى الكاظمي)‬ ‫إلى بالد كوردستان‬ ‫مالها وما عليها‪..‬‬ ‫بدأت‬

‫رحلــة ســندباد بغــداد‬ ‫(مصطفــى الكاظمــي) مــن‬ ‫بغــداد إىل بــاد كوردســتان يــوم الخميــس‬ ‫املصــادف ‪ ،2020-9-10‬متوج ًهــا إىل كعبــة‬ ‫السياســة مبــارشة حيــث محــل إقامــة‬ ‫فخامــة الرئيــس مســعود بــارزاين يف پريمــام‬ ‫‪ /‬مصيــف صــاح الديــن وأجــرى بعدهــا‬ ‫لقــاء مــن دولــة الرئيــس مــرور بــارزاين‬ ‫ثــم لقــاء فخامــة رئيــس إقليــم كوردســتان‬ ‫نيچريڤــان بــارزاين وبحــث معهــم مجمــل‬ ‫العالقــات الثنائيــة مــا بــن بغــداد وأربيــل‬ ‫والحديــث عــن امللفــات الشــائكة التــي‬ ‫زادت مــن حــدة وتــرة العالقــة مــا بــن‬ ‫الحكومتــن وأكــدوا عــى تجــاوز الظــروف‬ ‫الحاليــة للبــاد والحــوار املنطقــي القائــم‬ ‫التوصــل‬ ‫عــى أســاس الدســتور مــن أجــل‬ ‫ّ‬ ‫إىل حلــول جذريــة مــا بــن بغــداد وأربيــل‬ ‫‪،‬كــا تناولــوا التنســيق املشــرك مــا بــن‬ ‫قــوات الپيشــمرگة ‪ ،‬والجيــش العراقــي‬ ‫يف مواجهــة اإلرهابيــن فكانــت األجــواء‬ ‫إيجابيــة مــا بــن الطرفــن فحــاول الكاظمــي‬ ‫كــر الجليــد يف ظــل األجــواء الحــارة‬ ‫وتحريــك امليــاه الراكــدة منــذ زمــن لكســب‬

‫‪28‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫''‬

‫ركري‬ ‫ك َ‬ ‫د‪ .‬نايف َ‬

‫ُجـــل رؤســـاء وزراء العراق مـــن ‪ 2005‬وإلى هـــذا اليوم‬ ‫جميعهـــم يـــرددون تلـــك العبـــارة ( حصر الســـاح بيد‬ ‫الدولـــة ) ولم يســـتطع أحد تطبيقها علـــى أرض الواقع !‬

‫ود الحــزب الدميقراطــي الكوردســتاين عــى‬ ‫وجــه التحديــد فضـ ً‬ ‫ـا عــن بقيــة األح ـزاب‬ ‫الكوردســتانية لدعمــه يف الربملــان العراقــي‬ ‫فهنــاك تحــ ّرك ســيايس الســتجوابه وذلــك‬ ‫لعــدم تنفيــذ برنامجــه الحكومــي فهــذه‬ ‫رحلــة ســندباد بغــداد ( مصطفــى الكاظمــي‬ ‫) للحصــول عــى دعــم الكــورد لــه ‪.‬‬ ‫عــدا أكــر‬ ‫وقــد أخــذت هــذه الزيــارة ُب ً‬ ‫مــن حجمهــا وميكــن توصيفهــا بأنهــا زيــارة‬ ‫إعالميــة اســتعراضية مــن قبــل الكاظمــي‬ ‫برفقــة عــدد مــن وزراء حكومتــه وخُ ــدع‬ ‫كثــر مــن املواطنــن بهــا ظ ًنــا منهــم أن‬ ‫برصتــه ( بقجتــه )‬ ‫ســندباد بغــداد قــد جــاء ّ‬ ‫ويحمــل فيهــا مــا يــأيت ‪:‬‬

‫ رواتــب موظفــي إقليــم كوردســتان والتــي‬‫قطعــت مــع ميزانيتــه منــذ ســنة ‪ 2014‬يف‬ ‫حقبــة املالــي وإىل هــذا اليــوم !‬ ‫ رواتــب قــوات الپيشــمرگة التــي مل تس ـ ّلم‬‫ً‬ ‫فضــا عــن‬ ‫منــذ ‪ 2005‬وإىل هــذا اليــوم‬ ‫التجهيــزات العســكرية !‬ ‫ مســتحقات فالحــي كوردســتان للســنوات‬‫( ‪ 2014‬و ‪ 2015‬و ‪ ) 2016‬الذيــن ســ ّلموا‬ ‫محصــول الحنطــة إىل الحكومــة االتحاديــة‬ ‫ومل يتــم تســليمهم املســتحقات إىل اآلن !‬ ‫أليــس مصطفــى الكاظمــي نفســه أطلــق‬ ‫جملــة مــن الوعــود للشــارع العراقــي منهــا‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -‬حــر الســاح املنفلــت بيــد امليليشــيات‬

‫ووضعــه بيــد الدولــة علـ ً‬ ‫ـا أن ُجــل رؤســاء‬ ‫وزراء العــراق مــن ‪ 2005‬وإىل هــذا اليــوم‬ ‫جميعهــم يــرددون تلــك العبــارة ( حــر‬ ‫الســاح بيــد الدولــة ) ومل يســتطع أحــد‬ ‫تطبيقهــا عــى أرض الواقــع !‬ ‫ أليــس الكاظمــي وعــد املتظاهريــن بتلبيــة‬‫مطالبهــم املرشوعــة وحقوقهم املســلوبة ؟!‬ ‫أليــس الكاظمــي وعــد حملــة الشــهادات‬‫بإيجــاد فــرص التعيــن والعمــل يف أقــرب‬ ‫وقــت ؟!‬ ‫ أليــس الكاظمــي وعــد عوائــل الشــهداء‬‫الذيــن ذهبــوا غــد ًرا عــى يــد الجامعــات‬ ‫املســلحة بتقديــم الجنــاة إىل العدالــة ؟!‬ ‫كل هــذا مل يحصــل ومل يســتطع تنفيــذ أي‬ ‫وعــد مــن الوعــود التــي أطلقهــا وتلــك‬

‫الوعــود عبــارة عــن تخديــر عــام وتخديــر‬ ‫موضعــي للســيطرة عــى الوضــع املنفلــت‬ ‫أمن ًيــا واقتصاد ًيــا يف الشــارع العراقــي‬ ‫وفشــل الحكومــات العراقيــة املتعاقبــة‬ ‫وذلــك لعــدم إيجــاد فــرص عمــل للشــباب‬ ‫ولحملــة الشــهادات منهــم وكذلــك انعــدام‬ ‫البنــى التحتيــة وتقديــم أفضــل الخدمــات‬ ‫للمواطــن العراقــي إال أن ذلــك كلــه مل‬ ‫يحصــل عــى الرغــم مــن تخصيــص نســبة‬ ‫‪ 83%‬مــن امليزانيــة العامــة للمحافظــات‬ ‫العراقيــة ونســبة إقليــم كوردســتان ‪17%‬‬ ‫ً‬ ‫علــا أن هــذه النســبة مل ترســل بصــورة‬ ‫دقيقــة فلــو دققنــا يف نســبة امليزانيــة‬ ‫املخصصــة إلقليــم كوردســتان فلــن تتجــاوز‬ ‫‪! 7%‬‬

‫وبتلــك امليزانيــة اســتطاعت حكومــة إقليــم‬ ‫كوردســتان مــن بنــاء املشــاريع والبنــى‬ ‫التحتيــة وإيجــاد فــرص عمــل للمواطنــن‬ ‫وخــر دليــل عــى ذلــك عندمــا أعــرب‬ ‫الكاظمــي عــن إعجابــه مبــروع شــارعي‬ ‫‪ 120‬و ‪ 150‬املــري يف أربيــل عاصمــة‬ ‫إقليــم كوردســتان الســيام بعــد جولتــه‬ ‫مــع رئيــس وزراء إقليــم كوردســتان الســيد‬ ‫ً‬ ‫فضــا عــن املشــاريع‬ ‫مــرور بــارزاين‬ ‫األخــرى ثــم بعــد ذلــك توجــه إىل محافظــة‬ ‫ـدا إىل معــر إبراهيــم خليــل‬ ‫دهــوك وتحديـ ً‬ ‫الحــدودي ملتابعــة ســر عملــه وإجراءاتــه‬ ‫القانونيــة ثــم زيارتــه إىل مخيــم قاديــا‬ ‫لنازحــي شــنگال مــن اإليزيديــن‬ ‫وهنــاك أطلــق جملــة مــن‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪29‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫الوعــود يف املخيــم منهــا عــودة‬ ‫اإليزيديــن إىل شــنگال وفتــح‬ ‫بــاب التطــوع يف الجيــش والرشطــة‬ ‫‪ ،‬فلنكــن واقعيــن أكــر ‪ ،‬هــل يســتطيع‬ ‫الكاظمــي إخــراج القــوات غــر النظاميــة‬ ‫مــن شــنگال واملتمثلــة بالــــ ‪( YPŞ‬وحــدة‬ ‫حاميــة شــنگال ) املنضويــة تحــت حــزب‬ ‫العــال الكوردســتاين أيديولوج ًيــا واملرتبطــة‬ ‫رســم ًيا بهيئــة الحشــد الشــعبي ويتســلمون‬ ‫رواتبهــم مــن الحكومــة العراقيــة ؟!‬ ‫أو أنــه ســيقوم باســتبدال مالبســهم‬ ‫الحشــدية إىل الــزي الرســمي للجيــش أو‬ ‫الرشطــة فتتحــول مــن منظمــة إرهابيــة‬ ‫إىل جهــة رســمية أو مــا يســمى باإلرهــاب‬ ‫املنظــم والرشعــي تحــت أنظــار الحكومــة !‬ ‫فلــو ألقينــا نظــرة رسيعــة عــى املناطــق‬ ‫الكوردســتانية خارج إدارة إقليم كوردســتان‬ ‫مثــل ‪ :‬كركــوك وتلعفــر و شــنگال وزمــار‬ ‫ووانــة وســهل نينــوى وخانقــن ومخمــور‬ ‫لوجــدت يف تلــك املناطــق حشــود شــعبية‬ ‫مــن أهــل املنطقــة نفســها مــن جميــع‬ ‫األطيــاف واملكونــات والقوميــات والديانات‬ ‫واملذاهــب والغــرض هــو إحــداث رشخ كبري‬ ‫بــن املنطقــة الواحــدة ووجودهــم عبــارة‬ ‫ألغـراض ومصالــح شــخصية وحزبيــة ضيقــة‬ ‫منهــا االنتخابــات ( الربملانيــة واملجالــس‬ ‫املحليــة) املقبلــة والحصــول عــى األصــوات‬ ‫مــن تلــك املناطــق الكوردســتانية املحتلــة‬ ‫واســتغالل الوضــع الســيايس لعــدم وجــود‬ ‫مقـرات الحــزب الدميقراطــي الكوردســتاين !‬ ‫ثــم انطلقــت رحلــة ســندباد بغــداد (‬ ‫مصطفــى الكاظمــي ) بعــد ذلــك إىل‬ ‫أرضحــة شــهداء عمليــات األنفــال يف‬ ‫محافظــة دهــوك مدينــة الشــهداء والتقــى‬ ‫مبجموعــة مــن عوائــل ضحايــا األنفــال‬ ‫الســيئة الصيــت مــن قبــل نظــام البعــث‬ ‫املقبــور ومــن عوائــل الضحايــا كانــت‬ ‫ـن‬ ‫الســيدة ( عاليــة رشــيد چيچــو ) مــن بينهـ ّ‬ ‫وتحــدث معهــا الكاظمــي عــن قريتهــا‬ ‫ســپينداري التــي تعرضــت للعمليــات‬ ‫العســكرية وكــون الكاظمــي كان موجــو ًدا‬

‫‪30‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫بكوردســتان أيــام معارضــة النظــام البعثــي‬ ‫وكانــت كوردســتان مــا ًذا آم ًنــا للمعارضــن‬ ‫السياســيني فقالــت لــه ‪ ( :‬تــە ئەمانــەت‬ ‫کوردســتان ) وترجمتهــا للغــة العربيــة (‬ ‫كوردســتان أمانتــك ) واملقصــود مــن هــذه‬ ‫ـت مــن خــرات‬ ‫ـت ورش ْبـ َ‬ ‫العبــارة أنــك أك ْلـ َ‬ ‫كوردســتان ألن بحســب األعـراف والعــادات‬ ‫والتقاليــد الكورديــة املوروثــة أن مــن أكل‬ ‫ورشب مــن خــرات كوردســتان يجــب أال‬ ‫يخونهــا وأن يكــون وف ًيــا لهــا وكأنّ لســان‬ ‫حالهــا يقــول ‪ ( :‬ال تكــرروا األنفــال مــرة‬ ‫أخــرى يف كوردســتان ) !‬ ‫وبســبب هــذه الجملــة الربيئــة مــن هــذه‬ ‫املــرأة ا ُملســ ّنة مــن ذوي الضحايــا قامــت‬ ‫وفــرت العبــارة‬ ‫القيامــة ومل تقعــد‬ ‫ِّ‬ ‫بتفســرات وتأويــات مــا أنــزل اللــه بهــا‬ ‫مــن ســلطان وهــذا نابــع مــن كميــة الحقــد‬ ‫لــدى بعــض ضعــاف النفــوس تجــاه حكومــة‬ ‫إقليــم كوردســتان !‬ ‫وكان األوىل بالكاظمــي والحكومــات‬ ‫العراقيــة الســابقة أن يقدمــوا اعتــذا ًرا‬ ‫رســم ًيا عــن جرائــم البعــث الصدامــي كــا‬ ‫فعلــت أملانيــا مــع اليهــود فقامــوا بتقديــم‬ ‫اعتــذار رســمي لليهــود عــن جرائــم النازيــن‬ ‫كــا قدمــت تعويضً ــا مال ًيــا كبــ ًرا لليهــود‬ ‫واعرتفــت بجرائــم هتلــر ضــد اليهــود ولكــن‬ ‫الحكومــات العراقيــة مــن ســنة ‪ 2005‬وإىل‬ ‫ســنة ‪ 2020‬مل نـ َر منهــم اعتــذا ًرا رســم ًيا وال‬ ‫تعويضــات ماليــة ألهــايل الضحايــا املؤنفلــن‬ ‫وكذلــك جرميــة اإلبــادة الجامعيــة يف حلبچة‬ ‫املحافظــة الرابعــة بإقليــم كوردســتان التــي‬ ‫زارهــا الكاظمــي ضمــن جوالتــه فهكــذا‬ ‫زيــارات غــر كافيــة مــن دون اعتــذار‬ ‫رســمي أو دفــع التعويضــات لعوائــل‬ ‫الضحايــا والننــى الــــ ‪ 8000‬بــارزاين الذيــن‬ ‫دفنــوا وهــم أحيــاء !‬ ‫ثــم توجــه بعــد ذلــك إىل محافظــة‬ ‫الســليامنية وكان يف اســتقباله رئيــس‬ ‫الجمهوريــة الدكتــور برهــم صالــح والتقــى‬ ‫ببعــض الشــخصيات السياســية مــع جولــة‬ ‫رسيعــة إىل معــر باشــاخ الحــدودي ثــم‬

‫'' الس��يد مس��رور بارزان��ي أعل��ن ع��ن اس��تعداده للوق��وف م��ع‬ ‫حكوم��ة الكاظم��ي ودعمه��ا وح��ل كاف��ة اخلالف��ات وامللف��ات‬ ‫الش��ائكة عل��ى أس��اس الدس��تور ‪'' .‬‬ ‫د‪ .‬نايف كركري‬ ‫َ َ‬

‫حـ ّزم أمتعتــه وغــادر كوردســتان مــع فريقــه‬ ‫الــوزاري إىل بغــداد يف رحلــة اســتغرقت‬ ‫يومــن وهــذه الزيــارة كشــفت عــن‬ ‫ســلوكيات بعــض الكــورد والذيــن ميكــن أن‬ ‫نطلــق عليهــم ( جحــوش الكاظمــي ) عــر‬ ‫صفحــات التواصــل االجتامعــي !‬ ‫فصفّقــوا وه ّوســوا لــه معتقديــن أنــه املنقــذ‬ ‫للوضــع الســيايس واالقتصــادي واألمنــي‬ ‫والتعليمــي والصناعــي والزراعــي !‬ ‫شــعب ًيا حــدث لغــط يف الشــارع العراقــي‬ ‫عــر منصــات التواصــل االجتامعــي‬ ‫وتســميتهم لكوردســتان بــــ ( شــال‬ ‫العــراق ) هــذا مصطلــح اســتفزازي‬ ‫للشــعب الكــوردي ألنــه يذكرهــم بجرائــم‬ ‫البعــث املقبــور فليعلــم هــؤالء أن جنــوب‬ ‫انضمــت‬ ‫كوردســتان ( إقليــم كوردســتان )‬ ‫ّ‬

‫إىل اململكــة العراقيــة يف ســنة ‪ 1925‬فلــم‬ ‫يحصــل الشــعب الكــوردي عــى حقوقهــم‬ ‫منــذ انضاممنــا لهــم وإىل هــذا اليــوم ‪،‬وهــل‬ ‫يصلــح العطــار مــا أفســده الدهــر ؟!‬ ‫فهــل ميتلــك الكاظمــي عصــا مــوىس يك‬ ‫يحــل جميــع امللفــات العالقــة والشــائكة‬ ‫مــا بــن بغــداد وأربيــل الســيام أن عمــر‬ ‫كابينتــه قصــرة فالزيــارة كانــت إعالميــة‬ ‫واســتعراضية بامتيــاز مــع ‪ -‬جــل احرتامــي‬ ‫لشــخصه ‪-‬‬ ‫فــإن قــام ســندباد بغــداد بحــل امللفــات‬ ‫التاليــة فيمكننــا أن نصــدق أفعالــه قبــل‬ ‫أقوالــه أال وهــي ‪:‬‬ ‫ حــل مشــكلة رواتــب موظفــي إقليــم‬‫كوردســتان ودفــع مســتحقاتهم وال ينبغــي‬ ‫إدراج الرواتــب ضمــن الخالفــات السياســية‬

‫مابــن بغــداد وأربيــل وإبعــاد املواطــن عــن‬ ‫الخالفــات السياســية ‪.‬‬ ‫ حــل مشــكلة املناطــق الكوردســتانية‬‫خــارج إقليــم كوردســتان واملعروفــة يف‬ ‫الدســتور العراقــي باملــادة ‪. 140‬‬ ‫ عــودة قــوات الپيشــمرگة إىل املناطــق‬‫الكوردســتانية خــارج إقليــم كوردســتان‬ ‫وكذلــك عــودة املق ـرات الحزبيــة واألمنيــة‬ ‫( اآلســايش ) لضبــط األمــن وحفــظ النظــام‬ ‫والســيطرة عــى املناطــق الكوردســتانية‬ ‫وعــدم إفســاح املجــال لإلرهابيــن يف تلــك‬ ‫املناطــق لتكــرار الهجــات مــن قبــل‬ ‫عصابــات تنظيــم الدولــة اإلرهابيــة !‬ ‫ دفع ميزانية إقليم كوردستان كاملة ‪.‬‬‫ تقديــم اعتــذار رســمي لعوائــل ضحايــا‬‫األنفــال وحلبچــة والبارزانيــن مــع دفــع‬ ‫تعويضــات ماليــة لتلــك العوائــل املتــررة‬ ‫لغــرض بيــان حســن النيــة ولتخفيــف جــزء‬ ‫مــن األمل ‪.‬‬ ‫ دفــع مســتحقات فالحــي إقليم كوردســتان‬‫للسنوات ( ‪. )2016-2015-2014‬‬ ‫ حــل املشــكالت العالقــة مــا بــن أربيــل‬‫وبغــداد عــى أســاس الدســتور ألنــه الفيصل‬ ‫يف كل يشء‪.‬‬ ‫ إخــراج امليليشــيات والقــوات غــر‬‫النظاميــة مــن املناطــق الكوردســتانية‬ ‫خــارج إقليــم كوردســتان ‪.‬‬ ‫ إيحــاد حــل مللــف النفــط والغــاز مــا بــن‬‫أربيــل وبغــداد ‪.‬‬ ‫ بــراءة شــيوخ العشــائر مــن اإلرهابيــن‬‫وتقديــم املتورطــن منهــم إىل العدالــة‬ ‫والســيام املتلطخــة أيديهــم بقتــل اإليزيديني‬ ‫وســبي نســائهم وبناتهــم ‪.‬‬ ‫ دفــع تعويضــات ماليــة لعوائــل ضحايــا‬‫اإلبــادة الجامعيــة ( جينوســايد ) للتخفيــف‬ ‫عنهــم ‪.‬‬ ‫ومــن إيجابيــات زيــارة ســندباد بغــداد (‬ ‫مصطفــى الكاظمــي) إىل بــاد كوردســتان‬ ‫جيــدا دور إقليــم كوردســتان‬ ‫أنــه يعلــم‬ ‫ً‬ ‫وقادتــه السياســيني يف العمليــة السياســية‬ ‫ببغــداد وذلــك مــن خــال لقائــه بفخامــة‬

‫الرئيــس مســعود بــارزاين ورئيــس إقليــم‬ ‫كوردســتان الســيد نيچريڤــان بــارزاين‬ ‫ورئيــس حكومــة إقليــم كوردســتان الســيد‬ ‫مــرور بــارزاين وحصولــه عــى دعــم منهــم‬ ‫يف الربملــان العراقــي وتقليــل الضغوطــات‬ ‫عليــه مــن قبــل الكتــل السياســية ببغــداد ‪.‬‬ ‫وزيارتــه فيهــا رســالة واضحــة للشــارع‬ ‫العراقــي واملجتمــع الــدويل أنــه مســتعد‬ ‫لحــل الخالفــات العالقــة مــا بــن أربيــل‬ ‫وبغــداد عــى أســاس الدســتور كــون دولــة‬ ‫رئيــس وزراء حكومــة إقليــم كوردســتان‬ ‫الســيد مــرور بــارزاين أعلــن عــن‬ ‫اســتعداده للوقــوف مــع حكومــة الكاظمــي‬ ‫ودعمهــا وحــل كافــة الخالفــات وامللفــات‬ ‫الشــائكة عــى أســاس الدســتور ‪.‬‬ ‫واختيــار توقيــت زيارتــه إىل كوردســتان‬ ‫إقــراره ضمن ًيــا مبنجــزات ثــورة أيلــول‬ ‫التحرريــة واســتفتاء كوردســتان مــن أجــل‬ ‫االســتقالل كانــت بســبب غلــق الطــرق‬ ‫أمــام الحــوارات الجديــة مــا بــن الطرفــن ‪.‬‬ ‫نقــل التجربــة العمرانيــة مــن كوردســتان‬ ‫إىل بغــداد وبقيــة املحافظــات الجنوبيــة ‪.‬‬ ‫تنــاول الكاظمــي ملــف االنتخابــات‬ ‫الربملانيــة ألنــه يف إطــار تشــكيل حــزب‬ ‫أو كتلــة سياســية فالكــورد دورهــم مهــم‬ ‫يف اختيــار الشــخصية لهــذا املنصــب فهــو‬ ‫يبحــث عــن دعــم الكــورد لــه والســيام‬ ‫الحــزب الدميقراطــي الكوردســتاين ‪.‬‬ ‫ومــن ســلبيات رحلــة ســندباد البغــدادي (‬ ‫مصطفــى الكاظمــي ) إىل بــاد كوردســتان‬ ‫أنــه اســتغل الخــاف الســيايس بــن الحزبــن‬ ‫الرئيســيني الدميقراطــي الكوردســتاين‬ ‫واالتحــاد الوطنــي الكوردســتاين سياســ ًيا‬ ‫ومناطق ًيــا ‪.‬‬ ‫كذلــك كويــن لــويب كــوردي ميكــن أن نطلــق‬ ‫عليهــم مصطلــح ( جحــوش الكاظمــي )‬ ‫يف كوردســتان الذيــن يلهثــون وراء رساب‬ ‫مــن األوهــام ويعتقــدون أنهــم ســيحصلون‬ ‫عــى مكتســبات وهــم ال يعلمــون أن‬ ‫خزينــة العــراق فارغــة ومثقلــة‬ ‫بالديــون وهــؤالء الخرنگعيــة‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪31‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫ســيعملون معــه يف االنتخابــات‬ ‫الربملانيــة املقبلــة املزمــع‬ ‫إجراؤهــا يف شــهر حزيــران مــن‬ ‫ســنة ‪ 2021‬ألن زيارتــه إىل كوردســتان جــزء‬ ‫منهــا كدعايــة مســبقة لخــوض االنتخابــات‬ ‫الربملانيــة !‬ ‫كذلــك اســتغالل الســذج مــن النازحــن‬ ‫والســيام يف املخيــات لكســب أصواتهــم‬ ‫وإطــاق وعــود أكــر مــن عمــر كابينتــه‬ ‫الحكوميــة والتــي ال يســتطيع تنفيــذ يشء‬ ‫منهــا ســوى حملــة إعالميــة اســتعراضية‬ ‫وكــا قيــل ‪ ( :‬إذا مل تكــن قــاد ًرا عــى الوفــاء‬ ‫ال تنطــق كلمــة وعــد ) !‬ ‫ومــن املواقــف التــي حدثــت ذات يــوم‬ ‫جــاء رجــل إىل صاحبــه فقــال لــه صاحبــه‬ ‫ملــاذا ال نذهــب إىل فــان يك يــرى لنــا‬ ‫املســتقبل فذهبــا إليــه فلــا شــاهدا حــال‬ ‫الرجــل وثيابــه الباليــة ور ّثــة فقــال إن كان‬ ‫يدعــي فل ـ َر املســتقبل لنفســه‬ ‫صاد ًقــا كــا ّ‬ ‫ويغــر مــن حالــه إىل أحســن حــال وال‬ ‫ِّ‬ ‫يختلــف الحــال مــع الكاظمــي فــإن كان‬ ‫لديــه اإلمكانيــة والقــدرة فليبــدأ ببغــداد‬ ‫واملحافظــات الجنوبيــة وهــم يف وضعيــة‬ ‫يــرىث لهــا مــن حيــث الخدمــات والبنــى‬ ‫التحتيــة ‪.‬‬ ‫ومــن ســلبيات زيارتــه اســتغالله لعــدم‬ ‫موحــد مــن قبــل‬ ‫وجــود خطــاب كــوردي ّ‬ ‫ً‬ ‫فضــا عــن وجــود‬ ‫القيــادات الكورديــة‬ ‫خلــل يف الصــف الكــوردي والســيام مــن‬ ‫قبــل جامعــة ‪ 16‬أكتوبــر الذيــن يفتخــرون‬ ‫ببيعهــم لكركــوك لصالــح امليليشــيات‬ ‫فيبــدو أن هنــاك طبخــة جديــدة يتــم‬ ‫تحضريهــا مــن قبــل تلــك الجامعــة نفســها‬ ‫وكأن الخيانــة أصبحــت وراثــة لــدى بعــض‬ ‫الشــخصيات السياســية !‬ ‫اإلعــام الكوردســتاين أعطــى هالــة كبــرة‬ ‫رصتــه ) كانــت فارغــة‬ ‫لســندباد بغــداد و( ّ‬ ‫مل تكــن تحمــل شــي ًئا للشــعب الكــوردي‬

‫‪32‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫وغــادر بــاد كوردســتان إىل بغــداد ونتائــج‬ ‫زيارتــه اإليجابيــة والســلبية ســتظهر يف‬ ‫األيــام املقبلــة !‬ ‫يــردد فخامــة الرئيــس مســعود بــارزاين دا ًمئــا‬ ‫أن مشــكلتنا الرئيســية مــع الحكومــات‬ ‫العراقيــة وليــس مــع الشــعب ولكــن يبــدو‬ ‫يل أن الشــعب لديــه عقليــة ال تختلــف عــن‬ ‫عقليــة الســيايس العراقــي فاليــوم مشــكلتنا‬ ‫مــع الشــعب أيضً ــا مــن خــال كميــة الحقــد‬ ‫الدفــن تجــاه كوردســتان عــر منصــات‬ ‫التواصــل االجتامعــي والفضائيــات والجرائــد‬ ‫واملجــات فضـ ً‬ ‫ـا عــن الشــعب الــذي يتــم‬ ‫تحريكــه مــن قبل األحـزاب السياســية فكثري‬ ‫منهــم ال يؤمــن مبصطلــح ( إقليم كوردســتان‬ ‫) فليعلــم الجميــع مــن الشــعب العراقــي‬ ‫أن مصطلــح ( إقليــم كوردســتان ) هــو‬ ‫مصطلــح دســتوري يطلــق الكيــان املعــروف‬ ‫بحــدوده السياســية وكوردســتان جــزء مــن‬ ‫خارطــة العــراق السياســية وليســت جــز ًءا‬ ‫منهــا كوطــن وأرض فكوردســتان أقــدم مــن‬ ‫الع ـراق !‬ ‫ً‬ ‫قائــا‪ :‬يف حــال تــم‬ ‫وأختتــم مقالتــي‬ ‫االتفــاق مــا بــن أربيــل وبغــداد عــى‬ ‫تســليم واردات املنافــذ الحدوديــة بنســبة‬ ‫‪ 50%‬وتســليم ‪ 250‬ألــف برميــل مــن‬ ‫النفــط إىل بغــداد وتثبيــت حصــة إقليــم‬ ‫كوردســتان مــن املوازنــة العراقيــة العامــة‬ ‫بنســبة ‪ 13.9%‬فهــذه الخطــوة ســتكون‬ ‫إيجابيــة لبدايــة صفحــة جديــدة وســينال‬ ‫ســندباد بغــداد ( مصطفــى الكاظمــي )‬ ‫ثقــة الكــورد يف املســتقبل ودعمــه لواليــة‬ ‫ثانيــة يف رئاســة الــوزراء الع ـراق ألنــه مــن‬ ‫دون الكــورد ال ميكنــه الحصــول عــى هــذا‬ ‫املنصــب ألنهــم بيضــة القبــان يف العمليــة‬ ‫السياســية فزيارتــه بصــورة عامــة كانــت‬ ‫مــن أجــل الحصــول عــى دعــم الكــورد لــه‬ ‫يف بغــداد ‪.‬‬

‫من الكويت الى كوردستان الى‬ ‫اوروبا‪ ..‬هالل قد يغير المنطقة‬

‫شكلت الجغرافية السياسية‬ ‫لكوردستان احدى المشاكل‬ ‫الرئيسة التي منعت‬ ‫حرية الحركة السياسية‬ ‫واالقتصادية القليم‬ ‫كوردستان‪ ،‬فالجغرافيا‬ ‫المنغلقة لإلقليم وعدم‬ ‫امتالكه منفذا بحريا كان‬ ‫له اثر كبير في ابقائه‬ ‫مقيدا وسط كماشة مواقف‬ ‫الدول المحيطة به سياسيا‬ ‫واقتصاديا‪.‬‬

‫انس محمود الشيخ مظهر‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪33‬‬


‫فـــ‬

‫كـورديــــــات‬

‫كان‬

‫واضحــا تأثــر هــذا العامــل عــى‬ ‫االقليــم مــن الناحيــة االقتصادية‬ ‫‪ ,‬فقــد نجحــت دول الجــوار الكوردســتاين‬ ‫مــن تحجيــم محــاوالت االقليــم يف التطــور‬ ‫واالزدهــار وتحقيــق منــو اقتصــادي يف‬ ‫القطاعــات الثــاث الصناعيــة والزراعيــة‬ ‫والســياحية ‪ ,‬ومنــع املنتــوج الكوردســتاين‬ ‫مــن دخــول اســواقها اال مــا نــدر ‪ ,‬فبقــي‬ ‫املنتــج الصناعــي والزراعــي معتمــدا عــى‬ ‫الســوق املحليــة لالقليــم ‪ ,‬والتــي ال يلبــي‬ ‫حجمــه احتياجــات تطــور اقتصــادي طموح‪.‬‬ ‫اذا كيــف ميكــن لكوردســتان بواقعــه‬ ‫الجيوســيايس تحقيــق منــو اقتصــادي يف‬ ‫هــذه القطاعــات؟‬ ‫قبــل الحديــث عــن اي منــو اقتصــادي يف‬ ‫االقليــم يجــب البحــث عــن كيفيــة ايجــاد‬ ‫قنــوات لتصديــر منتجاتــه‪ ,‬فبــدون ايجــاد‬ ‫حلــول تصديريــة لــن يتجــرأ اي مســتثمر‬ ‫مــن الدخــول بقــوة للســوق الكوردســتانية‬ ‫‪ ,‬ســواء كان اجنبيــا او محليــا ‪ ,‬وســيبقى‬ ‫االقليــم معتمــدا عــى الريــع النفطــي بــكل‬ ‫مــا يعانيــه مــن مشــاكل ‪.‬‬ ‫ان افضــل الحلــول التصديريــة للمنتــج‬ ‫املحــي الكوردســتاين هــو بجعــل كوردســتان‬ ‫حلقــة وصــل بــن الخليــج العــريب والبحــر‬ ‫املتوســط ‪ ,‬مــن خــال انشــاء خطــوط‬ ‫ســكك حديــد تبــدا مــن الخليــج العــريب اىل‬ ‫كوردســتان ومــن ثــم اىل البحــر املتوســط‬ ‫(ســواء عــن طريــق االرايض الرتكيــة او‬ ‫الســورية) ‪.‬‬ ‫ســيمثل هــذا الخــط رشيــان حيــاة حقيقــي‬ ‫لكوردســتان يفتــح امامهــا اســواق الــرق‬ ‫والغــرب ويســاعدها يف تحقيــق انتعــاش‬ ‫اقتصــادي ( صناعــي وزراعــي) وســياحي‬ ‫‪ ,‬ويحولهــا اىل منطقــة جــذب حقيقيــة‬ ‫لــرؤوس االمــوال ‪.‬‬ ‫قــد يتصــور البعــض ان هــذا املــروع‬

‫‪34‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫“‬

‫ان االس��باب احلقيقي��ة للرف��ض العراق��ي‬ ‫ه��ي محاي��ة للمش��روع االيران��ي املق�ترح‬ ‫برب��ط جن��وب اس��يا مع مش��ال اوروبا عرب‬ ‫حب�يرة قزوين ‪.‬‬

‫صعــب التحقيــق حاليــا يف محيــط اقليمــي‬ ‫مرتبــك سياســيا واقتصاديــا ‪,‬خاصــة وان‬ ‫تركيــا واي ـران تعتــران كوردســتان والع ـراق‬ ‫ســوقا مفتوحــة ملنتجاتهــا‪ ,‬ومحاولــة‬ ‫مــن هــذا القبيــل ســتجابه بالرفــض مــن‬ ‫قبــل كليهــا النــه ســيغلق امامهــا ســوقني‬ ‫يعتربانهــا حكــرا عليهــا ‪ .‬لكــن مــا هــو‬ ‫موجــود عــى ارض الواقــع يعطــي مــؤرشات‬ ‫بــأن املــروع قابــل للتنفيــذ‪.‬‬ ‫فهــل تعتــر الظــروف الحاليــة اســتثنائية‬ ‫لتحقيــق هكــذا مــروع؟‬ ‫الوصول إىل البحر املتوسط‬ ‫الخيــار االول ‪...‬هــو مــرور الخــط عــر‬ ‫االرايض الرتكيــة ‪...‬ال ميكــن مقارنــة تركيــا‬ ‫الحاليــة برتكيــا قبــل خمــس ســنوات ‪,‬‬ ‫فاملشــاكل السياســية التــي تعــاين منهــا‬ ‫داخليــا ودوليــا وهبــوط قيمــة عملتهــا‬ ‫تدفعهــا لالســتفادة مــن ايــة خطــوة تــدر‬ ‫عليهــا رؤوس امــوال ‪ ,‬وان كان انشــاء ســكك‬ ‫حديــد تربــط كوردســتان والع ـراق باوروبــا‬ ‫ســيقلل مــن صــادرات تركيــا اىل الســوق‬

‫العراقيــة والكوردســتانية ‪ ,‬فانــه مــن جهــة‬ ‫اخــرى ســيقلل ايضــا مــن تكاليــف النقــل‬ ‫الــري لصادراتهــا تلــك ‪ ,‬ويفتــح امامهــا‬ ‫ســوقا اكــر يف دول الخليــج مبــا فيهــا مــن‬ ‫اغــراءات ماليــة يســيل لهــا لعــاب اكــر‬ ‫الــدول ‪ ,‬ايضــا فــان هكــذا خــط ســيقلل‬ ‫تكاليــف وصــول منتجاتهــا اىل الخليــج‬ ‫العــريب ومنــه اىل جنــوب اســيا ‪ ,‬وستســتفاد‬ ‫تركيــا ايضــا مــن رســوم ترانزيــت الخــط‬ ‫عــر اراضيهــا ‪ ,‬اضافــة اىل اســتفادتها مــن‬ ‫الرســومات الكمركيــة وان كانــت رمزيــة ‪.‬‬ ‫اضافــة اىل مــا ســبق فــان تركيــا لــن ترفــض‬ ‫هــذا املــروع خاصــة اذا مــا خــرت بــن‬ ‫ان ميــرر هــذا الخــط عــر اراضيهــا ‪ ,‬او عــر‬ ‫االرايض التــي تســيطر عليهــا االدارة الذاتيــة‬ ‫الكورديــة يف ســوريا اىل البحــر املتوســط ‪,‬‬ ‫الن ذلــك يعنــي تقاربــا كورديــا كورديــا يف‬ ‫العـراق وســوريا يتجنبــه تركيــا بشــكل كبــر‬ ‫‪.‬‬ ‫امــا بالنســبة للخيــار الثــاين وهــو مــرور‬ ‫الخــط عــر ســوريا ‪ ...‬فهــو خيــار ممكــن‬

‫ايضــا ‪ ,‬وســوف يكــون لــه اثــر كبــر يف‬ ‫ازدهــار مناطــق االدارة الذاتيــة الكورديــة‬ ‫يف ســوريا ‪ ,‬والتقــارب بــن املنطقتــن‬ ‫الكورديتــن سياســيا ‪ ,‬وســتدخل االدارة‬ ‫الذاتيــة يف ســوريا اىل جــو ســيايس جديــد‬ ‫يخرجهــا مــن الضغوطــات التــي متــارس‬ ‫عليــه مــن قبــل منظــات مســلحة خــارج‬ ‫ســوريا ‪ ,‬وميكــن تنفيــذ هــذا الخيــار‬ ‫باســتخدام التاثــر االمريــي والخليجــي‬ ‫لتحقيــق هــذا الهــدف ‪ .‬امــا بالنســبة للنظام‬ ‫الســوري فانــه لــن يعــارض الفكــرة خاصــة‬ ‫وانــه ورغــم املشــاكل السياســية بــن االدارة‬ ‫الذاتيــة ونظــام بشــار االســد فــان هنــاك‬ ‫تفاهــات تجاريــة بــن الطرفــن ‪ ,‬ومثلــا‬ ‫نعــرف فــان االقتصــاد هــو الــذي يوجــه‬ ‫السياســة وليــس العكــس ‪.‬‬ ‫خيارات الخليج العريب‬ ‫هنــاك اليــوم رفــض عراقــي كبــر لفكــرة‬ ‫مــروع تقدمــت بــه الكويــت يربــط‬ ‫البــرة معهــا عــر خــط ســكة حديــد ‪,‬‬ ‫ويعــزو الرافضون ســبب رفضهــم اىل ان هذا‬

‫الخــط ســينعش مينــاء مبــارك الكويتــي عىل‬ ‫حســاب مينــاء الفــاو العراقــي ‪ ,‬وقــد يبــدو‬ ‫للوهلــة االوىل ان ابعــاد رفضهــم للمــروع‬ ‫هــي ابعــاد وطنيــة تدفــع باصحابهــا لحــد‬ ‫اطــاق التهديــدات يف ان دمائهــم دون هــذا‬ ‫املــروع ‪ .‬وبالطبــع فــان هــذه املــررات‬ ‫غــر واقعيــة وضعيفــة جــدا ‪,‬فاملــروع‬ ‫الكويتــي ال ميكــن ان يؤثــر عــى مينــاء‬ ‫الفــاو طاملــا ان الحكومــة العراقيــة تســتطيع‬ ‫فــرض اي رســوم كمركيــة ترتأيهــا عــى‬ ‫الخــط لعــدم تاثــره عــى مينــاء الفــاو ‪ .‬ان‬ ‫االســباب الحقيقيــة للرفــض العراقــي هــي‬ ‫حاميــة للمــروع االيــراين املقــرح بربــط‬ ‫جنــوب اســيا مــع شــال اوروبــا عــر بحــرة‬ ‫قزويــن ‪ .‬فربــط البــرة بالخليــج عــر خــط‬ ‫ســكة حديــد ســوف يؤثــر عــى املــروع‬ ‫االيــراين خاصــة اذا تــم تنفيــذ املــروع‬ ‫الــذي نتكلــم عنــه يف هــذا املقــال ‪ .‬ومبــا‬ ‫ان املــروع االيـراين ســيرض بقنــاة الســويس‬ ‫ويكــون بديــا عنهــا ‪ ,‬وكذلــك ســيجعل مــن‬ ‫روســيا بوابــة اســيا عــى اوروبــا ‪ ,‬فيمكــن‬

‫اســتخدام العامــل االمريــي والكويتــي‬ ‫وكذلــك املــري كعوامــل ضغــط لتنفيــذ‬ ‫هــذا املــروع العراقــي الكوردســتاين ‪,‬‬ ‫ليــس هــذا فحســب بــل ميكــن ان تدفــع‬ ‫املصالــح املتبادلــة لبعــض هــذه االطــراف‬ ‫اىل متويــل قســم كبــر مــن هــذا املــروع ‪.‬‬ ‫تاثــر هــذا املــروع عــى العالقــات‬ ‫العراقيــة الكوردســتانية‬ ‫ميكــن اعتبــار هــذا املــروع بديــا متطورا‬ ‫عــن مــروع قطــار الــرق الرسيــع الــذي‬ ‫كان مطروحــا لغايــة ســبعينات القــرن‬ ‫املــايض ‪ .‬ويف الحقيقــة فــان الحكومــة‬ ‫العراقيــة قــادرة عــى تنفيــذ هــذا املــروع‬ ‫بعيــدا عــن كوردســتان ‪ ,‬وذلــك مــن خــال‬ ‫االرايض الســورية اىل البحــر املتوســط ‪ ,‬غــر‬ ‫ان هنــاك اســباب كثــرة حاليــة متنعهــا مــن‬ ‫هــذا التوجــه ‪ ,‬بعضهــا يتعلــق بالظــروف‬ ‫السياســية الغري مســتقرة يف ســوريا ‪ ,‬واخرى‬ ‫الســباب سياســية تتعلــق بــارادة امريكيــة‬ ‫بقطــع اي امكانيــة تواصــل ايــراين ســوري‬ ‫لبنــاين ‪ ,‬وبالتاكيــد فــان محاولــة العـراق ملــد‬ ‫هكــذا خــط عــر ســوريا ســيواجه برفــض‬ ‫امريــي تــريك كــوردي مركــب ‪.‬‬ ‫لذلــك فــان رسعــة طــرح املــروع وتنفيــذه‬ ‫يصــب يف صالــح كوردســتان اكــر مــن‬ ‫العــراق الــذي يســتطيع تنفيــذ هــذا‬ ‫املــروع يف اي وقــت يشــاء وبخيــارات‬ ‫ميكــن ان تكــون بعيــدة عــن كوردســتان‬ ‫فيــا بعــد ‪.‬‬ ‫ان كانــت السياســة طــوال العقــود املاضيــة‬ ‫قــد تســببت مبشــاكل ال حــر لهــا للع ـراق‬ ‫ومكوناتــه ‪ ,‬فيمكــن ان يكــون االقتصــاد‬ ‫بوابــة مناســبة لحــل تلــك املشــاكل‬ ‫واالزمــات ‪ ,‬خاصــة اذا اجتمعــت املصلحــة‬ ‫االقتصاديــة يف اجبــار الفرقــاء عــى التكتــل‬ ‫وتهدئــة االمــور ‪ ,‬وميكــن ان يكــون هــذا‬ ‫املــروع مناســبة جيــدة الســتقرار موازيــن‬ ‫املصالــح االقتصاديــة ملكونــات العــراق‬ ‫وكذلــك لجريانــه ‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪35‬‬


‫فـــ‬

‫الملف الفيلي‬

‫حين نحارب اسرائيل بالشحاطة!‬

‫عصام أكرم الفيلي‬

‫قبــل ســنوات قريبــة‪ ،‬ال اتذكــر المناســبة بالضبــط ولعلهــا كانــت اليــوم‬ ‫الــذي اطلقــوا عليــه إســم يــوم القــدس‪ ،‬او قــد تكــون مناســبة أخــرى‬ ‫اللــه اعلــم‪ ،‬ألن المهــم عنــدي حينهــا لــم يكــن ال المناســبة وال ســببها‬ ‫وال ضــد مــن موجهــة‪ ،‬وانمــا كان المهــم هــو تلــك الشــحاطات أجلكــم‬ ‫اللــه!!‬

‫شــعب يشــكل مواطنــوه اكــر نســبة فجــرت‬ ‫اجســادها النتنــة يف اســواقنا ومناطقنــا‬ ‫الشــعبية ومــدارس اطفالنــا‪ ،‬وانــا اطالــع‬ ‫وثيقــة رســمية صــادرة عــن وزارة التعليــم‬ ‫العــايل‪ ،‬تفيــض شــوفينية اقصائيــة‪ ،‬وتقــيء‬ ‫نفســاً بعثيــاً قــذراً آملنــي جــداً وحرمنــي‬ ‫النــوم ليلــة أمــس وحتــى هــذه اللحظــات‬ ‫التــي اكتــب فيهــا ألفــرغ اليكــم شــجوين‬ ‫عــى ان انــام‪ ،‬وال اقــول عــى ان يكــون‬ ‫إلولئــك الذيــول موقــف وصــوت مــن‬

‫ال‬

‫تســتغرب عزيــزي (الشــيخ الالحــوك)‬ ‫وال تســتهجن ايهــا الفيــي وال تفتــي‪،‬‬ ‫اســمع وعــى ان تفهــم‪ ،‬وإن فهمــت عــى‬ ‫ان تفعــل ولــن تفعــل‪ ،‬ولكننــا نكتــب مــن‬ ‫بــاب ( ذ ِّكــر ) ليــس اال‪ ،‬عــى ان تكــون‬ ‫يوم ـاً مــا ســيد نفســك‪.‬‬ ‫املهــم كانــت مناســبة تخــص القــدس ورمبــا‬ ‫فلســطني بصــورة عامــة عــى االغلــب‪،‬‬ ‫وغالبــاً اســمها كان يبتــدىء بكلمــة يــوم‪،‬‬ ‫يــوم فلســطني‪ ،‬يــوم القــدس‪ ،‬يــوم األقــى‪،‬‬ ‫يــوم الكعبــة‪ ،‬يــوم الــرب‪ ،‬ال ادري بالضبــط‪،‬‬ ‫فقــد كــرت األيــام علينــا بحيــث مل يرتكــوا‬ ‫لنــا يوم ـاً واحــداً نعيشــه كــا نريــد ‪!..‬‬ ‫كانــت حشــوداً ضخمــة اجتمعــت يف بغــداد‪،‬‬ ‫مصــوروا ومراســلوا الفضائيــات ووســائل‬ ‫االعــام االخــرى يرتاكضــون لتغطيــة‬ ‫الحــدث‪ ،‬اعــام ارسائيــل وامريــكا تحــرق‪،‬‬ ‫واخــرى مرســومة عــى األرض تدوســها‬ ‫كراديــس مرتبــة مهندمــة موحــدة الــزي‬ ‫متثــل يف اغلبهــا فصائــل مجاهــدي الحشــد‬ ‫الــذي ســطر اروع البطــوالت وضحــى بــأزىك‬ ‫الدمــاء‪ ،‬ال بــأس لحــد اآلن فهــي وســيلة‬ ‫ســلمية حــرة لطيفــة للتعبــر عــن الــراي‪،‬‬ ‫بغــض النظــر ان كنــا نؤيــد هــذا ال ـراي او‬ ‫نرفضــه‪ ،‬او إن كانــت الفعاليــة تخصنــي‬ ‫كمواطــن مســتلب الوطــن والكرامــة‬ ‫والحقــوق اعيــش يف افســد بلــد ام ال‪.‬‬ ‫مــا جعلنــي انــى املناســبة الكــرى واحفــظ‬

‫‪36‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫الشــحاطة هــو مجموعــة ممــن يطلقــون‬ ‫عــى انفســهم (شــيوخ الفيليــة) أجلكــم‬ ‫اللــه! رأيــت فيهــم بذلــك اليــوم مــن‬ ‫الحــاس أنتصــاراً للفلســطيني مــا مل اره‬ ‫منهــم وال بنســبة واحــد باأللــف حــن انــرى‬ ‫مــن يهددهــم بالرحيــل يف عقــر ارضهــم‬ ‫وديارهــم و بســتان عدلهــم (باخــي دادهم)‬ ‫الكرديــة‪ ،‬رصاحــة لقــد احزننــي جــداً إن‬ ‫شــيوخ الدوشــيش اولئــك الذيــن جــاؤوا‬ ‫يف ذلــك اليــوم ليحــرروا القــدس ويحاربــوا‬

‫ارسائيــل اصبحــوا نكتــة الحــدث لكونهــم‬ ‫جــاؤوا للمشــاركة يف حــرب ارسائيــل بــن‬ ‫البســاطيل واللبــاس العســكري املوحــد‬ ‫وهــم يرتــدون الشــحاطات‪ !.‬بــل انهــم‬ ‫تقدمــوا الصفــوف طمعــاً يف التصويــر‪،‬‬ ‫وقــد نبــزين اكــر مــن واحــد مــن اصدقــايئ‬ ‫مراســي الفضائيــات حــول تلــك الصــورة‬ ‫الفيليــة النشــاز‪.‬‬ ‫تذكــرت ذلــك الحــدث وحامســة اولئــك‬ ‫الفيليــون املنتفضــون ألجــل فلســطيني مــن‬

‫اجــل انفســهم عــى األقــل‪ ،‬ال مــن أجــل‬ ‫فلســطيني نجــس ينصــب التامثيــل لصــدام‬ ‫ويســمي شــوارع وســاحات بإســم صــدام‬ ‫ويقيــم العــزاء واملآتــم لصــدام‪.‬‬ ‫تنــص الوثيقــة الصــادرة عــن وزارة التعليــم‬ ‫العــايل والبحــث العلمــي بالعــدد ( ‪٣١٢٦٦١‬‬ ‫ ت م ‪ / ٣‬ت ‪ ) ٢٠٥٣ /‬يف ‪٢٠٢٠ / ٣ /١٧‬‬‫واملوجهــة اىل ( الجامعــات كافــة ) ويف‬ ‫الفقــرة (‪ )٢‬بعــد ديباجــة تشــر اىل قــرار‬

‫بتضمــن جرائــم حــزب البعــث اىل مناهــج‬ ‫التدريــس يف مختلــف الكليــات عــى‪:‬‬ ‫‪ .٢‬تضمــن مفــردات جرائــم حــزب البعــث‬ ‫التــي زودتنــا بهــا (لجنــة خــراء) كليــات‬ ‫القانــون وكليــات العلــوم السياســية‪،‬‬ ‫ضمــن مناهــج مــادة الدميقراطيــة لكليــات‬ ‫القانــون‪ ،‬ومناهــج مــادة حقــوق االنســان‬ ‫للكليــات األخــرى‪.‬‬ ‫املرفقات‪ :‬االوليات املشار اليها اعاله‪.‬‬ ‫نــأيت اآلن اىل املرفقــات التــي تفصــل‬ ‫بصفحتــن مــا تنــوي الــوزارة‬ ‫تدريســه يف الجامعــات واملعنونــة‬ ‫(جرائــم حــزب البعــث)‪ ،‬والتــي‬ ‫تنقســم اىل ســت عناويــن رئيســية‬ ‫هــي الجرائــم املاســة بالحريــات‬ ‫السياســية‪ ،‬وجرائــم اثــارة الفتنــة‬ ‫الطائفيــة‪ ،‬والجرائــم املاســة‬ ‫بالبيئــة‪ ،‬والجرائــم املرتكبــة ضــد‬ ‫االنســانية‪ ،‬والجرائــم املاســة‬ ‫بالشــعور الدينــي‪ ،‬والجرائــم‬ ‫الدوليــة‪.‬‬ ‫مــاذا تتوقــع ايهــا الفيــي املنتفــض‬ ‫مــن اجــل فلســطني وتريــد‬ ‫محاربــة مفاعــل دميونــا بشــحاطة‬ ‫؟ ماهــو حجــم مصيبتــك بــن‬ ‫هــذه األبــواب والفقـرات والبنــود؟‬ ‫ماهــي قيمــة دمــاء اهلــك التــي‬ ‫اريقــت يف املرثامــة والتجــارب‬ ‫الكيمياويــة !؟ هــل يغيضــك اذا‬ ‫اخربتــك انهــا ال يشء !؟‬ ‫مهــا كنــت احمــل مــن ســوداوية‬ ‫فرضتهــا ظــروف معيشــتي منــذ‬ ‫الطفولــة وحتــى األمــس الــذي دخلــت‬ ‫فيــه عمــر الخمســن‪ ،‬توقعــت ان ارى‬ ‫مصيبتنــا لهولهــا بــأول فقــرة تحــت بنــد (‬ ‫الجرائــم ضــد االنســانية ‪ -‬االبــادة الجامعيــة‬ ‫)‪ ،‬تهجــر مئــات اآلالف وتغييــب ع ـرات‬ ‫االآلف مــن الشــباب املظلــوم واذابتهــم‬ ‫بالتيــزاب والتجــارب الكيمياويــة‪ ،‬ولكنــي‬ ‫لالســف رايــت فقــط حلبجــة واالنتفاضــة‬ ‫الشــعبانية‪ ،‬بــل حتــى اســم اهــي يف‬

‫كردســتان اســتكرثوه فكتبــوا يف الفقــرة (‪)١‬‬ ‫مــن البنــد رابعـاً عبــارة ( مناطــق الشــال )‬ ‫بــدل كلمــة ( كردســتان )‪.‬‬ ‫ألفــرض مــن بــاب حســن النيــة ان اختيــار‬ ‫حلبچــة واالنتفاضــة فقــط لتمثــا جرائــم‬ ‫االبــادة الجامعيــة حــاء مــن قبيــل الصدفــة‬ ‫او كنمــوذج‪ ،‬ولكــن كيــف احتفــظ بحســن‬ ‫النيــة هــذا وانــا اطالــع (جيفــة) تخنقنــي‬ ‫رائحتهــا النتنــة يف الفقــرة (‪ )٤‬مــن البنــد‬ ‫رابع ـاً والتــي تقــيء بالتــايل‪:‬‬ ‫‪ .٤‬اصــدار ترشيعــات بوجــوب تطليــق‬ ‫العراقيــن ألزواجهــم (مــن اصــول ايرانيــة)‬ ‫!! وهــذا التوصيــف والنفــس املســموم‬ ‫بالضبــط هــو نفــس النــص الحقــر الــذي‬ ‫ورد يف ق ـرار ملجلــس قيــادة الثــورة املقبــور‬ ‫!!‬ ‫امــا الفقــرة (‪ )٥‬مــن نفــس البنــد رابعــاً‪،‬‬ ‫فجــادت عــى الفيــي املنتفــض بشــحاطته‬ ‫مــن اجــل فلســطني ب‪:‬‬ ‫‪« .٥‬اصــدار ترشيعــات بإســقاط الجنســية‬ ‫العراقيــة عــن املعارضــن أو (املتجنســن‬ ‫بالجنســية العراقيــة)»‬ ‫الحــظ مــدى خســة ودنــاءة وشــوفينية مــن‬ ‫كتبــوا هــذا النــص‪ ،‬فــا زالــوا يقولــون انــك‬ ‫لســت بعراقــي وانــك (متجنــس)‪.‬‬ ‫اولئــك الذيــن تجاهلونــا وداســوا عــى‬ ‫مصائبنــا وتضحياتنــا ليســوا اعضــاء يف‬ ‫القيــادة القطريــة لحــزب البعــث‪ ،‬وال‬ ‫هــم ضبــاط االمــن واملخاب ـرات الصداميــة‪،‬‬ ‫وليــس منهــم حاييــم وايزمــن وال غولــدا‬ ‫مائــر وال موشــيه دايــان وال اســحاق رابــن‬ ‫وال نتنياهــو‪ ،‬بــل ان هــذه الصفعــة وهــذا‬ ‫النفــس الــذي يســتحقرك يــا ذيــل عرفــات‬ ‫واســاعيل هنيــة هــو صنيعــة رشكائــك يف‬ ‫الديــن والوطــن‪ ،‬وإن كنــت فيلياً مســتضعفاً‬ ‫ليــس لــك اال صــوت برملــاين واحــد‪ ،‬فــال‬ ‫بــال اخوتــك يف القوميــة ولهــم اكــر مــن‬ ‫ســتني صــوت !؟ ومــا بــال اخوتــك يف‬ ‫املذهــب ولهــم ثلثــن الطــك !؟ وإن كان‬ ‫هــذا هــو انتــاج وزارة التعليــم (العــايل)‬ ‫فــاذا ســينتج الواطــي!؟‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪37‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫السيستاني يقرع الجرس‬

‫بيان‬

‫املرجــع الدينــي االعــى‬ ‫الســيد عــي السيســتاين‪،‬‬ ‫أكــر مــن نــداء وأقــل مــن إنــذار‪ .‬لكنــه‬ ‫يقــرع الجــرس للفــت االنتبــاه اىل ان العـراق‬ ‫يف مرحلــة خطــرة‪ ،‬مــا مل تــويل حكومــة‬ ‫مصطفــى الكاظمــي‪ ،‬االولويــة يف بوصلتهــا‬ ‫خــال األســابيع املقبلــة‪ ،‬للقضايــا الســاخنة‬ ‫التــي طرحهــا املرجــع األعــى الــذي يحظــى‬ ‫باحــرام كبــر يف العــراق‪ ،‬ال ســيام بــن‬ ‫األغلبيــة الشــيعية‪.‬‬ ‫وال يبــدو أن الكاظمــي شــعر بالحــرج‬ ‫مــن البيــان – النــداء الــذي أطلقــه الســيد‬ ‫السيســتاين عقــب اســتقباله املمثلــة‬ ‫الخاصــة لألمــن العــام لألمــم املتحــدة‬ ‫جينــن هينيــس‪ -‬بالســخارت يف النجــف‪،‬‬ ‫الن التدقيــق يف مضامــن البيــان‪ ،‬يؤكــد‬ ‫أنهــا تتالقــى بشــكل جوهــري مــع حركــة‬ ‫الكاظمــي منــذ توليــه منصبــه يف أيار‪/‬مايــو‬ ‫املــايض‪ ،‬وترصيحاتــه العلنيــة كلهــا‪.‬‬ ‫وللتدليــل عــى ذلــك‪ ،‬فــإن الكاظمــي تلقــف‬ ‫«توجيهــات» الســيد السيســتاين بصــدر‬ ‫رحــب عــى مــا يبــدو مــن البيــان الــذي‬ ‫ســارع اىل اصــداره للتأكيــد عــى التزامــه‬ ‫بالخطــوات التــي دعــا إليهــا املرجــع‪ ،‬وهــي‬ ‫دعــوات ال تخــرج عــادة عنــه بشــكل مبــارش‬ ‫مــا يضفــي أهميــة عليهــا‪ ،‬ويضــع الحكومــة‬ ‫العراقيــة واملســؤولني فيهــا‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬ ‫النــواب والكتــل السياســية كافــة‪ ،‬عــبء‬ ‫العمــل مــن أجــل تحقيقهــا‪ ،‬او وزر محاولــة‬ ‫التفلــت منهــا‪.‬‬ ‫ومحاولــة التفلــت مــن االلتزامات السياســية‬ ‫التــي أطرهــا الســيد السيســتاين‪ ،‬ال يبــدو‬ ‫خيــارا ســهال الي عاقــل يف العمل الســيايس –‬ ‫الشــعبي حاليــا يف العـراق‪ ،‬يف وقــت تتأهــب‬ ‫فيــه قــوى االحتجاجــات اىل تجديــد «ثــورة‬ ‫أكتوبــر» مــن خــال التعبئــة مــع اقــراب‬ ‫ذكــرى ســنويتها االوىل‪ .‬وبهــذا املعنــى‪،‬‬

‫‪38‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫نداء تحفيزي أم انذار اخير؟‬ ‫فيلي | محمــد جـــمال‬

‫بالسخارت بعد لقاء السيستاني‪:‬‬ ‫«التأخيـــر فـــي إجـــراء االنتخابـــات أو‬ ‫فـــي إجرائها بصـــورة غير مســـتوفية‬ ‫الشـــروط الالزمة إلنجاحهـــا له مخاطر‬ ‫كبير ة » ‪.‬‬ ‫‪www.shafaaq.com‬‬

‫فــان «نــداء السيســتاين» هــو أيضــا رســالة‬ ‫اىل قــوى االحتجــاج بــأن املرجعيــة العليــا‪،‬‬ ‫تتبنــى مطالبهــم وتقــف خلفهــا النجاحهــا‪،‬‬ ‫ورمبــا تكــون نــداء ضمنيــا للمحتجــن بعــدم‬ ‫الذهــاب اىل «تفجــر» الشــارع يف الحــراك‬ ‫املتوقــع تجــدده قريبــا‪.‬‬ ‫وهنــا تكمــن إحــدى جوانــب اهميــة «نــداء‬ ‫السيســتاين»‪ ،‬ألنهــا أيضــاً ترســم بعــض‬ ‫الخطــوط الحمــر التــي ال تقبــل املرجعيــة‬ ‫العليــا بتجاوزهــا‪ ،‬خصوصــا يف مــا يتعلــق‬ ‫بإجــراء االنتخابــات املبكــرة التــي دعــا‬ ‫الكاظمــي إليهــا يف يونيو‪/‬حزيــران املقبــل‪،‬‬ ‫مــع تــردد مــؤرشات – خصوصــا يف الجــدل‬ ‫القائــم حــول املــادة ‪ 15‬حــول تقســيم‬ ‫الدوائــر‪ -‬إىل أن بعــض القــوى السياســية‬ ‫التــي قــد تــرى نفســها متــررة مــن إج ـراء‬ ‫االنتخابــات‪ ،‬تراهــن عــى محاولــة تأجيلهــا‬ ‫او إجهاضهــا مــن داخــل النظــام الســيايس –‬ ‫الربملــاين القائــم‪.‬‬ ‫ويؤكــد رئيــس مركــز التفكــر الســيايس‬

‫احســان الشــمري لوكالــة شــفق نيــوز ان‬ ‫بيــان الســيد السيســتاين‪ ،‬حمــل عــدة رســائل‬ ‫مهمــة‪.‬‬ ‫ولعــل النقطــة األكــر أهميــة يف «نــداء‬ ‫السيســتاين» ثــم رد الكاظمــي الرسيــع‬ ‫وااليجــايب عليــه‪ ،‬مــا ميكــن وصفــه بأنــه‬ ‫التالقــي بــن رؤى «الســلطة التنفيذيــة االوىل‬ ‫واملرجعيــة الدينيــة األعــى»‪ ،‬للتعامــل مــع‬ ‫قضايــا يف لحظــة مصرييــة للعــراق يخــى‬ ‫الســيد السيســتاين بحســب بيانــه مــن انهــا‬ ‫«تهــدد وحــدة العــراق ومســتقبل ابنائــه»‬ ‫مــا مل تعالــج‪.‬‬ ‫ولهــذا‪ ،‬ســيكون بامــكان الكاظمــي وهــو‬ ‫الــذي أجــرى سلســلة مــن التغيــرات يف‬

‫القيــادات العســكرية واالمنيــة يف الشــهور‬ ‫املاضيــة‪ ،‬وعــن للتــو عــدة مســؤولني عــدة‬ ‫عــاء جــواد حميــد ر ٔييســا لهيئــة النزاهــة‪،‬‬ ‫وتدخــل بشــكل مبــارش يف اج ـراءات منافــذ‬ ‫الحــدود وتعيينــات تتعلــق بادارتهــا‪ ،‬ووجــه‬ ‫مبحاولــة ضبــط الســاح املتفلــت خــارج‬ ‫االطــر الرشعيــة‪ ،‬ان يتســلح ب»نــداء‬ ‫السيســتاين» لتعزيــز حركتــه الداخليــة‬ ‫وكــر العقبــات الداخليــة يف محاوالتــه‬ ‫اصــاح األمــور‪ ،‬خاصــة انــه يف كل هــذه‬ ‫القضايــا التــي طرحهــا الســيد السيســتاين‪،‬‬ ‫يجــد معوقــات ال يســتهان بهــا‪ ،‬ســواء مــن‬ ‫بعــض القــوى السياســية او تحالــف قــوى‬ ‫الفســاد‪.‬‬

‫ويف مــا يتعلــق باالنتخابــات املبكــرة‬ ‫تحديــدا‪ ،‬فــان الكاظمــي ســيكون مبقــدوره‬ ‫االتــكال عــى ســاح ذي حديــن‪ ،‬أوال تحذيــر‬ ‫الســيد السيســتاين نفســه بتنظيــم انتخابــات‬ ‫بدرجــة عاليــة مــن النزاهــة ومبعايــر األمــم‬ ‫املتحــدة نفســها لضــان نجاحهــا‪ ،‬وثانيــا‬ ‫تلقــف جينــن هينيــس‪ -‬بالســخارت فــورا‬ ‫كالم الســيد السيســتاين للقــول بعــد اللقــاء‪،‬‬ ‫وبصفتهــا املمثلــة الخاصــة لالمــن العــام‬ ‫لالمــم املتحــدة يف الع ـراق‪ ،‬لتعزيــز املوقــف‬ ‫املشــرك الصــادر مــن النجــف نفســها‪،‬‬ ‫بقولهــا إن «التأخــر يف إجـراء االنتخابــات أو‬ ‫يف إجرائهــا بصــورة غــر مســتوفية الــروط‬ ‫الالزمــة إلنجاحهــا لــه مخاطــر كبــرة»‪.‬‬

‫نــص بيــان السيســتاين عقــب اســتقباله‬ ‫بالســخارت‬ ‫ويف حديثــه لوكالــة شــفق نيــوز‪ ،‬قــال‬ ‫الشــمري ان «بيــان املرجــع السيســتاين‪ ،‬هــو‬ ‫بيــان تحذيــري‪ ،‬وحمــل نقاطــا مهمــة وقطــع‬ ‫الطريــق أمــام أي محاولــة لاللتفــاف عــى‬ ‫اجــراء االنتخابــات املبكــرة وتأجيلهــا»‪.‬‬ ‫واكــد الشــمري ان «البيان كان رســالة تحذير‬ ‫للقــوى السياســية‪ ،‬التــي تعمــل بشــكل رسي‬ ‫عــى عــدم اجــراء االنتخابــات املبكــرة‪،‬‬ ‫واملرجــع حذرهــم بأنهــم (ســيندمون) وايضا‬ ‫التحذيــر مــن عــدم وجــود قانــون انتخابــات‬ ‫منصــف‪ ،‬وتحذيــر مــن عــدم كشــف قتلــة‬ ‫املتظاهريــن‪ ،‬وعــدم الكشــف عنهــم ســيدفع‬ ‫باســتمرار مسلســل القتــل واالغتيــاالت بحــق‬ ‫املتظاهريــن والناشــطني‪.‬‬ ‫واضــاف ان «البيــان‪ ،‬كان فيــه رســالة تحذيــر‬ ‫للشــعب العراقــي‪ ،‬مــن عــدم الذهــاب اىل‬ ‫االنتخابــات وعــدم االختيــار الصحيــح»‪.‬‬ ‫وتابــع قائــا ان «البيــان ايضــا كان فيــه‬ ‫جانــب التحفيــز‪ ،‬وهــذا الجانــب يختلــف‬ ‫عــن جانــب التأييــد‪ ،‬فــكان هنــاك تحفيــز‬ ‫لحكومــة الكاظمــي‪ ،‬بــرورة اســتكامل مــا‬ ‫رســم اليهــا مــن مهــام للمرحلــة االنتقاليــة‪،‬‬ ‫ضمــن املنهــاج الــوزاري‪ ،‬بحــر الســاح بيــد‬ ‫الدولــة ومطــاردة الســاح املنفلــت وعــدم‬ ‫وجــود كيانــات تســتحوذ عــى مناطــق‬ ‫ومحافظــات وعــى مؤسســات الدولــة‪،‬‬ ‫وغريهــا مــن القضايــا»‪.‬‬ ‫وتابــع رئيــس مركــز التفكــر الســيايس‬ ‫قولــه لشــفق نيــوز ان «البيــان حمــل‬ ‫رســالة اســتعداد‪ ،‬فالسيســتاين‪ ،‬عنــد تحفيــز‬ ‫الحكومــة هــو يدفــع نحــو اســتعداد‬ ‫الحكومــة ومضيهــا للمواجهــة مــع مافيــات‬ ‫الفســاد والســاح املنفلــت يف الشــارع‬ ‫العراقــي‪ ،‬كــا حمــل البيــان رســالة‪ ،‬بــرورة‬ ‫ان يكــون هنــاك ثابــت وطنــي‪ ،‬ويكــون هــذا‬ ‫الثابــت هــو مــن يحــدد طبيعــة املواقــف‬ ‫تجــاه املواقــف العليــا للبــاد»‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪39‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫رجل الساعة‬ ‫الكاظمي‬ ‫الذي ال يكل‬ ‫يشــكل رئيــس الحكومــة العراقيــة مصطفــى‬ ‫الكاظمــي حالــة فريــدة مــن نوعهــا فــي هــذه‬ ‫الظــروف العراقيــة القاســية‪ ،‬واالقليميــة‬ ‫المعقــدة‪ ،‬والدوليــة الواقعــة تحــت اعبــاء‬ ‫جائحــة فيــروس كورونــا‪ ،‬إذ برغــم كل ذلــك‪،‬‬ ‫يمكــن مالحظــة حركتــه الخارجيــة والداخليــة‬ ‫الكثيفــة‪ ،‬مــا يجعلــه «رجــل الســاعة»‪.‬‬ ‫فيلي | ماجـــدمحـــمد صـالــحان‬

‫‪40‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫يشكل‬

‫رئيــس الحكومــة العراقيــة‬ ‫مصطفــى الكاظمــي حالــة‬ ‫فريــدة مــن نوعهــا يف هــذه الظــروف‬ ‫العراقيــة القاســية‪ ،‬واالقليميــة املعقــدة‪،‬‬ ‫والدوليــة الواقعــة تحــت اعبــاء جائحــة‬ ‫فــروس كورونــا‪ ،‬إذ برغــم كل ذلــك‪ ،‬ميكــن‬ ‫مالحظــة حركتــه الخارجيــة والداخليــة‬ ‫الكثيفــة‪ ،‬مــا يجعلــه «رجــل الســاعة»‪.‬‬ ‫ويقــول القيــادي يف تيــار الحكمــة عــي‬ ‫الجــوراين‪ ،‬لوكالــة شــفق نيــوز‪ ،‬إن «رئيــس‬ ‫الــوزراء الكاظمــي‪ ،‬يختلــف عــن جميــع‬ ‫رؤســاء الــوزراء الســابقني‪ ،‬فهــو األكــر‬ ‫نشــاطا وشــابا دؤوبــا كثــر الحركــة واملتابعــة‬ ‫يف الشــأن الداخــي والخارجــي»‪.‬‬ ‫وتــدل أحــداث الشــهور القليلــة التــي‬ ‫أمضاهــا الكاظمــي يف رئاســة الحكومــة عــى‬ ‫مــا يقولــه الجــوراين‪ ،‬بــل رمبــا أكــر مــن ذلك‪،‬‬ ‫اذ انــه مبقارنــة رسيعــة ميكــن أن يتضــح أن‬ ‫الكاظمــي يبــدو األكــر نشــاطا عــى مســتوى‬ ‫الــدول العربيــة‪.‬‬ ‫وفيــا مل تســجل زيــارات خارجيــة تذكــر‬ ‫لزعــاء دول مجلــس التعــاون الخليجــي‪،‬‬ ‫فــإن حــال بقيــة الــدول العربيــة مل يكــن‬ ‫مختلفــا كثــرا‪ .‬فغالبيــة الرؤســاء العــرب‬ ‫ورؤســاء الحكومــات ميارســون مهامهــم عــن‬ ‫بعــد ألســباب متعــددة مــن بينهــا اعامرهــم‬ ‫الكبــرة نســبيا‪ ،‬ومخاطــر جائحــة كورونــا‪،‬‬ ‫وانشــغال العواصــم االقليميــة واالجنبيــة‬ ‫األخــرى بأعبائهــا االقتصاديــة‪ ،‬قلــص مــن‬ ‫جــداول الزيــارات املتاحــة خارجيــا‪ ،‬مــع‬ ‫اســتثناءات محــدودة تشــمل الكاظمــي‪.‬‬ ‫ففــي غضــون اســابيع قليلــة‪ ،‬كان الكاظمــي‬ ‫يجــري محادثــات يف طهـران يف يوليــو‪ /‬متــوز‪،‬‬ ‫يف الزيــارة الخارجيــة االوىل لــه ويلتقــي‬

‫مرشــد الجمهوريــة عــي خامنئــي ونظــره‬ ‫اإليــراين حســن روحــاين‪ .‬ويف أغســطس‪/‬‬ ‫آب املــايض‪ ،‬كان يف البيــت األبيــض يف‬ ‫واشــنطن يــرف عــى اســتئناف محادثــات‬ ‫الحــوار االســراتيجي مــع االمريكيــن ويلتقــي‬ ‫الرئيــس دونالــد ترامــب ورئيســة مجلــس‬ ‫النــواب نانــي بيلــويس واعضــاء بارزيــن يف‬ ‫الكونغــرس االمــريك‪ ،‬وممثلــن عــن كربيــات‬ ‫الــركات االمريكيــة املهتمــة باالســتثامر يف‬ ‫مرشوعــات عراقيــة‪.‬‬ ‫وبرغــم اســتثنائية توقيــت الزيــارة‬ ‫واالنشــغال األمــريك باملعركــة االنتخابيــة‬ ‫املحتدمــة‪ ،‬متنــى عليــه االمريكيــون متديــد‬ ‫زيارتــه لليــوم اضــايف‪ .‬وبالنظــر اىل الظــروف‬ ‫االمنيــة الخطــرة التــي مــرت عــى مدينــة‬ ‫البــرة بعــد سلســلة اغتيــاالت وعمليــات‬ ‫تفجــر‪ ،‬حــط الكاظمــي فــورا يف البــرة‬ ‫بعــد اختتــام زيارتــه اىل الواليــات املتحــدة‪.‬‬ ‫ومل تكــن زيارتــه اىل البــرة شــكلية‪ ،‬اذا‬ ‫جمــع عــى الفــور مســؤويل املحافظــة وقادة‬ ‫األجهــزة األمنيــة ليعطــي أوامــر بصفتــه‬ ‫القائــد االعــى للقــوات املســلحة‪ ،‬بضبــط‬ ‫التفلــت االمنــي‪ ،‬بــل واجــرى حتــى وهــو‬ ‫يف واشــنطن ثــم مــن بعدهــا يف البــرة‪،‬‬ ‫تغيــرات طالــت مســؤولني أمنيــن‪.‬‬ ‫وبــن الجــوراين‪ ،‬القيــادي يف تيــار الحكمــة‪،‬‬ ‫يف حديثــه لوكالــة شــفق نيــوز‪ ،‬ان «الزيارات‬ ‫الخارجيــة واللقــاءات مــع مســؤولني عــرب‬ ‫وأجانــب يف العاصمــة العراقيــة بغــداد‪ ،‬هــي‬ ‫مــؤرش جيــدة تصــب يف مصلحــة العــراق‬ ‫وعالقاتــه الخارجيــة»‪.‬‬ ‫وحتــى عندمــا يكــون الكاظمــي يف بغــداد‪،‬‬ ‫يكتــظ جــدول أعــال ونشــاطات رئيــس‬ ‫الحكومــة باالجتامعــات بحســب مــا يصــدر‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪41‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫مــن بيانــات رســمية ومــا ينــره حســاب‬ ‫رئاســة الــوزراء عــى «تويــر»‪ ،‬ســواء مــع‬ ‫مســؤولني سياســيني او قيــادات امنيــة‪ ،‬وتــارة‬ ‫تــراه يف مقــر مكافحــة اإلرهــاب‪ ،‬وتــارة‬ ‫اخــرى يف مقــر قيــادة العمليــات املشــركة‪،‬‬ ‫وســاعة يذهــب لتفقــد أحــد الســجون‪،‬‬ ‫ثــم يــرف عــى عمليــة عســكرية ضــد‬ ‫االرهــاب‪ ،‬ويتفقــد نقاطــا حدوديــة‪ ،‬ثــم‬ ‫يظهــر لوهلــة يف مــكان عــام‪ ،‬أو يــزور اهــايل‬ ‫شــهداء‪ ،‬ثــم يف أواخــر الليــل يلتقــي بقــادة‬ ‫كتــل سياســية وبرملانيــة لعقــد مشــاورات‬ ‫حــول ملفــات صعبــة تحتــاج اىل «حلحلــة»‪.‬‬ ‫وبعــد عودتــه بأيــام مــن واشــنطن ومعالجــة‬ ‫تحديــات البــرة‪ ،‬كان يف العاصمــة االردنيــة‬ ‫عــان للقــاء قمــة مــع عبدالفتــاح الســييس‬ ‫وامللــك األردين عبداللــه الثــاين‪ ،‬يــرى محللون‬ ‫انــه يعــزز عالقــات العــراق اقتصاديــا‬ ‫وسياســيا مــع عاصمتــن مهمتــن اقليميــا‪،‬‬ ‫ويعــزز «الحضــن العــريب» للعــراق‪ ،‬وقــد‬ ‫يفتــح أمامــه منافــذ اىل البحريــن االبيــض‬ ‫املتوســط واالحمــر‪ .‬وتكــون القمــة الثالثيــة‬ ‫مناســبة للكاظمــي ليقــدم رؤيتــه للتحديــات‬ ‫االقليميــة بشــكل شــامل‪ ،‬ويؤكــد الرســالة‬ ‫العراقيــة التــي مــا انفــك يوجههــا منــذ‬ ‫توليــه منصبــه‪ ،‬انــه يريــد زرع االســتقرار‬ ‫يف املنطقــة وإبعــاد الع ـراق عــن تجاذبــات‪،‬‬ ‫واســتبدال ذلــك بصيــغ تعــاون وانفتــاح‬ ‫واســتثامر‪.‬‬ ‫ويؤكــد الجــوراين ذلــك بالقــول ان «النشــاط‬ ‫الخارجــي لرئيــس الــوزراء الكاظمــي‪ ،‬لــه‬ ‫مــردودات ايجابيــة كثــرة عــى مســتوى‬ ‫االقتصــاد واالســتثامر واألمــن وقضايــا مهمــة‬ ‫اخــرى‪ ،‬خصوص ـاً هــذا النشــاط تــم خاللــه‬ ‫توقيــع اتفاقيــات مهمــة مــع مختلــف‬

‫‪42‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫"‬

‫«احلرك ��ة الدبلوماس ��ية‪ ،‬مرتبطة مب ��ا ميكن ان حتقق‬ ‫احلكوم ��ة العراقية من اصالحات‪ ،‬ف ��اذا مل تكن هناك‬ ‫اصالح ��ات حقيقية وجدية‪ ،‬فس ��تكون الزيارات جمرد‬ ‫تاريخ وذكرى ال أكثر»‬

‫الــدول»‪.‬‬ ‫وتابــع القيــادي يف تيــار الحكمــة اننــا‬ ‫«مســتبرشون خــرا بنشــاط الكاظمــي‬ ‫الخارجــي‪ ،‬وتحركاتــه جيــدة حتــى الســاعة‪،‬‬ ‫وعليــه االســتمرار بهــذا النشــاط مــن اجــل‬ ‫اعــادة دور العــراق يف املنطقــة والعــامل»‪.‬‬ ‫بعــد قمــة عــان‪ ،‬عــادت اململكــة العربيــة‬ ‫الســعودية لتفتــح ذراعيهــا الســتقبال‬ ‫الكاظمــي‪ .‬فبعدمــا كانــت طلبــت تأجيــل‬ ‫زيارتــه يف يوليو‪/‬متــوز املــايض بســبب‬ ‫الوعكــة الصحيــة التــي أملــت بامللــك‬ ‫الســعودي ســلامن بــن عبدالعزيــز‪ ،‬وجهــت‬ ‫دعــوة رســمية لرئيــس الحكومــة العراقيــة‬ ‫لزيــارة الريــاض‪ ،‬وأوفــدت وزيــر خارجيتهــا‬ ‫األمــر فيصــل بــن فرحــان للمــرة االوىل اىل‬ ‫بغــداد للقــاء الكاظمــي والتهميــد للزيــارة‬ ‫املرتقبــة‪.‬‬ ‫ثــم كان الكاظمــي عــى موعــد جديــد مــع‬ ‫مســؤول غــريب اســتثنايئ‪ :‬الرئيــس الفرنــي‬ ‫اميانويــل ماكــرون الــذي ســبقته اىل بغــداد‬ ‫وزيــرة الجيــوش الفرنســيةفلورانس بــاريل‪،‬‬ ‫وعــى الخطــى ذاتهــا‪ :‬مــن بــروت اىل‬ ‫بغــداد‪ ،‬لتوجيــه رســائل تضامــن‪ ،‬واألهــم‬ ‫انتقــادات ضــد تركيــا‪.‬‬ ‫ويقــول رئيــس مركــز التفكــر الســيايس‬ ‫إحســان الشــمري يف حديــث مــع وكالــة‬

‫شــفق نيــوز انــه «مبــا ال يقبــل الشــك‬ ‫أن الحركــة الدبلوماســية والتواجــد عــى‬ ‫مســتوى جغرافيــة الــدول املهمــة‪ ،‬القطبيــة‬ ‫كالواليــات املتحــدة‪ ،‬ودول الجــوار كإيــران‬ ‫والقمــة الثالثيــة (بغــداد‪ ،‬عــان‪ ،‬القاهــرة)‬ ‫وزيــارة الرئيــس الفرنــي ومــا مخطــط لــه‬ ‫يف األيــام القادمــة مــن زيــارات واســتقباالت‪،‬‬ ‫هــو رصيــد دبلومــايس للعــراق»‪.‬‬ ‫ويقــول الشــمري ان «هــذا يــؤرش وجــود‬ ‫مرحلــة جديــدة‪ ،‬لكــر العزلــة‪ ،‬التــي‬ ‫فرضــت عــى العــراق نتيجــة السياســات‬ ‫الخاطئــة التــي اعتمدتهــا حكومــة‬ ‫عــادل عبداملهــدي يف املحيــط العــريب‬ ‫وحتــى الغــريب‪ ،‬ونتيجــة مــا رافــق االزمــة‬ ‫السياســية»‪ .‬وأضــاف «هنــاك نهــج جديــد‬ ‫متمثــل باالنفتــاح عــى العــراق وتفاعــل‬ ‫العـراق عــى محيطــه العــريب والغــريب وهــذا‬ ‫ســيعزز كثــرا مــن مكانــة الع ـراق واهميــة‬ ‫دوره‪ ،‬ويعطــي امكانيــة ان يطــرح العــراق‬ ‫بعــض املقاربــات لبعــض األزمــات»‪.‬‬ ‫ويــدرك الكاظمــي حساســية املرحلــة التــي‬ ‫ميــر بهــا العــراق واملنطقــة‪ ،‬ويــدرك ان‬ ‫مفتــاح نجاحاتــه تكمــن يف تفعيــل اتصاالتــه‬ ‫وحركتــه داخليــا وخارجيــا واملراهنــة‬ ‫عــى تفهــم عراقــي داخــي لرؤيتــه هــذه‪،‬‬ ‫تســاعده يف تعزيــز املكاســب التــي ميكــن ان‬

‫يجنيهــا العراقيــون‪.‬‬ ‫وقــال الشــمري ان «رئيس الــوزراء الكاظمي‪،‬‬ ‫امــام تحديــات داخليــة بقضيــة ترجمــة‬ ‫هــذه الزيــارات‪ ،‬وان تكــون بارتــداد إيجــايب‬ ‫داخــل الشــأن العراقــي الداخــي‪ ،‬فهنــاك‬ ‫آراء متباينــة مــن قبــل القــوى السياســية‬ ‫العراقيــة مــا بــن مؤيــد معــارض بشــدة ومــا‬ ‫بــن مــن يســتخدم الصواريــخ كرســائل رفض‬ ‫لبعــض االتفاقيــات والزيــارات»‪.‬‬ ‫وتابــع ان «االســتثامرات يف الفــرة املقبلــة‪،‬‬ ‫لــن تكــون مبســتوى الطمــوح‪ ،‬رغــم‬ ‫مســاحة االنفتــاح الكبــر‪ ،‬فاملشــكلة‪ ،‬ليــس‬

‫باالتفاقيــات التــي تعقــد وإمنــا هنــاك مــن‬ ‫يعطــل داخليــا مــن ان يأخــذ الع ـراق دوره‬ ‫الدبلومــايس وامكانيــة ان يكــون متصــدرا‪،‬‬ ‫ولهــذا هنــاك الكثــر مــن التحديــات أمــام‬ ‫هــذه الزيــارات واللقــاءات»‪.‬‬ ‫وختــم رئيــس مركــز التفكــر الســيايس‬ ‫حديثــه ان «الحركــة الدبلوماســية‪ ،‬مرتبطــة‬ ‫مبــا ميكــن ان تحقــق الحكومــة العراقيــة مــن‬ ‫اصالحــات‪ ،‬فــاذا مل تكــن هنــاك اصالحــات‬ ‫حقيقيــة وجديــة‪ ،‬فســتكون الزيــارات مجــرد‬ ‫تاريــخ وذكــرى ال أكــر»‪.‬‬ ‫ويف الواقــع‪ ،‬فإنــه مــن املبكــر الحكــم عــى‬

‫حركــة الكاظمــي الخارجيــة‪ ،‬مــن ناحيــة‬ ‫ترجمتهــا اىل اســتثامرات تنعكــس إيجابــا‬ ‫بشــكل رسيــع عــى الوضــع االقتصــادي‬ ‫للعراقيــن‪ ،‬او تكــر العزلــة التــي أحاطــت‬ ‫بالعـراق يف الســنوات املاضيــة‪ .‬لكــن املؤكــد‬ ‫ان النشــاط الــذي يبديــه رئيــس الــوزراء‬ ‫العراقــي‪ ،‬ميكــن ان يحقــق مــردودا يف‬ ‫املرحلــة التــي تفصلنــا عــن االنتخابــات‬ ‫املبكــرة يف بدايــة صيــف ‪ ،2021‬ويؤكــد ان‬ ‫اســتثنائية «رجــل الســاعة» االن‪ ،‬قــد تكــون‬ ‫تذكرتــه ليكــون العبـاً اقليميـاً يحســب لــه يف‬ ‫املســتقبل القريــب‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪43‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫أحصنة سوداء‬ ‫في انتخابات العراق‪..‬‬ ‫من هم؟‬ ‫فيلي | ترجــمة‬

‫تنظيــم االنتخابــات‪ .‬وباالضافــة اىل ذلــك‪،‬‬ ‫يتحتــم اقنــاع النــواب الحاليــن بحــل‬ ‫الربملــان قبــل يونيــو ‪.2021‬‬ ‫ومــن أجــل كل ذلــك‪ ،‬يتحتــم عــى الكاظمــي‬ ‫لتخطــي هــذه العقبــات‪ ،‬خلــق الظــروف‬ ‫املالمئــة إلجــراء انتخابــات حــرة ونزيهــة‬ ‫لــكل العراقيــن‪.‬‬ ‫وبحســب التقريــر فــإن الشــبان العراقيــن‬ ‫يريــدون ظروفــا تكــون مالمئــة للمرشــحني‬ ‫الذيــن ال ينتمــون اىل امليليشــيات ولالحـزاب‬ ‫القامئــة‪ ،‬ليتمكنــوا مــن املنافســة يف اطارهــا‪.‬‬ ‫ونقــل عــن املتظاهــرة طالبــة الصيدلــة‬ ‫اكــرام وصفــي قولهــا «ال نريــد انتخابــات‬ ‫مبكــرة‪ .‬فلتجــري االنتخابــات خــال ‪18‬‬

‫شــهرا‪ ،‬لكــن يتوجــب عــى الكاظمــي ان‬ ‫يجمــد أمــوال االحـزاب حتــى ال تتمكــن مــن‬ ‫رشاء االصــوات»‪.‬‬ ‫ويريــد الشــبان بحســب التقريــر ان يــروا‬ ‫نســبة اقبــال اكــر عــى االنتخابــات بعدمــا‬ ‫ســجلت االنتخابــات املاضيــة يف العــام‬ ‫‪ ،2018‬ادىن نســبة مشــاركة يف العـراق حتــى‬ ‫االن‪ ،‬وذلــك مــن خــال اســتعادة الناخبــن‬ ‫الثقــة الكافيــة بالعمليــة االنتخابيــة ليقبلــوا‬ ‫عــى صناديــق االقــراع بأعــداد كبــرة‪.‬‬ ‫واذا تحســنت الظــروف التــي تجــري يف‬ ‫ظلهــا االنتخابــات‪ ،‬فــان منظمــي التظاهـرات‬ ‫يقولــون انــه ســيكون بامكانهــم توعيــة‬ ‫الناخبــن وتشــجيعهم للتحــرك مبــا يظهــر‬

‫امكانيــات الناخبــن العراقيــن الصغــار‬ ‫حيــث ان العمــر االنتخــايب يف الع ـراق يبــدأ‬ ‫يف ال‪ ،18‬وان نصــف ســكان العــراق هــو‬ ‫دون ال‪ 21‬مــن العمــر‪ .‬ومبــا ان الشــبان‬ ‫والشــابات يشــكلون غالبيــة املشــاركني‬ ‫يف تظاهــرات االحتجــاج ضــد الحكومــة‪،‬‬ ‫فانــه ســيكون لذلــك تأثــرات عــى نتائــج‬ ‫االنتخابــات‪ .‬وبحســب التقريــر‪ ،‬فانــه لــو‬ ‫ان نصــف ال ‪ 20‬يف املئــة ممــن مل يصــوت‬ ‫يف االنتخابــات املاضيــة‪ ،‬قــرروا االدالء‬ ‫بأصواتهــم يف االنتخابــات الجديــدة‪ ،‬فــان‬ ‫ممثليهــم يف الربملــان ســيتفوقون رقميــا عــى‬ ‫مرشــحي االحـزاب التــي تصــدرت النتائــج يف‬ ‫انتخابــات ‪.2018‬‬

‫«هل سيكون الشبان األحصنة السوداء في االنتخابات العراقية المقبلة؟»‪ .‬بهذا التساؤل استهل موقع «ميدل‬ ‫إيست مونيتور» الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له‪ ،‬تقريرا حول العراق والصراع الدائر فيه‪ ،‬والدور المركزي الذي‬ ‫يمكن ان يلعبه الشباب في انتخابات يونيو‪/‬حزيران ‪.2021‬‬

‫واســتعاد عمر النــداوي‪ ،‬الباحث يف الشــؤون‬ ‫العراقيــة‪ ،‬يف تقريــره حادثتــن محاولــة‬ ‫اغتيــال الناشــط العراقــي رضــا العقيــي‬ ‫يف محافظــة ميســان‪ ،‬ونجاتــه منهــا‪ ،‬ثــم‬ ‫اغتيــال الناشــطني ريهــام يعقــوب وتحســن‬ ‫أســامة الخفاجــي‪ ،‬مشــرا اىل ان هــذه‬ ‫الهجــات متثــل املوجــة االخــرة مــن العنــف‬ ‫واالختطــاف مــن جانــب ميليشــيات مســلحة‬ ‫تحــاول اســكات حريــة التعبــر ومــن‬ ‫يرفــع الصــوت ضــد النظــام الفاســد الــذي‬ ‫تهيمــن عليــه امليليشــيات والقائــم ســلطة‬ ‫املحاصصــة العرقيــة‪ -‬املذهبيــة‪.‬‬ ‫وذكــر تقريــر «ميــدل إيســت مونيتــور»‬ ‫املتخصــص بشــؤون الــرق األوســط‪،‬‬ ‫وترجمتــه وكالــة شــفق نيــوز‪ ،‬ان هــذه‬ ‫الهجــات تقــوض اي تفــاؤل ناتــج عــن‬ ‫إعــان رئيــس الحكومــة مصطفــى الكاظمــي‬ ‫إجــراء انتخابــات مبكــرة يف يونيــو املقبــل‪.‬‬ ‫واشــار التقريــر اىل ان الشــبان املحتجــن ال‬ ‫يهتمــون كثــرا مبوعــد االنتخابــات‪ ،‬وإمنــا‬ ‫بالــروط التــي ســتجري يف ظلهــا ويخــوض‬

‫‪44‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫املرشــحون حمالتهــم ويتوجــه يف اطارهــا‬ ‫الناخبــون اىل صناديــق االقــراع‪ ،‬مضيفــا ان‬ ‫«قلقهــم مــروع» حيــث انــه يف الشــهور‬ ‫األربعــة االوىل مــن «ثــورة اكتوبــر»‪ ،‬قتلــت‬ ‫القــوات الحكوميــة رفقــة مســلحني يعتقــد‬ ‫بارتباطهــم بامليليشــيات‪ ،‬مــا ال يقــل عــن‬ ‫‪ 600‬متظاهــر وجــرح االف االشــخاص‪،‬‬ ‫وتعــرض آخــرون لالختفــاء او التعذيــب‪.‬‬ ‫واعتــر ان شــهداء التظاهــرات‪ ،‬يلهمــون‬ ‫الشــبان املتظاهريــن لالســتمرار يف النضــال‬

‫مــن أجــل اإلصــاح واالنتخابــات النزيهــة‪.‬‬ ‫ومهــا يكــن‪ ،‬فــان اج ـراء انتخابــات يونيــو‬ ‫قبــل نهايــة واليــة مجلــس النــواب الحــايل‪،‬‬ ‫يشــكل يف حــد ذاتــه تحديــا‪ ،‬ويتحتــم عــى‬ ‫الحكومــة التعامــل مــع الــروط التــي‬ ‫وضعتهــا مفوضيــة االنتخابــات‪ ،‬والتــي‬ ‫مــن بينهــا انهــاء التعديــات األخــرة‬ ‫عــى القانــون االنتخــايب لتحديــد الحــدود‬ ‫املختلــف عليهــا وعــدد الدوائــر االنتخابيــة‬ ‫وتأمــن ‪ 300‬مليــون دوالر لإلنفــاق عــى‬

‫في «ثورة اكتوبر»‬ ‫قتلـــت القـــوات الحكوميـــة رفقة‬ ‫مســـلحين يعتقـــد بارتباطهـــم‬ ‫بالميليشـــيات‪ ،‬ما ال يقـــل عن ‪600‬‬ ‫متظاهـــر وجرح االف االشـــخاص‪،‬‬ ‫وتعـــرض آخـــرون لالختفـــاء او‬ ‫التعذيـــب‪.‬‬ ‫‪www.shafaaq.com‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪45‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫زلزال شيالن المروع‬ ‫يضرب بشدة إقليم كوردستان‬ ‫وذكــر التقريــر ان الناشــطني متفائلــون بــان‬ ‫االحــداث التــي جــرت مــن اكتوبــر املــايض‪،‬‬ ‫قــد غــرت بشــكل جوهــري نظــرة الشــبان‬ ‫العراقيــن لدورهــم يف السياســة‪ .‬ونقــل عــن‬ ‫الطالــب الجامعــي حيــدر فيصــل قولــه «ان‬ ‫الوعــي الــذي ظهــر‪ ،‬ســيحرك النــاس لــادالء‬ ‫بأصواتهــم‪ ..‬واآلن ال يوجــد مــن يقــول‬ ‫اننــي لســت مهتــا بالسياســة‪ ،‬واملزيــد مــن‬ ‫النــاس يدركــون ان عليهــم التفكــر قبــل‬ ‫منــح أصواتهــم للمرشــحني‪ .‬أعتقــد ان الــكل‬ ‫ســيصوت»‪.‬‬ ‫امــا الناشــط أحمــد خلــدون فقــد قــال‬ ‫للموقــع الربيطــاين‪ ،‬انــه ورفاقــه مســتعدون‬ ‫لتعليــم عامــة الناس حــول رضورة التصويت‬ ‫وكيفيــة اختيــار املرشــحني‪ ،‬موضحا «ســروج‬ ‫للمرشــحني املســتقلني‪ ،‬ونحــن نعمــل عــى‬ ‫تحقيــق ذلــك وميكــن ان يكــون لدينــا ‪10‬‬ ‫االف متطــوع يف املحافظــات التســعة التــي‬ ‫تشــهد تظاهـرات‪ ،‬ونحــو ‪ 15‬متطــوع يف كل‬ ‫املحافظــات العراقيــة»‪.‬‬ ‫وبخــاف الشــائع عنهــم بانهــم يفتقــرون‬ ‫اىل الصــر‪ ،‬فــان هــؤالء الشــبان الصغــار‬ ‫يقومــون مبامرســة لعبــة املــدى الطويــل‪،‬‬ ‫ويدركــون ان انهــاء ثقافــة الفســاد والعنــف‬ ‫يتطلــب وقتــا‪ ،‬وان الســلطة السياســية التــي‬ ‫راد تغيريهــا بهــذه االصالحــات‪ ،‬ليســت‬ ‫فقــط مــن أجــل االنتخابــات املقبلــة‪،‬‬ ‫وامنــا لــكل االنتخابــات التــي ســتليها‪ ،‬وان‬ ‫«ثورتهــم» مجــرد خطــوة اضافيــة عــى‬ ‫طريــق بــدأ الســر فيــه يف العــام ‪2015‬‬ ‫و‪ ،2011‬ســيقودهم اىل الربملــان ومــن هنــاك‬ ‫ســيكون التغيــر وتعديــل موازيــن القــوى‬ ‫السياســية مــن الداخــل‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫ما‬

‫فيلي | ياســر عمـــاد‬

‫أن انتــرت رائحــة الــدم مــن‬ ‫مجــزرة بغــداد التــي لحقــت بعائلــة‬ ‫كورديــة يف إحــدى أرقــى مناطــق العاصمــة‬ ‫وبطريقــة بشــعة‪ ،‬رسعــان مــا دوى صداهــا‬ ‫يف إقليــم كوردســتان كالنــار يف الهشــيم‪.‬‬ ‫بــدأت الحادثــة يــوم الثالثــاء‪٢٠٢٠-٩-١٥ ،‬‬ ‫عنــد اقتحــام مســلحني ملثمــن منــزل‬ ‫الصيدالنيــة الدكتــورة شــيالن دارا رؤوف‬ ‫وقتلهــا مــع والديهــا نحــراً داخــل املنــزل‬ ‫الكائــن يف حــي املنصــور‪.‬‬ ‫وشــيالن العرشينيــة مســعفة لجرحــى‬ ‫االحتجاجــات التــي شــهدتها العاصمــة‬ ‫بغــداد‪ ،‬كــا تعمــل مبدينــة الطــب يف قســم‬ ‫األمــراض الرسطانيــة‪.‬‬ ‫الجرميــة املروعــة التــي هــزت املجتمــع‬ ‫البغــدادي‪ ،‬اثــارت رد فعــل لــدى االوســاط‬ ‫الكوردســتانية‪ ،‬حتــى أن تصــدر الحــادث‬ ‫«ترنــد» عــى مواقــع التواصــل االجتامعــي‪.‬‬ ‫وذكــرت تافكــة عمــر مديــرة عــام يف هيئــة‬ ‫حقــوق اإلنســان الكوردســتانية يف تغريــدة‬ ‫لهــا ان «عائلــة كورديــة ُارتكبــت بحقهــا‬ ‫ابشــع جرميــة ال انســانية وســط بغــداد‬ ‫عاصمــة العــراق الدميقراطــي الحــر»‪.‬‬ ‫وتضيــف أن «الخــزي والعــار لعصابــات‬ ‫القتــل والجرائــم»‪ ،‬مطالبــة «الحكومــة‬ ‫العراقيــة باتخــاذ االجــراءات القانونيــة‬ ‫الالزمــة بحــق هــؤالء املجرمــن بــأرسع مــا‬ ‫ميكــن ومالحقتهــم ومحاكمتهــم لينالــوا‬ ‫جزاءهــم العــادل جــراء هــذه الجرميــة‬ ‫البشــعة»‪.‬‬ ‫وتعقيبــاً عــى الحــادث قــال خــال شــيالن‬ ‫«عصابــات القتــل واالجـرام قتلــوا يف بغــداد‬

‫شــقيقتي الحاجــة عاليــة‪ ،‬وابنتهــا الوحيــدة‬ ‫الدكتــورة شــيالن»‪.‬‬ ‫وكالــة شــفق نيــوز‪ ،‬تقصــت اكــر عــن‬ ‫الحــادث‪ ،‬وبحســب مســؤول أمنــي فــأن‬ ‫«شــيالن» ُقتلــت «نحـرا» بطعنهــا يف منطقة‬ ‫الرقبــة وقــد شــوهدت رضوضـاً يف جســدها‬ ‫يبــدو انهــا قــد قاومــت الجــاين‪ ،‬كــا أن‬ ‫والدهــا ووالدتهــا ُقتــا طعنــا بــآالت حــادة‬ ‫يف مناطــق متفرقــة مــن الجســد‪.‬‬ ‫كــا أكــد أن لــدى الســلطات االمنيــة‬ ‫معلومــات اوليــة حــول تــورط احــد اقربــاء‬ ‫ارسة «شــيالن» بالجرميــة‪.‬‬ ‫ونعــت دائــرة املؤسســات الدينيــة والخرييــة‬ ‫يف بيــان والــدة شــيالن (عاليــة رشــيد نجــم)‬ ‫املوظفــة بدرجــة خبــر (ســابقاً) يف الدائرة»‪.‬‬ ‫وذكــرت أن عاليــة نجــم تقلــدت «منصــب‬ ‫مديــر قســم التخطيــط واملتابعــة‪ ،‬ومنصــب‬ ‫مديــر قســم املســاجد يف دائــرة املؤسســات‪،‬‬ ‫وخدمــت الوقــف اكــر مــن اربعــن ســنة‬ ‫مبنتهــى اإلخــاص والنزاهــة وكانــت مــن‬ ‫املوظفــات االكفــاء الذيــن قدمــوا خدمــات‬ ‫جليلــة اىل إحالتهــا عــى التقاعــد قبــل‬ ‫عامــن»‪.‬‬ ‫وعــى الصعيــد الســيايس أدان نائــب‬ ‫رئيــس مجلــس النــواب العراقــي بشــر‬ ‫خليــل الحــداد الحــادث‪ ،‬ووصفــه بالجرميــة‬ ‫«البشــعة النكــراء»‪.‬‬ ‫كــا أدانــت كل مــن كتلــة الحــزب‬ ‫الدميقراطــي الكوردســتاين يف مجلــس‬ ‫النــواب العراقــي‪ ،‬الجرميــة‪ ،‬وطالبــت‬ ‫األجهــزة األمنيــة مبزيــد مــن الجهــد‬ ‫والعمــل للحفــاظ عــى األمــن العــام‬ ‫وســامة املواطنــن مــن مثــل هــذه األعــال‬ ‫التــي وصفــت بالخسيســة التــي تســتهدف‬ ‫اإلنســان واألمــن والوطــن‪.‬‬ ‫مــن جهتهــا دعــت كتلــة االتحــاد الوطنــي‬ ‫الكوردســتاين يف مجلــس النــواب العراقــي‬ ‫رئيــس مجلــس الــوزراء القائــد العــام‬ ‫للقــوات املســلحة بالتدخــل شــخصيا يف‬ ‫هــذه الحادثــة‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪47‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫بخطوة استراتيجية ذكية‪..‬‬ ‫مركب العراق يستدير نحو البحر المتوسط‬ ‫ذكرت مجلة “ناشيونال انترست” األمريكية ان الخطوة الدبلوماسية األكثر أهمية‬ ‫التي جرت في شهر أغسطس (آب) ‪ ،2020‬ربما لم تكن زيارة رئيس الوزراء العراقي‬ ‫مصطفى الكاظمي الى واشنطن‪ ،‬وانما القمة الثالثية التي جمعته مع الرئيس‬ ‫المصري عبدالفتاح السيسي والملك األردني عبداهلل الثاني في عمان‪.‬‬

‫وكتب‬

‫الباحــث مايــكل روبــن‬ ‫ان زيــارة الكاظمــي اىل‬ ‫واشــنطن‪ ،‬بعــد زيارتــه اىل طهــران‪ ،‬كانــت‬ ‫ناجحــة بــكل املقاييــس‪ ،‬وهــو أمــر اســتثنايئ‬ ‫يف ظــل وجــود الرئيــس دونالــد ترامــب يف‬ ‫البيــت االبيــض‪ ،‬ووقعــت خاللهــا اتفاقيــات‬ ‫تعــزز اســتقاللية العــراق يف مجــال‬ ‫الكهربــاء‪ ،‬بحســب تقريــر للمجلــة ترجمتــه‬ ‫وكالــة شــفق نيــوز‪.‬‬ ‫وراى روبــن ان قــرار الرئيــس االمــريك‬ ‫االســبق جــورج بــوش االطاحــة بصــدام‬ ‫حســن العــام ‪ ،2003‬رمبــا يكــون قــد اثــار‬ ‫جــدال انقســاميا يف السياســة الخارجيــة يف‬ ‫واشــنطن‪ ،‬لكــن العــراق اليــوم هــو بلــد‬ ‫مختلــف كليــا‪ ،‬حيــث ان ‪ 40‬يف املئــة مــن‬ ‫ســكانه ولــدوا بعــد الغــزو‪.‬‬ ‫واشــار اىل ان محاولــة بغــداد موازنــة‬ ‫عالقتهــا بــن طه ـران وواشــنطن ليــس ام ـرا‬ ‫جديــدا‪ ،‬مؤكــدا ان البلديــن ينتهكان ســيادة‬ ‫العـراق‪ .‬واضــاف انــه يف حــن ان االمريكيــن‬ ‫يســتخفون بتأثــر االهميــة النفســية‬ ‫لالحتــال‪ ،‬فــان االيرانيــن يســتخفون مــن‬ ‫جهتهــم‪ ،‬بالوطنيــة العراقيــة‪ .‬واضــاف ان‬ ‫الواقــع شــديد املـرارة‪ ،‬ذلــك ان العراقيــن ال‬ ‫ميكنهــم انتـزاع مســاحة مــن اجــل حركتهــم‬ ‫باســتقاللية‪ ،‬ســوى عندمــا تــردع ايــران‬

‫‪48‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫والواليــات املتحــدة بعضهــا البعــض‪.‬‬ ‫ويف حــن ان تحقيــق التــوازن بــن واشــنطن‬ ‫وطهــران‪ ،‬ليــس مثــار قلــق الكاظمــي‬ ‫الوحيــد‪ ،‬فــان العــراق ينزلــق احيانــا اىل‬ ‫الخصومــة التــي تثــار بــن ايــران ودول يف‬ ‫مجلــس التعــاون الخليجــي ألســباب مرتبطة‬ ‫بالجغرافيــا والديــن والعــرق‪ ،‬وذلــك منــذ‬ ‫ان أطاحــت ايــران بالنظــام امللــي العــام‬ ‫‪ .1979‬وخــال الحــرب العراقيــة – االيرانيــة‪،‬‬ ‫كل الــدول العربيــة‪ ،‬باســتثناء ســوريا‪،‬‬ ‫وقفــت اىل جانــب صــدام حســن‪ ،‬فيــا‬ ‫جــاء غــزو الكويــت العــام ‪ ،1990‬بــدد اي‬ ‫دعــم خليجــي للعـراق‪ ،‬لكنــه مل يكــن كافيــا‬ ‫إلرســال دول الخليــج اىل الحضــن االيــراين‪.‬‬ ‫واشــار اىل انــه بعــد اســقاط صــدام‪ ،‬تغــر‬ ‫موقــف الخليــج‪ .‬واعتــر ان رمبــا يكــون‬ ‫صــدام قــد حــاول اســتغالل النــزاع مــع‬ ‫الكويــت لصالحــه‪ ،‬اال انــه مل يخرتعــه‪،‬‬ ‫مضيفــا انــه عــى املســتوى الشــعبي‪ ،‬فــان‬ ‫العديــد مــن العراقيــن يعتــرون ان الكويت‬ ‫هــي كيــان مصطنــع اقامــه الربيطانيــون وان‬ ‫مــا لديــه مــن النفــط يجــب ان يكــون ملــكا‬ ‫للعراقيــن‪.‬‬ ‫وتابــع ان العديــد من دول الخليــج باالضافة‬ ‫اىل املــكل االردين عبداللــه الثــاين‪ ،‬كانــوا‬ ‫يرفضــون “تقويــة الشــيعة” يف العــراق‪،‬‬

‫ولهــذا فانهــم كانــوا ميولــون ويحاولــون‬ ‫تعزيــز التمــرد يف العـراق‪ .‬واضــاف انــه بعــد‬ ‫ان اعــادت الواليــات املتحــدة الســيادة اىل‬ ‫مكانهــا يف العـراق‪ ،‬فــان العديــد مــن الــدول‬ ‫العربيــة رفضــت اعــادة ســفاراتها اىل بغداد‪،‬‬ ‫متذرعــة بتنامــي النفــوذ االي ـراين فيهــا‪.‬‬ ‫واكــد روبــن ان ذلــك املوقــف كان “فرصــة‬ ‫ضائعــة”‪ ،‬الن عــرب الخليــج كان لديهــم‬ ‫ايــاد أكــر قــوة مــا يــدرك كثــرون‪.‬‬ ‫وأوضــح ان البــرة تعتــر خليجيــة مــن‬ ‫الناحيــة الثقافيــة‪ ،‬وان تجارتهــا كانــت‬ ‫تاريخيــا اكــر ارتباطــا بالخليــج مقارنــة‬ ‫ببغــداد نفســها‪ .‬كــا ان العراقيــن بغــض‬ ‫النظــر عــن مذاهبهــم‪ ،‬يرفضــون البضائــع‬ ‫االيرانيــة الرخيصــة التــي ســاهمت ايضــا يف‬ ‫تقويــض الصناعــة العراقيــة‪ .‬وتابــع “كانــوا‬ ‫ســرحبون باالســتثامرات الخليجيــة”‪ .‬كــا‬ ‫ان العراقيــن كانــوا يقولــون ان العــراق‬ ‫مــا بعــد العــام ‪ ،2003‬صــار دميوقراطيــا‪،‬‬ ‫واتســعت الفجــوة يف الثقافــة السياســية‬ ‫بــن بغــداد وبــن االنظمــة االوتوقراطيــة يف‬ ‫الخليــج‪.‬‬ ‫ووصــف روبــن الكاظمــي بانــه‬ ‫“تكنوقراطــي ومثقــف ايضــا‪ .‬وهــو متاثــر‬ ‫بالوطنيــة وبالرغبــة الصادقــة الســتنهاض‬ ‫العــراق عــى اســاس مســتقبلية صلبــة‪،‬‬

‫فيلي | ترجــمة‬

‫اكــر مــن االعتبــارات الحزبيــة‪ ...‬وهــو‬ ‫يعمــل بالنيابــة عــن الدولــة ككل وال‬ ‫يســمح للمصالــح الخارجيــة بالحــد مــن‬ ‫خياراتــه‪.‬‬ ‫وباتجاهــه نحــو كل مــن مــر واالردن‪،‬‬ ‫فــان الكاظمــي قــام بأمريــن اثنــن‪:‬‬ ‫يتخطــى الكاظمــي كال مــن العــدوات بني‬ ‫ايـران والواليــات املتحــدة‪ ،‬والخصومــات‬ ‫بــن اي ـران ودول الخليــج‪ .‬وعوضــا عــن‬ ‫ان يكــون “كــرة قــدم سياســية” بــن‬ ‫القــوى املتصارعــة‪ ،‬فــان الكاظمــي‬ ‫يرفــض ببســاطة ان يشــجع التناحــر‪،‬‬ ‫ويســعى يف املقابــل اىل ضــان ان يتــم‬ ‫تقديــر العـراق كالعــب متســاو‪ ،‬بــدل ان‬ ‫يكــون كيانــا يتــم التصــارع عليــه‪.‬‬ ‫صحيــح ان الرئيــس الســابق حســني‬ ‫مبــارك وامللــك عبداللــه الثــاين لعبــا بالورقــة‬ ‫املذهبيــة‪ ،‬لكــن القاهــرة وعــان يظهــران‬ ‫االن انهــا يقبــان فكــرة ان الع ـراق ليــس‬ ‫دميــة الي ـران ويــدركان ان التعــاون ينتــر‬ ‫عــى العرقلــة‪ ،‬وان العـراق ميكــن ان يكــون‬ ‫جــزءا ال غنــي عنــه يف “كتلــة اعتــدال”‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن اهميــة االحتــاالت‬ ‫االقتصاديــة مــن عالقــة العــراق مــع‬ ‫الواليــات املتحــدة ودول الخليــج‪ ،‬اال ان‬ ‫الرشاكــة مــع مــع كل مــن مــر واالردن‪،‬‬ ‫تتيــح للكاظمــي ان يربــط العـراق بأســواق‬

‫كتلة اعتدال‬ ‫صحيح ان الرئيس السابق حسني مبارك والملك‬ ‫عبداهلل الثاني لعبا بالورقة المذهبية‪ ،‬لكن‬ ‫القاهرة وعمان يظهران االن انهما يقبالن فكرة‬ ‫ان العراق ليس دمية اليران ويدركان ان التعاون‬ ‫ينتصر على العرقلة‪ ،‬وان العراق يمكن ان يكون‬ ‫جزءا ال غني عنه في “كتلة اعتدال”‪.‬‬ ‫اكــر حجــا ويضمــن ان التجــارة بامكانهــا‬ ‫تبنــي طبقــة وســطى‪.‬‬ ‫ورمبــا بشــكل أكــر أهميــة مــن النفــط‪،‬‬ ‫فــان ثــروة العــراق هــي شــعبه‪ .‬مصالــح‬ ‫العراقيــن يجــب اال ان تتوقــف عنــد البحــر‬ ‫االبيــض املتوســط او بحــدود العــامل العــريب‪.‬‬ ‫الوقــت ميــر‪ ،‬وجيــل مــا بعــد حــرب العــام‬ ‫‪ ،2003‬يســتعد ليدخــل ســوق العمــل‬ ‫الــذي ال ميكنــه اســتيعابهم االن‪ .‬ويــدرك‬ ‫الكاظمــي‪ ،‬بحســب روبــن‪ ،‬بــان اليونــان‬ ‫بازمتهــا املاليــة‪ ،‬وقــرص التــي تعــاين مــن‬ ‫تأثــرات فــروس كورونــا عــى تدمــر‬

‫صناعــة الســياحة فيهــا‪ ،‬بدورهــا ان يجــدا‬ ‫منفعــة مشــركة رأس املــال البــري يف‬ ‫العـراق‪ .‬فالنزعــة العدوانيــة الرتكيــة يف رشق‬ ‫املتوســط‪ ،‬يخلــق تــرددا لــدى اليونانيــن‬ ‫والقبارصــة لالســتعانة بالعاملــة الرتكيــة‪ ،‬يف‬ ‫حــن ان ال قيــود مثــل هــذه امــام العراقيني‪.‬‬ ‫ومــن الناحيــة الثقافيــة‪ ،‬فــان القبارصــة‬ ‫واليونانيــن‪ ،‬يشــعرون باالرتيــاح ازاء العــامل‬ ‫العــريب‪ .‬ويقــول روبــن انــه مــا مــن ســبب‬ ‫يجعــل الع ـراق ال يحــاول اال يســتفيد مــن‬ ‫وضــع الربــح للطرفــن‪ .‬واضــاف “مرونــة‬ ‫العــراق ميكنهــا ان تكــون عامــا منقــذا”‪.‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪49‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫شهادات صادمة عن برنامج إف‪ -16‬العراق وسط مخاوف‬ ‫فصائل شيعية عليها‬ ‫من سيطرة‬

‫قال‬

‫طيــارون عراقيــون إن برنامــج‬ ‫مقاتــات إف‪ -16‬باهــظ الثمــن‬ ‫آخــذ باالنهيــار‪ ،‬يف ظــل نقــص عمليــات‬ ‫الصيانــة أو رداءتهــا بعــد انســحاب الخــراء‬ ‫األمريكيــن مــن قاعــدة بلــد الجويــة‪ ،‬وفقــا‬ ‫لتقريــر أوردتــه‪ ،‬شــبكة «فوكــس نيــوز»‬ ‫األمريكيــة‪.‬‬ ‫وحــذر التقريــر أيضــا‪ ،‬نقــا عــن مصــادر‬ ‫مطلعــة‪ ،‬مــن أن امليليشــيات املواليــة‬ ‫لطهــران قــد تتمكــن مــن الوصــول لهــذه‬ ‫الطائـرات‪ ،‬نتيجــة غيــاب القــوات األمريكيــة‪،‬‬ ‫كــا حصــل مــع دبابــات أبرامــز املتطــورة‪،‬‬ ‫التــي اســتولت عليهــا قــوات الحشــد‬ ‫الشــعبي‪ ،‬التــي تضــم فصائــل تابعــة إليران‪،‬‬ ‫يف وقــت ســابق‪.‬‬ ‫ووفقــا ألحــد الطياريــن الذيــن‪ ،‬تحدثــوا‬ ‫لفوكــس نيــوز‪ ،‬رشيطــة عــدم الكشــف عــن‬ ‫هويتــه‪ ،‬فقــد «انخفــض عــدد املقاتــات‬ ‫التــي تنفــذ طلعــات جويــة إىل ســبع‬ ‫طائــرات فقــط مــن أصــل ‪ 20‬ميتلكهــا‬ ‫العــراق»‪.‬‬ ‫وذكــرت املصــادر أن «انســحاب الخــراء‬ ‫األمريكيــن مــن قاعــدة بلــد تســبب بنقــص‬ ‫قطــع الغيــار‪ ،‬مــا أجــر وزارة الدفــاع‬ ‫العراقيــة عــى صنــع بعضهــا محليــا‪ ،‬وهــو‬ ‫أمــر غــر مســموح بــه ويبطــل الضــان عىل‬ ‫الطائــرات وقــد يــؤدي لنتائــج كارثيــة»‪.‬‬ ‫وأشــارت إىل أنــه عــى ســبيل املثــال «يف‬ ‫إحــدى املـرات نــي الفنيــون العراقيــون آلة‬ ‫صيانــة داخــل محــرك إحــدى الطائــرات»‪.‬‬ ‫بحســب مــا اوردتــه «الحــرة»‬ ‫ويقــول طيــار آخــر إن «معظــم الطائ ـرات‬ ‫مرتوكــة حاليــا‪ ،‬ألن أفــراد القــوة الجويــة‬ ‫العراقيــة ال يعرفــون كيفيــة إعــادة‬

‫‪50‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫فيلي | ترجــمة‬

‫صيانتهــا»‪.‬‬ ‫وذكــر طيــار ثالــث «اعتدنــا أن نقــوم بـــ‬ ‫‪ 16‬طلعــة جويــة يف اليــوم باســتخدام‬ ‫طائرتــن مقاتلتــن‪ ،‬ولكننــا حاليــا نقــوم‬ ‫فقــط بطلعتــن إىل أربــع طلعــات جويــة يف‬ ‫اليــوم»‪.‬‬ ‫وانســحب خــراء رشكــة لوكهيــد مارتــن‪،‬‬ ‫الذيــن يقومــون بتقديــم الدعــم الفنــي‬ ‫والصيانــة للطائــرات‪ ،‬مــن قاعــدة بلــد‬ ‫يف أوائــل ينايــر بعــد تعرضهــا لهجــوم‬

‫“‬

‫املهندس�ين العراقي�ين اج�بروا عل��ى توقي��ع وثائ��ق ملواصل��ة‬ ‫اس��تخدام أج��زاء من حم��ركات الطائ��رات اليت جي��ب إصالحها‬ ‫أو اس��تبداهلا‪ ،‬عل��ى الرغ��م م��ن املخاط��ر اجلس��يمة عل��ى حياة‬ ‫الطياري��ن ‪..‬‬ ‫بالصواريــخ نفذتــه ميليشــيات مواليــة‬ ‫إليــران‪ ،‬ردا عــى مقتــل الجــرال اإليــراين‬ ‫قاســم ســليامين‪.‬‬ ‫وإضافــة لذلــك يشــر التقريــر إىل «عمليــات‬ ‫فســاد داخــل القاعــدة شــملت قيــام قــادة‬ ‫عســكريني عراقيــن باختــاق ســجالت‬ ‫لطلعــات تدريبيــة وهميــة‪ ،‬مــن أجــل‬ ‫التســر عــى اختالســهم لوقــود الطائــرات‬ ‫غــر املســتخدم»‪ .‬وفقــا لضابطــن عراقيــن‪.‬‬ ‫وقــال التقريــر أيضــا إن «املهندســن‬ ‫العراقيــن اجــروا عــى توقيــع وثائــق‬ ‫ملواصلــة اســتخدام أجــزاء مــن محــركات‬ ‫الطائــرات التــي يجــب إصالحهــا أو‬ ‫اســتبدالها‪ ،‬عــى الرغــم مــن املخاطــر‬ ‫الجســيمة عــى حيــاة الطياريــن»‪.‬‬ ‫وكان مســؤولون أمنيــون عراقيــون قالــوا‬ ‫لفرانــس بــرس يف ‪ 12‬ينايــر املــايض إن «أكــر‬ ‫مــن ‪ 90‬يف املئــة مــن املستشــارين األمريكيني‬ ‫وعنــارص رشكتــي لوكهيــد مارتــن وســايل‬ ‫بــورت املتخصصــة بتشــغيل طائـرات أف ‪16‬‬

‫العراقيــة‪،‬‬ ‫انســحبوا مــن‬ ‫بلــد الجويــة إىل‬ ‫قا عــد ة‬ ‫معســكري التاجــي وأربيــل»‪.‬‬ ‫ومنــذ نهايــة أكتوبــر‪ ،‬أصبحــت القواعــد‬ ‫العســكرية العراقيــة هدفــا للهجــات‬ ‫الصاروخيــة‪ .‬وســقطت ع ـرات الصواريــخ‬ ‫عــى تلــك القواعــد‪ ،‬وأســفرت إحداهــا يف‬ ‫‪ 27‬ديســمرب عــن مقتــل متعاقــد أمــريك‪.‬‬ ‫وتعليقــا عــى هــذه املعلومــات قالــت‬ ‫قيــادة العمليــات املشــركة يف العــراق يف‬ ‫بيــان صــدر يف ‪ 14‬أغســطس الجــاري إن‬ ‫طائــرات «أف‪ »-16‬مســتمرة يف اســتهداف‬ ‫عنــارص تنظيــم داعــش‪.‬‬ ‫وذكــرت أن «الفنيــن العراقيــن يعملــون‬ ‫باســتمرار عــى إدامــة طائــرات أف‪-16‬‬ ‫الســتمرار عملهــا يف اســتهداف عنــارص‬ ‫تنظيــم داعــش»‪ ،‬مضيفــة أن «الفنيــن‬ ‫العراقيــن لديهــم اإلمكانيــات‪ ،‬والقــدرة‬ ‫عــى تســليح وتجهيــز الطائـرات العراقيــة»‪.‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪51‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫عندما وقعت‬ ‫يد الكاظمي‪ -‬مكية على‬ ‫أسرار صدام حسين‬ ‫فيلي | ترجــمة‬

‫دفعت‬

‫مجموعــة مــن ملفــات‬ ‫عهــد صــدام حســن التــي‬ ‫رسا إىل العــراق إىل فتــح مــايض‬ ‫أعيــدت ً‬ ‫البــاد املــؤمل‪ ،‬مــا أثــار آمـ ً‬ ‫ـال يف أن يعــرف‬ ‫البعــض مصــر أقاربهــم الذيــن فقــدوا منــذ‬ ‫فــرة طويلــة إىل جانــب مخــاوف مــن إراقــة‬ ‫دمــاء جديــدة‪.‬‬ ‫تــم العثــور عــى خمســة ماليــن صفحــة‬ ‫مــن الوثائــق الداخليــة لحــزب البعــث يف‬ ‫عــام ‪ ،2003‬بعــد أشــهر فقــط عــى إطاحــة‬ ‫قــوات الواليــات املتحــدة بصــدام حســن‪ ،‬يف‬ ‫مقــر الحــزب الــذي غمرتــه امليــاه يف بغــداد‬ ‫املضطربــة‪.‬‬ ‫وتــم اســتدعاء رجلــن مــن قبــل القــوات‬ ‫األمريكيــة لفــك تشــفري امللفــات العربيــة‪.‬‬ ‫كان أحدهــا كنعــان مكيــة‪ ،‬وهــو أمــن‬ ‫أرشــيف معــارض منــذ فــرة طويلــة‪ ،‬واآلخــر‬ ‫مصطفــى الكاظمــي‪ ،‬كاتــب وناشــط آنــذاك‪،‬‬ ‫ورئيــس وزراء العــراق اآلن‪.‬‬ ‫وقــال مكيــة لفرانــس بــرس «دخلنــا القبــو‬ ‫املغمــور بامليــاه بســبب انقطــاع التيــار‬ ‫الكهربــايئ»‪« .‬كنــت أنــا ومصطفــى نقــرأ‬

‫‪52‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫هــذه الوثائــق وأدركنــا أننــا وجدنــا شــي ًئا‬ ‫ً‬ ‫ضخــا»‪.‬‬ ‫كانــت هنــاك ملفــات ورســائل عضويــة يف‬ ‫حــزب البعــث بــن الحــزب والــوزارات حــول‬ ‫الشــؤون اإلداريــة‪ ،‬وكذلــك تقاريــر مــن‬ ‫عراقيــن عاديــن يتهمــون جريانهــم بانتقــاد‬ ‫صــدام‪.‬‬ ‫وأثــارت أوراق أخــرى الشــكوك يف أن أقارب‬ ‫جنــود عراقيــن أرسى خــال حــرب ‪-1980‬‬ ‫‪ 1988‬مــع إيـران كانــوا «خونــة» محتملــن‪.‬‬ ‫مــع تصاعــد العنــف الطائفــي يف بغــداد‪،‬‬ ‫اتفــق مكيــة مــع الســلطات عــى نقــل‬ ‫األرشــيف الضخــم إىل الواليــات املتحــدة‪،‬‬ ‫لتتــم رقمنــة الوثائــق وتخزينهــا يف معهــد‬ ‫هوفــر‪ ،‬وهــو مركــز يف جامعــة ســتانفورد‪،‬‬ ‫مــع تقييــد وصــول الباحثــن إليــه‪.‬‬ ‫لكــن يف ‪ 31‬أغســطس‪ ،‬أعيــد ‪ 48‬طنــا مــن‬ ‫الوثائــق إىل بغــداد وتــم إخفاؤهــا يف مــكان‬ ‫مل يكشــف عنــه‪ ،‬بحســب مــا قــال مســؤول‬ ‫عراقــي كبــر لوكالــة فرانــس بــرس‪.‬‬ ‫وقــال املســؤول إن أي مــن الحكومتــن مل‬ ‫تعلــن عــن النقــل‪ ،‬وإن بغــداد ال تخطــط‬

‫لفتــح األرشــيف للجمهــور‪.‬‬ ‫قــد يخيــب هــذا آمــال آالف العائــات‬ ‫التــي قــد يكــون لهــا نصيــب شــخيص يف‬ ‫محتويــات األرشــيف‪.‬‬ ‫أيــوب الزيــدي‪ 31 ،‬ســنة‪ ،‬والــذي اختفــى‬ ‫والــده صابــر بعــد تجنيــده يف غــزو العـراق‬ ‫للكويــت عــام ‪ 1991‬قــال إن «صــدام‬ ‫دمــر شــعب العــراق ال ميكنــك أن تكتفــي‬ ‫بالصمــت بشــأن يشء كهــذا»‪.‬‬ ‫ومل يتــم إخطــار األرسة قــط بوفاتــه أو أرسه‬ ‫ً‬ ‫دليــا‬ ‫وتأمــل أن يحمــل أرشــيف البعــث‬ ‫حــول مصــره‪.‬‬ ‫حســينة‪ ،‬والــدة أيــوب‪ ،‬البالغــة مــن العمــر‬ ‫‪ 51‬عا ًمــا‪ ،‬قالــت مــن جانبهــا «رمبــا تكــون‬ ‫هــذه الوثائــق هــي بدايــة خيــط ميكننــا‬ ‫اتباعــه ملعرفــة مــا إذا كان ال يــزال عــى‬ ‫قيــد الحيــاة»‪.‬‬ ‫أمضــت حســينة ســنوات التســعينيات مــن‬ ‫القــرن املــايض وهــي تتوســل إىل النظــام‬ ‫الــذي يســيطر عليــه البعــث للحصــول عــى‬ ‫معلومــات عــن مــكان زوجهــا‪.‬‬ ‫ويجــادل البعــض بــأن األرشــيف ميكــن أن‬

‫خمسة ماليين صفحة من الوثائق الداخلية لحزب البعث في عام ‪2003‬‬

‫"‬

‫اتف��ق مكية مع الس ��لطات على نقل األرش ��يف الضخم‬ ‫إىل الواليات املتح ��دة‪ ،‬لتتم رقمنة الوثائق وختزينها‬ ‫يف معه ��د هوف ر‪ ،‬وهو مركز يف جامعة س ��تانفورد‪ ،‬مع‬ ‫تقيي ��د وصول الباحثني إليه‪.‬‬

‫يســاعد الع ـراق عــى منــع تاريخــه امللطــخ‬ ‫بالدمــاء مــن تك ـرار نفســه‪.‬‬ ‫وقــال املخــرج العراقــي مرتــى فيصــل‬ ‫لوكالــة فرانــس بــرس يف هــذا الصــدد إن‬ ‫«كثــرا مــن األطفــال يقولــون يف الوقــت‬

‫الحــارض إن صــدام كان جيــدا»‪.‬‬ ‫وكان فيصــل يبلــغ مــن العمــر ‪ 12‬يو ًمــا‬ ‫عندمــا ألقــي القبــض عــى والــده يف مدينــة‬ ‫النجــف خــال انتفاضــة عــام ‪ ،1991‬يقــول‬ ‫إنــه مل يســمع عنــه شــيئا منــذ ذلــك الحــن‪.‬‬

‫فيصــل يريــد فتــح األرشــيف إلنهــاء أي‬ ‫حنــن لحكــم البعــث‪ ،‬الــذي عــاث يف‬ ‫العــراق فســادا ووجــد مــن يثنــي عليــه‬ ‫اآلن بحجــة عــدم االســتقرار الحــايل ويف ظــل‬ ‫طبقــة سياســية مجــزأة‪.‬‬ ‫فيصــل يــرى أن عــى النــاس أن ال يصنعــوا‬ ‫ديكتاتــوراً آخــر وقــال «لدينــا الكثــر مــن‬ ‫الطغــاة الصغــار اليــوم‪».‬‬ ‫وال تــزال االنقســامات عميقــة حــول إرث‬ ‫البعــث‪ ،‬ويجــادل بعــض املدافعــن عنــه‬ ‫بــأن املحفوظــات ســتعمل عــى تربئــة حكــم‬ ‫صــدام‪.‬‬ ‫وأرص عضــو ســابق يف الحــزب منخفــض‬ ‫الرتبــة يف ترصيحــات لوكالــة فرانــس بــرس‬ ‫عــى أن «نــر األرشــيف ســيثبت أن حزب‬ ‫البعــث كان وطنيــا»‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪53‬‬


‫فـــ‬

‫مجـتـــمـع‬

‫عراقيون ينقلون جثث‬ ‫وفيات كورونا إلى‬ ‫مقابر العائلة‬ ‫ومكتب السيستاني‬ ‫يضع شرطًا‬ ‫فيلي | ترجــمة‬

‫‪54‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫بيدين‬

‫عاريتــن‪ ،‬حفــر محمــد‬ ‫البهــاديل رمــال الصحــراء‬ ‫امللتهبــة يف العــراق إلخــراج جثــة أبيــه‬ ‫الــذي تــويف عــن مثانــن عام ـاً بعــد إصابتــه‬ ‫بكوفيــد‪ ،-19‬لينقلهــا إىل مقــرة العائلــة‬ ‫بعــد صــدور قــرار حكومــي يســمح لــه‬ ‫بذلــك‪.‬‬ ‫قــال البهــاديل وســط نحيــب عــدد مــن‬

‫أقربائــه الذيــن تجمعــوا حــول الجثــة‬ ‫امللفوفــة بالقــاش وأخرجــت للتــو مــن‬ ‫القــر‪« ،‬اآلن ســيكون مــع اهلنــا واقاربنــا يف‬ ‫املقــرة القدميــة» يف النجــف عــى بعــد ‪180‬‬ ‫كيلومــرا جنــوب بغــداد»‪.‬‬ ‫ومنعــت الســلطات العراقيــة عــى مــدى‬ ‫أشــهر‪َ ،‬دفــن مــوىت وبــاء كوفيــد‪ ،-19‬يف‬ ‫مقابــر تختارهــا عائالتهــم خوفــاً مــن‬ ‫اســتمرار تفــي املــرض يف أماكــن يرتادهــا‬ ‫زوار‪.‬‬ ‫وبــدال عــن ذلــك‪ ،‬أنشــأت يف منطقــة‬ ‫صحراويــة «مقــرة كورونــا» يقــوم‬ ‫متطوعــون يرتــدون بــزات واقيــة بدفــن‬ ‫ضحايــا هــذا الوبــاء فيهــا يف ظــل إجـراءات‬ ‫مشــددة بينهــا الدفــن عــى عمــق خمســة‬ ‫أمتــار‪.‬‬ ‫وال يســمح ســوى لشــخص‬ ‫واحــد مــن عائلــة املتــويف‬ ‫بحضــور املراســم الرسيعــة‬ ‫للجنــازة والدفــن التــي‬ ‫تجــري غالبــا عنــد منتصف‬ ‫الليــل‪.‬‬ ‫وأســتقبلت هــذه املقــرة‬ ‫خــال األشــهر املاضيــة‪،‬‬ ‫متوفــن مــن مختلــف‬ ‫مناطــق العــراق ومــن‬ ‫جميــع الطوائــف الدينيــة‪،‬‬ ‫مــن شــيعة وســنة‬ ‫و مســيحيني ‪.‬‬ ‫وقــال البهــاديل عن مراســم‬ ‫دفــن والــده إنــه « مدفــون‬ ‫يف مــكان بعيــد جــداً ومل‬ ‫أكــن متأكــدا مــا إذا‬ ‫كانــت املراســم قــد جــرت‬ ‫وفقــا للطريقــة الرشعيــة»‪.‬‬ ‫وبعــد إعــان الســلطات‬ ‫العراقيــة يف الســابع مــن‬ ‫أيلول‪/‬ســبتمرب‪ ،‬الســاح بدفــن الذيــن‬ ‫أودى كوفيــد‪ -19‬بحياتهــم يف مقابــر مــن‬ ‫أختيــار عائالتهــم‪ ،‬توجهــت مئــات العائــات‬ ‫الخميــس إىل «مقــرة كورونــا» الواقعــة‬

‫قــرب مدينــة النجــف املقدســة لــدى‬ ‫الشــيعة‪.‬‬ ‫وقــد أحــروا معهــم مجارفهــم وســال‬ ‫منســوجة لحمــل الرمــل عنــد نبــش قبــور‬ ‫ذويهــم‪ ،‬وتوابيــت خشــبية جديــدة لنقــل‬ ‫الجثامــن ملقــرة أخــرى‪.‬‬ ‫وتعالــت خــال ســاعات الصبــاح أصــوات‬ ‫النحيــب وصــاة الحــداد التــي أختلــط‬ ‫معهــا رضبــات املعــاول‪.‬‬ ‫«نعــش فــارغ» أو «جثــة دون كفــن»‬ ‫يغضــب العائــات‬ ‫يعــد العــراق أحــد أكــر بلــدان الــرق‬ ‫األوســط تــرراً بوبــاء كوفيــد‪ -19‬الــذي‬ ‫أصــاب أكــر مــن ‪ 280‬ألــف شــخص وأدى‬ ‫لوفــاة حــوايل مثانيــة آالف أخريــن حتــى‬ ‫اآلن‪ ،‬وفقــا لبيانــات رســمية‪.‬‬ ‫رغــم ذلــك‪ ،‬أعلنــت «منظمــة الصحــة‬ ‫العامليــة» يف الرابــع مــن أيلول‪/‬ســبتمرب‪،‬‬ ‫عــن «إنخفــاض إحتــال إنتقــال العــدوى‬ ‫عنــد التعامــل مــع الرفــات» املتوفــن جـراء‬ ‫هــذا املــرض‪.‬‬ ‫وبعــد أيــام قليلــة‪ ،‬دفــع تزايــد مطالــب‬ ‫األهــايل الســلطات إىل إعــان الســاح بنقــل‬ ‫جثامــن املتوفــن مــن «مقــرة كورونا» رشط‬ ‫أن يجــري بيــد «فــرق صحيــة متخصصــة»‪.‬‬ ‫وكشــف هــذا القـرار‪ ،‬عــن عمليــات الدفــن‬ ‫العشــوائية التــي جــرت يف هــذه املقــرة‪.‬‬ ‫وذكــر مراســل فرانــس بــرس‪ ،‬بإنــه مل يكــن‬ ‫هنــاك كــوادر طبيــة أو عالمــات ملســاعدة‬ ‫العائــات لتحديــد قبــور ذويهــا ليســهل‬ ‫الوصــول اليهــا‪.‬‬ ‫ففــي بعــض األحيــان‪ ،‬مل تعــر العائــات إال‬ ‫عــى نعــش فــارغ داخــل قــر يحمــل أســم‬ ‫أحــد أقاربهــا أو تفاجــأ بجثامن شــاب داخل‬ ‫قــر يفــرض أن ترقــد فيــه جثــة والدتهــم‬ ‫املســنة‪.‬‬ ‫ومل تغطــى جثــث أخــرى ب»كفــن» وفقــا‬ ‫للرشيعــة اإلســامية‪.‬‬ ‫وأثــار ذلــك‪ ،‬غضــب العائــات تجــاه‬ ‫جامعــات مســلحة مدعومــة مــن الدولــة‪،‬‬ ‫كانــت تتــوىل دفــن ضحايــا هــذا الوبــاء‬

‫خــال األشــهر األخــرة‪ ،‬مــا دفــع بعضهــم‬ ‫إلرضام النــار يف مقــر قريــب إلحــدى تلــك‬ ‫الجامعــات‪.‬‬ ‫مــن جانبــه قــال عبــد اللــه كريــم الــذي‬ ‫خطــف هــذا الوبــاء شــقيقه أحمــد إن‬ ‫«هــذه الفــوىض ستســبب مشــاكل بــن‬ ‫ذوي املتوفــن»‪ ،‬موضحــا أن «أغلــب نباشــة‬ ‫القبــور ال ميلكــون خــرة يف الحفــر والدفــن‬ ‫وال يعرفــون كيفيــة تحديــد مــكان القبــور»‪.‬‬ ‫ويفضــل كريــم الــذي جــاء مــن محافظــة‬ ‫املثنــى الواقعــة عــى بعــد ‪ 230‬كيلومــرا‬ ‫جنــوب بغــداد‪ ،‬عــدم إعــادة دفــن شــقيقه‬ ‫إذا كان ذلــك يتعــارض مــع األحــكام‬ ‫الدينيــة‪.‬‬ ‫«تحقــق الحلم‪..‬بدفــن والــدي يف مقــر‬ ‫العائلــة»‬ ‫يفــرض دفــن امليــت مبوجــب أحــكام‬ ‫الرشيعــة اإلســامية‪ ،‬بالرسعــة املمكنــة‬ ‫وغالبــا مــا يجــري ذلــك خــال أربــع‬ ‫وعرشيــن ســاعة‪ .‬وإعــادة دفــن املــوىت ليــس‬ ‫محرمــا لكــن أحكامــه غــر واضحــة‪.‬‬ ‫وقــال مصــدر يف املرجعيــة الدينيــة الشــيعية‬ ‫العليــا يف العـراق‪ ،‬إنــه «إذا مل يحصــل هتــك‬ ‫(تعــد) للميــت عنــد نبــش القــر فــا مانــع‬ ‫مــن النقــل»‪ ،‬إىل مــكان أخــر‪.‬‬ ‫لكنــه مل يكــن هنــاك إي رجــل ديــن لــدى‬ ‫تجمــع العائــات الجمعــة‪ ،‬لريشــدها إىل‬ ‫الطريقــة الصحيحــة لحفــر القبــور‪.‬‬ ‫وعــى الرغــم مــن كل ذلــك‪ ،‬تشــعر‬ ‫العائــات باالرتيــاح إلغــاق تلــك املقــرة‪.‬‬ ‫وقــال رجــل اكتفــى بذكــر اســمه األول‬ ‫حســن (‪ 53‬عامــا) «منــذ دفــن والــدي يف‬ ‫هــذه املقــرة وأنــا أتذكــر كلامتــه حــن‬ ‫اتصــل عــر الهاتــف‪ .‬قــال يل ‪-‬حــاول أن‬ ‫تدفننــي يف مقــرة العائلــة ال تبعــدين عــن‬ ‫أهــي وأقــاريب‪.»-‬‬ ‫وحمــل حســن جثــان والــده بيديــه لنقلــه‬ ‫اىل مقــرة «وادي الســام» حيــث يفضــل‬ ‫الشــيعة دفــن موتاهــم‪ .‬وقــال بحــرة اآلن‬ ‫«تحقــق الحلــم الــذي ي ـراودين منــذ عــدة‬ ‫أشــهر بدفــن والــدي يف مقــرة العائلــة»‪.‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪55‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫صـــور‪..‬‬

‫اعرق اسواق بغداد تستعيد عافيتها‬ ‫وتنفض غبار كورونا‬ ‫فيلي | صـادق االزرقـي‬

‫عرفت‬

‫منطقــة الصدريــة وســط‬ ‫بغــداد بالحفــاظ عــى‬ ‫التقاليــد البغداديــة االصيلــة؛ التــي تطبــع‬ ‫عليهــا مجتمــع بــري متنــوع‪ ،‬امتــاز‬ ‫بسالســة وصــدق التعامــل مــع ناســه‪،‬‬ ‫ومفاصلــه االقتصاديــة واالجتامعيــة‪ ،‬انطالقــا‬

‫‪56‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫مــن طبيعــة الســكان الذيــن تطبعــوا عــى‬ ‫وشــائج إنســانية وثيقــة تناقلوهــا اب ـاً عــن‬ ‫جــد‪.‬‬ ‫امــا فيــا يتعلــق مبطاعــم واكالت الصدريــة‬ ‫فحــدث وال حــرج‪ ..‬إن أفضــل نصيحــة‬ ‫يقدمهــا لــك إنســان‪ ،‬هــو أن يعــرض عليــك‬

‫الذهــاب اىل الصدريــة يف الصبــاح الباكــر‪،‬‬ ‫بــل يف أي وقــت‪ ،‬لتــذوق الطعــام الطيــب‬ ‫املــذاق‪ ،‬الــذي مــن النــادر أن تجــد لــه‬ ‫مثيــ ًا يف أنحــاء العاصمــة االخــرى‪ ،‬اكالت‬ ‫الفطــور املتنــوع الشــهي؛ الگيمــر العراقــي‬ ‫االصيــل والكاهــي الفاخــر‪ ،‬كبــة الحامــض‬ ‫املحشــوة باللحــم غــر املغشــوش‪ ،‬املطبوخة‬ ‫باملــرق؛ التــي تفــوح رائحتهــا بامتداد شــارع‬ ‫الصدريــة مــن بنايــة ســينام الفــردوس‬ ‫القدميــة‪ ،‬حتــى مقرتبــات شــارع الجمهوريــة‬ ‫نــزوال اىل الشــورجة‪.‬‬ ‫انهــا الصدريــة تعبــق بروائــح املشــويات‬ ‫باللحــم العراقــي‪ ،‬وتتضــوع بنصاعــة بيــاض‬ ‫قيمــر الجامــوس الفاخــر‪ ،‬وبامكانــك ان‬ ‫تشــري فيهــا‪ ،‬كل يشء بأصالتــه وبســعره‬ ‫املعقــول‪ ،‬امــا مقاهيهــا املتناثــرة فالجلــوس‬ ‫فيهــا وتــذوق شــايها بالهيــل فرصــة تســتعيد‬ ‫بهــا حيويتــك‪.‬‬ ‫اذا اردت ان تتذكــر العـراق االصيــل بخصاله‬ ‫االنســانية؛ فلتدخــل الصدريــة‪ ،‬لعلــك‬ ‫تســتعيد روحــك يف هــذا الزمــن الحزيــن‪.‬‬ ‫كامــرا وكالــة شــفق نيــوز تتجــول يف‬ ‫الســوق البغــدادي العريــق بعــد فــك قيــود‬ ‫جائحــة كورونــا‪ ،‬وافتتــاح محــال املأكــوالت‬ ‫الشــعبية‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪57‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫منها دور أمريكا بإطالتها‪..‬‬ ‫تفاصيل تكشف او ً‬ ‫ال عن الحرب العراقية ‪ -‬اإليرانية‬

‫فيلي | ترجــمة‬

‫نشرت صحيفة االندبندنت اللندنية دراسة أعدها‪ ،‬باتريك كوبيرن‪ ،‬مراسلها للشؤون‬ ‫الدولية تحت عنوان «أثر الحرب اإليرانية ‪ -‬العراقية في الشرق األوسط» تناول فيها جملة‬ ‫من القضايا المهمة عن بداية الحرب‪ ،‬والمآسي التي ارتبطت بها‪ ،‬ومنها عمليات االبادة‬ ‫الجماعية مثلما حدث للكورد؛ والدور األمريكي في اطالة الحرب الذي عده الكاتب «منافق ًا»‪،‬‬ ‫كما تطرق الى نتائج تلك الحرب‪ ،‬وتأثيرها الكبير على السياسة في الشرق األوسط‪،‬؛‬ ‫وعلى العالقة بين السنة والشيعة‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪59‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫فصــا عــى شــكل ســاعدي‬ ‫مــرور ‪ 14‬عام ـاً عــى إعــدام صــدام حســن‬ ‫بطــول ‪ 40‬قدمـاً‪ّ ،‬‬ ‫صــدام حســن‪ .‬وأقــام الجيــش العراقــي‬ ‫شــنقاً يف عــام ‪.2006‬‬ ‫اســتعراضاً احتفاليـاً بالنــر تحــت الســيفني‬ ‫ويــردف الكاتــب‪ ،‬لكــن كان لغطرســة‬ ‫املتقاطعــن اللذيــن مــا زاال يف مكانهــا بعــد‬ ‫الزعيــم العراقــي مــا ســوغها بعــض الــيء‪،‬‬ ‫فقــد حولــت الحــرب‬ ‫العـراق إىل قوة عســكرية‬ ‫ب��دل أن حي��رز الديكتات��ور‬ ‫رائــدة يف الخليــج بعــض‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫س��ريعا‪ ،‬وج��د‬ ‫نص��را‬ ‫العراق��ي‬ ‫شــن‬ ‫أن‬ ‫وبعــد‬ ‫الوقــت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫متورطا يف ح��رب دامت‬ ‫نفس��ه‬ ‫الحــرب بجيــش مــن‬ ‫عــرة أفــواج‪ ،‬أنهاهــا‬ ‫مثان��ي س��نوات‪ ،‬أس��فرت ع��ن‬ ‫بجيــش مكــون مــن ‪55‬‬ ‫مقتل ‪ 200‬ألف عراقي و‪300‬‬ ‫فوجــاً و‪ 4‬آالف دبابــة‪،‬‬ ‫أل��ف إيران��ي يف أق��ل تقدي��ر‪.‬‬ ‫وصواريــخ ميكنهــا أن‬ ‫تصــل إىل طهــران أو تــل‬ ‫أبيــب‪ ،‬لكنــه خــاض يف‬ ‫الوقــت نفســه الحــرب‬ ‫باالســتدانة والقــروض‪،‬‬ ‫وأفضــت الخالفــات الغاضبــة مــع الــدول‬

‫يبدأ‬

‫كوبــرن‪ ،‬دراســته بالقــول‪،‬‬ ‫ان كثــراً مــن املشــاركني يف‬ ‫حــرب الخليــج األوىل التــي دامــت مثــاين‬ ‫ســنوات بــن إيــران والعــراق وصادفــت‬ ‫ذكــرى انتهائهــا الرســمي منــذ ‪ 32‬عامــاً‬ ‫يــوم الخميــس املــايض ‪ ٢٠‬آب‪ ،‬يرغبــون‬ ‫يف نســيان كل مــا جــرى‪ .‬كان نزاعــاً رهيبــاً‬ ‫ذهــب ضحيتــه نصــف مليــون شــخص يف‬ ‫األقــل‪ ،‬واســتعمل فيــه الغــاز الســام عــى‬ ‫نطــاق واســع لســنوات عــدة‪ ،‬وللمــرة األوىل‬ ‫منــذ الحــرب العامليــة األوىل‪ ،‬كــا أبيــدت‬ ‫خاللــه مجتمعــات محليــة بأكملهــا‪ ،‬الكــورد‬ ‫تحديــداً‪ ،‬وتعــ ّرض الســجناء واملنشــقون‬ ‫للتعذيــب والقتــل‪.‬‬ ‫ويســتدرك‪ ،‬النفــور مــن هــذه الفظائــع‬ ‫ليــس املســوغ الوحيــد لفقــدان العــامل‬ ‫ذاكرتــه يف شــأن مــآل هــذه الحــرب‪ ،‬بــل‬ ‫يكمــن الســبب يف أن قلــة مــن املشــاركني‬ ‫يف الحــرب نالــوا مبتغاهــم منهــا‪ ،‬وإن‬ ‫فعلــوا‪ ،‬فبفضــل صدفــة تاريخيــة ال يــد‬ ‫لهــم فيهــا‪ ،‬واألهــم هــو أن قلــة تــدرك‬ ‫أن حــرب إيــران والعــراق كانــت فاتحــة‬ ‫سلســلة مــن النزاعــات مدارهــا العــراق‬ ‫والخليــج‪ ،‬ورســمت معــامل السياســة يف‬ ‫عاملنــا الحديــث‪.‬‬ ‫ويضيــف كوبــرن‪ ،‬اجتاحــت جيــوش‬ ‫صــدام حســن إيــران الثــورة بقيــادة آيــة‬ ‫اللــه الخمينــي بتاريــخ ‪ 22‬أيلــول ‪1980‬‬ ‫يف إطــار هجــوم عــده الرئيــس العراقــي‬

‫‪60‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫بدايــة «حــرب خاطفــة»‪ ،‬لكــن بــدل أن‬ ‫يحــرز الديكتاتــور العراقــي نــراً رسيعــاً‪،‬‬ ‫وجــد نفســه متورطـاً يف حــرب دامــت مثــاين‬ ‫ســنوات‪ ،‬أســفرت عــن مقتــل ‪ 200‬ألــف‬ ‫عراقــي و‪ 300‬ألــف إي ـراين يف أقــل تقديــر‪.‬‬ ‫ومل تنتــ ِه الحــرب إال حــن وافقــت إيــران‪،‬‬ ‫التــي باتــت عرضــة لهجــات متزايــدة‬ ‫شــنتها أمــركا وحلفاؤهــا إضافــة إىل العـراق‪،‬‬ ‫عــى وقــف إطــاق النــار بوســاطة األمــم‬ ‫املتحــدة يــوم ‪ 20‬آب ‪ .1988‬وبعــد أن‬ ‫تف ـ ّوق عليــه خصومــه وبــدأ انســحابه مــن‬ ‫املعركــة‪ ،‬أعلــن الخمينــي أن الوقــت حــان‬ ‫الســم» وإنهــاء الحــرب‪.‬‬ ‫«لتجــرع كأس‬ ‫ّ‬ ‫خ ّلــف الـراع أثـراً بالغاً يف الرشق األوســط‬ ‫والعــامل أجمــع‪ ،‬ألنــه مهــد الطريــق أمــام‬ ‫غــزو صــدام حســن للكويــت عــام ‪،1990‬‬ ‫واالجتيــاح األمــريك للع ـراق يف ‪ ،2003‬كــا‬ ‫زاد مــن حــدة املواجهــة بــن اإلســام الســني‬ ‫والشــيعي التــي أصبحــت اتجاهـاً مهيمنـاً يف‬

‫السياســات اإلقليميــة‪.‬‬ ‫ويتابــع الكاتــب‪ ،‬شــهدت ســنوات الحــرب‬ ‫األخــرة تحــو ًال شــبه تــام للواليــات املتحــدة‬ ‫إىل حليــف عســكري كامــل لصــدام حســن‪،‬‬ ‫فشــ ّنت الطائــرات األمريكيــة غــارات عــى‬ ‫ناقــات النفــط اإليرانيــة يف الخليــج‪،‬‬ ‫وقصفــت البحريــة األمريكيــة املنشــآت‬ ‫النفطيــة اإليرانيــة‪ ،‬وأبــدى حلفــاء صــدام‬ ‫حســن ال مبــاالة صادمــة حــن اســتخدم‬ ‫أســلحة الدمــار الشــامل عــى شــكل غــاز‬ ‫ســام ضــد اإليرانيــن والكــورد‪.‬‬ ‫لكــن بعــد مــرور ســنوات عــدة عــى هــذا‬ ‫الحــدث‪ ،‬عــد امتــاك صــدام حســن أســلحة‬ ‫دمــار شــامل (مــع أنــه مل يعــد ميتلكهــا يف‬ ‫هــذه املرحلــة) أمــراً خطــراً لدرجــة أنــه‬ ‫ســ ّوغ فــرض عقوبــات اقتصاديــة قاســية‬ ‫للغايــة عــى البــاد‪ ،‬تُوجــت باجتيــاح‬ ‫العــراق بقيــادة أمــركا يف عــام ‪.2003‬‬ ‫ويلفــت كوبــرن اىل انــه‪ ،‬مل يظهــر عــى‬

‫الواليــات املتحــدة وحلفائهــا أي حــرج إزاء‬ ‫هــذا النفــاق يف تغيــر املواقــف‪ ،‬بــل متكنــوا‬ ‫تجاهــل دورهــم الخــاص‬ ‫مــن تغيريهــا عــر ُ‬ ‫يف الحــرب العراقيــة – اإليرانيــة‪ ،‬أو التظاهــر‬ ‫بأنــه مل يكــن ســوى حــدث هامــي يف‬ ‫مســار التاريــخ‪.‬‬ ‫واســتقبل صــدام حســن قبــول اإليرانيــن‬ ‫بوقــف إطــاق النــار يف العــام ‪ 1988‬عــى‬ ‫أنــه نــر عظيــم أحــرزه بفضــل ذكائــه‬ ‫الالمــع‪ ،‬وضخــم نجاحاتــه لتتخطــى حجــم‬ ‫اإلنجــازات العراقيــة الفعليــة بأشــواط‪.‬‬ ‫ـدق الدعايــات التــي اختلقهــا‬ ‫وبعــد أن صـ ّ‬ ‫حــول النــر‪ ،‬بالــغ يف تضخيــم القــوة‬ ‫السياســية والعســكرية العراقيــة يف مرحلــة‬ ‫مــا بعــد الحــرب‪ ،‬وأحــد األمثلــة عــى هــذا‬ ‫هــو بنــاء نســخة عراقيــة ضخمــة عــن قــوس‬ ‫النــر الفرنــي يف بغــداد‪ُ ،‬دشــنت عــام‬ ‫‪ ،1989‬وهــي عبــارة عــن ســيفني ضخمــن‬ ‫متقاطعــن يرفعهــا ســاعدان حديديــان‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪61‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫العربيــة النفطيــة يف شــأن هــذه الديــون إىل‬ ‫اجتيــاح العــراق للكويــت عــام ‪.1990‬‬ ‫وبرغــم مطالبــة إيـران بتحقيــق الســام حني‬ ‫قبلــت وقــف إطــاق النــار الــذي عرضتــه‬ ‫األمــم املتحــدة‪ ،‬لكنهــا مل تكــن منهزمــة‬ ‫بشــكل قاطــع‪ ،‬بــل عــى العكــس حــن‬ ‫اجتــاح العـراق إيـران يف العــام ‪ ،1980‬فعــل‬ ‫ذلــك بدافــع تحقيــق مكاســب ميدانيــة‬ ‫رمزيــة‪ ،‬وضــم أراض وإذالل الجمهوريــة‬ ‫اإلســامية الطريــة العــود‪ ،‬لكنــه مل‬ ‫يحقــق أيــاً مــن الهدفــن‪.‬‬ ‫ويتابــع كوبــرن دراســته بالقــول‪،‬‬ ‫أخطــأ صــدام حســن حــن حســب‬ ‫أن فــوىض الثــورة شــلت قبضــة‬ ‫القــوات العســكرية اإليرانيــة‪ ،‬فــا‬ ‫حصــل هــو أن الحامســة الثوريــة‬ ‫عوضــت عــن عــدم التنظيــم‬ ‫العســكري ونقــص التجهيــزات‪،‬‬ ‫وقاتلــت الوحــدات اإليرانيــة‬ ‫ـي‬ ‫حتــى املــوت دفاع ـاً عــن مدينتـ ّ‬ ‫خورمشــهر وعبــادان القريبتــن‬ ‫مــن البــرة يف جنــويب العــراق‪،‬‬ ‫ومل يســتطع الع ـراق التوغــل كثــراً‬ ‫داخــل املنطقــة‪ .‬ثــم دفعــت عمليــات‬ ‫الهجــوم املضــاد مــن الجانــب اإليــراين‬ ‫عــى امتــداد الســنتني الالحقتــن بالجيــش‬ ‫العراقــي خــارج إي ـران‪ ،‬ومــع حلــول نهايــة‬ ‫عــام ‪ 1982‬قــدرت االســتخبارات األمريكيــة‬ ‫خســائر العــراق يف األرواح بـــ‪ 45‬ألفــاً‪،‬‬ ‫يقابلهــم عــدد مامثــل مــن الســجناء‪.‬‬ ‫وبالنســبة لدولــة بلــغ عــدد ســكانها يف ذلــك‬ ‫الوقــت ‪ 15‬مليونـاً‪ ،‬شــكلت هــذه الحصيلــة‬ ‫خســارة فادحــة‪.‬‬ ‫وبــدأ آيــة اللــه الخمينــي والقيــادة اإليرانيــة‬ ‫يحلمــون بتصديــر ثورتهــم إىل الغــرب فــوق‬ ‫ح ـراب جنودهــم املظفريــن‪ ،‬فقــد مألهــم‬ ‫هــم أيضــاً شــعور مبالــغ فيــه بالثقــة‪،‬‬ ‫وطالبــوا بتنحــي صــدام حســن عــن زعامــة‬ ‫العــراق مثنــاً للســام‪.‬‬ ‫ويشــر اىل انــه‪ ،‬كان إمــكان أن تحــرز إيـران‬ ‫نــراً كامــ ًا يف غــر محلــه وغــر واقعــي‪،‬‬

‫‪62‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫فعــدد ســكان إيــران فــاق ســكان العــراق‬ ‫ثــاث مــرات‪ ،‬فيــا ثلثــا العراقيــن مــن‬ ‫املســلمني الشــيعة‪ .‬وفيــا شـ ّ‬ ‫ـكل املســلمون‬ ‫الســنة ‪ 80‬يف املئــة تقريبــاً مــن ضبــاط‬ ‫الجيــش العراقــي‪ ،‬كانــت غالبيــة عنــارص‬ ‫الجيــش مــن الشــيعة‪ .‬ومل يبــدوا كثــراً‬ ‫مــن الحامســة لقتــال أبنــاء طائفتهــم مــن‬ ‫شــيعة إيــران يف مراحــل الحــرب األوىل‪.‬‬ ‫وقــال بعضهــم الحقــاً إنهــم أطلقــوا النــار‬

‫ر ّد الفعــل الطبيعــي الــذي أبدتــه املــدن‬ ‫الشــيعية كافــة ضــد االجتيــاح األجنبــي»‪.‬‬ ‫ثــان‬ ‫وويــزي كوبــرن‪ ،‬مثــة ســبب قــوي ٍ‬ ‫وراء عــدم رجحــان كفــة إيــران‪ ،‬وهــو أن‬ ‫الواليــات املتحــدة كانــت عازمــة عــى‬ ‫أال يفــوزوا‪ ،‬فاإلطاحــة بالشــاه عــى يــد‬ ‫الخمينــي يف العــام ‪ ،1979‬وأخــذ اإليرانيــن‬ ‫للديبلوماســيني األمريكيــن رهائــن يف‬ ‫طهــران‪ ،‬شــكلتا هزميتــن مذلتــن ألمــركا‪.‬‬

‫انضمت‬ ‫الواليـــات المتحدة إلـــى الجانـــب العراقي في ما‬ ‫عُرف باســـم حرب الناقالت‪ ،‬فيمـــا ضربت البحرية‬ ‫األميركيـــة المنشـــآت النفطية اإليرانيـــة‪ .‬وبلغ‬ ‫تدخلهـــا ذروته حين قامـــت ســـفينتها الحربية‬ ‫‪ USS Vincennes‬بإســـقاط طائرة مدنية إيرانية‬

‫يف الهــواء عمــداً‪ ،‬وألقــت كتائــب عــدة مــن‬ ‫الشــيعة ســاحها واستســلمت‪ ،‬ولــو ظــل‬ ‫االســتياء الشــيعي عــى هــذا الحــال لفــازت‬ ‫إيــران‪.‬‬ ‫لكــن ذلــك مل يحــدث قــط‪ ،‬رمبــا مل يتحمــس‬ ‫العراقيــون الشــيعة يف شــأن غــزو إيــران‪،‬‬ ‫لكــن ذلــك ال يعنــي أنهــم أرادوا أن تغــزو‬ ‫األخــرة العـراق‪ .‬وبعــد أن قطــع اإليرانيــون‬ ‫الحــدود العراقيــة توقــف الجنــود‬ ‫العراقيــون الشــيعة عــن االستســام وبــدأوا‬ ‫قتالهــم‪ ،‬وســاد شــعور متزايــد بالتضامــن‬ ‫بــن العراقيــن وال سـ ّيام يف أعقــاب الهجــوم‬ ‫املفاجــئ الــذي شــ ّنه اإليرانيــون بهــدف‬ ‫االســتيالء عــى شــبه جزيــرة الفــاو عــام‬ ‫‪ .1986‬ويذكــر نقيــب شــيعي يف الجيــش‬ ‫العراقــي عــارض الحــرب يف البدايــة‬ ‫ويدعــى جعفــر عــي‪ ،‬أنــه «حــن احتلــت‬ ‫إي ـران الفــاو بــدأ الجميــع بالقتــال‪ ،‬وهــذا‬

‫ومل تكــن واشــنطن لــرىض بفــوز إيــراين‬ ‫إضــايف‪ .‬ويعتقــد البعــض‪ ،‬ورمبــا يخطئــون‬ ‫الظــن‪ ،‬أن الواليــات املتحــدة لعبــت دوراً‬ ‫يف إشــعال فتيــل الحــرب عــام ‪ 1980‬بهــدف‬ ‫معاقبــة إيــران‪.‬‬ ‫وبــدأت وكالــة االســتخبارات املركزيــة ‪CIA‬‬ ‫بتزويــد بغــداد بإحاطــات اســتخباراتية‬ ‫منتظمــة وصــور أقــار صناعيــة عــن‬ ‫املواقــع اإليرانيــة تالفيــاً لوقــوع هزميــة‬ ‫عراقيــة‪ ،‬وأزيــل اســم العــراق مــن الئحــة‬ ‫الــدول الداعمــة لإلرهــاب‪ ،‬مــع أن اإلرهــايب‬ ‫املعــروف أبــو نضــال كان مقيــ ً‬ ‫ا فيهــا‪،‬‬ ‫وأعــادت الســفارة األمريكيــة يف بغــداد فتــح‬ ‫أبوابهــا عــام ‪.1984‬‬ ‫ويضيــف‪ ،‬حــن أغــارت الطائ ـرات الحربيــة‬ ‫العراقيــة عــى ناقــات النفــط اإليرانيــة يف‬ ‫الخليــج باســتعامل صواريــخ إيكزوســيت‬ ‫الفرنســية‪ ،‬ر ّدت إيــران بــرب الناقــات‬

‫الكويتيــة التــي حملــت النفــط العراقــي‪،‬‬ ‫وانضمــت الواليــات املتحــدة إىل الجانــب‬ ‫العراقــي يف مــا ُعــرف باســم حــرب‬ ‫الناقــات‪ ،‬فيــا رضبــت البحريــة األمريكيــة‬ ‫املنشــآت النفطيــة اإليرانيــة‪ .‬وبلــغ تدخلهــا‬ ‫ذروتــه حــن قامــت ســفينتها الحربيــة‬ ‫‪ USS Vincennes‬بإســقاط طائــرة مدنيــة‬ ‫إيرانيــة متجهــة إىل ديب عــن طريــق الخطــأ‬ ‫يف ‪ 3‬متــوز ‪ ،1988‬مــا أســفر عــن مقتــل‬ ‫جميــع ركابهــا البالــغ عددهــم ‪ 290‬شــخصاً‪.‬‬ ‫وأقنــع الزعــاء السياســيون اإليرانيــون‬ ‫آيــة اللــه الخمينــي أن الواليــات املتحــدة‬ ‫انضمــت إىل الحــرب مــع العراقيــن‪ ،‬وليــس‬ ‫أمــام إيـران أي خيــار ســوى وقــف القتــال‪.‬‬ ‫ويف وســع هــذه البــاد أن تزعــم أنهــا‬ ‫وقفــت شــبه وحيــدة يف مواجهــة الع ـراق‪،‬‬ ‫بينــا حظــي صــدام حســن بدعــم معظــم‬

‫بلــدان العــامل‪ .‬لكــن الجيــوش اإليرانيــة‬ ‫كانــت تنســحب بالفعــل حــن قبلــت‬ ‫بوقــف إطــاق النــار يف النهايــة‪ ،‬بينــا‬ ‫صــدام حســن ال يــزال يف ســدة الحكــم‪.‬‬ ‫ويخلــص مراســل االندبندنــت للشــؤون‬ ‫الدوليــة يف دراســته اىل القــول‪ ،‬متــأ إي ـران‬ ‫اليــوم مقابــر كبــرة لقتــى الحــرب التــي‬ ‫شــكلت تجربــة مفصليــة بالنســبة لكثــر‬ ‫مــن الزعــاء اإليرانيــن الحاليــن‪.‬‬ ‫وعــاش اإليرانيــون تجربــة غريبــة مــن خالل‬ ‫إحرازهــم مكاســب كثــرة حاربــوا ألجلهــا‬ ‫بفضــل أخطــاء صــدام حســن والتدخــل‬ ‫األمــريك‪ ،‬فالهيمنــة العراقيــة يف الخليــج مل‬ ‫تعمــر طويــ ًا‪ ،‬إذ هــزم صــدام حســن يف‬ ‫الكويــت العــام ‪ 1991‬وأطيــح بــه يف العــام‬ ‫‪ 2003‬عــى يــد تحالــف تقــوده الواليــات‬ ‫املتحــدة‪ ،‬وهــذا مــا أزاح مــن درب إيــران‬

‫أقــوى وأبغــض عــدو إقليمــي لهــا‪ ،‬ووضعهــا‬ ‫عرضيـاً يف موقــع القــوة اإلقليميــة العظمــى‪.‬‬ ‫ويختتــم باتريــك كوبــرن دراســته بالقــول‪،‬‬ ‫ان مــن حســنات وقــف إطــاق النــار بــن‬ ‫الع ـراق وإي ـران منــذ ‪ 32‬عام ـاً أنــه أوقــف‬ ‫القتــل‪ ،‬لكــن الســام مل يكتمــل يومـاً بعدها‪،‬‬ ‫وثــار العراقيــون الكــورد يف بدايــة الحــرب‪،‬‬ ‫واســتمر الفتــك بهــم حتــى بعــد انتهائهــا‪.‬‬ ‫وذهــب مــا ال يقــل عــن ‪ 182‬ألــف عراقــي‬ ‫كــوردي ضحيــة حملــة اإلبــادة الجامعيــة‬ ‫املعروفــة بـــ «األنفــال» التــي أطلقهــا صدام‬ ‫حســن‪ ،‬ولحســن الحــظ أنــه بــدد مكاســب‬ ‫فــوزه الجــزيئ عــن طريــق مبالغتــه مبــداه‪،‬‬ ‫ولــو كان رجــ ًا أقــل غطرســة ونظــر إىل‬ ‫وقــف إطــاق النــار يف ‪ 20‬آب ‪ 1988‬بعــن‬ ‫أكــر واقعيــة‪ ،‬فلرمبــا كان بقــي يف ســدة‬ ‫الحكــم حتــى يومنــا هــذا‪.‬‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪63‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫القول بعد‬ ‫السيستاني!‬ ‫سعد جاسم الكعبي‬

‫مل‬

‫يــرك املرجــع االعــى الســيد عــي‬ ‫السيســتاين البــاب مفتوحــا للتاويــات‬ ‫والتفســرات بــل تكلــم بوضــوح ولغــة‬ ‫بطنهــا بالتهديــد هــذه املــرة ‪.‬‬ ‫فــكالم املرجعيــة « ُفتيا»المجــال لتبديلهــا‬ ‫او لتغيريهــا أوال اليجــاد شــكل او صبغــة‬ ‫للقفــز عليهــا‪.‬‬ ‫مــا نقلتــه «جينــن بالســخارت « ممثــل‬ ‫االمــن العــام لالمــم املتحــدة خــال لقائهــا‬ ‫االخــر باملرجــع السيســتاين ‪ ،‬انــه كان قاطعا‬ ‫بشــدة ومؤيــدا إلج ـراءات الحكومــة التــي‬ ‫تتقاذهــا االزمــات وتحيــط بهــا الضغــوط‬ ‫املحليــة واالقليميــة والدوليــة‪.‬‬ ‫السيســتاين دعــم املوعــد الــذي حددتــه‬

‫"‬

‫الحكومــة «‪ 6‬حزيــران» حــرا الجــراء‬ ‫االنتخابــات املبكــرة‪،‬اي انــه ال مجــال ال‬ ‫أبكــر وال أبعــد مــن هــذا املوعــد‪.‬‬ ‫السيســتاين أيــد ايضــا الحكومــة باملــي‬ ‫لالســتمرار يف اجراءاتهــا العــادة هيبــة‬ ‫الدولــة يف املنافــذ وســحب الســاح املنفلــت‬ ‫وضبــط وضــع القــوات االمنيــة ‪،‬والســعي‬ ‫الجــاد ملعرفــة الجهــات التــي قتلــت‬ ‫املتظاهريــن مــن دون لبــس ومحاســبتها‬ ‫وفــق القانــون‪.‬‬ ‫كــا اكــدت املرجعيــة عــى اهميــة موضــوع‬ ‫ســيادة البلــد وعــدم الســاح بتجزئتــه او‬ ‫الســيطرة املناطقيــة الي جهــة سياســية او‬ ‫مســلحة وحفــظ وحــدة الع ـراق‪.‬‬

‫عـ��لى السياسـ��يني ان يع��وا ان م��ا حتدث��ت ب��ه م��ع‬ ‫بالس��خارت كانت قضاي��ا مفصلية حتدد مس��تقبل هذه‬ ‫الب�لاد ‪،‬ولن تتوانى ع��ن الوقوف بوج��ه كل من يعارض‬ ‫مصلح��ة املواط��ن والوطن ‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫هــذه التوصيــات ال مجــال للجــدل فيهــا ‪،‬وال‬ ‫يحــق الحــد التملــص منهــا بحجــة انــه مــن‬ ‫طائفــة اخــرى او قوميــة اخــرى او يقلــد‬ ‫مرجعــا اخــر النهــا متثــل مــن ثوابــت حفــظ‬ ‫الع ـراق وكرامــة ابنائــه‪.‬‬ ‫مــرة اخــرى تؤكــد املرجعيــة أبوتهــا الروحية‬ ‫لــكل العراقيــن ودعمهــا غــر املحــدود اليــة‬ ‫جهــود خــرة يف التصــدي ملشــاريع التقســيم‬ ‫التــي يــروج لهــا يف الخفــاء‪.‬‬ ‫واذا كان بعــض السياســيني يحتجــون بــان‬ ‫املرجعيــة ال تتدخــل بالشــأن الســيايس‪،‬‬ ‫عليهــم ان يعــوا ان مــا تحدثــت بــه مــع‬ ‫بالســخارت كانــت قضايــا مفصليــة تحــدد‬ ‫مســتقبل هــذه البــاد ‪،‬ولــن تتــواىن عــن‬ ‫الوقــوف بوجــه كل مــن يعــارض مصلحــة‬ ‫املواطــن والوطــن ‪.‬‬ ‫موقــف السيســتاين كان واضحــا ورصيحــا‬ ‫حتــى انــه بــن مــا يريــد مــن دون واســطة‬ ‫مــن ممثليــه‪.‬‬ ‫عــى الطبقــة السياســية ان تعــرف انهــا‬ ‫وبعــد مواجهتهــا الشــعب بالرصــاص يف‬ ‫التظاهــرات وقلقهــا منــه ‪،‬فانهــا ســتواجه‬ ‫هــذه املــرة املرجعيــة ‪،‬اذا مــا فكــرت‬ ‫بالتالعــب بنتائــج االنتخابــات او وقوفهــا‬ ‫بوجــه اإلجــراءات الحكوميــة التــي تعيــد‬ ‫هيبــة الدولــة وتنهــي حالــة الالدولــة‬ ‫والفــوىض التــي تخلقهــا هنــا وهنــاك لتطيل‬ ‫عمــر وجودهــا فانهــا تحفــر قربهــا‪ .‬بنفســها‪.‬‬ ‫ملــن يشــكك بذلــك عليــه ان يراجــع‬ ‫مواقــف املرجعيــة الصــارم تجــاه قضايــا‬ ‫مصرييــة عصفــت بالعــراق منــذ عــام‬ ‫‪ 2003‬اىل االن‪،‬كارصارهــا عــى رضورة‬ ‫اجــراء االنتخابــات االوىل وكتابــة الدســتور‬ ‫ومواجهــة العنــف الطائفــي وانهــاء االرهاب‬ ‫الداعــي بفتــوى الجهــاد املعروفــة‪..‬‬ ‫ايهــا الســادة السياســيني‪ ،‬حــذاري فإنــه‬ ‫القــول بعــد قــول السيســتاين‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪65‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫الشرق األوسط وضرورة اعادة الترسيم عربيا!‬

‫“‬

‫الملف الكوردســـتاني تســـتطيع الدول العربية ذات الشـــأن أن‬ ‫تســـاهم في حله وإنهاء مشـــكلته بأي نوع من أنواع االســـتقالل‬ ‫والتحالف الذي يطمـــح له الكورد‬

‫كفاح محمود كريم‬

‫يف‬

‫مقالــه األخــر بصحيفــة إيــاف الدول ّية‬ ‫«متــى ُيكــر الجمــود يف ملفــات‬ ‫الــرق األوســط؟» تطــرق الكاتــب‪ ،‬حســن‬ ‫إســميك‪ ،‬إىل تقريــر أو دراســة أصدرهــا‬ ‫«معهــد لنــدن لالقتصــاد والســام»‪ ،‬وذهــب‬ ‫إىل اســتنتاج يقــول‪ ،‬إنَّ ‪« :‬منطقــة الــرق‬ ‫االوســط وشــال أفريقيــا ال تــزال األقــل‬ ‫ســاماً واســتقراراً يف العــامل»‪ ،‬وعــى ضــوء‬ ‫هــذا االســتنتاج أو املــؤرش يتســائل األســتاذ‪،‬‬ ‫إســميك‪:‬‬ ‫ملــاذا ال يــزال الــرق األوســط يعيــش‬ ‫د َّوامــة العنــف والجمــود الســيايس حتــى‬ ‫اآلن؟‬ ‫وقــد أجــاب الكاتــب عــى كثــر مــن‬ ‫والعقــد السياســ ّية‪،‬‬ ‫التســاؤالت والظواهــر ُ‬ ‫وخاص ـ ًة عقــدة القضيــة الفلســطينية ا ّلتــي‬ ‫ــلت األمــم املتحــدة ومجلــس أم ّنهــا‬ ‫َف ِش ْ‬ ‫يف ح ّلهــا وإقنــاع أطــراف ال ّنــزاع بصيغــة‬ ‫مقبولــة للتعايــش‪ ،‬حتــى انــرى الرئيــس‬ ‫املــري األســبق‪ ،‬أنــور الســادات‪ ،‬يف خطو ٍة‬ ‫جريئــ ٍة بزيارتــه إلرسائيــل واضعــاً خارطــة‬ ‫طريــق عقالنيــة إلنهــاء الــراع‪ ،‬ورغــم‬ ‫ظلــم كبــر‬ ‫مــا تعــرض لــه الرجــل مــن‬ ‫ٍ‬ ‫مــن ذوي القــرىب ومــن أصحــاب الشــأن‬

‫‪66‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫الفلســطيني عــى األرض‪ ،‬وأقصــد معــاريض‬ ‫خطــوة الســام ا ّلتــي جــاءت متأخــر ًة كثــراً‬ ‫ملــا بــدأه الراحــل الحبيــب بورقيــة‪ ،‬إال أنهــا‬ ‫كانــت األفضــل يف كلّ مشــاريع الســام‬ ‫بــن الطرفــن املتنازعــن اللذيــن حــوال‬ ‫الــرق األوســط إىل واحــدة مــن أكــر بــؤر‬ ‫الرصاعــات والحــروب يف العــامل‪.‬‬ ‫ال شــك ان الـراع العــريب االرسائيــي كان‬ ‫احــد اهــم نتائــج التفاهــات الربيطانيــة‬ ‫الفرنســية الروســية يف تقســيم املنطقــة‪،‬‬ ‫لكــن ويف ذات الســياق علينــا أن نــدرك‬ ‫أيضـاً أن قضيــة اخــرى كانــت تحــت الرمــاد‬ ‫رغــم ان نريانهــا بــدأت باالنتشــار منــذ‬ ‫النصــف الثــاين مــن القــرن املــايض‪ ،‬وقــد‬ ‫غــدت اليــوم اي القضيــة الكورديــة ووطنهــا‬ ‫املجــزء األكــر إثــار ًة بعــد انصيــاع كثــر‬ ‫مــن أط ـراف ال ـراع العــريب اإلرسائيــي إىل‬ ‫صيغــة أكــر مقبوليــة يف التفاهــم الســلمي‬ ‫بــد ًال مــن الخ ـراب والدمــار‪ ،‬والذهــاب إىل‬ ‫ســام‬ ‫خيــار الصلــح وقبــول اآلخــر مقابــل‬ ‫ٍ‬ ‫دائــم وتطــو ٍر متالحــق كــا حصــل مؤخ ـرا‬ ‫يف سلســلة التقــارب والتصالــح االرسائيــي‬ ‫العــريب ومنوذجــه االحــدث مــع االمــارات‪،‬‬ ‫فالقضيــة الكورديــة وخاصــ ًة يف جزئيهــا‬

‫الجنــويب والغــريب يف ســوريا والعــراق‪،‬‬ ‫ناهيــك عــن الجــزء األكــر يف تركيــا واآلخــر‬ ‫يف إي ـران‪ ،‬أصبحــت تشــكل التحــدي األكــر‬ ‫بعــد القضيــة الفلســطينية‪ ،‬وهــذا املشــهد‬ ‫يــؤرش إىل حقيقــة مهمــة جــداً ال يهتــم‬ ‫بهــا الكثــر‪ ،‬وهــي بتقديــري أســاس هــذا‬ ‫الوضــع يف الــرق األوســط‪ ،‬وهــو التأســيس‬ ‫الخطــأ واإلجبــاري لــدول املنطقــة مبقــص‬ ‫اســتعامري مل يلتفــت إىل نتائجــه التــي‬ ‫تحصــد كوارثهــا الشــعوب‪.‬‬ ‫أن قضيــة فلســطني وكوردســتان وبقيــة‬ ‫املك ّونــات ا ُملذابــة يف الكيانــات التــي‬ ‫تشــكلت مبصالــح اقتصاد ّيــة بحتــة مطلــع‬ ‫القــرن املــايض‪ ،‬هــي األســاس الخفــي لــكل‬ ‫الرصاعــات الدائــرة اليــوم‪ ،‬وخاصــ ًة مــا‬ ‫يتعلــق منهــا باملك ّونــات العرقيــة والقوميــة‬ ‫والدينيــة‪ ،‬ناهيــك أصــ ًا عــن طموحــات‬ ‫بقايــا اإلمرباطوريــات الثــاث الــايت حكمــن‬ ‫لحقــب زمن ّيــ ٍة طويلــة‬ ‫الــرق وأطرافــه‬ ‫ٍ‬ ‫يف تدويــر أحالمهــم بإعــادة ســطوة‬ ‫ونفــوذ تلــك اإلمرباطوريــات التــي ســادت‬ ‫ثــم بــادت‪ ،‬وهــي العثامنيــة والعربيــة‬ ‫ّ‬ ‫والفارســية‪ ،‬والــراع النــازف اقتصاديــاً يف‬ ‫محــاوالت امتــاك وســائل متنحهــم قــ ّوة‬

‫اإلمرباطوريــات الغابــرة‪ ،‬أال وهــو الســاح‬ ‫ال ّنــووي كــا تفعــل إيــران وكــا فعــل‬ ‫صــدام حســن ومعمــر القــذايف‪ ،‬وكــا‬ ‫متتــد تركيــا بحثـاً عــن الطاقــة تــار ًة وبســط‬ ‫نفوذهــا تــار ًة أخــرى بأحــام الواليــات‬ ‫بديــل إســامي شــعويب‪.‬‬ ‫َك‬ ‫ٍ‬ ‫أن الــراع اإليــراين الــريك املخفــي يف‬ ‫وســنياً تحــت‬ ‫العلــن واملتوقــد شــيعياً ُ‬ ‫الرمــاد‪ ،‬يشــبه يف أصلــه الــراع األمريــي‬ ‫الــرويس وال عالقــة لــه البتــة باملذاهــب‬ ‫والقوميــات‪ ،‬بــل باالمتــدادات الجغرافيــة‬ ‫ـاح‬ ‫مســتخدمني فيــه الديــن واملذهــب كسـ ٍ‬ ‫مخــدر‪ ،‬وكــذا الحــال يف الدكتاتوريــات‬ ‫العربيــة وشــعاراتها مــن املحيــط إىل الخليج‬ ‫ومــن البحــر إىل النهــر وصــو ًال اىل القــدس!‬ ‫يف خضــم هــذه الرصاعــات والتداخــات‬ ‫املعقــدة ملجموعــة دول جعلــت مــن‬ ‫الــرق األوســط ســاح ًة لبســط نفوذهــا‬ ‫وســوقاً لبيــع منتوجاتهــا‪ ،‬بــل وحروبــاً‬

‫بالوكالــة عــى حســاب الشــعوب يف العـراق‬ ‫وكوردســتان وفلســطني وســوريا وليبيــا‬ ‫واليمــن ولبنــان والســودان‪ ،‬أمامنــا منــاذج‬ ‫قريبــة لحــلّ هــذه العقــد املســتعصية أال‬ ‫وهــي النمــوذج اليوغســايف أو الســوفييتي‬ ‫والنمــوذج الجيكوســلوفايك إلعــادة ترســيم‬ ‫املنطقــة وفــق حاجــات الســكان واملك ّونــات‬ ‫وطموحاتهــم يف االســتقالل بديــ ًا عــن‬ ‫الحــروب ونتائجهــا التــي تــدور منــذ قــرن‬ ‫مــن الزمــان دون أن تحقــق الســام املنشــود‬ ‫والتطــور لهــذه الشــعوب ودولهــا‪.‬‬ ‫وأجــزم أن كثــر مــن ملفــات املك ّونــات ويف‬

‫مقدمتهــا امللــف الكوردســتاين تســتطيع‬ ‫الــدول العربيــة ذات الشــأن أن تســاهم‬ ‫يف حلــه وإنهــاء مشــكلته بــأي نــوع مــن‬ ‫أنــواع االســتقالل والتحالــف الــذي يطمــح‬ ‫لــه الكــورد ســواء بالصيغــة العراقيــة أو‬ ‫بتطويرهــا إىل الكونفيدراليــة وإجبــار كل‬ ‫مــن تركيــا وإيــران عــى إتباعهــم شــاؤوا‬ ‫أم أبــوا‪ ،‬هكــذا دور ســيعمل عــى حلحلــة‬ ‫قضايــا مؤجلــة حاليــاً وخطــرة جــدا‬ ‫مســتقبال‪ ،‬كقضيــة األقبــاط واألمازيــغ‬ ‫وغريهــم‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪67‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫على من يراهن العراق‪ ..‬ترامب أم بايدن؟‬

‫فيلي | علي حسين علي‬ ‫يقــرب موعــد االنتخابــات الرئاســية‬ ‫االمريكيــة يف الثالــث مــن نوفمرب‪/‬ترشيــن‬ ‫الثــاين املقبــل‪ ،‬وتــزداد الحاجــة يف العــراق‬ ‫الستكشــاف التبــدالت التــي قــد تطــرأ عــى‬ ‫السياســة االمريكيــة التــي ال ميكــن التكهــن‬ ‫بهــا بشــكل دقيــق مــن ســنوات ترامــب‬ ‫األربــع يف الرئاســة وال مــن ســنوات بايــدن‬ ‫الثــاين عندمــا كان اىل جانــب الرئيــس‬ ‫الســابق بــاراك أوبامــا‪.‬‬ ‫ومــن الطبيعــي ان يجــد العــراق نفســه‬ ‫حائـراً‪ ،‬ذلــك أنــه منــذ العــام ‪ ،2003‬تنــاوب‬ ‫الدميقراطيــون والجمهوريــون عــى البيــت‬ ‫األبيــض والكونغــرس‪ ،‬ومل يكــن بإمــكان‬ ‫بغــداد‪ ،‬مهــا كان يف الســلطة وقتهــا يف‬ ‫بغــداد او واشــنطن‪ ،‬بنــاء عالقــة واضحــة‬ ‫املالمــح دامئــا‪ ،‬وكانــت تتأثــر بالتطــورات‬ ‫العراقيــة الداخليــة‪ ،‬واإلقليميــة ايضــا‪،‬‬ ‫وبتحــوالت السياســات التــي يتبعهــا‬ ‫الرئيــس الســاكن يف البيــت االبيــض‪ ،‬مــن‬ ‫جــورج بــوش اىل بــاراك اوبامــا اىل دونالــد‬ ‫ترامــب‪.‬‬ ‫ودامئــا مــا كانــت السياســات االمريكيــة‪،‬‬ ‫خاصــة يف مرحلــة الحــرب البــاردة‪ ،‬مــا‬ ‫تخضــع اىل اســراتيجيات كــرى تتبــع عــى‬ ‫مــدى ســنوات عديــدة لتحقيــق أهــداف‬ ‫تخــدم ال ـراع الــدويل خاصــة مــع االتحــاد‬ ‫الســوفيايت وقتهــا‪ .‬لكــن يف الســنوات التــي‬ ‫تلــت ذلــك‪ ،‬بــدت السياســة األمريكيــة‬ ‫خاضعــة اكــر ملناكفــات الحزبــن األمريكيــن‪،‬‬ ‫وألهــواء ســيد البيــت البيضــاوي نفســه‪.‬‬ ‫وبينــا كانــت النظــرة االمريكيــة اىل الــرق‬ ‫األوســط ترتكــز أساســا عــى ســامة‬ ‫اإلمــدادات النفطيــة مــن املنطقــة اىل‬ ‫االســواق االمريكيــة يف ظــل االعتــاد األمرييك‬ ‫الكبــر عــى مــوارد الطاقــة هــذه‪ ،‬اال ان‬ ‫ذلــك تبــدل عــى مــر الســنوات املاضيــة‪،‬‬ ‫حيــث خــف هــذا االعتــاد بدرجــة كبــرة‪،‬‬

‫‪68‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫وصــارت الواليــات املتحــدة مــن أكــر‬ ‫منتجــي النفــط يف العــامل‪ ،‬ووجــدت العديــد‬ ‫مــن الــدول املصــدرة البديلــة‪ ،‬وازداد‬ ‫انتاجهــا مــن النفــط الصخــري‪ ،‬مــا جعلهــا يف‬ ‫حالــة اســرخاء نســبي يف جوعهــا النفطــي‪،‬‬ ‫وإعــادة ترتيــب أولوياتهــا‪.‬‬ ‫وبحســب املراقبــن ومــا أكدتــه األحــداث‬ ‫االقليميــة يف العقــود املاضيــة‪ ،‬فــإن الثابــت‬ ‫شــبه الوحيــد يف السياســة الخارجيــة‬ ‫االمريكيــة تجــاه الــرق االوســط‪ ،‬كان‬ ‫إرسائيــل وحاميتهــا‪ .‬ال يشء يعلــو فــوق‬ ‫ذلــك يف االهتــام األمــريك‪ ،‬ســواء يف البيــت‬ ‫األبيــض او الكونغــرس‪.‬‬ ‫امــا العــراق فقــد ظلــت تتأرجــح أهميتــه‬ ‫بحســب مــا كان يطــرأ مــن أحــداث‪ ،‬ســواء‬ ‫يف «املرحلــة الصداميــة» او يف مــا بعــد‬ ‫ال‪ .2003‬واذا كان باالمــكان العــودة اىل تلك‬ ‫الســنة‪ ،‬فــإن الخــاف بــن ترامــب وبايــدن‬ ‫كان يف املوقــف مــن الغــزو االمــريك‪ ،‬فبينــا‬ ‫أيــد بايــدن هجــوم جــورج بــوش‪ ،‬فــان‬ ‫ترامــب الــذي مل يكــن قــد دخــل عــامل‬ ‫السياســة‪ ،‬فإنــه انتقــده وعارضــه أكــر مــن‬ ‫مــرة‪.‬‬ ‫وباملناســبة‪ ،‬فــإن هــذه النقطــة هــي‬ ‫مــن املســائل التــي اســتخدمها ترامــب‬ ‫والناشــطون يف حملتــه الرئاســية‪ ،‬للنيــل‬ ‫مــن منافســهم الدميقراطــي باعتبــاره كان‬ ‫مــن مؤيــدي غــزو العــراق‪ ،‬وهــي فكــرة‬ ‫كــا يبــدو مل تعــد تحظــى االن بشــعبية بــن‬ ‫األمريكيــن بعدمــا كلفــت بــاد «العــم ســام»‬ ‫آالف القتــى والجرحــى‪ ،‬ثــم جــاء ترامــب‬ ‫لريســخ نقطــة هجوميــة أساســية تتمثــل‬ ‫يف أن مــن ســبقوه اىل مواقــع الســلطة يف‬ ‫أمــركا‪ ،‬ورطوهــا يف حــروب رشق اوســطية‬ ‫بــا نهايــة وال طائــل منهــا‪ ،‬وانــه هــو يحاول‬ ‫إصــاح الفــوىض التــي خلفوهــا وراءهــم مبــا‬ ‫يف ذلــك اوبامــا وبايــدن وهيــاري كلينتــون‪.‬‬

‫املهــم ان ترامــب بق ـراره مؤخ ـراً‪ ،‬تخفيــض‬ ‫عــدد الجنــود االمريكيــن يريــد أن يبــدو‬ ‫أمــام الناخبــن االمريكيــن كمــن يــويف‬ ‫بوعــوده بانــه ســيخرج مــن الفــوىض الرشق‬ ‫االوســطية‪ ،‬ويحــاول يف الوقــت نفســه أن‬ ‫يســحب هــذه الورقــة مــن بــن يــدي بايــدن‬ ‫الــذي ســبق ان قــال يف االســابيع املاضيــة‪،‬‬ ‫انــه اذا انتخــب رئيســا‪ ،‬فانــه «ســينفذ‬ ‫انســحابا لكنــه ســيحتفظ بوجــود صغــر‬ ‫للقــوات االمريكيــة يف العــراق وأفغانســتان‬ ‫ولكــن املشــكلة انــه ال يــزال يتعــن علينــا‬ ‫القلــق بشــأن اإلرهــاب وداعــش»‪.‬‬ ‫ومــا ال شــك فيــه‪ ،‬ان بايــدن أكــر خــرة يف‬

‫“‬

‫الثابت شـــبه الوحيد في السياســـة الخارجية االميركية تجاه الشرق‬ ‫االوســـط‪ ،‬كان إســـرائيل وحمايتها‪ .‬ال شـــيء يعلو فـــوق ذلك في‬ ‫االهتمام األميركي‪ ،‬ســـواء فـــي البيت األبيـــض او الكونغرس‪.‬‬

‫معرفــة الشــؤون العراقيــة والكورديــة مــن‬ ‫منافســه الجمهــوري املتذمــر مــن الجــدوى‬ ‫التدخــل وبــا مكاســب اقتصاديــة تذكــر‪.‬‬ ‫ومــن املعــروف ان بايــدن زار العـراق نحــو‬ ‫‪ 24‬مــرة عندمــا كان نائبــا الوبامــا الــذي‬ ‫كلفــه مبتابعــة ملــف العـراق وتنظيم مســار‬ ‫االنســحاب العســكري منــه‪ ،‬وهــو يحتفــظ‬

‫بعالقــات قدميــة مــع العديــد من املســؤولني‬ ‫العراقيــن والكــورد خاصــة مســعود بــارزاين‬ ‫الــذي تربطهــا عالقــة شــخصية‪.‬‬ ‫امــا ترامــب فتســجل لــه زيــارة خاطفــة‬ ‫ورسيــة قــام بهــا اىل قاعــدة عــن االســد‬ ‫يف االنبــار قبــل عامــن لتهنئــة الجنــود‬ ‫االمريكيــن باعيــاد رأس الســنة امليالديــة‪،‬‬

‫ومل يلتــق خاللهــا باملســؤولني العراقيــن‪،‬‬ ‫مــا أثــار وقتهــا الكثــر مــن الضجــة‬ ‫واالنتقــادات‪ .‬لكنــه حظــي مبناســبة لقــاء‬ ‫مــع رئيــس الــوزراء العراقــي مصطفــى‬ ‫الكاظمــي يف أغســطس‪/‬آب املــايض التــي‬ ‫حــاول خاللهــا أمــام اإلعــام اإليحــاء مبتانــة‬ ‫عالقاتــه مــع ضيفــه العراقــي وإعجابــه بــه‬ ‫وكانــت مناســبة جديــدة لــه للقــول بانــه‬ ‫يعتــزم جدولــة الخــروج العســكري االمــريك‬ ‫خــال ثالثــة أعــوام‪.‬‬ ‫ومــن البديهــي ان هنــاك يف العــراق مــن‬ ‫يعتــر ان الخيــار بــن الرجلــن هــو مبثابــة‬ ‫االختبــار بــن «أهــون الرشيــن»‪ .‬ذلــك‬ ‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪69‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫انــه يف غيــاب «رؤية» حقيقيــة للعراق‬ ‫واســراتيجية وتربهــن عــى نجاحهــا‬ ‫مــن جانــب الرجلــن‪ ،‬يصبــح الرتقــب ســيد‬ ‫املوقــف بالنســبة اىل العراقيــن‪ ،‬سياســيني‬ ‫ومواطنــن‪ .‬ولعــل النقطــة األكــر حساســية‬ ‫وســلبية يف ان الرؤيــة املركزيــة للعــراق‬ ‫خــال العقــد املــايض‪ ،‬ظلــت تنظــر اىل‬ ‫العــراق بصفتــه ســاحة ملواجهــة النفــوذ‬ ‫االقليمــي اليــران‪ ،‬او للكبــاش معهــا‪ ،‬مــع‬ ‫محــاوالت بــدت متواضعــة للتعامــل معــه‬ ‫خــارج هــذه الرؤيــة متامــا‪.‬‬ ‫وحتــى يف قــرار تخفيــض القــوات الــذي‬ ‫يتأرجــح مــا بــن االيفــاء بتعهــدات انتخابية‬ ‫امريكيــة بــن الرجلــن‪ ،‬فــإن العديــد مــن‬ ‫املراقبــن رأوا يف الخطــوة‪ ،‬مبــادرة تكتيكيــة‬ ‫للحــد مــن خطــر الهجــات الصاروخيــة‬

‫التــي تنفذهــا جامعــات مواليــة اليـران عــى‬ ‫القواعــد واملنشــآت االمريكيــة يف العــراق‪،‬‬ ‫لكنهــا ايضــا تؤكــد تخبطــا امريكيــا معينــا‬ ‫ذلــك ان قــرار اغتيــال قاســم ســليامين‬ ‫وابومهــدي املهنــدس عــى ارض العــراق‬ ‫يف بدايــة العــام ‪ ،2020‬مل يأخــذ باالعتبــار‬ ‫بشــكل كاف‪ ،‬ردود الفعــل العســكرية‬ ‫والسياســية ايضــا التــي قــد ترتتــب عليــه‬ ‫عراقيــا وأمريكيــا وايرانيــا‪.‬‬ ‫وبــكل االحــوال‪ ،‬فــان ترامــب ينــام ويصحــو‬ ‫االن ال عــى كابــوس العــراق‪ ،‬وامنــا عــى‬ ‫الكابــوس الصينــي‪ .‬ومضطــر ترامــب‬ ‫كــا بايــدن أيضــا يف االخــذ باالعتبــار‬ ‫اســراتيجيات االمــن القومــي االمــريك التــي‬ ‫أعدهــا البنتاغــون خــال الســنوات املاضيــة‪،‬‬ ‫والتــي تعتــر ان الخطــر الحقيقــي عــى‬

‫املصالــح االمريكيــة العامليــة مل يعــد متحــورا‬ ‫عــى الــرق االوســط وال العــراق طبعــا‪،‬‬ ‫وامنــا باتجــاه اقــى الــرق‪ ،‬نحــو الصــن‬ ‫ثــم نحــو روســيا‪ ،‬ولهــذا فــان األولويــات‬ ‫العســكرية واملاليــة لــوزارة الدفــاع االمريكية‬ ‫راحــت تنصــب عــى التعامــل مــع هــذه‬ ‫املخاطــر املحتملــة التاليــة مــن البلديــن‪،‬‬ ‫وهــي أيضــا قضيــة انتخابيــة مهمــة عــر‬ ‫عنهــا ترامــب مؤخـرا عندمــا قــال لألمريكيــن‬ ‫انــه اذا انتخــب بايديــن فســيتحتم عليكــم‬ ‫تعلــم اللغــة الصينيــة!‬ ‫وخــال ‪ 15‬ســنة أمضاهــا جــو بايــدن يف‬ ‫لجنــة العالقــات الخارجيــة يف مجلــس‬ ‫النــواب االمــريك‪ ،‬مــن بينهــا رئاســة اللجنــة‬ ‫مرتــن‪ ،‬اظهــر بايــدن اهتاممــا خاصــا‬ ‫بالكــورد‪ ،‬خصوصــا يف العــراق‪ ،‬ومــا يدلــل‬

‫كــا ارشنــا الزيــارات الـــ‪.24‬‬ ‫وكان بايــدن يعتقــد انــه اذا مل تتمكــن‬ ‫الواليــات املتحــدة مــن وضــع فكــرة‬ ‫الفيدراليــة موضــع عــى مســارها الصحيــح‪،‬‬ ‫فلــن يكــون امامنــا فرصــة تذكــر للتوصــل‬ ‫اىل تســوية سياســية يف العــراق‪ ،‬وهــي‬ ‫تســوية‪ ،‬مــن دونهــا‪ ،‬ال فرصــة لالنســحاب‬ ‫مــن العــراق بــدون ان تــرك واشــنطن‬ ‫خلفهــا الفــوىض‪.‬‬ ‫اذا ميكــن القــول انــه مــن املرجــح‪ ،‬انــه اذا‬ ‫اعيــد انتخــاب ترامــب ان يســتمر مسلســل‬ ‫تراجــع اهتــام ترامــب بامللــف الع ـراق يف‬ ‫اطــار تراجــع اهتاممــه االقليمــي الشــامل‬ ‫باملنطقــة مــا مل يخــدم كــا ارشنــا‪ ،‬ارسائيــل‪،‬‬ ‫او مبيعــات االســلحة واالمــوال العربيــة‬ ‫التــي تضــخ يف االقتصــاد االمــريك‪.‬‬

‫امــا اذا جــاء بايــدن‪ ،‬فانــه قــد يقــوم‬ ‫بتفعيــل خربتــه العراقيــة يف محاولــة منــه‬ ‫لوضــع مقاربــة أكــر شــمولية الزمــات‬ ‫العـراق‪ .‬ومــن غــر الواضــح مــا اذا يســتعيد‬ ‫مــن جعبتــه اقرتاحــه املثــر للجــدل بتقســم‬ ‫الســلطة يف العـراق فيدراليــا والــذي طرحــه‬ ‫قبــل نحــو ‪ 15‬ســنة‪ ،‬عــى غــرار تقســيم‬ ‫الحكــم يف البوســنة‪.‬‬ ‫كــا يعتقــد ان مجــيء بايــدن‪ ،‬اقلــه كــا‬ ‫وعــد مؤخـرا‪ ،‬ســيعيد واشــنطن اىل التزاماتها‬ ‫النوويــة مــع ايــران التــي انســحب منهــا‬ ‫ترامــب قبــل عامــن يف محاولــة الخضــاع‬ ‫طهـران لــروط اتفــاق جديــد‪ .‬لكــن بايــدن‬ ‫قــد يأخــذ بعــن االعتبــار ايضــا ان عقوبــات‬ ‫ترامــب اضعفــت فعــا املوقــف االيــراين‬ ‫الداخــي واالقليمــي مبــا يف ذلــك يف الع ـراق‬

‫المرأة والحساب الخاطئ‬ ‫صالح مندالوي‬

‫‪70‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬

‫قــام االســام كفكــر عــى عاتــق املجتمــع منهــا املــرأة‬ ‫ومنــذ اليــوم األول ملــا قــال ورقــة بــن نوفــل يــا‬ ‫خديجــة خذيــه اين الشــم منــه رائحــة للنبــوة ودثرتــه‬ ‫حــن دخــل عليهــا مرتعشــآ مــن هــول نــزول الوحــي‬ ‫فكانــت ( ياايهــا املدثــر ‪ ).....‬وكــم اتأثــر مــن تصورها‬ ‫تحتضنــه مهللــة وال تــدري ماســيحصل لهــا ولزوجهــا‬ ‫فقــد كانــت تعلــم وتتعايــش مــع التصــور بالــذي‬ ‫ســيحصل وهــي املــرأة الحديديــة التــي اســتورثت‬ ‫زوجهــا االول واحتضنــت النبــي فأنجبــت لــه فاطمــة‬ ‫التــي رغــم انهــا تديــر الرحــى اىل ان تدمــى يداهــا‬ ‫فقبلــت ايضــآ بفقــرة اىل ان كان عقــل مؤمــن حــن‬ ‫طلــب مســاعدتها وكان زوجهــا يأتيها بأخبار املســجد‬ ‫درجــة ان ســاها ( بصحيفــة فاطمــة ) طبعــآ يكتــب‬ ‫قبــل ظهــور الــورق عــى جريــد النخيــل او جلــد‬ ‫شــاة ومــع كارثــة كربــاء وارس ال النبــي ضاعــت‬ ‫ثــم تصــدت للمرحلــة الثالثــة الحــوراء زينــب اذ ملــا‬ ‫ســألها ابــن زيــاد كيــف امســيت قالــت مل ارى اال‬

‫جميــآ رجــال بــرزوا‬ ‫اىل مضاجعهــم وكان‬ ‫وعــدآ مســؤوال‬ ‫وقالــت ليزيــد كــد‬ ‫كيــدك وناصــب‬ ‫جهــدك واســعى‬ ‫ســعيك فــو اللــه لــن‬ ‫تبلــغ امدنــا هــذه‬ ‫املــرأة الرائعــة تجــد‬ ‫لهــا رضيحآ يف الشــام‬ ‫واخــر يف مــر البــل‬ ‫التلــة التــي وقفــت‬ ‫عليهــا التلــة الزينبية‬ ‫يف كربــاء ثــم جــاءت املرحلــة الرابعــة‬ ‫ســكينة بنــت الحســن القائلــة شــعرآ صبــت‬ ‫علينــا مصائــب لوانهــا صبــت عــى االيــام‬ ‫رصن لياليــا ففــي ديــوان االغــاين اليب فــرج‬

‫االصفهــاين عــدة اســاء مــن شــاعرات قيــل‬ ‫عنهــن الســكينة بنــت الحســن يف ســوق‬ ‫عــكاظ وطبعــآ اثخنوهــا درجــة التنســجم‬ ‫وعقليــة اهــل بيــت النبــوة ‪.‬‬ ‫هــذا اذا مــا اضفنــا اىل الالحــق الرعيــل االول‬

‫مــن زوجــات النبــي مل يكــن فيهــن ابــكارآ‬ ‫ســوى الســيدة عائشــة والتــي مكثــت تــروي‬ ‫الحديــث اىل ‪ 87‬ســنة وباقــي نســاء النبــي‬ ‫الثامنيــة كلهــن فقيهــات ذوي ادراك ســليم‬ ‫ام ســلمة وزينــب والجوارانيــة وحفــص‬

‫نفســه‪ ،‬مــا قــد يغريــه ذلــك باســتغالل‬ ‫املوقــف الشــراط عــودة واشــنطن اىل‬ ‫االتفــاق النــووي بتقديــم طه ـران لتنــازالت‬ ‫اضافيــة‪ ،‬وهــذا هــو املحــك االكــر خطــورة‪.‬‬ ‫ذلــك ان ايــران التــي ال تخفــي رغبتهــا‬ ‫بالخــاص مــن ترامــب‪ ،‬تضــع ســقف‬ ‫توقعــات عــال مــن بايــدن اذا فــاز‬ ‫يف االنتخابــات‪ ،‬ومحاولتــه بالتــايل‬ ‫فــرض رشوط جديــدة عــى االيرانيــن‬ ‫قــد تدفعهــم اىل التشــدد أكــر‪ ،‬او ابــداء‬ ‫مرونــة ديبلوماســية أكــر‪ ،‬وهــذا هــو‬ ‫امتحــان أخــر للعــراق باعتبــاره احــد‬ ‫احتــاالت املســاومة – او املواجهــة ‪-‬‬ ‫املحتملــة بــن الطرفــن‪.‬‬ ‫ولهــذا‪ ،‬باختصــار‪ ،‬فــان حالــة الرتقــب‬ ‫العراقــي الحــذر هــي املرجحــة االن‪.‬‬

‫ابنــة عمــر ‪ ......‬الــخ كان اختيــار النبــي‬ ‫لهــن بعنايــة تتجــاوز الرغبــة الغريزيــة الن‬ ‫نصــف املجتمــع نســاء اقتــى ان تنــر‬ ‫فيهــن مفاهيــم الفلســفة االســامية مثــا‬ ‫الخنســاء التــي كانــت مشــهورة ببكائهــا‬ ‫عــى اخيهــا صخــر حــن اقســمت ( ســأبكيك‬ ‫حتــى افــارق مهجتــي ويشــق رمــي )‬ ‫لكنهــا حــن استشــهد ابناؤهــا االربعــة‬ ‫قالــت الحمــد للــه الــذي رزقهــم الشــهادة ‪.‬‬ ‫ومريــم الجورانيــة كانــت تشــحذ الهمــم‬ ‫يف صفــن قائلــة ( ان العــدو الل احمــد‬ ‫يقصــد)‪.‬‬ ‫واليــوم نجــد يف الثقافــة الدينيــة املــرأة‬ ‫وعليهــا واجبــات دينيــة غريزيــة ال معنــى‬ ‫لهــا بــل انتــر فكــر هزيــل املعنــى لــن‬ ‫تبقــى للحضــارة االســامية شــئ ولكنــا‬ ‫نــرى الوميــض تحــت الرمــاد يــزداد عنفوانــآ‬ ‫لرمبــا تحتفــل االجيــال القادمــة القريبــة‬ ‫جــدآ يتحدثــن بلغــة الثقافــة والجديــة‬ ‫الرصينــة مــع تطــور الفكــر االنســاين والعقل‬ ‫االلكــروين للبــر ‪.‬‬

‫‪0202‬‬ ‫أيـــلــول ‪ /‬سبتمــبر‬

‫‪71‬‬


‫فـــ‬

‫سـياســة‬

‫‪72‬‬

‫العدد ‪102‬‬ ‫الســنة السادسة عشر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.