أهمية المتاحف المتحف ذاكرة شعب ..مقولة لو تمعنا فيها لوجدنا حقيقتها ومصداقيتها ،فنحن ل نتخيل بلد بدون متحف .نشعر دائما حين زيارة متحف بأننا انتقلنا زمنيا ،نعم إن المتحف آلة زمن حقيقية ،نترك عن دخولنا بابه كل همومنا لنزور عوالم وأزمنة حقيقية ،فتلك آثارها الباقية والتي تعرفنا طبيعة الناس ومعيشتهم. وتنقسم المتاحف تبعاً لنشاطها إلى أكثر من نوع :فمنها متاحف )موضوعية( كمتاحف التاريخ الطبيعي أو المتاحف العلمية أو متاحف الحضارات النسانية أو متاحف التطبيقية .ومنها ما ينحو تقسيمها إلى مرمى معين كالمتاحف الوطنية أو المتاحف الخاصة المحدودة بموضوع واحد أو المتاحف المحلية. وفي هذا الموضوع نتعرف على أنواع المتاحف ،فالمتاحف ليست هي متاحف للثار القديمة فحسب ،وإنما تعددت مهامها وأنواعها بحيث يجب دراستها بشكل أو بآخر ،وأنواعها كالتالي: أوًل :المتاحف الهلية: ل يتضمن مقصدنا هنا المتاحف الرسمية أو الخاصة ،تلك التي نجدها في مختلف القطار فقط ،بل يشمل المتاحف الخرى التي تصور أنواع المعرفة في نطاق أوسع وأشمل. أبلغ المثلة لهذا النوع من المتاحف ..المتاحف المريكية التي يتبع معظمها المجالس البلدية ل الحكومة المركزية .تلك المتاحف تنافس المتاحف القديمة بقوة في كل ما يتيسر الحصول عليه من السواق ،أو الوصول إليه بالبحث واستكشاف .وهذه المتاحف في أوربا وأمريكا متشابهة في تنظيمها وإدارتها. إن هذه المتاحف حديثة التقدم ،آخذة النهوض .وفي القرن التاسع عشر بزغ نجمها بعد أن كانت ل تعدو أن تكون عبارة عن مجموعات متباينة لتحف من كافة الجهات. ورأى الكثيرون أن من واجب تلك المتاحف أن تكون سبيلً لتقدم المعارف والثقافة ،وانتشار الفوائد وروح الفن والجمال .ولقد ازدادت أهمية المتاحف لدينا حين رأى المثقف المصري الدور الفعال للمتحف
في عملية البحث العلمي ،وعلى سبيل المثال جمعت نماذج عديدة لفصائل الحيوان والنبات والحجار والمعادن في المتاحف ،ووجد العلماء تلك المجموعات جاهزة للعمل عليها بعد تصنيفها ،فحددوا العلقات فيما بينها ودرسوا طبائعها وحللوا أصولها لصالح العلم وزيادة المعرفة النسانية. ومن السهل إدراك تلك الهمية التي مثلتها النماذج التي جمعتها المتاحف من طبقات الرض المختلفة ،فكانت إمداداً جيداً لصناعات البشرية بالفحم والزيوت والمعادن الثمينة ،وكان علم النبات الذي دراسته المتاحف الزراعية في أوربا وأمريكا ،ما سهل العديد من أمور الزراعة والسماد ،كان لعلم الحشرات دور في مقاومة المراض ،وعلم الحيوان الذي تمت دراسة نماذج عديدة أثرت العلوم وعرفتنا الكثير من طبائعها. ثانيًا :متاحف التاريخ الطبيعي: من المعروف أن متاحف التاريخ الطبيعي أصبحت في القرن التاسع عشر نواة حقيقية لتحقيق الغرض الصناعي والتجاري والصحي .بعد أن كانت مجموعات جذابة للحيوانات الغريبة والحجار والنباتات .ومنذ كشفت نظرية "دارون" في )علم أصول الحيوان( أضحى لتلك المتاحف أثر بالغ في تقديم مادة البحث لدراسة علم الحياة. علت الصوات بأن الحاجة إلى مثل تلك المتاحف في مصر ملحة لعظم وظائفها العلمية والشعبية .ولكونها وليدة التطور بالمدن الكبرى. ومتاحف الحضارات ُتظاهر متاحف التاريخ الطبيعي في الهيمنة على روح الجمال والفتنة .بيد أنها فضلً عن ذلك تمتد إلى جوانب أخرى من طبيعتنا النسانية. وزائر المتاحف التي تهتم بالتاريخ الطبيعي في مجتمعنا دائما ً ما يشعر بالرهبة والخشوع .وهكذا ،يشعر بأنه أفاد من بذل طاقته ووقته في زيارة المتحف ،ويمكن تفسير ذلك الشعور بأنه ربط بين ما رآه وبين زيادة إيمانه بال ويقينه بقدرته .فدائماً ما تتردد عبارة "سبحان ا" على ألسنتنا حين نشعر بالرهبة والعجب من شيء نراه. ثالثًا :متاحف الفنون: حينما نقرأ عن متاحف التاريخ الطبيعي أو نزورها ،فإن عقلنا يرشدنا
إلى عالم الجسد الذي نعيش فيه ،أما متاحف الفنون فتدلنا على السلوب الذي ينحوه النسان في الحياة .وهي على حد قول البعض "مهما تسلطت على حواسنا وجعلت الماضي والمستقبل يسيطران على حاضرنا ،فإنها تتقدم بنا صوب مراتب الفكر الرفيع" .وفي ردهات تلك المتاحف تتجمع بجوار بعضها البعض أمثلة لبعض الفنون والصناعات النسانية منذ العصر الحجري إلى يومنا الحاضر. ومن المعروف أن الفن ما هو إل صورة أو مادة مصورة للتاريخ المكتوب ،وأهمها تزداد في نظر كل جيل حينما يتم العتماد على الصورة المرسومة أكثر من الكلمة المكتوبة. إن دراسة التاريخ ل توسع من مداركنا بزيادة ما نفيد منها فحسب ،بل تساهم أيضاً بقسم وافر في تقدم المدنية بتدوين أعمال الرجال ونتائجها بما يماثل حالتنا من قريب أو بعيد. رابعًا :المتاحف الخاصة: وهي مجموعة من المتاحف يقوم عليها الخاصة ،والتي ل تعني بالمطالب العامة ،وإنما هي محدودة بمواضيع معينة .مثل متاحف السللت البشرية )الثنوجراف( ،ومتاحف التاريخ الطبي ،أو المتاحف الحربية. وقد يكون من أمثلة المتاحف الخاصة )متحف الكارنفالية( في باريس، أو )متحف لندن( في لنكستر هاوس ،فأولهما الغرض منه عرض تاريخ مراحل الثورة الفرنسية ،وثانيهما ليضاح تاريخ مدينة لندن. نضيف إلى ذلك البيوت التذكارية ،حيث عاش مشاهير الرجال ،مثل المكان الذي ولد فيه "شكسبير" في سترادفورآفون ،وبيت المة حيث عاش سعد زغلول ..وغيرها. خامسًا :المتاحف المحلية: يرجع الفضل لنمو هذا النوع من المتاحف إلى بريطانيا وأمريكا ،فتلك المتاحف تشبه كثيرًا المكتبات العمومية في نشر الثقافة العامة ،وتديرها الهيئات المحلية مثل المتاحف الداخلية للجامعات. ولقد اصطدمت المتاحف الهلية في مصر بحقيقة واقعة ،وهي أن أغلب
السلطات المحلية لم تنتبه لهميتها التعليمية. *** ولعلنا قد وفقنا بعد هذا العرض الموجز في التعريف بأنواع المتاحف التي نزورها يوميا ،ول نعرف غير أنها مكان لحفظ كل ما هو قديم، دون معرفة أو دراية بأنواعها وتصنيفاتها.