Tamddon no 12

Page 1

‫الحكومة المؤقتة‪ ..‬االقتصاد السوري منهار تمام ًا ‪3‬‬ ‫االتصاالت هم آخر يضاف إلى الهموم في دير الزور ‪4‬‬ ‫واقع الطالب في جامعة حلب‬ ‫سياسية ثقافية منوعة نصف شهرية‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫‪9‬‬

‫منتخب الكاراتيه أول منتخب سوري حر يشارك ببطولة دولية ‪10‬‬ ‫‪tamddon.net‬‬

‫‪tamddon@gmail.com‬‬

‫‪@tamddon‬‬

‫‪tamddon‬‬

‫ماذا بقي من ثورتنا‬

‫بدأت حكومات دول الجوار السوري‬ ‫انتهاج سياسات جديدة في شأن‬ ‫التهديدات التي تمثلها التنظيمات‬ ‫الجهادية التي تنشط على األراضي‬ ‫السورية‪ .‬ويتزامن هذا التحوّل مع‬ ‫تصريحات للمبعوث الخاص لألمم‬ ‫المتحدة وجامعة الدول العربية األخضر‬ ‫اإلبرهيمي ّ‬ ‫حذر فيها من تحوّل الساحة‬ ‫السورية إلى صومال جديد‪ .‬على‬ ‫األرض سيطرت الجبهة األسالمية على‬ ‫مستوداعات سالح تابعة لقيادة أركان‬ ‫الجيش الحر في ما اشتدت المعارك في‬ ‫القلمون وأرتكب النظام الحاكم بالتعاون‬ ‫مع مليشات عراقية مجازر في النبك‪،‬‬ ‫في حين انشغلت المعارضة السورية‬ ‫باحتواء أخبار اإلضراب الذي أطلقة‬ ‫قسم من موظفيها احتجاجاًعلى الفساد‬ ‫وسوء اإلدارة‪ ،‬واالئتالف مستمر في‬ ‫التحضير لوفد جنيف‪ 2‬في ظل تلميحات‬ ‫دولية حول تأجيل موعد أنعقاده مجداً‪.‬‬ ‫أخبار تعكس صورة التشابك الحاصل‬ ‫على األراضي السورية بين القوى‬ ‫اإلقليمية والدولية فقد خرجت اللعبة‬ ‫من أيدي السوريين وأصبحوا رهينة‬ ‫لمصالح وتسويات دولية تطبخ على‬ ‫أرضهم فيما بقي الناس بين نظام‬ ‫مجرم يحصد أرواح اآلالف منهم في‬ ‫سبيل البقاء‪ ،‬ومعارضة هزيلة مشغولة‬ ‫باقتسام المناصب وتوزيع االمتيازات‬ ‫على أزالمها‪ .‬ويبقى سؤال مهم يخطر‬ ‫في بال كل سوري فقد عزيزاً أو كل‬ ‫سورية نائمة في خيام اللجوء الباردة‬ ‫اليوم‪ ،‬ماذا بقي لنا من ثورتنا ونحن‬ ‫على مشارف أستقبال عامها الثالث؟‬ ‫دياب سرية‬

‫وحدة تنسيق الدعم ‪ ..‬إضراب بسبب الفساد اإلداري‬ ‫وغياب الشفافية أم بسبب تخفيض األجور‬

‫‪5‬‬

‫اللغم اليوناني ‪...‬يبتر حلم السوريين نحو أوروبا ‪7-6‬‬ ‫‪5-4‬‬


‫‪02‬‬

‫اإلخبارية‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫مليشيات عراقية تعدم رجل مسن في مدينة النبك‬

‫أعلن ناشطون عن إعدام قوات النظام مدعومة‬ ‫بمقاتلين من حزب اهلل اللبناني وفصائل شيعية‬ ‫‪ 44‬مدنيين بينهم أطفال ونساء في مدينة النبك‬ ‫بالقلمون شمال دمشق‪ .‬وأُعدم هؤالء المدنيون‬ ‫في ملجأ بحي يخضع لسيطرة القوات النظامية التي‬ ‫تسعى منذ أيام إلى إحكام قبضتها على المدينة بعدما‬ ‫سيطرتها على مدينتي قارة ودير عطية القريبتين‬ ‫منها‪ .‬في غضون ذالك استنكر الناشط «عامر‬ ‫القلموني» إعدام رجل مسن من مدينة «النبك» على‬

‫يد ميليشات ما يسمى بـ «لواء ذو الفقار» الشيعية‬ ‫العراقية‪ ،‬التي تقاتل جنبا إلى جنب مع قوات نظام‬ ‫األسد‪ .‬وقال القلموني‪« :‬فكرّوا بما رآه هذا الشهيد‬ ‫قبل الشهادة كم ميتة قد ماتها؟ فقط فكرّوا بتلك‬ ‫اللحظات بين يمين الصورة ويسار الصورة»‪ .‬يذكر أن‬ ‫المجزرة تم ارتكابها قبل أيام‪ ،‬في حي الفتح بالنبك‪،‬‬ ‫وتم اكتشافها بالمصادفة‪ ،‬بعد سيطرة نظام األسد‬ ‫وميليشيا حزب اهلل و «لواء ذو الفقار» العراقي‪ ،‬على‬ ‫ذلك الحي بشكل كامل قبل أسبوع‪ ،‬ما أدى النقطاع‬

‫االتصال مع األهالي بشكل شبه كامل‪.‬‬ ‫تمدن | وكاالت‬

‫الدولة اإلسالمية تغتال قائدين في الجيش الحر‬

‫قالت هيئة أركان الجيش السوري الحر إن تنظيم‬ ‫دولة العراق والشام التابعة للقاعدة اغتال قائدين‬ ‫في الجيش الحر أثناء محاولتهما إدخال مساعدات‬ ‫إلى مناطق شمال سوريا‪ .‬وكان الرائد أحمد جهار‬ ‫والمالزم أول محمد القاضي‪ ،‬باإلضافة إلى السائق‬ ‫المرافق لهما عبد الحكيم الشاهر‪ ،‬قد انطلقا في‬

‫مهمة إدخال مساعدات وصلت هيئة األركان الى‬ ‫شمال سوريا‪ .‬وكانت المساعدات كناية عن عدد‬ ‫من أجهزة االتصاالت وسل ً‬ ‫ال غذائية‪ .‬وبمجرد‬ ‫تحركهما نحو الجهة التي كان القائدان ينويان‬ ‫إيصال المساعدات لها‪ُ ،‬فقد االتصال بهما‪ ،‬ثم‬ ‫تمكن أحد أقربائهما من رؤيتهما في إحدى‬ ‫مقرات «داعش» في مدينة إعزاز في حلب‪ ،‬وحصل‬ ‫على وعد باإلفراج عنهما‪ .‬وفي فجر اليوم التالي‪،‬‬ ‫عثر على جثتي القائدين على نحو فاجأ األهالي‪،‬‬ ‫حيث إنه ليس أسلوب «داعش» في اغتيال‬ ‫األشخاص بطريقة «خفية» بل إن التنظيم يعمد‬ ‫إلى استعراض محاكماته وتنفيذ أحكامه ضد من‬ ‫يتهمهم بأي جرم‪ .‬وتساءل البعض إن كان للنظام‬

‫سوريون يستهدفون قوات إسرائيلية في‬ ‫مرتفعات الجوالن‬

‫قال الجيش اإلسرائيلي يوم السبت إن أضرارا‬ ‫لحقت بعربة عسكرية بعد أن فجر سوريون قنبلة‬ ‫عند حدود مرتفعات الجوالن التي تحتلها إسرائيل‬ ‫لكن أحدا لم يصب في الهجوم‪ .‬ويعتقد أن الهجوم‬ ‫الذي وقع الجمعة هو أول تفجير يستهدف القوات‬ ‫اإلسرائيلية منذ بدء الحرب األهلية السورية رغم‬ ‫أن الجيش لم يؤكد ذلك‪ .‬وقالت متحدثة باسم‬ ‫الجيش إن االنفجار نجم عن عبوة ناسفة وضعت‬ ‫على الجانب السوري من السياج الحدودي لكن‬ ‫لم يتضح أي من الفصائل السورية يقف وراء هذا‬ ‫التفجير‪ .‬وتكررت حوادث امتداد نيران القتال بين‬ ‫قوات الرئيس السوري بشار األسد وقوات المعارضة‬ ‫إلى الجوالن لكن يعتقد أن معظمها عارض‪ .‬وردت‬ ‫إسرائيل في مرات عدة على القذائف التي تسقط‬ ‫في األراضي الخاضعة لسيطرتها وغالبا ما ترد على‬

‫مصادر النيران بقذائف الدبابات‪ .‬وشنت إسرائيل‬ ‫أيضا هجمات جوية على قوافل تحمل أسلحة‬ ‫وذخائر متطورة كانت سوريا تحاول نقلها إلى حزب‬ ‫اهلل حليفها في لبنان ويعتقد أنها تقف وراء هجمات‬ ‫أخرى على سوريا لكنها ترفض تأكيد ذلك‪ .‬واحتلت‬ ‫إسرائيل مرتفعات الجوالن السورية في عام ‪1967‬‬ ‫وضمتها إلى أراضيها في عام ‪ 1981‬في خطوة ال‬ ‫يعترف بها المجتمع الدولي‪.‬‬ ‫تمدن | رويترز‬

‫السوري أي يد في هذا االغتيال‪ .‬وفي سياق آخر‪،‬‬ ‫بث ناشطون سوريون على موقع «يوتيوب» فيديو‬ ‫يظهر موكب تشييع لـ‪ 30‬قتيال من قوات النظام‪،‬‬ ‫وعبر الموكب المؤلف من نحو ‪ 40‬سيارة أحد‬ ‫شوارع طرطوس مترافقا مع إطالق كثيف للنار‪.‬‬ ‫تمدن | وكاالت‬

‫الراهبات السوريات‬ ‫المختفيات يظهرن‬ ‫في شريط مسجل‬ ‫ظهرت مجموعة من الراهبات السوريات‬ ‫اختفين عقب استيالء مقاتلين إسالميين‬ ‫على مدينة معلوال في لقطات فيديو وصرحن‬ ‫بانهن على ما يرام ونفين انباء تفيد‬ ‫بخطفهن‪ .‬وكانت قد اختفت الراهبات بعدما‬ ‫سيطر المقاتلون على الحي القديم من قرية‬ ‫معلوال شمالي دمشق بعد قتال شرس مع‬ ‫قوات النظام في منطقة القلمون القريبة‬ ‫من الحدود اللبنانية‪ .‬وقال مبعوث الفاتيكان‬ ‫إلى سوريا إن المقاتلين نقلوا الراهبات من‬ ‫دير مار تقال للروم االرثوذكس الى بلدة‬ ‫يبرود يوم االثنين‪ .‬وفي لقطات الفيديو‬ ‫التي بثها تلفزيون الجزيرة في ساعة متأخرة‬ ‫من مساء يوم الجمعة ظهرت أكثر من ‪12‬‬ ‫راهبة بزيهن األسود الطويل يجلسن على‬ ‫ارائك في غرفة‪ .‬وحين سأل رجل من خلف‬ ‫الكاميرا إذا كن قد تعرضن لالختطاف نفين‬ ‫ذلك واضفن انهن غادرن الدير هربا من‬ ‫القصف وانهن سيخرجن بعد يومين‪ .‬وقالت‬ ‫راهبة «نلقى معاملة جيدة ونقلونا من الدير‬ ‫حيث تعرضنا للقصف‪...‬انقذونا ونحن سعداء‬ ‫معهم‪ ”.‬ولم يتضح توقيت أو مكان تصوير‬ ‫اللقطات أو ظروف الراهبات الالئي تحدثن‪.‬‬ ‫وحاولت األقلية المسيحية في سوريا ان تنأى‬ ‫بنفسها بشكل عام عن الصراع الدائر بين‬ ‫المعارضة والنظام الحاكم‪ .‬ويخشى كثير‬ ‫من المسيحيين صعود الجماعات اإلسالمية‬ ‫المتشددة إلى الحكم‪.‬‬


‫االقتصادية‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫الحرب السورية كلفت ‪ 103‬مليار دوالر خسائر وتسببت بأكبر موجه لجوء في التاريخ المعاصر‬ ‫أشارت دراسة أعدها “المركز السوري لبحوث‬ ‫السياسات” إلى أن إجمالي الخسائر االقتصادية‬ ‫لالزمة السورية بلغت لغاية الربع الثاني من العام‬ ‫الحالي ما يقرب ‪ 103.1‬مليار دوالر وخلصت‬ ‫الدراسة التي حملت عنوان “حرب على التنمية”‬ ‫والتي أعدت لمصلحة وكالة “األونروا” والبرنامج‬ ‫أن “إجمالي الخسائر‬ ‫اإلنمائي لألمم المتحدة إلى ّ‬ ‫االقتصادية لألزمة السورية بلغت منذ بداية عام‬ ‫‪ 2011‬لغاية الربع الثاني من العام الحالي ما‬ ‫يقرب من ‪ 103.1‬مليارات دوالر”‪ ،‬موضحة أن‬ ‫أن األزمة تتسبب بخسارة اقتصادية‬ ‫“هذا يعني ّ‬ ‫لسوريا بمتوسط شهري قدره ‪ 3.8‬مليارات دوالر”‪.‬‬ ‫وأكدت الدراسة البحثية التي صدرت نتائجها‬ ‫مؤخراً أن “الالجئين من سوريا اآلن هم أسرع‬ ‫مجموعة الجئين نمواً في العالم” معتبرة أنه في‬ ‫حال “استمرت على الوتيرة الحالية فإن الالجئين‬ ‫السوريين سيصبحون في نهاية العام الحالي أكبر‬ ‫مجموعة الجئة في التاريخ المعاصر”‪ .‬وأوضحت‬ ‫الدراسة أنه بحلول النصف األول من العام الحالي‪،‬‬ ‫تراجع عدد ّ‬ ‫سكان سوريا بأكثر من ‪ ،%8‬بينما غادر‬ ‫‪ % 36.9‬من السكان أماكن سكنهم الطبيعي‪،‬‬ ‫حيث خرج ‪ 1.73‬مليون الجئ”‪ .‬وكانت لجنة األمم‬ ‫المتحدة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‬ ‫(األسكوا) أوضحت في دراسة سابقة أن اللجوء‬ ‫والنزوح أثر على تشكل خارطة الفقر في سوريا‪ ،‬إذ‬ ‫أن ما يزيد عن ‪ 7‬مليون سوري هربوا من أماكن‬ ‫إقامتهم األصلية إلى المدن الرئيسية خصوصا‬ ‫دمشق‪ ،‬ويعيشون كالجئين في دول الجوار”‪.‬‬

‫وفيما يخص ملف الفقر‬ ‫والبطالة‪ ،‬قدرت الدراسة‬ ‫عدد السوريين الذين‬ ‫دخلوا دائرة الفقر بفعل‬ ‫تداعيات األزمة من ‪2.33‬‬ ‫مليون شخص فقدو‬ ‫مصدر رزقهم ووظائفهم‪،‬‬ ‫وهو ما أسهم في ارتفاع نسبة البطالة لتصل إلى‬ ‫‪ %48.6‬وتهديد معيشة ما يقرب من ‪ 10‬ماليين‬ ‫شخص”‪ .‬وكانت دراسة صدرت الشهر الماضي‬ ‫عن لجنة (األسكوا) أوضحت أن ‪ 18‬مليون سوري‬ ‫يعيشون “تحت خط الفقر االعلى” ‪ ،‬الفتة الى ان‬ ‫سوريا تواجه “احتماالت المجاعة ألول مرة في‬ ‫التاريخ الحديث”‪ .‬كما وصفت الدراسة “أزمة القطاع‬ ‫التعليمي في البالد بالصامتة”‪ ،‬مبينة إن “معدل‬ ‫التسرب المدرسي وصل إلى ‪ ،%49‬وهو ما يعني‬ ‫أن نصف أطفال المدارس باتوا ال يحصلون على‬ ‫التعليم النظامي”‪ .‬وأشارت الدراسة إلى أن “القطاع‬ ‫الصحي يشهد انهياراً كبيراً‪ ،‬فقد تراجعت مث ً‬ ‫ال‬ ‫نسبة األطباء‪ ،‬إضافة لتوقف نحو ‪ %90‬من الصناعة‬ ‫الدوائية المحلية عن اإلنتاج”‪ .‬ورأت الدراسة أن‬ ‫خسارة الحياة البشرية أكثر جوانب النزاع المسلح‬ ‫فظاعة‪ ،‬فقد ازدادت الوفيات المرتبطة بالنزاع‬ ‫بنسبة ‪ %67‬في النصف األول من عام ‪،2013‬‬ ‫لتصل إلى زهاء ‪ 100‬ألف حالة وفاة خالل فترة‬ ‫النزاع‪ ،‬كما يقدر أن ما يقرب من ‪ 400‬ألف شخص‬ ‫تعرضوا لإلصابة أو التشويه‪ ،‬وتالياً فإن أكثر من‬ ‫‪ %2‬من السكان قتلوا‪ ،‬أو أصيبوا‪ ،‬أو جرحوا”‪ .‬وفيما‬

‫تمدن | رويترز‬

‫ميالة ينصح المواطنين‬ ‫بالحفاظ على مدخراتهم‬ ‫بالليرة السورية‬

‫األرقام تقديرية‪ ،‬معتبرا أن استمرار تقديم النظام‬ ‫للدعم لعشرات اآلالف من مقاتليه أمر ممكن‪ ،‬فهو‬ ‫ال يحتاج ألكثر من ‪ 2‬مليار دوالر سنويا لالستمرار في‬ ‫الحرب والقتال‪ ،‬لذا من الناحية االقتصادية وحدها ال‬ ‫يمكن إسقاط النظام‪ ،‬بل يجب أن تكون هناك حزمة‬ ‫متكاملة من اإلجراءات للضغط عليه‪.‬‬

‫أكد حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة‬ ‫أنه سيتم قريبا اتخاذ إجراءات من قبل حكومة‬ ‫النظام والمصرف المركزي للمحافظة على‬ ‫قيمة مدخرات المواطنين مبينا أن الحفاظ على‬ ‫استقرار سعر الصرف يأتي في مقدمة أولويات‬ ‫المصرف المركزي‪ .‬وأشار ميالة بحسب وكالة‬ ‫أنباء النظام «سانا» إلى أن االستقرار الحاصل‬ ‫في سعر صرف الليرة الذي بدأ منذ نحو‬ ‫الشهرين ونصف الشهر يعود إلنجازات جيش‬ ‫النظام في محاربته لإلرهاب والمجموعات‬ ‫المسلحة بالتزامن مع النجاحات التي تحققها‬ ‫الدبلوماسية السورية واالستقرار السياسي في‬ ‫المنطقة بعد اتفاق إيران مع مجموعة خمسة‬ ‫زائد واحد حول الملف النووي اإليراني‪ .‬وأوضح‬ ‫حاكم المصرف أن اإلجراءات التي يتخذها‬ ‫البنك المركزي واللجنة االقتصادية المصغرة‬ ‫ساهمت باستقرار الوضع االقتصادي وإعادة‬ ‫العجلة االقتصادية للعمل واإلنتاج والسيما‬ ‫الصناعية حيث بدأ الصناعيون بإعادة اإلنتاج‬ ‫في المعامل وعاد العديد من العمال إلى‬ ‫معاملهم ما يعطي مؤشرات مهمة وإيجابية‬ ‫تنعكس على سعر صرف الليرة السورية‪.‬‬

‫تمدن | وكاالت‬

‫تمدن | أ‪.‬ف‪.‬ب‬

‫الحكومة المؤقتة‪ ..‬االقتصاد السوري منهار تمام ًا‬

‫قدّر إبراهيم ميرو‪ ،‬وزير المالية واالقتصاد في‬ ‫الحكومة المؤقتة التي اعتمدها االئتالف السوري‬ ‫المعارض مؤخراً‪ ،‬أن مجموع خسائر النظام السوري‬ ‫من احتياطياته النقدية خالل ما يقرب من ثالثة أعوام‬ ‫على األزمة في البالد بنحو ‪ 25‬مليار دوالر‪ .‬وأوضح‬ ‫“ميرو”‪ ،‬في تصريحات صحفية يوم الخميس‪ ،‬أن‬ ‫النظام السوري خسر نحو ‪ 7‬مليارات دوالر عام ‪،2011‬‬ ‫من احتياطيات مصرف سوريا المركزي منذ بداية‬ ‫األزمة في البالد في مارس من العام نفسه‪ ،‬في حين‬ ‫خسر نحو ‪ 9‬مليارات دوالر عام ‪ ،2012‬وخسر مبلغاً‬ ‫مماث ًال خالل العام الحالي‪ ،‬أي ما يعادل نحو ‪ 25‬مليار‬ ‫دوالر‪ .‬وأشار إلى أن الدول الداعمة للنظام قدّمت له‬ ‫دعماً بمبالغ تعادل ضعف المبالغ التي خسرها‪ ،‬أي نحو‬ ‫‪ 50‬مليار دوالر‪ ،‬قبل أن يستدرك بالقول إن جميع تلك‬

‫يخص الجانب االقتصادي‪،‬اشارت الدراسة الى انه‬ ‫“بلغ الحجم اإلجمالي للخسارة في الناتج المحلي‬ ‫لغاية الربع الثاني من العام الجاري نحو ‪ 47.9‬مليار‬ ‫دوالر‪ ،‬كذلك تعاني البالد عجزاً متنامياً في التجارة‪،‬‬ ‫فصافي الصادرات سجل رقماً سلبياً هو ‪ 144‬مليار‬ ‫ليرة سورية عام ‪ ،2012‬ورقماً سلبياً آخر هو ‪29‬‬ ‫مليار ليرة في الربع األول من العام الحالي‪ ،‬ورقماً‬ ‫سلبياً إضافياً قدره ‪ 17‬مليار ليرة في الربع الثاني”‪.‬‬

‫‪03‬‬


‫‪04‬‬

‫تقرير‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫االتصاالت هم آخر يضاف إلى هموم المواطن في دير الزور‬ ‫فصل نظام السوري بين األحبّة جسدا وصوتا في‬ ‫مدينة دير الزور‪ ،‬فمنذ أن بدأت الحملة العسكرية على‬ ‫مدينة دير الزور في منتصف عام ‪ 2012‬أجبر كثير‬ ‫من األهالي على حمل السالح والدفاع عن نسائهم‬ ‫وأطفالهم وتحرير بلدهم من براثن الطغاة‪.‬‬ ‫وعندما استعصى على قوات النظام دخول المدينة‪،‬‬ ‫لجأت أجهزة األمن إلى قطع شبكة الهواتف األرضية‬ ‫والنقالة‪ ،‬وباتت وسيلة االتصال مستحيلة بين من‬ ‫يقطن في األحياء التي يسيطر عليها الثوار وبين‬ ‫المناطق التي أجبر األهالي على البقاء فيها‪ ،‬وهي‬ ‫ماتزال تحت سيطرة النظام‪.‬‬ ‫مررت اليوم في أحد شوارع مدينة دير الزور المدمرة‪،‬‬ ‫ورأيت أناسًا متجمعين أمام بناء مؤلف من سبعة‬ ‫طوابق ويحاولون الصعود إليه؛ تبادر إلى ذهني أن‬ ‫فيه مصابًا في األعلى ويريدون سحبه؛ فقد كان‬ ‫القصف شديدا في ذلك المكان وفي الشارع نفسه‪.‬‬ ‫فوجئت بعد قليل بـ “محمد” يخرج من البناء ووجه‬ ‫ضاحك متبسم‪ .‬أثار فضولي وقفزت إلى رأسي أسئلة‬ ‫عدة‪ ،‬فسألته ماذا يحدث هنا؟ ولماذا تبتسم؟ وما بال‬ ‫الناس يتزاحمون على الصعود؟‬ ‫فأجابني‪“ :‬أخيرا حصلت على فرصتي الذهبية”‪.‬‬ ‫وتابع بوجه فرح‪“ :‬في الصباح الباكر سمعت أن شبكة‬ ‫االتصاالت قد عادت‪ ،‬يتوجب أن أصعد إلى هذا المبنى‬ ‫المرتفع ألحصل على تغطية تتيح لي إجراء مكالمة”‪.‬‬

‫أخبرني أن أهله يظنون أنه مات ودفن في إحدى‬ ‫حدائق المدينة‪ ،‬لكنه استطاع أخيرًا التحدث معهم‬ ‫وطمأنتهم‪ ،‬بعد انقطاع دام أكثر من ثالثة أشهر‪.‬‬ ‫ومن ثم سألته‪ :‬ألم تخف على نفسك؟ فالقصف لم‬ ‫عال وقد تسقط القذائف عليه في أية‬ ‫يهدأ‪ ،‬والبناء ٍ‬ ‫لحظة‪.‬‬ ‫“يا أخي النظام عودتنا على القذائف والصواريخ منذ‬ ‫أكثر من عام ونحن نقصف وأينما كنت سيدركني‬ ‫الموت وأنا أثق برحمة اهلل”‪ ،‬هكذا كانت أجابته من‬ ‫دون إعطاء أهمية لسؤالي‪.‬‬ ‫ثم نظر إلي محمد بعيون مليئة بالتحدي وقال‪“ :‬كان‬ ‫عليّ أن أصعد هذا البناء المهدم متحديا القذائف‬ ‫والصواريخ الغادرة ألطفئ النار التي التهمت قلوب‬ ‫أهلي وأحبائي”‪.‬‬

‫ثم أخذ يشير بيده ويقول‪“ :‬أترى تلك المئذنة؟ هناك‬ ‫أمي وأخوتي اآلن”‪ ،‬ثم صمت ً‬ ‫قليل‪ ،‬وتابع‪“ :‬نظام‬ ‫األسد جعل منا مهجرين ونحن في مدينة واحدة‪ ،‬يا‬ ‫للعجب! بيني وبينهم شوارع عدة‪ ،‬وال أستطيع أن‬ ‫أراهم أو أحدثهم”‪.‬‬ ‫بينما يحدثني “محمد”‪ ،‬تذكرت مأساة أهلنا الذين‬ ‫نزحوا من الجوالن الذي باعه حافظ األسد عندما كان‬ ‫يقف كل منهم على ضفة في وادٍ سحيق ينظرون إلى‬ ‫بعضهم بصمت ويلوحون بأيديهم‪.‬‬ ‫ها نحن اآلن يصعد أهلنا بين الركام الذي تسبب به‬ ‫بشار األسد‪ ،‬محاولين التلويح ألهلنا والتكلم معهم‬ ‫ونحن نعيش في المدينة نفسها‪ ،‬ولكن بيننا وبينهم‬ ‫وديان من الدمار والحقد الذي تسببت به قوات النظام‪.‬‬

‫دير الزور | تيم أبو بكر‬

‫الشتاء يغرق خيام الالجئين في مخيم الزعتري مجدداً‬

‫تسببت األمطار الغزيرة التي هطلت على األردن‪،‬في‬ ‫األيام الماضية إلى غرق بعض الخيام بمخيم الزعتري‬ ‫لالجئين السوريين الواقع بمحافظة المفرق شمال‬ ‫شرق االردن‪ .‬وعبر العديد من الالجئين‪ ،‬عن استيائهم‬ ‫لما يجري لهم داخل المخيم‪ ،‬قائلين إنه رغم ما يحدث‬ ‫من غرق واقتالع للخيام بسبب األمطار والرياح لم‬ ‫يتحرك أحد إلغاثتهم وقال “أبو العباس” أحد الالجئين‬ ‫بالمخيم إن “الوضع تعيس ألبعد الحدود فقد اقتلعت‬ ‫خيامنا وغرقت بالماء ولم نر أي من المسؤولين دخل‬ ‫المخيم”‪ .‬أما أبو الوليد فأضاف‪“ :‬كل ما نتعرّض له‬

‫داخل المخيم ال يحتاج إلثبات‪ ،‬وقمنا بمراجعة‬ ‫العاملين في المخيم إليجاد حل لنا إال أنهم قالوا‬ ‫لنا إننا نتضامن معكم لكن ليس بيدنا شيئ”‪.‬‬ ‫أم خلدون‪ ،‬الجئة بالمخيم‪ ،‬بدأت بعبارة حسبنا‬ ‫اهلل ونعم الوكيل مضيفة‪ :‬أوالدي يخرجون من‬ ‫مرض ويقعون بآخر وليتنا بقينا في سوريا فعلى‬ ‫الرغم من القصف والموت فإننا نموت بكرامتنا‪،‬‬ ‫وال أريد أن أقول إال أن اهلل هو من يخرجنا مما‬ ‫نحن فيه”‪ .‬من جانبه‪ ،‬قال الناطق اإلعالمي لشؤون‬ ‫الالجئين السوريين باألردن أنمار الحمود‪ ،‬في‬ ‫تصريحات صحفية‪ ،‬إن “‪ 1781‬الج ًئا سوريًّا وصلوا‬ ‫األردن‪ ،‬في احدث موجة لجوءعبر الحدود” مشيرًا إلى‬ ‫أن “جميع الذين دخلوا البالد تم نقلهم إلى مخيم‬ ‫الزعتري وأن عدد الالجئين في المخيم وصل إلى‬ ‫‪ 102‬ألف الج ًئا”‪ .‬وقال الحمود إن “عمليات التحضير‬ ‫لفصل الشتاء في المخيم مستمرة” مبينا أنه “تم‬ ‫تركيب مجموعة من الكرفانات والخيام من خالل‬

‫التبرعات التي جاءت من السعودية‪ ،‬وتم توزيع أغطية‬ ‫حرارية على الالجئين في المخيم”‪.‬‬ ‫وفي سياق متصل قال الناطق اإلعالمي في المخيم‬ ‫غازي السرحان‪ ،‬أنه سيتم توزيع وسائل التدفئة‬ ‫بالتنسيق مع المنظمات‪ ،‬وكذلك رمي مزيد من‬ ‫الحصى في األماكن الطينية للحد من تداعيات‬ ‫هطول األمطار‪ ،‬إضافة إلى دعم الخيم ببناء الصفائح‬ ‫الحديدية والخشب‪ ،‬كإجراء مؤقت‪ .‬ونفى السرحان‬ ‫مزاعم الالجئين بوجود تمييز في توزيع المساعدات أو‬ ‫الكرفانات قائال “هذا كالم غير دقيق وغير موضوعي‬ ‫وال أجندة لنا مع أي الجيء سوري وال يوجد أي تمييز‪..‬‬ ‫هناك اطالع مباشر واألمور على الطاولة وال يوجد‬ ‫تحت الطاولة أي شيء‪ .‬التوزيع يتم بشكل عادل”‪.‬‬ ‫وأكد السرحان أن هناك مراقبة على أي عمليات‬ ‫بيع وشراء للكرفانات سواء من الجئين سوريين أو‬ ‫مواطنين أردنيين‪ ،‬مشيرا إلى أنه تم ضبط وإحالة‬ ‫عدد من الحاالت إلى القضاء دون اإلشارة الى عددها‪.‬‬

‫تمدن | وكالة أنباء األناضول‬


‫تحقيق‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫وحدة تنسيق الدعم ‪ ..‬إضراب بسبب الفساد اإلداري‬ ‫وغياب الشفافية أم بسبب تخفيض األجور‬ ‫وحدة تنسيق الدعم مؤسسة إغاثية تتبع لإلئتالف‬ ‫الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية‬ ‫إدارياً‪ ،‬لكنها مستقلة عنه سياسياً ومالياً‪ ،‬تم‬ ‫تشكيلها في كانون األول من عام ‪ 2012‬من‬ ‫قبل (االئتالف الوطني لقوى الثورة والمعارضة‬ ‫السورية) من أجل توفير الدعم العاجل لكافة‬ ‫المستحقين من السوريين الذين تضرروا بسبب‬ ‫الحرب الدائرة‪ .‬تنسق وحدة تنسيق الدعم عملية‬ ‫تسليم المساعدات بكافة أشكالها إلى السوريين‬ ‫بما يتفق هذا األمر مع المعايير الدولية ومبادئ‬ ‫حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫شهدت الوحدة منذ انطالقتها صراع غير معلن‬ ‫للسيطرة عليها من قبل القوى السياسية داخل‬ ‫اإلئتالف مما انعكس سلباً على أدائها اإلداري‬ ‫واإلغاثي في الوقت نفسه وأوجد مشاكل عدة‬ ‫بدأت باعتراضات من أهالي المناطق المتضررة‬ ‫على عدم توزيع اإلغاثة بشكل عادل‪ ،‬وعدم وجود‬ ‫الشفافية الالزمة في حسابات الوحدة‪ ،‬وانتهت‬ ‫مؤخراً بإضراب مجموعة من العاملين فيها‬ ‫احتجاجاً على سوء اإلدارة وعملية إعادة الهيكلة‬ ‫في الوحدة‪.‬‬ ‫وحول اإلضراب وحرب البيانات كان لتمدن‬ ‫التقرير التالي‪:‬‬

‫السيدة سهير األتاسي وحدها المخولة بالتصريح‬

‫دخلت مقر وحدة تنسيق الدعم الكائن في مدينة‬ ‫غازي عنتاب التركية في اليوم التالي لتقديم‬ ‫السيدة سهير األتاسي رئيسة وحدة تنسيق‬ ‫الدعم ونائبة رئيس اإلتالف الوطني استقالتها‬ ‫من منصبها في االئتالف وبالتالي في الوحدة‬ ‫أيضا‪ ،‬وطلبت مقابلة ناطق رسمي باسم الوحدة‬ ‫أو أي شخص مخول بالحديث لإلعالم حول‬ ‫اإلضراب‪ ،‬وبعد مقابلة أكثر من شخص من‬ ‫العاملين في الوحدة كان الجواب الوحيد «لسنا‬ ‫مخولين بالحديث عن األمر‪ ،‬الشخص الوحيد‬ ‫المخول هو السيدة سهير األتاسي‪ ،‬وهي اليوم‬ ‫غير موجودة باإلضافة إلى أنها ترفض التصريح‬ ‫لإلعالم قبل تقديم لجنة التحقيق تقريرها أو البت‬ ‫بأمر استقالتها»‪ ،‬كما رفض المضربين التصريح‬ ‫لوسائل اإلعالم ورفضوا اإلجابة عن أسئلتي‪.‬‬ ‫كان الجو في الوحدة مشحونا وقد بدى على من‬ ‫شاهدته من الموظفين اإلرتباك واإلرهاق‪ ،‬في‬

‫حين صرح أحد العاملين في الوحدة‬ ‫بأن هذا من نتيجة اإلضراب وقال‪:‬‬ ‫«منذ بداية اإلضراب وقع على عاتقي‬ ‫أداء أعمال كان يتوجب على موظف‬ ‫آخر القيام بها لكنه مع المضربين‪،‬‬ ‫أعمل يوميا لساعات إضافية وبالكاد‬ ‫أنام‪ ،‬ومع ذلك قبض البارحة من هم‬ ‫مضربون نفس األجر الذي أتقاضاه‪،‬‬ ‫أشعر بالغبن‪ ،‬لكن لن أعترض فأنا‬ ‫أعمل ألجل الناس‪ ،‬ال يهمني األجر بقدر ما يهمني‬ ‫ما أقدم يومياً من خدمات ألهلي في الداخل»‪.‬‬ ‫وفي المقلب اآلخر حدثني أحد المضربين قائال‪:‬‬ ‫«قمنا باإلضراب عن الدوام ولسنا مضربين‬ ‫عن العمل‪ ،‬أقوم يوميا بأداء عملي من المنزل‪،‬‬ ‫حمداً هلل تم تقدير ما أقوم به من خدمات ولم‬ ‫يتم إقتطاع شئ من أجري لهذا الشهر‪ ،‬ال أريد‬ ‫الحديث عن أي شئ قبل صدور نتيجة تقرير‬ ‫اللجنة المكلفة بالتحقيق باإلضراب»‪.‬‬

‫رئيس المكتب اإلعالمي «أنا طرف»‬

‫لدى لقاء رئيس المكتب اإلعالمي في وحدة تنسيق‬ ‫الدعم رفض الحديث حول اإلضراب لإلعالم قائ ً‬ ‫ال‪:‬‬ ‫«أنا طرف في القضية‪ ،‬حيث أن إقالتي من منصبي‬ ‫هو من مطالب المضربين» وحاول التقليل من‬ ‫أهمية اإلضراب قائ ً‬ ‫ال‪« :‬ما سر اهتمام وسائل‬ ‫اإلعالم بهذا اإلضراب‪ ،‬ما يحدث في سوريا أهم‬ ‫بكثير‪ ،‬لماذا ال تتحدث وسائل اإلعالم عن إنجازات‬ ‫الوحدة في حين تتحدث عن مشاكل داخلية فيها‬ ‫كاإلضراب الحاصل اليوم‪ ،‬فهو شأن داخلي نحله‬ ‫داخل المؤسسة وال عالقة لإلعالم به‪ ،‬ال يسعنا‬ ‫سوى انتظار بيان لجنة التحقيق»‪.‬‬ ‫في حين أكد لنا أحد المضربين (رفض الكشف‬ ‫عن اسمه) بأن السيد الزين غير مؤهل الستالم‬ ‫مثل هذا المنصب وبأنهم كانوا قد قدموا أكثر‬ ‫من إعتراض عليه شخصيا للسيدة األتاسي دون‬ ‫مالحظة أي تجاوب من قبل األخيرة‪ ،‬وفي سؤال‬ ‫حول اإلعتراضات على السيد الزين كان الرد‪:‬‬ ‫«السيد الزين بالرغم من عمله في الوحدة لم‬ ‫يصدر عنه أي اعتذار عن منشور مسئ للوحدة‬ ‫كان قد نشره قبل العمل لدى الوحدة‪ ،‬كما أنه‬ ‫كان قد أمتدح تنظيم الدولة اإلسالمية في‬ ‫العراق والشام عبر صفحته الشخصية على مواقع‬

‫التواصل اإلجتماعي»‪.‬‬ ‫وقد جاء في بيان أصدره المضربون في تاريخ‬ ‫‪« 2013/11/26‬يصر الموقعون على إقالة كل‬ ‫من السيد محمد نجار و السيد أحمد الزين نظراً‬ ‫لتورطه المباشر في عدد من الملفات التي تم‬ ‫ذكرها في البيان والتي يتم تجميعها حالياً على‬ ‫شكل شهادات ووثائق‪ ،‬بحيث ال يتم إقالته تعسفياً‬ ‫كما حدث ذلك في حالةٍ سابقة‪ ،‬إضافة إلى طريقة‬ ‫التعيين التي نكرر طلب الحصول على جميع‬ ‫الوثائق (مصدر السيرة الذاتية والمقابلة والتقييم‬ ‫و السير الذاتية المنافسة و مصدر الراتب)»‪.‬‬

‫لمذا حدث اإلضراب‬

‫في بيان صدر عن المضربين بتاريخ‬ ‫‪ 2013/11/26‬أوضحوا سبب إضرابهم‬ ‫باحتجاجهم على آلية عمل قسم الموارد البشرية‬ ‫والطرق التي يتم بها تعيين الموظفين‪ ،‬وطالب‬ ‫البيان بإقالة مجموعة من األشخاص‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى المطالبة بإيقاف مشروع (‪.)ERP‬‬ ‫في حين ذكر بيان صادر عن الوحدة اتهموا فيه‬ ‫المضربين باالرتباط بأشخاص من خارج الوحدة‪،‬‬ ‫وأشاروا إلى كونهم خالفوا عقود العمل بإعالنهم‬ ‫اإلضراب وبأنهم يحتجون على تخفيض رواتبهم‪،‬‬ ‫وبأن هذا العمل ممنهج ومخطط له سابقا‪.‬‬ ‫حتى الساعة لم يصدر أي بيان عن لجنة التحقيق‬ ‫في حين عادت السيدة سهير األتاسي عن‬ ‫استقالتها وتم تعيين الدكتور أسامة القاضي‬ ‫كمدير تنفيذي للوحدة‪ ،‬كما أن المضربين فكوا‬ ‫اضرابهم وتم إعادة المفصولين األربعة دون‬ ‫توضيح هل تحققت مطالبهم أم ال‪.‬‬ ‫السؤال المهم الذي يتبادر إلى ذهن كثر اليوم‬ ‫لماذا حدث اإلضراب؟؟؟؟‬

‫تمدن | نورا منصور‬

‫‪05‬‬


‫‪06‬‬

‫تحقيق‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫اللغم اليوناني ‪...‬يبتر حلم السوريين نحو أوروبا‬ ‫مع إطالق ناقوس الخطر من قبل المتحضرين‬ ‫في االتحاد األوروبي حول الخوف من تدفق‬ ‫الالجئين بأعداد هائلة على خلفية األزمة‬ ‫السورية‪ ،‬أطلقت سلسلة من اإلجراءات التي‬ ‫استهدفت الحد من عبور الالجئين نحو أوربا؛‬ ‫اإلجراءات العلنية هي مجرد ترتيقات إعالمية‪،‬‬ ‫ففي الجانب المظلم وفي الكواليس بدأت‬ ‫الحكومة اليونانية عبر قوات حرس الحدود‬ ‫بتطبيق الجانب غير الشرعي من عملية مراقبة‬ ‫الحدود‪ ،‬فخالل العام الماضي تعرض مئات من‬ ‫الالجئين الذين عبروا الحدود البحرية أو البرية‬ ‫إلى اليونان إلى االعتقال والمعاملة الوحشية‪،‬‬ ‫وتمت إعادتهم إلى تركيا بطرق يمكن وصفها‬ ‫على األقل بالالشرعية والخطرة‪.‬‬

‫من الفرع ‪ 227‬إلى عنف خفر السواحل اليوناني‬

‫في أواخر شهر أيلول من العام الحالي انضم‬ ‫«إياد» إلى مجموعة مكونة ‪ 33‬شخصًا من‬ ‫السوريين والكرد واألفغان‪ 7 ،‬نساء وعدد من‬ ‫األطفال‪ ،‬في القارب المطاطي الصغير الذي ال‬ ‫يتسع ألكثر من عشرة أشخاص‪ ،‬وفي الساعة‬ ‫الثالثة فجرًا انطلق في رحلة الموت المعهودة‬ ‫إلى جزيرة «ساموس» اليونانية‪ .‬في الساعة‬ ‫السادسة صباحًا وقرب الجزيرة اليونانية‪ ،‬ظهر‬ ‫زورق تابع للشرطة اليونانية‪ ،‬حيث قاموا بربط‬ ‫قارب المهاجرين بقاربهم‪ ،‬وبعد سلسلة من‬ ‫االتصاالت قام بها عناصر الشرطة‪ ،‬ظهرت‬ ‫سفينة كبيرة تابعة لخفر السواحل اليوناني‪،‬‬ ‫السفينة التي تحمل الرمز ‪ LS609‬حملت على‬ ‫ظهرها عددًا من عناصر مقنعة من قوات‬ ‫البحرية‪.‬‬ ‫تم إجبار المهاجرين على الصعود إلى ظهر‬ ‫ً‬ ‫رجال‬ ‫السفينة اليونانية‪ ،‬وهناك رفع الجميع‬ ‫ً‬ ‫وأطفال ونسا ًء أيديهم‪ ،‬وتم بطحهم على األرض‬

‫تحت تهديد السالح‪ ،‬يقول إياد‪« :‬كان أحد‬ ‫العناصر المسلحة يصوب نحونا‪ ،‬حين قام بتلقيم‬ ‫سالحه‪ ...‬الشرطي الذي كان بجانبه كان يصرخ‬ ‫ويطلب منه إطالق النار‪ ،‬اعتقدنا جميعًا أنهم‬ ‫سيبدؤون بإطالق النار وقتلنا»‪ ،‬في حين بدأ خفر‬ ‫السواحل بالقفز والدعس على ظهور الرجال‪،‬‬ ‫يتابع إياد‪« :‬كأننا جز ٌء من مشاهد الفيديو التي‬ ‫بثت في البيضا التابعة لبانياس‪ ،‬كانوا يقفزون‬ ‫على ظهورنا ويمشون على أجسادنا»‪ .‬وسط‬ ‫هذا الترهيب والتهديد بالقتل‪ ،‬بدأت عملية‬ ‫التفتيش‪ ،‬القوات الموجودة على ظهر السفينة‬ ‫قامت بتفتيش الجميع‪ ،‬وطلبت منهم إظهار‬

‫جوازات سفرهم ونقودهم وهواتفهم النقالة‪،‬‬ ‫لضرب‬ ‫ومن لم يسلمها قبل التفتيش تعرض‬ ‫ٍ‬ ‫قاس بأعقاب البنادق واللكمات والركل‪ ،‬حتى‬ ‫ٍ‬ ‫النسوة من المهاجرات تم تفتيشهم بطريقةٍ‬ ‫جد قذرة‪ ،‬على حد وصف إياد ووالدته؛ فصدور‬ ‫النسوة وأجسادهن كلها على موعدٍ مع اللمسات‬ ‫الرومانسية للشرطة الذكورية المقنعة‪ ،‬وأجبرن‬ ‫على انزال ثيابهن لحد الركبة للتأكد من أنهن‬ ‫ال يخفين أية مبالغ في الثياب الداخلية‪ ،‬أما إياد‬ ‫فقد خسر مبلغ ‪ 20‬ألف يورو وهاتف سامسونغ‬ ‫جاالكسي‪.‬‬ ‫تعرض الجميع للسلب‪ ،‬وفي المحصلة كانت‬ ‫غنيمة القوات اليونانية ال تقل عن ‪ 35‬ألف يورو‪،‬‬ ‫وعدد من موبايالت اآليفون‪ ،‬وبعض المصوغات‬ ‫الذهبية التي وجدت في حقائب المهاجرات‪.‬‬ ‫كانت المرحلة التالية بالتوجه إل المياه الدولية‬ ‫القريبة من السواحل التركية‪ ،‬حيث تم إنزال‬ ‫المجموعة مر ًة أخرى إلى ظهر قاربهم بعد نزع‬ ‫محركه وإلقائه في البحر‪ ،‬وتركوا هناك‪ ،‬تقول‬ ‫والدة إياد‪« :‬أنا الوحيدة التي لم يفتشوني‪،‬‬ ‫أخفيت هات ًفا في ثيابي الداخلية‪ ،‬وبواسطة هذا‬ ‫الهاتف اتصلنا بالصليب األحمر‪ ،‬الذي تواصل‬ ‫مع السلطات التركية التي أرسلت قوة من خفر‬ ‫السواحل لقطرنا نحو الشواطئ التركية»‪.‬‬ ‫قصة المحامي إياد بدأت في دمشق بداية شهر‬ ‫أيلول ‪ ،2012‬فإحدى القذائف التي سقطت على‬ ‫الحي تسببت ببتر شبه كامل لساق شقيقه‪ ،‬وبعد‬ ‫إسعاف األخ إلى المشفى ونجاح الجراحة‪ ،‬اعتقل‬ ‫إياد مع شقيقه في فرع المخابرات العسكرية‬ ‫‪ .227‬ما يرويه إياد عن عشرة أشهر من االعتقال‬ ‫ال تكفي هذه السطور لوصفها‪ ،‬فشقيقه مات‬ ‫سريعًا بسبب التعذيب‪ ،‬وجسده ما زال يحمل‬ ‫أثالمًا خلفها الجلد بالكبل الرباعي المجدول‪،‬‬ ‫يقول إياد‪« :‬استعملوني في سخرة نقل الجثث‪،‬‬ ‫في بعض األيام كان عدد الموتى يصل إلى ‪،25‬‬ ‫كانت الجثث كلها تختم كما تختم النعاج بالختم‬ ‫المعدني المحمى حتى االحمرار»‪ ،‬في النهاية‬ ‫أطلق سراح إياد مقابل مبلغ عشرة آالف دوالر‬

‫دفعت من عائلته لضابط في المخابرات‪ ،‬لم‬ ‫يتمكن إياد بعد إطالق سراحه من التوجه إلى‬ ‫لبنان لالنضمام إلى زوجته وطفليه بسبب منع‬ ‫السفر‪ ،‬وهكذا بدأ رحلته نحو األراض األوروبية‬ ‫عبر اليونان‪ ،‬ووالدته التي كانت ً‬ ‫قلقة على ابنها‬ ‫بسبب أعراض المرض النفسي التالية للتعذيب؛‬ ‫أصرت على البقاء معه والسفر معه في هذه‬ ‫الرحلة الخطرة‪.‬‬

‫من تحت الدلف لتحت المزراب‬

‫«صالح العمر» وهو مراسل الوكالة السورية‬ ‫الحرة لألنباء‪ ،‬كان قد تعرض إلى الخطف في‬ ‫سوريا من قبل داعش‪ ،‬وتم احتجازه عشرة أيام‬ ‫في محافظة الرقة‪ ،‬ليغادر صالح سوريا مع طاقم‬ ‫الوكالة إلى تركيا‪ ،‬وبسبب محاولة خطف رئيس‬ ‫تحرير الوكالة «جميل سلو» داخل األراضي‬ ‫التركية‪ ،‬واستمرار التهديدات‪ ،‬فرّ صالح من‬ ‫تركيا نحو اليونان‪ ،‬وفي الساعات األولى من‬ ‫فجر ‪ -10 1‬تلقينا رسالة من صالح العمر‪ ،‬هذه‬ ‫الرسالة تضمنت موقعه في ‪ FERES‬اليونانية‪،‬‬ ‫(‪40.89559945-‬‬ ‫لموقعه‬ ‫واإلحداثيات‬ ‫‪.)26.1717692‬‬ ‫تم اعتقال صالح مع مجموعة من ‪ 29‬شخصًا بعد‬ ‫دخولهم األراضي اليونانية عبر نهر «ايفروس»‪،‬‬ ‫وبعد إخفائهم لبضعة ساعات‪ ،‬أخذت المجموعة‬ ‫تحت تهديد السالح إلى ضفة النهر‪ ،‬ليقوم زورق‬ ‫خشبي على ظهره عنصران ملثمان من الجيش‬ ‫اليوناني بنقلهم إلى الضفة الثانية‪ ،‬يقول‬ ‫صالح‪« :‬بدأت أصرخ ورفضت العودة إلى الضفة‬ ‫التركية‪ ،‬فضربني الشرطي بأخمص بارودته‬ ‫وبالهراوة على مؤخرة رأسي‪ ،‬وهددني بإلقائي‬ ‫في النهر»‪ ،‬المجموعة نفسها كان من ضمنها‬ ‫السيد أ‪.‬مستو‪ ،‬وأكد السيد مستو عبر السكايب‬ ‫من مدينة إسطنبول رواية السيد صالح العمر‪،‬‬ ‫وروى لنا أحداث الترحيل الالحق بعد أقل من‬ ‫أسبوعين‪.‬‬ ‫بحسب رواية السيد مستو وهو رب عائلة مكونة‬ ‫من طفلين‪ ،‬أعاد الكرة بتاريخ ‪،12-11-2013‬‬ ‫هذه المرة كانت المجموعة مؤلفة من ‪150‬‬


‫تحقيق‬ ‫سوري وكردي‪ ،‬المجموعة التي عبرت نهر‬ ‫ايفروس تم اعتقالها داخل شاحنة مغلقة أعدت‬ ‫لنقل المهاجرين بعد عبورهم الحدود‪ ،‬ووفق‬ ‫رواية السيد مستو وعائلة حلبية تواصلنا معها‬ ‫في إسطنبول‪ ،‬فإن الشرطة اليونانية قامت‬ ‫بنقل ‪ 135‬منهم بواسطة فانات مغلقة إلى قرب‬ ‫ضفة نهر إيفروس‪ ،‬أما ‪ 15‬اآلخرين‬ ‫فتم اعتقالهم ليكونوا شهودًا على‬ ‫سائق الشاحنة عند عرضه أمام‬ ‫القضاء‪.‬‬ ‫يقول السيد مستو‪« :‬رفضنا االنتقال‬ ‫إلى الضفة التركية‪ ،‬وهربنا من‬ ‫المكان‪ 80 ...‬شخصًا وصلنا إلى‬ ‫أقرب قرية والتجأنا إلى الكنيسة»‪،‬‬ ‫ووفق تحقيقات المفوضية السامية‬ ‫لالجئين فإن القائمين على الكنيسة‬ ‫في قرية (‪ )Prangi‬أكدوا الرواية نفسها‪ ،‬فبمجرد‬ ‫دخول المجموعة القرية اعترضهما شرطيان قام‬ ‫أحدهما بشهر السالح وتسديده نحو المجموعة‪،‬‬ ‫يقول مستو‪« :‬لم تعد تخيفنا األسلحة‪ ،‬ركضنا‬ ‫جميعًا باتجاه حامل المسدس»‪ ،‬الشرطيان فرا‬ ‫من المكان‪ ،‬والقائمون على الكنيسة فتحوا‬ ‫أبواب الكنيسة لالجئين‪.‬‬ ‫بعد فترة وصلت قوة من الجيش والمخابرات‬ ‫والشرطة‪ ،‬وتم االعتداء بقسوة على الالجئين‬ ‫داخل وخارج الكنيسة‪( ،‬ن) وهي الفتاة الحلبية‬ ‫التي كانت على تواصل معنا خالل االختباء في‬ ‫الكنيسة؛ أرسلت لنا كثيرًا من الرسائل التي‬ ‫تحدثت عن بدء الشرطة بضرب الرجال كلهم‬ ‫واستخدام الهراوات والعصي الكهربائية‪،‬‬ ‫وخالل المكالمة التي أجريناها معها داخل‬ ‫الكنيسة ذكرت الفتاة الشابة رواية السيد مستو‬ ‫نفسها‪ ،‬وفي الصباح الباكر مع هديةٍ من آثار‬ ‫العصي والضرب تم القاء المجموعة على الطرف‬ ‫التركي‪.‬‬

‫ال مخبأ من الموت‪ ،‬والمنظمات الدولية عاجزة‬

‫في حادثة انقالب أحد الزوارق قرب جزيرة‬ ‫ليفكاذا؛ حيث أودى بحياة ‪ 12‬شخص بينهم‬ ‫أربعة سوريين على األقل‪ ،‬وعائلة فلسطينية‬ ‫كاملة مؤلفة من أب وأربعة أطفال‪ ،‬ووفق‬ ‫شهادة الناجين لـ «تمدن»‪ ،‬فالقارب لم يغادر‬ ‫الشاطئ‪ ،‬بسبب التوزيع غير المتوازن للحمل‬ ‫الزائد من المهاجرين‪ ،‬انقلب القارب رأسًا‬ ‫على عقب‪ ،‬وحصر المهاجرون تحت القارب مما‬ ‫تسبب بهذا العدد من الوفيات على الرغم من‬ ‫القرب من الشاطئ‪« ،‬خ» وهو شاب من عفرين‬ ‫يقول لـ «تمدن»‪« :‬عندما تم إطالق سراحنا من‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬ ‫مركز الشرطة اليونانية‪ ،‬قامت‬ ‫الشرطة بسرقة أموالنا‪ ،‬وعندما‬ ‫طالبنا بها‪ ،‬قالوا بأن كل من يحاول‬ ‫الخروج بطريقة غير شرعية نصادر‬ ‫أمواله»‪ .‬القانون اليوناني ال ينص‬ ‫على مثل هذه المادة‪ ،‬وهي مجرد‬

‫سرقة اعتاد عليها المهاجرون في مراكز األمن‬ ‫اليوناني‪ ،‬وعلى الرغم من أن الصحف اليونانية‬ ‫نشرت تفاصيل وشهادات حول السرقة في‬ ‫حادثة ليفكاذا لكن القضاء اليوناني لم يتعب‬ ‫نفسه حتى بمحاكمة شكلية‪.‬‬ ‫يضاف إلى ما سبق أن األنباء األخيرة التي‬ ‫ترد من محافظة سالونيكي في الشمال‬ ‫اليوناني بدت مقلقة للغاية‪ ،‬فعدد غير قليل‬ ‫من السوريين الذين نجحوا في الوصول إلى‬ ‫المحافظة تم اتهامهم بالعمل كمهربين‪،‬‬ ‫ووفق آليات القضاء اليوناني البطيئة فإن كثيرا‬ ‫منهم سينتظر مددًا قد تمتد إلى أكثر من سنة‬ ‫لحين المثول أمام القضاء‪.‬‬ ‫وبحسب مصادر تنشط ضمن منظمات حقوقية‬ ‫وإنسانية وطبية؛ فإن أكثر من شخص تم‬ ‫توجيه االتهام نفسه لهم في الجزر اليونانية‪،‬‬ ‫وأن الشرطة هناك بدأت في توجيه اتهامات‬ ‫بتعريض حياة اآلخرين للخطر لألشخاص‬ ‫الذين يقومون بتمزيق القارب المطاطي‪ ،‬وقد‬ ‫أفاد أكثر من شخص بأن بعضهم تعرض إلى‬ ‫التعذيب أو التهديد إلجبارهم على الشهادة أو‬ ‫لتلفيق التهم لهم‪.‬‬ ‫خالل السنة الماضية وهذا العام أطلقت‬ ‫عشرات من المنظمات الحقوقية عددًا كبيرًا‬ ‫من التقارير التي تناولت الجرائم المنظمة‬ ‫التي ترتكبها السلطات اليونانية بحق عشرات‬ ‫من العائالت والمهاجرين الكرد والسوريين‪،‬‬ ‫وذلك خالل محاوالتهم الهرب نحو المجهول‬ ‫األوروبي؛ الضرب والسلب والتعذيب وتعريض‬ ‫حياة المئات إلى الخطر‪ ،‬هذا ما كشفت عنه كثير‬ ‫من التقارير ومن بينها التقرير األخير لمنظمة‬

‫‪.PRO-ASYL‬‬ ‫التقرير الذي أطلقته المنظمة األلمانية غير‬ ‫الحكومية‪ ،‬تحت عنوان «انتهاكات منتظمة‬ ‫لحقوق االنسان في بحر إيجة وعلى الحدود‬ ‫التركية‪-‬اليونانية»‪ ،‬تحدث عن توثيق ‪2000‬‬ ‫حالة ترحيل غير قانوني على الحدود البحرية‬ ‫والبرية اليونانية‪ ،‬ويستعرض هذا التقرير كثيرًا‬ ‫من الشهادات التي تتحدث عن العنف والسرقة‬ ‫والنهب الذي يتعرض له المهاجرون غير‬ ‫الشرعيون عند دخولهم اليونان‪ ،‬عدا عن اإلعادة‬ ‫تسجيل‪،‬‬ ‫التي تتم من دون قرار قضائي أو‬ ‫ٍ‬ ‫وبطريقة تعرّض حياة المهاجرين إلى الخطر‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن عددًا من المنظمات بدأت‬ ‫بمتابعة القضية‪ ،‬وبدأ اإلعداد لتحركات ضمن‬ ‫البرلمان من قبل األحزاب اليسارية اليونانية‪،‬‬ ‫لكن من الواضح أن هناك تغطية دولية على‬ ‫سلوك الحكومة اليونانية في مسألة الترحيل‬ ‫بطريقة غير قانونية‪ ،‬فاألسئلة التي وجهها‬ ‫البرلمانيون من تحالف اليسار اليوناني (سيريزا)‬ ‫تفض إلى تغيير في السياسة الحدودية‪،‬‬ ‫لم‬ ‫ِ‬ ‫أما التحرك ضمن االتحاد األوروبي‪ ،‬فلم يتجاوز‬ ‫التعبير عن القلق‪ ،‬والمخجل أن االعتصام الذي‬ ‫تم تنظيمه أمام البرلمان اليوناني خال تقريبًا‬ ‫من السوريين‪ ،‬ومنذ عام أكثر من عام لم‬ ‫يتحرك السوريون سوى بمظاهرة صغيرة جدًا‬ ‫أمام البرلمان‪.‬‬ ‫األسئلة التي وجهتها «تمدن» وغيرها من‬ ‫المؤسسات اإلعالمية لخفر السواحل‪ ،‬أو لوزارة‬ ‫حماية المواطن (وزارة الداخلية) لم تتم االجابة‬ ‫عليها أبدًا‪ ،‬سوى في مؤتمرات صحفية لإلنكار‪،‬‬ ‫فوزير الداخلية اليوناني صرح لمراسل الـ « ب ب‬ ‫س»‪« :‬هذا غريب‪ ،‬أنتم مخطئون‪ ،‬هذا ال يحصل‬ ‫في اليونان»‪ ،‬والمنظمات الدولية تصدر التقارير‬ ‫التي تسقط من قائمة األخبار بسرعة‪ ،‬والموت‬ ‫مازال يحصد مزيدًا من الغنائم من أجساد‬ ‫السوريين‪.‬‬ ‫أثينا | جوان عكاش‬

‫‪07‬‬


‫‪08‬‬

‫محليات‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫حلب في مواجهة الموت‬ ‫مدين ٌة يحيط الموت بها من كل جانب‪ ،‬يسكن‬ ‫في كل بقعة أرض و يظهر في أي ساعة‪ ،‬اعتاد‬ ‫أهالي حلب وجود الموت‪ ،‬فبات متوقعاً كأي‬ ‫حدثٍ يمكن أن يقع في كل يوم‪ ،‬وكما احتمال‬ ‫أن تصادف صديقاً في السوق يراك أو ال يراك‪،‬‬ ‫احتمال أن تصادف قذيفة أو رصاصة تصيبك‬ ‫أو تعبر بجانبك ألنك أسرعت أو أبطئت مقدار‬ ‫خطوة‪ ،‬يقتات الموت على أرواح األطفال واآلباء‬ ‫واألمهات والمتحابين واألخوة واألصدقاء‪ ،‬يزرع‬ ‫الخوف في القلوب فيجعل أماً تصلي ركعتين‬ ‫إضافيتين ليعود ابنها سالماً‪ ،‬ويجعل ابناً يسأل‬ ‫أمه في كل ساعة متى يعود أبي ألن والد‬ ‫صديقه خرج ولم يعد‪ ،‬مع هذا لم تستطع الحرب‬ ‫أن تثبط من إرادة الحياة في نفوس الناس‪،‬‬ ‫ويستطيع كل من يعايش أهالي حلب اليوم‬ ‫وهي في أسوأ أوقاتها أن يتنبأ وبثقة بغدٍ حي و‬ ‫مشرق بالرغم من كل ما حدث ويحدث الى اآلن‪.‬‬ ‫في ظل واقع اقتصادي سيئ وفي غياب‬ ‫جهات إدارية معنية بإدارة األزمة المعيشية‬ ‫الخانقة التي تعيشها المدينة وتعمل على‬ ‫توعية المواطنين وتسهل اإلجراءات التجارية‬ ‫والتعامالت وتبسطها‪ ،‬يخلق األهالي وبجهود‬ ‫ذاتية وسائل وحلول تمكنهم من االستمرار في‬ ‫الحياة ‪.‬‬

‫طالب حلب يصرون على متابعة تعليمهم‬

‫من الصعوبة على عقبات الحياة أن تقف صامدة‬ ‫أمام إرادة طالب حلب الذين عملوا بشكل‬ ‫فعال وسريع على إيجاد البدائل والحلول لتعثر‬ ‫العملية التعليمية لجميع المراحل الدراسية‬ ‫واغالق معظم مدارس المدينة‪ ،‬فافتتح ما ال‬ ‫يقل عن ‪ 30‬معهداً تعليمياً المدينة خالل أشهر‬ ‫كبديل للمدارس‪ ،‬وقد شهدت هذه المعاهد‬ ‫التي اتخذت معظمها من البيوت السكنية مقراً‬ ‫لها اقبا ًال واسعاً يعكس رغبة الطالب في اكمال‬ ‫مسيرتهم التعليمية‪ ،‬ويعاني الطالب من ارتفاع‬ ‫أسعار الكتب والقرطاسية ومن انقطاع التيار‬ ‫الكهربائي شبه المتواصل ومن خوف وعدم‬ ‫وضوح مستقبلهم‪ ،‬يقول سامر وهو طالب في‬ ‫الشهادة الثانوية‪« :‬أدرس نصف المقررات‬ ‫اعتماداً على نفسي فقط‪ ،‬قلما أستطيع الدراسة‬ ‫بعد غياب ضوء الشمس‪ ،‬ال أعرف إن كنت‬ ‫سأستطيع التقدم لالمتحان أو ال‪ ،‬رغم كل هذا‬ ‫يالزمني شعور دائم بالتحدي لكل ما يحصل‬ ‫لي وألهلي وألصدقائي ولدي إيمان كبير بأن ال‬ ‫شيء سيذهب هبا ًء»‪.‬‬

‫أسواق حلب تخلق البديل دائماً‬

‫ينشط فجأة عشرات السرافيس اإلضافية‬ ‫عندما ينقطع البنزين المزود للسيارات الخاصة‬ ‫وسرعان ما تعمل محالت الفطائر واألفران‬ ‫الخاصة لصناعة الخبز عندما تغلق األفران‬ ‫العامة نوافذ بيعها‪ ،‬استبدل الكثير من تجار‬ ‫األلبسة بضائعهم ببضائع البالة األكثر لطفاً‬ ‫على جيب المواطن‪ ،‬ويذهب البائعون الى‬ ‫المناطق المحررة كلما أتيح لهم قاطعين معبر‬ ‫الموت ليشتروا كماً يسيراً من الخضار لبيعها‬ ‫عندما ينقطع وصول الخضار الى المدينة‪ ،‬ومن‬ ‫الواضح أيضاً أن معظم التجار الذين تضررت‬ ‫محالتهم لم يترددوا ببيع بضائعهم على‬ ‫بسطة في الشارع لكسب رزق يعينهم على‬ ‫ضنك الحياة‪ ،‬يذكر أن ثقافة العمل الجاد ثقافة‬ ‫متأصلة في حلب ففي وقت يجد فيه أهالي‬

‫أصبحت صفحات الفيس بوك‬

‫الخاصة بالمدينة مكان ًا يوجه‬ ‫األهالي لألحياء اآلمنة‬

‫مدن أخرى صعوبة كبيرة في تغيير مهنهم‬ ‫التي توقفت بفعل األزمة ويقفون عاجزين أمام‬ ‫حواجز نفسية واجتماعية يعمل من كان صاحب‬ ‫أمالك وأموال يوماً في حلب بقيادة سيارة أجرة‬ ‫أو يبيع على بسطة يقول أحمد‪« :‬كنت مالكاً‬ ‫لثالث محالت تجارية في منطقة سيف الدولة‬ ‫لكنها تهدمت بالكامل‪ ،‬عملت صيفاً في بيع‬ ‫األلبسة على بسطة لكن العمل في مكان‬ ‫مكشوف بات صعباً مع حلول الشتاء وبدأ األمطار‬ ‫بالهطول‪ ،‬بدأت بالعمل ببيع البنزين والمازوت‬ ‫لسيارات األجرة في الشوارع‪ ،‬لم أتخيل يوماً أن‬ ‫هذا سيكون عملي لكني لن أقف مكتوف األيدي‬

‫مهما حدث ولن أترك أطفالي يتسولون الناس‬ ‫أو المساعدات»‪.‬‬

‫االنترنت في حلب ضرورة حياة‬

‫بالرغم من االنقطاع الطويل األمد والمتكرر‬ ‫لشبكة االنترنت عن مدينة حلب إال أنه و إن‬ ‫وجد فهو ضرورة حياة في مدينة التعقبات‬ ‫والتعقيدات‪ ،‬عمل شباب حلب بشكل فعال‬ ‫جداً على جعل الحياة االفتراضية على الشبكة‬ ‫العنكبوتية مكاناً حياً في حياة أهالي حلب‬ ‫فأصبحت صفحات الفيس بوك الخاصة بالمدينة‬ ‫مكاناً يوجه األهالي لألحياء اآلمنة ويحذرهم من‬ ‫بعض المخاطر وقدمت في صفحات أخرى الكثير‬ ‫من الخدمات االجتماعية كوسيلة للحصول على‬ ‫التواصل والحصول على المساعدات اإلنسانية‬ ‫تتم عليها أيضاً الكثير من عمليات بيع وشراء‬ ‫األدوات المستعملة وهي البديل األمثل لألدوات‬ ‫واألجهزة التكنولوجية الجديدة باهظة الثمن‪،‬‬ ‫هذه الخدمات الفعالة والعملية حفزت الكثيرين‬ ‫من البالغين وكبار السن للتعرف والدخول الى‬ ‫شبكة االنترنت‪ ،‬هذا التفاعل فتح أيضاً المجال‬ ‫إليجاد حلول عملية للمشاكل التنظيمية في‬ ‫المدينة يقول سالم «انقطع الوقود ألشهر عن‬ ‫محطات الوقود في المدينة وعندما توفر حدثت‬ ‫الكثير من المشاكل في هذه المحطات رغم‬ ‫التواجد الكثيف لقوات األمن والشبيحة الذين‬ ‫لم يستطيعوا السيطرة على حالة الفوضى‬ ‫فاقترح األهالي على إحدى الصفحات الحلبية‬ ‫تنظيم دور تعبئة المحروقات من المحطات تبعاً‬ ‫للرقم الخير من نمرة السيارة وطبقت الفكرة‬ ‫بعد أيام وجيزة»‪.‬‬ ‫يبدو اليوم أن مستقبل حلب على المحك في ظل‬ ‫استمرار النزاع وازدياد الحرب شراسة وازدياد‬ ‫الموت شراهة‪ ،‬ويبقى الرهان على إرادة الحلبيين‬ ‫فقط لمواجهة هذا الموت اليومي وإعادة إعمار‬ ‫حلب لتعود مدينة نابضة بالحياة من جديد‪.‬‬ ‫حلب | لبنى سالم‬


‫محليات‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫واقع الطالب في جامعة حلب‬ ‫مع دخول كتائب الجيش الحر إلى مدينة حلب‬ ‫التحق الكثير من طالب جامعة حلب بالجيش الحر‪،‬‬ ‫وأسس عدد من الطالب كتيبة شهداء جامعة‬ ‫الثورة وكتيبة أبو أيوب األنصاري وغيرها من‬ ‫الكتائب ‪.‬‬ ‫يروي لنا محمد الطالب في المعهد الهندسي‪:‬‬ ‫“اشتركت بمظاهرات الجامعة منذ بدايتها ‪،‬وكنا‬ ‫سلميين نحمل غضن الزيتون‪ ،‬ولكن اشتداد‬ ‫العنف والقتل الهمجي والطائفي من النظام‪،‬‬ ‫جعلني أتحول للعمل العسكري والجهادي‪ ،‬فهذا‬ ‫النظام ال يقتلعه اال السالح”‪.‬‬ ‫أما سالم الطالب الذي كان يدرس األدب العربي‪:‬‬ ‫“لقد التحقت بالعمل العسكري لمدة أربع أشهر‬ ‫واليوم اقتنعت أن حمل السالح ال يفيد في الحالة‬ ‫السورية ‪،‬لذلك انتقلت للعمل التعليمي والدعوي‪،‬‬ ‫حيث أعمل في قرية قبتان الجبل كداعية واستاذ‬ ‫مدرسي‪.‬‬

‫يواصل طالب جامعة حلب عملهم في‬ ‫مجاالت مختلفة‬ ‫أما هبة تروي لتمدن‪“ :‬لقد تركت دراستي وتحديت‬ ‫أهلي في هذا القرار‪ ،‬تعلمت مهنة التمريض‬ ‫‪،‬واآلن أعمل ممرضة في مشفى ميداني‪ ،‬لقد‬ ‫تحولت الثورة إلى حرب حقيقية‪ ،‬لدي حنين كبير‬ ‫للجامعة وأيام الثورة السلمية ‪،‬وما يعزيني قلي ُ‬ ‫ال‬ ‫أنني أعمل في مهنة انسانية اساعد فيها جميع‬ ‫الناس”‪.‬‬

‫واقع جامعة حلب اليوم‪:‬‬

‫يداوم في جامعة حلب اليوم حوالي الخمسة‬ ‫والعشرين بالمئة من طالبها‪ .‬معظمهم من‬ ‫البنات‪ ،‬الكهرباء قليلة‪ ،‬تعمل المولدات لمدة‬ ‫خمس ساعات يومياً‪ ،‬خدمة االنترنيت متقطعة‪....‬‬ ‫تروي إحدى طالبات كلية الهندسة المعلوماتية ‪:‬‬ ‫“نداوم في السنة الرابعة حوالي الخمسين طالباً‬ ‫وطالبة‪ ،‬معظمهم من االناث‪ ،‬استشهد ثمانية‬ ‫طالب من دفعتي ثالثة متطوعون مع الجيش الحر‬ ‫وواحد تحت التعذيب في سجون النظام‪ ،‬وأربعة‬ ‫في القصف العشوائي على مدنهم‪ ،‬سافر الكثير‬ ‫من اساتذتنا للخارج‪ ،‬تعاني الكلية من انقطاع‬ ‫الكهرباء والمولدات تعمل من الساعة التاسعة‬ ‫صباحاً حتى الثانية ظهراً”‪.‬‬ ‫أما صالح الطالب في كلية العلوم‪ “ :‬أنا على أبواب‬ ‫التخرج ‪،‬لدي خمس مواد ألنهي دراستي في قسم‬ ‫الكيماء وال املك المال‪ ،‬فقررت أن أعمل عتا ًال في‬ ‫معبر كراج الحجز‪ ،‬يوميا أعمل من الثامنة صباحاً‬ ‫حتى الثانية عشر ظهراً ‪،‬أحمل الطحين من مناطق‬

‫الجيش الحر إلى مناطق النظام‪ ،‬أربح في النقلة‬ ‫الواحدة خمس مئة ليرة‪ ،‬وأحصل في نهاية عملي‬ ‫مبلغ ألفين من الليرات أعين بها نفسي من أجل‬ ‫اكمال دراستي”‪ .‬وعند سؤالنا له عن خطورة‬ ‫العمل في هذه المنطقة أجاب‪“ :‬في أي لحظة أنت‬ ‫معرض أن تموت في سوريا سواء بصاروخ سكود‬ ‫أو قذيفة هاون أو رصاصة طائشة‪ ،‬ليس لدي حل‬ ‫آخر أريد أن أخرج من هذا الجحيم في سوريا ‪،‬وعلي‬ ‫أن أتسلح بشهادتي الجامعية‪ ،‬فال أحد يعترف بك‬ ‫بدون شهادة جامعية في دول الجوار”‪.‬‬ ‫أما عبد القادر الطالب في كلية طب األسنان‪:‬‬

‫قال لي‪ « :‬ال تستطيع دخول‬

‫الجامعة‪ ،‬أنتم أهالي الباب‬ ‫إرهابيين»‬

‫“حرمت من الجامعة هذا العام‪ ،‬فأنا ابن مدينة‬ ‫اعزاز مقبرة دبابات النظام‪ ،‬أخشى إن سافرت إلى‬ ‫حلب أن يتم اعتقالي‪ ،‬فالكثير من أبناء مدينتي تم‬ ‫اعتقالهم وتصفيتهم فقط لكونهم من مدينة‬ ‫اعزاز”‪.‬‬ ‫تقول آهين تقول‪ “ :‬لقد خرجنا من أجل الحرية‬ ‫والكرامة‪ ،‬لم نخرج من أجل أن نموت‪ ،‬لألسف‬ ‫تحولت الثورة إلى حرب أهلية‪ ،‬الكثير من زمالئنا‬ ‫استشهدوا‪ ،‬وال أفق للحل‪ ،‬والمستقبل غامض‬ ‫ومجهول‪ ،‬وفرص العمل أصبحت معدومة‬ ‫للخريجين الجامعيين”‪.‬‬

‫مضايقات أمنية يتعرض لها الطالب على‬ ‫أبواب الجامعة‬ ‫يقول علي الطالب في كلية الهندسة المدنية‬ ‫من مدينة طرطوس‪“ :‬عند أبواب الجامعة نفتش‬

‫تفتشاً دقيقاً‪ ،‬في أحد األيام سألني عنصر األمن‬ ‫التابع للمخابرات الجوية‪ ،‬من أين أنت فأجبته من‬ ‫مدينة الباب‪ ،‬فقال لي ال تستطيع دخول الجامعة‬ ‫وأضاف أنتم أهالي الباب ارهابيين‪ ،‬وبعد نصف‬ ‫ساعة عدت من أجل الدخول وعرضت هويتي‬ ‫على نفس العنصر فأدخلني بدون أي نقاش‪،‬‬ ‫هذه التصرفات تعكس مدى طائفية النظام‬ ‫وهمجيته‪.”....‬‬ ‫أما سارة تقول‪“ :‬نتعرض للكثير من المضايقات‬ ‫عندما يفتشون حقائبنا ‪،‬في أحد األيام على مدخل‬ ‫كلية اآلداب طلب عنصر األمن جهازي الجوال‪،‬‬ ‫ورأى صوري جميعها‪ ،‬أنا فتاة ملتزمة ومحجبة‬ ‫لألسف ال يحترمون أحد “‪.‬‬ ‫الكثير من الدول ال تعترف بخريجي جامعة حلب‪:‬‬ ‫يروي الدكتور حسن‪“ :‬تخرجت عام ‪،2012‬‬ ‫وحضرت المتحان البورد ‪،‬من أجل السفر‬ ‫والتخصص في أمريكا‪ ،‬وتفاجأت في آخر لحظة أن‬ ‫االمتحان قد ألغي لجميع السوريين الذين تخرجوا‬ ‫من الجامعات السورية‪ ،‬وعند بحثي عن السبب‬ ‫علمت أن تكرار الدورات االستثنائية قد سبب‬ ‫تراجع سوية الجامعات السورية كثيراً “‪.‬‬ ‫أما محمد خريج الهندسة المعمارية يروي لتمدن‪:‬‬ ‫“راسلت خمساً وعشرين جامعة في ألمانيا ولم‬ ‫أحصل على كرسي لدراسة الماستر‪ ،‬علما أني‬ ‫محقق لكل الشروط”‪.‬‬

‫المدينة الجامعية‪:‬‬

‫تتسع المدينة الجامعية لحوالي الخمسة عشر‬ ‫ألفاً من الطالب‪ ،‬ولكنها اليوم مليئة بالنازحين‪،‬‬ ‫ومراكز الشبيحة واألمن‪.‬‬ ‫تروي سوسن لجريدة تمدن ‪“ :‬سكنت في المدينة‬ ‫الجامعية في األعوام السابقة واليوم ال أستطيع أن‬ ‫أداوم في كليتي ألنني ال أملك أجار غرفة في حلب‬ ‫والمدينة الجامعية مليئة بالنازحين”‪.‬‬ ‫حلب | جورج‪.‬ك‪.‬ميالة‬

‫‪09‬‬


‫‪10‬‬

‫الرياضية‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫منتخب الكاراتيه‪...‬أول منتخب سوري حر يشارك ببطولة دولية‬ ‫انطلقت يوم الجمعة بطولة أثينا الدولية‬ ‫بالكاراتيه والتي تمتد لثالثة أيام بمشاركة دول‬ ‫عالمية عديدة‪ ،‬وتشهد هذه البطولة مشاركة أول‬ ‫منتخب رياضي سوري حر ببطولة عالمية ودولية‬ ‫مستفيداً من قرار االتحاد الدولي للكاراتيه بحرمان‬ ‫العبي النظام من المشاركة ببطوالته والذي صدر‬ ‫في شهر نيسان الماضي‪ .‬ويمثل منتخبنا في هذه‬ ‫البطولة ك ً‬ ‫ال من الالعبين‪ :‬يوسف محمد وإلهام‬ ‫محمد ونور الكردي لفئة اليافعين‪ ،‬وعلي البارودي‬ ‫وأنس الصمصام وفاروق الهوارنة وأحمد الصوان‪،‬‬ ‫وسيشرف على المنتخب الكابتن عماد زين‬ ‫الدين رئيساً للبعثة ومدرباً إلى جانب المدربين‬ ‫عبد الغفور محمد وأحمد برنجي واإلداري أحمد‬ ‫قرقشلي‪ .‬وأكد المدرب عماد زين الدين بأن‬ ‫المنتخب تم تشكيله حديثاً بغرض المشاركة‬ ‫باسم منتخب سوريا الحر وبالرغم من ذلك فإننا‬ ‫لن نكتفي بالمشاركة وسننافس على ألقاب كافة‬ ‫األوزان التي سنشارك بها ونعد جماهيرنا بالفوز‬ ‫بميداليات بهذه البطولة‪ ،‬كما توجه المدرب عماد‬

‫استشهاد مدرب كرة اليد‬

‫للشعب السوري‪ :‬أبناء شعبنا هم‬ ‫األبطال الحقيقيون هم من سطروا‬ ‫بأرواحهم ودماؤهم وصمودهم‬ ‫أروع االنتصارات التي مرت في‬ ‫التاريخ البشري انتم قادتنا انتم‬ ‫معلمينا انتم أسيادنا اهلل معكم‬ ‫ولشهدائنا نحني هاماتنا فهم‬ ‫أحياء في قلوبنا وستزدان شوارعنا‬ ‫بأسمائهم ومدارسنا وجامعاتنا ودوراتنا الرياضية‬ ‫نحن أوالدكم وسنعمل بكل ما أوتينا من قوه لرفع‬ ‫رايتنا راية الثورة المباركة في كل بقاع األرض‪.‬‬ ‫االتحاد الرياضي السوري الحر بدوره أكد بأنه كان‬ ‫يتمنى أن تكون أول مشاركة لمنتخب سوري حر‬ ‫على أرض عربية لكن عدم اعتراف جامعة الدول‬ ‫العربية بالرياضيين األحرار بالرغم من شغل‬ ‫االئتالف لمقعد سوريا بالجامعة حال دون ذلك‪،‬‬ ‫وناشد االتحاد كافة الدول العربية لالعتراف بشكل‬ ‫فردي بالرياضيين السوريين وتأمين الدعم الالزم‬ ‫لهم‪ .‬وخالل منافسات اليوم األول حققت الالعبة‬

‫نشاطات رياضية شعبية في حلب وحمص ودمشق‬

‫غسان حمادي‬ ‫استشهد االسبوع الماضي مدرب كرة اليد‬ ‫السوري غسان حمادي بمدينة درعا نتيجة‬ ‫استهدافه برصاص قناصة قوات النظام‬ ‫السوري‪ ،‬وسبق للشهيد اللعب بصفوف‬ ‫نادي الشعلة قبل أن يصبح مدرباً له كما‬ ‫درب خارجياً نادي الريان القطري الذي وقف‬ ‫العبوه دقيقة صمت حداداً على روح مدربهم‬ ‫السابق‪.‬‬

‫إلهام عبد الغفور برونزية فوق ‪42‬كغ بعد فوزها‬ ‫بالدور األول على العبة روسية وبالدور الثاني على‬ ‫العبة ألبانية قبل أن تخسر في نصف النهائي أما‬ ‫العبة يونانية لتعود وتحقق لميدالية بعد فوزها‬ ‫على العبة يونانية بمباراة تحديد المركز الثالث‪،‬‬ ‫كما حقق العبنا الناشئ يوسف عبد الغفور المركز‬ ‫الرابع بعد لعبه ثالث مباريات أمام العبي روسيا‬ ‫ويوغسالفيا واليونان‪ ،‬فيما خرج العبنا اآلخر نور‬ ‫الكردي من الدور الثاني‪ .‬وحسب برنامج البطولة‬ ‫يعد يوم السبت استراحة لمنتخبنا على أن يشارك‬ ‫العبونا بالرجال بمنافسات يوم األحد‪.‬‬

‫يعتزم االتحاد الرياضي السوري الحر بالتعاون مع‬ ‫قطاع حلب القديمة تنظيم دورة الشهيد «عبد‬ ‫القادر الصالح» الكروية بحي الفردوس بمدينة‬ ‫حلب وقد ثبتت ثمانية أندية مشاركتها حتى اآلن‬ ‫وهي‪ :‬فريق الصقور ‪ .‬فريق الشعلة ‪ .‬فريق شهداء‬ ‫بسرطون ‪ .‬فريق األنصار ‪ .‬فريق التصدي ‪ .‬فريق‬

‫التحرير ‪ .‬فريق النور ‪ .‬فريق قطاع حلب المدينة‬ ‫‪.‬من ناحية أخرى وفي ختام دورة حمص المحاصرة‬ ‫الخماسية الودية التي تم أقيمت مؤخراً توج‬ ‫فريق برشلونة باللقب‪ .‬وقد القت البطولة حضوراً‬ ‫جماهير من قبل رابطتي مشجعي الكرامة والوثبة‬ ‫في رسالة واضحة على هزمهم للحصار المفروض‬ ‫على أحياء حمص القديمة منذ أكثر من عام‪ .‬كما‬ ‫نظم نادي جنين الرياضي في مخيم اليرموك‬ ‫لالجئين الفلسطينيين جنوب دمشق‪ ،‬مطلع‬ ‫الشهر ماراثوناً رياضياً ألطفال المخيم انطلق من‬ ‫أمام مسجد فلسطين إلى شارع المدارس‪ ،‬تحت‬ ‫شعار (افتح أبوابك يا يرموك)‪ ،‬وسط مشاركة‬ ‫كبيرة من األهالي‪ ،‬والمطالبة بكسر الحصار وفتح‬ ‫الحاجز‪ ،‬وعودة األهالي النازحين إلى منازلهم‪.‬‬

‫النرويج تفتتح ملعب كرة قدم بمخيم الزعتري‬

‫افتتح وزير خارجية النرويج السيد بورغ برينده يرافقه الملعب إلى جانب السيدين برينده و أوميدال ك ً‬ ‫ال‬ ‫السيد بيار رافن أوميدال الرئيس الفخري لالتحاد من فايز أبو عريضة ممثل األمير علي بن الحسين‬ ‫النرويجي لكرة القدم والسفير النرويجي بالعاصمة واالتحاد األردني لكرة القدم و السيدة مريسا كورما‬ ‫األردنية عمان يوم الثالثاء ملعب كرة قدم خاص ممثلة عن مشروع تطوير كرة القدم اآلسيوية‪.‬‬ ‫باإلناث بمخيم الزعتري‪ ،‬كما أكد السيد برينده بأن وسوف يشرف على هذا الملعب االتحاد النرويجي‬ ‫ملعب كرة القدم اآلخر المخصص للشباب سينتهي لكرة القدم الذي قام بوقت سابق بتأهيل المدربات‬ ‫تشييده بعد شهر من اآلن‪ .‬كما شارك بحفل افتتاح والمشرفات من قبل مشرفين أوربيين وأردنيين‪.‬‬ ‫إعداد فريق تمدن بالتعاون مع االتحاد الرياضي السوري الحر‬


‫حقوق وحريات‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫اليوم العالمي‬ ‫لحقوق اإلنسان‬

‫لكل إنسان حق‬ ‫التمتع بجميع الحقوق‬ ‫رئيسة مفوضية حقوق اإلنسان الينور روزفلت تنظر إلى االعالن العالمي لحقوق اإلنسان والحريات المذكورة‬ ‫الصورة في العام ‪1948‬‬ ‫في هذا اإلعالن‪ ،‬دونما‬ ‫تمييز‪.‬‬ ‫في العاشر من كانون األول من هذا العام‪ ،‬يكون قد مضى لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفى األمان على شخصه‪.‬‬ ‫خمسة وستون عاماً على صدور اإلعالن العالمي لحقوق ال يجوز استرقاق أحد أو استعباده‪ ،‬ويحظر الرق واإلتجار‬ ‫اإلنسان‪ ،‬الذي أصبح يوماً عالمياً لحقوق اإلنسان يُحتفل بالرقيق بجميع صورهما‪.‬‬ ‫به سنوياً‪ ،‬وذكرى عزيزة على كل ذي ضمير حي مفعم ال يجوز إخضاع أحد للتعذيب وال للمعاملة أو العقوبة‬ ‫بالمسؤولية تجاه نوعية الحياة التي يعيشها كل البشر القاسية أو الالإنسانية‪.‬‬ ‫دون استثناء‪ .‬هذا اإلعالن؛ الذي أنجز في ظل أجواء األمل لكل إنسان‪ ،‬في كل مكان‪ ،‬الحق بأن يعترف له بالشخصية‬ ‫والثقة في إمكانية البشرية في دحر الظلم والطغيان‪ ،‬القانونية‪.‬‬ ‫يمكن تصنيفه ضمن أعظم الوثائق التي أبدعها اإلنسان‪ ،‬الناس جميعا سواء أمام القانون‪ ،‬وهم يتساوون في حق‬ ‫لما أحتواه من مبادئ وقواعد‪ ،‬تكفل حين االلتزام بها التمتع بحماية القانون دونما تمييز‪.‬‬ ‫وعدم السماح بتجاوزها‪ ،‬حياة كريمة خالية من االضطهاد لكل شخص حق اللجوء إلى المحاكم الوطنية المختصة‬ ‫والقمع والتمييز والذل والقلق‪ .‬صدر اإلعالن بشكل إلنصافه الفعلي من أية أعمال تنتهك الحقوق األساسية‬ ‫توصية عن الجمعية العامة لألمم المتحدة بإقرار وموافقة التي يمنحها إياه الدستور أو القانون‪.‬‬ ‫شبه جماعية‪ ،‬فقد أيدته ثمان وأربعون دولة ولم تصوت ال يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفياً‪.‬‬ ‫أية دولة ضده في حين امتنعت ثمان دول عن التصويت‪ ،‬لكل إنسان الحق في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة‬ ‫وجاء اإلعالن مكم ًال لميثاق األمم المتحدة إذ عالج الحقوق ومحايدة‪ ،‬نظرا منصفا وعلنيا‪ ،‬للفصل في حقوقه‬ ‫والتزاماته وفى أية تهمة جزائية توجه إليه‪.‬‬ ‫والحريات كافة متالفياً االنتقادات التي وجهت للميثاق‪.‬‬

‫أبرز البنود التي تضمنها‬

‫يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق‪.‬‬ ‫وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا‬ ‫بعضهم بعضا بروح اإلخاء‪.‬‬

‫حقوق اإلنسان في اإلسالم‬

‫ينظر اإلسالم إلى اإلنسان نظرة راقية فيها تكريم‬ ‫وتعظيم‪ ،‬ونجد في قوله تعالى‪{:‬ولقد كرمنا بني آدم‬ ‫وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات‬

‫وفضلناهم على الكثير ممن خلقنا تفضي ًال} (اإلسراء‪)70:‬‬ ‫تفسيراً واضحاً فهي تشمل جميع بني آدم ولم تشمل‬ ‫المسلمين لوحدهم‪ ،‬فإن لحقوق اإلنسان في اإلسالم‬ ‫خصائص ومميزات عامة وشمولية‪ ،‬فهي سياسية‬ ‫واجتماعية وفكرية‪ ،‬دون تمييز بين لون أو جنس أو لغة‪.‬‬ ‫وقد ورد في السنة النبوية الشريفة في خطبة الوداع قول‬ ‫الرسول الكريم (ص) «فإن دمائكم وأموالكم عليكم حرام‬ ‫كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا وبلدكم هذا إلى يوم‬ ‫تلقون ربكم» حيث أكدت هذه الخطبة النبوية جملة من‬ ‫الحقوق‪ ،‬أهمها‪ :‬حرمة الدماء واألموال واألعراض وغيرها‪.‬‬ ‫وفي حديث لرسول الكريم (ص) عن الكبائر قال‪« :‬الشرك‬ ‫في اهلل وقتل النفس» وتأتي هنا كلمة النفس بمعناها‬ ‫العام أي النفس البشرية فقد جعل الرسول (ص) قتل‬ ‫النفس بغير حق موازي لإلشراك باهلل‪.‬‬

‫اهمية حقوق اإلنسان‬

‫لقد أصبحت حقوق اإلنسان قضية عالمية‪ ،‬ترفع اسمها‬ ‫مؤسسات محلية وأخرى دولية‪ ،‬وتبرز الحاجة ملحة‬ ‫لتكريس مفاهيم وقيم حقوق اإلنسان في مجتمعنا‬ ‫السوري من خالل إستحضارها في ندوات توعوية دورية‪،‬‬ ‫وفرد مساحة لها في المناهج الدراسية‪ ،‬كي نتخلص من‬ ‫ميراث األستبداد الذي زرعه فينا النظام على مدى عقود‬ ‫أن االتجاه العالمي يدفع بأن السلم والرخاء العالمي‬ ‫يتطلب احترام حقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬بغض النظر عن‬ ‫انتمائه ولونه وجنسه وبلده‪.‬‬ ‫تمدن | لورا أمين‬

‫رحيل نيلسون مانديال مناضل الحرية والسالم‬

‫من مواليد العام ‪ 1981‬مدينة جوهانسبورغ درس مانديال‬ ‫القانون في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند‪،‬‬ ‫وانخرط في السياسة المناهضة لالستعمار‪ ،‬وانضم إلى‬ ‫حزب المؤتمر الوطني األفريقي‪ ،‬وأصبح عضوا مؤسسا‬ ‫لعصبة الشبيبة التابعة للحزب‪ .‬برز على الساحة السياسية‬ ‫في عام ‪ 1952‬في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني‬ ‫األفريقي‪ ،‬وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني‬ ‫بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام ‪.1955‬‬ ‫عمل كمحام‪ ،‬وألقي القبض عليه مرارا وتكرارا ألنشطة‬ ‫المناهضة للتميز العنصري‪ ،‬وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر‬ ‫في محاكمة بتهمة الخيانة في العام ‪ 1961‬حيث مكث‬ ‫في السجن ‪ 27‬عاما في جزيرة روبن آيالند‪ ،‬ثم في سجن‬ ‫بولسمور وسجن فيكتور فيرستر‪ .‬وبالموازاة مع فترة‬ ‫السجن‪ ،‬انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل‬ ‫إطالق سراحه‪ ،‬األمر الذي تحقق في عام ‪ 1990‬وسط حرب‬ ‫أهلية متصاعدة‪ .‬صار بعدها مانديال رئيسا لحزب المؤتمر‬

‫الوطني األفريقي وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك‬ ‫إللغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة األعراق‪.‬‬ ‫في عام ‪1994‬انتخب رئيسا لجنوب أفريقيا وشكل حكومة‬ ‫وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية‪،‬‬ ‫أسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق‬ ‫في انتهاكات حقوق اإلنسان في الماضي‪ .‬استمر شكل‬ ‫السياسة االقتصادية الليبرالية للحكومة‪ ،‬وعرضت إدارته‬ ‫تدابير لتشجيع اإلصالح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع‬ ‫نطاق خدمات الرعاية الصحية‪ .‬امتنع عن الترشح لوالية‬ ‫ثانية‪ ،‬وخلفه نائبه تابو إيمبيكي‪ ،‬ليصبح فيما بعد رجال من‬ ‫حكماء الدولة‪ ،‬ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة‬ ‫الفقر وانتشار اإليدز‪ .‬يعتبر مانديال من أكثر المناضيل‬ ‫أحتراما حول العالم بسبب مواقفه المناهض لالستعمار‬ ‫وللفصل العنصري‪ ،‬حيث تلقى أكثر من ‪ 250‬جائزة‪ ،‬منها‬ ‫جائزة نوبل للسالم ‪ 1993‬و ميدالية الرئاسة األمريكية‬ ‫للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي‪ .‬يتمتع ماندبال‬

‫باالحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة‪،‬‬ ‫حيث غالبا ما يشار إليه بإسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا‬ ‫‪ ،‬وفي كثير من األحيان يوصف بأنه “أبو األمة”‪ .‬وتكريما‬ ‫لذكراه اعتمد الجمعية العامة لألمم المتحدة يوم ميالده‬ ‫في ‪ 18‬تموز يوما عالمياً تحت أسم اليوم العالمي لنلسون‬ ‫مانديال أعترفاً منها باسهاماته في مجال الحرية وبناء‬ ‫السالم حول العالم‪ .‬رحل مانديال في الخامس من الشهر‬ ‫الحالي عن عمر ناهز ‪ 95‬عام‪ .‬لكن ذكراه باقية كواحد من‬ ‫أبرز المناضلين في سبيل الحريو السالم حول العالم‪.‬‬

‫‪11‬‬


‫‪12‬‬

‫األخيرة‬

‫السنة األولى | العدد ‪2013/12/7 | 12‬‬

‫صور الحرب في سوريا تتنافس على لقب أفضل لقطة خالل العام الحالي‬ ‫القاسية التي يعيشها الشعب السوري‪ ،‬مرشحة‬ ‫لنيل لقب أفضل الصور مأخوذة في العام الحالي‪.‬‬ ‫الصورة األولى صورة مقاتل يستخدم اآلي باد‬ ‫خالل االستعدادات إلطالق قذائف هاون محلية‬

‫كانت سنة ‪ 2013‬مليئة بالتطورات‬ ‫واألحداث على الساحة السورية التي‬ ‫صبغتها الحرب بألوان خاصة وبأدوات‬ ‫رسم قاسية‪ ،‬نحتت وجوه السوريين على‬ ‫مقاساتها‪ ،‬وجوه تنطق عن الحرب قبل‬ ‫اللسان‪ .‬وتشهد ساحة االعالم الدولية‬ ‫هذه األيام مسابقات الختيار أفضل صورة‬ ‫عن العام ‪ .2013‬كان لسوريا النصيب األكبر‬ ‫فيها حيث أعتبرت ‪ 3‬صور ألتقطت في أماكن‬ ‫متفرقة من البالد‪ ،‬تجسد مختلف نواحي الحياة‬

‫قذيفة هاون في أحد مصانع القذائف محلية‬ ‫الصنع في حلب شمال البالد بحسب مجلة التايمز‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫الصورة الثالثة صورة ألشخاص يقفون في‬ ‫الطابور تحت الثلوج بانتظار الحصول على رغيف‬ ‫الخبز في أحد افران محافظة ادلب بحسب وكالة‬ ‫الصحافة الفرنسية‪.‬‬

‫الصنع في واحدة من جبهات القتال في جوبر‪،‬‬ ‫دمشق بحسب تصنيف وكالة رويترز لالنباء‪.‬‬ ‫الصورة الثانية فهي صورة الطفل الذي يحمل‬

‫أول حملة دولية من أجل وضع حد للجرائم واالنتهاكات بحق الصحفيين‬ ‫واإلعالميين في سوريا‬

‫اعتبرت منظمة مراسلون بال حدود سوريا‬ ‫بأنها‪” ‬البلد األكثر خطورة في العالم بالنسبة‬ ‫للصحفيين حيث إن الصحفيين السوريين‪،‬‬ ‫المستهدف األول من النظام وشبيحته منذ‬

‫عام‪ ،2011 ‬ويواجهون تهديداً جديداً متزايد وقاتل‬ ‫منذ عام‪ ،2013 ‬وهو المتطرفين”‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫التهديد والترهيب المتعدد‪ ،‬فقد اتحدت عشرون‬ ‫وسيلة اعالمية سورية وحوالي الخمسين منظمة‬

‫دولية مختصة بحرية الصحافة حول العالم ألول‬ ‫مرة في حملة‪ ‬تنند بممارسات الفصائل المسلحة‬ ‫المتشددة والنظام السوري بحق االعالمين‬ ‫العاملين على األراضي السورية حيث شهدت‬ ‫الفترة الماضية استهداف ممنهج للصحفين من‬ ‫قبل التنظيمات المتشددة تمثل بالخطف واالحتجاز‬ ‫والقتل في بعض األحيان‪ .‬كما أن النظام السوري‬ ‫مازال يستهدف االعالمين باالعتقال والقتل على‬ ‫حد سواء‪ .‬هذا وقد وقعت صحيفة تمدن باسمها‬ ‫واسم العاملين فيها على البيان الذي يطالب جميع‬ ‫الفصائل المسلحة والنظام السوري باحترام حرية‬ ‫الصحافة وعدم التعرض للصحفين العاملين على‬ ‫االراضي السورية‪.‬‬

‫سيدة تضع خمس توائم في مدينة الرقة‬ ‫شهد مدينة الرقة التي تسيطرعليها قوات‬ ‫المعارضة وتتعرض للقصف بصواريخ السكود من‬ ‫قبل قوات النظام‪ .‬والدة خمسة توائم مساء الجمعة‬ ‫في مشفى المشهداني‪ .‬األطباء وصفوا الحالة‬ ‫بأنها نادرة من نوعها وبأن السيدة واجهت أثناء‬ ‫فترة الحمل العديد من المشكالت والمضاعفات‬

‫ترجع بالدرجة األولى إلى الحمل بأجنة متعددة‬ ‫وأضافوا أن تقارير التصوير بالموجات فوق‬ ‫الصوتية كانت تشير إلى وجود أربعة توائم لكن‬ ‫تفاجئنا بتوأم خامس في غرفة العمليات‪ .‬يذكر‬ ‫بأن األم والتوائم يتمتعون بصحة جيدة‪.‬‬ ‫تمدن | المركز االعالمي في مدينة الرقة‬

‫تمت طباعة وتوزيع هذا العدد بمطابع سمارت ضمن مشروع دعم اإلعالم الحر‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.