Manbar altawhid issue 16 17

Page 1

‫رئيس‬ ‫االجماع‬ ‫الوطني‬

‫عدد‬ ‫خاص‬

‫العدد ‪16‬ــ ‪ 17‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫سنتان على التاسيس‬ ‫وهاب ‪ :‬تيارنا في قلب التغيير‬ ‫وفعاليتنا تتخطى حدود لبنان‬

‫غازي عبد الخالق‪:‬‬

‫الدوحة ‪ :‬اتفاق الضرورة‬

‫مقاوم غاب‬ ‫عن ذكرى‬ ‫التأسيس‬ ‫والتحرير‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬


‫في الشأن‬ ‫االقتصادي واالجتماعي‬ ‫استعادة أموال وأمالك الدولة املنهوبة‪ ،‬ومحاسبة الناهبني‪ ،‬وإلغاء بيئة‬ ‫احملاصصات الطائفية والزعامات اإلقطاعية املزروعة في بنية الدولة‬ ‫واجملتمع‪.‬‬ ‫إعادة النظر بالقوانني الضريبية لصالح قانون ضريبي جديد يعتمد‬ ‫التصاعدية والضريبة على الثروة‪.‬‬ ‫ضبط النفقات اجلارية في املوازنات وحتريرها من الهدر واالختالس وكافة‬ ‫اشكال الفساد واالفساد‪.‬‬ ‫تعزيز البنود االستثمارية والتمويلية للقطاع العام في املوازنات واالنفاق‬ ‫اجلاري‪.‬‬ ‫اعتماد سياسات انتقائية للضريبة اجلمركية غايتها دعم االقتصاد‬ ‫الوطني واحلماية من االغراق اخلارجي‪.‬‬ ‫تخفيض كلفة السلع واخلدمات العامة‪ :‬محروقات‪ ،‬كهرباء‪ ،‬مياه‪،‬‬ ‫اتصاالت‪ ،‬نقل‪ ،‬معامالت ادارية‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫في هذا العدد‬ ‫حترك املعارضة عبر العصيان املدني‬ ‫العميد املتقاعد د‪ .‬عطوي‪:‬‬ ‫«سلك اتصاالت حزب اهلل ليس شبكة»‬

‫منبر التوحيد‬ ‫ص ‪56‬‬

‫ص ‪73‬‬

‫ملف التحرير‪ :‬انتصار خيار املقاومة‬

‫ص ‪76‬‬

‫نسيم نسر‪ :‬يحلق بني احضان احلرية!‬

‫ص ‪84‬‬

‫ابو حازم‪ :‬الرهان على مثلث الصمود‬ ‫دمشق ـ طهران ـ املقاومة!!‬

‫ص ‪122‬‬

‫نايف حوامتة‪:‬‬ ‫الكفاح املسلح حق مستمر‬

‫ص ‪125‬‬

‫حتى حتقيق االستقالل‬ ‫النكبة‪ :‬حتدٍّ يجب رفعه‬ ‫زيارة بوش الى املنطقة‪:‬‬ ‫استعادة روح االجرام التوراتية‬ ‫دريد حلام ‪:‬‬ ‫وهاب بطل زمن عزت فيه املواقف‬

‫ص ‪129‬‬

‫ص ‪135‬‬

‫ص ‪140‬‬

‫نشرة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫العدد ‪16‬ـ ‪ 17‬أيار ـ حزيران ‪ ( 2008‬عدد خاص)‬

‫أول‬

‫الكالم‬

‫نفث النار الذي مارسته قوى املواالة‪ ،‬عبر‬ ‫صقورها الهائجة أثبتت وقائع الساعات‬ ‫املعدودة خواءه‪ ،‬فإذا ديكور الكرتون والصورة‬ ‫امللونة ذكرى‪ ،‬ميكنه فقط ارتكاب مجزرة‪ ،‬لكنه‬ ‫سرعان ما يتحول إلى لعق مسموم للدم‪ ،‬غالبه‬ ‫بريء أو مضلل ابتزه مقاولو الدماء بحاجات‬ ‫حياته‪ ،‬فأُوتي به من جرد منكوب بسياسييه‬ ‫وبنظامه الطوائفي الرث وأُعطي بندقية لقاء‬ ‫جتيير حياته ملصلحة البيك أو الشيخ‪ ،‬تباركت‬ ‫أسماء الرب احلسنى!‬ ‫فإذا لبنان التعايش وقطعة السما مسلخ‬ ‫كرنتينا ألشالء األنقاض وصراخ الثكالى‬ ‫واأليتام‪ ..‬وأخيرا ً حول طاولة لم تزد في قيمة‬ ‫السيف محاورته العصا‪ ،‬حتقق توافق مشتبه‬ ‫فيه‪ ،‬أعلنت ما في صدورهم إعادة سنيورة‬ ‫املواالة األميركية‪ ،‬فأخذت الدوخة اتفاق‬ ‫الدوحة‪.‬‬ ‫ولبنان‪ ،‬الذي أعطي له مجد النصرين‪ ،‬أيار‬ ‫‪ 2000‬ومتوز ‪ ،2006‬لم يعط لغيره في التاريخ‬ ‫احلديث‪ ،‬أن تهزم ثالثة آالف عاملا ً إمبراطوريا ً‬ ‫مستكبراً‪ ،‬لبنان هذا ذاهل عن مجده الفريد‪،‬‬ ‫عابث بفتات صغار الهني بثالثني من فضة‬ ‫“سيدهم” عن سيدهم األعظم‪ ،‬فهو نور احلق‬ ‫وهو الطريق واحلياة‪ ..‬مقاوم الطاغوت‪ ،‬ومحرر‬ ‫الهياكل والسرايات من جتار الدجاج ومرابي‬ ‫النخاسة والسياسة‪..‬‬ ‫حتمل املنتج العصامي وشهوات املرابي‬ ‫وبني ُّ‬ ‫املدجج بقوانني األقوياء وهياكل الدول الواهية‬ ‫وعقلية العامة الغاشية ينبلج فجر يحبو على‬ ‫ربى اجلبل وهضاب التيم يدرج رويدا ً حتى يشب‬ ‫مستكمل البنيان قوي املناكب بحجم وطن‪،‬‬ ‫مفعما ً باحلب يطلق في النفوس تيار توحيد‬ ‫القلوب واألدمغة والسواعد على معنى‪ :‬من‬ ‫نحن؟ وملن نحيا؟‬ ‫حينها تكون بسملته‪ :‬األمر لي؟!‬

‫“التحرير”‬

‫سكرتيرة التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بيروت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضمان االجتماعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫عامان على تأسيس‬ ‫«تيار التوحيد اللبناني»‬ ‫جرأة التغيير !‬

‫عامان على تأسيس “ تيار التوحيد اللبناني”‪ ،‬حيث‬ ‫تزامنت انطالقته مع عيد املقاومة والتحرير‪ ،‬ولم يكن‬ ‫اخليار عشوائيا‪ ،‬بل انتقائي‪ ،‬وله عالقة بقناعات فكرية‬ ‫وسياسية لدى مؤسس التيار ورئيسه وئام وهاب‪ ،‬الذي‬ ‫يختزن في وجدانه وعقله كل معاني وأهداف مقاومة‬ ‫االحتالل االسرائيلي‪ ،‬ومواجهة اخلطر الصهيوني‬ ‫الوجودي على امتنا وعاملنا العربي‪.‬‬ ‫فهذا الفكر املدرك طبيعة املشروع الصهيوني‬ ‫ ‬ ‫التوراتي القائم على شطب الهوية وإلغاء الشعب‪،‬‬ ‫رأى أن املقاومة هي الرد عليه‪ ،‬ألنه ال يفهم سوى لغة‬ ‫احلديد والنار‪ ،‬وهي اللغة التي تعامل بها اليهود مع‬ ‫شعبنا في فلسطني‪ ،‬باغتصاب األرض‪ ،‬وارتكاب اجملازر‬ ‫في أكثر من مدينة وبلدة وقرية من أبرزها كفرقاسم‬ ‫وديرياسني‪ ،‬الى طرد الشعب الفلسطيني وتشريده‬ ‫في املنافي‪ ،‬وبناء مستوطنات واستقدام اليهود‬ ‫اليها من أربع رياح األرض‪ ،‬فتحول الفلسطينيون الى‬ ‫الجئني بعهدة وكالة الغوث إلطعامهم‪ ،‬وعلى “وعد‬ ‫كمون” من أنظمة عربية إلعادتهم الى بالدهم ملا‬ ‫ينفذ‪.‬‬ ‫هذه االنطالقة لـ”تيار التوحيد اللبناني”‪ ،‬املرتكزة‬ ‫ ‬ ‫ً‬ ‫الى فكر مقاوم لالحتالل هو مرادف أيضا ملقاومة أشرس‬ ‫لالقطاع والطائفية والعشائرية والعائلية والرأسمالية‬ ‫املتوحشة ولالحتكار والهيمنة والتسلط والعبودية‬ ‫والتجارة بالسلطة واملال إلذالل الناس وقهرهم وافقارهم‬ ‫وجتويعهم‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫فاملرتكزات الفكرية والسياسية التي يقوم عليها‬ ‫برنامج “تيار التوحيد اللبناني”‪ ،‬قد ال تكون جديدة‪ ،‬وال‬ ‫تقدم ما ال يعرفه املواطنون‪ ،‬وال تطرح ما لم يسمعوه‬ ‫ويقرؤوه بل هو أراد أن يترجم العبارات والكلمات منجزات‬ ‫وعطاءات بدال ً من أن تظل أقواال ً بال أفعال‪ ،‬ونظريات بال‬ ‫ممارسة على األرض وفي الواقع السياسي والشعبي‬ ‫العملي‪.‬‬ ‫لقد أدرك مؤسس التيار ومن كان معه من‬ ‫ ‬ ‫رفاقه في ورشة التأسيس‪ ،‬أنهم ال يصيغون افكارا‬ ‫جديدة‪ ،‬تضج فيها احزاب لبنان وتياراته السياسية‪ ،‬بل‬ ‫هم سعوا الى تقدمي منوذج جديد‪ ،‬لعمل سياسي غير‬ ‫تقليدي‪ ،‬وملواجهة غير متوازنة مع االقطاع السياسي‪،‬‬ ‫بكل تالوينه‪ ،‬الذي سيتوحد في اعنف معركة ضد من‬ ‫يقول ال لالقطاع‪ ،‬ال للوصاية السياسية‪ ،‬ال للتسلط‪،‬‬ ‫ال للمعابر السياسية سواء أكانت ثنائية أم أحادية‪ ،‬وال‬ ‫للدور والقصور‪.‬‬ ‫هذه الالءات يرفعها تيار سياسي‪ ،‬قد تكون‬ ‫ ‬ ‫بدايتها األصعب في أعقد منطقة في لبنان‪ ،‬رمبا‬ ‫الوحيدة التي ما زال اإلقطاع متجذرا فيها‪ ،‬ولم تخرج‬ ‫عليه سوى قلة من الذين آمنوا بخلق اإلنسان اجلديد‬ ‫والنظام اجلديد‪ ،‬لم تكن تنزل سالما وبردا ً على من‬ ‫ظن أنه أقفل اجلبل على التغيير وعلى الدميقراطية‬ ‫والتعددية السياسية‪ ،‬واقام فيه القطب الواحد‪،‬‬ ‫متزامنا ً مع سقوط الثنائية القطبية في العالم‬ ‫أيام زمن “احلرب الباردة” بني املنظومتني الرأسمالية‬


‫واالشتراكية‪ ،‬فالتحق وارث احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي بالقطبية األحادية املتمثلة بالواليات‬ ‫املتحدة األميركية‪ ،‬واقتصاد السوق بعد أن تخلى عن‬ ‫اشتراكية اعتبرها زائفة ملصلحة رأسمالية أحب‬ ‫فيها توحشها‪ ،‬في وقت كان القطب الثاني في الدرزية‬ ‫السياسية يعاني تفككا ً شعبيا ً من حوله وانعدام‬ ‫وجود دينامية لتمأل الفراغ‪ ،‬الذي احتله شخص أراد‬ ‫إلغاء اآلخر‪ ،‬باستخدام الترهيب والترغيب‪ ،‬فلجأ‬ ‫أمنه له التواجد‬ ‫الى املال والسلطة‪ ،‬والدعم الذي ّ‬ ‫العسكري السوري في لبنان‪.‬‬ ‫في ظل هذه االرهاصات‪ ،‬ومع تنامي حالة‬ ‫ ‬ ‫املعاناة في اجلبل‪ ،‬وبني ابناء طائفة املوحدين حتديداً‪ ،‬كان‬ ‫رئيس “تيار التوحيد اللبناني” يعيش ظروفهم ويعرف‬ ‫قهرهم ويعلم بكبت الصوت اخملنوق داخلهم‪ ،‬وعدم‬ ‫قدرتهم على قول “آخ” من ظلم‪ ،‬أو “أوف” من فقر‪ ،‬او‬ ‫ارسال استغاثة لنجدة مريض او طفل يريد اهله ادخاله‬ ‫الى مدرسة او شاب يود إكمال تعليمه اجلامعي‪ ،‬او‬ ‫مواطن يبحث عن عمل‪.‬‬ ‫لكل هذه األسباب‪ ،‬كان من الضروري انشاء تيار‬ ‫ ‬ ‫سياسي‪ ،‬وتنظيم حالة الرفض ملا هو قائم‪ ،‬واال تبقى‬ ‫االصوات املعترضة تصرخ في البرية‪ ،‬ال سيما بعد ان‬ ‫فشلت جتارب سياسية وحزبية‪ ،‬منها من هادن اإلقطاع‪،‬‬ ‫ومنها من سار في ركابه أو حالفه‪ ،‬ومنها من امتنع عن‬ ‫مواجهته‪ ،‬فكان “تيار التوحيد اللبناني” هذه الصرخة‬ ‫التي لم يجرؤ أحد ان يطلقها‪ ،‬حتى من النخبة الدرزية‬ ‫واملثقفني الدروز‪ ،‬الذين كانوا يخبئونها في صدورهم‪،‬‬ ‫ومنهم من كان موجودا ً في ضفتي الثنائية الدرزية‬ ‫السياسية‪ ،‬وكانوا يشهدون لوئام وهاب جرأته وخروجه‬ ‫على املألوف الذي كان مينع املس باالقطاع‪ ،‬او بالعرف‬ ‫الذي كان ينبه الدروز ان لهم دارين‪ ،‬ولديهم بوابتني‪ ،‬وكل‬ ‫خارج عن أي منهما فهو من “املرتدين” املستحق الرجم‪،‬‬ ‫وكأنه اقترف اخلطيئة‪ ،‬وليس في من ارتكب اخلطايا‬ ‫املميتة بحق الدروز‪ ،‬وتركهم من دون مؤسسات ورعاية‪،‬‬ ‫ليبقوا يزحفون الى اصحاب االلقاب يستعطونهم‬ ‫وظيفة او ينتظرون أيام السبت واألحد‪ ،‬للحصول‬ ‫على قليل من الدراهم التي ترن على بالط زعمائهم‪،‬‬ ‫يلتقطونها عنه‪.‬‬ ‫هذه الصور البشعة واملشاهد املثيرة لالشمئزاز‪،‬‬ ‫ ‬ ‫والعبارات النابية التي كان يتلقاها كل من قصد مرجعاً‪،‬‬

‫تركت في نفوس وهاب ورفاقه‪ ،‬استعجال انشاء “تيار‬ ‫التوحيد اللبناني” لهز املستنقع‪ ،‬ورمي حجر النهضة‬ ‫فيه لتحريك املياه اآلنسة وفتح مجرى لها‪ ،‬لتخرج‬ ‫النفايات‪ ،‬فتبقى املياه صافية‪.‬‬ ‫كان تأسيس التيار‪ ،‬فعالً وحتدياً‪ ،‬ورد فعل على‬ ‫ ‬ ‫افعال مكروهة‪ ،‬وعمالً تغييريا ً باجتاه إحداث نقل نوعية‬ ‫تشكل حالة من إيقاظ وعي‪ ،‬وحتريك وجدان‪ ،‬وتفعيل‬ ‫العقل وإطالقه‪ ،‬بدل االتكاء على العصبيات‪ ،‬واالتكال‬ ‫على الغرائز‪.‬‬ ‫خالل عامني‪ ،‬كان التيار في قلب احلدث‪ ،‬فدخل‬ ‫ ‬ ‫أوال ً إلى قلوب ابناء اجلبل‪ ،‬وبدأت موجة األسئلة تتصاعد‪:‬‬ ‫ماذا يريد وئام وهاب؟ هل بإمكانه مع شلة من املؤمنني‬ ‫أن يحدث التغيير؟ هل هو موقف فقط دون فعل؟ هل‬ ‫هو تصريح وبيان وخطاب ومقابلة تلفزيونية‪ ،‬حيث‬ ‫ال تأثير لكل ذلك على اجلمهور؟ لكن اجلمهور ر ّد على‬ ‫ذلك‪ ،‬بأنه تعلق مبا يقوله رئيس التيار‪ ،‬وبدأ املواطنون‬ ‫يتابعونه‪ ،‬وباتت مواقفه حديث السياسيني‪ ،‬وأصبح‬ ‫رقما ً سياسياً‪ ،‬وحتول الى معادلة سياسية‪ ،‬وبات في‬ ‫التركيبة اللبنانية‪ ،‬ولم تعد عملية اختزاله سهلة‪ ،‬وال‬ ‫جتربة شطبه ممكنة‪.‬‬ ‫لقد بات “تيار التوحيد اللبناني”‪ ،‬بعد عامني‬ ‫ ‬ ‫حالة لبنانية‪ ،‬وفي املعارضة له وزن‪ ،‬وفي طرح‬ ‫اإلصالحات حركة تغيير جذرية وثورية‪ ،‬وهو على‬ ‫يسار املعارضة التي يبدو داخلها‪ ،‬متقدما ً على كل‬ ‫الطروحات‪ ،‬حيث أعلن رئيس التيار‪ ،‬أنه منذ اليوم‬ ‫االول لتحرك املعارضة‪ ،‬كان مع احلسم امليداني‪ ،‬وضد‬ ‫سياسة االنتظار‪ ،‬فكان من املطالبني بإخراج فؤاد‬ ‫السنيورة من السراي‪ ،‬لتصحيح الوضع‪ ،‬وهو صاحب‬ ‫موقف‪ ،‬بضرورة وجود غالب ومغلوب‪ ،‬أي أن يغلب‬ ‫املشروع الوطني الوحدوي املقاوم‪ ،‬املشروع الطائفي‬ ‫التقسيمي االستسالمي‪.‬‬ ‫ان التيار أصبح في وجدان الشعب‪ ،‬وباتت له‬ ‫ ‬ ‫امتدادات خارج لبنان الى العالم العربي كما الى العالم‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬ألنه صاحب مشروع واضح‪ ،‬وميلك رؤية‬ ‫شفافة‪ ،‬ويتطلع الى التغيير الشامل‪ ،‬ويعمل بصدق‬ ‫ويعلن مواقفه بجرأة‪ ،‬فأصبح جمهوره عربيا ً إسالمياً‪،‬‬ ‫وهذه ثقة كبيرة به وبرئيسه ومبا يطرحه‪ ،‬كتأكيد على‬ ‫صوابية توجهه الوطني والقومي‪.‬‬

‫“منبر التوحيد”‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪5‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫في الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد اللبناني وبعيد اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس‬

‫وهاب لـ”منبر التوحيد”‪ :‬أنا لست مشروع وزير أو نائب‬ ‫بل أطرح مشروع تغيير جذري للنظام‬

‫‪6‬‬

‫حتى اآلن تعوزني احلجة ألعلل ملاذا بعد “تسونامي” ازدحمت‬ ‫تسميات التيارات في احلراك السياسي اللبناني؟ هل ألن كلمة‬ ‫حزب فيها من البرودة ما ال يليق بالرجولة السياسية اللبنانية‬ ‫الالهبة؟ أم شدة االجنراف وقوة الدفع واجلذب التي أضيفت إلى‬ ‫اللوحة منذ عام ‪ 2005‬حتديداً كانت تقتضي املزيد من األكشن من‬ ‫“السيمي” إلى “الفول كونتاك”؟ رمبا ألن التيارات وجنومها هما‬ ‫األشد جذباً في كاريزما السياسة الراهنة!‬ ‫حقاً فيه الكثير من خصائص اجلبل وطبيعته الشوفية‪ :‬لن‬ ‫يكون صعباً أن متيز نكهة السنديان في موقفه وال خشخشة‬ ‫بحصة في خرير النهر في وادي اجلاهلية عند الصباح‪ ،‬لتعرف‬ ‫املتكلم‪ ،‬واألهم أنه في حدة القسوة يفاجئك بجلجلة ضحكة‬ ‫من صماصيم قلبه‪ ،‬كما يقولون‪ ،‬حتى تشعر أنك أمام فيزياء‬ ‫جبل يرتفع عالياً ثم يتهادى بك بني روابيه وينخفض في موسيقى‬ ‫متاوج!‬ ‫وفي حججه الكثير من املنطق حتى بالنسبة ألشد املغالني‬ ‫في خصومته‪ ،‬في جعبته دزينة ودزينة من سهام‪ ،‬لكن لطيبته‬ ‫رمبا نسي تسميمها‪ ،‬فتشكر الرب أنها لن تكون قاتلة‪ ،‬خصوصاً‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أنك من يعجن السؤال مستفزاً عادة ويأتيك بعد أخذ نفس عميق‪،‬‬ ‫وفي احلالتني هو جنم راهن على األقل‪ ،‬إن وافقته وإن عارضته‪ ،‬نحن‬ ‫نؤمن بقيم التعددية وممارسة اخليارات‪ ،‬كما يقول‪.‬‬ ‫كانت تقتضي خطة التحرير في مجلة “منبر التوحيد” أن‬ ‫يزوره وفد من محرريها متسلالً للنقاش واحلوار‪ ،‬لكن لعلة رمبا‬ ‫وقانا اهلل منها‪ ،‬ولرغبة أن أقدم إليكم في هامش استقالليتي‬ ‫على الدوام مادة ال تبدأ بـ”سيدي الرئيس”‪ ،‬بل لنستعيد مهنيتنا‪،‬‬ ‫كانت “كاف” اخلطاب بدالً من “سيدي”‪ ،‬أو “أنتم”‪ ،‬مع حفظ‬ ‫األلقاب والكرامات‪ ،‬وكذلك ألني مواطن أشغلته املعارضة واملواالة‬ ‫مبسرحهما ثالث سنوات من حقي أن أسائلهما يوماً‪.‬‬ ‫وألن املناسبة هي الذكرى الثانية لتيار غض هو تيار التوحيد‬ ‫اللبناني‪ ،‬اتصلت برئيسه‪ ،‬عبر صديق‪ ،‬هو إحدى وسائل املساعدة‬ ‫إن كنتم تذكرون‪ ،‬فتح ّدد موعد‪ ،‬وبدأت معركة السؤال واجلواب‪،‬‬ ‫كانت تتخللها ِه َد ٌن طائفية أم َدوْحية‪ ،‬ثم ألننا لبنانيون نستلذ‬ ‫استئناف معاركنا‪ ،‬كان هذا احلوار أم أملعارك أم أباها‪ ،‬ال أدري‪ ،‬مع‬ ‫رئيس تيار التوحيد اللبناني وزير البيئة السابق وئام وهاب‪ ،‬هنا‬ ‫نصه‪..‬‬


‫أثبت التيار‬ ‫في األحداث األخيرة‬

‫ال قرار باستهداف الدروز‬ ‫فنحن أولى باحلرص!‬

‫أنه جزء من معادلة اجلبل‬ ‫واستطاع إسقاط‬ ‫دويلة جنبالط‬ ‫في اجلبل‬ ‫يحتفل تيار التوحيد اللبناني بالذكرى‬ ‫الثانية لتأسيسه‪ ،‬والتيار حركة سياسية‬ ‫ناشئة في واقع لبناني‪ ..‬نهنئك بجرأة احملاولة‬ ‫ونأمل تكرار االحتفال بها في مناسبات‬ ‫متالحقة‪ ،‬حيث كادت أن تتجوف فيه احلياة‬ ‫السياسية واحلزبية اللبنانية‪ ،‬أال تبدو‬ ‫محاولتكم كمن يذهب إلى احلج والناس‬ ‫راجعة؟‬ ‫لو كان التيار حركة سياسية عادية لكان ما‬ ‫وصفته صحيحاً‪ ،‬لكنه ليس كذلك فالتيار حركة‬ ‫سياسية ثورية‪ ،‬حركة تغيير جذرية متميزة‬ ‫بالكامل‪.‬‬ ‫كيف هذا أين هو واقع متيزه الذي يبدو‬ ‫لك؟‬ ‫يبدو متيزه في سمات عدة أبرزها أنه ليس‬ ‫حركة طائفية وجدت للدروز فقط‪ ،‬ام لغيرهم‪،‬‬ ‫بل هو حركة سياسية جتديدية تغييرية تثور‬ ‫على عوامل التفرقة والتفتيت‪ ،‬ولذلك كان تيار‬ ‫التوحيد ردا ً على أية دعوات تقسيمية سياسية‬ ‫أم طائفية‪ ،‬ولبنانية ألنها انطلقت من لبنان‪،‬‬ ‫لكن أرجح أن لبنان ليس حبسا ً لفعاليتنا بل‬ ‫هو منطلق لها لتتخطى احلدود التي ال أؤمن بها‬ ‫لتفتيت جسد األمة الواحد‪.‬‬ ‫الزمن شرط أساسي للنمو الطبيعي ألي‬ ‫كائن حي‪ ،‬كيف تقوّم بإيجاز شديد جتربة التيار‬ ‫خالل سنتني من تأسيسه؟‬ ‫حتى اآلن ناجحة‪ ،‬لكن يلزمها تطوير مستمر‪.‬‬ ‫خصوصا ً أننا على ساحة فيها أحزاب عمرها ‪70‬‬ ‫أو ‪ 80‬عاماً‪ .‬طبعا ً املقارنة ظاملة‪ .‬لكن أظن أننا من‬ ‫القوى األساسية في لبنان والتي أصبح يحسب‬ ‫لها حساب‪.‬‬

‫مؤمتر عام للتيار قريباً‬ ‫أسميته تيار التوحيد اللبناني‪ .‬أتساءل ملاذا‬ ‫هذه املغاالة في اللبنانية‪ ،‬حيث من يشاهد‬ ‫مؤمتراتكم واستقباالتكم في سوريا يالحظ‬ ‫تعاظم حجم التأييد الشعبي في سوريا لكم‪،‬‬

‫خصوصاً في الالذقية وصافيتا وحمص ودمشق‬ ‫والسويداء؟‬ ‫هذا ما ملسناه مؤخرا ً وهذا ما جعلنا نفكر‬ ‫في عقد مؤمتر خالل اخلريف املاضي‪ ،‬لكن مع‬ ‫عدم انتخاب رئيس جمهورية في لبنان وتفاقم‬ ‫األوضاع الداخلية حتى بلغنا ما بلغناه في أيار‬ ‫‪ 2008‬دفعنا إلى تأجيل انعقاده إلى وقت مالئم‬ ‫إمنا غير بعيد‪ .‬واآلن بعد أن أخذت األوضاع تستقر‬ ‫بعد اتفاق الدوحة بدأنا نحضر لترتيب أوضاع‬ ‫التيار‪ ،‬وهناك مؤمتر عام له سيتناول كل هذه‬ ‫التفاصيل من الشعار إلى التسمية‪ ،‬التي رمبا‬ ‫تقتصر على “تيار التوحيد” فقط‪ ،‬أو تيار التوحيد‬ ‫العربي‪ ،‬هذه تقرها جمعية عمومية حسب‬

‫األنظمة احلزبية في التيار وال يقررها شخص‬ ‫مبفرده أيا ً كان‪.‬‬

‫‪ 2500‬توحيدي في ‪ 50‬مفوضية‬ ‫ماذا بعد سنتني من التأسيس‪ :‬هل التيار‬ ‫ينمو شــعبياً‪ ،‬هل هو منظــم أم هو كما‬ ‫يقـــال ضباط من دون جنود؟ أم هو تيار‬ ‫الشخص؟‬ ‫ال أخفيك أن اهتماماتنا كانت موزعة‬ ‫على مناح عدة‪ ،‬أبرزها كيف نحمي الناس‪،‬‬ ‫نتيجة احلملة الشعواء علينا‪ .‬بالطبع أقمنا‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪7‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬

‫”شو هالسباع جنبالط وجعجع”؟!‬

‫ترتيبا ً عسكريا ً معينا ً من شأنه تلبية حق‬ ‫الناس باألمن والطمأنينة واحلماية‪ .‬ومعروف‬ ‫أن التيار منتشر في الشوف واجلرد وفي مناطق‬ ‫املنت وراشيا وغيرها‪ ،‬نحن أمام األزمة التي مرت‬ ‫كنا مضطرين حلماية وجود التيار‪ ،‬ألن التيار‬ ‫توسع في هاتني السنتني أكثر من املتوقع‪.‬‬ ‫وكنت قلت سابقا ً في حديث للمجلة في‬ ‫خريف العام املاضي أن املنتسبني بلغوا ‪1200‬‬ ‫منتسب‪ ،‬أما اليوم فأصبح عددهم مضاعفا ً‬ ‫إلى حوالى ‪ 2500‬منتسب‪ ،‬ولدينا ‪ 50‬مفوضية‪،‬‬ ‫والتيار من األكيد ليس تيار الشخص‪ ،‬صحيح‬ ‫أن حركة رئيس التيار السياسية واإلعالمية‬ ‫أسهمت في انتشاره‪ ،‬ولكن فكرته أصبحت‬ ‫لكثيرين نهجا ً ومبدأ يحرصون ويعملون على‬ ‫نشره كذلك‪.‬‬ ‫لكننا نحن اليوم في بداية مرحلة جديدة‪ ،‬فإن‬ ‫كان العبء األمني والعسكري بوجود اجليش قد‬ ‫ارتاح التيار منه نسبيا ً حتى اآلن‪،‬‬ ‫هذا يعني أن اجلهد الذي في هذا املنحى‬ ‫ميكننا رصده للشؤون التنموية والثقافية‬ ‫واإلعالمية واالجتماعية وبناء املؤسسات‬ ‫الرديفة وغيرها‪ .‬بالنتيجة أثبت التيار في‬ ‫األحداث األخيرة أنه جزء أساسي من معادلة‬ ‫اجلبل على األقل ومن معادلة املعارضة على‬ ‫صعيد لبنان‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫األمن الذاتي‬ ‫فرض الشأن العسكري‬ ‫يعني أنتم لستم تنظيماً أمنياً عسكرياً‬ ‫وكفى؟‬ ‫أوال ً كل الناس يعلمون أن الشأن العسكري‬ ‫فرض علينا‪ ،‬ألننا كنا نعيش حتت ظل سلطة‬ ‫أمنية مستقلة عن سلطة الدولة أقامها وليد‬ ‫جنبالط ويحاول فرض هيمنته على اجلبل‪ ،‬بعد أن‬ ‫ألغى دور األجهزة األمنية وأقام نظاما ً أمنيا ً ذاتيا ً‬ ‫للجبل‪ .‬ويحاول إقامة دويلة في اجلبل‪ ،‬ولنا الفخر‬ ‫أن نقول إن تيار التوحيد ساهم في إسقاط دويلة‬ ‫وليد جنبالط في اجلبل‪ .‬وإن تيار التوحيد ألغى‬ ‫األمن الذاتي في اجلبل وأعاد الدولة إلى اجلبل ولم‬ ‫يُعد الدولة إلى اجلبل على حساب كرامة الناس‪.‬‬ ‫نحن كنا نعتبر أنه إذا كان املطلوب نزع سالح‬ ‫الناس‪ ،‬فهذا السالح هو حلماية كرامتهم بعد‬ ‫تعرضهم لالستفزاز‪ .‬فالسالح الذي أتى حلماية‬ ‫كرامة الدروز يجب أن يبقى في املوقع نفسه‪ ،‬لكن‬ ‫أن يصوب اجتاهه‪ .‬هذا ما طالبنا به‪ ،‬وليس الطلب‬ ‫الرخيص في عدد قطع السالح وما شابه‪.‬‬ ‫رمبا أصاب التيار في إيجاد هيئة العمل‬ ‫التوحيدي‪ ،‬ما دور هذه الهيئة؟‬ ‫أوال ً أنا اعتبر أن احلكمة التوحيدية فلسفة‬ ‫متكاملة ورائعة‪ .‬وهي في مرتبة متفردة بالنسبة‬

‫لي‪ .‬أما مهمة هيئة العمل التوحيدي فهي‬ ‫وطنية بتركيز منهج عقالني توعوي في الوسط‬ ‫الديني يترفع عن غرائزية السياسة والتجييش‬ ‫ويعزز االنتماء إلى الوطن واملوقف القومي واملهمة‬ ‫اإلصالحية للتيار‪ ،‬واحملافظة على الدور الوطني‬ ‫والقومي للدروز وصيانة هويتهم الوطنية من‬ ‫أي تشوش طارئ‪ .‬وهناك مهمة رعائية صحية‬ ‫واجتماعية خاصة باملتدينني‪.‬‬ ‫ملاذا تأسس تيار التوحيد اللبناني؟ وهل قدر‬ ‫الدروز اخلضوع إلى قيادة بكوية أو أميرية أو‬ ‫باشوية إقطاعية؟‬ ‫الدروز ليس قدرهم هو اخلضوع ألية قيادة‬ ‫إقطاعية‪ .‬ومن املعروف ان الدروز قدريون ويؤمنون‬ ‫بالقدر‪ ،‬وأنا شخصيا ً أؤمن بالقدر‪ ،‬القدر ال نقاش‬ ‫فيه‪ ،‬لكن هناك إمكانية ما للتعديل في مسار‬ ‫مجرياته‪ .‬لكن مناذج القيادة اإلقطاعية التي‬ ‫ذكرتها ليست قيادتهم الطبيعية مبوجب الدعوة‬ ‫التوحيدية‪ ،‬بل مبوجب ظروف سياسية اقتصادية‬ ‫اجتماعية أدت إلى أن ميسك أصحابها بسلطة‬ ‫ما‪ ،‬من هذه الظروف فرمان عثماني‪ ،‬فكان اللقب‬ ‫مينح حسب درجة العمالة للتركي‪ ،‬كلما زادت‬ ‫العمالة زادت احلظوة باللقب وارتفعت درجته‪.‬‬ ‫وهكذا دواليك‪ ...‬لكن البعض ممن كانت لهم‬ ‫ألقاب لم تشكل لهم رصيدا ً مشرفا ً بل صنعوا‬ ‫مجدهم بجهادهم وسيفهم‪ ،‬فهذا اجلهاد هو‬ ‫الذي يفرض احترامه ويستحق التقدير والتبجيل‪.‬‬


‫وهذه حال اجملاهد الكبير سلطان األطرش قائد‬ ‫الثورة السورية العام‪ .‬فما أهمية لقب باشا‬ ‫إزاء هذا اجملد؟ ويحضرني في هذا املعنى حديث‬ ‫للرسول (ص) يقول “إن رائحة اجلُعالن (حشرة‬ ‫صغيرة ذات رائحة كريهة) أفضل من رائحة‬ ‫رجل ال شيء لديه يفتخر به إال نسبه”‪ .‬فالرئيس‬ ‫الراحل حافظ األسد لم يكن ميلك بدل تعليمه‬ ‫في املدرسة والحقا ً غ ّير وجه املنطقة؟ الرئيس‬ ‫العراقي السابق صدام حسني‪ ،‬بغض النظر عن‬ ‫اختالف املواقف من نهجه وحكمه‪ ،‬لكنه كان‬ ‫يتيماً‪ ،‬وبجده وإرادته كان أحد الرجال القالئل في‬ ‫املنطقة والعالم‪ .‬السيد حسن نصراهلل‪ ،‬عندما‬ ‫ذهب إلى احلوزة في النجف رمبا لم يكن ميلك بدل‬ ‫انتقال ومصروف‪ ..‬رمبا نقده إياه الشهيد السيد‬ ‫عباس املوسوي‪ ،‬والسيد نصراهلل اليوم هو قائد‬ ‫عربي فذ وقطب إسالمي عظيم!! هذه مفاخر‬ ‫الرجال في ما يكونون ويعطون وينتجون وليس ما‬ ‫كانوا وما يأخذون‪ ،‬وليست مفاخرهم في ألقابهم‬ ‫وأنسابهم قط‪ .‬بينما ما هي مفخرة اإلقطاعي؟‬ ‫“املفخرة” الوحيدة أن أجداده كانوا عمالء مميزين‬ ‫للعثمانيني وعيونهم وعسسهم‪ ،‬فنالوا مكافأة‬ ‫وحظوة عندهم‪.‬‬ ‫إذا تعمقنا أكثر في النفسية القدرية‬ ‫التوحيدية إضافة إلى القدرية والرضى‬ ‫والتسليم نهاية العلم والتعليم‪ ،‬يكتمل‬ ‫املربع بسجن األقلية وغربة الرسالة‪ ،‬أين تيار‬ ‫التوحيد من هذا املربع؟‬ ‫أنا ال أعاني من عقدة األقلية‪ ،‬وكل الدروز الذين‬ ‫برزوا عبر التاريخ لم تكن لديهم عقدة األقلية‪.‬‬ ‫فلو كانت عقدة أقلية لدى سلطان األطرش‬ ‫لكان قبل باملشروع الفرنسي لدولة درزية في‬ ‫جبل الدروز‪ ،‬ولم يطالب بوحدة البالد السورية‪،‬‬ ‫لو كانت عقدة أقلية عند كمال جنبالط ملا كان‬ ‫خرج إلى الوطن العربي‪ .‬عقلية األقلية لست‬ ‫ضحيتها وال تعنيني‪ .‬فإذا ذهبت إلى الالذقية‬ ‫أشعر اني موجود في بعقلني‪ ،‬وكذلك األمر إن‬ ‫كنت في عمان وبغداد‪ ،‬أنا ال أعانيها‪ .‬وأنا أقول‬ ‫بصراحة إذا حتدثنا عن الدروز كعدد حسابي‪ ،‬فهم‬ ‫ال يتجاوزون حجم سكان شارع في الشام وفي‬ ‫بغداد‪...‬‬

‫الدروز حراس احلدود العربية‬ ‫وقيمها‬ ‫إذاً كيف تعتبرهم‪ ،‬وبأي معيار؟‬ ‫أعتبرهم مبعيار الدور التاريخي األصلي الذي‬ ‫أتوا من أجله إلى لبنان‪ ،‬وهو حماية ثغور الدولة‬ ‫العربية أي املدن احملاذية للبحر‪ ،‬بوجه غزوات‬ ‫الفرجنة األوروبيني‪ ،‬بأمر من اخلليفة العباسي أبو‬ ‫جعفر املنصور حراس احلدود العربية‪ .‬والدروز إذا‬ ‫لم يكونوا في طليعة النضال العربي والقومي‬ ‫يكونون خارج دورهم التاريخي الذي أنتج‬ ‫مكانتهم‪ .‬خذ مثالً سمير القنطار والدور الذي‬ ‫حتمله منذ حوالى ثالثة عقود‪ ،‬أليس أفضل بكثير‬

‫ليس الدروز احلقيقيون ضحايا عقدة األقلية فلو كانت لدى‬ ‫سلطان باشا األطرش لكان قبل مبشروع الدولة الدرزية‬ ‫الفرنسي وأهل اجلوالن بالهوية اإلسرائيلية‪ ،‬بينما متسكوا‬ ‫بسوريتهم وكانوا صورة مشرفة أصيلة عن الدروز‬

‫لم يقتنع جنبالط رغم نصائحنا له أن مشروعه‬ ‫األميركي خاسر‪ ،‬ومشروعه سقط ُ‬ ‫وه ِز َم هزمية قاسية‬ ‫وعليه أن يدفع ثمنها وحده‪ ،‬ال الدروز‬

‫للدروز من أدوار كل هذه املومياءات التي نتكلم‬ ‫عنها اآلن؟ أين كل هذه (املومياءات) من نضال‬ ‫سمير القنطار وعظمته‪ ،‬لبنانيا ً وعربيا ً وإسالميا ً‬ ‫وعاملياً؟ ال قيمة لهم قياسا ً إليه‪ .‬كذلك األمر‬ ‫بالنسبة لدروز اجلوالن فعددهم ال يتجاوز ‪ 20‬ألفاً‪،‬‬ ‫قياسا ً إلى كثرة شعوب كبيرة‪ ،‬ال مقارنة‪ ،‬لكن‬ ‫الدور الذي يقومون به من رفضهم للتجنيس‬ ‫اإلسرائيلي ومحافظتهم على الهوية السورية‬ ‫يعطي الصورة املشرقة واحلقيقية للدروز‪.‬‬ ‫إذا كانت مبررات إنشاء الكيان اللبناني دينية‬ ‫لتأمني نطاق ضمان ما ألقليات دينية في حال‬ ‫الدولة الدينية في محيطه‪ ،‬ما مصيره عندما‬ ‫تتنازعه طوائفه املهتاجة؟‬ ‫أصالً لم يكن وال مرة هذا الكيان بلداً‪ .‬لبنان‬ ‫جتمع طوائف وليس بلداً‪ ،‬لذلك لم يكن إنسانه‬ ‫ُّ‬

‫مواطنا ً لبنانيا ً بل درزيا ً أو سنيا ً أو شيعيا ً أو‬ ‫مارونيا ً وهكذا‪ ..‬وسبب هذه الالمواطنية هو‬ ‫النظام السياسي‪..‬‬ ‫النظام الطوائفي التوافقي؟!‬ ‫طبعاً‪ ،‬وال مرة كان غير هيك‪ .‬هذا النظام لم‬ ‫يحسس إنسانه وال مرة أنه مواطن حتى يكون‬ ‫معه‪ ،‬بل دائما ً يحسسه أنه درزي أو شيعي‬ ‫وغيرهما‪ ،‬ودائما ً كان يحشره مع ديناصور‬ ‫طائفته‪ ،‬وال مرة كان مطلوبا ً منه أن يكون مع‬ ‫وطنه‪ .‬ولو كان وطنه تعاطى مع اإلنسان من دون‬ ‫“كمركجي” ديناصور الطائفة لكان والؤه لوطنه!‬ ‫لهذا تستجيب الناس عندما تستدعيها طوائفها‬ ‫وليس عندما يستدعيها وطنها‪ .‬الحظ أن الناس‬ ‫تهرب من خدمة العلم بأية طريقة ممكنة‪ ،‬لكنها‬ ‫ال تهرب من خدمة “زعيمها”‪ ،‬ألن هذا “الزعيم” هو‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪9‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫الذي يؤمن مصالح أتباعه وليس الوطن ودولته‬ ‫العامة‪ .‬تهرب الناس من خدمة العلم ومستعدة‬ ‫ألن متوت في الشارع من أجل املتزعم عليها دون‬ ‫أن تسأله ملاذا؟‬ ‫هل يطرح تيار التوحيد اللبناني علمنة‬ ‫الدولة أو فصل الدين عن الدولة؟‬ ‫بكل تأكيد‪ ،‬من دون فصل الدين عن الدولة ال‬ ‫ميكن إقامة دولة حقيقية‪ .‬الدولة حني تأسرها‬ ‫الطوائف تسقط‪ .‬في لبنان دولة أسيرة الطوائف‬ ‫وال حتترم املواطن كإنسان‪ .‬أنا أطرح الدولة التي‬ ‫حتترم املواطن اللبناني كلبناني وليس على ما هو‬ ‫دينك لتنال حظوتك منها أو إهمالها لك!‬

‫الزميل هاني احللبي محاورا ً رئيس التيار وئام وهاب‬

‫كيف يصنع القرار في تيار‬ ‫التوحيد؟‬ ‫أنا حاولت أن يكون القرار عبر املؤسسات في‬ ‫التيار‪ .‬بعض األشخاص متعلقون بالشخص وهي‬ ‫طبيعة في اإلنسان الشرقي‪ .‬ويحتاج اخلالص‬ ‫منها إلى وقت‪ .‬أنا أشجع املسؤولني على أن‬ ‫يتخذوا هم القرار‪ .‬في األمانات واملفوضني أشجع‬ ‫إلي أو إلى‬ ‫على اتخاذ القرار احلكيم من دون العودة ّ‬ ‫املركز‪ .‬أطلع املكتب السياسي دائما ً على ما لدي‬ ‫ونحاول اتخاذ القرار معاً‪ .‬ولكن عندنا مشكلة‬ ‫القائد والزعيم‪.‬‬ ‫ماذا تعني بـ”الزعيم”‪ :‬هناك معنى إيجابي‬ ‫عندما نقول الزعيم أنطون سعادة‪ ،‬رمبا‬ ‫املقصود هو السلبي منه عندما نتمنى ذهاب‬ ‫“كل الزعما من لبنان”؟‬ ‫في احلقيقة‪ ،‬عيب أن نقارن بني زعيم كأنطون‬ ‫سعادة الذي قدم حياته من أجل مبدئه و”زعما‬ ‫تفقيس املكنات”‪ .‬هؤالء جتار بأوالد الناس بينما‬ ‫أوالدهم سفروهم إلى اخلارج‪“ ..‬أال ترى أن السيف‬ ‫ينقص قدره‪ /‬إذا قيل إن السيف أمضى من‬ ‫العصا؟!”‪.‬‬

‫التهجير فنون وأنواع‬ ‫في هذه احلال كيف ميكننا أن ننتقل من‬ ‫االقتصاد الريعي االستهالكي إلى االقتصاد‬ ‫املنتج؟‬ ‫لنالحظ ما يحصل في سوريا من خطط‬ ‫اقتصادية ومشاريع متنوعة استثمارية تنشأ في‬ ‫الريف ومينع إنشاؤها في املدن‪ ،‬منعا ً الختناقها‬ ‫ولزوم تنمية الريف تنمية متوازنة مع املدن‬ ‫وأماكن اجلذب العام في البالد‪ ،‬وما يسن من‬ ‫تشاريع مختلفة خللق حوافز جاذبة لالستثمارات‬ ‫وتسهيالت للرساميل وتيسير املعامالت‬ ‫وتبسيطها‪ ..‬كل هذا عمل دولة وخطتها وليس‬ ‫فقط مهمة حزب أو تيار مبفرده‪.‬‬ ‫نحن قلنا ان ملياري دوالر صرفا على املهجرين‬ ‫إلعادتهما‪ ،‬من أتى وفتح امللف بجدية ورأى وحقق‬ ‫في كيفية صرف هذا املبلغ‪ ،‬وأين؟ وليس السبب‬ ‫سياسيا ً وأمنيا ً بل اقتصادي‪ ،‬فلماذا سيعود‬

‫‪10‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫املهجر إلى قريته بعد تهجيره منها لثالثة‬ ‫عقود من السنني‪ ،‬وهي خالية من أية خدمة‬ ‫مدنية متكاملة‪ ،‬وال تتوفر فيها فرصة عمل له‬ ‫ولعائلته؟ ففي الشوف قرى ميتة‪ ،‬الدروز الذين‬ ‫بقوا في بيوتهم كذلك هم مهجرون‪ .‬فالفقر‬ ‫تهجير واحلرمان تهجير وانعدام فرص العمل‬ ‫تهجير وعدم تأمني املعيشة تهجير وعدم تأمني‬ ‫الطبابة تهجير‪ .‬واألمر ال يختلف في املناطق‬ ‫الدرزية األخرى‪ ،‬هل سنكمل على النهج السابق‬ ‫بعد الطائف منذ ‪ 19‬عاماً؟ من يخبرني متى‬ ‫حصل بحث جدي في إمناء الريف؟ متى جرى بحث‬ ‫جدي في اإلمناء املتوازن الشامل ما دام كل الذي‬ ‫حققه الطائف هو سوليدير والطرق املؤدية إليها‬ ‫من املطار واملرفأ‪ ..‬والباقي فراغ؟‬

‫إصالح اإلدارة يحرر املواطن من‬ ‫(جمارك) اإلقطاع‬ ‫كيف ميكن أن يتحقق إصالح اإلدارة اللبنانية‬ ‫وحتريرها من ميكيافيلية الطوائف‪ ،‬وما وجهة‬

‫أين مومياءات اإلقطاع‬ ‫والسياسة من نضال‬ ‫سمير القنطار وعظمته‬ ‫لبنانياً وعربياً‬ ‫وإسالمياً وعاملياً؟!‬

‫نظر التيار في هذا اإلصالح؟‬ ‫احلقيقة‪ ،‬ال ميكننا حتقيق هذا اإلصالح في‬ ‫ظل هذا النظام‪ ،‬ألن هذا النظام هو في خدمة‬ ‫الطائفة والزعامة الطائفية‪ .‬إصالح هذا النظام‬ ‫برأينا يبدأ بتحقيق خطوات متدرجة مترابطة‬ ‫للخالص من هيمنة الطوائف وزعماء الطوائف‪.‬‬ ‫منها جدية التلزمي باملناقصات للمشاريع العامة‪،‬‬ ‫توظيف على أساس االمتحانات على أساس معيار‬ ‫الكفاءة فقط‪ ،‬توفير حاجات املواطن وخدماته‬ ‫كحق مدني وطبيعي من دون أية مراجعة أو منة‬ ‫سياسية أو انتخابية من احد عليه‪ ،‬فبتجسير‬ ‫عالقة املواطن مع الدولة مباشرة نكون قد‬ ‫صفينا ثالثة أرباع دور الزعماء وسمسراتهم‪،‬‬ ‫وحررت املواطن من سطوتهم على حياته‪ .‬عدم‬ ‫إجراء هذه اخلطوات‪ ..‬فال إصالح مع وجود موظف‬ ‫فئة خامسة يتمرد على سلطة وزير الوصاية‬ ‫عليه بسبب الغطاء الطائفي أو الزعامي له!!‬ ‫هكذا ميكن تصنيف إصالح اإلدارة على شقني‪:‬‬ ‫األول حتسني وضع املوظف فال يعمل كل الشهر‬ ‫بخمسمئة ألف ليرة على احلد األدنى بعد تعديله‬ ‫األخير‪ ،‬وبدوام يومي من الساعة ‪ 8‬حتى الثانية‬ ‫بعد الظهر ومن دون أن ميكنه القيام بعمل آخر‪،‬‬ ‫وتطلب منه أن يكون قديسا ً وال يسرق!‬ ‫نحن هنا في حلقة مفرغة‪ :‬نظام طوائفي‬ ‫توافقي بني زعماء طوائف ميسكون به عبر‬ ‫قطارة اخلدمات حملاسيبهم ليبقوا على‬ ‫استمرار تأييدهم في ابتزاز دائم‪ ،‬كيف ميكن أن‬ ‫تأتي باملواطن إلى تيار التوحيد وهو غير متوفر‬ ‫له غطاء خدمي وسياسي إال عبر النظام الذي‬ ‫تريد تغييره‪ ،‬وتطلب منه حتمّ ل حتى نغير‬ ‫النظام؟‬ ‫ال‪ .‬هنا أيضا ً نحن نحاول أن جنمع بني أمرين‪:‬‬ ‫تنمية فكرة التغيير وواقعيتها وضرورتها‪ ،‬وتأمني‬ ‫القدر املمكن من اخلدمات للصمود حتى ميكن‬


‫حتقيق التغيير‪ .‬فنحن ننشط في الوضع الصحي‬ ‫وبعض املساعدات التي نقدر على تأمينها‪،‬‬ ‫واخلدمات األخرى‪.‬‬ ‫من تشمل هذه اخلدمات؟‬ ‫تشمل منتسبي التيار وأقاربهم املقربني‬ ‫منهم‪ ،‬ففي الوضع الصحي أمكننا ان نؤمن‬ ‫االستشفاء والفحوص والتصوير ودخول‬ ‫املستشفى وغيرها‪.‬‬ ‫ما هي املؤسسات التي تؤمن هذه‬ ‫اخلدمات؟‬ ‫مستوصف سارة الصايغ الصحي هو واحد من‬ ‫هذه املؤسسات للمعاينات والفحوص والتصوير‬ ‫والتخطيط‪ ،‬وكان لدينا افتتاح ملستوصف‬ ‫اجلاهلية تأجل بسبب األوضاع الراهنة‪ ،‬لكن‬ ‫افتتاحه قريب ويليه مستوصف رويسة البلوط‬ ‫خالل شهرين أو ثالثة‪ ...‬ونهيئ لوضع احلجر‬ ‫األساس ملستشفى الشوف في وقت قريب‪ ..‬هذا‬ ‫مسلسل بدأ وال ينتهي إال بإمناء حقيقي يشمل‬ ‫معظم مناطق انتشارنا‪ ،‬إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫وهل هناك خدمات على صعيد آخر غير‬ ‫الصحي كالتربوي مثالً أو غيره؟‬ ‫لدينا مساعدات على صعيد املدارس واجلامعات‬ ‫الرسمية تتناول التسجيل وبعض املصاريف‪،‬‬ ‫وهناك منح على صعيد اجلامعات اخلاصة ميكن‬ ‫أن نحصل عليها من إدارات بعضها‪.‬‬

‫مجموعة “عمار بن ياسر”‬ ‫املقاومة‬ ‫قلت في مقابلة سابقة‪ :‬إننا لسنا حلفاء‬ ‫للمقاومة بل نحن جزء منها‪ ،‬ما دوركم في‬ ‫املقاومة؟‬ ‫معروف أن املستهدف األساسي للمشروع‬ ‫األميركي اإلسرائيلي وحلفائه هو املقاومة‬ ‫وسالحها وحلفاؤها‪ ،‬والسبب األساس للحملة‬ ‫الشعواء علينا ليس ألننا تيار توحيد لبناني‪ ،‬بل‬ ‫ألننا حلفاء للمقاومة ونسند ظهرها مبا يتوفر‬ ‫عندنا من اإلمكانات‪ .‬ومعركة األعداء وحلفائهم‬ ‫ال يخوضونها باملفرق بل بسعر اجلملة‪ ،‬فسقوط‬ ‫املقاومة في أيديهم هو سقوط لكل تيار املقاومة‬ ‫في املنطقة‪.‬‬ ‫أما خالل حرب متوز ‪ 2006‬فكنا بتصرف املقاومة‬ ‫وشكلنا مجموعة من املقاومني املتدربني على‬

‫املعارضة أخطأت بقبول قانون‬ ‫االنتخابات للعام ‪1960‬‬ ‫وكان عليها أن تتمسك‬

‫املقاومة والتداعيات العربية‬ ‫والدولية‬ ‫على طاولة احلوار الوطني العام ‪2006‬‬ ‫طرح مشروع الستراتيجية دفاعية‬ ‫تؤمن الدفاع واحلماية للبنان وتعالج‬ ‫مسألة سالح املقاومة‪ ،‬ما رأيكم في هذه‬ ‫االستراتيجية؟‬ ‫أوالً‪ :‬ال مشكلة اسمها سالح املقاومة حتى‬ ‫نفكر في حل لها! ثانياً‪ :‬أما االستراتيجية‬ ‫الدفاعية فهي متوفرة في ما تفعله املقاومة‪،‬‬ ‫والدليل ردها عدوان متوز ‪ ،2006‬ولوالها لكانت‬ ‫النتائج مغايرة كلياً‪ .‬فهل نلغيها؟ املرء يلغي‬ ‫التجربة الفاشلة‪ ،‬كتجربة سمير جعجع‪ ،‬اما‬ ‫الناجحة فلماذا نلغيها؟‬ ‫وحول قرار احلرب والسلم؟‬ ‫“هذه مسألة محلولة‪ ،‬ألنها ليست دورنا‪،‬‬ ‫بسبب أن إسرائيل مريحة اللبنانيني منها”‪،‬‬ ‫فإسرائيل دائما ً كانت تأخذ عنا جميعا ً قرار‬ ‫احلرب‪ ،‬وعندما ال تهجم علينا يسمونه السلم‪.‬‬ ‫فاللبناني وال مرة أخذ قرار احلرب والسلم‪“ .‬لشو‬ ‫يتعذبوا ويكلفوا حالهن؟”‪ ،‬فما دام الصراع‬ ‫واالحتالل قائمني وموجودين فالسالح سيكون‬ ‫موجودا ً للدفاع وحماية لبنان‪.‬‬ ‫حول آلية التنسيق بني اجليش واملقاومة‪..‬‬ ‫التنسيق بينهما من أحسن ما يكون واألحداث‬ ‫األخيرة دليل على متيز هذا التنسيق‪.‬‬

‫فمن الطبيعي مستقبالً أن يتركز جهد املقاومة‬ ‫على تفعيل السرايا‪ ،‬وما تقتضيه الظروف املقبلة‬ ‫حسب موازنة مقاومة االحتالل وحفظ األمن في‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫قلت إن إسرائيل تعرف ما لدى املقاومة‪،‬‬ ‫وهذه حمّ الة أوجه منها اخلرق األمني‪ ،‬ما‬ ‫يلغي احتمال سقوط املفاجأة وهي أحد‬ ‫أسلحة حرب الغرية (املباغتة) وحرب‬ ‫املفاجآت؟‬ ‫قصدت بالضبط أنها تعرف حجم قدرة‬ ‫املقاومة‪ ،‬وينبغي أال ننسى عشرات اآلالف من‬ ‫الشباب الذين تطوعوا بعد حرب متوز في املقاومة‪،‬‬ ‫إضافة إلى اختالف حجم ونوعية التسليح‪.‬‬ ‫وأهمية حرب متوز أنها أوجدت في أذهان العرب‬ ‫إمكانية االنتصار وواقعيتها‪ .‬وأهم نقطة هنا‬ ‫هي سقوط وهم الهزمية املؤكدة لنا والتي‬ ‫كانت النتيجة الالطبيعية لكل مواجهة بيننا‬ ‫وبينهم‪.‬‬

‫بالدائرة الواحدة أو احملافظات‬ ‫اخلمس وبالنسبية‬ ‫عمل املقاومة‪ ،‬سميت مجموعة الصحابي‬ ‫عمار بن ياسر‪ .‬بعد احلرب جرى تنسيق حقيقي‬ ‫مع سرايا املقاومة اللبنانية‪ ،‬ودربنا مجموعات‬ ‫للعمل املقاوم مستعدة دوما ً لتلبية نداء الواجب‬ ‫الوطني والقومي‪.‬‬

‫تفعيل سرايا املقاومة‬ ‫يستفيد املنطق األميركي وحلفاؤه احملليون‬ ‫من معطيات مذهبية عندما تكون املقاومة‬ ‫غالبة على احتضانها ومناطقها وتنظيماتها‬ ‫صبغة مذهبية‪ :‬فيقال “الشيعة بدهن يقاتلوا‬ ‫إسرائيل ويخربوا البلد‪ ،‬هالبلد مش لوحدن‬ ‫تيقرروا مصيرو وحدن”‪ ..‬أما القول بسرايا‬ ‫مقاومة لبنانية تشترك فيها تنظيمات دينية‬ ‫وعلمانية على هدف وطني تقودها قيادة واحدة‬ ‫من غرفة عمليات عامة مثالً‪ ،‬يفقد هذا املنطق‬ ‫أقوى حججه‪ ،‬هل هناك مشروع لتفعيل سرايا‬ ‫املقاومة؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬بعد أن متكنت املقاومة من إسقاط‬ ‫محاوالت إشغالها بالصراع الداخلي الستنزافها‪،‬‬ ‫ومتت هزمية املشروع األميركي اإلسرائيلي فعلياً‪،‬‬

‫بردت سخونة الصيف السعودي‬ ‫هل تعتقد أن صيفاً ساخناً هذا العام في‬ ‫لبنان أم في املنطقة‪ ،‬كما قال ديفيد ولش‪،‬‬ ‫يترجم بعدوان إسرائيلي جديد؟‬ ‫ال أتوقع عدوانا ً إسرائيليا ً على لبنان‪ ،‬ألن‬ ‫إسرائيل تعرف مدى استعداد املقاومة وحجم الرد‬ ‫الذي ميكن ان تتلقاه ردا ً على عدوانها‪ .‬وأظن هذا‬ ‫سيشكل ردعا ً الحتمال التفكير بالعدوان فكيف‬ ‫بإمكان حصوله بعد ‪ .2006‬بل الصيف الذي وعدنا‬ ‫به بوش لبنانيا ً مستندا ً إلى توهمه بقوة قوى ‪14‬‬ ‫آذار‪ ،‬فأين هي اآلن؟ واآلن ذاب الثلج وبان املرج‪ .‬عندما‬ ‫حملنا على السياسة السعودية في لبنان منهم‬ ‫من قال لزوم ما ال يلزم‪ ،‬اآلن اصبح الكل يعلم‬ ‫أنه كانت السعودية تدفع لسعد احلريري كلفة‬ ‫شاملة لتجهيز ‪ 10‬آالف مقاتل من رواتب إلى‬ ‫مأكل ومشرب ومصاريف ولوازم‪ ..‬ولوليد جنبالط‬ ‫لـ‪ 5‬آالف مقاتل ولسمير جعجع لـ‪ 6‬آلف مقاتل‪.‬‬ ‫فوصلت أعداد جيش الفتنة السعودية إلى ‪20‬‬ ‫ألف مقاتل في لبنان‪ .‬لكن تبني أن بناء امليليشيا‬ ‫السعودية الطائفية كان كرتونيا ً فانهار حتت‬ ‫وطأة أقدام املقاومة اإلسالمية بساعات ثالث‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪11‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫أليس هذا صيفا ً ساخنا ً على املقاومة مبا حصل‬ ‫من إحلاح على املواجهة الداخلية؟‬

‫باحلدود وال بالقطريات وأعتبر أن كل هذه األمة‬ ‫هي ساحة بالنسبة لنا‪ ،‬من احمليط إلى اخلليج‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬رغم أن اهتمام أهل الشام في القضايا‬ ‫القومية على األرجح يفوق اهتمام غيرهم من‬ ‫أبناء البالد العربية األخرى‪ ،‬فهو يختلف نسبيا ً‬ ‫عن اهتمام اخلليجيني مثالً‪ ،‬وهذا االختالف له‬ ‫عالقة باألنظمة وبالثقافة اليومية السياسية‬ ‫العامة السائدة بني الناس‪ .‬هذا ال ينقص من‬ ‫شأن غيرهم من العرب أو أنهم عروبيون أكثر من‬ ‫غيرهم في حسهم القومي‪ ،‬ما يعني أن هذا األمر‬ ‫له عالقة بالثقافة والتربية في هذين امليدانني‬ ‫لتشويه ثقافة هؤالء الناس وتربيتهم العامة‪.‬‬ ‫وبدور العائالت املالكة في بعض الدول العربية‪.‬‬

‫رجال دين موظفون‬ ‫في بالط امللك!‬

‫التجييش ضد سوريا‬ ‫إلفقار لبنان‬

‫ميليشيا احلريري اجملهزة‬ ‫بال رجال‬ ‫سعد احلريري يقول إنه لو كانت لديه‬ ‫ميليشيا لكانت قاتلت ومنعت املقاومة من‬ ‫السيطرة على بيروت؟‬ ‫كل الناس تعرف أنه لديه ميليشيا‪ ،‬لكن ليس‬ ‫لديه رجال فيها‪ .‬هناك فرق بني النوايا والقدرة‬ ‫على حتقيقها عند ثالوث املواالة‪.‬‬

‫تقولون بالعروبة أية عروبة تريدون بني تطرف‬ ‫الوهابية واستسالم االعتدال؟‬ ‫هناك عروبة ثالثة مختلفة عن االحتمالني‬ ‫الثنائيني اللذين عرضتهما‪ .‬هي عروبة دمشق‬ ‫املمانعة املعتدلة في احلق غير املفرطة به‬ ‫واملتمسكة بتحقيقه مهما كانت الضغوط!‬ ‫وهي العروبة احلقيقية املقاومة وأن دمشق هي‬ ‫حصن لكل العرب املقاومني فال يوجد مقاوم‬ ‫عربي إال وله موطئ قدم في دمشق اليوم!‬ ‫العروبة السورية الدمشقية العلمانية املتنوعة‬ ‫الوحدوية هي البديل احلقيقي لثنائية االستسالم‬ ‫واجلنون األصولي وليس التعقل األصولي اإليجابي‪.‬‬ ‫هذا اجلنون الذي فروع منه تغذيها السي أي إيه‬ ‫(اخملابرات املركزية األميركية) وفروع منه تغذيها‬ ‫السعودية‪ .‬نحن نحترم اجلهاديني احلقيقيني‬ ‫املقاومني املقاتلني من أجل فلسطني وحترير الدولة‬ ‫ورفض التسلط األوروبي األميركي ويسهلون‬ ‫هيمنتهم علينا وال أحترم املتطرفني املرتبطني‬ ‫باخملابرات الدولية وصنيعتها‪.‬‬ ‫وجوب إسقاط سايكس بيكو بوحدة اقتصادية‬ ‫فوحدة سياسية‬ ‫قلت إن التيار حركة تغيير جذرية متميزة‪،‬‬ ‫لكن تسميته راعت مفاعيل تقسيم سايكس‬ ‫بيكو‪ ،‬حيث توحي أن ما هو لبناني مختلف‬ ‫عما هو سوري‪ ،‬واألصل هو العكس ويكون‬ ‫بإلغاء هذه املفاعيل؟‬ ‫ما تقوله أنا اوافق عليه مئة باملئة‪ ،‬لكنك تعرف‬ ‫متاما ً الظروف العامة التي نشأ فيها التيار‪ ،‬من‬ ‫املزايدات املتهالكة في القطرية اللبنانية إلى حد‬ ‫َمرَضي شوفيني يكره اآلخر‪ ،‬أي آخر‪ ،‬ويستعديه‪.‬‬ ‫أما انا فال أؤمن باحلدود‪ ،‬وأعتبر أن الشام مدينتي‬ ‫كبيروت وأن بغداد والقدس كلتيهما مثلها متاما‪،‬‬ ‫فال أؤمن باحلدود التي جتزئ الوطن العربي وأوجدتها‬ ‫مؤامرة سايكس بيكو لتفتيت نسيجنا القومي‪،‬‬ ‫ولذلك يجب أن تسقط‪ .‬ونحن يجب أن نسعى‬ ‫إلى إسقاطها أوال ً عبر وحدة اقتصادية معينة‬ ‫متهد لوحدة سياسية الحقة‪ .‬نعم أنا ال أؤمن‬

‫‪12‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بالبيت ألنو اليد العاملة السورية قلت”‪ .‬وماذا‬ ‫كانوا يقولون “هناك ماليني عدة من العمال‬ ‫السوريني سيبلعون البلد‪ .‬قوموا يا لبنانيي‬ ‫عليهم! هؤالء سبب فقرك يا لبناني”! ونحن ال‬ ‫توجد عندنا برامج تنشيط للزراعة وال حماية‬ ‫لإلنتاج الوطني‪ ،‬وإذا أردنا أن نحمي إنتاجا ً عندنا‬ ‫كنا نطلب من سوريا لتدعمنا في املفاوضات مع‬ ‫الدول العربية حول الروزنامة الزراعية ليتحقق‬ ‫ما نريد! ونعود ونقول‪ :‬سوريا سبب كل العلل!‬ ‫طيلة سنوات لم تعد مسألة روحية عند صاحب‬ ‫الغبطة إال العمال السوريون “أوعا دخيلكن بدهن‬ ‫ياكلن لبنان”!! كذبة وماشية‪ .‬وهذه طريق شتورا‬ ‫املصنع حتى احلدود فارغة!‬ ‫بينما قيل إن األزمة االقتصادية تفاقمت‬ ‫باالعتصام فتعطلت مطاعم سوليدير وأفقرت‬ ‫الناس‪..‬‬ ‫األزمة االقتصادية احلالية عمرها من عمر‬

‫العروبة احلقيقية‬ ‫هي عروبة دمشق املمانعة املقاومة‬ ‫وليست عروبة ضخ األموال السعودية‬ ‫لتجنيد جيوش املرتزقة الطائفية‬ ‫رغم مضي عقد على معاهدة األخوة‬ ‫والتنسيق بني سوريا ولبنان لم تتحقق حالة‬ ‫األخوة والتكامل بينهما بالفعل‪ ،‬ملاذا؟‬ ‫كانت هناك أخطاء في السلوك السياسي‬ ‫السوري مع لبنان‪ ،‬وبعد مقتل رفيق احلريري‬ ‫(رئيس الوزراء الراحل) أيضا ً كانت هناك كمية‬ ‫وازنة من هذه األخطاء تكاد ال تعد وال حتصى‪.‬‬ ‫املشكلة من ناحية لبنان هي العنصرية اللبنانية‬ ‫التي يعانيها بعضهم فيه‪ ،‬وعندما تبدأ بلفظ‬ ‫التكامل يبدأ التجييش ضده‪“ .‬يا عمي إذا قبلت‬ ‫معنا سوريا بالتكامل عال صدقوا أنه خدمة‬ ‫للبنان وليس لسوريا”‪ .‬تصور أنه أصبحت أمام‬ ‫اإلنتاج اللبناني سوق مجاورة واسعة لـ‪ 200‬ألف‬ ‫كلم من ‪ 25‬مليون مستهلك بدال ً من ثالثة ماليني‬ ‫مستهلك‪ .‬الحظ الكذب الذي ميارسه االنعزاليون‬ ‫ضد التكامل عندما يقولون للمزارع اللبناني‬ ‫إن اخلضار السورية التي أغرقت سوق البلد هي‬ ‫سبب خسارتك في اإلنتاج وعدم وجود زراعة‬ ‫عندنا‪ ،‬لذلك يجب تكريس القطيعة النهائية‬ ‫حتى يستطيع املواطن اللبناني أن ينتج زراعة‬ ‫بسعر جيد‪ ،‬ويد عاملة ليبقى له شغل بدل ما‬ ‫يأخذ السوري كل الشغل‪“ .‬النتيجة ما عدنا‬ ‫نقدر نشتري كيلو بندورة‪ ،‬وما فينا نشتغل شي‬

‫عهود احلريري وفؤاد السنيورة‪ ،‬وهي وحكمهما‬ ‫من العمر نفسه! واآلن فك االعتصام “اهلل ياخذ‬ ‫بإيدهن بالبلد‪ .‬اهلل خير إذا بدهن”!‬ ‫مصر السنية ترفع صور السيد حسن‬ ‫كلنا يذكر تقرير عمرو بن العاص والي‬ ‫اخلليفة األموي على مصر الذي وصف مصر‬ ‫حسبما رآها‪ :‬رأيت أرضاً كلها ذهب ونساؤها‬ ‫لعب ورجالها مع من غلب‪ ،‬أليس السر في‬ ‫اإلنسان املواطن وليس في النظام السياسي‬ ‫فقط؟‬ ‫رمبا تصح فرضيتك‪ ،‬لكن من جهة أخرى‬ ‫نالحظ أن النظام السياسي املصري وقع منذ‬ ‫أكثر من حوالى ثالثة عقود اتفاقية صلح منفرد‬ ‫مع إسرائيل‪ ،‬وحتى اآلن ما زال النظام هو الذي‬ ‫يراعي بنود التطبيع وليس الشعب املصري‪ .‬لم‬ ‫يستطع النظام املصري دفع الشعب إلى قبول‬ ‫التطبيع‪ .‬خذ مثالً أن مصر السنية ترفع صور‬ ‫السيد حسن نصر اهلل وال ترفع صور غيره‪ ،‬فلم‬ ‫ينزلق شعبها إلى مشروع الفتنة األميركي الذي‬ ‫تروج له أميركا في الوطن العربي‪ .‬مصر ترى‬ ‫أنها معنية بفلسطني ولم يستطيعوا إخراج‬ ‫فلسطني من وجدان الشعب املصري‪ ،‬رغم خروج‬ ‫النظام من قضيتها‪ .‬لذلك ال تكفي هذه املقولة‬


‫للحكم على الشعب املصري‪ .‬والناس عادة على‬ ‫دين ملوكهم فهي مع َمن غلب‪.‬‬ ‫مازالت إيران حتتل أرضاً عربية ويتغير‬ ‫دورها بني لبنان والعراق‪ ،‬ما حقيقة الدور‬ ‫اإليراني؟‬ ‫إيران دولة ذات مصالح وجتمع بني املبادئ‬ ‫واملصالح‪ .‬ونحن ما يعنينا منها هو موقفها من‬ ‫القضايا العربية‪ :‬في فلسطني تساعد املوقف‬ ‫الوطني الفلسطيني واملقاومة الفعلية فيه‪.‬‬ ‫وساعدت وتساعد املقاومة في لبنان بينما‬ ‫كان العرب يشاهدون مسلسل تدميره الدموي‬ ‫وميارسون فعل البكاء علينا‪ .‬منذ ‪ 1978‬وحتى‬ ‫‪ 1982‬في األولى تفرجوا على احتالل األرض وفي‬ ‫الثانية تفرجوا على عقدة املسلسل وهي احتالل‬ ‫العاصمة‪ .‬بينما الدعم اإليراني ال يشترط علينا‬ ‫سوى حترير أرضنا‪ .‬ما العيب فيه!؟ إيران في العراق‬ ‫تطالب بزوال االحتالل وكانت لديها وضع مع صدام‬

‫األمني في املقاومة)‪ ..‬هذا ما حصل في الواقع‪..‬‬ ‫كنت أمتنى ان يخرج من املشروع طائعا ً غير مجبر‬ ‫وبكرامة مشرفة له أكثر‪ ،‬ويترك مركبه يغرق مبن‬ ‫فيه‪..‬‬ ‫هل سقط مشروع وليد جنبالط؟‬ ‫وليد جنبالط خرج بإذالل من هذا املشروع‪،‬‬ ‫فبدال ً من أن يحتل املنطقة تلفزيونيا ً بحلفائه‪،‬‬ ‫كما ظنهم‪ ،‬فإذا به يطل منه ليعلن هزميته‪..‬‬ ‫نعم إن مشروع وليد جنبالط سقط وهزم هزمية‬ ‫قاسية‪ .‬ويجب على وليد جنبالط أن يدفع ثمن‬ ‫الهزمية وحده‪ ،‬ال الدروز‪ ..‬بكل فخر أقول لك نحن‬ ‫حمينا الدروز وليس وليد جنبالط وتسوياته‪،‬‬ ‫وخيارنا جنّب الدروز هزمية محققة جراء مغامرات‬ ‫وليد جنبالط وانقيادهم فيها خلفه!!‬ ‫يعني أن تعدد القوى السياسية الدرزية‬ ‫رحمة‪ ،‬حسب التعبير الديني‪ ،‬في هذه‬ ‫احلال؟‬

‫درزية شيعية!‬ ‫أصالً املعركة لم تستمر إال ساعات محدودة‬ ‫حسمت خاللها ملصلحة املعارضة‪ ،‬ما أفقد‬ ‫جنبالط االستفادة من عامل الوقت‪ .‬واملعركة‬ ‫األساسية حصلت في الشويفات‪ ،‬وال أعلم‬ ‫ظروفها بالضبط‪ .‬ال شك في ان رئيس احلزب‬ ‫ملم أكثر مني فيها‪،‬‬ ‫الدميقراطي طالل أرسالن ّ‬ ‫لكن ما أؤكده انه ال يوجد ولم يكن هناك قرار‬ ‫باستهداف الدروز‪ .‬ولو كان هذا قائماً‪ ،‬ليس‬ ‫جنبالط اكثر حرصا ً منا عليهم‪ ،‬بل سالحنا‬ ‫حينها يتصدر سالحه دفاعا ً عنهم‪ .‬وهو يذكر‬ ‫جيدا ً أن اجلاهلية حمت اخملتارة وليس العكس‪َ .‬من‬ ‫ُهزِم هو مشروع وليد جنبالط وليس الدروز‪ ،‬ال أحد‬ ‫فكر من املعارضة وميكن أن يفكر في هزمية الدروز‬ ‫وال في استهدافهم‪.‬‬ ‫لكن املعركة صوّرت أنها درزية شيعية؟‬ ‫أما تصويرها هكذا فبسبب عجز املعارضة‬

‫ال مشكلة اسمها سالح املقاومة‬ ‫حتى نفكر في حل لها‬ ‫واالستراتيجية الدفاعية محققة‬ ‫في ما تفعله املقاومة‬ ‫حسني (الرئيس العراقي السابق) جراء االنزالق في‬ ‫خطة أميركية لتدمير البلدين مبهاجمة إيران‬ ‫ومن ثم الكويت‪ .‬لكن إيران تدعم بعض حركات‬ ‫املقاومة وإن بشكل مدروس‪.‬‬

‫سقوط‬ ‫مشروع جنبالط األميركي‬ ‫قبيل األحداث األخيرة طلع النائب وليد‬ ‫جنبالط مبؤمتر صحافي حول شبكة االتصاالت‬ ‫التابعة للمقاومة وطلب من حكومة فؤاد‬ ‫السنيورة وضع اليد عليها‪ ،‬بينما بعد أحداث‬ ‫اجلبل قال في بيصور إن مشروع املقاومة‬ ‫والدولة متكامالن‪ ،‬هل عاد عن مشروعه أم‬ ‫سقط؟‬ ‫املشكلة مع وليد جنبالط أنه لم يقتنع‪ ،‬رغم‬ ‫تكرار نصائحنا له أن يخرج من املشروع األميركي‬ ‫وأنه خاسر ومتنينا أال يراهن عليه‪ ..‬كنا نقول له إن‬ ‫األميركيني يستخدمونك لغاياتهم وال تستطيع‬ ‫أنت استخدامهم‪ ،‬وجنبالط الذي كان يريد‬ ‫إسقاط سوريا وقصف إيران صار طموحه أخيرا ً أن‬ ‫يرد عليه على الهاتف احلاج وفيق صفا (املسؤول‬

‫من قال إننا لسنا مع التعددية؟ نحن بالطبع‬ ‫مع التعددية‪ ،‬مع أن متارس الناس كلها وليس‬ ‫الدروز خياراتها السياسية‪.‬‬ ‫‪ ..‬لكن هناك شعور بالنصر في‬ ‫أوساط وليد جنبالط الشعبية! هل هذا‬ ‫حقيقي؟!‬ ‫هو يعرف أن هذا الشعور خادع وأن هذه الروايات‬ ‫املتداولة كاذبة‪ .‬هي من باب التعويض والتعمية‬ ‫وليست أكثر‪ ،‬وخالية من أية صدقية حقيقية‪.‬‬ ‫ولو كانت الوقائع كما يشاع من االنتصارات‬ ‫ولم‬ ‫املوهومة لم دخل وليد جنبالط بالتسوية َ‬ ‫قبل تفويض من كان على قطيعة معه‪ ،‬وهو‬ ‫محاصر في بيته في كليمنصو؟‬ ‫َ‬ ‫هو يعرف‪ ،‬نحن كلنا نعرف‪ ،‬أنه ُهزِم‪ .‬لكن هزميته‬ ‫الكاملة غير ممكنة حالياً‪ ،‬ألنه يتمتع بتأييد درزي‬ ‫أكثري حتى اآلن‪ ،‬وقوى املعارضة الدرزية غير قادرة‬ ‫على تنسيق املوقف فيما بينها حتى اآلن ألسباب‬ ‫عدة‪ ،‬ال مجال لذكرها إعالميا ً اآلن‪ .‬وهي تلزمها‬ ‫ظروف أفضل‪.‬‬ ‫ال أحد يفكر في استهداف الدروز إال جنبالط!!‬ ‫لكن لنعترف جنح جنبالط‪ ،‬نسبياً‪ ،‬في‬ ‫حتويل اجتاه املعركة‪ ،‬أو كاد في بعض املناطق‪،‬‬ ‫من مواجهة بينه وبني املعارضة إلى مواجهة‬

‫الدرزية‪ ،‬ولن أحتدث في التفاصيل أكثر اآلن‪.‬‬ ‫املعارضة الدرزية تتحمل مسؤولية هذا العجز‬ ‫الذي سبب جناح جنبالط في حتويلها إلى فتنة‬ ‫طائفية طاملا سعى إليها جنبالط‪ ،‬لكنها لم‬ ‫تكن كذلك‪.‬‬ ‫هناك إشاعات تقول إن حزب اهلل شن هجوماً‬ ‫عسكرياً على اجلبل وتكبد بفعل املقاومة‬ ‫الدرزية العنيفة خسائر كبيرة‪..‬‬ ‫(مقاطعا ً ساخرا ً مما يقال) يعني خسائر حزب‬ ‫اهلل في اجلبل أكبر منها في حرب متوز؟!! ما حصل‬ ‫هو صدام في الباروك بني مجموعتني األولى‬ ‫من حزب اهلل متمركزة دائما ً في الباروك لرصد‬ ‫ومتابعة حركة الطيران اإلسرائيلي‪ ،‬ومجموعة‬ ‫أخرى للحزب االشتراكي كانت تتسلل إلى موقع‬ ‫مجموعة حزب اهلل‪ .‬وحصل تبادل إطالق نار‬ ‫بينهما فوقع جرحى لالشتراكي بينهم مسؤول‪.‬‬ ‫واتصل بي صحافي بعدها للتوسط لالشتراكي‬ ‫لتمكني الصليب األحمر من سحب جثته‪ ،‬ألنهم‬ ‫كانوا ظنوا أنه قتل‪ ،‬قمت بواجبي‪ ،‬وتبني عدم‬ ‫صدق ظنهم‪ .‬وما يزيد عن هذا هو محض خيال‬ ‫كاذب‪ ..‬أمتنى عودتهم إلى الواقع واالنطالق منه‬ ‫للتفكير مبستقبل الدروز احلقيقي ومتابعة‬ ‫دورهم التاريخي اإلسالمي‪.‬‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪13‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫تفرد أرسالن؟!‬ ‫لكن رئيس احلزب الدميقراطي طالل أرسالن‬ ‫تبنى مبادرة وحدة الكرامة إلى جانب جنبالط‬ ‫واستقبله في بيته‪ ،‬وهذا كان ممكناً أن يعزز‬ ‫الفتنة ال أن يخمدها؟‬ ‫لسنا على اطالع دقيق على الظروف الضاغطة‬ ‫على أرسالن التي أوجبت هذا التصرف‪ .‬ومع‬ ‫احترامي ومحبتي للوزير أرسالن هذا بحاجة إلى‬ ‫نقاش مباشر ومعمق مع احللفاء‪ ،‬ليس موضعه‬ ‫األفضل عبر وسائل اإلعالم‪..‬‬ ‫أال يستهدف اللقاء املستجد بني جنبالط‬ ‫وأرسالن تيار التوحيد ونهجه وهو جتديد للبنية‬ ‫اإلقطاعية املتحكمة بالطائفة الدرزية منذ‬ ‫قرون؟‬ ‫الوزير طالل ليس إقطاعياً‪ ،‬كما نعرف‪ ،‬بل‬ ‫حسب ما أعتقد هو دميقراطي‪ ،‬وهو منفتح‬ ‫على كل التيارات السياسية مبا فيها احلركة‬ ‫اإلصالحية في احلزب االشتراكي‪ ،‬وغيرها في‬ ‫اجلبل‪ ،‬وهو ال يستند بالطبع إلى رصيده املوروث‬ ‫بل إلى كفاءاته املتعددة الظاهرة في نشاطاته‬ ‫على كل األصعدة‪ ،‬واحلمدهلل‪...‬‬ ‫نفهم أن املعارضة الدرزية تفتقد للتنسيق‬ ‫الكافي بني أطيافها احمللية؟‬ ‫ال يوجد تنسيق مباشر‪ ،‬بل غير مباشر‪ .‬وهذا‬ ‫ال يتحمل مسؤوليته تيار التوحيد‪ .‬لرمبا تيار‬ ‫التوحيد عانى من عقلية اإللغاء من كل األفرقاء‪،‬‬ ‫لكنه أثبت أنه عصي على اإللغاء وقادر على تركيز‬ ‫موقعه ولو استهدف من األصدقاء واخلصوم‬ ‫معاً‪..‬‬ ‫وكذلك كانت هناك خشية من االنزالق إلى‬ ‫فتنة سنية شيعية مثالً؟‬ ‫هذا توهم‪ ،‬برأيي‪ ،‬غالبية الوسط السني في‬ ‫العالم العربي هي إلى جانب املقاومة وليس إلى‬ ‫جانب سعد احلريري‪ .‬من هو سعد احلريري حتى‬ ‫يكون السنة العرب إلى جانبه؟! هو مقاول ورجل‬ ‫أعمال ليس أكثر‪ ،‬وميتلئ العالم العربي مباليني‬ ‫مثله! بينما باعتراف العرب أن حسن نصراهلل هو‬ ‫قائد عربي وإسالمي ال يجارى ولم مير في تاريخهم‬ ‫مثله!! املقارنة بينهما عيب!!‬

‫حصان طروادة شيعي؟!‬ ‫هناك من يعتبر أنكم شكلتم أنتم‬ ‫والقوميون حصان طروادة شيعياً القتحام‬ ‫اجلبل‪ ،‬أال يشكل هذا خطراً على انتشاركم‬ ‫وأنتم حركة ناشئة؟‬ ‫هذا التوصيف ال ينطبق علينا أبداً‪ .‬نحن‬ ‫والقوميون حريصون على اجلبل وعلى املصالح‬ ‫الدرزية أكثر من غيرنا‪ .‬لكن نحن كنا جذريني‬ ‫في موقفنا ونبهنا معا ً وليد جنبالط إلى خطورة‬ ‫خياراته السياسية على الدروز ولبنان‪ .‬وهو مصدر‬ ‫اخلطر الداهم عليهم مبغامراته ومشاريعه غير‬ ‫احملسوبة إال لكمية األموال السعودية املرصودة‬

‫‪14‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫كان يجب أن يبدأ أحدهم‪،‬‬ ‫فليس من املعقول أن ينجب‬ ‫كل الدروز عبيداً وبضع‬ ‫عائالت منهم تنجب زعماء‬ ‫إلى األبد؟! هذه احلالة ال جتدها‬ ‫في غابات أفريقيا السوداء‬ ‫املتوحشة!‬ ‫له‪ .‬هل يجوز لدرزي أن يجر طائفة من ‪ 300‬ألف‬ ‫شخص إلى مغامرة غير معروفة النتائج؟! وهذا‬ ‫هو املغامر‪ ،‬وهو الذي يجب أن يحاسبه الدروز! أنا‬ ‫إذا فكرت حتى في أخذ عائلتي في نزهة فأفكر‬ ‫في املكان وفي الطريق وفي الكلفة والتوقيت‬ ‫وغيرها فكيف من يقود طائفة بوضع الدروز؟!‬ ‫وليد جنبالط هو أغبى رجل مر في تاريخ الدروز‬ ‫بعكس ما يقول عميان السياسة‪ :‬إنه يقرأ!! كان‬ ‫السوريون يع ّلمونه فيأتي ويستظهر محفوظاته‬ ‫على الناس‪ ،‬وملا أوقفوا تعليمه أصابه عمى فوقع‬ ‫في الفخ!‪..‬‬

‫حملة إعالمية بالوقائع‬ ‫هل قمتم في تيار التوحيد بحملة إعالمية‬ ‫وميدانية لتوضيح صورة املعركة في األوساط‬ ‫السياسية والشعبية الدرزية؟‬ ‫منذ أيام بدأنا بعقد اجتماعات متالحقة‬ ‫مكثفة مع مفوضيات التيار وأطلقنا حملة‬ ‫توضح حقيقة ما حصل وواقع األمور في مختلف‬ ‫املناطق‪ .‬وقمنا بجولة ولقاءات من أجل هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬والصورة أصبحت واضحة لكل احللفاء‬ ‫واملعنيني‪ .‬وأنت ال تنسى أن جنبالط منذ أربع‬ ‫سنوات وهو يهددنا بالدولة وأجهزتها وكأنها‬ ‫ملك شخصي له‪ ،‬بهدف القضاء النهائي علينا‪.‬‬ ‫حينذاك لم يقل أننا دروز وجتمعنا وشائج وروابط‬ ‫انتماء طائفي‪ ..‬بل قال إنهم أخصام سياسيون‪..‬‬ ‫وملا أعيانا األمر لضبط جماعة وليد جنبالط‬ ‫وأجهزته ومن يأمتر بأمره من األجهزة الرسمية‬ ‫اضطررنا حلمل السالح‪ .‬لذلك إن مشروع استفراد‬ ‫وليد جنبالط بالطائفة الدرزية قد سقط نهائيا ً‬ ‫والدروز مبنأى عن االستهداف من أحد‪..‬‬ ‫تيار التوحيد واجه هذه املغامرة التي تشكو‬ ‫منها‪ ،‬أين واجهها في اجلبل؟!‬ ‫باالتفاق مع املعارضة تولى تيار التوحيد‬ ‫منطقتني‪ ،‬هما الشوف واجلرد‪ ..‬في الشوف تولى‬ ‫املواجهة منفرداً‪ ،‬وضغط حتى جنب املنطقة‬

‫خسائر املواجهة‪ .‬بعد ان وصل عناصر التيار إلى‬ ‫مشارف بلدة بعقلني ويبعدون عن اخملتارة ‪ 5‬كلم‪.‬‬ ‫فتدخل الشيخ أبو محمد ولي الدين‪ ،‬وأنا أعتبر‬ ‫أن رغبته أوامر علي‪ ،‬فتجاوبت معها لتجنيب‬ ‫املنطقة عبء أية مواجهة وأي تدخل من خارجها‪.‬‬ ‫ووصلنا إلى النتيجة السياسية املطلوبة نفسها‬ ‫التي كنا سنصل إليها لو حصلت معركة‪.‬‬ ‫وهي ال مظاهر أمنية‪ ،‬حرية العمل السياسي‬ ‫للجميع‪ ،‬كف يد قوى تسلط وليد جنبالط على‬ ‫رقاب الناس‪..‬‬ ‫وفي اجلرد كان لنا تعاون بشكل أساسي مع‬ ‫القوميني ومن ثم مع بعض عناصر الدميقراطي‪،‬‬ ‫سيطرت املعارضة على كل الطرق من العزونية‬ ‫إلى صوفر‪ .‬وحتققت النتيجة نفسها التي‬ ‫حصلت في الشوف‪.‬‬ ‫أما في الغرب (قضاء عاليه) فكانت املعارضة‬ ‫متفقة على أنه من مسؤولية رئيس الدميقراطي‪..‬‬ ‫واحلمداهلل َفلَ َح!‬ ‫هناك من يقول بفخ نصب لسعد احلريري في‬ ‫بيروت عندما تخلى عنه جنبالط وجعجع؟‬ ‫ال قدرة لهما حلمايته‪“ ،‬شو هالسباع جنبالط‬ ‫وجعجع!!”‪ ،‬واحد انهزم باجلبل بساعات والثاني‬ ‫حاول أن يلعب بالنار فقيل له‪“ :‬بس تنزل عالشارع‬ ‫بيتكسروا إجريك”‪ .‬فخاف وقعد ببيته ويحاول‬ ‫يحمي رأسه اآلن!‬ ‫هناك من يقول إن املعارضة تواطأت مع‬ ‫العماد سليمان للسيطرة على بيروت لقاء‬ ‫انتخابه‪..‬‬ ‫ال‪ ،‬لم يكن هناك تواطؤ‪ ،‬بل كان هناك واقع‬ ‫ال ميكن للجيش أن يتدخل من دون تنسيق مع‬ ‫املعارضة‪ ،‬بعدما فرضت املعارضة وقائعها في‬ ‫بيروت‪ ،‬خالل ساعات وسلمت اجليش‪ .‬ولم تستلم‬ ‫املعارضة السلطة‪ .‬وهذه كما قلت نقطة خالف‬ ‫داخل املعارضة‪.‬‬

‫اتفاق الدوحة وما بعده‬ ‫نالحظ ان سقف املعارضة بعد حتركها‬ ‫وقبله لم يكن إصالحياً؟‬ ‫ال‪ .‬طبعاً‪ ،‬ليس إصالحيا‪ً..‬‬ ‫ملاذا بقيت املعارضة أسيرة سقف املشاركة‬ ‫فقصرت عن طرح برنامج إصالحي؟‬ ‫ألن املعارضة ارتكبت خطأ عندما قيدت نفسها‬ ‫بفكرة انها ال تريد تسلم السلطة في لبنان‪.‬‬ ‫أال ترى نفسها مؤهلة لتسلم السلطة في‬ ‫لبنان؟‬ ‫نعم‪ ،‬ترى نفسها مؤهلة الستالمها‪ ،‬لكنها‬ ‫ال ترى أنها تستطيع وحدها حل املشاكل التي‬ ‫يعاني منها لبنان‪ .‬وهذا استعصاء داخل املعارضة‪،‬‬ ‫وجتب مناقشته بحزم وحكمة وبإصرار‪ .‬وأنا أصر‬ ‫أن تكون لدى املعارضة اجلرأة لتسلم السلطة في‬ ‫لبنان ولطرح برنامج إصالحي‪ .‬وإن لم تفعل ذلك‬ ‫فستكون املعارضة امام مستقبل غير مشجع‪.‬‬ ‫هل انتهت املعارضة بعد اتفاق الدوحة؟‬


‫ال‪ .‬لم تنته املعارضة ربح مشروعها والسلطة‬ ‫نفذت كل مطالبها‪ .‬خوفها أسقط في يدها فلم‬ ‫يترك فريقها لنا مبررا ً للخالف معهم على أية‬ ‫مسألة طلبتها املعارضة‪ .‬نفذوا كل شروطنا دون‬ ‫زيادة أو نقصان‪.‬‬ ‫هل حتقيق مغامن الفوز قد تشكل قنبلة‬ ‫تفجر املعارضة؟‬ ‫بالنسبة لي ال‪ .‬ألني أنا أعتبر أي جناح للمعارضة‬ ‫هو جناح لنا جميعاً‪ ،‬فإن ربح حزب اهلل أو عون أو‬ ‫فرجنية أو غيرهما‪ ،‬فأكون أنا الرابح أيضاً‪.‬‬ ‫باملناسبة ما رأيكم في ما حصل حتى اآلن‬ ‫في حوار الدوحة؟‬ ‫ما حصل هو محطة ليس أكثر‪ ،‬تستوجب‬ ‫على املعارضة طرح برنامج التغيير الشامل‪.‬‬ ‫فاستطاعت املعارضة أن حتقق مشاركتها التي‬ ‫كانت تتمسك بها‪ .‬لكن ما هذه النظرية الهزيلة‬ ‫سمتهم‬ ‫التي تطرحها‪ ،‬كيف ستتشارك مع من ّ‬ ‫اللصوص ومغتصبي السلطة واملرتشني؟ أين‬ ‫مشروعها االقتصادي؟ أين مشروعها السياسي؟‬ ‫كما قلت هو هدنة مؤقتة تريح اللبنانيني‪.‬‬ ‫لكنه ليس كل طموحنا‪ ،‬هو نصف ربح للمعارضة‬ ‫ونصف هزمية للمواالة‪ .‬وبالطبع أنا أحترم العماد‬ ‫ميشال سليمان وتضحياته وسيرته وأيدت‬ ‫ترشيحه كمرشح تسوية‪ ،‬لكن لو كان القرار‬ ‫لي فمرشحي هو اجلنرال عون كمشروع تغييري‪.‬‬ ‫ومع الرئيس سليمان سيكون عنوان املرحلة هو‬ ‫التوافق‪.‬‬ ‫بينما النتيجة التي حصدناها تقريباً‬ ‫اقتصرت على ملسات على قانون انتخاب رث‬ ‫وبال؟‬ ‫ِ‬ ‫أنا أعتقد أن املعارضة أخطأت بقبول قانون‬ ‫عام ‪ ،1960‬ألنه ميثل إعادة لضخ الدم في شرايني‬ ‫الديناصورات املالية واإلقطاعية واحمللية‪ .‬املعارضة‬ ‫كان عليها أن تتمسك بالنسبية إما على أساس‬ ‫لبنان دائرة واحدة وإما على أساس ‪ 5‬محافظات‪.‬‬ ‫وباملناسبة نالحظ أنهم ينتقون من مأدبة الطائف‬ ‫ما يناسبهم‪ ،‬والطائف يقول باحملافظات‪ ،‬بينما‬ ‫هم يعودون إلى األقضية‪ ،‬عندما قلت سابقا ً‬ ‫مبوت الطائف‪ ،‬قالوا ال‪ ،‬وانتقدونا ومتسكوا به‬ ‫علناً‪ ،‬بينما هم يدفنونه في سلوكهم السياسي‬ ‫واالنتخابي‪.‬‬

‫فخامة التوافقي‪ :‬مدير األزمة!‬ ‫هل برأيك سيكون الرئيس سليمان مديرا ً‬ ‫لألزمة؟‬ ‫إلى حد كبير سيكون مديرا ً لها‪ ،‬ألن األزمة‬ ‫متشعبة‪ ،‬واملشروع األميركي في لبنان ُهزم‪ ،‬لكن‬ ‫لم يُقصم ظهره‪.‬‬ ‫هل تظن أن الرئيس سليمان سيغير موقفه‬ ‫من املقاومة؟‬ ‫أنا أضمن أن موقفه منها سيكون كموقفه‬ ‫منها قبل انتخابه‪ .‬واضمن عدم تغييره موقفه‪،‬‬ ‫فهو ملتزم مع املقاومة وبها‪ ،‬وبالطبع لن يتوج‬

‫سجل حياته إال كما بدأه وتابعه التزاما ً أشد‬ ‫باملقاومة وبالعالقات املتوازنة السليمة مع‬ ‫سوريا‪.‬‬ ‫هل سيبدأ الرئيس سليمان زياراته الدولية‬ ‫من سوريا؟‬ ‫أنا أعتقد أن للرئيس سليمان محبة لدى بيت‬ ‫األسد ال يدركها إال القليلون‪ .‬فهو بقي على‬ ‫تواصل مستمر مع سوريا مبا توجبه مسؤولياته‬ ‫الوطنية‪ ،‬فلم يطعن سوريا في ظهرها حينما‬ ‫ظنها البعض بقرة وقعت فتباروا على الطعن‪.‬‬ ‫فحفظت له الود بأحسن منه وشجعت على‬ ‫انتخابه رئيساً‪ .‬وسيكون لبنان في عهده كذلك‬ ‫على أحسن العالقات مع سوريا‪ ،‬وليس كما ظن‬ ‫أقطاب املواالة املرحومة السابقة‪ ..‬هؤالء الذين‬ ‫ظنوا ان إسقاط سوريا نزهة ربيعية‪ ،‬وليس هو‬ ‫تدميرا ً لكل املنطقة‪.‬‬ ‫ما تعليقك على إعادة تكليف رئيس الوزراء‬ ‫السابق بتشكيل حكومة جديدة؟‬ ‫الواضح أنه لم يُ ِع ْد تكليف فؤاد السنيورة نواب‬ ‫لبنانيون‪ ،‬بل موظفون سعوديون في لبنان نفذوا‬

‫وزيراً‪ ،‬أما إذا كانت على أساس الكتل النيابية‬ ‫عندها ال حتظى املعارضة الدرزية بأي متثيل‪ .‬وفي‬ ‫كل األحوال هي وزارة انتقالية لبضعة أشهر‪ ،‬لكن‬ ‫في اجمللس النيابي املقبل سيخسر وليد جنبالط‬ ‫من حجمه النيابي احلالي‪.‬‬ ‫مع تشكيل حكومة وبداية عهد سياسي‬ ‫ورئاسي جديدين رمبا وحكومة جديدة في لبنان‪،‬‬ ‫هل ستظل معارضاً في طرحك التغييري؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬منذ سنة تكلمنا في جلسة في اجمللس‬ ‫السياسي للتيار حول أنني لست مشرو ع نائب‬ ‫وال مشروع وزير‪ ،‬وحسب تراتبية واقع النظام‬ ‫اللبناني ال يتخطى الدرزي منصب وزير‪“ ،‬فأنا‬ ‫عملت وزير”‪ .‬لكن أنا مشروع تغييري على صعيد‬ ‫البلد‪ ،‬وبالطبع سأنتقد املسيء واملقصر أيا ً كان‬ ‫ولو كان من املعارضني احلاليني إذا جاروا املوالني‬ ‫في الفساد والنهج‪ .‬اآلن لدينا استحقاقات‬ ‫وحتديات كثيرة ال حتتمل التأجيل‪ .‬منذ ‪ 3‬سنوات‬ ‫ونحن نشغل املواطن بتحركاتنا‪ ،‬اآلن سيسألنا‬ ‫أسئلة في املسائل االقتصادية واالجتماعية في‬ ‫اإلمناء املتوازن واالستشفاء والغالء على سبيل‬

‫مزاج لبناني في طور االنقراض!‬ ‫عندما أعلن امللك فيصل الهاشمي اململكة العربية ذهب وفد لبناني للتهنئة من‬ ‫الفعاليات إلى دمشق للترحيب به يتقدمهم زجال لبناني بارع‪ ،‬فقال له‪“ :‬بواريدنا‬ ‫حدها”‪ .‬لكن بعد ‪ 19‬يوما ً‬ ‫بتر ّدها وبصدورنا‬ ‫منصدها‪ /‬فيصل أمير بالدنا باريس تلزم ّ‬ ‫ّ‬ ‫دخل الفرنسيون دمشق فسقط األمير فيصل‪ ،‬فذهب وفد لبناني قد يكون من‬ ‫الفعاليات أنفسهم‪ ،‬لكن الزجال هو نفسه‪ ،‬فعزاه الزجال‪“ :‬يا مير وشلك واحلروب‬ ‫قدها‪ ،‬هيذي دول بدا دول راعي غنم ما ير ّدها”‪ .‬رمبا املزاج اللبناني ما زال‬ ‫باريس منك ّ‬ ‫هو هو مع الواقف‪ ،‬لوال تيار املقاومة!‬ ‫أمرا ً ملزما ً من إدارتهم‪ .‬وإن كان ال يحق لي أن أدعو‬ ‫املعارضة لعدم املشاركة في احلكومة‪ ،‬ولكني‬ ‫أعتقد أن عودته لترؤس احلكومة مجددا ً فيها إهانة‬ ‫جلمهور املعارضة‪ ،‬ولكثير من اللبنانيني الشرفاء‪.‬‬ ‫فؤاد السنيورة كرمز لفتنة واستئثار كان يجب ان‬ ‫يخرج من احلياة السياسية اللبنانية‪ ،‬وأن تضغط‬ ‫املعارضة لعدم تكليفه‪ ،‬ألنه ليس توافقياً‪ ،‬ليس‬ ‫أن يعطى فترة سماح ألشهر يحاول أن يؤمن فيها‬ ‫إخراجا ً الئقا ً له من احلكم‪.‬‬

‫توزير املعارضة الدرزية!‬ ‫هل تعتقد أن وليد جنبالط سيدفع الثمن‬ ‫في التمثيل احلكومي املقبل؟ وكيف؟‬ ‫هذا ممكن بالطبع بسبب الظروف السياسية‬ ‫التي أوجدتها املعارضة ومرتبط بكيفية تشكيل‬ ‫احلكومة‪ ،‬وفي املبدأ تستحق املعارضة الدرزية‬

‫املثال وهذا حقه ودوره الرقابي الطبيعي‪ .‬وطبعا ً‬ ‫نحن ال ميكننا أن نغطي خطة فؤاد السنيورة‬ ‫االقتصادية وال االجتماعية إن وجدت‪ .‬وال منهج‬ ‫احلريري االقتصادي املتمركز في سوليدير ويتوازن‬ ‫فيها فقط‪.‬‬ ‫‪ -5‬سيرة رئيس التيار وأسلوبه‬

‫اختيار الضمير‬ ‫ماذا بقي من وئام وهاب التقدمي االشتراكي‬ ‫في رئيس تيار التوحيد اللبناني؟‬ ‫كنت أفهمه‬ ‫مما‬ ‫في الكثير‬ ‫ُ‬ ‫أنا أعتقد أنه بقي ّ‬ ‫أنه التقدمية االشتراكية‪ ،‬فأنا ألتزم الكثير من‬ ‫شعارات كمال جنبالط ومبادئه‪ ،‬مثالً قوله‪“ :‬إذا‬ ‫خ ّيرت بني حزبك وضميرك فاختر ضميرك”‪،‬ـ‬ ‫وهذا ما أفعله‪ :‬الضمير قبل كل شيء‪،‬ـ فصل‬ ‫الدين عن الدولة وإلغاء الطائفية السياسية‪.‬‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪15‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫وتربيت في هذا احلزب حوالى ‪ 15‬سنة على روح‬ ‫وطنية وقومية‪ .‬إمنا املشكلة أن احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي لم يبق فيه شيء من كمال جنبالط‪.‬‬ ‫رغم ان في هذا احلزب مناضلني شرفاء‪.‬‬ ‫أين هم املناضلون الشرفاء في هذا احلزب؟‬ ‫في الواقع‪ ،‬اهلل ال يخلينا‪ ،‬هناك الكثير منهم‪،‬‬ ‫وبعضهم نشأ بيننا وبينهم ارتباط تنظيمي‪،‬‬ ‫والبعض اآلخر بدأ معهم حوار وتواصل‪ ،‬فقبل‬ ‫أحداث اجلبل األخيرة بدأت تتردد علينا كوادر‬ ‫مهمة ذات شأن من احلزب االشتراكي‪ .‬لكن‬ ‫يتحكم في البعض عامالن‪ :‬اخلوف من سطوة‬ ‫املتسلط‪ ،‬واخلشية من فقدان املصالح التي يؤثر‬ ‫عليها‪ .‬وفعالً نحن نعاني من هذه احلال معهم‪.‬‬ ‫أنا أمتاز عنهم باجلرأة واملغامرة‪ ،‬نعم أنا مغامر!‬ ‫لكن كان يجب أن يبدأ أحدهم‪ ،‬فليس من‬ ‫املعقول أن ينجب كل الدروز عبيدا ً وبضع عائالت‬ ‫منهم تنجب زعماء إلى األبد؟! هذه احلالة ال‬ ‫جتدها في غابات أفريقيا السوداء املتوحشة‬ ‫(بغضب وحدة)‪ .‬هذه العبودية أوجدها اإلقطاع‬ ‫الذي منذ عهد بشير جنبالط وهو يبني إقطاعه‬ ‫ويقاتل بدماء الدروز‪ .‬لكني اكيد أن هذا العهد‬ ‫انتهى (بحزم)‪.‬‬

‫أينهم من رفعة‬ ‫كمال جنبالط؟!‬ ‫وملاذا خرجت منه؟‬ ‫خرجت‪ ،‬ألن وليد جنبالط ليس كمال جنبالط‬ ‫وال يشبهه‪ ،‬ولم يبق احلزب االشتراكي كما‬ ‫كان عندما دخلت إليه‪ ،‬بل أصبح مع وليد‬ ‫جنبالط حزب الشخص‪ .‬ثم أنا من بيئة غير‬ ‫جنبالطية أصال ً كي تربطني باحلزب روابط‬ ‫والء تقليدي موروث‪ ،‬كانت تربطني به قناعات‬ ‫ومبادئ عندما تخلى عنها وافتقدتها في‬ ‫نهجه فقدت ارتباطي به‪ .‬هل تعتقد أنه لو‬ ‫كان كمال جنبالط حيا ً اليوم هل كان يسمح‬ ‫بهذه املمارسات التي ينتهجها جنبالط االبن؟!‬ ‫وكذلك تلك املمارسات التي حتصل في بعض‬ ‫القرى من مجموعات تقول إنها تنتمي للحزب‬ ‫االشتراكي؟ ال‪ .‬ال‪ .‬كمال جنبالط كان ميتاز‬ ‫بالكثير‪ ،‬منها أخالقيات مميزة رفيعة‪.‬‬

‫سقوط ثنائية‬ ‫جنبالط – أرسالن‬ ‫كانت لديك جتربة سياسية مع الوزير طالل‬ ‫أرسالن‪ ،‬ملاذا افترقتما؟‬ ‫مع الوزير طالل أرسالن كان مشروع التعاون‬ ‫واضحاً‪ ،‬ومنذ اليوم األول التقينا في منزله في‬ ‫خلدة بحضور سليمان الصايغ (وهو نائب رئيس‬ ‫التيار حالياً) وكان اتفاقنا واضحا ً مع أرسالن أننا‬ ‫نريد تعزيز الثنائية الدرزية كمقدمة للدميقراطية‬ ‫في الطائفة الدرزية‪ ،‬وباألصل لم يكن بيننا التزام‬

‫‪16‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وظيفي‪ ،‬بل صداقة وكأننا شخص واحد‪ ،‬وكان‬ ‫يستشيرني في كل شيء يعرض له‪ .‬كنا نطمح‬ ‫إلى إشاعة جو دميقراطي في الطائفة الدرزية‪،‬‬ ‫عن طريق الثنائية (جنبالط – أرسالن)‪ ،‬رغم أنها‬ ‫ليست مشروعا ً نهائياً‪ .‬لكنه اعتبر أن الثنائية‬ ‫مشروع نهائي‪ ،‬فافترقنا‪.‬‬ ‫من أين تأتي بأمثلة كليلة ودمنة خالل‬ ‫أحاديثك؟‬ ‫آتي بها من خالل قراءاتي كتبا ً مختلفة‪ ،‬وأحيانا ً‬ ‫أسمعها من األمثلة القروية في احاديث الناس‬ ‫فأرى فيها حكمة تنطبق على واقعة سياسية‪،‬‬ ‫فتخطر لي وأعلنها‪.‬‬ ‫تفردت بسالطة اللسان أال تخشى قسوة‬ ‫الرأي العام عليك؟‬ ‫بالبداية انزعج بعضهم من أسلوبي‪ .‬لكن‬ ‫بعد سنتني تقريبا ً أصبح الرأي العام يطلبه‪،‬‬ ‫ألنه صريح ومباشر وحقيقي‪ .‬وأنا سأستمر في‬ ‫مصارحة الرأي العام حتى لو أخطأ حلفاؤنا في‬ ‫املعارضة فسأواجههم كما واجهت املواالة‪.‬‬ ‫اعتبر غسان مطر في مقابلة سابقة ان قلبه‬

‫الرئيس سليمان‬ ‫سيكون مديراً لألزمة‪،‬‬ ‫ألنها متشعبة‪.‬‬ ‫وأضمن أن موقفه‬ ‫سيبقى إلى جانب املقاومة‬ ‫وسيكون لبنان‬ ‫في عهده‬ ‫على أحسن العالقات‬ ‫مع سوريا‬ ‫أصابه الصدأ خالل نيابته‪ ،‬كيف كانت حالك‬ ‫خالل وزارتك؟‬ ‫التجربة الوزارية كان ال بد منها‪ ،‬لكن انا لم‬ ‫أحب اإلدارة اللبنانية‪ ،‬فهي إدارة فاسدة بكل‬ ‫املقاييس‪ .‬رغم ان وزارتي (البيئة) من أنظف‬ ‫يسمى على املرء منصب وال ميكنه‬ ‫الوزارات‪ ،‬لكن‬ ‫ّ‬ ‫أن يقوم باإلصالح املطلوب‪ .‬وكوزير أو كنائب أقصى‬ ‫ما ميكن أن يحصل أن تنظم للنادي الشهير‪ .‬أما انا‬ ‫فإذا خيرت فأحب أن أكون صاحب مشروع تغييري‪.‬‬

‫ّ‬ ‫يحن‬ ‫ويبقى إلى اجلبل‬ ‫لنختر أي يوم في األسبوع كيف تقضيه؟‬ ‫وماذا يبقى منه لألطفال وللعائلة؟‬ ‫عادة أنهض باكرا ً مع أوالدي حوالى الساعة‬ ‫السابعة‪ ،‬إن لم أكن بحاجة للنوم بعدها أتناول‬ ‫القهوة والفطور مع زوجتي وأقرأ حوالى سبع‬ ‫جرايد صباحاً‪ ،‬وأتشاور مع بعض األصدقاء‬ ‫والصحافيني الذين يزوروني باكرا ً قبل أن يبدأ‬ ‫برنامج عملي املاراتوني اليومي‪ .‬أجمل يوم عندي‬ ‫من كل األسبوع هو الذي أقضيه في اجلبل بني‬ ‫احلقول وقرب النهر واألشجار واألحراج‪.‬‬ ‫تربيت في بيت مربٍّ مشغول باألدب‬ ‫والعصامية ما أبرز ما تذكره من الشباب‬ ‫اجلميل؟‬ ‫حياتي في الضيعة مألى بالذكريات العذبة‬ ‫يوم كانت الضيعة وكانت حياة الناس نقية من‬ ‫الغرضيات‪ ،‬كل حلظة فيها مشبعة باملعنى‬ ‫وبالعطف في اسرة تعلمت فيها قيمة اإلنسان‬ ‫والتضحية والعطاء الالمحدود‪..‬‬ ‫هل تشيّعت؟‬ ‫أنا في لبنان شيعي‪ ،‬ألن الشيعة فيه هم‬ ‫املقاومة‪ .‬وأنا في فلسطني سني‪ ،‬ألن السنة فيها‬ ‫هم املقاومة‪ ،‬وأفتخر أني درزي ابن درزي منذ أكثر‬ ‫من ألف عام بعكس غيري‪ ،‬أما في السياسة‬ ‫فيجب أن نكون إلى جانب املقاومة وفيها‪ ،‬في‬ ‫لبنان وفي فلسطني وفي العراق وفي اجلوالن‪.‬‬ ‫أما مذهبي الديني فهو التوحيد وأنا أفتخر‬ ‫بذلك‪ ،‬وسيبقى مذهبي هو التوحيد حتى قيام‬ ‫الساعة‪.‬‬ ‫بعد تأسيس مستوصف سارة الصايغ الطبي‬ ‫أصبح ميكنك أن توفر أموالك التي حاولت إدارة‬ ‫بوش حجزها‪ ،‬فهل تنوي تقدمي عرض لبوش‬ ‫ورايس لالستشفاء في املستوصف بالليرة‬ ‫اللبنانية؟‬ ‫(ضاحكاً) بعد سقوط هذه اإلدارة األميركية‬ ‫ويعودان مواطنني أميركيني ويفقدان قدرة‬ ‫اإلضرار بشعبنا ال مانع لدينا‪ ،‬أهال ً وسهال ً‬ ‫بهما‪.‬‬ ‫جنحت إعالمياً‪ ،‬إمنا هناك خشية أن يصيبك‬ ‫فيروس عربي فتصبح ظاهرة صوتية‪ ،‬حيث‬ ‫شكا مسؤول من قلة التجهيز امليداني حينها‬ ‫في إحدى املناطق‪ ،‬ما تعليقك؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬ال أحد يشك في ان التيار مجهز مبا‬ ‫يلزمه للدفاع ضد كل من يعتدي علينا‪ ،‬لكن‬ ‫ال بد أن نقول إن جتهيز التيار ليس موجها ً ضد‬ ‫ذوي القربى في مناطقنا‪ ،‬فهنا كانت احلسابات‬ ‫أن نحقق احلصيلة في املواجهة بأقل األضرار‬ ‫والكلف‪ ،‬وإن أمكن من دونها‪ ،‬وحيث تولينا (اجلرد‬ ‫والشوف) الكل يشهد على مواجهة فعالة‬ ‫بالتي هي أحسن‪ .‬فخصومنا هنا هم ناسنا‬ ‫وأخوتنا‪ .‬ثم لم يكن هناك خطر حقيقي على‬ ‫التيار‪.‬‬

‫حاوره ‪ :‬هاني احللبي‬


‫عامان على تأسيسه‬ ‫شهادات في تيار التوحيد اللبناني‬

‫اذا الشعب يوماً اراد احلياة ‬ ‫وال بد لليل ان ينجلي‬

‫فال بد ان يستجيب القدر‬ ‫وال بد للقيد ان ينكسر‬

‫هذا القيد‪ ،‬قيد التسلط واالقطاع والتفرد بالسلطة السياسية‬ ‫املوروثة من السلف الى اخللف التي يعاني منها لبنان عامة واجلبل‬ ‫خاصة‪ ،‬متكن رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫من كسره عبر تأسيسه تيارا ً توحيدياً عروبياً في اجلبل‪ ،‬مثبتاً االنتماء‬ ‫القومي للجبل األشم املعروف بثوابته القومية والتحررية من نير الظلم‬ ‫واالستبداد والتسلط وهيمنة املشروع الصهيو – اميركي على املنطقة‪،‬‬ ‫فأصبح اجلبل بركاناً ناشطاً دائم الغليان ينفث حممه املنصهرة التي‬ ‫كانت تارة تلسع بلهيبها كل من يحاول الهيمنة على لبنان بشكل‬ ‫عام واجلبل بشكل خاص‪ ،‬محاوالً تزوير حقيقة لبنان ومحيطه القومي‬ ‫وتاريخ الدروز وتراثهم املقاوم ضد مظاهر االحتالالت كافة‪ ،‬وطوراً كانت‬ ‫تبعث االمل في نفوس “ثقافة التنوع واحلرية السياسية بعيداً عن‬ ‫الهيمنة واخلروج عن الذات حلسابات اخلارج متجاوزاً في انطالقته وعمق‬

‫رئيس اجلمهورية السابق‬ ‫العماد اميل حلود‪:‬‬ ‫مواقفكم أثبتت انتصار قوة احلق‬ ‫على حق القوة‬

‫مضامينه واستهدافاته احزاباً عريقة بغية حتصني وتعزيز عروبة اجلبل‬ ‫في زمن يحاول فيه كثير من القوى الداخلية واخلارجية‪ ،‬استبدال ثوب‬ ‫العروبة باألمركة‪ ،‬وثوب الوطنية بالتبعية‪ ،‬ما اقلق الطبقة السياسية‬ ‫التي تتحكم بها وبخياراتها بعض الدوائر األجنبية املنحازة الى اسرائيل‬ ‫ال سيما في معاداتها للمحور املمانع واملقاوم خملططاتها الداعية الى‬ ‫سالم فلسطيني – اسرائيلي هو اقرب الى االستسالم منه الى السالم‬ ‫على حساب لبنان بشكل عام‪ ،‬وتوطني الالجئني الفلسطينيني في‬ ‫ارضه بشكل خاص‪.‬‬ ‫وهذا ما اثبته تيار التوحيد اللبناني الذي يحتفل هذا العام بالذكرى‬ ‫الثانية لتأسيسه مثبتاً امكانية نشوء قيادات المعة من خارج ساللة‬ ‫البيوت السياسية التقليدية متى كانت مؤهلة للعب دور وطني وقومي‬ ‫مخلص كالدور الذي لعبه ويلعبه رئيس تيار التوحيد اللبناني عبر تياره‬ ‫الواعد‪.‬‬ ‫وهذا ما عبر عنه رؤساء االحزاب والسياسيون والدبلوماسني في‬ ‫كلماتهم املتناولة الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد اللبناني‪ .‬هنا‬ ‫نصوصها‪..‬‬

‫في الوقت الذي حتتفلون فيه بالذكرى الثانية‬ ‫لتأسيس “تيار التوحيد اللبناني”‪ ،‬يطيب لي أن‬ ‫أوجه إليكم أصدق التهاني‪ ،‬متمنيا ً أن يتعزز‬ ‫وجود “تيار التوحيد اللبناني” على خارطة العمل‬ ‫السياسي واحلزبي في لبنان‪ ،‬نظرا ً للمبادئ‬ ‫الوطنية والقومية التي التزمها وعمل من أجل‬

‫حتقيقها منذ تأسيسه حتى اليوم‪ .‬وقد كان‬ ‫للمواقف التي اتخذمتوها على م ّر األيام وتسلسل‬ ‫األحداث‪ ،‬الصدى املميز في نفوس اللبنانيني‬ ‫التواقني الى ان يبقى لبنان سيد قراره‪ ،‬املدافع عن‬ ‫استقالله وكرامته‪ ،‬والنموذج للعيش املشترك‬ ‫بني أبنائه الذين ال خالص لهم إالّ بوحدتهم‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪17‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬

‫وتضامنهم‪ ،‬ودفاعهم الدائم عن قوة احلق في‬ ‫مواجهة معادلة حق القوة التي اسقطها‬ ‫اللبنانيون الشرفاء عندما هزموا اسرائيل مرتني‪،‬‬ ‫االولى عندما متكنوا من حترير القسم األكبر من‬ ‫جنوبهم في العام ‪ ،2000‬والثانية عندما اندحر‬ ‫العدو االسرائيلي في متوز ‪ 2006‬حتت ضربات رجال‬ ‫املقاومة الوطنية األبطال‪.‬‬ ‫وإنني إذ استذكر‪ ،‬بكثير من التقدير‪ ،‬التزامكم‬ ‫في “تيار التوحيد اللبناني”‪ ،‬املبدأ الذي عملت‬ ‫من أجل تثبيته وتأكيده طوال واليتي الرئاسية‬ ‫والقائم على معادلة أن قوة لبنان تكمن في قوته‪،‬‬ ‫أبقى على يقني أنكم ستواصلون السهر لتعميم‬ ‫هذا اخليار الوطني بني أبناء قاعدتكم الشعبية‬ ‫التي تردد صدى مواقفكم اجلريئة‪.‬‬ ‫وإنني إذ أكرر التهنئة لكم ولتيار التوحيد‬ ‫اللبناني‪ ،‬أجدد لكم متنياتي بدوام التقدم والنجاح‪،‬‬ ‫على اسم لبنان املقاوم واملنتصر‪.‬‬

‫الوزير السابق وديع اخلازن ‪:‬‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫اخترق زعامة اجلبل‬ ‫التي لم تألف متردا ً على مواقفها‬

‫في الذكرى الثانية على تأسيس “تيار التوحيد‬ ‫اللبناني” الذي أنشأه الوزير السابق وئام وهاب ال‬ ‫بد من التنويه مبا أجنزه هذا التيار من حضور وطني‬ ‫ّ‬ ‫ودرزي كرمي جتاوز خطوط احملرمات السياسية‬ ‫التقليدية على الساحة اللبنانية‪.‬‬ ‫ففي زمن قصير جدا ً استطاع الوزير القادم من‬ ‫حقل الصحافة أن يجتذب األضواء السياسية‬ ‫بإطاللته املرحة وكالمه الصريح واملباشر‪،‬‬ ‫ويستقطب جمهورا ً واسعا ً في محيطه بعيدا ً‬

‫‪18‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عن االلتحاق بالكتل التي اعتادت بعض الزعامات‬ ‫ترؤسها إليصال أي طامح سياسي ووطني‬ ‫ليلعب دوره‪.‬‬ ‫وأكاد أقول إن الوزير وئام وهاب اخترق الزعامة‬ ‫اجلبلية التي لم تألف متردا ً عليها وعلى مواقفها‬ ‫التي اعتبرها الوزير الشاب ال تنسجم مع اخلط‬ ‫النضالي الذي كان جزءا ً من ماضيه وماضيها‬ ‫الوطني والقومي‪.‬‬ ‫ولم يكتف وئام وهاب بالتصدي مع تياره‬ ‫للطروحات اخلارجية التي التزمت بها بعض‬ ‫املرجعيات السياسية في لبنان وعاكست فيها‬ ‫التوجهات التاريخية للمجتمع الدرزي الذي ناصر‬ ‫كل القضايا العربية بعيدا ً عن احملاور الغربية‬ ‫ومصاحلها املتناقضة مع مصلحة لبنان‪ ،‬بل ه ّز‬ ‫الوعي الشعبي وخاطبه من القلب الى القلب‬ ‫ومبنطق مقارع بالوقائع واحلقائق غير ه ّياب وخاش‪،‬‬ ‫فكان بذلك جريئا ً بنكهة الذعة لم تعهدها‬ ‫املنابر السياسية‪ .‬ولم يختصر صوالته وجوالته‬ ‫في إطاره الطائفي نظرا ً لنزعته العلمانية التي‬ ‫جعلته أول الداعمني ملواقف العماد ميشال عون‬ ‫يوم لم يجرؤ أحد على اجلهر والبوح‪ ،‬بل تعدتها‬ ‫الى منابر املقاومة حيث لم يكن مير أسبوع إالّ‬ ‫ويلقي فيه كلمة في قاعة جنوبية باعتبار اجلنوب‬ ‫ميثل اجلبهة األمامية للدفاع عن أرض الوطن‬ ‫وكرامة شعبه‪.‬‬ ‫وفي فترة قصيرة من الزمن متكن هذا العصامي‬ ‫السياسي من أن يقلق الطبقة السياسية التي‬ ‫تتحكم بها وبخياراتها بعض الدوائر األجنبية‬ ‫املنحازة الى اسرائيل ال سيما في معاداتها‬ ‫للمحور املمانع واملقاوم خملططاتها الداعية‬ ‫الى سالم فلسطيني – اسرائيلي هو أقرب الى‬ ‫االستسالم منه الى السالم‪.‬‬ ‫وكان في قرارة قناعاته يعتقد بأن مجاراة هذا‬ ‫املشروع ستكون على حساب لبنان وصيغته‬ ‫الفريدة بتوطني الالجئني الفلسطينيني في‬ ‫أرضه‪.‬‬ ‫وحتى يعمم هذا اخلطاب املتقدم لوعي اخملاطر‬ ‫املقبلة على املنطقة كانت له زيارات عدة الى‬ ‫سوريا‪ ،‬ومدينة السويداء حتديداً‪ ،‬ليؤكد أمام‬ ‫إخوانه أبناء طائفة املوحدين هناك على دورهم‬ ‫التاريخي في مجابهة كل ما يهدد استقالل‬ ‫وحرية الشعوب في مصائرها بعيدا ً عن اإلمالءات‬ ‫اخلارجية التي ما كانت يوما ً في مصلحة العرب‪،‬‬ ‫فاستطاع مبا ميلك من قوة إقناع أن يجتذب‬ ‫املواطنني في اجلبل العصي في سوريا ويقيم‬ ‫جسرا ً بينهم وبني دروز لبنان في جبهة واحدة‪.‬‬ ‫ظاهرة وئام وهاب إن د ّلت على شيء فإنها‬ ‫أثبتت أن بإمكان القيادات أن تولد خارج رحم‬ ‫البيوت السياسية التقليدية متى كانت مؤهلة‬ ‫ألن تلعب دورا ً وطنيا ً وقوميا ً مخلصا ً كالدور الذي‬ ‫لعبه هذا القيادي الشاب من خالل تيار واعد هو‬ ‫“تيار التوحيد اللبناني”‪.‬‬

‫رئيس حزب االحتاد‬ ‫عبد الرحيم مراد‪:‬‬ ‫بسنتني كسرمت‬ ‫احتكار العمل السياسي‬ ‫فتجاوزمت أحزاباً عريقة‬

‫يسعدني أن أتقدم باسمي وباسم حزب‬ ‫االحتاد بالتهنئة والتقدير الى رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني وأعضائه مبناسبة الذكرى السنوية‬ ‫الثانية النطالقة حزبكم التوحيدي الذي جاء‬ ‫إضافة نوعية الى العمل السياسي الوطني‪،‬‬ ‫حيث استطعتم عبر السنتني املاضيتني أن‬ ‫حتققوا إجنازا ً هاما ً قياسا ً الى الفترة الزمنية‬ ‫فجسدمت عبرها املوقف السياسي‬ ‫النطالقتكم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املتقدم وانتزعتم بجهودكم املضنية موقعكم‬ ‫على اخلارطة السياسية دون استئذان من أحد‪،‬‬ ‫وكسرمت احتكار العمل السياسي‪ ،‬ورفضتم‬ ‫سياسة التفرد واالنغالق‪ .‬فحيث امتدت رقعة‬ ‫انتشاركم التنظيمي‪ ،‬أوجدمت ثقافة التنوع‪،‬‬ ‫وأفسحتم مجاالت للحرية السياسية بعيدا ً عن‬ ‫الهيمنة‪ ،‬واخلروج عن الذات حلسابات اخلارج‪.‬‬ ‫فالعروبة لديكم لم تكن بيعا ً وشراء‪ ،‬وإمنا‬ ‫هي فعل إميان‪ ،‬ألن العروبة هوية وانتماء تتجاوز‬ ‫املصالح الذاتية واألحالم الصغيرة املشبوهة‪.‬‬ ‫فكما كان حزبكم حزبا ً وطنيا ً صادقاً‪ ،‬كان حزبا ً‬ ‫متقدم لديكم بان ما‬ ‫عروبيا ً أصيالً انطالقا ً من وعي‬ ‫ّ‬ ‫يجمع األمة من روابط قومية أكثر بكثير مما يباعد‬ ‫بينها فانخرطتم باملمانعة واملقاومة السياسية‬ ‫ملشاريع الصهينة والتدويل‪ ،‬ألن انتماءكم الى‬ ‫جبل لبنان األشم جعل منكم عنوانا ً للصمود‬ ‫ومواجهة املعتدي‪ ،‬وال ننسى وقفتكم الى جانب‬ ‫املقاومة في حرب متوز فعالً ال قوال ً حني انضمت‬ ‫مجموعة من حزبكم الى صفوف املقاومني‬ ‫األبطال أطلقتم عليها مجموعة الصحابي عمار‬ ‫بن ياسر في تعبير واضح الى عمقكم العربي‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬ ‫وإذا كان حزبكم اجلديد في انطالقته‪ ،‬والعميق‬ ‫في مضامينه واستهدافاته قد جتاوز في ديناميته‬ ‫أحزابا عريقة‪ ،‬فيعود الفضل الى ما حتلت به‬ ‫قيادتكم من مواقف وطنية وقومية جريئة‪ ،‬جاءت‬ ‫خارج احلسابات الشخصية الضيقة ومحاباة‬ ‫أحد على حساب املبادىء والقيم‪.‬‬


‫أمني عام حركة النضال‬ ‫اللبناني العربي‬ ‫النائب السابق فيصل الداوود‪:‬‬ ‫املعارضة اللبنانية‬ ‫سجلت انتصاراً على الفريق‬ ‫احلاكم املتسلط في لبنان‬

‫تأتي الذكرى الثانية لتأسيس “تيار التوحيد‬ ‫اللبناني” التي جتمعنا برئيسه وأعضائه روابط‬ ‫الصداقة وعالقة النضال الوطني الواحد‪ ،‬وقد‬ ‫سجلت املعارضة الوطنية اللبنانية انتصارا ً‬ ‫على الفريق احلاكم املتسلط في لبنان‪ ،‬بتلبية‬ ‫شروطها وتنفيذ مطالبها بعد اعتصام دام ‪18‬‬ ‫شهراً‪ ،‬حيث كان لتيار التوحيد وحركة النضال‬ ‫في مناطق اجلبل وراشيا وحاصبيا‪ ،‬دور أساسي‬ ‫في عدم متكني وليد جنبالط وحزبه من الهيمنة‬ ‫على اجلبل وفرض تسلطه عليه وتزوير تاريخ‬ ‫الدروز الوطني والقومي وتراثهم املقاوم ضد شتى‬ ‫صنوف االحتالالت‪.‬‬ ‫إن تأسيس تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬كان مناسبة‬ ‫هامة‪ ،‬لتدعيم التنوع السياسي داخل مناطق‬ ‫اجلبل وفي الساحة الدرزية‪ ،‬واعتبرنا وجوده‬ ‫مكمالً حلركة النضال اللبناني العربي وال‬ ‫يتناقض معها في األهداف الوطنية والقومية‬ ‫وفي العمل لتحسني أوضاع املواطنني االقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪.‬‬ ‫إننا نحيي هذا التيار السياسي الناشئ‬ ‫والواعد‪ ،‬ونتمنى له ولرئيسه األخ الصديق وئام‬ ‫وهاب املعروف بجرأته وشجاعته وصراحته‬ ‫ووضوحه‪ ،‬كل التقدم واالنتصار‪.‬‬

‫رئيس املؤمتر الشعبي اللبناني‬ ‫كمال شاتيال ‪:‬‬ ‫تياركم حاجة وطنية وقومية‬ ‫ملواجهة الوصاية األجنبية‬ ‫ملناسبة الذكرى السنوية الثانية لتأسيس‬ ‫تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬نتقدم منكم بأحر‬ ‫ّ‬ ‫وجل‬ ‫التهاني وأطيب التمنيات‪ ،‬سائلني اهلل ع ّز‬ ‫أن ميدكم دائما ً بالصحة والعافية‪ ،‬لتستمروا‬

‫في حمل رسالتكم الوطنية والقومية‪ ،‬وحتصني‬ ‫وتعزيز عروبة اجلبل في زمن يحاول فيه كثير من‬ ‫القوى الداخلية واخلارجية‪ ،‬استبدال ثوب العروبة‬ ‫باألمركة‪ ،‬وثوب الوطنية بالتبعية‪.‬‬ ‫إن تياركم هو حاجة وطنية وقومية ملواجهة‬ ‫الوصاية األجنبية على لبنان ومشروع الشرق‬ ‫األوسط الكبير وأدواته‪ ،‬مبثل ما يشكل حالة‬ ‫توحيدية ضد مشاريع التقسيم والفيدرالية‪.‬‬ ‫نثمن مواقفكم الوطنية والعروبية‬ ‫إننا‬ ‫ّ‬ ‫املقاومة للصهيونية واالستعمار‪ ،‬نكرر التهنئة‪،‬‬ ‫ونتمنى لكم ولألخوة في تيار التوحيد‪ ،‬قيادة‬ ‫وأعضاء‪ ،‬مزيدا ً من التقدم والعطاء في سبيل‬ ‫الوطن واألمة‪...‬‬ ‫وفقكم اهلل وسدد خطواتكم‪ ..‬وتفضلوا‬ ‫بقبول فائق االحترام والتقدير‪.‬‬

‫عضو املكتب السياسي‬ ‫في تيار املردة فيرا ميني‪:‬‬ ‫تيار التوحيد‬ ‫اخترق حصار اإلعالن السياسي‬

‫تأسيس تيار توحيدي عروبي في اجلبل ليس‬ ‫مفاجأة بل هو حالة تشبه تاريخ اجلبل الذي حاول‬ ‫البعض ضربه او تشويهه السباب شخصية او‬ ‫مصالح ضيقة او احقاد صغيرة‪ .‬ولكن تأسيس‬ ‫ّ‬ ‫تدل‬ ‫تيار في توقيت مماثل هو خطوة جريئة‬ ‫على قدرة صاحبها على اجتراح وضع مواجهة‬ ‫للمرسوم الذي بات اشبه باحملتوم‪ ،‬خطوة اكدت‬ ‫ان من ميلك االرادة الوطنية في وطن متكئ على‬ ‫االرادات في غياب االدارات قادر على التغيير‪.‬‬ ‫والتغيير شعار رفعه تيار التوحيد لقلب‬ ‫األوضاع ايجابياً‪ ،‬الن اي تصحيح قد يعتبر ترقيعا ً‬

‫او تكحيالً فيما التغيير حالة انقاذية‪ .‬وتيار‬ ‫التوحيد الذي تأسس او انطلق من قلب طائفة‬ ‫قلبه على الوطن الرازح حتت علة الطائفية‪ ،‬فاذا‬ ‫كانت انطالقته من طائفة كرمية ومعطاءة فان‬ ‫هدفه خرق الطوائف نحو املواطنة صونا ً للوطن‬ ‫الواحد جلميع ابنائه‪ ،‬والنه من ارض اجلبل املقاوم‬ ‫فانه مقاوم وخطابه مقاوم وهدفه املقاومة‪ ،‬الن‬ ‫املقاومة هي الشكل االسمى واالجنح لتحقيق‬ ‫الوطن السيد والدولة القادرة واملمانعة‪.‬‬ ‫“تيار التوحيد اللبناني” تيار حديث الوالدة‪،‬‬ ‫ولكنه منبثق من مبادئ متجذرة في ارض اجلبل‬ ‫املقاوم واملمانع‪ ،‬اجلبل الذي اجنب قادة وحكماء‬ ‫وعلماء‪ .‬وسنة بعد سنة يؤكد هذا التيار الفتي ان‬ ‫انطالقته لم تكن مغامرة وال مقامرة بل انطالقة‬ ‫من حتسس خطورة االوضاع وأشتم رائحة‬ ‫مؤامرة تغيير هوية الوطن من بوابة اجلبل‪ ،‬فاذا‬ ‫به انتفض لكرامته واصالته وتاريخ جبله واطلق‬ ‫تيارا ً ينتسب اليه املئات في كل سنة من اميانهم‬ ‫بضرورة التغيير ومن قناعتهم بضرورة صون‬ ‫التذكرة والهوية‪“ .‬تيار التوحيد اللبناني” قد يكون‬ ‫البعض قرأه موجة عابرة او خطابا ً آنياً‪ ،‬قد يكون‬ ‫البعض اعتقده حالة ظرفية او مطلبا ً مؤقتاً‪،‬‬ ‫واليوم بعد سنتني يعيد هذا البعض قراءته ولو‬ ‫لم يعترف بذلك‪ ،‬الن التيار رئيسا ً وقاعدة وعمالً‬ ‫مؤسساتيا ً بات يشكل حضورا ً وخلطابه وقع‬ ‫واصداء‪ ،‬رغم إعالم بات اشبه باإلعالن السياسي‪.‬‬ ‫غير ان “تيار التوحيد اللبناني” استطاع حتقيق‬ ‫خرق فعلي حتى للواقع اإلعالمي‪ .‬وعليه فاننا‬ ‫نتمنى ان تعمم هذه التجربة على طول اخلارطة‬ ‫اللبنانية لتستعيد احلياة السياسية التجربة‬ ‫احلزبية بل لتنتج احلياة السياسية جتربة حزبية‬ ‫تنقذ الوطن من براثن الطائفية وتؤسس لدولة‬ ‫مدنية حتفظ حق اجلميع وتساوي بني املواطنني‬ ‫مبعزل عن املذهب او املعتقد او الطائفة‪.‬‬ ‫مبروك لكم هذه املناسبة‪ ،‬وعسى عملكم‬ ‫أن يثمر ويفيض خيرا ً على الوطن الذي يستحق‬ ‫ان يعيش بكرامة وعزة في ظل دولة سيدة‪ ،‬حرة‪،‬‬ ‫مستقلة‪ ،‬مقاومة وممانعة‪ ،‬متمسكة بالهوية‬ ‫العربية والعمق املشرقي واالنفتاح على كل‬ ‫العالم ليبقى هذا الوطن النموذج والوطن‬ ‫–الرسالة‪.‬‬

‫مدير دائرة اإلعالم املركزي في‬ ‫احلزب السوري القومي االجتماعي‬ ‫معن حمية‪:‬‬ ‫إسقاط املشروع األميركي ـ‬ ‫الصهيوني تتويج النتصار متوز‬ ‫أزمة بعض اللبنانيني والعرب مع انتصار ‪ 25‬‬ ‫أيار ‪ 2000‬ليست متولدة من هزائمهم املتكررة‬ ‫أمام الكيان الصهيوني في سنوات الـ‪ 48‬و‪56‬‬ ‫و‪ 67‬و‪ ،82‬ألنهم تعايشوا مع نتائج هذه الهزائم‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪19‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬

‫وتداعياتها‪ ،‬مبا يعيد انتاج أشكال حكمهم‬ ‫وسلطتهم التي تتناسب وحتمل هزائم جديدة‪،‬‬ ‫بانتظار أن يقضي اهلل‪ ‬أو أحدهم أمرا ً في‬ ‫الصراع العربي ـ الصهيوني‪ ،‬فلم يحدث أن‬ ‫قاموا بأية مراجعة جدية تتناول أقله فهمهم‬ ‫لهذا الصراع أو إدارته من الناحيتني السياسية‬ ‫والعسكرية‪ ،‬وتؤدي باحملصلة إلى إخراجهم من‬ ‫دوامة الهزائم التي يتخبطون فيها منذ ‪60‬‬ ‫عاماً‪ ،‬وكل الذي جرى في األعوام املذكورة لم‬ ‫يكن سوى ردات أفعال لم ترتق ولو إلى مستوى‬ ‫وضع حد للغطرسة الصهيونية وتطلعها في‬ ‫الهيمنة على املنطقة‪.‬‬ ‫باملقابل‪ ،‬وعلى ضوء‪ ،‬ما يجري منذ انتصار‬ ‫املقاومة في ‪ 25‬أيار ‪ ،2000‬وبالتحديد في الفترة‬ ‫التي أعقبت انتصار متوز ـ آب من العام املاضي‪،‬‬ ‫ليس جتنيا ً القول‪ ،‬إن أزمة بعض العرب تكبر‬ ‫وتتعمق وتتوسع في كل االجتاهات‪ ،‬بسبب‬ ‫االنتصار‪ ،‬وما شهدناه في الفترة األخيرة من‬ ‫تعامل سلطة ‪ 14‬شباط املدعومة مما يسمى‬ ‫اعتداال ً عربيا ً مع املقاومة وانتصارها‪ ،‬هو‬ ‫ترجمة لقانون يفرضه بعض القادة العرب‬ ‫على بالدهم‪ ،‬وهذا القانون يقضي بتآلفهم‬ ‫مع الهزمية واالرتياح إلى إقامتها‪ ،‬وتوفير كل‬ ‫ما يتصل باستمرارها ودميومتها‪ .‬أما االنتصار‬ ‫على العدو الصهيوني هو خروج على املألوف‪،‬‬ ‫ال بل أشبه بالدخيل على قاموسهم‪ ،‬لذا من‬ ‫املفروض االحتراز والتحوط مما يحمله‪ ،‬ولو كان‬ ‫عزة وكرامة وخالصا ً من واقع طال أمد مرارته‪،‬‬ ‫ولم ينجب سوى اخلنوع والذل وق ّلة احليلة أمام‬ ‫العدو‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬انتصار أيار في العام ‪ 2000‬وانتصار‬ ‫متوز في العام ‪ ،2006‬وما قاله الصهاينة‬ ‫أنفسهم وما جاء في تقرير “فينوغراد”‪ ،‬وفيهما‬ ‫من اإلقرار بقيمة هذين االنتصارين ملصلحة‬ ‫العالم العربي وشعوبه‪ ،‬أكثر مما يظهره‬ ‫ويبطنه بعض اللبنانيني والعرب ويكفي أن‬ ‫هذين االنتصارين أديا إلى اندثار نظريتني ترتكز‬ ‫عليهما السطوة الصهيونية في املنطقة‪،‬‬ ‫وهما هزمية “اجليش الذي ال يقهر” وانتهاء القوة‬ ‫الردعية للجيش اإلسرائيلي‪ .‬ومع سقوط هاتني‬ ‫النظرتني عاد الكيان الصهيوني الى املربع األول‬ ‫من نشأته‪ ،‬ليتحول من البحث عن أمنه وأمن‬ ‫أطماعه املمتدة على طول العالم العربي إلى‬ ‫البحث عن سبل استمراره وبقائه وتبديد خطر‬ ‫سقوطه النهائي‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫لقد قرأ “اإلسرائيليون” جيدا ً ما حتمله‬ ‫انتصارات املقاومة في لبنان‪ ،‬واآلن هم منكبون‬ ‫على فهم العبر واملعاني املستخرجة من‬ ‫هزميتهم‪ ،‬وطبيعي أن ميروا كيانا ً وجيشا ً‬ ‫وحكومة في أزمة ج ّراء انتصار املقاومة‪ .‬لكن‬ ‫السؤال‪ ،‬هو ملاذا ونحن لبنانيني وعربا ً منتصرون‪،‬‬ ‫ومع ذلك نعيش أزمة‪ ،‬والسبب هو بالضبط‬ ‫االنتصار الذي حققته املقاومة؟‬ ‫منذ العام ‪ ،2000‬أي منذ ما بعد حترير اجلنوب‬ ‫حتديداً‪ ،‬كان هناك الكثير الذي يشي باستحالة‬ ‫أن يتعايش البعض في لبنان وخارجه في‬ ‫العالم العربي مع انتصار املقاومة‪ ،‬ومنذ‬ ‫ذلك احلني‪ ،‬بدأ احلديث همسا ً وعلنا ً عن نزع‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬ليبلغ الذروة مع صدور القرار‬ ‫‪ 1559‬وبعده افتعال األزمات املتتالية ما بعد‬ ‫اغتيال الرئيس احلريري الى أن حدثت حرب متوز‬ ‫“اإلسرائيلية” على لبنان بدعم لبناني وعربي‬ ‫ودولي واضح‪ .‬وليس خافيا ً تواطؤ بعض العرب‬ ‫قدمه البعض من‬ ‫مع العدو على املقاومة وما ّ‬ ‫اللبنانيني والعرب إبان حرب متوز من حتريض‬ ‫على املقاومة وتقدمي املعونة اإلعالمية واألمنية‬ ‫للعدو دون خجل أو شعور باخلزي‪ ،‬ووصل األمر‬ ‫إلى حد عدم نفي ما نقله السفير “اإلسرائيلي”‬ ‫في األمم املتحدة عن تشجيع بعض السفراء‬ ‫العرب لكيانه في املضي بالقضاء نهائيا ً على‬ ‫املقاومة‪.‬‬ ‫وإذا كانوا اليوم في “إسرائيل” يحاسبون‬ ‫قادتهم السياسيني والعسكريني على الهزمية‬ ‫التي أحلقوها بهم‪ ،‬فإن البعض في لبنان‬ ‫وبالتحديد فريق ‪ 14‬شباط وبدعم عربي سافر‪،‬‬ ‫جاهروا وعملوا من أجل محاسبة ‪ ‬املقاومة‬ ‫وقادتها ورجالها على االنتصار الذي حتقق‪ .‬وقد‬ ‫جاءت قرارات حكومة السنيورة بخصوص‬ ‫شبكة اتصاالت املقاومة كخطوة في سياق‬ ‫محاوالت كشف املقاومة على طريق محاسبتها‬ ‫وتصفيتها‪ .‬ولذلك كان الرد بإسقاط هذه‬ ‫احملاوالت عبر إسقاط قرارات احلكومة السنيورية‪.‬‬ ‫واسقاط هذه احملاوالت‪ ،‬هو‪ ‬الطور األخير من أزمة‬ ‫اسمها عدم تعايش البعض في لبنان والعالم‬ ‫العربي مع االنتصار على العدو الصهيوني‪.‬‬ ‫فإذا كانت نتائج حرب متوز حاسمة في أجبار‬ ‫هؤالء على دخول عصر جديد للصراع العربي ـ‬ ‫الصهيوني عنوانه الرئيس سقوط “األسطورة‬ ‫اإلسرائيلية” وسقوط “قوة االحتالل وقوة الردع‬ ‫اإلسرائيلية”‪ .‬فإن ما حدث في لبنان مؤخرا ً‬ ‫من إسقاط للعامل الداخلي املنّفذ لإلمالءات‬ ‫األميركية‪ ،‬أكد أن العبث باإلجنازات احملققة أو‬ ‫إنكارها أو تنسيبها فئويا ً ومذهبيا ً وغيرها من‬ ‫أساليب غسل األدمغة وتزوير احلقائق‪ ،‬خط‬ ‫أحمر وكل من يتجاوز هذا اخلط يسقط بالضربة‬ ‫القاضية‪.‬‬ ‫لقد بات واضحا ً أن اسقاط أولوية الصراع ضد‬ ‫العدو الصهيوني‪ ،‬وإنزال املسألة الفلسطينية‬ ‫من ترتيبها التي احتلتها بجبال من التضحيات‪،‬‬ ‫قدمتها األجيال املتعاقبة‪ ،‬ومساعدة الكيان‬

‫الصهيوني على اخلروج من أزمته الوجودية‪،‬‬ ‫أمور ال تستقيم مع واقع االنتصار‪ ،‬بالرغم من‬ ‫محاوالت اختالق صراعات وعداوات هي ميتة‬ ‫ومدفونة في التاريخ ومنها الصراع العربي‬ ‫الفارسي أو إيقاد نيران الفتنة بني املذاهب‬ ‫اإلسالمية أو تشديد العصبيات الكيانية‬ ‫والعرقية واإلثنية‪.‬‬ ‫بأي حال‪ ،‬كل تفصيل في األزمة اللبنانية‪،‬‬ ‫كان يتحرك حتت عنوان منع شعوب املنطقة‬ ‫من اخلروج من زمن الهزمية‪ ،‬وال صلة للمسألة‬ ‫مبحكمة دولية أو ذات طابع دولي‪ ،‬أو إنهاء وصاية‬ ‫سورية أو اعتناق ثقافة احلياة أو بناء دميوقراطية‬ ‫أو تعميم حرية‪ ،‬فكل ذلك أكاذيب بينما هناك‬ ‫حقيقة أميركية ـ “إسرائيلية” واحدة وواضحة‬ ‫هي نزع السالح الذي هزم “إسرائيل”‪.‬‬ ‫في الذكرى الثامنة لعيد املقاومة والتحرير‪،‬‬ ‫نستطيع التأكيد‪ ،‬أن القوى املؤمنة بوحدة‬ ‫لبنان وعروبته أسقطت في العام ‪ 2008‬ارتدادات‬ ‫املشروع األميركي ـ “اإلسرائيلي” في لبنان‪ ،‬وهذا‬ ‫انتصار يضاف إلى‪ ‬انتصار عام ‪ 2000‬وانتصار عام‬ ‫‪.2006‬‬

‫عضو اجمللس الوطني للحزب‬ ‫الشيوعي اللبناني خالد خداج‪:‬‬ ‫الطوائف أعادت إنتاج املهزومني‬ ‫شركاء وطن املقاومة‬

‫لم يكن املشهد الذي رافق القرار ‪ 1559‬او عملية‬ ‫اغتيال احلريري بالبساطة التي افترضها البعض‪،‬‬ ‫ولم تكن رومانسية االوطان “املعذبة” واخلارجة‬ ‫الى احلرية‪ ،‬ولم تكن ال سيادة وال استقالالً‪ ،‬لم‬ ‫يكن حتى حزن على اغتيال ميلياردير لبناني‪،‬‬ ‫بدا املشهد في حقيقته انقالباً‪ ،‬ال بل محاولة‬ ‫اغتيال لكل احالمنا اجلميلة منذ مشينا خلف‬ ‫عبد الناصر من اجل التحرر والعدالة‪ ،‬بدا املشهد‬ ‫اللبناني استكماال ً للهجمة على آمالنا بالتحرر‬ ‫الوطني من التبعية من هزمية عام ‪ 67‬الى كامب‬ ‫ديفيد املشؤوم‪ ،‬من ايلول االسود في االردن الى‬ ‫اجتياح لبنان عام ‪ 82‬واتفاقية ‪ 17‬ايار‪ ،‬بدا املشهد‬ ‫نبشا ً لقبور كل شهداء االمة ورجاالتها على يد‬


‫اموال نفط الفتنة واعالمه‪ ،‬بدا دعوة لالميركيني‬ ‫الذين احتلوا العراق الجتياحنا‪.‬‬ ‫كان املشهد ايضا ً سقوطا ً مروعا ً لالخالق‬ ‫وللقيم‪ ،‬حيث تقدمة مدرسة اخالقية (او ال‬ ‫اخالقية) جديدة‪ ،‬تعتبر الوفاء او الصدق مهانة‪،‬‬ ‫اما الكذب والتنقل من ضفة الى ضفة فضيلة‪،‬‬ ‫تعتبر االنتهازية والغدر قيم العصر الصاحلة‪،‬‬ ‫فيما يبدو التمسك باملبادئ والقضايا احملقة‬ ‫حمال ً وجب ذبحه‪ .‬كنا ممن ينتقدون اخطاء سوريا‬ ‫في لبنان فجاء امامنا من يرتكب “اخلطايا” كي‬ ‫تبدو االخطاء رحمة امام اخلطايا‪.‬‬ ‫باستثناء املقاومة وجمهورها‪ ،‬كنا في بداية‬ ‫هذا املشهد قلة‪ ،‬خاصة في اجلبل‪ .‬كنا قلة‬ ‫مذهلة بحجم التحوالت‪ ،‬كانت “االعظمية” اما‬ ‫مخدوعة او مأخوذة واما معتمدة مقولة “فأرد‬ ‫ما يكون”‪ ،‬كان الكثيرون معجبني‪ ،‬ولألسف‬ ‫بانتقال قيادته العجائبية من ضفة الى ضفة‪،‬‬ ‫كان ذاك ذروة الذكاء و”احلربقة”‪ ،‬كانت ذروة‬ ‫“الشجاعة” تتمثل برجم الراحل والطبل والزمر‬ ‫للقادم‪ ،‬أما القيم كالوفاء‪ ،‬النبل‪ ،‬الفروسية‪،‬‬ ‫الصدق‪ ،‬احلياء فتبا ً لها‪ ،‬فليذهب “السلطان”‬ ‫الى “الرابحني” اجلدد فيغرف من كنوز خزائنه‬ ‫له ولنا وال هم‪ ،‬ان كان ما لنا هو فتات املوائد‬ ‫وبقاياها كما دلت التجارب‪.‬‬ ‫كنا قلة‪ ،‬وكان وئام وهاب أحدهم امنا اكثرنا‬ ‫اقداماً‪ ،‬كنا قلة مذهلة احيانا ً ومرتبكة احيانا ً‬ ‫اخرى‪ ،‬امنا‪ ،‬احلق يقال كان هذا الوزير السابق‬ ‫اكثرنا شجاعة في بيئة “احملرمات” اجلديدة‬ ‫املتمثلة بالقيم السياسية كافة التي كانت‬ ‫معتمدة وباتت من احملرمات في بيئة املنتصرين‬ ‫املفترضني ان البوارج تسحق خصومهم‪ .‬وفي‬ ‫بيئة االمن الذاتي املترافقة مع التهديد والوعيد‬ ‫خرجنا نقاوم االمركة‪ .‬وكانت تلك الشخصية‬ ‫السياسية الفريدة واملميزة في املواقع املتقدمة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫انها الكلمات التي ارغبها اليوم جتاوبا ً مع‬ ‫طلب صحيفة لطيفة من مجلة تيار التوحيد‬ ‫اللبناني كي اقارب ومن موقعي اليساري‪،‬‬ ‫وكأحد ابناء اجلبل‬ ‫الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد‪ ،‬ارغب‬ ‫في تسجيل حلظة تاريخية بدا فيها كل شيء‬ ‫متداعيا ً ومنهاراً‪ ،‬إمنا خرج فيها أيضا ً رواد‬ ‫للعروبة واملقاومة‪ ،‬بعيدا ً عن حسابات الربح‬ ‫واخلسارة‪ ،‬يشبهون كثيرا ً مقاتلي عمر اخملتار‬ ‫الذي ربطوا ارجلهم باحلبل كي ال متر ببالهم‬ ‫فكرة الفرار او االنسحاب امنا حتقيق القيم‬ ‫واالهداف مهما كانت االثمان‪.‬‬ ‫أرغب‪ ،‬ومبناسبة هذه املقالة حيال هذه‬ ‫الذكرى‪ ،‬التسجيل والتاريخ بأنه وفي زمن‬ ‫اجتياح األخطاء في زمن انحراف العقل‬ ‫والتاريخ‪ ،‬بقي الكثيرون ممن لم يض ّيعوا حس‬ ‫االجتاه‪ .‬الصديق العزيز‪ ،‬الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫هو أولهم وأحدهم‪ ،‬في منطقة اجلبل حتديداً‪،‬‬ ‫بدا مع آخرين كثر ويتكاثرون ضمانة الوجهة‬ ‫الصحيحة ال بل حبل االنقاذ جلنون تاريخي‬

‫انتاب الكثيرين وكاد يأخذنا الى الكارثة‪ .‬الكارثة‬ ‫لم تكن في احتمال االقتتال االهلي فقط‪ ،‬امنا‬ ‫في خطيئة قتل كل ذاكرتنا وتاريخنا العربي‬ ‫املقاوم‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬ربحنا الرهان‪ ،‬سقطت االمركة‬ ‫وسقط معها فرسان املراهنات اخلاطئة‬ ‫وامامك ايها الصديق‪ ،‬وامامنا الكثير‪،‬‬ ‫فالطوائف حمت املهزومني من السقوط‬ ‫الكامل‪ ،‬كذلك فإن التسوية أعادت انتاجهم‬ ‫كشركاء في وطن املقاومة والعروبة‪ .‬انهم‬ ‫االغنياء املتخومني الذين سيعودون الجترار‬ ‫احملقق‪ ،‬انهم البنوك واالعالم والسلطة‪،‬‬ ‫انهم االقطاع املتوارث‪ ،‬انهم الدجالون الذين‬ ‫سيعاودون خداع الناس ورشوتهم خدمة‬ ‫ملصاحلهم ولسلطتهم‪.‬‬ ‫ادعوك وادعو تيار التوحيد‪ ،‬هذا املولود من‬ ‫رحم االحداث الكبيرة وادعو كل القوى الوطنية‬ ‫والعربية والتقدمية الى استكمال ما حققته‬ ‫املقاومة‪ ،‬فاملقاومة أمنت املناعة الوطنية‬ ‫وعلينا الترقي بنظامنا السياسي الى ما هو‬ ‫ضمانة للمقاومة ولشعبنا‪ ،‬رمبا تكون إصالحات‬ ‫برنامج احلركة الوطنية اللبنانية‪ ،‬التي لطاملا‬ ‫حلمنا بتحقيقها والذي تضمنتها البنود‬ ‫اإلصالحية في اتفاق الطائف‪ ،‬ورمبا تكون القيم‬ ‫املطلوب النضال من اجلها اليوم‪.‬‬ ‫حتية الى تيار التوحيد في ذكرى تأسيسه حتية‬ ‫الى مؤسسة ومؤسسة الشجاع والشجعان‬ ‫والى العمل من اجل التغيير كما عملنا من‬ ‫أجل التحرير‪.‬‬

‫السكريتير األول في سفارة كوبا‬ ‫في لبنان غييرمو سواريز‪:‬‬ ‫حترير األرض والشعب‬ ‫الفلسطيني يكفل عودة‬ ‫السالم الى املنطقة‬

‫في مثل هذه األيام‪ ،‬وقبل عامني‪ ،‬قامت‬ ‫مجموعة صغيرة من األشخاص بتوحيد‬ ‫جهودها من أجل مشروع جديد‪ .‬وقد حمل‬ ‫املشروع فيما بعد‪ ،‬اسم تيار التوحيد اللبناني‪،‬‬

‫ليتحول الى قوة سياسية وطنية‪ .‬هكذا بدأ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وانطلق من حلم الت ّوصل‪ ،‬في يوم ما‪ ،‬الى‬ ‫لبنان خال من الظلم التقليدي‪ ،‬ومن التهديد‬ ‫اإلسرائيلي وغيره من التأثيرات الغربية ذات‬ ‫الصلة‪.‬‬ ‫بقيادة الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬كان‬ ‫للتيارعمل يقوم على اجلهد اجلماعي والتفاني‬ ‫اليومي في إجناز املهام املطروحة‪ ،‬خطوة خطوة‪،‬‬ ‫حتى أصبح احللم حقيقة واقعة‪.‬‬ ‫لقد تنامى منذ البداية وحتى اآلن‪ ،‬وقع املبادئ‬ ‫التحررية‪ ،‬مرورا‬ ‫الرئيسية للتّيار‪ ،‬بدءا من رؤيته‬ ‫ّ‬ ‫بتمرده املطلق على السياسات العدوانية‬ ‫ّ‬ ‫والتدخلية التي متارسها اإلدارات األميركية‬ ‫في املنطقة‪ ،‬وصوال الى دعوته إلحداث تغيير‬ ‫في املواقف العدائية للواليات املتحدة‪ ،‬من‬ ‫أجل بناء عالم أفضل‪ ،‬وقد أ ّدى ذلك‪ ،‬كالعادة‪،‬‬ ‫وكما كان منتظرا‪ ،‬الى سيل من “الضغوط‬ ‫والتدابيراالنتقامية” األميركية ضد شخص‬ ‫ّ‬ ‫اضطره للرد عليها‬ ‫الوزير ّوهاب األمر الذي‬ ‫بطريقة الفتة‪.‬‬ ‫أما اخلط السياسي لتيار التوحيد‪،‬‬ ‫فباإلضافة إلى دعمه الكامل للمقاومة ضد‬ ‫إسرائيل‪ ،‬لديه قناعة ثابتة بأن السالم لن يعود‬ ‫الى املنطقة إال من خالل االعتراف الكامل‬ ‫بحقوق الشعب الفلسطيني‪ ،‬كالعودة‬ ‫الى أرضه احملتلة وإقامة دولته املستقلة‬ ‫عليها‪ .‬وفي اإلطار نفسه‪ ،‬فإن له أيضا رؤيته‬ ‫يتعلق بضرورة املقاومة ليس‬ ‫الواضحة فيما ّ‬ ‫فقط على الصعيد اللبناني‪ ،‬وال الفلسطيني‪،‬‬ ‫وال العراقي‪ ،‬بل وعلى مستوى األمة العربية‬ ‫بشكل عام‪ ،‬لكي تصبح قادرة على حتطيم‬ ‫كل اخملططات الرامية إلى إزالة الهوية‬ ‫العربية من خالل غربنة العروبة والنوايا‬ ‫امل ّبطنة التي تسعى إلخضاع الشرق االوسط‬ ‫خدمة ملصاحلها االقتصادية الض ّيقة‪.‬‬ ‫فمن كوبا‪ ،‬كل الشكر والتقدير للدعم الذي‬ ‫يقّ دم لكفاحنا في الزمن احلالي‪ .‬إن كفاحنا‬ ‫ّ‬ ‫الذل‬ ‫يعني كل الذين ال يترددون في رفض حياة‬ ‫والركوع‪.‬‬ ‫شكرا للمواقف التي تنّدد دوما بسياسة‬ ‫الواليات املتحدة العدوانية جتاه بلدنا‪ :‬تلك‬ ‫السياسة الدائمة اإلصرارعلى إبقاء احلصار‬ ‫االقتصادي واحلرب اإلرهابية ضد كوبا منذ أكثر‬ ‫من خمسة وأربعني عاما‪.‬‬ ‫شكرا ً للدعوات املطالبة بإطالق سراح‬ ‫إخواننا املعتقلني الكوبيني اخلمسة من سجون‬ ‫نضمها الى قضية‬ ‫اإلمبراطورية‪ ،‬وهي قضية‬ ‫ّ‬ ‫املعتقلني اللبنانيني في السجون اإلسرائيلية‪،‬‬ ‫لنجد أننا في خندق النضال الواحد حتى النصر‬ ‫النهائي‪.‬‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪21‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬

‫في الذكرى الثانية‬ ‫لتأسيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫فلسطني (القضية املركزية لألمة) معكم من نهرها الى بحرها‪ ،‬ومن سهولها وجبالها وقدسها تعاهدكم‪ ،‬فالطريق الى فلسطني‬ ‫خيارنا وقدرنا املشترك ومهما غلت التضحيات في ضوء الظروف التي مير بها لبنان املقاوم واملتأهب دائماً للدفاع عن عروبته وأصالته‬ ‫وتاريخه وحاضره ومستقبله بغد مشرق‪ ،‬نشد على أياديكم ونحن معاً نصنع مجد أمتنا‪ ،‬نقيم املرحلة بجميع أبعادها‪ ،‬ال يخدعنا‬ ‫سراب خادع وال مصالح ضيقة‪ ،‬وال نتسرع وقدر الثوار في متابعة املسيرة والوصول الى الهدف بالطرق السليمة‪ ،‬وبغض النظر عن‬ ‫مقدار التكاليف‪ .‬فاألهداف النبيلة حتتاج الى التضحيات الغالية‪ ،‬ومهما كان هناك من خلط للقضايا‪ ،‬فاحلقيقة واضحة وساطعة‬ ‫كالشمس‪.‬‬ ‫وألن احلرف املناضل واملؤهل والصادق هو غايتنا في صنع تاريخنا‪ ،‬ومن هنا ننطلق على امتداد ساحة الوطن العربي كله‪ ،‬وألن لبنان‬ ‫جزءًا غالياً من أمته‪ ،‬فشريان الدم ميتد من لبنان الى فلسطني وبالعكس‪ ،‬فاملصير واحد‪ ،‬وفلسطني القضية املركزية لألمة‪ ،‬ومبقدار‬ ‫القرب منها حتدد املواقف؛ لقد دفع اآلباء واألجداد دماءهم للحفاظ على طهارة األرض ونحن في طريقهم سائرون‪.‬‬

‫أبو موسى‪:‬‬ ‫مواقف تيار التوحيد اللبناني مدعاة فخرنا‬ ‫حتية لتيار التوحيد‬ ‫اللبناني املكافح في‬ ‫زمن تشرذم األمة‪ ،‬وحتية‬ ‫لألخ القائد وئام وهاب‪،‬‬ ‫املناضل في أزمنة‬ ‫القبض على اجلمر‪ ،‬ومعاً‬ ‫حتى النصر‪ ،‬وهنا نص‬ ‫الكلمة‪:‬‬ ‫في أزمنة االنحدارات‬ ‫وحقب الوهن واستشراء‬ ‫العجز تعبر أمة عريقة‬ ‫ومجيدة وتليدة التاريخ عن‬ ‫متردها على هذه احلاالت‬ ‫الطارئة عبر بروز حاالت‬ ‫رافضة وممانعة ومقاومة‬ ‫لهذه االنحدارات ومظاهر‬ ‫الوهن ومتمردة على العجز‬ ‫وواعدة بحتمية انبالج فجر‬ ‫االنعتاق‪ ...‬إنه هذا هو حال‬ ‫االمة اليوم‪“ ،‬تيار التوحيد اللبناني” هو واحد من حاملي هذا االمل واملبشرين‬ ‫بالعطاء الذي لم ولن تبخل به امتنا‪ ،‬بل هو ديدنها بدأ مع التاريخ‪ ...‬تاريخها‬ ‫الذي بدأ مع التاريخ‪ ،‬وكما عودتنا ابداً‪.‬‬ ‫إن املواقف الوطنية والقومية واملبدئية التي ميثلها ويكرسها ويناضل من‬ ‫اجلها االخ املناضل الشجاع وئام وهاب رئيس التيار مدعاة لفخرنا واعتزازنا‬ ‫واكبارنا‪ ،‬وامثاله يظلون دائما ً وابدا ً ميارسون ويقولون المتنا املقهورة املغيبة‪،‬‬ ‫والتي تواجه أعتى الهجمات وأشد املؤامرات‪ ،‬ان ازمنة العار هي الى افول‪ ،‬وان‬ ‫يوم استعادتها لكرامتها ودورها ورسالتها كرائدة بني االمم آت ال ريب فيه‪...‬‬

‫‪22‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حتية لتيار التوحيد اللبناني املكافح في أزمنة تشرذم األمة وحتية لالخ‬ ‫القائد الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬املناضل في ازمنة القبض على اجلمر‪ ،‬ومعا ً‬ ‫حتى النصر‪.‬‬

‫أبو موسى‬

‫أمني سر اللجنة املركزية حلركة التحرير الوطني‬ ‫الفلسطيني فتح ـ االنتفاضة‬

‫أبو عيسى‪:‬‬ ‫تيار التوحيد استعادة ألصالة الموحدين‬ ‫تشكيل تيار التوحيد‬ ‫اللبناني برئاسة األخ القائد‬ ‫الشجاع وئام وهاب‪ ،‬شكل‬ ‫إضافة نوعية للمقاومة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ونص الكلمة‪:‬‬ ‫حتية نضالية الى تيار‬ ‫التوحيد اللبناني ورئيسه‬ ‫األخ املناضل وئام وهاب‪.‬‬ ‫حتل الذكرى الثانية‬ ‫لتأسيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني‪ ،‬والساحة اللبنانية‬ ‫متر بأزمة حادة تواجه البالد‬ ‫بسبب اشتداد الهجمة‬ ‫الصهيونية واالميركية على‬ ‫املنطقة‪ ،‬وخاصة بعد الهزمية‬ ‫النكراء التي حلت بالقوات‬ ‫الصهيونية في حربها على‬ ‫لبنان صيف العام ‪2006‬م‬


‫وبحيث أصبحت اسطورة الكيان الصهيوني خرافة من املاضي‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي كانت املقاومة الوطنية واالسالمية اللبنانية تسطر‬ ‫مالحم البطولة‪ ،‬كان هناك في الداخل اللبناني من يكرم امثال جون بولتون‬ ‫في واشنطن ألد اعداء االمة العربية واالسالمية‪.‬‬ ‫ورغم كل املصاعب على الساحة اللبنانية مت تشكيل تيار التوحيد‬ ‫اللبناني برئاسة األخ القائد الشجاع وئام وهاب‪ ،‬فشكل ذلك اضافة نوعية‬ ‫للمقاومة اللبنانية‪ ،‬وساعد الظهور االعالمي القوي لرئيس تيار التوحيد‬ ‫في احداث االثر املعنوي الهام في معنويات كل املناضلني والشرفاء في امتنا‬ ‫وخاصة املقاومني في ساحات الصراع في فلسطني والعراق ولبنان‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل املواقف الشجاعة والشفافية في مواجهة املتربصني باملقاومة على‬ ‫امتداد الوطن العربي‪.‬‬ ‫وإن مواقف الوزير السابق وئام وهاب نابعة من اصالة طائفة املوحدين‬ ‫الذين ميثلهم ومعه اخوانه الوزير السابق طالل ارسالن والنائب السابق‬ ‫فيصل الداوود‪ ،‬هؤالء املعبرون عن اصالة طائفة املوحدين والذين ينتمون‬ ‫الى اسالفهم االبطال في تاريخ الطائفة امثال سلطان باشا االطرش‬ ‫الذين عمدوا بالدم الدفاع عن تراب الوطن واحلقوا الهزمية بجيوش الغزاة‬ ‫املستعمرين الى جانب مناضلي امتنا‪.‬‬ ‫اتقدم بالتحية والتقدير للجهود التي يبذلها رئيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫األخ القائد وئام وهاب الى جانب املقاومني في الساحة اللبنانية واملقاومة‬ ‫الفلسطينية لتحقيق هزمية املشروع الصهيوني االميركي على امتداد‬ ‫الوطن العربي وحترير فلسطني وعودة اهلنا من املنافي الى ارض فلسطني‬ ‫احلبيبة واستقرار لبنان ووحدة شعبه وارضه‪.‬‬

‫أبوعيسى‬

‫عضو اللجنة املركزية‬ ‫حركة فتح االنتفاضة‬

‫محمد ياسين‪ :‬تيار التوحيد اللبناني إضافة‬ ‫نوعية للحركة القومية‬ ‫املوقف الصلب‪،‬‬ ‫املتميز‪،‬‬ ‫واملبدأ‬ ‫يجسده األخ وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬مواقفك جريئة‬ ‫وثابتة للدفاع عن‬ ‫فلسطني وشعبها‪،‬‬ ‫في رسالة هذا نصها‪:‬‬ ‫مبناسبة الذكرى‬ ‫الثانية النطالق تيار‬ ‫اللبناني‬ ‫التوحيد‬ ‫أتقدم منكم قيادة‬ ‫وكوادر وقواعد شعبية‬ ‫بأحر التهاني مثمنني دوركم القومي والوطني البارز خالل مرحلة السنتني‬ ‫من عمر التيار‪ .‬حيث شهد اهم احملطات واملنعطفات التاريخية على مستوى‬ ‫لبنان وفلسطني‪.‬‬ ‫أيها الرفاق واالخوة في الذكرى الثانية لتأسيس التيار ومع املوقف الصلب‬ ‫واملبدئي املتميز الذي يجسده األخ وئام وهاب رغم اخملاطر الداخلية واخلارجية‬ ‫نتلمس دالئل وابعادا ً كثيرة اهمها املوقف املميز من القضايا القومية وفي‬ ‫مقدمتها القضية املركزية للعرب قضية فلسطني الذي يزداد املتآمرون بها‪.‬‬ ‫في هذا الزمن الصعب يضيق االفق على الوطنيني واالحرار فكان لتياركم‬ ‫التمايز في التمسك بثوابت االمة‪.‬‬

‫وقد برز موقفكم بشكل الفت وواضح منذ اشتدت وتيرة التآمر على‬ ‫املقاومة وعلى سوريا املمانعة في الدفاع بقوة ال تلني وشجاعة ال ينازع‬ ‫عليها احد‪ .‬لقد سجلتم خالل عامني مواقف جريئة وثابتة للدفاع عن‬ ‫فلسطني وشعبها التزاما ً وانطالقا ً من املوقف القومي األصيل للتيار‬ ‫وقائده‪ ،‬حيث اثبت خالل العامني ان قضايانا املشتركة ال تتجزأ وكنتم بقدر‬ ‫املسؤولية وتقدمتم الصفوف ليكون موقفكم متقدما ً وصارخا ً بحجم‬ ‫االستهداف الكبير من قبل معسكر األعداء املتجسد اليوم بالطاغوت‬ ‫االميركي الصهيوني‪.‬‬ ‫ايها الرفاق االعزاء‪ :‬ان ذكرى تأسيس تياركم القومي بامتياز أضافت الى‬ ‫حركات التحرر العربية القومية إضافة نوعية ومميزة‪.‬‬ ‫نتطلع في العام اجلديد الثالث النطالقتكم الى مزيد من التقدم ومزيد‬ ‫من االنتصارات ألمتنا‪.‬‬ ‫ونحن في جبهة التحرير الفلسطينية كجزء من احلركة الوطنية‬ ‫الفلسطينية نثمن عاليا ً مواقفكم هذه مجددين وإياكم املزيد من الصمود‬ ‫والتعاون في خدمة القضايا املشتركة‪.‬‬ ‫مجددا ً نبارك لكم انطالقتكم اجمليدة ونعاهدكم على املزيد من التمسك‬ ‫بحق شعبنا في عودته الى دياره والدفاع عن هذه احلقوق وعدم التفريط‬ ‫بها‪.‬‬ ‫والى مزيدا ً من التقدم والتمسك بالثوابت ومعا ً وسويا ً في التصدي‬ ‫للمشروع االميركي الصهيوني الذي يستهدف املنطقة وقضايا شعبنا‬ ‫املصيرية‪.‬‬ ‫فألف حتية في ذكرى انطالقتكم الثانية‪..‬‬ ‫وأنها لثور ًة حتى التحرير والعودة‪.‬‬

‫أخوكم محمد ياسني‬

‫مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية‬ ‫في لبنان‬

‫أبو خالد الشمال‪ :‬التفاف الطائفة الدرزية‬ ‫حولكم جدد األمل بالنصر‬ ‫القضايا املشتركة‬ ‫ال تتجزأ من فلسطني‬ ‫الى لبنان‪ ،‬مرورا ً‬ ‫والعراق‪،‬‬ ‫بسوريا‬ ‫ونثمن عالياً مواقفكم‬ ‫مجددين وإياكم املزيد‬ ‫من الصمود والتعاون‪،‬‬ ‫وهنا نص الكلمة‪:‬‬ ‫الذكرى‬ ‫مبناسبة‬ ‫الثانية النطالق تيار‬ ‫اللبناني‬ ‫التوحيد‬ ‫نتقدم منكم قيادة‬ ‫وكوادر وقواعد شعبية‬ ‫بأحر التهاني والتبريك ونخص االخ والصديق رئيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪.‬‬ ‫في الذكرى الثانية لالنطالقة نتلمس دالئل وابعادا ً كثيرة اهمها املوقف‬ ‫املميز من القضايا القومية وفي مقدمتها القضية املركزية للعرب قضية‬ ‫فلسطني التي قل انصارها في هذا الزمن االميركي‪ ،‬اذ يبرز موقفكم اجلريء‬ ‫والثابت للدفاع عن فلسطني وشعبها التزاما ً من املوقف القومي االصيل‬ ‫للتيار وقائده‪ ،‬حيث اثبت خالل العامني ان قضايانا املشتركة ال تتجزأ من‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪23‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫فلسطني الى لبنان مرورا ً بسوريا والعراق‪ ،‬حيث حجم االستهداف كبير من‬ ‫قبل معسكر االعداء املتجسد اليوم بالطاغوت االميركي الصهيوني‪.‬‬ ‫ايها الرفاق االعزاء‪ :‬ان ذكرى تأسيس تياركم القومي بامتياز اضاف الى‬ ‫حركات التحرر العربية القومية اضافة نوعية ومميزة من خالل مواقفكم‬ ‫اجلريئة وتنال االحترام والتقدير الكبير من القوى واالحزاب الوطنية‬ ‫الفلسطينية والعربية وبني ابناء شعبكم‪.‬‬ ‫ونحن في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني كجزء من احلركة الوطنية‬ ‫الفلسطينية نثمن عاليا ً مواقفكم هذه مجددين واياكم املزيد من الصمود‬ ‫والتعاون في خدمة القضايا املشتركة‪.‬‬ ‫ونحن نعيش هواجس شعبنا الفلسطيني في حقه في احلياة الكرمية‬ ‫في وطنه ونعيش سقوط الشهداء يوميا ً ومزيدا ً من املؤامرات علينا‬ ‫فاننا ننظر ايضا ً الى واقع احلال العربي والذي يشكل لبنان جزءا ً منه‪ ،‬اذ‬ ‫لعبتم فيه دورا ً مهما ً في توضيح وتصحيح اخللل في الهوية الكفاحية‬ ‫للطائفة الكرمية التي اعطتكم ثقتها فزادتنا امالً في ان قضيتنا بامان‬ ‫اللتفاف الشرفاء حول احقيتها واولويتها ايضاً‪ .‬من هنا نؤكد على اننا‬ ‫نرى في ان تيار التوحيد برئاسة الوزير وئام وهاب صديقا ً وفيا ً للشعب‬ ‫الفلسطيني وقواه احلية املتمثلة بفصائل حتالف القوى الفلسطينية‬ ‫في لبنان ومدافعا ً صلبا ً عن القضية الفلسطينية في كل تشعباتها‬ ‫الداخلية واخلارجية واننا على ثقة ان املوقف الداعم ملواقفنا السياسية‬ ‫ومقاومتنا الباسلة ولشعبنا في غزة وفي الضفة الغربية من قبل التيار‬ ‫ستستمر الى ان يعود الشعب الفلسطيني الى ارضه واقامة دولته‬ ‫املستقلة اسوة بشعوب املنطقة‪ .‬واننا ندرك ان فلسطني حاضرة دائما ً‬ ‫في خطابكم السياسي جنبا ً الى جنب مع قضايا لبنان وقضايا امتنا‬ ‫العربية واالسالمية والى املزيد من التقدم والتمسك بالثوابت معا ً وسويا ً‬ ‫في التصدي للمشروع االميركي الصهيوني الذي يستهدف املنطقة‬ ‫وقضايا شعبنا املصيرية‪.‬‬ ‫فالف حتية لكم في ذكرى انطالقتكم الثانية‪.‬‬ ‫وإنها لثورة حتى التحرير والعودة واحقاق احلق والعمل لقضايانا القومية‬ ‫العادلة كافة‪.‬‬

‫اخوكم ابو خالد الشمال‬

‫عضو املكتب السياسي جلبهة النضال الفلسطيني‬ ‫وممثلها في لبنان‬

‫نمر قدورة‪ :‬تيار التوحيد اللبناني‬ ‫امتداد تاريخي وقومي للثورة العربية الكبرى‬ ‫ان تيار التوحيد اللبناني ليس جديداً على شعبنا وأمتنا لكونه يشكل‬ ‫امتداداً تاريخياً وقومياً للثورة العربية الكبرى بيادة املناضل القومي‬ ‫سلطان باشا األطرش‪ ،‬وجاء في نص الرسالة اآلتي‪:‬‬ ‫في الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد اللبناني‪:‬‬ ‫اتوجه بالتحية للرفاق في التيار قيادة وكوادر واعضاء وفي مقدمتهم‬ ‫القائد الوطني والقومي الشجاع االخ “وئام وهاب”‪.‬‬ ‫تأسس تيار التوحيد في ظل ظروف وطنية وقومية بالغة التعقيد حيث‬ ‫الهجمة االمبريالية االمريكية والصهيونية على امتنا العربية جمعاء‬ ‫وخاصة لبنان وفلسطني والعراق‪.‬‬ ‫فشكلت انطالقة التيار حالة وطنية وقومية بارزة ورافدا ً مهما ً من روافد‬ ‫املقاومة في لبنان‪ ،‬وتكامل مع اخوانه ورفاقه في االحزاب والتيارات الوطنية‬ ‫والقومية الهادفة حلماية لبنان وصون استقالله وسيادته وارتباطه بعمقه‬ ‫العربي‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ان تيار التوحيد ليس‬ ‫جديدا ً على شعبنا وامتنا‬ ‫لكونه يشكل امتدادا ً‬ ‫تاريخيا ً وقوميا ً للثورة‬ ‫العربية الكبرى بقيادة‬ ‫املناضل القومي العريق‬ ‫سلطان باشا االطرش‪،‬‬ ‫وعود على بدء‪ ،‬نتمنى لكم‬ ‫املزيد من التقدم في مسيرة‬ ‫العطاء واالجنازات الوطنية‬ ‫ونحن واياكم على نفس‬ ‫الدرب حتى حتقيق النصر‬ ‫والتحرير وعودة فلسطني‪،‬‬ ‫والن الوفاء لفلسطني يعني‬ ‫الوفاء للبنان وبالعكس‪.‬‬

‫منر قدورة‬

‫أمني سر اقليم لبنان (فتح االنتفاضة)‬

‫محمد حاليقة‪ :‬شكل تيار التوحيد وحلفاؤه‬ ‫رأس حربة المواجهة‬ ‫تيار التوحيد اللبناني‬ ‫رأس حربة مع باقي القوى‬ ‫الوطنية والقومية‪ ،‬ساهم‬ ‫في تعزيز قوى املمانعة‬ ‫والصمود في أمتنا‪ ،‬وهو‬ ‫مدعاة فخرنا واعتزازنا‪ ،‬وهنا‬ ‫نص الرسالة‪:‬‬ ‫في ذكرى تأسيس تيار‬ ‫التوحيد اللبناني العزيزة على‬ ‫قلوب كل الوطنيني والقوميني‬ ‫نقدم أحر التهاني‬ ‫في أمتنا‪ّ ،‬‬ ‫ونتمنى الدور النضالي البارز‬ ‫وحتمل املسؤولية التاريخية‬ ‫ّ‬ ‫التي م ّيزت مسيرة عمل تيار‬ ‫التوحيد‪ .‬وفي محطة هامة‬ ‫وصعبة وبالغة التعقيد‪،‬‬ ‫استطاع التيار وبقيادة األخ‬ ‫القائد وئام وهاب وإخوانه أن‬ ‫يكون حالة وطنية وقومية نعتز بها‪ ،‬وهي محط أنظار كل املقاومني في‬ ‫لبنان وفلسطني واألمة العربية جمعاء‪.‬‬ ‫إن في تعميق الوعي الوطني والقومي وتعزيز الهمم ملواجهة التحديات‪،‬‬ ‫وفي مرحلة الصراع مع القوى اخلارجية املتربصة بلبنان وعروبته‪ ،‬شكل‬ ‫التيار رأس حربة مع باقي القوى الوطنية والقومية وساهم في تعزيز قوى‬ ‫املمانعة والصمود في أمتنا العربية ومدعاة فخرنا واعتزازنا‪.‬‬ ‫حتية للرفاق في تيار التوحيد في ذكرى الكفاح املشترك واملتواصل‬ ‫لتحقيق أهداف أمتنا وعزتها‪.‬‬

‫أخوكم محمد حاليقة‬

‫عضو قيادة فتح االنتفاضة في لبنان‬


‫نساء المعارضة يهنئن التيار بعيده الثاني‬ ‫في ‪ 26‬ايار ‪ 2006‬من نقابة الصحافة في بيروت‪ ،‬كانت‬ ‫االنطالقة األولى لتيار التوحيد اللبناني لتشكل حدثاً‬ ‫سياسياً بامتياز‪ .‬فوالدة تيار معارض في اجلبل املعروف الوالء‬ ‫واملتميّز بأحادية ثابتة منذ عشرات السنني‪ ،‬عالمة فارقة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شكك الكثيرون على قدرة هذا التيار الناشئ على اختراق‬ ‫حدود بقيت عصية على احزاب عريقة‪ .‬لكن العديدين راهنوا‬ ‫على شخص رئيس التيار وقدرته على استقطاب اجلماهير‬ ‫الشبابية في طرح تغييري ال سيما ان والدة التيار أتت بعد‬ ‫حملة مسعورة من وسائل اإلعالم على الوزير وهاب عقب‬ ‫اغتيال رفيق احلريري ووقوفه بحزم ليتكلم ويجاهر مبعارضته‬ ‫ودفاعه عن اخلط الذي ميثل بشكل شبه انتحاري دون أن يأبه‬ ‫باخملاطر متسلحاً بصالبة املوقف وقوة املنطق‪.‬‬ ‫عامان مرا استطاع خاللهما التيار تشكيل رقم صعب‬

‫احلاجة خديجة سلوم‬

‫مسؤولة الهيئات النسائية في حزب اهلل‬

‫إن منهجية التفكير هي التي ترفع شعوبا ً وتضع‬ ‫أخرى‪ ،‬فإذا كان من سبب يجعل بعض األمم متقدمة‬ ‫وأخرى متخلفة فهو التفكير وهذا القول ليس‬ ‫مبالغ ًة‪..‬‬ ‫التفكير كما هو معروف هو تلك العملية الذهنية‬ ‫التي يتفاعل فيها اإلدراك احلسي أي شعور اإلنسان‬ ‫بالواقع واالنتباه اليه‪ ،‬مع اخلبرة وهي ما يكتسبه من‬ ‫معلومات عن الواقع ومعايشته له‪ ،‬الذكاء‪ ،‬حتليل‬ ‫حملصلة‬ ‫املعطيات احلسية وغيرها ألمر ما أو الوصول ّ‬ ‫ما‪ ،‬ويحصل التفكير بوجود الدوافع وبغياب املوانع‬ ‫وبحسب مسار هذه العملية الذهنية وبوفق املعطيات‬ ‫التي تنطلق منها قد نصل الى نتيجة إيجابية أو‬ ‫العكس‪ ،‬أو قد يفتح الباب أمام املزيد من التحليل‬ ‫بحسب صعوبة وتعقيد القضية موضع التفكير‪.‬‬ ‫أمام الواقع الذي تعيشه البالد منذ ما يزيد عن‬ ‫اخلمسة عشر شهرا ً يتبادر سؤال تلقائي ذو تشعبات‬ ‫الى األذهان‪ ،‬كيف يفكر اللبنانيون وفق ماذا‪ ،‬ومباذا؟!‬ ‫ولإلجابة نحتاج الى وضع األمور في سياقها‬

‫في املعارضة‪ ،‬فمسيرته اجلادة ومواقفه العلنية والواضحة‬ ‫وممارساته امليدانية دفعت اجلميع الى احترام خياراته الوطنية‬ ‫والسياسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫كيف ال‪ ،‬واسمه ارتبط مبعاني الصمود والعطاء‪ .‬فلم يتوا َن‬ ‫يوماً من الوقوف الى جانب املعارضة في نضالها من اجل قيام‬ ‫دولة عادلة قوية‪ ،‬ولم يتراجع قيد امنلة عن موقفه الثابت في‬ ‫التصدي ملشروع الشرق االوسط اجلديد‪ .‬فانصهرت كوادره‬ ‫وعناصره مع باقي أحزاب املعارضة في اخلط العروبي‪ ،‬لتجمعهم‬ ‫خيم االعتصام في رياض الصلح وساحات التظاهر‪ ،‬فرأت‬ ‫املعارضة فيهم نفوساً تواقة للتحرر والنضال‪ ،‬ليراهنوا على ان‬ ‫توسع رقعة انتشار التيار فيه خير للوطن واملواطن‪.‬‬ ‫في الذكرى الثانية للتأسيس توجهت نساء املعارضة‬ ‫بالتهنئة لتيار التوحيد اللبناني عبر برقيات هنا نصها‪...‬‬

‫الزمني الصحيح بدءا ً من تاريخ كان وسيبقى له في‬ ‫وجدان األمة العربية‪ ،‬وليس في وجدان لبنان فحسب‬ ‫أثراّ شامخ ّا ال متحوه السنون‪ ،‬عنيت به الثاني‬ ‫عشر من متوز ‪ 2006‬يوم وقف لبنان على مفترق‬ ‫طرق إما اختيار املقاومة كمعبر لنيل االستقالل‬ ‫والسيادة الكاملة واستراتيجية للدفاع عن لبنان‬ ‫بأيدي أبنائه األحرارأو التسليم بلبنان كجسرعبور‬ ‫للشرق األوسط اجلديد وترسيخ الهيمنة الدولية‬ ‫والصهيونية على وطننا وحقوقنا‪.‬‬ ‫كان اخليار طبعا ً ملصلحة املقاومة وهذا ما لم‬ ‫يعجب البعض ممن اعتبروا أن مهمة املقاومة قد‬ ‫انتهت عند إجناز التحرير في أيار‪ 2000‬وأن الظروف‬ ‫املستجدة ستسمح لهم بوضعها أمام املساءلة‬ ‫والتضييق متهيدا ً لإلنهاء‪ ،‬غاضني النظر عن‬ ‫استمرارية االحتالل جلزء من االرض وبقاء االسرى‬ ‫واملعتقلني في السجون االسرائيلية واألكثر من‬ ‫ذلك كله استمرارية التهديد االسرائيلي للبنان‪،‬‬ ‫بسبب األطماع الصهيونية وجتارب مريرة عايشناها‬ ‫الستخدام القوة املفرطة ضد لبنان‪ ،‬هذا يدلنا على‬ ‫جواب وفق ماذا فكروا‪.‬‬ ‫أما في ماذا فكروا فاجلواب انهم رأوا عند الدول‬ ‫الكبرى املهيمنة قرارا ً حاسما ً وقدرة متوفرة لفرض‬ ‫ما يريدون من إضعاف لبنان ومترير مشروعهم‬ ‫الشرق أوسطي في إطار الضمانات الدولية الهشة‪،‬‬ ‫واحملصلة القرار بالتواطؤ على مشروع املقاومة‪.‬‬ ‫في املقلب اآلخر كان التفكير وفق مراجعة لتاريخ‬ ‫هذا العدو الذي لن جند فيه سوى اجملازر واالعتداءات‬ ‫واجلرائم واالحتالالت وأن “اسرائيل” كيان عدواني‬ ‫توسعي استيطاني يريد لبنان متكأ ً لتوطني عدد‬ ‫كبير من الفلسطينيني‪ ،‬فضالً عن تلبية احتياجاته‬ ‫من موارد مائية وغير ذلك‪.‬‬ ‫فكان جواب في ماذا نفكر حتميا ً بأن املواجهة‬ ‫حاصلة دون احلاجة ملبررات املواجهة‪ ،‬ألن “اسرائيل”‬ ‫قادرة على اختراع املبرر حتقيقا ً ألهدافها وكان‬ ‫التوقيت لبدء املواجهة ‪ 12‬متوز ‪2006‬م ليس بسبب‬ ‫أسر اجلنديني بل تلبية للمطلب االميركي في اعادة‬

‫صياغة خارطة املنطقة من جديد‪.‬‬ ‫واحملصلة اعتماد خيار املقاومة الذي لقي تبنيا ً‬ ‫شعبيا ً واسعا ً وهو اخليار ألي شعب يبتغي احلصول‬ ‫على قراره احلر املستقل على أرضه‪ ،‬شعب يفهم‬ ‫معنى احلياة العزيزة وال يقبلها ذليلة مقتديا ً بقول‬ ‫أمير املؤمنني علي (ع) ‪“ :‬فاملوت في حياتكم مقهورين‬ ‫واحلياة في موتكم قاهرين “‪.‬‬ ‫وترخص في سبيل خياره هذا البيوت واألموال‬ ‫واألرواح‪ ،‬فكان النصر خليار املقاومة بكل ما حملت‬ ‫هذه املفردة من قوة معنوية جت ّلت بالشجاعة‬ ‫والصبر والثقة بالنصر اآلتي ال محالة‪.‬‬ ‫اليوم ونحن ال تفصلنا عن الذكرى الثانية لهذا‬ ‫النصر االلهي الكبير سوى بضعة اسابيع ومع‬ ‫حساسية الوضع الداخلي واالقليمي وعلى وقع‬ ‫طبول حرب يلوح بها بني احلني واآلخر نحتاج الى‬ ‫القيام بعملية عصف فكري جماعية يكون الهدف‬ ‫منها مصلحة لبنان مشروع اجلميع ال مشروع‬ ‫اجلماعة‪ ،‬بعيدا ً عن املصالح الشخصية واآلنية‬ ‫املبنية على مساومات واهية وكاذبة لتكون اخلالصة‬ ‫خيار البقاء مع وحدة لبنان والتماسك بني احلكم‪،‬‬ ‫الشعب‪ ،‬املقاومة واجليش‪ ،‬وانتصار إرادة الشعب‬ ‫احلر اآلبي على القرارات الدولية التي شهروها في‬ ‫وجهه إلخافته وليدرك أن املقاومة وحدها هي‬ ‫سبيل التحرير‪ ،‬سبيل اخلالص احلقيقي‪ .‬هذا ما‬ ‫نراهن على حتقيقه بتكاتف اخمللصني من ابناء هذا‬ ‫الوطن العزيز وتياراته وأحزابه الوطنية الصادقة‬ ‫ومنها تيار التوحيد اللبناني الذي اختار ومبشيئته‬ ‫تاريخ تأسيسه شهر أيار تفاؤال ً مبا لهذا الشهر من‬ ‫رمزية الشروق الذي طال انتظاره ولهذا العام ‪2006‬م‬ ‫من كونه تاريخ بدء زمن االنتصار االلهي الذي لن‬ ‫تعترضه هزائم بعد اآلن‪.‬‬ ‫الى تيار التوحيد اللبناني رئيسا ً واعضاء‬ ‫وجلمهوره املتنامي يوما ً بعد يوم وفي الذكرى الثانية‬ ‫لتأسيسه‪ ،‬متنياتنا بالتوفيق وبأن حتمل االيام القادمة‬ ‫ما فيه خالص وطننا ووحدته وحتريره وبقاءه صامدا ً‬ ‫أمام االعاصير‪ ،‬ان شاء اهلل ‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪25‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫جمعية شؤون املرأة اللبنانية‬ ‫حركة امل‬

‫نينا سليم‬ ‫مسؤولة الهيئة النسائية‬ ‫في التيار الوطني احلر‬

‫أيعقل ان نقبل بعد اليوم بقادة والءهم‬ ‫للخارج‪ ،‬لم يتململوا ابدا ً الوطنية ولم يتربوا‬ ‫على املواطنية؟‬ ‫ال ألف ال! انتهى زمن الغباء السياسي‬ ‫واالستزالم‪ ،‬الشعب اللبناني مثقف ومتعلمن‬ ‫يتقن القراءة‪ ،‬حفظ تاريخه ولن يستسلم‬ ‫لفاعلي الشر‪.‬‬ ‫كفى يا سادة اجتارا ً بنا ومبمتلكاتنا‪ ،‬لشعبكم‬ ‫حقوق عليكمن وإن لم تفوا‪ ،‬محاكمتكم واجب‬ ‫علينا‪.‬‬ ‫تعدت احلدود اجلغرافية‬ ‫مطالبكم يا سادة‬ ‫ّ‬ ‫للبنان‪.‬‬ ‫تعدت مصالح الطبقة العاملة واملتعلمة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتعدت حقوق الطوائف وحقوق االنسان في‬ ‫كما‬ ‫ّ‬ ‫الوطن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اذكركم يا سادة بان اميركا واسرائيل لم ترد‬ ‫يوما ً مصلحة لبنان واللبنانيني‪ .‬هم من اشعل‬ ‫وهجر وسفك دم اطفالنا‬ ‫حرب ‪ .1975‬هم من قتل ّ‬ ‫وشبابنا ورؤسائنا‪.‬‬ ‫صرخة نواب نطلقها يا حضرة النواب املوالني‪:‬‬ ‫وجع نابع من الذل‪ ،‬واالهانة والعبث والفقر الذي‬ ‫حكتوموه حولنا‪...‬‬ ‫وجعنا حتول الى قرف واشمئزاز‪ ،‬الى امل وعز‬ ‫وعنفوان‪.‬‬ ‫بانتمائنا الى املعارضة وزعمائها نقول لكم ان‬ ‫آت ال محالة ولن يكون لكم مكان عندها‪.‬‬ ‫النصر ٍ‬ ‫نحن ابناء املعارضة اوفياء لشهداؤنا وألرضنا‬ ‫وامهاتنا الثكالى‪ ،‬لن نستسلم ابدا ً خملططاتكم‪.‬‬ ‫سنقاوم حتى الرمق االخير مؤمنني باهلل تعالى‪،‬‬ ‫متسلحني بالرجاء ومبصداقية املسؤوبني عنا‪.‬‬ ‫لبنان لنا ولن يكون لغيرنا‪.‬‬

‫خياراته الوطنية السياسية واالجتماعية على‬ ‫الصعيد السياسي واالجتماعي‪ ،‬كان صرخة‬ ‫مبواجهة االقطاع العائلي والرأسمالني ودعوة الى‬ ‫التحرر من كابوس هذا االقطاع املتوارث واخلروج‬ ‫من دائرة الوالء الغرائزي الطائفي واملذهبي الذي‬ ‫جعل املواطنني اكياس رمل تتلقى كل الضربات‬ ‫والويالت حلماية مصالح زعامات وقيادات ال تقيم‬ ‫للمصالح العامة وزناً‪.‬‬ ‫وعلى الصعيد الوطني فقد حسم تيار التوحيد‬ ‫اللبناني خياره املتمثل بوحدة لبنان والتأكيد‬ ‫على هويته وارتباطه مبحيطه القومي والعربي‪،‬‬ ‫واخراجه من دائرة التجاذب واالستتباع للمشروع‬ ‫االميركي – االسرائيلي‪ ،‬الذي يعمل على سلخه‬ ‫عن محيطه وقضاياه املصيرية وخاصة الصراع‬ ‫مع العدو االسرائيلي‪.‬‬ ‫لذا لم يكن مستغربا ً ان يكون تيار التوحيد‬ ‫اللبناني ركنا ً من اركان املعارضة الوطنية التي‬ ‫تناضل من اجل قيام الدولة القادرة والعادلة‬ ‫والتي حتقق السيادة واالستقالل احلقيقني على‬ ‫قاعدة الدميقراطية والشراكة الشعبية وتعزيز‬ ‫مفهوم املواطنية‪.‬‬ ‫ومن الطبيعي ان يكون تيار التوحيد اللبناني‬ ‫في موقع التحالف مع املقاومة والدفاع عنها‪،‬‬ ‫ونشر ثقافة املقاومة وتعزيز دورها خاصة في‬ ‫متحدات اجلبل الذي تعمل بعض القوى على‬ ‫تشويه صورته والتنكر لتاريخه الوطني املقاوم‬ ‫العريق‪.‬‬ ‫في الذكرى الثانية لقيام تيار التوحيد اللبناني‬ ‫نؤكد على اهمية الدور الوطني الذي يقوم به‪.‬‬ ‫ونبارك توسع رقعة انتشاره في اوساط التواقني‬ ‫الى التحرر والنضال‪.‬‬

‫سهيلة ذبيان ابي غامن‬ ‫احلزب السوري القومي االجتماعي‬

‫ميرنا زخريا‬ ‫مسؤولة الهيئة النسائية‬ ‫في تيار املردة‬

‫أيعقل ان يعي الشعب مسؤولياته قبل‬ ‫مسؤوليه؟‬ ‫أيعقل ان نعيش في دولة حكامها تنقصهم‬ ‫احلكمة؟‬

‫قد تكون السنتان اللتان مضتا على تأسيس‬ ‫تيار التوحيد اللبناني غير كافيتني لتقييم جتربته‬ ‫ودوره‪.‬‬ ‫لكن مسيرته اجلادة‪ ،‬ومواقفه املعلنة‬ ‫والواضحة وممارسته امليدانية‪ ،‬تدفعنا الى احترام‬

‫جانب السادة في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫احملترمني‬ ‫حتية واحتراما ً‬ ‫مبناسبة الذكرى السنوية لتاسيس تيار‬ ‫الكلمة احلرة واملوقف اجلريء نوجه حتية عابقة‬ ‫بأريج البيلسان من شتلة التبغ املقاومة من ارض‬ ‫عاملة ارض الشهداء محمد سعد وخليل جرادي‬ ‫وآالف الشهداء ‪ ..‬ارض امام الوطن واملقاومة‬ ‫سماحة السيد موسى الصدر (أعاده اهلل)‪.‬‬ ‫كما نتقدم بأسمى آيات التهاني من رئيس التيار‬ ‫آملني ان يبقى دائما ً صوت احلق في وجه الظلم‪.‬‬ ‫وكل عام وانتم بخير‬

‫‪26‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫سنة ثانية مضت‪ ،‬ومطلب توحيد الوطن لم‬ ‫يتحقق‪.‬‬ ‫قبل شهر من موعد تسلم فخامة الفراغ‬ ‫قصر بعبدا‪ ،‬قال رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬


‫السابق وئام وهاب عقب زيارة قام بها لرئيس تيار‬ ‫املردة النائب والوزير السابق سليمان فرجنية في‬ ‫بنشعي‪ “ :‬فخامة الفراغ حظه اكبر بالوصول الى‬ ‫سدة الرئاسة من فخامة التوافق‪.‬‬ ‫وصحة نظرة الوزير وهاب وخرج الرئيس العماد‬ ‫ّ‬ ‫اميل حلود من القصر اجلمهوري من دون مراسيم‬ ‫التسلم والتسليم‪.‬‬ ‫وئام وهاب الذي لم يرث زعامة وال قصراً‪ ،‬حزبا ً‬ ‫ولقباً‪ ،‬اصبح منذ عام ‪ 2005‬الى اليوم رقما ً صعبا ً‬ ‫في احلياة الدرزية والوطنية والعروبية‪.‬‬ ‫حالف وخاصم‪ ،‬هاجم واثنى‪ ،‬أسس لتيار‬ ‫فأطلق وانطلق‪.‬‬ ‫ص ّوب فأصاب – فأضاف مقرا ً سياسيا ً جديدا ً‬ ‫الى اللعبة السياسية‪ ،‬فأصبحت “اجلاهلية”‬ ‫مقصدا ً ملوفدين وسفراء مثلها مثل جميع‬ ‫مفرات الزعماء السياسيني‪.‬‬ ‫في سنتني ارتفعت اعداد الذين انتسبوا الى تيار‬ ‫التوحيد‪ ،‬وارتفع عدد اخلصوم! ولذلك داللة واحدة‬ ‫وحيدة‪ :‬التيار الى انتشار والصحافي السابق وئام‬ ‫وهاب حديث الصحف املوالية واملعارضة‬ ‫وئام وهاب ليس عضوا ً في اللقاء الوطني لكن‬ ‫مالئكته حاضرة‪ ،‬ليس نائبا ً في االصالح والتغيير‬ ‫لكن زياراته الى الرابية لها وقعها‪ ،‬وزياراته الى‬ ‫بنشعي املُعلنة اقل من لتي ال تُعلن وال تُعلم‪.‬‬ ‫أما تصريحاته التي اطلقها من دارة الرئيس‬ ‫تيار املردة والتي اختلط فيها النقد الالذع‬ ‫بالعناوين السياسية العريضة‪ ،‬فقد كانت مادة‬ ‫دسمة لتحليالت الصحفيني واحملللني حول حت ّرك‬ ‫املعارضة املرتقب‪.‬‬ ‫يبقى ان اقول ان نشرة االخبار من دون تصريح‬ ‫لوئام وهاب‪ ،‬أصبحت مثل الصحيفة اليومية من‬ ‫دون كاريكاتور‪.‬‬ ‫فهنيئا ً لكم ذكرى تأسيس التيار واملؤسس‬

‫لتأسيس تيار التوحيد ان نتقدم بأخلص التحيات‬ ‫النضالية جلميع االخوة واالخوات املناضلني‬ ‫واملناضالت في التيار وعلى رأسهم األخ وئام وهاب‪،‬‬ ‫واسمحوا لنا ان نعبر لكم عن فخرنا واعتزازنا‬ ‫بهذا التيار الوطني املقاوم الذي اثبت التزامه‬ ‫الكبير واخالصه للقضايا الوطنية والقومية‪،‬‬ ‫والذي ع ّبر ويع ّبر كل يوم وعلى لسان رئيسه‬ ‫االخ وئام وهاب على صدق االنتماء القومي لبني‬ ‫معروف‪ ،‬املتمسكني بالثوابت الوطنية والقومية‬ ‫واحملافظني على تاريخ بني معروف االصيل في‬ ‫مقاومة الظلم واالستعمار‪.‬‬ ‫ايها االخوة واالخوات‪ ،‬ان الكلمة الصادقة التي‬ ‫تخرج من القلب تدخل الى القلب فوراً‪ ،‬وهذا‬ ‫ما ينطبق على االخ وئام الذي استطاع بصدقه‬ ‫وعفويته وشجاعته ان يدخل فورا ً الى قلوب‬ ‫وعقول كل الشرفاء في هذا الوطن‪ .‬فله ولكم‬ ‫الف حتية محبة وتقدير‪.‬‬ ‫ايها االخوة واالخوات اسمحوا لنا ان ننقل لكم‬ ‫حتيات اخواتكم في الهيئة النسائية الشعبية‪،‬‬ ‫ونعاهدكم ان نبقى سويا ً نعمل يدا ً بيد من اجل‬ ‫كرامة وعزة وتقدم وطننا وامتنا العربية‪ ،‬وان‬ ‫نحافظ على جذوة املقاومة حية في نفوسنا وفي‬ ‫نفوس ابنائنا‪.‬‬ ‫وفقكم اهلل والسالم عليكم‪.‬‬

‫بدر تابت‬ ‫منسقة الشؤون النسائية في‬ ‫حركة النضال اللبناني العربي‬

‫اميان اسامة سعد‬ ‫رئيسة الهيئة النسائية في‬ ‫التنظيم الشعبي الناصري‬

‫األخوة واالخوات في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫احملترمني‬ ‫حتية طيبة وبعد ‪..‬‬ ‫يطيب لنا وملناسبة الذكرى السنوية الثانية‬

‫ان نساء وشابات حركة النضال اللبناني العربي‬ ‫‪ ،‬اذ يحيون ذكرى تاسيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫الثانية‪ ،‬فهن يشعرن بانهن في نفس الوقف‬ ‫واملوقع واخلط السياسي والنضالي مع املناضالت‬ ‫في تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬حيث جمعتهن ساحات‬ ‫التظاهر واالعتصام واالحتجاج‪ ،‬للمطالبة‬ ‫باحلقوق املشروعة في املشاركة في احلكم‬ ‫وحماية املقاومة والدفاع عن لبنان بوجه العدو‬ ‫االسرائيلي ومواجهة االحتكار وسياسة التجويع‬

‫واالفقار للشعب اللبناني‪.‬‬ ‫اننا نثمن مواقف التيار ورئيسه الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬ونتمنى ان يأتي العام الثالث بعد‬ ‫التأسيس وقد حتققت اهدافكم التي هي‬ ‫اهدافنا‪.‬‬

‫بسمة طرابلسي‬ ‫مسؤولة القطاع النسائي‬ ‫في املؤمتر الشعبي اللبناني‬

‫شكلت انطالقة تيار التوحيد اللبناني ظاهرة‬ ‫اكدت حقيقة ان شعبنا اللبناني مبختلف‬ ‫طوائفه ومناطقه يرفض املشروع الصهيوني‬ ‫االميركي املسمى بالشرق االوسط اجلديد‪،‬‬ ‫ومصمم على مواجهة جتليات هذا املشروع على‬ ‫الساحة اللبنانية القاضية بإخضاع لبنان لوصاية‬ ‫اميركية صهيونية‪ ،‬حتت ستار الفيدرالية وضرب‬ ‫هويته العربية املستقلة متهيدا ً لفرض صلح‬ ‫منفرد بينه وبني الكيان الصهيوني الغاصب‪.‬‬ ‫ان انخراط اطراف سياسية من مختلف‬ ‫الطوائف واملذاهب واملناطق في هذا املشروع‬ ‫االميركي الصهيوني ومحاولتها تنصيب نفسها‬ ‫ممثالً شرعيا ً وحيدا ًَ عن طوائف ومذاهب ومناطق‬ ‫لبنان‪ ،‬تصدت لها قوى حية ذات بعد شعبي‬ ‫كشفت زيف ادعاءات هذه األطراف بتمثيل شعب‬ ‫لبنان الذي أظهر في كل املناسبات حرصه على‬ ‫ثوابته الوطنية التي كرسها دستور الطائف وفي‬ ‫مقدمتها وحدة لبنان وعروبته واستقالله عن‬ ‫القوى األجنبية‪.‬‬ ‫في هذا االطار يبرز الدور الذي يلعبه تيار‬ ‫التوحيد اللبناني في ابراز الوجه احلقيقي ألبناء‬ ‫لبنان من طائفة املوحدين‪ ،‬والذي يحظى بتقدير‬ ‫كل الوطنيني‪.‬‬ ‫إنني باسم القطاع النسائي في املؤمتر‬ ‫الشعبي اللبناني‪ ،‬أتوجه لتيار التوحيد اللبناني‬ ‫بالتهنئة بذكرى انطالقته‪ ،‬ارجو له التوفيق في‬ ‫ان يكون قوة دعم للنضال الوطني الهادف الى‬ ‫حترير لبنان من كل وصاية أجنبية وتكريس وحدته‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪27‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫مبكانها التاريخي والطبيعي‪.‬‬ ‫مبناسبة الذكرى الثانية لتاسيس التيار‬ ‫نهنئكم قيادة وأعضاء ومناصرين ونتمنى لكم‬ ‫املثابرة في النضال وكل التقدم‪.‬‬

‫وعروبته واستعادة سيادته في اطار دولة عادلة‬ ‫لكل ابنائه‪.‬‬

‫سوزان مصطفى‬ ‫رئيسة املكتب النسائي في‬ ‫بيروت للحزب العربي الدميقراطي‬

‫حيث ال بد ان نشيد بدور تيار التوحيد اللبناني‬ ‫ونشاطه البارز على الساحة اللبنانية‪ ،‬بالرغم‬ ‫من املدة القصيرة لوالدته اذ انه اثبت بشكل‬ ‫سريع عن دوره الوطني الذي يؤمن به‪ .‬ونهنئ‬ ‫ايضا ً التيار برئيسه معالي الوزير وئام وهاب‬ ‫بالرجل بالشجاع وصاحب الكلمة احلقة على‬ ‫كل املنابر‪ ،‬حيث اثبت معالي الوزير بشخصيته‬ ‫الفذة مدة وطنيته وشهامته بقيادة تيار‬ ‫التوحيد وبدعمه للمقاومة اللبنانية وبانتمائه‬ ‫الوطني للبنان فعالً وليس قوالً‪.‬‬ ‫حيث إننا نهنئ وبخاصة أمانة شؤون املرأة في‬ ‫تيار التوحيد بهذه الذكرى اذ نعتبر ان املرأة في‬ ‫هذا التيار تشكل بريقا ً المعا ً في كافة األنشطة‬ ‫من خالل املثابرة الدائمة في العمل واملشاركة في‬ ‫جميع األنشطة على مساحة األراضي اللبنانية‪.‬‬ ‫ونختم باملباركة والتهنئة من جديد والتمني‬ ‫بدوام التوفيق لتياركم نحو األفضل‪.‬‬

‫منى شكر‬ ‫حزب البعث العربي االشتراكي‬

‫ذاك التيار الذي ما ان ذكرته‪ ،‬حتى تتبادر الى‬ ‫الذهن مباشرة صورة اولئك الشباب والصبايا‬ ‫اجلاهزين خلدمة الناس ومتابعة قضاياهم‬ ‫ومشاكلهم‪..‬‬ ‫ذاك التيار الذي عقد العزمية افراده وصمموا‬ ‫بإرادة صلبة على إثبات ان اهل اجلبل هم مقاومون‪،‬‬ ‫ومن ّ‬ ‫شذ عن هذه الطريق فهو منبوذ‪..‬‬ ‫ذاك التيار الذي اثبت ان اجلبل لن يكون مرتهنا ً‬ ‫في يوم من األيام لز ّبالي نيويورك‪..‬‬ ‫التيار ورئيسه آمن بقضايا شعبه‪ ..‬فقول احلق‬ ‫بأسلوب واضح وصريح جعله قريبا ً ومح ّببا ً لدى‬ ‫الناس‪..‬‬ ‫التيار ورئيس ع ّلم الناس أن التزام خيار املقاومة‬ ‫يلم شمل العائلة‪ ..‬وليس محصورا ً بالرجل دون‬ ‫ّ‬ ‫زوجته وأوالده ‪..‬‬ ‫تتوسع وتنمو ملا فيه‬ ‫سنتان م ّرتا وكوادر التيار‬ ‫ّ‬ ‫خير الوطن واملواطن‪...‬‬ ‫فكل عام وأنتم بخير‬

‫الدكتورة مهى القرق‬ ‫حزب التحرر العربي‬

‫عناية املغربي‬ ‫مسؤولة الهيئة النسائية في‬ ‫حزب االحتاد السيدة عناية املغربي‬ ‫تطل علينا الذكرى السنوية لتأسيس تيار‬ ‫التوحيد اللبناني‪...‬‬ ‫ذاك التيار الذي ما ان ذكرته‪ ،‬حتى تتبادر الى‬ ‫الذهن مباشرة معاني العطاء والصمود التي‬ ‫كانت في حرب متوز‪ ،‬في يوم ع ّز فيه الصديق‬ ‫واحلليف‪..‬‬

‫‪28‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اكثر من مؤشر يدل على ان تيار التوحيد‬ ‫اللبناني لم يعد حزبا ً طارئا ً او جديدا ً على الساحة‬ ‫اللبنانية وإمنا قد متوضع بشكل يؤثر على املنظر‬ ‫العام للسياسة اللبنانية ومبسؤولية كبيرة‪،‬‬ ‫خاصة اجتاه الطائفة الدرزية الكرمية لتثبيتها‬

‫في وطن متألة العصبيات والفنت يتباهى اكثر‬ ‫ابنائه بقبليتهم وقلة وعيهم وجهلهم‪...‬‬ ‫في وطننا الذي احببناه رغم كل التجاوزات‬ ‫وال غنى لنا عنه‪ ...‬بلدنا الذي يتمنى كل ابناء‬ ‫املنطقة احمليطة بنا ان يكون له بجماله ‪...‬‬ ‫لتنوعه – وملوقفه ‪ ..‬وللحريات املفقودة عندهم‬ ‫وضائعة فيه وكذلك الدول البعيدة التي متنى ان‬ ‫يكون هواها مستقر فيه‪.‬‬ ‫ونحن به مستهزؤون وجلميله ناكرون‪ ،‬وفي‬ ‫خضم هذه الهيمنة التي يتكون منها هذا‬ ‫احلبيب الفريد الفسيفسائي نحن كنا بحاجة‬ ‫ملن يجمع شملنا ووئامنا لنكون يدا ً واحدةوقلبا ً‬ ‫واحدا ً وكلمة واحدة عليا ضد كل االطماع‬ ‫اخلارجية ولنستطيع االنتصار على احملن الداخلية‬ ‫واعدائها‪ ..‬من رحم هذه املعاناة وهذه االمنيات‬ ‫والدعوات برز لنا الوئام‪ ،‬من وئام وهب لنا كل‬ ‫الوهاب بال جدال وال منازعة‪..‬‬ ‫احلكمة واحملبة ‪ ..‬هو ّ‬ ‫وهب لنا الوعي للمصير الذي ينظر خلف االبواب‪،‬‬ ‫اذا بقينا متفرقني ومتخالفني‪..‬‬ ‫فكان تيار التوحيد اللبناني خشبة اخلالص‬ ‫من كل الفنت والقادر على مواجهة كل االعاصير‬ ‫التي تأخذ بالوطن الى الالمكان ‪ ..‬والى الالعودة ‪..‬‬ ‫والذي حيث يرجع التاريخ الى الوراء آالف االعوام‬ ‫والسنني‪..‬‬ ‫تيار التوحيد اللبناني الذي حارب التطرف املؤدي‬ ‫باجلميع للهالك وبئس املصير ‪..‬‬ ‫وسدد خطاكم ‪ ..‬ونصؤنا جميعا ً‬ ‫وفقكم اهلل‬ ‫ّ‬ ‫على عدونا االسرائيلي وعلى من يسانده في‬ ‫الداخل واخلارج ‪..‬‬


‫هيئة دعم املقاومة االسالمية‬

‫السادة احملترمني في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫ان تيار التوحيد اللبناني الذي ارتضى خط‬ ‫املقاومة واملمانعة‪ ،‬لعب دورا ً بارزا ً في احلياة‬ ‫السياسية اللبنانية‪ ،‬وشكل منوذجا ً فاعالً وحيوياً‪،‬‬ ‫أعاد التوازن الى البعد العربي‪ ،‬واخليارات احلقيقية‬ ‫التي يتطلع اليها االحرار في مجتمعنا‪.‬‬ ‫فكما هزمنا العدو االسرائيلي معا ً واحبطنا‬ ‫مخططات االدارة االميركية معاً‪ ،‬فإننا سنبني‬ ‫الغد االفضل لوطننا كما نؤمن به معاً‪ .‬وكل عام‬ ‫وانتم بخير‪.‬‬

‫جتمع النهضة النسائية‬ ‫مسؤولة الشؤون االعالمية‬ ‫سمر حسان‬

‫حضرة السادة مجلة منبر التوحيد احملترمني‬ ‫حتية طيبة وبعد‪،‬‬ ‫احر التهاني لتيار التوحيد اللبناني عبر مجلة‬ ‫منبر التوحيد في الذكرى الثانية النطالقتكم‬ ‫داعني لكم بالتوفيق على ما كان لكم خالل‬ ‫سنتني منصرمتني من عطاءات ومصلحة افراد‬ ‫هذا اجملتمع املناضل‪ .‬ولتدك عطاءاتكم وتتزايد‬ ‫سنة بعد سنة‪ .‬نحن في جتمع النهضة النسائية‬

‫الذي تأسس في عام ‪ 1979‬نظرنا في مجتمعنا‬ ‫ووجدنا حاجة ملحة لقيام جتمع نهضوي نسائي‪.‬‬ ‫امنا ملسنا واضحا ً حاجة مجتمعنا الذي يتخبط‬ ‫في بؤر التعصب العائلي والتعنت الطائفي‬ ‫والتشدد والقوقعة فأرتأينا نهضة نسائية تقوم‬ ‫مبجتمعنا‪ ،‬تنهض بنسائنا فتنهض باالجيال‬ ‫والفتيات واالمهات ألم نقرأ‪:‬‬ ‫ثقف رجالً فتنشئ مواطنا صاحلاً‪ ،‬وثقف امرأة‬ ‫فتنشئ مواطنني صاحلني وتنشأ جيالً صاحلاً‪.‬‬ ‫بناء عليه كانت لقاءانا مع السيدات في تيار‬ ‫التوحيد اللبناني في خيم الشرف التي نصبناها‬ ‫في ساحة رياض الصلح ولقاءاتنا املكثفة ما‬ ‫هي اال لفتح باب احلوار والنقد البناء‪ .‬فاحلوار بني‬ ‫شخصني يتشاركان في الرأي ليس بالضرورة‬ ‫حوارا ً منطقيا ً بل قد يكون حوارا ً منفردا ً امام‬ ‫املرآة‪ .‬الثقافة مجموعة افكار يستمتع بها‬ ‫كل شخص‪ ،‬اضافة الى مشاعره وما يختار ان‬ ‫يفكر او يقدم به‪ .‬وبسبب تأثير احمليط املتقلب‪،‬‬ ‫أصبح كل فرد عنصرا ً ناشطا ً في ثقافة ينتمي‬ ‫اليها فأصبح انسانا ً متعدد الثقافات يدمج في‬ ‫مجتمع عاملي متنوع يكتسب منه ثقافات اخرى‪.‬‬ ‫ومع عوملة وسائل التواصل ال ميكن اليوم ألي‬ ‫شخصا يتجاهل الثقافات االخرى بل الثقافات‬ ‫تغني واحدتها االخرى وبذلك تتوسع اخليارات‬ ‫الشخصية يوما ً بعد يوم‪ ،‬ال ننسى ان اكثر من‬ ‫‪ 7000‬لغة حكى في ‪ 92‬بلدا ً ما يعكس تنوع‬ ‫الثقافات في العالم وفي كل بلد‪ ،‬ونحن في لبنان‬ ‫وحده نرى الناس يستخدمون ما يزيد عن اربع‬ ‫لغات‪ .‬أترانا نحسن اختيار اجليد؟‬ ‫علينا احلذر من هذا التمازج الثقافي فالتأثر‬ ‫بثقافة اآلخر ال يعني تشوه الثقافة الذاتية‪.‬‬ ‫كذلك علينا وعي ان التمازج الثقافي ينتج عن‬ ‫تشتت الشعوب ودفقات الهجرة وعوملة املعلومات‬ ‫وحرية التبادل‪ .‬من هنا اهمية احلوار بني الثقافات‪.‬‬ ‫وشروط احلوار االستماع الى اآلخر واحترام رأي‬ ‫اآلخر والفضول للتعرف باآلخر وامتالك حس نقدي‬ ‫بناء – مثال واضح ملا نتمتع به نحن وتيارالتوحيد‬ ‫اللبناني الذي نفتخر بعالقتنا مع فعالياته‬ ‫املثقفة‪ ،‬املدرك لواجباته‪ ،‬الواعية لقضايا‬ ‫مجتمعنا‪ ،‬حريصون على متابعة املسيرة قدما ً‬ ‫الى الدميقراطية احلقيقية في لبنان البعيدة عن‬ ‫نهج السيطرة واالقطاع والتحكم السلطوي‪.‬‬ ‫معا ً يدا ً بيد نبني لبنانا ً شريفاً‪.‬‬

‫الدكتورة زينب حيدر‬ ‫نساء من اجل القدس‬ ‫في الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني‪ ،‬تتوجه جمعية “نساء من اجل القدس”‬ ‫بأحر التهاني لهذا التيار الوطني والعروبي‪.‬‬ ‫وكذلك تتوجه الى رئيس التيار الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب بالشكر على كافة املواقف الداعمة‬ ‫للقضايا الوطنية والعربية والتي يعبر عنها على‬ ‫كافة املنابر بشجاعة ال مثيل لها‪.‬‬

‫وتتمنى كل التوفيق لهذا التيار‪ ،‬اذ ترى في‬ ‫توسعه نصر للقضايا العربية وخير لكل لبنان ال‬ ‫سيما في هذا الوقت الذي حتاول فيه االمبريالية‬ ‫االميركية الهيمنة على لبنان‪.‬‬ ‫كل عام وانتم بخير‬

‫نايفة عواضة زيباره‬ ‫مسؤولة العالقات االجتماعية‬ ‫جمعية نور للرعاية الصحية‬ ‫واالجتماعية‬

‫إن تأسيس تيار التوحيد اللبناني برئاسة‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬م ّثل حالة وطنية‬ ‫وحدودية وحدثا ً سياسياً‪ .‬فقد اضاف في لبنان‬ ‫بعدا ً جديداً‪ ،‬ولونا ً خاصا ً ساهم في تعميم‬ ‫ثقافة الوعي اجلامع على طريق بناء الدولة‪،‬‬ ‫وتطوير النظام السياسي‪ ،‬وتقدم اجملتمع وحترره‬ ‫من قيود التبعية والتعصب‪.‬‬ ‫واذ اتقدم منكم بالتهاني احلارة‪ ،‬وأحيي الدور‬ ‫الذي تقومون به‪ ،‬وأؤكد على العالقة الثنائية‬ ‫التي جمعتنا في هذه املرحلة الصعبة‪ ،‬وانني‬ ‫على ثقة بأن تعاوننا يشكل قاعدة صلبة‬ ‫ستقودنا الى حتقيق االهداف املشتركة التي‬ ‫نعمل لها‪ .‬والى انتصار خط املقاومة‪ ،‬واملمانعة‬ ‫والتوحيد الذي ميثل خيارا ً مصيريا ً لنا في‬ ‫نضالنا‪ ،‬واكفاحنا‪.‬‬

‫اعداد‪ :‬وعد ابو ذياب‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪29‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬

‫«منبر التوحيد»‬ ‫تحيي الذكرى الثانية للتأسيس‬ ‫خطة التأسيس نهج عطاء وبناء‬

‫املشروع التأسيسي واإلصالحي الذي قدمه تيار التوحيد‬ ‫اللبناني ويعمل له ميضي برؤيته الشاملة ولبنان ينهض ويصنع‬ ‫األحرار مستقبله اجلديد‪.‬‬ ‫فنحن ننتمي الى املدرسة الثورية الراسخة بجذورها واملتألقة‬ ‫واملؤمنة مبستقبل الوطن وعزته‪.‬‬ ‫الوقائع تتحدث عن ذاتها‪ ،‬ومشروعنا يتقدم وفي طريقه الى‬ ‫االنتصار‪ ،‬وعملية التغيير املنشودة واملتالئمة مع حاجات اجملتمع‬ ‫والدول العصرية وصوالً للعدالة االجتماعية هي غاية اساسية‪.‬‬ ‫ونحن كطليعة نتحمل املسؤولية‪ ،‬انطالقاً من واقعنا وبرؤية‬ ‫ثورية ترصد الظاهرة االجتماعية وتقوم بتنميتها وفقاً للمعتقدات‬ ‫القومية‪.‬‬ ‫أهدافنا واضحة‪ ،‬والتجارب تثبت كل يوم صوابية خيارنا‪ ،‬وليس‬ ‫هناك ما هو باطني في سلوكنا‪ ،‬ونرى كيف تتحول السلبية لدى‬ ‫اآلخرين لتصبح ضاغطة في حياة الفرد واجلماعة‪ ،‬وقطعنا عهدا ً‬ ‫بكنس أي عثرات تعترض طريقنا التي عزمنا على السير فيها‪.‬‬ ‫وتيار التوحيد الذي ننتمي اليه يدعو لتحقيق الدميقراطية من‬ ‫خالل املشاركة الشعبية على قاعدة املساواة بدالً من الدميقراطية‬ ‫التوافقية وبحيث تقود احلياة السياسية واالجتماعية في لبنان‬ ‫على أساس اإلرادة الشعبية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التغيير املطلوب هو أن يكون أبناء لبنان اخمللصون درعا وحماة‬ ‫للوطن والقيادة السياسية كما نراها تنبع من وعي الوطن وتتجسد‬ ‫في املؤسسات وتصمد أمام األعاصير والعواصف والفنت‪.‬‬ ‫من هنا منضي بال تردد ونحمي التغيير ونواصله‪ ،‬كما نحمي‬ ‫مستقبل لبنان‪ ،‬ونحن دعاة بناء نظام يعبر عن إرادة جميع‬ ‫اللبنانيني وهذا يستدعي التخلي عن املفاهيم الضيقة لبنية‬ ‫الوطن حتت مظلة املساواة في احلقوق والواجبات‪.‬‬

‫سليمان الصايغ‬ ‫نائب رئيس تيار التوحيد اللبناني ‪:‬‬

‫مبادئنا في صون حريتنا‬ ‫وعروبتنا واستقاللنا‬

‫تيار التوحيد رجال بصالبة جبالنا قالوا «ال»‬ ‫لطاغوت املال والسلطة فأوقفوا أمركة اجلبل‬ ‫ولبنان‬

‫‪30‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ومنضي بعزمية وإرادة ال تلينان لتحرير الوطن وإنسانه‪ ،‬ألنه‬ ‫أكبر من اجلميع‪ ،‬أكبر من األشخاص وخاصة اولئك الذين يعتبرون‬ ‫انفسهم نهايات مطلقة‪.‬‬ ‫والشباب املثقف واملتعلم‪ ،‬هم أمل املستقبل والطاقة‬ ‫األساسية احلاملة للتغيير‪ ،‬وهي الضمانة في صنع القرار الوطني‬ ‫الذي يعتبر لبنان جزءاً من العالم العربي وملتزم بالقضايا العربية‬ ‫واملصير املشترك‪.‬‬ ‫إن إعطاء املرأة دورها وعلى قاعدة املساواة‪ ،‬كونها عنصر قوة‬ ‫ودليل على التماسك لالجتماعي‪ ،‬فاملرأة هي نصف اجملتمع‪ ،‬ولذلك‬ ‫فاملكانة التي حتتلها املرأة هي مؤشر أساسي ملدى التقدم في‬ ‫مسيرة التغيير والعطاء‪.‬‬ ‫فالتنمية مبفهومها االجتماعي واالقتصادي والزراعي‬ ‫والصناعي‪ ..‬هي ضرورة أساسية لتحقيق االزدهار وتأمني حاجات‬ ‫اجملتمع‪ ،‬في إطار املشروع االجتماعي والتنظيمي فيكون لكل دوره‬ ‫في بناء الوطن وتنمية معايير الكفاءة واخلبرة ومكافحة الفساد‬ ‫يجميع أشكاله‪.‬‬ ‫الطريق صعبة وحتتاج للتضحيات‪ ،‬مشروعنا ميضي وموعدنا‬ ‫مع النصر‪.‬‬ ‫في الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد‪ ،‬نلقي الضوء على‬ ‫اإلجنازات التي حتققت‪ ،‬فهي جديرة باالهتمام‪ ،‬وعملية متنامية في‬ ‫مشروعنا‪ ،‬نتقدم بصالبة الثوار للوصول إلى أهدافنا‪.‬‬ ‫فاستكتبت “منبر التوحيد”‪ ،‬وهي نشرة إعالمية يصدرها‬ ‫“تيار التوحيد اللبناني”‪ ،‬قادة التيار‪ ،‬نائب رئيس التيار وأمناءه‪،‬‬ ‫ليكتبوا بأقالمهم عن جتاربهم السياسية في صفوفه ويقوّموا‬ ‫نتائجها‪ ،‬ويستشرفوا مستقبله املشرق إن شاء اهلل‪ .‬هنا نصوص‬ ‫مساهماتهم‪..‬‬

‫على الرغم من التفاؤل الذي طاملا َحملته حيال‬ ‫أحداث لبنان واملنطقة‪ ،‬لم أكن أتوقع صراحة أنه‬ ‫وبعد سنتني من التأسيس فقط‪ ،‬سأقف أمام‬ ‫آالف من أعضاء التيار كي أتوجه إليهم مبناسبة‬ ‫عزيزة على قلبي‪.‬‬ ‫لم أكن أتوقع أن نستطيع سو ّيا ً وبهذه السرعة‬ ‫القياسية‪ ،‬أن نتوقف أمام الذكرى السنوية‬ ‫الثانية لتأسيس تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬كي جنرد‬ ‫مجموعة من األهداف احملققة‪ ،‬نحن الذين اخترنا‬

‫يوما ً وفي ذروة الهجمة األميركية الشرسة على‬ ‫لبنان واملنطقة‪ ،‬أن نقف‪ ،‬من دون حسابات الربح‬ ‫واخلسارة‪ ،‬كي نقول إنها مبادئنا في صون حريتنا‬ ‫وعروبتنا واستقاللنا‪ ،‬إنها مبادئنا في احلفاظ على‬ ‫كرامة أهلنا على تاريخهم وعلى تراثهم‪ ،‬وما‬ ‫همنا إذا ما كان العالم كله يريد السيطرة على‬ ‫دولنا وعلى ثرواتنا‪ ،‬إذا ما كنا أصحاب حق وندافع‬ ‫عنه‪.‬‬ ‫لقد استطعنا وفي ظروف بالغة الصعوبة‬


‫وقف عملية األخذ باجلبل وتاريخه إلى املكان‬ ‫اخلطأ‪ ،‬إلى مكان اخلطر‪ ،‬وإن كنا على اخلط‬ ‫األمامي املتقدم‪ ،‬لقد استطعنا أيضا ً مع القوى‬ ‫العروبية والوطنية األخرى في جبل لبنان وقف‬ ‫االندفاعة املته ّورة لتوظيف كل منجزاتنا عبر‬ ‫كحما ٍة لثغور ديار املسلمني‪ ،‬في جتاه‬ ‫التاريخ ُ‬ ‫َسة كانت ستكون بالتأكيد عارا ً‬ ‫أمركة أو فرن َ‬ ‫وخزيا ً كبيرين‪ ،‬وكانت لتكون خطرا ً وجوديا ً على‬ ‫أهلنا في منطقة تتفاعل فيها األحداث بعنف‬ ‫بالغ وفي مواجهة مع حتديات االحتالل‪ ،‬ال حتتمل‬ ‫ال املناورة وال احلسابات الصغيرة وال األخطاء‬ ‫القاتلة‪.‬‬ ‫يكفينا شرفا ً أن التاريخ سيذكر أنه مرةً‪ ،‬وفي‬ ‫ظل أكبر هجمة عاملية للسيطرة على منطقتنا‬ ‫وعلى بالدنا‪ ،‬وقفت ث ّلة من الرجال التي تشبه‬ ‫صالبة جبالنا وقالت «ال» لطاغوت املال والسلطة‬ ‫في العالم‪ ،‬فوقفت إلى جانب إخوتنا في سوريا‪،‬‬ ‫في فلسطني‪ ،‬في العراق وفي لبنان‪ ،‬في جنوب‬ ‫لبنان‪ ،‬ووقفت بإمكانات قليلة وبعدد قليل وبعدة‬ ‫قليلة كي تلطم العقل املعطل والواهم وتضرب‬ ‫على طاولة التاريخ بحزم وتقول إن احلياة انتصار‬ ‫لألقوياء في نفوسهم وأن ال قيمة لكل مال‬ ‫العالم من دون الكرامة الوطنية‪.‬‬ ‫سنتان مضتا على تأسيس تيار التوحيد‪ ،‬وقد‬ ‫استطاع حتقيق أول األهداف‪ ،‬فأوقف املراهنات‬ ‫اخلاطئة واخلاسرة واخلطيرة وحت ّول إلى مع ّوق كبير‬ ‫لهذا الهذيان السياسي املعيب‪ ،‬الذي و ّلده املال‬ ‫النفطي املتدفق إلى جيوب ق ّلة انتهازية ال تعرف‬ ‫إالّ الثروة واسطة للسيطرة‪ .‬سنتان راهنّا فيهما‬ ‫على سوريا العروبة فصمدت‪ ،‬راهنّا على املقاومة‬ ‫فانتصرت‪ ،‬راهنّا على فلسطني وأهل فلسطني‬ ‫فصدوا العدوان في غزة‪ ،‬راهنّا على املقاومة‬ ‫العراقية فها هي حتيل االحتالل هزمية حتت أنهر‬ ‫دماء اجلنود الغزاة القتلى واجلرحى‪ ،‬راهنّا على‬ ‫موقف إيران فصمدت إيران أيضاً‪ ،‬وباتت شعوب‬ ‫ّ‬ ‫متحفزة لتحقيق املزيد من االنتصارات‬ ‫املنطقة‬ ‫إما أمام مواصلة حروب خاسرة وإما‬ ‫وبات الغزاة‪ّ ،‬‬ ‫املغادرة مهزومني‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬وبعد إجناز املهمة األولى‪ ،‬وتأمني ظهير‬ ‫املقاومة من اجلبال‪ ،‬وبعد منع تلك اجلبال من‬ ‫التحول إلى موطئ قدم في مواجهة قوى ودول‬ ‫املقاومة واملمانعة‪ ،‬أمامنا مهام كثيرة أخرى فأهلنا‬ ‫ليسوا خصومنا بالتأكيد‪ ،‬حتى عندما تنطلي‬ ‫عليهم بعض احلجج الواهية‪ ،‬أهلنا هم التاريخ‬

‫احلقيقي لتضحياتنا دفاعا ً عن وجودنا وحرية‬ ‫معتقدنا‪ ،‬علينا التوجه إليهم كي تتسع رقعة‬ ‫تأثيرنا ويتسع انتشارنا‪ ،‬بقوة اإلقناع وبقوة املوقف‬ ‫الصحيح‪ ،‬أهلنا كما اللبنانيني كلهم يعيشون‬ ‫ظروفا ً صعبة وهم بحاجة إلى مساعدتنا ودعمنا‪،‬‬ ‫من دون مقابل ومن دون شروط‪ .‬فلسنا تيارا ً مؤقتاً‪،‬‬ ‫إننا اجلوهر الفعلي ملبادئ هذه الناس ولتفكيرها‪،‬‬ ‫لسنا من غ ّير‪ ،‬هم الذين غيروا فكادوا يته ّورون‬ ‫ويه ّورون معهم كل كفاحنا للبقاء والتمسك‬ ‫بأرضنا وعرضنا‪.‬‬ ‫إنها مناسبة للتأكيد بأن تيار التوحيد اللبناني‬ ‫ذاهب إلحداث التحوالت اجلديدة في وظيفته وفي‬ ‫دوره‪ ،‬من أجل التحول إلى مؤسسة سياسية‬ ‫وطنية تستقطب شرائح مجتمعنا كافة على‬ ‫أساس برنامج واضح للتغيير ولإلصالح السياسي‬ ‫لواجهة الطائفية واإلقطاع السياسي واملالي‪ .‬إن‬ ‫مختلف الشخصيات والفعاليات السياسية‬ ‫مدع ّوة اليوم لالنضمام إلى مسيرتنا فيما نحن‬ ‫مدعوون اليوم إلى إيجاد األطر املالئمة لنقلة‬ ‫نوعية في دور التيار وفي قاعدته السياسية‪.‬‬ ‫في الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني‪ ،‬حتية رفاقية لكل عضو في هذا‬ ‫التيار‪ ،‬الذين بدوا في حلظات صعبة وحساسة‬ ‫كالصخور الصلبة في مواجهة أشكال الضغوط‬ ‫والتهويل كافة‪ ،‬حتية إلى كل من وضع املداميك‬ ‫األولى لبناء سياسي سيكبر بالتأكيد‪ ،‬وسيتحول‬ ‫إلى قلعة من قالع العروبة‪ ،‬الساهرة على شطآن‬ ‫املشرق العربي في مواجهة من ستس ّول له‬ ‫نفسه االحتالل أو االعتداء علينا أو على عمقنا‬ ‫التاريخي‪.‬‬

‫يوسف ضو‬ ‫عضو الهيئة التأسيسية‬ ‫واملكتب السياسي‪:‬‬

‫تيار التوحيد اللبناني‬ ‫في حصاد سنتني‬

‫أزمة لبنان بدأت منذ نشأته‪ ،‬وكأنه أنشئ‬ ‫ليكون ازمة بحد ذاتها‪ .‬انه ساحة صراع مفتوحة‬ ‫جلميع القوى العاملية حتى أمست حكومة‬

‫فؤاد السنيورة جزءا ً ال يتجزأ من االمن القومي‬ ‫االميركي احلامي الكيان الصهيوني املزروع قهرا ً‬ ‫في تراب فلسطني‪.‬‬ ‫لبنان املتعدد الطوائف واملذاهب‪ ،‬ارتاح العدو‬ ‫الصهيوني لنشأته بأنه سيكون وكرا ً للمؤامرات‬ ‫على محيطه القومي‪ ،‬متنكرا ً لكل تاريخه‬ ‫وجغرافيته وحضارته الطاعنة في التاريخ قبل‬ ‫موسى وأتباع موسى ومستغلي رسالة موسى‬ ‫عليه السالم‪.‬‬ ‫سايكس بيكو رسمت حدود الدولة اللبنانية‬ ‫وأصبحت االمة دوال ً متعددة بأنظمة متنافرة‪،‬‬ ‫والشعب الواحد امسى شعوبا ً في دول جميعها‬ ‫اعضاء في جمعية االمم املتحدة التي شارك هذا‬ ‫اللبنان في نص ميثاق اجلمعية العاملية التي ال‬ ‫تشبع قراراتها جائعاً‪ ،‬وال ترفع ظلم ظالم عن‬ ‫مظلوم مستغيث‪ ،‬وال تشفي مريضا ً وال تكفكف‬ ‫دمعة ام‪ ،‬وال حترص على ابتسامة طفل‪ .‬واصبح‬ ‫االنتماء الى هيئة االمم املتحدة شرفا ً تستحقه كل‬ ‫دولة ترضخ لقرارات مجلس االمن الذي تسيطر‬ ‫عليه الدول الكواسر تأمينا ً ملصاحلها على كوكب‬ ‫االرض‪ ،‬الذي وهبه اهلل جلميع ابنائه غير مفرق بني‬ ‫لون ولون وعرق وعرق وامة وامة وحضارة وحضارة‪،‬‬ ‫حيث لبنان جزء من ارض هذه احلضارات التي‬ ‫اغنت االنسانية وارتقت باالنسان‪.‬‬ ‫إن ما عاشه لبنان في السابق وما مر عليه‬ ‫من ويالت وكوارث وما يعيشه اليوم من أزمة‬ ‫سياسية حادة‪ ،‬سببه الرئيسي غير املباشر في‬ ‫السابق واملباشر حالياً‪ ،‬هو وجود هذا الكيان‬ ‫الصهيوني املزروع قهرا ً في تراب فلسطني‪ .‬ألنه‬ ‫لوال هذا الكيان ما كانت حرب نهر البارد وما كانت‬ ‫فتح اإلسالم التي أنشئت لتصطدم باملقاومة‬ ‫االسالمية التي اذاقت عتاة الصهاينة طعم‬ ‫الهزمية املر‪.‬‬ ‫ألنه لوال وجود هذا الكيان ما كان هناك‬ ‫وجود خمليمات الالجئني في لبنان وفي غير لبنان‬ ‫من الكيانات احمليطة بفلسطني‪ ،‬وملا كان هناك‬ ‫أصالً الجئون‪ ،‬بل كل مواطن في ارضه وترابه‪،‬‬ ‫ينعم برزقه‪ .‬ولوال وجود هذا الكيان السيئ‬ ‫الذكر ملا انشئ مجلس األمن باألساس ليتخذ‬ ‫قرارات اإلجحاف بحق الشعوب وتقسيم دولهم‬ ‫املقسمة قبالً عبر اتفاقيات األمم الكواسر جراء‬ ‫احلروب املتتابعة وإبادة ماليني البشر لتنفيذ خطة‪،‬‬ ‫عمرها أكثر من مئة عام بدأت سنة ‪.1897‬‬ ‫يهم َمن يبيد َمن‪ ،‬و َمن يحارب َمن؟ َمن اخلاسر‬ ‫ال ّ‬ ‫و َمن املنتصر؟ كلها كانت تفاصيل في مشروع‬ ‫ضخم على وسع العالم حتى بات واضحا ً جدا ً‬ ‫بعد ان اصبحت في لبنان حكومة السنيورة جزءا ً‬ ‫من االمن القومي االميركي احلريص جدا ً على‬ ‫االمن الصهيوني الذي يستبيح كل شيء من‬ ‫أجل ذلك‪ ،‬ويلقى بني ابناء جلدتنا كثرا ً من اصحاب‬ ‫الهوى الصهيوني‪ ،‬بحيث يتنكر االخ ألخيه‬ ‫وحاميه وحافظه‪ ،‬ويلجأ الى جالده وجالد اخيه‬ ‫وحاميه وحافظه‪ .‬وكلما اشتد الصراع‪ ،‬وضحت‬ ‫االمور وبانت اعالم احلق من اعالم الباطل‪ ،‬ألن زمن‬ ‫الهزائم ولى‪ ،‬وبدأ زمن االنتصارات‪ ،‬انه زمن عظم‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪31‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫فيه صبرنا حتى بات االنتصار بعظمة الصبر‪ .‬إنه‬ ‫زمن انتصار احلق على الباطل‪.‬‬ ‫نحن في تيار التوحيد اللبناني كانت لنا نظرة‬ ‫شاملة جلميع املسائل واألمور في ما يتعلق بلبنان‬ ‫وأمن لبنان ومستقبل لبنان وازدهاره ورفاهيته‬ ‫وسعادة جميع اللبنانيني‪ .‬متمثلة بالعناوين‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫في الشأن العربي‪ :‬لبنان جزء ال يتجزأ من‬ ‫هذا املشرق العربي‪ ،‬من هذه البيئة البديعة‬ ‫املناخ‪ ،‬حيث ال براكني فيها وال أعاصير وال كوارث‬ ‫طبيعية‪ ،‬بيئة جتعل انسانها خالقا ً مميزا ً محبا ً‬ ‫لآلخرين يعشق احلياة ويحياها حلظة بلحظة‪.‬‬ ‫ويعشق أيضا ً املوت متى كان املوت طريقا ً للحياة‪،‬‬ ‫وما وجود االستشهاديني واملقاومني واملناضلني‬ ‫واجملاهدين‪ ،‬عاشقي الشهادة‪ ،‬اال دليل صارخ على‬ ‫ذلك وبكل قناعة راسخة‪.‬‬ ‫لبنان جزء ال يتجزأ من هذه االرض الطيبة‬ ‫اخليرة الوافرة الغالل التي ال تنضب‪ ،‬وينابيع املاء‬ ‫الزالل التي ال تشح‪ ،‬واالنهار املنسابة شرقا ً وغرباً‪،‬‬ ‫شماال ً وجنوباً‪ ،‬شرايني تروي تراب الوطن الغني‬ ‫العاصي على الظالم‪.‬‬ ‫لبنان هو جزء ال يتجزأ من هذا املشرق الذي هو‬ ‫مهد احلضارات والعلوم ومهد الديانات السماوية‪،‬‬ ‫وموقع التج ّلي للخالق العظيم الدال على‬ ‫عظمته بحسن صنعه‪.‬‬ ‫لبنان العربي الذي ال عد ّو له سوى ما يسمى‬ ‫دولة الصهاينة‪ ،‬التي غرست قهرا ً في تراب‬ ‫فلسطني‪ ،‬لقد تخلخلت جذورها في حرب متوز‬ ‫‪ 2006‬وحققت املقاومة اللبنانية انتصارا ً إلهيا ً‬ ‫عظيما ً على جيش‪ ،‬ظن قادته السياسيون‬ ‫والعسكريون أنه ال يهزم‪ .‬وقد كنا نحن في تيار‬ ‫التوحيد اللبناني جزءا ً من املقاومة‪ ،‬وعلى قدر‬ ‫حجمنا كتيار أعلن عن تأسيسه قبل ‪ 47‬يوما ً‬ ‫على بدء احلرب‪ ،‬ان كان مبجموعة الشهيد عمار‬ ‫بن ياسر او بإيواء اهلنا النازحني من ارض املعركة‬ ‫وتأمني بعض مستلزمات احلياة لهم طيلة ايام‬ ‫احلرب‪.‬‬ ‫هذه قناعتنا وهذا هو خيارنا في لبنان املقاوم‬ ‫القوي القادر على دحر األعداء‪.‬‬ ‫ولبنان املقاوم القوي القادر‪ ،‬يلزمه حكومة‬ ‫قوية قادرة عادلة‪ ،‬ورئيس جمهورية مقاوم‪،‬‬ ‫فالدولة القوية القادرة العادلة هي ضمانة جميع‬ ‫اللبنانيني في احلياة احلرة الكرمية‪ ،‬بحيث يتساوى‬ ‫فيها املواطنون في احلقوق والواجبات‪ ،‬فال فضل‬ ‫للبناني على آخر اال بقدر ما يعطي لبنان‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لبنان العربي املتصل مبحيطه‪ ،‬املتجذر في‬ ‫التاريخ واجلغرافيا‪ ،‬املتكامل مع سوريا بوحدة‬ ‫اقتصادية ووحدة مصير جتاه املشروع الصهيوني‪،‬‬ ‫غير قابل بهيمنة احد عليه‪ ،‬يتخذ قراراته مبلء‬ ‫ارادة شعبه الطامح دوما ً للحياة احلرة العزيزة‬ ‫الكرمية‪:‬‬ ‫‪ -1‬عبر تصحيح وتطوير العالقات اللبنانية ‪-‬‬ ‫السورية املميزة واملصالح املشتركة‪ ،‬بالرغم مما‬ ‫شابها من اخطاء‪ ،‬مبا يعزز تنقية وتنفيذ االتفاقات‬ ‫في ما بني البلدين وتطويرها‪ ،‬لتكون اساسا ً علميا ً‬

‫‪32‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وثابتا ً خللق آليات التكامل االقتصادي واالجتماعي‪،‬‬ ‫لبلوغ التكامل السياسي‪ ،‬ولتكون مثالً يقتدى به‬ ‫لتطوير العالقات العربية ‪ -‬العربية‪.‬‬ ‫‪ -2‬توفير احلقوق املدنية واالجتماعية لالخوة‬ ‫الفلسطينيني املقيمني في لبنان‪ ،‬وتقدمي كل‬ ‫اشكال العون والدعم واالحتضان للمقاومة‬ ‫الفلسطينية وانتفاضتها الشعبية املباركة‪،‬‬ ‫واملساهمة الناشطة في الدفاع عن حق الشعب‬ ‫الفلسطيني بتحرير ارضه واستعادة كامل‬ ‫حقوقه التاريخية في فلسطني‪.‬‬ ‫‪ -3‬العراق اجلريح من جراء االحتالل االميركي‬ ‫الذي طغى على كل ما هو حضاري وانساني‬ ‫في بالد ما بني النهرين‪ ،‬بالد االنسان واحلضارة‬ ‫والرقي‪ ،‬الذي اصبح دم انسانه مستباحا ً يوميا ً‬ ‫بتنفيذ اجملازر بأهله وساكنيه وتدمير اقتصاده‬ ‫وتبديد ثرواته ونهبه‪ ،‬واذكاء احلرب االهلية لتدمير‬ ‫النسيج االجتماعي للشعب العراقي املمانع‪،‬‬ ‫على يد جماعات إرهابية ال تخدم سوى املشروع‬ ‫الصهيوني ومن يدعمه من أميركا وحلفائها‪.‬‬ ‫نحن في تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬حيال هذا‬ ‫الواقع نقوم بتقدمي كل العون والدعم للشعب‬ ‫العراقي ومقاومته الوطنية حتى حترير كامل ارض‬ ‫العراق من االحتالل األميركي وحلفائه‪ ،‬واستعادة‬ ‫السيادة الوطنية وحتقيق احلرية واالستقالل‪،‬‬ ‫واستعمال ثرواته لسعادة ورفاهية الشعب‬ ‫العراقي‪.‬‬ ‫‪ -4‬إن انتصار املقاومة اللبنانية على العدو‬ ‫الصهيوني وهزميته في حرب متوز‪ ،‬العني التي‬ ‫كسرت اخملرز رغم جميع التقنيات‪ ،‬من األقمار‬ ‫االصطناعية العسكرية منها واملدنية واخملصصة‬ ‫للتجسس‪ ،‬والطائرات بدون الطيار التي ما غادرت‬ ‫سماء لبنان‪ ،‬إضافة الى الطائرات املغيرة املزودة‬ ‫ايضا ً بكاميرات‪ ،‬ومع هذا كله‪ ،‬مخابرات العدو‬ ‫التي يعتد بها ويعتمد عليها‪ .‬رغم كل ذلك لم‬ ‫يتمكن االعداء من تدمير ولو منصة صواريخ‬ ‫واحدة كانت ّ‬ ‫تدك مواقعهم العسكرية وبعض‬ ‫املناطق ردعا ً لبربريتهم وهمجيتهم‪ .‬وعلى االرض‬ ‫دُمرت مد ّرعاتهم حتى باتت نعوشا ً متحركة‪،‬‬ ‫وأسقطت مروحياتهم‪ ،‬وأغرقت زوارقهم‬ ‫احلربية‪ .‬اما مشاتهم على االرض فق ّلدت اوسمة‬ ‫لنجاتهم بأنفسهم وسحب جثث قتالهم‬ ‫وجرحاهم من ارض لبنان الصامد العاصي‪ .‬لقد‬ ‫ثبت بالفعل ان اجليش الذي ال يقهر “هو أوهن من‬ ‫بيت العنكبوت”‪.‬‬ ‫إن ما أحلقته املقاومة اللبنانية من هزمية بهذا‬ ‫العدو لم يذق طعمها من قبل‪ ،‬مثال يحتذى به‬ ‫ليس فقط في منطقتنا بل في العالم أجمع‪،‬‬ ‫حيث يوجد باطل يطغى على حقوق الشعوب‬ ‫اآلمنة في ارضها ورزقها‪.‬‬ ‫وألبناء األمة نقول‪ :‬إن انتصار االمة في لبنان‬ ‫يجب ان يكون حافزا ًُ البتداع استراتيجية أمن‬ ‫قومي عربي‪ ،‬لإلجهاز على املشروع الصهيوني‬ ‫املتداعي من العراق وفلسطني حتى لبنان‪.‬‬ ‫ان اجلهد العربي املشترك على جميع املستويات‬ ‫الشعبية واالجتماعية يساعد على االنفتاح‬

‫االقليمي‪ ،‬على قوى التحرر العاملية‪ ،‬والعمل على‬ ‫اقامة احتاد جمهوريات حرة شرق أوسطية على‬ ‫نسق التفاهمات اللبنانية ‪ -‬السورية‪ ،‬والسورية‬ ‫ االيرانية والعالقات االيجابية مع تركيا‪ .‬هذا في‬‫الشأن العربي واالقليمي‪ ،‬أما في الشأن اللبناني‬ ‫الداخلي فنرى‪:‬‬ ‫انه ال قيامة للبنان‪ ،‬وال خالص له من كل ما‬ ‫ذكرنا عنه بأن أزمته منذ نشأته‪ ،‬وكأنه انشئ‬ ‫ليكون ازمة‪ .‬اال بتحرير السلطة من القيد‬ ‫الطائفي بجميع فروعها واجهزتها وسلطاتها‬ ‫التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬خاصة اجمللس‬ ‫النيابي‪ ،‬وعند اول انتخاب عبر قانون انتخابي غير‬ ‫طائفي على اساس لبنان دائرة انتخابية واحدة‬ ‫وفق النظام النسبي‪ .‬وعلى تخفيض سن االقتراع‬ ‫الى ‪18‬عاماً‪ .‬بذلك نرى ان السلطة التشريعية‬ ‫تكون ممثلة افضل متثيل للشعب اللبناني كافة‬ ‫وفي جميع املناطق‪ ،‬وتصبح سلطة الشعب‬ ‫احلقيقية تش ّرع له وليس عليه‪ .‬والسبيل إلمتام‬ ‫ذلك يكون بتشكيل الهيئة الوطنية العليا‬ ‫إللغاء الطائفية السياسية‪.‬‬ ‫إن استقالل السلطة القضائية ونزاهتها‪ ،‬هي‬ ‫صون عادل لتنفيذ جميع القوانني في حقوق‬ ‫وواجبات املواطن‪ ،‬وهي ايضا ً حماية للمال العام‬ ‫ومنعه من الهدر واستعادة املهدور واملنهوب‬ ‫منه‪ ،‬وتكون سلطة حامية لالمن القومي واألمن‬ ‫االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬ ‫أما على الصعيد اإلداري فنرى ان لبنان بدون‬ ‫وزارة للتصميم والتخطيط‪ ،‬يعني لبنان الصناديق‬ ‫واجملالس اخلاصة‪ ،‬يعني ان كل طريق تنفذ وبعد‬ ‫اجنازها بالتراضي او غب الطلب‪ ،‬يبدأ العمل عليها‬ ‫حفريات ال تنتهي للبنى التحتية من مياه وهاتف‬ ‫وصرف صحي وغير ذلك‪ ،‬كل مشروع منها على‬ ‫حدة‪ ،‬بحيث يلزّم احلفر مرات عدة والردم مرات عدة‪،‬‬ ‫والتزفيت مرات عدة‪ ،‬ومتويل كل ذلك يتم دفعه من‬ ‫دم املواطن‪ .‬وبالتالي الطريق ال يكون صاحلا ً كما‬ ‫املواصفات الطبيعية‪ .‬وبعد كل العذاب اليومي‬ ‫الذي يذوقه ذهابا ً وايابا ً مرات عدة‪ ،‬حتويالً الى طريق‬ ‫اطول قد ال يكون صاحلا ً للسيارات‪ ،‬هذه معاناة‬ ‫املواطن وهذا الهدر احلاصل للمال العام يحسمه‬ ‫انشاء وزارة للتصميم والتخطيط بحيث ال ّ‬ ‫ينفذ‬ ‫مشروع اال مكتمالً بجميع بنيته التحتية شبرا ً‬ ‫شبرا ً وفق مواصفات عالية اجلودة وملرة واحدة‬ ‫التضخم السكاني‪ .‬حينها‬ ‫فقط مع مراعاة‬ ‫ّ‬ ‫يدفع املواطن مرة واحدة ويستفيد حق االستفادة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتقل فاتورة صيانة سيارته ومصروفها ويختصر‬ ‫وقته للوصول الى عمله وبيته‪.‬‬ ‫اما الشباب الذين هم دم لبنان الزاخر في‬ ‫شرايني حياته‪ ،‬فاالعتناء بشؤونهم حق وواجب‬ ‫للحد من هجرتهم‪ .‬يبدأ باشراكهم باحلياة‬ ‫ّ‬ ‫السياسية بتخفيض سن االقتراع‪ ،‬ليتمكنوا من‬ ‫اختيار ممثليهم في الندوة النيابية نوابا ً شباباً‪،‬‬ ‫يعرفون دم الشباب وطموح الشباب وحاجات‬ ‫الشباب‪ ،‬بحيث تأتي التشريعات في مصلحة‬ ‫هذه الشريحة الكبيرة العاملة في استثمارات‬ ‫مستقبل لبنان وعزته وكرامته وقوته‪ .‬عندها‬


‫يتوفر مقعد لكل طالب ومسكن لكل مواطن‪،‬‬ ‫وتوزّع الثروة الوطنية توزيعا ً عادالً‪ .‬وتأمني‬ ‫الطبابة واالستشفاء يصبح ممكنا ً إذا اعتمدنا‬ ‫البطاقة الصحية جلميع املواطنني‪ ،‬وباإلصالح‬ ‫املالي واالقتصادي واالجتماعي تتحقق العدالة‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫هذا ما نسعى إليه نحن في تيار التوحيد‬ ‫اللبناني الذي نحيي ذكرى تأسيسه الثانية‪ .‬إننا‬ ‫في عز األزمة اسسنا تيار التوحيد‪ ،‬وكان لنا األنصار‬ ‫واحملازبون‪ ،‬في معمعة االحداث احمللية وارتباطها‬ ‫االقليمي‪ ،‬اطلقنا التيار واصبح عدد امللتزمني يزيد‬ ‫على االلفي منتسب‪ ،‬عاملني يدا ً واحدة من اجل‬ ‫حتقيق بعض ما ذكرنا آنفاً‪ .‬شكلنا اللجان املركزية‪،‬‬ ‫املكتب السياسي‪ ،‬ومجلس االمناء‪ ،‬وانشأنا‬ ‫املفوضيات العامة واملركزية وايضا ً مفوضيات‬ ‫في القرى واملتحدات‪ ،‬وبتنا عائلة واحدة “يصيب‬ ‫اجلماعة فينا ما يصيب الفرد ويفرح اجلماعة ما‬ ‫يفرحه”‪ .‬اننا نسعى جاهدين الى تأمني الطبابة‬ ‫للمنتسبني للتيار والى مناصري التيار‪ ،‬وقد بادرنا‬ ‫الى ذلك وافتتحنا مركز “سارة الصايغ الطبي”‪.‬‬ ‫ومن ناحية ثانية ننتظر رخصة بناء مستشفى‬ ‫يضم مئة سرير في منطقة الشوف لوضع احلجر‬ ‫األساس للمستشفى الذي سيكون ضمن صرح‬ ‫“قرية التوحيد” الذي بات بناؤها وشيكا ً بإذن اهلل‪.‬‬ ‫اما من حيث خلق فرص العمل وتسويق االنتاج‬ ‫الزراعي‪ ،‬سيكون لنا قريبا ً معمل للتصنيع‬ ‫الزراعي ايضا ً في منطقة الشوف‪ ،‬بحيث يتمكن‬ ‫من استيعاب كامل إنتاج املنطقة الزراعي‪،‬‬ ‫وحتسني الزراعة وتوجيه املزارعني لزراعة االصناف‬ ‫املطلوبة وفق رزنامة زراعية على مدار السنة‪ ،‬عبر‬ ‫دورة بسيطة وغير معقدة وبدون وسيط ستكون‬ ‫عالقة املزارع مباشرة مع املعمل‪ .‬معمل من هذا‬ ‫النوع ال يتوخى الربح‪ ،‬سيتمكن من تقدمي قروض‬ ‫زراعية للمزارعني بعد فترة وجيزة من انطالقته‪.‬‬ ‫الوضع التربوي‪ :‬إننا نولي هذا االمر اهمية‬ ‫كبرى‪ ،‬ألن التربية هي افضل استثمار‪ ،‬إنه استثمار‬ ‫في االنسان واالنسانية‪ .‬وتربية جيل جديد على‬ ‫قواعد اخالقية وسلوكية وطنية توحيدية صادقة‬ ‫تعني لنا الكثير الكثير‪.‬‬ ‫انه بناء جيل متحرر من كل القيود اإلقطاعية‬ ‫واالستغالل الطائفي‪ .‬جيل يأخذ أموره بيده بعيدا ً‬ ‫عن كل فساد وإفساد‪ .‬جيل يعمل على حتقيق‬ ‫سعادته ورفاهيته‪ .‬جيل يعي أن العقل هو شرعة‬ ‫احلياة االولى وان تعطيل العقل وانقياد الفرد هو‬ ‫طعنة لذات اهلل املوجودة في االنسان‪ .‬جيل‪ ،‬من‬ ‫يعمل على بنائه بهذه املواصفات يكن عمله‬ ‫على مجتمع كامل يدرك ما يريد ويسعى الى‬ ‫حتقيق ارادته‪ ،‬ألنه حينها تكون ارادته هي القضاء‬ ‫والقدر‪.‬‬ ‫اننا من هذا املنطلق نسعى من خالل انشاء‬ ‫قرية التوحيد التي تضم مراحل التعليم كافة‪،‬‬ ‫بدءا ً من احلضانة مرورا ً باملرحلة االبتدائية‪ ،‬حتى‬ ‫نصل الحقا ً الى جامعة التوحيد بجميع فروعها‪،‬‬ ‫إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫أما الشأن اإلعالمي‪ :‬فقد بدأنا مبنبر التوحيد‪،‬‬

‫اجمللة التي تصدر عن امانة االعالم في التيار‪ ،‬نشرة‬ ‫داخلية توزّع مجاناً‪ .‬تعنى بجميع قضايانا الوطنية‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ومنبر لتثقيف الرفاق‬ ‫في السياسة الدولية واالقليمية واحمللية عبر‬ ‫مواكبة حثيثة لألحداث‪ ،‬بتحقيقات يقوم بها‬ ‫مختصون‪ ،‬تلقي الضوء على الوضع االقتصادي‬ ‫واالجتماعي وشؤون الساعة‪ .‬إضافة الى مقابالت‬ ‫مع معنيني في شؤون اختصاصهم‪.‬‬ ‫وقريبا ً جدا ً سيكون لنا موقع فاعل ومتفاعل‬ ‫على شبكة االنترنت‪ .‬اما وسائل اإلعالم األخرى‬ ‫فدونها فترة من الزمن ال بد لنا من جتاوزها بثبات‬ ‫وعزمية صادقة لنتمكن من حتقيق ذلك‪ .‬هذا ما‬ ‫أمكننا فعله خالل اربعة وعشرين شهرا ً على‬ ‫اعالن تأسيس تيار التوحيد اللبناني في ‪ 26‬ايار‬ ‫‪.2006‬‬

‫حافظ أبي املنى‬ ‫عضو الهيئة التأسيسية‬ ‫واملكتب السياسي ‪:‬‬

‫ستبقى كلمتنا الطيبة سالحنا‬ ‫في محاربة الضالل‬

‫بينما نستعد إلطفاء الشمعة الثانية احتفاء‬ ‫بذكرى التأسيس‪ ,‬ال بد لنا من وقفة سريعة‬ ‫نستذكر فيها بوادر احلدث فرحني باإلجناز‪,‬‬ ‫لنستعيد مشاهد اخلطوة االولى في وقفة‬ ‫للذكرى علها تشكل عبرة لالجيال القادمة في‬ ‫تيار التوحيد‪.‬‬ ‫لم نفاجأ ونحن نستعرض الكوادر االولى‬ ‫للتأسيس بتلك احلملة املسعورة التي واجهت‬ ‫تأسيس التيار‪ .‬فالوثيقة السياسية التي حملت‬ ‫فكر املؤسس‪ ,‬شكلت نقلة نوعية للتعاطي‬ ‫مع الفكر الوطني والقومي امللتزم‪ ,‬التي رأى‬ ‫فيها زعماء اإلقطاع املتوارث خرقا ً جلدار التقليد‬ ‫والعادة‪.‬‬ ‫ومع ان افكار وئام وهاب التي جتلت بصدق في‬ ‫املبادئ واالهداف السياسية التي نصت عليها‬ ‫وثيقة التأسيس‪ ,‬والتي ادانت العنف مبختلف‬ ‫تأت بعقيدة فلسفية فريدة‪,‬‬ ‫صوره واشكاله‪ ,‬لم ِ‬ ‫ولم تنمق كلماتها بهارج علم االجتماع‪ ,‬بل جاءت‬ ‫منطقية شفافة سهلة الفهم واالستيعاب‪,‬‬

‫حامل ًة رؤيا جديدة بامكانها ان تشكل عالجا ً‬ ‫ناجعا ً لكل االزمات واملصاعب التي عصفت وال‬ ‫تزال بلبنان منذ فجر االستقالل ولغاية اليوم‪.‬‬ ‫استمدها املؤسس بعد قراءة معمقة للتاريخ‬ ‫عبر االحداث‪ ,‬لينتهي في احملصلة إلى حقيقة‬ ‫دامغة‪ ,‬هي ان مجمل االزمات واملصائب التي‬ ‫مرت على لبنان منذ االستقالل ولغاية اليوم‬ ‫سببها االنقسامات الداخلية الناجتة عن النظام‬ ‫السياسي الطائفي الذي كرس بدوره زعامة‬ ‫االقطاع على حساب الوطن واملواطن جاعالً‬ ‫الوالء للوطن رهينة ملصالح الزعامات التقليدية‬ ‫واحملسوبيات‪.‬‬ ‫فمنذ عهد املتصرفية مرورا ً بامليثاق الوطني‬ ‫الذي كرس احملاصصة الطائفية وخلق ضبابية‬ ‫الوالء للوطن في عقول املواطنني‪ .‬جرت محاوالت‬ ‫عديدة لالصالح فشلت جميعها لينفجر الوضع‬ ‫من جديد سنة ‪ 1976‬مدمرا ً لبنان بحرب أهلية‬ ‫بشعة انتهت مبحاولة اصالحية أخرى سميت‬ ‫بوثيقة الطائف‪ ,‬التي اسست بدورها ألزمة‬ ‫سياسية جديدة ال نزال نعاني تداعياتها لغاية‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫محاوالت االصالح هذه لم تكن سوى سياسة‬ ‫ترقيع لنظام احملاصصة الطائفية العقيم الذي‬ ‫فرضه االستعمار والسياسة اخلارجية للدول‬ ‫الغربية على لبنان‪ ,‬والذي يعتمد منذ القدم‬ ‫مخططا ً دائما ً خللق الفرص والتدخل في شؤون‬ ‫لبنان الداخلية في اي وقت يراه مناسبا ً حلماية‬ ‫مصاحله في املنطقة‪( ,‬ألم حتم فرنسا املوارنة‬ ‫سنة ‪ 1860‬بينما وقفت بريطانيا إلى جانب الدروز‬ ‫وروسيا إلى جانب الروم االرثوذكس بحجة حماية‬ ‫هذه الطوائف)‪.‬‬ ‫واحلقيقة أن موقع لبنان اجلغرافي قد شكل‬ ‫منذ القدم نقطة استراتيجية هامة ملصالح‬ ‫الدول الغربية في هذا املشرق‪ .‬كما شكلت‬ ‫تركيبته االجتماعية املميزة وطوائفه املتعددة‬ ‫حافزا ً لتمرير مصالح هذه الدول التي دأبت على‬ ‫احتضان الطوائف ورعايتها ودعم زعماء اإلقطاع‬ ‫فيها رغب ًة بتنفيذ مخططاتها السياسية‪ .‬من‬ ‫هذا املنطلق ميكن لنا تفهم ماهية التدخالت‬ ‫األجنبية في شؤون لبنان الداخلية‪ .‬ومن هذا‬ ‫املنطلق ايضا ً ميكننا ادراك صعوبة القبول‬ ‫بتغيير النظام الطائفي املعمول به حالياً‪ .‬خاص ًة‬ ‫ونحن نعلم انه صنيعة مصالح الغرب وأداته‬ ‫األساسية‪.‬‬ ‫فمنذ تقسيم االمبراطورية العثمانية‬ ‫بواسطة دول االستعمار‪ ,‬لم يتمكن لبنان من‬ ‫التنعم باستقرار آمن سوى فترات وجيزة كانت‬ ‫تنتهي سريعا ً بأزمات سياسية حادة‪ ,‬تزيد من‬ ‫شرذمة سكانه وانقسامهم‪ ,‬لتأتي حلول الترقيع‬ ‫اجملتزأة مبباركة هذه الدول‪ ,‬فتعيد الك ّرة وتفرض‬ ‫املصاحلة حتت شعار احلفاظ على السلم األهلي‬ ‫والوحدة الوطنية‪.‬‬ ‫هنا تكمن اهمية وعي فكر تيار التوحيد‬ ‫اللبناني خلطر الطائفية السياسية التي ميثلها‬ ‫النظام‪ ,‬ودعوته لتغييره واستبداله بنظام دولة‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪33‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫القانون واملؤسسات التي تكفل حقوق املواطنني‬ ‫جميعا ً من خالل الدستور القائم على املساءلة‬ ‫واحملاسبة الدائمة‪.‬‬ ‫ومن هذا املنطلق ميكن لنا ان نتفهم مدى خوف‬ ‫الزعامات التقليدية املتوارث من هذا التغيير‪,‬‬ ‫حيث ان دولة القانون واملؤسسات املبنية على‬ ‫الكفاءة واخلبرة بإمكانها ان تلغي دور الزعامة‬ ‫الذي يعتمد على الواسطة لتحقيق خدمات‬ ‫الدولة االعتيادية التي ال ميكن للمواطن حتقيقها‬ ‫من دون العودة إلى الزعيم‪.‬‬ ‫فهل بعد هذا ميكن ان نلوم االقطاع السياسي‬ ‫وزعاماته على شن هذه الهجمة الشرسة على‬ ‫تيار التوحيد‪.‬‬ ‫ردة الفعل القوية هذه متثلت بشهر سالح‬ ‫التبعية والتخلف بوجه الوعي الذي ينشره التيار‪.‬‬ ‫وحيث اننا نؤمن بان فهم اجملتمع لذاته وملشكالته‬ ‫وهويته واهدافه هي القوة التي توحد بني جميع‬ ‫افراده وجتمعهم إلى بعضهم بعضا ً لذلك‪ ,‬فان‬ ‫العمل على نشر فكر التيار الثقافي سيكون من‬ ‫اولويات عملنا احلزبي للسنة اجلديدة القادمة‪.‬‬ ‫فلن جنابه هذه الهجمة بالعنف ولن نقابلها‬ ‫باملقاطعة والعداء‪ ,‬ألن مسيرتنا التوحيدية هي‬ ‫مسيرة للفكر الواعي احملرر للنفوس الضعيفة‬ ‫من ربقة املاضي املوروث‪ .‬سنجهد على ان يكون‬ ‫كالمنا واضحا ً لناحية احلرص على أمن وسالمة‬ ‫كل ابناء لبنان دون اي استثناء‪ .‬فاحترام الرأي اآلخر‬ ‫هو من الثوابت االساسية الهداف تيار التوحيد به‬ ‫يتفاعل احلوار ومنه تتضح احلقائق‪ .‬ومن ال تفعل‬ ‫فيه الكلمة ال يفعل فيه حد السيف‪ .‬وستبقى‬ ‫كلمتنا الطيبة دائما ً سالحنا الفاعل في محاربة‬ ‫الضالل‪ ,‬بها تنفتح لنا األذان ومنها نصل إلى‬ ‫القلوب َفنُفهَ م‪ .‬فالعبرة هي في حصول التغيير‬ ‫آت ال محالة‪.‬‬ ‫الذي نسعى اليه وهو ٍ‬

‫شبلي بدر‬ ‫نائب رئيس مجلس االمناء‬ ‫وامني الثقافة ‪:‬‬ ‫جيل التوحيد اجلديد‬

‫ينهض في بالدنا اليوم جيل جديد من الناس‪،‬‬ ‫له الى احلياة والكون والفن نظرة فيها فكر جديد‬ ‫وشعور جديد‪ ،‬انه امة جديدة فت ّية واعدة تظهر‬

‫‪34‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أمة قدمية سقطت بعد نشوئها‪،‬‬ ‫في التاريخ من ّ‬ ‫وطواها تاريخ مفجع قرونا ً عديدة‪ ،‬انه جيل ج ّبار‬ ‫مهمته االولى واالساس‪ ،‬ارتقاء احلياة ورفعها‬ ‫وفهم الكون وانشاء الفن وتغيير وجه التاريخ‪.‬‬ ‫حيثما نشأت حياة جديدة قوية وفاعلة‪ ،‬وحيث‬ ‫حت حياة قدمية راهنة‬ ‫قام جيل جديد فتي واعد إ ًّم ْ‬ ‫وتالشى جيل قدمي هرم‪.‬‬ ‫ان املشكلة املتفافمة والكبيرة التي يواجهها‬ ‫وطننا اليوم هي مشكلة اختالف حياتني وصراع‬ ‫جيلني‪ ،‬يريد القدمي من اجلديد ان يسير على‬ ‫خططه وينظر الى امور احلياة من خالل منظاره‬ ‫هو فيراها احقادا ً ومخاوف ورياء وخداعا ً وتقاعسا ً‬ ‫وتسليما ً باالمر احلاصل‪ ،‬ويريد اجليل القدمي من‬ ‫اجليل اجلديد ايضا ً ان يحيا في دوامة املاضي‬ ‫ويط ّوق نفسه بأطواق نفس ّية املاضي‪.‬‬ ‫اما اجليل اجلديد‪ ،‬ففي نظره تعبير قوي عن‬ ‫احلياة اجلديدة‪ ،‬حياة االنسان اجلديد‪ ،‬انه يرى‬ ‫احلياة إخالصا ً وشجاعة وصراحة وصدقا ً ونصحا ً‬ ‫وإقداما ً وإباء‪.‬‬ ‫ان خوف اجليل القدمي من التقدم خطوة واحدة‬ ‫الى اإلمام وممارسته الصراخ والصخب وحتى‬ ‫االستكانة واإلحجام عن مواكبة هذا اجليل اجلديد‬ ‫في خطواته املستمدة من الثقة بالنفس واإلميان‬ ‫بأحق ّية ووضوح تطلعاته املستقبلية‪ ،‬يدفعه الى‬ ‫التهجم على اجليل اجلديد والتمسك بتالبيبه‪ ،‬ألن‬ ‫هذا اجليل اجلديد يحتقر اخملاوف واألخطار وال يثنيه‬ ‫عن عزمه أي صخب أو ضجيج ويسير بخطوات‬ ‫واثقة وثابتة نحو أهداف حياته العليا وكأنه يجر‬ ‫القدمي املتعلق بأذياله جراً‪.‬‬ ‫ان القضية حقا ً قضية تقرير مصير‪ ،‬وقد‬ ‫قرر اجليل اجلديد أن يكون مصيره التقدم واجملد‪،‬‬ ‫وفي كل مسألة تظهر اليوم‪ ،‬يظهر فيها وجها‬ ‫اجليلني املتناقضني‪ ،‬في كل ناحية من مناحي‬ ‫احلياة االجتماعية‪ :‬االقتصاد والسياسة والثقافة‪،‬‬ ‫والفن والروح‪ ،‬وفي كل شكل وكل مظهر من‬ ‫أشكال احلياة ومظاهرها‪.‬‬ ‫على مدى سنتني من العمل الدؤوب‪ ،‬أي‬ ‫منذ تأسيس تيار التوحيد‪ ،‬نشأ صراع بني ارادة‬ ‫احلياة اجلديدة الفاعلة وقوة استمرار احلياة‬ ‫القدمية الفاقدة الفعالية‪ ،‬تقلصت الشبهات‪،‬‬ ‫وابتسرت الشكوك وترسخ اليقني وبان املصير‬ ‫واضحاً‪.‬‬ ‫كل جيل قد قرر مصيره‪ ،‬جيل جديد يرقى الى‬ ‫ذروة اجملد ليس ّرح بصره مع اشعة احلق واخلير العام‪،‬‬ ‫وجيل إقطاع قدمي ينحدر الى حضيض التسليم‬ ‫والهوان مسدال ً على عينيه صخب اخملاوف‬ ‫والقنوط والهزمية‪ ،‬برغم اللمعات البطولية التي‬ ‫سجلت في مراحل متفرقة من بعض النوعيني‬ ‫األبطال الذين قدموا وبشكل إفرادي دماءهم في‬ ‫سبيل كرامة أمتهم وعزة شعوبهم ورفعتها‪.‬‬ ‫نحن نؤمن بقدرات وجتليات ومصير اجليل‬ ‫التوحيدي اجلديد‪ ،‬مصير االنتصار على كل اخملاوف‬ ‫وروح االنهزام واالنطالق نحو اجملد من قمة إلى‬ ‫قمة‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬ ‫أمني سر مجلس األمناء‬ ‫وأمني اإلعالم‪:‬‬ ‫تيار التوحيد ثورة على اإلقطاع‬ ‫والتخلف والتبعية‬ ‫شكل تأسيس تيار التوحيد بقيادة الرئيس‬ ‫وئام وهاب نقطة حتول تاريخية على طريق احلرية‬ ‫واخلالص‪ ،‬جلهة نوعية نضاله وطبيعة عطائه‪،‬‬ ‫فقدم تيار التوحيد نفسه كحدث نوعي من حيث‬ ‫املرحلة التاريخية احلاسمة التي ولد فيها والظروف‬ ‫املوضوعية التي انبثق منها‪ ،‬بالتزامن مع نوعية‬ ‫القيادة التاريخية التي قادت احلدث السياسي‪،‬‬ ‫مشكلة وللمرة االولى انتصارا ً للكوادر الثورية‬ ‫املثقفة على املرجعيات السياسية الفاسدة املنبثقة‬ ‫من اصول اقطاعية ك ّرس االستعمار وجودها على‬ ‫مر العصور بأساليب واشكال مختلفة‪.‬‬ ‫لم قائد تيار التوحيد ان سيرورة التطور‬ ‫َع َ‬ ‫االجتماعي العام تُفرز ظواهر اجتماعية جديدة‬ ‫تترك نتائجها على اجملتمع والنظام السياسي‪،‬‬ ‫ما جعل دور التيار مفصليا ً وهاما ً في خلق وعي‬ ‫ثوري إلدراك هذه الظواهر وامتالك القدرة على‬ ‫استيعابها في اطار الثورة‪ ،‬وحتويلها الى عامل‬ ‫دافع و ُمطور للثورة لتحقيق اهدافها وتطلعاتها‪.‬‬ ‫فعوامل االضطراب والتقوقع وغياب مظاهر‬ ‫االستقرار االجتماعي والسياسي واالقتصادي‬ ‫ستكون مبثابة عوامل تطوير لإلرادة السياسية‬ ‫في تيار التوحيد‪.‬‬ ‫برز تيار التوحيد تظاهرة سياسية اجتماعية‬ ‫قانونية في اطار مسيرة وتوجهات قائده الذي‬ ‫امتلك الوعي الثوري‪ ،‬والقدرة على اداء الفعل‬ ‫الثوري من اجل تطويق االخطاء والثغرات وامتالك‬ ‫الرؤية املستقبلية‪ ،‬واالبقاء على حالة التفاعل بني‬ ‫القواعد احلزبية والقيادة لقلب الوضع املتردي‪.‬‬ ‫اعتبر تيار التوحيد قوانني احلياة وحركة اجملتمع‬ ‫وسيرورة التطور االجتماعي حالة متغيرة وغير‬ ‫مستقرة‪ ،‬وهذه التغيرات حتدث في جميع العوامل‬ ‫املؤثرة في مسار الصراع الداخلي واخلارجي وتتجلى‬ ‫مبظاهر مختلفة‪ ،‬سياسيا ً وعقائدياً‪ .‬ان تفاعل‬ ‫هذه العوامل سيحمل املزيد من تغييب املرتكزات‬ ‫البنيوية الوظيفية التي قامت عليها حركات‬ ‫االستغالل واالضطهاد املتمثلة في االقطاع‬ ‫السياسي التقليدي والزعامات املالية احلديثة‬ ‫والقصور العالية االسوار‪ .‬وهذا ما سيشكل‬ ‫مقدمة الضعافها وانتهائها وانصهارها في فكر‬ ‫وعقيدة الثائرين على الواقع‪ ،‬النهم اصحاب احلق‬ ‫واالرض والتاريخ‪.‬‬ ‫هنا تخرج اللحظة احلاسمة في التاريخ‬ ‫معلنة والدة تيار التوحيد من قلب املعاناة وبعد‬ ‫صراع طويل بني احلقيقة الكامنة في حركة‬ ‫الشعوب املناضلة واإلرث االجتماعي والسياسي‬ ‫الفاسد واملتسلط‪.‬‬


‫تيار التوحيد ومفهوم الثورة‬ ‫ان معرفة القوانني العامة للثورة وخصائص‬ ‫مظاهرها تكتسب أهمية كبيرة لوضع‬ ‫استراتيجية الصراع الثوري وتكتيكه بصورة‬ ‫واضحة‪.‬‬ ‫درس تيار التوحيد بشكل موضوعي الظروف‬ ‫االجتماعية واالقتصادية والفكرية في لبنان وطرح‬ ‫الشعارات على اساس واقعي ملموس‪ ،‬تستوعبه‬ ‫اجلماهير الكادحة من عمال وفالحني وصغار كسبة‬ ‫ومثقفني ثوريني لتقف بحزم خلف القيادة الثورية‪،‬‬ ‫وتناضل من اجل حتقيق هذه االهداف املرتكزة الى‬ ‫قيم اخالقية ورؤية وطنية وقومية‪.‬‬

‫الثورة التوحيدية‬ ‫تعني هذه الثورة االنقالب اجلذري الشامل‬ ‫للمجتمع على الواقع الفاسد والغاء كل مظاهر‬ ‫االستغالل والتسلط اللذين متارسهما السلطة‬ ‫الرجعية على الشعب اللبناني‪ ،‬واالنطالق لبناء‬ ‫اجملتمع املدني بعيدا ً عن االقطاع والتخلف‬ ‫والطائفية السياسية‪.‬‬ ‫ال تتناقض الثورة في تيار التوحيد مع‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬بل تكون الدميقراطية شرطا ً‬ ‫اساسيا ً من اجل النضال والكفاح الثوري القائم‬ ‫على استبدال قوانني التخلف واجلمود بقوانني‬ ‫حتمل طابعا ً دميقراطيا ً حترريا ً ميارس في اطار‬ ‫املؤسسات أن حتليل الظروف للنضال من أجل‬ ‫احلرية يتطلب معرفة عميقة الجتاهات التطور‬ ‫االجتماعي واالقتصادي والسياسي في لبنان‬ ‫وإدراك املميزات التاريخية والتقاليد االجتماعية‬ ‫واملرتكزات القومية مع اإلحاطة باملتغيرات‬ ‫الدولية واإلقليمية وتأثيرها املباشر وغير املباشر‬ ‫على مسار الثورة التوحيدية‪.‬‬

‫طبيعة السياسة‬ ‫في تيار التوحيد‬ ‫تعني السياسة تنظيم اجملتمع وحتقيق وحدته‬ ‫وتدعيمها وخلق املؤسسات التي تقوم عليها‬ ‫عبر مناذج متطورة ووفق قواعد قانونية ضابطة‬ ‫وناظمة ألداء اجملتمع السياسي بعد حتسني اخملزون‬ ‫الثقافي للفرد الذي ميثل نواة األسرة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫خلق مجتمع متماسك موحد الثقافة‪ .‬اذا ً‬ ‫السياسة تعني من منظور التيار نشاطا ً بشريا ً‬ ‫هادفا ً حرا ً ومحدد املواصفات والشروط متارس في‬ ‫إطار اجملتمع‪.‬‬

‫املمارسة السياسية‬ ‫تنعكس جميع القرارات السياسية سلبا ً أم‬ ‫إيجابا ً على اجملتمع وتؤثر في حياة افراده جلهة‬

‫النشاطات التي يقومون بها‪ ،‬وبالتالي الوصول‬ ‫الى مركز صنع القرار هو واجب وتكليف وطني‬ ‫وقومي‪ ،‬الغاية منه اتخاذ القرارات املالئمة‬ ‫لتطلعات القواعد الشعبية‪ ،‬كونها صاحبة‬ ‫الرأي االول في اختيار القيادة عبر املمارسة‬ ‫الدميقراطية في االختيار على املستويني احلزبي‬ ‫الداخلي واحلكومي العام‪.‬‬ ‫كيف يوظف تيار التوحيد السياسة؟‬ ‫اوالً‪ :‬الوفاق الداخلي واالزدهار‪“ :‬ان الناس‬ ‫يستمرون بالعيش في مجتمع ال جملرد ان يعيشوا‬ ‫امنا ليعيشوا حياة افضل”‪.‬‬ ‫يرتكز الوفاق الداخلي الى صيغة العيش‬ ‫املشترك من خالل املصلحة الواحدة للشعب‬ ‫الذي ينتقل بفضل وحدة مصاحله الى االستقرار‬ ‫وبالتالي التطوير واالزدهار بعيدا ً عن تصادم املصالح‬ ‫اخملتلفة بسبب وحدة التطلعات واالهداف‪.‬‬

‫شروط الوفاق واالزدهار‬ ‫االستقرار االقتصادي للمجتمع الذي يشكل‬ ‫بدوره االمن االجتماعي اخلاص للتطور واالزدهار‪.‬‬ ‫االستقرار الفكري املنبعث من انسجام‬ ‫املشاعر الوطنية التي تصل حد الذروة الفكرية‬ ‫بتجسيد فكرة الوطن السيد احلر ويتحول الوطن‬ ‫الى حقيقة مجتمعه محسوسة‪.‬‬ ‫النظام‪“ :‬االنسان له مزاج ال اجتماعي يدفعه الى‬ ‫الرغبة في توجيه كل شيء على هواه”‪ ،‬هنا تبرز‬ ‫قيمة النظام الذي يضبط السلوك االنساني ويحدد‬ ‫احلقوق والواجبات ويساهم في دورة احلياة السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية للدولة واجملتمع‪.‬‬

‫االستقالل والسيادة الوطنية‬ ‫يشكل استقالل لبنان وسيادته من منظور‬ ‫تيار التوحيد اساس وجود الدولة‪ ،‬وكل مساس‬ ‫سياسي او اقتصادي او عسكري‪ ...‬في تغير حالة‬ ‫الدولة واجملتمع وشكلها يعني انتقاصا ً واعتداء‬ ‫على سيادة الدولة اللبنانية وهدرا ً حلقوقها‬ ‫الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫يعتبر تيار التوحيد أن حماية اجملتمع وحتصينه‬ ‫من االعتداءات اخلارجية هي وظيفة رئيسية‬ ‫للدولة التي لها احلق في بناء جيش وطني عقائدي‬ ‫يلتزم قضايا لبنان الوطنية ويراعي املصالح‬ ‫القومية املشتركة جلهة الصراع الوجودي في‬ ‫الكيان الصهيوني الغاصب‪.‬‬ ‫كما تتوجب على الدولة ممارسة الضغط‬ ‫الدبلوماسي حلماية وصيانة استقالل الدولة‬ ‫واملطالبة بحقوق الشعب اللبناني على املستوى‬ ‫الدولي وتوخي املصلحة العليا للبنان في احملافل‬ ‫الدولية‪.‬‬

‫طريق السياسة وأدواتها‬ ‫من منظور القوة‬ ‫تعريف السياسة‪ :‬هي النشاط االجتماعي‬

‫القائم على حتقيق االمن اخلارجي والوفاق الداخلي‬ ‫لوحدة سياسية معينة بواسطة القوة املرتكزة‬ ‫على العدل والقانون‪.‬‬

‫أدوات السياسة‬ ‫القوة على الصعيد الداخلي‬ ‫ينطلق تيار التوحيد من قاعدة اساسية‬ ‫مرتكزة على القوانني والتشريعات وآلية تطبيقها‬ ‫دون متييز بني افراد اجملتمع واالبتعاد عن عملية‬ ‫االكراه السياسي‪ ،‬كونه يشكل ضغطا ً مباشرا ً‬ ‫متارسه السلطة على اجملتمع‪ ،‬لذلك يجب تطبيق‬ ‫قوة القوانني والقواعد احلقوقية لتنفيذ برنامج‬ ‫سياسي واضح املعالم يعتمد على املوضوعية‬ ‫واملصلحة العليا للشعب اللبناني‪.‬‬

‫القوة على الصعيد اخلارجي‬ ‫الحظ تيار التوحيد بعد قراءته لتاريخ العالقات‬ ‫الدولية‪ ،‬ان هذه العالقات حتكمها طبيعة‬ ‫املصالح اخلاصة بكل دولة‪ .‬وبالتالي يجب التعامل‬ ‫على صعيد العالقات الدولية وفق مصاحلنا‬ ‫الوطنية عبر تسخير كل االمكانات والطاقات‬ ‫اخمللفة عملية حتصني موقعنا اإلقليمي والدولي‬ ‫مستخدمني القوة اإلبداعية لشعبنا اللبناني‬ ‫في قيام افضل العالقات الدولية إقليميا ً ودولياً‪.‬‬

‫حسن استخدام القوة‬ ‫لم يغفل تيار التوحيد عن ضرورة حسن‬ ‫استخدام القوة كي ال تتحول املمارسة الى‬ ‫ديكتاتورية تفتح احلريات العامة دون حسيب او‬ ‫رقيب‪ ،‬فالعالقة بني القوة وحسن استخدامها‬ ‫تظهر العمل السياسي وتفرض استخدام القوة‬ ‫بذكاء وحنكة من اجل حتقيق هدف او مجموعة‬ ‫اهداف تخدم مصلحة اجملتمع وال تتناقض مع‬ ‫حقوق االنسان جلهة ممارسة شعائره ومعتقداته‬ ‫الدينية والسياسية والفكرية‪.‬‬

‫نظام املؤسسات التوحيدي‬ ‫تنبه تيار التوحيد الى ضرورة بناء املؤسسات‬ ‫على اختالف انواعها لضمان كرامة االنسان‬ ‫وحريته في التعبير عن قدراته وامكاناته واظهارها‬ ‫دون انكسار او ابتزاز قد تفرضه طبيعة سياسية‬ ‫جاهلة متلك املال وسلطة القرار‪.‬‬ ‫املؤسسة التوحيدية‪ :‬هي مجموعة افعال‬ ‫واعمال منظمة بنظام خاص بها ولها وظيفة‬ ‫وهدف داخل املنتظم السياسي‪ ،‬معللة وجودها‬ ‫بوجه قانوني وحقوقي ومتالزمة مع النظام العام‬ ‫للدولة وقائمة على مبدأ فصل السلطات‪ .‬كما‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪35‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫يتصف هذا النظام بالدميومة كونها ال ترتبط‬ ‫باشخاص واسماء‪ ،‬اي ان املؤسسة التوحيدية‬ ‫جتسد فكرة وقيمة واضحتني ترتكزان على قواعد‬ ‫قانونية وتكتسب شخصية تصفها فوق ارادة‬ ‫مؤسسيها وتستمر بعد رحيلهم‪.‬‬

‫كيف يصنف تيار التوحيد؟‬ ‫تشكل النخب االجتماعية املثقفة نسبة‬ ‫كبيرة في تيار التوحيد وتعمل هذه النخب في‬ ‫ادائها السياسي عبر االمتناع وتفسير املعطيات‬ ‫املوجودة على ارض الواقع والتي ينعكس سلبا ً‬ ‫او ايجابا ً على الدولة واجملتمع‪ .‬وبالتالي ينطلق‬ ‫تيار التوحيد من صفوف اجلماهير الكادحة‬ ‫محاوال ً جذب أكبر عدد منهم كونهم اصحاب‬ ‫املصلحة االساسية في انتصار تيار التوحيد الذي‬ ‫ميثل احلالة الطبيعية التي جتمع النخب احلزبية‬ ‫والقواعد اجلماهيرية حيث يتحسس التيار‬ ‫آمالهم وآالمهم ويتبنى قضاياهم‪.‬‬ ‫يصنف تيار التوحيد بني االحزاب اجلماهيرية‬ ‫واحزاب الكوادر كونه يجمع النوعني معاً‪.‬‬ ‫رسالة تيار التوحيد‪:‬‬ ‫تنبثق رسالة التيار من االميان باالنسان الذي‬ ‫ميثل منطلق احلياة وغاية احلياة‪ .‬واملواطن احلر ال‬ ‫يتميز عن املواطن اآلخر اال مبدى التزامه بالقوانني‬ ‫وممارسته االيجابية حلقوقه وواجباته في خدمة‬ ‫اجملتمع والدولة‪ ،‬حيث تذوب كل العالقات الفارقة‬ ‫من انتماء ديني او حزبي او مناطقي امام عطاء‬ ‫االنسان الفاعل واملنتج في اطار اجملتمع املدني‪.‬‬ ‫تتخطى رسالة تيار التوحيد احلدود الداخلية‬ ‫واخلارجية‪ ،‬ألنها رسالة انسانية وحضارية تؤمن‬ ‫بوحدة احلضارة االنسانية رغم اختالفات الشعوب‬ ‫ومتايزها في الزمان واملكان‪ ،‬حيث تساهم كل امة‬ ‫في صناعة احلضارة االنسانية بطريقتها اخلاصة‬ ‫بها مما يغني تطور احلضارة االنسانية‪.‬‬ ‫الثقافة‪ :‬اطلق تيار التوحيد شعارا ً اساسياً‪:‬‬ ‫“الثقافة هي احلاجة العليا للفرد واجملتمع”‪ ،‬وألن‬ ‫ثقافة اليوم هي ثقافة املقاومة واملمانعة فقد‬ ‫شكلت هذه الثقافة األرضية االساسية للبناء‬ ‫الفكري والعقائدي لتيار التوحيد وال سيما جلهة‬ ‫اعتبار الصراع العربي الصهيوني هو صراع قومي‬ ‫ال يتوقف وال ينتهي إال بنهاية كل مظاهر االحتالل‬ ‫واالستعمار وبأشكاله كافة‪.‬‬ ‫انطالقا ً من قومية الصراع العربي الصهيوني‬ ‫توجه تيار التوحيد نحو اقامة افضل العالقات‬ ‫السياسية والفكرية واإلسالمية مع معظم‬ ‫الدول العربية الشقيقة منطلقا ً من اهمية‬ ‫التعاون والتضامن العربي على اساس االحترام‬ ‫والسيادة والعالقات املؤسسية ورافعا ً شعار‬ ‫التضامن العربي الذي يعني به صيغة من صيغ‬ ‫العمل تبدأ بإزالة كل مظاهر وعوامل القطيعة‬ ‫عال من التنسيق والتعاون‬ ‫والتوتر وتنتهي بشكل ٍ‬ ‫وتسخير كل اإلمكانات املتاحة في املعركة‬ ‫القومية ضد احلركة الصهيونية العنصرية التي‬ ‫تستهدف االمة بوجودها ومصيرها‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أكدنا من خالل هذه اإلضاءة السريعة على‬ ‫بعض اجلوانب السياسية الفكرية في تيار‬ ‫التوحيد على التوزيع السلطوي للقيم كون‬ ‫السياسة يجب أن تتناول اجملتمع كله‪.‬‬ ‫اردنا توجيه رسالة مختصرة في الذكرى‬ ‫السنوية الثانية لوالدة فجر احلرية التوحيدية لكل‬ ‫املشككني في ثقافتنا وجوهر عقيدتنا أننا قادرون‬ ‫على تأليف مئات الكتب السياسية والعقائدية‬ ‫ولكن ألننا تيار مختلف ومتميز جلهة قائدنا الذي‬ ‫هو جزء منا‪ ،‬ونحن جزء منه‪ .‬وإن أفعالنا التي‬ ‫تسبق اقوالنا تبتعد عن التنظير اململ والقاتل‬ ‫وال نتاجر بالشعارات الرنانة والزائفة‪.‬‬ ‫نحن باختصار في تيار التوحيد لن نساهم في‬ ‫تزوير التاريخ وتشويه احلقيقة وسننطلق واثقني‬ ‫ومؤمنني بالنصر‪.‬‬

‫هشام األعور‬ ‫أمني الداخلية ‪:‬‬ ‫تيار التوحيد‬ ‫فاعلية شعبية وتنظيمية‬ ‫لعصر التغيير املطلوب‬

‫يطل التوحيد في عيده الثاني واإلقطاع‬ ‫يطوي آخر شراعه تاركا ً خلفه لالنسانية هموما ً‬ ‫ومشاكل تستعصى على احلصر‪ ،‬يطل العيد‬ ‫ولبنان يستقبل عصرا ً جديدا ً يتطلع ان يكون‬ ‫اكثر رحابة آلمال شعبه‪ ،‬عصرا ً ينتهي فيه‬ ‫السباق على استثمار املواطن ملصلحة الرهان‬ ‫عليه بالعلم واملعرفة واالنصراف الى التنمية‬ ‫وتأمني رفاهيته‪ ،‬ما يلقي علينا مسؤولية أكبر‬ ‫وجهدا ً اضافيا ً وتفكيرا ً متجددا ً وارادة صادقة في‬ ‫حتقيق املشروع االنساني من خالل تيار سياسي‬ ‫ميلك من االفكار والتصورات ما يجعله من اهم‬ ‫معالم حترك السياسة اللبنانية التغييرية في‬ ‫التعامل مع مسألة حيوية متس امن الوطن‬ ‫وحاضره ومستقبل اجياله‪.‬‬ ‫ان ما نعيش فيه اآلن قد ابتعد عن منطق‬ ‫احلياة الذي يليق باللبناني بعد جترده في كثير‬ ‫من االحيان والظروف من املبادئ االنسانية وبروز‬ ‫الدولة اللبنانية بسلطتها العاجزة التي ال تقدم‬ ‫حالً وال تعالج مشكلة وال ترسم طريقا ً للعيش‬

‫السلمي بني اللبنانيني‪.‬‬ ‫لقد شكلت السنة املاضية على أدائنا‬ ‫التنظيمي اختبارا ً لصدقية التوجهات التي‬ ‫التزم بها تيارنا في استشراف املستقبل‪،‬‬ ‫والتبشير بالفرص السانحة والتنبيه الى‬ ‫التحديات الى تترصدنا انطالقا ً من الرسالة‬ ‫التوحيدية املعلقة في اعناق التوحيديني التي‬ ‫قدر لهم ان يناضلوا في سبيل حترير اإلنسان‬ ‫ماض لن يعود وتاريخ لن يتكرر‪ ،‬في بؤرة‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫غلب عليها نفوذ القوى التقليدية واإلقطاعية‬ ‫التي احاطت بها من كل جانب ليغوص اجلبل‬ ‫في حالة من احلرمان والفقر واجلهل‪ ،‬ازمة قد‬ ‫يصعب اخلروج منها اذا ما توحدنا حتت لواء واحد‬ ‫وشعار واحد انطالقا ً من املشروع التوحيدي‬ ‫الذي نأمل وبعد سنتني على انطالقته ان يكون‬ ‫قد شكل املدخل الواقعي للتخلص من سمات‬ ‫التبعية العمياء التي ما زالت تضغط على‬ ‫تنظيم واقع اجلبل وممارستها فتوقع الوطن في‬ ‫ازمة تلو االزمة‪.‬‬ ‫لذلك طرح تيار التوحيد رؤيته التنظيمية‬ ‫انطالقا ً من مرجعية سياسية تعبر عن هوية هذا‬ ‫الوطن الذي هي منه وتعيد إليه مضمون احتياجاته‬ ‫التاريخية مبا يواكب آفاق التطور والتغيير‪.‬‬ ‫لقد دق تيار التوحيد مبوقفه التغييري هذا‪،‬‬ ‫جرس اإلنذار اخلطير املبشر بالفجر اآلتي‪ ،‬بعد‬ ‫أن صار مطلبا ً داخليا ً وقد جتلى ذلك باالحتضان‬ ‫الشعبي الكبير الذي انبثق عنه من الناحية‬ ‫التنظيمية ذلك االنتشار الواسع للمفوضيات في‬ ‫عدد من املناطق اللبنانية توزعت بني قرى الشوف‪،‬‬ ‫اجلرد‪ ،‬املنت‪ ،‬الشحار‪ ،‬راشيا‪ ،‬حاصبيا وبيروت‪،‬‬ ‫فضالً عن انشاء عدد من املؤسسات احلزبية‬ ‫كـ‪“ :‬جتمع النساء التوحيدي”‪ ،‬كل ذلك بهدف‬ ‫تنشيط عضوية التوحيديني في اجملتمع وحثهم‬ ‫على القيام بوظائفهم اإلمنائية والسياسية‬ ‫واالقتصادية وتدريب القيادات الشابة وترسيخ‬ ‫مجتمع التوحيد‪.‬‬ ‫وفي الوقت الذي كانت تعمل فيه هذه املفوضيات‬ ‫في ظروف بالغة الصعوبة وفي مناخ سياسي‬ ‫إقطاعي عام يكاد ينكرها وال يعترف بدورها‪ ،‬اال انها‬ ‫استطاعت خرق جدار احلصار الرجعي الذي فرض‬ ‫على مناطق اجلبل من خالل جناحها في كسب‬ ‫العناصر الشابة واملتعلمة والقادرة عبر سرعة‬ ‫إيقاعها التنطيمي من فرض تأثيرها وفعالية‬ ‫تواجدها على الساحات الثقافية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية والسياسية للجبل‪ ،‬وذلك من منطلق‬ ‫قناعة املشروع التوحيدي اخلاص بدوره في بناء‬ ‫املواطن املدني املتشبث بالثوابت الوطنية‪ ،‬املعتز‬ ‫بهويته العربية وانتماءاته املدرك حقوقه وواجباته‬ ‫بحيث اصبح ملفوضيات التوحيد الدور احلاسم‬ ‫واالساسي في تنمية السلوك التنظيمي واملدني‬ ‫وترسيخ أساليب ممارسته كثقافة يومية حتكمها‬ ‫قيم التوحيد احلقيقية واملواطنة الفعلية‪.‬‬ ‫ولكن وعلى الرغم من النجاحات التي حققها تيار‬ ‫التوحيد على مستوى االلتفاف الشعبي والتنظيمي‬ ‫في الفترة األخيرة والتي جسدت امكانية اختراق‬


‫سياسة االنفراد والتسلط في مناطق اجلبل‪ ،‬يبقى‬ ‫التحدي األكبر في كيفية التعاطي مع التطورات‬ ‫اجلارية في مناطق اجلبل والتي يستوجب التعامل‬ ‫معها بروية وحكمة وبنظرة تنظيمية واعية‬ ‫ونضالية تعمل على إلغاء مجتمع الكبت بكل‬ ‫اشكاله وظواهره كي تبقى املفوضيات كما قدر لها‬ ‫ان تكون اإلطار الذي منه ينطلق الشباب في صنع‬ ‫مستقبله والتعبير عن حرية النقمة القادرة التي‬ ‫تسمي نفسها ثورة‪.‬‬ ‫كثيرا ً ما‬ ‫ّ‬

‫ياسر الصفدي‬ ‫امني العالقات السياسية ‪:‬‬ ‫تيار التوحيد اللبناني‬ ‫قطب أساس في املعادلة‬ ‫السياسية والدولية‬

‫مقدمها اجلمهورية العربية السورية التي حاول‬ ‫تيار التوحيد اللبناني رد القليل من جميلها‬ ‫وتضحيات شعبها بالوفاء وااللتزام بضرورة‬ ‫االنتماء للفكر الصامد واملواجه في دمشق‬ ‫العروبة‪.‬‬ ‫أثمرت العالقة املتميزة لرئيس تيارالتوحيد‬ ‫اللبناني الرفيق وئام وهاب مع الشعب والقيادة‬ ‫في سوريا ارساء دعائم التعاون على مختلف‬ ‫االصعدة‪ ،‬خدمة ملصالح الشعب العربي الواحد‬ ‫في الدولتني‪.‬‬ ‫خرج تيار التوحيد اللبناني الى النور كتنظيم‬ ‫سياسي قائم بعد خروج السوريني من لبنان‬ ‫بالتزامن مع الوضع املتوتر واملأزوم جلهة اغتيال‬ ‫رئيس الوزراء األسبق رفيق احلريري وفزاعة التحقيق‬ ‫الدولي واحلملة االمبريالية والصهيونية املوجهة‬ ‫ضد سوريا والقوى الوطنية املقاومة في لبنان‪.‬‬ ‫وحده القائد وئام وهاب بقي صامدا ً غير آبه‬ ‫باخملاطر احمليطة‪ ،‬ألنه مؤمن وملتزم قضايا شعبه‬ ‫ووطنه فتابع مسيرة الكرامة والشرف مع سوريا‬ ‫عبر توطيد هذه العالقات املبنية على اساس‬ ‫االحترام املتبادل ووفق النظام املؤسساتي‪.‬‬ ‫دخل تيار التوحيد سوريا بجواز احلب واملصير‬ ‫املشترك فتصدر قلوب السوريني الذين بادلوا‬ ‫التيار وقائده احلب والوفاء واالنتماء‪ ،‬ولم يدخل تيار‬ ‫التوحيد سوريا من عنجر والبوريفاج وبنك املدينة‬ ‫وسوليدير كما دخل اقطاب احلرية والسيادة‬ ‫واالستقالل في ‪ 14‬شباط‪.‬‬

‫العالقة االستراتيجية مع ايران‬ ‫يعتبر التاريخ هو االمتداد في الزمان‪ ،‬وتقاس‬ ‫اجلغرافيا على انها االمتداد في السكان بينما‬ ‫يشمل تيار التوحيد اللبناني احلالتني معاً‪ ،‬اي‬ ‫االمتداد في الزمان املقاوم واملمانع والتوسع في‬ ‫املكان الطبيعي واحلقيقي جلوهر وجود هذه االمة‬ ‫التي نشأت وترعرعت على هذه االرض الطبيعية‬ ‫املباركة‪.‬‬ ‫ولد تيار التوحيد اللبناني كاستجابة طبيعية‬ ‫ونتيجة حتمية الرادة اخللق التي عبر التيار‬ ‫عن جزء أساسي منها في صياغة عالقاته مع‬ ‫الشقيقة سوريا‪ ،‬رغم محاولة حفنة صغيرة من‬ ‫السياسيني املتمرسني وراء قضبان احلقيقة متزيق‬ ‫الروابط الدموية واالجتماعية واإللهية‪ ،‬فكانوا‬ ‫الطلقة الكاذبة واملزورة للتاريخ‪.‬‬ ‫بنيت عقيدة تيار التوحيد اللبناني من قلب‬ ‫الوجود القومي املعبر عن اخالقيات شعبنا‬ ‫املناضل وأدبياته في سبيل حتقيق مصاحله‬ ‫الوطنية والقومية وحتسس التيار آالم الشعب‬ ‫اللبناني وآماله وطموحاته‪ ،‬الذي ميثل شريحة‬ ‫اساسية من الشعب العربي من احمليط الى‬ ‫اخلليج‪.‬‬ ‫انعكست هذه الرؤية القومية في قيام افضل‬ ‫العالقات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫مع بعض الدول الشقيقة والصديقة وفي‬

‫مثلت الثورة االسالمية املباركة في ايران نقطة‬ ‫حتول رئيسية في التوازن االقليمي والدولي في‬ ‫منطقة الشرق االوسط خصوصا ً والعالم عموماً‪،‬‬ ‫حيث قدمت ايران املصلحة العربية الفلسطينية‬ ‫على مصاحلها الوطنية اخلاصة واعتبرت القضية‬ ‫الفلسطينية قضية مركزية اليران‪ ،‬بهدف حترير‬ ‫القدس وعودة الفلسطينيني واقامة دولتهم‬ ‫املستقلة على ترابهم الوطني‪ ،‬كما دعمت لبنان‬ ‫املقاوم في عملية بناء قدراته الدفاعية‪.‬‬ ‫أسهم الدعم االيراني للبنان باالنتصار العظيم‬ ‫في حرب متوز االخيرة‪ ،‬فكان تيار التوحيد جزءا ً‬ ‫اساسيا ً من نسيج اجملتمع اللبناني يتطلع بعني‬ ‫االحترام والتقدير ملواقف اجلمهورية االسالمية‬ ‫االيرانية وع ّبر عن هذا االحترام باقامة عالقات‬ ‫لشد اواصر‬ ‫سياسية واقتصادية وثقافية مميزة‬ ‫ّ‬ ‫احملبة والتعاون بني الشعبني اللبناني وااليراني‪.‬‬ ‫يرى التيار ان العالقة اللبنانية – االيرانية هي عالقة‬ ‫استراتيجية مرتكزة الى احلق واخلير والعدل وعندما‬ ‫تلتقي مصالح الشرفاء على حرية اوطانهم فإنها‬ ‫تأخذ شكالً مقدسا ً في التعاطي واالنسجام‪.‬‬

‫العالقات الدولية‬ ‫وسع تيار التوحيد نشاطه السياسي‬

‫الدبلوماسي وانطلق الى السفارات العربية‬ ‫واالجنبية شارحا ً قيم التيار االنسانية الهادفة إلى‬ ‫االرتقاء باالنسان نحو القيم الفاضلة والداعمة‬ ‫للخير والسالم‪ ،‬فكانت رسالة التيار االنسانية‬ ‫احلرة تعبر عن حقيقة وجوده ومستقبل نظرته‬ ‫املتقدمة في مجال احلريات العامة وحق الشعوب‬ ‫في تقرير مصيرها‪.‬‬ ‫يعتبر تيار التوحيد اللبناني االمبريالية آفة‬ ‫احلضارة الصناعية والتي يجب الوقوف في وجهها‬ ‫وتأمني إجماع انساني وحضاري حملاربتها التي تفتك‬ ‫باجملتمع االنساني عموماً‪ ،‬لذلك انطلق التيار في‬ ‫حركته الدبلوماسية نحو السفارات املمانعة‬ ‫واملقاومة للمشروع االمبريالي ‪ -‬االميركي لرص‬ ‫الصفوف امام الطاغوت القادم‪.‬‬ ‫برزت هذه احلركة في كل من سفارات (الصني‪،‬‬ ‫ماليزيا‪ ،‬روسيا‪ ،‬االرغواي‪ ،‬الباراغواي‪ ،‬االرجنتني‪،‬‬ ‫سويسرا‪ ،‬السودان‪ ،‬كوبا‪ ،‬فنزويال‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬اليمن‪،‬‬ ‫بلغاريا ‪)...‬‬ ‫يرى املراقبون ان تصاعد زيارات السفراء الى‬ ‫اجلاهلية مؤشرا ً اساسيا ً وحقيقيا ً على االعتراف‬ ‫الدولي بتيار التوحيد اللبناني كجزء اساسي‬ ‫في معادلة العمل السياسي اللبناني والدولي‬ ‫ملا يتميز به رئيس التيار الرفيق وئام وهاب من‬ ‫مصداقية وشفافية وجرأة في طرح املعطيات‬ ‫ومفاعيلها دون خوف او وجل‪.‬‬ ‫ارتقى اداء تيار التوحيد اللبناني السياسي‬ ‫واالنساني من خالل‪:‬‬ ‫احلس الوطني والقومي الذي رافق عملية‬ ‫البناء‪.‬‬ ‫االلتزام بقضايا الشعب اللبناني دون متييز‬ ‫وعلى قاعدة املواطنية‪.‬‬ ‫الثورية القائمة على االطاحة باملفاهيم البالية‬ ‫واملتخلفة‪.‬‬ ‫قراءة الواقع بشكل دقيق والتعبير عنه بصدق‬ ‫وموضوعية‪.‬‬ ‫اعتبار االنسان هو االساس في البناء العام‬ ‫وتكريس انسانيته بإلغاء كل مظاهرالتبعية‬ ‫والتخلف التي يتعرض لها‪.‬‬ ‫مبناسبة الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني أتقدم من كل الرفاق بالتهاني والتبريكات‬ ‫وأخص قائد التيار الرفيق وئام وهاب ونعاهده على‬ ‫املضي قدما ً في مسيرة بناء لبنان كل لبنان‪ ،‬اعاده‬ ‫اهلل علينا وعلى وطننا الغالي باحلرية والنصر املؤزر‪.‬‬

‫احملامية كارين نصار‬ ‫أمينة الشؤون القانونية ‪:‬‬ ‫العمل املؤسسي املتحرر‬ ‫من عبادة األشخاص‬ ‫بعد كفاح ومثابرة مضنيني‪ ،‬متكن تيار التوحيد‬ ‫اللبناني من إثبات نفسه في املعادلة السياسية‬ ‫متمسكا ً بحق املقاومة حتى كامل األرض‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪37‬‬


‫عامان‬ ‫على التأسيس‬ ‫الصعيد الداخلي وقريبا ً جدا ً اخلارجي‪.‬‬ ‫لهذه االسباب باالضافة الى ارشادات مؤسس‬ ‫التيار وتوجيهاته‪ ،‬متكنا من حتقيق هذا النجاح‬ ‫خالل الفترة القصيرة‪ ،‬وبالرغم من ان الظروف‬ ‫التي تزامنت مع تأسيس التيار منذ سنتني‬ ‫كانت صعبة وقاسية جداً‪ ،‬لذا فالكل يشهد ان‬ ‫تيار التوحيد استطاع قلب املعادلة السياسية‪،‬‬ ‫خصوصا ً في منطقة اجلبل حيث حتقق االنتشار‬ ‫األوسع له‪.‬‬ ‫واستعادة األسرى‪ ،‬رافضا ً اي مشروع تقسيمي‬ ‫للبلد انطلق عازما ً على تأسيس تيار سياسي‬ ‫يحمل رسالة توحيدية للسواعد واألفكار في‬ ‫خدمة القضية املقدسة‪.‬‬ ‫وحيث ان استمرارية الفكر والنهج السياسي‬ ‫تتطلب عدم االرتباط بالشخص‪ ،‬وحيث انه‬ ‫كي يكون العمل االجتماعي واخلدمات فعالني‬ ‫ومنتجني إلجناح املشروع السياسي‪ ،‬كان القرار‬ ‫بإطالق العمل املؤسساتي للتيار ملحاً‪.‬‬ ‫ففي تعريف مختصر للمؤسسة نرى انها‬ ‫مبدلولها القانوني مجموعة قواعد قانونية‬ ‫تشكل متحدا ً منسقا ً ومنظما ً لتحقيق الهدف‬ ‫الذي من اجله أنشئت هذه املؤسسة‪.‬‬ ‫واملؤسسة كذلك بنية اساسية لتنظيم ذي‬ ‫سلطة معينة يتكون بفعل احتاد ارادات فردية‪،‬‬ ‫وهذا التنظيم يتمتع بشخصية مستقلة‬ ‫ومنفصلة عن شخصية االفراد الذين يؤلفونه‪.‬‬ ‫لكن االستمرارية ال ترضخ بالضرورة لالرادة‬ ‫الفردية بل ملواكبة الفكرة االجتماعية والقانونية‬ ‫ملتطلبات اجملتمع املعنية به املؤسسة وأهدافه‪،‬‬ ‫فمثالً الدولة هي (مؤسسة املؤسسات) فهي‬ ‫أولى املؤسسات السياسية في هذا اجملتمع‪،‬‬ ‫وهي مجموعة معقدة من املؤسسات تقوم‬ ‫بأدوار مختلفة ونشاطات ووظائف متعددة وتبلغ‬ ‫املنزلة العالية عندما تنفصل ممارسة السلطة‬ ‫عن سلطة الشخص الذاتية وتصبح متحدا ً‬ ‫منظما ً وقانونيا ً مبوجب قواعد ثابتة‪ .‬وعليه‬ ‫أصوال ً تكتسب الدولة وجودا ً مستقالً وشخصية‬ ‫معنوية مميزة عن شخصية احلكام الذين ميارسون‬ ‫السلطة بها‪.‬‬ ‫اما في ما خص تيار التوحيد‪ ،‬فهو مؤلف من‬ ‫رئيس التيار واملكتب السياسي‪ ،‬ومجلس االمناء‬ ‫وهو السلطة التنفيذية الذي يضم األمانات التي‬ ‫من واجبها التخطيط والعمل على تنفيذ مبادئ‬ ‫التيار وأهدافه والسهر على انتشاره في املناطق‬ ‫وبني املواطنني‪.‬‬ ‫في هذا اجملال على االمناء اتخاذ القرارات‬ ‫املناسبة واالجراءات الكفيلة باجناح امانة كل‬ ‫منها على الصعيد االجتماعي وفق اخلطوط‬ ‫العريضة التي يضعها رئيس التيار واملكتب‬ ‫السياسي‪.‬‬ ‫هذه االمانات املستقلة بعضا ً عن بعض‬ ‫املنفصلة بالشكل واملتحدة بالهدف‪ ،‬وهو قيام‬ ‫تيار ممنهج ومنظم ملواكبة االوضاع السياسية‬ ‫واالجتماعية لضمان االستمرارية واالنتشار على‬

‫‪38‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫فدى وهاب أبودرغم‬ ‫أمينة شؤون املرأة‪:‬‬ ‫تيار التوحيد مدرسة إصالح‬ ‫وتهذيب وتطوير‬

‫عاش لبنان بشكل عام واجلبل بشكل خاص‬ ‫في بوتقة يسيطر عليها اإلقطاع في نواحيها‬ ‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية والثقافية‬ ‫كافة‪ ،‬التي تقوم عليها األوطان‪ ،‬واليزال يقبع حتت‬ ‫بد من قيام‬ ‫جورها واستبدادها‪ .‬من هنا كان ال ّ‬ ‫حركة تغييرية تنهض بالوطن واملواطن جتسدت‬ ‫باملعارضة وحلفائها بشكل عام وبـ»تيار التوحيد‬ ‫اللبناني» بشكل خاص‪ ،‬فتم ّيز بحركته النوعية‬ ‫والتغييرية التي نشلت املوحدين الدروز من بوتقة‬ ‫التعسف واإلقطاع الى رحاب احلرية والدميقراطية‬ ‫مبعناها املطلق‪ ،‬تاركا ً ملناصريه حرية الرأي والتعبير‬ ‫عما يخاجلهم من شعور باإلهمال واإلبعاد‬ ‫االجتماعي والسياسي دون تفريق بني جنس وآخر‪،‬‬ ‫بل على العكس لقد أعطى للمرأة دورها الفاعل‬ ‫الى جانب الرجل كونها النصف املكمل له في‬ ‫كل ما يقوم به‪ ،‬ليجهز بيئة صاحلة جليل جديد‬ ‫يكمل مسيرته التغييرية‪ ،‬ويشارك أمتنا العربية‬ ‫الصامدة وشعبنا في هذا الوطن مشاركة فعالة‬ ‫ومفيدة لتعيد الى األجيال السابقة شعورها‬ ‫باالنتماء بالوطن وتنشئ األجيال املقبلة على روح‬ ‫القومية العربية واإلحساس باالنتماء الوطني‬ ‫والعربي التي حتلى بها أجداده‪ ،‬ليقف سدا ً منيعا ً‬ ‫أمام جتاذبات الطائفية السياسية‪ ،‬واالستئثار‬ ‫السياسي الذي نعيشه اليوم‪ ،‬والذي لم يقدم‬ ‫ألبنائه ومواطنيه سوى املعاناة والقهر والفقر‬

‫والهجرة‪ ،‬بهدف والدة وطن حر يستوعب كل‬ ‫أبنائه دون متييز بني طائفة وأخرى أو بني جنس‬ ‫وآخر‪.‬‬ ‫فتيار التوحيد يكمل هذا العام سنته الثانية‪،‬‬ ‫وبالرغم من أنه ما يزال برعما ً فقد جنح في إثبات‬ ‫وجوده في املعترك السياسي الى جانب من سبقه‬ ‫من األحزاب والتيارات فكان له صدى عال في لبنان‬ ‫واملنطقة‪ .‬وباملناسبة‪ ،‬نبارك له ولرئيسه طالبني‬ ‫له االستمرار والتقدم والثبات الذي يتحقق بدعم‬ ‫أعضائه ومناصريه رجاال ً ونسا ًء دون تفرقة‪ .‬فمن‬ ‫خالله أثبتت املرأة قدرتها في التغيير وخوض‬ ‫اجملاالت كافة وتبوء مناصب هامة في امليادين‬ ‫االجتماعية والسياسية والثقافية كافة بنجاح‪،‬‬ ‫كونها عنصرا ناشطا وفعاال في اجملتمع‪.‬‬ ‫كما ّ‬ ‫أكدت أمام اجلميع أن العمل السياسي‬ ‫ليس حكرا ً على الرجل فقط فأثبتت وبخطوات‬ ‫حثيثة جدارتها في هذا اجملال فشغلت مناصب‬ ‫سياسية هامة‪ ،‬فكانت رئيسة وزراء ووزيرا ً ونائبا ً‬ ‫بفضل توسع آفاقها العلمية والثقافية ووعيها‬ ‫الفكري في حتمل املسؤوليات كافة وإدارتها‬ ‫بحكمة واتزان‪ .‬ما دفعنا كأمانة شؤون املرأة في‬ ‫تيار التوحيد اللبناني الى وضع خطط إلحياء‬ ‫وتفعيل دور املرأة كونها عنصرا ً معطاء دون‬ ‫منازع انطالقا ً من البيت وتأسيس عائلة ناجحة‬ ‫مترابطة حتيي في أوالدها حب الوطن والتضحية‬ ‫في سبيله وتوجههم نحو االنطالق والبحث عن‬ ‫مستقبل باهر يكونون فيه قدوة ملن بعدهم‪.‬‬ ‫فكان العلم هو الباب األول نحو هذه الثورة‬ ‫على التقاليد واجملتمع وخطوة أولى من مشوار‬ ‫األلف ميل نحو مجتمع فاضل طامح الى حتقيق‬ ‫األفضل لبنيه‪ .‬من هنا نحن في تيار التوحيد‬ ‫سوف نهتم بكل عضوة منتسبة أو مناصرة كي‬ ‫تصبح قدوة لرفيقاتها في حتقيق الهدف التي‬ ‫خلقت ألجله‪ ،‬كونها مدرسة إصالح وتهذيب‬ ‫وتطوير تخرج أجياال ً صاعدة منتجة ومعطاء‪.‬‬ ‫ومندها بالثقة‬ ‫كما نحيي دور املرأة في التيار‪ّ ،‬‬ ‫والتشجيع واالهتمام إلمتام رسالتها في مجتمع‬ ‫يعاني الفقر وسوء اإلرشاد والهجرة بحثا ً عن عمل‬ ‫شريف يؤمن من خالله عيشة رغيدة وحياة كرمية‪،‬‬ ‫في ّ‬ ‫ظل دولة غائبة عن السمع‪ ،‬متقاعسة عن‬ ‫القيام بواجباتها جتاه شعبها ومواطنيها‪ ،‬منصرفة‬ ‫الى حتقيق مآربها ومصاحلها الشخصية بهدف‬ ‫الربح املادي فقط إضافة الى تخبطها بالتجاذبات‬ ‫السياسية التي تفرضها عليها أطماع الدول‬ ‫األجنبية‪ :‬فلبنان عانى من هذه الطغمة احلاكمة‬ ‫التي أطبقت على أنفاسه وجعلته ينسى حقوقه‬ ‫على هذه الدولة البتراء التي تتحكم برقابنا دون‬ ‫أن توفر لنا ولو جزءا ً بسيطا ً من األشياء املتوفرة‬ ‫لغيرنا في أغلب البلدان العربية‪.‬‬ ‫هدفنا من خالل أمانة شؤون املرأة في تيار التوحيد‬ ‫اللبناني إرشاد اجلميع الى تكاثف اجلهود والتعاون‬ ‫في سبيل املطالبة بحقوقهم وواجبات دولتهم‬ ‫جتاههم‪ ،‬ألن لبنان للجميع واجلميع للبنان‪.‬‬ ‫أخيراً‪ ،‬نتمنى أن يتمكن تيار التوحيد اللبناني‬ ‫باحتاد رفاقه ورفيقاته أن يغير معادلة رزحت فوق‬


‫رؤوسنا مئات السنني داعني اجلميع إلى السير‬ ‫على نهجنا‪ ،‬نهج التغيير‪ ،‬للدفاع عن حقوق‬ ‫املواطن وتأمني اخلدمات والضمانات االجتماعية‬ ‫والصحية والثقافية كافة له عبر إنشاء‬ ‫املؤسسات التي حتميه من غدر الزمان‪.‬‬ ‫عشتم وعاش تيار التوحيد اللبناني‪.‬‬

‫أمل أبو درغم‬ ‫أمينة الشؤون االجتماعية‪:‬‬ ‫تأسيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫محاولة إلقامة نظام األمان‬ ‫والطمأنينة واإلنتاج‬

‫«أل ّن األهم واألثمن هو اإلنسان‪ ،‬املتسلح بحد‬ ‫ذاته بتربية توحيد ّية صاحلة‪ ،‬وبنية نفس ّية قائمة‬ ‫على أساس متني من األخالق واملواطنة احلقّ ة‬ ‫واحملبة والتضحية في سبيل الوطن»‪ ،‬يتركز‬ ‫عمل امانة الشؤون االجتماعية في تيار التوحيد‬ ‫اللبناني على اإلنسان‪.‬‬ ‫ويتعرض اإلنسان للكثير من اخملاطر الزمنية‬ ‫واالجتماعية التي تهدده بالبؤس واحلاجة‪ ،‬كاملرض‬ ‫والعجز والشيخوخة والبطالة ووفاة املعيل‪ ،‬وغير‬ ‫ذلك فتزيد أعباءه ومتنعه من كسب عيشه‪.‬‬ ‫كما أن أفراحا ً قد تزيد من أعباء معيشته‬ ‫كالزواج واإلجناب ما يترتب عليه تأمني املعيشة‬ ‫الكرمية له ولعائلته بأقل وجه ممكن‪ .‬وقد جلأ‬ ‫اإلنسان منذ القدم لالستعانة ببعض الوسائل‬ ‫ّ‬ ‫تخطيها‪ .‬وعند تك ّون‬ ‫التي قد تساعده في‬ ‫اجملتمعات أصبحت الدولة بأنظمتها ومؤسساتها‬ ‫هي السند الوحيد إلعانته في محنه واحلفاظ على‬ ‫حقوقه‪ .‬فنشأت املؤسسات التي تعنى بشؤونه‬ ‫وأهمها‬ ‫القانون ّية‪ ،‬وأخرى بالشؤون االقتصاد ّية‬ ‫ّ‬ ‫التي تعنى بالشؤون االجتماعية كالضمان‬ ‫االجتماعي‪ ،‬الذي يعالج الظروف االجتماعية‬ ‫واالقتصادية للفرد والذي يعنى بتغطية املرض‬ ‫واألمومة والعجز والشيخوخة واإلصابة أثناء‬ ‫العمل واملرض املهني واملوت واألعباء العائلية‬ ‫والبطالة وغير ذلك‪.‬‬ ‫ولكن هل نرى النصف مما هو معلن محقّ قاً؟‬ ‫بالرغم من وجود كل ذلك في كتاب قانون‬

‫الشؤون االجتماعية والضمان االجتماعي‪ ،‬نرى‬ ‫التقصير الفاضح مبا هو مفروض‪.‬‬ ‫النفسي لدى الفرد من‬ ‫إن تأمني السكون‬ ‫ّ‬ ‫مؤمن‪ ،‬فكيف لنا أن نحاسب‬ ‫اخملاطر واخملاوف غير ّ‬ ‫من ال يرى في دولته ملجأ ً حلمايته؟‬ ‫فإن كانت للضمان االجتماعي أهداف على‬ ‫الصعيد االجتماعي كرعاية الفئات الكادحة‬ ‫واحملافظة على القوى العاملة في اجملتمع وحتريرها‬ ‫حدة الفوارق بني الطبقات‬ ‫من اخلوف وتخفيف ّ‬ ‫اإلجتماعية‪ ،‬فأين لنا من ذلك؟‬ ‫عند تأسيس تيار التوحيد منذ سنتني‪ ،‬كان هدف‬ ‫وهاب‪ ،‬جل ّيا ً مكرسا ً للتغير‬ ‫املؤسس‪ ،‬الوزير وئام ّ‬ ‫واإلصالح تعبيرا ً عما يدور في خلد اإلنسان وفي‬ ‫مشاعره طمعا ً في حياة آمنة ووطن قوي‪ ،‬يتساوى‬ ‫فيه أفراده بحيث يصبح النظام السياسي معبرا ً‬ ‫عن رأيه دون أية ضغوط‪ ،‬والنظام االقتصادي‬ ‫االجتماعي تضامنيا ً إنتاجياً‪ ،‬يقوم على املنافسة‬ ‫احل ّرة ورفض االحتكار وإلغاء القوانني واالمتيازات‬ ‫التي تؤدي إلى نشوء لوبيات احتكارية‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى توسيع شبكة األمان االجتماعي ملراقبة اجلودة‬ ‫وحماية البيئة وتلقائيا ً املواطن أكان رجالً أم امرأة‬ ‫فال ننسى حقوق املرأة ودورها في بناء اجملتمعات‬ ‫ذات أسس صلبة بأبنائه‪.‬‬ ‫إن إطالق حملة وطنية حملاربة الفساد بأشكاله‬ ‫حد سواء ودعم املؤسسات اإلنتاجية‬ ‫كافة على ّ‬ ‫املتوسطة والصغيرة‪ ،‬وربط التعليم بسوق العمل‬ ‫بحيث يتوفر مقعد لكل طالب في مختلف‬ ‫مستويات التع ّلم كحق ال مطلبا ً إلنشاء مجتمع‬ ‫مواطنوه متقدمون فكرياً‪ ،‬ومن ثم تأمني فرص‬ ‫عمل‪ ،‬وبذلك نؤكد فضيلة العمل لتفادي احلاجة‬ ‫للعوز او الهجرة‪ .‬إذ نرى نسبة ال يستهان بها‬ ‫من عنصر الشباب ذوي العقل والفكر املتطورين‬ ‫يضع نصب عينيه السفر‪ ،‬ألنه يرى فيه فرصة‬ ‫أكبر لإلبداع في الدول األجنبية التي تؤمن له‬ ‫حاجياته‪ .‬ففي كلتا احلالتني نخسر العنصر‬ ‫الشبابي املفكر ونتاج العقل املبدع‪.‬‬ ‫الهم األساسي لدى املواطن وهو‬ ‫والى‬ ‫ّ‬ ‫االستشفاء‪ ،‬والذي يضعف من عزمية اجل ّبار‪ ،‬فقد‬ ‫وهاب بإنشاء‬ ‫قام رئيس تيار التوحيد األستاذ وئام ّ‬ ‫املراكز الطب ّية واملستوصفات لتخفيف عبء احلياة‬ ‫وليبقى اجل ّبار ج ّبارا ً في كرامته وأخالقياته‪ .‬وهكذا‬ ‫العامة ألفراد اجملتمع‪.‬‬ ‫ترتفع املستويات الصح ّية‬ ‫ّ‬ ‫ومن املشاريع املستقبلية دعم كل قطاعات‬ ‫االقتصاد‪ ،‬خاصة قطاعي الصناعة والزراعة‬ ‫واحلرف‪ ،‬بحيث يتحقق اإلمناء املتوازن على األصعدة‬ ‫كافة‪ ،‬وهلل يكون في عوننا‪.‬‬

‫رونالد حمدان‪:‬‬ ‫“ تيار التوحيد اللبناني” يستلهم‬ ‫جتارب الثورات وحركات التحرر‬ ‫تيار التوحيد اللبناني بقيادة رئيسه الوزير وئام‬ ‫وهاب مع رفاقه ومناصريه يؤمنون بالثورة والتغيير‬ ‫واملقاومة ضد االستعمار واالحتالل واإلقطاع‪ ،‬نؤمن‬

‫بوطن نعيش فيه بكرامة وعزة وشرف‪ ،‬وبعالم‬ ‫تسود فيه العيش الكرمي والعدالة‪ ،‬وشعوب متانع‬ ‫التفرد بالسلطة والهيمنة او يقف بوجه سياسات‬ ‫الفقر والبؤس واجلهل والفساد‪ .‬لذلك صورة ارنستو‬ ‫“تشي” غيفارا محفورة في عقولنا وقلوبنا‪ ،‬هذا‬ ‫الثائر الشهيد الذي حمل شعلة البحث عن احلرية‬ ‫واحلق والعدالة لتحرر شعب كوبا‪ ،‬هذا الشعب‬ ‫الذي يبقى رمزا ً للمقاومة والصالبة واملمانعة‪،‬‬ ‫والذي يصمد دفاعا ً عن قناعته واستقالله ضد‬ ‫امبريالية رأسمالية متوحشة‪.‬‬ ‫اليوم دول املمانعة في اميركا الالتينية تسيطر‬ ‫على اجلزء االكبر من القارة‪ ،‬حيث اختارت شعوبها‪،‬‬ ‫في ظل عملية دميقراطية نزيهة‪ ،‬قادة وزعماء‪ ،‬ما‬ ‫يخالف رغبات الواليات املتحدة‪ ،‬وال تخفي تلك‬ ‫القيادات عداءها ضد السياسات االميركية‪.‬‬ ‫وفي مقدمة تلك القيادات يأتي الرئيس اوغو‬ ‫تشافيز بثورته البوليفارية‪ ،‬رافعا ً شارة النصر‪ ،‬ومعلنا ً‬ ‫انتصار برنامج الفقراء والطبقات املتوسطة‪.‬‬ ‫هذا الرجل املارد اجلبار يقف بكل عنفوان بوجه‬ ‫جورج بوش وجنونه‪ ،‬وقفة املمانعة ضد القمع‬ ‫والهيمنة والتسلط‪ ،‬وقفة العزة والكرامة ضد‬ ‫االقزام التي تزرعها ادارة البيت االبيض في كل‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫كذلك نرى في روسيا االحتادية برنامجا ً سياسيا ً‬ ‫يحد من الهيمنة والتفرد االميركيني‪ ،‬فبزعامة‬ ‫الرئيس السابق بوتني والرئيس احلالي مدفيديف‬ ‫تسير روسيا في طريق الثورة والتغيير وتبني‬ ‫استقرارا اقتصاديا متطورا وتقف في وجه الواليات‬ ‫املتحدة في مناطق مختلفة في العالم منها‬ ‫العراق وافغانستان‪ ،‬وتعزز العالقات السياسية‬ ‫واالقتصادية مع الصني وايران وفنزويال وسوريا‪.‬‬ ‫هذا هو النموذج الذي يريده التوحيديون‪،‬‬ ‫ننطلق في دروب الثورة لننصر عالم املظلومني‪.‬‬ ‫فنحن عنوان التغيير واركانه واداته في هذا البلد‪،‬‬ ‫ولم يعد هناك مكان إلقطاعي او متسلط او‬ ‫متحجر في لبنان والعالم‪ ،‬وال ميكن اال ان يكون‬ ‫املستقبل لنا‪.‬‬ ‫وفي الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني يرتفع الصوت مرددا ً مع الرئيس وئام‬ ‫وهاب ورفاقه‪ ،‬نحن ثوار حتى النهاية وسيستمر‬ ‫النضال والنصر حتمي‪....‬‬

‫اعداد‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪39‬‬


‫الغالف‬

‫العماد سليمان رئيس توافقي‬ ‫بخطاب متوازن ووعود قليلة‬

‫لم يتمكن اللبنانيون من أن يختاروا رئيس‬ ‫جمهوريتهم‪ ،‬بإرادتهم وبقرارهم احلر‪ ،‬وقد كتب‬ ‫عليهم ان يصنع رئيسهم في اخلارج‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يؤكده انتخاب ‪ 12‬رئيسا ً للجمهورية بقرار‬ ‫خارجي‪ ،‬وهو ما حصل منذ انتخاب اول رئيس‬ ‫جمهورية بعد االستقالل بشارة اخلوري الى اول‬ ‫رئيس للجمهورية بعد خروج القوات السورية من‬ ‫لبنان قبل ثالث سنوات‪.‬‬ ‫ولم يغب التأثير اخلارجي في انتخاب العماد‬ ‫ميشال سليمان رئيسا ً للجمهورية‪ ،‬وان كان‬ ‫بالتوافق العربي واإلقليمي والدولي عليه‪ ،‬مترافقا ً‬ ‫مع اإلجماع اللبناني الذي اعتبره مرشحا ً توافقياً‪،‬‬ ‫وعلى مسافة واحدة من اجلميع من خالل ممارسة‬ ‫دور احلياد في قيادته للجيش الذي أبقاه بعيدا ً‬ ‫عن التجاذبات السياسية‪ ،‬وقد استلهم بذلك‬ ‫موقف قائد اجليش اللواء فؤاد شهاب اثناء احداث‬ ‫عام ‪ ،1958‬الذي ح ّيد املؤسسة العسكرية عن‬ ‫الصراعات الداخلية‪ ،‬وقد فتح له عدم االنحياز‬ ‫الطريق الى رئاسة اجلمهورية‪ ،‬حيث يوجد وجه‬ ‫تشابه بني ظروف مجيء شهاب ووصول سليمان‬

‫‪40‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الى الرئاسة االولى‪ ،‬وكل منهما جاءت تزكيته من‬ ‫مصر‪ ،‬االول بتشجيع من الرئيس الراحل جمال‬ ‫عبد الناصر الذي كان رئيسا ً للجمهورية العربية‬ ‫املتحدة (مصر وسوريا) ومتكن بالتوافق مع الواليات‬ ‫املتحدة االميركية برئاسة دوايت ايزنهاور‪ ،‬ان‬ ‫يوصل قائد اجليش الى رئاسة اجلمهورية‪ ،‬فأمن له‬ ‫الغطاء العربي واالقليمي والدولي‪ ،‬وبعد خمسني‬ ‫عاما ً يزكي الرئيس املصري حسني مبارك العماد‬ ‫سليمان الذي نال تأييد سوريا له‪ ،‬ولم متانع فرنسا‬ ‫من انتخابه‪ ،‬اال ان االدارة االميركية حتفظت عليه‪،‬‬ ‫النه على عالقة جيدة مع «حزب اهلل» ويقوم‬ ‫بالتنسيق مع املقاومة‪ ،‬وهي ترغب بوصول مرشح‬ ‫من «ثورة األرز»‪ ،‬كما أعلن الرئيس جورج بوش‬ ‫صراحة أمام قادة ‪ 14‬آذار الذين استقبلهم في‬ ‫البيت األبيض وحثهم على انتخاب هذا املرشح‬ ‫ولو بالنصف زائدا ً واحداً‪ ،‬لكن هؤالء لم يتمكنوا‬ ‫من ذلك‪ ،‬النهم ال ميلكون هذا العدد‪ ،‬ثم الن مثل‬ ‫هذا التوجه هو انتحار سياسي لهم واستدعاء‬ ‫للحرب االهلية‪ ،‬مما اضطرهم الى القبول مرغمني‬ ‫بالعماد سليمان كمرشح توافقي‪ ،‬بعد أن طرح‬

‫الرئيس نبيه بري مقولة‪ ،‬ان ال املواالة قادرة على‬ ‫ايصال مرشحها وال املعارضة‪ ،‬ألن كالً منهما ال‬ ‫ميلك اكثرية الثلثني‪ ،‬ولنفتش على مرشح توافقي‬ ‫كما قال الرئيس بري‪ ،‬فظهر أحدهم في الئحة‬ ‫املرشحني الستة للبطريرك نصراهلل صفير وهو‬ ‫الوزير السابق ميشال اده‪ ،‬فأيدته املعارضة ورفضه‬ ‫سعد احلريري وبعض حلفائه‪ ،‬كما سقط اسم‬ ‫حاكم مصرف لبنان رياض سالمة وهو يتمتع‬ ‫مبواصفات املرشح التوافقي وكانت الذريعة‬ ‫ضده انه بحاجة الى تعديل الدستور‪ ،‬بالرغم من‬ ‫وجود فتاوى قانونية تؤكد ان موقعه الوظيفي ال‬ ‫يصنفه موظفاً‪.‬‬ ‫ومع سقوط الئحة اسماء بكركي بعد‬ ‫استبعاد مرشحي املواالة واملعارضة‪ ،‬لم يبق في‬ ‫التداول سوى اسم العماد سليمان الذي كانت‬ ‫تعتبره بعض اوساط املعارضة‪ ،‬انه مرشحها‬ ‫غير املرئي وانه حصانها االساسي في االنتخابات‬ ‫الرئاسية‪ ،‬لكنها كانت ترى صعوبة في انتخابه‬ ‫تتعلق بتعديل الدستور الذي ال يوافق عليه‬ ‫البطريرك صفير‪ ،‬لكنه اشترط القبول به اذا كان‬


‫النقاذ لبنان‪ ،‬وقد أعلن ذلك في موقف الفت‪ ،‬ففتح‬ ‫الباب امام العماد سليمان‪ ،‬ووضع الفريق احلاكم‬ ‫في موقع صعب‪ ،‬والذي اضطر مرغما ً على املوافقة‬ ‫على ترشيح قائد اجليش‪ ،‬بعد ان شغر منصب‬ ‫رئاسة اجلمهورية مع انتهاء والية الرئيس اميل‬ ‫حلود‪ ،‬وقد شكل قبول املواالة مفاجأة للمعارضة‬ ‫التي اعتبرت ان هذا الترشيح هو لإليقاع بينها‬ ‫وبني اجليش‪ ،‬وإليجاد شرخ مع العماد ميشال عون‬ ‫من خالل رفضه الترشيح وحشره امام املسيحيني‬ ‫عموما ومؤسسة اجليش خصوصاً‪ ،‬اال ان رئيس‬ ‫«التيار الوطني احلر»‪ ،‬فاجأ ايضا ً قوى ‪ 14‬شباط‬ ‫واعلن تأييده للعماد سليمان مع رئيس حكومة‬ ‫توافقي‪ ،‬وسحب بذلك ما كان يحضر له من فخ‪،‬‬ ‫بانه لن يقبل مبرشح غيره‪ ،‬وانه مستعد لتدمير‬ ‫لبنان اذا لم يصل هو الى رئاسة اجلمهورية‪ ،‬فكان‬ ‫رده انه يريد اجلمهورية ال رئاستها‪ ،‬واذا خير بني‬ ‫اجلمهورية والرئاسة فيكون الى جانب االولى‪ ،‬وقد‬ ‫صفع رده قوى السلطة وأسقط من يدهم ورقة‬ ‫تضليل للرأي العام‪ ،‬والترويج السياسي واإلعالمي‬ ‫أن عون صاحب شعار «أنا أو ال أحد»‪.‬‬ ‫ومع قبول عون ترشيح سليمان‪ ،‬وتأييد «حزب‬ ‫اهلل» ملوقف حليفه‪ ،‬ودعم املعارضة لهذا اخليار‪،‬‬ ‫لم يعد باستطاعة املوالة التراجع وباتت أمام أمر‬ ‫واقع مفروض عليها‪ ،‬واعترفت ان سليمان هو‬ ‫مرشح املعارضة وصديق سوريا وحليف املقاومة‪،‬‬

‫لكن مقابل موافقتها على ترشيحه‪ ،‬يتوجب‬ ‫على املعارضة ان تذهب فورا ً الى انتخابه دون‬ ‫املرور باتفاق حول حكومة الوحدة الوطنية وقانون‬ ‫االنتخاب‪ ،‬لكن فك االرتباط هذا‪ ،‬رفضته املعارضة‬ ‫وأصرت على السلة املتكاملة التي جاءت باملبادرة‬ ‫العربية‪ ،‬التي سمت سليمان مرشحا ً توافقياً‪،‬‬ ‫وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإقرار قانون‬ ‫انتخاب‪.‬‬ ‫تأخر تنفيذ هذه املبادرة ستة اشهر‪ ،‬وحاول‬ ‫األمني العام جلامعة الدول العربية عمرو موسى‬ ‫تقريب وجهات النظر بني الطرفني وتدوير الزوايا‪،‬‬ ‫وكان يصطدم بتشكيل حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية‪ ،‬وبعقدة قانون االنتخاب الذي مت اخلالف‬ ‫على تفسيره وهو اعتماد القضاء وفق قانون‬ ‫انتخابات عام ‪ 1960‬او حسب التقسيمات اإلدارية‬ ‫املعمول بها بفصل االقضية املدموجة في‬ ‫القانون املذكور‪.‬‬ ‫أخذ اجلدل ستة اشهر بعد الفراغ في رئاسة‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬وكان استهلك عاما ً من الصراع‬ ‫السياسي‪ ،‬ومت تضييع فرص احلل ألكثر من مبادرة‬ ‫ومسعى واسلوب حوار‪ ،‬الى ان انعقد مؤمتر احلوار‬ ‫الوطني في الدوحة‪ ،‬بعد أن كاد لبنان يدخل‬ ‫في حرب اهلية‪ ،‬وكان ينجو منها ألن االطراف‬ ‫اخلارجية ال تريد تفجير الوضع وكل طرف له‬ ‫أسبابه ومصاحله‪ ،‬في حني ان القوى الداخلية‬

‫اللبنانية‪ ،‬كانت تتحرك وفق البوصلة اخلارجية‬ ‫ـ التي كانت تؤشر الى ان ال قرار عربيا واقليميا‬ ‫ودوليا باندالع اقتتال بني اللبنانيني‪ ،‬وان املعارك‬ ‫املتنقلة التي حصلت‪ ،‬ما هي اال نتيجة لالحتقان‬ ‫السياسي‪ ،‬والنسداد افق احلل‪ ،‬كما ان التحرك‬ ‫العسكري الذي قامت به املعارضة كان في اطار‬ ‫استعراض القوة وتغيير مسار اللعبة‪ ،‬وحتريك‬ ‫«الستاتيكو» الذي فرضته االدارة االميركية‬ ‫لتقطيع مرحلة االنتخابات الرئاسية االميركية‪،‬‬ ‫فردت املعارضة عليه بقلب املعادلة السياسية‬ ‫التي عجلت باحلل الذي سارعت قطر الى رعايته‪،‬‬ ‫ومتكنت من خالل عالقاتها العربية واالقليمية‬ ‫والدولية‪ ،‬من ان تخرج باتفاق مرتكز على املبادرة‬ ‫العربية‪ ،‬عرف «باتفاق الدوحة»‪ ،‬ولم يكن بديالً‬ ‫عن اتفاق الطائف بل مستند اليه‪ ،‬ألن الظروف‬ ‫الداخلية ال تسمح اآلن بحصول تعديل او تغيير‬ ‫في اتفاق الطائف‪ ،‬الذي رسم موازين قوى‪ ،‬كما ان‬ ‫املعارضة لم يكن هدفها تغيير هذا االتفاق‪ ،‬بل‬ ‫تطبيق الدستور الذي يسمح بالشراكة ويؤكد‬ ‫على الدميقراطية التوافقية‪ ،‬التي اعطت القرار‬ ‫جمللس الوزراء الذي أقر الطائف بضرورة ان يشكل‬ ‫من كل القوى السياسية والشرائح الطائفية‬ ‫املكونة لالجتماع اللبناني السياسي والطائفي‪.‬‬ ‫متكن اتفاق الدوحة من ان يقفز فوق انتخابات‬ ‫رئاسة اجلمهورية‪ ،‬وعالج نقطتي اخلالف في‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪41‬‬


‫الغالف‬ ‫تشكيل احلكومة وإعطاء املعارضة الثلث‬ ‫الضامن وقانون انتخابات العام ‪ ،1960‬ومت تأجيل‬ ‫البحث بسالح املقاومة الى طاولة حوار يرعاها‬ ‫ويديرها رئيس اجلمهورية‪ ،‬على أن يمُ نع اي طرف‬ ‫من ان يلجأ الى السالح واستخدام العنف في‬ ‫الصراعات السياسية او لفرض رأيه‪.‬‬ ‫أخذت املعارضة مطلبيها‪ ،‬وفكت فورا ً االعتصام‬ ‫وأزالت اخليم من ساحة رياض الصلح‪ ،‬كما فتح‬ ‫الرئيس بري قاعة مجلس النواب النتخاب املرشح‬ ‫التوافقي العماد سليمان‪ ،‬وهذا ما حصل ومت‬ ‫تطبيق البند االول من اتفاق الدوحة‪ ،‬وحصلت‬ ‫جلسة االنتخاب بحضور عربي واقليمي ودولي لم‬ ‫تشهده انتخابات سابقة رئاسة اجلمهورية‪ ،‬مما‬ ‫أعطى «اتفاق الدوحة» غطاء ودعما ً كبيرين‪ ،‬هو‬ ‫أمن انتخاب قائد اجليش الذي دخل‬ ‫نفسه الذي ّ‬ ‫الى القصر اجلمهوري بدعم ّ‬ ‫قل نظيره لم يحصل‬ ‫عليه أي رئيس للجمهورية‪ ،‬وقد شكل انتخاب‬ ‫سليمان اطمئنانا ً للبنانيني الذين أبعدوا عنهم‬ ‫كأس حرب اهلية كانت على مرمى حجر منهم‪.‬‬ ‫وكما ان انتخابه كان توافقياً‪ ،‬فإن خطاب‬ ‫القسم الذي يطرح فيه الرئيس رؤيته وليس‬ ‫برنامجه‪ ،‬ألن النظام في لبنان ليس رئاسياً‪ ،‬فإن‬ ‫ما ورد فيه عكس صورة الرئيس التوافقي‪ ،‬على‬ ‫خالف خطاب القسم للرئيس اميل حلود قبل‬ ‫عشر سنوات‪ ،‬الذي كان اشبه بخطاب التحدي‪،‬‬ ‫الن انتخابه في تلك املرحلة كان ردا ً على الطبقة‬ ‫السياسية الفاسدة‪ ،‬فتقدم بخطاب اصالحي‬ ‫شديد القسوة على الطبقة السياسية إلنقاذ‬ ‫الوضع بعد ان ضرب الفساد االدارة وتغلغلت‬ ‫احملسوبية‪ ،‬وكان املواطنون يشكون من دولة‬ ‫املزرعة ويتوقون الى دولة املؤسسات وتطبيق‬ ‫القانون‪ ،‬ومحاسبة الفاسدين والسارقني‬ ‫ومعاقبتهم‪ ،‬بعد ان بدأت تلوح ازمة اقتصادية‬ ‫واجتماعية خانقة‪.‬‬ ‫كان خطاب القسم للحود حادا رادعا ً مباشراً‪،‬‬ ‫في حني جاء خطاب سليمان‪ ،‬يواكب املرحلة‬ ‫احلالية‪ ،‬وهي انتشال لبنان من ازمته‪ ،‬فكان‬ ‫املضمون متوازنا ً قليل الوعود‪ ،‬يشير الى االزمات‬ ‫باالسم ويتحدث عن حلول لها باحلوار‪ ،‬ويدعو‬ ‫الى تغليب دور الدولة‪ ،‬وقد اعطى في خطابه‬ ‫كل االطراف‪ ،‬فلم يتراجع عن احملكمة الدولية‬ ‫بشأن اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬فطمأن قوى‬ ‫‪ 14‬شباط‪ ،‬واشار الى املقاومة على انها حققت‬ ‫اجنازات وطنية كبرى في التحرير والتصدي‬ ‫إلسرائيل وجتب االستفادة منها في استراتيجية‬ ‫دفاعية‪ ،‬فالقى كالمه هذا ارتياحا ً لدى قيادة‬ ‫املقاومة التي خبرته في قيادة اجليش وال حاجة‬ ‫الى من يعرفها على موقفه الذي تعتبره امتدادا ً‬ ‫لعهد حلود الذي استطاع ان يحول اجليش الى‬ ‫جيش مقاتل الى جانب املقاومة بوجه العدو‬ ‫االسرائيلي‪.‬‬ ‫كما لم تغب العالقة مع سوريا عن خطاب‬ ‫الرئيس اجلديد للجمهورية‪ ،‬فتحدث عنها بإيجابية‪،‬‬ ‫وانها سترسو على العالقة املميزة والندية‪ ،‬وقد‬ ‫توقف بعض املراقبني عند كلمة الندية واعتبروا‬

‫‪42‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫املعارضة تفك اعتصامها‬

‫استخدامها من قبل سليمان أنها ترضي الفريق‬ ‫احلاكم وتوجهه السياسي وتزعج سوريا‪ ،‬التي لم‬ ‫تتوقف عندها‪ ،‬اذ رحبت بانتخابه واتصل الرئيس‬ ‫ووجه له دعوة لزيارة دمشق‪،‬‬ ‫بشار األسد به مهنئاً‪ّ ،‬‬ ‫بعد أن كان أوفد وزير اخلارجية وليد املعلم حلضور‬ ‫جلسة االنتخاب وتقدمي التهنئة للرئيس املنتخب‬ ‫في إشارة تأييد كبيرة له‪ ،‬حيث لم تنقطع‬ ‫االتصاالت بني األسد وسليمان منذ خروج القوات‬ ‫السورية من لبنان‪ ،‬ولم تتأخر سوريا في تقدمي‬ ‫الدعم للجيش اللبناني أثناء معارك مخيم نهر‬ ‫البارد‪ ،‬كما ترافق التأييد السوري للعهد اجلديد مع‬ ‫ترحيب إيراني بانتخاب سليمان سواء بحضور وزير‬ ‫اخلارجية منو شهر متكي او باالتصال الذي أجراه‬ ‫الرئيس محمود احمدي جناد بالرئيس سليمان‬ ‫وتأكيد دعمه له‪.‬‬ ‫ومع هذا احلجم من التأييد بانتخاب سليمان‬ ‫الذي حضره عشرة وزراء خارجية عرب وأجانب‬ ‫وممثلو منظمات عربية ودولية‪ ،‬فإن عهده على‬ ‫احملك‪ ،‬سواء في تطبيق خطاب القسم أم في‬ ‫حتقيق التوافق‪ ،‬الذي اهتز خالل السنوات الثالث‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫وكل رئيس جمهورية عقد األمل عليه‬ ‫في إحداث تغيير ونقلة نوعية‪ ،‬وحتقيق دولة‬ ‫املؤسسات والقانون‪ ،‬وهذا الرهان حصل مع‬ ‫كل العهود‪ ،‬وقد حاول كل الرؤساء تطبيق ما‬ ‫وعدوا به وإحراز تقدم من خالل بعض اإلجنازات‬ ‫السياسية واألمنية واالدارية واالصالحية‪ ،‬اال‬ ‫انهم كانوا يصطدمون بالواقع السياسي القائم‬ ‫على الطائفية‪ ،‬وفي اقتسام الطوائف ملؤسسات‬ ‫الدولة‪ ،‬بحيث يصبح اإلصالح صعبا ً ال بل‬ ‫مستحيل مع النظام الطائفي الذي تتغلب فيه‬ ‫احملاصصات على الكفاءات واملغامن على حقوق‬

‫املواطنني والدولة‪.‬‬ ‫ففي خطاب القسم لم يطلق الرئيس سليمان‬ ‫وعودا ً كما فعل الرؤساء السابقون للجمهورية‪،‬‬ ‫ألنه ما يريد ان يعمله في هذه املرحلة هو احلفاظ‬ ‫على اجلمهورية وترسيخ األمن ومنع انفجار حرب‬ ‫أهلية وهذه مهمة جنح فيها اجليش الى حد‬ ‫كبير‪ ،‬ولكن الرئيس التوافقي تلقى اول صدمة‪،‬‬ ‫وهو غير مسؤول عنها باختيار األغلبية النيابية‬ ‫لفؤاد السنيورة رئيسا ً للحكومة‪ ،‬وهو ملزم‬ ‫القبول به وفق االستشارات النيابية امللزمة‪ ،‬التي‬ ‫نص عليها الدستور‪ ،‬حيث لم يأت رئيس احلكومة‬ ‫توافقيا ً على صورته‪ ،‬فلم يحظ السنيورة بتأييد‬ ‫املعارضة التي رأت فيه استمرارا ً لألزمة‪ ،‬وتعطيالً‬ ‫التفاق الدوحة‪ ،‬وسيكون لذلك تأثير كبير على‬ ‫انطالقة العهد‪.‬‬ ‫وإذا كان العماد سليمان وهو ثالث قائد‬ ‫للجيش يصل الى رئاسة اجلمهورية‪ ،‬فإن السؤال‬ ‫الذي يتبادر الى املواطنني هو‪ ،‬هل وصول عسكري‬ ‫يعني حكم العسكر‪ ،‬ال سيما أن هناك جتربة من‬ ‫خالل تدخل املكتب الثاني (مخابرات اجليش) في‬ ‫الشؤون السياسية والعامة‪ ،‬ايام عهد الرئيس‬ ‫فؤاد شهاب‪ ،‬وكذلك فان عهد الرئيس حلود عرف‬ ‫تدخل ضباط في االدارات‪ ،‬لتحريكها ومنع الفساد‬ ‫فيها‪ ،‬اال ان معارضي حلود اعتبروا ان ما يحصل هو‬ ‫تركيب نظام أمني‪.‬‬ ‫فهل سيطبع عهد العماد سليمان‪ ،‬بطابع‬ ‫عسكري او امني؟‬ ‫ان املمارسة هي التي ستحكم على ثالث‬ ‫قائد للجيش يصل الى احلكم باالنتخاب‬ ‫وليسباالنقالب‪ ،‬وهذه ميزة للبنان‪.‬‬

‫انطوان خيراهلل‬


‫تكليف السنيورة برئاسة الحكومة وتشكيلها انقالب على روحية اتفاق الدوحة‬

‫المعارضة لم تس ّمه ألنه ليس توافقياً وستشارك في الحكومة‬ ‫اتفاق الدوحة الذي بدأ تنفيذه بانتخاب رئيس‬ ‫للجمهورية‪ ،‬اصيب بنكسة مع تسمية االغلبية‬ ‫النيابية لفؤاد السنيورة رئيسا ً للحكومة‪ ،‬اذ حصل‬ ‫في االستشارات النيابية امللزمة على ‪ 68‬صوتا ً هو‬ ‫عدد اصوات نواب قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬وامتنع عن تسميته‬ ‫‪ 59‬نائبا ً من املعارضة‪ ،‬ولم يأخذ ترشيحه بروحية‬ ‫االتفاق الذي رعته قطر‪ ،‬وكان اللبنانيون ينتظرون‬ ‫مرشحا ً توافقيا ً على غرار املرشح التوافقي العماد‬ ‫ميشال سليمان الذي فاز برئاسة اجلمهورية‪.‬‬ ‫لقد اعتبرت املعارضة ان روح اتفاق الدوحة كان‬ ‫توافقياً‪ ،‬وكان على قوى ‪ 14‬شباط أن تلتزم به‪ ،‬وأن‬ ‫تسمي رئيسا ً للحكومة من صفوفها يكون توافقيا ً‬ ‫ّ‬ ‫سمى رئيس‬ ‫وهناك اكثر من اسم داخلها‪ ،‬وقد ّ‬ ‫“تكتل اإلصالح والتغيير” العماد ميشال عون رئيسا ً‬ ‫للحكومة كالً من الوزير محمد الصفدي والنائب‬ ‫بهيج طبارة من املواالة‪ ،‬كما طرح اسم الوزيرة‬ ‫السابقة ليلى الصلح‪ ،‬وكشف عون بذلك عدم‬ ‫التزام الفريق احلاكم بروحية االتفاق‪ ،‬فكان االمتناع‬ ‫عن تسمية السنيورة‪ ،‬النه سبب باالزمة وطرف‬ ‫سياسي فيها ال تتوافق مع املرحلة اجلديدة‪ ،‬وقد‬ ‫استغل الفريق احلاكم البند املتعلق باحلكومة بانه‬ ‫لم يطرح اسم رئيسها‪ ،‬بل توزيع املقاعد بني املواالة‬ ‫واملعارضة ورئيس اجلمهورية‪ ،‬فاختيار السنيورة‬ ‫من باب التحدي وأنه لم يتعرض خلسارة سياسية‬ ‫وان عودة السنيورة توحي بذلك‪ ،‬وكان االعتقاد ان‬ ‫االغلبية ستتجه الى تسمية سعد احلريري‪ ،‬وان يأتي‬ ‫االصيل الى رئاسة احلكومة بدال ً من الوكيل‪ ،‬بعد ان‬ ‫غابت اسباب عدم تولي احلريري لرئاسة احلكومة بعد‬ ‫االنتخابات النيابية‪ ،‬بانتهاء عهد الرئيس اميل حلود‪.‬‬ ‫لكن احلريري الذي كانت لديه الرغبة في ان‬ ‫يصبح رئيسا ً للحكومة مع العهد اجلديد‪ ،‬الن نتائج‬ ‫االنتخابات النيابية في العام ‪ 2009‬قد ال توفر له‬ ‫األغلبية واحلصول على كتلة نيابية كبيرة‪ ،‬فقد‬ ‫منعته ظروف خارجية من الوصول الى السراي‪،‬‬ ‫اذ جاء “الفيتو” على اسمه من السعودية التي‬ ‫فوجئت بأدائه السياسي الضعيف‪ ،‬وعدم امتالكه‬ ‫القدرة على القيادة‪ ،‬اذ جاءت الهزمية التي اصيب‬ ‫بها “تيار املستقبل” في بيروت وسقوطه سياسيا ً‬ ‫بعد انهيار قوته العسكرية وإقفال مكاتبه احلزبية‪،‬‬ ‫لتعطي للقيادة السعودية املبرر بعدم ترشيحه‬ ‫لرئاسة حكومة العهد األولى للعماد سليمان‪،‬‬ ‫وفضلت بقاء السنيورة الذي تلقى دعما ً من االدارة‬ ‫االميركية‪ ،‬التي ابلغت السعودية بضرورة اقناع‬ ‫احلريري ان يترك مقعد رئاسة احلكومة للسنيورة‬ ‫الذي اثبت شجاعة كما وصفه الرئيس االميركي‬ ‫جورج بوش‪ ،‬وأص ّرت وزيرة اخلارجية االميركية‬ ‫كونداليزا رايس على ضرورة بقائه‪ ،‬ألنه ميثل املشروع‬ ‫االميركي في لبنان‪ ،‬الذي له امتداداته في املنطقة‬ ‫مبا بعرف بالشرق األوسط اجلديد‪.‬‬ ‫فالقرار بترشيح السنيورة لرئاسة احلكومة‪ ،‬هو‬ ‫محاولة لاللتفاف على اجلهود التي بذلتها قطر في‬ ‫الوصول الى اتفاق الدوحة‪ ،‬اذ لم تكن السعودية‬ ‫مشجعة النعقاد احلوار في العاصمة القطرية‪،‬‬

‫وان تأخذ هذا الدور العربي في تسوية اخلالفات‪،‬‬ ‫واال تتمكن السعودية من ذلك والتي اجنزت اتفاق‬ ‫الطائف‪ ،‬فكان انتخاب رئيس اجلمهورية كتنفيذ‬ ‫ملا سبق وطالب به وزير اخلارجية السعودي سعود‬ ‫الفيصل‪ ،‬االلتزام مبطالب املعارضة‪.‬‬ ‫فبعد انتخاب العماد سليمان‪ ،‬فان االزمة عادت‬ ‫الى املربع االول اي الى تشكيل احلكومة‪ ،‬الذي بدأ‬ ‫اخلالف على رئيسها‪ ،‬وتبني ان االزمة ليست في‬ ‫رئاسة اجلمهورية‪ ،‬بل في احلكومة‪ ،‬اذ ظهرت نية‬ ‫املواالة عدم التزامها باالتفاق بأنها اعادت السنيورة‬ ‫إلحراج املعارضة بأنها سترفض املشاركة في‬ ‫حكومة يترأسها السنيورة‪ ،‬مبا يفسح امام املواالة‬ ‫الى تشكيل حكومة من لون سياسي واحد‪،‬‬ ‫وتسمي وزراء شيعة من خارج كتلتي “حزب اهلل”‬ ‫ّ‬ ‫وحركة “امل” وايضا ً من مسيحيني من خارج تكتل‬ ‫اإلصالح والتغيير الذي يرأسه العماد عون‪ ،‬كما في‬ ‫هذه احلكومة ويسقط بذلك البند الثاني من اتفاق‬ ‫الدوحة‪ ،‬ويدخل لبنان مرحلة دقيقة وخطيرة قد‬ ‫تهدد بانفجار الوضع االمني‪ ،‬اذا لم تتدخل الدولة‬ ‫الراعية لالتفاق لتطبيقه‪.‬‬ ‫لكن اوساط املعارضة تؤكد انها وان اعترضت‬ ‫على التكليف‪ ،‬لكنها ستشارك بالتأليف طاملا‬ ‫هي متلك الثلث الضامن في احلكومة‪ ،‬ولن تتركها‬ ‫لألغلبية‪ ،‬وهي ستمارس دورها‪ ،‬وستحصل على‬ ‫احلقائب السيادية واخلدماتية‪ ،‬كي ال تتفرد قوى ‪14‬‬ ‫شباط بالقرارات‪ ،‬وتستأثر بالسلطة وتخل بالتوزان‬ ‫داخل اإلدارات‪ ،‬كما حصل خالل العام ونصف العام‬ ‫من اعتصام املعارضة‪ ،‬اذ ادخل الفريق احلاكم نحو‬ ‫‪ 7500‬عنصر الى قوى األمن الداخلي‪ ،‬اضافة الى‬ ‫تعيني موظفني من فئات ادارية مختلفة‪ ،‬وصرف‬ ‫اموال وتقدمي خدمات‪ ،‬وهذه كلها ستستخدمها‬ ‫قوى السلطة في االنتخابات النيابية املقبلة التي ال‬ ‫يجوز أن تشرف عليها حكومة ال مشاركة فيها‪.‬‬ ‫فالرئيس نبيه بري مع قرار املشاركة في احلكومة‪،‬‬ ‫و”حزب اهلل” أعلن انه سيتنازل عن حصته فيها حللفائه‬ ‫من خارج الطائفة الشيعية‪ ،‬لوزراء من الطائفتني‬ ‫السنية والدرزية‪ ،‬ملنع استئثار أحزاب املواالة باملقاعد‬ ‫الوزارية لهاتني الطائفتني وإلعادة التوازن اليهما‪،‬‬ ‫كما ان العماد عون لن يترك التمثيل املسيحي داخل‬

‫احلكومة إلى غيره‪ ،‬بعد أن تخلى عن رئاسة اجلمهورية‬ ‫وسيع ّوض عنها بالدخول الى السلطة وممارسة دوره‬ ‫كمعارض من داخلها جلهة فضح الفساد وكشف‬ ‫الفاسدين وحتقيق اإلصالح‪ ،‬وبذلك يفي بوعده‬ ‫باالصالح ويستعيد دوره الشعبي والسياسي‪.‬‬ ‫ولن تسمح املعارضة لقوى ‪ 14‬شباط تعطيل‬ ‫اتفاق الدوحة الذي حقق مطالبها‪ ،‬بالثلث الضامن‬ ‫داخل احلكومة‪ ،‬وان اي خروج منها‪ ،‬سيعني انتصارا ً‬ ‫بد من العمل على تنفيذ االتفاق الذي‬ ‫للمواالة‪ ،‬وال ّ‬ ‫هو انتصار للمعارضة ومطالبها‪ ،‬وتقطيع هذه‬ ‫املرحلة وصوال ً لالنتخابات النيابية املقبلة التي قد‬ ‫تغير قواعد اللعبة وفق نتائجها‪ ،‬وتأتي األغلبية‬ ‫ملصلحة املعارضة‪ ،‬فتستطيع عندها تسمية رئيس‬ ‫احلكومة ومتلك األكثرية داخلها‪.‬‬ ‫فبعد معركة التكليف‪ ،‬والدخول في التأليف‪،‬‬ ‫فإن املعارضة ستعمل لتحصد حقائب سيادية‬ ‫كفلها لها الدستور‪ ،‬وهي تتطلع إلى حقائب املالية‬ ‫واخلارجية والدفاع‪ ،‬بعد أن مت حصر وزارة الداخلية‬ ‫برئيس اجلمهورية الذي سيختار لها شخصا ً محايدا ً‬ ‫لإلشراف على االنتخابات النيابية وتأمني حيادية‬ ‫الدولة ونزاهة العملية االنتخابية‪.‬‬ ‫واذا ما مت اخلروج من أزمة التأليف‪ ،‬فان البيان الوزاري‪،‬‬ ‫سيكون امام االمتحان لتحقيق التضامن احلكومي‪،‬‬ ‫وتأكيد التوافق السياسي‪ ،‬وعلى مضمونه سيتوقف‬ ‫بقاء احلكومة او فرطها قبل ان تصل الى مجلس‬ ‫النواب لنيل الثقة‪ ،‬وان البند األساسي الذي سيشكل‬ ‫نقطة التجاذب واخلالف هو بند املقاومة وسالحها‪،‬‬ ‫والذي عليه وحوله تفجر الصراع في لبنان منذ قرار‬ ‫مجلس االمن ‪ ،1559‬وقد تنبهت املبادرة العربية الى‬ ‫ذلك فأعلنت في احد بنودها‪ ،‬ان تعتمد حكومة‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬ما ورد في البيان الوزاري للحكومة‬ ‫احلالية حول املقاومة‪ ،‬فهل يتم تنفيذ هذا البند‪،‬‬ ‫الذي لم يضمنه اتفاق الدوحة بل اشار الى تنظيم‬ ‫عالقة األحزاب بالسلطة‪ ،‬وقصد بذلك املقاومة‪ ،‬ولكن‬ ‫باحلوار‪ ،‬فهل يتم االتفاق على ان يتضمن البيان الوزاري‬ ‫فقرة ان سالح املقاومة يبحث في حوار وطني يرأسه‬ ‫رئيس اجلمهورية‪ ،‬ملنع انفجار احلكومة‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪43‬‬


‫الغالف‬ ‫فشل محاوالت زج الجيش في الصراع الداخلي وتهديد وحدته‬

‫العماد سليمان تعلم من تجارب قادة جيش سبقوه وربح الرهان‬ ‫ضباط هددوا باالستقالة وتراجعوا مع عدم وجود غطاء سياسي لهم‬ ‫خرج اجليش اللبناني من األزمة السياسية‬ ‫والدستورية‪ ،‬قويا ً ومتماسكاً‪ ،‬ومتكن من ان‬ ‫يحفظ وحدته‪ ،‬التي كادت ان تتهدد‪ ،‬اذ جنح‬ ‫قائده العماد ميشال سليمان في ان يبعده عن‬ ‫التجاذبات السياسية والصراعات الداخلية‪،‬‬ ‫فتمكن من ان يحفظ االمن ومينع انزالق البالد نحو‬ ‫احلرب االهلية‪ ،‬فشكل نقطة لقاء لكل االطراف‬ ‫السياسية التي اجتمعت على ان يفصل بينها‪،‬‬ ‫اذا ما وقعت اشتباكات بني احزابها‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حصل في احلوادث االمنية‪ ،‬التي اندلعت في اكثر‬ ‫من منطقة‪ ،‬منذ انفجار األزمة‪ ،‬وخروج املعارضة‬ ‫الى الشارع واعتماد التظاهر واالعتصام‪.‬‬ ‫وقد تعلم العماد سليمان من جتارب اسالفه‬ ‫من قادة اجليش‪ ،‬ال سيما اللواء فؤاد شهاب الذي‬ ‫منع زج اجليش في أزمتني سياسيتني االولى‬ ‫عندما حتركت املعارضة في ايلول ‪ 1952‬في‬ ‫عصيان مدني إلسقاط الرئيس بشارة اخلوري‪ ،‬مما‬ ‫اضطر االخير الى تقدمي استقالته وتعيني شهاب‬ ‫رئيسا ً للحكومة لإلشراف على انتخابات رئاسية‪،‬‬ ‫وانتخب كميل شمعون مرشح املعارضة رئيسا‬ ‫للجمهورية‪ ،‬الذي حاول ادخال اجليش في عام‬ ‫‪ 1958‬ضد املعارضة‪ ،‬لكن شهاب رفض طلبه‪ ،‬مما‬ ‫اضطر شمعون الى التراجع عن فكرة التجديد له‬

‫‪44‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫لوالية ثانية‪.‬‬ ‫هذه التجربة كانت ماثلة امام العماد سليمان‬ ‫وقبله العماد اميل حلود الذي شهد ايضا ً كيف‬ ‫انهار اجليش وتشرذم عندما استخدمه الرئيس‬ ‫امني اجلم ّيل ضد معارضيه‪ ،‬فرفض ايضا ً توريطه‬

‫من جديد‪ ،‬لكنه كان يشدد على ضرورة ان يكون‬ ‫اجليش وطنيا ً وله عقيدة وطنية‪ ،‬فيؤمن اإلجماع‬ ‫عليه‪ ،‬ويتراجع التشكيك فيه‪ ،‬كما حصل في‬ ‫السبعينيات والثمانينيات عندما مت اضعاف‬ ‫اجليش الذي رفض فريق سياسي لبناني تسليحه‬


‫وتدريبه في مواجهة إسرائيل‪ ،‬حتت عنوان «إن قوة‬ ‫لبنان في ضعفه» وهذا شعار رفعه بيار اجلم ّيل‪،‬‬ ‫مما وضع طرفا ً لبنانيا ً آخر ضد اجليش الذي كان‬ ‫يطالب بتسليحه‪ ،‬وهذا ما افقده دوره في احلفاظ‬ ‫على وحدته ومن ثم تكليفه حفظ األمن ومنع‬ ‫انفجار الصراع املسلح الداخلي‪.‬‬ ‫لقد درس العماد سليمان واقع اجليش جيداً‪،‬‬ ‫فلم يتركه على احلياد أو وضعه في الثكنات‪ ،‬مع‬ ‫اشتعال حرب أهلية فيه‪ ،‬بل ابلغ السياسيني‪ ،‬ان‬ ‫خالفاتكم السياسية يجب أال تخرج الى الشارع‪،‬‬ ‫ألن استخدامه‪ ،‬ستكون له انعكاسات سلبية‬ ‫على املؤسسة العسكرية التي يجب احلفاظ‬ ‫عليها‪ ،‬لتضمن بقاء املؤسسات الدستورية‬ ‫األخرى‪ ،‬واستمرار الوضع طبيعياً‪ ،‬ريثما يتم‬ ‫التوصل الى حل سياسي‪ ،‬حيث استطاع قائد‬ ‫اجليش أن يصل الى هذا الهدف‪ ،‬عندما طالبه‬ ‫املسؤولون والقياديون أن يتدخل لوقف اشتباكات‬ ‫في جامعة بيروت العربية واملدينة الرياضية‬ ‫ومحيطهما وبعض شوارع بيروت‪ ،‬كما منع‬ ‫حصول اشكاالت امنية في اكثر من منطقة‪،‬‬ ‫وكان امتحانه الكبير في مخيم نهر البارد‪،‬‬ ‫في مواجهة تنظيم «فتح اإلسالم» املعروف‬ ‫بانتمائه الى القاعدة‪ ،‬ومتكن من القضاء على‬ ‫هذا التنظيم االسالمي االصولي‪ ،‬الذي تبني ان له‬ ‫وجودا ً في مناطق عديدة من لبنان‪ ،‬فتم تفكيك‬ ‫زجه في صراع‬ ‫شبكات له‪ ،‬وقد فشلت محاولة ّ‬ ‫مع املقاومة وجمهورها في أحداث الشياح مار‬ ‫مخايل ومتّ جتاوز هذه احلوادث‪ ،‬من خالل القضاء‬ ‫والثقة املوضوعة باجليش وقائده الذي لم يتراجع‬ ‫عن دعمه للمقاومة التي تكن له كل التقدير بعد‬ ‫ان تعمدت بالدم املواجهة املشتركة بينهما ضد‬ ‫العدو االسرائيلي‪ ،‬حيث سقط للجيش عشرات‬ ‫الشهداء واجلرحى وتدمير مراكز له اثناء العدوان‬ ‫االسرائيلي صيف ‪ ،2006‬وهو ما زاد من الثقة‬ ‫الشعبية فيه‪ ،‬وعزز ترشيح قائد اجليش لرئاسة‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬ألنه على مسافة واحدة من اجلميع‪.‬‬ ‫وقد حاولت أطراف سياسية في ‪ 14‬شباط‬ ‫التشهير مبوقف اجليش في أثناء أحداث بيروت‪،‬‬ ‫واتهامه بأنه غض النظر عن حترك املعارضة التي‬ ‫سيطرت على العاصمة‪ ،‬وقد سعت هذه األطراف‬ ‫الى التشكيك بحيادية العماد سليمان‪ ،‬واعتباره‬ ‫انه لم يعد مرشحا ً توافقياً‪ ،‬لكن هذه احملاولة‬

‫فشلت‪ ،‬ألن الوقائع على االرض اكدت ان اجليش‬ ‫قام مبهمته خير قيام‪ ،‬ألنه في ظروف احلروب‬ ‫الداخلية‪ ،‬فإن الوضع يبقى دقيقاً‪ ،‬الن اجليش ال‬ ‫ميكنه معاجلة حرب شوارع بني املواطنني وجنح في‬ ‫ان يكون نقطة التواصل بني الطرفني املتنازعني‬ ‫ليفصل بينهما بناء لطلبهما‪ ،‬اال ان اخطر ما كان‬ ‫ينتظر اجليش هو تهديده من الداخل‪ ،‬كما حصل‬ ‫في مرحلة السبعينيات والثمانينيات‪ ،‬بالطلب‬ ‫من ضباط من طوائف ومذاهب معينة‪ ،‬اخلروج من‬ ‫املؤسسة العسكرية واالستقالة احتجاجا ً على‬

‫عدم حيادية اجليش في بيروت‪ ،‬وقد حترك عدد من‬ ‫الضباط من املسلمني السنة يقال إن عددهم‬ ‫حوالى اربعني‪ ،‬بتقدمي استقاالتهم‪ ،‬كما تناقلت‬ ‫وسائل اعالم وقوى سياسية‪ ،‬لكن قيادة اجليش‬ ‫نفتها ذلك‪ ،‬ونبهت السياسيني إلى عدم املس‬ ‫بوحدة اجليش‪.‬‬ ‫ومن الروايات التي متّ تداولها‪ ،‬ان تهديد‬ ‫ضباط باالستقالة‪ ،‬مت استيعابه‪ ،‬بعد ان تدخل‬ ‫النائب وليد جنبالط واتصل بالنائب سعد‬ ‫احلريري‪ ،‬وطالبه بالتدخل ملنع حصول هزة‬ ‫داخل اجليش فيدخل لبنان في فوضى أمنية‬ ‫وفتنة داخلية‪.‬‬ ‫كما تدخل جنبالط مع عدد من الضباط الدروز‬ ‫ونبههم من اي حترك سلبي‪ ،‬ردا ً على ما جرى في‬ ‫اجلبل‪ ،‬وأبلغهم انه يعالج املوضوع ولن تتوسع‬ ‫االشتباكات وانه اتخذ قرارا ً بعدم الدخول في‬ ‫معارك عسكرية‪ ،‬وسيسلم املكاتب والسالح‬ ‫الى اجليش‪ ،‬ألنه املؤسسة التي يجب احلفاظ‬ ‫عليها‪ ،‬ألن البديل هو دخول اجليش السوري‪،‬‬ ‫حيث انزعج رئيس احلزب التقدمي االشتراكي‬ ‫من تصريحات بعض حلفائه في قوى السلطة ال‬ ‫سيما سمير جعجع‪ ،‬وبعض الوزراء في احلكومة‬ ‫وقيادات من «تيار املستقبل» ضد اجليش‪ ،‬وقد‬ ‫طالب قائد «القوات اللبنانية» باستقدام قوات‬ ‫امن عربية واسالمية‪ ،‬وهو بذلك يؤكد عدم‬ ‫ثقته باجليش‪.‬‬ ‫ان محاولة فرط اجليش من قبل اطراف‬ ‫السلطة‪ ،‬تصب في اخلطة التي نفذتها اميركا‬ ‫في العراق عندما قامت بحل اجليش العراقي‬ ‫بناء لطلب احلاكم االميركي بول برمير الذي‬ ‫عاد واعترف بخطئه‪ ،‬مع االنهيار الذي اصاب‬ ‫املؤسسات وانتشار امليليشيات وقيام حروب‬ ‫مذهبية وطائفية وعرقية‪.‬‬ ‫لقد فشلت محاوالت زج اجليش بالصراعات‬ ‫الداخلية‪ ،‬وفي تهديد وحدته‪ ،‬وهذا ما فتح طريق‬ ‫القصر اجلمهوري أمام قائده العماد سليمان‪.‬‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪45‬‬


‫الغالف‬

‫ميشال سليمان رئيساً باإلجماع‬ ‫وثالث قائ ٍد للجيش في القصر الجمهوري‬ ‫بشارة اخلوري‬

‫كميل شمعون‬

‫فؤاد شهاب‬

‫شارل حلو‬

‫بإجماع لبناني وتأييد عربي وإقليمي‬ ‫ودولي‪ ،‬لم يشهده استحقاق رئاسي‬ ‫سابق‪ ،‬انتخب قائد اجليش العماد ميشال‬ ‫سليمان رئيساً للجمهورية‪ ،‬كمرشح‬ ‫توافقي‪ ،‬فنال ‪ 118‬صوتاً من أصل ‪ 127‬هو‬ ‫عدد مجلس النواب‪ ،‬ووجدت ستة أوراق‬ ‫بيضاء وثالث أوراق ملغاة‪.‬‬ ‫والعماد سليمان هو الرئيس ‪12‬‬ ‫للجمهورية بعد االستقالل في العام‬ ‫‪ ،1943‬وهو يتبوّأ سدة الرئاسة بعد أن‬ ‫فرغت قبل ستة أشهر مع انتهاء والية‬ ‫الرئيس أميل حلود‪ ،‬ولم ينتخب سلفاً له‬ ‫بسبب اخلالفات السياسية‪.‬‬ ‫وتنشر “منبر التوحيد” أهم وأبرز‬ ‫احملطات في سيرة الرئيس اجلديد‪ ،‬في‬ ‫قيادته للجيش‪ ،‬واملواقف التي كان‬ ‫يتخذها في املسائل الوطنية والسياسية‬ ‫واألمنية‪.‬‬ ‫والعماد سليمان هو الرئيس الثالث‬ ‫للجمهورية التي يصل إليها من قيادة‬ ‫اجليش بعد اللواء فؤاد شهاب والعماد‬ ‫إميل حلود‪.‬‬

‫سليمان‬ ‫قائد وإنسان ‪2008 – 1998‬‬ ‫من بلدة عمشيت املتربعة على عرش شاطئ‬ ‫احلرف والنور‪ ،‬الشاهدة على عظمة شعب جبل‬ ‫بدمائه الزكية تراب أرضه‪ ،‬إلى املدرسة احلربية‬ ‫مصنع الرجال األشداء‪ ،‬امللقى على عاتقهم‬ ‫حماية الوطن من ّ‬ ‫كل طامع وغادر‪ ،‬إلى االنخراط‬ ‫في ميدان العطاء وجتسيد القيم واملبادئ‬ ‫العسكرية‪ ،‬أفعاال ً يومية يظللها العلم اللبناني‬ ‫ولواء الشرف والتضحية والوفاء‪ ،‬إلى سدة‬ ‫قيادة اجليش وصوال ً إلى هذا اليوم‪ ،‬مسيرة خط‬ ‫صفحاتها قائد اجليش العماد ميشال سليمان‪،‬‬ ‫ليختصر حقبة من الزمن امتدت على مساحة‬

‫‪46‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫سليمان فرجنية‬

‫الياس سركيس بشير اجلميل‬

‫امني اجلميل‬

‫رينه معوض‬

‫الياس الهراوي‬

‫اميل حلود‬

‫وأن نكون ذراع الشرعية وليس بديالً عنها‪ ،‬وأن‬ ‫نبذل كل اجلهد من أجل تطوير املستوى الذي‬ ‫بلغه اجليش في تنظيمه‪ ،‬وانصهاره الوطني‪،‬‬ ‫وتوازنه املنزه عن الطائفية واملستند إلى الكفاءة‬ ‫واألهلية‪.‬‬

‫‪ ‬تطلعات كبيرة وخطوات واعدة‬

‫ميشال سليمان‬

‫الوطن الذي حمل جرحه بصمت أبلغ من الكالم‪،‬‬ ‫ومضى على طريقه متسلحا ً بقسم أكبر من‬ ‫احلياة‪ ،‬وإميان راسخ ال يتزحزح بسمو الرسالة‬ ‫احملصنة بسيل التضحيات ونهر دماء الشهداء‬ ‫الذي ال ينضب‪.‬‬

‫إلى س ّدة القيادة‬ ‫في الواحد والعشرين من كانون األول عام‬ ‫‪ ،1998‬مرحلة جديدة في املسيرة الطويلة بدأت‬ ‫خطوتها األولى بتولي العماد سليمان سدة‬ ‫قيادة اجليش‪ ،‬فكان أمر اليوم األول الذي توجه به‬ ‫إلى العسكريني باملناسبة‪ ،‬املعبر في خطوطه‬ ‫العريضة عما يجول في خاطره من مبادئ وثوابت‪،‬‬ ‫تؤسس لنهضة اجليش ليكون احلارس األمني‬ ‫للوطن‪ ،‬القادر على صونه ودرء العواصف عنه‪.‬‬

‫وقد جاء في أمر اليوم‬ ‫في يقيني أن اسطع مبادئ الوفاء واالئتمان‪،‬‬ ‫تتجلى في التزام أوامر السلطة اإلجرائية وفي‬ ‫االبتعاد كل البعد عن التجاذبات السياسية‪،‬‬

‫منذ ذلك اليوم انطلقت ورشة العمل‬ ‫في القيادة عبر اجتماعات مكثفة بني قائد‬ ‫اجليش وأركان هذه القيادة‪ ،‬وقادة الوحدات‬ ‫الكبرى‪ ،‬للنهوض باملؤسسة في مختلف‬ ‫اجملاالت‪ ،‬كما مت إرساء جملة من الثوابت‬ ‫الوطنية والعسكرية‪ ،‬مبا يتوافق مع القضايا‬ ‫الوطنية املطروحة واملصلحة العليا للوطن‪.‬‬ ‫في مجال الدفاع‪ ،‬كان القرار بنشر نصف‬ ‫وحدات اجليش على خطوط املواجهة مع‬ ‫العدو اإلسرائيلي في اجلنوب والبقاع الغربي‪،‬‬ ‫وكانت األوامر واضحة بدعم املقاومة‬ ‫الوطنية‪ ،‬والتصدي الفوري ألي اعتداء‬ ‫إسرائيلي بكل اإلمكانيات والوسائل املتوافرة‪.‬‬ ‫وعلى الصعيد األمني‪ ،‬أكد العماد سليمان‬ ‫في توجيهاته إلى العسكريني بأن االستقرار‬ ‫األمني في البالد هو من املقدسات‪ ،‬ومن‬ ‫دونه ال ميكن أن تقوم دميقراطية وحرية أو‬ ‫تتحقق عدالة اجتماعية أو يزدهر اقتصاد‪.‬‬ ‫أعطيت‬ ‫اإلمنائي‬ ‫الصعيد‬ ‫وعلى‬ ‫التوجيهات خملتلف وحدات اجليش بوجوب‬ ‫اإلسهام بفعالية في هذا اجملال احليوي‬ ‫انطالقا ً من أن األمن والنهوض اإلمنائي‬ ‫واالقتصادي في البالد توأمان ال ينفصالن‪.‬‬ ‫أما في اإلطار الداخلي للمؤسسة فقد ركز‬ ‫قائد اجليش على االهتمام األقصى بالتدريب‬ ‫للمحافظة على أعلى جهوزية لدى األفراد‬ ‫واجملموعات‪ ،‬ومبوازاة ذلك لم يدخر العماد‬ ‫سليمان جهدا ً في سبيل توفير املستطاع‬ ‫من العتاد والسالح ضمن املوازنة اخملصصة‬ ‫للجيش وقبول املساعدات من الدول الشقيقة‬ ‫والصديقة‪ ،‬مشترطا ً في ذلك أن ال تؤدي‬ ‫هذه املساعدات إلى رسم سياسة اجليش أو‬ ‫التدخل في أدائه‪.‬‬


‫‪ ‬عني على اجلنوب‬ ‫وعني على الداخل‬ ‫‪ ‬في خطواته األولى التي بدأت مع مطلع‬ ‫العام ‪ ،1999‬أكد العماد سليمان للضباط‬ ‫والعسكريني خالل‪ ‬جولته على الوحـدات‬ ‫العسكـرية املنتشرة على جبهة املواجهـة‬ ‫في شرقي صيدا وإقليـم التفـاح بتاريـخ‬ ‫‪ ،1999/1/14‬على الدور الوطني للمؤسسة‬ ‫العسكرية في الدفاع عن اجلنوب والبقاع الغربي‬ ‫في وجه العدو اإلسرائيلي‪ ،‬وفي احملافظة على‬ ‫األمن الداخلي للبالد‪ ،‬مشددا ً على أن التهديدات‬ ‫اإلسرائيلية مبختلف أشكالها‪ ،‬لن تثنينا عن‬ ‫ممارسة حقنا املشروع في الدفاع عن أرضنا‪.‬‬

‫‪ ‬زيارة امللك عبد اهلل الثاني‬ ‫الى لبنان‬ ‫وفي سياق النهج الذي اتبعه لتفعيل عالقات‬ ‫التعاون بني اجليش اللبناني واجليوش الشقيقة‬ ‫والصديقة‪ ،‬التقى العماد سليمان بتاريخ ‪1999 /12/30‬‬ ‫العقيد الركن الدكتور بشار األسد في حفل‬ ‫إفطار أقامه على شرفه في منزله في الفياضية‪،‬‬ ‫وكانت مناسبة مت خاللها عرض العالقات األخوية‬ ‫بني اجليشني الشقيقني‪.‬‬

‫‪ ‬عملية الضنية‬ ‫في أول محطة أمنية حاسمة خاض غمارها‬ ‫اجليش بإشراف العماد سليمان شخصياً‪ ،‬قامت‬ ‫وحدات منه مع مطلع العام ‪ 2000‬بتنفيذ عملية‬ ‫عسكرية واسعة في منطقة جرود الضنية ضد‬ ‫اكبر مجموعة إرهابية منظمة عرفتها البالد‪ ،‬حيث‬ ‫متكنت قوى اجليش من القضاء على هذه اجملموعة‬ ‫واعتقال معظم أفرادها‪ ،‬وقد سقط للجيش‬ ‫في حينه ضابط وعشرة عسكريني شهداء‪.‬‬ ‫وفي جولته على منطقة الضنية‪ ،‬أكد العماد‬ ‫سليمان أمام العسكريني أن من يتعرض ملسيرة‬ ‫األمن يتساوى باملتعامل مع العدو‪ ،‬كما توجه‬ ‫إلى أهل الضنية قائالً لهم أن هذا اجليش هو‬ ‫جيشكم‪ ،‬والضنية وأهلها براء من قتلة غادرين‬ ‫يحاولون تشويه صورتها وصورة أهلها‪.‬‬

‫‪ ‬فجر التحرير‬ ‫اخلامس والعشرون من شهر أيار عام ‪،2000‬‬ ‫يوم تاريخي في حياة لبنان‪ ،‬متثل باندحار العدو‬ ‫اإلسرائيلي عن القسم األكبر من أراضي اجلنوب‬ ‫والبقاع الغربي‪ ،‬وبهذه املناسبة وجه العماد‬ ‫سليمان أمر اليوم إلى العسكريني جاء فيه‪:‬‬ ‫إن أهم ما ينتظركم هو حماية هذا االنتصار‬ ‫الوطني مما يخفيه العدو اإلسرائيلي من دسائس‬ ‫ومخططات‪ ،‬وقدرات اجليش جميعها يجب أن‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪47‬‬


‫الغالف‬ ‫تكون جاهزة ملد يد العون إلى املواطنني‪ ،‬توخيا ً‬ ‫لإلسراع بعودة اجلنوب إلى أحضان الوطن‪.‬‬ ‫وتأكيدا ً على ترسيخ حالة االستقرار في املناطق‬ ‫احملررة‪ ،‬اتخذ القرار السياسي بإرسال قوة أمنية‬ ‫إليها‪ ،‬مؤلفة من وحدات تابعة لقوى األمن الداخلي‪،‬‬ ‫ووحدات أخرى تابعة للجيش شكلت عظيم هذه‬ ‫القوة‪ .‬واستكماال ً للتحرير شكلت قيادة اجليش‬ ‫جلنة من الضباط لترسيم اخلط األزرق على احلدود‬ ‫اجلنوبية‪ ،‬وباشرت عملها خالل شهر حزيران‬ ‫بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية وقد متكنت‬ ‫اللجنة من إجناز مهامها بعد أن بذلت جهودا ً‬ ‫جبارة في سبيل احلفاظ على احلقوق اللبنانية‪.‬‬ ‫وفي حدث إقليمي الفت‪ ،‬أعلن بتاريخ ‪2000/6/10‬‬ ‫عن وفاة‪ ‬الرئيس السوري حافظ األسد‪ ،‬ولهذه‬ ‫املناسبة توجه قائد اجليش العماد ميشال‬ ‫سليمان بتاريخ ‪ 2000/6/13‬إلى دمشق على رأس‬ ‫قدم التعازي للفريق‬ ‫وفد من كبار الضباط حيث ّ‬ ‫بشار األسد الذي انتخب بتاريخ ‪2000/7/10‬‬ ‫رئيسا ً للجمهورية العربية السورية‪.‬‬

‫‪ ‬حتوالت مصيرية ووقفة وطنية‬ ‫مسؤولة‬

‫بنتيجة االجتماع إعادة انتشار القوات السورية في‬ ‫لبنان وقد شرعت هذه القوات بعد يومني بتنفيذ‬ ‫انسحابات واسعة من مناطق اجلبل والشمال‪.‬‬ ‫‪ ‬ومن اجلدير ذكره‪ ،‬اخلطوة النوعية البارزة التي‬ ‫شهدتها املؤسسة العسكرية خالل هذا العام‬ ‫في مجال تطوير بنيتها التنظيمية‪ ،‬فإزاء تعاظم‬ ‫دور اجليش وتوسع مهامه الدفاعية واألمنية‬ ‫واإلمنائية على مساحة الوطن‪ ،‬وفي ظل صدور‬ ‫قانون إلغاء خدمة العلم في ‪ ،2005/2/4‬باشرت‬ ‫قيادة اجليش بتنفيذ مخطط إعادة تنظيم‬ ‫وهيكلة اجليش‪ ،‬عبر إعادة تنظيم األلوية‬ ‫مبا يتناسب مع عديدها وحتويلها إلى ألوية‬ ‫خفيفة‪ ،‬إضافة إلى إنشاء فوجي مدرعات‪.‬‬ ‫استمرت األوضاع بالتفاقم وصوال ً إلى تظاهرتي ‪8‬‬ ‫و‪ 14‬آذار‪ ،‬وأمام االنقسام احلاد بني املعارضة واملواالة‬ ‫في حينه‪ ،‬وعجز اآلليات الدستورية عن إعادة‬ ‫إنتاج االستقرار السياسي في البالد‪ ،‬رأى العماد‬ ‫سليمان أن الوضع القائم بات يهدد سالمة‬ ‫الوطن واستقراره ووحدة شعبه‪ ،‬حيث أطلق‬ ‫شعاره الشهير “اإلرادة الوطنية اجلامعة” وجوهر‬ ‫هذا الشعار يقوم على التزام اجليش تنفيذ قرارات‬ ‫السلطة اإلجرائية املستندة الى هذه االرادة‪،‬‬ ‫وفي إطار املصلحة الوطنية العليا‪ .‬ترافقت هذه‬ ‫التطورات املتسارعة الحقا ً مع صدور تقرير بعثة‬ ‫التقصي الدولية حول جرمية اغتيال الرئيس‬ ‫الشهيد رفيق احلريري التي كانت قد شكلت بقرار‬ ‫من مجلس األمن‪ .‬إضافة إلى تفجيرات إرهابية‬ ‫طاولت العديد من املناطق اللبنانية‪.‬‬

‫عدوان ‪ 12‬متوز ‪2006‬‬ ‫العام ‪ ،2005‬كان عام التحوالت املصيرية‬ ‫بامتياز‪ ،‬إذ شهد أحداثا ً أمنية خطيرة وتطورات‬ ‫متسارعة كان لها أثرها البالغ على مسار احلياة‬ ‫السياسية اللبنانية‪ ،‬ففي الرابع عشر من شباط‬ ‫اهتز لبنان بأسره جلرمية االغتيال الوحشية التي‬ ‫أودت بحياة الرئيس رفيق احلريري وعدد من رفاقه‬ ‫بينهم الوزير السابق باسل فليحان‪ ،‬في انفجار‬ ‫هائل تعرض له موكبه بالقرب من فندق السان‬ ‫جورج‪ ،‬وقد القت هذه اجلرمية استنكارا ً محليا ً‬ ‫وإقليميا ً ودوليا ً واسعاً‪ ،‬وفي الثامن والعشرين‬ ‫من شهر شباط عقدت جلسة مناقشة نيابية‬ ‫صاخبة رافقها جتمع حشود شعبية أمام مقر‬ ‫اجمللس منددة باحلكومة ومطالبة بإسقاطها‪ ،‬وإزاء‬ ‫احتدام الوضع كان قرار قيادة اجليش احلازم والواعي‬ ‫بعدم االصطدام مع املتظاهرين‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫عينه عدم السماح لهؤالء مبحاولة اقتحام مقر‬ ‫مجلس النواب أو أي من املؤسسات الدستورية‪.‬‬ ‫خالل جلسة املناقشة أعلن الرئيس عمر كرامي‬ ‫تقدمي استقالته مما أحدث انعطافا ً أساسيا ً في‬ ‫احلركة السياسية الداخلية‪ ،‬وفي السابع من‬ ‫شهر آذار اجتمع اجمللس األعلى اللبناني السوري‬ ‫برئاسة الرئيسني اميل حلود وبشار األسد‪ ،‬وتقرر‬

‫‪48‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫مرَّة جديدة دفع العدو اإلسرائيلي بأسلحته‬ ‫املد ِّمرة باجتاه لبنان في حرب مفتوحة بدأت من‬ ‫اجلنوب في ‪ 12‬متوز حتت ذريعة خطف املقاومة‬ ‫جنديني إسرائيليني‪ ،‬وما لبثت أن امت َّدت إلى‬ ‫املناطق اللبنانية كافة‪ ،‬كما استهدف العدوان‬ ‫مواقع اجليش على كامل رقعة الوطن‪ ،‬مرتك ًبا‬ ‫مجازر بشعة ال سيما في فوج األشغال املستقل‬ ‫في اجلمهور وفي مركزي وجه احلجر والعبدة‬ ‫التابعني للقوات البحرية في منطقة الشمال‪،‬‬ ‫حاص ًدا ‪ 47‬شهي ًدا وعددا ً كبيرا ً من اجلرحى‪.‬‬ ‫وخالل هذه احلرب كان اجليش في ساحة املواجهة‬ ‫يعكس صورة الوطن بحيث قامت وحداته في‬ ‫أماكن انتشارها بأداء دورها الدفاعي بكل القدرات‬ ‫املتاحة لديها‪ ،‬من خالل التص ِّدي للطائرات املعادية‬ ‫وإحباط العديد من محاوالت اإلنزال والتسلل ال‬ ‫سيما في صور والبقاع وسلسلة اجلبال الغربية‪.‬‬ ‫وفي أثناء احلرب كان للعماد سليمان سلسلة‬ ‫من اجلوالت امليدانية على الوحدات العسكرية‬ ‫املنتشرة في مختلف املناطق ومن بينها مراكز‬ ‫اجليش التي استهدفها العدوان اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وبعد مرور أكثر من شهر كارثي ومأسوي على‬ ‫الصعد كافة‪ ،‬وخالصة مشاورات ماراتونية‪،‬‬ ‫تبنَّى مجلس األمن فجر ‪ 11‬آب وباإلجماع‬ ‫القرار ‪ 1701‬الذي دعا إلى وقف كامل جلميع‬

‫األعمال احلربية‪ ,‬وانتشار اجليش اللبناني وقوى‬ ‫تابعة لألمم املتحدة جنوبي نهر الليطاني‪.‬‬ ‫وفور صدور القرار‪ ،‬سارعت دول عديدة للتعبير‬ ‫عن رغبتها بتقدمي مساعدات تقنية ولوجستية‬ ‫للجيش‪ ،‬وذلك في ظل مناخ من التشكيك‬ ‫بقدرته على القيام بهذه املهمة الكبيرة‬ ‫والدقيقة‪ ،‬لكن العماد سليمان آثر أن يقوم اجليش‬ ‫مبفرده وبطاقاته الذاتية بتنفيذ عملية االنتشار‪،‬‬ ‫بعد أن استدركت القيادة مسبقا ً وأثناء العدوان‬ ‫إمكانية حصول هذا اإلحتمال وعملت على إعداد‬ ‫كامل اخلطط التنظيمية واللوجستية املناسبة‪.‬‬ ‫عند الثامنة من صباح ‪ 14‬آب تو َّقف العدوان‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬لتنطلق رحلة عودة النازحني‪ ‬إلى‬ ‫أرضهم وبيوتهم‪ .‬ويسارع اجليش اللبناني بعد‬ ‫غياب جاوز الثالثة عقود للتوجه إلى حدوده‬ ‫اجلنوبية‪ ،‬و ينشر نحو ‪ 15‬ألفا ً من عناصره‬ ‫خالل أيام معدودة في أكبر عملية انتشار له‬ ‫في تاريخ لبنان‪ ،‬أطلق عليها اسم “ اإلرادة‬ ‫الوطنية اجلامعة”‪ ،‬فيما تزامنت هذه املهمة مع‬ ‫نشر اجليش نحو تسعة آالف من عناصره على‬ ‫امتداد احلدود البرية والبحرية اللبنانية لضبط‬ ‫املعابر ومنع أعمال التهريب على أنواعها‪،‬األمر‬ ‫الذي أدهش اجملتمع الدولي وأثار إعجابه‬ ‫بكفاءة اجليش اللبناني ودوره الوطني الكبير‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪2006/10/2‬رفع العماد سليمان العلم‬ ‫اللبناني على تلَّة اللبونة احلدودية املتاخمة‬ ‫لرأس الناقورة‪ ،‬وجال على القوى املنتشرة‬ ‫يتفق ُّدها وميضي يومني مع اجلنود في خيمة‬ ‫ن ُصبت قرب عني إبل‪ ،‬ويخاطبهم قائالً‪“ :‬إعلموا‬ ‫أنكم هنا ليس ملشاهدة ما يحصل‪ ،‬وأن كل‬ ‫خرق تقوم به قوات اإلحتالل يجب التصدي‬ ‫له بالقوة الالزمة ومبا لديكم من أسلحة»‪.‬‬ ‫وإذا كانت الشهادة في سبيل الوطن هي أعلى‬ ‫مراتب التضحية‪ ،‬فإن الوفاء لدماء الشهداء‬ ‫هو واجب يقع في صلب مبادئ املؤسسة‬ ‫العسكرية وتقاليدها العريقة‪ ،‬والتزاما ً بذلك‬ ‫وبرعاية قائد اجليش العماد ميشال سليمان‬ ‫وحضور ذوي الشهداء‪ ،‬أقيم احتفال في اليرزة‬ ‫بتاريـخ‪ 2006/10/27‬جرى خالله تكرمي ‪ 47‬شهيدا ً‬ ‫سقطوا إبان العدوان اإلسرائيلي على لبنان‪.‬‬ ‫مع مطلع العام ‪ 2007‬بدأت املعارضة اإلعداد‬ ‫لتحرك شعبي من نوع جديد‪ ،‬ترجم بدعوتها‬ ‫اللبنانيني في الثالث والعشرين من شهر كانون‬ ‫الثاني‪ ،‬إلى اإلضراب العام وإقامة جتمعات شعبية‬ ‫بهدف قطع الطرقات العامة في مختلف املناطق‬ ‫اللبنانية‪ .‬وإزاء هذا الوضع الشديد التأزم‪ ،‬اتخذت‬ ‫قيادة اجليش تدابير أمنية مكثفة شملت جميع‬ ‫املناطق اللبنانية‪ ،‬وأعطيت التعليمات للوحدات‬ ‫العسكرية ببذل أقصى اجلهود ملنع إغالق‬ ‫الطرقات‪ ،‬وضمان عدم التعدي على أمن املواطنني‬ ‫وسالمتهم وعلى املمتلكات العامة واخلاصة‪.‬‬

‫مواجهة اإلرهاب‬ ‫في الوقت الذي تنتشر فيه وحدات اجليش على‬


‫امتداد مساحة الوطن في مهام الدفاع عن احلدود‬ ‫اجلنوبية‪ ،‬وضبط ومراقبة احلدود البرية والبحرية‬ ‫وحماية األمن واالستقرار في الداخل‪ ،‬وإثر‬ ‫مداهمة قوى األمن الداخلي خللية تابعة لتنظيم‬ ‫“فتح اإلسالم” اإلرهابي قام أفرادها بالسطو على‬ ‫أحد املصارف في منطقة الكورة‪ ،‬فوجئت مراكز‬ ‫اجليش في محيط نهر البارد وضواحي مدينة‬ ‫طرابلس فجر ‪ ، 2007/5/20‬بهجوم غادر نفذه‬ ‫إرهابيو هذا التنظيم‪ ،‬الذين طاولوا بإجرامهم‪ ‬‬ ‫الوحشي عددا ً من‪ ‬العسكريني العزّل املنتقلني‬ ‫إلى منازلهم أو إلى مراكز اخلدمة‪ ،‬وذلك عن‬ ‫سابق تصور وتصميم‪ ،‬في محاولة تهدف إلى‬ ‫النيل من هيبة الدولة ومؤسساتها‪ ،‬وإرهاب‬ ‫اجليش في ظل التجاذبات السياسية احلادة التي‬ ‫تشهدها البالد‪ ،‬وبالتالي إخضاع مدينة طرابلس‬ ‫ومخيمي البداوي ونهر البارد إلى نفوذهم‪.‬‬ ‫لكن حساباتهم جاءت خاطئة‪ ،‬حيث استعادت‬ ‫قوى اجليش زمام املبادرة فوراً‪ ،‬وقامت بردة فعل‬ ‫سريعة‪ ،‬متكنت خاللها من استرجاع مراكزها‬ ‫والقضاء على بعض اإلرهابيني وتوقيف بعضهم‬ ‫اآلخر‪ ،‬كما أحكمت الطوق على مخيم نهر البارد‪.‬‬ ‫وعند هذا احلد‪ ،‬اتخذ قائد اجليش العماد ميشال‬ ‫سليمان قرارا ً بوقف الهجوم‪ ،‬حرصا ً منه‬ ‫على حياة املدنيني اللبنانيني والفلسطينيني‪،‬‬ ‫وإفساحا ً في اجملال أمام مساع قامت بها جهات‬

‫عديدة لتسليم القتلة إلى العدالة‪ ،‬لكن جميع‬ ‫املبادرات باءت بالفشل‪ ،‬نتيجة تعنّت تنظيم فتح‬ ‫اإلسالم ومتسكه بسلوكه اإلجرامي العبثي‪.‬‬ ‫وإزاء هذا الواقع اتخذت قيادة اجليش القرار‬ ‫باحلسم العسكري التدريجي آخذة في عني‬ ‫االعتبار األمور التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬احلفاظ على أرواح املدنيني‪ ،‬وإعطائهم الوقت‬‫الكافي ملغادرة اخمليم‪.‬‬ ‫‪ ‬االستمرار بدعوة املسلحني لتسليم‬‫أنفسهم إلى اجليش‪ ،‬مع التشديد على إجراء‬ ‫محاكمة عادلة أمام القضاء‪.‬‬ ‫‪ ‬احلد من اخلسائر البشرية في صفوف‬‫العسكريني نظرا ً للكمية الهائلة من األلغام‬ ‫واألفخاخ التي زرعها املسلحون في كل أرجاء اخمليم‪،‬‬ ‫واحلد قدر اإلمكان من األضرار في ممتلكات املدنيني‪.‬‬ ‫لقد كان موقف العماد سليمان حاسما ً منذ‬ ‫البداية‪ ،‬إذ أكد أن أي حل ال يتضمن تسليم‬ ‫اجملرمني إلى العدالة‪ ،‬هو مبثابة إساءة إلى كرامة‬ ‫اجليش والوطن‪ ،‬واعتداء صارخ على السيادة‬ ‫الوطنية‪ ،‬واعتبر بأن قرار العملية‪ ،‬صائب وصحيح‬ ‫وال ميكن التراجع عنه‪ ،‬فخير للعسكريني‬ ‫أن يتلقوا اإلصابات بصدورهم على أن تطال‬ ‫الوطن بأسره ‪ ،‬مشيرا ً إلى أن التفاف اللبنانيني‬ ‫واالخوة الفلسطينيني مبختلف فصائلهم‬ ‫وتوجهاتهم حول اجليش‪ ،‬هو تأكيد على إدانة‬

‫االعتداء ومبايعة للمؤسسة العسكرية‬ ‫على شرف املهمة التي تتولى القيام بها‪.‬‬ ‫وفي النشرة التوجيهية التي عممت على‬ ‫العسكريني بتاريخ ‪ ،2007/6/22‬اعتبر قائد اجليش‬ ‫بأن دماء الشهداء العسكريني واملدنيني هي أمانة‬ ‫في أعناق اجليش الذي لن يستكني قبل حتقيق‬ ‫العدالة كاملة‪ ،‬وهي عامل توحيد للوطن‪ ،‬تسمو‬ ‫على أي توظيف أو طموح سياسي‪ ،‬وتخرج من‬ ‫حساب املكاسب في سوق الغالب واملغلوب‪،‬‬ ‫ويجب أن تشكل عبرة جلميع القادة واملسؤولني‬ ‫السياسيني في البالد‪ ،‬تدفعهم بأسرع وقت‬ ‫ممكن إلى وقف االنقسام الداخلي ونبذ ثقافة‬ ‫التصادم‪ ،‬والتالقي واحلوار مجددا ً من أجل إيجاد‬ ‫احللول خملتلف املشاكل القائمة‪.‬‬ ‫‪ ‬في‪ ‬الثاني من أيلول حتقق الوعد الذي قطعه‬ ‫العماد سليمان للشعب اللبناني‪ ،‬بإنهاء قوى‬ ‫اجليش سيطرتها امليدانية على آخر معقل من‬ ‫معاقل اإلرهابيني في مخيم نهر البارد‪ ،‬بعد ان اقدم‬ ‫من تبقى منهم على التسلل حتت جنح الظالم في‬ ‫محاولة يائسة للفرار‪ ،‬حيث وقعوا في أغلبيتهم‬ ‫الساحقة بني قتيل وأسير في قبضة اجليش‪.‬‬ ‫لقي انتصار اجليش على اإلرهاب ثناء األوساط‬ ‫احمللية والعربية والدولية على السواء‪ ،‬فيما اندفع‬ ‫اللبنانيون بكليتهم إلى الساحات والشوارع‬ ‫ابتهاجا ً بعودة العسكريني األبطال من ساحة‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪49‬‬


‫الغالف‬ ‫القتال‪ ،‬وعمت االحتفاالت مختلف املناطق‬ ‫اللبنانية اعتزازا ً باجليش وتقديرا ً لتضحياته‪،‬‬ ‫وفي إطار هذا االنتصار متكنت قوى اجليش بتاريخ‬ ‫‪ 2007/9/15‬في محيط بلدة تربل شماال ً من‬ ‫توقيف ‪ 4‬عناصر فارين من تنظيم فتح اإلسالم‪،‬‬ ‫بينهم الناطق اإلعالمي باسمه املدعو محمد‬ ‫صالح زواوي املعروف بابو سليم طه‪ ،‬كما تسلمت‬ ‫بتاريخ ‪ 2007/10/1‬من اللجنة املشتركة للفصائل‬ ‫الفلسطينية في مخيم البداوي عضو مجلس‬ ‫شورى التنظيم املدعو ناصر إسماعيل ومرافقه‪.‬‬

‫وبقيادته احلكيمة‪ ،‬وثقتهم الراسخة بدوره‬ ‫الوطني في احلفاظ على مسيرة السلم األهلي‬ ‫وإنقاذ الوطن من األزمات التي تعصف به‪.‬‬ ‫بدأ موعد انتهاء والية رئيس اجلمهورية يقترب‬ ‫أكثر فأكثر‪ ،‬فيما استمر الغموض يتحكم بوقع‬ ‫األحداث‪ ،‬واملساعي احمللية واإلقليمية والدولية‬ ‫تنشط في غير اجتاه بهدف إمتام التوافق على‬ ‫إجراء االنتخابات الرئاسية جتنبا ً حلصول فراغ‬ ‫رئاسي‪ ،‬وفي هذا اإلطار جاءت املبادرة الفرنسية‬ ‫التي حملها معه وزير خارجية فرنسا السيد‬

‫‪ ‬االستحقاق الرئاسي‬ ‫مع قرب االستحقاق الرئاسي‪ ،‬وسريان املهلة‬ ‫حدة‬ ‫احملددة النتخاب رئيس للجمهورية‪ ،‬تصاعدت ّ‬ ‫التجاذبات السياسية في البالد‪ ،‬في ظل تلويح‬ ‫املواالة بإجراء االنتخابات على قاعدة نصاب‬ ‫النصف زائدا ً واحدا ً في حال تعذر التوافق‪ ،‬ورد‬ ‫املعارضة بعدم االعتراف بالرئيس املنتخب وتأكيد‬ ‫جلوئها إلى خيارات متعددة في حال مت هذا األمر‪ ،‬‬ ‫ومما زاد الوضع تفاقما ً تعرض‪ ‬موكب النائب انطوان‬ ‫غامن‪ ‬في منطقة حرش تابت بتاريخ ‪ 2007/9/20‬‬ ‫النفجار إرهابي كبير‪ ،‬أدى إلى استشهاده وعددٍ‬ ‫من رفاقه ومن املواطنني‪ ،‬كما أدى إلى حصول‬ ‫أضرار مادية جسيمة في املباني احمليطة باالنفجار‪.‬‬ ‫ونتيجة إلستمرار األوضاع املتشنجة وعدم‬ ‫حصول التوافق‪ ‬املنشود‪ ،‬أعلن رئيس مجلس‬ ‫النواب األستاذ نبيه بري تأجيل جلسة‬ ‫االنتخابات املقررة في اخلامس والعشرين من‬ ‫أيلول إلى الثالث والعشرين من تشرين األول‪،‬‬ ‫ومن ثم إلى الثاني عشر من تشرين الثاني‬ ‫والحقا ً إلى الواحد والعشرين من الشهر نفسه‪.‬‬ ‫وسط هذه األجواء ‪ ،‬تناول بعض وسائل اإلعالم‬ ‫وعدد من املسؤولني واحملللني السياسيني‪ ،‬مسألة‬ ‫ترشح قائد اجليش إلى سدة رئاسة اجلمهورية‪،‬‬ ‫وموقف اجليش في حال حصول فراغ رئاسي‪،‬‬ ‫وقد جاء رد العماد سليمان واضحا ً اكثر من‬ ‫مرة‪ ،‬بأنه خارج إطار املنافسات السياسية‪،‬‬ ‫وأن طموحه يقتصر فقط على ضمان وحدة‬ ‫اجليش وإنقاذ لبنان‪ ،‬داعيا ً اجلميع إلى عدم زج‬ ‫املؤسسة العسكرية في صراعاتهم ومزايداتهم‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫ونظرا ً لتمادي البعض في محاولة إدخال‬ ‫املؤسسة العسكرية في خضم التجاذبات‬ ‫السياسية‪ ،‬وزج أسم قائد اجليش كمرشح‬ ‫للرئاسة‪ ،‬اتخذ العماد سليمان موقفا ً واضحا ً‬ ‫من املوضوع في بيان صدر عن قيادة اجليش‪ ،‬دعا‬ ‫فيه املهتمني والغيارى إلى إخراج اسمه من البازار‬ ‫السياسي حرصا ً على إبقاء املؤسسة العسكرية‬ ‫خارج إطار التجاذبات‪ ،‬وذلك إلمتام مهامها‬ ‫املستمدة من اإلرادة الوطنية اجلامعة‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫وأنه غير مرشح ألي منصب التزاما ً منه بالدستور‪.‬‬ ‫وقد لقي هذا املوقف تقدير مختلف املرجعيات‬ ‫السياسية والروحية في البالد‪ ،‬وحاز إعجاب‬ ‫اللبنانيني الذين ع ّبروا عن اعتزازهم باجليش‬

‫‪50‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫برنار كوشنير‪ ،‬واقترح من خاللها على البطريرك‬ ‫صفير وضع الئحة بأسماء عدد من املرشحني‪،‬‬ ‫وتقدميها إلى كل من رئيسي مجلس النواب‬ ‫األستاذ نبيه بري ورئيس كتلة املستقبل‬ ‫الشيخ سعد احلريري‪ ،‬لدرسها مع طرفي املواالة‬ ‫واملعارضة وانتقاء أحد األسماء التوافقية‪ ،‬وقد‬ ‫لبى البطريرك صفير هذه الرغبة‪ ،‬لكن التوافق‬ ‫لم يحصل وبقي الوضع على حاله‪ ،‬األمر الذي‬ ‫استدعى حضور وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا‬ ‫وأسبانيا وأمني عام جامعة الدول العربية السيد‬ ‫عمرو موسى بتاريخ ‪ 2007/11/19‬إلى لبنان ‪،‬‬ ‫وإجراء لقاءات مع أقطاب املعارضة واملواالة من‬ ‫دون الوصول إلى أي نتيجة تذكر‪ .‬وإزاء هذا الواقع‬ ‫عم القلق واخلوف نفوس املواطنني من إمكانية‬ ‫ّ‬ ‫حصول فراغ رئاسي‪ ،‬وما ستحمله األيام القادمة‬ ‫من مخاطر جسيمة على الوطن‪ ،‬لكن موقف‬

‫العماد سليمان الذي عبر عنه في أمر اليوم‬ ‫الذي وجهه إلى العسكريني بتاريخ ‪،2007/11/20‬‬ ‫مبناسبة الذكرى الرابعة والستني لعيد االستقالل‪،‬‬ ‫أتى مبثابة إمالء للفراغ املنتظر‪ ،‬مبددا ً هواجس‬ ‫اللبنانيني من خالل تأكيده على عدد من ثوابت‬ ‫اجليش التي حتفظ سالمة الوطن واستقراره‪ ،‬ومما‬ ‫قاله‪ :‬دوركم الوطني متليه عليكم دماء الشهداء‪،‬‬ ‫وثقة املواطنني الذين يدعونكم إلى صون أمنهم‬ ‫واستقرارهم ومنع التعديات على أرواحهم‬ ‫وأرزاقهم‪ ،‬واعلموا أن أي اعتداء على األمن هو‬ ‫خيانة وطنية‪ ،‬وكل سالح يوجه إلى الداخل هو‬ ‫ّ‬ ‫احملك‪ ،‬وأنتم ُحماته‪،‬‬ ‫سالح خائن‪ ،‬فالوطن على‬ ‫فال تتهاونوا وال تستكينوا‪ ،‬إذ سيخرج لبنان‬ ‫أقوى من ذي قبل فخورا ً بتضحياتكم وتفانيكم‪.‬‬ ‫‪ ‬مجددا ً أعلن الرئيس بري عن تأجيل جلسة‬ ‫االنتخاب املقررة في الواحد والعشرين من شهر‬ ‫تشرين الثاني‪ ،‬إلى الثالث والعشرين والحقا ً‬ ‫إلى الثالثني من الشهر نفسه‪ ،‬ومساء اليوم‬ ‫األخير النتهاء والية الرئيس اميل حلود‪ ،‬صدر عن‬ ‫رئاسة اجلمهورية إعالن رئاسي كلف مبوجبه‬ ‫اجليش صالحية حفظ األمن في جميع األراضي‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ووضع جميع القوى املسلحة حتت‬ ‫تصرفه اعتبارا ً من تاريخ الرابع والعشرين من‬ ‫تشرين الثاني‪ ،‬وعرض التدابير التي يفرضها‬ ‫اجليش على مجلس الوزراء فور تأليف حكومة‬ ‫تتوافر فيها الشرعية امليثاقية والدستورية‪،‬‬ ‫وفق ما ورد في اإلعالن‪ ،‬معلالً ذلك بجملة من‬ ‫املواد الدستورية والقانونية‪ ،‬وتوافر وحتقق أخطار‬ ‫حالة الطوارئ‪ ،‬لكن موقف العماد سليمان أكد‬ ‫االلتزام بالدستور‪ ،‬مشيرا ً إلى ان رفع او خفض‬ ‫مستوى التدابير األمنية املتخذة من قبل اجليش‬ ‫يحدد على ضوء ما تقتضيه احلاجة‪.‬‬ ‫عادت املساعي احمللية والدولية تنشط من جديد‬ ‫خشية استمرار الفراغ الرئاسي‪ ،‬فيما بدأ التداول‬ ‫باسم العماد سليمان كمرشح توافقي استطاع‬ ‫مبواقفه الوطنية التاريخية منع انزالق البالد نحو‬ ‫اجملهول‪ ،‬وبات يحظى بإجماع وطني ّ‬ ‫قل نظيره‪،‬‬ ‫وأبلغ تعبير عن هذا األمر ما قاله رئيس مجلس‬ ‫النواب بأ ّن العماد سليمان هو رئيس بالقوة‪ ‬كما‬ ‫يقال في الفلسفة وسيصبح رئيسا ً بالفعل‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق تداعت قوى ‪ 14‬آذار لالجتماع‬ ‫بتاريخ ‪ ،2007/12/2‬وصدر اثر انتهاء هذا االجتماع‬ ‫بيان عنها أعربت فيه عن توافقها على ترشيح‬ ‫العماد سليمان إلى سدة رئاسة اجلمهورية‪،‬‬ ‫وتعديل املادة ‪ 49‬متهيدا ً إلجراء االنتخابات‬ ‫الرئاسية‪ .‬في املقابل أعلنت املعارضة عن ترحيبها‬ ‫بهذا اخليار على الرغم من املطالب التي تقدم‬ ‫بها البعض قبل الشروع باإلجراءات الدستورية‪،‬‬ ‫ال سيما املتعلق منها برئاسة احلكومة املرتقبة‬ ‫وطبيعة التشكيلة الوزارية‪ ،‬وهذا ما دفع رئيس‬ ‫اجمللس النيابي إلى تأجيل جلسة االنتخاب التي‬ ‫كانت مقررة في الثالثني من تشرين الثاني إلى‬ ‫السابع من كانون األول ومن ثم إلى احلادي عشر‬ ‫منه‪ ،‬وسط بروز خالف جديد بني األفرقاء على آلية‬ ‫تعديل الفقرة الثالثة من املادة ‪ 49‬من الدستور‪.‬‬


‫السيرة الذاتية‬ ‫للعماد ميشال سليمان‬

‫تسلم العماد ميشال سليمان قيادة اجليش‬ ‫اللبناني بتاريخ ‪ 1998/12/21‬وهو من مواليد‬ ‫‪ 1948/11/21‬عمشيت – قضاء جبيل ‪.‬‬ ‫تخرج من املدرسة احلربية بصفة مالزم عام‬ ‫‪ 1970‬ويحمل اجازة في العلوم السياسية‬ ‫واالدارية من اجلامعة اللبنانية‪ .‬يتقن اللغتني‬ ‫االنكليزية والفرنسية‪.‬‬ ‫تدرج خالل خدمته العسكرية من آمر فصيلة‬ ‫مشاة‪ ،‬قائد كتيبة‪ ،‬مدرب في املدرسة احلربية‪،‬‬ ‫مدرسة الرتباء‪ .‬وفي ‪ 1990/12/4‬عني رئيسا لفرع‬ ‫مخابرات جبل لبنان واستمر لغاية ‪.1991/8/24‬‬ ‫شكل بتاريخ ‪ 1991/8/25‬للقيام بوظيفة‬ ‫امني االركان لغاية ‪ .1993/6/10‬قاد لواء املشاة‬ ‫احلادي عشر اعتبارا” من ‪ 1993/6/11‬ولغاية‬ ‫‪ 1996/1/15‬حيث تخلل هذه الفترة مواجهات‬ ‫عنيفة على جبهة البقاع الغربي واجلنوب مع‬ ‫العدو اإلسرائيلي ‪ .‬بتاريخ ‪ 1996/1/15‬عني‬ ‫قائدا” للواء املشاة السادس واستمر بقيادته‬ ‫لغاية ‪ 1998/12/21‬تاريخ تعيينه قائدا” للجيش‬ ‫اللبناني‪.‬‬

‫حائز على االوسمة وامليداليات‬ ‫والتناويه والتهاني التالية ‪:‬‬

‫امليدالية العسكرية – ميدالية االمن‬ ‫الداخلي – ميدالية االمن العام – ميدالية امن‬ ‫الدولة – امليدالية التذكارية للمؤمترات للعام‬ ‫‪. 2002‬‬ ‫تنويه العماد قائد اجليش اربع مرات – تهنئة‬ ‫العماد قائد اجليش ثماني عشرة مرة – تهنئة‬ ‫قائد اللواء مرة واحدة ‪.‬‬

‫تابع الدورات العسكرية التالية ‪:‬‬ ‫دورة تدرج في بلجيكا من ‪ 1971/1/7‬ولغاية‬ ‫‪. 1971/7/4‬‬ ‫دورة تقنيات عمل االركان في فرنسا من‬ ‫‪ 1981/2/9‬ولغاية ‪.1981/7/17‬‬ ‫دورة اركان في كلية القيادة واالركان اعتبارا”‬ ‫من ‪ 1988/6/6‬وملدة ‪ 52‬اسبوعا» ‪.‬‬ ‫دورة ادارة املوارد الدفاعية في الواليات املتحدة‬ ‫من ‪ 1995/6/22‬ولغاية ‪. 1995/7/25‬‬ ‫متأهل من السيدة وفاء سليمان ولهما ‪3‬‬ ‫أوالد‪.‬‬

‫العناوين واحملطات الرئيسية التي‬ ‫طبعت مرحلة توليه قيادة اجليش‬ ‫‪ -‬مناهضة اإلرهاب والتعصب وابرز العمليات‬

‫االرز الوطني من رتبة فارس ورتبة الوشاح‬ ‫االكبر – االستحقاق اللبناني من الدرجات‬ ‫الثالثة‪ ،‬الثانية‪ ،‬االولى – الفخر العسكري من‬ ‫الدرجة الفضية – احلرب – التقدير العسكري‬ ‫من الدرجة الفضية – الوحدة الوطنية – فجر‬ ‫اجلنوب – االستحقاق السوري من الدرجة‬ ‫املمتازة – الشرف لالحتاد العربي – االحتاد العربي‬ ‫للرياضة العسكرية من الطبقة الثانية (قائد) –‬ ‫رئيس جمهورية اوكرانيا – وزارة الدفاع جلمهورية‬ ‫روسيا االحتادية عام ‪.2007‬‬

‫بعد ‪ 30‬عاما على‬ ‫االحتالل االسرائيلي‬

‫‪:‬‬ ‫كشف عدة شبكات إرهاب وجتسس‬ ‫إسرائيلية وآخرها الشبكة التي كشفت خالل‬ ‫عملية “مفاجأة الفجر” بتاريخ ‪.2006/6/10‬‬ ‫كشف ومهاجمة منظمات إرهابية‬ ‫متطرفة في جرود الشمال مطلع العام‬ ‫‪ 2000‬والقضاء على معظم أفرادها وتفكيك‬ ‫اخلاليا املرتبطة بها في املناطق كافة وتوقيف‬ ‫عناصرها‪.‬‬ ‫مهاجمة تنظيم فتح االسالم في مخيم‬ ‫نهر البارد بتاريخ ‪ 2007/5/20‬ردا” على الغدر الذي‬ ‫تعرضت له مراكز العسكريني في محيط اخمليم‬ ‫وبعض املناطق األخرى ‪ ،‬مت القضاء على بنية‬ ‫هذا التنظيم اإلرهابي داخل وخارج اخمليم االمر‬ ‫الذي لقي التفافا” شعبيا” غير مسبوق حول دور‬ ‫اجليش في احلفاظ على الوحدة الوطنية وللمرة‬ ‫األولى في تاريخ لبنان‪.‬‬ ‫ التصدي للعدو االسرائيلي ودعم املقاومة‬‫حتى حترير اجلنوب عام ‪.2000‬‬

‫ إكمال عملية االنتشار في كافة األراضي‬‫اللبنانية بعد انسحاب اجليش السوري بتاريخ‬ ‫‪ 26‬نيسان ‪ 2005‬وما حصل من اضطرابات‬ ‫وإخالل باألمن خالل العام ‪.2007‬‬ ‫ استكمال وإعادة تنظيم هيكلية اجليش‬‫اللبناني بعد تعديل قانون خدمة العلم‪.‬‬ ‫ تكريس اجليش حاميا” للدميقراطية وليس‬‫جيشا” للسلطة يقمع املعارضني لسياستها‬ ‫بل جيش للوطن يحفظ امن املواطن ويحافظ‬ ‫على حقوقه‪ .‬وقد جتلى دوره الوطني في احلفاظ‬ ‫على امن املتظاهرين واملؤسسات العامة‬ ‫واخلاصة وحرية التعبير طيلة عام ‪ 2005‬بعد‬ ‫استشهاد الرئيس رفيق احلريري خالل سنة‬ ‫‪ 2006‬وحتى االن‪.‬‬ ‫ اقتراح خطة إلنهاء احلرب اإلسرائيلية‬‫على لبنان والتي حصلت في ‪2006/7/12‬‬ ‫كحل مشرف‪ .‬تضمنت هذه اخلطة التخطيط‬ ‫والتحضير لنشر اجليش اللبناني في اجلنوب‬ ‫وعلى املعابر البرية والبحرية‪ .‬مت تنفيذ هذه‬ ‫العملية بدقة وتفان وبنهايتها في الثاني‬ ‫من تشرين االول رفع العلم اللبناني على تلة‬ ‫اللبونة احملاذية للحدود اجلنوبية إيذانا” بعودة‬ ‫السيادة الى اجلنوب‪.‬‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪51‬‬


‫الغالف‬

‫أزمـة ‪ 18‬شـهـراً انتهت الـى حـل ســــــــ‬

‫اتفاق الدوحة فرضه تغيير موازين‬ ‫احلوار في الدوحة ‪ :‬اتفاق تأخر عاما ونصف العام‬

‫توصل اللبنانيون الى ما كان يجب ان يتوصلوا‬ ‫اليه قبل سنة ونصف السنة‪ ،‬عندما طالبت‬ ‫املعارضة الوطنية اللبنانية‪ ،‬باملشاركة في‬ ‫احلكومة من خالل اعطائها الثلث الضامن‪،‬‬ ‫الذي اختل داخل حكومة فؤاد السنيورة‪ ،‬بانتقال‬ ‫الوزراء الذين كانوا محسوبني على الرئيس اميل‬ ‫حلود الى موقع قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬التي باتت متلك‬ ‫اكثرية الثلثني في احلكومة‪ ،‬مما دفع بوزراء حركة‬ ‫«امل» و «حزب اهلل» الى االستقالة احتجاجاً‪،‬‬ ‫بعد ان بدأ التراجع عن البيان الوزاري فيما خص‬ ‫املقاومة جلهة حمايتها وضمان وجود سالحها‬ ‫لتحرير ما تبقى من ارض محتلة في مزارع شبعا‬ ‫وتالل كفرشوبا‪ ،‬حيث شعرت املقاومة انها باتت‬ ‫مستهدفة‪ ،‬وكرس العدوان االسرائيلي في صيف‬

‫‪52‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪ ،2006‬توقعاتها‪.‬‬ ‫رفضت املواالة منح املعارضة الثلث الضامن‪،‬‬ ‫ولم تكن انتخابات رئاسة اجلمهورية مطروحة‪،‬‬ ‫وكذلك قانون االنتخاب‪ ،‬الذي عقد الرئيس نبيه‬ ‫بري طاولتي حوار وتشاور بشأن املواضيع اخلالفية‬ ‫ولم يوفق بحل لهما‪ ،‬بسبب تعنت الفريق احلاكم‬ ‫الذي كان يستند الى دعم خارجي اميركي واوروبي‬ ‫وعربي‪ ،‬وحتديدا ً سعودي ومصري واردني‪ ،‬مما دفع‬ ‫باملعارضة الى اعتماد التظاهر ومن ثم االعتصام‪،‬‬ ‫لكن هذا االسلوب السلمي لم ينفع بزحزحة قوى‬ ‫السلطة في أن تقبل باملشاركة من خالل صيغة‬ ‫حكومية تقوم على ‪ 19‬للمواالة و‪ 11‬للمعارضة‪،‬‬ ‫فتدخلت جامعة الدول العربية وطرح امينها‬ ‫العام عمرو موسى صيغة من ‪ 10 + 19‬ووزير ملك‬

‫يسمى من ضمن سلة اسماء ويكون حياديا ً بني‬ ‫الطرفني‪ ،‬وملا اقترب الطرفان من االتفاق‪ ،‬تدخلت‬ ‫االدارة االميركية ملنعه‪ ،‬وقام موسى بجوالت‬ ‫مكوكية انتهت الى االخفاق‪ ،‬بعد ان ظهر انحيازه‬ ‫الى الفريق احلاكم‪ ،‬مما انعكس تشنجا ً سياسيا ً‬ ‫واحداثا امنية في الشارع‪ ،‬كان اخطرها اندالع‬ ‫اشتباكات مسلحة في منطقة الطريق اجلديدة‬ ‫واجلامعة العربية واحياء بيروتية اخرى في ‪ 25‬كانون‬ ‫الثاني من عام ‪ ،2007‬كادت ان تفجر صراعا ً مذهبيا ً‬ ‫بني السنة والشيعة‪ ،‬كما وقعت اشكاالت امنية‬ ‫بني «القوات اللبنانية» من جهة و»التيار الوطني‬ ‫احلر» و»تيار املردة» من جهة اخرى في مناطق املنت‬ ‫الشمالي وكسروان وجبيل والبترون‪ ،‬وقد توقفت‬ ‫بسبب تدخل سعودي ‪ -‬إيراني‪ ،‬دون تقدمي اي حل‬


‫ــــــــياســي انتزعـت المعــارضـة مطالبهـا‬

‫الـقـوى داخـلـيـاً وعربـيـاً ودولـيـاً‬

‫سوى منع االنفجار االمني‪ ،‬واستمرار احلوار الذي‬ ‫رعته فرنسا بعد فوز نيكوال ساركوزي برئاستها‬ ‫فارسل وزير خارجيته برنار كوشنير وموفده برنار‬ ‫كوسران لتأمني انعقاد طاولة حوار في سان كلو‬ ‫التي توصلت الى بنود اتفاق في متوز ‪ 2007‬حول‬ ‫حكومة وحدة وطنية على اساس نسب متثيل‬ ‫الكتل النيابية لكل من الفريقني‪ ،‬وحاولت فرنسا‬ ‫ترجمة هذا احلوار في مبادرة من خالل اتصاالت‬ ‫مع كل من دمشق وطهران ملساعدتها في احلل‪،‬‬ ‫وتوصلت الى ذلك‪ ،‬على قاعدة تشكيل حكومة‬ ‫وحدة وطنية يكون متثيل املواالة فيها بنسبة‬ ‫‪ 55%‬واملعارضة ‪ 45%‬اي ‪ ،13-17‬لكن تدخل االدارة‬ ‫االميركية عبر مساعد وزير اخلارجية لشؤون‬ ‫الشرق االوسط ديفيد وولش عطل هذه املبادرة‪،‬‬ ‫وكان مت التوافق على العماد ميشال سليمان‬ ‫مرشحا ً توافقياً‪ ،‬بعد ان انتهى عهد الرئيس‬ ‫اميل حلود وحصل الفراغ في رئاسة اجلمهورية‪،‬‬ ‫حيث لم تتمكن قوى ‪ 14‬شباط من انتخاب رئيس‬ ‫للجمهورية بالنصف زائدا ً واحداً‪ ،‬النها لم تتمكن‬ ‫من تأمني ‪ 65‬نائباً‪ ،‬بسبب رفض بعض النواب‬ ‫املوالني املشاركة في مثل هذه اجللسة‪ ،‬كما ان‬ ‫مثل هذه املغامرة لم يؤمن لها البطريرك نصراهلل‬ ‫صفير الغطاء املسيحي‪ ،‬ألنها كانت ستفجر‬ ‫لبنان من خالل انتخاب رئيس ثان للجمهورية‪ ،‬بعد‬ ‫ان كان مت التوصل الى اتفاق بعدم ذهاب املعارضة‬ ‫الى تأليف حكومة ثانية عشية ترك الرئيس حلود‬ ‫للقصر اجلمهوري‪ ،‬على ان تبقى االمور على حالها‬ ‫من «ستاتيكو» توصال من خالل احلوار الى حل‬ ‫لالزمة‪ ،‬حيث كان الرئيس بري يدعو الى جلسات‬ ‫النتخاب رئيس للجمهورية ويؤجلها وبلغت ‪18‬‬ ‫جلسة‪ ،‬بسبب رفض املواالة املوافقة على حكومة‬ ‫وحدة وطنية فيها الثلث الضامن للمعارضة مع‬ ‫قانون انتخاب على اساس قانون ‪ ،1960‬وكانت‬ ‫تصر على االنتخاب فورا ً وترك معاجلة هذه االمور‬ ‫الى الرئيس اجلديد للجمهورية‪.‬‬ ‫ومع تعثر املبادرات واحللول‪ ،‬ال سيما املبادرة‬ ‫العربية االخيرة التي قامت على سلة متكاملة‬ ‫من ثالثة بنود تقوم على انتخاب الرئيس فورا ً‬

‫وتشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب‬ ‫على اساس القضاء‪ ،‬بدأ التشنج السياسي‬ ‫على االرض يتصاعد ويرافقه توتر امني مع تهديد‬ ‫كل فريق بأنه سيلجأ الى اجراءات تصعيدية‪،‬‬ ‫حتى جاء قرار احلكومة املتعلق بشبكة اتصاالت‬ ‫املقاومة ليفجر الوضع السياسي واألمني‪ ،‬وقد‬ ‫خرجت بذلك عن االتفاق بني املواالة واملعارضة‪ ،‬ان‬ ‫تقوم احلكومة بتصريف االعمال فقط‪ ،‬وأال تلجأ‬ ‫الى قرارات مصيرية‪ ،‬متس الوحدة الوطنية وقضايا‬ ‫استراتيجية تتعلق بسالح املقاومة‪.‬‬ ‫فجر قرار احلكومة الوضع على األرض‪ ،‬والذي‬ ‫ّ‬ ‫كانت تهرب منه املعارضة‪ ،‬وحتديدا ً املقاومة‪ ،‬ألنها‬ ‫ال تريد ان تزج سالحها في الداخل‪ ،‬كما كان‬ ‫يؤكد دائما ً قائدها السيد حسن نصراهلل‪ ،‬اال‬ ‫انها اضطرت الى استخدامه دفاعا ً عنه وحماية‬ ‫له‪ ،‬بعد ان ظهر ان هناك قرارا ً اميركيا ً بضرورة‬ ‫نزع سالح املقاومة وتنفيذ القرار ‪ ،1559‬واذا لم‬ ‫تتمكن احلكومة من ذلك فان تيري رود الرسن‬ ‫هدد بتدويل االزمة‪ ،‬ووضع القرار حتت الفصل‬ ‫السابع واالستعانة بقوات دولية وعربية‪ ،‬وهو ما‬ ‫طالب بها سمير جعجع‪ ،‬الذي كان عائدا ً من زيارة‬ ‫للواليات املتحدة االميركية وتلقى تعليمات من‬ ‫ادارتها بتحريك موضوع سالح املقاومة‪.‬‬ ‫قامت املعارضة بقيادة «حزب اهلل» بعملية‬ ‫جراحية‪ ،‬وانتشار مسلح‪ ،‬لردع احلكومة والضغط‬ ‫عليها للتراجع عن قرارها‪ ،‬وهذا ما حصل‪ ،‬وكان‬ ‫املدخل الى استعجال احلوار الذي كان رفضه‬ ‫الفريق احلاكم بعد ان جدد الرئيس بري الدعوة‬ ‫اليه «العالن نوايا» حول حكومة وحدة وطنية‬ ‫وقانون انتخاب‪ ،‬حتى ان املعارضة قبلت بالتنازل‬ ‫عن الثلث الضامن في احلكومة ملصلحة قانون‬ ‫انتخاب على اساس قانون ‪ ،1960‬لكن املواالة‬ ‫رفضت احلوار‪ ،‬واعلن النائب سعد احلريري ان ‪13‬‬ ‫ايار موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية‪،‬‬ ‫انه في هذا اليوم سيتم االنتخاب ولو من‬ ‫طرف واحد‪ ،‬حيث كان جعجع يصر على ذلك‪،‬‬ ‫لكن املعارضة التي قامت بانتفاضة شعبية‬ ‫دفاعا ً عن املقاومة‪ ،‬وجلأت الى العصيان املدني‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪53‬‬


‫الغالف‬

‫بقطع الطرقات الى املطار واملرفأ وبعض احياء‬ ‫العاصمة لتحقيق مطالبها‪ ،‬ووقعت العاصمة‬ ‫بيروت في قبضة املعارضة‪ ،‬وحصلت حتركات‬ ‫في اجلبل‪ ،‬فرضت على النائب وليد جنبالط بعد‬ ‫رئيس «تيار املستقبل» الى تسليم املكاتب ونزع‬ ‫االسلحة منها‪ ،‬واعلنا االستسالم بعد ان متت‬ ‫محاصرتهما في مقري اقامتهما‪ ،‬وباتت السراي‬ ‫معزولة‪ ،‬واعلن رئيس احلكومة تراجعه عن قرار‬ ‫احلكومة‪ ،‬في الوقت الذي كان رئيس احلزب‬ ‫التقدمي االشتراكي يطالب بالتسوية ويقدم‬ ‫التنازالت ويدعو انصاره الى تسليم السالح‬ ‫والهدوء‪ ،‬حيث تبني له ان اميركا التي اتصل‬ ‫رئيسها جورج بوش بالسنيورة لن تستطيع‬ ‫إنقاذ حلفائها‪ ،‬وان املدمرة «يو اس كول» لن‬ ‫تكون افضل من الـ»نيو جرسي» التي جاءت عام‬ ‫‪ 1982‬النقاذ امني اجلميل ومتكينه من ان يحكم‬ ‫ففشلت وانسحبت‪ ،‬وهذه املرحلة يعرفها‬ ‫جنبالط الذي يتذكر كيف اسقطت املعارضة‬ ‫وكان هو منها آنذاك احلكم الفئوي الكتائبي‬ ‫وفرضت تشكيل حكومة وحدة وطنية‪ ،‬فعاد‬ ‫عن تشدده بعد ان كان يرفع شعار «يا قاتل او‬ ‫مقتول» في الرد على القبول باعطاء املعارضة‬ ‫حقها في املشاركة باحلكومة‪ ،‬الى املوافقة على‬ ‫التنازل للمعارضة‪ ،‬وقرر املشاركة في طاولة‬

‫‪54‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫قانون االنتخـاب كـان العـقـدة فحلت‬ ‫بعدم كسر الحريري بيروتياً‬ ‫حوار تعقد في الدوحة بعد ان مت تشكيل جلنة‬ ‫وزارية عربية برئاسة رئيس وزراء قطر الشيخ‬ ‫حامد بن جاسم‪ ،‬الذي تدخل بقوة إلجناح املبادرة‬ ‫العربية التي تعثرت مع عمرو موسى الذي فقد‬ ‫صدقيته لدى املعارضة‪ ،‬فحضرت اللجنة الى‬ ‫بيروت بعد اجتماع وزراء اخلارجية العرب‪ ،‬ومت فتح‬ ‫طريق املطار لها‪ ،‬في وقت كانت احلكومة تلغي‬ ‫قرارها ضد املقاومة‪ ،‬وتوصلت اللجنة العربية‬ ‫الى برنامج للحوار في العاصمة القطرية‪ ،‬أذيع‬ ‫من فندق فينيسيا في بيروت‪ ،‬وبعد ‪ 24‬ساعة‬ ‫على وجودها في لبنان‪ ،‬واصطحبت معها‬ ‫فريقي الصراع في طائرة واحدة‪ ،‬ليتحاورا في‬ ‫الدوحة على بندي اخلالف وهما احلكومة وقانون‬ ‫االنتخاب‪.‬‬ ‫ولم توظف املعارضة نتائج حتركها على األرض‪،‬‬ ‫بالرغم من انه حرك احلوار‪ ،‬كما شجع العرب على‬ ‫ان يتوافقوا إلنهاء االزمة التي بدأت تهدد بانفجار‬ ‫فتنة مذهبية وحرب اهلية ستتطاير شراراتها‬ ‫الى الدول العربية‪ ،‬وقد تتحول الى حرب اقليمية‬ ‫مع التحريض االميركي ملا يسمى الدول العربية‬ ‫املعتدلة ضد ايران‪ ،‬وان الصراع هو مع متددها‬ ‫في العالم العربي لتحقيق حلم االمبراطورية‬ ‫الفارسية‪ ،‬ومنو الطائفة الشيعية وتوسعها‬ ‫وحتول مواطنني عرب الى هذا املذهب من مذاهب‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫وحاولت املواالة تعطيل توظيف ما حققته‬ ‫املعارضة في بيروت‪ ،‬وقامت بحملة اعالمية‬ ‫وسياسية بان السنة في لبنان مهددون‪ ،‬وان‬ ‫وجودهم بخطر‪ ،‬وهناك محاولة اللغائهم‬ ‫سياسيا ً من قبل «حزب اهلل» لفرض سيطرة‬ ‫ايران على لبنان‪ ،‬وهو ما تصدت له السعودية‬ ‫مباشرة‪ ،‬عبر وزير خارجيتها سعود الفيصل الذي‬ ‫سعى الى تعطيل عمل اللجنة العربية وقلب‬ ‫اولويات عملها الى انتخاب رئيس اجلمهورية‬ ‫دون البحث في تشكيل احلكومة التي عليها‬

‫ان تبحث في تعديل الدستور ملنع تغيير هوية‬ ‫لبنان القومية‪ ،‬والهيمنة عليه‪ ،‬واملقصود ايران‬ ‫وحلفاؤها وحتديدا ً «حزب اهلل»‪ ،‬وهو ما شجع‬ ‫املواالة على التشدد في احلوار وعدم التنازل‪،‬‬ ‫بعد ان كان متوقعا ً ان يدوم احلوار ليوم او يومني‬ ‫فقط‪ ،‬لكن القرار السعودي واملوقف الذي اعلنه‬ ‫الرئيس االميركي باملواجهة مع «حزب اهلل»‬ ‫ومساندة حكومة السنيورة ودعمها عسكرياً‪،‬‬ ‫آخ ّرت التوصل الى حل سريع في قطر‪ ،‬وكاد احلوار‬ ‫ان ينفجر منذ الساعة االولى لبدئه‪ ،‬عندما طرح‬ ‫جعجع موضوع سالح املقاومة‪ ،‬وهو بند غير‬ ‫مدرج على جدول األعمال‪ ،‬وكذلك سعى الرئيس‬ ‫امني اجلم ّيل لبحث موضوع سالح املقاومة ومعه‬ ‫النائب سعد احلريري الذي حتدث هو والسنيورة عن‬ ‫األمن في بيروت‪ ،‬فلم يتجاوب مدير احلوار الشيخ‬ ‫جاسم مع مطلب هؤالء‪ ،‬ألن هذا املوضوع لم يأت‬ ‫في نص إعالن فينيسيا‪ ،‬فطوي ألنه متروك حلوار‬ ‫يترأسه رئيس اجلمهورية بعد تشكيل حكومة‬ ‫وحدة وطنية‪.‬‬ ‫ومع فشل املواالة في تعطيل احلوار او‬ ‫فرض شروطها‪ ،‬وبعد ثالثة ايام من اللقاءات‬ ‫واملفاوضات‪ ،‬بدأ التنازل من قبلها‪ ،‬فوافقت على‬ ‫الثلث الضامن للمعارضة في حكومة وحدة‬ ‫وطنية‪،‬‬ ‫وطالبت ان تتنازل لهم املعارضة عن قانون‬ ‫االنتخاب‪ ،‬النه هو من سينتج السلطة في‬ ‫االنتخابات النيابية عام ‪.2009‬‬ ‫رفضت املعارضة املقايضة‪ ،‬حيث شعر‬ ‫الفريق احلاكم‪ ،‬ان عدم القبول مبطالب املعارضة‬ ‫اليوم‪ ،‬فان خسائره ستكبر‪ ،‬فهو خسر مرشحه‬ ‫لرئاسة اجلمهورية‪ ،‬ولم يتمكن من ان يحكم‬ ‫عبر حكومة السنيورة التي فقدت سلطتها‬ ‫على االرض‪ ،‬وقد تلقى النائب جنبالط رسالة‬ ‫حترك املعارضة بانها جاءت في حلظة اقليمية‬ ‫ودولية‪ ،‬وفهم ان اميركا تبيع حلفائها في‬


‫مثل هذه اللحظة‪ ،‬حيث اشتم ان املشروع‬ ‫االميركي يتراجع‪ ،‬ويتقدم احملور السوري –‬ ‫االيراني‪ ،‬وان هذا التحول بدأ مع انعقاد القمة‬ ‫العربية في دمشق‪ ،‬ومباشرة تركيا وساطة بني‬ ‫سوريا واسرائيل‪ ،‬وتراجع الدور السعودي الذي‬ ‫صدمه موقف صديق اململكة الرئيس االميركي‬ ‫جورج بوش في الكنيست االسرائيلي حول‬ ‫تأييده الكامل إلسرائيل الذي اعلن يهوديتها‬ ‫ووقوفها الى جانب «شعبها اخملتار» اضافة الى‬ ‫معلومات وردت من العراق عن احتمال حصول‬ ‫صفقة اميركية في العراق مع ايران حول حل‬ ‫ميليشيا السيد مقتدى الصدر وحتقيق انتصار‬ ‫اميركي في املوصل‪.‬‬ ‫كل هذه االشارات اخلارجية‪ ،‬قرأها جنبالط‬ ‫انها لغير مصلحته وحلفائه‪ ،‬ال بل بدأ يقول‬ ‫في مجالسه‪ ،‬توقعوا عودة اجليش السوري‪،‬‬ ‫في وقت بدأ احلريري كلمته في احلوار‪ ،‬بتهديد‬ ‫املعارضة بتنظيم القاعدة بقيادة امين‬ ‫الظواهري‪ ،‬في اشارة منه الى ضعف تياره‬ ‫السياسي وسقوطه السريع وانهيار شعبيته‪.‬‬ ‫كل هذه العوامل فرضت على املواالة ان‬ ‫تقبل بشروط املعارضة‪ ،‬بعد ان تلقت رسالة‬ ‫من السعودية انها ال تستطيع ان تفعل شيئاً‪،‬‬ ‫وان اميركا مشغولة في ازماتها الداخلية وفي‬ ‫مستنقع العراق‪.‬‬ ‫فحكومة الوحدة الوطنية‪ ،‬التي اصبحت‬ ‫امرا ً واقعاً‪ ،‬فان االستشارات النيابية امللزمة‬ ‫التي أجراها رئيس اجلمهورية العماد ميشال‬ ‫سليمان خضعت لتسمية االغلبية بطلب‬ ‫اميركي وسعودي‪ ،‬ومت استبعاد سعد احلريري‬ ‫لقلة خبرته‪.‬‬ ‫اما قانون االنتخاب‪ ،‬فقد جنحت املعارضة‬ ‫في فرض ما كان قدمه الوزير السابق سليمان‬ ‫فرجنية اي العودة الى قانون ‪ 1960‬من دون تعديل‬ ‫في التوزيع االداري‪ ،‬ليعيد حقوق املسيحيني‬ ‫االنتخابية وهو ما دافع عنها العماد عون في‬ ‫الدوحة وجنح في حتقيق اهدافه‪ ،‬اال ان عقدة‬ ‫بيروت تقدمت على ما عداها‪ ،‬الن سعد احلريري‬ ‫شعر انه بخسارته مقاعدها النيابية‪ ،‬قد‬ ‫يفقد مع حلفائه االغلبية النيابية وكذلك‬ ‫رئاسة احلكومة‪ ،‬فأصر على تقسيم بيروت وفق‬ ‫مصاحله االنتخابية وحلفائه‪ ،‬لكن املعارضة لم‬ ‫تقبل معه‪،‬‬ ‫وجرى التوزيع عادال ً بني احلريري واملعارضة‪،‬‬ ‫حيث اعطي عشرة مقاعد في الدائرة الثالثة‬ ‫التي فيها اكثرية سنية‪ ،‬كي ال يظهر شعور‬ ‫وان ثمة من يريد الغاءه سياسياً‪ ،‬وهو ما لم‬ ‫تفعله املعارضة التي اعلنت انها ال تريد اتفاقا ً‬ ‫فيه غالب ومغلوب‪ ،‬وهي تطالب باملشاركة‬ ‫فقط‪.‬‬ ‫وهكذا انتهت األزمة بعد ‪ 18‬شهراً‪ ،‬بتحقيق‬ ‫املعارضة مطالبها‪ ،‬وخسارة املواالة رهاناتها‬ ‫ال سيما االميركية‪ ،‬وعاد التوازن الداخلي‪،‬‬ ‫وبالتوافق وان كان الثمن عاليا ً بسقوط اكثر‬ ‫من مئة شهيد وعشرات اجلرحى واضرار مادية‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪55‬‬


‫منرب لبناني‬

‫المعارضة لم تنفذ انقالباً بل انتفاضة شعبية مسلحة‬ ‫لمواجهة سالح أحزاب السلطة‬

‫احلريري ‪:‬‬ ‫السعودية‬ ‫تسأله عن‬ ‫االموال‬ ‫املهدورة‬

‫حترك املعارضة عبر العصيان املدني‬

‫بوش خسر لبنان والسعودية تسأل‬ ‫حلفاءها عن السقوط السريع‬

‫ما حصل في لبنان‪ ،‬لم يكن انقالبا ً عسكرياً‪،‬‬ ‫كما تصوره قوى السلطة‪ ،‬بل هو انتفاضة‬ ‫شعبية‪ ،‬تشبه تلك التي جرت في ‪ 6‬شباط‬ ‫عام ‪ 1984‬ضد حكم الرئيس امني اجلم ّيل الذي‬ ‫اتهم باالستئثار في السلطة وممارسة الفئوية‬ ‫والهيمنة‪ ،‬وعقد معاهدة سالم مع العدو‬ ‫االسرائيلي سميت “اتفاق ‪ 17‬ايار”‪.‬‬ ‫فاملرحلة احلالية تشبه تلك املرحلة‪ ،‬عندما‬ ‫قامت “جبهة اخلالص الوطني” التي ضمت قوى‬ ‫اساسية مثل الرئيس سليمان فرجنية‪ ،‬الرئيس‬ ‫رشيد كرامي‪ ،‬رئيس حركة “امل” نبيه بري ورئيس‬ ‫احلزب التقدمي االشتراكي وليد جنبالط واحزاب‬ ‫وشخصيات اخرى فاعلة‪ ،‬بفرض شروطها على‬ ‫الرئيس اجلم ّيل بقيام حكومة وحدة وطنية‪ ،‬بعد‬ ‫طاولة حوار في كل من لوزان وجنيف‪ ،‬والغاء‬ ‫املراسيم والقرارات التي كانت اصدرتها حكومة‬ ‫الرئيس شفيق الوزان‪ ،‬وتعيني قائد جيش جديد‬ ‫وعدم توقيع اتفاق ‪ 17‬ايار‪.‬‬ ‫هذه الشروط نفذها اجلم ّيل‪ ،‬بعد سقوط‬

‫‪56‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بيروت العاصمة من قبضة سلطته‪ ،‬وانهيار‬ ‫هجرت معها‬ ‫“القوات اللبنانية” في اجلبل‪ ،‬التي ّ‬ ‫املسيحيني‪ ،‬وانهزم املشروع االسرائيلي‪ ،‬الذي‬ ‫لم يصمد سنتني‪ ،‬فانسحبت قوات االحتالل‬ ‫االسرائيلي من بيروت بعد اسبوعني من دخولها‬ ‫اليها‪ ،‬وتوالى انسحابها من مناطق اخرى ال سيما‬ ‫في اجلبل وصيدا وشرقها بفعل عمليات املقاومة‪،‬‬ ‫في الوقت الذي كانت القوات املتعددة اجلنسيات‬ ‫تغادر لبنان ايضا ً بعد ان تلقت قوات “املارينز”‬ ‫االميركية والقوات الفرنسية‪ ،‬ضربات موجعة‬ ‫بتدمير مقراتها‪ ،‬اضافة الى السفارة االميركية‪.‬‬ ‫ومنذ انطالقة ما سمي بـ”ثورة االرز” بعد‬ ‫اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬وخروج القوات‬ ‫السورية من لبنان‪ ،‬وحصول االنتخابات النيابية‬ ‫التي مكنت قوى ‪ 14‬شباط من االمساك باحلكم‬ ‫عبر التحالف الرباعي بني “امل” و”حزب اهلل”‬ ‫و”تيار املستقبل” واحلزب التقدمي االشتراكي‪،‬‬ ‫واملسيحيون حلفاء وليد جنبالط وسعد احلريري‪،‬‬ ‫اال ان الثنائي جنبالط ‪ -‬احلريري انقلب على‬

‫وبدل في موازين القوى داخل احلكومة‬ ‫التحالف‪ّ ،‬‬ ‫التي كانت تضم وزراء محسوبني على الرئيس‬ ‫اميل حلود‪ ،‬انحازوا الى جانب قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬مما‬ ‫اوقع القرار داخل مجلس الوزراء بيد هذه القوى‬ ‫بعد سقوط الثلث الضامن فشعر “التحالف‬ ‫الشيعي الثنائي”‪ ،‬انه اصبح خارج السلطة‪،‬‬ ‫وبدأت تظهر ممارسات من قبل رئيس احلكومة‬ ‫فؤاد السنيورة تدل على انه يتجه الى االنقالب‬ ‫ايد املقاومة وتبناها‬ ‫ايضا ً على البيان الوزاري الذي ّ‬ ‫واعتبر وجودها مع سالحها شرعيا ً لتحرير ما‬ ‫تبقى من ارض محتلة في مزارع شبعا وكفرشوبا‬ ‫واستعادة االسرى من اسرائيل‪ ،‬وظهرت اولى‬ ‫مؤشرات تراجع السنيورة عنه في القمة العربية‬ ‫في اخلرطوم‪ ،‬ثم في عدم اعترافه بان املقاومة‬ ‫ليست ميليشيا‪ ،‬حيث ارغمه الرئيس بري في‬ ‫مجلس النواب على االعتراف ان املقاومة هي‬ ‫مقاومة‪ ،‬وليست ميليشيا‪ ،‬كما ان اعتذار رئيس‬ ‫احلكومة من وزيرة اخلارجية االميركية كونداليزا‬ ‫رايس على صبرها‪ ،‬النه لم يتمكن من نزع سالح‬


‫حترك املعارضة‪ :‬انتفاضة شعبية ضد الهيمنة والتسلط‬

‫املقاومة‪ ،‬ثم عدم رده عليها عندما وصفت وزراء‬ ‫“حزب اهلل” بانهم ينتمون الى “منظمة ارهابية”‪،‬‬ ‫الى ان وقع العدوان االسرائيلي في صيف ‪،2006‬‬ ‫وجرت محاوالت اميركية واسرائيلية واوروبية‬ ‫وبغطاء من بعض االنظمة العربية الصدار قرار‬ ‫عن مجلس االمن الدولي حتت الفصل السابع‪،‬‬ ‫لنزع سالح املقاومة بالقوة بعد فشل اسرائيل‬ ‫في ذلك‪ ،‬لكنه لم ينجح في محاوالته‪.‬‬ ‫هذه املواقف املتتالية‪ ،‬خلقت عدم ثقة‬ ‫باحلكومة من قبل املقاومة واملعارضة‪ ،‬بعد ان‬ ‫اعلن االمني العام لـ”حزب اهلل” السيد حسن‬ ‫نصراهلل‪ ،‬ان قراراتها االخيرة حول شبكة اتصاالت‬ ‫املقاومة‪ ،‬هو اعالن حرب على املقاومة التي قررت‬ ‫ان تنفذ ما سبق واعلنه نصر اهلل منذ سنوات‪ ،‬ان‬ ‫اليد التي ستمتد الى سالح املقاومة ستقطع‪.‬‬ ‫ولم تفلح االتصاالت لتتراجع احلكومة عن‬ ‫قراراتها التي جرى تنبيهها أن تشبثها بها سيضع‬ ‫البالد امام وضع خطير جداً‪ ،‬قد ينزلق نحو فتنة‬ ‫وحرب اهلية‪ ،‬ترفضها املقاومة واملعارضة‪ ،‬لكن‬ ‫التحذيرات لم يؤخذ بها ال سيما تلك التي ابلغها‬ ‫املفتي الشيخ عبد االمير قبالن الى السنيورة‪ ،‬كي‬ ‫ال يقع بخطأ صدور قرارات‪ ،‬ستعتبرها الطائفة‬ ‫الشيعية مساسا ً بوجودها وكيانها السياسي‬ ‫وبصيغة العيش املشترك‪.‬‬ ‫انتظر السيد نصراهلل حتى اخلميس في ‪8‬‬ ‫ايار للوساطات‪ ،‬التي لم تفلح‪ ،‬فعقد مؤمترا ً‬ ‫صحافياً‪ ،‬كان مبثابة اعالن بدء االنتفاضة على‬ ‫قرارات احلكومة التي اتخذت طابعا ً مسلحاً‪،‬‬ ‫الن تيار املستقبل واحلزب التقدمي االشتراكي‬ ‫كانا نشرا مسلحيهما‪ ،‬مع حترك االحتاد العمالي‬ ‫العام‪ ،‬فوقعت الصدامات في شوارع واحياء‬ ‫بيروت‪ ،‬ومتكنت املعارضة بقيادة “حزب اهلل”‬ ‫وحركة “امل” وحلفائهما ال سيما احلزب السوري‬

‫امللك عبداهلل ‪ :‬بداية اخلسارة في لبنان‬

‫القومي االجتماعي‪ ،‬من السيطرة على العاصمة‬ ‫بأقل من الوقت احملدد للخطة وهو ‪ 6‬ساعات‪،‬‬ ‫اذ تساقطت مواقع ومكاتب احزاب السلطة‬ ‫بسرعة فائقة‪ ،‬وقد استسلم عناصرها باملئات‬ ‫وتبني ان اكثريتهم استقدموا من املناطق السنية‬ ‫في الشمال والبقاع للعمل في شركات أمنية مت‬ ‫توزيعهم على الشقق‪ ،‬لكنهم لم يصمدوا وفروا‬ ‫امام احزاب املعارضة‪ ،‬فسلمت املعارضة الذين‬ ‫استسلموا لها الى اجليش‪ ،‬وكذلك املكاتب التي‬ ‫متت السيطرة عليها‪ ،‬ثم سحبت مسلحيها من‬ ‫الشوارع‪ ،‬ليقوم اجليش بدوره االمني اال انها ابقت‬ ‫على بعض الشوارع املقفلة اضافة الى طريق‬ ‫املطار‪ ،‬كعصيان مدني لتتجاوب قوى السلطة‬ ‫مع مطالب املعارضة للقبول باحلوار على قاعدة‬ ‫تشكيل حكومة وحدة وطنية واقرار قانون‬ ‫انتخاب‪ ،‬و”اعالن نوايا” حولهما بعد االتفاق‪ ،‬يتبع‬ ‫ذلك فورا ً عقد جلسة النتخاب املرشح التوافقي‬ ‫العماد ميشال سليمان‪.‬‬ ‫لذلك لم تقم املعارضة باالنقالب‪ ،‬ولو ارادت‬ ‫لفعلت‪ ،‬لكن سقف شروطها لم يصل الى هذا‬ ‫املستوى‪ ،‬النها تعرف تركيبة لبنان‪ ،‬وان اي فريق ال‬ ‫يستطيع‪ ،‬ان يغلب فريقا ً آخر‪ ،‬بل كل ما جرى هو‬ ‫ان املعارضة مارست الضغط وان كان اتخذ طابعا ً‬ ‫مسلحاً‪ ،‬بعد ان اخفقت في حتركها السلمي‬ ‫الذي بدأ في اول كانون االول ‪ ،2006‬من خالل‬ ‫التظاهر ثم االعتصام في ساحة رياض الصلح‬ ‫الى التحرك امام الوزارات‪ ،‬وفتح اقنية احلوار وطرح‬ ‫املبادرات‪ ،‬فرأت ان الوسيلة الوحيدة هي استخدام‬ ‫القوة في عملية جراحية محددة‪ ،‬ولو حصل‬ ‫نزيف بسيط فيها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فلو كان ما قامت به املعارضة انقالبا‪ ،‬لكانت‬ ‫دخلت الى السراي وازاحت فؤاد السنيورة‬ ‫واعتقلته مع قادة املواالة الذين حاصرت مقارهم‬

‫ال سيما القطبني األساسيني فيها احلريري‬ ‫وجنبالط‪ ،‬اللذين طالبا انصارهما بتسليم‬ ‫سالحهم ومكاتبهم‪ ،‬بعد ساعة على حترك‬ ‫املعارضة في الشارع‪ ،‬كما ان رئيس احلزب‬ ‫التقدمي االشتراكي طلب من انصاره في اجلبل‪،‬‬ ‫عدم الدخول في معارك وتسليم املكاتب للجيش‪،‬‬ ‫بعد ان اظهرت املعارضة حضوراً‪ ،‬وبعد ان قام‬ ‫مسلحون اشتراكيون بخطف عناصر من حزب‬ ‫اهلل وتصفيتهم‪ ،‬فتلقوا ردا ً موجعا ً في مناطق‬ ‫الشويفات وعيتات وعاليه‪ ،‬وكانت هذه املعارك‬ ‫احملدودة مع حترك عسكري لقوات املعارضة في‬ ‫أعالي الشوف وعلى مقربة من اخملتارة رسالة‬ ‫الى جنبالط بضرورة التسليم بالنتائج التي‬ ‫حصلت من خالل احلركة العسكرية والشعبية‬ ‫للمعارضة‪ ،‬والقبول باملشاركة في السلطة‬ ‫والتراجع عن استهداف املقاومة وسالحها والتآمر‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫وصلت الرسالة وقرأها جنبالط‪ ،‬وقرر عدم‬ ‫املواجهة‪ ،‬ومثله فعل احلريري‪ ،‬لكن سمير جعجع‬ ‫حاول ان يثبت وجوده والقبض على املناطق في‬ ‫الشرقية فتم إبالغه انه سيلقى هزمية محتمة‪،‬‬ ‫فأوقف حتركه‪.‬‬ ‫لكن ردة الفعل على الهزمية التي منيت بها‬ ‫قوى السلطة في بيروت واجلبل‪ ،‬كانت في بعض‬ ‫مناطق الشمال‪ ،‬التي متثلت بعمليات انتقام‬ ‫ضد مكاتب ومنازل أحزاب املعارضة واعضائها‪،‬‬ ‫دون ان تغير الواقع على االرض‪ ،‬وكل ما فعلته‬ ‫انها ارتكبت مجزرة بحق اعضاء من احلزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي متت محاصرتهم‬ ‫في مكتبهم في حلبا ‪ -‬عكار‪ ،‬بعد أن قاوموا‬ ‫املهاجمني ملدة سبع ساعات‪ ،‬ونفدت ذخيرتهم‬ ‫فتمت تصفيتهم والتشويه بجثثهم‪.‬‬ ‫ومع سيطرة املعارضة على بيروت وتسليمها‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪57‬‬


‫منرب لبناني‬ ‫الى اجليش‪ ،‬ومحاصرة جنبالط في الشوف‪،‬‬ ‫ومنع حتقيق تقدم الحزاب السلطة في البقاع‬ ‫والشمال‪ ،‬تأكد بان املعارضة لم تتخذ قرارا ً‬ ‫باحلسم العسكري‪ ،‬بل اجرت عملية محدودة‬ ‫لهز السلطة القائمة‪ ،‬التي اضطرت الى الغاء‬ ‫قراراتها في جلسة احلكومة االخيرة حول شبكة‬ ‫االتصاالت للمقاومة واقالة العميد وفيق شقير‪،‬‬ ‫ودفعها نحو احلوار مبساعدة اللجنة الوزارية‬ ‫العربية‪ ،‬الذي قال الرئيس بري انه لن يغير من‬ ‫عناوينه وهو احلكومة وقانون االنتخاب‪ ،‬وان‬ ‫موضوع سالح املقاومة لن يطرح على طاولة‬ ‫احلوار‪ ،‬الذي حاول احلريري والسنيورة وجعجع‬ ‫واجلميل ان يضعوه كأولوية‪ ،‬حتت عنوان انه مت‬ ‫توجيهه الى الداخل‪ ،‬وحتول الى سالح ميليشيا‪،‬‬ ‫حيث رد الرئيس بري عليهم بالقول ان امن‬ ‫بيروت واملناطق هو بعهدة اجليش‪ ،‬وان املسلحني‬ ‫انسحبوا امامهم‪ ،‬وان املعارضة لن تلبس “الثوب‬ ‫الوسخ” باستالم االمن‪ ،‬الذي سيبقى لالجهزة‬ ‫االمنية الرسمية‪.‬‬ ‫لكن السالح اخلطر الذي مت استخدامه‬ ‫بوجه املعارضة‪ ،‬كان سالح املذهبية‪ ،‬بعد ان‬ ‫سقط السالح الناري‪ ،‬ومت اشهار هذا السالح‬ ‫املذهبي بوجه املقاومة‪ ،‬واظهار سالحها انه‬ ‫رفع بوجه السنة في بيروت‪ ،‬وقد كان مفتي‬ ‫اجلمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اول من‬ ‫جلأ الى هذا االسلوب محرضا ً ان اهل السنة‬ ‫واجلماعة يتعرضون لالهانة‪ .‬وقد تبعه الرئيس‬ ‫السنيورة الذي شن هجوما ً على املقاومة‬ ‫وسالحها‪ ،‬دون ان يذكر االسباب التي دفعتها‬ ‫الى حمل السالح وهو الدفاع عن سالحها‪،‬‬ ‫بسبب القرارات التي اتخذتها حكومته ضده‪،‬‬ ‫وقد اعترف هو باخلطأ الذي ارتكبه‪ ،‬واعلن ان‬ ‫القرارات لم تصدر بعد‪ ،‬فتم الرد عليه من قبل‬ ‫املعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب‬ ‫علي حسن خليل بالوثائق وابرز من خاللها‬ ‫قرارات احلكومة والرسائل التي ارسلتها الى‬ ‫كل من جامعة الدول العربية واالمم املتحدة‬ ‫حول تعدي “حزب اهلل” على سيادة الدولة من‬ ‫خالل شبكة اتصاالته‪.‬‬ ‫وكشف الرد بالوثائق حجم االرتباك الذي‬ ‫وقع فيه السنيورة‪ ،‬حيث عاد وقال ان املراسيم‬ ‫لم تصدر‪ ،‬وان املوضوع احيل الى قيادة اجليش‬ ‫التي ردت عليه بضرورة ان تتراجع احلكومة‬ ‫عن قراراتها‪ ،‬الن اجليش ينفذ اوامر السلطة‬ ‫السياسية‪ ،‬وهو لن ينفذها لو صدرت‪ ،‬النه‬ ‫لن يدخل في صدام مع املقاومة‪ ،‬التي تعتبر‬ ‫شبكة اتصاالتها تدخل في اطار احلفظ‬ ‫على امنها وسالمة قياداتها واعضائها وال‬ ‫ميكن كشفها امام العدو االسرائيلي‪ ،‬وهو ما‬ ‫تريده احلكومة التي استجابت لطلب االدارة‬ ‫االميركية‪ ،‬بأن تسيطر على هذه الشبكة‬

‫‪58‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بوش مع السنيورة‪ :‬خسر لبنان وسقط مشروعه ولم يبق له اال السنيورة مؤقتا‬

‫التي كان يسأل عنها دائما ً السفير االميركي‬ ‫السابق جيفري فيلتمان وزير االتصاالت مروان‬ ‫حمادة الذي وعده بأن يحقق له ما يطلبه‪،‬‬ ‫فكان هو رأس احلربة في هذا املوضوع‪ ،‬وقد زج‬ ‫به جنبالط الذي ضغط على السنيورة إلقراره‪،‬‬ ‫ثم عاد وتراجع عنه بعد حترك املعارضة في‬ ‫الشارع‪.‬‬ ‫ولقد اسقطت قيادة اجليش القرار‪ ،‬واعتبرته‬ ‫كأنه غير موجود‪ ،‬وهذا ما دفع بالفريق احلاكم‬ ‫الى شن حملة على املؤسسة العسكرية‪،‬‬ ‫وانها لم تقم بواجبها‪ ،‬وتركت املعارضة‬ ‫تسيطر على بيروت‪ ،‬وقد ظن اطراف السلطة‬ ‫ان اجليش سيقف الى جانبهم بوجه املعارضة‪،‬‬ ‫وهو كان اعلن انه على مسافة من اجلميع‬ ‫وان احلل ليس عسكريا ً بل سياسي‪ ،‬وعلى‬ ‫القيادات السياسية ان تتحمل مسؤولياتها‪،‬‬ ‫ولم تنفع محاوالت الفريق احلاكم في تشويه‬ ‫صورة اجليش وقائده الذي اكد احلريري انه ما زال‬ ‫مرشحا ً توافقياً‪ ،‬وهو االمر الذي وضع جعجع‬ ‫حتفظا ً عليه‪.‬‬ ‫فالنتائج التي احرزتها املعارضة على االرض‪،‬‬ ‫ال سيما في بيروت‪ ،‬افقد الرئيس االميركي‬ ‫جورج بوش ورقة لبنان‪ ،‬التي كان يستخدمها‬ ‫في صفقاته باملنطقة‪ ،‬ولم يعد قادرا ً على‬ ‫املواجهة من خاللها‪ ،‬بعد ان ترك حلفاءه‬ ‫امام مصيرهم‪ .‬وكل ما فعله هو االتصال‬ ‫الذي اجراه بالسنيورة ووصفه بأنه “شجاع”‪،‬‬ ‫النه بقي صامدا ً في السراي‪ ،‬دون ان يعلم‬ ‫ان املعارضة لم تقرر الدخول اليها‪ ،‬النها ال‬ ‫تنفذ انقالباً‪ ،‬بل وجهت رسالة قوية للسلطة‬ ‫للتنازل والتخفيف من عنادها واملوافقة على‬

‫احلوار واملشاركة‪.‬‬ ‫واخلسارة التي منيت بها اميركا في‬ ‫لبنان‪ ،‬تكون مكملة خلسارتها في العراق‬ ‫وفلسطني‪ ،‬وهو ما دفع باململكة العربية‬ ‫السعودية‪ ،‬الى ان ترسل الى االدارة االميركية‬ ‫رسالة احتجاج بأنها فقدت بيروت‪ ،‬وقد‬ ‫اصيب املسؤولون السعوديون بالصدمة‪ ،‬الن‬ ‫ايران وسوريا‪ ،‬استعادا لبنان‪ ،‬وان االموال التي‬ ‫ارسلتها اململكة الى احلريري وحلفائه قد‬ ‫ذهبت هباء‪ ،‬ولم يتمكن هؤالء من الصمود‬ ‫اكثر من ساعتني‪ ،‬وهو ما دفع برئيس “تيار‬ ‫املستقبل” الىسؤال النائب السابق سليم‬ ‫دياب‪ :‬اين هي امليليشيات التي اسستها‪،‬‬ ‫والعناصر التي استقدمتها من خارج‬ ‫بيروت؟ حيث ذكرت املعلومات ان احلريري طرد‬ ‫دياب من قريطم ودبت اخلالفات بني قيادات‬ ‫املستقبل‪ ،‬الذين تركوا عناصرهم وهربوا من‬ ‫املعركة‪.‬‬ ‫لقد كانت ردة فعل السعودية على الهزمية‬ ‫التي منيت بها في بيروت‪ ،‬بعدم املشاركة‬ ‫في اللجنة الوزارية العربية‪ ،‬ورفض احلل‬ ‫العربيلألزمة‪ ،‬ألنه سيكون ملصلحة سوريا‬ ‫وايران‪ ،‬وهي لن تسهل هذا احلل حيث‬ ‫فقدت اململكة نفوذها في لبنان‪ ،‬الذي اذا‬ ‫ما حاولت ان تستفيد من احلالة املذهبية‬ ‫التي شجعتها وحرض عليها حلفاؤها في‬ ‫لبنان‪ ،‬فانها ستكون امام حركات اصولية‬ ‫سنية‪ ،‬ظهرت الى العلن ولن تكون ملصلحة‬ ‫“تيار املستقبل” وال دار الفتوى وال ملصلحة‬ ‫السعودية نفسها‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬


‫ما حقيقة ما جرى في الشوف‪ ...‬التوحيد واالشتراكي خضعا لمشيئة ولي الدين‬

‫وهاب استطاع منع حصول‬ ‫مواجهة شيعية ـ درزية‬ ‫جاد صعب‬

‫ما حقيقة ما جرى في منطقة الشوف؟‬ ‫بعد ان وصلت احلرب الى ابواب منطقة الشوف‪،‬‬ ‫وكاد يحصل فيها ما حصل في عاليه‪ ،‬فجأة ادت‬ ‫االتصاالت التي جرت الى معاجلة املوقف الذي‬ ‫كان على حافة االنفجار‪ ،‬واذا كانت احداث الغرب‬ ‫ونتائجها بدت ظاهرة للعيان في عاليه عبر‬ ‫اخلسائر الكبرى في املاديات واالرواح فان ما حصل‬ ‫في الشوف وحسب مصادر متابعة ملا جرى كان‬ ‫على الشكل التالي‪:‬‬ ‫ليل السبت ـ االحد املاضي فوجئ االشتراكيون‬ ‫بانتشار كثيف لعناصر “تيار التوحيد اللبناني”‬ ‫في تالل بعقلني وبحاجز علني في بلدة ديردوريت‬ ‫أدى الى قطع منطقة الشوف الى “نصفني” وفيما‬ ‫كانت عناصر التوحيد تتقدم باجتاه االشتراكي في‬ ‫بعقلني وضع املرجع الروحي الشيخ أبو محمد‬ ‫جواد ولي الدين ثقله ملعاجلة املوقف بعدما‬ ‫ادرك خطورته‪ ،‬فحرك مجموعة من املشايخ‬ ‫قامت باالتصال برئيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫وئام وهاب الذي اوفد رئيس بلدية اجلاهلية امني‬ ‫ابو ذياب واملسؤول العسكري لقطاع اجلاهلية‬ ‫بعقلني ديردوريت “فراس كامل” إلى الشيخ‬ ‫ابو محمد جواد ولي الدين‪ .‬وعندما وصال الى‬ ‫منزل الشيخ كان في ضيافته امني السر العام‬ ‫في احلزب التقدمي االشتراكي شريف فياض‬ ‫ووكيل داخلية الشوف رضوان نصر واملسؤولون‬ ‫العسكريون واالمنيون للحزب في الشوف‪.‬‬ ‫وكانت آثار الصدمة بادية على وجوه االشتراكيني‬ ‫الذين اكدوا على الغاء املظاهر املسلحة واقفال‬ ‫مركز االشتراكي في بعقلني عاصمة الشوف‬ ‫ومراكز أخرى في املنطقة‪ ،‬متمنني على موفدي‬ ‫وهاب سحب املقاتلني من التالل وتنفيذ كل ما‬ ‫يتفق عليه سلما ً حتى تتجنب املنطقة مواجهة‬ ‫شبيهة مبواجهة عاليه‪ .‬وحتدث الشيخ ابو محمد‬ ‫جواد متمنيا ً على االشتراكي والتوحيد جتنيب‬ ‫الشوف الكأس التي شربتها الشويفات وتسليم‬ ‫االمن للجيش والغاء كل مظاهر االستفزاز‬ ‫واملظاهر املسلحة واجرى اتصاالت عدة برئيس‬ ‫التوحيد وبجنبالط طالبا ً معاجلة املوقف‪ .‬وقد‬ ‫ابلغه رئيس بلدية اجلاهلية ومندوب التوحيد في‬ ‫اللقاء ان الوزير وهاب يلتزم موقف الشيخ ابو‬ ‫محمد جواد‪ ،‬رغم املمارسات اخلاطئة التي وقعت‬

‫طيلة السنوات املاضية بحق كل من خالف قوى‬ ‫األمر الواقع‪ ،‬والنتيجة التي خرجت بها الساعات‬ ‫العصيبة التي مر بها الشوف كانت على الشكل‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫قدرة وهاب على حصر املواجهة بني ابناء‬ ‫املنطقة الواحدة دون دخول عوامل اخرى على‬ ‫اخلط‪ ،‬مما منع احملاوالت التي جرت لتصوير املوضوع‬ ‫وكأنه مشكلة شيعية ـ درزية‪.‬‬ ‫سرعة جنبالط في التجاوب لنزع الفتيل في‬ ‫محاولة إلبعاد املعركة عن باب منزله‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫ان خروج بعقلني من قبضته كان يعني خروج‬ ‫الشوف ملا لها من موقع استراتيجي‪ ،‬وهي تعتبر‬ ‫عاصمة املنطقة‪.‬‬ ‫قدرة الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين على‬ ‫ممارسة سلطته على اجلميع فأعطى املعارضة‬ ‫حقها بازالة مظاهر الهيمنة احلزبية وأبعد عن‬ ‫جنبالط كأس املشكلة في عقر داره‪.‬‬ ‫ولذلك فان القراءة جململ اللوحة الدرزية تظهر‬ ‫بان اركان جنبالط مصابون داخليا ً بالهزمية‪ ،‬وبدأوا‬ ‫في مجالسهم يتحدثون عن رهانات خاطئة‬ ‫ووعود املساعدة لم يصل منها اي شيء‪ ،‬واجليش‬ ‫وقف على احلياد‪ ،‬وقوى االمن الداخلي انهارت منذ‬ ‫الدقائق االولى والكالم عن الدعم اخلارجي سراب‬ ‫بسراب‪ ،‬ولم يعد لديهم اال ان يعملوا على منع‬ ‫الفريق الدرزي اآلخر من استثمار الربح الكبير الذي‬ ‫حققه عبر محاولة تشتيت صفوف املعارضة‬ ‫الدرزية وإعطاء ارسالن في الشكل دون املضمون‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عل هذا االمر يؤدي الى اعادة تعومي جنبالط في‬ ‫الساحة الدرزية بعد احلمالت التي تشن عليه في‬ ‫االوساط السنية‪ ،‬ألنه ورط بيروت في مشكلة‬ ‫وراح يتفرج عليها‪ ،‬مما جعل سعد احلريري غير‬ ‫املتمرس في مواجهات مشابهة ومعارك كهذه‬ ‫الى دخول مرحلة إحباط كبيرة بسبب االسئلة‬ ‫التي توجه إليه من املقربني منه الذين أخذوا‬ ‫عليه حساباته اخلاطئة وتقديره الكبير لقوة غير‬ ‫موجودة لديه‪.‬‬ ‫وفي اجلبل تبدو قراءة بعض الواقعيني‬ ‫واملتعاطني بالشأن العام اقرب الى املنطق من‬ ‫قراءة بعض البسطاء‪ ،‬فالعارفون يعتقدون أن‬ ‫خسارة جنبالط خلياراته السياسية ستكون بعد‬ ‫“تصفية النفوس” وانتهاء الصدمة وضبضبة آثار‬ ‫املعارك التي هي مبثابة زلزال سياسي في منطقة‬ ‫اجلبل سيترك آثاره على وضع القوى السياسية‬ ‫في املنطقة‪ ،‬فبدون ممارسة السلطة الكاملة‬

‫عبر الهيمنة على مؤسسات الدولة وحتريكها‬ ‫وتعطيل املؤسسات األمنية‪ ،‬وبدون نزوله الى‬ ‫الشارع لتخويف املواطنني ومع خسارة خياراته‬ ‫السياسية التي دفعته إلى ان يكون وليد جنبالط‬ ‫طامحا ً منذ اسابيع او اشهر في لعبة بهلوانية‬ ‫وغير محسوبة الى اسقاط احمدي جناد وبشار‬ ‫االسد الى طامح فقط للتحدث مع مسؤول‬ ‫حزب اهلل وفيق صفا كي يرد عليه على الهاتف‪،‬‬ ‫وهذا السقوط في اخليارات والتشتت الذي حصل‬ ‫مبوقفه ستكون له ارتدادات كبيرة على اجواء‬ ‫اجلبل‪ ،‬واذا كان طالل ارسالن قادرا ً نظريا ً على‬ ‫االستفادة من هذا األمر فإنه مببادرته الى انقاذ‬ ‫السقوط اجلنبالطي قد ربح عاطفة ال ميكن‬ ‫صرفها في اوساط االشتراكيني اال انها ستدفع‬ ‫املعادين للزعامة اجلنبالطية للتفكير مليا ً وهذا‬ ‫ما سيعزز دور تيارات أخرى من التوحيد والقومي‬ ‫والداوود الذين أصروا على حماية الطائفة واجلبل‪،‬‬ ‫ولكن مع ضرورة ان يدفع جنبالط ثمن خياراته‪،‬‬ ‫خصوصا ً أنه يتحمل مسؤولية في كل ما‬ ‫حصل‪.‬‬ ‫وال شك في أن ما حصل سيعزز واقعا ً درزيا ً‬ ‫جديدا ً للمرة االولى منذ ‪ ،1975‬بعد ان طغى‬ ‫“اللوناجلنبالطي” على اجلبل‪ ،‬فهل تستفيد‬ ‫املعارضة الدرزية من هذه التطورات‪ ،‬وهناك‬ ‫صعوبة في األمر نتيجة التناقضات بني قواها‪،‬‬ ‫جراء التفتيش عن حصص حكومية “وثنائيات‬ ‫تقليدية” لم تقدم او تؤخر‪ ،‬فاخلالف داخل الطائفة‬ ‫هو خالف سياسي بامتياز‪ .‬وليس شخصيا ً او‬ ‫عائلياً‪ ،‬فاخلالفات على اخليارات القومية وليس‬ ‫على حصص آنية فجنبالط أخذ كل االمتيازات‬ ‫منذ ‪ 1975‬وخسر بالسياسة عندما بدل خياراته‬ ‫ولم ينفعه او يحميه كل نفوذ السلطة‬ ‫واغراءاتها‪ ،‬لكن املشكلة ان املعارضة الدرزية‬ ‫لم تفهم ايضا ً التبدالت الكبيرة التي يجب‬ ‫استثمارها باخليارات السياسية جلهة التأكيد‬ ‫بان املواجهة لم تكن خيارات سياسية‪ ،‬وليس‬ ‫من الطائفة الشيعية التي جنح اجلنبالطيون في‬ ‫اللعب عليها واالستفادة منها‪ .‬بينما املعارضون‬ ‫بدأوا حربهم على احلصص‪ ،‬وفي هذه احلالة‬ ‫“صحتني ع الشاطر” من يرى االمور بشكلها‬ ‫الصحيح‪.‬‬

‫مقال نشرته “الديار “‬ ‫بتاريخ ‪ 17‬ايار ‪2008‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪59‬‬


‫منرب لبناني‬

‫هكذا استع ّد‬ ‫أنصار وئام وهاب للمعركة‬ ‫أجرى غسان سعود في جريدة “األخبار”‬ ‫بتاريخ ‪ 12‬أيار ‪ 2008‬حتقيقاً ميدانياً حول‬ ‫سير املعارك في اجلبل‪ ،‬فجال على عدد‬ ‫من املناطق‪ ،‬وتوقف في اجلاهلية التي قام‬ ‫أبناؤها من عناصر “تيار التوحيد اللبناني”‬ ‫وأنصارهم بتحرك عسكري على األرض‬ ‫ملواجهة الفتنة في اجلبل‪ .‬فكتب حتت‬ ‫عنوان‪“ :‬هكذا استعد أنصار وئام وهاب‬ ‫للمعركة”‪.‬‬ ‫وتنشر “منبر التوحيد” التحقيق الذي‬ ‫أبرز دور “تيار التوحيد” في الدفاع عن‬ ‫املقاومة وسالحها‪.‬‬

‫تزامناً مع بدء ّ‬ ‫تنقل اإلشكاالت في اجلبل‬ ‫من خلدة إلى عاليه‪ ،‬قرابة الساعة الثامنة من‬ ‫مساء يوم اجلمعة‪ ،‬كانت السيارة تنطلق من‬ ‫محيط السفارة الكويتيّة‪ ،‬حيث يسكن الوزير‬ ‫السابق وئام ّ‬ ‫وهاب في اجتاه بلدته في الشوف‪،‬‬ ‫اجلاهليّة‪ .‬وكان السائق القابض على سالحه‬ ‫بني رجليه‪ ،‬وفي يده جهاز اتصاالت السلكي‬ ‫ّ‬ ‫ينسق من خالله مع ثالثة «رفاق» يؤ ّمنون‬ ‫الطريق خوفاً من «حواجز اشتراكيّة طيّارة»‪،‬‬ ‫يتصل أيضاً برفاقه في عاليه ليتأكد من تنفيذ‬ ‫التوحيديني (مناصري ّ‬ ‫وهاب) واحللفاء مطالب‬ ‫«األستاذ» بالرد باملثل على استعراضات‬ ‫االشتراكيني‪ ،‬سواء في رفع األعالم أو إقامة‬ ‫احلواجز أو التدقيق في الهويّات أو إطالق النار‪.‬‬ ‫من حاجز اجليش في الدامور‪ ،‬يبدأ حبس األنفاس‪،‬‬ ‫فتزيد سرعة السيارة املستأجرة التي تخرق‬ ‫صمت اجلبل الشوفي الغارق في ظلمة زادها‬ ‫انقطاع الكهرباء رهبة‪ .‬ويشرح السائق توزّع‬ ‫مقاتلي جنبالط على التالل اخلضراء‪ ،‬وخصوصا ً‬ ‫ق ّبة الروس‪ ،‬وإشرافهم منها على الساحل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وحتكمهم بطريق الشوف‪ .‬والحقاً‪ ،‬يأتي سؤال‬ ‫وهاب عن حترك اجليش اللبناني‬ ‫الوزير السابق وئام ّ‬ ‫باجتاه املراكز العسكر ّية املتح ّركة والثابتة‬ ‫للحزب االشتراكي على امتداد الشوف ليزيد‬ ‫مهمات السائق‪ ،‬الذي يستفسر عن املوضوع‬ ‫من «الرفاق» املوزّعني في كل بلدات املنطقة‪،‬‬ ‫يراقبون عن كثب كل التح ّركات االشتراك ّية‪.‬‬ ‫ووسط تداخل األصوات على أجهزة الالسلكي‪،‬‬ ‫ومعظم أصحابها يحملون أسما ًء ذات نكهة‬ ‫وهاب ّية‪ ،‬يصل السائق إلى مفرق بلدة اجلاهل ّية‬ ‫ّ‬ ‫ليتأكد من انتشار اجليش بدل مس ّلحي‬

‫‪60‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫االشتراكي‪ .‬ويشير بيده إلى أن بلدة كفرحيم‪،‬‬ ‫املط ّلة على اجلاهل ّية‪ ،‬ستفاجئ جنبالط كثيراً‪،‬‬ ‫وستبتلع من أتوا من أعالي الشوف‪ ،‬ليتمركزوا‬ ‫فيها وفي «ق ّبة الروس»‪ ،‬لالنقضاض على بلدة‬ ‫وهاب في حلظة الصفر‪.‬‬ ‫اجلاهل ّية ومؤ ّيدي ّ‬ ‫هجر االشتراكيون‬ ‫التي‬ ‫البلدة‬ ‫في بلدة سرجبال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أهلها املسيحيني خالل احلرب ولم يعد معظمهم‬ ‫حتى اليوم‪ ،‬يبدو القمر جميالً‪ ،‬ويسود هدوء تام‪،‬‬ ‫على عكس اجلاهل ّية التي يجتمع معظم رجالها‬ ‫وهاب‪ ،‬يضعون اللمسات األخيرة على‬ ‫في قصر ّ‬ ‫خطة قمع الهجوم االشتراكي‪ ،‬الذي يقول‬ ‫الرجال املقاتلون السابقون في االشتراكي‬ ‫والشيوعي والقومي‪ ،‬إ ّن حصوله صعب لثالثة‬ ‫أسباب رئيسية‪:‬‬ ‫أ ّولها‪ ،‬معرفة جنبالط بنوع ّية أهل اجلاهل ّية‬ ‫التي لم يستطع اجليش السوري دخولها‪ ،‬والتي‬ ‫رصت خط متاس على امتداد ‪ 4‬كلم (يحتاج ‪150‬‬ ‫ّ‬ ‫مقاتالً) في مواجهة القوات اللبنان ّية (التي كانت‬ ‫تعتقد بأن سقوط اجلاهلية مدخل أساسي‬ ‫لسقوط الشوف)‪ .‬وقد كتب الشاعر شوقي يزيد‬ ‫قصائد عدة عن رجم أهلها باحلجارة واملناجل‬ ‫لإلسرائيليني حني م ّروا بها‪.‬‬ ‫ثانيها‪ ،‬احلصار املفروض على جنبالط في‬ ‫قصره في كليمنصو‪ ،‬وخوفه من ردٍّ موجع‬ ‫حلزب اهلل في حال تع ّرضه حللفاء احلزب‪.‬‬ ‫حتمل جنبالط‬ ‫ثالثها‪ ،‬واألهم‪ ،‬يقول الناس‪ ،‬عدم ّ‬ ‫فتنة درز ّية ــــ درز ّية تستمر مفاعيلها الثأر ّية‬ ‫إلى ما بعد ما بعد عهد ابنه تيمور‪.‬‬ ‫غرفة العمل ّيات األساسية للمعارضة في‬

‫الشوف هي في الطابق السفلي من منزل‬ ‫وهاب‪ ،‬حيث توجد غرفتان‪ :‬واحدة يجتمع فيها‬ ‫ّ‬ ‫معظم املقاتلني‪ ،‬وهؤالء ثالث فئات‪ :‬واحدة تضم‬ ‫متقاعدين معظمهم متخصصون في احلراسة‬ ‫واملراقبة الثابتة‪ ،‬وتتألف الثانية من الش ّبان الذين‬ ‫يتمترسون في نقاط ثابتة سر ّية على طول امتداد‬ ‫الشوف ودون استثناء أية بلدة‪ ،‬ومعظم هؤالء‬ ‫صغار في السن‪ ،‬ال يتخطى عمرهم اخلامسة‬ ‫والعشرين‪ .‬وتضم الفئة الثالثة مقاتلني ّ‬ ‫تدل‬ ‫مالمحهم ورواياتهم واحترامهم بني زمالئهم‬ ‫على ق ّوتهم ومتايزهم القتالي‪ ،‬وغالبيتهم‪ ،‬كما‬ ‫يقولون‪ ،‬تلقّ وا تدريبات عسكر ّية بإشراف زمالء‬ ‫متخصصني في القتال‪.‬‬ ‫لهم في املعارضة‬ ‫ّ‬ ‫ثمة طاولة للطعام‪،‬‬ ‫في وسط هذه الغرفة‪ّ ،‬‬ ‫عليها بعض املع ّلبات‪ ،‬وصناديق مشروبات غاز ّية‬ ‫عدة‪ .‬وفي إحدى زواياها عدد من الفرش فوقها بضع‬ ‫بنادق كالشينكوف وجعب‪ .‬وفي الزاوية املقابلة‪،‬‬ ‫يوجد تلفاز صغير «ال يلتقط غير ّ‬ ‫بث املنار»‪.‬‬ ‫ويقول بعض الشبان إن وجودهم في هذا املكان‬ ‫مرتبط أساسا ً بوجود التلفاز‪ ،‬إذ ما من كهرباء في‬ ‫منازلهم ليتمكنوا من متابعة آخر التطورات‪.‬‬ ‫أما الغرفة الثانية‪ ،‬وهي أشبه بغرفة القيادة‪،‬‬ ‫فتوجد في إحدى زواياها طاولة يتح ّلق حولها‬ ‫شخصان يتابعان عبر األجهزة الالسلكية ّ‬ ‫كل‬ ‫التفاصيل امليدان ّية واملعلومات‪ ،‬األمنية وغير‬ ‫األمنية‪ ،‬عن حت ّركات أنصار جنبالط في بلداتهم‪،‬‬ ‫وحتى داخل منازلهم‪.‬‬ ‫ويعمل الشخصان على ربط املعلومات التي‬ ‫أما في الزاوية‬ ‫تصلهم بعضها بالبعض اآلخر‪ّ .‬‬


‫األخرى‪ ،‬فثمة خزانة كبيرة توجد فيها بنادق‬ ‫كالشنيكوف وبضع قنابل وبعض العتاد احلربي‪.‬‬ ‫بسرعة‪ ،‬يوعز السائق ــــ املسؤول عن اجملموعة‬ ‫إلى املس ّلحني املتمركزين في نقاطهم‪ ،‬التي ال‬ ‫ّ‬ ‫بخطة االنتشار‬ ‫يعرف أحد غيره خريطة توزّعهم‪،‬‬ ‫املفترض أن يتح ّركوا وفقها‪ ،‬علما ً بأن معظم‬ ‫هؤالء يتح ّركون بأسلحة خفيفة‪ ،‬وغالبيتهم‬ ‫يتمركزون في نقاط قريبة من منازلهم‪ ،‬فال‬ ‫يحتاجون إلى أ ّية آليات تثير انتباه االشتراكيني‪.‬‬ ‫كما يعمدون إلى تضليل االشتراكيني عبر حتركات‬ ‫وهم ّية يتصنّعون س ّريتها إلرباك االشتراكيني‬ ‫وإبعادهم عن التحركات األساس ّية‪.‬‬ ‫وهاب إلى خطوط الدفاع األمام ّية‬ ‫ومن قصر ّ‬ ‫التي يقيمها التوحيد ّيون‪ .‬هنا‪ ،‬في قلب أحراج‬ ‫تطل على تالل متوضع االشتراكيني‪ ،‬يبدو‬ ‫الوهاب ّيون مسيطرين على الطرقات الرئيس ّية‬ ‫ومداخل البلدات التي يحتمل أن يقتحمها‬ ‫االشتراك ّيون الذين وفدوا من أعالي الشوف‬ ‫إلى ت ّلة «ق ّبة الروس» التي بدت من إحدى نقاط‬ ‫متركز الوهابيني أشبه بالثكنة العسكرية‪.‬‬ ‫وخالل السهرة التي يقضيها املقاتلون بتفريغ‬ ‫ّ‬ ‫يفكرون به‪ ،‬تبدو الوهاب ّية أكثر من خطاب‬ ‫ما‬ ‫ساخر وكاريكاتوري يجذب بعض أهل املعارضة‪،‬‬ ‫وهاب طمعا ً باألموال‬ ‫جتمع يتح ّلق حول ّ‬ ‫وأكثر من ّ‬ ‫واخلدمات التي يوزّعها‪ .‬إنّها في قلب الشوف‪ ،‬في‬ ‫هذه اللحظة‪ ،‬رجال من الطائفة الدرز ّية يحملون‬ ‫البندقية لقتال االشتراكيني دفاعا ً عن « ِقيمنا»‬ ‫و«حريتنا»‪ ،‬كما يقولون‪ .‬ويثور هؤالء غضبا ً عند‬ ‫سؤالهم عن أسباب حقدهم على جنبالط‬ ‫«الذي حمى الدروز»‪ ،‬موضحني أنهم هم من‬ ‫وقدموا أغلى ما لديهم‪.‬‬ ‫حموه‪ ،‬فحملوا السالح ّ‬ ‫قص رواياتهم‪ :‬هنا واحد يخبر عن‬ ‫ويتناوبون في ِّ‬ ‫«جنبالط اإلقطاعي» الذي يفرض اخل ّوات على‬ ‫األهالي ومينع إقامة أي مشروع اقتصادي ال يكون‬ ‫فيه شريكا ً بـ‪ %51‬من األرباح‪ .‬وهنا آخر يروي عن‬ ‫«محب للطبيعة استولى على محم ّية املعاصر‬ ‫وح ّولها إلى مستودع أسلحة»‪.‬‬ ‫يعدد بحسرة أسماء شوفيني‬ ‫مسن‬ ‫وهنا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ــــ دروز يتّهم احلزب االشتراكي باغتيالهم‪.‬‬ ‫وقبل استرسال البعض‪ ،‬تطرح أسئلة مد ّوية‪ :‬أية‬ ‫مؤسسات زراع ّية وصناع ّية أنشأها جنبالط لتوفير‬ ‫فرص العمل وتصريف إنتاج من و ّلوه الزعامة‪ ،‬أي‬ ‫مستشفى فتح لألهالي وأية جامعة‪ ،‬وأ ّية منح‬ ‫قدمها للشوفيني‬ ‫تعليمية أو مساعدات تربوية ّ‬ ‫خالل ثالثني عاماً؟ ويضيف البعض أخبارا ً عن مس‬ ‫جنبالط بالقيم االجتماعية الدرزية‪.‬‬ ‫هؤالء املعترضون على «البيك اإلقطاعي» ألسباب‬ ‫وهاب يخرق عمليا ً قلعة عمرها‬ ‫مختلفة‪ ،‬يؤكدون أن ّ‬ ‫يتحصن جنبالط فيها ويلعب‬ ‫من عمر الدروز‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتحدثون عن أنفسهم‬ ‫يريد‪.‬‬ ‫بالسياسة كما‬ ‫ّ‬ ‫بفخر‪ ،‬بإميان‪ ،‬بقضية أول مالمحها حترير الناس‬ ‫من ّ‬ ‫ذل ومهانة يتعرضون لهما يوميا ً للحصول‬ ‫على احل ِّد األدنى من حقوقهم‪ .‬ويقول هؤالء إنهم‬ ‫يتوسعون في ك ِّل الشوف‪ ،‬س ّرا ً وعالن ّية‪ ،‬وهم اليوم‬ ‫ّ‬ ‫أما مؤ ّيدوهم‬ ‫يعدون أكثر من أربعة آالف‬ ‫ّ‬ ‫شوفي‪ّ .‬‬ ‫ّ‬

‫ّ‬ ‫فيتخطون أربعني‬ ‫في «املناصف» (وسط الشوف)‪،‬‬ ‫يدعون‪ .‬وبرأيهم‪،‬‬ ‫في املئة من نسبة السكان‪ ،‬كما ّ‬ ‫وهاب مي ّثل استمرار ّية أنور الفطايري الذي‬ ‫فإ ّن ّ‬ ‫يكاد يجمع األهالي على أن جنبالط أمر بقتله‬ ‫السلبي عليه‬ ‫عام ‪ ،1988‬بعد أن خشي من تأثيره‬ ‫ّ‬ ‫نتيجة استقطابه االشتراكيني وغيرهم‪ .‬وإذ‬ ‫يتح ّول الفطايري إلى ما يشبه األسطورة نتيجة‬ ‫احتفاظ ّ‬ ‫بقصته اخلاصة عنه‪ ،‬يقولون‬ ‫كل مقاتل‬ ‫ّ‬ ‫وهاب‪ ،‬اآلتي من أسرة متواضعة جداً‪ ،‬ينجح‬ ‫إ ّن ّ‬ ‫لم شمل املنتفضني الدروز «الذين يضعون‬ ‫في ّ‬ ‫دمهم على ّ‬ ‫كفهم» أكثر فأكثر‪ ،‬يوما ً بعد يوم‪.‬‬ ‫من «اجلبهة»‪ ،‬حيث كان يسود هدوء مقلق‪ ،‬عودة‬ ‫وهاب‬ ‫إلى نقطة س ّرية مجاورة للقصر الذي يشيده ّ‬ ‫منذ عشر سنوات‪ ،‬ويحتاج إلى عشر سنوات أخرى‪.‬‬ ‫واحلديث هذه امل ّرة عن «سالح احلزب التقدمي» و«دولة‬ ‫وليد جنبالط»‪ .‬أما اخملبر األساسي‪ ،‬فقائد عسكري‬ ‫سابق في ميليشيا التقدمي‪ ،‬وصديق للمسؤول‬ ‫األمني السابق في امليليشيا كمال فياض‪ ،‬الذي كان‬ ‫يروي بدوره مآثر جنبالط األمن ّية عبر الهواء مباشرة‪.‬‬ ‫يقول التقدمي السابق إن ثمة خمس نقاط‬ ‫أساسية يتمركز فيها امليليشياو ّيون االشتراكيون‪:‬‬ ‫في ت ّلة الروس‪ ،‬ثانوية بعقلني الرسم ّية‪ ،‬املكتبة‬ ‫الوطن ّية في بعقلني‪ ،‬بقعاتا (مطلة على اخملتارة)‪،‬‬

‫ورأس اجلاموس‪ .‬ويفترض باجليش أن يتس ّلم هذه‬ ‫فض نقاط‬ ‫املناطق ويتمركز فيها‪ ،‬إضافة إلى ِّ‬ ‫التجمع في كل بلدة‪ ،‬ومنع الدوريات االشتراكية‬ ‫املس ّلحة التي جتوب مناطق الشوف وتوقف كل من‬ ‫ال يعجبها لتفتّش سيارته وحتقق معه‪ ،‬متاما ً كما‬ ‫حت ّرم التصوير‪ ،‬ومتنع وصول البعض إلى حيث يريدون‪.‬‬ ‫ويشرح أن لالشتراكي شبه ثكنات في بلدات‬ ‫مزرعة الشوف‪ ،‬الباروك‪ ،‬كفرنبرخ‪ ،‬وخريبة‪.‬‬ ‫ولديه ثكنة وإشارة في البطمة‪ ،‬وحضور‬ ‫عسكري مم ّيز أيضا ً في باتر وبريح وكفرقطرة‪.‬‬ ‫وللحزب االشتراكي جيش ذو جسم ّ‬ ‫منظم يتوزّع‬ ‫على‪ :‬أ ّوالً‪ ،‬سالح املدفع ّية (يقال إن جنبالط أمر‬ ‫بتنظيفها وجتهيزها)‪ .‬ثانياً‪ ،‬سالح الدبابات ويضم‬ ‫‪ 30‬دبابة ‪ BMB‬على األقل‪ ،‬و‪( CHELIKA 4‬يقول أهالي‬ ‫املنطقة إنها موجودة في مخابئ في بعقلني‪ ،‬عني‬ ‫زحلتا‪ ،‬كفريا‪ ،‬مرستي وب ِ َّد ْي)‪ .‬ثالثاً‪ ،‬سالح املضادات‪.‬‬ ‫رابعاً‪ ،‬سالح الصواريخ املضادة للدروع‪ .‬خامساً‪،‬‬ ‫سالح الهندسة‪ .‬وسادساً‪ ،‬السالح املتوسط‪.‬‬ ‫تضم قائد‬ ‫ولهذا اجليش قيادة عسكرية كاملة‬ ‫ّ‬ ‫جيش‪ ،‬قائد كتيبة‪ ،‬قادة سرايا‪ ،‬قادة فصائل‪ ،‬وضباطا ً‬ ‫وعناصر برتب مختلفة‪ .‬ويتقاضى عديد هذا اجليش‬ ‫رواتب شهر ّية تتراوح بني مئتي ألف وستمئة ألف ليرة‪،‬‬ ‫علما ً بأن بعض قدامى املقاتلني رفضوا أخيرا ً العودة‬ ‫إلى «اجليش» نتيجة «إهمالهم من جانب احلزب»‪.‬‬ ‫في موازاة هذا اجليش‪ ،‬يقول أهل «التوحيد»‬ ‫إ ّن معركتهم محسومة‪ ،‬انتصارا ً في بلدتني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وسيتمكنون من إحلاق أذى كبير‬ ‫األقل‪،‬‬ ‫على‬ ‫باالشتراكيني عبر أكثر من ثالث مفاجآت في‬ ‫بلدات مييل فيها ميزان القوى لالشتراكي‪ .‬أما حيث‬ ‫يعد وجودهم وحلفاءهم هزيالً‪ ،‬فاخلطة تقضي‬ ‫ّ‬ ‫بحصول مناورة تقطع الوقت وتنهك االشتراكيني‬ ‫حلني طلب النجدة التي تب ّرر وصول احللفاء‪.‬‬ ‫األبرز ميدانياً‪ ،‬أن املقاتلني ال يخوضون معركة وئام‬ ‫ثمة تراكم من األخطاء اجلنبالط ّية يجعل‬ ‫ّ‬ ‫وهاب‪ّ .‬‬ ‫اخلاصة‪ ،‬أو ثأره‬ ‫كل واحد من املقاتلني يخوض حربه‬ ‫ّ‬ ‫الشخصي‪ .‬واألكيد‪ ،‬وسط استدالل املعطيات وقراءة‬ ‫ما بني الرسائل الالسلك ّية‪ ،‬أن احلقد على جنبالط‬ ‫يعدهم زعيم االشتراكي من‬ ‫يشمل ميليشيو ّيني ّ‬ ‫أعمدة جيشه‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪61‬‬


‫منرب لبناني‬ ‫المعارضة في الجرد تمنع الجنبالطيين من قطع طريق دمشق وتمسك بمداخل الشوف‬

‫تحالف “القومي” و”التوحيد” و”الديمقراطي”‬ ‫يسقط وهم “البكوية التاريخية”‬

‫جال الزميل فداء عيتاني من جريدة “األخبار”‬ ‫على مناطق اجلبل‪ ،‬وحتديداً في عاليه وجردها‪،‬‬ ‫وكتب حتقيقاً فيها بتاريخ ‪ 13‬أيار ‪ 2008‬حول دور‬ ‫املعارضة فيها وما حققته على االرض مبنع إقفال‬ ‫طريق بيروت – دمشق‪ .‬ونقل الصراع الى اجلبل‬ ‫بالطلب من احلزب التقدمي االشتراكي إقفال‬ ‫مكاتبه وتسليم سالحه‪.‬‬ ‫وفي التحقيق امليداني‪ ،‬كشف عيتاني عن وجود‬ ‫كثيف لعناصر “تيار التوحيد اللبناني” الذين‬ ‫شاركوا مع احزاب املعارضة في اجلبل بالتحرك‬ ‫العسكري على االرض وفيما يلي نص التحقيق‪:‬‬ ‫«راكم وليد جنبالط نفوذه انتخابياً‪ ،‬وأوهم‬ ‫الناس بامتالكه األسلحة املتوسطة والثقيلة‪،‬‬ ‫وأنه جاهز دوما ً إلخضاع املناطق التي حتاول‬ ‫العصيان»‪ ،‬كما يقول أحد كوادر تيار التوحيد الذي‬ ‫يتزعمه الوزير السابق وئام وهاب في منطقة اجلرد‪.‬‬ ‫على الطريق الدولية نحو دمشق‪ ،‬بعد جتاوز مفترق‬ ‫همشت‬ ‫مدينة عاليه‪ ،‬تبدأ منطقة اجلرد‪ ،‬منطقة ّ‬ ‫كلها‪ ،‬وخلت من أية مصالح أو استثمارات مالية وجتارية‬ ‫جدية‪ ،‬وأغلب سكانها مزارعون أو ميارسون أعمالهم‬ ‫خارج املنطقة‪ .‬وخالل الساعات الثماني واألربعني‬ ‫املاضية تغيرت األحوال‪ ،‬انتفض سكان املنطقة‬ ‫املنضوون حتت جناح املعارضة وتسلموا زمام األمور‪.‬‬ ‫من بيروت نحو عاليه‪ ،‬الطريق ليالً سالكة بعد‬ ‫تدخل اجليش وفتحها منذ ما قبل مفترق عاليه‪،‬‬ ‫حيث كانت قوات احلزب التقدمي قد أغلقت‬ ‫الطريق وأحرقت الدواليب ونشرت حواجز مسلحة‪،‬‬ ‫ما استدعى تدخل قوى املعارضة‪ ،‬وانتشارها‬ ‫عند الساعة األولى من بعد ظهر ‪ 11‬أيار‪.‬‬ ‫لم تكن املعارضة موحدة في منطقة اجلرد التي‬ ‫تضم بحمدون وصوفر وشانيه وعني دارة وشارون‬ ‫وبدغان والعزونية واغميد وغيرها‪ .‬بل كانت كل من‬ ‫القوى فيها تعمل في معزل عن األخرى‪ ،‬وبشكل‬ ‫رئيسي فإن املعارضة في اجلبل تتكون من تيار‬ ‫التوحيد واحلزب السوري القومي االجتماعي واحلزب‬ ‫الدميوقراطي اللبناني‪ ،‬وقبل ‪ 24‬ساعة من سيطرة‬ ‫املعارضة كانت املنطقة تشهد هدوءاً‪ ،‬وال نية ألحد‬ ‫بالنزول عسكريا ً إلغالق الشوارع أو فتحها‪ .‬كان‬ ‫الكل على سالحه دون جهوزية جدية‪ ،‬ويتابعون ما‬ ‫يحصل في العاصمة وفي طرابلس وطريق املصنع‪.‬‬ ‫إال أن خروج وليد جنبالط ليل العاشر من أيار وإعالنه‬ ‫يتحمل مسؤولية ما حصل من اختطاف وتشويه‬ ‫أنه‬ ‫ّ‬ ‫وقتل مناصرين حلزب اهلل خفف حدة االحتقان‪ ،‬ولكن‬ ‫في الوقت عينه أثار مخاوف املعارضني الذين خبروا‬ ‫دهاء جنبالط في كسب الوقت وجتاوز املآزق‪ .‬ولم‬ ‫متض ساعات حتى عاد جنبالط وفوض طالل أرسالن‬ ‫تسوية مسألة اجلبل‪ ،‬وهو التفويض الذي انعكس‬

‫‪62‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫في الشارع تصعيدا ً في نشر احلواجز واختطاف‬ ‫الباصات والتوقيف على الهوية‪ ،‬ومحاولة اعتقال‬ ‫أنصار للمعارضة في أكثر من منطقة في اجلبل‪.‬‬ ‫لم يكن اجلرد بحاجة إلى كبير عناء‪ .‬اتفقت‬ ‫القوى الرئيسية الثالث في املعارضة على أقصى‬ ‫درجات التنسيق‪ ،‬لعب العامل امليداني دوره‪،‬‬ ‫فالتقى كوادر وئام وهاب واحلزب القومي‪ ،‬الذين‬ ‫وصلوا للتو من معركة بيروت مبعنويات مرتفعة‪،‬‬ ‫وكوادر املير طالل أرسالن‪ ،‬وتوحدت القوات وحصل‬ ‫االنتفاض على قوات احلزب التقدمي االشتراكي‪.‬‬ ‫املنطقة منوذج للعصيان على النفوذ اجلنبالطي‪،‬‬ ‫وخالل فترة احلرب كانت هي الوحيدة التي رفضت‬ ‫سيطرة اإلدارة املدنية التابعة جليش التحرير‬ ‫الشعبي ـــــ قوات كمال جنبالط‪ ،‬ومنعت‬ ‫جباية األموال ملالية احلزب التقدمي االشتراكي‪،‬‬ ‫صدرت مئات من املقاتلني‬ ‫إال أنها في الوقت عينه ّ‬

‫للقوى الوطنية‪ ،‬وخاصة للحزب السوري القومي‬ ‫االجتماعي‪ ،‬وأحدهم‪ ،‬وجدي الصائغ‪ ،‬استشهد في‬ ‫مواجهة اإلسرائيليني‪ ،‬وفي املرحلة التالية للحرب‬ ‫تقدم النفوذ االشتراكي فيها على خلفية عشرات‬ ‫من الكوادر الذين درسوا في االحتاد السوفياتي مبنح‪.‬‬ ‫وعلى وقع التعبئة االنتخابية‪ ،‬وتوزيع املغامن املالية‬ ‫وبعض الوظائف‪ ،‬متكن جنبالط من اختراق نصف‬ ‫سكان املنطقة‪ ،‬وإن كان أغلبهم قد حافظوا على‬ ‫عمق انتماءاتهم احلزبية‪ ،‬وال سيما اليزبكيون‪.‬‬ ‫ومنذ عامني بدأ وئام وهاب‪ ،‬مع إعالن تياره التوحيدي‪،‬‬ ‫بتأسيس وجوده في املنطقة‪ ،‬وراح يشق بصعوبة‬ ‫أوال ثم بيسر صفوف التقسيم السياسي احلاد‬ ‫للمنطقة‪ ،‬وخاصة االشتراكي‪ ،‬وجمع حوله‬ ‫من أنصار االشتراكي من سئم نفوذ وليد بيك‬ ‫ومزاجيته السياسية وتأرجحه االعتباطي‪ .‬فجمع‬ ‫وهاب حوله املئات من األنصار املستعدين حلمل‬


‫السالح وتغيير الواقع احلالي‪ ،‬وخاصة أن شعار‬ ‫وهاب األول هو مواجهة اإلقطاع اجلنبالطي‪.‬‬ ‫في احلادي عشر من أيار‪ ،‬وعند الساعة األولى‬ ‫ظهراً‪ ،‬كان ميكن قوى املعارضة املشتركة أن تنفذ‬ ‫ما سبق أن طلبه وهاب من أنصاره قبل يوم واحد‪:‬‬ ‫الرد على كل حاجز بحاجزين وكل عملية خطف‬ ‫بعملية اعتقال لعناصر االشتراكي‪ ،‬وإسقاط‬ ‫املنطقة عملياً‪ .‬لم تكن األمور بحاجة إلى إطالق‬ ‫نار‪ .‬وفجر ‪ 12‬أيار كان ميكن مشاهدة املواقع التي‬ ‫أخليت من قوات احلزب االشتراكي من على تالل‬ ‫مناطق صوفر‪ ،‬حيث أنهي الوجود العسكري‬ ‫لالشتراكي دون إطالق نار‪ ،‬وإن احتفظ األخير بقدرته‬ ‫على التجول بسيارات في الشوارع‪ .‬بينما كانت‬ ‫مداخل عاليه مرصودة وحتت مرمى نيران املعارضة‪.‬‬ ‫حشد احلزب االشتراكي عشرات من املقاتلني‬ ‫في عاليه‪ ،‬معظمهم جاؤوا من منطقة بتاتر‪،‬‬ ‫ونصبوا بضعة حواجز متنقلة‪ ،‬وانتشرت على‬ ‫نهاية اخلط وقرب كنيسة الكحالة عناصر‬ ‫مسلحة تابعة للقوات اللبنانية‪ ،‬وكان ميكن‬ ‫مشاهدة حاجز لالشتراكي على منتصف‬ ‫الطريق يدقق في هويات املارة فجر يوم األحد‪.‬‬ ‫القوى املعارضة التي أحكمت سيطرتها خالل‬ ‫ساعات على كل مناطق اجلرد‪ ،‬وداخل قرى ثلث‬ ‫سكانها يوالي جنبالط‪ ،‬لم حتمل في قتالها أكثر من‬ ‫البنادق الرشاشة‪ .‬مجموعات تيار التوحيد ال متلك‬ ‫أكثر مما تظهر‪ ،‬ويؤكد أحد القادة امليدانيني أنهم‬ ‫يكتفون بهذه البنادق وال ميلكون غيرها‪ ،‬ال قواذف‬ ‫صاروخية‪ ،‬وال رشاشات دعم وإسناد‪ ،‬وال رشاشات‬ ‫متوسطة أو ثقيلة‪ ،‬وإن كانت املسافات الكبيرة بني‬ ‫القرى وفي اجلرود تستوجب أسلحة ثقيلة‪ ،‬إال أن التيار‬ ‫لم يتمكن من احلصول على دعم تسليحي جدي‪.‬‬ ‫ويبدو كوادر التيار كأنهم يقاتلون مبعنوياتهم‪.‬‬ ‫معظمهم خالل احلروب قاتلوا إلى جانب جنبالط‪،‬‬

‫وتركوا ملصيرهم بعد انتهاء تلك احلروب‪ ،‬ثم تعبوا‬ ‫من تق ّلبات جنبالط وتخ ّلوا عنه‪ ،‬وخصوصا ً أنه ال‬ ‫أحد منهم جنى مكاسب من الوجود السوري في‬ ‫لبنان‪ ،‬وعادوا بعدها إلى العمل بني الناس ولكن هذه‬ ‫املرة ضد جنبالط‪ ،‬ورفدوا الشبان اجلدد بخبرتهم‬ ‫القتالية ومبعنوياتهم‪ ،‬وطعموا خبراتهم بخبرات‬ ‫بعض الضباط املتقاعدين في القوى األمنية اخملتلفة‬ ‫التي أسهمت في تدريب عناصرهم‪ .‬والعنصر األهم‬ ‫في ارتفاع معنوياتهم هو أنهم ببساطة يتمردون‬ ‫على نفوذ جنبالط واحلزب االشتراكي في اجلبل‪:‬‬ ‫«إلى األمس كان جنبالط زعيما ً أول في السلطة‬ ‫في لبنان‪ ،‬اتصاالته الغربية تفوق التصور‪ ،‬وانتشار‬ ‫مناصريه يرعب حلفاءه قبل خصومه‪ ،‬وقدراته‬ ‫حدث وال حرج‪ ،‬أما قدراته العسكرية‬ ‫املالية ّ‬ ‫فال تزال تتردد صدى شائعات وجود مدرعاته في‬ ‫مخازن مخفية هنا وهناك‪ ،‬واليوم نحن ببضع‬ ‫بنادق رشاشة نحطم هذه البكوية التاريخية»‪،‬‬ ‫يقول محمد القائد امليداني في تيار التوحيد‪.‬‬ ‫احلزب القومي ميتلك مئات املقاتلني في املنطقة‪.‬‬ ‫هو األقدر على التحرك واالنتشار بحكم خبرة‬ ‫تاريخية‪ ،‬وبحكم انتشاره في كل لبنان‪ ،‬حيث‬ ‫ميكنه نقل املقاتلني وحشدهم ونشرهم في‬ ‫املنطقة التي يختارها خالل ساعات‪ .‬كما‬ ‫ميلك قدرة على نقل السالح والذخائر وإمداد‬ ‫عناصره‪ ،‬ولم تعد طرق اإلمداد مت ّثل أزمة بعد‬ ‫سيطرة املعارضة على املنطقة اجلردية وفتح باب‬ ‫املواجهة في الشويفات وبعض مناطق الشوف‪.‬‬ ‫ولدى طالل أرسالن أيضا ً املئات من املقاتلني‪ ،‬وإن‬ ‫كانوا بخبرات قتالية متواضعة‪ ،‬إال أنهم يبدون‬ ‫في حالة من اجلهوزية املقبولة والتنسيق الكامل‬ ‫مع القوات األخرى وجزء رئيسي في املعادلة‬ ‫في هذه املنطقة التي لهم فيها نفوذ عريق‪.‬‬ ‫يوجه املقاتلون رسالة واضحة إلى قوات اجليش التي‬

‫تبدأ بالوصول من مناطق عديدة‪ .‬حالة استنزاف‬ ‫اجليش دفعته إلى نشر عناصر من الشرطة‬ ‫العسكرية على الطرق وفي التالل التي يتوافق‬ ‫عليها مع قوى املعارضة‪ ،‬وكل هدف املعارضة في‬ ‫هذه املنطقة الوصول إلى مداخل الشوف‪ ،‬ومنع‬ ‫قطع الطرق الدولية‪ ،‬وخاصة طريق دمشق‪ ،‬وإخالء‬ ‫مجموعات جنبالط وسيطرة اجليش على مخازن‬ ‫أسلحته التي طاملا هدد بها املعارضة وقواها‪.‬‬ ‫حتقق املعارضة هذه األهداف بصمت‪ ،‬وفجر الثاني‬ ‫عشر من أيار يتصل أحد زعماء احلزب التقدمي‬ ‫هاتفيا ً مبسؤول ميداني في تيار التوحيد في بحمدون‪،‬‬ ‫ويطلب منه التروي والهدوء‪ .‬بحمدون ال ميكن‬ ‫اعتبارها منطقة مناصرة للمعارضة‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫فإن االشتراكي يطالب بالتهدئة ومعاجلة مسألة‬ ‫املقاتلني االشتراكيني وسحبهم دون قتال‪ .‬يأتيه‬ ‫جواب املعارض واضحاً‪« :‬ال إطالق نار ما دام عناصركم‬ ‫ال يطلقون النار‪ ،‬كل ما نريده هو فتح الطرق‪ ،‬ولكن‬ ‫لن نسمح بأن يظهر أي من عناصركم بسالحه في‬ ‫الشارع وال على شرفات املنازل‪ ،‬تلك املرحلة انتهت»‪.‬‬ ‫الكالم نفسه الذي سمعه املواطنون على‬ ‫ألسنة مسؤولي املعارضة يسمعه مناصرو‬ ‫االشتراكي عبر املفاوضات احمللية‪ :‬مرحلة التسلح‬ ‫والسيطرة انتهت‪ ،‬وبدأت مرحلة جديدة‪ .‬ممنوع‬ ‫مراقبة الطرقات‪ ،‬وكل حاجز لم يسارع اجليش‬ ‫إلى سحبه كان يُزال بأساليب املعارضة اخلاصة‪.‬‬ ‫تسارع قوات اجليش إلى دهم املواقع التي تشك‬ ‫املعارضة في أنها مخازن أسلحة‪ ،‬وتخرج القوى‬ ‫الرسمية لتعلن عدم العثور على أكثر من بضع‬ ‫بنادق وذخائرها‪ .‬كان ثمة من يسيطر على مناطق‬ ‫اجلرد بالوهم واخلوف‪ .‬وتبقى مجموعات املعارضة‬ ‫التي تقاتل ببضع مئات من البنادق احلربية على‬ ‫استعدادها خلشيتها من زعيم لطاملا امتهن كسب‬ ‫الوقت والقتال بحلفائه‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪63‬‬


‫منرب لبناني‬

‫اسئلة من اطراف في المعارضة الدرزية حول زيارة جنبالط ألرسالن وأهدافها‬

‫رئيس التقدمي يعترف بهزيمة مشروعه‬ ‫ويتحدث عن المقاومة إيجابياً‬

‫وهاب‪ :‬نبه باكرا ً الى خطورة مشروع جنبالط على‬ ‫الدروز خصوصا ً ولبنان عموماً‪.‬‬

‫ما حصل في اجلبل من معارك محدودة بني‬ ‫املواالة واملعارضة في بعض قرى عاليه‪ ،‬احمليطة‬ ‫ببلدتي كيفون والقماطية حيث لـ”حزب اهلل”‬ ‫وجود كثيف فيهما‪ ،‬في مقابل النفوذ القوي‬ ‫للحزب التقدمي االشتراكي في الشويفات‬ ‫وعيتات وبيصور وعاليه‪ ،‬انتهت الى صيغة‬ ‫تكريس محاور عسكرية‪ ،‬دون ان يسجل اي طرف‬ ‫تقدما ً باجتاه اآلخر‪ ،‬الن كل طرف ال نية لديه‬ ‫القتحام مناطق الطرف اآلخر‪ ،‬ال سيما وأن الفريق‬ ‫الدرزي في املعارضة سعى الى جتنيب اجلبل‬ ‫حصول معارك‪ ،‬وقد طلب من احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي ان يقفل مكاتبه ويسلم السالح‬

‫‪64‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الثقيل واملتوسط‪ ،‬مقابل تأمني ضمانة أال يدخل‬ ‫“حزب اهلل” اية منطقة‪ ،‬وهو ما اعلنه رئيس احلزب‬ ‫الدميقراطي اللبناني طالل ارسالن الذي ذكر انه‬ ‫حصل على تفويض من رئيس احلزب االشتراكي‬ ‫النائب وليد جنبالط‪ ،‬وان يتم االحتكام الى اجليش‬ ‫لضبط الوضع االمني وتسليم املكاتب إليه‪،‬‬ ‫وتسليم السالح الثقيل واملتوسط اذا وجد‪.‬‬ ‫هذه البنود التي اذاعها ارسالن‪ ،‬مت تطبيقها‪،‬‬ ‫ولكن بعد ان وقعت اشتباكات االحد املاضي‪ ،‬بني‬ ‫االشتراكي و”حزب اهلل” على محاور الشويفات‬ ‫وعيتات ‪ -‬كيفون والقماطية‪ ،‬وبيصور وعاليه‪،‬‬ ‫لم تستغرق سوى ثالث ساعات‪ ،‬في اشارة الى‬

‫ان الطرفني تنبها الى ان استمرارها وتوسعها‬ ‫سوف تكون خسارتها كبيرة على اجملتمع‪ ،‬وقد‬ ‫أدرك النائب جنبالط ذلك فسعى منذ اليوم االول‪،‬‬ ‫الى الدعوة للتهدئة وعدم االنزالق نحو الفتنة او‬ ‫احلرب االهلية‪ ،‬وطالب من محازبيه التزام الهدوء‬ ‫وحتكيم العقل‪ ،‬ألن ال مصلحة في فتح جبهة‬ ‫عسكرية في اجلبل‪ ،‬كما أعلن في تصريحات‬ ‫مباشرة عبر وسائل اإلعالم وكان يناشد اعضاء‬ ‫حزبه الى عدم اطالق النار في الوقت الذي كان‬ ‫يتوجه الى الرئيس نبيه بري وارسالن للتدخل من‬ ‫اجل وقف النار‪ ،‬وانتشار اجليش‪.‬‬ ‫وجنحت املساعي في تثبيت الهدوء‪ ،‬لكن‬


‫احلديث اآلن هو حول املشهد السياسي في اجلبل‪،‬‬ ‫وهل ستتبدل املعادلة السياسية‪ ،‬وتتغير موازين‬ ‫القوى‪ ،‬ويعود التوازن السياسي والشعبي الذي‬ ‫كان قائما ً في اجلبل‪ ،‬والذي اختل ملصلحة جنبالط‬ ‫على قاعدة انه ميلك حوالى ‪ %70‬من النفوذ داخل‬ ‫الطائفة الدرزية‪ ،‬مقابل ‪ %30‬خلصومه‪ ،‬حيث‬ ‫اعطته “حرب اجلبل” التي خاضها في وجه “القوات‬ ‫اللبنانية” هذه القوة‪ ،‬ألن الدروز اجتمعوا حول‬ ‫قيادته للمعركة دفاعا ً عن “الوجود والكرامة”‬ ‫بعد ان توفى االمير مجيد ارسالن في العام ‪،1983‬‬ ‫وكان جنله فيصل في خيار سياسي الى جانب‬ ‫الرئيس امني اجلميل‪ ،‬ولم تكن سن طالل ارسالن‬ ‫تسمح له بتولي الزعامة االرسالنية‪ ،‬فاحتل‬ ‫جنبالط الساحة وحيدا ً وبتحالف مع احلزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي من ضمن جبهة‬ ‫معارضة ضد احلكم الكتائبي الفئوي وإسقاط‬ ‫اتفاق ‪ 17‬ايار‪.‬‬ ‫واستفاد جنبالط من االنتصار الذي حتقق‬ ‫في اجلبل على “القوات اللبنانية” وما سببته‬ ‫االخيرة من مآس للمسيحيني عبر عمليات القتل‬ ‫والتهجير وتدمير القرى‪ ،‬كرد فعل على ممارسات‬ ‫القوات ضد الدروز عند صعودها الى اجلبل‪.‬‬ ‫األحادية التي مارسها جنبالط في اجلبل‬ ‫من خالل “االدارة املدنية” والقبض على القرار‬ ‫الدرزي‪ ،‬مستفيدا ً من الدعم السوري الذي‬ ‫تأمن له عسكريا ً وسياسياً‪ ،‬عبر انتصار اجلبل‪،‬‬ ‫جرت محاولة لتصحيحها بعد اتفاق الطائف‬ ‫بإدخال القوى الدرزية السياسية الفاعلة على‬ ‫املعادلة الدرزية من خالل استعادة طالل ارسالن‬ ‫للمقعدين النيابي والوزاري اللذين كان ميثلهما‬ ‫والده مع كتلة نيابية‪ ،‬وكذلك مت انتخاب فيصل‬ ‫الداوود نائبا ً عن راشيا – البقاع الغربي‪.‬‬ ‫لم يكن جنبالط مرتاحا ً الى ذلك بالرغم من انه‬ ‫أعطي وزارة املهجرين بقرار من الرئيس السوري‬ ‫حافظ االسد‪ ،‬اضافة الى استثناء جبل لبنان‬

‫لقاء ارسالن جنبالط‪ :‬تالقي املصالح العابرة‬

‫من ان تكون محافظة في قانون االنتخاب عام‬ ‫‪ ،1992‬وابقى القضاء في القانون وحصد جنبالط‬ ‫كتلة نيابية اساسية وهذا ما حصل في القوانني‬ ‫الالحقة في دورات ‪ 1996‬و‪ 2000‬و‪.2005‬‬ ‫بعد اخلروج السوري من لبنان‪ ،‬واالختالل الذي‬ ‫حصل في موازين القوى عادت األحادية اجلنبالطية‬ ‫لالستئثار في املقاعد النيابية والوزارية اضافة‬ ‫الى الوظائف الرسمية‪ ،‬وبات الفريق الدرزي اآلخر‬ ‫والذي يضم ارسالن والداوود واحلزب القومي ورئيس‬ ‫تيار “التوحيد اللبناني” الوزير السابق وئام وهاب‪،‬‬ ‫اضافة الى شخصيات ومراجع دينية في املوقع‬ ‫املعارض‪ ،‬وظهر الصراع بني مشروعني سياسيني‬ ‫كما في كل العهود واالزمنة‪.‬‬ ‫وما حصل مؤخرا ً في اجلبل‪ ،‬هو صراع سياسي‬ ‫بني املواالة واملعارضة‪ ،‬وليس بني طائفتني درزية‬ ‫وشيعية‪ ،‬وهو ما اكد عليه اطراف الصراع‬

‫كيفون وبيصور‪ :‬ملصلحة من تخريب العالقة بينهما؟‬

‫انفسهم فالنائب جنبالط يريد سالح املقاومة‬ ‫وشبكة اتصاالتها ويرفض عودة النفوذ السوري‬ ‫وذهب بخصومته مع “حزب اهلل” الى مستوى عال‬ ‫من عدم التالقي بعد ان كان حليفا له‪ ،‬ويرفض‬ ‫املس بسالحه واقام معه حتالفا انتخابيا ً مكنه‬ ‫من ان يحصد كتلة نيابية كبيرة‪ ،‬على حساب‬ ‫حلفاء “حزب اهلل” مثل ارسالن والداوود والقومي‬ ‫ووهاب وهؤالء هم من قوى ‪ 8‬آذار التي وقفت ضد‬ ‫القرار ‪ ،1559‬ورفضت جتريد املقاومة من سالحها‪،‬‬ ‫وتنظر الى سوريا على انها احلليف واسرائيل‬ ‫العدو‪ .‬هذان املشروعان هما عنوان الصراع ليس‬ ‫في اجلبل بل في كل لبنان بني مواالة ومعارضة‪،‬‬ ‫حيث تتوزع كل الطوائف واملذاهب على الطرفني‬ ‫وان باسم السبع هو نائب عن املقعد الشيعي‬ ‫في دائرة بعبدا – عاليه وعلى الئحة جنبالط وفي‬ ‫كتلته النيابية مبا ينفي طبيعة الصراع املذهبي‬ ‫او ان الشيعة يريدون الغاء الدروز او ان الدروز‬ ‫يطالبون بتجريد املقاومة من سالحها‪ ،‬ففي كل‬ ‫طرف سياسي رأي مناقض لآلخر‪.‬‬ ‫لذلك لم تنجح محاوالت تصوير الصراع على‬ ‫انه درزي شيعي او سني – شيعي‪ ،‬وسقطت‬ ‫هذه املقولة‪ ،‬ألن القوى الدرزية املعارضة حتركت‬ ‫في مواجهة احلزب التقدمي االشتراكي تطالبه‬ ‫ان يتراجع عن موقفه السياسي اخلطأ‪ ،‬مبوضوع‬ ‫سالح املقاومة والذي تسبب جنبالط بإثارته‬ ‫عبر املطالبة بان تضع احلكومة يدها على‬ ‫شبكة اتصاالت املقاومة التي اعلن السيد‬ ‫حسن نصر اهلل انه سيقطعها‪ ،‬وهو حتالف مع‬ ‫جنبالط حتت هذا العنوان في انتخابات ‪،2005‬‬ ‫الذي انقلب على هذا التحالف كما تقول قيادة‬ ‫“حزب اهلل” وجاء قرار احلكومة وحتميل جنبالط‬ ‫مسؤولية صدوره هو الذي رفع حدة التوتر في‬ ‫اجلبل وحصلت االحداث الدامية واملؤسفة فيه‪،‬‬ ‫حيث تراجع رئيس االشتراكي عن موقفه وطالب‬ ‫احلكومة بإلغاء القرارين ثم تأكيده ان ال تناقض‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪65‬‬


‫منرب لبناني‬ ‫بني الدولة ومشروع املقاومة وهو اعتراف بانه‬ ‫اصبح في موقع املعارضة بشكل عام واملعارضة‬ ‫الدرزية بشكل خاص‪ ،‬مما يعني ان موقف القوى‬ ‫السياسية الدرزية املناهضة جلنبالط ومشروعه‬ ‫كان صحيحا ً وال يورط الطائفة الدرزية مبعارك‬ ‫مع الطائفة الشيعية التي لم يعرف تاريخ لبنان‬ ‫حصولها كما حصل بني الدروز واملوارنة مثالً‪.‬‬ ‫لذلك فإن االسئلة بدأت تطرح داخل الطائفة‬ ‫الدرزية حول موقعها ودورها وحتديدا ً في‬ ‫القضايا الوطنية والقومية التي كان زعماء‬ ‫الدروز السياسيون طليعة فيها ومن مواقعهم‬ ‫السياسية اخملتلفة فهم لم يختلفوا على‬ ‫استقالل لبنان عن االنتداب الفرنسي وال على‬ ‫قضية فلسطني وال على الدفاع عن العروبة‪،‬‬ ‫وباألخص عروبة لبنان لذلك لم تقم معارك‬ ‫فيما بينهم‪ ،‬اال ما حصل في العام ‪ ،1985‬عندما‬ ‫حصل اخلالف حول حتالف االمير مجيد ارسالن‬ ‫مع الرئيس كميل شمعون الذي اخذ لبنان الى‬ ‫محور “حلف بغداد” مقابل حتالف كمال جنبالط‬ ‫مع مشروع الرئيس جمال عبد الناصر الوحدوي‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫الصراع اليوم في لبنان واملمتد الى الطائفة‬ ‫الدرزية هو حول لعبة احملاور واالحالف‪ ،‬كما في‬ ‫الطوائف االخرى‪ ،‬ولقد كان رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني وئام وهاب واضحا ً منذ اكثر من سنة‬ ‫عندما حتدث أن املشكلة مع جنبالط هي حول‬ ‫املشروع الذي يسير فيه‪ ،‬اي املشروع االميركي‪،‬‬ ‫ودعاه اكثر من مرة الى العودة عنه‪ ،‬ألنه ليس هذا‬ ‫هو موقعه‪ ،‬وليس هو ايضا ً تراث كمال جنبالط‬ ‫وحزبه وال تاريخ الدروز‪.‬‬ ‫وبعدما اعلن جنبالط في جولته على بعض‬ ‫مناطق اجلبل التي شهدت معارك‪ ،‬من ان ال‬ ‫تناقض بني الدولة ومشروع املقاومة‪ ،‬هل يكون‬ ‫عاد الى موقعه االصلي واالصيل؟ هذا السؤال‬ ‫طرح في االوساط السياسية‪ ،‬كما طرح ايضا ً‬ ‫مدى ثباته على موقفه‪ ،‬حيث تشير اوساط قيادية‬

‫الشويفات‪ :‬من و ّرطها في املعارك؟‬

‫‪66‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫في املعارضة الدرزية‪ ،‬انه ال بد من وقت المتحان‬ ‫جنبالط الذي اعترف لزواره والذين اتصلوا به ان‬ ‫مشروعه السياسي انهزم وهو سبق واعلن ذلك‬ ‫في مرات سابقة وان عودته الى موقعه السابق‬ ‫حتتاج لوقت انتقالي‪ ،‬وان االلتفاف الذي قام به‬ ‫باجتاه ارسالن‪ ،‬ال يجوز ان يعطى حجما ً كبيراً‪،‬‬ ‫ألن االخير لم ينسق مع املعارضة بشكل عام‬ ‫وفي اجلبل خصوصاً‪ ،‬حول زيارة جنبالط له‪ ،‬وال‬ ‫الغاية منها وهل هي للتعزية بشهيدي احلزب‬ ‫الدميقراطي اللبناني؟ ام لشكر ارسالن على‬ ‫اتصاله بجنبالط اثناء احداث بيروت ووقوفه الى‬ ‫جانبه؟ او لشكره على الدور الذي اداه في اخراج‬ ‫اجلبل من محنته؟‬ ‫هذه االسئلة متروكة للتطورات السياسية‪،‬‬ ‫وما قد يحصل في الدوحة‪ ،‬والنتائج التي‬ ‫سيخرج بها مؤمتر احلوار هناك‪ .‬لكن ثمة اسئلة‬ ‫اخرى عن التنسيق الغائب بني اطراف املعارضة‪،‬‬ ‫حيث توجه رئيس احلزب السوري القومي‬

‫االجتماعي علي قانصوه مع وفد من القيادة الى‬ ‫خلدة لسؤال رئيس احلزب الدميقراطي اللبناني‪،‬‬ ‫عن التفويض الذي اعطاه اياه جنبالط ملعاجلة‬ ‫الوضع في اجلبل‪ ،‬في وقت يتعرض القوميون‬ ‫ملضايقات لتحالفهم مع «حزب اهلل» ولوجودهم‬ ‫في املعارضة‪ ،‬حيث حاول االشتراكيون التحرش‬ ‫بهم في أكثر من منطقة في اجلبل‪ ،‬ويخشى‬ ‫القوميون أن يقوم جنبالط بتحييد ارسالن‬ ‫لالستفراد بالقوميني‪ ،‬وهو الشعور نفسه‬ ‫الذي ينتاب «تيار التوحيد اللبناني» ورئيسه‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬إضافة الى شخصيات درزية أخرى‬ ‫حليفة للمقاومة او في خطها حيث لم تلمس‬ ‫قوى املعارضة الدرزية وقوف عناصر الدميقراطي‬ ‫الى جانبها في بعض املناطق‪ ،‬مما ترك أكثر من‬ ‫عالمة استفهام حول هذا الود املفاجئ بني‬ ‫جنبالط وارسالن‪ ،‬بعد ان شطب االول الثاني‬ ‫في االنتخابات النيابية االخيرة‪ ،‬ومحاولة الغائه‬ ‫سياسياً‪ ،‬اضافة الى ان دار خلدة تعرضت‬ ‫ألكثر من اعتداء من حلفاء جنبالط في «تيار‬ ‫املستقبل» ولم يتم استنكارها ال بل صدر بيان‬ ‫اشتراكي يسخر من اإلجراءات االمنية التي‬ ‫اتخذها ارسالن حلماية نفسه بعد اكتشاف‬ ‫عبوة قرب قصره في خلدة‪.‬‬ ‫فتجنيب اجلبل املعارك‪ ،‬وعدم دخوله في لعبة‬ ‫الدم سواء الدرزية – الدرزية او الدرزية – الشيعية‪،‬‬ ‫عمل وطني والكل يريده‪ ،‬لكن ال ميكن ان تطغى‬ ‫احلسابات السياسية الضيقة على املصالح‬ ‫الوطنية الكبرى‪.‬‬ ‫فهل استعجل ارسالن لقاء جنبالط‪ ،‬مع لقاء‬ ‫املصالح السياسية‪ ،‬ليحجز كل منهما موقعه؟‬ ‫لكن ثمة اطراف سياسية اخرى موجودة وليسا‬ ‫وحيدين باستطاعتها تغيير املعادلة وقلب‬ ‫الطاولة‪.‬‬

‫مقال نشر في «الديار»‬ ‫بتاريخ ‪ 18‬ايار ‪2005‬‬


‫منطقة االستشهادي علي غازي طالب مسرح مجزرة‬

‫موساد «المستقبل» يذبح ‪ 11‬قومياً في حلبا‬ ‫استفاقت عكار املسكونة بحلم الوفاء‬ ‫والتحرير الذي تطوع له ابنها الشهيد علي غازي‬ ‫طالب (‪ )1985‬في عملية استشهادية كبيرة في‬ ‫بلدة أرنون الشقيف‪ ،‬وبوعد االنتصار الذي جسده‬ ‫ابنها األسير املعتقل يحيى سكاف في سجون‬ ‫العدو اإلسرائيلي والذي بدال ً من ان يطلق أسره‪،‬‬ ‫اجتاحت ميليشياته حلبا‪ ،‬فرع تيار “املستقبل”‬ ‫و”فتح اإلسالم”‪ ،‬صبيحة السبت ‪ 10‬أيار املاضي‬ ‫وارتكبت فيها مجزرة‪ ،‬لم يرتكبها في التاريخ إال‬ ‫اليهود أو عمالؤهم باإلبادة وسحل األجساد‪ ،‬دون‬ ‫مخافة إله رحيم وحساب قومي‪.‬‬ ‫شياطني الطوائف اخلصوم األلداء للقوميني‬ ‫ليست هي املرة األولى التي يتطاول فيها‬ ‫الطوائفيون وشياطينهم على احلزب السوري‬ ‫القومي االجتماعي‪ ،‬ففي الثالثينيات يوم كان‬ ‫ألحياء في بيروت لون طائفي حزب خاص بها‬ ‫وألخرى من لون آخر حزبها النقيض‪ ،‬وكالهما‬ ‫أنشأته فرنسا لتمرير خطتها وفق معيار ‪ 6‬و‪6‬‬ ‫مكرر الطوائفي الذي يعدم إمكانية قيام وطن‬ ‫ومواطن ودولة حرة سيدة عادلة وسلطة قانون‬ ‫يكون أمامها الكافة سواسية بواجباتهم‬ ‫وبحقوقهم‪ .‬وبعد تأسيس احلاالت الطوائفية‬ ‫املتصارعة على جنس املالئكة‪ ،‬ورمبا الشياطني‪،‬‬ ‫يكون غاب القطعان احملشودة احملشورة أصبح‬ ‫جافا ً ليشعله ثقاب عثماني أو فرنسي أو اميركي‬ ‫أو صهيوني أو طائفي أوصولي ديني متطرف‪.‬‬ ‫وملا نشبت احلرب‪ ،‬كان القوميون يعانون حالة‬ ‫تشتت تنظيمية‪ ،‬فمنهم من انخرط بتحالفاتها‬ ‫ومنهم من رفض هذا االنخراط‪ ،‬بدعوى أن‬ ‫يكونوا فريقا ً أو مع فريق من املقتتلني الذين‬ ‫لم يتمكنوا من حتقيق أي مشروع إصالح جدي‬ ‫رفعوه عنوانا ً وشعارا ً للتحركات العسكرية‬ ‫والسياسية طيلة عقدين من السنني‪ ،‬سوى أن‬ ‫هدفا ً مؤكدا ً حتقق أورث اللبنانيني ملفات ملا حتل‬ ‫بعد‪ :‬طائفية النظام احملاصصية‪ ،‬تعدد الدول فيه‬ ‫بتعدد الرؤساء‪ ،‬انعدام محاسبة الرؤساء فضالً‬ ‫عن املرؤوسني احملظيني بالغطاء الشامل ضد‬ ‫كل أنواع اخملاطر بوجه اإلنسان اللبناني وقيمه‪،‬‬ ‫التهجير واملهجرين‪ ،‬انعدام اإلمناء املتوازن‪ .‬فكان‬ ‫الطائف وعدا ً حقيقيا ً أكيدا ً جملازر وحروب طاملا‬ ‫استسقت دماءنا واستدرجت شبابنا إلى حواجز‬ ‫الذبح والسفك ومختبرات فحص الدم الطائفي‬ ‫في إمعان عنيد على خيار شمشون اليهودي‬ ‫بهدم املعبد عليه وعلى أعدائه‪.‬‬ ‫لكن شمشون أصبح طيفا ً من القوى‬ ‫السياسية لسانها “حرق األخضر واليابس” و”يا‬ ‫قاتل ويا مقتول” و”بدهن حرب نحن لها” و”سكروا‬ ‫طريق املطار منفتحها ومنفتح بيها”‪ ،‬ما يدعو‬ ‫للشفقة على هذا الشعب إن كان هؤالء هم‬

‫جثث لشهداء من اجملزرة كما التقطتهم كاميرا هاتف على‬ ‫عجل لـ»تخليد» الذكرى‪ ،‬أو دليل لفاتورة إميان املرتزقة‪.‬‬

‫سياسيوه‪ ،‬و”على ب َ ّ ْي” طريق املطار بالطبع!‬ ‫ولم تبخل املواالة مبكابرتها عندما قالت أن‬ ‫حلفاء املمانعة السورية سيخرجون مع آخر‬ ‫شاحنة سورية تعبر نقطة املصنع‪ ،‬حتى أنهم‬ ‫أهدروا الكثير من احلبر‪ ،‬إن كانوا ملمني بالكتابة‬ ‫حقاً‪ ،‬ومن اجلهد في حملة شعواء على سيد‬ ‫املقاومة وبطل التحرير اجلنوبي اللبناني العروبي‬ ‫القومي اإلسالمي بامتياز السيد حسن نصر‬ ‫اهلل‪ ،‬ألنه قال‪“ :‬شكرا ً سوريا”‪ ،‬وهي الدولة واجليش‬ ‫اللذان بذال من مهج أبنائهما عشرات اآلالف‬ ‫فوق تراب لبنان‪ ،‬فكيف سترى إلى احلزب السوري‬ ‫القومي االجتماعي وهو األشهر من ان يع ّرف‬ ‫بعمله الستعادة وحدة الوطن السوري وحقوقه‬ ‫ومصاحله وإنسانه وأرضه كافة‪ ،‬فالشامي‬ ‫واللبناني والفلسطيني واألردني والعراقي‬ ‫والكويتي‪ ،‬كلهم مواطنون للدولة السورية‬ ‫الطبيعية التي يعمل لها احلزب السوري القومي‬ ‫االجتماعي‪ ،‬رغم ائتالف أعدائه الداخليني أذناب‬ ‫أعدائه اخلارجيني‪ ،‬ودلت األحداث األخيرة في أيار‬ ‫‪ 2008‬على صوابية وحكمة مؤسسه أنطون‬ ‫سعادة “أنه لم يتسلط اليهود على جنوبي بالدنا‬ ‫إال بفضل يهودنا الداخليني الذليلني في ماديتهم‬ ‫احلقيرين في عظمة الباطل”‪ .‬وما يربط “يهود”‬ ‫الداخل بـ”يهود” اخلارج‪ ،‬دام فضلكم‪ ،‬غير املنافع‬ ‫املادية الشخصية العارضة ومخصصات االرتزاق‬ ‫الفئوي على حقيقة األمة ومصلحتها؟!‬ ‫وقد تطور الطوائفيون من منطق طائفي‬ ‫عقيم متوارث بالطابو التركي إلى منطق توزيع‬ ‫الدميقراطية الرأسمالية األميركية الوحشية‬ ‫بالقسطاس والعدل‪“ ،‬كارازيات” صغارا ً ومجازر‬ ‫وقبائل صحوة وتيارات زرق تستفرد باملستقبل‬ ‫وتغتصبه عنوة بسادية وحشية‪ ،‬على العالم‬ ‫العربي او اإلسالمي بدءا ً من أفغانستان والعراق‬ ‫ولبنان‪.‬‬ ‫في لبنان أصبح الطريق اجلديدة ضد بربور‪،‬‬ ‫راس النبع ضد النويري‪ ،‬وكيفون ضد بيصور‪،‬‬ ‫والقماطية ضد عاليه‪ ..‬وجزارو حلبا ضد املؤمنني‬ ‫بأن كل الذين يسكتون عن حق األمة برفض‬

‫علم الزوبعة‬

‫الهجرة اليهودية الصهيونية مجرمون‪ ،‬فكيف‬ ‫بالذين ينساقون بأضاليلها احملجوبة حتت نقاب‬ ‫ديني أم سياسي أو ليبرالي؟ مباذا ميكن ان يصفهم‬ ‫مؤسس احلزب القومي؟ أزعم أن اللغة ستعييه‪،‬‬ ‫ألنه لم يتوقع أن ينحط إنساننا إلى أن يكون ق ّوادا ً‬ ‫على نفسه وبلده وأمته إلى هذا الدرك األسفل؟‬ ‫الدرك األسفل‪“ :‬عرقنة” لبنان من مجزرة‬ ‫حلبا!!‬ ‫أن يبلغ االنحطاط باملرء ليقتل‪ ،‬فهي “كبيرة”‬ ‫يتقرفها ضد إنسانيته فكأنه قتل الناس (آية‬ ‫قرانية كرمية) يتلوها القتلة من ألسنتهم وال‬ ‫تضيء قلوبهم بنعمة اإلميان وجوهره‪ ،‬فكيف‬ ‫أن ميسك احلجارة ويهوي بها بجمع كفيه على‬ ‫جمجمة امللقى أرضاً؟! أن تقتل في قتال‪ ،‬اضطراراً‪،‬‬ ‫فذاك هو ُعرف القتال‪ ،‬يحتمل نتيجة كاملوت‪ ،‬لكن‬ ‫ان تتعمد وبإصرار حيواني على سحق اآلخر‪ ،‬فال‬ ‫ينقص القاتل إال التهام ضحيته أو ش ّيها‪ ،‬لنعيد‬ ‫اإلنسان إلى وحشية ظلماء!! وكل هذه الفاكهة‬ ‫امللونة واملرة على نية املستقبل‪ ،‬طيب اهلل ثراه!‬

‫وقائع القتل‬ ‫في الوقائع‪ ،‬كما في كل حادث يتراشق الفرقاء‬ ‫باملسؤولية واالتهام بينهم‪ ،‬وهكذا في حلبا لوال‬ ‫شهادة الدم‪ ،‬وهي عند القوميني أزكى الشهادات‬ ‫السادي‪.‬‬ ‫وعمادة حترر يتعدى الثأر‬ ‫ّ‬ ‫ونهار السبت في ‪ 2008/5/10‬كان عشرات‬ ‫املسلحني التابعني مليليشيا تيار املستقبل‪ ،‬من‬ ‫حلبا وجوارها قد حاصروا مكتب احلزب السوري‬ ‫القومي االجتماعي في حلبا – عكار‪ ،‬واشتبكوا‬ ‫مع حراسه‪ ،‬ومنهم من كان عرف أن أمرا ً ما يحضر‬ ‫للمكتب فتقاطروا إليه للمساعدة‪ ،‬ولم تكن‬ ‫إمكانية الدفاع عنه متوفرة بسبب عدم توفر‬ ‫األسلحة الكافية لكل القوميني الذين حضروا‬ ‫إلى املكتب‪ ،‬فضالً عن قلة الذخيرة‪ ،‬فقاموا‬ ‫بالدفاع عن مكتب احلزب حتى نفدت الذخيرة‪،‬‬ ‫احملاصرين‬ ‫فكان مسعى للتسوية يقضي بخروج‬ ‫َ‬ ‫من املكتب وتسليمه للجيش اللبناني‪ ،‬وملا خرج‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪67‬‬


‫منرب لبناني‬ ‫احملاصرون من املكتب مت إحراقه وقام مسلحو‬ ‫َ‬ ‫ميليشيا املستقبل باالعتداء عليهم باآلالت‬ ‫احلادة واحلجارة‪ ،‬ومن كان جريحا ً قاموا بإعدامه‬ ‫بالرصاص‪ .‬ما ادى إلى مقتل ‪ 11‬عنصرا ً من عناصر‬ ‫احلزب كانوا فيه بعد خروجهم لتسليم سالحهم‬ ‫إلى اجليش اللبناني‪ ،‬ولم يفتهم أن ميثلوا باجلثث‪،‬‬ ‫حسب التقاليد الصهيونية‪ ،‬كما ظهر في‬ ‫الفيلم الذي وزعته دائرة اإلعالم في احلزب‪.‬‬ ‫واتهم احلزب تيار املستقبل بـ»فبركة‬ ‫األكاذيب وتشويه احلقائق» وتضليل الرأي العام‬ ‫إثر نشر صورة ألحد عناصر احلزب قال مدير عام‬ ‫تلفزيون املستقبل ندمي املال إنها مأخوذة في‬ ‫أحد مكاتب تلفزيون املستقبل التي اقتحمها‬ ‫عناصر احلزب‪ .‬لكن احلزب القومي اعتبر في‬ ‫بيان له إن «هذا األسلوب الرخيص لن ينطلي‬ ‫على الرأي العام‪ .‬فالصورة التي يظهر فيها‬ ‫أحد القوميني‪ ،‬كان التقطها مصور جريدة‬ ‫«السفير» في مكتب عصابات تيار «املستقبل»‬ ‫ببناية «كيب عيتاني» مقابل صيدلية فاخوري»‪.‬‬ ‫وأضاف البيان «إذا كان السيد املال يعتبر مكاتب‬ ‫تيار «املستقبل» فروعا ً تابعة لتلفزيونه‪ ،‬ومسلحي‬ ‫عصابات «املستقبل» مراسلني ميدانيني يقومون‬ ‫بتغطية األحداث بالرصاص‪ ،‬كما حصل مع‬ ‫مسلحيه في املبنى القدمي للتلفزيون‪ ،‬فاملصيبة‬ ‫أعظم‪ .‬وقى اهلل الناس ش ّر إعالم فتنوي مدجج‬ ‫باحلقد والسالح»‪.‬‬ ‫وكان وزع احلزب السوري القومي االجتماعي‪،‬‬ ‫وهو من قوى املعارضة في لبنان‪ ،‬قرصا ً مدمجا ً‬ ‫يتضمن مشاهد عن اجملزرة التي ارتكبها‬ ‫مسلحون تابعون لتيار املستقبل الذي يتزعمه‬ ‫النائب سعد احلريري‪ .‬ونقلتها مئات املواقع‬ ‫األلكترونية وتوزعتها لتؤكد انتصار الضحية‬ ‫على اجلالد املأجور فمال السلطان ال يقيم حقاً‪.‬‬ ‫وقال السوريون القوميون إن مفتي عكار «أسامة‬ ‫الرفاعي»‪ ،‬الذي كلف باملنصب قبل اجملزرة بفترة‬ ‫قصيرة‪ ،‬قد أصدر أمرا ً بقتل عناصر احلزب السوري‬ ‫القومي االجتماعي بزعم أنهم من طائفة غير‬ ‫طائفة السنة‪ ،‬ثأرا ً لنزاع سابق‪ .‬ومعروف أن‬ ‫القوميني منتشرون في كل الطوائف وفي كل‬ ‫املناطق‪ ،‬ومنهم من املسيحيني ومن السنة‬ ‫خصوصا ً في عكار‪ ،‬ولم يعرف أن أحدا ً منهم‬ ‫اتخذ دينا ً غير ما كان عليه قبل انتمائه إلى‬ ‫احلزب القومي‪ ،‬أو أنه نقض إسالمه إلى زندقة أو‬ ‫بدعة كتلك التي تغطيها مراجع دينية طائفية‬ ‫إسالمية وبطريركية مسيحية في لبنان‪ .‬في حني‬ ‫اتهم طالل األسعد‪ ،‬وهو أحد شيوخ منطقة وادي‬ ‫خالد احملاذي لسوريا‪ ،‬والذي تقطنه عشائر سنية‬ ‫عربية‪ ،‬تيار املستقبل بارتكاب اجملزرة بسبب كون‬ ‫احملاصرين من عناصر احلزب كانوا من أبناء‬ ‫معظم‬ ‫َ‬ ‫وادي خالد‪ ،‬وهم من السنة الذين لم يصوتوا له‬ ‫في االنتخابات النيابية‪.‬‬

‫ناج يروي لـ»األخبار» الوقائع‬ ‫ٍ‬

‫يروي موسى لـ»األخبار»‪ ،‬التي حتفظت عن نشر‬ ‫صورته ألسباب تتعلق بسالمته‪ ،‬تفاصيل معركة‬ ‫السبت‪ ،‬فقال «حيث بدأ التحضير للمجزرة‬

‫‪68‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫معتصمون في ساحة خالد عليوان استنكارا ً‬

‫واحتالل مكتب احلزب من قبل تيار املستقبل‪ ،‬ردا ً‬ ‫على ما حصل في بيروت‪ ،‬حتت شعار االعتصام‬ ‫السلمي في ساحة حلبا التي تبعد ‪ 200‬متر عن‬ ‫مركز القومي»‪ .‬ويوضح‪« :‬التاسعة من صباح‬ ‫السبت‪ ،‬وقبل ساعتني من موعد االعتصام‪،‬‬ ‫بدأت عمليات االستفزاز من قبل مناصري‬ ‫املستقبل من خالل استعراض للقوة أمام مكتب‬ ‫القومي وتشفيط بالسيارات وسباب وشتائم‪.‬‬ ‫وبعد نحو ساعة هاجم مناصرو املستقبل‬ ‫مركز القومي فتصدى لهم احملازبون الذين لم‬ ‫تكن لديهم تعليمات بإطالق الرصاص على‬ ‫املتظاهرين الذين تراجعوا بعض الشيء لتنطلق‬ ‫شرارة املعركة بعدها»‪ .‬ويضيف‪« :‬كنا نحو عشرة‬ ‫أشخاص في املكتب‪ ،‬مزودين بأسلحة خفيفة‬ ‫للدفاع عن النفس‪ .‬كان في الدشمة معي‬ ‫الشهيد خالد اخلالد‪ ،‬ابن بلدتي الذي يكبرني‬ ‫ببضع سنوات‪ ،‬وكان مدربا ً أكثر مني على القتال‪،‬‬ ‫ألنه خدم في اجليش اللبناني‪ .‬أما بقية الرفقاء‬ ‫فكانوا داخل املكتب‪ .‬رفض مسؤول احلزب الشهيد‬ ‫مخايل سليمان تسليم املكتب إلى املهاجمني‪ ،‬ألن‬ ‫احلياة وقفة عز في اعتقادنا‪ ،‬وفي حال االستسالم‬ ‫ستكون النتيجة واحدة‪ :‬املوت‪ .‬لذا قررنا الدفاع‬ ‫عن كرامتنا إلى آخر طلقة‪ ،‬وهذا ما حصل»‪.‬‬ ‫وزاد موسى‪« :‬متكنّا من ر ّد املهاجمني الذين‬ ‫حاصرونا من كل اجلهات‪ ،‬وعند الساعة الثانية‬ ‫بعد الظهر ازداد الضغط علينا بعد قصف‬ ‫املكتب بقذائف (ب ‪ ،)7‬فتشاورت مع الشهيد‬ ‫خالد باألمر بعدما انقطع االتصال مع مسؤولنا‬ ‫احلزبي‪ ،‬وقررنا أن نس ّلم أنفسنا بعد نفاد الذخيرة»‪.‬‬ ‫وعن هوية املهاجمني‪ ،‬أجاب‪« :‬كانوا رجاال ً كبارا ً‬ ‫في السن‪ ،‬وبعضهم ملثمون من تيار املستقبل‪،‬‬ ‫وآخرون يتحدثون بلهجة غير لبنانية‪ .‬كانوا مدربني‬ ‫على القتال كما يظهر على وجوههم وأجسامهم‪،‬‬ ‫وأعتقد جازما ً أنهم من تنظيم فتح اإلسالم‪ ،‬إذ‬ ‫كانوا يرددون عبارات «اهلل أكبر‪ ،‬يا كفار»‪ .‬وما أكد‬ ‫اعتقادي أنهم من فتح اإلسالم أنهم استقدموا‬

‫في نصف املعركة حلسمها‪ ،‬كما أن عملية تشويه‬ ‫جثث الشهداء ليست من قيم أبناء عكار»‪.‬‬ ‫ويقول موسى‪« :‬بعدما س ّلمت نفسي مع الرفيق‬ ‫خالد إلى املهاجمني سألونا‪ :‬من أية طائفة ومن‬ ‫أي منطقة أنتم؟ فقلنا‪ :‬من الطائفة السنية من‬ ‫وادي خالد‪ ،‬فصرخوا فينا‪ :‬أنتم أهل وادي خالد‬ ‫سوريون كفار‪ .‬وأطلقوا النار علينا من مسافة‬ ‫قريبة‪ ،‬فأصبت برصاصة في قدمي وأصيب رفيقي‬ ‫برصاصتني في رأسه وصدره‪ .‬تظاهرت بأنني ميت‬ ‫فركلونا وضربونا بأعقاب البنادق‪ ،‬وسحلونا على‬ ‫الطريق مرددين عبارات‪« :‬اهلل أكبر يا كفار»‪ .‬غبت‬ ‫لبعض الوقت عن الوعي ألجد نفسي في أحد‬ ‫مستشفيات عكار‪ .‬اعتقدت أنني أصبحت في‬ ‫أمان‪ ،‬وأنني جنوت من املوت‪ ،‬لكن صوت الرصاص‬ ‫خارج املستشفى أقلقني بعدما طاردني‬ ‫مناصرو املستقبل إلى املستشفى‪ ،‬حيث ّ‬ ‫صفوا‬ ‫رفيقي وليد حموضة‪ .‬ومن الصدف أن الدكتور‬ ‫مصطفى إسماعيل (شقيق النائب السابق‬ ‫جمال إسماعيل)‪ ،‬وهو من بلدتي وادي خالد‪ ،‬كان‬ ‫موجودا ً حيث عمل على إخفائي عن املهاجمني»‪.‬‬ ‫واتهم موسى «أطباء وممرضني داخل املستشفى‬ ‫ينتمون إلى تيار املستقبل» باإلبالغ أنه ما زال على‬ ‫قيد احلياة‪« ،‬ال بل إن بعض املمرضات لم يعتنني‬ ‫بي بعدما عرفن أنني من احلزب القومي»‪ .‬وأضاف‪:‬‬ ‫«حضر عنصران من الدرك إلى املستشفى‬ ‫حلمايتي‪ ،‬وقاال لي‪ :‬حياتك وحياتنا واحدة فال تخف‪،‬‬ ‫وعندها فقط شعرت بأن حياتي لم تعد في خطر‪.‬‬ ‫كان املسلحون ال يزالون في بهو املستشفى‬ ‫وساحتها عندما حضر عناصر من اجليش والدرك‬ ‫ونقلوني إلى مركز مخابرات اجليش اللبناني في‬ ‫حلبا‪ ،‬حيث أجرى الضابط حتقيقا ً قصيرا ً معي‬ ‫قبل تسليمي إلى والدي عند الثانية فجراً»‪.‬‬ ‫فهل ميلك الرفاعي ومن هو أعلى منه رتبة ما‬ ‫يثبت إسالمهم وإسالم من يقودون إلى جحيم‬ ‫اجلرمية؟ وهل ميلكون حق نزع إميان من قلب مؤمن‬ ‫ليقول إنه لم يعد من الطائفة إن لم يأمتر بأمر‬ ‫جالديها إلى حمامات الدم إن استزملت إلرادة‬ ‫صهيونية أو اميركية وكلفت بعرقنة لبنان؟ وهل‬ ‫تهديد سعد احلريري على طاولة مؤمتر الدوحة‬ ‫سوى مهر إعالني لنص الصفقة املشؤومة‬ ‫التي تولوا تنفيذها في حلبا وعيتات والشويفات‬ ‫وغيرها ضد كل قوى املقاومة التي أنقذت‬ ‫شرفهم‪ ،‬إن كان تبقى منه لديهم‪ ،‬وحيدة‪ ،‬ولم‬ ‫تطلب منهم بدالً!!‬ ‫وكان عقد رئيس احلزب السوري القومي‬ ‫االجتماعي علي قانصو‪ ،‬مؤمترا ً صحافياً‪ ،‬في‬ ‫بيروت‪ ،‬شرح فيه ما حصل في مركز احلزب في‬ ‫منطقة حلبا في عكار‪ ،‬ووصف قانصو ما حدث‬ ‫في مركز «القومي» في حلبا بـ»مجزرة السبت‬ ‫وحمل النائب سعد احلريري مسؤولية‬ ‫األسود”‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هذه اجملزرة مطالبا إياه بتسليم اجملرمني فوراً‪،‬‬ ‫ووضع هذا امللف بني أيدي القضاء‪ ،‬محذرا ً من “انه‬ ‫سيكون لنا موقف آخر في حال التسويف»‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى كانت دعت جمعيات اجملتمع‬ ‫املدني إلى اعتصام ومسيرة شموع في ساحة‬ ‫الشهيد املقاوم خالد عليوان‪ ،‬بطل عملية‬ ‫الوميبي‪ ،‬استنكاراً للجرمية املروعة‪.‬‬


‫صعود «تيار المستقبل» سيتراجع مع الهزيمة التي اصابته في بيروت‬

‫خصوم جنبالط قد يستفيدون‬ ‫من نكسته الستعادة التوازن معه‬ ‫كان انهيار «تيار املستقبل» سريعا ً اذ لم تنفع‬ ‫االموال التي دفعت لعناصره‪ ،‬وال اخلدمات التي‬ ‫جرى تقدميها لهم‪ ،‬كي يصمد في بيروت وبعض‬ ‫املناطق امام املعارضة ‪ ،‬وهو تلقى تغطية رسمية‬ ‫وحتديدا امنية بالتدريب والتسليح ‪ ،‬الن االنتماء‬ ‫السياسي له‪ ،‬تعود الى اسباب لها عالقة بتأمني‬ ‫الوظائف واالستفادة من السلطة‪ ،‬واستخدام‬ ‫من حظي على منحة مالية تعليمية للتخصص‬ ‫من قبل مؤسة احلريري في هذا التيار‪.‬‬ ‫لقد ظهر هذا التيار خالل السنوات الثماني‬ ‫االخيرة‪ ،‬وبرز بعد اغتيال الرئيس رفيق احلريري‬ ‫الذي لم يكن يرغب في تأسيس «تيار سياسي»‬ ‫او حزب‪ ،‬ولم يقبل ان ينخرط في اي عمل له طابع‬ ‫ميليشياوي‪ ،‬لكنه وافق ان ينظم انصاره بعد‬ ‫خروجه من رئاسة احلكومة في العام ‪ ،1999‬مع‬ ‫بداية عهد الرئيس اميل حلود‪ ،‬حيث بدأ يشعر‬ ‫بضرورة ان يشكل تيارا ً سياسيا ً يجمع الشعبية‬ ‫التي بدأت تلتف حوله‪ ،‬بعد ان انتقل من السلطة‬ ‫الى املعارضة‪ ،‬واحلملة التي تعرض عليها في عهد‬ ‫الرئيس حلود‪ ،‬وفتح ملفات له ولوزرائه واملوظفني‬ ‫التابعني له‪ ،‬فإستغل هذا الوضع ليفتح معركة‬ ‫سياسية ضد العهد‪ ،‬وبدأ يضخ االموال ال سيما‬ ‫في الساحة السنية إلستقطابها‪ ،‬وبدأ يعزز‬ ‫وجوده اخلدماتي فيها من خالل فتح املستوصفات‬ ‫وتأمني احلصص التموينية‪ ،‬وقد جنح في ذلك مع‬ ‫اشتداد احلملة عليه من قبل النظام االمني‬ ‫آنذاك‪ ،‬حيث استفاد منها خالل احلملة االنتخابية‬ ‫في العام ‪ ،2000‬فحصدت الئحته كل املقاعد‬ ‫في بيروت‪ ،‬بعد ان مت اصدار قانون انتخابي سمي‬ ‫«قانون غازي كنعان» الذي اسقط الئحة الرئيس‬ ‫سليم احلص الذي كان رئيسا ً للحكومة‪.‬‬ ‫اعطى فوز احلريري وحلفائه بدعم من غازي‬ ‫كنعان الذي كان رئيسا ً جلهاز االستخبارات‬ ‫للقوات السورية العاملة في لبنان‪ ،‬اغلبية‬ ‫نيابية‪ ،‬مما فرض عودته الى رئاسة احلكومة‪،‬‬ ‫فدعمت وجوده السياسي‪ ،‬فقرر ان يستفيد من‬ ‫هذه العودة‪ ،‬وبدأ تثبيت حضوره اكثر في االدارات‬ ‫ومتدد في املناطق السنية‪ ،‬وهو ما اقلق كثيرين‬ ‫من االطراف السياسية عن احلجم الذي بدأ يأخذه‬ ‫احلريري‪ ،‬كما فتح العيون عليه‪ ،‬جلهة تركيز عمله‬ ‫السياسي في الوسط السني‪.‬‬ ‫بعد اغتيال احلريري‪ ،‬حتركت الغرائز املذهبية‪،‬‬

‫وهاب اول من نبه الى فشل‬ ‫مشروع جنبالط السياسي‬

‫ومت االستفادة منها‪ ،‬في ظل العطف الذي حتول‬ ‫نحو آل احلريري‪ ،‬فتم استنهاض «تيار املستقبل»‬ ‫وقرر سعد احلريري تفعيله وانشاء هيكلية له‪،‬‬ ‫فشكلت قيادته منه ومن النائب فريد مكاري‬ ‫نائبا ً للرئيس والنالئب باسم السبع امينا ً عاماً‪،‬‬ ‫والنائب السابق غطاس خوري امينا ً عاما ً مساعداً‪،‬‬

‫وانشئت منسقيات في االحياء والبلدات والقرى‬ ‫التي لها طابع سني‪ ،‬و جاءت نتائج انتخابات‬ ‫العام ‪ 2005‬ووصول كتلة نيابية من حوالي ‪40‬‬ ‫نائباً‪ ،‬والسيطرة على مقاعد احلكومة ورئاستها‪،‬‬ ‫اضافة الى املؤسسات الرسمية‪ ،‬ما اعطى‬ ‫هذا التيار دفعا ً قوياً‪ ،‬بعد ان مت فتح الوظائف‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪69‬‬


‫منرب لبناني‬ ‫لهم في مؤسسات الدولة واجهزتها االمنية‬ ‫والشركات االمنية‪ ،‬اال ان كل ذلك‪ ،‬لم يعط‬ ‫القوة الشعبية للتيار‪ ،‬التي بدأت تتراجع مع منو‬ ‫املعارضة‪ ،‬واستعادة الشخصيات السياسية‬ ‫السنية حضورها في صيدا عبر النائب اسامة‬ ‫سعد ورئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن‬ ‫البزري‪ ،‬وفي اقليم اخلروب من خالل وجود زاهر‬ ‫اخلطيب‪ ،‬او في البقاع الغربي مع الوزير السابق‬ ‫عبد الرحيم مراد‪ ،‬وفي طرابلس والشمال عبر‬ ‫الوجود التاريخي لعمر كرامي ووجيه البعريني‪،‬‬ ‫اضافة الى بيروت من خالل شخصيات كعدنان‬ ‫عرقجي وفؤاد مخزومي وكمال شاتيال وجمعية‬ ‫املشاريع اخليرية االسالمية وعدد كبير من رجال‬ ‫الدين وغيرهم‪.‬‬ ‫بعد الهزمية التي مني بها «تيار املستقبل» في‬ ‫بيروت ومناطق اخرى‪ ،‬فان شخصيات املعارضة‬ ‫بدأت تتقدم لتمأل الفراغ‪ ،‬بعد ان انكشف‬ ‫ارتباط الفريق احلاكم باملشروع االميركي الذي‬ ‫بدأ يتهاوى في لبنان‪ ،‬بعد االنتصار الذي حققته‬ ‫املقاومة بوجه العدوان االسرائيلي صيف ‪،2006‬‬ ‫ثم بإستعادة قوتها العسكرية البشرية ال‬ ‫سيما امتالك الصواريخ التي قدرها‪ ،‬وزير الدفاع‬ ‫االسرائيلي ايهود باراك ب‪ 40‬الف صاروخ يصل‬ ‫بعضها الى حدود ‪ 300‬كلم‪.‬‬ ‫مع بدء انهيار «ثورة االرز» وسقوط رموزها‬ ‫سياسيا ً وشعبياً‪ ،‬فإن االنظار متجهة الى من‬ ‫سيمأل الساحات التي سيطرت عليها‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫يظهر الوجود الدرزي املعارض وحتديدا ً للوزيرين‬ ‫طالل ارسالن ووئام وهاب والنائب السابق فيصل‬ ‫الداوود واحلزب السوري القومي االجتماعي‪ ،‬حيث‬ ‫من املمكن ان يعيدوا التوازن الى الساحة الدرزية‬ ‫بعد اخللل الذي اصيبت به نتيجة الدعم الذي‬

‫اذا لم تمأل الساحة السنية‬ ‫الشخصيات السياسية المعارضة‬ ‫فاألصولية ستنمو فيها‬ ‫تلقاه جنبالط منذ عقود من سوريا واستفادته‬ ‫سياسيا ً وماليا ً من خالل مشاركته في السلطة‪.‬‬ ‫اال ان القلق هو في تنامي االصولية السنية‪،‬‬ ‫اذا لم تتمكن التيارات السياسية املعتدلة من ان‬ ‫تأخذ مكان «تيار املستقبل» الذي سيظهر عليه‬ ‫الضعف والتراجع في شعبيته بعد انحسار‬ ‫املوجة العاطفية حوله بعد اغتيال احلريري‪ ،‬حيث‬ ‫تقدمت االحزاب واحلركات االسالمية االصولية‬ ‫الى الواجهة في الشمال‪ ،‬واعلن املسؤولون فيها‬ ‫مثل الداعية االسالم الشهال وحسن الشهال‬ ‫وخالد ضاهر وخالد قصص‪ ،‬انهم بدأوا اعداد‬ ‫احزابهم ملواجهة «حزب اهلل» الذي يعتبرون ان‬ ‫دخوله الى بيروت اذل السنة وهيمن عليهم‪.‬‬ ‫واستغالل هذه احلركات االسالمية االصولية‬ ‫ملا حصل جاء حتت عباءة دار الفتوى التي رفعت‬ ‫من سقف اخلطاب املذهبي‪ ،‬الذي غرق فيه ايضا ً‬ ‫السنيورة واحلريري وقد وفروا بذلك االرض اخلصبة‬ ‫لعمل تنظيم «القاعدة» الذي سبق للرجل الثاني‬

‫فيه امين الظواهري ان اعلن عن وجوده وعمله في‬ ‫لبنان ضد الصليبيني واملرتدين الشيعة‪ ،‬والذي‬ ‫هدد رئيس « تيار املستقبل « املعارضة عموما ً‬ ‫واملقاومة خصوصاً‪ ،‬بالظواهري اذا لم يقبلوا احلوار‬ ‫وفق شروطه‪ ،‬مما يكشف عن مدى تورط السلطة‬ ‫في السماح لتنظيم «القاعدة» للعمل ووضعه‬ ‫كاحتياط في وجه «حزب اهلل» وحلفائه‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ظهر في التحرك العلني للقوى االصولية السنية‬ ‫في الشمال‪ ،‬وبقطع طريق املصنع واقفال بوجه‬ ‫العابرين الى دمشق من بيروت والقادمني منها‪.‬‬ ‫ويسترجع املراقبون السياسيون‪ ،‬بان اول‬ ‫عملقام به سعد احلريري بعد انتخابات عام ‪،2005‬‬ ‫هو العفو عن املوقوفني من العناصر االصولية‬ ‫املتهمني باحداث جرود الضنية ضد اجليش‬ ‫واالخرين من مجدل عنجر الذن ادينوا بالتحضير‬ ‫لسلسلة من التفجيرات منها السفارة االيطالية‬ ‫في وسط بيروت‪.‬‬

‫قيادة « تيار املستقبل» برئاسة سليم دياب ‪ :‬لم تنفع االموال وال‬ ‫الشركات االمنية في صموده‬

‫‪70‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫مروان صيداني‬


‫الغريب في قمة المرجعيات الروحية في المقام الشريف‪:‬‬

‫األزمة سياسية بامتياز‬ ‫وليست طائفية أو مذهبية‬

‫شيخ عقل الطائفة الدرزية نصر الدين الغريب‬ ‫ُعقد في املقام الشريف في شارون اجتماع‬ ‫للمرجعيات الروحية في الطائفة الدرزية‬ ‫برئاسة شيخ عقل الطائفة الدرزية نصر الدين‬ ‫الغريب وفي حضور املشايخ ابو صالح فرحان‬ ‫العريضي‪ ،‬ابو علي سليمان ابو ذياب‪ ،‬ابو سهيل‬ ‫غالب قيس‪ ،‬ابو سليمان حسيب الصايغ‪،‬‬ ‫ورئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح‬ ‫ضو وحشد من مشايخ الطائفة الدرزية‪.‬‬

‫املرجعيتان الروحيتان للطائفة ابو ذياب والصايغ‬ ‫ان احلقبة الصعبة التي مير فيها الوطن‬ ‫تستلزم منا جميعا ً التعاون والتضامن حتى‬ ‫يبقى هذا اجلبل موئال ً للعيش املشترك والسلم‬ ‫األهلي‪ ،‬ان بتضامنكم ووقوفكم جميعا ً في‬ ‫املوقع الوطني يكتمل انتصاركم على اعداء‬ ‫لبنان وفي مقدمتهم اسرائيل العدو املغتصب‬ ‫أرضنا والطامع فيها‪.‬‬ ‫لقد حتقق نصر لبنان على اسرائيل بفضل‬

‫جيشه الوطني ومقاومته الوطنية‪ ،‬واذا حمينا‬ ‫املقاومة ضد العدو فمن عاداتنا وتقاليدنا ان‬ ‫نكون مقاومني حتى في أرحام االمهات‪ ،‬فنحن‬ ‫من ساعد على اسقاط السابع عشر من ايار‬ ‫وطرد الغزاة االميركيني من بيروت الذين ارادوا‬ ‫تدمير هذا اجلبل بالـ”نيوجرسي”‪.‬‬ ‫وتابع الغريب‪ :‬بالكفاح الوطني املتجسد‬ ‫بالشعب املناضل واالحزاب الوطنية التي‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪71‬‬


‫الشيخ الغريب يلقي كلمته‬

‫لم تبخل يوما ً بدمها على مذبح السيادة‬ ‫واالستقالل سيبقى لبنان صامدا ً بوجه‬ ‫العواصف واالعاصير‪ ،‬وسنبقى نحن حماته‬ ‫وحماة هذا الوطن مع زعمائنا الشرفاء الذين‬ ‫عودونا على التضحية والصبر والعزة واإلباء دون‬ ‫االعتداء منا او علينا‪.‬‬ ‫فكل منا يخطئ ويصيب فمن أخطأ فليطلب‬ ‫أصب فال يجعل من رأيه‬ ‫من اهلل السماح ومن َ‬ ‫الصائب استكباراً‪ ،‬بل نشكر اهلل على وقايته‬ ‫لهذا اجلبل وحفظه من االنقسام الذي رمبا كان‬ ‫سيعرضه لألسوأ‪ ،‬فيحكمه الزعماء ودعاء‬ ‫املشايخ األجالء وتضامن اجلميع واالعتراف‬ ‫بالوضع القائم‪ ،‬كل هذا جعلنا نسطر تاريخنا‬ ‫اجلديد بعقول نيرة وببعد نظر حتى سلم‬ ‫اجلبل واحلمدهلل إال من خسارة بعض الشهداء‬ ‫أسكنهم اهلل اجلنة وألهم اهاليهم الصبر‬ ‫والسلوان‪.‬‬ ‫وختم‪ :‬يبقى ان نشيد بوعي املعارضة‬ ‫وحكمتها وادارتها لألزمة واالجراءات االمنية‬ ‫عال من املسؤولية الوطنية‪.‬‬ ‫احملدودة بحس ٍ‬ ‫كما اننا نرحب باللجنة العربية الوزارية‬ ‫ونبارك االتفاق الذي رعته باألمس بني املواالة‬ ‫واملعارضة‪ .‬ونأمل من احلوار الذي سينطلق‬

‫‪72‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫املرجعيات الروحية للطائفة الدرزية من اليسار العريضي‪ ،‬قيس‪ ،‬الصايغ‪ ،‬الغريب‪ ،‬ابو ذياب‪ ،‬مالعب وضو‬ ‫اليوم من الدوحة ان تتوصل االطراف السياسية‬ ‫الى حل لهذه االزمة على اساس الدميقراطية‬ ‫التوافقية التي متيز بها لبنان واملشاركة‬ ‫احلقيقية لكل القوى السياسية الفاعلة‪.‬‬ ‫هذه املشاركة التي تشكل القاعدة االساس‬ ‫للحفاظ على امن لبنان وسلمه األهلي وعيشه‬

‫املشترك‪.‬‬ ‫كما اننا نتوجه الى الشقيقة سوريا بالشكر‬ ‫ملا تبذله من املساعدة حلل االزمة السياسية‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫املنا كبير في الوصول الى هذا احلل املنشود‬ ‫واهلل ولي التوفيق‪.‬‬


‫منرب لبناني‬

‫وليد جنبالط عرض خريطة موجودة في كل المكتبات وفي الخرائط العسكرية‬

‫العميد عطوي‪:‬‬ ‫ال يملك «حزب اهلل»‬ ‫شبكة النها بحاجة‬ ‫الى سنتراالت مترابطة‬ ‫ً‬ ‫مودية‬ ‫بعد ‪ 18‬شهراً من االحتقان‪ ،‬تفجرت االزمة اللبنانية‬ ‫بحياة عشرات اللبنانيني إثر اتخاذ احلكومة قراريها املتعلقني‬ ‫بإقالة العميد وفيق شقير وشبكة اتصاالت املقاومة واتهام‬ ‫األمين العام لحزب اهلل حسن نصر اهلل الحكومة اللبنانية بافتعال‬ ‫أزمة شبكة االتصاالت السلكية التي يمتلكها الحزب وتمسكه بها‪،‬‬ ‫التي اعتبرها تشكل المكون األساسي لمنظومة القيادة والسيطرة‬ ‫أثير لغط كبير حول شبكة اتصاالت املقاومة‪،‬‬ ‫بداية كخبير اتصال وكضابط سابق في سالح‬ ‫اإلشارة‪ ،‬ماذا ميلك حزب اهلل حتديداً؟‬ ‫ما ميلكه حزب اهلل حتديدا هو مجرد سلك‬ ‫نحاسي أو كابل محوري أو كابل من ألياف بصرية‬ ‫ممتد مثال ما بني نقطتني (أ) و (ب)‪ ،‬وفي طرفي‬ ‫السلك يوجد إما آلة هاتف أو موزع خاص يعرف‬ ‫بال (‪Exchange Branch Private )PBX‬من مميزاته‬ ‫أنه يستوعب خطوط خارجية قليلة العدد ال‬ ‫يتعدى عدده أصابع اليد وخطوط داخلية ال تتعدى‬ ‫العشرات‪ ،‬وهذا النوع من املوزعات أو السنتراالت‬ ‫متوفر في األسواق احمللية ومبتناول اجلميع‪ ،‬وهذا‬ ‫ما هو معمول به في كافة املكاتب واملؤسسات‬ ‫اخليرية والتجارية والعلمية والتربوية والصحية‬ ‫وخالفها وبالتالي ال ميكن ان نسمي ذلك بالشبكة‬ ‫وإال توجب تسمية جميع ما أشرت إليه بالشبكات‬ ‫ولتوجب تسمية االتصاالت في مكتب مجلتكم‬ ‫مثال بشبكة اتصاالت مجلة «منبر التوحيد» وهذا‬ ‫غير صحيح تقنيا إطالقا ولبس معمول به‪.‬‬ ‫ولإليضاح فاخلطوط اخلارجية القليلة املتصلة‬ ‫بهذا النوع من املوزعات هي بإشراف الدولة أعني‬ ‫بها وزارة االتصاالت السلكية والالسلكية التي‬ ‫تعطى خطا من ثمانية أرقام اثنان منه تعود لرمز‬ ‫املنطقة كـ ‪ 01‬لرمز منطقة بيروت يتبعها ستة‬ ‫أعداد للخط منها أثنني لتحديد املوزع واألربعة‬ ‫أرقام األخيرة لتحديد هوية املشترك‪ .‬ومن خالل‬ ‫هذه األرقام الثمانية ميكن حتديد هوية واملوقع‬ ‫اجلغرافي والسكني ألي مشترك في الشبكة‬ ‫وعلى كافة األراضي اللبنانية‪ .‬وهذا اخلط هو لقاء‬ ‫رسوم وتخابر تدفع من قبل املشترك‪ ،‬كما أن هذه‬ ‫اخلطوط اخلارجية ميكن التنصت أو االستماع عليها‬

‫للحزب وإنها بمثابة سالح اإلشارة‪.‬‬ ‫وألن “منبر التوحيد” حريصة على إظهار احلقيقة‪ ،‬التقت‬ ‫العميد املتقاعد واخلبير في االتصاالت الدكتور محمد عطوي‬ ‫لتبيان حقيقة هذه الشبكة وإمكاناتها‪ ..‬فاستضافت العميد‬ ‫عطوي وأجرت حوارا ً معه في مكتب اجمللة‪ .‬هنا تفاصيل‬ ‫احلوار‪..‬‬

‫أو مراقبتها أو حتديد قيمة تخابرها أو صيانتها‬ ‫أو إلغائها من قبل وزارة االتصاالت السلكية‬ ‫والالسلكية اللبنانية‪ .‬هذا ما يؤكد صحة ما‬ ‫أشرت إليه جلهة عدم وجود الشبكة كون أجهزة‬ ‫الدولة ال تستطيع معرفة حتديد موقع مشتركي‬ ‫املقاومة الرتباطهم باملوزعات اخلاصة وهذا ما هو‬ ‫معمول ومسموح به قانونيا لبنانيا ودوليا جلهة‬ ‫ربط أي مشترك على السنتراالت اخلاصة دون حق‬ ‫الدولة معرفة ماهية األشخاص وحتى املعدات‬ ‫املوصولة على مثل هذه املوزعات‪.‬‬ ‫فالشبكة إذا» حتتاج إلى سنتراالت مترابطة‬ ‫ومنظمة ومتصلة ببعضها البعض بواسطة‬ ‫معدات وأجهزة الكترونية وبرامج متعددة‪ .‬كما أن‬ ‫للشبكة هيكلية وقواعد ومبادئ لالتصال محددة‬ ‫من قبل اجلهات اخملتصة باالتصاالت في أي بلد‬ ‫كان‪ .‬ففي لبنان شبكتان‪ :‬شبكة ثابتة وشبكة‬ ‫خلوية‪ .‬هاتان الشبكتان تستعمالن لنقل الصوت‬ ‫عبر الهاتف أو لنقل املعلومات الرقمية (‪)Data‬‬ ‫من ملفات وصور وخالفها عبر أجهزة الكمبيوتر‬ ‫كما أن هاتان الشبكتان تعتبران ‪Backbone‬‬ ‫العمود الفقري التصاالت خدمات شبكة االنترنت‬ ‫‪. Network Internet‬‬ ‫أما الشبكة الثابتة فهي تغطي كافة األراضي‬ ‫اللبنانية عبر سنتراالت موزعة في كل محافظة‬ ‫ومدينة وقرية‪ .‬يعطي لكل مشترك في الشبكة‬ ‫خطا ً ذات رقم كما أشرت سابقا‪ ،‬ليقارب عدد‬ ‫اخلطوط في الشبكة الثابتة اللبنانية بحدود‬ ‫التسعمائة ألف مشترك تقريبا يتبادل عبرها‬ ‫املشتركون الصوت والفاكس واملعلومات الرقمية‬ ‫بسرعة فائقة بواسطة أجهزة ومعدات تسمى‬ ‫‪ Facilities System Transmission‬والتي تسمح‬

‫بتمرير مخابرات ومكاملات وملفات فائقة السرعة‬ ‫والسعة‪.‬‬ ‫هناك مؤسسات وبنوك ومستشفيات‬ ‫وجامعات وجماعات وأفراد ومنازل خاصة متلك‬ ‫سنتراالت داخلية تشتريها على نفقتها اخلاصة‬ ‫تتضمن ‪ /12/8/6/4/2‬خطا خارجيا باإلضافة إلى‬ ‫عشرات اخلطوط الداخلية من اجل تأمني االتصال‬ ‫فيما بينها وتسيير أعمالها‪ ،‬خاصة بني فروعها‬ ‫ضمن احملافظة الواحدة أو في كافة احملافظات‪،‬‬ ‫فكلنا يعرف على سبيل املثال اجلامعة األميركية‬ ‫في بيروت لديها شبكة هاتفية داخلية وشبكات‬ ‫معلوماتية مرتبطة بالشبكات اللبنانية الثابتة‬ ‫واخللوية ومرتبطة بالشبكة الدولية لنقل‬ ‫املعلومات هذا مع العلم بأنه ال يحق للدولة‬ ‫اللبنانية إطالقا ً أن تدخل أو أن تتنصت أو تراقب‬ ‫الشبكات احمللية اخلاصة والتي تعرف مبا يسمى‬ ‫‪ Networks Area Local‬وذلك استنادا لقوانني‬ ‫االتصاالت الدولية واملنصوص عليه من قبل هيئات‬ ‫االتصاالت الناظمة الدولية‪.‬‬ ‫ولو افترضنا جدال بوجود شبكة اتصاالت‬ ‫فإن كافة كوابلها سوف متر حتما عبر موزعات‬ ‫وسنتراالت وزارة االتصاالت وبالتالي الستطاعت‬ ‫أجهزة احلكومة املراقبة والتنصت ومن حقها‬ ‫القانوني إزالتها وإيقافها فورا ً وهذا لم تقدم عليه‬ ‫احلكومة لسبب عدم وجوده فعليا وعمليا على‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫فاملقاومة متلك سنتراال ً داخليا ً ذا سعة‬ ‫محدودة يوزع اخلطوط ملشتركني محددين في‬ ‫مناطق معينة‪ ،‬ومرتبط قانونيا بشبكة الدولة‬ ‫وهذا حق ألي فرد أو مؤسسة في لبنان كما هو‬ ‫حق للمقاومة‪ .‬وهذا ينفي وجود شبكة باملعنى‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪73‬‬


‫منرب لبناني‬ ‫التقني الصحيح للشبكة كما أشرنا سابقا»‪.‬‬ ‫لكن احلكومة تكلمت عن شبكة تتعدى‬ ‫خطوطها الـ ‪ 100‬الف خط؟‬ ‫احلكومة بهذا الكالم ضللت الشعب الذي ال‬ ‫ميلك معرفة تامة وكاملة بتقنيات االتصال‪ .‬كما‬ ‫أثيرت أمور غير صحيحة تهدف إلى ذر الرماد في‬ ‫العيون كالقول في أن ما سمي بشبكة املقاومة‬ ‫هي تستعمل ألهداف جتارية وبالتالي هدر للمال‬ ‫العام باإلضافة الستفادة إيرانية وسورية مما‬ ‫سمي بالشبكة‪ ،‬وال أعرف كيف أن إيران وسوريا‬ ‫تستفيدان ماديا أو جتاريا أو معلوماتيا من سلك‬ ‫أو كابل ممتد ما بني نقطتني أو أكثر‪ .‬كما زعم بان‬ ‫هذه الشبكة ميكن أن تستخدم للتنصت على‬ ‫السياسيني واملواطنني‪ ،‬وزعم أيضا أنها شبكة‬ ‫مشفرة من خمسة كودات‪ .‬كما زعم بأن هذا‬ ‫الكابل يستخدم الغتيال شخصيات لبنانية وكل‬ ‫هذا هو افتراء بحق املقاومة وتضليل للشعب‬ ‫اللبناني وللرأي العام اإلقليمي والدولي‪ .‬فاحلكومة‬ ‫نفسها ال متلك معطيات حول هذه الشبكة كي‬ ‫تعرضها على الشعب اللبناني وخاصة جلهة‬ ‫املائة ألف خط أو جلهة األعمال التجارية وهدر‬ ‫املال العام ولو كان هناك من أي معطيات لدى‬ ‫احلكومة لتوجب عليها أن تعرضها أو أن تزيلها‬ ‫أو تعزلها أو تلغي ارتباطها بشبكات الدولة‬ ‫الثابتة واخللوية‪ .‬وهذا مما يؤكد أن ال وجود ملثل هذه‬ ‫الشبكة التي زعموا بوجودها‪ .‬حتى أن احلكومة‬ ‫لم تذكر أماكن وجود السنتراالت وال كيفية‬ ‫اتصالها مع بعضها بعضاً‪ ،‬وما الذي يربط مئات‬ ‫آالف اخلطوط فيما بينها؟ حتى أن قرار معالي وزير‬ ‫االتصاالت األستاذ مروان حمادة الذي أرسل إلى‬ ‫األمني العام لألمم املتحدة بان كي مون لم يشر الى‬ ‫وجود مقومات الشبكة فلم يكن تقريرا تقنيا بل‬ ‫إنشائيا ً بامتياز‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لكن احلكومة تكلمت ايضا عن كابالت‬ ‫موجودة بني املناطق؟‬ ‫نعم هناك كابالت ال تتعدى عددها أصابع‬ ‫الكف الواحد‪ ،‬وذلك لتسهيل عمل االتصال‬ ‫بني قيادة املقاومة وعناصرها‪ .‬وهذا حق طبيعي‬ ‫للمقاومة ان يكون لديها اتصاالتها اخلاصة بها‬ ‫أو ما يسمى بسالح اإلشارة ‪.Corps Signal‬‬ ‫مدمرا ً أو‬ ‫مع العلم أن هذا السالح ليس سالحا ً ّ‬ ‫ناريا» بل يعتبر أساسيا نظرا ً لدوره في تسهيل‬ ‫وإيصال األوامر وحماية مستخدميه وذلك من‬ ‫خالل حماية الوسائل املستخدمة لهذا السالح‬ ‫وخاصة جلهة معرفة وأماكن تواجد موزعاته‬ ‫اخلاصة املرتبطة بكوابل االتصاالت‪ .‬بحيث إن‬ ‫أجهزته و وسائله واتصاالته تكون ضمن حلقة‬ ‫مغلقة (‪ )loop closed‬ال تسمح لآلخرين الدخول‬ ‫عليها وال تكون مكشوفة لعمالء الداخل واخلارج‪.‬‬ ‫إن جناح االتصاالت والتنسيق فيما بني األشخاص‬ ‫هو عنصر أساسي لنجاح أي عملية عسكرية‬ ‫يقوم بها اجليش أو تقوم بها املقاومة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يحب حماية وسائل االتصال برموش العني‪ .‬لذلك‬ ‫فاملقاومة حذرة جدا ً بالنسبة لسالح االتصاالت‪،‬‬ ‫ولها احلق بذلك‪ .‬ولهذه األسباب‪ ،‬أشار سماحة‬ ‫السيد حسن نصر اهلل إلى أن سالح اإلشارة‬ ‫هو اجلزء االهم في سالح املقاومة‪ .‬وعلى اجلميع‬

‫‪74‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وعلى كافة األصعدة أن يعوا أهمية هذا السالح‬ ‫ويحافظوا على سريته لكي نحفظ املقاومة‬ ‫بأشخاصها وسالحها وعتادها‪.‬‬ ‫اذا كان ال توجد شبكة‪ ،‬اذاً ما هي اخلريطة‬ ‫التي عرضها وليد جنبالط في مؤمتره الصحفي‪،‬‬ ‫ومن اين حصل عليها؟‬ ‫وليد جنبالط عرض خريطة موجودة في‬ ‫املكتبات املدنية والعسكرية‪ ،‬وهو أيضا لم يشر‬ ‫الى أماكن وجود هذه الشبكة وال إلى عناصرها‬ ‫املادية من أجهزة ومعدات وكوابل‪.‬‬ ‫ولكن سوليدير شركة‪ ،‬وأنت أعطيت‬ ‫للشركات احلق في امتالك شبكات اتصال؟‬ ‫نعم صحيح شبكة سوليدير تعتبر شبكة‬ ‫اتصاالت مثالية بكل ما في الكلمة من معنى‪ ،‬إذ‬ ‫أنها شبكة جتارية متتلك كافة مقومات االتصال‬ ‫بكافة الشبكات اخللوية الهاتفية والثابتة احمللية‬ ‫والدولية‪ .‬فاملرسوم ‪ 12992‬تاريخ ‪ 1998/9/4‬أعطى‬ ‫للشركة املالكة حق االرتباط بالشبكات األخرى‬ ‫احمللية والدولية إضافة إلى حق املرور عبر املنشآت‬ ‫والتمديدات والطرقات العائدة للدولة‪ .‬وما‬ ‫نسميه هدرا ً للمال العام هو استيفاء وزارة البريد‬ ‫واملواصالت لقاء هذا الترخيص ‪ %20‬من مجموع‬ ‫فواتير القبض الصادرة عن الشركة ملشتركيها‪،‬‬ ‫باإلضافة الى مبلغ مقطوع قدره مئة مليون ليرة‬ ‫سنويا ً لقاء حق املرور وهذا قليل جدا» بالنسبة‬ ‫ملداخيل هذه الشبكة عند وضعها قيد العمل‪.‬‬ ‫هل كان حزب اهلل قادراً على أخذ ترخيص من‬ ‫احلكومة؟‬ ‫أوال ً أن مثل هذا العمل ال يحتاج إلى ترخيص‪،‬‬ ‫بسبب أن األلياف البصرية او الكوابل احملورية‬ ‫والنحاسية التي تشكل خطوط االتصال هي‬

‫املقاومة التي ضحت‬ ‫باألغلى أال تستحق أن‬ ‫تساويها احلكومة بأية‬ ‫مؤسسة؟‬ ‫املقاومة لديها سلك ممد‬ ‫من نقطة (أ) الى نقطة (ب)‬

‫موجودة في األسواق احمللية وهي في متناول‬ ‫اجلميع وميكن ألي شخص أن يشتريها‪ ،‬وميكن‬ ‫ربطها مبوزعات ‪ PBX‬في أماكن محددة وذات‬ ‫ملكية خاصة أي مكان تواجدها تعود ملكيتها‬ ‫لألشخاص الذين يصممون هذه الشبكة‬ ‫لالستخدام اخلاص وهذا ما هو معمول به في‬ ‫كافة املؤسسات كما أشرنا سابقا وكل هذا يتم‬ ‫دوم ما حاجة إلى ترخيص أو موافقة من اجلهات‬ ‫اخملتصة‪.‬‬ ‫أما جلهة الترخيص فالواقع أن هذا ال يسمى‬ ‫ترخيص بل يسمى استئجار‪Leasing Lines‬‬ ‫خطوط أو قنوات وهو متوفر للشركات كما‬ ‫لألشخاص وميكن للمقاومة استئجار باسم‬ ‫أي كان مثل هذا النوع من اخلطوط أو القنوات‬ ‫واملعروف حاليا ب ‪ E1‬وذات سعة وسرعة عالية‬ ‫بالنسبة للخطوط النحاسية والتي هي بحدود‬ ‫‪ Mbps 2.048‬أي ميغابت بالثانية (امليغا هي‬ ‫مليون)‪ .‬وفي حال االستئجار ملثل هذه اخلطوط‬ ‫فإنها حتما ستمر في سنتراالت الدولة وبالتالي‬ ‫ميكن مراقبتها والتنصت عليها وال يخفى عن بال‬ ‫أحد أن هذه املوزعات ميكن أن تكون مخروقة من‬ ‫أجهزة إستخبارتية داخلية أو إقليمية أو دولية‪،‬‬ ‫وبالتالي تكون املقاومة امام خطر هي بغنى عنه‪.‬‬ ‫لذلك ال حاجة ملا سمي بالشبكة‪ ،‬بسبب حاجة‬ ‫املقاومة لوجود خطوط اتصاالت قليلة ال تتجاوز‬ ‫العشرات وهذا ليس باملشكلة‪ .‬فاألهم احلفاظ‬ ‫على سرية عمل املقاومة‪ ،‬التي متكنت بفضل‬ ‫هذه السرية املتقنة بامتياز من جتنب الكثير من‬ ‫االغتياالت واخلروقات جلهاز املقاومة‪ .‬واجلميع يعلم‬ ‫ان شهداء املقاومة الفلسطينية معظمهم‬ ‫استشهدوا من خالل ترصد العدو اإلسرائيلي‬ ‫التصاالتهم وباألخص االتصاالت الالسلكية‪،‬‬ ‫وبالتالي للمقاومة كل احلق في االحتفاظ بسرية‬ ‫هذا السالح إذ انه ال يؤذي وال يدمر وال يشكل‬ ‫هدرا للمال العام وال تستفيد منه سوريا وإيران‪،‬‬ ‫وال يستخدم للتنصت ومراقبة السياسيني‬ ‫واملواطنني وال يستخدم الغتيال الشخصيات‬ ‫السياسية كما أثير كل ذلك في اإلعالم‪ .‬فالقصة‬ ‫كلها مجرد كابل مستقل وغير مرتبط بشبكات‬ ‫الدولة التي يجب عليها حمايته واحملافظة على‬ ‫سرية االتصاالت لكونها السبب باحملافظة على‬ ‫حياة املقاومني‪.‬‬ ‫اجلميع يأخذ على املعارضة حدة وتسرع ردها‬ ‫على قرارات احلكومة‪ ،‬ألم يكن بإمكان املعارضة‬ ‫التروي قليالً؟‬ ‫قراري احلكومة أتيا جائرين على املعارضة‬ ‫واملقاومة اذ أن هذين القرارين لم يكونا سليمني‬ ‫أريد منهما السوء واألذى للمقاومة‪ .‬فالبيان‬ ‫الوزاريالذي على أساسه تشكلت احلكومة‬ ‫السابقة دعا إلى حماية املقاومة‪ ،‬فإذا أردت‬ ‫احلكومة التخلص من كابل يستخدم في‬ ‫اتصاالت املقاومة فهل تكون هذه احلكومة جدية‬ ‫في حمايتها والدفاع عنها؟ فاجلواب بكل صراحة‬ ‫وبكل تأكيد هو كال‪ .‬فلماذا اتخذت احلكومة مثل‬ ‫هذين القرارين؟ فهل صحيح أن خط سلكي أو‬ ‫نحاسي او الياف بصري يهدر املال العام؟ هل هذا‬ ‫الكابل هو بالكثير على املقاومة التي ضحت‬


‫بأغلى ما لديها من أرواح وشيوخ وأطفال ونساء‬ ‫وتهجير ومعاناة منذ العام ‪ 1982‬وليومنا هذا؟‬ ‫ملاذا ال تريد احلكومة مساواتها باية مؤسسة‬ ‫أخرى جلهة حقها في إنشاء شبكة خاصة محلية‬ ‫ومعاملتها أسوة بغيرها من الشركات؟‬ ‫لقد جاء هذان القراران ألهداف بحت سياسية‬ ‫إلعطاء فكرة سيئة عن املقاومة واملعارضة التي‬ ‫يعتبر حزب اهلل إحدى ركائزها‪ .‬وبسبب وجود قادة‬ ‫عقالء في املعارضة وفي خارجها عملوا جاهدين‬ ‫للتخفيف من تداعيات كثيرة كانت ستحصل‬ ‫وأولها الفتنة املذهبية التي كانت قد تؤدي الى‬ ‫حرب أهلية إسالمية ‪ -‬مسيحية ال سمح اهلل‪.‬‬ ‫تتكلم عن قرارات حكيمة للمعارضة‪ ،‬ولكن‬ ‫البعض يتحدث عن خسارة جماهيرية في‬ ‫صفوف املعارضة نظراً لتحركها األخير؟‬ ‫مما ال شك فيه إن املعارضة خسرت قليالً‬ ‫في هذا اجملال في بداية االزمة نتيجة احلمالت‬ ‫اإلعالمية املغرضة التي هدفت إلى تشويه‬ ‫صورتها أمام رأي الشعب اللبناني والعاملي‪ ،‬إال أن‬ ‫املعارضة بحكمتها وصبرها وحسن تصرفها على‬ ‫األرض استعادت الدعم الشعبي وأعطت أمنوذجا‬ ‫حضاريا‪ ،‬وبالتالي ذهبت إلى مؤمتر الدوحة من‬ ‫مركز قوة و برأس مرفوع‪.‬‬ ‫لكن البعض يعتبر ما حصل في اتفاق‬ ‫الدوحة ليس سوى تتمة للتسويات احلاصلة‬ ‫في املنطقة؟‬ ‫في احلقيقة استالم املعارضة لبيروت خالل‬ ‫ساعات معدودة غير أمورا ً كثيرة‪ .‬فبيروت فاجأت‬ ‫اجلميع ولم تكون عاصية على املعارضة‪ ،‬بل‬ ‫كانت تلك األم احلنون الوديعة التي أقامت‬ ‫سالما ً وحضنت جميع اللبنانيني‪ :‬السنة‪ ،‬الدروز‪،‬‬ ‫الشيعة‪ ،‬واملسيحيني دون ان حتصل اشكاالت‪.‬‬ ‫فاجليش وقيادته كان لهما دور جيد وحكيم سهّ ل‬ ‫أمورا ً عديدة‪ ،‬فلو تركت االمور على مجراها لكان‬ ‫من املمكن ان تكون لدينا خسائر جسيمة‪ ،‬ولكن‬ ‫قيادة اجليش بحكمتها‪ ،‬وخاصة حكمة وحرص‬ ‫فخامة الرئيس ميشال سليمان أمنا السالم في‬ ‫بيروت بعد ان رافق اجليش العملية بالكامل وأمن‬ ‫سالمة األطراف كافة‪.‬‬ ‫كيف تقرأ تكليف احلكومة للجيش بتنفيذ‬ ‫القرار؟‬ ‫اجليش يعرف متاما ً ماذا يعني االتصال له‬ ‫وللمقاومة ولعناصرها مما يجعل هذا املوضوع‬ ‫بأيدي أمينة‪.‬‬ ‫أشرت إلى حكمة الرئيس سليمان‪ ،‬أتعتقد‬ ‫انه سيكون قادراً على تخطي املطبات اإلقليمية‬ ‫والدولية إذا بقي منسوب التدخل اخلارجي في‬ ‫لبنان مرتفعاً؟‬ ‫يستطيع فخامة الرئيس ميشال سليمان‬ ‫القيام بأعمال جبارة إذا توفر له الدعم الصادق‬ ‫من الشعب‪ ،‬فكيف إذا كان فخامته ميلك أالثنني‬ ‫معا أعني بذلك ثقة ومحبة الشعب واجليش له‪.‬‬ ‫ال ميكن ألي شخص في لبنان ان يدير هذا البلد‬ ‫مبفرده‪ .‬لبنان وجد وتك ّون وبقي وسيبقى بتعاون‬ ‫األطراف كافة‪ ،‬وبالتالي يجب أن نوجد دائما ً صيغة‬ ‫أو معادلة معينة تبقي على تفاهم اللبنانيني‬ ‫وحتافظ على حرية لبنان وسيادته واستقالله‬

‫وتصون مقاومته وتقف في وجه عدوه إسرائيل‪.‬‬ ‫عندما نصل الى املرحلة هذه‪ ،‬فخامة الرئيس‬ ‫يستطيع أن مينع التدخل اخلارجي‪ ،‬فهو لديه جيش‬ ‫وشعب مساندان له ويقفان إلى جانبه‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حصل مع فخامة الرئيس السابق املقاوم أميل‬ ‫حلود‪ ،‬فكان اجليش والشعب اللبناني بأغلبيته‬ ‫واقفا ً إلى جانبه‪ ،‬وبالتالي منع التدخالت اخلارجية‬ ‫واإلقليمية والدولية إلى حد كبير‪.‬‬ ‫ولكن قوى ‪ 14‬آذار حاربت الرئيس حلود‬ ‫بشدة؟‬ ‫ليست العوامل االقليمية التي حكمت الظروف‬ ‫في عهد الرئيس املقاوم إميل حلود‪ ،‬بل الظروف‬ ‫الداخلية‪ .‬فبعد استشهاد الرئيس رفيق احلريري‬ ‫(رحمه اهلل) تكونت معطيات جديدة سهلت‬ ‫دخول الظروف اإلقليمية االخرى والدولية فخرج‬ ‫اجليش السوري من لبنان وتغيرت املعادلة آنذاك‪،‬‬ ‫فكانت نتيجته حشر املقاومة واملعارضة في أمور‬ ‫عديدة وإلهائها عن الدور األساسي لها فوصلنا‬ ‫إلى ما وصلنا إليه مؤخرا ً واحلمد هلل انتهت إلى‬ ‫ما انتهت إليه‪.‬‬ ‫اجلميع يجمع في لبنان على ان املشكلة‬ ‫بني املعارضة واملواالة ليست متعلقة بحكومة‬ ‫وقانون انتخابي بل اختالف في الرؤى‪ ،‬هل اتفاق‬ ‫الدوحة أخرج لبنان من النفق املظلم؟‬ ‫قبل اتفاق الدوحة كان في لبنان مشروعان‪:‬‬ ‫مشروع املقاومة وعدم االستسالم الذي تدعمه‬ ‫دولتان إقليميتان موجودتان في املنطقة أعني‬ ‫سوريا وإيران ومشروع االستسالم واخلضوع للقوى‬ ‫الكبرى والسالم مع إسرائيل أسوة ببعض الدولة‬ ‫العربية و دون قيد أو شرط وذلك بدعم من عدد‬ ‫من الدول اإلقليمية والواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫والذي حصل في الدوحة هو مشروع املقاومة‬ ‫والسالم للبنان والنتصاره ضد مشاريع االستسالم‪.‬‬ ‫فاملنتصر األول واألخير هو لبنان واخلاسر األكبر‬ ‫هم أصحاب املشاريع التقسيمية واالستسالمية‬ ‫والطائفيني واملذهبيني‪ .‬اخلاسر األكبر هو هذا‬ ‫املشروع الذي كان سيؤدي إلى حرب مذهبية سنية‬ ‫ شيعة وكالهما مسلمون والفرق ما بني السنة‬‫والشيعة كالفرق مابني كافة املذاهب اإلسالمية‪.‬‬ ‫كما كانت ستؤدي إلى حرب مذهبية شيعية –‬ ‫درزية‪ .‬أفليس الدروز والشيعة أبناء العم الواحد‬ ‫وكالهما من ضلع اآلخر‪ ،‬وبالتالي إلى حرب إسالمية‬ ‫– مسيحية والتي تفاديناها بسبب وجود القادة‬ ‫الشرفاء العقالء‪ .‬وبالتالي ال يجوز لهذا املشروع‬ ‫االستسالمي االستمرار وهذا ما عجل بحصول ما‬

‫حصل‪ ،‬ونأمل أن يكون عقالء املواالة فهموا عدم‬ ‫فعالية التدخالت والوعود األجنبية مهما كانت‬ ‫قوتها وشدة بأسها خارج لبنان‪ .‬انطالقا ً من هذا‪،‬‬ ‫يجب على جميع اللبنانيني االقتناع ان مصلحة‬ ‫لبنان تكمن فقط في التفاهم فيما بينهم‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن قوى ‪ 14‬شباط وقعوا ضحية‬ ‫خداع األميركيني؟‬ ‫احد القادة السياسيني املسؤوليني في قوى ‪14‬‬ ‫آذار وصف السياسيني االميركيني بالـ»مهابيل»‬ ‫في أحد البرامج السياسية‪ .‬أين كان هذا الكالم‬ ‫في املاضي القريب؟ أنا ال اعتقد ان اميركا‬ ‫خدعتهم‪ .‬بل هم كانوا مخدوعني باألمريكيني‪.‬‬ ‫هل كانوا يعتقدون ان اميركا ستقصف املعارضة؟‬ ‫اجلواب البديهي لذلك أنها ال تستطيع‪ .‬فاملعارضة‬ ‫في كل مكان من لبنان‪ ،‬في اجلبل والشمال‬ ‫وبيروت وكسروان واجلنوب والضاحية والبقاع‪،‬‬ ‫هل ستدمر كل لبنان؟ ال أعتقد‪ .‬تكفي اميركا‬ ‫ورطتها في العراق وافغانستان‪ .‬اميركا لقنت‬ ‫دروس عديدة أمتنى أن تكون تعلمت منها‪ .‬عهد‬ ‫جورج بوش وإدارته يشرف على نهايته ونأمل ان‬ ‫ينظر العهد اجلديد إلى اجلميع مبعيار واحد فتدرك‬ ‫اراض محتلة وأسرى في السجون‬ ‫أنه ال تزال لدينا ٍ‬ ‫االسرائيلية فال تسمح للعدو اإلسرائيلي بقتل‬ ‫اطفالنا بقنابلها الذكية والعنقودية وتسمح‬ ‫للطائرات اإلسرائيلية باختراق سيادة لبنان عبر‬ ‫خرق األجواء اللبنانية‪.‬‬ ‫هل تعتقد ان املشروع االميركي في املنطقة‬ ‫اشرف على النهاية في ظل محاوالت التسوية‬ ‫املتعددة؟‬ ‫طاملا هناك دولة محتلة على ارض فلسطني‬ ‫وحق مغتصب للشعب الفلسطيني املسيحي‬ ‫واملسلم وعراق وجوالن محتل ومزارع شبعا وتالل‬ ‫كفرشوبا ليست حتت سيادة احلكومة اللبنانية‪،‬‬ ‫وأسرى لبنانيني وفلسطنيني وعرب في السجون‬ ‫اإلسرائيلية فال نستطيع القول إن هذا املشروع‬ ‫قد انتهى‪ .‬االتصاالت احلالية إليجاد حل في‬ ‫اجلوالن‪ ،‬وإقامة شبه دولة فلسطينية على أرض‬ ‫فلسطني ال تعيد إلينا حقنا الكامل والسالم‬ ‫العادل الشامل الذي ال يستعاد إال من خالل القادة‬ ‫الشرفاء املقاومني املناضلني‪ ،‬الذين يحافظون على‬ ‫حرية وكرامة واستقالل البلدان العربية كافة‪.‬‬ ‫كيف تقرأ تصنيف اسرائيل التفاق الدوحة‬ ‫في خانة انتصارات حزب اهلل؟‬ ‫هذا الكالم مجرد محاولة لبث السموم وإليجاد‬ ‫شرخ بني اللبنانيني‪ ،‬فمن انتصر في الدوحة هو لبنان‬ ‫وليس املعارضة وال املوالة‪ .‬املعارضة ربحت بإزالة‬ ‫هذا الثقل املذهبي الطائفي عن كاهلها‪ .‬يكفي‬ ‫الشعب اللبناني ما عاناه منذ استشهاد الرئيس‬ ‫احلريري‪ .‬فلبنان م ّر في حالة عصيبة‪ ،‬كان مشرذما ً‬ ‫ومفتتاً‪ ،‬وحكومته غير شرعية والرئاسة االولى في‬ ‫حالة فراغ‪ ،‬وجيشه على الطرقات منذ سنوات‪ .‬ما‬ ‫قام به اجليش اللبناني وما حمله ال يستطيع اي‬ ‫جيش في العالم ان يتحمله‪ ،‬فليس هناك جيش‬ ‫زجه في حروب أهلية من خالل‬ ‫يعمل سياسيه على ّ‬ ‫قرارات لم تكن سوى زوبعة في فنجان‪.‬‬

‫اعداد وحوار‪ :‬وعد ابو ذياب‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪75‬‬


‫حتقيق‬

‫«كي ال ننسى غداً»‬

‫بعد ‪ 8‬سنوات على التحرير‪:‬‬ ‫الجيش الصهيوني «األسطورة» ألعوبة‬

‫مع قيام الدولة اإلسرائيلية على أنقاض أرض‬ ‫فلسطني وأشتات شعبها‪ ،‬وفق مقتضيات‬ ‫منطقني اغتصابيني األول يبرر للثاني‪ ،‬هما‪:‬‬ ‫منطق اإلبادة التوراتي الذي يلزم اليهودي بواجبها‬ ‫الديني «أقتلوا كل نسمة حي من ارض كنعان»‬ ‫(وأرض كنعان هي بالد الشام الساحلية الغربية)‬ ‫فال يسلم من «فضلهم اإللهي» ال احليوان على‬ ‫أنواعه كافة وال النبات على اختالف فصائله‪،‬‬ ‫وكل ذنب هذه األحياء أنها أحياء تظهر عجز‬ ‫«إله اليهود اخلاص»‪ ،‬حسب زعمهم‪ ،‬يهوه‪ ،‬صنم‬ ‫البراكني واحلمم والنار والغضب في جنوبي بالد‬ ‫الشام‪ ،‬من البانتيون السوري السابق لألديان‬ ‫السماوية‪.‬‬

‫‪76‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫واالغتصاب‪ ،‬بزعم إلهي خصوصي‪ ،‬برر لليهودي‬ ‫وحلليفه الدولي جرائم ما اقترف ما دام ضمن‪،‬‬ ‫دعم السماء‪ ،‬كما أوهمه «توراته»‪ ،‬لكن السماء‬ ‫التي دعت إلى احلب والرجاء والتراحم‪ ،‬في اإلسالم‬ ‫على اختالف رساالته ومذاهبه وأنبيائه‪ ،‬ال يعقل‬ ‫أن جتيز ألحد من البشر القتل وال حتى احلساب‪،‬‬ ‫فاحلساب له يوم هو الدينونة ولد ّيان اوحد هو‬ ‫رب العاملني‪ ،‬مبن فيهم اليهود ولو أبوا‪ ،‬كلنا إليه‬ ‫مسلمون‪.‬‬ ‫لكن إسرائيل تتنفس الثأر والعداء ألمة‬ ‫احتضنتهم يوم كانوا بدوا ً رعاة‪ ،‬يتنقلون طلبا ً‬ ‫للمرعى والعشب واخلصب‪ ،‬من شمالي بالد أرام‪،‬‬ ‫أي شمالي سوريا الطبيعية‪ ،‬إلى جنوبيها في‬

‫فلسطني‪ ،‬يوم كانت اجتماع مدن متفرقة في‬ ‫نابلس‪ ،‬أريحا‪ ،‬بئر سبع‪ ،‬يبوس (القدس الحقاً)‬ ‫وغيرها‪ ..‬فنزلوا في نابلس عند احلويني وطلبوا‬ ‫احلوي «هذه‬ ‫اللجوء فقال لهم ملكها شكيم‬ ‫ّ‬ ‫أرضنا (انتبهوا لـ»نا» املتكلم املالك) قدامكم‪،‬‬ ‫فارعوا غنمكم وادفنوا موتاكم وعمروا فيها‪،‬‬ ‫وتزوجوا بناتنا ونتزوج بناتكم ونصبح شعبا ً‬ ‫واحداً»‪ ..‬فاستقروا‪ ،‬لكن ما إن أحب شكيم ابن‬ ‫امللك حامور دينا بنت الراعي اإلسرائيلي يعقوب‬ ‫(إسرائيل)‪ ،‬حتى أوغر صدورهم فقرروا االنتقام‬ ‫بخديعة طلب اخلتان من احلويني‪ ،‬وأثناء آالمهم في‬ ‫األيام الثالثة األولى‪ ،‬جرد اإلسرائيليون سيوفهم‬ ‫في رقاب احلويني‪ .‬وهكذا أبيد سكان مدينة بكل‬


‫الدعم العربي الوحيد !‬

‫المقاومة جعلت‬ ‫«مستحيل» العرب‬ ‫واقعاً والدولة تكرس طالقها‬

‫مظاهر احلياة فيها‪ ..‬وبدأ الصراع! ف َمن صاحب‬ ‫األرض‪ ،‬إذاً‪ ،‬الذي طلب اإلسرائيليون اإلذن بالبقاء‬ ‫منه وأوقعوا به؟ و َمن املعتدي والبادئ بالعدوان‪،‬‬ ‫إذاً‪ ،‬والبادئ أظلم؟‬ ‫واستمر عدوان اإلسرائيليني ودفاع أجدادنا‬ ‫أصحاب األرض سجاال ً حتى اآلن‪ .‬بل ما زال‬ ‫مفتوحاً‪ ،‬حربا ً مفتوحة‪ ،‬يشاركه فيها بعضنا‬ ‫أحيانا ً باالقتتال الداخلي بيننا‪ ،‬عندما يلوح له‬

‫ثالثون فضة أو فضا ً أو دوالراً‪ ..،‬أما العدو فيستعد‬ ‫للقضاء علينا جميعا ً خاللها‪ ،‬مبن فيهم أحصنة‬ ‫طرادة األغبياء!‬

‫اجتياح ثاني عاصمة عربية‬ ‫‪...‬في هذا السياق اجتاحت القوات اإلسرائيلية‬ ‫ثلثي لبنان منذ ظهر يوم األحد ‪ 7‬حزيران ‪،1982‬‬

‫عقلها املدبر‬

‫وأخذت تقصف وتدمر وتقتل حتى بلغت البترون‬ ‫ساحالً شماال ً وبلدة صوفر على خط دمشق‬ ‫بيروت‪ ،‬واملنصورة وكامد اللوز وينطا وكفرقوق‬ ‫وعيحا وراشيا الوادي بقاعاً‪ ،‬ثم دخلت بيروت‪ ،‬بعد‬ ‫حصارها‪ ،‬في ‪ 14‬أيلول ‪ 1982‬واستمرت حتى اواخر‬ ‫ايلول (وإثر عملية الوميبي التي قام بها الشهيد‬ ‫خالد علوان أخذ اجلنود اإلسرائيليون يصرخون من‬ ‫مكبرات الصوت‪« :‬ال تطلقوا النار إننا راحلون»‪.).‬‬ ‫ثم دمرت املقاومة (اإلسالمية بانطالقتها) مقري‬ ‫املارينز األميركي والفرنسي في منطقة اجلناح‬ ‫جنوبي بيروت (‪ 23‬تشرين األول ‪ )1983‬فأعلنت‬ ‫قيادة القوات املتعددة اجلنسيات حينذاك‬ ‫االنسحاب‪ ،‬ومعها اجليش اإلسرائيلي من بيروت‬ ‫إلى خلدة‪ .‬فبدأ مسلسل االنكفاء اإلسرائيلي‬ ‫الطويل عن لبنان‪.‬‬ ‫وفي احلال مع وضع االحتالل أوزاره انطلقت‬ ‫املقاومة سلبية حيناً‪ ،‬ونارية حينا ً آخر‪ .‬وهناك ال‬ ‫شك سجل خفي للمقاومة‪ ،‬فلسطينيا ً ولبنانياً‪،‬‬ ‫لم يبلغ وسائل اإلعالم التي كانت محدودة جدا ً‬ ‫حينذاك‪ ،‬لكن من العمليات األولى التي عرفت بعد‬ ‫حوالى شهر من االجتياح قيام مقاومني (سمير‬ ‫صلْ ِّي املستوطنات في‬ ‫خفاجة وفيصل احللبي) ب ِ َ‬ ‫اجلليل بثالثة صواريخ كاتيوشا (في ‪ 21‬متوز ‪)1982‬‬ ‫من منطقة سوق اخلان – حاصبيا كانت الرد‬ ‫على عملية «سالمة اجلليل» (االسم اإلسرائيلي‬ ‫لالجتياح)‪ .‬وتقاطر املقاومون يتطوعون فرديا ً أم‬ ‫عبر تنظيمات حزبية وفرت التدريب والعتاد املالئم‬ ‫للعمل الفدائي‪ ،‬أكانت لبنانية أم فلسطينية‪،‬‬ ‫لكنها جميعا ً كانت غير طائفية كالقومي‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪77‬‬


‫حتقيق‬ ‫والشيوعي والبعث والناصريني‪ ،‬فأسهم في‬ ‫تصاعد املقاومة التي قدمت قرابني عزيزة على‬ ‫قلوبنا‪ ،‬كالشهداء محمد سعد وبالل فحص‬ ‫(عريس اجلنوب) ووجدي الصايغ (فتى احلبل)‬ ‫وسناء محيدلي (عروس اجلنوب) وجمال ساطي‬ ‫وحميدة الطاهر وابتسام حرب ومالك وهبي‪...‬‬ ‫هذه التضحيات الكثيرة وغيرها جليل وكبير‬ ‫أوجدت حالة استنهاض قومي ووطني جعلت‬ ‫االحتالل يدرك أنه زائل ولن يحقق أهدافه التي‬ ‫دخل من أجلها‪ ،‬وأبرزها اتفاق استسالم لبناني‬ ‫لإلرادة اإلسرائيلية‪ ،‬كالتي اقترفته مصر واألدرن‬ ‫ولبنان أيام رئاسة أمني اجلميل‪ ،‬والذي يل ّوح به‬ ‫بعض العرب عبر مكاتب القنصليات واملمثليات‬ ‫التجارية‪.‬‬

‫وانكفأ «التنني» يجر أذيال اخليبة‬

‫مطلق الرصاصة االولى في احلمرا‬

‫حالة االستنهاض املقاومة الذهبية دفعت‬ ‫إسرائيل لالنسحاب أوال ً إلى خلدة في تشرين‬ ‫االول ‪ 1982‬بعد عمليات الوميبي (شارع احلمرا)‬ ‫ومحطة أيوب وكورنيش املزرعة‪.‬‬ ‫* االنسحاب الثاني مت بعد أقل من سنة‬ ‫عن األول‪ ،‬فانسحبت في أيلول ‪ 1983‬إلى‬ ‫األولي لتشعل حرب اجلبل التي أوقدت أوارها‬ ‫بني الطائفيني املتصارعني على جبنة النظام‬ ‫اللبناني‪ ،‬كما دائماً‪ ،‬باسم الدرزية السياسية‬ ‫التي كانت تنازع املارونية السياسية‪ ،‬وكلتاهما‬ ‫حالة عائلية إقطاعية حتكمية‪.‬‬ ‫* االنسحاب الثالث كان من صيدا وجوارها في‬ ‫شباط ‪ 1985‬حيث فتحت مواجهات شرقي صيدا‬ ‫بني القوى املتنازعة ميينا ً ويسارا ً وحلفائهما‪.‬‬ ‫* واالنسحاب الرابع كان من راشيا والبقاع‬ ‫الغربي والنبطية وصور في ‪ 25‬نيسان ‪.1985‬‬ ‫فبقي شريط ساحلي محتالً إلقامة دويلة أمنية‬ ‫تكون هامش دفاع وتفاوض وقيادة عمليات أمنية‬ ‫(أحمد احلالق وغيره) تسريب عمالء وجتنيدهم في‬ ‫لبنان والبالد العربية (منها دفع إحدى اجملندات‬ ‫من حاصبيا إلى سوريا لتجنيد اجلاسوس الطيار‬ ‫بسام العدل ‪ 1989‬فخطف طائرة ميغ ‪ 23‬سورية‬ ‫إلى مطار اللد في فلسطني احملتلة‪ ،‬قبل العدوان‬ ‫على العراق (‪ ،)1991-1990‬ما أسهم في تعطيل‬

‫‪78‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫رخامية تثبت مكان عملية للمقاومة الوطنية في كورنيش املزرعة‬ ‫قافلة من الدبابات اإلسرائيلية مبحاذاة الشريط جترجر أذيال هزميتها منسحبة‬


‫بسام عبداهلل‪:‬‬ ‫زوال إسرائيل حقيقة حتمية‬ ‫يقول الزميل بسام عبداهلل من مدينة‬ ‫اخليام مستذكرا ً أيام التحرير في أيار‪ :‬حقاً‪،‬‬ ‫كانت حلظة يصعب تصديقها‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫ان فكرة الهزمية كانت راسخة في األذهان‬ ‫إلى درجة بعيدة وعبر السنني‪ ،‬وعبر وسائل‬ ‫اإلعالم ومن خالل النتائج التي كانت تؤدي‬ ‫إليها كل احلروب التي كانت تخوضها‬ ‫اجليوش واألنظمة العربية‪ ،‬باننا شعب غير‬ ‫مؤهل لالنتصار‪ ،‬بوجه جيش إسرائيلي ال‬ ‫يقهر‪ .‬فكيف ميكن أن يظن اجلنوبي كابن‬ ‫اخليام مثلي‪ ،‬أو ابن أي بلدة جنوبية أن عودته‬ ‫ممكنة إلى قريته ودار أهله وملعب طفولته‬ ‫وزوايا فتوته في هذه احلال؟ بينما كان هذا‬ ‫اجليش «الذي ال يقهر» يفر هو وعمالؤه امام‬ ‫املقاومني وشعبهم‪.‬‬ ‫ويضيف عما فعله عند سماعه خبر‬ ‫التحرير قائالً‪ :‬أول ما تبادر إلى ذهني هو أن‬ ‫أستقل سيارتي وأنطلق جنوبا ً إلى اخليام‪،‬‬ ‫بعد فراق طويل عن األهل كانت تطيله أكثر‬ ‫إجراءات االحتالل وتعسفه ومضايقاته‪،‬‬ ‫يشدني حنني جارف وحماسة لم أعهدها‬ ‫سابقا ً في نفسي‪ ،‬خصوصا ً ان الطريق‬ ‫محفوفة مبخاطر كثيرة من مخلفات‬ ‫سالحي اجلو في سوريا والعراق معاً‪ ،‬بكشف‬ ‫أسرارها وهي أفضل طراز كان بحوزتهما)‪.‬‬ ‫* االنسحاب اخلامس شمل أقضية حاصبيا‬ ‫ومرجعيون وبنت جبيل وجوارها عندما أرغمت‬ ‫املقاومة (الوطنية واإلسالمية) االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي على الهزمية في ‪ 25‬أيار ‪ ،2000‬بأربعة‬ ‫أيام‪..‬‬

‫اليوم األول ‪2000/5/21‬‬ ‫بدأ شريط التحرير في هذا اليوم باكراً‪ ،‬من دون‬ ‫إعالن إسرائيلي عن بدء االندحار املتسارع‪ ،‬في‬ ‫وقت أعلنت كتيبتان تابعتان مليليشيا العمالء‬ ‫في القطاع األوسط استسالمهما‪ ،‬فتداعى‬ ‫األهالي‪ ،‬خصوصا ً أبناء القرى احملتلة‪ ،‬من شتى‬

‫طفل لبناني يقاوم باملوقف ملوحا ً بعلم حزب اهلل‬

‫الزميل الصحافي بسام عبداهلل في شهادة خيامية‬

‫االحتالل من األلغام والقنابل غير املنفجرة‬ ‫والتي أدت إلى استشهاد وجرح كثيرين من‬ ‫األهالي خالل زحفهم إلى قراهم وحتريرها‪،‬‬ ‫إضافة إلى مشقة سبع ساعات بالسيارة‬ ‫من بيروت إلى اخليام‪.‬‬ ‫ويؤكد أن إميانه بزوال إسرائيل أصبح حقيقة‬ ‫حتمية مستفادة من حترير اجلنوب العام ‪0002‬‬ ‫واملواجهة البطولية للعدوان اإلسرائيلي متوز‪-‬‬ ‫آب العام ‪ 6002‬بفضل املقاومة‪.‬‬ ‫املناطق استعدادا ً لالجتياح البشري املدعوم‬ ‫من قبل مجموعات املقاومة اإلسالمية‪ ،‬لتحرير‬ ‫قراهم وبلداتهم بعد تهجير قسري عنها دام‬ ‫سنوات طويلة‪ ،‬ورغم االعتداءات البرية واجلوية‬ ‫والبحرية اإلسرائيلية لم تتوقف مسيرة العودة‪.‬‬ ‫في الغندورية وفي ضوء املعلومات التي بدأت‬ ‫تتأكد عن اندحار االحتالل وعمالئه عن بلدة‬ ‫القنطرة‪ ،‬وبعد تأبني احد ابناء القنطرة بحضور‬ ‫عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السابق احلاج‬ ‫نزيه منصور جتمع األهالي بإيعاز من النائب منصور‬ ‫امام حاجز للكتيبة الفنلندية في قوات الطوارئ‬ ‫الدولية التي حاولت أوال ً منعهم من فتح البوابة‬ ‫التي تؤدي الى وادي احلجير‪ ،‬الطريق الضرورية‬ ‫للعودة الى القنطرة‪ ،‬وملا فشلت القوة الدولية‬ ‫في منع االهالي‪ ،‬اجتاز هؤالء االسالك الشائكة‬

‫ومتكنوا من فتح البوابة واالنطالق في مسيرة‬ ‫راجلة‪ .‬حتركت اجلموع البشرية من بلدة الغندورية‬ ‫باجتاه بلدة القنطرة احملررة‪ ،‬ووصلت إليها مسيرة‬ ‫ضمت حوالى مئتي شخص يتقدمها عضوا‬ ‫كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائبان عبد اهلل‬ ‫قصير ونزيه منصور‪ ،‬ودخلوا إليها للمرة األولى‬ ‫منذ العام ‪ ،1978‬في وقت كانت ميليشيا انطوان‬ ‫حلد العميلة إلسرائيل قد انسحبت من مواقعها‬ ‫املتاخمة للبلدة‪.‬‬ ‫وتك ّر السبحة الى القرى اجملاورة‪ ،‬دير سريان‪،‬‬ ‫علمان‪ ،‬القصير‪ ،‬عدشيت القصير‪ ،‬التي علت‬ ‫في سمائها رايات املقاومة االسالمية وهتافات‬ ‫التأييد حلزب اهلل وألمينه العام سماحة السيد‬ ‫حسن نصر اهلل‪.‬‬ ‫والى الطيبة احملطة البارزة في ختام اليوم االول‬ ‫للتحرير ورغم بقاء العمالء في املوقع املشرف‬ ‫على البلدة توجه االهالي عبر وادي الشهداء (وادي‬ ‫احلجير سابقا) سيرا على االقدام وبالسيارات‬ ‫ولم يكونوا على علم بأن موقع الطيبة ما زال‬ ‫يحوي عددا ً من عناصر العمالء فتوجهوا صوبه‪،‬‬ ‫وفي محاولة إلرغام الناس على التراجع قصف‬ ‫العمالء محيط موقعهم بقذائف عدة‪ ،‬في حني‬ ‫حلقت مروحيتا أباتشي فوقه‪ ،‬وعلم أن العمالء‬ ‫في املوقع انقسموا إلى فريقني‪ ،‬األول غادر باجتاه‬ ‫بلدة العديسة واملواقع األخرى وفريق سلم نفسه‬ ‫لألهالي‪ ،‬فأخلي تقع حتت إشراف قوات الطوارئ‬ ‫الدولية‪ .‬وأخلت قوات االحتالل حاجز معبر احلمرا‬ ‫ الناقورة ونقلته إلى مسافة ألف وخمسمئة متر‬‫باجتاه بلدة الناقورة‪ ،‬وحتررت بذلك بلدة بيوت الس ّياد‬ ‫في القطاع الغربي‪ ،‬كما مت إخالء موقع احمليسبات‪.‬‬ ‫وحاولت قوات االحتالل ردع األهالي من إكمال‬ ‫مسيراتهم عبر قصف بري وبحري وجوي ألطراف‬ ‫قرى ساحلية جنوبية‪ ،‬من بارجتني إسرائيليتني‬ ‫في غضون نصف ساعة لنحو عشرين قذيفة‬ ‫على أطراف املنصوري وبيوت الس ّياد ومجدل زون‪،‬‬ ‫ومن طائرات حربية رمت ستة صواريخ جو ‪ -‬أرض‬ ‫على محيط بلدة ياطر‪.‬‬

‫اليوم الثاني (‪)2000/5/22‬‬ ‫انقسمت املنطقة احملتلة قسمني أحدهما‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪79‬‬


‫حتقيق‬ ‫شمالي شرقي واآلخر جنوبي غربي بعد انسحاب‬ ‫امليليشيا اللحدية من مواقعها في القطاع‬ ‫األوسط‪ ،‬فسمح بتحرير قرى كونني‪ ،‬بيت‬ ‫ياحون‪ ،‬رشاف‪ ،‬حوال‪ ،‬بني حيان‪ ،‬طلوسة‪ ،‬مركبا‪،‬‬ ‫محيبيب‪ ،‬ميس اجلبل‪ ،‬والعديسة وبليدا التي‬ ‫دخلها عدد من أهاليها‪ ،‬رغم القصف البري‬ ‫واجلوي‪ ،‬حيث أقدم عناصر العمالء املتمركزين‬ ‫في ثكنة الـ ‪ 17‬في صف الهوا على أحد مداخل‬ ‫مدينة بنت جبيل بإمرة العميل يوسف هاشم‬ ‫على إطالق النار على األهالي‪ ،‬أثناء محاولة‬ ‫مجموعة من األهالي التقدم من بيت ياحون‬ ‫باجتاه كونني وعيناتا وبنت جبيل‪ ،‬بينما كانت‬ ‫املقاومة حترر موقع برعشيت ومتشط موقع حداثا‪.‬‬ ‫وقرابة السادسة والنصف‪ ،‬حاولت مجموعة من‬ ‫األهالي‪ ،‬يرافقهم عضو كلتة الوفاء للمقاومة‬ ‫النائب نزيه منصور التقدم من بيت ياحون باجتاه‬ ‫كونني فتعرضت إلطالق النار من املروحيات‬ ‫الصهيونية وبقي أكثرهم في بيت ياحون‪ ،‬وأدى‬

‫القصف على موقع بيت ياحون إلى سقوط‬ ‫شهيد وجرح ‪ 15‬شخصاً‪ .‬وفي رشاف بالقصف‬ ‫سقط شهيدان‪ ،‬وشهيد آخر بانفجار قذيفة‬ ‫أطلقتها دبابة معادية في العديسة بينما كان‬ ‫يحاول فتح طريق العديسة ‪ -‬الطيبة‪ ،‬وهو على‬ ‫ظهر جرافة‪.‬‬ ‫وفي القطاع الغربي قصفت البوارج احلربية‬ ‫الصهيونيةموقعاحلردونودمرته‪،‬وبالتاليانسحبت‬ ‫عناصر ميليشيا العميل حلد من معبر رأس‬ ‫البياضة البحري ومن بعض قرى القطاع الغربي‪.‬‬

‫اليوم الثالث (‪)2000/5/23‬‬ ‫وجتمع أبناء بلدة شبعا بهدف حترير بلدتهم عبر‬ ‫مرتفعات جبل الشيخ الغربية‪ ،‬تطبيقا ً للنداء‬ ‫بحض العمالء‬ ‫الذي أطلقه األمني العام حلزب اهلل‬ ‫ّ‬ ‫على االستسالم للمقاومة والدولة اللبنانية أو‬

‫مصير الجاسوس بـ ‪ 100‬دوالر!‬ ‫طائرة امليغ ‪ 23‬السورية اخملطوفة‬

‫مصير اجلاسوس السوري بسام العدل ملصلحة إسرائيل كمصير أي خائن‪ ،‬ذليالً منبوذا ً‬ ‫بعد تخلي اخملابرات اإلسرائيلية عن الدفع له‪.‬‬ ‫وقصة اجلاسوس العدل‪ ،‬التي بدأت فصولها عام ‪ 9891‬بهروبه بطائرة ميغ ‪ 32‬من‬ ‫سالح اجلو السوري الى الكيان الصهيوني‪ ،‬وانتهت بصورة درامية في (‪ )5002/70/6‬بعد‬ ‫أن حتول الى «بلطجي» يعيش في الشوارع على القمامة واجلرائم‪ ،‬واخيرا لينال حكما‬ ‫بالسجن من محكمة اسرائيلية بحيفا ستة عشر شهرا على خلفية ضلوعه في‬ ‫محاولة اضرام النيران بسيارة اسرائيلي في باقة الغربية مقابل حصوله على نحو مائة‬ ‫دوالر فقط!‬ ‫ورغم موافقة احملكمة االسرائيلية على طلب محامي اجلاسوس بفرض احلبس املنزلي‬ ‫عليه فإن اجلاسوس لم يجد اية عائلة عربية تقبل استضافته‪ .‬كما أن العائلة اليهودية‬ ‫التي تبنته طردته من بيتها‪ ،‬فأصبح بيته الشارع‪ .‬ومنذ ‪ 2002‬تخلت عنه اخملابرات‬ ‫اإلسرائيلية فتحول إلى اإلجرام‪ .‬فهل يعتبر الطامحون اجلدد إلى العمالة؟!‬

‫‪80‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫تنفيذ حكم اإلعدام‪ .‬وتأخر دخول األهالي إلى‬ ‫بلدة ميس اجلبل حتى ما بعد منتصف الليل‬ ‫حيث تعرضت طريق شقرا ‪ -‬حوال ‪ -‬ميس اجلبل‬ ‫للقنص في وقت قصفت مروحية أباتشي‬ ‫صهيونية آلية عسكرية كانت محملة بالذخيرة‪،‬‬ ‫وكان حوالى مئتي شخص قدموا من بيروت‬ ‫للمشاركة في حترير البلدة‪ ،‬وسلم األهالي ‪27‬‬ ‫عميالً مع االحتالل وفر اثنان إلى داخل فلسطني‬ ‫احملتلة‪ ،‬وجتمع حوالى خمسني آخرين في حسينية‬ ‫البلدة متهيدا ً لتسليمهم إلى األجهزة اللبنانية‪.‬‬ ‫وأفيد أنه ابتداء من الساعة الثامنة والنصف‬ ‫مسا ًء بدأ جيش االحتالل بجمع آلياته وأسلحته‬ ‫الثقيلة من املواقع احمليطة بحاصبيا‪ ،‬وهي شويا‪،‬‬ ‫عني قنيا‪ ،‬زمريا‪ ،‬كوكبا‪ ،‬وذلك في باحة تلة زغلة‬ ‫متهيدا ً لالنسحاب من املنطقة‪ ،‬وحصلت خالفات‬ ‫حادة في وجهات النظر في أوساط ميليشيا‬ ‫العمالء في حاصبيا‪ ،‬حيث قرر حوالى سبعني‬ ‫عنصرا ً منهم الفرار باجتاه مرجعيون مع آلياتهم‪،‬‬ ‫في حني أصر ‪ 250‬عنصرا ً البقاء وتسليم أنفسهم‬ ‫لألجهزة الرسمية اللبنانية‪.‬‬ ‫وتواصلت االعتداءات الصهيونية‪ ،‬في حني كان‬ ‫موقع زغلة ما زال يحوي قوة إسرائيلية قوامها‬ ‫ثمانية جنود بإمرة ضابط معززين بدبابة ميركافا‪.‬‬ ‫عمدت هذه القوة إلى احتجاز ثمانية عناصر من‬ ‫ميليشيا العمالء من أجل االحتماء بهم خالل‬ ‫االنسحاب من املوقع‪ .‬وفي هذه األثناء كان األهالي‬ ‫يتحضرون في بلدة ميمس للبدء مبسيرة حترير‬ ‫حاصبيا وباقي القرى‪ ،‬في حني كانت قوات االحتالل‬ ‫تسعى في عملية معقدة الستنقاذ القوة التي‬ ‫ما زالت في موقع زغلة‪ ،‬وأصبحت محاصرة في‬ ‫الطرف اجلنوبي للتلة‪ ،‬وكانت مهددة بأن يطبق‬ ‫عليها رجال املقاومة والوقوع في األسر‪ ،‬فعمدت‬ ‫الطائرات احلربية الصهيونية إلى قصف مكثف‬ ‫للمنطقة في طوق ناري حول املوقع‪ ،‬فأغارت على‬ ‫جسور املنطقة لعزلها وحماية القوة‪ .‬وشاركت‬ ‫املدفعية الصهيونية في العباسية بقصف‬ ‫مناطق القصف نفسها بأكثر من ‪ 300‬قذيفة‪،‬‬ ‫ومتكنت القوة الصهيونية في املوقع عند الساعة‬ ‫الثالثة والنصف في ظل غزارة القصف الناري من‬ ‫االنسحاب عبر طريق ترابي يربط املوقع باحلاصباني‬ ‫ومن هناك باجتاه تلة الشريفة‪ ،‬وبعد ساعة واحدة‬ ‫زحف األهالي باجتاه حاصبيا‪ ،‬واستقبلهم سكان‬ ‫املدينة وقرى عني قنيا وشويا وشبعا وكفرشوبا‬ ‫والهبارية والفرديس وعني جرفا وكفرحمام وبرغز‪،‬‬ ‫وكذلك أهالي بلدات إبل السقي ودبني وبالط‪.‬‬

‫حترير األسرى في معتقل اخليام‬ ‫الفرحة الكبرى التي عاشها األهالي متثلت‬ ‫بتحرير األسرى احملتجزين في معتقل اخليام‪ ،‬حيث‬ ‫تردد أن قيادة االحتالل والعمالء قررت نقلهم إلى‬ ‫داخل فلسطني احملتلة‪ ،‬ولكن تسارع التطورات‬ ‫واالجتياح البشري العارم الذي عم القرى احملررة‬ ‫قطع الطريق أمام أي إمكانية للعدو من حتقيق‬


‫ذلك‪ ،‬فما أن وطأ األهالي أرض بلدة اخليام حتى‬ ‫توجهوا مع أهالي البلدة إلى املعتقل بعد فرار‬ ‫حراسه في ساعات الصباح األولى‪ ،‬في موكب‬ ‫ضم حوالى أربعني سيارة مدنية ومصفحة وهم‬ ‫يطلقون النار في الهواء لتفريق احملتشدين‪ ،‬إلى‬ ‫بلدة اجمليدية عند احلدود حيث توجد إحدى بوابات‬ ‫العبور نحو فلسطني احملتلة‪ .‬واجتاح حوالى‬ ‫خمسمئة شخص من األهالي املعتقل في وقت‬ ‫لم يكن األسرى واعني ملا يجري حولهم‪ ،‬وحطم‬ ‫األهالي أبواب الزنازين مبا وصلت إليه أيديهم‬ ‫من عصي وقضبان حديدية‪ ،‬وكان اللقاء الكبير‬ ‫واختلطت األيدي واألصوات املهللة بالنصر‬ ‫والتحرير‪ ،‬وجتمع األسرى احملررون في حسينية بلدة‬ ‫اخليام إلحصائهم والتأكد من عددهم وهو ‪144‬‬ ‫أسيراً‪.‬‬ ‫ثم استكمل حترير القطاعني األوسط‬ ‫في قرى رميش‪ ،‬دبل‪ ،‬عنب إبل والقوزح فدخلها‬ ‫األهالي وأقاموا االحتفاالت في ساحاتها‪،‬‬ ‫وكانت بلدات الناقورة‪ ،‬مروحني‪ ،‬رامية‪ ،‬شمع‪،‬‬ ‫طيرحرفا‪ ،‬البياضة‪ ،‬شيحني‪ ،‬اجلبني‪ ،‬يارين وعلما‬ ‫الشعب في القطاع الغربي قد حتررت‪ ،‬وعمل‬ ‫أهالي بلدة الناقورة على إزالة البوابة التي‬ ‫وضعها االحتالل‪ .‬وعلى خط آخر انسحبت قوات‬ ‫االحتالل فجرا ً من مواقع البرج وعلي الطاهر‬ ‫والطهرة والدبشة املشرفة على منطقة‬ ‫النبطية‪ ،‬وبقيت قوة صهيونية في موقع قلعة‬ ‫الشقيف‪ ،‬كما أخلى العدو موقع السويداء‪،‬‬ ‫املشرف على بلدة عربصاليم فتحررت البلدة‪.‬‬ ‫وقرابة الظهر أخلى العمالء موقعهم في بلدة‬ ‫أرنون وانسحبوا باجتاه جسر اخلردلي على نهر‬ ‫الليطاني‪ ،‬وحاول عدد من املواطنني الدخول إلى‬ ‫البلدة من جهة كفرتبنيت فتعرضوا للنيران‬ ‫الرشاشات من موقع الشقيف‪ ،‬وبعد الظهر‬ ‫قصفت مدفعية االحتالل بقذائف من عياري ‪155‬‬ ‫ملم و‪ 175‬ملم مواقع العدو في القلعة ومزرعتي‬ ‫احلمرا واملنصورة وسهل يحمر الشقيف ومروج‬ ‫كفرتبنيت وثكنة اجليش اللبناني املهجورة في‬ ‫النبطية وخراج بلدات كفررمان‪ ،‬حبوش النبطية‬ ‫الفوقا ووادي الكفور ومجرى نهر الزهراني‪،‬‬ ‫بعد إخالئها‪ .‬وتأكد انسحاب العدو من ثكنتي‬ ‫الريحان والعيشية ليالً‪ .‬وكانت الطائرات املعادية‬ ‫أغارت نهارا ً على ثالث دفعات على الطريق املؤدية‬ ‫إلى بلدات الريحان وعرمتى وكفرحونة والسريرة‬ ‫وألقت عليها صواريخ ثقيلة مما أدى إلى قطعها‬ ‫بحفر كبيرة بهدف إعاقة عودة أبنائها إليها‪ .‬وفي‬ ‫إطار اعتداءاتها التي استهدفت األهالي العائدين‬ ‫قصفت مدفعية العدو بلدة مارون الراس كما‬ ‫أغارت الطائرات احلربية على ماللة غنمتها‬ ‫املقاومة‪ ،‬فأصيب من القصف ‪ 10‬أشخاص‪.‬‬

‫عرض الغنائم‬ ‫يجوب المناطق اللبنانية‬

‫ونظم «حزب اهلل» مسيرات جالت شوارع املناطق اللبنانية‪ .‬منها عرض لغنائم‬ ‫املقاومة اإلسالمية من قوات االحتالل وعمالئه خالل اندحاره من جنوب لبنان‪ ،‬في‬ ‫‪ ، 0002/6/5‬انطلق من جبشيت إلى األوزاعي والضاحية اجلنوبية من بيروت إلى األشرفية‬ ‫واملتحف‪ ،‬وخرج عشرات اآلالف من اللبنانيني ملالقاة املقاومني العائدين بغنائمهم‪.‬‬ ‫بلدة العديسة التي تتداخل منازلها مع منازل‬ ‫املستوطنني‪ ،‬وقد أخالها العدو مع انتصاف اليوم‬ ‫الرابع للتحرير‪.‬‬ ‫السيد نصراهلل يستقبل األسرى احملررين‬ ‫في هذا اليوم وصل األسرى احملررون إلى بيروت‬ ‫واستقبلتهم حشود األهالي على طول الطريق‬ ‫من بلدة اخليام‪ ،‬وواكبتهم السيارات حتى باحة‬ ‫شورى حزب اهلل في حارة حريك‪ ،‬حيث اقيم لهم‬

‫مهرجان حاشد حتدث فيه األمني العام حلزب اهلل‬ ‫سماحة السيد حسن نصر اهلل‪.‬‬

‫فرار العمالء أو استسالمهم‬ ‫وقبل التحرير في موازاة الزحف البشري كان‬ ‫هناك زحف معاكس متثل بفرار عناصر ميليشيا‬

‫اليوم الرابع (‪:)2000/5/24‬‬ ‫فلم لهذا اليوم يبق سوى مواقع بالط‬ ‫والشريفة والع ّباد‪ ،‬فضالً عن جيب في العيشية‬ ‫‪ -‬الريحان وآخر في مرجعيون ‪ -‬القليعة وثالث في‬

‫قافلة من احلافالت تقل العمالء‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪81‬‬


‫حتقيق‬ ‫قال األمني العام حلزب اهلل سماحة السيد حسن نصر اهلل في حارة حريك خالل‬ ‫استقباله األسرى احملررين من معتقل اخليام هذا «يوم االنتصار التاريخي اجمليد األول منذ‬ ‫بدء الصراع العربي ‪ -‬الصهيوني قبل خمسني عاماً”‪ .‬وأضاف‪“ :‬نحن مجتمعون هنا وعند‬ ‫احلدود دعت حكومة العدو الصحافة العاملية حتى تكون على إحدى البوابات احلدودية‬ ‫لتصوير آخر جندي إسرائيلي يذهب ذليالً من الشريط احملرر‪ ،‬هم اآلن كما في الليالي‬ ‫املاضية يخرجون أذالء مهزومني حتت جنح الظالم‪.”..‬‬ ‫حلد واستسالمهم‪ ،‬فوصل عددهم إلى ثمانني‬ ‫عنصرا ً في غضون أسبوع‪ ،‬فعجل انهيار املواقع‬ ‫وحترير القرى‪.‬‬ ‫وكانت طلبت قيادة اجليش اللبناني في بيان‬ ‫من جميع عناصر ميليشيا حلد املتعاملة مع‬ ‫العدو اإلسرائيلي الذين لم يسلموا أنفسهم‬ ‫بعد‪ ،‬وجوب تسليم أنفسهم دون تأخير إلى أقرب‬ ‫مركز عسكري للجيش اللبناني أو قوى األمن‬ ‫الداخلي‪ ،‬فاستسلم حوالى ‪ 1250‬عنصرا ً قد‬ ‫استسلموا للجيش اللبناني واملقاومة‪ .‬منهم‬ ‫اثنا عشر عميالً سلموا أنفسهم في بلدة‬ ‫شبعا إلى األجهزة الرسمية عبر مختار البلدة‪.‬‬ ‫وبعضهم استسلموا عبر مشايخ البياضة‪ ،‬بلغ عدد‬ ‫هؤالء حوالى ‪ 250‬عميالً استلمتهم قوة من اجليش‬ ‫اللبناني في قاطع ميمس وسجلت أسماءهم‬ ‫ونقلتهم بشاحنات عسكرية‪ ،‬كما استسلمت‬ ‫دفعة ثانية من العمالء في قرى الهبارية وكفرشوبا‬ ‫وكفرحمام إلى مخفر درك حاصبيا‪.‬‬ ‫وفي حني جتمع حوالى ‪ 350‬عميالً في منطقة‬

‫مرجعيون في مبنى املطرانية‪ ،‬جتمع كذلك في‬ ‫كنيسة بلدة القليعة حوالى ‪ 500‬عميل‪ ،‬وفي‬ ‫مسجد اخليام حوالى ‪ 120‬عميالً‪ ،‬ومن كانوا‬ ‫في مواقع بئركالب والريحان والعيشية‪ ،‬أرسلوا‬ ‫وسطاء إلى اجليش اللبناني لتسليم أنفسهم‪.‬‬ ‫وآخرون غادروا باجتاه احلدود تاركني سياراتهم‬ ‫اللبنانية بجوارها ودخلوا إلى فلسطني احملتلة‪،‬‬ ‫ليواجهوا شتاتا ً مذالً‪ ،‬فمنهم من تقدم بطلب‬ ‫اجلنسية اإلسرائيلية ومنهم من انتقل إلى بلد‬ ‫أميركي أو أوروبي‪ .‬وفي وقت الحق سجلت عودة‬ ‫محدودة لعائالت الفارين أو عودة جلثامني موتى‬ ‫منهم جتسد الذل بأبشع صورة قد يبلغها اخلائن‬ ‫وطنه‪ .‬وباملقابل سجل فرار محدود جدا ً ألفراد من‬ ‫لبنان إلى فلسطني احملتلة في ظروف مختلفة‬ ‫وغامضة‪.‬‬

‫هجر «الدولة» للجنوب؟!‬ ‫وبعد ‪ 8‬سنوات على إجناز التحرير تتطاول‬ ‫حكومة ملتبسة على ذكراه فتنفيه من مفكرة‬ ‫أعياد لبنان‪ ،‬خشية ان تتسمم عقول الناشئة‬ ‫باملقاومة‪ ،‬ألنها حسب زعمها ضجرت من العطل‬ ‫والتعطيل فدبت الهمم في وزرائها بهذا اليوم‬ ‫احملظوظ‪ ،‬فقرروا ان يعملوا‪ ،‬وهي احلكومة التي‬

‫غسان شرارة‬

‫ملا تعمل سوى إذكاء الفتنة ورفض املشاركة‬ ‫وإشعال ثقاب احلرب‪.‬‬ ‫أما اجلنوب فعلى األقل لم يعد مكسر عصا‬ ‫بعدما أثبتت املقاومة قدرتها في الدفاع عن‬ ‫التراب الوطني فمنعت إسرئيل من تكرار نزهات‬ ‫االجتياح السابقة املتكررة كما حصل أعوام‬ ‫‪ 1948‬و‪ 1978‬و‪ .1982‬لكن على املستوى اإلمنائي‬ ‫هنا الفاجعة!!‬ ‫فيقول احلاج محمد من عيناثا ضاحكاً‪ ،‬كنا‬ ‫نظن ان الدولة ستأتي اإلمناء الذي حرمتنا منه‬ ‫عقودا ً عدة‪ ،‬لكن خيبتنا كبيرة‪ .‬فمعاناة اجلنوبيني‬ ‫كبيرة بعد عقود من القصف والظلم والتدمير‬ ‫واالحتالل زادت نسبة النزوح فال ترى إال عجائز‬ ‫البركة في القرى أما الشباب فإما في بيروت وإما‬ ‫في الهجرة‪ ،‬فمن ينمي املنطقة؟ ولم تأت الدولة‬ ‫مبشاريع حتدث فرص عمل‪ ،‬بل سمعنا ضجيجا ً‬ ‫ولم نر طحيناً‪.‬‬ ‫بينما موسوعة جبل عامل وبنت جبيل‪،‬‬

‫جنديا البوابة يقفالنها‬ ‫بعد انكفاء جيشهم داخل‬ ‫األراضي احملتلة‬ ‫يطيرون فرحا ً بسالمتهم من نيران املقاومة‬

‫آخر دبابة ميركافا إسرائيلية تنسحب عبر بوابة الشريط احلدودي إلى األراضي الفلسطينية احملتلة‬

‫‪82‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫الدكتور مصطفى بزي‬

‫الدكتور مصطفى بزي‪ ،‬أستاذ التاريخ في اجلامعة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬يروي ذكرى التحرير اجمليد بقوله‪:‬‬ ‫في الثالث والعشرين من أيار‪ ،‬كنت في بيروت وإذ‬ ‫باتصال يأتيني من شقرا بان بنت جبيل قد حتررت‪،‬‬ ‫فلم أصدق بادئ األمر‪ ،‬لكني انطلقت من بيروت‪.‬‬ ‫وصلت الى تبنني وشاهدت السيارات وأهالي‬ ‫منها لم يأتوا منذ عشرين سنة الى البلدة أرتاال ً‬ ‫وقوافل من تبنني الى بيت ياحون‪ .‬تابعت حتى‬ ‫وصلت الى مشارف بيت ياحون وهناك قيل لي إن‬ ‫الوضع صعب ولم ت َ‬ ‫ُخل البلدة متاماً‪ ،‬فبت شقرا‬ ‫ولم أمن تلك الليلة‪ .‬ومع الفجر اتصلت زوجتي بي‬ ‫تقول لي‪ :‬أين أنت؟ لقد حتررت بنت جبيل!‬ ‫ورغم ان الدولة اللبنانية أوحت بعيد التحرير‬ ‫أنها مهتمة باجلنوب عندما نقلت مجلسها‬ ‫النيابي إلى ثانوية بنت جبيل ليعقد فيها جلسته‬ ‫االستثنائية التالية مباشرة بعد التحرير‪ ،‬وأقر‬ ‫فيها هدية التحرير خاللها‪ ،‬والتي تناقصت حتى‬ ‫‪ 300‬مليار ليرة لبنانية‪ ،‬لكنها لم تدفع بعد وال‬ ‫يعرف أي شيء عن مصيرها حتى اآلن‪ .‬لذا يرى د‪.‬‬ ‫بزي أنه كان على الدولة أن توعز‪ :‬جنوبا ً در‪ ،‬فما‬ ‫زالت قرانا ومدننا في بناها التحتية متخلفة‬ ‫وخارج خدعة اإلمناء املتوازن‪ ،‬الذي لم يصل إلينا‬ ‫بعد‪ .‬وكأن الدولة تكافئ اجلنوبيني على حتملهم‬ ‫كل صنوف الذل أيام االحتالل‪ ،‬حتى تتكل على‬ ‫نخوة قطر الدولة العربية التي تولت إعمار قرى‬ ‫ومدن عدة دمرت في اجلنوب جراء عدوان متوز ‪.2006‬‬ ‫فتلزمها إعمارهها وتتخلى الدولة عن دورها‪ ،‬بل‬ ‫حاول أقطاب فيها إعاقت الدور القطري‪.‬‬

‫أصبح معتقل اخليام بعد حتريره محجة الناس‬ ‫وإدانة عاملية للهمجية الصهيونية فقصفته!‬

‫واقتصاديا ً ال يغرد اجلنوب خارج سرب باقي‬ ‫املناطق اللبنانية‪ ،‬فتكاد الدورة االقتصادية احمللية‬ ‫اجلنوبية أن تهترئ‪ ،‬فالصناعة تتالشى في طاحونة‬ ‫غالء املواد األولية وفقدان القدرة على منافسة‬ ‫استيراد البضاعة اخلارجية حيث الدولة نفسها ال‬ ‫متلك خطة حلماية اإلنتاج الوطني كحال صناعة‬ ‫األحذية في بنت جبيل‪ ،‬كما يقول غسان شرارة صاحب‬ ‫معملني لألحذية متوقفني عن العمل في املدينة‪.‬‬ ‫بينما زراعة الدخان‪ ،‬التي تضخ حوالى ‪18‬‬ ‫مليار ليرة من االموال سنويا ً بني ايدي املزارعني‪،‬‬ ‫تبقى الوحيدة التي تشكل قشة املزارع لعبور‬ ‫نهر العوز‪ .‬بينما زراعات الري عبارة عن مشاريع‬ ‫صغيرة لالنتاج اليومي فقط لم تتحول مشاريع‬ ‫كبيرة‪ ،‬بسبب مشكلتي التصريف والري‪.‬‬ ‫‪...‬وبقيت قرى لبنانية عدة محتلة تنتظر وعد‬ ‫التحرير الصادق املنتظر النفاذ‪ ،‬منها مزارع شبعا‪،‬‬ ‫املالكية‪ ،‬صلحا وغيرهما وشرائح أرض التهمها‬ ‫اخلط األزرق عند ترسيمه‪ .‬فضالً عن فلسطني!!‬

‫ويبقى اجلنوب وف ّيا ً قدم خيرة أبنائه قرابني‬ ‫شهادة ليحيا الوطن وإفذاذ علم ونبوغ وقيادة‬ ‫وشعر وسياسة ويعز عليه ان يصده وطنه جاحدا ً‬ ‫بنوته‪ ،‬وأن تعيره جارة عدوة بعز تليد يوم وصالها‪،‬‬ ‫ينتظر وعد اإلمناء صادقا ً وما بدل تبديالً!!‬ ‫وتبقى املقاومة‪ ..‬قدرا ً وخيارا ً حتى زوال‬ ‫أسبابها!!‬

‫حتقيق وتصوير‪ :‬هاني احللبي‬ ‫شكر خاص‬

‫نشكر املواقع األلكترونية اآلتية اخليام‪،‬‬ ‫املقاومة اإلسالمية‪ ،‬احلزب السوري‬ ‫القومي االجتماعي‪ ،‬والزميل كامل‬ ‫جابر‪ ،‬لالستفادة من مخزونها املصور‬ ‫إلجناز هذا التحقيق في مناسبة عيد‬ ‫التحرير واملقاومة‪.‬‬

‫أبطال من املقاومة اإلسالمية الباسلة يذخرون مدفعا ً للرمي‬

‫اصبح دمية بعد ان ارعبهم !‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪83‬‬


‫وعد نصراهلل بإطالق األسرى من السجون اإلسرائيلية بدأ يتحقق‬

‫تحرير األسير نسيم نسر خطوة على فك أسر سمير القنطار‬ ‫في الوقت الذي كانت قوى ‪ 14‬شباط تشن‬ ‫حملة سياسية واعالمية مترافقة مع التحريض‬ ‫الشعبي على املقاومة وسالحها على انه‬ ‫استخدم في الداخل‪ ،‬اثناء احداث بيروت واجلبل‪،‬‬ ‫كان «حزب اهلل» يخوض مفاوضات سرية وغير‬ ‫مباشرة عبر الصليب االحمر الدولي ومفاوضني‬ ‫املان‪ ،‬كما في مرات سابقة الطالق اسرى لبنانيني‬ ‫او عرب وجثامني شهداء لدى العدو االسرائيلي‪،‬‬ ‫وقد كشف االمني العام «حلزب اهلل» السيد حسن‬ ‫نصراهلل عن هذه املفاوضات التي كانت تتقدم‬ ‫احيانا ً وتتراجع احيانا ً اخرى‪ ،‬وهي وصلت الى‬ ‫خواتيمها‪ ،‬وكان من بشائرها اطالق االسير نسيم‬ ‫نسر الذي اتهم من قبل اسرائيل بالتجسس‬ ‫«حلزب اهلل» الذي تبني انه ميلك شبكة امنية‬ ‫اخترقت قوات االحتالل االسرائيلي وعمالئه اثناء‬ ‫االحتالل للبنان‪ ،‬وامتدت الى داخل فلسطني احملتلة‬ ‫ال سيما االراضي احملتلة عام ‪ ،1948‬حيث كشفت‬ ‫التقارير االمنية االسرائيلية عن جتنيد «حزب اهلل»‬ ‫لفلسطينيني كانوا يزودون املقاومة بتحركات‬ ‫اجليش االسرائيلي‪ ،‬وان االسير نسر من هؤالء‪ ،‬الذي‬ ‫حصل على اجلنسية االسرائيلية الن والدته يهودية‬ ‫اعتنقت االسالم الحقاً‪ ،‬وهو ما وفر لنسر ان يذهب‬ ‫في مطلع الثمانينات واثناء االجتياح االسرائيلي‬ ‫للبنان الى اسرائيل ويتزوج من يهودية‪.‬‬ ‫وبعد ست سنوات من اعتقاله دون تقدميه‬ ‫للمحاكمة‪ ،‬متكن «حزب اهلل» من مبادلته بأشالء‬ ‫خمسة جنود اسرائيليني‪ ،‬اربعة منهم قتلوا في‬ ‫اثناء سقوط طائرتهم في العدوان االسرائيلي على‬ ‫لبنان صيف عام ‪ ،2006‬وجندي قتل في املواجهات‬ ‫مع املقاومة بقصف دبابته‪.‬‬ ‫ولقد سجل «حزب اهلل» انتصارا ً في عملية‬ ‫املبادلة‪ ،‬التي هي خطوة على طريق حترير باقي‬ ‫االسرى‪ ،‬بينهم عميدهم سمير القنطار الذي‬ ‫قررت احلكومة االسرائيلية اخيرا ً املوافقة على‬ ‫اطالقه بعد ان كانت متتنع في السابق ألسباب‬ ‫تبررها بأنه قتل مدنيني من بينهم استاذ جامعي‬ ‫كبير وابنته‪ ،‬ويحرم القانون االسرائيلي اخالء‬ ‫سبيله‪.‬‬ ‫اما ملاذا تخلت اسرائيل عن قرارها بقاء القنطار‬ ‫في السجن‪ ،‬فألنها فشلت في اطالق سراح‬ ‫اجلنديني اللذين اختطفتهما املقاومة في ‪ 12‬متوز‬ ‫‪ 2006‬عند احلدود اللبنانية‪ ،‬وتذرعت اسرائيل بشن‬ ‫احلرب على لبنان بسببهما وتبني انهما لم يكونا‬ ‫وراءها‪ ،‬اذ انتهى العدوان االسرائيلي الى فشل بعد‬ ‫‪ 33‬يوما ً وتكبد اجليش االسرائيلي خسائر معنوية‬ ‫وبشرية‪ ،‬ولم يتمكن من حترير اجلنديني ايهود‬ ‫غولدفاسر والراد ريغيف‪ ،‬الذي يجري التعامل‬ ‫معهما على انهما ميتان‪ ،‬وفق صحيفة «دير‬ ‫شبيغل» االملانية‪ ،‬وهو اخلبر الذي لم يؤكده رسميا ً‬ ‫املفاوض بإسم «حزب اهلل» وفيق صفا‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الشيخ نبيل قاووق مسؤول حزب اهلل في اجلنوب تسلم االسير احملرر نسر‬

‫فرحة احلرية‬

‫فإطالق سراح القنطار وثالثة من رفاقه مع‬ ‫عشرة جثث لشهداء لبنانيني‪ ،‬سيتم قريباً‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يؤكده «حزب اهلل» وكذلك محامو االسرى‬ ‫وعائالتهم التي تتهيأ الستقبالهم قريباً‪ ،‬وفي‬ ‫موعد ليس ببعيد وقد ال يتعدى الشهر‪ ،‬اذا لم‬ ‫تظهر تعقيدات من اجلانب االسرائيلي‪ ،‬او ان‬ ‫تستقيل حكومة ايهود اوملرت املتهم بالفساد‪،‬‬ ‫ويطالب خصومه بإستقالته واجراء انتخابات‬ ‫مبكرة للكنيست‪ ،‬لكن اوملرت املنهار سياسيا ً‬ ‫واخالقياً‪ ،‬قد يكون بحاجة الى اطالق سراح اجلنديني‬ ‫االسرائيليني‪ ،‬الستخدام هذه العملية في الصراع‬ ‫الداخلي‪ ،‬ويعتبره بعض قادة العدو انتصار «حلزب‬ ‫اهلل» الذي بات يسيطر على القرار في لبنان وفق‬ ‫ما يقول املسؤولون االسرائيليون الذين يؤكدون‬ ‫ان السيد نصراهلل سيعلن بعد حترير القنطار انه‬

‫حقق اهدافه من اختطاف اجلنديني‪ ،‬وهو بذلك‬ ‫يرمي الكرة في امللعب االسرائيلي كما حصل بعد‬ ‫العدوان االسرائيلي والنتائج التي خرج بها تقرير‬ ‫جلنة فينوغراد‪.‬‬ ‫وذكرت التقارير االسرائيلية‪ ،‬ان نصراهلل‬ ‫لن يحصد فك اسر اقدم اسير في السجون‬ ‫االسرائيلية فقط ‪ ،‬بل سيحقق ايضاً‪ ،‬انتصارا ً‬ ‫بإطالق سراح مئات االسرى من الفلسطينيني‬ ‫في السجون االسرائيلية‪ ،‬ولكن بعد فترة زمنية‬ ‫بعيدة عن اخراج القنطار ورفاقه من السجون‪.‬‬ ‫لقد اعاد اطالق االسير نسر‪ ،‬واملعلومات التي‬ ‫اشارت الى االقتراب من حترير االسير القنطار‪ ،‬وضع‬ ‫«حزب اهلل» في موقعه الطبيعي والتأكيد على‬ ‫بقائه فيه‪ ،‬ولن يخرج عنه كما يؤكد قادته‪ ،‬الذين‬ ‫يصرون على ان وعد السيد نصراهلل يبقى دائما ً‬ ‫صادقاً‪ ،‬فهو وعد ووفى‪ ،‬وان القنطار سيكون بني‬ ‫اهله قريبا ً وقريبا ً جداً‪.‬‬ ‫ولم تربط اسرائيل فك اسر القنطار مبعرفة‬ ‫مصير الطيار االسرائيلي رود اراد الذي سقطت‬ ‫طائرته في ‪ 16‬تشرين االول ‪ ،1986‬ولم حتصل على‬ ‫معلومات حوله منذ ربع قرن‪ ،‬بالرغم من اختطافها‬ ‫مصطفى الديراني منتصف التسعينات من‬ ‫القرن املاضي من البقاع بعملية «كوماندوس»‬ ‫اسرائيلية‪ ،‬والذي كانت تعتبر اراد في عهدته‬ ‫عندما اختطف وهو كان مسؤوال ً في حركة «امل»‪،‬‬ ‫حيث ذكرت تقارير انه مت تسليمه إليران ملبادلته‬ ‫بالدبلوماسيني االيرانيني الذين اختطفوا في العام‬ ‫‪ 1982‬على حاجز «للقوات اللبنانية» اثناء االجتياح‬ ‫االسرائيلي‪.‬‬ ‫فإسرائيل تعتبر وجود القنطار في السجن‬ ‫عبئا ً عليها‪ ،‬فقررت مبادلته من اجل ان تزيل احد‬ ‫االسباب التي تسمح للمقاومة ان تبقي على‬ ‫سالحها‪.‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫ناقش التطورات السياسية مع مسؤولي التيار وهيئة العمل التوحيدي‬

‫وهاب‪ :‬المعارضة الدرزية وحدها تس ّمي ممثلها‬ ‫فهو ليس ّ‬ ‫منة من أحد‬

‫عرض رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب في دارته في اجلاهلية‬ ‫مع أعضاء هيئة العمل التوحيدي وامناء‬ ‫وقيادي التيار ومفوضي املناطق ما جرى في‬ ‫بيروت واجلبل والتطورات السياسية واالمنية‬ ‫ونتائج اتفاق الدوحة الذي ادى الى انتخاب‬ ‫رئيس اجلمهورية وتشكيل احلكومة‪ ،‬اضافة‬ ‫الى الوضع داخل الطائفة الدرزية‪ .‬وجرت‬ ‫مناقشة مستفيضة ملا حصل والقيت‬ ‫كلمات خالل اللقاء استهلها امني الداخلية‬ ‫هشام االعور حيث قال‪:‬‬

‫االعور‬ ‫عربي‬ ‫صوت‬ ‫لقد انتظر اجلبل طويالً ليرتفع‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫يشهد له‪ ،‬فكان الصوت صوتك الذي ال اصدق وال‬ ‫ابل َغ وال اكثرَ شهامة‪.‬‬ ‫والننا نعتقد اعتقادك يا حضرة الرئيس بأن‬ ‫التوحيد ثورة وبان ال مكان في رحابه ملن يريد‬ ‫ان يتحول به الى خنوع واستسالم وهو اعتقاد‬ ‫التوحيديني الثابت بأنك ستكون حربا ً على املذهبني‬ ‫الذين يتذرعون اليوم بالطائفة خلدمة اغراضهم‬ ‫الشخصية وهو ما حملنا على االميان بعقيدتنا‬ ‫التي ما برحنا نؤمن بانها منتهية الى غاياتها‬ ‫الشريفة ولكونها محطة كبرى في مسيرة الدروز‬ ‫االحرار الى حقهم‪ ،‬ومنطلقا ً صحيحا ً لنصرة‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪85‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫العربي في الدفاع عن قضاياهم املصيرية‪.‬‬ ‫والننا مقتنعون كليا ً استنادا ً الى حكمتهم‬ ‫ومصداقية مواقفكم املعروفة بأنكم لن‬ ‫تسمحوا بأن يسجل التاريخ على التوحيديني‬ ‫وقوفهم متفرجني على مؤامرة تقسيم الوطن‬ ‫وتقاسمه‪ ،‬اتينا اليوم من كل صوب من قرى‬ ‫الشوف واجلرد والشحار‪ ،‬من اعالي املنت وراشيا‬ ‫وحاصبيا اتينا لنقول‪:‬‬ ‫من اولى منا بالعطاء والتضحية في مرحل ٍة‬ ‫عصيب ٍة كالتي نرم بها‪ ،‬ومن اولى منا برفع راي ِة‬ ‫املقاومة هذه الراية التي افتداها اسالفنا بدمائهم‬ ‫ومن سوانا اولى باحملافظة عليها مرفوعة بعز ٍة‬ ‫وشرف‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫حضرة الرئيس‪:‬‬ ‫مر ًة جديد ًة يتطلع اليك احرار الدروز مجددين‬ ‫الرهان على مساعدة الوطن الذي ننتمي اليه‬ ‫االتطالع‬ ‫في واقعه ومصيره وتطلعاته ليعود الى‬ ‫ِ‬ ‫برسالته العربية واالنسانية خلدمة القضايا‬ ‫احملقة العادلة‪.‬‬

‫الشيخ نصراهلل ابو ذياب‬ ‫وكانت كلمة لهيئة العمل التوحيدي القاها‬ ‫الشيخ راتب نصراهلل ابو ذياب‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫عندما تهدأ العاصفة الهوجاء التي تعصف‬ ‫بالوطن وتكاد جتعله سفينة محطمة على امواج‬ ‫عاتية متالطمة في ظلمة ليل تبكي فيه املنارات‬ ‫سفن الوطن التي حتمل أبناءه الى شواطئ احلياة‬ ‫السعيدة‪ .‬عندما تهدأ هذه احملنة العاصفة‬ ‫الكبرى التي جتعل الوطن في مهب الريح يتنفس‬ ‫الشعب الصعداء‪ ،‬متتلئ رئات الناس هوا ًء وطنيا ً‬

‫‪86‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ريحان ونسيم أرزٍ وصنوبر يهفهف‬ ‫نقيا ً فيه ريح‬ ‫ٍ‬ ‫في عرس ميالد سيادة الوطن‪ .‬فما أجملك يا لبنان‬ ‫لوحة فنية من إبداع اخلالق ع ّز وجل مع ّلقة بني‬ ‫مرايا الكون‪ ،‬وما اجملك يا بيروت عروس املدن‬ ‫العربية بل واألجنبية‪ ،‬وما أروعك يا شعب لبنان‬ ‫في عيد فجر وطني سعيد‪ ،‬بعد أن انتزعت الغام‬ ‫الفتنة النكراء‪ ،‬فإن لها اثرا ً في بعض النفوس‬ ‫التي انعكست ونكست قطع اهلل نفسهم فيما‬ ‫يضمرون‪ ،‬أال يعلمون قوله تعالى (واعتصموا‬ ‫بحبل اهلل جميعا ً وال تفرقوا واذكروا نعمة‬ ‫اهلل عليكم إذا كنتم أعدا ًء فأ ّلف بني قلوبكم‬ ‫فأصبحتم بنعمته إخوانا اذ كنتم على شفا‬ ‫حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبني اهلل‬ ‫لكم آياته لعلكم تهتدون)‪ .‬وحيال ذلك يكون‬ ‫فارس امليدان على حذر شديد كقول الشاعر‪:‬‬ ‫ينام بعني ويتقي بأخرى‬ ‫العوادي وهو يقظان نائم‬ ‫ألن هؤالء يريدونها ويفتعلونها حربا ً دينية‬ ‫وطائفية مذهبية ليجعلوها جسرا ً الى اهدافهم‬

‫السياسية وتروي ظمأهم اإلجرامي وظمأ من‬ ‫تخدم مصاحله كأميركا واسرائيل‪ .‬خاب ظن‬ ‫هؤالء فاهلل ال يوفق نوايا الشر‪ ،‬وللوطن مخلصون‬ ‫يه ّبون لصون وحدته‪ .‬فنقول لهم‪ :‬بسم اهلل‬ ‫الرحمن الرحيم (قل أعوذ برب الناس‪ ،‬ملك الناس‪،‬‬ ‫إله الناس‪ ،‬من شر الوسواس اخلناس الذي يوسوس‬ ‫في صدور الناس من اجلنة والناس)‪.‬‬ ‫هذا ما دعت اليه املرجعيات الدينية الروحية‬ ‫والسياسية اخمللصة لطائفة املوحدين الدروز‪،‬‬ ‫كذلك فعلت املرجعيات كافة في كل الطوائف‬ ‫وكانت لهيئة العمل التوحيدي وقفتها الى جانب‬ ‫تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬فكان نداؤها بعنوان (وقفة‬ ‫حق) دعت فيه إلى أن يتخذ رجال الدين قرارهم‬ ‫احلاسم لوأد الفتنة‪ ،‬وانها ليست طائفية‪ ،‬واال‬ ‫يكون الدين ورقة في مهب رياح األهواء وال أداة‬ ‫لتنفيذ مشاريع مدسوسة‪ ،‬ألن هذه الطائفة تعي‬ ‫ما يجري وال تقبل أن يتزعمها قرار خاطئ ينحرف‬ ‫بها عن ثوابتها العربية والوطنية وعن تاريخها‬ ‫العريق في مسألة الوطن واملقاومة لكل عدوان‬ ‫وغاصب ومهيمن ومتغطرس منذ اكثر من الف‬ ‫ومئتي عام‪ .‬والشرح في ذلك يطول‪ ،‬ومعامله ثابتة‬ ‫وشاهدة في ذرى الر ّيان واجلوالن الى لبنان ما يجعل‬ ‫من ذلك مدرسة في اساطير املقاومة وحقائقها‬ ‫فكرا ً وثقافة وفدا ًء بطولياً‪ .‬فلبيك ايتها املقاومة‪،‬‬ ‫فقلبك ينبض في دمشق وبيروت واجلنوب وكل‬ ‫عاصمة عربية ومسلحة تدعم املقاومة مبفهوم‬ ‫حترير االوطان من العدوان وحمايته من مشاريعه‬ ‫بدءا ً من طهران الى شواطئ املغرب العربي‪،‬‬ ‫فاملقاومة ال ميكن ان تلغى‪ ،‬ألنها عقيدة جهاد‬ ‫وثقافة نضال وحق وفلسفة مجتمع وقيامة‬ ‫امة الى مصيرها وهي تشريع يصون احلق واحلرية‬ ‫والوطن يحمي شؤون اجملتمع وحقوقه وكرامته‪.‬‬


‫فبوركت املقاومة التي سطرت أروع مالحم‬ ‫البطولة والفداء فهزمت إسرائيل بقيادة سيد‬ ‫املقاومة السيد حسن نصراهلل وباء املشروع‬ ‫االميركي االسرائيلي بالفشل‪.‬‬ ‫وبعد‪ .‬نؤكد حرصنا على االلتزام بالثوابت التي‬ ‫تقدم ذكرها ونبارك كافة اجلهود اخمللصة الدينية‬ ‫والسياسية واجليش وقوى االمن اذ عملوا على‬ ‫تخليص البالد من الفتنة واالجنراف الى الدماء‪.‬‬ ‫وجهود كل الذين قادوا احلوار الوطني واللبناني‬ ‫بإخالص في دوحة العرب (قطر) وصوال ً الى االتفاق‬ ‫الوطني‪ .‬فالشكر لدولة قطر اميرا ً وحكومة‬ ‫وشعبا ً ولكل الدول العربية التي دعمت هذا‬ ‫احلوار التاريخي ودور اجلامعة العربية ومبادرتها‬ ‫منذ البداية‪.‬‬ ‫والشكر لكل رجال السياسة الوطنية اخمللصني‬ ‫الذين كانوا دائما ً باملرصاد لكل مؤشرات الفتنة‬ ‫فألقوا االضواء في لقاءاتهم االعالمية على‬ ‫االسباب وتفسيرها وكشف مالبساتها ونواياها‬ ‫كي ال يقع املواطن ضحية في شبكة صياد‬ ‫سياسي‪ .‬واجلدير بالذكر من اصحاب هذا الدور‬ ‫الوطني معالي الوزير وئام وهاب ورفاقه اخمللصني‬ ‫الى ان زالت احملنة وانحسرت الفتنة وانهزمت‬ ‫وانتصر لبنان وعال صوت قسم رئيس اجلمهورية‬ ‫في البرملان‪ ،‬فنبارك له ونهنئه ونقول له عودا ً على‬ ‫بدء في هذه الكلمة‪:‬‬ ‫إمسك مبفتاح اجلنان أمانا‬ ‫أنعم به في جنة لبنانا‬ ‫وغلقت ابواب اجلميع فال يكو ن‬ ‫لفاحت شرا ً عليه مكانا‬ ‫ونبارك اليوم للبنان باطالق سراح االسير نسيم‬ ‫نسر ملحني ان يطلق سراح عميد االسرى سمير‬ ‫القنطار ورفاقه االبطال‪ ،‬ان شاء اهلل‪.‬‬ ‫عاش لبنان موحدا ً مزدهرا ً منتصرا ً على الفنت‬ ‫فمع فجر يوم مشرق سعيد يا لبنان‪.‬‬ ‫واحلمد هلل واهلل ولي التوفيق‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫وكلمة اخلتام كانت لرئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني وئام وهاب جاء فيها‪:‬‬ ‫كنا ندرك أن التحريض الذي مارسه البعض‬ ‫نتيجته وخيمة على الدروز‪ .‬فالدروز هم أصحاب‬ ‫املوقع الوطني والقومي وال تاريخ لهم خارج‬ ‫هذا املوقع الذي أراد البعض تغييره والدروز ال‬ ‫يتحملون نتائجه‪ .‬وما حصل في اجلبل أثبت أن‬ ‫مواقفنا كانت األصح وموقف غيرنا خاطئاً‪ ،‬نحن‬ ‫وقفنا إلى جانب املقاومة واخليار اإلسالمي وأثبتت‬ ‫التطورات أن املشروع األميركي استخدم هؤالء‬ ‫واآلن بدأ يرميهم‪ ،‬وهم يترجون اآلن هذا وذاك لكي‬ ‫يفتح صفحة جديدة معهم‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ :‬هناك أحاديث بأنه يجب احلفاظ‬ ‫على بعضنا كدروز‪ .‬هذا صحيح‪ ،‬ونحن سعينا‬ ‫وأطلقنا العديد من الشباب الذين اعتقلوا خالل‬ ‫األحداث األخيرة‪ ،‬لكن السؤال األساسي هو‪ :‬ملاذا‬ ‫خطر على بال البعض أن يقول كلنا دروزا ً اآلن؟‬

‫وهاب مع املشايخ‬

‫وهاب يلقي كلمته‬

‫وملاذا لم يخطر على باله منذ ‪ 4‬سنوات بأننا‬ ‫كلنا دروز؟ لقد قطعوا الطرقات علينا وضربوا‬ ‫بسام التيماني في قبر شمون‪ ،‬وهجموا على‬ ‫منزل حافظ أبي املنى في شارون منذ سنتني‪،‬‬ ‫وحاولوا قطع الطريق على الشيخ صالح ض ّو‬ ‫في كفرحيم رئيس هيئة العمل التوحيدي كلها‬ ‫ممارسات ميليشياوية‪ ،‬وراقبوا بيوت الناس‪ ،‬واآلن‬ ‫خطر على بالهم أننا دروز‪.‬‬ ‫وقال وهاب‪ :‬عندما يهدد اجلبل فسالحنا سيكون‬ ‫في املقدمة للدفاع عنه ولن يسبقنا أحد فيه‪،‬‬ ‫وكلنا حملنا السالح للدفاع عن اجلبل في وجه‬ ‫إسرائيل أما في املعركة األخيرة فلم يكن اجلبل‬ ‫مهددا ً مطلقا ً وال يريد أي كان احتالل اجلبل‪ ،‬إمنا‬ ‫كان هناك شخص يحمل مشروعا ً يشكل خطرا ً‬ ‫على اجلبل وعلى لبنان وعلى نفسه‪ ،‬واملقاومة ال‬ ‫تقبل أن يكون اجلبل مهدداً‪ ،‬لقد خلصنا اجلبل‬ ‫من مشكلة حقيقية وعملنا خفف اخلسائر‪،‬‬ ‫لكن املعادلة تغيرت والتعدي علينا أصبح‬ ‫من املاضي‪ ،‬وكل من يتجرأ على حمل السالح‬ ‫ضدنا سنحمل السالح ضده وهناك دولة حتمي‬ ‫اجلميع‪ .‬وإذا عجزت الدولة عن حمايتنا فقادرون‬ ‫على حماية أنفسنا ولن نقبل باالعتداء على أي‬ ‫شخص منا من حاصبيا إلى كفرسلوان‪ ،‬فاملرحلة‬ ‫املاضية انتهت مرحلة السالح وفرض اآلراء بالقوة‬ ‫وممارسة املنطق امليليشياوي ولم يعد مسموحا ً‬ ‫أن تستخدم مؤسسات الدولة مع فريق ضد فريق‬ ‫آخر‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬لقد ربح مشروعنا ومشروعهم‬

‫هزم وإذا شاركت املعارضة الدرزية أم لم تشارك‬ ‫في هذه احلكومة‪ ،‬فمشروعنا ربح وحلفاؤنا في‬ ‫املعارضة ميثلوننا والرئيس سليمان سيكون‬ ‫حكماً‪ ،‬ولن يكون منحازا ً ألي فريق‪ ،‬لقد انتهى‬ ‫العهد الذي استخدموا فيه الدولة ضدنا‪،‬‬ ‫وكان هدفهم تسخير مؤسساتها ضدنا‬ ‫عبر «مخافرهم األمنية»‪ ،‬هذا العهد انتهى‪.‬‬ ‫فاخملفر الذي سيمارس الكيدية على عناصرنا‬ ‫سيحاسب‪ .‬فعهد امليليشيات انتهى وخالل‬ ‫ساعات «طلعت دولتهم فوفاش»‪ .‬وعندما قلنا‬ ‫إن هناك «منرا ً كرتونياً» ميارس القهر على الناس‪،‬‬ ‫وتبني أنه منر كرتوني بالفعل‪ ،‬رغم أننا ال نريده‬ ‫هكذا حفاظا ً على كرامته‪ ،‬وكنا نتمنى له خروجا ً‬ ‫مشرفاً‪ ،‬لكننا أين نحن اآلن من شعارات إسقاط‬ ‫جناد وهزمية سوريا‪ ،‬فيما كل همه اآلن أن يردوا على‬ ‫مكاملاته الهاتفية «وتصوروا هاآلخرة»‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬سقوط مشروعهم سيخلف زلزاال ً في‬ ‫اجلبل وعلينا الوعي للخروج من هذه الشرنقة‪،‬‬ ‫فتارة خصمنا املسيحي وطورا ً الشيعي ثم‬ ‫السني‪ ،‬حتى يبقى اإلقطاع متحكما ً فينا‪ ،‬وبدون‬ ‫هذا اخلصم سيسقط إقطاعهم‪.‬‬ ‫وأكد وهاب‪ :‬إن تيار التوحيد اللبناني سيخوض‬ ‫االنتخابات النيابية القادمة في كل املناطق‪،‬‬ ‫وحتديدا ً على املقاعد الدرزية وكشف إن حزب اهلل‬ ‫اتصل بأطراف املعارضة وأبلغها رغبته بإعطاء‬ ‫حصة للدروز‪ ،‬ونحن طالبنا بأن يكون النائب‬ ‫السابق فيصل الداوود ممثالً املعارضة الدرزية في‬ ‫ظل حرمان منطقة وادي التيم والزال النقاش في‬ ‫هذا املوضوع‪ .‬ووليد جنبالط يفضل إعطاء حصة‬ ‫لألمير طالل ارسالن وأبلغها إلى حزب اهلل وليس‬ ‫لنا أي اعتراض على ذلك‪ ،‬لكن احلصة الدرزية‬ ‫ليست منة من أحد وعلى املعارضة الدرزية أن‬ ‫جتتمع وتسمي ممثلها إما أن يأتي وزيرا ً‬ ‫مسم ًى‬ ‫ّ‬ ‫من فالن‪ ،‬فهذا ال يجوز ويلغي كل املداوالت التي‬ ‫حصلت‪.‬‬ ‫وخاطب وهاب السنيورة بالقول‪ :‬إن وجود‬ ‫سمير جعجع في احلكومة القادمة سيورط فؤاد‬ ‫السنيورة في مشاكل كبيرة وسمير جعجع‬ ‫يريد دخول احلكومة الختراع مشاكل «طواحني‬ ‫الهواء»‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪87‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫وهاب عرض مع الرئيس الحص التطورات الداخلية‬

‫وهاب‪ :‬على األكثرية أن تقتنع أن مرحلة‬ ‫التفرد انتهت وتصحيح نتائجها‬ ‫احلص مستقبال وهاب وضو‬

‫زار رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب يرافقه مستشاره يوسف ضو دولة‬ ‫الرئيس سليم احلص للتداول في التطورات‬ ‫الداخلية الراهنة في لبنان بعد انتخاب الرئيس‬ ‫ميشال سليمان وإعادة تكليف فؤاد السنيورة‬ ‫تشكيل احلكومة اجلديدة‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء قال وهاب‪« :‬ناقشنا مع دولة‬ ‫الرئيس احلص األوضاع بعد االحداث االخيرة‪،‬‬ ‫خصوصا ً أننا دخلنا عهدا ً جديدا ً ومرحلة جديدة‪،‬‬ ‫وكنا نتمنى أن يبقى الزخم للعهد اجلديد على‬ ‫حاله‪ ،‬كما أتى العماد ميشال سليمان في‬ ‫الساعات االولى‪ ،‬ولكن يبدو ان االكثرية احطبت‬ ‫هذا الزخم عبر تسميتها الرئيس فؤاد السنيورة‬ ‫لرئاسة احلكومة‪ ،‬وهذه التسمية موجهة ضد‬ ‫العهد قبل ان تكون موجهة ضد املعارضة‪ ،‬الن‬ ‫هذه التسمية ستعيق السنة االولى للعهد‪،‬‬

‫‪88‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وطبعا السنة االولى عادة مهمة في كل العهود‬ ‫وهي االساسية التي تعطي الزخم ألي عهد‬ ‫جديد»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪« :‬االمر اآلخر الذي حتدثنا فيه‬ ‫هو مشاركة املعارضة في احلكومة‪ ،‬واملعارضة‬ ‫ستكون «حكومة داخل احلكومة»‪ ،‬املعارضة‬ ‫ستراقب كل شيء‪ ،‬وهناك مرحلة انتهت‪ ،‬وعلى‬ ‫فريق السلطة اذا كان يريد تسيير االمور في‬ ‫شكل جيد خالل األشهر املقبلة من الوصول‬ ‫الى االنتخابات النيابية املقبلة‪ ،‬يجب ان يقتنع‬ ‫بأن هناك مرحلة انتهت وأن عمليات االنتقام‬ ‫التي كانت تتم منذ ‪ 3‬سنوات بحق الكثير من‬ ‫املوظفني والضباط ورجال الدولة هذه املرحلة‬ ‫انتهت‪ ،‬ويجب أن تصحح كل األوضاع التي نتجت‬ ‫عنها‪ ،‬فلذلك على احلكومة وعلى الفريق األكثري‬ ‫ان يقتنع بان هذه املرحلة قد انتهت‪ ،‬ونحن امام‬

‫مرحلة جديدة والفريق املعارض داخل احلكومة‬ ‫ال يستطيع اال ان يكون فريقا ً رقابيا ً بامتياز على‬ ‫كل شيء‪ ،‬ويجب ان يراقب كل شيء الى عمليات‬ ‫التوظيف املزاجي التي كانت تتم او عمليات‬ ‫االنتقام الكيدي بحق املوظفني التي كانت تتم‬ ‫داخل احلكومة»‪.‬‬ ‫ورأى وهاب «ان تأليف احلكومة تعترضه عقبات‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬عقبات في موضوع بعض االسماء‬ ‫بتمثيل الطوائف واحلقائب السيادية بالتحديد‪،‬‬ ‫وال شك في أن هذا األمر سيأخذ وقتا ً معيناً‪ ،‬ولكن‬ ‫اعتقد أن التشكيل سيتم ألن املواالة ال تستطيع‬ ‫اإلخالل مبا حصل في الدوحة‪ ،‬رغم احملاوالت التي‬ ‫بدأنا نشتم منها التراجع عن بعض االتفاقات في‬ ‫الدوحة‪ ،‬خصوصا ً في موضوع قانون االنتخابات‪،‬‬ ‫ولكن هم يعرفون إذا عادوا عدنا‪ ،‬ولذلك أعتقد‬ ‫بأنهم لن يخلوا بهذا املوضوع»‪.‬‬


‫وهاب زار عون وبحثا تطوير العالقات‬ ‫زار رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب رئيس “التيار‬ ‫الوطني احلر” العماد‬ ‫ميشال عون في‬ ‫الرابية‪ ،‬وتداول معه‬ ‫في االوضاع السياسية‬ ‫وموضوع‬ ‫واالمنية‪،‬‬ ‫تشكيل احلكومة بعد‬ ‫اجراء انتخابات رئاسة‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬الى تطبيق‬ ‫اتفاق الدوحة ومن‬ ‫ضمنه قانون االنتخاب‪،‬‬ ‫اضافة الى العالقات‬ ‫الثنائية بني التيارين‬ ‫وضرورة تطويرها‪.‬‬

‫عون‬ ‫مستقبال‬ ‫وهاب‬

‫بعد لقائه الوزير فرنجية‬

‫وهاب‪ :‬تكليف فؤاد السنيورة رئاسة الحكومة‬ ‫تحد لكل اللبنانيين‬ ‫استقبل رئيس تيار املردة الوزير السابق سليمان‬ ‫فرجنية رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب في دارته‪ ،‬في بنشعي‬ ‫قال وهاب‪:‬‬ ‫بحثنا مع معالي الوزير وضع احلكومة بإعادة‬ ‫تكليف فؤاد السنيورة بتشكيل احلكومة‪ ،‬وهو‬ ‫تكليف ليس بيدي وليس لبنانياً‪ ،‬ولكن يبدو بأن‬ ‫هناك قرارا سعوديا الستمرار االشتباك في لبنان‪.‬‬ ‫وهذا القرار السعودي الذي أفرز تكليف فؤاد‬ ‫السنيورة رئاسة احلكومة فيه حت ٍّد لكل اللبنانيني‬ ‫وحت ٍّد ألكثرية الشعب اللبناني‪ .‬وكانت واضحة‬ ‫باألمس النتيجة التي خرجت بها االستشارات أن‬ ‫هناك قرارا سعوديا وهناك موظفني عند السعوديني‬ ‫سموا فؤاد السنيورة‪.‬‬ ‫برتبة نواب ّ‬ ‫وأنا اعتقد بأن هذا األمر موجه أوال ً ضد رئيس‬ ‫اجلمهورية العماد ميشال سليمان الذي أتى بزخم‬ ‫كبير‪ ،‬وال شك بأن تسمية فؤاد السنيورة ستخفف‬ ‫من هذا الزخم‪ ،‬ستخفف من زخم هذا العهد‪ .‬ولن‬ ‫تكون احلكومة األولى كما توقع اللبنانيون‪ ،‬لن تعطى‬ ‫احلكومة األولى االندفاعة املطلوبة بل إن وجود فؤاد‬ ‫السنيورة هو كمشروع وليس موجودا ً كشخص‬ ‫فؤاد السنيورة‪ .‬ولقد أعاد السعوديون تسميته‬ ‫كمشروع‪ .‬وبوجود فؤاد السنيورة كمشروع أعتقد‬

‫فرجنية مجتمعا مع وهاب‬ ‫أن احلكومة اجلديدة ستشهد الكثير من الصراعات‪،‬‬ ‫الكثير من اخلالفات‪ ،‬الكثير من األمور غير اإليجابية‪،‬‬ ‫ألن صاحب املشروع مازال هو ذاته‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمعارضة‪ ،‬فكنت أمتنى أال يأتي‬ ‫فؤاد السنيورة على األقل احتراما ً جلمهورنا‪،‬‬ ‫احتراما ً ملشاعر هذا اجلمهور الذي دفع كثيرا ً بسبب‬ ‫سياسات فؤاد السنيورة‪ ،‬وبسبب بقائه في السرايا‪.‬‬

‫حتى أن لبنان دفع كثيرا ً من الدم ثمنا ً لهذا البقاء‪،‬‬ ‫ولكن طاملا بقي فؤاد السنيورة ضمنا ً على الذين‬ ‫سيشاركون من املعارضة في احلكومة أن يكونوا‬ ‫على مستوى آمال جمهورهم‪ ،‬على مستوى آمال‬ ‫الناس الذين كلفوهم بهذا التمثيل‪ ،‬وأال يسمحوا‬ ‫لفؤاد السنيورة باالستمرار‪ ،‬مبا قام به خالل السنوات‬ ‫املاضية‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪89‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫وهاب عند لحود‪ :‬حذار من التخابث بتهميش‬ ‫المعارضة الدرزية وبتأخير البت بقانون االنتخاب‬

‫استقبل الرئيس إميل حلود في دارته في اليرزة‬ ‫رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب وجرى عرض للتطورات الراهنة في البالد‪.‬‬ ‫بعد اللقاء قال وهاب‪ :‬نحن في بداية عهد‬ ‫جديد ومتنينا كما متنى فخامة الرئيس أن يسهل‬ ‫اجلميع مهمة الرئيس العماد ميشال سليمان‪،‬‬ ‫خصوصا ً أننا نعتبر العماد سليمان استمرارا ً‬ ‫للنهج نفسه الذي كان فيه العماد إميل حلود‬ ‫جلهة بناء دولة املؤسسات والقانون وحماية‬ ‫املقاومة وموقع لبنان العربي وعالقاته‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫مع الشقيقة سوريا ونتمنى أن يكون اجلميع إلى‬ ‫جانب العماد ميشال سليمان ونحن كما كنا إلى‬ ‫جانب الرئيس حلود سنبقى إلى جانب الرئيس‬ ‫العماد سليمان كونه ميثل النهج نفسه‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬في ظل الفرحة التي يعيشها‬ ‫اللبنانيون فال مشكلة من إعطاء بعض املالحظات‬ ‫جراء األجواء السياسية‪ ،‬فالرئيس اجلديد يجب‬ ‫أن تعزز صالحياته في ظل أحاديث البعض بأن‬ ‫الطائف شيء مقدس بينما يسقطون الطائف‬ ‫يوميا ً مبمارساتهم علما ً أن الطائف يتحدث عن‬ ‫احملافظات فيما اجلميع وافقوا ومشوا بالقضاء‬

‫‪90‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫كدائرة انتخابية وضربوا الطائف في هذا األمر‪.‬‬ ‫وإذا كان هناك ضرب للطائف في هذا القانون‬ ‫فيجب أن تكون هناك تعديالت على الطائف في‬ ‫أمور أخرى وحتديدا ً بالنسبة لصالحيات رئيس‬ ‫اجلمهورية فال يجوز أن يسمح ألحد بأن يتصرف‬ ‫مع الرئيس سليمان كما تصرف البعض مع‬ ‫الرئيس حلود في السنوات األخيرة لعهده‪.‬‬ ‫أما في موضوع احلكومة وقانون االنتخاب فقال‬ ‫وهاب‪ :‬بدأت تظهر بعض العراقيل وبدأ البعض‬ ‫يحاول التالعب مبا حصل في الدوحة‪ ،‬ويجب أن‬ ‫يتم وبسرعة إقرار قانون االنتخاب الذي اتفق عليه‬ ‫في الدوحة‪ ،‬رغم معارضتنا ومالحظاتنا على هذا‬ ‫القانون‪ ،‬ألننا نؤيد النسبية وليس النظام األكثري‬ ‫كما يجب اإلسراع في تشكيل حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية وتقاسم الوزارات السيادية بني املعارضة‬ ‫واملواالة واإلسراع في إقرار قانون االنتخاب وعدم‬ ‫التالعب في هذا األمر‪ ،‬ألن هناك نغمة معينة‬ ‫تقول انه إذا تأخر البت في قانون االنتخاب جتري‬ ‫االنتخابات على أساس قانون الـ‪ 2000‬وهذه‬ ‫لعبة خبيثة‪ .‬وال يعتقد أحد بأن املعارضة بعد‬ ‫انتخاب الرئيس لم تعد متلك أوراقا ً ضاغطة‬

‫بل على العكس فهي ما زالت متلك الكثير من‬ ‫األوراق وحتى على األرض في حال أخل أحد باتفاق‬ ‫الدوحة‪.‬‬ ‫وفي موضوع التمثيل احلكومي قال وهاب‪:‬‬ ‫نحن كمعارضة درزية نص ّر على أن منثل في هذه‬ ‫احلكومة اجلديدة‪ ،‬وهناك فيصل بك الداوود وهو‬ ‫على مسافة من كل أطراف املعارضة ووادي التيم‬ ‫منطقة محرومة ويجب أن متثل في احلكومة‬ ‫وألول مرة في تاريخها‪ .‬وهناك معالي الوزير طالل‬ ‫ارسالن وطبعا ً إذا كانت هناك حقيبة أساسية‬ ‫وليست حقيبة وزير دولة‪ .‬وإذا كانت حصة‬ ‫املعارضة حقيبة وزير دولة يتم االتفاق على‬ ‫شخصية مستقلة جتمع كل أطراف املعارضة‪،‬‬ ‫ولكن نص ّر على ان تكون املعارضة الدرزية ممثلة‪،‬‬ ‫وهذا الكالم موجه إلى حلفائنا والى أخصامنا‪.‬‬ ‫املعارضة الدرزية يجب أن تتمثل وهكذا تقتضي‬ ‫الوقائع وتوازن القوى على األرض‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬هناك من يقول بأن التسوية بني جنبالط‬ ‫وارسالن جاءت على حسابك‪ ،‬وأين أنتم اليوم؟‬ ‫جواب‪ :‬ليس هناك من تسوية حصلت‪ ،‬لقد‬ ‫كانت هناك تطورات معينة حتمت بأن يكلف‬


‫وهاب يزور املفتي قبالن‬

‫جنبالط الوزير أرسالن بإيجاد مخرج امني للوضع‪.‬‬ ‫ونحن مع إيجاد هذا اخملرج ومع جتنيب اجلبل أي‬ ‫اقتتال‪ .‬ونحن ضد حصول أي اقتتال وبالعكس‪،‬‬ ‫فما حصل كان مخرجا ً جيداً‪ ،‬ولكن هذا اخملرج‬ ‫يجب أن يترجم سياسيا ً عبر توازن القوى اجلديد‬ ‫الذي قام في اجلبل‪ .‬وفي اجلبل هناك مشروع‬ ‫هزم ولم يهزم أبناء اجلبل‪ .‬ولو كان املقصود‬ ‫هزمية أبناء اجلبل لكان سالحنا قبل سالح غيرنا‬ ‫في مواجهة أي شخص يريد هزمية اجلبل‪ .‬وليد‬ ‫جنبالط راهن على مشروع هزم في كل املنطقة‪،‬‬ ‫وليس في لبنان‪ .‬ويجب أن تترجم هذه الهزمية‬ ‫عبر املساومة اجلديدة ومستقبالً عبر االنتخابات‬ ‫النيابية‪.‬‬

‫وعند قبالن‬ ‫ثم زار رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب الشيخ عبد األمير قبالن نائب رئيس‬ ‫اجمللس اإلسالمي الشيعي األعلى‪ ،‬وبعد اللقاء‬ ‫صرح وهاب‪:‬‬ ‫زيارتنا لصاحب السماحة صاحب العقل‬ ‫الراجح للتشاور في املواضيع الراهنة‪ ،‬وسماحته‬ ‫يتمتع باحلكمة‪ .‬وأعتقد أنهم لو استمعوا‬ ‫لسماحته في اللحظات الصعبة قبل كل احملنة‬ ‫التي مرت على لبنان في األسابيع املاضية لكان‬ ‫هناك كالم آخر‪ ،‬ولكن كانت السلطة السابقة‬ ‫غير قادرة على االستماع إلى النصح‪ .‬أما اآلن‬

‫واحلمدهلل أصبح لنا رئيس جديد للجمهورية‬ ‫يجب أن يدعمه اجلميع وأن يكونوا إلى جانبه‬ ‫وتعزيز صالحياته‪ ،‬ألن اخللل بدا واضحا ً في‬ ‫السنوات الثالث املاضية جلهة الصالحيات‪ ،‬ويجب‬ ‫أن تكون صالحياته تسمح له بأن يكون حكما ً بني‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬خاصة عند اخلالف‪ ،‬ولبنان بحاجة إلى‬ ‫حكم يتمتع بصالحيات‪.‬‬ ‫من جهة أخرى يجب االنتباه إلى أمر مهم‬ ‫وهو عدم التأخير في تشكيل احلكومة العتيدة‪.‬‬ ‫ويبدو أن هناك محاوالت للتأخير في تشكيل‬ ‫هذه احلكومة أو لتأخير إقرار قانون االنتخابات‪.‬‬ ‫هذان األمران يجب أال يتأخرا أبدا ً وإال سيكون‬ ‫للمعارضة موقف إذا ما جرت أية عملية احتيال‬ ‫مثالً للعودة إلى قانون الـ‪ 2000‬أو املماطلة حتى‬ ‫حصول االستحقاق االنتخابي‪.‬‬ ‫كذلك كالم آخر يتردد حول السالح‪ ،‬ولكي تكون‬ ‫األمور واضحة فإن اجليش سيبقى جيشا ً واملقاومة‬ ‫مقاومة‪ ،‬وال أحد يتحدث عن االستراتيجية‬ ‫الدفاعية كما يفهمها هو‪ ،‬السالح سيبقى مع‬ ‫املقاومة طاملا اخلطر اإلسرائيلي موجودا ً وهناك‬ ‫أراض محتلة‪ .‬وإذا كانت لدى احد النية باملقاومة‬ ‫في مزارع شبعا فإن األرض مفتوحة أمامه‬ ‫وليرسلوا شبابهم إلى املقاومة ويكونوا جزءا ً من‬ ‫هذه االستراتيجية التحريرية التي حتدث عنها‬ ‫السيد حسن نصراهلل‪.‬‬ ‫أما موضوع السالح فإنه مرتبط بالسالم بني‬ ‫لبنان وإسرائيل وكما هو متفق فإن لبنان سيكون‬ ‫آخر دولة توقع السالم مع إسرائيل في حال وقع‬

‫هذا السالم وأال يتحول هذا امللف إلى ملف‬ ‫خالفي جديد باختصار السالح مرتبط بالصراع‬ ‫العربي اإلسرائيلي ولن نسمح ببحث هذا امللف‬ ‫طاملا لبنان معرض للخطر‪.‬‬ ‫أما السالح في الداخل‪ ،‬فإنه مح ّرم ضد‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬ال بل الذي استعمل في األسابيع‬ ‫املاضية هو السالح ضد املشروع اخلارجي‪ ،‬ألن‬ ‫بعض األطراف الداخلية كانت تنفذ أجندة‬ ‫خارجية وأي تنفيذ ملشروع خارجي في الداخل‬ ‫ليست هناك ضمانات من أحد وليكن واضحاً‪،‬‬ ‫واتفاق الدوحة يقول بعدم استعمال السالح‬ ‫في مواجهة اللبنانيني‪ ،‬ولكنه ال يقول بعدم‬ ‫استعمال السالح بوجه مشروع خارجي حتى لو‬ ‫كان من بعض اللبنانيني ويجب أن يفسر االتفاق‬ ‫جيداً‪ .‬كذلك بحثنا مع صاحب السماحة موضوع‬ ‫الضباط األربعة ونقول إنه قد آن األوان لهذه‬ ‫املسرحية الهزلية أن تنتهي وان يطلق سراح‬ ‫الضباط األربعة والشباب املوقوفني اآلخرين‬ ‫معهم من طرابلس‪ ،‬وإذا لم يكن من شيء‬ ‫ضدهم فليسارعوا الى إطالق سراحهم الن من‬ ‫يساهم في احتجازهم دون وجه حق سيدفع‬ ‫الثمن بالقانون باملرحلة املقبلة‪ ،‬ويجب أن يتنبه‬ ‫اجلميع لهذا األمر وال يجوز احتجاز حرية وكرامات‬ ‫الناس بهذه الطريقة‪ .‬وعلى السلطة اجلديدة أن‬ ‫تتنبه لهذا األمر وإذا كان هؤالء مذنبني فلتبدأ‬ ‫محاكمتهم ويصدر القرار الظني بهم وإال على‬ ‫السلطة اجلديدة أن تطلق سراحهم وتعيدهم‬ ‫إلى عائالتهم‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪91‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫وهاب بعد لقائه سفيرة فنزويال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫فأهال به في المعارضة!‬ ‫إذا راجع جنبالط أخطاءه‬ ‫استقبل رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب سفيرة فنزويال في لبنان‬ ‫سعاد كرم بحضور ياسر الصفدي وفريال ابوذياب‬ ‫عن التيار‪ ،‬وقد جرى البحث في الشؤون العامة‬ ‫وكيفية تعزيز العالقات بني التيار ودولة فنزويال‬ ‫بشكل خاص والعالقات مع لبنان بشكل عام‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء أدلى وهاب بتصريح جاء فيه‪:‬‬ ‫"نرحب بسفيرة دولة املمانعة واملقاومة في‬ ‫وجه الهيمنة األميركية ودولة حماية اجملتمع‬ ‫الوطني في وجه عوملة الشركات‪ ،‬أما عن لبنان‬ ‫لقد جاء املوقف السعودي معبرا ً عن نفسه من‬ ‫خالل عدم اعطائه موعدا ً الستقبال الرئيس نبيه‬ ‫بري‪ .‬وهذا جواب سعودي واضح ليس بحاجة الى‬ ‫تفسير من أحد وهو وقوف اململكة الى جانب‬ ‫اخلطة األميركية املرسومة في لبنان‪ ،‬وهو خط‬ ‫الفتنة وتسعير اخلالف اللبناني ‪ -‬اللبناني‪ ،‬وبدا‬ ‫ذلك واضحا ً في الدعوة الى االجتماع الدولي‬ ‫الذي عقد في الكويت وتداول بالوضع اللبناني‪.‬‬ ‫وكان السيد فؤاد السنيورة شاهد زور فيه‪ ،‬وهذا‬ ‫بال شك يبدو أنه بداية املرحلة اجلديدة التي عبر‬ ‫عنها ديفيد ولش بعبارة الصيف الساخن في‬ ‫لبنان‪ ،‬وما يفعله الرسن من عملية حتريض على‬ ‫لبنان واملقاومة واختالقه االكاذيب‪ ،‬هذا بالطبع‬ ‫مشروع واضح للتدويل‪ ،‬وهو رمبا بداية لتعديل‬ ‫القرار ‪ ،1701‬ولكن يجب أن يعرف اجلميع ان أي‬ ‫تعديل لهذا القرار باجتاه توسيع مهمة قوات‬ ‫الطوارئ الدولية قد يطيح بكل القرار‪ ،‬ويجب أن‬

‫‪92‬‬

‫منبر وهاب‪ ،‬كرم‪ ،‬ابو ذياب و الصفدي‬ ‫التوحيد‬

‫وهاب والسفيرة كرم‬

‫يدرك اجلميع حساسية هذا املوضوع وأال تتحول‬ ‫قوات الطوارئ في اجلنوب الى قوات جتسس‬ ‫جتمع املعلومات ملصلحة اسرائيل أو تعمل ضد‬ ‫املقاومة وذلك قد يؤدي الى اسقاط القرار ‪1701‬‬ ‫برمته"‪.‬‬ ‫أما عن الكالم حول إعادة متوضع سياسية عند‬ ‫الوزير وليد جنبالط أجاب وهاب‪" :‬ال معلومات‬ ‫مؤكدة لدينا‪ ،‬ولكن قراءة واقعية للوضع‬ ‫االميركي العام املأزوم في العراق وفلسطني‬

‫ولبنان وغيرها هي قراءة موجودة لدى جنبالط‪،‬‬ ‫وهو عبر عن ذلك خاصة خالل زيارة ولش االخيرة‬ ‫الى بيروت‪ ،‬وفهم منهم أن االميركيني يبيعون‬ ‫كالما ً فقط وليس لدى ولش أي شيء يقدمه‬ ‫حللفائه‪ ،‬وحول بعض التواصل أو الرسائل مع‬ ‫سوريا فأعتقد أن سوريا قلبها كبير‪ ،‬وكنت قد‬ ‫أشرت في وقت سابق بأنه إذا قرر إعادة متوضعه‬ ‫أو مراجعة أخطائه السابقة واخلروج منها فأهالً‬ ‫وسهالً به في املعارضة"‪.‬‬


‫ناجي البستاني واميل اميل لحود زاراه في الجاهلية‬

‫وهاب ‪ :‬ولش يضغط على القضاء اللبناني‬ ‫البستاني ‪ :‬المواجهة لم تتم بين الضباط االربعة والصديق‬

‫وهاب مستقبال البستاني وحلود‬ ‫استقبل رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫السابق “وئام وهاب” في دارته في اجلاهلية الوزير‬ ‫السابق ناجي البستاني والنائب السابق اميل‬ ‫اميل حلود وجرى عرض شامل ملوضوع الضباط‬ ‫االربعة واالجواء السياسية في البالد‪.‬‬ ‫بعد اللقاء قال البستاني‪ :‬كنا ننتظر من‬ ‫الوزير شارل رزق اجلواب املطلوب خالل التصريح‬ ‫الذي أدلى به بعد زيارة السيد ديفيد ولش له في‬ ‫مكتبه في وزارة العدل‪.‬‬ ‫اما قوله بأن وزارة العدل اللبنانية اختصاصها‬ ‫في لبنان‪ ،‬وال ميكنها ان تقوم باي شيء في فرنسا‬ ‫فهذا ليس باجلواب املفترض ال بل املفروض‪،‬‬ ‫وباألخص على املسؤولية القضائية والسياسية‬ ‫التي تترتب على هذه الوزارة في قضية يفترض‬ ‫ان تكون وزارة العدل احملرك االساس لها وكل ما‬ ‫يرتبط بها‪ ،‬حيث ان محمد زهير الصديق كان وال‬ ‫يزال الركيزة الوحيدة لكل ما بنى عليه ميليس‬ ‫فرضيته حول املنظومة االمنية املشتركة التي‬ ‫اسقطها القاضي بيلمار في البند ‪ 25‬من تقرير‬ ‫االخير‪ ،‬وحيث انه كان من الواجب واملفروض ان‬ ‫تتم املواجهة مبا انعطف عليه جرما ً اي بالضباط‬ ‫املوقوفني وبسائر املوقوفني اآلخرين ولم تتمكن‬ ‫وزارة العدل بالرغم من عالقاتها الوطيدة مع‬

‫احلكومة الفرنسية ان تؤمن هذا االمر بل بالعكس‬ ‫واجهتها احلكومة الفرنسية مبوقف سلبي كبير‬ ‫عندما أوفدت جلنة قضائية لبنانية ترأستها‬ ‫قاضية ولم تتمكن من استجواب الصديق في‬ ‫فرنسا وحتى من االستماع الى اقواله‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫وقال وهاب‪ :‬ال اعرف كيف يسمح لنفسه‬ ‫مسؤول اجنبي يتعاطى بالشأن السياسي‪،‬‬ ‫وله مواقف حتريضية ومشبوهة في القضية‬ ‫اللبنانية ان يدخل الى وزارة العدل ويتدخل في‬ ‫قضايا قضائية وبهذه الطريقة والضغط على‬ ‫وزارة العدل وعلى بعض القضاة في قضية من‬ ‫هذا النوع‪ .‬وهنا اخلطورة ويبدو ان لبنان لم تعد‬ ‫لديه اي محرمات ال في القضاء وال في غيره‬ ‫وهذه مسألة تتعلق باحملرمات‪ .‬ونحن دائما ً ننادي‬ ‫باستقاللية القضاء وبأن يأخذ دوره‪ ،‬وال يجوز من‬ ‫اجل رفيق احلريري وال من اجل غيره ان يتم تشويه‬ ‫هذا القضاء بهذا الشكل‪ ،‬والقضاء في لبنان‬ ‫أهم من رفيق احلريري واهم منا جميعا ً وهناك‬ ‫خطوط حمراء يجب اال نتجاوزها‪ ،‬الن زيارة ولش‬ ‫لوزارة العدل فيها جتاوز للخطوط احلمراء وجتاوز‬

‫ملطالبتنا الدائمة باحلفاظ على استقاللية‬ ‫القضاء وعلى قدسيته‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬لقد حاول ولش ايضا ً حتريض بعض فريق‬ ‫‪ 14‬آذار على االنتخاب بالنصف زائدا ً واحدا ً وإعادة‬ ‫طرح هذا املوضوع ونعود ونكرر بان االنتخاب‬ ‫بالنصف زائدا ً واحدا ً هو انقالب وشددت عليه‬ ‫املعارضة بانقالب آخر‪ ،‬وهناك جزء من ‪ 14‬آذار‬ ‫متحمس لفكرة النصف زائدا ً واحداً‪ ،‬جزء آخر‬ ‫غير متحمس لهذه الفكرة وهو األعقل في ‪14‬‬ ‫آذار او الذي لم يعد يصدق وعود االميركيني منذ‬ ‫‪ 3‬سنوات‪ ،‬ألن االميركيني يريدون استخدامهم‬ ‫في اللعبة الكبرى فيما هذه االدارة في آخر‬ ‫ايامها‪ .‬وانصح اجلميع بعدم املراهنة على وعود‬ ‫هذه االدارة ال في موضوع قانون االنتخاب وال في‬ ‫املوضوع الرئاسي‪ .‬وفي املوضوع الرئاسي هناك‬ ‫عنوان للحوار مع املعارضة هو العماد ميشال عون‬ ‫وهو الذي يحمل مطالب املعارضة وبدون االتفاق‬ ‫مع العماد عون ليس هناك رئيس للجمهورية ال‬ ‫في سنة او اثنتني او ثالث‪ ،‬رئيس جمهورية “باش‬ ‫كاتب” عند آل احلريري انتهى‪ ،‬رئيس جمهورية‬ ‫“خزمتجي” عند فالن أو آخر انتهى‪ .‬نريد رئيسا ً‬ ‫محصنا ً وقوياً‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪93‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫حاضر في مستشفى الرسول االعظم‬

‫وهاب‪ :‬ابتالء لبنان بساسته ال يمكن‬ ‫الخالص منه إال بمشروع إنقاذي شامل‬ ‫رمبا رغبت إدارة مستشفى الرسول األعظم في‬ ‫بيروت أن حتيي عيد التحرير واملقاومة‪ ،‬وهو أحد‬ ‫أبرز أيام العز في العصر احلديث في امتنا‪ ،‬بطريقة‬ ‫مختلفة‪ ،‬تعبر من خاللها أنه حتت عباءة املقاومة‬ ‫ومظلة مبادئها وسماحة أخالقها وعطائها‬ ‫مساحة رحبة لكل ألوان شعبنا وتنوعات تكوينه‬ ‫مادمنا نعبد ربا ً واحدا ً كلنا إليه مسلمون‪ ،‬فدعت‬ ‫رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب إللقاء محاضرة‪ ،‬بحضور اإلدارة واجلسم‬ ‫الطبي في املستشفى‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫أول االنتصار أن ننتصر على وهم الهزمية فينا‬ ‫قبل أيار ‪ 2000‬ليس كما بعد أيار ‪ ،2000‬ليس‬ ‫لبنان قبل أيار ‪ 2000‬مثله بعد أيار ‪ 2000‬وليست‬ ‫األمة قبل أيار ‪ 2000‬مثلها بعد أيار ‪ 2000‬حتى‬ ‫نحن وعقولنا تغ ّيرنا‪ ،‬نحن الذين سكتننا الهزمية‬ ‫وسكنت أجياال ً قبلنا منذ ستني عاماً‪ .‬منذ ستني‬ ‫عاما ً وهذه األنظمة العربية تضع في رؤوسنا‬ ‫ثقافة الضعف والهزمية واالستسالم حتى خرج‬ ‫من هذه األمة قائد هو بحجم األمة‪ .‬نعم إنه‬ ‫السيد حسن نصراهلل الذي غ ّير كل مفاهيم األمة‬ ‫وثقافتها‪ .‬بعده أصبحنا نشعر أن االنتصار على‬ ‫إسرائيل ممكن بعد أن كنا نرى الهزمية واالستسالم‬ ‫قدرا ً محتما ً علينا‪ .‬كانوا يقولون لنا بأن ال إمكانية‬ ‫لهزمية هذا الكيان الغاصب وهو أقوى من كل‬ ‫دولنا العربية ومن كل شعبنا العربي‪ ،‬ولكن بثالثة‬ ‫آالف مقاتل عاد السيد حسن نصراهلل ليؤكد‬ ‫لنا أن اإلرادة واإلميان أقوى من كل أسلحة األرض‪.‬‬ ‫وفي متوز املاضي‪ ،‬وبثالثة آالف مقاتل جدد االنتصار‬ ‫حتى اقتنع اجلميع أن االنتصار العام ‪ 2000‬لم‬ ‫يكن صدفة عابرة أو لم يكن كما قال البعض إنها‬ ‫حسابات إسرائيلية داخلية أدت إلى االنسحاب بل‬ ‫االنسحاب متّ بهزمية كاملة ال لبس فيها‪ .‬ثم عاد‬ ‫ليؤكد االنتصار في العام ‪.2006‬‬ ‫واآلن أقول لكم بكالم واثق وأكيد من كل‬ ‫معلوماتي‪ :‬إذا تكرر العدوان (ال سمح اهلل)‬ ‫تأكدوا أن إسرائيل ستدفع ثمنا ً كبيرا ً وكبيرا ً جدا ً‬ ‫سيجعل حرب متوز نزهة أمام الهزمية اجلديدة‪.‬‬ ‫نعم لم تعد األمة مع السيد حسن كما‬ ‫كانت قبله لقد أزال من رؤوسنا ثقافة الهزمية‬ ‫وشعرنا معه بأنه بإمكاننا هزمية هذا الكيان‬ ‫الغاصب إذا كنا فعالً مؤمنني بقدراتنا‪ .‬السيد‬ ‫حسن لم يجعلنا نزيل هذه الثقافة من أنفسنا‬ ‫قبل أن يزيلها من نفسه أوال ً ثم عممها على آالف‬

‫‪94‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الشباب وعلينا‪ ،‬لذلك أصبحنا مقتنعني أننا أقوى‬ ‫حتد‪ ،‬ولقد أثبتت األيام املاضية ذلك‪ .‬هددونا‬ ‫من أي ّ‬ ‫باإلسرائيليني وباألميركيني حاولوا االستقواء‬ ‫باألميركي على أبناء وطنهم ونصحناهم سنوات‬ ‫طويلة منذ أربع سنوات‪ .‬ك ّلت ألسنتنا ونحن نوجه‬ ‫النصائح إليهم‪ .‬فعالً كنا نوجه نصائح حقيقية‬ ‫ونصارحهم بحقيقة ما سيصلون إليه وحتى قبل‬ ‫ليلة االنقالب‪ .‬وكنت على تلفزيون املنار قلت لهم‬ ‫إذا نفذمت انقالبا ً سننفذ انقالبا ً عليكم خالل دقائق‪،‬‬ ‫وستهزمون خالل ساعات يبدو أن البعض (وال أريد‬ ‫اآلن أن انكأ اجلراح ونحن في جو من الفرح‪ .‬والكل‬ ‫شعر به خالل اليومني املاضيني وسيستمر أياما ً‬ ‫اجلد‬ ‫طويلة) لم يأخذ هذه التحذيرات على محمل ّ‬ ‫إلى أن حصل ما حصل‪ .‬وما حصل كان تكملة‬ ‫للحرب اإلسرائيلية على لبنان لم يكن فريق‬ ‫املواالة يتعاطى بدون تنسيق خارجي‪ ،‬وتعهد منذ‬ ‫ان استلم احلكم بأن يعمل إللغاء سالح املقاومة‬ ‫وتعطيله وسحبه كانت املقايضة واضحة أصالً‬ ‫منذ القرار ‪ 1559‬حني أتوا ليفاوضوا بشار األسد‬ ‫ويقولوا له‪« :‬ساعدنا لسحب سالح املقاومة وقطع‬ ‫رأس املقاومة لتبقى في لبنان ويبقى جيشك في‬ ‫لبنان إلى ما شئت»‪ .‬يومها رفض الرئيس بشار‬ ‫األسد هذا الطرح واتخذ قرارا ً بتنفيذ ما عليه من‬ ‫القرار ‪ 1559‬وترك لهم اجلزء اآلخر من القرار‪.‬‬

‫عندها أتوا إلى هؤالء الناس (فريق ‪ 14‬آذار) وقالوا‬ ‫لهم‪« :‬أنتم عليكم أن تسحبوا سالح املقاومة»‪.‬‬

‫ظنوا فتات الوزارة‬ ‫يعمي بصيرة املقاومة‬ ‫طبعا ً قالوا لهم إنهم عاجزون عن سحب‬ ‫سالح املقاومة ويلزمنا الكثير من األمور لتحقيق‬ ‫ذلك‪ ،‬فتمت الوعود من قبل اجلهة الواعدة‬ ‫(أميركا) شرط أن تكونوا (فريق السلطة) عمالء‬ ‫وضيعني وعصابة عميلة مطيعة‪ ،‬ونحن نتولى‬ ‫تسهيل األرض أمامكم‪ ،‬فكانت عملية اغتيال‬ ‫الرئيس رفيق احلريري في البداية‪ ،‬ألن الوضع وقتها‬ ‫كان بحاجة لوقود فكان االغتيال بعدها‪ .‬تسلموا‬ ‫السلطة واجمللس النيابي واعطوهم فترة سماح‬ ‫لسحب سالح املقاومة‪.‬‬ ‫طبعا ً اعتقدوا «بعقلهم التافه والسخيف»‬ ‫بأنهم عبر إشراك وزيرين للمقاومة في احلكومة‬ ‫وما إلى ذلك يستطيعون أن يأخذوا سالح املقاومة‬ ‫ولم يدركوا عندها بأن هذا السالح (واآلن ال بد من‬ ‫التأكيد عليها) أصالً من اخلطأ القول إن له عالقة‬ ‫مبزارع شبعا فعلينا أن جند استراتيجية حترير ملزارع‬ ‫شبعا وليتفضلوا ويشاركوا فيها جميعاً‪ .‬نعم‬


‫كل األحزاب واملقاومة مفتوحة على األحزاب هناك‬ ‫السرايا اللبنانية ملقاومة االحتالل وهناك أحزاب‬ ‫انضمت إليها وأحزاب أخرى لم تفعل ذلك‪ ،‬ومن يريد‬ ‫حترير مزارع شبعا فليتفضل ولينضم إلى السرايا‬ ‫اللبنانية من أي اجتاه كان وهذه دعوة مفتوحة‪.‬‬ ‫أما سالح املقاومة فله عالقة بالصراع العربي‬ ‫اإلسرائيلي وله عالقة بالسالم بني لبنان وإسرائيل‬ ‫إذا حصل هذا السالم أو إذا و ّقع لبنان سالما ً مع‬ ‫إسرائيل وهو بكل احلاالت (لبنان) يجب إن يكون آخر‬ ‫من يوقع سالما ً مع إسرائيل‪ .‬هذا إذا و ّقع‪ .‬وأشدد‬ ‫على إذا و ّقع‪ ،‬حتى ال يبدأوا اآلن مبحاوالت جديدة‬ ‫لطرح هذا املوضوع‪ .‬سالح املقاومة غير مطروح‬ ‫للبحث وهو خارج التداول والنقاش اجليش يبقى‬ ‫جيشا ً واملقاومة تبقى مقاومة وال ترابط بني االثنني‬ ‫وما تفعله املقاومة ال يستطيع أن يفعله اجليش‪.‬‬ ‫واستهداف املقاومة أصالً أصعب من استهداف‬ ‫اجليش‪ ،‬لذلك يجب أن يكون األمر واضحاً‪.‬‬ ‫إال أنني سأعود إلى اخلطة األساسية التي كانت‬ ‫تقضي بسحب سالح املقاومة وهي أن أعطوهم‬ ‫فترة سماح ستة أشهر‪ ،‬وملا انقضت هذه الفترة‬ ‫األولى أتى ديفيد ولش ليطالبهم مبا حققوه‬ ‫فوجد بأنهم لم يحققوا شيئا ً ويومها جاء اتفاق‬ ‫أميركي مع أطراف لبنانيني‪ .‬ومع العلم أن املرحلة‬ ‫اآلن مرحلة هدوء والبعض يقول بأنه يجب أال‬ ‫ننكأ اجلراح‪ ،‬ولكن يجب أن نقول األمور بأسمائها‪.‬‬ ‫نعم حصل اتفاق لبناني مع األميركيني «نحن‬ ‫عمالؤكم أيها األميركيون عاجزون عن معاجلة‬ ‫سالح املقاومة واألمر بحاجة إلسرائيل»‪ .‬وبدأ‬ ‫اإلعداد لعدوان متوز الذي لم يكن محددا ً في شهر‬ ‫متوز‪ ،‬بل في تشرين‪ ،‬ولكن رمبا عملية أسر اجلنديني‬ ‫س ّرعت بالتوقيت ولم تفرض هي التوقيت أو‬ ‫العدوان‪ ،‬فالعدوان كان معدا ً أصالً‪.‬‬

‫مفاجآت للعدو‬ ‫وليهود الداخل أيضاً‬ ‫حصل العدوان وفي األيام األولى منه بدأ فريق‬ ‫لبناني ّ‬ ‫ينظر لربح إسرائيل ولهزمية املقاومة‪ ،‬ولكن‬ ‫املفاجآت وقعت على هذا الفريق كما وقعت على‬ ‫إسرائيل ولم ينتظر أن تقوم املقاومة مبا قامت به‪،‬‬ ‫وطبعا ً الكل يعرف بأن املقاومة استعملت حوالى‬ ‫‪ 20‬إلى ‪ %25‬من مفاجآتها ومن قوتها في مواجهة‬ ‫هذا العدوان‪ ،‬ولم تستعمل كل إمكانياتها فيه‪،‬‬ ‫ألن اخلطة كانت تقضي بأن تصمد املقاومة‬ ‫أشهرا ً في مواجهة العدوان‪ ،‬لذلك لم تخرج كل‬ ‫املفاجآت إلى العلن خالل هذا العدوان‪.‬‬

‫نصراهلل‬ ‫جنم عربي إسالمي متصاعد‬ ‫بعد فشل عدوان متوز بدأوا مبحاوالت أخرى‬ ‫أوال ً لم حتدث حرب متوز هزة في لبنان فقط إمنا‬

‫وهاب في مقدمة احلضور‬

‫جانب من احلضور‬ ‫الهزة األساسية التي أحدثتها حرب متوز هي في‬ ‫الوطن العربي واجلماهير العربية وجماهير العالم‬ ‫اإلسالمي‪ .‬أطاحت حرب متوز بكل املفاهيم العربية‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬ورفعت السيد حسن نصراهلل قائد‬ ‫املقاومة اللبنانية إلى رمز عربي وإسالمي ال‬ ‫يُجارى ولم يكن تفصيليا ً أن تخرج التظاهرات في‬ ‫املدن والبلدان السنية الكبرى واملعروفة حاملة‬ ‫صور السيد حسن نصراهلل‪ .‬وهذا ما أربك فعالً‬ ‫بعض رموز األنظمة العربية‪.‬‬ ‫اآلن أصبح عند اجلماهير العربية رمز آخر لم‬ ‫يكن لديهم مثله منذ مئات السنني‪ ،‬وهناك‬ ‫أنظمة عربية مج ّوفة أصالً من الداخل صنيعة‬ ‫األميركيني‪ ،‬فكان املطلوب أن تبدأ حملة من نوع‬ ‫آخر وهي الفتنة السنية – الشيعية وكنت ذكرت‬ ‫سابقا ً في إحدى احملاضرات في سوريا بأن الشيعة‬ ‫أيام عبد الناصر كانوا مع عبد الناصر السني‪،‬‬ ‫وليس مع شاه إيران الشيعي‪ ،‬ألن عبد الناصر‬ ‫كان مي ّثل قضية‪ ،‬وكذلك كانوا مع املقاومة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ولكن اآلن إيران هي التي أصبحت‬

‫مع قضايانا العربية‪ ،‬في الوقت الذي يتف ّرج علينا‬ ‫العرب تقوم اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية بدعم‬ ‫كل قضايانا في فلسطني ولبنان‪.‬‬

‫إيران تدعم والعرب يتفرجون‬ ‫ما املطلوب أن نفعل؟! أننتظر ملكا ً ليصحو‬ ‫من نومه ويدعمنا أو ننتظر رئيسا ً ليعرف ماذا‬ ‫يحصل في فلسطني وفي لبنان؟!‬ ‫انتظرنا خمسة وعشرين عاما ً حتت االحتالل‬ ‫هل تقدمت دولة عربية لدعمنا ورفضنا دعمها؟!‬ ‫عند الغياب العربي هذا تقدمت اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية ودعمت املقاومة في لبنان وفي‬ ‫فلسطني‪ ،‬الن األنظمة العربية لم تكن لديها‬ ‫أصالً اجلرأة لتدعم املقاومة أكان في لبنان أم في‬ ‫فلسطني اخلطوط احلمراء كانت متنعها من ذلك‬ ‫فأسقطت إيران اخلطوط احلمراء ودعمت هاتني‬ ‫املقاومتني ماذا نقول لها؟! نرفض هذا الدعم؟!‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪95‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫معا في املقاومة ومعا في العيد‬ ‫هناك حسابات مذهبية وقومية من يقف مع‬ ‫قضيتني يجب أن أكون له شاكراً!!‬ ‫حاولوا تشويه الصورة ودفعوا مئات ماليني‬ ‫الدوالرات لوسائل اإلعالم لتشويه هذه الصورة‪،‬‬ ‫وليظهروا أن االنتصار الذي حصل في لبنان هو‬ ‫انتصار مذهبي أو طائفي أو إيراني أو سوري وما‬ ‫إلى ذلك!!‬ ‫نعم سوريا وإيران دعمتا املقاومة وهذا‬ ‫االنتصار‪ ،‬ولكن هذا االنتصار هو لبناني‪ ،‬وهو‬ ‫ملك كل العرب وكل املسلمني‪ .‬إال أن هذا الفريق‬ ‫الداخلي استمر في مخططه واعتقد بأن‬ ‫الواليات املتحدة األميركية وإسرائيل لم يسمحا‬ ‫للمقاومة باالستمرار على القوة نفسها بعد‬ ‫حرب متوز كانوا يتّكلون على أن أميركا وإسرائيل‬ ‫لم «تبلعا» الضربة التي حصلت إلسرائيل في‬ ‫متوز املاضي‪ ،‬وكانوا يراهنون على هذا األمر‪ ،‬ولكن‬ ‫ماذا كنا نطلب؟!‬

‫قانون االنتخاب اخلبيث‪ :‬بورصة‬ ‫أحجام متفاوتة‬ ‫نحن منثل ‪ %45‬من اجمللس النيابي وتعرفون جيدا ً‬ ‫أن املعارضة متثل شعبيا ً أكثر من املواالة بكثير‪،‬‬ ‫وأنأ أجريت عملية حسابية بسيطة عبر أرقام‬

‫‪96‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وزارة الداخلية تبني لنا بأن نواب املعارضة نالوا‬ ‫في االنتخابات املاضية ‪ 710‬آالف صوت بينما نواب‬ ‫املواالة نالوا ‪ 470‬ألف صوت أي الفرق كان بحدود‬ ‫الـ‪ 240‬الفا ً بني نواب املعارضة ونواب املواالة‪ ،‬ولكن‬ ‫الرئيس نبيه بري مثالً واحلاج محمد رعد يحصلون‬ ‫على ‪ 130‬الف صوت في حني نواب غيرهم ممكن أن‬ ‫يكونوا قد حصلوا على ‪ 20‬ألفا ً أو ‪ 15‬الف صوت‪.‬‬ ‫هذا قانون االنتخاب اخلبيث الذي لعبوا فيه كي‬ ‫يض ّيعوا الناس بهذه الطريقة ويركبوا اجمللس‬ ‫النيابي كما يريدون‪.‬‬

‫اطمأنوا ألخالق املقاومة‬ ‫حتى فجروا فأ ّدبتهم!‬ ‫كنا نطالب بأقل من حصتنا وكان السيد حسن‬ ‫نصراهلل حريصا ً جدا ً على موضوع عدم استعمال‬ ‫القوة‪ ،‬وكنت اقول باستمرار إن ورقة احلسم في‬ ‫جيب املعارضة وميكنها ان تستعملها حني تريد‪،‬‬ ‫ولكنها ال تريد أن تستعملها‪ ،‬ولكن يبدو بأنهم‬ ‫(فريق السلطة) اطمأنوا كثيرا ً الى ان املقاومة‬ ‫بالتحديد لن تسمح باستعمال السالح في‬ ‫الداخل او استعمال قوتها في الداخل‪ ،‬واعتبروا‬ ‫حتت هذا الشعار انه بإمكانهم إكمال املعركة‬ ‫مع املقاومة واالنتقال من مرحلة الى اخرى‪ .‬وهم‬

‫يعرفون ان شبكة االتصاالت حلزب اهلل هي شبكة‬ ‫داخلية ككل شبكات االتصال في املستشفيات‬ ‫وغيرها وموضوع وفيق شقير لم يكن هو شخصيا ً‬ ‫املستهدف بل كل ضابط يتحدث مع املعارضة‬ ‫ويتجرأ ان يقيم اتصاالت معها‪ .‬كان املطلوب‬ ‫تأديب الضباط اآلخرين بوفيق شقير‪ .‬لذلك بعد‬ ‫ان وصلت االمور الى ما وصلت اليه كان القرار‬ ‫الصعب وتهاوت هذه األكثرية الوهمية خالل‬ ‫ساعات‪ ،‬وكان قرار املعارضة أن تبقى الضربة التي‬ ‫نفذت بهذه احلدود‪ ،‬رغم ان البعض حاول أن يشوه‬ ‫هذا املوضوع‪ ،‬ولكن الواقع لم يكن هناك اجتياح‬ ‫للجبل ولو كان هذا األمر صحيحا ً نحن ال نقبل به‬ ‫أصالً‪ ،‬الن اجلبل جبلنا وأهله أهلنا وإخوتنا‪ .‬فالواقع‬ ‫كان عكس ما حاول البعض تصويره وتشويهه وأنا‬ ‫بكل صدق اقول بأن املعارضة الدرزية دون استثناء‬ ‫وأنا فيها كانت مقصرة في تغطية هذا املوضوع‪،‬‬ ‫ورمبا هذا التقصير فتح اجملال أمام هذه التكهنات‪.‬‬ ‫كان يجب أن تشكل املعارضة الدرزية غطاء‬ ‫أكبر حتى ال يتحول االمر بهذا الشكل‪ ،‬ولكن‬ ‫حصل ما حصل والسؤال املطروح هل كان يجوز‬ ‫ان نفعل كل ما فعلناه كي تعودوا في النهاية‬ ‫وتوافقوا على مطالب املعارضة كلها؟! ألم يكن‬ ‫ممكنا ً ان يعالج هذا املوضوع منذ سنة ونصف‬ ‫عندما نزل مليون ونصف شخص الى الشارع؟!‬ ‫ألم يكن أسهل على اللبنانيني وعلى االقتصاد‬


‫وعلى االستقرار وعلى شحن النفوس الذي متّ في‬ ‫هذه الفترة األخيرة (منذ سنة ونصف) أن توافقوا‬ ‫منذ البداية على كل مطالبنا التي طرحناها‬ ‫من قانون االنتخاب الى تشكيل حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية والى كل القضايا األخرى والى موضوع‬ ‫السالح الذي لم يطرح خالل اتفاق الدوحة؟!‬ ‫وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم وبدأنا نشعر‬ ‫ان هناك محاوالت لـ»متييع» موضوع قانون‬ ‫االنتخاب ومحاوالت اخرى لبحثه مع موضوع‬ ‫االستراتيجية الدفاعية وسمعنا بعض هذه‬ ‫االمور‪ ،‬وليكون واضحا ً للجميع حصل اتفاق‬ ‫في الدوحة على عدم استعمال السالح في‬ ‫الداخل نعم‪ .‬ولكن عدم استعمال سالح‪ .‬ال‬ ‫سالح في الداخل ضد اللبنانيني واملواطنني‪،‬‬ ‫وهذا امر مسلم فيه‪ .‬ولكن هذا ال يعني انه‬ ‫اذا عاد احد وراهن على مشروع خارجي لن‬ ‫تكون له حفلة تأديبية جديدة‪ .‬ليكن واضحا ً‬ ‫للجميع وهذا ليس تهديداً‪ ،‬ولكن أعود واكرر‬ ‫انه اذا حاول احد ان يراهن مجددا ً على مشروع‬ ‫خارجي اميركي اسرائيلي ضد اللبنانيني وضد‬ ‫املقاومة فهذا ال يعني بأن املقاومة واملعارضة‬ ‫عندها ستكونان ملتزمتني مبا ورد في االتفاق‬ ‫لذلك اتركوا مشاريعكم اخلارجية وتخلوا عن‬ ‫رهاناتكم اخلارجية وانتم رأيتم بأنفسكم ماذا‬ ‫فعل لكم جورج بوش‪ .‬فقط تأسف عليكم‪.‬‬ ‫وانا ايضا ً أتأسف عليكم‪ ،‬ومتأسف عليكم من‬ ‫سنة ونصف‪ ،‬النني منذ هذا الوقت اقول لكم ان‬ ‫هذا ما سيحصل لكم‪.‬‬ ‫ماذا سيفعل لكم أيرسل لكم اساطيله‬ ‫وحتى ان ارسلها هذا يسهّ ل علينا املعركة‪،‬‬ ‫الن ما كنا محرجني به هو ان املعركة كانت‬ ‫معادلة «لبناني ضد لبناني»‪ .‬مع جورج بوش‬ ‫واساطيله او أي طرف خارجي تصبح املعركة‬ ‫اسهل علينا‪.‬‬

‫أيها اخملربون‪:‬‬ ‫كفوا شركم عن لبنان‬ ‫واليوم ايضا ً بدأنا نسمع بعض املناورات‬ ‫مبوضوع احلكومة أمتنى أال يعود ويدخل بعض‬ ‫اخملربني العرب واخلارجيني‪ ،‬واشدد على اخملربني‬ ‫العرب دون ان اسميهم‪ ،‬املتضررين من اتفاق‬ ‫الدوحة‪ ،‬املتضايقني حتى من لفظ كلمة‬ ‫الدوحة‪ ،‬ومن ان تكون الدوحة بديالً لبعض‬ ‫ّ‬ ‫«كفوا ش ّركم‬ ‫العواصم او املدن‪ .‬اقول لهؤالء‪:‬‬ ‫عن لبنان! دفعتم ماليني الدوالرات‪ ،‬انهارت‬ ‫املسألة خالل ساعات‪ ،‬ولم يتمكن هؤالء الذين‬ ‫كانوا يزودونكم بفواتيرهم عن آالف املقاتلني من‬ ‫الصمود لساعات‪ .‬كفوا شركم عن لبنان واذا‬ ‫كنتم تريدون مساعدة لبنان فهو بحاجة ألموال‬ ‫وملساعدات اقتصادية ولفرص عمل‪ .‬تفضلوا‬ ‫وارسلوا جزءا ً من اموالكم الى لبنان‪ .‬هكذا‬ ‫ميكنكم مساعدته‪ .‬اما غير ذلك‪ ،‬فال نريد شيئا ً‬

‫من امكانياتكم‪( ،‬ال العقلية وال الفكرية)‪ ،‬ألنها‬ ‫قليالً ما هي موجودة عندكم»‪.‬‬

‫تكليف السنيورة أو موظفهم‬ ‫الصغير إهانة للبنان‬ ‫بصراحة‪ ،‬رئاسة احلكومة هي امر محرج اليوم‪،‬‬ ‫لكل اللبنانيني‪ ،‬ألن اللبنانيون عانوا األمرين من‬ ‫فؤاد السنيورة خالل السنوات املاضية‪ ،‬وهناك‬ ‫ضغوط من بعض األكثرية إلعادة تسمية فؤاد‬ ‫السنيورة لرئاسة احلكومة‪.‬‬ ‫طبعا ً فؤاد السنيورة‪ ،‬في حكومة وحدة وطنية‬ ‫هو غير فؤاد السنيورة القادر على اتخاذ قرارات‬ ‫بدون رقيب او حسيب‪ ،‬ولكن هذا املوجود عندهم‪،‬‬ ‫من اين يأتون بأفضل منه؟! لديهم فؤاد السنيورة‬ ‫وشخص آخر يحكى فيه‪ ،‬لن اسميه‪ ،‬ولكن ايضا ً‬ ‫شيء مخجل ان يأتي موظف صغير عند أمير‬ ‫صغير رئيسا ً حلكومة لبنان!‬ ‫نعم شيء مهني للبنانيني‪ .‬ولكن على‬ ‫اللبنانيني ان ينتظروا لالنتخابات النيابية املقبلة‬ ‫وأن يتحملونا الى هذا الوقت‪ ،‬النه بعدها ستكون‬ ‫هناك معادلة أخرى‪ ،‬وحتما ً لن تسمي املعارضة‬ ‫وقتها رئيسا ً للحكومة إال منها‪ ،‬وعندها لكل‬ ‫حادث حديث‪ ،‬خاصة أن املهمات كثيرة‪ .‬فاألمور لم‬ ‫تنته طبعاً‪ ،‬بل نحن اجتزنا محطة وانتقلنا الى‬ ‫محطة أخرى‪ .‬ولكن الوضع في لبنان مازال غير‬ ‫مستقر‪ ،‬ألن الوضع في املنطقة مازال أيضا ً غير‬ ‫مستقر‪ .‬وهناك العديد من املهمات امام املعارضة‬ ‫في لبنان‪ .‬وانا ادعوها الى توحيد صفوفها والى‬ ‫ايجاد ارضية مشتركة وبلورة مشروع مشترك‪،‬‬ ‫مشروع تصور لكيفية إدارة الدولة‪ .‬نحن اليوم‬ ‫قمنا بتسوية في الدوحة واالنتخابات النيابية‬ ‫املقبلة كذلك ستفرز اكثرية واقلية‪ .‬اذا كنا نحن‬ ‫االكثرية‪ ،‬فليكن لدينا مشروع للحكم‪ ،‬واذا كانوا‬ ‫هم االكثرية فليأخذوا احلكم‪ .‬ما من مشكلة‪.‬‬ ‫ولكن نحن كمعارضة يجب ان يكون لدينا مشروع‬ ‫متكامل‪ ،‬اقتصادي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬مالي وسياسي‪.‬‬ ‫وكما حتدث السيد حسن نصر اهلل باالمس‪ ،‬عن‬ ‫مشروع قانون االنتخاب‪.‬‬

‫يخيطون تقسيمات البلد‬ ‫ألجل مقعد‬ ‫يتحدثون عن الدولة‪ ،‬ويحاول كل منهم بناء‬ ‫«يخسر» الواحد‬ ‫دويلته‪ .‬إذا كان قانون االنتخاب‬ ‫ّ‬ ‫منهم نائباً‪« ،‬يخربون الدني»!‬ ‫يقولون إنهم مع الطائف!! اذا كان كذلك‪،‬‬ ‫فالطائف يقول باحملافظات اخلمس وليس بالقضاء‬ ‫والدوائر الصغيرة‪ .‬فلنسر باحملافظات اخلمس‬ ‫وعلى اساس النسبية‪ .‬واذا كنتم ايضا ً تريدون‬ ‫الوطن والدولة كما تقولون‪ ،‬فجيد‪ ،‬ولكن الدولة‬ ‫تبنى عندما يكون هناك نواب ممثلون للوطن‪،‬‬

‫وليس للطوائف او املناطق‪ .‬اذا كنتم مع مقولة‬ ‫«نواب للوطن»‪ ،‬فليكن لبنان دائرة واحدة‪ ،‬واختاروا‬ ‫النظام الذي تريدون! تريدون نظاما أكثرياً‪،128 ،‬‬ ‫الئحة مقفلة‪ ،‬للمعارضة واملواالة‪ .‬ومن يربح‬ ‫فليحكم البلد‪ .‬او نظاما ً على اساس النسبية‪،‬‬ ‫فإذن دائرة واحدة على اساس النسبية‪.‬‬ ‫ولكن عملية «التخييط» او «التفصيل» التي‬ ‫تتم‪ ،‬إمنا تتم لكي يبقى البعض ممسكا ً ببعض‬ ‫القرى‪ ،‬يشتري الناس بأمواله ويهيمن على‬ ‫االصوات‪ ،‬وهذا غير مقبول‪ .‬ومن يفكر بهذه‬ ‫الطريقة‪ ،‬حتما ً ال يريد وطناً!!‬ ‫واملعارضة‪ ،‬وفي طليعتها حزب اهلل‪ ،‬قالت‬ ‫للكل‪ ،‬انه ليس لديها مشكلة اآلن في القانون‬ ‫االنتخابي (اكثري او نسبي او محافظة او لبنان‬ ‫دائرة واحدة او قضاء او قضاءين‪ )..‬فهي مستعدة‬ ‫ان تسير بالقانون الذي يريدون‪ .‬ولكن املعارضة‬ ‫مدعوة في املرحلة املقبلة الى استحداث قانون‬ ‫انتخاب عصري‪ ،‬يؤدي الى اعادة انتاج النظام‬ ‫السياسي‪ ،‬ألن انتاج النظام السياسي يبدأ‬ ‫بقانون االنتخاب العصري‪ ،‬وبدونه‪ ،‬ال ميكن إنضاج‬ ‫نظام سياسي بديل لهذا النظام‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬الكل يتحدث عن الطائف‪ ،‬رغم أنني اكيد‬ ‫ان ‪ %90‬منهم لم يقرأوا الطائف‪ .‬ولكن ماذا بقي‬ ‫من الطائف؟! وما هو الطائف اصالً؟!‬ ‫الطائف هو اتفاق اميركي _ سوري‪ ،‬مبشاركة‬ ‫السعودية وبعض الدول‪ ،‬وكانت له رعاية سورية‬ ‫يومها‪ ،‬وعندما كانت هذه الرعاية موجودة‪ ،‬لم‬ ‫تكن «عورات» هذا االتفاق ظاهرة بشكل كبير‬ ‫للعيان‪ .‬ولكن اليوم‪ ،‬لم يبق من الطائف سوى‬ ‫اسمه‪ .‬والسؤال املطروح‪ :‬كيف سيعيش لبنان‬ ‫في ظل هذا الطائف؟!‬ ‫موضوع العماد ميشال سليمان مثالً‪ .‬اآلن هو‬ ‫رئيس للجمهورية‪ ،‬وبعد ان تنتهي االحتفاالت‪،‬‬ ‫سيبدأ العمل‪ .‬حتما ً عندها‪ ،‬سيحصل خالف‬ ‫بني رئيس اجلمهورية ورئيس احلكومة‪ ،‬بغض‬ ‫النظر عن شخص الرئيسني (اجلمهورية‬ ‫واحلكومة)‪ ،‬ألن الطائف غير قادر على تنظيم‬ ‫العالقة بني رئاسة اجلمهورية ورئاسة احلكومة‪.‬‬ ‫عندما يبدأ رئيس اجلمهورية مبمارسة‬ ‫صالحياته‪ ،‬سيصطدم بأن الطائف أخذ منه‬ ‫كل الصالحيات‪ .‬ورئيس احلكومة اجلديد يأخذ‬ ‫سابقة من فؤاد السنيورة بأنه حكم بدون‬ ‫طائفتني اساسيتني في البلد سنتني‪ ،‬ويبدأ‬ ‫بتطبيقها‪ ،‬عندها يقع التصادم!‬ ‫دعونا نتحدث بعقل‪ .‬الطائف لم يعد قابالً‬ ‫وسموه كما‬ ‫للحياة‪ .‬دعونا نبلور اتفاقا ً جديداً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شئتم‪ ،‬اذا كان اصحاب الطائف مستائني من‬ ‫تسميته «اتفاق الدوحة»‪ .‬ولكن لبنان بحاجة الى‬ ‫اتفاق جديد‪ ،‬والى تعديل دستوري جديد‪.‬‬ ‫األزمة في لبنان اليوم هي أزمة نظام‪ .‬ومن‬ ‫يعتقد غير ذلك فهو مخطئ‪ .‬لذلك فاملعارضة‬ ‫مدعوة الى بلورة مشروع تغيير شامل‪ ،‬تالقي فيه‬ ‫املرحلة املقبلة بعد سبعة أو ثمانية أشهر وما‬ ‫الى ذلك‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪97‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫أكد في مؤتمر صحافي ان هزيمة مشروع جنبالط األميركي لن يدفعها الدروز‬

‫وهاب لقائد الجيش‪:‬‬ ‫يا جنرال الشعب‪ ،‬لك شرف إزالة تمرد السراي‬ ‫عقد رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب مؤمترا ً صحافيا ً في مكتبه في بئر‬ ‫حسن بتاريخ ‪12‬ايار ‪ ،2008‬حيث تطرق فيه الى‬ ‫األوضاع الراهنة في البلد‪.‬‬ ‫وقال وهاب‪:‬‬ ‫نعم اللجنة العربية مرحب بها ووزير اخلارجية‬ ‫القطري مرحب به على رئاسة اللجنة وبكل‬ ‫الوزراء اآلتني‪ ،‬ولكن غير املرحب به في اللجنة هو‬ ‫الرسن العربي الذي هو عمرو موسى أمني عام‬ ‫اجلامعة العربية‪ .‬هذا اجلاسوس الذي لم يترك‬ ‫شيئا ً خالل االسابيع املاضية لتخريب الوضع في‬ ‫لبنان‪ .‬فقد كان موظفا ً مطيعا ً للبالط السعودي‬ ‫وللبالط املصري‪ .‬وكان هذا املوظف املطيع قد‬ ‫شارك في تخريب احلل خالل كل الفترة السابقة‪.‬‬ ‫لذلك هو غير مرحب به‪ .‬وأنا أنصح عمرو موسى‬ ‫بعدم اجمليء مع الوفد‪ ،‬الن وجوده يعيق احللول وقد‬ ‫تطرقت أوال ً الى هذا املوضوع قبل موضوع اجلبل‬ ‫خاصة وانه يبدو خالل ساعات اللجنة العربية‬ ‫ستكون في بيروت‪.‬‬ ‫ومن ثم انتقل وهاب ليتطرق الى موضوع اجلبل‬ ‫وما حصل فيه‪ ،‬وقال وهاب‪ :‬نحن عندما دعونا‬ ‫لتجنيب املنطقة القتال ووجهنا التحذيرات‬ ‫للميليشيات املوجودة في اجلبل كان عندنا حرص‪،‬‬ ‫الن هناك الكثير من الناس الذين ماتوا هم إخوتنا‬ ‫وأقاربنا وأهلنا‪ ،‬فالناس متداخلة ببعضها حتى‬ ‫يكاد الكل أقرباء‪ ،‬ولكن العقل املغامر لم يكن‬ ‫ليسمع لكل هذه النداءات‪ ،‬نحن كنا طلبنا من‬ ‫اجلميع االنسحاب وان يدخل اجليش‪ ،‬وطاملا ان هذا‬ ‫االخير هو ضمانة للجميع وطاملا هو يطمئن الكل‬ ‫لم أكن أعرف ملاذا هذه اخلطوة االحتيالية التي‬ ‫مت القيام بها منذ يومني عندما قاموا بسحب‬ ‫بعض املظاهر املسلحة عن الطرقات العامة‬ ‫وتركها مع االسلحة في أماكن أخرى‪ .‬كان من‬ ‫املمكن أن نريح كل أبناء اجلبل من هذه املغامرة‬ ‫من هذه الفتنة التي كانت تقع باألمس من هذا‬ ‫التدمير من هذه الضحايا البريئة‪ .‬وهناك الكثير‬ ‫منها التي سقطت حتى الذين كانوا يقاتلون هم‬ ‫ضحايا بريئة‪ ،‬النهم يقاتلون مشروعا ال يعرفونه‪.‬‬ ‫ولكن أنا أريد أن أناشد كل أبناء طائفتي الكرمية‬ ‫كل أبناء بني معروف أنا أريد أن أناشد نفسي‬ ‫واآلخرين ألقول أن الذي أخطأ يجب أن يدفع الثمن‬ ‫وإذا أحب أحد أن يقوم بحفلة العالقات العامة‬ ‫فليس من اجلميل أن يقوم بها على دم الناس اآلن‪،‬‬ ‫هناك ناس أخطأوا ويجب أن يدفعوا الثمن النه‬

‫‪98‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ال يوجد مرة إال وكنا تاريخيا ً نحن الدروز ندفع‬ ‫الثمن عسكريا ً ونخسر بالسياسة‪ ،‬فكان من‬ ‫الضروري ان يقولوا لي ما الثمن السياسي التي‬ ‫كانت موعودة به بيصور والشويفات وعيتات التي‬ ‫كانت تريد ان تربحه من خالل مغامرة املشروع‬ ‫االميركي في كل املنطقة‪ .‬وليخبرني احد عن‬ ‫بيصور حيث ان مئات الشهداء منها استشهدوا‬ ‫دفاعا ً عن املشروع الوطني والعربي في لبنان‬ ‫دفاعا ً عن عروبة لبنان عن املقاومة‪ .‬فليخبرني‬ ‫احد هذه الضيعة التي قاومت االسرائيليني خالل‬ ‫االجتياح االسرائيلي ما هو املشروع الذي ارسلها‬ ‫اليه جنبالط خلدمة املشروع االميركي‪.‬‬

‫املشروع األميركي‬ ‫نقيض مصلحة الدروز‬ ‫وأضاف‪ :‬فليخبرني اذا ربح جورج بوش في هذه‬ ‫املغامرة فأين سيصرف هذا الربح الدروز؟ ماذا‬ ‫يربحون اذا ربح جورج بوش في هذا املشروع؟‬ ‫فلنخرج من هذا االحتيال ومن حفلة العالقات‬ ‫العامة ولنتكلم وكأن املسألة مسألة شكلية‪،‬‬ ‫ألن التسليم الشكلي للجيش ال يكفي‪ .‬نريد‬ ‫تسليما فعليا في اجلبل‪ .‬انا اريد ان اسأل ما هو‬ ‫الذنب الذي ارتكبته الشويفات لتنجر ملواجهة‬ ‫مجانية هذه البلدة التي كانت مع الضاحية في‬ ‫مواجهة املشروع االسرائيلي ملاذا يا وليد جنبالط‬

‫تريد ان جترها الى مواجهة غير محسوبة وانت‬ ‫تعرف انه ال حرب درزية شيعية وال مشكلة بينهما؟‬ ‫املشكلة انك دخلت في مشروع ال يناسب الدروز‬ ‫وال تاريخهم وال فكرهم وال مصاحلهم انت دخلت‬ ‫في هذه املغامرة غير احملسوبة واخلاسرة‪ ،‬ففي‬ ‫اجلبل لم يربح احد ولم يخسر احد هذه معارك ال‬ ‫يوجد فيها رابح او خاسر‪ .‬هناك مغامر في الدروز‬ ‫في اجلبل خسر مشروعه باألمس‪ .‬ولكن الدروز لم‬ ‫يهزموا النهم في قلب املشروع املقاوم وليخبرني‬ ‫احد ما وظيفته في هذا املشروع االميركي وما‬ ‫افق هذه الوظيفة وآفاقها في هذا املشروع الذي‬ ‫ورط نفسه فيها باجلبل‪ .‬فهذا الذي حصل في‬ ‫اجلبل هو نتيجة حتريض منذ ثالث سنوات وصار‬ ‫لنا ثالث سنوات ونحن نقول بتسليم الدولة‬ ‫وبتسليم االجهزة االمنية ونحن كنا قابلني بأن‬ ‫تستلم قوى االمن الداخلي جدياً‪ ،‬ولكن اآلن هناك‬ ‫عالمات استفهام حول قوى االمن الداخلي‪ ،‬واالمر‬ ‫يحتاج اعادة بحث‪ ،‬الن هناك بعض قوى االمن‬ ‫الداخلي منحاز والبعض اآلخر ممتاز ورائع‪ ،‬فحتى‬ ‫باالمن الداخلي لم يكونوا قابلني فكانوا يريدون‬ ‫االمن اخلاص‪.‬‬

‫من يهدد اجلبل هو جنبالط‬ ‫وتابع‪ :‬واول أمس كنا قد وجهنا نداء البعض‬ ‫اعتبره حتذيرا‪ ،‬فنحن ال نحذر الناس الذين هم‬


‫اخواننا واهلنا ونحن وجهنا نداء صادق‪ ،‬الننا‬ ‫كنا عارفني بأن اجلبل ممكن ان يذهب الى صدام‪،‬‬ ‫فوجهنا هذا النداء الصادق لتجنيب اجلبل اي‬ ‫صدام‪ .‬واآلن اعود واوجه نداء صادقا آخر‪ ،‬فأنا ال ادعو‬ ‫الى تسوية امنية شكلية للطرف اآلخر املمثل‬ ‫بجنبالط في اجلبل‪ ،‬حيث يدخل اجليش ويأخذ‬ ‫عددا ً من املكاتب ويخبئ السالح وتظل االمور‬ ‫كما هي فإذا اجليش ضمانتنا فعلينا جميعا ً ان‬ ‫نسلم له وإذا مهدد اجلبل فانا استعمل سالحي‬ ‫قبل سالحك اذا اجلبل مهدد‪ .‬ولكنه غير مهدد‬ ‫فمن يهدد اجلبل هو انت ومشروعك ومغامراتك‬ ‫التي قمت بها منذ اربع سنوات حتى اليوم وانت‬ ‫تعرف انك لست على قدر املواجهة‪ .‬وانت تعرف‬ ‫ان االميركيني سيتركونك في نصف الطريق‪.‬‬ ‫انت تعرف انهم يضحكون عليك وانت تعرف‬ ‫ان االموال السعودية التي تصلك ال ميكنها ان‬ ‫حتميك في اجلبل فأنت من غامرت وانت الذي يجب‬ ‫ان يدفع الثمن وحيدا ً دون غيرك‪ ،‬لذلك يجب ان‬ ‫تتخذ خطوة سياسية جريئة ال أدري ما هي‪ .‬مثالً‬ ‫ميكن ان تكون مبغادرتك او بتسليم حزبك البنك‪،‬‬ ‫ولكنك يجب ان تدفع الثمن وليس باعتذار بسيط‬ ‫تنتهي املسألة‪ .‬فهناك عشرات الشهداء في‬ ‫اجلبل هناك ناس متضررون ومئات املنازل تضررت‬ ‫هذا له ثمن يجب ان يدفع‪ .‬فليس على الدروز أن‬ ‫يتحملوا الثمن لتربح انت في السياسة‪.‬‬

‫رفض مناورة جنبالط‬ ‫بتسليم السالح‬ ‫وقال منتقدا مناورة جنبالط بتسليم السالح‪:‬‬ ‫باألمس بدأت عملية انتشار اجليش وكان هناك‬ ‫احتيال عليها‪ ،‬وكان موقفنا واضح منا ومن غيرنا‬ ‫على تسليم السالح للجيش ال سالح غير سالح‬ ‫اجليش‪ .‬انتهينا من املناورة ويجب ان تكون لديك‬ ‫اجلرأة التخاذ موقف سياسي‪ .‬ميكنك ان تسحب‬ ‫وزراءك من احلكومة او ان تعلن الطالق من املشروع‬ ‫االميركي‪ .‬ونحن عندها مستعدون ملساعدتك‬ ‫شخصياً‪ ،‬الن مصلحة الدروز تهمنا اكثر من‬ ‫مصاحلنا اخلاصة ميكن انه ليست لدينا مصلحة‬ ‫ان نساعدك شخصيا ً بعد هذه املغامرة التي‬ ‫قمت بها‪ ،‬ولكن عندنا مصلحة ملساعدة اهلنا‬ ‫وعشيرتنا ونتساعد كلنا للخروج من هذا املأزق‬ ‫الذي يبدأ بإعالن خروجك من املشروع االميركي‪،‬‬ ‫وبعد ذلك كل شيء ممكن ان يحصل لعناصر‬ ‫االحزاب الوطنية في اجلبل ولعناصر االحزاب‬ ‫املعارضة في اجلبل ادعوها لعدم الظهور املسلح‬ ‫تعد او على اي‬ ‫وعدم استعمال السالح في أي ّ‬ ‫مواطن وحتى في عدم النظر في اي مواطن نظرة‬ ‫استهزاء او نظرة شماتة هؤالء الناس اخوانكم‪.‬‬ ‫وطالب وهاب عناصر أحزاب املعارضة في‬ ‫اجلبل أن تكون مساعدة للناس وألهلها في‬ ‫اجلبل في محنتها‪ :‬اوجه نداء لكل االخوان سواء‬ ‫من احلزب القومي او احلزب الدميقراطي او من‬ ‫تيار التوحيد مبساعدة كل الناس‪ ،‬فهناك اناس‬

‫لديها مشاكل عالقة‪ ،‬وهناك ناس لديها ناس‬ ‫مختفون ساعدوهم لتوضيح كل احلقائق في‬ ‫اجلبل‪ .‬واؤكد لهؤالء الشباب ان هناك بعض كوادر‬ ‫احلزب االشتراكي حاولوا توريط بعض الشباب في‬ ‫هذه املعارك فال يتعاطى احد مع هؤالء الشباب‬ ‫كأنهم جزء من مشروع آخر‪ ،‬فنحن الدروز دورنا‬ ‫محفوظ في اي تسوية وفي اي عملية سياسية‬ ‫جديدة ال احد يخاف على هذا الدور‪ .‬هذا الدور غير‬ ‫مستهدف وهناك حرص من املقاومة ومن سيدها‬ ‫على دور هذه الطائفة‪ ،‬وعلى ان تعود لتلعب دورها‬ ‫القومي العربي كما كانت منذ فترة طويلة‪.‬‬ ‫األمر اآلخر الذي احب ان اتكلم عنه هو موجه‬ ‫مليشال سليمان‪ :‬املبادرة في يدك فيجب ان‬ ‫تبادر‪ ،‬الرئيس حلود كلفك بتسلم االمن والنظام‬ ‫والسلم االهلي في البلد‪ ،‬فعليك ان تزيل كل‬ ‫التمرد اذا كان يهدد السلم االهلي‪ ،‬فال ميكن ان‬ ‫نتكلم برئاسة جمهورية وال برئاسة حكومة طاملا‬ ‫هناك عصيان فهناك عصيان في السراي‪ ،‬وهناك‬ ‫عصيان دستوري على قراراتك وحتى على قرارات‬ ‫قيادة اجليش التي طلبت التراجع عن القرارين‬ ‫اللذين اوصال البلد الى هذا املأزق‪ .‬هناك مترد من‬

‫ظن السنيورة ان وجوده‬ ‫في السراي أهم من وجود لبنان‬ ‫وقد كفر اللبنانيون به‬ ‫نرحب بوزير اخلارجية القطري‬ ‫رئيساً للمبادرة العربية‬ ‫وال نرحب‬ ‫بالـ «الرسن العربي»‬ ‫عمرو موسى‬

‫فؤاد السنيورة الذي يرفض التراجع عن القرارين‬ ‫او التنازل عنهما‪ .‬هناك عصيان دستوري يعني‬ ‫هناك مترد على سلطاتك‪ ،‬وهذا يعني بأن اجليش‬ ‫يجب ان يدخل الى السراي ويتسلمها ويطرد فؤاد‬ ‫السنيورة من مكان مترده على الدستور وعلى‬ ‫قراراتك‪ .‬وانت قلت بأنك مكلف وطنيا ً من الرئيس‬ ‫حلود‪.‬‬

‫قائد اجليش مكلف‬ ‫بإنقاذ لبنان‬ ‫وشدد بشكل حاسم محمالً سليمان‬ ‫مسؤولية إنقاذ لبنان وهو مكلف بها بالقول‪ :‬يا‬ ‫جنرال الشعب يجب ان متارس سلطاتك ويجب ان‬ ‫ترد للشعب‪ ،‬وانت لديك شرف ازالة هذا التمرد‬ ‫اليوم‪ .‬انت احلاكم في لبنان‪ ،‬فهناك مصدر خطر‬ ‫من السراي على اللبنانيني فيجب ان تذهب الى‬ ‫السراي‪ .‬بكل صراحة انت اآلن موضع اجماع‬ ‫كل اللبنانيني وكل اللبنانيني موافقون على‬ ‫مرجعيتك التوافقية‪ ،‬وأنت مرجعية لكل الوضع‬ ‫األمني باعتراف كل اللبنانيني وهذا اهم من ان‬ ‫تكون مرشحا ً توافقيا ً لرئاسة اجلمهورية‪.‬‬ ‫وختم وهاب قائالً‪ :‬بعد ازالة هذا التمرد يتم بدء‬ ‫العمل على اعادة تكوين السلطة وعندها يتم‬ ‫االتفاق باحلوار‪ ،‬اذا كانت االنتخابات النيابية قبل‬ ‫او الرئاسية‪ ،‬ولكن ذلك لن يتم بدون إزالة هذه‬ ‫العقبة التي هي التمرد في الدستور‪ ،‬والتي هي‬ ‫موجودة في السراي‪ .‬والسراي خط احمر إلى‬ ‫حني‪ ،‬ولكن ليس حتى احراق البلد ال يظن فؤاد‬ ‫السنيورة ان وجوده في السراي اهم من وجود‬ ‫لبنان وقد كفر اللبنانيون بفؤاد السنيورة وبأمثال‬ ‫فؤاد السنيورة‪ .‬وحله يشبع من الدم ومن املال‬ ‫ومن اغتصاب اللبنانيني وتفقيرهم‪ .‬حله يشبع‬ ‫من الدم وصار ساقط مئات القتلى منذ اربعة ايام‬ ‫حتى اليوم من وراء مغامرات فؤاد السنيورة‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪99‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫تيار التوحيد يمتن عالقاته الدولية‬ ‫قام امني العالقات السياسية ياسر الصفدي ومنسقة العالقات الدبلوماسية السيدة فريال ابوذياب‬ ‫وبتوجيه من رئيس تيار التوحيد اللبناني الرئيس وئام وهاب بجولة على بعض السفارات العاملة في لبنان‬ ‫لشرح وجهة نظر التيار وتطلعاته ملا يجري على املستوى الداخلي واخلارجي‪ ،‬حيث استهل الرفاق زياراتهم‬ ‫لسفارة سويسرا حيث التقوا السفير السويسري (فرنسوا باراس) الذي رحّ ب باقامة أفضل العالقات مع‬ ‫تيار التوحيد ورئيسه ملا فيه خير لبنان وسويسرا ومصلحتهما‪ .‬وجرى نقاش للوضع السياسي العام في‬ ‫لبنان حيث ابدى السفير باراس قلقه من الوضع ومتنى التقدم واالزدهار للشعب اللبناني‪.‬‬

‫سفارة نجيريا‬

‫ونقل الصفدي وأبوذياب حتيات الرئيس وئام وهاب للسفير‬ ‫النجيري عبد احلميد او بيلوبيرو الذي أبدى رغبته في لقاء الرئيس‬ ‫وئام وهاب في وقت قريب بعد ان مت النقاش حول اجتماع دكار ورغبة‬ ‫جنيريا في اقامة السالم العادل والشامل في املنطقة واستمع‬ ‫لشرح سياسي ودبلوماسي عن تيار التوحيد وأبعاده الوطنية‬ ‫واالنسانية‪.‬‬

‫السفارة اليمنية‬ ‫زار وفد من تيار التوحيد اللبناني السفير اليمني فيصل امني ابو‬ ‫راس‪ ،‬ونقلوا لسعادته شكر رئيس التيار للتحية واملشاعر الودية التي‬ ‫أبداها جتاه التيار ورئيسه وأن لقاء وديا ً سيتم بينهما‪ .‬ورأى أبو راس‬ ‫أن اهمية وحدة العرب وتضامنهم من اجل حتقيق املصالح العربية‬ ‫العليا واالبتعاد عن التقوقع واطالق مبدأ احلوار بني االطراف ضرورة ال‬ ‫بد منها‪ ،‬النها احلل االمثل‪.‬‬ ‫فيما شرح الرفاق وجهة نظر تيار التوحيد للمستجدات احلاصلة‬ ‫ورغبة التيار ورئيسه بإقامة افضل العالقات مع الشعب اليمني‬ ‫الشقيق وقيادته التي متثل فكرا ً عربيا ً وقوميا ً متقدماً‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫السفارة التونسية‬

‫وفي إطار نشلطها الديبلوماسي زارت ابوذياب سفارة اجلمهورية‬ ‫التونسية في احلازمية والتقت القائم بأعمال السفارة محمد بن‬ ‫العجمي مسعود‪ .‬وخالل اللقاء جرى التباحث باألوضاع الراهنة على‬ ‫الساحة اللبنانية حيث أمل الطرفان ايجاد حل لألزمة اللبنانية عبر‬ ‫احلوار بني االطراف اللبنانية كافة‪.‬‬ ‫ومت التشديد على اهمية عالقات الصداقة التي تربط الشعبني‬ ‫اللبناني والتونسي‪.‬‬


‫السفارة البلغارية‬

‫السفارة التركية‬

‫وزارت ابوذياب بزيارة السفارة البلغارية في احلازمية والتقت السفير‬ ‫البلغاري فينيلني الزاروف‪ .‬وخالل اللقاء جرى التداول باألوضاع على الساحة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬حيث رحب الزاروف مببادرة الرئيس بري اجلديدة‪ .‬كما أكد الطرفان‬ ‫على ضرورة إيجاد حل لألزمة عبر احلوار بني االطراف اللبنانية كافة‪.‬‬ ‫وأخيرا ً شدد السفير على اهمية العالقات املتبادلة بني لبنان وبلغاريا‪.‬‬

‫قامت مسؤولة العالقات الدولية في تيار التوحيد اللبناني الرفيقة‬ ‫ابوذياب بزيارة السفارة التركية والتقت السفير سيرداك كيليتش‪ .‬وخالل‬ ‫اللقاء جرى التداول باملستجدات الراهنة على الساحة اللبنانية‪ .‬حيث‬ ‫أكد الطرفان على ضرورة ايجاد حل لألزمة عبر احلوار بني األطراف اللبنانية‬ ‫كافة‪.‬‬ ‫وأخيرا ً شدد السفير على أهمية العالقات املتبادلة بني الشعبني‬ ‫اللبناني والتركي‪.‬‬

‫السفارة النروجية‬ ‫وقامت أبو ذياب بزيارة سفارة النروج‪ ،‬حيث التقت سعادة السفيرة‬ ‫«أودليز نورهامي» ونقلت إليها حتية الرئيس وئام وهاب وترحيبه ملناسبة‬ ‫تعيينها في لبنان‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬شكرت السفيرة نورهامي مبادرة الرئيس وهاب مشيرة الى‬ ‫أهمية هذه الزيارة ومساهمتها في توطيد العالقات االثنائية بني البلدين‪.‬‬

‫السفارة القبرصية‬

‫السفارة السودانية‬ ‫قامت أبوذياب أيضا ً بزيارة تعارف الى سفارة جمهورية قبرص‪ ،‬حيث‬ ‫التقت ممثل السفارة في لبنان سعادة القنصل كيركاكوس كوروس‪.‬‬ ‫بداية اللقاء‪ ،‬نقلت أبوذياب حتية الرئيس وهاب متناولة رؤية تيار التوحيد‬ ‫اللبناني واهتمامه بالعمل على التواصل والتنسيق االجتماعي والثقافي‬ ‫والتراثي بني الشعبني‪.‬‬

‫شكر صيني على تعزية‬

‫زار أمني العالقات السياسية في تيار التوحيد اللبناني ياسر الصفدي‬ ‫ومسؤولة العالقات الدبلوماسية فريال ابوذياب السفارة السودانية في‬ ‫احلمرا والتقيا السفير جمال محمد ابراهيم‪ .‬خالل اللقاء جرى التداول في‬ ‫اجلهود الرامية حلل األزمة اللبنانية‪ ،‬كما اكد اجملتمعون على اهمية دور‬ ‫احلوار بني االطراف اللبنانية كافة‪.‬‬ ‫واخيراً‪ ،‬شدد السفير ابراهيم على اهمية العالقات التي تربط لبنان‬ ‫والسودان‪.‬‬

‫مكتب اإلعالم لتيار التوحيد اللبناني‬ ‫يطيب لي نيابة عن الصني‪ ،‬حكومة وشعباً‪ ،‬ان اعبر عن الشكر‬ ‫واالمتنان البالغني لكم ولرسالة التعزية التي سلمتموها الينا بعد‬ ‫الزلزال العنيف الذي ضرب مقاطعة سيتشوان في الصني‪ ،‬تعبيرا ً‬ ‫عن مواساتكم للحكومة الصينية وشعبها ومشاعركم الطيبة‬ ‫جتاهنا‪.‬‬ ‫وتفضلوا بقبول فائق االحترام‪.‬‬

‫ليو زميينيغ‬

‫سفير جمهورية الصني الشعبية لدى لبنان‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪101‬‬


‫منرب نشاطات‬

‫ألف‬ ‫مبروك‬ ‫احتفل الرفيق عبادي خليل‬ ‫ابو ذياب‪ ،‬بعقد خطوبته على‬ ‫الرفيقة عبير نايف ابو ذياب‬ ‫بحضور االهل واالقارب وقد‬ ‫ت ّوج االحتفال بحضور رئيس‬ ‫تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب‪ ،‬جمع‬ ‫احلب والتوفيق بني اخلطيبني‪،‬‬ ‫و”عقبال” الفرحة التامة‪،‬‬ ‫ونفرح من “العازبني”‪.‬‬ ‫مبروك‬

‫السفارة البوليفارية الفنزويلية‬ ‫تحتفل بالذكرى السادسة النتصار الثورة‬

‫في الذكرى السادسة النتصار الثورة البوليفارية الفنزويلية أحيت السفارة في بيروت حفل استقبال‬ ‫ضم شخصيات سياسية‪ ،‬في مقدمتهم النائب علي بزي ممثالً الرئيس نبيه بري‪ ،‬اجتماعية وحزبية‬ ‫ووفد من تيار التوحيد اللبناني‪.‬‬ ‫وخالل احلفل اشارت سفيرة اجلمهورية البوليفارية الفنزويلية السيدة سعاد كرم الدويهي أن‬ ‫اخملاطر التي كانت حتدق بنا في نيسان ‪ 2002‬لم تختف كليا ً ألن عناصر االنقالب واجلهات الراديكالية‬ ‫في الكنيسة واألوليغاركية التي تأمتر مبا متليه عليها االمبريالية‪ ،‬ما تزال تترصد بنا من أجل زعزعة‬ ‫استقرار البلد‪.‬‬ ‫ولكن مما ال شك فيه بأن مسار الثورة هو أقوى وأشد متاسكا ً وأن شجاعة الشعب الفنزويلي‬ ‫وحكمته تتزايد يوما ً بعد يوم جنبا ً الى جنب الشعوب الشقيقة والصديقة والتي أصبحت تشكل‬ ‫قوة مقاومة ضد العدو املشترك‪.‬‬ ‫ويؤكد على ذلك الرئيس اوغو تشافيز عندما قال‪“ :‬يجب ان تعزز الوحدة الثورية لتحقيق قيام وطن‬ ‫كبير حر”‪.‬‬

‫تقدير من الدار العالمية لتحقيق وتوثيق االنساب‬ ‫واالمانة العامة للسادة الهاشميين‬ ‫للكاتب والباحث االعالمي مازن يوسف ص ّباغ‬

‫شهادة تقدير من الدرجة األولى‬ ‫ووسام السادة الهاشميني الرفيع‬ ‫وذلك كما قالت اجلهات املانحة‪ :‬على‬ ‫دوره وجهوده الصادقة املتسمة باحلب‬ ‫والوفاء للوطن وفي تعميق وتوثيق‬ ‫والتأريخ للوحدة الوطنية والعمل‬ ‫بدأب ونشاط في التقارب والتآخي‬ ‫االسالمي‪ ،‬املسيحي‪ ،‬وحتقيق ونشر‬ ‫التراث العربي االصيل‪.‬‬ ‫عدة‬ ‫واجلدير بالذكر ان للمكرَّم ّ‬ ‫مؤلفات وكتب حول املواضيع املذكورة‪،‬‬ ‫وسبق لفخامة العماد اميل حلود رئيس‬ ‫اجلمهورية اللبنانية ان منحه وسام‬ ‫االستحقاق اللبناني في ‪.2007/11/1‬‬

‫‪102‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫غازي‬ ‫عبد الخالق‬

‫شهادة الدم األزكى‬ ‫ودع تيار التوحيد أمني التعبئة الفقيد غازي عبد اخلالق‪ .‬وال شك في أن وداع غازي‪ ،‬شاق وعصيب على كل الذين‬ ‫يعرفون أي “غازي” هو هذا الـ”غازي”‪ ،‬حبذا لو كان كل غزاتنا مثله‪.‬‬ ‫فالفقيد غازي عبد اخلالق مقاوم صلب صقلت وجدانه القومي تربية قومية متماسكة ترجمها بانتمائه إلى جبهة‬ ‫املقاومة الوطنية اللبنانية في الثمانينيات ومشاركته في عمليات عدة من كمائن وإغارة ومواجهة قتالية مع العدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬أسهم في أسر مجموعة جنود يهود في إحداها‪ ،‬بعيد اجتياحه لبنان عام ‪ 1982‬في منطقة اجلرد األعلى‪.‬‬ ‫لكن قلب غازي خائن‪ ،‬خار بني جانحيه عشية الذكرى الثامنة لعيد التحرير والفداء‪ ،‬الذي يقصيه املستسلمون‬ ‫عن مفكرة أعيادهم الرسمية‪ ،‬ألن هياكلهم البالستيكية ال تطيق استحقاقات البطولة وعلى ذرى الرجولة التي‬ ‫تسنمتها املقاومة بصمت وثبات والتزام‪.‬‬ ‫واملوت‪ ،‬يا غازي‪ ،‬الذي طاردته من واد إلى آخر من كمني إلى آخر‪ ،‬من ليلة إلى أخرى‪ ،‬كمن لك على مدخل املركز الرئيس‬ ‫للتيار في بئر حسن فأرداك فقيدا ً مستعجل الراحة‪ .‬فلم تتمكن الغالية هيام‪ ،‬زوجتك‪ ،‬من إسعاف قلبك‪ ،‬وهي من تخطط‬ ‫قلوب اجلميع وتفحصها في مركز سارة الصايغ الطبي‪ ،‬فعسى أن يحتمل قلبها وقلبا ولديك ألم الفراق الرهيب‪.‬‬ ‫تغمدك اهلل‪ ،‬أيها املترجل خفية حتت جناح ليل معتم‪ ،‬برحمته وأسكنك جواره املكرم‪ ،‬حيث األنبياء والشهداء‪ ،‬وبرد‬ ‫قلوب أسرتك وألهمها الصبر والسلوان وشفاعة االحتمال‪.‬‬

‫أسرة “منبر التوحيد”‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪103‬‬


‫أمين التعبئة في «تيار التوحيد اللبناني» رحل في الذكرى الثانية للتأسيس‬

‫غازي عبد الخالق مقاوم من صقور الجبل‬ ‫توفى في عيد المقاومة والتحرير‬

‫وهاب يؤاجر املشيعني في وداع اخير‬

‫الجبل يودعه في مأتم شعبي كبير‬

‫َ‬ ‫أدركت حكمة األجداد‬ ‫وهاب‪:‬‬ ‫أن المقاومة طريق الكرامة فاستمرأت النضال‬

‫‪104‬‬

‫وسط ذهول وصدمة‪ ،‬وأمام رهبة املوت‪ ،‬وهو حق مكتوب على‬ ‫جبني كل من ولد وعاش في هذه احلياة‪ ،‬وبخشوع الرضى والتسليم‬ ‫ملشيئة احلياة‪ ،‬فاجأتنا صاعقة رحيل الرفيق املناضل غازي عبد‬ ‫اخلالق‪ .‬عرفناه املناضل واألخ والصديق ومثال احلنان واالهتمام‬ ‫والتفاني‪ ،‬علمنا الصدق واإلخالص والقيم اإلنسانية املثالية‪.‬‬ ‫حلظة الوداع الصعبة تؤكد لنا قيمة ما كنا غير متنبهني له‪ ،‬إنها‬ ‫من أصعب اللحظات وأكثرها أملاً وحسرة‪ ،‬مع الوعد والعهد أنك‬ ‫باق يا أبا وائل‪.‬‬ ‫في قلوبنا ٍ‬ ‫في مأمت حاشد ومهرجان الوفاء شيّع تيار التوحيد اللبناني‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أمني التعبئة الرفيق غازي عبد اخلالق‪ ،‬حيث حملته ثلة من سرايا‬ ‫املقاومة الوطنية اللبنانية على األكف تقدمها رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني الرفيق وئام وهاب الذي منح درع ووسام البطولة والشرف‬ ‫للشهيد املقاوم ملقياً نظرة الوداع األخيرة على جثمانه الطاهر‬ ‫وسط زغردة النساء ودموع الرئيس الذي عانق جنله وائل محتضناً‬ ‫آالمه‪ ،‬هكذا ودعت مجدلبعنا ابنها البار بحضور سياسي مميز‬ ‫تقدمه الوزيران السابقان فايز شكر ومحمود عبد اخلالق‪ ،‬املنفذ‬ ‫العام للحزب السوري القومي االجتماعي حسام العسراوي‬ ‫وحشد من مشايخ الطائفة الدرزية واهالي اجلبل‪.‬‬


‫وفد تيار التوحيد اللبناني يترأسه رئيس التيار وهيئة العمل التوحيدي يقدم التعازي‬ ‫الهل الفقيد وآل عبد اخلالق‬

‫وقدم املتكلمني الرفيق بهاء عبد اخلالق بكلمة قال فيها‪:‬‬ ‫يا ابا وائل‬ ‫هي وقفة الوداع التي يتهيبها الرفاق‬ ‫هي حرقة القلوب اجملروحة لبسمة من الشفاه التي لم تعرف سوى قول‬ ‫احلق‬ ‫يا ابا وائل‪ ....‬والشباب املقاوم ال تنال منه السنون وال يشيبه الدهر‪.‬‬ ‫يتداخل في مسالك الزمن خالدا ً ازلياً‪ ...‬فيقاوم املوت وينتصر‪.‬‬ ‫علمنا الصمود على احملن‪ ...‬معك اآلن‪ ..‬في رحيلك املفاجئ‪ ...‬قلوبنا‬ ‫ولهى‪ ....‬تنتظر اطاللة الوجه الصبوح والكلمة الطيبة‪.‬‬ ‫وخيالك يثرى في اخمليلة‪ ...‬فيبعث في قلوب الرفاق حزنا ً غامراً‪ ...‬ودمعا ً‬ ‫حبيساً‪.‬‬ ‫هو القدر في أحكامه ومصيره‪.‬‬ ‫وليس لنا واهلل سوى الصبر والرضى بحكمته تعالى‪ ،‬فليرحمك اهلل‪.‬‬ ‫ثم ألقيت كلمات التأبني‪ ،‬أما أبرزها فكانت ثالثاً‪...‬‬

‫وهاب يلقي كلمته مستذكرا ً قيم الراحل‬

‫وهاب‬

‫وبعد كلمات تأبينية‪ ،‬أ ّبن الرئيس وهاب الفقيد الغالي بكلمة حملت‬ ‫كلماتها وتعابيرها الغصات واحلزن وهذا نصها‪:‬‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪105‬‬


‫املشايخ األجالء‬ ‫الرفاق في احلزب السوري القومي االجتماعي وفي تيار التوحيد اللبناني‬ ‫يا رفيقي يا أمني املسيرة والنضال‪ ،‬الغصة متأل القلب فتمنع الكلمة عن‬ ‫التعبير‪ ،‬أهو الفراق املفاجئ الذي نؤمن بأنه قدر ومصير‪ ،‬هذا الذي يحزن‬ ‫ويسبب اللوعة أم هو اإلحساس باحلاجة إلى الرأي السديد والساعد الذي‬ ‫يبني ويشيد‪ ،‬رأيت بالدك مقتولة الكبرياء فضجت بك احلمية ذلك ألنك‬ ‫من أبناء احلياة تلك التي اختمرت في النفوس واستلهمت القضية لتوقظ‬ ‫في النفس الغيرة واإلباء فمضيت معنا تستسهل الصعب وتستمرئ‬ ‫تفت في عضدك مصاعب‬ ‫النضال‪ .‬لم يثن من عزميتك التهويل ولم‬ ‫ّ‬ ‫الطريق فأعطيت القضية من زخم روحك الكثير ولم تبخل‪ .‬استلهمت‬ ‫تاريخ األجداد فأدركت أن املقاومة طريق الكرامة فشهرت سالح النضال‬ ‫الذي ال يغمد وكنت من املقاومني األوائل فعشت مقاوما ً ورحلت مقاوما ً‬ ‫مطمئنا ً ان املقاومة في لبنان بخير ولم تحَ ْ ِن ْك مصاعب العيش فمضيت‬ ‫عابئ بالصعاب‪ .‬هدفك القضية‬ ‫في مسيرتك النضالية نحو القمة غير‬ ‫ٍ‬ ‫اما نحن فبقينا معك نلوذ منك من اخلطر وبرفقتنا إعجاب ملا تفعل وتقدم‬ ‫دون ان نتمكن مرة من رد اجلميل‪ ،‬كنت بحق مثال املقاوم الشريف وأثبت انك‬ ‫صنو للرجال الرجال عرفك الرفاق يقظا ً للجهاد فكنت لهم عنوان الثبات‪،‬‬ ‫رحلت قبل أن تشهد بعد يومني االنتقال من مرحلة إلى مرحلة ساهمت‬ ‫أنت فيها‪ .‬مرحلة ستشهد انفراجا في انتخاب العماد ميشال سليمان‬ ‫رئيسا للجمهورية‪ ،‬بعد سنوات عصيبة‪ ،‬وهو الرجل املعروف بوقوفه إلى‬ ‫جانب املقاومة وهو املعروف بإميانه ببناء أفضل العالقات مع الشام حيث‬ ‫الصمود وعاصمة التصدي واملمانعة في املنطقة وتفتح اجملال أمام فترة‬ ‫هدوء تناقش خاللها كل القضايا اخلالفية‪ ،‬ومنها اتفاق الطائف الذي لم‬ ‫يعد قابالً للحياة‪ .‬وفي اجلبل يا غازي لن يكون هناك احتكام للسالح كما‬ ‫أردت‪ ،‬والسالح في اجلبل لن يكون حالً بل هو ضد العدو وللحفاظ على وحدة‬ ‫لبنان وعروبته وحلماية اجلبل‪.‬‬ ‫رفاقك حولك اآلن يعتصر قلوبهم احلزن وتؤملهم حلظة الوداع وقد كنت‬ ‫لهم رائدا ً وأصبحت لهم علما ً ولسوف تظل ذخيرة حية هي ذكراك وستبقى‬ ‫في ضمائرنا جميعا ً عنوان الوفاء واإلخالص ولن يبقى لنا بعدك سوى الصبر‬ ‫وداعا ً يا اخلص الرجال وأوفى الرجال وأحبهم‪ ،‬واسمح لي أخيرا ً بدمع ٍة‬ ‫ترافقك إلى جوار ربك‪ ،‬رغم انك كنت تكره البكاء‪ .‬رحمك اهلل‪.‬‬

‫مفوضية مجدلبعنا‬ ‫والقى الرفيق‬ ‫سليم عبد اخلالق‬ ‫كلمة مفوضية‬ ‫مجدلبعنا في‬ ‫التيار مستذكرا ً‬ ‫احملطات املضيئة‬ ‫للرفيق غازي عبد‬ ‫اخلالق ومساهمته‬ ‫املميزة في إجناح‬ ‫العمل السياسي‬ ‫في‬ ‫واالنساني‬ ‫مجدلبعنا‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫باألمس وفي‬ ‫مثل هذه الساعة‬ ‫كنت بيننا وما‬ ‫فارقت االبتسامة‬ ‫ثغرك متلي على‬ ‫الرفيق‬ ‫هذا‬ ‫دون‬ ‫القرارات‬ ‫تسلط‪ ،‬ومتازح ذاك مفوض مجدلبعنا سليم عبد اخلالق‬ ‫دون أن تهتز هيبتك‪ ،‬هذا انت يا رفيقي رجل احلكمة في امللمات ال ميالق‪،‬‬

‫‪106‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫شرس ال يهادن وال يساوم‪.‬‬ ‫مقاوم‬ ‫ٌ‬ ‫خرجت من بيت الرفيق سمير واعدا ً بانك ستعود للقائنا في الغد وعدت‬ ‫ووفيت كعادتك‪ ،‬لكن واحسرتاه عدت مكفناً‪ ،‬جرحة اصابت قلبك وادمت‬ ‫قلوبنا‪ُ ،‬قم ايها البطل واسمع‪ ،‬رفاق الدرب ط ّوبوك شهيداً‪ .‬ولدت من رحم‬ ‫املقاومة فأنت شهي ٌد‪ ،‬دماؤك روت جنوب الكرامة في وقفات العز فأنت‬ ‫شهيد‪ .‬قهرت االنعزال قاومت االحتالل جابهت املتصهنني وروعت املتآمرين‪،‬‬ ‫فأنت شهيد‪.‬‬ ‫غازي آمنت بأننا كلنا مسلمون لرب العاملني فحققت القول بالفعل‪،‬‬ ‫آمنت بأن الدماء التي جتري في عروقنا هي ملك األمة متى طلبتها‪ ،‬ولم‬ ‫تتأخر يوما ً في تلبية نداء الواجب‪.‬‬ ‫نمَ قرير العني‪ ،‬الرفاق على العهد باقون‪ ،‬فاملقاومة بالنسبة لنا ليست‬ ‫خياراً‪ ،‬إنها أخالق وسلوك‪ ،‬املقاومة بالنسبة لنا ليست موقفاً‪ ،‬انها قدرنا‪.‬‬ ‫من الرفاق اليك ايها البطل وع ٌد قاطع سنكمل املسيرة‪.‬‬

‫كلمة أهل الفقيد‬ ‫ختاما ً‬ ‫كانت‬ ‫كلمة اهل الفقيد‬ ‫القاها عطاهلل عبد‬ ‫اخلالق جاء فيها‪:‬‬ ‫فقيدنا املرحوم‬ ‫غازي خطار عبد‬ ‫اخلالق نشأ في بيت‬ ‫اتخذ مبادئ احلياة‬ ‫إميانا ً لعائلته‪ ،‬فكان‬ ‫االبن املؤمن‬ ‫نِعم‬ ‫ِ‬ ‫الذي سار على‬ ‫درب والده حامالً‬ ‫قضايا أمته وهموم‬ ‫مجتمعه من خالل‬ ‫انخراطه في احلركة‬ ‫التي آمن أنها توصل‬ ‫الى حتقيق انتصار‬ ‫نهضة األمة وفالح‬ ‫اجملتمع في الوحدة‬ ‫السيد عطاهلل عبد اخلالق‬ ‫والرفاه‪،‬‬ ‫واحلرية‬ ‫وتنكب في صفوفها مسؤوليات متعددة‪.‬‬ ‫مبكرا ً رحلت يا ابا وائل وعائلتك الصغرى بأمس احلاجة الى حنانك‬ ‫وجهدك وحبك وحدبك على كل فرد منها لتكون عائل ًة منتظمة في الدرب‬ ‫الذي بدأت مسيرتك عليه‪ .‬وعزاؤنا ان مدرسة احلياة والنضال البيتية التي‬ ‫أب مفجوع برحيلك كفيلة‬ ‫تعلمت فيها ونهلت من بنبوعها وعلى رأسها ٌ‬ ‫بأن تثقف ولديك ثقافة العز والكرامة والفضائل واملناقب التي اكتسبتها‬ ‫منها في بدء املسيرة‪ ،‬طاملا انها حتتضن اخوانك الرفقاء مفيد الذي ال بد وانه‬ ‫تفجع على غيابك في مغتربه‪ ،‬واياد ورائد وشقيقتك وأخواتك كافة مبن‬ ‫قد َّ‬ ‫فيهن نسرين املغتربة في ما وراء البحار‪.‬‬ ‫وانت‪ ،‬يا ابا غازي‪ ،‬ايها العم الرفيق الصامد الصابر اليوم على هذا املصاب‬ ‫َ‬ ‫اجللل‪ ،‬ماذا عسانا نقول في هذه الفاجعة التي أصابتك؟ يكفينا القول‪ ،‬إنك‬ ‫ويشد من‬ ‫أنت من تواسينا بدل أن نواسيك‪ ،‬ألنه اإلميان الذي يعمر نفسك‬ ‫ّ‬ ‫صالبة عزميتك ويق ّوي من قوة صبرك‪ ،‬فترى في احلفيد وائل ما يع ّوضك عن‬ ‫رحيل الفقيد غازي‪.‬‬ ‫فباسم عائلتك الصغرى وباسم رفقاء الفقيد القوميني االجتماعيني في‬ ‫مجدلبعنا‪ ،‬نشكر لكم أيها املشيعون مساهمتكم في وداع الرفيق الراحل‬ ‫ومواساتكم لنا وجلميع أهالي بلدتنا مجدلبعنا‪ ،‬ال أرانا اهلل عليكم مكروهاً‪.‬‬ ‫الرحمة للفقيد الغالي والبقاء لكم ولألمة‪.‬‬


‫الرئيس يلقي التحية االخيرة ونظرة الوداع مع نائب الرئيس سليمان الصايغ فوق جثمان رفيقيهما غازي‬

‫كتبوا في غازي عبد الخالق‬

‫الكبار ال ينتهون مبأمت‬ ‫واألسئلة الكبيرة ال جتيب عليها كلمات‬ ‫كيف يأتي املوت على متون األعاصير ليس ِق َ‬ ‫ط الفارس من على صهوة‬ ‫جواده؟ وكيف تنطفئ احلياة الضاجة في عروق ما زالت تتوثب للعطاء في‬ ‫سبيل الوطن?‬ ‫كيف تتكوم األحاسيس والرجولة في جسد مسجى بال حراك‪ ،‬وهي التي‬ ‫كانت للحظات تصارع حتى املستحيل لتهيئ من ارادات شبابية ناشئة في‬ ‫حضن مؤسسة عمرها لم يتجاوز العامني درعا ً متينا ً وسدا ً منيعا ً في وجه‬ ‫املتآمرين واملتواطئني على قدسية الرسالة املقاومة؟‬ ‫“أيا ليت”‪ ...‬وهي كلمة تطلق لتعيد صوغ األمنيات التي لم يتس َن للمرء ان‬ ‫تكون في قبضة يديه‪ ،‬نطلقها هنا ونقول‪ :‬لو قدر لنا ان نعود الى يوم ميالدك‬ ‫لنستبدل اسمك من “غازي” الى “مقاوم” ونعيد مجددا ً صياغة ما كتب‬ ‫في سجل النفوس للتعريف بك‪ ،‬الخترنا باالضافة الى مسقط رأسك في‬ ‫مجدلبعنا‪ ،‬البلدة التي شهدت وحضنت سنني صباك‪ ،‬بلدة معصريتي التي‬ ‫ارتفع بها رأسك عالياً‪ ،‬انت ومن كان برفقتك من املقاومني الذين انقضوا‬ ‫على العدو االسرائيلي ومتكنوا من اسر جنود من جيشه في معركة دامت‬ ‫ليالً بكامله‪ ،‬وعندما حاول بعض يهود الداخل تطويق مجموعتكم بقصد‬ ‫انتزاع اسرى االعداء واعادتهم الى افواجهم العسكرية‪ ،‬ايقنتم انكم لن‬

‫تتمكنوا من ايصالهم الى مركز قيادتكم لضخامة الطوق من حولكم‪،‬‬ ‫قناعات تربيتم عليها بأن‬ ‫نفذمت بهم حكم التاريخ رافضني ان تساوموا على‬ ‫ٍ‬ ‫ال لقاء مع العدو اليهودي اال لقاء احلديد باحلديد والنار بالنار‪.‬‬ ‫ايها املقاوم بكل ما في الكلمة من معنى‪.‬‬ ‫مدعو النضال‬ ‫عندما داست اقدام الصهاينة تراب الوطن‪ ،‬وعندما انكفأ ّ‬ ‫للوطن احلر والشعب السعيد‪ ،‬عن ترجمة مقولتهم هذه والتصدي لعدو‬ ‫الوطن واملعتقد‪ ،‬كنت والشرفاء جتسدون تعاليم مدرسة نضالية قيم ّية‬ ‫وتلبون نداء البطولة املؤيدة بصحة العقيدة‪ ،‬وترفعون شعار وقفات العز‬ ‫التي جتسدت بالتصدي ألبناء االفاعي الذين طردوا من هيكل العبادة بعد ان‬ ‫حولوه مغارة للصوص‪.‬‬ ‫نفرت من الكالم وابتعدت عن املنابر االعالمية‪،‬‬ ‫ايها املقاوم الصامد‪ ،‬لطاملا‬ ‫َ‬ ‫ايها العامل بجد حتت طبقة الثرثرة والضجيج‪ ،‬لست الوحيد الذي تلقى‬ ‫سهام االشاعات بصدره متحاشيا ً اجلدال العقيم والسفسطة في سبيل‬ ‫االبقاء على متاسك املؤسسات‪ ،‬ولست الوحيد الذي حورب حتى بلقمة‬ ‫عيشه‪ ،‬ومحاولة النيل من كرامته وتشويه تاريخه الناصع كثلج صنني‪،‬‬ ‫لكنك كنت اجمللي في التحمل والصبر تنفيذا ً للقول املأثور‪“ :‬مهما تكاثرت‬ ‫واشتدت علينا املصاعب وسواء فهموننا ام اساؤوا فهمنا فإننا نعمل‬ ‫للحياة ولن نتخلى عنها”‪.‬‬ ‫كث ٌر امثالك‪ ،‬ممن تكسرت نصال سهام الباطل على نصال الظلم والقهر‬ ‫في صدورهم‪ ،‬وكث ٌر هم الذين فضلوا الصمت على الثرثرة غير اجملدية‪،‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪107‬‬


‫‪108‬‬

‫الوزير وهاب معزيا ً والد الفقيد خطار عبد اخلالق‬

‫وهاب متأثرا ً يواسي جنل الفقيد‬

‫الرئيس يقدم عربون تقدير ووفاء باسم الراحل لنجله وائل‬

‫ويعزي شقيقه رائد‬

‫فانتحوا جانبا ً رافضني تزييف احلقائق واملساومة على قناعاتهم وثوابتهم‪،‬‬ ‫ورافضني ايضا ً مماألة اصحاب التسلط واالثراء غير املشروع على حساب‬ ‫ممزقي الثياب واملناضلني امللبني لنداء الواجب واملتحفزين للشهادة في كل‬ ‫حلظة ليردوا وديعة الدم في عروقهم ألمتهم حني تطلبها‪.‬‬ ‫وافنيت زهرة شبابك في‬ ‫فتشت عن وجه احلق وانفاسه وروحه‪،‬‬ ‫لقد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أيقنت ان املصالح اخلاصة وتنامي الذاتية والفردية‬ ‫سبيل احقاقه وعندما‬ ‫َ‬ ‫وأوغلت في الصراع‬ ‫ابتعدت عن لغة العقل‬ ‫هي سمة بعض املؤسسات التي‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫قيم ومناقبية‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫حفاظ‬ ‫البليغ‬ ‫الصمت‬ ‫آثرت‬ ‫على السلطة والنفوذ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫فاعلة في النفوس الى ما ال نهاية‪.‬‬ ‫كل تلك املعاناة وظلم ذوي القربى دفعا بك ايها املقاوم الى التفتيش عن‬ ‫حل او وسيلة المالء الفراغ القاتل ولتجسيد ما تؤمن به من قيم اجتماعية‬ ‫ومن ثوابت ان الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود ال صراع حدود‪،‬‬ ‫وضعت كل ما متلك من معرفة وتقنية وجتارب وخبرة ميدانية في اساليب‬ ‫املقاومة في مؤسسة تيار التوحيد وتضافرت جهودك مع رفاق لك تالقيت‬ ‫امل في تيار فتي ناشئ لم تخربه سياسة احملاور‬ ‫معهم‪ ،‬وقد رأوا ما رأيت من ٍ‬ ‫ولم تدخله املفاسد‪ .‬تيار ينادي بالعلمنة والتصدي لكل اشكال االقطاع من‬ ‫اية جهة أتت‪ ،‬تيار ينأى بنفسه عن االنخراط في لعبة االمالءات اخلارجية‬ ‫واالنصياع للعوملة والتصهني ويؤمن ان اجملتمع يجب ان يبنى على املعرفة‪ ،‬ال‬ ‫مجتمع االنغالق واملذهبية والتقوقع‪ ،‬تيار القوة املؤيدة بصحة العقيدة‪ ،‬ال‬ ‫قوة االستقواء بأحالف ومعاهدات تستخف بكرامة االنسان في وطنه‪ ،‬وحتد‬ ‫من حريته ومتلي عليه حتى امناط حياته واسلوب عيشه وتوجهاته الثقافية‬ ‫والفكرية وقناعاته الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫ذلك هو االمل واالميان الذي حاولت ان تزرعه في نفوس اجلميع ومحاوال ً‬ ‫تنميته في تيار التوحيد‪ ،‬فتضافرت اجلهود من حولك كل حسب قدراته‬ ‫ومسؤولياته التي كلف بها‪ ،‬لكن القدر كان اقسى واشد‪ ،‬فوهنت شرايينك‬ ‫فسكت تاركا ً حسرة قاسية في‬ ‫من ضغط قلبك العارم والعامر بالعطاء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫قلوب اهلك ورفاقك وعارفيك‪ .‬لكن ايها املقاوم حتى النفس االخير‪ ،‬نقول‬ ‫لك‪ :‬ان الكبار ال ينتهون مبأمت واالسئلة الكبيرة ال جتيب عليها الكلمات‪.‬‬

‫من هذه الغرفة الصاخبة في ظالل عبق أنفاس ممزوج بعطر القهوة‬ ‫التوحيدية‪ ،‬رحل باألمس رفيق أحبه قلبي‪ ،‬على هذه املقاعد اجللدية جلس‪،‬‬ ‫ومن هذه الكتب وقد شرب جرعة من ثقافة التوحيد‪.‬‬ ‫كل ذلك كان باألمس حلما ً ال يعود‪ ،‬أما اليوم فقد ذهب رفيقي غازي الى‬ ‫أرض بعيدة خالية مقفرة بأداة تدعى بالد اخللو والنسيان غير أن آثاره ملا‬ ‫تزل ظاهرة على بلورة مرآة التوحيد‪ ،‬وصدى صوته ملا يضمحل بعد من زوايا‬ ‫مكتبي‪ ،‬أما آثار أصابعه محفورة على أوراق جميعها ستبقى في أماكنها‬ ‫حتى تقطن السكينة اخلرساء‪.‬‬ ‫عرفت غازي كرفيق لي في تيار التوحيد‪ ،‬رجل تستهيبه حني تستقبله‪،‬‬ ‫عظيم النفس وعظمة نفسه مقرونة بالذكاء الطبيعي واملالمح احلادة‪.‬‬ ‫كنت أجالسه محدثا ً وأسأله مستفتيا ً وأقترب منه شاكيا ً ما في قلبي‬ ‫من هموم باسطا ً ما في روحي من األسرار‪ ،‬كل ذلك كان باألمس‪ ،‬واألمس‬ ‫ذكرى ال تعود‪.‬‬ ‫حتى اآلن ال ولن أصدق أنك رحلت عنا الى األبد‪ ،‬فكل يوم أدخل مكتبي وال‬ ‫أعثرعلى حتيتك التوحيدية أعود فأحاول أن أقنع نفسي بأنك ال بد قد أطلت‬ ‫السهر ورحلت يا رفيقي‪ ،‬لكنك تركت لنا اسما ً وذكرى وأصحابا ً وساهمت‬ ‫في خلق مدرسة جديدة للسياسة‪ ،‬هي دروس في الثورة والتغيير‪ ،‬فيك‬ ‫تتجلى اللياقة اخللقية وصفات املرونة بأحلى معانيها حتى في اخلصومة‬ ‫الشريفة‪ ،‬ولعل أحلى ما في الصداقة يا غازي أن املوتى امتحانها تكون‬ ‫صداقة ما بقي افتقادك للصديق بعد حياته‪ ،‬وكأنه إذ ذاك يظل يعيش‬ ‫معك في حاجتك إليه وجتاوبك معه‪.‬‬ ‫غازي يا رفيق الدرب لن أبكيك‪ ،‬ألن حياتك تذكرنا بأن في وسعنا أن نسمو‬ ‫بحياتنا وأننا عندما نغادر هذه الدنيا نترك وراءنا آثار خطانا على رمال الزمن‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫شبلي بدر‬

‫غازي عبد اخلالق أمني املسيرة والنضال‬

‫أمني الداخلية في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫هشام األعور‬


‫وفد من املشايخ يقدم التعازي للوزير وهاب واهل الفقيد‬

‫غازي اإلنسان‪ ...‬القائد‪...‬‬ ‫كفت األرض عن الدوران‪ ..‬وتوقف القلب عن اخلفقان وسقط بيرق من بيارق‬ ‫الشرف والعنفوان والكرامة‪.‬‬ ‫تضيق الكلمات وتخجل العبارات عند الرثاء‪ ،‬فالفقيد أكثر بالغة وصدقا ً‬ ‫من عبارات تكتب وتلقى أو متحى‪...‬‬ ‫البندقية وغازي‪:‬‬ ‫عندما اكون بعيدا ً عنك‪ ..‬يلفني الضباب‪ ..‬واشرب اقداحا ً من العذاب‬ ‫واوراق عمري تتساقط رويداً‪ ..‬رويدا ً كحبات الندى والزمن كله من عمري‬ ‫يضيع‪ ..‬ال صيف هنا وال ربيع‪ ..‬هكذا خاطب الرفيق غازي بندقيته ورفيقة‬ ‫دربه التي عرفته وعرفها طيلة ثالثني عاما ً قضاها في النضال والكفاح ضد‬ ‫االحتالل االسرائيلي وادواته‪ ،‬رغم صعوبة احلياة ونوائب الدهر التي وقفت‬ ‫حاجزا ً مرتفعا ً امام طموحاته املتوثبة نحو احلرية‪..‬‬ ‫جاء التوحيد وعادت احلياة ألمل لم ينقطع ولهدف لم ينهزم وعاد الشاب‬ ‫األسمر الصنديد ليحمل لواء االفتخار واملقاومة‪ ،‬عاش مكافحا ً ومناضالًَ من‬ ‫اجل قضية اعتبرها جوهر وجوده كونها متثل انعكاسا ً آلالم أمة بأكملها‪.‬‬ ‫قاتل بشرف وحمل سالح الكرامة والعزة‪ ..‬وجعل من احلب قضية ترتكز‬ ‫ملعايير اخلير والعدل واملساواة بني افراد اجملتمع اللبناني الواحد‪.‬‬ ‫كان قائداً‪ ..‬هادئاً‪ ..‬عميقاً‪ ...‬صلبا ً وحنونا ً ميتص االزمات والصدمات ثم‬ ‫يحولها للحظات فاعلة ومؤثرة‪.‬‬ ‫عملت معه في التعبئة وكان لي شرف التعرف إلى قائد متواضع ومثابر‪.‬‬ ‫كنت أتعلم منه الصبر واحلب والتفاني بالعمل وحني أغضب وأعبر عن‬ ‫غضبي بشدة‪ ،‬يالقيني بابتسامة احلكيم‪ ،‬فأخجل من نفسي واصمت‪..‬‬ ‫وعندما أغادر املكتب يتصل وبعد ساعات قليلة معتذرا ً عن فعل لم يرتكبه‬ ‫وعن غضب ليس املسؤول عنه‪ ...‬ملاذا؟‬ ‫النه القائد الذي يجمع رفاقه ورجاله على احلب حيث كان يرى ان اي عمل‬

‫لن ينتج دون احلب والتعاون بني اجلميع وحب الرفيق غازي ملتزم بقضية‬ ‫كبيرة اسمها الوطن‪..‬‬ ‫ شهادة حق يراد بها حق‪:‬‬‫قبل يوم على وفاته دار بيننا حوار كنت فيه املهاجم القاسي وكان‬ ‫إلي بحب واحترام ويستمع لتلميذه الذي اختاره‬ ‫القائد الهادئ الذي ينظر ّ‬ ‫منذ البداية للعمل معه‪ ..‬هذه النظرة التي ما زالت جترح شعوري وضميري‬ ‫القت ردة فعل من القائد الذي اتصل بي فور نهاية االجتماع‪ ،‬معبرا ً عن‬ ‫حبه وتقديره وطالبا التواصل واللقاء بهدف معاجلة األخطاء والتعالي عن‬ ‫املهاترات‪ ،‬وأحمد اهلل ان هذا اللقاء مت‪ ،‬وكان لقاء الوداع ملا أبداه الفقيد من‬ ‫مشاعر وعواطف نبيلة وصادقة‪.‬‬ ‫قبل الرحيل بساعات قدم لي الفقيد موضوعا ً يشرح فيه وجهة نظره‬ ‫بالصراع العربي – االسرائيلي‪ ،‬حيث كان يؤمن بزوال اسرائيل وبعد نقاش عميق‬ ‫وطويل‪ ،‬قال‪“ :‬انا مع زوال اسرائيل ككيان سياسي غاصب ومحتل‪ ،‬لكن مع‬ ‫التعايش اإلسالمي – اليهودي – املسيحي في ظل دولة عربية فلسطينية”‪.‬‬ ‫أثناء عملي معه كان شغله الشاغل وضع الرفاق داخل التيار وسبل‬ ‫حتسني مستواهم املعيشي والثقافي وقدم مكتبه وسيارته ودعمه مرات‬ ‫عدة للقيام بنشاطات ثقافية‪ ،‬معبرا ً عن روح عالية من املسؤولية وجهد‬ ‫جبار مقرون بالتفاني‪.‬‬ ‫خسرنا اليوم أبا ً وأخا ً ورفيقا ً وإنسانا ً وأقل ما ميكن قوله إننا يا رفيق غازي‬ ‫نعاهدك على متابعة املسيرة والنضال لتحقيق النصر إذا كان التاريخ هو‬ ‫االمتداد بالزمان واجلغرافيا‪ ،‬االمتداد باملكان‪ ،‬فإن البطل غازي عبد اخلالق هو‬ ‫اإلنسان‪ ...‬اإلنسان‪.‬‬

‫أمني سر مجلس األمناء‬ ‫أمني اإلعالم‬ ‫ماهر سري الدين‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪109‬‬


‫جانب من املشايخ املشاركني‬

‫إلى الفارس الذي ترجل باكراً‬

‫يا ابا وائل‪.!..‬‬ ‫ويغور بنا احلزن‪ ،‬فتستعصي الدموع في املآقي‪...‬‬ ‫نحن رفاقك املؤمنون بقضاء اهلل‪ ..‬املعتصمون بحبله‪..‬‬ ‫يربكنا احلدث‪ ،‬وتهرب منا الكلمات‪ ،‬فنحتضن املصيبة‪..‬‬ ‫كنفح ٍة من عبير الصباح‪ ،‬مررت على عمرنا‪،‬‬ ‫فانتشت بك آمال الغد اآلتي إصالحا ً يحدد مسيرة التغيير‪..‬‬ ‫وكنت في نضالك املرير‪ ..‬مكافحا ً متضي‪ .‬فتتعالى عن التعب‪ .‬لتعلم‬ ‫الرفاق‬ ‫كيف التعالي عن الصغائر‪..‬‬ ‫وكيف تكون الزمالة في رفقة الدرب‪ ،‬ميزانا ً ملسلكية العمل من أجل‬ ‫القضية‪..‬‬ ‫وكيف أن الشهادة وسيل ًة الرتقاء الروح في سعيها الدائم نحو احلرية‬ ‫والكمال‪..‬‬ ‫إميانك بوجوب التغيير‪ ،‬كان سالحك في مقاومة اإلقطاع‬ ‫والطائفية‪..‬‬ ‫مشيت معنا في جلجلة آالم الوطن‪ ،‬غير عابئ بسهام االقزام‪.‬‬ ‫فحملت معنا اكليل اشواك االنقسام والتشرذم‪ ،‬فلم ترهبك‬ ‫االحداث‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬ألنك كنت تعلم ان اجلهل املستشري هو سجن للنفوس‬ ‫الصغيرة‪.‬‬ ‫وأن التعصب القابع في غياهب عقول الفتنة‪ ،‬هو الذي يطلب ردة‬ ‫الفعل‪.‬‬ ‫ووقفت معنا لنصلي ونتضرع‪.‬‬

‫‪110‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الوزير محمود عبد اخلالق يقدم التعازي للوزير وهاب‬

‫لعلهم يهتدون‪..‬‬ ‫لعلهم يخرجون من أنفاقهم ليقفوا معنا في عني الشمس‪.‬‬ ‫فيرونا على حقيقتنا ‪..‬‬ ‫ويتعظون‪..‬‬ ‫وملا اينعت بنا ورود االمل ‪ ..‬وسهلت الدرب‪.‬‬ ‫تركتنا‪ ...‬لنقف بوجوم‪ .‬يعصف بنا احلزن ويحاصرنا االلم‪..‬‬ ‫نتطلع بوله امللتاع إلى هنيهة من الزمن اآلتي‪...‬‬ ‫وبأعني مألى بحسرة الفراق ‪ ...‬نتفرس في وجوه الرفاق‪.‬‬ ‫علنا جند في مالمح احلزن املكبوت‪ ،‬شيئا ً منك‪ ..‬شيئا ً يعيدنا إليك‪،‬‬ ‫فنفرح‪.‬‬

‫حافظ ابي املنى‬


‫املشاركات‪ ،‬اسرة الفقيد بنتحنب قرب جثمانه‬

‫ثقاب الثورة املستمرة‬ ‫وصلت باكرا ً إلى مكتب “منبر التوحيد”‪ ،‬دخلت كعادتي إلى مكتب مدير‬ ‫التحرير أللقي عليه التحية‪ ،‬فإذا به متجهم الوجه‪ ،‬هائم التفكير‪ ،‬عندها‬ ‫علمت بحدوث الفاجعة التي أوقفت عجلة احلياة لرفيق زرع فينا بذور‬ ‫النضال‪ ،‬لينتقل الى عالم السكينة‪ ،‬حيث يبسط السالم ظالله الوارفة‬ ‫وحتوم مالئكة احلرية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عمن‬ ‫دموعي‬ ‫ألحبس‬ ‫مكتبي‬ ‫دخلت‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫شديد‬ ‫علي‬ ‫اخلبر‬ ‫لقد كان وقع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حولي‪ ،‬ولكن بال جدوى‪ ،‬خاصة بعد أن م ّر في مخ ّيلتي مشهد وقع في مكتب‬ ‫الرفيق هشام األعور منذ أربعة أشهر‪ ،‬حيث ارتشفت القهوة مع الرفيق‬ ‫وحتدثنا في مواضيع عدة تتعلق بالتيار بشكل خاص وبالوطن بشكل‬ ‫غازي‪ّ ،‬‬ ‫عام‪ ،‬ما أفسح أمامي اجملال للتعرف ليس فقط على غازي الرفيق‪ ،‬بل أيضا ً‬ ‫على غازي اإلنسان من خالل تعلقه بعائلته حبه لزوجته وأوالده‪ ،‬كما تعرفت‬ ‫الى غازي املناضل من خالل عرضه ملفهوم الثورة والتغيير واملواطنية‪ ،‬ورفضه‬ ‫للطائفية واإلقطاع والتسلط املستشري في لبنان عامة وفي جبلنا األشم‬ ‫خاصة‪ ،‬وتشبثه بقرار التحرر من رواسب املاضي وتبعياته وتقاليده املوروثة‬ ‫التي تتناقل عبر األجيال‪.‬‬ ‫فتحية إكبار وإجالل لك أ ّيها املناضل البطل‪.‬‬ ‫رحلت باكرا ً جداً‪ ،‬تاركا ً لنا أمانة كبيرة‪ ،‬ولكن نمَ في أمان اهلل إذ نعدك‬ ‫باستكمال مشوارك النضالي الطويل والعمل على إذكائه بكل ما‬ ‫نستطيع في سبيل احملافظة عليه‪ ،‬مؤكدين عهدنا ووعدنا في البقاء‬ ‫في خندق املقاومة الباسلة متشبثني بلبنان ليبقى حراّ مستق ّ‬ ‫ال‪،‬‬ ‫وبجبلنا األشم‪ ،‬متحدين‪ ،‬مسيحيني ومسلمني‪ ،‬ندفع عنه كل معت ٍد‬ ‫غادر ونفل كل من يسعى الى إحداث الفنت بيننا ملآرب شخصية أو‬ ‫فئوية‪.‬‬

‫من اليمني‪ :‬الوزير محمود عبد اخلالق‪ ،‬الوزير فايز شكر‪ ،‬الوزير وهاب‪ ،‬والد الفقيد‪،‬‬ ‫الصايغ وضو‬

‫نمَ مطمئنا ً أ ّيها الرفيق‪ ،‬فالثورة مستمرة‪.‬‬ ‫نمَ مطمئنا ً أ ّيها املناضل‪ ،‬فاملقاومة باقية‪.‬‬ ‫نمَ يا غازي‪ ،‬فلبنان الذي أحببته سيظل أبدا ً شامخاً‪ ،‬رافعا ً راية النصر‬ ‫في سبيل شعبه العظيم‪ ،‬مخلصا ً وفيا ً لرجاله املقاومني وشهدائه‬ ‫الذين قدموا دماءهم فداء للوطن في سبيل إثبات عروبته وقوميته‬ ‫وانتمائه‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪111‬‬


‫عز الوداع يا رفيق النضال‬ ‫اسماء مستعارة في‬ ‫تعارفنا معا ً في بداية احلرب األهلية البشعة‪ ،‬حتت‬ ‫ٍ‬ ‫معسكرات التدريب‪ .‬والتقينا مرات عديدة على جبهات النضال مؤمنني‬ ‫بقضي ٍة تساوي وجودنا‪ .‬وكان لي شرف لقائك مجددا ً في صفوف تيار‬ ‫التوحيد اللبناني لنكمل معا ً مسيرة احللم النضالي‪.‬‬ ‫كان القاسم املشترك بيننا هو وجوب حترير االرض من العدو الغاصب‬ ‫وحترير النفس من جهل التعصب والطائفية‪.‬‬ ‫دموع كثيرة ذرفت على رفاق كثر عرفناهم‪ ،‬وقد اكرمهم اهلل بنيل الشهادة‬ ‫فعبدوا الطريق بدمائهم الذكية‪ ،‬ومضينا نحن نسير على خطاهم‪...‬‬ ‫أبكرت الرحيل يا رفيقي‪ ،‬وقد قربت مواسم اجلنى‪ ،‬واعتمر االمل في‬ ‫النفوس‪ ،‬لكنها مشيئة القدر‪.‬‬ ‫فغدا ً عندما تتحرر القدس وتعود اجلوالن إلى االرض االم‪ ،‬وينعم لبنان‬ ‫بوئام شعبه بعيدا ً عن طائفية نظامه السياسي‪ ،‬وعودة االسرى وعلى‬ ‫رأسهم سمير القنطار ورفاقه اجملاهدين‪ ،‬ستطل من عليائك فرحا ً لتقول‪:‬‬ ‫حقا ً قد حتقق الوعد وانتصرت القضية‪.‬‬ ‫وحتى ذلك احلني ومهما كثرت الصعاب واحملن‪ .‬نعاهدك باننا في سبيل‬ ‫ذلك سائرون‪ .‬فطريق املقاومة لن تخذل رجاال ً عاهدوا اهلل والوطن على‬ ‫الشهادة والتحرير‪.‬‬

‫غسان العريان‬

‫وقف اليراع حائراً!!‬ ‫يراقب جمود ذراعي وضياع احلروف والكلمات‬ ‫وقال‪...‬‬ ‫ما بالك حزيناً‪ ،‬وال ترسم حزنك سطوراً؟!‬ ‫وكيف أرسم حزنا ً يفوق بحجمه حروف الكلمات؟!‬ ‫وأرسم أملا ً أشد غزارة من دموع حبرك؟!‬ ‫ألم على رفيق رحل ذات يوم ولن يعود!‬ ‫انتفض بني أصابعي وكسر جليد ذراعي وصرخ حبرا ً‬ ‫بصوت أملي ورسم!‬ ‫أأبكيك حزناً؟!‬ ‫وأي حزن على مساحة األرض‪ ،‬يغطي مساحة الفراق!‬ ‫وكيف ال؟!‬ ‫ورفاق لك ذهلوا لهول الفاجعة!‬ ‫وأ ّم ثكلى تأبى تصديق اخلبر!‬ ‫وأب يشحذ الصبر عن عتبة الزمان!‬ ‫وزوجة تنوح مصابها!‬ ‫وابن يشتكي عداوة الدهر وبؤس القدر!‬ ‫وابنة تبكي حتى ذوبان سواد عينيها!‬ ‫إنه األلم وأكثر!‬ ‫إنه الوجع وأكثر!‬ ‫وأمام هذا املشهد‪ ،‬ليلة الرحيل‪ ،‬وقفت أنتظر بزوغ الفجر‪ ،‬الذي شعرت‬ ‫أنه أبى أن يطل بنوره على الدنيا‪ ،‬وكأنه صراع يدور على عتبة الفجر‪ ،‬حيث‬ ‫ليكسر البزوغ في غياهب الظلمات‪ .‬ولم أعد أسمع‬ ‫تسمر الليل هناك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سوى بكاء العصافير وقهقهة غراب يضحك على األيام!!‬ ‫ويطول الليل وكأنه شهور‪ ،‬وإن لم يكن سنني‪.‬‬ ‫هكذا كان ليل وداعك يا غازي!‬ ‫أحسست أ ّن الليل وظلماته‪ ،‬ميحو جنومه‪ ،‬ويقتل الفجر‪ ،‬ويطفئ القمر‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬وبعد مرور أيام على غيابك أ ّيها الرفيق‪ ،‬الرفيق‬ ‫أرى أنّك أنت من هزمت املوت على يديك‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬أنت هزمت املوت ولم يهزمك!‬ ‫حي‪.‬‬ ‫مع كل صرخة مقاوم‪َ ،‬‬ ‫أنت ّ‬

‫‪112‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الوزراء‪ :‬شكر‪ ،‬عبد اخلالق‪ ،‬وهاب والى ميينهم الصايغ واالعور اثناء تأدية الصالة‬

‫حي‪.‬‬ ‫في كل يوم نصر‪ ،‬أنت ّ‬ ‫حي‪.‬‬ ‫أنت‬ ‫احلرية‪،‬‬ ‫مع كل أسير ينشد‬ ‫ّ‬ ‫في كل كلمة حق‪ ،‬ذكراك ال تفنى‬ ‫بتاريخك الذي صنعت‪ ،‬ونضالك الطويل‪ ،‬الطويل‬ ‫ألجل قضايا حق ال متوت‪.‬‬ ‫حفرت بجهدك على الدنيا نقوش احلياة‪ ،‬وقهرت بها جبروت املوت‬ ‫والفناء‪.‬‬ ‫ومع مرور السنني والعقود‪ ،‬سيدرك املوت هزميته ليسخر مما اقترفت يداه‪،‬‬ ‫ليعلم أن الذي يفنى‬ ‫هم الذين يولدون أصالً أبنا ًء للقبور‪،‬‬ ‫ويدرك أن رحيلك لن يكون فنا ًء‬ ‫فكيف ميوت رجل‪ُ ،‬ولِد يوما ً للحياة‬ ‫ومن أبناء احلياة‪.‬‬

‫رمزي أبو ضرغم‬

‫إلى رفيقي وأخي غازي عبد اخلالق‬ ‫مش هيك وعدك كان يا مقاوم عنيد ‬ ‫ ‬ ‫تانشارك التيار بعيدو اجمليد‬ ‫شو غ ّيرك حتى صرت عنا بعيد ‬ ‫والعيد عنا غ ّيب الوجه السعيد ‬ ‫يا صاحب الوجدان والقلب الكبير ‬ ‫مخلص كنت لصفوفنا واعي قدير ‬ ‫هم بيك وال أمير ‬ ‫ما كان عندك ّ‬ ‫وكلمة رئيسو وقت تقرير املصير ‬ ‫يا قلب كل الطهر والرقة حوى ‬ ‫ ‬ ‫ذوبت عمرك َع طريق الواجبات‬ ‫قديش كنت تقول من قبل املمات ‬ ‫ّ‬ ‫ماضي معو عهد الشراكة باحلياة ‬ ‫تواقع الدهر وجندلك زتّك جريح ‬ ‫ ‬ ‫كنت نسمة روح مبالعب ريح‬ ‫ملل مالكك شاف قنديلك شحيح ‬ ‫فيي روح من روح املسيح ‬ ‫يا ريت ّ‬

‫ّ‬ ‫بتطل بني صفوفنا‬ ‫وعدتنا‬ ‫وتزقف بيوم االنتصار كفوفنا‬ ‫تركتنا وحكمت فينا ظروفنا‬ ‫وبدل التهاني بالتعازي ضيوفنا‬ ‫كانت حياتك للنضال مك ّرسي‬ ‫تخ ّرجت من أشرف وأنبل مدرسي‬ ‫مقاومة وتيار فكرك ما نسي‬ ‫تنزل على صدرك آيات مقدسي‬ ‫يا صوت فوق بناء الكلمة دوى‬ ‫وكنت تعطي كل ما عندك قوى‬ ‫شوف مستوصف رفيع املستوى‬ ‫وما حلق يفديك بحبة دوا‬ ‫بعدما بدرب املتاعب ل ّوشك‬ ‫وما شفت نسمة روح كانت تنعشك‬

‫بحياة عينك ِقلنا شو وشوشك‬ ‫بدحرج حجار املقبرة وبع ّيشك‬

‫ابن اجلبل‬


‫الصالة على جثمان الفقيد‪ ،‬ووري الثرى في مدافن البلدة‬

‫رجال الدين يتقدمون اجلنازة املرفوعة على االكف في طريقه االقصر الى السماء‬

‫الصالة على روح الفقيد‬

‫حملة االكاليل يتقدمون موكب التشييع‬

‫والى مثواه االخير‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪113‬‬


‫تيار التوحيد اللبناني وآل الفقيد‬ ‫تقبلوا التعازي في دار الطائفة الدرزية ‪:‬‬ ‫تقبل رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب ووالد الفقيد خطار عبد اخلالق وأسرته وآل عبد اخلالق التعازي‬ ‫بفقيدهم املرحوم أمني التعبئة غازي عبد اخلالق في دار الطائفة الدرزية في بيروت‪ ،‬حيث أ ّمت شخصيات سياسية ودبلوماسية‬ ‫وعسكرية وإعالمية‪ ،‬وقيادات حزبية ومرجعيات دينية وفعاليات اجتماعية ووفد نسائي ضمّ السيدات غادة فغالي وجنوى‬ ‫الداعوق وسهيلة ذبيان عن جتمع النهضة النسائية‪ ،‬والسيدات هال النابلسي وحورية شجاعة ماضي عن احلزب السوري‬ ‫القومي االجتماعي‪ ,‬عقيلة العميد علي احلاج السيدة سمر احلاج‪.‬‬ ‫وشارك في التعزية وفد من أعضاء هيئة العمل التوحيدي برئاسة رئيس الهيئة الشيخ صالح ضو‪ ،‬ومرجعيات روحية‬ ‫ودينية ضمت الشيخ فوزي كوكاش على رأس وفد من مشايخ بلدتي العزونية ومجدليا‪.‬‬

‫الشخصيات المشاركة بالتعازي في دار الطائفة الدرزية‬

‫وزراء ونواب‪:‬‬ ‫ دولة الرئيس األسبق سليم احلص‬‫ النائب إميل إميل حلود ممثالً فخامة رئيس‬‫اجلمهورية السابق إميل حلود‬ ‫ النائب علي حسن خليل‬‫ النائب أيوب حميد‬‫ النائب علي بزي‬‫ النائب غازي زعيتر‬‫ النائب قاسم هاشم‬‫ النائب ياسني جابر‬‫ النائب محمد فنيش‬‫ النائب علي عمار‬‫ النائب امني شري‬‫ النائب أنور اخلليل‬‫ النائب عباس هاشم عن تكتل التغيير واإلصالح‬‫ النائب السابق فيصل الداوود‬‫ النائب والوزير السابق عصام نعمان‬‫ النائب السابق زاهر اخلطيب امني عام رابطة‬‫الشغيلة‬ ‫ النائب السابق محمد البرجاوي‬‫ النائب السابق غسان مطر‬‫ النائب السابق ناصر قنديل‬‫ النائب السابق عدنان عرقجي‬‫احزاب‪:‬‬ ‫ رئيس احلزب السوري القومي االجتماعي علي‬‫قانصو على رأس وفد من احلزب ضم‪:‬‬ ‫ املنفذ العام للحزب السوري القومي‬‫االجتماعي حسام العسراوي‪ ،‬كمال نادر‪ ،‬لبيب‬ ‫ناصيف قاسم صالح وعميد اخلارجية في احلزب‬ ‫السوري القومي االجتماعي جورج خيراهلل‬ ‫ األمني القطري حلزب البعث العربي االشتراكي‬‫الوزير السابق فايز شكر‬ ‫‪ -‬رئيس املكتب السياسي حلركة امل جميل‬

‫‪114‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حايك وعضو املكتب السياسي للحركة محمد‬ ‫جباوي واالستاذ زياد الزين مسؤول احلركة في‬ ‫بيروت‬ ‫ عضو اجمللس السياسي حلزب اهلل محمود‬‫قماطي‬ ‫ األمني العام للتنظيم القومي الناصري‬‫األستاذ سمير شركس‬ ‫ عضو املكتب السياسي حلزب الطاشناق‬‫االستاذ بارور آرسن‬ ‫ أمني سر إقليم لبنان‪ ،‬فتح االنتفاضة األخ منر‬‫قدورة‬ ‫ أمني سر اقليم لبنان‪ ،‬الصاعقة األخ أبو‬‫حسن غازي‬ ‫ ممثل اجلبهة الشعبية ‪ -‬القيادة العامة (في‬‫لبنان) األخ أبو عماد رامز‬ ‫ ممثل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني‬‫في لبنان األخ أبو خالد الشمال‬ ‫ محمد ياسني ممثل جبهة التحرير‬‫الفلسطينية في لبنان األخ محمد ياسني‬ ‫ ممثلو حزب االحتاد االستاذ أحمد مرعي وهشام‬‫طبارة وطالل خان كان‬ ‫ عضو قيادة املؤمتر الشعبي اللبناني كمال‬‫حديد ممثالً الدكتور كمال شاتيال‬ ‫ رئيس حزب التضامن االستاذ اميل رحمة‬‫ األمني العام للحزب الدميقراطي الشعبي‬‫االستاذ نزيه حمزة‬ ‫ اسامة حمدان ممثل حركة حماس‬‫ علي بركة مسؤول العالقات السياسية في‬‫حركة حماس‬ ‫ جورج خيراهلل عميد اخلارجية في احلزب‬‫السوري القومي االجتماعي‬ ‫ وفد احلزب العربي الدميقراطي برئاسة مسؤول‬‫العالقات السياسية االستاذ مهدي مصطفى‪.‬‬

‫ االمني العام احلزب العربي االشتراكي علي‬‫حرقوص و احمد شكر رئيس املكتب السياسي‬ ‫ وفد املرابطون برئاسة يوسف الغزاوي‬‫ نائب رئيس املكتب السياسي للحزب القومي‬‫توفيق مهنا وغسان حسن‬ ‫ القائم بأعمال السفارة االيرانية مجتبى‬‫الفردوسي يرافقه املستشار السياسي لدى‬ ‫السفارة محمد بابائي‬ ‫ سفيرة فنزويال السيدة سعاد كرم‬‫ املسؤول اإلعالمي لدى سفارة كوبا السيد‬‫غييرمو سواريز‬ ‫ قنصل عام السفارة اليمنية‬‫ وفد من قيادة السرايا اللبنانية للمقاومة‬‫ بسام القنطار‬‫ السيد جورج احللو‬‫ االستاذ عماد مرمل (املنار)‬‫ احلاج محمد عفيف‬‫ االستاذ ضياء أبو طعام‬‫ االستاذ ابراهيم فرحات‬‫ االستاذ سركيس أبو زيد‬‫ االستاذ معن بشور‬‫ املديرالعام للعالقات اخلارجية في مجلس‬‫النواب االستاذ بالل شرارة‬ ‫ االستاذ عبد اهلل عبد احلميد‬‫ االستاذ حافظ الصايغ‬‫ الدكتور وجدي عبد اخلالق والدكتور مروان ابو‬‫شقرا‪.‬‬ ‫ الشيخ زهير جعيد (عضو جتمع علماء‬‫املسلمني)‬ ‫ الشيخ حسني خريس (جتمع العلماء‬‫املسلمني)‬ ‫ والشيخ شريف توتيو ممثالً الشيخ فتحي‬‫يكن عن جبهة العمل االسالمي‪.‬‬


‫الرئيس احلص والنائب مروان فارس يقدمان التعازي لرئيس تيار التوحيد اللبناني القائم بأعمال سفارة اجلمهورية االسالمية االيرانية يقدم التعازي‬ ‫ووالد الفقيد وجنله وشقيقه‪.‬‬

‫وفد من احلزب السوري القومي االجتماعي برئاسة علي قانصو‬

‫النائب علي حسن خليل‬

‫النواب غازي زعيتر‪ ،‬قاسم هاشم وعلي بزي‬

‫من اليمني‪ :‬سليمان الصايغ‪ ،‬وهاب‪ ,‬محمد فنيش‪ ،‬قاسم صالح‪ ،‬محمود عبد اخلالق‪،‬‬ ‫والد الفقيد خطار عبد اخلالق‪ ،‬زعيتر‪ ،‬بزي‪ ،‬قانصو‪ ،‬علي حسن خليل‪ ،‬قاسم هاشم‬ ‫وجنل الفقيد وائل‬

‫النائب انور اخلليل‬

‫النائب علي عمار‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪115‬‬


‫‪116‬‬

‫الوزير محمد فنيش والنائب امني شري‬

‫النائب السابق اميل اميل حلود‬

‫الوزير السابق عصام نعمان‬

‫مدير االخبار في تلفزيون “املنار” محمد عفيف والزميل عبداهلل شمس الدين‬

‫رئيس حزب التضامن اميل رحمة‬

‫النائب ياسني جابر‬

‫النائب السابق ناصر قنديل‬

‫عضو اجمللس السياسي في “حزب اهلل” محمود قماطي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫النائب السابق عدنان عرقجي‬

‫النائب السابق فيصل الداوود والوزير السابق فايز شكر‬

‫عضوا “جتمع العلماء املسلمني” الشيخ زهير اجلعيد والشيخ حسني غبريس‬

‫امني عام احتاد الكتاب اللبنانيني النائب السابق غسان مطر وبالل شرارة‬

‫مسؤول منطقة اجلبل في “حزب اهلل” بالل داغر‬

‫اسامة حمدان «حماس» يقدم التعازي لوهاب والنائب السابق زاهر اخلطيب‬

‫منر قدورة «فتح االنتفاضة» وابو حسن غازي امني «الصاعقة»‬

‫النائب السابق محمد برجاوي‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪117‬‬


‫‪118‬‬

‫من اليمني‪:‬النائب عباس هاشم‪ ،‬وهاب‪ ،‬ومسؤول املرابطون يوسف الغزاوي‪،‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي تقدم التعازي‬

‫وفد السفارة الكوبية‬

‫الزميل عماد مرمل‬

‫رئيس احلزب القومي يقدم التعازي لوالدة الفقيد وزوجته‬

‫النائب السابق اميل حلود‬

‫زوجة الفقيد ووالدته وشقيقاته وابنته يتقبلن التعازي‬

‫اكليل من سرايا املقاومة اللبنانية ضد العدو االسرائيلي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫املرحوم غازي مع زوجته هيام وولديه زينة ووائل‬

‫برقيات تعزية‬

‫الصديق العزيز السيد وئام وهاب رئيس تيار التوحيد اللبناني احملترم‪.‬‬ ‫باسم حكومة اجلمهورية البوليفارية الفنزويلية‪ ،‬وباسم جميع اعضاء السفارة‪ ،‬وباسمي‬ ‫اخلاص‪ ،‬نتقدم بأحر آيات التعازي‪ ،‬لشخصكم الكرمي وألعضاء تيار التوحيد اللبناني كافة‪ ،‬لفقدان‬ ‫املرحوم غازي خطار عبد اخلالق‪ ،‬امني التعبئة في تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬كما نقدم تعازينا بشكل‬ ‫خاص لعائلة الفقيد سائلني اهلل أن يدخله فسيح جنانه وأن يلهم اهله الصبر والسلوان‪.‬‬

‫سفيرة اجلمهورية البوليفارية الفنزويلية في لبنان‬

‫د‪ .‬سعاد كرم‬

‫وهاب وعبد اخلالق ‪ :‬جمعهما النضال‬

‫األخ املناضل وئام وهاب‪ ،‬رئيس تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬حفظه اهلل‬ ‫باسم األخ أبو موسى‪ ،‬أمني سر اللجنة املركزية وأعضاء اللجنة املركزية واسم كوادر‬ ‫نتقدم إليكم بالتعازي احلارة لفقدان الشهيد املرحوم‬ ‫ومناضلي حركة فتح‪ /‬االنتفاضة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫غازي عبد اخلالق‪ ،‬مسؤول التعبئة في تيار التوحيد‪ ،‬داعني اهلل أن يحفظكم جميعا ً ملا‬ ‫فيه خير أمتنا العربية واإلسالمية‪ ،‬وللبنان العربي التقدم واالزدهار الذي كنتم دائما ً في‬ ‫طليعة املناضلني لصون عروبته ووحدته‪ ،‬وداعمني قضيتنا الفلسطينية‪ ،‬نكرر التعازي لكم‬ ‫وثورة حتى النصر‬ ‫وإلخوانكم‪ ،‬والسالم عليكم‪.‬‬

‫أبو حازم‬ ‫أمني السر املساعد حلركة فتح‪ -‬االنتفاضة‬

‫معالي الوزير وئام وهاب احملترم‬ ‫السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪،‬‬ ‫لقد كان ملواساتكم الصادقة في وفاة املغفور له باذن اهلل تعالي الشيخ ناصر بن زايد آل‬ ‫نهيان ( رحمه اهلل) أطيب األثر في نفوسنا‪ ،‬وإننا إذ نعرب لكم عن جزيل الشكر وبالغ إمتناننا‪،‬‬ ‫داعني اهلل عزوجل ان يتغمد الفقيدبواسع رحمته ورضوانه ويسكنه ويجنبكم كل مكروه‪.‬‬ ‫وفي احدى مناسبات التيار‬

‫سفير دولة االمارات العربية املتحدة‬ ‫محمد سلطان السويدي‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪119‬‬


‫إسرائيل إلى زوال‬ ‫إسرائيل دولة بعد أن كانت مملكة قبل أن يتم‬ ‫تدميرها على يد نبوخدنصر ويسبي آالفا ً عدة‬ ‫من اهلها إلى العاصمة بابل‪ ،‬إلعادة إصالحهم‬ ‫إنسانياً‪ .‬وهناك تفتحت عيون هذه اجلماعة التي‬ ‫لم تعرف من احلضارة شيئا ً ولم تعرف من العلوم‬ ‫شيئا ً أيضاً‪ ،‬التي عاشت حياة بداوة وترحال دائم‬ ‫باحثة عن املاء واملرعى‪ .‬ففي بابل تعرفوا إلى الدين‬ ‫واملالحم واالساطير والعلوم‪ ،‬وهناك كتبوا توراتهم‬ ‫املزعومة التي نحلوا اليها معظم االساطير في‬ ‫بالد الرافدين ونسبوها إلى أنفسهم‪.‬‬ ‫فاحتكار املعرفة صفة يهودية‪ ،‬واجلشع صفة‬ ‫يهودية والتعطش الدائم للدم صفة إلله اليهود‬ ‫والتوصية بالقتل صفة الدين اليهودي وحده دون‬ ‫باقي األديان على االرض‪.‬‬ ‫وفي نظرة سريعة إلى هذا العرض التاريخي‬ ‫جند ان الصراع هو صراع قيم ومفاهيم قبل ان‬ ‫يكون صراعا ً على االرض واجلغرافيا‪.‬‬ ‫فيسوع الناصري لم يصارع اليهود على بقعة‬ ‫ارض آنذاك بل رأى في هذه الهجرة الغريبة‬ ‫الوافدة خطرا ً على أمتنا ملا حتمله من مفاهيم‬ ‫غريبة متخلفة غير قادرة على االنصهار‪ .‬كما‬ ‫ورد في القرآن الكرمي أن أشد الناس عداوة للذين‬ ‫آمنوا هم اليهود‪ ،‬وال ننسى معارك املسلمني ضد‬ ‫اليهود في أكثر من موقعة‪.‬‬ ‫بعد كل ما تقدم ميكن القول إن البعض يسيء‬ ‫فهم هذا الصراع وتفسيره‪ ،‬فالسائد هو اعتبار أن‬ ‫قيام دولة إسرائيل قد متّ في ‪ 15‬أيار ‪ ،1948‬والذي‬ ‫يعتبره العالم التاريخ الرسمي لقيام دولة اليهود‬ ‫احلديثة‪.‬‬ ‫ولكن هذا فهم خاطئ اذ ان بعض الذين درسوا‬ ‫املسألة اليهودية وحذروا منها اعتبروا ان الدولة‬ ‫اليهودية قد قامت من الوجهة احلقوقية الفعلية‬ ‫عند قيام أول كيبوتز يهودي بتخريج أول دفعة من‬ ‫املهندسني الزراعيني عام ‪ 1884‬اي قبل اربعة وستني‬ ‫عاما ً من اإلعالن الرسمي لقيام دولة االغتصاب في‬ ‫فلسطني‪ ،‬ويأتي مؤمتر بال عام ‪ 1897‬ليضع خطة‬ ‫سيطرة اليهود على العالم وليس على فلسطني‬ ‫وحدها‪ .‬فهذا املؤمتر الذي وضع نصوص بروتوكوالت‬ ‫حكماء صهيون وكانت اخلطة املنظمة لسيطرة‬ ‫اليهود على العالم انطالقا ً من “ارض امليعاد”‪،‬‬ ‫حسب زعمهم‪ ،‬التي تكلل مدخل الكنيست‬ ‫االسرائيلي بان “حدودك يا اسرائيل من الفرات الى‬ ‫النيل”‪ ،‬يجب ان نعترف بان االحداث الدولية التي‬ ‫رافقت هذه اخلطة املنظمة تنظيما ً عاليا ً ومصمما ً‬ ‫على الوصول لألهداف النهائية لها استطاعت‬ ‫القضاء على كل قوة منعت او حاولت ان تقف في‬ ‫وجهها‪ ،‬بناء على املفهوم املادي والنفسي‪.‬‬ ‫نضرب مثاال ً على ما تقدم أن ع ّراب احلركة‬

‫‪120‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الصهيونية ثيودور هرتزل عرض على السلطان‬ ‫عبد احلميد مئة مليون ليرة ذهبا ً ثمنا ً لفلسطني‪،‬‬ ‫وعندما رفض ذلك أطاح بسلطته على سدة‬ ‫اخلالفة العثمانية اليهودي املاسوني كمال‬ ‫أتاتورك ليؤسس دولة تركية جديدة متنكرة‬ ‫لتاريخها وغير قادرة على صنع مستقبلها مع‬ ‫محيطها‪.‬‬ ‫حاول املفكرون املهتمون التحذير من خطر‬ ‫الهجرة اليهودية املباشر على فلسطني‪ ،‬كما‬ ‫حاول البعض تنظيم ثورة مسلحة تعمل‬ ‫على دفع خطر اليهود القادم‪ ،‬ولكنها فشلت‬ ‫ايضاً‪ .‬وهذا ينبغي أن يدفعنا إلى التمعن قليالً‬ ‫في تاريخنا احلديث منذ احلرب العاملية االولى‬ ‫وكارثة تقسيم سايكس بيكو التي فرقت‬ ‫جغرافية وطننا‪ ،‬وسعت إلى إنشاء كيانات‬ ‫طائفية ومذهبية جند أن حركات املقاومة كانت‬ ‫كثيرة لهذه املنظمات االستعمارية اجلديدة‬ ‫بدءا ً بالعريضة التي وقعها وجهاء العلويني الى‬ ‫املفوض السامي الفرنسي التي رفضت قيام دولة‬ ‫علوية‪ ،‬انتهاء بثورة اجملاهد األكبر سلطان باشا‬ ‫االطرش ضد الفرنسيني التي عطلت مشروع‬ ‫قيام دولة درزية في جبل العرب‪ ،‬وال ننسى بطل‬ ‫معركة ميسلون يوسف العظمة الذي خاضها‬ ‫وكان يعرف نتائجها سلفاً‪.‬‬ ‫وما ثورة ‪ 1936‬وجتربة جيش اإلنقاذ الفاشلة‬ ‫سوى دروس يجب علينا ان نقف عندها‪ ،‬مفادها‬ ‫ان العطاءات كانت دوما ً عظيمة وجبارة‪ ،‬ولكن‬ ‫التفرقة والتشرذم كانا سي َد ّي املوقف مما أتاح لعدو‬ ‫منظم االنتصار دوماً‪ ،‬لكن رغم حجم التضحيات‬ ‫ودماء الشهداء وآالم االمهات والزوجات واليتامى‬ ‫ودموعهم فلم يتسرب اليأس وال التعب الى‬ ‫نفسية شعب عرف املقاومة مفهوما ً ونهجا ً‬ ‫في ثقافته فما كان من جتارب مقاومة قدميا ً ت ّوج‬ ‫بانتصار متوز العظيم عام ‪ ،2006‬بقيادة سماحة‬ ‫السيد حسن نصر اهلل قائدنا جميعاً‪ ،‬أطال اهلل‬ ‫بعمره ومقاومينا األشاوس ودماء اطفالنا ودموع‬ ‫نسائنا وصمود شعبنا‪ ،‬فقامت مقاومتنا بسد‬ ‫الثغرات ودرس تاريخ مآسي شعبنا‪ ،‬فكانت اخلطة‬ ‫املنظمة العاملون رجالها حتت طبقة من الثرثرة‬ ‫والضجيج بصمت‪ ،‬فب ّينت الصراع بني املفاهيم‬ ‫الطارئة واملفاهيم االصيلة وحسمتها إلى األبد‪،‬‬ ‫فاندحر مفهوم الـ”أنا” أمام مفهوم الـ”نحن”‬ ‫ومفهوم العيش أمام مفهوم احلياة ومفهوم الذل‬ ‫واالستسالم أمام مفهوم العز والثبات‪.‬‬ ‫فاالنتصار االكبر الذي حتقق هو انتصار املفاهيم‬ ‫والقيم االجتماعية‪ ،‬هكذا يكون النظام القادر‬ ‫على املواجهة والصمود واالنتصار‪.‬‬ ‫من هنا نرى نحن في تيار التوحيد اللبناني‬

‫(*)‬

‫ان دورنا في هذا املنحى ضروري وهام‪ ،‬كما هو‬ ‫دور الوطنيني كافة في وطننا‪ ،‬الضرورة تقضي‬ ‫بان نفهم حقيقتنا التاريخية بشكل جيد‬ ‫واستخالص العبر منها‪ ،‬والعمل اجلاد الن نكون‬ ‫عنصرا ً فاعالً وشريكا ً أساسيا ً مع حزب اهلل‪،‬‬ ‫ولهذا مطلوب ان يكون محور عملنا في اجتاهني‪:‬‬ ‫اوالً‪ :‬بناء قواعدنا وكوادرنا لتصبح جسما ً واحدا ً‬ ‫ذا ارادة صلبة واصحاب كفاءة عالية واضعني أمام‬ ‫أعيننا املواجهة‪ ،‬الن ما اخذ بالقوة ال يسترد اال‬ ‫بالقوة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬العلم على نشر مفهو َمي املقاومة‬ ‫واملمانعة في شعبنا لنعمم انتصار النفس‬ ‫الراقية املنفتحة على النفس املنحطة املتخلفة‬ ‫املنغلقة‪.‬‬ ‫االنتصار الذي ال يراه واحد منا إال انتصار ثقافة‬ ‫“بدنا نعيش”‬ ‫املقاومة وأدب املقاومة على ثقافة ّ‬ ‫وثقافة “الهامبرغر”‪ ،‬ثقافة العطاء والفداء التي‬ ‫أشرقت وانتصرت ولن تغيب بعد اليوم ولن تهزم‬ ‫بعد اليوم‪ ،‬فهل يكون وهج الدم في متوز صدفة أم‬ ‫أنه صدق وعد إلهي؟!‬

‫أمني التعبئة‬ ‫غازي عبد اخلالق‬

‫(*) كان أمني التعبئة غازي عبد اخلالق قد‬ ‫كتب هذه املساهمة في ملف مساهمات‬ ‫قادة التيار ومسؤوليه ملناسبة ذكرى‬ ‫تأسيسه الثانية‪ ،‬وشاءت األقدار أن نودعه‬ ‫فقيدا ً راحالً بعد ساعات من وصولها إلى‬ ‫مكتب “منبر التوحيد”‪ .‬وخالل تسليم‬ ‫مساهمته ألمني اإلعالم في التيار ماهر‬ ‫سري الدين الذي استوضحه عن عدم تناوله‬ ‫فيها موضوع التأسيس كما هو مطلوب من‬ ‫إدارة حترير اجمللة‪ ،‬فأجابه الراحل‪ ،‬تغمده اهلل‬ ‫بواسع رحمته‪ ،‬أن غاية التأسيس العظمى‬ ‫هي النضال من أجل زوال إسرائيل‪ ،‬وأنه‬ ‫يرى أي عمل على أهميته ال يهدف إلى هذا‬ ‫الهدف مجرد تفصيل صغير‪ ..‬وأص ّر على‬ ‫نشر مساهمته كاملة‪.‬‬ ‫ونحن في ادارة حترير منبر التوحيد‬ ‫تقديراً ألهمية مضمون املساهمة والوعي‬ ‫الفكري والعقائدي الذي تذخر به أوفياء‬ ‫للراحل وللهدف اجلليل الذي نذر نفسه له‪،‬‬ ‫مصدقني ما أكده أن إسرائيل إلى زوال‪ ،‬ولن‬ ‫يكون مصيرها إال كذلك!‬


‫منرب اقتصادي‬

‫االقتصاد األردني يواجه أعنف أزماته‬ ‫‪ 880‬ألف أردني يعيشون تحت خط الفقر‬ ‫اخلصخصة‪ ،‬انخفاض حجم املساعدات‪ ،‬توجه‬ ‫الدولة للتحلل من مسؤولياتها االقتصادية‬ ‫واالجتماعية حيال مواطنيها وتضاؤل فرص‬ ‫العمل في دول اخلليج العربي‪ ،‬ساهمت كلها في‬ ‫التضييق على األردنيني بعد أن اشتد الفقر في‬ ‫مختلف انحاء اململكة‪.‬‬ ‫بحسب آخر اإلحصاءات الرسمية التي صدرت‬ ‫عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي في نهاية‬ ‫العام ‪ ،2007‬تظهر األرقام حول مشكلة الفقر‬ ‫في األردن األمور التالية‪:‬‬ ‫‪ 880‬ألف مواطن يعيشون حتت خط الفقر‬ ‫في األردن من السكان ويعانون نقصا ً شديدا ً في‬ ‫اإلمكانات واحتياجات احلياة األساسية‪.‬‬ ‫‪ % 41‬من اململكة مصنفة رسميا ً كجيوب‬‫للفقر‪.‬‬ ‫ تنقسم حاالت الذين يعيشون حتت خط‬‫الفقر إلى ثالث فئات رئيسة تتراوح ما بني الفقر‬ ‫والفقر املتوسط والفقر الشديد أو املدقع‪.‬‬ ‫ ‪ % 80‬نسبة الفقر في بعض التجمعات‬‫السكانية في اململكة‪.‬‬ ‫ نسبة الفقر أعلى بني األسر التي تعيلها‬‫نساء منفصالت عن أزواجهن‪ ،‬وكذلك املطلقات‬ ‫ويتبعها األرامل‪ ،‬وتوجه الدراسات إلى ضرورة‬ ‫إعطاء األولوية ملثل هذه األسر في عمليات‬ ‫التنمية وإجراءات احلماية االجتماعية على‬ ‫مستوى األردن‪.‬‬ ‫ الفقر بني األطفال أعلى من املعدل العام‬‫لنسبة الفقر في الفئات األخرى‪ ،‬حيث تبلغ‬ ‫نسبة الفقر بني األطفال دون سن الثامنة عشرة‬ ‫‪ %16‬وهي أعلى بنسبة ‪ %2‬من املعدل العام‪،‬‬ ‫األمر الذي يدفع األطفال للعمل وترك الدراسة‬ ‫وبالتالي ازدياد فرص األمية واجلهل والدخول في‬ ‫دائرة محكمة تربطها عالقات وطيدة ما بني‬ ‫اجلهل والفقر‪.‬‬ ‫ خط الفقر الرسمي هو ‪ 26‬دينارا ً للشخص‬‫في الشهر ‪ /‬نهاية ‪.2004‬‬ ‫تصل نسبة األسر التي يقل معدل دخلها‬ ‫الشهري عن ‪ 15‬دينارا ً في مناطق جيوب الفقر‬ ‫حوالى ‪ %70‬من عدد السكان‪.‬‬ ‫تظهر اإلحصائيات جميعها أن الفقراء يعانون‬ ‫من مشاكل عديدة‪ ،‬باإلضافة إلى الفقر‪ ،‬منها‬ ‫النقص في التعليم وقلة الرعاية الصحية وازدياد‬ ‫في معدالت األطفال املعالني عما هو احلال في‬ ‫باقي طبقات اجملتمع‪.‬‬ ‫وجتدر االشارة الى انه بعد هذه االحصائية‬

‫أسعار‬ ‫ارتفعت‬ ‫احملروقات ثالث مرات‬ ‫وارتفعت معها أسعار‬ ‫السلع ومستلزمات‬ ‫احلياة األخرى كافة‬ ‫ومنها املواد الغذائية‬ ‫األساسية‪ ،‬وعليه‬ ‫كان حتما ً ازدياد أعداد‬ ‫الذين يعيشون حتت‬ ‫خط الفقر‪ ،‬إال أنه لم‬ ‫تصدر أي إحصاءات‬ ‫حتدد خط الفقر اجلديد أو تتعامل مع نسب‬ ‫التضخم باألسعار حتى هذه اللحظة‪.‬‬

‫خسائر مالية ضخمة‬ ‫ويسير االردن على نسق دول عديدة في العالم‬ ‫ربطت عملتها بالدوالر االميركي ما احلق بها‬ ‫خسائر مالية‪ .‬فاالقتصاد االردني تكبد خسائر‬ ‫كبيرة خالل االعوام الثالثة املاضية بحسب رصد‬ ‫خبراء ماليني‪ ،‬وذلك جراء القفزات املتتالية في‬ ‫اسعار صرف العمالت العاملية مقابل الدوالر‬ ‫االميركي‪.‬‬ ‫ويقدر اخملتصون خسارة االردن في العامني‬ ‫املاضيني لربط الدينار بالدوالر ما يزيد عن ملياري‬ ‫دوالر‪ ،‬وتكمن تأثيرات ضعف الدوالر على االردن‬

‫كون مستورداته من دول االحتاد االوروبي تشكل‬ ‫نحو ربع اجمالي مستورداته اخلارجية‪.‬‬ ‫وتتعالى االصوات داخل االردن من اجل فك ربط‬ ‫الدينار بالدوالر‪ ،‬ال سيما بعد ان تأثرت معيشة‬ ‫الفرد االردني بشكل مباشر نتيجة تراجع اسعار‬ ‫الدوالر االميركي‪ ،‬االمر الذي يشكل حلقة جديدة‬ ‫في مسلسل ارتفاع االسعار‪.‬‬ ‫فسياسات ربط الدينار االردني بالدوالر االميركي‬ ‫كانت السبب الرئيس في ارتفاع اسعار العديد‬ ‫من السلع ال سيما االساسية منها‪ ،‬االمرالذي‬ ‫انعكس سلبا ً على القدرة الشرائية لألردنيني‪.‬‬ ‫فالتضخم احمللي والتضخم املستورد أثر سلبا ً‬ ‫على قيمة الدينار‪ ،‬االمر الذي ادى الى انخفاضه‪،‬‬ ‫مفسرا ً أن اململكة تعتمد معظم حاجاتها على‬ ‫االستيراد من االسواق اخلارجية‪ ،‬والتي ارتفعت‬ ‫اسعارها في دول املنشأ‪.‬‬

‫الشعب في العراء‬ ‫يشعر املواطنون األردنيون أن دولتهم قد‬ ‫تخلت عنهم‪ ،‬وتركتهم ملصائرهم في العراء دون‬ ‫إمكانات واستعدادات‪ ،‬وحتز في نفوسهم حالة‬ ‫اجملتمع املدني واألحزاب‪ ،‬فهي ال تلبي احلد األدنى‬ ‫من حاجات املرحلة التاريخية التي مير بها اإلنسان‬ ‫في األردن‪ ،‬فالغصة في حلق األردني مزدوجة‪،‬‬ ‫فالدولة انسحبت من االقتصاد‪ ،‬ومتارس السياسة‬ ‫دون إصالح‪ ،‬واجملتمع املدني واألحزاب متأل الفراغ‬ ‫دون فائدة أو إيجابية‪ .‬فالشارع األردني بات على‬ ‫قناعة تامة وعميقة من أن األزمة االقتصادية‬ ‫األردنية مزمنة‪ ،‬وأنه ـ أي الشارع ـ هو امللتزم‬ ‫وحده بتحمل إكراهات األزمة ونتائجها السلبية‬ ‫وانهياراتها املتواصلة على مستوى قيمة احلياة‬ ‫وصعوباتها‪ ،‬حيث يشهد االقتصاد األردني واحدة‬ ‫من اعنف أزماته‪ ،‬والتي تتمثل بالركود العميق‬ ‫واملنحنى التضخمي الذي يأكل الدخول والرواتب‬ ‫دون هوادة أو رادع‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪121‬‬


‫مقابلة‬ ‫أمين السر المساعد لحركة فتح االنتفاضة (زياد الصغير‪/‬ابو حازم) لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫رهاننا على مثلث الدعم والصمود من دمشق إلى طهران‬ ‫فالمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق‬

‫تصادف الذكرى الستون لتأسيس دولة االغتصاب الصهيوني العبرية‬ ‫املشؤومة في أيار ‪ 2008‬تذكيراً وحفزاً للقوى املقاومة على جتديد العهد وتكريس‬ ‫العمل اجلهادي بوحدة الصفوف ووضوح األهداف الوطنية لشعبنا في فلسطني‬ ‫واملنطقة‪.‬‬ ‫وإحياء للذكرى لعل إحياءها يذكر من غابت القضية األم عن بالهم‪ ،‬فاقتتلوا‬ ‫على مرأى من العدو املغتصب أرضهم وسيادتهم عليها وبتدبير منه‪ ،‬توجهت “منبر‬ ‫التوحيد” إلى قادة الفصائل الفلسطينية بحفنة من األسئلة عن واقع الفصائل‬ ‫وحتديات القضية ووسائل املواجهة لتفعيل العمل اجلبهوي الفلسطيني‪ ،‬فحاورت‬ ‫أمني السر املساعد حلركة فتح االنتفاضة زياد الصغير (ابو حازم) الذي بدوره وجه‬ ‫التحية لالخوة في تيار التوحيد وعلى رأسه األخ املناضل وئام وهاب واخوانه الذين‬ ‫شكلوا حالة هامة في مواجهة املشروع االميركي – الصهيوني الذي يستهدف‬ ‫لبنان وعروبته ومقاومته‪ .‬وفيما يلي نص احلوار‪:‬‬

‫‪122‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وقفت حركة فتح االنتفاضة بكل صالبة‬ ‫ملواجهة املشاريع االميركية والصهيونية في‬ ‫املنطقة من اوسلو حتى مؤمتر انابوليس‪ ،‬ما هي‬ ‫قراءتكم للمرحلة الراهنة‪ ،‬وكيفية اخلروج من‬ ‫حالة اخلالف بني حركتي فتح وحماس؟‬ ‫ان املشروع االميركي – الصهيوني ‪ -‬الرجعي وفي‬ ‫ظل تفرد الواليات املتحدة االميركية وسطوتها‬ ‫الفجة على املؤسسات الدولية مستغلة االمم‬ ‫املتحدة ومجلس االمن الدولي وتوظيفهما‬ ‫في خدمة هجومها وعدوانها للسيطرة على‬ ‫منطقتنا العربية القامة منطقة االجماع‬ ‫االستراتيجي على ارض وطننا العربي‪ ،‬واخضاعه‬ ‫نهائيا ً للهيمنة االميركية الصهيونية لتفتيته‬ ‫وجتزئته والسيطرة على موارده‪ ،‬من خالل ما تعلنه‬ ‫حتقيق “مشروع الشرق االوسط الكبير” ومرة اخرى‬ ‫اجلديد‪ ،‬والتي جتعل من العدو الصهيوني املركز‬


‫االساسي لهذا املشروع‪ .‬ولم تكن ممكنة اقامة‬ ‫الشرق االوسط اجلديد هذا اال اذا جرت تصفية‬ ‫املقاومة الفلسطينية واسقاط البندقية املقاتلة‬ ‫وبالتالي تصفية القضية والتآمر على املقاومة‬ ‫الباسلة في لبنان وجتريدها من السالح املمثلة‬ ‫بحزب اهلل وقوى املعارضة‪ .‬وكذلك التدمير املبرمج‬ ‫للعراق بعد احتالله‪ ،‬وحتييد مصر بعد اتفاقية‬ ‫كامب ديفيد‪ ،‬وتهشيم ومحاصرة كل حتالف قوى‬ ‫املمانعة واملواجهة في سورية وايران وامتنا العربية‬ ‫في اقطارها االخرى‪.‬‬ ‫ومن اولويات الواليات املتحدة واملعسكر الغربي‬ ‫الذي تقوده‪ ،‬ان تظل حالة التردي واالنحدار الرسمي‬ ‫العربي ومفاقمتها خلدمة استهدافاتها وتغييب‬ ‫االمة كلها لكسر ارادتها وصالبة صمودها وفرض‬ ‫حالة اليأس عليها‪ .‬ان وطننا العربي وجواره‬ ‫االسالمي يتعرض الى الهجمة بحيث اصبحت‬ ‫املواجهة مسألة حياة او موت‪ ،‬واملقاومة خيارا‬ ‫مصيريا والتمسك باالهداف الوطنية والقومية‬ ‫هدفا ثابتا لكل قوى امتنا العربية واالسالمية وفي‬ ‫املقدمة منها “القضية املركزية االولى المتنا –‬ ‫قضية فلسطني”‪.‬‬ ‫بعد االجتياح الصهيوني للبنان عام ‪ 1982‬الذي‬ ‫شكل ذروة املؤامرة التي كان هدفها اخراج الثورة‬ ‫الفلسطينية من لبنان بعد الصمود االسطوري‬ ‫مع احلركة الوطنية اللبنانية في بيروت‪ ،‬لكي تكون‬ ‫الطريق مفتوحة لتصفية قضية فلسطني‪ ،‬وقد‬ ‫وجدت نفسها في مواجهة سلسلة متالحقة من‬ ‫املشاريع املشبوهة التي جاءت استكماال ً الجتياح‬ ‫لبنان من “مشروع ريغان”‪ ،‬و”مشروع فهد” رافقها‬ ‫استعداد البعض في قيادة الثورة لالعتراف املتبادل‬ ‫مع العدو الصهيوني‪ ،‬واالنخراط املريب في دوامة‬ ‫املشاريع املطروحة‪ ،‬لكل هذا جاءت انتفاضة حركة‬ ‫فتح عام ‪.1983‬‬ ‫لقد رأى البعض تسوية قريبة في االفق فسارع‬ ‫ملالقاتها في منتصف الطريق ناشرا ً جوا ً من‬ ‫االسترخاء السياسي والنضالي‪ .‬غير ان تطور‬ ‫االحداث جاء في غير اماني اولئك الذين وثقوا‬ ‫باملؤامرة االميركية – الصهيونية لتوريط املنطقة‬ ‫بأسرها في حروب اهلية متزقها وحتول الصراع العربي‬ ‫– الصهيوني الى صراع عربي – عربي‪ ،‬فأصبح شعار‬ ‫التحرير باجراء التسوية العادله والدائمة ملشكلة‬ ‫فلسطني الى حوارات ّسرية ومن ثم علنية‪ ،‬الى ان‬ ‫مت التوصل التفاقية اوسلو الكارثية‪ ،‬التي اسهمت‬ ‫في ايصال الساحة الفلسطينية الى ما وصلت‬ ‫اليه راهنا ً من انقسام ونتائج خطيرة ترتبت عليها‬ ‫تهديد املوجود الوطني الفلسطيني كله‪ .‬تلك‬ ‫االتفاقيات منذ ان وقعت كانت ملصلحة الكيان‬ ‫الصهيوني إلعطائه شرعية الوجود في ارض‬ ‫فلسطني ونتيجتها ايضا ً سلطة احلكم الذاتي‬ ‫االداري احملدود في الضفة والقطاع بعد التنازل عن‬ ‫‪ %80‬من وطننا التاريخي‪ ،‬ومن نتائجها الكارثية‬ ‫التخفيف عن االحتالل الصهيوني واعطاؤه‬ ‫الفرصة الزمنية الكافية لتسارع برامج التهديد‬ ‫وبناء املستوطنات وحتولت القضية الفلسطينية‬ ‫من قضية شعب اقتلع من ارضه يريد التحرير‬

‫اتفاقية اوسلو الكارثية‬ ‫أوصلت الساحة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫الى ما وصلت إليه‬ ‫والعودة الى ان اصبحت الضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫اراضي يتنازع عليها‪.‬‬ ‫لم يبخل الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية‬ ‫غال ونفيس من اجل‬ ‫وفصائله املقاومة بكل‬ ‫ٍ‬ ‫احلفاظ على وطنه في وجه الغزوة االمبريالية –‬ ‫الصهيونية‪ ،‬فقد فجر شعبنا انتفاضات متواصلة‬ ‫وثورات عارمة وعمليات قتالية جريئة ضد االحتالل‬ ‫الصهيوني داخل الوطن وخارجه للحفاظ‬ ‫والتمسك باالهداف الوطنية‪ ،‬ومن حسن الطالع‬ ‫بروز حركتي حماس واجلهاد االسالمي واغناؤهم‬ ‫املقاومة بالعمليات االستشهادية التي اعطت‬ ‫النضال الفلسطيني زخما ً ال حدود له‪ .‬والتأكيد ان‬ ‫شعبنا الفلسطيني هو صاحب احلق الطبيعي في‬ ‫وطنه وليس كتالً من الالجئني فالسير نحو الثورة‬ ‫الشعبية املسلحة والتحرير هدف استراتيجي‬ ‫واقعي وممكن‪ ،‬وهو الهدف الذي تلتف حوله‬ ‫جماهير شعبنا الفلسطيني والعربي‪ .‬وفي ظل ما‬ ‫وصلت اليه القضية الفلسطينية بفعل اتفاقيات‬ ‫التسوية التصفوية‪ ،‬وبفعل اإلقرار بحق الكيان‬ ‫الصهيوني بالوجود على ارض وطننا‪ ،‬وبفعل هدم‬ ‫وتدمير االجنازات الوطنية التي حققها شعبنا‬ ‫بتضحياته اجلسيمة على يد الفريق املساوم‬ ‫واملستسلم “فريق اوسلو” وما نتج عنه من سلطة‬ ‫ال زالت تعيش اوهام الدولة على جزء من االرض ومبا‬ ‫يسمح به سقف اوسلو او باالحرى ما تسمح به‬ ‫اسرائيل‪.‬‬ ‫ومع استمرار الواليات املتحدة وحلفائها وتابعيها‬ ‫في حربها املستمرة راهنا ً على العراق‪ ،‬وهي احلرب‬ ‫التي تنذر بتقسيمه وج ّرت الويالت عليه وال زالت‪،‬‬ ‫واحلرب العدوانية االخيرة على لبنان في متوز املاضي‬ ‫التي احلقت تدميرا ً هائالً في البنية التحتية للبنان‬ ‫بهدف تدمير املقاومة االسالمية وجتريدها من‬ ‫السالح خدمة للكيان الصهيوني وأمنه واستقراره‬ ‫في املنطقة‪ ،‬اال ان صمود وبسالة املقاومة وصمود‬ ‫البنية القتالية حلزب اهلل‪ ،‬وحنكة وشجاعة قيادة‬ ‫املقاومة وصبر وصمود الشعب اللبناني بكافة قواه‬ ‫وشرائحه والتفافه حول املقاومه قد افشل اخملطط‬ ‫االميركي في لبنان وهزم القوات الصهيونية الغازية‬ ‫شر هزمية‪ ،‬وبهذا االنتصار العظيم الذي افشل‬ ‫املشروع الصهيوني وحتطمت قدرة اسرائيل على‬ ‫التوسع‪ ،‬واحلقت بالعدو هزة استراتيجية في صلب‬ ‫كيانه العدواني مما سبب القلق على وجوده‪ ،‬لقد‬ ‫كان صمود املقاومة الوطنية اللبنانية املمثلة في‬

‫حزب اهلل مثاال ً كفاحيا ً يقتدى به في سبيل حتقيق‬ ‫االنتصار املنشود المتنا العربية واالسالمية‪.‬‬ ‫لقد وقع املشروع االميركي في ازمة عميقة‪ ،‬ولم‬ ‫يحقق اهدافه سوا ًء في العراق او لبنان او فلسطني‪،‬‬ ‫ويجري البحث في واشنطن على محاوالت جديدة‬ ‫للخروج من الورطة في العراق ومساعيها الدؤوبة‬ ‫إلنقاذ املشروع األميركي ليس في العراق فقط‬ ‫وامنا في املنطقة بأسرها‪ ،‬واعطاء مزيد من الفرص‬ ‫لعملية التهويد ملا تبقى من فلسطني‪ ،‬وتكوين‬ ‫حلف من “املعتدلني العرب” والكيان الصهيوني‬ ‫وقوى الغرب اخلاضعة للواليات املتحدة واملؤمنة‬ ‫بزعامتها‪ ،‬الستهداف جديد لكل قوى املقاومة‬ ‫واملمانعة من سورية وايران واملقاومة اللبنانية‬ ‫والفلسطينية وكل مقاوم او رافض للخضوع في‬ ‫الوطن العربي المالءات اميركا‪ .‬وفي هذا السياق‬ ‫عقد مؤمتر انابوليس في الواليات املتحدة وبادارة‬ ‫بوش الذي هو حاجة اميركية صهيونية اكثر مما هو‬ ‫حاجة فلسطينية وعربية من اجل مترير املشروع‬ ‫االميركي – الصهيوني من جديد‪ ،‬وباتخاذ خطوات‬ ‫اهمها اقامة حلف او معسكر من املعتدلني العرب‬ ‫في مواجهة قوى املمانعة واملقاومة‪ ،‬ومترير التطبيع‬ ‫مع العدو الصهيوني‪ ،‬وتشجيع فريق اوسلو الى‬ ‫املفاوضات للتوصل الى “اعالن مبادئ” او “تفاهمات”‬ ‫لتأجيل قضايا احلل النهائي‪ ،‬بهدف تصفية احلقوق‬ ‫الوطنية والتاريخية لشعبنا وفي مقدمتها حق‬ ‫العودة والقدس واملستوطنات واملياه واحلدود‪.‬‬ ‫ومن النتائج اخلطيرة املزمع اتخاذها اعالن يهودية‬ ‫الدولة ملا حتمله من التحضير لتهجير اكثرمن‬ ‫مليون ومئتي الف فلسطيني الى خارج فلسطني‬ ‫احملتلة عام ‪ ،1948‬باالضافة الى اعطاء الغطاء على‬ ‫جرمية االحتالل في حصاره وعدوانه املستمر على‬ ‫غزة ستفعله حالة االنقسام الفلسطيني وتبرئة‬ ‫العدو الصهيوني من هذه اجلرائم‪.‬‬ ‫اما حالة اخلالف بني حركتي فتح وحماس‪ ،‬ومن‬ ‫الضروري اإلشارة إلى ان مصطلح اخلالف بني فتح‬ ‫وحماس هو مصطلح ال ينطبق على حقيقة‬ ‫الواقع‪ ،‬فإننا نرى ان اخلالف بني حماس والسلطة اي‬ ‫ما متثله حماس من مقاومة ومواجهة والسلطة‬ ‫مبا متثل من مساومة وتفريط‪ ،‬فليس كل من في‬ ‫فتح مع السلطة بل ان اجنحة داخل الوطن‬ ‫احملتل وخارجه تواصل اعمال املقاومة الى جانب‬ ‫حماس واجلهاد االسالمي ومنها كتائب االقصى‬ ‫والتي تستهدفها السلطة بتجريدها من السالح‬ ‫كما هو املطلوب من حماس واجلهاد والفصائل‬ ‫الوطنية االخرى‪ ،‬ونتذكر ما اعلنته رئاسة السلطة‬ ‫باعتبار كل املقاومني ميليشيات يجب تسليم‬ ‫اسلحتهم‪.‬‬ ‫وان ما جرى في غزة هو بفعل السياسة التي‬ ‫ينتهجها فريق اوسلو ضد املقاومة وال سيما‬ ‫االجهزة االمنية املرتبطة باسرائيل والتي قامت‬ ‫باالعتداءات على املقاومني من اعتقاالت ومالحقات‬ ‫ومصادرة السالح ومحاوالت التشويه لنضالهم‬ ‫واعتبارهم “ميلشيات خارجة على القانون”‪.‬‬ ‫وللخروج من هذه االزمة نرى ان الوحدة الوطنية‬ ‫ثابت وطني جتب حمايته وتكريسه واحلفاظ عليه‪.‬‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪123‬‬


‫مقابلة‬ ‫وعلى السلطة ان توقف املفاوضات العبثية التي‬ ‫لن تعيد حقا ً واحدا ً من حقوق شعبنا وسيكتشف‬ ‫فريق اوسلو انه سيصل الى الطريق املسدود‬ ‫وال حول له وال قوة‪ ،‬عليهم العودة الى شعبهم‬ ‫وخياراته واحترام ارادة اجلماهير في الضفة والقطاع‬ ‫التي عبرت عن وفائها وتأييدها خليار املقاومة وهذا‬ ‫ما افرزته نتائج االنتخابات التشريعية عام ‪2006‬‬ ‫ملصلحة حركة حماس‪.‬‬ ‫ماذا تقولون للشعب الفلسطيني في ذكرى‬ ‫النكبة؟‬ ‫في الذكرى الستني لنكبة فلسطني ‪ 15‬ايار‬ ‫‪ 2008‬م‪ ،‬نقول لشعبنا الفلسطيني‪ ،‬ان الصراع‬ ‫مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس تناقضا ً‬ ‫على حدود‪ ،‬ولقد وردت عبارة “الكفاح املسلح”‬ ‫في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية عند‬ ‫انشائها في العام ‪ 1964‬باعتباره الطريق الوحيد‬ ‫الى حترير كامل التراب الفلسطيني وكذلك ورد‬ ‫في برنامج حركة فتح عام ‪ ،1965‬التي شكلت‬ ‫العمود الفقري للثورة الفلسطينية املعاصرة‪،‬‬ ‫وكذلك ورد في معظم أدبيات القوى والفصائل‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬فاملؤسف أن “التحرير” اصبح يتعلق‬ ‫باجلزء الذي احتل عام ‪1967‬م وبعد اتفاق اوسلو‬ ‫‪1993‬م‪ ،‬اصبح نزع البندقية الفلسطينية هدفا ً‬ ‫ايدوا هذا االتفاق فلسطينيني وعرباً‪،‬‬ ‫لكل الذين ّ‬ ‫واصبحت الدولة الفلسطينية املستقلة سلطة‬ ‫حتت االحتالل‪ ،‬ومت تهويد االرض وبناء اجلدار الفاصل‬ ‫وسلب احلقوق واجلرأة على العدوان والتدمير حتى‬ ‫على البيوت اآلمنة‪ ،‬واصبح الطفل هدفا ً لطائرات‬ ‫العدو الصهيوني‪.‬‬ ‫وللمقاومة الفلسطينية املسلحة مهمة واحدة‬ ‫هي مقاومة االحتالل الجباره على الرحيل من‬ ‫فلسطني‪ ،‬ويتم ذلك بوحدة النضال الفلسطيني‬ ‫للوصول إلى حرب الشعب الوطنية املسلحة‪ ،‬اما‬ ‫فريق اوسلو فسيصل الى الطريق املسدود ولن‬ ‫يستطيع استرجاع حق واحد من حقوق شعبنا‬ ‫مبفاوضاته العبثية‪ ،‬فالسالم في فلسطني لن يتحقق‬ ‫اال بطرد االحتالل الذي يتناقض وجوده مع السالم‪.‬‬ ‫وهل من افق جديد للعمل الوطني الفلسطيني‪،‬‬ ‫وما هي رؤية فتح االنتفاضة الستعادة وحدة الصف‬ ‫الفلسطينية؟‬ ‫ان لغة احلوار والتفاهم هي السبيل الوحيد حلل‬ ‫اخلالفات الفلسطينية وحترمي االقتتال الفلسطيني‬ ‫او استخدام القوة او التهديد بها‪ ،‬ومن هنا نطالب‬ ‫اجلميع باالحتكام الى لغة احلوار والتفاهم مع‬ ‫اطالق حوار وطني فلسطيني شامل وجاد العادة‬ ‫بناء منظمة التحرير الفلسطينية على اسس‬ ‫دميقراطية‪ ،‬وعبر اعادة االعتبار الى ميثاقها الوطني‬ ‫الذي مت الغاؤه من فريق السلطة‪.‬‬ ‫ساهمت حركة فتح االنتفاضة بشكل‬ ‫فعال في احلفاظ على الثوابت الفلسطينية‬ ‫وقدمت التضحيات وكانت دائماً رأس حربة في‬ ‫مواجهة املشاريع التي حاولت التالعب باحلقوق‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وأكدت االحداث صوابية املسار‪،‬‬ ‫هل من مبادرات خاصة لتصليب املواقف من خالل‬ ‫العمل املشترك مع باقي القوى الفلسطينية‬

‫‪124‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫سواء في حتالف القوى الفلسطينية او مع باقي‬ ‫فصائل الثورة؟‬ ‫انطالقا ً من امياننا العميق بثوابت شعبنا العربي‬ ‫الفلسطيني في ارضه ومقدساته الذي ينص عليها‬ ‫ميثاق منظمة التحرير‪ ،‬وامياننا التمسك باملسلمات‬ ‫الوطنية واالهداف واملبادئ واملنطلقات حلركتنا فتح‬ ‫وما تعنيه هذه احلركة في الساحة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وما حتمله من ثقل كفاحي وسياسي وما راكمته‬ ‫من قيم نضالية على امتداد العقود املاضية‬ ‫في وجدان شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية‬ ‫واالسالمية وباعتبارها مفجرة الرصاصة االولى‬ ‫للثورة الفلسطينية املعاصرة‪ ،‬وتكرس هدفها‬ ‫حترير فلسطني كل فلسطني بحدودها التاريخية‬ ‫فان هذه احلركة أمانة وطنية ومسؤولية تاريخية‪،‬‬ ‫فلنحمل االمانة ونقدر املسؤولية اخلطيرة‪ ،‬لكل‬ ‫هذا فإننا نؤمن بتحقيق وحدة حركة فتح متهيدا ً‬ ‫لوحدة ساحتنا الفلسطينية على اساس االهداف‬ ‫واملبادئ واملنطلقات للحركة عام ‪ .1965‬وال بد من‬ ‫االشارة اال ان انتفاضة احلركة في ‪ 1983/5/9‬لم‬ ‫تكن انشقاقا ً او انفصاالً‪ ،‬بل هي محاولة للحفاظ‬ ‫على مبادئ واهداف احلركة في برنامجها الكفاحي‬ ‫الذي اعتبر خط الكفاح املسلح وحرب الشعب‬ ‫الطويلة االمد استراتيجية وليس تكتيكياً‪.‬‬ ‫ما هي رؤيتكم ملستقبل الصراع‪ ،‬وعلى ماذا‬ ‫تراهنون؟‬ ‫نصبت الواليات‬ ‫منذ انهيار االحتاد السوفياتي ّ‬ ‫املتحدة نفسها قائدة للعالم في عهد بوش االب‪،‬‬ ‫وبعده بوش االبن لبناء وتركيب الدول في معظم‬ ‫انحاء العالم وفق رؤيتهم سياسة العوملة‪ ،‬وحددوا‬ ‫استراتيجيتهم وخاصة بعد تدمير مركز التجارة‬ ‫العاملي في نيويورك ‪/11‬ايلول‪ ،2001/‬وكانت‬ ‫مهمتهم مواجهة ما يسمى “ االرهاب” وهم‬ ‫في حقيقة االمر يريدون اوالً‪ :‬صوغ العالم وفق‬ ‫مصاحلهم وتركيب االنظمة مبا يتالءم مع اهدافهم‪.‬‬ ‫ثانياًَ‪ :‬السيطرة على مقدرات امتنا العربية وخاصة‬ ‫مراكز النفط‪ .‬ثالثاً‪ :‬حماية اسرائيل‪ ،‬والتي تشكل‬ ‫قاعدة متقدمة لهم في منطقتنا‪ ،‬وفي حربهم‬ ‫املفتوحة على مناطق كثيرة في العالم‪ ،‬وبالذات‬ ‫منطقتنا العربية واالسالمية‪ ،‬فقاموا بغزو‬ ‫افغانستان‪ ،‬وكذلك جاءت احلرب اجملنونة على العراق‬ ‫واحتالله من القوات االميركية وبعض االطلسية‪،‬‬ ‫ونتذكر حينما بدأ الهجوم الصاروخي على بغداد‬ ‫في الدقائق االولى‪ ،‬حينما قال جنرال اميركي عند‬ ‫اطالق اول صاروخ من قواعدهم في البحر االحمر‪:‬‬ ‫“اذهب فإننا سنصوغ سياسة العالم”‪ .‬في العراق‬ ‫قامت املقاومة العراقية الباسلة مبواجهة قوات‬ ‫االحتالل االميركي بإنزال افدح اخلسائر بهم‪،‬‬ ‫وكما هو في افغانستان فشلت الواليات املتحدة‬ ‫بتحقيق اهدافها‪ ،‬ولنر اليوم فاحلكومات التي جاءت‬ ‫على الدبابة االميركية في افغانستان او العراق‬ ‫محصورة في منطقة صغيرة حول العاصمة‬ ‫كابول وفي العراق في املنطقة اخلضراء‪ ،‬وحينما‬ ‫وقعت الواليات املتحدة في املستنقع العراقي‬ ‫حتولت الى مناطق اخرى عسى ان حتقق اجنازات ما‪،‬‬ ‫جاءت الى لبنان خللق الفتنة ضد املقاومة وضد‬

‫سوريا التي شكلت القلعة الصامدة في وجه‬ ‫اخملططات االميركية – الصهيونية وحاضنة كل‬ ‫القوى املقاومة في املنطقة من العراق الى لبنان‬ ‫وفلسطني وداعمة لها‪ ،‬جنحت سوريا بحكمة‬ ‫قيادتها في تطوير التحالف مع ايران الثورة‬ ‫االسالمية وخلق واقع نهضوي ادى الى افشال‬ ‫سياسة الواليات املتحدة باقامة الشرق االوسط‬ ‫اجلديد‪ ،‬واخذت اميركا التفتيش عن حلول للخروج‬ ‫من الورطة العراقية واملنطقة‪ ،‬دفعت باسرائيل‬ ‫لتشن حربا ً مدمرة على املقاومة االسالمية في‬ ‫لبنان لتجريد حزب اهلل من السالح‪ ،‬فهزمت‬ ‫اسرائيل وقواتها العسكرية‪ ،‬واصبح الشك في‬ ‫قدرتها على القيام بدورها االستراتيجي في‬ ‫املنطقة او حماية نفسها حقيقياً‪ .‬وفي فلسطني‬ ‫دعمت سلطة احلكم الذاتي واجهزته االمنية‬ ‫للنيل من املقاومة في االراضي احملتلة بضرب‬ ‫حماس وفق نظرية دايتون وخطته املعروفة‪ ،‬صمد‬ ‫شعبنا والتف حول املقاومة‪.‬‬ ‫واليوم ينكفئ املشروع االميركي في العراق‬ ‫واملنطقة عموماً‪ ،‬برغم التهديد والوعيد الى دول‬ ‫وقوى املمانعة واملقاومة للهيمنة االميركية وخاصة‬ ‫تهديد سوريا وايران‪ ،‬هذا االنكفاء والتعثر الذي‬ ‫بلغت تكاليفه اكثر من الفي مليار دوالر‪ ،‬باالضافة‬ ‫الى اخلسائر البشرية الكبيرة واملتزايدة في قوات‬ ‫االحتالل االميركي‪ ،‬وهذا نتيجة اشتداد املقاومة‬ ‫واملمانعة والرفض الشعبي وتعاظم املواجهة في‬ ‫اكثر امم االرض ضد “دولة االرهاب العاملي” الواليات‬ ‫املتحدة االميركية وحليفها الكيان الصهيوني‪،‬‬ ‫وتنامي حالة الرفض العاملية من الصني وروسيا‬ ‫ودول اميركا الالتينية‪ ...‬الخ‪ ،‬لذلك فان سياسة‬ ‫اميركا ليست قدراً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واننا نراهن اوال ً واخيرا على اهلل الذي وعد املؤمنني‬ ‫بالنصر‪ ،‬وعلى عدالة قضيتنا‪ ،‬وعلى جماهير امتنا‬ ‫العربية واالسالمية التي رفضت التطبيع مع‬ ‫العدو الصهيوني واسقطته منذ معاهدة كامب‬ ‫ديفيد‪ ،‬واصبحت العالقات التطبيعية مع بعض‬ ‫النظام الرسمي العربي‪ ،‬هذه االمة التي حتملت‬ ‫كل الصعوبات واآلالم واحلصار واجلوع وغالء االسعار‬ ‫وكتم االنفاس‪ .‬نراهن على صمود سورية بقيادة‬ ‫الرئيس بشار االسد التي قدمت الدعم الالمحدود‬ ‫لكل املقاومني في املنطقة وواجهت كل املؤامرات‬ ‫التي يحيكها اعداء امتنا العربية‪ ،‬ونراهن على‬ ‫الثورة االسالمية في ايران التي ساهمت ودعمت كل‬ ‫املقاومني والشرفاء من هذه االمة ووقفت الى جانب‬ ‫الشعب الفلسطيني املظلوم‪ ،‬تنامت قوة املمانعة‬ ‫واملواجهة والتفاف بعض قوى العدالة واحلق واحلرية‬ ‫حولهم‪ .‬نراهن على رجال اهلل في لبنان ومقاومته‬ ‫الباسلة وقوى املعارضة التي تلتف وحتمي سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬نراهن على رجال اهلل في فلسطني والعراق‬ ‫وعلى كل احرار العالم‪ ،‬واخيرا ً نراهن على حقنا في‬ ‫املقاومة والوجود وعلى عدالة قضيتنا‪ ،‬وقال اهلل‬ ‫تعالى في كتابه العزيز‪“ :‬يا ايها الذين آمنوا اصبروا‬ ‫وصابروا ورابطوا واتقوا اهلل لعلكم تفلحون”‪.‬‬

‫حاوره‪ :‬محمود صالح‬


‫نايف حواتمه األمين العام للجبهة الديموقراطية لـ”منبر التوحيد”‪:‬‬

‫“الكفاح المسلح حق لنا للدفاع عن أنفسنا‪..،‬‬ ‫لتحقيق األهداف السياسية ونيل االستقالل الوطني”‬ ‫عانى الشعب العربي الفلسطيني الواناً من الكوارث‪،‬‬ ‫ويوماً بعد يوم اشتدت مأساته عمقاً واتسعت ابعاداً‪ ،‬ولكن‬ ‫جميع الضربات املتتالية التي نزلت عليه وعلى كرامته لم‬ ‫تنل من عزميته واصراره على استعادة ارضه‪ ،‬وشعبنا ما‬ ‫زال يجدد الوالء لقضيته ويرفع صوته بحقه املشروع في‬ ‫احلياة اآلمنة في موطنه‪ ،‬وسيل التضحيات سيتواصل‪،‬‬ ‫رغم جبروت القوة واالرهاب الصهيوني املدعوم من اعتى‬ ‫قوة في هذا الكون‪ ،‬ونحن املنتصرون‪ ،‬الننا اصحاب احلق‪،‬‬ ‫وهم الباطل والظلم السائر الى زوال‪.‬‬ ‫وفلسطني التي اجنبت االبطال‪ ،‬جتود بالعطاء‬ ‫والتضحيات وتاريخها في املقاومة وسام شرف للمناضلني‬ ‫والشهداء االبرار الذين قدموا كل شيء في سبيل الوطن‪،‬‬ ‫اما ارهاب الصهاينة فهو الذي يشرد الشعب ويسرق‬ ‫الثروات ويحبط محاوالت التقدم والتنمية في كل مكان‪،‬‬ ‫وعلى طريق املقاومة والتسلح باإلرادة والوعي والتصميم‬ ‫على نيل احلقوق ينعقد الرجاء‪ ...‬فلسطني في القلب‬ ‫والعقل وباتت هي العنوان‪..‬‬ ‫“منبر التوحيد” تلتقي املناضل نايف حوامته االمني‬ ‫العام للجبهة الدميوقراطية وحتاوره حول االوضاع في‬ ‫فلسطني وفي الذكرى الستني للنكبة‪ ،‬وهنا نص احلوار‪:‬‬

‫اجلبهة الدميقراطية فصيل‬ ‫توحيدي للعمل الفلسطيني‬ ‫كانت اجلبهة الدميقراطية أحد الفصائل‬ ‫األساسية التي سعت إلى محاولة تكريس‬ ‫برنامج االجتماع الوطني والقواسم املشتركة‬ ‫بالتعاون مع الفصائل األخرى‪ ،‬وفي ظل الوضع‬ ‫الفلسطيني احلالي وحالة االنقسام بني حركتي‬ ‫فتح وحماس‪ ،‬ومبادرة اجلبهة الدميقراطية‬ ‫للخروج من هذا الوضع الصعب‪ ،‬هل من أفق قريب‬ ‫إلى إعادة اللحمة إلى الصف الفلسطيني؟‬ ‫حرصت اجلبهة الدميقراطية مع انطالقتها أن‬ ‫تكون من بني الركائز األساسية في أول ائتالف‬ ‫وطني لتوحيد العمل الفدائي بقيادة «الكفاح‬ ‫املسلح»‪ ،‬وفي عضوية اجمللس الوطني واللجنة‬ ‫التنفيذية املنبثقة عنه (الدورة السادسة في‬ ‫أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ ،)69‬وتقدمت إلى هذه الدورة‬ ‫«مبشروع لتحقيق وحدة القوى والفئات الوطنية‬ ‫الفلسطينية في جبهة حترير وطني موحدة»‪.‬‬

‫ندعو الى بناء جبهة مقاومة متحدة‬

‫ومن موقع إدراكها بضرورة االرتقاء بصيغة‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬وأبرزت أن «اجلبهة املتحدة»‬ ‫املطلوبة هي في الواقع تلك التي تضم جميع‬ ‫مكونات احلركة الوطنية الفلسطينية واملطلوب‬ ‫بناؤها على أسس أكثر تنظيما ً ومتانة وعلى‬ ‫قاعدة التمثيل النسبي‪ .‬وتبلورت هذه الصيغة‬ ‫في املشروع الذي تقدمت به اجلبهة إلى الدورة‬ ‫التاسعة للمجلس الوطني ( متوز‪ /‬يوليو ‪)1971‬‬ ‫لبناء «جبهة حترير وطنية فلسطينية متحدة»‪،‬‬ ‫وفي املشروع السياسي والتنظيمي املتكامل‬ ‫إلجناز الوحدة الوطنية في إطار جبهة متحدة‬ ‫على أسس دميقراطية‪ ،‬الذي تقدمت به الحقا ً‬ ‫إلى الدورة العاشرة للمجلس الوطني ( نيسان‪/‬‬ ‫إبريل ‪ .)1972‬وواصلت اجلبهة السياسة الوحدوية‬ ‫الدميقراطية التعددية بقوانني التمثيل النسبي‬ ‫في قرارات إعالن القاهرة (آذار‪ /‬مارس ‪ )2005‬ووثيقة‬ ‫الوفاق الوطني (غزة‪ /‬يونيو‪ /‬حزيران ‪ )2006‬ودورات‬ ‫اجمللس املركزي ملنظمة التحرير (حزيران ‪ /‬يونيو ‪-‬‬ ‫متوز‪ /‬يوليو ‪ ،2007‬كانون الثاني‪ /‬يناير ‪.)2008‬‬ ‫جتربة اجلبهة الدميقراطية في استقاللها‬

‫الفكري والسياسي والتنظيمي وفي حفاظها‬ ‫على الوحدة الوطنية في الوقت نفسه على قاعدة‬ ‫برنامج القواسم املشتركة في مرحلة التحرر‬ ‫الوطني‪ ،‬تؤكد العالقة احلية لليسار الدميقراطي‬ ‫الثوري الفلسطيني في قلب احلركة الوطنية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬فهذا اليسار لم يستقل لينعزل‪،‬‬ ‫إمنا ليندمج في الوحدة الوطنية اندماجا ً ثوريا ً‬ ‫ودميقراطيا ً صحيحاً‪ ،‬وليلعب دوره في إطار هذه‬ ‫الوحدة كطليعة مناضلة متلك اخلط السياسي‬ ‫الصحيح الذي من خالله تتحدد الشعارات‬ ‫الوطنية واملهام املرحلية التي تنسجم مع‬ ‫املصلحة اجلماعية للشعب الفلسطيني بأسره‪.‬‬ ‫املوقع املركزي الذي احتلته مسألة الوحدة‬ ‫الوطنية في الفكر السياسي للجبهة‬ ‫الدميقراطية وممارستها تبرز على امتداد جتربة‬ ‫الثورة أربعة عقود خاصة في زمن االنقسامات‬ ‫احلادة ومنها محاوالت اجلناح اليميني املتنفذ‬ ‫في القيادة الرسمية ملنظمة التحرير البحث عن‬ ‫نقاط تالقي في منتصف الطريق مع مشاريع‬ ‫التسوية التي طرحت في مطلع الثمانينيات ال‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪125‬‬


‫مقابلة‬ ‫سيما مشروع ريغان (‪ ،)82/9/1‬وعلى سبيل املثال‬ ‫لعبت دورا ً مبادرا ً في بناء التحالف الدميقراطي‬ ‫(دميقراطية‪ ،‬شعبية‪ ،‬حزب شيوعي‪ ،‬التحرير‬ ‫الفلسطينية) الذي وقع مع قيادات اللجنة‬ ‫املركزية حلركة فتح على اتفاق اليمن (عدن) ـ‬ ‫اجلزائر (‪ 6/28‬و‪ ،)84/7/9‬هذا االتفاق الذي وإن لم‬ ‫ينجح في إعادة الوحدة فوراً‪ ،‬ومنع انفراد اجلناح‬ ‫الرسمي املتنفذ في م‪ .‬ت‪ .‬ف‪ .‬بالدعوة للدورة‬ ‫السابعة عشرة للمجلس الوطني في عمان‬ ‫(‪ ،)84/11/17‬إالّ أننا جنحنا بذلك بعد صراع أربع‬ ‫سنوات مع سياسة فتح عرفات‪ ،‬ومت إلغاء اتفاق‬ ‫عرفات ـ امللك حسني وأعدنا بناء وحدة منظمة‬ ‫التحرير االئتالفية في نيسان‪ /‬إبريل ‪( 1987‬دورة‬ ‫اجمللس الوطني في اجلزائر)‪ ،‬وشكلت الوحدة‬ ‫الرافعة التاريخية لالنتفاضة الكبرى داخل‬ ‫فلسطني احملتلة (ديسمبر‪ /‬كانون األول ‪.)1987‬‬ ‫لقد عارضت اجلبهة نتائج مجلس عمان‬ ‫السياسية التي شكلت انقالبا ً على برنامج حق‬ ‫تقرير املصير والدولة املستقلة والعودة وحق متثيل‬ ‫م‪.‬ت‪.‬ف للشعب الفلسطيني وما انبثق عنه من‬ ‫صيغ تنظيمية انقسامية‪ ،‬لكنها في الوقت‬ ‫تصدت بحزم حملاوالت الطعن بشرعيته‬ ‫نفسه‬ ‫ّ‬ ‫درءا ً خملاطر انقسام ال رجعة عنها داخل م‪ .‬ت‪.‬‬ ‫ف‪ ،.‬وخوفا ً ِمنْها‪ .‬تزجها على نحو غير مسبوق‬ ‫في حقل التجاذبات العربية وصراعات محاورها‪،‬‬ ‫وتزيل بفعل ذلك العقبة األهم أمام تقدم احللول‬ ‫املنقوصة للحقوق الوطنية برعاية الواليات‬ ‫املتحدة‪ .‬من هذا‪ ،‬شكل اجمللس التوحيدي (نيسان‪/‬‬ ‫ابريل ‪ )1987‬محطة فائقة األهمية وطنيا ً حققت‬ ‫انتصارا ً لسياسة اجلبهة الوحدوية‪ ،‬وتوفر معها‬ ‫أحد العوامل الرئيسية النعقاد شروط انطالقة‬ ‫االنتفاضة الشعبية الكبرى في ك‪ / 1‬ديسمبر ‪.87‬‬ ‫أيضا ً ما الذي تعرضت له الوحدة الوطنية أتى‬ ‫على يد اتفاق أوسلو ‪ 1993‬عندما أطاح باإلطار‬ ‫السياسي الئتالف م‪.‬ت‪.‬ف‪ .‬فواصلت اجلبهة‬ ‫سياستها التوحيدية بثبات وأطلقت عددا ً من‬ ‫املبادرات في سياقها السياسي امللموس دارت‬ ‫مبجملها حول احلوار الوطني الشامل لتجاوز‬ ‫انقالب أوسلو السياسي االنقالبي الذي انساق له‬ ‫ميني منظمة التحرير‪ ،‬ومن أجل استعادة اإلجماع‬ ‫الوطني حول القضايا الراهنة ومفاوضات احلل‬ ‫املتوازن حتت سقف قرارات الشرعية الدولية‬ ‫اخلاصة بحقوق شعبنا الوطنية‪ ،‬وإعالن استقالل‬ ‫دولة فلسطني على حدود ‪ 4‬حزيران‪ /‬يونيو ‪1967‬‬ ‫بعد أن وصل أوسلو إلى نهايته القانونية في أيار‪/‬‬ ‫مايو ‪ .)2000/2 ،99/4 ،97/5 ،97/2( 99‬هذه املبادرات‬ ‫انطلقت من حقيقة أن السمة األساس للحركة‬ ‫الفلسطينية باعتبارها ما زالت تقف أمام مهام‬ ‫التحرر الوطني‪ ،‬رغم تداخلها بعد تطبيقات اتفاق‬ ‫أوسلو مع مهام النضال الدميقراطي السياسي‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬متلي ـ موضوعيا ً ـ صون االئتالف‬ ‫الوطني والنضال من أجل استعادة الوحدة الوطنية‬ ‫في إطار م‪ .‬ت‪ .‬ف‪ .‬واالنقسام القائم بني «السلطة‬ ‫الفلسطينية» واملعارضة ال يلغي من حيث اجلوهر‬ ‫هذه احلقيقة وأن طبعها بخصائص معينة (راجع‬ ‫كتاب حوامتة‪« :‬أوسلو والسالم اآلخر املتوازن»)‪.‬‬ ‫احلالة الفلسطينية الراهنة واملأزق االنقسامي‬ ‫املعاش اآلن (منتصف ‪ )2008‬أكثر تعقيداً‪ ،‬بعد‬

‫‪126‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫سلسلة االنقالبات والتراجعات السياسية‬ ‫والتنظيمية االنقسامية عن إعالن القاهرة‬ ‫(آذار ‪ /‬مارس ‪ ،)2005‬وجوالت االقتتال واالنقالبات‬ ‫السياسية والعسكرية عن برنامج وثيقة األسرى‬ ‫– وثيقة الوفاق الوطني (حزيران ‪ /‬يونيو ‪ 2006‬في‬ ‫غزة) والتي قادت إلى انهيار اتفاق احملاصصة الثنائي‬ ‫بني فتح وحماس وهيمنة حماس بالقوة العسكرية‬ ‫على قطاع غزة (‪ 14‬حزيران ‪ /‬يونيو ‪ ،)2007‬فقد‬ ‫أطلقت اجلبهة املبادرة “إلنهاء االنقسام” و”إعادة‬ ‫بناء الوحدة الوطنية وكسر حصار قطاع غزة”‬ ‫في ‪ ،2007/7/4‬وعليها مت بناء مبادرة اجلبهتني‬ ‫الدميقراطية والشعبية بـ ‪ ،2007/10/27‬واملبادرة‬ ‫الثالثية بالتنسيق بني اجلبهتني واجلهاد اإلسالمي‬ ‫في ‪ ،2007/12/6‬وإعالن املبادرة املوحدة لتسعة‬ ‫فصائل مقاومة والشبكات األهلية للمجتمع‬ ‫املدني وشخصيات مستقلة سياسية وأكادميية‬ ‫وازنة في ‪ 2008/4/10‬للضغط على فتح وحماس‬ ‫إلنهاء االنقسام والعودة لتطبيق وثيقة الوفاق‬ ‫الوطني الوحدوية االئتالفية الشاملة‪.‬‬ ‫إن جتارب ثورات حركات التحرر الوطني وقوانينها‬ ‫أثبتت أن طريق الوحدة على البرنامج املوحد طريق‬ ‫النصر‪ ،‬وإننا واثقون من استعادة الوحدة الوطنية‬ ‫والتي ال ب ُ َّد منها‪( .‬راجع كتاب حوامتة‪“ :‬أبعد من‬ ‫أوسلو ـ فلسطني إلى أين ‪...‬؟!”)‪.‬‬ ‫نحن نعرف ونلمس حجم تدخالت محاور‬ ‫الصراع اإلقليمية والدولية “إلدامة االنقسام‬ ‫وتوسيعه” وفق مصالح هذه احملاور‪ ،‬والتي تؤدي‬ ‫بالنتيجة إلى القفز عن حقوق شعبنا بتقرير‬ ‫املصير‪ ،‬وبناء دولة فلسطني عاصمتها القدس‬ ‫العربية احملتلة وعودة الالجئني‪ .‬هذه اإلثقاالت‬ ‫على أكتاف قضيتنا وشعبنا املناضل املوجوع‬ ‫تغلق على جناح قريب بإعادة الوحدة عمالً بإعالن‬ ‫القاهرة (آذار‪ /‬مارس ‪ )2005‬وبرنامج وثيقة الوفاق‬ ‫الوطني التي وقعنا عليها باإلجماع (‪ 26‬حزيران‪/‬‬ ‫يونيو ‪ )2006‬في غزة‪ 13( ،‬فصيالً وممثلون عن‬ ‫عباس وهنية وأحمد بحر وهيئات اجملتمع املدني‬ ‫وشخصيات وازنة)‪ ،‬وبدال ً من تطبيقها تراجعت‬ ‫حماس وفتح إلى اتفاق احملاصصة وتقاسم النفوذ‬ ‫الثنائي (‪ 8‬شباط‪ /‬فبراير) في مكة‪ ،‬والذي انهار‬ ‫بجحيم احلرب األهلية وهيمنة حماس بالقوة‬ ‫املسلحة على غزة (‪ 14‬حزيران‪ /‬يونيو ‪.)2007‬‬

‫«أنابوليس»‪ :‬دوامة الباب الدوار‬ ‫ما هو موقف اجلبهة الدميقراطية من مسألة‬ ‫عقد مؤمترات على غرار «أنابوليس»‪ ،‬هل من‬ ‫جدوى للمراهنة على احللول األميركية؟‬ ‫نحن لم نعول لدقيقة واحدة على لقاء‬ ‫«أنابوليس»‪ ،‬وبادرنا بعقد مؤمتر شعبي حاشد‬ ‫في غزة قبل «أنابوليس» حتت شعار «لنتحد لدرء‬ ‫مخاطر أنابوليس وما بعده»‪ .‬نحن ندعو إلى مؤمتر‬ ‫دولي بإشراف املنظمة الدولية ومرجعية قرارات‬ ‫الشرعية الدولية كافة‪ ،‬الصادرة حول القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وحل كل قضايا الصراع العربي‬ ‫والفلسطيني ـ اإلسرائيلي على أساسها‪.‬‬ ‫من نافل القول التأكيد إن القضية الفلسطينية‬ ‫هي نتاج مشاريع وأهداف الكولونيالية‬

‫واالستيطان االستعماري واالحتالل العسكري‪،‬‬ ‫وأهداف تقاطع مصالح اإلمبريالية والتوسعية‬ ‫اإلسرائيلية واستراتيجيتها في املنطقة‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬ذاتها املنطقة التي تشهد حروبا ً منذ‬ ‫عقود مديدة‪ ،‬وتهدد بحروب «استباقية» جديدة‪،‬‬ ‫بدال ً من حتويلها إلى منطقة أمن جماعي يؤكد‬ ‫بها على حقوق اإلنسان والتعددية الثقافية‪،‬‬ ‫والدميقراطية التعددية واحلريات األساسية‬ ‫واحلقوق املدنية‪ .‬لهذه األسباب تعارض الواليات‬ ‫املتحدة العودة بالقضية الفلسطينية إلى‬ ‫مرجعية قرارات اجملتمع الدولي‪ ،‬األمم املتحدة‬ ‫والشرعية الدولية والقانون الدولي‪ ،‬لتحقيق‬ ‫السالم املتوازن‪ .‬لقد أعلن بوش في «إسرائيل»‬ ‫أن األمم املتحدة «عجزت» عن حل القضية‬ ‫الفلسطينية‪« ،‬متجاهالً عمداً» دور الواليات‬ ‫املتحدة في تعطيل كل القرارات الدولية بشأن‬ ‫الصراع الفلسطيني والعربي اإلسرائيلي‪ ،‬ودوره‬ ‫طيلة سبع سنوات عجاف في االنحياز األعمى‬ ‫حلكومات شارون ـ أوملرت‪ ،‬ومساندتها في حروبها‬ ‫على الشعبني الفلسطيني واللبناني‪.‬‬ ‫في سياق هذه القراءة يجري املشروع الصهيوني‬ ‫ـ اإلمبريالي‪ ،‬فما الذي يقابله عربياً‪ ،‬وأقصد غياب‬ ‫استراتيجية عربية فعالة وموحدة‪ ،‬بعمق عالم‬ ‫مسلم‪ ،‬وعالم واسع أممي‪ ،‬فعالة وحدها تؤثر‬ ‫وتفعل في البنيتني اجملتمعية واملؤسساتية‬ ‫وفي النخب احلاكمة في «إسرائيل»‪ ،‬أي فرض‬ ‫فلسطني دولة ذات سيادة على أراضي عام ‪،1967‬‬ ‫بقوة احلقائق والقانون الدولي واألمر الواقع‪ ،‬الذي‬ ‫يفتح ويحفز ويحرك الحقا ً األسئلة الصهيونية‬ ‫على مصاريعها وفي مسالك مشروعها األبارتيدي‬ ‫الوعر‪ ،‬ويضرب أوالً إيديولوجيتها في املنطقة عبر‬ ‫منظومة تقويضه‪ ،‬عبر حتليل نظامها التابع‬ ‫إمبريالياً ورأسمالياً دولياً‪ .‬واإلمكانات التاريخية‬ ‫الفلسطينية والعربية ميكن توفيرها إذا ما توفرت‬ ‫اإلرادة اجلامعة‪ ،‬وهي مفتاح بعث التناقض في هذه‬ ‫املنظومة‪ ،‬حني تتحول «إسرائيل» إلى جزيرة‬ ‫صغيرة وسط محيط هائل وفعال‪ ،‬مبني على‬ ‫منوذج نظري وعملي ملواجهة هذه الظاهرة في‬ ‫منطقتنا‪ ،‬وعدم تركه مفتوحاً بل جعله مغلقاً‬ ‫مكتفياً بذاته‪ ،‬منهياً صلفه وغروره باعتباره‬ ‫مركزاً طرفياً لإلمبريالية الكونية‪ ،‬حجر الزاوية‬ ‫في فهم البرنامج املرحلي‪ ،‬برنامج الدولة‬ ‫والعودة‪ ،‬هو الذي يدفعها إلى تفسير كلي جلوهر‬ ‫وجودها كمخلب للضواري اإلمبريالية‪ ،‬بعيدا ً عن‬ ‫أي تبسيط‪ .‬أحيانا ً كثيرة ميكن تلمس أسئلة‬ ‫الوجود لديها‪ ،‬وهي أسئلة لظاهرة ـ تاريخية‬ ‫دولة وتشكيلة اجتماعية ـ إثنية باملعنى‬ ‫الديني ـ اإليديولوجي‪ ،‬رغم غياب اإلستراتيجية‬ ‫الفلسطينية ـ العربية وعدم نضجها‪ ،‬وهذا ال‬ ‫يني يحرك ويستفز عتاة املشروع الصهيوني‪،‬‬ ‫واالقتصاد السياسي للرأسمالية في املنطقة‪،‬‬ ‫فهي دولة تابعة كعاصمة طرفية ملشروعه‪،‬‬ ‫وفي إطار تقاطع املصالح اإلقليمية والدولية‪،‬‬ ‫في دعم صارم بحمل تضاده وحتوله هو الذي‬ ‫يلغي املشروع ذاته‪ ،‬أي يلغي الصهيونية في‬ ‫املنطقة على صورتها من األرباتيد املوصوف‪،‬‬ ‫فهي ليست نظاماً محلياً معزوالً‪ ،‬بل هي في‬ ‫سياق مشروع اإلمبريالية وهيمنتها‪« :‬السوق‬


‫العاملي ـ التجارة الدولية ـ منطق اإلنتاج‬ ‫والرأسمال ـ ذاته أفرز الدولة املوصوفة‪.‬‬ ‫باملنوال ذاته من األمثلة الساخنة الراهنة حول‬ ‫الدور األميركي‪ ،‬ميكن تفحص زيارات بوش‪ ،‬التي‬ ‫تواكبت مع «نصيحة» البيت األبيض بـ»عدم توقع‬ ‫اختراقات»‪ ،‬على الرغم من ترديد بوش في كلمته‬ ‫بأن ثمة «فرصة تاريخية للتوصل إلى سالم هذا‬ ‫العام ‪ 2008‬وقبل انتهاء الوالية»‪ ،‬مشددا ً على‬ ‫أن «يتفهموا أن الواليات املتحدة ال ميكنها أن‬ ‫تفرض إمالءاتها‪ ،‬إال أننا سنساعد ونحن راغبون‬ ‫في املساعدة»‪ .‬وفرض اإلمالءات يقصد بها عدم‬ ‫مواجهة الالءات الصهيونية في منظورها للتسوية‪،‬‬ ‫قوى اليمني الصهيوني العنصري والديني السلفي‬ ‫األصولي املتطرف في االئتالف احلاكم‪.‬‬ ‫نحن في اجلبهة الدميقراطية نناضل بالعودة‬ ‫إلى قرارات الشرعية الدولية‪ ،‬نحو مؤمتر دولي‬ ‫مبرجعية األمم املتحدة وقراراتها لوقف املستثمر‬ ‫األكبر لدوامة «الباب الدوار» هذه في ميزان‬ ‫القوة على األرض ممثالً بتوسع االستيطان ونهب‬ ‫األرض الذي ال يتوقف رغم وثائق القرارات الدولية‪،‬‬ ‫خريطة الطريق الدولية‪ ،‬مؤمتر أنابوليس وبيانه‪،‬‬ ‫وينبغي املالحظة بكل الوضوح أن مفاوضات‬ ‫ما بعد أنابوليس في الطريق املسدود على يد‬ ‫ائتالف حكومة اليمني وميني الوسط الذي يتمثل‬ ‫بحكومة كادميا ـ حزب العمل بزعامة أوملرت ـ‬ ‫باراك‪( .‬كتاب حوامتة‪« :‬االنتفاضة ـ االستعصاء ـ‬ ‫فلسطني إلى أين؟!‪.»...‬‬

‫ال بد من ترشيد العمل املسلح‬ ‫باستراتيجية موحدة‬ ‫سعت اجلبهة الدميقراطية للعمل املشترك‬ ‫إمياناً منها بإمكانية حتقيق نتائج على صعيد‬ ‫العمل الوطني‪ ،‬وخاصة في مجال العمل‬ ‫املسلح في الضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬هل‬ ‫من جديد يرفع من مستوى األداء ملواجهة آلة‬ ‫القمع الصهيونية؟‬ ‫الكفاح املسلح حق لنا للدفاع عن أنفسنا‪،‬‬ ‫كما هو احلال في اخليارات األخرى‪ ،‬كما هو حق‬ ‫لكل الشعوب املستعمرة كأداة لتحقيق األهداف‬ ‫السياسية ونيل االستقالل الوطني‪ ،‬وهنا يرد‬ ‫السؤال‪ :‬هل منارس العمل املسلح بدون تنسيق‬ ‫يخدم األهداف السياسية واالستراتيجية؟ أي‬ ‫بفيالق فصائلية متعددة ومنفصلة بالداخل‪،‬‬ ‫خاص ًة بعد أن أغلقت الدول العربية احمليطة‬ ‫بـ»إسرائيل» (دول الطوق) حدودها في وجه العمل‬ ‫الفلسطيني املسلح‪ .‬لذا توجهنا الوحدوي هو‬ ‫لتجاوز املردود السلبي للعمل املسلح غير املدروس‬ ‫وغير املندرج بأهداف سياسية واضحة‪ .‬إن شعار‬ ‫حرب شعبية طويلة األمد هو شعار سليم‪،‬‬ ‫واملطلوب توفير النجاح لهذا الشعار‪ ،‬وفي غياب‬ ‫البعد القومي‪ ،‬وتعذر اإلسناد عبر (دول الطوق)‪،‬‬ ‫وحملاصرة الردود الهمجية والعدوانية الشديدة‬ ‫الصهيونية وتطويقها‪ ،‬وملوازين قوى عسكرية‬ ‫مختلة بالكامل‪ ،‬بل يفوق على العرب مجتمعني‪،‬‬ ‫فإن إجناز استراتيجية جماعية وموحدة للفصائل‬

‫نحن لم نعول لدقيقة واحدة‬ ‫على لقاء «أنابوليس»‪ ،‬وبادرنا‬ ‫بعقد مؤمتر شعبي حاشد‬ ‫في غزة قبل «أنابوليس» حتت‬ ‫شعار «لنتحد لدرء مخاطر‬ ‫أنابوليس وما بعده»‪ .‬نحن‬ ‫ندعو إلى مؤمتر دولي بإشراف‬ ‫املنظمة الدوليةومرجعية قرارات‬ ‫الشرعية الدولية كافة‪.‬‬ ‫املسلحة‪ ،‬هي مهمة ال بد منها لترشيد العمل‬ ‫املسلح ذاته‪ ،‬ارتباطا ً بأهدافه املتوخاة‪.‬‬ ‫التنسيق املطلوب هو للخروج من االرجتالية‬ ‫نحو إشراك الشعب الفلسطيني‪ .‬وإذا أردنا أن‬ ‫نرى الواقع بشكل صحيح‪ ،‬نحو عمل مسلح‬ ‫ناجح وهادف‪ ،‬فإن علينا جتهيز أنفسنا لعملية‬ ‫مقاومة شعبية متواصلة‪ ،‬مؤازرة للعمل املسلح‬ ‫املوصوف‪ ،‬وبقدر من اجلدية املتسمة بالتنظيم‬ ‫واإلعداد‪ ،‬واخلروج من التجارب املريرة لالرجتال‬ ‫والعمل املنفرد‪ ،‬الذي يعفيها أمام الرأي العاملي‬ ‫ويخرجها من تشخيصها كمنتهكة ومتمردة‬ ‫على قرارات الشرعية الدولية والسالم املتوازن‪،‬‬ ‫كتعاط إيجابي لهذا الواقع‬ ‫وإبراز الكفاح املسلح‬ ‫ٍ‬ ‫الصهيوني االحتاللي‪ ،‬وهذا ما نقصده ونرمي إليه‬ ‫أيضا ً بتوحيد الصفوف لفصائل العمل املسلح‪،‬‬ ‫بعيدا ً عن العفوية واملزاجية والتوظيف اإلعالمي‪،‬‬ ‫وصوال ً إلى استراتيجية عسكرية مرتبطة بأفق‬ ‫سياسي ـ شعبي‪ ،‬يفتح على جتربة كفاحية‬ ‫إبداعية في مواجهة دولة استعمارية توسعية‬ ‫عنصرية متغطرسة‪.‬‬ ‫منذ اندالع االنتفاضة الثانية (‪ 28‬أيلول‪ /‬سبتمبر‬ ‫‪ )2000‬دعونا إلى بناء «جبهة مقاومة متحدة»‬ ‫تضم جميع األجنحة العسكرية للفصائل‬ ‫اخلمسة التي حتمل سالح املقاومة‪ ،‬وحتت سقف‬ ‫مرجعية سياسية وعسكرية موحدة‪ ،‬وبعد ست‬ ‫سنوات وصلنا إلى برنامج وثيقة الوفاق الوطني‬ ‫الذي دعا إلى تشكيل «جبهة املقاومة املتحدة»‪،‬‬ ‫وهذا لم يوضع حتى اآلن موضع التطبيق بفعل‬ ‫ارتداد فتح وحماس عن وثيقة البرنامج املوحد بعد‬ ‫التوقيع عليه في ‪ 26‬حزيران‪ /‬يونيو ‪ ،2006‬وعقد‬ ‫صفقات احملاصصة االحتكارية الثنائية املدمرة‪.‬‬

‫الرهان على شعبنا حتى يغلب‬ ‫العقل النقل!‬ ‫ما هي رؤيتكم ملستقبل الصراع‪ ،‬وعلى ماذا‬ ‫تراهنون؟‬ ‫تكرارا ً نقول؛ فلسطينيا ً املطلوب هو حتقيق‬

‫الرؤية الفلسطينية‪ ،‬رؤية إجناز أهداف العودة‬ ‫واالستقالل وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها‬ ‫القدس‪ ،‬والرؤية الوطنية الدميقراطية في الوحدة‬ ‫الوطنية وتنفيذ مستلزماتها وبناء مؤسساتها‪.‬‬ ‫لقد جرى تشكيل جلان مفاوضات «احلل النهائي»‬ ‫بعيدا ً عن مرجعية قرارات الشرعية الدولية‬ ‫والقانون الدولي‪ ،‬وغياب املرجعية الوطنية‬ ‫العليا املشتركة إلدارة كل العمليات السياسية‬ ‫التفاوضية‪ ،‬وعليه ستراوح مجددا ً في سقف‬ ‫الرؤية األميركية ـ اإلسرائيلية الصهيونية‬ ‫للتسوية‪ ،‬ثم تصل إلى اجلدار أسو ًة بحلول أوسلو‬ ‫وكامب ديفيد‪ ،2‬ويجري هذا في ظل استصدار‬ ‫قوانني في الكنيست تقوض أي انسحاب إسرائيلي‬ ‫من القدس احملتلة عام ‪ ،1967‬القدس الشرقية‬ ‫بالكامل‪ ،‬ومن غور األردن‪ ،‬ودون أن نغفل دور احلراك‬ ‫والسيولة احلزبية في «إسرائيل»‪ ،‬وقد بدأت عشية‬ ‫نشر تقرير جلنة «فينوغراد» بانسحاب احلزب‬ ‫اليميني العنصري «إسرائيل بيتنا» من االئتالف‬ ‫احلكومي الصهيوني احلاكم‪ ،‬مع تواصل محموم‬ ‫ملا يسمى «خلق حقائق على األرض»‪ ،‬واملوجود‬ ‫الراهن وحده (الكتل االستيطانية الكبرى) يعرض‬ ‫حلول الدولة والعودة إلى طريق مسدود‪.‬‬ ‫«إسرائيل» حالة من التناقضات في املنطقة‪،‬‬ ‫ويبرز هذا في زيف اإلدعاء الصهيوني‪ ،‬بأن ثمة «وحدة‬ ‫يهودية»‪« ،‬أمة يهودية واحدة» ينضوي حتتها كل‬ ‫يهود العالم أينما كانوا‪ ،‬ومركزها «إسرائيل الدولة‬ ‫اليهودية»‪ ،‬وذلك انطالقا ً من الدين فإن هناك «أمة‬ ‫يهودية واحدة في العالم»‪ ،‬األمر الذي يتناقض كليا ً‬ ‫مع الواقع اإلنساني‪ ،‬ومع الواقع الفعلي للجماعات‬ ‫اليهودية‪ ،‬فعدم التجانس ال يقتصر على‬ ‫اجلماعات «األقوام»‪ ،‬بل على املمارسات الدينية‬ ‫وعقائد اجلماعات اليهودية املتعددة واخملتلفة‪،‬‬ ‫فالعقائد اليهودية ال ميكن وسمها باإلثنية‬ ‫اليهودية وإن استندت إلى أساطير وميثولوجية‬ ‫بعيدة كل البعد عن علم التاريخ‪ ،‬وهذه التعبئة‬ ‫تشكل تكثيفا ً عنصريا ً على اجلماعات اليهودية‬ ‫ذاتها يسقط عنهم إنسانيتهم وخطابهم‬ ‫«احلضاري» في اجملتمع الذي يعيشون به طوال‬ ‫تاريخهم‪ ،‬بحسب الزعم الصهيوني‪.‬‬ ‫أما املفارقة املتناقضة كما أسلفنا توضيحاً‪،‬‬ ‫فهي أن العصر احلديث املعاش هو عصر مفتوح‬ ‫وليس مغلقاً ومنغلقاً‪ ،‬بحسب حركة رأس‬ ‫املال العوملية الراهنة‪ ،‬وبالضبط؛ بحسب‬ ‫خطابها التنظيري‪ .‬لكن املفارقة بني املركز واملركز‬ ‫الطرفي‪ ،‬هي ذاتها‪ ،‬حيث تعيش النيوليبرالية‬ ‫متنام من مزيج اخليبة‬ ‫املتوحشة على شعور‬ ‫ٍ‬ ‫والقلق‪ ،‬اخليبة بسبب أزمة تناقض مفاهيمها‬ ‫مع الواقع الذي و ّلدته‪ ،‬وباالستعارة من ماركس‬ ‫«حفارة قبرها»‪ ،‬والذي يجذر مناهضة العوملة في‬ ‫الغرب‪ ،‬ومناهضة ومعارضة السياسة اخلارجية‬ ‫لإلدارة األميركية‪ ،‬وللرئيس جورج بوش‪ ،‬من قبل‬ ‫حركات وشعوب‪ ،‬الطبقة الوسطى الغربية‬ ‫الواسعة التي حترم من امتيازاتها املهددة‪ ،‬وحترم‬ ‫من النمو االقتصادي‪ ،‬بعد أن تضاءلت حصتها‬ ‫من الكعكة االقتصادية‪ ،‬وباتت توجه سهام‬ ‫نقدها إلى اقتصاد السوق‪ ،‬وأخذت تضيق ذرعا ً من‬ ‫عوملة رأسمالية أميركية تخنقها‪ ،‬ومن مخاوف‬ ‫التآكل‪ ،‬علما ً أن جزءا ً مهما ً من تقاليدها النقدية‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪127‬‬


‫مقابلة‬ ‫ال يعارض اقتصاد السوق‪ ،‬فأخذ املؤشر السياسي‬ ‫يتجه في أوروبا وأنحاء أخرى في العالم (أميركا‬ ‫الالتينية) الهند‪ ،‬أفريقيا السمراء‪ ،‬آسيا (البوذية‪،‬‬ ‫الهندوسية‪ ،‬الكونفشيوسية) نحو اليسار‪ ،‬وعلى‬ ‫نحو مستعجل في أوروبا الشرقية‪ ،‬لتعميم فوائد‬ ‫الدولة على أكبر قدر من املستفيدين‪ ،‬في الوقت‬ ‫الذي جتسد حروبها العسكرية واالقتصادية‬ ‫اخلصوصية املنغلقة‪ .‬واالستنتاج هو أن ليبرالية‬ ‫األسواق غير مستقرة‪ ،‬ومعها زيف االدعاءات‬ ‫بحروب «احلضارات» الدينية‪ ،‬فهي ال تلوح في‬ ‫األفق‪ ،‬بل انتقاالت رأسمالية اقتصادية دامية‬ ‫ومحتدمة‪ ،‬وحروب جتزئة وتفتيت موضعية‬ ‫داخلية في املناطق املستهدفة‪ ،‬وذات امتداد‬ ‫كوني بسبب هذا االنتقال‪ ،‬فهي محلية وكونية‬ ‫آن معاً‪ ،‬حاجة املركز إلى األسواق الصغرى‪.‬‬ ‫في ٍ‬ ‫واملفارقة املدعاة في الكوزموبوليتية املفتوحة في‬ ‫منطقة الشرق األوسط‪ ،‬يغدو التناقض صارخاً‪،‬‬ ‫طاملا أن عاصمة املركز «إسرائيل» هي تقوم على‬ ‫«خصوصية منغلقة»‪ ،‬بل يختمر فيها األسوأ‬ ‫من «األبارتيد» بأسوأ أشكاله التي مرت على‬ ‫التاريخ البشري‪ ،‬التناقض الصارخ في خطابها‬ ‫ومراسيم مؤسساتها‪ ،‬كرجع صدى للمشاريع‬ ‫االستعمارية التوسعية في األرض احملتلة عام‬ ‫‪ 1967‬وخاصة القدس وضواحيها‪ ،‬وفي عدائها‬ ‫لـ»األغيار» وهم املؤسسة الكوزموبوليتية‪.‬‬ ‫في ظل هذه الرؤية نحن نراهن على شعبنا‬ ‫أوالً‪ ،‬وعلى تضامن الشعوب وحركتها والقيم‬ ‫واألهداف اإلنسانية وأخالق العصر‪ ،‬مع التأكيد‬ ‫أن العملية التاريخية في الشرق األوسط بطيئة‬ ‫وكثيرا ً ما تتراجع إلى اخللف بفعل املوروث‬ ‫التاريخي االجتماعي والثقافي والسيكولوجي‬ ‫السلفي القدري وأنظمة االستبداد التاريخي‬ ‫الذي يتناسل منذ أكثر من ألف عام حتى يومنا‪،‬‬ ‫منذ انهيار «دار احلكمة زمن اخلليفة املأمون عام‬ ‫‪ 813‬م‪ ،‬وغلبة النقل على العقل»‪.‬‬

‫ال بد من العودة‬ ‫ماذا تقولون للشعب الفلسطيني في‬ ‫الذكرى الـ‪ 60‬للنكبة؟‬ ‫ستون عاما ً على النكبة القومية الكبرى‪،‬‬ ‫نكبة شتات وإحلاق‪ ،‬نكبة ومقاومة‪ ،‬جوهر جتاوزها‬ ‫حق العودة‪ ،‬املسنود بشرعة إعالن حقوق اإلنسان‬ ‫والقرار األممي ‪ ،194‬ستون عاما ً على أكبر حرب‬ ‫تطهير عرقي‪ ،‬نواجهها بحق العودة‪ ،‬ومواجهة‬ ‫مشاريع التوطني والتهجير واإلحلاق والتذويب‪.‬‬ ‫بعد ستة عقود يتأكد للعالم أجمع أنه ال بد‬ ‫من العودة حتى ال ميكن القفز عن هذه احلقيقة‪،‬‬ ‫وعن مطالب حركة الالجئني املقتلعني وتعاقب‬ ‫أجيالهم‪ ،‬ملن أراد حل الصراع على قواعد متوازنة‬ ‫في املنطقة‪.‬‬ ‫كما أن احلل الوطني الدميقراطي الفلسطيني‬ ‫هو الطريق الوحيد إلعادة بناء الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫وليس االنقالبات السياسية والعسكرية على‬ ‫برنامج وثيقة الوفاق الوطني‪ ،‬وحل أزمة املعابر‬ ‫وكسر حصار قطاع غزة‪ ،‬كما احلكومة املصرية‬ ‫تدرك استحالة اإلبقاء على األوضاع املرتبطة‬

‫‪128‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ال بد من جتاوز السياسات‬ ‫واالنقالبات احلزبية الفئوية‬ ‫األنانية الضيقة‪ ،‬وإعادة بناء‬ ‫الوحدة الوطنية مقدمة إلعادة‬ ‫توحيد الشعب واألرض‪ ،‬ورفض‬ ‫املفاوضات التي يديرها العدو‬ ‫بشروطه‪.‬‬ ‫بعزل غزة‪ ،‬وفرض احلصار التام عليها دون أن يقع‬ ‫انفجار شعبي كبير‪ ،‬مبا يعني في املنطقة عودة‬ ‫الشعوب الستالم زمام قضاياها‪ .‬إن اجلماهير‬ ‫احملاصرة هي التي قامت بهذا العمل‪ ،‬مبا ترمز إلى‬ ‫إخراج القضية الفلسطينية من الطريق املسدود‬ ‫واجلدران‪ ،‬األمر الذي يتوقف على ما سيحصل في‬ ‫فلسطني ونقصد داخل الصف الفلسطيني‬ ‫نفسه بالذهاب إلى الوحدة الوطنية‪ ،‬إعالن‬ ‫القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني‪ ،‬إلسقاط كل‬ ‫اجلدران مبا فيها جدار العزل الصهيوني العنصري‪،‬‬ ‫بعد اخلروج من االنقسام واالحتكار والتشرذم‬ ‫فلسطينياً‪ ،‬وهذا يستدعي جتاوز السياسات‬ ‫واالنقالبات احلزبية الفئوية األنانية الضيقة‪،‬‬ ‫وإعادة بناء الوحدة الوطنية مقدمة إلعادة توحيد‬ ‫الشعب واألرض‪ ،‬ورفض املفاوضات التي يديرها‬ ‫العدو بشروطه‪ ،‬والشروط التي حتدد مسبقا ً نتائج‬ ‫متعاكسة مع احلقوق الفلسطينية الوطنية‪ ،‬مع‬ ‫تواصل االستيطان واجملازر الدموية‪.‬‬ ‫اآلن؛ نؤكد أن حكومة أوملرت تعمل على الزج‬ ‫بقطاع غزة إلى أكتاف مصر مدخالً لالرتداد إلى‬ ‫احللول اإلقليمية بعيون إسرائيلية (غزة حتت‬ ‫اإلدارة املصرية‪ ،‬الضفة حتت اإلدارة األردنية) إلى‬ ‫ما قبل البرنامج الوطني املرحلي وقرارات قمة‬ ‫الرباط العربية عام ‪ ،1974‬ومصادرة وطمس‬ ‫حقوق الشعب الفلسطيني بتقرير املصير‬ ‫والدولة املستقلة وعودة الالجئني‪ .‬اآلن نحذر من‬ ‫استثمار «إسرائيل» لالنقسام املدمر في قطاع‬ ‫غزة واالرتداد إلى احلل اإلسرائيلي ـ اإلقليمي‬ ‫العربي‪ ،‬بديالً عن حق الشعب الفلسطيني‬ ‫بالوجود واالستقالل والعودة‪.‬‬ ‫إن هذا كله وما متخض عنه‪ ،‬يستلزم فلسطينيا ً‬ ‫أوالً وقف املفاوضات حتى يتوقف االستيطان‬ ‫بالكامل‪ ،‬وتشكيل مرجعية وطنية عليا لإلشراف‬ ‫على كل العمليات السياسية والتفاوضية‪،‬‬ ‫بديالً عن احتكار فريق أوسلو للقرار السياسي‬ ‫واملفاوضات العبثية املدمرة‪ ،‬ألن «إسرائيل» ترفض‬ ‫الدخول في برنامج واضح محدد املرجعيات‬ ‫والصفات للحل النهائي‪ ،‬وااللتزام بسقف زمني‬ ‫للوصول إلى تسوية شاملة‪ ،‬واألولوية إعادة بناء‬ ‫الوحدة الوطنية الفلسطينية وفق إعالن القاهرة‪،‬‬ ‫ووثيقة الوفاق الوطني النهائي‪.‬‬ ‫إن استئناف املفاوضات بال مرجعية ملزمة‬ ‫تستند إلى الشرعية الدولية‪ ،‬وبال ضمانات دولية‬

‫وآلية ملزمة‪ ،‬وبال جداول زمنية محددة وملزمة‪،‬‬ ‫وحصرها في مفاوضات ثنائية بعيدا ً عن أي تدخل‬ ‫دولي باستثناء واشنطن املنحازة لـ»إسرائيل»‪ ،‬وفي‬ ‫ظل االنقسام الفلسطيني وتداعياته في الضفة‬ ‫وقطاع غزة‪ ،‬واستمرار العدوان الصهيوني الدموي‬ ‫والتوسع االستيطاني واستكمال بناء اجلدار‬ ‫العنصري واحلصار‪ ،‬يدخل السلطة الفلسطينية‬ ‫في مأزق ومتاهة جديدين‪ .‬مترافقا ً بهزال وتفكك‬ ‫املوقف العربي‪ ،‬فإننا نطالب عربيا ً بالتمسك‬ ‫باملبادرة العربية للسالم نصا ً وروحاً‪ ،‬مبوقف عربي‬ ‫موحد‪ ،‬ومرجعية عربية واالنتقال لدور فاعل إلقرار‬ ‫السالم املتوازن في املنطقة‪ ،‬وعودة اجلوالن السوري‬ ‫للوطن األم‪ ،‬ومزارع شبعا اللبنانية‪ ،‬مبا يتطلب‬ ‫من توجه دولي إلقامة مؤمتر دولي حتت رعاية األمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬استنادا ً إلى قرارات الشرعية الدولية‪.‬‬ ‫إن الوصول إلى هذا احلل يتطلب تفكيك‬ ‫املستوطنات الصهيونية في الضفة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وهدم اجلدار العنصري غير القانوني‬ ‫وفق القرارات الدولية (محكمة العدل الدولية)‪،‬‬ ‫وإطالق سراح األسرى الفلسطينيني‪ ،‬وشجب خرق‬ ‫حقوق اإلنسان املنهجي اليومي في فلسطني‪،‬‬ ‫ممثالً بالعقاب اجلماعي‪ ،‬وحصار قطاع غزة‪ ،‬وإزالة‬ ‫حواجز تقطيع األوصال والتفتيش‪ ،‬ومجازر القتل‬ ‫اليومية التي ال تنتهي أمام بصر كل العالم‪.‬‬ ‫وعلى السياق ذاته ّ‬ ‫نحذر عربيا ً من األوهام التي‬ ‫تروج لها أنظمة عربية عدة‪ ،‬في التعويل على‬ ‫موقف الواليات املتحدة‪ ،‬بدون ممارسة الضغوط‬ ‫املطلوبة على املصالح األميركية االقتصادية‬ ‫والتجارية والنفطية واملالية على مساحة البالد‬ ‫العربية‪ ،‬ونحو املوقف السياسي املطلوب‪ ،‬ولذلك‬ ‫أيضا ً نتوجه إلى حملة القيم اإلنسانية والرأي‬ ‫العام الدولي ملمارسة الضغوط على «إسرائيل»‪،‬‬ ‫وفضح إجراءاتها العنصرية‪ ،‬وإلى االحتاد األوروبي‬ ‫للقيام بدور مستقل وفعال في حل الصراع في‬ ‫الشرق األوسط‪ ،‬يبدأ بتحرير سياسته في هذه‬ ‫املنطقة من هيمنة الواليات املتحدة‪ ،‬واخلروج من‬ ‫نقده الصامت لألوضاع القائمة إلى النقد العلني‬ ‫العملي‪ ،‬في صياغته للتضامن مع الشعب‬ ‫الفلسطيني ونضاله العادل‪ ،‬واالنتقال لدور فاعل‬ ‫إلقرار السالم املتوازن في املنطقة نحو املؤمتر‬ ‫الدولي الذي سبق لروسيا أن طالبت به‪ ،‬فاألولوية‬ ‫هي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ضحية‬ ‫السيطرة الكولونيالية اإلسرائيلية واالحتالل‬ ‫العسكري‪ ،‬بالتعبئة املؤسساتية للرأي العام‪،‬‬ ‫لوقف أية حروب جديدة في املنطقة (تهديد بوش‬ ‫إليران)‪ ،‬وحصر امللف النووي اإليراني باملؤسسة‬ ‫الدولية للطاقة الذرية‪ ،‬على قاعدة اتفاقية‬ ‫احلد من األسلحة النووية‪ ،‬واالتفاقات والقوانني‬ ‫الدولية املعمول بها‪ ،‬وباخلروج من ازدواج املعايير‬ ‫والكيل مبكيالني مبا يشمل «إسرائيل»‪.‬‬ ‫فرص كثيرة ضاعت على شعبنا والشعوب‬ ‫العربية على مساحة القرن العشرين‪ ،‬اخلالص‬ ‫باالنتقال النوعي نحو العقل والعمل اجلماعي‬ ‫على قاعدة القواسم املشتركة ‪ ...‬هذا هو طريق‬ ‫النصر‪ ،‬وعلى سكته علينا أن نسير‪ ،‬مهما طال‬ ‫ظالم الليل فآخره نهار‪...‬‬

‫حاوره‪ :‬أدهم صالح‬


‫منرب فلسطيين‬

‫ ‬ ‫شيمون بيريز‬

‫فلسطني‬ ‫ ‬ ‫موشي دايان‬

‫ ‬ ‫بن غوريون‬

‫اسحاق رابني‬

‫ً‬ ‫ستون عاما من النكبة‬ ‫إلى اللجوء فالثورة‬

‫شهم التاريخ‪ ،‬فهو حني يسرد علينا اخبار‬ ‫ايامه‪ ،‬ومغامرات لياليه‪ ،‬ويبوح بحلوه ومره‪،‬‬ ‫لنتعظ ونتعلم‪ ،‬وحني يحدثنا في ليالي الدمع‬ ‫والدم عن جرائم العصابات الصهيونية‪ ،‬تشتعل‬ ‫عيناه بااللم‪ ،‬ويغيم جبينه باخلجل واملرارة‪.‬‬ ‫فمنذ النكبة الفلسطينية عام ‪1948‬م‬ ‫وعلى امتداد ستني عاماً‪ ،‬عانى الشعب العربي‬ ‫الفلسطيني الوانا ً من الكوارث‪ ،‬ويوما ً بعد يوم‬ ‫اشتدت مأساته عمقا ً واتسعت ابعاداً‪ ،‬ولكن‬ ‫جميع الضربات املتتالية التي نزلت على جسم‬ ‫هذا الشعب وكرامته لم تنل من عزميته وإصراره‬ ‫على استعاده ارضه‪.‬‬ ‫والشعب الفلسطيني ما زال يجدد الوالء‬ ‫لقضيته ويرفع صوته بحقه املشروع في احلياة‬ ‫اآلمنة في موطنه‪ ،‬وسيل التضحيات سيتواصل‬ ‫رغم جبروت القوة واإلرهاب الصهيوني املدعوم‬ ‫من أعتى قوة في هذا الكون‪ ،‬فنحن املنتصرون‬ ‫الننا اصحاب احلق وحماته‪ ،‬وهم الباطل والظلم‬ ‫السائر الى زوال‪ ،‬واملقاومة هي طريقنا وسبيلنا‬ ‫الى التحرير‪....‬‬

‫يقول موشي دايان (وزير دفاع اسرائيلي سابق)‪:‬‬ ‫“ال حاجة بنا الن نلف وندور‪ ،‬وعلينا ان نعلن‬ ‫بصراحة ان دولة اسرائيل قامت على حساب‬ ‫العرب وفي مكانهم‪ ،‬اذ حتول قطر عربي الى قطر‬ ‫يهودي”‪.‬‬

‫اقتالع الشعب الفلسطيني‬ ‫ُهجر الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطني‬ ‫بالقوة والقتل واالرهاب الصهيوني‪ ،‬وبلغ عدد‬ ‫الالجئني في نكبة ‪1948‬م حوالى (‪ 900‬الف الجئ)‬ ‫وهم يشكلون نحو (‪ )%85‬من الفلسطينيني في‬ ‫اراضي عام ‪1948‬م‪ ،‬هجروا الى دول اجلوار وباقي‬ ‫انحاء العالم‪ ،‬في ظل حالة من التقهقر العربي‪،‬‬ ‫والتآمر الدولي في السنوات االولى من حياة االمم‬ ‫املتحدة الذي ادى بصورة متعمدة مدروسة الى‬ ‫طي بند قضية فلسطني من جدول اعمال االمم‬ ‫ّ‬ ‫املتحدة عام ‪1951‬م واالحتفاظ بقضية الالجئني‬ ‫حتت بند التقرير السنوي للوكالة الدولية (اونروا)‪.‬‬ ‫ولكن االمر لم يبق على هذه احلال‪ ،‬عندما‬

‫استطاعت املقاومة الفلسطينية املتصاعدة‬ ‫والتضحيات التي ُق ِدمت الحداث تغيرات في‬ ‫الواقع‪ ،‬فأعيد إدراج القضية الفلسطينية كبند‬ ‫مستقل عام ‪1974‬م واعطى هذا التطور اطارا ً‬ ‫دوليا ً جديدا ً ملعاجلة قضية الالجئني وحقوقهم‪،‬‬ ‫وعلى انها قضية شعب يكافح من اجل استرداد‬ ‫وطنه‪ ،‬ال قضية اغاثة وخدمات تقوم بها‬ ‫(االونروا)‪.‬‬ ‫وقضية فلسطني‪ ،‬هي نتيجة لتآمر حركتني‬ ‫استعماريتني اوربيتني متالزمتني‪ ،‬والسؤال الذي‬ ‫يُطرح وال ميكن فهم حقوق الالجئني على اعمق‬ ‫مستوى فكري وقانوني وسياسي وتاريخي بدونه‪:‬‬ ‫هو كيف حت ّولت حقوق شعب بكامله الى‬ ‫مجرد قضية الجئني؟‬ ‫أمن قبيل الصدفة ان ينفرد الشعب العربي‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬بل االمة العربية كلها‪ ،‬بني‬ ‫جميع شعوب العالم في مجابهة االستعمار‬ ‫االستيطاني الذي ما زال يضرب جذوره في‬ ‫فلسطني واالراضي العربية احملتلة االخرى؟‬ ‫بطلت؟‬ ‫وكيف تعطلت احلقوق العربية وأ ُ ِ‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪129‬‬


‫املقاومة املسلحة ‪ ،‬اخليار الوحيد للشعب الفلسطيني‬

‫وثمة حقيقة اساسية ثابتة‪ ،‬يجب ان تكون‬ ‫حاضرة في الذهن‪ ،‬هي ان قضية فلسطني‪ ،‬كما‬ ‫ال تزال قائمة‪ ،‬هي نتيجة حركتني استعماريتني‪:‬‬ ‫االولى حركة التوسع االستعماري الغربي في‬ ‫آسيا وافريقيا‬ ‫والثانية حركة االستعمار الصهيوني‬ ‫االستيطاني‬ ‫وكلتاهما تشترك في العقيدة االستعمارية‬ ‫التي تقوم على نظرة عنصرية تؤمن بتفوق‬ ‫العنصر االوروبي‪ .‬وفلسطني حسب تلك العقيدة‬ ‫ارض بال شعب لشعب بال ارض (وان وجد هذا‬ ‫الشعب‪ ،‬فهو متخلف‪ ،‬متوحش‪ ،‬بدائي‪ ،‬ال‬ ‫انسانية له‪ ،‬وبالتالي يجب طرده خارج ارضه‪ ،‬او‬ ‫القضاء عليه)‪.‬‬ ‫والوثيقة التي كانت أساسا ً لهذه املأساة‬ ‫العربية هي وعد بلفور الصادر عام ‪1917‬م‬ ‫وتضمنت نصا ً منوذجيا ً في كيفية القضاء على‬

‫آرثر بلفور‬

‫‪130‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫شعب كامل له حضارته العريقة‪ ،‬لتحقيق‬ ‫أطماع استعمارية لشعب لم يكن يقيم على‬ ‫هذه األرض‪.‬‬ ‫فعند صدور وعد بلفور كان عدد سكان‬ ‫فلسطني العرب من مسيحيني ومسلمني (‪600‬‬ ‫الف) وعدد اليهود (‪ 55‬الف)‪ .‬وواضح من هذه‬ ‫االرقام ان ‪ %91‬من سكان فلسطني عرب و‪%9‬‬ ‫يهود‪.‬‬

‫هزمية اجليوش العربية فاقتالع‬ ‫الشعب الفلسطيني‬ ‫اصدرت اجلمعية العامة لالمم املتحدة قرار‬ ‫تقسيم فلسطني برقم ‪ 181‬تاريخ ‪1947/11/29‬م‬ ‫واثر صدوره صعدت العصابات الصهيونية‬ ‫ووسعت عمليات االرهاب والقتل واالبادة ضد‬

‫تيودور هرتزل‬

‫الشعب الفلسطيني‪...‬‬ ‫وبعد ان انسحبت بريطانيا من فلسطني‬ ‫ونشبت فيها حرب ‪1948‬م‪ ،‬وبلغت العمليات‬ ‫ذروتها‪ ،‬مما ادى الى اقتالع معظم ابناء شعب‬ ‫فلسطني من وطنهم وارضهم واحتل الصهاينة‬ ‫مئات القرى العربية وبدلت اسماؤها باسماء‬ ‫عبرية‬ ‫وتبني حجم الهزمية فور انتهاء احلرب‪ ،‬واتضح‬ ‫أن تغيير الواقع اجلديد ليس باألمر الهني‪ ،‬فاجليوش‬ ‫العربية ُهزِمت هزمية نكراء‪ ،‬وان كيانا ً غريبا ً زُرِع في‬ ‫قلب الوطن العربي‪ ،‬ووجد الشعب الفلسطيني‬ ‫نفسه وقد تشتت وانقسم الى اجزاء ثالثة‪ ،‬جزء‬ ‫حتت االحتالل الصهيوني‪ ،‬وجزء آخر على ارض‬ ‫فلسطني التي لم يحتلها الصهاينة (الضفة‬ ‫الغربية وقطاع غزة) وجزء الجئ طرد الى مختلف‬ ‫دول العالم‬ ‫وتركت احلرب قطاع غزة حتت سيطرة اجليش‬ ‫املصري‪ ،‬ومن جهة أخرى كانت الضفة الغربية‬ ‫حتت سيطرة االردن‪.‬‬ ‫يقول ديفيد بن غوريون (اول رئيس وزراء اسرائيلي)‪:‬‬ ‫“ال يكفي احلفاظ على الوضع القائم ال بد ان‬ ‫تكون دولتنا حيوية قائمة على التوسع”‪ .‬وقبل ان‬ ‫ينقضي العام ‪1948‬م صدر عن االمم املتحدة القرار‬ ‫(‪ )194‬الذي ينص على ضرورة السماح بعودة من‬ ‫يرغب من الالجئني او التعويض‪ ،‬واعتبار عضوية‬ ‫اسرائيل في االمم املتحدة مشروطة بتنفيذه‪،‬‬ ‫فلم تلتزم اسرائيل بذلك ومع مرور الزمن‪ ،‬حتولت‬ ‫مخيمات الالجئني الى ظاهرة دائمة‪ ،‬وقد شكل‬ ‫هذا إذالال ًَ عظيماً‪ ،‬حيث تقوم املنظمات الدولية‬ ‫بتقدمي بطاقات التموين واإلعانات‪ ،‬وظلت اخمليمات‬ ‫مناطق مهملة تفتقر الى اخلدمات األساسية‬ ‫اخملتلفة‪ ،‬وبيئة مكتظة وغير صحية‪.‬‬ ‫ويضاف الى ذلك بعض اجراءات التمييز التي‬


‫منرب فلسطيين‬ ‫مورست وعانى الفلسطينيون‬ ‫من القهر واملنع من التنقل‬ ‫والعمل وغير ذلك‪..‬‬ ‫وال عجب إذا ً ان تكون اخمليمات‬ ‫البيئية التي مدت املقاومة‬ ‫الفلسطينية باملقاتلني في‬ ‫فترات الحقة‬

‫الكيان الصهيوني‬ ‫وبناء القوة العسكرية‬ ‫والصناعية‬ ‫لم تُعلِن إسرائيل تبنيها دستورا ً‬ ‫كمعظم الدول‪ ،‬ذلك ان امتالكها مثل‬ ‫ذلك يفرض عليها اإلفصاح عن حدود‬ ‫الدولة‪ ،‬وفضلت أن تظل حرة‪ ،‬تتوسع‬ ‫حسبما تسمح الظروف‪ ،‬وادركت ان‬ ‫عليها ان تبني قاعدة صناعية واقتصادية‬ ‫متطورة‪ ،‬كي تظل قادرة على محاربة العرب‪.‬‬ ‫وانهالت عليها مليارات الدوالرات‪ ،‬كما رفدها‬ ‫الغرب بخبرات وبصناعات كاملة وبأحدث‬ ‫األسلحة فاستوعبت املهاجرين اجلدد‪.‬‬ ‫وصدم احتالل فلسطني اجلماهير العربية‪ ،‬كما‬ ‫أشعرتهم االعتداءات الصهيونية بالذل واإلهانة‪،‬‬ ‫وشعروا بأن حكوماتهم قد تواطأت او قصرت في‬ ‫املواجهة‪.‬‬ ‫وتوالت الثورات في عدد من الدول العربية‪،‬‬ ‫ولعل ابرز هذه التغيرات في مصر‪ ،‬حيث ابرم‬ ‫الرئيس جمال عبد الناصر صفقة اسلحة مع‬ ‫تشيكوسلوفاكيا غيرت من ميزان القوى القائم‬ ‫اقليمياً‪ ،‬وكان تأميم قناة السويس‪ ،‬الدافع االكبر‬ ‫اللتقاء مصالح االجنليز والفرنسيني والصهاينة‬ ‫بالتنسيق الوثيق بينهم‪..‬‬ ‫وصرح مناحيم بيغن في تشرين األول ‪1955‬م‬ ‫وكان نائبا ً في الكنيست‪“ :‬أؤمن‪ ...‬بشن حرب‬ ‫وقائية على الدول العربية دومنا ابطاء‪ ...‬فاذا‬

‫فعلنا‬ ‫هدفني‬ ‫ذلك أحرزنا‬ ‫القوة العربية‬ ‫االول محو‬ ‫أراضينا”‪.‬‬ ‫والثاني توسيع‬ ‫وصمد املصريون رغم تدمير مدن القنال تدميرا ً‬ ‫واسعاً‪ ،‬وأغلقت مصر قناة السويس‪ ،‬ووقفت‬ ‫اجلماهير إلى جانب مصر‪..‬‬

‫الهوية الفلسطينية وانطالقة‬ ‫الثورة الفلسطينية‬ ‫اثبتت االحداث‪ ،‬ان الدول العربية كانت عاجزة‬ ‫عن حترير فلسطني ألسباب عديدة منها صراعها‬ ‫مع بعضها بعضاً‪ ،‬واالستقالل الظاهري‪ ،‬عالوة‬

‫على قوة اجليش االسرائيلي‬ ‫والدعم االستعماري الكبير‬ ‫الذي تتمتع به‪...‬‬ ‫فبدأ البعض يرى ضرورة بلورة‬ ‫الهوية الفلسطينية حتى‬ ‫ضمن االحزاب القومية وقد‬ ‫كان ملشاركة الفلسطينيني في‬ ‫حرب السويس عام ‪1956‬م دور في‬ ‫تقوية وجهة النظر هذه‪...‬‬ ‫وظهرت الكتابات املبكرة التي‬ ‫تدعو الفلسطينيني ألخذ زمام‬ ‫امورهم بأيديهم‪ ،‬وجتلى ذلك على‬ ‫مستويني‪ ،‬الرسمي والشعبي‪ ،‬فدعا‬ ‫جمال عبد الناصر الى قمة عربية‬ ‫للتباحث في ‪1964‬م وكان القرار‪:‬‬ ‫“تنظيم الشعب الفلسطيني ليتمكن‬ ‫من لعب دوره في حترير بالده وتقرير‬ ‫مستقبله‪ ،‬وهكذا كانت املنظمة‬ ‫في بداية عهدها حتت وصاية االنظمة‬ ‫العربية‪ ،‬التي استغلتها كي تنفض يدها‬ ‫من مسؤولية التحرير التي كانت تنادي به‬ ‫(مع بعض االستثناءات)‪ ،‬ومع ذلك كان تشكيل‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية مكسباًُ واعترافا ً‬ ‫عربيا ً بالهوية الفلسطينية‪.‬‬ ‫وبدأ العمل الفلسطيني بطريقتني‪:‬‬ ‫االول ابراز الهوية الفلسطينية بشكل مميز‬ ‫داخل االحزاب القومية القائمة‪ ،‬والثاني ادراج‬ ‫العمل املسلح على جدول االعمال‪...‬‬ ‫وسبق العمل الفلسطيني املستقل‬ ‫وتأسست في هذا السياق حركة التحرير الوطني‬ ‫الفلسطيني (فتح)‪ ،‬كحركة سرية في اواخر‬ ‫اخلمسينيات‪ ،‬وفي ليلة ‪1965/1/1‬م كانت بداية‬ ‫الكفاح املسلح الفلسطيني‪.‬‬ ‫وكان ذلك إيذانا ً ببروز فكرة جديدة‪ ،‬فصارت‬ ‫فلسطني طريق الوحدة‪ ،‬ذلك أن التحرير سيفتح‬ ‫اجملال لنضال العرب مما سيؤدي بهم الى الوحدة‬ ‫امليدانية وحتولها لوحدة سياسية‪.‬‬

‫انطالق العمل الفلسطيني ضد‬ ‫املشروع الصهيوني‬

‫حرب تشرين ‪ : 1973‬االمل بالنصر‬

‫ادركت “اسرائيل” ان متغيرات جديدة حتصل‬ ‫حولها‪ ،‬فقد شعرت بإمكانية بروز خطر التقاء‬ ‫بعض االنظمة الوطنية العربية ملواجهتها‪ ،‬وان‬ ‫القوة العسكرية العربية تنامت‪ ،‬وبدأت تشعر‬ ‫بوطأة العمليات الفدائية الفلسطينية‪ ،‬والتي‬ ‫كانت كافية لثني املهاجرين عن الهجرة الى‬ ‫فلسطني‪ ،‬كما كانت تهدد بالتحول الى ظاهرة‬ ‫شاملة‪.‬‬ ‫فصعدت اسرائيل من تهديداتها ضد سوريا‪،‬‬ ‫واعلنت مصر التعبئة واغلقت خليج العقبة امام‬ ‫املالحة االسرائيلية‪ ،‬ودارت اتصاالت دبلوماسية‬ ‫حاول فيها العرب جتنب احلرب‪ ،‬لكن اسرائيل‬ ‫شنت احلرب في ‪1967/6/5‬م على ثالث جبهات‪،‬‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪131‬‬


‫منرب فلسطيين‬ ‫مصرية وسورية واردنية واستمرت احلرب ستة‬ ‫سمت نتيجتها ملصلحة اسرائيل‬ ‫ايام فقط‪ُ ،‬‬ ‫وح ِ‬ ‫التي احتلت سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫وهضبة اجلوالن‪.‬‬ ‫وبعد الهزمية بشهرين التقى الزعماء العرب‬ ‫في مؤمتر قمة عقد في اخلرطوم وخرج املؤمتر بقرار‬ ‫ُعرف بالءات اخلرطوم (ال صلح مع العدو‪ ،‬ال اعتراف‬ ‫به وال مفاوضات معه)‪.‬‬ ‫وفي تشرين الثاني ‪1967‬م خرج مجلس االمن‬ ‫بالقرار (‪ )242‬الذي ينص على ضرورة انسحاب‬ ‫القوات اإلسرائيلية من أراض احتلتها في النزاع‬ ‫األخير‪ ،‬وحق كل الدول في املنطقة العيش‬ ‫بسالم ضمن حدود آمنة معترف بها‪ ،‬وضرورة‬ ‫ايجاد حل عادل ملشكلة الالجئني وهذا القرار كان‬ ‫اعترافا ً ضمنيا ً باسرائيل وتعامل مع القضية‬ ‫الفلسطينية كقضية الجئني فقط‪.‬‬ ‫أدرك الفلسطينيون ان عليهم ان يستلموا‬ ‫زمام قضيتهم فانتعش العمل الفدائي ودخلت‬ ‫الساحة فصائل كانت جزءا ً من االحزاب القومية‬ ‫وبدأت الفصائل تضغط من اجل تصحيح مسار‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية‪ ،‬وشكلت معركة‬ ‫الكرامة في ‪1968/3/21‬م نقطة حتول هامة‪ ،‬اثبتت‬ ‫جدوى العمل املسلح وسرع ذلك في خلق ميزان‬ ‫قوى جديدة ملصلحة الفصائل ورؤية سياسية‬ ‫مغايرة‪ ،‬وبدأت عملية اعادة تنظيم شاملة في‬ ‫النصف الثاني من عام ‪1969‬م وتبنت منظمة‬ ‫التحرير برنامج التحرير الشامل الذي يدعو‬ ‫إلقامة دولة فلسطينية دميوقراطية علمانية في‬ ‫فلسطني بكاملها‪ ،‬واحلل املنشود يجب ان يضمن‬ ‫احلق الفلسطيني كامالً وضمان حق العودة‬ ‫للشعب الفلسطيني‪..‬‬ ‫عندما انطلق العمل الفلسطيني املسلح‬ ‫ضد املشروع الصهيوني صار القضاء عليه‬ ‫هدفا ً للقوى االستعمارية‪ ،‬فعدالة القضية‬ ‫وحدها ليست ضمانة كافية لالنتصار‪ ،‬ومن‬ ‫الضروري إدراك اخملاطر التي تتربص بها‪ ،‬وضرورة‬ ‫التصرف بوعي وعقالنية وحكمة‪ ،‬واملقهور‬ ‫الذي يجد نفسه فجأة وقد صار قويا ً ومسلحا ً‬ ‫قد يرتكب العديد من األخطاء املسلكية‬ ‫والسياسية‪.‬‬ ‫ولم مييز البعض بني عدالة املشروع وسوء‬ ‫التصرف‪ ،‬حيث دارت في االردن معارك على اساس‬ ‫سياسي‪ ،‬وكانت النتيجة تصفية ظاهرة الكفاح‬ ‫املسلح في االردن ونتيجة تلك احلرب االهلية‬ ‫احبطت االنطالقة القوية للمنظمة وابعدتها‬ ‫عن اطول خط مواجهة‪.‬‬ ‫وانتقلت املقاومة الفلسطينية العلنية‬ ‫الى لبنان حيث بنت (م‪.‬ت‪.‬ف‪ ).‬مؤسساتها‬ ‫الفلسطينية التي طال غيابها‪ ،‬وحمتها من‬ ‫محاوالت الطمس واالبادة وقامت عمليات‬ ‫عسكرية كبرى في داخل فلسطني وخارجها‪،‬‬ ‫وكان الهدف االساسي منها‪ ،‬لفت انتباه العالم‬ ‫للقضية وازعاجا ً للعدو وايالمه‪ ،‬وصوال ً الى حرب‬ ‫حترير شعبية طويلة‬ ‫وحتالفت منظمة التحرير مع احلركة الوطنية‬

‫‪132‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اللبنانية التي كانت تناضل ضد الطائفية ومن‬ ‫اجل الدميوقراطية‪ ،‬كما حمت الفلسطينيني في‬ ‫لبنان‪.‬‬

‫حرب تشرين‬ ‫محطة في تاريخ الصراع‬ ‫ولعل اهم ما مييز تلك احلرب‪ ،‬هو انها قامت‬ ‫مببادرة عربية‪ ،‬واثبتت ان االنتصار العربي ممكن لو‬ ‫توفرت القيادة والتخطيط‪.‬‬ ‫وقدم املوقف العربي املوحد درسا ً بالغ االهمية‬ ‫في قوة العرب الكامنة وحصلت منظمة التحرير‬ ‫بعد ذلك على االعتراف الدولي عام ‪1974‬م ومنحت‬ ‫صفة مراقب‪ ،‬وكذلك االعتراف العربي بكونها‬ ‫املمثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني‬ ‫في مؤمتر قمة الرباط‪..‬‬ ‫في ذلك الوقت كانت منظمة التحرير متثل‬ ‫قوة ثورية تسعى ليس فقط للتحرير بل اعادة‬ ‫بناء اجملتمع على اسس دميوقراطية وعادلة‪ ،‬وقد‬ ‫خشيت بعض االنظمة من انتقال العدوى الى‬ ‫شعوبها‪ ،‬والبعض وإن كانوا يعلنون تأييدهم‬ ‫للمنظمة فقد كانوا يخشون ما متثله‪ ،‬ومن‬ ‫وراء الكواليس متت محاربتها‪ ،‬ومن ثم جرها الى‬ ‫التسوية السياسية التي جتهض نضال الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وكان املزاج الشعبي يرفض‬ ‫التسوية السياسية املطروحة لعدم حتقيق‬ ‫العدالة‪.‬‬ ‫قادة العدو ‪ :‬بدء االعتراف بالهزمية‬

‫بداية السقوط الرسمي العربي‬ ‫في تشرين الثاني ‪1977‬م كانت تلك الزيارة‬ ‫املشؤومة‪ ،‬اول اعتراف رسمي عربي بالكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬ومهدت الطريق التفاقيات كامب‬ ‫ديفيد ‪1979‬م والصلح املنفرد‪ ،‬وربطت االقتصاد‬ ‫املصري باملصالح االميركية‪ ،‬ومت تغيير املناهج‬ ‫الدراسية في مصر‪ ،‬ولم يعد يذكر اي عداء‬ ‫السرائيل‪ .‬وادت اتفاقية كامب ديفيد بني مصر‬ ‫السادات والكيان الصهيوني الى نشوب خالفات‬ ‫عربية حادة‪ ،‬وخاصة ان تلك االتفاقية انكرت‬ ‫احلقوق الوطنية الفلسطينية وجزأت الشعب‬ ‫الفلسطيني وسمحت بضم القدس السرائيل‪،‬‬ ‫وشرعت املستوطنات الصهيونية وترسخ نهج‬ ‫التسوية ذاته في بعض الدول العربية‪.‬‬

‫الكيان الصهيوني‬ ‫يراكم الدعم‬ ‫فبعد حرب ‪1967‬م اصبح الكيان الصهيوني‬ ‫شريكا ً إقليمياًُ للقوى االستعمارية‪ ،‬وقبلها كان‬ ‫اداة استعمارية ال متلك قرارها اال مبا يرضي تلك‬ ‫القوى‪ ،‬ذلك ان “اسرائيل” اثبتت حيوية وقوة في‬ ‫ضرب حركة التحرر العربية‪ ،‬وهذا احد االهداف‬ ‫التي تسعى القوة االستعمارية لتحقيقها‪،‬‬ ‫ولذلك فقد زادت املعونة العسكرية للكيان بعد‬ ‫حرب ‪1973‬م‪ ،‬فتعاظمت قوته‪ ،‬وجاءت اتفاقية‬ ‫كامب ديفيد مع مصر لتؤمن احلدود اجلنوبية‬ ‫لهذا الكيان‪ ...‬ولتسمح له بنقل تركيزه على‬ ‫لبنان وخاضت اسرائيل ضده احلرب تلو احلرب‪.‬‬ ‫فوقعت “اسرائيل” اتفاقية تعاون استراتيجي‬ ‫مع الواليات املتحدة وطورت قدراتها العسكرية‬ ‫النووية‪ ،‬واثبتت التجارب ان قوة اسرائيل ال تظهر‬ ‫اال عند الضعف العربي‪ ،‬وعندما تصبح تكلفة‬ ‫املشروع االستعماري أكثر من فائدته‪ ،‬فما اسرع‬ ‫ان يتم استبداله مبشروع آخر ليؤدي الغرض ذاته‬ ‫وبشكل جديد‪.‬‬


‫ولقد اثبتت االحداث ان التسوية مع الكيان‬ ‫الصهيوني ما هي اال محاولة يائسة‪ ،‬والفضيحة‬ ‫االكبر هي عجز اجملتمع الدولي الذي يدرك املشكلة‬ ‫من جذورها واسبابها احلقيقية والتعامل معها‪.‬‬

‫تركز العمل داخل فلسطني‬ ‫بعد ‪1982‬‬ ‫وعلى مدى سنوات عدة‪ ،‬حقق الشعب‬ ‫الفلسطيني مزيدا ً من االجنازات على املستويات‬ ‫النضالية والتنظيمية واالجتماعية‪ ،‬وكانت مبثابة‬ ‫تراكمات متهد للتغير النوعي‪ ،‬وكما هي العادة‪،‬‬ ‫فإن شرارة واحدة في مثل هذه الظروف كفيلة‬ ‫بإشعال احلريق الكبير‪.‬‬ ‫وهذا ما حدث في ‪1987/12/7‬م عندما تعمد‬ ‫سائق سيارة عسكرية صهيونية االصطدام‬ ‫بسيارة تقل عماال ً فلسطينيني (استشهد اربعة‬ ‫منهم) واندلعت املظاهرات واستمرت وامتدت‬ ‫وتنظمت وأصبحت تعرف باالنتفاضة األولى‪...‬‬ ‫فقاوم الفلسطينيون‪ ،‬واستخدموا احلجر‬ ‫واملقالع والزجاجات احلارقة واعتصموا واضربوا‬ ‫ورفضوا دفع الضرائب‪ ،‬وكانت االنتفاضة شاملة‬ ‫عمت ارجاء املناطق احملتلة عام ‪1967‬م اساسا ً‬ ‫وامتدت اعمال التضامن واملساندة الى املناطق‬ ‫احملتلة عام ‪1948‬م‪.‬‬

‫ملاذا اندلعت االنتفاضة؟‬ ‫ان تدهور االوضاع االجتماعية واالقتصادية‬ ‫وعدم مالءمة احللول السياسية املطروحة آنذاك‬ ‫لتطلعات الشعب الفلسطيني ومنذ العام‬ ‫‪1987‬م كان االستيالء على االرض مستمراً‪،‬‬ ‫وبناء املستعمرات وكانت األراضي الفلسطينية‬ ‫قد احلقت اقتصاديا ً بالكيان الصهيوني‪ ،‬وكانت‬ ‫اسرائيل جتني ما يقارب (‪ 1500‬مليون دوالر) من‬ ‫الصادرات اإلسرائيلية الى الضفة الغربية ومن‬ ‫السياحة‪ ،‬اضافة الى اثمان الكهرباء الباهظة‪.‬‬ ‫وكذلك فإن مشاريع التسوية جتاهلت حقوق‬ ‫الشعب الفلسطيني ومت جتاوز منظمة التحرير‬ ‫ومحاولة خلق بدائل للمنظمة لتمثل الشعب‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫وفي الوقت ذاته كان االضطهاد متعاظماً‪،‬‬ ‫فمصير املعارض االعتقال ومصير االرض واملياه‬ ‫املصادرة‪ ،‬ومصير الوطن الضياع‪ ،‬وقد اندلعت‬ ‫االنتفاضة لكنس االحتالل وبناء الوطن‪ ،‬واثبتت‬ ‫االنتفاضة ان الشعب الفلسطيني قادر على‬ ‫تولي زمام أمره‪.‬‬ ‫واستمرت االنتفاضة لفترة من الزمن‪ ،‬ظاهرة‬ ‫ثورية تسهم في تغيير الواقع وأفرزت قيادة‬ ‫ميدانية حتوز على ثقة اجلماهير وهي اكثر وضوحا ً‬ ‫وجذرية‪...‬‬ ‫يقول اسحاق رابني‪“ :‬أمتنى لو يغرق قطاع‬ ‫غزة في البحر (‪1992‬م) إنني افضل ان يتولى‬ ‫الفلسطينيون مهمة حفظ النظام في غزة وقد‬

‫يفعلون ذلك افضل منا (‪1993‬م)‪.‬‬ ‫اختالل ميزان القوى لغير مصلحة العرب‬ ‫في العام ‪1991‬م‪ ،‬بعد ضرب العراق‪ ،‬فاطمأن‬ ‫الصهاينة جلدوى البدء في التسوية ومال ميزان‬ ‫القوى العسكري ملصلحة الكيان الصهيوني‬ ‫بعد تدمير القوة العراقية وإثر اخلالفات العربية‬ ‫املريرة التي خلفتها حرب اخلليج‪.‬‬ ‫فبدأت الدبلوماسية االميركية جوالت في‬ ‫املنطقة للحصول على موافقة االنظمة‬ ‫العربية على عقد مؤمتر دولي للسالم في الشرق‬ ‫االوسط‪.‬‬ ‫وكان واضحا ً ان التسوية ستتم على اساس‬ ‫االشتراطات االميركية التي ال تفي باحلد لالدنى‬ ‫املقبول فلسطينياً‪.‬‬ ‫وساد وهم لدى البعض بامكانية احلصول‬ ‫على مكاسب سياسية عن طريق املفاوضات‪،‬‬ ‫حيث اسهم الترويج االعالمي للقوة االميركية‬ ‫والصهيونية في ظل هزمية العراق‪ ،‬االمر الذي‬ ‫قادهم الى االعتقاد بان الوضع ابدي او رمبا‬ ‫يطول‪ ،‬وكان من الطبيعي ان يحدد ميزان القوى‬ ‫على االرض‪ ،‬شروط التسوية وإطارها القانوني‬ ‫ومرجعيتها‪.‬‬ ‫ولو فرضنا جدالً‪ ،‬اذا حتقق انتصار عربي لكانت‬ ‫مرجعية التسوية احلق العربي‪ ،‬ولو كان هناك‬ ‫تكافؤ في القوى بني الطرفني لكانت شروط‬ ‫التسوية هي قرارات االمم املتحدة بأسرها وهي‬ ‫التي حترم االستيطان وتضمن عودة الالجئني‬ ‫ومتنح الشرعية الدولية لدولة فلسطينية اضافة‬ ‫إلسرائيل‪ ،‬وكان احلد االدنى املقبول فلسطينياً‪،‬‬ ‫االنسحاب االسرائيلي الكامل من املناطق احملتلة‬ ‫عام ‪1967‬م‪ ،‬ومنح الشعب الفلسطيني حق‬ ‫تقرير املصير‪ ...‬وإيجاد حل عادل ملشكلة الالجئني‪،‬‬ ‫وترابط احلل الفلسطيني مع احلل العربي وإيقاف‬ ‫االستيطان‪.‬‬ ‫فهل كان ميزان القوى في العام ‪1991‬م يساعد‬ ‫على حتقيق هذه االهداف؟‬

‫عزل القضية الفلسطينية‬ ‫ولعل اخطر ما في التسوية انذاك‪ ،‬عزل‬ ‫القضية الفلسطينية عن بعدها العربي وعن‬ ‫الصراع العربي – الصهيوني‪.‬‬ ‫حققت اسرائيل مكاسب هامة من التسوية‪:‬‬ ‫االعتراف الرسمي العربي بحقها في الوجود‬ ‫على ارض فلسطني‪.‬‬ ‫واجناز التسوية بشهادة فلسطينية يعطيها‬ ‫مصداقية اكبر‪.‬‬ ‫واسقاط املقاطعة العربية‪ ،‬وفتح ابواب العالم‬ ‫العربي امامها‪.‬‬ ‫ومن ثم تأجيل القضايا الفلسطينية‬ ‫احلاسمة‪.‬‬ ‫ومت التوقيع على االتفاقيات (اوسلو وملحقاتها)‬ ‫دون االعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني‬ ‫السياسية اي حقه في تقرير املصير‪.‬‬ ‫وتراجع العرب عن منجزات كانوا قد حققوها‬

‫سابقاً‪ ،‬وكان احلق العربي في السابق اساس‬ ‫التصور للحل االستراتيجي‪ ،‬وكانت قرارات االمم‬ ‫املتحدة اساسا ً لتصور مرحلي فصارت االتفاقية‬ ‫ذاتها هي التسوية ومرجعيتها‪.‬‬ ‫وجزأت التسوية االمة العربية وفتتها‪ ،‬ومن‬ ‫جهة بدأ التركيز يتم على السوق الشرق‬ ‫اوسطية ليحل محل االمة العربية‪.‬‬ ‫وغيرت التسوية من طبيعة التحالفات في‬ ‫املنطقة ووضعت الدول العربية الواحدة في‬ ‫مواجهة االخرى مهددة بذلك االمن القومي‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫ومن الضروري اال ننجر وراء محاوالت البعض‬ ‫االدعاء أن التسوية حققت نصرا عظيما‪ ،‬ومن‬ ‫الضروري ان ندرك في هذه احلالة احلقيقة املرة‪،‬‬ ‫فلو فعلنا الستطعنا العمل وتالفي االخطاء‬ ‫وبناء الذات بدال ً من اجلري خلف السراب‪..‬‬ ‫مسؤولية مواجهة اسرائيل تقع على‬ ‫عاتق اجلميع واسرائيل خطر ليس فقط على‬ ‫الفلسطينيني بل تهدد االمة العربية بأسرها‪.‬‬ ‫واملشروع االستعماري ليس قدرا ً ال يرد‪ ،‬فهناك‬ ‫تناقضات عديدة داخل اجملتمع الصهيوني وهو كأي‬ ‫مجتمع استيطاني‪ ،‬ضعيف وقابل للهزمية‪ ،‬لكن‬ ‫الضعف العربي هو الذي يدفع بهذه التناقضات‬ ‫الى موقع ثانوي‪.‬‬ ‫ويهدف نعت النضال التحريري “باالرهاب” الى‬ ‫تشويه النضال الفلسطيني وسمعة املناضلني‬ ‫الشرفاء والشهداء االبرار الذين قدموا كل شيء‬ ‫في سبيل الوطن‪.‬‬ ‫وحقيقة االمر ان النضال التحرري عمل مشروع‬ ‫حتى احقاق العدل‪ ،‬واما االرهابي فهو الذي يحتل‬ ‫االرض ويشرد الشعب ويسرق ثروات االمم ويحبط‬ ‫محاوالت التقدم والتنمية والتغيير حقيقة ال‬ ‫مجال لنكرانها‪ ،‬وهو يحدث سواء شئنا ام ابينا‪،‬‬ ‫ولو ادركنا هذه احلقيقة حلفزّنا ذلك على ادراك‬ ‫اجتاه التغيير‪ ،‬وساعدنا على استغالله ملصلحة‬ ‫قضايانا‪ ..‬ما امكن‪ ،‬فقد ييأس االفراد‪ ،‬لكن اليأس‬ ‫معدوم عند صاحب النظرة التاريخية‪ ،‬واحلقيقة‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪133‬‬


‫منرب فلسطيين‬ ‫التاريخية هي ان امتنا ذات هوية تبلورت منذ‬ ‫القدم‪ ،‬وان هذه االمة تعرضت لهزائم شنيعة في‬ ‫التاريخ‪ ،‬ولكنها لم تندثر‪ ،‬ألنها لم تستسلم‪.‬‬ ‫طريقنا طويل وقضايا الشعوب ال تقاس‬ ‫بفترات زمنية قصيرة‪ ،‬وال يجوز لنا ان نعيش كما‬ ‫لو كنا آخر من سيحيا على هذه االرض‪ ،‬فعلينا‬ ‫مسؤولية جتاه االجيال القادمة‪..‬‬ ‫اسرائيل حتاول ارساء حقائق على االرض‬ ‫سيكون من الصعب تغييرها‪ .‬واحلقيقة هي ان‬ ‫اي حكومة اسرائيلية ال تريد حل الدولتني الذي‬ ‫يتحدث عن الرئيس االميركي جورج بوش‪ ،‬والن‬ ‫الكيان الصهيوني يستمر في نهب االراضي‬ ‫الفلسطينية وجتزئتها وهو واقع قد يدفع‬ ‫حتى الطفل الى االقرار باستحالة قيام الدولة‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫وان اسرائيل حتاول تأجيل عملية السالم املزعوم‬ ‫بهدف كسب املزيد من الوقت الرساء حقائق على‬ ‫ارض الواقع سيكون من الصعب تغييرها‪...‬‬ ‫وطاملا ان اجملتمع الدولي يستمر في تصديق‬ ‫ادعاء اسرائيل بأن الفلسطينيني هم الذين‬ ‫يحبطون مساعيها لتحقيق حل الدولتني‬ ‫فسيكون من املستحيل النجاح في اي مبادرة‬ ‫سالم وعندها ستصل عملية مصادرة االراضي‬ ‫الى نقطة الالعودة‪..‬‬ ‫قال جون فينوكور من صحيفة نيويورك تاميز‬ ‫اخيراً‪ :‬ان تصريحات اجنيال ميركل املستشارة‬ ‫االملانية والرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي التي‬ ‫عبرا فيها عن الدعم املطلق السرائيل هي اقل‬ ‫محاولة لوضع الدولة االسرائيلية على مسار‬ ‫(االعتدال)‪.‬‬ ‫“وان افتراض الدول الغربية ان منح دعم غير‬ ‫مشروط السرائيل سيؤدي الى اعتدال اكبر‬ ‫من جانبها واستعداد اكبر للمجازفة حتقيقا ً‬ ‫للسالم هو افتراض خاطئ اذا راجعنا تاريخ النزاع‬ ‫الفلسطيني – االسرائيلي‪ ،‬فقد اظهر تاريخ‬ ‫النزاع بالفعل مرارا ً وتكراراً‪ ،‬انه كلما زاد الدعم‬ ‫الذي حتصل عليه اسرائيل من (اصدقائها في‬ ‫الغرب) كلما زادت سياستها تصلبا ً ازاء مصادرتها‬ ‫االراضي الفلسطينية”‬

‫من اإلرهابي؟‬ ‫واليس من املعيب بعد االدعاء ان االحتالل‬ ‫املستمر من خالل نقاط التفتيش ومتاريس‬ ‫اجليش االسرائيلي واملقاتالت املروحية والنفاثة‪،‬‬ ‫واالغتياالت املستهدفة‪ ،‬والتوغالت العسكرية‬ ‫وعمليات نهب االراضي الواسعة النطاق ال‬ ‫تشكل كلها حلقة عنف متواصلة ومتزايدة‬ ‫تستهدف ثالثة ماليني ونصف مليون فلسطيني‬ ‫في الضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫وان االستمرار في اطالق التصريحات الفارغة‬ ‫والقول ان املستوطنات ال تخدم عملية السالم‬ ‫هو مجرد كالم لالستهالك لن يجر اسرائيل كي‬ ‫تتنازل وتتكرم علينا ولو بجزء بسيط من حقوقنا‪،‬‬ ‫فإسرائيل هي التجسيد األرضي للمشروع‬

‫‪134‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حق العودة للنازحني‬ ‫الفلسطينيني‬

‫الصهيوني الكبير والسالم باملفهوم االميركي‬ ‫والصهيوني ال يعني سوى التسليم باملشروع‬ ‫الصهيوني واإلمالءات االميركية‪.‬‬ ‫واسرائيل الكيان وبعد ستة عقود من قيامها‬ ‫على ارض فلسطني متكنت من رهن العالم العربي‬ ‫ومقدراته‪ ،‬واستفادت من حالة العجز العربي الى‬ ‫ابعد حدود وحققت اختراقات هامة‪ ،‬ففي مصر‬ ‫النظام ُعدلت القوانني اجلنائية الزالة كلمة‬ ‫الصهيونية وغيرها وصار التعاون االمني الرسمي‬ ‫العربي – الصهيوني ممكناً‪ ،‬بينما صارت املقاومة‬ ‫تهديدا ً لالمن القومي للنظام الرسمي العربي‬ ‫فاختلطت االوراق واختل امليزان‪ ،‬واُر ِغم بعض‬ ‫العرب على نفي الصورة االجرامية والعنصرية‬ ‫للكيان‪ ...‬واصبح االمن القومي العربي لفظا ً بال‬ ‫معنى لدى البعض من العرب‪.‬‬ ‫وعندما اكدت واشنطن ان السالم في‬ ‫فلسطني يتطلب تنظيف البيت الفلسطيني‬ ‫عن طريق ازالة الفساد وادخال الدميوقراطية‪،‬‬ ‫ولكن عندما فازت حماس باالنتخابات التشريعية‬ ‫هدمت واشنطن املعبد فوق سكانه محاصرة‬ ‫الشعب عقابا ً له على (سوء اختياره) وعمدت الى‬

‫اقتالع حماس‪ ،‬وبذلك ظهرت خرافة العالقة بني‬ ‫الدميوقراطية والسالم املزعومني‪.‬‬ ‫وبعد ستة عقود على انشاء “اسرائيل” باتت‬ ‫االمور مفتوحة على كل االحتماالت واالرجح فان‬ ‫املنطقة مقبلة على انتقاضات شعبية وتغييرات‬ ‫اساسية‪ ،‬في ظل تراجع القوة االميركية وعدم‬ ‫قدرتها وحدها على ادارة العالم‪ ،‬ويعجل في ذلك‬ ‫استمرار املقاومة في فلسطني ولبنان والعراق‪،‬‬ ‫ومن هنا يأتي احلديث عن التهدئة االميركية‬ ‫والصهيونية املزعومة متهيدا ً جلولة جديدة من‬ ‫الصراع ونصب االفخاخ اجلديدة‪.‬‬ ‫ستون عاما ً من النكبة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وانشاء الكيان الصهيوني الذي حتول الى حليف‬ ‫استراتيجي للواليات املتحدة كفيلة باستيعاب‬ ‫الدرس وان ما اخذ بالقوة ال يسترد اال بغير القوة‪.‬‬ ‫يقول الشاعر‪:‬‬ ‫بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها‬ ‫تنال إال على جسر من التعب‬ ‫والطريق طويل وخيارنا املقاومة‪ ،‬النها السبيل‬ ‫االجدى الستعادة احلقوق وطرد الغزاة‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬


‫منرب عربي‬

‫بوش في جولة جديدة في الشرق األوسط‬

‫يدعم أمن الكيان الصهيوني دون حدود‬ ‫ويدعو (العرب) لتوجيه بنادقهم نحو إيران!!‬ ‫في جولة مكوكية جديدة هي اخلامسة عشرة‬ ‫الى املنطقة‪ ،‬أطلقت وزيرة اخلارجية االميركية‬ ‫تصريحات متفائلة في مدينة رام اهلل‪ ،‬ورغم‬ ‫ذلك وكما هو السيناريو املعتاد‪ ،‬لم تنجح هذه‬ ‫املرة ايضا ً في جسر الهوة الواسعة بني مواقف‬ ‫الطرفني الفلسطيني واإلسرائيلي‪ ،‬وهي عبارات‬ ‫اصبحت معروفة لكل ذي بصيرة في منطقتنا‬ ‫والعالم اجمع‪.‬‬ ‫واالوهى من كل ذلك ان رايس وعقب اجتماعها‬ ‫مع الرئيس الفلسطيني أكدت بأنها ما زالت‬ ‫تعتقد ان باالمكان التوصل التفاق سالم‪ ،‬ولذلك‬ ‫حضت اسرائيل على تخفيف القيود املفروضة‬ ‫في االراضي الفلسطينية‪ ،‬واعتبرت االستيطان‬ ‫مثيرا ً للمشاكل‪ ،‬خصوصا ً ما يتعلق بنجاح الثقة‬ ‫بني اجلانبني‪ ،‬وهذا الكالم وكما يراه املراقبون هو‬ ‫لالستهالك احمللي فقط‪ ،‬وهو عدمي اجلدوى‪.‬‬ ‫وفي هذا الوقت اكد الرئيس الفلسطيني‬ ‫محمود عباس‪ ،‬انه ال يريد ان يفكر في الفشل‬ ‫وانه في حال فشلنا‪ ،‬وهذا ممكن فإننا سنعود الى‬ ‫قيادتنا وشعبنا‪ ،‬وقال ايضاً‪ :‬انه يسابق الزمن في‬ ‫محادثاته مع االسرائيليني‪...‬‬ ‫واملصادر الفلسطينية اشارت للفجوة‬ ‫العميقة بني الطرفني‪ ،‬وما زالت كبيرة ومطلوب‬ ‫من االميركيني ضغط اكثر‪ ،‬فنحن نريد نتائج‬ ‫على االرض وهذا لم يحصل بعد‪...‬‬ ‫والسؤال‪ :‬هل ميكن لعاقل ان يصدق بأن‬ ‫االميركيني سيمارسون الضغط على االسرائيليني‬ ‫لتحقيق بعض املطالب التي اشارت اليها‬ ‫السلطة الفلسطينية في موضوع االستيطان‬ ‫وجتميده او حتى رفع احلواجز!؟‬ ‫املفاوض الفلسطيني بذل الكثير دون جدوى‪،‬‬ ‫وباتت احلقيقة اكثر وضوحا ًَ وال ميكن حجبها‪ ،‬ان‬ ‫املفاوضات (السلمية) اجلارية حاليا ً بني السلطة‬ ‫الفلسطينية وقادة الكيان الصهيوني تعاني‬ ‫مواتا ً حقيقياً‪ ،‬وان زيارة رايس الى املنطقة كانت‬ ‫نذير شؤم على الشعب الفلسطيني‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫استمرت االدارة االميركية في سياسة التضليل‬ ‫واخلداع‪ ،‬وتصريحات رايس التي قالت فيها “حان‬ ‫الوقت القامة الدولة الفلسطينية”‪ ،‬هي استمرار‬ ‫لسياسة التضليل ودغدغة العواطف ورفع‬ ‫الشعارات الفارغة من اي مضمون ويؤكد الواقع‬ ‫بطالنها وعدم تصديقها‪.‬‬ ‫وان مثل هذه التصريحات يؤكد ان الدور‬ ‫االميركي في املنطقة هو دور امني بحت يهدف‬

‫بوش واوملرت‬ ‫الى تنسيق اجلهود االسرائيلية لضرب املقاومة‪،‬‬ ‫وال ننسى ان ادارة بوش تعتبر قطاع غزة كيانا ً‬ ‫معادياً‪ ،‬واملشروع االميركي في املنطقة ميضي في‬ ‫دعم امن االحتالل الصهيوني وحفظه‪ ،‬وهدفه‬ ‫استئصال املقاومة الفلسطينية‪ ،‬وإشعال حرب‬ ‫أهلية في فلسطني‪ ،‬وجميع الزيارات االميركية‬ ‫تأتي في إطار كسب مزيد من الوقت ملصلحة‬ ‫الكيان من اجل استكمال مشروع يهودية الكيان‬ ‫الصهيوني وطرد ما تبقى من الفلسطينيني في‬ ‫اراضي ‪.1948‬‬ ‫لقد اثبتت االحداث فشل اللقاءات واحملادثات‬ ‫االميركية االسرائيلية مع السلطة الفلسطينية‬ ‫والرئيس محمود عباس‪ ،‬حيث تنكر جورج بوش‬ ‫لكل وعوده في اتخاذ خطوة عملية واحدة لدعم‬ ‫اي حق من حقوق الشعب الفلسطيني قبل‬ ‫نهاية واليته‪.‬‬ ‫وتصريحات وزير الدفاع االسرائيلي ايهود باراك‬ ‫تؤكد‪ ،‬انه ال يعتقد بإمكان التوصل الى تهدئة‬ ‫في قطاع غزة قبل ان تقوم اسرائيل مبزيد من‬ ‫العمليات العسكرية هناك‪ ،‬وانه سيقوم مبا يلزم‬ ‫لتحقيق الهدوء وعمليات كثيرة ال مجال للنشر‬ ‫عنها‪ ،‬وقال باراك‪“ :‬عندما نصل الى املرحلة‬ ‫العملية سنتخذ القرارات املؤملة‪ ،‬وهذا يتم عندما‬

‫يكون لنا شريك فلسطيني‪ ،‬عندها سنضطر الى‬ ‫اتخاذ ما يلزم‪ ،‬وفي كل جيل فلسطيني يوجد‬ ‫شركاء لنا‪ ،‬لهم مزاياهم ومحدودياتهم”‪ .‬ومثل‬ ‫هذه العبارات ال حتتاج الى تعليق‪.‬‬ ‫ومن جانبه وصف املبعوث الدولي للجنة‬ ‫الرباعية طوني بلير‪“ ،‬الوضع في قطاع غزة بأنه‬ ‫خطير مقرا ً بالتحديات الكثيرة القائمة وضرورة‬ ‫إنهاء االحتالل‪ ،‬واوضح ان االمر لن ينتهي من‬ ‫خالل الشعارات‪ ،‬ولكن على نحو تدرجي‪ ،‬ومن‬ ‫خالل حتسني مستوى وكفاءة االقتصاد واالمن‬ ‫الفلسطيني”‪ .‬ومثل هذا الكالم يخالف الوقائع‬ ‫على االرض‪ .‬وما نراه من استمرار التصعيد‬ ‫االسرائيلي ومواصلة احلصار وفرض سياسة االمر‬ ‫الواقع على االرض‪.‬‬ ‫واحلديث عن دفع الفلسطينيني واالسرائيليني‬ ‫الى صياغة (اعالن نيات) ويكون مقدمة لـ اتفاق‬ ‫مبادئ للتسوية الدائمة للصراع الفلسطيني‬ ‫االسرائيلي املفترض والتوصل اليه قبل نهاية‬ ‫العام اجلاري هو استمرار للنهج الذي يدخل‬ ‫الفلسطينيني في متاهات جديدة‪.‬‬ ‫وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس‬ ‫ورئيس حكومته سالم فياض‪ ،‬قد أكدا بأن حكومة‬ ‫اسرائيل تتنكر لتفاهمات مؤمتر انابوليس‪ ،‬وعدم‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪135‬‬


‫منرب عربي‬ ‫التقيد بخطوات عملية إلجناز التسوية قبل‬ ‫نهاية هذا العام‪ ،‬ومواصلة املمارسات اإلسرائيلية‬ ‫االستيطانية‪ ،‬وبطرح اقتراحات استفزازية‪،‬‬ ‫وانتقدا االدارة االميركية النها رفضت ممارسة‬ ‫الضغط على اسرائيل‪ ،‬والن واشنطن تتفهم‬ ‫جوانب املمارسات االسرائيلية في الضفة الغربية‬ ‫والقدس‪.‬‬ ‫أما األوضاع في قطاع غزة‪ ،‬فباتت تنذر بالكثير‬ ‫من التداعيات‪ ،‬واملقاومة الفلسطينية حذرت‬ ‫من املماطلة في فك احلصار املفروض على غزة‪،‬‬ ‫وفتح املعابر واألوضاع لم تعد حتتمل مزيدا ً من‬ ‫االنتظار‪ ،‬فاالزمة تتفاقم والكارثة في استمرار‪،‬‬ ‫وصمت عربي وتواطؤ غربي وموقف اميركي داعم‬ ‫للكيان الصهيوني ومتنكرا ً لوعوده في انابوليس‬ ‫وغيرها‪.‬‬ ‫وفي ظل هذه األوضاع وصل الرئيس االميركي‬ ‫جورج بوش الى املنطقة ملشاركة “إسرائيل”‬ ‫في ذكرى تأسيس هذا الكيان‪ ،‬والزيارة بحثت‬ ‫سبل تعزيز التحالف األمني االستراتيجي مع‬ ‫اسرائيل‪ ،‬واحللف النووي اإليراني‪ ،‬باإلضافة الى‬ ‫املفاوضات بني إسرائيل والسلطة الفلسطينية‬ ‫اذا ً معظم هدايا بوش للكيان الصهيوني هي في‬ ‫اجملال العسكري واالستخباري وتركيز االتصاالت‬ ‫األمنية املكثفة بني اجلانبني‪ ،‬وتقدم االسرائيليون‬ ‫بطلبات جديدة لالميركيني للحصول على عتاد‬ ‫امني حساس‪ ،‬وانواع من االسلحة املتطورة‬ ‫وطائرات حربية وصواريخ بحرية‪ ،‬واقتناء جهاز‬ ‫رادار كبير ومتطور قادر على رصد اطالق الصواريخ‬ ‫عند انطالقها من اي بقعة في العالم‪ ،‬ومن‬ ‫شأنه ان يحسن قدرات اسرائيل على اعتراض‬ ‫هذه الصواريخ‪ ،‬واحلصول على منظومات دفاعية‬ ‫اميركية مضادة للصواريخ الطويلة والعابرة‬ ‫للقارات‪.‬‬ ‫أبدى دبلوماسيون عرب قلقهم لضياع‬ ‫الفرصة املتاحة لتحقيق السالم التي كان‬ ‫يراهن عليها بعض العرب في سبيل ايجاد حل‬ ‫للقضية الفلسطينية يفضي الى حل الدولتني‪،‬‬ ‫وجاء الرئيس االميركي في ذكرى تأسيس الكيان‬ ‫الصهيوني ليؤكد على التحالف االمني االميركي‬ ‫االسرائيلي وجتاهله القضية الفلسطينية التي‬ ‫كانت تنظر الى إيفائه بتعهداته بتحقيق السالم‬ ‫املوعود ومن على منبر الكنيست قال بوش‬ ‫لالسرائيليني انتم لستم (‪ )7‬مليون اسرائيلي‬ ‫بل (‪ 307‬مليون) الن اميركا معكم في حربكم‬ ‫ضد االرهاب‪ ،‬ورغم ذلك فهناك بعض القادة من‬ ‫(العرب) من قدم التهنئة لقادة اسرائيل في ذكرى‬ ‫قيامها!؟‬ ‫الفلسطينيون يعانون منذ ستني عاماً‪ ،‬وهناك‬ ‫من يراهن على الغرب حلل القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫فهل سيأتي احلل من الذين تسببوا في هذه‬ ‫اجلرمية التاريخية‪.‬‬ ‫إن مشاركة الرئيس جورج بوش في احتفاالت‬ ‫قيام اسرائيل هو إصرار واضح من قبل الواليات‬ ‫املتحدة االميركية وبعض الدول الغربية على‬ ‫ممارسة السياسة نفسها التي قادت لقيام‬

‫‪136‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بوش وامللك عبداهلل بن عبد العزيز‬

‫بوش ومبارك‬

‫اسرائيل‪.‬‬ ‫فاسرائيل ما كان لها ان تبقى وتواصل‬ ‫سياستها العدوانية لوال الدعم االميركي‬ ‫الالمحدود‪ ،‬فتأسيس اسرائيل كان بدعم بريطاني‬ ‫وجاء على حساب الشعب الفلسطيني‪ ،‬الذي هو‬ ‫صاحب االرض واحلق‪ .‬وتعرض هذا الشعب للتشرد‬ ‫واملأساة خالل عقود‪ ،‬وانه ملن السذاجة ان ينتظر‬ ‫البعض احلل والدعم من الواليات املتحدة وهي من‬ ‫ساعد الكيان الصهيوني على البقاء‪.‬‬ ‫الرئيس االميركي جورج بوش ينتقل من‬ ‫اسرائيل الى السعودية ومصر ويزور هذه‬ ‫البلدان‪ ،‬يسرح وميرح في ارض العرب‪ ،‬وهو يعطي‬ ‫الدروس والتوجيهات في املؤمتر االقتصادي‬ ‫العاملي (دافوس) في شرم الشيخ ويتحدث عن‬ ‫الدميوقراطية وباملستوى الذين يؤمن مصاحله في‬ ‫الشرق االوسط‪ ،‬ولم يضغط على اسرائيل كما‬ ‫راهن بعض عرب االعتدال‪.‬‬ ‫وبوش يضع جدول االعمال لعرب اميركا ويطلب‬ ‫منهم اين سيوجهون بنادقهم واين سينفقون‬ ‫اموالهم فقال وبكل وقاحة‪“ :‬ينبغي على العرب‬

‫ان يوجهوا بنادقهم الى ايران وسوريا وحزب اهلل‬ ‫وحماس‪ .‬وطلب من العرب توجيه استثماراتهم‬ ‫وفوائد النفط الى االراضي الفلسطينية‬ ‫المتصاص الكراهية ضد اسرائيل (وليس حبا ً‬ ‫ودعما ً للفلسطينيني الستعادة حقوقهم)‪.‬‬ ‫جاء في كتاب (اميركا بني احلق والباطل) في‬ ‫شرح القومية االميركية (ألناتولي ليفن) “ان‬ ‫العالم قد يتطلع بحنني نرجسي الى جورج بوش‬ ‫في ما لو انتخب جون ماكني رئيسا ً الميركا‪ ...‬ملاذا؟‬ ‫الن سياسة اميركا مختومة بخامت ليوشتراوس‬ ‫اليهودي الذي يقول الفلسفة اساسها القوة‪ ،‬وال‬ ‫مكان لالخالق في السياسة بل للخداع والكذب‬ ‫وفنون املراوغة ومبدأ القوي يحكم الضعيف‪.‬‬ ‫إننا نرى ونسمع ونقرأ لنقرأ‪ ،‬واساتذة اجلامعات‬ ‫في بعض بلدان (العرب) يستلون السبحات وراء‬ ‫لقمة اخلبز‪ ،‬مع ان مدننا باتت مرتعا ً للجامعات‬ ‫االميركية فهل نعي ذاتنا ونصوب في االجتاه‬ ‫الصحيح‪.‬‬

‫بقلم‪ :‬نبيل مرعي‬


‫منرب دولي‬

‫“الكافالييري”‬ ‫برلوسكوني‬ ‫يكتسح‬ ‫االنتخابات‬ ‫حصل اليمني اإليطالي بزعامة سيلفيو‬ ‫برلوسكوني على الغالبية املطلقة في مجلس‬ ‫الشيوخ وفي مجلس النواب خالل االنتخابات‬ ‫التشريعية التي جرت في الشهر املاضي في‬ ‫إيطاليا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وك ّللت عودة برلوسكوني (‪ 71‬عاما) بالنجاح‬ ‫إثر فوز حتالف “شعب احلرية” االذي يتزعمه على‬ ‫حتالف “قوس القزح” ( اليسار – الوسط) بزعامة‬ ‫والتر فلتروني‪.‬‬ ‫برلوسكوني واملعركة اإلنتخابية‬ ‫خاض العجوز برلوسكوني امللقب‬ ‫بـ”الكافالييري” أي الفارس معركته االنتخابية‬ ‫حتت شعار خفض الضرائب الى النصف وزيادة‬ ‫األجور وحل مشكلة عقود العمل املؤقتة‪ ،‬مستغالً‬ ‫بذكائه ضعف أحزاب اليسار وسياستهم املعقدة‬ ‫وخالفاتهم املستمرة‪ ،‬إضافة الى دعم رئيس‬ ‫احلكومة السابق رومانو برودي له‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار كان برلوسكوني واليزال مي ّثل‬ ‫حالة خاصة في املشهد اإليطالي كونه الوحيد‬ ‫الذي ّ‬ ‫متكن من جمع املعتدلني والليبراليني‬ ‫والكاثوليك والعلمانيني في حزب “شعب احلرية”‬ ‫الذي يفتخر بزعامته‪ ،‬والذي حاول من خالل عودته‬ ‫الى سدة احلكم تقليص اإلنفاق احلكومي عبر‬ ‫حتديث املؤسسات العامة وخفض حجم العمالة‬ ‫احلكومية طامحا ً لتطبيق برنامجه السياسي‬ ‫في بلد يشهد وضعا ً اقتصاديا ً حرجاً‪.‬‬ ‫برلوسكوني والسياسة‬ ‫دخل برلوسكوني‪ ،‬مالك نادي “إي‪.‬سي‪.‬ميالن”‬ ‫لكرة القدم وصاحب اإلمبراطورية التلفزيونية‬ ‫“ميدياسيت”‪ ،‬والذي ُق ِّدرت ثروته بنحو ‪ 10‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬املعترك السياسي في العام ‪ 1993‬ليؤسس‬ ‫في العام التالي (‪ )1994‬حزب فورسا إيطاليا الذي‬

‫برلوسكوني ميثل حالة خاصة في املشهد االيطالي‬

‫حقق لبرلوسكوني جناحا ً‬ ‫كبيرا ً خاصة بعد حتالف‬ ‫حزبه مع حزب رابطة‬ ‫الشمال اليميني ت ّوج‬ ‫بتعيينه رئيسا ً للوزراء‪.‬‬ ‫وبالرغم من استقالته‬ ‫من هذا املنصب بعد‬ ‫ثمانية أشهر‪ ،‬عاد في‬ ‫العام ‪ 2001‬ليسيطر من‬ ‫جديد وملدة أربع سنوات‬ ‫متتالية على احلكم‪.‬‬ ‫وهكذا أعاد برلوسكوني‬ ‫إليطاليا اليوم ما يُعرف‬ ‫بالسياسة الشخصية‬ ‫الشخصية العجوز برلوسكوني يخوض معركته االنتخابية‬ ‫بصفته‬ ‫الرئيسية بال منازع‬ ‫إذ مت اختياره من قبل‬ ‫رئيس احلكومة السابق رومانو برودي‪.‬‬ ‫اإليطاليني لذيوع صيته بعد تناول واستهالك‬ ‫وفي هذا اإلطار أفادت وكالة األنباء اإليطالية‬ ‫الناس أخباره الدرامية انطالقا ً من فضائح‬ ‫“أنسا” أن عدد األحزاب في مجلس النواب‬ ‫التهريج والفساد مرورا ً بعالقاته املزعزعة مع‬ ‫سينخفض من ‪ 26‬حزبا ً الى ستة فقط‪ ،‬ما‬ ‫زوجته وشركائه وصوال ً الى شعره املستعار‪.‬‬ ‫جعل اخلبراء‪ ،‬وفي بعض احلاالت يأسفون من‬ ‫ً‬ ‫وقد ص ّرح برلوسكوني قائال‪“ :‬نحن مستعدون أن االنتخابات أظهرت حتوال ً من جانبي اليسار‬ ‫على الدوام للعمل يدا ً بيد مع املعارضة‪ ،‬متعهدا ً‬ ‫واليمني باجتاه نظام أشبه بالنظام األميركي أو‬ ‫باتخاذ اإلجراءات الالزمة كافة ملعاجلة املشاكل‪ ،‬مبا البريطاني القائم على حزبني أساسيني‪.‬‬ ‫فيها أزمة النفايات في جنوب البالد وبيع شركة‬ ‫وقد ع ّبر برلوسكوني عن سروره العظيم بفوزه‬ ‫الطيران الوطنية “أليطاليا” املفلسة‪.‬‬ ‫الذي سيفسح له مجال التعاون مع فيلتروني‪،‬‬ ‫جوهري‬ ‫انقسام‬ ‫وقد أشارت هذه االنتخابات الى‬ ‫مناشدا ً إياه بإجراء التغييرات كافة التي يرى فيها‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫النشغال‬ ‫في التركيبة السياسية‬ ‫معظم اإليطاليني حاجة بالدهم إليها لتسيير‬ ‫األحزاب الصغيرة باهتمامات ضيقة‪ :‬ففيلتروني‪ ،‬عجلتها االقتصادية من جديد‪.‬‬ ‫زعيم حتالف اليسار‪ -‬الوسط رفض الترشح الى‬ ‫جانب أحزاب اليسار املتطرف‪ ،‬كما فعل قبله‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪137‬‬


‫منرب دولي‬

‫“مطران الفقراء” رئيساً لجمهورية الباراغواي‬

‫انتهى تف ّرد حزب “كولورادو” وتسلطه وإقطاعيته‬ ‫لتبدأ معه ثورة حقيقية‬ ‫فاز مرشح املعارضة واألسقف الكاثوليكي‬ ‫السابق “فرناندو لوغو” في انتخابات الرئاسة‬ ‫التي جرت في الباراغواي‪ ،‬الشهر املاضي‪ ،‬لينهي‬ ‫أكثر من ستني عاما ً من حكم احلزب الواحد “حزب‬ ‫كولورادو”‪ :‬فبعد فرز صناديق االقتراع التي شارك‬ ‫فيها ‪ %69‬من الناخبني‪ ،‬حصل مطران الفقراء‬ ‫على ‪ %42‬مقابل ‪ %31‬ملرشحة حزب “كولورادو”‬ ‫احلاكم السيدة بالنكا أوفيالر التي أق ّرت خالل‬ ‫مؤمتر صحافي بفوز فرناندو لوغو مرشح التحالف‬ ‫الوطني من أجل التغيير‪ .‬وهكذا انتهى تف ّرد حزب‬ ‫“كولورادو” باحلكم آخذا ً معه سياسة التسلط‬ ‫والقمع‪ ،‬واالمبريالية االقطاعية والبرجوازية‬ ‫الرأسمالية لتبدأ ثورة حقيقية في هذه البالد‬ ‫الصغيرة رغم قلة عدد سكانها البالغ ستة‬ ‫ماليني نسمة‪ ،‬وإحاطتها بدول األرجنتني وبوليفيا‬ ‫والبرازيل فإنها تعتبرمن أفقر الدول في جنوب‬ ‫الواليات املتحدة األميركية‪ .‬وفي تلك اللحظة‪،‬‬ ‫وأمام الصحافيني أعلن لوغو البالغ من العمر‬ ‫ستة وخمسني عاما ً عن فوزه باالنتخابات قائالً‪:‬‬ ‫“اليوم نكتب فصالً جديدا ً في التاريخ السياسي‬ ‫لبالدنا”‪.‬‬

‫بداية مشواره السياسي‬ ‫“شعرت بالعجز إزاء مساعدة فقراء بالدي”‪،‬‬ ‫بهذه الكلمات ترك لوغو منصبه ككبير‬ ‫أساقفة قبل ثالثة أعوام من بداية مشواره‬ ‫السياسي‪ :‬وكان قد متّ ترسيمه كقس في آب‬ ‫‪ ،1977‬ليشغل فيما بعد منصب أسقف سان‬ ‫بييدرو‪ ،‬وهي من إحدى أفقر األبرشيات في‬ ‫الباراغواي وبقي في هذا املنصب حتى عام ‪2005‬‬

‫لوغو‪ :‬رمز املمانعة ضد القمع والهيمنة‬

‫‪138‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫لوغو‪ :‬رياح التغيير بدأت تهب ‬

‫ليبدأ مشواره السياسي في آذار ‪ 2006‬بعد‬ ‫قيادته تظاهرة ضخمة ضد احلكومة‪ ،‬استقال‬ ‫بعدها من الكهنوت ليعلن في عيد امليالد من‬ ‫العام ذاته (‪ )2005‬تأهبه خلدمة الشعب من‬ ‫خالل السياسة التي هي السبيل األجنح للتغيير‬ ‫متعهدا ً بوقف الفساد واحلد من عدم املساواة‪.‬‬ ‫فقام بجولتني في الباراغواي‪ :‬االولى كانت بهدف‬ ‫االستماع الى املواطنني ومشاكلهم‪ ،‬واكتفى‬ ‫خالل اجلولة الثانية بجمع اقتراحاتهم للحد من‬ ‫معاناتهم‪.‬‬ ‫مت ّيز بصفات خَ لقية وخُ لُقية‪ :‬فكان طويل‬ ‫القامة ذا حلية غطى البياض اجلزء األكبر منها‪،‬‬ ‫هادئا‪ ،‬مقاوما ومتقنا لالستماع أكثر من اخلطابة‪،‬‬ ‫مصونا بدعم النقابات العمالية والفالحني‪،‬‬ ‫فارتفع بذلك رصيده الشعبي والوطني ما دفعه‬ ‫الى اتخاذ قرار التحالف مع احلزب الليبرالي‪،‬‬ ‫ثاني أكبر حزب تقليدي في الباراغواي‪ ،‬وبعد‬ ‫هذا التحالف وقبل ثمانية أشهر من فوزه في‬ ‫انتخابات الرئاسة نشأ حزب “االئتالف الوطني‬ ‫للتغيير” م ّثل فيه دور الوسيط بني ثالثني حزبا ً‬

‫وحركة سياسية‪.‬‬ ‫هذا وأشاد فرناندو لوغو بسياسة الرئيس‬ ‫أوغو تشافيز في فنزويال‪ ،‬كما أبدى إعجابه أيضا ً‬ ‫بسياسة كل من لويس داسيلفالوال في البرازيل‬ ‫والسيدة كريستينا كيرشنر في األرجنتني‪،‬‬ ‫جلي أن رياح التغيير بدأت‬ ‫موضحا ً وبشكل‬ ‫ّ‬ ‫تهب‪.‬‬ ‫وبهذا الفوز تصبح حكومات دول السوق‬ ‫املشتركة االقليمية “مركوسور” التي تضم‬ ‫االرجنتني واألوروغواي والباراغواي وتشيلي‬ ‫والبرازيل وفنزويال‪ ،‬التي هي قيد االنضمام‪ ،‬ك ّلها‬ ‫يسارية ودول ممانعة لهيمنة وتف ّرد سياسة جورج‬ ‫بوش في أميركا الالتينية‪.‬‬ ‫لذلك فإن كبار احملللني يرون في انتخابات‬ ‫ّ‬ ‫شكلت‬ ‫الباراغواي بعدا ً إقليمياً‪ ،‬كونها‬ ‫استمرارا ً للمواجهة بني إدارة البيت األبيض‬ ‫احلالي ومعسكر املمانعة والصمود في القارة‬ ‫الالتينية‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬


‫قصة قصرية‬

‫اغتيال‪ ...‬بيت حانينا‬

‫تناقلت وسائل اإلعالم اخملتلفة أنباء التطهير‬ ‫العرقي للعرب الفلسطينيني في حي (ضاحية)‬ ‫بيت حانينا‪ ،‬الكائن في القدس الشرقية‪ ،‬بحجة‬ ‫إحداث (أوتوستراد) يصل القدس الشرقية بالغربية‬ ‫تنفيذا ً خملطط تطهير عرقي شرير (عنصري)‬ ‫مسبق باقتالع العرب الفلسطينيني من منازلهم‬ ‫وأراضيهم‪ ،‬او قتلهم‪...‬‬ ‫لم يبق امام الثعبان االحمر‪ ،‬سوى لقم من‬ ‫شريط اسمنتي بشري فلسطيني قصير‪ .‬ويأتي‬ ‫دور بيتي الصغير‪ ،‬الذي يبعد قليالً عن بناء جلنة‬ ‫حماية القدس‪.‬‬ ‫ثعابني شرهة‪ ،‬واصالل غربية مسلحة‪ ،‬ترافقها‬ ‫آليات الهدم واحلماية‪ ،‬تلتقم كتالً حجرية‬ ‫وإسمنتية‪ ،‬تخالطها احيانا ً امتعة واجساد بشرية‬ ‫حية‪ ،‬فضلت ان ترحل برحيل بيوتها‪.‬‬ ‫وتتردد صرخات (امليجر جنرال) عوزي شارون‪ ،‬في‬ ‫مسامعنا نحن املستضعفني‪:‬‬ ‫ويل لكل وجه عربي اسمر‪ ،‬يعارض‪ ،‬او يعترض‪...‬‬ ‫ويبقى في منزله‪ ،‬سنهدمه فوق رأسه‪ ،‬ونخلط‬ ‫عظامه‪ ،‬مع احلطام‪.‬‬ ‫اسمي يحيى يخلف احلسيني‪ ،‬من ابناء القدس‬ ‫القدمية‪ ،‬ال تسألوني كيف سكنت حي بيت حانينا‬ ‫– أعمل رئيسا ً لديوان جلنة حماية القدس‪...‬‬ ‫قبل الفجر بقليل‪ ،‬صاحت بي زوجي‪ ،‬من خالل‬ ‫صخب اخلطر القادم‪ ،‬وقلق األبناء‪:‬‬ ‫ ماذا تنتظر يا رجل‪ ،‬هدموا احلي بأكمله‪ ،‬وجاء‬‫دور بيتنا‪ ،‬اسرع كي ننقل االبناء الى مكان آمن‪ ،‬اال‬ ‫ترى ماذا يجري حولنا؟‬ ‫قلت وأنا انتعل حذائي‪:‬‬ ‫ قالوا لنا‪ :‬ال تتركوا بيوتكم‪ .‬رفعنا دعوى الى‬‫قضائهم‪ ،‬مندوبنا في االمم‪ ...‬يطلب ايضا ً ايقاف‬ ‫الهدم‪ ،‬والتطهير‪ .‬سأنظر االمر‪ ،‬واعود‪ ...‬انتظروني‪.‬‬ ‫هتفت‪ ،‬وانا اهم باخلروج‪:‬‬

‫مالك عزام‬

‫ اجلب اخلبز معك لالوالد‪ ،‬انهم جائعون‪.‬‬‫عشرات البيوت ازالوها‪ .‬انظر بحسرة ومرارة‬ ‫ارضا ً خربة مدروسة‪ ،‬تزحف على انفها سبل آمنة‬ ‫للغرباء‪ ،‬بغرض (االبتالع)‪.‬‬ ‫ولم يكتفوا بذلك‪ .‬بل حفروا نفقا ً مكشوفاً‪،‬‬ ‫على جانب الشريط املتبقي من البيوت املفجوعة‪،‬‬ ‫كي تنهار مبن فيها‪.‬‬ ‫االطفال‪ .‬اخلبز‪ ،‬املكان اآلمن‪ .‬ارغفة قليلة اضمها‬ ‫ّ‬ ‫وتسكن جوعهم‪.‬‬ ‫برفق‪ ،‬لعلها تصل اليهم‪...‬‬ ‫ثعابني واصالل كثيرة‪( .‬تطوق) احلي‪ .‬تقضم منازله‬ ‫واشجاره كتلة بعد كتلة‪ ،‬تنتشر في االفق سحب‬ ‫غضارية‪ ،‬يخالطها سواد قامت‪ ،‬وروائح الدماء‪.‬‬ ‫الدروب د ّمروها‪ ...‬فضاعت الطرقات امامي‪ ...‬اجته‬ ‫الى اطفالي من اطالل بيت (ثكل) الى آخر ينتظر دوره‪.‬‬ ‫اهرع مضطرب اخلطوات‪ ،‬اعماقي تخفي زمجرة ما‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جفت االرغفة‪ ،‬تفتتت بني راحتي املتشنجتني‪ ،‬اللهفة‬ ‫تشدني البنائي‪ ،‬واحلنني يعيدني اليام الطفولة‪...‬‬ ‫ايام‪ ..‬كان يوزعون احللوى علينا في كل عيد‪ ،‬على‬ ‫ابواب القدس القدمية‪ .‬اين حراس االبواب السبعة‬ ‫وثيابهم العربية الزاهية؟‪ ...‬لم أزل اذكرها‪ ،‬ارى‬ ‫حارس كل باب شجرة خضراء وارفة‪ ،‬تعطي االمن‬ ‫والثمار للجميع‪.‬‬ ‫اين باب العمود‪ ،‬وباب الوردة‪ ...‬كيف كنا نلهو‬ ‫فوق سور باب العذراء‪ ،‬وكنا نتسلق جدران باب‬ ‫الرحمة‪ ،‬وباب املغاربة‪ ..‬ونصلي عند باب احلرم‬ ‫القدسي الشريف‪.‬‬ ‫وكيف كنا نلعب مع الفرشات اجلميلة‪ ،‬بني‬ ‫اشجار باب يافا القدمي‪..‬؟‬ ‫اقطع جدارنا ً مهدمة‪ ،‬اسلك دروبا ً وهمية‪ ،‬أجتاوزها‬ ‫بصعوبة‪ ،‬وألتقط انفاسي مبهوراً‪ .‬قرب بيتي املدمر‪،‬‬ ‫جزء من جدار ما زال قائماً‪ ،‬لم أر زوجي وابنائي‪...‬‬ ‫شاهدت اثاث منزلي مخلوطاً‪ ،‬مع الركام املتناثر‪.‬‬ ‫ويحملني القهر‪ ،‬يحولني سيفا ً متوهجا ً غاضبا ً‬

‫ولد في مدينة السويداء‪ ،‬وأمضى ردحا ً من حياته في أشرفية صحنايا‪ -‬ريف‬ ‫دمشق ‪ -‬تابع حتصيله العلمي في ثانوية ابن خلدون‪ -‬القسم الداخلي‪ -‬بدمشق‪.‬‬ ‫عمل في قوى األمن الداخلي أكثر من خمسة عشر عاماً‪ ،‬وأحيل الى التقاعد‬ ‫ألسباب صحية نتيجة حادث سير في قلعة احلميدية بدمشق‪.‬‬ ‫ساهم بزيارة (املساجني)‪ ،‬السجناء في مختلف سجون القطر السوري‪،‬‬ ‫وكتب عنهم في زاوية‪ -‬من ملفات السجون‪ -‬مجلة الشرطة التي تصدر عن‬ ‫إدارة التوجيه املعنوي لقوى األمن الداخلي بدمشق‪.‬‬ ‫انتسب الحتاد الكتاب العرب بدمشق‪ -‬جمعي القصة والرواية‪ ،‬بعد احالته‬ ‫على التقاعد في خريف عام ‪ ،1974‬واليزال كاتبا ً متفرغاً‪.‬‬ ‫روائي وقاص‪ ،‬له محاوالت في املسرح والبحوث‪.‬‬ ‫يكتب وينشر بالدوريات احمللية والعربية‪ ،‬وساهم في ركن القصة بإذاعة‬ ‫لندن‪ -‬القسم العربي‪ -‬في السبعينات من القرن املاضي‪.‬‬ ‫عمل محررا ً في أكثر من صحيفة بدمشق‪.‬‬ ‫ك ّرمه احتاد الكتاب العرب في ‪ 2007/3/15‬في مكتبة األسد الوطنية بدمشق‬ ‫ومنحه درع اإلحتاد إلنتاجه الفكري وسواه‪.‬‬

‫محصورا ً في قرابه‪ ،‬اعتصر آخر قطعة من رغيف‬ ‫يابس‪ ،‬تتناثر اجزاؤه‪ ،‬فوق عشب محروق غاضب‪.‬‬ ‫هرعت غربا ً مغاضباً‪ ،‬ممزق الثياب‪ ،‬مكفهر‬ ‫الوجه‪ ،‬مكلوم الفؤاد‪ ،‬ودموع القهر حتجرت في‬ ‫مقلتي‪ .‬وانتفخت اخليبة في حنجرتي غصة‬ ‫مريرة‪ ،‬عندما وقفت جانب مبنى جلنة حماية‬ ‫القدس مدمرا ً هو اآلخر‪:‬‬ ‫ثعابني واصالل مسلحون منتشرون كاجلراد‪ ،‬هنا‪..‬‬ ‫وهناك‪ ،‬والئم طازجة يحتفل بها الساديون‪ ،‬واصوات‬ ‫الرصاص والتخريب‪ ،‬تتوارد من قريب‪ ،‬وبعيد‪.‬‬ ‫رأيت راية بالدي ممزقة على ساريتها احملطمة‪،‬‬ ‫تشكي حالها لشجرة برتقال مكسورة‪ ،‬وكيف مت‬ ‫اغتيالها؟‬ ‫وفجأة‪ ،‬فاضت الصور شالال ً في خيالي‪ ،‬زوجي‪،‬‬ ‫ابنائي‪ ،‬جيراني‪ ،‬راية وطني‪ ،‬والشهداء الذين يوميا ً‬ ‫يقتلون‪ ...‬زادا ً للثعابني واالصالل‪ .‬وحتملني االمواج‬ ‫الصاخبة احلمراء‪ ،‬تضعني امام صل شاكي‬ ‫السالح‪ ،‬وحتط على وجهه فراشة الذعر واخلوف‪.‬‬ ‫انتزع سالحه من بني يديه‪ ،‬أوجهه كيفما اتفق‪،‬‬ ‫وأضغط على الزناد بقوة‪ ،‬مسددا ً الى اشباح تتحرك‬ ‫امامي‪ ،‬وتطوقني من كل اجتاه‪.‬‬ ‫لم اعد ارى الوعي محصورا ً في خيالي‪...‬‬ ‫او اشاهد املكان ضيقا ً ومحاصراً‪ ..‬أمامي‪...‬‬

‫مالك عزام‬

‫من أعماله المطبوعة‬

‫الشمس ال تغيب‪ -‬قصص‪1971 -‬م‪ -‬بالتعاون مع إدارة التوجيه‬ ‫املعنوي لقوى األمن الداخلي بدمشق‪.‬‬ ‫الذي أشعل الثورة‪ -‬قصص‪1976 -‬م‪ -‬دار الثقافة بدمشق‪.‬‬ ‫العالم يبدأمن هنا‪ -‬قصص‪1976 -‬م‪ -‬دار الرازي بدمشق‪.‬‬ ‫حدث‪ ...‬في اجلوالن‪-‬رواية‪1990 -‬م‪ -‬منشورات احتاد الكتاب العرب‬ ‫بدمشق‪.‬‬ ‫امرأة بال رأس‪ -‬قصص‪1992 -‬م‪ -‬منشورات احتاد الكتاب العرب‬ ‫بدمشق‪.‬‬ ‫اختفاء السيدة ديانا‪ -‬قصص‪1996 -‬م‪ -‬بالتعاون مع احتاد الكتاب‬ ‫لغرب بدشق‪.‬‬ ‫اغتصاب عذراء‪ -‬مسرح‪2000 -‬م‪ -‬دار الرازي بدمشق‪.‬‬ ‫عطش السوسن‪ -‬قصص‪2002 -‬م دار فجر العروبة بدمشق‪.‬‬ ‫سفر الروح‪ -‬بحث‪2006 -‬م دار الطليعة اجلديدة بدمشق‪.‬‬ ‫مالك عزام عضو احتاد الكتاب العرب بدمشق‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪139‬‬


‫منرب فين‬

‫تمنى لو كان بين المقاومين ليمسح غبار أحذيتهم‬

‫الفنان دريـد لحـّام‬ ‫لـ «منـبر التوحيـد»‪:‬‬ ‫تكريم الرئيس األسد لي‬ ‫ولقائي السيد نصر اهلل‬ ‫من أروع لحظات عمري‬ ‫جدتي‪ ،‬رحمهما اهلل‪ ،‬في العام ‪ 1986‬كنت‬ ‫حني توفيت أولى‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫في الصف اخلامس االبتدائي وكان عمري وقتها ‪ 11‬عاما‪ ...‬كانت‬ ‫العادات والطقوس عندنا أنه واحتراماً للمتوفى متتنع أسرته‬ ‫وأهله ومحبوه عن متابعة التلفزيون واالستماع إلى الراديو‬ ‫ووسائل الترفيه ملدة ال تقل عن أسبوع‪ ...‬وقتها كنت أتابع عرض‬ ‫مسلسل (صح النوم) على القناة السورية األرضية والوحيدة‬ ‫حينذاك‪ ..‬فكنت أستغل انشغال األهل بتقبل العزاء وأنسل‬ ‫ً‬ ‫خلسة إلى غرفة التلفزيون ملتابعة غوار الطوشي ومقالبه‬ ‫ً‬ ‫املضحكة (على الواقف وإصبعي على زر الباوار)‪ ،‬خوفا من‬ ‫أن يضبطني أحد في ذلك الظرف العصيب‪ ..‬أحببت غوار في‬ ‫شخصيته احملببة والقريبة للقلب‪ ..‬قبل أن أحقد عليه (أنا‬ ‫_ ال شك في أن التكرمي كان مفاجأة كبيرة‬ ‫لي‪ ،‬وستبقى حلظة معرفتي باألمر ماثلة في‬ ‫خاطري‪ ،‬وهي من أروع حلظات العمر‪ ،‬ومن ناحية‬ ‫أخرى كانت مفاجأة أنتظرها وأتوقعها‪ ،‬ألن‬ ‫السيد الرئيس ال يترك فرصة إال ويعبر فيها‬ ‫بكل الوسائل عن تقديره لكل إبداع يصب في‬ ‫مصلحة الوطن‪ ،‬ويبقى هذا التكرمي شرفا ً وفخرا ً‬ ‫ومسؤولية في الوقت نفسه يسعى متلقيه‬ ‫ألن يكون بأعماله أهالً لهذا الشرف باستمرار‪.‬‬ ‫وقد استقبلني الرئيس األسد مع عائلتي وكان‬ ‫كعادته ودودا ً متواضعا ً محباً‪ ،‬يتساءل عن كل ما‬ ‫يحيط بنا كمواطنني وفنانني ليكون دوما ً على‬ ‫علم بكل هواجسنا‪.‬‬ ‫ما عالقة دريد حلام باملقاومة‪..‬؟ وما هي نظرتك‬ ‫إلى املقاومة والسيد حسن نصر اهلل‪..‬؟‬ ‫_ لقد عشت عصرا ً من الهزائم العربية ما‬

‫‪140‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الطفل) في مسرحيته املميزة جدا ً (كاسك يا وطن)‪ ،‬ألنه ذهب‬ ‫ليبيع أطفاله‪ ..‬وإن كان الفقر والعوز هما اللذان دفعاه للقيام‬ ‫بذلك‪ ..‬ليعود بعدها ويطل علينا في شخصية (العم ودود)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خصنا به‬ ‫باعثاً فينا األمل واحلياة في فيلم (الكفرون) والذي‬ ‫نحن األطفال حينها‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫كان اللقاء بدريد حلام حلما يراودني منذ نعومة أظافري‪..‬‬ ‫لكني وجدت احللم الذي كان يراودني منذ طفولتي ميكنني‬ ‫حتقيقه اآلن‪ ..‬فتوكلت على اهلل وكان احلصاد اآلتي‪:‬‬ ‫كرمك السيد الرئيس بشار األسد منذ فترة‪ ...‬كيف كان‬ ‫شعورك حني تلقيت اخلبر؟ وما هو أبرز ما تناوله حديثك مع‬ ‫الرئيس األسد؟‪ ..‬أرجو أن تعرض لنا تفاصيله‪..‬‬

‫أوصلني إلى مرحلة من اليأس والقنوط إلى أن‬ ‫أشعلت املقاومة البطلة شمعة األمل بداخلي‪..‬‬ ‫شمعة إرادة تنتصر على املستحيل‪ ..‬شمعة‬ ‫انتصار عدد قليل من املقاومني املؤمنني باهلل‬ ‫والوطن على أعتى قوة في املنطقة لم تصمد‬ ‫أمامها اجليوش العربية مجتمعة‪ .‬أنا فخور بأنني‬ ‫صديق للمقاومة وأمتنى لو أكون في صفوفها‬ ‫ألمسح الغبار عن أحذية اجملاهدين الشرفاء ليكون‬ ‫حلياتي طعم ومعنى‪ .‬وقد خصني اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى بلقاء مع سماحة األمني العام حلزب اهلل‬ ‫السيد حسن نصر اهلل ألرى نور اإلميان‪ ،‬وروعة‬ ‫التصميم‪ ،‬وطيب التواضع تشع من محياه‪.‬‬

‫وهـّاب بطل زمن عزت فيه املواقف‬ ‫شاهدناك حتضر مع السيدة عقيلتك ندوة‬

‫لرئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪ ..‬فما رأيك تعليقك على مواقفه‪..‬؟‬ ‫_ أشد على يدي األستاذ وئام وهاب‪ ،‬فهو بطل‬ ‫موقف في زمن عزت فيه املواقف التي أصبحت‬ ‫تباع وتشترى في سوق النخاسني‪ .‬وقد كنت‬ ‫مع زوجتي حريصني على حضور ندوته‪ ،‬ألنه‬ ‫يشحنني بكل أسباب القوة والعزة من خالل‬ ‫صدق وشجاعة موقفه في زمن أصبحت حفنة‬ ‫من الدوالرات تشتري بعض السياسيني الذين‬ ‫سيلعنهم التاريخ‪.‬‬

‫ال نوايا حسنة في هيئة أمم‬ ‫تطغى عليها (أميركا)‪..‬‬ ‫تقدمت باعتذار عن العمل الذي أوكلته إليك‬


‫األمم املتحدة كسفير للنوايا احلسنة‪ ..‬فما‬ ‫سبب ذلك‪..‬؟‬ ‫_ لقد تخليت عن ذلك بعدما اكتشفت أ ّن ال نوايا‬ ‫حسنة في هيئة أمم تسيطر على قراراتها دولة‬ ‫اإلجرام أميركا‪ ..‬وتعتبر املقاومة إرهاباً‪ ..‬وليست‬ ‫حقا ً مشروعا ً لكل من اغتصبت حقوقه‪ ..‬وكأن‬ ‫أميركا نسيت أنها في زمن نشأتها قاومت‬ ‫االحتالل اإلنكليزي لها‪ ..‬وكأن فرنسا لم جتعل من‬ ‫بطل مقاومة النازيني اجلنرال ديغول رئيسا ً لها‪.‬‬ ‫ما هي عالقة الفن بالسياسة‪ ،‬خصوصا ً أنك‬ ‫تطرقت في العديد من أعمالك إلى السياسة؟‬ ‫_ برأيي ليست للفن عالقة بالسياسة بل عالقته‬ ‫بالوطن‪ ،‬ألن السياسة وجهة نظر قد تكون معها‬ ‫أو ضدها‪ ،‬ولكن الوطن ال ميكن إال أن تكون معه‪،‬‬ ‫ألنه دوما ً على حق‪ ..‬بينما السياسة ليست دوما ً‬ ‫على حق‪ ،‬ألنها كثيرا ً ما تكون ضد الوطن ولنا في‬ ‫ما يجري في العالم العربي خير دليل‪.‬‬ ‫منذ فترة نلحظ غيابك عن األعمال الفنية فما‬ ‫هو سبب ذلك‪..‬؟ وهل هناك أعمال قريبة لك‬ ‫فقد اشتقنا لطلتك وأعمالك املميزة كثيراً؟‬ ‫ّ‬ ‫مقل في أعمالي‪ ،‬ألني ال أستسهل‬ ‫_ أنا بطبعي‬ ‫الفن‪ ،‬خاصة أنه يحدث تأثيرا ً على الناس‪ ،‬وبالتالي‬ ‫أقدم عمالً من املمكن أن يحدث تأثيرا ً‬ ‫أخاف أن ّ‬ ‫سلبيا ً على اجليل‪.‬‬ ‫في جعبتي عمالن جديدان‪ :‬مسرحي وسينمائي‪.‬‬ ‫بعد (كاسك يا وطن‪ ..‬وغربة‪ ..‬وضيعة تشرين‪)..‬‬ ‫واألعمال املسرحية الكثيرة املميزة أين دريد‬ ‫حلام من املسرح؟!‪ ..‬وبعد (التقرير‪ ..‬واحلدود‪..‬‬ ‫والكفرون‪ )..‬وغيرها من األعمال املميزة أين دريد‬ ‫حلام من السينما‪..‬؟‬ ‫_ أفكر جديا ً بتقدمي عمل مسرحي على‬ ‫طريقة (املونودراما)‪ ..‬وفي جعبتي مشروع فيلم‬ ‫سينمائي بعنوان (وطن السماء) بعد أن أجنزت في‬ ‫العام ‪ 2006‬فيلم (اآلباء الصغار)‪ ،‬وهو كوميديا‬ ‫إنسانية‪ ،‬حيث القى قبوال ً رائعا ً من العائلة‪ ،‬ألنه‬ ‫فيلم يكرس قيم التعاون داخل العائلة حيث‬ ‫يصبح املستحيل ممكناً‪.‬‬ ‫بعد املسلسل اجلميل (عودة غوار) والذي قمت‬ ‫بتقدميه مع عدد قليل من (فريقك السابق)‪ ،‬إن‬ ‫صح التعبير‪ ..‬هل نشهد عمالً جديداً يجمعك‬ ‫مع ما تبقى منهم كرفيق سبيعي وناجي جبر‬ ‫وياسني بقوش وجناح حفيظ ومحمد الشماط‪،‬‬ ‫بعد رحيل نهاد قلعي وعبد اللطيف فتحي‬

‫الفنانون السوريون‬ ‫لوال كونهم ناجحون‬ ‫لما استقطبتهم الدراما‬ ‫المصرية‪..‬‬

‫* هناك محاولة إلعادة ما تبقى من أسرة (صح النوم) في عمل جديد‬ ‫* ال يستطيع أي عمل فني مهما بلغ من الكمال أن يعطي المرأة حقها‬ ‫ومحمد العقاد‪..‬؟‬ ‫_ سأكشف لك أمرا ً ما بهذا اخلصوص‪ ..‬حاليا ً‬ ‫حتاول شركة سوريا الدولية لإلنتاج الفني بعث‬ ‫هذه اجملموعة بعمل جديد وقد كلفت أحد‬ ‫الكتاب املرموقني بكتابة هذا العمل وأرجو من‬ ‫اهلل التوفيق‪.‬‬

‫حذار الغرور‬ ‫بصراحة ما رأيك بالدراما السورية‪..‬؟ وهل‬ ‫أصبحت تتربع فعليا ً على عرش الدراما في الوطن‬ ‫العربي‪..‬؟ ومباذا تنصح القائمني عليها بعد كل‬ ‫هذا التألق والنجاح‪..‬؟‬ ‫_ ال شك في أن الدراما السورية حققت جناحا ً‬ ‫وانتشارا ً كبيرين بفضل تطرقها إلى مواضيع من‬ ‫احلياة ومن النبض اليومي ولم تعتمد على حكايا‬ ‫مؤلفة‪ .‬ولكن موقعها ليس األول وليس األخير‪،‬‬ ‫ألنها تكمل خارطة الدراما العربية ككل دراما‬ ‫أخرى‪ ،‬حيث تكمل صورة الفن العربي‪ ،‬وغيابها‬ ‫أو غياب غيرها يجعل الصورة ناقصة‪ .‬وأنصح‬ ‫القائمني عليها أال يصيبهم الغرور عندما يصيبوا‬ ‫جناحاً‪ ..‬فعندها سيصعب عليهم التقييم‪.‬‬ ‫ما رأيك بتقدمي جنوم سوريني أعماالً فنية‬ ‫في مصر‪ ،‬حيث أثيرت زوبعة مؤخرا ً حول هذا‬ ‫املوضوع‪..‬؟‬ ‫_ ال أدري ملاذا هذه الضجة اآلن حول عمل بعض‬ ‫الفنانني السوريني في الدراما املصرية وكأننا لم‬ ‫نعد عـربا ً نكمل بعضنا بعضاً‪ ..‬علما ً أن أكثر‬ ‫أعمالي السينمائية السابقة كانت مبشاركة‬ ‫جنوم من مصر أو من لبنان ولم تثر حينها ضجة‬ ‫لهذا السبب‪ ..‬وفي جميع األحوال لوال كونهم‬ ‫فنانني ناجحني ملا ضمتهم الدراما في مصر‪.‬‬ ‫اعتماد فضائيات على عدد من النجوم لتقدمي‬ ‫البرامج فيها‪ ..‬خصوصاً أنك خضت هذه‬

‫التجربة‪ ..‬وبصراحة على من تعود الفائدة أكثر‬ ‫على الفنان أم على احملطة؟‬ ‫_ ال شك في أن الفائدة متبادلة‪ ،‬فإن احملطة‬ ‫تستفيد باستقطاب املشاهدين بسبب جنومية‬ ‫املقدم‪ ،‬واملقدم يستفيد بأنه يجد أفقا ً جديدا ً‬ ‫لعمله‪ ،‬باإلضافة إلى أنه يستطيع أن يعبر بذلك‬ ‫عن أفكاره بشكل آلي ومباشر‪.‬‬ ‫ما هو رأيك باملرأة وأين كان موقعها في أعمالك‬ ‫السابقة‪ ..‬وبرأيك هل أعطيتها حقها أم ال؟‬ ‫_ أستطيع أن أفخر بأنني أعطيت املرأة بعض‬ ‫حقها في مسرحية (غـربة) حني جعلتها رمز‬ ‫األرض والتعلق بالوطن‪ ،‬ومن حيث املبدأ ال‬ ‫يستطيع عمل فني مهما بلغ الكمال أن يعطي‬ ‫املرأة حقها‪ ..‬ويبقى عندك شعور بأنها أعظم مما‬ ‫عبرت عنها كشعورك جتاه الوطن‪ ،‬ألن املرأة هي‬ ‫األم والتي هي وطن ألي مخلوق‪.‬‬

‫أفخر أ ّن في داخلي طفالً‬ ‫أرعاه ويرعاني‪..‬‬

‫من يجلس معك يكتشف أن في داخلك (قلب‬ ‫طفل)‪ ،‬فما تعليقك على ذلك‪..‬؟‬ ‫_ أفخر أن في داخلي طفالً أرعاه ويرعاني وأتعلم‬ ‫منه الصدق والنقاء الذي لم تزيفه السنون‪.‬‬ ‫ما رأيك باختصار شديد بهؤالء‪:‬‬ ‫نـاجي جـبر‪ :‬صـديق كـل األوقـات‪.‬‬ ‫نهـاد قـلعي‪ :‬مؤسس الدراما السورية‪.‬‬ ‫محمد املاغوط‪ :‬شاعـر في عشق الوطن‪.‬‬ ‫دريــد حلام‪ :‬فـنان عـلى أول الطريق‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪:‬‬ ‫نوّار الشعار – دمشق‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪141‬‬


‫منرب رياضي‬

‫زين الدين زيدان‪:‬‬ ‫عربي أنا‬ ‫ّ‬ ‫زيدان سهم املالعب والبطوالت‬

‫فرنسي‬ ‫عربي األصل‪،‬‬ ‫ساحر من بالد الشرق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اجلنسية‪ ،‬مبدع اللمسات‪ ،‬أسطورة بحد ذاته‪،‬‬ ‫رياضي أن ميتلك العبا ً مبوهبته‬ ‫ويطمح أي ناد‬ ‫ّ‬ ‫التي ورثها عن مارادونا أو بيليه‪ ،‬ما جعله يصبح‬ ‫بسحره وإبداعه جنم العالم األول في كرة‬ ‫القـدم‪.‬‬

‫حياته ومسيرته الرياضية‬ ‫ولد زيدان في أحد أحياء مرسيليا‪ ،‬في فرنسا‪،‬‬ ‫في ‪ 23‬حزيران ‪ ،1972‬من والد جزائري‪ ،‬هاجر الى‬ ‫فرنسا بحثا ً عن العمل‪ ،‬واستقر في مرسيليا‬ ‫بعد زواجه‪.‬‬ ‫كان مولعا ً بالكرة منذ حداثة سنه‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من الوضع املعيشي املتردي لعائلته فقد بدأ‬ ‫اللعب وهو حافي القدمني‪.‬‬ ‫بدأ مسيرته الرياضية في نادي “كان” الفرنسي‬ ‫في عام ‪ 1988‬فكان من أحد العبي النادي حتى‬ ‫عام ‪ 1992‬لينتقل الى نادي “بوردو”‪ ،‬حيث بقي‬ ‫على مدى أربعة مواسم عمل خاللها على تطوير‬ ‫مستواه الرياضي وحتسينه‪ ،‬ما لفت إليه أنظار‬ ‫األندية األوروبية ومن بينها نادي “يوفنتوس”‬

‫‪142‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫اإليطالي‪.‬‬ ‫وبانضمامه الى “اليوفي”‪ ،‬انتقل الى ايطاليا‪،‬‬ ‫وبالرغم من صعوبة العيش هناك في بادئ األمر‪،‬‬ ‫فقد حاول جاهدا ً التأقلم مع إقامته اجلديدة من‬ ‫خالل مساهمته بتحقيق العديد من األلقاب‬ ‫لليوفي ما جعله جديرا ً بلقب الساحر‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2001‬انتقل الى نادي “ريال مدريد”‬ ‫األسباني بعد أن حصل على ‪ 66‬مليون جنيه‬ ‫استرليني‪ ،‬وهي أكبر صفقة في تاريخ كرة القدم‪،‬‬ ‫مقابل انتقاله الى صفوف نادي الـ”ريال”‪ ،‬الذي‬ ‫قاده وفي أول موسم له في الفريق الى الفوز بدور‬ ‫أبطال أوروبا‪ ،‬ما أثبت براعته ومهارته الرياضية‬ ‫النادرة الوجود ما جعله يحقق العديد من األلقاب‬ ‫واإلجنازات‪.‬‬ ‫وفي ‪ 7‬مايو ‪ 2006‬لعب زيدان آخر مباراة له أمام‬ ‫نادي “فياريال” األسباني والتي جرت في ملعب‬ ‫ريال مدريد “سانتياغو برنابيو‪ ،‬حيث انتهت املباراة‬ ‫بتعادل الفريقني (‪ )3-3‬سجل خاللها زيدان الهدف‬ ‫الثاني لريال مدريد وتبادل قميصه مع الالعب‬ ‫األرجنتيني خوان رومان ريكيلمي‪.‬‬

‫شهرته العاملية‬ ‫بفضل شهرته العاملية كان باستطاعة زيدان‬ ‫أن يختار اللعب في أحد املنتخبني الفرنسي أو‬ ‫اجلزائري إالّ أن اختياره وقع على املنتخب الفرنسي‬ ‫خاصة بعد ادعاء مدرب املنتخب اجلزائري عبد‬ ‫احلميد كرمالي بقوله بأن زيدان ما زال يفتقر‬ ‫للسرعة املطلوبة التي تخوله االنضمام الى‬ ‫منتخبه‪ ...‬ولكن أين اليوم عبد احلميد‪ ،‬ليقرأ لنا‬ ‫رؤيته البعيدة في كرة القدم وفي تقييم الالعبني؟‬ ‫ال شك في أننا لن جنده‪ ،‬ألنه كما يقال يعيش في‬ ‫“كوكب” آخر‪.‬‬ ‫وهكذا لعب زيدان مع منتخب فرنسا أول مباراة‬

‫القابه وبطوالته‬ ‫كاس الدوري ‪/97/96‬و ‪98/97‬‬ ‫كأس اوروبا ‪96‬‬ ‫كأس القارات ‪96‬‬ ‫كأس ايطاليا ‪97‬‬ ‫مع نادي ريال مدريد االسباني‪:‬‬ ‫كأس اوروبا ‪2002‬‬ ‫كأس الدوري ‪2003/2002‬‬ ‫كأس القارات ‪2002‬‬ ‫مع املنتخب الفرنسي‪:‬‬ ‫كأس العالم ‪1998‬‬ ‫كأس اوروبا‪2000‬‬ ‫كأس القارات ‪2003/2001‬‬ ‫اوسمة شخصية‪:‬‬ ‫افضل العب في العالم ‪1998‬‬ ‫و‪ 2000‬و ‪2003‬‬ ‫افضل العب اوروبي ‪1998‬‬ ‫افضل العب في كأس العالم‬ ‫‪2006‬‬ ‫دولية له في ‪ 17‬آب ‪ 1994‬بعد دخوله كبديل‬ ‫في الدقيقة ‪ 63‬من زمن املباراة ليحسم نتيجة‬ ‫املباراة بالتعادل (‪ )2-2‬بني املنتخبني (الفرنسي‬ ‫والتشيكي) بعد أن كان النتيجة (صفر‪)2 -‬‬ ‫ملصلحة املنتخب التشيكي‪.‬‬ ‫وفي مونديال ‪ 1998‬في فرنسا تألق جنم زيدان‬ ‫مع الديوك بعد وصولهم الى الدور النهائي‪،‬‬ ‫نتيجة فوزهم الساحق في جميع مبارياتهم‪،‬‬ ‫ليواجهوا البرازيل ويلحقوا بها هزمية ساحقة‬ ‫بعد تسجيل ثالثة أهداف دون رد كان لزيدان‬

‫النصيب األكبر منها بإحرازه هدفني في تلك‬ ‫املباراة كانا مبثابة هدية للشعب والفريق‬ ‫الفرنسيني الذي نال لقب بطولة العالم للمرة‬ ‫األولى في تاريخه‪ ،‬وبذلك أصبح فريقا ً ال يقهر‬ ‫وال يهزم‪.‬‬ ‫وفي ‪ 9‬متوز ‪ 2006‬لعب زيدان مباراته النهائية‬ ‫الثانية في كأس العالم أمام منتخب ايطاليا‬ ‫واألخيرة في مسيرته الرياضية بعد تسجيله‬ ‫هدفا ً من ركلة جزاء في الدقيقة السابعة من‬ ‫زمن املباراة وحصوله على البطاقة احلمراء بعد‬ ‫أن “نطح” برأسه املدافع اإليطالي ماركو ماتيرازي‪،‬‬ ‫وقد سبق احلادثة تبادل كلمات جارحة إثر إمساك‬ ‫ماتيرازي بقميص زيدان بشدة وبعد استفزاز‬ ‫األخير له بقوله‪“ :‬ال تقلق سأعطيك القميص‬ ‫بعد نهاية املباراة”‪ ،‬فجاء رد ماتيرازي جارحا ً بعد‬ ‫أن صوب سهام رده الى عائلة زيدان وأصله العربي‬ ‫بقوله‪“ :‬ال أريد القميص بل أريد العاهرة أختك”‪،‬‬ ‫وتابع قوله‪“ :‬أنتم إرهابيون”‪ ،‬ما دفع زيدان الى‬ ‫التراجع لتسديد ضربة رأس على صدر ماتيرازي‬ ‫أوقعته أرضاً‪.‬‬ ‫قدم زيدان اعتذاره الى‬ ‫وقبيل مغادرته امللعب ّ‬ ‫األطفال الذين شاهدوه رافضا ً االعتذار ملاتيرازي‬ ‫الذي اعترف بإهانته لزيدان‪.‬‬ ‫وبالرغم من هذا الطرد وهذه احلادثة فقد حافظ‬ ‫زيدان على شعبيته ومشجعيه باختياره كأفضل‬ ‫العب في كأس العالم ‪.2006‬‬

‫إعداد‪ :‬رونالد حمدان‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪143‬‬


‫صحة‬

‫زيادة أو نقصان النوم‬ ‫مصدر رئيسي ألمراض كثيرة‬ ‫من أهمها السمنة واألمراض‬ ‫النفسية والضغط والسكري‬ ‫وفق ما جاء في دراسة رسمية أميركية‪ ،‬ثبت‬ ‫بشكل علمي أن هناك ارتباطا ً كبيرا ً بني عدم‬ ‫انتظام النوم وظهور ترهالت منطقة البطن‬ ‫(الكرش) فقد ظهر أن األشخاص الذين ينامون‬ ‫أقل من ست ساعات ليالً أو أكثر من تسع ساعات‬ ‫من احملتمل أن يصابوا بالسمنة‪ .‬وقد ربطت‬ ‫الدراسة أيضا ً بني من ينامون قليالً ومعدالت‬ ‫التدخني املرتفعة وقلة النشاط اجلسماني وكثرة‬ ‫تعاطي الكحول‪ .‬وقد أضاف هذا البحث ثقالً‬ ‫إلى الدراسات التي تناولت السمنة واملشكالت‬ ‫الصحية األخرى لدى أولئك الذين ال ينامون‬ ‫بشكل كاف كما قال دكتور رون كرامر واملتحدث‬ ‫الرسمي لألكادميية األميركية لطب النوم‪.‬‬ ‫وأضاف كرامر‪ :‬إن البيانات الواردة في جميع‬ ‫الدراسات والبحوث تتفق على أن من ينامون‬ ‫قليالً ومن ينامون كثيرا ً ليسوا بأصحاء‪.‬‬ ‫وتقوم الدراسة على مسح أجري من بيت إلى‬ ‫بيت حلوالى ‪ 87000‬شخص بالغ في الواليات‬ ‫املتحدة خالل فترة ما بني العام ‪ 2004‬والعام ‪2006‬‬ ‫والتي أجراها املركز الوطني لإلحصاءات الصحية‬ ‫التابع ملراكز مقاومة األمراض والوقاية منها‪.‬‬ ‫وقالت شارلوت شونبورن املشرفة على هذه‬ ‫الدراسة إن مثل تلك الدراسات املسحية لم‬ ‫تستطع أن تثبت وجود عالقة قائمة على السبب‬ ‫والنتيجة – فمثالً – ليس من الواضح أن التدخني‬ ‫يسبب عدم النوم أو ما إذا كان عدم النوم يشجع‬ ‫على التدخني‪ .‬كما أن تلك الدراسات والبحوث لم‬ ‫تؤيد تأثير العوامل األخرى مثل االكتئاب والتي قد‬ ‫تساهم في كثرة تناول الطعام وكثرة التدخني‬ ‫وعدم النوم واملشكالت األخرى‪.‬‬ ‫وقد ظهر أن معدل التدخني مرتفع لدى أولئك‬ ‫األشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات‪،‬‬ ‫حيث ذكر ‪ 31‬باملئة أنهم مدخنون‪ .‬أما أولئك‬ ‫الذين ينامون تسع ساعات أو أكثر كانوا مدخنني‬ ‫شرهني بنسبة ‪ 26‬باملئة‪ .‬ومن املعروف أن معدل‬ ‫التدخني في الواليات املتحدة إجماال ً يصل إلى‬ ‫حوالى ‪ 21‬باملئة‪ .‬فبالنسبة إلى أولئك الذين‬ ‫شملتهم الدراسة وكان معدل نومهم من سبع‬ ‫إلى ثماني ساعات كان معدل التدخني لديهم‬ ‫منخفضا ً حيث يصل إلى ‪ 18‬باملئة‪.‬‬ ‫كما كانت النتائج مشابهة في ما يخص حالة‬ ‫السمنة ولكنها أقل مأسوية‪ :‬فحوالى ‪ 33‬باملئة‬ ‫من أولئك الذين ينامون أقل من ست ساعات‬

‫‪144‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫كانوا من البدناء‪ ،‬وحوالى ‪ 26‬باملئة من أولئك‬ ‫الذين ينامون تسع ساعات أو أكثر‪ .‬أما األشخاص‬ ‫الذين ينامون بشكل عادي فكانوا مجموعة‬ ‫نحيفة ومنهم نسبة ‪ 22‬باملئة هم البدناء‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إلى تعاطي الكحول فقد كان‬ ‫األشخاص الذين ينامون أقل هم أكثر إسرافا ً في‬ ‫تناول الكحول‪ .‬أما نسبة تعاطي الكحول لدى‬ ‫أولئك الذين ينامون من سبع إلى ثماني ساعات‬ ‫وأولئك الذين ينامون تسع ساعات وأكثر فقد‬ ‫كانت النسب متشابهة‪.‬‬ ‫وفي قياس آخر‪ ،‬لقد كان نصف أولئك الذين‬ ‫ينامون تسع ساعات أو أكثر كل ليلة اتضح أنهم‬ ‫غير نشطاء جسمانيا ً أثناء وقت فراغهم وكانت‬ ‫تلك النتيجة لديهم أسوأ منها لدى أولئك الذين‬ ‫ينامون نوما ً خفيفا ً أو ينامون بشكل صحي‪ .‬وقد‬ ‫ظهر أن العديد من األشخاص الذين ينامون تسع‬ ‫ساعات أو أكثر يعانون مشكالت صحية أخطر‬ ‫والذي يجعل أمر ممارسة الرياضة صعبا ً عليهم‪.‬‬ ‫وقال اخلبراء إن العديد من األشخاص الكبار‬

‫في السن يقعون في اجملموعة التي حصلت‬ ‫على نوم أقل مما يساعد على تفسير ملاذا تكون‬ ‫معدالت النشاط اجلسماني لديهم منخفضة‪.‬‬ ‫أما أولئك األشخاص النحفاء واألصغر سنا ً رمبا ال‬ ‫يزالون يشعرون بالتعب بشكل كبير عند ممارسة‬ ‫التدريبات الرياضية‪.‬‬ ‫أما التوتر واملشكالت النفسية فرمبا تفسر‬ ‫ما يحدث مع بعض من ينامون نوما ً خفيفا ً كما‬ ‫يقول اخلبراء‪ .‬وقد وجدت دراسات أخرى أن عدم‬ ‫النوم الكافي يرتبط بالشهية‪ ،‬حيث يؤثر‪ ‬في عدم‬ ‫التوازن في الهرمونات واإلصابة مبرض السكري‬ ‫وضغط الدم املرتفع كما ذكر جيمس جاجنفيتش‬ ‫الباحث املشهور في ظاهرة النوم في جامعة‬ ‫كولومبيا‪ .‬كما أضاف جاجنفيتش‪ :‬إننا وصلنا‬ ‫إلى نقطة من عندها ميكن أن نبدأ في التوصية‬ ‫باحلصول على قدر كاف من النوم كأسلوب‬ ‫إلنقاص وزن اجلسم والوقاية من السمنة‪.‬‬

‫اعداد ‪ :‬راوية ابو ذياب‬

‫الغبار الدقيق مصدر للجلطة‬ ‫ينوه الباحثون في جامعة ميالنو اإليطالية بأن‬ ‫التعرض النبعاثات الغبار الدقيق األحجام بي ام‬ ‫‪ ،)pm10( 10‬املوجود في الهواء امللوث‪ ،‬ملدة طويلة‬ ‫يرفع كثيرا ً خطر اإلصابة باجللطة الدموية‬ ‫العميقة (التي تتكون في وريد عميق)‪ .‬كما يزداد‬ ‫خطر اإلصابة بأمراض أخرى‪ ،‬قلبية وتنفسية‪.‬‬ ‫وشملت الدراسة مجموعة من املصابني‬ ‫باجللطة الدموية العميقة (بعد سنة على‬ ‫بداية الدراسة) ومجموعة أخرى لعبت دور‬ ‫املتابعة‪ .‬مت توزيع هؤالء املتطوعني على مناطق‬ ‫سكنية عدة‪ ،‬وجرى تقومي مستويات الكثافة‬ ‫املتوسطة للغبار الدقيق في كل متر مكعب‬ ‫من الهواء داخلها‪.‬‬ ‫وتشير نتائج الدراسة الى أنه‪ ،‬بعد حتليل‬ ‫املؤشرات كافة اعتمادا ً على عوامل بيئية‬ ‫وصحية أخرى‪ ،‬كلما زاد الغبار الدقيق “بي ام ‪”10‬‬ ‫بنسبة ‪ 10‬ميكروغراما ً في املتر املربع الواحد‬ ‫للهواء زاد خطر اإلصابة باجللطة الدموية‬ ‫العميقة بنسبة ‪ 70‬في املئة‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬مال دم املتطوعني الذين‬ ‫تعرضوا خالل االختبار ملستويات عالية من هذا‬ ‫الغبار الدقيق الى التخثر بسرعة غير معتادة‪.‬‬ ‫وكانت صلة الوصل بني التعرض للغبار الدقيق‬ ‫(باستنشاقه) وتكون التخثرات الدموية أقوى‬ ‫لدى الرجال من النساء‪ .‬وكانت صلة الوصل‬ ‫هذه تختفي متاما ً لدى النساء اللواتي يتعاطني‬ ‫مضادات احلمل الفموية أو اللواتي يخضعن‬ ‫للعالج الهرموني‪.‬‬


‫منرب رأي‬

‫عيون شاخصة إلى الحلم‬

‫تزامنت الذكرى الثانية لتأسيس تيار التوحيد اللبناني مع اوقات مصيرية‬ ‫مر بها لبنان إثر تفجر االزمة السياسية الداخلية التي عطلت علينا‬ ‫فرحة املناسبة‪ .‬فهلع قلبنا على لبنان الذي تقاذفته العواصف االقليمية‬ ‫والدولية وكادت ترميه في دائرة خطر احلرب االهلية‪ ،‬بعد ان ذهب بعض‬ ‫الساسة بعيدا ً في بث سموم الطائفية في كل زاوية من زواياه‪ .‬انه وطننا‬ ‫الذي نحرص عليه حرص األم على ولدها‪ ،‬دفعنا من اجله الغالي والنفيس‪،‬‬ ‫فضحينا بابنائنا وشبابنا في محطات عديدة من أجل أن يبقى حرا ً سيدا ً‬ ‫مستقالً‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫رسخ قناعتنا اكثر بضرورة التمسك‬ ‫ا‬ ‫اضافي‬ ‫ال‬ ‫عام‬ ‫اال‬ ‫االزمة‬ ‫هذه‬ ‫تكن‬ ‫ولم‬ ‫ّ‬ ‫مبا اخترنا من مشروع ثوري تغييري على صعيد لبنان‪ ،‬فنحن خرجنا من رحم‬ ‫مجتمع تتحكم به النزعة القبلية واالقطاعية السياسية التي غلبت على‬ ‫مشاعر اللبنانيني وجعلت مطر الصيف دماً‪.‬‬ ‫بعد سنتني على تأسيس تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬تتوجه عيوننا شاخصة‬ ‫الى مشروعنا احللم مص ّرين على حتقيقه الذي وبدون اي شك سيصبح‬ ‫حقيقة‪ .‬فعملنا للتحرر من االقطاعية ال بد ان نرى ثماره بوضوح وقد رأينا‬ ‫بدايتها‪.‬‬ ‫ان هذه الفترة املظلمة التي تعصف في لبنان‪ ،‬حتتاج منا إلى وعي وإدراك‬ ‫كبيرين لقوة هذه الرياح‪ .‬فاليوم ما مر ومير في لبنان من أزمات ليست سوى‬ ‫ذاك التحدي الكبير الذي يقف ليعرقل حلمنا بتحقيق وطن مستقر ومزدهر‪.‬‬ ‫رفاقي‪ ،‬رفيقاتي‪ ،‬ندرك جميعا ً حجم الضغوط التي يتعرض لها تيارنا‬ ‫الناشئ‪ ،‬ولكن ال تستغربوا وال تستوهموا‪ .‬فنحن رفضنا محاولة إصالحية‬ ‫ناقصة ير ّقع بها النظام اللبناني احلالي الذي رأينا جميعا ً كيف اخذ وطننا‬ ‫الى الهاوية سياسيا ً واقتصاديا ً واجتماعياً‪ .‬فنحن اخترنا تغييره ليتالءم مع‬ ‫حاجات مجتمعنا اليوم بعد الذي حققه شبابه في اصقاع العالم كافة‪،‬‬ ‫وجيشه في نهر البارد ومقاومته في اجلنوب‪.‬‬

‫وال تهمنا كل تلك االتهامات التي يطلقها اصحاب النفوس الضعيفة‬ ‫املريضة‪ ،‬نحن أكيدون أننا منها براء‪ .‬فدعم املقاومة لم ولن يكون يوما ً تهمة‬ ‫ببيع األصدقاء‪ ،‬وبناء عالقة سليمة مع سورية لم ولن يكون خيانة للوطن‪،‬‬ ‫والتحرر من اإلقطاعية واالستغالل املقيدين حلريتنا لم ولن يكونا يوما ً‬ ‫مشروع فتنة‪ ،‬ومطالبتنا بتغيير النظام لضمان مستقبل أفضل ألوالدنا‪ ،‬لن‬ ‫يكون محاولة إللغاء أحد‪.‬‬ ‫ادرك كم انتم ت ّواقون للمستقبل‪ ،‬إلمتام الثورة التي من أجلها انتظمنا‬ ‫في تيار التوحيد اللبناني‪ ،‬فما من قوة ستمنعنا من حتقيقه‪ .‬فال شيء‬ ‫سيحطم عزميتنا لتفتيت صخرة االنقسامات الداخلية‪ ،‬ومد جسر العبور‬ ‫الى املواطنية الصاحلة‪ ،‬وممارسة سياسة توحيد لبنان وتطويره‪ ،‬وحتقيق‬ ‫معجزة االمناء املتوازن لعلنا نضع املداميك األولى لبناء اجلمهورية اللبنانية‬ ‫املنشودة املرتكزة على القانون واملؤسسات‪.‬‬ ‫حضرة الرئيس الرفيق وئام وهاب‪ ،‬نعم انها كما قلت ورشة مضنية‬ ‫وصعبة فإطالق ثورة في بركة راكدة منذ مئات سنني مهمة ليست‬ ‫بسهلة‪.‬‬ ‫نعم وبدون أي شك‪ ،‬ستكون بيننا رفقة عمر طويلة وسنبقى جنبا ً الى‬ ‫جنب لنتعاون على حتقيق برامجنا واهدافنا‪ .‬ال تخف ان ينال منا التعب أو‬ ‫تضعف إرادتنا على متابعة النضال‪ ،‬فنحن ندرك حقا ً شرف أن نكون نواة‬ ‫التصحيح والتغيير في وطن أنهكته الطائفية ومحسوبيات الزعامات‬ ‫املوروثة‪.‬‬ ‫‪ 26‬أيار ‪ ،2008‬سنضيء شمعة ثانية لتيار التوحيد اللبناني‪ ،‬فاسمحوا‬ ‫لي رفاقي ورفيقاتي أن أتوجه بالتهنئة لكم باسم مفوضية اجلاهلية‬ ‫النسائية‪.‬‬

‫مفوضية اجلاهلية النسائية‬

‫قيامة تيار التغيير‬

‫حتية توحيدية صادقة‬ ‫في السادس والعشرين من عام ‪ ،2006‬انبثق الفجر من الليل‪ ،‬وأطل علينا‬ ‫نور جديد مع بزوغ شمس مشرقة حاملة بني حبال اشعتها الذهبية تباشير‬ ‫قيامة وطنية‪ ،‬قيامة تيار توحيدي‪ ،‬قيامة تغيير جذري‪ ،‬رأينا فيها طريق‬ ‫خالص هذا الوطن‪ ،‬بينما رأى البعض هذه القيامة بأنها مشكلة‪.‬‬ ‫مشكلتهم يا حضرة الرئيس بأنك لم تولد إقطاعيا ً وفي فمك ملعقة‬ ‫ذهب‪ ،‬وهذا معيار في بعض مجتمعنا معترف به‪ ،‬ألنهم باعتباراتهم ان‬ ‫سلفنا ونحن خلقنا عبيداً‪ ،‬وانهم وسلفهم خلقوا اسياداً‪.‬‬ ‫تناسوا يا حضرة الرئيس بانك ولدت حرا ً ومشى الى جانبك احرار هذا‬ ‫اجلبل‪ ،‬ألنك ال تقبل بأن ميشوا خلفك‪.‬‬ ‫في األلفية الثالثة سقطت مقولة االقطاع والعبيد‪ ،‬نحن احرار ومن‬ ‫طائفة حرة منذ ما قبل التاريخ جبينها في جميع محطات وقفات الرجال‬ ‫مكلل بالغار‪ .‬نقول سقطت نظرة االقطاع‪ ،‬ألننا حتررنا في هذه الطائفة من‬ ‫التبعية واالستزالم‪.‬‬ ‫وأجنب هذا اجلبل عمالقة فكر ونهضة واجتماع وتوحيديني بكل ما‬ ‫للكلمة من معنى‪ ،‬فكيف ال وأجنب هذا اجلبل وئام وهاب الذي يتطلع الى‬

‫حصن‬ ‫ابناء مجتمعه بروح املسؤولية املتساوين باحلقوق والواجبات‪ ،‬رجالً ّ‬ ‫موقع الطائفة على امتداد الوطن العربي ومنع الطامعني فيها ان يأخذوها‬ ‫الى غير موقعها الطبيعي املوقع التاريخي على طريق املقاومة‪ ،‬من لبنان‬ ‫إلى اجلوالن وفلسطني‪ ،‬التاريخ شاهد على سلوكيتها من اجملاهد سلطان‬ ‫االطرش الى وئام وهاب‪ ،‬ولن نكون اال في خط الدفاع االول في مواجهة‬ ‫الصهاينة واملتغطرسني‪.‬‬ ‫قد يتشنج البعض من ظاهرة تيار التوحيد اللبناني لبلوغه درجة عالية‬ ‫على صعيد الشعبية التوحيدية‪ .‬في هذا اجلبل االخالقية واملناقبية في‬ ‫التيار تعود لتوجيهات من احب الفكر والنهضة ملا يحمله من نباهة ونبوغ‬ ‫وضمير حي وهذا ما يريده مجتمعنا‪.‬‬ ‫نقول للذين تشنجوا نحن لسنا اعداء احد في هذا الوطن‪ ،‬كلنا ابناء هذا‬ ‫الوطن لنا فكر وعقيدة مقاومان‪ ،‬ويدنا ممدودة للجميع‪.‬‬

‫وكيل اإلعالم في مفوضية اجلرد العامة‬ ‫الرفيق شحاذي البنا‬ ‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬

‫‪145‬‬


‫عذراً‬ ‫سيدتي‬ ‫السماء!‬ ‫بقلم‪:‬‬ ‫هاني احللبي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حتضر عرساً‪ ،‬أم حتضر مأمتاً‪ ،‬يفوز ابن اجليران بشهادة سرتفيكا‪ ،‬يعارك‬ ‫جار زوجته‪ ،‬يغضب عاشق من حبيبته‪ ،‬تصد زوجة زوجها عن وصال‬ ‫حميم‪ ،‬فترى أبواب جحيم تشتعل في وجه السماء‪ ،‬تخط فيه شهباً‬ ‫حمراء متفجرة او خضراء إلنارة الهدف العدو‪ ،‬قبيل التسديد على طرف‬ ‫مجرة متراخية‪ ..‬هنا باب التبانة‪ ،‬اخلط اللبني‪ ،‬وذاك املريخ األحمر طالع‬ ‫في زاوية صالون السماء مستوحداً‪ ،‬وهنا مرمى رصاصنا في كل امر‬ ‫لغيظ العدى وإشعال املدى‪..‬‬ ‫ومنذ سنوات ثالث فرّخ بيض وزارة الداخلية في مزرعة احلكومة‬ ‫صيصان شركات أمنية‪ ،‬هذه خضراء قامتة وتلك كحلية مفخمة‪ ،‬وتلك‬ ‫بيضاء وسوداء وقد خططت شعاراتها درزا ً متقناً‪ ،‬حتى يظنها املرء‬ ‫أنها ثياب لقادة البحر وأميراالت احمليطات أم شركات عريقة للضيافة‬ ‫اجلوية عصية على الفقر غنية املوارد مستغنية عن مضاربات البورصة‬ ‫ومنافسات املشاريع‪..‬‬ ‫فإذا هي جيش خفي منتشر وفق خطط وبرامج واستحكامات‬ ‫وتسليح ومراكز اختفت بني حلظة وأخرى‪..‬‬ ‫ولو أن األمر مقتصر على اإلزعاج بالصوت لقلنا نقفل أذاننا بقطن‬ ‫اإلهمال أو نقفلها بأنامل مدهونة بالفازلني العازل للصوت‪ ..‬ولكن‬ ‫واأسفاه‪ ،‬أرواح الناس هي املثقال في كفة امليزان‪..‬‬ ‫تأتي “احلاجة” متحمسة لتحتفل بعيد املقاومة والتحرير‪ ،‬تسرح‬ ‫نظرها إلى شباب بلدها ومنطقتها تنظر إلى احلشود وهي تغمرها بهجة‬ ‫ال توصف‪ ..‬تستعيد شبابها رغم تخدد وجهها بتضاريس شبيهة جدا ً‬ ‫بتضاريس بنت جبيل وعيناتا وميس اجلبل وعيثا الشعب ووادي احلجير‪..‬‬ ‫وهي تطير عبر حدود املكان وترفرف على أجنحة الفرح بنشوة العيد‬ ‫تنتظر بحماس طلة “السيد” حلوى العيد في هذا الزمان‪ ..‬يبارك يهنئ‬ ‫ّ‬ ‫يتوعد ويعود إلى خلف جدار الشكل وستار الصورة فتنطفئ‬ ‫يفند‬ ‫الشاشة‪..‬‬ ‫لكن قبل انطفاء الشاشة كانت كهرباء روحها تنقطع بعد أن‬ ‫اصطفت جمجمتها رصاصة طائشة حامية من شدة االبتهاج أطلقتها‬ ‫يد مراهق أرعن؛ تبّت يده‪.‬‬ ‫رحلت احلاجة‪ ،‬لكنها مطمئنة ان أبناءها وصغارها لن يخطفوا إلى‬ ‫مسالخ إسرائيل‪ ،‬وان وردات األقحوان فوق ترابها لن تذبل‪ ،‬ألن القرية‬ ‫ستظل عامرة بأهلها‪ ،‬وأن األيدي املباركة التي قاومت عادت لتروي شقائق‬ ‫النعمان التي قامت في اجلنبات تشهد العهد اجلديد الذي أصبح فيه‬ ‫قتالنا يقتلون برصاص االبتهاج‪..‬‬ ‫من يضبط الرعاع‪ :‬رعاع الفوضى‪ ،‬رعاع االبتهاج‪ ،‬رعاع األزقة‪ ،‬رعاع‬ ‫الفتنة؟؟!‪..‬‬


‫عامان‬ ‫على تأسيس‬ ‫تيار التوحيد اللبناني‬

‫ال‬ ‫ج‬ ‫وال‬

‫ن‬

‫و‬

‫طي‬ ‫لس‬ ‫ف‬

‫ال ــ‬

‫در‬

‫وز‬

‫ـلى‬ ‫ع‬

‫ريق‬ ‫ط‬

‫المقاومة من‬

‫لب‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫لى‬

‫العدد ‪ 17-16‬أيار ـ حزيران ‪2008‬‬


‫الرحيل الموجع‬

‫غازي عبد الخالق‬ ‫أمين التعبئة في تيار التوحيد اللبناني‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.