مجلة منبر التوحيد تصدرعن حزب التوحيد العربي العدد 81

Page 1

‫«حﻀر»‪...‬‬ ‫ﻋنوان ﺷرﻑ األمة وﻛرامتها‬

‫العدد ‪ ۸۱‬ــ ﺗموﺯ ــ ﺁب ــ السنة الﺜامنة‬

‫خالد العبود‪ :‬الصمود السوري‬ ‫يكشف الدور الوظيفي لﻺرهاب‬

‫إيران النووية ‪ ...‬إنتصار ألحرار العالم‬ ‫ﺗحول ليبيا الى منصة لتﺨريب مصر‬ ‫قﻄر ّ‬ ‫صراع مذاهب مفتوح حتى قيامة المشروع القومي‬


‫ﻋنوان‬ ‫الكرامة‬


‫‪81‬‬

‫العدد‬

‫متوز ‪ -‬آب ‪ 2015‬السنة الثامنة‬

‫‪32‬‬ ‫الفراغ الرئاسي‬ ‫في لبنان‪...‬‬ ‫الى أين؟‬

‫‪ 06‬الغالف‬

‫‪34‬‬ ‫خالد العبود‪ :‬الصمود السوري‬ ‫يكشف الدور الوظيفي للدول‬ ‫التي سلّحت اإلرهاب‬

‫‪42‬‬

‫‪ 10‬حزب‬ ‫التوحيد العربي‬ ‫‪ 32‬لبنانيات‬

‫صراع مذاهب مفتوح‬

‫‪ 38‬عربيات‬

‫حتى قيامة المشروع القومي‬

‫‪45‬‬ ‫نهاية الحلم اإلمبراطوري‬ ‫بـ «إنهيار المنظومة‬ ‫األردوغانية»‬ ‫منبر التوحيد‬

‫نشرة داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في حزب التوحيد العربي‬

‫املدير العام ‪ :‬أمني اإلعالم هشام األعور‬ ‫مسؤول قسم العربي والدولي ‪ :‬محمود صالح‬ ‫بئر حسن – نادي الغولف اللبناني ـ بناية الغولف ـ الطابق الثالث‬

‫تلفاكس‪ 01/822998 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنشر والطباعة‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫‪ 45‬دوليات‬ ‫رئيسة التحرير ‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫املدير املالي ‪ :‬حكمت ابو ذياب‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬ ‫‪EmaiL : manbar@tawhidarabi.org‬‬ ‫‪www. tawhidarabi.org‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫معاني‬ ‫النووي‬ ‫اإليراني‬ ‫في‬ ‫المشرﻕ‬ ‫العربي‬

‫ﺇنﻪ الزمن الﺬهبي الﺬي ﹸولد من اتفاﻕ الدول العﻈمﻰ مﻊ‬ ‫اﳉمﻬورية اإلﺳالمية في ﺇيران في العاصمة النمساوية فيينا‪،‬‬ ‫حيث ﹼ‬ ‫متكنت الدبلوماﺳية اإليرانية من انتزاﻉ ﺛمار اإلتفاﻕ‬ ‫النووي ومن رفﻊ العﻘوبات التي أﺛﻘلت كاهﻞ الشعب اإليراني‬ ‫الﺬي بﻘي صامداﹰ‪ ،‬وﺟعلت اﳊاقدين من اﳊكام العرب الﺬين‬ ‫يتفرﺟون علﻰ مﺂﺳي ﺷعوبﻬم ﲟا فيﻪ احتالل فلسطني ﹼ‬ ‫لعﻞ‬ ‫يراﺟﻊ هؤالﺀ ﺛوابتﻬم وحساباتﻬم أو يبدلون ﺟلدهم علﻰ ﺇﺛر‬ ‫هﺬا اإلتفاﻕ التاريﺨي‪.‬‬ ‫وﺇذا كان العالم قد ﺇعترف بﺈيران كﻘوة نووية ﺇقليمية‪،‬‬ ‫وانتﻬت ﺳياﺳة اإلحتواﺀ ﲡاهﻬا‪ ،‬وأصبح برنامﺠﻬا النووي‬ ‫الﺬي كان حﻘا ﹰ لﻬا‪ ،‬برنامﺠا ﹰ ﺷرعيا ﹰ بعد فشﻞ أميركا والغرب‬ ‫في تفكيكﻪ‪ ،‬واإلعالن الواﺿح بحﻘﻬا بالتﺨصيب‪ ،‬بنسبة ‪5‬‬ ‫‪ ،٪‬وهﺬﻩ النسبة كافية ﺟدا ﹰ لﻺبﻘاﺀ علﻰ البرنامﺞ النووي ﳑا‬ ‫أكسب اإليرانيني ﺇعترافا ﹰ دوليا ﹰ بحﻘﻬم بتﺨصيب اليورانيوم‪.‬‬ ‫وبصرف النﻈر عن ردود الفعﻞ لبعﺾ األصوات العربية‬ ‫اإلنتﻬازية إلتفاﻕ فيينا والتي ال ﳝكن وصفﻬا ﺇال بالكيد ﹼية‬ ‫البعيدة كﻞ البعد عن النﻈرة العﻘالنية ألنﻬا ال تستند الﻰ‬ ‫رﺅية واﺿحة مبنية علﻰ فﻬم دقيق ألحداﺙ التاريﺦ أو ﺇدراﻙ‬ ‫عميق ﳊﻘيﻘة السياﺳة األميركية بني الثابت واملتحول‪،‬‬ ‫ﳝكن اختصار املشﻬد اﳉديد الﺬي ﺳاد العالم ﺇﺛر توقيﻊ‬ ‫اإلتفاﻕ النووي بﺄنﻪ زمن فلسطني اﳊرة واملتحررة‪ ،‬وبداية ﲢ ﹼول‬ ‫حﻘيﻘي نحو عالم متعدد األقطاب علﻰ حساب اﻵحادية‬ ‫األميركية‪ ،‬ليصبح بﺬلﻚ اﳊلم حﻘيﻘة عند أولئﻚ املؤمنني‬ ‫ﲟبادﺉ وتعاليم روﺡ اﷲ املوﺳوي اﳋميني )ﻕ‪.‬ﺱ( الﺬي أحدﺙ‬ ‫منعطفا ﹰ مصيريا ﹰ في تاريﺦ العرب واملسلمني واﺳتطاﻉ أن‬ ‫يؤﺳس لدولة علﻰ أرﺽ الواقﻊ وأدرﻙ منﺬ اللحﻈة األولﻰ‬ ‫أنﻬا ﺳتنبت في املستﻘبﻞ عزا ﹰ وفﺨرا ﹰ وكرامة ﳉميﻊ األحرار‬ ‫واملستﻀعفني في العالم‪.‬‬ ‫لﻘد كشف اإلتفاﻕ النووي بﺄن قوة أميركا اﳊﻘيﻘية تكمن‬ ‫في ﺿعف العرب أﺳاﺳا ﹰ في انﻘسامﻬم وتﺨلفﻬم عن‬ ‫اﺳتﺨدام مواردهم‪ ،‬وخصوصا ﹰ تلﻚ األنﻈمة العربية الرﺟعية‬ ‫العاﺟزة واملستسلمة التي ال تﻘاوم‪ ،‬ومرد ذلﻚ بالطبﻊ الﻰ‬ ‫الفﺠوة العميﻘة بني الشعب من ﺟﻬة واﳊكام من ﺟﻬة‬ ‫أخرﻯ وعدم وﺟود مشروﻉ حﻀاري متﻘدم يﻘوم علﻰ العلم‬ ‫واملعرفة والتطور‪ .‬هﺬﻩ هي معﻀلة هؤالﺀ العرب اﳊﻘيﻘية‬ ‫التي ح ﹼولت تﺨلفﻬم الﻰ قدر محتوم وأدامت تبعيتﻬم‬ ‫واﺳتعبادهم وﺟعلت مﺬلتﻬم مﺬلة كبيرة فﺄصبحوا مﺠرد‬ ‫حكام بال وزن وال قيمة لﻬم‪.‬‬ ‫وعليﻪ ال ﳝكن أن نﻀﻊ قوة ﺇيران وقدراتﻬا ﺇال في ﺇﻃارها‬ ‫الصحيح ﳊماية وخدمة مشروﻉ محاربة الﻈلم واإلﺳتكبار‬ ‫العاملي‪ ،‬ودعم الﻘﻀايا العربية العادلة وفي ﻃليعتﻬا الﻘﻀية‬


‫الفلسطينية والوقوف الﻰ ﺟانب املﻘاومة في مﻘارعة كﻞ‬ ‫أﺷكال اإلﺳتعمار واإلحتالل والتطرف واإلرهاب‪.‬‬ ‫من هنا البد من نﻈرة عربية أعمق وأكثر مصداقية‬ ‫ومسؤولة ﺇزاﺀ اإلتفاﻕ النووي‪ ،‬فما كان يعتبر حلما ﹰ عند‬ ‫الﺬين عملوا لتحﻘيﻘﻪ في املاﺿي هو اليوم حاﺿر كﻞ‬ ‫العرب واملسلمني األحرار في زمن ال مكان فيﻪ ﺇال لﻸقوياﺀ‪،‬‬ ‫بعد أن متكنت ﺇيران في اﺳتعادة ”ﺷرعية“ دولية ومكانة‬ ‫اقتصادية ﺟعلتﻬا محطة اﺳتﻘطاب للدول األوروبية التي‬ ‫تعاني ركودا ﹰ اقتصاديا ﹰ كبيرا ﹰ وصﻞ الﻰ حد اإلفالﺱ كما في‬ ‫التﺠربة اليونانية‪ ،‬خاصة وأن الغرب يعي متاما ﹰ ما ﲢتفﻆ‬ ‫بﻪ ﺇيران من مﺨزونات هائلة من النفﻂ والغاز ﲢتﻞ املرتبة‬ ‫الرابعة في العالم من احتياﻁ النفﻂ واملرتبة الثانية من‬ ‫احتياﻁ الغاز وهي عوامﻞ تزيد من مكانة العرب واملسلمني‬ ‫اإلﺳتراتيﺠية علﻰ الصعيدين اإلقليمي والدولي‪.‬‬ ‫وﺇذا كان هﺬا اإلتفاﻕ التاريﺨي ال يﻘتصر فﻘﻂ علﻰ النووي‬ ‫اإليراني بﻞ يتعداﻩ الﻰ فتح صفحة ﺟديدة بالعالقات‬ ‫الدولية ورﺳم آفاﻕ ﺟديدة علﻰ حد قول الرئيس اإليراني‬ ‫حسن روحاني‪ ،‬فﻬناﻙ ﹶمن ينتﻈر الترﺟمة الفعلية إلتفاﻕ‬ ‫مﺠموعة ‪ 1+5‬مﻊ ﺇيران علﻰ أرﺽ الواقﻊ وانعكاﺳاتﻬا‬ ‫علﻰ ﺇيﺠاد اﳊلول السياﺳية لكﻞ امللفات الساخنة علﻰ‬ ‫اﳉغرافيا املمتدة من ﺳوريا الﻰ اليمن ولبنان وغيرها من‬ ‫البلدان العربية التي ﲢ ﹼولت الﻰ مﺨتبر ملشاريﻊ التفتيت‬ ‫الﻘادمة وﺳﻂ رياﺡ ”داعشية“‪ ،‬دون أن ننسﻰ أيﻀا ﹰ حالة‬ ‫املراهﻘة السياﺳية التي يعيشﻬا ”أمراﺀ الزيت“ برهانﻬم‬ ‫امليؤوﺱ منﻪ علﻰ تﺨريب البلدان العربية وتﺄييدهم علﻰ‬ ‫الدوام لﻘتال اﳉماعات التكفيرية املسلحة في ﺳوريا‬ ‫ومدهم باملال لﻘتﻞ الشعب السوري متناﺳني بﺄن اﳋطر‬ ‫اﳊﻘيﻘي الﻘائم في كياناتﻬم ليس مصدرﻩ ﺇيران كما‬ ‫يزعمون وﺇﳕا بسبب الفساد والبطالة والكبت والتسلﻂ‬ ‫وغياب التنمية وغيرها من املشاكﻞ األخرﻯ التي تتﺨبﻂ‬ ‫بﻬا مﺠتمعاتﻬم املﻬترئة ورﲟا يكون ذلﻚ السبب الﺬي‬ ‫دفﻊ بالرئيس األميركي باراﻙ أوباما الﻰ تغيير نﻈرة بالدﻩ‬ ‫الكالﺳيكية ﲡاﻩ الدول اﳋليﺠية وﲢديدا ﹰ السعودية بعد‬ ‫أن أصبحت مصدرا ﹰ لﻺزعاﺝ والﻘلق بالنسبة للدول الغربية‬ ‫بفعﻞ اإلرهاب الوهابي املتنامي واملتدفق منﻬا وخروﺟﻪ من‬ ‫ﲢكم وﺳيطرة العائلة اﳊاكمة في اململكة‪.‬‬ ‫كﻞ ذلﻚ يعني أن محادﺛات الغرف املغلﻘة في فيينا قد‬ ‫ﲡاوزت اإلتفاﻕ النووي الﻰ تﻘاﻃعات املصالح في دول املشرﻕ‬ ‫العربي بني ﻃﻬران وواﺷنطن ورﲟا يكون اإلتفاﻕ النووي هو‬ ‫املدخﻞ لبداية التصدي املشترﻙ للﺠماعات التكفيرية‬ ‫املسلحة وأخطرها ”داعﺶ“ املعزز مﻊ السالﺡ والعتاد‬

‫واألموال املتدفﻘة ﺇليﻪ من دول خليﺠية بشعارات دموية‬ ‫وﺇﺟرامية ال متت الﻰ اإلﺳالم بصلة‪.‬‬ ‫ﺇن العرب عموما ﹰ وعرب املشرﻕ العربي خصوصا ﹰ مدعوون‬ ‫ملد يد التعاون مﻊ ﺇيران واﳋروﺝ‬ ‫اليوم أكثر من أي وقت مﻀﻰ ﹼ‬ ‫من حالة الفوﺿﻰ واإلنﻘسام الﺬي أخﺬهم الﻰ اإلقتتال‬ ‫املﺬهبي والطائفي‪ ،‬وقد يدفعﻬم الﻰ املزيد منﻪ ﻃاملا‬ ‫افتﻘدوا وحدتﻬم الوﻃنية وأﺿاعوا بوصلة العروبة فﻀالﹰ‬ ‫عن تباعد دولﻬم الﻰ حد الﻘطيعة واإلقتتال‪.‬‬ ‫وبانتﻈار صحوة عربية قد تﺄخﺬنا ﺳنوات من الزمن أو أكثر‬ ‫ماذا عن لبنان‪ ،‬الغارﻕ بالنفايات التي اﺟتاحت مدنﻪ ومناﻃﻘﻪ‬ ‫تبدلت النﻈرة األميركية والغربية إليران‬ ‫وﺷوارعﻪ‪ ،‬بعد أن ﹼ‬ ‫ﺇﺛر اإلتفاﻕ النووي وتﻬافت الدول ﳊﺠز مﻘعد اقتصادي علﻰ‬ ‫الطبق اإليراني‪ ،‬أليس من املنطﻘي علﻰ لبنان الﺬي تربطﻪ‬ ‫عالقات وﺛيﻘة وﳑيزة مﻊ ﺇيران اإلﺳتفادة من ”خيرات“ اإلتفاﻕ‬ ‫النووي علﻰ قاعدة أن ”األقربني أولﻰ باملعروف“؟‬ ‫وما هو مصير الكيدية السياﺳية والﺬرائﻊ الواهية التي‬ ‫وﺿعتﻬا بعﺾ الﻘوﻯ الداخلية في املرحلة املاﺿية والتي‬ ‫اعترﺿت من خاللﻬا علﻰ املساعدة اإليرانية املشكورة‬ ‫بتﻘدﱘ هبة عسكرية للﺠيﺶ اللبناني الﺬي يواﺟﻪ اإلرهاب‬ ‫التكفيري علﻰ أرﺿﻪ فﻬﻞ مازال لﻬا مبررا ﹰ في زمن ﺇيران‬ ‫النووي؟‬ ‫وبعيدا ﹰ عن ازدحام األﺳئلة في أفق اإلتفاﻕ النووي بني ﺇيران‬ ‫ومﺠموعة ‪ 1+5‬وكثير منﻬا عربية وبينﻬا ما يتصﻞ بتطورات‬ ‫األوﺿاﻉ امليدانية في كﻞ من ﺳوريا والعراﻕ واليمن ولبنان‬ ‫باإلﺿافة الﻰ مستﻘبﻞ األنﻈمة اﳋليﺠية وأﺷﺨاﺹ اﳊكام‬ ‫فيﻬا‪ ،‬يبﻘﻰ أن هﺬﻩ هي ﺇيران التي نعرفﻬا ونعتز باإلنتماﺀ‬ ‫ﶈورها املﻘاوم والدفاﻉ عن قيم أحرار العالم التي هي في‬ ‫األصﻞ قيم ﺇنسانية وعربية وﺇﺳالمية عﻈيمة‪ ،‬وﺳتﻈﻞ‬ ‫أميركا بالنسبة لﻬا الداعم األكبر لـ »ﺇﺳرائيﻞ« التي لن‬ ‫تتﺨلﻰ عن ﺟشعﻬا واﺳتكبارها وغطرﺳتﻬا وﺇﺟرامﻬا‬ ‫بحق العرب واملسلمني‪.‬‬ ‫لﻘد أعطت اﳉمﻬورية اإلﺳالمية في ﺇيران النموذﺝ‬ ‫الساﻃﻊ للدول التي تتطلﻊ للعيﺶ حرة ﺳيدة كرﳝة كما‬ ‫أراد اﷲ لﻬا أن تكون بني األﱈ املتحﻀرة والشعوب املتﻘدمة‪،‬‬ ‫فﻬنيئا ﹰ للشعب اإليراني وقيادتﻪ اﳊكيمة الشﺠاعة‬ ‫انتصارهم العﻈيم والﻰ املزيد من الرفعة والتﻘدم في كافة‬ ‫اﺠﻤﻟاالت‪.‬‬

‫ﺃﻣﲔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ‬ ‫ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻷﻋﻮﺭ‬


‫الغالف‬

‫إيران النووية‪ ...‬إنتصار بﺄبعاد دولية‬

‫وزير اﳋارﺟية اإليرانية محمد ﺟواد ﻇريف ومﺠموعة دول ‪ 1+5‬أﺛناﺀ املفاوﺿات النووية في لوزان‬

‫علﻰ ﻃريق اإلنتصار املؤزر‪ ،‬تستمر اﳉمﻬورية‬ ‫اإلﺳالمية اإليرانية في ﲢﻘيق اإلﳒازات العﻈيمة‪،‬‬ ‫فاﲢة بﺬلﻚ األبواب علﻰ مصراعيﻬا نحو مرحلة‬ ‫ﺟديدة من التﻘدم واإلزدهار‪ ،‬وبدأت عصرا ﹰ ﺟديدا ﹰ‬ ‫في تاريﺨﻬا اﳊافﻞ بالتﻀحيات واقتران األقوال‬ ‫باألفعال‪.‬‬ ‫ﺇيران اليوم في املشﻬد الدولي واإلقليمي كﻘوة‬ ‫ﺇقليمية بﺄبعاد دولية‪ ،‬أﺛبتت قدرتﻬا علﻰ انتزاﻉ‬ ‫حﻘوقﻬا النووية‪ ،‬وﺿربت مثاال ﹰ ﺳيﻈﻞ نبراﺳا ﹰ‬ ‫ومعلما ﹰ لكﻞ الشعوب التواقة الﻰ فﺠر ﺟديد في‬ ‫مواﺟﻬة قوﻯ اإلﺳتكبار العاملي‪.‬‬ ‫وبتوقيعﻬا اإلتفاﻕ النووي مﻊ الدول ‪ 1+5‬يوم ‪1٤‬‬ ‫متوز ‪ ،2015‬تتحﻀر ﺇيران ألن تكون الشريﻚ الشرﻕ‬ ‫أوﺳطي الﻘوي في املنطﻘة‪ ،‬وتسارﻉ خطﻰ الدول‬ ‫الكبرﻯ صوب ﺇيران يعني أن ﺇيران تك ﹼرﺱ معادلة‬ ‫ﺟديدة في ﻃريﻘة التعامﻞ مﻊ الدول الكبرﻯ‪،‬‬ ‫وفي مشاركتﻬا ألن تكون في صدارة املشﻬد‬ ‫اإلقتصادي وﲢﻘيق اإلﺳتﻘرار في املنطﻘة من‬ ‫خالل اإللتزام بثوابتﻬا والوفاﺀ لتحالفاتﻬا‪.‬‬ ‫أﺛبتت األحداﺙ مدﻯ صحة وصوابية اﳊسابات‬ ‫اإليرانية التي ع ﹼبرت عنﻬا مواقف قيادتﻬا‬ ‫اﳊكيمة والشﺠاعة‪ ،‬وهي اليوم قوة ﺇقليمية‬ ‫ومسؤولة وباعتراف خصومﻬا أيﻀاﹰ‪ ،‬وبعد أن‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫تﺨ ﹼلت الدول الست )‪ (1+5‬عن أدوات تﺄﺛيرها وحيث‬ ‫لم ﹸﲡ ﹺد العﻘوبات وكﻞ محاوالت اﳊصار والعوائق‪،‬‬ ‫لم تفلح التﻬديدات عن حرفﻬا عن مسارها‬ ‫وأهدافﻬا ومطالبتﻬا بكامﻞ حﻘوقﻬا النووية‪.‬‬

‫ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﺒﺮﻯ‬ ‫وأهمية ﺇيران وموقعﻬا االﺳتراتيﺠي اقتصاديا ﹰ‬ ‫وﺳياﺳيا ﹰ في املنطﻘة‪ ،‬ﺟعلﻬا محﻂ أنﻈار الدول‬ ‫الكبرﻯ كالعب ﺇقليمي ووازن وبدور فاعﻞ ﶈاربة‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬واإلندفاﻉ األميركي نحوها كان صائبا ﹰ‬ ‫وع ﹼبر عن اﺳتراتيﺠية أميركية ﺟديدة اﺳتفادت‬ ‫من أخطاﺀ املاﺿي وﲡاربﻪ‪ ،‬وهو اعتراف أميركي‬ ‫بفشﻞ ﺳياﺳة اإلحتواﺀ‪ ،‬وهﺬا حدﺙ تاريﺨي‬ ‫بالﻎ األهمية ويؤﺳس للمراحﻞ الالحﻘة‪ ،‬وهو‬ ‫يعني اعترافا ﹰ أميركيا ﹰ ودوليا ﹰ بنﻈام اﳊكم في‬ ‫اﳉمﻬورية اإلﺳالمية اإليرانية‪ ،‬وهو يعني الكثير‬ ‫في اﳊسابات األميركية والغربية عموماﹰ‪ ،‬وأميركا‬ ‫بﺬلﻚ قررت املﻬادنة ورفﺾ املواﺟﻬة واختارت‬ ‫العودة الﻰ لغة العﻘﻞ واملصالح بعيدا ﹰ عن‬ ‫املعارﻙ اﳋاﺳرة‪ ،‬والعودة الﻰ ﻃريق الرﺅﻯ الصائبة‬ ‫واالﺳتراتيﺠية اﳉديدة التي اﺳتفادت من‬ ‫تداعيات وأحداﺙ الشرﻕ األوﺳﻂ خالل السنوات‬

‫‪٦‬‬

‫األخيرة‪.‬‬ ‫واإلتفاﻕ النووي الﺬي أبرم مﻊ ﺇيران ودول ‪ 1+5‬يﻘر‬ ‫لﻬا بكامﻞ حﻘوقﻬا النووية ذات الطابﻊ السلمي‬ ‫ويﺠعلﻬا عمليا ﹰ ﺟز ﹰﺀا من النادي الدولي‪ ،‬أي أن‬ ‫ما يحصﻞ ﳝثﻞ ﲢوال ﹰ ﺟﺬريا ﹰ وهو ﳊﻈة تاريﺨية‬ ‫وصفحة أمﻞ ﺟديدة‪ ،‬وﳝﻬد الطريق أمام فصﻞ‬ ‫ﺟديد في العالقات الدولية‪ ،‬وهو يراعي اﳋطوﻁ‬ ‫اﳊمراﺀ التي أعلنت عنﻬا الﻘيادة اإليرانية عندما‬ ‫حددت ﺳﻘف اإلتفاﻕ وحدودﻩ وموانعﻪ‪.‬‬ ‫وبالتﺄكيد‪ ،‬فﺈن ﺛمرة الصمود اإليراني‪ ،‬هي ما‬ ‫دفﻊ الدول الكبرﻯ إلﺳتﺨالﺹ العبرة وتﻘدﱘ‬ ‫التنازالت‪ ،‬وهﺬا ما فاﺟﺄ أولئﻚ الﺬين حاولوا في‬ ‫السابق رفﺾ مشاركة ﺇيران في مؤمتر ﺟنيف‬ ‫املتعلق باألزمة السورية‪ ،‬وكان هناﻙ ”فيتو“‬ ‫غربي وعربي‪ ،‬وعملوا علﻰ ﺇبعادها عن ”التحالف‬ ‫املفترﺽ“ ﶈاربة ”داعﺶ“‪ ،‬وهم حاولوا عزلﻬا‬ ‫ومناصبتﻬا العداﺀ واﺳتنزاف قدراتﻬا في أكثر‬ ‫من مكان علﻰ مساحة اإلقليم‪ ،‬أي دفﻊ ﺇيران‬ ‫لﻺﺳتسالم‪ ،‬لكنﻬا صمدت وقاومت وحافﻈت‬ ‫علﻰ ﺛوابتﻬا وﲢالفاتﻬا وأص ﹼرت علﻰ رفﺾ أي‬ ‫ﺇتفاﻕ ال يلبي حاﺟاتﻬا وحﻘوقﻬا ودورها‪.‬‬ ‫اليوم تغ ﹼيرت املعادلة بفعﻞ تﻀحيات ﺇيران‬ ‫ومعﻬا ﺳوريا واملﻘاومة اللبنانية‪ ،‬وأصبحت تلﻚ‬


‫الدول بحاﺟة لﻬا في مواﺟﻬة ”داعﺶ“ وغيرها‬ ‫من قوﻯ اإلرهاب صنيعة تلﻚ الدول وأداتﻬا‪،‬‬ ‫وتتسابق تلﻚ الدول صوب ﺇيران لكسب ودها‬ ‫وﺇقامة عالقات اقتصادية ﺟديدة معﻬا ولبناﺀ‬ ‫اﺳتراتيﺠية تساعد علﻰ ﲢﻘيق اإلﺳتﻘرار في‬ ‫الشرﻕ األوﺳﻂ‪.‬‬ ‫ﺇتفاﻕ فيينا هو ﺛمرة اإلنتصار اإليراني‪ ،‬وعمليا ﹰ‬ ‫يلغي العﻘوبات مﻊ ﺳريانﻪ وﺳارﻉ مﺠلس األمن‬ ‫الدولي الﻰ املصادقة علﻰ اإلتفاﻕ باإلﺟماﻉ‬ ‫ﲟوﺟب الﻘرار ‪ ،22٣1‬وبﺬلﻚ ﳝكن الﻘول‪ ،‬ﺇن اإلتفاﻕ‬ ‫نﻘﻞ املعركة الﻰ ﺳاحة الغرب و“ﺇﺳرائيﻞ“ بعد‬ ‫اإلنتصار الدبلوماﺳي اإليراني‪.‬‬ ‫وتثبت التﺠارب مدﻯ ترابﻂ العالقة ما بني‬ ‫الوقائﻊ امليدانية والصراﻉ في املنطﻘة وبكافة‬ ‫أبعادﻩ‪ ،‬وكيف انعكس التﺄﺛير علﻰ مدﻯ تﻘدم‬ ‫املفاوﺿات ﺳلبا ﹰ وﺇيﺠاباﹰ‪ .‬ولوحﻆ خالل عملية‬ ‫التفاوﺽ‪ ،‬ومﻊ اقترابﻬا من بلوﻍ نتائﺞ معينة‪،‬‬ ‫أن الصراﻉ يشتد اﺷتعاال ﹰ في امليدان في محاولة‬ ‫لتحﻘيق اختراﻕ ما يﺨدم األﺟندة األميركية‪،‬‬ ‫تعﻂ للﺠانب األميركي‬ ‫لكن نتائﺞ امليدان لم‬ ‫ﹺ‬ ‫ما أرادﻩ من مكاﺳب أو عوامﻞ ﺿغﻂ علﻰ‬ ‫املفاوﺽ اإليراني‪ ،‬وبﻘي موﺿوﻉ التفاوﺽ يرتكز‬ ‫أﺳاﺳا ﹰ علﻰ امللف النووي اإليراني‪ ،‬وفي اﶈصلة‬ ‫بﻘيت املعادلة السياﺳية كما هي وبﺨطوﻃﻬا‬ ‫اﳊمر التي رﺳمتﻬا الﻘيادة اإليرانية وقطعت‬ ‫الطريق علﻰ أي ابتزاز أميركي‪ ،‬وأص ﹼرت علﻰ رفﻊ‬ ‫العﻘوبات‪ ،‬واﺳتطاعت أن ﲢصﻞ علﻰ ما تريد‬ ‫من مشروعية دولية وﺇقليمية ﺳتؤهلﻬا لﻘطف‬ ‫الثمار السياﺳية لﻺتفاﻕ النووي‪.‬‬ ‫وفي لعبة التفاوﺽ كما هي لعبة اﳊرب‬ ‫املفترﺿة‪ ،‬وألن املعركة بطابﻊ دبلوماﺳي‪ ،‬ﹼ‬ ‫متكنت‬ ‫ﺇيران من قطف الثمار والوصول الﻰ اإلتفاﻕ مﻊ‬ ‫ﲡنب اﳋسائر‪ ،‬وواقﻊ األمر كان مفروﺿا ﹰ علﻰ‬ ‫اﳉانب األميركي الﺬي أق ﹼر ﺳلفا ﹰ بﻘوة ﺇيران‬ ‫وقدراتﻬا التفاوﺿية وﲟدﻯ ﲢكمﻬا في امليدان‬ ‫وعلﻰ مساحة الصراﻉ في املنطﻘة‪ ،‬وهﺬا ما‬ ‫اعتبرﻩ مراقبون بﺄنﻪ تنازل أميركي واﺿح واعتراف‬ ‫بدور ﺇيران كدولة ﺇقليمية كبرﻯ‪.‬‬

‫ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ‬ ‫ومن خالل اﺳتراتيﺠيتﻬا الثابتة‪ ،‬اﺳتطاعت‬ ‫ﺇيران ﺇنتزاﻉ اإلعتراف األميركي والدولي بشرعية‬ ‫نﻈامﻬا بعد أن حاولوا محاربتﻪ وحصارﻩ عﻘودا ﹰ‬ ‫من الزمن مﻊ التعﻬد بعدم التدخﻞ في الشؤون‬ ‫الداخلية اإليرانية أو أي عمﻞ من ﺷﺄنﻪ اإلﺳاﺀة الﻰ‬ ‫النﻈام اإليراني الﻘائم‪ ،‬باإلﺿافة الﻰ ﺇقرار أميركي‬ ‫ودولي ﲟكانة ﺇيران كﻘوة ﺇقليمية وباإلنتماﺀ الﻰ‬ ‫النادي الدولي وحﻘﻬا بتﺨصيب اليورانيوم وتؤخﺬ‬ ‫مواقفﻬا ومطالبﻬا بﺠدية وﲡاوب من األﺳرة‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫وما بعد اإلتفاﻕ النووي اإليراني ﺳيؤدي الﻰ‬

‫املرﺷد األعلﻰ للﺠمﻬورية اإلﺳالمية اإليرانية آية اﷲ علي خامنئي‬

‫حشد دولي ملكافحة التطرف اإلﺳالمي وملواﺟﻬة‬ ‫اإلرهاب التكفيري بكﻞ مسمياتﻪ وأمثالﻪ من‬ ‫”داعﺶ“ وغيرها‪.‬‬ ‫لﺬلﻚ ﺇيران اليوم في صدارة أولويات تلﻚ الدول‬ ‫ولكن من خالل ﺛوابتﻬا اإلﺳتراتيﺠية التي ﰎﹼ‬ ‫انتزاعﻬا في التفاوﺽ وفي امليدان دعما ﹰ لﻘﻀايا‬ ‫أمتنا‪ ،‬وﰎﹼ هﺬا اإلنتصار بعد أن واﺟﻬت ﺇيران قبﻞ‬ ‫‪ ٣5‬ﺳنة دول الغرب مﺠتمعة‪ ،‬وهﺬﻩ املدة كانت‬ ‫كافية لﻺقرار بدور ﺇيران في املنطﻘة وهو ﲡاوز‬ ‫حدود التطبيﻊ الﺬي حاول البعﺾ تسويﻘﻪ في‬ ‫محاولة عبثية لتﻘزﱘ اإلﳒاز الﻬام الﺬي ﰎﹼ ﲢﻘيﻘﻪ‪،‬‬ ‫وما تريدﻩ ﺇيران أوال ﹰ هو رفﻊ العﻘوبات الدولية التي‬ ‫ﹼ‬ ‫يشكﻞ ﺇﳒازا ﹰ‬ ‫فرﺿﻬا مﺠلس األمن‪ ،‬وهﺬا بحد ذاتﻪ‬ ‫عﻈيما ﹰ وهﺬا ﲢﻘق في خطوتﻪ األولﻰ باإلﺟماﻉ‬ ‫في قرار مﺠلس األمن الﺬي صادﻕ علﻰ اإلتفاﻕ‪.‬‬ ‫ﺇيﺠابيات كثيرة حملﻬا اإلتفاﻕ ﳉميﻊ‬ ‫املتحاورين‪ ،‬لكنﻬا ال تنسحب علﻰ حﻞ املشاكﻞ‬ ‫اﳋالفية بني ﺇيران والواليات املتحدة‪ ،‬فاﳊوار علﻰ‬ ‫امللف النووي ﺇتﹼﺨﺬ صيغة تﻘنية‪ ،‬لكن التعاون بني‬ ‫أميركا وﺇيران بشكﻞ كامﻞ وﻃبيعي مازال أمامﻪ‬ ‫عوائق كبيرة ومن ﻃبيعة اﺳتراتيﺠية‪ ،‬ووفق‬ ‫الرﺅية اإليرانية ”العالقات مﻊ واﺷنطن ﲢمﻞ بعدا ﹰ‬ ‫ﺇيديولوﺟيا ﹰ ملا ﲡسدﻩ من اﺳتكبار عاملي“‪.‬‬ ‫ﺇن قوة ﺇيران وﺟدارتﻬا ودورها وصوال ﹰ الﻰ ﺇتفاقﻬا‬ ‫التاريﺨي مﻊ دول ‪ 1+5‬هي عملية مترابطة‬ ‫ومتكاملة‪ ،‬وليست الﻘدرات النووية وحدها ﹶمن‬ ‫ﳝ ﹼثﻞ قوة ﺇيران‪ ،‬لكنﻬا عملية تراكمية مستمرة‬ ‫وخطوات ناﺟحة في كافة اﺠﻤﻟاالت وامليادين وامتزاﺝ‬ ‫اﳊكمة بالرﺅية وﺷﺠاعة الﻘيادة وتﻀحيات‬ ‫الشعب اإليراني كلﻬا كانت دافعا ﹰ إلبرام اإلتفاﻕ‬ ‫النووي‪.‬‬ ‫وﺇيران التي ﺇلتزمت بﻘﻀايا أمتﻬا‪ ،‬تعاﻇم‬ ‫نفوذها ودورها في املنطﻘة وبﻘوة علﻰ بﻘية‬ ‫أدوار ﺇقليمية أخرﻯ في املنطﻘة بغﺾ النﻈر عن‬

‫‪٧‬‬

‫اإلتفاﻕ النووي‪ ،‬وفي ﺇيران ال ﳝكن فصﻞ منطق‬ ‫”الﻘﻀية“ عن منطق ”الدولة ‪ -‬األمة“ وهﺬا هو‬ ‫عامﻞ قوة ﺳاهم في ﲢﻘيق ﺟميﻊ اإلﳒازات‬ ‫ومواﺟﻬة كافة التحديات والوصول الﻰ ﺷاﻃﺊ‬ ‫األمان وﲢﻘيق اإلنتصارات‪.‬‬ ‫واإلتفاﻕ مﻊ ﺇيران ودول ‪ 1+5‬وﺿعﻬا في قلب‬ ‫اإلﺳتراتيﺠية الدولية‪ ،‬وهﺬا الفعﻞ لم يتحﻘق‬ ‫صدفة وهو ليس ناﲡا ﹰ عن حسن النوايا األميركية‬ ‫والغربية عموماﹰ‪ ،‬وﺟاﺀ بفﻀﻞ اإلﳒازات اإليرانية‬ ‫علﻰ كافة األصعدة وصوال ﹰ الﻰ مرحلة التوازن‬ ‫اإلﺳتراتيﺠي‪ ،‬ومن خالل محصلة ﲢالفاتﻬا‬ ‫الراﺳﺨة اﺳتطاعت ﳉم الﻘوة العاملية‬ ‫املتوحشة التي تراﺟعت عن أي مﺠازفة عسكرية‬ ‫ﺳتدفﻊ أﺛمانﻬا الباهﻈة‪ ،‬هﺬا ما ﺳمح إليران بﺄن‬ ‫تفاوﺽ من خالل خطوات ﺛابتة وواﺛﻘة ألكثر من‬ ‫عشر ﺳنوات‪ ،‬والبعد اﻵخر في قوة ﺇيران صدﻕ‬ ‫ﲢالفاتﻬا الدولية مﻊ دول مثﻞ روﺳيا والصني‪ ،‬ما‬ ‫مكنﻬا من ترﺟمة عناصر قوتﻬا بالشكﻞ األمثﻞ‬ ‫واألقوﻯ تﺄﺛيراﹰ‪ ،‬وبﺬلﻚ ﺳﻘﻂ اﳋيار العسكري ﺿد‬ ‫ﺇيران وبشكﻞ نﻬائي بالتوازي مﻊ حسابات امليدان‬ ‫واﳉغرافيا السياﺳية‪.‬‬ ‫بالتﺄكيد‪ ،‬ﺇن ﺇﳒاز ﺇيران ﺇتفاقﻬا هو خطوة‬ ‫واعدة في اإلﲡاﻩ الصحيح‪ ،‬أﺿافت قوة ﺟديدة‬ ‫لﻘدراتﻬا علﻰ الصعد اإلقتصادية والسياﺳية‬ ‫ﺳتنعكس بالﻀرورة علﻰ الداخﻞ اإليراني‬ ‫كحصانة ﺟديدة للمﺠتمﻊ اإليراني الﺬي وقف‬ ‫الﻰ ﺟانب قيادتﻪ اﳊكيمة والشﺠاعة وكان‬ ‫العامﻞ األول في ﲢﻘيق اإلنتصار‪ ،‬واملنطﻘة‬ ‫بﺄﺳرها علﻰ موعد لﻘطف ﺛمار هﺬا اإلنتصار‬ ‫وخاصة أركان محور املﻘاومة في أمتنا‪ ،‬ﺷركاﺀ‬ ‫اإلنتصار وهم ﺳيسﺠﻞ لﻬم التاريﺦ صفحة‬ ‫مشرقة من العطاﺀ والوفاﺀ‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫الغالف‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫السويداء‬ ‫بوابة النصر‬ ‫المﺆ ّﺯر‬

‫مﺠزرة قرية قلب لوزة في ﺟبﻞ السماﻕ في ريف ﺇدلب التي ارتكبتﻬا أيادي التكفير‬

‫ﺇلﻰ أين وماذا بعد؟ مسيحيون‪ ،‬ﺇيزيديون‪ ،‬آﺷوريون‪ ،‬مسلمون‪ ،‬علويون‪،‬‬ ‫واليوم موحدون‪ .‬ﺟبﻬة النصرة فعلت فعلتﻬا غرزت ﺳكينﻬا في قلب لوزة‪،‬‬ ‫فسال دم أربعني درزيا ﹰ ذبحا ﹰ في مﺠزرة مروعة‪.‬‬ ‫الﺬبح ليس بﺠديد علﻰ ﺇرهاب تكفيري يبسﻂ فكرﻩ بحد السكني وأمام‬ ‫هﺬا الفكر ما عاد أحد في منﺄﻯ عن خطر هﺬا العدو الشرﺱ‪ ،‬ﺟزرت ﺟبﻬة‬ ‫النصرة في قلب لوزة بريف ﺇدلب لتفتح عينﻬا علﻰ السويداﺀ‪ ،‬ومن هنا‬ ‫بدأت اﳊكاية أولياﺀ الدم الدرزي تﺄهبوا وكﻞ من موقعﻪ قارب الفاﺟعة‪ .‬رئيس‬ ‫حزب التوحيد الوزير وئام وهاب أعلن النفير العام فسﻘوﻁ السويداﺀ يعني‬ ‫ﺳﻘوﻃنا ﺟميعاﹰ‪ ،‬ولدينا ما يكفي من الرﺟال وال ينﻘصنا ﺳوﻯ السالﺡ معلنا ﹰ‬ ‫التعبئة العامة متوﺟﻬا ﹰ للرئيس بشار األﺳد بالﻘول‪” :‬نريد ﺳالحا ﹰ وأي تﺄخير‬ ‫تتحمﻞ الدولة السورية مسؤوليتﻪ“‪ ،‬موﺿحا ﹰ أن ”تاريﺦ السويداﺀ يشﻬد‬ ‫لرﺟاالتﻬا الﺬين قاوموا بالسيف انتدابا ﹰ فرنسيا ﹰ وحكما ﹰ عثمانيا ﹰ من أبو علي‬ ‫اﳊناوي وابراهيم الﻬﺠري وﺳلطان باﺷا األﻃرﺵ‪ ،‬حني أﺷعﻞ ﺛورة لم يﺨتلف‬ ‫أحد علﻰ ﺷرعيتﻬا عام ‪ 1925‬ﺳميت بالثورة السورية الكبرﻯ‪ ،‬ﺿد ﺳلطة‬ ‫االنتداب الفرنسي التي أرادت تﻘسيم ﺳوريا علﻰ أﺳاﺱ ﻃائفي ومﺬهبي‪،‬‬ ‫فكان لﻪ دورا ﹰ تاريﺨيا ﹰ في نيﻞ االﺳتﻘالل‪ ،‬واليوم مستعدون إلذالل اإلرهاب‬ ‫بالسالﺡ‪ .‬ﺳﻘف وهاب العالي قابلتﻪ مﻬادنة من رئيس اﳊزب التﻘدمي‬ ‫اإلﺷتراكي وليد ﺟنبالﻁ الﺬي بدا وكﺄنﻪ يحافﻆ علﻰ ﺷعرة معاوية مﻊ‬ ‫”ﺟبﻬة النصرة“‪ ،‬هو ﲢدﺙ عن ﺿمانات وأﺟرﻯ اتصاالت باملعارﺿة السورية‬ ‫وبﻘوﻯ ﺇقليمية فاعلة ومؤﺛرة لﻀمان ﺳالمة أبناﺀ الﻘرﻯ الدرزية لكن أين‬ ‫الدروز من تلﻚ الﻀمانات وقد وصﻞ السكني ﺇلﻰ رقابﻬم؟‬ ‫لم ينفﻊ ﺇﺳﻘاﻁ ﺟنبالﻁ صفة اإلرهاب عن ”ﺟبﻬة النصرة“ دروز ﺇدلب‪ ،‬لم‬ ‫تنفﻊ تطمينات السفارات والعواصم‪ ،‬لم ينفﻊ الغزل كلﻪ الﺬي بلﻎ حد اعتبار‬ ‫عناصر فرﻉ ”الﻘاعدة“ في بالد الشام ﺛواراﹰ‪ ،‬كﻞ النﻈريات ﺳﻘطت‪ ،‬واعتدال‬ ‫النصرة املزعوم ع ﹼرتﻪ دماﺀ عشرات الدروز في ريف ﺇدلب‪ :‬مﺠزرة قلب لوزة‬ ‫خطفت األﺿواﺀ‪ ،‬أﺛبتت النصرة أنﻬا ال تﻘﻞ ﺇرهابا ﹰ عن داعﺶ‪ ،‬النصرة ﺇرهابية‪،‬‬ ‫متاما ﹰ كما داعﺶ‪ ،‬ودماﺀ عشرات الدروز تشﻬد‪ .‬لكن‪ ،‬أي مشروﻉ يحﻀر لﻬؤالﺀ‬ ‫الدروز؟ ففي الشمال‪ ،‬يﺬبحون ويﻘتلون‪ ،‬وفي اﳉنوب‪ ،‬يﻬددون عبر التلويح‬ ‫بغزو السويداﺀ‪...‬‬ ‫مرة ﺟديدة يثبت أصحاب الفكر التكفيري املتطرف‪ ،‬واملتمثلني اليوم‬ ‫بتنﻈيم ”داعﺶ“‪ ،‬وﺟبﻬة النصرة أنﻬم أعداﺀ لﻺنسان بغﺾ النﻈر عن أي‬ ‫ﺷيﺀ آخر‪ ،‬ويثبتون أنﻬم من ﺳنﺦ الوحوﺵ املمسوخة علﻰ هيئة البشر‪ ،‬فال‬ ‫يتورعون عن الﻘتﻞ والﺬبح والتنكيﻞ بحق األﻃفال والنساﺀ والشيوﺥ‪ ،‬ﹼ‬ ‫وكﻞ‬ ‫ذلﻚ في ﺇﻃار تشويﻪ صورة اإلﺳالم اﶈمدي‪ ،‬ومتكني أعداﺀ اإلﺳالم واملسلمني‬ ‫من األمة اإلﺳالمية‪ ،‬للسيطرة عليﻬا بسﻬولة‪ ،‬بعد تفتيتﻬا وﺇهدار ﺛرواتﻬا‬ ‫وقوتﻬا علﻰ أيدي هؤالﺀ اﺠﻤﻟرمني‪ ،‬وبعد ذلﻚ ينعم املستكبرون وينعم الكيان‬

‫الصﻬيوني الغاصب بثرواتﻬا“‪.‬‬ ‫العدو اإلﺳرائيلي دخﻞ مستفيدا ﹸ إلﺳتغالل الﻬواﺟس‪ ،‬املسلحون ينفﺬون‬ ‫مﺂربﻪ كي يوحي بﺄنﻪ اﺨﻤﻟلﺺ‪ ،‬وهﺬا ما بدا في لﻬﺠة تﻞ أبيب أنﻬا اﳋطة‬ ‫الصﻬيونية املدروﺳة لتفتيت هﺬا املشرﻕ وخلق ”ﺇﺳرائيﻞ“ ﲢت عناوين‬ ‫مﺨتلفة‪ ،‬لكن املوحدين العروبيني قادرون علﻰ ﺇﺟﻬاﺽ املشروﻉ اإلﺳرائيلي‬ ‫كما كانوا في تاريﺨيﻬم مﻘاومني ﺛوار بوﺟﻪ أي احتالل‪ ،‬ويشﻬد التاريﺦ لبني‬ ‫معروف بطوالتﻬم التي ﺳطروها علﻰ مر العﻘود املاﺿية لم تسلكﻬم‬ ‫ﺟرائم اﶈتﻞ وال ترهيب اإلﺳرائيليني وال ترغيبﻬم عن الثبات الوﻃني‪ .‬ها هي‬ ‫السويداﺀ اليوم الصامدة تستعد ﳊماية أبنائﻬا ومشايﺨﻬا من أي تﻘدم‬ ‫للمسلحني أكانوا من النصرة أو ”داعﺶ“‪.‬‬ ‫ومنﺬ بداية األحداﺙ الدامية في ﺳوريا حافﻈت السويداﺀ‪ ،‬علﻰ حيادها من‬ ‫األزمة ومتسكت بﺄمنﻬا لكنﻬا أصبحت اﻵن علﻰ خﻂ النار‪ ،‬فدائرة املعارﻙ‬ ‫أصبحت علﻰ حدودها‪ ،‬وفي أريافﻬا خصوصا ﹰ الشمالي الشرقي والغربي‪،‬‬ ‫حيث مطار خلﺨلة ﺷماال ﹰ ومطار الثعلة غرباﹰ‪ ،‬وهما األكثر اﺳتﻬدافا ﹰ من‬ ‫قبﻞ املعارﺿة‪.‬‬ ‫وأصبحت السويداﺀ تتعرﺽ ﳊملة ﺇعالمية ﺷرﺳة من أﺟﻞ دفﻊ ”بني‬ ‫معروف“ لﻺنﺨراﻁ بشكﻞ واﺿح في الصراﻉ الدامي الﺬي تشﻬدﻩ البالد منﺬ‬ ‫أكثر من ‪ ٤‬ﺳنوات‪.‬‬ ‫ارتفاﻉ عدد الﻀحايا ال ﳝكن تبريرﻩ أنﻪ نتيﺠة ﺇﺷكال فردي بني أحد‬ ‫مسلحي النصرة ومواﻃن من البلدة ‪ -‬كما يﺠري تصويرﻩ‪ -‬فالﻘﻀية أكبر‬ ‫وأوﺳﻊ‪ ،‬ألن املعلومات الواردة من ﺟبﻞ السماﻕ‪ ،‬تﹸشير الﻰ أن اﺠﻤﻟزرة أﹸرتكبت‬ ‫بعد اﺳتﻘدام النصرة تعزيزات الﻰ البلدة ما يعني وﺟود قرار باﺳتﻬداف‬ ‫األهالي‪ ،‬وأن املوحدين الدروز كغيرهم من السوريني يدفعون ﺿريبة مشاريﻊ‬ ‫تدميرية تنفﺬها ﺟماعات تكفيرية ﺿمن أﺟندة تطال املنطﻘة‪.‬‬ ‫ما يعزز الكالم عن وﺟود قرار باﺳتﻬداف املوحدين الدروز هو التزامن املريب‬ ‫ﺠﻤﻟزرة ﺇدلب مﻊ تسعير اﳉماعات املسلحة من اﺳتﻬدافﻬا للمواقﻊ العسكرية‬ ‫في اﳉنوب السوري وﲢديدا ﹰ الﻘريبة من محافﻈة السويداﺀ ذات الغالبية‬ ‫الدرزية‪ .‬ففي األيام الﻘليلة املاﺿية ﺷﻬدت املنطﻘة تطورات متسارعة‪،‬‬ ‫وعمد املسلحون الﻰ الدخول للواﺀ ‪ 52‬الواقﻊ بني درعا والسويداﺀ‪ ،‬ﺇﺿافة الﻰ‬ ‫ﺷن هﺠمات واﺳعة علﻰ مطار ال ﹶثعلة في ريف السويداﺀ الغربي‪ ،‬هﺬا ناهيﻚ‬ ‫عن قيام املسلحني باﺳتﻬداف األماكن املدنية في مدينة السويداﺀ‪.‬‬ ‫ﻃبعا ﹰ هﺬﻩ اإلﺳتﻬدافات ليست االولﻰ من نوعﻬا التي تﹸرتكب بحق‬ ‫املوحدين الدروز‪ ،‬فاﳉماعات املسلحة ومنﺬ بداية األزمة لم تﹸوفر باعتداﺀاتﻬا‬ ‫كافة السوريني من مسلمني ومسيحيني‪ ،‬ولعﻞ مدينة ﺟرمانا بريف دمشق‬ ‫التي تﹸشكﻞ فسيفساﺀ بشرية خير ﺷاهد علﻰ تلﻚ اﳉرائم‪.‬‬ ‫وﺇذا كانت الغالبية العﻈمﻰ من مشايﺦ ﺟبﻞ العرب وفعالياتﻪ االﺟتماعية‪،‬‬

‫‪8‬‬


‫أعلنت متسكﻬا بوحدة األرﺽ السورية ورفﻀﻬا للفكر التكفيري واإلرهاب‬ ‫الصﻬيوني‪ ،‬فﺈن الكالم الصادر من تﻞ أبيب عن تﻬديدات محيطة باملوحدين‬ ‫الدروز يؤكد املشروﻉ الصﻬيوني الﻬادف الﻰ تﻘسيم ﺳوريا عبر تﺄﺟيﺞ اﳋوف‬ ‫لدﻯ ﻃائفة املوحدين الدروز في محاولة إلبعادها عن مساندة وحدات اﳉيﺶ‬ ‫العربي السوري والدفاﻉ الوﻃني‪ ،‬وبالتالي ﺇفساﺡ اﺠﻤﻟال للﺠماعات التكفيرية‬ ‫من أﺟﻞ التﻘدم في املنطﻘة وصوال ﹰ الﻰ ﺇحياﺀ مشروﻉ السياﺝ األمني‪ ،‬علﻰ‬ ‫ما يﻘول متابعون‪.‬‬ ‫وﺇذا ما كان الغرب بﻘيادة الواليات املتحدة‪ ،‬يسير في مشروﻉ تﻘسيم‬ ‫ﺳوريا‪ ،‬فﺈن اﳋطوة األولﻰ ﺳتﺄتي من اﳉنوب‪ ،‬وﺳيكون ”وهم“ الدويلة الدرزية‪،‬‬ ‫أول ﺇﺳفني‪ ،‬يسبق بسنوات كثيرة‪” ،‬وهم“ ﺇنتاﺝ دويالت أخرﻯ وﺳﻂ الشام‬ ‫وﺷمالﻬا وغربﻬا‪.‬‬ ‫توﺳﻊ‬ ‫تﻬديد السويداﺀ من الغرب‪ ،‬تد ﹼرﺝ صعودا ﹰ في السنوات املاﺿية مﻊ ﹼ‬ ‫ﺳيطرة ﺇرهابيي تنﻈيم ”الﻘاعدة“ وﺟماعات تكفيرية أخرﻯ علﻰ قرﻯ ﺷرﻕ‬ ‫درعا املتاخمة لـ ”ﺟبﻞ الدروز“‪ ،‬ومنﻬا مدينة بصرﻯ الشام التي احتلﻬا‬ ‫اإلرهابيون قبﻞ ﺛالﺛة أﺷﻬر‪ .‬ﹼﺇال أن انتشار ”داعﺶ“ اﳉديد في البادية الشرقية‪،‬‬ ‫وﺳيطرتﻪ علﻰ تدمر ومثلث اﳊدود السورية ـــ العراقية ـــ األردنية ونﻘاﻁ‬ ‫مالصﻘة لﻘرﻯ املﻘرن الشرقي كالﻘصر وبير الﻘصب ومنطﻘة األصفر‪ ،‬مﻊ‬ ‫خطوﻁ ﺇمداد مفتوحة‪ ،‬وﺿﻊ السويداﺀ أمام تﻬديد وﺟودي‪ ،‬في ﹼ‬ ‫ﻇﻞ ن ﹼيات‬ ‫”داعﺶ“ التوﺳعية‪ ،‬وغمرة مشاريﻊ التﻘسيم التي تﹸطرﺡ في املنطﻘة‪ .‬ومﻊ أن‬ ‫السويداﺀ ال متلﻚ املﻘ ﹼومات االقتصادية واالﺟتماعية التي متلكﻬا محافﻈات‬ ‫الشرﻕ السوري والوﺳﻂ العراقي‪ ،‬والتي ﹼ‬ ‫ﲢفز ”داعﺶ“ للسيطرة عليﻬا‪ ،‬ﹼﺇال‬ ‫ﹼ‬ ‫التوﺳﻊ‬ ‫تشكﻞ عﻘدة ربﻂ رئيسية‪ ،‬ﺇذا ما أراد التنﻈيم‬ ‫أن ﺟغرافيا ﹰ السويداﺀ‬ ‫ﹼ‬ ‫مستﻘبالﹰ باﲡاﻩ اﳊدود األردنية ﺛم السعودية‪ ،‬علما ﹰ بﺄن ”داعﺶ“ بات ﳝلﻚ‬ ‫نﻘاﻃا ﹰ ﺛابتة علﻰ مﻘربة من اﺨﻤﻟافر األردنية‪ ،‬بالﻘرب من معبر ﻃريبيﻞ بني األردن‬ ‫والعراﻕ‪ ،‬باإلﺿافة ﺇلﻰ معلومات عن حشود للﻘوات األردنية في املنطﻘة‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫يشكلﻬا حصار التنﻈيمات‬ ‫ال يكفي السويداﺀ التﻬديدات الوﺟودية التي‬ ‫ﹼ‬ ‫فتكفلت مئات الصفحات اﳉديدة‬ ‫التكفيرية من الشرﻕ والغرب واﳉنوب‪،‬‬ ‫علﻰ مواقﻊ التواصﻞ االﺟتماعي ومواقﻊ املعارﺿة السورية ووﺳائﻞ ﺇعالم‬ ‫بشن حمالت ﺷائعات‬ ‫الدول الداعمة لﻬا‪ ،‬باإلﺿافة ﺇلﻰ النائب وليد ﺟنبالﻁ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫في اﻵونة األخيرة عن انسحاب وحدات اﳉيﺶ السوري من اﶈافﻈة وترﻙ‬ ‫أهلﻬا ملصيرهم‪ ،‬فﻀالﹰ عن ﺷائعات حول قيام الدولة السورية بسحب‬ ‫األموال من املصرف املركزي وتفريﻎ ﺇهراﺀات الﻘمح‪ ،‬ونﻘﻞ محتويات متحف‬ ‫السويداﺀ ﺇلﻰ الساحﻞ السوري‪ .‬وعلﻰ ما تﻘول مصادر أهلية ورﺳمية ودينية‬ ‫في اﶈافﻈة‪ ،‬فﺈن ﹼ‬ ‫”كﻞ كالم عن ﺳحب األموال وﺇهراﺀات الﻘمح هو نفاﻕ‪،‬‬ ‫والدولة تز ﹼود اﶈافﻈة بالﻘمح بشكﻞ منتﻈم وليس العكس“‪ .‬وتﻘول مصادر‬ ‫أخرﻯ ﺇن ”مسﺄلة ﺳحب بعﺾ املوﺟودات الﻘ ﹼيمة في متحف السويداﺀ هي‬ ‫من ﺿمن ﺇﺟراﺀ ﳑاﺛﻞ ﳊماية اﻵﺛار في ﹼ‬ ‫كﻞ اﶈافﻈات‪ ،‬ونﻘلﻬا ﺇلﻰ دمشق وليس‬ ‫ﺇلﻰ الساحﻞ السوري“‪.‬‬ ‫محمد‬ ‫ال ينتﻈر أهالي السويداﺀ تطمينات أمير ”النصرة“ في ﺳوريا أبو‬ ‫ﹼ‬ ‫اﳉوالني ملعرفة املصير الﺬي ينتﻈرهم في حال ﺳيطرة مرﺅوﺳيﻪ علﻰ‬ ‫اﶈافﻈة‪ ،‬أو ﺇخوانﻬم في ”داعﺶ“‪ ،‬وتبﻘﻰ ﲡربة عدرا العمالية وريف ﺳلمﻰ‬ ‫وﳑارﺳات ”النصرة“ في بصرﻯ الشام وقرﻯ درعا الﻘريبة بحقﹼ السوريني ﺳنﹼة‬ ‫وﺷيعة ومسيحيني وعلويني‪ ،‬أصدﻕ ﺇنبا ﹰﺀ من ﹼ‬ ‫كﻞ التطمينات الواهية التي‬ ‫السماﻕ في‬ ‫يحاول املعارﺿون وﺟنبالﻁ تسويﻘﻬا‪ .‬غير أن ﲡربة دروز ﺟبﻞ ﹼ‬ ‫ريف ﺇدلب‪ ،‬علﻰ ما تﻘول مصادر أهلية ومن داخﻞ املؤﺳسة الدينية‪” ،‬تﻀﻊ‬ ‫أهالي السويداﺀ أمام خيار واحد‪ :‬قتال اﳉماعات التكفيرية وااللتصاﻕ بالدولة‬ ‫السورية“‪ .‬وبحسب املصادر‪ ،‬فﺈن ”ﺇرهابيي النصرة بعدما أﺟبروا الدروز )الﺬين‬ ‫ﺳاعد ﺟزﺀ منﻬم مﻘاتلي املعارﺿة في املاﺿي(‪ ،‬علﻰ تﻬدﱘ مﻘاماتﻬم‬ ‫وتغيير عاداتﻬم الدينية وأزيائﻬم‪ ،‬يﺠبرون اﻵن الشباب من ﺳن ‪ 1٣‬عاما ﹰ‬ ‫وما فوﻕ علﻰ االلتحاﻕ بالنصرة لﻘتال اﳉيﺶ السوري‪ ،‬ﲢت وﻃﺄة التﻬديد‬ ‫بﻘتﻞ عائالت الﺬين يتﺨ ﹼلفون عن الﻘتال“‪ .‬وتﻘول املصادر ”ال أحد في السويداﺀ‬ ‫مستع ﹲد ألن يلﻘﻰ املصير نفسﻪ“‪.‬‬ ‫يتم احترام ﲢييد فئة من السور ﹼيني لنفسﻬا‬ ‫ليست هﺬﻩ امل ﹼرة األولﻰ التي ال ﹼ‬

‫عن الصراﻉ املس ﹼلح الﺬي ﰎﹼ الدفﻊ لﻪ لكي يﺄخﺬ ﻃابعا ﹰ أهل ﹼياﹰ‪ .‬لﻘد حدﺙ ذلﻚ‬ ‫السوري‪ ،‬حني ﰎﹼ لوم األكراد علﻰ موقف ”النﺄي‬ ‫منﺬ ﺛالﺙ ﺳنوات في الشمال‬ ‫ﹼ‬ ‫العسكري‪ ،‬لينتﻬي األمر بتدمير ”داعﺶ“‬ ‫بالنفس“ حيال اإلنﺨراﻁ في الصراﻉ‬ ‫ﹼ‬ ‫توﺟﻪ البالد فعل ﹼيا ﹰ نحو التﻘسيم‪ .‬وها هو‬ ‫لعني العرب )كوباني( وبتط ﹼورات ﹼ‬ ‫ﺟبﻞ العرب اليوم يوﺿﻊ بني خيارات أحالها م ﹼر‪ ،‬بني الوقوف الﻰ ﺟانب دولتﻪ‬ ‫وﺟيشﻪ واملعارﺿة املس ﹼلحة و ”داعﺶ“‪.‬‬ ‫ﺟلي وواﺿح عن ﺳلوك ﹼيات‬ ‫ﺇن اﺳتﻬداف قرية قلب لوزة‪ ،‬ﺇﳕﹼ ا هو تعبير‬ ‫ﹼ‬ ‫ترتبﻂ بتراﺟﻊ الرئيس التركي رﺟب ﻃيب أردوغان في اإلنتﺨابات الترك ﹼية‬ ‫النووي‬ ‫اإليراني‬ ‫األميركي ‪-‬‬ ‫األخيرة‪ ،‬وﲢاول تلﻚ السلوكيات أن تطال اإلتفاﻕ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫املتو ﹼقﻊ توقيعﻪ أواخر ﺷﻬر حزيران ‪ 2015‬والﺬي من ﺷﺄنﻪ أن يفتح الباب أمام‬ ‫مﺠموعة تغييرات ﺟﺬر ﹼية تنتمي ﺇلﻰ مفاعيلﻪ ومعاييرﻩ في املنطﻘة‪.‬‬ ‫املتعددة وتراكماتﻬا‬ ‫معﻈم اإلﺳتﻬدافات من هنا وهناﻙ بسياقاتﻬا‬ ‫ﹼ‬ ‫اﺨﻤﻟتلفة تطال بصورة ﺟﺬر ﹼية ذلﻚ اإلتفاﻕ املرتﻘب بني األميركيني واإليرانيني‪.‬‬ ‫هو مكمن اﳋطورة عند الدول التي بدأت تشارف نﻬايات أو ﺷبﻪ نﻬايات لﻬا‬ ‫كترك ﹼيا أردوغان بالدرﺟة األولﻰ بعد اﺳتكبار نشﺄ من حلم وراﺛة اإلمبراﻃور ﹼية‬ ‫العثمان ﹼية بنيو ‪ -‬عثمان ﹼية ﺟديدة وﺇﺳالمو ﹼية‪ ،‬وﺳعي أردوغان علﻰ مستوﻯ‬ ‫اإلﺳالمي ﺇلﻰ خليفة املسلمني‬ ‫وﺇﺳالمي لكي يتح ﹼول في املدﻯ‬ ‫ﺷﺨصي‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫اﳊﻘيﻘي‪ ،‬والسعود ﹼية من البوابة اليمن ﹼية فتح ﹼولت من الﻬﺠوم ومن ”عاصفة‬ ‫ﹼ‬ ‫نوعي وفاعﻞ ومؤ ﹼﺛر علﻰ‬ ‫اﳊزم“ ﺇلﻰ الدفاﻉ عن حدودها وهﺬا يدل علﻰ انحسار‬ ‫ﹼ‬ ‫موقعﻬا في املعادلة والصراﻉ ما بني العراﻕ واليمن وﺳوريا‪ ،‬وقطر بالعناوين‬ ‫التي اﺳتفحلت وانعكست علﻰ دورها في ﹼ‬ ‫تﺨتﺺ باإلﺳالميني‬ ‫ملفات عديدة‬ ‫ﹼ‬ ‫والتكفيريني‪.‬‬ ‫هكﺬا تﻀﻊ هﺬﻩ اﳊادﺛة كثيرا ﹰ من األمور علﻰ ﹼ‬ ‫اﶈﻚ‪ ،‬والسؤال الكبير يتع ﹼلق‬ ‫ﲟوقف الواليات املتحدة وروﺳيا واألعﻀاﺀ الدائمني في مﺠلس األمن‪ ،‬فﻬﻞ‬ ‫حد يﺠب ﺇيﻘافﻪ ﹼ‬ ‫وكف عبث أيادي الﻘوﻯ اإلقليم ﹼية‬ ‫وصﻞ الصراﻉ في ﺳوريا ﺇلﻰ ﹼ‬ ‫في مصائر أهﻞ هﺬﻩ البالد؟‬ ‫تﻘف السويداﺀ علﻰ مفترﻕ ﻁرﻕ خطير‪ ،‬في ﹼ‬ ‫ﻇﻞ اقتراب ”داعﺶ“ بشكﻞ‬ ‫كبير من حدودها الشرقية‪ ،‬وانتشار ﺟماعات ”الﻘاعدة“ علﻰ حدودها الغربية‪،‬‬ ‫ﻇﻞ التﻬديدات ودفﻊ السويداﺀ ﺇلﻰ ﹼ‬ ‫وفي ﹼ‬ ‫فﻚ ارتباﻃﻬا بالدولة السورية‪ ،‬تبﻘﻰ‬ ‫ﺇرادة األهالي في الﻘتال ﺇلﻰ ﺟانب اﳉيﺶ السوري هي اﳊكم في رﺳم مصير‬ ‫اﶈافﻈة ومستﻘبلﻬا‪.‬‬ ‫ال خوف علﻰ ﺟبﻞ العرب في ﻇﻞ الوحدة الدرزية والﻘرار الواﺿح بالﻘتال من‬ ‫كﻞ املواﻃنني‪ ،‬والسويداﺀ بوابة النصر ﺷﺄنﻬا في ذلﻚ ﺷﺄن كﻞ املدن السورية‬ ‫التي واﺟﻬت العدوان بكﻞ بسالة وعنفوان‪ ،‬وﺇن أحفاد ﺳلمان واملﻘداد وأبي ذر‬ ‫وحمزة مستعدون للموت في ﺳبيﻞ اﳊفاﻅ علﻰ األرﺽ والعرﺽ والكرامات‬ ‫وكما كانوا حماة الثغور اإلﺳالمية العربية ﺳيبﻘون‪.‬‬

‫ﻟﻴﺪﻳﺎ ﺃﺑﻮﺩﺭﻏﻢ‬

‫‪9‬‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫وهاب يك ّرﻡ الوﺯير ﻋبدالرحيم مراد في غذاء‬ ‫رسمي وﺷعبي حاﺷد في دارﺗﻪ في الﺠاهلية‬

‫من اليمني‪ :‬الشيﺦ أبوعلي ﺳليمان أبوذياب‪ ،‬الوزير مراد‪ ،‬وهاب ورئيس املركز الوﻃني في الشمال كمال اﳋير‬

‫”تكرﳝا ﹰ لتاريﺦ ﻃويﻞ زاخر بالعطاﺀ وملسيرة حافلة‬ ‫باإلﳒازات‪ ،‬التي لم تﻘتصر فﻘﻂ علﻰ تﻘدﱘ املنح‬ ‫اﳉامعية للشباب فﻘﻂ بﻞ تعداﻩ الﻰ الكثير من‬ ‫اﳉﻬد الشاﻕ والعمﻞ الدﺅوب والتﻀحيات املشﻬودة‬ ‫في مسيرتﻪ السياﺳية والوﻃنية‪ ،‬كما مبادراتﻪ‬ ‫السياﺳية وﲢركاتﻪ الفعالة في رأب الصدﻉ بني أبناﺀ‬ ‫الوﻃن وﲢﻘيق املصالح الوﻃنية علﻰ مﺨتلف األصعدة‬ ‫للغايات السامية“‪ ،‬أقام رئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫الوزير وئام وهاب غﺬاﺀ تكرﳝيا ﹰ لرئيس اللﻘاﺀ الوﻃني‬ ‫ورئيس حزب اإلﲢاد الوزير عبدالرحيم مراد في دارتﻪ‬ ‫في اﳉاهلية‪ ،‬بحﻀور الوزير عبدالرحيم مراد وعﻘيلتﻪ‪،‬‬ ‫املرﺟﻊ الروحي لطائفة املوحدين الدروز الشيﺦ أبوعلي‬ ‫ﺳليمان أبوذياب‪ ،‬نائب رئيس املكتب السياﺳي في‬ ‫”حزب اﷲ“ اﳊاﺝ محمود قماﻃي يرافﻘﻪ الدكتور‬ ‫علي ﺿاهر‪ ،‬ورئيس ”املركز الوﻃني“ في الشمال كمال‬ ‫اﳋير‪ ،‬النائبان زاهر اﳋطيب وفيصﻞ الداوود‪ ،‬وﳑثﻞ‬ ‫رئيس اﳊزب السوري الﻘومي اإلﺟتماعي اﺳعد حردان‬ ‫الدكتور نسيب أبوﺿرغم‪ ،‬ورئيس اﺠﻤﻟلس األعلﻰ في‬ ‫اﳊزب السوري الﻘومي االﺟتماعي الوزير محمود عبد‬ ‫اﳋالق‪ ،‬واللواﺀ علي اﳊاﺝ‪ ،‬ورئيس وأعﻀاﺀ اﺠﻤﻟلس البلدي‬ ‫واإلختياري في اﳉاهلية وهيئة العمﻞ التوحيدي‪ ،‬ونائب‬ ‫رئيس حزب التوحيد العربي ﺳليمان الصايﻎ‪ ،‬وأعﻀاﺀ‬ ‫املكتب السياﺳي في اﳊزب ومﺠلس األمناﺀ‪ ،‬وحشد‬ ‫من الوفود الشعبية والﻬيئات النسائية‪ ،‬وحشد من‬ ‫املشايﺦ ورﺅﺳاﺀ البلديات واﺨﻤﻟاتير‪.‬‬ ‫أﺳتﻬﻞ اﳊفﻞ بالنشيدين الوﻃني ونشيد اﳊزب‬ ‫ﺛم كان كلمة ترحيبية لعريف اﳊفﻞ الرفيق بﻬاﺀ عبد‬ ‫ﹼ‬ ‫اﳋالق ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”بدﺀ حديثنا السالم‪ ،‬وﺳالمنا اليوم وأبدا ﹰ ألرواﺡ‬ ‫ﺷﻬدائنا‪ ،‬عﻈمائنا من لبنان الﻰ فلسطني وﺳوريا‬

‫ﺟانب من اﳊﻀور‬

‫الرفيق بﻬاﺀ عبد اﳋالق يلﻘي كلمتﻪ‬

‫وهاب ومراد واﳋير خالل زيارة املرﺟﻊ الروحي لطائفة املوحدين الدروز الشيﺦ أبوعلي ﺳليمان أبوذياب‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪10‬‬


‫والعراﻕ‪ ،‬وﺳالم مشبﻊ بالتبريﻚ للﻘيادة السياﺳية‬ ‫والدبلوماﺳية في اﳉمﻬورية اإلﺳالمية اإليرانية علﻰ‬ ‫هﺬا اإلنتصار التاريﺨي الﺬي ﲢﻘق ﺇقرارا ﹰ دوليا ﹰ ﲟلفﻬا‬ ‫النووي وﺇعترافا ﹰ بدورها االﺳتراتيﺠي في العالم‪.‬‬ ‫وﺳالمنا موصول ﳉميﻊ األﺳرﻯ في ﺳﺠون العدو‬ ‫اإلﺳرائيلي وآخرهم ﺷباب قرﻯ اﳉوالن العربي السوري‬ ‫اﶈتﻞ‪ ،‬أولئﻚ الشرفاﺀ األبطال الﺬين أﺛبتوا لسماﺳرة‬ ‫ﺳوري‬ ‫ﺳوري والﻘلب‬ ‫الصﻬاينة ويﻬود خيبر بﺄن النبﺾ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫والﻬوية ﺳورية؛ فسوريا الواقفة في وﺟﻪ الريح ع ﹼبﺄت‬ ‫من دنان اﺠﻤﻟد أبﺠدية التحدي‪ ،‬وراحت تؤ ﹼرﺥ لﻸﺟيال‬ ‫الﻘادمة كيف تﹸصاﻍ أبﺠديات املﻘاومة والصمود‪ ،‬وتعلن‬ ‫للعالم أﺟمﻊ أن التاريﺦ يبدأ من دمشق“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬ﲢية عمﻘﻬا اإلنسانية ومداها اإلنسان‪،‬‬ ‫ﺇليكم يا ﹶمن يﺠﺬبكم ذلﻚ اإلمتداد الساحر وتعبث‬ ‫روحﻪ املدللة بﺄفئدتكم الولﻬﻰ‪ ،‬الﻰ الﺬين يعرفون‬ ‫معنﻰ اإلنساتية وما فيﻬا من خلق وارتباﻁ‪ ،‬ومعنﻰ‬ ‫اإلنتماﺀ وما فيﻪ من ﲡ ﹼﺬر وهوية‪ ،‬الﻰ الﺬين يعشﻘون‬ ‫عبق التﻀحية األزلي‪ ،‬وﺷمس املﻘاومة والتحرير‪،‬‬ ‫ورﺟولة املﻘاوم العاﺷق‪ ،‬الﻰ الﺬين رايتﻬم يد قدموﺱ‬ ‫الزرقاﺀ‪ ،‬ويوقﻈﻬم حلم قرﻃاﺝ علﻰ مدﻯ ذاكرة التاريﺦ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ويتنكروا لﻺنسان‪ ،‬ولم‬ ‫الﻰ الﺬين لم ينكروا اإلنسانية‬ ‫ﳝنعﻬم صﺨب ذلﻚ اإلنﻬيار املمزﹼﻕ للدولة نتيﺠة‬ ‫اﺳتئثار نﻈام اﶈاصصة الطائفي واملﺬهبي الفاﺳد‪،‬‬ ‫من ﺳماﻉ نداﺀ ﺿمائرهم ونبﻀات اإلنسانية في‬ ‫قلوبﻬم‪ ،‬ولم تنسﻬم الدولة التي ﹸغ ﹼيبت عن مواﻃنيﻬا‬ ‫في الرعاية واإلحتﻀان بفعﻞ اﺳتبداد ﺳلطة األمر‬ ‫الواقﻊ ﻃيلة عﻘود‪ ،‬أن هناﻙ وﻃنا ﹰ ﺟريحا ﹰ ينتﻈر بصمت‬ ‫وكبرياﺀ عودة أبنائﻪ عن العﻘوﻕ“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪ ” :‬ﹶمن يشاهد صورة اﳊاﺿر‪ ،‬أو يستشرف‬ ‫املستﻘبﻞ‪ ،‬يدرﻙ أننا لم نﻬت ﹺد يوما ﹰ الﻰ الدولة‬ ‫ﲟفﻬومﻬا اﳊﻘيﻘي – أي الكيان السياﺳي املسؤول عن‬ ‫األرﺽ والشعب‪ ،‬واﳊاﺿن ﻵمالﻬم وآالمﻬم‪.‬‬ ‫فاملسار التاريﺨي يﹸﻈﻬر هوة بني مفﻬوم الدولة‬ ‫والواقﻊ‪ ،‬وغياب اﳊماية وانعدام الرعاية‪ ،‬وال يريد البعﺾ‬ ‫أن تنشﺄ دولة وفق املفﻬوم املعاصر‪.‬‬ ‫ومعركتنا التي نﺨوﺿﻬا في حزب التوحيد العربي‬ ‫بﻘيادة الرئيس املناﺿﻞ الرفيق وئام وهاب منﺬ التﺄﺳيس‬ ‫حتﻰ اليوم والﻰ ﺟانب بعﺾ األحزاب اللبنانية اﳊليفة‪،‬‬ ‫فﻬي ﺇرادة انتصار علﻰ فعﻞ االحتﻀار الﺬي خ ﹼلفﻪ‬ ‫زعماﺀ الطبﻘة السياﺳية في لبنان ﻃيلة ﺳنوات‬ ‫ﺇنتاﺟﻬم لبعﻀﻬم البعﺾ“‪.‬‬ ‫وختم كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬أما ما يزيدنا فﺨرا ﹰ واعتزازا ﹰ في‬ ‫هﺬا اليوم‪ ،‬هو أن يﺄتي تكرﱘ معالي الوزير عبدالرحيم‬ ‫مراد‪ ،‬من مرﺟﻊ ﺇنساني وتوحيدي مﻘاوم في لبنان‪ ،‬ومن‬ ‫قائد مسيرة التغيير وحماية اإلنسان واحترام حﻘوقﻪ‬ ‫وآدميتﻪ وتﺨفيف معاناتﻪ ومساعدتﻪ في ﺳبيﻞ‬ ‫تﻘدمﻪ وازدهارﻩ‪.‬‬ ‫فﻬنيئا ﹰ يا صاحب املعالي‪ ،‬هﺬا التكرﱘ املستحق‪،‬‬ ‫الﺬي نسﺠلﻪ بﺄحرف من نور‪ ،‬كما وهنيئا ﹰ لنا بﻘائدنا‬ ‫اإلنسان معالي الرفيق وئام وهاب ملا تبﺬلونﻪ معا ﹰ في‬ ‫ﺳبيﻞ رفعة وتﻘدم اإلنسان في وﻃننا‪ ،‬ونسﺄل اﷲ أن‬ ‫يحفﻈكم نبراﺳا ﹰ وﺳندا ﹰ ومنارة ﺇﺷعاﻉ نﻬتدي بﻪ الﻰ‬ ‫مدارﺝ العال“‪.‬‬

‫من اليمني‪ :‬السيدة فدﻯ وهاب أبوﺿرغم‪ ،‬مراد‪ ،‬وهاب وعﻘيلتﻪ‪ ،‬عﻘيلة الوزير مراد والسيدة ﺳحر وهاب‬

‫من اليمني‪ :‬مراد‪ ،‬وهاب‪ ،‬الداوود‪ ،‬عبد اﳋالق‪ ،‬اﳋير ‪ ،‬الد‪ .‬نسيب أبوﺿرغم‪ ،‬اﳊاﺝ قماﻃي‪ ،‬اللواﺀ اﳊاﺝ والد‪ .‬علي ﺿاهر‬

‫ﺃﺑﻮ ﺫﻳﺎﺏ‬ ‫ﺛم كان كلمة ترحيبية لرئيس بلدية اﳉاهلية‬ ‫األﺳتاذ أمني أبوذياب‪ ،‬ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”أﺳتﻬﻞ كلمتي بعبارة يفتﺨر بﻬا اللسان‪ ،‬تشنف‬ ‫اﻵذان وتﻘدر اإلنسان‪ ،‬ﺇنﻬا خير الكالم‪ ،‬أهالﹰ وﺳﻬالﹰ بكم‬ ‫في دار الوئام وقلب الوئام وأهﻞ الوئام‪.‬‬ ‫ﺇن هﺬا التالقي هو وليد اإلنسﺠام في األفكار‬ ‫والتوحد في اﻵراﺀ واإلتفاﻕ في املواقف‪ ،‬ﺇنﻪ تالقي الرﺟال‬ ‫في الوﻃنية والعروبة وخدمة اإلنسان‪.‬‬ ‫يشرفنا أن نحتفﻞ في بلدتنا اﳉاهلية‪ ،‬في دارة الوئام‬ ‫بﻬﺬا اللﻘاﺀ ونعتبرﻩ عربون تﻘدير وتكرﱘ لرﺟﻞ املواقف‬ ‫الوﻃنية واﳋدمات اإلﺟتماعية واإلنسانية وهو أﺷﻬر‬ ‫من أن يع ﹼرف بﻪ ويكفي أنﻪ كان للتربية وزيراﹰ‪ ،‬اعتزت‬ ‫بﻪ وبﻘراراتﻪ ومراﺳمﻪ كﻞ املدارﺱ واملعاهد واﳉامعات‪،‬‬ ‫وألنﻪ صاحب أريحية وعطاﺀ وصاحب عﻘﻞ متﻘدم‪ ،‬أراد‬ ‫لﻺنسان في وﻃننا اللبناني والعربي مستﻘبالﹰ زاهراﹰ‪،‬‬ ‫فﻘد أنشﺄ علﻰ صعيدﻩ اﳋاﺹ معاهد العلم وﺟعلﻬا‬ ‫مفتوحة لكﻞ أبناﺀ الوﻃن‪ ،‬ﺇنﻪ رﺟﻞ الـ ‪ 1250‬يتيماﹰ‪،‬‬

‫‪11‬‬

‫رئيس بلدية اﳉاهلية أمني أبوذياب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫وهو مﻊ الفﻘير من أي منطﻘة كان‪ ،‬يعطف عليﻪ‬ ‫ويﻘدم لﻪ املساعدة وهو مﻊ كﻞ يتيم يﺠر وراﺀﻩ ذيول‬ ‫األلم واﳊرمان‪ ،‬وهو مﻊ كﻞ ذكي ومتف ﹼوﻕ‪ ،‬وباب تﻘدﱘ‬ ‫املنح واملساعدات الرﺳمية واﳉامعية‪ ،‬ما أقفلﻬا يوما ﹰ‬ ‫علﻰ أحد ولنا نحن أبناﺀ اﳉاهلية والشوف نصيب‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫كبير منﻬا‪ ،‬فباﺳم اﳉميﻊ وباﺳم الطامحني في‬ ‫العلم والثﻘافة واملعرفة‪ ،‬وباﺳم مﺠلسنا البلدي في‬ ‫اﳉاهلية نشكركم يا معالي الوزير ونرحب بكم حليفا ﹰ‬ ‫في املواقف الوﻃنية وصديﻘا ﹰ للﻘﻀايا االﺟتماعية‬ ‫واإلنسانية‪ ،‬أهالﹰ وﺳﻬالﹰ بكم في بلدتكم اﳉاهلية“‪.‬‬

‫ﺃﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬

‫من اليمني‪ :‬الداوود‪ ،‬عبد اﳋالق‪ ،‬اﳋير‪ ،‬أبوﺿرغم‪ ،‬اﳊاﺝ قماﻃي‪ ،‬اللواﺀ اﳊاﺝ والدكتور علي ﺿاهر‬

‫األﺳتاذ منير أبوذياب يلﻘي قصيدتﻪ‬

‫ﺛم ألﻘﻰ األﺳتاذ منير أبو ذياب قصيدة ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫هللي فرحا ﹰ حروف الﻀاد‪،‬‬ ‫يا حروف األبﺠدية‬ ‫ﹶمن بنﻰ للعلم صرحاﹰ‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫حﻞ أهالﹰ في ربوﻉ اﳉاهلية‬ ‫لﻪ فيﻬا أﺥ ودﱟ‬ ‫وقلوب معروفية‬ ‫عروبي املالمح والرﺅﻯ‬ ‫ﹼ‬ ‫باﺳﻂ الكف اخﻀرارا ﹰ‬ ‫كالسﻬول البﻘاعية‬ ‫مﻸ السالل قطافﻪ‬ ‫ومشﻰ‪ ،‬دأبﻪ النﺶﺀ‬ ‫واملﻬﺞ الفتية‬ ‫في ترب ﹴة هزﹼت ﺟدائدها‬ ‫الكروم وأينعت زادا ﹰ‬ ‫مواﺳمﻬا الند ﹼية‬ ‫ﹰ‬ ‫ببحر‬ ‫ا‬ ‫مﺠﺬاف‬ ‫رﺝ‬ ‫ﺳال ﹲم علﻰ ﹶمن ﹼ‬ ‫ﹴ‬ ‫ﹼ‬ ‫وصﻚ الدهر أوﺳم ﹰة‬ ‫كالنﻘوﺵ السومرية‬ ‫ﺳال ﹲم علﻰ ﹶمن ﺷ ﹼﻊ‬ ‫اﺳمﻪ عبدا ﹰ رحيما ﹰ‬ ‫في رحاب البسملة‬ ‫كطائر بنﻰ عشا ﹰ‬ ‫كيراﻉ ﹼ‬ ‫خﻂ حبرا ﹰ‬ ‫ﹴ‬ ‫في ﺷواﻃﺊ ﺇلﻬية‬ ‫ﺳال ﹸم علﻰ ﹶمن قطف‬ ‫العصافيرعن ﺷفتي‬ ‫وﻃارت في فﻀاﺀ الالزورد‬ ‫في السماوات العل ﹼية‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫اﳊاﺟة غزوة اﳋنسا متنح السيدة لني وهاب درعا ﹰ تﻘديريا ﹰ بحﻀور عﻘيلة الوزير مراد والوفد املرافق‬

‫ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬

‫الشاعر محمد العياﺹ يلﻘي قصيدتﻪ‬

‫وألﻘﻰ األﺳتاذ محمد العياﺹ قصيدة ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫عبدالرحيم‪ ،‬وفي اللفﻈني ﺇبداﻉ‬ ‫عبد لر ﹼبﻚ ﹺمرحا ﹲم ومطواﻉ‬ ‫ﺇﺳم تسامﻰ وباإلﳝان محتبﻚ‬ ‫ﹲ‬ ‫والشعر فيﻪ‪ ،‬لﻪ وزن وﺇيﻘاﻉ‬

‫‪12‬‬

‫يا قامة‪ ،‬ومراد اﳋير ﺳيرتﻬا‬ ‫كما الوئام لﺬات النﻬﺞ ز ﹼراﻉ‬ ‫عنفوان نالقيكم بتكرمة‬ ‫في‬ ‫ﹴ‬ ‫وللكرام عﻘول الناﺱ تنصاﻉ‬ ‫زمن‬ ‫عبدالرحيم معالي الصدﻕ‪ ،‬في ﹴ‬ ‫يسعﻰ ﺇليكم‪ ،‬وفي لبنان أوﺟاﻉ‬ ‫تبنون فيﻪ صروﺡ العلم عالي ﹰة‬ ‫وﺟفنﻬا من ﺷفيف النور ﹺمدماﻉ‬ ‫ال تبتغون ﺳوﻯ تعليم ناﺷئة‬ ‫هم اﳋالﺹ‪ ،‬وهم للمﺠد صنﹼاﻉ‬ ‫ع ﹼلمتوهم‪ ،‬ونبﺾ العدل ﺷيمتكم‬ ‫ال ﲢتويكم ديانات وأﺷياﻉ‬ ‫ﺟئتم دياراﹰ‪ ،‬رﺟال ال ﹸعرب تعرفﻬا‬ ‫وأنتم في صدور ال ﹸعرب أﺿالﻉ‬ ‫والناصر ﹼية في أفالككم ملعت‬ ‫كما البدور‪ ،‬لﻬا في الفلﻚ أتباﻉ‬ ‫مرﺝ العروبة يﹶحلﹶ ﹾو لي بط ﹼلتكم‬ ‫أرز الوئام لﻬﺬا املرﺝ ﺇمراﻉ‬ ‫في اإلﲢاد وفي التوحيد مفﺨرة‬ ‫ني وﺇقطاﻉ‬ ‫ﺳالﻃ‬ ‫صداها‬ ‫يﺨشﻰ‬ ‫ﹲ‬ ‫ﺟئتم دياراﹰ‪ ،‬لﻬا في الشوف أﺷرعة‬


‫وفي النفوﺱ لﻬا عشق وﺇﺟماﻉ‬ ‫فاﳉاهلية في تكرﳝكم ﺷ ﹸرفت‬ ‫والﻘلب فيﻬا مللﻘﻰ الﻀيف بلتاﻉ‬ ‫دار الوئام بانس الﻀيف قد أنست‬ ‫ﹼ‬ ‫ولفﻬا من وزير النﱡبﻞ ﺇﺷعاﻉ‬

‫ﺃﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬

‫وهاب ﳝنح الوزير مراد قالدة التوحيد‬

‫الشاعر ﺳمير أبوذياب يلﻘي قصيدتﻪ‬

‫كما الﻘﻰ الشاعر ﺳمير ابو دياب قصيدة ﺟاﺀ‬ ‫فيﻬا‪:‬‬ ‫من ذكر باﺳم اﷲ الرحمن الرحيم‬ ‫يا رب اهدينا الصراﻁ املستﻘيم‬ ‫نلبس األبيﺾ نﺨلﻊ وﺷاﺡ السواد‬ ‫ونحمﻞ ﺳالﺡ الفكر والتعليم‬ ‫ونتماﺛﻞ بعبدالرحيم مراد‬ ‫إللو منا ﲢية من الصميم‬ ‫حامﻞ ﺳالحو للعلم واإلﺟتﻬاد‬ ‫وعﻘلو السليم مطابق اﳉسم السليم‬ ‫عبدالرحيم مراد حكمة وزاد‬ ‫صادﻕ بشوﺵ ورائد التنﻈيم‬ ‫ﺇﺳمﻚ ﺇلو بصمة بصفحة األمﺠاد‬ ‫يا صاحب اﳊسنات والﻘلب الرحيم‬ ‫وبﻬالدار الكرﳝة اليوم اﷲ راد‬ ‫الكف الكرﳝة تكرم الوﺟﻪ الكرﱘ‬ ‫وت نزيد عالوهاب ما بينزاد‬ ‫النفس الكرﳝة حﻘﻬا التكرﱘ‬ ‫يا وزيرين التوأمة واإلعتﻘاد‬ ‫ﺇلنا ﻃلب باإلصرار والتصميم‬ ‫كرمال نحمي ﺟيﻞ من ﻇلم الفساد‬ ‫كونوا درﻉ واقي بﻬالوﺿﻊ األليم‬ ‫حتﻰ السالم يعم عكﻞ البالد‬ ‫ونبني وﻃنﹼا بالعلم واملعرفة‬ ‫وﳕحي الفساد وﳕنﻊ التﻘسيم‬ ‫من يوم ما دم الفدا بﻬاألرﺽ ﺳال‬ ‫لبسنا ﺛياب العز وعشﻘنا النﻀال‬ ‫حملنا قلمنا ﺳالحنا بﺄﺟمﻞ عبر‬ ‫موحد بﺠنب الﻬالل‬ ‫يبﻘﻰ الصليب ﹼ‬

‫اﺠﻤﻟلس البلدي في اﳉاهلية ﳝنح مراد درعا ﹰ تﻘديريا ﹰ‬

‫وتبﻘﻰ العروبة موحدة بﺄﺟمﻞ صور‬ ‫والﻘدﺱ يرﺟﻊ مرﺟﻊ العﻘال‬ ‫ﻃلوا بشرﻕ ﺟديد عباد اﳊﺠر‬ ‫ﺷرﻕ الﺬبح والتنكيﻞ باألﻃفال‬ ‫بﻘينا بروية ﹼ‬ ‫نركد قلوب البشر‬ ‫ونﻬدي بشرﻉ العﻘﻞ واإلعتدال‬ ‫ﺿلوا يحرﺟونا ت الﻘلم منا انشطر‬ ‫وﺳنﹼوا عرقبتنا ﺳيوف اإلقتتال‬ ‫تا ﻃفح كيﻞ املؤمن بواقﻊ أمر‬ ‫نزلنا بعزتنا عساحات الﻘتال‬ ‫وملا اﳋطر ص ﹼوب ﺳالحو ﻉ حﻀر‬ ‫وﺳيف الغدر صوب السويدا مال‬ ‫اﺳتسبق الوهاب ناقوﺱ اﳋطر‬ ‫وبصوت عالي لﻸﺳد بشار قال‬ ‫نحنا بعرنة وبحﻀر ماﺿي انتصر‬ ‫وبعدا مواﺳمنا غنية بالغالل‬ ‫وﺳوريا اﳊبيبة خاصرتنا بتعتبر‬ ‫ما تفكروا بتﻘطعوا األوصال‬ ‫ولبنان وفلسطني بدات الكمر‬ ‫امليدان ذاتو مسرﺡ اﳋيال‬

‫‪1٣‬‬

‫التاريﺦ أ ﹼرﺥ عزﳝتنا وذكر‬ ‫وبالسويدا والﻘر ﹼيﻪ مﻀرب األمثال‬ ‫أحفاد ﺳلطان باﺷا املا انﻘﻬر‬ ‫تﻀرب بسيفو كون فاﺿي البال‬ ‫مغرور يللي بعﻘلو افتكر‬ ‫ﺇنو ﺿيعنا بالعديد قالل‬ ‫عنا ﺟﻬوزية عالية وخيمة قدر‬ ‫منفدي عروبتنا بروﺟنا‬ ‫وﺳالحنا منﻚ ﺳالﺡ املعركة ومنا رﺟال‬

‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺎﺯﻥ ﻏﻨﺎﻡ‬ ‫كما ألﻘﻰ ﺷاعر ”ﺟبﻞ التوحيد واملﻘاومة“ مازن غنام‬ ‫قصيدة ﺟاﺀ بﻬا‪:‬‬ ‫هيي غصن زيتون حرية‬ ‫هيي الترﺱ والسيف واﶈراب‬ ‫هيي كرامة بنت ﺷوف ﹼيﻪ‬ ‫فاتت عﻘلبي بدون دقة باب‬ ‫هيي الشمس اﳊاملة هدية‬ ‫وغالف الﻬدية فﺠر ﺟﺬاب‬ ‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫الشاعر مازن غنام يلﻘي قصيدتﻪ‬

‫هيي قمر ب ﹺ ﹸط ﹼﻞ ليلية‬ ‫هيي ﺳيادة أرز بتفيي‬ ‫هيي الكرامة واأللوهية‬

‫تيصور التاريﺦ بعد غياب‬ ‫عكﻞ ﺿيعة قلبﻬا بينصاب‬ ‫هيي الﻘلم والفكر واﻵداب‬

‫هيي املناديﻞ بصفا ن ﹼية‬ ‫هيي العمامة اللي من عﻘﻞ خالب‬ ‫هيي كنيسة وﺟامﻊ ﺳوية‬ ‫بيﻘرو الوﻃن كلو بفرد كتاب‬ ‫مني هيي‪ ،‬عرفتﻬا هيي‬ ‫اﳉاهلية بنت درزية عطيت‬ ‫بطﻞ اﺳمو وئام وهاب‬ ‫يا وئام اﳊاﺿن األرزات‬ ‫عينﻚ علﻰ لبنان ﺳﻬراني‬ ‫بكﻞ املوافق ﺳيد الوقفات‬ ‫بتﺠمﻊ كنسية بﺠامﻊ دياني‬ ‫بﺠبالنا بتشمﺦ مﻊ اللفات‬ ‫ومن متﹼنا صنت الكسرواني‬ ‫وبﺠنوبنا مﻘاوم علﻰ اﳉبﻬات‬ ‫وببﻘاعنا مﻊ ﺟيﺶ متفاني‬ ‫ومن قبﻞ عشر ﺳنني باﳉوالت‬ ‫ما بني ‪ 1٤‬و ‪8‬‬ ‫موحد ﹶل هالساحات‬ ‫ﺷفناﻙ يا ﹼ‬ ‫وخي موراني‬ ‫خي ﺷيعي ﹼ‬ ‫مﻊ ﹼ‬ ‫وتتصون ﺳن ﹼﹼي بدارﻙ اإلﺛبات‬ ‫كرمتنا بعبد الرحيم مراد‬ ‫اللي دمﻚ ودمو دم لبناني‬ ‫يا وزير مراد ﻃ ﹼلﻊ هيﻚ‬ ‫وﺷوف اﳉبﻞ كﻞ الوﻃن أفدﻯ‬ ‫األرزة عم تﻘلﻚ ﺳالم عليﻚ‬ ‫بﺠبالنا تكرﳝﻚ األبدﻯ‬ ‫كﻞ العلم عم ينﻘرا بعينيﻚ‬ ‫ودرب الﻘلم من ﺳطرﻙ بيبدا‬ ‫بحسد قلم عم ﲢملو بﺈيديﻚ‬ ‫بيتﺠسس علﻰ فكر ما بيﻬدا‬ ‫وكرﺳة بعبدا عم تﻬتف ليﻚ‬ ‫يا معلم الطالب علﻰ املبدا‬ ‫مادام كﻞ املعرفة حواليﻚ‬ ‫عطينا ﺷي ﻃالب كرﺳتو بصفﻚ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫حتﻰ نعبي كرﺳة بعبدا‬ ‫أنا وهاب بعلن ﺇنتصاري‬ ‫ﲟوقف حق مﺶ موقف عياري‬ ‫وعند ما وقعت اﳊرب الدنيﻪ‬ ‫وﺷفت الدم ﺟاري من ﺟواري‬ ‫ﺳمعت صوت الكرامة السرمديﻪ‬ ‫صرخت معﻬا بحزبي وﲟساري‬ ‫أنا املوحد انا اﳊامﻞ الﻘﻀية‬ ‫الكرامة والفﺨر هني ﺷعاري‬ ‫أنا اللي حطيت دمي ﹶﻉ يديي‬ ‫وعكتفي بندقية ﺇفتﺨاري‬ ‫ووقفت عﺄرﺽ السويدا األبيﻪ‬ ‫هﺠم مدفﻊ عدوي عدياري‬ ‫وت ﺇحمي ﺇخوتي أمي وبيي‬ ‫ﹶ‬ ‫رحت حطيت فوﻕ املدفعية‬ ‫لفة ﺷيﺦ ردت ﺇعتباري‬

‫ﺍﳊﺎﺝ ﻗﻤﺎﻃﻲ‬

‫اﳊاﺝ محمود قماﻃي يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ﺛم ألﻘﻰ نائب رئيس املكتب السياﺳي في ”حزب‬ ‫اﷲ“ اﳊاﺝ محمود قماﻃي كلمة األحزاب اللبنانية‬ ‫والوﻃنية ﹼ‬ ‫أكد خاللﻬا أن اإلتفاﻕ النووي هو ﺇتفاﻕ‬ ‫انتصرت فيﻪ ﺇيران وانتصر فيﻪ محور املﻘاومة‪ ،‬موﺿحا ﹰ‬ ‫أن ﺇيران تشكﻞ ركنا ﹰ أﺳاﺳيا ﹰ من محور املﻘاومة في‬ ‫املنطﻘة ورأﺱ اﳊربة في املنطﻘة هي ﺳوريا واملﻘاومة‬ ‫في لبنان وفلسطني‪ ،‬معتبرا ﹰ أن ﹶمن يو ﹼقﻊ ﺇتفاقا ﹰ مﻊ‬ ‫ﹼ‬ ‫ويؤكد فشﻞ‬ ‫ﺇيران يعني أنﻪ يعترف ﲟحور املﻘاومة‬ ‫مشروعﻪ في املنطﻘة‪ ،‬متوﺟﻬا ﹰ الﻰ العرب بالﻘول‪:‬‬ ‫تعالوا للتفاهم مﻊ ﺇيران أيﻬا العرب ﳊﻞ املشاكﻞ في‬ ‫املنطﻘة‪ ،‬ألن ﺇيران هي قوة ﶈور املﻘاومة وللﻘﻀايا اﶈﻘة‬ ‫وللثوابت الﻘومية والعربية‪ ،‬ألنﻪ ﺇن بﻘيتم علﻰ هﺬﻩ‬ ‫السياﺳة فﺈن عروﺷكم في خطر ألن األمة ال ترحم‪.‬‬ ‫وتابﻊ قماﻃي‪ :‬كما مدت ﺇيران يدها للتعاون والتفاهم‬ ‫مﻊ أهﻞ اﳋليﺞ واملنطﻘة ﲟحبة وتعاون أيﻀا ﹰ هي في‬ ‫لبنان متد يدها للتعاون‪ ،‬والﺬي يﻘول أن ”حزب اﷲ“ في‬ ‫لبنان أصبح منتﻬيا ﹰ فﻬو مﺨطﺊ‪ ،‬ألن املﻘاومة بعد‬ ‫اإلتفاﻕ النووي أصبحت أقوﻯ وأفعﻞ وأصبحت الرقم‬

‫‪1٤‬‬

‫األصعب في مواﺟﻬة العدو اإلﺳرائيلي والتكفيري‪.‬‬ ‫وختم قماﻃي كلمتﻪ يالﻘول‪” :‬من موقعنا الﻘومي‬ ‫والوﻃني والعروبي اإلﺳالمي نحن أكثر تعاونا ﹰ وتواﺿعا ﹰ‬ ‫وحﻀورا ﹰ ﳊﻞ املشكالت في لبنان بالتوافق ألن لبنان‬ ‫قام بالتوافق وﺳيستمر بالتوافق ﳊﻞ كافة األمور‬ ‫ونحن نص ﹼر علﻰ أن نحﻞ أمورنا لبنانيا ﹰ كما أننا مﻊ‬ ‫ﺇﳒاز اإلﺳتحﻘاﻕ الرئاﺳي وﲡديد اﳊكومة وتفعيﻞ‬ ‫املؤﺳسات والﻈروف أصبحت متاحة“‪.‬‬ ‫وﳑا ﺟاﺀ في الكلمة‪” :‬عندما نك ﹼرم الوزير عبدالرحيم‬ ‫مراد ”أبو حسني“‪ ،‬ﺇﳕا نك ﹼرم حالة ومنﻬﺠا ﹰ وخطا ﹰ وفكرا ﹰ‬ ‫وﺳياﺳة وأداﺀ‪ ،‬نكرمﻪ ﺷﺨصية ﺳياﺳية قيادية‬ ‫عروبية ناصرية‪ ،‬ونكرمﻪ ﺷﺨصية تربوية ﺇﳕائية‬ ‫حﻀارية متﻘدمة في التربية والتعليم‪.‬‬ ‫عندما نكرمﻪ‪ ،‬نكرم خطا ﹰ عربيا ﹰ قام بثورة وقدم‬ ‫مفاهيم‪ ،‬وﺛ ﹼبت معطيات وﺿوابﻂ‪ ،‬هو اﳋﻂ الناصري‬ ‫العروبي‪ ،‬الﺬي أﻃلق فيﻪ ﺟمال عبدالناصر ومن خاللﻪ‬ ‫خطا ﹰ مايزال حلم العرب والعروبيني واألمة أن يتحﻘق“‪.‬‬ ‫وتوﺟﻪ قماﻃي الﻰ الﺬين يرون تناقﻀا ﹰ بني اإلﺳالمية‬ ‫والعروبية والعكس بالﻘول مؤكداﹰ‪” :‬أن ﺟمال عبد‬ ‫الناصر هو أول ﹶمن كسر هﺬﻩ الفكرة بالتناقﺾ وﺛبت‬ ‫فكرة التكامﻞ بني العروبة واإلﺳالم عندما واﺟﻪ ﺷاﻩ‬ ‫ﺇيران وعادﻯ ﺇيران الشاﻩ والﻈلم والطغيان والتبعية‬ ‫لﻸميريكي والتحالف مﻊ اإلﺳرائيلي‪ ،‬هﺬﻩ ﺇيران الشاﻩ‬ ‫عاداها ﺟمال عبدالناصر وﲢالف مﻊ الثوار اإليرانيني‬ ‫اإلﺳالميني بﻘيادة اإلمام اﳋميني وكان الثوار اإليرانيون‬ ‫يتدربون في مصر وكان الناصريون علﻰ أبواب الثورة‪،‬‬ ‫وعند انتصار الثورة كان عبدالناصر والناصريون أول ﹶمن‬ ‫هنﹼﺄ اﳋميني والشعب اإليراني بالثورة وباإلنتصار علﻰ‬ ‫الشاﻩ وعلﻰ ”ﺇﺳرائيﻞ“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬من هنا‪ ،‬هﺬا التحالف كان قائما ﹰ في السر‬ ‫وكان الناصريون يتابعون خطﻰ الثورة ﳊﻈة بلحﻈة‪،‬‬ ‫وكان الثوار اإليرانيون يلﺠﺄون الﻰ مصر ويتعاونون مﻊ‬ ‫مصر العروبة ومصر ﺟمال عبدالناصر ومﻊ األﺳف‬ ‫وللمﻬزلة أن ﹶخلف ﺟمال عبدالناصر مﺨالفا ﹰ لرﺅياﻩ‬ ‫الناصرية العروبية و ﹼقﻊ كامب ديفيد وأقام ﺳفارة‬ ‫”ﺇﺳرائيﻞ“ في مصر بينما اإلمام اﳋميني والثورة‬ ‫اإلﺳالمية في ﺇيران ﻃردت ”ﺇﺳرائيﻞ“ وﺳفارتﻬا من‬ ‫ﺇيران وح ﹼلت محلﻬا ﺳفارة فلسطني‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬اليوم ونحن نكرم هﺬا اﳋﻂ الﺬي يﺠسدﻩ‬ ‫هﺬا اإلنسان الﺬي أﺛبت ﺛباتﻪ ومتسكﻪ عندما ﳒلس‬ ‫معﻪ مرارا ﹰ وتكرارا ﹰ دائما ﹰ يﻘول ويؤكد أن البوصلة‬ ‫فلسطني‪ ،‬واﳊب لفلسطني والوفاﺀ لﻬا والتعاﻃي مﻊ‬ ‫الدول واﳊركات والﻘوﻯ علﻰ أﺳاﺱ فلسطني“‪.‬‬ ‫ولفت قماﻃي الﻰ اإلتفاﻕ النووي بالﻘول‪” :‬وها هو‬ ‫اليوم يﹸو ﹼقﻊ اإلتفاﻕ النووي الدولي‪ ،‬وهو ﺇتفاﻕ انتصرت‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكﻞ‬ ‫فيﻪ ﺇيران وانتصر فيﻪ محور املﻘاومة ألن ﺇيران‬ ‫ركنا ﹰ أﺳاﺳيا ﹰ من محور املﻘاومة في املنطﻘة ورأﺱ‬ ‫حربة في هﺬا اﶈور هي وﺳوريا واملﻘاومة في لبنان‬ ‫وفلسطني واملﻘاومة في املنطﻘة‪ ،‬موﺿحا ﹰ أنﻪ عندما‬ ‫يﺨﻀﻊ العالم املتغطرﺱ واملتك ﹼبر إلرادة ﺇيران ويوقﻊ‬ ‫هﺬا اإلتفاﻕ معﻬا‪ ،‬فﻬو يعترف ﲟحور املﻘاومة ويعترف‬ ‫أنﻪ فشﻞ في هزﳝة هﺬا اﶈور ويﻀطر الﻰ توقيﻊ ﺇتفاﻕ‬ ‫مﻊ رأﺱ اﳊربة فيﻪ“‪.‬‬


‫وتابﻊ‪” :‬نعم‪ ،‬ﺇن معادلة ﺟديدة قد بدأت‪ ،‬ولكن ما‬ ‫نريد أن نؤكد عليﻪ أن العالم يتسابق ويﻬرول من‬ ‫اإليطالي الﻰ الفرنسي الﻰ األملاني الﻰ البريطاني الﻰ‬ ‫كﻞ وزراﺀ اقتصاد وخارﺟية ألوروبا اليوم يتنافسون ﹶمن‬ ‫يصﻞ قبﻞ اﻵخر الﻰ ﻃﻬران و ﹶمن يسيق اﻵخر و ﹶمن يوقﻊ‬ ‫قبﻞ اﻵخر مﻊ ﺇيران ﺇتفاقيات اﺳتثمار‪ ،‬متسائالﹰ أين أنتم‬ ‫أيﻬا العرب؟ ﺇذا كان العالم الغربي الﺬي حارب محور‬ ‫املﻘاومة وعلﻰ رأﺳﻪ أميركا‪ ،‬اﻵن يتنافسون ليصلوا‬ ‫الﻰ ﻃﻪ‪9‬ران ويوقعوا اإلتفاقيات‪ ،‬أين أنتم أيﻬا العرب؟‬ ‫وها هي ﺇيران قد م ﹼدت يدها الﻰ ﺟيرانﻬا وخصوصا ﹰ دول‬ ‫اﳋليﺞ واﻵن وزير خارﺟيتﻬا يزور دوال ﹰ خليﺠية وﳝد يدﻩ‬ ‫ويفتح صدرﻩ ويﻘول نحن ﺟاهزون للتعاون والتفاهم‬ ‫واﳊلول ﺇذ ال يﺠوز أن تبﻘﻰ املنطﻘة مشتعلة بالفﱳ‬ ‫واملﺬهبيات والعصبيات كما ال يﺠوز أن يح ﹼول العرب‬ ‫بﺄنﻈمتﻬم ‪ -‬وليس بشعوبﻬم ‪ -‬ﺇيران الﻰ عدو وأن‬ ‫”ﺇﺳرائيﻞ“ لم تعد عدواﹰ‪ ،‬ماذا فعلت ﺇيران للعرب؟ ﲟاذا‬ ‫أﺿرتﻬم؟ أين اعتدت عليﻬم؟ أألنﻬا رفعت قﻀية‬ ‫فلسطني‪ ،‬قﻀية أﺳاﺳية في ﺳياﺳتﻬا ولم تزل هﺬﻩ‬ ‫الﻘﻀية هي البوصلة؟“‪.‬‬ ‫وأوﺿح قماﻃي‪” :‬ﺇيران فارﺳية بلغتﻬا بﻘوميتﻬا‬ ‫ولكنﻬا ﲡسد اليوم السياﺳة العربية التي تتبنﻰ‬ ‫الﻘﻀايا العربية األﺳاﺳية وعلﻰ رأﺳﻬا فلسطني‪،‬‬ ‫فال تزايدوا علﻰ ﺇيران بالعروبة واإلﺳالم الثوري اﶈمدي‬ ‫األصيﻞ كما ﺳماﻩ اإلمام اﳋميني صنوان ال ينفصالن‬ ‫متكامالن مترابطان متحدان ما قبﻞ الثورة وما بعدها‪،‬‬ ‫هﺬا ما ﺟسدﻩ الرئيس ﺟمال عبدالناصر واإلمام اﳋمني ‪-‬‬ ‫رحمﻬما اﷲ ‪ -‬ولن يستطيﻊ أحد أن يغير هﺬﻩ الثوابت‪،‬‬ ‫متوﺟﻬا ﹰ الﻰ ﺟميﻊ العرب بالﻘول‪” :‬تعالوا للتفاهم مﻊ‬ ‫ﺇيران أيﻬا العرب‪ ،‬تعالوا ﳊﻞ املشاكﻞ في املنطﻘة ﺳويا ﹰ‬ ‫أيﻬا العرب“‪ ،‬مؤكدا ﹰ أن ”ﺇيران قوة لنا وللمنطﻘة وﶈور‬ ‫املﻘاومة ولشعوب املنطﻘة والﻘﻀايا العربية اﶈﻘة‬ ‫وللثوابت الوﻃنية والﻘومية‪ ،‬متسائالﹰ ملاذا نفرﻁ بﻬا‬ ‫وملاذا نﻬملﻬا؟ للحﻘد ملاذا؟ للكراهية؟ ومن أين أتت هﺬﻩ‬ ‫الكراهية؟ ال تﺨافوا علﻰ عروﺷكم‪ ،‬ﺇﳕا ﺇذا بﻘيتم في‬ ‫هﺬﻩ السياﺳة ﺳياﺳة اﳊﻘد والكراهية والﻀغينة‬ ‫وعدم اإلكتراﺙ لفلسطني وﺇعطاﺀ الﻈﻬر لﻬا وبيعﻬا‪،‬‬ ‫ﺇن بﻘيتم علﻰ هﺬﻩ السياﺳة فﺈن عروﺷكم في خطر‬ ‫ومﻬددة ولن تبﻘوا في هﺬﻩ املواقﻊ ألن األمة ال ترحم ولن‬ ‫تبﻘيكم في مواقعكم“‬ ‫وفي الشﺄن اللبناني قال قماﻃي‪ ” :‬أما لبنان‪ ،‬ﺇننا‬ ‫فيﻪ مكما في املنطﻘة‪ ،‬وكما مدت ﺇيران يدها للتعاون‬ ‫والتفاهم مﻊ ﺟيرانﻬا من أهﻞ اﳋليﺞ واملنطﻘة وكﻞ‬ ‫املنطﻘة ﲟحبة وتعاون هي متد يدها أيﻀا ﹰ للبنان ونحن‬ ‫كﺬلﻚ في لبنان وال يﺬهب أحد ﳝينا ﹰ وال ﺷماال ﹰ و ﹶمن يﻘول‬ ‫أن ”حزب اﷲ“ في لبنان قد أصبح علﻰ وﺷﻚ اإلنتﻬاﺀ‪،‬‬ ‫ألن اإلتفاقية حول املنطﻘة ﺛمنﻬا املﻘاومة و“حزب اﷲ“‬ ‫والسالﺡ هو مﺨطﺊ وكالمﻪ هزيﻞ وﺳﺨيف وأﺳﺨف‬ ‫من أن نرد عليﻪ ألن املﻘاومة أصبحت أقوﻯ وأفعﻞ كما‬ ‫أصبحت الرقم األصعب في املنطﻘة في مواﺟﻬة‬ ‫العدو اإلﺳرائيلي والتكفيريني“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬أما الﺬي يﺬهب ﺷماال ﹰ ليﻘول أن ”حزب اﷲ“‬ ‫ﺳيتكبر وﺳيتعﺠرف ويﻘف مواقف متكبرة‪ ،‬نﻘول‬ ‫لﻪ‪ :‬كال وأبدا‪ ،‬نحن أيﻀا ﹰ من موقعنا الﻘومي والوﻃني‬

‫والعروبي اإلﺳالمي أكثر تعاونا ﹰ وتواﺿعاﹰوتفﻬما ﹰ وأكثر‬ ‫حﻀورا ﹰ ﳊﻞ املشكالت في لبنان وللتفاهم واﳊوار وأخﺬ‬ ‫األمور بالتوافق وليس هناﻙ أي منطق قوة ألننا ال نﻘتنﻊ‬ ‫بﺬلﻚ وألن لبنان قام بالتوافق وﺳيستمر بالتوافق وكﻞ‬ ‫األمور فيﻪ ﳝكن أن ﲢﻞ بالتوافق ورﲟا هﺬا املنطق ال‬ ‫يعﺠب الكثيرين ال بﻘلب الطاولة ﳝكن أن نحﻘق ﺷيئا ﹰ‬ ‫وال بالعنف ومنطق الﻘوة‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ أنﻪ بالتوافق ﳝكن أن‬ ‫نحﻞ األمور وكنا نتمسﻚ دائما ﹰ بﺄن اﳊﻞ ﳝكن أن يكون‬ ‫لبنانيا ﹰ ‪ -‬لبنانيا ﹰ ونحن نصر اليوم علﻰ أننا ﳝكن أن نحﻞ‬ ‫أمورنا لبنانياﹰ‪ ،‬ولكن مادام الكثيرون قد انتﻈروا اﳋارﺝ‬ ‫ومادام اإلتفاﻕ قد ﹸوقﻊ في املنطﻘة ومادامت املعادالت‬ ‫اإلقليمية قد بدأت فلنستغﻞ هﺬﻩ الفرصة لنحﻞ نحن‬ ‫أمورنا“‪.‬‬ ‫وختم كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬نحن مﻊ ﺇﳒاز اإلﺳتحﻘاﻕ‬ ‫الرئاﺳي ومﻊ تشكيﻞ حكومة وتفعيﻞ اﺠﻤﻟلس النيابي‬ ‫ومﻊ حﻞ كﻞ األمور املعلﻘة من قانون ﺇنتﺨابات الﻰ‬ ‫قانون ﺇيﺠارات الﻰ ﺳلسلة رواتب وكﻞ قﻀايا الدولة‬ ‫ﳝكن أن ﲢﻞ والﻈرف أصبح متاحا ﹰ وﺇن لم يكن اﻵن‬ ‫فبعد قليﻞ ﺳيكون متاحا ﹰ وﺳنستغﻞ هﺬﻩ الفرصة‬ ‫ونستفيد منﻬا ملصلحة لبنان والوﻃن“‪.‬‬

‫ﻣﺮﺍﺩ‬

‫الوزير عبد الرحيم مراد يلﻘي كلمتﻪ‬

‫كما كان كلمة لرئيس حزب اإلﲢاد الوزير عبدالرحيم‬ ‫مراد ﹼ‬ ‫أكد فيﻬا أنﻪ البد من حوار ﺷامﻞ يﺠمﻊ الﻘوﻯ‬ ‫السياﺳية واﳉزبية والنﻘابية واإلقتصادية‪ ،‬والروحية‬ ‫ورﺟال الﻘانون لصياغة نﻈام ﺟديد يؤمن ألﺟيالنا‬ ‫الﻘادمة ‪ ٧2‬ﺳنة من اإلﺳتﻘرار بعد أن عشنا نحن عدم‬ ‫اإلﺳتﻘرار وعانينا من أزمات السياﺳية التي تلتﻬا‬ ‫حروب أهلية بغيﻀة ﻃوال ‪ ٧2‬عاما ﹰ منﺬ اإلﺳتﻘالل‬ ‫حتﻰ اليوم‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬من املستحيﻞ أن ﳒد في هﺬا النﻈام‬ ‫ﹶمن ﳝثﻞ متثيالﹰ حﻘيﻘيا ﹰ الشعب اللبناني‪ ،‬ﺇذا لم نﻘم‬ ‫بعملية ﺟراحية ﺟديدة إلﺳتئصال املرﺽ السرﻃاني‬ ‫الﺬي نعاني منﻪ واملتعشﺶ في ﺟسد النﻈام اللبناني‬ ‫والﺬي عانينا منﻪ منﺬ العام ‪ ٧2‬حتﻰ اليوم‪ ،‬وكﻞ ﺳت‬ ‫أو خمس ﺳنوات هناﻙ عدم من اإلﺳتﻘرار السياﺳي‬

‫‪15‬‬

‫ﺛم ﺳرعان ما يتح ﹼول الﻰ مسكلة أمنية حيث نﺬبح‬ ‫بعﻀنا البعﺾ كما حصﻞ في األعوام ‪ 58‬و‪ ٧5‬و‪،82‬‬ ‫وهكﺬا دوليﻚ مشاريﻊ التﺬبيح قادمة ﺇذا اﺳتمر هﺬا‬ ‫النﻈام كما هو عليﻪ‪ ،‬علينا أن ال نسعﻰ ملعاﳉة هﺬا‬ ‫النﻈام بحبوب مﻬدئة كما فعلنا بلوزان وﺟنيف وفي‬ ‫الدوحة وحتﻰ في الطائف‪ ،‬فاﳊبوب املﻬدئة ال تكفي‬ ‫واملطلوب ﺟراﺡ إلﺳتئصال هﺬا املرﺽ ما يتطلب ﺟرأة‬ ‫ولﻘاﺀ وﻃنيا ﹰ ﺷامﻞ لنؤﺳس من ﺟديد لنﻈام نؤمن‬ ‫من خاللﻪ ألوالدنا وأﺟيالنا اإلﺳتﻘرار خالل ‪ ٧2‬ﺳنة‬ ‫قادمة علﻰ أقﻞ تعديﻞ‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ أننا لن نصﻞ الﻰ ذلﻚ ﺇال‬ ‫بﻘانون ﺇنتﺨاب صحيح تتمثﻞ كافة الﻘوﻯ بﺄحﺠامﻬا‬ ‫الطبيعية وليس ﲟحادل وﺇغراﺀات مالية وﲢريﻀات‬ ‫ﺛﻘافية‪ ،‬هﺬا هو املطلوب لنصﻞ الﻰ نﻈام عادل والﻰ‬ ‫نﻈام ﺇنتﺨابي عادل تتمثﻞ بﻪ كافة الﻘوﻯ حﻘيﻘية‬ ‫وبﺄحﺠامﻬا الطبيعية‪.‬‬ ‫وﳑا ﺟاﺀ في الكلمة‪” :‬يسعدني كثيراﹰ‪ ،‬أن أكون اليوم‬ ‫هنا‪ ،‬في هﺬا املكان من لبنان‪ ،‬وفي هﺬﻩ البلدة الكرﳝة‪،‬‬ ‫وفي منزل الصديق األﺥ وئام وهاب‪ ،‬الﺬي ﲡمعني بﻪ‬ ‫صداقة عميﻘة‪ ،‬وعالقة وﻃيدة‪ ،‬كما ﲡمعنا معاﹰ‪،‬‬ ‫مواقف مشتركة‪ ،‬من الﻘﻀايا اﶈلية الوﻃنية‪ ،‬ومن‬ ‫الﻘﻀايا العربية واإلقليمية‪ ،‬ومن أم الﻘﻀايا العربية‬ ‫واإلنسانية فلسطني‪ ،‬ومن وﺳيلة ﲢريرها‪ ،‬وﲢرير ما‬ ‫تبﻘﻰ من أرﺽ لبنانية محتلة‪ ،‬أي املﻘاومة العﻈيمة‪،‬‬ ‫بكﻞ أبعادها ومﻀامينﻬا‪ ،‬وبكﻞ السبﻞ التي تتبعﻬا‪،‬‬ ‫وصوال ﹰ الﻰ يوم النصر اﳊتمي‪ ،‬علﻰ الكيان الصﻬيوني‪،‬‬ ‫وﺇﺳتعادة الﻘدﺱ واملﻘدﺳات‪ ،‬وعودة اﳊﻘوﻕ الﻰ‬ ‫أصحابﻬا‪ ،‬وعودة الفلسطينيني الﻰ فلسطني‪ ،‬ألننا‬ ‫نؤمن باملﻘولة الشﻬيرة للﻘائد الراحﻞ ﺟمال عبد‬ ‫الناصر بﺄن ما يﺄخﺬ بالﻘوة ال يسترد ﺇال بالﻘوة‪.‬‬ ‫كما يﺠمعنا معاﹰ‪ ،‬موقف واحد‪ ،‬ﳑا يﺠري في هﺬا‬ ‫الوﻃن العربي‪ ،‬البعيد من أﺟزائﻪ والﻘريب‪ ،‬حيث اﳊريق‬ ‫الكبير‪ ،‬ﳑتد من املغرب العربي ﺇلﻰ الشرﻕ العربي‪،‬‬ ‫وحيث ما ﺳمﻰ بالربيﻊ العربي‪ ،‬خريف قاحﻞ قاحﻂ‪،‬‬ ‫يتالعب بالوحدة الوﻃنية‪ ،‬لكﻞ دولة عربية‪ ،‬أتتﻬا رياﺡ‬ ‫السموم من هﺬا اﳋريف‪ ،‬وﳝزﻕ نسيﺠﻬا اإلﺟتماعي‪،‬‬ ‫ويحول بنيانﻬا الﻰ دمار ويعبث بكﻞ ما هو تاريﺦ‪ ،‬وبكﻞ‬ ‫ما هو ﺛﻘافة وتراﺙ‪ ،‬وبكﻞ ما هو حﻀارة‪ ،‬ويؤﺟﺞ الفﱳ‬ ‫بني أبناﺀ الشعب الواحد‪ ،‬في املدينة الواحدة‪ ،‬وفي‬ ‫الﻘرية الواحدة‪ ،‬وفي اﳊي الواحد‪ ،‬أليس هﺬا ما يحصﻞ‬ ‫في ليبيا‪ ،‬وفي اليمن‪ ،‬وفي ﺳوريا والعراﻕ وفي الصومال‬ ‫وفي الكثير الكثير من املنتاﻃق األخرﻯ‪ ... ،‬أليس األﺥ‬ ‫وئام وهاب علﻰ حق‪ ،‬حني تكلم بﺠرأة‪ ،‬علﻰ ﺇخواتنا‬ ‫املوحدين الدروز في ﺳوريا‪ ،‬ﻃالبا ﹰ ﺇليﻬم أن يكونوا في‬ ‫صف الدولة‪ ،‬وأن ﳝتشﻘوا السالﺡ معﻬا‪ ،‬وليس ﺿدها‪،‬‬ ‫أليست الدولة في ﺳوريا‪ ،‬بكﻞ مكوناتﻬا‪ ،‬هي ﺿمانة‬ ‫اﳉميﻊ‪ ،‬وﺿمانة وحدة ﺳوريا نفسﻬا‪...‬‬ ‫نعم‪ ،‬وئام وهاب علﻰ حق في كﻞ موقف ﺇتﺨﺬﻩ في‬ ‫هﺬا امليدان‪ ،‬وفي كﻞ كلمة قالﻬا‪ ،‬وفي كﻞ تصريح أدلﻰ‬ ‫بﻪ‪ ،‬وقلة قليلة‪ ،‬الﺬين ﳝتلكون ﺟرأتﻪ في هﺬا اﺠﻤﻟال‪ ،‬وفي‬ ‫مﺠاالت أخرﻯ‪.‬‬ ‫أما علﻰ الصعيد الوﻃني‪ ،‬فﺈن اﺳتعراﺽ الوﺿﻊ‬ ‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫منﺬ اإلﺳتﻘالل ﺇلﻰ اليوم‪ ،‬يشير ﺇلﻰ أن عطب كبير‬ ‫في النﻈام‪ ،‬مستمر منﺬ اﺛنني وﺳبعني عاماﹰ‪ ،‬يؤدي‬ ‫بني فترة وأخرﻯ ﺇلﻰ عدم اإلﺳتﻘرار أمنيا ﹰ وﺳياﺳياﹰ‪،‬‬ ‫باﺳتثناﺀ ﺳنوات قليلة ونادرة‪ ،‬ﺛم يزداد التوتر‪ ،‬وتنفﺠر‬ ‫األوﺿاﻉ حروبا ﹰ أهلية‪ ،‬كما حصﻞ ﺳنة ‪ 58‬و‪ ٧5‬و‪،82‬‬ ‫مﻊ ميﻞ دائم الﻰ التﺄزم‪ ،‬أفما آن األوان لعالﺝ املشكلة‬ ‫من ﺟﺬورها وﺇﺳتئصال هﺬا املرﺽ السرﻃاني املزمن‪،‬‬ ‫حتﻰ نورﺙ األﺟيال اﻵتية ‪ ٧2‬ﺳنة من اإلﺳتﻘرار وعدم‬ ‫اإلكتفاﺀ باملسكنات‪ ،‬كما حصﻞ في ﺟنيف‪ ،‬ولوزان‪،‬‬ ‫والدوحة‪ ،‬وحتﻰ الطائف‪ ،‬فاألمر يحتاﺝ ﺇلﻰ مبﻀﻊ‬ ‫اﳉراﺡ ال ﺇلﻰ تسكني الوﺟﻊ‪.‬‬ ‫واﳊوارات الثنائية علﻰ اهميتﻬا ال تكفي‪ ،‬ألنﻬا‬ ‫مﺠرد وﺳيلة للتﻬدئة‪ ،‬أما اﳊﻞ السياﺳي املوﺿوعي‪،‬‬ ‫فيحتاﺝ ﺇلﻰ حوار وﻃني ﺷامﻞ‪ ،‬بني ﺟميﻊ الﻘوﻯ‬ ‫السياﺳية واﳊزيبة‪ ،‬والنﻘابية‪ ،‬والروحية‪ ،‬والﻘانوية‪،‬‬ ‫وغيرها‪ ،‬وصوال ﹰ ﺇلﻰ نتائﺞ تﻀمن اإلﺳتﻘرار الدائم‪،‬‬ ‫ﺿمن ﺛوابت ﺛالﺛة هي‪ :‬وحدة لبنان وﺇنتماﺅﻩ العربي‬ ‫وتطورﻩ الدﳝﻘراﻃي‪ ،‬والبداية بﺈقرار وباﺳرﻉ وقت قانون‬ ‫ﺟديد لالنتﺨابات‪ ،‬يعتمد النسبية‪ ،‬كﺬلﻚ اﳊرﺹ‬ ‫األكيد علﻰ التنوﻉ الطائفي‪.‬‬ ‫وختم مراد كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬كم أنا ﺳعيد اليوم‪ ،‬في‬ ‫هﺬا اﳉو الﺬي أحطتني بﻪ‪ ،‬ﲟحبتﻚ الغامرة‪ ،‬وبحسن‬ ‫ﺿيافتﻚ‪ ،‬ورحابة ﺇﺳتﻘبالﻚ‪ ،‬في هﺬا البيت العامر‬ ‫بصاحبﻪ‪ ،‬وبﺄهلﻪ وباألحبة الﺬين يدخلون أعتابﻪ‪ ،‬فلﻚ‬ ‫ولعائلتﻚ والصحاب الفﻀيلة ولالقربني ﺇليﻚ ولكافة‬ ‫األخوة اﳊﻀور‪ ،‬مني كﻞ الشكر والتﻘدير واإلمتنان‪.‬‬

‫ﻭﻫﺎﺏ‬ ‫وفي اﳋتام ألﻘﻰ الوزير وهاب كلمة ﹼ‬ ‫أكد خاللﻬا أن‬ ‫العروبة ال تشيﺦ ﲟرور األيام وهي ليست ﻃارئة علﻰ‬ ‫أمتنا بﻞ هي فينا ونحن منﻬا‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ أنﻪ في ﻇﻞ‬ ‫املشاريﻊ املﺬهبية والطائفية اليوم والتكفيرية التي‬ ‫تعصف بﻬﺬﻩ األمة تبﻘﻰ العروبة هي خيارنا الوحيد‬ ‫اﳉامﻊ الﺬي يستطيﻊ أن ينﻘﺬ األمة من كﻞ هﺬﻩ‬ ‫املشاريﻊ التكفيرية واﺠﻤﻟنونة اليوم‪ ،‬وﺳتبﻘﻰ راياتﻬا‬ ‫خفاقة في كﻞ عاصمة عربية‪ ،‬من بيروت الﻰ بغداد‪،‬‬ ‫ومن الﻘاهرة الﻰ صنعاﺀ‪ ،‬التي تتعرﺽ اليوم ألﺷرﺱ‬ ‫هﺠمة ﳑن كان يفترﺽ بﻬم أن يكونوا أخوة لﻬا‪،‬‬ ‫ومن الﻘدﺱ الﻰ دمشق العص ﹼية علﻰ االرهاب والتي‬ ‫ترﺳم اليوم لكﻞ العرب واملسلمني ﳒما ﹰ عربيا ﹰ مﻘاوما ﹰ‬ ‫يستعصي علﻰ كﻞ املتﺂمرين والتكفيريني‪.‬‬ ‫ووﺟﻪ وهاب ﲢية كبيرة للرئيس بشار األﺳد‪ ،‬مﻘاوما ﹰ‬ ‫ﹼ‬ ‫وقائدا ﹰ للمعركة ﺿد اإلرهاب‪ ،‬ﺇرهاب الدول واملنﻈمات‬ ‫واألفراد‪ ،‬قائالﹰ‪ :‬ﺇن الصبر كان ﻃويالﹰ ولكن اإلنتصار‬ ‫ﺳيكون أكبر من الفترة التي صبرت فيﻬا ﺳوريا‬ ‫وصمدت‪ ،‬وﺇن ﺳوريا مازالت هنا‪ ،‬في قلوب األحرار‬ ‫واألﺷراف واملﻘاومني‪ ،‬في عﻘولﻬم وفي زنودهم وليس‬ ‫فﻘﻂ في قلوب أبنائﻬا الﺬين يبﺬلون الغالي والنفيس‬ ‫كي تبﻘﻰ ﺳوريا عنوان العزة والكرامة والثبات علﻰ‬ ‫قيم اﳊق ووحدة املصير والوﺟود‪ ،‬متوﺟﻬا ﹰ بالتحية‬ ‫الﻰ أهلنا في كﻞ ﺳوريا‪ ،‬وبالتحديد الﻰ أهلنا في‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وهاب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ﺟبﻞ الشيﺦ والسويداﺀ وﺟبﻞ السماﻕ واﳉوالن العربي‬ ‫اﶈتﻞ الﺬين أﺛبتوا أنﻬم أهﻞ لشرف الﻘتال واإلنتصار‬ ‫ﺿد التكفيريني والعرب األذالﺀ اﳊاقدين‪ ،‬وﺿد العدو‬ ‫اإلﺳرائيلي الﺬي يﻘف ويغﺬي هﺬﻩ الفﱳ واملؤامرات‬ ‫واﳉرائم‪ ،‬وأقول لكم اليوم‪ ،‬باألمس كان هناﻙ موقف‬ ‫ألبناﺀ حﻀر متكنوا فيﻪ من فتح الطريق بﺈﲡاﻩ البلدة‬ ‫وفكوا اﳊصار عنﻬا بالﻘوة‪ ،‬وباألمس هﺬا التعاون‬ ‫بينﻬم وبني اﳉيﺶ العربي السوري واملﻘاومة أﺛمر هﺬﻩ‬ ‫العملية التي انتﻬت بفﻚ اﳊصار عن البلدة وكنت‬ ‫واﺛﻘا ﹰ منﺬ اللحﻈة األولﻰ أن أبناﺀ حﻀر والسويداﺀ وكﻞ‬ ‫ﺟبﻞ العرب ﺳيكونون باﺳتمرار الﻰ ﺟانب ﺟيشﻬم‬ ‫ودولتﻬم ورئيسﻬم ولن يكون لﻬم أي خيار آخر مﻬما‬ ‫حاول البعﺾ ﺇغراﺀهم بﺨيارات أخرﻯ‪ ،‬مﺠددا ﹰ الترحيب‬ ‫ﲟعالي الوزير مراد‪.‬‬ ‫ال ﳝكن للكلمات الﻘصار واﳋطابات ان تفيﻪ حﻘﻪ‬ ‫فاﳊديث عن األﺥ والصديق معالي الوزير عبدالرحيم‬ ‫مراد كاﳊديث عن املاﺀ الصافي دائم اﳊركة ﺛابت املسار‬ ‫ال تغ ﹼيرﻩ العﻬود وال الوعود‪.‬‬ ‫هو البﻘاعي األصيﻞ الطالﻊ من أرﺽ اﳋير والعطاﺀ‬ ‫الﻰ كﻞ الوﻃن والﻰ كﻞ العروبة‪.‬‬ ‫كبير هو في موقفﻪ الﻘومي وموقفﻪ املﻘاوم وكالمﻪ‬ ‫العروبي وحبﻪ لفلسطني التي هي في قلبﻪ وعﻘلﻪ‬ ‫ووﺟدانﻪ‪.‬‬ ‫غني هو في ﲡربتﻪ السياﺳية واالنسانية الطويلة‬ ‫وفي صداقتﻪ الواﺳعة وفي ﺇلتفاف مؤﺳساتﻪ‬ ‫التعليمية واالﺟتماعية بكامﻞ أعﻀائﻬا وكوادرها‬ ‫حولﻪ تستﻘي منﻪ الﻘوة واإلرﺷاد والتوحد‪.‬‬ ‫ناصرية ”أبو حسني“ ﺛابتة كثبات النصب التﺬكاري‬ ‫للﻘائد العربي ﺟمال عبدالناصر في عني املريسة‪ ،‬أما‬ ‫عروبيتﻪ فﻬي كحال بيروت التي بﻘيت عص ﹼية علﻰ‬ ‫اإلحتالل وعلﻰ كﻞ محاوالت ﺷطب تاريﺨﻬا وذاكرتﻬا‬ ‫وقيمﻬا‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬ال يسعني وأمام تكرﳝﻚ وتكرﱘ أنفسنا بﻚ‬ ‫اال ان نوﺟﻪ التحية لوﻃنيتﻚ ولعروبيتﻚ والعتدالﻚ‪،‬‬ ‫وهنيئا ﹰ لالمة بﻬﺬﻩ الﻘامة الوﻃنية والعروبية التي هي‬ ‫في صلب املﻘاومة البطلة ﺿد العدو اإلﺳرائيلي‪ ،‬ال بﻞ‬

‫‪1٦‬‬

‫هي ﺟزﺀ من هﺬﻩ املﻘاومة وركيزتﻬا وأﺳاﺳﻬا وعنوان‬ ‫عزة األمة وكرامتﻬا‪.‬‬ ‫وﺇذا كان الزمن العربي ﺇختلف‪ ،‬لكن العروبة ليست‬ ‫موﺿة موﺳم‪ ،‬ال تشيﺦ ﲟرور األيام وهي ليست ﻃارئة‬ ‫علﻰ أمتنا بﻞ هي فينا ونحن منﻬا‪ ،‬وفي ﻇﻞ املشاريﻊ‬ ‫املﺬهبية والطائفية اليوم والتكفيرية التي تعصف‬ ‫بﻬﺬﻩ األمة تبﻘﻰ العروبة هي خيارنا الوحيد اﳉامﻊ‬ ‫الﺬي يستطيﻊ أن ينﻘﺬ األمة من كﻞ هﺬﻩ املشاريﻊ‬ ‫التكفيرية واﺠﻤﻟنونة اليوم‪ ،‬وﺳتبﻘﻰ راياتﻬا خفاقة في‬ ‫كﻞ عاصمة عربية‪ ،‬من بيروت الﻰ بغداد‪ ،‬ومن الﻘاهرة‬ ‫الﻰ صنعاﺀ‪ ،‬التي تتعرﺽ اليوم ألﺷرﺱ هﺠمة ﳑن‬ ‫كان يفترﺽ بﻬم أن يكونوا أخوة لﻬا‪ ،‬ومن الﻘدﺱ الﻰ‬ ‫دمشق العص ﹼية علﻰ االرهاب والتي ترﺳم اليوم لكﻞ‬ ‫العرب واملسلمني ﳒما ﹰ عربيا ﹰ مﻘاوما ﹰ يستعصي علﻰ‬ ‫كﻞ املتﺂمرين والتكفيريني‪.‬‬ ‫لﺬا من هنا‪ ،‬أوﺟﻪ ﲢية كبيرة للرئيس بشار األﺳد‪،‬‬ ‫مﻘاوما ﹰ وقائدا ﹰ للمعركة ﺿد اإلرهاب‪ ،‬ﺇرهاب الدول‬ ‫واملنﻈمات واألفراد‪ ،‬وأقول لﻪ بﺄن الصبر كان ﻃويالﹰ‬ ‫ولكن اإلنتصار ﺳيكون أكبر من الفترة التي صبرت‬ ‫فيﻬا ﺳوريا وصمدت‪.‬‬ ‫لﺬلﻚ أقول ﺇن ﺳوريا مازالت هنا‪ ،‬في قلوب األحرار‬ ‫واألﺷراف واملﻘاومني‪ ،‬في عﻘولﻬم وفي زنودهم وليس‬ ‫فﻘﻂ في قلوب أبنائﻬا الﺬين يبﺬلون الغالي والنفيس‬ ‫كي تبﻘﻰ ﺳوريا عنوان العزة والكرامة والثبات علﻰ‬ ‫قيم اﳊق ووحدة املصير والوﺟود‪.‬‬ ‫وبﻬﺬﻩ املناﺳبة الكرﳝة نتوﺟﻪ بالتحية الﻰ أهلنا‬ ‫في كﻞ ﺳوريا ولكن ﺇﺳمحوا لي أن أخﺺ أهلنا في‬ ‫ﺟبﻞ الشيﺦ والسويداﺀ وﺟبﻞ السماﻕ واﳉوالن العربي‬ ‫اﶈتﻞ الﺬين أﺛبتوا أنﻬم أهﻞ لشرف الﻘتال واإلنتصار‬ ‫ﺿد التكفيريني والعرب األذالﺀ اﳊاقدين‪ ،‬وﺿد العدو‬ ‫اإلﺳرائيلي الﺬي يﻘف ويغﺬي هﺬﻩ الفﱳ واملؤامرات‬ ‫واﳉرائم‪ ،‬وأقول لكم اليوم‪ ،‬باألمس كان هناﻙ موقف‬ ‫ألبناﺀ حﻀر متكنوا فيﻪ من فتح الطريق بﺈﲡاﻩ البلدة‬ ‫وفكوا اﳊصار عنﻬا بالﻘوة‪ ،‬وباألمس هﺬا التعاون‬ ‫بينﻬم وبني اﳉيﺶ العربي السوري واملﻘاومة أﺛمر هﺬﻩ‬ ‫العملية التي انتﻬت بفﻚ اﳊصار عن البلدة وكنت‬ ‫واﺛﻘا ﹰ منﺬ اللحﻈة األولﻰ أن أبناﺀ حﻀر والسويداﺀ وكﻞ‬ ‫ﺟبﻞ العرب ﺳيكونون باﺳتمرار الﻰ ﺟانب ﺟيشﻬم‬ ‫ودولتﻬم ورئيسﻬم ولن يكون لﻬم أي خيار آخر مﻬما‬ ‫حاول البعﺾ ﺇغراﺀهم بﺨيارات أخرﻯ‪ ،‬مﺠددا ﹰ الترحيب‬ ‫ﲟعالي الوزير مراد‪.‬‬ ‫وفي اﳋتام منح وهاب الوزير مراد قالدة التوحيد‬ ‫وفا ﹰﺀ وتﻘديرا ﹰ لدورﻩ الوﻃني والعربي املش ﹼرف وعطاﺀاتﻪ‬ ‫اإلنسانية املستمرة ومسيرتﻪ النﻀالية‪ ،‬وكﺬلﻚ قدم‬ ‫اﺠﻤﻟلس البلدي في اﳉاهلية للوزير مراد درعا ﹰ تﻘديريا ﹰ‬ ‫لعطاﺀاتﻪ اإلنسانية املستمرة‪.‬‬ ‫وكان الوزير مراد والوفد املرافق قد اﺳتﻬﻞ زيارتﻪ الﻰ‬ ‫اﳉاهلية بزيارة املرﺟﻊ الروحي لطائفة املوحدين الدروز‬ ‫الشيﺦ أبوعلي ﺳليمان أبوذياب بحﻀور الوزير وهاب‬ ‫ورئيس ”املركز الوﻃني“ في الشمال كمال اﳋير‪ ،‬ووفد‬ ‫من هيئة العمﻞ التوحيدي‪.‬‬


‫وهاب إستقبﻞ ﺯاسبيكين في دارﺗﻪ في الﺠاهلية وأولم ﻋلى ﺷرفﻪ‬ ‫ﺇﺳتﻘبﻞ رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬في دارتﻪ في اﳉاهلية‪ ،‬السفير الروﺳي في‬ ‫لبنان ألكسندر زاﺳبيكني‪ ،‬بحﻀور نائب رئيس‬ ‫حزب التوحيد العربي ﺳليمان الصايﻎ ورئيس‬ ‫املكتب السياﺳي الدكتور ﺷفيق باز وعﻀو املكتب‬ ‫السياﺳي حافﻆ أبو املنﻰ‪ ،‬واإلعالمي مﺨايﻞ عوﺽ‪،‬‬ ‫وﺟرﻯ خالل اللﻘاﺀ بحث في األوﺿاﻉ اﶈلية واملنطﻘة‬ ‫حيث ﹼ‬ ‫أكد اﳉانبان علﻰ أهمية ﺇﳒاز اإلتفاﻕ النﻬائي‬ ‫للنووي اإليراني وانعكاﺳﻪ ﺇيﺠابا ﹰ علﻰ كافة ملفات‬ ‫املنطﻘة‪.‬‬ ‫ولفت وهاب بعد اللﻘاﺀ الﻰ الدور الروﺳي اإليﺠابي‬ ‫في موﺿوﻉ امللف النووي اإليراني الﺬي ﺳاهم في‬ ‫ﺇيصال هﺬا اإلتفاﻕ الﻰ خواتيم ﺳعيدة‪ ،‬معتبرا ﹰ أن‬ ‫الدور الروﺳي كان األفعﻞ واألبرز في الوصول الﻰ‬ ‫التسوية التي وصﻞ ﺇليﻬا اإلتفاﻕ النﻬائي والتي ﳝكن‬ ‫أن تنعكس في املرحلة املﻘبلة بشكﻞ ﺇيﺠابي علﻰ‬ ‫املنطﻘة‪.‬‬ ‫هﺬا وأﺷار وهاب الﻰ الدور الكبير الﺬي لعبﻪ‬ ‫السفير الروﺳي ألكسندر زاﺳبيكني خالل السنوات‬ ‫املاﺿية علﻰ الساحتني اللبنانية واإلقليمية في‬ ‫بلورة املوقف الروﺳي ووﺿﻊ النﻘاﻁ علﻰ اﳊروف‬ ‫في كثير من الﻘﻀايا‪ ،‬خاصة وأن منطﻘتنا كانت‬ ‫خالل السنوات املاﺿية منطﻘة مشتعلة ومازالت‬ ‫وفيﻬا الكثير من الﻘﻀايا اﳋطيرة‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ مساهمة‬ ‫زاﺳبيكني من خالل موقعﻪ وموقفﻪ في توﺿيح‬ ‫الكثير من األمور وفي ﺿبﻂ تدحرﺝ األمور علﻰ‬ ‫الساحتني اللبنانية واملنطﻘة‪.‬‬ ‫وأﺛنﻰ وهاب علﻰ موقف روﺳيا وخاصة موقف‬ ‫الرئيس الروﺳي فالدﳝير بوتني من كﻞ قﻀايا املنطﻘة‪،‬‬ ‫حيث وﺿﻊ بوتني ﺳياﺳة ﺟديدة لﻸمن الدولي بعد أن‬ ‫كان أمن العالم مستباحا ﹰ قبﻞ تلﻚ السياﺳة اﳉديدة‬ ‫)للرئيس بوتني( حتﻰ أمام بعﺾ اﺠﻤﻟانني في السياﺳة‬ ‫الدولية الﺬين دخلوا اﳊروب ولن يعرفوا كيف يﺨرﺟون‬ ‫منﻬا‪ ،‬فدمروا العراﻕ وحتﻰ اﻵن لم يستطﻊ أحد‬ ‫ﺇعادة اللحمة للشعب العراقي أو تثبيت األمن في‬ ‫العراﻕ‪ ،‬ودمروا ﺳوريا التي مازالت تعاني حتﻰ اليوم‬ ‫ونحن نعاني كثيرا ﹰ من معاناة ﺳوريا‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أن‬ ‫لبنان هو البلد األول الﺬي يتاﺛر بالوﺿﻊ السوري‪،‬‬ ‫معتبرا السياﺳة الروﺳية صمام األمان الدولي الﺬي‬ ‫يبدأ ﲟﺠلس األمن وال ينتﻬي في كثير من الﻘﻀايا‬ ‫خاصة قﻀايا املنطﻘة‪ ،‬األمر الﺬي أدﻯ الﻰ محاوالت‬ ‫الﻬﺠمة علﻰ روﺳيا عبر الساحة األوكرانية وغيرها‬ ‫باﺳتﻬداف روﺳيا عبر عﻘوبات معينة وﻇاملة‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ‬ ‫أن روﺳيا مﻊ الدور الﺬي رﺳمﻪ لﻬا الرئيس بوتني‬ ‫ﺟعﻞ موﺿوﻉ العﻘوبات مسﺄلة قدﳝة ال تنفﻊ خاصة‬ ‫وأن موقف روﺳيا عزﹼز مكانتﻬا الدولية كما عزﹼز‬ ‫مكانة الشعوب املﻈلومة التي عانت ﻃيلة عشرين‬ ‫عاما ﹰ من اﻵحادية األميركية اﺠﻤﻟنونة التي أﻃاحت‬ ‫بكثير من املﻘومات األمنية في منطﻘتنا العربية‪،‬‬ ‫الفتا ﹰ الﻰ الدور الروﺳي الكبير في ﺳوريا‪ ،‬الﺬي يعود‬

‫ﺇليﻪ اﳉميﻊ بعد ﻃول ﲡربة – ولكن لﻸﺳف بعد مرور‬ ‫أربﻊ ﺳنوات من التدمير واﳊروب وﺳﻘوﻁ مئات آالف‬ ‫الﻘتلﻰ‪ ،‬والﺬي قال منﺬ اللحﻈة األولﻰ أن ﺳوريا‬ ‫بحاﺟة ﳊوار‪ ،‬وتوافق بني اﳉميﻊ‪ ،‬متسائالﹰ ألم يكن‬ ‫األﺟدر أن نس ﹼلم لروﺳيا ما تﻘوم بﻪ من دور اليوم بني‬ ‫كﻞ األفرقاﺀ في ﺳوريا ألنﻬا األعلم بطبيعة املنطﻘة‬ ‫وبطبيعة ﺳوريا وباﳊسابات الطائفية واملﺬهبية‬ ‫والسياﺳية في املنطﻘة ال أن نﻘوم كما قام البعﺾ‬ ‫في الغرب ﲟواقف ﺳاذﺟة وال تستند الﻰ واقﻊ معني‬ ‫قي املنطﻘة باملطالبة بتنحي الرئيس بشار األﺳد؟‬ ‫متسائالﹰ هﻞ فكر أحد باليوم التالي لرحيﻞ الرئيس‬ ‫بشار األﺳد وﺳﻘوﻁ ﺳوريا؟ هﻞ فكر أحد ﲟاذا‬ ‫ﺳيحصﻞ في لبنان واألردن واملنطﻘة بعد ﺳﻘوﻁ‬ ‫ﺳوريا؟ ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ حاﺟة املنطﻘة للدور الروﺳي اليوم ﺇن‬ ‫كان في لبنان أو العراﻕ أو ﺳوريا‪.‬‬

‫ﺯﺍﺳﺒﻴﻜﲔ‬

‫وردا ﹰ علﻰ ﺇمكانية ﺇنتﺨاب رئيس ﳉمﻬورية لبنان‬ ‫هﺬا العام‪ ،‬ﹼ‬ ‫اكد زاﺳبيكني أنﻪ دبلوماﺳيا ﹰ يتم العمﻞ‬ ‫علﻰ هﺬا امللف بطريﻘة براغماتيكية‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أن‬ ‫هدف اﺠﻤﻟتمﻊ الدولي وروﺳيا بالتحديد هو مساعدة‬ ‫الشعب اللبناني في ﺇنتﺨاب رئيس للﺠمﻬورية‬ ‫وﲢﻘيق اﺳتحﻘاقات دﺳتورية أخرﻯ في لبنان‪ ،‬آخﺬا ﹰ‬ ‫بعني اإلعتبار اﳋصوصيات اللبنانية خالل العمﻞ‬ ‫بامللف الرئاﺳي مﻊ ﺟميﻊ األﻃراف اللبنانية إليﺠاد‬ ‫اﳊلول الالزمة إلﳒاز هﺬا اإلﺳتحﻘاﻕ‪.‬‬ ‫وحول ما يﺠري في املنطﻘة‪ ،‬ﹼ‬ ‫أكد زاﺳبيكن أن‬ ‫اﳊﻞ مرتبﻂ بﺈيﺠاد اﳊلول السياﺳية السلمية‬ ‫للنزاعات في املنطﻘة وفي الدرﺟة األولﻰ في ﺳوريا‬

‫‪1٧‬‬

‫حيث تعمﻞ روﺳيا منﺬ ﺳنوات علﻰ ﺇيﺠاد اﳊلول‬ ‫السياﺳية والسلمية فيﻬا وكﺬلﻚ األمر في العراﻕ‬ ‫واليمن وغيرها‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أهمية ما ﺳﺠﻞ في ﺟنيف‬ ‫بالنسبة لسوريا في تﺄمني اﳊﻘوﻕ املتساوية ﳉميﻊ‬ ‫مكونات اﺠﻤﻟتمﻊ السوري دون التمييز الطائفي أو‬ ‫اإلﺛني أو اللغوي‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق بامللف النووي اإليراني‪ ،‬ﹼ‬ ‫أكد زاﺳبيكني‬ ‫علﻰ أن اإلتفاﻕ النﻬائي هو ﺇﳒاز كبير بالنسبة‬ ‫للمﺠتمﻊ الدولي ككﻞ وللمشاركني في املفاوﺿات‪،‬‬ ‫الفتا ﹰ الﻰ تﺄكيد روﺳيا الشديد ومنﺬ البداية علﻰ حق‬ ‫ﺇيران في تطوير برنامﺠﻬا النووي لﻸغراﺽ السلمية‬ ‫الﺬي كان البند األﺳاﺳي في هﺬا اإلتفاﻕ وتوﺿيحﻬا‬ ‫الكامﻞ لﻬﺬا املوﺿوﻉ أمام اﳉميﻊ كي ال يكون هناﻙ‬ ‫أي تساﺅالت من أي ﻃرف‪.‬‬ ‫وﺇذ لفت الﻰ ما أﺛير حول ﺇنعكاﺳات هﺬا اإلتفاﻕ‬ ‫علﻰ األوﺿاﻉ الدولية وخاصة في الشرﻕ األوﺳﻂ‪،‬‬ ‫اعتبر زاﺳبيكني أنﻪ بالرغم من عدم بحث امللفات‬ ‫اإلقليمية في تلﻚ املفاوﺿات‪ ،‬ﺳيكون لﻬﺬا اإلتفاﻕ من‬ ‫اﳉانب السياﺳي املعنوي تﺄﺛير ﺇيﺠابي علﻰ األوﺿاﻉ‬ ‫في املنطﻘة لتنﻘية األﺟواﺀ بالرغم من اختالف في‬ ‫مواقف بعﺾ األﻃراف األخرﻯ في املفاوﺿات‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ‬ ‫أن هﺬا اإلتفاﻕ ﺳيكون عامالﹰ مساعدا ﹰ لتحﻘيق‬ ‫التﻘدم في ﺇيﺠاد اﳊلول للملفات األﺳاﺳية في‬ ‫املنطﻘة خاصة في مناﻃق النزاعات مﻊ تغلب عامﻞ‬ ‫املنافسة في اﻵونة األخيرة علﻰ األهداف اﳊﻘيﻘية‬ ‫املتعلﻘة في مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫وبعد اللﻘاﺀ أقام وهاب مﺄدبة غداﺀ علﻰ ﺷرف‬ ‫زاﺳبيكني‪.‬‬ ‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫وهاب خﻼل استقبالﻪ المبعوﺙ الهولندي الﺨاﺹ لسوريا‪:‬‬ ‫داﻋﺶ ﺗحاول إغراﻕ أوروبا في الهﺠرﺓ غير الشرﻋية‬

‫ﺇﺳتﻘبﻞ رئيس حزب التوحيد العربي الوزير‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬في مكتبﻪ في بئر حسن‪ ،‬املبعوﺙ‬ ‫الﻬولندي اﳋاﺹ لسوريا السفير نيكوالﺱ فان‬ ‫دام‪ ،‬يرافﻘﻪ مستشار الشؤون اإلقليمية في‬ ‫ﺳفارة ﳑلكة هولندا ”بارت بانس“‪ ،‬بحﻀور رئيس‬ ‫املكتب السياﺳي في اﳊزب الدكتور ﺷفيق باز‬ ‫وعﻀو املكتب السياﺳي حافﻆ أبواملنﻰ وأمني‬ ‫الداخلية واإلعالم هشام األعور‪.‬‬ ‫تناول اللﻘاﺀ األوﺿاﻉ في املنطﻘة عامة وﺳوريا‬ ‫خاصة والﻬﺠرة غير الشرعية في أوروبا‪ ،‬حيث‬ ‫ﹼ‬ ‫أكد اﳉانبان علﻰ خطر داعﺶ والنصرة علﻰ كﻞ‬ ‫املنطﻘة‪ ،‬واﳋطر الﺬي تشكلﻪ محاولة ﺇغراﻕ‬ ‫أوروبا في الﻬﺠرة غير الشرعية ألن هﺬا األمر في‬ ‫النتيﺠة ﺳيولد الكثير من اﳊركات اإلرهابية‬ ‫التي تستﻬدف أوروبا‪.‬‬ ‫كما تناول اللﻘاﺀ ﺿرورة دعم اﳉيوﺵ العربية‪،‬‬ ‫حيث نﻘﻞ خاللﻪ وهاب للموفد الﻬولندي ”خوف‬ ‫الكثير من فئات الشعب السوري ﳑا يحصﻞ في‬ ‫ﺳوريا من الﻬﺠمة التكفيرية علﻰ ﺳوريا‪ ،‬ومن‬ ‫محاولة تطﻬير بعﺾ املناﻃق من بعﺾ األقليات‬ ‫أو بعﺾ املواﻃنني السوريني الﺬي تﻘوم بﻪ‬ ‫التنﻈيمات اإلرهابية وكيف أن ليس هناﻙ فرقا ﹰ‬ ‫في ﺳوريا بني متطرفني أو معتدلني‪ ،‬الكﻞ في‬

‫النتيﺠة متطرفون مﻊ اختالف في الوﺟﻪ“‪.‬‬ ‫وﻃلب وهاب من املوفد الﻬولندي أن ”ينﻘﻞ‬ ‫وﺟﻬة نﻈرنا الﻰ كﻞ دول اإلﲢاد األوروبي كي ال‬ ‫تصبح تلﻚ الدول أﺳيرة ما يسمﻰ بحﻘوﻕ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬تلﻚ النﻈرية التي تستغلﻬا التنﻈيمات‬ ‫التكفيرية ولكن هي في النتيﺠة ال تﻘيم وزنا ﹰ ال‬ ‫لﻺنسان وال ﳊﻘوﻕ اإلنسان في املنطﻘة“‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ‬ ‫علﻰ ﺿرورة دعم اﳉيوﺵ العربية ألن هﺬﻩ اﳉيوﺵ‬ ‫ﺇن كانت في مصر أو ﺳوريا أو لبنان أو العراﻕ‬ ‫أو أي مكان آخر هي الوحيدة التي تستطيﻊ أن‬

‫ﲢمي الوﻃن وتعيد الدول املركزية ألن بناﺀ الدول‬ ‫املركزية هو ﺿرورة“‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أن ”التفتت اﳊاصﻞ‬ ‫اليوم في الساحة العربية وخاصة ﺳاحة املشرﻕ‬ ‫العربي يشكﻞ خطرا ﹰ علﻰ كﻞ فئات اﺠﻤﻟتمﻊ“‪.‬‬ ‫وكان لنا وﺟﻬة نﻈر موحدة حول خطر داعﺶ‬ ‫والنصرة علﻰ كﻞ املنطﻘة‪ ،‬واﳋطر الﺬي تشكلﻪ‬ ‫محاولة ﺇغراﻕ أوروبا في الﻬﺠرة غير الشرعية ألن‬ ‫هﺬا األمر في النتيﺠة ﺳيولد الكثير من اﳊركات‬ ‫اإلرهابية التي تستﻬدف أوروبا‪.‬‬

‫‪ ...‬وفي محادﺛاﺗﻪ مﻊ مسﺆولين أوروبيين في باريﺲ وبروﻛسﻞ‪:‬‬

‫لدﻋم الﺠيوﺵ والقوﻯ التي ﺗحارب اإلرهاب‬ ‫ﺇلتﻘﻰ رئيس حزب التوحيد العربي وئام‬ ‫وهاب خالل زيارتﻪ الﻰ أوروبا‪ ،‬النائبة باتريسيا‬ ‫آدم رئيسة ﳉنة الدفاﻉ والﻘوات املسلحة في‬ ‫اﺠﻤﻟلس النيابي الفرنسي وبحث معﻬا التطورات‬ ‫وكيفية حماية األقليات في املنطﻘة‪ ،‬مؤكدا ﹰ‬ ‫علﻰ ﺿرورة دعم اﳉيوﺵ والﻘوﻯ التي ﲢارب‬ ‫اإلرهاب منوها ﹰ بدور اﳉيﺶ اللبناني و«حزب‬ ‫اﷲ« في حماية اﳊدود اللبنانية‪.‬‬ ‫كما التﻘﻰ وهاب نائب رئيس ﳉنة اﳋارﺟية‬ ‫والدفاﻉ في مﺠلس الشيوﺥ الفرنسي أميراي‬ ‫دو مونتسكوي درتانيون وبحث معﻪ السبﻞ‬ ‫اﻵيلة ملواﺟﻬة اإلرهاب‪ ،‬وكانت وﺟﻬات النﻈر‬ ‫متطابﻘة بني الطرفني حول ﺿرورة التحرﻙ‬ ‫األوروبي الفاعﻞ ملواﺟﻬة اإلرهاب ‪.‬‬ ‫وقام وهاب بزيارة بروكسﻞ حيث عﻘد‬ ‫عدة لﻘاﺀات مﻊ عدد من النواب في البرملانني‬ ‫البلﺠيكي والفالمنكي الﺬين ينتمون ﳊزب‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫»فالمس بيالنﻚ« والﺬي لبﻰ وهاب دعوتﻬم‬ ‫للغداﺀ في مبنﻰ البرملان الفالمنكي في‬ ‫بروكسﻞ بحﻀور السيناتور في مﺠلس‬ ‫الشيوﺥ البلﺠيكي فيليب دي ونتر والسناتورة‬ ‫البلﺠيكية أﳒي فان دير مييرﺷي والسيد‬ ‫ماركو ﺳانتي أمني صندوﻕ ﺇﲢاد البرملان األوروبي‬ ‫والنائب في مﺠلس البرملان البلﺠيكي ﺟان‬ ‫بينريس والنائب الفالمنكي فرانﻚ كريلمان‪،‬‬ ‫حيث ﲢدﺙ كﻞ من السناتور دي ونتر والنائب‬ ‫الفالمنكي كريلمان‪ ،‬فيما رد وهاب ﺷاكرا ﹰ‬ ‫للنواب األوروبيني علﻰ دعوتﻬم كما ﲢدﺙ‬ ‫الﻰ التلفزيون الرﺳمي البلﺠيكي معتبرا ﹰ أن‬ ‫أوروبا يﺠب أن ال تتﺄخر في مواﺟﻬتﻬا لﻺرهاب‬ ‫الﺬي أصبح في مدنﻬا وﺷوارعﻬا مؤكدا ﹰ علﻰ‬ ‫ﺿرورة دعم اﳉيﺶ السوري والعراقي واللبناني‬ ‫واملصري في مواﺟﻬتﻬم لﻺرهاب‪ ،‬داعيا ﹰ النواب‬ ‫الﻰ ﳑارﺳة الﻀغوﻁ علﻰ حكوماتﻬم لعدم‬

‫‪18‬‬

‫ﺟعﻞ أوروبا مالذا ﹰ آمنا ﹰ للﺬين ﳝارﺳون اإلرهاب‬ ‫في منطﻘتنا كتنﻈيم »اإلخوان املسلمني«‬ ‫اإلرهابي الﺬي تنتشر كوادرﻩ في مﺨتلف‬ ‫العواصم األوروبية‪.‬‬ ‫وأكد وهاب في املﻘابلة ردا ﹰ علﻰ ﺳؤال بﺄن‬ ‫الدروز يرفﻀون اﳊماية اإلﺳرائيلية وهم قادرون‬ ‫علﻰ حشد أكثر من خمسني ألف مﻘاتﻞ للدفاﻉ‬ ‫عن أنفسﻬم في ﺳوريا مدعومني من دروز لبنان‬ ‫وكﻞ دروز املنطﻘة مشيرا ﹰ الﻰ أن الﺬين يحاولون‬ ‫ﺇﺳﻘاﻁ النﻈام في ﺳوريا هم ﺇما أغبياﺀ أو‬ ‫ﺟﻬلة أو ال يعرفون واقﻊ األرﺽ في منطﻘتنا‪.‬‬ ‫وقال وهاب‪ :‬هﻞ ﺳﺄل أحد ما هو التالي‬ ‫في حال ﺳﻘطت ﺳوريا؟ هﻞ ﺳﺄل أحد ماذا‬ ‫ﺳيحصﻞ في لبنان في اليوم التالي داعيا الﻰ‬ ‫اﳋروﺝ من الكﺬبة الشﻬيرة التي تﻘول بنشر‬ ‫الدﳝﻘراﻃية ألن النموذﺝ الليبي كان خير برهان‬ ‫علﻰ هكﺬا دﳝﻘراﻃية‪.‬‬


‫وهاب من حﻀر‪ :‬أي إﻋتداء ﻋلى حﻀر‬ ‫سيفﺠر المﺜلﺚ اللبناني ‪ -‬السوري ‪ -‬الفلسﻄيني بﺄﻛملﻪ‬ ‫خرﻕ رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب‬ ‫اﳊصار املفروﺽ علﻰ بلدة حﻀر في ﺟبﻞ‬ ‫الشيﺦ وفاﺟﺄ أهاليﻬا بزيارة اﺳتﻘبﻞ فيﻬا من‬ ‫قبﻞ مشايﺨﻬا ومﻘاتليﻬا بالترحاب والثناﺀ‬ ‫علﻰ مواقفﻪ وتﺄكيدهم الوقوف خلف اﳉيﺶ‬ ‫العربي السوري والدولة السورية ورفﺾ املشاريﻊ‬ ‫اإلﺳرائيلية‪.‬‬ ‫والتﻘﻰ وهاب مسؤولي اﶈاور في البلدة‬ ‫واملﻘاتلني‪ ،‬حيث ﹼ‬ ‫أكد أمام اﳉميﻊ أن ”أي اعتداﺀ‬ ‫علﻰ حﻀر ﺳيفﺠر املثلث اللبناني ‪ -‬السوري‬ ‫ الفلسطيني بﺄكملﻪ وما يعني حﻀر يعني‬‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ بﺄن حﻀر ”ﺳتبﻘﻰ‬ ‫املنطﻘة بﺄكملﻬا“‪،‬‬ ‫ألهلﻬا ﳝوتون فيﻬا وال يتركونﻬا وهﺬﻩ هي عاداتنا‬ ‫وهكﺬا علمنا مشايﺨنا وهﺬا هو تاريﺨنا وأنا واﺛق‬ ‫بﺄن هﺬﻩ األرﺽ ﺳتبﻘﻰ لنا مﻬما حصﻞ“‪.‬‬ ‫وتابﻊ وهاب‪” :‬فليعرف كﻞ الرعاة اإلقليميني‬ ‫للمسلحني أن ”أي اعتداﺀ أو محاولة لدخول حﻀر‬ ‫هي ﺇعتداﺀ علﻰ راﺷيا وحاصبيا واﳉوالن وعلﻰ كﻞ‬ ‫لبنان وﺳوريا وكﻞ فلسطني بالنسبة لنا“‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ‬ ‫أن خيار حﻀر هو الدولة السورية واﳉيﺶ العربي‬ ‫السوري وﺳتبﻘﻰ كﺬلﻚ الﻰ ﺟانب اﳉيﺶ الﺬي‬ ‫ﺳيبﻘﻰ بدورﻩ الﻰ ﺟانبﻬا“‪ ،‬متوﺟﻬا ﹰ الﻰ أهالي‬ ‫حﻀر بالﻘول‪” :‬تﺄكدوا بﺄن خيارنا باﺳتمرار هو‬ ‫العروبة وﺳيبﻘﻰ ولم يكن يوما ﹰ خيارنا ”ﺇﺳرائيﻞ“‪،‬‬ ‫الفتا ﹰ الﻰ ما قام بﻪ دروز مﺠدل ﺷمس في اﳉوالن‬ ‫اﶈتﻞ باإلعتداﺀ علﻰ ﺳيارة ﺇﺳعاف تنﻘﻞ ﺟرحﻰ‬ ‫التكفيريني“‪ ،‬متوﺟﻬا ﹰ الﻰ أبطال مﺠدل ﺷمس‬ ‫بالﻘول‪” :‬ما قمتم بﻪ هو الصحيح‪ ،‬وال يوﺟد أحد‬ ‫قادر علﻰ قتلنا بحﻀر وﳝر ﲟﺠدل ﺷمس بسالم‬ ‫ليكن ذلﻚ واﺿحا للﺠميﻊ“‪ ،‬واصفا ﹰ الدروز ”بطبق‬ ‫النحاﺱ أينما ﺿربت عليﻪ ﺳيرن“‪ ،‬مﻀيفا ﹰ ”نحن‬ ‫في هﺬا الوﺿﻊ اﳋطر كطبق النحاﺱ ألن أي‬ ‫ﺇعتداﺀ علﻰ أية قرية في ﺳوريا هو اعتداﺀ علﻰ‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ أن ”ﺳوريا باقية ولن تسﻘﻂ‬ ‫كﻞ قرانا“‪،‬‬ ‫ال بﻞ ﺳتربح املعركة مﻬما ﻃال الزمن“‪ ،‬داعيا ﹰ‬ ‫اﳉميﻊ للتمثﻞ ”بﺄهلنا في اﳉوالن الﺬين بالرغم‬ ‫من ‪ 05‬ﺳنة احتالل الزالوا متمسكني بالعروبة‬ ‫فكيف أنتم الﺬين قاتلتم الﻰ ﺟانب اﳉيﺶ‬ ‫السوري في األعوام ‪ ،19٧2 – 19٦٧‬مﺠددا ﹰ تﺄكيدﻩ‬ ‫علﻰ أن العروبة خيارنا وال أحد فينا لديﻪ خيار ﺇال‬ ‫العروبة وﺳوريا واﳉيﺶ العربي السوري والرئيس‬ ‫بشار األﺳد“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬النفاﻕ اإلﺳرائيلي الﺬي يتم لن يغرينا‬ ‫ولن يﺨدعنا بعد ما حصﻞ في مﺠدل ﺷمس‪،‬‬ ‫ورأيتم كيف توترت قادة الكيان وبالتحديد‬ ‫املنافق نتنياهو الﺬي أخﺬ يﻬدد أهلنا في اﳉوالن“‪،‬‬

‫متوﺟﻬا ﹰ الﻰ قادة الكيان وحلفائﻪ بالﻘول‪” :‬أي‬ ‫محاولة لﻈلم أهلنا ﲢت اإلحتالل ﺳتواﺟﻪ من‬ ‫أهلنا باملﻘاومة“‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ وﺟود مئات املﻘاتلني‬ ‫األبطال من حﻀر في اﶈاور وعلﻰ اﳉبﻬات وكﻞ‬ ‫حﻀر أصبحت عسكر وما رأيتﻪ يؤكد أن هؤالﺀ‬ ‫هم الدروز اﳊﻘيﻘيون والواﺿح أن خياركم‬ ‫البندقية هو الصحيح ألن كﻞ العالم ينافق علﻰ‬ ‫املسيحيني واإليزيديني في العراﻕ وعلﻰ األكراد‬ ‫وغيرهم“‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫وختم وهاب كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬ما يحمينا هو‬ ‫بندقيتنا والبﻘاﺀ في أرﺿنا والدفاﻉ عنﻬا ألن‬ ‫ﹶمن يترﻙ أرﺿﻪ هو ملعون الﻰ يوم الدين وليس‬ ‫موحدا ﹰ وليس لﻪ عالقة باملوحدين“‪ ،‬متوﺟﻬا ﹰ الﻰ‬ ‫ﹼ‬ ‫اإلرهابيني و ﹶمن يدعمﻬم بالﻘول‪” :‬ال ﲡربونا‪ ،‬حﻀر‬ ‫اليوم متثﻞ كﻞ الشرفاﺀ في هﺬﻩ املنطﻘة وكرامة‬ ‫األمة وهي ﺳتربح وﺳتتمكن مﻊ اﳉيﺶ السوري‬ ‫من فﻚ اﳊصار املفروﺽ عليﻬا“‪.‬‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫وهاب خﻼل الوقفة التﻀامنية مﻊ أهالي السويداء في دارﺗﻪ في الﺠاهلية‪:‬‬

‫معرﻛتنا معرﻛة مصير ووﺟود وحمايتنا بﺄن نكون‬ ‫ﺟﺰءا من محور المقاومة وبحمﻞ السﻼح‬ ‫ً‬

‫وهاب متوﺳطا ﹰ الﻘاﺿي الشيﺦ مرﺳﻞ نصر ووفد من مشايﺦ هيئة العمﻞ التوحيدي وراﺷيا وحاصبيا ومناﻃق وقرﻯ اﳉبﻞ‬

‫تنديدا ﹰ للمﺠزرة التي حصلت في قرية قلب‬ ‫لوزة في ﺟبﻞ السماﻕ في ريف ﺇدلب‪ ،‬علﻰ أيدي‬ ‫”ﺟبﻬة النصرة“ بﻘيادة السفاﺡ أبو عبدالرحمن‬ ‫التونسي‪ ،‬ﹼ‬ ‫نﻈم حزب التوحيد العربي وقفة‬ ‫تﻀامنية مﻊ أهالي املوحدين املسلمني الدروز‬ ‫في ﺳوريا‪ ،‬ﲢت عنوان ”يوم العزة والكرامة“‪ ،‬في‬ ‫دارة رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب‬ ‫في اﳉاهلية‪ ،‬ﲟشاركة وحﻀور وهاب وﳒلﻪ‬ ‫هادي وهاب ورئيس قﻀاﺀ املﺬهب الدرزي السابق‬ ‫الﻘاﺿي الشيﺦ مرﺳﻞ نصر‪ ،‬وهيئة العمﻞ‬ ‫التوحيدي ورئيس بلدية اﳉاهلية أمني أبوذياب‬ ‫وأعﻀاﺀ البلدية واإلختيارية‪ ،‬ورئيس الرابطة‬ ‫اإلﺟتماعية والثﻘافية في اﳉاهلية األﺳتاذ‬ ‫نبيﻪ العياﺹ‪ ،‬واﳉمعيات والﻬيئات املدنية‬ ‫وأعﻀاﺀ املكتب السياﺳي ومﺠلس أمناﺀ اﳊزب‪،‬‬ ‫وعدد كبير من املشايﺦ من مناﻃق وقرﻯ اﳉبﻞ‬ ‫والشوف واﳉرد وعاليﻪ وراﺷيا وحاصبيا وحشود‬ ‫ﺷعبية‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ﻋﺒﺪ ﺍﳋﺎﻟﻖ‬ ‫بعد اإلفتتاﺡ بالنشيد الوﻃني والوقوف دقيﻘة‬ ‫صمت علﻰ أرواﺡ الشﻬداﺀ الﺬين ﺳﻘطوا في‬ ‫قرية قلب لوزة‪ ،‬ألﻘيت كلمات اﺳتنكرت اﺠﻤﻟزرة‬ ‫وﺷددت علﻰ ﺿروة تسليح أهالي السويداﺀ‬ ‫للدفاﻉ عن أنفسﻬم من خطر التكفيريني الﺬي‬ ‫أصبح علﻰ األبواب‪ ،‬اﺳتﻬلت بكلمة الرفيق بﻬاﺀ‬ ‫عبد اﳋالق‪ ،‬وﳑا ﺟاﺀ في الكلمة‪:‬‬ ‫يا أهلنا‪ ..‬وأخواننا في لبنان وﺳوريا وفلسطني‪،‬‬ ‫يا بني معروف‪ ،‬ها هي األرﺽ متتلﺊ من حولنا‬ ‫ﻇلما ﹰ وفتنا ﹰ كﻘطﻊ الليﻞ‪ ،‬وها هي اﳊرب تدخﻞ‬ ‫حدب وصوب‪،‬‬ ‫كﻞ بيت واﳋطر يداهمنا من كﻞ‬ ‫ﹴ‬ ‫ولم تعد ﲡدي نفعا ﹰ ﺳياﺳات املﻬادنة واإلبتﺬال‪.‬‬ ‫منﺬ ﺛالﺙ ﺳنوات‪ ،‬وحني برز ﳒم هﺬا التكفير‬ ‫اللعني‪ ،‬وراﺡ يرتكب اﺠﻤﻟازر والتدمير املمنﻬﺞ في‬ ‫ﺳوريا‪ ،‬أعلن الﻘائد التوحيدي آنﺬاﻙ‪ ،‬معالي الوزير‬ ‫وئام وهاب للمﻸ أن خيارنا األمثﻞ هو السالﺡ‪ ،‬وبﺄن‬

‫‪20‬‬

‫السالﺡ زينة الرﺟال علﻰ م ﹼر األﺟيال في مثﻞ هﺬﻩ‬ ‫الﻈروف‪ ،‬كما أعلن أن املﻘاومة في ﺳبيﻞ اﳊق‬ ‫هي خيار الشرفاﺀ في هﺬا الشرﻕ ملواﺟﻬة كﻞ‬ ‫املشاريﻊ التي تﻬدد األرﺽ واإلنسان فيﻪ‪ ،‬حينﻬا‬ ‫ص ﹼمت بعﺾ اﻵذان فينا‪ ،‬وراحت تتﺄرﺟح بني وعود‬ ‫ﹸ‬ ‫بتروعربية من ﺟﻬة وعثمانية من ﺟﻬة أخرﻯ‪،‬‬ ‫ناهيكم عن تﺄﺛير السفارات األﺟنبية أوروبية‬ ‫كانت أم أميركية‪ ،‬وبدأت معﻬم تكبر لعبة‬ ‫الرهانات واملصالح والدم يراﻕ‪ ..،‬نعم الدم يراﻕ من‬ ‫ﺳوريا الﻰ العراﻕ“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬ها نحن اليوم نصﻞ الﻰ تلﻚ اﳊﻘيﻘة‬ ‫من ﺟديد‪ ،‬أن ال خيار لنا ﺇال السالﺡ للﺬود عن‬ ‫أرﺿنا وأعراﺿنا وكرامتنا“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬فلتصغي لنا ﺟيداﹰ‪ ،‬رﺅوﺱ املؤامرات‬ ‫وأذنابﻬا‪ ،‬لن نﻘبﻞ بالﺬلة بعد اليوم‪ ،‬لﻘد ﹼ‬ ‫أكدﰎ‬ ‫لنا مرارا ﹰ أنكم أمراﺀ مردة‪ ،‬وأمناﺀ خونة‪ ،‬وملوﻙ‬ ‫ﺳﺨفة ورﺅﺳاﺀ كﺬابون‪ ،‬م ﹼولتم اإلرهاب والتكفير‬ ‫اﺳتبد وﲡ ﹼبر‪ ،‬وعاﺙ في‬ ‫باملال والسالﺡ‪ ،‬حتﻰ‬ ‫ﹼ‬ ‫الشرﻕ ﻇلما ﹰ وخرابا ﹰ باﺳم الدين والشريعة‪ ،‬في‬


‫وينتﻈرون منﻚ الكلمة الفصﻞ في هﺬا الشﺄن“‪.‬‬

‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺼﺮ‬

‫الرفيق بﻬاﺀ عبد اﳋالق يلﻘي كلمتﻪ‬

‫حني أن كﻞ الشرائﻊ واألديان تنبﺬ هﺬﻩ الﻈاهرة‬ ‫اإلﺟرامية الطارئة وتلعنﻬا“‪.‬‬ ‫وأﺿاف عبد اﳋالق‪” :‬باألمس أﺳ ﹺﻘطت كﻞ‬ ‫اﶈرمات وﺳﻘطت معﻬا كﻞ الرهانات والتسويات‬ ‫املﻬينة وها هم أعداﺀ اإلنسانية واﳊق يكيلون لنا‬ ‫كما لغيرنا من أبناﺀ املﺬاهب واألديان من حﻘدهم‬ ‫وكفرهم وﺟورهم كﻞ يوم‪ ،‬وينشرون الﻈلم‬ ‫واإلﺳتبداد أينما وﺟدوا ومازال البعﺾ يرغب في‬ ‫الرهان واملﻘامرة بدمائنا“‪.‬‬ ‫وختم عبداﳋالق بالﻘول‪” :‬كفﻰ مﻬادنة وذالﹼ‬ ‫وتﻀييعا ﹰ للوقت‪ ،‬فليتعاون اﳉميﻊ من أﺟﻞ تﺄمني‬ ‫السالﺡ الالزم الﻰ أهلنا في ﺳوريا قبﻞ فوات‬ ‫األوان‪.‬‬ ‫أتوﺟﻪ ﺇليكم معالي الوزير وهاب بالﻘول‪،‬‬ ‫وهنا ﹼ‬ ‫عﻬدناﻙ تبﺬل الكثير في ﺳبيﻞ رفعة وعزة هﺬﻩ‬ ‫الطائفة العزيزة‪ ،‬وندعوﻙ اليوم الﻰ العودة بنا‬ ‫الﻰ اﳉﺬور‪ ،‬تلﻚ اﳉﺬور الفارﺳية التي كانت عونا ﹰ‬ ‫وﺳندا ﹰ للنبي العربي األكرم حتﻰ كان اإلنتصار‬ ‫األعﻈم في معركة اﳋندﻕ‪ .‬نعم هي ﺟﺬورنا‪ ،‬ﺟﺬور‬ ‫ﺳلمان عليﻪ أﺷرف السالم في كﻞ األزمان“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬اﳉمﻬورية اإلﺳالمية في ﺇيران هي‬ ‫السبيﻞ األوحد والسند والعﻀد األصدﻕ في كﻞ‬ ‫امللمات‪ ،‬والتاريﺦ يشﻬد بد ﹰﺀا من ﺟنوب لبنان الﻰ‬ ‫غزة مرورا ﹰ بكﻞ البلدان التي عانت ﻇلم واﺳتبداد‬ ‫ﺳياﺳات اإلﺳتكبار‪ ،‬وباألمس الﻘريب احتﻀنت‬ ‫ﺇيران آالمنا وآمالنا وها هي مسحة اﳋير من‬ ‫أياديﻬا البيﻀاﺀ ترتسم علﻰ ﺟبني ﺟبلنا‪ ،‬وﳝكنﻬا‬ ‫اليوم يا معالي الوزير ﹸكرمﻰ لعينيﻚ وملشايﺨنا‬ ‫األفاﺿﻞ ولتاريﺨكم اﺠﻤﻟيد ﻃبعا ﹰ بالتنسيق‬ ‫مﻊ الﻘيادة السورية وقيادة املﻘاومة اللبنانية‬ ‫الباﺳلة التي نؤمن بحكمة قائدها ﺳماحة‬ ‫األمني العام السيد حسن نصراﷲ أن تدعم ﲟا‬ ‫يلزم لتﻀعوا معا ﹰ حدا ﹰ لكﻞ تلﻚ التﺠاذبات التي‬ ‫قد تﻬلﻚ أبناﺀنا في ﺳوريا‪ ،‬وأما ﺷباب التوحيد‬ ‫فﻬم حاﺿرون وﺟاهزون لكﻞ ﺳاﺡ يا معالي الوزير‬

‫الﻘاﺿي الشيﺦ مرﺳﻞ نصر يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ﺛم كان كلمة لرئيس قﻀاﺀ املﺬهب الدرزي‬ ‫ﹼ‬ ‫السابق الﻘاﺿي الشيﺦ مرﺳﻞ نصر‪ ،‬وﳑا ﺟاﺀ‬ ‫فيﻬا‪:‬‬ ‫”لﻘد قيﻞ‪:‬‬ ‫الرأي قبﻞ ﺷﺠاعة الشﺠعان‬ ‫هو أول وهي اﶈﻞ الثاني‬ ‫فﺈذا هما اﺟتمعا لنفس حرة‬ ‫بلغت من العلياﺀ كﻞ مكان‬ ‫نحن ﳒتمﻊ اليوم واألﺳﻰ ﳝﻸ قلوبنا مستنكرين‬ ‫ما حصﻞ إلخواننا في ﺷمال ﺳوريا وبﺨاصة اﺠﻤﻟزرة‬ ‫التي حصلت في بلدة قلب لوزة الﺬين أصبحوا‬ ‫أﺛﻘﻞ اﳋالئق أعباﺀ‪ ،‬وأﺟﻬدهم بالﺀ‪ ،‬وأﺿيق أهﻞ‬ ‫الدنيا حاالﹰ‪ ،‬فﺠ ﹼرﺡ ﻃول األﺳﻰ قلوبﻬم‪ ،‬وﻃول‬ ‫البكاﺀ عيونﻬم‪ ،‬وبعﺾ املسؤولني – مﻊ األﺳف –‬ ‫مريب أو تبرير معيب‪.‬‬ ‫صمت‬ ‫في‬ ‫ﹴ‬ ‫ﹴ‬ ‫ومن نكد الدنيا علﻰ املؤمنني أن يالم الﻀحايا‬ ‫من الشيوﺥ واألﻃفال والنساﺀ‪ ،‬ويب ﹼرر اإلعتداﺀ‬ ‫والﻘصف والتدمير بحﺠﺞ واهية ودعوات كاذبة‬ ‫وبالتالي يﻘتﻀينا الواﺟب أن نكون يدا ﹰ واحدة‬ ‫ملساعدتﻬم ماديا ﹰ ومعنويا ﹰ لنﺨفف مصابﻬم‪،‬‬ ‫وﳕسح دموﻉ ﺛكالهم‪ ،‬ونسعف ﺟرحاهم“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬لﻘد اﺳتيﻘﻈت اﳉاهلية الكامنة‬ ‫بﺄبشﻊ صورها في نفوﺱ ذوي التفسيق والتكفير‬ ‫وهواة التطرف والتدمير‪ ،‬الﺬين ﺷاركوا األبالسة‬ ‫بالعﻘول واألفﻬام‪ ،‬فغدوا ﺷرﹼﹰا منﻬم في السﺨﻂ‬ ‫واﻵﺛام‪ ،‬وقد أﺛمرت أﺷﺠار الباﻃﻞ في قلوبﻬم‪،‬‬ ‫وعميت بصائرهم عن التمييز‪ ،‬ال في الدين وال‬ ‫عن اﷲ يعﻘلون‪ ،‬وأملنا كبير – في هﺬﻩ الﻈروف‬ ‫العصيبة – أن يﺠتمﻊ قادة الرأي عند املوحدين‪،‬‬ ‫ويكون رأيﻬم موحدا ﹰ وأن يكون ﺳﻘف كﻞ منﻬم‬ ‫معﻘوال ﹰ ومﻘبوالﹰ‪ ،‬دون مواربة وال مسايرة ألية ﺟﻬة‬ ‫من اﳉﻬات علﻰ حساب الطائفة ودماﺀ ﺷﻬدائﻬا‪،‬‬

‫‪21‬‬

‫وأن نتﺠنﹼب ﺳياﺳة اإلنتﻘام والتشفي‪ ،‬فالوﺿﻊ‬ ‫ال يحتمﻞ ﺇال التشاور بعﻘالنية وحكمة دون‬ ‫مزايدات‪ ،‬ودون تﺨاذل ومﺠامالت‪ ،‬ألن ذلﻚ يﻬدد‬ ‫وﺟود ﺇخواننا في ﺷمال ﺳوريا‪ ،‬الﺬين غدر بﻬم‬ ‫املتطرفون وأعوانﻬم دون اعتبار ألي مناصر أو‬ ‫مؤيد لﻬم“‪.‬‬ ‫وتابﻊ الشيﺦ نصر‪” :‬ﺇن مشروﻉ الدولة اإلﺳالمية‬ ‫– حسب رﺅيتي املتواﺿعة – يشمﻞ ﺟميﻊ الدول‬ ‫العربية واإلﺳالمية‪ ،‬ﺳواﺀ حصﻞ تدخﻞ من‬ ‫املﻘاومة أو لم يحصﻞ‪ ،‬فاﺨﻤﻟططات اإلﺳرائيلية‬ ‫واألميركية تﻬدف الﻰ تفتيت املنطﻘة العربية‪،‬‬ ‫وﺇحداﺙ دويالت متناحرة يسﻬﻞ الﻘﻀاﺀ عليﻬا‬ ‫والسيطرة علﻰ خيراتﻬا‪.‬‬ ‫أما نحن املوحدون الدروز دعاة وحدة‪ ،‬وال نﻘبﻞ‬ ‫التمييز بني مكونات اﺠﻤﻟتمﻊ العربي‪ ،‬وبﺨاصة‬ ‫النسيﺞ اإلﺟتماعي السوري‪ ،‬ونحن علﻰ خطﻰ‬ ‫أﺟدادنا ﺳائرون وما اﺳتﻘبال أهالي السويداﺀ‬ ‫لعشرات اﻵالف من نساﺀ وأﻃفال درعا ومحيطﻬا‬ ‫ﺇال دليﻞ علﻰ اﺳتمرار اﶈافﻈة علﻰ وحدة األخوة‬ ‫بيننا وبني ﺇخواننا في درعا وﺟوارها‪ ،‬فعالقاتنا‬ ‫ﺟيدة منﺬ مئات السنني والنزال وﺇياهم في محبة‬ ‫ومودة‪ ،‬وعداوتنا مﻊ املتطرفني وأكثرهم من اﳋارﺝ‬ ‫والﺬين غرروا ببعﺾ املغفلني من البدو لينزلوا‬ ‫عددا ﹰ من الﻘﺬائف علﻰ مدينة السويداﺀ إلﺛارة‬ ‫العواﻃف والﻘيام بردات الفعﻞ ﺿد املﻘيمني‬ ‫في املدينة وﺿواحيﻬا خابت آمالﻬم و ﹸعرفت‬ ‫أهدافﻬم“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬بعيدا ﹰ عن اﺠﻤﻟامالت فنحن مﻊ معالي‬ ‫األﺳتاذ وئام وهاب في مطالبتﻪ للمسؤولني‬ ‫السوريني لتﻘدﱘ السالﺡ ألبناﺀ ﺟبﻞ العرب وهم‬ ‫ﺟديرون بالدفاﻉ عن حدود منطﻘتﻬم‪ ،‬ولسنا‬ ‫بحاﺟة لطوباوية ال تسمن وال تغني عن حماية‬ ‫الوﻃن واملواﻃن‪ ،‬ونحن ال نستطيﻊ التصالح‬ ‫مﻊ ﹶمن يعتبر نفسﻪ نائبا ﹰ عن اﷲ عز وﺟﻞ في‬ ‫محاﺳبة الناﺱ‪ ،‬ومعاقبتﻬم بﻘطﻊ الرﺅوﺱ‬ ‫بالسيوف والفؤوﺱ‪ ،‬وال ﳝكن أن نطمئن ملن ال‬ ‫يفﻘﻬون قولﻪ تعالﻰ‪ :‬ال ﺇكراﻩ في الدين‪ ،‬والﺬين‬ ‫ﺳبوا األﻃفال والنساﺀ‪ ،‬وما يﻘومون بﻪ من‬ ‫التﻬﺠير املمنﻬﺞ والتطﻬير العرقي للمﺠموعات‬ ‫السكانية املوﺟودة ﺳواﺀ أكانوا مسيحيني أو‬ ‫غيرهم من األقليات‪ ،‬ويتعاونون مﻊ ”ﺇﺳرائيﻞ“‬ ‫والتي تسمح لﻬم ﲟﻀايﻘة ﺇخواننا في اﳉوالن‪،‬‬ ‫لدفعﻬم لﻺنفصال عن أصولﻬم العربية‬ ‫والتعاون معﻬم‪ ،‬وكانت مفاﺟﺄة الرفﺾ املطلق‬ ‫ﺨﻤﻟططاتﻬا“‪.‬‬ ‫وختم الشيﺦ نصر بالﻘول‪” :‬كلنا أمﻞ أينما‬ ‫كانوا بعدم التعدي واإلنزالﻕ الﻰ مﻬاوي الطائفية‬ ‫واملﺬهبية واﳊفاﻅ علﻰ وحدة الصف والكلمة‬ ‫مﻊ ﺟيرانﻬم ومواﻃنيﻬم‪ ،‬والعمﻞ بﻘولﻪ تعالﻰ‪:‬‬ ‫))وﺟعلناكم قبائﻞ وﺷعوبا ﹰ لتعرفوا ﺇن أكرمكم‬ ‫عند اﷲ أتﻘاكم(( )‪ (1٣-٤9‬وقولﻪ عز وﺟﻞ‪)) :‬وال‬ ‫تكونوا كالﺬين تفرقوا من بعد ما ﺟاﺀهم البينات‬ ‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫وأولئﻚ لﻬم عﺬاب عﻈيم(( )‪.(105 -٣‬‬

‫ﺍﻟﻌﻴﺎﺹ‬

‫تﺄبﻰ الشﻬامة أن ﳝوت أعزﹼة‬ ‫ويصول في ميدانﻬم أنﺬال‬ ‫ولﻘد دفعتم للشﻬادة حﻘﹼ ﻬا‬ ‫ما نالكم ﺿعف وال ﺇذالل‬ ‫تاﺝ البطولة والعروبة واإلبا‬ ‫يﺠلوﻩ عﻘﻞ راﺟح وقتال‬ ‫نحن الدروز ﺟماعة ال تعتدي‬ ‫للﻂﹼهر أهﻞ للتﹼﻘﻰ مشعال‬ ‫نﺄبﻰ اﳊروب وكﻞ ﹼأمر ﹴتافﻪﹴ‬ ‫لكن ‪،‬ﺇذا دﻕ ﹼالنﹼفير رﺟال‬ ‫عﻘﹼ النا أﺳيادنا ﻃول املدﻯ‬ ‫همنا موت وال أهوال‬ ‫ما ﹼ‬ ‫نحن الدروز أئمة في حﻘﹼ نا‬ ‫ما مات حق ﹼخلفﻪ األبطال‬

‫ﺃﺑﻮﺫﻳﺎﺏ‬ ‫ﺛم ﹼألﻘﻰ األﺳتاذ محمد العياﺹ قصيدة ﲢت‬ ‫عنوان‬

‫ﻭﻫﺎﺏ‬

‫ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺪﺭﻭﺯ‬

‫ال تبﻚ“ ﹺﺇدلب ”فالرﺟال رﺟال‬ ‫وعلﻰ الكريﻬة ما ﻃواﻙ نزال‬ ‫من عادة األبطال أن ال يﺠزعوا‬ ‫لو ﻃاولتﻬم أﺳﻬم ونبال‬ ‫أو باغتتﻬم“ نصرة ”في دارهم‬ ‫من كفرها ‪،‬ودواعﺶ أرذال‬ ‫فﻬم السيوف ‪،‬وﺳاحﻬم ﺳاﺡ الوغﻰ‬ ‫وهم األﺳود وولدهم أﺷبال‬ ‫يا أهﻞ“ قلب اللوز ”ال تﺨشوا العدﻯ‬ ‫فدم الكرامة للفدﻯ ﺳ ﹼيال‬ ‫ال تنحنوا ‪،‬لستم بﺄهﻞ املنحنﻰ‬ ‫أنتم علﻰ أرﺽ الزمان ﺟبال‬ ‫ﺳمﻬا‬ ‫لو مدﹼت األفعﻰ ﺇليكم ﹼ‬ ‫ال تﺄبﻬوا ‪،‬مﻬما علت أقوال‬ ‫كونوا عن األعراﺽ خير مدافﻊ‬ ‫وﺳالحكم ﺷاﺵ الﻬدﻯ وعﻘال‬ ‫“ﺳلطان ”رمز للبسالة والعلﻰ‬ ‫للفكر واألخالﻕ كان“ كمال”‬ ‫و”وئام ”أهﻞ اﳊق ﺷﻬم فارﺱ‬ ‫في ﹼ‬ ‫كفﻪ ﺳيف الوفا يﺨتال‬ ‫ﺟاﺀ اﳉموﻉ بﻬمة وعزﳝة‬ ‫عالي اﳉبني كﺄنﻪ الرئبال‬ ‫لم يرﺽ ﹶﺿيما ﹰأن يحﻞ ﹼبﺄهلنا‬ ‫ويزول ﺷعب آمن وعيال‬ ‫أهﻞ“ السويدا ”عزﹼكم من عزﹼنا‬ ‫والنﺄي عنكم باﻃﻞ ومحال‬ ‫للسلم أنتم للﻘتال ﺿياغم‬ ‫تاريﺨكم ﳒم السماﺀ يطال‬ ‫يا ﹶمن مددﰎ للﻀيوف بساﻃكم‬ ‫وعلﻰ اﳉباﻩ مكارم وﺟالل‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ﺷراذم كفرة تطاولوا علﻰ الشرفاﺀ وعلﻰ األرﺽ‬ ‫والسماﺀ“‪.‬‬ ‫وأﺿاف أبوذياب‪” :‬فمن أحفاد األفاعي وأذناب‬ ‫يدعي ويﻘول بﺄن مﺬبحة‬ ‫خيبر صﻬيون ﺇ ﹼن ﹶمن ﹼ‬ ‫عني لوزة في ﺟبﻞ السماﻕ بﺄنﻬا حادﺙ فردي‪،‬‬ ‫ﺇن هﺬا الكالم الﺬي ال يساوي فردة حﺬاﺀ من‬ ‫أحﺬية املﻘاتلني في ﺟرود الﻘلمون وكﺬلﻚ من‬ ‫أحﺬية اﳉيﺶ السوري البطﻞ‪ ،‬فلكيف هؤالﺀ عن‬ ‫املزايدة واملتاﺟرة بدم املوحدين الدروز في الداخﻞ‬ ‫واﳋارﺝ“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬كثيرون عندنا في لبنان كالﻬررة‬ ‫املنفوخة يترﺷون مبادﺉ وﺷعارات‪ ،‬فﻬؤالﺀ ال يليق‬ ‫بﻬم أن يﻘودوا الدروز الﻰ ب ﹼر آمن‪ ،‬ﺇن الﻘوة وحدها‬ ‫التي ﲢمي األحرار‪ ،‬فالسالﺡ زينتكم والوحدة‬ ‫قوتكم‪ ،‬والﻰ النشامة في ﺟبﻞ العرب والسويداﺀ‬ ‫نحن معكم ومﻊ ﺳلطانكم وكﻞ واحد منكم‬ ‫ﺳلطان‪ ،‬ﺳواعدكم كﺠﺬوﻉ السنديان‪ ،‬وقلوبنا‬ ‫تفر من األﺿالﻉ ملالقاة نﺨوتكم وانتصاركم ﺇن‬ ‫ﺷاﺀ اﷲ“‪.‬‬

‫ﺛم كان كلمة لﻸﺳتاذ منير أبوذياب ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫ﹼ‬ ‫”لﻘد ﺷاﺀ هﺬا الزمن الﺬي نحن فيﻪ أن نبﻘﻰ‬ ‫وهم الﻰ زوال‪ ،‬وعلﻰ مدﻯ تارخكم كنتم لﻬا في‬ ‫وﺟﻪ كﻞ معت ﹴد غاصب ومحتﻞ‪ ،‬فنبﺾ األزمنة‬ ‫كانت من دقات قلوبكم وصليﻞ ﺳيوفكم‪.‬‬ ‫ﺇن أزمنة مليئة بالصعاب تﺄتي علﻰ األﱈ اﳊية‬ ‫فال يكون لﻬا ﺇنتصار ﺇال بالبطولة املؤ ﹼيدة بصحة‬ ‫العﻘيدة‪ ،‬وعﻘيدتكم راﺳﺨة كﻘرﺹ الشمس‬ ‫منﺬ أن قال لﻬا كوني فكانت“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬يا أبناﺀ أبو ابراهيم وأبا ذر واملﻘداد‬ ‫والشيﺦ الفاﺿﻞ والسيد عبداﷲ وفﺨرالدين‬ ‫وﺳلطان باﺷا األﻃرﺵ وأخوة وئام وهاب‪ ،‬ﺇن‬ ‫تاريﺨكم كلﻪ مﻘاومة‪ ،‬فمنﺬ ألف عام ون ﹼيف‬ ‫وأنتم كالصواري تﻘاومون الرياﺡ واألعاصير‪.‬‬ ‫وما اعتدينا علﻰ أحد‪ ،‬فكﻞ ﹶمن اعتدﻯ ليس‬ ‫منا و ﹶمن لم يرد اإلعتداﺀ كﺬلﻚ ليس منا‪ ،‬فالﻈلم‬ ‫ليس من ﺷيمنا وال نﻘبلﻪ من أحد‪ ،‬فكيف من‬

‫‪22‬‬

‫ﺛم كان كلمة لرئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺟدد فيﻬا نداﺀﻩ للرئيس بشار األﺳد‬ ‫وئام وهاب ﹼ‬ ‫والسيد حسن نصراﷲ بدعم أهالي السويداﺀ‬ ‫بالسالﺡ قائالﹰ‪” :‬السالﺡ عليكم والرﺟال علينا“‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ علﻰ أن ”املشكلة ليست في الداخﻞ ولن‬ ‫تكون“‪ ،‬مشددا ﹰ علﻰ ﺿرورة ”الوحدة في هﺬا الوقت‬ ‫ألن معركتنا معركة مصير ووﺟود وحمايتنا بﺄن‬ ‫نكون ﺟز ﹰﺀا من محور املﻘاومة وبحمﻞ السالﺡ‬ ‫للدفاﻉ عن أنفسنا“‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وأكد وهاب علﻰ ”ﺿرورة الوحدة في اﳉبﻞ‬ ‫ليكون ﺳندا ﹰ ﳉبﻞ العرب“‪ ،‬معتبرا ﹰ أن ”كﻞ موحد‬ ‫فيﻪ ذرة توحيد هو الﻰ ﺟانب ﺟبﻞ العرب من لبنان‬ ‫الﻰ فلسطني الﻰ ﺳوريا الﻰ كﻞ مكان“‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ‬ ‫علﻰ أن ﺟبﻞ العرب ليس بحاﺟة لرﺟال هناﻙ‬ ‫اﻵالف مستعدون للدفاﻉ عن ﺟبﻞ العرب‪ ،‬وعلﻰ أن‬ ‫السويداﺀ بحاﺟة للسالﺡ الثﻘيﻞ وليس الفردي“‪.‬‬ ‫وملن يﻘول بﺄن ”ﺇﺳرائيﻞ“ خيار الطائفة الدرزية‬ ‫قال وهاب‪” :‬ﺇﺳرائيﻞ“ لم تكن يوما ﹰ خيارا ﹰ للطائفة‬ ‫الدرزية ولتﺨرﺱ كﻞ األصوات التي تﻘول بﺄن‬ ‫”ﺇﺳرائيﻞ“ هي خيار الطائفة“‪ ،‬مشددا ﹰ علﻰ أن‬ ‫”خيارنا العروبة وﺳيبﻘﻰ“‪ ،‬موﺿحا ﹰ ”قاتلنا دفاعا ﹰ‬ ‫عن العروبة وعن ﺛغور الدولة اإلﺳالمية اﳊﻘيﻘة‬ ‫وليس املزيفة املوﺟودة اليوم“‪.‬‬ ‫وﺇذ أوﺿح أن ”معادلتنا واﺿحة ال تعتدوا علﻰ‬ ‫مناﻃﻘنا لن نعتدي علﻰ أحد ولكن ال يﻬددونا‬ ‫ال بﺠيﺶ وال بﻘوﻯ أمنية“‪ ،‬ﹼ‬ ‫أكد وهاب علﻰ أن‬ ‫”خيارنا الدولة واﳉيﺶ والﻘوﻯ األمنية األخرﻯ وفي‬ ‫لبنان نحن لسنا بحاﺟة الﻰ السالﺡ ألن اﳉيﺶ‬ ‫موﺟود واملﻘاومة موﺟودة‪ ،‬أما في ﺳوريا فحتما ﹰ‬ ‫ﺳنحصﻞ علﻰ السالﺡ بكﻞ الوﺳائﻞ وﺳنحارب‬


‫وهاب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫بكﻞ الوﺳائﻞ‪ ،‬و ﹶمن يريد حمﻞ السالﺡ ويﺬهب الﻰ‬ ‫السويداﺀ فليﺬهب“‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أن ”أي اعتداﺀ علينا‬ ‫في أي منطﻘة الوﺿﻊ ﺳيفلت من اﳉميﻊ ألن‬ ‫أي اعتداﺀ علﻰ أي توحيدي هو اعتداﺀ علينا‪ ،‬وأي‬ ‫اعتداﺀ علﻰ أي أحد في ﺇدلب أو أي منطﻘة أخرﻯ‬ ‫لن يعيﺶ بﺄمان في أي مكان“‪ ،‬مﺠددا ﹰ تﺄكيدﻩ‬ ‫علﻰ ﺿرورة الوحدة ألن املعركة لن يكون فيﻬا‬ ‫أحد علﻰ اﳊياد“‪ ،‬موﺿحا ﹰ أن ”هﺬﻩ املعركة ديننا‬ ‫فيﻬا واحد‪ ،‬ومصيرنا واحد‪ ،‬وﺇذا انتصر التكفير لن‬ ‫يفتﺶ عن ﺇنتماﺀاتنا“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬موقف التكفير موقف ديني وعﻘائدي‬ ‫وكﺬلﻚ موقفﻪ داخﻞ املعتدلني في الطائفة‬

‫من اليمني‪ :‬أﳝن ﻃربيﻪ‪ ،‬رئيس بلدية اﳉاهلية أمني أبوذياب‪ ،‬مﺨتار اﳉاهلية أﺟود أبوذياب وأعﻀاﺀ املكتب السياﺳي للحزب‬

‫السنية ويﺠب أن ندعم هﺬا اإلعتدال“‪ ،‬معتبرا ﹰ أن‬ ‫”املعركة ليست ﻃائفية بﻞ هي معركة بني اﳊق‬ ‫والباﻃﻞ‪ ،‬بني أناﺱ يكفرون اﳉميﻊ وآخرون يريدون‬ ‫اﳊرية للﺠميﻊ“‪.‬‬ ‫وختم وهاب كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬حافﻈوا‬ ‫علﻰ الدروز‪ ،‬وهمنا واحد هو وحدة هﺬﻩ‬ ‫الشريحة‪ ،‬وخالفنا هو مﻊ هﺬا الوحﺶ‬ ‫التكفيري الﺬي أصبح علﻰ األبواب والﺬي‬ ‫ﺳ ﹸيﻘتﻞ“‪.‬‬ ‫كما ألﻘيت كلمات اﺳتنكرت مﺠزرة‬ ‫قلب لوزة في ﺟبﻞ السماﻕ في ريف ﺇدلب‪،‬‬ ‫مشددة علﻰ ﺿرورة التسليح‪.‬‬

‫ﺟانب من اﳊﻀور‬

‫‪2٣‬‬

‫ﹼ‬ ‫ﺗﺴﻠﻢ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ‬ ‫ﻭﻫﺎﺏ‬ ‫ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻗﻠﺐ ﻟﻮﺯﺓ‬

‫هﺬا وتسلم وهاب رﺳالة ﺷكر من أهالي‬ ‫الشﻬداﺀ ‪،‬الﺬين ﺳﻘطوا في مﺠزرة قلب‬ ‫لوزة في ﺇدلب ‪،‬علﻰ وقوفﻪ ﺳدا ﹰمنيعا ﹰلﻬﺬﻩ‬ ‫الطائفة في وﺟﻪ املتﺂمرين ‪،‬أكدوا فيﻬا علﻰ‬ ‫“عدم املساومة بدم الدروز كما ﺳاوم عليﻪ‬ ‫البعﺾ مﻊ األﺳف‪”.‬‬ ‫وﳑا ﺟاﺀ في الرﺳالة‪:‬‬ ‫“رﺳالة ﺷكر موﹼﺟﻬة الﻰ الﻘائد وئام‬ ‫وهاب صاحب الﻀمير الشﺠاﻉ من عوائﻞ‬ ‫الشﻬداﺀ وأقرباﺀ الشﻬداﺀ الﺬين ﺳﻘطوا‬ ‫في مﺠزرة قلب لوزة في ﺇدلب ‪،‬التي قامت‬ ‫بﻬا «ﺟبﻬة النصرة« علﻰ يد السفاﺡ أبو‬ ‫عبدالرحمن التونسي‪.‬‬ ‫نشكرﻙ ﺟزيﻞ الشكر علﻰ كالمﻚ حول‬ ‫اﺠﻤﻟزرة ‪،‬النابﻊ من قلب الغيور علﻰ أهلﻪ وأبناﺀ‬ ‫ﻃائفتﻪ ولم تساوم بدم ﹴعلﻰ دمائﻬا مثﻞ‬ ‫البعﺾ مﻊ األﺳف‪.‬‬ ‫دمت ﺳدﹼﹰا منيعا ﹰلﻬﺬﻩ الطائفة في وﺟﻪ‬ ‫املتﺂمرين‪.‬‬ ‫ﺷكرا ﹰلﻚ ‪،‬دمت وأﻃال اﷲ بعمرﻙ‬ ‫ﺇﺧﻮﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻟﻮﺯﺓ – ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﻕ‬ ‫–ﺇﺩﻟﺐ‬ ‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺳﻌﺪ‪ -‬ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ‬ ‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‪ -‬ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‪ -‬ﻓﺎﰌ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ‪-‬‬ ‫ﺃﺳﻌﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ‪ -‬ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ‪ -‬ﻋﺒﺪﺍﻟﻔﺎﺿﻞ‬ ‫ﻣﻌﺰﻭﺯ – ﻓﻬﻤﻲ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ – ﺯﻳﺪ‬ ‫ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ‪ -‬ﻓﺎﺭﺱ ﺷﺎﻫﲔ – ﺛﺎﺑﺖ ﺍﻟﺪﺍﻫﻮﻙ‬ ‫– ﻭﺣﻴﺪ ﺍﻟﺪﺍﻫﻮﻙ – ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﳊﺴﲔ‬ ‫ﻭﻓﻘﻜﻢ ﺍﷲ‬ ‫‪٢٠١٥ - ٦ – ١٣‬‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫وهاب من بنشعي ‪ :‬الفراغ مﺆ ٍﺫ للبلد‬ ‫في ظﻞ التﻄوراﺕ الحاصلة اليوﻡ‬ ‫زار رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب‪ ،‬يرافﻘﻪ نائبﻪ ﺳليمان الصايﻎ‬ ‫رئيس تيار ”املردة“ الوزير ﺳليمان فرﳒية‪ ،‬في دارتﻪ في بنشعي‪ ،‬حيث عﻘد اﺟتماﻉ‬ ‫بحﻀور السيد ﻃوني فرﳒيﻪ وعﻀو املكتب السياﺳي في املردﻩ السيدة فيرا ﳝني ﰎﹼ‬ ‫خاللﻪ التطرﻕ الﻰ مﺨتلف التطورات الراهنة‪ ،‬حيث ﹼ‬ ‫أكد الطرفان علﻰ الوقوف الﻰ‬ ‫ﺟانب املﻘاومة في كﻞ اﳋطوات التي تﻘوم بﻬا ﳊماية الساحة اللبنانية من امتداد‬ ‫أي حريق الﻰ لبنان كما بحث اﳉانبان موﺿوﻉ التعيينات األمنية‪ ،‬حيث ﹼ‬ ‫أكد وهاب‬ ‫علﻰ الدور الكبير الﺬي يﻘوم بﻪ الوزير فرﳒية علﻰ املستوﻯ الوﻃني في هﺬا الوقت‬ ‫الدقيق الﺬي ﳝر باملنطﻘة‪ ،‬فﻘال‪:‬‬ ‫»الوزير ﺳليمان فرﳒية هو من الزعماﺀ الﺬي يﻀطلعون بدور ﺇيﺠابي كبير علﻰ‬ ‫الساحة اللبنانية والعربية وﻃبعا ﹰ مواقفﻪ وخياراتﻪ كانت باﺳتمرار صائبة‪ ،‬لﺬلﻚ‬ ‫نتشاور معﻪ باﺳتمرار في األمور الداخلية واإلقليمية وﻃبعا ﹰ اليوم عدة أمور مطروحة‬ ‫منﻬا التعيينات األمنية أو التمديد للﻘادة األمنيني‪ ،‬وﻃبيعي أن يكون هناﻙ ﺳعي‬ ‫للتعيينات األمنية ولكن ﺇذا تعﺬر التعيني ليس أحدا ﹰ مستعد بالسير في الفراﻍ‬ ‫وهﺬا أمر أﺳاﺳي ويﺠب أن يكون في حساب اﳉميﻊ بﺄن الفراﻍ مؤذﹴ للبلد في ﻇﻞ‬ ‫التطورات التي ﲡري في املنطﻘة اليوم«‪.‬‬ ‫وﺇذ تﺨ ﹼوف من امتداد ﺷرارة التطورات اﳊاصلة الﻰ لبنان ﹼ‬ ‫أكد وهاب علﻰ الوقوف‬ ‫والوزير فرﳒية الﻰ ﺟانب املﻘاومة في كﻞ اﳋطوات التي تﻘوم بﻬا علﻰ اﳊدود الشرقية‬

‫من اليمني‪ :‬السيدة فيرا ﳝني‪ ،‬ﻃوني فرﳒية‪ .‬الوزير ﺳليمان فرﳒية‪ ،‬وهاب والصايﻎ‬

‫ﳊماية الساحة اللبنانية في وﺟﻪ اﳊركات التكفيرية وامتداد أي حريق الﻰ لبنان«‪.‬‬ ‫وأﺷار وهاب الﻰ ﺿرورة اإلﺳراﻉ في ﺇمتام موﺿوﻉ ﻃرابلس بﺈﻃالﻕ املوقوفني‬ ‫اإلﺳالميني باﺳتثناﺀ الﺬين أﻃلﻘوا النار أو اعتدوا علﻰ اﳉيﺶ اللبناني‪ ،‬ومعاﳉة‬ ‫هﺬا املوﺿوﻉ بشكﻞ ﺟدي قﻀائيا ﹰ ألنﻪ ال يﺠوز أن يبﻘﻰ الﻀغﻂ علﻰ أبناﺀ ﻃرابلس‬ ‫بالطريﻘة التي تتم فيﻬا األمور منعا ﹰ إلﺳتغالل هﺬا األمر ما يؤدي الﻰ توتير علﻰ‬ ‫ﺳاحة الشمال‪ ،‬مﺠددا ﹰ مطالبتﻪ ﲟعاﳉة ملف املوقوفني بشكﻞ ﺇيﺠابي باﺳتثناﺀ‬ ‫الﺬين اعتدوا علﻰ اﳉيﺶ وقتلوا عناصرﻩ‪.‬‬

‫‪...‬وﻋرﺽ مﻊ الداوود والشيﺦ نعيم حسن‬ ‫ﺷﺆون الﻄائفة واألوﺿاع في لبنان والمنﻄقة‬ ‫زار رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب‪ ،‬يرافﻘﻪ أمني عام حركة النﻀال‬ ‫اللبناني العربي النائب السابق فيصﻞ الداوود‪ ،‬ﺳماحة ﺷيﺦ عﻘﻞ ﻃائفة املوحدين‬ ‫الدروز الشيﺦ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان – بيروت‪ ،‬بحﻀور رئيس‬ ‫مؤﺳسة العرفان التوحيدية الشيﺦ علي زين الدين‪ ،‬حيث ﺟرﻯ عرﺽ في مﺠمﻞ‬ ‫ﺷؤون الطائفة ﹼ‬ ‫مؤكدين علﻰ وحدة صف الطائفة في هﺬﻩ الﻈروف الصعبة في‬ ‫لبنان وﺳوريا ﺿد املنﻬﺞ التكفيري ومحاولة ﺇنﻬاﺀ الوﺟود الدرزي‪ ،‬كما ﰎﹼ البحث‬ ‫في أوﺿاﻉ لبنان واملنطﻘة‪.‬‬ ‫وأكد ﺳماحتﻪ خالل اإلﺟتماﻉ علﻰ أهمية رﺹ الصف الوﻃني في هﺬﻩ األيام‬ ‫الدقيﻘة والتﺄكيد علﻰ وحدة اللبنانيني في مواﺟﻬة األخطار‪ ،‬مشددا ﹰ علﻰ أهمية‬ ‫أن تبﻘﻰ ﻃائفة املوحدين الدروز ﺛابتة علﻰ انتمائﻬا العربي واإلﺳالمي في لبنان‬ ‫وﺳوريا وفلسطني وأن تبﻘﻰ بوصلتﻬا دائما ﹰ الﻘﻀايا العربية وهموم الشعوب‬ ‫العربية والوحدة اإلﺳالمية ومنﻊ الفتنة‪.‬‬ ‫وبعد اللﻘاﺀ صرﺡ أمني عام حركة النﻀال اللبناني العربي النائب فيصﻞ الداوود‬ ‫قائالﹰ‪:‬‬ ‫»تشرفنا بلﻘاﺀ ﺳماحة ﺷيﺦ عﻘﻞ الطائفة نعيم حسن الﺬي هو ﺷيﺦ العﻘﻞ‬ ‫للطائفة من اﳉﻬات الرﺳمية بالنسبة ملوﺿوﻉ األوقاف ولﻸمور التي تﺨﺺ‬ ‫الطائفة وهو اﳉﻬة الرﺳمية الوحيدة‪ ،‬لﺬلﻚ بحثنا مﻊ ﺳماحتﻪ ﲟوﺿوﻉ األوقاف‬ ‫الدرزية وكيفية أن تطال كﻞ الدروز‪ ،‬هﺬﻩ نﻘطة مﻬمة ألن هﺬﻩ األموال درزية ومن‬ ‫املفروﺽ أن تعمم علﻰ كﻞ أبناﺀ الطائفة‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ علﻰ وحدة صف الطائفة في‬ ‫هﺬﻩ املرحلة والﻈروف الصعبة في لبنان وﺳوريا ﺿد املنﻬﺞ التكفيري ومحاولة‬ ‫انﻬاﺀ الوﺟود الدرزي«‪.‬‬ ‫من ﺟﻬتﻪ ﹼ‬ ‫أكد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب علﻰ أهمية وحدة‬ ‫الطائفة في ﻇﻞ هﺬﻩ املرحلة الصعبة التي متر علﻰ املنطﻘة‪ ،‬معتبرا ﹰ أن هﺬﻩ الدار‪،‬‬ ‫التي أﺳسﻬا رﺟﻞ كبير مر علﻰ هﺬﻩ الطائفة هو ﺳماحة الشيﺦ محمد أبو‬ ‫ﺷﻘرا كانت وﺳتبﻘﻰ دار كﻞ املوحدين ومرﺟعية لﻬم‪ ،‬ونحن لدينا كﻞ الثﻘة‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫من اليمني‪ :‬النائب فيصﻞ الداوود‪ ،‬الشيﺦ حسن‪ ،‬الشيﺦ زين الدين ووهاب‬

‫بسماحة الشيﺦ نعيم حسن بكﻞ الﻘﻀايا التي يﻘوم بﻬا وﻃبعا ﹰ موﺿوﻉ األوقاف‬ ‫هو موﺿوﻉ يﺨﺺ كﻞ أبناﺀ الطائفة ونؤكد علﻰ هﺬا املوﺿوﻉ‪ ،‬لكن األهم في هﺬﻩ‬ ‫املرحلة اﳊفاﻅ علﻰ وحدة الطائفة الدرزية في لبنان وﺳوريا وفي كﻞ مكان من‬ ‫املواﺟﻬات التي ﲡري علﻰ مستوﻯ املنطﻘة وهﺬا اﳊفاﻅ ال يتم ﺇال بالوحدة بني كﻞ‬ ‫أبناﺀ الطائفة«‪.‬‬ ‫وﺇذ متنﻰ ‪ -‬من هﺬﻩ الدار التي هي دار كﻞ اللبنانيني واملسلميني ودار لكﻞ‬ ‫املﻈلومني ‪» -‬أن تتم معاﳉة قﻀايا بعﺾ املوقوفني في منطﻘة الشمال خاصة‬ ‫في ﻃرابلس حتﻰ ال يتحول هﺬا األمر الﻰ بركان ينفﺠر في وﺟﻪ الدولة«‪ ،‬مطالبا ﹰ‬ ‫»اإلﺳراﻉ في معاﳉة هﺬا األمر وﺇﻃالﻕ ﺳراﺡ الﺬين لم يتورﻃوا بﻘتﻞ عناصر اﳉيﺶ‬ ‫ﲟا فيﻬم قادة اﶈاور في هﺬﻩ املنطﻘة الﺬين لم يتورﻃوا في قتﻞ عناصر اﳉيﺶ‬ ‫ألن هﺬا املوﺿوﻉ واﺳتمرار الﻀغﻂ في منطﻘة الشمال قد ي ﱠولد انفﺠاراﹰ«‪ ،‬لم‬ ‫يستبعد وهاب أن يكون هناﻙ ﺟﻬات معينة ﲢاول الﻀغﻂ أو توعز بالﻀغﻂ في‬ ‫هﺬﻩ املنطﻘة خاصة السفارات ومنﻬا السفارة األميركية‪ ،‬متمنيا ﹰ أن يعالﺞ هﺬا‬ ‫األمر ﲟا يﺨدم الوحدة الوﻃنية واإلﺳتﻘرار‪.‬‬

‫‪2٤‬‬


‫وهاب خﻼل افتتاح مرﻛﺰ للحﺰب في ﻛفرحيم ‪ -‬الشوﻑ‪:‬‬

‫سقفنا الدولة والﺠيﺶ والقوﻯ األمنية وإﺫا استدﻋى األمر‬ ‫الدفاع ﻋن السويداء سنوﺟﻪ نداء للتﻄوع للدفاع ﻋنها‬ ‫ﲟناﺳبة الﺬكرﻯ التاﺳعة لتﺄﺳيس حزب‬ ‫التوحيد العربي‪ ،‬أقام حزب التوحيد العربي‬ ‫احتفاال ﹰ في بلدة كفرحيم – الشوف‪ ،‬ﰎﹼ خاللﻪ‬ ‫ﺇفتتاﺡ مركز للحزب )مفوﺿية املناصف العامة(‬ ‫في كفرحيم‪ ،‬ﲟشاركة رئيس حزب التوحيد‬ ‫العربي الوزير وئام وهاب‪ ،‬ومنسق هيئة التيار‬ ‫الوﻃني اﳊر في دير الﻘمر األﺳتاذ فريد عطية‬ ‫ورئيس مركز حزب الوﻃنيني األحرار في دير الﻘمر‬ ‫األﺳتاذ فؤاد ﻇريفة‪ ،‬والﻬيئات البلدية واإلختيارية‬ ‫واملنﻈمات األهلية في كفرحيم والﻘرﻯ اﺠﻤﻟاورة‬ ‫وﺿباﻁ وأمناﺀ وأعﻀاﺀ املكتب السياﺳي للحزب‬ ‫وعدد من املشايﺦ ووفود حزبية وﺷعبية‪.‬‬ ‫افتتح اﳊفﻞ بالنشيدين الوﻃني ونشيد‬ ‫اﳊزب‪.‬‬

‫ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﻲ‬

‫الرفيق عصمت العريﻀي يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ﺛم ألﻘيت كلمات اﺳتﻬلﻬا رئيس مﺠلس‬ ‫األمناﺀ الرفيق عصمت العريﻀي بكلمة ﺟاﺀ‬ ‫فيﻬا‪:‬‬ ‫”ليس ﺳﻬالﹰ علينا‪ ،‬أن نﺄتي في زمن التبدالت‬ ‫الكونية‪ ،‬ﺇنﻬا مغامرة أردناها في ﹸحمﺄة الصراﻉ‪،‬‬ ‫علنا نكتب لﻬﺬا الوﻃن تاريﺨا ﹰ ﺟديدا ﹰ يﻘوم علﻰ‬ ‫اﳊرية‪ ،‬والعدالة وصحة التمثيﻞ‪ ،‬ومعاﳉة الفﻘر‬ ‫والعوز‪ ،‬وﺿمان الشيﺨوخة والتﻘاعد“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬ﺇنﻬا صفحة ﹸفتحت ولن تنطوي‪،‬‬ ‫فالتراﺟﻊ الﻰ الوراﺀ يعني الﺬل والﻬوان‪،‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫واإلنسحاب من املواﺟﻬة يعني الﻘبول بكﻞ ما‬ ‫هو قائم وترﻙ امليدان في قبﻀة النﻈام الطائفي‬ ‫البغيﺾ‪ ،‬واﶈاصصة ما بني أولياﺀ النعمة الﺬين‬ ‫ك ﹼرﺳتﻬم األعراف واألحالف وأنﻈمة اإلﺳتعباد‬ ‫واإلنتداب“‪.‬‬ ‫وأﺿاف‪” :‬ﺇنﻬا حركة قررت أن تﺄخﺬ دورها في‬ ‫نﻬﻀة اﺠﻤﻟتمﻊ‪ ،‬وﺇخراﺟﻪ من دائرة اإلرتﻬان والتبعية‪،‬‬ ‫فليس منا ﹶمن يﻘبﻞ بكﻞ أمر مفعول‪ ،‬وليس منا‬ ‫ﹶمن ارتﻀﻰ التﺄقلم مﻊ الﻀعف‪ ،‬وليس منا ﹶمن ال‬ ‫يعصﻰ علﻰ املفاﺳد‪ ،‬وليس منا ﹶمن يس ﹼلم نفسﻪ‬ ‫وبيتﻪ وأرﺿﻪ لكﻞ دخيﻞ وغريب‪ ،‬وليس منا ﹶمن ال‬ ‫يوﺟﻪ عيناﻩ نحو الشمس‪ ،‬وأخيرا ﹰ ليس منا ﹶمن‬ ‫يحني رأﺳﻪ لينال لﻘمة عيشﻪ وعيالﻪ مﻘابﻞ‬ ‫حفنة من املال‪ ،‬ال تغنيﻪ عن اﺳتﺠداﺀ‪ ،‬وال تﻘيم‬ ‫لﻪ ﺷﺄنا ﹰ ووزنا ﹰ محترما ﹰ في مﺠتمعﻪ وبلدﻩ وبني‬ ‫أبناﺀ عشيرتﻪ‪.‬‬ ‫وأﺿاف العريﻀي‪” :‬ﺇنﻬا حركة تيار التوحيد‪،‬‬ ‫التي بدأت في عز الصراﻉ‪ ،‬وفي الزمن الصعب‪ ،‬بﻞ‬ ‫ﺇنﻬا حركة حزب التوحيد العربي‪ ،‬التي اﺷتاقت‬ ‫لربعﻬا وأهلﻬا للنﻬوﺽ والوﺟود‪ ،‬وفرﺽ املعادالت‪،‬‬ ‫وأخﺬ املبادرات وﻃرﻕ األبواب املوصدة لﻘيامة‬ ‫حركة اﳊياة الالئﻘة بشعبنا‪ ،‬والتي تعطي الناﺱ‬ ‫حﻘوقﻬم في ﺇدارة ﺷؤونﻬم وتﻘرير مستﻘبلﻬم‬ ‫بﺄيديﻬم وبﻘرارهم النابﻊ من فكرهم وﺇﳝانﻬم‬ ‫وﺛﻘافتﻬم التي تع ﹼلموها في ﺳياﻕ حركة‬ ‫اﺠﻤﻟتمعات الرائدة‪ ،‬بﻞ من أﺟﻞ أبنائﻬم اﶈرومني‬ ‫من كﻞ وﺳائﻞ اﳊياة الكرﳝة‪ ،‬بفعﻞ هﺬا النﻈام‬ ‫الفاﺳد اللعني“‪.‬‬ ‫وختم العريﻀي كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬في عيد‬ ‫تﺄﺳيس حزبنا‪ ،‬نفتتح اليوم مﻘرا ﹰ لتﻘدﱘ يد العون‬ ‫حيث أمكن‪ ،‬ونتط ﹼلﻊ ﺇليكم فﻘﻂ ألخﺬ دوركم‪،‬‬

‫‪25‬‬

‫لتنالوا ما تريدون دون منة وﺟميﻞ من أحد‪ ،‬فﺄنتم‬ ‫األﺳاﺱ‪ ،‬وأنتم نبﺾ األﱈ اﳊية التي تنﻬﺾ بعمﻞ‬ ‫ﺷعوبﻬا وتوقﻬم للحرية والعدالة والكرامة“‪.‬‬

‫ﺃﺑﻮﺧﺰﺍﻡ‬ ‫ﺛم كان كلمة ملفوﺽ عام مفوﺿية املناصف‬ ‫ﹼ‬ ‫العامة الرفيق نبيﻞ أبوخزام‪ ،‬ﺟاﺀ فيﻬا‪:‬‬ ‫”نلتﻘي وﺇياكم اليوم في افتتاﺡ مركز مفوﺿية‬ ‫املناصف في حزب التوحيد العربي‪ ،‬وكﺬلﻚ‬ ‫ﲟناﺳبة مرور تسﻊ ﺳنوات علﻰ تﺄﺳيس اﳊزب‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪ ” :‬ﺇن هﺬا املركز نتشارﻙ فيﻪ وﺇياكم‪،‬‬ ‫وكﻞ الناﺱ املؤمنة بﻬﺬا اﳊزب ومسارﻩ‪ ،‬كيف ال‬ ‫وباكورة نشاﻃنا فيﻪ ﺳوف يكون بتﻘدﱘ الدواﺀ‬ ‫ملن هو بحاﺟة ﺇليﻪ‪ ،‬هﺬا املركز ليس لبيﻊ وﺷراﺀ‬ ‫السياﺳة كما يعﻬدها البعﺾ‪ ،‬ألن السياﺳة‬ ‫في مفﻬومنا ﺷراكة بيننا وبينكم عنوانﻬا‬ ‫الصدﻕ والتﻀحية والوفاﺀ“‪.‬‬ ‫وأﺿاف أبوخزام‪ ” :‬من حﻘنا أن نحلم‪ ،‬ومن حﻘنا‬ ‫أن نكافح ونناﺿﻞ كي يصبح ما نحلم بﻪ حﻘيﻘة‬ ‫راﺳﺨة‪ ،‬وها قد تسنﻰ لنا الﻈرف اﻵن‪ ،‬وأنا أقصد‬ ‫يﺠسد صورة الﻘائد الﺬي‬ ‫بكالمي وﺟود ﺷﺨﺺ‬ ‫ﹼ‬ ‫نحن بحاﺟة ﺇليﻪ والﺬي قلما يرﺳﻞ لنا الزمان‬ ‫بﺄمثالﻪ ﺇنﻪ رئيس حزب التوحيد العربي‪ ،‬الرفيق‬ ‫األول وئام وهاب“‪.‬‬ ‫وتابﻊ‪” :‬أما وقد ذكرت في ﺳياﻕ كلمتي هﺬﻩ‬ ‫الكفاﺡ والنﻀال‪ ،‬فﺈني أقصد هنا ليس أن نبدأ‬ ‫كفاحنا ﺿد ﺳوانا ألن بداية الطريق تبدأ من‬ ‫داخلنا ألن ﺇﳝاننا يبدأ ﲟا في داخلنا‪ ،‬فﻘبﻞ أن أصلح‬ ‫ما هو في غيري‪ ،‬األوﹾلﻰ أن أصلح ما في نفسي‪،‬‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫الرفيق نبيﻞ أبوخزام يلﻘي كلمتﻪ‬

‫وهاب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫الرفيق هشام األعور يلﻘي كلمتﻪ‬

‫ومن هنا يبدأ الكفاﺡ اﳊﻘيﻘي وأكون قد أصبحت‬ ‫مﻬيﺄ ﹰ لكي أرﺳم لنفسي خارﻃة ﻃريق وهي‬ ‫السبيﻞ الوحيد للبدﺀ بتصحيح ما نراﻩ ﺇعوﺟاﺟا ﹰ‬ ‫ﲟﻞ ما لﻬﺬﻩ الكلمة من معنﻰ“‪.‬‬ ‫وختم أبوخزام كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬ﺇن أبواب‬ ‫مفوﺿية املناصف ﺳوف تكون دائما ﹰ مفتوحة‬ ‫ومرحبة بحﻀوركم ويسعدنا أن نلبي حاﺟاتكم‪،‬‬ ‫وليس لنا الفﻀﻞ في ذلﻚ‪ ،‬فﺄنتم أصحاب هﺬا‬ ‫املركز الﺬي من أولﻰ واﺟباتﻪ خدمتكم‪ ،‬هﺬا ما‬ ‫نحن عليﻪ‪ ،‬وهﺬا ما أوصانا بﻪ الرفيق األول رئيس‬ ‫حزب التوحيد العربي وئام وهاب“‪.‬‬

‫مناﻃﻘنا‪ ،‬والتنافس يكون فﻘﻂ وفق العمﻞ اﳉيد‬ ‫وليس التناقﺾ بني الﻘوﻯ واألحزاب‪ ،‬لﺬلﻚ أقول‬ ‫للرفﻘاﺀ الﺬين ﺳيتواﺟدون في هﺬا املركز‪ ،‬أو الﺬين‬ ‫ﺳيترددون عليﻪ أو للرفﻘاﺀ في مفوﺿية املناصف‬ ‫أقول ﺇذا كان عملكم صحيحا ﹰ ﺳتكون كﻞ بيوت‬ ‫كفرحيم مركزا ﹰ لكم‪ ،‬أما ﺇذا كان عملكم خاﻃﺊ‬ ‫ال أقبﻞ حتﻰ بﺄن يستمر هﺬا املركز‪ .‬لﺬلﻚ العمﻞ‬ ‫هو املﻘياﺱ‪ ،‬عملكم هو املﻘياﺱ في هﺬا األمر‪،‬‬ ‫وكلما كان العمﻞ ﺟيدا ﹰ كلما ﹸفتحت أبواب‬ ‫املناصف وكﻞ الشوف أمامكم‪ ،‬وهﺬا هو التحدي‬ ‫األكبر الﺬي يﺠب أن نتشارﻙ بﻪ‪.‬‬ ‫وهنا في اﳉبﻞ يﺠب أن أقول لكم بﺄن الواﺟب‬ ‫يﺠب أن يكون واﺿحا ﹰ للﺠميﻊ‪ ،‬نحن ﺳﻘفنا‬ ‫الدولة واﳉيﺶ وقوﻯ األمن الداخلي والﻘوﻯ‬ ‫بتحد كبير في‬ ‫األمنية األخرﻯ‪ ،‬واليوم اﳉيﺶ ﳝر‬ ‫ﹼ‬ ‫كثير من املناﻃق‪ ،‬لﺬلﻚ أقول لكم بﺄن الوقوف‬ ‫الﻰ ﺟانب اﳉيﺶ اليوم هو واﺟب وﻃني ويﺠب‬ ‫أن نكون خلف اﳉيﺶ في التحدي الﺬي يﺨوﺿﻪ‬ ‫عنا ﺟميعا ﹰ وفي دفاعﻪ عن كﻞ املناﻃق وعن كﻞ‬ ‫اللبنانيني“‪.‬‬ ‫وفي ﺳياﻕ آخر أﺷار وهاب الﻰ وﺿﻊ ﻃائفة‬ ‫املوحدين الدروز في ﺳوريا‪ ،‬هﺬا ”الوﺿﻊ الﺬي يﻘلق‬ ‫الكثير منكم‪ ،‬وأنتم تعرفون بﺄن وﺿﻊ ﺇخواننا‬ ‫في ﺳوريا ﹸمﻬدد باقتراب الﻘوﻯ التكفيرية‬ ‫من مناﻃﻘﻬم‪ ،‬واملعركة ﺿد التكفير حتما ﹰ ال‬ ‫تنفصﻞ بني لبنان أو ﺳوريا أو في أي مكان في‬ ‫املنطﻘة‪ ،‬املعركة واحدة ﺿد هﺬا الوحﺶ اﻵتي‬ ‫ﺇلينا والﺬي أصبح علﻰ أبوابنا‪ ،‬لﺬلﻚ ﹼ‬ ‫نؤكد بﺄن ما‬ ‫يﻬدد الشوف وعاليﻪ وحاصبيا‬ ‫يﻬدد السويداﺀ ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫وراﺷيا وكﻞ منطﻘة موﺟودون نحن فيﻬا‪ ،‬لﺬلﻚ‬ ‫أقول ﹼ‬ ‫وأﺅكد بﺄنﻪ ﺇذا اﺳتدعﻰ األمر أن ندافﻊ عن‬ ‫السويداﺀ ﺳنوﺟﻪ نداﺀ للتطوﻉ للدفاﻉ عنﻬا‪،‬‬ ‫ولكن ما أﻃمئنكم ﺇليﻪ أن في السويداﺀ رﺟال‬ ‫كثر ومؤمنون ومشايﺦ أﺟالﺀ‪ ،‬والنﻬاية ﺳتكون‬ ‫خيرا ﹰ – ﺇن ﺷاﺀ اﷲ ‪ ، -‬ولكن كﻞ اإلحتماالت واردة‬ ‫وﺳنﻀﻊ في حساباتنا كﻞ هﺬﻩ اإلحتماالت“‪.‬‬ ‫وفي الوﺿﻊ اللبناني‪ ،‬قال وهاب‪” :‬املعركة في‬ ‫لبنان ﺷارفت علﻰ نﻬايتﻬا في اﳊدود الشرقية‬ ‫للبنان‪ ،‬وهﺬﻩ املعركة أمامﻬا أيام وﺳتﹸحسم‬ ‫بشكﻞ نﻬائي – ﺇن ﺷاﺀ اﷲ – لﺬلﻚ من هنا‪،‬‬ ‫نوﺟﻪ ﲢية ملن يدافعون عن حدودنا الشرقية حتﻰ‬ ‫ﹼ‬

‫ال تصﻞ املعركة ﺇلينا“‪.‬‬ ‫وختم وهاب كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬وعد حزب‬ ‫التوحيد هو أن يكون حزبكم دون متييز ال عائلي وال‬ ‫تﻘليدي وال مﺬهبي وال ﻃائفي‪ ،‬أن يكون حزبا ﹰ لكﻞ‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬هﺬا هو وعدنا األﺳاﺳي‪ ،‬وبالتحديد‬ ‫أن يكون حزبا ﹰ لكﻞ هﺬا اﳉبﻞ دون متييز بني بلدة‬ ‫وأخرﻯ أو منطﻘة وأخرﻯ أو ﻃائفة وأخرﻯ‪ ،‬ووعدي‬ ‫أن يكون حزب التوحيد حزب كﻞ ﻃامح للتغيير‬ ‫والتطور‪ ،‬أن يكون حزب الﺬين يحلمون بوﻃن ال‬ ‫ﲟزرعة‪ ،‬بوﻃن يحمينا كمواﻃنني‪ ،‬ال لﻘطعان‬ ‫الطائفية واملﺬهبية‪ ،‬لوﻃن يحتفﻆ بﺄبنائﻪ وال‬ ‫يدفعﻬم للﻬﺠرة للحصول علﻰ لﻘمة العيﺶ‪،‬‬ ‫أن يكون حزبا ﹰ لوﻃن قادر علﻰ تطبيب أبنائﻪ‬ ‫وتعليمﻬم‪ ،‬ال أن يكون رب البيت مﻀطرا ﹰ لبيﻊ‬ ‫أمالﻙ آبائﻪ وأﺟدادﻩ ليؤمن تعليم أبنائﻪ‪ ،‬هﺬا‬ ‫هو وعدنا‪ ،‬الﺬي يﺠب أن نعمﻞ عليﻪ معكم‬ ‫وبدعمكم‪ ،‬فال مستﻘبﻞ ألي حزب ينﻘطﻊ عن‬ ‫معاناة الناﺱ وهمومﻬم‪ ،‬أعدكم بﺄن يبﻘﻰ حزب‬ ‫التوحيد حزبكم والﻰ ﺟانبكم مﻬما كانت‬ ‫الصعوبات“‪.‬‬

‫ﻭﻫﺎﺏ‬ ‫ﺛم كان كلمة لرئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺟدد خاللﻬا تﺄكيدﻩ علﻰ أن‬ ‫الوزير وئام وهاب ﹼ‬ ‫”ﺳﻘفنا الدولة واﳉيﺶ وقوﻯ األمن الداخلي‬ ‫والﻘوﻯ األمنية األخرﻯ“‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أن ”اﳉيﺶ اليوم‬ ‫بتحد كبير في كثير من املناﻃق“‪ ،‬داعيا ﹰ الﻰ‬ ‫ﳝر‬ ‫ﹼ‬ ‫”الوقوف الﻰ ﺟانب اﳉيﺶ وأن نكون خلفﻪ في‬ ‫التحدي الﺬي يﺨوﺿﻪ عنا ﺟميعا ﹰ وفي دفاعﻪ عن‬ ‫كﻞ املناﻃق وعن كﻞ اللبنانيني“‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫وأكد وهاب أن ”املعركة في لبنان ﺷارفت علﻰ‬ ‫نﻬايتﻬا في اﳊدود الشرقية للبنان‪ ،‬وهﺬﻩ املعركة‬ ‫أمامﻬا أيام وﺳتﹸحسم بشكﻞ نﻬائي – ﺇن ﺷاﺀ‬ ‫نوﺟﻪ ﲢية ملن يدافعون عن‬ ‫اﷲ – لﺬلﻚ من هنا‪ ،‬ﹼ‬ ‫حدودنا الشرقية حتﻰ ال تصﻞ املعركة ﺇلينا“‪ ،‬الفتا ﹰ‬ ‫الﻰ وﺿﻊ ﻃائفة املوحدين الدروز في السويداﺀ‬ ‫موﺿحا ﹰ أن ”املعركة ﺿد التكفير حتما ﹰ ال تنفصﻞ‬ ‫بني لبنان أو ﺳوريا أو في أي مكان في املنطﻘة“‪،‬‬ ‫معتبرا ﹰ أن ”املعركة واحدة ﺿد هﺬا الوحﺶ اﻵتي‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ أن ”ما‬ ‫ﺇلينا والﺬي أصبح علﻰ أبوابنا“‪،‬‬ ‫يﻬدد الشوف وعاليﻪ وحاصبيا‬ ‫يﻬدد السويداﺀ ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫وراﺷيا وكﻞ منطﻘة موﺟودون نحن فيﻬا‪ ،‬وأنﻪ‬ ‫ﺇذا اﺳتدعﻰ األمر أن ندافﻊ عن السويداﺀ ﺳنوﺟﻪ‬ ‫نداﺀ للتطوﻉ للدفاﻉ عنﻬا“‪.‬‬ ‫وﳑا ﺟاﺀ في الكلمة‪:‬‬ ‫”املركز في كفرحيم ليس إلﺛبات الوﺿﻊ‬ ‫السياﺳي بﻞ هو بيت لكﻞ األهﻞ‪ ،‬يلﺠﺄون ﺇليﻪ‪،‬‬ ‫هﺬا املركز هو محاولة منا للتنافس علﻰ ﺇﳕاﺀ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫‪2٦‬‬

‫ﺍﻷﻋﻮﺭ‬ ‫وفي اﳋتام أدﻯ عدد من املنتسبني اﳉدد قسم‬ ‫اليمني ﳊزب التوحيد العربي‪ ،‬أمام أمني الداخلية‬ ‫واإلعالم في اﳊزب الرفيق هشام األعور الﺬي ﹼ‬ ‫أكد‬ ‫في كلمة لﻪ أن ”فرحة الﺬكرﻯ السنوية التاﺳعة‬ ‫لتاﺳيس حزب التوحيد العربي لن تكتمﻞ دون‬ ‫ﻃالئﻊ املنتسبني اﳉدد الﺬين يعانﻘون مشاعﻞ‬ ‫اﳊرية بسواعد التغيير“‪ ،‬متوﺟﻬا ﹰ ﺇليﻬم بالﻘول‪:‬‬ ‫”أيﻬا املنتسبون اﳉدد‪ ،‬أنتم صوت اﳊق وصوت‬ ‫اﳊق أقوﻯ‪ ،‬أنتم العيد ولون التغيير اﳉديد وروﺡ‬ ‫التوحيد الﺬي يريدكم رﺳﻞ ﺛورة ورﺳالة للعطاﺀ‬ ‫واإلﺳتﻘامة والوﻃنية والعروبة‪ ،‬أنتم حبة اﳊنطة‬ ‫التي تنﻀﺞ ﲢت ﺷمس التوحيد لتعطي ﺛمار‬ ‫العزة والكرامة ولتترﻙ في كﻞ صﺨرة نبﻀا ﹰ وفي‬ ‫كﻞ قلب صالبة‪ ،‬أنتم عنوان اﳊلم الدائم لراية‬ ‫التوحيد التي تزهو بﺈﳒازاتﻬا وتفتﺨر ألنﻬا صارت‬ ‫معادلة صعبة ال يﺠرﺅ أحد علﻰ ﲡاوزها“‪.‬‬ ‫العدد ‪ -81‬أيار ـ حزيران ‪2015‬‬


‫وفد من حﺰب التوحيد العربي في ﺟرمانا مﻄمﺌناً ﻋلى أهاليها‬ ‫العريﻀي‪ :‬ما يﺠري هو محاوﻻﺕ إلبادﺓ سوريا وﺗقسيمها‬ ‫هادي وهاب‪ :‬سنعلّﻖ رﺅوﺱ التكفيريين ﻋلى فوهاﺕ بنادقنا‬ ‫تنديدا ﹰ باﺠﻤﻟزرة التي ﺇرتكبتﻬا ”ﺟبﻬة النصرة“ بحق‬ ‫ﻃائفة املوحدين املسلمني الدروز في قرية قلب لوزة‪،‬‬ ‫في ﺟبﻞ السماﻕ في ريف ﺇدلب والتي ذهب ﺿحيتﻬا‬ ‫عشرات الشﻬداﺀ‪ ،‬قام رئيس مﺠلس األمناﺀ في حزب‬ ‫التوحيد العربي واملسؤول عن ﺳير أعمال مكاتب اﳊزب‬ ‫في ﺳوريا الرفيق عصمت العريﻀي يرافﻘﻪ ﳒﻞ الوزير‬ ‫ﺿم أمني‬ ‫وهاب‪ ،‬هادي وهاب‪ ،‬علﻰ رأﺱ وفد من اﳊزب‪ ،‬ﹼ‬ ‫ﺳر مكتب حزب التوحيد العربي في السويداﺀ صالح‬ ‫ﺟربوﻉ وأمني ﺳر حزب التوحيد في أﺷرفية صحنايا‬ ‫حمزة فروﺝ والرفاﻕ مفيد حمزة وهيثم أبودياب‪ ،‬وعﻀو‬ ‫ﳉنة حزب التوحيد في السويداﺀ ربيﻊ مﻬنا وعدد من‬ ‫كوادر اﳊزب في السويداﺀ وأﺷرفية صحنايا‪ ،‬بزيارة الﻰ‬ ‫بلدة ﺟرمانا‪ ،‬لتوﺟيﻪ رﺳائﻞ تﻀامن مﻊ ﺳوريا وﺟيشﻬا‬ ‫ومﻊ ﺇخوانﻬم في السويداﺀ وﺇدلب واإلﻃمئنان عليﻬم‬ ‫ودعمﻬم في تلﻚ الﻈروف الصعبة‪ ،‬مؤكدين موقفﻬم‬ ‫الثابت ﺇلﻰ ﺟانب الدولة السورية واﳉيﺶ العربي السوري‬ ‫في وﺟﻪ اإلرهاب التكفيري الﺬي تتعرﺽ لﻬا ﺳوريا علﻰ‬ ‫امتداد كﻞ أرﺽ الوﻃن‪ ،‬حيث كان في اﺳتﻘبال الوفد‬ ‫في منزل الشيﺦ أبو وﺳيم محمد حمدان في ﺟرمانا‬ ‫عﻀو مﺠلس الشعب وﳉنة املصاﳊة الوﻃنية السيد‬ ‫مصعب اﳊلبي‪ ،‬النائب السابق حمزة منﺬر‪ ،‬وعﻀوي‬ ‫قيادة حزب البعث غياﺙ عزام وكميﻞ حامد‪ ،‬مﺨتار‬ ‫ﺟرمانا هاني الﻘاﻕ‪ ،‬وعﻀو مﺠلس بلدة ﺟرمانا عبدو‬ ‫ﻃربيﻪ‪ ،‬وعﻀو ﳉنة املصاﳊة الوﻃنية الشيﺦ نعيم‬ ‫الﻘاﻕ‪ ،‬والدكتور زهير الﻘطان‪ ،‬والدكتور هادي عز الدين‪،‬‬ ‫والسيد رامي ﺳعد ﳑثالﹰ اﺨﻤﻟتار نعيم ﺳعد‪ ،‬والسيد‬ ‫مﻈﻬر بركات ﳑثالﹰ اﺨﻤﻟتار ﻃالل بركات ﺇﺿافة الﻰ كوادر‬ ‫كتائب البعث والدفاﻉ الوﻃني والتوحيد‪ ،‬وأعﻀاﺀ ﳉنة‬ ‫ﻃوارﺉ ﺟرمانا‪ ،‬وعدد من فعاليات ووﺟﻬاﺀ ومشايﺦ‬ ‫ﺟرمانا وﺟبﻞ السماﻕ من آل دبوﺱ وعبيد ومالعب‬ ‫وعزام واملصري وحمزة وﺳيف وحمدان وعز الدين وداوود‬ ‫وﺳعد‪ ،‬حيث ﹼ‬ ‫أكد العريﻀي خالل اللﻘاﺀ أن الوفاﺀ‬ ‫والوقوف الﻰ ﺟانب ﺳوريا هو بسبب الدور الوﻃني الﺬي‬ ‫قامت بﻪ‪ ،‬ووقوفﻬا الﻰ ﺟانب لبنان والدعم الﺬي قدمتﻪ‬ ‫ﲟﺨتلف اﺠﻤﻟاالت‪ ،‬حتﻰ بلﻎ عدد الشﻬداﺀ أكثر من ‪12‬‬ ‫ألف ﺷﻬيد من اﳉيﺶ العربي السوري‪ ،‬ناهيكم عن‬ ‫ﺷﻬداﺀ النﺨوات من أهلنا في ﺳوريا‪..‬‬ ‫وﺷ ﹼدد العريﻀي علﻰ أن هﺬﻩ الزيارة هي للتﺄكيد‬ ‫”أننا نﻀﻊ أنفسنا بتصرف أهلنا وعﻘالئنا ﲢت ﺳﻘف‬ ‫وﻃننا وقيادتنا‪ ،‬ألن أي عمﻞ فئوي يصب بﺨدمة املشروﻉ‬ ‫اإلﺳرائيلي التكفيري في املنطﻘة“‪..‬‬ ‫وحول اﺠﻤﻟزرة التي ارتكبﻬا اإلرهابيون بحق العشرات‬ ‫من أهلنا في محافﻈة ﺇدلب‪ ،‬تساﺀل العريﻀي ﺇذا‬ ‫كان حادﺙ ﺇدلب هو ﺇﺷكال فردي كما يحاول أن ير ﹼوﺝ‬ ‫البعﺾ‪ ..‬فماذا نﻘول عن الﺬي يحصﻞ في السويداﺀ‬ ‫اﻵن من اعتداﺀات من قبﻞ ”النصرة“ ال تصب ﺇال في‬ ‫مصلحة ”ﺇﺳرائيﻞ“ وخدمتﻬا‪ ،‬معتبرا ﹰ ”الﺬي يﺠري اﻵن‬ ‫هو محاوالت إلبادة ﺳوريا وتﻘسيمﻬا وتدمير نسيﺠﻬا‬

‫من اليمني‪ :‬كميﻞ حامد‪ ،‬وهاب‪ ،‬اﳊلبي‪ ،‬العريﻀي‪ ،‬مﻬنا‪ ،‬ﺟربوﻉ‪ ،‬منﺬر والشيﺦ حكمت حمزة‬

‫ﺟانب من اﳊﻀور ومشايﺦ من ﺟرمانا‬

‫ﺟانب من اﳊﻀور ومشايﺦ من ﺟبﻞ السماﻕ‬

‫‪2٧‬‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫اإلﺟتماعي“‪.‬‬ ‫وﺇذ رأﻯ ”أن املؤامرة حﺠمﻬا كبير وال يﺠوز السكوت‬ ‫عنﻬا‪ ،‬بﻞ مﻘاومتﻬا“‪ ،‬ﹼ‬ ‫أكد العريﻀي علﻰ أن ”املطلب‬ ‫اﻵن هو ”السالﺡ“ لنﻘف ﺇلﻰ ﺟانب اﳉيﺶ العربي‬ ‫السوري وأهلنا في معركتﻬم‪ ،‬ألنﻬا ليست معركة‬ ‫حدود بﻞ معركة وﺟود“‪.‬‬ ‫ﻭﻫﺎﺏ‬ ‫بدورﻩ أكد ﳒﻞ رئيس حزب التوحيد العربي وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬هادي وهاب‪ ،‬علﻰ أن ما حصﻞ في ﺟبﻞ السماﻕ‬ ‫ليس صدفة وليس حادﺛا ﹰ فرديا ﹰ بحق ﺇخوان لنا تعايشوا‬ ‫مﻊ محيطﻬم وكانت منازلﻬم مالﺟﺊ إلخوانﻬم‬ ‫وﺟيرانﻬم‪ ،‬أهكﺬا يرد اﳉميﻞ؟ أم أن ما قيﻞ ﺇنﻬا ﺛورة‬ ‫أصبحت ﺳاحة قتال لغرباﺀ حاقدين ال يفﻘﻬون من‬ ‫اإلﺳالم ﺳوﻯ الﻘتﻞ وﺳفﻚ الدماﺀ؟‬ ‫وأﺿاف وهاب‪ :‬نﻘول إلخواننا ﺇن اﳊياد مرفوﺽ‪ ،‬فمن‬ ‫يطلب اﳊياد بعد اﻵن هو عدو‪ ،‬هﺬﻩ أرﺿنا‪ ،‬وتراب أرﺿنا‬ ‫مﺠبول بدماﺀ أﺟدادنا‪ ،‬ولم يستطﻊ غازﹴ أن يثنينا‬ ‫عن ﳑارﺳة معتﻘداتنا ولم تستطﻊ قوﻯ عاملية من‬ ‫ﺇخﻀاعنا‪..‬‬ ‫وأكد أن ال تكفير وال قتﻞ وال مﺬابح ﺳتحول بيننا‬ ‫وبني ﺇرادة الﻘتال في داخلنا‪ ،‬بﻞ ﺳنكون ﺇلﻰ ﺟانب‬ ‫الرئيس األﺳد وﺇلﻰ ﺟانب اﳉيﺶ العربي السوري‬ ‫واملﻘاومة‪ ،‬نﻘاتﻞ حتﻰ آخر رمق‪ ،‬فمن يﻘتﻞ منا يعود‬ ‫بﺠسد آخر ويﻘاتﻞ الغزاة مرة ﺛانية‪ ،‬فنحن أبناﺀ حمزة‬ ‫بن علي وﺇن نسي العالم ﹶمن نحن فﻘد حان وقت‬ ‫ﺇعادة تﺬكيرﻩ‪ ،‬فكﻞ قطرة دم من موحد هي أﺷرف من‬ ‫تكفيرهم وحﻘدهم‪ ،‬ولتالقوننا في ﺳاحات الﻘتال كي‬ ‫فوهات بنادقنا‪ ،‬مﺠددا ﹰ تﺄكيدﻩ‬ ‫نع ﹼلق رﺅوﺳكم علﻰ ﹼ‬ ‫علﻰ أن السويداﺀ هي معﻘلنا ومنبتنا وأرﺿنا وهناﻙ‬ ‫الكثير من املﻘاتلني األكفاﺀ ﳊمايتﻬا«‪.‬‬ ‫وختم وهاب كلمتﻪ بالﻘول‪ :‬عندما تدﻕ ﺳاعة الصفر‬ ‫نحن قادمون الﻰ ﺳورية لرد اﳉميﻞ إلخواننا الﺬين وقفوا الﻰ‬ ‫ﺟانبنا عندما دعت اﳊاﺟة‪ ،‬وﺳيكون كﻞ ارهابي او من يﺨصﻪ‬ ‫هدفاﹰ لنا من لبنان الﻰ ﺳورية الﻰ فلسطني اﶈتلة‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ‬ ‫علﻰ أن السويداﺀ بحاﺟة الﻰ السالﺡ وهي الﻰ ﺟانب الدولة‬ ‫والﻰ ﺟانب اﳉيﺶ العربي السوري حتﻰ آخر نفس فينا‪.‬‬ ‫كما ألﻘﻰ عﻀو مﺠلس الشعب وﳉنة املصاﳊة‬ ‫الوﻃنية السيد مصعب اﳊلبي كلمة ﹼأكد خاللﻬا علﻰ‬ ‫أن »أهلنا من ﻃائفة املوحدين املسلمني في ﺳوريا هم‬ ‫مواﻃنون ﺳوريون‪ ،‬يتعاملون مﻊ األحداﺙ وفق مؤﺳسات‬ ‫الدولة أوال ﹰ ووفق ﺳﺨونة املشﻬد‪ ،‬مشددا ﹰ علﻰ أن تلﻚ‬ ‫الطائفة كانت والتزال عبر التاريﺦ ﺟز ﹰﺀا من النسيﺞ‬ ‫الوﻃني السوري واﳉغرافيا السورية مﻘدما التعازي‬ ‫بالشﻬداﺀ الﺬين ﺳﻘطوا في مﺠزرة ﺟبﻞ السماﻕ‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ اإللتزام بثالﺙ قﻀايا هي‪ :‬اإللتزام بالوﻃن مﻊ كﻞ‬ ‫مؤﺳساتﻪ وخاصة اﳉيﺶ العربي السوري الﺬي يﺠب أن‬ ‫ال تتزعزﻉ ﺛﻘتنا بﻪ‪ ،‬وبالﻘيادة ومﻊ أهلنا وتعزيز التواصﻞ‬ ‫بني ﺟميﻊ املكونات في هﺬﻩ املرحلة الصعبة التي تعصف‬ ‫بسوريا‪ ،‬ﹼ‬ ‫مؤكدا ﹰ أن املعركة بدأت من اﳉنوب السوري‬ ‫وﺳتنتﻬي هناﻙ ألن السوريني يدركون مصاﳊﻬم في‬ ‫كﻞ آن وأوان ﺷاكرا ﹰ الوزير وهاب علﻰ تﻀامنﻪ معﻬم‬ ‫ووقوفﻪ دائما ﹰ ﺳ ﹼﹰدا منيعا في وﺟﻪ املتﺂمرين علﻰ هﺬﻩ‬ ‫الطائفة‪ ،‬مثنيا ﹰ علﻰ صدﻕ الوزير وهاب في ﺷراكتﻪ مﻊ‬ ‫الدولة السورية والطائفة واملﻘاومة‪.‬‬ ‫كما ألﻘيت كلمات ﺷددت علﻰ أن الدروز في ﺳوريا‬ ‫كانوا وﺳيبﻘون ﺟز ﹰﺀا ال يتﺠزأ من النسيﺞ السوري‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫من اليمني‪ :‬السيد حكمت داوود‪ ،‬كميﻞ حامد‪ ،‬وهاب‪ ،‬اﳊلبي والعريﻀي‬

‫الرفيق هادي وهاب متحدﺛا ﹰ الﻰ األﺳيرين اﶈررين من ﺳﺠون االحتالل ندﱘ الﻘﻀماني و لؤي مرعي‬

‫الرفيق هادي وهاب متوﺳطا ﹰ ﺷباب ﺟرمانا‬

‫‪28‬‬


‫مفوﺿية الشباب في حﺰب التوحيد العربي‬ ‫أحيت يومها القروي السنوي السادﺱ‬ ‫أحيت مفوﺿية الشباب في حزب التوحيد‬ ‫العربي بالتعاون مﻊ مفوﺿية السيدات يومﻬا‬ ‫الﻘروي السنوي السادﺱ‪ ،‬الﺬي أقامتﻪ علﻰ ﻃريق‬ ‫نﻬر اﳉاهلية‪ ،‬بحﻀور رئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫الوزير وئام وهاب‪ ،‬ورئيسة املؤﺳسة التوحيدية‬ ‫للﺨدمات اإلﺟتماعية السيدة لني وهاب‪ ،‬وهادي‬ ‫وهاب‪ ،‬ورئيس بلدية اﳉاهلية أمني أبوذياب ومﺨتار‬ ‫البلدة أﺟود أبوذياب وعﻀو املكتب السياﺳي رﺷيد‬ ‫ﺟنبالﻁ‪ ،‬وأمني الداخلية واإلعالم هشام األعور‪،‬‬ ‫ومفوﺽ الشوف األعلﻰ أمير ﺳري لدين‪ ،‬وحشد‬ ‫من أهالي البلدة واﳉوار‪.‬‬ ‫افتتح املﻬرﺟان‪ ،‬بالنشيدين الوﻃني ونشيد‬ ‫رحبت بعدها الرفيﻘة روال أبوذياب باﳊﻀور‪،‬‬ ‫اﳊزب‪ ،‬ﹼ‬ ‫ﺛم ألﻘﻰ مفوﺽ الشباب الرفيق ﺟﻬاد أبوذياب‬ ‫ﹼ‬ ‫كلمة أﺷار خاللﻬا الﻰ أن ”الﻬدف من هﺬا الكرمس‬ ‫هو ﺟمﻊ ﺷمﻞ الشباب وخلق روﺡ األلفة واﶈبة‬ ‫وزرﻉ الفرحة والبﻬﺠة في قلوب اﳉميﻊ“‪.‬‬ ‫ووﺟﻪ أبوذياب نداﺀ ﳉميﻊ الشباب للعمﻞ ﺳويا ﹰ‬ ‫ﹼ‬ ‫في ﺟميﻊ اﺠﻤﻟاالت لكي يكون لﻬم دور فاعﻞ في‬ ‫اﺠﻤﻟتمﻊ“‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ أن ”مفوﺿية الشباب مستعدة‬ ‫للعمﻞ مﻊ ﺟميﻊ الﺬين يريدون الﻘيام بﺄي نشاﻁ‬ ‫ﺛﻘافي أو رياﺿي أو فني‪ ،‬معلنا ﹰ البدﺀ عن تنﻈيم‬ ‫دورة رياﺿية علﻰ صعيد املنطﻘة ﲢت ﺇﺷراف‬ ‫اللﺠنة الرياﺿية في املفوﺿية“‪.‬‬ ‫وختم كلمتﻪ بالﻘول‪” :‬نعدكم أن خالل فترة‬ ‫قصيرة ﺳننﺠز العمﻞ في امللعب بالتعاون مﻊ‬ ‫الرابطة األدبية اإلﺟتماعية اﳋيرية وبلدية اﳉاهلية“‪،‬‬ ‫متوﺟﻬا ﹰ بالتﻬنئة ﳉميﻊ الناﺟحني في الشﻬادات‬ ‫الرﺳمية متمنيا ﹰ لﻬم التﻘدم نحو األفﻀﻞ“‪.‬‬ ‫تﺨلﻞ املﻬرﺟان الﺬي اﺳتمر ليومني نشاﻃات‬ ‫ترفيﻬية وتثﻘيفية‪ ،‬واختتم بحفﻞ فني ﺳاهر‬ ‫أحيتﻪ ”فرقة البيارﻕ“ للرقﺺ الفولكلوري بﻘيادة‬ ‫الرفيق نزار أبوذياب والفنان حسان قرﺿاب‪.‬‬

‫الرفيق ﺟﻬاد أبوذياب يلﻘي كلمتﻪ‬

‫وهاب مشاركا ﹰ في اليوم الﻘروي‬

‫السيدة لني وهاب وﳒلﻬا هادي وهاب مشاركني في اليوم الﻘروي‬

‫فرقة البيارﻕ للرقﺺ الفولكلوري ﲢيي اليوم الﻘروي‬

‫‪29‬‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫مفوﺿية السيداﺕ أحيت الذﻛرﻯ السنوية التاسعة لتﺄسيﺲ حﺰب التوحيد العربي‬

‫بندوﺓ سياسية ﺗحت ﻋنوان «الكوﺗا النسائية»‬ ‫ﲟناﺳبة الﺬكرﻯ السنوية التاﺳعة‬ ‫لتﺄﺳيس حزب التوحيد العربي‪ ،‬أقامت‬ ‫مفوﺿية السيدات‪ ،‬ندوة ﺳياﺳية ﲢت‬ ‫عنوان ”الكوتا النسائية والتمثيﻞ النسبي‬ ‫في اإلنتﺨابات‪ ،‬خطوة علﻰ ﻃريق التغيير“‪،‬‬ ‫في مركز اﳊزب في اﳉاهلية‪ ،‬ﲟشاركة‬ ‫وحﻀور رئيس حزب التوحيد العربي ﳑثال ﹰ بﺄمني‬ ‫الداخلية واإلعالم في اﳊزب الرفيق هشام‬ ‫األعور‪ ،‬ورئيسة املؤﺳسة التوحيدة للﺨدمات‬ ‫اإلﺟتماعية السيدة لني وهاب‪ ،‬وعﻀو املكتب‬ ‫السياﺳي الرفيق أمير ﺳري الدين‪ ،‬والسيدة‬ ‫كارولني صليبي نائبة رئيسة ﲡمﻊ النساﺀ‬ ‫الدﳝﻘراﻃي اللبناني‪ ،‬ورئيس وأعﻀاﺀ بلدية‬ ‫اﳉاهلية ومﺨاتيرها‪ ،‬ووفد من ﺳيدات الﻬيئات‬ ‫واﳉمعيات النسائية في اﳉاهلية‪.‬‬ ‫أفتتحت الندوة بالنشيدين الوﻃني واﳊزب‪،‬‬ ‫ﺛم كان كلمة ترحيبية لعريفة الندوة السيدة‬ ‫ﺇالن أبوذياب‪ ،‬ﺟاﺀ فيﻬا‪” :‬تسﻊ ﺳنوات من عمر‬ ‫التوحيد العربي الﺬي اتﺨﺬ من التغيير ﺳبيالﹰ‪،‬‬ ‫واملﻘاومة نﻬﺠاﹰ‪.‬‬ ‫تسﻊ ﺳنوات‪ ،‬واأليادي ترﺳم من خيوﻁ‬ ‫التوحيد فﺠرنا الﻘادم‪ ،‬الﺬي بشرنا بﻪ رئيس‬ ‫حزب التوحيد العربي الرفيق وئام وهاب‪،‬‬ ‫الﺬي امتشق ﺳيف الكرامة والعزة في وﺟﻪ‬ ‫أصحاب الشرانق الﻀيﻘة ورفﻊ الصوت كي‬ ‫يبﻘﻰ صوت اﳊق هو األعلﻰ في ﺳماﺀ العروبة‬ ‫ﺿد مشاريﻊ التكفير والكونتونات املﺬهبية‬ ‫والطائفية‪.‬‬ ‫تسﻊ ﺳنوات مﻀت وكانت مفوﺿية‬ ‫السيدات في ﻃليعة اﳊزبيني الﺬين أعطوا من‬ ‫وقتﻬم وبﺬلوا الكثير كي تبﻘﻰ راية التوحيد‬ ‫خفاقة‪ ،‬وقد ارتﺄينا في هﺬﻩ املناﺳبة اﳊزبية‬ ‫أن نلﻘي الﻀوﺀ علﻰ أهمية املرأة في اﺠﻤﻟتمﻊ‬ ‫ودورها في اﳊياة السياﺳية من خالل قانون‬ ‫انتﺨابات عادل علﻰ أﺳاﺱ النسبية‪ ،‬في‬ ‫خطوة علﻰ ﻃريق التغيير‪ ،‬متوﺟﻬة بالشكر‬ ‫الﻰ اﳊﻀور‪ ،‬والﻰ السيدة كارولني صليبي‪،‬‬ ‫نائبة رئيسة ﲡمﻊ النساﺀ الدﳝﻘراﻃي‬ ‫اللبناني‪ ،‬التي أدارت الندوة ﹼ‬ ‫مؤكدة علﻰ أهمية‬ ‫مشاركة املرأة في اﳊياة السياﺳية‪ ،‬وأن تكون‬ ‫ﺟز ﹰﺀا في صناعة الﻘرارات‪ ،‬الفتة الﻰ الفراﻍ‬ ‫الرئاﺳي الﺬي م ﹼر علﻰ ﺷغورﻩ عام حتﻰ اليوم‪،‬‬ ‫ما يدل علﻰ تراﺟﻊ في مؤﺳسات الدولة‬ ‫ﹼ‬ ‫مؤكدة علﻰ‬ ‫التي تسير هي أيﻀا ﹰ الﻰ الفراﻍ‪،‬‬ ‫دور األحزاب في ﺇنعاﺵ اﳊياة السياﺳية‬ ‫عبر التنافس السياﺳي فيما بينﻬا لبلوﻍ‬ ‫املصلحة العامة‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫وتساﺀلت صليبي عن ارتباﻁ موﺿوﻉ الكوتا‬ ‫النسائية بالنﻈام النسبي‪ ،‬الفتا ﹰ الﻰ الوﺟود‬ ‫النسائي اﳋﺠول في مواقﻊ الﻘرار في لبنان‪،‬‬ ‫حيث نالت املرأة منﺬ العام ‪ 1952‬حﻘوقﻬا‬ ‫السياﺳية حيث يحق للمرأة اللبنانية منﺬ‬ ‫العام ‪ 1952‬من ﳑارﺳة حﻘﻬا في اإلنتﺨاب‬ ‫والدخول في مواقﻊ الﻘرار‪ ،‬وقد كان لبنان ﺳباقا ﹰ‬ ‫في هﺬﻩ اﳋطوة ولكن لﻸﺳف تراﺟﻊ دور املرأة‬ ‫اللبنانية في السياﺳة مﻘارنة بنساﺀ العام‬ ‫العربي‪ ،‬ألن اﺠﻤﻟتمﻊ العربي مﺠتمﻊ ذكوري‪،‬‬ ‫وارتبطت اﳊياة السياﺳية بالرﺟﻞ ويكمن دور‬ ‫املرأة فﻘﻂ في املنزل وتربية األﺟيال‪ ،‬وتﻘوم‬ ‫بدور مؤﺳسات الدولة اإلﺟتماعية التي هي‬ ‫من مسؤولية الدولة“‪.‬‬ ‫وتابعت‪” :‬وبعد تطور النﻈرة الﻰ العمﻞ‬ ‫السياﺳي في كثير من الدول العربية وبعد‬ ‫ﺇصدار العديد من اإلتفاقيات الدولية التي‬ ‫ﹼ‬ ‫تؤكد علﻰ مشاركة املرأة في اﳊياة السياﺳة‬ ‫والدخول في مواقﻊ صنﻊ الﻘرار‪ ،‬الفتة الﻰ أن‬ ‫دخول املرأة في السياﺳة اقتصر علﻰ العامﻞ‬ ‫الوراﺛي فﻘﻂ‪ ،‬وليس علﻰ أهمية تطور دور املرأة‬ ‫في اﺠﻤﻟتمعات العربية‪ ،‬فكان عليﻬا أن تﺨوﺽ‬ ‫املعترﻙ السياﺳي من خالل الكوتا النسائية‬ ‫وليس عبر الطرﻕ الدﳝﻘراﻃية املوﺟودة اليوم‬ ‫في العالم‪ ،‬التي صدرت عن ﺇتفاقية ”السيباو“‪،‬‬ ‫التي تنﺺ علﻰ ﺇلغاﺀ كافة أﺷكال التمييز‬ ‫بني النساﺀ عبر اتﺨاذ تدابير خاصة لوصول‬

‫‪٣0‬‬

‫النساﺀ الﻰ مواقﻊ الﻘرار‪.‬‬ ‫ونطام الكوتا ﺟاﺀ ليمﻬد للنساﺀ ﲟبادرتﻬم‬ ‫الفردية أن يﻘوموا بحمالتﻬم اإلنتﺨابية‬ ‫ويﺠشعﻬا علﻰ دخول املعترﻙ السياﺳي‪،‬‬ ‫الفتة الﻰ وﺟود أكثر من نﻈام للكوتا يعتمد‬ ‫في العالم‪ ،‬موﺿح ﹰة أن نﻈام الكوتا في لبنان‬ ‫رﹸفﺾ قطعا ﹰ ألن النﻈام اللبناني مبني علﻰ‬ ‫الكوتا الطائفية‪ ،‬لﺬلﻚ قوانني اإلنتﺨاب لم‬ ‫تطرﺡ يوما ﹰ موﺿوﻉ الكوتا التي أتت في قانون‬ ‫الستني بنسبة ﺿئيلة ﺟدا ﹰ ال تتعدﻯ الـ ‪10‬‬ ‫‪ ،٪‬ولكن اليوم بعد ﺟﻬود اﳉمعيات النسائية‬ ‫في لبنان وعملﻬا علﻰ متكني املرأة في األحزاب‬ ‫كﺨطوة مبدئية لدخولﻬا املعترﻙ السياﺳي‬ ‫ومنﻪ الﻰ مواقﻊ صنﻊ الﻘرار‪ ،‬حيث للمرأة دور‬ ‫هام في الشﺄن اإلﳕائي واﳋدماتي واإلﺟتماعي‬ ‫واإلنساني‪ .‬من هنا يﺠب العمﻞ علﻰ تثبيت‬ ‫الكوتا في الﻘانون اللبناني بشكﻞ يكون فيﻪ‬ ‫للمرأة متثيﻞ أعلﻰ‪ ،‬داعية األحزاب السياﺳية‬ ‫في لبنان الﻰ ﺇﺷراﻙ املرأة في العمﻞ السياﺳي‬ ‫عبر املطالبة بكوتا نسائية في قانون اإلنتﺨاب‬ ‫ألن األحزاب ال متيز بني عمﻞ املرأة وعمﻞ الرﺟﻞ‬ ‫اﳊزبي ويﺠب أن ينسحب هﺬا األمر علﻰ مواقﻊ‬ ‫صنﻊ الﻘرار التي تشارﻙ فيﻬا املرأة الرﺟﻞ‪.‬‬ ‫وفي اﳋتام فسحت صليبي اﺠﻤﻟال للحﻀور‬ ‫للمناقشة في هﺬا املوﺿوﻉ ما ﹼ‬ ‫دل علﻰ وعي‬ ‫ورغبة صادقة في أهمية دور املرأة في اﳊياة‬ ‫السياﺳية كما في كافة الصعد اﳊياتية‪.‬‬


‫حﺰب التوحيد العربي ‪...‬‬ ‫التﻐيير في ﺯمن الر ّدﺓ والقحﻂ الفكري‬ ‫منﺬ نشﺄتﻪ قبﻞ تسﻊ ﺳنوات حرﺹ رئيس‬ ‫حزب التوحيد العربي معالي الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب علﻰ ﺇﺿفاﺀ الطابﻊ العروبي‬ ‫والﻘومي علﻰ كﻞ ﺇصدارات اﳊزب وﺳلوكات‬ ‫أفرادﻩ‪ ،‬وهو في كﻞ ذلﻚ حاول أن يبتعد باﳊزب‬ ‫عن الﻬوية الطائفية ﺷﺄن أكثر أحزاب لبنان‬ ‫التي انبثﻘت في مرحلة ما بعد اﳊرب األهلية‬ ‫اللبنانية لتع ﹼبر عن اﺨﻤﻟرﺟات اﳊﻘيﻘية لتلﻚ‬ ‫اﳊرب علﻰ املستوﻯ النفسي واإلﺟتماعي‬ ‫للبنانيني علﻰ تعدد ﻃوائفﻬم‪.‬‬ ‫فالعروبة لدﻯ الرئيس املؤﺳس هوية‬ ‫ﹼ‬ ‫يؤكدﻩ في كﻞ مواقفﻪ‬ ‫وانتماﺀ‪ ،‬وهو ما‬ ‫السياﺳية داخﻞ لبنان وفي انحيازﻩ اﳉريﺀ‬ ‫الﻰ خيار األمة كما هو حال اﳊزب اليوم‬ ‫مﻊ محور املﻘاومة من فلسطني الﻰ ﺳوريا‬ ‫ولبنان وﺇيران اإلﺳالمية‪.‬‬ ‫ﳒح رئيس حزب التوحيد العربي ﻃوال‬ ‫السنني التسﻊ من عمر اﳊزب في ﲢييدﻩ‬ ‫والتعصب وﺷ ﹼرﻉ أبوابﻪ‬ ‫عن متاهات اﳋندقة‬ ‫ﹼ‬ ‫لكﻞ ﹶمن آمن بﺄن الﻬدف األﺳمﻰ للحزب‬ ‫وكﻞ حزب هو اإلنسان ﲟا هو كائن اﺟتماعي‬ ‫وأخالقي وفكري يستحق أن يعيﺶ بحرية‬ ‫وكرامة بعيدا ﹰ عن اإلﺳتغالل واإلﺿطﻬاد‬ ‫والتوﻇيف األعمﻰ لطاقاتﻪ وقدراتﻪ‪،‬‬ ‫وأبﻘﻰ علﻰ عالقات التفاهم والتواصﻞ مﻊ‬ ‫كثيرين من رﺅﺳاﺀ األحزاب اللبنانية الﺬين‬ ‫ناصبوﻩ اﳋصام لسنوات عديدة‪ ،‬يﻘينا ﹰ منﻪ‬ ‫أن اللبنانيني ومﻬما تباينوا في الرأي حول‬ ‫قﻀاياهم املصيرية‪ ،‬فﺈنﻬم ال يستطيعون‬ ‫البﻘاﺀ وراﺀ متاريس متﻘابلة الﻰ األبد‪ ،‬وأن‬ ‫لغة اﳊوار كفيلة باﳊفاﻅ علﻰ كينونة لبنان‬ ‫وﻃنا ﹰ لكﻞ أبنائﻪ علﻰ اختالف أﻃيافﻬم‬ ‫ومشاربﻬم‪.‬‬ ‫تسعة أعوام علﻰ التﺄﺳيس وحزب التوحيد‬ ‫يسﺠﻞ في كﻞ يوم‬ ‫العربي في تطور مستمر‬ ‫ﹼ‬ ‫اختراقا ﹰ ﺟديدا ﹰ في ﺟدار العزل والتموﺿﻊ‬ ‫الطائفي واملﺬهبي‪.‬‬ ‫ومﻬمة كﻬﺬﻩ ليست ﺳﻬلة خصوصا ﹰ ﺇذا‬ ‫ما عرفنا أن اﻵحادية السياﺳية التي ﺳادت‬ ‫لعﻘود ﻃويلة في اﳉبﻞ اللبناني علﻰ ﺳبيﻞ‬ ‫املثال ال اﳊصر‪ ،‬حيث اإلنتشار األوﺳﻊ لطائفة‬

‫املوحدين الدروز‪ ،‬لم تكن مﻬيﺄة لﻘبول ﺷريﻚ‬ ‫ﺳياﺳي لﻬا يطرﺡ فكرا ﹰ مغايرا ﹰ وغير تﻘليدي‬ ‫في الشكﻞ واملﻀمون‪ ،‬ﺇال أن املثابرة والصبر‬ ‫والتفﻬم لدﻯ رئيس حزب التوحيد العربي‬ ‫ﹼ‬ ‫مكنتﻪ من ﺇيﺠاد أرﺿية صلبة ﳊﻀور حزبي‬ ‫وازن في محيطﻪ وعلﻰ الساحة اللبنانية‬ ‫ﲡاوز كﻞ اﳊسابات والتﻘديرات‪.‬‬ ‫ومبكرا ﹰ أدرﻙ الرئيس وئام وهاب اﺨﻤﻟاﻃر‬ ‫اﶈدقة بلبنان واألمة ﺟراﺀ تغول املشروﻉ‬ ‫الصﻬيو ‪ -‬أميركي في فلسطني واملنطﻘة‪،‬‬ ‫يﺨف‬ ‫وبرﺅية واﺿحة واﺳتشرافية لﻸمور‪ ،‬لم‬ ‫ﹺ‬ ‫قلﻘﻪ من اإلنﻘسامات البينية العربية بني‬ ‫مكونات األمة الواحدة ومن النزعات العصبية‬ ‫والتكفيرية التي يعمﻞ أصحابﻬا علﻰ‬ ‫اﺳتبدال ﺳماحة اإلﺳالم وعدلﻪ ورحمتﻪ‬ ‫ببشاعة األداﺀ ووحشيتﻪ مستﺨدمني الدين‬ ‫ﺳتارا ﹰ إلﺟرامﻬم وارتكاباتﻬم‪.‬‬ ‫وفي ﺳوريا ﲡاوز حزب التوحيد العربي حدود‬ ‫املواقف اإلعالمية‪ ،‬وانتصر بالدم لوحدتﻬا‬ ‫وعروبتﻬا ودورها الﻘومي في وﺟﻪ ما تتعرﺽ‬ ‫لﻪ من حرب كونية تكفيرية بسبب موقفﻬا‬ ‫املمانﻊ واملﻘاوم والرافﺾ لكﻞ أﺷكال اﳋﻀوﻉ‬ ‫والتسليم باألمر الواقﻊ الﺬي فرﺿتﻪ أميركا‬ ‫وحلفاﺅها وأرادتﻪ قدرا ﹰ لﻬﺬﻩ األمة‪.‬‬ ‫تﻘدم ينطلق من خلفية‬ ‫واﳊزب في كﻞ ما ﹼ‬

‫‪٣1‬‬

‫فكرية قومية عربية ﹼ‬ ‫ﺷكلت اﳉزﺀ األهم من‬ ‫أدبياتﻪ التي باتت ملكا ﹰ لكﻞ توحيدي ولكﻞ‬ ‫عربي يرﻯ في عروبتﻪ املالذ اﳊﻘيﻘي ويندمﺞ‬ ‫مﻊ قﻀاياها املصيرية وفي الصدارة منﻬا‬ ‫قﻀية فلسطني‪.‬‬ ‫هﺬﻩ العروبة التي يﺠﻬد التكفيريون في‬ ‫ﺳوريا ولبنان والعراﻕ وليبيا واليمن علﻰ‬ ‫تفريغﻬا من مﻀمونﻬا التاريﺨي واإلنساني‬ ‫من خالل اﺳتﻬداف مرتكزاتﻬا اإلﺟتماعية‬ ‫واﳉغرافية والدينية واﳊﻀارية لتمكني‬ ‫الكيان الصﻬيوني من فرﺽ ﺇرادتﻪ علﻰ األمة‬ ‫وﺇحداﺙ ﺷرﺥ بينﻬا وبني قﻀيتﻬا املركزية‬ ‫كي يسﻬﻞ علﻰ العدو اإلﺳتفراد بالشعب‬ ‫الفلسطيني وﺷطب حق عودتﻪ الﻰ ديارﻩ‬ ‫وﳑتلكاتﻪ في فلسطني‪.‬‬ ‫في الﺬكرﻯ التاﺳعة ﳊزب التوحيد العربي‪،‬‬ ‫يتعزﹼز لدينا األمﻞ باإلنتصار علﻰ كﻞ مشاريﻊ‬ ‫التﻘسيم والفتنة املﺬهبية وننتﻬزها فرصة‬ ‫ﹼ‬ ‫لنؤكد علﻰ عمق التحالف مﻊ حزب التوحيد‬ ‫العربي ورئيسﻪ األﺥ وئام وهاب وعلﻰ ﺛﻘتنا بﺄن‬ ‫يبﻘﻰ لفلسطني وﺷعبﻬا وللمﺨيمات في‬ ‫لبنان علﻰ وﺟﻪ اﳋصوﺹ ح ﹼيزا ﹰ في اهتمامات‬ ‫هﺬا اﳊزب ورئيسﻪ‪.‬‬ ‫فالفلسطينيون الﺬين يعلنون رفﻀﻬم أن‬ ‫تكون مﺨيماتﻬم ﳑ ﹼرا ﹰ أو مستﻘ ﹼرا ﹰ للمﺨ ﹼلني‬ ‫يتفﻬم‬ ‫باألمن في لبنان يحتاﺟون أيﻀا ﹰ ملن‬ ‫ﹼ‬ ‫بؤﺳﻬم ومعاناتﻬم ويﻘف الﻰ ﺟانبﻬم‬ ‫أمام اﺳتمرار ﲡاهﻞ حﻘوقﻬم املدنية‬ ‫واإلﺟتماعية‪ :‬فتوفير األمن اإلﺟتماعي‬ ‫واإلقتصادي للمﺨيمات من ﺷﺄنﻪ املساهمة‬ ‫واﳊد من عمليات‬ ‫اﳉادة في تثبيت اإلﺳتﻘرار‬ ‫ﹼ‬ ‫اﺳتﻘطاب واﺳتثمار الشباب الفلسطيني‬ ‫والزﺝ بﻬم في أتون صراعات مﺬهبية فتنوية ال‬ ‫يستفيد منﻬا ﺇال الصﻬاينة وأعداﺀ فلسطني‬ ‫واألمة‪.‬‬

‫ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﳊﺮﻛﺔ‬ ‫ﻓﺘﺢ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺿﺔ‬ ‫ﻭﺃﻣﲔ ﺳﺮ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻟﺒﻨﺎﻥ‬ ‫ﺣﺴﻦ ﺯﻳﺪﺍﻥ‬ ‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫منبر لبناني‬

‫الفراغ الرئاسي في لبنان‪...‬‬ ‫الى أين؟‬ ‫‪ 1٤‬ﺷﻬرا ﹰ م ﹼر علﻰ الفراﻍ‪ ،‬ﺛرﺛرات كثيرة في‬ ‫الكواليس الديبلوماﺳ ﹼية‪ ،‬اإلﺳتحﻘاﻕ ﺇمتياز‬ ‫لبناني صرف‪ ،‬ﹼﺇال أ ﹼن الفاعليات عﺠزت عن لبننتﻪ‪،‬‬ ‫فيما اﳋارﺝ لﻪ أولو ﹼياتﻪ‪ ،‬وتنافس املصالح ال يرحم‪.‬‬ ‫أكثر من عام علﻰ الفراﻍ‪ ،‬تغ ﹼيرت أمورﹲ كثيرة‪،‬‬ ‫هكﺬا يﹸﻘال في الكواليس‪ .‬لم يعد من ﺟامﻊ‬ ‫يﺠمﻊ ﺳوﻯ ﺇحتكار املصالح‪ ،‬وترتيب اﳊصﺺ‪،‬‬ ‫وتوزيﻊ الواردات‪ .‬في ﹼ‬ ‫كﻞ يوم ﳝ ﹼر هناﻙ ﺇﺛبات بﺄ ﹼن‬ ‫الرئيس ليس صناعة وﻃن ﹼية‪ ،‬بﻞ صناعة خارﺟ ﹼية‬ ‫مستوردة‪ ،‬ومع ﹼلبة بﻘوالب وأﻃر محل ﹼية‪ ،‬وأ ﹼن قوتﻪ‬ ‫مستمدة من ذاتﻪ‪ ،‬بﻞ من الرعاية الدول ﹼية‬ ‫ليست‬ ‫ﹼ‬ ‫ اإلقليم ﹼية لﻪ‪.‬‬‫في ﹼ‬ ‫وترهﻞ املؤﺳسات‪،‬‬ ‫ﻇﻞ الفراﻍ الرئاﺳي‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫يتﺄقلم اللبناني مﻊ واقﻊ ﺟديد‪ ،‬مﻊ تغيير‬ ‫دﳝوغرافي‪ ،‬مﻊ منافسة ﺟد ﹼية علﻰ لﻘمة العيﺶ‪.‬‬ ‫هناﻙ ﺇنسﺠام بني وزراﺀ اﳊكومة علﻰ التعاﻃي‬ ‫التحدي الوافد للتﻘليﻞ من تداعياتﻪ األمن ﹼية‪،‬‬ ‫مﻊ‬ ‫ﹼ‬ ‫واإلقتصاد ﹼية‪ ،‬واإلﺟتماع ﹼية واملعيش ﹼية‪ ،‬ولكن ليس‬ ‫من تفاهم حاﺳم علﻰ ﹼ‬ ‫خطة واﺿحة بعناوينﻬا‬ ‫وتفاصيلﻬا تﻘﻀي ﲟواﺟﻬة هﺬﻩ األزمة‪ ،‬وترﺳم‬ ‫خريطة ﻃريق تؤ ﹼدي الﻰ التح ﹼرر من أوزارها‪ ،‬علﻰ‬ ‫املستويني الﻘريب والبعيد‪ ،‬أل ﹼن ”التوﻇيفات“‬ ‫السياﺳ ﹼية‪ ،‬واملﺬهب ﹼية تطفو فﺠﺄة علﻰ السطح‪،‬‬ ‫وتفسد ﹼ‬ ‫كﻞ ﺷيﺀ‪.‬‬ ‫منﺬ ﺳنة خرﺝ الرئيس ميشال ﺳليمان من‬ ‫الﻘصر اﳉمﻬوري في بعبدا ولكن خلفﻪ لم يﺄت‬ ‫بعد فحﻞ الفراﻍ في رمز اﳉمﻬورية‪.‬‬ ‫هﺬا الشغور ﺟعﻞ بعﺾ اللبنانيني يعتادون علﻰ‬ ‫ﺟمﻬورية من دون رأﺱ مبررين ذلﻚ بالﻘول ماذا‬ ‫ينفﻊ الرئيس وهو مﺠرد من الصالحيات‪.‬‬ ‫وال يﺨﺠﻞ بعﺾ الساﺳة اللبنانيني بالتعبير‬ ‫صراحة عن عدم ﺟدوﻯ الرئاﺳة األولﻰ في لبنان‬ ‫بنﻈرهم‪ ،‬فﻬو غير مؤﺛر وال صالحيات لﻪ باﳊﻞ‬ ‫والربﻂ بﺄمور الدولة‪ ...‬لعﻞ هؤالﺀ يتناﺳون أنﹼﻬم‬ ‫وﺷركاﺅهم باﳊكم غير مدركني أنﹼﻪ وبالرغم من‬ ‫كﻞ محاوالتﻬم املستمرة‪ ،‬ال يزال موقﻊ الرئاﺳة‬ ‫الﺬي ﺟردوﻩ حتﻰ من الرئيس قادر علﻰ تعطيﻞ‬ ‫باقي مؤﺳسات الدولة التي باتت ترزﺡ ومنﺬ حوالي‬ ‫العام ﲢت أﺛﻘال ﺟمة تﻬدد بانﻬيارها من دون ﺳابق‬ ‫انﺬار‪.‬‬ ‫فال اﳊكومة أﻇﻬرت أي مؤهالت تﺨولﻬا اﺳتالم‬ ‫صالحيات الرئيس‪ ،‬وال اﺠﻤﻟلس النيابي ورئيسﻪ صانﻊ‬ ‫املعﺠزات الدﺳتورية قادر علﻰ البﻘاﺀ واالﺳتمرار‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ولعلﻪ لوال الﻘرار الدولي بدعم هﺬﻩ اﳊكومة وفرﺽ‬ ‫اﺳتمراريتﻬا لكنا ﺷﻬدنا علﻰ انﻬيارها بعد ﺷﻬر‬ ‫أو اﺛنني علﻰ تشكيلﻬا‪.‬‬ ‫وال يبدو وبعد مرور عام كامﻞ علﻰ توقف‬ ‫نافورة الﻘصر الرئاﺳي في بعبدا أن هناﻙ ﹶمن هو‬ ‫مستعﺠﻞ إلعادة تشغيلﻬا ﺇال بعﺾ املرﺷحني‬ ‫الرئاﺳيني الﺬين أعادوا أخيرا ﹰ ﺿبﻂ ﺳاعاتﻬم نﻈرا ﹰ‬ ‫الﻰ أن ﲢﻘيق اﳊلم الرئاﺳي قد يطول‪ ...‬البعﺾ‬ ‫يتوقﻊ أن يطول كثيراﹰ‪ ،‬وهو ما تع ﹼبر عنﻪ مصادر‬ ‫في قوﻯ ‪ 8‬آذار الفتة الﻰ أن »ال ﺷيﺀ ﳝنﻊ من أن‬ ‫يﹸتم الفراﻍ عﻬدا ﹰ كامال أي ‪ 5‬ﺳنوات ﺇﺿافية نﻈرا ﹰ‬ ‫إلرتباﻁ األزمة بﺄزمات املنطﻘة املتفاقمة«‪ ،‬فيما يرﻯ‬ ‫البعﺾ اﻵخر أن »األزمة الرئاﺳية داخلية بامتياز‬ ‫وأكثر من أي وقت مﻀﻰ‪ ،‬ومرتبطة بﺈصرار العماد‬ ‫ميشال عون علﻰ تولي الرئاﺳة ورفﺾ التنحي‬

‫‪٣2‬‬

‫ملرﺷح آخر‪ ،‬وعدم ﺇكتراﺙ باقي الفرقاﺀ ببﻘاﺀ‬ ‫الوﺿﻊ علﻰ ما هو عليﻪ‪ ،‬ﻃاملا مصاﳊﻬم اﳊزبية‬ ‫والفردية محﻘﻘة وانشغاالتﻬم اﳋارﺟية ال تترﻙ‬ ‫لﻬم الوقت لﻺلتفات الﻰ امللفات الداخلية‪».‬‬ ‫وحتﻰ يتبلور املشﻬد العام في املنطﻘة‪ ،‬يعود‬ ‫اﳊديث عن مؤمتر تﺄﺳيسي أو هيئة تﺄﺳيسية‬ ‫تتولﻰ اﳊكم بﺈﻃار مرحلة انتﻘالية يتم خاللﻬا‬ ‫اإلتفاﻕ علﻰ األﻃر العامة لكيفية تعايﺶ املكونات‬ ‫اللبنانية ﺳو ﹼية في السنوات املﻘبلة بعدما أﺛبتت‬ ‫كﻞ اإلتفاقات السابﻘة هشاﺷتﻬا وعدم قدرتﻬا‬ ‫علﻰ ﺿبﻂ اللعبة اللبنانية التي ال تشبﻪ أي لعبة‬ ‫أخرﻯ‪.‬‬ ‫أكثر من عام كامﻞ م ﹼر علﻰ الفراﻍ الرئاﺳي في‬ ‫لبنان‪ ،‬واﳋالفات ال زالت قائم ﹰة بني ‪ 8‬و‪ 1٤‬آذار‪ .‬أكثر‬ ‫من عام علﻰ الفراﻍ الرئاﺳي‪ ،‬و‪ 2٦‬ﺟلسة إلنتﺨاب‬


‫رئيس للﺠمﻬورية‪ ،‬وال نصاب كامﻞ‪.‬‬ ‫هو فرا ﹲﻍ يعتبر ﺳابﻘ ﹰة خطير ﹰة في تاريﺦ البالد‪،‬‬ ‫وهي املرة الثالثة في تاريﺨﻪ التي ﳝر فيﻬا لبنان‬ ‫بفراﻍ رئاﺳي‪ ،‬بعد فراﻍ عام ‪ ،1988‬حني ترﻙ الرئيس‬ ‫ﹴ‬ ‫األﺳبق أمني اﳉميﻞ قصر بعبدا بال انتﺨاب رئيس‬ ‫يﺨلفﻪ‪ ،‬بﻞ ﺳ ﹼلم قصر بعبدا ﺇلﻰ حكومة عسكرية‬ ‫برئاﺳة العماد ميشال عون عامﻬا‪ ،‬ما أدﻯ ﺇلﻰ‬ ‫انﻘسام البالد بني حكومتني تتنازعان الشرعية‪،‬‬ ‫قبﻞ أن يﺄتي ﺇتفاﻕ الطائف وينﻬي اإلنﻘسام‬ ‫واﳊروب‪ ..‬والفراﻍ الرئاﺳي‪.‬‬ ‫واملرة الثانية التي ﹼ‬ ‫حﻞ فيﻬا الفراﻍ في قصر‬ ‫بعبدا كانت عام ‪ ،200٧‬عندما اختلفت الﻘوﻯ‬ ‫السياﺳية في ما بينﻬا بعد انﻘسامﻬا عموديا ﹰ بني‬ ‫فريﻘي ‪ 8‬و‪ 1٤‬آذار‪ ،‬ﺇﺛر اغتيال الرئيس رفيق اﳊريري‬ ‫في ‪ 1٤‬ﺷباﻁ عام ‪ ،2005‬ما ﺟعﻞ متعﺬرا ﹰ معﻪ‬ ‫ﺇنتﺨاب رئيس للﺠمﻬورية بشكﻞ توافﻘي‪ ،‬قبﻞ أن‬ ‫تؤدي أحداﺙ ‪ ٧‬أيار ‪ ،2008‬واتفاﻕ الدوحة بعدها ﺇلﻰ‬ ‫انتﺨاب العماد ميشال ﺳليمان رئيساﹰ‪.‬‬ ‫قبﻞ ‪ 1٤‬ﺷﻬرا ﹰ وأكثر من اليوم‪ ،‬غادر ﺳليمان‬ ‫الﻘصر الرئاﺳي مثلما دخلﻪ‪ ،‬لم يستلمﻪ من‬ ‫ﺳلفﻪ ولم يسلمﻪ ﺇلﻰ خلفﻪ‪ ،‬نﻈرا ﹰ لتعﺬر التوافق‬ ‫السياﺳي مﺠددا ﹰ بني الﻘوﻯ السياﺳية اللبنانية‬ ‫رئيس ﺟديد‪ ،‬وبسبب تداعيات أحداﺙ‬ ‫علﻰ انتﺨاب‬ ‫ﹴ‬ ‫الربيﻊ العربي‪ ،‬ما ﺟعﻞ الﻘوﻯ اإلقليمية والدولية‬ ‫رئيس‬ ‫التي تعطي عاد ﹰة كلمة السر إلنتﺨاب‬ ‫ﹴ‬ ‫للﺠمﻬورية في لبنان تﻀﻊ ملف رئاﺳة اﳉمﻬورية‬ ‫فيﻪ علﻰ ال ﹼرف‪ ،‬ألنﻪ في ﺿوﺀ األخطار في املنطﻘة‪،‬‬ ‫ال يعتبر من األولويات‪.‬‬ ‫يتم التمديد لﻪ‪،‬‬ ‫املفارقة أ ﹼن ﺳليمان لم‬ ‫ﹼ‬ ‫علﻰ عكس الرﺅﺳاﺀ السابﻘني‪ ،‬علﻰ الرغم من‬ ‫لكن خالفﻪ الواﺿح مﻊ ”حزب‬ ‫ﻃموحﻪ ﺇليﻬا‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫اﷲ“ في مسﺄلة السالﺡ وﺇعالن بعبدا‪ ،‬وخالفﻪ‬ ‫السعي‪ ،‬ناهيﻚ بتصاعد‬ ‫مﻊ العماد عون أﺟﻬﺾ‬ ‫ﹶ‬ ‫العربي‪،‬‬ ‫الربيﻊ‬ ‫حساب‬ ‫علﻰ‬ ‫الﻘوﻯ التكفير ﹼية‬ ‫ﹼ‬ ‫وانفﺠار ﺳوريا بثورة اﺳتغلتﻬا الﻘوﻯ التكفير ﹼية‬ ‫وح ﹼولتﻬا ﳊرب مﺬهب ﹼية‪ ،‬أﻃ ﹼلت علﻰ حدود لبنان‪،‬‬ ‫وتراكمت أحداﺛﻬا في داخلﻪ في ﻃرابلس وعرﺳال‬ ‫وعكار وصيدا‪ ...‬ولتستكمﻞ مشروﻉ قﻀم حﻘوﻕ‬ ‫املسيحيني في مواقعﻬم الدﺳتورية‪ ،‬لتنطلق من‬ ‫ﺟديد معركة اﺳتعادة حقﹼ املسيحيني بواﺳطة‬ ‫ﺷدد‬ ‫األرﺛوذكسي‬ ‫مشروﻉ اللﻘاﺀ‬ ‫االنتﺨابي‪ ،‬الﺬي ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫علﻰ املناصفة الفعل ﹼية‪ .‬السعي من هﺬﻩ الزاوية‬ ‫الﻘوي الﺬي ﳝ ﹼثﻞ‬ ‫تك ﹼثف لتوﺿيح مفﻬوم الرئيس‬ ‫ﹼ‬ ‫املسيحي بﺄكثريتﻪ الساحﻘة في ﹼ‬ ‫ﻇﻞ‬ ‫الوﺟدان‬ ‫ﹼ‬ ‫العربي في‬ ‫املشرﻕ‬ ‫من‬ ‫املسيحيني‬ ‫تﻬﺠير‬ ‫مشروﻉ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺳوريا والعراﻕ‪ ،‬وقد حصﻞ ذلﻚ علﻰ وﺟﻪ التحديد‬ ‫في العراﻕ‪.‬‬ ‫اﳊالي مﺨتلف في ﺟوهرﻩ عن الفراغني‬ ‫الفراﻍ‬ ‫ﹼ‬ ‫مﻊ فارﻕ واﺿح بﺄنﹼﻪ ﳝلﻚ التوﻕ علﻰ مستوﻯ عالقة‬ ‫املسيحي‬ ‫املك ﹼونات اللبنان ﹼية باﺳتعادة الﻘرار‬ ‫ﹼ‬ ‫بواﺳطة مشروﻉ انتﺨابات يحﻘﹼ ق املناصفة‪ ،‬وتال ﹰيا‬ ‫قوي ﳝلﻚ مشروع ﹼية‬ ‫مسيحي‬ ‫انتﺨاب رئيس‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫فيتحﻘﹼ‬ ‫الداخلي بتركيز تلﻚ‬ ‫التوازن‬ ‫ق‬ ‫التمثيﻞ‬ ‫ﹼ‬

‫املشروع ﹼية وﲡﺬيرها علﻰ األرﺽ‪.‬‬ ‫غير أن الفراﻍ اﳊالي ليس محصورﹰا فﻘﻂ بﻬﺬﻩ‬ ‫الناﺟية اﶈل ﹼية اﳉوهر ﹼية‪ ،‬بﻞ ﺇ ﹼن اﶈتوﻯ املشار ﺇليﻪ‪،‬‬ ‫ﹰ‬ ‫مرتبطا بالصراﻉ الدائر في املنطﻘة‪ ،‬وبالنتائﺞ‬ ‫بات‬ ‫علﻰ األرﺽ‪ .‬الفرقاﺀ السياﺳ ﹼيون املتصارعون علﻰ‬ ‫األرﺽ مدركون بﺄ ﹼن حسم مسﺄلة الرئاﺳة بالدرﺟة‬ ‫األولﻰ‪ ،‬باملطالب واألهداف التي وﺿعوها ألنفسﻬم‬ ‫ونصب أعينﻬم‪ ،‬مﺄخوذة ﺇلﻰ التكوين اﳉديد‬ ‫اإليراني‪،‬‬ ‫السعودي ‪-‬‬ ‫للمنطﻘة‪ ،‬املرتبﻂ بالصراﻉ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﹼ‬ ‫من اليمن ﺇلﻰ ﺳوريا‪ ،‬بنتائﺠﻪ اﳊﻘيﻘ ﹼية والواقع ﹼية‪،‬‬ ‫والﺬي ﺳينساب في البعﺾ منﻪ أو يتس ﹼلﻞ ﺇلﻰ‬ ‫اللبناني‪ ،‬من البوابة العرﺳال ﹼية‪.‬‬ ‫الداخﻞ‬ ‫ﹼ‬ ‫بعد مرور أكثر من عام علﻰ تس ﹼيد الفراﻍ قصر‬ ‫بعبدا‪ ،‬وفي ﻇﻞ الكالم عن ”متديد“ ﺳيحﻈﻰ بﻪ‬ ‫لسنوات‪ ،‬تتﺠﻪ األنﻈار الﻰ اﳊكومة ومﺠلس‬ ‫النواب كمؤﺳستني باقيتني في فلﻚ السلطات‬ ‫الرﺳمية األولﻰ تنفيﺬية والثانية تشريعية‪.‬‬ ‫ولكنﻬما ليستا ﲟنﺄﻯ عن اﳋطر نفسﻪ أيﻀاﹰ‪،‬‬ ‫فاالولﻰ تتعرﺽ لﻬزة مزلزلة كلما اﺟتمعت‬ ‫وكان علﻰ ﺟدول أعمالﻬا بند من البنود اﳋالفية‬ ‫)من النفايات مرورا ﹰ بالتعيينات األمنية وصوال ﹰ الﻰ‬ ‫التدخﻞ العسكري في عرﺳال وملف العسكريني‬ ‫اﺨﻤﻟطوفني وﺳلسلة الرتب والرواتب‪ (...‬فيتم اللﺠوﺀ‬ ‫الﻰ اﳊﻞ األنسب وهو التﺄﺟيﻞ!‬ ‫واﺠﻤﻟلس النيابي ينتﻈر في ”غرفة العناية‬ ‫الفائﻘة“ ﹶمن يوقﻈﻪ من ﺳباتﻪ العميق وهو الﺬي‬ ‫مدد لنفسﻪ كي ال يدخلﻪ الفراﻍ من الباب‪ ،‬فدخلﻪ‬ ‫ﹼ‬ ‫من النافﺬة ﺇذ يتمتﻊ النواب بﺈﺟازة ﻃويلة مدفوعة‬ ‫ال يﻘومون فيﻬا بﺄي ﺟﻬد‪.‬‬ ‫وفي ﻇﻞ اﺨﻤﻟاوف املتكررة من فرﻁ انعﻘاد اﳊكومة‬ ‫وعدم فعالية مﺠلس النواب‪ ،‬ماذا ينتﻈر لبنان‬ ‫واللبنانيني بشكﻞ عام؟‬ ‫بداي ﹰة‪ ،‬ال بد من الﻘول ﺇن بﻘاﺀ اﳊكومة بشكﻞ‬ ‫فاعﻞ أو غير فاعﻞ‪ ،‬ﺇﺿافة الﻰ بﻘاﺀ مﺠلس النواب‬ ‫بالصفة نفسﻬا‪ ،‬أمر حتمي‪ .‬ولكن في حال حصﻞ‬ ‫أمر ما غ ﹼير في املعادالت الدولية التي تفرﺽ بﻘاﺀ‬ ‫لبنان كما هو عليﻪ‪ ،‬فما هي اﳋيارات املتاحة؟‬ ‫تﻘن ﹰيا‪ ،‬ال ﳝتلﻚ أي من الفريﻘني الﻘدرة علﻰ‬ ‫انتﺨاب رئيس من دون التفاهم مﻊ الفريق اﻵخر‪،‬‬ ‫حتﻰ لو ﲢالف مﻊ الوﺳطيني‪ ،‬فالدﺳتور ينﺺ علﻰ‬ ‫ﺿرورة أن ينال الرئيس املنتﺨب ﺛلثي أصوات النواب‬ ‫في الدورة األولﻰ‪ ،‬واألكثرية العادية في الدورات التي‬ ‫تفسير للدﺳتور‬ ‫تلي‪ ،‬وتتفق الﻘوﻯ السياﺳية علﻰ‬ ‫ﹴ‬ ‫يﻘول بﻀرورة حﻀور ﺛلثي أعﻀاﺀ البرملان ﳉلسة‬ ‫االنتﺨاب في أي وقت‪ ،‬ﳑا يعطي أي فريق ﳝتلﻚ أكثر‬ ‫من ﺛلث املﻘاعد قدرة التعطيﻞ وحق ”الفيتو“ علﻰ‬ ‫اﺳم الرئيس‪ ،‬وهو ما يحدﺙ اﻵن‪ ،‬حيث ال ﳝتلﻚ‬ ‫أي من الطرفني األكثرية الالزمة إلنتﺨاب الرئيس‪،‬‬ ‫وبالتالي تبﻘﻰ األمور معطلة تﻘن ﹰيا‪.‬‬ ‫أما الناحية السياﺳية‪ ،‬فﻬي األكثر تعﻘي ﹰدا‪،‬‬ ‫حيث يتحكم ﻃرفا األزمة باﳉانب التﻘني‪،‬‬ ‫ويستطيﻊ أي منﻬما التعطيﻞ‪ ،‬من دون الﻘدرة علﻰ‬ ‫اﳊﻞ منفردﹰا‪.‬‬

‫‪٣٣‬‬

‫الﻰ متﻰ ﺳيستم ﹼر الفراﻍ؟‬ ‫ليس من ﺟواب حاﺳم مﻘنﻊ ونﻬائي عند‬ ‫اللبنانيني‪ .‬يبدو أ ﹼن اإلﺳتحﻘاﻕ أبعد من هاماتﻬم‪،‬‬ ‫وتسليما ﹰ بﻬﺬﻩ املعادلة تك ﹼر ﺳبحة مواعيد‬ ‫ﺟلسات اإلنتﺨاب في ﺳاحة النﺠمة‪ ،‬والنتيﺠة‬ ‫ال رئيس‪ .‬الفراﻍ حصﻞ في ﻇروف محل ﹼية وﺇقليم ﹼية‬ ‫ودولية ملتبسة‪ ،‬وعندما تزول‪ ،‬يزول‪ .‬والفاعليات‬ ‫بغالبيتﻬا تعرف ذلﻚ‪ ،‬وألنﹼﻬا تعرف راحت تشغﻞ‬ ‫الوقت الﻀائﻊ بالتنافس علﻰ ما تبﻘﻰ من الدولة‪.‬‬ ‫تشريﻊ الﻀرورة‪ ،‬ﺿرورة‪ ،‬ولكن وراﺀ الكلمات‬ ‫املفعمة بالوﻃن ﹼية هناﻙ خفايا وخبايا ﺳياﺳية‬ ‫ومصلح ﹼية ومﺬهب ﹼية وﻃائف ﹼية وكيد ﹼية وتنافس‬ ‫ﺷديد اإلحتﻘان حيث يحاول ﹼ‬ ‫يسدد‬ ‫كﻞ ﻃرف أن‬ ‫ﹼ‬ ‫الكرة في مرمﻰ الطرف اﻵخر إلﻇﻬار مدﻯ قوتﻪ‬ ‫ومﻘدرتﻪ أمام ﺟماعتﻪ وﻃائفتﻪ ومحيطﻪ‪.‬‬ ‫وتتﺨوف مصادر من احتمال ﲢول اﳊكومة‬ ‫اللبنانية ﺇلﻰ تصريف أعمال في ﻇﻞ اﳋالفات بني‬ ‫الوزراﺀ حول مسﺄلة التمديد للﻘيادات األمنية‬ ‫والعسكرية مﻊ اقتراب انتﻬاﺀ والية املدير العام‬ ‫لﻘوﻯ األمن الداخلي‪ ،‬اللواﺀ ﺇبراهيم بصبوﺹ‪،‬‬ ‫في حني أن والية قائد اﳉيﺶ العماد ﺟان قﻬوﺟي‬ ‫املمددة أصالﹰ تنتﻬي في ‪ 2٣‬أيلول الﻘادم‪.‬‬ ‫وترﻯ أوﺳاﻁ فريﻘي ”‪ 8‬و‪ 1٤‬آذار“‪ ،‬أن مسﺄلة‬ ‫التمديد للﻘيادات األمنية والعسكرية‪ ،‬وعلﻰ رأﺳﻬا‬ ‫التمديد لﻘائد اﳉيﺶ وللمدير العام لﻘوﻯ األمن‬ ‫الداخلي‪” ،‬قد تﻀﻊ اﳊكومة أمام مسار مﺠﻬول‪،‬‬ ‫في ﹼ‬ ‫ﻇﻞ ﺇصرار كتلة ”التغيير واإلصالﺡ“‪ ،‬علﻰ رفﺾ‬ ‫التمديد من ﺟﻬة‪ ،‬وﺇصرار وزير الدفاﻉ ﺳمير مﻘبﻞ‬ ‫ومن خلفﻪ فريق ”‪ ٤1‬آذار“‪ ،‬علﻰ التمديد لﻘﻬوﺟي‪،‬‬ ‫علﻰ غرار ما حصﻞ خالل حكومة رئيس اﳊكومة‬ ‫السابق ﳒيب ميﻘاتي الﺬي أعلن اﺳتﻘالتﻪ بعد‬ ‫خالف مﻊ وزراﺀ ”‪ 8‬آذار“ علﻰ خلفية التمديد ألحد‬ ‫الﻘادة األمنيني‪.‬‬ ‫عام علﻰ الفراﻍ‪ ،‬مناﺳبة تستدعي صحوة‬ ‫ﺿمير للﺨروﺝ من د ﹼوامة العﺠز والتﻘصير واإلصرار‬ ‫علﻰ اإلﺳتمرار متكئني علﻰ عكازتني‪ ،‬املؤﺳسة‬ ‫العسكر ﹼية‪ ،‬واملؤﺳسة املصرف ﹼية‪ .‬عام علﻰ الفراﻍ‪،‬‬ ‫ولبنان اﻵتي ال تصنعﻪ ﺇرادة محل ﹼية واﺿحة املعالم‪،‬‬ ‫بﻞ ﺇتكالية مطلﻘة علﻰ اإلرادة اﳋارﺟية التي‬ ‫ﺳتﻘ ﹼرر كيف ﺳيكون‪ ...‬ومتﻰ‪ ...‬وﺇن كانت املتغيرات‬ ‫السارية ﲢمﻞ ﺳمات مستﻘبل ﹼية‪.‬‬ ‫لﻘد أﺛبتت التﺠارب بﺄن لبنان ال يستﻘيم وﺿعﻪ‬ ‫ﺇال بالوفاﻕ‪ ،‬وخاصة في الﻘﻀايا الرئيسية‪ ،‬ﺇما أن‬ ‫نس ﹼرﻉ في انتﺨاب رئيس ﺟمﻬورية‪ ،‬وﺇما أن يع ﹼلق‬ ‫بد من‬ ‫األمر لفترة ﻃويلة من الزمن‪ ،‬وكﺬلﻚ ال ﹼ‬ ‫التﺄكيد بﺄن محاوالت الرهان علﻰ تغيير ﺟﺬري في‬ ‫معادالت املنطﻘة وفرﺽ رئيس ﲟواصفات آحادية‬ ‫الفريق املراهن علﻰ الدور األميركي وتوابعﻪ في‬ ‫املنطﻘة لن تﺄتي ﲟا يرغبون‪ ،‬وهو ك ﹶمن يعطي‬ ‫للمﺠرمني دورا ﹰ وانتﻈارا ﹰ ألفعالﻬم‪ ،‬فعلﻰ ﹶمن أخطﺄ‬ ‫الرهان أن يعيد النﻈر بﺨياراتﻪ السياﺳية قبﻞ‬ ‫فوات األوان‪.‬‬

‫ﻟﻴﺪﻳﺎ ﺃﺑﻮﺩﺭﻏﻢ‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫مﻘابلة‬

‫أمين سر مﺠلﺲ الشعب السوري خالد العبود لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫الصمود السوري يكشف الدور الوظيفي للدول التي سلّحت اإلرهاب‬ ‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﺠﻤﻟﺪ ﻭﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﻗﻠﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻﻧﺖ ﻭﻣﺎ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺗﺘﺴﻠﺢ ﺑﻌﺰﳝﺔ‬ ‫ﻫﺎﺩﻧﺖ ﻳﻮﻣﺎﹰ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﳊﻖ‬ ‫ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺣﻤﺎﻟﺔ‬ ‫ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺃﻣﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻗﻔﺖ ﺳ ﹼﺪﺍﹰ ﻣﻨﻴﻌﺎﹰ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻐﻄﺮﺳﺔ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﻭﻫﻲ ﺷﻮﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﲔ ﺍﻟﻄﺎﻣﻌﲔ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ‬ ‫ﺻﻬﻴﻮﻥ ﻭﺃﺩﻭﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬ﺗﻘﺎﻭﻡ‬ ‫ﺑﺒﺴﺎﻟﺔ ﻭﺷﺮﻑ ﻭﻋﻨﻔﻮﺍﻥ‪ ،‬ﻭﺗﺘﺤﻤﻞ‬ ‫ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﻣﺎﺿﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻋﻮﺍﺻﻒ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ‬ ‫ﺑﺈﻋﺼﺎﺭ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺑﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺟﻨﻮﺩﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﺒﻮﺍﺳﻞ‪ ،‬ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻋﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻬﻢ‪.‬‬ ‫ﻫﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ‪ ،‬ﻭﺣﻴﺪﺓ‬ ‫ﺇﻻ ﻣﻦ ﺻﻤﻮﺩﻫﺎ ﻭﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ‬ ‫ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺮﺟﺖ ﻋﺮﺑﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﻂ‬ ‫ﻭﺇﺳﻼﻣﻴﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳊﻜﻢ ﻭﻟﻮ ﲢﺖ‬ ‫ﻗﺒﻌﺎﺕ ﺍﳊﺎﺧﺎﻣﺎﺕ‪ ،‬ﻭﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﻫﻴﺮﺗﺰﻝ‬ ‫ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺑﺮﻧﺎﺭﺩ ﻟﻮﻳﺲ‪.‬‬ ‫ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺑﻴﺎﺳﻤﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻓﺘﺊ‬ ‫ﺑﻴﺎﺿﻬﺎ ﻳﺴﺘﻔ ﹼﺰ ﺳﻮﺍﺩ ﻓﺘﺎﻭﻳﻬﻢ ﻭﻭﻗﻔﺖ‬ ‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﺘﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺣﺮﺏ‬ ‫ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﻟﻸﻣﻴﺮﻛﺎﻥ‪،‬‬ ‫ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺇﺛﺮ ﺍﻧﻔﻀﺎﺽ ﻣﹶﻦ ﺷﺮﹼﻋﺖ ﻟﻬﻢ‬ ‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻧﺎﻣﻮﺍ ﺑﺄﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ﺁﻣﻨﲔ‬ ‫ﻣﻘﺎﻭﻣﲔ!!‪ ...‬ﻓﻜﺎﻥ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺳﻤﺘﻬﻢ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﻓﺘﺌﻮﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﻟﻸﻋﺮﺍﺏ ﻋﻬﺪ ﻭﺫﻣﺔ ﺃﻭﻟﻴﺴﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﻷﺷﺪ‬ ‫ﻧﻔﺎﻗﺎﹰ؟!‬ ‫ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺮﺏ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻷﻗﻨﻌﺔ ﻋﻦ ﺣﻠﻴﻒ‬ ‫ﻣﺨﺎﺗﻞ ﻭﺻﺪﻳﻖ ﺧﺎﺋﻦ ﻭﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻃﺮﻳﻘﺎﹰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﳊﻜﻢ‪ .‬ﺣﺮﺏ‬ ‫ﻣ ﹼﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﻣﺎ‬ ‫ﻭﻫﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻤﺔ ﺭﺟﺎﻟﻨﺎ ﺭﻏﻢ ﻫﻮﻝ ﻭﻋﻈﻴﻢ‬ ‫ﺍﳉﺮﺍﺡ‪ ،‬ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻛﺸﻔﺖ ﻟﺜﺎﻣﻬﺎ ﺩﻣﺸﻖ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺟﻴﺸﻨﺎ‬ ‫ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﺴﺮ‪ ،‬ﺳﺮ ﺯﻧﻮﺑﻴﺎ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ‪،‬‬ ‫ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺴﺮ ﻳﺎﺳﻤﻴﻨﻨﺎ ﺑﺴﺮ ﺩﻣﺸﻘﻨﺎ‪،‬‬ ‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺍﻝ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭﻣﻴﻢ ﺍﳌﻮﺕ ﻭﺷﲔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩﻭﻫﺎ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﺑﺤﻄﺎﻣﻨﺎ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻧﺘﺼﺒﺖ ﻗﺎﻓﻬﺎ ﺗﻘﺼﻢ ﻇﻬﺮ ﺍﳌﻌﺘﺪﻱ‬ ‫ﻭﺗﺨﻂ ﻣﺠﺪﺍﹰ ﻟﻢ ﻳﻐﺐ‪.‬‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﳋﻤﺲ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻣﻨﺎ ﺗﻄﺮﺡ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ ”ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ“ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ‪ ،‬ﻧﻄﻤﺌﻦ ﺑﻬﺎ‬ ‫ﺫﻭﺍﺗﻨﺎ ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﺷﺎﻣﻨﺎ ﻭﻋﻦ ﻣﺂﻻﺕ‬ ‫ﺍﳊﺮﺏ ﻓﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ‬ ‫ﺃﺑﺸﻊ ﻭﺃﻋﺘﻰ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﻌﺼﺮ‪ ،‬ﺗﹸﺸﻦ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹺﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺧﻄﻰ ﺍﺠﻤﻟﺪ ﻭﺗﻜﻮﹼﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‪.‬‬ ‫ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﻬﺎ ”ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ“‬ ‫ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﻭﺍﶈﻠﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺧﺎﻟﺪ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﻮﺩ‪ ،‬ﺃﻣﲔ ﺳﺮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ‪.‬‬

‫‪٣٤‬‬

‫ﹼ‬ ‫ﻧﻮﺻﻒ‬ ‫ﻧﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻛﻴﻒ‬ ‫ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻵﻥ؟‬ ‫بتﻘديري ﺇن صح التعبير نحن في ﳊﻈة فﺾ‬ ‫اﺷتباﻙ‪ ،‬بيننا وبني صاحب العدوان األﺳاﺳي الﺬي‬ ‫هو اإلدارة األميركية ﲢديدا‪ ،‬ولفﺾ هﺬا االﺷتباﻙ‬ ‫علينا فﻬم ﻃبيعتﻪ والﻈروف التي م ﹼر فيﻬا‬ ‫واألدوات التي اﺳتعملت واﳊلفاﺀ اإلقليميون الﺬين‬ ‫اﺳتعملتﻬم اإلدارة األميركية في اإلﺷتباﻙ‪ ،‬ألنﻪ‬ ‫ال بد من التفريق بني أدوات ميدانية اﺳتﺨدمت‬ ‫في هﺬا اإلﺷتباﻙ وبني أﻃراف ﺇقليمية ﺳاهمت‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكلت‬ ‫وم ﹼولت وح ﹼرﺿت عليﻪ‪ .‬وهﺬﻩ األدوات‬ ‫كي تستطيﻊ ليس تفكيﻚ الدولة السورية‬ ‫بﻞ اإلتيان بالﻘيادة السورية مرغمة ﺇلﻰ تسوية‬ ‫تفرﺿﻬا الواليات املتحدة بعدما تكون قد كسرت‬ ‫ﺳلسلة التواصﻞ السوري اإليراني مﻊ املﻘاومة‪،‬‬ ‫ألن كسر اﳊلﻘة السورية من ﺳلسلة التواصﻞ‬ ‫يعني ﺇﳊاﻕ هزﳝة كبيرة بﺈيران وباقي السلسلة‪.‬‬ ‫وملﹼا لم تستطﻊ الواليات املتحدة فعﻞ ذلﻚ وبﻘيت‬


‫السلسلة صامدة وموحدة وقادرة علﻰ ﺇدارة صد‬ ‫هﺬا العدوان بدأت اإلدارة األميركية بالبحث عن‬ ‫خرائﻂ لفﺾ اإلﺷتباﻙ‪.‬‬ ‫ﺑﺄﻱ ﻣﻌﻨﻰ ﻧﻘﻞ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ‬ ‫ﻣﺜﻼ؟‬ ‫اإلدارة األميركية أرادت أن توﺟد معادل ﺳياﺳي‬ ‫لفﺾ اإلﺷتباﻙ أي للﺨروﺝ من حالة اإلﺷتباﻙ‬ ‫مﻊ ﺳوريا لكن ليس ﺇلﻰ مكان آخر‪ ،‬ألن الﻬدف‬ ‫السياﺳي الﺬي عملت عليﻪ الواليات املتحدة‬ ‫ومن أﺟلﻪ أال وهو ﺇﺳﻘاﻁ هﺬﻩ اﳊلﻘة أي الدور‬ ‫السوري لم يحصﻞ‪ ،‬بﻞ الﺬي حصﻞ هو العكس‬ ‫متاما‪ ،‬حيث الحﻈت اإلدارة األميركية أن املردود كان‬ ‫عكسيا ﹰ وأن هﺬا اﶈور ﻃﻬران ‪ -‬دمشق ‪ -‬املﻘاومة‬ ‫اﺳتفاد من هﺬا الصمود باملعنﻰ االﺳتراتيﺠي‪،‬‬ ‫رغم الﻀرر املعنوي واملادي الﺬي أصاب هﺬا اﳊلف‪،‬‬ ‫لكن باملﻘابﻞ أﺿحﻰ أقوﻯ من السابق‪ .‬وأصبح‬ ‫يع ﹼبر عن نفسﻪ بﻘوة أكبر‪.‬‬ ‫ﻛﻴﻒ ﻟﻨﺎ ﺗﻠﻤﹼ ﺲ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ؟‬ ‫ﳝكن ذلﻚ في مﺠموعة من العناوين‪ ،‬فﻘبﻞ‬ ‫العدوان علﻰ ﺳوريا علﻰ ﺳبيﻞ املثال لم يكن‬ ‫يستطيﻊ اﳊلف أن يع ﹼبر عن نفسﻪ حيث كنا‬ ‫نلحﻆ ﺷيئا ﹰ من اﳋﺠﻞ أو التردد ﳉﻬة التعبير عن‬ ‫هﺬا التحالف‪ ،‬ونﺬكر كيف اتﻬم باملﺬهبية ”الﻬالل‬ ‫الشيعي“‪ .‬اليوم اﳊلف يع ﹼبر عن نفسﻪ بشكﻞ‬ ‫كبير ﺟدا ﳉﻬة أنﻪ ﲡاوز ليس فﻘﻂ اﳉغرافيا بﻞ‬ ‫ﲡاوز تعريف التحالف االﺳتراتيﺠي في العالقات‬ ‫الدولية وأصبحنا نالحﻆ أن دمشق في ﻃﻬران‬ ‫وﻃﻬران في دمشق وﺟزﺀ من املﻘاومة موﺟود في‬ ‫وحدت حتﻰ‬ ‫كﻞ منﻬما‪ .‬ومن ﺛم دماﺀ املﻘاومة ﹼ‬ ‫اﳉغرافيا‪ ،‬اﳉغرافيا أصبحت واحدة‪ ،‬ونالحﻆ‬ ‫أن ﺟملة اﳋطوﻁ واملعادالت الناﻇمة للحالة‬ ‫االقتصادية واالﺳتثمارية والدعم املعنوي واملادي‬ ‫كان مﻘيدا ﹰ بﺠملة من العناوين واﻵن لم يعد أﺛر‬ ‫لﻬﺬا التﻘييد‪ .‬أما ﳉﻬة السالﺡ لم يعد هناﻙ‬ ‫ﺳﻘف للسالﺡ الﺬي ﳝكن توريدﻩ ﺇلﻰ املﻘاومة‪،‬‬ ‫من هنا وﺟدت الواليات املتحدة األميركية أن هﺬا‬ ‫اﳊلف اﺳتفاد من هﺬا العدوان‪ ،‬علﻰ العكس‬ ‫متاما ﹰ اﺷتغﻞ حلف املﻘاومة وعلﻰ رأﺳﻪ الﻘيادة‬ ‫السورية وفق مﺠموعة من االﺳتراتيﺠيات ﳉﻬة‬ ‫كيف ﳝكن اإلﺳتفادة من فائﺾ الﻘوة الﺬي‬ ‫اﺳتعمﻞ في العدوان عليﻬا‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﻔﺎﺋﺾ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ‬ ‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻨﻪ؟‬ ‫هناﻙ فائﺾ قوة في اﳉغرافيا السورية نتيﺠة‬ ‫أن الدولة السورية لم تﺬهب ﺇلﻰ املواﺟﻬة‬ ‫املباﺷرة مﻊ هﺬﻩ اﺠﻤﻟموعات املتواﺟدة في امليدان‬ ‫والتي دﹸفعت باﲡاﻩ الدولة السورية ومؤﺳساتﻬا‬ ‫وﺟيشﻬا‪ ،‬والﺬي فعلتﻪ الدولة السورية ﺇيﺠاد‬ ‫ﺇﺳتراتيﺠية أﺳمتﻬا بـ ”مشاغلة“ هﺬﻩ األدوات‬ ‫وليس الﺬهاب ﺇلﻰ اإلنتحار فيﻬا ومن خاللﻬا‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكﻞ في ﺟغرافيا تنازلت‬ ‫ففائﺾ الﻘوة الﺬي‬ ‫عنﻬا الﻘيادة السورية ﹼ‬ ‫ﺷكﻞ خطرا ﹰ علﻰ اإلقليم‪،‬‬

‫فﻬﺬﻩ األدوات التي كان يﺠب أن تﹸستعمﻞ في‬ ‫مواﺟﻬة الدولة السورية أصبحت تستعمﻞ الﻘوة‬ ‫في وﺟﻪ مصالح الواليات املتحدة األميركية‪ ،‬وهﺬا‬ ‫ما حصﻞ في أكثر من مكان‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻣﺸﻐﻠﻬﺎ ﻭﺃﻱ‬ ‫ﻫﻞ ﺇﻧﻘﻠﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺗﺸﻜﻠﻪ ”ﺩﺍﻋﺶ“ ﻣﺜﻼﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‬ ‫ﺧﻄﺮ‬ ‫ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ؟‬ ‫منﺬ وقت وﺟيز ﻃاردت الواليات املتحدة قياديا ﹰ‬ ‫في داعﺶ املدعو ”أبو ﺳياف“ وبتﻘديري ﺇن الواليات‬ ‫املتحدة لﻬا مﺠموعة مصالح في املنطﻘة من‬ ‫بينﻬا النفﻂ‪ ،‬وفي منابﻊ النفﻂ ”داعﺶ“ ﺿربت‬ ‫ﺟملة هﺬﻩ املواقﻊ أو اقتربت منﻬا ﺇلﻰ حد بعيد‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكﻞ‬ ‫”داعﺶ“ هو نتيﺠة فائﺾ الﻘوة الﺬي‬ ‫علﻰ األرﺽ‪ .‬أميركا من خالل أدواتﻬا ﹼ‬ ‫ﺷكلت قوة‬ ‫للعدوان علﻰ الدولة السورية‪ ،‬لكن ﺳوريا لم‬ ‫تفعﻞ ما فعلﻪ الﻘﺬافي والدولة الليبية عندما‬ ‫ذهبت ﺇلﻰ املواﺟﻬة الكلية مﻊ هﺬﻩ األدوات‪،‬‬ ‫ﺳوريا امتصت هﺬﻩ الﻀربات وفسحت لﻬا أﺟزاﺀ‬ ‫في اﳉغرافيا‪ ،‬وأعطت ﺇمكانية لفائﺾ الﻘوة‬ ‫ملشاغلتﻪ في اﳉغرافيا ذاتﻬا‪ ،‬وفائﺾ الﻘوة هنا‬ ‫هو ”النصرة وداعﺶ“ واﺠﻤﻟموعات املسلحة التي‬ ‫متددت واﺳتطالت ﺇلﻰ ﺟغرافيات أخرﻯ فﺄﺛرت‬ ‫علﻰ مصالح الواليات املتحدة‪ .‬فائﺾ الﻘوة هﺬا‬ ‫ونتيﺠة مﺠموعة من األلغام اإلﺳتﺨباراتية التي‬ ‫غرﺳﻬا حلف املﻘاومة ﺿمنﻪ أي ﺿمن ”فائﺾ‬ ‫الﻘوة“ هﺬﻩ األلغام أدت ﺇلﻰ انعكاﺱ دور األدوات‬ ‫وبدال ﹰ من أن تﻘوم بدور وﻇيفي خالﺺ لصالح‬ ‫ﹼ‬ ‫مشغلﻬا الواليات املتحدة األميركية وبعﺾ‬ ‫الﻘوﻯ اإلقليمية بدأ فائﺾ الﻘوة ينعكس ﺳلبا ﹰ‬ ‫باﲡاﻩ مصالح الواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة عند هﺬﻩ اﳋاصية وﺟدت أنﻬا‬ ‫بحاﺟة ﺇلﻰ فﺾ اإلﺷتباﻙ‪ ،‬وهﺬا مكلف بالنسبة‬ ‫لﻸﻃراف اإلقليميني الﺬين اﺳتعملتﻬم الواليات‬ ‫املتحدة في العدوان علﻰ ﺳوريا‪ ،‬فﻬي تريد أن‬ ‫تﺨرﺝ من حالة اإلﺷتباﻙ ولكن ﺛمة أﻃراف‬ ‫ﺇقليمية متورﻃة‪ ،‬والواليات املتحدة تدرﻙ أنﻬا‬ ‫اﺳتعملت أدوات علﻰ مستوﻯ املنطﻘة ﲟرتبة‬ ‫حلفاﺀ‪ ،‬وبلحﻈة اتﺨاذ قرار فﺾ اإلﺷتباﻙ‪ ،‬هﺬﻩ‬ ‫األﻃراف املتورﻃة ﺳتبحث عن مصاﳊﻬا التي ال‬ ‫ﳝكن أن تكون مﻀمونة في ﻇﻞ ما تسعﻰ ﺇليﻪ‬ ‫اإلدارة األميركية‪ ،‬وال ﳝكن أن تكون هﺬﻩ املصالح‬ ‫علﻰ خارﻃة قادمة للتسويات والتفاهمات‪،‬‬ ‫فﺬهبت هﺬﻩ األﻃراف ﺇلﻰ االﺳتثمار في أكثر‬ ‫العنف‪.‬‬ ‫ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺗﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ؟‬ ‫منﺬ ما يﻘارب السنة اتﺨﺬت الواليات املتحدة‬ ‫قرارا ﹰ باﲡاﻩ فﺾ اإلﺷتباﻙ‪ .‬وكﻞ ما نالحﻈﻪ من‬ ‫اﺳتثمار في العنف أو السياﺳة هي محاولة من‬ ‫أﻃراف ﺇقليمية ﲢديدا ﹰ السعودية وقطر وتركيا‬ ‫لعرقلة اﲡاﻩ اإلدارة األميركية‪ ،‬فاﳊلف الﺬي واﺟﻪ‬ ‫الواليات املتحدة يدرﻙ متاما ﹰ ماذا تريد هﺬﻩ األﻃراف‬ ‫اإلقليمية وهو يشاغلﻬا حتﻰ اللحﻈة في أﺟزاﺀ‬

‫‪٣5‬‬

‫كثيرة من العناوين التي حاولت أن تشتغﻞ عليﻬا‬ ‫ﺳواﺀ اإلﺳتثمار في العنف أو في عناوين أخرﻯ‬ ‫لﻬا عالقة بﺨارﻃة ﺇقليمية‪.‬‬ ‫هﺬﻩ الﻘوة تدرﻙ وﺇلﻰ حد بعيد بﺄن أميركا غير‬ ‫قادرة علﻰ أن تشملﻬا بﺨارﻃة تفاهمات قادمة‬ ‫فﺬهبت لتؤﺳس خارﻃة لﺬاتﻬا مﻊ كيان االحتالل‪،‬‬ ‫واإلعالم يتحدﺙ عن اﺟتماﻉ في الساعات األخيرة‬ ‫لﻬﺬا وهو ليس اإلﺟتماﻉ األول بﻞ هناﻙ العشرات‬ ‫أمثالﻪ حصلت في األردن وغيرها ودرﺳت‬ ‫ﺇﺳتراتيﺠية رﺳم خارﻃة ﺳياﺳية لﻺقليم‬ ‫تكون ”ﺇﺳرائيﻞ“ أﺳاﺳية فيﻬا من أﺟﻞ مواﺟﻬة‬ ‫الفراﻍ الﺬي ﳝكن أن ﲢدﺛﻪ الواليات املتحدة علﻰ‬ ‫مستوﻯ اإلقليم‪.‬‬ ‫ﻛﺄﻧﻜﻢ ﺗﻔﺼﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﳌﺼﺎﻟﺢ؛ ﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺎﺭﻃﺔ‬ ‫ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﲡﻤﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ؟‬ ‫نحن نﺨطﺊ عندما نﻘول ﹶمن يؤﺛر علﻰ ﹶمن‪،‬‬ ‫لﻸﺳف الكثير من الباحثني ﺿاعوا في هﺬﻩ‬ ‫املتاهة‪ ،‬فاملسﺄلة ليست كﺬلﻚ‪ ،‬ليس املؤﺛر دائما ﹰ‬ ‫الواليات املتحدة األميركية واملتﺄﺛرة هي ”ﺇﺳرائيﻞ“‪.‬‬ ‫هناﻙ عالقة تبادلية فﺄميركا متتلﻚ عناصر قوة‬ ‫في التﺄﺛير علﻰ ”ﺇﺳرائيﻞ“ كﺬلﻚ ”ﺇﺳرائيﻞ“‬ ‫متتلﻚ عناصر قوة للتﺄﺛير علﻰ الواليات املتحدة‬ ‫في مﺠموعة من األمور‪ ،‬لﺬلﻚ الﻘﻀية ليست‬ ‫ﹶمن يؤﺛر بﻞ يﺠب اإلنتباﻩ ﺇلﻰ أن الواليات املتحدة‬ ‫اﻵن لن تتﺨلﻰ عن ”ﺇﺳرائيﻞ“ بﻞ الواليات املتحدة‬ ‫تصب‬ ‫ﺳتم ﹼرر صفﻘة كبيرة علﻰ مستوﻯ اإلقليم‬ ‫ﹼ‬ ‫في مصلحة هﺬا الكيان‪.‬‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ؟‬ ‫لنالحﻆ أوال ﹰ صمت ”حماﺱ“ في هﺬﻩ الفترة‬ ‫وصمت قيادييﻬا ﳉﻬة أي عنوان علﻰ مستوﻯ‬ ‫اإلقليم‪ ،‬وما يحصﻞ أن األميركي ﺳيﻘدم‬ ‫رﺷوة كبرﻯ لكيان االحتالل من خالل دور تلعبﻪ‬ ‫اﺳتﺨبارات عربية لتوقيﻊ اتفاﻕ بني ”حماﺱ“‬ ‫والسلطة الفلسطينية‪ ،‬ويﹸﻘ ﱠدم علﻰ أنﻪ ﺇﳒاز‬ ‫ﹼ‬ ‫خالﻕ ﳉﻬة املصاﳊة الفلسطينية‪ ،‬لكنﻪ في‬ ‫حﻘيﻘتﻪ ﺇتفاﻕ ترعاﻩ الواليات املتحدة لسحب‬ ‫الﺬريعة من يد حلف املﻘاومة كي ال يتدخﻞ في‬ ‫الشﺄن الفلسطيني ألن األميركي ذاهب ﺇلﻰ ﺇتفاﻕ‬ ‫نووي وخارﻃة قادمة علﻰ املستوﻯ اإلقليمي‪ ،‬ولن‬ ‫يﹸبﻘي بالﻘﻀية الفلسطينية ذريعة بيد حلف‬ ‫املﻘاومة؛ ألنﻪ في ﻇن الواليات املتحدة ﳝكن‬ ‫ﺇﺳﻘاﻁ هﺬﻩ الﺬريعة من خالل ﺳحب ”حماﺱ“‬ ‫ﺇلﻰ موقﻊ السلطة وتﻘدﱘ هﺬا األمر علﻰ أنﻪ ﺇﳒاز‬ ‫عربي ﹼ‬ ‫خالﻕ ﳉﻬة توحيد اﳉبﻬة الفلسطينية‪.‬‬ ‫واﳊديث ال يتم عن هﺬﻩ الصفﻘة ألن هﺬا دور‬ ‫اﺨﻤﻟابرات والسياﺳيني حيث يعطون فسحة‪.‬‬ ‫هناﻙ تواصﻞ اﺳتﺨباراتي بني أنﻈمة عربية‬ ‫واﺳتﺨبارات غربية ﺇﺳرائيلية أميركية وقيادات‬ ‫من ”حماﺱ“ ﲢديدا ﹰ وهم غير موﺟودون في الداخﻞ‬ ‫من أﺟﻞ مترير هﺬﻩ الصفﻘة‪.‬‬ ‫ﲢﺪﺛﺘﻢ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺾ ﺍﻹﺷﺘﺒﺎﻙ‬ ‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫مﻘابلة‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ ﻓﻲ ”ﻗﻤﺘﻪ“ ﻣﻊ‬ ‫ﻋﺮﺏ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ‬ ‫ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ؛ ﻫﻞ ﻧﻔﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺯﻣﻦ‬ ‫ﺍﳊﺮﺏ ﻣﻔﺘﻮﺡ؟‬ ‫األﺳاﺳية الرئيسية التي حﻀر من خاللﻬا‬ ‫مﺠلس التعاون ﺇلﻰ ”كامب ديفيد“ هو مستﻘبﻞ‬ ‫ﲢدﺙ‬ ‫اﳋليﺞ بعد اإلتفاﻕ النووي‪ .‬وما من أحد ﹼ‬ ‫عن ﺷكﻞ اﳋليﺞ الﻘادم لﻺعالم‪ .‬وعندما حﻀر‬ ‫مﺠلس التعاون ﺇلﻰ الﻘمة كان هناﻙ ﺇعالم‬ ‫أميركي يغطيﻬم ويﻘول بﺄن اﺠﻤﻟلس ﺳوف يﻀغﻂ‬ ‫علﻰ الكونغرﺱ األميركي من أﺟﻞ الوقوف ﺿد‬ ‫أوباما في اإلتفاﻕ النووي‪ ،‬وكان أغلب قادة اﳋليﺞ‬ ‫يتحدﺙ عن الﻀرر الﺬي ﺳيلحق ﲟصلحة اﳋليﺞ‬ ‫علﻰ مستوﻯ املنطﻘة ﺟ ﹼراﺀ هﺬا اإلتفاﻕ‪ .‬لكن‬ ‫الﺬي ﺟرﻯ أنﻪ وبعد نﻬاية اإلﺟتماﻉ وقف متيم‬ ‫قطر ليﻘول ”نرحب باإلتفاﻕ النووي“‪ ،‬ألن األميركي‬ ‫أفﻬم قادة دول اﳋليﺞ أن ”أميركا“ وصلت ﺇلﻰ‬ ‫حائﻂ مسدود واالﺳتمرار يعني أن تﺨسر‬ ‫ويﺨسر اﳋليﺞ معﻬا‪ ،‬واألفﻀﻞ التﺄﺳيس إلتفاﻕ‬ ‫نووي والتفاهم مﻊ اإليراني حول املنطﻘة‪ ،‬ومن‬ ‫الطبيعي أن يكون حديث أوباما عن ﺳوريا واﳊﻞ‬ ‫السياﺳي الﺬي لن يكون في عﻬدﻩ ألن هناﻙ‬ ‫أدوات علﻰ األرﺽ ﺳوف تنﻬار ﺇذا قال غير ذلﻚ‪،‬‬ ‫واألميركي يريد أن يحافﻆ علﻰ أدواتﻪ املسلحة‬ ‫ريثما ينتﻬي من رﺳم خرائطﻪ‪ ،‬لﺬلﻚ نﻘول ﺇن‬ ‫كالم األميركي ال يؤخﺬ منﻪ ﺇال ﺟزﺀ يسير‪ ،‬فﺠزﺀ‬ ‫للداخﻞ‪ ،‬وﺟزﺀ للحلفاﺀ‪ ،‬وﺟزﺀ لﻸدوات‪.‬‬ ‫ﲢﺪﺛﺘﻢ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺑﻌﺪ ”ﺍﻟﻜﺎﻣﺐ“‬ ‫ﻫﻞ ﳝﻜﻦ ﺗﺨﻴﹼﻞ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ‬ ‫ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ؟‬ ‫اﳋليﺞ من خالل مﺠلس حكامﻪ في تﻘديري‬ ‫عبارة عن أدوات تستعمﻞ ﳊماية مصالح‬ ‫ومشاريﻊ كبرﻯ ﺳواﺀ بريطانية أو أميركية‪ ،‬وورﻃة‬ ‫اﳋليﺞ أنﻪ ﻃ ﹼور دورﻩ الوﻇيفي لدرﺟة لم تستطﻊ‬ ‫بعدها الواليات املتحدة األميركية أن تتبنﹼﻰ هﺬا‬ ‫النموذﺝ من األنﻈمة لﻺبﻘاﺀ علﻰ عالقة ﻃيبة‬ ‫فيما بينﻬا‪ ،‬واألﺳاﺱ كان الصمود السوري‪ .‬فدول‬ ‫اﳋليﺞ هي ﹶمن دعمت وأوﺟدت وﺳلحت أدوات‬ ‫العدوان علﻰ ﺳوريا‪ ،‬فﺄنﻈمة اﳋليﺞ كشفت عن‬ ‫وﺟﻬﻬا اﳊﻘيﻘي لﺬلﻚ الحﻈنا مساحات هائلة‬ ‫وكبيرة من اإلرهاب وﺟز الرﺅوﺱ والﻘتﻞ وغيرها‪،‬‬ ‫وهﺬﻩ ما كان ﳝكن أن تﻈﻬر لوال الصمود السوري‪،‬‬ ‫فلو كانت السلطة السورية قد ﺳﻘطت‪ ،‬ما كان‬ ‫هؤالﺀ قد ﻇﻬروا بﻬﺬﻩ الطريﻘة الفﺠة والعلنية‬ ‫واملكشوفة‪.‬‬ ‫وما يﺠري في ليبيا هو ذاتﻪ ما يﺠري في ﺳوريا‬ ‫لكن ﺳﻘوﻁ الدولة الليبية السريﻊ لم ﹼ‬ ‫ﳝكنﻬا من‬ ‫تﻈﻬير حﻘيﻘة اإلرهاب املوﺟود‪ ،‬وفرادة السوريني‬ ‫بﻘيادتﻬم أنﻬم اﺳتطاعوا تﻈﻬير حﻘيﻘة اﳊاصﻞ‬ ‫في ﺳوريا‪ ،‬فلﺬلﻚ مساحات كبيرة من اإلرهاب‬ ‫انكشفت ورد اإلرهاب ﺇلﻰ ﺟﺬرﻩ اﳊﻘيﻘي الﺬي‬ ‫وراﺀﻩ مﺠموعة من األفكار علﻰ رأﺳﻬا الوهابية‪،‬‬ ‫والنﻈام الﺬي ﳝثلﻬا هو السعودية‪ ،‬وهﺬا النموذﺝ‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫انكشف وليس من مصلحة اإلدارة األميركية‬ ‫الدفاﻉ عنﻪ‪ ،‬وال ﳝكن ملن يﺨوﺽ اإلنتﺨابات في‬ ‫الواليات املتحدة األميركية مثالﹰ أن يﻀﻊ من ﺿمن‬ ‫برنامﺠﻪ االنتﺨابي توﺛيق العالقات مﻊ السعودية‬ ‫التي مت ﹼثﻞ ﳕوذﺟا ﹰ ﺇرهابيا ﹰ في املنطﻘة‪ ،‬أصبح هناﻙ‬ ‫رأي عام دافﻊ باﲡاﻩ تغيير هﺬا النموذﺝ ليس حبا ﹰ‬ ‫وال أخالقية من أميركا بﻞ هو الواقﻊ واملصالح‪.‬‬ ‫ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﲡﺎﻭﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ؟ ﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ‬ ‫ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ؟‬ ‫تشﻆ‬ ‫بﻞ أكثر من التﻘسيم بتﻘديري هناﻙ‬ ‫ﹴ‬ ‫ﺳيطال اﳋليﺞ ﲟعنﻰ اإلبﻘاﺀ علﻰ الدور الوﻇيفي‬ ‫لﻬﺬﻩ األنﻈمة‪ ،‬ﺳيبﻘون نواﻃير كاز وغاز ولكن‬ ‫ليس وفق النموذﺝ اﳊالي‪ .‬بتﻘديري أميركا ذاهبة‬ ‫لﻀرب البنية اﳋليﺠية من داخلﻬا لتﺠاوز‬ ‫النموذﺝ الﺬي كان حاﺿراﹰ‪.‬‬ ‫ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ‬

‫ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﺾ‬ ‫ﺍﺷﺘﺒﺎﻙ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺐ‬ ‫ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﺪﻭﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ‬ ‫ﻭﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻢ‬ ‫ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺣﻠﻘﺎﺗﻬﺎ‬ ‫ﺫﺍﻫﺒﺔ ﻟﻔﻌﻠﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﻣﺤﺘﻮﻡ؛ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﺳﺘﻼﺏ ﻛﻠﻲ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ؟‬ ‫أنا ال أﺅمن بحركة الشعوب‪ ،‬الشعوب غير قادرة‬ ‫علﻰ اﳊركة ولتتحرﻙ هي ﲢتاﺝ ﺇلﻰ نﺨب وأعني‬ ‫بﻬم الﻘيادات الفنية والفكرية والسياﺳية‪،‬‬ ‫ألن النﺨب هي التي ﲢرﻙ الشعوب‪ .‬فما يسمﻰ‬ ‫بالشعب السعودي الﺬي يصفق لـ ”عاصفة‬ ‫اﳊزم“ وامللﻚ وأوالدﻩ‪ ،‬هﺬا الشعب نفسﻪ ﺇذا خرﺝ‬ ‫اﻵن ناصر بن ﺳعيد أو ﹶمن يحاكيﻪ تاريﺨيا ﹰ وقاد‬ ‫هﺬا الشعب ﺳنرﻯ هﺬا الشعب يحمﻞ علﻰ‬ ‫امللوﻙ واألمراﺀ‪ ،‬وﺇذا ما تﻘدمتﻪ نﺨب تﻀعﻪ في‬ ‫حﻘيﻘة ما يحدﺙ ﺳيسير خلفﻬا‪ .‬ومثال ذلﻚ‬ ‫أبناﺀ اﳉنوب السوري حوران في عامي ‪ ٦٧‬و‪ ٧٣‬حيث‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺷكلوا حليفا ﹰ وﻇﻬيرا ﹰ للﻘوات املسلحة السورية‬ ‫وأقاموا ما يسمﻰ وقتﻬا باﳉيﺶ الشعبي وكانوا‬

‫‪٣٦‬‬

‫في حرب تشرين يرقصون علﻰ أﺳطح املنازل‪،‬‬ ‫ولم يتحدﺙ أحد منﻬم عن نﻈام ﻃائفي أو حزب‬ ‫هددت تركيا‬ ‫بعينﻪ يﻘود اﺠﻤﻟتمﻊ والدولة‪ ،‬وعندما ﹼ‬ ‫في الثمانينات بدخول ﺳوريا أكثر األصوات التي‬ ‫”انتﺨت“ وعلت هي من اﳉنوب السوري‪...‬‬ ‫ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ!؟‬ ‫اليوم‪ ،‬هناﻙ نﺨب خرﺟت من هﺬا اﳉنوب ولﹸعب‬ ‫عليﻬا بشكﻞ أو بﺂخر من خالل عناوين ﻃائفية‬ ‫ومﺬهبية وﰎﹼ اختطافﻬا فتغ ﹼيرت بوصلة هﺬا‬ ‫اﳉنوب‪.‬‬ ‫ﲢﺪﺛﺘﻢ ﻋﻦ ﺻﻔﻘﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬ ‫ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ‬ ‫ﻭﺇﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻫﻞ ﳝﻜﻦ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ؟‬ ‫ﺇذا وافق الشعب الفلسطيني كﻞ الشعب‬ ‫الفلسطيني علﻰ أي عنوان هو يرتﺄيﻪ ‪،‬وﺇيران لن‬ ‫تﻀغﻂ علﻰ هﺬا الشعب ﲟا يﺨالف ﺇرادتﻪ ‪،‬ﻭنحن‬ ‫كمثﻘفني ونﺨب وﺷعب في ﺇيران وﺳوريا ال ﳕلي‬ ‫علﻰ أي ﺷعب ما نريدﻩ‪ ،‬وﺇذا بﻘيت مﺠموعة‬ ‫من الفلسطينيني تنادي بعناوين ذات صلة بحق‬ ‫العودة؛ عودة كامﻞ التراب الفلسطيني؛ فنحن‬ ‫مﻊ هﺬﻩ اﺠﻤﻟموعة‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬عالقتنا مﻊ الﻘﻀية الفلسطينية‬ ‫ليست حسابات ﺳياﺳية وﺇﳕا هي عالقة حق‬ ‫وباﻃﻞ‪ ،‬وﻃاملا هناﻙ فلسطيني واحد ينادي بحق‬ ‫العودة وﺛوابت الشعب الفلسطيني فنحن‬ ‫منحازون لﻪ‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟـ ”ﺣﻤﺎﺱ“ ﺩﻣﺸﻖ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ‬ ‫ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺍﺿﺢ؛ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ”ﺣﻤﺎﺱ“‬ ‫ﻣﺎﺗﺖ‪ ،‬ﻛﻴﻒ ﻧﻔﺴﺮ ﲤﺴﻚ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺑﻌﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ‬ ‫”ﺣﻤﺎﺱ“؟‬ ‫يﺠب التفريق بني مستويني في ”حماﺱ“‪،‬‬ ‫باألصح ”حماﺱ“ لﻬا رﹴأﺳني‪ ،‬رأﺱ ﺳياﺳي وآخر‬ ‫والرأﺱ العسكري هو عبارة عن خارﻃة‬ ‫عسكري‪ ،‬ﹴ‬ ‫عسكرية وأمنية وتعنﻰ بالسالﺡ والتدريب ومن‬ ‫املستحيﻞ أن يشرف علﻰ هﺬا اﳉزﺀ من ”حماﺱ“‬ ‫أردوغان وﳑلكة آل ﺳعود‪ ،‬هناﻙ ﺟزئية لم ينتبﻬوا‬ ‫لﻬا تﻘول بﺄن هﺬا الرأﺱ العسكري مشرف عليﻪ‬ ‫حلف املﻘاومة‪ .‬أما ﺟزئية الرأﺱ السياﺳي‬ ‫كﺨالد مشعﻞ‪ ،‬اﺳتطاﻉ نﻈام قطر وأردوغان‬ ‫اختطافﻪ ليس ﲢت عنوان الﻘﻀية الفلسطينية‬ ‫بﻞ ﲢت عنوان ﺇيديولوﺟي أي اإلخوان املسلمني‪.‬‬ ‫دخول الرأﺱ السياﺳي ﲢت هﺬا العنوان يعني‬ ‫أن ﺛمة تناقﺾ بينﻪ وبني النﻈام في ﺳوريا‪،‬‬ ‫وبعد تراكم عنصر الزمن والفصﻞ اﳊاد الﺬي‬ ‫حصﻞ في خارﻃة اإلقليم والنﻈرة التي تﻘول‬ ‫بﺄن اإلخوان ﺳيتواﺟدون علﻰ مستوﻯ املنطﻘة‬ ‫بعدما اختطفوا مصر بشكﻞ أو بﺂخر‪ ،‬تك ﹼرﺳت‬ ‫حالة الﻘطيعة بني الرأﺱ السياﺳي لـ ”حماﺱ“‬ ‫وحلف املﻘاومة الﺬي أبﻘﻰ علﻰ تواصلﻪ مﻊ الرأﺱ‬ ‫العسكري ألنﻪ ال يريد الﻬزﳝة لﻪ‪ ،‬ونتيﺠة لتفكير‬ ‫اﺳتراتيﺠي معني يرﻯ حلفاﺀ ﺳوريا أنﻪ ال بد من‬ ‫هزﳝة املشروﻉ الﺬي ينتمي ﺇليﻪ الرأﺱ السياﺳي‪،‬‬


‫وعندها ﳝكن اﺳتعادة ”حماﺱ“‪.‬‬ ‫وما أريدﻩ هو اﺳتعمال ”حماﺱ“ في مواﺟﻬة‬ ‫العدو الصﻬيوني نتيﺠة ﺟملة من العوامﻞ‬ ‫الﺳترداد حﻘوﻕ الشعب الفلسطيني‪ .‬أنا ال أحب‬ ‫مشعﻞ وال أريد رﺅيتﻪ في ﺳوريا لكن ﺇذا اﺳتطعت‬ ‫أن أخطف ”حماﺱ“ من يد الطرف اﻵخر أو ﺇن‬ ‫اﺳتطاﻉ حليفي في املﻘاومة أن يس ﹼيرها بشكﻞ‬ ‫أو بﺂخر ويعيد اصطفافﻬا فليكن؛ لكن علﻰ‬ ‫املستوﻯ الوﺟداني قيادة ”حماﺱ“ السياﺳية‬ ‫متورﻃة بدماﺀ السوريني وال أﺳتطيﻊ رﺅيتﻬا‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺑﺘﺮﻛﻴﺎ ﻭﺛﻤﺔ ﺁﺭﺍﺀ‬ ‫ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﳊﻠﻴﻒ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺑﺪﻋﻢ ﺗﺮﻛﻲ ﺻﺮﻳﺢ‬ ‫ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ؟‬ ‫أوال يﺠب أن نف ﹼرﻕ بني تركيا وأردوغان‪ .‬وعندما‬ ‫نﻘيم عالقات فنحن نﻘيمﻬا مﻊ الدولة والشعب‬ ‫التركي ومؤﺳساتﻪ‪ ،‬وهﺬﻩ العالقة نستفيد منﻬا‬ ‫كما يستفيد منﻬا التركي‪ .‬اإلختالفات موﺟودة‬ ‫علﻰ ﺟملة من العناوين من بينﻬا امللف السوري‪.‬‬ ‫لسنا نحن السوريون ﹶمن ﺳيﻬزم أردوغان أو‬ ‫نعدمﻪ بعد فترة من الزمن‪ ،‬بﻞ األتراﻙ أنفسﻬم‬ ‫وعلينا تﻈﻬير هﺬا الشيﺀ بﺄن ال نتواﺟﻪ مﻊ‬ ‫الشعب التركي‪ ،‬اﳊلفاﺀ يﻘيمون عالقات ﻃيبة‬ ‫مﻊ الدولة واملؤﺳسات التركية ويبﻘون علﻰ‬ ‫حالة الشﺬوذ األردوغاني وتﻈﻬيرﻩ علﻰ حﻘيﻘتﻪ‪،‬‬ ‫والتعامﻞ مﻊ الشعب التركي علﻰ أنﻪ ﺷعب‬ ‫صديق وﺷﻘيق وﲢكمنا الثﻘافة والتاريﺦ والدين‬ ‫باﶈافﻈة علﻰ هﺬﻩ املصالح‪ ،‬وانطالقا ﹰ من هﺬا‬ ‫املنطق نﻬزم أردوغان‪ ،‬أما الطالﻕ مﻊ تركيا دولة‬ ‫وﺷعبا ﹰ ومؤﺳسات وقطيعتﻬا‪ ،‬ﺳيوﻇفﻪ أردوغان‬ ‫في مشروعﻪ السياﺳي العدواني ﲡاﻩ املنطﻘة‪.‬‬ ‫ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻗﻄﻊ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺍﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻔﺎﺀ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ؟‬ ‫أكبر موقف أن نرﻯ كﻞ عشرة أيام مسؤول‬ ‫ﺇيراني في دمشق وكﻞ ﺛالﺛة أو أربعة أعوام أرﻯ هﺬا‬ ‫املسؤول في أنﻘرة‪ ،‬وأكبر موقف أن يكون هناﻙ‬ ‫كﻞ عشر ﺳاعات تصريح ﺇيراني بالوقوف ﺇلﻰ‬ ‫ﹼ‬ ‫ويﺨطﺊ أردوغان وﺳياﺳتﻪ‪ .‬هﺬﻩ هي‬ ‫ﺟانب ﺳوريا‬ ‫السياﺳة‪ ،‬فﻬي ليست قائمة علﻰ فعﻞ ورد فعﻞ‪،‬‬ ‫بﻞ كيف ﳝكن تﺄمني الغطاﺀ السياﺳي ملوقف أو‬ ‫عمﻞ ما‪ ،‬وكيف ﳝكن أن ال أعطي قوة ﺇﺿافية ملن‬ ‫أدير معﻪ اﺷتباكا ﹰ في السياﺳة‪.‬‬ ‫ﺍﳊﻠﻒ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ‪ -‬ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ‪ -‬ﺍﻟﻘﻄﺮﻱ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺃﻳﻦ؟‬ ‫هﺬا اﳊلف كان ﳝكن أن يحكم املنطﻘة وكان‬ ‫من املمكن أن يكون أﺳاﺳيا ﹰ ورئيسياﹰ‪ ،‬ونكون‬ ‫نحن ﺳوريا وحلف املﻘاومة في مكان مﺨتلف‬ ‫متاما‪ ،‬لو أن ﺳوريا ﺳﻘطت‪ ،‬ولو أن ﺇخوان مصر‬ ‫لم يسﻘطوا‪ ،‬هنا ﺳيتﺂلف اإلخوان مﻊ املنﻈومة‬ ‫امللكية علﻰ مستوﻯ العالم العربي ويديرون‬ ‫املنطﻘة‪ .‬لكن مﺠرد صمود ﺳوريا يعني أن اﳊلف‬

‫الﺬي تشكﻞ في مواﺟﻬتﻬا بلحﻈة من اللحﻈات‬ ‫ويتصدﻉ‪.‬‬ ‫يتفكﻚ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺃﻳﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ؟‬ ‫في كﻞ اﺠﻤﻟتمعات البشرية يوﺟد نﺨب‪ ،‬وهي‬ ‫أما معطلة أو مغيبة أو يؤخﺬ برأيﻬا‪ .‬في اﳊالة‬ ‫املصرية النﺨب مح ﹼيدة ﲢييدا ﹰ مطلﻘاﹰ‪ .‬فعندما‬ ‫نسمﻊ بتوﺟيﻪ دعوة من السيد حسن للكاتب‬ ‫حسنني هيكﻞ ومﺠالستﻪ لساعات ﻃويلة‬ ‫واﺳتمزاﺟﻪ ﲟﺠوعة من األفكار‪ ،‬نتساﺀل باملﻘابﻞ‬ ‫هﻞ يﻘرأ أو يصغي الرئيس املصري ملا يﻘولﻪ‬ ‫هيكﻞ؟‪ .‬مثاال ﹰ آخر‪ ،‬الرئيس بشار األﺳد كان علﻰ‬ ‫تواصﻞ مﻊ هيكﻞ في أكثر من محطة وأصغﻰ‬ ‫لﻪ في أكثر من موقف‪ .‬ال يعيب الزعماﺀ والﻘادة‬ ‫عندما ينصتون للمثﻘفني‪ ،‬وﺇذا ﺟمعنا ﺟملة‬ ‫األفكار التي قالﻬا املثﻘفون السوريون خالل األربﻊ‬

‫ﺻﻔﻘﺔ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻗﺎﺩﻣﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﺴﺤﺐ‬ ‫ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺣﻠﻒ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ‬ ‫ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺫﺍﻫﺒﺔ ﻟﻀﺮﺏ‬ ‫ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﳋﻠﻴﺠﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ‬ ‫ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍﹰ‬ ‫ﺳنوات املاﺿية ونحاكيﻬا مﻊ ما قالﻪ الرئيس‬ ‫بشار األﺳد ﳒدها وﺇلﻰ حد بعيد متطابﻘة في‬ ‫كثير من اﳊيثيات‪ ،‬لنﻘارن بني ما يﻘولﻪ املثﻘف‬ ‫املصري وما تﻘولﻪ السلطة املصرية‪ ،‬ﺳنﺠد‬ ‫هناﻙ تباعدا ﹰ كبيراﹰ‪.‬‬ ‫لﺬلﻚ‪ ،‬قادرﹲ ﹶمن هو في رأﺱ السلطة أن يح ﹼيد‬ ‫كﻞ كالم املثﻘفني والنﺨب التي نتحدﺙ عنﻬا‪،‬‬ ‫وقادر أن يستعني بﻬا بشكﻞ غير مباﺷر‪.‬‬ ‫ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﺸﻬﺪ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺯﻣﻨﻲ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‬ ‫ﻟﺘﺠﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﻭﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ؟‬ ‫هناﻙ مﺠموعة من اللﻘاﺀات بني األميركي‬ ‫والروﺳي فوﻕ الطاولة وﲢت الطاولة وهم يصدران‬ ‫يتم اإلتفاﻕ عليﻪ‪ ،‬ألن هﺬﻩ قوﻯ‬ ‫لﻺعالم غير ما ﹼ‬

‫‪٣٧‬‬

‫كبرﻯ وليست بكﻞ أﺳف لبنان أو األردن‪ .‬وبالتالي‬ ‫لديﻬم ملفات علﻰ مستوﻯ العالم يدرﺳانﻬا كﻞ‬ ‫ملف علﻰ حدة‪ ،‬وال تتداخﻞ امللفات مﻊ بعﻀﻬا‬ ‫البعﺾ‪ ،‬األميركي والروﺳي ال يتﺨاصمان من أﺟﻞ‬ ‫ﺳوريا مثالﹰ‪ ،‬لكن الصمود السوري يستفيد منﻪ‬ ‫الروﺳي‪ ،‬لكن لو انﻬارت ﺳوريا منﺬ األيام األولﻰ‬ ‫ﺳيتﻘاﺳم ﺳوريا مﻊ األميركي ورﲟا كان يحاول‬ ‫معﻪ للحفاﻅ علﻰ قاعدة ﻃرﻃوﺱ مثالﹰ‪ ،‬أو رﲟا‬ ‫كان يفاوﺽ األميركي علﻰ بﻀعة أمتار؛ وﲟا أن‬ ‫ﺳوريا لم تﻬزم‪ ،‬هﺬا عزﹼز أوراﻕ التفاوﺽ الروﺳي‪.‬‬ ‫فباﶈصلة هناﻙ اتفاﻕ روﺳي ‪ -‬أميركي علﻰ‬ ‫ﲢدد معاملﻪ من خالل ﺟملة من‬ ‫مستوﻯ اإلقليم ﹼ‬ ‫امللفات وامللف السوري أﺳاﺳي في هﺬﻩ املعالم‪.‬‬ ‫ﺍﳊﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺣﻮﺍﺭﺍﹰ ﺑﲔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺗﺴﺮﻳﺒﺎﺕ ﻋﻦ ﺟﻨﻴﻒ ‪ ٣‬ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ﻛﺎﻥ‬ ‫ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻮﺳﻜﻮ ‪ ١‬ﻭ‪ ،٢‬ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻫﻞ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﳊﺮﺏ‬ ‫ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺑﺤﻮﺍﺭ؟!‬ ‫أعتﻘد بﺄن مﻘولة اﳊﻞ السياﺳي‪ ،‬وهﺬا عنوان‬ ‫ﰎﹼ اإلﺷتغال عليﻪ لﻀرب مﻘولة ﺇﺳﻘاﻁ الدولة‬ ‫السورية‪ ،‬يعني هناﻙ حﻞ عسكري ولصالح‬ ‫الدولة السورية أن يكون هناﻙ حﻞ ﺳياﺳي‪.‬‬ ‫الشيﺀ الﺬي كنت أتابعﻪ وأعترﺽ عليﻪ كمثﻘف‬ ‫ﻃبعاﹰ‪ ،‬أن هناﻙ عدوانا ﹰ خارﺟيا ﹰ فلماذا اﳊديث‬ ‫عن حﻞ ﺳياﺳي‪ ،‬وبني ﹶمن و ﹶمن‪ ،‬بني السوريني؟‬ ‫نعم هناﻙ اختالف في بعﺾ الﻘﻀايا ولكنﻪ‬ ‫ليس لدرﺟة أن يتم ﻃلب التدخﻞ اﳋارﺟي‬ ‫لفرﺽ اﳊﻞ السياﺳي بني املكون السوري‪ .‬ولو‬ ‫أتينا مثالﹰ بكﻞ املعترﺿني السوريني واﺟتمعنا‬ ‫وﲢاورنا‪ ،‬هﻞ ﺳيتوقف العدوان وينتﻬي التدخﻞ‬ ‫اإلقليمي؟ بالتﺄكيد ال‪ ،‬لﺬا باعتﻘادي أن الدولة‬ ‫السورية وﺿعت منﺬ اللحﻈة األولﻰ بديالﹰ للحﻞ‬ ‫العسكري وهو اﳊﻞ السياﺳي‪.‬‬ ‫أما اليوم األمر مﺨتلف‪ ،‬وباعتﻘادي أن في‬ ‫ﺟعبة الدولة السورية مﺠموعة من العناوين‬ ‫التي ﺳوف تتﺠاوز اﳊﻞ السياﺳي‪.‬‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﳊﻞ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ؟‬ ‫هناﻙ ﺷيﺀ غير منطﻘي في مشﻬد العدوان‪،‬‬ ‫ومن الطبيعي كدولة أن أصد هﺬا العدوان وأدافﻊ‬ ‫عن وﺟودي‪ .‬املعتدي اﺳتطاﻉ خلق مناﺥ وبيئة‬ ‫في ﻇﻞ هﺬا العداون وتﻘوية بعﺾ املعارﺿني‬ ‫وﺟعلﻬم يع ﹼولون علﻰ هﺬا العدوان‪ ،‬وتﺨيلوا‬ ‫أي املعترﺿني أن بﺈمكانﻬم اإلمالﺀ علﻰ النﻈام‬ ‫خارﻃة ﺳلطة ﺟديدة‪ .‬أعتﻘد أن الدولة السورية‬ ‫في مواﺟﻬتﻬا ألﻃراف العدوان من خالل أدواتﻪ‬ ‫علﻰ األرﺽ واملشاغلة بعنوان اﳊﻞ السياﺳي‬ ‫تسعﻰ لشيﺀ آخر‪ ،‬وأميركا حسمت وعلمت أن‬ ‫الدولة السورية غير آيلة للسﻘوﻁ لكنﻬا ﲢتاﺝ‬ ‫لسيناريو ﺇخراﺝ لفﺾ االﺷتباﻙ وﲢتاﺝ ملساحة‬ ‫من الزمن لبعﺾ املعاﳉات‪.‬‬

‫ﺣﻮﺍﺭ‪ :‬ﻫﺪﻯ ﻣﻄﺮ‬ ‫ﻣﻜﺘﺐ ﺩﻣﺸﻖ‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬

‫سوريا القومية في مواﺟهة المد اإلرهابي‬ ‫المتصهين في المنﻄقة‬ ‫ﺳوريا العروبة والبعد الﻘومي في أبﻬﻰ صورﻩ‬ ‫ومعانيﻪ‪ ،‬هﺬا ليس وصفا ﹰ ﺇنشائياﹰ‪ ،‬بﻞ هو حﻘيﻘة‬ ‫راﺳﺨة في وﺟدان كﻞ عربي غيور علﻰ أمتﻪ‪.‬‬ ‫تﹸستﻬدف ﺳوريا من األعداﺀ ألنﻬا ﳒحت في‬ ‫واقﻊ ﺟديد مﺨتلف في املنطﻘة وأصبحت‬ ‫خلق‬ ‫ﹴ‬ ‫محﻂ أنﻈار اﳉميﻊ‪ ،‬بعد ﺟملة من التحوالت‬ ‫اﳉﺬرية علﻰ مﺨتلف الصعد االقتصادية‬ ‫واالﺟتماعية وبناﺀ ركائز قوية ملواﺟﻬة قوﻯ الشر‬ ‫والعدوان املتربصة والتي تستﻬدف النيﻞ من‬ ‫أمتنا‪ ،‬ورفعت ﺳوريا راية الوحدة العربية من‬ ‫منطلق قومي ورﺅية بعيدة املدﻯ‪ ،‬وهي تعي كافة‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكﻞ خطرا ﹰ‬ ‫التﻬديدات املاﺛلة واملتوقعة التي‬ ‫علﻰ أمنﻬا الوﻃني والﻘومي وعلﻰ قﻀايا األمة‪.‬‬ ‫رفﻀت ﺳوريا مشاريﻊ السالم املزيف ولم‬ ‫تﻘﻊ في اﶈﻈور‪ ،‬صمدت في وﺟﻪ الﻀغوﻁ‬ ‫االﺳتعمارية وأدواتﻬا‪ ،‬واعتمدت علﻰ الﺬات ﺳبيالﹰ‬ ‫من أﺟﻞ تعزيز نﻬﻀتﻬا وبناﺀ قوتﻬا اﳊﻘيﻘية‪،‬‬ ‫وﺳعت الﻰ بناﺀ اإلنسان العربي املؤمن بﻘﻀايا‬ ‫يﺠسد مدﻯ صوابية الرﺅية‪.‬‬ ‫أمتﻪ وهﺬا‬ ‫ﹼ‬ ‫وخالل مسيرة كفاحﻬا الطويﻞ ﻇ ﹼلت الﻘﻀية‬ ‫الفلسطينية قﻀيتﻬا املركزية وبوصلتﻬا‬ ‫الﻘومية‪ ،‬وليس مفاﺟئا ﹰ ما حدﺙ منﺬ مطلﻊ عام‬ ‫‪ 2011‬ليس في ﺳوريا وحدها بﻞ في املنطﻘة‬ ‫العربية بشكﻞ عام‪ ،‬ﺇال أن التدقيق بﺄﺳباب تلﻚ‬ ‫التطورات وتوقيتﻬا وﺟﻬات االﺳتﻬداف‪ ،‬يﺠعلنا‬ ‫نرﻯ صورة وحﻘيﻘة املشﻬد املاﺛﻞ‪ ،‬والتراكمات‬ ‫السابﻘة كانت قد وصلت الﻰ ذروتﻬا‪ ،‬حالة حادة‬ ‫من اإلنﻘسام العامودي أصابت النﻈام الرﺳمي‬ ‫العربي ﲟعﻈمﻪ وتركتﻪ بني خيارين ال ﺛالث لﻬما‪.‬‬ ‫في األول‪ ،‬ﺇنفتاﺡ وارتﻬان وخﻀوﻉ ملشيئة أعداﺀ‬ ‫األمة وأرصدة دول خليﺠية تﺬهب لتسوية األزمات‬ ‫املالية واالقتصادية للدول االﺳتعمارية الكبرﻯ‬ ‫وعلﻰ رأﺳﻬا الواليات املتحدة‪ ،‬وصفﻘات ﺳالﺡ‬ ‫أﺳطورية‪ ،‬واﺳتثمار في اﳋسارة‪ ،‬والتموﺿﻊ‬ ‫واالصطفاف في مشروﻉ الشرﻕ األوﺳﻂ الكبير‪،‬‬ ‫األميركي املنشﺄ‪ ،‬وﺇعادة تدويرﻩ من ﺟديد بعد‬ ‫الﻀربات املوﺟعة التي تلﻘاها في العراﻕ وفي‬ ‫هزﳝة العدوان الصﻬيوني عام ‪ 200٦‬علﻰ لبنان‪،‬‬ ‫عندما حاول اﺳتﻬداف املﻘاومة كمنطلق لعبورﻩ‬ ‫املنطﻘة العربية بﺄﺳرها‪ ،‬يومﻬا ﹼ‬ ‫تﺄكد بامللموﺱ‪،‬‬ ‫أن وﺟﻪ الشرﻕ األوﺳﻂ اﳊﻘيﻘي هو وﺟﻪ عروبي‬ ‫مﻘاوم وملتزم بﻘﻀايا األمة وأن ﺇرادة املﻘاومة‬ ‫هي ﹶمن يصنﻊ اإلنتصار‪ ،‬وهي قادرة علﻰ التصدي‬ ‫ومﻘارعة مشاريﻊ األعداﺀ‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الرئيس بشار األﺳد مستﻘبالﹰ الوفد اإليراني برئاﺳة بروﺟردي‬

‫اليوم وفي العام اﳋامس إلﺳتﻬداف املنطﻘة‬ ‫ﹼ‬ ‫تتكشف أوهام‬ ‫العربية وخاصة ﺳوريا وما متثلﻪ‪،‬‬ ‫األعداﺀ وهم في ذروة هﺠومﻬم البربري‪ ،‬وبدأ‬ ‫الوقت يﻀيق عليﻬم‪ ،‬وتدور الدوائر علﻰ ﺇرهابﻬم‪،‬‬ ‫بعد أن انكشفوا دوال ﹰ وأﺷباﻩ دول ﲡمعﻬم معادلة‬ ‫واحدة ”أصحاب املشروﻉ وعمالﺅﻩ وحلفاﺅﻩ“ وﺛالوﺙ‬ ‫ﺟﻬنمي يﺠمﻊ قوﻯ االﺳتعمار والصﻬيونية‬ ‫والرﺟعية العربية‪.‬‬

‫ﻗﻮﻯ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ‪ ...‬ﺻﺎﻧﻌﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ‬ ‫وبال منازﻉ اإلﺳتعمار هو الﻘوة اﳊاﺳمة واملصدر‬ ‫األول للعدوان واإلرهاب صنيعتﻪ‪ ،‬وما تبﻘﻰ مﺠرد‬ ‫امتداد وأدوات لﻪ‪ ،‬تتفاوت فيما بينﻬا حول دورها‪،‬‬ ‫لكن خطابﻬم واحد في النﻬاية‪ ،‬وهناﻙ تبادل‬ ‫املصالح بني تلﻚ األﻃراف‪ ،‬الدعم االﺳتعماري‬ ‫للكيان الصﻬيوني تﻘابلﻬا اﳋدمات التي يﻘدمﻬا‬ ‫األخير لصالح اإلﺳتعمار في محاربتﻪ الﻘومية‬ ‫العربية وروادها في املنطﻘة‪ ،‬وهنا تالقي في األدوار‬ ‫بني عمالﺀ االﺳتعمار وما بني أعوانﻪ‪ ،‬وهﺬا ما تع ﹼبر‬ ‫عنﻪ ”الرﺟعية العربية“‪ ،‬والتصور العام هناﻙ عدو‬ ‫أﺳاﺳي يستﻬدف الﻘومية العربية‪ ،‬واحد في‬ ‫قلب املنطﻘة العربية‪ ،‬هو الكيان الصﻬيوني وآخر‬ ‫وﺳﻂ اﺠﻤﻟتمعات العربية هو الرﺟعية‪.‬‬ ‫وأهداف الﻘوﻯ االﺳتعمارية تتمدد من خالل‬ ‫مطامعﻪ‪ ،‬في ”السيطرة“ علﻰ األمة العربية والﻰ‬ ‫ﲢديد مصيرها‪ ،‬كما يطمﻊ الﻰ ﺇدامة انﻘسامﻬا‬

‫‪٣8‬‬

‫أو حتﻰ تفتيتﻬا أكثر ما ﳝكن من أﺟﻞ ﺷ ﹼلﻬا‪،‬‬ ‫ويطمﻊ الﻰ ”نﻬب ﺛرواتﻬا“ وﺇرغامﻬا علﻰ البﻘاﺀ‬ ‫في حالة ”التﺨلف“ اإلﺟتماعي ‪ -‬اإلقتصادي‪ ،‬أي‬ ‫اﺳتعباد لﻸمة وعائق لوحدتﻬا ومصدر لتﺄخرها‬ ‫اإلقتصادي‪ ،‬أما األمة فتتك ﹼون كفاعﻞ تاريﺨي‬ ‫بفﻀﻞ حركة مﻘاومتﻬا بالﺬات ومواﺟﻬتﻬا‬ ‫ملطامﻊ العدو الدائمة‪.‬‬ ‫ﺇن ”حركة الﻘومية العربية“ هي مﻘاومة‬ ‫اإلﺳتعمار الفعلية‪ ،‬ولكي يحاول اإلﺳتعمار‬ ‫ﺇيﻘاف هﺬﻩ اﳊركة‪ ،‬يلﺠﺄ الﻰ ﺿربﻬا وتصفيتﻬا‪،‬‬ ‫وﺿرب ”اﳉنسية العربية“ وتصفيتﻬا‪ ،‬من اﳉزائر‬ ‫الﻰ فلسطني والﻰ حرب عام ‪ ،19٦٧‬واالﺳتعمار‬ ‫بﺬلﻚ ارتﻬان ﳊرية األمة وخطر علﻰ بﻘائﻬا‬ ‫بالﺬات‪.‬‬ ‫وفي أدوار ومطامﻊ الﻘوﻯ االﺳتعمارية ‪-‬‬ ‫املتصﻬينة‪ ،‬الدور املنوﻁ بالكيان الصﻬيوني‪ ،‬هو‬ ‫اﳊفاﻅ علﻰ عنصرية الكيان وتﻘويتﻪ‪ ،‬أي تﺄمني‬ ‫الﻬيمنة علﻰ ﺟزﺀ من األمة العربية واملساهمة‬ ‫بكﻞ الوﺳائﻞ املمكنة في ﺇدامة ﺇنﻘسام األمة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫والكيان الصﻬيوني بشكﻞ خاﺹ هو خطر‬ ‫علﻰ وحدة األمة العربية وحريتﻬا وتﻘدمﻬا‬ ‫وحتﻰ بﻘائﻬا‪ ،‬هﺬا الكيان ﲟثابة عائق من النوﻉ‬ ‫اﳉغرافي أمام ﲢﻘيق الوحدة‪ ،‬فﻬو يفصﻞ بني‬ ‫املشرﻕ العربي واملغرب العربي‪ ،‬ودول الوحدة‬ ‫األﺳاﺱ هي دول الطوﻕ‪ ،‬ورأينا كيف عملت الدول‬ ‫ﲡسدت‬ ‫اإلﺳتعمارية لﻀرب ﹸعرﻯ الوحدة التي ﹼ‬


‫بعد حرب تشرين عام ‪ 19٧٣‬من خالل مشاريﻊ‬ ‫السالم املز ﹼيف بﻬدف ﺿرب املشروﻉ التوحيدي‪،‬‬ ‫وقبلﻬا كيف لعبت قوﻯ الرﺟعية عام ‪ 19٦1‬في‬ ‫”اإلنفصال“ بني ﺷطري الوحدة )ﺳوريا ومصر(‪.‬‬ ‫والرﺟعيون هم عﻘبة أمام وحدة األمة وتﻘدمﻬا‪،‬‬ ‫نﻬبوا ﺛروات األمة وهم في خدمة أعداﺀ األمة‬ ‫وقوﻯ الﻬيمنة اإلﺳتعمارية تنسق معﻬم‪ ،‬وﺛبت‬ ‫بعد التراﺟﻊ اإلﺳتراتيﺠي الﺬي أوﺟبتﻪ نكسة‬ ‫حزيران عام ‪ ،19٦٧‬أن العدو الداخلي ﻇﻬر من‬ ‫خالل ”قلة ﺿئيلة“ من العمالﺀ للﺨارﺝ‪ ،‬لكن فيما‬ ‫بعد وﺟدنا أن عداﺀ ”الرﺟعية العربية“ ألهداف‬ ‫النﻀال العربي أقوﻯ من عدائﻬا لﻺﺳتعمار‪ ،‬وهﺬا‬ ‫ﹼ‬ ‫يؤكد أنﻬا عدو داخلي دائم‪ ،‬وﺇذا فرﺿنا ﺟدال ﹰ بﺄن‬ ‫”الرﺟعيني“ كﺨصوم ﻇرفيون‪ ،‬لكن عندما ينفﺠر‬ ‫النزاﻉ‪ ،‬يصبحون أعداﺀ مطلﻘني الﻰ حد أنﻬم‬ ‫يعتبرون ”أعداﺀ األمة العربية“‪.‬‬ ‫أعداﺀ األمة يتصرفون وفﻘا ﹰ لعدد من األﺷكال‪،‬‬ ‫ومن خالل التدخﻞ املباﺷر )اإلحتالل‪ ،‬قواعد‬ ‫عسكرية‪ ،‬اعتداﺀات‪ ،‬واملؤامرة وحمالت الدعاية‬ ‫والﻀغوﻁ اإلقتصادية( وفي التحديد‪ ،‬فاملؤامرة‬ ‫ﺷكﻞ خاﺹ وبﹸعد لكﻞ األﺷكال األخرﻯ‪ ،‬فالعدو‬ ‫متﺂمر بطبيعتﻪ‪ ،‬أما العمﻞ اإلقتصادي )متويﻞ‬ ‫العدو وﺿغﻂ علﻰ األمة(‪ ،‬والعمﻞ النفساني‬ ‫عن ﻃريق اﺳتﺨدام أﺳاليب التﻀليﻞ بواﺳطة‬ ‫اإلعالم واﳊمالت السياﺳية‪ ،‬والعمﻞ العسكري‬ ‫)اعتداﺀات وتﻬديد باإلعتداﺀ( وﺟميعﻬا أبعاد‬ ‫متكاملة ومتنوعة إلﺳتﺨدام اﳊرب الشاملة‬ ‫التي يستمر األعداﺀ في ﺷنﻬا علﻰ األمة‬ ‫العربية‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﻋﺠﺰ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻋﻦ ﲢﻘﻴﻘﻪ‬ ‫ﺑﺎﻹﺭﻫﺎﺏ ﻟﻦ ﻳﻨﺎﻟﻮﻩ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺽ‬ ‫ﺇن ما يﺠري من اﺳتﻬداف لسوريا‪ ،‬أﺷبﻪ ما‬ ‫يكون ﲟسرحية فاﺷلة‪ ،‬ال ﺷيﺀ يدعو للتفاﺅل‪،‬‬ ‫الدعوة ملؤمتر ﺟنيف ‪ 2‬ﺟاﺀت في السنة الثانية‬ ‫للحرب الكونية ﺿد ﺳوريا‪ ،‬وكان هدفﻬا ﺇﺳﻘاﻁ‬ ‫الدولة السورية ونﻈامﻬا املﻘاوم وذلﻚ بعد أن‬ ‫عﺠزوا عن ﲢﻘيق هﺬﻩ الغاية من خالل اﳊرب‪،‬‬ ‫وكانت هناﻙ التفاهمات الروﺳية ‪ -‬األميركية‬ ‫كمحطة وهي حاﺟة ملحة ملا يسمﻰ ”معارﺿة“‬ ‫وهي ﺟﻬات متنافرة مدعومة من اﳋارﺝ‪،‬‬ ‫والتفاوﺽ كان حاﺟة أميركية للنزول من أعلﻰ‬ ‫الشﺠرة‪ ،‬وبعدها قال األميركي في مؤمتر عﻘد في‬ ‫األردن ”يﺠب أن تعتادوا علﻰ بﻘاﺀ الرئيس األﺳد‬ ‫وترﺷحﻪ“‪.‬‬ ‫وﺇذا كان التفاوﺽ عبارة عن مرحلة مؤقتة‪،‬‬ ‫فﻬي كانت بني حرب وحرب‪ ،‬ورغبة روﺳية وكثمرة‬ ‫الصمود الروﺳي أيﻀاﹰ‪ ،‬بعدما ذاﻕ املر ﲟا حصﻞ في‬ ‫ليبيا واالحتيال الدولي الﺬي ﺟرﻯ تلبية لتﻘاﻃﻊ‬ ‫أهداف الدول اإلﺳتعمارية مﻊ أهداف توابعﻬا من‬ ‫الرﺟعيات العربية‪.‬‬

‫الرئيس بشار األﺳد مستﻘبالﹰ الوفد الفرنسي برئاﺳة عﻀو مﺠلس الشيوﺥ الفرنسي ﺟان بيار فيال‬

‫والتفاوﺽ في ﺟنيف قد ال يكون حاﺟة للدولة‬ ‫السورية‪ ،‬وهو ﺟاﺀ قبﻞ اﳊسم العسكري وﺳوريا‬ ‫أكثر قوة‪ ،‬لكن التفاوﺽ ﺳمح لسوريا أن تﺨرﺝ‬ ‫الﻰ الساحة الدولية وتﻘول كلمتﻬا أمام العالم‬ ‫أﺟمﻊ‪ ،‬وكان ﺟنيف ‪ 2‬رغبة ﺳوريا ملنح ما يكفي‬ ‫من أوراﻕ للحليف الروﺳي‪ ،‬في حني ﻇﻬر ما‬ ‫يسمﻰ ”اإلئتالف“ منﻘسما ﹰ أمام العالم ومشكﻚ‬ ‫في ﺷرعيتﻪ وكان أﺿعف اﳊاﺿرين في ﺟنيف‬ ‫‪.2‬‬ ‫وﺛبت أيﻀا ﹰ أن مكافحة اإلرهاب هي األولوية‬ ‫وهو خطر يتﻬدد املنطﻘة والعالم بﺄﺳرﻩ‪ ،‬وأيﻀا ﹰ‬ ‫فﺈن لعبة اإلنفراد بسوريا واﺳتبعاد ﺇيران من‬ ‫املؤمتر آنﺬاﻙ‪ ،‬ﰎﹼ قراﺀتﻬا من األعداﺀ علﻰ أنﻬا ﳒاﺡ‬ ‫لﻬم‪ ،‬وفي حﻘيﻘة األمر‪ ،‬كانت ﺇيران واﺿحة ولﻬا‬ ‫رﺅيتﻬا اﳊكيمة وكان ملفﻬا النووي موﺿوعا ﹰ‬ ‫علﻰ ﻃاولة البحث مﻊ دول ‪ 1+5‬ولن تسمح ألحد‬ ‫باملساومة عليﻪ‪ ،‬أي أنﻬا كانت تﺨوﺽ اﳊرب علﻰ‬ ‫ﺟبﻬة التفاوﺽ الثانية وال تريد ﺇﺿعاف موقفﻬا‬ ‫في اﶈصلة النﻬائية‪ ،‬ألن ﺟنيف ‪ 2‬كان محكوما ﹰ‬ ‫بالفشﻞ‪ ،‬وﺛبت بﺄن التفاوﺽ مسار ﺳياﺳي‬ ‫مفتوﺡ وامليدان في النﻬاية ﹶمن ﺳيﻘول كلمتﻪ‪،‬‬ ‫أي أنﻬا حرب كونية مدروﺳة بعناية وتتواصﻞ‬ ‫فصولﻬا ومشاهدها والفصﻞ التالي كان ينﺬر‬ ‫بتﺄﺟيﺞ الفتنة املﺬهبية وخلﻂ األوراﻕ‪ ،‬ويومﻬا‬ ‫كان يدور السؤال التالي‪ :‬هﻞ يسمح العالم‬ ‫بانتصار اﶈور املمتد من ﺇيران الﻰ ﺳوريا ولبنان؟‪.‬‬ ‫وفشلت ﺟنيف ‪ 2‬في ﲢميﻞ ﺳوريا مسؤولية‬ ‫الفشﻞ‪ ،‬وأولوية ﺳوريا كانت واﺿحة ومعلنة‬ ‫تتمثﻞ في اﳊرب علﻰ اإلرهاب الﺬي صنعتﻪ‬ ‫السياﺳات األميركية و ﹶمن يدور في فلكﻬا وﰎﹼ‬ ‫تغﺬيتﻪ الﻰ درﺟة فﻘدت السيطرة عليﻪ وهو‬ ‫ﺳالﺡ ذو حدين ومدمر للﺠميﻊ‪.‬‬ ‫وكانت هناﻙ محاوالت إلﺳتنزاف ﺇيران في‬ ‫أكثر من مكان‪ ،‬في العراﻕ وغزة ولبنان والبحرين‬ ‫وﺳوريا وأخيرا ﹰ في اليمن‪ ،‬هﺬﻩ اﶈاوالت لم تلقﹶ‬ ‫ﳒاحا ﹰ وأكثر من ذلﻚ‪ ،‬ﳒح محور املﻘاومة في منﻊ‬ ‫املشروﻉ اﻵخر من ﲢﻘيق أهدافﻪ أو ﲢﻘيق انتصار‬

‫‪٣9‬‬

‫ما‪ ،‬واﺳتمرت حرب اﺳتنزاف ﻃويلة وبﻘي العنوان‬ ‫آنﺬاﻙ‪ ،‬فتح مﺠموعة من اﳉبﻬات )ﺷماال ﹰ وﺟنوباﹰ(‬ ‫بﻬدف ﲢﻘيق توازن ﺟديد‪.‬‬ ‫أهداف العدوان الﺬي يستﻬدف ﺳوريا تتساقﻂ‬ ‫تباعاﹰ‪ ،‬التدخﻞ األﺟنبي هو اإلحتمال األﺳوأ‬ ‫واﺳتﺨدام البند السابﻊ من ميثاﻕ األﱈ املتحدة‬ ‫ﺳﻘﻂ بالفيتو الروﺳي‪ ،‬والتدخﻞ غير املباﺷر من‬ ‫خالل الشبكة اإلرهابية تلﻘﻰ مﻘاومتﻪ ﺇﺟماعا ﹰ‬ ‫عاملياﹰ‪.‬‬ ‫ﺟنيف كانت محطة علﻰ الطريق من أﺟﻞ‬ ‫التوصﻞ الﻰ تسوية ﺳياﺳية‪ ،‬وكانت هناﻙ‬ ‫نواقﺺ واﺿحة‪ ،‬هناﻙ متثيﻞ ﺿعيف ملا يسمﻰ‬ ‫”املعارﺿة“ وكان من الﻀروري مشاركة ﺇيران فيما‬ ‫لو أراد الطرف اﻵخر ﺇﳒاﺡ املؤمتر‪ ،‬ودور األﻃراف‬ ‫اﳋارﺟية من املفترﺽ أن يكون مساعدا ﹰ للﺠانبني‪،‬‬ ‫حتﻰ يكون اﳊوار مثمرا ﹰ بني السوريني أنفسﻬم‪،‬‬ ‫وبناﺀ الثﻘة كان ﺿروريا ﹰ للتﻘدم خطوات ﺇيﺠابية‪.‬‬ ‫ما كان مرفوﺿا ﹰ من الدولة السورية‪ ،‬أن يتم‬ ‫رﺳم خريطة املنطﻘة كما يراها البعﺾ‪ ،‬ﹼ‬ ‫وأكدت‬ ‫ﺳوريا يومﻬا أن قﻀية فلسطني هي الﻘﻀية‬ ‫األﺳاﺳية ولن نﻀيﻊ اﲡاﻩ البوصلة‪ ،‬واﳊرب ﺿد‬ ‫اإلرهاب مستمرة‪.‬‬ ‫ﺇن محاوالت األعداﺀ الﻬادفة الﻰ تغيير قواعد‬ ‫الصراﻉ في املنطﻘة من خالل تشديد هﺠومﻬا‬ ‫العدواني ﺿد ﺳوريا ومحور املﻘاومة ﺳيكون‬ ‫مصيرها الفشﻞ‪ ،‬وﺇن اﳊديث عن ﲢﻘيق توازنات‬ ‫ﺟديدة من خالل اﺳتﺨدام كافة األوراﻕ العسكرية‬ ‫أﺛبت فشلﻪ‪ ،‬بسبب تﻀحيات الشرفاﺀ من أبناﺀ‬ ‫أمتنا الﺬين حملوا وزر املواﺟﻬة حفاﻇا ﹰ علﻰ‬ ‫مستﻘبﻞ أمتنا وأﺟيالﻬا وﺳتبﻘﻰ ﺳوريا وفية‬ ‫ملبادئﻬا وأهدافﻬا الﻘومية‪ ،‬وهي تواﺟﻪ اإلرهاب‬ ‫وصانعيﻪ وﺳتنتصر ألنﻬا ﲢمﻞ قﻀاياها الوﻃنية‬ ‫والﻘومية وﺳتﻈﻞ رافعة للنﻬوﺽ ومﻘارعة قوﻯ‬ ‫الﻬيمنة اإلﺳتعمارية وبكﻞ ﺟدارة ومسؤولية‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬ ‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬

‫قﻄر ﺗحول ليبيا‬ ‫الى منصة لتﺨريب مصر‬ ‫في التساﺅالت عن حﻘيﻘة الدور التﺨريبي الﺬي‬ ‫تﻘوم بﻪ قطر في عاملنا العربي‪ ،‬كثرت التﺄويالت‬ ‫والتفسيرات‪ ،‬لكنﻬا تلتﻘي ﺟميعﻬا عند هدف‬ ‫واحد ال يﻘبﻞ التﺄويﻞ أال وهو ”التﺨريب“ وهو‬ ‫يؤكد اﳊﻘائق علﻰ أرﺽ الواقﻊ ومن خالل ﺟملة‬ ‫من املمارﺳات العملية وﺷواهدها مازالت ماﺛلة‬ ‫وموﺛﻘة‪.‬‬ ‫يﺄت من فراﻍ‪ ،‬ولنبدأ‬ ‫هﺬا الدور الﻘطري لم ﹺ‬ ‫من كتاب يحمﻞ عنوان ”قطر وﺇﺳرائيﻞ“‪ ،‬الصادر‬ ‫عن دار نشر ”ﺟزيرة الورد“ في الﻘاهرة ملؤلفﻪ‬ ‫ﺳامي ريفيﻞ وهو أحد أبرز مﻬندﺳي التطبيﻊ‬ ‫بني ”ﺇﺳرائيﻞ“ والعديد من الدول العربية‪ ،‬وقد‬ ‫عمﻞ مديرا ﹰ ملكتب وزارة اﳋارﺟية اإلﺳرائيلية‪،‬‬ ‫وكانت مﻬمتﻪ دفﻊ عالقات التطبيﻊ الرﺳمية‬ ‫األولﻰ بني ”ﺇﺳرائيﻞ“ ودول اﳋليﺞ وتنمية التعاون‬ ‫اإلقتصادي بني الكيان الغاصب والعالم العربي‪.‬‬ ‫وفي السنوات األخيرة ترأﺱ ريفيﻞ قسم العالقات‬ ‫اإلﺳرائيلية مﻊ حلف الناتو‪ ،‬هﺬا الناتو الﺬي تﻘود‬ ‫قطر مسرﺡ عملياتﻪ الليبي‪.‬‬ ‫قطر هﺬﻩ‪ ،‬تﹸعد عاصمة الﻘواعد العسكرية‬ ‫األميركية ليس علﻰ مستوﻯ الشرﻕ األوﺳﻂ‬ ‫فﻘﻂ وﺇﳕا في العالم‪ ،‬وفﻬم العالقة بني بعﺾ‬ ‫”العرب“ مثﻞ قطر و“ﺇﺳرائيﻞ“ غير ﳑكن ﺇال من‬ ‫البوابة األميركية‪ ،‬وهﺬا ما يؤكدﻩ ريفيﻞ‪.‬‬ ‫ويكشف ريفيﻞ أن التوترات التي ﺷﻬدتﻬا‬ ‫العالقات املصرية – الﻘطرية ترﺟﻊ الﻰ الﻀغوﻁ‬ ‫التي مارﺳتﻬا مصر علﻰ قطر لكبح ﺟماﺡ‬ ‫عالقاتﻬا املتسارعة بﺈﲡاﻩ ”ﺇﺳرائيﻞ“‪ ،‬وبسبب‬ ‫قلق الﻘاهرة علﻰ مكانتﻬا اإلقليمية من الناحية‬ ‫السياﺳية‪ ،‬والحﻘا ﹰ من املوقف الﻘطري الﺬي‬ ‫احتﻀن ”ﺟماعة اإلخوان املسلمني“ ﲡاوبا ﹰ مﻊ‬ ‫اﳋطﻂ األميركية الﻬادفة للﻘﻀاﺀ علﻰ النﻈم‬ ‫الﻘومية العربية واﺳتبدالﻬا بتركيبة وواﺟﻬة‬ ‫ﺟديدة ﲢت مسمﻰ ”اإلﺳالم السياﺳي“ املعتدل‪،‬‬ ‫وهي وصفة لتسويق منﻈومة ﺇقليمية ﺟديدة‬ ‫ﲢت هﺬا العنوان ومتالزمة مﻊ املشروﻉ األميركي‬ ‫املسمﻰ الشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد‪.‬‬ ‫ومن هنا ﺟاﺀ اإلنتفاﺥ الﻘطري والدور الﺬي‬ ‫تلعبﻪ رغم صغر املساحة وقلة العدد السكاني‬ ‫الﺬي ال يتﺠاوز عدد ﺳكان مدينة مصرية صغيرة‬ ‫أو حي من أحياﺀ مدينة الﻘاهرة‪ ،‬وتدرﻙ دوائر‬ ‫السياﺳة متاما ﹰ األﺳباب الكامنة وراﺀ هﺬا اﳊﺠم‬ ‫املنتفﺦ و ﹶمن تغﺬيﻪ من نزعات عدوانية‪ ،‬ويتم‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫رد ذلﻚ ﺇلﻰ أﺳباب ﺇقتصادية لﻬا عالقة بالغاز‬ ‫والنفﻂ‪ ،‬وتارة أخرﻯ ﺇلﻰ حالة التبعية للواليات‬ ‫املتحدة األميركية وقواعدها العسكرية املنتشرة‬ ‫في الدوحة‪ ،‬وبﻬﺬا نالت قطر صفة ”الﻘاعدة‬ ‫اإلﺳتعمارية“ و“الدور التﺨريبي في اإلقليم“‪.‬‬ ‫وهناﻙ ﹶمن يتحدﺙ عن ﺷياﻃني الشر الكامنة‬ ‫داخﻞ وحول الصراﻉ الليبي الﺬي تغﺬيﻪ أفكار‬ ‫هدامة وتدميرية‪ ،‬والوﺿﻊ هناﻙ مرﺷح ألن يصبح‬ ‫أﺳوأ مﻊ الوقت وتداعياتﻪ بدأت بالتﺄﺛير وهي‬ ‫تستﻬدف مصر وموقعﻬا ودورها الﻘومي العربي‪،‬‬ ‫لصالح أﺟندات تتوافق مﻊ الرﺅﻯ األميركية‬ ‫التي يتم التعبير عنﻬا من خالل أدوار تﻘوم بﻬا‬ ‫قطر بالوكالة من خالل دعم ﺟماعة ”اإلخوان‬ ‫املسلمني“ في ليبيا وتﺄمني ﺟسر عبور ﺇلﻰ مصر‬ ‫عندما ﲢني الفرصة املناﺳبة‪.‬‬ ‫ﺇن حالة اإلنﻘسام والتشرذم السائدة في‬ ‫ليبيا بني ما يسمﻰ ”حكومة اإلنﻘاذ الوﻃني“‬ ‫في ﻃرابلس وهؤالﺀ يعرفون أنﻪ مﺨتلف عليﻬم‬ ‫وليسوا محﻞ ﺇﺟماﻉ ومعﻈمﻬم محسوب علﻰ‬ ‫اﳊركة اإلﺳالمية‪ ،‬وال يعترف بﻬم العالم وال‬ ‫العرب باﺳتثناﺀ قطر وتركيا‪ ،‬ورغم ذلﻚ ﳝثالن‬ ‫”حكومة“ تﺄمر وتنﻬي في ليبيا املمزقة علﻰ‬ ‫مساحة أكبر ﳑا تتمتﻊ بﻪ حكومة ﻃبرﻕ والتي‬

‫‪٤0‬‬

‫تعيﺶ في ﻇﻞ اﳉنرال خليفة حفتر الﺬي يريد أن‬ ‫يكون الزعيم املنﻘﺬ لليبيا‪ ،‬وتتعامﻞ معﻬم الدول‬ ‫املعنية باألزمة الليبية وخاصة مصر واإلمارات‬ ‫وكﺬلﻚ األﱈ املتحدة ومبعوﺛﻬا‪.‬‬ ‫وقد واﺟﻪ ”برنارد نيوليون“‪ ،‬رئيس بعثة األﱈ‬ ‫املتحدة للدعم في ليبيا‪ ،‬خيارات معﻘدة لدﻯ‬ ‫تعاﻃيﻪ مﻊ األزمة املستفحلة بني ﻃرابلس‬ ‫وبنغازي وﻃبرﻕ وﺳرت‪ ،‬وخصوصا ﹰ أن الشكوﻙ‬ ‫حول ﺷرعية اﺠﻤﻟلس النيابي املنتﺨب السنة‬ ‫املاﺿية‪ ،‬أصبحت هي العائق األول في ﻃريق اﳊﻞ‬ ‫وعليﻪ‪ ،‬ويرﻯ أنﻪ من اﶈتمﻞ ﺇعادة ﺇنتﺨاب برملان‬ ‫ﺟديد ينسﺠم مﻊ الواقﻊ الﺬي أفرزتﻪ األحداﺙ‬ ‫األخيرة‪ ،‬وفي بلد ﳑزﻕ ال يزيد ﺳكانﻪ علﻰ ‪ ٦‬ماليني‬ ‫نسمة‪ ،‬وهناﻙ أكثر من مليوني مﻬاﺟر ليبي ال‬ ‫يستطعون املشاركة في اإلنتﺨابات‪ ،‬وهﺬا يعني‬ ‫وصفة مؤكدة إلﺳتمرار األزمة الراهنة‪.‬‬ ‫ويتحدﺙ عدد من اﳋبراﺀ في مﺠلس السياﺳات‬ ‫اﳋارﺟية في اإلﲢاد األوروبي حول األزمة الناﺟمة‬ ‫عن الصراﻉ في الشرﻕ األوﺳﻂ وتنامي األعمال‬ ‫اإلرهابية وتصاعدها واﺳتمرارها خالل فترة زمنية‬ ‫ﻃويلة وتﺄﺛير ذلﻚ علﻰ دول اﳉوار مثﻞ مصر الدولة‬ ‫العربية األكبر‪ ،‬وهي مﺨاﻃر حﻘيﻘية تستدعي‬ ‫التعامﻞ معﻬا ﲟﺠﻬود محلي وﺇقليمي ودولي‬


‫ومبان محيطة بﻪ في ‪ 12‬نيسان ‪2015‬‬ ‫اﻵﺛار الناﺟمة عن تفﺠير قسم ﺷرﻃة ﺛالث في العريﺶ‬ ‫ﹴ‬

‫ألنﻬا تشكﻞ ﲢديات مركبة وعابرة للحدود‪ ،‬وهي‬ ‫ﲢديات في ﻃريﻘﻬا ﺇلﻰ مزيد من التصعيد وليس‬ ‫اإلنحسار والتﻀاﺅل رغم اﳊرب علﻰ اإلرهاب التي‬ ‫يشنﻬا ”التحالف“ يﻘيادة الواليات املتحدة في‬ ‫العراﻕ‪ ،‬وهي لعبة مزدوﺟة تستثمر في اإلرهاب‬ ‫وتدعي محاربتﻪ ولكن علﻰ ﻃريﻘتﻬا وﲟا يﺨدم‬ ‫أهدافﻬا ومصاﳊﻬا في املنطﻘة وعلﻰ حساب‬ ‫األمن الﻘومي العربي‪..‬‬ ‫وكﻞ الدالئﻞ واملؤﺷرات تؤكد‪ ،‬بﺄن ﺇﻃالة‬ ‫أمد اﳊرب دون حسم ﺿد ”داعﺶ“ ﺳيؤدي ﺇلﻰ‬ ‫تصعيد في ﺳاحات أخرﻯ في ﺷمال أفريﻘيا‬ ‫مثﻞ ليبيا التي اختمرت عوامﻞ الصراﻉ فيﻬا‬ ‫بسبب الدور الﺬي لعبتﻪ قطر في دعمﻬا ﳉماعة‬ ‫”اإلخوان املسلمني“ هناﻙ وأمثالﻬا ”قوات فﺠر‬ ‫ليبيا“ وحركات أنصار الشريعة في ليبيا وتونس‪،‬‬ ‫وحركات التوحيد واﳉﻬاد وﺟماعة بوكو حرام‬ ‫وواليات تنﻈيم الدولة اإلﺳالمية وفروعﻪ في‬ ‫املغرب العربي التي أعلنت والﺀها ومبايعتﻬا‬ ‫لتنﻈيم ”داعﺶ“‪.‬‬ ‫والرابﻂ الﻘوي بني تنﻈيم الدولة اإلﺳالمية‬ ‫في العراﻕ وﺳوريا مﻊ هﺬﻩ اﳊركات هو التﺠانس‬ ‫اإليديولوﺟي واإلتصال والتواصﻞ العملياتي‪،‬‬ ‫وﺳاحة ﺷمال أفريﻘيا بدأت تستﻘبﻞ مﻘاتلني‬ ‫من أوروبا ودول ﺷرﻕ أوﺳطية ومن الشيشان‬ ‫وداغستان وباكستان والصومال وغيرها‪.‬‬ ‫ﺇن اﳋلﻞ في التعاﻃي مﻊ التحدي اإلرهابي‬ ‫في ﺷمال أفريﻘيا والساحﻞ والصحراﺀ ومن قبﻞ‬ ‫اﺠﻤﻟتمﻊ الدولي والدول الغربية الكبرﻯ املعرﺿة‬ ‫للتﻬديد‪ ،‬فاقم من التحدي اإلرهابي في املنطﻘة‪،‬‬ ‫وكﺬلﻚ فﺈن مصر ﲟا متثلﻪ من مكانة عربية‬ ‫معرﺿة هي األخرﻯ وبشكﻞ مباﺷر إلﺳتﻬدافﻬا‬ ‫بعمليات تﺨريبية مبرمﺠة ألكثر من ﺳبب‪ ،‬ألن‬ ‫مصر هي رافعة لعملية النﻬوﺽ العربي من‬ ‫ناحية تعداد ﺳكانﻬا وﺇمكانياتﻬا اإلقتصادية‬ ‫والعسكرية واﳊﻀارية‪.‬‬ ‫ومصر تﺨوﺽ مواﺟﻬة صعبة وقوية في‬ ‫مواﺟﻬة اﳉماعات اإلرهابية املسلحة التي‬ ‫تﻘودها ﺟماعة ”اإلخوان املسلمني“ املدعومة من‬ ‫قطر وﲟساندة العمليات اإلرهابية التي ﲡري في‬ ‫مصر‪ ،‬ومثالﻬا ما ﺟرﻯ من اﺳتﻬداف ملﻘرات أمنية‬ ‫وعسكرية في مدينة العريﺶ )ﺷمال ﺳيناﺀ(‬ ‫باإلﺿافة الﻰ األعمال اإلرهابية املتنﻘلة في أنحاﺀ‬ ‫مصر‪ ،‬وقالت مصادر رﺳمية مصرية‪ ،‬ﺇن الرئيس‬ ‫عبد الفتاﺡ السيسي‪ ،‬كشف عن لﻘاﺀ ﺟمعﻪ‬ ‫في آخر أيام الرئيس املعزول )محمد مرﺳي( حني‬ ‫كان السيسي وزيرا ﹰ للدفاﻉ بﺄحد قيادات ﺟماعة‬ ‫”اإلخوان“‪ ،‬أن هﺬا األخير ﻇﻞ يتوعد كما قال‬ ‫السيسي‪ ،‬ﺇنكم ”ﺳتﺠدون أﺷﺨاصا ﹰ يﺄتون من‬ ‫كﻞ الدنيا )العراﻕ وأفغانستان( لﻘتالكم“‪ ،‬وهناﻙ‬ ‫دول تﻘاد من هﺬا التنﻈيم وهي بﺬلﻚ تتحمﻞ‬ ‫املسؤولية في مساندة اإلرهاب‪.‬‬ ‫الصراﻉ الﺬي بدأ في ليبيا لم ينتﻪ بعد‪ ،‬لكن‬ ‫أبعادﻩ أصبحت معروفة متاماﹰ‪ ،‬ولم يبدأ مﻊ عمليات‬

‫األﻃلسي التي كانت ﲟثابة مﻘدمات أوصلت ﺇلﻰ‬ ‫تﻘاﺳم حصﺺ النفﻂ وفواتير ﺇعادة اإلعمار‪ ،‬بعد‬ ‫أن دمرت البالد‪ ،‬والالفت هو السرعة الﻘصوﻯ التي‬ ‫تداعت بﻬا تلﻚ الدول اإلﺳتعمارية وحملت علﻰ‬ ‫عاتﻘﻬا الﻘيام بعمليات التغيير وهﺬا يشير الﻰ‬ ‫اﺨﻤﻟطﻂ املرﺳوم‪ ،‬ويؤكد أن املسرﺡ قد أ ﹺع ﹼد ﺳلفا ﹰ‬ ‫وﺳاهمت لﻸﺳف أيادﹴ تدعي العروبة بتﺄمني‬ ‫الغطاﺀ الالزم من دول خرقاﺀ مشبوهة‪ ،‬وهي‬ ‫التي تعمﻞ علﻰ زعزعة اﺳتﻘرار ليبيا وتستﺨدم‬ ‫األوﺿاﻉ فيﻬا ﲟا يﺨدم أهدافﻬا‪.‬‬ ‫وليبيا اليوم تعيﺶ صراعا ﹰ أﺷرﺱ من الصراﻉ‬ ‫العسكري بعد أن أصبحت مستباحة لﻺرهاب‬ ‫بكافة صنوفﻪ وألوانﻪ‪ ،‬واﳊرب التي ﹸ‬ ‫ﺷنﹼت علﻰ‬ ‫ليبيا مستﻬدفة ﺇحتاللﻬا ونﻬب ﺛرواتﻬا ﲢت‬ ‫ذرائﻊ ﺷتﻰ‪ ،‬هي حرب النفﻂ والﻬيمنة الغربية‬ ‫وعودة اإلﺳتعمار بطرﻕ ﺟديدة‪ ،‬وأين ﺷعارات‬ ‫حماية املدنيني وبناﺀ ليبيا ﺟديدة علﻰ أﺳس من‬ ‫اﳊرية والدﳝﻘراﻃية‪.‬‬ ‫ما حصﻞ هو غزو اﺳتعماري وﺟد فرصتﻪ‬ ‫املناﺳبة‪ ،‬لم يتوقف عند أوﺿاعﻪ اإلقتصادية‬ ‫وأزماتﻪ املالية الصعبة‪ ،‬التي وفرت لﻪ األحداﺙ‬ ‫ما يلزم من الﻈروف والدوافﻊ وهي مركبة بعدة‬ ‫عوامﻞ‪ ،‬ومن بينﻬا لعبة التنافس واقتسام ﺛروات‬ ‫الشعوب‪ ،‬و ﹶمن لم ينﻞ حصتﻪ من غنائم غزو‬ ‫العراﻕ‪ ،‬ﺳارﻉ إلنتزاﻉ نصيبﻪ من تركة و ﹼفرها لﻪ‬ ‫بعﺾ ”العرب“ مثﻞ قطر‪.‬‬ ‫ويسﺄلونﻚ عن حﻘيﻘة الدور الﻘطري‪ ،‬وملاذا كﻞ‬ ‫هﺬا التفاني في خدمة أعداﺀ أمتنا؟ والﺬي حﻘق‬ ‫أرقاما ﹰ قياﺳية في تفانيﻪ في خدمة املشروﻉ‬ ‫األميركي – املتصﻬني وتنفيﺬ ﺇمالﺀاتﻪ‪ ،‬وهو أول ﹶمن‬ ‫فتح أبواب قطر للصﻬيوني ﲢت عنوان التطبيﻊ‪،‬‬ ‫وبدأ في مﺨطﻂ لتﻬدﱘ كﻞ ما أﳒز في بالدنا‬ ‫خالل عﻘود ﻃويلة من الزمن‪ ،‬وﺳاهم ”اﳊﹶ ﹶمدان“‬ ‫في تدمير ليبيا وتسﺨير أموال النفﻂ وﻃائراتﻪ‬ ‫في قتﻞ الليبيني وتسﻬيﻞ مﻬمة حلف ”الناتو“‬ ‫الطامﻊ بثروات ليبيا وباقي العرب‪ ،‬وﺟعﻞ من قطر‬ ‫أداة ﻃيعة بيد األميركي والغربي ومﺨططاتﻬم‬ ‫في املنطﻘة‪.‬‬ ‫والسؤال الصعب هنا‪ ،‬هﻞ ﺇن بﻘاﺀ األنﻈمة‬ ‫املوالية للواليات املتحدة في املنطﻘة العربية‪،‬‬

‫‪٤1‬‬

‫صار مطلوبا ﹰ منﻬا التﺨلﺺ من األنﻈمة التي‬ ‫تؤمن بالﻘومية العربية ومتلﻚ مشروعا ﹰ نﻬﻀويا ﹰ‬ ‫مﻘاوما ﹰ يعيد بعث أمﺠاد العرب ويحمﻞ وزر‬ ‫قﻀاياهم الوﻃنية والﻘومية؟ بالتﺄكيد هﺬا ما‬ ‫تﻘولﻪ الوقائﻊ‪.‬‬ ‫تستﻬدف ليبيا ألنﻬا متلﻚ ﺇحتياﻃا ﹰ نفطيا ﹰ‬ ‫كبيرا ﹰ هو الرابﻊ بني الدول العربية‪ ،‬يبلﻎ أكثر من‬ ‫‪ ٤0‬مليار برميﻞ من النفﻂ اﳋفيف الﺬي يتالﺀم‬ ‫مﻊ الطلب األوروبي وقدرات معامﻞ التكرير فيﻬا‬ ‫وحﺠم اإلحتياﻁ يﻘارب ﺇحتياﻁ بحر قزوين ويتميز‬ ‫بﻘربﻪ من السوﻕ األوروبية وﺳﻬولة حماية‬ ‫خطوﻁ نﻘلﻪ نسبياﹰ‪.‬‬ ‫واﺳتﻬداف ليبيا هو مﻘدمة إلﺳتﻬداف مصر‪،‬‬ ‫بنفس األدوات مﻊ بعﺾ التعديالت‪ ،‬وليبيا هي‬ ‫عمق مصر وﺳندها املفترﺽ وكﺬلﻚ مصر هي‬ ‫ركيزة أﺳاﺳية إلﺳتعادة ليبيا الﻰ دورها الﻘومي‪،‬‬ ‫لﺬلﻚ فﺈن اﺳتﻬداف مصر واﺿح‪ ،‬ويحاولون زﺟﻬا‬ ‫في صراعات بعيدة عن دورها‪.‬‬ ‫ﺇن حمالت التﻀليﻞ واﳋداﻉ والتﺂمر التي برعت‬ ‫أدوات قطر في نسﺠﻬا من خالل فتاوﻯ الﻘرﺿاوي‬ ‫املمﻬورة بحبر بني صﻬيون وأفكارهم اإلﺟرامية‪،‬‬ ‫وﺿعت ليبيا علﻰ فوهة بركان وتستمر في‬ ‫تغﺬية اﳊﻘد والكراهية عبر تشويﻪ صورة الدين‬ ‫وتزويرﻩ‪ ،‬خدمة إلﺳتمرار املشاريﻊ الﻬدامة وﺟعﻞ‬ ‫املنطﻘة مﻘصدا ﹰ لكﻞ ﺇرهاب‪.‬‬ ‫من هنا فﺈن مصر مستﻬدفة اليوم وغداﹰ‪ ،‬ﻃاملا‬ ‫بﻘي فيﻬا فكر عروبي يؤمن بحق أمتنا العربية‬ ‫في العيﺶ بحرية وﺇﺳتﻘالل حﻘيﻘي ﳝكنﻬا من‬ ‫اإلﺳتفادة من كافة مواردها الطبيعية والبشرية‬ ‫ﲟا يحﻘق تطلعات ﺟماهيرنا العربية في التحرر‬ ‫من الﻬيمنة اإلﺳتعمارية وأدواتﻬا الﻬدامة في‬ ‫منطﻘتنا العربية‪.‬‬ ‫لﺬلﻚ فﺈن ﺇبﻘاﺀ ليبيا منصة عائمة في عمق‬ ‫مصر تستولد اﳊﻘد واإلرهاب املزروﻉ علﻰ أيدي‬ ‫حكماﺀ بني صﻬيون اﳉدد‪ ،‬ﺳيﻈﻞ خطرا ﹰ داهما ﹰ‬ ‫يﻬدد مصر كسيف مسلﻂ علﻰ اإلﺳتﻘرار في‬ ‫هﺬﻩ البﻘعة التي هي واحة ﺳالم العرب وقوتﻬم‬ ‫وعنوان ﺇنتصارهم وعزتﻬم‪.‬‬

‫ﻧﺒﻴﻞ ﻣﺮﻋﻲ‬

‫العدد ‪ -81‬أيار ـ حزيران ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬

‫صراع مذاهب مفتوح‬ ‫حتى قيامة المشروع القومي‬ ‫ﻇﻬر الفكر الﻘومي منﺬ عﻬد النﻬﻀة‬ ‫العربية اﳊديثة كحﻞ للوﺿﻊ العربي بعد أن‬ ‫قارب العﻬد العثماني علﻰ اإلنتﻬاﺀ بحصيلة‬ ‫قائمة من التﺨ ﹼلف اإلقتصادي واالﺟتماعي‬ ‫من ﺟﻬة والتعصب الﻘومي املتم ﹼثﻞ بحركات‬ ‫التتريﻚ‪ ،‬ومنﺬ ذلﻚ الوقت والفكر الﻘومي‬ ‫يتط ﹼور حول محور ﺟوهري واﺿح وهو توحيد‬ ‫األمة العربية‪.‬‬ ‫أما عن أﺳباب ودوافﻊ تفﻀيﻞ الﻘومية‬ ‫العربية كمنﻬاﺝ حياة‪ ،‬أن األمة العربية‬ ‫هي أمة عريﻘة مﻀﻰ علﻰ تكوينﻬا زمن‬ ‫ﻃويﻞ وهي أقدم من أﱈ الغرب وأﻃول عمراﹰ‪،‬‬ ‫وأنﻬا ذات حﻀارة قوية في التاريﺦ‪ ،‬والعرب‬ ‫من أكثر األﱈ اهتماما ﹰ باألصول واألنساب‬ ‫وأقواهم ﺷعورا ﹰ باﳋصائﺺ‪ ،‬وهﺬا لم ﳝنﻊ‬ ‫التفاعﻞ الفكري بني النﻬﻀة العربية‬ ‫والتيارات الفكرية التي كانت ﺳائدة في‬ ‫الغرب وغيرﻩ‪.‬‬ ‫وم ﹼر الفكر الﻘومي في مرحلة ﺇنحسار‬ ‫نسبي بسبب عوامﻞ ﺳياﺳية ونفسية أكثر‬ ‫منﻬا فكرية‪ ،‬واألمة العربية لم تستسلم‬ ‫لوﺿﻊ التﺠزئة والسيطرة اإلﺳتعمارية‬ ‫ونشوﺀ الكيان الصﻬيوني‪ ،‬بﻞ رفﻀت ذلﻚ‬ ‫الوﺿﻊ‪.‬‬ ‫وفي التاريﺦ العربي اﳊديث‪ ،‬تط ﹼور الفكر‬ ‫الﻘومي بالتوازي مﻊ تطورات الﻘﻀية‬ ‫الفلسطينية ومن ﺟميﻊ الوﺟوﻩ‪ ،‬وعرف‬ ‫العرب اإلﺳتعمار الغربي بشكﻞ نفوذ‬ ‫وهيمنة واﺳتعمار مباﺷر واﺳتغالل‬ ‫ﺇقتصادي‪ ،‬ومحاوالت ﻃمس الشﺨصية‬ ‫الﻘومية ومحاوالت الدمﺞ والتﺬويب بالبلد‬ ‫املستعمر‪ ،‬لكن ما حدﺙ في فلسطني من‬ ‫هﺠمة صﻬيونية واﺳتعمار اﺳتيطاني‬ ‫هدفﻪ ﺇفراﻍ األرﺽ من أهلﻬا وﺇحالل‬ ‫املستعمرين مكانﻬم‪ ،‬وهﺬا ما م ﹼثﻞ صراعا ﹰ‬ ‫علﻰ الوﺟود املادي بالنسبة للمواﻃن العربي‪،‬‬ ‫ومن هنا واﺟﻬت الﻘومية العربية حالة أكثر‬ ‫تعﻘيدا ﹰ‬ ‫وحدة من وﺿﻊ التﺠزئة‪ ،‬أنﻬا حالة‬ ‫ﹼ‬ ‫الصراﻉ من أﺟﻞ البﻘاﺀ ﺿد خطر وﺟودي‬ ‫ملموﺱ‪ ،‬والﻘومية العربية واﺟﻬت في‬ ‫قﻀية فلسطني ﲢديا ﹰ متعدد األبعاد‪ ،‬ﲡ ﹼلت‬ ‫فيﻪ بشاعة االﺳتعمار الغربي وزيف ﺇدعاﺀاتﻪ‬ ‫في التﻘدم واحترام اإلنسان‪.‬‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫املرﺷد األعلﻰ للﺠمﻬورية اإلﺳالمية اإليرانية آية اﷲ علي خامنئي والرئيس بشار األﺳد‬

‫ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ‬ ‫ﻷﻧﻬﺎ ﹼ‬ ‫ﲤﺜﻞ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻭﺣﺪﺗﻬﻢ‬ ‫ومن األمور الﻬامة التي واﺟﻬت الفكر‬ ‫الﻘومي ‪،‬مسﺄلة العالقة بالدين التي فحواها‬ ‫اﶈدد العالقة باإلﺳالم ‪،‬هﺬﻩ املسﺄلة في‬ ‫بدايتﻬا كانت نتيﺠة ذلﻚ الوﺿﻊ املتﺨﻞﹼف‬ ‫الﺬي ﺳاد في الفترة العثمانية ‪،‬فترة العزلة‬ ‫عن املاﺿي اﳊاﺿر وروﺡ العصر ‪،‬وهو فﻬم‬ ‫خاﻃﺊ لروﺡ اإلﺳالم األولﻰ وعالقة الروﺡ‬ ‫واﳉوهر بالشكﻞ ‪،‬وعن ﺿعف في الﻘدرة‬ ‫علﻰ معرفة التاريﺦ العربي ‪،‬ﺇال أن الفكر‬ ‫الﻘومي حقﹼﻕ ﺇﳒازا ﹰهاما ﹰوﳒح في مﻘاومة‬ ‫ﺳوﺀ الفﻬم وصحح العالقة الفكرية بني‬ ‫العروبة واإلﺳالم الﺬي هو روﺡ العروبة وهو‬ ‫حافز للتﻘدم ‪،‬وحﻘق تﻘدما ﹰهاما ﹰفي مﺠال‬ ‫اختراﻕ محاولة بناﺀ قاعدة للتناقﺾ بني‬ ‫العروبة واإلﺳالم ‪،‬وأصبح في الوقت نفسﻪ‬ ‫مؤﺛرا ﹰفي الواقﻊ ومتﺄﺛرا ﹰبﻪ ‪،‬وﺳاهم ذلﻚ في‬ ‫نشوﺀ اﳊركات الﻘومية التي أصبحت ذات‬ ‫أﺛر في الوﺿﻊ السياﺳي بشكﻞ متدرﹼﺝ‪،‬‬ ‫حتﻰ بلﻎ مرحلة الفاعلية ‪،‬وقامت الوحدة‬ ‫بني مصر وﺳوريا وحدﺛت الثورة الﻘطرية ذات‬ ‫اإلﲡاﻩ الﻘومي ‪،‬وفي مرحلة الدخول في مﺠال‬

‫‪٤2‬‬

‫لتحﻘيق املبادﺉ ‪،‬كان هناﻙ ﳒاﺡ وفشﻞ‪،‬‬ ‫وتﻀامن عربي وعمﻞ مشترﻙ واﳊرﺹ علﻰ‬ ‫اﳊد األدنﻰ‪.‬‬ ‫فﺠر‬ ‫وﳝكن الﻘول ‪،‬ﺇن اﶈرﹼﻙ األﺳاﺳي الﺬي ﹼ‬ ‫مواهب األمة العربية في املاﺿي هو“ الدين‪”،‬‬ ‫وتالﻩ اﶈرﹼﻙ األﺳاﺳي الﺬي ترﻙ بصماتﻪ ومازال‬ ‫وهو الﻘومية العربية التي تعرﹼﺿت الﻰ هﺠوم‬ ‫ﺷرﺱ من قوﻯ اإلﺳتعمار والصﻬيونية التي‬ ‫ﺳعت الﻰ ﺇفشال ما ﰎ ﹼﺇﳒازﻩ خالل عﻘود‪،‬‬ ‫من خالل بث عوامﻞ التفرقة واإلنﻘسام‬ ‫والتﺠزئة واللعب علﻰ التناقﻀات الثانوية‪،‬‬ ‫وﺷن الﻬﺠمات وكانت حرب عام ‪ 19٦٧‬وما‬ ‫تالها من مؤامرات ومعاهدات وغزوات‪...‬‬ ‫وﺇذا كانت األمة العربية قد دخلت ﲢت‬ ‫السيطرة العثمانية مكتملة التكوين‬ ‫الﻘومي ‪،‬فﺈنﻬا ﻇﻞﹼت محتفﻈة بﻬﺬا اإلكتمال‬ ‫في ﻇﻞ ﺳيطرة اإلﺳتعمار األوروبي ‪،‬غير أنﻬا‬ ‫خﻀعت لـ“ مؤامرة اﺳتعمارية ”أدﹼت الﻰ‬ ‫ﲡزﺀتﻬا وتفتيتﻬا الﻰ دول وكيانات متعددة‪،‬‬ ‫ورغم ذلﻚ ﻇﻞ الفكر الﻘومي متمسﹼكاﹰ‬ ‫بتحرير فلسطني الكامﻞ واعتبار“ ﺇﺳرائيﻞ”‬ ‫دولة اﺳتيطانية عنصرية يتناقﺾ وﺟودها‬ ‫مﻊ الواقﻊ العملي واملستﻘبﻞ الﻘومي لﻸمة‬ ‫العربية في وحدتﻬا الكاملة‪.‬‬


‫ومن أبرز التحديات التي تواﺟﻪ الفكرة‬ ‫الﻘومية ‪،‬هو التحدي الديني املتمثﹼل‬ ‫باﳊركات اإلﺳالمية السلفية ‪،‬وخطورة‬ ‫هﺬا التحدي ال تنبﻊ من صفاتﻪ الفكرية بﻞ‬ ‫متعلﻘة بﺠانب خطير من اﳊياة العربية هو‬ ‫اإلﺳالم ‪،‬وفحوﻯ هﺬا التحدي في الناحية‬ ‫الفكرية هو أن اإلﺳالم كدين يحتوي علﻰ‬ ‫نﻈام كامﻞ للمﺠتمﻊ في كﻞ زمان ومكان‪،‬‬ ‫والنﻈام هﺬا في صلب الدين وهو واﺟب‬ ‫مﻘدﹼﺱ ‪،‬وفي اﳉانب السياﺳي يدعو هﺬا‬ ‫اإلﲡاﻩ الﻰ نﻈام حكم علﻰ غرار نﻈام اﳊكم‬ ‫في صدر اإلﺳالم والﻰ رابطة دينية ﲢﻞ محﻞ‬ ‫الرابطة الﻘومية ‪،‬وبالتالي فﺈن أخطر ما في‬ ‫هﺬا اإلﲡاﻩ هو أنﻪ وﺿﻊ اإلﺳالم في مﻘابﻞ‬ ‫العروبة كبديﻞ وﺟعﻞ العالقة بينﻬما ﺳلبية‪،‬‬ ‫بعكس ما كان عليﻪ اﳊال عند ﻇﻬور اإلﺳالم‬ ‫عندما كانت العالقة في منتﻬﻰ اإليﺠابية‪،‬‬ ‫ومﻬما قيﻞ عن مسﺄلة ﺇن“ اإلﺳالم دين ودولة”‬ ‫امللﻚ السعودي ﺳلمان بن عبد العزيز والرئيس رﺟب ﻃيب أردوغان‬ ‫يبﻘﻰ اﳉانب املتعلق بالدولة مدار النﻘاﺵ ‪،‬ﺇذ ال‬ ‫خالف علﻰ دور اإلﺳالم كدين ‪،‬أي أن اﳋالف هو‬ ‫حول هﻞ اإلﺳالم دولة باملفﻬوم الﺬي يﻘدﹼمﻪ فتك ﹼونت لﻬا أﺟﻬزة ﺳياﺳية وأﺟﻬزة ﺇدارية البالد العربية الﻰ أقصﻰ ما هو ﳑكن‪ ،‬والكيان‬ ‫وﺳﻊ حدودﻩ عدة مرات‪ ،‬وهو‬ ‫السلفيون؟ وفي قﻀية التطور اإلﺟتماعي لﻬا مصلحة في الوﺿﻊ املوﺟود‪ ،‬ﺛم ﺟاﺀ الصﻬيوني ﹼ‬ ‫يتفرﻉ عنﻬا األدلة السالبة أو املوﺟبة‪ ،‬ﻇﻬور ﺛروات ﻃبيعية في بعﺾ األقطار في الوقت اﳊاﺿر ليست لﻪ حدود رﺳمية‬ ‫والسؤال هﻞ اﺠﻤﻟتمﻊ في تطور خالل الزمن أم العربية وﺿاعفت من قدرة الدولة الﻘطرية نﻬائية‪ ،‬واألدلة تشير الﻰ أنﻪ يسير علﻰ‬ ‫أنﻪ ﺛابت ال يتطوﹼر؟ ﺇن الﻘول بﺄن اإلﺳالم دولة علﻰ ﲢﻘيق ﺇﳒازات اقتصادية واﺟتماعية أﺳاﺱ التوﺳﻊ في البالد العربية‪ ،‬وهدفﻪ‬ ‫يعني باملفﻬوم السلفي أن اﺠﻤﻟتمﻊ ال يتطور وﺛﻘافية وقد حسبت تلﻚ اإلﳒازات لصالح ليس ﺟز ﹰﺀا من فلسطني وال كﻞ فلسطني‪ ،‬بﻞ‬ ‫بﻞ هو كائن ﺛابت املعالم ‪،‬ونفي صفة التطوﹼر وﺿﻊ التﺠزئة خطﺄ وصواباﹰ‪.‬‬ ‫ﺳيتوﺳﻊ بﺨطوات متتالية كلما اﺳتطاﻉ‬ ‫ﹼ‬ ‫يﺄت مشروﻉ الشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد‬ ‫وﲟرور الوقت ﻇﻬرت مشاكﻞ ﺇقليمية ذلﻚ‪ ،‬ولم ﹺ‬ ‫للمﺠتمﻊ العربي واإلنساني يعمﹼﻕ من حالة‬ ‫اﳉدل ‪،‬وهﻞ يعﻘﻞ أن تكون مﺠموعة األنﻈمة أ ﹼدت الﻰ ﻇﻬور صراعات ﺛنائية ق ﹼوت من روﺡ األميركي من فراﻍ واﺟتياﺡ العراﻕ عام ‪200٣‬‬ ‫السياﺳية واإلقتصادية واإلﺟتماعية التي العصبية الﻘطرية‪ ،‬ولم يكن التدخﻞ األﺟنبي‪ ،‬وتداعيات ذلﻚ علﻰ مﺠمﻞ أوﺿاﻉ املنطﻘة‪،‬‬ ‫تنﻈم حياة مﺠتمﻊ ما ﺛابتة ﲟرور آالف خاصة من قبﻞ الدول الكبرﻯ‪ ،‬أقﻞ أﺛرا ﹰ ﺳلبيا ﹰ وكانت اﳊرب الصﻬيو‪ -‬أميركية علﻰ لبنان‬ ‫السنني دون أن تتغيﹼر؟ وأن يﻘال بالشيﺀ ويتم من ذلﻚ‪ ،‬فالدول الكبرﻯ اﺳتطاعت أن يكون في أهدافﻬا الﻘﻀاﺀ علﻰ املﻘاومة املزروعة‬ ‫رفﺾ النتائﺞ هﺬا هو ﺟدل السلفية كبديﻞ لﻬا تﺄﺛير علﻰ هﺬﻩ الدولة الﻘطرية أو تلﻚ‪ ،‬في روﺡ األمة‪ ،‬وكان هناﻙ اإلﺟتياحات‬ ‫وزادت حدة اﳋالفات بني هﺬﻩ الدول وأﺿافت الصﻬيونية املتكررة لﻸراﺿي الفلسطينية‬ ‫للفكرة الﻘومية‪.‬‬ ‫بﺬلﻚ قوة ﺟديدة الﻰ واقﻊ التﺠزئة‪.‬‬ ‫وخاصة في قطاﻉ غزة‪ ،‬ومﺠمﻞ املشاريﻊ‬ ‫أما الﻘول بﺄن اإلﺳالم دين متطوﹼر وتتﹼﺳﻊ‬ ‫والسؤال يتع ﹼلق بتداعيات التﺠزئة‪ ،‬وهﻞ التي متﹼت برعاية أميركية‪ ،‬كان هدفﻬا ومازال‬ ‫مبادئﻪ للتطور اإلﺟتماعي فﻬو عني الصواب‬ ‫كان النﻈام اإلقليمي العربي الﻘائم علﻰ يتم ﹼثﻞ في تصفية الﻘﻀية الفلسطينية‬ ‫وهو بالﻀبﻂ ما تﻘول بﻪ الفكرة الﻘومية‪.‬‬ ‫التﺠزئة قادرا ﹰ علﻰ حفﻆ األمن العربي؟ اﳉواب والﻘﻀاﺀ علﻰ مصادر دعمﻬا واﺳتمرارها‬ ‫علﻰ ذلﻚ‪ ،‬يﺄتي من الﻘﻀية الفلسطينية كﻘﻀية حق وعدل‪ ،‬وفي مﻘدمة ذلﻚ‬ ‫ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫واألﺟزاﺀ األخرﻯ املسلوبة‪.‬‬ ‫محاولة وأد الفكرة الﻘومية كعامﻞ ﺟامﻊ‬ ‫فالوﻃن العربي معرﺽ ﳋطر الصﻬيونية لوحدة العرب وقوتﻬم‪.‬‬ ‫ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ‬ ‫التي اﺳتطاعت أن تﻘطﻊ ﺟز ﹰﺀا من األرﺽ‬ ‫ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ‬ ‫العربية وتﻘيم عليﻬا دولة الكيان الصﻬيوني‪،‬‬ ‫ﺍﳌﺸﺮﻭﻉ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻫﺪﻓﻪ‬ ‫وقد كانت الﻘﻀية الفلسطينية منﺬ‬ ‫ومن التحديات التي تواﺟﻪ الفكرة بدايتﻬا قﻀية عربية‪ ،‬فالصﻬيونية صممت‬ ‫ﲤﺰﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫الﻘومية العربية‪ ،‬هو واقﻊ التﺠزئة الﺬي خططﻬا علﻰ أﺳاﺱ مﻘاومة البالد العربية‬ ‫وفي التطورات واألحداﺙ خالل السنوات‬ ‫خ ﹼلفتﻪ الﻈروف الداخلية واﳋارﺟية بحيث كلﻬا‪ ،‬واعتبرت العدو الﺬي ﲢاربﻪ هو األمة‬ ‫يكون بوﺿعﻪ اﳊالي بديال ﹰ للوﺿﻊ الوحدوي‪ ،‬العربية كلﻬا ال الشعب الفلسطيني الﻘليلة املاﺿية في العالم العربي‪ ،‬كان‬ ‫األميركي واﺿحا ﹰ في التمﻬيد لوصول‬ ‫وواقﻊ التﺠزئة أكسبﻪ مرور الوقت قوة أخرﻯ وحدﻩ‪.‬‬ ‫تﻀاف الﻰ وﺟود‪ ،‬وﲢ ﹼولت الدولة الﻘطرية‬ ‫والصﻬيونية تعتبر العرب ﺟميعا ﹰ عدوها ”اإلخوان“ الﻰ اﳊكم في مصر خصوصا ﹰ‬ ‫من وﺿﻊ البساﻃة الﻰ وﺿﻊ أكثر تعﻘيداﹰ‪ ،‬األﺳاﺳي‪ ،‬وأن هدفﻬا هو ﲢطيم وﺇﺿعاف بالتنسيق مﻊ تركيا علﻰ اعتبار أنﻬما تنويان‬

‫‪٤٣‬‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫منبر عربي‬ ‫مترير مشروﻉ دولي )دولة ﺇﺳالمية كبرﻯ( تﻘوم‬ ‫فيﻬا العناصر املعتدلة بكبح ﺟماﺡ العناصر‬ ‫املتطرفة وهو مﺨطﻂ اقتنﻊ بﻪ الرئيس‬ ‫األميركي باراﻙ أوباما‪ ،‬وهﺬا اﺨﻤﻟطﻂ ﺳيؤدي‬ ‫بالﻀرورة الﻰ متزيق العالم العربي وليس‬ ‫الﻰ ﺟمﻊ ﺷملﻪ أو توحيد كلمتﻪ‪ ،‬واألهداف‬ ‫واﺿحة تتم ﹼثﻞ في تعزيز السيطرة والﻬيمنة‬ ‫األميركية علﻰ املنطﻘة من خالل ﺇﺿعافﻬا‬ ‫وﺟعلﻬا قابلة لشروﻁ الﻬيمنة تلﻚ ﲟا‬ ‫يؤدي لﻀمان حماية املصالح األميركية في‬ ‫املنطﻘة وتﺄمني اﳊماية للكيان الصﻬيوني‬ ‫رأﺱ حربتﻬا في املنطﻘة العربية‪.‬‬ ‫وﺛبت خالل العﻘود األخيرة‪ ،‬أن املد الديني‬ ‫الﺬي اﺟتاﺡ املنطﻘة‪ ،‬قد اقتطﻊ من مساحة‬ ‫اإلنتماﺀ الﻘومي‪ ،‬ورغم محاوالت التوفيق بني‬ ‫التيارين الﻘومي والديني‪ ،‬العروبي واإلﺳالمي‪،‬‬ ‫فﻬﺬا لم يحصﻞ بسبب اإلنﻘسام بني املﺬاهب‬ ‫والطوائف في الدين الواحد‪ ،‬وكانت النتيﺠة‬ ‫ﺇنحسار التيار الﻘومي وترﻙ مساحة واﺳعة‬ ‫ليشغلﻬا التيار الديني‪.‬‬ ‫وينسﻰ أصحاب املشاريﻊ الﻬدامة‪ ،‬أن ﹶمن‬ ‫حمﻞ لواﺀ الﻘومية العربية في وقت مبكر‪،‬‬ ‫كانوا من املفكرين العرب‪ ،‬وكانت نسبة‬ ‫كبيرة منﻬم من املسيحيني العرب الﺬين‬ ‫ﲡاوزوا اﳊاﺟز الديني ليدخلوا في اإلﻃار‬ ‫الرحب للﻘومية العربية التي تستند الﻰ‬ ‫عامﻞ اللغة املشتركة ﲟا تﻀعﻪ من ﺛﻘافة‬ ‫واحدة وبناﺀ حﻀاري يﻀﻊ اإلﻃار الصحيح‬ ‫ملفﻬوم الﻘومية العربية ﲟعناها املعاصر‪،‬‬ ‫وارتبطت العروبة باإلﺳالم ارتباﻃا ﹰ ﺟوهريا ﹰ‬ ‫في بدايات الدعوة وعصور الفتوحات‪ ،‬وليس‬ ‫هناﻙ ﺟدال ﹰ في أن اإلﺳالم ﺇرتكز علﻰ مفﻬوم‬ ‫العروبة ولكن ليس بشكﻞ عنصري‪ ،‬لﺬلﻚ‬ ‫ازدهرت املنطﻘة خالل ﺳنوات املد الﻘومي‪،‬‬ ‫ولعﻞ اﳊركات الوحدوية اﳊديثة ﹼ‬ ‫تؤكد ذلﻚ‬ ‫املعنﻰ‪ ،‬وكانت اﳊركة الﻘومية هي السند‬ ‫اﳊﻘيﻘي ﳊركة التحرر واإلﺳتﻘالل الوﻃني‬ ‫في املنطﻘة‪ ،‬ولﺬلﻚ فﺈن اإلرتباﻁ بني املد‬ ‫الﻘومي والتحرر الوﻃني هو ارتباﻁ ﺷرﻃي‬ ‫والتالزم بينﻬما ﹼ‬ ‫تؤكدﻩ ﺷواهد التاريﺦ‪.‬‬ ‫وﺳاهم التيار الﻘومي الكاﺳح في نﻬاية‬ ‫اﳋمسينات وبداية الستينات من الﻘرن‬ ‫املاﺿي بالنصيب األكبر في ﲢرير اﳉزائر وﺇنﻬاﺀ‬ ‫ﺳطوة اإلﺳتعمار في املنطﻘة والﻘﻀاﺀ علﻰ‬ ‫ﻇاهرة اإلحتالل العسكري‪.‬‬

‫ﺻﺮﺍﻉ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﰎﹼ ﺗﺄﺟﻴﺠﻪ‬ ‫ﻹﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ‬ ‫ﺇن اﶈاوالت األﺟنبية إلﺟﻬاﺽ التيار‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الﻘومي لم تتو ﹼقف‪ ،‬والﻘلق الﺬي يصيب‬ ‫الدول اإلﺳتعمارية من تنامي التيار الﻘومي‬ ‫ماتزال مشاهدها ماﺛلة وموﺛﻘة‪.‬‬ ‫يؤﺳس‬ ‫الﺬي‬ ‫وال بديﻞ عن التيار الﻘومي‬ ‫ﹼ‬ ‫ملستﻘبﻞ أفﻀﻞ بعيدا ﹰ عن محاوالت الدول‬ ‫اإلﺳتعمارية للﻬيمنة علﻰ املنطﻘة‪،‬‬ ‫وبالتالي فﺈن متاﺳﻚ األمة ووحدة العرب هو‬ ‫السبيﻞ الوحيد الكفيﻞ لتﺠنب الكوارﺙ‬ ‫التي تﺄتي بﻬا املشاريﻊ املموهة بلبوﺱ الدين‬ ‫وفي مﻀمونﻬا تشﻬد منطﻘتنا الكثير من‬ ‫تداعيات هﺬﻩ التوﺟﻬات‪ ،‬وما أﳊﻘتﻪ من ﺿرر‬ ‫ﲟصير أبناﺀ أمتنا‪.‬‬ ‫ومت ﹼر أمتنا العربية بﻈرف غير مسبوﻕ‬ ‫من التحديات والسالﺡ األمﻀﻰ في هﺬﻩ‬ ‫املواﺟﻬة يتم ﹼثﻞ في التركيز علﻰ الﻬوية‬ ‫الﻘومية والدفاﻉ عن مفﻬوم العروبة‪ ،‬هﺬا هو‬ ‫السبيﻞ الوحيد في ﻇﻞ األﺟواﺀ العاصفة‬ ‫والﻈروف الصعبة التي تواﺟﻬﻬا املنطﻘة‪.‬‬ ‫ويكفي أن نرﻯ ما ﹼ‬ ‫حﻞ باألمة العربية منﺬ‬ ‫الغزو األميركي للعراﻕ عام ‪ 200٣‬الﺬي أﺷاﻉ‬ ‫كﻞ الصغائر والﻀغائن والفﱳ وﺿرب علﻰ‬ ‫أوتار املﺬاهب والطوائف واإلﺛنيات ما أ ﹼدﻯ الﻰ‬ ‫تراﺟﻊ فكرة العروبة وما مت ﹼثلﻪ في ﺿمير‬ ‫أبناﺀ أمتنا‪ ،‬وكما يحصﻞ من اﺳتﻬداف‬ ‫لسوريا ومصر‪ ،‬وكيف ﲢاول ﺟماعات دينية‬ ‫تزوير التاريﺦ وخلﻂ األوراﻕ في عملية‬ ‫توﻇيف مبرمﺠة ﳋدمة التيار الديني الﺬي‬ ‫يلتﻘي مﻊ مشاريﻊ وخطﻂ لدوائر دول‬ ‫الغرب اإلﺳتعماري‪ ،‬وكﻞ هﺬا يﺠري علﻰ‬ ‫حساب التيار الوﻃني والﻘومي‪ ،‬حيث ت ﹸشن‬ ‫عليﻪ حرب همﺠية ﲟنطق ﺟماعة دينية‬ ‫تف ﹼرﻕ بني مﺬهب وآخر‪ ،‬وهي تعمﻞ لتصفية‬ ‫الﻬوية الﻘومية والعبث ﲟﻘدرات دول‬ ‫وتصديﻬا لﻘوﻯ‬ ‫عربية عريﻘة في مواقفﻬا‬ ‫ﹼ‬ ‫الﻬيمنة اإلﺳتعمارية‪ ،‬هﺬا ما يحاولون فعلﻪ‬ ‫لصالح التطرف الديني الﻘائم علﻰ العنف‬ ‫السياﺳي والتحول الﻰ اإلرهاب بكافة‬ ‫ﹼ‬ ‫ويغﺬيﻪ فكر‬ ‫أﺷكالﻪ وﳑارﺳاتﻪ اإلﺟرامية‪،‬‬ ‫تكفيري وتدميري‪ ،‬هو األﺷد عداوة للعروبة‪،‬‬ ‫وهي الباعث علﻰ الفتنة واإلنﻘسام‪ ،‬ويؤدي‬ ‫الﻰ صراﻉ مﺬاهب مفتوﺡ‪ ،‬واملستفيد الوحيد‬ ‫من هﺬﻩ اﳊالة‪ ،‬هي قوﻯ الﻬيمنة األميركية‬ ‫والصﻬيونية‪.‬‬ ‫وفي زمن أقلمة الصراعات يتم اﺳتغالل‬ ‫الدين عن ﻃريق تزويرﻩ وﺇﺛارة النعرات بني‬ ‫الطوائف واملﺬاهب‪ ،‬وهﺬا يﺨدم مشاريﻊ‬ ‫األعداﺀ التي تستﻬدف أمتنا‪ ،‬وليس صدفة‬ ‫أن يتﻘاﻃﻊ اﳊراﻙ الداعشي مﻊ الوهابية‬ ‫السعودية بﺨلفياتﻬا‪ ،‬وهﺬا يﺨدم ”ﺇﺳرائيﻞ“‬ ‫بﺄهدافﻬا املتمثلة في تصفية وتﻬميﺶ‬

‫‪٤٤‬‬

‫الﻘﻀية الفلسطينية وﲢويﻞ وﺟﻬة الصراﻉ‪،‬‬ ‫واإلﺳاﺀة الﻰ صورة العرب واملسلمني‪.‬‬ ‫ويعمﻞ أعداﺀ أمتنا لتﺄﺟيﺞ النيران وﺇﺛارة‬ ‫صراﻉ ديني علﻰ أﺳس ﻃائفية ومﺬهبية‪،‬‬ ‫واﺳتﺨدام مفردات في غير محلﻬا وال عالقة‬ ‫لﻬا بالدين‪ ،‬وافتعال معركة الﻬوية وتصدير‬ ‫خطاب ﻃائفي ومﺬهبي يؤدي الﻰ ﺷرذمة‬ ‫اﺠﻤﻟتمﻊ ويﺠعلﻪ ﺿعيفا ﹰ علﻰ مﻘاومة املشاريﻊ‬ ‫الﻬدامة التي ﲢاول الﻬيمنة واإلصطياد في‬ ‫حالة التﺠزئة والﻬوان‪.‬‬ ‫هﺬا ما أﺷاﻉ مناﺥ اإلحتﻘان والتنافر وزاد‬ ‫من األخطاﺀ الﻘاتلة وأ ﹼدﻯ الﻰ فﻘدان اﳊس‬ ‫السياﺳي والرﺅية املوﺿوعية لدﻯ فئة كبيرة‬ ‫من الﺬين يراهنون علﻰ اﳋراب بغية ﲢﻘيق‬ ‫مصالح ﺿيﻘة‪ ،‬وتفاﺟﺄ الناﺱ ﲟستوﻯ‬ ‫ﺳلوكيات البعﺾ من أهﻞ الدين‪ ،‬وهﺬا ما‬ ‫يساهم في فﻘدان ”اإلﺳالميون“ لرصيدهم‬ ‫من التعاﻃف الشعبي‪ ،‬وبالتﺄكيد فﺈن‬ ‫تﺄﺳس علﻰ ﺇنحطاﻁ‬ ‫اإلنحطاﻁ السياﺳي ﹼ‬ ‫فكري‪ ،‬بدا ﺟليا ﹰ في معاﳉتﻬم املرتبكة‬ ‫للعالقة بني الدين والسياﺳة‪.‬‬ ‫وعلﻰ الرغم من اختالف التيارات اإلﺳالمية‬ ‫ومتايزها‪ ،‬في اﶈصلة كان الفشﻞ متحكما ﹰ‬ ‫بﻘدرة معﻈمﻬا علﻰ التعاﻃي مﻊ الواقﻊ‪،‬‬ ‫والسبب في ذلﻚ أن مﻈاهر التد ﹼين ﲢ ﹼولت‬ ‫الﻰ أﺷبﻪ ما تكون بطﻘوﺱ فولكلورية‪،‬‬ ‫تعزلﻬا عن الواقﻊ بتوهمات تناقﺾ ﺟوهر‬ ‫الدين ومﻘاصدﻩ‪ ،‬الﻰ قوﻯ ”ﺟﻬادية“ ترﻯ في‬ ‫ﺟموﻉ البشر أعداﺀ وﲢارب ﻃواحني الﻬواﺀ‪،‬‬ ‫وتدخﻞ مﻊ اﳉميﻊ في معارﻙ عدمية خاﺳرة‪،‬‬ ‫وحتﻰ اﳊركات الوﺳطية‪ ،‬لم تﻘدم مشروعا ﹰ‬ ‫واقعيا ﹰ أو رﺅية واكتفت بﺈﻃالﻕ خطاب فارﻍ‬ ‫أعد لﻬا ﲢت عناوين‬ ‫املﻀمون وقبلت بدور ﹼ‬ ‫مثﻞ ”معارﺿة معتدلة“ وهي في حﻘيﻘة‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺇصطفت الﻰ‬ ‫األمر أصبحت أداة لﻘوﻯ‬ ‫ﺟانب املشروﻉ اإلﺳتعماري الﺬي يستﻬدف‬ ‫املنطﻘة‪.‬‬ ‫نﻘول‪ ،‬ﺇن املشروﻉ الﻘومي قادر ﲟا يحتويﻪ‬ ‫من مكامن الﻘوة وبواعث النﻬﻀة ألن يصبح‬ ‫املعيار الوحيد اﳉامﻊ لﻘوة العرب ووحدتﻬم‬ ‫واملعيار الوحيد لتطلعاتﻬم ومواﺟﻬة حالة‬ ‫التردي السائدة‪ ،‬هﺬا املشروﻉ يستحﻀر‬ ‫تاريﺦ أمتنا املشرﻕ في مﻘارعة قوﻯ‬ ‫اإلﺳتعمار والﻬيمنة ولﻪ أولوياتﻪ الواﺿحة‪،‬‬ ‫وهو الوحيد الﺬي يﹸبعد التناقﻀات الثانوية‬ ‫ويصحح مسار اﳋلﻞ الﺬي أصاب بعﻀا ﹰ من‬ ‫ﹼ‬ ‫أﺟزاﺀ اإلقليم نتيﺠة التدخالت واملشاريﻊ‬ ‫اإلﺳتعمارية والتالعب ﲟﻘدرات األمة‪.‬‬

‫ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺻﺎﻟﺢ‬


‫منبر دولي‬

‫اإلنتﺨاباﺕ البرلمانية الترﻛية ونهاية الحلم‬ ‫اإلمبراطوري بـ «إنهيار المنظومة األردوغانية»‬ ‫أهمية اإلنتﺨابات البرملانية التركية التي ﺟرت‬ ‫في ‪ ٧‬حزيران ‪ ،2015‬ال تتوقف عند خصوصية‬ ‫املرحلة التي تعيشﻬا تركيا‪ ،‬فثمة العديد من‬ ‫العوامﻞ التي ﺟعلت من هﺬﻩ اإلنتﺨابات ذات‬ ‫أهمية اﺳتثنائية‪ ،‬أولﻬا ﻃبيعة البيئة التي‬ ‫ﺟرت فيﻬا العملية اإلنتﺨابية وما ﺷﻬدتﻪ‬ ‫من ﺇحتﻘانات وتصاعد للعنف‪ ،‬وحالة اﳉدل‬ ‫الصاخب بني املعارﺿة والنﻈام التركي وأﺟواﺀ‬ ‫اإلﺳتﻘطاب السياﺳي في الداخﻞ وترقب اﳋارﺝ‬ ‫حول مستﻘبﻞ هﺬا البلد‪.‬‬ ‫وهناﻙ أﺳئلة تتع ﹼلق ﲟصير الدور التركي في‬ ‫ﺷرﻕ أوﺳﻂ حافﻞ باملتغيرات وحيث الصراﻉ علﻰ‬ ‫أوﺟﻪ في املنطﻘة‪ ،‬وتساﺅالت تتعلق بتصاعد‬ ‫ﹼ‬ ‫الدور املرتبﻂ بتحالفات مﻊ دول أﹸﳊﻘت باملشروﻉ‬ ‫األميركي في املنطﻘة وحساب األرباﺡ واﳋسائر‬ ‫املتوقعة‪ ،‬وﺟميعﻬا ارتبطت ﲟدﻯ فوز أردوغان في‬ ‫اإلنتﺨابات بحصيلة تسمح لﻪ بتنفيﺬ ﺳياﺳاتﻪ‬ ‫في ﻇروف داخلية أفﻀﻞ‪ ،‬وهناﻙ ﻃموحاتﻪ ﳉﻬة‬ ‫ﲢويﻞ مسار النﻈام السياﺳي وﺟميعﻬا كانت‬ ‫مرهونة أيﻀا ﹰ بنتائﺞ اإلنتﺨابات وبحصول ”حزب‬ ‫العدالة والتنمية“ علﻰ ‪ ٣٦٧‬مﻘعدا ﹰ من أصﻞ ‪550‬‬ ‫مﺠموﻉ أعﻀاﺀ البرملان أو علﻰ األقﻞ ‪ ٣٣0‬مﻘعداﹰ‪،‬‬ ‫‪ ،‬لﻀمان الوصول الﻰ محطة اإلﺳتفتاﺀ علﻰ‬ ‫هيكلية اﳊكم‪.‬‬ ‫واإلنتﺨابات البرملانية التركية هﺬﻩ املرة هي‬ ‫الفرصة األنسب للمعارﺿة ملا لﻬا من أهمية‬ ‫اﺳتراتيﺠية بالغة في ﲢديد مصير هﺬا البلد‬ ‫داخليا ﹰ وﺇقليميا ﹰ ودوليا ﹰ ونتائﺠﻬا ﺳتﺠيب علﻰ‬ ‫أهم مسﺄلتني تواﺟﻬان تركيا‪ ،‬الﻘﻀية الكردية‬ ‫والنﻈام الرئاﺳي ويﻀاف ﺇليﻬما توﺟﻬات أردوغان‬ ‫الالحﻘة ومدﻯ ﺇنغماﺳﻪ في الصراﻉ الﺬي يدور في‬ ‫املنطﻘة وهو الﺬي يبحث عن دور مدعوم برعاية‬ ‫أميركية وأوروبية بعد أن تﻘاﻃعت مصاﳊﻪ‬ ‫بشكﻞ أفﻀﻞ مﻊ اململكة السعودية وهﺬا ما‬ ‫يؤمن لﻪ تغطية مالية الﻰ ﺟانب التغطية‬ ‫العسكرية من اﳊلف األﻃلسي‪ ،‬لكن مغامراتﻪ‬ ‫في املنطﻘة ﺳتﻈﻞ ﺿمن ﺳﻘف محدد ﲟعادالت‬ ‫املنطﻘة وﺷكﻞ التوازنات الدولية‪.‬‬ ‫لﻘد حﻘﹼ ق أردوغان حلمﻪ األول بالوصول‬ ‫للرئاﺳة التركية‪ ،‬ولكنﻪ فشﻞ في ﲢﻘيق حلمﻪ‬ ‫الثاني بتحويﻞ النﻈام السياﺳي نﻈاما ﹰ رئاﺳياﹰ‪،‬‬ ‫وكان يود أن يﺠمﻊ في قبﻀتﻪ دﺳتوريا ﹰ صالحيات‬ ‫رئيس اﳊكومة أيﻀاﹰ‪ ،‬وكان يﺨطﻂ لتغيير‬ ‫الدﺳتور ومتديد والية رئيس اﳉمﻬورية من واليتني‬ ‫الﻰ الرئاﺳة مدﻯ اﳊياة‪ ،‬ومعطيات الواقﻊ الﺬي‬ ‫فرﺿﻪ أعطت مؤﺷرات كافية الﻰ احتمال ﺇعالن‬

‫أوغلو وأردوغان ‪ ...‬ﺇنﻬيار املنﻈومة األردوغانية‬

‫أردوغان ﲢويﻞ تركيا من ﺟمﻬورية علمانية الﻰ‬ ‫دولة ﺳلطانية حتﻰ قبﻞ عام ‪ 202٣‬ومرور مئة‬ ‫عام علﻰ تﺄﺳيس اﳉمﻬورية التركية‪.‬‬

‫ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ‬ ‫وحرﺹ أردوغان علﻰ اإلمساﻙ ﲟفاصﻞ املشﻬد‬ ‫التركي‪ ،‬وبدا ذلﻚ في قيادتﻪ حملة الدعاية‬ ‫اإلنتﺨابية لـ ”حزب العدالة والتنمية“ وترﺷيح‬ ‫نحو ‪ 1٤‬مرﺷحا ﹰ مﻘربا ﹰ منﻪ‪.‬‬ ‫وفي خصوصية لﻺنتﺨابات التشريعية التركية‬ ‫تنام للصراﻉ املعلن واﳋفي بني‬ ‫في هﺬﻩ الدورة‪ ،‬ﹴ‬ ‫أردوغان وبني ﺟماعة ”فتح اﷲ غولن“ وهﺬا ﳝ ﹼثﻞ‬ ‫صراعا ﹰ مزمنا ﹰ بالنسبة لﻪ‪ ،‬لﺬلﻚ ﺳعﻰ أردوغان‬ ‫الﻰ خلﺨلة هيكﻞ اﳊركة وبنيتﻬا الفاعلة‬ ‫علﻰ األرﺽ ملنﻊ مؤيديﻬا من دخول اإلﺳتحﻘاﻕ‬ ‫اإلنتﺨابي‪ .‬وبﻘي البعد الدولي حاﺿرا ﹰ في مشﻬد‬ ‫اإلنتﺨابات التشريعية التركية وخصوصا ﹰ اإلﲢاد‬ ‫األوروبي الﺬي أبدﻯ امتعاﺿﻪ من التوﺟﻬات‬ ‫السلطوية اﳉديدة ﳊكومة أردوغان‪ ،‬كما ألﻘت‬ ‫ذكرﻯ مﺬابح األرمن بزخمﻬا علﻰ اإلﺳتحﻘاﻕ‬ ‫اإلنتﺨابي بعد تصويت البرملان األوروبي علﻰ‬ ‫اإلعتراف ﲟﺬابح األرمن‪ ،‬ودعت الواليات املتحدة‬ ‫من ﺟﻬتﻬا الﻰ اعتراف كامﻞ وصريح بالوقائﻊ‬ ‫املرتبطة باﺠﻤﻟازر التي تع ﹼرﺽ لﻬا أرمن األناﺿول‬ ‫ﺇبان اﳊرب العاملية األولﻰ‪ ،‬وموقف واﺷنطن يعتبر‬ ‫دعوة رﺳمية لتركيا لﻺعتراف بالوقائﻊ التاريﺨية‬ ‫وعدم ﺇنكارها‪.‬‬

‫‪٤5‬‬

‫وكان هناﻙ التحدي اﳉديد ألردوغان‪ ،‬وهو‬ ‫تبرئة محكمة التمييز في اﺳطنبول في نيسان‬ ‫املاﺿي لـ ‪ 2٣٦‬عسكرياﹰ‪ ،‬وﺇعادة محاكمتﻬم في‬ ‫قﻀية ”أرﺟينيكون املطرقة“ بتﻬمة التﺂمر عام‬ ‫‪ 200٣‬إلﺳﻘاﻁ حكومة العدالة والتنمية‪ ،‬وﳝثﻞ‬ ‫هﺬا اﳊكم ﺿربة قوية إلرادة الرئيس التركي الﺬي‬ ‫يراهن علﻰ ﲢويﻞ مسار النﻈام السياﺳي بعد‬ ‫اإلنتﺨابات‪.‬‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكﻞ كابوﺳا ﹰ‬ ‫وأهم املستﺠدات التي‬ ‫ألردوغان وهي ترتبﻂ بفشﻞ ”نﻈرية تصغير‬ ‫املشاكﻞ“ التي ﻃرحﻬا أحمد داوود أوغلو‪ ،‬ﺇذ‬ ‫خسرت تركيا رهاناتﻬا في الصراﻉ الﺬي خلﻘتﻪ‬ ‫ﻃموحات العثمانية ودخلت في أزمة داخلية‬ ‫وخارﺟية وتداعياتﻬا تطال اإلنتﺨابات البرملانية‪،‬‬ ‫وآخر أزماتﻬا يﺄتي علﻰ خلفية تﺄييدها ما يسمﻰ‬ ‫عملية ”عاصفة اﳊزم“ السعودية ﺿد اليمن‪،‬‬ ‫وهﺬا ﺳيدخلﻬا في أزمة متعددة اﳉوانب وخاصة‬ ‫مﻊ ﺇيران اﳊريصة علﻰ اﺳتﻘرار األوﺿاﻉ في‬ ‫منطﻘة اﳋليﺞ بشكﻞ خاﺹ واملنطﻘة بشكﻞ‬ ‫عام‪.‬‬ ‫وأيﻀا ﹰ زادت أوﺟاﻉ اإلقتصاد التركي من ﺳﺨونة‬ ‫املشﻬد اإلنتﺨابي وﺷﻬدت البالد ارتفاعا ﹰ غير‬ ‫مسبوﻕ في معدالت التﻀﺨم التي وصلت نحو‬ ‫‪ ٪ 8‬وهبوﻁ قيمة الليرة التركية بفعﻞ حالة‬ ‫عدم اليﻘني ﺇزاﺀ مردود التشريعات املﻘبلة علﻰ‬ ‫اإلﺳتﻘرار السياﺳي واالقتصادي في تركيا‪.‬‬ ‫وم ﹼثلت اإلنتﺨابات محطة فاصلة في تاريﺦ‬ ‫تركيا‪ ،‬وهي األهم‪ ،‬فالتعويﻞ عليﻬا كان كبيرا ﹰ في‬ ‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬ ‫ﲢديد مستﻘبﻞ املشﻬد السياﺳي والسيناريوات‬ ‫اﶈتملة لطبيعة نﻈام اﳊكم‪.‬‬ ‫وفي ﻇﻞ تصاعد قوة املعارﺿة التركية‪ ،‬من‬ ‫غير اﶈتمﻞ أن تطوي نتائﺞ اإلنتﺨابات صفحة‬ ‫اإلﺿطرابات‪ ،‬لكنﻬا ﺳتبث الطمﺄنينة للﺨارﺝ‪،‬‬ ‫بينما يستمر النﻈام التركي في اإلصرار علﻰ‬ ‫ﲡاهﻞ منتﻘديﻪ‪ ،‬ودليﻞ ذلﻚ التعامﻞ األمني‬ ‫واإلﺷتباكات العنيفة وﺇهانة املعارﺿة التي‬ ‫ﺳبﻘت عملية اإلنتﺨاب‪.‬‬ ‫وﺷﻬدت اإلنتﺨابات التركية حﻀورا ﹰ قويا ﹰ هﺬﻩ‬ ‫املرة لـ ”حزب الشعوب الدﳝﻘراﻃية“ الﺬي أﺳس‬ ‫عام ‪ ،2012‬وهو خاﺽ للمرة األولﻰ العملية‬ ‫اإلنتﺨابية مستﻘالﹰ ومستفيدا ﹰ من النتائﺞ‬ ‫اإليﺠابية التي حﻘﻘﻬا مرﺷحﻪ ”صالﺡ الدين‬ ‫دﳝرﻃاﺵ“ في اإلنتﺨابات الرئاﺳية في آب املاﺿي‬ ‫حني ﹼ‬ ‫متكن من اﳊصول علﻰ ما يﻘارب ‪ ٪ 10‬من‬ ‫أصوات الناخبني‪.‬‬ ‫وﳝ ﹼثﻞ دخول ”حزب الشعوب الدﳝﻘراﻃية“ علﻰ‬ ‫خﻂ التشريعات معﻀلة ألردوغان وبنﺠاحﻪ في‬ ‫ﲡاوز العتبة اإلنتﺨابية بنحو ‪ ٪ 1٣‬ح ﹼول األكراد‬ ‫الﻰ قوة برملانية كبيرة تﻘدر بنحو ‪ ٧9‬نائباﹰ‪ ،‬وهﺬا‬ ‫يعني زيادة نفوذ اﳊزب في الوﺳطني الكردي‬ ‫والتركي‪ ،‬وبﺨاصة مﻊ انطالﻕ عملية التسوية‬ ‫لﻸزمة الكردية‪.‬‬ ‫وﺷﻬدت العملية اإلنتﺨابية حﻀورا ﹰ واﺳعا ﹰ‬ ‫للنساﺀ حيث وصﻞ عدد املرﺷحات الﻰ نحو ‪٤٧0‬‬ ‫وتتصدرهن مرﺷحات ”حزب الشعوب‬ ‫مرﺷحة‬ ‫ﹼ‬ ‫الدﳝﻘراﻃية“ بـ ‪ 2٦8‬مرﺷحة مﻘابﻞ ‪2٦2‬‬ ‫مرﺷحاﹰ‪.‬‬ ‫وفي البيئة اإلنتﺨابية‪ ،‬بعﺾ العناصر اﳉديدة‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫نتائﺞ اإلنتﺨاباﺕ البرلمانية الترﻛية‬ ‫نسبة أصواﺕ الناخبين‬

‫ﻋدد المقاﻋد البرلمانية‬

‫الحﺰب‬ ‫حﺰب العدالة والتنمية‬

‫‪٪ ٤۱‬‬

‫‪۲٥۸‬‬

‫حﺰب الشعب الﺠمهوري‬

‫‪٪ ۲٥‬‬

‫‪۱۳۲‬‬

‫حﺰب الحرﻛة القومية‬

‫‪٪ ۱٦‬‬

‫‪۸۰‬‬

‫حﺰب الشعوب الديمقراطية‬

‫‪٪ ۱۳‬‬

‫‪۸۰‬‬

‫المﺠموع‬ ‫التي ألﻘت بﻈاللﻬا علﻰ املشﻬد اإلنتﺨابي‬ ‫التشريعي‪ ،‬مثﻞ تصاعد عدد األحزاب املشاركة‬ ‫في اإلقتراﻉ ما بني ‪ ٣1‬حزبا ﹰ وبعﻀﻬا يﻘف مﻊ‬ ‫”حزب العدالة والتنمية“ علﻰ أرﺿية اإلﺳالم‬ ‫السياﺳي‪ ،‬مثﻞ حزب ”السعادة“ اإلمتداد‬ ‫اإليديولوﺟي لنﺠم الدين أربكان‪.‬‬

‫ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ‪ ..‬ﺿﺮﺑﺔ ﻗﺎﺿﻴﺔ‬ ‫ﻟـ ”ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ“‬ ‫وﺟرت اإلنتﺨابات التركية حيث بلﻎ عدد‬

‫‪٤٦‬‬

‫‪٥٥۰‬‬ ‫املصوتني ‪ ٤٧٫٤٦٦٫٦01‬من أصﻞ ‪5٤٫٧92٫٧٧٣‬ناخبا ﹰ‬ ‫ونسبة املشاركة ‪ ،٪8٦٫٦‬في ﻇﻞ حالة حادة من‬ ‫اإلﺳتﻘطاب وصوال ﹰ الﻰ العدوانية والتراﺷق‬ ‫الكالمي بني األﻃراف املتنازعة‪ ،‬وفي فرز الﻘوﻯ‬ ‫نحدد ذلﻚ في ﺛالﺙ فئات‪:‬‬ ‫السياﺳية ﹼ‬ ‫”حزب العدالة والتنمية“ اإلﺳالمي اﳊاكم‬ ‫منﺬ عام ‪ ،2002‬وما يتمتﻊ بﻪ من قاعدة ﺷعبية‬ ‫وترﺳانة اقتصادية وﺇعالمية هائلة تستثمر كﻞ‬ ‫مؤﺳسات الدولة ملصلحتﻬا‪.‬‬ ‫وهناﻙ فئة ﺛانية معارﺿة قومية ويسارية‬ ‫ﹼ‬ ‫تشكﻞ ﲢديا ﹰ كبيرا ﹰ في حال‬ ‫مﻘسمة‪ ،‬ﳝكنﻬا أن‬ ‫وحدت صفوفﻬا واتفﻘت علﻰ برنامﺞ واحد‪،‬‬ ‫ﹼ‬ ‫لكنﻬا موزعة علﻰ قوائم وﲢالفات ﺇنتﺨابية‬ ‫عدة وأبرزها‪” :‬حزب الشعب اﳉمﻬوري“ بزعامة‬ ‫كمال كليﺠدار أوغلو الﺬي فاز بنسبة ‪٪ 25٫10‬‬ ‫من أصوات الناخبني وحصد ‪ 1٣2‬مﻘعدا ﹰ برملانياﹰ‪،‬‬ ‫و“حزب اﳊركة الﻘومية“ بزعامة دولت باخﺠلي‬ ‫الﺬي فاز بنسبة ‪ ٪ ٦1٫٤0‬من أصوات الناخبني‬ ‫وحصد ‪ 81‬مﻘعدا ﹰ ﺇنتﺨابياﹰ‪ ،‬وحزب السعادة‬ ‫اإلﺳالمي )الرفاﻩ ﺳابﻘاﹰ( بزعامة رﺟائي كوتان‪،‬‬ ‫وحركة فتح اﷲ غولن التي ﺳتتوزﻉ أصواتﻬا‬ ‫علﻰ هﺬﻩ األحزاب مﻊ أولوية ”حزب الشعب‬ ‫اﳉمﻬوري“‪.‬‬ ‫والفئة الثالثة هي ”حزب الشعوب الدﳝﻘراﻃية“‬ ‫الواﺟﻬة السياﺳية ﳊزب العمال الكردﺳتاني‬ ‫بزعامة عبداﷲ أوﺟالن‪ ،‬الﺬي ﲡاوز حاﺟز الـ ‪10‬‬ ‫‪ ٪‬من ﺇﺟمالي أصوات الناخبني األتراﻙ ووصﻞ الﻰ‬ ‫نحو ‪ ٪ 1٣‬وﺿاعف حﻀورﻩ اﳊالي في البرملان‬ ‫الﻰ ‪ ٧9‬نائباﹰ‪ ،‬واملﻘاعد التي حصﻞ عليﻬا هي‬ ‫من حصة املﻘاعد التي ﺷغلﻬا ”حزب العدالة‬ ‫والتنمية“ ألن األكراد‪ ،‬كانوا يدخلون اإلنتﺨابات‬ ‫السابﻘة كمستﻘلني‪ ،‬ال كحزب ﺳياﺳي فتﺬهب‬ ‫مﻘاعدهم للحزب اﳊاكم‪.‬‬ ‫وأﺳباب تﻘدم ”حزب الشعوب الدﳝﻘراﻃية“‬ ‫يعود الﻰ ﳒاحﻪ في اﺳتﻘطاب الكثير من األصوات‬


‫التركية اليسارية عبر ﻃرﺡ خطاب ﺳياﺳي‬ ‫معتدل والتراﺟﻊ كثيرا ﹰ عن اﳋطاب الﻘومي‪،‬‬ ‫وأيﻀا ﹰ بسبب عالقة ”حزب العمال الكردﺳتاني“‬ ‫اﳉيدة نسبيا ﹰ بالدولة السورية وﳒاحﻪ في التم ﹼيز‬ ‫وعدم اإلنﺨراﻁ السلبي في األحداﺙ السورية‬ ‫رغم محاوالت الترغيب والترهيب التي مورﺳت‬ ‫عليﻪ من قبﻞ حلفاﺀ أردوغان‪ ،‬هﺬا ما ﺳاهم‬ ‫في رفﻊ نسب التﺄييد لﻪ من بني يساريني أتراﻙ‬ ‫وخاصة بني علويي تركيا املوالني لسوريا‪ ،‬وكﺬلﻚ‬ ‫فﺈن مؤيدي ”فتح اﷲ غولن“ في املناﻃق الكردية‪،‬‬ ‫ﺳحبوا تفويﻀﻬم من ”حزب العدالة والتنمية“‬ ‫ومنحوﻩ ﳊزب ”الشعوب الدﳝﻘراﻃية“ وذلﻚ كرها ﹰ‬ ‫بﺄردوغان‪.‬‬

‫ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗ ﹼﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻮﺭﻁ ﻭﺍﻟﻐﺮﻕ‬ ‫ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‬ ‫وفي نتائﺞ اإلنتﺨابات‪ ،‬فﺈن ”حزب العدالة‬ ‫والتنمية“ لم يحصﻞ علﻰ الغالبية املريحة التي‬ ‫تﺨولﻪ تغيير النﻈام البرملاني الﻰ نﻈام رئاﺳي‪،‬‬ ‫ما ﺳيﺠبرﻩ علﻰ الدخول في ﺇئتالف وصفﻘة رﲟا‬ ‫مﻊ الكردﺳتاني وﳑثليﻪ في البرملان‪ ،‬ويرﻯ مراقبون‬ ‫بﺄن هﺬﻩ الصفﻘة هي ما ﰎﹼ اإلتفاﻕ عليﻬا‪ ،‬وتﻘﻀي‬ ‫بﺈﺟراﺀ تعديالت دﺳتورية متنح املناﻃق الكردية‬ ‫املزيد من الصالحيات‪.‬‬ ‫متﺨﻀت اإلنتﺨابات عن نتائﺞ مثيرة‬ ‫لﻘد ﹼ‬ ‫ومؤﺛرة‪ ،‬ﺇن في ﺳياﺳة تركيا اﳋارﺟية ﲡاﻩ‬ ‫ﺳوريا والشرﻕ األوﺳﻂ‪ ،‬وتﺄﺛير النتائﺞ هو بداية‬ ‫العد العكسي إلنتﻬاﺀ املﺄزﻕ التركي واﳋروﺝ من‬ ‫لعبة التو ﹼرﻁ في الﻘﻀايا اﳋارﺟية وخاصة في‬ ‫ﺳوريا‪ ،‬وهﺬا أيﻀا ﹰ ينطبق علﻰ العالقات التركية‬ ‫ املصرية‪.‬‬‫والعامﻞ اﳊاﺳم هو حصيلة عدد املﻘاعد‬ ‫البرملانية التي فاز بﻬا ”حزب العدالة والتنمية“‬ ‫وهي ‪ 852‬مﻘعداﹰ‪ ،‬وهي كارﺛة كبرﻯ علﻰ أردوغان‬ ‫ﹼ‬ ‫يتمكن‬ ‫وفشﻞ ﳊزبﻪ ”العدالة والتنمية“‪ ،‬الﺬي لم‬ ‫من ﲢﻘيق مﻘاعد تعادل النصف زائدا ﹰ واحداﹰ‪،‬‬ ‫وهﺬا لن يسمح لﻪ بالتفرد في تشكيﻞ اﳊكومة‬ ‫وﺳيلﺠﺄ ﺇما للدعوة إلنتﺨابات ﺟديدة مبكرة أو‬ ‫تشكيﻞ ﺇئتالف حكومي مﻊ حزب آخر‪ ،‬وفي هﺬﻩ‬ ‫اﳊالة فﺈن أي حزب آخر في حال موافﻘتﻪ علﻰ‬ ‫الدخول في ﺇئتالف حكومي مﻊ ”حزب العدالة‬ ‫والتنمية“‪ ،‬عندها لن تكون السياﺳات الداخلية‬ ‫واﳋارﺟية كما كانت عليﻪ‪.‬‬ ‫والسبب أن حزب ”الشعب اﳉمﻬوري“ ال‬ ‫تنسﺠم ﺳياﺳتﻪ مﻊ ”حزب العدالة والتنمية“‬ ‫بشﺄن ﺳوريا كما بشﺄن مصر‪ ،‬و“حزب الشعوب‬ ‫الدﳝﻘراﻃية“ الكردي لن يكون ﺷريكا ﹰ في ﺇئتالف‬ ‫مﻊ ”حزب العدالة والتنمية“ ﺇال وفق ﺷروﻁ‬ ‫عالية ﺟداﹰ‪ ،‬ال ﳝكن أن يﻘبلﻬا اﳊزب اﳊاكم‪،‬‬ ‫وكﺬلﻚ ”حزب اﳊركة الﻘومية“ وهو األكثر قربا ﹰ‬ ‫من املنطلﻘات اإليديولوﺟية للحزب اﳊاكم‪ ،‬فﻬو‬

‫حزب الشعوب الدﳝﻘراﻃية يحتفﻞ بفوزﻩ باإلنتﺨابات التركية ‪2015‬‬

‫يعارﺽ بشدة ﺳياﺳة أردوغان الشرﻕ أوﺳطية‬ ‫وخصوصا ﹰ في ﺳوريا‪ ،‬والتي ال تﺨدم برأيﻪ ﺳوﻯ‬ ‫مشروﻉ الشرﻕ األوﺳﻂ الكبير للواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وحﻘق ”حزب العدالة والتنمية“ فوزا ﹰ بطعم‬ ‫الﻬزﳝة املطلﻘة لكن بعدد مﻘاعد في البرملان ال‬ ‫تتعدﻯ ‪ 258‬مﻘعداﹰ‪ ،‬وهي ﺳتعني تراﺟﻊ التﺄييد‬ ‫لسياﺳاتﻪ ﺳواﺀ في الداخﻞ أو اﳋارﺝ‪ ،‬وﺳيكون‬ ‫اإلﺳتمرار في السياﺳات نفسﻬا مغامرة ال‬ ‫ﲢﻈﻰ بﻘبول ﺷعبي حتﻰ داخﻞ اﳊزب نفسﻪ‬ ‫وﺳتﻘود الﻰ تصدعات داخلﻪ‪.‬‬ ‫وفي هﺬﻩ اﳊالة ﺳيكون اﳊزب اﳊاكم أمام‬ ‫نسﺨة ﺟديدة من حزب ”الوﻃن األم“ الﺬي‬ ‫عدﻩ العكسي ﺛم انحاللﻪ بعد أن انتﻘﻞ‬ ‫بدأ ﹼ‬ ‫زعيمﻪ تورغوت أوزال من رئاﺳة اﳊزب الﻰ رئاﺳة‬ ‫اﳉمﻬورية عام ‪.1989‬‬ ‫نتائﺞ اإلنتﺨابات لن تعطي ”حزب العدالة‬ ‫والتنمية“ ﺇمكانية تشكيﻞ اﳊكومة لوحدﻩ‪،‬‬ ‫وهي تعني اليوم األﺳوأ في حياة أردوغان‪،‬‬ ‫وﺿربة قاصمة ألحالمﻪ اإلمبراﻃورية‪ ،‬وﲢطيم‬ ‫لغطرﺳتﻪ‪.‬‬ ‫واإلنتﺨابات عكست تغيير املزاﺝ الشعبي‬ ‫واﳊزبي الﺬي عاداﻩ أردوغان‪ ،‬وهﺬا هو نتاﺝ‬ ‫السياﺳات اﳋاﻃئة‪ ،‬وﺛبت أن الشعب التركي ال‬ ‫يﻘبﻞ فكرة ”اإلخوان املسلمني“ وﳑارﺳاتﻪ التي‬ ‫تسببت في خسائر اقتصادية وحﻀارية لتركيا‪،‬‬ ‫واألحزاب التركية التي ﳒحت في اإلنتﺨابات‬ ‫ع ﹼبرت عن عدم موافﻘتﻬا علﻰ الﻘطيعة السوداﺀ‬ ‫التي ﺇنتﻬﺠﻬا أردوغان مﻊ اﳉوار وخاصة ﺳوريا‪.‬‬ ‫بعد اإلنتﺨابات ليس كما قبلﻬا‪” ،‬حزب العدالة‬ ‫والتنمية“ لم يعد اﳊاكم األوحد في تركيا‪ ،‬وهي‬ ‫رﺳالة من الشعب التركي تﻘول‪ ،‬تو ﹼقف عﻬد‬ ‫الﻬيمنة والسيطرة واملغامرات وﺇرﺳال العصابات‬ ‫اإلرهابية الﻰ اﳋارﺝ لتﻘوم بعملية التدمير‬

‫‪٤٧‬‬

‫وﺇﺷاعة اﳋراب‪ ،‬واليوم تنتصر ﺇرادة الشعوب التي‬ ‫ﺳاهم أردوغان في ﺇراقة دمﻬا‪.‬‬ ‫ونتائﺞ اإلنتﺨابات هي تعبير عن مبدأ اﶈاﺳبة‬ ‫ورد علﻰ الﻈلم الﺬي مارﺳﻪ ”حزب العدالة‬ ‫والتنمية“ ﺿد األكراد‪ ،‬رغم أن أردوغان كان‬ ‫املستفيد من أصواتﻬم اإلنتﺨابية‪ ،‬وهﺬ يعني‬ ‫بداية النﻬاية ألردوغان وحزبﻪ علﻰ الصعيد‬ ‫اﳋارﺟي وفﻀح أدوارﻩ الشنيعة‪.‬‬ ‫وﺳتنعكس نتائﺞ اإلنتﺨابات علﻰ البنية‬ ‫الداخلية لـ ”حزب العدالة والتنمية“ وﺳتﺨرﺝ‬ ‫أصوات قوية تدعو للتمرد علﻰ أردوغان‪ .‬وفي‬ ‫محاولة اﺳتباقية ﳉﺄ األخير الﻰ التصعيد ﲢت‬ ‫ذريعة محاربة املتطرفني‪ ،‬والﻬﺠوم اإلنتحاري الﺬي‬ ‫ﹼ‬ ‫نفﺬﻩ أحد ﺇنتحاريي ”داعﺶ“ في بلدة ﺳوروتﺶ‬ ‫اﳊدودية التركية نﻘطة فاصلة في تعامﻞ تركيا‬ ‫مﻊ ”داعﺶ“‪ ،‬هﺬا التحول يعد مكسبا ﹰ ألردوغان‬ ‫بعد صفعة اإلنتﺨابات البرملانية‪.‬‬ ‫لكن من املستبعد أن يﻘدم أردوغان ﺇﺳتﻘالتﻪ‬ ‫من رئاﺳة اﳉمﻬورية خالل هﺬﻩ الفترة‪ ،‬وذلﻚ‬ ‫خوفا ﹰ من نزﻉ اﳊصانة عنﻪ‪ ،‬ألنﻪ عندها ﺳيحال‬ ‫الﻰ اﶈكمة بتﻬم دعم اإلرهاب والفساد‪ ،‬لﻬﺬا‬ ‫يتنصﻞ من دعمﻪ لـ ”داعﺶ“‪.‬‬ ‫أيﻀا ﹰ بدأ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﺇن تشكيﻞ حكومة تركية ﺿعيفة نواتﻬا‬ ‫”حزب العدالة والتنمية“ ﺳتكون مﻘدمة رﲟا‬ ‫إلﺟراﺀ ﺇنتﺨابات برملانية مبكرة‪ ،‬لﺬلﻚ ﺇختار‬ ‫أردوغان تصعيد هﺠومﻪ علﻰ حزب العمال‬ ‫الكردﺳتاني من خالل الﻬﺠمات التي ﺷنتﻬا‬ ‫قواتﻪ بﺬريعة محاربة ”داعﺶ“ في محاولة ﳋلﻂ‬ ‫األوراﻕ وﺇﺿعاف العامﻞ الكردي داخﻞ تركيا‬ ‫ومتﻬيدا ﹰ إلبعاد النواب األكراد في لعبة اإلنتﺨابات‬ ‫املبكرة الﻘادمة‪.‬‬

‫ﻧﺒﻴﻞ ﻣﺮﻋﻲ‬ ‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫منبر دولي‬

‫إستراﺗيﺠية أميرﻛا في المنﻄقة‪...‬‬ ‫سياسة لحظية واألولوية لمصالحها‬ ‫ﺳاهمت الواليات املتحدة األميركية كطرف‬ ‫أﺳاﺳي في نﻈام دولي معادﹴ في اإلﺟمال‪ ،‬في‬ ‫ﺳلب العرب نفطﻬم بﺄرخﺺ األﺛمان لسنوات‬ ‫ﻃوال‪ ،‬وفي اللعب ﲟصائرهم‪ ،‬وأحيانا ﹰ بفرﺽ حكام‬ ‫ال يحﻈون بثﻘة الشعب‪ ،‬وبالدفاﻉ عن آخرين‬ ‫فﻘدوا تلﻚ الثﻘة‪ ،‬واعتبرت واﺷنطن املنطﻘة‬ ‫مزرعة لعسكرييﻬا ولشركاتﻬا‪ ،‬نﻬبت املوارد‬ ‫وتﻬدد بالتدخﻞ‪ ،‬ومنﺬ غزوها العراﻕ عام ‪،٣002‬‬ ‫ما انفكت في اﺳتﺨدام ﺳياﺳة هدامة حيال‬ ‫مصالح العرب‪ ،‬عملت علﻰ ﺇﺿعاف روابطﻬم‬ ‫اإلﺟتماعية وأﺷاعت التفرقة وعملت علﻰ ﺇعاقة‬ ‫عملية التنمية بني األقطار العربية‪ ،‬من خالل‬ ‫محاربتﻬا كﻞ الوﺳائﻞ املمكنة لتحﻘيق الوحدة‬ ‫العربية‪ ،‬ود ﹼقت األﺳافني بني الدول العربية‪ ،‬وأﺛارت‬ ‫النعرات الطائفية واملﺬهبية لزيادة حدة اإلنﻘسام‬ ‫بني العرب ﲟا يساهم في ﺇنﻘسامﻬم وحروبﻬم‪.‬‬ ‫واحتﻀنت الواليات املتحدة املشروﻉ الصﻬيوني‬ ‫في حلتﻪ اإلﺳرائيلية املعادية‪ ،‬كما لم تفعﻞ أي‬ ‫دولة أخرﻯ‪ ،‬وﺟعلت من عدو العرب األﺳاﺳي‬ ‫الكيان الصﻬيوني مﺠتمعا ﹰ مدﺟﺠا ﹰ بالسالﺡ‪.‬‬ ‫وتﻘف أميركا ﺿد الﻘومية العربية وﺿد ﺟميﻊ‬ ‫مشروعات العمﻞ العربي املشترﻙ الﻬادف الﻰ‬ ‫تنمية حﻘيﻘية للموارد‪ ،‬وهي أخطر علﻰ األنﻈمة‬ ‫العربية الصديﻘة لﻬا‪ ،‬منﻬا علﻰ األنﻈمة‬ ‫صدها وﺇفشال مشاريعﻬا في‬ ‫العربية التي تعلن ﹼ‬ ‫املنطﻘة‪.‬‬

‫ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ‬ ‫ﺍﳋﻠﻴﺠﻲ!؟‬ ‫وﺿعت أميركا حدودا ﹰ لتوازن الﻘوﻯ اإلقليمي‬ ‫الراهن في منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ وقطعت‬ ‫الطريق علﻰ محاوالت تعديلﻪ ﺟﺬرياﹰ‪ ،‬وفي ﺳياﺳة‬ ‫خطوﻃﻬا تشير بوﺿوﺡ بﺄن املصلحة األميركية‬ ‫أوالﹰ‪ ،‬وأﺷعلت اﳊروب العسكرية ﹼ‬ ‫وغﺬت اﳊروب‬ ‫األهلية في املنطﻘة وخاصة تلﻚ التي ﳝكن ح ﹼلﻬا‬ ‫فﻘﻂ بالوﺳائﻞ السياﺳية والسلمية واحترام‬ ‫ﺳيادة كﻞ الدول وعدم التدخﻞ في ﺷؤونﻬا‬ ‫الداخلية‪ ،‬وهﺬا يعني أن التعامﻞ مﻊ الﻘﻀايا‬ ‫يتم باملف ﹼرﻕ وليس كرزمة ﺷاملة‪ ،‬وهﺬا‬ ‫اإلقليمية ﹼ‬ ‫ﳝ ﹼثﻞ ترﺟمة واﺿحة لتثبيت توازن قوﻯ ﺇقليمي‬ ‫تستفيد منﻪ الﻘوﻯ الفاعلة علﻰ األرﺽ وفي‬ ‫مﻀمون هﺬﻩ السياﺳة اعتراف ﺿمني بدور ﺇيران‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫امللﻚ السعودي ﺳلمان بن عبد العزيز والرئيس األميركي باراﻙ أوباما‬

‫اإلقليمي وخاصة في منطﻘة اﳋليﺞ ورﺳالة لدول‬ ‫اﳋليﺞ‪ ،‬التي تسعﻰ لﻺﺳتعانة بالﻘوة األميركية‬ ‫من أﺟﻞ تغيير التوازنات الﻘائمة‪ ،‬مفادها أن‬ ‫أميركا ال تدافﻊ عن أعوانﻬا في املنطﻘة ولﻬا‬ ‫حساباتﻬا اﳋاصة‪.‬‬ ‫ويﻈﻬر بوﺿوﺡ بﺄن الرئيس األميركي باراﻙ‬ ‫أوباما يريد تطوير عالقات بالدﻩ مﻊ الطرفني العربي‬ ‫آن معاﹰ‪ ،‬ما يﻈﻬر اختالفا ﹰ واقعيا ﹰ عن‬ ‫واإليراني في ﹴ‬ ‫السياﺳة األميركية املعتمدة ﺷرﻕ أوﺳطيا ﹰ منﺬ‬ ‫أكثر من ﺛالﺛة عﻘود‪ ،‬ويرﻯ مراقبون أن الرئيس‬ ‫باراﻙ أوباما أعطﻰ تطميناتﻪ للدول اﳋليﺠية‬ ‫بحمايتﻬا عند تعرﺿﻬا لعدوان خارﺟي فﻘﻂ‪ ،‬أي‬ ‫أنﻪ ﺳيدافﻊ عن مصاﳊﻪ في املنطﻘة‪ ،‬وفي نفس‬ ‫الوقت أفسح اﺠﻤﻟال لصعود األدوار اإليرانية في‬ ‫املنطﻘة وفق ﺿوابﻂ‪ ،‬وهﺬا ﺇنﻘالب واﺿح علﻰ‬ ‫السياﺳات األميركية املعتمدة ﺳابﻘاﹰ‪.‬‬ ‫أما مﻬمة ﺿبﻂ الصراعات اﶈلية فﻬي‬ ‫متروكة الﻰ األﻃراف اإلقليمية للتعامﻞ معﻬا‬ ‫وفﻘا ﹰ للﻀوابﻂ األميركية واإلﻃار املرﺳوم لتوازن‬ ‫الﻘوﻯ‪ ،‬وأما حدود التدخﻞ العسكري األميركي‬ ‫تتعدﻯ ”التدخﻞ ﳊماية املصالح األميركية‬ ‫لن‬ ‫ﹼ‬ ‫املباﺷرة في حال أي تﻬديد حﻘيﻘي ملنابﻊ النفﻂ‬ ‫وﻃرقﻪ وملواﺟﻬة اإلرهاب في حدود اإللتزامات‬ ‫املعلنة“‪ ،‬وبالتﺄكيد فﺈن الثوابت في السياﺳة‬ ‫األميركية في منطﻘتنا لم ولن تتغ ﹼير عندما‬ ‫يتع ﹼلق األمر بالكيان الصﻬيوني وأمنﻪ‪ ،‬هﺬﻩ‬ ‫أصبحت من البديﻬيات وهي ﹼ‬ ‫تؤكد مدﻯ اإلرتباﻁ‬ ‫العﻀوي لﻬﺬا الكيان باملركز اإلﺳتعماري‬ ‫العاملي‪.‬‬ ‫ومنﺬ ما بعد الغزو األميركي للعراﻕ وأفغانستان‪،‬‬

‫‪٤8‬‬

‫تغ ﹼير الكثير في السياﺳة األميركية‪ ،‬وهي لم تعد‬ ‫قادرة علﻰ دفﻊ األﺛمان‪ ،‬أرهﻘتﻬا أزماتﻬا وحروبﻬا‬ ‫في أماكن متعددة في العالم‪ ،‬وﺳعت لﻺعتماد‬ ‫علﻰ أدواتﻬا الرﺳمية ﺇقليميا ﹰ عبر أدوار محددة‬ ‫ﲟا يﺨدم اإلﺳتراتيﺠية األميركية وتركت العنان‬ ‫ﳊليفﻬا الكيان الصﻬيوني للﻘيام بﺄدوار محددة‬ ‫في املنطﻘة من خالل العدوان املباﺷر والتﻬديد‪،‬‬ ‫وفي مسعﻰ واﺿح لتسويق ﳕوذﺟﻬا املر ﹼوﺝ عمليا ﹰ‬ ‫الشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد‪ ،‬لكن حساباتﻬا النﻈرية‬ ‫اصطدمت بواقﻊ ﺟديد‪ ،‬رﹸﺳمت معاملﻪ في امليدان‬ ‫من خالل الصمود واملﻘاومة في ﺳوريا ولبنان‬ ‫ﺿمن محور املﻘاومة املمتد الﻰ ﺇيران‪.‬‬ ‫هﺬﻩ املعادلة الصعبة وقفت حائالﹰ‬ ‫وﺳدا ﹰ‬ ‫ﹼ‬ ‫منيعا ﹰ أمام الطموحات األميركية للﻬيمنة علﻰ‬ ‫املنطﻘة بﺄﺳرها‪.‬‬ ‫واﳉانب األميركي ال يﻬمﻪ كثيرا ﹰ أن تتغ ﹼير‬ ‫الواﺟﻬات الرﺳمية التابعة لﻪ في املنطﻘة‪،‬‬ ‫وعندما انتﻬت صالحية نﻈام »مبارﻙ« بعد‬ ‫أن اﺳتنفﺬ أدوارﻩ في املنطﻘة‪ ،‬كانت اﳋطﻂ‬ ‫األميركية ﺟاهزة‪ ،‬ومنﺬ الغزو األميركي للعراﻕ‬ ‫عام ‪ ،200٣‬تركيا كانت ﺟاهزة تنتﻈر الدور املوكﻞ‬ ‫ﺇليﻬا وتدفعﻬا توﺟﻬاتﻬا العثمانية اﳉديدة‬ ‫للﻘيام بدور ما وﲢت املﻈلة األميركية أو خارﺟﻬا‪،‬‬ ‫وهي كانت تطمح الﻰ ما هو أبعد ما أرادﻩ ﺳيدها‬ ‫األميركي‪.‬‬ ‫ويوما ﹰ بعد يوم ﹼ‬ ‫يتﺄكد بﺄن اﳋطوة األولﻰ علﻰ‬ ‫ﻃريق الشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد األميركي قد بدأت‬ ‫فعليا ﹰ منﺬ أن تس ﹼلم »اإلخوان« مﻘاليد اﳊكم‬ ‫في مصر وﲟباركة أميركية وفي لعبة أدوار‬ ‫ﺟديدة ﲟا يﺨدم املصالح األميركية في الﻬيمنة‬


‫علﻰ املنطﻘة ونﻬب خيراتﻬا وحماية الكيان‬ ‫الصﻬيوني‪ ،‬وهﺬﻩ اﳋطوة ﺳﻘطت وبشكﻞ مدوﱟ‬ ‫بسبب صمود ﺳوريا واملﻘاومة في لبنان والعراﻕ‬ ‫وفلسطني وبدعم ﺇيراني قوي وواﺿح ومستمر‪،‬‬ ‫هﺬا ما ﺳمح ملصر ولشعبﻬا بالتح ﹼرﻙ السريﻊ‬ ‫وﺇﺳﻘاﻁ املشروﻉ »اإلخواني« املعد للمنطﻘة‪ ،‬ﲟا‬ ‫يتوافق مﻊ السياﺳة األميركية الﻬادفة إلعطاﺀ‬ ‫دور ملا يسمﻰ بدعاة »اإلﺳالم السياﺳي«‪ ،‬وأمام‬ ‫فشﻞ هؤالﺀ مت ﹼيزت السياﺳة األميركية باملرونة‬ ‫واللحﻈية‪.‬‬

‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻹﺳﺘﺜﻤﺎﺭ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ‬ ‫واﺳتﺨدمت واﺷنطن امللف النووي اإليراني‬ ‫»كفزاعة« إلخافة دول اﳉوار في اﳋليﺞ من هﺬا‬ ‫اﳋطر املفترﺽ‪ ،‬هﺬا ما ﺳمح لﻬا في تثبيت‬ ‫أقدامﻬا في الﻘواعد األميركية وتعزيز حﻀورها‬ ‫الﻘريب من آبار النفﻂ وﻃرﻕ النﻘﻞ واملواقﻊ‬ ‫اإلﺳتراتيﺠية الﻬامة في املنطﻘة‪ ،‬وخلق لﻬا‬ ‫فرصا ﹰ كبيرة لبيﻊ السالﺡ‪ ،‬ﺇﺿافة لتغيير ﺇﲡاﻩ‬ ‫البوصلة ومﺠرﻯ الصراﻉ في املنطﻘة‪.‬‬ ‫وبعد أن الﺡ لواﺷنطن في األفق بﺄن مشروعﻬا‬ ‫املسمﻰ »الشرﻕ األوﺳﻂ اﳉديد« فشﻞ في‬ ‫خطواتﻪ األولﻰ‪ ،‬ﳉﺄت الﻰ عملية مبرمﺠة ﳋلﻂ‬ ‫األوراﻕ واﺳتفادت من اﳊالة الراهنة في املنطﻘة‬ ‫الﻰ أبعد اﳊدود‪ ،‬وعملت علﻰ ﺇغراﻕ املنطﻘة في‬ ‫صراعات داخلية بني الطوائف واملﺬاهب واإلﺛنيات‬ ‫وهدفﻬا ﺇﺿعاف اﳉميﻊ ليسﻬﻞ عليﻬا التحكم‬ ‫باملنطﻘة‪.‬‬ ‫لكن وﺟود محور املﻘاومة بكﻞ ما ﳝ ﹼثلﻪ من دور‬ ‫فاعﻞ في معادلة املنطﻘة‪ ،‬ﺟعﻞ واﺷنطن تعتمد‬ ‫علﻰ ﺳياﺳة مفادها موازنة الﻘدرات العسكرية‬ ‫اإليرانية‪ ،‬بنشر املزيد من الﻘدرات العسكرية‬ ‫األميركية وتعزيز نفوذها مﻊ املوازنة ما بني‬ ‫الفوائد والتكاليف املﻘابلة‪ ،‬هﺬا ما ﺳمح لﻬا‬ ‫بﺈنعاﺵ اقتصادها وﺇنعاﺵ صناعاتﻬا العسكرية‬ ‫من خالل حصولﻬا علﻰ ﺇيرادات مالية ﺿﺨمة‬ ‫ومستغلة بﺬلﻚ »فزاعة« اﳋطر املتعاﻇم في‬ ‫املنطﻘة ﺿمن بيئة محددة ولفترة ﻃويلة قادمة‬ ‫وهي اﳋيار األنسب واألفﻀﻞ واألكثر ﺟدوﻯ‬ ‫ملصاﳊﻬا في املنطﻘة‪.‬‬ ‫وأميركا بﺬلﻚ اﺳتﺨدمت ما يسمﻰ »باﳋطر‬ ‫النووي اإليراني« كغطاﺀ لتنفيﺬ أحد أهم‬ ‫اﺨﻤﻟططات األميركية الساعية للسيطرة علﻰ‬ ‫املنطﻘة كمدخﻞ لفرﺽ ﺳيطرتﻬا العاملية‪.‬‬ ‫واإلﺳتراتيﺠية األميركية‪ ،‬تسعﻰ إلقامة‬ ‫ﲢالفات ﺇقليمية وأخرﻯ دولية يتكامالن معا ﹰ‬ ‫ﳋدمة أهدافﻬا الﻘريبة والبعيدة‪.‬‬ ‫ولﻺﺟابة عن التساﺅالت املتعلﻘة باﳊرب علﻰ‬ ‫اإلرهاب وهﻞ ﺇنﺨرﻃت الواليات املتحدة ﺟد ﹼيا ﹰ‬ ‫في هﺬﻩ اﳊرب وما حﻘيﻘة ما ترمي ﺇليﻪ؟ يكفي‬

‫الرئيس األميركي باراﻙ أوباما والرئيس رﺟب ﻃيب أردوغان‬

‫أن نعود الﻰ املاﺿي الﻘريب‪ ،‬واﳊرب التي ﺷنﹼتﻬا‬ ‫الواليات املتحدة علﻰ أفغانستان بحﺠة محاربة‬ ‫اإلرهاب هناﻙ‪ ،‬وكانت اﳊرب بحد ذاتﻬا عبارة عن‬ ‫الوﺟﻪ اﻵخر للصراﻉ لتﺄكيد هيمنتﻬا اﻵحادية‬ ‫علﻰ العالم بﺄﺳرﻩ‪ ،‬وقفت مﻊ اإلرهاب ﶈاربة اإلﲢاد‬ ‫السوفياتي وبعدﻩ محاربة روﺳيا وحاربت اإلرهاب‬ ‫عندما كان يﻬدد مصاﳊﻬا املباﺷرة‪ ،‬لكنﻬا ﺟعلت‬ ‫منﻪ مﺠرد ذريعة لفرﺽ هيمنتﻬا وﺳيطرتﻬا‪.‬‬ ‫من هنا فاﳊرب علﻰ اإلرهاب هو مﺠرد خطوات‬ ‫تكتيكية في اإلﺳتراتيﺠية األميركية ألن اإلرهاب‬ ‫هو صنيعتﻬا ويتم ﲢريكﻪ من خالل تﺄمني البيئة‬ ‫املناﺳبة إلنتشارﻩ‪ ،‬ومثال ذلﻚ عندما تﻘدمت‬ ‫قوات اإلرهاب »داعﺶ« بﺈﲡاﻩ أربيﻞ مسافة حوالي‬ ‫‪ ٣0‬كلم‪ ،‬ﲢركت الﻘوات األميركية بشكﻞ ﺳريﻊ‬ ‫وليس خوفا ﹰ علﻰ األكراد من ﺇرهاب »داعﺶ« وﺇﳕا‬ ‫حماية لﻺﺳتثمارات األميركية في حﻘول نفﻂ‬ ‫كردﺳتان‪.‬‬ ‫وعلﻰ ﺿوﺀ األزمة السياﺳية في ﺳوريا تؤكد‬ ‫الوقائﻊ أن ألميركا دور غير مباﺷر في دعم التطرف‪،‬‬ ‫وفي صناعة داعﺶ‪ ،‬والدليﻞ علﻰ ذلﻚ أنﻪ في‬ ‫عام ‪ 2012‬ﰎ فتح معسكرات لتدريب املعارﺿني‬ ‫السوريني في األردن من قبﻞ الﻘوات األميركية وﰎ‬ ‫تدريبﻬم تدريبا ﹰ خاصا ﹰ مﻬنيا ﹰ متطورا ﹰ علﻰ أيدي‬ ‫خبراﺀ أميركان‪ ،‬وﰎ ﲡﻬيزهم بﺄحدﺙ األﺳلحة‬ ‫وأﺷارت تﻘارير ﺇعالمية أن غالبية هؤالﺀ الﺬين ﰎﹼ‬ ‫تدريبﻬم قد انﻀموا الﻰ داعﺶ الحﻘاﹰ‪.‬‬ ‫وبالنسبﻪ ملصادر متويﻞ ”داعﺶ“ يالحﻆ علﻰ‬ ‫املواقف األميركية منﺬ أن ﺳيطرت ”داعﺶ“ علﻰ‬ ‫مدينة الرقة الﻰ اليوم‪ ،‬لم تتﺨﺬ الواليات املتحدة‬ ‫األميركية أي ﺇﺟراﺀ قانوني ﺳواﺀ ﺿد ﲢويالت‬ ‫وأرصدة أموال ”داعﺶ“ أو ﲡفيف مصادر متويلﻬا‪،‬‬ ‫والسبب في عدم ﺇتﺨاذ ﺇﺟراﺀ للحد من وصول‬ ‫األموال الﻰ ”داعﺶ“ يعود الﻰ أن هﺬﻩ األموال ال‬ ‫متس املصالح األميركية‪ ،‬وﺇﳕا تﺨدم مصاﳊﻬا‬ ‫في منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ الﺳيما وأن أميركا‬ ‫كانت مﻊ التغيير العسكري في ﺳوريا لﻬﺬا‬ ‫كانت تغﺾ النﻈر عن ﲢويالت األموال للﻘوﻯ‬ ‫املتطرفة املسلحة ومنﻬا ”داعﺶ“ رغم أن هﺬﻩ‬ ‫األموال تستﺨدم لتﺠنيد متطوعيني من أوروبا‬ ‫مﻊ ”داعﺶ“‪.‬‬ ‫”داعﺶ“ تﻘاتﻞ بﺄﺳلحة أميركية متطورة‬ ‫حصلت عليﻬا عبر تركيا‪ ،‬وحصلت علﻰ األﺳلحة‬ ‫األميركية من اﳉيﺶ العراقي عند ﺳيطرتﻬا‬ ‫علﻰ مدينة املوصﻞ ومناﻃق أخرﻯ من العراﻕ‪.‬‬

‫‪٤9‬‬

‫وتﺬكر بعﺾ التﻘارير أن ”داعﺶ“ متتلﻚ تكنولوﺟيا‬ ‫أميركية لﻺتصاالت والتشويﺶ علﻰ ﺇتصاالت‬ ‫ﺟيوﺵ ﲢاربﻬا كاﳉيﺶ العراقي‪ .‬كما أن أميركا‬ ‫تف بوعودها مﻊ العراﻕ حيث لم تسلم‬ ‫لم ﹺ‬ ‫للحكومة العراقية ﻃائرات ‪ F - 1٦‬حسب العﻘد‬ ‫املبرم مﻊ اﳊكومة‪.‬‬ ‫لﻘد خلﻘت حروب أميركا في العراﻕ‬ ‫وأفغانستان ويوغسالفيا وليبيا والصومال أزمات‬ ‫ﺟديدة وحالة من عدم اإلﺳتﻘرار‪ ،‬ﺇﺿافة الﻰ‬ ‫أزمات الشرﻕ األوﺳﻂ املستعصية التي ألميركا‬ ‫ﻃرف فيﻬا مثﻞ دعم اإلحتالل اإلﺳرائيلي وعدم‬ ‫ﺇيﺠاد حﻞ للﻘﻀية الفلسطينية وﺇعطاﺀ اﳊﻘوﻕ‬ ‫للشعب الفلسطيني وخاصة حﻘﻪ بالعودة‬ ‫وفي ﺇقامة دولتﻪ الوﻃنية‪ ،‬وهناﻙ أيﻀا ﹰ امللف‬ ‫النووي االيراني واألزمة في ﺳوريا والعراﻕ ومصر‬ ‫وتونس‪ .....‬الﺦ أنتﺠت هﺬﻩ املواقف ﺟميعﻬا عاملا ﹰ‬ ‫أقﻞ اﺳتﻘراراﹰ‪ ،‬وﺳيطر وتوﺳﻊ فيﻪ اإلرهابيون‬ ‫علﻰ مناﻃق واﺳعة من الشرﻕ األوﺳﻂ ومتتد‬ ‫الﻰ ﺷمال أفريﻘيا وصوال ﹰ الﻰ الباكستان وحدود‬ ‫روﺳيا والصني‪.‬‬ ‫ومﻊ متدد ”داعﺶ“ اﻵن كﻞ املعطيات تؤكد أن‬ ‫الواليات املتحدة األميركية تﺄخﺬ بعني اإلعتبار‬ ‫موقف تركيا املﻬادن لـ ”داعﺶ“‪ ،‬وتدرﻙ متاما ﹰ‬ ‫أن ﺇرهابيي ”داعﺶ“ ال يزالون يعبرون من اﳊدود‬ ‫التركية وأن هنالﻚ تنسيق بني ”داعﺶ“ واﳊكومة‬ ‫التركية‪ ،‬وأن تركيا مستفادة من ”داعﺶ“‪ ،‬ليس‬ ‫فﻘﻂ لﻬدف ﺇﺳﻘاﻁ ﺳوريا واﺳتمرار متددها في‬ ‫العراﻕ‪ ،‬وﺇﳕا لتﻘوية مركزها ونفوذها اإلقليمي‬ ‫ﲢسبا ﹰ ألي تغيير في خارﻃة الشرﻕ األوﺳﻂ‪،‬‬ ‫وإلﺿعاف أكراد ﺳوريا والعراﻕ‪ ،‬وهﺬا يساعدها‬ ‫علﻰ ﺇﺿعاف نفوذ حزب الشعوب الدﳝﻘراﻃية‬ ‫الﺬي أصبح رقما ﹰ هاما ﹰ في املعادلة الداخلية‬ ‫التركية بعد اإلنتﺨابات األخيرة‪..‬‬ ‫من هنا أكدت التﺠربة التاريﺨية ملواﺟﻬة‬ ‫اإلرهاب أن االﺳتراتيﺠيات األميركية ال تﻘﻀي‬ ‫علﻰ اإلرهاب وأن االﺳتراتيﺠية اﳊالية هي عﻘيمة‬ ‫في محاربة اإلرهاب أيﻀا ﹰ وفيﻬا أﺟندات وحسابات‬ ‫أميركية ﳋدمة مصاﳊﻬا االﺳتراتيﺠية في‬ ‫منطﻘة الشرﻕ األوﺳﻂ ومناﻃق أخرﻯ‪.‬‬ ‫نﻘول‪ :‬ال فرﻕ بني ﺇدارة أميركية دﳝﻘراﻃية‬ ‫وأخرﻯ ﺟمﻬورية‪ ،‬وكالهما خطر علﻰ عاملنا‬ ‫وتﻬدد أمنﻪ واﺳتﻘرارﻩ وتنﻬب مواردﻩ‬ ‫العربي‬ ‫ﹼ‬ ‫وﲢمي الكيان الصﻬيوني قاعدتﻬا املتﻘدمة في‬ ‫املنطﻘة‪.‬‬

‫ﳌﻴﺲ ﺩﺍﻏﺮ‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫منبر حر‬

‫نﺠ ّدد إيماننا‬ ‫بالتﻐيير نهﺠاً‬ ‫ومواصلة‬ ‫الدرب ﻋلى‬ ‫طريﻖ المقاومة‬ ‫والتحرير‬

‫ﻣﻨﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ‬

‫الﺬكرﻯ التاﺳعة لتﺄﺳيس حزب التوحيد العربي‪ ،‬هي محطة وﺟودية ﳒدد من‬ ‫خاللﻬا ﺇﳝاننا بالتغيير والتعددية من خالل قانون عادل لﻺنتﺨابات علﻰ أﺳاﺱ النسبية‬ ‫ومواصلة الدرب علﻰ ﻃريق املﻘاومة والتحرير‪ ،‬وﺳعينا املتواصﻞ إلبﻘاﺀ بوصلة التوحيد‬ ‫العربي ﺟز ﹰﺀا أصيال ﹰ من مناعة أمتنا‪ .‬فليس هناﻙ ﹼ‬ ‫أﺟﻞ وأعﻈم من الثبات علﻰ العروبة‬ ‫الساعية دوما ﹰ الﻰ التحرر والتﺨلﺺ من قيود الرﺟعية والتﺄكيد علﻰ حﻘنا باملﻘاومة‬ ‫رافعة راية األمة العربية‪.‬‬ ‫ﺇننا ﺇذ نﻘ ﹼر ﲟرارة الواقﻊ فﺈننا ندرﻙ حﺠم املسؤولية امللﻘاة علﻰ عاتﻘنا اليوم‪ ،‬في ﻇﻞ‬ ‫محاوالت تفتيت األمة واإلﺟﻬاﺽ علﻰ حﻘوقﻬا وفي ﻃليعتﻬا قﻀية فلسطني التي‬ ‫يتعرﺽ ﺷعبﻬا لشتﻰ أﺷكال اإلحتالل واإلﺳتيطان والتﻬﺠير والتﻬويد علﻰ أيدي‬ ‫ﺟيﺶ العدو اإلﺳرائيلي وﳑارﺳتﻪ أبشﻊ أنواﻉ التدمير واإلرهاب بحق ﺷعب اتﺨﺬ من‬ ‫املﻘاومة ﺳبيال ﹰ لتحرير كﻞ ﺷبر من أرﺽ فلسطني‪.‬‬ ‫ﺇن قﻀيتنا اليوم تتعرﺽ ألبشﻊ هﺠمة ومؤامرة تكفيرية مت ﹼر بﻬا منﺬ عﻘود من خالل‬ ‫ما ترﺳمﻪ اإلدارة األميركية ودول غربية وبعﺾ األدوات العربية من ﺳياﺳات ومصالح‬ ‫التي اﺳتدعت منﻬا اللﺠوﺀ الﻰ دعم ﺟماعات ﺇرهابية وتزويدها باملال والسالﺡ لتدمير‬ ‫ﺳوريا والعراﻕ واليمن وغيرها من البلدان العربية األخرﻯ‪ ،‬واإلﺳتعانة بﺄنﻈمة خليﺠية‬ ‫ﲟا متلكﻪ من مال ونفوذ لﹺبث روﺡ الفرقة والتشﺠيﻊ علﻰ الفتنة من أﺟﻞ ﺇخﻀاﻉ‬ ‫املنطﻘة والﻘﻀاﺀ علﻰ املﻘاومة‪ .‬لكن صمود الشعب العربي في كﻞ من ﺳوريا والعراﻕ‬ ‫واليمن ولبنان ومﻘاومتﻪ‪.‬‬ ‫ﹰ‬ ‫الﻬﺠمة هي دليﻞ أن اﺨﻤﻟطﻂ األميركي – الغربي اﳋليﺠي – التكفيري ليس قدرا يﺠب‬ ‫االﺳتسالم لﻪ بﻞ يﺠب أن يكون محفزا ﹰ للصمود واملﻘاومة واإلنتصار ‪.‬‬ ‫ﺇننا في حزب التوحيد العربي ﺇذ نعتبر دم املﻘاومني مﻘدﺱ من قدﺳية حﻘوقنا‬ ‫التاريﺨية ونﻀالنا املشروﻉ ﺿد اإلحتالل واﳉماعات التكفيرية‪ ،‬ندعو الﻰ التمسﻚ‬ ‫باملﻘاومة التي ﲢمﻞ راية التصدي للعدوان اإلﺳرائيلي واإلرهاب التكفيري علﻰ مساحة‬ ‫األمة وترفﺾ كﻞ مشاريﻊ اإلﺳتعمار والﻬيمنة والتﻘسيم علﻰ أﺳس عنصرية‬ ‫وﻃائفية وﺇﺛنية‪.‬‬ ‫ومتر علينا هﺬﻩ املناﺳبة في ذكرﻯ التحرير وأمتنا تستمر في مواﺟﻬة أعتﻰ حرب‬ ‫كونية تدميرية عرفﻬا التاريﺦ املعاصر‪ ،‬وذنبﻬا أنﻬا متسكت بتحرير فلسطني ودافعت‬ ‫عن العروبة وﺟعلت من ﺛﻘافة املﻘاومة نﻬﺠا ﹰ للحفاﻅ علﻰ عزتﻬا وكرامتﻬا في وقت‬ ‫اتﺨﺬ فيﻪ بعﺾ اﳊكام العرب من اإلﺳتسالم عﻘيدة ومن الﺬل ﺳياﺳة ومن الطاعة‬ ‫العمياﺀ لﻘوﻯ اﳋارﺝ موقفا ﹰ يتمسكون بﻪ ويدافعون عنﻪ‪.‬‬ ‫ﺇن هﺬﻩ الﺬكرﻯ اﺠﻤﻟيدة ﹼ‬ ‫ﺷكلت حافزا ﹰ للتوحيديني للتمسﻚ ﲟفاهيم العزة والكرامة‬ ‫واإللتزام بنﻬﺞ املﻘاومة وتعزيز ﺛﻘافة محاربة التكفيريني ومنﻬﺠﻬم اإلرهابي التدميري‬ ‫والصمود بوﺟﻪ التحديات والتمسﻚ باﳊﻘوﻕ العربية وعدم التنازل عنﻬا أو املساومة‬ ‫عليﻬا والثﻘة بالنصر في اﺳتعادة كﻞ ﺷبر من فلسطني اﶈتلة والتﺄكيد علﻰ صمود‬ ‫الشعب السوري ومﻘاومتﻪ اإلرهاب ولكﻞ ﹶمن يﻘف وراﺀهم من دول خليﺠية وغربية‪.‬‬ ‫هﺬا اإلرهاب الﺬي ﳝارﺱ أبشﻊ أنواﻉ اﳉرائم وتﺨريب اﳊﻀارات كما لم تتوا ﹶن عن انتﻬاﻙ‬ ‫صارﺥ ألمن وﺳالمة واﺳتﻘرار عدد من البلدان العربية وتعرﺿﻬا ملؤامرة تستﻬدفﻬا‬ ‫بشعبﻬا وكيانﻬا ودورها كما تستﻬدف األمة بتطلعاتﻬا اﳊﻀارية والﻘومية‪.‬‬ ‫ﺇننا علﻰ يﻘني من حتمية اإلنتصار‪ ،‬ألننا ﳕلﻚ اإلرادة والتصميم وعدالة الﻘﻀايا‬ ‫واإلﺳتعداد للتﻀحية‪.‬‬ ‫وننتﻬز مناﺳبة الﺬكرﻯ التاﺳعة لتﺄﺳيس حزبنا التوحيدي لنوﺟﻪ التحية والتﻘدير‬ ‫للمﻘاومة وهي ﲢﻘق اإلﳒازات علﻰ ﻃريق عزة األمة وانتصارها علﻰ األعداﺀ‪.‬‬

‫‪50‬‬


‫‪...‬ملتﺰمون‬ ‫بالتﻐيير‬ ‫‪51‬‬

‫العدد ‪ -81‬متوز ـ آب ‪2015‬‬


‫ً‬ ‫وهاب مكرما رﺟﻞ العروبة‬

‫‪52‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.