Manbar altawhid issue 20

Page 1

‫العدد ‪ 20‬ــ أيلول ‪2008‬‬

‫موسكو ‪ -‬دمشق‪:‬‬

‫وهاب لدروز الجوالن ‪:‬‬ ‫رفضتم أن تكونوا حراس حدود إلسرائيل‬

‫تمتين التحالف االستراتيجي‬

‫األسد ‪ -‬سليمان‪:‬‬

‫قمة تبادل الثقة والتعاون‬ ‫نصري خوري‪:‬‬ ‫لبنان لن يلغي‬ ‫االتفاقات‬ ‫مع سوريا‬

‫الفكر االستراتيجي‬ ‫للعقيد القذافي‬ ‫دميانوس ّ‬ ‫قطار‪:‬‬

‫محمود درويش‪:‬‬

‫تجميد األجور نفاقاً‬

‫عاد إلى‬

‫وزيادة ‪ 200‬ألف‬ ‫ليست ً‬ ‫حال‬

‫حضن أ ِّمه‬ ‫فلسطين‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬


‫في األمور الحياتية‬ ‫والعدالة االجتماعية‬ ‫مشروعية الدولة التاريخية واستقرارها‪ ،‬تتحقق مبقدار ما تلتزم بضبط التناقضات االجتماعية‪،‬‬ ‫وضبط آليات التوزيع العادل للثروة االجتماعية‪ .‬تبدأ العدالة االجتماعية بتحقيق العدالة‬ ‫السياسية وإلغاء االمتيازات الطائفية واملذهبية‪ ،‬وتساوي املواطنني في احلقوق والواجبات واحلق‬ ‫باملشاركة‪ ،‬وذلك يستلزم‪:‬‬ ‫تأمني احلق بالسكن الالئق لكل مواطن‪.‬‬ ‫توفير مقعد لكل طالب في مختلف مستويات التعليم الرسمي‪.‬‬ ‫تأمني فرص العمل‪ ،‬لتالفي احلاجة الى الهجرة‪.‬‬ ‫املساواة بني الرجل واملرأة في القانون‪ ،‬وفي العمل والتعليم‪.‬‬ ‫تأمني االستشفاء‪ ،‬والتداوي باعتماد البطاقة الطبية‪.‬‬ ‫توسيع شبكات االمان االجتماعي والضمان الصحي‪ ،‬والعجز‪ ،‬والشيخوخة‪ ،‬واالسرة‬ ‫والطفولة‪.‬‬ ‫حتقيق االمناء املتوازن‪ ،‬عبر التنمية لكافة قطاعات االقتصاد‪ ،‬وخاص ًة قطاعي الزراعة والصناعة‬ ‫واحلرف‪.‬‬ ‫زيادة وحماية االجور والرواتب‪ ،‬بربطها مبعدالت غالء املعيشة‪.‬‬ ‫**من اهداف ومبادئ تيار التوحيد اللبناني‬

‫‪106‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫في هذا العدد‬

‫منبر التوحيد‬

‫منبر لبناني‬ ‫قانون‬ ‫االنتخاب‬

‫باراك يتحصر‬ ‫الجتياح لبنان‬ ‫بريا ً‬

‫ص‪12‬‬

‫ص ‪24‬‬

‫منبر عربي‬ ‫السعودية‪ :‬فجور امللوك‬

‫ص‪60‬‬

‫ص‪68‬‬

‫منبر دولي‬ ‫جورجيا‪:‬سقوط الهيمنة االميركية‬

‫ص‪74‬‬

‫منبر اقتصادي‬ ‫امليزان التجاري اللبناني في عجز دائم‬

‫ص‪82‬‬

‫منبر مناطق‬ ‫بنت جبيل ‪ :‬مدينة العز‬

‫ص‪92‬‬

‫منبر اجتماعي‬ ‫عمالة االطفال‪:‬‬ ‫الفقر وراء عمالة االطفال‬

‫ص‪106‬‬

‫منبر رياضي‬ ‫اوملبياد بكني ‪2008‬‬

‫أول‬

‫الكالم‬

‫ما إن ّ‬ ‫جف حبر «بيان الثقة» وظن بعض‬ ‫جلنة صياغته أنهم بقبوات كلمات معدودة‬ ‫ميكنهم تغطية سموات املقاومة‪ ،‬حتى اعتبر‬ ‫العدو اإلسرائيلي أن «حزب اهلل» سيطر على‬ ‫الدولة اللبنانية‪ ،‬فبدأت تهديدات أقطابه على‬ ‫اختالف محاورهم بحرب برية جديدة على‬ ‫لبنان‪ .‬مفترضني ما يرغبون برؤيته واكدوا على‬ ‫حقيقيته وقرروا آلية ملواجهة النتائج!!‬ ‫باألمس رد أمني عام حزب اهلل السيد حسن‬ ‫نصر اهلل على تهديدات أوملرت وباراك‪ ،‬بقوله‬ ‫إن الفرق اخلمس ستدمر في جبال قرانا وبيوتنا‬ ‫وأحيائنا قتاال ً من بيت إلى بيت‪ ،‬في نصر ال‬ ‫يلتبس على احد في العالم!!‬ ‫أما احلكومة اللبنانية العتيدة ودولة التنافر‬ ‫بالتوافق التي يهددها أوملرت وباراك‪ ،‬فلم يجد‬ ‫أي قطب فيها حاجة للرد على التهديدات‪،‬‬ ‫رس‪،‬‬ ‫كم‪ ،‬خُ ٌ‬ ‫وال ألن يرى انه معني بها‪ .‬فإذ هم ب ُ ٌ‬ ‫ُط ٌ‬ ‫رش‪ ،‬ال يجرؤون‪ ،‬فيا للهول!‬ ‫ً‬ ‫وغدا‪ ،‬إن وقعت احلرب‪ ،‬وهي واقعة ال محالة‪،‬‬ ‫بحكم منطق العدوان اليهودي الصهيوني‪،‬‬ ‫فستضطر املقاومة للرد بالقوة الكافية‪،‬‬ ‫ويتهمها بكم اليوم وخرسهم من نِعام لبنان‬ ‫بأنها تتفرد بقرار احلرب‪ ،‬وهم ال في العير وال‬ ‫في النفير‪ ،‬فال يستنكرون تهديد بلدهم وقت‬ ‫السلم‪ ،‬وال يخوضون «مغامرات» الدفاع عن‬ ‫كرامته حني تقرع طبول الدفاع عنه؟‬ ‫وهل يعقل في احلرب الرقمية أن تنتظر‬ ‫املقاومة مومياءات القرون الوسطى وعقليتها‬ ‫السياسية لتستفيق من جحورها مستأذنة‬ ‫رايس بعد ان تقبلها أن جتيز لها الدفاع عن غرف‬ ‫نومها السرية!!‬ ‫فإن كنتم جبناء‪ ،‬عذرناكم‪ ،‬وإن كنتم مأجورين‬ ‫نقمنا عليكم‪ ،‬لكن لن نقول عن تقاعسكم‬ ‫عن نداء الواجب الوطني‪ ،‬كي ال تقل املروءة بني‬ ‫العرب‪ ..‬و»هي بيناتنا مش وال بد»!‬

‫منبر فلسطيني‬ ‫علي فيصل‪ :‬معركتنا واحدة في لبنان‬ ‫وفلسطني وسوريا والعراق‪.‬‬

‫نشرة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫العدد العشرون ‪ /‬أيلول ‪2008‬‬

‫ص‪110‬‬

‫“أسرة التحرير”‬

‫سكرتيرة التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بيروت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضمان االجتماعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫مفهومنا للحوار‬ ‫ومطلبنا منه‬

‫عند كل أزمة سياسية ودستورية ووطنية يتعرض لها‬ ‫لبنان‪ ،‬ترتفع االصوات منادية باحلوار ومطالبة بتسوية‪،‬‬ ‫وتنعقد اجللسات‪ ،‬وتدور املناقشات‪ ،‬وتتقدم املطالب‬ ‫الطائفية واملذهبية‪ ،‬وتتدخل الدول ليكون لها موطئ قدم‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫فاحلوار مطلوب‪ ،‬واليه يجب االحتكام‪ ،‬النه البديل للغة‬ ‫العنف واستخدام السالح واالذعان للغرائز والعصبيات‪.‬‬ ‫ولكن للحوار هدف‪ ،‬فهو ليس حوارا ً من اجل احلوار فقط‪،‬‬ ‫وال ميكن أن يكون حوار طرشان‪ ،‬فللحوار غاية وهو قيام وطن‪،‬‬ ‫وبناء دولة‪ ،‬وانشاء مؤسسات وتطبيق القوانني‪ ،‬وتنمية‬ ‫الوالء الوطني‪ ،‬وتعزيز املواطنية على الفئوية والطائفية‬ ‫واملذهبية‪.‬‬ ‫واحلوار لينجح يجب ان ينطلق من مسلمات وثوابت وعناوين‬ ‫كان جرى التوافق عليها‪ ،‬فال يعود البحث الى االصل‪ ،‬الى‬ ‫الهوية الوطنية واالنتماء القومي وحتديد الصديق والعدو‪.‬‬ ‫ففي لبنان االزمة ما زالت هي هي‪ ،‬منذ نشوء هذا الكيان عام‬ ‫‪ 1920‬على يد املستعمر الفرنسي اجلنرال غورو‪ ،‬الذي سمي‬ ‫لبنان دولة‪ ،‬واعطاه دستور اجلمهورية الثالثة في فرنسا‪،‬‬ ‫وهكذا ولدت االزمة‪ ،‬الن الوطن لم ينشأ بإرادة اللبنانيني‪،‬‬ ‫ومنذ ذلك احلني وقع اخلالف حول هوية لبنان‪ ،‬وهي االساس‬ ‫في كل االزمة‪ ،‬الن على حتديدها يقوم النظام السياسي‪،‬‬ ‫وألن الفرنسيني في ذلك الوقت ارادوا لبنان دولة للموارنة‪،‬‬ ‫جاء النظام على صورتها‪ ،‬وكانت االمتيازات املارونية‪ ،‬والتي‬ ‫اصطلح على تسميتها باملارونية السياسية‪.‬‬ ‫وملا انتفخ حجم املوارنة سياسيا ً من جبل لبنان الى‬ ‫احملافظات االربع‪ ،‬لم يعد الشريك في احلكم درزيا ً وفق‬ ‫تقسيم القائمقاميتني بعد احداث ‪ ،1860‬او مجلس احلكم‬ ‫في جبل لبنان‪ ،‬اصبح الشريك في احلكم سنياً‪ ،‬وهنا بدأ‬ ‫اخلالف حول هوية لبنان وبالتالي نظام احلكم فيه‪ ،‬فكانت‬ ‫تسوية العام ‪ 1943‬او ما سمي بـ “صيغة ‪ ،”43‬التي تخلى‬ ‫فيها املسلمون (السنة) عن الوحدة السورية والتطلع نحو‬ ‫الوحدة العربية‪ ،‬وتراجع املسيحيون (املوارنة) عن طلب‬ ‫حماية الغرب‪ ،‬او اعتبار فرنسا االم احلنون‪.‬‬ ‫واملسألة بدأت في مفهوم الشراكة في احلكم‪ ،‬بعد ان مت‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حتديد هوية لبنان‪ ،‬بأنه ال مع الشرق وال مع الغرب‪ ،‬وليس ممرا‬ ‫لإلستعمار او مقرا ً له‪ ،‬وطلب الشراكة تسببت بأزمات منذ‬ ‫االستقالل‪ ،‬وكانت في احد جوانبها‪ ،‬مرتبطة باسباب تتعلق‬ ‫اما بسياسة احملاور العربية واالقليمية والدولية‪ ،‬او مبوضوع‬ ‫الصراع العربي – االسرائيلي‪ ،‬وهذا ما حصل في ازمة العام‬ ‫‪ 1958‬التي تسببت بحرب اهلية محدودة‪ ،‬انتهت الى تسوية‬ ‫اميركية ومصرية‪ ،‬جاءت بالرئيس اللواء فؤاد شهاب رئيسا ً‬ ‫للجمهورية حتت مظلة اجلمهورية العربية املتحدة (الوحدة‬ ‫املصرية – السورية) برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر‪،‬‬ ‫الذي اتفق في لقاء اخليمة الشهير عند احلدود اللبنانية‬ ‫– السورية‪ ،‬ان يضمن لبنان ان يبقى من ضمن السياسة‬ ‫الناصرية العربية واخلارجية‪ ،‬على ان يتفرغ الرئيس شهاب‬ ‫الى بناء الدولة‪.‬‬ ‫هذه الصيغة – التسوية‪ ،‬برعاية عربية واقليمية ودولية‪،‬‬ ‫لم تعمر كثيراً‪ ،‬اذ انفجرت بعد هزمية ‪ 1967‬امام اسرائيل‪،‬‬ ‫وما اصاب الرئيس عبد الناصر من نكسة وتقدمي استقالته‪،‬‬ ‫فاستغل االنعزاليون اللبنانيون من املسيحيني ما حصل‪،‬‬ ‫وقرروا خوض االنتخابات النيابية عام ‪ 1968‬في “حلف ثالثي”‬ ‫بشعارات طائفية مستغلني ما كان يقوم به املكتب الثاني‬ ‫(مخابرات اجليش) من تدخالت في السياسة وقمع للحريات‬ ‫واالرتكابات‪ ،‬لالنقضاض على اخلط العروبي في لبنان‪ ،‬وانهاء‬ ‫حكم الشهابية‪ ،‬وهذا ما حصل في انتخابات الرئاسة‬ ‫عام ‪ ،1975‬فوصل الرئيس سليمان فرجنية الى قصر بعبدا‪،‬‬ ‫على وقع التداعيات التي رافقت خسارة االنظمة العربية‬ ‫حلرب ‪ ،1967‬وظهور العمل الفدائي الفلسطيني‪ ،‬فتحركت‬ ‫اخمليمات الفلسطينية في لبنان وقررت حمل السالح‬ ‫لتحرير فلسطني والرد على الهزمية‪ ،‬وهكذا حتول لبنان الى‬ ‫ساحة صراع على وقع احلرب الباردة بني اجلبارين االميركي‬ ‫والسوفياتي‪ ،‬وانفجرت احلرب االهلية فيه عام ‪ ،1975‬حتت‬ ‫عنوانني اساسيني تسليح اجليش ملواجهة االعتداءات‬ ‫االسرائيلية وانخراط لبنان في املعركة واملطالبة باملشاركة‬ ‫في احلكم‪ ،‬وكان الرد على هذه الطروحات ان قوة لبنان في‬ ‫ضعفه “شعار رفعه بيار اجلميل‪ ،‬وان التقسيم هو البديل‬ ‫عن املشاركة‪ ،‬الن لبنان مولود للموارنة”‪.‬‬


‫وقد اختصرت احداث الـ ‪ 15‬سنة التي مرت على لبنان‪،‬‬ ‫حقيقة االزمة التي يعيشها‪ ،‬التي اوقفها اتفاق الطائف‬ ‫ولم يحلها‪ ،‬وكان تسوية ارست اسسا الصالح النظام‬ ‫السياسي‪ ،‬ولكنها لم تنتج دولة‪ ،‬او تقيم املؤسسات‪ ،‬ولقد‬ ‫ادى سؤ تطبيق االتفاق‪ ،‬وامتناع اطراف اساسية لبنانية‬ ‫عن االنخراط في عملية الغاء الطائفية‪ ،‬وحتديث قانون‬ ‫االنتخاب‪ ،‬وبناء السلطة القضائية املستقلة‪ ،‬وحتقيق‬ ‫االمناء املتوازن‪ ،‬وتكريس الالمركزية االدارية‪ ،‬والغاء طائفية‬ ‫الوظيفة‪ ،‬وتعزيز العالقات اللبنانية – السورية املميزة‪ ،‬الى‬ ‫انفجار االزمة من جديد‪.‬‬ ‫كل هذه االصالحات لم يتم التعامل معها بجدية‪ ،‬وهي‬ ‫تؤسس لبناء الدولة واالجتاه بها نحو دولة مدنية بنسبة‬ ‫عالية‪ ،‬ألن املصالح الطائفية واملذهبية والفئوية كانت‬ ‫اقوى من ارادة االصالحيني وطموحهم‪ ،‬فتم جتاوز قانون‬ ‫االنتخاب على اساس احملافظة في اول عملية انتخابية في‬ ‫العام ‪ ،1992‬وكرت سبحة القوانني االستثنائية‪ ،‬ومت تقويض‬ ‫تكوين السلطة وحتريرها من الطائفية‪ ،‬وجاء اتفاق الدوحة‬ ‫ليعود الى قانون انتخابات العام ‪ 1960‬على اساس القضاء‪،‬‬ ‫لينسف اتفاق الطائف‪ ،‬كما ان رفع املشاركة في السلطة‬ ‫من قبل الطائفة الشيعية بعد استقالة وزرائها من‬ ‫احلكومة السابقة‪ ،‬الى القفز فوق الدستور وميثاق العيش‬ ‫املشترك‪ ،‬حيث تؤشر هذه التطورات‪ ،‬الى ان اتفاق الطائف‬ ‫بد من احلوار حول صيغة جديدة‪ ،‬قد تاخذ مما ورد‬ ‫سقط‪ ،‬وال ّ‬ ‫في هذا االتفاق‪ ،‬لكن على اساس صيغة اكثر تطورا ً للنظام‬ ‫السياسي في لبنان‪ ،‬ال تقوم على تسوية‪ ،‬او ال غالب وال‬ ‫مغلوب‪ ،‬او حفظ حقوق الطوائف واملذاهب‪.‬‬ ‫وان احلوار الذي دعا اليه رئيس اجلمهورية العماد ميشال‬ ‫سليمان في القصر اجلمهوري‪ ،‬ال يجب ان يقتصر على‬ ‫عنوان واحد هو االستراتيجية الدفاعية‪ ،‬وال بد ان يتوسع‬ ‫الى عناوين اخرى تتعلق بأسس بناء الدولة‪ ،‬ومبوقع لبنان من‬ ‫الصراع العربي – االسرائيلي‪ ،‬واخراجه من لعبة احملاور العربية‬ ‫واالقليمية والدولية‪ ،‬ووضع رؤية اقتصادية‪ -‬اجتماعية‬ ‫تختلف عن كل السياسات السابقة التي انتهجتها‬ ‫حكومات الرئيس رفيق احلريري وادت الى وقوع لبنان في‬ ‫املديونية التي فاقت الـ ‪ 42‬مليار دوالر‪ ،‬واثقلت املوازنة‬ ‫بخدمة دين‪ ،‬مبا نسبته ‪ ،%50‬وهذا ما ادى الى التضخم من‬ ‫خالل سياسة فرض الرسوم والضرائب‪ ،‬وتراجع النمو العام‪،‬‬ ‫وحتميل املواطن اللبناني ما ال قدرة على احتماله من اعباء‬ ‫مالية ادت الى ارتفاع نسبة الفقر الى ‪ ،%25‬والبطالة في‬ ‫صفوف الشباب ومتخريجي اجلامعات واملعاهد الى ‪%35‬‬ ‫وارتفاع وازدياد الهجرة الى اخلارج ال سيما بني اصحاب‬ ‫الشهادت العليا والكفاءات واخلبرة‪.‬‬ ‫هذه العناوين يجب ان تكون مادة احلوار على طاولة قصر‬

‫بعبدا‪ ،‬وان تتسع الكثر من الشخصيات التي اعتاد الرئيس‬ ‫نبيه بري ان يدعوها‪ ،‬وهي متثل كتالً برملانية‪ ،‬وان يشارك فيها‬ ‫ممثلون آخرون لقوى سياسية وشعبية وفعاليات واالستعانة‬ ‫باصحاب خبرات ليرفدوا احملاورين بالدراسات واالقتراحات‪.‬‬ ‫فاحلوار يجب ان يكون اليوم قبل الغد‪ ،‬ولكن ال يجوز ان‬ ‫تتم الدعوة اليه بتسرع‪ ،‬بل بهدوء لالستفادة من هذه‬ ‫املناسبة الوطنية‪ ،‬وتهيئة االجواء لنجاحه‪ ،‬من خالل جلان‬ ‫متهيدية تتفق على عناوين اساسية تضعها على طاولة‬ ‫احلوار‪ ،‬لينتهي ليس الى حلول ترقيعية ومجتزأة لالزمة‪،‬‬ ‫بل الى معاجلة جذرية السبابها‪ ،‬ال التلهي في القشور بل‬ ‫الغوص الى جوهر القضايا‪ ،‬بحيث يبدأ البحث من نقطة‬ ‫مركزية وهي‪ ،‬هوية لبنان الن هناك خالفا ً حولها ليس مبعنى‬ ‫وجوده ككيان وحدود‪ ،‬بل كاجتاه سياسي وفكري وثقافي‪،‬‬ ‫فهل هويته اميركية‪ ،‬ام لبنانية‪ ،‬بالرغم من رفع قوى‬ ‫‪ 14‬شباط‪ ،‬لشعار “لبنان اوالً”‪ ،‬فهو ال يغري وال يدل على‬ ‫السيادة واالستقالل والهوية‪ ،‬بقدر ما يؤكد باملمارسة انه‬ ‫لبناني ولكنه اميركي الهوية السياسية املرتبط باملشروع‬ ‫االميركي املهادن السرائيل والساعي الى سالم معها واملانع‬ ‫للمقاومة والدائر في فلك “الشرق االوسط اجلديد او الكبير”‬ ‫الذي تضيع فيه الهوية العربية ايضاً‪.‬‬ ‫في مقابل هذه الهوية‪ ،‬هناك الهوية اللبنانية املقاومة‪،‬‬ ‫احملتضنة القضية الفلسطينية الرافضة للتوطني‪ ،‬واملانعة‬ ‫التقسيم وحتويل لبنان الى “كانتونات طائفية”‪ ،‬املنسلخ‬ ‫عن محيطه القومي مع سوريا‪ ،‬واملنعزل عن دوره العربي‬ ‫الثقافي واحلضاري‪.‬‬ ‫هذا الوضوح مطلوب للحوار‪ ،‬الذي يجب ان يخرج عن‬ ‫االطار الفولكلوري‪ ،‬وحفالت التكاذب التي اشتهر به‬ ‫الساسة اللبنانيون‪.‬‬ ‫لذلك مرفوض احلوار الذي سيصل الى تسوية‪ ،‬والى “‬ ‫ال غالب وال مغلوب “‪ ،‬الن هذه العقلية التسووية ال ميكن‬ ‫بد من عقلية جديدة تكون موجودة على‬ ‫ان تستمر‪ ،‬وال ّ‬ ‫طاولة احلوار‪ ،‬تستعرض وقائع كل الصيغ‪ ،‬وتنظر بالتجارب‬ ‫واحملن واالزمات التي حلت بلبنان‪ ،‬لتخلص الى حلول وطنية‬ ‫قوامها لبنان وطن نهائي‪ ،‬فهو وطن اللبنانيني‪ ،‬توحدهم‬ ‫دولة املواطن ال الطوائف واملذاهب‪ ،‬وجتمعهم الكفاءة في‬ ‫املؤسسات ال احملسوبيات والتنفيعات والفئويات‪ ،‬وتعزز‬ ‫انتماءهم الوطني مقاومة دحرت االحتالل االسرائيلي‪،‬‬ ‫وتعمق شعورهم القومي عالقة طبيعية ومميزة مع سوريا‪،‬‬ ‫منطلقها دورة اقتصادية بني البلدين‪.‬‬ ‫هذا هو مفهومنا للحوار‪ ،‬وهذه عناويننا له‪ ،‬واليه نتطلع‬ ‫الن يكون نقطة التحول في ارساء اسس الوطن وبناء‬ ‫الدولة‪.‬‬

‫“منبر التوحيد”‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬


‫الغالف‬ ‫قمة سليمان – األسد أسست لعالقات تنطلق من اإليجابيات‬

‫التبادل االقتصادي ال الدبلوماسي فقط‬ ‫يعزز التعاون اللبناني – السوري‬

‫لقاد االسد ـ سليمان‬

‫هل كانت صدفة ان تتزامن زيارة رئيس‬ ‫اجلمهورية العماد ميشال سليمان الى سوريا‪،‬‬ ‫بعد يوم على نيل احلكومة ثقة مجلس النواب‪،‬‬ ‫وهي الصدفة نفسها التي فرضت على رئيس‬ ‫احلكومة فؤاد السنيورة ان يزور دمشق اثر نيل‬ ‫حكومته الثقة في مطلع آب من العام ‪،2005‬‬ ‫وبعد ثالثة اشهر على انسحاب القوات السورية‬ ‫من لبنان نهاية نيسان من العام نفسه‪.‬‬ ‫فقبل ثالث سنوات ذهب السنيورة الى‬ ‫العاصمة السورية‪ ،‬التي هي ممر اجباري لعالقات‬ ‫لبنان العربية‪ ،‬كونها ترتبط معه بروابط جغرافية‬ ‫واقتصادية واجتماعية وتاريخية‪ ،‬ويجمعها به‬ ‫مصير واحد في مواجهة العدو االسرائيلي‪ ،‬والنه‬

‫‪4‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ال تستقيم االوضاع في لبنان‪ ،‬اذا كانت عالقته‬ ‫مع سوريا متوترة‪ ،‬او ان يتحول الى ارض معادية‬ ‫للدولة التوأم له‪ ،‬والعكس متاماً‪ ،‬لذلك فان‬ ‫مقولة اال يحكم لبنان من سوريا‪ ،‬او حتكم سوريا‬ ‫من لبنان‪ ،‬مقولة صحيحة‪ ،‬جلهة اال يحصل‬ ‫اختراق من اي من البلدين للبلد اآلخر‪ ،‬حيث‬ ‫كانت ترتفع وتيرة التوتر بينهما‪ ،‬عندما كان يتم‬ ‫اكتشاف مؤامرة تدبر من اطراف معادية او على‬ ‫خصومة سياسية للنظام السياسي في كل‬ ‫منهما‪ ،‬وكانت الشكوى السورية تاريخياً‪ ،‬هي ان‬ ‫املؤامرات واالنقالبات كانت تطبخ في بيروت التي‬ ‫كانت تستقبل معارضني للنظام في سوريا‪ ،‬اي‬ ‫نظام‪ ،‬وهذه الظاهرة انتشرت في اخلمسينيات‬

‫والستينيات وحتى منتصف السبعينيات‪ ،‬وهي‬ ‫عادت تطل بعد خروج القوات السورية من لبنان‪،‬‬ ‫اذ فتحت السلطة املمثلة بـ “تيار املستقبل”‬ ‫واحلزب التقدمي االشتراكي‪ ،‬االبواب للمعارضني‬ ‫للحكم في سوريا‪ ،‬ان يتخذوا من لبنان قاعدة‬ ‫لتدبير مؤامرات لزعزعة الوضع في سوريا‪ ،‬وقد‬ ‫مت افتتاح مركز للمعارضة السورية في لبنان‬ ‫من خالل النائب السابق في مجلس الشعب‬ ‫السوري‪ ،‬مأمون احلمصي‪ ،‬وشخصيات أخرى مما‬ ‫يسمى “جبهة اخلالص الوطني” التي يقودها‬ ‫نائب الرئيس السوري السابق عبد احلليم خدام‬ ‫مع “االخوان املسلمني” الذين فتحت لهم مقرات‪،‬‬ ‫ووضعت بتصرفهم مع معارضني آخرين وسائل‬


‫الرئيسان مع عقيلتيهما‬

‫االعالم التابعة لـ”تيار املستقبل” لتستخدم‬ ‫كأداة للتحريض على القيادة السورية‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حصل عشية زيارة العماد سليمان لسوريا‪ ،‬حيث‬ ‫استضافت شاشة “املستقبل” خدام‪ ،‬لينفث‬ ‫سمومه ضد الرئيس االسد والقيادة السورية‪.‬‬ ‫وعندما زار السنيورة دمشق‪ ،‬فان اول ما مت‬ ‫االتفاق عليه مع املسؤولني السوريني‪ ،‬هو وقف‬ ‫احلمالت اإلعالمية على سوريا من قبل قوى ‪14‬‬ ‫شباط التي وصلت بانتقاداتها الى حد التجريح‬ ‫الشخصي‪ ،‬كما جاء في كالم النائب وليد جنبالط‬ ‫في اكثر من مناسبة‪ ،‬وفي كالم اقل قسوة من‬ ‫النائب سعد احلريري‪ ،‬في حني رفع سمير جعجع‬ ‫العداء لسوريا واعتبرها هي العدو للبنان وليس‬ ‫اسرائيل‪ .‬وهذه العدائية لسوريا تزامنت مع‬ ‫اضطهاد املواطنني السوريني‪ ،‬واستخدام عنصرية‬ ‫مستهجنة معهم‪ ،‬من ضرب واعتقال العمال‬

‫السوريني عند كل حادث امني‪ ،‬واعتبرت هذه‬ ‫االرتكابات من قبل بعض االطراف اللبنانية في‬ ‫السلطة‪ ،‬انها موجهة ضد سوريا‪ ،‬وان السنيورة‬ ‫الذي تعهد بان يعيد العالقات الى طبيعتها‪ ،‬ويتم‬ ‫الفصل بينها وبني احملكمة الدولية في اغتيال‬ ‫الرئيس رفيق احلريري لم يفعل شيئاً‪ ،‬ال بل اندفع‬ ‫باملشروع االميركي ضد سوريا‪ ،‬وانحرف نحو “احملور‬ ‫العربي املعتدل” كما تسميه االدارة االميركية‪،‬‬ ‫والذي يضم السعودية ومصر واالردن‪ ،‬وهذا‬ ‫احملور انشئ ملواجهة سوريا‪ ،‬واعتبرت السعودية‬ ‫وحلفاؤها‪ ،‬ان لبنان هو املكان الذي منه ميكن‬ ‫التأثير والضغط على القيادة السورية‪ ،‬واستغالل‬ ‫جرمية اغتيال احلريري ضدها‪ ،‬وهذا ما حصل فعلياً‪،‬‬ ‫مما ادخل العالقات بني لبنان وسوريا في دائرة التوتر‬ ‫من قبل فريق االغلبية النيابية الذي قرر خوض‬ ‫معركة تغيير النظام‪ ،‬وهو ما افصح عنه رئيس‬

‫احلزب التقدمي االشتراكي‪ ،‬وكشف عن انه ذهب‬ ‫اكثر من مرة الى واشنطن للعمل على اسقاط‬ ‫النظام في سوريا‪ ،‬لكنه جوبه باجوبة حاسمة‪،‬‬ ‫بان املطلوب تغيير سلوك النظام ال إسقاطه‪،‬‬ ‫وقد فهم جنبالط‪ ،‬ان رهاناته فاشلة وان ما وعده‬ ‫به خدام كان من نسج اخليال‪ ،‬فخفف من حملته‬ ‫وانكفأ الى تدبير اموره في كيف سيفتح قنوات‬ ‫حوار مع القيادة السورية التي جاء ردها بالرفض‪،‬‬ ‫النه تخطى اخلط األحمر في اندفاعه نحو قلب‬ ‫النظام‪ ،‬والتعاون مع أعداء سوريا‪.‬‬ ‫وهكذا مرت السنوات الثالث‪ ،‬ولم تهدأ قوى ‪14‬‬ ‫شباط وعلى رأسها جنبالط في تدبير املؤامرات‬ ‫على سوريا كما تقول قيادتها‪ ،‬التي استطاعت‬ ‫ان جتتاز كل الظروف الصعبة‪ ،‬منذ صدور القرار‬ ‫‪ 1559‬الذي طالبها بسحب قواتها من لبنان‪،‬‬ ‫الى القرارات األخرى التي اصدرها مجلس االمن‪،‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪5‬‬


‫الغالف‬ ‫وتطالبها بأن تقيم عالقات دبلوماسية‪ ،‬وأال‬ ‫تتدخل في الشؤون اللبنانية‪ ،‬اضافة الى قرارات‬ ‫اخرى فيها عقوبات‪ ،‬وكل ذلك بسبب دعم سوريا‬ ‫للمقاومة‪ ،‬وتسهيل مرور السالح اليها عبر‬ ‫اراضيها‪.‬‬ ‫لم ترضخ سوريا للتهديدات والضغوط‬ ‫والقرارات‪ ،‬ومنذ اغتيال احلريري ادركت قيادتها‬ ‫انها مستهدفة‪ ،‬فقررت سحب قواتها‪ ،‬وانعقد‬ ‫اجمللس االعلى اللبناني السوري في ‪ 5‬آذار ‪،2005‬‬ ‫وقرر املوافقة على ما سبق وأعلنه الرئيس‬ ‫السوري بشار االسد من عودة القوات الى سوريا‪،‬‬ ‫كما وافق اجمللس األعلى الذي ضم اضافة الى‬ ‫الرئيسني االسد واميل حلود‪ ،‬رئيسي اجمللسي‬ ‫النيابي واحلكومة في لبنان نبيه بري وعمر‬ ‫كرامي‪ ،‬ورئيس مجلس الشعب واحلكومة في‬ ‫سوريا محمود االبرش ومحمد العطري‪ ،‬على‬ ‫اقامة عالقات دبلوماسية‪ ،‬بني الدولتني‪.‬‬ ‫والتبادل الدبلوماسي‪ ،‬سبق ان طرحته سوريا‬ ‫على لبنان في العام ‪ ،1962‬لكن رئيس احلكومة‬ ‫آنذاك رشيد كرامي‪ ،‬رفض ذلك‪ ،‬ألن العالقة بني‬ ‫البلدين تتخطى اقامة سفارات‪ ،‬وألن الروابط‬ ‫اكبر من ان تكون دبلوماسية التي ستعيق تنقل‬ ‫اللبنانيني والسوريني بني الدولتني‪ ،‬في وقت تتجه‬ ‫الدول الى الغاء احلدود بينها وفتحها‪.‬‬ ‫وبعد اتفاق الطائف‪ ،‬الذي اورد فقرة اشارت‬ ‫إلى العالقات املميزة بني البلدين‪ ،‬وكي ال تبقى‬ ‫في االطار الشخصي وتفعل فيها املؤثرات‬ ‫الشخصية‪ ،‬تقرر من خالل القمم اللبنانية –‬ ‫السورية التي عقدت بني الرئيسني الياس الهراوي‬ ‫وحافظ االسد واالتصاالت بني القيادتني‪ ،‬ان ينشأ‬ ‫مجلس اعلى لبناني – سوري ينظم العالقات‪،‬‬ ‫وهو يقترب الى مستوى ما هو قائم بني دول‬ ‫مجلس التعاون اخلليجي‪ ،‬وداخل االحتاد االوروبي‪،‬‬ ‫بالرغم من وجود تبادل دبلوماسي‪ ،‬ألن الدول‬ ‫تتجه في عالقاتها نحو التكامل االقتصادي‪ ،‬وهو‬ ‫ما قصده اجمللس االعلى اللبناني – السوري في‬ ‫عمله الذي تركز على التبادل التجاري واملسألة‬ ‫اجلمركية‪ ،‬وتسهيل العبور عند احلدود وتخفيف‬ ‫القيود على مواطني البلدين‪ ،‬والبحث في تقاسم‬ ‫املياه وحتديدا ً مياه العاصي‪ ،‬اضافة الى الربط‬ ‫الكهربائي‪.‬‬ ‫وقد حقق اجمللس األعلى خطوات متقدمة في‬ ‫هذا االجتاه‪ ،‬لكن طغى اجلانب االمني في كثير‬ ‫من االحيان على اجلانب االقتصادي في العالقة‬ ‫بني البلدين وتدخل اجهزة امنية سورية ملصلحة‬ ‫سياسيني لبنانيني‪ ،‬وهو ما ساهم في ان حتصل‬ ‫شوائب وارتكابات في العالقات‪ ،‬والتي اعترف‬ ‫بأخطائها املسؤولون في البلدين‪ ،‬واكدوا على‬ ‫ضرورة تصحيحها‪ ،‬لكن قوى ‪ 14‬شباط رأت ان‬ ‫العالقات لكي تصبح ندية‪ ،‬يجب ان تنطلق من‬ ‫اعتراف سوري بلبنان‪ ،‬والتراجع عن فكرة ان لبنان‬ ‫انسلخ عن سوريا بفعل مؤامرة التقسيم التي‬ ‫حصلت في معاهدة سايس – بيكو‪ ،‬وكان الرد‬ ‫السوري هو باالعتراف باتفاق الطائف الذي كرس‬

‫‪6‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫لبنان وطنا ً نهائياً‪.‬‬ ‫وما رفعته قوى ‪ 14‬شباط من مطالب تعتبرها‬ ‫تصب في سيادة واستقالل لبنان‪ ،‬لم تكن سوريا‬ ‫تنظر اليها بنظرة معاكسة‪ ،‬حيث اقرت بالكيان‬ ‫اللبناني بحدوده التي رسمها االستعمار‪ ،‬ورأت‬ ‫ان التكامل االقتصادي هو الذي يقفز فوق احلدود‪،‬‬ ‫التي يريد “السياديون في لبنان” ترسيمها ظنا ً‬ ‫منهم انهم يتصدون ألطماع سوريا في لبنان وفق‬ ‫مزاعمهم‪ ،‬التي يظنون انها ما زالت حتلم بضمه‬ ‫اليها‪ ،‬وهذا االمر كان مرفوضا ً من القيادة السورية‬ ‫وعلى رأسها الرئيس حافظ االسد الذي رفض‬ ‫طلبا ً تقدم به اركان “اجلبهة اللبنانية” املؤلفة‬ ‫من كميل شمعون وبيار اجلميل وشخصيات‬ ‫اخرى‪ ،‬اقامة احتاد كونفدرالي بني لبنان وسوريا في‬ ‫العام ‪ 1976‬على ان ينضم اليه االردن‪ ،‬وكان جواب‬ ‫االسد ان للبنان خصوصياته ونحن ال نهدف الى‬ ‫ضمه او احلاقه‪ ،‬بل الى منع تقسيمه وحتويله الى‬ ‫“اسرائيل ثانية”‪.‬‬ ‫ففكرة ضم لبنان اسقطتها القيادة السورية‪،‬‬

‫قوى ‪ 14‬شباط‬ ‫ما زالت‬ ‫على عقلية الثأر‬ ‫بدعم المعارضة‬ ‫السورية‬ ‫وان كانت ال تعترف مبفاعيل التجزئة من‬ ‫منطلق قومي وفق عقيدة حزب البعث العربي‬ ‫االشتراكي‪ ،‬لكنها تعاطت بواقعية سياسية‪،‬‬ ‫تقوم على ان انهاء مفاعيل التجزئة‪ ،‬من خالل‬ ‫التركيز على تفعيل الدورة االقتصادية بني لبنان‬ ‫وسوريا وتوسيعها الى باقي املشرق العربي وصوال ً‬ ‫الى سوق مشرقية‪ ،‬وهو مطلب االقتصاديني‬ ‫اللبنانيني من صناعيني وجتار وزارعيني‪ ،‬بضرورة‬ ‫تنظيم العالقات االقتصادية بني دمشق وبيروت‬ ‫الن هناك سوقا ً في سوريا يضم ‪ 20‬مليون مواطن‬ ‫تستفيد منها الصادرات اللبنانية‪.‬‬ ‫لذلك جاء انعقاد القمة اللبنانية – السورية‬ ‫بني الرئيسني سليمان واالسد‪ ،‬انطالقا ً من‬ ‫تصحيح العالقة من الباب االقتصادي‪ ،‬وان‬ ‫التبادل الدبلوماسي ليس هو االساس‪ ،‬واذا كان‬ ‫فريق االغلبية النيابية احلالية ينظر اليه على‬

‫انه حقق فيه انتصارا سياسيا‪ ،‬باعتراف سوريا‬ ‫بلبنان‪ ،‬فان املسألة ال تتوقف هنا‪ ،‬بل على مرحلة‬ ‫ما بعد فتح السفارتني‪ ،‬وهي تفعيل العالقات‬ ‫باجتاه التكامل االقتصادي وهو ما اعلنه البيان‬ ‫املشترك الذي صدر عن قمة الرئيسني السوري‬ ‫واللبناني‪ ،‬وتخطى كل االسباب االخرى التي‬ ‫اعاقت قيام عالقة سليمة‪ ،‬النها كانت تتعلق‬ ‫بظروف خارجة عن ارادة الشعبني اللبناني‬ ‫والسوري‪ ،‬ويتحمل مسؤولية اخطاء تلك‬ ‫املرحلة من امسك مبا يسمى “امللف اللبناني”‬ ‫في سوريا وعلى رأسهم خدام يعاونه حكمت‬ ‫الشهابي وغازي كنعان‪ ،‬وكان لهم حلفاء‬ ‫في لبنان استفادوا سياسيا ً وماديا ً ومعنويا ً‬ ‫من وجود فريق في سوريا يؤمن لهم اخلدمات‬ ‫السياسية واملالية‪ ،‬ومن ابرز هؤالء املستفيدين‬ ‫جنبالط ورفيق احلريري وآخرون‪.‬‬ ‫وقد جنحت القمة اللبنانية – السورية في‬ ‫صياغة عالقة جديدة‪ ،‬بوابتها االقتصاد‪ ،‬واعطى‬ ‫الرئيس االسد للرئيس سليمان كل ما يريده‪،‬‬ ‫وحتديدا ً التبادل الدبلوماسي‪ ،‬دون الغاء اجمللس‬ ‫االعلى اللبناني – السوري الذي كان مطلب‬ ‫قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬الن لهذا اجمللس ضرورة متابعة‬ ‫ومراجعة اتفاقيات في اغلبها ملصلحة لبنان‪،‬‬ ‫وان اسقاطه يعني اسقاط هذه االتفاقيات‪ ،‬كما‬ ‫ان وجوده ال يتناقض مع قيام سفارتني‪ ،‬حيث‬ ‫هناك جتارب في هذا اجملال‪ ،‬ومنها مجلس التعاون‬ ‫اخلليجي‪.‬‬ ‫اسست القمة لعالقات وصفحة جديدة‪ ،‬ولم‬ ‫تغص باملواضيع املعقدة‪ ،‬مثل قضية املفقودين‬ ‫التي يجري استغاللها سياسيا ً وانسانياً‪ ،‬وان‬ ‫هذا املوضوع الذي وضع في يد جلنة مشتركة‬ ‫فيها قضاة وامنيون توصلت الى وضع ملفات‬ ‫باألشخاص‪ ،‬على ان تعطى اجوبة حول وضع كل‬ ‫مفقود‪ ،‬ال سيما وانه مر اكثر من ‪ 33‬عاما ً على‬ ‫اختفاء اشخاص في ظل حروب متنقلة وحصول‬ ‫مجازر وعمليات تهجير‪ ،‬ودخول قوات عسكرية‬ ‫من مختلف الدول إلى لبنان‪.‬‬ ‫اما مسألة ترسيم احلدود‪ ،‬فان املوقف السوري‬ ‫املبدئي هو معه‪ ،‬على ان يبدأ من الشمال‪ ،‬وان يتم‬ ‫في مزارع شبعا بعد حتريرها‪ ،‬وان سوريا سبق لها‬ ‫واعترفت بلبنانيتها‪ ،‬وعلى االمم املتحدة ان تخرج‬ ‫اسرائيل منها‪ ،‬لتحصل عملية الترسيم التي‬ ‫كانت قائمة منذ االربعينيات وهناك وثائق لبنانية‬ ‫تؤكد ملكية لبنان للمزارع التي ال تعترض سوريا‬ ‫عليها وفق ما اكد مسؤولون فيها‪.‬‬ ‫لقد شكلت قمة الرئيسني سليمان واالسد‪،‬‬ ‫بداية لتأسيس عالقة جديدة‪ ،‬تنهي مرحلة كانت‬ ‫حافلة بااليجابيات والسلبيات‪ ،‬لكن االيجابيات‬ ‫فيها اكثر وهي قامت على دعم املقاومة لطرد‬ ‫االحتالل االسرائيلي‪ ،‬وحفظ السلم االهلي‬ ‫واعادة توحيد لبنان وعودة العمل الى املؤسسات‬ ‫الدستورية فيه‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬


‫منبر لبناني‬

‫هل تأخذ الدولة بإنجازات المقاومة‬ ‫وتعتبرها استراتيجية دفاعية؟‬ ‫مع نيل احلكومة الثقة على بيانها الوزاري الذي‬ ‫أثار لغط كثير وجتاذب سياسي حول صدوره‪ ،‬وحصل‬ ‫انقسام داخل جلنة صياغة البيان حول موضوع‬ ‫املقاومة‪ ،‬اذ حاول بعض اطراف قوى ‪ 14‬شباط‪،‬‬ ‫ترحيله الى طاولة احلوار‪ ،‬وعدم االعتراف بشرعية‬ ‫سالح املقاومة الذي ح ّرر األرض واألسرى من االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬وكشف التناقض في املواقف بني اعضاء‬ ‫اللجنة‪ ،‬ان احلكومة املسماة “حكومة وحدة وطنية”‬ ‫تعيش أزمة ثقة بني املواالة واملعارضة التي كانت في‬ ‫الشارع وانتقلت الى داخل املؤسسات‪ ،‬وقد تكون‬ ‫افضل من ان يتقاتل اللبنانيون في املدن والبلدات‬ ‫والشوارع‪ ،‬ويبقى اخلالف في اطاره السياسي وليس‬ ‫الدموي‪ ،‬وهو ما اكد عليه اتفاق الدوحة‪ ،‬الذي وقع‬ ‫عليه القادة السياسيون والتزموا عدم اللجوء الى‬ ‫السالح‪ ،‬واذا حصل خرق له‪ ،‬فألن االتفاق السياسي‬ ‫لم يكن قد ترجم في البيان الوزاري الذي اشار الى‬ ‫حق اجليش والشعب واملقاومة في الدفاع عن لبنان‬ ‫وحترير ما تبقى من ارض محتلة في مزارع شبعا‬ ‫وتالل كفرشوبا وجزء من بلدة الغجر‪ ،‬بحيث ك ّرس‬ ‫البيان شرعية املقاومة التي كان وزراء الكتائب‬ ‫و”القوات اللبنانية” و”لقاء قرنة شهوان” يضعونها‬ ‫حتت كنف الدولة‪ ،‬اي ضبط حركتها حتت عنوان‬ ‫حصرية قرار احلرب والسلم في يدها‪ ،‬وهذا املوضوع‬ ‫يترك بحثه الى طاولة احلوار حول االستراتيجية‬ ‫الدفاعية‪ ،‬ودور كل من اجليش والشعب واملقاومة‬ ‫فيها‪ ،‬وفق ما تؤكد مصادر املقاومة التي ال ترى اي‬ ‫تناقض بني اجليش واملقاومة‪ ،‬وكل منهما قام بدوره‬ ‫في اثناء االعتداءات االسرائيلية‪ ،‬وان التنسيق قائم‬ ‫بينهما‪ ،‬ولم حتصل ازمة حتى اآلن توجب ان ينتهي‬ ‫عمل املقاومة التي يتذرع البعض وكأنها تأخذ‬ ‫من مهام اجليش‪ ،‬ألن لكل طرف طريقته واسلوبه‬ ‫في القتال والتحرك‪ ،‬ولقد أكد رئيس اجلمهورية‬ ‫العماد ميشال سليمان على عناق بندقيتي اجليش‬ ‫واملقاومة‪ ،‬وما حققه توحد دماء شهدائهما من‬ ‫صمود وانتصارات‪.‬‬ ‫ولم يتمكن “الفريق املسيحي” من قوى ‪14‬‬ ‫شباط‪ ،‬من استغالل موضوع املقاومة وسالحها‬ ‫في البيان الوزاري‪ ،‬على الصعيد املسيحي وألسباب‬ ‫انتخابية‪ ،‬وحلشر رئيس “التيار الوطني احلر” العماد‬ ‫قدم مرافعات في الدفاع عن‬ ‫ميشال عون‪ ،‬الذي ّ‬ ‫املقاومة ووجودها وسالحها وضرورة ان تبقى مع‬ ‫سالحها تدافع عن لبنان‪ ،‬طاملا لم يتم التوصل‬ ‫بعد الى استراتيجية دفاعية‪ ،‬ستكون على طاولة‬ ‫احلوار في القصر اجلمهوري التي دعا اليها الرئيس‬ ‫سليمان‪.‬‬ ‫وعدا عن االسباب الداخلية التي تذرع بها كل‬ ‫من الوزراء نسيب حلود وايلي ماروني وطوني كرم‬ ‫وابراهيم جنار‪ ،‬حول بقاء املقاومة خارج كنف الدولة‪،‬‬ ‫فإن ثمة اسبابا ً خارجية لها عالقة بارتباط قوى ‪14‬‬ ‫شباط بالسياسة االميركية‪ ،‬في لبنان واملنطقة‬

‫والتي تعمل على تأمني امن اسرائيل من خالل نزع‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬اي صواريخها التي أكدت فاعليتها‬ ‫من خالل صد العدو الصهيوني‪ ،‬وهذا املطلب‬ ‫االميركي‪ ،‬لم تستطع احلكومة السابقة برئاسة‬ ‫فؤاد السنيورة من تنفيذه‪ ،‬وفشلت اسرائيل من‬ ‫خالل عدوانها في الوصول اليه فجاء هذا الفريق‬ ‫ليأخذ السالح من خالل البيان الوزاري‪ ،‬وبأن دوره‬ ‫انتهى والغمز من استخدامه في الداخل‪ ،‬عندما‬ ‫تصدت املعارضة لقرار احلكومة حول شبكة‬ ‫ّ‬ ‫اتصاالت املقاومة‪.‬‬ ‫وفشلت األطراف املوالية في أن تأخذ من‬ ‫البيان الوزاري‪ ،‬ما لم تتمكن من أن حتصل عليه‬ ‫في العدوان االسرائيلي‪ ،‬او الضغوط السياسية‬ ‫واألمنية‪ ،‬وربحت املقاومة جولة جديدة في سياق‬ ‫معركة الدفاع عن وجودها وسالحها الذي تعتبره‬ ‫من وجود لبنان وبقائه‪ ،‬وانه لوال املقاومة ملا بقي‬ ‫لبنان‪ ،‬الذي طرد االحتالل االسرائيلي من ارضه دون‬ ‫قيد او شرط بفعل مقاومته‪ ،‬التي لم يكن البيان‬ ‫الوزاري سيبصر النور‪ ،‬واحلكومة تنال الثقة في‬ ‫مجلس النواب من دون االشارة اليها والى دورها‪.‬‬ ‫ولم ترغب قيادة املقاومة ان تقول انها سجلت‬ ‫انتصاراً‪ ،‬بل هي تؤكد انها صححت انحرافاً‪ ،‬وصوبت‬ ‫االجتاه السياسي‪ ،‬ورسمت خطا ً وطنياً‪ ،‬بعد ان كاد‬ ‫اطراف لبنانيون ان ينقلوا لبنان الى غير موقعه‬ ‫الطبيعي‪ ،‬من الصراع العربي – االسرائيلي‪ ،‬وإحلاقه‬ ‫باملشروع األميركي الذي يقوم على “شرق اوسط‬ ‫جديد” اسرائيل فيه هي احملور والكل يدور حولها‪.‬‬ ‫وبعد التأخير واملماطلة في إقرار البيان الوزاري‬ ‫من قبل السنيورة عاد وانصاع الى أن يورد حق لبنان‬ ‫في الدفاع عن أرضه باملقاومة‪ ،‬وهو بذلك س ّلم‬ ‫مبا لم يكن يريده‪ ،‬رغم نفيه أنه مع املقاومة‪ ،‬لكن‬ ‫الضغوط االميركية‪ ،‬والوعد الذي قطعه لإلدارة‬ ‫االميركية‪ ،‬ان ال يكون سالح فوق االرض اللبنانية‪،‬‬ ‫اال سالح الدولة والشرعية ممثالً باجليش واالجهزة‬ ‫االمنية‪ ،‬فانه بات محرجا ً ان يبقى سالح املقاومة‬ ‫الى جانب اجليش في مواجهة اسرائيل‪ ،‬في حني‬ ‫تريد واشنطن من اجليش ان يقف بوجه املقاومة‬ ‫ومينعها من ممارسة حقها في حترير االرض‪ ،‬او ان‬

‫تكون في جهوزية للدفاع عن السيادة اللبنانية‪،‬‬ ‫اي حتويل اجليش الى “حرس حدود” إلسرائيل‪ ،‬وهذا‬ ‫مرفوض من قيادة اجليش كما من معظم الشعب‬ ‫اللبناني الذي ادرجه البيان الوزاري شريكا ً ايضا ً‬ ‫في الدفاع عن لبنان‪ ،‬وهذا حق طبيعي ومشروع‬ ‫ان يتحول كل مواطن اثناء االحتالل الى مقاوم دون‬ ‫اذن من حكومة او جيش او حزب او فئة سياسية او‬ ‫طائفية‪ ،‬الن شرعة حقوق االنسان أعطت له هذا‬ ‫احلق كما في ميثاق االمم املتحدة‪.‬‬ ‫فالبيان الوزاري أبقى لبنان املقاومة‪ ،‬وباتت دولته‬ ‫حتتضن كل الوسائل املتاحة للتصدي ألي اعتداء‬ ‫اسرائيلي‪ ،‬باجليش والشعب واملقاومة‪ ،‬وبعكس‬ ‫ما حاول بعض االطراف السياسية من االدعاء انه‬ ‫مت تغييب الدولة‪ ،‬التي هي حاضرة في كل فقرات‬ ‫البيان‪ ،‬واملوجودة في البنود التي حتدثت عن السيادة‬ ‫واالستقالل‪.‬‬ ‫لقد انتهى البيان الوزاري الى ما ارادته املقاومة‪،‬‬ ‫التي اكدت انها تتطلع الى حوار ايجابي وبناء حول‬ ‫الدفاع عن لبنان‪ ،‬وهي ستذهب الى طاولة احلوار‪،‬‬ ‫ومعها مشروع استراتيجية دفاعية‪ ،‬كانت طرحته‬ ‫اثناء احلوار حولها في مجلس النواب في النصف‬ ‫االول من العام ‪ 2006‬لكن العدوان االسرائيلي اطاح‬ ‫هذا احلوار‪ ،‬وفرض نقاشا ً آخر‪ ،‬يدور حول ما حتقق‬ ‫في اثناء احلرب االسرائيلية على لبنان‪ ،‬جلهة هزمية‬ ‫اسرائيل وصمود املقاومة وانتصارها‪ ،‬وهذا التطور‬ ‫سيفتح باب البحث في اساليب الدفاع‪ ،‬هل هي في‬ ‫الوسائل التي استخدمتها املقاومة‪ ،‬ام عبر العمليات‬ ‫العسكرية التقليدية التي تقوم بها اجليوش‪.‬‬ ‫فاجليش االسرائيلي‪ ،‬غ ّير عقيدته القتالية بعد‬ ‫عدوانه على لبنان‪ ،‬والكليات العسكرية تدرس‬ ‫املنهجية القتالية التي اتبعتها املقاومة‪ ،‬والنتائج‬ ‫التي خرجت بها‪ ،‬وهذا يفرض على الدولة اللبنانية‬ ‫ان تستفيد من اجنازات املقاومة وانتصاراتها‪،‬‬ ‫وان تدرسها جيدا ً وقد تكون هي االستراتيجية‬ ‫الدفاعية فيتحول اجليش نحو اساليب املقاومة‪،‬‬ ‫وليس انخراط املقاومة في اجليش‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪7‬‬


‫مقابلة‬

‫نصري خوري لـ «منبر التوحيد» ‪:‬‬ ‫ليس من مصلحة لبنان تعديل أو في إلغاء االتفاقيات‬ ‫القمة الرئاسية التي عقدت مؤخرا”‬ ‫بني فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان‬ ‫وسيادة الرئيس الدكتور بشار االسد في‬ ‫دمشق جاءت لتعيد فتح القنوات لعودة‬ ‫االمور الى وضعيتها الطبيعية على‬ ‫الصعيد السياسي وعلى صعيد العالقات‬ ‫بني احلكومتني‪ ،‬وجاءت لتشكل خطوة‬ ‫باجتاه اعادة االمور بني سوريا ولبنان الى‬ ‫وضعيتها الطبيعية ال سيما على الصعيد‬ ‫السياسي‪ ،‬خاصة ان العالقات على‬ ‫الصعيد الشعبي واالجتماعي واالقتصادي‪،‬‬ ‫وبالرغم من كل الظروف التي حصلت لم‬ ‫تتأثر النها عالقات ال ميكن جتاوزها كونها‬ ‫عالقات وثيقة‪ ،‬تاريخية ومتينة‪ .‬من دون شك‬ ‫في أن الزيارة كانت مهمة جداً وتاريخية‬ ‫جاءت لتعطي اشارة انطالق إلزالة هذه‬ ‫الغمامة التي سيطرت على العالقات في‬ ‫املرحلة السابقة واعادة االمور الى نصابها‬ ‫الصحيح‪ ،‬وبالتالي وضع منطلقات ميكن ان‬ ‫تؤسس لرؤية مستقبلية تعطي العالقات‬ ‫التي بنيت في املرحلة السابقة انطالقاً‬ ‫من معاهدة االخوة والتنسيق واالتفاقات‬ ‫التي وضعت‪ ،‬اندفاعة جديدة نحو حتقيق‬ ‫االهداف التي رسمت من اجل حتقيق تكامل‬ ‫اقتصادي واجتماعي وثقافي في مختلف‬ ‫اجملاالت بني لبنان وسوريا مبا يحقق مصلحة‬ ‫الشعبني ومصلحة البلدين‪.‬‬ ‫وهنالك بعض االتفاقيات اصيبت بشلل‬ ‫او بتوقف عن اجناز املقررات التي اتخذت‬ ‫في اطارها‪ ،‬واملشاريع املشتركة املتفق‬ ‫عليها خالل املرحلة السابقة‪ ،‬بعضها‬ ‫أمكن تنفيذه والبعض اآلخر تأخرت عملية‬ ‫التنفيذ نتيجة الظروف السياسية احمليطة‪.‬‬ ‫صحيح انه خالل السنوات الثالث االخيرة‪،‬‬ ‫ورغم كل الظروف الصعبة التي مررنا بها‬ ‫وخاصة على صعيد العالقات السياسية‬ ‫متكنت االمانة العامة من االبقاء على‬ ‫الكثير من املشاريع في اطار التنفيذ‬ ‫ومتابعتها‪ ،‬لكن الوتيرة كانت بطيئة وبعض‬ ‫املشاريع توقفت ومن بينها مشاريع حيوية‬ ‫اساسية‪ .‬بهذا بدأ االمني العام للمجلس‬ ‫االعلى اللبناني السوري نصري خوري حواره‬ ‫مع منبر التوحيد‪ ،‬وهنا نصه‬

‫‪8‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫هل لديكم رؤية محددة إلعادة تفعيل‬ ‫االتفاقيات؟‬

‫في املرحلة املقبلة ومن دون اي شك لدينا رؤية‬ ‫إلعادة تفعيل هذه االعمال املشتركة واعمال‬ ‫اللجان املشتركة التي شكلت في اطار االتفاقيات‬ ‫واملعاهدات‪ ،‬ولكن نحن ننتظر ما هو مطروح على‬ ‫صعيد اعادة تقييم هذه االتفاقيات‪ ،‬ومالحظات‬ ‫اجلانبني السوري واللبناني وورقة العمل التي‬ ‫سيتقدم بها لبنان وسوريا حول رؤيتهما لهذه‬ ‫االتفاقيات واملشاريع املشتركة والطروحات‬ ‫املوجودة بهذا الشأن‪ ،‬خاصة ان هنالك بعض‬

‫االصوات تطالب بتعديلها او بالغائها‪.‬‬ ‫كيف ستتم عملية إعادة التقييم؟‬ ‫التوجه كان إلعادة تقييم هذه االتفاقيات من‬ ‫قبل كل جانب من اجلانبني‪ ،‬ومن ثم يحصل تقييم‬ ‫مشترك بني الدولتني‪ .‬التقييم املشترك اما ان‬ ‫يتم في اطار اللجان الوزارية املشتركة‪ ،‬كل جلنة‬ ‫معنية باتفاق تقيمه مع نظيرتها االخرى في اطار‬ ‫اللجنة املشكلة سابقا ً ام ان يصار الى تشكيل‬ ‫جلنة موحدة واحدة تقوم باعادة النظر في جميع‬ ‫االتفاقيات‪ .‬انا برأيي‪ ،‬بامكاننا اذا مت اتخاذ توجه‬ ‫من قبل اجلانبني بالعودة الى متابعة تنفيذ ما‬ ‫كان متفق عليه وفي اطار عملية التنفيذ تتم‬


‫عملية املراجعة‪ .‬حتى اآلن نحن ال نزال ننتظر‬ ‫مقررات رسمية في هذا الشأن‪.‬‬ ‫الى حني اتخاذ القرار الرسمي‪ ،‬ماذا سيكون‬ ‫مصير املعاهدات؟‬ ‫انتظار القرار الرسمي ال يعني اننا اوقفنا‬ ‫العمل‪ ،‬بالعكس نحن اآلن نتابع كل االمور ونتابع‬ ‫تنفيذ ما ميكن تنفيذه‪ ،‬هناك اجتماعات دورية‬ ‫تعقد للجان فنية وتقنية منبثقة عن اللجان‬ ‫الوزارية تعالج الكثير من األمور املتعلقة بالزراعة‬ ‫و النقل واالتصاالت واملياه‬ ‫واملكاتب احلدودية‪ ،‬والطيران املدني اي ان هناك‬ ‫الكثير من اللجان الناشطة وهي تتابع الكثير من‬ ‫االمور واملطلوب هو اعادة تنشيط اللجان الوزارية‬ ‫والهيئات العليا االخرى وفقا ً للقرار الذي سيتخذ‬ ‫من قبل اجلانبني‪.‬‬ ‫ماذا تتوقع أن يكون القرار؟‬ ‫وباعتبار ان اجلانب اللبناني او االصوات اللبنانية‬ ‫هي التي تطرح موضوع اعادة تقييم االتفاقيات‪،‬‬ ‫فنحن ننتظر رأي اجلانب اللبناني الرسمي في‬ ‫موضوع كل اتفاقية من االتفاقيات وما موقفه‬ ‫من االتفاقيات‪ .‬سوريا قدمت سابقا ً مالحظات‬ ‫على االتفاقيات‪ ،‬وقدمت ورقة عمل عندما طرح‬ ‫سابقا ً املوضوع خالل اجتماع عقد بني الرئيس‬ ‫السنيورة والرئيس ناجي العطري عندما زار‬ ‫الرئيس السنيورة دمشق في متوز ‪ ،2005‬وكان‬ ‫هناك توافق على اعادة النظر في االتفاقيات‪،‬‬ ‫على ان يقوم كل جانب بتقدمي ورقة عمل‪ ،‬اجلانب‬ ‫السوري قدم رؤيته‪ ،‬رمبا اليوم هناك مالحظات‬ ‫جديدة لدى اجلانب السوري‪ ،‬على كل حال نحن‬ ‫سنستمر في تنفيذ األمور‪ ،‬لكننا سننتظر في‬ ‫الوقت نفسه ان تتبلور الصيغ املطروحة من قبل‬ ‫احلكومتني‪.‬‬

‫تعديل االتفاقيات!‬ ‫حول املالحظات التي يطرحها الطرفان‪،‬‬ ‫نالحظ أن لديهما كالماً عن اجحاف بحقهما‪،‬‬ ‫اال تعتقد ان هذا سيؤدي الى نسف العديد من‬ ‫االتفاقيات التي يعتقد لبنان فيها مصلحة‬ ‫لسوريا ولرمبا والعكس ايضاً؟‬ ‫انا برأيي‪ ،‬عندما نبحث موضوعيا ً في االتفاقيات‬ ‫سنجد ان االتفاقيات التي حتتاج الى تعديل هي‬ ‫قليلة جدا ً جداً‪ ،‬وبكل تواضع أقول ان اجلانب‬ ‫اللبناني لم يتقدم بأي مالحظات سابقاً‪ ،‬اجلانب‬ ‫السوري عندما يطرح مالحظات تصب في اطار‬ ‫املعاملة التفضيلية التي اعطاها للبنان في‬ ‫الكثير من االتفاقيات نتيجة الظروف التي كانت‬ ‫سائدة‪ .‬كان هناك رأي سوري انه لطاملا العالقات‬ ‫في هذا الشكل السيئ‪ ،‬فتجب اعادة النظر‬ ‫في االمتيازات واملعامالت التفضيلية التي كنا‬ ‫اعطيناها للجانب اللبناني في اطار هذه العالقات‬ ‫املميزة‪ .‬اعتقد انه عندما تصفو األجواء ويصار الى‬

‫هل فتح سفارة يترجم العالقات األخوية‬ ‫المميزة بين بلدين توأمين؟‬ ‫بحث موضوعي في االتفاقيات‪ ،‬سيتبني ان هذه‬ ‫االتفاقات ملصلحة البلدين وأن هناك الكثير من‬ ‫االمتيازات واملعامالت التفضيلية التي اعطيت‬ ‫للبنان في الكثير من القطاعات سواء بالكهرباء‬ ‫او النقل او الغاز او في مجاالت عدة‪ .‬وحقيقة‬ ‫ليست هناك مصلحة بشكل خاص للبنان ال‬ ‫بالتعديل وال باإللغاء‪.‬‬

‫نظرتان للعالقة مع سوريا‬ ‫لكن هناك فريق في لبنان ال ينظر الى االمور‬ ‫كما تنظرون اليها؟‬ ‫الكالم الذي يدعو لإللغاء كله كالم سياسي‬ ‫غير موضوعي وغير مستند الى وقائع‪ ،‬عندما‬ ‫تعود االمور الى طبيعتها ويبدأ البحث في‬ ‫موضوعية وايجابية ومن منطلق احلرص على‬ ‫العالقات االخوية بني البلدين سيتبني لنا ان‬ ‫التعديالت التي ستطرح لن تتعدى التعديالت‬ ‫الشكلية وان هناك مصلحة للجانبان على‬ ‫االبقاء على هذه االتفاقيات‪ ،‬فهنالك الى جانب‬ ‫االتفاقيات الكثير من احملاضر في االجتماعات‬ ‫الوزارية والفنية التي جسدت هذه االتفاقيات‬ ‫على ارض الواقع وترجمتها الى وقائع وهي التي‬ ‫تظهر االمور على حقيقتها‪ .‬هناك كلمات كثيرة‬ ‫َ‬ ‫يعط اي دليل‬ ‫نسمعها عن الغنب‪ ،‬ولكن لم‬ ‫حسي على الغنب حتى اآلن‪ .‬أين هو الغنب؟ هناك‬ ‫امور بحاجة الى متابعة وامور عالقة حتتاج الى‬ ‫تنفيذ وقرارات متخذة‪ ،‬نحن رفعنا الى اجلانبني‬ ‫منذ انطالق مسيرة اجمللس األعلى اللبناني‬ ‫السوري تقريرا ً يبني ماهية االمور التي حتتاج الى‬ ‫معاجلة‪ ،‬وفي احلقيقة االمور العالقة من اجلانب‬ ‫اللبناني اكثر بكثير من االمور العالقة من اجلانب‬ ‫السوري نتيجة الظروف االدارية التي مرت في‬

‫ال احد‬ ‫يريد اتفاقية‬ ‫تلحق غبناً‬ ‫بالطرف اآلخر‬

‫لبنان واملتعلقة بالوضع احلكومي فيه‪ .‬نحن‬ ‫سنترك للمعاجلات املوضوعية ان حتدد حقيقة‬ ‫االمور وأعتقد انه سيتوضح الكثير من االمور‬ ‫السياسية التي ال متت الى امر الواقع بصلة‪.‬‬ ‫املطروح كما ذكرت اعادة نظر وتعديل وليس‬ ‫الغاء‪ ،‬حتى اآلن هذا هو املوقف‪ .‬لكننا ال نزال‬ ‫ننتظر املوقف الرسمي النهائي اذا كانت‬ ‫هناك فقرات في بعض االتفاقيات سيصار الى‬ ‫البحث فيها‪ ،‬هناك بعض االتفاقيات املتعلقة‬ ‫بالصالحيات يعاد النظر فيها‪ ،‬املطلوب اذا ً اعادة‬ ‫تقييم بهدف التعديل‪ ،‬قد تكون هناك اتفاقات‬ ‫غير قابلة للتنفيذ قد تلغى‪ ،‬لكن املوضوع‬ ‫مطروح على بساط البحث ويجب ان يأخذ وقته‬ ‫ويناقش موضوعيا ً في اطار رسمي بني البلدين‬ ‫وال ان يبقى عرضة للكالم السياسي وللطرح‬ ‫في اجملال السياسي الداخلي‪ ،‬ال تعالج املوضوع‬ ‫بني الدول بهذه الطريقة‪ ،‬الدول معنية باملواقف‬ ‫الرسمية ونحن ننتظر املوقف الرسمي‪.‬‬

‫املطلوب مراجعة شاملة!‬ ‫اي انك ال تتوقع اي تغيير في صيغ التعاون‬ ‫بني لبنان وسوريا؟‬ ‫انا اتكلم عن االتفاقيات واملعاهدة‪ ،‬املعاهدة‬ ‫انبثقت عنها مجموعة من االتفاقيات‪ ،‬املطروح هو‬ ‫معاجلة شاملة للمعاهدة واالتفاقيات‪ ،‬املعاهدة‬ ‫انشأت اجمللس االعلى‪ ،‬هيئة متابعة وتنسيق جلنة‬ ‫اقتصادية واجتماعية وجلان وزارية أخرى واالمانة‬ ‫العامة‪ ،‬عندما نتكلم عن اطر التعاون نتكلم عن‬ ‫معاهدة وضعت االطار العام للتعاون‪ .‬السؤال‬ ‫املطروح‪ ،‬هل سنلغي املعاهدة؟ اذا كان املوقف‬ ‫اللبناني الغاء املعاهدة‪ ،‬اي الغاء كل االتفاقيات‬ ‫املنبثقة عن املعاهدة‪ .‬اما اذا كان املطلوب اعادة‬ ‫النظر في بعض االمور‪ ،‬فليكن هذا املوضوع‬ ‫مطروحا ً للبحث‪ .‬اكرر انا قناعتي هناك مصلحة‬ ‫في استمرار وجود املؤسسات املشتركة وهذا‬ ‫ليس رأيي فقط‪ ،‬هناك آراء كثيرة مطروحة من‬ ‫قبل السياسيني‪ ،‬رجال وطنيني وقانونيني‪ ،‬كما ان‬ ‫هنالك مصلحة في استمرار وجود اجمللس األعلى‬ ‫ومؤسساته الذي ال تناقض في الصالحيات بينه‬ ‫وبني املمارسة بني السفارتني‪ .‬وهناك جتارب كثيرة‬ ‫شبيهة بالتجربة اللبنانية السورية كمجلس‬ ‫التعاون اخلليجي وهناك جتارب اوروبية سابقة‬ ‫قامت بني دولتني او ثالث دول معروفة‪ .‬وهناك‬ ‫عرض تركي على سوريا إلقامة مجلس أعلى وهو‬ ‫نوع من جلنة تخصيص للعمل االستراتيجي مع‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪9‬‬


‫مقابلة‬ ‫امانة عامة تتابع اعمالها‪ ،‬وهناك جتارب عديدة‬ ‫مطروحة‪.‬‬

‫اجمللس مرجعية تنسيق‬ ‫بني البلدين‬ ‫ذكرت في حديث سابق ان الغاء املعاهدات‬ ‫بني لبنان وسوريا قد يؤدي الى فوضى‪ .‬ماذا‬ ‫عنيت بهذه الفوضى؟‬ ‫انا قلت ما يلي‪ :‬اذا الغيت املعاهدة واالتفاقيات‪،‬‬ ‫سيفرض وجود مرجعية قانونية لتنظيم‬ ‫العالقات بني البلدين مما يخلق حالة من االرباك‬ ‫والفوضى تنعكس ضررا ً على اجلانبني وعلى‬ ‫مصالح الناس واملصالح االقتصادية‪ .‬وهذا‬ ‫طبيعي‪ ،‬فعندما ال تعود هناك مرجعية قانونية‬ ‫يسند اليها في العالقة بني البلدين‪ ،‬الى اي‬ ‫مرجعية قانونية يعود الناس؟ على سبيل املثال‪،‬‬ ‫في موضوع النقل‪ ،‬هناك اتفاقية نقل وبالتالي‬ ‫طريقة تعاون في انتقال السيارات واالفراد ‪ .‬اذا‬ ‫الغيت هذه املعاهدة الى ماذا نستند؟ اذا ً يجب‬ ‫ان يبحث موضوعها بطريقة شفافة وفي اطار‬ ‫رسمي بني اجلانبني حتى يتم التوصل الى نتائج‬ ‫متوافق عليها‪ .‬ال ميكن الغاء االتفاقيات بشكل‬ ‫مطلق من دون بديل‪ .‬هذا ما قصدته واي قرار من‬ ‫طرف واحد ينعكس سلبا ً على الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫ماذا تقصد باالنعكاس السلبي؟‬ ‫االتفاقيات الثناثية حتتاج الى بحث ثنائي‪،‬‬ ‫وبحث من طرف واحد ال ميكن ان يعطي نتائج‬ ‫ايجابية وال يساعد على اعطاء دفع ايجابي‬ ‫للعالقات باجتاه املستقبل انطالقا ً من القناعة‬ ‫بأهمية العالقات اللبنانية السورية على صعيد‬ ‫البلدين وعلى صعيد املصالح املشتركة‪ .‬انا‬ ‫ادعو الى بحث منطقي موضوعي وهذا ما اكده‬ ‫فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان مبا يتعلق‬ ‫بالعالقات املميزة بني لبنان وسوريا‪ ،‬والبحث في‬ ‫كل االمور في اطار املصلحة املشتركة واالخوية‬ ‫وبكل شفافية بني اجلانبني‪ .‬وهذا ما يعني وضع‬ ‫أسس إلعادة االمور الى مجراها الطبيعي‪.‬‬

‫ال قرار رسمياً لبنانياً‬ ‫بإلغاء االتفاقيات‬ ‫اال تتخوف من انسحاب لالنشقاق السياسي‬ ‫ً‬ ‫وخاصة من قبل ‪ 14‬آذار‬ ‫احلاصل في لبنان‬ ‫التي تدعو الى الغاء االتفاقية على النقاش‬ ‫املوضوعي الذي تتكلم عنه؟‬ ‫هناك مؤسسات في لبنان‪ ،‬رئيس جمهورية‬ ‫اوال ً وهو رمز البالد وراعي وحدتها وهناك رئاسة‬ ‫مجلس الوزراء‪ ،‬والكل يعلم ان مجلس الوزراء هو‬ ‫صاحب القرار الرسمي وان رئيس اجلمهورية معني‬ ‫بالسياسات اخلارجية‪ ،‬حسب نص الدستور‪،‬‬ ‫وبالتالي املوضوع ليس موضوع فئات سياسة‬

‫‪10‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫تتطرح آراء‪ .‬من حق اي جهة سياسية ان تطرح‬ ‫الرأي التي تريده في االطار الذي يراه مناسبا ً له‪.‬‬ ‫ليس من اختصاصي ان ارد على اآلراء السياسية‬ ‫املطروحة‪ ،‬هناك مؤسسات رسمية في البالد يعتد‬ ‫برأيها‪ ،‬واملؤسسات لم تتخذ اي قرار رسمي حتى‬ ‫اآلن حسب ما وردني ان االتفاقيات قد وزعت في‬ ‫اطار مجلس الوزراء اللبناني على الوزراء اخملتصني‬ ‫إلبداء املالحظات حولها متهيدا ً لتقدمي املالحظات‬ ‫للجانب السوري حول كل االتفاقيات حول ما هو‬ ‫مقترح من اجلانب اللبناني‪ .‬اآلن علينا ان ننتظر‪،‬‬ ‫الوزراء أُعطوا مدة شهر لوضع مالحظاتهم على‬ ‫االتفاقيات‪.‬‬

‫تعليقات الوزراء عليها‬ ‫إيجابية‬ ‫في اي اطار تتوقع ان تصب مالحظات‬ ‫الوزراء؟‬ ‫عندما اتخذ القرار من قبل رئيس مجلس‬ ‫الوزراء سابقاً‪ ،‬قمت مبراجعة جميع الوزراء‬ ‫اللبنانيني وكانت تعليقاتهم إيجابية ورأوا ان‬ ‫االتفاقية تصب في مصلحة البلدين ولم اتلقَ‬

‫اي مالحظة‪ .‬هناك مفارقة في هذا اجملال وأود ان‬ ‫اذكرها ويعرفها اجلميع‪ ،‬اجلانب اللبناني حتفظ‬ ‫على اتفاقية الرسوم اجلوية بني البلدين في االيواء‬ ‫واملطارات باعتبار انها ملصلحة اجلانب السوري‪،‬‬ ‫ومنذ شهرين أتانا وفد من الطيران املدني اللبناني‬ ‫وأصر على تنفيذ االتفاقية ألنه تبني انها ملصلحة‬ ‫لبنان بل اكثر من ذلك قال الوفد ان الرسوم‬ ‫التي قد تترتب على الطيران السوري في لبنان‪،‬‬ ‫ستسددها شركة ميدل ايست ومع هذا يبقى‬ ‫االتفاق ملصلحة لبنان‪ ،‬وتلقينا طلبا ً من احلكومة‬ ‫السابقة بقرار متخذ من مجلس الوزراء اللبناني‬ ‫يطالب بتمديد االتفاقية ملدة سنتني رغم ما كان‬ ‫عليها من حتفظ عليها سابقاً‪.‬‬ ‫حتفظ احلكومة اللبنانية السابقة سياسي‬ ‫ملاذا؟‬ ‫ألن حتفظ احلكومة كان من شؤون سياسية‬ ‫ولم تدرس املوضوع على ارض الواقع وتبني في‬ ‫دراسة موضوعية انها ملصلحة طيران الشرق‬ ‫االوسط ومصلحة الطيران اللبناني‪.‬‬ ‫هذا ما قصدته عندما سألتك عن تخوفك‬ ‫من انسحاب الشقاق السياسي الى النقاش؟‬ ‫هذا قرار سابق اتخذ في اجواء سابقة‪ ،‬اآلن هناك‬ ‫مجلس وزراء ومرحلة جديدة‪ .‬نحن ننتظر القرارات‬


‫في ظل االجواء اجلديدة وفي ظل نتائج الزيارة‬ ‫التي قام بها فخامة الرئيس الى سوريا والتي‬ ‫كانت نتائجها جد ايجابية‪ ،‬ومت البحث فيها بكل‬ ‫االمور بكل موضوعية وبشكل منفتح وشفاف‬ ‫وصريح‪ .‬واعتقد ان االجواء اآلن مغايرة‪ ،‬اذا كان‬ ‫هناك من شعور بالغنب من قبل اجلانب اللبناني‬ ‫في اي اتفاقية ال مانع من التعديل او اإللغاء‪ .‬ال‬ ‫احد يريد اتفاقية تلحق غبنا ً بالطرف اآلخر‪ ،‬علما ً‬ ‫ان كل االتفاقيات وجميع محاضر االجتماعات‬ ‫متت فيها مناقشة جميع البنود بكل تفصيل‪،‬‬ ‫واي اتفاقية وقعت كانت دراستها تستمر لسنة‬ ‫او اكثر ويعدل فيها ثم تناقش في االجتماعات‬ ‫وعملية التنفيذ ووضع اجلانبني اعتراضاتهما‬ ‫بكل حرية وموضوعية وال احد يستطيع ان ينفي‬ ‫ذلك‪ .‬يشهد على ذلك جميع الوزراء الذين تعاقبوا‬ ‫على الوزارات منذ بداية العمل باالتفاقات حتى‬ ‫اآلن‪ .‬واضافة الى ذلك كل محاضر االجتماعات‬ ‫واالتفاقات التي وقعت في عهد حكومات كان‬ ‫يرأسها الرئيس الراحل الشهيد رفيق احلريري‬ ‫حتى الوزراء الذين كانوا موجودين آنذاك وبكل‬ ‫اجتاهاتهم السياسية يعلمون انه لم يفرض‬ ‫على احد اي امر في االتفاقية‪ ،‬كل االمور كانت‬ ‫تناقش في اطار من روح االخوية والتكافؤ وكانت‬ ‫االجتماعات تعقد وبعضها كان يكون عاصفا ً‬ ‫حتى نتوصل الى نتائج إيجابية‪ .‬وفي كثير من‬ ‫االحيان‪ ،‬كان اجلانب السوري يعطي اجلانب اللبناني‬ ‫الكثير من االمتيازات في كثير من اجلوانب على‬ ‫الدول العربية األخرى‪ .‬وأنا امتنى ان يسأل اصحاب‬ ‫العالقة رجال االقتصاد واالعمال وغرف التجارة‬ ‫والصناعة والزراعة‪ ،‬نقابات املزارعني‪ ،‬ملاذا ال‬ ‫يسألونهم عن مصلحتهم في الغاء االتفاقيات‪،‬‬ ‫هناك بعض القرارات االدارية اتخذت في ظروف‬ ‫معينة من قبل سوريا‪ ،‬كل الناس تطالب اليوم‬ ‫بإعادة النظر فيها‪ ،‬ألنها انعكست سلبا ً على‬ ‫مصاحلهم‪ ،‬وهي قرارات صغيرة جداً‪ .‬هناك من‬ ‫عاش هذه املرحلة فليسألوه عن اماكن وجود‬ ‫عدم التكافؤ‪،‬اذا كان هناك عدم تكافؤ ليس هناك‬ ‫مشكلة املوضوع مطروح للبحث‪.‬‬

‫ال ازدواج‬ ‫بني السفارة واجمللس‬ ‫ماذا عن احلديث عن االزدواجية بني عمل‬ ‫اجمللس االعلى والسفارتني؟‬ ‫ال توجد ازدواجية بني اجمللس االعلى والسفارتني‪،‬‬ ‫سئلت هذا السؤال اكثر من مرة وفي االجتماع‬ ‫بحث هذا املوضوع‪ ،‬وفي النقاش تبني ان لكل‬ ‫جانب صالحياته‪ ،‬السفارة لها صالحيات معينة‪.‬‬ ‫االمانة العامة للمجلس االعلى مهمتها ان تتابع‬ ‫وتنفذ القرارات التي تصدر عن اللجان املشتركة‬ ‫وعن اجمللس االعلى وهيئة املتابعة والتنسيق تتابع‬ ‫تنفيذ‪ ،‬ومتابعتها لألمور أسرع بكثير من املتابعة‬ ‫التي قد تقوم بها السفارة‪ .‬هذا شأن متعارف‬

‫حتفظ احلكومة‬ ‫اللبنانية السابقة‬ ‫على االتفاقيات‬ ‫كان سياسي‬ ‫عليه وانا اعطيت مثل مجلس التعاون اخلليجي‪،‬‬ ‫هناك دول تتعاون مع بعضها البعض‪ ،‬البعض‬ ‫سيقول ان هذا اجمللس يدعو في وثيقته الى العمل‬ ‫من اجل الوصول الى الوحدة‪ ،‬هذا ليس بالضرورة‪،‬‬ ‫املهم ماذا يحصل على االرض‪ ،‬هذا كالم نظري‪.‬‬ ‫االتفاق االقتصادي واالجتماعي بني لبنان وسوريا‬ ‫نص على العمل من اجل سوق مشتركة بني لبنان‬ ‫وسوريا‪ ،‬هذا إتفاق وحده يحتاج الى امانة عامة‬ ‫لينفذ‪ .‬كما ان هناك جتارب قامت بني فرنسا وأملانيا‬ ‫سابقا ً وفي دول عدة أخرى ليس هناك تناقض بني‬ ‫الصالحيات والسفارات‪ .‬ولكن ليس هناك من‬ ‫مشكلة فليبحث هذا املوضوع اذا هناك تناقض‪،‬‬ ‫تتحدد الصالحيات‪ .‬بسبب عدم وجود سفارة في‬ ‫سوريا ولبنان كانت األمانة العامة تضطر الى‬ ‫تنظيم امور من اختصاص السفارة حرصا ً على‬ ‫مصلحة املواطنني واملصلحة املشتركة للبلدين‬ ‫وعند اقامة سفارة من الطبيعي ان تعاد هذه‬ ‫االمور الى السفارة‪ .‬هناك آراء مختلفة‪ ،‬اجلانب‬ ‫الرسمي السوري اعلن قراره انه مع استمرار‬ ‫اجمللس االعلى وال ميانع في ادخال تعديالت‬ ‫ومراجعة صالحيات االمانة العامة واذا كان هناك‬ ‫ضرورة لتحديد الصالحيات اكثر فال مانع له من‬ ‫حتديد الصالحيات بشكل اوضح‪ ،‬وبالتالي هذا‬ ‫رأي قابل للبحث‪ .‬وجلهة اجلانب اللبناني هناك رأي‬ ‫شبه رسمي قريب من هذا الرأي ولكن في كل‬ ‫االحوال سيبحث املوضوع اكثر‪ ،‬لم تطرح حتى‬ ‫اآلن من اجلانب اللبناني عملية االلغاء للمجلس‪،‬‬ ‫نسمع اصواتا كثيرة تطالب بااللغاء‪ ،‬ولكن حتى‬ ‫لم يبحث هذا املوضوع وبالعكس صدر عن اوساط‬

‫االمانة العامة‬ ‫للمجلس االعلى‬ ‫مهمتها ان تتابع‬ ‫وتنفذ قرارات اللجان‬ ‫املشتركة‬

‫صحفية مقربة من رئاسة اجلمهورية ان اجمللس‬ ‫سيبقى وسيصار الى اتخاذ بعض التعديالت‬ ‫على االمانة العامة‪.‬‬ ‫اذا كان املوضوع يحتاج الى بحث اكثر‪ ،‬او‬ ‫يحتاج بحث مشترك فليبحث‪ ،‬ال مشكلة‬ ‫في هذا املوضوع‪ ،‬انا قناعتي ان هناك مصلحة‬ ‫ببقاء اجمللس األعلى واالجهزة املشتركة وهذا رأي‬ ‫الكثيرين من العاملني في احلقل الوطني وليس‬ ‫في احلقل السياسي فقط‪.‬‬

‫بني لبنان وسوريا‬ ‫عالقة وحدة حياة‬ ‫تتكلم كثيراً عن مجلس التعاون اخلليجي‬ ‫في حني يهاجمك البعض آخذين عليك ان‬ ‫العالقة بني لبنان وسوريا ليست كما العالقة‬ ‫بني دول اخلليج؟‬ ‫العالقة بني لبنان وسوريا ال تختلف أبدا ً عن‬ ‫العالقات بني دول اخلليج‪ ،‬بل لها عمق تاريخي‬ ‫وجغرافي وحياتي واجتماعي‪ .‬وهناك جتارب سابقة‬ ‫شبيهة بالتجربة العربية‪ ،‬جتربة اجمللس االعلى‬ ‫للمصالح املشتركة بني لبنان وسوريا كانت‬ ‫ناجحة جداً‪ .‬اجمللس االعلى للمصالح املشتركة‬ ‫نسيه البعض‪ ،‬بالرغم من انه قام من عام ‪1943‬‬ ‫الى العام ‪ 1950‬وكان هناك وحدة اقتصادية‬ ‫وجمركية وسوق مشتركة وكان اجمللس االعلى‬ ‫يطلب صالحيات لتعيني موظفني كمدير اجلمارك‬ ‫ومدير سكك احلديد ويقوم بجباية الرسوم‬ ‫اجلمركية ومن ثم يعطيها للحكومتني ويحتفظ‬ ‫بنسبة مليزانيته‪ ،‬وكان يعني املوظفني من لبنانيني‬ ‫وسوريني من منطقة الى منطقة إال ان اختالف‬ ‫التوجهات السياسية واالقتصادية عام ‪ 1950‬ادت‬ ‫بخالد العظم الى املطالبة اما بوحدة اقتصادية‬ ‫كاملة وإما بالغاء هذا‪ ،‬كان اخلالف سياسيا ً‬ ‫وخالفا ً في الرؤية االقتصادية‪ ،‬في كل نظام‬ ‫هناك توجه اقتصادي ذو خلفية سياسية نتيجة‬ ‫الصراع السياسي على املنطقة والوضع الدولي‬ ‫الضاغط آنذاك‪ .‬هناك جتربة قامت سابقا ً وهناك‬ ‫جتارب اخرى قامت بني لبنان وسوريا في هذا اجملال‪.‬‬ ‫اعتقد ان اجلميع سيرد على كالمك قائالً‬ ‫ان لبنان وسوريا اليوم مختلفان كثيرا ً عن‬ ‫اخلمسينيات؟‬ ‫يستطيعون ان يهاجموا اي جتربة ويقولون‬ ‫انها ليست شبيهة بهذه ويخترعون االسباب‬ ‫كاختالف االنظمة االقتصادية وغيرها‪ .‬املهم‬ ‫موضوعيا ً هل هناك تناقض او ليس هناك تناقض‬ ‫بني اجمللس االعلى والسفارة‪ ،‬هل نريد عالقات‬ ‫مميزة بني سوريا ولبنان ام ال؟ الطائف نص على‬ ‫عالقات اخوية مميزة‪ ،‬كيف تترجم هذه العالقات‬ ‫عبر سفارة فقط ام عبر مؤسسات وأطر تعاون‬ ‫مشتركة؟‬

‫حوار‪ :‬وعد ابوذياب‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪11‬‬


‫منبر لبناني‬

‫باراك المنهزم عام ‪ 2000‬من لبنان‬ ‫يهدد بالعودة إليه باجتياح بري‬ ‫بعد انتصار العام ‪ ،2000‬الذي حققته املقاومة بدحر قوات االحتالل‬ ‫االسرائيلي من جنوب لبنان في ‪ 25‬ايار‪ ،‬من دون قيد او شرط‪ ،‬لم ترم‬ ‫املقاومة سالحها‪ ،‬وال استكانت خلطر العدو االسرائيلي وأطماعه‪ ،‬فهي‬ ‫درست املشروع الصهيوني جيداً‪ ،‬الذي يقوم على توسيع احتالله لتحقيق‬ ‫حلمه التوراتي بإقامة “اسرائيل الكبرى”‪ ،‬وطرد األهالي من املناطق احملتلة‬ ‫وحتويلها الى مستوطنات واستدعاء اليهود من اصقاع العالم اليها‪.‬‬ ‫هذا املشروع الذي نفذ على االرض في فلسطني‪ ،‬ثم في سوريا وسيناء‬ ‫وأجزاء من االردن ولبنان‪ ،‬اقامت املقاومة بوجهه خطة نظامية معاكسة‪،‬‬ ‫وجنح “حزب اهلل” كاحد تنظيمات املقاومة في لبنان‪ ،‬في ان يبني قوة‬ ‫عسكرية مدربة ومجهزة ومؤمنة بقضية حترير االرض‪ ،‬فحقق اجنازات‬ ‫كبرى‪ ،‬توجت بانتصاره العام ‪ 2000‬ثم في العام ‪ ،2006‬الذي ظن العدو انه‬ ‫في عدوانه صيف ذلك العام‪ ،‬ميكنه ان يوجه ضربة للمقاومة بعد ست‬ ‫سنوات من خروج قواته من لبنان‪ ،‬بطريقة مذلة‪ ،‬حيث فتحت البوابات‬ ‫عند الشريط احلدودي ليفر الضباط واجلنود ومعهم عمالؤهم من ميليشيا‬ ‫حلد‪ ،‬لكن حسابات قادتهم السياسيني والعسكريني لم تكن كما ظنوا‪،‬‬ ‫انه باستطاعة سالح الطيران ان يدمر قواعد الصواريخ‪ ،‬خالل ثالثة ايام‪،‬‬ ‫هذا ما ابلغه رئيس االركان وقائد سالح الطيران دان حالوتس الى رئيس‬ ‫حكومته ايهود اوملرت‪ ،‬لكن النتائج على ارض امليدان جاءت معاكسة‪ ،‬فلم‬ ‫تدمر الصواريخ التي كانت تسقط يوميا ً على املستوطنات الصهيونية‬ ‫في املناطق القريبة والبعيدة من حيفا الى القرب من تل ابيب نفسها‪ ،‬ولم‬ ‫تستطع قوات البر التي تقدمت باجتاه مارون الراس وعيتا الشعب وبنت‬ ‫جبيل من حترير اجلنديني االسرائيليني اللذين اسرتهما املقاومة في ‪ 12‬متوز‪،‬‬ ‫ولم يوافق اوملرت على التفاوض عليهما الطالق سراح سمير القنطار‪،‬‬ ‫واختارت اسرائيل احلرب املدمرة على لبنان‪ ،‬فقصفت املدن والقرى واجلسور‬

‫باراك املهزوم لن يعود‬

‫‪12‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫والطرقات واملرافئ واملطار وحاصرت الشواطئ ببوارجها‪ ،‬لكن صواريخ‬ ‫املقاومة متكنت من إبعادها بعد ان جنحت في اصابة البارجة “ساعر”‬ ‫اصابات مباشرة‪.‬‬ ‫انهزمت إسرائيل في حربها التي دامت ‪ 33‬يوما ً ولم حتقق اي هدف من‬ ‫اهدافها العسكرية والسياسية‪ ،‬وال في استرجاع األسيريني‪ ،‬وال في منع‬ ‫املقاومة من استعادة قوتها وسيادتها‪ ،‬حيث اعترف قادة العدو وعلى‬ ‫رأسهم وزير الدفاع ايهود باراك‪ :‬ان القرار ‪ 1701‬لم يكن انتصارا ً دبلوماسيا ً‬ ‫السرائيل‪ ،‬النه في ظله متكن “حزب اهلل” من زيادة ترسانته الصاروخية‬ ‫التي بلغت االربعني الف صاروخ‪ ،‬والى امتالكه صواريخ مضادة للطائرات‪،‬‬ ‫قد تسقط طائراتنا وطيارينا فوق ارض لبنان وتأسرهم‪ ،‬وهذا ما سيمنع‬ ‫او يخفف من طلعاتنا اجلوية كما يقول باراك‪ ،‬الذي هاجم القوات الدولية‬ ‫بانها لم تقم بواجبها في منع “حزب اهلل” من التسلح‪ ،‬فكان رد قوات‬ ‫“اليونيفيل” انها ستمنع املقاومة من اسر اي طيار في حال سقوط طائرته‪،‬‬ ‫وقد شكل هذا التصريح استنكارا ً لبنانيا ً واسعاً‪ ،‬في وقت ال تقوم هذه‬ ‫القوات مبنع االختراقات االسرائيلية اجلوية في سماء لبنان‪ ،‬حيث سجلت‬ ‫آالف الطلعات منذ وقف العدوان االسرائيلي قبل عامني‪.‬‬ ‫ويبدو ان العدو االسرائيلي لم يبتلع هزميته بعد في لبنان‪ ،‬وهو يعد‬ ‫العدة حلرب جديدة‪ ،‬حيث اشار تقرير جلنة فينوغراد الى اإلخفاقات التي‬ ‫رافقت احلرب‪ ،‬وطالبت بسدها‪ ،‬وقامت القيادة العسكرية بتنفيذ ما طلبه‬ ‫منها التقرير‪ ،‬وأجرت مناورات عسكرية وميدانية‪ ،‬تركز البعض منها على‬ ‫اجلبهة الداخلية التي شهدت اثناء عدوان متوز تضعضعاً‪ ،‬فهجر اكثر من‬ ‫مليون مستوطن منازلهم‪ ،‬وتبني ان االستعدادات للحرب لم تكن كاملة‪،‬‬ ‫فاملالجئ غير مجهزة‪ ،‬وعمليات االنقاذ بطيئة في الدفاع املدني واإلطفاء‪،‬‬ ‫الن الكيان الصهيوني لم يكن يتوقع الرد الصاروخي الكثيف والبعيد املدى‬ ‫من املقاومة‪ ،‬حيث شعر سكان إسرائيل ألول مرة مبعنى احلرب في تاريخ‬ ‫احلروب اإلسرائيلية – العربية‪ ،‬التي كانت تنتهي في ساعات وايام قليلة‪ ،‬في‬ ‫حني ان احلرب على لبنان استمرت اكثر من شهر‪ ،‬وبقيت الصواريخ تسقط‬ ‫على املستوطنات حتى الدقائق األخيرة لوقف األعمال العسكرية‪.‬‬ ‫لذلك فإن االستعدادت العسكرية االسرائيلية للحرب من جديد‬ ‫قائمة منذ اللحظة االولى لصدور قرار مجلس االمن الدولي ‪ 1701‬بوقف‬ ‫العمليات احلربية‪ ،‬حيث أعيد تأهيل دبابة “امليركافا” من اجليل الرابع التي‬ ‫دمرتها قاذفات “الكورنيت” في سهل اخليام ومرجعيون ووادي احلجير ومارون‬ ‫ّ‬ ‫الراس وعيتا الشعب‪ ،‬كما مت استدعاء االحتياط في اجليش إلعادة تدريبه‬ ‫إضافة الى متتني اجلبهة الداخلية التي انهارت وفقدت ثقتها باجليش الذي‬ ‫اعتبرته ال يقهر‪ ،‬فاذا ببضعة آالف من رجال املقاومة مينعونه من حتقيق‬ ‫أهدافه ويالحقونه بقذائفهم وصواريخهم‪ ،‬وعندما شاهد االسرائيليون‬ ‫دب اليأس فيهم وفقدوا االمل في البقاء‬ ‫جيشهم ينكسر امام املقاومة ّ‬ ‫في الدولة التي قيل إن “اهلل وعد شعبه اخملتار فيها”‪ ،‬وقد مت بناؤها على‬ ‫انها “اسبرطة الشرق األوسط”‪ ،‬والثكنة العسكرية التي ال يتم اقتحامها‪،‬‬ ‫او زعزعة األمن فيها‪ ،‬لكن هذه املقوالت سقطت في احلرب على لبنان‪،‬‬ ‫وبات على قادة العدو ان يبرهنوا امام مواطنيهم أنهم سيعيدون لهم‬ ‫ثقتهم بدولتهم وبجيشهم‪ ،‬مستغلني مناسبة االنتخابات اإلسرائيلية‬ ‫املبكرة‪ ،‬التي فرضتها فضائح اوملرت املالية مع آخرين من القيادة الذين‬ ‫ابتلوا بفضائح جنسية والتهرب من دفع الضرائب واستخدام السلطة‬ ‫حلسابات شخصية وفئوية‪.‬‬


‫وارتفعت وتيرة التهديدات اإلسرائيلية للبنان مع افتتاح املوسم‬ ‫االنتخابي داخل إسرائيل‪ ،‬والتنافس على الرئاسات والزعامات داخل األحزاب‬ ‫االسرائيلية‪ ،‬حيث يحاول كل من ايهود باراك وتسيبي ليفني وبنيامني‬ ‫نتنياهو ان يقدم برنامجه االنتخابي على اساس رد االعتبار للجيش‬ ‫االسرائيلي‪ ،‬وأكثر الذين يرفعون من منسوب التهديد للبنان هو باراك‬ ‫صاحب شعار الفرار من لبنان عام ‪ ،2000‬ويحمله االسرائيليون املسؤولية‬ ‫الى ما وصل اليه الوضع مع لبنان بعد خروج القوات االسرائيلية منه‪،‬‬ ‫وكان عليه قبل ان يسحبها منه ان يضمن ان ال وجود للسالح وأن احلدود‬ ‫ستكون آمنة‪.‬‬ ‫وباراك املهزوم في لبنان‪ ،‬يحاول أن يزايد على املهزوم اآلخر اوملرت‪ ،‬واالثنان‬ ‫يتوعدان لبنان بعدوان جديد عليه‪ ،‬وانهما لن يوفرا البنى التحتية فيه‪ ،‬وال‬ ‫اي منطقة لبنانية‪ ،‬وما مت حتييده في صيف ‪ 2006‬لن يتكرر‪ ،‬وهو عمليا ً لم‬ ‫يحصل‪ ،‬ألن بيروت حمتها املقاومة وليس قرار اوملرت او االدارة االميركية‪ ،‬اذ‬ ‫هدد االمني العام حلزب اهلل السيد حسن نصراهلل بان قصف بيروت سيقابله‬ ‫قصف تل ابيب وحتى املنشآت احليوية في حيفا وغيرها‪ ،‬وهذا ما شكل رادعا ً‬ ‫للقيادة االسرائيلية ان تتريث في ضرب العاصمة وهي تهدد بان اي حرب مع‬ ‫لبنان لن توفرها هذه املرة‪ ،‬بعد أن سيطر “حزب اهلل” على احلكومة كما‬ ‫يقول اوملرت وزمالء له في حكومته‪ ،‬وان احلكومة اللبنانية اجلديدة اعترفت‬ ‫في بيانها الوزاري بحق املقاومة في حترير االرض احملتلة وهذا يرتب على الدولة‬ ‫اللبنانية مسؤوليات‪ ،‬كما قال باراك ووزير البيئة االسرائيلي جدعون عزرا‬ ‫الذي اعتبر ان الدولة اللبنانية اصبحت هدفاً‪ ،‬وسنهاجم البنية التحتية‬ ‫املدنية في حال قام “حزب اهلل” بشن حرب عليه‪.‬‬ ‫وقد أكدت التقارير الدبلوماسية العربية واألجنبية‪ ،‬ان التهديدات‬ ‫االسرائيلية جدية‪ ،‬وهو ما اشار اليه وزير اخلارجية الفرنسي برنار كوشنير‬ ‫في اثناء زيارته الى لبنان‪ ،‬وساوى بني تهديدات اسرائيل و”حزب اهلل” التي‬ ‫وضعها امينه العام‪ ،‬في اطار املناورات السياسية االسرائيلية الداخلية‬ ‫ولعبة االنتخابات‪ ،‬لكنه اكد انه مع التهديدات ومن دونها فان املقاومة في‬ ‫جهوزية تامة لوعيها خلطورة املشروع االسرائيلي‪ ،‬وهي تضع في كل حلظة‬ ‫احتمال ان يشن العدو االسرائيلي حربا ً او اعتداء او تنفيذ عملية اغتيال‪،‬‬ ‫وهي لهذه االسباب ترفض القاء سالحها وتدعو للبحث في االستراتيجية‬ ‫الدفاعية التي تشارك فيها الدولة بكل مكوناتها اجليش واملقاومة‬ ‫والشعب‪ ،‬وان ما اورده البيان الوزاري يقع في هذا اإلطار‪ ،‬وهو ليس ذريعة‬ ‫هدد قادتها‪ ،‬وقد رد عليهم السيد‬ ‫لتشن اسرائيل حربا ً جديدة عليها‪ ،‬كما ّ‬ ‫حسن نصراهلل باإلشارة الى ان البيان الوزاري للحكومة السابقة تضمن‬ ‫فقرة حول املقاومة أكثر تشددا ً مما ورد في البيان احلالي وان العدوان الذي‬ ‫يهدد به العدو متذرعا ً بالبيان الوزاري للحكومة‪ ،‬ليس اال محاولة للهروب‬ ‫من املأزق السياسي واألمني الذي تعيشه اسرائيل حيث يضع االمني العام‬ ‫لـ”حزب اهلل” احتمال ان يتم نقل االزمة داخل الكيان الصهيوني الى شن‬ ‫حرب على لبنان‪ ،‬التي ستكون بداية نهاية اسرائيل‪ ،‬كما اكد قائد املقاومة‬ ‫في كلمته االخيرة‪ ،‬متوعدا ً باراك بانه اذا ارسل فرقه العسكرية اخلمس‬ ‫الى لبنان فستلقى مواجهة في كل القرى واملنازل والوديان والتالل واجلبال‪،‬‬ ‫وسيقابلها آالف من رجال املقاومة الذين اعدهم القائد الشهيد عماد مغنية‬ ‫بعد وقف عدوان متوز‪ ،‬ليواجهوا عدوانا ً محتمالً‪ ،‬فكما مت االستعداد للحرب‬ ‫في العام ‪ 2006‬فان املقاومة انهت تدريباتها وجتهيزاتها ومناوراتها‪ ،‬وباتت‬ ‫على اهبة االستعداد للرد على اي عملية عسكرية اسرائيلية‪ ،‬التي يتوقع‬ ‫السيد نصراهلل ان تكون اجتياحا ً برياً‪ ،‬وليست في اجلو‪ ،‬اي تغيير اسلوب‬ ‫احلرب في العام ‪ ،2006‬حيث اعتمد حالوتس على سالح الطيران‪ ،‬ولم يدخل‬ ‫سالح البر املعركة بكل قوته‪ ،‬وان العقيدة العسكرية االسرائيلية اجلديدة‬ ‫التي ستعتمد حسب مسؤولني اسرائيليني هي دخول قوات برية مبعدل‬ ‫خمسة ألوية‪ ،‬ولكن هذه املرة الى البقاع‪ ،‬حيث تشير التقارير العسكرية‬ ‫الصهيونية الى ان املقاومة نشرت صواريخها في البقاع الغربي وصوال ً الى‬ ‫البقاع الشمالي والهرمل مرورا ً ببعلبك ‪.‬‬ ‫وتتحسب املقاومة الجتياح بري تقوم به إسرائيل وفق ما يقول السيد‬ ‫نصراهلل ويؤكد ان هذه احلرب ستكون فاصلة‪ ،‬ليس للبنان فقط‪ ،‬بل‬

‫مستوطنة‬ ‫أفيفيم إحدى‬ ‫ساحات احلرب‬ ‫املقبل]‬

‫املقاومني مستعدون‬

‫لوجود الدولة العبرية الذي اصبح على احملك‪ ،‬وكما اعلن االمني العام لـ‬ ‫“حزب اهلل” بعد عدوان متوز‪ ،‬انه في حال حصول حرب اسرائيلية جديدة‬ ‫على لبنان‪ ،‬فستحصل مفاجآت تغير وجه املنطقة والتاريخ‪ ،‬وتأخذ القيادة‬ ‫االسرائيلية كالمه على محمل اجلد‪ ،‬بعد التجارب التي خاضتها مع‬ ‫املقاومة‪ ،‬وكان آخرها احلرب االخيرة التي انكشف فيها اجليش االسرائيلي‪،‬‬ ‫الذي يتردد ضباط كبار فيه‪ ،‬في الدخول مبغامرة جديدة مع املقاومة‪ ،‬النها‬ ‫ستكون مكلفة‪ ،‬وقد تكون آخر حرب يقوم بها هذا اجليش‪ ،‬وقد يفقد‬ ‫املبادرة‪ ،‬ويصبح في موقع الدفاع‪ ،‬وتتحول املعارك الى داخل اسرائيل‪،‬‬ ‫وهذا ما هو متوقع وفق تقارير عسكرية وامنية‪ ،‬تكشف ان املقاومة سترد‬ ‫على اي اجتياح اسرائيلي للبنان‪ ،‬بنقل العمليات الى داخل املستوطنات‬ ‫الصهيونية‪.‬‬ ‫وهذا تطور اذا حصل‪ ،‬سيكون من املفاجآت التي وعد بها السيد نصراهلل‪،‬‬ ‫وعندها سيهتز الكيان الصهيوني‪ ،‬ولن تبقى جبهته الداخلية متماسكة‪،‬‬ ‫وقد يترافق ذلك مع حترك فلسطيني من داخل االراضي احملتلة‪ ،‬فتتعطل‬ ‫حركة اجليش االسرائيلي داخل لبنان‪ ،‬ويقع في كماشة‪ ،‬بني مقاومني في‬ ‫لبنان وفلسطني‪ ،‬هذا اذا لم يتم حتريك اجلبهة السورية‪ ،‬حيث تكشف‬ ‫املعلومات عن ان سوريا لن تقف مكتوفة األيدي اذا ما كانت املعارك جتري‬ ‫على حدودها في البقاع وعلى مرمى من عاصمتها دمشق‪ ،‬وهي أجرت‬ ‫ترتيبات عسكرية وميدانية‪ ،‬ملواجهة احتمال حصول حرب‪ ،‬تتحدث تقارير‬ ‫اسرائيلية عن انها ستكون واسعة وشاملة‪ ،‬وهذا ما يفسر إجراء اجليش‬ ‫االسرائيلي مناورات في اجلوالن‪.‬‬ ‫ان احتمال احلرب يبقى قائماً‪ ،‬وان حصولها كان دائما ً يقع في ظروف‬ ‫داخلية اسرائيلية‪ ،‬لكن ما قد يؤخرها او مينعها هي التطورات التي حصلت‬ ‫في القوقاز والتدخل االسرائيلي السافر في جورجيا ضد روسيا‪ ،‬حيث لن‬ ‫يكون املناخ الدولي مؤاتيا ً لها لشن هذه احلرب‪.‬‬

‫زهير العياش‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪13‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫اسرائيل قلقة من امتالك «حزب هللا» بطاريات صواريخ مضادة للطيران‬

‫لماذا الضجة من قبل ‪ 14‬شباط‬ ‫عن تواجد المقاومة في قمم جبال لبنان؟‬ ‫في احلروب واالعتداءات التي شنها العدو‬ ‫اإلسرائيلي على الدول العربية ومنها لبنان‪ ،‬كان‬ ‫سالح الطيران االسرائيلي متفوقاً‪ ،‬ويسيطر على‬ ‫اجلو‪ ،‬النه لم يكن باستطاعته إحداث اختراقات‬ ‫برية‪ ،‬حيث كان يواجه مبقاومة شرسة من‬ ‫اجليوش العربية‪ ،‬بالرغم من عدم تكافؤ الفرص‪،‬‬ ‫ولقد خاض اجليش اللبناني رغم حجمه الصغير‬ ‫وقدراته التسليحية‪ ،‬معركة شرسة في العام‬ ‫‪ 1972‬في بئر السالسل والقطاع االوسط من‬ ‫اجلبهة في اجلنوب‪ ،‬وك ّبد اجليش االسرائيلي‬ ‫خسائر بشرية وفي االعتدة‪ ،‬ومنعه من حتقيق أي‬ ‫تقدم‪.‬‬ ‫لقد كانت نقطة الضعف الدائمة للبنان‬ ‫هي في كيف يغطي اجواءه من اختراقات‬ ‫الطيران احلربي االسرائيلي‪ ،‬ولقد طرح هذا‬ ‫املوضوع على اجتماعات وزراء الدفاع العرب‬ ‫قبل هزمية عام ‪ 1967‬وبعدها‪ ،‬وتقرر أن يُبنى‬ ‫مرصد للطيران (رادار) في جبل الباروك‪ ،‬ومنه‬ ‫ميكن كشف حركة الطائرات االسرائيلية‪،‬‬ ‫والتي كانت تستغل هذه الثغرة لإلغارة على‬ ‫سوريا ايضاً‪.‬‬ ‫لقد مت تركيب هذا املرصد في جبل الباروك‪،‬‬ ‫دمرته إسرائيل في حرب عام ‪ ،1973‬بعد‬ ‫الذي ّ‬ ‫ان كشف حترك الطيران احلربي االسرائيلي‪،‬‬ ‫واصطادته صواريخ السام ‪ 6‬و‪ 7‬التي كانت‬ ‫منتشرة في سوريا‪ ،‬وحمت دمشق ومدن سورية‬ ‫أخرى من الغارات االسرائيلية‪.‬‬ ‫وفي العدوان االسرائيلي األخير صيف ‪،2006‬‬ ‫كما في االعتداءات االخرى‪ ،‬كان الطيران سيد‬ ‫اجلو اللبناني‪ ،‬يقصف ويدمر‪ ،‬ويغير على املدن‬ ‫والبلدات واجلسور ومحطات الكهرباء واملياه‬ ‫واملطار واملرافئ واملؤسسات واملواقع العسكرية‪،‬‬ ‫من اجلنوب الى الشمال مرورا ً بالعاصمة واجلبل‬ ‫والبقاع‪ ،‬وكان ال يواجه اال احيانا ً بطلقات من‬ ‫رشاشات مضادة للطائرات دون ان تؤثر او تعرقل‬ ‫عمل هذه الطائرات‪.‬‬ ‫وفي اثناء تقومي املقاومة لنتائج عدوان متوز‪،‬‬ ‫ظهرت ثغرة كبيرة في مسألة ان الطيران‬ ‫االسرائيلي يستبيح االجواء‪ ،‬وال توجد مقاومة‬ ‫له‪ .‬ففي البر جنحت صواريخ “الكورنيت” من‬ ‫تدمير اجليل الرابع من دبابة “ميركافا” االسرائيلية‬ ‫الصنع‪ ،‬وأحلقت فيها مجازر في كل مرة حاولت‬ ‫التقدم برا ً في محاور عدة وابرزها سهل اخليام‪،‬‬

‫‪14‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ووادي احلجير والغندورية وعيتا الشعب ومارون‬ ‫الراس ومرجعيون‪.‬‬ ‫كما حققت املقاومة‪ ،‬إصابات مباشرة في‬ ‫البحر‪ ،‬باصابة احدى البوارج التي كانت متوقفة‬ ‫مقابل شاطئ بيروت‪ ،‬تقصف الضاحية اجلنوبية‪،‬‬ ‫فاطلقت املقاومة صاروخا ً عليها‪ ،‬دمر البارجة‬ ‫“ساعر”‪ ،‬بعد يومني على بدء العدوان‪ ،‬ومنذ‬ ‫ذلك التاريخ لم تستطع البحرية االسرائيلية‬ ‫من االقتراب من الساحل اللبناني من صور الى‬ ‫الشمال‪.‬‬ ‫فسد ثغرتي البر والبحر‪ ،‬وحتقيق إجنازات باهرة‬ ‫للمقاومة في اثناء املعركة‪ ،‬فتح الباب للبحث‬ ‫في منع الطيران االسرائيلي من حتقيق اهدافه‪،‬‬ ‫عبر خرقه للسيادة اللبنانية‪ ،‬سواء اثناء احلرب‪،‬‬ ‫او في فترة توقف اطالق النار‪ ،‬كما هو حاصل‬ ‫اآلن‪ ،‬حيث اخلروقات االسرائيلية متمادية‪ ،‬وقد‬ ‫مت تسجيل اكثر من الفي خرق منذ صدور القرار‬ ‫‪ 1701‬في ‪ 12‬آب ‪ ،2006‬وبعد عامني على وقف‬

‫االعمال العسكرية‪ ،‬ولم تنفع بيانات إعالنها من‬ ‫قيادة اجليش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية في‬ ‫مجابهتها‪.‬‬ ‫لذلك فان املقاومة عملت ومن خالل إعادة‬ ‫بناء قوتها العسكرية‪ ،‬الى االنتباه اجلدي لهذه‬ ‫الثغرة في موضوع الطيران االسرائيلي‪ ،‬حيث‬ ‫اشارت معلومات اسرائيلية‪ ،‬الى ان “حزب اهلل”‬ ‫متكن من اعادة جتهيز نفسه بالصواريخ‪ ،‬ومتكن‬ ‫من احلصول على صواريخ مضادة للطائرات‪،‬‬ ‫وهذا ما كشفه الصحافي االسرائيلي اليكس‬ ‫فيشمان في صحيفة “يديعوت احرنوت”‬ ‫االسرائيلية‪ ،‬عندما حتدث عن تقارير استخبارية‬ ‫وصلت الى القيادة العسكرية االسرائيلية‪ ،‬عن‬ ‫نشر “حزب اهلل” لبطاريات صواريخ في جبال‬ ‫لبنان واماكن اخرى‪ ،‬وقد أملح الى ذلك ايضا ً وزير‬ ‫الدفاع االسرائيلي ايهود باراك عندما كشف‬ ‫عن امتالك املقاومة حوالى ‪ 40‬الف صاروخ يصل‬ ‫بعضها الى مدى ‪ 300‬كلم‪ ،‬وتصيب مكتبه‪،‬‬


‫اضافة الى اخرى ملواجهة حركة الطيران احلربي‬ ‫االسرائيلي‪.‬‬ ‫ولقد بدأت اسرائيل تشعر باخلطر من جراء‬ ‫تزايد قوة املقاومة الصاروخية‪ ،‬كما هي باتت تقلق‬ ‫من اختراق طائراتها األجواء اللبنانية فاصبحت‬ ‫ترسلها دون طيار بعد ان تلقت حتذيرا ً مباشرا ً‬ ‫من “حزب اهلل” انه لن يتهاون في موضوع اخلرق‬ ‫االسرائيلي للسيادة اللبنانية عبر اجلو‪ ،‬وقد ن ّبه‬ ‫السلطات اللبنانية من ذلك‪ ،‬وكذلك االمم املتحدة‬ ‫التي يقع على عاتقها منع هذه االختراقات تنفيذا ً‬ ‫للقرار ‪ 1701‬وتوقيفها‪.‬‬ ‫فـ”حزب اهلل” امللتزم القرار الدولي‪ ،‬والذي ترك‬ ‫للدولة اللبنانية واجملتمع الدولي امر ردع اسرائيل‬ ‫لن يقف مكتوف األيدي‪ ،‬في ظل الطلعات اجلوية‬ ‫اليومية للطيران اإلسرائيلي‪ ،‬وطالب احلكومة أن‬ ‫تسرع الى جتهيز اجليش اللبناني باسلحة مضادة‬ ‫للطيران للتصدي ألي خرق او عدوان اسرائيلي‪.‬‬ ‫وألن املسألة بحاجة الى وقت‪ ،‬والى اتفاق حول‬ ‫استراتيجية دفاعية‪ ،‬سيبدأ احلوار حولها في‬ ‫القصر اجلمهوري بدعوة من رئيس اجلمهورية‬ ‫العماد ميشال سليمان‪ ،‬فإن املقاومة لن تكون‬ ‫غائبة عن التصدي ألي عدوان او اختراق اسرائيلي‪.‬‬ ‫فجهوزية املقاومة موجودة‪ ،‬وهي حتسب حسابا ً‬ ‫بان العدو االسرائيلي‪ ،‬لن ينام على هزميته في عام‬ ‫‪ ،2006‬والصمود بوجه جيشه الذي ال يقهر ومنعه‬ ‫من حتقيق أهداف عدوانه‪ ،‬وإنزال هزمية كبيرة‬ ‫فيه‪ ،‬اعترف بها تقرير جلنة “فينوغراد”‪ ،‬وكذلك‬ ‫لن تقبل اسرائيل بالنصر الذي حققته املقاومة‬ ‫في حترير االسرى من سجون االحتالل االسرائيلي‪،‬‬ ‫كما انه لن تغب من ذاكرة القيادة العسكرية‪،‬‬ ‫كيف اندحرت قوات االحتالل من جنوب لبنان في‬ ‫العام ‪.2000‬‬ ‫هذه املشاهد لهزائم العدو في لبنان على يد‬ ‫املقاومة‪ ،‬واخلطر الذي ميثله مشروعه الدائم في‬ ‫التوسع واالستيطان والعدوان‪ ،‬فإن املقاومة لم‬ ‫تخفف من حالة االستنفار والتيقظ ملواجهة‬ ‫اي عدوان اسرائيلي محتمل‪ ،‬وهذا ما حصل في‬ ‫العام ‪ ،2006‬اثر اسر اجلنديني االسرائيليني‪ ،‬والذي‬ ‫كان في تقدير قيادة املقاومة‪ ،‬ان احلرب لن تكون‬ ‫واسعة وشاملة بل محدودة في املكان والزمان‪،‬‬ ‫على غرار ما حصل إثر خطف ثالثة جنود عند‬ ‫تخوم مزارع شبعا في العام ‪.2001‬‬ ‫لذلك فان املقاومة تضع كل االحتماالت واولها‬ ‫توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية لها‪ ،‬بالرغم من‬ ‫انها مستبعدة حاليا ً وفق قراءات قيادة املقاومة‬ ‫التي ترى ان اسرائيل منهمكة في ازمتها‬ ‫السياسية‪ ،‬وتخبط حكومتها بفساد رئيسها‬ ‫ايهود اوملرت الذي بدأ العد العكسي لوجوده في‬ ‫رئاسة احلكومة كما في رئاسة حزب “كادميا”‪،‬‬ ‫وان احتمال دخوله الى السجن واردة‪ ،‬وان الدعوة‬ ‫الى اجراء انتخابات نيابية مبكرة باتت أمرا ً قائماً‪،‬‬ ‫وان هذا الوضع السياسي املربك قد ال يشجع‬ ‫إسرائيل على شن عدوان على لبنان‪ ،‬اال اذا قررت‬ ‫الهروب من أزماتها‪ ،‬وهذا احتمال يضعه اخلبراء‬

‫تحذير المقاومة من الخروقات اإلسرائيلية‬ ‫الجوية إشارات تنبئ بالمواجهة‬ ‫في حتليالتهم وتقديراتهم‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬فإن املقاومة التي ومنذ التحرير في‬ ‫العام ‪ ،2000‬لم تلجأ الى رمي السالح ووضعه‬ ‫في اخملازن وال الى االستكانة‪ ،‬بل ذهبت الى بناء‬ ‫املواقع العسكرية والى اقامة التحصينات‬ ‫والى دورات تدريبية للمقاتلني والى امتالك‬ ‫االسلحة املتطورة‪ ،‬والى مد شبكة اتصاالت‬ ‫لها‪ ،‬كانت هي االساس في املعركة‪ ،‬وقد جاءت‬ ‫حرب صيف ‪ 2006‬االسرائيلية‪ ،‬لتثبت قدرة‬ ‫املقاومة على املواجهة والصمود ورد العدوان‪،‬‬ ‫وهو ما فاجأ القيادة العسكرية االسرائيلية‬ ‫التي توقعت انه خالل ‪ 72‬ساعة تكون املقاومة‬ ‫قد انهيت ودمرت شبكة صواريخها‪ ،‬وفق ما‬ ‫ابلغ رئيس االركان دان حالوتس اوملرت ووزير‬ ‫الدفاع آنذاك عمير ميريتس‪ ،‬لكن النتائج جاءت‬ ‫مدوية ملصلحة املقاومة‪ ،‬وسقطت الرؤوس‬ ‫العسكرية في اسرائيل‪ ،‬وانهارت املؤسسة‬ ‫السياسية‪ ،‬احلاكمة‪ ،‬حيث ما زالت تداعيات‬ ‫حرب متوز تتفاعل داخل الكيان الصهيوني‪ ،‬وان‬ ‫اوملرت الذي اجلت االدارة االميركية سقوطه‬ ‫بعد تقرير “فينوغراد” بدأ يدفع الثمن بعد عامني‬ ‫على العدوان‪.‬‬ ‫فاملقاومة تنتظر في كل حلظة حصول عدوان‪،‬‬ ‫وهي كما اعلن قائدها السيد حسن نصر اهلل‪،‬‬ ‫اعادت تأهيل مقاتليها ورفعت عديدهم الى اكثر‬ ‫من مئة الف مقاتل‪ ،‬من خالل دورات تدريبية‬ ‫مكثفة‪ ،‬كما كشف االمني العام لـ”حزب اهلل”‬ ‫عن ان عدد الصواريخ تضاعف‪ ،‬وان الشهيد‬ ‫عماد مغنية‪ ،‬وقبل ان يتم اغتياله‪ ،‬كان انهى‬ ‫كل االعمال التي وضعت املقاومة في جهوزية‬ ‫ملواجهة اية حرب اسرائيلية محتملة‪ ،‬ومن‬ ‫التجهيزات امتالك املقاومة شبكة صواريخ‬ ‫مضادة للطائرات‪ ،‬والى مراصد حلركة الطيران‬ ‫االسرائيلي‪ ،‬وان ما ذكر من قبل قوى ‪ 14‬شباط‬

‫من ان “حزب اهلل” يقيم مواقع عسكرية له‪ ،‬او له‬ ‫وجود عسكري في بعض املناطق اجلبلية سواء في‬ ‫تومات نيحا وجبل الباروك‪ ،‬او في تخوم صنني‪ ،‬فان‬ ‫اثارة هذا املوضوع بعد فشل احلكومة السابقة‬ ‫لفؤاد السنيورة‪ ،‬بتحريك قضية وشبكة إتصاالت‬ ‫املقاومة وسالحها‪ ،‬والذي يقر اجلميع انها باتت‬ ‫قوة للبنان‪ ،‬وهو ما جاء في خطاب الرئيس العماد‬ ‫ميشال سليمان في عيد اجليش‪ ،‬وفي كلمات‬ ‫سابقة له‪.‬‬ ‫وتخشى املقاومة من ان تكون العمليات‬ ‫العسكرية االسرائيلية املقبلة‪ ،‬في عمق املناطق‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وحتديدا ً على احملور املمتد من جبل‬ ‫الشيخ نزوال ً الى البقاع الغربي وصوال ً الى البقاع‬ ‫االوسط فالبقاع الشمالي وبعلبك‪ ،‬من اجل‬ ‫محاصرة املقاومة وتدمير صواريخها التي تعتقد‬ ‫اسرائيل انها موجودة في سهل البقاع واجلبال‬ ‫املطلة عليه‪.‬‬ ‫وملواجهة هذا السيناريو استعدت املقاومة‬ ‫له‪ ،‬وهي في تواجدها في أماكن استراتيجية‪ ،‬امنا‬ ‫حماية للبنان‪ ،‬فكما فاجأت املقاومة اسرائيل بالبر‬ ‫والبحر‪ ،‬فانها ستفاجئها باجلو‪ ،‬الذي لن يكون‬ ‫ساحة اختراق لطيرانها الذي لن يكون من السهل‬ ‫عليه الدخول الى االجواء اللبنانية‪ ،‬وما التحذير‬ ‫الذس اطلقه “حزب اهلل” في اآلونة االخيرة‪ ،‬اال‬ ‫اشارة الى ان املقاومة اصبحت لديها اجلهوزية‬ ‫ملواجهة العدو االسرائيلي في البر والبحر واجلو‪.‬‬ ‫لقد شنت اسرائيل احلرب عام ‪ 1982‬على‬ ‫لبنان‪ ،‬بذريعة ان سوريا نشرت بطاريات صواريخ‬ ‫سام في سهل البقاع‪ ،‬وصعدت الى الغرفة‬ ‫الفرنسية في اعالي صنني‪ ،‬حيث ميكن رؤية‬ ‫فلسطني احملتلة بالعني اجملردة‪ ،‬فهل هذا ما‬ ‫بدأ يقلق اسرائيل وقوى ‪ 14‬شباط من وجود‬ ‫للمقاومة في اعالي قمم جبال لبنان؟‬

‫جورج شلهوب‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪15‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫هل فعلت نصائح وهاب فعلها فأعاد تموضعه السياسي‬

‫جنبالط يعود إلى العروبة وفلسطين‬ ‫لمواجهة «التكفيريين السنة»‬

‫تفجير طرابلس استهداف املؤسسة العسكرية‬

‫هل يعيد النائب وليد جنبالط اعادة متوضعه‬ ‫السياسي‪ ،‬بعد التطورات التي حصلت اثر احداث‬ ‫ايار املاضي في بيروت واجلبل ومناطق اخرى؟‬ ‫هذا السؤال طرح بعد اخلطاب السياسي‬ ‫املنخفض اللهجة والنبرة والقسوة‪ ،‬والذي كان‬ ‫يذهب به جنبالط الى حد التجريح واستخدام‬ ‫عبارات نابية وتطاوله على القادة الكبار‪ ،‬اذ ان‬ ‫رئيس احلزب التقدمي االشتراكي عمم على نوابه‬

‫جنبالط قلق من االصولية السنية‬

‫ ‬

‫‪16‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وقيادات حزبه بضرورة اعتماد خطاب معتدل‬ ‫ومنفتح‪ ،‬جتاوبا ً مع التحوالت التي حصلت مؤخراً‪،‬‬ ‫وادت الى حتقيق املعارضة مطالبها‪ ،‬وتراجع‬ ‫املشروع االميركي في لبنان‪ ،‬وعدم استخدام االدارة‬ ‫االميركية للقوة حلماية حلفائها واصدقائها‬ ‫اثناء تعرضهم لضربة عسكرية من جانب قوى‬ ‫املعارضة‪ ،‬وحتديدا ً “حزب اهلل”‪ ،‬حيث يؤكد لزواره‬ ‫في مجالسه اخلاصة‪ ،‬انه لم يكن يثق يوما ً بان‬ ‫االميركيني سيدافعون عنا‪ ،‬وهم كانوا يتركون‬ ‫من يتعامل معهم في اللحظات احلرجة‪ ،‬لذلك‬ ‫سعيت مرات عديدة للخروج من االرتهان الميركا‪،‬‬ ‫وقد حاولت ان افتح ابوابا ً مع دمشق ومع املعارضة‪،‬‬ ‫فلم اوفق رمبا النني بالغت برهاني على سقوط‬ ‫النظام في سوريا‪ ،‬وان املقاومة ستفقد دورها في‬ ‫لبنان‪ ،‬وان حلفاء سوريا وايران سيتضعضعون‬ ‫ويتفككون‪ ،‬وتتمكن قوى ‪ 14‬شباط من ان حتكم‪،‬‬ ‫لكن كل هذه االمور لم حتصل‪ ،‬ال بل ان املعارضة‬ ‫اصبحت اقوى‪ ،‬وقوى ‪ 14‬شباط تتفكك وشعاراتها‬ ‫تتمزق‪ .‬هذا ما يقوله جنبالط في مجالسه‪ ،‬لكنه‬ ‫يؤكد انه لن يخرج بسرعة من حلفائه‪ ،‬وحتديدا ً‬ ‫سعد احلريري‪ ،‬وسيحاول اعادة صياغة خطاب‬

‫اكثر عروبة وملتزم بقضية فلسطني‪ ،‬الن البديل‬ ‫هو خطاب طائفي ومذهبي‪.‬‬ ‫ومعنى كالم جنبالط‪ ،‬انه سيبقى على حتالفه‬ ‫مع رئيس “تيار املستقبل”‪ ،‬السباب سياسية‬ ‫والرتباطه بالسعودية التي ال ميكنه اخلروج منها‬ ‫اآلن ألسباب مادية‪ ،‬وملعرفة التطورات العربية‬ ‫واالقليمية‪ ،‬وماذا سيحصل في ايران وملفها‬ ‫النووي‪ ،‬وعالقاتها بالغرب‪ ،‬وهل من ضربة‬ ‫عسكرية لها؟‬ ‫لذلك يقرأ رئيس اللقاء الدميقراطي “التحوالت‬ ‫التي حتصل في املنطقة‪ ،‬وما جرى في لبنان‬ ‫خالل االشهر االخيرة‪ ،‬وعودة التوازن الوطني الى‬ ‫احلكومة بدخول املعارضة اليها بالثلث الضامن‬ ‫واحلقائب التي طلبتها‪ ،‬وبالوزراء الذين سمتهم‪،‬‬ ‫واصبح “فيتو ‪ 14‬شباط” ضعيفا ً وغير مؤثر‪ ،‬وان‬ ‫كل املناورات وحاالت الرفض التي كانت تقوم‬ ‫بها‪ ،‬وقراراتها الدموية املكلفة‪ ،‬فانها تعود الى‬ ‫الرضوخ ملطالب املعارضة”‪.‬‬ ‫لذلك قرر جنبالط اعادة التموضع داخل ‪14‬‬ ‫شباط ولكن بخطاب مختلف عن السابق‪ ،‬وهو‬ ‫سيصطدم مبمانعة حلفائه املسيحيني وحتديدا ً‬


‫قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي كان‬ ‫يتغزل مبواقف وتصريحات جنبالط خالل السنوات‬ ‫الثالث املاضية‪ ،‬عندما يهاجم العروبة‪ ،‬ويتحدث عن‬ ‫حياد لبنان وفك ارتباطه بالقضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫والتأكيد على اللبنانية‪ ،‬فكان جعجع يقول‪:‬‬ ‫“عندما اسمع وليد جنبالط كأني أسمع الشيخ‬ ‫بيار اجلميل مؤسس حزب الكتائب”!!‬ ‫اما اليوم‪ ،‬فان مواقف جنبالط بدأت تقلق‬ ‫جعجع الذي ال يعرف سبب “تكويعه”‪ ،‬وقد وصلت‬ ‫اليه معلومات عن انه ال يرغب في ان يكون على‬ ‫لوائحه في اجلبل مرشح “للقوات اللبنانية”‪،‬‬ ‫اضافة الى انه بدأت تصل الى معراب من اخملتارة‪،‬‬ ‫انتقادات عن “بهلوانيات” جعجع‪ ،‬وادعاءاته‬ ‫وتوقعاته التي كانت تصيب جمهور ‪ 14‬شباط‬ ‫باإلحباط‪ ،‬فلم يقل شيئا ً وصدق وعده فيه‪ ،‬مما‬ ‫افقده صدقيته‪.‬‬ ‫لذلك فان جنبالط يحاول ان يبقى في املرحلة‬ ‫احلالية ضمن قوى ‪ 14‬شباط ولو بالشكل‪ ،‬وقد‬ ‫فقدت الكثير من تنسيقها وقللت من لقاءاتها‬ ‫وبدأت تعصف بها اخلالفات التي كشفها تشكيل‬ ‫احلكومة االخيرة واستبعاد وزراء وتعيني آخرين‪،‬‬ ‫وكذلك سيكون وضعها مع اقتراب االنتخابات‪.‬‬ ‫ويبدو جنبالط مستعجالً اعادة رسم حتالفات‬ ‫جديدة‪ ،‬وهو ميهد لذلك بخطابه “العروبي”‪ ،‬وقد‬ ‫كاشف حليفه سعد احلريري‪ ،‬بخطورة استمرار‬ ‫التحريض املذهبي والطائفي‪ ،‬والذي تستفيد منه‬ ‫القوى االسالمية االصولية‪ ،‬على حساب الوجود‬ ‫السني املعتدل الذي ميثله “تيار املستقبل”‪ ،‬وال‬ ‫بد من ضبط الساحة السنية‪ ،‬واستعادتها الى‬ ‫العروبة والتذكير بفلسطني‪ ،‬قبل ان تذهب الى‬ ‫اجلماعات السلفية التكفيرية‪ ،‬حيث بدأ زعيم‬ ‫اخملتارة يقلق مما يجري في طرابلس وآخرها االنفجار‬ ‫الذي استهدف باصا ً ينقل جنودا ً لبنانيني‪ ،‬وهو‬ ‫يشبه التفجير الذي استهدف باصني في عني‬ ‫علق قبل عامني‪ ،‬واتهمت عناصر من “فتح‬ ‫االسالم” انها كانت وراءه وقبل احداث مخيم‬ ‫نهر البارد‪ ،‬وان تفجير طرابلس ـ تتجه اصابع‬ ‫االتهام إلى “فتح االسالم” او عناصر اصولية‬ ‫تساندها وموجودة في طرابلس تقف وراءه‪ ،‬وقد‬ ‫بلغه ان اطرافا ً في السلطة‪ ،‬واشخاصا ً في “تيار‬ ‫املستقبل”‪ ،‬يدعمون اجملموعات االصولية في باب‬ ‫التبانة‪ ،‬وان معركة طرابلس فتحت على خلفية‬ ‫حتقيق نصر عسكري وسياسي‪ ،‬ردا ً على ما اصاب‬ ‫“تيار املستقبل” في بيروت ومناطق اخرى‪ ،‬وهذا‬ ‫االمر فتح الباب لبروز القوى االسالمية االصولية‪،‬‬ ‫وبدء امساكها بعاصمة الشمال القامة “امارة‬ ‫اسالمية” فيها‪ ،‬وان هذا التوجه‪ ،‬سيعطي ورقة‬

‫االنفجار االخير في طرابلس‬

‫للقوات السورية للدخول مرة جديدة الى لبنان‬ ‫من بوابة الشمال‪ ،‬وحتت عنوان وقف االعمال‬ ‫العسكرية واالقتتال بني اللبنانيني‪ ،‬ومنع امتداد‬ ‫الصراع املذهبي الى الداخل السوري‪.‬‬ ‫هذه اخملاوف اجلنبالطية‪ ،‬بدأت تترجم بخطاب‬ ‫هادئ داخلياً‪ ،‬وبالتركيز على العروبة وفلسطني‬ ‫لتذكير السنة ان هذه قضيتهم‪ ،‬ال الصراع مع‬ ‫الشيعة الذين يقاومون اسرائيل‪ ،‬ويساندون‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬وقد صارح رئيس احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي املسؤولني السعوديني بخطورة ما آلت‬ ‫اليه االوضاع‪ .‬وقد تناسى‪ ،‬كما يقول معارضوه‪،‬‬ ‫انه يتحمل مسؤولية اساسية في االحداث التي‬ ‫وقعت وكان رأس احلربة ضد املقاومة وسالحها‪،‬‬ ‫وخاض حملة تعبئة سياسية وشعبية ضدها‪،‬‬ ‫كما انه هو من فتح معركة السنة والشيعة‪،‬‬ ‫عندما اطلق شرارتها من احداث جامعة بيروت‬ ‫العربية في ‪ 27‬كانون الثاني ‪ ،2006‬بعد االضراب‬ ‫الشهير للمعارضة في ‪ 25‬كانون الثاني من العام‬ ‫نفسه‪ ،‬حيث كادت البالد ان تغرق في حرب اهلية‪،‬‬ ‫وقد جدد محاولته في ‪ 5‬ايار املاضي‪ ،‬عندما اص ّر‬ ‫على احلكومة ان تصدر قرارا ً حول شبكة اتصاالت‬ ‫املقاومة واقالة قائد جهاز امن املطار العميد‬ ‫وفيق شقير‪ ،‬وكانت ردة فعل املقاومة الدفاع عن‬ ‫سالحها‪ ،‬بعملية عسكرية موضعية في بيروت‪،‬‬ ‫استدرك خطرها جنبالط‪ ،‬واعلن استسالمه‬ ‫وهزميته وتسليم مكاتبه احلزبية‪.‬‬ ‫فما يحصل في طرابلس من منو اصولي سني‪،‬‬

‫حذر «تيار المستقبل» من تغطية األصولية‬ ‫السلفية والثأر من بيروت في طرابلس‬

‫على وقع االشتباكات بني باب التبانة وجبل‬ ‫محسن‪ ،‬ثم احداث البقاع في سعدنايل وتعلبايا‬ ‫بني السنة والشيعة‪ ،‬وضعت جنبالط في موقع‬ ‫صعب‪ ،‬ألن الشوف الذي يضم اقليم اخلروب‪،‬‬ ‫فيه خاليا نائمة اصولية‪ ،‬وقد وصلته تقارير عن‬ ‫خطورتها وامتدادها في عدد من املناطق وتواصلها‬ ‫مع مخيم عني احللوة‪ ،‬وهو ما بدأ يقلقه‪ ،‬اضافة‬ ‫الى تواجد عناصر اسالمية اصولية في مناطق‬ ‫بشامون والشويفات وعرمون وديرقوبل‪ ،‬حيث‬ ‫توجد كثافة سكانية سنية‪ ،‬تفوق املئة الف‬ ‫مواطن‪ ،‬يتغلغل “السلفيون” في صفوفهم‪،‬‬ ‫وهذه املناطق متداخلة مع البلدات الدرزية‪،‬‬ ‫وتشكل بوابة منطقة عالية عند الساحل‬ ‫الذي سكنه الدروز للدفاع عن الثغور مبواجهة‬ ‫احلمالت الصليبية‪ ،‬فاذا بهم يفاجأون بوجود‬ ‫قوى اصولية تكفيرية‪ ،‬يعمل بعضها حتت غطاء‬ ‫“تيار املستقبل” ويرفع شعار الدفاع عن “السنة‬ ‫واجلماعة” مبواجهة خطر “الرافضة” الشيعة‪.‬‬ ‫هذه التطورات تقلق الزعيم اجلنبالطي‪ ،‬الذي‬ ‫بدأ انفتاحا ً على خصومه السياسيني داخل‬ ‫الطائفة الدرزية‪ ،‬حتت عنوان وضع ثوابت درزية‬ ‫تؤكد على التزام الدروز بالعروبة والعالقة مع‬ ‫سوريا والدفاع عن املقاومة في لبنان وفلسطني‪.‬‬ ‫وهذا اخلطاب الدرزي‪ ،‬هو خطاب املعارضة‬ ‫الدرزية‪ ،‬التي كانت تنصح بلسان قادتها ال سيما‬ ‫رئيس “ تيار التوحيد اللبناني” الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬رئيس احلزب التقدمي االشتراكي‪ ،‬ان يفك‬ ‫رهانه على اميركا‪ ،‬ويعود الى تراث وتاريخ الدروز‬ ‫الوطني واملقاوم لالستعمار واسرائيل‪ ،‬قبل ان‬ ‫يغرق مع املركب االميركي في لبنان واملنطقة‪.‬‬ ‫فهل بدأ جنبالط بتقبل النصيحة الوهابية؟‬ ‫يبدو انه يسير بهذا االجتاه‪ ،‬لكن يبقى اقتران‬ ‫االقوال باألفعال!!‬

‫سامر الشوفي‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪17‬‬


‫حوار‬

‫ّ‬ ‫قطار لـ «منبر التوحيد» ‪ :‬تجميد الحد األدنى‬ ‫كان نفاقاً‪ ،‬وزيادة ‪ 200‬الف ليرة ليس ً‬ ‫حال‬ ‫لم يكد اللبنانيون يتنفسون الصعداء‬ ‫بعد اتفاق الدوحة حتى عادت االحداث‬ ‫تتزاحم على الساحة الداخلية اللبنانية‪،‬‬ ‫وعادت معها السجاالت‪ ،‬اال ان هذه املرة‬ ‫بطريقة اقوى واشرس‪ .‬فالكل يعد العدة‬ ‫لالنتخابات املنتظرة‪ ،‬ويعتبرها استحقاقاً‬ ‫حاسماً يجب ان يكون ملصلحته واال‬ ‫مستعد لقلب الطاولة على رؤوس اجلميع‪.‬‬ ‫لرمبا يستغرب البعض حدة هذه الصراعات‪،‬‬ ‫اال ان الوزير دميانوس قطار ال‪ ،‬بل يتوقع‬ ‫زيادة حدة وتيرتها‪ ،‬كما حدة التشنج‬ ‫على الساحة الداخلية بسبب سعي كل‬ ‫االطراف الى توظيف االحداث الداخلية‬ ‫والدولية في البورصة االنتخابية‪ .‬وال يتوقع‬ ‫قطار من احلوار الذي سيقيمه رئيس‬ ‫اجلمهورية تهدئة النفوس‪ ،‬ال بل يتوقع‬ ‫انطالق احلوار شكلياً فقط ويدعو الى‬ ‫ّ‬ ‫موسع يضم كافة طاقات‬ ‫حتويله الى مؤمتر‬ ‫لبنان االقتصادية واالجتماعية واجملتمع‬ ‫املدني‪.‬‬ ‫على الصعيد االقليمي يتخوف قطار‬ ‫من انتهاز اسرائيل املرحلة االنتقالية‬ ‫بني العهدين الرئاسيني االميركيني حملاولة‬ ‫قلب توازن الرعب القائم اليوم بينها وبني‬ ‫املقاومة‪ ،‬اذ يرى عندها عمل مناوراتي ينبئ‬ ‫بتحضيرها لعمل عسكري ضخم قد‬ ‫يكون اقليمياً‪.‬‬ ‫بالنسبة ملسألة األجور‪ ،‬برى قطار ان‬ ‫احلل املوضوع لها ضعيف جداً‪ ،‬ويتهم‬ ‫على‬ ‫احلكومات املتعاقبة بالكذب‬ ‫الشعبطيلة ‪ 12‬سنة ومبخالفة نبدأ‬ ‫النظام االقتصادي احلر الذي يوجب تعديل‬ ‫احلد االدنى لألجور سنوياً مبقدار نسبة‬ ‫التضخم‪ .‬كما يعطي الوزير قطار مصالح‬ ‫لبنان املارة عبر سوريا اهمية كبيرة ال سيما‬ ‫اقتصادياً‪ ،‬ويدعو اللينانيني الى ايجاد توازن‬ ‫بني تقاطع مصالح البلدين‬ ‫كالم الوزير قطار اتى في حوار اجرته‬ ‫معه “منبر التوحيد”‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬

‫‪18‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫دميانوس قطار‬

‫زيارة عون اجلنوبية‬ ‫خطوة تاريخية‬ ‫تباينت اآلراء املتعلقة بزيارة اجلنرال عون الى‬ ‫اجلنوب‪ ،‬كيف تقرأ هذه الزيارة؟‬ ‫انا من االشخاص الذين راقبوا احلدث‪ ،‬واراه تاريخيا ً‬ ‫للعماد عون وتاريخيا ً لزعامة مسيحية تدخل الى‬ ‫اجلنوب‪ ،‬الى ما كان يسمى الشريط‪ ،‬وعلى االرض‬ ‫حيث حصلت معارك ضخمة بيننا وبني اجليش‬ ‫االسرائيلي‪ .‬ال شك في ان هذه الزيارة تتسجل‬ ‫تاريخية‪.‬‬ ‫ملاذا ربطها البعض باالنتخابات؟‬ ‫مبا ان اجلميع في موجة االنتخابات ال ميكن ان نبعد‬ ‫زيارة العماد عون عن الصدى االنتخابي هل كانت‬ ‫االهداف انتخابية؟ ألول مرة مثالً يكون التوزير من‬ ‫منطقة حاصبيا مرجعيون لنائب رئيس احلكومة‬ ‫من التيار الوطني احلر زار منطقة مرجعيون‪ ،‬والعماد‬ ‫عون اصوله من املكنونية قضاء جزين‪ .‬بالنسبة‬ ‫لالنتخابات من املؤكد ان لها صد ًى انتخابياً‪ ،‬الكل‬ ‫رأى الناس واملرشحني املصطفني‪...‬‬ ‫لرمبا كان هذا سبب في التركيز على زيارة‬ ‫اجلنرال جلزين؟‬ ‫انا اعتقد انه ستكون هناك زيارات اكثر ملنطقة‬ ‫جزين من كل التيارات املسيحية‪ ،‬أول مرة في جزين‬

‫بعد اتفاق الطائف يكون االنتخاب من قبل الصوت‬ ‫املسيحي مرتفعا ً وحاسماً‪ .‬لذا سنرى كل التيارات‬ ‫املسيحية على االرض‪ .‬صحيح ان زيارة العماد‬ ‫عون ستكون اشمل ألنها غطت املنطقة اجلنوبية‬ ‫بشكل عام‪ ،‬وزيارته لبنت جبيل اعتقد ايضا ً انها‬ ‫كانت مهمة‪ ،‬لكني ال استبعد مهرجان للكتائب‬ ‫وللقوات اللبنانية ولالحرار في جزين‪.‬‬ ‫كانت الفتة عودة السجاالت بني فريق املعارضة‬ ‫والــمــواالة او بني فريقي ‪ 8‬و‪ 14‬آذار على خلفية‬ ‫موضوعات عدة‪ ،‬كصالحيات نائب رئيس احلكومة‪،‬‬ ‫زيارات الرئيس السنيورة الى مصر والعراق‪ ،‬تناقض‬ ‫القراءات لزيارة الرئيس سليمان الى سوريا‪ .‬فلماذا‬ ‫كل هذا التشنج على الساحة الداخلية؟‬ ‫ما يطرح اليوم للمناقشة سيأخذ طابع تشنج‬ ‫سياسي سيصب في خانة االنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫وانا بالعكس ارى االشياء الى تصاعد اكبر‪ ،‬عندما‬ ‫يقرون قانون االنتخاب ويتعني قائد اجليش‪ ،‬كل شيء‬ ‫على الساحة سيصبح في بورصة االنتخابات‬ ‫مهما كان نوعه‪ ،‬مفيدا ًَ او غير مفيد‪ ،‬اولوية او‬ ‫غير اولوية‪ .‬الشحن اصبح جاهزا ً ملعركة انتخابية‬ ‫حاسمة‪ ،‬فالكل اعلن ان ساعة احلسم ستكون في‬ ‫االنتخابات النيابية‪.‬‬ ‫اذاً انتهت فترة الهدنة التي فرضها اتفاق‬ ‫الدوحة؟‬ ‫هدنة الدوحة كانت نتيجة اتفاق ضرورة ليقطع‬


‫لبنان مرحلة معينة‪ .‬سيشهد الصراع عملية إعادة‬ ‫تشنج جديدة‪ .‬آلن اخلوف من ان تعود الساحة وتفتح‬ ‫فتكون مباحة ملعركة االنتخابات املقبلة‪.‬‬ ‫هناك من يتكلم ان هذا التشنج الضخم قد‬ ‫يؤجل االنتخابات؟‬ ‫صحيح‪ ،‬وهذا امر اخطر‪ ،‬اي ان ال نقبل في ان‬ ‫نحسم خيار الناس‪ ،‬واخلطر الثاني ان يكون التحضير‬ ‫على االرض مقدمة تخول اخلاسر في االنتخابات‬ ‫اطالق االتهامات ضد الفريق اآلخر وعدم االعتراف‬ ‫بالنتائج‪.‬‬ ‫هل يعقل ان تعود االمور للتوتر بهذا املنحى؟‬ ‫اشكالية لبنان تتمثل في عدم القدرة على‬ ‫التوصل الى حد ادنى من املعايير‪ .‬فنحن في لبنان‬ ‫خسرنا حتديد الوجهة‪ ،‬الناس اضاعت البوصلة‬ ‫االخالقية‪ ،‬ولم تعد تعرف ما يصح او ما ال يصح‪،‬‬ ‫ما هو الالزم وما هو غير الالزم‪ .‬في السياسة نالحظ‬ ‫ان كل شيء اصبح مباحا ً والناس مسلحة‪ ،‬عندما‬ ‫تسقط املعايير االخالقية في السياسة ينتقل‬ ‫الناس الى العنف وهذا العنف خطر‪.‬‬ ‫أال تعتقد ان احلوار الذي سيطلقه رئيس‬ ‫اجلمهورية سيعيد االطمئنان الى النفوس؟‬ ‫انا اعتقد ان احلوار ولو انطلق سينطلق بالشكل‪،‬‬ ‫انا ال اعتقد ان هناك احدا ً من االفرقاء السياسيني‬ ‫جاهز للحوار‪ ،‬قبل احلسم االنتخابي ملاذا احاور اذا‬ ‫كنت اظن اني غدا َ سانتصر عليك في االنتخابات‪،‬‬ ‫وعندما انتصر في االنتخابات لن اكون بحاجة الى‬ ‫محاورة بل الى فرض ما اريد على الطرف اآلخر‪.‬‬

‫عودة روسيا‪ :‬استعادة التوازن‬ ‫البعض يقول ان االطراف تنتظر الى جانب‬ ‫االنتخابات التطورات على الصعيد االقليمي؟‬ ‫نعم‪ ،‬فهناك فترة من املراقبة حتصل‪ .‬انا قلتها‬ ‫من سنة على احد شاشات التلفزة‪“ :‬انتبهوا الى‬ ‫عودة روسيا الى املنطقة” واعتقد حاليا ً ان هذا‬ ‫يترجم عملياً‪ .‬الطاقة الروسية تقوي ما يسمى‬ ‫باملعسكرالشرقي القدمي خاصة بعد فشل‬ ‫االميركيني في طرح منظومة جديدة في املنطقة‬ ‫ومنو احلقد ضد اميركا بسبب السياسات التي اتبعت‬ ‫خالل ثماني سنوات من قبل االدارة االميركية‪ .‬هذا‬ ‫النمو في االحقاد يساعد على استقطاب اجملموعة‬ ‫االخرى التي هي املعسكرالشرقي املعروفة تقليدياً‪،‬‬ ‫عسكرياً‪ ،‬وامنيا ً بقيادة روسية‪ .‬انا برأيي ان هذا‬ ‫املعسكر يتكون من جديد في املنطقة‪.‬‬ ‫نالحظ تهديدات اسرائيل‪ ،‬ومن جهة اخرى نرى‬ ‫استعدادات ملواجهة العدوان االسرائيلي احملتمل اذا ً‬ ‫نحن قادمون على فترة ترقب وحذر لنستطيع ان نرى‬ ‫اذا كانوا يستطيعون اعادة التوازن ام ال‪ ،‬احلل صعب‪.‬‬ ‫السؤال هل نستطيع ان نعيد التوازن االقليمي‪.‬‬ ‫يبدو ان الدفة تدخل الى “عدم التوازن” وعودة روسيا‬ ‫الى املنطقة‪.‬‬ ‫ملاذا تعتبر ان احلل صعب؟‬ ‫ال اعتقد ان الصراع االقليمي قد يحسم‪ .‬فالصراع‬ ‫االقليمي صراع قدمي‪ ،‬مكامن ضعفه وقوته معروفة‪.‬‬ ‫كما ان للوصول الى مرحلة التوازن االقليمي نحتاج‬

‫قطار ملنبر التوحيد‬

‫الى فترة تشنج ورمبا فترة اصطدام حتى نصل الى‬ ‫التوازن‪ ،‬صعب ان نصل من عدم التوازن الى التوازن‬ ‫بطريقة سلسة‪.‬‬

‫املناورات االسرائيلية‬ ‫تدل على عمل ضخم‬ ‫هل تعتقد ان تهديدات اسرائيل بقصف لبنان‬ ‫جدية؟‬ ‫ال ادري الى اي مدى اسرائيل جاهزة‪ ،‬ليست لدي‬ ‫معلومات ولكن القراءة املتراكمة التي املكها في‬ ‫موضوع املناورات تدل على حركة معينة‪ ،‬هل هم‬ ‫مستعدون لهذه املعركة؟ وهل هم يستطيعون‬ ‫القيام بها؟ وهل ميلكون الغطاء الدولي والدعم‬ ‫املادي والدولي؟ ال ادري‪.‬‬ ‫لكن هناك تراكم عمل مناوراتي‪ ،‬وعادة اجليش‬ ‫االسرائيلي ال يقوم به للدعاية‪ ،‬كما ان زياراتهم‬ ‫املتكررة الميركا ومحاولة دعم اوروبي باجتاه عمل‬ ‫معني يطال لبنان او اطراف سوريا او عمق ايران‬ ‫غير واضح‪ ،‬لكن تراكم املناورات يدل على استعداد‬ ‫لعمل عسكري ضخم‪.‬‬ ‫اال تعوّل على االنتخابات االميركية بشيء؟‬ ‫انا عادة اخاف من الفراغ في آخر عهد رئيس‬ ‫اميركي‪ ،‬اذ يحصل فراغ اجماال ً في ايام متعددة‬ ‫بعداالنتخاب‪ ،‬هذا الفراغ يستفيد منه االسرائيليون‪.‬‬ ‫تخيفني الفترة الواقعة بني نصف تشرين االول‬ ‫وتاريخ االنتخابات ( تشرين الثاني)‪ ،‬ومن ثم من‬ ‫تشرين الثاني الى شباط‪ ،‬هذه الفترة خطيرة اذ‬ ‫هناك فراغ جدي تكون االدارة مشغولة باالنتخابات‬ ‫وتصبح التصريحات “من قريبو” وغير جدية‪.‬‬ ‫اذا كان هناك خوف حقيقي من حرب‪ ،‬ماذا‬ ‫سيكون وضع لبنان؟ بعد حرب متوز شهدت‬ ‫البالد ازمة سياسية خانقة وتأزم في الوضع‬ ‫االقتصادي؟‬ ‫هذا يتوقف على تصرفنا‪ ،‬اذا بدأنا باالتهامات‬ ‫الداخلية طبعا ً االنهيار سيكون حتمي‪ ،‬اذ تتفسخ‬ ‫القاعدة الشعبية ويتفسخ معها عمل املؤسسات‬ ‫وتصبح هناك عملية شلل كبيرة‪ .‬هذه املرة اذا‬ ‫انسحب الوزراء من احلكومة‪ ،‬تسقط احلكومة غير‬

‫املرة املاضية‪ .‬هذه املرة تصبح احلكومة حكومة‬ ‫تصريف اعمال غير فاعلة‪ ،‬املرة املاضية حصل‬ ‫جدل على شرعية احلكومة ولكنها مارست عملها‬ ‫والزمت لبنان‪.‬‬ ‫عمليا ً اليوم اخلطورة تكمن في االنشقاق‬ ‫الداخلي واذا حصل االعتداء ولم يكن هناك قائد‬ ‫للجيش ستكون االمور اصعب‪ .‬هناك خطورة في‬ ‫منهجية التصرف التي سنقوم بها جتاه العدوان‬ ‫اضافة الى كيف سيتفاعل معنا العالم العربي‪:‬‬ ‫في املرة املاضية انقسم‪ ،‬قسم اعتبر ان هذا العمل‬ ‫ارعن ومتهور وقسم آخر اعتبر اننا صامدون وكل‬ ‫الضحايا والشهداء الذين سقطوا هم ضحايا كل‬ ‫العرب‪ .‬اي اخلطورة تكمن في حكمة السياسيني‬ ‫وحالة الوعي عند املسؤولني‪.‬‬

‫لو كنت رئيساً اي لبنان تبني‬ ‫كنت مرشحاً لرئاسة اجلمهورية‪ ،‬في حال‬ ‫اليوم كنت رئيساً للجمهورية اي لبنان تبني‪،‬‬ ‫لبنان املعتدل او لبنان املقاومة؟‬ ‫لبنان املقاوم كتعريف يحتاج الى اجماع ابنائه‬ ‫ولبنان معتدل باساسه‪ ،‬النقطة االهم تكمن‬ ‫في ان هل يستطيع لبنان املعتدل ان يستمر دون‬ ‫املقاومة‪ ،‬صعب‪ .‬هذا هو االشكال احلقيقي‪ ،‬الفرز‬ ‫املباشر لوضع لبنان في هذا اجلانب او ذاك‪ .‬لبنان‬ ‫املقاوم يحتاج الى اجماع ابنائه وبرأيي فيه صعوبة‪،‬‬ ‫لبنان االعتدال هو بالتعريف موجود اذ انه باقة‬ ‫حريات وتعددية‪ ،‬ولكن لبنان املعتدل ال يستطيع ان‬ ‫يستمر اذا لم تكن هناك مقاومة صلبة جتاه العدو‬ ‫االسرائيلي‪.‬‬

‫ملف احلكومة‬ ‫واستراتيجية اجليش‬ ‫اال ترى ان احلكومة التي اتت من اجل امتام‬ ‫االنتخابات تقف اليوم امام حتديات كبيرة‪ ،‬قيام‬ ‫احتمال عدوان اسرائيلي‪ ،‬اهتزاز الوضع االمني بعد‬ ‫انفجار طرابلس عدا عن حالة البلبلة في داخلها؟‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪19‬‬


‫حوار‬ ‫الصراع كان في االساس ان تشكل حكومة‬ ‫مصغرة تكنوقراطية من املستقلني تقوم مبهمات‬ ‫خاصة وهي االهتمام بالوضع املعيشي وحتضير‬ ‫االنتخابات الى حني ان تنتهي االنتخابات االميركية‬ ‫والتحوالت في املنطقة‪ .‬في هذا الوقت تكون القوى‬ ‫السياسية من البعد عن احلدث مسافة احلكومة‬ ‫التكنوقراطية‪ ،‬ومن ثم تتشكل حكومة سياسية‬ ‫شاملة‪ .‬رفضت االطراف السياسية هذا واصرت ان‬ ‫تكون في قلب احلدث كون هذا يشكل قاعدة ومادة‬ ‫استراتيجية لربح املعركة االنتخابية‪ .‬االطراف اصرت‬ ‫ان تكون في قلب احلدث املقلق واالزمة في اطار‬ ‫االرادة الوطنية اجلامعة وعمليا ً كان الهدف الوجود‬ ‫في قلب احلدث واالنطالق نحو املعركة االنتخابية‪.‬‬ ‫هذه هي السياسة‪.‬‬ ‫برأيك من املستهدف في االنفجار الذي وقع في‬ ‫طرابلس‪ ،‬الوزير نسيب حلود اعتبره رسالة ارهابية‬ ‫الى حكومة االحتاد الوطني؟‬ ‫يأت في وجه احلكومة فقط بل في‬ ‫التفجير لم ِ‬ ‫وجه الناس واالستقرار وزيارة الرئيس الى سوريا‬ ‫ومحاولة استعادة القوى االمنية لدورها‪ ،‬وفي وجه‬ ‫نوعية قيادة اجليش املستقبلية‪ .‬دائما ً احلدث في لبنان‬ ‫ليس له معنى واحد‪ .‬ليس هناك اي حدث في لبنان‬ ‫يستطيع ان يجزم احد ان هذا معناه شيء معني؟‬ ‫لبنان متعدد ومتنوع وقراراته وتياراته متعددة‪ .‬هذا‬ ‫التفجير االرهابي في الشمال يدل على مجموعات‬ ‫تنمو في بعض املناطق اللبنانية االخرى وتهدف الى‬ ‫زعزعة االمن‪ ،‬كما انه ارهاب يطال املؤسسة االمنية‬ ‫باستهدافه حلافلة اجليش‪ ،‬كما انه يطال زيارة‬ ‫الرئيس الى سوريا‪ ،‬ال يستطيع احد ان يقول ان هذا‬ ‫التفجير ليست له صلة فيه‪ .‬لهذا اقول ان هناك‬ ‫تقاطعا ً في التفجير‪ ،‬ولكني استطيع ان اعتبره ضد‬ ‫اجليش وضد املرحلة املستقبلية للجيش‪ ،‬وهناك من‬ ‫يقول انتبهوا كيف ستسيرون في قيادة اجليش وفي‬ ‫اعادة تنظيم اجليش واال فلتلملموا العسكر من‬ ‫احلافالت كما في العراق‪.‬‬ ‫ما هو االجتاه برأيك الذي يجب ان يسلك في‬ ‫ملف اجليش؟‬ ‫يجب على القيادة اجلديدة والسياسيني جتاه‬ ‫القيادة اجلديدة بعد تعيني قائد اجليش اقفال ملف‬ ‫اجليش من اجلدل السياسي واال نحن ذاهبون الى‬ ‫ازمة اكبر من ازمتنا احلالية وهي تعريض اجليش‬ ‫للتسييس‪ .‬في احدى وسائل االعالم صنف العمداء‬ ‫من مع هذا الفريق ومن مع ذاك؟ هذا خطأ اساسي‬ ‫‪ ،‬لرمبا هناك بعض امليول لضابط اجليش بصفته‬ ‫لبنانيا ً ولديه عائلته ومحيط‪ ،‬ميكن ان يكون له‬ ‫بعض امليول‪ ،‬ولكنه لم يحدث ان احدا ً في اجليش‬ ‫تصرف انطالقا ً من هذا امليول‪.‬‬

‫العالقة مع سوريا‬ ‫واملصالح املشتركة‬ ‫هل تعتقد ان العالقة بني لبنان وسوريا ستكون‬ ‫مرضية لفريق ‪ 14‬آذار وخاصة ان النائب سعد‬ ‫احلريري يريدها “ندية” في وقت يقول املراقبون‬

‫‪20‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫باستحالة هذا االمر؟‬ ‫لنتكلم في املنطق‪ ،‬كندا تعطي املياه الميركا‪،‬‬ ‫هل تستطيع كندا ان تستقوي على اميركا؟ يجب‬ ‫ان نأخذ بعني االعتبار ونعي طبيعة العالقة بيننا‬ ‫وبني سوريا‪ .‬نحن نرفض تعاطي سوريا في ادارة‬ ‫الشؤون اللبنانية‪ ،‬كما نرفض اي تدخل للبنان في‬ ‫الشؤون السورية‪ ،‬لنتصور ان هناك شخصا ً لبنانيا ً‬ ‫في سوريا يريد اسقاط النظام ‪ .‬ما عالقة لبنان بكل‬ ‫هذا؟ االشكال االساسي اننا وسوريا لدينا نفس‬ ‫احلقوق على مستوى القانون الدولي ونفس الصوت‬ ‫في االمم املتحدة‪ .‬ما نطالب به في اطار العالقة مع‬ ‫سوريا هو “املفهوم االستقاللي” وهذا ما اؤيده‪14 .‬‬ ‫آذار ميلكون مفهوما ً استقالليا ً مهما ً عن سوريا‬ ‫‪ ،‬كل اللبنانيني يعرفون ان خالل ثالثني سنة من‬ ‫التواجد السوري في لبنان حصلت ممارسات خاطئة‬ ‫عدة في اماكن مختلفة‪ ،‬احيانا ً كانت عن قصد‬ ‫واحيانا ً اخرى عن غير قصد‪ .‬كان هناك خلل اساسي‬ ‫في استقاللية لبنان‪ ،‬هذا املوضوع ليس فيه جدل‬ ‫حتى اقرب احللفاءالى سوريا يرفضون ان ال تعترف‬ ‫سوريا فعليا ً وليس نظريا ً باالستقاللية للبنان‪.‬‬ ‫كما يفرض على لبنان ان يتمتع بوعي كلي ان‬ ‫االنفتاح االقتصادي من لبنان الى العالم العربي مير‬ ‫عبر احلدود البرية السورية‪ .‬وبالتالي هناك مصالح‬ ‫للبنان عبر سوريا‪ ،‬يجب على اللبنانيني ان يدركوا‬ ‫ان احلدود االسرائيلية مغايرة للحدود السورية‪ ،‬ال‬ ‫يستطيع احد ان يقرر في يوم من االيام ان يشق‬ ‫طريقا ً في اجلنوب وينزل الى غور االردن‪ .‬الفرق ان‬ ‫هناك مصالح للبنان عبر سوريا‪.‬‬ ‫لكن الكل يعلم ان لسوريا مصالح في لبنان؟‬ ‫بخصوص مصالح سوريا في لبنان‪ ،‬يجب ان جند‬ ‫توازنا ً بني مصالح البلدين‪ .‬طبعاً‪ ،‬ولكن اذا قررت‬ ‫سوريا عدم التعاطي مع لبنان‪ ،‬ال تتأذى سوريا كثيرا ً‬ ‫بل يتأذى لبنان‪ .‬من هنا يجب ان يفهم الكل عالقة‬ ‫االقتصاد باجلغرافيا وليس فقط عالقة السياسة‬ ‫باجلغرافيا‪ .‬اذا قال السوريون‪“ :‬هذه البالد ال حتكم اال‬

‫من قبلنا وال تضيعوا الوقت”‪ ،‬يكون هناك وجود خللل‬ ‫في مفهوم االستقاللية‪ .‬سوريا قادرة على تشجيع‬ ‫منو االستقاللية اللبنانية كما تستطيع ان تؤذي لبنان‬ ‫فلديها حلفاؤها وحدودها البرية الوحيدة املفتوحة‪،‬‬ ‫ولديها منواقتصادي اكبر بكثير من النمواالقتصادي‬ ‫اللبناني‪ ،‬لديها آلية استثمارات‪ ،‬كما ان نظامها‬ ‫اثبت انه يضع مصاحله قبل غرائزه لديها الكثير من‬ ‫القدرات ملصلحة لبنان اذا احسن توظيفها‪.‬‬ ‫اين يفيد لبنان سوريا؟‬ ‫يفيدها لبنان باالنفتاح غبر الطاقات اللبنانية‬ ‫ووجود دميقراطية جدية على حدود سوريا دون‬ ‫التعاطي في الداخل السوري‪ .‬لبنان يفيد سوريا‬ ‫كثيرا ً وسوريا تفيد لبنان كثيراً‪.‬‬ ‫اذاً كيف تتوقع ان تكون العالقة مع سوريا؟‬ ‫هنا يطرح السؤال‪ ،‬من يفاوض؟ هل يفاوض‬ ‫شخص لديه جتربة سابقة مع النظام السوري‬ ‫ليقول له “نعم سيدي” او له جتربة سيئة مع سوريا‬ ‫فيرفض ان يعطيها حقوقها‪.‬‬ ‫هل لسوريا حقوق في لبنان؟‬ ‫كل العالم اعترف لسوريا بتمتعها بنوع من‬ ‫“املونة” او النفوذ في لبنان‪ ،‬كما في كل الدول‬ ‫الكبيرة التي جتاور دوال ً صغيرة‪ .‬هذا هو عمق الفكر‬ ‫الذي يجب ان يتعاطى به الناس باحلوار مع سوريا‪.‬‬ ‫انا شخصيا ً لم احاور االخوان السوريني ولم يحصل‬ ‫ظرف وليست لدي معرفة خاصة بشخص معني‬ ‫ولكن لدي معرفة بسوريا كنظام‪ ،‬يجب على اي‬ ‫محاور ان يكون فكرة كاملة عن النظام السوري‬ ‫والنظام اللبناني ويحدد طريقة لتفاعلنا معهم‪.‬‬ ‫برأي البعض التفاعل مع سوريا يحتاج الى‬ ‫تنازالت وهذا ما يعترضون عليه لذلك يطالبون‬ ‫بالتمثيل الدبلوماسي؟‬ ‫احلرية الالمحدودة تزعج سوريا كما ميكن ان تزعج‬ ‫اي نظام‪ ،‬كما تزعجهم التعددية في جانب آخر‪.‬‬ ‫التمثيل الدبلوماسي سيحل املشكلة؟‬ ‫بقراءتي من املؤكد سيكون هناك متثيل دبلوماسي‬


‫بالشكل ‪ ،‬ولكن لندخل الى املضمون‪ .‬هل املضمون‬ ‫سيكون فاعالً وحقيقياً؟ الوقت يعطينا اجلواب‪.‬‬ ‫ملاذا بالرغم من ان الزيارة التي قام بها فخامة‬ ‫الرئيس الى سوريا‪ ،‬ال يزال البعض غير مقتنع‬ ‫بالتحول التاريخي في مسار العالقات بني‬ ‫البلدين؟‬ ‫عندما وصل الرئيس االسد بالطائرة الى لبنان في‬ ‫عهد الرئيس حلود وانحنى امام العلم اللبناني كان‬ ‫هذا محطة تاريخية‪ ،‬البعض لم يعطها االهمية‬ ‫التي يستحقها‪ .‬من املؤكد ان الزيارة والقمة‬ ‫واعالن تبادل السفارات هو محطة تاريخية في‬ ‫االعتراف مبفهوم االستقاللية‪ ،‬اال اننا نريد املضمون‬ ‫واملمارسة واالستمرار فيما بعد‪ ،‬كيف نستطيع ان‬ ‫نتوصل لالعتراف مبصالح لبنان عبر سوريا من قبل‬ ‫سوريا‪ ،‬ومبصالح سوريا في لبنان من قبل اللبنانيني‪،‬‬ ‫هذا هو االشكال‪.‬‬

‫الشرق االوسط‬ ‫منطقة عدم استقرار‬ ‫وفق التغيرات احلاصلة في املنطقة والعالم‬ ‫كالوضع املمتاز الذي تتمتع به سوريا واملعادلة‬ ‫اجلديدة التي تفرضها االحداث التي دارت بني‬ ‫روسيا وجورجيا وتداعياتها‪ ،‬هل تعتقد ان تلك‬ ‫الظروف االقليمية والفرص التي ينتظرها فريق ‪14‬‬ ‫آذار لالبتعاد عن سوريا قد ولت؟‬ ‫في الشرق ال يستطيع احد ان يعرف ماذا يو ّلي‬ ‫وماذا يبقى الشرق‪ .‬هذه املنطقة تبقى دائما ً‬ ‫منطقة “عدم استقرار” بوجود دولة اسرائيل ووجود‬ ‫منابع النفط والغاز ووجود جناحي االسالم ‪ ،‬وهي‬ ‫جاذبة دائما ً للقوى الدولية الن هناك دعم اسرائيل‬ ‫ومنابع النفط والغاز‪ ،‬لذلك ال احد يعلم كيف تتبدل‬ ‫االشياء فيها‪.‬‬ ‫ما قصدته انه بالرغم من القمة ال يزال فريق‬ ‫‪ 14‬آذار يتخذ مواقف تصعيدية في اطار العالقات‬ ‫ُ‬ ‫فمثالً يدعون الى الغاء معاهدة االخوة‬ ‫مع سوريا‬ ‫وحل اجمللس االعلى واقتصار العالقة فقط على‬ ‫السفاراتني ‪...‬؟‬ ‫في هذا االطار وباالخص عالقات التعاون عبر‬ ‫املعاهدة واجمللس االعلى ال يحددها فريق لوحده اذ‬ ‫انها تتعلق باالكثرية النيابية‪ ،‬هذه امور حتتاج الى‬ ‫اقرار مجلس النواب‪ ،‬كما اق ّرت في مجلس النواب‬ ‫تلغى في مجلس النواب‪ .‬هذه االمور حتتاج الى‬ ‫اكثرية نيابية وحتتاج الى حوار ليست عملية اطراف‬ ‫سياسية لتتخلى ام ال‪.‬‬

‫املطلوب مؤمتر للحوار‬ ‫لكنهم يستطيعون ان يخلقوا بلبلة وحاالت‬ ‫من السجال االعالمي كما في اوقات سابقة؟‬ ‫البلبلة والسجاالت لن تعطيا نتيجة‪ ،‬احلسم‬ ‫باالنتخابات‪ .‬بعد االنتخابات من يخسر يعود‬ ‫الى املعارضة ويضع خطة جديدة كمعارض ماذا‬ ‫سيفعل على مدى ‪ 4‬سنوات‪.‬‬

‫عندما حتصل االنتخابات‬ ‫النيابية ينتهى مفهوم اتفاق‬ ‫الدوحة‪.‬‬ ‫يجب ان جند توازناً بني مصالح‬ ‫لبنان في سوريا‪ ،‬وبني مصالح‬ ‫سوريا في لبنان‬ ‫بعد تعيني قائد اجليش يجب‬ ‫سحب ملف اجليش من اجلدل‬ ‫السياسي‬ ‫هل تتوقع توسيع املدعوين لطاولة احلوار؟‬ ‫الطاولة القدمية لم تعد نافعة‪ ،‬في االساس كانت‬ ‫ظرفية الحتواء الشارع وانا سميتها في االساس‬ ‫“طاولة االحتواء”‪.‬‬ ‫ولكن بحسب البعض اذا كان االطراف قلة ولم‬ ‫يستطيعوا ان يتوصلوا الى نتيجة فكيف اذا‬ ‫توسعت وتعددت اآلراء اكثر؟‬ ‫االتفاق يحصل اذا كانت النوايا صافية‪ ،‬واذا‬ ‫النوايا غير صحيحة ال يستطيع شخصان ان‬ ‫يتفقا‪ .‬واذا النوايا صادقة ملاذا ال نوسع احلوار ونقيم‬ ‫“مؤمتراً”‪“ .‬الطاولة” انتهت‪ .‬احتوت الشارع لفترة‬ ‫وعندما توقف االطراف عن االلتقاء خرج الشارع‬ ‫من دائرة السيطرة وتقاتل اللبنانيون فيما بينهم‬ ‫وذهب السياسيون الى الدوحة وتوصوا الى االتفاق‪.‬‬ ‫انتخب رئيس اجلمهورية وتشكلت حكومة وحدة‬ ‫وطنية متلك فيها املعارضة الثلث املعطل اآلن يجب‬ ‫نأمن االنتخابات‪ ،‬عندما يذهبون الى االنتخابات‬ ‫ان ّ‬ ‫ينتهى مفهوم اتفاق الدوحة‪.‬‬ ‫من برأيك يجب ان يشمل احلوار؟‬ ‫انا اؤيد قيام مؤمتر يشمل اجملتمع املدني وطاقات‬ ‫اقتصادية ومتثيل لطاقات رجال االعمال‪ .‬ملاذا نعتبر‬ ‫ان السياسيني في لبنان هم املعنيون الوحيدون‬ ‫بالبلد‪ ،‬هؤالء هم قوة لبنان‪.‬‬ ‫لكن وزير املالية يرى في ادراج امللف االقتصادي‬ ‫ضمن بنود احلوار اضعاف للحوار‪ ،‬كما يهدف الى‬ ‫وضع االستراتيجية الدفاعية في مكان آخر؟‬ ‫مع احترامي للوزير شطح هذا كالم سياسي‪ ،‬هو‬ ‫وزير املالية اليوم لكن يحتاج الى بعض الوقت اذ انه‬ ‫امضى وقتا ً طويالً كمستشار للرئيس السنيورة‪ ،‬ما‬ ‫قاله الوزير شطح الكالم ملستشار رئيس حكومة‬ ‫وليس لوزير مالية‪ .‬ألن اي وزير مالية يصر على‬ ‫ان تكون اآللية االقتصادية اولويات السياسيني‬ ‫واجملتمعني املسؤولني في مؤمتر احلوار‪ ،‬الناس ال‬ ‫يهمها من يعني وزير او من النائب املقبل‪ ،‬الناس‬ ‫يهمها التدابير في شأن سلة احملروقات واحملافطة‬ ‫على سعر الرغيف‪.‬‬

‫برأيك متى يستطيع لبنان الغاء تداخل‬ ‫سياسته في اقتصاده؟‬ ‫التداخل بني االقتصاد والسياسة شيء طبيعي‪،‬‬ ‫فالقيام بالعمل االقتصادي يحتاج الى سياسة‪ ،‬اذ‬ ‫انها آلية لتطوير التشريعات التي تسمح بتقدم‬ ‫االقتصاد وهي آلية من جانب آخر تسائل من ينفذ‬ ‫العمل االقتصادي اذا وصل الى طموحات الناس التي‬ ‫تتمثل بطموحات العمل‪ ،‬االدخار‪ ،‬مبستوى العيش‪.‬‬ ‫اذ يحتاج الى موازنة ومن ثم تشريعات ضرائبية‬ ‫واستثمارية وكل هذا يصب في خانة السياسة‪.‬‬ ‫مشكلتنا في لبنان ان السياسيني يجيرون االقتصاد‬ ‫ملصاحلهم‪.‬‬

‫جتميد احلد االدنى نفاق ‪ 12‬سنة‬ ‫ماذا عن تصحيح االجور؟‬ ‫احلل املوضوع ضعيف جداً‪ ،‬ضحكوا على الناس‬ ‫‪ 12‬سنة قائلني ان ليس هناك تضخم وال يوجد غالء‪.‬‬ ‫حتى ان احلكومات املتعاقبة خالفت مبدأ االقتصاد‬ ‫احلر‪ ،‬ففي مبدأ االقتصاد احلر نحتاج كل سنة الى‬ ‫اجراء تعديل للحد االدنى وفقا ً لنسبة التضخم‪.‬‬ ‫نحن لم نغير في احلد االدنى بالرغم من اننا نظام‬ ‫اقتصادي حر‪ ،‬من ‪ 12‬سنة االمور متروكة على حالها‬ ‫واليوم انفجرت في وجه اجلميع‪ .‬املصنع ال يستطيع‬ ‫ان يعطي ‪ %40‬وال املواطن يستطيع العيش بـ ‪.%ِ10‬‬ ‫ما احلل اذاً؟‬ ‫االن يجب ان نقدم رؤية توضح آلية عملنا لثالث‬ ‫سنوات قادمة‪ ،‬حتى يستطيع اجلميع تنظيم‬ ‫امورهم‪ .‬لكن ان يعطوا املوظف ‪ 200‬الف ليرة‪ ،‬هذا‬ ‫ليس حالً‪.‬‬ ‫ذكرت ان مصالح لبنان متر عبر سوريا‪ ،‬كيف‬ ‫اثرت االزمة على هذه املصالح؟‬ ‫على الصعيد االستثماري‪ ،‬خسر لبنان الكثير من‬ ‫االستثمارات التي ذهبت الى سوريا‪ .‬فخالل تواجد‬ ‫اجليش السوري في لبنان كان هناك انطباع بوجود‬ ‫استقرار وبالتالي كانت االستثمارات تتوجه الى‬ ‫لبنان‪ ،‬وعند حصول اخلالف بني لبنان وسوريا نشأت‬ ‫هذه الصراعات واالتهامات والتفجيرات اعطت صورة‬ ‫انه ال يوجد استقرار في لبنان فذهبت االستثمارات‬ ‫الى مكان آخر‪.‬‬ ‫على الصعيد التجاري‪ ،‬وقع اشكال اقتصادي كبير‪.‬‬ ‫عندما اقفلت احلدود ورفعت كلفة الشحن فحصلت‬ ‫ازمة اذ قام العديدون بالغاء الطلبات التي بحوزتها اذ‬ ‫كانوا ال يستطيعون تسليم املطلوب منهم‪.‬‬ ‫على الصعيد السياحي‪ ،‬لم يستطع لبنان‬ ‫ان يقدم كما في السايق بطاقات تخول السائح‬ ‫الوصول الى لبنان ومن ثم االنتقال الى سوريا ومن‬ ‫بعدها الى االردن والعكس‪ .‬خسر لبنان هذه السلة‬ ‫السياحية مما ا ّثر عليه بشكل سلبي‪ .‬اذا عادت‬ ‫العالقة بني لبنان وسوريا طبيعية سيستفيد لبنان‬ ‫كثيراً‪ ،‬كما ذكرت للبنان مصالح متر عبر سوريا اذا‬ ‫لم نكن اذكياء في لعبة العبور عبر سوريا تكون‬ ‫لدينا مشكلة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد ابو ذياب‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪21‬‬


‫منبر لبناني‬

‫الحسيني رمى قنبلة سياسية وقال كلمته ومشى من مجلس النواب‬ ‫ليست املرة االولى التي ينكفئ فيها الرئيس حسني احلسيني عن العمل السيد احلسيني في كلمته امام مجلس النواب‪ ،‬حيث اشار الى اننا نشاهد‬ ‫النيابي‪ ،‬ولكنها املرة االولى التي يقدم فيها استقالته من مجلس النواب‪ ،‬وطننا ً يسقط امامنا‪ ،‬وقد استعان مبواقف لإلمام السيد موسى الصدر وبوثائق‬ ‫وعلى مسافة قريبة من االنتخابات النيابية‪ ،‬التي تفصل اللبنانيني عنها حوالى للمجلس االسالمي الشيعي االعلى‪ ،‬كما الثوابت االسالمية‪ ،‬وكلها تؤكد على‬ ‫عشرة اشهر‪ ،‬ويفرض القانون ان جترى انتخابات مللء املركز الشاغر في دائرة نهائية لبنان ككيان‪.‬‬ ‫واراد الرئيس احلسيني من خالل عرضه التاريخي ملواقف االمام الصدر‪ ،‬الرد‬ ‫بعلبك – الهرمل عن املقعد الشيعي‪ ،‬لو اعتبرت االستقالة مقبولة من قبل‬ ‫رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ذهب الى سلفه يتمنى عليه العودة عنها‪ ،‬على من يزعم ان الشيعة ليسوا لبنانيني بل جالية في لبنان‪ ،‬وال يعني ان‬ ‫لكن احلسيني مصر عليها وارسلها في كتاب خطي‪ ،‬وهو يعتبر ايضا ً انها انتماءهم الديني او وجود مراجعهم الروحية من خارج لبنان‪ ،‬انهم يقدمون‬ ‫اصبحت قائمة مبجرد ابالغ الهيئة العامة للمجلس بها‪ ،‬لكن هناك تفسيرات االنتماء الديني او الفقهي او السياسي على الوالء للبنان‪.‬‬ ‫لكن ما استفز الرئيس احلسيني ودفعه الى االستقالة هو مسألة تكوين‬ ‫قانونية ودستورية عدة حول هذا املوضوع‪ ،‬لكن االستقالة لن يقبلها بري‪،‬‬ ‫وانتخابات نيابية فرعية لن حتصل‪ ،‬واملوقف الذي عبر عنه احلسيني هو موقف السلطة التي ما زالت قوانني االنتخاب متنع تشكلها على اسس وطنية‪ ،‬بل ما‬ ‫وطني‪ ،‬نتيجة االداء على مستوى مؤسسات الدولة وسلطاتها‪ ،‬واالنحراف زالت تتحكم فيها املسائل الطائفية واملذهبية‪ ،‬واذا لم تعالج هذه القضية‬ ‫عن تطبيق بنود اتفاق الطائف الذي يعتبر هو “ابوه” ويحتفظ مبحاضره‪ ،‬كمن وفق ما نص الطائف‪ ،‬فإن كل البنود األخرى فيه ال معنى لها‪ ،‬واالنطالق يجب ان‬ ‫يبدأ من قانون االنتخاب على اساس احملافظات‬ ‫يخبئ شيئا ً ثميناً‪ ،‬النه مؤمتن عليها وعلى‬ ‫القائمة‪ ،‬اي احملافظات اخلمس‪ ،‬وعلى ان جتري‬ ‫مضمون املناقشات التي جرت‪ ،‬وال يريد ان‬ ‫االنتخابات على مرحلتني التأهيل في القضاء‬ ‫يفتح جروحات ما قبل هذا االتفاق الذي ارسى‬ ‫للمرشحني والفوز فيها‪ ،‬ومن ثم االنتقال الى‬ ‫السلم االهلي‪ ،‬ووضع مبادئ بناء الدولة‪.‬‬ ‫احملافظة‪ ،‬حيث تذوب العصبيات الطائفية‬ ‫فالرئيس احلسيني الذي اعتكف عن‬ ‫واملذهبية واملناطقية‪ ،‬ويتقدم اخلطاب الوطني‪،‬‬ ‫ممارسة دوره كنائب بعد دورة انتخابات ‪،1992‬‬ ‫حيث يرى احلسيني في ان هذه التجربة جنحت‬ ‫وكان ينتظر ان يبقى في رئاسة مجلس‬ ‫في االربعينيات بعد االستقالل‪ ،‬وانقسم‬ ‫النواب‪ ،‬ليقوم بدور تشريعي لتنفيذ بنود‬ ‫اللبنانيون سياسيا ً بني الكتلة الوطنية‬ ‫اتفاق الطائف‪ ،‬ويسهر على حسن تطبيقه‪،‬‬ ‫برئاسة اميل اده والكتلة الدستورية برئاسة‬ ‫اال انه فوجئ بانتخاب نبيه بري الذي متكن من‬ ‫بشارة اخلوري‪ ،‬وكان اخلطاب الوطني هو‬ ‫ان يرثه في رئاسة حركة “امل” كما في رئاسة‬ ‫السائد‪ ،‬اما اليوم ومع االنقسام احلاصل بني‬ ‫مجلس النواب‪.‬‬ ‫اللبنانيني مذهبياً‪ ،‬فان قانون ‪ 1960‬يزيدهم‬ ‫على‬ ‫منزله‬ ‫في‬ ‫احلسيني‬ ‫انزواء‬ ‫لم يؤثر‬ ‫حسني احلسيني‪ :‬صرخة حتذير من سقوط لبنان‬ ‫تعصبا ً مذهبيا ً وطائفياً‪ ،‬وهو القانون الذي‬ ‫احلركة السياسية‪ ،‬الن عجلة الدولة سارت‬ ‫وبناء املؤسسات اعاد اليها دورها‪ ،‬وان قرارا ً عربيا ً واقليميا ً ودوليا ً صدر بإبعاد وضع عهد الرئيس فؤاد شهاب واعتبره علة العلل في لبنان‪ ،‬في الكلمة التي‬ ‫لبنان عن الصراعات اخلارجية‪ ،‬وضرورة ان ينعم باالستقرار والسلم الداخلي‪ ،‬وجهها الى اللبنانيني واعلن فيها انه لن يترشح لرئاسة اجلمهورية‪.‬‬ ‫والن اتفاق الطائف لم يطبق‪ ،‬ولم يتم التوصل الى قانون انتخاب خارج القيد‬ ‫فسقطت نتائج املقاطعة لالنتخابات التي رفعها بعض املسيحيني حتت‬ ‫سقف بكركي‪ ،‬ولم تفعل فعلها‪ ،‬واعترفت دول العالم مبجلس النواب‪ ،‬وقبله الطائفي‪ ،‬والن هيئة احلوار الوطني إللغاء الطائفية لم تتشكل‪ ،‬والن القوانني‬ ‫بانتخاب الرئيس الياس الهراوي رئيسا ً للجمهورية‪ ،‬لذلك رأى الرئيس السابق التطبيقية لم توضع للمؤسسات‪ ،‬ال سيما في دوائر رئاسة اجلمهورية‪ ،‬وتنظيم‬ ‫جمللس النواب‪ ،‬ان موقفه السلبي لن يغير في املعادالت ولن يحدث ردات فعل اعمال مجلس الوزراء كونه السلطة التنفيذية‪ ،‬وقانون تنظيم دوائر رئاسة‬ ‫تعيد له اعتباره‪ ،‬فقرر ان يكون نائبا ً معارضا ً لسياسات رفيق احلريري في مجلس الوزراء وعملها‪ ،‬وقانون حتقيق السلطة القضائية املستقلة تأمينا ً ملبدأ‬ ‫رئاسة احلكومة‪ ،‬وقرر خوض معركة استكمال تطبيق اتفاق الطائف‪ ،‬واقامة الفصل بني السلطات وخضوع املسؤولني واملواطنني لسيادة القانون‪ ،‬وقانون‬ ‫اجليش‪ ،‬وقانون التنظيم اإلداري للدولة‪ ،‬الوزارات واالدارات‪ ،‬قانون الالمركزية‬ ‫املؤسسات القانونية التي حتدث عنها‪.‬‬ ‫لكن محاوالته باءت بالفشل‪ ،‬او عدم االهتمام من راعي تطبيق اتفاق االدارية وحتديد التقسيمات االدارية‪ ،‬اطالق خطة التنمية الشاملة للبالد‪،‬‬ ‫الطائف اي سوريا‪ ،‬التي ووجهت بالتركيبة الطائفية في النظام السياسي‪ ،‬وقانون اعادة تنظيم وسائل االعالم‪ ،‬وكلها قوانني لم تصدر حتى اآلن بحسب‬ ‫والن املسؤولني السوريني املكلفني “امللف اللبناني”‪ ،‬لم يبذلوا جهدا ً لوضع احلسيني‪ ،‬الذي قال‪ ،‬اننا لم نعمل لبناء املؤسسات وبالتالي‪ ،‬فنحن ال نساعد‬ ‫االصالحات السياسية املتعلقة بتطوير البنية السياسية للنظام موضع على بقاء الوطن‪.‬‬ ‫لقد رمى احلسيني قنبلته السياسية في مجلس النواب‪ ،‬التي تركت صدى‬ ‫التنفيذ‪ ،‬بدءا ً من قانون االنتخاب الذي جرى القفز فوقه في اول انتخابات بعد‬ ‫الطائف في العام ‪ ،1992‬حيث مت استثناء جبل لبنان من ان يكون دائرة واحدة‪ ،‬فقط‪ ،‬ولم تفعل فعلها سوى االتصاالت به حلثه على العودة عن االستقالة‬ ‫كما باقي احملافظات‪ ،‬وفقا ً التفاق الطائف‪ ،‬مسايرة لوليد جنبالط ولهواجسه التي لن يتراجع عنها‪ ،‬ويبدو انه يتجه ايضا ً لعدم خوض االنتخابات النيابية‬ ‫املقبلة‪ ،‬او خوضها منفردا ً على اساس ما اورده في كلمته‪ ،‬ولكن السيد ليس‬ ‫من ان الصوت املسيحي هو االقوى في محافظة جبل لبنان‪ ،‬وقد يسقطه في‬ ‫في وارد البقاء في العمل السياسي بل في العمل الوطني‪ ،‬كما فعل حليفه‬ ‫االنتخابات النيابية‪ ،‬واخذ املسؤولني السوريون بقلق جنبالط‪ ،‬وتركوا جبل لبنان‬ ‫الرئيس سليم احلص بعد خسارته في االنتخابات النيابية وهو رئيس حكومة‬ ‫على اساس الدائرة فيه القضاء‪ ،‬وبدأت انتكاسة التراجع عن تطبيق الطائف‬ ‫عام ‪ ،2000‬والرئيس احلسيني قد ال يريد ان يخرج خاسرا ً من االنتخابات‪ ،‬مع‬ ‫منذ تلك التجربة‪ ،‬وكرت السبحة حتى جاء اتفاق الدوحة ليكرس قانون ‪1960‬‬ ‫كثرة احلديث انه لن يكون من بني املرشحني على الئحة حتالف “امل” و”حزب‬ ‫واعتماد القضاء‪ ،‬وهو ما اثار غضب الرئيس احلسيني الذي رأى الطائف ينهار‬ ‫اهلل” في بعلبك – الهرمل‪ ،‬الن السيد احلسيني‪ ،‬كان في موقع انه لم يقبل ان‬ ‫امامه‪ ،‬والبالد تدخل من جديد في مرحلة حرب اهلية‪ ،‬فلم يعد باستطاعته‬ ‫يكون في املواالة او املعارضة‪.‬‬ ‫السكوت وحتمل الواقع الذي وصل اليه لبنان من انحدار نحو املذهبية‪ ،‬واحتمال‬ ‫لقد قال احلسيني كلمته ومشى ولن يعود الى مجلس النواب‪.....‬‬ ‫ان ينهار الى التفتيت والتقسيم‪ ،‬بعد ان اكدت مقدمة الدستور على رفض‬ ‫التقسيم والتوطني واعتباره وطنا ً نهائياً‪ ،‬وهو ما اعاد التذكير به والتأكيد عليه‬ ‫انطوان خيراهلل‬

‫‪22‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫موقف ورأي‬

‫جنبالط «الخواجة الذي ال ينام»‬ ‫ما عهدت وال عرفت احدا ً يحرص على مصلحة نفسه‪،‬‬ ‫وسالمة جسده‪ ،‬كوليد جنبالط‪ .‬الذي يبدو صاحب احلركة‬ ‫الدائمة والنكهة املميزة‪ ،‬في الساحة السياسية اللبنانية‬ ‫واالقليمية وحتى الدولية‪.‬‬ ‫هو موصوف بأنه صاحب نظرة ثاقبة لالمور واملسائل‪ ،‬وبأنه‬ ‫ميلك مجسات تستشعر عن بعد‪ ،‬وانتينات تلتقط ما سيدور‬ ‫وما سيجري في املستقبل القريب منه والبعيد‪ .‬وقد وصل‬ ‫االمر ببعض الدروز من اتباعه ‪ ،‬الى انه يعلم بالغيب‪ ،‬ويتنبأ‬ ‫مبا قد يحصل في لبنان خاصة وفي املنطقة عامة‪ .‬كل تلك‬ ‫ترجل عن “املوتوسيكل”‬ ‫املزايا هبطت عليه فجأة بعد ان ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتنكبه‬ ‫ولُ ّبس العباءة وامتطى غيرها‪ ،‬اثر اغتيال والده‪،‬‬ ‫املسؤولية “الوطنية” الكبيرة في ادارة شؤون البالد والعباد‪ ،‬زمن االدارة املدنية‬ ‫التي كانت بداية حتقيق احللم الذي عمل عليه الفرنسيون‪ ،‬بانشاء “دولة درزية”‬ ‫على تخوم فلسطني‪ ،‬حماية للكيان املزمع قيامه بعد وعد وزير اخلارجية‬ ‫البريطانية “بلفور” اليهود الصهاينة بإقامة وطن قومي لهم في فلسطني‪،‬‬ ‫وكان ذلك عام ‪ 1917‬بحيث جاء الوعد بعد عشرين عاما ً من مؤمتر “بال”‪ ،‬حيث‬ ‫وضع الصهاينة اليهود خطة املئة عام حلكم العالم وذلك سنة ‪ .1897‬اخلطة‬ ‫التي تبدأ بفلسطني اوال ً وتأمني حمايتها بدويالت طائفية تتقاتل في ما بينها‬ ‫حلفظ امن الكيان املزمع قيامه آنذاك‪.‬‬ ‫سطع جنم جنبالط بعد اندحار املشروع الصهيوني في لبنان‪ ،‬وبالضبط‬ ‫بعد معركة حترير بحمدون‪ ،‬التي حتررت بدماء مئات الشهداء من االخوة‬ ‫الفلسطينيني من مقاومي القيادة العامة بقيادة املقاوم احمد جبريل وغيرهم‪،‬‬ ‫وبدعم مطلق من سوريا االسد‪.‬‬ ‫سمي‬ ‫كان وليد حينها القائد الوطني الفذ الذي قطف ثمار التحرير‪ ،‬وقد ّ‬ ‫برجل املرحلة‪ ،‬بحيث ذهب البعض الى القول‪“ :‬لو ان والده كمال بك كان‬ ‫موجوداً‪ ،‬ملا حققنا ما حققناه من انتصارات‪ ،‬ونحمد اهلل على اغتياله‪ ،‬بأن‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى هو الذي د ّبر ذلك”‪ ،‬وكأن االنتصار حكر على الدروز‪ ،‬خاصة‬ ‫حزب وليد جنبالط الذي استثمر هذا النصر‪ ،‬وصال وجال سياسياً‪ ،‬وادارة مدنية‪،‬‬ ‫وخرق اتفاق الطائف بقانون انتخاب على مقاسه‪ ،‬ومن وزارات خدماتية كثيرة‪،‬‬ ‫آزره في ذلك من كان على شاكلته من املسؤولني املمسكني بامللف اللبناني‪،‬‬ ‫حتى بدا وكأنه اذا اراد شيئا ً كان القضاء والقدر‪.‬‬ ‫كيف ال؟! وهو االقطاعي املتس ّلط‪ ،‬والناس وجدوا خلدمة السلطان‪ .‬حتى‬ ‫بات املواطن في منطقة اجلبل‪ ،‬ال يحصل على لقمة العيش اال مبباركته‪ .‬بل‬ ‫ابعد من ذلك‪ ،‬ان كل من تس ّول له نفسه استثمار مال في مشروع من شأنه‬ ‫خدمة الناس‪ ،‬كان ملزما ً مبشاركة السلطان بنسبة ‪ %51‬من قيمة املشروع‪،‬‬ ‫وطبعا ً السلطان يشارك باالسم وميلك بالفعل بدون فلس منه‪ .‬وقد جلأ مرة‬ ‫الى بيع حصته بعد شهر واحد من صاحب رأس املال‪ .‬ومن اجل ذلك بقيت‬ ‫منطقة اجلبل والشوف باالخص بدون مشاريع استثمارية وال حتى امنائية‪،‬‬ ‫حيث ان اآلالف من سكان الشوف يعملون يوميا ً في بيروت ويعودون الى املبيت‪.‬‬ ‫هكذا تقضي مصلحة وسالمة السلطان الذي قال ومن زمن ليس ببعيد‪ ،‬بأنه‬ ‫بقي يكذب على سوريا طيلة خمسة وعشرين عاما ً – ما شاء اهلل – هذا الوليد‬ ‫كم يعي القضية القومية‪ ،‬وماهية الصراع مع الصهاينة‪ ،‬محتلي فلسطني!‬ ‫ال يهمه من كل ما ذكرنا من قضايا وطنية وصراع وجود مع الغاصب احملتل‪،‬‬ ‫ومصلحة الناس وسعادتهم ونصرتهم‪ ،‬اال ان يكون السلطان صاحب الرأي‬ ‫الذي ال يناقش‪ ،‬وصاحب احلركة الدائمة‪ ،‬وان كانت من دون بركة‪ ،‬حتى ولو‬ ‫عمل زباال ً في نيويورك‪ .‬كيف ال؟! وهو االقطاعي أبا ً عن جد‪ ،‬ولو ّ‬ ‫تنكر والده‬ ‫املتقدم على‬ ‫لالقطاعية بالتقدمية االشتراكية‪ ،‬بحيث اصبح السلطان هو‬ ‫ّ‬ ‫اجلميع‪ ،‬ويشاركهم في ارواحهم وارزاقهم ولو بنسبة ‪. % 51‬‬ ‫وليد جنبالط لم يذق طعم الهزائم‪ ،‬ألنه ال يعرف متى يكون منتصرا ً ومتى‬ ‫يكون مهزوماً‪ ،‬يسمي هزميته خطأ‪ ،‬ويعترف به‪ ،‬ثم يعود ويرتكب اخلطأ ذاته‬ ‫ولم ال يرتكب االخطاء؟ ويعتذر؟! طاملا هو بنظر قاعدته الشعبية‬ ‫من جديد‪َ ،‬‬

‫دائما ً غزال‪ .‬ال حسيب وال ُمسائل وال مطالب‪ ،‬بل جوقات تبرير‬ ‫واشادة مبواقف السلطان الذي ال يفقه ‪ -‬من والية الفقيه ‪-‬‬ ‫وال يعلم وال يعرف احد غيره مبصالح البالد والعباد‪.‬‬ ‫من هذه اخللفية‪ ،‬وعلى هذه القاعدة الشعبية القانعة‬ ‫الراضية املسلِّمة‪ ،‬كيفما تص ّرف فهو ملهم‪ ،‬واية موجة يركب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متلذذون‬ ‫مجذفون‪ ،‬مر ّددون وراءه حرفيا ً اي شيء يقوله‪،‬‬ ‫فهم‬ ‫بترداد صدى صوته حتى لو كان ال يشبه صوت العاقل‪ .‬لو ركب‬ ‫احلمار باملقلوب‪ ،‬يقولون إنها حكمة بذاته‪ ،‬كيف وأنه ركب‬ ‫حصان طروادة بعد احداث ايار التي سبقت مؤمتر الدوحة‪.‬‬ ‫ومن َفرْط ثقته بنفسه هو رجل كل املراحل هبوطا ً كانت ام‬ ‫ارتقا ًء‪ ،‬ال فرق عنده – صحيح اللي استحوا ماتوا‪ -‬حتى انتصار‬ ‫املقاومة وشعب املقاومة وحلفاء املقاومة في الداخل واخلارج على الصهاينة‪،‬‬ ‫هو شريك فيه كما انه شريك الصهاينة لو انهم هزمونا‪ .‬الرجل شاطر‪ ،‬دائما ً‬ ‫مع الواقف‪ ،‬وكل ذلك من اجل اجلبل‪ ،‬وحماية اهل اجلبل‪ ،‬وحفاظا ً على السلم‬ ‫االهلي‪ .‬االنتصار اجلديد هو اعادة االسرى وعميدهم املقاوم ‪ -‬بكل عرس ألو‬ ‫قرص‪ -‬ونرى سياسيني وغير سياسيني مساهمني جدا ً معه‪ ،‬منهم عن غير‬ ‫قصد‪ ،‬املهم جمع الشمل‪ ،‬ومنهم بقصد ألنه في وليد جنبالط ع ّلة وجوده‪.‬‬ ‫مصلحة وليد اليوم هي حترير فلسطني‪ ،‬كامل فلسطني‪ ،‬وليس بتوطني‬ ‫الفلسطينيني في لبنان‪ ،‬وقد سعى جاهدا ً الى ذلك‪ ،‬بدءأ ً بالقريعة‪ ،‬وابسط‬ ‫حقوق االنسان‪ ،‬الى آخر املعزوفة هو وشاكلته من السياسيني‪ .‬اليوم ال نريد‬ ‫التوطني‪ ،‬نريد حترير فلسطني‪ ،‬املوضة اليوم حترير فلسطني‪ .‬فذهب الى خزائنه‬ ‫ارث استعمله والده‪ ،‬مستذكرا ً املواقف والنضاالت‪،‬‬ ‫يفتش على ما بقي من ٍِ‬ ‫مستعيدا ً بطوالت احلركة الوطنية‪ ،‬التي ادت الى االدارة املدنية‪ ،‬وكادت ان تؤدي‬ ‫الى توطني الفلسطينيني بتهجير املسيحيني‪ ،‬لوال تدخل حافظ االسد واحباط‬ ‫هذا املشروع‪ ،‬بعد ان كادت تقع احلركة الوطنية اللبنانية بجميع احزابها في‬ ‫هذا الشرك الذي كان بقيادة بطل غزة واريحا اوالً‪.‬‬ ‫حركة دائمة هو وليد جنبالط‪ ،‬يصرح وليد املعلم‪ ،‬يعلق على التصريح املعلم‬ ‫وليد‪ .‬محكمة اجلزاء الدولية تطلب الرئيس السوداني للمثول امامها‪ ،‬ميتعض‬ ‫وليد من التضامن العربي مع البشير‪ ،‬ألنه ا ِمل ان ميثل البشير امام احملكمة‬ ‫ويحاكم‪ ،‬وبعدها تكر السبحة ع ّله يجد له موقعا ً كرئيس دولة او ملك او‬ ‫سلطان‪ ،‬على انقاض قرارات احملكمة الدولية‪ .‬وكون هذا احلصرم ال يستطيع‬ ‫الوصول اليه‪ ،‬تراه حاقدا ً على جميع الرؤساء وامللوك وخاصة اجمل ّلني منهم‪.‬‬ ‫دمر اذاعة‬ ‫أسبوعيا ً وعبر االنباء‪ -‬الوسيلة االعالمية الوحيدة لديه‪ ،‬بعد ان ّ‬ ‫صوت اجلبل التي حلم االعالميون الشباب من الدروز لتكون صوت احلق‪ ،‬وصوتا ً‬ ‫ملن ال صوت لهم ‪ -‬يطالعنا بعظاته السياسية الشاملة‪ ،‬محلياً‪ ،‬اقليميا ً‬ ‫ودولياً‪ ،‬معلقا ً على كل شاردة وواردة‪ ،‬كأنه يرسم سياسة الكون حسب مراده‬ ‫وهواه‪ .‬ويُعجب مح ّبوه بواسع معرفته‪ ،‬وكبر عقله وعبقريته‪.‬‬ ‫حركة دائمة هو وليد جنبالط‪ ،‬ولو ادت هذه احلركة الى تالوة فعل الندامة‬ ‫ كما حصل معه في مقابلته مع جورج صليبي على شاشة “اجلديد” ‪-‬‬‫وهذه احلركة الدائمة تذكرني بدمية صغيرة‪ ،‬بحجم يد الطفل وعلى شكل‬ ‫رجل كان اسمها “خواجة” – عفو اخلواجات ‪ -‬تقف هذه الدمية على رجليها‬ ‫امللتصقتني‪ ،‬يحاول الطفل دفعها بإصبعه كي تنام‪ ،‬او طرحها في اي اجتاه‪،‬‬ ‫لكنها تبقى واقفة – “كيفما زتيتا بتجي واقفي” – اليست هذه هي مواصفات‬ ‫املعدل‪ ،‬واجلدع!! اليست هذه فضائل وليد جنبالط‬ ‫الرجل القبضاي‪ ،‬الزكرت‬ ‫ّ‬ ‫الذي يبقى واقفاً‪ ،‬ال يهم اين‪ ،‬وعلى اية ارض‪ ،‬في احلق او في غيره‪ ،‬املهم ان يبقى‬ ‫واقفاً‪ ،‬ممسكا ً برباط متني‪ ،‬ا ّوله في يده وآخر تشعباته في اذهان وفكر وقلوب‬ ‫ورقاب محبي ومريدي هذا اخلواجة الذي ال ينام‪.‬‬

‫يوسف ضو‬ ‫عضو املكتب السياسي‬ ‫امني املالية في تيار التوحيد‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪23‬‬


‫ملف‬

‫كيفما يكون قانونكم االنتخابي تكونوا‪ ،‬فأي لبنان تريدون؟!‬ ‫النائب نوار الساحلي لـ”منبر التوحيد”‪ :‬إكمال مناقشة المجلس‬ ‫لقانون االنتخاب في تشرين إلخراجه من السجال السياسي‬ ‫اعداد وحوار ‪ :‬ليديا أبو درغم‬ ‫هناك تقليد لبناني هو إصدار قانون االنتخاب مبا‬ ‫يناسب احلكومة القائمة (وهو تقليد معمول به‬ ‫منذ استقالل لبنان)‪ ،‬وميكن من خالل هذا القانون‬ ‫عادة معرفة من سينجح نائبا ً ومن سيفشل‬ ‫قبل بدء االنتخابات‪ ،‬ويتم التالعب عادة بتقسيم‬ ‫الدوائر االنتخابية‪ ،‬هذا التقسيم الذي قد يطال‬ ‫أنصار حزب معني ويقسم ناخبيه بني دائرتني أو‬ ‫أكثر فيفشل مرشحه في احلصول على األصوات‬ ‫التي يستحقها‪.‬‬ ‫وإذا كانت الطبقات السياسية املستولدة في‬ ‫كل مرحلة من تاريخ لبنان تتغنى بالدميقراطية‪،‬‬ ‫إالّ أنها مع األسف الشديد لم تكن مرة تنظر بعني‬ ‫العدالة في معاملة اللبنانيني وفق مبدأ دستوري‬ ‫يقوم على أساس املساواة باحلقوق والواجبات‪ ،‬ذلك‬ ‫أن مجمل القوانني االنتخابية التي عرفها لبنان‬ ‫كانت تقوم على منطق الغلبة وليس على قاعدة‬ ‫الدميقراطية‪ ،‬ألن العالقة الوحيدة التي كانت‬ ‫تضعها بني الزعامات السياسية واملواطنني كانت‬ ‫تقوم على اخلدمات اخلاصة‪ ،‬والعطاءات وخاصة‬ ‫املالية منها إبان فترة االنتخابات‪ ،‬باإلضافة الى‬ ‫استغالل الطائفية بأبشع صورها‪ .‬ومن خالل‬ ‫هذا الواقع أصبحت االنتخابات النيابية جتارة حرة‪،‬‬ ‫لتقدمي اخلدمات اخلاصة وعروض التوظيف‪.‬‬ ‫وفي كل تاريخ االنتخابات النيابية استفاد‬ ‫الزعماء السياسيون من هذه املقاييس االنتخابية‪،‬‬ ‫والطائفية واملذهبية وربطوا بها اجلماهير سواء‬ ‫في مناطقهم أم طوائفهم‪ ،‬وكأن هذه الطبقة‬ ‫استمرأت احتياجات الناس وواقعهم فجعلتهم‬ ‫يعانون انقساما ً بني وعيهم السياسي ووعيهم‬ ‫بعمق األزمة الوطنية واالجتماعية االقتصادية‬ ‫التي يعيشونها وتأييدهم في جوالتهم‬ ‫االنتخابية‪ ،‬ألنهم ملجأهم الوحيد نحو الوظيفة‬ ‫واخلدمات الصحية واالجتماعية‪ ،‬رغم تطور وعي‬ ‫الناس الوطني واالجتماعي والسياسي وازدياد‬ ‫رفضهم لهذا النوع من السياسيني الذي عبروا‬ ‫عنه بإضراب أو مظاهرة‪.‬‬ ‫كل هذه الوقائع والتجارب تؤكد أن قانون‬ ‫االنتخاب ال يزال العائق أمام تقدم وتطور لبنان‪،‬‬ ‫ال بل أنه مولد لألزمات واحملن‪ ،‬وهو الذي يسمح‬ ‫للطائفية السياسية باالستمرار‪ ،‬وبتسلط‬ ‫طبقة سياسية عاجزة عن تقدمي احللول الفعلية‬ ‫للمشكالت االقتصادية واالجتماعية الناجمة‬ ‫عن التطور املش ّوه للبنان‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫البطاقة االنتخابية طريقك الى التحرر من االقطاع السياسي والطائفي‬

‫فكان ال بد من اللجوء الى اإلصالح‪ ،‬اإلصالح‬ ‫احلقيقي والدميقراطي الذي يبدأ بوضع قانون‬ ‫جديد لالنتخابات يؤمن متثيالً شعبيا ً أكثر‬ ‫دميقراطية وأكثر عدالة وصحة للتمثيل ويتيح‬ ‫للقوى الشابة واملتقدمة في رؤيتها وطروحاتها‬ ‫اإلصالحية‪ ،‬وللقوى االجتماعية الفعالة أن تتمثل‬ ‫فعالً في اجمللس النيابي‪ ،‬وبالتالي أن تلعب دورها‬ ‫الفاعل بالضغط لقيام إصالحات اجتماعية‬ ‫واقتصادية‪ ،‬وبذلك يصبح مجلس النواب فعالً‬ ‫انعكاسا ً للصراع السياسي واالجتماعي‪ ،‬حيث‬ ‫تتبلور اجتاهات احلكم األساسية‪ ،‬خصوصا ً في‬ ‫هذه املرحلة املصيرية من تطور البالد‪.‬‬ ‫بأي حال فقد آن لنا أن نستفيد من جتاربنا‬ ‫السابقة‪ ،‬بحيث أنه بالرغم من أن لبنان ج ّرب‬ ‫كل أنواع االنتخابات على أساس النظام األكثري‬ ‫ّ‬ ‫يتمكن حتى يومنا‬ ‫وحتى النظام النسبي فإنه لم‬ ‫هذا من إيجاد قانون إصالحي عادل يضمن حقوق‬ ‫اللبنانيني كافة على حد سواء‪،‬‬ ‫(حملة تاريخية عن قوانني االنتخاب التي‬ ‫عرفها لبنان منذ العام ‪ 1926‬وحتى اليوم)‪.‬‬ ‫(جدول رقم ‪)1‬‬ ‫ما يدفعنا الى التساؤالت التالية‪ :‬أي قانون‬ ‫انتخابي هو األصلح؟ وأي لبنان نريد؟ وأي مستقبل‬ ‫ينتظر شباب لبنان وأطفاله؟‬ ‫ولإلجابة على هذه األسئلة‪ ،‬ال بد من وعي‬ ‫وفهم أهمية االصالح السياسي لتطوير الدولة‬ ‫ومؤسساتها التي جتعل منها دولة لوطن‬ ‫يستحقه أبناؤه‪ ،‬دولة جتاوزت بنظامها املستحدث‬

‫الصيغة الطائفية التي ح ّولت الوطن الى‬ ‫شبه اقطاعية ال بل اقطاعيات متخلفة باجتاه‬ ‫نظام دميقراطي قادر على مواجهة املشكالت‬ ‫االقتصادية واالجتماعية واملعيشية الناجمة عن‬ ‫جمود النظام‪ ،‬ويكون قادرا ً على الوفاء مبتطلبات‬ ‫التنمية احلقيقية التي جتعل من املواطن اللبناني‬ ‫أساسها وغاياتها‪ ،‬وقادرا ً ولو باحلد األدنى على‬ ‫الوفاء مبتطلبات وموجبات انتماء لبنان وطنيا ً‬ ‫وقومياً‪.‬‬ ‫وبعد نحو مرور ‪ 65‬عاما ً من االستقالل‪ ،‬واملرور‬ ‫بكثير من التجارب واألزمات نتيجة قصور النظام‬ ‫السياسي‪ ،‬ومفهوم الدميقراطية اخلاطئ‪ ،‬أداة‬ ‫ووسائل واسلوبا ً لم يعد جائزا ً االستمرار في‬ ‫العقلية السياسية املسيطرة التي تقوم على‬ ‫احملاصصة واحملسوبية‪ ،‬وتقاسم املغامن والنفوذ‪،‬‬ ‫خصوصا ً أن ما اختبرناه من السياسيني على مر‬ ‫العقود‪ ،‬لم يستطع أن يقيم نظاما ً دميقراطيا ً بل‬ ‫على العكس ك ّون نظاما ً منبثقا ً عن قوى سياسية‬ ‫متتلك نهما ً غريبا ً للسلطة‪ ،‬وحت ّولت إلى نوع من‬ ‫اإلقطاع السياسي الذي ال يستطيع أن يتخلى‬ ‫عن إقطاعياته‪ ،‬ومستعد في احلني ذاته أن ميد يده‬ ‫الى أي كان وحتى ألعداء الوطن من أجل استمرار‬ ‫سيطرته وسطوته‪ ،‬بالرغم من كل املآزق التي‬ ‫يقع فيها الوطن‪ ،‬فيجعل جميع الناس يحصدون‬ ‫ما يزرعون‪ ،‬ما جعلنا ندرك أن أقصى ما يستطيع‬ ‫هذا اإلقطاع السياسي تقدميه‪ ،‬هو حلول مؤقتة‬ ‫ال ميكنها إنتاج حل دائم لألزمات املتفاقمة‬ ‫باستمرار‪ ،‬بل على العكس كانت تولد أزمات‬


‫ومحنا ً وويالت‪ ،‬ما جعلنا دائما ً بحاجة الى سند‬ ‫خارجي‪ ،‬ينتج حال ًّ مؤقتاً‪ ،‬ودميقراطية مشوهة‪،‬‬ ‫وانتخابات تقترب من تزوير إرادة الناخبني بحيث‬ ‫تظهر فئة سياسية تتم ّيز بنهم غريب للسلطة‬ ‫وبضيق أفق تستقوي بالتطورات اخلارجية وتتواطأ‬ ‫معها على حساب وطنها وأهلها‪ ،‬وهكذا كان في‬ ‫كل مرة تقوم حتالفات جديدة أساسها أمراء حرب‬ ‫أو فتنة وزعامات إقطاعية وطائفية فتتسلم‬ ‫احلكم‪ ،‬وتولد األزمات السياسية واالقتصادية‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬وتستغل الطائفة الى أبعد احلدود‪.‬‬ ‫وفي كل مرة كان السياسيون املستولدون من‬ ‫رحم اإلقطاع السياسي والطائفي واألزمات‪،‬‬ ‫يعجزون عن توفير أي حل‪ ،‬فينتجون حلوال ً مؤقتة‬ ‫ال تلبث أن تنفجر من جديد‪.‬‬ ‫أمام كل ذلك تصبح عملية اإلنقاذ ضرورية‪،‬‬ ‫وهي لن تأتي إالّ عبر اصالحات دميقراطية حقيقية‬ ‫للنظام السياسي‪ ،‬تبدأ أوال ً وقبل أي شيء آخر‬ ‫بإصالح التمثيل الشعبي الذي ال ميكن أن يقوم إالّ‬ ‫عبر قانون انتخاب عصري يحفظ صحة التمثيل‬ ‫وعدالته‪ ،‬مما يعني أن تعديل قانون االنتخاب هو‬ ‫مفتاح كل إصالح سياسي‪ ،‬خصوصا ً في هذه‬ ‫املرحلة اخلطيرة التي مير بها لبنان‪ .‬ومع األسف‪،‬‬ ‫فكل القوانني االنتخابية التي شهدها لبنان منذ‬ ‫العام ‪ ،1926‬كانت لها معايير سياسية تخضع‬ ‫ملصالح من يضع قوانني توفر له كل األدوات‬ ‫واألسلحة الالزمة التي تؤمن استمراره وزعامته‪.‬‬

‫تسريع إصدار القانون اجلديد‬ ‫إزاء ذلك أعلنت احلكومة اللبنانية برئاسة‬ ‫عمر كرامي ‪ 2005‬أن على رأس مهماتها إصدار‬ ‫قانون جديد لالنتخاب‪ ،‬وشككت أحزاب املعارضة‬ ‫التي ّ‬ ‫شكلت قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬منذ اليوم األول بأن هذا‬ ‫القانون املتوقع سيكون ملصلحة الفئات املوالية‬ ‫للحكومة التي ستحاول من خالله إضعاف‬ ‫املعارضة وإسقاط مرشحيها‪ .‬ولعل هذا اخلالف‬ ‫بني احلكومة واملعارضة يدور حول مضمون هذا‬

‫يصعب تنفيذ‬ ‫مشاركة املغتربني‬ ‫في انتخابات‬ ‫الـ ‪ ،2009‬بسبب‬ ‫صعوبة اآللية التي‬ ‫ستكون ممكنة في‬ ‫انتخابات ‪.2013‬‬ ‫القانون أكثر من خالفاتهما السياسية األخرى‬ ‫ومنها املوقف من التدخل السوري في الشؤون‬ ‫اللبنانية‪ ،‬ألن املعارضة تعتقد أن سوريا واحلكومة‬ ‫اللبنانية ستصدر قانونا ً انتخابيا ً على مقاس ال‬ ‫يتيح للمعارضة االنتصار‪.‬‬ ‫وتراوحت املقترحات حول القانون اجلديد املزمع‬ ‫إصداره بني أن يكون لبنان كله دائرة انتخابية‬ ‫واحدة‪( ،‬وهذا ما يفضله الشيعة باعتبارهم أكبر‬ ‫الطوائف مما يتيح لهم إجناح غالبية النواب من‬ ‫حلفائهم سواء أكانوا مسيحيني أم مسلمني)‬ ‫أو أن تكون احملافظة هي الدائرة األساسية (وهذا‬ ‫ما يطالب به السنة) واالقتراح الثالث أن يكون‬ ‫(القضاء وهو جزء من احملافظة) أساس التقسيم‬ ‫(وهو ما يرغب فيه املسيحيون‪ ،‬ألنه يتيح لهم‬ ‫اختيار نوابهم دون التأثر بأصوات الطوائف‬ ‫األخرى كما يتمناه رئيس اللقاء الدميقراطي وليد‬ ‫جنبالط)‪ ،‬وأخيرا ً هناك اقتراح أخير بان تكون‬ ‫الدائرة مختلطة بني احملافظة والقضاء‪ ،‬ولكل من‬ ‫هذه االقتراحات مناصروها واملستفيدون منها أو‬ ‫املتضررون‪.‬‬

‫مع أن عدد نواب كل طائفة محدد في اجمللس‬ ‫النيابي اللبناني الذي يُشكل على أساس‬ ‫املناصفة بني املسلمني واملسيحيني‪ ،‬وداخل كل‬ ‫نصف توزيعات على الطوائف فيه‪ .‬فاحلصة‬ ‫املسيحية مقسمة بني املوارنة واألرثوذوكس‬ ‫والكاثوليك واألرمن وأقليات من الطوائف‬ ‫الشرقية والغربية واحلصة اإلسالمية موزعة‬ ‫على السنة والشيعة والعلويني والدروز‪ ،‬إال أن‬ ‫املشكلة ليست في ثبات عدد نواب كل طائفة‬ ‫وإمنا تقع في أن األقلية الطائفية في دائرة ما ميكن‬ ‫أن يتم اختيار نائبها من األكثرية من طائفة أخرى‬ ‫في الدائرة نفسها في ضوء تقسيم الدوائر وهنا‬ ‫يقع التالعب بالنتائج‪.‬‬ ‫هذا ويرى بعض املراقبني أنه ميكن جعل‬ ‫محافظة جبل لبنان (وهي أساسا ً من الدروز‬ ‫واملوارنة) دائرة واحدة‪ ،‬وألن الدروز أكثرية فيها‬ ‫فيكون جنبالط له الدور األساس في اختيار‬ ‫النواب املوارنة املرشحني في هذه الدائرة‪ ،‬وإن كان‬ ‫القضاء دائرة انتخابية فإن نائب منطقة جبيل‬ ‫(الشيعي) مثالً يصبح نائبا ً بأصوات املوارنة‪ ،‬وهم‬ ‫أكثرية فيها‪ ،‬وبالتالي يتحكم حزب األكثرية في‬ ‫هذه الدائرة بتحديد النائب الفائز وهكذا‪.‬‬ ‫وفي حال اعتبر لبنان كله دائرة واحدة (ومعظم‬ ‫سكانه من املسلمني السنة والشيعة) فإنهم‬ ‫سوف يحددون من سيكون نائبا ً من املوارنة أو‬ ‫من املسيحيني اآلخرين‪ ،‬ألن لهم أكثرية األصوات‬ ‫على نطاق لبنان كله‪ .‬وعلى ذلك فتقسيم الدوائر‬ ‫االنتخابية ميكنه أن يراعي نفوذ الزعماء التقليديني‬ ‫واألحزاب والتجمعات ويتحكم بتحديد النائب‬ ‫الفائز‪ ،‬وهذا ما تخشاه أحزاب املعارضة وخاصة‬ ‫األحزاب والتجمعات املسيحية منها‪.‬‬ ‫لو قسمت بيروت مثالً إلى دائرتني غربية‬ ‫(أكثريتها من املسلمني) وشرقية (أكثريتها من‬ ‫املسيحيني) فإن كالً من الطائفتني هي التي‬ ‫تختار بأصواتها نوابها‪ ،‬بينما لو تركت املدينة‬ ‫دائرة واحدة فسيكون لسكان بيروت الغربية دور‬ ‫حاسم في اختيار النواب الفائزين‪ ،‬وهذا ما حصل‬ ‫في االنتخابات املاضية عام (‪ )2000‬إذ استطاع‬ ‫الرئيس احلريري (وهو سني) أن يختار النواب‬ ‫املسيحيني من حلفائه مبن فيهم األرمن‪.‬‬ ‫وهناك أمر آخر له أهمية وهو عمر الناخب‪،‬‬ ‫فحتى اآلن حق االنتخاب ملن بلغ الواحدة‬ ‫والعشرين عاماً‪ ،‬بينما إذا سمح ملن بلغ الثامنة‬ ‫عشرة باالنتخاب فإن معظم الناخبني اجلدد‬ ‫سيصوتون لألحزاب التقدمية والليبرالية وليس‬ ‫للزعماء التقليديني واألحزاب التقليدية‪.‬‬

‫مشروع «جلنة فؤاد بطرس»‬

‫نحو انتخابات نزيهة‬

‫هكذا كانت االنتخابات النيابية مثيرة للجدل‪،‬‬ ‫خصوصا ً انتخابات عام ‪ .2005‬ومذاك افترضت‬ ‫مجموعات لبنانية عديدة أن األكثرية في مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬وبالتالي في احلكومة املنبثقة عنه ال‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪25‬‬


‫ملف‬ ‫تعكسان إرادة الشعب احلقيقية‪ ،‬وهي ليست‬ ‫إالّ وليدة حتالف انتخابي عارض على اساس‬ ‫قانون انتخابي منحرف‪ .‬وبعد االعتراف مبشاكل‬ ‫االنتخابات بشكل جزئي‪ ،‬متّ العمل على إنشاء‬ ‫هيئة وطنية تُعنى بإقامة حوار وطني حول‬ ‫إصالح قانون االنتخاب واقتراح قانون جديد‪،‬‬ ‫ترأسها وزير اخلارجية األسبق فؤاد بطرس‪ ،‬وعرفت‬ ‫الحقا ً باسمه‪ ،‬تألفت من ‪ 12‬عضوا ً وجمعت‬ ‫نحو ‪121‬اقتراحا ً خاصا ً باإلصالحات االنتخابية‪،‬‬ ‫قدمتها األحزاب السياسية والهيئات واملنظمات‬ ‫غير احلكومية والباحثون املستقلون في لبنان‪.‬‬ ‫كما راجعت الهيئة عشرات من مشاريع قوانني‬ ‫االنتخاب ق ِّدمت للحكومات السابقة‪ ،‬وكذلك‬ ‫قوانني االنتخاب املعتمدة في بلدان أخرى حول‬ ‫العالم‪ ،‬والتقت عددا ً كبيرا ً من اخلبراء الدوليني‬ ‫في مجال االنتخابات أرسلتهم املنظمات الدولية‬ ‫التي رغبت في مد يد العون إلى هذه الهيئة‪.‬‬ ‫بعد أشهر من املراجعة‪ ،‬والدراسة مت التوصل الى‬ ‫مشروع قدمته الهيئة كمشروع مقترح للنقاش‬ ‫مفصالً في اللجان النيابية واحلكومة‪ ،‬يضم‬ ‫‪129‬مادة يقترح اإلصالحات التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اعتماد قاعدة التمثيل النسبي عبر اعتماد‬ ‫نظام انتخابي متواز‪ ،‬فيتم انتخاب ‪ ٧٧‬مقعدا ً‬ ‫من قبل األقضية وفقا ً لقاعدة االقتراع الكتلوي‬ ‫األكثري‪ ،‬على أن يتم انتخاب ‪ 51‬مقعدا ً من قبل‬ ‫احملافظات الست الكبرى وفق قاعدة التمثيل‬ ‫النسبي‪ .‬وبخصوص التمثيل النسبي‪ ،‬تكون‬ ‫مجمدة وغير خاضعة ألي تدخل من‬ ‫اللوائح‬ ‫ّ‬ ‫الناخب‪ ،‬بحيث يتعني عليه اختيار إحدى اللوائح‬ ‫املتنافسة‪ ،‬واإلشارة إلى االقتراع التفضيلي ألحد‬ ‫املرَ َ‬ ‫شحينْ ضمن الالئحة‪ .‬فيؤدي هذا االقتراع‬ ‫التفضيلي إلى تصنيف املرشحني ضمن الالئحة‪.‬‬ ‫ويوفر النظام املتوازي نوعا ً من التوازن بني تقارب‬ ‫الدوائر الصغيرة التي يرتبط فيها الناخبون‬ ‫واملمثلون بعالقات وثيقة وتشعر فيها اجلماعات‬ ‫الصغيرة باألمان‪ ،‬ووعد الدوائر الكبيرة حيث يفتح‬ ‫التمثيل النسبي الباب أمام الهيئات والقادة اجلدد‬ ‫للدخول إلى اجمللس النيابي‪ ،‬فينتهي بذلك عهد‬ ‫احتكار الزعماء التقليديني للتمثيل النيابي‪.‬‬ ‫‪ -2‬إدخال «كوتا» للمرأة يبلغ حدها األدنى‪،%30‬‬ ‫وذلك على الئحة التمثيل النسبي في احملافظة‪.‬‬ ‫تضم الالئحة أربعة مرشحني على األقل‪ ،‬من‬ ‫بينهم إلزاميا ً امرأة‪ ،‬ما يعني أنه ال ميكن تشكيل‬ ‫أي من لوائح التمثيل النسبي من دون أن يكون‬ ‫فيها مرشح نسائي‪ .‬تطبق صيغة الـ»كوتا» على‬ ‫اللوائح التي ال تتضمن تراتبية مسبقة‪ ،‬وبعد‬ ‫ذلك يتعني على املرأة التنافس مع نظيرها الرجل‬ ‫على قدم املساواة‪ ،‬وذلك لتأمني العدد الكافي من‬ ‫االقتراعات التفضيلية لضمان النجاح‪.‬‬ ‫‪ -3‬تخفيض سن االقتراع من ‪21‬إلى ‪18‬سنة‪،‬‬ ‫وهو املطلب الذي طاملا نادى به اجملتمع املدني‬ ‫والهيئات الشبابية في لبنان‪.‬‬ ‫‪ -4‬متكني اللبنانيني في بلدان االغتراب من‬ ‫املشاركة في عملية االقتراع‪ .‬يُطبق هذا التعديل‬

‫‪26‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫إن لم ينجز قانون‬ ‫اإلصالح االنتخابي‬ ‫فإن انتخابات‬ ‫الـ ‪ 2009‬سوف‬ ‫تشهد ضخاً مالياً‬ ‫كبيراً ومزيداً‬ ‫من الفساد!‬ ‫على اللبنانيني الذين يحملون اجلنسية اللبنانية‬ ‫وتظهر أسماؤهم على اللوائح االنتخابية‪،‬‬ ‫كما هي احلال بالنسبة إلى املواطنني احلاليني‪،‬‬ ‫لكنهم ال يعيشون في لبنان‪ .‬فيتعني على هؤالء‬ ‫املغتربني تسجيل أسمائهم في أقرب سفارة أو‬ ‫قنصلية لبنانية ليتمكنوا عندئذ من املشاركة‬ ‫في العملية االنتخابية حتى لو كانوا في بلدان‬ ‫االغتراب‪ .‬ولطاملا شكل هذا األمر مطلبا ً للجالية‬ ‫اللبنانية الواسعة‪.‬‬ ‫‪ -5‬متكني اللبنانيني املقيمني في لبنان من‬ ‫االقتراع في مركز قريب من مكان إقامتهم‪.‬‬ ‫فسجالت الناخبني في لبنان ما زالت منظمة وفق‬ ‫مسقط الرأس‪ ،‬وهي تتبع السجالت التي وضعت‬ ‫عام‪ .1930‬إال أنه وفي العقود التي تلت‪ ،‬فقد أدت‬ ‫حركة النزوح من الريف إلى املدينة‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫احلروب الداخلية واخلارجية والتشريد‪ ،‬إلى عدم بقاء‬ ‫األفراد في مسقط رأسهم‪ .‬إال أن فصل الناخبني‬ ‫بشكل كامل عن مسقط رأسهم مسألة دقيقة‬ ‫للغاية ومثيرة للجدل في لبنان‪ .‬لذا قررت اللجنة‬ ‫إيجاد وسيلة لتوفير نفقة الذهاب إلى مسقط‬ ‫رأس الناخب ومشقّ ة هذه الرحلة يوم االنتخابات‬ ‫(وهي عملية تؤ ّثر في نحو نصف الناخبني في‬ ‫بعض الدوائر) والسماح له بالتسجيل املسبق‬ ‫خصصت له في‬ ‫لكي ينتخب في مكاتب اقتراع‬ ‫ّ‬ ‫املكان الذي يقيم فيه‪ .‬ويسمح هذا التدبير بتعزيز‬ ‫املشاركة في العملية االنتخابية وتقليص تأثير املال‬ ‫الذي كثيرا ً ما يؤ ّدي دورا ً أساسيا ً في تأمني النقل‬ ‫اجملّاني للناخبني مقابل احلصول على أصواتهم‪.‬‬ ‫يتم فرز األصوات على مستوى القرية‬ ‫‪ -6‬لن ّ‬ ‫واحمل ّلة‪ ،‬لكنها ستفرز بشكل مركزي على مستوى‬ ‫القضاء‪ .‬في السابق‪ ،‬ومن خالل فرز األصوات على‬ ‫مستوى القرية واحمل ّلة‪ ،‬كان العاملون في احلمالت‬ ‫االنتخابية قادرين على تعيني دقيق للمجموعات‬ ‫أو العائالت التي ص ّوتت ملصلحة هذا أو ذاك‪.‬‬ ‫وكانت هذه هي قاعدة بيع األصوات وشرائها‬ ‫وإرهاب الناخب‪ .‬في النظام اجلديد املقترح‪ ،‬لن‬

‫يتمكن العاملون في احلمالت من معرفة كيفية‬ ‫تصويت القرى أو احملالت ‪ -‬والعائالت واجملموعات ‪-‬‬ ‫التي تعيش ضمنها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يشكل تأسيس هيئة مستق ّلة لالنتخابات‬ ‫‪-7‬‬ ‫شرطا ً أساسيا ً للقانون املقترح‪ .‬ويفترض بهذه‬ ‫ّ‬ ‫الهيئة أن ّ‬ ‫محل وزارة الداخلية‪ ،‬فتكون‬ ‫حتل‬ ‫السلطة املسؤولة عن املسائل كافة التي ترتبط‬ ‫بالعملية االنتخابية‪ .‬وستكون هذه هيئة دائمة‬ ‫يترأسها قاض رفيع املستوى وتشمل مم ّثلني عن‬ ‫السلطة القضائية‪ ،‬ونقابتي احملامني في لبنان‪،‬‬ ‫الوطني لإلعالم واجملتمع‬ ‫ونقابة الصحافة‪ ،‬واجمللس‬ ‫ّ‬ ‫األكادميي‪ .‬سيقوم ّ‬ ‫موظفون إداريون مبساعدة هذه‬ ‫الهيئة التي ستتو ّلى إعداد االنتخابات وإدارتها‬ ‫شأن جميع الهيئات التي تعمل حول العالم‪.‬‬ ‫‪ -8‬متويل احلمالت‪ :‬اقترحت اللجنة أحكاما ً‬ ‫ومفصلة ترتبط بتمويل احلمالت االنتخابية‪.‬‬ ‫دقيقة‬ ‫ّ‬ ‫حد اإلنفاق‬ ‫ويحدد هذا القسم من القانون املقترح ّ‬ ‫ّ‬ ‫وينص على أ ّن ّ‬ ‫كل العمليات‬ ‫في هذه احلمالت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املالية سواء تع ّلقت باملداخيل أو النفقات يجب‬ ‫مصرفي واحد يجري‬ ‫أن تتم من خالل حساب‬ ‫ّ‬ ‫التصريح عنه وال يخضع لألحكام العامة للس ّرية‬ ‫ينص هذا القسم من القانون‬ ‫املصرفية في لبنان‪ّ .‬‬ ‫مسجل ومد ّقق‬ ‫على وجوب وجود مفوض مالي‬ ‫ّ‬ ‫حسابات ضمن كل حملة‪ ،‬ويتعينّ بانتظام تقدمي‬ ‫الكشوفات املالية املدققة إلى الهيئة املستق ّلة‬ ‫ويحدد القانون عقوبات واضحة تفرض‬ ‫لالنتخابات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫على احلمالت التي ال متتثل لهذه الشروط‪.‬‬ ‫‪ -9‬قوانني اإلعالم‪ :‬ميتلك عدد قليل من‬ ‫ّ‬ ‫احملطات‬ ‫السياسيني أو اجملموعات السياسية‬ ‫التلفزيونية الكبرى في لبنان ويسيطرون عليها‪،‬‬ ‫وهي إحدى املشاكل الرئيسية في االنتخابات‬ ‫التي جرت في فترة ما بعد احلرب‪ .‬عرضت الهيئة‬ ‫ومفصلة حول القوانني التي‬ ‫تفاصيل دقيقة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالبث التلفزيوني واإلذاعي خالل فترة‬ ‫ترتبط‬ ‫احلملة االنتخابية‪ .‬وبالنسبة إلى محطتي‬ ‫التلفزيون واإلذاعة الرسم ّيتني‪ ،‬فقد اقترحت‬ ‫ّ‬ ‫املرشحون ولوائحهم وقت‬ ‫الهيئة أن يتقاسم‬ ‫أما بالنسبة إلى‬ ‫الظهور خالل فترة البث‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫اخلاصة فقد ُفرض‬ ‫محطات التلفزيون واإلذاعات‬ ‫ّ‬ ‫عليها عدد من الشروط‪:‬‬ ‫أ‪ -‬يسمح لهذه ّ‬ ‫احملطات بإعداد برامج سياسية‬ ‫وبتغطية األحداث السياسية‪ ،‬لكن عليها تأمني‬ ‫ّ‬ ‫وقت من ّ‬ ‫املرشحني‬ ‫البث العادل واملتساوي جلميع‬ ‫واللوائح املنافسة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫احملطات ببيع مساحات‬ ‫ب‪ -‬يسمح لهذه‬ ‫مخصصة إلعالنات احلمالت االنتخابية‪ ،‬لكن يتعينّ‬ ‫ّ‬ ‫عليها حتديد الئحة األسعار والتصريح عنها أمام‬ ‫يتوجب عليها‬ ‫الهيئة املستق ّلة لالنتخابات‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫بيع املساحات اخملصصة لإلعالنات السياسية‬ ‫جلميع من يرغب بذلك‪ ،‬وال تستطيع رفض إعالن‬ ‫ألي مرشح أو الئحة سياسيني مسجلني‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ال يحق لهذه احملطات استعمال بثها اخلاص‬ ‫لتأييد الئحة أو مرشح أو القيام بالدعاية ألي‬ ‫الئحة أو مرشح‪.‬‬


‫متثل هذه اإلصالحات معا املراجعة األكثر‬ ‫جذرية للنظام االنتخابي في تاريخ لبنان احلديث‪.‬‬ ‫ومع اعتماد قاعدة التمثيل النسبي‪ ،‬وتخفيض‬ ‫سن االقتراع‪ ،‬ودعم املرأة من خالل حتديد «كوتا»‬ ‫في الالئحة‪ ،‬ومشاركة اللبنانيني املغتربني‬ ‫في االنتخابات‪ ،‬يسمح هذا القانون بتوسيع‬ ‫عملية االنتخاب ووصول مجموعات وقادة جدد‬ ‫إلى اجمللس النيابي‪ .‬في الوقت نفسه‪ ،‬يعد هذا‬ ‫القانون واقعيا ً إذ يأخذ في عني االعتبار تعقيدات‬ ‫سياسية عديدة ووقائع الوضع اللبناني‪.‬‬

‫دائرة واحدة‪ ،‬وقضاءي حاصبيا ومرجعيون في دائرة‬ ‫واحدة‪ ،‬ودمج أيضا ً قضاءي البقاع الغربي وراشيا‪،‬‬ ‫وقسم قضاء صيدا الزهراني دائرتني انتخابيتني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كما أق ّر االتفاق مناقشة االصالحات الواردة في‬ ‫اقتراح اللجنة الوطنية التي رأسها الوزير السابق‬ ‫فؤاد بطرس‪ ،‬من دون أن يأخذ بالتقسيمات‬ ‫االنتخابية وال بالنظام ّ‬ ‫املركب الذي اعتمده‪.‬‬ ‫وبنا ًء على تقسيمات «الدوحة» في دوائر بيروت‪،‬‬ ‫توزعت أصوات االجنيليني على دوائر بيروت الثالث‬ ‫متساو تقريبا ً على عكس أصوات األقليات‬ ‫بشكل‬ ‫ٍ‬ ‫املسيحية بحيث توزّعت على دوائر بيروت الثالث‬ ‫املشار إليها كما يلي‪:‬‬

‫اإلصالح بني املعارضة واملواالة‬ ‫(جدول رقم ‪( )2‬توزيع أصوات بيروت في‬ ‫وهذا ما أدى الى الصراع بني املعارضة (التي الدوائر الثالث)‬

‫شكلت اآلن حتالفا ً بني جميع أحزابها من اليسار‬ ‫إلى اليمني ومن كل الطوائف أي قوى ‪ 14‬آذار)‬ ‫واحلكومة (القريبة من سورية واملتحالفة معها)‬ ‫حول مضمون قانون االنتخاب تصاعدا ً عنيفا ً ‪،‬‬ ‫ولعل صراعها الرئيس يدور حول هذا األمر مع عدم‬ ‫إهمال املوقف طبعا ً من التدخل السوري والدولي‬ ‫في الشؤون اللبنانية‪ ،‬ولعل أكثر ما يخيف‬ ‫املسيحيني في لبنان اآلن هو صدور قانون انتخاب‬ ‫يؤهل بعض الطوائف الختيار نواب طائفة أخرى‪،‬‬ ‫تفصل فيها الدوائر‬ ‫إنها لعبة لبنانية تقليدية‬ ‫ّ‬ ‫حسب نفوذ القائمني على السلطة‪.‬‬ ‫وقد ولد هذا التصارع انقساما ً كبيرا ً في‬ ‫وعمق فجوة اختالل‬ ‫صفوف الشعب اللبناني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫االستقرار األمني الذي خرقه مسلسل االغتياالت‬ ‫وحرب نهر البارد وأحداث السابع من أيار وما‬ ‫بعده وصوال ً الى ازدياد الرفض الشعبي لسياسة‬ ‫االقطاع ودعوته إلنشاء حكومة وحدة وطنية التي‬ ‫خلقت أيضا ً ولألسف مبساعدة خارجية عبر مؤمتر‬ ‫اتفاق الدوحة‪ ،‬حيث متّ االتفاق على تسمية العماد‬ ‫ميشال سليمان رئيسا ً للجمهورية‪ ،‬كما متّ االتفاق‬ ‫على إجراء انتخابات العام ‪ 2009‬في موعدها ووفق‬ ‫قانون الـ ‪ 60‬أو قانون فؤاد بطرس الذي جاء ملصلحة‬ ‫املعارضة رمبا مع إدخال تقسيمات على بيروت‪:‬‬ ‫فبيروت عام ‪ 1960‬كانت تضم في الدائرة‬ ‫االولى‪ :‬املدور واملرفأ والرميل والصيفي واألشرفية‬ ‫وميناء احلصن‪.‬‬ ‫وفي الدائرة الثانية دار املريسة وزقاق البالط‬ ‫والباشورة‪.‬‬ ‫وفي الثالثة املزرعة واملصيطبة ورأس بيروت‪.‬‬ ‫اتفاق الدوحة‬ ‫فعدل تقسيم دوائر بيروت‬ ‫أما اتفاق الدوحة‬ ‫ّ‬ ‫على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫الدائرة االولى‪ :‬الرميل ‪ -‬الصيفي ‪ -‬األشرفية‪.‬‬ ‫الدائرة الثانية‪ :‬املدور ‪ -‬املرفأ ‪ -‬الباشورة‪.‬‬ ‫الدائرة الثالثة‪ :‬املزرعة ‪ -‬املصيطبة ‪ -‬زقاق‬ ‫البالط ‪ -‬ميناء احلصن ‪ -‬دار املريسة ‪ -‬رأس بيروت‪.‬‬ ‫ولم يأخذ االتفاق املذكور باالعتراضات التي‬ ‫دعت الى فرض التعامل باملثل على كل الدوائر‪،‬‬ ‫ألن قانون الـ‪ 06‬دمج قضاءي بعلبك والهرمل في‬

‫الساحلي‬

‫والتعديالت اجلديدة املقترحة إلدخالها‪،‬‬ ‫وأهمية التحالفات السياسية في تغيير‬ ‫الواقع السياسي إضافة الى األمور املتعلقة‬ ‫بسقف نفقات احلملة االنتخابية وكيفية‬ ‫مراقبة وضبط عملية سير انتخابات العام‬ ‫‪ ،2009‬وغيرها من االمور املتعلقة بإصالح‬ ‫القانون االنتخابي الذي يكفل للجميع‬ ‫حرية املشاركة والتمثيل في اجمللس‬ ‫النيابي كانت محور حديث النائب نوار‬ ‫الساحلي من كتلة الوفاء واملقاومة‪ ،‬مع‬ ‫«منبر التوحيد»‪ ،‬في حوار هذا نصه‪:‬‬

‫تعديالت كبيرة على املمارسات السياسية‬ ‫في لبنان ستدخل مع اقرار قانون الـ ‪60‬‬ ‫اجلديد‪ ،‬نريد أن نعرف حقيقة هل ستطبق هذه‬

‫الساحلي‬

‫وضمن إطار قانون انتخاب الـ ‪ 60‬املعدل‬ ‫فيما يتعلق مبحافظة بيروت وتقسيماتها‪،‬‬

‫التعديالت‪ ،‬أم أن هناك إدخاال ً لتعديالت أو بنود‬ ‫جديدة على قانون الـ ‪ 60‬وما هو أثرها على‬ ‫املمارسات السياسية؟ وإلى أي حد ميكن أن‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪27‬‬


‫ملف‬ ‫تطيح باتفاق الطائف؟‬ ‫في هذا املوضوع ال ميكننا القول إالّ ان اتفاق‬ ‫الدوحة شبيه الى حد كبير باتفاق الطائف‬ ‫مع اختالف بسيط هو تواجد قوى سياسية‬ ‫مختلفة ومتعارضة فيما بينها وازمة سياسية‬ ‫حادة فرضت هذا النوع من اللقاءات برعاية عربية‬ ‫عبر جامعة الدول العربية ودولة قطر للتوصل‬ ‫الى حل شامل وعادل لالزمة السياسية التي‬ ‫يعاني منها لبنان والتي كان من ضمنها قانون‬ ‫االنتخاب‪.‬‬ ‫أما اذا اردنا التكلم عن مدى امكانية قانون‬ ‫الـ‪ 06‬اجلديد بإطاحة الدستور‪ ،‬فال ميكننا اجلزم‬ ‫بذلك كون قانون االنتخاب املنبثق عن اتفاق‬ ‫الطائف كان يشمل احملافظات ومتّت التسوية‬ ‫مبوافقة اكثرية الفرقاء السياسيني باعتماد‬ ‫قانون الـ‪ 06‬معدال ً فيما يعني بالتقسيمات‬ ‫التي حصلت في بيروت‪ ،‬وبالتالي ال نستطيع‬ ‫القول إن اتفاق الطائف قد خُ رِق‪ ،‬ألن من و ّقعه‬ ‫وأق ّر به هي القوى السياسية نفسها تقريبا ً‬ ‫التي قامت بتوقيع اتفاق الدوحة الذي لم يكن‬ ‫إالّ تعديال َ آنيا َ وظرفيا َ التفاق الطائف في ما‬ ‫يعني االنتخابات‪ ،‬مبعنى ان التقسيمات النيابية‬ ‫لم تكن اال حلل ازمة سياسية معينة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫ينفيه بعض «املغرضني واملصطادين في املاء‬ ‫العكر» الذين يصفونه بخرق التفاق الطائف‬ ‫وللدستور اللبناني‪.‬‬ ‫من هنا يجب الفصل بني ما إذا كانت هناك‬ ‫تعديالت على قانون ال ‪ 60‬والتقسيمات‬ ‫النيابية التي أقرها اتفاق الدوحة وما تقوم‬ ‫بدراسته جلنة اإلدارة والعدل إلمتام االصالحات‬ ‫االنتخابية التي اقرت في مشروع قانون الوزير‬ ‫السابق فؤاد بطرس‪ .‬لذلك نحن في كتلة‬ ‫الوفاء للمقاومة نعتقد ان مجلس النواب‬ ‫يستطيع ان يقر التقسيمات االنتخابية على‬ ‫حدة وجلنة االدارة والعدل عليها ان تكمل‬ ‫دراستها لهذا القانون على حدة أيضا ً على‬ ‫ان يصدر قانون انتخاب تنفيذي الصالحات‬ ‫انتخابية وكيفية اجراء االنتخابات ان كان بيوم‬ ‫واحد ام اكثر‪ ،‬وهذا بالفعل ما قمنا به خالل‬ ‫دورة مجلس النواب االستثنائية وسنعمل‬ ‫على إكماله في الدورة العادية جمللس النواب‬ ‫في شهر تشرين إلخراج القانون االنتخابي من‬ ‫براثن السجاالت السياسية ما يريح الكثيرين‬ ‫ويعطي رؤية مستقبلية لالصالح وشرعية‬ ‫االنتخابات‪ .‬وهذا ما أوضحه رئيس كتلة الوفاء‬ ‫واملقاومة في تصريحه حول هذا املوضوع باتباع‬ ‫بنود اتفاق الدوحة الثالثة بدءا ً بانتخاب فخامة‬ ‫الرئيس‪ ،‬وتشكيل احلكومة وصوال ً الى وضع‬ ‫قانون انتخاب عادل وصحيح وهو ما بقيت‬ ‫علينا مناقشته قبل الوصول الى طاولة احلوار‬ ‫وفق التسلسل الزمني الوارد في اتفاق الدوحة؛‬ ‫ما أثار حفيظة بعض زعماء قوى ‪ 14‬آذار ومن‬ ‫بينهم «املنجم الفلكي» سمير جعجع الذي‬ ‫اتهم من يعمل على اللجوء الى قانون انتخاب‬

‫‪28‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫تعديل املادة ‪ 74‬حدد‬ ‫سقف ثابت لنفقات‬ ‫احلملة االنتخابية‬ ‫بـ ‪ 150‬مليون ل‪.‬ل‬ ‫يضاف إليه ‪ 3‬آالف‬ ‫ل‪.‬ل عن كل اسم‬ ‫وارد في لوائح‬ ‫الشطب في الدائرة‬ ‫االنتخابية‪.‬‬ ‫قبل اجللوس الى طاولة احلوار مبحاولة الهرب‬ ‫والتملص من احلوار‪ ،‬وبالتالي من اجراء انتخابات‬ ‫نيابية شرعية‪ .‬ومع هذا كله نعود ونؤكد لهم‬ ‫اصرارنا على اللجوء الى طاولة احلوار مباشرة‬ ‫في الوقت الذي نتوصل به الى إقرار قانون‬ ‫إصالح انتخابي عادل‪ ،‬نزيه وصحيح تشارك‬ ‫فيه القوى السياسية والهيئات والتجمعات‬ ‫املدنية التي لها حق املشاركة جميعاً‪.‬‬ ‫هناك تخوف من التالعب في نتائج‬ ‫االنتخابات خاصة أن التقسيم شمل‬ ‫محافظة بيروت دون غيرها من احملافظات‬ ‫واألقضية‪ ،‬على الرغم من التغيير الدميغرافي‬ ‫فيها‪ ،‬هل كان للممارسات واحملاصصة‬ ‫السياسية دور في ذلك؟ وهل سينجح فريق‬ ‫ما بالتالعب بالنتائج االنتخابية على حساب‬ ‫فريق آخر؟‬ ‫ما نحاول ان نقوم به في جلنة االدارة والعدل هو‬ ‫ادخال بعض االصالحات االنتخابية التي تتع ّلق‬ ‫بسير العملية االنتخابية‪ .‬على صعيد املثال‬ ‫هناك الكثير من االمور التي قد توقف قانون‬ ‫االنتخاب وتخفف بالتالي من عمليات التزوير‪،‬‬ ‫كاللوائح املطبوعة سلفا ً من قبل الدولة‪،‬‬ ‫فاذا اخذنا على سبيل املثال البقاع والهرمل‬ ‫هناك عشرة مقاعد تتشكل لوائح من عشرة‬ ‫مرشحني اضافة الى مرشحني فرديني‪.‬‬ ‫ومن املعروف ان يتم اقفال باب الترشيح قبل‬ ‫شهرين من موعد االنتخابات وهو ما نعمل‬ ‫على دراسته في في القانون اإلصالحي اجلديد‬ ‫في اللجنة الوطنية لالدراة والعدل ما يخفف‬ ‫من اشراك مرشحني غير مؤهلني لهذا املنصب‪،‬‬ ‫ومدة ‪ 15‬يوما ً لسحب الترشيح و‪ 45‬يوما ً ملعرفة‬ ‫املرشحني‪ .‬وبالتالي اللوائح جميعها ميكن‬ ‫طباعتها في وزارة الداخلية قبل االنتخابات‬

‫ما يزرع امال ً جديدا ً في لبنان‪ .‬وهذا كله بحاجة‬ ‫الى تثقيف ومراقبة شديدة لسير العملية‬ ‫االنتخابية وطريقة الفرز والسقف اخملصص‬ ‫لنفقات االنتخابات والذي حدد بـ ‪ 150‬مليون‬ ‫ليرة كحد ثابت تضاف اليها ‪ 3‬آالف عن كل‬ ‫ناخب خوفا ً من االحتيال على القانون‪ :‬ما يعني‬ ‫ان في الدائرة التي يوجد فيها ‪ 100‬الف ناخب‬ ‫هناك نفقات تقدر بـ ‪ 300‬مليون ليرة لبنانية‬ ‫يضاف اليها ‪ 150‬مليون فتصل الى ما يعادل‬ ‫‪ 450‬مليون‪ .‬من هنا إن رفع سقف النفقات‬ ‫يساعدنا في التخفيف من عمليات التزوير‬ ‫والرشوة التي ميكن أن حتصل‪.‬‬ ‫ملاذا لم يتم خفض سن االقتراع حتى‬ ‫اليوم‪ ،‬وماذا عن املغتربني في قانون الـ ‪60‬‬ ‫اجلديد‪ ،‬كيف ستتم مشاركتهم؟‬ ‫ان خفض سن االقتراع هو بحاجة ملرسوم‬ ‫حكومي ونحن في جلنة االدارة والعدل طالبنا‬ ‫بذلك باعتبار ان جميع القوى السياسية‬ ‫موافقة على هذا االقتراح‪ ،‬ما يدفعنا الى الطلب‬ ‫من احلكومة باإلسراع إلمتام هذا املوضوع‪.‬‬ ‫أما في ما يتعلق باملغتربني فقد ناقشنا في‬ ‫قانون اإلصالحات االنتخابية هذا األمر‪ ،‬ولكن‬ ‫يصعب تنفيذه في الوقت احلالي أو في انتخابات‬ ‫الـ ‪ ،2009‬ألن اآللية يصعب حلها‪ ،‬ولكن نحن‬ ‫نحضر هذا املوضوع النتخابات ‪.2013‬‬ ‫في الصيغة االنتخابية اجلديدة‪ ،‬من الرابح‬ ‫واخلاسر في االنتخابات املقبلة‪ ،‬وملن ستكون‬ ‫األغلبية النيابية؟‬ ‫انا اعتقد ان الشعب اللبناني هو الذي يحدد‬ ‫ذلك ويحسم النتيجة وفريق ‪ 14‬آذار رفع شعار‬ ‫الدميقراطية واحلرية والسيادة‪ .‬والدميقراطية‬ ‫التي تعني ‪ demos‬أي الشعب‪ .‬بترك حرية‬ ‫االختيار للشعب اللبناني في من يريد ان‬ ‫يحكمه وبالتالي معرفة صفات احلاكم الذي‬ ‫يريدونه في الفترة املقبلة‪ .‬فالقرار إذا ً للشعب‬ ‫اللبناني الذي اصبح على مستوى عال من‬ ‫الوعي واالدراك الكافي الناجت عن ازدياد قوة‬ ‫الرفض لديه ألشكال االقطاع والتسلط كافة‪.‬‬ ‫بعد ان رأينا التظاهرات احلاشدة أول كانون‬ ‫األول ‪ 2006‬و‪ 2006/12/10‬واالعداد الهائلة‬ ‫املشاركة وفق اعتراف اإلعالم االجنبي بذلك‪ ،‬التي‬ ‫شكلت خير دليل على إمكان جناح املعارضة في‬ ‫االنتخابات‪ ،‬خصوصا ً أن فريق السلطة استأثر‬ ‫ملدة ثالث سنوات دون ان يقدم اي حلول لألزمات‬ ‫السياسية واالقتصادية واملعيشية املتالحقة‪،‬‬ ‫عمق فجوتها وأخذ ينقل البلد‬ ‫بل على العكس ّ‬ ‫من أزمة الى اخرى‪ ،‬وبالتالي من الطبيعي إذا ً أن‬ ‫تربح املعارضة وتصبح من األكثرية احلاكمة‪.‬‬ ‫ولكن ال نريد أن نستبق األمور‪ ،‬إذ أن قانون الـ ‪60‬‬ ‫بتركيبته لم يشر باألكثرية الساحقة ألي فريق‬ ‫وحتى لو ُك ِتب لنا الفوز‪« ،‬وهذا ما نصبو إليه‬ ‫وما سيتحقق على الساحة اللبنانية»‪ .‬ذلك لن‬ ‫يتم إالّ بانتخابات عادلة تتخللها معارك حلسم‬ ‫املقاعد النيابية‪.‬‬


‫تتوقعون‬

‫خريطة‬

‫التحالفات‬

‫كيف‬ ‫املتوقعة؟‬ ‫ان الوثيقة التي وقعت بني حزب اهلل‬ ‫ومجموعة كبيرة من اجلمعيات السلفية هي‬ ‫للقول بصوت عال ان ال مشكلة بني السنة‬ ‫والشيعة على االرض كما حاول البعض ان‬ ‫يوحي بذلك‪ .‬وكما حاول البعض ان يدخل لبنان‬ ‫في اتون هذه املشكلة املذهبية‪ .‬واستطعنا‬ ‫الوصول الى بعض القواسم املشتركة بوضع‬ ‫االمور في نصابها السياسي وبطريقة واضحة‬ ‫وشفافة للجميع وهي ليست وثيقة موجهة‬ ‫ضد احد امنا هي تضم كل االفرقاء املعنيني‪،‬‬ ‫والذي حصل من مغالطات وجمد مفاعيل‬ ‫هذه االزمة كان واضحا ً للمزيد من التشاور‬ ‫بحيث نصل في يوم من االيام الى التفاهم‬ ‫مع بعض القوى السلفية املتبقية في التيار‬ ‫السلفي‪ ،‬التي اعتبرت نفسها خارج هذه‬ ‫الورقة‪ .‬هذه الورقة جمعت ولم تكن ضد‬ ‫تيار املستقبل وجمعيات واحزاب وما تبقى‬ ‫من القوى السلفية‪ ،‬بل على العكس فقد‬ ‫جمعت بني ‪ 18‬جمعية في الشمال وطرابلس‬ ‫وهناك امر يجري لتحفيزها للتخفيف من‬ ‫حدة االحتقان بني األحزاب والقوى السياسية‬ ‫وأن املشكلة ليست سنة ‪ -‬شيعة وإمنا هناك‬ ‫مشكلة سياسية أراد البعض أن يحولها الى‬ ‫مشكلة طائفية‪ ،‬ونحن نسير في جو التهدئة‬ ‫ونشر املصاحلة والسير مع جميع الفرقاء مبا‬ ‫يخدم الوطن‪ .‬واملعارضة في حتالفها ستكون‬ ‫واضحة وصادقة على الرغم من التباين في‬ ‫توزيع وتواجد القوى احلليفة في العديد من‬ ‫املناطق واألقضية واحملافظات‪ ،‬وهناك من‬ ‫يتمنى أن تقوم مثل هذه التحالفات‪ ،‬غيرأننا‬ ‫اليوم نؤكد بأنه لن يكون هناك حتالف كما‬ ‫حصل في العام ‪ 2006‬وامنا ستكون هناك‬ ‫هدنة أو تفاهم‪ ،‬وهذا ما أكده األمني العام لـ‬ ‫«حزب اهلل» السيد حسن نصر اهلل (حفظه‬ ‫اهلل) عندما أعلن بأنه يدين لكل من ساعده‬ ‫وأ ّيد مواقفه حتى يوم القيامة‪.‬‬ ‫ما الصيغة الفضلى للحل املطروح اآلن‬ ‫أمام املواطن اللبناني وليس أمام السياسي‬ ‫اللبناني؟‬ ‫يجب أن نفكر بعد العام ‪ 2009‬بقانون انتخاب‬ ‫عصري رمبا مناقشة قانون فؤاد بطرس‪ ،‬ونحن‬ ‫برأينا أن النسبية هي احلل في لبنان لتمثيل‬ ‫الفرقاء السياسيني كافة‪ ،‬وبالتالي إما احملافظة‬ ‫وإما الدائرة الواحدة مع النسبية هو احلل األمثل‬ ‫واألصلح لذلك‪.‬‬ ‫هل تؤمنون بأن اإلصالح العام يبدأ باإلصالح‬ ‫السياسي وعنوانه قانون انتخابي يحقق‬ ‫العدالة واملساواة بني اللبنانيني‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يؤمن التمثيل الصحيح والعيش املشترك‬ ‫ويزيل الغنب عن البعض واخلوف لدى البعض‬ ‫اآلخر؟‬ ‫ال شك في أن اإلصالح يبدأ بتمثيل فعلي لكل‬

‫شرائح الشعب اللبناني‪ ،‬وبالتالي من قانون‬ ‫انتخاب يعطي أكبر قدر ممكن من التمثيل لكل‬ ‫شرائح اجملتمع املدني والسياسي‪ ،‬وال نستطيع‬ ‫أن نحقق هذه املشاركة إالّ باعتماد النسبية‪،‬‬ ‫ما يدفعنا للقول بأن اإلصالح الصحيح ال ميكن‬ ‫حتقيقه إالّ من خالل البدء بتصحيح الهرم‬ ‫اإلداري‪.‬‬ ‫كيف تفندون النفقات احملظورة وغير‬ ‫احملظورة؟ وهل من املمكن مراقبتها بشكل‬ ‫تام؟ وكيف ومتى يحق للمرشح أن يقدم‬ ‫طعناً في صحة االنتخابات؟‬ ‫إن تعديل املادة ‪ 47‬حدد سقف نفقات‬ ‫احلملة االنتخابية بـ ‪ 150‬مليون ل‪.‬ل كقسم‬ ‫ثابت يضاف إليه قسم متحرك مرتبط بعدد‬ ‫الناخبني في الدائرة االنتخابية وقدره ‪ 3‬آالف‬ ‫ل‪.‬ل عن كل اسم وارد في لوائح الشطب‪.‬‬ ‫أما ما يتعلق بكيفية مراقبة سير العملية‬ ‫االنتخابية فقد ُح ِّدد في املادة ‪ 75‬ما هو محظور‬ ‫وما هو غير محظور من النفقات (املادة ‪-1 :75‬‬ ‫تعتبر محظورة أثناء فترة احلملة االنتخابية‬ ‫االلتزامات والنفقات التي تتضمن تقدمي‬ ‫خدمات أو دفع مبالغ للناخبني‪ ،‬ومنها على‬ ‫سبيل املثال ال احلصر‪ :‬التقدميات واملساعدات‬ ‫العينية والنقدية الى األفراد واجلمعيات اخليرية‬ ‫واالجتماعية والثقافية أو العائلية أو الدينية أو‬ ‫سواها أو النوادي الرياضية وجميع املؤسسات‬ ‫غير الرسمية العاملة في نطاق الدائرة‬ ‫االنتخابية للمرشح‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال تعتبر محظورة التقدميات واملساعدات‬ ‫املذكورة اعاله إذا كانت مقدمة من مرشحني‬ ‫أو مؤسسات ميلكها أو يديرها مرشحون‬ ‫درجوا على تقدميها باحلجم والكمية ذاتهما‬ ‫بصورة اعتيادية ومنتظمة منذ ما ال يقل عن‬ ‫ثالث سنوات قبل بدء فترة احلملة االنتخابية‬ ‫وفي هذه احلالة تعتبر املدفوعات واملساعدات‬ ‫املقدمة أثناء احلملة االنتخابية خاضعة‬ ‫للسقف االنتخابي املنصوص عليه (في املادة‬ ‫‪ 74‬أعاله)‪.‬‬ ‫غير أننا لن نتمكن من إنشاء هيئة مستقلة‬ ‫ملراقبة سير العملية االنتخابية في العام‬ ‫‪ ،2009‬ألننا لم نتمكن حتى اليوم من إيجاد‬ ‫صيغة بني الهيئة الوطنية لقانون االنتخاب‬ ‫وبني وزارة الداخلية‪ .‬وهذا ما نحن بصدد البحث‬ ‫به والتي ميكن أن تضم أعضاء من مجلس نقابة‬ ‫احملاسبني‪ ،‬ومجلس القضاء األعلى‪ ،‬ووزارة اإلعالم‬ ‫ملراقبة اإلنفاق الذي سيتم عبر حساب خاص‬ ‫يفتح في املصارف‪ ،‬يضع فيه املرشح املبلغ احملدد‬ ‫لإلنفاق االنتخابي ما يؤدي الى إقامة الضوابط‬ ‫وتقدمي الطعن بحق املرشحني اخملالفني لقوانني‬ ‫الرقابة احملددة في قانون االنتخاب‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يردع البعض عن القيام بالرشاوى‪ ،‬علما ً أننا‬ ‫على يقني وقناعة بأن انتخابات الـ ‪ 2009‬سوف‬ ‫تشهد ضخا ً ماليا ً كبيرا ً إذا ما مت العمل بقانون‬ ‫املادة ‪.75‬‬

‫لسير‬

‫توقعاتكم‬

‫العملية‬

‫ما هي‬ ‫االنتخابية؟‬ ‫ان العملية االنتخابية سوف تشهد معارك‬ ‫حاسمة‪ ،‬وإذا متكنا من انهاء قانون االصالحات‬ ‫النيابية في حينه سنتمكن من تخفيف الكثير‬ ‫من الصعوبات‪ ،‬وبالتالي الرشوة‪ .‬ولكن قبل كل‬ ‫شيء على اجلميع أن يقبل به لنشهد انتخابات‬ ‫نزيهة بعيدة عن ضخ االموال السياسية‬ ‫واخلارجية وشراء األصوات التي ال تؤدي إالّ لزيادة‬ ‫التقسيم الطائفي ما يضع البالد في غير‬ ‫موقعها الطبيعي‪.‬‬ ‫في نهاية املطاف‪ ،‬ال بد من االعتراف بأن‬ ‫اإلصالح في نظام االنتخاب سيكون عملية‬ ‫طويلة‪ ،‬متوترة ومزعجة بالنسبة إلى العديد‬ ‫من الزعماء التقليديني في البالد‪ ،‬بحيث‬ ‫سيخسر معظم السياسيني شيئا ً عند‬ ‫اعتماد هذا القانون‪ ،‬إال أن لبنان واجملتمع املدني‬ ‫اللبناني سيكسبان الكثير‪ .‬لقد حان الوقت‬ ‫لتطالب أصوات من اجملتمع املدني ومنظماته‬ ‫باألرضية الوطنية املشتركة وتدعو إليها‪ ،‬وهي‬ ‫التي تخلى عنها بخفة العديد من اللبنانيني‪،‬‬ ‫وحان الوقت لدفع عملية إصالح النظام‬ ‫االنتخابي قدماً‪ ،‬وذلك كوسيلة لالنتقال إلى‬ ‫حياة سياسية أكثر صحية وتنعم بقدر أكبر‬ ‫من الدميقراطية‪.‬‬ ‫وفي ظل اختالف املعطيات وتنوع األرقام‬ ‫وتباعد الرؤى حول تقسيم الدوائر االنتخابية‪،‬‬ ‫يبقى السؤال‪ ،‬هل سينعم لبنان بقانون‬ ‫انتخابي عادل يضمن صحة التمثيل؟ وإذا حتقق‬ ‫هذا “احللم”‪ ،‬هل ستصل الى اجمللس النيابي‬ ‫شخصيات قادرة على إدارة البالد أم أن املشكلة‬ ‫أعمق من ذلك وتطال جوهر إرادة العيش‬ ‫املشترك؟‬

‫‪ 150‬مليون سقف الحملة االنتخابية‬ ‫حددت جلنة اإلدارة والعدل النيابية في جلستها‬ ‫أمس مبلغ ‪ 150‬مليون ل‪.‬ل‪ .‬كحد أقصى للنفقات‬ ‫االنتخابية لكل مرشح‪ ،‬يضاف إليها ‪ 3‬آالف ل‪.‬ل عن‬ ‫كل اسم وارد في لوائح الشطب‪ ،‬موزعة بحسب‬ ‫التكلفة التقريبية لقلم االقتراع الواحد على النحو‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫تكلفة تقريبية لقلم االقتراع‬ ‫مندوبون‪ :‬ثابت وجوال‬

‫‪$350‬‬

‫سيارة أجرة لنقل الناخبين‬

‫‪$200‬‬

‫لوائح شطب وقرطاسية‬

‫‪$25‬‬

‫غذاء وماء ومشروب‬

‫‪$50‬‬

‫بطاقات تشريج للخلوي‬

‫‪$80‬‬

‫مع العلم أن بعض القرى تضم أكثر من قلم‬ ‫اقتراع‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪29‬‬


‫ملف‬ ‫القوانين التي عرفها لبنان منذ العام ‪ 1926‬حتى اليوم وتعديالتها‬ ‫ ‬

‫قانون مرحلة االنتداب ‪1926‬‬ ‫مجلس شيوخ يضم أكثرية معارضة للحكومة ‪ -‬مجلس نواب من ‪ 7‬أعضاء‬‫قانون العام ‪ 1927‬وتعديالته‬ ‫‪ -‬إلغاء مجلس الشيوخ وحصر السلطة التشريعية في مجلس النواب الذي بلغ عدد أعضائه ‪ 45‬عضواً بعد ضم أعضاء مجلس الشيوخ الـ ‪16‬‬

‫قانون العام ‪ 1934‬وتعديالته‬ ‫ خفض عدد أعضاء المجلس النيابي الى ‪ 25‬عضواً منهم ‪ 18‬منتخباً و‪ 7‬يعينون من قبل المفوض السامي‪.‬‬‫ اجراء االنتخابات على أساس المحافظات الخمس موزعة على النحو اآلتي‪:‬‬‫المقعد‬ ‫المقعد السني‬ ‫المقعد الماروني‬ ‫الشيعي‬ ‫‪ 1‬باالنتخاب‬ ‫‪ 1‬باالنتخاب‬ ‫‪ 4‬باالنتخاب ‪ 3‬باالنتخاب ‪ 2‬باالنتخاب‬ ‫‪ 5‬باالنتخاب‬ ‫‪ 1‬باالنتخاب‬ ‫‪ 1‬بالتعيين‬ ‫‪ 1‬بالتعيين‬ ‫‪ 1‬بالتعيين‬ ‫‪ 1‬بالتعيين‬ ‫‪ 1‬بالتعيين‬ ‫‪ 2‬بالتعيين‬ ‫قانون العام ‪ 1936‬وتعديالته‬ ‫ رفع عدد النواب الى‪ 62‬نائباً‪ :‬يتم انتخاب ‪ 42‬منهم على أساس المحافظات الخمس وتعيين ‪ 20‬نائباً وفق التوزيع الطائفي اآلتي‪:‬‬‫أرمن‬ ‫كاثوليك‬ ‫دروز‬ ‫ارثوذكس‬ ‫شيعي‬ ‫سني‬ ‫ماروني‬ ‫ارثوذكس‬ ‫‪ 13‬باالنتخاب‬ ‫‪ 7‬بالتعيين‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫‪ 9‬باالنتخاب‬ ‫‪ 4‬بالتعيين‬

‫‪ 8‬باالنتخاب‬ ‫‪ 3‬بالتعيين‬

‫أرثوذكس‬

‫كاثوليك‬

‫درزي‬

‫أرمن‬ ‫ارثوذكس‬

‫‪ 4‬باالنتخاب‬ ‫‪ 3‬بالتعيين‬

‫‪ 3‬باالنتخاب‬ ‫‪ 1‬بالتعيين‬

‫‪ 3‬باالنتخاب‬ ‫‪ 1‬بالتعيين‬

‫‪ 1‬باالنتخاب‬

‫أقليات‬ ‫‪ 1‬باالنتخاب‬

‫أقليات‬ ‫‪ 1‬باالنتخاب‬ ‫‪ 1‬بالتعيين‬

‫قانون العام ‪ 1943‬وتعديالته‬ ‫إلغاء مبدأ التعيين في المجلس النيابي ‪ -‬انتخاب النواب جميعاً انتخاباً مباشراً من قبل الشعب‬‫جعل عدد أعضاء المجلس النيابي ‪ 55‬نائباً ينتخبون على اساس المحافظات الخمس ووفق التوزيع الطائفي اآلتي‪:‬‬‫ماروني‬

‫سني‬

‫شيعي‬

‫ارثوذكس‬

‫دروز‬

‫كاثوليك‬

‫‪ 18‬نائباً‬

‫‪ 11‬نائباً‬

‫‪ 10‬نواب‬

‫‪ 6‬نواب‬

‫‪ 4‬نواب‬

‫‪ 3‬نواب‬

‫أرمن‬ ‫ارثوذكس‬ ‫نائبان‬

‫أقليات‬ ‫نائب واحد‬

‫قانون العام ‪ 1951‬وتعديالته‬ ‫بدال من ‪ 55‬نائباً‬ ‫رفع عدد اعضاء المجلس النيابي الى ‪ 77‬نائباً ً‬ ‫جرى تعديل في الدوائر االنتخابية‪ :‬تمت االنتخابات في محافظات بيروت ولبنان الجنوبي والبقاع على اساس كل محافظة دائرة انتخابية‪ .‬كما ت ّم تقسيم كل من‬‫ ‬ ‫محافظة جبل لبنان ومحافظة لبنان الشمالي الى ثالث دوائر‪ :‬محافظة جبل لبنان وضمت دوائر بعبدا‪ -‬المتن – الشوف – عاليه – وكسروان جبيل‪.‬‬ ‫محافظة لبنان الشمالي وضمت دوائر طرابلس – عكار – زغرتا – البترون – الكورة‪.‬‬ ‫ أما التوزيع الطائفي للمقاعد النيابية فت ّم على أساس‪:‬‬‫أرمن‬ ‫أرمن‬ ‫بروتستانت‬ ‫أقليات‬ ‫كاثوليك‬ ‫دروز‬ ‫ارثوذكس‬ ‫سني‬ ‫ماروني‬ ‫ارثوذكس‬ ‫كاثوليك‬ ‫‪ 16‬نائباً‬ ‫‪ 23‬نائباً‬ ‫نائب واحد‬ ‫نائب واحد‬ ‫‪ 3‬نواب‬ ‫‪ 5‬نواب‬ ‫‪ 6‬نواب‬ ‫‪ 8‬نواب‬ ‫نائب واحد‬ ‫قانون ‪1952‬العام وتعديالته‬

‫خفض عدد اعضاء المجلس النيابي من ‪ 77‬نائباً الى ‪ 44‬نائباً‬ ‫اعتمد الدائرة الفردية الصغرى ً‬ ‫بدال من المحافظة التي كانت معتمدة منذ أيام االنتداب الفرنسي‪ ،‬وت ّم تقسيم الدوائر على النحو اآلتي‪ - :‬بيروت‪ 5 :‬دوائر ولها ‪ 7‬نواب ‪-‬جبل لبنان‪9 :‬‬ ‫دوائر انتخابية ولها ‪ 14‬نائباً ‪ -‬لبنان الشمالي‪ 8 :‬دوائر انتخابية ولها ‪ 9‬نواب ‪ -‬البقاع‪ 4 :‬دوائر انتخابية ولها ‪ 6‬نواب ‪ -‬لبنان الجنوبي‪ 7 :‬دوائر انتخابية ولها ‪ 8‬نواب‬ ‫قانون العام ‪ 1957‬وتعديالته‬ ‫ رفع عدد النواب من ‪ 44‬نائباً الى ‪ 66‬نائباً‬‫ جرى تعديل في تقسيم الدوائر االنتخابية الذي جاء على النحو التالي‪:‬‬‫‪ -‬بيروت‪ :‬دائرتان ولها ‪ 11‬نائباً ‪ -‬جبل لبنان ‪ 8‬دوائر ولها ‪ 30‬نائباً ‪ -‬لبنان الشمالي ‪ 7‬دوائر ولها ‪ 14‬نائباً ‪ -‬لبنان الجنوبي ‪ 7‬دوائر ولها ‪ 11‬نائباً ‪ -‬البقاع ‪ 3‬دوائر ولها ‪ 10‬نواب‬

‫وتميّزت هذه االنتخابات بالتزوير والضغوطات الواسعة‪.‬‬ ‫قانون العام ‪ 1960‬وتعديالته‬ ‫رفع عدد النواب الى ‪ 99‬نائباً وقسمت الدوائر االنتخابية على اساس القضاء باستثناء حاالت قليلة ت ّم فيها دمج أقضية وجعلت دائرة انتخابية واحدة مثل‪ :‬قضاءي‬ ‫مرجعيون وحاصبيا‪ ،‬البقاع الغربي وراشيا‪ ،‬بعلبك والهرمل‪ .‬وإذا اعتُ ِمدت مراكز المحافظات‪ ،‬بعبدا وطرابلس وزحلة وصيدا‪ ،‬دوائر انتخابية قسِّ َمت بيروت بصفتها‬ ‫محافظة الى ثالث دوائر انتخابية تمت على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫ دائرة بيروت االولى ولها ‪ 8‬نواب ‪ -‬دائرة بيروت الثانية و لها ‪ 3‬نواب ‪ -‬دائرة بيروت الثالثة ولها ‪ 5‬نواب‬‫أما بقية الدوائر االنتخابية فقد تمت على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -‬محافظة جبل لبنان ولها ‪ 25‬نائباً ‪ -‬محافظة لبنان الجنوبي ولها ‪ 17‬نائباً ‪ -‬محافظة لبنان الشمالي ولها ‪ 20‬نائباً ‪ -‬محافظة البقاع ولها ‪ 15‬نائباً‬

‫‪30‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫بأي حال ظل قانون االنتخاب الذي وضع في عهد الرئيس فؤاد شهاب‬ ‫معتمدا ً طوال عهدي لبرئيس شارل حلو والرئيس سليمان فرجنية‪.‬‬ ‫وتتالت بعد ذلك قوانني التمديد بسبب احلرب األهلية التي اندلعت‬ ‫في ‪ 13‬نيسان ‪ 1975‬على أشدها واستمرار االوضاع السياسية واألمنية‬ ‫املتردية‪ ،‬فوصل عددهافي السابع من كانون االول ‪ 1989‬الى ثمانية بد ًءا‬ ‫من العام ‪ 1978‬الى العام ‪ ،1990‬وكان آخر مرة جدد فيها مجلس النواب‬ ‫واليته في اجللسة نفسها التي انتخب فيها النائب الياس الهراوي‬ ‫رئيسا ً للجمهورية في ‪ 25‬تشرين الثاني ‪ ،1989‬خلفا ً للرئيس رينيه‬ ‫معوض الذي اغتيل بعيد االنتهاء من احتفاالت عيد االستقالل في ‪22‬‬ ‫تشرين الثاني لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من االنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫شهد خاللها العام ‪ 2000‬تقسيمات انتخابية مختلفة‪ ،‬فقسمت‬ ‫الشمال الى دائرتني انتخابيتني وجبل لبنان الى أربعة دوائر واجلنوب‬ ‫الى دائرتني وبيروت الى ثالث دوائر وبقيت البقاع على قانون ‪ ،1960‬كما‬ ‫جعلت مدة اجمللس النيابي ملرة واحدة أربع سنوات وثمانية أشهر‪ .‬وقد‬ ‫جرى مترير هذه االنتخابات دون أي طعن يذكر كما أنه جرى إجهاض‬ ‫محاولة قامت بها احلكومة لتحديد السقف املالي لإلنفاق االنتخابي‪،‬‬ ‫وتنظيم االعالم واالعالن االنتخابيني‪ .‬فكانت االنتخابات‪ ،‬وكان ما كان‬ ‫بعدها من تطورات لعل أبرزها تطويق عهد الرئيس إميل حلود وخطته‬ ‫االصالحية على مستوى اإلدارة ووقف نهب املال العام ومكافحة‬ ‫الفساد‪ ،‬ثم كانت التطورات اخلطيرة الالحقة التي مانزال نعيش‬ ‫وبدل التحالفات‬ ‫تداعياتها منذ اغتيال الرئيس احلريري الذي ه ّز البلد ّ‬ ‫السياسية وغيرها وسط تدخل أميركي‪ -‬فرنسي‪ -‬سعودي غير مسبوق‬

‫تبد في املواقف السياسية كان‬ ‫في تاريخ العالقات بني الدول‪ ،‬رافقه ّ‬ ‫أبرزها لوليد جنبالط الذي انقلب على تاريخه وتاريخ حزبه السياسي‬ ‫بدأه بالتحول الى أداة بيد املشروع األميركي الصهيوني ما دعا الى‬ ‫االسراع في اجراء انتخابات نيابية صحيحة وعادلة في لبنان في العام‬ ‫‪ .2005‬بيد أن ذلك لم يكن كافيا ً إلجراء االنتخابات النيابية فاستمر‬ ‫مسلسل التفجير واالغتياالت من أجل مزيد من اإلرباك الذي يؤدي الى‬ ‫التحريض على دمشق وعلى املقاومة وسالحها‪ .‬فجاء تأكيد على إجراء‬ ‫هذه االنتخابات وفي موعدها في ‪ 26‬نيسان ‪ 2005‬وبأي قانون حتى وإن‬ ‫كان قانون ‪.2000‬‬ ‫وجتدر املالحظة إلى أن هذه االنتخابات ذات صيتها في التزوير‬ ‫والرشوة أظهر خلالً فاضحا ً في األرقام والنتائج‪ :‬ففيما نالت املعارضة‬ ‫أكثرية الناخبني لم تبلغ حصتها في اجمللس النيابي ‪ 56‬نائبا ً فيما‬ ‫املواالة ‪ 72‬نائبا ً نالت أقلية الناخبني ( جدول االقلية واالغلبية) علما ً أن‬ ‫املال السياسي ودماء الشهداء كان شعارا ً للمعركة االنتخابية بحيث‬ ‫تؤكد التقديرات أن مبالغ ما بني ‪ 100‬مليون دوالر و‪ 300‬مليون دوالر‬ ‫دفعت في املعركة االنتخابية وبشكل عام لم تتجاوز نسبة املقترعني‬ ‫‪ %45‬حيث اقترع مليون و‪ 395‬و‪ 25‬ناخبا ً من أصل ‪ 3‬ماليني و‪ 3‬آالف و‪8‬‬ ‫ناخبني وبلغت نسبة الناخبني في بيروت بدوائرها الثالث ‪ %27.51‬وهي‬ ‫أقل نسبة سجلت في االنتخابات‪ .‬ما س ّرع في جتميد عمل اجمللس‬ ‫الدستوري خصوصا ً بعد تقدمي ‪ 11‬طعنا ً قد يأخذ اجمللس الدستوري في‬ ‫معظمها ألنها مرفقة بأسباب عينية ومادية قد تسقط العديد من‬ ‫النواب املطعون بهم‪.‬‬ ‫عدد أصوات االنجيليين واألقليات المسيحية‬ ‫في بيروت بعد تقسيمات «الدوحة»‬

‫جدول األغلبية‬ ‫المحافظة‬ ‫بيروت‬

‫جبل لبنان‬

‫لبنان‬ ‫الجنوبي‬

‫لبنان‬ ‫الشمالي‬

‫البقاع‬

‫الدائرة‬ ‫االولى‬ ‫الثانية‬

‫األغلبية‬ ‫‪34610‬‬ ‫‪27689‬‬

‫األقلية‬ ‫‪7100‬‬ ‫‪9914‬‬

‫الثالثة‬ ‫المجموع‬

‫‪25129‬‬

‫‪6448‬‬

‫‪87428‬‬

‫‪23462‬‬

‫بعبدا عاليه‬

‫‪70588‬‬

‫‪57996‬‬

‫الشوف‬ ‫المتن الشمالي‬

‫‪55984‬‬

‫‪24892‬‬

‫‪24513‬‬

‫‪45618‬‬

‫كسروان وجبيل‬ ‫المجموع‬

‫‪31987‬‬

‫‪58814‬‬

‫‪183072‬‬

‫‪187320‬‬

‫االولى‬

‫‪12795‬‬

‫‪152672‬‬

‫الثانية‬

‫‪8346‬‬

‫‪105188‬‬

‫المجموع‬

‫‪21141‬‬

‫‪257860‬‬

‫االولى‬ ‫الثانية‬ ‫المجموع‬

‫‪89544‬‬

‫‪49065‬‬

‫‪95886‬‬

‫‪68964‬‬

‫‪185430‬‬

‫‪118029‬‬

‫بعلبك الهرمل‬

‫‪26817‬‬

‫‪83673‬‬

‫زحلة‬

‫‪24530‬‬

‫‪34592‬‬

‫البقاع الغربي‬

‫‪26854‬‬

‫‪16651‬‬

‫‪78201‬‬ ‫‪555272‬‬

‫‪134916‬‬ ‫‪721587‬‬

‫المجموع‬ ‫المجموع العام‬

‫مالحظات‬ ‫ناخبو حزب هللا ضمن األكثرية‬

‫ناخبو حزب هللا ضمن األكثرية‬

‫ناخبو الحزب الشيوعي ضمن‬ ‫األكثرية‬ ‫ناخبو الحزب الشيوعي ضمن‬ ‫األكثرية‬

‫ناخبو الالئحة المنافسة لحزب‬ ‫هللا ضمن األكثرية‬ ‫ناخبو حركة أمل وحزب هللا‬ ‫ضمن األكثرية‬

‫دائرة‬

‫االنجيليين‬

‫االقليات المسيحية‬

‫بيروت‬ ‫االولى‬

‫‪2128‬‬

‫‪10071‬‬

‫بيروت الثانية‬

‫‪2397‬‬

‫‪3203‬‬

‫بيروت الثالثة‬

‫‪3001‬‬

‫‪8568‬‬

‫جدول التوزيع الطائفي للمقاعد النسبية‬ ‫في مشروع بطرس ‪3‬‬ ‫الطائفة‬ ‫ماروني‬ ‫ارذودكس‬ ‫كاثوليك‬ ‫ارمن ارثودكس‬ ‫ارمن كاثوليك‬ ‫انجيلي‬ ‫المجموع‬ ‫سنة‬ ‫شيعة‬ ‫دروز‬ ‫علوي‬ ‫المجموع‬ ‫المجموع العام‬

‫العدد‬ ‫‪14‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪51‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪31‬‬


‫ملف‬ ‫جدول مقاعد النسبية في مشروع بطرس‬ ‫ينص مشروع لجنة بطرس على انتخاب ‪ 51‬نائباً من أصل الـ ‪ 128‬على القاعدة النسبية على اساس‬ ‫دائرة المحافظة (‪ 6‬محافظات) بعد تقسيم جبل لبنان الى محافظتين‪ ،‬وعلى اساس تقسيم محافظة‬ ‫بيروت الى ثالث دوائر مختلفة عن تقسيمات قانون ‪ 1960‬وتقسيمات اتفاق الدوحة‪:‬‬ ‫الطائفة‬ ‫العدد‬ ‫الدائرة‬ ‫المحافظة‬ ‫‪1‬‬ ‫ارمن ارثودكس‬ ‫االولى‬ ‫‪1‬‬ ‫ارمن كاثوليك‬ ‫االولى‬ ‫‪1‬‬ ‫ارثودكس‬ ‫الثانية‬ ‫بيروت‬ ‫‪1‬‬ ‫درزي‬ ‫الثانية‬ ‫‪2‬‬ ‫سني‬ ‫الثانية‬ ‫(‪ 9‬مقاعد)‬ ‫‪1‬‬ ‫شيعي‬ ‫الثانية‬ ‫‪1‬‬ ‫انجيلي‬ ‫الثالثة‬ ‫‪1‬‬ ‫سني‬ ‫الثالثة‬ ‫‪1‬‬ ‫ماروني‬ ‫بعبدا‬ ‫‪1‬‬ ‫شيعي‬ ‫بعبدا‬ ‫‪1‬‬ ‫ماروني‬ ‫عاليه‬ ‫‪1‬‬ ‫درزي‬ ‫عاليه‬ ‫جبل لبنان الجنوبي (‪ 7‬مقاعد)‬ ‫‪1‬‬ ‫ماروني‬ ‫الشوف‬ ‫‪1‬‬ ‫درزي‬ ‫الشوف‬ ‫‪1‬‬ ‫سني‬ ‫الشوف‬ ‫‪1‬‬ ‫ماروني‬ ‫جبيل‬ ‫‪2‬‬ ‫ماروني‬ ‫كسروان‬ ‫جبل لبنان الشمالي (‪ 6‬مقاعد)‬ ‫‪1‬‬ ‫ارثودكس‬ ‫المتن الشمالي‬ ‫‪2‬‬ ‫ماروني‬ ‫المتن الشمالي‬

‫المحافظة‬ ‫البقاع‬ ‫(‪ 9‬مقاعد)‬

‫الشمال‬ ‫(‪ 11‬مقعدا)‬

‫الجنوب‬ ‫(‪ 9‬مقاعد)‬

‫‪32‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جدول مقاعد النسبية في مشروع فؤاد بطرس ‪2‬‬

‫الدائرة‬ ‫بعلبك ‪ -‬الهرمل‬ ‫بعلبك ‪ -‬الهرمل‬ ‫زحلة‬ ‫زحلة‬ ‫البقاع الغربي ‪ -‬راشيا‬ ‫البقاع الغربي ‪ -‬راشيا‬ ‫البقاع الغربي ‪ -‬راشيا‬ ‫مدينة طرابلس‬ ‫مدينة طرابلس‬ ‫المنية – الضنية‬ ‫عكار‬ ‫عكار‬ ‫عكار‬ ‫زغرتا‬ ‫بشري‬ ‫الكورة‬ ‫البترون‬ ‫مدينة صيدا‬ ‫الزهراني‬ ‫الزهراني‬ ‫جزين‬ ‫صور‬ ‫النبطية‬ ‫بنت جبيل‬ ‫مرجعيون‬ ‫حاصبيا‬

‫العدد‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫الطائفة‬ ‫سني‬ ‫شيعي‬ ‫ارمن ارثودكس‬ ‫كاثوليك‬ ‫ارثودكس‬ ‫ماروني‬ ‫سني‬ ‫ماروني‬ ‫سني‬ ‫سني‬ ‫ارثودكس‬ ‫سني‬ ‫علوي‬ ‫ماروني‬ ‫ماروني‬ ‫ارثودكس‬ ‫ماروني‬ ‫سني‬ ‫شيعي‬ ‫كاثوليك‬ ‫ماروني‬ ‫شيعي‬ ‫شيعي‬ ‫شيعي‬ ‫شيعي‬ ‫ال شيء‬

‫االنتخابات النيابية‬ ‫‪2009‬وفق نتائج‬ ‫الدراسة التي نشرتها‬ ‫الدولية للدراسات‬ ‫سمت واملنافسة على ‪27‬‬ ‫‪ 101‬من املقاعد ُح ِ‬ ‫مقعدا ً‬ ‫بعدما اتفقت املعارضة واملواالة في لبنان‬ ‫مبوجب اتفاق الدوحة على اعتماد قانون انتخابات‬ ‫العام ‪ 1960‬جلهة تقسيم الدوائر في االنتخابات‬ ‫النيايبة املقبلة (املفترض تبعا ً للقانون ان جتري‬ ‫في الفترة ما بني ‪ 20‬نيسان و‪ 20‬حزيران ‪)2009‬‬ ‫مع تعديل في دوائر بيروت الثالث‪ ،‬بحيث اصبحت‬ ‫الدائرة األولى (األشرفية‪ -‬الرميل – الصيفي) دائرة‬ ‫مسيحية‪،‬‬ ‫والدائرة الثانية (الباشورة املدور‪ -‬املرفأ) دائرة‬ ‫مختلطة أرمنية‪ ،‬سنية وشيعية‪ ،‬والدائرة‬ ‫الثالثة ذات أكثرية سنية‪.‬‬ ‫فإذا سارت األمور وجرت االنتخابات وفق‬ ‫التحالفات احلالية فإن هناك مقاعد ُح ِجزت‬ ‫سلفا ً وال تنتظر إالّ حتديد الشخص (الذي يختاره‬ ‫زعيم الالئحة لشغله ويصبح نائبا ً أو التجديد‬ ‫ملن هو نائب حالياً)‪،‬‬ ‫وهناك مقاعد قليلة ستشهد معارك طاحنة‬ ‫ال أحد ميكنه التكهن بنتائجها‪ ،‬وفي ما يلي‬ ‫نتيجة املقاعد احملسومة وغير احملسومة طائفيا ً‬ ‫(جدول املقاعد احملسومة)‬ ‫استنادا ً الى التوقعات السابقة ميكننا القول‬ ‫أن أكثرية مقاعد السنة والشيعة ( والالفت أن‬ ‫‪ 21‬مقعدا ً شيعيا ً من أصل املقاعد الـ ‪ 27‬تحُ سم‬ ‫من دون معركة) والدروز واملوارنة والعلويني قد‬ ‫سمت وانحصرت املنافسة في عدد محدود‬ ‫ُح ِ‬ ‫من مقاعدهم بينما املنافسة الكبيرة بقيت في‬ ‫مقاعد األرثودكس واألرمن وفق ما هو مبني في‬ ‫اجلدول أعاله‪.‬‬ ‫ولعل من أهم نتائج هذا القانون تأكيد وإحياء‬ ‫الزعامات الطائفية وتركيز نوعا ً من الفيدراليات‬ ‫غير الرسمية وعدم االكتراث باخملالفات للقوانني‬ ‫املرعية اإلجراء واملتصلة بالرشوة واحلمالت‬ ‫اإلعالنية‪ .‬وهكذا يبدو أن النظام اللبناني متكن‬ ‫مرة أخرى بتجديد ذاته بالرغم من كلفته‬ ‫الباهظة في هدر مقومات اجملتمع سواء في‬ ‫مجاالت العنف أو هدر املال العام أو الهجرة أو‬ ‫الصحة أو التعليم‪.‬‬


‫المقاعد المحسومة‪ /‬غير المحسومة طائفياً‬ ‫الطائفة‬

‫عدد المقاعد‬

‫المقاعد المحسومة‬

‫المقاعد المحسومة‬ ‫بعد معركة‬

‫المقاعد غير‬ ‫المحسومة‬

‫المارونية‬ ‫االرثودكس‬ ‫الروم الكاثوليك‬ ‫ارمن ارثودكس‬ ‫ارمن كاثوليك‬ ‫انجيلي‬ ‫أقليات‬ ‫سني‬ ‫شيعي‬ ‫درزي‬ ‫علوي‬ ‫المجموع‬

‫‪34‬‬

‫‪9‬‬

‫‪19‬‬

‫‪6‬‬

‫‪14‬‬

‫‪3‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪8‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪5‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪4‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫‪1‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪128‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪1‬‬

‫‬‫‪-‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪-‬‬

‫‪57‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬‬

‫‪27‬‬

‫المراكز النيابية في الدوائر االنتخابية موزعة بحسب الطائفة والمقعد بعد اتفاق الدوحة‬ ‫الدائرة‬

‫عدد‬ ‫المقاعد‬

‫سني‬

‫بيروت االولى‬

‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫بيروت الثانية‬

‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫بيروت الثالثة‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫جبل لبنان االولى‬

‫‪8‬‬

‫جبل لبنان الثانية‬

‫‪8‬‬

‫جبل لبنان الثالثة‬

‫‪11‬‬

‫جبل لبنان الرابعة‬

‫‪8‬‬

‫‪2‬‬

‫شيعي‬

‫درزي‬

‫علوي‬

‫ماروني‬

‫روم‬ ‫كاثوليك‬

‫روم‬ ‫ارثودكس‬

‫انجيلي‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫ارمن‬ ‫كاثوليك‬

‫ارمن‬ ‫ارثودكس‬

‫اقليات‬ ‫(الطوائف‬ ‫الشرقية‬ ‫والغربية)‬

‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫الشمال االولى‬

‫‪11‬‬

‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫الشمال الثانية‬

‫‪17‬‬

‫‪6‬‬

‫‪1‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫الجنوب االولى‬

‫‪12‬‬

‫‪2‬‬

‫‪9‬‬

‫الجنوب الثانية‬

‫‪11‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫البقاع االولى‬

‫‪10‬‬

‫‪2‬‬

‫‪6‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫البقاع الثانية‬

‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫البقاع الثالثة‬

‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫المجموع العام‬

‫‪128‬‬

‫‪27‬‬

‫‪27‬‬

‫‪8‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪34‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬

‫‪14‬‬

‫‪1‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪33‬‬


‫منبر التيار‬

‫مهرجان في جرمانا تكريماً لدروز الجوالن المحتل‬

‫وهاب‪ :‬رفضتم ان تكونوا حراس حدود اسرائيل‬ ‫وبشار االسد لن يتخلى عن شبر من ارضكم‬

‫حتولت زيارة وفد مشايخ دروز اجلوالن احملتل الى وطنهم االم في‬ ‫دمشق مناسبة وطنية وقومية اكدت على ثوابت ابناء الطائف‬ ‫املوحدين الدروز في الدفاع عن الثغور العربية واالسالمية التي‬ ‫جبل ترابها بدماء الثوار واالحرار من ابناء الطائفة الواقفني في‬ ‫مواقع العز والشرف‪.‬‬ ‫وجاءت زيارة وفد دروز اجلوالن الى سوريا لتؤكد على التاريخ‬ ‫الناصع البناء الطائفة الدرزية وتشبثهم بتراب الوطن‪ ،‬ومتسكهم‬ ‫بهويتهم السورية رغم كل اعمال البطش والقمع‪ ،‬فحفظوا‬ ‫عروبة اجلوالن وطهارته‪ .‬ووقفوا خلف القيادة السورية برئاسة‬ ‫الرئيس الراحل حافظ االسد ولرئيس القائد بشار االسد وقالوا‬ ‫للعالم كله نحن عربا سوريون ولن تتراجع‪.‬‬ ‫شكل االحتفال التكرميي في جرمانا ومبشاركة رئيس تيار‬

‫‪34‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫التوحيد الوزير السابق وئام وهاب وحشد من مشايخ الطائفة‬ ‫الدرزية في لبنان وسوريا وآالف من املواطنني مناسبة قومية حددت‬ ‫التزام املوحدين بثوابتهم رغم محاوالت البعض اخد الطائفة الى‬ ‫غير موقعها الطبيعي والتاريخي‪ ،‬حيث يجر هؤالء اذيال اخليبة االن‬ ‫نتيجة صمود سوريا وانقالب كل املعادالت لصالح اخلط الوطني‬ ‫والعربي‪.‬‬ ‫والقت كلمة رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب جلهة التأكيد على عروبة طائفة املوحدين االستحسان‬ ‫والتأييد من املشاركني الذين اثنوا على مواقف وهاب وحكمته في‬ ‫ايام الشدائد والصعاب والتي حفظت للطائفة وجودها وعزتها‬ ‫وكرامتها بعد ان كانت خيارات البعض تطيح بنضاالت االجداد‬ ‫واالهل ودماءهم الذكية الطاهرة‪.‬‬


‫الشيخ سالمة بدرة‬

‫وحتدث باسم اهالي جرمانا الشيخ سالمة‬ ‫بدرة جاء فيها‪:‬‬ ‫باسمنا جميعا ً نرحب باخواننا‪ ،‬مشايخ طائفة‬ ‫املسلمني املوحدين الدروز‪ ،‬القادمني من جوالننا‬ ‫الغالي‪ ،‬جوالننا الصامد في وجه االحتالل نرحب‬ ‫بهم في عرين االسد‪ ،‬نرحب بهم في قلعة‬ ‫من قالع هذا الوطن‪ ،‬في مدينة جرمانا‪ .‬نرحب‬ ‫بهذا اللقاء الروحي التوحيدي الذي يعني اخلير‬ ‫والسالم‪ ،‬والتواصل بني ابناء الشعب واملوحدين‪.‬‬ ‫وتأكيدا ً لالنتماء الى هذا الوطن بقيادة الرئيس‬ ‫الدكتور بشار االسد‪.‬‬ ‫مبارك هذا اللقاء في هذه االيام الساطعة‪،‬‬ ‫مع قدوم شهر رمضان املبارك‪ ،‬شهر العبادة‬ ‫واخلير والبركات‪ ،‬شهر التوبة واالخالص‪ ،‬والهدى‬ ‫واحملبة‪.‬‬ ‫من هنا من سورية الكرامة اناشد جميع شرفاء‬ ‫هذه االمة بالوقوف خلف املقاومة الستعادة‬ ‫حقوقنا املغتصبة وعلى رأسها اجلوالن الصامد‪.‬‬

‫الشيخ‬ ‫ابو حسني نزيه محمود‬

‫الشيخ ابو علي‬ ‫سليمان ابو ذياب‬

‫وتكلم باسم اهالي اجلوالن‪ ،‬الشيخ ابو‬ ‫حسني نزيه محمود قائالً‪:‬‬ ‫انه لشرف كبير لي ان اقف في هذه اللحظات‬ ‫السعيدة امام هذه الوجوه الكرمية لكي اقدم‬ ‫حلضراتكم صادق محبتي‪ .‬وباسم اجلوالن العربي‬ ‫السوري احملتل‪ ،‬اشكر حلضراتكم ايها االخوة‪ .‬واخص‬ ‫بالشكر اهالي جرمانا االوفياء‪ ،‬جرمانا االبية‪ ،‬جرمانا‬ ‫العروبة والكفاح والنضال‪.‬جئنا من اجلوالن العربي‬ ‫السوري احملتل نحمل في قلوبنا وعقولنا اسمى‬ ‫ايات احلب والتقدير حلضراتكم ايها االخوة على‬ ‫اهتمامكم بجوالننا العربي السوري احملتل بكل‬ ‫فئاته‪ ،‬وللقيادة احلكمية املتمثلة بقيادة الرئيس‬ ‫القائد الدكتور بشار االسد‪ .‬جئناكم من هذا اجلزء‬ ‫الذي يتوق لهذا اليوم الذي يرفع فيه العلم السوري‬ ‫في سمائه وعلى روابيه‪ ،‬ليعلن زوال االحتالل الذي‬ ‫دام ما يزيد على اربعة عقود من الزمن‪ ،‬وقمع‬ ‫املواطنني ومنعهم من التواصل مع وطنهم االم‪.‬‬ ‫ايها االخوة اننا على ثقة ان اجلوالن عائد والنصر‬ ‫قادم ولن تقدر علينا دول املؤامرات‪.‬‬

‫ثم حتدث‪ ،‬بإسم الهيئة الروحية في لبنان‪،‬‬ ‫الشيخ املرجع ابو علي سليمان ابوذياب وقال‪:‬‬ ‫جئنا من لبنان الى سوريا في زيارة‪ ،‬كي نلتقي‬ ‫فيها االهل واالحباب واالشقاء واالصحاب‪ ،‬وكي‬ ‫نستقبل شيوخ اجلوالن االعيان‪.‬‬ ‫انها زيارة دينية‪ ،‬هي امتداد للعالقات التاريخية‪،‬‬ ‫وتأكي ٌد على الروابط االخوية‪ ،‬واستمرار في تشديد‬ ‫االواصر القوية بني لبنان وسوريا‪ .‬وانها رمز ترحيب‬ ‫بالسرود القادمني من اجلوالن الشامخ مبوقفه‬ ‫الثابت‪ ،‬الذي ان شاء اهلل سيعود الى الوطن االم‬ ‫قريباً‪.‬‬ ‫واننا من هذه البلدة االبية الغالية‪ ،‬جرمانا‪،‬‬ ‫نشكر القيادة السورية املك ّرمة على اجلهد‬ ‫الكبير لتسهيل هذا اللقاء االخوي الكرمي‪ .‬ونثني‬ ‫على ما قدمت هذه القيادة من تضحيات البناء‬ ‫طائفتنا في سوريا ولبنان‪ .‬وال ينبغي علينا اال‬ ‫الوفاء‪ ،‬وعلينا ان نحافظ على االخاء والوفاء ولو‬ ‫كره االعداء‪ .‬فتاريخ الطائفة باحملافظة على‬ ‫الوفاء كبير‪ ،‬وغير قابل للتغيير‪.‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪35‬‬


‫منبر التيار‬ ‫الوزير وهاب‬ ‫وكلمة اخلتام كانت للوزير السابق وئام وهاب‬ ‫الذي قال‪:‬‬ ‫أهال ً بكم في جرمانة‪.‬أهال ً بكم في سوريا‪،‬‬ ‫مجد هذه االمة‪ .‬أهال ً بكم في عاصمتكم‪.‬‬ ‫أهال ً بكم حتملون حكمة عصر حافظ االسد‬ ‫وحتملون ثورة سلطان باشا االطرش‪ ،‬وثورة‬ ‫الشيخ أبو علي احلناوي‪ ،‬وعصر الشيخ أبو‬ ‫محمود سلمان ابو صالح‪ .‬أهال ً بكم حتملون‬ ‫صالبة سيد املمانعة في هذه االمة بشار‬ ‫االسد وسيد املقاومة السيد حسن نصر اهلل‪.‬‬ ‫انتم مثالنا في الصمود‪ .‬انتم املقاومة الكبرى‬ ‫التي اطلقت في هذه االمة العربية منذ ‪40‬‬ ‫عاماً‪ ،‬هذه املقاومة التي لم تستكن‪ ،‬هذه‬ ‫املقاومة التي لم تساوم‪ .‬هذه املقاومة التي لم‬ ‫تستسلم منذ ‪ 40‬عاماً‪.‬‬ ‫أيها االخوة‪ ،‬يا مشايخنا االجالء! قد تكونون‬ ‫تصنعون الكثير‪ ،‬الن الطائفة الدرزية مستهدفة‪..‬‬ ‫استطيع ان اقول لكم ان هذه الطائفة هي‬ ‫اكبر من ان يستهدفها احد‪ .‬هي ُمسكت بإرادة‬ ‫إلهية‪ ،‬وال تستطيع ارادة بشرية ان تستهدفها‪.‬‬ ‫املستهدف هو البعض الذي حاول ان يأخذ‬ ‫الطائفة الى خيارات غير خياراتها‪ .‬نعم هذا‬ ‫البعض الذي حاول ان يأخذ الطائفة لتكون حراس‬ ‫حدودٍ السرائيل‪ ،‬او حراسا ً للمشروع االميركي‪.‬‬ ‫هذا البعض هو الذي سقط‪ ،‬وارتفعت الطائفة‪.‬‬ ‫مقدر لها ان تبقى عالية‬ ‫نعم‪ ،‬الن هذه الطائفة‬ ‫ّ‬ ‫وكبيرة‪ .‬هذا البعض سقط! سقط مع سقوط‬

‫‪36‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫املشروع االميركي في املنطقة‪ .‬واآلن هذا اجملرم‬ ‫والقاتل جورج بوش ذاهب الى منزله‪ ،‬يجر أذيال‬ ‫اخليبة‪ ،‬وأتباعه في لبنان وغير لبنان سيذهبون‬ ‫معه ان شاء اهلل‪ .‬وهذا اخليار اخلطأ سقط بفضل‬ ‫صمود سوريا وصمود الرئيس بشار االسد‪ ،‬الذي‬ ‫غ ّير كل اللعبة في املنطقة‪ ،‬بعد ان كان من اربع‬ ‫سنوات مطلوب من بعض هذه الدول املرتشية‬ ‫ان تغ ّير سوريا سلوكها‪ .‬اآلن هذه الدول هي التي‬ ‫تغ ّير سلوكها وتعود صاغرة الى سوريا‪ ،‬وسوريا‬ ‫س ُيرفع الرأس بها‪.‬‬ ‫واضاف‪ :‬تأكدوا ايها االخوة ان بشار االسد‬ ‫يتصرف مع طائفتنا بأبوة كاملة رغم اساءات‬ ‫البعض‪ ،‬وهي قليلة‪ ،‬كما تصرف والده الرئيس‬

‫حافظ االسد عندما حمى اهلنا‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬استطيع ان اقول لكم‪ :‬لن يتخلى بشار‬ ‫االسد عن شبر من اجلوالن وقبله والده الرئيس‬ ‫حافظ االسد‪ .‬وهو لم يتخل في السابق عن عشرة‬ ‫امتار من بحيرة طبريا‪ .‬تأكدوا بأنه سيستعيد‬ ‫اجلوالن قريباً‪ .‬وانتم تتابعون التطورات وتعرفون‬ ‫ان الشرط السوري االساسي هو في استعادة‬ ‫اجلوالن‪ .‬واجلوالن عائد حتماً‪ .‬ونتمنى ان نحتفل‬ ‫في السنة املقبلة على ارض مجدل شمس‪ ،‬على‬ ‫ارض عني قنيا‪ ،‬على ارض مسعدا‪...‬‬ ‫لنطمئن كل املناضلني‪ ،‬وكل االسرى الذين‬ ‫يرفعون عنا اليوم الضغينة ويدافعون نيابة عن‬ ‫كل االمة‪.‬‬


‫وهاب في تهنئة ماريو عون‪ :‬نحن نتفق‬ ‫في المنطقة والمنطق االصالحي والتغييري‬ ‫قدم رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب على رأس وفد من املشايخ‬ ‫التهاني لوزير الشؤون االجتماعية ماريو عون‬ ‫في مركز التيار الوطني احلر في الدامور‪.‬‬ ‫وعقد لقاء شعبي حتدث فيه الوزير عون‬ ‫الذي رحب بوهاب وبصحبه املشايخ‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«الدامور هي بوابة الشوف ولم يرجع أهلها‬ ‫اليها واجلميع يعرف االسباب التي حالت حتى‬ ‫يومنا دون العودة الكاملة البناء الدامور‪ .‬ومن‬ ‫هنا نؤكد أنه عندما ستتم العودة الكاملة‬ ‫البناء الدامور اليها يكون ملف املهجرين قد‬ ‫أجنز بشكل نهائي وعندها تتوقف املتاجرة‬ ‫الكبيرة التي ما تزال مستمرة في قضية‬ ‫املهجرين»‪.‬‬ ‫وأضاف «إن الدامور بلدة متثل احملبة واالخوة‬ ‫والتعايش‪ ،‬باالمس افتتح في الدامور مركز‬ ‫حلزب الوطنيني االحرار وحضر احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي الذي جاء الى الدامور بكل محبة‬ ‫واليوم التيار الوطني يستقبل تيار التوحيد‬ ‫اللبناني»‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬نحن على ابواب انتخابات نيابية‬ ‫وسنبرهن للجميع اننا نريد فقط ان منارس‬ ‫حقنا الدميقراطي االنتخابي في هذا اجلبل‬ ‫الذي هو جبل العيش املشترك واالخوة‪ ،‬نحن ال‬ ‫نريد ان نلغي احداً‪ ،‬ولكن ال نسمح بأن يلغينا‬ ‫أحد‪ .‬نحن في هذه املنطقة فريق سياسي‬ ‫منارس حقوقنا وسنخوض االنتخابات النيابية‪،‬‬ ‫ان شاء اهلل‪ ،‬قريبا ً بكل دميقراطية وبالتواجد‬ ‫الكامل على كل أرض اجلبل‪ .‬هذا حق لنا‬ ‫وجلميع أبنائنا‪.‬‬ ‫نحن ال نتحدى أحدا ً وال نريد أن يتحدانا‬ ‫أحد‪ .‬اليوم والول مرة منذ خمسني سنة‬ ‫سمى اجلنرال ميشال عون أحد أبناء الشوف‬ ‫وبالتحديد من الدامور أن يكون وزيرا ً في‬ ‫حكومة العهد االول‪ .‬وهذا شرف كبير لي‬ ‫حلمل هذا املشعل في هذه الظروف الصعبة‬ ‫التي منر بها»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬هذه التسمية ليست صدفة بل‬ ‫كانت مبنية على وقائع سياسية جغرافية‬ ‫يشهدها الشوف منذ سنوات عديدة‪ .‬نأمل‬ ‫ان يشهد عام ‪ 2009‬تغييرا ً في املعادلة‬ ‫السياسية بفضل وحدتنا وتكاتف جميع‬ ‫ابنائنا حتى نتمكن من مواجهة التحدي‬ ‫الكبير الذي ينتظرنا في العام ‪.»2009‬‬ ‫وأضاف‪« :‬نأمل ان يعلن البيان الوزاري اليوم‪،‬‬ ‫الننا في عجلة بالنسبة لهذا املوضوع كي‬

‫التهنئة املشتركة بني وهاب وعون‬

‫ننتقل الى العمل فوراً‪ ،‬الن ابناء هذا الوطن‪،‬‬ ‫خصوصا ابناء الشوف هم بحاجة الى غطاء‬ ‫اجتماعي تربوي وثقافي‪ .‬ونحن نتوق اليوم الن‬ ‫نعرف اين كانت تذهب االموال التي كانت‬ ‫تدخل الصناديق ال سيما صندوق املهجرين‬ ‫الذي استفادت منه فئة معينة من أهلنا في‬ ‫الشوف‪.‬‬ ‫اننا نتمنى ان ال تكون هناك بعد اليوم‬ ‫تفرقة سياسية في أي عمل اداري وسنبرهن‬ ‫بأننا سنكون لكل اللبنانيني ولكل ابناء‬ ‫الشوف»‪.‬‬ ‫من جهته رد الوزير السابق وئام وهاب قائال‪:‬‬ ‫«لقد جئنا لنهنئك ولنهنئ الوزارة بك‪،‬‬ ‫ونحن نتفق في املنطقة واملنطق‪ .‬في املنطقة‬ ‫الننا نعتبر انه من غير املقبول بعد انتهاء احلرب‬ ‫منذ ‪ 18‬عاما ان يبقى أي مهجر خارج منزله‬ ‫وان يبقى أي منزل من دون اعمار‪ .‬هذه امانة‬ ‫اصبحت في عهدتكم يا معالي الوزير وكلنا‬ ‫ثقة ان قضية املهجرين ستكون قضيتك‪.‬‬ ‫لقد اخلفوا بنا فلنتفق اليوم عليهم‪ .‬لقد‬ ‫شاءت الظروف ان يدفع الناس ثمن خالفاتهم‬ ‫لكن دعنا جنعلهم يدفعون ثمن خالفاتهم‬ ‫بأنفسهم»‪.‬‬ ‫واضاف وهاب موجها كالمه الى الوزير عون‪:‬‬ ‫«ان هذه املنطقة عانت ما عانته من احلرمان‬ ‫املزمن وهي اليوم امانة في عهدتك لتعوض‬ ‫ما فاتها من حرمان‪ ،‬خصوصا ً وانك على رأس‬ ‫وزارة مهمة يحتاجها كثيرون‪ ،‬هذه الوزارة‬ ‫بحاجة الى اعادة تصويب بعد سنوات من‬

‫معاناتها من الهدر املنظم تارة حتت شعار‬ ‫الدين وطورا ً حتت شعار املؤسسات االنسانية‬ ‫وما أدراك ما الدين وما املؤسسات االنسانية‬ ‫في عمليات النهب في هذه الوزارة‪.‬‬ ‫اما اتفاقنا في املنطق فنعم نحن نعلن‬ ‫انحيازنا ملنطق العماد ميشال عون‪ ،‬الننا‬ ‫نحن في بلد موحد‪ ،‬لكن مبنطقني مختلفني‬ ‫ومبشروعني مختلفني‪ :‬نحن مشروعنا الدولة‬ ‫وهم مشروعهم االقطاعات السياسية‪ ،‬نحن‬ ‫مشروعنا الشفافية وهم مشروعهم الهدر‬ ‫والنهب املنظم‪.‬‬ ‫ان ميشال عون في لبنان ليس رئيسا‬ ‫للجمهورية وليس مرشحا لرئاسة اجلمهورية‬ ‫امنا هو حارس لهذه اجلمهورية‪ .‬ميشال عون‬ ‫هو ضمير هذه اجلمهورية واملها باالصالح‪،‬‬ ‫الن املنطق االصالحي والتغييري الذي اطلقه‬ ‫العماد ميشال عون اصبح اليوم نهجاً‪ .‬هناك‬ ‫منطق بدأ يسود وهذا املنطق هو منطق‬ ‫ميشال عون في لبنان»‪.‬‬ ‫واضاف‪ :‬اما بالنسبة الى االنتخابات النيابية‬ ‫فاني سأرد على البعض الذين يتحدثون‬ ‫عن تأجيل هذه االنتخابات القول لهم‪ :‬انتم‬ ‫اصغر بكثير من ان تتجرأوا من الغاء او تأجيل‬ ‫االنتخابات‪.‬‬ ‫االنتخابات ستحصل واملشروع الذي حاول‬ ‫اختراق البلد ملصلحة قوى معينة شارف على‬ ‫نهايته واملسألة مسألة أسابيع أو أشهر‬ ‫ليتداعى هذا املشروع وسينتصر مشروعنا‬ ‫التغييري في بناء الدولة على حساب املزرعة‪.‬‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪37‬‬


‫منبر التيار‬ ‫حجم الخصومة بيننا كبير لكن ما يقوم به جنبالط اليوم نصحناه به من ‪ 4‬سنوات!‬

‫وهاب للـ ‪ :OTV‬سالح المقاومة أنجز ثالثة اهداف‪:‬‬ ‫الدفاع عن لبنان‪ ،‬منع التوطين والتقسيم‬

‫كان أقطاب كبار لبنانياً كوليد جنبالط وسعد احلريري‬ ‫وعربياً كاململكة العربية السعودية ومصر قد تعاملوا مع سير‬ ‫تطورات األحداث‪ ،‬خصوصاً بعد أيلول ‪ ،2001‬أن الواليات املتحدة‬ ‫شرطي العالم وسجانه وهي تصطفي من تشاء بإرادتها‬ ‫املطلقة‪ ،‬واعتبروا كل من يتمرد على هذا القدر هو مغامر‬ ‫متطاول ومخرب مشتبه فيه‪ ..‬ينبغي تأديبه بعصا ولو باإلعارة‬ ‫من “جارتنا” اجلديدة “إسرائيل”‪ ،‬حتى يقيض “اإلله األميركي”‬ ‫مشيئة جديدة‪..‬‬ ‫“مغامرة” متوز املقاومة بنت أسطورة واقعية جديدة تقول‬ ‫إننا أسياد أرضنا متى شئنا وأصحاب القرار احلاسم متى وقفنا‬ ‫على ركبنا ندافع بأيدينا عن حقوقنا‪ ،‬من دون ان ننتظر استفاقة‬ ‫قبائل العرب من أقاصي صحاري املشرق إلى أقاصي مراكش‬

‫‪38‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫واملغرب أن تأتي لتدافع عن حدائق بيوتنا‪ ..‬في تواكلية بدوية‬ ‫طفلية‪..‬‬ ‫ألق االنتصار كاد يفجر لبنان‪ .‬املواالة وحلفاؤها ارتعدوا خوفاً‬ ‫من هزاته االرتدادية‪ ،‬واستعدوا لبيع كل بيض ساللهم لقاء وعد‬ ‫أجنبي بأمن ذاتي خاص‪ ،‬واملعارضة دفع في شرايينها قوة احلياة‬ ‫ويقني الثقة باحلق الذي تصلبت به‪ ..‬فصمدت برجولة وجلد‬ ‫ورفعة حتى متكنت من تأديب عتاة املواالة ببضع ساعات في‬ ‫بيروت ومحيطها‪ ..‬ما وفر املعطيات لإلسراع باحلل فكان مؤمتر‬ ‫الدوحة واتفاقه وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ميتة ببيان‬ ‫تكاذب في مزاد االنتخابات املفتوح باكراً بدماء الفقراء في اجلبل‬ ‫وبيروت وطرابلس‪..‬‬ ‫وإذا كان اللقاء الرئاسي اللبناني السوري يؤسس إلعادة‬


‫فحص األخوة مؤسساتياً ورسمياً‪ ،‬فإن الشعبني كما لم‬ ‫تعقهما خشبة على املصنع في وادي احلرير وال في العريضة‬ ‫ولم حتل دون وحدة احلياة واالنتماء التي ينبغي على الدولتني ان‬ ‫تستوحيها في اية اتفاقات عقدت او ستعدل‪ ،‬كذلك فإن األوجب‬ ‫هو حتسني شروط احلياة الواحدة في البلدين‪ ،‬وأولها تيسير حق‬ ‫التنقل ال تعقيده‪ ،‬فتح احلدود‪ ،‬ويستحسن إزالتها ال ترسيمها‬ ‫وتسييجها‪ ،‬واستكمال التقسيم‪ ،‬إذ قد تأتي حكومة فتقيم‬ ‫جداراً عازالً لتغلق الفضاء!!!‬ ‫بعد تناتف مقاعد احلكومة لم يبق إال قرص اجمللس بعرس‬ ‫االنتخاب‪ ،‬وهكذا عادت الدماء تتدفق من جديد في مومياءات‬

‫البيان الوزاري صيغة تكاذب‬ ‫أوالً مبروك البيان الوزاري الذي صدر‪ ،‬هل انت‬ ‫راض عنه؟‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لم يكن هذا البيان الوزاري حدثا عظيما لنُبارك‬ ‫عليه‪ .‬كانت حفلة تكاذب مشترك‪ ،‬توصلوا في‬ ‫النهاية الى “صيغة”‪ ،‬ميكن ان مترر الوقت لبضعة‬ ‫أشهر‪.‬‬ ‫‪ ...‬ولكن هذه الصيغة احتاجت عشرين‬ ‫يوماً؟!‬ ‫طبعاً‪ .‬املشكلة ان هناك اناسا ً اعتادوا على‬ ‫اختالق املعارك‪ ،‬رغم انهم يعرفون سلفا ً انهم‬ ‫سيخسرونها في النهاية‪ .‬اكانت تتطلب حكومة‬ ‫الوحدة الوطنية مثالً ازمة سنتني وحربا ً مصغرة‬ ‫لتتشكل؟؟! واآلن االمر ذاته في موضوع البيان‬ ‫الوزاري‪ .‬لم يكن بحاجة ألسابيع ليصدر بسبب‬ ‫كلمة!! كان ميكن ان حتل املسألة منذ البداية‪،‬‬ ‫ولكنهم تع ّودوا اختالق االزمات في كل شيء‪.‬‬ ‫‪ ...‬رمبا هم يرون ان البيان يرضي طموحاتهم؟!‬ ‫اوال ً هو بيان سخيف‪ ،‬لن يقرأه احد‪ .‬مطلوب من‬ ‫هذه احلكومة بعض االمور الصغيرة‪ ،‬وبرأيي لن‬ ‫تفعل واحدا ً منها‪ .‬في النهاية سيصدرون بياناً‪ ،‬ال‬ ‫الناس ستقرأه وال هم سيقرأونه بعد أن ينجز‪.‬‬ ‫‪ ..‬ولكن هذا البيان سيكون برنامج احلكومة‬ ‫للمرحلة املقبلة؟؟‬ ‫لم تنفذ يوما ً اية حكومة تشكلت برنامجها‬ ‫الوزاري‪ .‬كله كذب على الناس‪ .‬فؤاد السنيورة كان‬ ‫طيلة حياته يكذب على الناس‪ .‬هل يظ ّ‬ ‫نن احد انه‬ ‫تاب اآلن! هو ال يتوب‪ .‬كانت هناك تسوية معينة‬ ‫فرضت مترير الوقت بالطريقة التي متّت‪ ،‬وهناك‬ ‫قوى معينة متسكت بفؤاد السنيورة‪ .‬جاء‪ ،‬ولكن‬ ‫ال احد من الوزراء سيستطيع التعاون معه‪.‬‬ ‫فؤاد السنيورة كان مكلفا ً مبهمة ال يعرف‬ ‫غيرها‪ ،‬لكن هذه املهمة فشلت واملشروع كله‬ ‫تداعى‪ ،‬في لبنان وكل املنطقة‪ .‬والسنيورة‬ ‫وامثاله ليسوا اال اطرافا ً لهذا املشروع املتداعي‪.‬‬ ‫وغبي من‬ ‫اآلن نحن قادمون على مرحلة جديدة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫املطامع االنتخابية ومفاتيحها في القرى واجملالس واألحاديث‬ ‫واملناسبات‪ :‬يقوم املوتى من مثاويهم للصالة عليهم لتوفر‬ ‫مناسبة خلطيب مرشح‪ ،‬تبتدع مشاريع لن تقم لرش األحجار‬ ‫األساس في كل املناطق يومياً إلعادة مترين املاكينات‪ ..‬على كل‬ ‫كذلك نحن لنا قرارنا ولنا برنامجنا ولنا مرشحونا‪ ،‬وأيضاً لنا‬ ‫صدقيتنا‪ ..‬وحلفاؤنا!‬ ‫‪..‬هذا غيض من فيض ما فجر رئيس تيار التوحيد اللبناني‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب من مواقف حيث ال يجرؤ اآلخرون‪،‬‬ ‫ويحجمون في حسابات مصاحلهم اآلنية‪ ،‬في مقابلة مع‬ ‫محطة الـ ‪OTV‬هنا نصها‪..‬‬

‫ال يقرأ ويلحظ التغيرات في املنطقة‪.‬‬ ‫االميركي اآلن ذاهب في اجتاه آخر‪ .‬في البداية‬ ‫ذهب ليجري تسوية مع سوريا وايران ليساعداه‬ ‫في حفظ ماء الوجه في العراق‪ .‬اآلن يذهب الى‬ ‫افغانستان للغاية ذاتها ألن املعركة بدأت عليه‬ ‫اليوم من هناك‪ .‬باختصار هناك حاجة أميركية‬ ‫ألطراف اقليمية‪ .‬اختلفت اللعبة اليوم‪.‬‬

‫من قتل اللبنانيني على‬ ‫الهوية ودمر اجلوامع‬ ‫والكنائس ونهب الناس‬ ‫له في الدولة والسيادة‬ ‫اكثر من الذين يدافعون‬ ‫عن استقالل البلد‬ ‫وميوتون في سبيله؟!!‬ ‫كلمة في البيان الوزاري‬ ‫لن حت ّول السنيورة الى‬ ‫مقاوم‪ .‬سيبقى رمزا ً من‬ ‫رموز حرب متوز على لبنان‬

‫التغيرات اإلقليمية‬ ‫ساعدت على احلل‬ ‫هل ما يحصل في املنطقة انعكس على‬ ‫البيان الوزاري ودفع باجلميع ليرضوا بالصيغة‬ ‫التي صدرت؟‬ ‫هذا انعكس على كل الوضع‪ .‬برأيي لو لم يكن‬ ‫هناك تغيير في جو كل املنطقة‪ ،‬ملا كان ‪ 7‬ايار وملا‬ ‫كان باالمكان ان يحصل ‪ 7‬ايار في ظل اجلو الذي‬ ‫كان سائدا ً طيلة السنوات الثالث املاضية‪.‬‬ ‫لنكن واقعيني‪ .‬تغ ّير اجلو في املنطقة‪ .‬حصل‬ ‫‪ 7‬ايار ثم جاء اتفاق الدوحة واصبح هناك توازن‬ ‫قوى جديد‪.‬‬ ‫‪ ..‬ولكن يفهم هذا الكالم على ان ‪ 7‬ايار متّ‬ ‫بطلب اقليمي؟؟‬ ‫ال‪ ،‬ليس بطلب اقليمي‪ .‬ولكن هناك ظروف‬ ‫اقليمية معينة تبدلت‪.‬‬ ‫واجهت املعارضة في السنوات املاضية حتديات‬ ‫عديدة‪ .‬اعتقد الفريق اآلخر ان املعارضة تتخذ‬ ‫قرارا ً بعدم التح ّرك‪.‬‬ ‫جاء ‪ 7‬ايار‪ .‬هم تقدموا بخطوة عدوانية جتاه‬ ‫املعارضة‪ .‬وبالنسبة للمعارضة رأت ان الظرف‬ ‫كان مالئما ً لتر ّد على خطواتهم‪ ،‬حيث يتداعى‬ ‫املشروع االميركي في كل املنطقة‪ ،‬فر ّدت‪.‬‬ ‫باختصار هناك واقع جديد في كل املنطقة‬ ‫على الكل ان يقرأه ويراه‪ .‬فمثالً وليد جنبالط وفي‬ ‫جزء من حركته‪ ،‬يظهر انه يرى ويقرأ ما يحصل‬ ‫من تغيرات‪.‬‬

‫املقاومة هي الضمانة‬ ‫هناك صيغة اليوم تطرح على مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫متحفظ عليها‪ .‬مثل‬ ‫ولكن هناك ايضاً قسم‬ ‫الفريق املسيحي؟‬ ‫ّ‬ ‫يقدم وال يؤخّ ر‪ .‬عندما بدأت‬ ‫هذا‬ ‫التحفظ ال ّ‬ ‫املقاومة في لبنان‪ ،‬كان يومها أمني اجلميل رئيسا ً‬ ‫للجمهورية‪ ،‬وكان ضدها ومن ورائه األميركيني‪،‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪39‬‬


‫منبر التيار‬ ‫ورغم ذلك لم تأخذ اذنا ً من احد للدفاع عن‬ ‫لبنان‪ .‬واآلن‪ ،‬كلمة في البيان الوزاري لن حت ّول فؤاد‬ ‫السنيورة الى مقاوم‪ .‬سيبقى رمزا ً من رموز حرب‬ ‫متوز على لبنان وستبقى املقاومة مقاومة‪ .‬ال‬ ‫شيء سيتغ ّير‪.‬‬ ‫‪ ..‬والعوائق بينها وبني الدولة؟؟‬ ‫اوال ً املقاومة لم تعرض نفسها يوما ً بديالً عن‬ ‫الدولة‪ ،‬وال تقيم أمنا ً داخلياً‪.‬‬ ‫الكل يعلم‪ .‬اذا عدنا بالتاريخ الى الوراء ايام‬ ‫امليليشيات‪ ،‬كانوا يقيمون دوال ً داخل الدولة‪،‬‬ ‫سجوناً‪ ،‬حتقيقات‪ ،‬قضاة‪ ،‬مخافر‪ ،‬وجباية‪...‬‬ ‫في األمس عندما سمعت سمير جعجع‬ ‫يتحدث عن معركة سيقوم بها في كسروان‪،‬‬ ‫تذكرت ما كان يفعله ايام احلرب‪ .‬وهو ّ‬ ‫يذكر الناس‬ ‫بذلك‪ .‬لم يكن بامكان احد يومها ان يدخل‬ ‫الى مطعم دون ان يدفع “خوة” لـ”القوات” في‬ ‫مناطقهم‪ .‬وكذلك كانت تفعل كل امليليشيات‬ ‫في مناطق نفوذها‪.‬‬ ‫فاملقاومة لم متارس يوما ً هذا الدور الذي مارسوه‬ ‫هم في ميليشياتهم‪ .‬دور املقاومة كان وما يزال‬ ‫واضحا ً في قتال اسرائيل‪ ،‬ولم ولن متارس دورا ً‬ ‫غيره‪ .‬ولكن هل ميكن للمقاومة ان تخبر مثالً فؤاد‬ ‫السنيورة ومروان حمادة وغيرهم (مع احترامي‬ ‫للجميع) بعملية أسر مثالً ستقوم بها!!‬ ‫لكن املقاومة مفتوحة على اجلميع‪ .‬وأطلقت‬ ‫قبل العام ‪ 2000‬السرايا اللبنانية لتضم أناسا ً‬ ‫من طوائف اخرى‪ .‬وهي تضم كل الطوائف‪.‬‬ ‫ولكن احلديث عن مسألة عالقة املقاومة‬ ‫بالدولة أمر ال أفهمه‪ .‬البعض يتحدث عن‬ ‫اتفاقية الهدنة!! لنتذكر االعتداء اإلسرائيلي‬ ‫على مطار بيروت بعد العامني ‪ 1967‬و‪،1968‬‬ ‫حني جاء الطيران اإلسرائيلي وضرب الطائرات‬ ‫املدنية في املطار‪ ،‬وقتها لم تكن هناك مقاومة‬ ‫لبنانية ولم يكن الفلسطيني قد أتى الى لبنان‪.‬‬ ‫وفي العام ‪ 1978‬واالجتياح االسرائيلي‪ ،‬وكل‬ ‫االعتداءات االسرائيلية االخرى التي حصلت لم‬ ‫تكن املقاومة موجودة‪.‬‬ ‫هذه املقاومة هي وليدة معاناة شعب اجلنوب‬ ‫الذي هو جزء منها‪ ،‬طيلة خمسني عاماً‪ ،‬من‬ ‫االعتداءات واالحتالل والقتل والتهجير من املزارع‬ ‫واألراضي واملنازل‪ ..‬والضاحية اجلنوبية اصبحت‬ ‫على هذا النموذج بسبب التهجير الذي حصل‬ ‫من اجلنوب‪ .‬بعد خمسني او ستني عاما ً من‬ ‫املعاناة‪ ،‬ولدت املقاومة‪.‬‬ ‫واذا ذهبنا اليوم الى اجلنوب‪ ،‬نرى اللبناني يقيم‬ ‫منزله على الشريط احلدودي املطل على فلسطني‪،‬‬ ‫في حني ان االسرائيلي يهرب آالف االمتار عن احلدود‬ ‫خوفاً‪ .‬في السابق كانت املسألة عكس اليوم‪.‬‬ ‫واآلن يناقشون موضوع املقاومة!! هل خطر‬ ‫لفؤاد السنيورة ان يقوم بجولة على قرى اجلنوب‬ ‫بعد حرب متوز ليتفقد حاجاتها وما تضرر فيها‬

‫‪40‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫من جسور ومنازل وطرقات‪..‬؟!‬ ‫نعم االيراني يعمل من خارج الدولة! ولكن هل‬ ‫قامت الدولة اللبنانية بخطوة ما في هذا الشأن‬ ‫ومنعها االيراني؟! قامت ايران باعادة بناء اجلسور‬ ‫والطرقات‪ .‬ما املطلوب؟! ان نرفض وننتظر فؤاد‬ ‫السنيورة؟!!‬ ‫املطلوب كان واضحاً‪ .‬وهو تهجير ابناء اجلنوب‬ ‫في حرب متوز ومنعهم من العودة وبالتالي حصول‬ ‫التغيير الدميغرافي املطلوب‪ .‬من هنا جاء قرار‬ ‫سماحة السيد حسن نصر اهلل والرئيس نبيه‬ ‫بري بالعودة املباشرة الى اجلنوب في صباح اليوم‬ ‫الذي تلى وقف اطالق النار‪.‬‬ ‫لنكن صريحني‪ .‬الدولة ال تستطيع ان تواجه‬ ‫اسرائيل‪ .‬انها كذبة! وفؤاد السنيورة‪ ،‬وسمير‬ ‫جعجع الذي اعدم الضباط ودخل الى الثكنات‬ ‫و‪ ..‬ال يحبان اجليش اللبناني اكثر منا‪ .‬فنحن‬

‫لقد نفدت ذخيرة اجليش في االسبوع االول من‬ ‫املعركة‪ ،‬فاستقدم اجليش اللبناني السالح من‬ ‫سوريا في نهر البارد (‪ 250‬الف قذيفة)‪ .‬وهذا االمر‬ ‫ال يخفى على احد‪ .‬بينما قام االميركيون باعطائه‬ ‫ذخيرة من دون صواعق‪ ،‬ال تستعمل‪.‬‬

‫تغير السنيورة‬ ‫سببه التراجع األميركي‬ ‫ما مبرر حملتك اليوم على رئيس حكومة‬ ‫الوحدة الوطنية؟‬ ‫لم يتغ ّير رأيي ابدا ً بفؤاد السنيورة ولن يتغ ّير‪.‬‬ ‫ولكنه اليوم ليس معارضاً مثالً للصيغة التي‬ ‫تتكلم عن املقاومة‪ ،‬امنا املعارضة من فريق آخر؟!‬ ‫هذا ليس منّة وال صدقة من فؤاد السنيورة!‬

‫نحن قادمون‬

‫وقف السنيورة امام مليون‬

‫على مرحلة جديدة‬

‫ونصف شخص‪ ،‬حت ّدى‬

‫وغبي من ال يقرأ ويلحظ‬ ‫ّ‬

‫مشاعرهم وقال لهم انه‬

‫التغيرات في املنطقة‪.‬‬

‫لن يرف له جفن مهما‬

‫هناك حاجة أميركية‬

‫فعلوا‪ ،‬ألن معادلة دولية‬

‫ألطراف اقليمية‪.‬‬

‫كانت حتميه!‬

‫كنا مع اجليش حتى اثناء احلرب‪ ،‬عندما كان يمُ نع‬ ‫على العسكري ان يلبس بذلته‪ ،‬ألننا كنا نرى‬ ‫فيه رمزا ً لوحدة الدولة والوطن بعد معاناتنا من‬ ‫امليليشيات‪ .‬فنحن مع اجليش اكثر منهم‪ ،‬ولكنه‬ ‫ال يستطيع مقاومة اسرائيل‪.‬‬ ‫‪ ..‬وعندما ي ّ‬ ‫ُجهز اجليش بشكل صحيح؟؟!‬ ‫قل لي كيف سيدعم اجليش؟! ُق ّدمت لهم‬ ‫“جيبات”‪ ،‬لم يستطيعوا ان يز ّودوها باحملروقات (‪40‬‬ ‫كلم‪/‬بالتنكة)!‬ ‫‪ ..‬ولكن هناك جتهيزات اميركية ايضاً‬ ‫للجيش؟!‬ ‫أجروهم قناصات‬ ‫انهم‬ ‫سمعت‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫هي؟!‬ ‫ما‬ ‫ّ‬ ‫في نهر البارد!!‬

‫هناك توازن قوى فرض على السنيورة عدم‬ ‫املعارضة على الصيغة‪ .‬لقد وقف امام مليون‬ ‫حتدى كل مشاعرهم وقال لهم‬ ‫ونصف شخص‪ّ ،‬‬ ‫انه لن يرف له جفن مهما فعلوا‪ ،‬ألن كان هناك‬ ‫معادلة حتميه‪ .‬وكان بوش ورايس وعبد اهلل بن عبد‬ ‫العزيز‪ ..‬يتصلون به كل يوم‪ .‬اآلن املعادلة تغ ّي ّرت‬ ‫و ُفرضت عليه معادلة جديدة رغما ً عنه‪ .‬فليس‬ ‫منّة منه أن يسير في البيان الوزاري الذي صدر‪.‬‬

‫التحفظات الوزارية انتخابية‬ ‫‪ ..‬والوزراء الذين يعارضون اليوم؟؟ مثالً‬ ‫نسيب حلود ّ‬ ‫حتفظ‪ ،‬ووزراء القوات والكتائب‬


‫سيتحفظون!!‬ ‫هم بدأوا بخوض معركة االنتخابات ليس‬ ‫اكثر‪.‬‬ ‫‪ ..‬بدأوا بها من اآلن؟؟‬ ‫ّ‬ ‫التحفظ لن يؤدي الى‬ ‫نعم‪ .‬هم يعرفون ان هذا‬ ‫اية نتيجة وهو عذر اقبح من ذنب‪ .‬وهو يؤذيهم‬ ‫اكثر‪ ،‬ألنه يعني ان حلفاءهم ال يقيمون لهم اي‬ ‫وزن‪ ،‬فهم موظفون في تيار املستقبل‪ّ .‬‬ ‫حتفظهم‬ ‫هذا يعني انهم موظفون عند سعد احلريري‬ ‫مثلهم مثل اي موظف في اوجيه لبنان‪ .‬وسعد‬ ‫احلريري نفسه ال يقيم لهم وزناً‪.‬‬ ‫انت تعلم ان املعارضة وحتديدا ً الرئيس بري وحزب‬ ‫اهلل اللذين ميلكان الكتلتني االساسيتني في‬ ‫اجمللس النيابي‪ ،‬عندما اتى فريق ‪ 14‬آذار ليفاوضهم‪،‬‬ ‫قالوا لهم “اذهبوا وفاوضوا اجلنرال عون‪ ،‬كحليف‪.‬‬ ‫ما يوافق عليه نوافق عليه نحن”‪ .‬هكذا فعلوا‪ .‬لم‬

‫ليست “ضعضعة” امنا قلة احترام‪ .‬فسعد‬ ‫احلريري ال يقيم لهم وزناً‪ .‬وقد اصبح بعد ‪ 7‬ايار‬ ‫كالذي يركب طائرة بدأت تتع ّرض للخطر‪ .‬عندما‬ ‫يشعر باخلطر يبدأ برمي ما ال يلزمه من حمولة‪.‬‬ ‫وسمير جعجع وامني اجلميل حمولة‪ ،‬ميكن لسعد‬ ‫ان يتخلى عنها‪ ،‬ووليد جنبالط ايضا ً ميكنه ان‬ ‫يستغني عنها‪ ،‬ال بل اصبحا عبئا ً عليهما‪.‬‬ ‫ولكن باالمس‪ ،‬بعد اجتماعهم في قريطم‪،‬‬ ‫اكدوا في البيان انهم موحدون‪ ،‬وستترجم‬ ‫هذه الوحدة من خالل حتالف سياسي وطني‬ ‫في االنتخابات الدميقراطية احلرة والفاصلة‬ ‫املقبلة؟؟‬ ‫هذا كالم في البيان‪ ،‬ولكن ما يدور في اجملالس‬ ‫من كالم على بعضهم‪ ،‬مغاير جدا ً لكالم البيان‪.‬‬ ‫املعارضة اآلن ال جتتمع مثالً‪ ،‬ولكن هناك انسجام‬ ‫بني اطرافها‪.‬‬

‫احلريري الوضع كله‪ ،‬وقام بسرقة املال املفترض ان‬ ‫يستخدمه لينشئ له ميليشيا‪ .‬تبني في النهاية‬ ‫ان ال وجود مليليشيا‪ ،‬وكان يحاول هذا الرجل‬ ‫ان يُظهر نفسه على انه قائد عظيم وهو في‬ ‫احلقيقة رجل تافه‪ ،‬كان يبيع البرادات والغساالت‬ ‫في املاضي‪ ،‬اآلن أتى ليجعل من نفسه زعيما ً‬ ‫وطنياً!! اعتقد ان هذا الرجل اساء كثيرا ً لسعد‬ ‫احلريري في الفترة السابقة وقرر األخير التخ ّلص‬ ‫منه اآلن‪.‬‬ ‫‪ ..‬وتسليم املسؤولية لرجل امن سابق وهو‬ ‫الوزير حسن السبع ما بعد ‪ 7‬ايار!! ملاذا؟‬ ‫ال ادري ما هي ظروف هذا التعيني‪ ،‬ولكن حسن‬ ‫السبع رغم كل شيء يبقى “أعقل” من السابق‬ ‫(سليم دياب)‪.‬‬ ‫بالعودة للبيان الوزاري‪ .‬اذا اقمنا مقارنة‬ ‫بني بيان ‪ 2005‬حلكومة السنيورة وبيان الـ‬

‫لم تقبل املواالة‬ ‫ان تكون احملكمة والعدالة‬ ‫مطلب كل اللبنانيني‬ ‫وكل العرب‪ ،‬حتى جعلتها‬ ‫مطلب فريق او مجموعة‬ ‫من اخملبرين!‬ ‫يسيروا بشيء لم يوافق عليه حليفهم العماد‬ ‫عون‪ .‬في الدوحة مثالً‪ ،‬لم تكن املعارضة لتسير‬ ‫باالتفاق لو ال ما اعطي اجلنرال عون كل الضمانات‬ ‫واملطالب وقانون الستني وغيرها‪.‬‬ ‫اذا ً حتفظهم اليوم يجب ان يكون على سعد‬ ‫احلريري‪ .‬ماذا ميكن للمعارضة ان تفعل لهم؟!‬ ‫هذا هو مشروع املعارضة‪ ،‬وهذه هي شروطها‬ ‫التي وافق عليها سعد احلريري‪ .‬اذا ً مشكلتهم‬ ‫مع “سعد” وليس مع املعارضة‪.‬‬

‫املواالة ومصير التشتت‬ ‫أتظن ان هناك “ضعضعة” بني صفوفهم؟؟‬

‫فاملسألة ليست مسألة اجتماعات وكالم‬ ‫يصدر في بيانات‪.‬‬

‫السبع أعقل من ذياب‬ ‫‪ ..‬حت ّدثت عن ترميم بني سعد احلريري‬ ‫وحلفائه‪ .‬اليوم قرأنا في صحيفة السفير‬ ‫أنه‪ ،‬حتى داخل تيار املستقبل هناك تغييرات‪،‬‬ ‫مثل تعيني او تسليم مسؤولية لوزير الداخلية‬ ‫السابق حسن السبع مكان النائب السابق‬ ‫سليم دياب‪ ،‬وغيرها من التغييرات‪ ..‬ما هو الدور‬ ‫املفترض ان يقوم به سعد احلريري اليوم؟‬ ‫سمعت انه كان هناك شخص س ّلمه سعد‬

‫‪ ،2008‬اي منهما افضل برأيك؟ عميد حزب‬ ‫الكتلة الوطنية كارلوس اده يقول ان الصيغة‬ ‫السابقة كانت افضل من الصيغة اجلديدة‪ .‬ما‬ ‫تعليقك؟‬ ‫كيف؟! مباذا؟!‬ ‫رمبا في حفظ سيادة وكرامة الدولة وعدم‬ ‫تشريع املقاومة الى هذا احلد؟!‬ ‫ولكن املقاومة هي التي حتفظ سيادة الدولة‬ ‫اليوم وليست ضد مفهوم الدولة‪ .‬اصالً ماذا‬ ‫بقي من سيادة الدولة اليوم؟! ميكن للطيران‬ ‫االسرائيلي اليوم ان يدخل االجواء اللبنانية‬ ‫ويحلق فوق القصر اجلمهوري‪ .‬من مينعه؟! وكل‬ ‫يوم يفعل ذلك!!‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪41‬‬


‫منبر التيار‬ ‫ما هي سيادة الدولة وخرق سيادة الدولة‬ ‫بنظرهم؟! اهو ان جزءا ً من اللبنانيني يحملون‬ ‫السالح ملقاومة اسرائيل؟!! ألهم في لبنان اكثر‬ ‫من هؤالء الذين يحملون السالح دفاعا ً عنه؟!‬ ‫من قتل اللبنانيني على الهوية وهدم منازلهم‬ ‫ودمر اجلوامع والكنائس ونهب الناس وتعدى على‬ ‫امالكها‪ ،‬له في الدولة والسيادة اكثر من الذين‬ ‫يدافعون عن استقالل البلد وميوتون في سبيله؟!!‬

‫املطلوب من جنبالط‬ ‫إعادة متركز‬ ‫‪ ...‬ولكن هنا نرى ايضاً متايزاً بني اخلطاب الذي‬ ‫كنا نتحدث عنه داخل فريق الغالبية وخطاب‬ ‫رئيس احلزب التقدمي االشتراكي وليد جنبالط‪.‬‬ ‫اي فلسطني والعروبة وحترير فلسطني و‪ ..‬انها‬ ‫تعابير اصبحت شبه يومية في خطاب وليد‬ ‫جنبالط؟؟!‬ ‫قلت سابقاً‪ .‬رغم كل شيء‪ ،‬يبقى وليد جنبالط‬ ‫هو االعقل في فريق االكثرية وهو االقدر بينهم‬ ‫على التك ّيف مع الظروف وحسن قراءتها‪ .‬وليد‬ ‫جنبالط في الـ ‪ 2004‬لم يقم باالنقالب عن عبث‪،‬‬ ‫امنا كان يستند الى معطيات اقليمية ودولية‪.‬‬ ‫لم ينقلب هكذا على الوضع جملرد نزوة او خالف‬ ‫شخصي مع احد‪ ،‬كان ميلك معلومات ان االميركي‬ ‫آت الى املنطقة مبشروع كبير؛ “سيط ّير” سوريا‬ ‫ٍ‬ ‫وايران ولبنان‪ ،‬وسيقسم كل املنطقة‪ .‬ورأى ان‬ ‫بامكانه ان يحصل على حصة في هذا املشروع‪.‬‬ ‫اآلن يقوم باالنقالب الثاني‪ ،‬استنادا ً الى ظروف‬ ‫اقليمية ودولية جديدة‪ .‬هذا واضح‪.‬‬ ‫كان منذ ايام يسخر من “كول” الباخرة‬ ‫االميركية!! واضح انه فهم ان االميركيني كانوا‬ ‫يضحكون عليه‪.‬‬ ‫ولكن هذا انقالب ام نقد ذاتي كما اسماه‬ ‫هو؟‬ ‫في السياسة هو انقالب‪ ،‬انقالب على‬ ‫نفسه‬ ‫رمبا راجع حساباته وندم؟؟!‬ ‫في السياسة ال يوجد شيء اسمه “ندم”‪ .‬هناك‬ ‫خيار يتخذه كل رجل سياسي‪ .‬اما ان يخسر اخليار‬ ‫واما ان يربح‪ .‬خسر خياره االول‪ .‬ما املشكلة ان‬ ‫يغير خياره اآلن ويذهب الى مكان آخر؟!‬ ‫انا اعتبر ان وليد جنبالط اليوم يعمل ملصلحة‬ ‫طائفته بشكل صحيح‪ ،‬هذه املصلحة التي‬ ‫نبهناه اليها من اربع سنوات‪ .‬قلنا له ان ال‬ ‫مصلحة لك في اخذ الدروز الى املكان اخلاطئ‪،‬‬ ‫فعدد الدروز وموقعهم ال يسمحان لهم بأن‬ ‫يكونوا هم رأس حربة في املشروع االميركي‬ ‫في املنطقة‪ ،‬وال ميكنهم ان يتحملوا نتائج هذا‬ ‫املشروع‪ .‬هذا ما كنا نقوله في السابق‪ .‬ال ميكن‬

‫‪42‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫للدروز ان يتحملوا دعوة جنبالط الى احتالل‬ ‫سوريا وتدميرها واستمرار االحتالل في العراق‪.‬‬ ‫اآلن اقتنع‪ .‬ممتاز انه فعل!‬ ‫باالمس دعا وليد جنبالط الى تغيير‬ ‫اللهجة السابقة‪ ،‬وقال إن احملكمة الدولية‬ ‫اصبحت في اخلارج وال نستطيع ان نستمر‬ ‫بالكالم الداخلي نفسه‪ .‬وهذا الكالم يأتي‬ ‫بعد اسبوع على قوله ان اخلطاب السياسي‬ ‫السابق لفريقه نسي فلسطني والعروبة‬ ‫وذهب بعيدا ً الى االنتقام حتت شعار العداء‬ ‫وهذا يجعل من جمهورهم انعزالياً وهذا‬ ‫خطأ مميت‪ .‬كيف تعلق على هذا الكالم؟‬ ‫اوال ً هم استعملوا موضوع احملكمة بشكل‬ ‫خاطئ وهم ادخلوه في الصراع السياسي‬ ‫الداخلي‪ .‬بدل ان تكون احملكمة والعدالة مطلب‬ ‫كل اللبنانيني وكل العرب حتى‪ ،‬جعلوها تصبح‬ ‫مطلب فريق او مجموعة من اخملبرين ومن صغار‬ ‫النفوس‪ ،‬التقوا مع النصاب ميليس‪ ،‬وهم‬ ‫“نصابون” مثله وبدأوا بتركيب امللفات على‬ ‫الناس بشكل شخصي (اذا كان منافسهم‬

‫على املعارضة الدرزية‬ ‫ان تتحدث مع املعارضة‬ ‫بشكل عام‬ ‫بشأن كل املقاعد‪.‬‬ ‫دفعوا ‪ 970‬اخالء‬ ‫لالزالم واحملاسيب‬ ‫بينهم فقط ‪ 200‬اخالء‬ ‫رمبا للمستحقني‪ .‬ال‬ ‫ميكن لرميون عودة ان‬ ‫يفعلها بعد اليوم في‬ ‫االنتخابات!!‬

‫االنتخابي او هناك خالف شخصي مع احدهم‬ ‫من عشرين عاما ً ‪ . )...‬ادخلوا احملكمة في مرحلة‬ ‫فقدان الثقة فيها فلم يعد احد يثق بها‬ ‫واصبحت العدالة في لبنان وفي اي مكان آخر‬ ‫افضل بكثير من العدالة الدولية!!‬ ‫طبعا ً عندها فقدت احملكمة الدولية‬ ‫مصداقيتها‪ ،‬وجلنة التحقيق الدولية لم تتوصل‬ ‫منذ ثالث سنوات وحتى اليوم الى شيء‪ .‬ومسألة‬ ‫التمويل واالعذار االخرى التي يطلقونها كلها‬ ‫كذب‪ .‬فالسعودية تدفع للتخريب في لبنان كل‬ ‫يوم ما يساوي تكاليف احملكمة في السنتني‬ ‫او الثالث سنوات‪ .‬املشكلة ليست مشكلة‬ ‫متويل‪ ،‬امنا ال يوجد قرار ظني‪ .‬بلمار اآلن ال ميلك‬ ‫قرارا ً اتهاميا ً بني يديه‪ ،‬ألنهم اخذوا التحقيق‬ ‫الى مكان آخر‪ ،‬الى مكان خاطئ‪ ،‬الى الضباط‬ ‫االربعة والى سوريا‪ .‬التحقيق ليس في هذا‬ ‫املكان‪ .‬بدأوا فيه خطأ‪ ،‬كما فعلوا عندما كنا‬ ‫في احلكومة (حكومة الرئيس عمر كرامي)؛‬ ‫قالوا بأن التفجير حتت االرض وليس فوقه وبان‬ ‫ال وجود النتحاري‪ ،‬ثم تبني ان االنتحاري سعودي‪.‬‬ ‫برأيي اذا كان سيصار الى اجراء محاكمة عادلة‪،‬‬ ‫فإن ذلك سيطال السعوديني‪ ،‬الذين هم وراء‬ ‫اغتيال رفيق احلريري برأيي‪.‬‬ ‫هل هذا استباق للتحقيق؟‬ ‫انا اتهم جهات سعودية بالوقوف وراء اغتيال‬ ‫الرئيس احلريري‪ .‬والتحقيق اذا ذهب باالجتاه‬ ‫القضائي الصحيح وكانت هناك عدالة في‬ ‫التحقيق فسيتبني ان السعوديني وراء العملية‪.‬‬ ‫بتقديري هناك جهات سعودية هي التي قتلت‬ ‫رفيق احلريري‪ .‬وهذا ال يعني انني اتهم امللك‬ ‫السعودي او غيره‪ .‬ولكن هناك جهات معينة‬ ‫لها مصلحة مبقتل رفيق احلريري‪.‬‬ ‫لنعود الى كالم جنبالط‪ ،‬حديثه اجلديد‬ ‫واللغة واملهادنة التي يعتمدها في بعض‬ ‫األحيان‪ .‬باالمس يقول “نحمي معاً اجلار وإن‬ ‫جار”‪ .‬كيف ّ‬ ‫تعلق على هذه التعابير؟‬ ‫لن اعلق على كل ما يصدر عن وليد جنبالط‬ ‫كغيري من التافهني الذين كلما قال شيئاً‪،‬‬ ‫يقومون بتحليله وفحصه‪ ..‬في السياسة‪،‬‬ ‫اع ّلق على موقفه احلقيقي‪ .‬انا مع وليد جنبالط‬ ‫ان يقوم مبراجعة نقدية وباعادة متركز‪ .‬فهذا‬ ‫املوضوع يريحنا داخلياً‪ .‬وبصراحة الوضع الدرزي‬ ‫لم يرحت منذ اربع سنوات‪ .‬هذه املراجعة ضرورية‪،‬‬ ‫ونحن كمعارضة درزية (انا واالمير طالل ارسالن‬ ‫وفيصل بك الداوود ‪ )..‬لم نختلف معه على‬ ‫مسائل شخصية‪ .‬خالفنا معه كان سياسيا ً‬ ‫عندما قرر اخذ الدروز الى مشروع آخر‪ ،‬وقفنا‬ ‫في وجهه حتديدا ً نحن الثالثة طبعاً‪ ،‬باالضافة‬ ‫الى احلزب القومي رغم انه ال ميلك الصبغة‬ ‫الدرزية‪ ،‬ولكنه موجود على الساحة الدرزية‪،‬‬ ‫وقفنا في مواجهة املشروع السياسي الذي‬


‫يحمله وليد جنبالط ولم نقف في مواجهته‬ ‫كشخص‪ .‬عندما يخرج من هذا املشروع‬ ‫السياسي تصبح االمور افضل والوضع مريح‬ ‫اكثر‪ .‬انا اعتقد ان وليد جنبالط ال ميلك خيارا ً‬ ‫املضي في هذه املراجعة والعودة باجتاه‬ ‫غير‬ ‫ّ‬ ‫املكان الذي كان فيه‪ ،‬وبدأ بهذه العودة‪ .‬طبعا ً‬ ‫لن يستدير بسرعة ولكن مع موعد االنتخابات‬ ‫يكون قد أنهى استدارته‪.‬‬

‫أنا أشجع جنبالط‬ ‫على مصاحلة سوريا‬ ‫هل انت جاهز أن تقوم بوساطة بني اخملتارة‬ ‫ودمشق؟‬ ‫ذكرت احدى الصحف ذات مرة هذا االمر‪ .‬نقل‬ ‫خطأ عن لساني‪ ،‬ولكن انا احاول ان اشجع مصاحلة‬ ‫كهذه وال شك في انني لعبت دورا ً كهذا من اربع‬ ‫سنوات‪ .‬ولكن تغيرت االمور كثيرا ً اآلن‪ ،‬اي حجم‬ ‫اخلصومة التي وقعت بيننا وبينه كبيرة‪ .‬ليس من‬ ‫السهل ان تعود االمور الى ما كانت عليه‪ .‬هناك‬ ‫امر قلته بوضوح‪ ،‬اذا كان هناك موقف واضح من‬ ‫املقاومة ومن سوريا في هذا الشأن‪ ،‬عندها يكون‬ ‫االمر تفصيالً‪ ،‬من يجري الوساطة (أكنت انا ام‬ ‫االمير طالل ام فيصل بك ام غيرنا)‪ .‬يجب ان يكون‬ ‫هذان املوقفان اللذان ذكرتهما واضحني‪ .‬ويجب ان‬ ‫يفهم اجلميع‪ ،‬ان سوريا ال تنتظر ان يتحدث معها‬ ‫وليد جنبالط‪ ،‬فهي اصبحت في مكان آخر‪ .‬وجتيد‬ ‫قراءة ما يحصل اقليميا ً للتمكن من العمل في‬ ‫السياسة في لبنان‪ .‬سوريا التي كانت محاصرة‬ ‫من اربع سنوات‪ ،‬هي اليوم حتاصر املشروع االميركي‬ ‫في كل املنطقة‪ ،‬من العراق الى لبنان وفلسطني‪.‬‬ ‫مسألة حل اخلالف معها ليس بالسهل ألن‬ ‫في الفترة الصعبة‪ ،‬تصرف وليد جنبالط بشكل‬ ‫خاطئ جتاهها وكان ينتظر سقوطها‪.‬‬

‫خالفنا مع جنبالط سياسي‬ ‫بني وليد جنبالط‪ ،‬طالل ارسالن ووئام وهاب‬ ‫وسمير القنطار بعد حتريره‪ ..‬كيف يبدو املشهد‬ ‫على الساحة الدرزية؟ خاصة ان وليد جنبالط‬ ‫يقول باالمس (حليفي طالل ارسالن) ويشدد‬ ‫على هذا احللف؟؟!‬ ‫كما قلت لك‪ ،‬انا ال اعتقد ان الوزير طالل ارسالن‬ ‫يضع نفسه في هذا املوقع احلليف جلنبالط‪ ،‬ألن‬ ‫الوزير ارسالن لديه موقفنا نفسه وموقف فيصل‬ ‫الداوود واحلزب القومي ‪ ..‬اخلالف مع جنبالط‬ ‫سياسي‪ .‬ال ميكن لوليد جنبالط ان يقول (حليفي‬ ‫طالل ارسالن)‪ ،‬وفي الوقت عينه‪ ،‬يقوم بشتم‬ ‫ميشال عون مثالً او حزب اهلل او السوريني‪ ،‬فطالل‬ ‫ارسالن ايضا ً حليف هؤالء‪ .‬ال ميكن لوليد جنبالط‬

‫معركة االنتخابات‬ ‫قاسية‪ ،‬ألن من الواضح‬ ‫ان السعوديني‬ ‫اخذوا قرارهم‬ ‫بدفع املال حتى لو‬ ‫كلفهم ذلك مليار دوالر‬ ‫عون وحده واجه سوريا‬ ‫وبعد عودته سعى‬ ‫للبحث في املصالح‬ ‫املشتركة بني البلدين‬ ‫ان يقول لطالل ارسالن‪ ،‬اريد ان اتفق معك على‬ ‫حتييد منطقة الغرب عن املشاكل واقامة تسوية‬ ‫في هذا الشأن مبعزل عن الوضع السياسي‪،‬‬ ‫ففي النهاية سيعود الوضع السياسي ليعكس‬ ‫نفسه‪ .‬غدا ً ذاهبون الى االنتخابات‪ ،‬ماذا سيفعل‬ ‫جنبالط في عاليه؟!‬ ‫ً‬ ‫سيعطي ارسالن مقعدا؟!‬ ‫لن يقبل طالل ارسالن‪ .‬ومن دون ان اكلمه‪ ،‬اعلم‬ ‫انه لن يقبل مبقعد واحد‪ ،‬وهذا طبيعي‪ ،‬ونحن معه‬ ‫بأن ال يقبل مبقعد لنفسه وعيب ان نقبل مبقعد‬ ‫واحد لطالل ارسالن في عاليه‪ .‬ولو كان سيقبل‬ ‫بذلك‪ ،‬لكان فعل في االنتخابات املاضية‪ ،‬حيث‬ ‫كان بإمكانه يومها ان يقيم معه تسوية معينة‬ ‫على مقعده‪ ،‬ولكنه لم يقبل‪ ،‬رغم ان ظروفه‬ ‫حينها كانت اضعف من اليوم‪ .‬اي ان يترك له وليد‬ ‫جنبالط مقعدا ً شاغرا ً وان يأخذه على الئحته‪ .‬هذا‬ ‫امر مهني لطالل ارسالن‪ ،‬وكذلك ان ير ّئسه الئحة‬ ‫ليس له فيها احد‪ ،‬ايضا ً امر مهني له‪ .‬ال اعتقد‬ ‫انه يقبل بهذا االمر‪ .‬على االقل‪ ،‬اعتبر انه يقبل ان‬ ‫يكون معه شخص آخر في عاليه (مسيحي اذا لم‬

‫يكن درزياً)‪ .‬وأصالً على املعارضة الدرزية ان تتحدث‬ ‫مع املعارضة بشكل عام بشأن كل املقاعد‪ .‬مثالً‬ ‫هل نترك فيصل الداوود يجري معركته وحده في‬ ‫البقاع الغربي وراشيا؟! في بعبدا مثالً ايضا ً ماذا‬ ‫سيحصل؟! وفي الشوف؟! أيجب أن يكون هناك‬ ‫(تسليم) في اجلبل وكأنه لم يعد في حساباتنا؟!!‬

‫قرارنا خوض االنتخابات‬ ‫بـ‪3‬مرشحني‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬اين سيكون في الـ ‪2009‬؟‬ ‫انا والتيار منلك قرارا ً بترشيح بعض االشخاص‬ ‫في اكثر من مكان‪ .‬ولكن لم نتخذ بعد تفاصيل‬ ‫هذا القرار‪.‬‬ ‫بالتنسيق مع املعارضة الدرزية واملعارضة‬ ‫بشكل عام؟!‬ ‫طبعاً‪ .‬لذلك ال نريد ان نتحدث اآلن في االسماء‪،‬‬ ‫لكن على االقل لدينا ثالثة مرشحني عن املقاعد‬ ‫الدرزية‪ .‬اخذنا قرار االسماء واماكن الترشيح‪،‬‬ ‫ولكن لن نتحدث عنها قبل التنسيق مع بقية‬ ‫املعارضة (حزب اهلل ‪ -‬التيار الوطني احلر – حركة‬ ‫امل ‪ -‬االمير طالل – فيصل الداوود ‪ ...-‬مع الكل)‪.‬‬ ‫كم هي حظوظ هؤالء الثالثة؟‬ ‫ال مشكلة عندنا بأن يصلوا ام ال‪ .‬ليس املقعد‬ ‫هو الذي يصنع االنسان‪ .‬كم من نائب في اجمللس‪،‬‬ ‫انت كصحافي وال تعرفهم!! املقعد ال يصنع‬ ‫الزعامة واحلضور!‬ ‫كنا منلك القرار بأن ننشئ حزباً‪ ،‬وهذا ما‬ ‫نفعله‪ .‬وعندما تأتي مرحلة االنتخابات‪ ،‬فلن‬ ‫نكون خارجها‪ .‬واذا رشحنا شخصا ً في الشوف‪،‬‬ ‫وأخذ ثالثني الف صوتاً‪ ،‬اين املشكلة؟! ممتاز!‬ ‫من يأخذ ثالثني الف صوت في مواجهة زعامة‬ ‫عمرها ‪ 400‬سنة وفي مواجهة املال والسلطة‬ ‫واموال الدولة التي تصرف في سبيل احلمالت‬ ‫االنتخابية‪ ،‬اعتبره جنح‪ .‬يجب اال ننسى ذلك‪،‬‬ ‫ويجب اآلن ان يبدأ وزراؤنا باحلساب في داخل‬ ‫احلكومة اجلديدة‪ .‬مثالً ال ميكن لرميون عودة (مع‬ ‫محبتي واحترامي له) ان يأتي قبل ثالثة اشهر‬ ‫من االنتخابات وان يفعل كما فعلوا في كفرمتى‬ ‫من بضعة اشهر؛ دفعوا خمسني مليون دوالر‪ ،‬وال‬ ‫احد يعلم ملن دُفعوا‪ .‬ال املستحقون الدروز حصلوا‬ ‫على املال وال املستحقون املسيحيون!! دفعوا ‪970‬‬ ‫اخالء لالزالم واحملاسيب بينهم فقط ‪ 200‬اخالء رمبا‬ ‫للمستحقني‪ .‬ال ميكن لرميون عودة ان يفعلها بعد‬ ‫اليوم في االنتخابات‪ .‬ولم يعد باالمكان ايضا ً اليوم‪،‬‬ ‫ان يحصل في وزارة الشؤون االجتماعية ما كان‬ ‫يحصل في الوزارة السابقة‪ ،‬مثال ان تبقى مدرسة‬ ‫وهمية‪ ،‬فقط ألن من يديرها شيخ او خوري‪ ،‬وان‬ ‫تسرق مال الدولة!! هذه مسؤولية وزرائنا في‬ ‫احلكومة اليوم‪ ،‬وزراء املعارضة‪ ،‬واذا سكتوا عن الهدر‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪43‬‬


‫منبر التيار‬ ‫الذي يحصل فيجب محاسبتهم ومساءلتهم‪.‬‬

‫معركة االنتخابات قاسية‬

‫ال يحل ترسيم احلدود‪،‬‬

‫برأيك‪ ،‬هل انت مرتاح للنتائج املرتقبة‬ ‫النتخابات الـ ‪2009‬؟‬ ‫برأيي‪ ،‬هناك معركة قاسية‪ ،‬ألن من الواضح‬ ‫ان السعوديني اخذوا قرارهم بدفع املال حتى‬ ‫لو كلفهم ذلك مليار دوالر‪ .‬ولكن الظروف‬ ‫االقليمية والدولية لم تعد مؤاتية لهذا‬ ‫التصرف‪ .‬واملرحلة السابقة التي ّ‬ ‫فكر فيها هؤالء‬ ‫بحكم لبنان انتهت‪ .‬في املرحلة الالحقة هناك‬ ‫حكم بالشراكة‪ّ ،‬‬ ‫كل حسب حجمه‪ .‬انتهت‬ ‫املرحلة السابقة‪ ،‬التي جرى فيها استغالل‬ ‫الدم‪ ،‬واالتهامات العشوائية‪ ،‬والشتم‪ ،‬واملال‪،‬‬ ‫والسلطة‪ ،‬والسيادة‪ ،‬وثورة االرز وما الى ذلك من‬ ‫تعابير استعملت‪ .‬تبني في النهاية ان كل هذا‬ ‫كذب‪ ،‬وشعارات ال قيمة لها‪.‬‬

‫هموم اللبنانيني‬

‫أحتدى جعجع أن يترشح!‬ ‫ولكن في املقابل‪ ،‬هم يقولون إن من ناحية‬ ‫املعارضة‪ ،‬هناك اشياء ايضاً تغيرت‪ .‬فمثالً‬ ‫سمير جعجع قال من يومني “إن نغمة الـ ‪%70‬‬ ‫انتهت” ما تعليقك؟‬ ‫لم اسمعه‪ ،‬وأصالً ال اسمعه‪ .‬كل ما قاله من‬ ‫ثالث سنوات‪ ،‬لم يتحقق منه شيء‪.‬‬ ‫سمير جعجع شخصية مفلسة‪ ،‬وهو كالذي‬ ‫ميشي بني القبور‪ ،‬يطلق الصرخات كي ال يخاف‪.‬‬ ‫هو يعرف ان صورته في كسروان سوداء الى‬ ‫اقصى احلدود‪ ،‬ولكنه مص ّر على اجراء معركة‬ ‫في كسروان!! انا احتداه ان يفعل‪ .‬اذا كان بالفعل‬ ‫رجالً‪ ،‬ليترشح في كسروان!!‬ ‫برأيك‪ ،‬لن يترشح في كسروان؟‬ ‫اكيد لن يفعل‪ .‬ولكنني احتداه ان يترشح في‬ ‫كسروان وان يجري معركة هناك‪ .‬فأنا اعرف‪،‬‬ ‫رغم انني من خارج املنطقة وال يحق لي ان‬ ‫اتكلم بهذه الطريقة‪ ،‬اعرف مدى حقد اهل‬ ‫كسروان على امليليشيات وممارساتها‪ .‬اذلهم‬ ‫سمير جعجع طيلة ‪ 15‬عاما ً اكثر مما اذلهم‬ ‫الفريق اآلخر في احلرب؛ بالتصفيات الداخلية‪،‬‬ ‫باستدعاء الناس الى الثكنات‪ ،‬باعدام الضباط‬ ‫والعسكريني‪ ،‬بتدمير القليعات‪ ،‬باخلوات على‬ ‫املطاعم والفنادق واحملالت‪ ...‬ما الشيء الذي لم‬ ‫يفعله في كسروان؟!! كانت الدويلة واململكة‬ ‫التي ميارس فيها سمير جعجع سلطته‪ .‬لم‬ ‫يدع معارض له في كسروان‪ ،‬لم يقتله‪ ،‬من‬ ‫الياس الزايد الى غيره‪ .‬وعندما حصلت املشكلة‬ ‫ِّ‬ ‫يصف مئات الناس‬ ‫بينه وبني ايلي حبيقة‪ ،‬الم‬ ‫من املسيحيني؟!! اليسوا مسيحيني هؤالء؟!‬ ‫فليترشح في كسروان!!‬

‫‪44‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ومشاكلهم‬ ‫في الكهرباء‪ ،‬في فرص‬ ‫العمل‪ ،‬في االمناء‪،‬‬ ‫في االقتصاد‪...‬‬ ‫‪ 11‬مليار دوالر دفعت‬ ‫في الكهرباء واالمور‬ ‫ما زالت على حالها‪،‬‬ ‫بينما تتطلب ‪ 3‬مليارات‬ ‫دوالر تقريباً!‬ ‫نحن مع نفوذ سوري في لبنان‬ ‫هناك دور اقليمي جديد‪ ،‬وتطور جديد‪.‬‬ ‫فسوريا عادت الى موقعها كما ذكرت سابقاً‪.‬‬ ‫اال يخلق هذا االمر خشية من عودة سوريا الى‬ ‫لبنان مثلما كانت قبل ‪2005‬؟‬ ‫انا اكيد انها لن تعود الى لبنان‪ .‬ونحن لسنا‬ ‫مع عودتها‪ ،‬لسبب بسيط‪ ،‬فسيعود بعض فريق‬ ‫‪ 14‬آذار ليكونوا ازالما ً لها‪ ،‬ونحن نصبح في اخلارج‬ ‫ألي‬ ‫ومالحقني‪ .‬ألن هؤالء يعرفون جيدأ ً االستزالم ّ‬ ‫كان‪ .‬هذه طبيعتهم‪.‬‬ ‫سوريا لن تعود الى لبنان عسكرياً‪ ،‬ولكن‬ ‫سياسيا ً هي لم تخرج منه اصالً‪ .‬هناك فرق بني‬ ‫العودة العسكرية والنفوذ‪.‬‬ ‫ولكن هل مقبول ان يكون لسوريا نفوذ في‬ ‫لبنان؟‬ ‫نعم‪ .‬اين املشكلة؟ ملاذا مقبول ان يكون‬ ‫للسعودية نفوذ في لبنان؟!! نحن ليس لدينا حدود‬ ‫مع احد اال سوريا‪ .‬ملاذا غير مقبول ان يكون لسوريا‬ ‫نفوذ في لبنان ومقبول لالميركي الذي يقطع‬

‫االطلسي ليصل الى لبنان ويفرض نفوذه؟!! نحن‬ ‫ال يربطنا شيء بالسعودي‪ ،‬وعلى كافة الصعد‪.‬‬ ‫ولكن بغض النظر عن اجلغرافيا‪ .‬اال يجب‬ ‫ان تكون العالقة بني بلدين ن ّدية‪ ،‬وقائمة على‬ ‫مرتكزات معينة؟‬ ‫نعم طبعاً‪ .‬ولكن ما من بلد في العالم لديه‬ ‫سيادة كاملة‪ .‬حتى فرنسا مثالً او الصني او‬ ‫غيرهم‪ ،‬ال يتمتعون بالسيادة الكاملة‪.‬‬

‫الترسيم والتبادل‬ ‫ال يؤمنان الكهرباء‬ ‫‪ ..‬ومسألة العالقات اللبنانية – السورية؟؟‬ ‫قريباً هناك زيارة للرئيس اللبناني الى سوريا‪،‬‬ ‫تلبية لدعوة الرئيس السوري؟‬ ‫برأيي حسنا ً فعل الرئيس سليمان بأن يذهب‬ ‫الى سوريا كأول زيارة‪ .‬هناك الكثير من القضايا‬ ‫املشتركة بني لبنان وسوريا‪ ،‬و بامكان السوري‬ ‫ان يساعد كثيرا ً العماد سليمان‪ ،‬فاالخير‪ ،‬وفي‬ ‫ظل اجلنون الذي حصل في السنوات املاضية‪،‬‬ ‫بقي صوت العقل‪ .‬متاما ً كما فعل العماد عون‬ ‫عندما عاد‪ .‬فهو الوحيد الذي واجه سوريا‪ ،‬ولكنه‬ ‫ميلك اجلرأة بأن يواجه في الوقت الذي تلزم فيه‬ ‫املواجهة‪ ،‬ولديه اجلرأة ايضا ً ان يصالح في الوقت‬ ‫الذي تلزم فيه املصاحلة‪.‬‬ ‫عندما اصبحت سوريا خارج لبنان‪ ،‬رأى العماد‬ ‫ميشال عون ان هناك ضرورة للتحدث معها في‬ ‫املصالح اللبنانية والسورية‪ ،‬ولم يفعل مثل بعض‬ ‫الضباط اللبنانيني التافهني الذين ارادوا ان يقيموا‬ ‫مظاهرات في طرابلس باسم رفعت االسد وبعض‬ ‫املعارضني “النصابني” في سوريا‪ ،‬واملالحقني من‬ ‫القضاء السوري بدعاوى نصب وشيكات بال رصيد‬ ‫وغيرها‪ !!..‬ينادون بافضل العالقات مع سوريا!!‬ ‫كيف؟! ليس هكذا تبنى العالقات مع سوريا‪.‬‬ ‫بالتبادل الديبلوماسي مثالً؟!‬ ‫عندما يصبح الوضع صحيحا ً مع سوريا‪،‬‬ ‫عندها فقط ميكنهم ان يقيموا تبادال ً ديبلوماسيا ً‬ ‫معها‪ .‬اال تقوم بعض الدول عندما تقع مشكلة‬ ‫بينها وبني دولة اخرى بسحب سفرائها؟!‬ ‫هناك مشكلة قائمة بني لبنان وسوريا‪ ،‬واآلن‬ ‫يحاول الرئيسان االسد وسليمان التفاهم حللها‪.‬‬ ‫عندما حتل‪ ،‬ميكن ان يصبح هناك تبادل ديبلوماسي‪.‬‬

‫سالح اجليش سوري وذخيرته‬ ‫هل الرئيس سليمان قادر على لعب هذا‬ ‫الدور او على االقل ان يضع العالقات اللبنانية –‬ ‫السورية على الطريق السليم؟‬ ‫اكثر رجل قادر على لعب هذا الدور هو الرئيس‬ ‫ميشال سليمان‪ .‬وطبعا ً ليس فؤاد السنيورة‪،‬‬


‫ألن ال السوريني سيصدقونه‪ ،‬وال هو سيقدر ان‬ ‫يكون صادقا ً معهم‪.‬‬ ‫وبالنسبة للعماد سليمان‪ ،‬هناك فترة من‬ ‫التعاون بينه وبني السوريني‪ .‬وما اعرفه ان الرئيس‬ ‫يكن له مودة خاصة ولم تتغير هذه املودة‬ ‫االسد ّ‬ ‫كل السنوات املاضية‪ ،‬وهو بدوره حافظ على هذه‬ ‫العالقة وبقي على اتصال وتنسيق مستمر معهم‬ ‫ملصلحة اجليش‪ .‬كان يستقدم احملروقات والسالح‬ ‫في بعض االحيان من عندهم دون اي مقابل‪ .‬وال‬ ‫ننسى ان كل السالح املوجود مع اجليش اليوم هو‬ ‫سالح سوري (الدبابات والذخيرة واالسلحة ‪.)...‬‬ ‫االميركي لم يعطه شيئا ً ولن يعطيه‪ .‬فكل ما‬ ‫يهدد امن اسرائيل‪ ،‬ممنوع على اجليش ان يأخذه‪.‬‬

‫العالقات الثنائية وشبعا‬ ‫تصحيح العالقات اللبنانية – السورية‪ ،‬الى‬ ‫اي مدى وارد وانعكاسه ايجاباً على ملف مزارع‬ ‫شبعا وبالتالي الوصول من خالل الديبلوماسية‬ ‫الى حترير هذه املزارع؟‬ ‫اوال ً موضوع مزارع شبعا مرتبط باالسرائيلي‬ ‫وليس بالسوري‪ .‬االسرائيلي هو الذي يحتل املزارع‪.‬‬ ‫‪ ..‬ولكن عندما تساعد سوريا على اثبات‬ ‫لبنانية مزارع شبعا؟‬ ‫لن تذهب سوريا حتت االحتالل لتقوم بالترسيم‪،‬‬ ‫ليست هذه هي املشكلة‪.‬‬ ‫لنتحدث بجدية‪ .‬لسنا مستعدين ان نسير وراء‬ ‫شعارات يطلقها بعض السخفاء والذين يعملون‬ ‫في السفارة االميركية‪ .‬ليس ترسيم احلدود‪ ،‬من‬ ‫اولويات لبنان اليوم‪ ،‬وال اللبناني في “طفيل” مثالً‬ ‫همه ترسيم حدود قريته‪ .‬ليست مسألة الترسيم‬ ‫هي مشكلة لبنان اليوم‪ .‬مشاكله في الكهرباء‪،‬‬ ‫في فرص العمل‪ ،‬في االمناء‪ ،‬في االقتصاد‪...‬‬ ‫‪ ..‬ولكن كل وزير لديه مسؤولياته؟ الكهرباء‬ ‫مسؤولية وزير الطاقة مثالً ‪..‬؟‬ ‫ً‬ ‫هناك مسؤولية دولة‪ .‬بعد ‪ 19‬عاما من احلرب‬ ‫في لبنان‪ ،‬ما زال اللبناني يعاني من مشكلة في‬ ‫الكهرباء مثالً!!‬ ‫هذه سياسة دولة؟؟ مشكلة الكهرباء تتطلب‬ ‫‪ 3‬مليارات دوالر تقريبا ً لتحل‪ ،‬رغم انه اصبح‬ ‫مدفوعا ً اكثر من ‪ 11‬مليار دوالر في الكهرباء‬ ‫واالمور ما زالت على حالها! هناك مسؤولية كبرى‬ ‫على الدولة واالمر ال يقتصر على بضعة امتار‬ ‫يجب ترسيمها!! رغم انني ال اقلل من اهمية‬ ‫هذا املوضوع‪ ،‬ولكن حصر املشكلة في لبنان‬ ‫مبسألة ترسيم احلدود هو “تعمية”‪ .‬كان يجب على‬ ‫السنيورة عندما كان يصرف النظر عن عمليات‬ ‫ّ‬ ‫ويفكر باحلدود وقتها!!‬ ‫نهب البلد أن يتذكر‬ ‫فلينظروا الى حاجات القرى وكيفية امنائها‬ ‫وتطويرها‪ ،‬هذا اهم من مسألة حدودها‪.‬‬ ‫االمر اآلخر هو الوهم الذي يعيشونه‪ ،‬ان‬

‫بامكانهم اذا حتدثوا مع االميركي ليضغط‬ ‫على االسرائيلي باخلروج من مزارع شبعا‪ ،‬عندها‬ ‫ميكنهم ان يسحبوا سالح املقاومة! من قال لهم‬ ‫ان موضوع مزارع شبعا يعالج سالح املقاومة؟!‬ ‫يبقى ملف عودة ‪ 400‬ألف فلسطيني‬ ‫‪..‬ألن االسرى حترروا‪ ،‬واالرض حتررت‪،‬‬ ‫واالستراتيجية الدفاعية لتجد حالً حلماية‬ ‫لبنان من االنتهاكات االسرائيلية‪ ..‬لم يعد يلزم‬ ‫سالح املقاومة رمبا؟!‬ ‫والـ ‪ 400‬الف فلسطيني‪ ،‬ماذا نفعل بهم؟!‬ ‫هناك حق العودة!!‬ ‫من يؤكده؟! على لبنان ان يلتزم به؟!!‬ ‫ال‪ ،‬لبنان ميكن ان يطالب بحق العودة في االمم‬ ‫املتحدة!!‬ ‫ً‬ ‫ولكن القرار ‪ 194‬صدر منذ خمسني عاما ولم‬ ‫ي ّ‬ ‫ُنفذ بعد!! من يضمن لنا عودة الـ ‪ 400‬الف‬ ‫فلسطيني؟!!‬ ‫هناك مشكلتان مستعصيتان في املنطقة‪،‬‬ ‫لم يستطع ال ابو عمار وال محمود عباس اآلن‬ ‫ح ّلهما‪ ،‬وهما القدس وحق العودة‪.‬‬ ‫واآلن سيذهب محمود عباس وسيأتون بآخر‬ ‫اي يكن ان يحل هاتني املشكلتني‪،‬‬ ‫ولم يستطع ّ‬ ‫التي ال ميكن لالسرائيلي ان يتساهل فيهما‪.‬‬ ‫هجرتهم اسرائيل‬ ‫هناك ‪ 400‬الف فلسطيني ّ‬ ‫الى لبنان وترفض إعادتهم الى ارضهم‪ .‬كيف‬ ‫تكون مشكلتنا مع اسرائيل قد انتهت؟! من دون‬ ‫مبالغة‪ ،‬هناك امران ايجابيان قام بهما سالح‬ ‫املقاومة غير موضوع التصدي لالسرائيلي‪ ،‬هما‬ ‫منع التوطني ومنع اقامة الدويالت‪ ،‬وما زال يقوم‬ ‫بهما‪ .‬لوال هذا السالح لكان سمير جعجع “نزّل”‬ ‫ّ‬ ‫واحتل املنطقة الشرقية (كما كانوا‬ ‫‪ 200‬ازعر‬ ‫يسمونها)‪ ،‬وكذلك وليد جنبالط‪ ،‬لكان احتل‬ ‫اجلبل واقفله على الناس‪ .‬هذا السالح منع ومينع‬ ‫التقسيم والتوطني بالتحديد‪ .‬ليست له عالقة‬ ‫مبزارع شبعا‪ .‬فلينسوا املوضوع‪.‬‬ ‫املشكلة ان املشروع االسرائيلي يرفض حق‬ ‫عودة الفلسطينيني واكثر من ذلك‪ ،‬هو يطالب‬ ‫بعض اجلهات االسرائيلية بتهجير فلسطينيني‬ ‫جدد‪ .‬حتى لو مت االنسحاب من مزارع شبعا‪ ،‬وجرت‬ ‫مفاوضات مع اسرائيل‪ ،‬يبقى هناك موضوع عالق هو‬ ‫هجرتهم إسرائيل خارج حدود‬ ‫الفلسطينيون الذين ّ‬ ‫حتملهم!!‬ ‫فلسطني الى لبنان واجبرت لبنان على ّ‬

‫اجملتمع الدولي‬ ‫يفكر بالتعويض والتوطني‬ ‫والوضع الدميوغرافي في لبنان ال يستطيع‬ ‫حتمّ ل ‪ 400‬الف فلسطيني‪ .‬ما احلل؟!‬ ‫التقيت املرحوم الرئيس رفيق احلريري في العام‬ ‫‪ ،1994‬وكنت اسأله عن املال الذي يدفعه لوليد‬

‫جنبالط في موضوع املهجرين والذي يصرف على‬ ‫السياسة وليس على املهجرين‪ .‬وسألته يومها‬ ‫عن مصدر هذا املال الوفير وعن كيفية ايفاء كل‬ ‫الديون التي تستدينها الدولة اللبنانية‪ .‬عندها‬ ‫قال لي الرئيس احلريري انه سيحصل سالم مع‬ ‫اسرائيل في العام ‪ ،1996‬وسيكون هناك صندوق‬ ‫الدول املانحة (كما اسماه لي وقتها)‪ ،‬سيدفع‬ ‫لدول املواجهة مع اسرائيل وسيفي لها كل‬ ‫ديونها‪ ،‬مقابل السالم وابقاء الفلسطينيني في‬ ‫اماكنهم‪.‬‬ ‫وكان محقا ً يومها‪ .‬ولكن في العام ‪ 1995‬قتل‬ ‫“رابني”‪ .‬ونذكر جيدا ً ان االمور حينها كانت قد‬ ‫شارفت على النهاية؛ وديعة رابني التي وافقت‬ ‫على االنسحاب الى ما قبل ‪ ،1967‬وبدء املفاوضات‬ ‫مع الرئيس االسد‪.‬‬ ‫في العام ‪ 1996‬حصلت عملية “عناقيد‬ ‫الغضب” على جنوب لبنان وعندها ُعرقل‬ ‫املشروع‪ .‬كان الرهان وقتها أن نستدين أكثر من‬ ‫قدرتنا على اإليفاء‪ ،‬ألنه عندما سيحصل السالم‬ ‫مع اسرائيل وسيبقى الفلسطينيون في لبنان‪،‬‬ ‫ستُدفع كل ديوننا‪.‬‬ ‫وصلنا الى اخلمسني مليار دوالر ديناً‪ ،‬والسالم‬ ‫لم يتم‪ ،‬وفشل كل املشروع‪ ،‬وقتل رابني‪...‬‬ ‫وفي الوقت الذي ما زلنا نعاني من تداعيات‬ ‫هذا الرهان‪ ،‬يظهر “واحد سخيف” ليح ّرض‪ ،‬اما‬ ‫على ميشال عون في املناطق املسيحية واما‬ ‫على حزب اهلل‪ ،‬بأن هذا السالح لالستعمال في‬ ‫الداخل وغيرها!!‬ ‫هم من استعمل الدولة ضدنا اوالً‪ ،‬عندها‬ ‫“ا ّدبناهم”‪ .‬قمنا بعملية محدودة “تأديبية”‪ ،‬ولم‬ ‫حتترق شقة في بيروت وال بناية ‪ ...‬كل املوضوع انه‬ ‫كانت هناك مجموعة من “الزعران”‪ ،‬قمنا بتأديبهم‪.‬‬ ‫هرب زعيمهم واختبأ في قريطم عند سعد احلريري‬ ‫(سليم دياب الذي كان يح ّرض هؤالء الزعران)‪.‬‬ ‫ولو قام سمير جعجع بنفس العمل‪ ،‬لكان‬ ‫تص ّرف اجليش معه كما تصرف في بيروت‪ .‬وكان‬ ‫قد ن ّبهه سابقاً‪ ،‬لذلك لم يتج ّرأ واختبأ‪.‬‬ ‫تعقل املواالة موقت لعودة األميركان‬ ‫اآلن‪ ،‬كيف ترى املشهد في املرحلة املقبلة‪،‬‬ ‫من اآلن وحتى االنتخابات؟‬ ‫بدأنا مرحلة االنتخابات‪ ،‬وال شيء غيرها اآلن‪،‬‬ ‫وحتى احلكومة انتهت قبل ان تبدأ‪.‬‬ ‫اآلن دخلنا مرحلة االنتخابات‪ ،‬ومرحلة انتظار‬ ‫نتائج ما سيحصل في املنطقة‪.‬‬ ‫واضح ان هناك قرارا اميركيا الدواته في املنطقة‬ ‫“بالتعقّ ل” الى حني مترير االنتخابات االميركية‪،‬‬ ‫من ثم العودة‪ .‬عندها سيعود باستراتيجية‬ ‫جديدة‪ ،‬استراتيجية التعاون مع اطراف اقليمية‬ ‫في املنطقة‪ .‬كل ذلك سينعكس على الوضع‬ ‫اللبناني طبعا ً وسيحصل تفاهم على ادارة‬ ‫الوضع اللبناني‪.‬‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪45‬‬


‫منبر التيار ‪ /‬مقابلة‬ ‫أمينة الشؤون االجتماعية في تيار التوحيد امل ابو درغم لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫قمنا بتأمين عمل ألكثر من ‪ 890‬لبنانياً‬

‫ومنح في مدارس وجامعات ألكثر من ‪ 461‬طالباً خالل عامين‬ ‫إن اجملتمع الذي تهد قواه كوابيس الطائفية واحلاجة والفقر‬ ‫والبطالة واألزمات االقتصادية واملالية‪ ،‬هو مجتمع يفتقر الى دعائم‬ ‫الصمود التي ال غنى عنها لتحقيق التقدم على شتى الصعد‪،‬‬ ‫ومنها العامل االقتصادي الذي اصبح احد املطالب احلياتية عند‬ ‫تيار التوحيد كي يخرج لبنان الى درب تاريخه الصحيح‪ ،‬لذلك فان‬ ‫تيار التوحيد وفي مواجهة الواقع املعاش‪ ،‬الذي بات يحتاج الى‬ ‫اكثر من مجرد تدابير تصحيحية‪ ،‬عمل على انتهاج سياسة ترتكز‬ ‫على تثبيت قوائم االجتماع واالقتصاد والثقافة وتطبيقها‪ ،‬بحيث‬ ‫تؤمن للمواطن الرخاء واالزدهار والكرامة‪ ،‬ضمن اطر تضمن له مثل‬ ‫هذه الشروط االساسية لكينونته بحيث يصبح النظام الصالح‬ ‫هو النظام الذي يؤمن للفرد قدسيته وسعادته‪ ،‬وللمجتمع منوه‬ ‫في اطار احملبة والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫والن تيار التوحيد من اهم اهدافه هو مساعدة الذي يعانون من‬ ‫مشاكل اجتماعية واقتصادية وصحية‪ ،‬لذلك كان هدفه األساسي‬ ‫يصب في خدمة تنمية مواطن صالح متوازن يساعد في بناء‬ ‫مجتمع قائم على مبادئ رساالت السماء في مؤسسات متعددة‬ ‫تستقبل االطفال وذوي احلاجات على اختالف مستوياتهم املادية‬ ‫وخلفياتهم الفكرية واالجتماعية والثقافية ليحققوا طموحاتهم‬ ‫وليكونوا االفضل واالرفع واالكثر تقدماً في اخلدمات االنسانية‪.‬‬ ‫وإللقاء الضوء على دور امانة الشؤون االجتماعية في تيار‬ ‫نسعى جاهدين لتحقيق وتأمني ما هو أساسي لإلنسان كي يعيش بكرامة‬ ‫التوحيد واهدافها‪ ،‬وما هي املساعدات التي يتم تقدميها‪ ،‬كان لنا‬ ‫لقاء مع امينة الشؤون االجتماعية الرفيقة امل ابو ضرغم‪ ،‬وهنا السلطة أم في زيادة ثرواتهم‪ ,‬حيث تصبح فكرة تكريس اإلنسان لديهم‬ ‫لالستفادة من خيرات األرض كلها‪ ,‬دون اعتبار اآلخرين‪.‬‬ ‫نص املقابلة‪..‬‬ ‫ما هي مهام أمانة الشؤون االجتماعية في تيار التوحيد؟‬ ‫اإلنسان هو مالك األرض‪ ,‬وله احلق كل احلق باالنتفاع منها ومن خيراتها‬ ‫على األصعدة كافة‪.‬‬ ‫وفي زماننا هذا‪ ,‬رغم كل التطور والرفاهية التي وصلنا لها‪ ,‬نرى أن حقوق‬ ‫إما مهدورة وإما مسلوبة‪ ,‬والفضل في ذلك يعود لذوي السلطة‬ ‫اإلنسان ّ‬ ‫احلاكمة (البعض منهم)‪ ,‬إذ يصبح اإلنسان أداة في يدهم متحكمني به‬ ‫للوصول الى أهدافهم الشخصية وطموحهم الفردي‪ ,‬أكان في مراكز‬

‫نقوم بتقدمي املساعدات الى أكبر شريحة‬ ‫نتمكن منها على قاعدة املساواة بني‬ ‫املواطنني شرط أن يكون طالب املساعدة‬ ‫مؤمناً بوطنه وباملقاومة الشريفة‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وحتى تنجح فكرتهم هذه‪ ,‬وجب عليهم إضعاف – هذا اللبناني – الذي‬ ‫هو إنسان‪ ,‬قبل اجلميع‪ ,‬عن طريق تفكيك اجملتمع‪ ,‬وهكذا يط ّبق املثل القائل‬ ‫في االجتماع ق ّوة “ولكن على طريقتهم وفي امليدان الذي يجدونه أنسب‬ ‫لهم”‪ .‬أما علم وصحة وعمل اإلنسان‪ ,‬التي يفترض أن يكون همهم األول‬ ‫لتقوية مجتمعهم وبيئتهم‪ ,‬فهو ليس على مفكرتهم السنوية‪.‬‬ ‫من هنا يأتي دور أمانة الشؤون االجتماعية املعنية بتقوية اجملتمع‪ ,‬حتى‬ ‫يصبح اإلنسان فيه إنساناً‪ ,‬وال يتحقق ذلك إالّ عبر االهتمام بشؤون هذا‬ ‫وصحة‪.‬‬ ‫اجملتمع من علم وعمل‬ ‫ّ‬

‫العالقة مع وزارة الشؤون االجتماعية‬ ‫هل هناك تواصل مع الفروع واملراكز التابعة لوزارة الشؤون‬ ‫االجتماعية؟‬ ‫إ ّن أمانة الشؤون االجتماعية في تيار التوحيد عملت وستبقى على‬ ‫مجهودها مضاعفا ً لتحقيق هذه األهداف السامية في تفعيل أبناء الوطن‬ ‫الواحد على أسس متينة‪ ،‬بالرغم من العوائق التي سبقت وحدثت في‬ ‫السنوات السابقة وعلى أيام الوزارة السابقة عهد الوزيرة مع ّوض‪ ,‬وكلنا‬


‫تفاؤل بالتغيير‪ ،‬خصوصا ً بالوزارة اجلديدة ومع الوزير ماريو عون‪.‬‬ ‫فأمانة الشؤون االجتماعية في تيار التوحيد‪ ,‬قامت في السنتني املاضيتني‬ ‫– أي منذ تأسيس التيار بتأمني عمل ألكثر من ‪ 890‬لبنانياً‪ .‬فاخلمول في‬ ‫مجتمعنا بنى جدارا ً تستند عليه اإلقطاعية‪ ,‬فقضت األخيرة على الطموح‬ ‫الكامن في اإلنسان وكذلك على الفكر السليم في اتخاذ القرارات املناسبة‪.‬‬ ‫فأصبح اإلنسان بعيدا ً كل البعد عن اإلنسانية في أفكاره وأعماله‪ .‬وبالعمل‬ ‫ر ّد اإلنسان الى مفاهيمه وأصبح سيدا ً لنفسه ولقراراته‪ ,‬أ ّيا ً كانت‪ .‬فبالعمل‬ ‫طريق سريع لبناء شخصيته‪ ,‬وسالحا ً ليصارع متطلبات اجملتمع املادية‬ ‫الغادرة‪ .‬وحتقق ذلك عبر طريق التعاون املستمر بني التيار والفرق السياسية‬ ‫كافة الطامحة للقضاء على اإلقطاعية‪ ,‬ولهم جزيل الشكر‪.‬‬ ‫ما نوع املساعدات التي متنحونها‪ ,‬ووفق أي شروط؟‬ ‫من ضمن اإلمكانيات املتوافرة لدينا‪ ,‬ومن خالل العالقات التي ننسقها‬ ‫مع املؤسسات االجتماعية واالستشفائية نقوم بتقدمي املساعدات ألكبر‬ ‫شريحة نتمكن منها على قاعدة املساواة بني املواطنني وال فرق لدينا إن‬ ‫كان مؤيدا ً لسياستنا االجتماعية أم ال‪ ,‬شرط أن يكون طالب املساعدة‬ ‫مؤمنا ً بوطنه وباملقاومة الشريفة وله تطلعات مستندة على مبدأ محاربة‬ ‫اإلقطاعية‪ ,‬ورفض ّ‬ ‫الذل املمارس عليه من قبل اإلقطاع السياسي وهمه‬ ‫الوحيد هو املساعدة في إنشاء الدولة بكل معنى الكلمة‪ ,‬وليست لدينا‬ ‫إطالقا ً أية شروط كما ذكرنا إال أن يكون طالب املساعدة عضوا ً فاعالً في‬ ‫اجملتمع ويتحمل مسؤوليته الوطنية خالية من الشوائب‪ ,‬كما هو املفروض‬ ‫أن يكون املواطن الصادق‪.‬‬

‫تقييم اخلدمات املقدمة‬ ‫هناك مراكز طبية ومستشفيات متّ التعاقد معها؟ كيف تقييمون‬ ‫اخلدمة التي يقدمونها؟‬ ‫نحن كغيرنا من التيارات السياسية الفاعلة في اجملتمع‪ ,‬نتعاقد مع بعض‬ ‫املؤسسات االستشفائية كمركز الكيان الطبي بفروعه الستة واملنتشر على‬ ‫ونخص بالشكر صاحبه السيد عصام أبو درويش‬ ‫األراضي اللبنانية كافة‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫وعقيلته السيدة لودي أبو درويش على املعاملة الصادقة جتاهنا واللبنانيون‬ ‫كافة على صعيد تخفيف عبء اإلستشفاء بالكفاءة املنشودة‪.‬‬ ‫فهذه املؤسسة تقوم بتقدمي املساعدة الطبية الى قاصديها‪.‬‬ ‫وال نألو جهداً‪ ,‬كأمانة للشؤون االجتماعية‪ ,‬في السعي إليجاد مؤسسات‬ ‫استشفائية للتعاقد معها حتى تتوسع دائرة اخلدمات التي بدأنا بها وال‬ ‫يخفى ببال اجلميع أن عمر تيار التوحيد ال يتعدى السنتني‪ ،‬لكننا نسعى‬ ‫للوصول الى ما هو منشود في تأمني معظم اخلدمات الالزمة بعون اهلل‪.‬‬

‫صندوق التيار للضمان الصحي‬ ‫ّ‬ ‫الصحي ألعضاء‬ ‫هل أمانة الشؤون االجتماعية جتسد صندوق الضمان‬ ‫ومنتسبي التيار؟‬ ‫إ ّن أمانة الشؤون االجتماعية بالتعاون مع أمانة املالية‪ ,‬تقوم حاليا ً بضمان‬ ‫األعضاء املنتسبني للتيار من ضمن اإلمكانيات املتوافرة لدينا‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫الصحي مبا تقدمه‬ ‫أن مؤسسة التيار تشبه الى حد ما صندوق الضمان‬ ‫ّ‬ ‫للمنتسبني‪ ,‬كما أن هذه املؤسسة تسعى لتحقيق طموحاتها عبر املشاريع‬

‫اإلنسان هو مالك األرض‪ ,‬وله احلق‬ ‫كل احلق باالنتفاع منها ومن‬ ‫خيراتها على كافة األصعدة‪.‬‬

‫مؤمن بوطنه وباملقاومة‪.‬‬ ‫مواطن‬ ‫نقوم بتقدمي املساعدات لكل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫االستشفائية بإقامة مستوصفات في املناطق كي تؤمن اخلدمات الصحية‬ ‫بالتعاون مع أصحاب الشأن االجتماعي والصحي‪ ،‬وبالفعل قد أنشأنا مركزا ً‬ ‫صحيا ً وهو مركز سارة الصايغ في منطقة خلدة‪ ,‬ونسعى إلى تشريعه بعد‬ ‫أن أمنّا له فريق العمل املؤلف من صيدلي وطبيب وممرضة وما يلزم من فريق‬ ‫عمل إداري ملواكبة مسيرة التيار ونسعى الى األفضل‪.‬‬ ‫ما هي الصعوبات التي تعترض مهام األمانة ‪ ,‬وما هي اخلطوات التي‬ ‫تعتمدونها لتخطي الصعوبات؟‬ ‫بالرغم من الصعوبات التي م ّر بها الوطن في السنوات السابقة‪,‬‬ ‫وبالتصميم والعمل الدؤوب بالتغيير الى األفضل‪ ,‬الى مجتمع حيث يكون‬ ‫فيه اإلنسان إنساناً‪ ,‬نسعى جاهدين لتحقيق وتأمني ما هو أساسي لإلنسان‬ ‫كي يعيش بكرامة‪ .‬فإذا أمنّا له العمل وكذلك االستشفاء فال يبقى لديه‬ ‫هم العلم‪ .‬وهنا ال يسعنا سوى أن نذكر التعاون الوثيق مع أمانة‬ ‫سوى ّ‬ ‫التربية والشباب بحيث استطعنا تأمني منح في مدارس كثيرة وجامعات‬ ‫ونكون بهذا قد خففنا وطأة احلمل على طالبي العلم ألكثر من ‪ 461‬طالبا ً‬ ‫للمعرفة‪ .‬ونسعى لتوسيع نطاق العمل على تأمني العلم ألوالدنا‪ ،‬ألن اجملتمع‬ ‫الذي يكثر فيه املعلمون املثقفون تكون قاعدته صلبة ومتينة‪.‬‬

‫خطط املستقبل‬ ‫ما خطط أمانة الشؤون االجتماعية وبرامجها املوضوعة للمستقبل؟‬ ‫لكل شخص طامح خطط تتجسد في كيانه ودائما ً ما يسعى‬ ‫نخص بالشكر رئيس تيار‬ ‫لتحقيقها‪ .‬ونحن‪ ,‬أبناء جيل التغيير واإلصالح‪,‬‬ ‫ّ‬ ‫وهاب‪ ,‬على دعمه املستمر لنا في األصعدة كافة‪,‬‬ ‫التوحيد‪ ,‬الرفيق وئام ّ‬ ‫لتحقيق غاياتنا من حياة كرمية وآمنة‪ .‬إذ به يتيح ألمانة الشؤون االجتماعية‬ ‫فرصة تقوية اجملتمع وإعادة األمل إلى اإلنسان واملواطن‪.‬‬ ‫ونقول الى كل من أراد أن يكون إنسانا ً ذا ركن فاعل في مجتمعه‪ ،‬أن‬ ‫ينتمي الى اإلنسانية الكامنة في داخله‪ ,‬وأن يقوم بدعم مجتمعه وحتويله‬ ‫من مجتمع أداة الى مجتمع إنساني صرف‪ .‬وإنه اهلل ولي التوفيق‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪47‬‬


‫منبر التيار‬

‫أمانة شؤون المرأة في تيار التوحيد تواكب‬ ‫مسيرة النشاط االجتماعي في الهاللية‬

‫لبت امانة شؤون املرأة في تيار التوحيد برئاسة‬ ‫الرفيقة فدى وهاب ابو ضرغم دعوة من الرابطة‬ ‫اخليرية في الهاللية بالتنسيق مع مفوضية‬ ‫الهاللية في تيار التوحيد لدعم الرابطة‬ ‫والتمهيد إلنشاء جلنة سيدات الرابطة‪ ،‬والتمهيد‬ ‫إلنشاء جلنة سيدات الرابطة والتمهيد إلنشاء‬ ‫جلنة سيدات الهاللية وضمها الى جتمع النساء‬ ‫التوحيدي املزمع انتشاره في وقت قريب‪.‬‬ ‫وأقيم اللقاء في قاعة الرابطة اخليرية في‬ ‫الهاللية يوم الثالثاء الواقع في ‪ 2008/8/19‬السابعة‬ ‫مسا ًء‪ ،‬وقد حضره وفد من تيار التوحيد ضم امينة‬ ‫شؤون املرأة الرفيقة فدى وهاب ابو ضرغم‪ ،‬امني‬ ‫الداخلية الرفيق هشام االعور‪ ،‬مفوض عام اجلرد‬ ‫الرفيق محمد الصايغ‪ ،‬هيئة مفوضية الهاللية‬ ‫وأعضاء رابطة سيدات من الهاللية وعدد كبير من‬ ‫مشايخ وشيخات البلدة وعدد من اهالي البلدة‬ ‫ورفاق ورفيقات ومناصري التيار‪.‬‬

‫رئيس الرابطة‬ ‫والقى رئيس الرابطة االستاذ مازن زيتوني‬ ‫كلمة رحب فيها باحلضور‪ ،‬وقال‪ :‬إن اخليرين‬ ‫امثالكم ال سيما العنصر النسائي املتميز في‬ ‫نشاطه في اعمال اخلير والعطاء‪ ،‬وال شك في‬ ‫أن الهدف السامي في االعمال االجتماعية هو‬ ‫اخلير والعطاء‪ ،‬حيث اهداف هذه الرابطة‪ ،‬ومن‬ ‫مبادئها االساسية التضامن واحملبة واإلخاء‪ ،‬ونحن‬ ‫كمسؤولني او كأعضاء في هذه الرابطة من واجبنا‬ ‫ان نسعى كي نبقى متضامنني متماسكني في‬ ‫كل اجملاالت‪ ،‬انطالقا ً من البيت الواحد‪ ،‬ومن واجبنا‬ ‫ان نزرع احملبة في نفوس اطفالنا لكل يكملوا‬ ‫املسيرة من بعدنا في التضامن واحملبة واالخاء‪.‬‬

‫امينة شوؤن املرأة‬ ‫وبعدها كان كلمة امينة شؤون املرأة في تيار‬ ‫التوحيد الرفيقة فدى وهاب ابو ضرغم‪ ،‬حيث‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫نرحب بكم ونشكر دعوتكم وحضوركم‪،‬‬ ‫أتينا جنتمع بكم اليوم حتى نكون قريبني من‬ ‫طموحاتكم ومن معاناتكم‪ ،‬كما تعلمون نحن‬ ‫تيار تغييري هدفنا ان نكون شركاء مع كل من‬ ‫يريد العمل معنا‪ ،‬توجهاتنا معروفة والرئيس‬ ‫الرفيق وئام وهاب دائما ً واضح مبواقفه‪ ،‬نحن بقينا‬ ‫في موقعنا‪ ،‬هذا هو موقع الدروز املقاوم‪ ،‬هم غيروا‬ ‫مواقعهم وحاولوا ان يأخذوا اجلميع الى حيث هي‬ ‫مصاحلهم هم‪ ،‬وليس مصالح شعبهم‪.‬‬ ‫نحن نريد ان نكون شركاء معكم نبني واياكم‬ ‫مستقبل اوالدنا‪ ،‬لدينا اهداف تعني هذه الطبقة‬

‫‪48‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جانب من احلضور‬

‫التي نحن منها نحس مبشاكلها‪،‬‬ ‫تعاني من هجرة ابنائها‪ ،‬لذلك‬ ‫هدفنا بناء مؤسسات تؤمن‬ ‫لهم لقمة عيشهم‪ ،‬تؤمن لهم‬ ‫الطبابة والتعليم وفرص العمل‬ ‫هذا ما يقوم به رئيس التيار‬ ‫الرفيق وئام وهاب توجهاتنا‬ ‫السياسية‪ .‬الكل يعرفها نحن‬ ‫شعب مقاوم نعتز باملقاومة‬ ‫وسيدها‪ ،‬نعتز ايضا ً بالرئيس‬ ‫بشار االسد الذي هو الرئيس‬ ‫املمانع االول في البالد العربية‪،‬‬ ‫لذلك نحن نحافظ على هويتنا‬ ‫وانتمائنا العربي‪ ،‬نحن مع كل‬ ‫الشرفاء في هذه االمة العربية‬ ‫يدا ً بيد‪ ،‬نريد الرفعة لكم ولكل االمة‪.‬‬ ‫اننا تيار انبثق منذ سنتني بصمودنا وصمود‬ ‫رئيسه متكنا من اثبات وجودنا في املعارضة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬رغم وقوفنا مع احزاب لها ‪ 20‬او ‪30‬‬ ‫سنة‪ ،‬حوربنا كثيراً‪ ،‬ولكن كما يقولون صاحب‬ ‫احلق سلطان لم يثننا عن نشاطنا ال تهديد وال‬ ‫وعيد‪ ،‬كان الهدف الوصول الى ما نصبو اليه‬ ‫من نصرة ومن اثبات وجود في بلد الضعيف فيه‬ ‫يغلبه القوي‪ ،‬ولكن بعد جتربتنا وجدنا بان من‬ ‫عنده قضية ومن عنده هدف ومشروع إلحياء‬ ‫بلده دائما ً الرب معه وميكنه النجاح في النهاية‪.‬‬ ‫نحن في اجتاه انشاء جتمع النساء التوحيدي‪،‬‬ ‫الننا كما نعلم املرأة نصف اجملتمع ويجب‬ ‫علينا ان ندعم دورها في مجتمعها لتحمي‬ ‫عائلتها فنتمنى معا ً ونتمكن كي نبني هذا‬ ‫التجمع الهدف منه انساني اجتماعي اصالحي‬ ‫تربوي‪ .‬نحن نريد ان نعطيكم شعارات نريد‬ ‫ان نعطيكم اعماال ً ومؤسسات‪ ،‬واي منطقة‬ ‫لديها مشروع تطرح علينا نحن ندرسه واذا كان‬ ‫يفيد املنطقة ندعمه كي يتمكن كل فرد من‬

‫اجملتمع ان يساعد نفسه وعائلته‪.‬‬

‫امني الداخلية‬ ‫كما كانت كلمة ألمني الداخلية الرفيق هشام‬ ‫االعور حيث شكر فيها اعضاء الرابطة على حسن‬ ‫استقبالهم وضيافتهم‪ ،‬شارحا ً خلطة التيار على‬ ‫صعيد إمناء املناطق ودعم هيئات اجملتمع املدني‬ ‫فيها‪ ،‬والتي من ضمنها جاءت زيارتنا الى الهاللية‬ ‫بالتنسيق مع املفوضية داخل البلدة‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬لقد بات وضع القرى في اجلبل في حالة‬ ‫سيئة لم يعد ينفع معها إال رفع الصوت عاليا ً‬ ‫واملطالبة بالتغيير لرفع اإلجحاف احلاصل بحق‬ ‫ابناء اجلبل وقراهم التي اصبحت مهملة وال ينظر‬ ‫اليهم اال في الفترات االنتخابية للحصول على‬ ‫اصواتهم لتكريس االقطاع عليهم وادخالهم‬ ‫مجددا ً في دوامة الفقر واحلرمان‪.‬‬ ‫وبعد ذلك جرى حوار بني احلضور وامني الداخلية‬ ‫تضمن اسئلة تركزت في معظمها على الوضع‬ ‫السياسي بشكل عام وعلى الوضع االجتماعي‬ ‫واالمنائي بشكل خاص داخل البلدة‪.‬‬


‫عون لطالب «التوحيد»‪:‬‬

‫الشعوب التي ال ذاكرة لها تكرر أخطاءها‬ ‫زار وفد من مفوضية التربية والطالب‪ ،‬اساتذة وطالباً‪ ،‬في تيار‬ ‫التوحيد اللبناني رئيس التيار الوطني احلر العماد ميشال عون‪،‬‬ ‫ناقلني حتية رئيس التيار الوزير السابق وئام وهاب‪.‬‬

‫األعور‬ ‫افتُتح اللقاء بكلمة ألقاها أمني الداخلية في تيار التوحيد‬ ‫اللبناني هشام األعور‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫“دولة الرئيس العماد ميشال عون‪.‬‬ ‫بداية نود ان ننقل لكم حتيات رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬وحتيات مفوضية الطلبة اساتذة وطالبا ً في تيار التوحيد‬ ‫واعتزاز شبابها وشاباتها بوجودهم اليوم في صرحكم الكرمي‪ ،‬وهم‬ ‫ينطلقون من لقاء الفكرين التوحيدي والوطني احلر التغييريني‪،‬‬ ‫ويتكامالن في فسحة برنامج واحد وينهالن من مدرسة وطنية‬ ‫جديدة‪ ،‬موئل عقائد التحرير ونظريات بناء الدولة العصرية‪.‬‬ ‫أتينا اليوم من قرى الشوف واجلرد‪ ،‬من اعالي املنت وراشيا‬ ‫وحاصبيا لنعلن عن موقف الشباب املتمرد على الواقع األليم‬ ‫بإقطاعه السياسي املتقوقع في خيمة من ظالم‪ ،‬مستأنسني‬ ‫من مسيرتكم الوطنية التي ستظل راسخة في تاريخ لبنان‬ ‫احلديث بعد أن غدت منارة لكل من يريد التحرر من هيمنة اإلقطاع‬ ‫وبطشه وان يفتح عقله على اجلدل‪ ،‬على الصواب واخلطأ‪ ،‬على‬ ‫اإلقناع واالقتناع‪.‬‬ ‫نشكر لكم استقبالنا‪ ،‬ذلك اننا نلتقي لنبدأ مسيرة هي‬ ‫اشبه باحلج‪ ،‬احلج الى الدولة املدنية طريقة واحدة ال متر اال من‬ ‫الرابية”‪.‬‬

‫عون‬ ‫بعد الترحيب باحلضور استهل العماد عون كلمته بقوله “إن‬ ‫احلياة في الوطن يجب أن تكون حوارا ً مستمرا ً وتعايشا ً مستمراً‪،‬‬ ‫وهذه أفضل وسيلة لتطور الشعب وحلماية مستقبله‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫أننا شعب صغير ممكن ألي كان أن يستقوي عليه‪ ،‬ولكن إذا كنا‬ ‫متّحدين فال أحد ميكن أن يقوى علينا”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬نولد متساوين ومنوت متساوين‪ ،‬ولكننا نعيش مختلفني‪،‬‬ ‫وكل احلياة هي فن إدارة حق االختالف‪ ،‬فإذا نظرنا الى خالفاتنا‬ ‫بإيجابية وجمعناها فإننا نغتني بها أما إذا طرحناها فنفتقر‪ ،‬لذلك‬ ‫نحن ندعو دائما ً لعدم العزلة والى االنفتاح‪ ،‬ألن االختالف ال يبرر‬ ‫االنعزال‪ ،‬واالنعزال وعدم التواصل يولدان التحفظ واخلوف ويخلقان‬ ‫احلواجز املادية التي تخلق بدورها حواجز نفسية فيتباعد اجملتمع‬ ‫ويصل الى الصدام والى القتل‪.‬‬ ‫وحدتنا الوطنية إذا ً تبدأ من هنا وهي أفضل جهاز للدفاع عن‬ ‫أرضنا وعن مجتمعنا”‪.‬‬

‫عون اثناء لقائه طالب واساتذة تيار التوحيد‬

‫وأضاف‪“ :‬الشعوب التي ليس لها ذاكرة تكرر أخطاءها‪ ،‬لذلك‬ ‫يجب أن تكون لدينا ذاكرة‪ .‬لقد مرت على لبنان سنوات سيئة جداً‪،‬‬ ‫يجب أن ال ننسى املاضي السيئ كي ال نكرره‪ ،‬ولكن أيضا ً ال يجب‬ ‫أن نتوقف عنده حتى نتمكن من بناء املستقبل‪ ،‬ال أحقاد تتوارث‬ ‫ولنتطلع الى األمام”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وتابع‪“ :‬في فترة االحتالل السوري كنت أتوجه دائما الى شباب‬ ‫التيار بالقول أمامكم هدفان‪ ،‬أوال ً حترير األرض وهو األسهل‪ ،‬ألنه‬ ‫سيأتي يوم وتخرج فيه سوريا من لبنان‪ ،‬وثانيا ً هو التحرر وهو‬ ‫األصعب ألنه عليكم أن تتحرروا وتساعدوا على حترر مجتمعكم‬ ‫من التقاليد التي متنع التقدم واالنفتاح وتق ّبل األفكار اجلديدة‪،‬‬ ‫وعليكم أن متيزوا بني ما هو جيد في تقاليدنا فنحافظ عليه‪ ،‬وبني‬ ‫ما هو عائق أمام التطور واالنفتاح فنتخلص منه‪ .‬وتبقى العوائق‬ ‫أمام التطور ثالثة أوال ً اإلقطاع السياسي الذي يتربع سعيدا ً‬ ‫على عرشه ويرفض أن يتحرك‪ ،‬والثاني هو املذهبية والتعصب‬ ‫الطائفي الذي يشل اجملتمع ويشكل نوعا ً من التهدمي الذاتي‪.‬‬ ‫والثالث هو اإلقطاع املالي أو املال السياسي وإقطاع اخلدمات‬ ‫الذي هو سبب الفساد حيث يستعبدون الناس بحقوقهم‪،‬‬ ‫فيجردونهم من هذه احلقوق ثم مينّون عليهم بها على شكل‬ ‫خدمات”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬ما بدأناه اليوم في هذه احلكومة هو عملية ضبط‪ ،‬على‬ ‫األقل في الوزارات التي نحن فيها‪ ،‬وهذه احلكومة هي أفضل مما‬ ‫سبقها وتعرفون ذلك من التململ املوجود لدى قوى املواالة والذي‬ ‫يعبرون عنه في تصاريحهم وإعالمهم”‪.‬‬ ‫وختم قائالً‪“ :‬أمتنى عليكم أن ال تكونوا متشائمني‪ ،‬ألن املستقبل‬ ‫هو ملن يتفاءل‪ ،‬التشاؤم مينعكم من أي عمل إيجابي‪ ،‬وارفضوا‬ ‫احلياد في القضايا الوطنية‪ ،‬ألن احليادي هو “برسم اإليجار”‪ ،‬وكذلك‬ ‫مدع‪ ،‬إذ في العمل‬ ‫من يقول إنه مستقل‪ ،‬ألن املستقل هو إنسان ّ‬ ‫الوطني ليس من فعالية للشخص مبفرده بل للمجموعات‪ .‬يجب أن‬ ‫نكون معنيني ال حياديني وال مستقلني‪ ،‬يجب أن تكون لدينا خيارات‪،‬‬ ‫ألن اخليارات تصنع القوى التي ميكنها ان تغ ّير‪ .‬فأهال بكم وان شاء‬ ‫اهلل نلتقي معكم دائماً”‪.‬‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪49‬‬


‫منبر التيار‬

‫الجاهلية تضمد جراحها‬ ‫وتوحد جهودها‬ ‫ّ‬

‫الشيخ ابو علي سليمان ابو ذياب يتحدث خالل املصاحلة والى ميينه الشيخ ابو سعيد فايز ابو ذياب‬

‫جانب من احلضور اثناء املصاحلة‬

‫‪50‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بعد احلادث املؤسف واملؤلم الذي أصاب بلدة‬ ‫اجلاهلية‪ ،‬تواصلت وتسارعت االتصاالت بني‬ ‫وجوه اخلير‪ ،‬لوأد الفتنة في مهدها‪ ،‬وهذا ليس‬ ‫صدفة‪ ،‬إنه من شيم وأخالق االهل جميعاً‪.‬‬ ‫وفي هذا االطار كان الدور الكبير للمراجع‬ ‫الروحية‪ ،‬وعلى رأسهم الشيخ اجلليل ابو‬ ‫محمد جواد ولي الدين‪ ،‬والشيخ اجلليل ابو‬ ‫علي سليمان ابو ذياب‪ ،‬والشيخ اجلليل ابو‬ ‫سعيد فايز ابو ذياب‪ ،‬وعدد من رجال الدين‬ ‫وفعاليات البلدة‪ ،‬وكثيرين من أهل اخلير‪..‬‬ ‫وكان اجلميع يؤكدون على ضرورة طي‬ ‫صفحة املاضي واعتبار احلادث طارئا ً وعابراً‪،‬‬ ‫بالرغم من األلم الذي اعتصر اجلميع لسقوط‬ ‫شاب من شباب البلدة والذي لم يكن احلادث‬ ‫الذي اودى بحياته مدبرا ً بل نتيجة خطأ وتسرع‬ ‫وانفعال‪ ،‬حيث اجمع اجلميع على القفز فوق‬ ‫اآلالم واجلراح والعبور نحو املصاحلة وتضميد‬ ‫اجلراح واستعادة األلفة والوحدة واحملبة بني‬ ‫ابناء البلدة الواحدة التي جتمع عائالتها أواصر‬ ‫القربة واملصاهرة والتآخي والوقوف معا ً في‬ ‫امللمات‪.‬‬ ‫لذلك أثمرت جهود اخليرين في التوصل الى‬ ‫املصاحلة التي متّت على مراحل‪ ،‬بدأت بتهدئة‬ ‫النفوس وفي استيعاب ان احلادثة عرضية‬ ‫وانها ليست سوى وليدة ساعة غضب مما‬ ‫افسح اجملال ألن تأخذ االتصاالت واللقاءات‬ ‫طريقها اإليجابي نحو هذه املصاحلة التي‬ ‫ليست بعيدة عن اخالق اهل اجلاهلية‬ ‫ومناقبهم ورجولتهم وتضحياتهم الذين‬ ‫يقفون مع بعضهم ويتناسون كل ما يحل‬ ‫بهم من مصائب‪.‬‬ ‫وفي اطار املراحل التي مرت بها املصاحلة‬ ‫كان يومي السبت واالحد بتاريخ ‪ 9‬و‪10‬آب‬ ‫‪ 2008‬مناسبة توحيدية انهت ذيول حادث‬ ‫اجلاهلية املؤسف بني جميع اهالي البلدة‪،‬‬ ‫بحضور عضو املكتب السياسي في تيار‬ ‫التوحيد االستاذ يوسف ابو ذياب ورئيس‬ ‫البلدية السيد امني ابو ذياب ومسؤولني من‬ ‫الطرفني‪ .‬وقد كان هناك تقدير من اجلميع‬ ‫ملوقف والد الفقيد الذي جتاوز مصابه الكبير‬ ‫بإميان ورفعة من أجل الوصول الى حل وقد كان‬ ‫هذا املوقف موضع تقدير اجلميع‪ ،‬حيث جرى‬ ‫عناق ومصافحة بني املعنيني الذين تسببوا‬ ‫باحلادث املؤسف‪ ،‬حيث اعتبر اجلميع‪ ،‬ان هذه‬


‫انتم االصل والفصل‬ ‫جذورنا في عمق‬ ‫االرض بكم نرفع‬ ‫هاماتنا لألعالي‬

‫عناق ومصافحة بني اهل البيت الواحد‬

‫املصاحلة جمعتهم على طريق واحدة‬

‫املصاحلة هي ختم للملف وطي لصفحة‬ ‫سوداء‪.‬‬ ‫وفي تفاصيل املصاحلة‪ ،‬قام وفد يضم عددا‬ ‫كبيرا من رجال الدين وفعاليات واهالي البلدة‬ ‫ورئيس البلدية واعضائها بزيارة الشيخ اجلليل‬ ‫ابو سعيد فايز ابو ذياب واملرجعية الروحية‬ ‫الدرزية الشيخ ابو علي سليمان ابو ذياب‪،‬‬ ‫حيث قام الوفد برفقة الشيخ ابو ذياب بزيارات‬ ‫عدة ضمت العديد من منازل املعنيني باحلادث‬

‫ومنهم اهل الفقيد‪ ،‬الذين بدورهم قاموا‬ ‫بزيارات عدة في البلدة‪.‬‬ ‫املصاحلة التي متت‪ ،‬ومتاسك االهل في‬ ‫الشدائد‪ ،‬والترفع على األخطاء‪ ،‬وتداعي اهل‬ ‫اخلير واملراجع الروحية والعائلية‪ ،‬عبرت عن‬ ‫اواصر االخوة واحملبة التي تربط اجلميع‪ ،‬ورسخت‬ ‫القيم الي نعتز بها وجهدنا من اجل مستقبل‬ ‫افضل لتنعم االجيال باالستقرار والطمأنينة‬ ‫التي هي مصدر العطاء املتواصل‪....‬‬

‫اهلنا الكرام‪،‬‬ ‫ان من شيم الكبار التسامح والعفو عند‬ ‫املعذرة‪ ،‬والرؤية البعيدة‪ ،‬والرأي الصائب‪ ،‬هكذا‬ ‫عرفت اهلي وتربينا في ربوع االرض املعطاء‪،‬‬ ‫واكتسبنا اخلصال احلميدة التي ورثناها عن‬ ‫االباء واالجداد ونتناقلها جيالً بعد جيل‪...‬‬ ‫وفي معترك احلياة الكثير من القضايا‬ ‫واملواقف‪ ،‬ومن منّأ ال يخطئ‪ ،‬هذه هي حال‬ ‫البشر‪ ،‬وفي تواصل االجيال تستمر احلياة في‬ ‫التدفق‪ ،‬وهنا الكثير من الدروس والتجارب التي‬ ‫حتتاج الى وقفة مع الذات‪ ،‬وهذا هو حال الدنيا‪،‬‬ ‫فإعادة تقييم االمور والتصويب باجتاه وحدة‬ ‫الصف والتماسك والتكاتف هي الغاية‪.‬‬ ‫وما يجمع اهل اخلير واملعروف‪ ،‬االخالق‬ ‫العالية التي تترفع عن الصغائر‪ ،‬وتنظر الى‬ ‫االعالي والقيم‪ ،‬فهم من اصحاب النفوس‬ ‫الكبيرة التي تأبى الضيم‪ ،‬وعنوانها تغليب‬ ‫مصلحة اجملتمع على مصلحة الفرد‪ ،‬هكذا‬ ‫تعلمنا وهذه هي حقائق مؤكدة نسير على‬ ‫خطاها‪.‬‬ ‫انتم اهلي وبكم نعتز‪ ،‬فانتم محط فخرنا‬ ‫وشموخنا ومصدر العطاء في سواعدنا‬ ‫وعقولنا‪.‬‬ ‫نستذكر قول الشاعر الذي يتحدث عن‬ ‫األهل‪:‬‬ ‫هم أهلي إن أكلوا حلمي و ّفرت حلومهم‬ ‫وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ً‬ ‫نعم الفرد يضحي من اجل اجملتمع الذي‬ ‫ينتمي اليه‪ ،‬واملستقبل هو دائما ً لألجيال‬ ‫الصاعدة‪ ،‬وعدم التوقف عند محطة معينة‪،‬‬ ‫والتاريخ هو معلمنا الذي يحكي لنا مواقف‬ ‫خالدة رسخت انبل القيم في وجداننا وهو‬ ‫الدرس الكبير الذي ينبغي ان نتعلمه‪،‬‬ ‫التسامح والعفو وهي من شيم اهل املروءة‪،‬‬ ‫فليس هناك من رابح او خاسر‪ ،‬كلكم اهلي‪،‬‬ ‫بظلكم نشعر باألمل والصفاء‪ ،‬ومنضي‬ ‫مسيرة العطاء من اجل اضافات جديدة تراكم‬ ‫العطاءات وتتجه بالتغيير نحو االفضل‪،‬‬ ‫وهذه هي غايتنا التي نناضل من اجلها في‬ ‫تيار التوحيد بقيادة الرئيس الرفيق وئام وهاب‬ ‫وبقية رفاقنا الذين هم مصدر اعتزازنا وبهم‬ ‫نكبر ومنضي باجتاه الغد املشرق‪.‬‬

‫مهيبة العسراوي‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪51‬‬


‫منبر التيار‬

‫منسقة العالقات الخارجية تزور سفارات نيجيريا واسبانيا وكوبا‬ ‫قامت مسؤولة العالقات اخلارجية في تيار‬ ‫التوحيد فريال ابو ذياب بزيارة السفارة النيجيرية‬ ‫في بيروت حيث التقت السفير النيجيري‬ ‫حميد ابا لويرو حاملة إليه حتية رئيس التيار‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪.‬‬ ‫في بداية اللقاء عبر السفير النيجيري‬ ‫عن سروره ملبادرة رئيس اجلمهورية اللبنانية‬ ‫ميشال سليمان بفتح السفارات والعالقات‬ ‫الدبلوماسية بني البلدين لبنان وسوريا‪.‬‬ ‫كما أعطى ابو ذياب حملة عامة عن اهتمامه‬ ‫‪...‬ومع السفير النيجيري‬ ‫ابو ذياب مع السفير االسباني‬ ‫لتوطيد العالقات االجتماعية والثقافية بني‬ ‫مختلف اعضاء اجملتمع املدني اللبناني و النيجيري‪.‬‬ ‫و ذكر ان نيجيريا بلد سياحي وتقريبا ً مجهول الهوية‪ .‬وختم اللقاء بالتمنيات الشديدة‬ ‫للتواصل الدائم بني الشعبني اللبناني والنيجيري‪.‬‬ ‫وزارت سفارة اسبانيا في احلدث‪ ،‬حيث التقت القنصل لويس برادوس كوفاروبياس‪ ،‬خالل اللقاء‬ ‫نقلت ابو ذياب حتيات رئيس التيار الوزير السابق وئام وهاب‪.‬‬ ‫وتخلل اللقاء تبادل الرؤى حول أهمية تطبيق اتفاقات الدوحة وسرور اجلانبني مببادرات‬ ‫رئيس اجلمهورية ميشال سليمان حول العالقات الديبلوماسية بني لبنان وسوريا‪،‬‬ ‫وأهمية التواصل املستمر على الصعيد الديبلوماسي خدمة للمصالح الوطنية‬ ‫املشتركة‪.‬‬ ‫كما اجتمعت مع القنصل الكوبي ماريا ايزابيل دي أورا و السكريتير االول غيجرمو‬ ‫سوارس بورخس‪ ,‬و تخلل اللقاء تبادل وجهات النظر حول االوضاع السياسية الراهنة في‬ ‫البالد‪ ,‬كما عبروا عن شكرهم الكبير لرئيس التيار الوزير السابق وئام وهاب على مواقفه‬ ‫اجلريئة والداعمة للجمهورية الكوبية و تضامنه مع قضية املعتقلني اخلمسة في السجون‬ ‫االميركية‪.‬‬

‫مبروك‬

‫منبر اجملتمع‬

‫وعد شوقي ابو ذياب‬

‫*‬ ‫**‬

‫‪...‬ومع القنصلز الكوبي‬

‫هادي باسل ابو ذياب‬

‫بانا طليع ابو ذياب‬

‫تتوجه مفوضية اجلاهلية النسائية في تيار التوحيد بتهنئة الرفاق شوقي ابو ذياب‪ ،‬طليع ابو ذياب وباسل ابو ذياب وعقيالتهم بالوالدات اجلديدة‪.‬‬ ‫ألف مبروك‪ ،‬فاألطفال زينة احلياة الدنيا‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يتقدم تيار التوحيد بالتهاني الى امني الداخلية الرفيق هشام األعور مبناسبة عقد خطوبته على اآلنسة تغريد مرشد الشعار ‪.‬‬ ‫تتقدم أسرة «منبر التوحيد» بالتهاني الى الزميلة الرفبقة راوية مالك أبو ذياب بعقد خطوبتها على الرفيق مكرم أبودرغم‪.‬‬ ‫الزالت األفراح في تياركم عامرة‬


‫مقال‬

‫تجديد الفكر القومي أم الفكر العربي؟‬ ‫د‪ .‬عصام نعمان‬ ‫في إطار “دمشق ‪ -2008‬عاصمة الثقافة العربية”‪،‬‬ ‫ُعقد برعاية نائب رئيس اجلمهورية الدكتورة جناح‬ ‫العطار مؤمتر “جتديد الفكر القومي واملصير العربي”‪،‬‬ ‫عالج فيه الباحثون واملشاركون على مدى خمسة‬ ‫أيام ‪ 15‬محورا ً تتعلق مبختلف جوانب املوضوع‪.‬‬ ‫من القضايا التي حظيت مبشاركة ومناقشة‬ ‫واسعتني قضية القومية والهوية العربيتني في‬ ‫ضوء التحديات التي تواجه األمة في املرحلة‬ ‫الراهنة واملستقبل املنظور‪ .‬ذلك أن نفرا ً من‬ ‫وكنت بينهم‪ ،‬حرص على‬ ‫الباحثني واملشاركني‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بيان الفارق اجلوهري بني القومية والهوية‪ ،‬وما‬ ‫يستتبع ذلك من تداعيات وانعكاسات على‬ ‫العمل النهضوي العربي‪ ،‬الفكري والسياسي‪ ،‬في‬ ‫احلاضر واملستقبل‪.‬‬ ‫‪ ‬قلت‪ ،‬وشاركني بعض النهضويني القدامى‬ ‫ُ‬ ‫واجلدد‪ ،‬أن ثمة فارقا ً بني القومية العربية والعروبة‪.‬‬ ‫فالقومية العربية اكتسبت بعد احلرب العاملية‬ ‫الثانية‪ ،‬ال سيما في فكر حزب البعث وممارسة‬ ‫جمال عبد الناصر‪ ،‬معنيني متمايزين‪ .‬فهي تارة‬ ‫إيديولوجيا وتارة أخرى حركة سياسية‪ .‬القومية‬ ‫كإيديولوجيا ّ‬ ‫شكلت بالنسبة إلى دعاتها عقيدة‬ ‫بل منظومة من املفاهيم والرموز واملفردات‬ ‫واألهداف الثابتة كادت تتماهى مع مفهوم األمة‬ ‫ذاتها‪ .‬والقومية كحركة سياسية نشدت حترير‬ ‫األمة وتوحيدها وفق مفهوم دعاتها وأنصارها‪ ،‬أي‬ ‫وفق االيديولوجيا القومية ذات املفاهيم والرموز‬ ‫واألهداف الثابتة‪.‬‬ ‫‪ ‬العروبة‪ ،‬تعريفاً‪ ،‬هوي ٌة ثقافية وسياسية‬ ‫ومعان وتطلعات تتصف بها‬ ‫تنطوي على قيم‬ ‫ٍ‬ ‫مجاميع من املنتمني إلى األمة مبا هي اجتماع‬ ‫سياسي وحضاري‪ .‬وفيما تنطوي القومية‪ ،‬وفق‬ ‫تعريف دعاتها‪ ،‬على مفاهيم ورموز وأهداف ثابتة‪،‬‬ ‫تتصف العروبة كهوية بأن قيمها ومعانيها‬ ‫وتطلعاتها متحركة ومتطورة وذات دينامية دائمة‬ ‫التأثر بتحوالت الزمان واملكان‪.‬‬ ‫‪ ‬على الصعيد السياسي‪ ،‬يسعى دعاة القومية‬ ‫إلى إقامة الدولة ‪ -‬األمة أو الدولة القومية التي‬ ‫اتصف بها تاريخ أوروبا في القرنني الثامن عشر‬ ‫والتاسع عشر والربع األول من القرن العشرين‪.‬‬ ‫وقد تأثر دعاة القومية في بالدنا العربية باحلركة‬ ‫القومية في أوروبا وسعوا مثلما سعى دعاتها‬ ‫األوروبيون إلى إقامة حركة قومية يكون هدفها‬ ‫بناء دولة ‪ -‬أمة أو دولة قومية في بالد العرب‪.‬‬ ‫‪ ‬القائلون بالعروبة كهوية‪ ،‬القدامى منهم‬

‫واجلدد‪ ،‬سعوا ويسعون إلى إقامة دولة مدنية‬ ‫دميقراطية على أساس حكم القانون والعدالة‬ ‫والتنمية‪ ،‬تعتمد االحتادية (الفدرالية) في نظامها‬ ‫السياسي وهيكليتها الدستورية‪ .‬ولهذه املدرسة‬ ‫من العروبيني الدميقراطيني حجج كثيرة يسوقونها‬ ‫لدعم مفهومهم احلركي للهوية واعتمادهم خيار‬ ‫الدميقراطية االحتادية في بناء دولتهم املدنية‪،‬‬ ‫لعل أبرزها تعددية اجملتمع العربي وتنوعه‪ .‬ذلك أن‬ ‫نظرة موضوعية متأنية إلى االجتماع السياسي‬ ‫واحلضاري العربي تفصح عن حقيقة ساطعة‬ ‫هي وجود أقوام وأثنيات وطوائف ومذاهب ولغات‬ ‫وثقافات متعددة في القارة العربية‪ .‬لذلك فإن‬ ‫اعتماد مقولة القومية كإيديولوجيا يفضي إلى‬ ‫منط من احلصرية والعنصرية إذ تصبح عقيدة قوم أو‬ ‫جماع ٍة من الناس‪ ،‬كبيرة أو صغيرة‪ ،‬تعتنقها وتنادي‬ ‫بها دون سائر الفئات واألقوام واإلثنيات والطوائف‪.‬‬ ‫واحلال أن العروبة كهوية تتصف مبز ّية جامعة‬ ‫من حيث تركيزها على املشتركات السياسية‬ ‫واالجتماعية والثقافية القائمة بني تلك األقوام‬ ‫واألثنيات والطوائف واملذاهب والثقافات‪ .‬ثم أن‬ ‫اختيار االحتادية (الفدرالية) كنظام سياسي يفسح‬ ‫في اجملال لتحقيق مبدأ “التنوع في إطار الوحدة”‪،‬‬ ‫التوحد‪ ،‬بل يكون‬ ‫فال يكون التعدد طريقا ً إلفساد‬ ‫ّ‬ ‫التنوع السياسي لألمة مصدر إثراء وإبداع‪.‬‬ ‫في هذا السياق‪ ،‬يو ّفر‪ ‬لنا التاريخ السياسي لألمة‬ ‫مثاال ً وحجة‪ .‬فنظام اخلالفة العربية اإلسالمية إمنا‬ ‫كان نظاما ً احتادياً‪ ،‬والعرب كانوا من أوائل مبدعيه‪.‬‬ ‫ذلك أن اخلليفة وجهاز حكمه املركزي تو ّلى حصرا ً‬ ‫ممارسة الصالحيات املتصلة بشؤون الفقه وبيت‬ ‫املال والدفاع والعالقات اخلارجية املتصلة بأمور‬ ‫احلرب والسلم‪ ،‬وترك للوالة في والياتهم جميع‬ ‫األمور األخرى‪ ،‬ال سيما تلك املتصلة بشؤون‬ ‫حياتهم اليومية وخصوصية مناطقهم‪ .‬أال‬ ‫تكون‪ ،‬واحلال هذه‪ ،‬النظم السياسية االحتادية‬ ‫في الواليات املتحدة األميركية وكندا واستراليا‬

‫والهند وروسيا وأملانيا والبرازيل مناذج مطورة عن‬ ‫نظام اخلالفة االحتادي؟‬ ‫‪ ‬يستوي في أهمية مسألة القومية‬ ‫كإيديولوجيا والعروبة كهوية مسألة أخرى راهنة‪.‬‬ ‫إنها مسألة التحديات التي تواجه العروبة مبا هي‬ ‫منطلق حلركة نهضوية حتررية دميقراطية احتادية‪.‬‬ ‫فالعروبيون النهضويون يواجهون في عصرنا أربعة‬ ‫حتديات بالغة اخلطورة ‪:‬‬ ‫أول التحديات بؤس الوضع االجتماعي العربي‬ ‫من حيث تصاعد معدالت الفقر واملرض واجلهل‬ ‫واألمية‪ ،‬واستشراء اجلوع والبطالة والتهجير‬ ‫والهجرة‪ ،‬وتنامي أساليب الضغط والقمع‬ ‫والتسلط واالستبداد والتغ ّول املنهجي على‬ ‫حقوق اإلنسان واحلريات العامة‪.‬‬ ‫ثاني التحديات تفاقم خطورة االستعمار‬ ‫االستيطاني الصهيوني االقتالعي اآلخذ في‬ ‫دعم أميركي سياسي ومادي‬ ‫التوسع وسط‬ ‫ٍ‬ ‫متصاعد‪ ،‬وركود عربي ملحوظ ينزلق القائمون‬ ‫عليه واملستفيدون منه إلى تسليم متدرج به‬ ‫واستعداد متناقض ملصاحلته حينا ً وخملالفته حينا ً‬ ‫آخر بدعوى التضامن ملواجهة تهديدين يزعمون‬ ‫أنهما يتمثالن باإلسالم السنّي املتطرف واإلسالم‬ ‫الشيعي املتوثب ‪.‬‬ ‫ثالث التحديات صعود العوملة مبا هي حرية‬ ‫حركة انتقال الرساميل واخلبرات واملهارات‪،‬‬ ‫وانفتاح األسواق على بعضها بعضا ً في شبه‬ ‫إطار توحيدي شامل وسط ثورة في عالم االتصال‬ ‫والتواصل واملواصالت باتت معها املسافات مجرد‬ ‫حالة ذهنية‪ .‬ذلك كله أدى إلى اتساع دائرة الهيمنة‬ ‫األميركية السياسية والعسكرية‪ ،‬وتعاظم وتيرة‬ ‫هجومها على حركات التحرر واملقاومة في ما‬ ‫أطلقت عليه زورا ً مصطلح “احلرب على اإلرهاب”‪.‬‬ ‫رابع التحديات صعود الفت لإلسالم احلركي‪،‬‬ ‫ال سيما اجلناح السلفي املتطرف‪ ،‬في مروحة‬ ‫تنظيماته املتناسلة في أربع رياح األرض‪ ،‬ونزوع‬ ‫بعضها إلى االلتقاء‪ ،‬وأحيانا ً إلى التحالف‪ ،‬مع‬ ‫الواليات املتحدة في حملة مواجهتها حلركات‬ ‫التحرر واملقاومة‪.‬‬ ‫األصح القول الفكر العربي‪-‬‬ ‫‪ ‬إن الفكر القومي ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫النهضوي الدميقراطي وجناحه‬ ‫ال سيما جناحه‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمي الشوري محكو ٌم عليه‪ ،‬وهو يواجه كل‬ ‫هذه التحديات‪ ،‬بأن يضطلع في الوقت نفسه‪ ،‬اليوم‬ ‫وغداً‪ ،‬مبهمة مراجعة جتربته وإعادة النظر مبناهجه‬ ‫وآلياته مبا هي مناط جتديد نفسه واالرتقاء بفعله‬ ‫وفعاليته االجتماعية والثقافية والسياسية إلى‬ ‫حالة إنسانية أعلى وأغنى وأشمل‪.‬‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪53‬‬


‫الغالف‬ ‫فشلت محاوالت عزل سوريا كمرجعية عربية وإقليمية ودولية‬

‫زيارة األسد إلى موسكو تمتين للتحالف االستراتيجي‬ ‫دمشق تمسك ملفات في المنطقة فتتقدم وواشنطن تتراجع‬

‫االسد وميدفيديف‬

‫بات من الواضح وعلى ارض الواقع‪ ،‬ان سوريا‬ ‫اعادت تأكيد دورها العربي واالقليمي والدولي‪،‬‬ ‫وليست رقما ً يختزل في املعادالت‪ ،‬وقد فشلت‬ ‫محاوالت الواليات املتحدة االميركية وحلفائها‬ ‫في عزلها ومحاصرتها سواء بالقرارات الدولية‬ ‫التي صدرت ضدها‪ ،‬من قانون محاسبة سوريا‬ ‫الذي اصدره الكونغرس االميركي في العام ‪،2003‬‬ ‫الى القرار ‪ 1559‬الذي طالبها بسحب قواتها من‬ ‫لبنان في ايلول ‪ ،2004‬والى كل القرارات التي‬ ‫اعقبت جرمية اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬التي‬ ‫كان الهدف منها توجيه االتهام السياسي اليها‬

‫‪54‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عن دور لها في عملية االغتيال كونها كانت‬ ‫موجودة بقواتها العسكرية واجهزتها االمنية‬ ‫فيه‪.‬‬ ‫ومرت ثالث سنوات واكثر على سوريا‪ ،‬كانت‬ ‫صعبة‪ ،‬مع التطورات العربية واالقليمية والدولية‪،‬‬ ‫حيث سعت االدارة االميركية الى تشكيل‬ ‫محور عربي سمته “دول االعتدال” ضد سوريا‪،‬‬ ‫وعملت على منع انعقاد القمة العربية على‬ ‫ارضها‪ ،‬الى استصدار قرارات رئاسية اميركية‬ ‫يحظر على شخصيات سورية السفر اليها او‬ ‫الى دول اخرى‪ ،‬ومنع التعامل معهم مالياً‪ ،‬الى‬

‫اجراءات اخرى كلها تصب في خانة الضغوط‬ ‫على القيادة السورية لتغيير النظام الذي يلقى‬ ‫التفافا ً شعبياً‪ ،‬بعدما رأى الشعب السوري‪ ،‬ماذا‬ ‫حل بالعراق وشعبه حتت عناوين كاذبة ومزاعم‬ ‫خادعة‪ ،‬باقامة الدميقراطية في العراق ومنعه من‬ ‫امتالك اسلحة دمار شامل تبني من جلان التحقيق‬ ‫واملراقبة الدولية انها غير موجودة‪ ،‬كما ظهر ان‬ ‫ال عالقات بني احلكم في العراق برئاسة صدام‬ ‫حسني وتنظيم “القاعدة”‪.‬‬ ‫سقطت كل الضغوط على سوريا‪ ،‬لتسير‬ ‫في ركاب املشروع االميركي‪ ،‬والتخلي عن دعم‬


‫املقاومة في لبنان وفلسطني والعراق‪ ،‬والتراجع‬ ‫عن دورها املمانع لتسوية ال تضمن حالً عادال ً‬ ‫وشامالً يعيد احلقوق الوطنية والقومية لسوريا‪،‬‬ ‫كما للفلسطينيني واللبنانيني‪ .‬وبقيت القيادة‬ ‫السورية على مواقفها الثابتة‪ ،‬ومتكنت من‬ ‫ان تفرض على املشروع االميركي ان يعدل في‬ ‫توجهاته‪ ،‬فاسقط “الشرق االوسط اجلديد”‪ ،‬ولم‬ ‫يعد جورج بوش يتحدث عنه‪ ،‬بعد ان مت تدميره‬ ‫في لبنان‪ ،‬بصمود املقاومة وانتصارها على العدو‬ ‫االسرائيلي‪ ،‬الذي فشل في رسم خارطة جديدة‬ ‫للمنطقة‪ ،‬انطالقا ً من احلرب االسرائيلية التي‬ ‫شنت على لبنان‪ ،‬والتي كانت وزيرة اخلارجية‬ ‫االميركية كونداليزا رايس تريد ان تستثمرها في‬ ‫هذا املشروع‪.‬‬ ‫فمع سقوط مشروع بوش “للشرق االوسط”‪،‬‬ ‫ذهبت معه ايضا ً الدميقراطية التي انتجت‬ ‫في العراق صراعا ً طائفياً‪ ،‬وصحوات مذهبية‪،‬‬ ‫وهو ما حصل في لبنان مع “ثورة االرز” التي لم‬ ‫تفعل سوى انها شجعت على االقتتال املذهبي‬ ‫والطائفي‪ ،‬بعد ان فشلت في ان حتكم وان يستأثر‬ ‫فريق ‪ 14‬شباط بالسلطة‪ ،‬ويتفرد في احلكم‪،‬‬ ‫وجاءت احداث ‪ 7‬ايار في بيروت‪ ،‬لتعيد التوازن الى‬ ‫السلطة‪ ،‬بعد ان امتنعت قوى االغلبية النيابية‬ ‫من اعطاء الثلث الضامن في احلكومة‪ ،‬بالرغم‬ ‫من التظاهرات واالعتصامات التي قامت بها‬ ‫املعارضة‪ ،‬التي عادت وفرضت مطالبها وحررت‬ ‫القرار الرسمي اللبناني من السيطرة االميركية‪،‬‬ ‫وادخلت مرة ثانية املقاومة في صلب البيان‬ ‫الوزاري‪ ،‬ومنعت اي مسؤول ان يفكر في استهداف‬ ‫سالحها ايا ً كان هذا السالح‪.‬‬ ‫هذه التطورات في لبنان‪ ،‬أعطت سوريا ورقة‬ ‫قوية كون حلفائها‪ ،‬استعادوا املبادرة‪ ،‬ومتكنوا‬ ‫من ان يأتوا برئيس للجمهورية من خارج قوى‬ ‫‪ 14‬شباط‪ ،‬ومؤمن باملقاومة والعالقة مع سوريا‪،‬‬ ‫التي ساهمت في حل االزمة اللبنانية‪ ،‬ففتحت‬ ‫امامها ابواب باريس ودول اوروبية‪ ،‬وعادت العبا ً‬ ‫اساسيا ً وقوياً‪ ،‬ومرجعا ً مللفات في املنطقة التي‬ ‫متلك فيها اوراقا ً قوية‪ ،‬حيث اعترف تقرير بايكر‪-‬‬ ‫هاميلتون االميركي‪ ،‬مبرجعيتها للحل في العراق‪،‬‬ ‫كما اكدت التطورات انه ال ميكن جتاهلها او القفز‬ ‫فوقها في عملية السالم‪ ،‬وفي تسوية الصراع‬ ‫العربي – االسرائيلي‪ ،‬النها ممر اجباري لـ “حماس”‬ ‫وحلركات املقاومة في فلسطني التي تقف‪ ،‬ضد‬ ‫تصفية املسألة الفلسطينية‪.‬‬ ‫من هذا الواقع العربي واالقليمي‪ ،‬ذهب الرئيس‬ ‫السوري بشار االسد الى موسكو في زيارة‬ ‫صودف انها حصلت مع التطورات العسكرية‬ ‫التي وقعت في اوسيتيا اجلنوبية للدفاع عنها‬ ‫في مواجهة محاولة جورجيا السيطرة عليها‪،‬‬ ‫وعدم االعتراف باستقاللها‪ ،‬وقد ادركت روسيا‬ ‫خطورة الوضع‪ ،‬فحركت قواتها العسكرية ملنع‬ ‫سقوط هذه الدولة حتت مظلة احللف االطلسي‬ ‫واقامة قواعد اميركية فيها‪ ،‬الذي بدأ يهدد االمن‬ ‫القومي الروسي‪ ،‬مما دفع بالقيادة الروسية الى‬

‫الدفاع عن وجودها في محاولة تطويقها بالردع‬ ‫الصاروخي في بولندا‪ ،‬وبتقسيم يوغوسالفيا‪،‬‬ ‫ونزع كوسوفو‪ ،‬ثم في مد القوات األطلسية الى‬ ‫الدول اجملاورة‪ ،‬واحمليطة بروسيا التي قررت استعادة‬ ‫قوميتها وهيبتها الدولية‪ ،‬ومواجهة التمدد‬ ‫االميركي‪ ،‬باجتاهها عبر زرع حكام تابعني لها في‬ ‫جمهوريات االحتاد السوفياتي السابق‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫للسيطرة على النفط في القوقاز والتحكم به‬ ‫من خالل مروره الى اوروبا‪.‬‬ ‫هذه الوقائع التي دفعت روسيا نحو مواجهة‬ ‫غير مباشرة مع اميركا‪ ،‬اعادت الى االذهان احلرب‬ ‫الباردة‪ ،‬ومما زاد في االندفاع الروسي التدخل‬ ‫االسرائيلي املباشر في تسليح جورجيا التي‬ ‫تضم في قيادتها مسؤولني يهوداً‪ ،‬حيث جاءت‬ ‫رسالة السرائيل‪ ،‬ان اللعب باألمن القومي‬ ‫الروسي‪ ،‬سيكون الرد عليه مبزيد من تزويد‬ ‫سوريا بالسالح وهذه املرة باالستراتيجي منه‪،‬‬ ‫ولم ميانع الرئيس السوري من ان يعلن انه اذا‬ ‫احتاجت روسيا لزرع صواريخ استراتيجية باسم‬ ‫“اسكندر” ‪ ،‬فان االرض السورية تستقبلها‪،‬‬ ‫مما اقلق اسرائيل التي تنبهت خلطورة الوضع‪،‬‬ ‫فعادت روسيا وسوريا الى التقليل من اهمية هذا‬ ‫املوضوع‪ ،‬وانه غير مطروح‪ ،‬لكن كل االسلحة‬ ‫التي تتيح لسوريا الدفاع عن نفسها متوفرة‪،‬‬ ‫ومن دون صفقات بيع‪ ،‬اي ان سوريا ليست شاريا ً‬ ‫بل شريكا ً استراتيجياً‪ ،‬وهي ادخلت روسيا الى‬ ‫املنطقة من خالل وجود اسطولها البحري في‬

‫مرفأ طرطوس‪ ،‬وتقدمي كل التسهيالت له‪ ،‬بحيث‬ ‫بات على مقربة من مرفأ حيفا ومن الدولة‬ ‫العبرية‪ ،‬فيما لو فكرت باالعتداء على سوريا‬ ‫او احداث اختراق لالمن القومي الروسي عبر‬ ‫جورجيا او غيرها ‪.‬‬ ‫شكلت زيارة األسد الى روسيا‪ ،‬بعدا ً دولياً‪،‬‬ ‫وهي لم تكن تقليدية‪ ،‬وفرضت أحداث القوقاز‪ ،‬أن‬ ‫متنت العالقات باجتاه استراتيجي‪ ،‬واصبحت سوريا‬ ‫قائمة على حلف كبير إقليمي دولي‪ ،‬قوامه‬ ‫إيران من الشرق وروسيا من الغرب‪ ،‬وعالقات‬ ‫جيدة مع تركيا بحيث أصبح ما كان يقال في‬ ‫اإلعالم األميركي خصوصا ً والغربي عموماً‪ ،‬عن‬ ‫عزلة سوريا أصبح من املاضي‪ ،‬ولم يكن له اثره‪،‬‬ ‫بدليل ان االتصاالت مع سوريا لم تتوقف حتى‬ ‫االميركية منها‪ ،‬كما ان اسرائيل حتاول خطب ود‬ ‫سوريا الى مفاوضات غير مباشرة معها‪ ،‬ليحقق‬ ‫رئيس حكومتها ايهود اوملرت فك عزلته‪.‬‬ ‫استطاعت سوريا ان تشكل مرجعية عربية‬ ‫واقليمية ودولية‪ ،‬وان دخولها الى روسيا من‬ ‫موضوع عالقاتها للتصدي للسيطرة األميركية‬ ‫على جورجيا‪ ،‬ووقوفها الى جانبها‪ ،‬يؤكد على قوة‬ ‫حضورها الدولي‪ ،‬من خالل وجود الرئيس االسد‬ ‫في باريس‪ ،‬ثم في الهند وتركيا وفي دول اميركا‬ ‫الالتينية وآسيا‪ ،‬وقبل ذلك في ترؤسه القمة‬ ‫العربية في دمشق‪.‬‬

‫انطوان خيراهلل‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪55‬‬


‫منبر عربي‬

‫الفكر‬ ‫االستراتيجي‬ ‫للقائد القذافي‬ ‫تعتبر اللحظة االستراتيجية في التاريخ‪ ،‬هي‬ ‫تلك اللحظة التي تتجاوز حدود الزمان واملكان‬ ‫حد اإلشباع الفكري‬ ‫وتكسر كل احلواجز لتصل ّ‬ ‫والثقافي‪.‬‬ ‫وعندما تقترن والدة هذه اللحظة مبثقف وثائر‬ ‫ومناضل اسمه “معمر القذافي”‪ ،‬فإنها تأخذ‬ ‫شكالً عميقا ً كونه منتجا ً للمعرفة ومحركا ً‬ ‫املتجسد‬ ‫للتاريخ من خالل اصالة املاضي‬ ‫ّ‬ ‫املترسخة في‬ ‫في عروبته‪ ،‬وحنكة السياسي‬ ‫ّ‬ ‫شخصية املتمكن الواعي‪.‬‬ ‫نتع ّرف في هذه السطور على شخصية قائد‬ ‫ثورة مستمرة ومفكر وحدوي عقالني‪ ،‬يرفض‬ ‫ألمته الركوع واخلنوع ويبحث عن حل جذري‬ ‫للواقع املتردي بغية النهوض ومواكبة الركب‬ ‫احلضاري العام‪.‬‬

‫البدايات‬ ‫مع القائد القذافي‬ ‫ولد معمر القذافي عام ‪ 1942‬بشطيب‬ ‫الكراعية بوادي جارف في منطقة سرت‪ ،‬وتلقى‬ ‫تعليمه الديني التقليدي‪ ،‬حيث حفظ القرآن‬ ‫الكرمي ودرس الفقه ثم تلقى تعليمه الثانوي في‬ ‫مدينة سبها ما بني ‪ 1956‬و‪ .1961‬عاش وعاصر‬ ‫ثورة يوليو املصرية‪ ،‬وتأثر تأثيرا ً شديدا ً بشخصية‬ ‫العظيم جمال عبد الناصر‪.‬‬ ‫رغم تف ّوق القذافي في دراسته‪ ،‬فإنه تع ّرض‬ ‫للطرد من املدرسة نظرا ً لنشاطاته السياسية‬ ‫وتطلعاته الوطنية والقومية‪ ،‬انتقل بعدها الى‬ ‫مدينة مصراته ومنها الى الكلية العسكرية في‬ ‫بنغازي عام ‪ ،1965‬ثم دخل جامعة بنغازي ودرس‬ ‫التاريخ وتخرج بتقدير ممتاز‪.‬‬ ‫التحق القذافي بدورة تدريبية في اململكة‬ ‫املتحدة عام ‪ 1965‬واصبح ضابطا ً لالشارة‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ثورة الفاحت من سبتمبر ‪1969‬‬ ‫شكلت ثورة الفاحت نقطة حتول تاريخية في حياة‬ ‫الشعب العربي الليبي‪ ،‬حيث انطلقت وح ّلقت‬ ‫عاليا ً في ميادين العنفوان والعزة والكرامة‪،‬‬ ‫فاستعادت اجلماهيرية الليبية دورها املقاوم‬ ‫واملمانع وتألقت مع قائدها في احملافل الداخلية‬ ‫والدولية لتقدم منوذجا ً متميزا ً في االدارة واالنتاج‬ ‫الفكري الثوري جلهة بناء القدرات الذاتية في‬ ‫مواجهة الهمجية االميركية والصهيونية التي‬ ‫تستهدف وجود هذه االمة‪.‬‬ ‫جتاوز القذافي فكر الزعيم الراحل جمال عبد‬ ‫الناصر حول القومية العربية الى انتاج فكري‬ ‫وسياسي متط ّور في قضايا اساسية وجوهرية‬ ‫تتعلق بالعروبة الدميقراطية واالشتراكية‬ ‫اجلماهيرية التي بلورها في النظرية العاملية‬ ‫الثالثة (الكتاب االخضر)‪.‬‬

‫القذافي في مطلع شبابه‬

‫شكل القذافي اول جلنة قيادية للثورة في‬ ‫املدرسة الثانوية في “سبها” وقاد اول مظاهرة‬ ‫وحدوية في اكتوبر ‪ 1961‬م‪ .‬وفي عام ‪ ،1964‬تقرر‬ ‫اعادة تنظيم احلركة الثورية حيث مت تقسيم‬ ‫احلركة الثورية الى‪:‬‬ ‫حركة عسكرية‪ .‬وحركة مدنية‪.‬‬ ‫وكانت قد شكلت حركة الضباط الوحدويني‬ ‫االحرار عام ‪ ،1959‬والتي بدأت تتغلغل في‬ ‫صفوف اجليش الليبي بسرية تامة‪ ،‬وكانت تعقد‬ ‫اجتماعاتها في االعياد والعطل الرسمية حفاظا ً‬ ‫على السرية وحددت احلركة مارس ‪ 1969‬موعدا ً‬ ‫لقيام االنقالب‪ ،‬غير انه تأجل الى اغسطس ثم‬ ‫ارجئ الى االول من سبتمبر ‪1969‬م‪.‬‬ ‫جنح املالزم االول القذافي ورفاقه في انقالبهم‬ ‫دون اراقة دماء وكانت ثورة بيضاء على امللك إدريس‬ ‫السنوسي واعلنوا اجلمهورية العربية الليبية التي‬ ‫أخذت من احلرية واالشتراكية والوحدة شعارات‬ ‫ترجمها قائد الثورة الى ممارسات حقيقية‪.‬‬ ‫بدأ مجلس قيادة الثورة من ‪ 12‬ضابطا ً وعلى‬ ‫رأسهم املالزم االول معمر القذافي ابن الثالثني‬ ‫عاما ً الذي متت ترقيته الى رتبة عقيد وتشكلت‬ ‫احلكومة برئاسته وانحصرت السلطات التشريعية‬ ‫والتنفيذية في يد قيادة الثورة‪.‬‬ ‫مثلت ثورة الفاحت ردة فعل شعبية على‬ ‫الوساطة واحملسوبية والرشوة والظلم الذي كان‬ ‫ميارسه احلكم السنوسي على الشعب الليبي‪.‬‬ ‫اجنازات ثورة الفاحت‬ ‫ال ميكن اختصار االجنازات احلقيقية لثورة الفاحت‬ ‫في سطور قليلة كونها م ّثلت امتدادا ً حلركة‬ ‫التغيير التاريخي لواقع انساني عاش القهر والفقر‪،‬‬ ‫لكن ميكننا رصد نقاط مفصلية في حياة الثورة‬ ‫تبرز الفكر التحريري والوحدوي للثورة وقائدها‪:‬‬ ‫اخالء ليبيا من القواعد العسكرية االميركية‬ ‫والبريطانية حيث استلمت ليبيا في ‪ 10‬يونيو عام‬ ‫‪ 1970‬قاعدة “هويلسن” اكبر قاعدة اميركية في‬ ‫الشرق االوسط واطلقت عليها اسم “عقبة بن‬


‫نافع”‪.‬‬ ‫تأميم اكبر شركة نفط بريطانية‪ ،‬ورسم‬ ‫القذافي سياسة نفطية جديدة وضعت حدا ً‬ ‫لالحتكارات االجنبية للثروات الوطنية الليبية‪.‬‬ ‫دخلت ليبيا عصر اجلماهيرية اي عصر ممارسة‬ ‫الدميقراطية الشعبية التي متارس وتراقب السلطة‬ ‫من خالل جلانها الشعبية والثورية املنطلقة من‬ ‫القواعد الشعبية صاحبة املصلحة احلقيقية في‬ ‫الثورة‪.‬‬

‫مبادرات القذافي الوحدوية‬ ‫حاول القذافي ان يعبر عن ذاته الثورية‬ ‫والتحريرية من خالل اجناز العديد من املشاريع‬ ‫الوحدوية ذات الطابع القومي‪ ،‬ولعل اللقب الذي‬ ‫كان الرئيس الراحل عبد الناصر منحه اياه “امني‬ ‫القومية والوحدة العربية” اال تعبيرا ً صادقا ً عن‬ ‫شخصية الضابط العربي الليبي املتمرد على‬ ‫واقعه واملنشغل بالهموم القومية لالمة العربية‪.‬‬ ‫وهذا ما دفعه الطالق العديد من مبادرات التجارب‬ ‫الوحدوية التي كان اهمها‪:‬‬ ‫ميثاق (طرابلس) الوحدوي في ‪ 27‬ديسمبر ‪1969‬‬ ‫بني مصر – ليبيا – والسودان‪.‬‬ ‫اعالن (القاهرة) عام ‪ ،1970‬مستندا ً فيه على‬ ‫مبادئ ( الثورة – احلرية ‪ -‬االشتراكية)‪.‬‬ ‫احتاد اجلمهوريات العربية املتحدة في ‪ 17‬ابريل‬ ‫‪ 1971‬بني (مصر – ليبيا ‪ -‬سوريا) باعتبارها النواة‬ ‫االساسية لتحقيق الوحدة الشاملة‪.‬‬ ‫الوحدة االندماجية بني مصر وليبيا عام ‪.1972‬‬ ‫املسيرة الوحدوية التي قادها قائد الثورة من رأس‬ ‫اغادير متجهة الى مصر تعبيرا ً عن ارادة الشعب‬ ‫العربي في حتقيق الوحدة العربية عام ‪.1973‬‬ ‫بيان (جدية) القامة اجلمهورية العربية‬ ‫االسالمية بني اجلماهيرية العظمى وتونس في‬ ‫‪.1974/4/12‬‬ ‫بيان (حاسي مسعود) الوحدوي بني ليبيا واجلزائر‬ ‫‪ 28‬ديسمبر ‪.1975‬‬ ‫املساعي الوحدوية مع سوريا والسودان لتحقيق‬ ‫االندماج السياسي واالقتصادي‪.‬‬ ‫بيان (وحدة) الوحدوي بني املغرب وليبيا في‬ ‫‪.1984/8/18‬‬ ‫دعوة االقطار العربية عام ‪ 1988‬الى االنضمام‬ ‫لالحاد العربي االفريقي الذي اقامه مع املغرب عام‬ ‫‪ 1984‬والذي اعتبره بوابة لوحدة عربية شاملة‪.‬‬ ‫وفي اطار العالقات الثنائية بني مصر واجلماهيرية‬ ‫الليبية فهناك العديد من الزيارات على مستوى‬ ‫الرؤساء واملسؤولني احلكوميني بهدف التشاور‬ ‫والتنسيق في قضايا العالم العربي واالفريقي‬ ‫واالسالمي‪.‬‬ ‫ساهمت اجلماهيرية الليبية في حرب اوكتوبر‬ ‫‪ 1973‬بدور فاعل على مستوى الدعم املادي‬ ‫واللوجستي ملساندة شقيقتها مصر في حرب‬ ‫استعادة الكرامة والهوية العربية‪.‬‬

‫القذافي وأفريقيا‬ ‫اكد القذافي ان افريقيا لالفريقيني واحتلت‬ ‫الدائرة االفريقية موقعا ً متقدما ً في فكر العقيد‬ ‫الليبي الذي اعتبر ان القارة االفريقية تشكل‬ ‫العمق االستراتيجي لالمة العربية‪ ،‬وال حلف‬ ‫الفريقيا اال مع نفسها ملا متتلكه هذه القارة من‬ ‫امكانيات ومقدرات انسانية وحضارية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حذر القذافي من محاوالت جديدة الستعمار‬ ‫افريقيا حتت عناوين مظللة مثل املنظمات‬ ‫الثقافية واملؤسسات الرياضية املشبوهة والديون‬ ‫وضح الهدف احلقيقي‬ ‫واملعونات االقتصادية‪ ،‬كما ّ‬ ‫الكامل وراء التغلغل الغربي والصهيوني في‬ ‫القارة السمراء املتمثل في نهب خيرات شعوب‬ ‫هذه املنطقة‪.‬‬ ‫بذل القذافي جهودا ً كبيرة لتطوير منظمة‬ ‫الوحدة االفريقية وحتويلها الى االحتاد االفريقي‪،‬‬ ‫حيث ولدت الفكرة الوحدوية في قمة “سرت”‬ ‫التي عقدت في ‪ ،1999/9/9‬في ما جتلت باملساعي‬ ‫االنسانية البارزة للقذافي من خالل مساهمته‬ ‫املميزة في ارساء السالم في منطقة البحيرات‬ ‫العظمى في الكونغو الدميقراطية وافشاله‬ ‫مشروع طرد قبائل احملاميد (‪ 180‬الف نسمة)‬ ‫من نيجيريا عبر الوساطة التي قام بها القذافي‬ ‫االنسان مع الرئيس النيجيري محمد طاجنا في‬ ‫اوكتوبر ‪2006‬م‪.‬‬ ‫استضافت اجلماهيرية الليبية القمة‬ ‫السداسية ‪ 2006/11/19‬التي جمعت مصر‬ ‫وليبيا واربع دول افريقية بهدف التصديق على‬ ‫اتفاق السالم الذي مت التوقيع عليه في طرابلس‬ ‫بني احلكومة السودانية وإحدى حركات التمرد في‬ ‫دارفور‪.‬‬ ‫طرح العقيد القذافي فكرة تأسيس املشروع‬ ‫االفريقي االستراتيجي اجلديد‪ ،‬لالهتمام بالشباب‬ ‫والطفل واملرأة االفريقية‪ .‬وحتتضن اجلماهيرية‬ ‫املقر الرئيسي واملركزي للمشروع‪ .‬ويؤسس هذا‬ ‫املشروع قواعد محاربة الفقر والبطالة واملرض‬ ‫ويقوم بنشر التعليم والتدريس والثقافة بني ابناء‬ ‫القارة السمراء ويعمل على صيانة حقوق االنسان‬ ‫ويضم هذا التجمع ‪ 23‬دولة افريقية‪.‬‬ ‫االفريقي‬ ‫ّ‬

‫الكتاب األخضر‬ ‫ا ّلف العقيد القذافي عام ‪ 1976‬كتابا ً ضمنه‬ ‫افكاره السياسية ‪ ،‬اطلق عليه “الكتاب االخضر”‪.‬‬ ‫ويعرض فيه ملا يسمى بالنظرية العمالية الثالثة‪.‬‬ ‫يعتبر الكتاب االخضر االطار واملنهج السياسي في‬ ‫اجلماهيرية الليبية‪ ،‬ويتألف من ثالثة اجزاء يطرح‬ ‫فيه القذافي نظرية سياسية في احلكم تقوم‬ ‫على سلطة الشعب عبر الدميقراطية املباشرة من‬ ‫خالل املؤمترات الشعبية االساسية كأداة للتشريع‬ ‫واللجان الشعبية كقوة للتنفيذ‪.‬‬ ‫ويقول القذافي إن النظرية العمالية الثالثة‬

‫تعتبر خالصة التجارب االنسانية ويقدم من‬ ‫خاللها جتربته في العمل السياسي عندما‬ ‫كان يطالب بإدارة سياسية تعرف باللجان‬ ‫الثورية‪.‬‬ ‫يالحظ القارئ واملتتبع للفكر السياسي الذي‬ ‫ينتهجه العقيد القذافي مدى العمق التاريخي‬ ‫والقدرة العالية على استنهاض التجارب املضيئة‬ ‫في حياة األمة دون النظر الى ابعادها وسماتها‬ ‫الطائفية والدينية‪ .‬وهذا ما يبرز في دعوة القذافي‬ ‫لتبني فكرة الدولة الفاطمية كرد حاسم‬ ‫على الواقع السيئ الذي متر به االمتان العربية‬ ‫واالسالمية‪.‬‬ ‫يع ّرف “سيمور مارين”‪“ :‬املثقفون هم االشخاص‬ ‫الذين تنظر اليهم باعتبارهم تلك الفئة املستغرقة‬ ‫في انتاج االفكار”‪ ،‬حيث ينطبق هذا التعريف على‬ ‫القائد القذافي الذي يقدم منوذجا ً انتيجلنسيا ً ذا‬ ‫توجه نقدي غير منحاز يعمل على انتاج االفكار‬ ‫ويناضل من اجل حتقيقها‪ ،‬اي باختصار ال يقوم‬ ‫بالتنظير ورفع الشعارات بل ميارس انتاج الفكر‬ ‫عبر العمل املنظم واملبدع املرتكز الى ثوابت وطنية‬ ‫وقومية‪.‬‬ ‫عبرت ثورة الفاحت عن معاناة االنسان العربي من‬ ‫احمليط الى اخلليج وكسرت كل النوافذ واالبواب‬ ‫املغلقة باالنظمة املستبدة والرجعية لتصل‬ ‫رسالة الثورة القذافية الى كل الشرفاء واالحرار‬ ‫واملضطهدين في هذه االمة‪ .‬وفعلت شعارات‬ ‫القذافي فعلها في النخب العربية الواعية‬ ‫والرافضة للظلم واالستسالم وحتولت من قومية‬ ‫املعركة الى قومية العمل الفدائي‪.‬‬ ‫واننا ندعوكم في ظل زمن االنتصارات الى‬ ‫التمسك باللحظة التاريخية القذافية ان جاز‬ ‫التعبير لالطاحة باالفكار االنعزالية وبناء دولة‬ ‫قوية ودميقراطية كالتي دعا اليها القذافي‪ .‬نعم‬ ‫وبال شك في انها الدولة الفاطمية‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪57‬‬


‫منبر عربي‬

‫مسلسل السقوط األميركي‬ ‫يتابع عروضه «المدهشة» في ليبيا‬ ‫سقط جورج بوش سقوطا ً مدوياً‪ ،‬وذلك مع‬ ‫اختالف الزمان واملكان‪ ،‬اال ان السياق املوضوعي‬ ‫النحسار املشروع األميركي هو ذاته‪ ،‬حيث يسير‬ ‫بخط تنازلي نحو الهاوية‪.‬‬ ‫سجلت الهزمية االميركية اجلديدة في سجل‬ ‫ّ‬ ‫املمانعة القذافية الثورية التي جعلت اخلارجية‬ ‫االميركية تركع على ابواب طرابلس طالبة‬ ‫التسوية واالتفاق في مشهد ذل جديد للسياسة‬ ‫االميركية‪ ،‬كتب حواره رجال عمر اخملتار وشباب‬ ‫عبد الناصر وتبنى اخراجه مثقفو القذافي‪.‬‬ ‫قانون االستسالم االميركي‬ ‫اقر الكونغرس االميركي قانونا ً ينص على انشاء‬ ‫صندوق لتعويض الضحايا االميركيني وكذلك‬ ‫ضحايا الغارات االميركية الوحشية التي نفذتها‬ ‫الطائرات االميركية على اجلماهيرية الليبية في‬ ‫شهر نيسان ‪ 1986‬والتي اسفرت عن سقوط ‪41‬‬ ‫شهيداً‪ .‬واقر الرئيس االميركي هذا القانون الذي‬ ‫يعني رغبة الواليات املتحدة االميركية في فتح‬ ‫ملفات جديدة تخلق ظرفا ً اعالميا ً مناسبا ً لالدارة‬ ‫املتعثرة‪ .‬لكن الرياح سارت مبا ال تشتهي السفن‬ ‫االميركية فأخفقت اخلارجية االميركية بانتاج‬ ‫اتفاق متوازن مع اجلماهيرية الليبية كون ميزان‬ ‫االنتصار رجح باجتاه الديبلوماسية الليبية التي‬ ‫جنحت في كسر العزلة الدولية وارغام االميركيني‬ ‫على االعتراف بعدوانهم اآلثم على طرابلس عام‬ ‫‪.1986‬‬

‫انتصار قانوني ليبي‬ ‫متنح االتفاقية الليبية ‪ -‬األميركية التي وقعها‬ ‫احمد الفيتوري مسؤول شؤون األميركيني في‬ ‫اخلارجية الليبية وديفيد ولش مساعد وزيرة‬ ‫اخلارجية األميركية لشؤون الشرق االوسط‪،‬‬ ‫حصانة قانونية دائمة من اي دعاوى قضائية قد‬ ‫يقيمها في املستقبل اي مواطن أميركي عن‬ ‫احداث وقعت قبل العام ‪.2006‬‬ ‫تدفع ليبيا مبوجب هذه االتفاقية مبالغ مالية‬ ‫قد تصل الى ‪ 16‬مليار دوالر أميركي النهاء دعوى‬ ‫قضائية أميركية حول سلسلة من العمليات التي‬ ‫نفذها مسلحون من تنظيمات فلسطينية ضد‬ ‫مصالح أميركية بدعم ليبيا فيما تدفع الواليات‬ ‫املتحدة األميركية تعويضات للشهداء الليبيني‬ ‫الذين سقطوا في الغارة اجلوية الهمجية علم‬ ‫‪ 1986‬والتي نفذتها الطائرات األميركية وذهب‬

‫‪58‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫القذافي مواجهة الشروط االميركية‬

‫ضحيتها ‪ 41‬شهيدا ً من بينهم ابنة العقيد‬ ‫الليبي‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬اين القيمة‬ ‫احلقيقية لهذا االتفاق؟؟‬ ‫تكمن القيمة احلقيقية في النقاط التالية‪:‬‬ ‫فتح ملف الشهداء املدنيني الذين يسقطون‬ ‫على خلفية العدوان‪ ،‬يجعل جميع ملفات املدنيني‬ ‫العراقيني والفلسطينيني واللبنانيني عرفا‬ ‫قانونيا‪ ،‬ويجب على احلكومات العربية وجامعة‬ ‫الدول العربية املطالبة بتعويضات اجملازر البشعة‬ ‫التي ترتكبها آلة الغدر األميركية واالسرائيلية‪.‬‬ ‫مع العلم ان دماء الشهداء ليست سلعة تعرض‬ ‫للبيع والشراء في اسواق النخاسة األميركية امنا‬ ‫هي قضية حق يراد بها ابراز الصورة القامتة لالدارة‬ ‫األميركية التي تتشدق باحلرية والدميقراطية‪.‬‬

‫فرض الديبلوماسية الليبية شروطها على‬ ‫اخلارجية األميركية والتعامل على اساس التكافؤ‬ ‫بعيدا ً عن صيغة القدرة والقوة األميركية‪ ،‬حيث‬ ‫ظهر ولش كأسير حرب وضيع يخشى عدسات‬ ‫الكاميرات‪.‬‬ ‫انحسار املشروع األميركي وظهور حالة الوهن‬ ‫على اجلسم السياسي والعسكري األميركي‬ ‫في العالم مما يشجع حركات التحرر بالنهوض‬ ‫والوقوف بوجه الطاغوت االميريكي الذي يلفظ‬ ‫انفاسه االخيرة‪.‬‬ ‫فتح باب اعادة العالقات الديبلوماسية بني‬ ‫الدولتني تتضمن اعترافا ً أميركيا ً رسميا ً بنظام‬ ‫العقيد الليبي معمر القذافي مبا ميثله من قيم‬ ‫ثورية وحتررية في وجه الصهيونية واالمبريالية‬ ‫والذي طاملا دفع الشعب الليبي ثمن مواقفه‬


‫القومية من حصار جائر وعزلة بائسة‪ .‬لكن‬ ‫ارادة الشعب الليبي وقائده لم تنكسر بوجه‬ ‫االمواج األميركية التي تبدأ قوية ثم تتالشى‬ ‫عند الشاطئ الليبي وتنحسر حاملة القمامة‬ ‫العسكرية األميركية الى عرض البحر‪.‬‬ ‫ابرز ما ورد في االتفاقية الليبية ‪ -‬األميركية‬ ‫اوالً‪ :‬الغرض من االتفاقية التسوية النهائية‬ ‫لدعاوى ومطالبات الطرفني‪ ،‬ودعاوى ومطالبات‬ ‫مواطنيهما مبن فيهم االشخاص الطبيعيون‬ ‫والقانونيون “باالضافة الى االنهاء الدائم لكل‬ ‫القضايا العالقة” مبا في ذلك القضايا التي‬ ‫صدرت بشأنها احكام قابلة لالستئناف‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬متنع االتفاقية اي قضايا قد تعرض‬ ‫مستقبالً على احملاكم‪ ،‬اذا كانت هذه الدعاوى‬ ‫واملطالبات ضد الطرف اآلخر من االفعال اآلتية‬ ‫اذا حدثت قبل ‪( :2006/6/30‬فعل تعذيب‪ ،‬او قتل‬ ‫خارج نطاق القضاء‪ ،‬تخريب طائرات‪ ،‬اخذ رهائن‪،‬‬ ‫احتجاز‪ ،‬فعل ارهابي‪ ،‬توفير دعم مادي او موارد‬ ‫ملثل هذا الفعل)‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬اتفق الطرفان على انشاء صندوق تسوية‬ ‫انساني كأساس لتسوية الدعاوى‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬بعد تس ّلم املتضرر التعويض املالي‪ ،‬توفر‬ ‫احلصانة السياسية والديبلوماسية والرسمية‬ ‫للطرف اآلخر‪ ،‬وممتلكاته ووكاالته ومؤسساته‬ ‫ومسؤوليه وممتلكاتهم‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬يتوجب على كل طرف اتخاذ االجراءات‬

‫بوش مسلسل السقوط‬

‫القوة العسكرية األميركية لم تعد تُخيف الشعوب‬

‫الضرورية مبا يضمن ان موارد الصندوق لن تكون‬ ‫محالً للحجز او ألي اجراء قضائي يتعارض مع‬ ‫هذه االتفاقية‪.‬‬ ‫عندما نطلع على هذه االتفاقية ال بد لنا من‬ ‫مالحظة االنكسار األميركي واحلالة االنهزامية‬ ‫التي يعيشها صقور البيت االبيض والذين حتولوا‬ ‫بعصا املقاومة الى حمائم استسالم وتخلوا عن‬ ‫قراراتهم وتصنيفاتهم‪ .‬وباملقارنة مع بعض ما‬ ‫قامت به الواليات املتحدة األميركية من عدوان‬ ‫ضد اجلماهيرية الليبية نعرف مدى املأزق األميركي‬

‫واملستنقع القاتل الذي وقعوا فيه‪.‬‬ ‫ادرجت وزارة الدفاع األميركية عام ‪ 1977‬اسم‬ ‫ليبيا على قائمة اعداء الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫اعلنت وزارة اخلارجية األميركية عام ‪1978‬‬ ‫بأن ليبيا في مقدمة الدول التي تعتزم الواليات‬ ‫املتحدة اتخاذ اجراءات ضدها بسبب موقفها من‬ ‫القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫اصدرت وزارة العدل األميركية عام ‪ 1983‬قرارا‬ ‫بإلغاء تأشيرات االقامة للطلبة العرب الليبيني‬ ‫الدارسني باجلامعات األميركية في مجال الطيران‬ ‫والطاقة الذرية ومختلف التخصصات العلمية‬ ‫ذات الصلة‪.‬‬ ‫رفضت السلطات األميركية في يوليو ‪1984‬‬ ‫منح تأشيرات دخول للرياضيني والصحفيني‬ ‫الليبيني املشاركني في الدورة االوملبية التي‬ ‫نظمت مبدينة لوس اجنلوس‪.‬‬ ‫تسلل خالل عام ‪ 1984‬عدد من العناصر‬ ‫املناوئة لليبيا جندتهم اخملابرات األميركية للقيام‬ ‫بعمليات تخريبية في ليبيا هدفها اثارة البلبلة‬ ‫وزعزعة االستقرار‪.‬‬ ‫وفي ‪ 14‬ابريل ‪ 1986‬شنت الواليات املتحدة‬ ‫األميركية بأمر من الرئيس ريجان ودعم من‬ ‫احلكومة البريطانية هجوما ً جويا ً واسع النطاق‬ ‫على مدينتي طرابلس وبنغازي راح ضحيته املئات‬ ‫من املدنيني وذلك في محاولة الغتيال الرئيس‬ ‫القذافي حيث تركز الهجوم على مقر اقامته‬ ‫وادى الى تدميره واستشهاد ابنته‪.‬‬ ‫كل هذه التهديدات والقرارات ذهبت ادراج‬ ‫الريح ألن اجلماهيرية الليبية متتلك ارادة الصمود‬ ‫وقوة احلق وفعل املقاومة املتمثل بشخصية‬ ‫القائد معمر القذافي وبنهجه‪.‬‬ ‫يستمر مسلسل النهاية األميركية كامبراطورية‬ ‫للشر‪ ،‬وتشارف احللقات االخيرة على اختتام عصر‬ ‫طويل من الظلم واالضطهاد والتسلط‪ .‬ولعل‬ ‫احللقة قبل االخيرة من هذا املسلسل كانت في‬ ‫جورجيا؛ اما النهاية فال بد ان تكون بزوال اسرائيل‬ ‫واختتام مسلسل الشر املطلق‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪59‬‬


‫منبر عربي‬

‫فجور الملوك‬ ‫وتوظيف الثروات‬ ‫لبيع األمة‬ ‫شكل فشل النفوذ السعودي في لبنان‪ ،‬وعدم‬ ‫قدرة الرياض على عزل سوريا وضرب الوحدة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬حالة من االحباط لدى الواليات‬ ‫املتحدة االميركية التي تعتبر اململكة السعودية‬ ‫احلليف االستراتيجي الثاني بعد الكيان‬ ‫االسرائيلي الغاصب‪.‬‬ ‫فقدت السعودية الدور االقليمي الذي كانت‬ ‫حتاول ايجاده وذلك بالتحالف مع النظام املصري‪،‬‬ ‫بعدما سقطت كل احملاوالت التي قادها بندر بن‬ ‫سلطان خللق فتنة سنية – شيعية وصرف مبالغ‬ ‫كبيرة لبناء شبكات اصولية تعمل على ضرب‬ ‫االستقرار الداخلي في اكثر من عاصمة عربية‪،‬‬ ‫كان لبنان احدى ضحايا هذا الدور املفقود‪.‬‬ ‫الوضع الداخلي السعودي‬ ‫يعيش الشعب السعودي حالة من الفقر‬ ‫واجلوع واجلهل حيث تشكل نسبة االمية ‪،%85‬‬ ‫بينما يصنف امللك السعودي عبداهلل بن عبد‬

‫العزيز الرجل الثالث حسب‬ ‫احصاءات مجلة فوبس بني‬ ‫امللوك واالمراء الذي ميتلكون‬ ‫ثروات هائلة‪.‬‬ ‫كل شيء ميكن ان يكون‬ ‫جرمية ال تغتفر في السعودية‬ ‫اذا كانت التهمة تصب في‬ ‫مصلحة العائلة احلاكمة‬ ‫وال سيما بعد اصابة امللك‬ ‫الراحل فهد “بشلل دماغي”‬ ‫مما جعل االمراء الفاسدين‬ ‫يكدسون االموال عبر عمليات‬ ‫غير مشروعة من صفقات‬ ‫السالح وسرقة املمتلكات امللك عبد اهلل يترحم على الـ سعود‬ ‫العامة وبيع تأشيرات دخول‬ ‫ومخدرات وعندما نراجع ملف الفساد امللكي ‪ 2002‬االمير نايف بن سلطان بن فواز الشعالن بأنه‬ ‫السعودي يتصدر اتهام محكمة فلوريدا االميركية استخدم طائراته اخلاصة لنقل طنني من الكوكايني‬ ‫من كراكاس الى باريس عام ‪ .1999‬الئحة الفساد‬ ‫واحلديث عن املستوى األخالقي املتدني للعائلة‬ ‫احلاكمة ال تتوقف أو تنضب‪ ،‬الن نبع الرذيلة امللكية‬ ‫يتدفق بقوة لدى االمراء وامللوك السعوديني‪ .‬ولعل‬ ‫قصة االمير عزوزي ابن املالك فهد االصغر الذي‬ ‫بنى لنفسه حديقة خيالية خارج الرياض والتي‬ ‫بلغت تكلفتها ‪ 4.6‬بليون دوالر اميركي وتضم‬ ‫هذه احلديقة منوذجا ً مصغرا ً ملكة مع مصلني يؤدون‬ ‫الصالة ‪ 24‬ساعة يوميا ً اال تكريسا ً لفكرة حقيقية‬ ‫عن آل سعود الذين يحبون جمع املاس والياقوت‬ ‫وبناء القصور والطائرات كما انهم مولعون حد‬ ‫الشغف مبمارسة اجلنس مع البغايا ويصل الشذوذ‬ ‫فيهم ملمارسة اجلنس مع االطفال الصغار‪ ،‬مع‬ ‫العلم ان وزير الداخلية السعودي االمير نايف‬ ‫يزور االطباء بشكل دائم اليجاد عالج حلالة العجز‬ ‫اجلنسي الذي يعاني منه‪.‬‬

‫السمسار عدنان اخلاشقجي‬ ‫بندر بن سلطان‪ :‬امللك الفعلي في السعودية‬

‫‪60‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يعتبر عدنان اخلاسقجي عراب الصفقات‬


‫املشبوهة بني السعودية والواليات املتحدة‬ ‫االميركية‪ ،‬حيث انتقل الطبيب الشخصي‬ ‫البن السعود للعمل في اواسط السبعينيات‬ ‫كوسيط في ‪ %80‬من صفقات التسلح االميركية‬ ‫وجمع اخلاشقجي ‪ 106‬ماليني دوالر من السمسرة‬ ‫بني عامي ‪ 1970‬و‪ 1975‬اضافة ملاليني الدوالرات‬ ‫التي حصل عليها من عقود الدفاع االخرى‪ ،‬ابلغ‬ ‫مسؤولون في شركة نورث روب السيناتور في‬ ‫اللجنة الفرعية التي تنظر باملدفوعات اخلارجية‬ ‫للشركات االجنبية ان الشركة اعطت عدنان‬ ‫اخلاشقجي مبلغ ‪ 450‬الف دوالر ليرشي جنراالت‬ ‫سعوديني بهدف التوقيع على شراء بعض املعدات‬ ‫العسكرية‪.‬‬

‫بعض ما ميلك اخلاشقجي‬ ‫اراضي تبلغ مساحتها ‪ 5000‬هكتار في منتجع‬ ‫الريفيرا االسبانية‪.‬‬ ‫مزرعة لتربية املواشي ‪ 180‬الف متر مربع في‬ ‫كينيا‪ ،‬اضافة الى ‪ 30‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫قصر مساحته ‪ 30‬الف قدم مربع في اجلادة‬ ‫اخلامسة في نيويورك مع بحيرة سباحة ضخمة‪.‬‬ ‫يخت نبلغ مساحته ‪ 282‬مترا وهو نفس‬ ‫اليخت الذي استخدم في احد افالم جيمس‬ ‫بوند حيث يستريح عدنان اخلاشقجي على سرير‬ ‫يبلغ عرضه عشرة اقدام وعليه غطاء من جلد‬ ‫“السمور” الروسي ويبلغ ثمنه ‪ 200‬الف دوالر‪.‬‬

‫السمسار عدنان اخلاشقجي‬

‫سعود الفيصل‪ :‬يحاول عزل سوريا‬

‫طائرتان خاصتان للنقل‪.‬‬ ‫اثنتا عشرة سيارة مرسيدس‪.‬‬ ‫كما قدرت صحيفة التاميز تكلفة حياة‬ ‫اخلاشقجي اليومية بحوالى ‪ 250‬الف دوالر‪.‬‬ ‫مخزن في ماريبا يضم اكثر من الف بذلة‬ ‫مصنوعة بشكل يدوي‪.‬‬ ‫نعرض بعض هذه احلاالت لنتمكن من املقارنة‬ ‫بني معاناة الشعب السعودي الذي يعيش حتت‬ ‫خط مستوى الفقر وبني االسرة احلاكمة وازالمها‬ ‫السماسرة‪.‬‬ ‫املواقف “الوطنية والقومية” لالسرة احلاكمة‬ ‫قام وزير اخلارجية السعودية سعود الفيصل‬ ‫بزيارة سرية الى فرنسا تهدف الى وقف جميع‬ ‫محاوالت فك العزلة واحلصار السياسي عن‬ ‫سوريا‪ ،‬وذلك بالتزامن مع حتركات فريق من ‪14‬‬ ‫شباط املدعوم من السعودية لتشويه العالقات‬ ‫السورية – اللبنانية وفق خطة اعالمية منظمة‬ ‫واالسوأ انها جتاوزت االعالم الى دعم حركات‬ ‫سياسية وعسكرية للقيام بأعمال تخريبية‬ ‫فحول النظام السعودي لبنان ساحة لتصفية‬ ‫احلسابات السياسية بافتعال مشاكل بهدف‬ ‫تصديرها الى سوريا‪.‬‬ ‫جاءت زيارة بندر بن سلطان الى باريس قبل‬ ‫ايام من انعقاد قمة االحتاد من اجل املتوسط‬ ‫والقمة بني الرئيسني السوري د‪ .‬بشار االسد‬ ‫ونظيره الفرنسي نيقوال ساركوزي في السياق‬ ‫ذاته‪ ،‬وهو‪ :‬منع زيارة االسد للعاصمة الفرنسية‬ ‫في ‪ 11‬متوز مقدمني رشاوى كبيرة حتت اسم‬ ‫صفقات اقتصادية ضخمة مع الشركات‬ ‫الفرنسية‪.‬‬ ‫زار االمني العام جمللس االمن القومي بندر بن‬ ‫سلطان روسيا وقدم عروضا ً اقتصادية وعقود‬

‫شراء اسلحة روسية مببالغ كبيرة جدا ً مقابل‬ ‫تخفيف االنفتاح الروسي على ايران وسوريا‪ ،‬مع‬ ‫العلم ان السعودية تعرف ان روسيا تقوم بدعم‬ ‫سوريا وتعتبر موردا اساسا لشراء االسلحة التي‬ ‫تضعها سوريا بخدمة القضية املصيرية في‬ ‫الصراع العربي ‪ -‬االسرائيلي‪.‬‬ ‫ازاء حالة االهتراء في ُعرى العالقات االميركية‬ ‫– السعودية حتاول الرياض اعادة صياغة وضعها‬ ‫االقليمي كون املعادلة السياسية الدولية جعلت‬ ‫النظام السعودي معزوال ً سياسيا ً بالرغم من‬ ‫الثقل املالي والنفطي الشكلي‪.‬‬ ‫فشلت السعودية باجناز اتفاق فلسطني –‬ ‫فلسطني وانهار احلوار الذي رعته‪ ،‬وسقطت‬ ‫كل االوراق السعودية في لبنان‪ ،‬حيث استطاع‬ ‫رجال املقاومة الوطنية اللبنانية على اختالف‬ ‫انتماءاتهم الدينية‪ ،‬سحق الفتنة بساعات‬ ‫قليلة‪ ،‬حتى اتفاق الدوحة لم يكن للمملكة اي‬ ‫دور سوى إذاعة اخلبر في وسائل االعالم‪.‬‬ ‫ما زال امللك السعودي يطرح مبادرات للتطبيع‬ ‫والسالم مع الكيان االسرائيلي‪ ،‬ويعمل على‬ ‫تكوين جهة من املعتدلني املنبطحني واملرتزقة‬ ‫املستعربني جملابهة الكرامة العربية من اجل‬ ‫تسليم السالح الى اسرائيل والتخلي عن الثوابت‬ ‫الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫تارة حتاك املؤامرات ضد اجلمهورية العربية‬ ‫السورية وتارة اخرى تكون ضد اجلماهيرية الليبية وال‬ ‫احد يعرف ماذا يريد النظام الفاسد في السعودية‪.‬‬ ‫لكننا نعرف شيئا ً واحدا ً ان الشعب السعودي‬ ‫االصيل لن يقف مكتوف االيدي اجتاه السلوك‬ ‫االنعزالي واالنهزامي آلل سعود وثورة الشعب ال‬ ‫بد آتية‪ ،‬وإن غدا ً لناظره قريب!‬

‫م‪ .‬أ‪.‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪61‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫اتفاق أوسلو عزل فلسطين عن بعدها العربي‬

‫زرع الفتنة بين الفلسطينيين‬ ‫واستقدم مليون مستوطن يهودي‬ ‫منذ ان انتهت احلرب االميركية ضد العراق في‬ ‫نهاية شباط ‪ ،1991‬وتأكد اختالل ميزان القوى لغير‬ ‫مصلحة العرب‪ ،‬حتى اطمأن الصهاينة الى جدوى‬ ‫البدء بتسوية سياسية للقضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫حيث مال ميزان القوى العسكري ملصلحتهم‬ ‫بعد تدمير القوة العراقية‪ ،‬كما مال ميزان القوى‬ ‫السياسي ملصلحتهم إثر اخلالفات العربية املريرة‬ ‫التي خلفتها حرب اخلليج‪.‬‬ ‫بدأ وزير اخلارجية االميركي جوالت متعددة في‬ ‫املنطقة‪ ،‬هدف من ورائها احلصول على موافقة‬ ‫االنظمة العربية على عقد مؤمتر دولي للسالم في‬ ‫الشرق االوسط‪ ،‬وكانت العقدة االساسية امام‬ ‫املوافقة العربية هي املوقف الفلسطيني فلم‬ ‫تستطع احلكومات العربية املوافقة من دون ان‬ ‫توافق املنظمة اوالً‪ .‬ذلك ان ملوقف منظمة التحرير‬ ‫وشرعية متثيلها وزنا ً كبيرا ً لم يكن باإلمكان جتاوزه‬ ‫من دون تعريض مصداقية تلك االنظمة للتشكيك‪،‬‬ ‫فبدأت الضغوط على قيادة املنظمة حلثها على‬ ‫املشاركة في املؤمتر‪ ،‬وكان واضحا ً ان التسوية ستتم‬ ‫في ظروف اختالل ميزان القوى االقليمي والعاملي‬ ‫ملصلحة الكيان الصهيوني‪ ،‬وانها ستتم على‬ ‫اساس االشتراطات االميركية التي ال تفي باحلد‬ ‫االدنى املقبول فلسطينياً‪ ،‬توقع املراقبون‪ ،‬ان ترفض‬ ‫قيادة منظمة التحرير الفلسطينية املشاركة في‬ ‫التسوية‪ ،‬ولكنها اصدرت قرارها باملشاركة في‬ ‫مؤمتر مدريد (للسالم) وبعدها اعلنت الدول العربية‬ ‫موافقاتها على املشاركة‪.‬‬ ‫ملاذا وافقت قيادة منظمة التحرير على املشاركة‬ ‫في التسوية؟‬ ‫هذه القيادة قضت سنوات في التعاطي مع احللول‬ ‫التسووية‪ ،‬فكانت النتيجة املنطقية هي املشاركة‬ ‫وليست املقاطعة‪ ،‬واختلفت االولويات لدى بعض‬ ‫قيادات املنظمة واملهم البقاء بغض النظر عن‬ ‫االسلوب والنتائج‪ ،‬ويضاف الى ذلك اخلوف ان تشارك‬ ‫حكومات عربية او فلسطينيون من خارج املنظمة‬ ‫باملفاوضات فينطقون باسم الفلسطينيني وينهار‬ ‫إجنازها الوحيد املتمثل في بلورة الهوية السياسية‬ ‫للشعب الفلسطيني واكتسابها شرعية متثيله‪،‬‬ ‫واخلوف من فقدان دور القيادة ملصلحة آخرين‪..‬‬ ‫وساد الوهم لدى قيادة منظمة التحرير ان‬ ‫بامكانها غض النظر عن ميزان القوى السائد‬ ‫واستغالل االنتفاضة (االولى) للحصول على‬ ‫مكاسب سياسية عن طريق املفاوضات‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الترويج‬ ‫واسهم‬ ‫االعالمي للقوة االميركية‬ ‫واالسرائيلية في ظل هزمية‬ ‫العراق في اضعاف معنويات‬ ‫البعض‪ ،‬االمر الذي قادهم‬ ‫الى االعتقاد بان هذا الوضع‬ ‫ابدي‪ ،‬وال مجال للخروج منه‪،‬‬ ‫ومبا انهم لم يكونوا قادرين‬ ‫على تقدمي بديل نضالي‪،‬‬ ‫وسموه‬ ‫فقد آثروا االستسالم ّ‬ ‫سالما ً ومنّوا النفس ببعض‬ ‫املكاسب املالية والفردية‪،‬‬ ‫وهم بذلك كمن زرع الشوك وحصد املتاعب‪ ،‬او كمن‬ ‫استجار بالنار بدال من الرمضاء‪.‬‬ ‫وتسببت هذه املشاركة (في التسوية) الى بروز‬ ‫خالفات فلسطينية حادة‪( ،‬وتعطلت مؤسسات‬ ‫منظمة التحرير‪ ،‬ومت اتخاذ قرارات بتوقيع اتفاقيات‬ ‫مع الكيان الصهيوني تهدد بشطب مبرر وجود‬ ‫املنظمة لعدم إيفائها باحلد األدنى املقبول وطنيا ً‬ ‫كما لبت الطلب الذي قضى بإلغاء امليثاق الوطني‬ ‫الذي قامت على اساسه من دون ان حتقق اهدافها‬ ‫املعلنة فيه وفي نهاية االمر‪ ،‬شاركت الدول العربية‬ ‫في املؤمتر وفي املفاوضات الالحقة بوفود منفصلة‪،‬‬ ‫ففاوضت (اسرائيل) كل دولة على حدة‪.‬‬ ‫ولعل اخطر ما في التسوية هو عزل القضية‬ ‫الفلسطينية عن بعدها العربي وعن الصراع العربي‬ ‫الصهيوني‪ ،‬وبهذه الطريقة تفقد كل دولة على حدة‬ ‫اي قدرة على الضغط‪ ،‬وتناور الواحدة ضد االخرى‬ ‫ويكون الكيان الصهيوني هو الكاسب األكبر والوحيد‪،‬‬ ‫واآلخرون وقعوا في املصيدة (وهم التسوية)‪.‬‬

‫وجهة نظر مؤيدي التسوية‬ ‫يرى هؤالء أن احلروب التي خاضها العرب كانت‬ ‫عبئا ً ووباال ً عليهم‪ ،‬فقد استهلكت الكثير من‬ ‫املوارد‪ ،‬واحبطت مشاريع التنمية‪ ،‬ولم تسمح ببناء‬ ‫اقتصاد وطني فعال‪ ،‬ويرون ان الوقت قد حان العطاء‬ ‫فرصة ملشاريع التنمية‪ ،‬ويعتقدون كذلك بجدوى‬ ‫التعاون مع الكيان الصهيوني في مجاالت شتى‪،‬‬ ‫وتراهم يروجون لثقافة جديدة‪ ،‬مفادها انه باالمكان‬ ‫اللجوء لوسائل سلمية لتحقيق الغايات التي فشل‬ ‫العرب بتحقيقها في احلرب‪..‬‬

‫ويرى ويدعي مؤيدو التسوية ان العرب رفضوا‬ ‫باستمرار املشاريع التسووية‪ ،‬وانهم هزموا بعدها‪،‬‬ ‫ليقبلوها بعد ان خلقت اسرائيل واقعا ً جديدا ً‬ ‫ورفضت العودة الى الوضع السابق فاألجدر اآلن ان‬ ‫نقبل مبا هو مطروح مهما كان قبل أن نندم!‬ ‫ويرى هؤالء ان االنتفاضة وصلت الى طريق مسدود‬ ‫وال بدائل اخرى غير الدخول في التسوية‪ ،‬وهناك من‬ ‫يعتقد بامكانية حتويل احلكم الذاتي (السلطة) الى‬ ‫دولة مستقلة ذات سيادة‪.‬‬

‫وماذا يقول معارضو التسوية؟‬ ‫ان االتفاقات التي يتم توقيعها مع الكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬اقتصادية كانت او غير ذلك‪ ،‬لن تسمح‬ ‫ببناء تنمية متوازنة يستفيد منها املواطن العربي‪،‬‬ ‫فبعد دراسة النصوص الطويلة والشروط املرفقة‪،‬‬ ‫فانهم يعتقدون انها تكرس التبعية االقتصادية‬ ‫للمراكز االستعمارية وهذه التبعية هي سبب‬ ‫انعدام التنمية‪ ،‬وان رفض املشاريع التسووية ليس‬ ‫مرتبطا ً بالقدرة فقط‪ ،‬بل يجب ان يؤخذ احلق في‬ ‫احلسبان‪ ،‬فحتى لو كان العرب ضعافاً‪ ،‬فيجب اال‬ ‫يقبلوا بتسوية جتردهم طوعا ً من حقوقهم‪ ،‬ذلك‬ ‫ان التنازل الطوعي يعني عدم القدرة على املطالبة‬ ‫مستقبالً مبا مت التنازل عنه‪ ،‬وبالتالي فإن الذين يبررون‬ ‫مشاركتهم بالتسوية بالضغوط التي مورست‬ ‫عليهم يناقضون انفسهم‪ ،‬فهم الذين فجروا‬ ‫الكفاح املسلح‪ ،‬وحتدوا كل الضغوط في املاضي‬ ‫وفرضوا انفسهم بالنضال‪ ،‬ولم تتغير الضغوط‬ ‫منذ ذلك احلني‪ ..‬فقط هم الذين تغيروا‪ ،‬بينما بقي‬ ‫الصهاينة ينهبون االرض ويستغلون الوقت لتثبيت‬


‫وقائع جديدة‪ ،‬ودليل ذلك املفاوضات عدمية اجلدوى‬ ‫واالحداث التي تلت التوقيع على اتفاق اوسلو وغيره‬ ‫وتضاعف عمليات االستيطان الصهيوني‪.‬‬ ‫سعى الصهاينة الى االلتفاف على الوقائع‬ ‫اليومية التي فرضتها انتفاضة احلجارة بعملية‬ ‫اعالن مبادئ اوسلو‪.‬‬

‫خطورة اتفاق اوسلو وتداعياته‬ ‫(‪)1993‬‬ ‫واسرائيل التي خططت لهذا االعالن وشاءته‬ ‫محاولة لقصم ظهر انتفاضة (‪ )1987‬والتخلص‬ ‫من ضواغطها وتداعياتها من جهة‪ ،‬وشاءته من‬ ‫جهة اخرى بديالً على الصعيد الدولي من العملية‬ ‫(السلمية) التي اطلقها مؤمتر مدريد (‪ )1991‬واذا‬ ‫كان موقف بعض العرب متميزا ً باملوافقة على‬ ‫حضور مؤمتر مدريد بهدف فضح مزاعم الصهاينة‬ ‫السلمية‪ ،‬واثبات ان العرب ميلكون مشروعا ً للسالم‬ ‫في املنطقة وليس الصهاينة الذين ال ميلكون سوى‬ ‫مشاريع حروب ودمار من دون نهاية‪.‬‬ ‫ان اخطر ما انطوى عليه اعالن مبادئ اوسلو خلق‬ ‫االنطباع العام لدى االوساط اليهودية في العالم‪،‬‬ ‫ولدى الرأي العام العاملي بأسره وتعميم االقتناع‬ ‫بان املشكلة الفلسطينية قد وجدت اخيرا ً حلها‬ ‫النهائي وعلى اساس االعالن الذي حمل موافقة‬ ‫اصحاب القضية الفلسطينية انفسهم وتوقيعهم‬ ‫وان الصراع العربي – االسرائيلي‪ ،‬تالياً‪ ،‬امنا بات برمته‬ ‫مشارفا ً على االنتهاء وعلى اساس عملية اوسلو‪،‬‬ ‫سادت اجواء مريبة من التعاون الذي ابدته السلطة‬ ‫الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬حني‬ ‫اقدمت على قمع املقاومني الفلسطينيني االبطال‬ ‫واعتقالهم‪ ...‬كما عانى الشعب الفلسطيني من‬ ‫اوضاع خطيرة بالغة القسوة‪ ،‬كادت ان تزرع الفتنة‬ ‫عميقا ً وتنال من وحدته‪ ،‬وبعثت اجواء االنقسام في‬ ‫صفوف قواه وفصائله وتنظيماته‪...‬‬ ‫هذه الوقائع ساهمت الى حد بعيد في االستقرار‬ ‫لفترة داخل الكيان الصهيوني‪ ،‬وقد عرف الصهاينة‪،‬‬ ‫كيف يستغلون هذه الوقائع من اجل احياء الهجرة‬ ‫اليهودية مجدداً‪ ،‬واجتذاب املهاجرين اليهود اجلدد‬ ‫وفي هذه الفترة حتديدا ً اي ما بني (‪)2000 -1993‬‬ ‫جنح الصهاينة في استقدام ما يقرب املليون مهاجر‬ ‫يهودي وغير يهودي من روسيا وبلدان اخرى‪...‬‬ ‫ومثلما جنحوا في استقدام الرساميل‬ ‫واالستثمارات وتأسيس املشاريع التكنولوجية‬ ‫واالقتصادية الكبرى‪ ،‬بحيث تعزز الكيان في الداخل‬ ‫واخلارج‪ ،‬وصورة اجملتمع الذي ودع احلرب واجواءها‪،‬‬ ‫وتشنجاتها ومآسيها‪ ،‬وداعا ً نهائيا ً الى غير رجعة‬ ‫لقد شكل اعالن مبادئ اوسلو في الواقع بداية‬ ‫مرحلة بالغة الصعوبة واخلطورة على املستويني‬ ‫الفلسطيني والعربي‪ ،‬فاملشروع الصهيوني اوهم‬ ‫القيادة الفلسطينية‪ ،‬بان طريق اوسلو فتح فعالً طريق‬ ‫السالم ومن العرب من استدرج لتوقيع سالم منفرد‪،‬‬ ‫ومنهم من هرول الى تطبيع العالقات مع الكيان‬ ‫الصهيوني على املستويات السياسية واالقتصادية‬

‫والتجارية وذلك قبل السالم وبديالً عن “السالم”‪.‬‬

‫مفاوضات بال جدوى‬ ‫مع الصهاينة‬ ‫وعمل الصهاينة من اجل اجهاض هذا السالم‬ ‫املفترض من خالل سلسلة ال نهاية لها من‬ ‫املفاوضات واالجتماعات والقمم بينها وبني السلطة‬ ‫الفلسطينية والتوقيع الصوري التفاقات متهيدية‪،‬‬ ‫واتفاقات مرحلية‪ ،‬واتفاقات لتنفيذ تلك االتفاقات‪،‬‬ ‫بقيت كلها مجرد حبر على ورق‪ ،‬وسلسلة من‬ ‫املشاهد املتعاقبة من املسرحية املسخرة (اوسلو)‬ ‫ثم غزة واريحا اوالً‪ ،‬ثم اتفاق اخلليل (الذي لم ينفذ‬ ‫بالبطع)‪ ،‬بل كرس محاصرة سكان اخلليل من جانب‬ ‫اكثر من (اربعمئة مستوطن) فقط ال غير‪ ،‬وقمم‬ ‫من واي ريفر‪ ،‬وواي بال نتايشن‪ ،‬وواشنطن‪ ،‬والقاهرة‬ ‫وباريس وشرم الشيخ وكمب ديفيد ومجددا ً شرم‬ ‫الشيخ وطابا وغيرها‪...‬‬

‫اهداف الصهاينة من اوسلو‬ ‫وملحقاته‬ ‫اما مخطط الصهاينة االساس من خالل ذلك‬ ‫كله‪ ،‬فكان محاولتها التخلص من الكثافة العددية‬ ‫للمواطنني الفلسطينيني في املدن ومحاصرتهم‬ ‫فيها‪ ،‬ورمي االعباء واملشكالت االقتصادية‬ ‫واالجتماعية واملأسوية الناجمة عنها في وجه‬ ‫السلطة الفلسطينية‪ ،‬واالندفاع من جهة ثانية الى‬ ‫زرع املستوطنات الواحدة تلو االخرى في سائر االراضي‬ ‫الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫وبأعداد وأحجام مضاعفة‪ ،‬بحيث تؤدي الى تفكيك‬ ‫اوصال الضفة الغربية‪ ،‬وتدمير امكان التواصل بني‬ ‫املدن والقرى الفلسطينية‪ ،‬وجتعل احلياة الطبيعية‬ ‫داخل االراضي احملتلة امرا ً مستحيالً‪ .‬ومن ثم الوصول‬ ‫بتجذير هذه املستوطنات‪ ،‬بقا ًء وعدداً‪ ،‬الى حالة‬ ‫يستحيل معها حتى مجرد التفكير بإزالتها‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪63‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫‪64‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫وجهة نظر‬

‫انتفاضة األقصى خطوة مظفرة ونوعية لدحر االحتالل‬ ‫انتفاضة احلياة جتسدت في الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫واحلقائق اجلديدة فرضتها سواعد املقاومني والتي انتقلت‬ ‫بكفاحيته وتراثه النضالي العريق الى مرحلة نوعية‬ ‫متقدمة‪ ،‬انتزع فيها هذا الشعب زمام الفعل واملبادرة‪،‬‬ ‫فيما الكيان الصهيوني ينكفئ الى مواقع ردود الفعل‬ ‫والتخبط في ازمة وجودية الطابع راحت تعصف به‪ ،‬منذ‬ ‫االنتصار العربي اللبناني التاريخي املبني عليه‪ ،‬وكان اندالع‬ ‫انتفاضة االقصى املباركة واستمرارها احد ابرز واهم‬ ‫التداعيات املمسكة حقا ً بتالبيب الكيان الصهيوني‪...‬‬ ‫فاالنتفاضة (عام ‪ )2000‬جاءت لتؤكد بأن القضية‬ ‫الفلسطينية هي القضية احملورية في الصراع العربي‬ ‫– االسرائيلي‪ ،‬وال سيما بعدما توهمت دولة الكيان انها محمد حاليقة‬ ‫قطعت اشواطا ً في االجهاز على هذه القضية وتصفيتها‪.‬‬ ‫وأعادت االنتفاضة اجمليدة طرح وجود الكيان الصهيوني نفسه من اساسه‬ ‫الصهيوني على بساط البحث الواقعي بعد ثالثة وخمسني عاما ً من زرعه‬ ‫اغتصابا ً واصطناعا ً وان ما جرى في لبنان عام ‪ 2000‬كان حتوال ً نوعيا ً في الصراع‬ ‫العربي االسرائيلي‪ .‬وللمرة االولى تجُ بر “اسرائيل” كرها ً وعنوة على االنسحاب من‬ ‫اراض عربية احتلتها من دون قيد او شرط وال مفاوضات‪ ،‬وهنا اهمية املقاومة ورفع‬ ‫لوائها سواء على ارض لبنان او في فلسطني احملتلة‪ ،‬وكونها الطريق االوحد لبلوغ‬ ‫حقوقه املشروعة‪ ،‬بعد كل ذلك التخلي الدولي عن الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫املقاومة – االنتفاضة‬

‫انتصار املقاومة اإلسالمية في لبنان واندحار الصهاينة عن اجلنوب عام ‪2000‬‬ ‫وتعاظم قدرات املقاومة كما ً ونوعا ً وعجز الصهاينة عن مواجهة هذه القوة‬ ‫املتنامية‪ ،‬االمر الذي خلق حالة من الذعر في صفوف اجليش الصهيوني الذي‬ ‫انهارت معنوياته‪.‬‬ ‫ومن ثم تفجرت التناقضات داخل اجملتمع االسرائيلي‪ ،‬من خالل تزايد حتركات‬ ‫االوساط الصهيونية املطالبة بالتخلص من املستنقع اللبناني‪ .‬وبانسحاب‬ ‫قوات االحتالل قسراً‪ ،‬شكل اقرارا ً بهزمية اسرائيل الفعلية‪.‬‬ ‫وبحيث بات االنسحاب من لبنان شعارا ً انتخابيا ً يتسابق على اعتماده وطرحه‬ ‫املرشحون االسرائيليون‪ ،‬سواء حزبا العمل‪ ،‬او الليكود للفوز‪.‬‬ ‫والى ذلك كانت (إسرائيل) تتقدم داخل كيانها الى مزيد من التأزم في‬ ‫اوضاعها‪ ،‬واذ بخيارها الدائم بتصفية القضية الفلسطينية مقترنا ً بخيارها‬ ‫الدائم التنصل من العملية “السلمية” ومتسكها باالمن بديالً عن السالم‬ ‫يصبح مشكلة عليها ومأزقاً‪...‬‬ ‫واذا بها تغرق اكثر فاكثر في وضعية من االهتزاز السياسي العميق لم‬ ‫تعهده من قبل‪ ،‬فبعد بيغن وشامير ورابني وبيريس ونتنياهو‪ ،‬راح باراك يترنح‬ ‫بدوره على حافة السقوط‪.‬‬ ‫لقد تفاجأت القيادة الصهيونية بانهيار كل آمالها وخطتها التي عقدتها‬ ‫على حمل الرئيس السلطة ياسر عرفات على التوقيع في كامب ديفيد على‬ ‫صك االستسالم النهائي‪ ،‬بعدما مارسوا عليه ابشع انواع الضغوط وضربوا‬ ‫حوله نطاقا ً من احلصار والعزلة‪.‬‬

‫اندالع انتفاضة األقصى‬

‫املسألة بدأت اعمق بكثير من مجرد سقوط حكومة اسرائيلية وكل هذه‬ ‫التطورات النوعية داخل الكيان كانت تعني ان “اسرائيل” فقدت املبادرة ولم يعد‬ ‫القرار بيدها وانكفأت بردود االفعال‪.‬‬ ‫وهذا ما دفع بباراك رئيس احلكومة آنذاك الذي حتقق من سقوط سياسته الى‬ ‫استنجاد بغرمية شارون وحماية زيارته االستفزازية املدبرة للمجسد االقصى‪،‬‬ ‫فكانت الشرارة التي اشعلت انتفاضة االقصى‪...‬‬ ‫ان اول ما تعنيه هذه االنتفاضة امنا هو اندالع حرب العصابات على ارض‬ ‫فلسطني بكاملها والضفة الغربية وغزة والقدس وفي املستوطنات نفسها‬ ‫وحتى في مدن االراضي الفلسطينية احملتلة عام ‪.1948‬‬ ‫ومن خالل حتول هذه املدن ميدانيا ً للعمليات الفدائية االستشهادية واملقاومة‬

‫البطلة‪ ،‬انه اذا ً الرعب الذي يالحق الصهاينة بشبحه الذي‬ ‫يباغتهم اينما حلوا‪ ،‬وانه زعزعة الستقرار الكيان الذي ال‬ ‫قبل له بالبقاء على قيد احلياة من دونه‪.‬‬ ‫وان حلول الهجرة املعاكسة من اسرائيل محل الهجرة‬ ‫اليها‪ ،‬وفعالً ان حياة الكيان مرتبطة بإقبال اليهود‬ ‫عليها ولذلك كان عليهم ان يقتنعوا باالمان وهو ما بات‬ ‫مفقوداً‪.‬‬ ‫واذا باندالع االنتفاضة وتراكم اعمالها يسقط تلك‬ ‫االوهام الصهيونية بنعم احلياة داخل اسرائيل بل‬ ‫يكشفها كما هي على حقيقتها جحيما ً يكوي بناره‬ ‫اليوم اجملتمع االسرائيلي‪.‬‬ ‫وحتولت االراضي الفلسطينية الى جو الرعب والقتال‬ ‫والقلق املستمر والتوتر الدائم الذي يطارد الصهاينة‬ ‫يومياً‪ ،‬وبعد ان حطمت املقاومة في لبنان خرافة اجليش االسرائيلي الذي ال يقهر‪،‬‬ ‫فاالنتفاضة الفلسطينية حطمت خرافة اجملتمع االسرائيلي املستقر‪.‬‬

‫دروس وتداعيات انتفاضة االقصى‬

‫اندالع االنتفاضة وتعززها وجتذرها وازدياد فاعليتها اكثر فاكثر مبقدار ما كانت‬ ‫تزاد وحشية القمع الصهيوني وبربريته‪..‬‬ ‫وادت الى هز اجملتمع االسرائيلي في الصميم سياسيا ًَ وعسكريا ً ونفسيا ً‬ ‫واقتصاديا ً وماليا ً وسياحياً‪.‬‬ ‫ان اندحار الكيان الصهيوني امنا يتكرس بصورة نهائية بضمور الهجرة‬ ‫اليهودية اليه وتوقفها وتزايد الهجرة املعاكسة‪ ،‬االمر الذي يعني ضرب املشروع‬ ‫الصهيوني وهي مسألة آخذة بالتكون واالستتباب بفعل التراكم الذي سوف‬ ‫ينتهي الى اصدار حكمه النوعي بانتفاء مبررات وجود هذا الكيان‪.‬‬ ‫ما زال بامكان اسرائيل بالطبع ان تضرب وان تخبط خبطة عشواء فيما هي‬ ‫تتخبط بالشباك التي باتت عالقة فيها‪ ،‬وما زال بامكانها ان ترتكب ابشع اجملازر‬ ‫واملذابح واشدها وحشية وبربرية وتدميرا ً وهي ماضية في اقتراف ذلك اصالً امام‬ ‫انظار العالم بأسره وصمته املطبق واملشني معاً‪،‬‬ ‫لكنه لم يعد بإمكانها ان تنتصر وان تعرف االستقرار‪ ،‬لم يعد امامها من‬ ‫افق‪.‬‬ ‫هذا هو الفعل التاريخي االول الذي تنجزه االنتفاضة وبه وبتعميقه من خالل‬ ‫صمودها وتراكم عملياتها واستمرارها تقرب من اجل املشروع الصهيوني وحتفر‬ ‫قبره‪.‬‬ ‫لقد اثبتت االنتفاضة بدورها ومن خالل استمرارها وتداعياتها كافة ان الكيان‬ ‫الصهيوني عاجز عن احتواء هزمية حقيقية واحدة‪.‬‬ ‫لقد دقت ساعة احلقيقة بالنسبة للكيان الصهيوني وهذه املرة بالتوقيت‬ ‫الفلسطيني الذي توهمت بانها تخلصت منه‪ ،‬فاالنتفاضة متواصلة‬ ‫ومتجذرة‪...‬‬ ‫هل ستجرؤ على االتعاظ من الدرس اللبناني؟‬ ‫ان ارمتاء اجملتمع االسرائيلي في احضان شارون آنذاك والتمسك بالنهج‬ ‫العنصري والقمع والوحشية ومشروع توهم اسرائيل انها ميكن ان تستعيد‬ ‫على اساسه االستقرار واالمان بالبطش واالجرام الدموي وتصفية القضية‬ ‫الفلسطينية والقضاء على الشعب الفلسطيني اقتالعا ً وترحيالً كل ذلك لم‬ ‫ينفع شارون الذي اضطر للخروج من غزة حتت تأثير ضربات املقاومة الباسلة‪.‬‬ ‫ان محاولة االلتفاف على االنتفاضة الفلسطينية املتواصلة لم جتد نفعاً‪.‬‬ ‫فاملفاوضات الواهمة واضاعة الوقت والفنت ومحاولة التفتيت املبرمجة وتكريس‬ ‫حالة من االنقسام في الصف الداخلي الفلسطيني سيكون مصيرها الفشل‪،‬‬ ‫الن شعبنا الفلسطيني عودنا بصموده ومقاومته وانتفاضته بأن طريق اخلالص‬ ‫يحتاج الى التضحيات وهو أهالً لها‪...‬‬

‫محمد حاليقة‬ ‫عضو قيادة فتح االنتفاضة في لبنان‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪65‬‬


‫منبر فلسطيني‬

‫سقوط اولمرت المذل‪ ،‬بداية لمرحلة جديدة ‪:‬‬

‫مقدمة الندحار المشروع الصهيوني‬ ‫عن أرض فلسطين‬ ‫بات في حكم املؤكد وهذا ما يراه املعلقون ان‬ ‫يوم ‪ 12‬متوز ‪ 2006‬حني اعلن اوملرت احلرب على حزب‬ ‫اهلل ولبنان هو يوم سقوط اوملرت املذل‪ ،‬وبذلك ميكن‬ ‫القول إن اعالن اوملرت استقالته جاء متأخرا ً بعامني‪،‬‬ ‫وانه كان ال بد للضلع الثالث في مثلث احلرب‪ ،‬ان‬ ‫يلحق بالضلعني األخيرين وزير الدفاع عمير بيرتس‬ ‫ورئيس اركان اجليش السابق دان حالتوس‪.‬‬ ‫هذا هو فعل املقاومة اللبنانية وعلى رأسها‬ ‫حزب اهلل وصاحب الوعد الصادق السيد حسن‬ ‫نصر اهلل‪..‬‬ ‫كتب كبير املعلقني الصهاينة ناحوم برنياع في‬ ‫صحيفة يديعوت احرنوت “ان اوملرت مات في احلرب‬ ‫الثانية على لبنان‪ ،‬وقبر في التحقيقات وانه في‬ ‫احلرب فقد جهاز املناعة الذي يحمي حتى درجة‬ ‫معينة‪ ،‬كل رئيس حكومة اثناء تأدية مهماته”‪.‬‬ ‫ورأى املعلق في هارتس عاموس هرئيل‪ ،‬ان ما‬ ‫سيذكره االسرائيليون من والية اوملرت هي احلرب‬ ‫في لبنان وااليام الـ (‪ )34‬التي قاد خاللها اوملرت‬ ‫بشكل بائس “اسرائيل” في املعركة‪ ،‬وهناك فقد‬ ‫شعبيته بشكل نهائي‪ ،‬ولم ينجح في النهوض‬ ‫حتى خطاب االعتزال‪ ،‬وهكذا كان لبنان احلدث الذي‬ ‫بلور والية اوملرت‪...‬‬ ‫ويسخر املعلقون من اجنازات اوملرت‪ ،‬وان واليته‬ ‫شهدت اخفاقات كثيرة‪ ،‬بدأت بأسر اجلندي جلعاد‬ ‫شاليت الى غزة ثم اسر اجلنديني الداد ريغف ويهود‬ ‫غولد فاسير بأيدي مقاتلي حزب اهلل الشجعان‬ ‫ورافعي راية املقاومة‪.‬‬ ‫اذا ً احلرب البائسة بنتائجها على اسرائيل في‬ ‫لبنان‪ ،‬وصمود املقاومني في قطاع غزة والضفة‬ ‫الغربية‪ ،‬حمل الينا تداعيات عديدة وهي تباشير‬ ‫النصر احلاسم واندحار املشروع الصهيوني وانها‬ ‫فاحتة ملرحلة جديدة من فعل املقاومة والتي هي‬ ‫مبعث االمل وطريق التحرير والكرامة‪ ،‬وال يسلكه‬ ‫اال من آمن بعروبته ومبصيرها املشترك وكطليعة‬ ‫قوى التحرر في زمن املقاومة واالنتصار بعد ان ولى‬ ‫زمن الهزائم الى غير رجعة‪..‬‬ ‫انكشف زيف املفاوضات‬ ‫كل املعطيات املتوفرة تؤكد فشل املفاوضات‬ ‫االسرائيلية مع السلطة الفلسطينية‪ ،‬وان‬ ‫احلديث عن حل الدولتني كانت طبخة اميركية‬ ‫صهيونية لكسب الوقت وفرض الوقائع على‬ ‫االرض واستمرار غول االستيطان الزاحف على‬ ‫االراضي الفلسطينية‪ ،‬وبنفس الوقت تكريس حالة‬

‫‪66‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ليفني في مرحلة االنتظار‬

‫احمد قريع (مفاوضات دون جدوى وإضاعة الوقت)‬

‫االنقسام الفلسطيني من خالل رهان البعض على‬ ‫وهم احللول االميركية‪ ،‬التي لم توقف االستيطان‬ ‫الصهيوني ولم ترفع احلصار عن غزة‪ ،‬وحتى ابرز‬ ‫من راهن على احللول االميركية وانشط اركان‬ ‫حركة السالم الفلسطينية (مع ان هذه التسمية‬ ‫خادعة) اعترف بالفشل‪ ،‬حيث طالب البروفيسور‬ ‫سري نسيبة مقترحا ً على السلطة الفلسطينية‬ ‫ان حتل نفسها كخطوة على الطريق‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬ال يوجد اقتصاد سليم متنام كما وعدوا‪،‬‬ ‫وال نظام وال امن وال شيء‪ ،‬واسرائيل اليوم ترفل‬

‫بالراحة‪ ،‬بينما دول الغرب تسبب في افساد العمل‬ ‫الفلسطيني وحتويله الى اقتصاد كسول وتابع‪،‬‬ ‫وبينما املساعدات املالية للسلطة الفلسطينية‬ ‫لم تترافق مع عملية بناء دولة حقيقية‪.‬‬ ‫الصهاينة يقرعون جرس االنذار خوفا ً من اآلتي‬ ‫امام خيبة االمل لدى كل من راهن على احللول‬ ‫االميركية والصهيونية لتلمس طريق اخلالص‪،‬‬ ‫فان الصهاينة انفسهم يرصدون االمر عن الواقع‬ ‫الصعب وانكشاف الوهم ومثل هذا يقض مضاجع‬ ‫االسرائيليني‪ ،‬كما قال عامي ايالون رئيس جهاز‬

‫صورة بائسة ألوملرت‪ :‬بدأ السقوط املذل‬


‫الدمار في غزة‪ :‬لن يثني الشعب الفلسطيني عن املقاومة‪.‬‬

‫اخملابرات العامة (الشاباك) ووزير الدولة في احلكومة‬ ‫احلالية‪“ :‬ان معسكر السالم الفلسطيني والتيار‬ ‫الذي يؤمن بالتسوية البراغماتية في صفوف‬ ‫الفلسطينيني بدأ يتحطم”‪.‬‬ ‫وحل الدولتني لم يعد فكرة واقعية فقد‬ ‫استهلكت متاماً‪ ،‬واصبحت هناك هوة عميقة‬ ‫بني مسيرة ما يسمى السالم وبني الواقع على‬ ‫االرض‪ ،‬فاحلصار يشتد على قطاع غزة‪ ،‬ومعدالت‬ ‫البطالة والفقر في تزايد‪ ،‬واالفق بات مسدودا ً بعد‬ ‫ان كشفت االوراق متاماً‪.‬‬ ‫والسؤال ما الذي بقي في جعبة الصهاينة؟!‬ ‫في حقيقة االمر ان سقوط اوملرت يعني‬ ‫سقوط املشروع في مرحلة من مراحله‪ ،‬ولذا‬ ‫فالتسريبات االسرائيلية االخيرة عن مقايضة‬ ‫حق العودة وطرح فكرة االنسحاب من ‪ %93‬من‬ ‫الضفة الغربية واحلديث عن لم شمل لـ ‪ 20‬الفا ً‬ ‫من األًسر الفلسطينية كلها محاولة صهيونية‬ ‫جديدة‪ .‬وهذه الطروحات هي مبثابة افخاخ جديدة‬ ‫نشرتها صحيفة هارتس‪ ،‬وتهدف النزالق املفاوض‬ ‫الفلسطيني دون سقف املطالبة املتدني اصالً‪،‬‬ ‫وبالتالي فان رفض املطالب االسرائيلية سيعني‬ ‫فشل املفاوضات‪ ،‬كما حصل في كامب ديفيد ‪2000‬‬ ‫برعاية الرئيس االميركي السابق بيل كلينتون ومن‬ ‫ثم حتميل السلطة الفلسطينية مسؤولية ما‬ ‫حصل‪ ،‬وبذلك تستمر مناورة تضليل الرأي العام‬ ‫العاملي وحتميل الطرف االضعف مسؤولية اخفاق‬ ‫عملية (السالم)‪.‬‬ ‫وواقع احلال الفلسطيني؟‬ ‫وفي هذا الوقت يتزايد احلصار على قطاع غزة‬ ‫وحال االنقسام املدمر رفعا وتيرة معاناة الشعب‬ ‫الى درجات ونسب غير مسبوقة وان ما نسبته‬ ‫‪ %66.7‬في املئة من االسر الفلسطينية تعيش فقرا ً‬ ‫مدقعا ً ونحو ‪ %80‬منها يعتمد على املساعدات‬ ‫الغذائية االغاثية‪ ،‬ومعدالت البطالة ارتفعت ما‬ ‫بني (‪ )%58 -50‬وان ‪ 200‬الف عامل في قطاع غزة‬ ‫عاطلون عن العمل‪ ،‬وبالتالي فان معدالت البطالة‬ ‫اصبحت ‪ %75‬في املئة ومعدل الفقر ‪. %90‬‬ ‫بينما يؤكد ممثلو اجليش االسرائيلي‪ ،‬ان التهدئة‬

‫سمحت للجيش ووحداته بالتدريب استعدادا ً‬ ‫لشن اي عملية او عمل عسكري مستقبلي في‬ ‫قطاع غزة في حال انهارت التهدئة‪.‬‬ ‫والتقارير الواردة من االراضي الفلسطينية تؤكد‬ ‫ان قوات االحتالل واصلت اعمال التوغل اليومية‬ ‫في مدن وقرى مخيمات الضفة وسط اطالق نار‬ ‫وترهيب السكان املدنيني‪ ،‬حيث باتت تلك االعمال‬ ‫منطية‪.‬‬ ‫والسؤال‪ :‬كيف يتعايش اجملتمع الدولي مع‬ ‫الواقع اجلديد وجرائم االحتالل املركبة من قتل‬ ‫وخطف وتدمير ممتلكات؟‬ ‫ورئيس احلكومة الفلسطينية سالم فياض ذاته‬ ‫يقول‪:‬‬ ‫“ال افق حلل سياسي في املدى املنظور مع‬ ‫اسرائيل‪ ،‬وان النظام السياسي االسرائيلي مبكوناته‬ ‫ال يريد حالً سياسيا ً مقبوال ً للفلسطينيني‪ ،‬وان‬ ‫السياسة االستيطانية االسرائيلية مؤشر الى‬ ‫عدم سعي الدول العبرية للتوصل الى اتفاق سالم‬ ‫مع الفلسطينيني تسائالً عما يبقيه االستيطان‬ ‫لالتفاق‪.‬‬ ‫مشاريع االستيطان االسرائيلية في القدس‬ ‫تضاعفت خمس مرات منذ استئناف املفاوضات‬ ‫برعاية اميركية في انابوليس تقوم على غزل‬ ‫قطاع غزة بالكامل‪ ،‬وحتويل الضفة الى مشاع‬ ‫امني واستيطاني‪ ،‬واالراضي الفلسطينية تواجه‬ ‫تهديدا ً قائماً‪ ،‬وفي منطقة االغوار وحدها اقيمت‬ ‫(‪ 28‬مستوطنة اسرائيلية) ورغم ان مساحة هذه‬ ‫املنطقة تعادل ربع مساحة الضفة الغربية‪ ،‬وال‬ ‫يسكنها سوى ‪ 56‬الف مواطن‪ ،‬واسرائيل تعلن‬ ‫انها تريد االحتفاظ باالغوار ألسباب امينة‪ ،‬وانها‬ ‫عرضت تأجيرها ‪ 99‬عاماً‪.‬‬ ‫وماذا عن اخلطط االسرائيلية؟‬ ‫ما يزيد من خيبة االمل لذى السلطة‬ ‫الفلسطينية ما كشفت عنه اخلطط االسرائيلية‬ ‫التي تريد استثناء القدس ومحيطها واملستوطنات‬ ‫ومنطقة االغوار من مساحة الدولة الفلسطينية‬ ‫املنزوعة السالح حيث يتاح لإلسرائيليني اقتحامها‬ ‫في اي وقت‪ ،‬ومنع هذه الدولة (املفترضة) من‬

‫اقامة اي حتالفات بني فلسطني‪ ،‬واي دولة اخرى‪،‬‬ ‫واستباحة هذه الدولة بإقامة محطات إنذار مبكر‬ ‫في املناطق الفلسطينية املرتفعة‪ ،‬وانتشار اجليش‬ ‫الصهيوني على طول نهر االردن‪ ،‬وعلى وجود‬ ‫اسرائيلي في املعابر احلدودية‪ ،‬وسيطرة اسرائيلية‬ ‫على اجملال اجلوي احليوي للدولة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وابقاء ممرات خاصة تتيح إلسرائيل التوغل في عمق‬ ‫االراضي الفلسطينية وقت احلاجة‪ ،‬وتهدف اخلطط‬ ‫االسرائيلية إلى احلصول على تعهد اميركي يضمن‬ ‫فرضها في اي اتفاق مستقبلي مع الفلسطيني‪.‬‬ ‫ملاذا تستمر املفاوضات؟‬ ‫وما دام االمر على هذا الشاكلة‪ ،‬يريد الصهاينة‬ ‫االحتفاظ بالقدس (اليهودية) وال مفاوضات حولها!‬ ‫ويريدون كل الكتل االستيطانية‪ ،‬ومناطق امنية‪،‬‬ ‫وتأجيل قضايا جوهرية هي محل التفاوض املعلن‪...‬‬ ‫فماذا تبقى؟ سوى الضغوط االميركية التي حتاول‬ ‫تكريس هيمنة االحتالل السياسية واالمنية على‬ ‫املواطنني الفلسطينيني‪ ،‬والغاء حق العودة وهو‬ ‫االساس في كفاح الشعب الفلسطيني عبر‬ ‫تاريخه املعمد بدماء الشهداء واجلرحى وآالف‬ ‫االسرى‪.‬‬ ‫والسؤال ملصلحة من؟ وما هو الهدف من‬ ‫استمرار املفاوضات العبثية مع االحتالل‬ ‫االسرائيلي والتي تشكل غطا ًء ألبشع املمارسات‬ ‫العدوانية واالستيطانية والعنصرية‪ ،‬وتكثيف‬ ‫البناء في املستوطنات والضرب بعرض احلائط‬ ‫حقوق شعبنا‪.‬‬ ‫ان كل احللول التي يحدد االحتالل مواصفاتها‬ ‫وبدعم اميركي‪ ،‬تبقى مجرد اوهام صهيونية‪ ،‬لن‬ ‫يكون لها مجال للتطبيق في ظل وجود املقاومة‬ ‫املتصاعدة‪ ،‬ودون اي تنازل عن الثوابت التي ضحى‬ ‫من اجلها شعبنا مبئات اآلالف من الشهداء‪.‬‬ ‫ان طريق املقاومة‪ ،‬يعني عدم املراهنة على‬ ‫السراب والوهم‪ ،‬ويعني انهاء حالة االنقسام الذي‬ ‫تعيشه الساحة الفلسطينية واستعادة الوحدة‬ ‫واللحمة للشعب الفلسطيني ملواجهة كل‬ ‫اخملاطر الهادفة النيل من املشروع الوطني‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪67‬‬


‫منبر فلسطيني‪ /‬مقابلة‬ ‫عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل لـ»منبر التوحيد»‬

‫معركتنا واحدة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق‬ ‫وأي انتصار يتحقق في أي ساحة هو انتصار للجميع‬

‫عضو املكتب السياسي للجبهة الدميوقراطية علي فيصل‬

‫الطريق الى فلسطني يختصر املسافات‬ ‫فهي في القلب والعقل والوجدان‪ ،‬وشعبنا‬ ‫الفلسطيني عظيم بتضحياته ويخوض‬ ‫صراعاً متواصالً ضد املشروع االستيطاني‬ ‫الصهيوني االنكلواميركي منذ اكثر من‬ ‫قرن من الزمن‪.‬‬ ‫في تاريخه هبات وانتفاضات عديدة‪،‬‬ ‫جسدت مدى التالحم املصيري الذي‬ ‫يجمع بني ابناء االمة الواحدة‪ ،‬والقضية‬ ‫الفلسطينية هي قضية كل العرب وهي‬ ‫املركز والناظم وعلى ضوء القرب منها‬ ‫تتحدد الهوية النضالية‪ ،‬املقاومة واحدة‬ ‫وطريقها واضح‪.‬‬ ‫منبر التوحيد تلتقي عضو املكتب‬ ‫السياسي للجبهة الدميقراطية علي فيصل‬ ‫وحتاوره حول مختلف املسائل الراهنة في‬ ‫فلسطني وخاصة في ذكرى اندالع انتفاضة‬ ‫االقصى‪ ،‬واجلبهة الدميقراطية ساهمت‬

‫‪68‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وبشكل فعال على مدى تاريخها الكفاحي‬ ‫من جميع الصفوف والتأكيد على اهمية‬ ‫الوحدة والبرامج الوطنية املشتركة في‬ ‫حتقيق االنتصار‪ ،‬وهنا نص احلوار‪:‬‬

‫عبر مسيرته النضالية الطويلة‪ ،‬تعرض‬ ‫الشعب الفلسطيني النواع متعددة من اخملاطر‪،‬‬ ‫وارتكبت بحقه اجملازر البشعة‪ ،‬اال انه ظل صابراً‬ ‫وصامداً ومتمسكاً بهدفه االسمى وهو التحرير‬ ‫والعودة الى فلسطني‪ ،‬وفي ذكرى مجزرة صبرا‬ ‫وشاتيال‪ ،‬نرجو تسليط الضوء على اخللفيات‬ ‫والظروف التي ارتكبت فيها هذه اجملزرة‪ ،‬وهي‬ ‫حتماً فشلت في حتقيق أهدافها؟‬ ‫بداية نتقدم بالشكر اجلزيل من القيمني على هذا‬ ‫املنبر الوطني والقومي الذي نتمنى له كل النجاح‬ ‫ملا فيه مصلحة الشعب اللبناني الشقيق‪.‬‬ ‫في مثل هذه االيام قبل (‪ )26‬عاما ً كان مخيم‬ ‫صبرا وشاتيال على موعد مع االرهاب الصهيوني‬ ‫الذي ارتكب واحدة من افظع مجازر القرن سقط‬ ‫بنتيجتها مئات الشهداء املدنيني األطفال والنساء‬ ‫والرجال من ابناء الشعبني الفلسطيني واللبناني‪.‬‬ ‫اليوم بعد مضي أكثر من ربع قرن‪ ،‬ال يزال ابطال‬

‫هذه اجملزرة‪ ،‬مدبروها ومنفذوها‪ ،‬طلقاء يتحركون‬ ‫كيف يشاؤون وال يجدون من يالحقهم‪ ،‬بل ويرتكبون‬ ‫املزيد من اجملازر بحق الشعب الفلسطيني‬ ‫ليضيفوا أرقاما ً جديدة الى سجلهم احلافل‬ ‫باجلرائم واالنتهاكات‪ ،‬ليست مجزرة جنني واجلرائم‬ ‫اليومية التي ترتكب في مدن وقرى ومخيمات‬ ‫الضفة الغربية وقطاع غزة واجملازر التي ارتكبت‬ ‫في لبنان أثناء عدوان متوز ‪ 2006‬وقبل ذلك‪ ،‬اال جزءا ً‬ ‫من هذا املسلسل املتواصل الذي يحدث على مرأى‬ ‫ومسمع العالم‪..‬‬ ‫إن مجزرة مثل صبرا وشاتيال كانت تستحق‬ ‫من العالم‪ ،‬مبؤسساته وهيئاته الدولية احلقوقية‬ ‫واالنسانية‪ ،‬اتخاذ موقف موقف حازم ومحاكمة‬ ‫مرتكبيها باعتبارهم مجرمي حرب‪ ،‬خاصة ان‬ ‫اجملزرة ترتقي الى مصاف جرائم احلرب واجلرائم ضد‬ ‫االنسانية‪ ،‬ال بل ان صمت اجملتمع الدولي وتواطئه‬ ‫شجع االسرائيليني على االستمرار في نهج‬ ‫القتل واالرهاب والتدمير‪ ،‬مبا يعكس االزدواجية في‬ ‫التعاطي مع قضايا العالم‪.‬‬ ‫ان هذه اجملزرة هي واحدة من اجملازر التي ال تسقط‬ ‫بالتقادم وال ميكن ان تزول من ذاكرة شعبنا وكل‬ ‫الشعوب احملبة للسالم‪ .‬وعليه فاننا جندد الدعوة‬


‫الى اعادة فتح ملف مجزرة صبرا وشاتيال سواء من‬ ‫خالل احملكمة اجلنائية الدولية او من خالل مجلس‬ ‫االمن الدولي واعادة االعتبار ملصداقية القانون‬ ‫الدولي من خالل محاكمة مرتكبي ومدبري هذه‬ ‫اجملزرة وفي مقدمتهم ارييل شارون‪.‬‬ ‫حتل ذكرى انطالقة انتفاضة االقصى‪ ،‬وكانت‬ ‫للجبهة الدميقراطية وباقي فصائل الثورة ادوار‬ ‫اساسية وهامة التزاماً بقضية الشعب والثورة‬ ‫والتي انتم على نهجها سائرون‪ ،‬ما هي ابرز نتائج‬ ‫هذه االنتفاضة؟ وملاذا لم يتم استثمارها كما‬ ‫يجب لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني‬ ‫ومن املسؤول عن ذلك رغم عظمة التضحيات؟‬ ‫ايام قليلة تقصلنا عن الذكرى السنوية‬ ‫النتفاضة االستقالل التي مثلت صرخة في‬ ‫وجه الظلم والعدوان الصهيونيني‪ .‬ست سنوات‬ ‫مضت على هذه االنتفاضة‪ ،‬جرت في بحور أيامها‬ ‫أحداث ووقائع جلل‪ ،‬غيرت وفعلت الكثير‪ ،‬بعد‬ ‫سنوات من األوهام األوسلوية التي زورت احلقائق‪،‬‬ ‫وزينت زورا ً وبهتانا ً مسار احللول اجلزئية واجملزوءة‬ ‫احملكومة بالرؤية اإلسرائيلية املدعومة أميركياً‪،‬‬ ‫بعيدا ً عن حلول الشرعية الدولية‪ ،‬الضامنة للحد‬ ‫األدنى من احلقوق الوطنية املشروعة للشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬في دولة فلسطينية مستقلة على‬ ‫كامل األراضي الفلسطينية احملتلة في عدوان عام‬ ‫‪ 1967‬بعاصمتها القدس‪ ،‬وحق تقرير املصير‪ ،‬وعودة‬ ‫الالجئني تطبيقا ً للقرار الدولي ‪.194‬‬ ‫بفعل االنتفاضة املتجددة‪ ،‬وصلت القضية‬ ‫الفلسطينية إلى حالة من «الستعصاء الكبير»‪،‬‬ ‫لم يعد ممكنا ً للحلول اإلسرائيلية ـ األميركية التي‬ ‫طرحت في سنوات سابقة أن تفرض نفسها‪ ،‬فقد‬ ‫حاولت هذا منذ مدريد إلى اتفاقيات أوسلو‪ ،‬ووصلت‬ ‫إلى النفق املسدود في أيار ‪ ،1999‬وحاولت من جديد‬ ‫في مفاوضات كامب ديفيد ‪ 2‬متوز ‪ 2000‬ووصلت إلى‬ ‫الطريق املسدود‪ ،‬وكذا اقتراحات الرئيس األميركي‬ ‫كلينتون في ‪ 20‬كانون األول ‪ 2000‬وصلت إلى اجلدار‪،‬‬ ‫فشلت كل هذه احللول واالقتراحات‪ ،‬ألنها أغفلت‬ ‫احلدود الدنيا من حقوق الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫وألنها حلول محكومة برؤية تستهدف حتقيق‬ ‫سلسلة من األطماع التوسعية اإلسرائيلية في‬ ‫األراضي الفلسطينية‪ ،‬أبعد مما حصلت عليه حالة‬ ‫املشروع اإلسرائيلي الصهيوني في العام ‪،1948‬‬ ‫بأمل فرض خارطة جديدة لدولة «إسرائيل»‪ ،‬تكون‬ ‫فيها القدس املوحدة أو معظمها «عاصمة أبدية‬ ‫إلسرائيل»‪ ،‬وهذا ما نصت عليه اقتراحات كامب‬ ‫ديفيد ‪ ،2‬التي جاءت نتيجة تفاهمات واسعة بني‬ ‫حكومة باراك وإدارة كلنتون‪.‬‬ ‫انتهت جميع احللول اإلسرائيلية إلى الطريق‬ ‫املسدود‪ ،‬بفعل ممانعة الشعب الفلسطيني وقواه‬ ‫وتياراته املنظمة الوطنية والدميقراطية‪ ،‬ونضالها‬ ‫املشروع من أجل رفع سقف احللول السياسية‬ ‫باجتاه سقف قرارات الشرعية الدولية‪ ،‬التي تؤكد‬ ‫على ضرورة رحيل االحتالل من جميع األراضي‬ ‫الفلسطينية احملتلة‪ ،‬إلى ما وراء خطوط ‪ 4‬حزيران‬ ‫‪ 1967‬لتقام عليها دولة فلسطني بعاصمتها‬

‫القدس العربية احملتلة‪ ،‬وعودة الالجئني وفقا ً للقرار‬ ‫‪.194‬‬ ‫جديد االنتفاضة اليوم أنها استمدت روحا ً‬ ‫مضافة في امتدادها على مساحة الوطن والشتات‪،‬‬ ‫وفي إصرارها حتت الراية الوطنية والقومية اجلديدة‪،‬‬ ‫راية احلرية واالستقالل في إطار قرارات الشرعية‬ ‫الدولية‪ ،‬بعيدا ً عن راية أوسلو وصفقاته اجلزئية‬ ‫وسياسة «اخلطوة خطوة» الصغيرة‪ ،‬واحللول‬ ‫اإلسرائيلية األميركية‪.‬‬ ‫جديد االنتفاضة أعطى مفاعيله على مساحة‬ ‫أكثر من ست سنوات من االنتفاضة وعلى‬ ‫مساحة هذا الزمن جرت مياه كثيرة على األرض‬ ‫الفلسطينية و»اإلسرائيلية»‪ ،‬وعلى األرض العربية‬ ‫والدولية‪ ،‬كل هذا أعطى مفاعيله وتداعياته‪ .‬وبدأت‬ ‫هذه التفاعالت بإقرار من داخل «اسرائيل» على يد‬ ‫جنراالت اجليش فضالً عن جنراالت السياسة‪ ،‬بأن‬ ‫ال حلول لقضية االنتفاضة واملقاومة‪ ،‬بالوسائل‬ ‫العسكرية القمعية مهما كانت دموية‪.‬‬ ‫لكن ورغم كل اإلجنازات التي حققتها االنتفاضة‪،‬‬ ‫والتفاعالت والتراكمات التي امتدت الى صالبة‬ ‫فلسطينية ميدانية‪ ،‬اال اننا لم نستطع ان نرتقي‬ ‫بهذه الوحدة حتى اآلن باعادة تقييم ملا جرى كي‬ ‫نستفيد من االيجايبات ونتجاوز السلبيات وباجتاه‬ ‫تقدمي برنامج سياسي لالنتفاضة يعمل اجلميع‬ ‫حتت رايته ميدانيا وسياسيا وشعبيا ‪..‬‬ ‫من هنا اهمية قرارات إعالن القاهرة‪ ،‬الذي جاء بعد‬ ‫سلسلة من احلوارات الفلسطينية ـ الفلسطينية‪.‬‬ ‫لكن رغم كل العدوان واالنقسام الكبير احلاصل‬ ‫في الساحة الفلسطينية فيبدو ان الطريق ما زال‬ ‫غير سالك بعد أمام تطبيق قراراته‪ ،‬ومرد ذلك أن‬ ‫بعض األطراف املوقعة على هذا اإلعالن تعاملت‬ ‫مع مقرراته بانتقائية ونفعية ضيقة‪ ،‬فمنهم من‬ ‫اختصر اإلعالن بقرار التهدئة‪ ،‬ومنهم من فهم‬ ‫في إعادة بناء مؤسسات املنظمة والسلطة بأنه‬ ‫إعادة تقاسم (للكعكة) عبر صفقات ثنائية فوقية‬ ‫يتم فرضها على اجلميع‪ ،‬وهذا ما أدى عمليا ً إلى‬ ‫تأجيج الصراع الداخلي سواء بني تيارات السلطة‪،‬‬ ‫وانعكاس ذلك على صراعات بني فتح وحماس‬ ‫وصل ذروته في احلسم العسكري الذي جرى على‬ ‫يد االخوة في حركة حماس والذي ما زلنا نعيش‬

‫ونحن ندعو إلى تكامل‬ ‫األدوار النضالية‬ ‫وتعزيز جميع مواقع‬ ‫الصمود في املنطقة‪...‬‬ ‫ودحر املشروع اإلسرائيلي‬ ‫األميركي‬

‫تداعياته حتى هذه اللحظة‪.‬‬ ‫مشاريع التسوية متعددة والغرض منها كان‬ ‫واحداً دائماً وهو احباط حالة النهوض الوطني‬ ‫الطفاء شعلة االنتفاضات املستمرة‪ ،‬ملاذا يتم‬ ‫الرهان على التسويات مع الكيان الصهيوني‪،‬‬ ‫الم يحن الوقت بعد العادة تقييم شاملة‪ ،‬ووضع‬ ‫برنامج كفاحي موحد‪ ،‬وما هو موقف اجلبهة‬ ‫الدميقراطية من كل هذه املشاريع بدءاً باوسلو‬ ‫وخارطة الطريق وانابوليس وغيرها؟‬ ‫منذ اليوم االول لالنتفاضة‪ ،‬كنا السباقني‬ ‫في الدعوة الى توحيد اجلهد النضالي وامليداني‬ ‫جلميع الفصائل التي توحدت في ميدان مواجهة‬ ‫العدوان االسرائيلي وباجتاه حتديد اهداف واضحة‬ ‫لالنتفاضة‪ ،‬تكتيكية واستراتيجية‪ ،‬ودعونا في‬ ‫اكثر من مناسبة الى اعادة تقييم حقيقية‬ ‫لالنتفاضة باسالبيها وتكتيكاتها النضالية‪ .‬الن‬ ‫غياب البرنامج السياسي املوحد لالنتفاضة ظل‬ ‫حتى هذه اللحظة الثغرة الرئيسية في ميدان‬ ‫مواجهة االحتالل االسرائيلي‪ .‬فجميع املعنيني‬ ‫بالقضية الفلسطينية من اسرائيليني واميركيني‬ ‫وعربا واحتاد اوروبي لهم برامجهم اخلاصة فيما‬ ‫الشعب الفلسطيني صاحب القضية ليس له‬ ‫برنامج موحد يعمل على اساسه‪..‬‬ ‫من هنا نشدد على ضرورة االنتهاء في من‬ ‫حالة االنقسام املدمرة التي تعيشها الساحة‬ ‫الفلسطينية والتوجه الى رحاب احلوار الفلسطيني‬ ‫الشامل الذي يؤسس إلعادة بناء النظام السياسي‬ ‫الفلسطيني واالنتقال فيه من نظام رئاسي يقوم‬ ‫على االفراد إلى نظام برملاني دميقراطي يقوم على‬ ‫قوانني انتخابية دميقراطية جديدة كنا قد توصلنا لها‬ ‫في احلوارات الفلسطينية ـ الفلسطينية سابقا‪.‬‬ ‫ومبقدار ما نندفع في هذا االجتاه نحو إصالحات‬ ‫دميقراطية شاملة ملؤسسات السلطة‪ ،‬تنطلق من‬ ‫قانون االنتخابات احلالي‪ ،‬الذي يقوم على اجلمع بني‬ ‫التمثيل النسبي والدوائر الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬مبقدار‬ ‫ما نبني نظاما ً سياسيا ً جديدا ً ومختلفا ً عن النظام‬ ‫القدمي الذي كان قائما ً على نزعة رئاسية انفرادية‪،‬‬ ‫تنفرد بالقرار السياسي والوطني الفلسطيني‪.‬‬ ‫نحن أمام مرحلة جديدة تفتح على احتماالت‬ ‫كثيرة وفي مقدمتها أن نبني نظاما ً جديداً‪ ،‬يقوم‬ ‫على برنامج سياسي وطني فلسطيني موحد‪،‬‬ ‫فالشعب الفلسطيني وحده ال خريطة طريق‬ ‫فلسطينية موحدة له‪ ،‬بينما إسرائيل بيدها‬ ‫خريطة طريق موحدة‪ ،‬وواشنطن لديها خريطة‬ ‫طريق خاصة بها‪ ،‬واجملتمع الدولي واللجنة الرباعية‬ ‫الدولية لهم أيضا ً خريطة طريق خاصة بهم‪ ،‬وحده‬ ‫الشعب الفلسطيني بدون خريطة طريق موحدة‪،‬‬ ‫وبدون برنامج سياسي موحد‪.‬‬ ‫لقد وصلنا في السابق إلى أول مشروع فصائل‬ ‫االنتفاضة واملقاومة والسلطة الفلسطينية‪،‬‬ ‫لكن إحجام األخوة في «حماس»‪ ،‬ثم األخوة في‬ ‫السلطة الفلسطينية عن التوقيع على هذا‬ ‫املشروع التوحيدي‪ ،‬الذي يصحح أوضاع االنتفاضة‪،‬‬ ‫ويرشد أوضاع املقاومة‪ ،‬ويجمع بني االنتفاضة‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪69‬‬


‫منبر فلسطيني‪ /‬مقابلة‬ ‫واملقاومة واملفاوضات السياسية في إطار قرارات‬ ‫الشرعية الدولية‪ ،‬جرى تعطيله مما دفعنا إلى‬ ‫مواصلة احلوارات التي ما زالت تصطدم مبواقف‬ ‫الطرفني املتصارعني‪.‬‬ ‫هذا كان من الثمار الضارة للمرحلة السابقة…‬ ‫اآلن نحن أمام وضع جديد‪ ،‬بإمكاننا أن نبني مرحلة‬ ‫تقوم على برنامج سياسي موحد‪ ،‬يقدم خريطة‬ ‫طريق فلسطينية موحدة‪ ،‬وعلى قوانني انتخابات‬ ‫جديدة دميقراطية وعصرية‪ ،‬حتى نؤسس نظام‬ ‫برملاني دميقراطي يقوم على التعددية‪ ،‬ويحتوي‬ ‫كل ألوان الطيف الفلسطيني ونعيد بناء على‬ ‫ذلك وحتت سقف البرنامج السياسي املوحد بناء‬ ‫السلطات التشريعية والتنفيذية الفلسطينية‬ ‫على أساس االئتالف الوطني العريض‪ ،‬حالنا‬ ‫حال كل حركات التحرر الوطني نريد اخلالص من‬ ‫االستيطان واالحتالل‪.‬‬ ‫هل تتوقعون اي نتائج إيجابية من التهدئة‬ ‫القائمة في قطاع غزة منذ (‪ )6/19‬وألم يكن‬ ‫لتصعيد احلاصل في قطاع غزة بني حركتي فتح‬ ‫وحماس‪ ،‬إحدى نتائج هذه التهدئة؟‬ ‫اتفاق التهدئة الذي مت التوصل اليه مع اسرائيل‬ ‫ليس اتفاقا متكامال ويحوي الكثير من الثغرات‬ ‫التي كان باالمكان جتنبها‪ .‬فهذا االتفاق ساهم‬ ‫في تكريس واقع االنقسام الفلسطيني القائم‪.‬‬ ‫وفصل ـ مرة أخرى ـ ما بني قطاع غزة والضفة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬فصال تعسفيا‪ ،‬غير مفهوم‪،‬‬ ‫وهو يدفعنا الى طرح سؤال‪ :‬هل ينفصل أمن‬ ‫الشعب الفلسطيني في غزة عن أمن الشعب‬ ‫الفلسطيني في الضفة الفلسطينية؟ وهل ما‬ ‫سيجري في الضفة من تطورات أمنية ال يخص إال‬ ‫الضفة وحدها‪ .‬وهل ستقف املقاومة في القطاع‬ ‫مكتوفة األيدي إذا ما طرأ على الضفة تطور أمني‬ ‫دراماتيكي‪ .‬وأال يعتبر االستيطان وقضم األراضي‬ ‫شكالً آخر من أشكال العدوان الهمجي على‬ ‫الفلسطيني وأرضه؟ وقد يطول حبل األسئلة‪،‬‬ ‫وهي كلها محرجة إذ حتمل في باطنها ردودا ً‬ ‫واضحة عليها‪ .‬وكلها تتمحور حول القضية‬ ‫الكبرى القائلة بأننا بتنا‪ ،‬في احلالة الفلسطينية‪،‬‬ ‫أمام سلطتني‪ ،‬إن جاز التعبير‪ ،‬وأمام مرجعيتني‪،‬‬ ‫تتقدمان إلى اجلانب اإلسرائيلي‪ ،‬في إطار تفاوضي‪.‬‬ ‫كل واحدة تختار الصيغة التي تناسبها تفاوضياً‪،‬‬ ‫مباشرة أم بالوساطة‪ .‬وكل واحدة تبحث لنفسها‬ ‫عن مسوغ يبرر ما تقدمه من تنازالت في عملية‬ ‫تفاوضية‪ ،‬ال ميكن إال أن تكون محكومة بسياسة‬ ‫تنازلية‪ ،‬ألن منطلقاتها الفلسطينية هي باألساس‬ ‫هشة‪ ،‬مستندة إلى انقسام‪ ،‬تتفاعل تداعياته‬ ‫باالجتاه السلبي دوماً‪.‬‬ ‫وبالنسبة الينا كجبهة دميقراطية فقد أبدينا‬ ‫حتفظا ً منذ البداية على صيغة االتفاق‪ ،‬وأكدنا أن‬ ‫التهدئة الناجحة تتطلب أن تكون شاملة جلميع‬ ‫األراضي الفلسطينية احملتلة في غزة والضفة‪.‬‬ ‫ألن التهدئة معرضة لالنهيار في أية حلظة بفعل‬ ‫األعمال العدوانية االستيطانية في الضفة‪ .‬وألن‬ ‫عدم شمول التهدئة للضفة يتركها عرض ًة لغول‬

‫‪70‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫االستيطان والعدوان‪ .‬كما أكدنا على ضرورة وجود‬ ‫مراقبني دوليني ملراقبة التزام العدو اإلسرائيلي‬ ‫بالتهدئة‪ .‬والعامل الثاني في جناح التهدئة هو‬ ‫رفع احلصار وفتح جميع املعابر وخاص ًة معبر رفح‬ ‫ووقف االستيطان في الضفة‪ .‬لكننا أعلنا التزامنا‬ ‫بالتهدئة صيان ًة لوحدة املوقف الفلسطيني‪.‬‬ ‫ونعيد التأكيد مرة اخرى على ضرورة الشروع الفوري‬ ‫باحلوار الوطني الشامل وليس حوار احملاصصة‬ ‫الثنائي بني حركتي فتح وحماس‪ ،‬حتى نتمكن من‬ ‫إنهاء االنقسام وإعادة وحدة األرض والشعب طريق‬ ‫كسر احلصار وجلم العدوان اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫ما هي املبادرات التي مت تقدميها من قبل‬ ‫اجلبهة الدميقراطية إلنهاء حالة االنقسام في‬ ‫الساحة الفلسطينية نرجو إلقاء الضوء عليها‬ ‫وما هي العقبات؟‬ ‫كثيرة هي املبادرات التي تقدمنا بها كجبهة‬ ‫دميقراطية او بالتعاون مع الرفاق في اجلبهة الشعبية‬ ‫او مع االخوة في حركة اجلهاد االسالمي‪ ،‬لكن جميع‬ ‫هذه املبادرات اصطدمت مبواقف طرفي الصراع‪.‬‬ ‫لقد انطلقت مبادراتنا من خلفية ان اخلروج من‬ ‫هذا الوضع املأساوي ميثل األولوية القصوى لكل‬ ‫فلسطيني حريص على مستقبل قضيته الوطنية‪.‬‬ ‫وذلك ميلي مغادرة احلسابات واألجندات الفئوية‬ ‫الضيقة والترفع عن املصالح الفصائلية والذاتية‬ ‫قصيرة النظر‪ ،‬وتغليب لغة العقل واملصلحة‬ ‫الوطنية العليا‪ .‬وإن أي حل لألزمة الراهنة يتطلب‬ ‫بالضرورة توافقا ً وطنيا ً شامالً ال سبيل للتوصل إليه‬ ‫إال باحلوار‪ .‬ولكن كي ال يصبح احلوار هدفا ً قائما ً بذاته‬ ‫أو ستارا ً لتكريس األمر الواقع املفروض بقوة السالح‪،‬‬ ‫ال بد من توفير شروط جناحه بإزالة آثار احلسم‬ ‫العسكري في قطاع غزة‪ ،‬وال بد من استبعاد صيغة‬ ‫احلوار الثنائي احملكومة بأن تنزلق نحو املساومة على‬ ‫تقاسم النفوذ واحملاصصة‪ ،‬واعتماد صيغة احلوار‬ ‫الوطني الشامل التي تكفل املشاركة الفاعلة جلميع‬ ‫ألوان الطيف السياسي الفلسطيني والشخصيات‬ ‫الفاعلة ومؤسسات اجملتمع املدني‪.‬‬ ‫واستندت مبادراتنا على نقاط أربع تشكل رزمة‬ ‫متكاملة‪ ،‬أساسا ً حلوار جاد يهدف إلى إيجاد السبل‬ ‫للخروج من املأزق‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬التراجع عن نتائج احلسم العسكري الذي‬ ‫نفذته حماس في قطاع غزة والعمل على صون‬ ‫احلريات الدميقراطية والتعددية السياسية‪ ،‬وحل‬ ‫حكومة األمر الواقع القائمة في القطاع‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تشكيل حكومة انتقالية حتل محل‬ ‫حكومة رام اهلل‪ ،‬على أن تتشكل من شخصيات‬ ‫وطنية بعيدة عن االستقطاب القائم وبرئاسة‬ ‫شخصية مستقلة حتظى بثقة وتوافق اجلميع‪.‬‬ ‫وتكلف احلكومة االنتقالية‪ ،‬خالل سقف زمني‬ ‫متفق عليه‪ ،‬بالعمل على استتباب األمن والنظام‬ ‫في جميع أراضي السلطة الفلسطينية‪،‬‬ ‫واستعادة وحدة املؤسسات الرسمية للسلطة‬ ‫في الضفة الغربية وقطاع غزة‪ ،‬وتهيئة الظروف‬ ‫للعودة إلى الشعب باعتباره مصدر السلطات‬ ‫ومنبع الشرعية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تعديل قانون االنتخابات العامة باعتماد‬ ‫نظام التمثيل النسبي الكامل‪ ،‬وإجراء انتخابات‬ ‫رئاسية وتشريعية جديدة باعتبارها اخملرج السلمي‬ ‫والدميقراطي من األزمة باالحتكام إلى الشعب‬ ‫حلسم اخلالفات بإرادته احلرة‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬تفعيل وتطوير منظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬املمثل الشرعي والوحيد للشعب‬ ‫الفلسطيني وعنوان الشرعية الفلسطينية‪،‬‬ ‫استنادا ً إلى إعالن القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني‬ ‫واملبادرة اليمنية‪ .‬لكن لألسف فاننا نلمس حجم‬ ‫الضغوط األميركية اإلسرائيلية على رئيس‬ ‫السلطة محمود عباس‪ ،‬وفي املقابل هناك ضغوط‬ ‫إقليمية معلنة على حركة حماس‪ ،‬وهو ما يجعلنا‬ ‫نحذر من أن عدم التجاوب مع مساعي بناء الوحدة‬ ‫الوطنية سيؤدي إلى تدهور األوضاع الداخلية‬ ‫الفلسطينية أكثر فأكثر‪....‬‬ ‫الكيان الصهيوني ما زال يعاني من تداعيات‬ ‫فشله في حربه العدوانية التي شنت على لبنان‬ ‫صيف العام ‪2006‬م وآخرها انسحاب ايهود‬ ‫اوملرت من احلكومة والفشل الذريع الذي مني به‬ ‫الكيان كيف تقرؤون هذه التداعيات املستمرة‪...‬‬ ‫وعلى مستقبل الكيان؟‬ ‫ما حدث في لبنان من انتصار تاريخي وكبير‬ ‫سيترك انعكاساته لسنوات قادمة‪ .‬فهي املرة االولى‬ ‫التي تهزم فيها اسرائيل وتضطر الى االستجابة‬ ‫لشروط املقاومة من خالل صفقة تبادل االسرى‬ ‫واستعادة جثامني الشهداء االبطال‪ ،‬وقد كان لنا‬ ‫شرف احتالل املوقع االول بعدد الشهداء الذي وصل‬ ‫الى ‪ 44‬شهيدا ً من اصل ‪ 167‬شهيدا ً هي القائمة‬ ‫االجمالية لعدد شهداء اجلبهة الدميقراطية‪...‬‬ ‫إن هذا االنتصار الذي نعتبره انتصارا ً مشتركا ً‬ ‫للبنان وفلسطني وجلميع املؤمنني بعدالة قضيتنا ترك‬ ‫انعكاساته الكبيرة على صعيد جميع مؤسسات‬ ‫العدو االسرائيلي العسكرية والسياسية واالمنية‬ ‫الذين ما زالوا عاجزين عن فهم االسباب احلقيقة‬ ‫النتصار املقاومة والتي تتلخص في سبب رئيسي‬ ‫هو وجود ارادة قوية واميان باألهداف التي تقاتل من‬ ‫اجلها املقاومة في لبنان‪ ،‬بينما االسرائيليون غزاة‬ ‫معتدون ال سبب لعدوانهم اال اإلطماع اإلسرائيلية‬ ‫التقليدية املتواصلة منذ العام ‪.1948‬‬ ‫لذلك نحن نقول إن معركتنا واحدة في لبنان‬ ‫وفلسطني وسوريا والعراق‪ ..‬فاي انتصار يتحقق‬ ‫في اي ساحة هو انتصار جلميع الساحات‪ ..‬وهزمية‬ ‫االحتالل االسرائيلي في لبنان ال ميكن أن نفهمها‬ ‫خارج اطار املشروع االميركي في املنطقة والفشل‬ ‫الذريع الذي مني به في اكثر من مكان ‪...‬‬ ‫لذلك نحن ندعو الى تكامل في االدوار النضالية‬ ‫بني جميع تيارات املقاومة طاملا ان العدو واحد‬ ‫ومشروعه املستقبلي واحد‪ ،‬وهو ما يتطلب تعزيز‬ ‫جميع مواقع الصمود في املنطقة ودعم بعضها‬ ‫بعضا حتى يتحقق النصر الكبير بدحر املشروع‬ ‫االسرائيلي واالميركي وإبعاد خطره عن منطقتنا‪..‬‬

‫حوار ‪ :‬محمود صالح‬


‫منبر فلسطيني‪ /‬حتقيق‬ ‫أوضاع الالجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان‬

‫معدالت الفقر عالية‪ ،‬وبنية تحتية شبه معدومة‬

‫احد شوارع مخيم شاتيال ويبدو التمديد العشوائي لألسالك الكهربائية‬

‫هذه القضية هي قضيتنا جميعاً‪،‬‬ ‫قضية شعبنا في فلسطني الذي يناضل‬ ‫في سبيل التحرر واالنعتاق‪ ،‬وقضية‬ ‫الالجئني الفلسطينيني الذين يحلمون‬ ‫بالعودة الى ارضهم بعد تشتت دام عقوداً‬ ‫طويلة ُ‬ ‫صبغت باملرارة وفي ظل االوضاع‬ ‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية املؤملة‬ ‫التي يقاسيها الالجئون الفلسطينيون في‬ ‫دول الشتات‬ ‫واحلرب الصهيونية التي نشبت عام‬ ‫‪ 1948‬اسفرت عن احتالل الصهاينة لـ ‪%77.4‬‬ ‫من االراضي الفلسطينية وعن تهجير‬ ‫قسري الكثر من ‪ 800‬الف فلسطيني‬ ‫خارج ديارهم االصلية‪ ،‬كما اسفرت حرب‬ ‫‪ 1967‬عن احتالل اسرائيل لباقي اراضي‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫إن جرمية تهجير الفلسطينيني من‬ ‫ديارهم على يد الصهاينة‪ ،‬تعتبر من ابشع‬ ‫اجلرائم في التاريخ احلديث‪ ،‬اذ هاجمت‬ ‫العصابات الصهيونية الفلسطينيني‬ ‫وطردتهم من ديارهم‪ ،‬وغيرت بنيتها‬ ‫العمرانية والدميغرافية‪ ،‬وذلك وفق تخطيط‬

‫مسبق ودعم سياسي وعسكري ومالي من‬ ‫الدول الغربية والصهيونية العاملية‪.‬‬ ‫ان كافة مشاريع احللول والتسويات‬ ‫السياسية االقليمية والدولية سواء‬ ‫انطوت صفحاتها عبر التاريخ الطويل من‬ ‫مأساة الالجئني او التي ال زالت مطروحة‬ ‫على طاولة املفاوضات‪ ،‬لم تستطع ان‬ ‫تغفل قضية الالجئني الفلسطينيني او‬ ‫تقلل من اهميتها‪.‬‬ ‫ولدت قضية الالجئني الفلسطينيني‪،‬‬ ‫واضحت جوهر الصراع الذي وسم جميع‬ ‫مراحل هذه القضية بكافة ابعادها‪،‬‬ ‫والشعب الفلسطيني ما زال مثاالً في‬ ‫الصبر واملصابرة والتسلح باالرادة والوعي‬ ‫رغم هول الهجمة الصهيونية الشرسة‬ ‫والتآمر الدولي املكشوف‪.‬‬ ‫وبينما كان جيل اآلباء يعاني حسرة‬ ‫الغربة وفقدان الوطن‪ ،‬وضياع ما بناه خالل‬ ‫عقود باجلهد والكد‪ ،‬نشأ جيل جديد رافض‬ ‫الواقع املر وواع طبيعة املرحلة ودقتها‪،‬‬ ‫فأخذ على عاتقه جتاوز هذه احملنة عن طريق‬ ‫العمل العالة اسرهم وتعليم اخوتهم‬

‫من اجل تسليحهم بالوعي والعلم‪،‬‬ ‫والتماسك االجتماعي واالرتباط باألرض‬ ‫والكفاح كسياسة تسهم في رحلة‬ ‫العودة الى الوطن‪.‬‬ ‫والسؤال‪ :‬ما هي الظروف املوضوعية‬ ‫التي يعيشها سكان اخمليمات من الالجئني‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬وهل هي من العوامل‬ ‫االيجابية الفاعلة واملساعدة لهم؟‬ ‫مجلة “منبر التوحيد”‪ ،‬حتاور االخوة‬ ‫الفلسطينيني لالطالع على اوضاعهم‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬علنا نساهم في‬ ‫تسليط الضوء على جانب من حياتهم في‬ ‫اخمليمات ومن املسؤول عن التقصير الذي‬ ‫يستهدفهم؟!‬ ‫وفي لقاء مع رائف موعد (امني سر‬ ‫حتالف القوى الفسطينية في منطقة‬ ‫صيدا ومخيم عني احللوة)‪ ،‬وعن اوضاع‬ ‫الفلسطينيني في اخمليم وظروفهم‬ ‫ومعاناتهم وتطلعاتهم‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫“مخيم عني احللوة يحمل هم االمة‪،‬‬ ‫ويختزل النكبة في نسيجة االجتماعي‪،‬‬ ‫يتأبط شتات الفلسطينيني يدفع لواء حق‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪71‬‬


‫منبر فلسطيني‪ /‬حتقيق‬ ‫مجاري الصرف الصحي واملياه‪ ،‬ولم يكن‬ ‫العودة على قاعدة التحرير‪ ،‬سبعون‬ ‫هناك اي دعم فاعل من االنوروا في البداية‬ ‫الفاً سكان هذا اخمليم على مساحة‬ ‫وال من الدولة اللبنانية‬ ‫تقل قليالً عن مساحة مزرعة الحد‬ ‫وبدأ اخمليم بالتحول الى بناء بسيط واعمار‬ ‫االغنياء‪ ،‬منها املدارس والشوارع ودور‬ ‫عشوائي اثناء احلرب ولم يكن يسمح الن‬ ‫العبادة‪ ،‬حيث ال حديقة لالطفال وال‬ ‫تكون هناك اي بنية حتتية نظامية واصبح‬ ‫ُ‬ ‫لم‬ ‫عدد سكان اخمليم فيما بعد يتجاوز العشرين‬ ‫مكتبة وال دورة مالية لتجارته‪ ،‬ظ ِ‬ ‫الفا ً من السكان‪.‬‬ ‫بعض بنيه بالتقاتل واستباحوا بعض‬ ‫ما هو دور االونروا في تقدمي اخلدمات‬ ‫هيبته وهو ال زال صامدا ً شاخصاً بعينه‬ ‫اجلدية؟‬ ‫وقلبه صوب فلسطني في رحلة عشق‬ ‫ التقدميات من قبل االونروا كانت ضعيفة‬‫ابدي متتد من النهر الى البحر‪.‬‬ ‫جداً‪ ،‬ال تكفي للحياة الكرمية‪ ،‬وبنظرنا فان‬ ‫النكبة‬ ‫رحم‬ ‫ستون عاماً عمره‪ ،‬من‬ ‫سياسة االونروا تقول ان هذا اخمليم قابل‬ ‫ولد وكبر وترعرع بني أشقائه اللبنانيني‪،‬‬ ‫للجرف‪ ،‬ولذلك فهناك االهمال بقصد‬ ‫تهجير الناس‪.‬‬ ‫احتضنته صيدا‪ ،‬ساهم في البناء‬ ‫ما هي األعمال املتاحة لسكان اخمليم وما‬ ‫واإلعمار‪ ،‬عاب عليه بعض اللبنانيني‪ ،‬السيد علي ابو حيط عضو اللجنة الشعبية في مخيم شاتيال‬ ‫هي الصعوبات؟‬ ‫ضاقت مساحة املسكن‪ ،‬منعوه من‬ ‫ ال يوجد اي اعمال كرمية يقوم بها شباب‬‫امتالك شقة‪ ،‬منعوه من حق العمل‪،‬‬ ‫هذا اخمليم سوى االعمال اليومية البسيطة‬ ‫ساهموا في جتهيل ابنائه‪ ،‬عبر منعهم‬ ‫لتأمني بعض احلاجات‪ ،‬والصعوبات ان‬ ‫من مزاولة كثير من املهن الطب‪،‬‬ ‫الفلسطيني ال يسمح له بالعمل ضمن‬ ‫املؤسسات اللبنانية سوا ًء اكانت خاصة او‬ ‫والصيدلة‪ ،‬والهندسة‪ ،‬حتى اصبحت‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫اكثر من ‪ 70‬مهنة‪.‬‬ ‫وماذا عن مدارس االونروا وعددها واجلدوى‬ ‫وسمحوا له بالعمل في مهنتني‬ ‫منها؟‬ ‫فقط‪ ،‬عامل زراعي‪ ،‬خادم في االولى‬ ‫ هناك مدرسة واحدة (ابتدائية واعدادية‬‫يعمل في ارض الغنية وفي الثانية‬ ‫للمخيم وتعداد سكان اخمليم (‪ 21‬الف‬ ‫يعمل في بيت الغني‪ ،‬احاطوه باالسالك‬ ‫نسمة) وكانت سياسة االونروا تقوم على‬ ‫اساس بناء مدارس خارج اخمليم‪ ،‬حيث ان‬ ‫ووصفوه باالرهاب‪.‬‬ ‫الطالب الواحد يحتاج الى مبلغ شهري‬ ‫باالمس القريب اجتمعت عليه كل‬ ‫بحدود (‪ 30‬الف ليرة) بدل مواصالت فكيف‬ ‫سفارات الدول الداعمه للكيان‪ ،‬وقالت‬ ‫اذا كان في االسرة الواحدة (‪ 5-4‬طالب) ورب‬ ‫ملاذا لم ينفجر اخمليم الى اآلن؟!‬ ‫االسرة ال يجد اي عمل‪ ،‬هذا االمر زاد من‬ ‫على‬ ‫االممي‬ ‫حتى االونروا هذا الشاهد‬ ‫اعداد الطالب الذين يتركون املدارس وبذلك‬ ‫النكبة بدأت تتخلى عن اغاثة وتشغيل‬ ‫فان نسبة االمية في تزايد مستمر‪ ،‬وهذا‬ ‫يعني وكأن االونروا تقول للفلسطيني ممنوع‬ ‫الالجئني الفلسطينيني ملصلحة الدول‬ ‫املانحة صاحبة التقدميات املشروطة‪ ،‬السيد محمود ميعاري امي سر حتالف القوى الفلسطينية في عليه ان يتعلم حتى ال يطالب بحقوقه‪،‬‬ ‫ورغم ذلك حاولت بعد االسر تعليم ابنائها‬ ‫عبر تغيير بعض مناهج التعليم‪ ،‬مخيم شاتيال‬ ‫على حساب لقمة العيش‪ ،‬وتخرج عدد من‬ ‫وتفريخ مؤسسات مجتمع مدني‪،‬‬ ‫االطباء واملهندسني‪ ،‬ولكن لألسف ان هؤالء‬ ‫ومنظمات حقوق انسان‪ ،‬وصوالً الى تغيير للثورة‪ ،‬منتظرا ً عودته الى فلسطني مع كل‬ ‫لم يحصلوا على اي عمل بسبب القوانني اجلائرة‬ ‫العقيدة الكفاحية لشعبنا‪ ،‬كل هذا حتت نصر فوق ثراها ومع كل وعد صادق جديد‪.‬‬ ‫التي متنع الفلسطينيني من حق العمل‪.‬‬ ‫“منبر‬ ‫وفي مخيم شاتيال التقت‬ ‫وكذلك يالحظ في االونروا ايضا ً عدم وجود‬ ‫سمع وبصر الرسميني الفلسطينيني‪.‬‬ ‫‪ %60‬من سكان اخمليم حتت خط الفقر‪ ،‬التوحيد” بأحد فعاليات هذا اخمليم وهو برنامج رقابي على املدارس وكأنها تقول‬ ‫باالضافة الى البطالة املقنعة‪ ،‬وتتراكم علي ابو حيط (عضو اللجنة الشعبية في للمدرسني اهملوا‪ ...‬اي هناك تقيد بالشكل على‬ ‫اخمليم) وحاورته حول اوضاع اخمليم وهنا نص حساب املضمون‪ ،‬ومثل هذه االوضاع تؤثر في‬ ‫املنازل‪ ،‬وتتكوم الغرف فوق بعضها في‬ ‫سلوكية الطالب من حيث ال يعلم‪ ،‬وعلى مقدار‬ ‫مشهد مؤلم قل نظيره‪ ،‬الطرقات أزقة احلوار‪..‬‬ ‫حتصيله العلمي في املدرسة‪ ،‬فاملشاكل حتيط به‬ ‫حول نشأة هذا اخمليم والبنية التحتية فيه؟‬ ‫مظلمة وال كهرباء وال ماء وفي الوقت‬ ‫من كل جانب‪.‬‬ ‫ مخيم شاتيال مت انشاؤه في عام ‪ 1951‬وكان‬‫وفي مخيم شاتيال التقت “منبر التوحيد”‬ ‫نفسه تتراجع (االنروا) عن تقدمياتها في كل عدد سكانه بضع مئات من االفراد الذين هم‬ ‫بـأحد فعاليات مخيم شاتيال محمود ميعاري‬ ‫ميادين عملها متساوقة مع مشروع انهاء في االساس من قرى فلسطينية عدة شمال‬ ‫(امني سر حتالف القوى الفلسطينية في‬ ‫حق العودة خدمة للعدو الصهيوني‪ ،‬ويظل فلسطني‪ ،‬وكان اخمليم في البداية عبارة عن خيم‬ ‫مخيم شاتيال) ومتت محاورته وتوجيه االسئلة‬ ‫اخمليم رغم اجلراح‪ ،‬قلعة للمقاومة‪ ،‬حاضناً وتنك‪ ،‬ولم تكن هناك اي بنية حتتية من حيث‬ ‫املتعلقة بأوضاع اخمليم وهنا نص احلوار‪:‬‬

‫‪72‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫هناك بعض املؤسسات اخلدماتية في اخمليم‪،‬‬ ‫ما مدى جناح هذه املؤسسات في مساعدة سكان‬ ‫اخمليم وتخفيف االعباء عنهم؟‬ ‫بصراحة هذه املؤسسة تبني املاليني الصحابها‬ ‫فقط‪ ،‬وما يصل الى شعبنا هامشي وصوري فقط‪،‬‬ ‫فاخلدمات التي تقدم ليست فاعلة‪ ،‬سوا ًء اكانت‬ ‫صحية او تعليمية‪ ،‬مع العلم بأن هذه املؤسسات‬ ‫اقيمت على صور تشريد شعبنا الفلسطيني‬ ‫وعذابات وآالم الالجئني‪ ...‬وما اكثر الوفود االوروبية‬ ‫وغيرها التي تزور اخمليم دون ان تقدم اي شيء يذكر‬ ‫سوى لهذه املؤسسات الشكلية‬ ‫ويحكى ان االحتاد االوروبي قدم مئات املاليني‬ ‫من الدوالرات كمساعدات لهذا اخمليم فاين تذهب‬ ‫االموال؟!‬ ‫والسؤال هل ‪ %10‬فقط من موازنة هذه‬ ‫املؤسسات (سوا ًء الصحية او االجتماعية) يكفي‬ ‫حاجة اخمليم؟! من هنا كانت هناك احتجاجات‬ ‫تطالب باغالق هذه املؤسسات لعدم الفائدة‬ ‫منها‪.‬‬ ‫ما هو دور الفصائل الفلسطينية في تقدمي‬ ‫املساعدة خمليم شاتيال؟‬ ‫دور الفصائل في تقدمي املساعدات غير فاعل‪،‬‬ ‫والسبب ان الفصائل تعاني ايضا ً من ازمة مالية‬ ‫نتيجة انعدام املوارد‪ ،‬ودورها في اجلانب املعنوي‬ ‫هو االبرز‪ ،‬ولو كانت هذه الفصائل متلك االموال‬ ‫فلن تتأخر في تقدمي الدعم لسكان اخمليم ويضاف‬ ‫الى ذلك عدم توفر االعمال‪ ،‬وبعض املضايقات‬ ‫السياسية‪ ،‬والتحريض الذي ميارسه البعض ضد‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬مما اضطر البعض الى الهجرة الى‬ ‫الدول االوروبية لعدم وجود فرصة عمل في بعض‬ ‫الدول العربية (التي تستورد العمالة اآلسيوية وال‬ ‫تقبل بالفلسطينيني اال بنسب قليلة وشكلية)‪.‬‬ ‫ماذا يعني لك حق العودة؟‬ ‫حق العودة هو حق مشروع للشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وحتى لو كنا في قصور مشيدة‪،‬‬ ‫فال بد من ان نعود الى فلسطني‪ ،‬وهناك افق‬ ‫للعودة‪ ،‬الننا نعلم اطفالنا بأننا شعب مشرد‪،‬‬ ‫اغتصبت ارضه‪ ،‬وارضنا جميلة ومهبط‬ ‫االديان‪ ،‬وال بد من حترير فلسطني ومهما كانت‬ ‫التضحيات‪ ،‬وحب الوطن تتبادله االجيال جيالً‬ ‫بعد جيل‪ ،‬ولذلك عندما يسأل اطفالنا من اين‬ ‫انتم؟ يجيبون اننا فلسطينيون ويذكرون اسماء‬ ‫القرى واملدن‪.‬‬ ‫والطفل الفلسطيني الذي يرى صور اجملازر‬ ‫الصهيونية على شاشات التلفاز يخرج الى‬ ‫الشوارع ويتجمع االطفال ويهتفون يوميا ً‬ ‫وبشكل اصبح معتادا ً ومرددين “فلسطني‬ ‫عربية” وبشكل عفوي للغاية‪..‬‬ ‫ما هو مثلك االعلى‪ ،‬وكيف ميكن حتقيق‬ ‫التطلعات؟‬ ‫مثلي االعلى‪( ،‬التحرير قادم ومهما طال‬ ‫االمد)‬ ‫وشعبنا ال يقبل التوطني ال في الدول العربية‬ ‫وال في الدول االجنبية‪ ،‬ولن نقبل اال بعودتنا‬

‫احد اجلدران في مخيم شاتيال وعليها صورة الشهيدة دالل املغربي‬

‫لفلسطني‬ ‫ونطالب الدول املضيفة ان تعامل الفلسطينيني‬ ‫كأخوة وال تعامله بعنصرية كما يفعل البعض‪،‬‬ ‫الن هذا مثير لاللم الشديد في نفوسنا‪ ،‬فنحن‬ ‫اخوة على كل حال!‪..‬‬ ‫ونطالب الدول اللبنانية باعادة اعمار مخيم‬ ‫نهر البارد وعودة املهجرين ونقول لهم‪ ،‬ان هؤالء‬ ‫ال يقبلوا التوطني وان وجودهم في هذا اخمليم هو‬ ‫مؤقت حلني العودة‪.‬‬ ‫ونقول لالخوة في الفصائل ومنظمة التحرير‬ ‫طالبوا باعادة اعمار مخيم نهر البارد وترميم مخيم‬ ‫شاتيال الذي اصبح مكتظاً‪ ،‬واحلياة االجتماعية‬ ‫اصبحت صعبة ال تطاق‪ .‬ومخيم شاتيال املكتظ‬ ‫هو مخيم الشهداء والتضحيات‪..‬‬ ‫ونطالب االخوة في االحزاب الوطنية اللبنانية‪،‬‬

‫بان تبادر الى مساعدة اهلنا في اخمليمات وخاصة‬ ‫ان برامج هذه االحزاب تدعو الى ذلك‪ ،‬ونقول لهم‬ ‫ضعوا النقاط على احلروف‪ ،‬وافعلوا اي شيء‬ ‫لتخفيف املعاناة عن شعبنا في اخمليمات‪ ،‬فنحن‬ ‫اخوة لكم‪ ،‬ومستقبلنا واحد شئنا ام ابينا‪ ،‬ونقول‬ ‫لهم ان قوة اخمليمات هي قوة للبنان الشقيق‪.‬‬ ‫وفي مخيم شاتيال التقت منبر التوحيد بأحد‬ ‫املناضلني (محمد ابو رصاص)‬ ‫ومت سؤاله كيف يتحقق حق العودة برأيك؟‬ ‫فأجاب‪:‬‬ ‫حق العودة حق طبيعي للشعب الفلسطيني‬ ‫وال يتحقق هذا احلق اال باملقاومة‪ ،‬وليس بقرار‬ ‫مجلس االمن او املفاوضات ورغم ان سكان‬ ‫اخمليمات هم حتت القانون اللبناني‪ ،‬ورغم ذلك‬ ‫يحاول البعض اتهام هذه اخمليمات بأنها (جزر‬ ‫امنية) ومثل هذه العبارة حتمل االساءة‪ ،‬ومن‬ ‫يرددها امنا يحاول التهرب من مسؤولياته جتاه‬ ‫الالجئني الفلسطينيني‪ ،‬من حيث االهمال الذي‬ ‫تعانيه في البنية التحتية‪ ،‬وما تسببه من‬ ‫امراض وأوبئة‪...‬‬ ‫ورغم ان اخمليمات هي من اكثر االماكن‬ ‫املضبوطة امنيا ً بفعل الوعي الذي يتمتع به‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬وبقليل من التدقيق‬ ‫تستطيع ان تصل الى هذه النتيجة‪.‬‬ ‫وهنا اسأل سؤاالً‪ ،‬كيف ستهتم الدولة‬ ‫بوضع اخمليمات وهي لم تهتم بأوضاع االخوة‬ ‫اللبنانيني انفسهم الذين تضرروا في حرب‬ ‫الصهاينة على لبنان ومقاومته عام ‪2006‬؟‬ ‫واين اصبحت وعود الوفد الوزاري منذ اكثر من‬ ‫سنتني وهل يكفي ذرف الدموع عند مشاهدة‬ ‫مظاهر البؤس في اخمليمات؟‬ ‫والسؤال ايضا ً اذا كان النواب والوزراء يطالبون‬ ‫بحق الفلسطينيني في العمل والعيش الكرمي‬ ‫فاذا كان الطرفان متفقني على ذلك (مواالة‬ ‫ومعارضة) وهم الدولة‪ ،‬فمن هو العثرة اذاً؟!‬

‫ادهم محمود‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪73‬‬


‫منبر دولي‬

‫جورجيا تلعب بالنار‪ ...‬فتحترق‬

‫ميدفيديف وبوتني ‪ :‬مواجهة الهيمنة االميركية على القوقاز‬

‫ال شك في ان احداث الشهر املاضي في اوسيتيا اجلنوبية تسبب الصدمة‬ ‫وااللم الي متابع‪ .‬فقد لقي اآلالف مصرعهم‪ ،‬وحتول عشرات اآلالف الجئني‪،‬‬ ‫ودمرت بلدات وقرى بالكامل‪.‬‬ ‫تكمن جذور هذه املاساة في قرار الزعماء االنفصاليني في جورجيا عام‬ ‫‪ 1991‬إلغاء االستقالل الذاتي الوسيتيا اجلنوبية‪ ،‬ولقد تبني انها قنبلة موقوتة‬ ‫تهدد سالمة جورجيا االقليمية‪ .‬في كل مرة حاول القاده اجلورجيون املتعاقبون‬ ‫فرض ارادتهم بالقوة‪ .‬بينما طوال هذه السنوات‪ ،‬استمرت روسيا في االعتراف‬ ‫بسالمة جورجيا االقليمية‪ .‬مما ال شك فيه ان الطريقة الوحيدة حلل مشكلة‬ ‫اوسيتيا اجلنوبية هي من خالل الوسائل السلمية‪.‬‬ ‫غير ان القيادة اجلورجية سخرت من هذا املبدأ االساسي وهاجم اجليش‬ ‫اجلورجي عاصمة اوسيتيا اجلنوبية‪ ،‬تسخينفالي‪ ،‬بواسطة قاذفات الصواريخ‬ ‫املتعددة التي تهدف الى تدمير مناطق شاسعة‪ ،‬وكان على روسيا ان ترد‪...‬‬ ‫لم يكن بإمكان القيادة اجلورجية القيام بهذه املغامرة لوال الدعم‬ ‫والتشجيع من قوة اكبر بكثير‪ ،‬لقد تدربت القوات اجلورجية على يد مئات‬ ‫املدربني االميركيني واالسرائيليني‪ ،‬ومت شراء معداتها العسكرية املتطورة من‬ ‫عدد من البلدان‪ .‬وقد دفع هذا‪ ،‬الى جانب الوعد بالعضوية في حلف شمال‬ ‫االطلسي “الناتو” القادة اجلورجيني الى االعتقاد بأنهم يستطيعون ان يشنوا‬ ‫هجوما ً خاطفا ً وينجوا بفعلتهم بعبارة اخرى‪ ،‬كان الرئيس اجلورجي ميخائيل‬ ‫ساكا شفيلي يتوقع دعما ً غير مشروط من الغرب‪ ،‬وقد منحه الغرب اوهاما ً‬ ‫ليعتقد انه سيحصل على مثل هذا الدعم‪.‬‬ ‫في االيام القليلة املاضية‪ ،‬اتخذت بعض الدول الغربية‪ ،‬وال سيما في مجلس‬ ‫االمن الدولي‪ ،‬مواقف بعيدة من التوازن‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬لم يستطع مجلس االمن‬ ‫التصرف بفعالية منذ بدء هذا النزاع‪ .‬لقد ارتكبت الواليات املتحدة خطأ فادحا ً‬ ‫عبر اعالن القوقاز الذي يقع على بعد آالف االميال من القارة االميركية‪ ،‬منطقة‬ ‫تندرج في اطار “املصالح الوطنية” االميركية‪ .‬ال شك في ان السالم في القوقاز‬ ‫هو من مصلحة اجلميع‪ ،‬لكن من املنطقي وبكل بساطة ان نق ّر بأن روسيا‬ ‫متجذرة هناك بحكم اجلغرافيا املشتركة وقرون من التاريخ املشترك ولديها‬ ‫مصالح مشروعة في هذه املنطقة‪.‬‬ ‫ورأى جورج فريدمان‪ ،‬املدير التنفيذي ملركز “ستراتفور” البحثي‪ ،‬ان الروس‬ ‫اقدموا للمرة االولى بعد سقوط االحتاد السوفياتي على خطوة قوية وعدلوا‬ ‫املعادلة ملصلحتهم في وقت ال ميكن فيه للواليات املتحدة وغيرها من دول‬ ‫حلف شمال االطلسي ان حتارب روسيا‪ ،‬فواشنطن غرقت في حرب العراق‬ ‫وحرب افغانستان وتتمنى ان تساعدها موسكو في مواجهة ايران النووية‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫رئيس جورجيا ساكاشفللي ‪ :‬اداة اميركية‬

‫وقال فريدمان ان الواليات املتحدة اصبحت في وضع ال متلك فيه ان تقوم‬ ‫بعمل ما‪ .‬واضاف‪“ :‬من االفضل لنا‪ ،‬واحلالة هذه‪ ،‬ان نلم لساننا”‪.‬‬

‫هل انتهت احلرب؟‬ ‫السؤال الذي يطرح نفسه اآلن هو‪ :‬هل وضعت احلرب اوزارها حقا بعد‬ ‫اسابيع من اشتعالها؟ الباحث اوفه هالباخ من مؤسسة االبحاث العلمية‬ ‫والسياسية في برلني يقول‪“ :‬انه ال ميكن القطع بانتهاء احلرب حالياً‪ ،‬ال سيما‬ ‫وان البيان الروسي اخلاص بِإنهاء العمليات العسكرية ذكر أنه باإلمكان‬ ‫استئنافها في حالة قيام اجلانب اجلورجي بأي اعتداء”‪ .‬ويرى الباحث أنه اذا‬ ‫صمد وقف اطالق النار حقا فستحتفظ روسيا بدورها االقليمي والدولي الهام‪،‬‬ ‫وسيكون الطريق ممهدا ً الجراء مباحثات حول االزمة‪.‬‬ ‫بينما البروفيسور ستيفان فولف استاذ العلوم السياسية في جامعة‬ ‫نوتينجها توقع تغيير احلكومة في جورجيا في وقت قريب بعد انتهاء احلرب‬ ‫واحتمال ان حتكم روسيا سيطرتها على اقليمي اوسيتيا وابخاريا االنفصاليني‬ ‫حتى يصبحا عمليا جزءا من روسيا‪ .‬ويرى ان جورجيا هدفت من وراء التصعيد‬ ‫األخير الى احداث تغيير نوعي في طبيعة التعاطي السياسي في املنطقة‬ ‫وكذلك هدفت الى تدويل مهمة حفظ السالم‬ ‫التي تقوم بها روسيا‪ ،‬وبذلك حتجيم النفوذ الروسي في املنطقة‪ ،‬وهو ما‬ ‫لم تنجح فيه‪.‬‬ ‫اما روسيا فقد سعت الى تعزيز نفوذها وبسط سيطرتها على “فنائها‬ ‫اخللفي”‪ ،‬وان الرد الروسي يهدف الى تلقني جورجيا درسا ً حول مدى محدودية‬ ‫تأثير الغرب في املنطقة وفي الوقت نفسه توجيه رسالة الى كل من يرغب في‬ ‫االنضمام الى حلف الناتو ضد رغبة روسيا‪.‬‬ ‫من ناحية اخرى‪ ،‬يرى البروفيسور فولف ان تقليص نفوذ الناتو واالحتاد‬ ‫االوروبي في منطقة القوقاز ليس الهدف الوحيد لروسيا من وراء العمليات‬ ‫العسكرية االخيرة‪ ،‬فالهدف الرئيسي اآلخر هو بسط سيطرتها على منابع‬ ‫الغاز والنفط في ما كان يعرف باالحتاد السوفياتي سابقاً‪ .‬فمن املعروف ان‬ ‫خط االنابيب املعروف باسم ‪ BTC‬يحمل النفط من اذربيجان الى تركيا مرورا ً‬ ‫بجورجيا وبعيدا ً عن اي سيطرة روسية‪ .‬لذلك فان انتصار روسيا في جورجيا‬ ‫قد يقلل من فاعلية خط االنابيب اجلديد‪ ،‬وبالتالي مينح روسيا السيطرة على‬ ‫توزيع مصادر الطاقة في آسيا الوسطى وبحر قزوين وهكذا يدخل النفط‬ ‫مجددا ً في قلب الصراعات السياسية الدولية‪.‬‬


‫اسرائيل املرتزقة‬ ‫انتقدت صحيفة يديعوت احرونوت االسرائيلية حكومة اسرائيل بسبب‬ ‫تصديرها خبراء عسكريني يبيعون مهاراتهم ومعارفهم في كل انحاء العالم‪،‬‬ ‫في اشارة للجنود والضباط االسرائيليني الذين سافروا الى جورجيا‪ .‬واكدت ان‬ ‫تل ابيب اصبحت مصدرا غير عادي للمرتزقة‪.‬‬ ‫وقالت الصحيفة في تعليق نشرته واوردته على موقعها على شبكة‬ ‫االنترنت “ان قيام جنود وضباط اسرائيليني بتعليم اي شخص كيف يقاتل‬ ‫مقابل حصولهم على املال هو عار وخزي يدعو للخجل‪”...‬‬ ‫اضافت الصحيفة “يتعني علينا ان يكون لدينا شعور باخلزي‪ ،‬وهذا امر معتاد‬ ‫عندما تصبح دولتنا مصدرا للمرتزقة”‪ ،‬معتبرة ان هؤالء املئات او اآلالف من‬ ‫اجلنود والضباط وعمالء املوساد الذين يسافرون في كل انحاء العالم ويبيعون‬ ‫مهاراتهم في العنف هم مرتزقة ومصدر لالجرام‪.‬‬ ‫وفضال عن ذلك‪ ،‬فان التعاون االمني بني تل ابيب وجورجيا تزايد في السنوات‬ ‫السبع االخيرة‪ ،‬وتخطى بيع اخلبرات االمنية والتدريب‪ ،‬الى صفقات السالح‪،‬‬ ‫اذ ان اسرائيل رأت في جورجيا منجما ً للثراء االمني‪ ،‬في حني رأت جورجيا في‬ ‫اسرائيل مساعدا ً قوياً‪ ،‬خاصة ان وزير دفاعها اسرائيلي اجلنسية ايضا‪.‬‬ ‫ومع وزير دفاع كهذا وميزانيات ضخمة للدفاع‪ ،‬اندفع الكثير من‬ ‫االسرائيليني مللء الفراغ واالستفادة من الفرصة املتاحة‪ .‬وتقدر اخلبرات‬ ‫واالسلحة االسرائيلية في جورجيا مبئات املاليني من الدوالرات وقد دخل فيها‬ ‫وزراء وجنراالت اسرائيليون سابقون‪ .‬وباعت إسرائيل جلورجيا طائرات من دون‬ ‫طيار وتقنيات عسكرية واجهزة رؤية ليلية وذخائر‪.‬‬ ‫التعاون العسكري بني الدولتني سرعان ما تطور‪ ،‬وضمن أمور اخرى‪ ،‬ساهم‬ ‫في ذلك ان وزير الدفاع اجلورجي دافيد كيزرا شفيلي‪ ،‬هو اسرائيلي سابق يتكلم‬ ‫العبرية بطالقة وبابه كان دوما ً مفتوحا ً امام االسرائيليني الذين جاءوا وعرضوا‬ ‫منظومات سالح من انتاج اسرائيلي وبالنسبة لدول شرق اوروبا‪ ،‬فإن الصفقات‬ ‫في هذه الدولة سارت بسرعة‪ ،‬وذلك بسبب الدور الشخصي لوزير الدفاع‪.‬‬ ‫وكما افادت صحيفة “هارتس” ان وزارة اخلارجية االسرائيلية اوصت بتجميد‬ ‫مبيعات االسلحة الى جورجيا خشية ردود فعل روسيا في حال استمرار هذه‬ ‫الصادرات‪ .‬ونقلت الصحيفة عن مسؤولني قولهم إن اخلارجية تخشى ان‬ ‫تقوم موسكو ببيع اسلحة مضادة للطيران الى ايران وسوريا في حال واصلت‬ ‫اسرائيل تسليم اسلحة الى جورجيا وبحسب وسائل االعالم االسرائيلية فان‬ ‫عدة شركات امنية اسرائيلية تنشط في جورجيا واحداها يتولى رئاستها‬ ‫اجلنرال في االحتياطي غال هيرش وهو قائد سابق استقال من اجليش اثر‬ ‫اخفاقات احلرب في لبنان خالل صيف ‪.2006‬‬ ‫وفي هذا االطار وقبل ان تشن جورجيا عدوانها على اوسيتيا اجلنوبية بذلت‬ ‫نشاطا محموما للتزود بالسالح من مصادر متعددة رغم قلة مواردها االقتصادية‪.‬‬ ‫وبحسب االحصاءات السنوية ملنظمة االمم املتحدة للتسلح التقليدي والتي‬ ‫تستقي معلوماتها من اعالنات الدول االعضاء في االمم املتحدة حول كميات‬ ‫االسلحة املوجودة في جيوشها‪ ،‬باالضافة الى نشاطات استيراده وتصديره‪ .‬فقد‬ ‫زودت دول عدة جورجيا باالسلحة التالية‪:‬‬ ‫تشيكيا‪ 65 :‬دبابة و‪ 62‬مدفعا من مختلف الطرازات‪ ،‬و‪ 4‬منصات صاروخية‬ ‫من طراز “غراد” و‪ 12‬طائرة للهجوم‪.‬‬ ‫اوكرانيا‪ 78 :‬دبابة و‪ 64‬عربة قتال متعددة االغراض و‪ 17‬طائرة‪.‬‬ ‫تركيا‪ 41 :‬عربة قتال‪.‬‬ ‫البوسنة‪ 450 :‬قذيفة موجهة وبعدد غير محدد من منصات االطالق‪.‬‬ ‫بولندا‪ 22 :‬مدفع هاون‪.‬‬ ‫اسرائيل‪ :‬طائرات من دون طيار من طراز “هرمس ‪ ”450‬ومنظومات صواريخ‬ ‫متحركة من طراز “لينكس” وطائرات “سوخوي‪ – 25‬سكوربيون” وبنادق “تبور”‪.‬‬

‫صحف اميركية‪ :‬روسيا اوالً‬ ‫في حتليل اخباري قالت صحيفة نيويورك تاميز ان العبرة التي ميكن‬

‫ضحايا املعارك‬

‫استخالصها من الصراع بني جورجيا واوسيتيا اجلنوبية هي ان الواليات املتحدة‬ ‫في حاجة ماسة الى روسيا في قضايا جوهرية مثل امللف االيراني‪.‬‬ ‫واستهلت الصحيفة حتليلها بالقول ان الصورة التي بدا فيها الرئيس‬ ‫االميركي جورج بوش مبتسما ومنهمكا في احلديث مع رئيس الوزراء الروسي‬ ‫فالدميير بوتني على منصة بكني اثناء مشاهدة افتتاح االلعاب االوملبية‪ ،‬توضح‬ ‫حقيقة السياسة االميركية جتاه كرملني‪ ،‬وتعليقا على توجه بوتني الى احلدود‬ ‫اجلنوبية من اوسيتيا بعد اعالن جورجيا سحب قواتها واصداره االوامر بتقدمي‬ ‫املعونة للفارين من املنطقة‪ ،‬قالت الصحيفة انها رسالة روسية واضحة‪ :‬هنا‬ ‫نطاق نفوذها‪ ،‬وعلى اآلخرين اخلروج‪.‬‬ ‫من جانبها كتبت مجلة تامي حتليال آخر تقول فيه ان الرئيس اجلورجي ساكا‬ ‫شفيلي قد اختار مبواجهته لروسيا قتاال ً ال ينتصر فيه دون دعم غربي يفوق‬ ‫ما كان يتوقعه‪ .‬وقالت إن املعركة التي بدأت تشتعل في جورجيا في الوقت‬ ‫الذي ينشغل فيه قادة العالم مبشاهدة االلعاب النارية في بكني قد تكون‬ ‫اخطر حتد ملوازين القوى بعد احلرب الباردة منذ انهيار االحتاد السوفياتي‪ .‬ورغم‬ ‫ان الرئيس اجلورجي ساكا شفيلي كان قد انتخب عام ‪ 2004‬بناء على وعوده‬ ‫باستعادة االقليم املنفصل واالنضمام الى حلف الناتو‪ ،‬فإن الرياح لم تأت مبا‬ ‫تشتهي سفنه ولم تشفع له مغازلته الميركا عبر ارسال ثالث قوة اجنبية‬ ‫في العراق بعد الواليات املتحدة وبريطانيا‪.‬‬ ‫ومضت تقول ان موسكو اآلن تستخدم جتاوز ساكا شفيلي االستراتيجي‬ ‫لتلقني كل من يتحالف من جيرانه مع الغرب ضد روسيا ‪ -‬ال جورجيا فقط‪،‬‬ ‫درسا ً قاسياً‪ .‬وفي هذا االطار ايضا كتبت صحيفة هيرالد تريبيون الدولية تقريرا‬ ‫تقول فيه ان الصراع الذي بدأ عندما حاولت القوات اجلورجية غزو عاصمة‬ ‫جنوب اوسيتيا بأنه االسوأ من نوعه بني روسيا وجهة عسكرية خارجية منذ‬ ‫حرب افغانستان التي اندلعت في ثمانينيات القرن املاضي‪.‬‬ ‫ومضت تقول ان هذا القتال وثقة الكرملني في مواجهة جورجيا ودعم‬ ‫الواليات املتحدة لها يحمالن في طياتهما مضامني دولية كبيرة تنطوي على‬ ‫توترات متجددة شبيهة بتلك التي تنجم عن احلرب الباردة وعلى صراع الشرق‬ ‫والغرب من اجل بسط النفوذ في منطقة القوقاز‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪75‬‬


‫منبر دولي‬

‫سقوط رجل اميركا‬ ‫باكستان ما بعد مشرف‬ ‫أثارت استقالة الرئيس الباكستاني برويز‬ ‫مشرف من منصبه انقسامات داخل االئتالف‬ ‫احلاكم بشأن مصيره ومن سيخلفه في منصبه‪.‬‬ ‫ونشب بعد ساعات من اعالن االستقالة خالف‬ ‫بني شريكي االئتالف حزب الشعب وحزب الرابطة‬ ‫اإلسالمية حول مصير مشرف‪ .‬فقيادات حزب‬ ‫الشعب تؤيد منح مشرف حصانة من املالحقة‬ ‫القضائية‪ ،‬اما زعيم حزب الرابطة نواز شريف‬ ‫الذي أطاح به مشرف في انقالب ‪ 1999‬فيطالب‬ ‫مبحاكمة مشرف بتهمة انتهاك الدستور‪ .‬وفتح‬ ‫االئتالف احلاكم ملف خليفة مشرف بعد ساعة‬ ‫من اعالنه استقالته‪ ،‬حيث قال بالوال بوتو زرداري‬ ‫رئيس حزب الشعب‪ ،‬جنل زعيمة احلزب الراحلة‪،‬‬ ‫بنازير بوتو‪ ،‬ان الرئيس املقبل سيكون من حزبه‪،‬‬ ‫مشيرا ً الى ان هناك رأيا ً قويا ً داخل احلزب احلاكم‬ ‫يريد ان يكون صاحب املنصب من داخل احلزب‪.‬‬ ‫وترددت انباء داخل احلزب ان وزير الدفاع السابق‪،‬‬ ‫افتاب شعبان ميراني‪ ،‬وهو مرشح احلزب‪ ،‬فيما‬ ‫يردد البعض بالترويج آلصف علي زرداري كرئيس‬ ‫لباكستان‪ .‬ومن جانبه‪ ،‬يعارض حزب الرابطة‬ ‫االسالمي بزعامة نواز شريف ان يكون الرئيس من‬ ‫احلزب احلاكم‪ ،‬ويرى حزب الرابطة ان الرئيس القادم‬ ‫يجب ان يكون من احملافظات االصغر التي عانت‬ ‫إحساسا بالعزلة خالل األعوام التسعة للحكم‬ ‫العسكري لبرويز مشرف‪ .‬حيث استخدمت‬ ‫حكومته القوة العسكرية بصورة وحشية ضد‬ ‫املواطنني هناك‪.‬‬ ‫معظم احملللني السياسيني يتفق على ان‬ ‫القوة السياسية في باكستان ستكون في ايدي‬ ‫ثالثة في املرحلة ما بعد مشرف‪ ،‬حيث سيظل‬ ‫آصف علي زرداري الشخصية االقوى‪ ،‬يتبعه نواز‬ ‫شريف‪ ،‬وكالهما شريكان في احلكومة االئتالفية‬ ‫وال يشغل اي منهما منصبا حكوميا في الوقت‬ ‫احلالي‪.‬‬ ‫اما الرجل الثالث هو رئيس اركان اجليش اشفاق‬ ‫كياني‪ ،‬الذي اقنع احلكومة بتأجيل اجراءات العزل‬ ‫واقنع مشرف بالرحيل‪ ،‬ولكن االهم للشعب‬ ‫الباكستاني هو ان حكم مشرف قد انتهى‪ ،‬لذلك‬ ‫استقبل الباكستانيون نبأ استقالة مشرف‬ ‫بالرقص في الشوارع‪ ،‬آملني بأن يدخل رحيله‬ ‫حتسنا ً الى حياتهم‪ .‬كما خرج احملامون الذين قادوا‬ ‫حملة للمطالبة برحيل مشرف بعد عزله كبير‬

‫‪76‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بنازير بوتو‬

‫برويز مشرف‬

‫القضاة العام املاضي من قاعات احملاكم مرددين‬ ‫هتافات تقول‪“ :‬ليسقط عميل الواليات املتحدة”‪.‬‬ ‫وفي كراتشي العاصمة التجارية للبالد والتي‬ ‫كانت مسرحا لتظاهرات احتجاجية عدة على‬ ‫حكم مشرف‪ ،‬وزع السكان احللوى ورقصوا‬ ‫احتفاال ً برحيله عن سدة احلكم‪.‬‬

‫وحلفاؤه يفتقدون مطيعهم‬ ‫لقد شهدت االسابيع القليلة املاضية‬ ‫استهدافا واسعا ً لرؤساء الدول بأشكال غير‬ ‫تقليدية‪ ،‬فأحدهم “وهو منتخب دميقراطياً” أطاح‬ ‫به انقالب عسكري في موريتانيا‪ ،‬وآخر قدمت‬ ‫ضده عريضة اتهام دولية كاذبة ومعيبة في‬ ‫السودان‪ ،‬لكن حالة مشرف حتمل منطا ً يستحق‬ ‫االنتباه‪.‬‬ ‫باكستان على مدى تاريخها منذ استقاللها‬ ‫او انفصالها عن الهند لم تشهد خروجا ً هادئا ً‬ ‫ملعظم القادة الذين تولوا حكمها‪ ،‬فقد كانت‬

‫نواز الشريف‬

‫السلطة تنتقل من حاكم الى آخر عبر عمليات‬ ‫إقالة او انقالب او اغتيال‪.‬‬ ‫وان من يخرج من السلطة حياً‪ ،‬يجد صعوبة‬ ‫في البقاء داخل البالد‪ ،‬واذا قرر العودة فلن يجد‬ ‫احلياة سهلة‪ ،‬كما حدث لنواز شريف وبنازير‬ ‫بوتو‪ ،‬فهناك مشكلة مزمنة بهذا اخلصوص في‬ ‫باكستان‪.‬‬ ‫إن التفسيرات البسيطة هي التفسيرات‬ ‫الصحيحة في حالة مشرف‪ ،‬وال توجد أسرار‪ .‬فما هو‬ ‫معلن يكفي لتفسير ما جرى‪ ،‬والبقية تفاصيل‪.‬‬ ‫املشاكل بدأت عندما أقال مشرف رئيس‬ ‫احملكمة العليا‪ ،‬مبا أثار ضده موجة احتجاجات غير‬ ‫مسيطر عليها‪ ،‬وأ ّدت الى مواجهة مع احملكمة‬ ‫العليا ونقابة احملامني التي رفضت قراره‪.‬‬ ‫ما جرى بعد ذلك‪ ،‬كان ميثل انهيارا ً ال مفر‬ ‫منه لسلطة الرئيس الذي بدأ يتع ّرض لضربات‬ ‫متالحقة‪ ،‬كاضطراره للتخلي عن قيادة اجليش‪،‬‬ ‫الذي كان ميثل أهم عناصر قوته‪ ،‬ثم فوز التحالف‬ ‫املعارض له بأغلبية مقاعد البرملان في انتخابات‬


‫شباط ‪ ،2008‬وفي الوقت نفسه كانت الدولة‬ ‫تتعرض الى مشكلة حقيقية تثير احتماالت‬ ‫فوضى أمنية خطرة فعناصر طالبان تشن هجمات‬ ‫داخل البالد‪ ،‬وتبدأ بعض املناطق احلدودية في اخلروج‬ ‫عن نطاق السيطرة ومع وجود قلق خارجي بشأن‬ ‫أمن األسلحة النووية‪ ،‬مما أدى الى تعرض مشرف‬ ‫الى ضغوط كبيرة للتخلي عن السلطة‪.‬‬ ‫من املؤكد أن جميع دول الغرب قد مارسوا‬ ‫دورا ً مؤثرا ً في األيام األخيرة‪ ،‬لكن ال ميكن اجلزم‬ ‫بأن أية دولة كانت تدفع بإصرار في اجتاه اإلبقاء‬ ‫على مشرف في السلطة‪ ،‬وانتهى األمر على ما‬ ‫يبدو‪ ،‬بنصح مشرف بأن اللعبة قد انتهت وان‬ ‫عليه الرحيل‪ ،‬مع ضمانات ووعود بعدم تعرضه‬ ‫للمالحقة القانونية‪.‬‬ ‫وتشير التصريحات األميركية بوضوح ان‬ ‫هناك شعورا ً باخلسارة في واشنطن‪ ،‬فقد حملت‬ ‫بيانات البيت األبيض وتصريحات رايس‪ ،‬تقديرا ً‬ ‫معلنا ً للرئيس املستقيل‪ ،‬واشادت به كشريك‬ ‫ملتزم في احلرب ضد اإلرهاب وصديق الواليات‬ ‫املتحدة وحليف ال غنى عنه‪ .‬وقال املتحدث باسم‬ ‫البيت األبيض غوردون غوندرو إن‪ :‬مغادرة مشرف‬ ‫للحكم ستجلب مستقبالً غامضا ً لباكستان‬ ‫واملنطقة‪ .‬وكذلك السعودية كانت متواجدة‬ ‫في خلفية الصورة ايضاً‪ ،‬ورمبا مارست تأثيرا ً في‬ ‫حتديد شكل شروط االستقالة‪ ،‬فلديها عالقات‬ ‫قوية مع السياسيني واملؤسسات في باكستان‪،‬‬ ‫ومتثل مقرا ً شبه دائم لزعماء باكستان اخمللوعني‬

‫برويز مشرف وبالدال بوتو زرداري‬

‫او املنفيني‪ ،‬ويصعب ان تتجاهل أي حكومة‬ ‫باكستانية مطالبها‪.‬‬ ‫لقد كانت السنوات التسع املاضية من اخطر‬ ‫الفترات التي مرت بها باكستان‪ ،‬لكن الفترة‬ ‫القادمة لن تكون أقل خطورة‪ ،‬فإما ان تستقر‬ ‫باكستان في إطار حكم مدني‪ ،‬وإما ان دورة عدم‬

‫االستقرار سوف تعود مرة اخرى‪ ،‬كما حدث مرارا‬ ‫من قبل‪ ،‬وفي هذه املرة لن يكون النظام السياسي‬ ‫فقط هو الضحية‪ ،‬وإمنا الدولة ذاتها‪ ،‬ولم يعد‬ ‫فشل الدول أو حتى انهيارها‪ ،‬بعيدا ً عن األذهان‪،‬‬ ‫فاألمثلة موجودة في كل مكان وفي اماكن قريبة‬ ‫من باكستان‪.‬‬

‫تطور األزمة الباكستانية باألرقام‬ ‫ويبني التسلسل الزمني للتطورات في‬ ‫باكستان منذ ‪ 1999‬عندما استولى برويز مشرف‬ ‫على السلطة ما يلي‪:‬‬ ‫‪ 12‬تشرين االول ‪ :1999‬قائد اجليش برويز‬ ‫مشرف يطيح برئيس الوزراء نواز شريف الذي‬ ‫كان قد أقاله من منصبه‪.‬‬ ‫‪ 13‬ايار ‪ :2000‬احملكمة العليا تصدق االنقالب‪.‬‬ ‫كانون االول ‪ :2000‬السلطات الباكستانية‬ ‫تفرج عن شريف الذي سجن بتهمة الفساد‬ ‫وتنفيه الى السعودية‪.‬‬ ‫‪ 20‬حزيران ‪ :2001‬مشرف يعلن نفسه رئيسا ً‬ ‫بعد استقالة محمد رفيق تارار‪.‬‬ ‫‪ 11‬ايلول ‪ :2001‬مشرف يتخلى عن مساندته‬ ‫لطلبان ويتحالف مع واشنطن‪.‬‬ ‫‪ 30‬نيسان ‪ :2002‬مشرف يفوز باستفتاء عام‬ ‫على حكمه‪.‬‬ ‫‪ 10‬تشرين االول ‪ :2002‬حزب الرابطة االسالمية‬ ‫املوالية لشريف يفوز في االنتخابات العامة‪.‬‬ ‫‪ 16‬تشرين الثاني ‪ :2002‬مشرف يؤدي اليمني‬ ‫كرئيس لوالية جديدة مدتها ‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫كانون االول ‪ :2003‬مشرف ينجو من محاولتي‬ ‫اغتيال‪ ،‬واحدة قام بها ضباط جيش والثانية‬ ‫مقاتلون من القاعدة‪.‬‬ ‫كانون الثاني ‪ :2004‬مشرف يفوز بتصويت‬ ‫على الثقة في البرملان‪.‬‬ ‫شباط ‪ :2004‬مشرف يعفو عن عالم الذرة‬ ‫عبد القدير خان لتسريبه اسرارا ً نووية الى ايران‬ ‫وكوريا الشمالية وليبيا‪.‬‬ ‫‪ 9‬آذار ‪ :2007‬مشرف يقيل رئيس القضاة افتخار‬ ‫محمد شودري مما يثير احتجاجات‪ .‬احملكمة العليا‬ ‫تعيد شودري الى منصبه في متوز‪.‬‬ ‫‪ 10‬متوز ‪ :2007‬القوات الباكستانية تقتحم‬ ‫املسجد األحمر في اسالم اباد وتقتل العشرات‪.‬‬ ‫‪ 6‬تشرين االول ‪ :2007‬البرملان ينتخب مشرف‬ ‫لوالية جديدة مدتها خمس سنوات في تصويت‬ ‫قاطعته املعارضة‪.‬‬ ‫‪ 18‬تشرين االول ‪ :2007‬رئيسة الوزراء السابقة‬ ‫بنازير بوتو تعود من املنفى‪.‬‬ ‫‪ 3‬تشرين الثاني ‪ :2007‬مشرف يفرض حالة‬

‫الطوارئ ويقيل رئيس القضاة‪.‬‬ ‫‪ 25‬تشرين الثاني ‪ :2007‬نواز شريف يعود من‬ ‫املنفى‪.‬‬ ‫‪ 28‬تشرين الثاني ‪ :2007‬مشرف يتنحى عن‬ ‫منصبه كقائد للجيش‪.‬‬ ‫‪ 15‬كانون االول ‪ :2007‬مشرف يرفع حالة‬ ‫الطوارئ‪.‬‬ ‫‪ 27‬كانون االول ‪ :2007‬اغتيال بنازير بوتو في‬ ‫جتمع انتخابي‪.‬‬ ‫‪ 18‬شباط ‪ :2008‬احزاب بوتو وشريف تفوز‬ ‫على حلفاء مشرف في االنتخابات العامة‪.‬‬ ‫‪ 24‬آذار ‪ :2008‬البرملان ينتخب يوسف رضا‬ ‫جيالني مساعد بوتو رئيسا للوزراء‪.‬‬ ‫‪ 7‬آب ‪ :2008‬االئتالف يقول ان مشرف يواجه‬ ‫املساءلة بهدف عزله‪.‬‬ ‫‪ 17‬آب ‪ :2008‬االئتالف يقول انه انتهى من وضع‬ ‫اللمسات األخيرة على تهم املساءلة‪.‬‬ ‫‪ 18‬آب ‪ :2008‬مشرف يعلن استقالته‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪77‬‬


‫منبر دولي‬

‫توحيد افريقيا‪...‬‬ ‫حلم أو حقيقة ؟‬ ‫كانت افريقيا قبل احلرب العاملية الثانية‬ ‫خاضعة باكملها لالستعمار االوروبي باستثناء‬ ‫ليبيريا وأثيوبيا وكانت الدول املستعمرة تنهب‬ ‫خيرات افريقيا وتستغل عمل ابنائها من اجل‬ ‫مصاحلها‪ ،‬ولم تعمل على تعليم االفارقة او‬ ‫حتسني اقتصادهم وحياتهم او تخصيص قسم‬ ‫من املوارد االفريقية ملصلحة شعوبها ولم‬ ‫تعمل الدول االستعمارية شيئا ً من اجل خلق‬ ‫وعي سياسي واجتماعي بني الشعوب التي‬ ‫تستعمرها‪.‬‬ ‫خلقت نهاية احلرب وصفا ً جديدا ً من افريقيا‬ ‫املغلوبة على امرها‪ ،‬فقد عاد اجلنود االفارقة الذين‬ ‫حاربوا الى جانب قوات احللفاء بعد ان شاهدوا‬ ‫الرجل االبيض يقتل الرجل االسمر وشاهدوا‬ ‫االطفال البيض يالحقونهم من اجل قطعة خبز‬ ‫وادرك اجلنود السمر ان الرجل االبيض ال يتفوق‬ ‫عليهم سوى باملعرفة والسالح‪.‬‬ ‫قامت في املستعمرات البريطانية والفرنسية‬ ‫بعد احلرب حركات وطنية واحتادات عاملية‬ ‫وتنظيمات سياسية مطالبة بحقوق االفارقة‬ ‫في احلرية واالستقالل‪ ،‬وكانت هذه احلركات تعبر‬ ‫دائما ً عن الوعي السياسي واالجتماعي‪ .‬كل هذه‬ ‫االحداث خلقت روحا ً جديدة بني ابناء افريقيا وقد‬ ‫شعروا بكرامتهم وبأنهم يستحقون االستقالل‬ ‫كغيرهم من الشعوب وادركت الدول املستعمرة‬ ‫انه ال بد من التغيير وان االوضاع القدمية في‬ ‫طريقها الى الزوال فبدأت بريطانيا في اعطاء‬ ‫شبه استقالل ذاتي لبعض مستعمراتها‪.‬‬ ‫وقد اقتنعت الدول االستعمارية ان احلرب خلقت‬ ‫مفاهيم وقيما ً جديدة ال ميكن جتاهلها وان العالم‬ ‫اصبح على عتبة متغيرات جذرية وخاصة بعد‬ ‫تأسيس االمم املتحدة‪ ،‬واخذت الدول االستعمارية‬ ‫في اعداد االفارقة للمشاركة في ادارة شؤون‬ ‫بالدهم وعاد من بريطانيا بعض املتخرجني “ومن‬ ‫بينهم الدكتور نكروما” الذين تزعموا التحركات‬ ‫الوطنية املطالبة باالستقالل وكونوا احتادا ً‬ ‫وعقدوا مؤمترات عدة وبرز فيه كوامي نكروما‬ ‫كزعيم افريقي مناضل‪ ،‬وقد طالب املؤمترون وألول‬ ‫مرة حترير املستعمرات اإلفريقية كافة‪ ،‬ثم توالت‬ ‫االضطرابات والتظاهرات واالحتجاجات في اغلب‬ ‫املستعمرات االفريقية‪ ،‬وبدأ النضال املسلح في‬ ‫اجلزائر وكينيا وغيرها‪ ،‬واضطرت فرنسا وبريطانيا‬ ‫الى تفكيك امبراطورياتها ومنح االستقالل‬

‫‪78‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫قمة االحتاد االفريقي‬

‫الذاتي للشعوب االفريقية‪.‬‬ ‫كانت غانا اول الدول االفريقية التي تفوز‬ ‫باستقاللها بعد احلرب‪ ،‬وقد اسندت رئاستها الى‬ ‫املناضل كوامي نكروما الذي واصل نضاله من‬ ‫اجل استقالل افريقيا ووحدتها‪ ،‬وقد صرح بعد‬ ‫توليه رئاسته ان استقالل غانا ال معنى له اذ لم‬ ‫تتحرر القارة االفريقية كافة وارسل وفدا ً لزيارة‬ ‫الدول االفريقية املستعمرة وهي مصر‪ ،‬املغرب‪،‬‬ ‫ليبيا‪ ،‬تونس‪ ،‬السودان واجلزائر‪ ،‬يدعوهم الى‬ ‫املشاركة في عقد مؤمتر لدراسة شؤون افريقيا‬ ‫وتكوين قاعدة التعاون في ما بينهم‪.‬‬ ‫وافقت الدول االفريقية على دعوة نكروما بدون‬ ‫تردد ومن بينها دول ال تعرف بعضها‪ ،‬غير ان هذه‬ ‫الدول التقت ألول مرة في اجتماع مشترك لبحث‬ ‫شؤون افريقيا وذلك في نيسان ‪ 1938‬واطلق عليه‬ ‫اسم مؤمتر اكرا‪.‬‬ ‫اوصت قرارات املؤمتر على ضرورة العمل اجلاد من‬ ‫اجل حترير افريقيا والقضاء على التمييز العنصري‪،‬‬ ‫وقد وافق املؤمتر على احد عشر قرار مثلث اللبنات‬ ‫االولى في صرح الوحدة االفريقية‪ .‬كما قرر املؤمتر‬ ‫اجتماعات دورية للدول االفريقية املستقلة كل‬ ‫ستة اشهر وكل عام على مستويات مختلفة‪،‬‬ ‫وكان مؤمتر اكرا اساس الوحدة االفريقية‪.‬‬

‫جتمع دول الساحل والصحراء‬ ‫اعلن العقيد معمر القذافي ان جتمع دول‬

‫الساحل والصحراء الذي يشكل ‪ 50‬في املئة من‬ ‫افريقيا‪ ،‬قرر ضرورة تشكيل احلكومة االحتادية‬ ‫االفريقية فوراً‪ .‬واوضح القذافي في كلمته‬ ‫باجللسة اخلتامية لقمة التجمع في كوتونو‪ ،‬اننا‬ ‫نحن اغلبية وبانضمام بقية الشعوب االفريقية‬ ‫التي تعرف ان مصلحتها في الوحدة سينجح‬ ‫هذا القرار وتشكل احلكومة االحتادية االفريقية‪،‬‬ ‫وان ال مكان في الوحدة االفريقية للذين يربطون‬ ‫مصيرهم مع اوهام الواليات املتحدة واالسرائيليني‬ ‫والبعض من اوروبا‪.‬‬ ‫وشدد على ان من اآلن وصاعدا ً ليس هناك تهاون‬ ‫وال مجاملة وال مزيد من اضاعة الوقت في قضية‬ ‫الوحدة االفريقية بعد ان ظلت افريقيا ترواح‬ ‫‪ 45‬عاما ً منذ ان مت خداع املناضل كوامي نكروما‬ ‫بينما العالم يتغير وتغزو اوروبا واميركا والصني‬ ‫وروسيا الكواكب في الفضاء‪ ،‬فيما افريقيا حترث‬ ‫على احلمير ويبيع لها الرؤساء والسفراء والوزراء‬ ‫الكالم‪.‬‬ ‫واعلن االستعداد الن ينشر للجماهير كل كالم‬ ‫السفراء والوزراء والرؤساء في املناقشات التي جرت‬ ‫حول الوحدة لتعرف اجلماهير العرقلة والتعطيل‬ ‫والتمييع واخلذالن من جانبهم‪ ،‬وباملقابل الثورة‬ ‫واجلدية من جانب املؤمنني بالوحدة االفريقية‪،‬‬ ‫واكد انه سوف يعلن للشعوب كل شيء‪ ،‬وانه‬ ‫سيفضح للجماهير كل املؤمرات السرية على‬ ‫وحدة القارة‪ ،‬مشددا ً على ان الزمن الذي كان فيه‬ ‫احلكام يقررون مصير افريقيا والشعوب ال تعلم‪،‬‬ ‫قد انتهى‪ ،‬وان اجلماهير سوف تعلم بكل شيء‪.‬‬


‫واضاف انا اعطيكم هذا التنبيه‪ ...‬إنذارا للحكام‪...‬‬ ‫انا اخاطب اجلماهير‪ ...‬اخاطب الشباب‪ ...‬اخاطب‬ ‫املرأة‪ ...‬واحذر احلكام ووزراء خارجيتهم‪ ..‬اقول‬ ‫لهم‪ ،‬وراءكم هذه املاليني‪ ...‬وراءكم الشباب‪...‬‬ ‫وراءكم املرأة‪ ...‬ما لم حتققوا الوحدة االفريقية‪،‬‬ ‫هذه اجلماهير ستزحف عليكم‪.‬‬ ‫وهدد بانه سوف يفضح اعداء وحدة افريقيا‬ ‫مضيفاً‪“ :‬سنفضح الرجعيني‪ ،‬سنفضح ان كان‬ ‫هناك خونة‪ ،‬سنفضح اذا هناك عمالء لالستعمار‪،‬‬ ‫سنفضح الذي يريدون بيع افريقيا‪.‬‬ ‫واعتبر ان مصير افريقيا ليس فيه لعب‪ ...‬ليس‬ ‫هناك لعب في مصير افريقيا‪ ،‬وال تفريط في‬ ‫مستقبل افريقيا‪.‬‬ ‫وكما سلم ماليني العمال االفارقة الرئيس‬ ‫الليبي معمر القذافي عباءة وكرسي الزعامة‬ ‫االفريقية كما منحوه درع الرأي السامي للمنظمة‬ ‫الذي لم يسبق منحه لسواه‪ .‬وشدد القذافي على‬ ‫ان افريقيا اذا لم تقم دولة واحدة من خمسني‬ ‫والية‪ ،‬فهي ستتخلف وسيتم استعمارها من‬ ‫جديد من قبل االمبريالية واالستعمار االميركي‬ ‫واالوروبي الى ذلك‪ ،‬اكد اجمللس التنفيذي لتجمع‬ ‫دول الساحل والصحراء دعمه لترشيح ليبيا‬ ‫لرئاسة الدورة العادية الـ‪ 64‬للجمعية العامة‬ ‫لألمم املتحدة‪.‬‬ ‫ودعا الزعيم الليبي الى وجوب تعبئة عمال‬ ‫افريقيا في الضغط على احلكام االفارقة لتنفيذ‬ ‫ارادة اجلماهير االفريقية بتحقيق الوحدة االفريقية‬ ‫احلقيقية واقامة حكومة احتادية تبدأ فورا ً في‬ ‫توحيد الصناعة والزراعة والصحة والتعليم وكل‬ ‫االمكانيات والثروات االفريقية املهدورة‪.‬‬

‫قمة عربية افريقية‬ ‫اكد مصدر سياسي ليبي مسؤول ان مصر‬ ‫وليبيا تتبنيان احياء مؤسسة القمة العربية‬ ‫ـ االفريقية بعد ‪ 31‬عاما ً من القمة العربية‬ ‫واالفريقية االولى التي عقدت عام ‪ .1977‬وان‬ ‫ليبيا اقترحت على االحتاد االفريقي اعادة تنشيط‬ ‫القمة املتوقعة منذ فترة طويلة‪ ،‬وتفعيل التعاون‬ ‫العربي االفريقي وتطويره‪ ،‬ولم يتم االتفاق حتى‬ ‫اآلن على موعد محدد لعقد هذه القمة واملقرر‬ ‫نهاية العام احلالي او مطلع العام املقبل‪.‬‬ ‫وقال املسؤول الليبي ان القمة العربية واالفريقية‬ ‫سوف ترسي اسس واطر التعاون الشامل والذي‬ ‫يأخذ في االعتبار التغيرات الكبرى التي طرأت‬ ‫على العالم وعلى العالقات الدولية وعلى املصالح‬ ‫االفريقية والعربية واولوياتها‪ ،‬وتناقش االجندة‬ ‫الدولية اجلديدة واولوياتها‪ ،‬واملصالح املشتركة‪،‬‬ ‫والعمل على خلق فهم مشترك للواقع الدولي‬ ‫وملقتضيات التعامل معه‪ ،‬ووضع البرامج الالزمة‬ ‫موضع التنفيذ وفق اطر زمنية محددة وسوف‬ ‫تطرح الدعوة لعقد القمة العربية واالفريقية على‬ ‫اجتماع مجلس اجلامعة العربية على مستوى‬

‫وزراء اخلارجية في شهر ايلول‪.‬‬ ‫واضاف ان االحداث التي تتابعت بعد اتفاقية‬ ‫كامب دايفيد كان لها تأثير كبير على القمة‬ ‫العربية واالفريقية االولى التي عقدت في شهر‬ ‫آذار عام ‪ 1977‬وكان من بني قراراتها اقامة اجهزة‬ ‫عدة تعقد اجتماعات دورية منظمة‪ ،‬وهي مؤمتر‬ ‫القمة كل ‪ 3‬سنوات‪ ،‬واملؤمتر الوزاري كل ‪ 18‬شهر‪،‬‬ ‫واللجنة الدائمة للتعاون كل ‪ 6‬اشهر‪ ،‬وقد جتمد‬ ‫عمل كل هذه اجملموعات واللجان باستثناء اللجنة‬ ‫الدائمة للتعاون العربي االفريقي والتي كانت‬ ‫تضم ‪ 24‬عضوا ً مناصفة بني املنظمتني وكان آخر‬ ‫اجتماع لها في دمشق منتصف كانون الثاني عام‬ ‫‪ ،1986‬وكانت هناك اعتبارات سياسية واقتصادية‬ ‫اعترضت عقد القمة العربية االفريقية واكتفت‬ ‫الدول العربية واالفريقية بالتعاون الثنائي وابرام‬ ‫االتفاقيات احملدودة‪.‬‬ ‫ومن جهة اخرى نشير إلى ان ثلثي الشعوب‬

‫العربية تنتمي الى القارة االفريقية ونصف اعضاء‬ ‫اجلامعة العربية هم اعضاء في االحتاد االفريقي‪،‬‬ ‫وخمس دول من االحتاد االفريقي هم اعضاء في‬ ‫اجلامعة العربية‪ ،‬والذي اسهم بحق في صياغة‬ ‫املواقف املشتركة‪ .‬ويتطلب االمر تفعيلها طبقا ً‬ ‫للظروف السياسية اجلديدة واملتجددة لصنع‬ ‫مستقبل افضل‪ ،‬ولن يكون هذا االمر اال بتطوير‬ ‫التعاون العربي االفريقي وترقية آلياته ليصير‬ ‫بحق شراكة افريقية عربية تنهض على صياغة‬ ‫املصالح املشتركة وتعظم املنافع املتبادلة‬ ‫واالنتقال الى مرحلة تعاون حقيقية ومنفعة‬ ‫تقوم على تشابك املصالح في مختلف اجملاالت‬ ‫االقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية‬ ‫باعتبار ذلك صمام األمان لشعوبها والسياج‬ ‫الواقي لألمن‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪79‬‬


‫منبر اقتصادي‬

‫تركة البيت األبيض ثقيلة جداّ‬

‫األزمة االقتصادية في خطط أوباما وماكين‬ ‫تشكل قضية حتسني االقتصاد األميركي احد‬ ‫احملورين األساسيني اللذين تدور حولهما مواقف‬ ‫الناخب األميركي الى جانب حرب العراق حيال‬ ‫املرشحني لالنتخابات الرئاسية املقبلة الدميقراطي‬ ‫باراك أوباما واجلمهوري جون ماكني‪.‬‬ ‫وتظهر استطالعات الرأي ان اخملاوف االقتصادية‬ ‫تتصدر بواعث قلق الناخبني‪ ،‬اذ تبني أن نسبة ‪%36‬‬ ‫من املستطلعة آراؤهم يعتقدون أن االقتصاد يمُ ثل‬ ‫قضية االنتخابات املقبلة‪ ،‬فيما اعتبر نحو ‪ %25‬أن‬ ‫قضايا األمن القومي وأبرزها معاجلة الوضع األميركي‬ ‫في العراق واحلرب على اإلرهاب هي األكثر أولوية‪.‬‬ ‫ال يرى اي متتبع للوضع االقتصادي االميركي‬ ‫اي غرابة في اختالف بيئة االنتخابات هذه املرة عن‬ ‫انتخابات ‪ 2004‬حينما سيطرت قضايا األمن القومي‬ ‫واحلرب ضد اإلرهاب على الناخب األميركي‪ ،‬حيث‬ ‫تسيطر في عام ‪ 2008‬قضايا ارتفاع أسعار الطاقة‬ ‫وباقي املشكالت االقتصادية لتكون لها األولوية‬ ‫األولى‪ ،‬وهذا ما لم يكن موجودا ً عند انتخاب بوش‪.‬‬ ‫عندما تسلم جورج بوش الرئاسة كانت الواليات‬ ‫املتحدة مختلفة جدا ً من الناحية االقتصادية عن‬ ‫اليوم‪ ،‬اذ كانت تشهد سنوات ازدهار استطاعت‬ ‫فيها ادارة كلينتون للمرة االولى السيطرة على‬ ‫العجز املالي منذ عهد جيمي كارتر وحتقيق منو اسرع‬ ‫ملداخيل االميركيني الفقراء ومتوسطي احلال من‬ ‫مداخيل االميركيني االغنياء‪ ،‬تارك ًة الرئيس اجلديد‬ ‫(جورج بوش) في وضعية ممتازة لتنفيذ سياسات‬ ‫كانت قد اهملتها كخطوات لترويج احلفاظ على‬ ‫الطاقة واالستثمار في البنى التحتية والتعليم‬ ‫والتكنولوجيا والتنظيمات الصارمة ألسواق االوراق‬ ‫املالية‪ ،‬عبر فائض في امليزانية بلغ ‪ 2.2‬تريليون دوالر‬ ‫في عام ‪ ،2000‬ميكنه من حتقيق زيادة في االستثمارات‬ ‫الداخلية في اجملاالت األساسية لعلمها بحاجة‬ ‫اميركا املاسة اليها‪.‬‬

‫بوش‪ ..‬قوّض االقتصاد‬ ‫كمبادرة اقتصادية اولى طبقت ادارة جورج بوش‬ ‫تخفيضات كبيرة في الضرائب على االثرياء‪ ،‬ادت الى‬ ‫تكريس عدم املساواة بني االميركيني‪ ،‬اذ استفاد من‬ ‫تفوق مداخيلهم املليون دوالر من خفض للضريبة‬ ‫بقيمة ‪ 18‬الف دوالر اي اكثر بثالثني مرة من اخلفض‬ ‫الضريبي الذي حصل عليه االميركي العادي‪ .‬وازداد‬ ‫ثان للضريبة‬ ‫عدم املساواة حدة مع تطبيق خفض ٍ‬ ‫عام ‪ ،2003‬وكان أكثر انحيازا ً بكثير لألثرياء ليوسع‬ ‫الفروق بني األميركيني مبعدل لم تشهد له البالد‬ ‫مثيالً منذ ثالثة ارباع قرن‪.‬‬ ‫كما وان بعد نحو ‪ 8‬اعوام من رئاسة بوش‪،‬‬ ‫اصبحت الواليات املتحدة اقل استعدادا ً من اي‬

‫‪80‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫كاف من‬ ‫وقت ملواجهة املستقبل‪ .‬فلم يتخرج عدد ٍ‬ ‫االشخاص املاهرين الذين حتتاج اليهم للتنافس مع‬ ‫الصني والهند كاملهندسني والعلماء‪ .‬كذلك لم يتم‬ ‫االستثمار في االبحاث االساسية التي جعلت منها‬ ‫مركز ثقل تكنولوجي في اواخر القرن العشرين‪.‬‬ ‫وتراجعت نسبة اجمالي الناجت احمللي التي تنفق على‬ ‫االبحاث والتنمية خارج الدفاع والصحة‪ ،‬ولم يُبذل‬ ‫الكثير لتحسني البنى التحتية املتداعية‪.‬‬ ‫كما يتساءل االقتصاديون ويراقبون بقلق عدم‬ ‫قدرة البلد االغنى في العالم على العيش حتى ضمن‬ ‫احلد االدنى من امكاناته‪ .‬فالواليات املتحدة اصبحت‬ ‫تعتمد على دول أخرى لتمويل ديونها‪ ،‬فعجوزات‬ ‫املوازنة وامليزان التجاري تسجل أرقاما ً قياسية‪ .‬ففي‬ ‫األعوام السبعة املاضية كانت اميركا كلها تقترض‪،‬‬ ‫حكومتها عائالتها‪ ،‬لدعم االستهالك‪ .‬بينما تراجع‬ ‫االستثمار في املوجودات الثابتة كاملصانع واملعدات‬ ‫التي من شأنها زيادة الثروات‪ .‬فحاليا ً متلك الصني‬ ‫وحدها اكثر من تريليون دوالر في شكل اوراق اعتراف‬ ‫عامة وخاصة بالديون االميركية‪ ،‬فيما بلغ االقتراض‬ ‫التراكمي من اخلارج خالل األعوام الستة األولى من‬ ‫عهد بوش‪ ،‬نحو خمسة تريليونات دوالر‪.‬‬ ‫اذا ً تركة البيت األبيض للرئيس اجلديد ثقيلة‬ ‫بغض النظر عن شخصه‪ ،‬ان كان باراك اوباما او‬ ‫جون ماكني‪ ،‬فالرئيس اجلديد مجبر على سلك‬ ‫طريق وعرة رغما ً عنه ليواجه مصاعب قد تفوق‬ ‫تصوره مع صعود عجز املوازنة لعام ‪ 2009‬إلى‬ ‫‪ 482‬مليار دوالر‪ ،‬إلى جانب ‪ 80‬مليار دوالر أخرى‬ ‫للحرب‪ .‬وال تقتصر الصعوبات على عجز املوازنة‪،‬‬ ‫بل متتد إلى الدين العام‪ ،‬الذي بلغ رقما ً ضخماً‪،‬‬ ‫هو ‪ 9.5‬تريليونات دوالر‪ .‬كال املرشحني وضع خطته‬ ‫االقتصادية معتقدا ً انها قادرة على معاجلة األزمة‬

‫انطالقا ً من رؤيته اخلاصة لألزمة ومسبباتها‪.‬‬

‫أوباما‪ ...‬ال للشركات النفطية‬ ‫على صعيد العمال يخطط باراك اوباما لزيادة‬ ‫احلسومات على الضرائب املفروضة على العمال‪،‬‬ ‫كما سيعمل لتقوية قدرتهم على تنظيم احتادات‬ ‫عبر عمله اجلدي لتحرير مشروع حرية االختيار لدى‬ ‫الكونغرس الذي يعطي العامل احلق في االضراب اذا‬ ‫جتاهل رب العمل مطالبه‪ .‬كما يُعتبر اوباما من اهم‬ ‫املطالبني برفع احلد االدنى لالجور وتوسيع الترتيبات‬ ‫اخلاصة املتعلقة مبرونة الوظيفة مبا فيها العقود‬ ‫وعدد ساعات العمل وفرق املناوبة‪.‬‬ ‫وفي هذا االطار يأتي اهتمامه بالطبقة الوسطى‬ ‫اذ اعلن نيته املساعدة على اقتطاع ‪ 1000‬دوالر من‬ ‫الضرائب املفروضة على مدخول العائالت العاملة‬ ‫ووقف كل الضرائب املفروضة على قدامى العمال‬ ‫الذين ال يتجاوز اجرهم السنوي الـ‪ 50000‬دوالر‪.‬‬ ‫ويقترح اوباما ايضا ً منح العائالت االميركية شيكا ً‬ ‫بالف دوالر بحلول اخلريف ملواجهة غالء املعيشة‬ ‫وخصوصا ً اسعار البزين الفتا ً الى ان هذه املساعدات‬ ‫للعائالت يجب اقتطاعها من ارباح الشركات‬ ‫النفطية‪.‬‬ ‫وكذلك يؤمن املرشح الدميقراطي بضرورة توسيع‬ ‫وتقوية برنامج ًضمان العاطلني عن العم ًل الذي‬ ‫يغطي اليوم ما يقارب خمس العاطلني عن العمل‬ ‫وغالبيتهم من متوسطي السن الذين فقدوا‬ ‫وظائفهم في مختلف القطاعات واصبح من‬ ‫الصعب جدا ً عليهم ايجاد وظائف جديدة‪.‬‬ ‫وفي الشق اخلاص بأزمة الرهون العقارية‪ ،‬يخطط‬


‫اوباما لتخصيص مبلغ ‪ 150‬بليون دوالر لتحويل‬ ‫مشروع يهدف ملنع سقوط حق الراهن املدين الذين‬ ‫يساعد العائالت التي تواجه خطر سقوط في حال‬ ‫فوات أجل الرهن‪ ،‬على اعادة متويل رهنياتهم او عن‬ ‫طريق منحهم القدرة على بيع منازلهم‪ .‬كما ان‬ ‫ابرز الوعود التي يقطعها او من حملته االنتخابية‬ ‫ملكية األفراد للمنازل والقضاء على الفساد ؟؟؟‬ ‫ووقف عمليات النصب املتعلقة بالرهون‪ .‬كما‬ ‫سيوجد اوباما قرضا ً عامليا ً لألرض وقدره ‪ 500‬بليون‬ ‫دوالر على ان يتم توزيعه على نحو ‪ 15‬ماليني مالك‬ ‫معظمهم ال يتعدى دخلهم الـ‪ 500000‬دوالر‪ .‬علما ً‬ ‫ان اوباما كان قد قدم الى مجلس الشيوخ مشروع‬ ‫وقف الغش بهدف زيادة العقوبات على غش الرهون‬ ‫ومنح حماية أكبر ملشترين ميلكون دخالً منخفضاً‪.‬‬ ‫كما سيسعى اوباما خللق نوع من االكتفاء الذاتي‬ ‫لدى الشخص االميركي لتأمني نوع من التوازن بني‬ ‫حياته العائلية وحياته املهنية‪ ،‬وذلك عبر خطة‬ ‫لدعم املتزوجني العاملني‪ ،‬ولديهم عائلة مكونة‬ ‫من اوالد ال يزالون حتت سن الـ‪ ،18‬أكان بتأمني‬ ‫قسم من االحتياجات اليومية لألوالد سواء أكان‬ ‫ذلك في القطاع التربوي ام الصحي ام االجتماعي‬ ‫أم بتخفيض الضرائب امللقاة على العائلة‪ ،‬وذلك‬ ‫بحسب دخلها السنوي ومصاريفها ومتطلباتها‬ ‫احلياتية األساسية‪.‬‬ ‫وكان اوباما قد قدم مشروع رب العمل الوطني‬ ‫في العام املاضي ‪ ،2007‬الذي مينح قرضا ً ضريبيا ً‬ ‫للشركات التي حتافظ على او تزيد عدد العمال‬ ‫الذين يعملون ضمن دوام عمل كامل داخل الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬بالنسبة الولئك الذين يعملون ملصلحتها‬ ‫خارجها‪ ،‬وللشركات التي حتتفظ مببانيها األساسية‬ ‫على االراضي االميركية والتي تدفع اجورا ً جيدة‬ ‫وتساعد العمال بعد تقاعدهم وتتبنى ضمانهم‬ ‫الصحي وتدعم بشكل خاص موظفيها الذين‬ ‫يخدمون في اجليش‪.‬‬ ‫سيعمل اوباما ايضا ً لالستثمار في القطاع‬ ‫الصناعي من اجل خلق منو ‪ 5‬ماليني فرصة عمل‬ ‫جديدة في اجملال الصناعي املتعلق بالبيئة‪ .‬وكما‬ ‫اقترح اوباما ايضا ً خطة جديدة إلنعاش االقتصاد‬ ‫بقيمة ‪ 50‬مليار دوالر للمساعدة على ايجاد وظائف‬ ‫عبر تشجيع اشغال البنى التحتية‪.‬‬ ‫اما في الضرائب فسيعتمد اوباما اسلوبا ً حديثا ً‬ ‫في اجلباية يسرع من خالله عملية فتح امللفات‬ ‫املالية لالشخاص مقدما ً خدمة جديدة تسمح‬ ‫للعامة بتسديد املستحقات بطريقة سريعة ال‬ ‫تتجاوز الثالث دقائق للشخص الواحد‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل نظام مكننة جديد سيضعه في خدمة‬ ‫االميركيني‪.‬‬ ‫انطالقا ً من قناعته ان التجارة مع البلدان األجنبية‬ ‫تقوي االقتصاد االميركي وتخلق فرص عمل أكبر‬ ‫لألميركيني‪ ،‬وانه ملن الضروري الوقوف في وجه اي‬ ‫اتفاق ال يراعي سالمة االقتصاد االميركي‪ ،‬سيعمل‬ ‫اوباما من أجل تطبيق سياسة جتارية تفتح االسواق‬ ‫اخلارجية لدعم وظائف اميركية جيدة واستعمال‬ ‫اتفاقيات جتارية تنشر اعماال ً جيدة ذات حدود بيئية‬ ‫واضحة حول العالم‪ .‬ويؤكد الوقوف بصرامة في وجه‬ ‫االتفاقات اجلارية مثل اتفاقية التجارة احلرة الميركا‬

‫الوسطى التي بنظره فشلت في مالقاة النقاط‬ ‫املهمة التي يتطلع اليها‪ .‬وسيضغط اوباما ايضا ً‬ ‫على منظمة التجارة العاملية لتفرض اتفاقات جتارية‬ ‫ومتنع البلدان من االستمرار في سياستها احلكومية‬ ‫غير العادلة بالنسبة للمصدرين اخلارجيني‪.‬‬

‫ماكني‪ ..‬ال لرفع الضرائب‬ ‫في أعلى سلم األولويات االقتصادية للمرشح‬ ‫اجلمهوري للرئاسة األميركية جون ماكني مساعدة‬ ‫العائالت األميركية على مواجهة الغالء املعيشي‬ ‫وخاصة املتأذين من أسعار الوقود العالية وتكاليف‬ ‫الغذاء التي بلغت أرقاما ً غير مسبوقة‪ ،‬ولتحقيق‬ ‫هذا الهدف يرى ماكني ضرورة إنشاء عطلة‬ ‫سنوية على ضرائب النفط والوقود والتخفيف‬ ‫من االستراتيجية املتبعة في البالد لناحية تخزين‬ ‫احتياطي النفط مما يساعد على تقليص الطلب‬ ‫على املواد النفطية‪ .‬كما سينهي ماكني السياسات‬ ‫املتبعة التي تتسبب في ارتفاع كلفة النقل وأسعار‬ ‫املواد الغذائية مثل سياسة انتاج اإليثانول وتكاليف‬ ‫عبور السيارات واآلليات من والية إلى أخرى‪.‬‬ ‫وفي أزمة اإلسكان يقترح املرشح اجلمهوري‬ ‫«خطة إسكان» جديدة تقضي بدعم كل عائلة‬ ‫أميركية أو مالك بإعطائهم فرصة تسمح لهم‬ ‫برهن وتأجير مساكنهم بطريقة تتناسب والقيمة‬ ‫احلقيقية ملمتلكاتهم في السوق العقارية‪ .‬وستتم‬ ‫مساعدة القاطنني في بيوت ال يستطيعون تسديد‬ ‫مستحقاتهم الشهرية بشكل مريح على التخلص‬ ‫من مشاكلهم عن طريق قرض رهن ملسكنهم‬ ‫احلالي على فترة ‪ 30‬سنة من خالل تقدمي طلب على‬ ‫القرض تتم دراسة احقيته‪ .‬ويطالب ماكني بتأسيس‬ ‫وزارة خاصة تتولى تأمني وحماية الناس الذين‬ ‫يتعرضون للغش أو االستغالل في القضايا العقارية‪.‬‬ ‫ولن يكون أوباما الوحيد الذي سيهتم بالطبقة‬ ‫الوسطى في حال وصل إلى البيت األبيض‪ ،‬فماكني‬ ‫الذي ميثل اجلمهوريني األكثر اعتداال ً لديه مشاريع‬ ‫عديدة ستصب في مصلحتها اذ سيخفض الضرائب‬ ‫املفروضة على هؤالء عن طريق اعتماد ما يسمى‬ ‫باحلد األدنى من الضرائب الذي يقول اقتصاديون إنه‬ ‫سيسهم في توفير ما يقارب ‪ 60‬بليون دوالر سنويا ً‬ ‫على العائالت التي تشكل الطبقة الوسطى في‬ ‫أميركا‪ .‬فكل عائلة عاملة ولديها أوالد ستتمكن من‬ ‫توفير ‪ 2700‬دوالر من الضرائب املفروضة عليها سنوياً‪.‬‬ ‫سيواصل ماكني ما اعتمده الرئيس احلالي جورج‬ ‫بوش من ضرائب مخفضة على مداخيل املؤسسات‬ ‫التي يعتبرها اجلمهوريون العصب األساس في تقدم‬ ‫االقتصاد األميركي‪ ،‬وسيحافظ ماكني على الضريبة‬ ‫املفروضة على االستثمارات واملعاشات كما هي‪،‬‬ ‫معارضا ً بذلك خطة احلزب الدميقراطي القاضية‬ ‫بفرض الضرائب على املداخيل بنحو ‪ 700‬دوالر سنويا ً‬ ‫على دافع الضرائب الواحد‪ .‬أي حوالى ‪ 100‬بليون دوالر‬ ‫سنويا ً على مجموع الشركات في البالد‪ ،‬كما يخطط‬ ‫ماكني لتصعيب القدرة على رفع قيمة الضرائب‪،‬‬ ‫وذلك عن طريق فرض وجوب أن يصوت ما معدله ‪3‬‬ ‫من ‪ 5‬داخل الكونغرس إلقرار أي رفع لتلك القيمة‪.‬‬ ‫لتفعيل دوران عجلة االقتصاد على املدى الطويل‬

‫سيزيد اوباما من فعالية املساعدة احلكومية‬ ‫للشركات اجلديدة التي هي بحاجة لشراء‬ ‫املستلزمات الضرورية لإلقالع في عملها مباشرة‪.‬‬ ‫وكذلك سيقلص ماكني الضريبة الفدرالية‬ ‫املفروضة على الشركات من ‪ 25‬في املئة إلى ‪ 35‬في‬ ‫املئة في سبيل إقناع تلك الشركات بالعمل داخل‬ ‫األراضي األميركية وعدم الفرار والقيام بأعمالهم‬ ‫في بلدان أخرى حيث الضرائب أقل‪.‬‬ ‫وسيمنع ماكني كل الضرائب املفروضة على‬ ‫قطاعات التكنولوجيا واالختراعات عبر البدء بوقف‬ ‫الضرائب املفروضة على اإلنترنت وأجهزة الهاتف‬ ‫اخللوي النقالة احلديثة‪ .‬كما سيؤسس لقرض‬ ‫ضرائبي دائم يعادل ‪ 10‬في املئة على األجور التي‬ ‫تصرف على أعمال البحوث والتطوير وذلك بهدف دفع‬ ‫رجال األعمال الى االستثمار أكثر فأكثر في قطاعات‬ ‫العلوم والتكنولوجيا والبحوث واالبتكارات‪.‬‬ ‫كما سيقترح املرشح اجلمهوري نظاما ً ضريبيا ً‬ ‫جديدا ً أقل تعقيدا ً من النظام احلالي مع ترك‬ ‫اخليار مفتوحا ً أمام املواطن األميركي للبقاء‬ ‫حتت النظام احلالي أو اختيار النظام اجلديد‪.‬‬ ‫وللمتقاعدين عن العمل سيحسن ماكني الضمان‬ ‫الصحي لهؤالء عن طريق حتسني نوعية اخلدمة‬ ‫الصحية املقدمة لهم وجعلها أقل كلفة‪.‬‬ ‫ويعد ماكني بإعادة األمان الوظيفي الى البالد‬ ‫وتأمني املساعدة الضرورية للموظفني الذين خسروا‬ ‫أعمالهم وتوجيههم بالطريقة األنسب لكي يعثروا‬ ‫على وظيفة أخرى‪.‬‬ ‫كما سيولي ماكني اهتماما ً خاصا ً مبشاكل الطالب‬ ‫في البالد‪ ،‬ولهذا يقترح قروضا ً متواصلة للطالب‬ ‫الذين يعانون من أزمة مادية وبخاصة في فترة بداية‬ ‫املوسم الدراسي من كل سنة (فترة اخلريف)‪.‬‬ ‫وسيضاعف ماكني من املساعدات املادية التي‬ ‫تخصصها احلكومة لألشخاص املرتبطني أو الذين‬ ‫لديهم أوالد أو يريدون تأسيس عائلة من مبلغ ‪3500‬‬ ‫دوالر الذين يحصلون عليه اآلن سنويا ً إلى ‪ 7000‬دوالر‪.‬‬ ‫ولدى املرشح اجلمهوري نوايا واضحة جلهة وقف‬ ‫هدر أموال الدولة على مشاريع ليست ضرورية‬ ‫مبا في ذلك تنظيم الصرف املادي على مشاريع‬ ‫اجتماعية واقتصادية وحتى عسكرية‪ .‬كما‬ ‫سينتهج سياسة تركز على تسهيل حصول‬ ‫األميركيني الفقراء على األدوية التي يحتاجونها‪،‬‬ ‫ويعد ماكني أيضا ً بإصالح الضمان االجتماعي‪.‬‬ ‫على صعيد التجارة‪ ،‬سيزيل جون ماكني كل‬ ‫العوائق املوضوعة في سبيل الصفقات التجارية‬ ‫التي يعتبرها شريانا ً حيويا ً في الدورة االقتصادية‬ ‫األميركية‪ .‬ولهذا فهو يرى وجوب إدخال بالده ضمن‬ ‫اتفاقيات جتارية ثنائية أو متعددة األطراف وتذليل‬ ‫كل العقبات التي من املمكن أن تفصل بني املصدر‬ ‫األميركي وزبائنه في اخلارج‪ .‬ويسعى ماكني في‬ ‫هذا االطار ايضا ً الى حتسني انتاجية ونوعية عمل‬ ‫العمال األميركيني عن طريق تقدمي كل ما هو متاح‬ ‫من دورات تدريبية وتعليمية من أجل جعل االنتاجية‬ ‫األميركية األفضل في العالم‪ .‬كما يرى أن خطوات‬ ‫مماثلة من شأنها تعزيز القيمة النقدية للدوالر‬ ‫األميركي أمام العمالت األخرى‪.‬‬

‫اعداد‪ :‬وعد ابوذياب‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪81‬‬


‫منبر اقتصادي‬

‫الميزان التجاري اللبناني في عجز دائم‬

‫‪ 5568‬مليون دوالراً‬ ‫في النصف االول من العام ‪2008‬‬ ‫لعل اهم اسباب ازمة الغالء في لبنان هو عجز‬ ‫في امليزان التجاري‪ ،‬حيث تتفوق الواردات على‬ ‫الصادرات‪ ،‬ما يجعل لبنان شديد التأثر باالسعار‬ ‫العاملية ال سيما بعد ان شهد اقتصاده ضعفا ً‬ ‫ملموسا ً نتيجة االجواء السياسية التي سيطرت‬ ‫كاف حتى اصبح من‬ ‫عليه والتي ارهقته بشكل ٍ‬ ‫الصعب عليه استعادة عافيته ونشاطه الى مرحلة‬ ‫ما قبل اغتيال الرئيس احلريري‪.‬‬ ‫الصادرات واملستوردات‪ ،‬تار ًة صعودا ً وطورا ً هبوطا ً‬ ‫ويبقى امليزان التجاري في حالة عجز دائم منذ‬ ‫الستينات حتى اليوم‪ ،‬بالرغم من االرتفاعات التي‬ ‫شهدتها الصادرات اللبنانية الى اخلارج في بعض‬ ‫االعوام‪ .‬فبني عامي ‪ 1991‬و ‪1996‬شهدت الصادرات‬ ‫ارتفاعا ً بنسب متفاوتة‪ ،‬اال انها عادت لتسجل‬ ‫انخفاضا ً في عام ‪ 1997‬والسبب استبعاد اوراق‬ ‫النقد من قيمة الصادرات وازدياد الطلب الداخلي‬ ‫على السلع اللبنانية والتحسن في سعر صرف‬ ‫الليرة اللبنانية واضغاف قدرتها التنافسية في‬ ‫اخلارج‪ .‬من العام ‪ 1998‬حتى العام ‪ 2006‬شهدت‬ ‫الصادرات اللبنانية حتسنا ً بنسب متفاوتة ‪24.5‬‬ ‫فكانت ‪ %24،5‬باملئة عام ‪2001‬و ‪ 6.17‬باملئة عام‬ ‫‪ ،2002‬ووصال الى ‪ %8.45‬عام ‪ 2003‬والى ‪ %6.14‬عام‬ ‫‪ 2004‬و‪ %6.7‬عام ‪ 2005‬و‪ %4.21‬عام ‪ ،2006‬مما يدل‬ ‫على حتسن نوعية االنتاج اللبناني وعلى الدخول‬ ‫الى االسواف اخلارجية‪ ،‬اضافة الى تلبيته لقسم‬ ‫من الطلب احمللي‪ ،‬كما يدل على توجه الزراعيني‬ ‫والصناعيني نحو الزراعات والصناعات التي تتمتع‬

‫السنة‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪82‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الصادرات‬ ‫‪451.7‬‬ ‫‪572.2‬‬ ‫‪825.1‬‬ ‫‪1017.2‬‬ ‫‪642.0‬‬ ‫‪660.8‬‬ ‫‪676.8‬‬ ‫‪714.3‬‬ ‫‪889.3‬‬ ‫‪1045.5‬‬ ‫‪1523.9‬‬ ‫‪1747.0‬‬ ‫‪1879.8‬‬ ‫‪2282.5‬‬

‫بقيمة مضافة عاليةومبيزة تفاضلية جتعلها قادرة‬ ‫على املنافسة‪ ،‬اضافة الى اثر تطبيق برنامج دعم‬ ‫الصادرات الزراعية من قبل مؤسسة ايدال‪.‬‬ ‫بعد التراجع الذي شهدته املستوردات اللبنانية‬ ‫بعد العام ‪ 1996‬الستنفاذ الطلب على املستوردات‬ ‫لغايات اعمارية‪ ،‬عادت االرقام املستوردات ترتفع في‬ ‫العام ‪ 2001‬بنسبة ‪ %17.1‬مقارنة بالعام ‪ ،2000‬غير‬ ‫انها تراجعت في العام ‪ 2002‬بنسبة ‪ ،%6.11‬لترتفع‬ ‫بنسبة‪ %2.11‬عام ‪ 2003‬وبنسبة ‪ %1.31‬عام ‪2004‬‬ ‫لتعود وتتراجع بنسبة ‪ %0.6‬عام ‪ 2005‬ومن ثم ترتفع‬ ‫بنسب‪ %0.6‬عام ‪.2006‬‬ ‫ارتفاع العجز بنسبة ‪%31.57‬‬ ‫ارتفع العجز التجاري خالل النصف األ ّول من العام‬ ‫اجلاري بنسبة ‪ 33.91‬في املئة باملقارنة مع الفترة‬ ‫نفسها من العام املاضي‪ ،‬من نحو ‪ 4158‬مليون دوالر‬ ‫الى ‪ 5568‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫سجل االستيراد زيــادة بنسبة ‪ % 33.73‬من‬ ‫نحو ‪ 5469‬ماليني دوالر الى نحو ‪ 7314‬مليوناً‪ ،‬وزادت‬ ‫الصادرات بنسبة ‪ 33.18‬في املئة من نحو ‪1311‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬وبلغ العجز التجاري في شهر حزيران‬ ‫‪ 875‬مليون دوالر باملقارنة مع ‪ 665‬مليون دوالر في‬ ‫الفترة نفسها من العام ‪ 2007‬مرتفعا ً بنسبة‬ ‫‪ 31.57‬في املئة‪.‬‬ ‫وزادت فاتورة االستيراد في شهر حزيران من العام‬ ‫اجلاري الى ‪ 1201‬مليون دوالر باملقارنة مع ‪ 892‬مليونا ً‬ ‫فــي الــعــام ‪ 2007‬أي بــارتــفــاع قــدره ‪309‬‬ ‫ماليني ونسبته نحو ‪ 34.64‬في املئة‪.‬‬

‫التغير‬ ‫‪%‬‬

‫‬‫‪26.7‬‬ ‫‪44.2‬‬ ‫‪23.3‬‬ ‫‪36.9‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪24.5‬‬ ‫‪17.6‬‬ ‫‪45.8‬‬ ‫‪14.6‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪21.4‬‬

‫المستوردات‬ ‫‪4821.4‬‬ ‫‪5990.5‬‬ ‫‪7286.6‬‬ ‫‪7554.1‬‬ ‫‪7454.6‬‬ ‫‪7059.6‬‬ ‫‪6206.6‬‬ ‫‪6227.9‬‬ ‫‪7291.1‬‬ ‫‪6444.8‬‬ ‫‪7168.2‬‬ ‫‪9397.0‬‬ ‫‪9339.9‬‬ ‫‪9397.6‬‬

‫التغير‬ ‫‪%‬‬

‫‬‫‪24.4‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪-1.3‬‬ ‫‪-5.30‬‬ ‫‪-12.1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪17.1‬‬ ‫‪-11.6‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫‪31.1‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪0.6‬‬

‫أمــا الــصــادرات فقد ارتفعت في شهر‬ ‫حزيران الى ‪ 326‬مليون دوالر باملقارنة مع ‪ 226‬مليونا ً‬ ‫في العام ‪ 2007‬أي بزيادة قدرها ‪ 100‬مليون دوالر‬ ‫ونسبتها نحو ‪ 42.24‬في املئة‪.‬‬ ‫وارتفعت قيمة جتارة الترانزيت في األشهر الستة‬ ‫األولى من العام اجلاري بنسبة ‪104.16‬في املئة‬ ‫باملقارنة مع الفترة نفسها من العام املاضي من‬ ‫نحو ‪ 72‬مليونا ً الى ‪ 147‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫وتراجعت قيمة إعادة التصدير في األشهر الستة‬ ‫األولى من ‪ 89‬مليون دوالر الــى ‪ 77‬مليونا ً في الفترة‬ ‫نفسها من العام املاضي في النصف األول من العام‬ ‫اجلاري بنسبة ‪24.20‬في املئة باملقارنة مع الفترة‬ ‫نفسها من العام املاضي من ‪ 661‬مليونا ً الى ‪677‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬ ‫وزادت الــواردات اجلمركية في شهر حزيران من‬ ‫نحو ‪ 91‬مليون دوالر الى ‪ 130‬مليونا ً أي بزيادة قيمتها‬ ‫‪ 39‬مــلــيــون دوالر ومــا نسبتها ‪ 42.85‬في املئة‪.‬‬ ‫وارتــفــعــت واردات الضريبة على القيمة‬ ‫املضافة في األشهر الستة األولـــى مــن الــعــام‬ ‫اجلاري بنسبة ‪ 29.38‬في املئة باملقارنة مــع‬ ‫الــفــتــرة نفسها مــن الــعــام املاضي‪ ،‬من‬ ‫‪ 684‬مليارا ً الى ‪ 885‬مليار ليرة لبنانية‪ .‬وزادت قيمة‬ ‫الـــــواردات اجلمركية فــي شهر حزيران ‪ 56‬مليار‬ ‫ليرة باملقارنة مع الفترة نفسها من العام املاضي‬ ‫مرتفعة من ‪ 108‬مليار ليرة الى ‪ 164‬ملياراً‪.‬‬

‫اعداد‪ :‬وعد ابوذياب‬

‫الميزان‬ ‫التجاري‬

‫‪-4369.7‬‬‫‪-5418.2‬‬ ‫‪-6461.5‬‬ ‫‪-6536.9‬‬ ‫‪-6812.6‬‬ ‫‪-6343.7‬‬ ‫‪-5509.8‬‬ ‫‪-5513.6‬‬ ‫‪-6401.8‬‬ ‫‪-5399.3‬‬ ‫‪-5644.3‬‬ ‫‪-7650.0‬‬ ‫‪-7460.1‬‬ ‫‪-7115.1‬‬

‫التغطية‬ ‫‪9.38‬‬ ‫‪9.55‬‬ ‫‪11.32‬‬ ‫‪13.46‬‬ ‫‪8.61‬‬ ‫‪10.14‬‬ ‫‪10.90‬‬ ‫‪11.47‬‬ ‫‪12.20‬‬ ‫‪16.22‬‬ ‫‪21.26‬‬ ‫‪18.59‬‬ ‫‪20.10‬‬ ‫‪24.29‬‬


‫منبر ثقافي‪ /‬ملف‬ ‫“منبر التوحيد” تسأل‬ ‫مطر‪ ،‬أبي فاضل‪ ،‬العظمة‪ ،‬عبدالعال‪ ،‬القاسم‪ ،‬لحود‪ ،‬تلحوق‪ ،‬آل ناصر الدين وصالح يجيبون‬

‫هوى قلب محمود درويش‬ ‫فأسقط جسده بالضربة القاضية!‬

‫رمبا قران قصيدة محمود درويش بأوتار‬ ‫عود مرسل خليفة وحنجرته املاسية‬ ‫أسهم في نقله في األثير حلناً طليقاً‬ ‫من املكان والزمان‪ ،‬غنياً عن استجوابات‬ ‫الضابطات احلدودية كلها‪ ،‬وإبراز “هوية”‬ ‫او جواز السفر‪ ..‬ومن خالل الهوية وجواز‬ ‫السفر انسل درويش يتلمس ذاته إنساناً‬ ‫ومواطناً مؤجل املاهية‪ ،‬ألنه ألف وطنه‬ ‫الذبيح مشلعاً على مشرحة الدول الكبرى‪،‬‬ ‫منتفاً بني أشداق كواسرها املفترسة‪ ،‬وهو‬ ‫عار إال من احلب واالنتماء!!‬ ‫ٍ‬ ‫وأذكر بني ركام فتوتي أنه عاشق من‬ ‫فلسطني اإلبادة والكيبوتز‪ ،‬يطلق صوته‬ ‫ليكسر سوط املغتصب‪ ،‬في فعل قوة احلياة‬ ‫املنبثقة شباباً وربيعاً رغم رخام الصخر‬ ‫وحطب التوابيت‪ ..‬كنا فتياناً صغاراً بني‬ ‫نكسة وغمار تشرين اليتيم‪ ،‬يخرجنا أستاذنا‬ ‫الياس‪ ،‬الذي أصبح بعضنا رفقاءه في ما بعد‪،‬‬ ‫إلى باحة امللعب لننشد محمود درويش و”موطني” و”نحن الشباب”‬ ‫و”كلنا للوطن”‪ ..‬نتحدى بها وبقبضاتنا الصغيرة اللينة طائرات‬ ‫الفانتوم وسكاي هوك تغير في السماء على خيم الفدائيني واآلمنني‬ ‫في قرانا‪ ..‬فتحصد أعناقاً ورقاباً وقامات وتغتال أحالماً وآماالً وقلوب‬ ‫امهات ينتظرنهم وحبيبات وحيدات‪ ..‬فالشعراء محمود درويش‪،‬‬ ‫سميح القاسم (خصوصاً في قصيدته “سأقاوم”)‪ ،‬عمر ابوريشة‬ ‫(في “ميسلون”)‪ ،‬توفيق زياد‪ ،‬معني بسيسو‪ ،‬الشهداء كمال عدوان‬ ‫وكمال ناصر وخليل حاوي منذ الصغر دوزنوا ذائقتنا فتذوقناهم‬ ‫شعراء ومناضلني‪..‬‬ ‫إمنا األهم برأيي في محمود درويش املناضل باحلب‪ ،‬أنه فضيحة‬ ‫مدوية لوهم الدميقراطية اإلسرائيلية وللمنطق اليهودي في لبوسه‬ ‫اإلسرائيلي الصهيوني في قيام دولة إسرائيل باالغتصاب حتى في‬ ‫أبسط صيغ التفاعل وازدواج الهوية عبر جتربة احلزب الشيوعي‬ ‫اإلسرائيلي (راكاح) الذي احتج كبار كتابه‪ ،‬رفاق “العقيدة” فيه‪،‬‬ ‫على قصيدة درويش “أيها العابرون بني الكلمات العابرة”‪ ،‬العتباره‬ ‫إسرائيل عابرة وطارئة على دورة احلياة التاريخية وحقيقة الواقع‬ ‫املشرقي العربي‪ ،‬حني تتوفر اخلطة النظامية الدقيقة املعاكسة‬ ‫وإمكانية تنفيذها قومياً‪ ،‬لتطال الشعب كله‪ ،‬ال حزباً منه وال‬

‫مذهباً فيه فقط‪ .‬ورمبا لم يعد هذا االستحقاق بعيداً!‬ ‫محمود درويش‪ ،‬الشاعر واملقاوم على طريقته‪ ،‬باق قامة سامقة‬ ‫في تاريخ الشعر والعطاء‪ ،‬لكني أذرف دمعة نادرة على محمود‬ ‫درويش الشخص الطريد األمكنة‪ ،‬املقموع الشباب‪ ،‬املستهلك‬ ‫اخلصوبة عازباً‪ ،‬املنفي وحيداً عارياً من أصدقاء‪ ،‬املالئ املنابر معنى‬ ‫وألقاً بني شعبه وفي ما عداه‪ ،‬يرحل بعيداً بني مباضع أطباء قساة‬ ‫على سرير مستشفى بارد‪ ،‬بعيدا ً عن قهوة “أم أحمد” أمه الثكلى‪،‬‬ ‫وينسحب هو كأثر فراشة‪ ،‬فيشغل دنيا القلم بالضوء واحلبر‬ ‫ويلقي في كون األثير إعصاراً وميضي وحيداً!‬ ‫أهكذا دائماً تسقط األعمدة وتسطع املنارات؟!‬ ‫يبقى السؤال الكبير كيف نكرمه؟ برأيي ألفباء اجلواب هي أن‬ ‫يرفع املفاوض الفلسطيني رأسه وعنقه كقامة فلسطني متاما‪،‬‬ ‫فلسطني الفداء والبطولة والشعر‪ ،‬فلسطني الشعب ال فلسطني‬ ‫السلطة‪ ،‬وان يوقف نهائياً تنازالته املذلة‪ ،‬وأن تتوحد قوى فلسطني‬ ‫وتعلن رمي مشروع الدويلة الهزيلة في وجه مفبركيها‪ ،‬وتطلق‬ ‫املقاومة مجددا ً حرب حترير قومية ال تتوقف‪ ،‬من البحر إلى النهر‪،‬‬ ‫قادرة على إجناز التحرير في إطار عربي مشرقي مقاوم‪ ،‬تنهي عصر‬ ‫التشرد وتقفل أقاصي الضياع‪ ،‬فيقوم درويش يكتب سفر العودة‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪83‬‬


‫منبر ثقافي‪ /‬ملف‬ ‫بعد أسفار املنافي‪ ..‬نكرمهم فكرياً في ان نحقق مدماك االستقالل‬ ‫القومي الفكري في وضوح الهوية القومية من دون اختالط ومن‬ ‫دون ابتسار وجتليها في استقالل نفسي فكري فلسفي إرادي‬ ‫تترجم بآليات السياسة واالقتصاد‪ ..‬وأي دعوى استقالل جزئية‬ ‫كيانية أخرى ال تتعدى رغوة زبد فائرة طارئة!‬ ‫أحبت “منبر التوحيد” أن تكرم درويش بعض تكرمي في شهادات‬ ‫واجوبة نقدية على أسئلة ثالثة استصرحت بها باقة من شعرائنا‬ ‫ونقادنا وأدبائنا واملهتمني‪ ،‬هنا أجوبة من أجاب منهم مشكورا ً‬ ‫وعلى الرحب والسعة‪ ..‬غسان مطر (شاعر وامني عام احتاد الكتاب‬ ‫اللبنانيني ونائب سابق)‪ ،‬الدكتور ربيعة أبي فاضل (استاذ محاضر‬ ‫في اجلامعة اللبنانية وناقد)‪ ،‬الدكتور نذير العظمة (شاعر واستاذ‬ ‫جامعي في فلسفة احلضارة وناقد)‪ ،‬د‪ .‬رياض قاسم (عميد سابق‬ ‫لكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية اجلامعة اللبنانية وناقد)‪ ،‬نعيم‬

‫‪84‬‬

‫تلحوق (شاعر‪ ،‬رئيس حترير مجلة فكر ورئيس‬ ‫الدائرة الثقافية في وزارة الثقافة اللبنانية)‪،‬‬ ‫مروان عبد العال (روائي وقاص فلسطيني)‪،‬‬ ‫الشاعر طارق آل ناصر الدين وفرحان صالح‬ ‫( كاتب وصاحب دار «احلداثة للنشر» ومجلة‬ ‫«احلداثة»)‪ ،‬ومقتطفات مهداة إلى محمود درويش‬ ‫من الشاعرين الياس حلود وميسون كمال‪ ..‬أما الشاعر سميح‬ ‫القاسم فلم نتمكن من التواصل معه إال شعرا ً بقراءة قصيدته‬ ‫يندب محموده وضيق احلياة بعده‪ ،‬فاحتراماً آلالم الشاعر الكبير‪،‬‬ ‫صنو محمود ورفيقه‪ ،‬رغبنا أن يطلع قراءنا على مقتطفات منها‬ ‫لقيمتها األدبية والفنية والوطنية‪ ،‬مستأذنني الشاعر القاسم‬ ‫والزميلة “السفير” بإمكانية النشر بعدما نشرتها في ‪ 12‬آب‬ ‫املاضي‪..‬‬

‫نذير العظمة‬

‫نعيم تلحوق‬

‫مروان عبد العال‬

‫ما أبرز ما أضافه محمود درويش حلركة‬ ‫الشعر املعاصر؟‬ ‫ـ د‪ .‬أبي فاضل‪ :‬دأب النقاد والناس على تقسيم‬ ‫الشعر الى قدمي وجديد وحديث ومعاصر وموزون‬ ‫ومرسل‪ ،‬وكل ذلك امنا هو تفاصيل ال تعالج اجلوهر‪،‬‬ ‫فالشعر الشاعر ال هوية له سوى اجلمال والرقي‬ ‫واجملاز بالكائن من دائرة الزمان واملكان الى دائرة‬ ‫الروح الكوني املغتبط‪ .‬وبالتالي فشعور عنترة‬ ‫بإزاء فرسه ممتلئ شعرية وعمقا ً اكثر من شعر‬ ‫معاصر يعالج مسائل العوملة‪ ،‬وحروب الدمار‬ ‫والنار في غير منطقة من العالم‪ .‬ومحمود درويش‬ ‫الشاعر ال ينتمي الى شعر حديث او معاصر‪ ،‬امنا‬ ‫هو صوت غنائي مم ّيز ال تستمد شعريته مداها‬ ‫وقيمتها من كونه فلسطينيا ً او من جرح الصراخ‬ ‫الفردي واجلماعي‪ ،‬امنا من جدتها واصالتها في‬ ‫ذاتها‪ .‬وقد ألقت القدس وفلسطني‪ ،‬ومشاهد‬ ‫الزيتون ومراحل اآلالم املتجددة‪ ،‬وحاالت الصلب‬ ‫املستمرة‪ ،‬مناخ مهابة على غنائيته‪ ،‬فارتقى‬ ‫نصه الى فضاء نفسه املشتعلة بالنقاء والنبل‬ ‫ّ‬ ‫والعزّ‪ ،‬وأتى بكاؤه بكاء امة وانسانية‪ ،‬كما نسج‬

‫حلمه من حرير االرض وضوء الكواكب‪ ...‬واحلب‬ ‫الطالع من ألم الرحلة‪ .‬ومن ميزات الرجل انه‬ ‫هجر سياسة الناس الى سياسة الشعر وازمنة‬ ‫العقل الى زمان اخليال‪ ،‬ولم يشأ ان يستمر صدى‬ ‫في واد امنا حت ّول الى صوت صارخ في برية العالم‪.‬‬ ‫العميد قاسم‪ :‬قرأت ما جاء في األسئلة‬ ‫الثالثة‪ ،‬فوجدت أن احلديث عن السؤالني ‪ 1‬و ‪2‬‬ ‫ّ‬ ‫متيـز به محمود‬ ‫يشكل جوابـا ً واحداً‪ ،‬ألن ما ّ‬ ‫درويش يعتبر اضافة الى حركة الشعر املعاصر‪.‬‬ ‫ولع ّلي أختلف عن آخرين‪ ،‬ممن قرأت لهم في‬ ‫هذين األسبوعني‪ ،‬فالشاعر درويش‪ ،‬كالعادة‬ ‫في كتابات الصحف ال يعدو منطـاً‪ ،‬يُـسقطون‬ ‫أي شاعر فلسطيني‪،‬‬ ‫عليه األحكام التي‬ ‫تتلبـس ّ‬ ‫ّ‬ ‫أي شاعر مناضل‪ ،‬مما يجعل الكتابة أقرب‬ ‫أو ّ‬ ‫الى االستمارة التي تبقى في متنها واحدة‪ ،‬ال‬ ‫يــحـْ ِوجها اال ملء الفراغ باالسم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫خلفيـ ًة تغذي‬ ‫بداية‪ ،‬أرى في سيرة درويش‬ ‫ّ‬ ‫اجتاهه الشعري‪ ،‬وال ميكن قراءة أعماله مبعزل‬ ‫عن حياته؛ وهذا متجه نقدي يغاير قراءة النص‬ ‫الشعري مستقالً عن بيئته االجتماعية‪ ،‬أو‬

‫النفسية‪ ،‬أو‪ ،‬حتى اليوميات‪.‬‬ ‫فشاعرنا هو‪ ،‬كما يصدر عن فعله احلياتي‬ ‫املعاش‪ ،‬يق ّر بوجود اسرائيل‪ ،‬دول ًة‪ ،‬وهو يق ّر بأحقية‬ ‫الشعب الفلسطيني في اقامة دولته املستقلة‪،‬‬ ‫في آن‪ .‬مما يجعلنا أمام وجودين‪ ،‬متجاورين‪ ،‬أو‬ ‫يبحثان عن صيغة للشكل السياسي‪ ،‬تؤطر‬ ‫احلياة لشعبني‪ ،‬يحتاجان الى أرض “واحدة”‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬ال يذهب درويش في شعره الى إلغاء‪،‬‬ ‫أو قتل ‪ ،‬أو “رمي” اإلسرائيلي‪ ،‬فاإلنسان أرقى من‬ ‫أن تضيق به األرض‪ ،‬وهو بالتالي يعالج مسألة‬ ‫أخرى في هذا “ الصراع”‪ ،‬هي مسألة “الوجود‬ ‫الدميقراطي”‪ ،‬و”شرعية” الوجود في مجتمع ميكن‬ ‫ان يعطي ملواطنيه مب ّرر احلياة‪.‬‬ ‫هذا املتجه ناجت من مرحلة طفولته املدرسية‪،‬‬ ‫في فلسطني‪ ،‬ففي قصيدة “أخي العبري” التي‬ ‫ألقاها مبناسبة عيد االستقالل العاشر إلسرائيل‬ ‫في املدرسة قارن بني معاش الطفل اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫الذي يحظى باحلياة‪ ،‬مدعوماً‪ ،‬ومكفوال ً من دولة‬ ‫تص ّر على التمييز‪ ،‬ومعاش الطفل الفلسطيني‬ ‫الذي يعاني االضطهاد‪ ،‬ويسلب بسائط احلياة‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫استـدعي‪ ،‬وأُنـِّب من قبل إدارة‬ ‫أنـه‬ ‫وصحيح ّ‬ ‫ُ‬ ‫املدرسة االسرائيلية‪ ،‬وصحيح أنهم هددوا بطرد‬ ‫والده من العمل‪ ،‬إن استمر في هذا النهج‪،‬‬ ‫أو السلوك‪ ،‬إال أن هذا املنحى يسجل مؤشرا ً‬ ‫أساسيـاً‪ ،‬يجعلنا نقر أن الشاعر اختار أسلوب‬ ‫محددا ً صورتني متمايزتني‪ ،‬لطفلني‬ ‫االعتراض‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يعيشان في مجتمع مضطرب‪ ،‬ال ميكن أن تكتب‬ ‫له احلياة وفق هذا التمايز العنصري‪ .‬ثم منا هذا‬ ‫االجتاه مستفي ًدا من ثقافة احلزب الشيوعي‪،‬‬ ‫يحتـم على‬ ‫حيث النضال االجتماعي يوجب‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫احملازبينن العمل احلثيث في التصدي للقوى‬ ‫احلاكمة‪ ،‬أو املطالبة بالعدالة االجتماعية‪ ،‬واإلقرار‬ ‫بحق الشعب الفلسطيني باحلياة الكرمية‪.‬‬ ‫وكان درويش ناشطـًا حزبيـًا‪ ،‬يترجم فلسفة‬ ‫احلزب عن اعتراضه سلوكـًا حياتيـًا‪ ،‬وسلوكـًا‬ ‫مشرفـا على حترير‬ ‫أهـله ليكون‬ ‫ّ‬ ‫ممـا ّ‬ ‫ثقافيـًا‪ّ ،‬‬

‫جريدة احلزب‪ .‬ثم تعمق هذا املنحى بعد ‪1972‬‬ ‫توجـه الى االحتاد السوفياتي ليتابع‬ ‫عندما‬ ‫ّ‬ ‫دراسته‪.‬‬ ‫مييـز شعره الذي صدر بعد العام ‪-1973‬‬ ‫لعل ما ّ‬ ‫‪ ،1975‬ج ّراء تأثره بفلسفة الثقافة الشيوعية‪،‬‬ ‫من جهة‪ ،‬و”نكسة حزيران” من جهة ثانية‪ ،‬أنه‬ ‫عاش مرارة هزمية “النظام العربي”‪ ،‬وأنه أخذ‬ ‫يتعمـق في فهم جذور الصراع‪ ،‬فاندفع أكثر‬ ‫ّ‬ ‫الى سماع صوت “الناس” مسجالً صدى األوجاع‬ ‫يغيـر في رؤيته‬ ‫في كثير من قصائده‪ ،‬لكنه لم‬ ‫ّ‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬فقد غدا الصراع متعدد األوجه‪،‬‬ ‫وهو يتمثل في سلطة سياسية إسرائيلية تنهج‬ ‫العدوانية‪ ،‬وهذا مخالف جلوهر طبائع احلياة‪ ،‬وهو‬ ‫يتمثل في ضعف قدرة النظام العربي عن ايجاد‬ ‫احلل‪ ،‬فكان أن انتقل من شعر االعتراض الى شعر‬ ‫االحتجاج‪ ،‬الذي بدت سماته في فلسفة احلرية‪،‬‬

‫والتأكيد على هوية “العربي”‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬والدعوة الى‬ ‫انتزاع احلقوق املشروعة‪.‬‬ ‫واستطاع أن يتجاوز‬ ‫مرحلة قلقة‪ ،‬كادت أن‬ ‫جتعله يستكني‪ ،‬وينكفئ‪ ،‬إذ‬ ‫قال يوماً‪“ :‬للخطى درب‪/‬وللنهر‬ ‫مصب‪/‬وأنا للذكريات” (من قصيدة‪ :‬ملساء آخر)‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬كان درويش أقرب الى “التعايش” مع‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية‪ ..‬لكنه سرعان‬ ‫ما اكتشف أن سعي القيادة الفلسطينية‪ ،‬ال‬ ‫يعد والشكل التقليدي لباقي األنظمة العربية‪،‬‬ ‫فاختلفت الرؤيا‪ ،‬بعد ما ُعرف بـ”اتفاقية أوسلو”‬ ‫فأعلن استقالته من املنظمة احتجاجاً‪ ،‬ليس‬ ‫األولي املرسوم لها‪ ،‬ولكن على‬ ‫على الهدف‬ ‫ّ‬ ‫آلية التفاوض‪ ،‬التي لم تكن متوازنة بني طرف‬

‫غسان مطر‪:‬‬ ‫شاعر البساطة المدهشة!‬

‫حني يغيب شاعر بحجم محمود درويش من حياتنا كأفراد وكأمة‪،‬‬ ‫ن ُصاب للوهلة االولى مبا يشبه الشلل نتيجة ازدحام التداعيات الضاغطة‬ ‫شعورياً‪ ،‬وتزاحم االسئلة القاسية واالحساس الهائل بالفراغ واستحالة‬ ‫التعويض‪.‬‬ ‫فلسطيني اوالً‪ ،‬هوي ًة وقض ّي ًة‪ ،‬والن فلسطني‬ ‫درويش‬ ‫محمود‬ ‫وأل ّن‬ ‫ّ‬ ‫هي االرض العربية احملتاجة اكثر من سواها ملن يحمل اسمها وجراحها‬ ‫وحقوقها‪ ،‬يقع نبأ غياب محمود كما لو ان فلسطني ُج ّردت من السالح‬ ‫وباتت سهلة االفتراس واملوت‪ .‬هذه اجلدلية تضع رحيل محمود في مستوى‬ ‫املأساة الصاعقة قومياً‪ ،‬قبل االلتفات الى شاعرية محمود وموقعه في‬ ‫حركة احلداثة وااللتزام‪.‬‬ ‫ولعله من الصعب الصعب الفصل بني محمود الفلسطيني ومحمود‬ ‫الشاعر بكل معايير النقد واملوضوعية والتجرد‪ ،‬كما ميكن الفصل ولو‬ ‫أي شاعر‬ ‫بحدود بني السياب وعراقيته او بني نزار قباني وسوريته‪ ،‬او بني ّ‬ ‫كبير آخر وه ّويته اجلغرافية‪.‬‬ ‫ذلك ان محمود درويش نهض كشاعر على كتفي فلسطني‪ ،‬كما‬ ‫نهضت فلسطني كقضية على كتفي محمود‪ ،‬فتك ّون هذا االنصهار‬ ‫الغريب الذي لم نعرفه من قبل بني اي من الشعراء وارضهم األ ّم في تاريخ‬ ‫الشعر العربي او العاملي‪.‬‬ ‫هذه امليزة‪ ،‬يتفرد بها محمود درويش حتى بني الشعراء الفلسطينيني‬ ‫الذين حملوا فلسطني في شعرهم‪ ،‬كما حملها محمود وذلك يعود الى‬ ‫حضور محمود الشعري العربي والعاملي والى حتول قصائده الى ما يشبه‬ ‫الصلوات واغاني االطفال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لعل اهمها االضافات‬ ‫عدة‬ ‫اسباب‬ ‫الواسع‬ ‫الشعري‬ ‫ولهذا احلضور‬ ‫ّ‬ ‫املدهشة على القصيدة العربية من حيث اللغة والشفافية والعمق‬ ‫واالختزال‪.‬‬ ‫فلغة محمود درويش هي في الشكل لغة الناس‪ ،‬ولكنّها محملة بكل‬ ‫اسرار املفاجآت‪ ،‬اي انها مبقدار ما هي خالية من لعب البالغة اللفظية هي‬ ‫غن ّية ببالغة ايحائية ال ميتلك سوى املبدعني الكبار املقدرة على صوغها‪.‬‬ ‫وألنها كذلك فهي لغة غير متداولة‪ ،‬اي انها “درويشية” بامتياز‪ ،‬نظرا ً‬ ‫لتطورها وصوال ً الى ابعد حدود الشفافية والتكثيف واالختزال دون ان‬

‫تتخلى عن نصاعتها وبساطتها‪.‬‬ ‫وقد يتالقى محمود درويش ونزار قباني بحدود معينة‪ ،‬في بساطة‬ ‫اللغة‪ ،‬مع متايز كبير هو ان لغة محمود درويش هي لغة إدهاش بينما لغة‬ ‫نزار هي لغة إقناع‪.‬‬ ‫ولقد ذهب محمود في طلبه الشعر الصافي الى آخر املمكن‪ ،‬بحيث‬ ‫ميكن القول إن القصيدة مع محمود درويش قد بلغت ارقى احتماالتها‪،‬‬ ‫وهذا يعني انه بعد محمود درويش سيكون على الشعراء السهر طويالً‬ ‫إلضافة جديد ما على ما وصل اليه محمود درويش‪ .‬واذا كان محمود قد‬ ‫بلغ ما بلغه دون ان يتخ ّلى عن النغم والشجن في قصيدته‪ ،‬فإن في ذلك‬ ‫رسالة ملن أعابوا على الشعر العربي هذين النغم والشجن‪ ،‬فلجأوا الى‬ ‫النثر في اعتداء سافر على الشعرية العربية وآفاقها التي ال تحُ ّد‪.‬‬ ‫يبقى أن الذائقة العربية لن تعتاد وتتمرس في احلداثة الشعرية اال‬ ‫اذا عممت قصائد محمود على مناهج التربية في املدارس واجلامعات‬ ‫حفظا ً ودرسا ً وحتليالً‪ .‬ففي ذلك ما يردم اله ّوة بني الشعر والناس‪ ،‬وهي‬ ‫ه ّوة افتعلتها احلداثة املز ّورة املوغلة في التغريب والغرائبية‪.‬‬ ‫أما ما أثاره وما زال يثيره محمود درويش من سجاالت حول مواقفه‬ ‫ّ‬ ‫السياسية‪ ،‬فذلك يدخل في السياسة وال يدخل في الشعر‪ ،‬وان كان‬ ‫صعبا ً التفريق بني السياسي والشعري عند عنوان من عناوين شعراء‬ ‫القضية مثل محمود درويش‪.‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪85‬‬


‫منبر ثقافي‪ /‬ملف‬

‫الياس لحود‬ ‫مظلتان (*)‬ ‫مظلة ‪1‬‬

‫ني أُودِّ ُع ُه ُ‬ ‫رومانسي أبيض‬ ‫راب‬ ‫ح َ‬ ‫ٍّ‬ ‫بغ ٍ‬ ‫نصر َع ْم َياء‬ ‫ة‬ ‫بإشار‬ ‫ني‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫يو‬ ‫ني‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فو َق بواخرَ ُم ْت َع َب ٍة‬ ‫البحر‬ ‫كورنيش‬ ‫سائر‬ ‫في‬ ‫صباح‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫أرتاح على ّ‬ ‫غص ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لبيروت وداعا ً‬ ‫ُ‬ ‫يقول‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الواح زُجاجي‬ ‫في‬ ‫ة‬ ‫املكسور‬ ‫سي‬ ‫م‬ ‫يا ش ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اغمرْني‪،‬‬ ‫وتقو ُل اإلب َ ُر احلنْقا ُء ُ‬ ‫َ‬ ‫حوائج ِه املعتاد ِة‪:‬‬ ‫نصف‬ ‫يغم ُر‬ ‫ِ‬ ‫وردا ً يُهذي ودواوي َن ُمشرَّدَ ًة‬ ‫أسماء وعناوي َن ُم َع َّ‬ ‫طل ًة‪:‬‬ ‫ونواف َذ من‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫وص ْوت ِ ْه‬ ‫ولس بني دِمشقَ َ‬ ‫يتذك ُر بُ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ني‬ ‫األموي‬ ‫مثل‬ ‫ا‬ ‫عريان‬ ‫قضى‬ ‫ر‬ ‫ج‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫يتذك‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫سكنت َقهْ َوت َ ُه املُرَّه‪..‬‬ ‫يتذكر آخرَ عاشق ٍة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ني‪..‬‬ ‫عاشق‬ ‫يتذك ُر أول‬ ‫فجر منذ فلسط ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫مظلة ‪2‬‬

‫ات؟ تُ َّفاح ُة عكا اجلبلية‪..‬‬ ‫قطارُ مل َّذ ٍ‬ ‫قميص‬ ‫ني‪..‬‬ ‫خَ ْوخَ ُة َج َب ِل‬ ‫الريحان احلمقا ُء‪ ..‬فلسط ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫حبارى ي َ ْ‬ ‫العينني‬ ‫‪..‬‬ ‫الشفتني‬ ‫‪/‬‬ ‫النهرين‬ ‫بني‬ ‫ما‬ ‫ني‬ ‫لح‬ ‫ش ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ت َ َعبي‬ ‫ّ‬ ‫حتس ْ‬ ‫َ‬ ‫تلمس ُه‬ ‫ه‬ ‫وج‬ ‫في‬ ‫ك‬ ‫حتسس‬ ‫وجهَ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َّمر‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫وز‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ة‬ ‫املبني‬ ‫مباهج «ريتا»‬ ‫تلك‬ ‫وخَ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالدُك؟ ال‪ ...‬ورمادُك؟ ال‬ ‫الشامي َق َفا في ِم ْ‬ ‫ش َي ِت ِه‬ ‫َّاب‬ ‫ِّ‬ ‫يبدو أن ِقطار َ العن ِ‬ ‫يتوس ُد بُولس‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الشفتان‬ ‫‪/‬‬ ‫إليك‬ ‫ه‬ ‫الوج‬ ‫يصل‬ ‫لن‬ ‫أنك‬ ‫يبدو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫زلت الق ْبل ْه‬ ‫ووج ُهك‪ /‬يبدو أن َّك ما َ‬ ‫وَرَبِّي شفتاك ْ‬ ‫ُ‬ ‫جسمك َح ْو َ‬ ‫لك‬ ‫عكس َك‪ /‬يهْ وي‬ ‫وج ُهك‬ ‫َ‬ ‫يَ‬ ‫سقط ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صباح وفطيرت ِ ِه‬ ‫بعضكما مثل‬ ‫ال تصالن إلى ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مثل نهارٍ َق َ‬ ‫ط َ‬ ‫ف الدنيا ورماها من غرفة ألزا فوق الوديان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وَنأى مثل النِّسيان امللهَ ْم‪.‬‬ ‫(*) لظروف أسرية وشخصية ضاغطة بالشاعر الكبير الياس حلود‪ ،‬ورمبا احتجاجا ً على اإلعالم‬ ‫الكسيح الذي يفور متذكرا ً الشعراء بعد رحيلهم بينما ينفض عنهم في حياتهم ويكاد يقصي‬ ‫إنتاجهم الغني والوفير عن صفحاته وأثيره‪ ،‬إال من كان منهم ذا حظوة وكسوة من سلطان‬ ‫ما‪ ،‬رغم هذا أحب شاعرنا أن يظللنا بفيء مظالته من شمس آب اللهاب‪ ،‬جوابا ً على دعوتنا‬ ‫للمشاركة في ملف تكرمي الشاعر محمود درويش‪ ،‬فاقتطف لنا من «بالج» بحره املفتوح مظلتني‬ ‫اثنتني من مجموعته «سيناريو األرجوان» للشاعر حلود الصادرة عام ‪ 2004‬املؤلف من ‪ 150‬مظلة‪.‬‬ ‫وردت مظلة ‪ 1‬في ص‪ 9 .‬منه‪ ،‬ووردت مظلة ‪ 2‬ص‪ 23 .‬من الديوان املذكور‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫إسرائيلي يمُ لي‪ ،‬وطرف‬ ‫فلسطيني يُذعن‪ .‬وهذا ما‬ ‫تضمنّه البعد الداللي إذ‬ ‫“سجل‬ ‫قال يوما ً في رائعته‬ ‫ِّ‬ ‫أنا عربي”‪“ :‬أنا عربي‪/‬سالمي‬ ‫دائما ً ذ ُّل‪/‬وذ ُّل دائما ً حربي”‪.‬‬ ‫وإننا جند في قصيدة “خُ َ‬ ‫طب‬ ‫الديكتاتور املوزونة” ما يعكس ـ مسبقا ً ‪ -‬أو‬ ‫ما يختصر إرهاص رؤيته‪ ،‬وموقفه الساخر من‬ ‫السلطة‪ ،‬وتيقنه بال جدوى األنظمة الفاسدة‪.‬‬ ‫ولعل قوله‪“ :‬حسبي بأني غاضب‪/‬والنار أولها‬ ‫غضب” (من قصيدة الى القارئ) ما يؤشر على ما‬ ‫يعتمل في داخله من مرارة‪.‬‬ ‫وبكثير من احلذر‪ ،‬نقول إنه أخذ يفلسف‪ ،‬في‬ ‫شعره‪“ ،‬االنتظار”‪ ،‬و”التحريض” في آن‪ .‬وهنا تبدو‬ ‫صعوبة قراءة ما أنتجه في قصيدة (هكذا قالت‬ ‫حتس العصافير‬ ‫الشجرة املهملة)‪“ :‬وطني‪/‬هل‬ ‫ّ‬ ‫أني لها وطن‪/‬أو سفر؟! إنني أنتظر‪ ،”..‬كما‬ ‫يفلسف‪ ،‬في آن‪“ ،‬التحريض”‪“ :‬يا دامي العينني‬ ‫والكفني!‪/‬إن الليل زائل‪/‬ال غرفة التوقيف باقية‪/‬‬ ‫وال زرد السالسل!‪/‬نيرون مات‪ ،‬ولم متت روما‪/..‬‬ ‫ّ‬ ‫جتف‪/‬ستمأل‬ ‫بعينيها تقاتل!‪/‬وحبوب سنبلة‬ ‫الوادي سنابل” (من قصيدة‪ :‬عن إنسان)‪.‬‬ ‫وما يزيد من صعوبة النص الشعري عند‬ ‫درويش‪ ،‬أن هذا النص‪ ،‬مبجمله‪ ،‬خارج حدود زمن‬ ‫صدور القصائد‪ ،‬أو الدواوين‪ ،‬هو مساحة تعكس‬ ‫تطور جتربته السياسية‪ ،‬ونضجه الثقافي‪ ،‬وجند‬ ‫مساح ًة أخرى يتداخل فيها “التنبؤ” بـ”رصد‬ ‫الوقائع”‪ ،‬فكم قصيد ٍة سابقة حلدث‪ ،‬قد رسمت‬ ‫عمق اآلتي في احلدث‪ .‬وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه‪،‬‬ ‫فالشاعر في موقفه األساس‪ ،‬لم يتغير من‬ ‫حيث فلسفة وجود الشعبني‪ ،‬وإنه لم يذهب‬ ‫الى إبادة شعب انتقاما ً جلرائم ما فعله الساسة‬ ‫اإلسرائيليون‪ ،‬ألن ما يحتاج إليه هؤالء‪ ،‬خارج‬ ‫تخلــفهم العنصري‪ ،‬هو بناء‬ ‫الشفقة على‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسان الدميقراطي في حياة هؤالء‪ ،‬فافتقارهم‬ ‫إلى فهم معاني احلرية‪ ،‬واملواطنة‪ ،‬والعدالة‪،‬‬ ‫سيبقيهم همجاً‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬سيزداد االحتجاج‪،‬‬ ‫ليعود “اإلنسان” من جديد يحيا ويخفق في قلب‬ ‫فلسطني‪ ،‬التي ما عرفت إال السالم‪.‬‬ ‫ـ عبد العال‪ :‬يشكل عالم محمود درويش‬ ‫الشعري عالمة فارقة في االدب العربي املعاصر‪،‬‬ ‫وبال مبالغة ان اضفنا في الشعر العاملي بشكل‬ ‫عام‪ .‬فهو حقيقة لم يكن شاعر ثورة فحسب‪،‬‬ ‫بل ثورة في الشعر ايضاً‪ ،‬اي انه حت ّول من شاعر‬ ‫القضية مبعنى رسولها وحامل رسالتها‪،‬‬ ‫ليصبح الشعر بالنسبة اليه هو جوهر القضية‪.‬‬ ‫ومن يقرأ التجربة الشعرية الدرويشية يلحظ‬ ‫الشحنات الداخلية للنص والتي تتوهج من خالل‬ ‫دالالت السياق بشكل عام والترابط املوسيقي‬ ‫الداخلي واخلارجي‪ ،‬حني يعلن عن نفسه في‬ ‫جمالي‪ ،‬ابتدا ًء‬ ‫بوح جميل وبحس مرهف وذوق‬ ‫ّ‬ ‫من املستوىالصوتي متجاوزا ً املستوى الصرفي‪،‬‬ ‫وصوال ً الى املستوى التركيبي الداللي‪.‬‬


‫سميح القاسم‬ ‫انفجار آخر!‬ ‫حوار َمعك بع َد اآلن‪َّ ..‬إن ُه ُمج َّر ُد‬ ‫َما ِمن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫يت عن وِزر ِ ُحزني‬ ‫ت َخلَّ َ‬ ‫ووزر ِ حياتي‬ ‫وح َّملتَني وزر َ َموت ِ َك‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أنت ْ‬ ‫ترك َت احلصا َن وَحيداً‪ ..‬ملاذا؟‬ ‫َ‬ ‫صهو َة َموت ِ َك أُفقاً‪،‬‬ ‫وآثَرْ َت َ‬ ‫رت ُحزني َمالذا‬ ‫وآث َ َ‬ ‫أجبني‪ .‬أجبني‪ ..‬ملاذا؟ (‪.)...‬‬ ‫==‬ ‫ ‬ ‫و َها ُه َّن يا صاحبي دُو َن باب ِ ْك‬ ‫َاح ْم َن َفو َق َعذاب ِ ْك‬ ‫عجائ ِ ُز زوربا تَز َ‬ ‫ت َ َدا َف ْع َن َفحما ً َ‬ ‫وشمعا ً‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫املوت َ‬ ‫فيك‬ ‫عايش ِة‬ ‫َش َّم ْم َن َموت َ​َك َقبل ُم‬ ‫ِ‬ ‫و َفت ْ‬ ‫ني ثياب ِ ْك‬ ‫ني ثيابي وب َ‬ ‫َّش َن ب َ‬ ‫عن ال َّثرو ِة املمكن ْه‬ ‫ِ‬ ‫سرِّ القصي َد ْه‬ ‫عن السرِّ‪ِ .‬‬ ‫ِ‬ ‫وسرِّ ال َعقي َد ْه‬ ‫ِ‬ ‫وأوجا ِعها املز ِم َن ْه‬ ‫وسرِّ ُحضور ِ َك ِمل َء ِغياب ِ ْك‬ ‫ِ‬ ‫و َفت ْ‬ ‫َّش َن ع َّما تقو ُل الوص َّي ْه‬ ‫َفهَ ْل ِمن وَص َّي ْه؟‬ ‫َ‬ ‫تجُ‬ ‫ٍّ‬ ‫املوت‪:‬‬ ‫ساح ِة‬ ‫لج ُل في‬ ‫ش‬ ‫خان و َق‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُجمو ُع دُ ٍ‬ ‫أي َن الوص َّي ْه؟‬

‫تذ َّك ْر‬

‫ف ُ‬ ‫َّ‬ ‫وق ْد يُس ِع ُ‬ ‫يتذكرَ‪ .‬هلل نح ُن‪.‬‬ ‫اهلل َم ْيتا ً بأ ْن‬ ‫َّ‬ ‫فحاول إذن‪..‬‬ ‫وتذكرْ‬ ‫َّ‬ ‫تذكرْ رضا الوالِ َد ْه‬ ‫ُ‬ ‫واح َد ْه‬ ‫ني في ِ‬ ‫أل َّم ِ‬ ‫ونعم َة ُك َّب ِتها‪ ..‬زينة املائ ِ َد ْه‬ ‫ُ‬ ‫وطهرَ الرَّ ِ‬ ‫غيف املق َّمرْ‬ ‫َّ‬ ‫تذكرْ‬ ‫ياح‬ ‫الص ْ‬ ‫أبا ً ال يُجي ُد ّ‬ ‫وال يتذ َّمرْ‬ ‫َّ‬ ‫تذكرْ‬ ‫أبا ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫يضيقُ‬ ‫باح‬ ‫ب‬ ‫صاخ‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫يتأ‬ ‫وال‬ ‫ال‬ ‫هَ‬ ‫للص ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ َ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫تذكرْ َكثيراً‪ .‬وال‬ ‫تتذكرْ‬ ‫َكثيراً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كايات ُ‬ ‫ِ‬ ‫فبعض احلِ‬ ‫س َّكرْ‬ ‫س ٌّم ُمق َّ‬ ‫ُ‬ ‫وك ُّل‬ ‫اخلرافات ُ‬ ‫ِ‬ ‫َطرْ‬ ‫ضحايا‬ ‫اخلرافات‪ .‬نح ُن َ‬ ‫ونح ُن َ‬ ‫ضحايا نبوخذ ّ‬ ‫ِ‬ ‫نصرْ‬ ‫وأيتام هتلَرْ‬ ‫و ِمن دَ ِمنا ُّ‬ ‫للطغا ِة نبي ٌذ‬ ‫ُ‬ ‫و ِمن لحَ ِمنا ُ‬ ‫للغزا ِة‬ ‫أكاليل غارٍ ووردٍ‬ ‫و ِم ْ‬ ‫س ٌك‪ .‬وَ َعن َبرْ‬ ‫ِّ‬ ‫َفال‬ ‫تتذكرْ‬ ‫َ‬ ‫قيودا ً وسجنا ً‬ ‫وعسكرْ‬ ‫وبيتا ً ُم َد َّمرْ‬ ‫وَليالً َطويالً‪ .‬وَ َقهرا ً ثقيالً َ‬ ‫وسطوا ً تكرَّر ْ‬ ‫َّ‬ ‫وَال‬ ‫تتذكرْ‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫تتذكرْ‬ ‫َّ‬ ‫تتذكرْ‪..‬‬ ‫ال‬ ‫==‬ ‫ ‬ ‫األرض ّ‬ ‫ِّ‬ ‫والشعرِ‪،‬‬ ‫صديقان في‬ ‫ألنّا‬ ‫عب ُ‬ ‫والش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والعمرِ‬ ‫َ‬ ‫عليك‪..‬‬ ‫ض ْب ُت‬ ‫احلب‬ ‫نح ُن‬ ‫صريحان في ِّ‬ ‫واملوت‪ ..‬يوما ً َغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْب َت َعلَ ّي‬ ‫ويوما ً َغ ِ‬

‫ن ُري ُد الوص َّي ْه!‬ ‫أنت كسرى‪ .‬وال َ‬ ‫و َما َ‬ ‫أنت َ‬ ‫قيصرْ‬ ‫ألن َ​َّك أعلى وأغلى وأك َبرْ‬ ‫وأنت الوص َّي ْه‬ ‫َ‬ ‫وس ُّر القض َّي ْه‬ ‫ِ‬ ‫ولكنَّها اجلاهل َّي ْه‬ ‫ْ‬ ‫أجل يا أخي في َعذابي‬ ‫وفي ِم ْحنَتي واغترابي‬ ‫أتس َم ُعني؟ إن َّها اجلاهل َّي ْه‬ ‫سوى ال َورْدِ‪،‬‬ ‫وَال شي َء فيها أ َ َق ُّل َكثيرا ً ِ‬ ‫َّ‬ ‫والش ُ‬ ‫وك أَقسى َكثيراً‪ .‬وأَعتى َكثيراً‪ .‬وَأك َثرْ‬ ‫أال إن َّها يا أخي اجلاهل َّي ْه‬ ‫َ‬ ‫سما َع ال َوص َّي ْه‬ ‫وَال‬ ‫جلف ِمنَّا يُطيقُ َ‬ ‫أنت ال َوص َّي ُة‬ ‫أنت ال َوص َّي ُة‪َ .‬‬ ‫وَ َ‬ ‫ُ‬ ‫واهلل أك َبرْ‪.)...( ..‬‬ ‫==‬ ‫ ‬ ‫تبت‬ ‫قلب َك َ‬ ‫أنت َك ُ‬ ‫وَ ِمن ُك ِّل ِ‬ ‫تبت‪ ..‬و ِمن ُك ِّل قلبي‬ ‫أنت َك َ‬ ‫وَ َ‬ ‫بشعب‬ ‫وأرض‬ ‫‪..‬‬ ‫بأرض‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫لش‬ ‫نا‬ ‫َك َت ْب‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بح ٍّب‪ ..‬لحِ ُ ِّب‬ ‫َك َت ْبنا ُ‬ ‫وتعلَ ُم أن َّا َكرِ ْهنا الكراه ّي َة َّ‬ ‫الشاح َب ْه‬ ‫الغزا َة ُّ‬ ‫َكرِ ْهنا ُ‬ ‫الطغاةَ‪،‬‬

‫وَال‪ ..‬ما َكرِ ْهنا اليهودَ وال اإلجنليزَ‪،‬‬ ‫عب َع ُد ٍو‪ ..‬وال أ َّي َ‬ ‫وَال أ َّي َ‬ ‫صديق‪،‬‬ ‫عب‬ ‫ش ٍ‬ ‫ش ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫الدول الكاذِب َ ْه‬ ‫ة‬ ‫زباني‬ ‫َكرِ ْهنا‬ ‫ِ‬ ‫السائ ِ َب ْه‬ ‫باشها َّ‬ ‫وَ ُقطعا َن أ ْو ِ‬ ‫غاص َب ْه‬ ‫َكرِ ْهنا جنازيرَ دبَّاب َ ٍة ِ‬ ‫الضارِب َ ْه‬ ‫رات املغيرَ ِة وال ُق َّو َة َّ‬ ‫َ‬ ‫وأجنح َة الطائ ِ ِ‬ ‫قاب‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ظام‬ ‫ع‬ ‫في‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫درا‬ ‫ج‬ ‫َكرِ ْهنا َ‬ ‫س َواطيرَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التراب‬ ‫التراب وَرَا َء‬ ‫التراب وَرَا َء‬ ‫وأوتادَ ُهم في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للبحرِ إلقا َء ُهم‪،‬‬ ‫يقولو َن للج ِّو وال َبرِّ إنّا ن ُحاو ُل‬ ‫ْ‬ ‫يكذبُو ْن‬ ‫ُ‬ ‫يضحكو َن بُكا ًء َمريرا ً وَيستعطفو ْن‬ ‫و ُهم‬ ‫راب ويلقونَنَا لألفا ِعي‬ ‫ويلقونَنَا َّ‬ ‫للس ِ‬ ‫ويلقونَنَا ّ‬ ‫ئاب‬ ‫للذ ِ‬ ‫اخلراب‬ ‫ويلقونَنَا في‬ ‫ِ‬ ‫ياع‬ ‫ويلقون َنا في َ‬ ‫ياع َّ‬ ‫الض ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫أنت ت َعلَ ْم‬ ‫وت َعلَ ُم يا صاحبي‪َ .‬‬ ‫بأ َّن َجهَ نَّم َملَّ ْت َجهّ ن َّْم‬ ‫و َعا َف ْت َجهَ ن َّْم‬ ‫ُ‬ ‫أعيش إذاً‪ .‬وملاذا‬ ‫متوت إذاً‪ .‬وملاذا‬ ‫ملاذا ُ‬ ‫ُ‬ ‫منوت‬ ‫منوت‪.‬‬ ‫منوت‪ُ .‬‬ ‫نعيش‪ُ .‬‬ ‫ُ‬ ‫اخر ْه‬ ‫على هي َئ ِة األُمم ِ َّ‬ ‫الس ِ‬ ‫الفاجرَ ْه(‪.)...‬‬ ‫وَعُهْ رِ ملفَّاتِها‬ ‫ِ‬

‫يك‪ .‬وَ َما كا َن َ‬ ‫وَ َما كا َن َ‬ ‫شي ٌء ل َد َ‬ ‫شي ٌء لَ َد ّي‬ ‫ص ّي‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫س َوى أنّنا‬ ‫ُراب َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫خي‬ ‫وَدَ ْم ٍع َ‬ ‫س ّ‬ ‫ن َهارا ً َكت ْب ُت َ‬ ‫إلي‬ ‫إليك‪ .‬وَليالً َك َت ْب َت ّ‬ ‫بسرٍّ خَ ِف ّي‬ ‫وأعيادُ ميالدِنا طاملا أن َذرَت ْنا ِ‬ ‫ص ّي‬ ‫وت‬ ‫وَ َم ٍ‬ ‫لم َق ِ‬ ‫ٍ‬ ‫قريب‪ ..‬وَ ُح ٍ‬ ‫العمرِ‪،‬‬ ‫ني عاما ً ِم َن ُ‬ ‫ويو َم اح َت َفلْ َت بخمس َ‬ ‫الشري ِد َّ‬ ‫ُعمرِ َّ‬ ‫قي‬ ‫قي ال َب ّ‬ ‫الش ّ‬ ‫ني غنَّى وص ّلى‬ ‫َ‬ ‫ض ِحكنا َمعا ً وَب َ َك ْينا َمعا ً ح َ‬ ‫ذي‪:‬‬ ‫احب الرَّب َ ّ‬ ‫يُعاي ُد َك َّ‬ ‫الص ُ‬ ‫على وَر َ ِق السنديا ْن‬ ‫ُولِ ْدنا صباحا ً‬ ‫ُ‬ ‫وأب الزّعفرا ْن‬ ‫أل ِّم الندى ِ‬ ‫ُ‬ ‫ين‪ ..‬على بَحرِ غرب ِتنا‬ ‫ومتنا مسا ًء بِال أب َو ِ‬ ‫في ز َوار ِ َق ِمن وَر َ ِق السيلوفا ْن‬ ‫على وَر َ ِق ال َبحرِ‪ .‬لَيالً‪.‬‬ ‫َك َت ْبنا نشي َد ال َغرَ ْق‬ ‫وَ ُع ْدنا اح َترَ ْقنا بِنار ِ َمطالِ ِعنا‬ ‫والنّشي ُد اح َترَ ْق‬ ‫بنار ِ َم َدا ِم ِعنا‬ ‫وال َور َ ْق‬ ‫بأج ِن َح ٍة ِمن دُخا ْن‬ ‫يطي ُر ْ‬ ‫فحتا ْن‬ ‫و َها نح ُن يا صاحبي‪َ .‬‬ ‫ص َ‬ ‫وَوَج ٌه قدميٌ ي ُ َقلِّ ُبنا ِمن جدي ٍد‬ ‫كتاب ال َقلَقْ‬ ‫َحات‬ ‫على َ‬ ‫صف ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َها نح ُن‪ .‬ال نح ُن‪َ .‬م ْي ٌت وَ َح ٌّي‪ .‬وَ َح ٌّي وَ َم ْي ْت‬ ‫«ب َ َكى صاحبي»‪،‬‬ ‫سطح ُغرب َ ِت ِه ُمستَغيثا ً‬ ‫على َ ِ‬ ‫«ب َ َكى صاحبي‪،»..‬‬ ‫وَب َ َكى‪ ..‬وَب َ َك ْي ْت‬ ‫طح ب َ ْي ْت‬ ‫على َ‬ ‫سَ ِ‬ ‫يت‬ ‫ليت ل ْ‬ ‫أال َ‬ ‫يت‬ ‫ليت لَ ْ‬ ‫ويا َ‬

‫ُولِدنا ومتنا على وَر َ ِق السنديا ْن‪.)...( ..‬‬ ‫==‬ ‫ ‬ ‫بعذاب‬ ‫تُعانقُني أ ُ ُّمنا‪ .‬أ ُ ُّم أحم َد(*)‪ .‬في َجز ٍَع ُمر َه ٍق‬ ‫ِ‬ ‫ني‬ ‫السن ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ني‬ ‫بء احلن ْ‬ ‫و ِع ِ‬ ‫َني‪ .‬وَت َسأ َ ُل صارخ ًة‬ ‫َني َموبِّخَ ت ِ‬ ‫َّني وا ِه َنت ِ‬ ‫وَت َ ْفت َُح َكف ِ‬ ‫وت‪ .‬وتسأ ُل أي َن أ َ‬ ‫خوك؟ أ َ ِج ْب‪ .‬ال تُخ ِّبئ َعلَ َّي‪.‬‬ ‫دُو َن َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫َ‬ ‫أخوك؟‬ ‫أج ْب أي َن محمود؟ أي َن‬ ‫ِ‬ ‫ؤال؟ فماذا أقو ُل لَهَ ا؟‬ ‫بالس‬ ‫تُزلزِلُني أ ُ ُّمنا ّ‬ ‫ِ‬ ‫باحلليب‬ ‫باح ليأْخُ َذ َقه َوت َ ُه‬ ‫َه ْل أقو ُل َم َ‬ ‫ضى في َّ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫أرص َف ِة الشانزيليزيه‪ .‬أ ْم أدَّعي‬ ‫سحرِ ِ‬ ‫على ِ‬ ‫لس ٍة طارِئ َ ْه‬ ‫أن َ​َّك اآلن في َج َ‬ ‫سهرَ ٍة هادِئ ْه‬ ‫وَ َه ْل أدَّعي أن َ​َّك اآلن في َ‬ ‫وَ َه ْل أُت ْ ِق ُن الزَّ ْع َم أن َّك في مو ِع ٍد لل َ‬ ‫ام‪،‬‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫تُقاب ِ ُل كاتب ًة الج َئ ْه‬ ‫ُص ِّد ُق أن َّك تُلقي قصائ ِ َد َك اآل َن‬ ‫وَ َه ْل ست َ‬ ‫في صالَ ٍة دا ِف َئ ْه‬ ‫عج َ‬ ‫َ‬ ‫وكيف أقو ُل‬ ‫بيك‪..‬‬ ‫َني ِمن ُم َ‬ ‫ْفاس ألف ِ‬ ‫بأن ِ‬ ‫راح يا أ ُ َّمنا ل َيرَى بارِئ َ ْه‪..‬‬ ‫أخي َ‬ ‫راح يا أ ُ َّمنا والتقى بارِئ َ ْه‪.)...( ..‬‬ ‫أخي َ‬ ‫==‬ ‫ ‬ ‫أنت ُم ٌ‬ ‫األح َّب ِة‬ ‫إذا ً َ‬ ‫رحتل َعن دِيار ِ ِ‬ ‫س ْ‬ ‫بحر‬ ‫في ّزوْر َ ٍق للنجا ِة‪ .‬على َ‬ ‫ط ِح ٍ‬ ‫سمي ِه يا صاحبي أَدْ ُم َع ْك‬ ‫أُ ّ‬ ‫ً‬ ‫بحبل ِمن اهلل يدنو سريعا‪ .‬ولك ْن‬ ‫وَلوال اعتصامي‬ ‫ٍ‬ ‫ببطء‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫نت ز َ​َجرْت َُك‪ :‬خُ ذني َم َع ْك‬ ‫لك ُ‬ ‫وخُ ذني َم َع ْك‬ ‫خُ ذني َم َع ْك‪..‬‬ ‫الرامةـفلسطني‬ ‫‪ ١٠‬آب ‪٢٠٠٨‬‬

‫(*) والدة الراحل محمود درويش‪.‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪87‬‬


‫منبر ثقافي‪ /‬ملف‬

‫االضافة الدرويشية‪ ،‬هي ذاك املنحى التصاعدي‪ ،‬الذي يبتدئ من العتبة‬ ‫ويتجه نحو التحليق‪ .‬ان التطور امللحوظ واالضافات املميزة نلحظها‬ ‫من الصعود الذي تك ّون بدءا ً من ديوانه “اوراق الزيتون” عام ‪ 1964‬الى “اثر‬ ‫الفراشة” عام ‪.2008‬‬ ‫لقد كسر هذا الصعود احمليط املغلق‪ ،‬وجتاوز حدود الشاعرية الضيقة‪،‬‬ ‫فكسر االبعاد السكانية واجلغرافية‪ ،‬منطلقا ً نحو البعد االنساني‬ ‫والكوني‪.‬‬ ‫ـ د‪ .‬العظمة‪ :‬فدرويش يعاني القضية الفلسطينيه ويعيشها ويفرزها‬ ‫ابداعاً‪ ‬شعرياً‪ . ‬وصل حداثة القصيدة العربية بالواقع القومي واإلنساني من‬ ‫خالل معاناته وتطلعاته‪ ،‬متميزا ً يعكس جتربة جيل بأكمله‪.‬‬ ‫ تلحوق‪ :‬كلنا إضافة على حركة احلياة‪ ،‬فنحن نتجدد فيها ومعها ومن‬‫خاللها‪ ،‬ألن اللغة تعي نفسها وهي تعمل حلركتها ووعيها‪ ،‬ال من أجل وعينا‬ ‫وحركتنا فحسب‪ ..‬ويأتي شاعر كمحمود درويش يؤكد أنه في صميم احلياة‪،‬‬ ‫وجوهرها الالمتناهي‪ ..‬لكن ميزته الشعرية أنه أبقى هامش احلياة مواكبا ً‬ ‫لفعلها‪ ،‬واستدرك أن الهامش حركة أيضا ً ضمن مسلمة اللغة وبياضها‬ ‫األثيري‪..‬‬ ‫لقد وفق محمود درويش في حتويل املسألة إلى قضية‪ ،‬والقضية إلى‬ ‫فضاء إنساني‪ ،‬وضع خارطتها في متون اللعبة اللغوية‪ ،‬سيما أنه انطلق‬ ‫من إنسانه وبيئته وعصره نحو األنسنة التي تطال العالم بأسره‪ ..‬وهذا‬ ‫جمال حركي يخص الشعر وحده‪ ،‬دون ان نقيم التباساته في املوقف‬ ‫السياسي‪ ..‬ولكن كان باستطاعة محمود ان يحذف الكثير من شعره في‬ ‫مراحله األخيرة‪.‬‬ ‫مباذا يتميز عالم محمود درويش الشعري؟‬ ‫ د‪ .‬أبي فاضل‪ :‬محمود درويش هو اقرب الى غناء البحتري منه الى‬‫عقالنية ابي العالء او جتليات لغة ابي متام وصوره‪ ،‬وايقاعات درويش ال‬ ‫تخضع لتفعيالت بقدر خضوعها لفيض روحي داخلي تخطى نهج اخلليل‬ ‫الى موسيقى النفس املصفاة بطفولة خالدة ال ينضب ماؤها ورواؤها‪.‬‬ ‫اما معاني عامله فتطورت بشكل مذهل من حدود الوجدانية الى غنائية‬ ‫منفتحة على املطلق‪ ،‬وقد احتضنت جتربته اهتزازة اصغر عشبة في تالل‬

‫‪88‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫القدس‪ ،‬وحركة النظام الكوني املباركة كلها‪ ،‬ولعله‬ ‫الرمز النادر للشعرية احلاضرة املشتعلة ابدا ً في‬ ‫الضمير االنساني‪ ،‬وهو كما خليل حاوي اوادونيس‬ ‫وبدر شاكر الشياب‪ ،‬اراد ان يبني العالم اآلخر بالكلمة‬ ‫الشعرية وليس بالطني‪ ،‬وان يحمل الى العالم مزاجا ً‬ ‫عربيا ً مختلفا ً ينتمي الى النور بدال ً من الظلمة‪ ،‬والى‬ ‫احلرية بدال ً من التفكير!‬ ‫العميد قاسم‪:‬‬ ‫لطفاً مراجعة اجلواب على السؤال ‪ 1‬املشترك على السؤالني ‪ 1‬و‪!!2‬‬ ‫ عبد العال‪ :‬متيز‬‫عالم محمود درويش‬ ‫الشعري‪ ،‬بأنه استطاع‬ ‫حتويل القضية الى‬ ‫نواميس كتابة‪ ،‬وحتويل‬ ‫النص الشعري الى‬ ‫سمفونية‪ ،‬تلهج بهذا‬ ‫الوطن وترسخ دالالته‬ ‫في ذاكرة االنسان‪.‬‬ ‫املستوى‬ ‫على‬ ‫االنساني‪ :‬كان درويش‬ ‫صورة عن واقع الشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬متشردا ً‬ ‫مضطهداً‪ ،‬ال يخشى‬ ‫ان يرفع صوته في وجه‬ ‫ً‬ ‫احملتل‪ ،‬منذ ان جلأ طفال سميح القاسم‬ ‫الى لبنان وعاد متسلالً‬ ‫الى فلسطني الوطن‪ ،‬عاش في كنف االحتالل وأرغم على حمل وثيقة منه‬ ‫(سجل انا عربي‪/‬‬ ‫تكرس هذا االضطهاد‪ ،‬وجد نفسه يصرخ في وجه احملتل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ورقم بطاقتي خمسون الفاً)‪ ،‬وشرد مرة اخرى‪ ،‬ليصبح املنفى وطنه املؤقت‪،‬‬ ‫ثم يعود الى الوطن ليقول ان املنفى ما زال داخله‪.‬‬ ‫وعلى املستوى اإلبداعي‪ ،‬متيز محمود درويش بأن ك ّرس شعره وحياته كلها‬ ‫بالتعبير عن معاناة انسانية ومتاس مباشر مع االحتالل واجراءاته اليومية‪،‬‬ ‫ليكون بحق شاعر مقاومة‪ ،‬ط ّوع النص الشعري خلدمتها‪ ،‬وايصال نبض‬ ‫االنسان الفلسطيني الى قلوب كل الناس‪.‬‬ ‫اما على املستوى الفني‪ ،‬فان الباحث في نصوص درويش يلمح التوظيفات‬ ‫الزاخرة واملستمدة من اخملزون اجلمعي واحلضاري والتراثي باشكالها كافة‪،‬‬ ‫االسطورية والدينية والعلمية واالجتماعية‪:‬‬ ‫(نحتل مئذنة ونعلن في القبائل ان يثرب أجرت قرآنها ليهود خيبر‪ /‬اهلل‬ ‫اكبر‪ /‬اهلل اكبر‪ /‬هذا آياتنا فاقرأ ‪ /‬باسم الفدائي الذي خلقا ‪ /‬من جزمة‬ ‫أفقا)‪.‬‬ ‫مديح الظل العالي‪ ،‬اضف الى احتشاد املفردات االسطورية واستخدامها‬ ‫بتوريات رائعة‪ ،‬مثل “قوم مؤاب”‪“ ،‬قوم سدوم”‪“ ،‬جلجامش”‪“ ،‬انكيدو”‪...‬الخ‬ ‫احلد الفاصل‬ ‫كما حافظ على الغنائية املوسيقية في الشعر‪ ،‬واقفا عند ّ‬ ‫بني النثر والشعر‪ ،‬مستفيدا ً من نثرية الشعر‪ ،‬فكان ينطق شعرا ً منثوراً‪،‬‬ ‫او نثرا ً شعرياً‪ ،‬بإيقاع موسيقى عذب وممتع‪ .‬واستطاع في مالحمه االخيرة‬ ‫اجلدارية على سبيل املثال‪ ،‬ان يلمس قلقه الروحي والوجودي‪ ،‬فكأمنا انتمى‬ ‫الى ايقاع شعري وال يدخل في النثر بل في البحث الدائم عن التجديد‪.‬‬ ‫ما اضافه هو صورته الشعرية‪ ،‬اجملاز املرسل‪ ،‬االستعارة الفنية واالتكاء‬ ‫على الرموز املشحونة‪ ،‬وفي سياق منظومة فكرية‪ ،‬واالنتماء لالرض واالنسان‬ ‫والوطن‪ ،‬ضمن بانورام ّية انسانية حتر ّرية وشاملة‪.‬‬ ‫ـ د‪ .‬العظمة‪ :‬عامله الشعري شفاف عن النفس املبدعة مع كثافة الصورة‬ ‫والعبارة من حيث الداللة واملعنى‪ .‬خ ّلص القصيدة احلديثه من غموضها‬ ‫ورسم‬ ‫اجلماهير‪.‬وطعم القصيدة شكالً وبنية‬ ‫وأعاد قدرتها على التواصل مع‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫شخصي ٍة مبلمح واضح من السرد الروائي في القصيدة من حيث اجلملة‬


‫والصورة واإليقاع فاسترسال العبارة الشعريه‬ ‫واضح في اسلوبه مع تكثيف النهايات بنشوة‬ ‫شعريه مفاجئه ‪.‬في أسلوبه استرسال النثر‬ ‫ووضوحه مع حالوة الشعر وتكثيفه‪ .‬ال سيما في‬ ‫املرحلة التي خرج فيها إلى بيروت والعالم ‪.‬كما‬ ‫في مجموعته “أحد عشر كوكباً‪،‬على آخر مشهد‬ ‫أندلسي”أما شعره املبكر في األسر الصهيوني‬ ‫فهو غنائي موقع بالعاطفة واإلحساس الصادق‬ ‫والصورة الشعرية التي تنطوي على الظل‬ ‫والضوء‪.‬‬ ‫ تلحوق‪ :‬يتميز عامله باالستدراك واخلوف‬‫واالستيحاء‪ .‬فقصيدته لم حتسم أمرها لتكون‬ ‫مكانا ً نهائيا ً للحياة‪ ..‬هو كان ثائرا ً على احلياة‬ ‫بتفاصيلها‪ ،‬وهذا وحده ال يكفي ليختلف اآلخر‬ ‫معه‪ ..‬الشعر قضية جمال خالفية‪ ،‬صدام‪ ،‬نقاش‪،‬‬ ‫جدل حول اهمية احلياة ومعنى الوجود‪ ..‬فالشعر‬ ‫ال يسير في ظالل املعنى‪ ،‬بل في قلب املعنى الذي‬ ‫هو اللغة – احلياة‪ ..‬فليست التفاصيل دائما ً هي‬ ‫بديل املعنى‪ ،‬لكن شعر درويش في هذا السياق‬ ‫أغنى مثالً «أيها العابرون بني الكلمات العابرة»‬ ‫أكثر مما أضفى سياقات جتريدية صامتة بعد‬ ‫نهاية الكلمات‪ ..‬الشعر هو الصمت بعد الكالم‪..‬‬ ‫ولو قيض لدرويش ان يعيش أكثر بعشر سنوات‬ ‫لكان حقق هذا اإلجناز الكبير‪ ،‬ولكان العابرون قد‬ ‫صمتوا إزاء بعض الكلمات التي صاغها بحبر‬ ‫دمه الذي انفجر على ناصية األدب‪..‬‬ ‫كيف ميكن تكرمي محمود درويش كشاعر‬ ‫مبدع ومناضل سجالي؟‬ ‫ د‪ .‬أبي فاضل‪ :‬انا أك ّرمه منذ ‪ ،1973‬يوم تذوقنا‬‫قصائده في كلية التربية‪ ،‬وقد ع ّلمت نصوصه‬ ‫ورافقته في نتاجه وحياته‪ ،‬معانياته‪ ،‬وكنت ابحث‬ ‫عنه في معارض الكتب ألقنع نفسي بان النموذج‬ ‫الفلسطيني الغني‪ ،‬واخلالد‪ ،‬والبهي‪ ،‬هو في بلد‬ ‫القصيدة‪ ،‬وليس في شوارع بيروت ومخيماتها‪،‬‬ ‫وفي ترسانات األسلحة‪ .‬محمود درويش ال يكرم‬ ‫باخلطابات وغلوها‪ ،‬وباملقاالت والثرثرات‪ ،‬امنا بجعل‬

‫افقه التخيلي واقعاً‪ ،‬واملستحيل ممكناً‪ ،‬هذا‬ ‫الذي اقتُلع وتغ ّرب وهاجر وسكن بيت الكلمة‪،‬‬ ‫ولم يتوقف عن الغناء‪ ،‬ال ميكن ان نكون اوفياء‬ ‫له من دون جعل القيم التي نادى بها حية‪،‬‬ ‫ومزدهرة‪ ،‬وناهضة‪ ،‬وقد يقول قائل‪“ :‬ال السالح‬ ‫اعاد فلسطني‪ ،‬وال الكلمة الشعرية استعادت‬ ‫تراب الالجئني‪ ،‬فما احلل وقد انتهت رحلة اجلسد‬

‫محمود درويش ومارسيل خليفة‬

‫الدرويشي‪ ،‬وبقيت روحه بيننا؟”‪.‬‬ ‫لقد اكتشف درويش ان السياسة موت‪ ،‬ملا‬ ‫يواكبها من خبث ونفاق وتناقض وهدر فرص‬ ‫وبشاعات‪ ،‬فتحرر من قيودها‪ ،‬وارسل غناءه‬ ‫عبر الكرة االرضية‪ ،‬مواجها ً العنصرية باحملبة‪،‬‬ ‫واالحتالل باالنفتاح‪ ،‬والعنف بالتسامح‪ ،‬وتسلح‬ ‫بالشعرية املتألقة التي ستبقى من على قممها‪،‬‬ ‫تدين كل املمارسات التي تشوه اإلنسان‪ ،‬وحقه‬ ‫في احلياة‪ ،‬واجملتمعات وحقها في االستقرار‬ ‫واألمان‪ ....‬وكان الشاعر كلما ابتعد عن وضوح‬ ‫اخلارج اقترب من اسرار الداخل‪ ،‬فشفت لغته‬ ‫الشعرية‪ ،‬وانتصر على ذاته وعلى نصه وعلى‬ ‫اعداء بيته واستعاد جنوم الطفولة وشارك “صغار‬

‫العصافير” في سمفونية‬ ‫العودة‪.‬‬ ‫أمـا‬ ‫ العميد قاسم‪ّ :‬‬‫“كيف ميكن تكرمي محمود‬ ‫درويش‪...‬؟” فـَـ َعـ ْود متمهّ ل‬ ‫نصـه الشعري‪،‬‬ ‫الى قراءة ّ‬ ‫بعيدا ً عن النمطية‪ ،‬أو املبالغة‬ ‫في اإلنشاء‪ ،‬والتبجيل‪ ،‬فشعره صعب‬ ‫املراس‪ ،‬ومحتواه فكر دميقراطي بامتياز‪ ،‬يزخر بالرؤيا‬ ‫البعيدة الهادفة الى إعادة صناعة “اإلنسان” في‬ ‫أخالقه السياسية‪ ،‬ومفاهيمه االجتماعية‪.‬‬ ‫برأيي يكون التكرمي بدراسات رصينة‪ ،‬تعيد الى‬ ‫الوعي طبائع الصراع‪ ،‬بوجهه العدواني‪ ،‬وبطالن‬ ‫مقولة القتل والتدمير في بناء الدولة‪ ،‬ونشدان‬ ‫النضال من أجل مجتمع متكافئ الفرص‪ ،‬في‬ ‫نيل مكاسب العدالة‪.‬‬ ‫إنها فلسفة السلم‪ ،‬مقابل فلسفة اإلرهاب‬ ‫والتدمير التي تنهجها دولة إسرائيل‪ ،‬منذ العام‬ ‫‪ 1948‬حتى اليوم‪.‬‬ ‫ـ عبد العال‪ :‬أعتقد ان تكرميا ً يليق مببدع‬ ‫كمحمود درويش‪ ،‬ال يكفي ان يكون تكرميا ً‬ ‫احتفاليا ً او تكرميا ً ملوته‪ ،‬بقدر ما هو تخليد‬ ‫النتاجه الزخر وما اضافه لالدب العربي املعاصر‬ ‫والعاملي كونه ادب مقاومة‪ ،‬فان تكرميه يكون‬ ‫بحماية اجلبهة الثقافية التي حمل رايتها في‬ ‫سبيل حماية القضية واالنسان‪ ،‬ونكرمه بإدخال‬ ‫مؤلفاته في مناهج التعليم العربي‪ ،‬ورعاية‬ ‫جائزة عربية تشجيعية باسمه الفضل انتاج‬ ‫ابداعي شعري‪ ،‬رغم قناعتي بأن افضل من كرم‬ ‫قدمه للقضية واالنسان‬ ‫نفسه هو نفسه‪ ،‬مبا ّ‬ ‫ولفلسطني‪ .‬ورمبا يصحو يوما ً ويقول كما قال‬ ‫م ّرة‪ ...( :‬صاحت فجأة جندية‪ :‬هو انت ثانية؟ الم‬ ‫اقتلك؟ قلت قتلتني‪ ...‬ونسيت مثلك ان اموت)‪.‬‬ ‫من قصيدة‪“ :‬في القدس”‪.‬‬ ‫ـ د‪ .‬العظمة‪ :‬برأيي تكرميه بطبع أعماله وال‬ ‫سيما الشعرية بطبعة شعبية تتيح قراءتها‬

‫ميسون كمال‬ ‫عزف على الظالل‬ ‫شرو ٌق َ‬ ‫رؤاك‬ ‫وأنت السماء!‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هديل اليرا ْع‬ ‫أراك‬ ‫تؤوب‬ ‫على رحلة ال‬ ‫ْ‬ ‫أراك انكسار َ الشعا ْع‬ ‫للغروب‬ ‫بترنيمة‬ ‫ْ‬ ‫أراك ارتيا َع املسا ْء‬ ‫شرو ٌق رؤاك‬ ‫وأنت السماء!‬ ‫َ‬ ‫‪+++‬‬ ‫سحاب سماؤك‪ .‬أين املف ّر؟‬ ‫ٌ‬

‫وريح‬ ‫ناي ْ‬ ‫وفي الدوح ٌ‬ ‫وفي العتم ٌ‬ ‫جريح‬ ‫ظل‬ ‫ْ‬ ‫لشيء يُ ّ‬ ‫سمى قمرْ‬ ‫سمى ضيا ْء‬ ‫وشيء يُ ّ‬ ‫شرو ٌق َ‬ ‫رؤاك‬ ‫وأنت السماء!‬ ‫َ‬ ‫‪+++‬‬ ‫نسير‬ ‫ببحر الغبار ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ني‪.‬‬ ‫قارب من حن ْ‬ ‫على ٍ‬ ‫نسير‬ ‫كشمس النهار ْ‬ ‫ِ‬

‫الزمان احلزي ْن‬ ‫ور َ ْج ِع‬ ‫ِ‬ ‫ض البقا ْء‬ ‫م‬ ‫كو‬ ‫نسير‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫شرو ٌق َ‬ ‫رؤاك‬ ‫وأنت السماء!‬ ‫َ‬ ‫‪+++‬‬ ‫السراب‬ ‫وماذا وصح ُو‬ ‫ْ‬ ‫وأنت رؤا ْه؟‬ ‫يغني َ‬ ‫اخلراب‬ ‫وأرض‬ ‫وماذا‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫بالنبض آ ْه؟‬ ‫تناديك‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تناجيك هل من لقا ْء‬

‫شرو ٌق َ‬ ‫رؤاك‬ ‫وأنت السماء!‬ ‫َ‬

‫‪+++‬‬ ‫يتيم‬ ‫لعصر‬ ‫غنا ٌء‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ألرض‬ ‫حلقل لدار ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لوهج‬ ‫لفجر لنار ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عظيم‬ ‫لبحر‬ ‫غنا ٌء‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫أغاري ُد ُه من دما ْء‬ ‫شرو ٌق َ‬ ‫رؤاك‬ ‫وأنت السماء!‬ ‫َ‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪89‬‬


‫منبر ثقافي‪ /‬ملف‬ ‫للقاعدة العريضة من الناس‪.‬ابتكار سيمينار‬ ‫خاص بشخصيته وشعره في اجلامعات العربية‬ ‫وادخال مناذج من شعره ذات الطابع النضالي‬ ‫واإلنساني في املدارس واملعاهد‪.‬‬ ‫ تلحوق‪ :‬تكرميه في أن نعود لقراءته أكثر من‬‫مرة‪ ،‬لنكتشف حقيقة املعنى املراد تشكيله في‬ ‫قلب الشاعر ورؤيته التحديثية للشعر العربي‪..‬‬ ‫ال أن نكتفي بتمثال هنا وشارع باسمه هناك‪.‬‬ ‫ميكن ان ننشئ مكتبة عامة او دارا ًَ للثقافة باسم‬ ‫الشاعر الراحل‪ ..‬هذه تكرميات واهية لشاعر يريد‬ ‫أن يحقق معناه‪ ..‬إذاً‪ ،‬األهم أن يقرأ امللوك والرؤساء‬ ‫والزعماء السياسيون محمود درويش شاعرا ً قبل‬ ‫كل شيء‪ .‬ثم فلينطلقوا ما شاؤوا لقراءته في‬ ‫فن السياسة واملواقع واملواقف‪ ..‬رمبا نتعلم بعض‬ ‫الكلمات اجلديدة التي ضاقت على سياسيينا‬ ‫الذين يتقنون اخلطب الرنانة دون ان ندرك املعنى‬ ‫احلقيقي لها‪.‬‬ ‫من فرحان صالح‬ ‫مباذا يتميز عالم محمود درويش الشعري؟‬ ‫لقد متيز عالم محمود درويش الشعري‬ ‫برافعتني ادبيتني تناوب على استعمالهما في‬ ‫حياته‪ :‬االولى‪ ،‬الرافعة الشعرية‪ .‬والثانية‪ ،‬الرافعة‬ ‫النثرية‪ .‬وكانا بالنسبة له كجناحي السنونو‬ ‫يحمالن الربيع املبارك‪ ،‬وان كانت مضامني بوصلته‬ ‫التي عرَّفنا فيها على فلسطني قد تنوعت من‬ ‫الشعر امللحمي الى الرثاء‪ ،‬فاألسطورة‪ ،‬فالغنائية‪،‬‬ ‫هذه التي أخذت منها ماجدة الرومي ومارسيل‬ ‫خليفة وخالد الهبر‪ ،‬الى الشعارات‪ ،‬فاألناشيد‪،‬‬ ‫فاملناسبات‪ ،‬واملديح والرثاء‪ ،‬وغيرها وغيرها مما‬ ‫برز في عوامله التي رسم منها حكاية فلسطني‬ ‫وموقع الشعر فيها‪.‬‬ ‫نعم لقد صنع درويش عاملا ً كانت فلسطني‬ ‫فيه النجمة التي يتعرف من خاللها على كون‬ ‫يجهله ويتجاهله‪ ،‬ولقد بنى بالكلمات وطنا ً له‬ ‫ولشعبها‪ ،‬وكان مبا يكتبه يعرِّف اآلخرين على عدو‬ ‫له طالبه «اخرجوا من ارضنا ‪ /‬من برنا ‪ /‬من بحرنا‬ ‫‪ /‬من قمحنا ‪ /‬من ملحنا ‪ /‬من جرحنا ‪ /‬من كل‬ ‫شيء ‪ /‬اخرجوا من ذكريات الذاكرة»‪ ،‬وعلى جار‬ ‫لـه وقد قبل بشراكته الروحية واحلياتية‪.‬‬ ‫ما أبرز ما أضافه محمود درويش الى حركة‬ ‫الشعر العربي؟‬ ‫ما أضافه محمود درويش الى الشعر العربي‬ ‫هو ذاته الذي أعطاه الى فلسطني‪ ،‬وهو الذي‬ ‫رسم‪ ،‬ومن خالل شعره‪ ،‬صورة لفلسطني‬ ‫ولشعبه‪ ،‬وكان مبا مث ّله في كتاباته ‪ -‬الى جانب‬ ‫غسان كنفاني واميل حبيبي وسميح القاسم‬ ‫وادوارد سعيد وراشد حسني وصخر حبش ويحيى‬ ‫يخلف وناجي علوش وخالد ابو خالد ورشاد ابو‬ ‫شاور وصقر أبو فخر وأنيس صايغ‪ ...‬وآخرين‪ ،‬قد‬ ‫ارغموا االحتالل على االعتراف بالوجه النقيض‬ ‫للحركة الصهيونية‪ ...‬حيث لغة درويش االدبية‬ ‫ لغة حركة التحرر الوطني ‪ -‬هي لغة املكان‬‫والزمان‪ ،‬وهي لغة فلسطني ذاتها‪ ،‬اي لغة الروح‬ ‫واجلسد الفلسطينني‪ ،‬مبا هي النقيض الفعلي‬

‫‪90‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫للغة وثقافة االحتالل‪.‬‬ ‫يقول درويش‪ :‬بوسع الشعر أن يحيل الالواقعي‬ ‫الى واقعي‪ ،‬كما بوسعه ان يبني عاملا ً مناقضا ً‬ ‫للعالم الذي نعيش فيه‪ .‬انني ارى في الشعر‬ ‫دوا ًء روحيا ً وال أملك أية أدوية اخرى إليجاد معنى‬ ‫حلياة شعبي‪ ،‬فقد بنيت بالكلمات وطنا ً لشعبي‬ ‫ولنفسي‪.‬‬ ‫لقد حمل درويش في شعره‪ ،‬بل رسم‪ ،‬مشتركا ً‬ ‫ثقافيا ً انسانيا ً كما قال عبد املنعم التليمي‪،‬‬ ‫حيث تنوعت بيوته‪ ،‬وكأن الكون الذي خاطبه‬ ‫كان منزله‪ ،‬بينما اسرائيل الدولة‪ ،‬كانت دولة‬ ‫للسجن الفلسطيني‪ ،‬حيث «ال ميكن احتالل‬ ‫الروح»‪ ،‬وفلسطني هي الروح‪ ،‬كما يشير خليل‬ ‫أحمد خليل‪.‬‬ ‫إن غذاء الروح ما كتبه محمود درويش وغيره‪،‬‬ ‫هذا الغذاء الذي أصبح ملكا ً لإلنسانية‪ ،‬التي‬

‫درويش مع وفد أسرة األدباء (عام‪)1970‬‬

‫تخلى بعضها عن روح فلسطني‪ .‬هذه االنسانية‬ ‫التي يعاتبها درويش‪ ،‬مبا فعلته في فلسطني‪،‬‬ ‫قائالً‪« :‬لم أعد الشخص ذاته‪ /‬أنت منذ األن‬ ‫غيرك»وكأن «ليس لي ماضي هنا وال ذكريات ‪/‬‬ ‫كل األماكن تتساوى اآلن»‪ .‬ورغم هذا التشاؤم‪،‬‬ ‫اال انه يعود ليعرِّف ذاته ويتعرف عليها بالقول‪:‬‬ ‫«اذا لم يكن امل فيجب ابداعه بالقوة»‪ .‬ودرويش‬ ‫خالل عمره الشعري‪ ،‬حمل فلسطني الى الشعر‪،‬‬ ‫وفلسطني ذاتها هي حكايتنا كما هي حكاية‬ ‫شعب فلسطني‪ .‬لذا‪ ،‬فدرويش لم تخسره‬ ‫فلسطني واألمة العربية (املفترضة) فقط‪ ،‬بل‬ ‫خسرته اللغة والشعر‪ ،‬هذه وتلك التي خسرت‬ ‫واحدا ً من أبنائها‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬فقد بحث درويش عن املعنى الذي يخص‬ ‫الناس‪ ،‬عن ملكية لغذاءه وحلياة روحه‪ ،‬ففي‬ ‫أدبه مبستوييه النثري والشعري تبدو فلسطني‬ ‫وقد مثلت‪ ،‬له ولغيره من العديد من املثقفني‪،‬‬ ‫حالة قلق ال حدود له‪ ،‬وهو قلق الفلسطيني‬ ‫ذاته اينما وجد‪ ،‬ورغم ما كان يحمله من قلق‪،‬‬ ‫اال أنه في شعره «فتح أبوابا ً للصداقة» على‬ ‫ما يشير فواز طرابلسي‪ ،‬مكثفا ً في نقده‬

‫عرى عالم تتحكم فيه‬ ‫األنانية‪ ،‬هذه التي ال شعر‬ ‫حتمله وتلخص به وترسم‬ ‫فيه زمانا ً تعيد توليف‬ ‫وتأليف معنى الروح‪،‬‬ ‫كما فعل درويش الذي‬ ‫حمل فلسطني الى الشعر‬ ‫نتنفس ر ا ئحة‬ ‫«اننا‬ ‫بقوله‪:‬‬ ‫فلسطني بفصولها وسهولها واشجارها‬ ‫وانهارها وسنابل قمحها»‪ ،‬وهو في مكان آخر‬ ‫يضيف «فلسطني البعيدة عني كقلبي‪ ،‬بالدي‬ ‫القريبة مني كسجني»‪ .‬اما ما اضافه الى‬ ‫النقيض اجملتمعي لشعبه فيتمثل في انه عرَّفنا‬ ‫على جوانب من ثقافة مجتمع لم نكن نعرف‬ ‫الكثير عنه‪ ،‬هذا اجملتمع الذي خلق عند رموز‬ ‫منه درويش شعورا ً «بالذنب والندم»‪ ،‬وحيث في‬ ‫حلظة مراجعة قال حاييم غوري بأنهم «ضجروا‬ ‫من الدم»‪ ،‬هذا الندم الذي جاء متأخرا ً من األدباء‬ ‫اليهود العرب منهم‪ ،‬وغير العرب‪ ،‬هو ما ع ّبر عنه‬ ‫قبل وعند وفاته‪ ،‬وهو ما دفع طائفة من املؤرخني‬ ‫اليهود اجلدد لإلعتراف بالذنب ومبا قاموا به بحق‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬وهذا يعني بأن محمود‬ ‫درويش وغيره من األدباء قد اجبروا نخب االحتالل‬ ‫إلعادة النظر مبا قاموا به خالل الستة عقود‬ ‫االخيرة‪ ،‬واملثال أن يوسي ساريد‪ ،‬وزير التعليم‬ ‫االسبق‪ ،‬طالب بإدراج بعض قصائد محمود‬ ‫درويش في البرامج التعليمية‪ ،‬كما ّ‬ ‫رشح غيره‬ ‫من هذه النخب درويش ويهودا كاسيحاي لنيل‬ ‫جائزة نوبل‪ ..‬وهو الذي صنع أرضا ً مشى خاللها‬ ‫الى فلسطني املشتركة مع هؤالء‪.‬‬ ‫كيف ميكن تكرمي محمود درويش؟‬ ‫ميكن تكرمي محمود درويش بطريقة واحدة‬ ‫تتمحور حول إشعاره بأن أمانته الثقيلة‬ ‫والعزيزة‪ ،‬فلسطني‪ ،‬محمولة من ِق َبلِنا وفي‬ ‫صدورنا‪ .‬وقد صدق الياس خوري حينما قال‪ :‬ان‬ ‫موت درويش ليس سوى استعارة جديدة للحياة‪،‬‬ ‫وقد تكون هذه االستعارة‪ ،‬بل تستمر في‬ ‫حمل االمانة وفي تبنّي ما كان يحمله ويعمل‬ ‫له مع جيل يستمر في التواصل مع الطروح‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬والتي هي روح العرب ذاتهم‪،‬‬ ‫كما هي روح اليهودي العربي الذي تع ّرف من‬ ‫خالل شعر درويش على مسام جسده املمتدة‬ ‫في اآلخرين من بني جلدته‪ .‬ودرويش كما حبيبي‬ ‫والقاسم وادوارد سعيد وسمير النقاش‪ ،‬كانوا‬ ‫يحاولون اعادة بناء جسور اجليرة التي كانت‬ ‫بني فلسطني ومصر وسوريا ولبنان‪ ،‬وغيرها من‬ ‫بلدان بعض تراثها هو هذا الذي بنته اجيال ممتدة‬ ‫قسمها سايكس‬ ‫بني ضفاف الروح‪ ،‬هذه التي ّ‬ ‫وبيكو بعد احلرب األولى‪ ،‬والتي ّ‬ ‫نفذت مضامينها‬ ‫احلركة الصهيونية بطردها للفلسطينيني عام‬ ‫‪ ،1948‬متاما ً كما ّ‬ ‫نفذ اجلانب اآلخر ما يسمى‬ ‫األنظمة العربية بطردهم لليهود من بلدانهم‬ ‫التي انتموا اليها‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬هاني احللبي‬


‫طارق آل نصر الدين‬ ‫السفر‪...‬‬ ‫محمود يعتزم‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫وصفرت‪ :‬خطر خطر!!‬ ‫ض ّوت إشارات املرور‬ ‫أمه او خبزها‬ ‫ومي ّر منفردا ً بدون حقيبة‪ ،‬وبدون ّ‬ ‫وبدون ذاكرة وتذكرة ِّ‬ ‫تؤشر للمق ّر!‬ ‫ح ّرا ً سوى من بيت شعر لم يقلْه‪...‬‬ ‫وبيت حلم لم ينله‪...‬‬ ‫ولفظة تدعى‪ :‬القدر!!‪..‬‬ ‫شم الشعر‬ ‫مستشرقون على احلدود‪ ،‬كالب ِّ‬ ‫أم يجدوه فاعتقلوا قصائده القدمية‬ ‫الصور‪..‬‬ ‫من شراين ّ‬ ‫يا ياسمني دمشق ال تعتب فقبل رحيله احملزون‬ ‫كان يو ّد لو يلقى نزار‬ ‫وينشدان بال حذرْ‪...‬‬ ‫يا دمعة الس ّياب ال تلقي عليه اللوم‪...‬‬ ‫بغداد ستخرج مقلتيه اذا نظر‪...‬‬ ‫يا نيل شوقي ال تقل ع ّرج‪...‬‬ ‫فمنسوب العروبة في مياهك‬ ‫كاد ينساه البصر!‬ ‫سها‬ ‫سيمر فوق عواصم الشعراء حرا ً ال يال ِم ُ‬ ‫وينثر فوقها تينا ً وزيتونا ً وبعض البرتقال‬ ‫اذا تبقى البرتقال بغزة‬ ‫ولسوف تصطف العواصم‪ ،‬كل عاصمة‬ ‫جرح‬ ‫ينز بقلبها ٌ‬ ‫ولكن‪ ...‬قلب بيروت انشطرْ!!‬ ‫محمود يا محمود‪ ..‬سوف تر ّدد االشجار حني جتِف آبار الكالم‪..‬‬ ‫وحني يخذلنا املطر‪..‬‬ ‫محمود يا درويش أسمعها عصافير اجلليل‪ ،‬فإن ريتا‬ ‫لم تنزل تصطادهم والبندقية تقصف العصفور‬ ‫واملنقاد يصطاد احلديد‪ ،‬ويولد االطفال تخجل شمس يافا‪..‬‬ ‫تستعيد القدس مئذنة‪ ،‬وترتفع الصالة مع الصهيل‬ ‫مع الغناء‪ ،‬فتستدير مالمح االسطورة الكبرى‬ ‫ويبزغ من براثنها قمر‬ ‫محمود يا محمود‪ ..‬كم وتر سيشدو‬ ‫تقطع ُه هدير الطائرات‬ ‫حني‬ ‫ُ‬ ‫سيجدل االطفال اوردة‬ ‫الكثر من وتر!!!‬ ‫من ايها الورد املعاصر‪ ..‬خانك الشوك احملاصر‪..‬‬ ‫حني رحت ّ‬ ‫تدك ابراج احلصار وتطلق االسرى‬ ‫ليغتالوك‪...‬‬ ‫انت اآلن مزروع على الشرفات كاملاضي‪،‬‬ ‫ومرسوم على االلوان كاآلتي‪..‬‬ ‫ومنتشر على الكلمات متزج حبرها السري بالعلني‪،‬‬ ‫هذاغيم شعرك ايها العربي‪..‬‬ ‫وهو محاصر ومحاصر بدم الشفق‪...‬‬ ‫اسرَ ْجت اجنحة النسور وما امتطيت سوى غنائك‪..‬‬ ‫يسأل الغاوون عنك فال ير ّد سوى غنائك‪..‬‬ ‫انت مرصود على جبل من االنغام يعرف دربه‬

‫االطفال والشهداء والشعراء‬ ‫والباقون لم يصلوا ولن يصلوا‬ ‫س ّد النفق‪..‬‬ ‫وقد ُ‬ ‫ك ّرست ما كانت فلسطني‪..‬‬ ‫وكنت مضاقها الشعري حني زرعت‬ ‫شعرك من مواسم بدئه قصب السبق‪..‬‬ ‫والعطري‬ ‫الوتري‬ ‫ورحلت كنت مضافها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يوم جعلت اغلى من دماء الطفل حبر رثائه‬ ‫املسكوب من قلب بكل دم البراعم‬ ‫قد عبق‪..‬‬ ‫وجعلت حجم الكمبيوتر ال يعادل ح ّبة الزيتون‬ ‫فاالحجام ارقام وهذا الشعر احالم‬ ‫ووهج احلب يحرق كل اسلحة الدمار‬ ‫وروعة الفينيق ان رماد عودته‬ ‫يعيش اذا احترق!‬ ‫قلم وال قلم شبيه كان يطلق نارة‬ ‫تستحم بالبل بالنار‬ ‫فتسيل انهار العذوبة‬ ‫ّ‬ ‫تنفض ريشها وتطير‪ ،‬راسمة خريطتنا اجلديدة‪،‬‬ ‫من حدود القدس حتى آخر اجلنات‪...‬‬ ‫حتى ما يعود مبثله هذا الفلق‪..‬‬ ‫ام يكتمل سطر القصيدة‪..‬‬ ‫انت نقطته االخيرة‪...‬‬ ‫ني‬ ‫ني ب ْ‬ ‫من قريرا ً او شريدا ً ب َ‬ ‫ني هو االرقْ‪..‬‬ ‫ني ب ْ‬ ‫وب َ‬ ‫قد يلهم االبداع مخلوقا ً‬ ‫ليخرج طينه بالدمع بدل املاء‬ ‫حتتج الطبيعة‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫نحن ابناء الطبيعة لن جنادلها‪..‬‬ ‫وكيف يجادل اخمللوق ‪ ..‬قدرة من خلق!!‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪91‬‬


‫منبر مناطق‬

‫«بالد بشارة» النصر قوافل الشهداء والشعراء والعلماء‬

‫بنت جبيل حيث يتخذ العز تضاريس مدينة‬

‫بنت جبيل الصمود‬

‫مع طالئع العمل املقاوم املعاصر ربيع ‪ ،1978‬أصبحت بسملة‬ ‫كل خبر ومحور الكثير من االهتمام‪ ...‬ولها كريزما مختلفة‪ ،‬فال‬ ‫تتذوق نكهتها إال عندما تختبر حنطة إنسانها وتتلمس فيزياء‬ ‫جسدها املنساب على هضاب متواجهة يجمعها واد فسيح‪ ،‬لكأن‬ ‫اجلبال حتتضن أهلها بثقة‪ ،‬فيصبحون مثلها جباالً ال يتزعزعون!‬ ‫عندما تعرفت إلى بنت جبيل شعرت بطمأنينة عميقة رغم‬ ‫أني على مسافة قصيرة من عدو وجودي‪ ،‬لكنني غصصت فرحاً أن‬ ‫نزهة العدو التي اعتادها نهاية كل أسبوع إلى بساتيننا وحقولنا‬ ‫وبيوتنا انتهت‪ ،‬ليس بجحافل جيوش املرابني من احلكام العرب‬ ‫وال بركام أوسمة قادتهم‪ ،‬بل بقبضات عشرات الفالحني والطالب‬ ‫واملدرسني وأمثالهم يدافعون عن مالعب الصبا ومدارج الفتوة‪..‬‬ ‫فكرت أواخر نيسان‪ ،‬أن أجري حتقيقاً مصوراً عن بنت جبيل‬ ‫وأخذت أنسق مع املعنيني‪ .‬انتظرت نتيجة‪ ،‬لكنها تأخرت وملا تأت‪،‬‬ ‫فأدرت سيارتي مستعيناً بزمالء عمل وأحباء وهكذا كان‪.‬‬ ‫التقطت عشرات الصور‪ ،‬إذ يصعب أال تهوى ريح اجلنوب‬ ‫وتقبّل محياه بصورة‪ .‬وما إن أشرفت على سهل احلولة حتى عذرت‬ ‫الشهداء الذين لم يطيقوا بعدا ً عن فلسطني‪ ،‬مدىً أخضر من‬ ‫البيارات والبساتني واملروج في أوسطه بعض مستنقعات وإلى‬ ‫يساري الطريق احملاذي للعدو وبيننا شريط شائك مرتفع‪..‬‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪92‬‬

‫من سهل الدردارة في اخليام عرجت إلى كفركال وعبرت الطريق‬ ‫الترابي وشبه املعبد إلى مركبا كان بني شوارعها الضيقة سوق‬ ‫شعبي صغير‪ ،‬بضع بسطات ارتاحت على رصيفيه‪ ،‬ثم إلى‬ ‫العديسة فميس اجلبل على مدخلها احملروس بأشجار نخيل‬ ‫يعلوه قوس يعلنها بلد الشهداء‪ ،‬وبليدا أخذت تستحم بشتاء‬ ‫نيساني خفيف ثم تابعت إلى عيترون في أولها نصف مجنزرة‬ ‫عليها هيكل لثالثة صواريخ وفي آخرها دبابة إسرائيلية رفعت‬ ‫على منصة من حجر وقد خلعت أنيابها فغدت لعبة ألطفال‬ ‫القرية‪ ،‬ثم عيناتا الراكنة باطمئنان كمن يتكئ على جبل راسخ‪،‬‬ ‫وما إن تركتها جنوباً حتى طالعني مطعم التحرير‪ .‬تذكرت إرشاد‬ ‫زمالئي‪ :‬إذا ً هنا مربع التحرير‪ ،‬ومن هناك نبدأ‪ ..‬في بنت جبيل‪ ،‬وقفت‬ ‫ألصحح كما التاريخ الذي بدأ تاريخاً فعلياً جديدا ً ألمتنا‪ ،‬مكتوباً‬ ‫باملهج وبالدماء ككل األمم احلية‪ ،‬عندما يستيقظ وجدانها وتعي‬ ‫حقيقتها‪ .‬هنا في مربع التحرير تسامت األرض لتنقل الشهداء‬ ‫رسل بطولة إلى عرش السماء‪..‬‬ ‫ألو‪ ..‬لقد وصلت‪ .‬كيف نلتقي؟ قال اجته عن يسارك حيث مفرق‬ ‫املهنية وبعدها بقليل خذ اليمني في نزلة طويلة وفي أسفلها‬ ‫عرج شماالً على بيت عليه قبعة قرميد أنا هناك بانتظارك!‬ ‫حسناً‪ ،‬أقفلت اخلط‪ ،‬وتابعت طريقي‪ ،‬ووصلت‪ ..‬فإذا مضيفي‬


‫مبنى املدرسة الذي اعادت بناءه قطر‬

‫رجل بشوش ربع القامة‪ ،‬وما إن رحب بي حتى أدركت طالقته‪..‬‬ ‫وبعد قليل أمسك بيدي إلى معارج التاريخ وهو أستاذه العالمة‬ ‫اجمللي‪..‬سألت عن صورة في صالونه باألبيض واألسود لشخصني‬ ‫يرتديان احلطة والعقال‪ ،‬فقال‪ :‬من اليسار صادق حسني حمزة‬ ‫وأدهم خنجر‪ ..‬فتذكرت إذ بني تراث راشيا واملقاوم أدهم خنجر‬ ‫سيرة وفاء متبادل‪ ،‬وغيرة عون وبطولة‪ ،‬فألجل ضيافته هدمت‬ ‫راشيا الوادي وأحرقت وهجر أهلها واستشهد مئة وعشرة‬ ‫شهداء من شبانها‪ ...‬وبدأنا وكان حديث مع الدكتور مصطفى‬ ‫بزي أستاذ التاريخ في اجلامعة اللبنانية وصاحب املؤلفات األغنى‬ ‫عن جبل عامل ومحيطه‪ ،‬لثالث ساعات متواصلة‪ ،‬اقتطفت منه‬ ‫هذه املقابلة أدناه‪ .‬ثم جلنا في البلدة وعاينا املتبقي من التدمير‬ ‫وعملية إعادة اإلعمار‪ .‬ثم قابلت اخملتار محمد عسيلي‪ ،‬مختار‬ ‫بنت جبيل حي البركة‪ ،‬عن واقع البلدة االجتماعي ومعاناتها‬ ‫االقتصادية واخلدمية‪ ،‬واختتمت مع زميل جولتي على بنت‬ ‫جبيل ومارون الراس ومرشدي “السياحي” غسان شرارة‪ .‬حملت‬ ‫في وجه غسان الكثير من النبل والعطاء واأللم وعزة النفس‬ ‫وشدة التحمل‪ ،‬لكأنه أيقونة جنوبية‪ ،‬بل خارطة بنت جبيل‬ ‫الناطقة!!‬ ‫هنا ثالث مقابالت حتاول أن ترفع الصوت ضد إهمال دولة عاقر‪،‬‬ ‫كل نبلها يتدفق بني السرايا وشارع مونو‪ ،‬ولم تستكمل بناء‬ ‫سراياها منذ تسعة عقود في بنت جبيل ولم توصل “أوجيروها”‬ ‫السعيدة احلظ خطوط هاتفها الباردة إليها‪ ،‬لتعلن طالق الدولة‬ ‫للمقاومة وشعبها لقاء ثالثني من فضة هيرودتس! ووزارة الطاقة‪،‬‬ ‫النافدة من الطاقة‪ ،‬ملا تقطر بعد‪ ،‬رغم مساس احلاجة إليها!‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪93‬‬


‫منبر مناطق‬ ‫د‪ .‬مصطفى بزي‪ :‬استهدفت‬ ‫إسرائيل التراث والذاكرة‬ ‫بنت جبيل واملقاومة رفيقتا جهاد‪ ،‬لكن هذه‬ ‫املرة كانت دامية جداً‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫لم يكن لدى املقاومة أي شك ان العدو‬ ‫اإلسرائيلي سيقوم بعدوان بهذا احلجم‪ ،‬حيث‬ ‫سبق للمقاومة أن قامت بعمليات في مزارع‬ ‫شبعا وغيرها وكان يكون الرد عليها قصفا ً‬ ‫متبادال ً واشتباكات‪ ،‬لذلك لم تتوقع ردا ً كبيرا ً بهذا‬ ‫احلجم‪ .‬وكانت أحيانا ً ال توفق فيستشهد بعض‬ ‫املقاومني وأحيانا ً أخرى توفق فتأسر أو تقتل‪ ،‬لكن‬ ‫الرد ال يكون بهذا احلجم‪ .‬هذا لم يكن متوقعا ً من‬ ‫أحد‪ .‬الواقع أن كل احلروب التي خاضتها إسرائيل‬ ‫كانت تقتضيها مصلحتها‪ ،‬لكن هذه احلرب كانت‬ ‫ملصلحة الواليات املتحدة األميركية وكرمى لها‪.‬‬ ‫ألنها كانت تريد من إسرائيل خوض احلرب لتطبيق‬ ‫الشرق األوسط اجلديد الذي بشرت به رايس وبوش‬ ‫وغيرهما من احملافظني اجلدد‪ .‬وكان يعتبرون كما‬ ‫ظن اإلسرائيليون أنهم خالل أسبوع او أسبوعني‬ ‫على األكثر ميكنهم إجناز القضاء على املقاومة‬ ‫ويحسمون األمر ملصلحتهم‪ .‬طبعا ً بنت جبيل‬ ‫استهدفت بشكل أساسي في الفترة األولى‪ ،‬ما‬ ‫أدى إلى نزوح العائالت مبعظمها‪ ،‬لكن البعض بقي‬ ‫فيها‪ ،‬لكن القصف الشديد جدا ً الذي استهدف‬ ‫بنت جبيل أدى إلى إزالة أحياء بكاملها‪.‬‬ ‫ما أبرز األحياء التي استهدفت؟‬ ‫كان القصف طوال ‪ 8‬أيام مدمرا ً جدا ً ميسح‬ ‫البيوت واألحياء عن بكرة أبيها‪ .‬أبرزها حي اجلامع‬ ‫وجواره‪ ،‬والساحة بكاملها‪ ،‬ومنطقة السوق‪.‬‬ ‫أي األماكن األثرية القدمية في بنت جبيل‪ .‬ونحن‬ ‫نقرأها انها محاولة مسح ذاكرة بنت جبيل‬ ‫التاريخية واقتالعها إلى النسيان‪ .‬لكن الضواحي‬ ‫لم تستهدف باحلدة نفسها‪ ،‬وهذا أراح أهالي‬ ‫املدينة‪ ،‬ألن كل بيوتها تضررت وإن بدرجات‬ ‫متفاوتة‪ ،‬لكن نشأت مشكلة مساكن بديلة‬ ‫للبيوت التي دمرت فتوفرت في قرى اجلوار‪.‬‬ ‫ملاذا تقرأ استهداف هذه األحياء هو استهداف‬ ‫للذاكرة؟‬ ‫في احلي التراثي هناك بيوت عمرها مئات‬ ‫السنني دمرت بشكل كامل‪ ،‬وهذا العداء التاريخي‬ ‫بني إسرائيل والتراث غريب‪ .‬في اجتياح ‪ 1978‬ركزت‬ ‫إسرائيل كذلك على البيوت التراثية في السوق‬ ‫وجواره‪ .‬وهذا احلي نفسه كان موضع تركيز شديد‬ ‫في القصف في العدوان الثاني ‪ ،1982‬وكذلك في‬ ‫حرب متوز ‪ ، 2006‬أألنها تريد إنهاء ذاكرة بنت جبيل‬ ‫أم اعتقدت ان املقاومني سيكونون موجودين فيه‬ ‫وبني بيوته القدمية‪..‬؟!‬ ‫أو ألنها عصب اقتصاد بنت جبيل‪ ،‬فيسهل‬ ‫عليها تفريغ املنطقة؟‬ ‫نعم لرمبا كذلك‪ ،‬لكن للمالحظة لم تتمكن‬ ‫إسرائيل حتى في اواخر عدوان ‪ 2006‬نهايات الـ‪33‬‬ ‫يوما ً أن تتمكن من احتالل مارون الراس اجملاورة‬ ‫لتمكنها من احتالل بنت جبيل بدورها‪ ،‬بل بقيت‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪94‬‬

‫«بنت جبيل» بيت الشمس المهجور‬

‫تعني تسمية «بنت جبيل» بيت شمس أو بيت صناعة اخلزف‪ ،‬ويقال إن إحدى األميرات‬ ‫نزحت اليها فعرفت بـ”بنت جبيل”‪.‬‬ ‫تقع “بنت جبيل” على مسافة حوالى ‪ 5‬كلم من احلدود السياسية بني لبنان‬ ‫وفلسطني‪ ،‬حتدها من الشرق عيترون‪ ،‬من الشمال كونني‪ ،‬اما من اجلنوب فتحدها يارون‪.‬‬ ‫ومن اجلهة الشمالية الشرقية حتدها عيناتا‪ ،‬ومن اجلهة الشمالية الغربية الطيري‪،‬‬ ‫في حني حتدها من اجلهة اجلنوبية الغربية عني إبل ومن اجلهة اجلنوبية الشرقية مارون‬ ‫الرأس‪.‬‬ ‫ميكن أن يصل الزائر إلى بنت جبيل عبر ثالثة طرق من بيروت عن طريق صيدا ‪ /‬صور‬ ‫‪ /‬كونني ‪ /‬بنت جبيل (‪ 120‬كلم)‪ .‬أو من بيروت صيدا الزهراني فالنبطية ‪ /‬كفركال ‪/‬‬ ‫العديسة ‪ /‬مركبا ‪ /‬عيترون ‪ /‬بنت جبيل (‪ 150‬كلم)‪ .‬ومن املصنع اللبناني عن طريق‪:‬‬ ‫حاصبيا ‪ /‬جديدة مرجعيون (أو سهل اخليام) – كفركال ‪ /‬بنت جبيل ( ‪90‬كلم)‪ .‬تبعد‬ ‫البلدة عن صيدا حوالى ‪ 83‬كلم وترتفع عن سطح البحر حوالى ‪ 770‬م‪ .‬‬ ‫يبلغ عدد سكانها اإلجمالي حوالى ‪ 49000‬نسمة يسكن فيها منهم ‪ 4800‬نسمة‬ ‫تقريباً‪ ،‬بينما ينتشر حوالى ‪ % 72‬من ابنائها في مشارق األرض ومغاربها‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫الواليات املتحدة واوستراليا ودول اخلليج‪ .‬ويقطن ما نسبته ‪ % 20‬منهم في بيروت‬ ‫ومختلف املناطق اللبنانية‪.‬‬ ‫يتوزع أهلها على حوالى ‪ 80‬عائلة اقدمها واكبرها عددا ً آل بزي‪ ،‬في حني يقال بأن‬ ‫عائلة قصير هي األقدم فيها‪ ..‬ومن أبرز عائالتها ‪ :‬بيضون‪ ،‬شرارة‪ ،‬سعد‪ ،‬جمعة‪ ،‬فرج‪،‬‬ ‫احلوراني‪ ،‬بوصي‪ ،‬الصغير‪ ،‬الشامي‪ ،‬دباجة‪ ،‬حراجلي‪ ،‬الزين‪ ،‬حمقة‪ ..‬وغيرهم‪..‬‬ ‫تواجه عمليات حتى أيام احلرب األخيرة جنوب‬ ‫مارون الراس‪.‬‬ ‫أين تركزت املواجهات املباشرة في محاولة‬ ‫اقتحام بنت جبيل؟‬ ‫وأنت قادم من عيناثا إلى بنت جبيل تطل على‬ ‫ساحة البلدة حيث مطعم التحرير اآلن ومنه‬ ‫تفرق إلى املهنية وتتابع إلى بلدة مارون الراس‬ ‫املطلة‪ ،‬هذا ما نسميه بلغتنا احمللية مربع التحرير‪،‬‬ ‫ألن في هذه املساحة الضيقة التحمت أجساد‬ ‫املقاومني بدبابات امليركافا وجنودها واستشهد‬ ‫نخبة مقاومي املقاومة وشباب البلدة في هذه‬ ‫املواجهة خالل ساعات‪ .‬وخسرت إسرائيل بالوقائع‬ ‫الدالة ما يزيد عن ‪ 100‬جندي إسرائيلي وعشرات‬

‫اآلليات‪ .‬فأبيد نصف القوة املهاجمة ولم تتمكن‬ ‫إسرائيل من سحب خسائرها إال بعد وقت طويل‪.‬‬ ‫حصلت معركة أخرى على تلة مسعود (جنوبي‬ ‫غربي بنت جبيل) تكبد فيها اإلسرائيليون خسائر‬ ‫كبيرة‪ ،‬واستعملت قواتهم قصر مسعود‪ ،‬لكنهم‬ ‫اضطروا للفرار منه حتت وطأة املواجهة الهائلة‬ ‫التي واجهتهم بها املقاومة‪ ،‬وكي ال تغنم املقاومة‬ ‫متروكاتهم قام الطيران احلربي اإلسرائيلي بقصف‬ ‫القصر على اآلليات لتدميرها‪.‬‬ ‫وفي اكثر من مكان في بنت جبيل حاولت‬ ‫إسرائيل الدخول واقتحام املدينة من خالله‪،‬‬ ‫فلم تتمكن‪ .‬حتى ان الضباط اليهود أصابهم‬ ‫هوس الثأر من هيبة ملعب كرة القدم في بنت‬


‫جبيل الذي خطب فيه السيد حسن نصر اهلل‬ ‫خطاب التحرير الشهير (‪ 26‬أيار ‪ ،)2000‬فكان‬ ‫هؤالء الضباط يرغبون بالتقاط صورة لهم في‬ ‫هذا امللعب فلم يتمكنوا‪ ،‬فأصبح امللعب مصيدة‬ ‫سهلة لهم‪ .‬وملا انفضحت رغباتهم املَرَضية‬ ‫كتبت الصحف اإلسرائيلية مق ّرعة هؤالء‬ ‫الضباط أنهم يبيدون مجموعاتهم من أجل‬ ‫صورة عجزوا عن التقاطها‪.‬‬ ‫يعني ما زال أعداؤنا محكومني بعقدة الطرد‬ ‫من هذه البالد‪ ،‬فأول ما تطأ أقدامهم ارض‬ ‫وطننا‪ ،‬يخاطبون تاريخنا بـ»ها قد عدنا يا‬ ‫صالح الدين!!»؟‬ ‫بالضبط‪ ،‬ما زال هذا مفتاحا ً أساسا ً لكل‬ ‫استراتيجيتهم‪ .‬لكنهم ال يستطيعون العودة‬ ‫إال باألرتال املصفحة واملدرعة أضعافاً‪ ،‬فبئس‬ ‫العودة!‬ ‫وللتاريخ وال شك في أنه سيسجل بأحرف‬ ‫من دم ونار ما قدمه رجال بنت جبيل وإخوتهم‬ ‫املقاومون من قرى اجلوار ومحيطها‪ ،‬من بطوالت‬ ‫قد يعجز الوصف عنها‪.‬‬ ‫لكن يلزم أن نشهر تلك البطوالت لألجيال‪،‬‬ ‫لذلك ال بد من قبس من ضوئها؟‬ ‫في هذه املواجهة استشهد في بنت جبيل‬ ‫‪ 43‬شهيدا ً منهم ‪ 13‬مقاوما ً على رأسهم ‪ 3‬من‬ ‫القادة‪ ،‬وأولهم قائد العمليات في هذه املنطقة‪،‬‬ ‫الذي حتدث عنه السيد من دون ذكر اسمه‪ ،‬هو‬ ‫احلاج الشهيد خالد بزي‪( ،‬املدعوبـ قاسم)‪ .‬وكل‬

‫ما ميكن أن يخطر في بالك من قيم ونبل وثقافة‬ ‫وحتدثت عنه‬ ‫مقاومة جتدها في هذا الشهيد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫للصحف بعيد احلرب‪ ،‬فهو مناضل عريق‪ ،‬ودخل‬ ‫في صفوف املقاومة منذ بداياتها عام ‪،1982‬‬ ‫ووالده مناضل مع الثورة الفلسطينية ورفض‬ ‫كل مغريات الهجرة والبحبوحة والسفر إلى‬ ‫باقي أفراد عائلته في كندا‪ .‬كان اإلسرائيليون‬ ‫يريدون رأسه ويبحثون عنه‪ ،‬أينما كان وبأي ثمن‪.‬‬ ‫وكانوا يعرفونه بدقة تامة أكثر مما يعرفه أبناء‬ ‫بنت جبيل رمبا‪ .‬واستشهد خالد في احلي القدمي‬ ‫أبوطعام (هو يشغل مهمة‬ ‫مع الشهيد محمد‬ ‫ّ‬ ‫«رابط» بنت جبيل في الهكل التنظيمي لـ»حزب‬ ‫اهلل»)‪ .‬وكذلك السيد محمد أبو طعام هو أحد‬ ‫أحفاد وأقرباء أول شهيد من بنت جبيل في حيفا‬ ‫هو قاسم أبو طعام‪ ،‬الذي قتله اليهود عام ‪.1948‬‬

‫واستشهد املهندس رامي بزي وهو أستاذ في‬ ‫مهنية بنت جبيل مع ‪ 13‬طالبا ً مقاوما ً من طالبه‬ ‫في املهنية خالل املواجهات‪.‬‬ ‫هنا تظهر أهمية العمل الفدائي املسؤول‬ ‫واملنظم في الكتمان وحتمل املسؤولية؟‬ ‫بالضبط‪ ،‬نحن فوجئنا أن طالبا ً يافعني يتابعون‬ ‫حياتهم املدرسية بصمت وبجد ومثابرة‪ ،‬وما إن‬ ‫دعاهم نداء الفداء حتى هبوا مجاهدين يسطرون‬ ‫آيات النضال والعطاء الكامل‪ .‬وبعض الشهداء‬ ‫املدنيني استشهدوا في منازلهم جراء القصف‪،‬‬ ‫وهناك شهداء كذلك من عيناثا استشهدوا في‬ ‫مواجهات مشتركة من بنت جبيل ومارون الراس‬ ‫وعيناثا ضد الغزو اإلسرائيلي‪ .‬وهناك شهيد من‬ ‫يارون‪ ،‬وشهداء من بنت جبيل في مواجهات مارون‬ ‫الراس ومن عيترون استشهد مدنيون ومقاومون‬ ‫كثر‪ ،‬فهذه املنطقة كانت كلها مسرح عمليات‬ ‫عسكرية وقتالية عنيفة وقاسية جداً‪.‬‬ ‫لكن ملاذا التركيز على بنت جبيل؟‬ ‫بنت جبيل بشكل أساسي هدمت‪ ،‬ألنها لم‬ ‫تهن ولم تسقط ولم تركع ولم تستكن‪ ،‬وبقيت‬ ‫واقفة كاجلبل كالطود الكبير الشامخ في وجه‬ ‫همجية العدو‪ ،‬حتى ان حالتس (رئيس أركان‬ ‫جيش العدو خالل حرب متوز ‪ )2006‬قال ألوملرت لقد‬ ‫أسقطنا بنت جبيل! فأجابه أوملرت‪ :‬ممتاز‪ ،‬أدخلها!‬ ‫فقال حالتس‪ :‬كيف أدخلها وفيها خمسة آالف‬ ‫في أسكلتها (السوق القدمي)؟! فعلق أوملرت‪ :‬إذا ً‬ ‫ودمرها! وهكذا كان انسحبوا‬ ‫انسحب منها ّ‬ ‫منها ودمروا أحياء على من كان تبقى فيها من‬ ‫الناس واملقاومني‪.‬‬ ‫إذا ً عدم قدرة اجليش اإلسرائيلي على الدخول‬ ‫إلى بنت جبيل وال على السيطرة على أحيائها‬ ‫مبا فيها السوق القدمي‪ ،‬جعلهم يأخذون خيار‬ ‫التدمير‪.‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪95‬‬


‫منبر مناطق‬ ‫بعد أسبوع من العودة‬ ‫بدأ اإلعمار‬ ‫كيف تتم عملية دفع التعويضات على‬ ‫املتضررين وعملية اإلعمار؟‬ ‫طبعا ً من نعم اهلل‪ ،‬أن قيض لنا دولة شقيقة‬ ‫مثل دولة قطر‪ ،‬أخذت فعالً على عاتقها إعادة‬ ‫إعمار بنت جبيل‪ ،‬عيناثا‪ ،‬عيثا الشعب واخليام‪.‬‬ ‫فبدأ العمل اإلعماري منذ األسبوع األول بعد‬ ‫عودة األهالي املهجرين إلى قراهم‪.‬‬ ‫مع من تتعاطى قطر في هذا امللف؟‬ ‫تتعاطى قطر‪ ،‬بشكل أساسي‪ ،‬مع حزب‬ ‫اهلل‪ ،‬ثم مع البلديات وهناك جلان معينة تهتم‬ ‫بالتواصل مع القطريني والناس‪ ،‬تنسق معهم‬ ‫ملتابعة عملية إعادة إعمار هذه املناطق‪ ..‬ومتابعة‬ ‫عملية الدفع لألهالي‪..‬‬ ‫قطر تبني أم تدفع؟‬ ‫قطر تدفع‪ ،‬لكننا نحن كنا نتمنى لو أنها‬ ‫تبني‪ ،‬حسب املواصفات واخلرائط املوضوعة في‬ ‫الدراسات التي أعدت‪ ،‬فستكون عندها أفضل من‬ ‫أن يتولى األهالي إعادة إعمار بيوتهم‪ .‬ومع األسف‬ ‫شديد وما يحز في النفس‪ ،‬هناك بعض األشخاص‬ ‫الذين تكون لهم مطالب خاصة‪ ،‬فهذا يريد بيته‬ ‫كما كان‪ ،‬فهو بيت جده أو والده‪ ،‬مبا يعني له‬ ‫هذا من شعور عاطفي‪ ،‬لكن هذه تفقد فرصة‬ ‫إعادة إعمار بنت جبيل إمكانية تصميم وسط‬ ‫جتاري حضاري تراثي يحفظ قيمته احلضارية‬ ‫التاريخية ويزيد عليها من بنى حتتية حديثة‬ ‫وحدائق ومواقف سيارات وسوق قدمي مجدد مع‬ ‫أرصفة واخلدمات كافة‪ .‬فمع األسف هذا لم يتم‬ ‫فاعتمد أسلوب الدفع بدال ً من البناء‪ .‬وقد دفعت‬ ‫دفعتان ألشخاص‪ ،‬وهناك دفعة ثالثة قريبة لهم‪،‬‬ ‫بينما بعض األشخاص ملا يقبضوا شيئا ً بعد‪.‬‬ ‫ثم أن األوضاع السياسية التي تتفاقم في البلد‬ ‫تساهم في تأخير الدفع وبالتالي اإلعمار‪.‬‬ ‫هل هناك مالحظات على أولويات أو‬ ‫محسوبيات تطال هذه العملية؟‬ ‫ال أعتقد ذلك‪ ،‬أنا أعرف أشخاصا ً أخذوا‬ ‫تعويضاتهم في املرحلة األولى‪ ،‬وكانوا على عالقة‬ ‫مع إسرائيل‪ .‬تقريبا ً كل من كان له بيت دفع له‪،‬‬ ‫واملدارس رممتها قطر‪ ،‬واملؤسسات العامة‪ ،‬ثم‬ ‫بنت سوقا ً مؤقتا ً جديدا ً ريثما يتم بناء وترميم‬ ‫السوق القدمي‪ ،‬وكانت كلفته ‪ 2‬مليون دوالر‪ .‬ونأمل‬ ‫أن يسمح الوضع السياسي واألمني باالستقرار‬ ‫حتى يتمكن الناس واملنطقة باستعادة عافيتهم‬ ‫بشكل طبيعي‪ .‬ونأمل أن يكون هذا الصيف‬ ‫مزدهرا ً ومثمرا ً ويسمح بعودة املغتربني والناس‬ ‫إلى بيوتها وقراها لتحسني واقعها أكثر‪.‬‬

‫اخملتار محمد عسيلي‪ :‬ليت ِّق‬ ‫اللبنانيون اهلل في هذا البلد!‬ ‫مختار محمد منذ متى توليت مسؤولية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪96‬‬

‫اخملتار؟‬ ‫أنا مختار منذ دورة االنتخابات التكميلية عام‬ ‫‪ ،2001‬ثم أعيد انتخابي عام ‪ 2004‬في الدورة‬ ‫األخيرة‪.‬‬ ‫هل مقيم في بنت جبيل؟‬ ‫نعم نحن من املقيمني الدائمني في بنت‬ ‫جبيل‪.‬‬ ‫كيف تدربت على مهام اخملترة؟‬ ‫كانت لدي خبرة جيدة في العمل االجتماعي‬ ‫والتطوعي عبر املدرسة الكشفية والنوادي‬ ‫وغيرها من األنشطة العامة فاهتمامي بالشأن‬ ‫العام قدمي‪ ،‬وبالطبع على صعيد االنتخابات‬ ‫بالنسبة جليلنا بعد ‪ 18‬سنة احتالل كانت جتربة‬ ‫جديدة جدا ً علينا‪ ،‬وأرغب في القول باملناسبة إن‬ ‫عائلتي ليست من العائالت األساسية والكبرى‬

‫في بنت جبيل‪ ،‬لكن نحن عاهدنا على خدمة‬ ‫البلدة وحتقيق مصلحتها‪ ،‬ونحاول واحلمداهلل أن‬ ‫نفي ثقة الناس لتحقيق رضى اهلل ورضى الناس‬ ‫علينا‪.‬‬ ‫بعد تأسيس الدولة اللبنانية أصبحت بنت‬ ‫جبيل منطقة نائية عن العاصمة‪ ،‬ما نتائج‬ ‫هذه احلال على حياة أهالي بنت جبيل؟‬ ‫إذا قرأنا تاريخ بنت جبيل منذ احلكم التركي‬ ‫واالنتداب الفرنسي مرورا ً بتأسيس الدولة‬ ‫اللبنانية حتى اليوم كانت بنت جبيل دائما ً والدة‬ ‫ثورات على مر تاريخها‪ .‬ومع تأسيس الدولة‬ ‫اللبنانية حتى اليوم ظلت بنت جبيل محرومة‬ ‫من اخلدمات األساسية التي عادة تقدمها أية‬ ‫دولة لشعبها‪ ،‬وكأننا نحن من خارج هذه الدولة‬ ‫وال ننتمي لها‪.‬‬


‫«السيد» في مهرجان النصر والتحرير (بنت جبيل)‪،‬‬

‫يخط درب العز‬ ‫الجمعة‪ 26 ،‬أيـار‪ /‬مـايو ‪2000‬‬

‫‪ 88‬سنة لم تكف لتنجز الدولة‬ ‫العتيدة سرايا بنت جبيل!!‬ ‫مماذا محرومة بنت جبيل؟‬ ‫محرومة بنت جبيل من كل ما يحقق اإلمناء‬ ‫ويجذب أهلها وزوارها إليها‪ .‬مثالً ال يوجد ماء‬ ‫وال كهرباء وال مستشفى فيها‪ .‬تص ّور مدينة‬ ‫ومركز قضاء وال توجد فيها حتى اللحظة‬ ‫سرايا جتمع دوائر الدولة‪ ،‬فما زالت السرايا قد‬ ‫اإلنشاء بعد حوالى ‪ 88‬عاما ً على قيام الدولة‬ ‫اللبنانية‪ .‬ثم املدارس املوجودة غالبيتها بنيت‬ ‫من تبرعات أهالي بنت جبيل اخليرين‪ .‬فالثانوية‬ ‫بناها أحد أبناء بنت جبيل وقدمها للوقف‬ ‫أجرها للدولة لتشغله ثانوية‪.‬‬ ‫الشيعي والوقف ّ‬ ‫فهل تتصور شدة االهتمام الرسمي بالبلدة؟!‬ ‫وهذا الوضع ينطبق على وضع معظم املدارس‬ ‫وكذلك املستشفى!‬ ‫ما وضع املستشفى؟‬ ‫املستشفى بناه أحد مواطني بنت جبيل منذ‬ ‫العام ‪ ،2000‬وقدمها بإيجار ‪ 30‬مليونا ً في السنة‬ ‫للدولة‪ ،‬يعود ريعه ملصلحة وقف بنت جبيل‪ ،‬وما‬ ‫زالت حتى اليوم غير مجهزة بعد ثماني سنوات‬ ‫على التحرير‪.‬‬ ‫في هذه احلال البلدة مقطوعة فعالً من‬ ‫اخلدمات الضرورية‪ ،‬فإذا أصيب شخص بطارئ‬ ‫عمل مثالً‪ ،‬فال جتدون مستشفى قريباً ميكنه‬ ‫عالج املصاب؟‬ ‫فعالً هذا هو الواقع لوال مستشفى الهيئة‬ ‫الصحية اإلسالمية (مستشفى الشهيد صالح‬ ‫غندور)‪ ،‬رغم انها شبيهة مبستوصف صغير‪،‬‬ ‫وال تصلح لتكون مستشفى فهي كانت مركزا ً‬ ‫لإلدارة املدنية‪ ،‬كما كانت تسمى‪ ،‬أيام االحتالل‬ ‫وتابعة له‪ .‬بعد التحرير استلمت املركز الهيئة‬ ‫الصحية اإلسالمية‪ ،‬وجهزته حسب املستطاع‪،‬‬ ‫لكنها محكومة بقدرة االستيعاب والتجهيز‪،‬‬ ‫حتى أنها ال ميكنها معاجلة حالة متوسطة‬ ‫اخلطورة ناهيك باخلطرة‪.‬‬

‫* «في يوم املقاومة والتحرير‪ ،‬في يوم االنتصار التاريخي العظيم والكبير‪ ،‬نلتقي هنا‬ ‫‪ ....‬لنثبت من جديد أ ّن الدم هنا ينتصر على السيف‪ ،‬وأ ّن الدم هنا قهر السيف وهزمه‪،‬‬ ‫وأ ّن الدم هنا ّ‬ ‫حطم كل قيد‪ ،‬وأ ّن الدم هنا ّ‬ ‫أذل كل طاغية ومستكبر»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫* «العمالء هم عبرة للبنانيني جميعاً‪ ،‬وهذه جتربة جديدة‪ ،‬وشاهدمت كيف أ ّ‬ ‫ذل هؤالء‪،‬‬ ‫كيف يتهمون قائدهم بخيانتهم‪ .‬أنطوان حلد العميل يقول‪« :‬لقد أخلصنا لـ إسرائيل‬ ‫‪ 25‬سنة وخانتنا وتركتنا في ليلة واحدة»‪ .‬هذه يجب أن تكون عبرة لكل لبناني مسلم‬ ‫ومسيحي أ ّن إسرائيل ال يعنيها‬ ‫وال يهمها أحد في لبنان‪.‬‬ ‫هي تكذب على املسيحيني‬ ‫وتكذب على املسلمني‬ ‫عندما تدعي احلرص عليهم‪.‬‬ ‫ما يهم إسرائيل في‬ ‫لبنان واملنطقة مصاحلها‬ ‫ومنافعها وأطماعها‪ .‬نحن‬ ‫واملسيحيني‪،‬‬ ‫املسلمني‬ ‫في نظر هؤالء الصهانية‪،‬‬ ‫مجرد خدم وعبيد لشعب‬ ‫اهلل اخملتار‪ .‬أما آن لبعض‬ ‫اللبنانيني ألن يفهموا هذه‬ ‫احلقيقية وأن يستفيدوا من‬ ‫كل هذه العبر؟»‪.‬‬ ‫* «أعلن من هنا في يوم‬ ‫النصر‪ ،‬بالنسبة إلى هذه‬ ‫املنطقة‪ ،‬أننا في حزب اهلل‬ ‫لسنا في وارد أن نكون بديالً‬ ‫عن الدولة‪ ،‬لسنا سلطة أمنية‪ ،‬ولن تكون سلطة أمنية‪ ،‬لسنا مرجعية أمنية‪ ،‬ولن‬ ‫نكون مرجعية أمنية‪ ،‬الدولة هي املسؤولة‪.»..‬‬ ‫* «‪ ...‬أنتم اآلن هنا في بنت جبيل آمنون سعداء‪ ،‬وهم على امتداد مستعمرات شمال‬ ‫فلسطني احملتلة خائفون ومرتعبون أمام املستقبل اجملهول‪ ...‬لقد انتهى الزمن الذي‬ ‫كنا نخاف فيه من التهويل والتهديد اإلسرائيلي‪ ،‬وهو يعرف أن الزمن الذي كانت فيه‬ ‫تستبيح طائراته سماءنا قد ولى‪ ،‬وأن الزمن الذي كانت تستبيح دباباته أرضنا قد ولى‪،‬‬ ‫وأن الزمن الذي كانت تستبيح فيه زوارقه مياهنا اإلقليمية قد ولى‪ ،‬وإ ّن أي اعتداء على‬ ‫لبنان لن يقابَل بشكوى إلى مجلس األمن (من مجلس األمن هذا؟!) وال بالدموع‪ ...‬لن‬ ‫يقابَل إال باملقاومة‪.»..‬‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪97‬‬


‫منبر مناطق‬

‫بنت جبيل مدينة الشهداء‬ ‫شهداء بنت جبيل كثيرون أبرزهم‪1 :‬ـ‬ ‫امني سعد (االخضر العربي)‪ ،‬استشهد‬ ‫في العرقوب في ‪2 .1969/12/3‬ـ موسى‬ ‫محمد بوصي مواليد ‪ ،1968‬استشهد في‬ ‫‪ 1987/5/25‬بني حوال وميس اجلبل‪3 .‬ـ احمد‬ ‫محمود مهدي مواليد ‪ ،1967‬استشهد‬ ‫في ‪ 1986/5/17‬في الطيري‪ 4 .‬ـ فضل اهلل‬ ‫داود ابراهيم مواليد ‪ ،1968‬استشهد في‬ ‫‪ 1987/4/19‬في علمان الشومرية‪5 .‬ـ محمد‬ ‫علي جمعة مواليد ‪ ،1964‬استشهد‬ ‫هو وعلي جواد شرارة في ‪1984/10/26‬‬ ‫في بنت جبيل‪6 .‬ـ محمد كامل جمعة‪،‬‬ ‫استشهد في ‪ 1986/9/28‬في طلوسة‪.‬‬ ‫‪7‬ـ طالل محمد حسن الصغير مواليد‬ ‫‪ ،1970‬استشهد في ‪ 1987/12/20‬في تلة‬ ‫السويداء‪8 .‬ـ حسني حتسني مكي مواليد‬ ‫عام ‪ ،1964‬استشهد في ‪9 .1989/4/3‬ـ‬ ‫فريد سعيد بزي مواليد ‪ ،1967‬استشهد‬ ‫في ‪10 .1989/12/23‬ـ منر علي حميد مواليد ‪ ،1970‬استشهد في ‪ 1994/8/25‬على طريق سجد الريحان‪11 .‬ـ شوقي نعمة بيضون مواليد‬ ‫‪ ،1967‬استشهد في ‪12 . 1990/4/17‬ـ حسن الشيخ عبد الكرمي بزي مواليد ‪ ،1971‬استشهد في ‪13 .1993/9/13‬ـ حسان شرارة وفؤاد‬ ‫دباجة وقاسم بزي استشهدوا على تلة مسعود في ‪14 .1978/3/14‬ـ واصف شرارة استشهد عام ‪.1969‬‬ ‫اما شهداء معتقل اخليام‪ ،‬فهم‪ :‬هيثم فؤاد دباجة مواليد ‪ ،1964‬استشهد في ‪ 1995/1/16‬اثناء التعذيب بعد ان قضى ‪ 10‬سنوات في‬ ‫املعتقل‪ .‬وابراهيم ابو العز‪ ،‬استشهد في ‪ .1989/11/28‬واسعد منر بزي‪ ،‬استشهد في ‪ .1990/8/1‬واستشهد جراء االرهاب كل من عبد‬ ‫احلسني هاشم احلكيم ويوسف سعد‪ ،‬الذي استشهد نتيجة الضرب الذي تعرض له من العمالء بعد ان رفض تسليم ابنه الى التجنيد‬ ‫االجباري‪.‬‬

‫اقتصاد بنت جبيل‪ :‬صناعة‬ ‫األحذية والسوق‬ ‫كيف واقع اإلنتاج االقتصادي للمقيمني‪،‬‬ ‫غير مصادر التوظيف واالغتراب؟‬ ‫إذا راجعنا تاريخ بنت جبيل نرى أن البلدة‬ ‫تعتمد على مرفقني هامني هما صناعة األحذية‬ ‫والتجارة‪ .‬أما التجارة فتتجلى في سوق اخلميس‬ ‫وهي مرتبطة مبوقع املدينة املتوسط بني الداخل‬ ‫والشمال الفلسطيني واألردن واجلوالن السوري‬ ‫واجلنوب اللبناني‪ ،‬وهذا محيط متنوع اإلنتاج‬ ‫واملواسم واملوارد‪ ،‬ما يوجد عملية تبادلية جتارية‬ ‫قوية وناشطة‪ ،‬فسابقا ً كان السوق دوليا ً حسب‬ ‫مقياس اليوم‪ ،‬بعد انحسار مداه في اجلنوب‬ ‫اللبناني بعد خسارته اجلنوب الفلسطيني‬ ‫والشرق السوري‪ .‬فأصبح محلياً‪ .‬لكنه استمر‪.‬‬ ‫أما صناعة األحذية فقد انهارت بسبب انعدام‬ ‫دعم الدولة وحماية اإلنتاج الوطني وفتح باب‬ ‫االستيراد‪..‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪98‬‬


‫أين الزراعة في البلدة رغم أن مناخ البلدة‬ ‫يسمح فضالً عن إمكانية التصريف في‬ ‫السوق؟‬ ‫كانت الزراعة موردا ً لإلنتاج‪ ،‬لكنها محدودة‪،‬‬ ‫بسبب حاجتها للري‪ ،‬وأنا قلت لك إنه ال ماء في‬ ‫بنت جبيل‪ ،‬خصوصا ً للري‪ ،‬لذلك توجد زراعة‬ ‫بعلية تتركز في األشجار املثمرة‪ ،‬لكنها على‬ ‫نطاق بيتي‪ .‬لكن قبل السبعينيات كانت هناك‬ ‫زراعة اقتصادية مزدهرة هي زراعة الدخان‪ ،‬وهي‬ ‫أيضا ً مجال إنتاج للعائلة كلها‪ ،‬لكنها بسبب‬ ‫عدم وجود رعاية من الدولة وعدم توفر املاء بعدت‬ ‫الناس عن الزراعة‪.‬‬

‫مدينة ال تستوعب أهلها‬ ‫كم يبلغ عدد سكان بنت جبيل وكيف‬ ‫يتوزعون؟‬ ‫يتراوح عدد سكانها بني ‪ 45‬و‪ 50‬ألفا بينما إذا‬ ‫أحصينا عدد املقيمني لوجدنا أنهم ال يتعدون ‪5‬‬ ‫آالف نسمة‪ ،‬بينما جند في أحد املهاجر األميركية‬ ‫مثل مشيغن مثالً ما يتجاوز ‪ 25‬الفا ً من أهل‬ ‫البلدة فضالً عن املوجودين في نيويورك وفي‬ ‫سدني (أستراليا)‪ .‬وهكذا أدى االحتالل إلى هجرة‬ ‫حوالى تسعني باملئة من سكان بنت جبيل إلى‬ ‫خارج البلدة‪ ،‬في املدن اللبنانية خصوصا ً في‬ ‫الضاحية اجلنوبية وبيروت‪ ،‬وإلى خارج لبنان‬ ‫خصوصا ً في الواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫هل يسهم املغتربون في تخفيف وطأة ضيق‬ ‫احلياة عن املقيمني؟‬ ‫هذا أكيد وشيء أساسي‪ ،‬فكل بيت نرى أن له‬ ‫بيتني وأكثر في أميركا‪ ،‬وبدورهم يساعدون ما‬ ‫يستطيعون ذويهم املقيمني‪.‬‬

‫بعد ‪ 3‬سنوات لم ّ‬ ‫توصل أوجيرو‬ ‫خطوط الهاتف!‬ ‫آثار العدوان اإلسرائيلي ‪ 2006‬على املدينة‬ ‫كانت فظيعة حيث دمرت أحياء بكاملها‪،‬‬ ‫كيف حتصل عملية اإلعمار؟‬ ‫أعتقد أن ال أحد يشك في أننا لبنانيون‪ ،‬وانتماؤنا‬ ‫إلى لبنان شرف لنا‪ ،‬ولكن كنا نتمنى من دولتنا أال‬ ‫تغيب كليا ً عن أبنائها بهذه القسوة‪ .‬منذ العدوان‬ ‫حتى اليوم لم يزرنا إال الوزير محمد فنيش‪ ،‬ورمبا‬ ‫ألنه ابن املنطقة‪ ،‬وليس ألنه وزير في الدولة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وبهمته متت عملية اإلنارة للمنطقة‬ ‫بهذه السرعة‪ ،‬بسبب كونه وزير الطاقة‪ ،‬بينما‬ ‫توصل بعد‬ ‫خطوط الهاتف التابعة ألوجيرو لم ّ‬ ‫في بنت جبيل‪« .‬على فكرة كمان زارنا وزير الثقافة‬ ‫طارق متري‪ .‬اهلل ال مييتنا إال على احلق»!‬ ‫كيف تتم عملية دفع التعويضات للمتضررين؟‬ ‫بعد عودتنا مباشرة مع انتهاء العدوان‬ ‫وبالتعاون مع مؤسسة «جهاد البناء» كمجتمع‬ ‫محلي‪ ،‬مع غياب كامل للدولة‪ ،‬باشرنا بإزالة‬ ‫آثار العدوان‪ .‬أوال ً تعهدت جهاد البناء بدفع‬

‫معقل الثوار واألحرار‬ ‫مع خضوع لبنان ملفاعيل االحتالل الفرنسي‪ ،‬الذي أشعل الفنت بني القرى مما ادى الى‬ ‫خرق التعايش االسالمي ‪ /‬املسيحي بني بنت جبيل وعني ابل املتجاورتني‪ ،‬تشكلت فرق‬ ‫مقاومة فعرفت فرقة املقاوم محمود احمد بزي على غرار فرقتي ادهم خنجر وصادق‬ ‫حمزة‪ .‬وضمت الفرقة‪ ،‬عبد االمير بيضون‪ ،‬العبد ونعيم ظاهر ايوب‪ ،‬يوسف محمود بزي‬ ‫ومنر حمودي بزي‪ ،‬باإلضافة الى ‪ 9‬عناصر من خارج البلدة‪ .‬هاجم الفرنسيون بنت جبيل‬ ‫مرات عدة أدت الى تدميرها فهجرت البلدة باكملها الى القرى والبلدات اجملاورة‪ .‬وحكم‬ ‫الفرنسيون باإلعدام على عدد من ابنائها‪ ،‬ومنهم من نفذ بحقه احلكم ومنهم من‬ ‫استطاع الفرار حيث استقر في بالد املهجر‪.‬‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪99‬‬


‫منبر مناطق‬ ‫إيواء إليجار بيت بديل وشراء أثاث منزلي لتأمني‬ ‫عودة األهالي إلى قراهم أو البقاء قريبني منها‪.‬‬ ‫وكذلك قدمت مساعدات ألصحاب املؤسسات‬ ‫التجارية‪ ،‬ألن ‪ 90‬باملئة من مباني سوق بنت جبيل‬ ‫قد هدمت‪ .‬ثم مساعي دولة قطر احلميدة التي‬ ‫ننتهز الفرصة لتقدمي الشكر لقيادتها الوفية‬ ‫لشعبنا‪ ،‬تولت إعادة إعمار بنت حبيل‪ .‬أما جلهة‬ ‫عدالة التوزيع في التعويضات على املتضررين‬ ‫فأتصور أن أكثرية املتضررين أخذت حقوقها‪،‬‬ ‫بسبب أن إدارة امللف كانت مضبوطة وجيدة‪ ،‬من‬ ‫جهة جهاد البناء وحزب اهلل‪..‬‬ ‫أخيرا ً آمل ان يتقي اللبنانيون‪ ،‬والسياسيون منهم‬ ‫حتديداً‪ ،‬اهلل في هذا البلد‪ ،‬وأن ينظروا إلى منطقتنا‬ ‫وقيمة ما قدمته الستعادة األرض والكرامة للبنان‪،‬‬ ‫وأظن هذا حقا ً لنا وليس منة من أحد‪.‬‬

‫شرارة‪ :‬تخلي الدولة عنا‬ ‫أقفل عشرات املعامل‬ ‫وأفقر مئات العائالت‬ ‫أخ غسان أنت من بنت جبيل وصاحب معمل‬ ‫أحذية‪ .‬كيف واقع هذه الصناعة؟‬ ‫صناعة األحذية في بنت جبيل كار ومهنة‬ ‫اكتسبهما أهالي بنت جبيل مما يزيد عن نصف‬ ‫قرن على األقل‪ ،‬حيث كان املعلم فيها يذهب إلى‬ ‫قرية فلسطينية ويقيم فيها فصالً كامالً من‬ ‫السنة يصنع أحذية لسكانها ويأتي باحملصول‬ ‫منها لعياله‪ .‬وأخذوا يتعلمونها من بعضهم‬ ‫ويتوارثونها من جيل إلى جيل‪ .‬حتى غدا حوالى‬ ‫‪ 60‬باملئة من أهالي املدينة يعتاشون من هذه‬ ‫الصناعة ونشروها في مناطق لبنانية عدة‪ .‬ومنذ‬ ‫سنة ‪ 1995‬بدأت هذه الصناعة تتراجع بسبب‬ ‫عدم توفر الدعم من الدولة على صعيد استيراد‬ ‫املواد األولية أو حماية اإلنتاج الوطني‪ .‬واملصير‬ ‫نفسه واجهته زراعة التبغ‪.‬‬ ‫ما هو مستوى الصناعة التي تصنعونها؟‬ ‫في بنت جبيل وفي لبنان عموما ً مستواها‬ ‫ممتاز‪ ،‬ال يتقدم عليه إنتاج أوروبي أو أجنبي‪ .‬جلد‬ ‫تصدر إلى دول اخلليج نسبة أكثر‬ ‫باب أول‪ ،‬وكانت‬ ‫ّ‬ ‫من ‪ .% 50‬وليبيا ‪ .‬وكانت نسبة إنتاجنا تتخطى‬ ‫‪ 800‬جوز يومياً‪ ،‬وكانت املعامل حوالى ‪ 80‬معمالً‬ ‫مختلفة القدرات‪.‬‬ ‫من أين كانت تستورد املوارد األولية؟‬ ‫كنا نستورد النعل من إيطاليا‪ ،‬والكعب‬ ‫واملسمار من أملانيا‪ ،‬واخليط من البرازيل‪ ،‬أما اجللد‬ ‫فكنا نشتريه من الدباغات اللبنانية‪.‬‬ ‫كيف تقيم جودة احلذاء؟‬ ‫بالنسبة لإليطالي من سنوات عدة لم يستورد‬ ‫إلى لبنان‪ .‬خصوصا ً بعد غالء اليورو‪ ،‬لكن البعض‬ ‫يحاولون أن يضعوا ماركة صناعة إيطالية ليسوقوا‬ ‫إنتاجهم‪ .‬أما الصيني فرخيص‪ ،‬لكن ال ميكن انتعاله‬ ‫بسبب سوء بضاعته وكثرة الكاوتشوك فيه‪ ،‬ثم‬ ‫مدة خدمته قصيرة‪ .‬بينما اللبناني صناعة بنت‬ ‫جبيل فأكثر خدمة‪ ،‬والصناعة اللبنانية األخرى‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪100‬‬

‫تضاهي اإليطالية األصلية‪ .‬خصوصا ً هناك ماركة‬ ‫لبنانية مشهورة جداً‪ .‬وميكن أن نصمم أي منوذج‬ ‫مخطط حلذاء ونصنعه كما لو كان من مصدره‬ ‫األصلي دون أي فارق في اجلودة‪.‬‬

‫إنتاجنا جيد‬ ‫وميكن ألي مواطن أن يشتريه!‬ ‫هل تصنيعكم للتصدير فقط أم أن املواطن‬ ‫اللبناني ميكنه شراؤه؟‬ ‫لدينا جودة خصوصا ً إذا قارنتها مع اإليطالي الذي‬ ‫لم يعد متوفرا في السوق‪ ،‬وكذلك مع البرازيلي‪،‬‬ ‫ترى أنه ميكن ألي مواطن ان يشتري إنتاجنا‪.‬‬ ‫أين تكمن املشكلة التي أدت إلى زوال هذه‬ ‫الصناعة؟‬ ‫تكمن باملنافسة من البضاعة األجنبية األقل‬ ‫سعرا ً مبا ال يقاس‪ ،‬بينما نحن ال تدعمنا الدولة‬ ‫ال باالستيراد وال باملواد األولية وال بالكهرباء‬ ‫وال باملازوت‪« ،‬كل واحد وهوي بحالو»‪ .‬عدم توفر‬ ‫حماية باألسعار وعدم وجود رسوم جمركية على‬ ‫املستورد‪ ،‬رغم أن عشرات العائالت تعتاش منها‪.‬‬ ‫ألم تعملوا حالة نقابية تتولى الدفاع عن‬ ‫مصالح أهل هذه الصناعة ؟‬ ‫بلى‪ ،‬أقمنا نقابة لصناعة األحذية‪ ،‬ولكن الدولة‬ ‫غيرمو جودة حتى تستجيب ملطالب النقابة‪.‬‬ ‫لذلك داخل بنت جبيل قد ال جتد معملني من كل‬ ‫ما كان موجودا ً فيها‪ .‬يوجد من أبناء بنت جبيل‬ ‫في الضاحية اجلنوبية من أقاموا معامل كبيرة‬ ‫الضباط اليهود أصابهم هوس الثأر من‬ ‫هيبة ملعب كرة القدم في بنت جبيل الذي‬ ‫خطب فيه السيد حسن نصر اهلل خطاب‬ ‫التحرير الشهير (‪ 26‬أيار ‪ ،)2000‬فكان هؤالء‬ ‫الضباط يرغبون بالتقاط صورة لهم في‬ ‫هذا امللعب فلم يتمكنوا‪ ،‬فأصبح امللعب‬ ‫مصيدة سهلة لهم‪ .‬وملا انفضحت رغباتهم‬ ‫املَرَضية كتبت الصحف اإلسرائيلية مق ّرعة‬ ‫هؤالء الضباط أنهم يبيدون مجموعاتهم‬ ‫من أجل صورة عجزوا عن التقاطها‪.‬‬

‫هناك ويتابعون اإلنتاج‪ .‬لهذا لم يجد احلرفي من‬ ‫بنت جبيل أمامه طريقا ً إال املدينة أو السفر‪،‬‬ ‫وكله سفر‪ ،‬ليعيل أسرته مبشقة احلياة‪.‬‬ ‫ملاذا لم تنقلوا معاملكم إلى اخلليج أو دول‬ ‫عربية أخرى؟‬ ‫ال تتوفر إمكانية مالية لذلك‪ ،‬خصوصا ً أنها‬ ‫حتتاج إلى يد عاملة فنية ومحترفة‪ ،‬فكيف‬ ‫ستؤمن اليد العاملة وسفرها؟ وهل تضمن‬ ‫مواجهة املنافسة هناك؟ بينما من كان يعمل‬ ‫في بيته وقرب عائلته كان مرتاحاً‪ .‬وكما قلت‬ ‫لك إن ‪ 60‬باملئة من اهالي بنت جبيل عملوا في‬ ‫هذه املصلحة‪ ،‬مبن فيهم املتعلمون كي يؤمنوا‬ ‫مصاريف تعليمهم‪ .‬وربوا أسرهم منها‪.‬‬ ‫كم فرصة عمل كانت تؤمن هذه املعامل؟‬ ‫ميكن أن نسميها بفرص عائلية‪ ،‬ألن العائلة‬ ‫ميكن أن تنتج داخل بيتها‪ ،‬ما يسهم في رفع‬ ‫القدرة اإلنتاجية لألسرة‪ ،‬وتؤمن بحبوحة عائلية‬ ‫كافية لها‪.‬‬ ‫ما البديل إذاً؟‬ ‫البديل هو السفر‪ ،‬تغيير املصلحة‪ ،‬أو البقاء في‬ ‫البلدة وحتمل قسوة احلياة‪ ،‬بانتظار حال أحسن‪.‬‬

‫الدولة عندنا انقرضت‬ ‫من أكثر من نصف قرن!‬ ‫ألم تكن هناك خطة ما من البلدية أو هيئات‬ ‫دعم دولية؟‬ ‫املسألة حتتاج خلطة تتعدى قدرة البلدية‪ ،‬حتتاج‬ ‫إلى دولة تساعدنا‪ ،‬وهي عندنا بدورها انقرضت‬ ‫منذ أكثر من نصف قرن‪ ،‬هذا إذا كانت موجودة‬ ‫قبله‪ .‬بصراحة بالنسبة لصناعة األحذية لم‬ ‫نر أحدا ً يحاول أن ينقذها رمبا كان هناك أهم‬ ‫منها‪ .‬واآلن لو توفر الدعم أستبعد إمكانية‬ ‫استنهاضها‪ ،‬بسبب سفر كفاءات التصنيع في‬ ‫بالد املهاجر‪.‬‬ ‫والواقع أقول للسياسيني «صدقونا نحن ورثنا‬ ‫إهمالكم في وصايا آبائنا‪ ،‬بس اشملونا بنظرة‬ ‫منكم مش أكثر‪ .‬منستاهل»!!‬

‫اعداد وتصوير هاني احللبي‬


‫مقابلة‬ ‫رئيس “هيئة انماء المنطقة الحدودية الجنوبية” واصف شرارة‪:‬‬

‫“الدولة ال تعطي الحقوق ألصحابها‪ ،‬وإن ارادت فهناك إمكانات”‬ ‫انطالقاً من االميان بان الهم االساسي‬ ‫االول واالخير في املنطقة اجلنوبية يبقى‬ ‫على عاتق ومسؤولية ابناء املنطقة أن‬ ‫يكونوا طليعة ورأس حربة التحرير وحتريك‬ ‫االهتمام بها واعطائها االولوية الدائمة‬ ‫وفرضها كمرجع صدى لنبض قلب كل‬ ‫مواطن من ابناء املنطقة اذا كان صامداً‬ ‫متحدياً حياة وظروف االحتالل الصعبة او‬ ‫خارجها يعيش على امل التحرير والعودة‬ ‫الكرمية‪.‬‬ ‫وانطالقاً من القناعة املتجذرة في ان‬ ‫املعركة مع العدو هي معركة مصيرية‪،‬‬ ‫معركة وجود‪ ،‬ومعركة طويلة وشاقة‬ ‫وقاسية‪ ،‬وليست عمالً عسكرياً وحسب‪،‬‬ ‫بل عمل سياسي واجتماعي ايضاً‪ ،‬يبني‬ ‫ويعزز الصمود ويوفر مقوماته‪ ،‬كانت‬ ‫انطالقة “هيئة إمناء املنطقة احلدودية‬ ‫احملتلة من جنوب لبنان” من اجل اطالق‬ ‫حترك فاعل‪ ،‬يعتمد اساساً على ابناء‬ ‫املنطقة احلدودية من خالل إنشاء‬ ‫فريق عمل ضاغط على جميع املراجع‬ ‫واملؤسسات احمللية والعربية والدولية وعلى‬ ‫الهيئات اإلنسانية واالغترابية بهدف تقدمي‬ ‫املساعدات الالزمة لدعم صمود أهالي‬ ‫املنطقة حتى يتمكنوا من إفشال سياسة‬ ‫العدو الصهيوني وتنظيم مواجهة ناجحة‬ ‫ألطماعها وإحباطها”‪“ .‬منبر التوحيد”‬ ‫تسلط الضوء على عمل هذه الهيئة عبر‬ ‫لقاءها برئيس هيئة امناء املنطقة احلدودية‬ ‫اجلنوبية األستاذ واصف شرارة‪.‬‬

‫لنبدأ اوالً بالتعريف عن اجلمعية ونشأتها؟‬ ‫هيئة امناء املنطقة احلدودية اجلنوبية هي هيئة‬ ‫اهلية انشأتها مجموعة من شباب املنطقة‬ ‫بهدف دعم صمود األهالي وتعزيز مناعتهم ضد‬ ‫االعتداءات واالساليب الصهيونية وتسليط‬ ‫الضوء على االوضاع واملشاكل احمليطة والعمل‬ ‫على ايجاد احللول لها من اجل تثبيت املواطن في‬ ‫ارضه واحلصول على مقومات العيش الكرمي الالئق‪،‬‬ ‫وكذلك فضح اخملططات الرامية إلحداث تغييرات‬ ‫في البنى االجتماعية والسياسية وطمس للتاريخ‬ ‫واحلقائق املتجذرة في حياة األهل واملواطنني‪.‬‬ ‫هيئة إمناء املنطقة احلدودية اجلنوبية هي‬ ‫هيئة أهلية أنشأت مبوجب العلم واخلبر الصادر‬

‫واصف شرارة‬

‫عن وزارة الداخلية حتت رقم ‪/73‬دد‪ 1988/‬وتضم‬ ‫في عضويته هيئتها االدارية‪ :‬املهندس واصف‬ ‫شرارة‪ ،‬االستاذ رائف صوفان‪ ،‬احملامي طارق شهاب‪،‬‬ ‫الصحافي محمد غامن‪ ،‬السيد حسن ابو عمار‪،‬‬ ‫االستاذ جريس بشارة واالستاذ حامت خليل صادر‪.‬‬ ‫باشرت الهيئة عملها في النصف الثاني من‬ ‫العام ‪.1988‬‬ ‫وبعد التحرير في العام ‪ 2000‬تقدمت الهيئة‬ ‫بطلب لتعديل التسمية التي حصلت مبوجبها على‬ ‫العلم واخلبر‪ ،‬حيث كانت تسميتها عند االنطالقة‪:‬‬ ‫هيئة امناء املنطقة احلدودية احملتلة ثم أصبحت بعد‬ ‫التعديل “هيئة امناءاملنطقة احلدودية اجلنوبية”‪.‬‬ ‫في أي مجال تصب املساعدات التي تقدمها‬ ‫الهيئة؟‬ ‫منذ منتصف العام ‪ 1988‬باشرت الهيئة عملها‬ ‫عبر تقدمي مساعدات عينية ومالية وانسانية‬ ‫وصحية ومدرسية واجتماعية بهدف دعم صمود‬ ‫األهالي وتعزيز مناعتهم ضد العدو الصهيوني‬ ‫وتسليط الضوء على واقع املنطقة واالوضاع‬ ‫احمليطة بها واملشاكل التي ترزح حتتها وواقع احلرمان‬ ‫واملعاناة فيها واإلهمال وترك املواطن اجلنوبي وحيدا ً‬ ‫في مواجهة العدوان‪ ،‬مما دفع بالعديد من ابناء‬ ‫املنطقة الى هجرة بيته وارضه وصوال ً الى أحزمة‬ ‫البؤس حول املدن او الى املهاجر في اصقاع االرض‬ ‫بحثا ً عن لقمة العيش‪.‬‬ ‫هذه املساعدات مكنت البعض من البقاء‬

‫وأبعدتهم عن بعض اإلغراءات املسمومة التي كان‬ ‫يقدمها العدو والصمود بهدف تقريب الناس منه‬ ‫متهيدا ً الستمالتها ونقلها الى دائرة اهتمامه‪.‬‬ ‫كما عملت على تقدمي خدمات اجتماعية في‬ ‫أكثر من بلدة وقرية وقامت بتسجيل العديد من‬ ‫الطالب ودفعت الرسوم املستحقة عنهم وأمنت‬ ‫لبعضهم الكتب والقرطاسية واللوازم املدرسية‪،‬‬ ‫كما ساعدت بعض املدارس في املنطقة بتقدمي‬ ‫احملروقات‪ ،‬لزوم التدفئة في فصل الشتاء حيث‬ ‫كان يتعذر على االهالي او على الهيئة التعليمية‬ ‫تأمينها‪ .‬كما قامت بتأمني ادوية ونفقات عالج او‬ ‫استشفاء لبعض احلاالت القليلة كما انها تقوم‬ ‫شهريا ً بتوزيع حصص من املواد الغذائية على‬ ‫بعض احملتاجني الذين ال حيلة لهم على اإلطالق في‬ ‫بعض قرى بنت جبيل وعيناتا وعيترون وميس اجلبل‬ ‫ورميش‪ ،‬كما انها ساهمت بنقل وتوزيع كميات‬ ‫من الشتول احلرجية وتساهم ايضا ً في توجيه‬ ‫وإرشاد ابناء الفقراء املتفوقني بغية التخصص في‬ ‫امليادين التي يفتقر اليها اجملتمع املدني‪ .‬كما تأمل‬ ‫ان تبقى صلة وصل بني االهالي داخل املنطقة‬ ‫وخارجها وفي املهاجر من اجل ان تبقى شمس‬ ‫اجلنوب ناصعة ال تغيب وان تبقى شعلة املقاومة‬ ‫وهاجة ال تنطفئ‪.‬‬ ‫كما قامت الهيئة بنشر بعض الكتب واملقاالت‬ ‫التي تعرف باملنطقة وتشرح اوضاعها وتفضح‬ ‫ممارسات االحتالل واساليبه الهادفة لطمس‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪101‬‬


‫مقابلة‬ ‫وتشويه تاريخ املنطقة النضالي وحملو كل آثار ثقافة‬ ‫املقاومة واملمانعة املتجذرة في حياة اجلنوبيني‪.‬‬ ‫وساهمت بطباعة ونشر كتب من ادباء ومناضلني‬ ‫جنوبيني‪ ،‬واستمرت في عملها من املنطقة احملتلة‬ ‫فيه دحر االحتالل وساهمت في نشوء وتعميم‬ ‫ثقافة املقاومة في اكثر من مجال‪.‬‬ ‫من أين متولون عمل الهيئة؟‬ ‫تستحصل الهيئة على التمويل من رجال‬ ‫اخلير واإلحسان ومن خالل التبرعات واالشتراكات‬ ‫ومساهمات األعضاء وبعض الهبات‪.‬‬ ‫هل هناك مشروع كتاب جديد للهيئة؟‬ ‫اصدرت الهيئة في العام ‪ 1991‬كتابها االول‬ ‫حتت عنوان املنطقة اجلنوبية احملتلة‪ :‬قضية شعب‬ ‫وارض وقد تضمن الكتاب فصوال ً عن واقع ومشاكل‬ ‫املنطقة‪ ،‬وشكل مرجعا ً ميكن العودة اليه في كل‬ ‫امر يتعلق بها وهي تعمل حاليا ً في اعادة صياغة‬ ‫للكتاب كون الوقائع واالحداث واملشاكل قد اختلفت‬ ‫وان طغى موضوع اعادة البناء والتنمية على ما عداه‬ ‫بعد احلرب التدميرية الفاشلة التي شنها العدو‬ ‫الصهيوني ومن وراءه الواليات املتحدة األميركية‬ ‫لتحقيق مشروعها في اقامة “شرق اوسط جديد”‪.‬‬

‫حلول املشاكل موجودة‪ ...‬لكن‬ ‫لرمبا يزال اجلنوب يعاني من مشاكل عديدة‬ ‫بعد سنوات االحتالل الطويلة؟‬ ‫صحيح‪ ،‬فكما املعروف املنطقة منطقة زراعات‬ ‫بعلية (تبغ وحبوب) حيث ال وجود ملصدر مائي‬ ‫اراض هامشية في معظمها يلزمها‬ ‫كما انها‬ ‫ٍ‬ ‫االستصالح لتكون مصدر عيش متكن املزارع من‬ ‫البقاء في ارضه‪ .‬اضافة الى عدم وجود طرقات‬ ‫زراعية متكن املزارعني من الوصول الى حقولهم‬ ‫ووجود االلغام التي تعيق حركة وانتقال املزارعني‬ ‫واالهالي ومتنعهم من استثمار اراضيهم‪ .‬وعدم‬ ‫توفير القروض امليسرة للمزارعني‪ ،‬اضافة الى عدم‬ ‫تأهيل املراكز الصحية واملستشفيات‪ ،‬رغم وجود‬ ‫البعض منها‪ .‬كل هذا يؤدي الى فقدان فرص العمل‬ ‫مما يؤدي الى زيادة الهجرة من الريف نحو ازمة املدن‬ ‫والى املغتربات‪.‬‬ ‫برأيكم كيف ميكن تقدمي املساعدة حلل هذه‬ ‫املشاكل؟‬ ‫هناك العديد من احللول التي ميكن ان تساعد‪،‬‬ ‫كاقامة مشاريع مائية (سدود صغيرة وبرك‬ ‫جتمع املياه)‪ ،‬رصد االعتمادات الستصالح االراضي‬ ‫الهامشية‪ ،‬شق الطرقات الزراعية التي متكن‬ ‫املزارعني من الوصول الى حقولهم‪ ،‬اقامة البنى‬ ‫التحتية في البلدان والقرى‪ ،‬تأهيل املراكز الصحية‬ ‫واملستشفيات وانشاء املزيد منها حيث يجب‪،‬‬ ‫توفير القروض الزراعية امليسرة للمزارعني‪ ،‬االسراع‬ ‫بعملية ازالة االلغام‪ ،‬اقامة مشاريع تصنيع‬ ‫املنتجات الزراعية املنتجة محليا ً (معامل احلليب‪،‬‬ ‫صناعات غذائية‪ ،)...‬لذلك ال بد من تشجيع شق‬ ‫الطرقات واقامة البنى التحتية الالزمة‪ ،‬تقدمي‬ ‫حوافز للمزارعني اجمل ّلني‪ ،‬اقامة املعارض التي تساهم‬

‫‪102‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫مدخل ميس اجلبل‪ ،‬احدى البلدات التي تنشط فيها الهيئة‬

‫بتسويق اإلنتاج‪ ،‬دعم التعاونيات واجلمعيات‬ ‫االهلية‪ ،‬لذلك نرى ضرورة اقامة مشاريع مائية‬ ‫واقامة زراعات مروية‪.‬‬

‫“شكراً قطر”‬ ‫لكن ملاذا لم تنفذ هذه احللول حتى اآلن؟‬ ‫دور الدولة ال يزال يعاني من تهميش وتقصير‬ ‫كبيرين ال سيما بعد العدوان الذي جرى في متوز‬ ‫‪ 2006‬والدمار الذي حلق بالعديد من القرى والبلدات‪.‬‬ ‫فرغم مجيء املساعدات وحصول الدولة عليها من‬ ‫الدول العربية ال تزال هذه املساعدات حتى هذه‬ ‫اللحظة لم تصل الى مستحقيها‪ .‬فهناك العديد‬ ‫من االشخاص في اكثر من بلدة واكثر من قرية‬ ‫لم يحصلوا على الدفعة االولى التي تعيد اعمار‬ ‫منازلهم وال يزالون ينتظرون حتى اآلن‪ .‬وهنا ال بد‬ ‫من توجيه التحية لدولة قطر التي ساهمت بإجناز‬ ‫العمل املطلوب وعادت الناس الى بيوتها‪.‬‬ ‫لكنك ذكرت أن دوالً عربية مختلفة ساعدت‪،‬‬ ‫ملاذا الشكر لقطر وحدها؟‬ ‫انا لم اقصد ان اتشكر دولة قطر فقط‪ ،‬وانا ال القي‬ ‫باللوم على الدول املتبرعة فكل الدول التي تبرعت‬ ‫لها جزيل الشكر‪ ،‬ولكن اخلطأ عند الدولة التي ال‬ ‫تعطي احلقوق ألصحابها‪ .‬هناك غياب تام للدولة‬ ‫وعدم تشجيع خاصة ان الناس عندما عادت في ‪14‬‬ ‫آب مببادرة ذاتية منها وليس بتشجيع من الدولة‪.‬‬ ‫لرمبا الدولة غير قادرة حتى اآلن؟‬ ‫عندما تريد الدولة مساعدة الناس هناك العديد‬ ‫من اإلمكانات‪ .‬فشعار الصمود عند الناس في‬ ‫ارضها في اجلنوب او في غير اجلنوب يحتاج الى‬ ‫اساليب حتى يتمكن هذا االنسان من الصمود فال‬ ‫يبقى شعاره مجرد شعار اجوف من دون مضمون‪.‬‬ ‫ملاذا لم تقم الدولة بواجباتها كتأمني البنى‬ ‫التحتية ومقومات العيش فهي لم تقم بسياسات‬ ‫مشجعة من اجل اعطاء انتاج اقتصادي اكبر ميكن‬

‫اجلنوبي من عيش كرمي‪.‬‬ ‫هل يعقل ان الناس لم تأخذ املساعدات حتى‬ ‫اآلن منذ حرب متوز؟ من يالحق توزيع الهبات التي‬ ‫قدمتها الدول العربية؟‬ ‫الناس قدمت الطلبات ومجلس اجلنوب قام‬ ‫بكشف قدمه للجهات اخملتصة‪ ،‬وقامت مكاتب‬ ‫هندسية بزيارة اجلنوب وتأكدت من الكشوفات‬ ‫احلاصلة وحتى اآلن ال يزال يوجد ناس لم يحصلوا‬ ‫على الدفعة االولى أقلها‪.‬‬

‫نحن اجلنوبيني نعمل بصمت‬ ‫هل كانت الهيئة ناشطة اثناء العدوان‬ ‫االسرائيلي في متوز ‪2006‬؟‬ ‫نعم لعبت الهيئة دورا ً كبيرا ً وخاصة في ظل‬ ‫التهجير الذي حصل من اجلنوب باجتاه بيروت من‬ ‫خالل مساعدة ابناء املنطقة بتأمني االيواء لهم‬ ‫ودعمهم معنويا ً واجتماعيا ً فأمنت لهم بعض‬ ‫البيوت قي قرى اجلبل وبيروت وبرج حمود‪ .‬وبالوقت‬ ‫نفسه كانت الهيئة تعمل على تأمني املواد‬ ‫الغذائية للعائالت التي كانت مهجرة في حينها‬ ‫كما ان الهيئة ساعدت العديد من الناس في يوم‬ ‫العودة عبر تأمني بعض احملروقات واملواد الغذائية‬ ‫في القرى التي كانت مدمرة‪.‬‬ ‫من العام ‪ 1988‬حتى ‪ ،2008‬مرت اعوام عديدة‪،‬‬ ‫ما احملطات املميزة للهيئة في العمل االجتماعي‬ ‫املقاوم؟‬ ‫نحن هيئة اهلية تعمل بصمت انطالقا ً من‬ ‫اعتقادنا ان هذا واجبنا‪ ،‬فلم نطلب يوما ً ان يذكر‬ ‫اسم الهيئة في اي عمل‪ .‬ما يهمنا ان يبقى اجلنوب‬ ‫وشمس اجلنوب ناصعة وان يبقى القمر فوق اجلنوب‬ ‫ال يغيب وان تبقى املقاومة عز اجلنوب وعنوانه نحن‬ ‫عمل بصمت فنحن ناس جنوبيون نهتم باجلنوب‬ ‫وقضاياه وابنائه‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد ابوذياب‬


‫منبر رأي‬ ‫ليس بجديد في هذا العالم احمل ّلق بجناحيه‪ ،‬شرقا ًَ وغرباً‪ ،‬على مسألتني‬ ‫ملتزمتني فيما بينهما؛ مسألة الدين ومسألة السياسة‪ .‬ونس‪a‬تطيع‬ ‫القول بأن التداخل بني هاتني املسألتني امر طبيعي جداً‪ ،‬طاملا ان السياسة‬ ‫جتري في اطار احلريات الدميقراطية والفكر احلر‪ ،‬والدين بعيد كل البعد‬ ‫عن التعصب واالستغالل‪ ،‬وهو مبفهومه العام يدعو الى االخالق واحترام‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫وهذا األمر يسري على جميع السياسات كما يسري على االقتصاد‪.‬‬ ‫ومقولة أحد الفالسفة‪“ :‬إن اعتناق املعتقدات من القيود‪ ،‬هو من أصعب‬ ‫مهام اإلصالح”‪ .‬فال بد من وقفة في‬ ‫هذه املرحلة التي مير بها العالم‬ ‫اليوم‪ ،‬خصوصا ً العاملني العربي‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬اللذين تسودهما في هذه‬ ‫املرحلة غيمة ظالمية غير واضحة‬ ‫الرؤية‪ .‬وقد تكون على عدة اشكال‬ ‫منها “مرحلة صراع احلضارات” او‬ ‫“مرحلة صراع القوة”‪ ..‬فهذا األمر‬ ‫يوضح ملا بأن الدين لم يكن يوما ً من‬ ‫األيام مشكلة او عقبة أمام تطور‬ ‫اجملتمعات وانفتاحها وحريتها‪ .‬ولكن‬ ‫املشكلة تكمن في التطرف الديني‪،‬‬ ‫الذي يقود اجملتمعات الى احلروب واالقتتال وغلبة االستبداد على احلرية‪.‬‬ ‫والتطرف احلاصل اليوم في عاملنا اإلسالمي‪ ،‬ليس فريدا ً من نوعه‪ ،‬او‬ ‫عصيا ً على التفسير‪ .‬ولكن ليس هذا هو االسالم‪ ،‬وال اجملتمع االسالمي‪،‬‬ ‫كما يحاول بعض العنصريني في الغرب تصويره‪ ،‬لتشويه صورته في‬ ‫العالم!!‬ ‫ففي كل حقبات تاريخ هذه املنطقة‪ ،‬وحتديدا ً على سبيل املثال‪ ،‬عندما‬ ‫قام املتطرفون في حركة “طالبان” األفغانية في االمس القريب‪ ،‬بتحطيم‬ ‫متاثيل “بوذا” التاريخية‪ ،‬املنحوتة منذ مئات السنني‪ ،‬كان املسلمون قبل‬ ‫غيرهم‪ ،‬يستغربون هذا العمل غير األخالقي ويدينونه‪ ،‬وأكثر من ذلك‪،‬‬ ‫فهم انفسهم كانوا اول احملافطني عليها عبر قرون‪ .‬لذا وجب احترام‬ ‫معتقدات اآلخرين‪ ،‬ألن الدين نفسه يحترم كل معتقد ويدعو الى عدم‬ ‫جتاوز هذا االحترام‪ ،‬وردع الفنت في اجملتمعات‪ .‬اذا ً فالدين بعيد كل البعد‬ ‫عن هذه املمارسات‪.‬‬ ‫أما بعض اجملتمعات التي ترمتي في أحضان االنظمة االستبدادية‪ ،‬فامنا‬ ‫تضيق اخلناق على حرية شعوبها وتخلق أحواال ً غير مؤاتية للدميقراطية‪،‬‬ ‫ليس بسبب اسالميتها‪ ،‬بل نتيجة الفقر واإلهمال املستشري‪ ،‬واحلد من‬ ‫حرية التطلع والسعي لالرتقاء والتقدم‪ ...‬فاجملتمع احلر املثقف‪ ،‬يعطي‬

‫فرصة إلصالح الوضع املهمل واملزري‪ ،‬لكي ينهض من سباته‪ ،‬ويقيم‬ ‫اعتبارا ً موضوعيا ً الستنهاضه‪ ،‬ويسعى في سبيل احلق واحلياة االفضل‪.‬‬ ‫كل ذلك يدلنا على سبب نشوء األنظمة التعسفية‪ ،‬واملسؤولة عن‬ ‫النخب احلاكمة املستأثرة باحلكم‪ ،‬او القائمة على التمييز‪ ،‬الذي يولد من‬ ‫جتاهل تاريخها واصالتها وعالقة البيئة في تكوين شخصية اجملتمع‪ .‬بل‬ ‫املسؤولية مسؤولية شرائح واسعة من اجملتمع‪ ،‬تؤثر على احلريات بشكل‬ ‫عام‪.‬‬ ‫من هنا نقول ان الدميقراطية التعبيرية‪ ،‬هي ضمانة احلرية واالحترام‬ ‫املتبادل‪ ،‬الذي تتوق اليه الشعوب‪،‬‬ ‫والذي هو مرتكز اساسي قبول اآلخرين‬ ‫على ما هم عليه‪ ،‬والسعي لالرتقاء‬ ‫بهم‪ ،‬بحيث تكون لالقلية احلقوق‬ ‫ذاتها التي تتمتع بها االكثرية‪.‬‬ ‫واي اقلية او اكثرية تتشكالن يجب‬ ‫ان تعبر عن معتقداتها وافكارها‬ ‫بتج ّرد‪ ،‬دون قهر او كبت‪ .‬حتى ولو‬ ‫كان اجلهل متفشيا ً في مجتمع من‬ ‫اجملتمعات‪ ،‬فالعيب يفرض اجلهل‪،‬‬ ‫واالبقاء عليه‪ .‬وهناك ميزان حق كفيل‬ ‫باملساواة بني الناس اجمعني هو‬ ‫“ميزان حكم القانون”‪ .‬ويقال بحق‪“ :‬حيث ينتهي القانون‪ ،‬يبدأ الطغيان”‪.‬‬ ‫وهذا يدل على وجود كلمة فصل واضحة ومهمة بني اجملتمعات‬ ‫الدميقراطية وغير الدميقراطية‪ ،‬وهي حكم القانون‪ ،‬حيث العدالة وصدق‬ ‫العمل هما أهم ادوات الفصل‪ .‬فالقانون‪ ،‬هو كلمة حق عادلة بني اجملتمعات‬ ‫كلها‪ .‬ولكن هناك مجتمعات ايضا ً تتأثر باملنافع املؤقتة اآلنية‪ ،‬اال انها لن‬ ‫تستطيع ان تستمتع باحلرية والدميقراطية لوقت طويل‪ ،‬فال شيء يعادل‬ ‫ثمنهما‪ ،‬أو يكون بديالً عنهما‪..‬‬ ‫فالتمايز يظهر جليا ً في اجملتمعات التي حتيا في مناخ احلرية‪ ،‬والعدالة‪،‬‬ ‫واإلقرار بأحقية اختالف الرأي بني الناس واحترامه ومناقشته وتصويبه‪.‬‬ ‫جد مهمة وحاسمة في مجتمع احلرية‬ ‫فالتعبير عن االختالف‪ ،‬مسألة ّ‬ ‫والدميقراطية‪.‬‬ ‫ان هذا االحترام يقودنا الى القيم واملبادئ السامية‪ ،‬التي تتجلى‬ ‫في االسالم‪ ،‬وفي احترام معتقدات الغير‪ .‬فالدين والسياسة مسألتان‬ ‫متالزمتان فيما بينهما‪ ،‬تسعيان خلدمة االنسان واجملتمع واالرتقاء بهما‬ ‫نحو االفضل دائماً‪..‬‬

‫التط ّرف الديني‬ ‫يقود إلى االقتتال‬

‫عبير ضو‬

‫مفارقة التيار في تيار المفارقات‬ ‫مفارقة تيار التوحيد اللبناني تكمن في اسمه “التوحيد”‪ .‬هذا االسم‬ ‫الذي استسهل البعض حتويره حلصره في طائفة املوحدين الدروز‪ ،‬االمر الذي‬ ‫ال يسمح لوجود مناصرين ومنتسبني من طوائف اخرى في وطن تتقاذفه‬ ‫مناطق النفوذ وتتجاذبه مراكز القوى‪ ،‬فكانت املفارقة‪ :‬انضواء أعداد من‬ ‫املناصرين واملنتسبني حتت لواء التيار وقائده من جميع املناطق والفئات‬ ‫والشرائح والطوائف‪.‬‬ ‫فجاءت االنتسابات من أهلنا في القماطية وبعلبك واملنت وبيروت وراشيا‬ ‫وحاصبيا‪ ،‬اضافة الى مناطق الشوف وعاليه‪.‬‬ ‫هذه املفارقة في تيار املفارقات الذي‪ ،‬ومنذ نشأته تع ّرض ملضايقات وشاهد‬ ‫كثر من الذين يكمنون له على املفترق‪ ،‬فكانت االشكاالت االمنية املتعددة‬ ‫التي واجهها وتخطاها‪ .‬حتى اتى عدوان متوز ‪ 2006‬بغضب عناقيده‪ ،‬وهدايا‬ ‫الكراهية واحلقد‪ ،‬من احقر شعب على اقدس ارض‪.‬‬ ‫هذه االرض التي روتها املقاومة بدماء ابطالها ورواها شعبنا بشيبه‬ ‫ونسائه وفلذات اكباده‪ ،‬حتى اصبحت كل حبة تراب مجبولة بدم الشهادة‬

‫تنبت سنبلة‪.‬‬ ‫وأثناء العدوان‪ ،‬قام اعضاء التيار ومناصروه بواجبهم جتاه اهلنا النازحني‬ ‫من ارضنا الغالية في جنوبنا االبي الصامد‪.‬‬ ‫بعد اندحار العدوان‪ ،‬عادت االشكاالت املتنقلة لتبرز من جديد‪ .‬لكن التيار‬ ‫استمر بشموخه‪ ،‬هذا التيار اجلارف يأتي على من يقف في طريقه ويروي‬ ‫ضفافه لينمو ورد بالدي بالعناية الوطنية ويسحق الشوك الذي منا بإهمال‬ ‫محبة الوطن والتقوقع في دهاليز الطائفية املقيتة احلاقدة‪.‬‬ ‫التيار مستمر‪ ،‬ألن نقيق الضفادع ال يوقف سيل النهر الهادر‪ ،‬وألن الفجر‬ ‫يبزغ دائما ً حتى لو لم يصيح الديك‪.‬‬ ‫سيستمر التيار باحلق حتى التحرير واستكمال وحدتنا االجتماعية التامة‬ ‫في وطننا العزيز‪.‬‬

‫وائل صعب‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪103‬‬


‫منبر مرأة‬ ‫إذا كان األنظمة العربية لم تحرر فلسطين فليدعوا الشعوب تحررها‬

‫د‪. .‬زينب حيدر‪:‬‬ ‫معاناتنا األمر من وقاحة األنظمة المستسلمة‬

‫اصبحت املرأة اللبنانية مثاالً حتتذي به نساء العالم‪ ،‬فهي‬ ‫من حولت التحديات إلى إجنازات‪ ،‬وجعلت من مسيرة نضالها‬ ‫دافعاً من أجل متكني املرأة العربية من اجل خوض صراع البقاء‬ ‫والوجود‪.‬‬ ‫فهي انخرطت في املقاومة وحققت الى جانبها انتصارات‬ ‫متعددة على العدو‪ ،‬تطورت خاللها اساليب مقاومتها وتنوعت‪.‬‬ ‫فمن إيواء اجملاهدين والسهر حلراستهم وإنذارهم عند املداهمات‬ ‫الى انشاء مؤسسات لدعم اجملتمع املقاوم‪ ،‬تربوية وصحية‬

‫وكشفية‪ .‬وكما لم تتوا َن يوماً عن النزول في املظاهرات من اجل‬ ‫َ‬ ‫تتناس القضايا العربية‬ ‫القضايا الوطنية احملقة‪ ،‬حتى انها لم‬ ‫وخاصة فلسطني‪ .‬فنشطت في امليدان لدعم هذه القضية‬ ‫ودعمها فانضمت الى جمعيات متعددة‪.‬‬ ‫“منبر التوحيد” التقت الدكتورة زينب حيدر من جمعية‬ ‫“نساء من اجل القدس”‪ ،‬فأكدت حيدر على اهمية دعم املقاومة‬ ‫ودور املرأة في هذا اجملال ال سيما في ظل الوضع املسيطر على‬ ‫االنظمة العربية‪ .‬وهذا نص احلوار‪:‬‬ ‫كيف انطلقت فكرة تأسيس اجلمعية؟‬ ‫منذ سنتني‪ ،‬وإميانا ً منّا بدور املرأة اللبنانية باملشاركة في‬ ‫الساحة السياسية واالجتماعية العربية‪ ،‬قررنا كمجموعة‬ ‫من النساء اللبنانيات من مختلف الطوائف واملذاهب تأسيس‬ ‫جمعية “نساء من اجل القدس”‪ ،‬من اجل دعم القضية‬ ‫الفلسطينية واحلفاظ على القدس وعلى تراثها العربي كونها‬ ‫تشكل رمزا ً لوجود الديانات ومصدرا ً لها‪ .‬وتأتي اهمية االهداف‬ ‫واحقيتها في ظل محاولة اسرائيل محو هذا التراث عبر دثره‬ ‫والغاء الهوية العربية ملدينة القدس‪.‬‬

‫إعادة التراث الفلسطيني إلى األذهان‬ ‫كيف تتص ّدين لهذه احملاوالت؟‬ ‫نتصدى لهذه احملاوالت عبر العديد من النشاطات التي تهدف‬ ‫الى دعم التراث الفلسطيني واحلضارة الفلسطينية والعربية‬ ‫في مدينة القدس‪ .‬فنقيم ندوات باستمرار في مناسبات‬ ‫عديدة كاليوم العاملي ملناهضة العنصرية‪ ،‬كما اقمنا في‬ ‫الذكرى الستني للنكبة في شهر ايار املاضي معرضا ً لدعم‬ ‫التراث الفلسطيني واحلضارة الفلسطينية والعربية في املدينة‬ ‫شاركت فيه العديد من الفصائل الفلسطينية بغض النظر ملن‬ ‫تنتمي حماس او فتح‪ .‬وضم هذا املعرض اشغاال يدوية ومأكوالت‬ ‫ورقصات فنية في محاولة إلبراز التراث واحلضارة الفلسطينيني‬ ‫واعادتهما الى اذهان الشعب العربي‪.‬‬ ‫أين تكمن أهمية هذه النشاطات؟‬ ‫اميركا حتاول يوميا ً أن تنسي الشعب العربي قضيته بالتركيز‬ ‫على قضايا اقليمية كامللف النووي االيراني وربطه بالداخل‬ ‫اللبناني والعراقي‪ ،‬لتشغل كل العالم بتوقعات حلروب وخاصة‬ ‫الدول العربية التي دخلت في اللعبة وأيدتها الرأي متناسية ان‬ ‫ايران تدعم املقاومة الفلسطينية وتقيم سفارة لفلسطني التي‬ ‫حتارب اسرائيل‪ .‬ال ادري ما هو مصيرنا فنحن نسينا قضيتنا التي‬ ‫تعد ايران الداعم االول لها‪ .‬الفلسطينيون ال يطلبون من العرب‬ ‫دعماً‪ ،‬ولكن التنحي جانبا ً وعدم دعم اميركا‪ .‬فإذا كان العرب‬ ‫ال يريدون حترير فلسطني وال املساهمة في حتريرها‪ ،‬فليدعوا‬ ‫الشعب يحررها‪.‬‬

‫‪104‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫اذا كانت اميركا تدعم اسرائيل فال نستطيع‬ ‫ان مننعها‪ ،‬ولكن اين دور العرب ال سيما السعوديني‬ ‫واملصريني‪ .‬هم ليسوا دول االعتدال‪ ،‬بل دول‬ ‫االستسالم التي حتارب حزب اهلل اقليميا ً وحتى‬ ‫داخليا ً في لبنان‪ ،‬ملاذا يهاجمون حزب اهلل؟ فمقاومة‬ ‫االحتالل حقنا‪ .‬فعندما تتحرر ارضنا‪ ،‬حزب اهلل ليس‬ ‫بحاجة خلوض حروب يستنزف فيها‪.‬‬

‫التصدي للمطامع األميركية‬ ‫اإلسرائيلية‬ ‫أال تعتقدين أن الهجوم على حزب اهلل يعود‬ ‫الى وجود رؤية مختلفة ملعاجلة قضية االحتالل‬ ‫االسرائيلي؟‬ ‫العرب انهزاميون‪ ،‬يستغلهم اجلميع‪ ،‬يعقدون‬ ‫املؤمترات إليهامهم بوجود حلول وفي اجلانب اآلخر‬ ‫يدعمون اسرائيل‪ .‬كانت هناك مؤمترات عدة شارك‬ ‫فيها العرب‪ ،‬ولم يرفضوا اي مشاركة في مؤمتر من‬ ‫مدريد الى اوسلوا وأخيرا ً مؤمتر انابوليس‪ .‬وكانت‬ ‫اسرائيل تبني مستوطنات جديدة تتنافى مع ما‬ ‫و ّقعت عليه في تلك املؤمترات‪ .‬مما يضع امامنا خيار‬ ‫واحد وهو استعادة حقوقنا املهدورة عبر املقاومة‬ ‫التي ميكن ان تكون سياسية وليست بالضرورة‬ ‫عسكرية‪ .‬فما فعلته املعارضة في لبنان هو الوقوف‬ ‫في وجه اسرائيل‪ ،‬والتصدي للمطامع االسرائيلية‬ ‫واالميركية املشتركة عبر افشال املشروع االميركي‬ ‫الصهيوني في لبنان بعد ان متادى االميركيون‬ ‫مبخططاتهم عبر االعالن عن والدة شرق اوسط‬ ‫جديد والتحالف مع قوى داخلية حاولت التآمر على‬ ‫املقاومة‪.‬‬ ‫ملاذا ال تضعون للحلول السلمية مكاناً في‬ ‫حساباتكن كما بعض األنظمة العربية؟‬ ‫ألن االطماع االسرائيلية ال تنتهي لذا ال يجب‬ ‫ان نتفاءل بوجود حلول سلمية مع اسرائيل‪ ،‬كما‬ ‫ان املشروع االميركي في املنطقة خطير‪ ،‬فإذا‬ ‫كنا انتهينا من زمن االنتداب وتقسيم املناطق‬ ‫بني الدول‪ ،‬فقد اصبحنا في زمن من االستعمار‬ ‫األحادي اجلانب‪ ،‬فبعد ان زرعت اسرائيل في الشرق‬ ‫االوسط تدعمها اميركا بقوة ألسباب عديدة‬ ‫ومنها موقعها االستراتيجي‪ ،‬ففلسطني الواقعة‬ ‫على البحر املتوسط تشكل صلة وصل بني آسيا‬ ‫وافريقيا واوروبا‪ ،‬مما يتيح ألميركا حتقيق مطامعها‬ ‫والسيطرة على املنطقة‪.‬‬

‫الكل على يقني من االنتصار‬ ‫رمبا البعض ال يزال غير واثق باالنتصار؟‬ ‫الشعب العربي كله وليس الفلسطينيون‬ ‫فقط على يقني من االنتصار‪ ،‬وطرد االسرائيليني‬ ‫من فلسطني‪ .‬فحزب اهلل هزم اسرائيل باعتراف‬ ‫فينوغراد واسقط كل ما يشاع عن اقوى اجليوش‬ ‫في العالم املدربة واملسلحة بأقوى االسلحة من‬

‫قنابل عنقودية وذكية‪ .‬وهزميتنا السرائيل حتمية‬ ‫وتاريخية‪.‬‬ ‫ال يجب على احد ان يظن أن اليأس سيجد طريقه‬ ‫الى قلوب الفلسطينيني‪ ،‬الكل يعلم انه خالل ‪60‬‬ ‫سنة لم يتوقف يوما ً عن النضال من اجل حقوقه‬ ‫فقام خاللها بثورات كثيرة وتعرض جملازر كثيرة وال‬ ‫يزال حتى اليوم يقاوم‪.‬‬ ‫فبالرغم من كل املؤامرات والنكسات استطاع‬ ‫حتقيق انتصارات في االنتفاضة االولى والثانية‬ ‫فاسرائيل انسحبت من غزة‪ ،‬يكفي أنها ألغت‬ ‫مشروعها الهادف الى اقامة دولة متتد من الفرات‬ ‫الى النيل‪.‬‬ ‫فتلك الدول العربية التي كانت تستقبل جورج‬ ‫بوش على الرحب والسعة منذ اشهر لن تنهي‬ ‫حتمية هزميتنا السرائيل‪ .‬نعاني نحن العرب من‬ ‫وقاحة في االنظمة‪ .‬فالشعب الفلسطيني عربي‪،‬‬ ‫فلماذا تترك غزة محاصرة من دون غذاء وماء وكهرباء‬ ‫ومليارات الدوالرت تدفع من السعودية الى اميركا‬ ‫عدا التنازالت السياسية‪ .‬تلك االنظمة ال تقدم‬ ‫شيئا ً للشعب الفلسطيني بل تساعد اسرائيل‬ ‫في حصارها‪ ،‬وتوسيع مستوطناتها الستقدام‬ ‫ماليني اليهود ليسكنوا ارض فلسطني العربية‪.‬‬ ‫يعاني الشعب الفلسطيني منذ عام ‪1948‬‬ ‫من ابشع انواع التعامل معه‪ ،‬من تعذيب‪ ،‬تهجير‬ ‫وقتل‪ .‬في ذكرى النكبة الستني حضر جورج بوش‬

‫أمامنا خيار واحد وهو‬ ‫استعادة حقوقنا املهدورة‬ ‫باملقاومة الشاملة‬ ‫عندما تتحرر أرضنا ونكون‬ ‫على يقني أن إسرائيل لن‬ ‫تهاجمنا‪ ،‬لن تكون هناك‬ ‫حاجة للسالح!‬

‫ذكراهم املشؤومة تلك‪ ،‬لدعمهم بحجة انها‬ ‫ذكرى “استقاللهم”‪ ،‬واي “استقالل” هذا؟! خالل‬ ‫ستني عاماً‪ ،‬ما حصده الشعب الفلسطيني من‬ ‫ممارسات ذاك الكيان الفاشي والنازي‪ ،‬هو جثث‬ ‫آالف الشهداء وآالم االمهات ومعاناة املاليني‪ .‬هذا‬ ‫يعن شيئا ً لألنظمة التي ال تستطيع ان تغير‬ ‫لم ِ‬ ‫في املعادلة‪ ،‬فاميركا تضعف يوما ً بعد يوم‪ ،‬فشلت‬ ‫في افغانستان والعراق ولبنان بعدما ظنت نفسها‬ ‫قادرة على مصادرة قرارات حكومته وشعبه إلضعاف‬ ‫املقاومة‪ .‬اما اسرائيل فستبقى دولة همجية وكيانا ً‬ ‫عنصريا ً قائما ً على دولة يهودية تريد االقتصاص من‬ ‫شعب بأكمله‪ ،‬فاغتصبت ارضه وفقا ً لصراع ديني‪.‬‬

‫ضرورة دعم املرأة الفلسطينية‬ ‫مباذا تتوجّ هني للمرأة اللبنانية؟‬ ‫امتنى على املرأة اللبنانية أن تبقى واعية لتكون‬ ‫قادرة على النضال في القضايا العربية كافة‬ ‫وأهمها قضية فلسطني ودعم املقاومة التي حررت‬ ‫ارضنا بردع العدوان االسرائيلي في ‪ 2006‬وهزميته‬ ‫كما حررت أسرانا‪ ،‬فرفعت رأسنا وحافظت على‬ ‫كرامتنا‪.‬‬ ‫ودور املرأة في تلك القضايا مهم‪ ،‬وهو ما اثبتته‬ ‫توحدها ومشاركتها‬ ‫املرأة اللبنانية من خالل‬ ‫ّ‬ ‫بفعالية في حتركات املعارضة وال سيما االعتصام‬ ‫في ساحة رياض الصلح‪ .‬ان الظروف القائمة حتتم‬ ‫على اجلميع التحلي بالوطنية في ظل لعب وسائل‬ ‫اإلعالم دور سلبي في هذا املوضوع نظرا ً الهداف‬ ‫سياسية مغرضة تابعة للمشروع االميركي‪.‬‬ ‫كما أمتنى عليها أن تكثف من دعمها للمرأة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬النه ضرورة ال سيما في ظل التعسف‬ ‫الذي يطالها نظرا ً لدورها الكبير في النجاح الذي‬ ‫تقوم به املقاومة داخل فلسطني منذ اول انتفاضة‬ ‫حتى اآلن‪ .‬فاملرأة الفلسطينية تضحي بأوالدها من‬ ‫اجل حترير ارضها وكما تغرس في نفوسهم الروح‬ ‫القومية وتعزز من متسكهم بحقهم في العودة‬ ‫يعد عمالً سهالً بالنسبة لألجيال التي‬ ‫الذي ال ّ‬ ‫ولدت وترعرعت خارج فلسطني‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد ابوذياب‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪105‬‬


‫منبر اجتماعي‬

‫الفقر وراء عمالة األطفال خالل العطلة الصيفية‬ ‫آثار نفسية تلحق بهم وتح ّد من طموحهم‬

‫ما ان تبدأ العطلة الصيفية‪ ،‬حتى تبدأ‬ ‫االغلبية من الطالب االستعداد للعمل حتت تأثير‬ ‫الظروف االسرية الصعبة‪ ،‬فينطلق هؤالء الى‬ ‫ورش العمل بانواعه كافة‪ ،‬سواء اكان في الزراعة‬ ‫وجني الثمار‪ ،‬الى اصالح السيارات وورش الرخام‬ ‫واحملاجر‪.‬‬ ‫هذه الظاهرة (عمل الطالب) القاسية وتزايد‬ ‫أعداد الطالب (األطفال) املتضررين‪ ،‬هي ليست‬ ‫وليدة اللحظة الراهنة‪ ،‬إنها لصيقة بالفقر‬ ‫واحلرمان وتدني مستويات الدخل مع ارتفاع‬ ‫تكاليف املعيشة‪ ،‬هذا العمل ورغم صعوباته‬ ‫وتأثيراته النفسية واجلسدية على االطفال‪ ،‬اال‬ ‫انه يأتي حتت ضغط احلاجة وقسوة الظروف‪.‬‬ ‫في االساس التعليم هو الوسيلة االساسية‬ ‫لرفع سوية االسرة واجملتمع وهو الطريق لتحقيق‬ ‫التنمية االجتماعية والتي هي االساس في‬

‫‪106‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اي تنمية اقتصادية فيحرم الطالب في أسوأ‬ ‫االحوال عن متابعة التحصيل العلمي ويبحث‬ ‫عن احللول القسرية وسريعة اجلدوى لسد جزء‬ ‫من نفقات االسرة‪.‬‬ ‫والعديد من هؤالء األطفال (الطالب) ال يعودون‬ ‫الى املدرسة بعد انتهاء موسم الصيف‪ ،‬البعض‬ ‫منهم يفضل استقاللية معينة والبعض اآلخر‬ ‫يأخذه السوق نحو الضياع‪ ،‬والفشل املؤكد‪،‬‬ ‫والعديد من االطفال في هذه احلالة سيبحث‬ ‫عن احللول السريعة ويتحمل ما ال طاقة له على‬ ‫حتمله وينعكس ذلك بآثارة النفسية ويؤدي الى‬ ‫احلد من طموحه‪.‬‬

‫أسباب عمالة الطالب‬ ‫االسباب عديدة متنوعة وتتعلق بالبيئة‬

‫االجتماعية ومستويات الدخل ودرجة الوعي‬ ‫وبعض التقاليد والعادات السيئة وانعدام الرؤية‬ ‫الشاملة لدى العديد من األسر اال العامل‬ ‫االساسي الضاغط هو تأثير مستويات الدخل‬ ‫املتدني تدفع باالطفال نحو سوق العمل حتت‬ ‫تأثير االهل او حتى االطفال انفسهم فالتمسك‬ ‫باحلياة وكوسيلة للبقاء‪ ،‬يتم انتهاك كل قوانني‬ ‫الطبيعة االنسانية القيمية والوضعية‪.‬‬ ‫وهناك العالقة الوثيقة بني تخلف املناهج‬ ‫التعليمية وتوجه الطفل للعمل بحيث تؤدي‬ ‫الى تسرب االطفال من التعليم‪ ،‬حيث وصلت‬ ‫هذه النسبة الى اكثر من ‪ %25‬نتيجة للمناهج‬ ‫التعليمية الطاردة‪ ..‬والتسرب من املدارس في‬ ‫اغلبيته يتم خالل فصل الصيف فال يعود‬ ‫الطالب الى مدرسته‪.‬‬ ‫وهناك ثغرات في القوانني تسمح بانتشار‬


‫ظاهرة تسرب الطالب وضعف املسؤولية اجلنائية‬ ‫سواء على اصحاب العمل او على اولياء االمور‬ ‫الذين يقومون بتشغيل اطفالهم‪ ،‬وعدم متابعة‬ ‫ومراقبة االلتزامات التي فرضها القانون على‬ ‫اصحاب العمل‪ ،‬الذي لم يضع املسؤولية املناسبة‬ ‫على صاحب العمل‪ .‬كما ان انخفاض املستوى‬ ‫التعليمي لآلباء واالمهات‪ .‬وهذا االنخفاض يقلل‬ ‫من قيمة احلماية والرعاية لهؤالء االطفال‪.‬‬ ‫لقد دلت الوقائع بأن عمل االطفال في االعمال‬ ‫الزراعية وفي سن مبكرة تسبب بالعديد من‬ ‫االصابات سواء التسمم او االصابة بامراض‬ ‫خطيرة مثل (السرطان) بسبب تأثير املبيدات‬ ‫الزراعية‪ ،‬كما ان عمل االطفال في ورش صناعية‬ ‫واعمال مجهدة سببت العديد من االعاقات‬ ‫واالصابات اخلطرة‪.‬‬ ‫ان مجانية التعليم مبراحله كافة عامل‬ ‫اساسي في مساعدة االسر ذات الدخل املتدني‪،‬‬ ‫لتعليم ابنائهم مع التضحية بالكثير من وسائل‬ ‫العيش على امل تغيير الواقع الصعب‪.‬‬ ‫تأثير الظروف الضاغطة‬ ‫فسليم‪ ،‬طفل عمره ‪ 16‬عاماً‪ ،‬طلب من اهله‬ ‫انه يرغب في تعلم مهنة تساعده وتكون وسيلة‬ ‫عيش اضافية في املستقبل‪ ،‬وتساعد اهله‪ .‬رفض‬ ‫االهل في البداية‪ ،‬لكن سليم أص ّر على اتباع دورة‬ ‫في عمل (النجارة)‪ .‬رضخ االهل بشرط ان يعود‬ ‫للمدرسة بعد انقضاء فصل الصيف‪ ،‬لكن‬ ‫سليم لم يعد الى املدرسة‪ ،‬وفضل العمل رغم‬ ‫قسوته وقال‪“ :‬اني اساعد والدي وقد اصبحت‬ ‫رجالً يتحمل املسؤولية”‪.‬‬ ‫جان‪ ،‬طالب آخر ناجح في حتصيله العلمي‪،‬‬

‫حتت بضغط الظروف االقتصادية ترك مقاعد‬ ‫الدراسة وحتمل املسؤولية (عمره ‪ 17‬عاماً)‬ ‫ويعمل في كاراج تصليح سيارات‪ ،‬يقول‪“ :‬انا‬ ‫مرتاح في عملي للغاية‪ .‬وهذا العمل يحتاج الى‬ ‫الصبر‪ .‬وانا احب عملي كثيراً‪ ،‬وانا سأتبع دورات‬ ‫اضافية الصبح صاحب مهنة ناجحاً”‪.‬‬ ‫علي (‪ 12‬سنة)‪ ،‬يعمل في الكاراج نفسه الذي‬ ‫يعمل فيه (جان)‪ ،‬يقول‪“ :‬انا اعمل فقط خالل‬ ‫عطلة الصيف وقد بدت عليه عالمات التعب‬

‫واالرهاق والطفولة البريئة‪ ،‬ولكنه مضطر الن‬ ‫يعمل فسوء االوضاع املعيشية وقلة الدخل هي‬ ‫التي تدفع امثاله للعمل‪...‬‬ ‫واسرته طلبت من احد ابنائها ترك مقاعد‬ ‫الدراسة والبحث عن عمل ملساعدة والده املريض‪،‬‬ ‫فكان عليه ان يقوم بذلك‪ ،‬حتى يتمكن بقية‬ ‫اشقائه مع متابعة دراستهم‪ ،‬وعليه بالتضحية‬ ‫حتى تستمر هذه االسرة في متاسكها والبقاء‬ ‫على قيد احلياة على امل تغيير الواقع‪.‬‬ ‫وحسن ومحمد اخوان في املرحلة الثانوية‪،‬‬ ‫املدرسة بعيدة عن قريتهما وحتتاج نفقات‪.‬‬ ‫فاتفقت الوالدة مع مدير املدرسة ان يذهب‬ ‫احد اوالدها بالتناوب الى املدرسة‪ ،‬فيوم يذهب‬ ‫حسن للمدرسة وفي يوم آخر يليه محمد‪ ،‬النه‬ ‫بهذه الطريقة فقط تستطيع اسرتها مواجهة‬ ‫االعباء املادية املترتبة على حتصيلهم العلمي‪.‬‬ ‫كثيرة هي املشاهد التي تصف مدى تأثير‬ ‫االوضاع االقتصادية على عمل الطالب األطفال‬ ‫خالل موسم الصيف‪.‬‬ ‫الشيء املؤكد ان احلياة باتت صعبة واالعباء‬ ‫ثقيلة للغاية وكثيرة هي مشاهد صمود االسر‬ ‫التي تضحي بالكثير في سبيل تعليم ابنائها‬ ‫وتغيير الواقع‪.‬‬ ‫ولكن هل هناك من يتحمل املسؤولية في‬ ‫اعلى املستويات ولم يضع اخلطط والبرامج‬ ‫االقتصادية واالجتماعية التي تسمح بتحسني‬ ‫دخل املواطن‪ ،‬علهم بذلك ان يساهموا مبا متليه‬ ‫عليهم واجباتهم وضمائرهم‪ ،‬ليرحموا اطفالنا‬ ‫وطالبنا لينعموا بالطفولة ويسمحوا لهم‬ ‫بالعيش بأمن واستقرار‪.‬‬

‫اعداد ‪ :‬راوية أبو ذياب‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬

‫‪107‬‬


‫منبر رياضي‬

‫الصين في القمة الذهبية‬

‫توجت الصني جناحها التنظيمي في اوملبياد‬ ‫بكني ‪ 2008‬واالضخم في تاريخ االلعاب االوملبية‬ ‫منذ انطالقها في العام ‪ ،1869‬باسقاطها الواليات‬ ‫املتحدة عن عرش الصدارة الذهبية الذي كانت‬ ‫عليه منذ دورة اتالنتا ‪ 1996‬وحتى دورة اثينا ‪.2004‬‬ ‫بعدما احرزت ‪ 51‬ذهبية في مقابل ‪ 36‬للواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬وحلت روسيا ثالثة بـ ‪ 23‬ذهبية‪.‬‬ ‫وبعد حفل االفتتاح الذي بهرت فيه الصني‬ ‫العالم‪ ،‬جاء حفل االختتام ليؤكد قدرة الصينيني‬ ‫على تقدمي عروض وافكار غير مسبوقة‪.‬‬ ‫وقال رئيس اللجنة االوملبية الدولية البلجيكي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جاك روغ عند اعالنه اختتام الدورة‪“ :‬انها استثنائية‬ ‫حقاً‪ ،‬وادعو شباب العالم الى االجتماع مجددا ً‬ ‫في لندن بعد ‪ 4‬سنوات لنحتفل معا ً باالوملبياد‬ ‫الثالثني”‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬من خالل هذه االلعاب تعرف العالم على‬ ‫الصني واتاحت للصني ان تزيد معرفتها بالعالم‪.‬‬ ‫والواقع ان الصني التي اثبتت جدارتها‬ ‫باستضافة االلعاب االوملبية واستعدادها فنيا ً‬ ‫وتنظيميا ً ورياضيا ً لها‪ ،‬فرضت نفسها القوة‬ ‫االوملبية االولى في العالم‪.‬‬ ‫ومن عالمات النجاح الرياضي لدورة بيجينغ‬

‫‪ ،2008‬ان ‪ 36‬رقما ً قياسيا ً عامليا ً سجلت فيها‪،‬‬ ‫منها ‪ 25‬في السباحة وخمسة في العاب‬ ‫القوى واربعة في رفع االثقال واثنان في الدراجات‬ ‫الهوائية على املضمار‪ .‬ومن ارقام السباحة سبعة‬ ‫لألميركي مايكل فيلبس‪ ،‬الذي بات الرياضي االول‬ ‫في التاريخ يحرز ثماني ذهبيات في دورة اوملبية‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫ويسجل لدورة بيجينغ ‪ 2008‬نظافتها من‬ ‫حيث املنشطات مع ست مخالفات فقط‪ ،‬االقل‬ ‫منذ ‪ 12‬سنة‪ ،‬في مقابل ‪ 26‬في الدورة السابقة‬ ‫قبل اربع سنوات‪ ،‬والعرض اخلتامي للدورة جاء‬


‫معبرا ً عن اعتزاز النتائج الرياضية التي حققت‪،‬‬ ‫واتسم باحلرارة والعواطف واحلنني اكثر من‬ ‫العرض االفتتاحي‪ ،‬على رغم العرض الفني الذي‬ ‫ربط بني قرع الطبول التقليدي والغناء االوبرالي‬ ‫مع بالسيدو دومينغو وسونغ تشوبينغ‪.‬‬ ‫واظهر املنظمون سيطرة مقتدرة على‬ ‫العناصر التكنولوجية واللوجستية في العرض‬ ‫وجاءت التحركات اجلماعية في ضبط ودقة نادري‬ ‫املثال‪ ،‬ولفتت االنتباه‪ ،‬خصوصا ً بعد اطفاء شعلة‬ ‫الدورة‪ ،‬اضاءة شعلة بشرية على “برج الذاكرة”‬ ‫رمزا ً الى النار االوملبية‪ .‬ودخل امللعب تباعا ً حملة‬ ‫اعالم الدول الـ ‪ 204‬والرياضيون الذين احرزوا‬ ‫ميداليات‪ ،‬ورافقت مشاهد العرض كالعادة‪،‬‬ ‫العاب نارية رائعة داخل امللعب الكبير وخارجه‪.‬‬ ‫وبعد انزال العلم االوملبي لتسليمه الى‬ ‫عمدة لندن بوريس جونسون‪ ،‬قدمت العاصمة‬ ‫البريطانية اوراق اعتمادها مضيفة لأللعاب‬ ‫االوملبية املقبلة في شريط وعرض حي اطلقه‬ ‫جنم كرة القدم االنكليزي ديفيد بيكهام عندما‬ ‫ركل كرة عن ظهر باص لندني ذي طبقتني‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬


‫منبر رياضي‬ ‫جدول الميداليات التي انتزعتها كل دولة خالل ‪ 16‬يوماً من المنافسات‬ ‫الدولة‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫الصين‬ ‫روسيا‬ ‫بريطانيا‬ ‫استراليا‬ ‫المانيا‬ ‫فرنسا‬ ‫كوريا الجنوبية‬ ‫ايطاليا‬ ‫اوكرانيا‬ ‫اليابان‬ ‫كوبا‬ ‫روسيا البيضاء‬ ‫اسبانيا‬ ‫كندا‬ ‫هولندا‬ ‫البرازيل‬ ‫كينيا‬ ‫كازاخستان‬ ‫جامايكا‬ ‫بولندا‬ ‫هنغاريا‬ ‫النرويج‬ ‫نيوزلندا‬ ‫رومانيا‬ ‫تركيا‬ ‫اثيوبيا‬ ‫الدانمارك‬ ‫أذربيجان‬ ‫جمهورية التشيك‬ ‫جمهورية السلوفاك‬ ‫جورجيا‬ ‫كوريا الشمالية‬ ‫الجزائر‬ ‫المغرب‬ ‫البحرين‬ ‫تونس‬ ‫السودان‬ ‫مصر‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫المرتبة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪39‬‬

‫عدد‬ ‫الميداليات‬ ‫‪110‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذهبية‬

‫الفضية‬

‫البرونزية‬

‫‪36‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‬‫‬‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‬‫‪-‬‬

‫‪38‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‬‫‬‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‬‫‬‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‬‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‪1‬‬


‫منبر قراء‬

‫فجر النصر‬ ‫ثالثون عاما ً من الشموخ واإلباء‪....‬‬ ‫ثالثون عاما ً من التضحية والوفاء لدماء الشهداء‬ ‫االبطال الى فلسطني‪ ...‬يوم تعانقت‬ ‫ثالثون عاما ً من ُذ انطلقت محافل‬ ‫ِ‬ ‫اصوات بنادقهم بأصداء التكبير في العراء‪...‬‬ ‫انه عهد أُخذ للقتال‪ ...‬والدم كتب سيرة الرجال‪...‬‬ ‫االمواج يشقون اخلوف والظلمة‬ ‫خاضوا عباب البحر خلسة وامتطوا‬ ‫ْ‬ ‫عجال‪..‬‬ ‫تشتد عزائم االبطال‪...‬‬ ‫اما االسر ال يُنهك عزميتنا‪ ..‬فما طال به‬ ‫ّ‬ ‫واالميان بالنصر‪ ..‬حقق النصر‪ ...‬وها هو يحطم االغالل‪...‬‬ ‫إنه فجر‪ ..‬ها قد بزغ‪ ..‬والتاريخ راح يكتبه‪ ،‬لتحفظه االجيال‪..‬‬

‫سيف‬ ‫توحيدي!!‬ ‫أيها السيف العربي املتأللئ ببريق الع ّز‬ ‫والكرامة في عرس توحيد الوطن‪.‬‬ ‫أيها الرمز للثوابت الوطنية العربية‬ ‫اي تاج يحرز ان يكون هد ّية‬ ‫البطولية املقاومة‪ّ ،‬‬ ‫لك في ثالث انتصارات املقاومة‪( .‬ان البطولة‬ ‫في جالل مقامها تضع امللوك وتزدري التيجانا)‬ ‫اسرت العدو بصمودك وارادتك فكنت حرا ً وانت‬ ‫في االسر تغذيت من شجرة مباركة ضاربة‬ ‫في اعماق التاريخ‪ .‬غذاؤها التوحيد وثمرتها‬ ‫امثالك من رموز احلق والصمود ونهج الثوابت‬ ‫العربية واالسالمية تسند ظهرك الى قاسيون‬ ‫وتشمخ برأسك في ذرى لبنان االرز وعيناك على‬ ‫فلسطني واجلوالن ومزارع شبعا تقرأ في معركة‬ ‫املزرعة ونهاريا وصواريخ الوعد الصادق صمودا ً‬ ‫في وجه اخملطط االمريكي الصهيوني وكأنك‬ ‫تقول‪ ،‬سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري‪،‬‬ ‫واصبر حتى يأذن اهلل في امري‪ ،‬واصبر حتى يعلم‬ ‫الصبر انّي صبرت على شيء ام ّر من الصبر‪،‬‬ ‫وصبرت على وداع رفاق استشهدوا تودعهم‬ ‫بقوله تعالى‪:‬‬ ‫نب الذين قتلوا في سبيل اهلل امواتا ً‬ ‫(وال حتس ّ‬ ‫بل احياء عند ربهم يرزقون) وتصمد وستصمد‬ ‫صمودا ً ال يخترقه سهم طائش‪ .‬يا من اعدت‬ ‫لنا بريق الكرامة الوطنية الى املوقع االول عامليا ً‬ ‫في نسيج اضواء انتصارات املقاومة العربية‬ ‫االسالمية اللبنانية الباسلة بقيادة السيد‬ ‫حسن نصر اهلل ا ّذ كنت وعدا ً من وعوده (فتألأل‬ ‫ا ّيها السيف الصقيل‪ ،‬وخليل الع ّز في وجه العدا‬ ‫يوما ً صهيل)‪.‬‬

‫والدم انتفض وتفجر براكني من مجاهدين اتقياء‪ ...‬اقوياء‪...‬‬ ‫يكملون مسيرة سمير ودالل وبالل وسناء‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫نساك في الليل يتوقون الى العلياء‪..‬‬ ‫هم‬ ‫واسود في النهار‪ ..‬يسطرون مالحم البطولة بدهاء‪...‬‬ ‫وحتقق النصر االلهي‪ ...‬بعد صبر وعناء‪..‬‬ ‫وانفرجت االرض والسماء تعلنان اننا‬ ‫قوم ولدنا كرماء ولن منوت اال اعزّاء‪...‬‬ ‫مهداة من تيار التوحيد الى عميد االسرى‬ ‫عميد احلرية املقاوم البطل سمير القنطار‬

‫بهاء عبد اخلالق‪.‬‬

‫سمير بيننا!‬ ‫َه ّدئ لبوث َ َك أيُّها الزلزا ُل‬ ‫فسمير اقدم للمعارك ضاريا ً‬ ‫فيسهم‬ ‫وكأنمّ ا سلطان يزأر‬ ‫ُ‬ ‫ملّا تركت البحر خلفك داعيا ً‬ ‫ورفاقك االبطال حولك قوة‬ ‫منهم شهيد طاب مثوا ُه به‬ ‫ّ‬ ‫تاريخنا‬ ‫معطر‬ ‫الشهيد‬ ‫بدم‬ ‫ا ّن املقاوم واملقاومة التي‬ ‫وهي الثقافة في مواقف عزّة‬ ‫واذا جت ّرد فارس من سيفه‬ ‫مصدقا‬ ‫هزم العدا والوعد جاء‬ ‫ّ‬ ‫حسن به حسن القيادة والفدا‬ ‫ما بعد بعد فإ ّن ر ّبك ناصر‬ ‫ّ‬ ‫يظل مقاوما ً‬ ‫وسمير عاد لكي‬ ‫مصنع العد ّو حديد قيدك خيبة‬ ‫فتوعدوا والوعد يكذب فيهم‬ ‫من ذا يحاول يا سمير اذ ّية‬ ‫يا جنمة نزنو فلسطني له‬ ‫وبها منى لبنان في توحيده‬ ‫صارت مبفهوم املقاوم بيرقا ً‬ ‫الدجى متأللئا ً‬ ‫فطلعت بدرا ً في‬ ‫ّ‬ ‫والعرس عرس السيف يبرق ناصعا ً‬

‫ا َّن االعادي عندنا قد زالوا‬ ‫ُ‬ ‫ترجف والعدا اشوال‬ ‫واالرض‬ ‫فبريق توحيد السيوف جال ُل‬ ‫لك باألياب فطارق يختال‬ ‫وصواعق فوق العدا تنهال‬ ‫لوال الشهيد تغلنّا االغالل‬ ‫االقوال‬ ‫تعظم‬ ‫ال‬ ‫ولغيره‬ ‫فخرت بكم كي تفخر االخيال‬ ‫فالسيف اصدق والسالم خيا ُل‬ ‫غدر له فلتقطع االوصال‬ ‫الفعال‬ ‫ما قال ذاك القائد‬ ‫ّ‬ ‫وعد الوعود فسارت االمثال‬ ‫طاب القتال وزغرد امل ّوال‬ ‫فبكل حال صولة وسجال‬ ‫وتبددت آمال‬ ‫وندامة‬ ‫ّ‬ ‫فهم الهباء وكلهم انذال‬ ‫ّ‬ ‫كل اجلهات جبال‬ ‫فالزحف من‬ ‫وبها هوى اجلوالن واالجالل‬ ‫ح ّرا ً يدوم وما به اهمال‬ ‫يعلو وال يعلى عليه منال‬ ‫ضاءت به اآلمال واالحوال‬ ‫فاذا يقول السيف ليس يقال‬ ‫اللجنة الثقافية هيئة العمل التوحيدي‬ ‫اجلاهلية‬

‫راتب نصر اهلل ابو ذياب‬

‫ـ في استقبال البطل العربي املقاوم احملرر من االسر عميد االسرى عميدا ً من‬ ‫اعمدة املقاومة سمير القنطار‬ ‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬


‫محمود‬ ‫درويش‬ ‫الطائر المرتحل‬ ‫وراء أثير‬ ‫الكلمات‬

‫حني تندثر براءة االطفال‪ ،‬ونصير في ما نحن اليه‪،‬‬ ‫نفتش عن ذواتنا بني اخللود والعدم‪.‬‬ ‫وحني تهاجر اوتار احلناجر على اجنحة النوارس‪،‬‬ ‫ويُرجع الصدى رنني الكلمات على شواطئ الغربة‪،‬‬ ‫ممتطية صهوة عواصف الظلم‪..‬‬ ‫يتجسد اليقني قصائد‪،‬‬ ‫حينها‬ ‫ّ‬ ‫حتكي تاريخ فلسطني شعرا‬ ‫ينتزع احلنني من اشداق الضواري‪،‬‬ ‫ويستنبت في صحراء الصقور اجلارحة قطرات ماء‪،‬‬ ‫تروي العطاش احملاصرين على شواطئ السجن الكبير‪،‬‬ ‫ما بني فلسطني وفلسطني‪..‬‬ ‫ايها الطائر املرحتل وراء اثير الكلمات‪،‬‬ ‫املتدثر بوشاح احالم احلرية واحلب‪،‬‬

‫بقلم‪ :‬شبلي بدر‬

‫اخلارج من دائرة النار وبراثن اجلوارح التلمودية‬ ‫وأوهام “املعتدلني” في هذا الوطن املنفى‪،‬‬ ‫أترحتل القلوب هربا ً من دائرة االحالم الكبيرة‬ ‫خارج هناء الغفوة على تراب فلسطني؟؟‬ ‫ام تعود لتساكن العيون الشاخصة بشغف الى اجلليل‪،‬‬ ‫من روابي الضفة املتلهفة شوقا ً ووجداً؟؟‬ ‫ارحتال كهذا مزدوج االحزان‪،‬‬ ‫ألنك ما زلت تسمع نداء احلرية مشتعالً كألسنة اللهيب‪،‬‬ ‫وممتلئا ً بأحاسيس العابرين باجتاه الشمس‪،‬‬ ‫وبرعشات املستشهدين دون التمتع بنشوة االنتصار‪.‬‬ ‫اي عذاب ينتابنا حني نحلم بالرحيل‪،‬‬ ‫وجوارحنا مغروسة في تضاريس الوطن؟؟‬ ‫عذرا ً ايها املمهور بجراح الكلمات‪....‬‬ ‫وسالم عليك ايها املوغل في السفر‪،‬‬ ‫وعلى وجهك تقاسيم اوزان الفرح‪..‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫صدر حديثاً‬

‫العدد ‪-20‬أيلول ‪2008‬‬


‫دروز الجوالن في حضن دمشق‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.