Manbar altawhid issue 18

Page 1

‫العدد ‪ 18‬ــ تموز ‪2008‬‬

‫قمة ليبيا السداسية ترفض التطبيع‬ ‫وإلغاء المقاطعة مع إسرائيل‬

‫إتفاق سعودي ــ أميركي‬ ‫لتدنيس أرض اإلسالم‬

‫أحمد جبريل ‪:‬‬

‫أميركا وإسرائيل‬ ‫تؤهالن لبنان للتوطين‬

‫الشيخ نعيم قاسم ‪:‬‬ ‫ال عداء شيعياً درزياً‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬


‫في دور لبنان العربي ‪:‬‬ ‫انسجاماً مع نصوص الدستور ووثيقة الوفاق الوطني‪ ،‬والضرورات الملحة لتطبيقها نصاً وروحاً‪ ،‬نحدد المهام‬ ‫الوطنية والقومية على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪1 1‬لبنان عربي الهوية واالنتماء‪ ،‬وال هوية او انتماء آخر له او ألي مجموعة من المجموعات المكونة‬‫له‪ ،‬واي دعوة اخرى تكون منافية لتاريخ لبنان الحقيقي وللميثاق والدستور وتستوجب المحاسبة‪.‬‬ ‫‪2 2‬منع اي صيغة للتقسيم او الكونفدرالية‪ ،‬او التوطين وتعزيز الدولة القوية المركزية الموحدة‪.‬‬‫‪3 3‬التزام لبنان وتمسكه بحقه في المقاومة حتى تحرير كامل االرض‪ ،‬وتحرير االسرى والمياه‪ ،‬واستيفاء‬‫التعويضات‪ .‬وتطبيق القرار ‪ 194‬القاضي باعادة الفلسطينيين الى ارضهم وديارهم‪ ،‬واالبقاء على‬ ‫سالح وتشكيالت المقاومة كقوة قتالية شعبية رادعة للمشروع الصهيوني‪ ،‬وال تعني لبنان بأي حال‬ ‫قرارات دولية او سواها‪ ،‬تنتقص من هذا الحق الملزم بحسب مقدمة الدستور وبنوده‪.‬‬ ‫‪4 4‬ايجاد التشريعات والقوانين الملزمة التي تمنع بصورة قطعية اي تج ّمع‪ ،‬او شخصية معنوية او‬‫مؤسسة اعالمية‪ ،‬من ممارسة الشحن المذهبي او الطائفي او العنصري لتعارضها على وثيقة الوفاق‬ ‫الوطني والدستور‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وصوال الى انشاء سوق عربية مشتركة ودعم‬ ‫‪5 5‬التركيز على تفعيل العمل العربي الشعبي المشترك‪،‬‬‫الشعوب العربية النتزاع حقوقهم القومية‪.‬‬ ‫‪6 6‬تصحيح وتطوير العالقات السورية اللبنانية المميزة بحكم التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة‪.‬‬‫بالرغم مما شابها من اخطاء بما يعزز تنقية وتنفيذ االتفاقات المشتركة‪ .‬وتطويرها لتكوين اساس‬ ‫عملي وثابت لخلق آليات التكامل االقتصادي واالجتماعي لبلوغ التكامل السياسي وتشكيل قوة دفع‬ ‫نوعية تهدف لتطوير العالقات العربية – العربية‪.‬‬ ‫‪7 7‬توفير الحقوق المدنية واالجتماعية لألخوة الفلسطينيين المقيمين في لبنان‪ ،‬والغاء القرارات‬‫والممارسة العنصرية التي تحد منها ودعم صمودهم حتى العودة الى ديارهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪8 8‬مقاومة كل انواع التفتيت الطائفي والمذهبي واالثني في كافة ارجاء الوطن العربي‪ ،‬خصوصا في‬‫العراق والسودان ومصر ونبذ كل االفكار والسياسات العنصرية الشوفينية‪.‬‬ ‫‪9 9‬تقديم كل اشكال العون والدعم‪ ،‬واالحتضان للمقاومة الفلسطينية واالنتفاضة والمساهمة الناشطة في‬‫الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني لتحرير ارضه واستعادة حقوقه التاريخية في فلسطين‪.‬‬ ‫‪ -10‬تقديم العون والدعم والتضامن للشعب العراقي ومقاومته الوطنية حتى تحقيق االنسحاب الكامل لقوات‬ ‫الغزو االميركية – البريطانية وحلفائهم من ارض العراق‪.‬‬ ‫‪ -11‬حض الدول العربية والشعوب‪ ،‬والمقاومات على ابتداع استراتيجية امن قومي عربي يستثمر في‬ ‫انتصار المقاومات العربية‪ ،‬وفي ازمة المشروع الصهيوني المتداعي من العراق حتى فلسطين‪ ،‬وبنسخته‬ ‫االميركية الصالح المنطقة واقامة الشرق االوسط الكبير‪.‬‬ ‫‪ -12‬دعم الجهد العربي المشترك على جميع المستويات الشعبية واالجتماعية لالنفتاح على المحيط االقليمي‪،‬‬ ‫وعلى قوى التحرر العالمية‪ ،‬والعمل على اقامة اتحاد جمهوريات حرة شرق اوسطية على نسق التفاهمات‬ ‫اللبنانية السورية االيرانية والعالقات االيجابية مع تركيا والعالم االسالمي‪.‬‬ ‫* من اهداف ومبادئ تيار التوحيد اللبناني‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫في هذا العدد‬

‫منبر التوحيد‬

‫في املنبر اللبناني ‪:‬‬

‫سمير القنطار‪ ،‬حراً بعد ‪ 29‬عاماً من االسر‬

‫ص‪16‬‬

‫مجزرة اهدن تذبح الوطن ب ‪ 30‬شهيداً‬

‫ص ‪26‬‬

‫رافي ماديان يتذكر جورج حاوي‬

‫ص‪28‬‬

‫بعد ‪ 3‬سنوات على استشهاده‬ ‫في املنبر العربي ‪:‬‬ ‫االستيطان الصهيوني‬

‫ص‪61‬‬

‫سوريا تكسر احلصار الغربي ـ العربي‬

‫ص‪71‬‬

‫في املنبر الدولي ‪:‬‬ ‫افغانستان‪ :‬احلرب مستمرة‬

‫ص‪79‬‬

‫في املنبر االقتصادي ‪:‬‬ ‫وزيرة الشؤون االجتماعية السورية‪:‬‬

‫ص‪81‬‬

‫نكافح ظاهرة عمالة االطفال‬ ‫د‪.‬لويس حبيقة‪:‬‬

‫ص‪88‬‬

‫الدولة ليست مفلسة مالياً‬

‫حتقيق‬ ‫الذكرى االولى لنكبة البارد‬

‫ص ‪94‬‬

‫في املنبر الثقافي‬ ‫الشاعر يوسف عبد الصمد‪ :‬الشعر لغة تختصر‬

‫ص‪104‬‬

‫نشرة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫العدد الثامن عشر ‪ /‬متوز ‪2008‬‬

‫أول‬

‫الكالم‬

‫ويعود متوز‪ ،‬شهر الفداء املشرقي‪ ،‬يتوج‬ ‫انتصار مقاومتنا ومن خلفها أمتنا الصابرة‪،‬‬ ‫يبارك ويتب ّرك‪..‬‬ ‫يبارك القيمة اإللهية اإلنسانية العليا التي‬ ‫جسدها شعبنا مما قبل الزمن التاريخي اجللي أن‬ ‫ّ‬ ‫أزكى الشهادات شهادة الدم‪ ،‬دم يراق في سبيل‬ ‫حق احلياة وحق الصراع وحق التقدم‪ ،‬حق انتصار‬ ‫أمة عظيمة يريدها أعداؤها رائدة حانات بدءا ً‬ ‫من سوليدير وصوال ً إلى كل سوليديرات العالم‪،‬‬ ‫وتريد هي أن تسمو بهم بشرا ً من بهيميتهم‬ ‫الطوطمية‪ .‬يريدون أبناءها وبناتها رواد أزقة‬ ‫ومش ّردي قارات وغرقى محيطات ينكرون أمومتها‬ ‫ويتنكرون لها‪ ،‬بدءا ً من أبناء القدس وبغداد وصوال ً‬ ‫إلى أبناء بيروت ودمشق وما بينها‪.‬‬ ‫ويتب ّرك مبا فعله نظيره اإلنسان من وعود‬ ‫إلهية صادقة جسدت وحدة الوجود خالقا ً‬ ‫إنسانا ً يتبادعان مبا وهب األول للثاني ومبا و ّلد‬ ‫األخير‪ ،‬من أساطير فداء ومالحم بطولة‬ ‫وابتكارات شهادة ونبل‪.‬‬ ‫يعود متوز إلينا ل ُيفرح املآقي التي فقدت أحباء‬ ‫وأهدتهم للتراب حبات قمح ملواسم غالل‬ ‫قادمة ال تبور‪ ،‬يعود هذا الشهر بأسرانا وبعبق‬ ‫أجسادهم إلى أحضان أحبائهم وإلى صفوف‬ ‫مقاومتهم دون استراحة محارب‪ ،‬من مقاومة‬ ‫األسر إلى مقاومة امليدان ومقاومة االستسالم‬ ‫الذي صار يتسلل بني أناملنا وبني قلوبنا‪.‬‬ ‫ويعود متوز كذلك بعبق جثامني شهدائنا‬ ‫ورفاتهم‪ ،‬إلى نظرة أخيرة من عيون أحبائهم ومن‬ ‫ثم إلى حضن التراب املشتاق أن يستعيدهم‬ ‫رسمال هوية وجنسية انتماء‪...‬‬ ‫فيا أيها التراب‪ ،‬هذه أشياؤك املبتكرة فينا‬ ‫وقد ردت إليك‪ ،‬فارفع شواهدها وفاء لك وعبرة‬ ‫ألجيال التراب منا كي ال يخون منها أحد‪ ،‬إذ‬ ‫“كيف ميكن أن يخون؟ كيف ميكن ان يخون‬ ‫إنسان بالده؟ كيف ميكن أن يكون؟”‪.‬‬

‫التحرير‬

‫سكرتيرة التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بيروت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضمان االجتماعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫سمير القنطار حراً‬ ‫استراتيجيتا التحرير والدفاع‬

‫ان يصادف قرار حكومة العدو االسرائيلي املوافقة على‬ ‫تبادل االسرى اللبنانيني وجثامني الشهداء املقاومني‪،‬‬ ‫مع قرار املقاومة اسر جنديني في ‪ 12‬متوز ‪ ،2006‬حلصول‬ ‫عملية التبادل‪ ،‬فهو يقع في سياق استمرار مفاعيل‬ ‫النصر االلهي الذي حققته املقاومة في مواجهة احلرب‬ ‫االسرائيلية عليها وعلى لبنان‪ ،‬عندما رفض الثالثي‬ ‫االسرائيلي احلاكم رئيس الوزراء ايهود اوملرت ووزير الدفاع‬ ‫عمير ميريتس ورئيس االركان دان حالوتس‪ ،‬التجاوب مع‬ ‫نداء امني عام “حزب اهلل” السيد حسن نصراهلل‪ ،‬ان‬ ‫تتم عملية التبادل دون شروط وعبر طرف ثالث‪ ،‬وظن‬ ‫هؤالء‪ ،‬انهم بقوتهم العسكرية اجلوية والبرية والبحرية‬ ‫يفرضون على املقاومة تسليم اجلنديني ايهود غولدفاسير‬ ‫والداد ريغيف‪ ،‬من دون ثمن‪ .‬لكن خططهم العسكرية‪،‬‬ ‫وقرارهم السابق لعملية االسر باحلرب النهاء املقاومة‬ ‫وتدمير سالحها‪ ،‬باءا ليس بالفشل فقط‪ ،‬بل بالهزمية‬ ‫العسكرية واملادية والبشرية والنفسية‪ ،‬ألقوى جيش في‬ ‫الشرق االوسط‪ ،‬وفق وصف التقرير االسرائيلي للجنة‬ ‫“فينوغراد” التي خلصت الى ان بضعة آالف من منظمة‬ ‫عسكرية‪ ،‬اسقطت اسطورة “اجليش الذي ال يقهر”‪.‬‬ ‫لم يحقق العدو االسرائيلي اهدافه التي من اجلها‬ ‫شن احلرب‪ ،‬فبقي اجلنديان االسرائيليان في االسر لدى‬ ‫املقاومة‪ ،‬التي استمرت في اخلطوط االمامية تقاتل‬ ‫قوات االحتالل في عيتا الشعب ومارون الراس واخليام‬ ‫ومرجعيون وبنت جبيل ووادي احلجير‪ ،‬وكل بلدة وقرية‬ ‫على طول الشريط احلدودي من الناقورة الى مزارع‬ ‫شبعا وتالل كفرشوبا‪ ،‬وبقيت الصواريخ تتساقط على‬

‫‪2‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫املستوطنات القريبة من احلدود من لبنان في اجلليل‬ ‫احملتل‪ ،‬الى الساحل الفلسطيني من حيفا الى ما بعد‬ ‫حيفا‪ ،‬وصوال ً الى عمق الكيان الصهيوني الذي اهتز‬ ‫أمنه‪ ،‬ودفع مبستوطنيه اما الى الهرب الى اماكن آمنة‪،‬‬ ‫وإما النزول الى املالجئ والبقاء فيها ‪ 33‬يوماً‪ ،‬او الهجرة‬ ‫املعاكسة من دولة زعمت انها “دولة اليهود” و”ارض‬ ‫امليعاد” الي يحقق فيها اليهود حلمهم “التوراتي”‬ ‫باقامة دولتهم الالحقوقية من “الفرات الى النيل”‪ ،‬وفي‬ ‫هذه الدولة االصطناعية‪ ،‬يتحقق الوعد االلهي‪ ،‬لهم‬ ‫بانهم سيعيشون في أمن وأمان فجاءهم الوعد الصادق‬ ‫الذي اطلقه سيد املقاومة‪ ،‬ليزعزع استقرارهم ويضرب‬ ‫هناءة عيشهم‪ ،‬ويقوض اميانهم “بكيانهم الديني”‪،‬‬ ‫وينزع عنه صفة الدولة التي حت ّولت الى ثكنة عسكرية‪،‬‬ ‫و”اسبرطة” فاذا بها تتهاوى أمام صواريخ املقاومة‪ ،‬التي‬ ‫لم تنطلق لوال قرار ردع اسرائيل عن عدوانها‪ ،‬فخرجت‬ ‫عدة‪ ،‬التي لم تأت بها املقاومة‬ ‫األسلحة من املنصات امل ُ ّ‬ ‫لتخزن ويعلوها الصدأ‪ ،‬كما توهم أحد قادة إسرائيل‬ ‫العسكريني قياسا ً على اسلحة اجليوش النظامية‪،‬‬ ‫التي خاضت حروبها ضد اسرائيل مبا يسمى “السالح‬ ‫الفاسد”‪ ،‬بل لتصيب من العدو االسرائيلي مقتالً‬ ‫واملشروع االستيطاني باالنهيار‪.‬‬ ‫لقد غ ّيرت املقاومة قواعد اللعبة‪ ،‬عندما استخدمت‬ ‫استراتيجية التحرير‪ ،‬وانتصرت في اجالء االحتالل‬ ‫االسرائيلي‪ ،‬من كل لبنان‪ ،‬دون مفاوضات وال قيد او‬ ‫شرط‪ ،‬وبعيدا ً عن مجلس االمن الدولي وقراراته التي ال‬ ‫تنفذ‪.‬‬


‫مع النجاح الذي حققته املقاومة في أساليبها التي‬ ‫اتبعتها في عملياتها للتحرير‪ ،‬متكنت من ان تصيب‬ ‫جناحا ً اكبر‪ ،‬وانتصارا ً باهرا ً في استراتيجية الدفاع‪ ،‬عندما‬ ‫صد العدوان اإلسرائيلي خالل شهر وأكثر‪،‬‬ ‫متكنت من ّ‬ ‫بعدما تع ّود العرب أن يعيشوا هزائمهم مع جيوشهم‬ ‫النظامية‪ ،‬التي كانت تسقط في أقل من اسبوع‪،‬‬ ‫وشكلت لهم نكبة ونكسة‪ ،‬وكانت حرب التحرير‬ ‫الشعبية التي انطلقت بعد هزمية العام ‪ ،1967‬وكانت‬ ‫ذروة انتصارها في العام ‪ 2000‬في جنوب لبنان‪ ،‬فكانت‬ ‫حرب الصواريخ هي الرد في امليدان‪ ،‬حلماية املدن والقرى‬ ‫اللبنانية‪ ،‬في وقت كان املقاومون يكبدون من مواقعهم‬ ‫اجليش االسرائيلي اكبر اخلسائر البشرية واملادية‪.‬‬ ‫وأثبتت االستراتيجية الدفاعية التي استخدمتها‬ ‫املقاومة في الدفاع عن اجلنوب‪ ،‬أنها ناجحة‪ ،‬وهي‬ ‫تصلح ألن تتطور مع تعزيز قدرات اجليش اللبناني‪ ،‬بعد‬ ‫تسليحه بأسلحة متطورة في البر واجلو البحر وتأهيل‬ ‫جنوده وضباطه‪ ،‬لتتكامل قوة اجليش النظامي مع‬ ‫امكانات املقاومة في احلرب الشعبية وقتال العصابات‬ ‫املتطور تدريبا ً وتسليحاً‪ ،‬فيشكالن أداة دفاع عن لبنان‪،‬‬ ‫ووسيلة ردع للعدو االسرائيلي الذي بات يفكر الف‬ ‫مرة قبل ان يحاول االعتداء على السيادة اللبنانية‪ ،‬الن‬ ‫قوة لبنان لم تعد في ضعفه بل في مقاومته‪ ،‬التي‬ ‫حققت انتصارات على مدى عقود‪ ،‬ولم تعد تصلح‬ ‫مقولة ان اصدقاء لبنان في العالم يحمونه من االخطار‬ ‫االسرائيلية‪ ،‬كما لم تعد جتدي الديبلوماسية‪ ،‬للوقف‬ ‫بوجه االطماع الصهيونية في ارضه ومياهه‪ ،‬وانكسرت‬ ‫املشاريع اليهودية التي كانت تفكر انها ستكون لها‬ ‫يهود في داخل لبنان من بعض ابنائه‪ ،‬يتآمرون على وحدة‬ ‫شعبهم وسلمه االهلي وامنه الوطني‪.‬‬ ‫لقد اثبتت املقاومة انها قوة للبنان‪ ،‬فكما حررت االرض‬ ‫من االحتالل االسرائيلي‪ ،‬حررت االنسان اللبناني من‬ ‫االسر االسرائيلي‪ ،‬فأعادت االراضي احملتلة‪ ،‬واستعادت‬ ‫آالف االسرى‪ ،‬وهي قبل عامني منعت اسرائيل من احتالل‬ ‫ارض لبنانية‪ ،‬فانها اليوم حترر االسرى من سجون العدو‬ ‫االسرائيلي وفي مقدمتهم عميدهم سمير القنطار‪،‬‬ ‫الذي وعدت اسرائيل انها لن تفرج عنه‪ ،‬ولم تقبل ان‬ ‫يشمله االفراج في مفاوضات سابقة‪ ،‬كان آخرها في‬

‫العام ‪ ،2004‬ثم بعد اسر اجلنديني‪ ،‬فجاء قرار العدو‬ ‫ومع اقتراب الذكرى الثانية لعملية اسرهما‪ ،‬ليرضخ‬ ‫لشروط املقاومة‪ ،‬ويلبي ما طلبه السيد نصراهلل بعد‬ ‫األسر مباشرة‪ ،‬ويكشف ان اسرائيل ال تفهم اال لغة‬ ‫القوة‪ ،‬لغة احلديد والنار‪ ،‬واثبتت انها منر من ورق‪ ،‬وان‬ ‫جنودها وضباطها في دباباتهم وبوارجهم وطيرانهم‬ ‫ليسوا أقوى من شعبنا‪ ،‬وال ميلكون ارادة القتال اكثر مما‬ ‫عند مواطنينا‪ ،‬وال يحتكرون استخدام السالح وحدهم‪،‬‬ ‫بل ان مقاومينا برهنوا انهم االقدر ايضا ً على ان يوجهوا‬ ‫الصواريخ والقذائف والرصاصات باالجتاه الذي يريدونه‬ ‫ويصيبوا من العدو مقتالً‪ ،‬ومن مدنه دماراً‪ ،‬ومن مرافئه‬ ‫شلالً‪ ،‬ومن اقتصاده انهياراً‪ ،‬ومن مستوطنيه عدم ثقة‬ ‫باملؤسسة السياسية والعسكرية التي حتكمهم‪.‬‬ ‫ان حترير سمير القنطار ورفاقه‪ ،‬انتصار للمقاومة‬ ‫خصوصا ً واللبنانيني والعرب عموماً‪ ،‬وتأكيد ان املقاومة‬ ‫وحلفاءها‪ ،‬لم يفقدوا البوصلة عندما حملوا السالح‬ ‫للدفاع عن سالح املقاومة‪ ،‬بل كانوا في املوقع املقاوم‬ ‫وسالحهم املستخدم سالح مقاومة في الداخل‬ ‫اللبناني‪ ،‬ضد من ارتبطوا باملشروع األميركي وتناغموا‬ ‫مع اخملطط االسرائيلي بإنهاء املقاومة ونزع سالحها‪،‬‬ ‫فجاء الرد موضعيا ً وتأديبياً‪ ،‬للذين باعوا وطنهم بثالثني‬ ‫من فضة اليهود‪ ،‬ان يقفوا عند حدهم وال يكرروا جتربة‬ ‫سعد حداد وانطوان حلد وبشير اجلميل‪ ،‬ومن سلك‬ ‫سلوكهم في التعامل مع العدو االسرائيلي‪ ،‬من طالب‬ ‫عمالة جدد يودون االلتحاق بخدمته‪ ،‬ألن مصير اخلونة في‬ ‫التاريخ معروف وهو أن شعبهم سيرذلهم ويلعنهم‪.‬‬ ‫فسمير القنطار يعود الى مقاومته وشعبه‪ ،‬إلى‬ ‫لبنانه وجبله‪ ،‬محررا ً من سجون العدو‪ ،‬ويصدق وعد‬ ‫السيد نصراهلل بتحريره هو ورفاقه‪ ،‬وبهذه العودة‪،‬‬ ‫تسقط ادعاءات ومزاعم ضعاف النفوس و”أجراء األمراء‬ ‫والبكاوات وزعماء الطوائف وعمالء األجنبي واألنظمة‬ ‫العربية املستسلمة”‪ ،‬وكل الذين كانوا يخيفون‬ ‫اللبنانيني من املقاومة وسالحها‪ ،‬ويزرعون في النفوس‬ ‫والعقول‪ ،‬إنه يهدد الطوائف‪ ،‬ويق ّوض وهو بديل عنها‬ ‫الدولة‪ ،‬فأظهر من جديد انه سالح مقاومة وحترير ودفاع‬ ‫عن لبنان‪.‬‬

‫“منبر التوحيد”‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪3‬‬


‫الغالف‬

‫نائب األمين العام لـ«حزب هللا» الشيخ نعيم قاسم لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫ال عداء شيعياً درزياً‬

‫نحن مع أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة‬ ‫دولتان عربية وأوروبية طرحتا تعديل اتفاق الطائف‬

‫طيلة عقود ظل اجلنوب اللبناني مسرحاً مستباحاً إنسانه‬ ‫وأرضه واقتصاده حتت جنازير الدبابات وطغيان جيش الغزو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬فتجرف حقول التبغ وحترق حقول القمح وتقتل‬ ‫اآلمنني وتسحل األطفال وتدمر البيوت واملصانع احلرفية التي‬ ‫تعيل عيال الكدح والعرق احلالل بانتظار “غودو” الدولة والعرب‬ ‫من غيبوبة الكوما التي ملا تنجل بعد‪.‬‬ ‫ومع اكتساح إسرائيل لبنان عام ‪ 1982‬بلغ السيل الزبى‪،‬‬

‫‪4‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وبانتصار الثورة اإلسالمية في إيران حق “املكتوب”‪ ،‬وملا كان‬ ‫علماء جبل عامل ذوي جهد حميد وهام في تشيع إيران‪ ،‬استحق‬ ‫لهم وفاء اجلمهورية اإلسالمية الوحيدة في العالم‪ ،‬فكان وضع‬ ‫اليد على احملراث في حقل اجلدب العربي واللبناني وكان حزب اهلل‬ ‫صانع زمن االنتصارات‪ ،‬انتصارات التحرير والدفاع وإطالق األسرى‬ ‫وحفظ األرض وصون الكرامة‪ ،‬وإنقاذ شرف األمة في هذه املرحلة‪،‬‬ ‫وحيداً‪..‬‬


‫حدثان فرضا علينا التوجه الى احد قياديي “حزب اهلل”‬ ‫إلجراء مقابلة لهذا الشهر‪ ،‬االول الذكرى الثانية النتصار‬ ‫املقاومة على العدو االسرائيلي‪ ،‬وصد حربه عليها وعلى لبنان‪،‬‬ ‫وإفشال إهداف هذه احلرب التي لم يشهد لها الصراع العربي‬ ‫– االسرائيلي مثيالً‪ ،‬لطيلة‬ ‫مدتها الى ‪ 33‬يوما لم تتمكن‬ ‫قوات االحتالل االسرائيلي من‬ ‫حتقيق اي تقدم يذكر‪ ،‬واحلدث‬ ‫الثاني هو قرار حكومة‬ ‫العدو االسرائيلي‪ ،‬املوافقة‬ ‫على عملية تبادل االسرى‬ ‫اللبنانيني في سجونها‬ ‫اضافة الى جثامني الشهداء‬ ‫املقاومني‪ ،‬مقابل إطالق‬ ‫سراح اجلنديني االسرائيليني‬ ‫اللذين اسرتهما املقاومة في‬ ‫عملية “الوعد الصادق” في‬ ‫‪ 12‬متوز عام ‪ ،2006‬ولم يقبل‬ ‫رئيس احلكومة االسرائيلية‬ ‫مبادلتهما دون قيد او شرط‪،‬‬ ‫وعبر مفاوضات غير مباشرة‪،‬‬ ‫كما اعلن االمني العام‬ ‫لـ”حزب اهلل” السيد حسن‬ ‫نصر اهلل في يوم جناح عملية‬ ‫االسر‪.‬‬ ‫هذان االنتصاران‪ ،‬صمود‬ ‫املقاومة‪ ،‬وعدم متكني اسرائيل‬ ‫من احتالل ارض لبنانية‬ ‫جديدة‪ ،‬وفرض اإلخراج‬ ‫لالسرى اللبنانيني وفي‬ ‫مقدمهم عميدهم سمير‬ ‫القنطار‪ ،‬كانا محور احلوار‬ ‫الذي أجرته “منبر التوحيد”‬ ‫مع نائب االمني العام لـ”حزب اهلل” الشيخ نعيم قاسم الذي‬ ‫تأنس الكالم إليه واملنساب هادئاً من هذه الشخصية القيادية‬ ‫الهادئة‪ ،‬التي تزاوج بني العلم واالميان‪ ،‬وبني التواضع والعنفوان‪.‬‬ ‫فالرجل الثاني في “حزب اهلل”‪ ،‬اذا صحت التسمية‪ ،‬وفق‬ ‫التراتبية في املسؤوليات‪ ،‬يضعه البعض او يصنفه في خانة‬ ‫“الصقور” داخل احلزب‪ ،‬وصاحب املواقف املتشددة‪ ،‬لكن‬ ‫احلوار‪ ،‬يسقط هذه التصنيفات والتوصيفات بوجود “صقور”‬ ‫“وحمائم”‪ ،‬بل يؤكد حضور العقل واملنطق واملواقف املبدئية‬ ‫واملصلحة الوطنية وحماية املقاومة وبقاء سالحها مشرعاً‬ ‫بوجه العدو االسرائيلي‪ ،‬وااللتزام باتفاق الطائف الذي كرّس‬ ‫السلم االهلي‪ ،‬الذي يؤكد الشيخ نعيم قاسم ان ال خروج‬

‫عليه‪ ،‬وال تفكير في اجراء تعديل عليه‪ ،‬وال حتى البحث في أية‬ ‫كلمة فيه‪ ،‬وان كل ما يقال هو حتريف للحقيقة‪ ،‬التي يلتزم بها‬ ‫“حزب اهلل”‪ ،‬في مواجهة الشائعات واالدعاءات التي تتحدث عن‬ ‫دولة “حزب اهلل”‪ ،‬وعن “والية الفقيه”‪ ،‬وكلها عناوين ساقطة‪،‬‬ ‫اذ يؤكد القيادي في “حزب‬ ‫اهلل” ان االلتزام بالدولة‬ ‫ومؤسساتها هي فعل‬ ‫اميان لدى احلزب‪ ،‬وهوممارسة‬ ‫يومية من خالل العمل‬ ‫ضمن مؤسسات الدولة‬ ‫واالعتراف بها من رئاسة‬ ‫اجلمهورية الى مجلس‬ ‫النواب واحلكومة‪ ،‬حيث‬ ‫يشارك فيها “حزب اهلل”‬ ‫عبر متثيله النيابي والوزاري‪.‬‬ ‫أما حكاية “والية‬ ‫الفقيه” فهي شأن امياني‬ ‫ديني روحي يتعلق بأعضاء‬ ‫“حزب اهلل”‪ ،‬وال عالقة‬ ‫للبنانيني بها‪ ،‬وال تأثير لها‬ ‫عليهم‪ ،‬وال تتدخل في‬ ‫شؤونهم‪ ،‬حسب ما يؤكد‬ ‫الشيخ نعيم قاسم الذي‬ ‫يضيف أن حترير االسرى هو‬ ‫انتصار للبنان‪ ،‬يستكمل‬ ‫انتصار متوز‪ ،‬كما ان خروج‬ ‫قوات االحتالل اإلسرائيلي‬ ‫من مزارع شبعا خطوة الى‬ ‫اإلمام وتشجع املقاومة‬ ‫عليها‪ ،‬لكنها تبقى‬ ‫منقوصة اذا لم تعد الى‬ ‫السيادة اللبنانية‪ ،‬وال تعني‬ ‫ابدا ً نهاية املقاومة املرتبط‬ ‫وجودها بالدفاع عن لبنان ضمن االستراتيجية الدفاعية التي‬ ‫يقررها احلوار اللبناني فيها‪ ،‬كما يقول قاسم الذي يتطرق‬ ‫في حواره الى احداث بيروت فينفي حصول اجتياحها بل هو‬ ‫عمل أمني موضعي عاجل‪ ،‬ويشير الى ان ما وقع في اجلبل‬ ‫لم يكن خالفاً درزياً وشيعياً بل رد على حوادث اعتداء دامية‬ ‫علينا‪.‬‬ ‫‪ ..‬في حواره مع “منبر التوحيد” يكشف الشيخ قاسم‬ ‫الكثير من احلقائق واملعلومات‪ ،‬بعد أن وقعنا في “أسر” األحبة‬ ‫في معزل مقفل بستائره السوداء‪ ،‬لربع ساعة‪ ،‬وعزاؤنا لقاء‬ ‫سماحته ونشدان احلقيقة واملشاركة في مخاض العز‪ ..‬وهنا‬ ‫نصه‪:‬‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪5‬‬


‫الغالف‬ ‫لنبدأ بقرار احلكومة االسرائيلية اطالق سراح‬ ‫االسرى‪ ،‬بعد عامني من عدوان متوز وخطف‬ ‫االسيرين‪ ،‬هل برأيك هذا القرار االسرائيلي‬ ‫جاء نتيجة تداعيات حرب متوز التي لم يقدر‬ ‫االسرائيليون وقتها نتائجها حقاً في ضرورة‬ ‫اطالق االسرى والتبادل‪ ،‬ولم يفهموا النداء‬ ‫الذي وجهه اليهم األمني العام السيد حسن‬ ‫نصراهلل؟‬ ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬مسألة االسرى‬ ‫مسألة محقة بالنسبة لنا‪ ،‬وكان من املفروض ان‬ ‫تقوم اسرائيل مبعاجلة هذا االمر منذ آخر تبادل حصل‬ ‫في عام ‪ ،2004‬لكن في حسابات لها عالقة بالداخل‬ ‫االسرائيلي لم يفرج عن االسير وعميد االسرى سمير‬ ‫القنطار وبقيت االمور معقدة‪ .‬ولم يكن هناك سعي‬ ‫دولي جدي ملعاجلة هذا املوضوع‪ .‬وكما ع ّود حزب اهلل‬ ‫الناس هو ال يقبل ان يكون لديه اسرى في السجون‬ ‫وفي آن معا ً يعتبر أن االفراج عنهم هو جزء ال يتجزأ‬ ‫من معنويات املقاومة وواجباتها جتاه هؤالء املقاومني‬ ‫الذين بذلوا وقدموا‪ .‬وعندما لم تستجب اسرائيل‬ ‫كان ال بد من عملية االسر الشهيرة التي حصلت‬ ‫في ‪ 12‬متوز ‪ ،2006‬ويومها كان سماحة السيد حسن‬ ‫نصراهلل واضحاً‪ ،‬اإلفراج عن االسيرين يتم بشرطني‬ ‫ان تكون مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل والثاني‬ ‫ان يكون هناك إفراج متبادل لالسرى املوجودين في‬ ‫فلسطني احملتلة‪ ،‬لكن االسرائيلي اعتمد على منطق‬ ‫القوة ورفض عملية التبادل‪ ،‬وكان يعتقد ان الضغط‬ ‫العسكري والسياسي على مستوى العالم وعلى‬ ‫مستوى اسرائيل ميكن ان يحقق الفرص في اطالق‬ ‫االسيرين االسرائيليني‪ ،‬وإال فإن صمود حزب اهلل‬ ‫وثباته على رؤيته‪ ،‬وهو صاحب حق في هذا االمر‪ ،‬أديا‬ ‫الى ان يدرك العدو انه ال يتم اإلطالق اال بعملية تبادل‪،‬‬ ‫وهكذا حصلت املفاوضات غير املباشرة التي أدت الى‬ ‫النتيجة التي سمعتموها‪ ،‬وهذه النتيجة في الواقع‬ ‫ثمرة إصرار حزب اهلل وثباته على وجهة نظره‪.‬‬ ‫هل تعتبر ان ملف االسرى أقفل؟‬ ‫علينا أن ننتظر االيام القادمة لنرى االسرى بني‬ ‫ايدينا‪ ،‬ال ميكن ان نطمئن بشكل نهائي قبل ان‬ ‫نراهم عندنا‪ ،‬على كل سيكون هناك كالم تفصيلي‬ ‫حلزب اهلل عن هذا املوضوع الحقاً‪.‬‬ ‫لم يهتم حزب اهلل بأسراه فقط‪ ،‬بل االسرى‬ ‫اللبنانيني والعرب والفلسطينيني‪ ،‬ما هي االسباب‬ ‫التي تدفع حزب اهلل الى توسيع دائرة اهتمامه؟‬ ‫انا لن أحتدث عن طبيعة الصفقة التي متت‪،‬‬ ‫فسأترك هذه لأليام القادمة ولإلعالم الرسمي في‬ ‫حزب اهلل‪ .‬لكن سأحتدث باملبدأ أن حزب اهلل يعتبر‬ ‫نفسه حركة مقاومة لها عالقة بهذا الشعب‬ ‫اللبناني وبالروحية التي ميكن ان تكون موجودة في‬ ‫املنطقة والرافضة السرائيل‪ ،‬الن انعكاسات العدوان‬ ‫االسرائيلي هي على كل املنطقة من دون استثناء‪.‬‬ ‫ونحن اردنا مرارا ً وتكرارا ً تأدية رسالة مفادها ان‬ ‫املقاومة ليست فئوية او طائفية او منغلقة على‬ ‫نفسها‪ .‬املقاومة مسار وكل من كان في هذا املسار‬ ‫هو جزء ال يتجزأ منها‪ ،‬وبالتالي عندما نسعى‬ ‫لإلفراج عن عميد االسرى سمير القنطار ميكن‬ ‫للبعض أن يقول لنا ما عالقتكم بذلك كونه أسر‬ ‫في فترة سابقة على وجود حزب اهلل؟ ولكن نحن‬

‫‪6‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عالقتنا بتيار التوحيد‬ ‫اللبناني جيدة جداً‬ ‫لم تحصل‬ ‫ً‬ ‫أصال‬ ‫مشكلة‬ ‫مع الطائفة الدرزية‬ ‫على اختالف‬ ‫تالوينها‬ ‫ندحض هذه الفكرة بأن عميد األسرى مقاوم‪ ،‬وهذا‬ ‫الطريق هو طريق واحد للجميع وإذا لم يتكاتف‬ ‫املقاومون مع بعضهم بعضا ً بصرف النظر عن‬ ‫تنظيماتهم وانتماءاتهم فهذا يعني أن يدخل‬ ‫الينا العدو من باب التفرقة والتجزئة وإبطال قوتنا‬ ‫وقدراتنا باستفراد جهاتنا اخملتلفة كل على حدة‪ .‬من‬ ‫هنا نحن اردنا دائما ً ان نعبر عن قناعتنا بان املقاومة‬ ‫هي مقاومة للجميع ومسؤولية اجلميع‪ ،‬وبالتالي‬ ‫عندما تطالب بأي مقاوم إمنا تطالب مبن دخلوا في‬ ‫هذا اخلط في مواجهة العدو‪.‬‬ ‫كيف تتسارع االحداث‪ ،‬صفقة حترير االسرى‪،‬‬ ‫وضع مزارع شبعا حتت الوصاية الدولية‪ ،‬هل‬

‫عناوين الحزب القوي‬ ‫أريد أن أسألهم‬ ‫ما هي مقومات دولة‬ ‫“حزب هللا”؟‬ ‫الذي لديه مؤسسات فاعلة‬ ‫ليست عناوين الدولة‬ ‫داخل الدولة‬

‫نحن على طريق إقفال جبهة اجلنوب كما يقول‬ ‫العدو االسرائيلي وكما تزعم الواليات املتحدة‬ ‫االميركية؟‬ ‫العدو اإلسرائيلي هو الذي فتح جبهة اجلنوب‬ ‫وهو الذي فتح اجلبهة السورية واجلبهة االردنية‪،‬‬ ‫واملصرية وهو الذي بادر الى احتالل فلسطني وطرد‬ ‫اهلها منها‪ ،‬يعني نحن امام عدو قام على اساس‬ ‫االعتداءات ومحاولة السيطرة لتحقيق اهدافه‪.‬‬ ‫وبالتالي لو افترضنا ان اسرائيل خرجت من مزارع‬ ‫شبعا هذا يعني ان املقاومة حققت انتصارا ً كبيرا ً‬ ‫واجنازا ً جديدا ً يضاف الى االجنازات السابقة‪ ،‬ومنها‬ ‫النصر االلهي الكبير في متوز ‪ 2006‬وحترير االسرى‪،‬‬ ‫لكن هذا ال ينهي املشكلة مع اسرائيل والسبب في‬ ‫ذلك ان اسرائيل تشكل تهديدا ً حقيقيا ً للبنان فهي‬ ‫ال حتتاج الى مبرر وال الى ذريعة‪ ،‬وهي ال حتتاج ان تكون‬ ‫موجودة في قسم من املناطق اللبنانية حتى تشكل‬ ‫اخلطر والتهديد‪ .‬نحن نرى إسرائيل تقوم بطلعات‬ ‫جوية يومية مكثفة لتصور وجتمع بنك اهداف‬ ‫وتقوم مبناورات وكل هذه االعمال هي اعمال حربية‬ ‫وهي استعدادات لعمل عدواني ميكن ان تقوم به‬ ‫في يوم من االيام‪ .‬ففي مواجهة التفوق العسكري‬ ‫االسرائيلي علينا ان نكون مستعدين ملواجهة‬ ‫خطره‪ .‬باعتقادي ان املشكلة ليست مرتبطة مبزارع‬ ‫شبعا فقط‪ ،‬بل مرتبطة بوجود تهديدات اسرائيلية‬ ‫ميكن ان تنجز احتالال ً خالل ساعات فيما لم يكن‬ ‫هناك دفاع او صد في مواجهتها‪ .‬واذا اردنا ان نعبر‬ ‫بدقة عن دور املقاومة نستطيع ان نقول ان املقاومة‬ ‫لها هدفان كبيران‪ :‬الهدف االول حترير االرض واالسرى‬ ‫وكل ما يأخذ طابع االحتالل‪ ،‬والهدف الثاني هو‬ ‫دفاعي في مقابل االخطار االسرائيلية احملتملة‬ ‫بقوة‪ ،‬فاذا حتررت مزارع شبعا يجب ان نعالج اخلطر‬ ‫االسرائيلي الذي يهددنا دائماً‪ ،‬ويجب ان يكون لبنان‬ ‫قويا ً ليحمي نفسه‪ .‬فليست هناك حماية للضعفاء‬ ‫وال ميكن ان يحترمنا احد في العالم اذا كنا ضعفاء‪،‬‬ ‫ونحن نرى مجلس االمن والدول الكبرى الى جانب‬ ‫اسرائيل وليست عادلة ومنصفة في التعاطي مع‬


‫قضيتنا‪ .‬اذا ً ال بد ان تكون املقاومة حاضرة وجاهزة‪،‬‬ ‫من اجل الدفاع‪ .‬وهناك رغبة وحاجة فعلية في‬ ‫الداخل اللبناني لرسم استراتيجية‪.‬‬

‫االستراتيجية الدفاعية‬ ‫وبناء القوة‬ ‫اين املقاومة في االستراتيجية الدفاعية؟‬ ‫اذا قلت لك اآلن‪ ،‬اين تكون املقاومة من‬ ‫االستراتيجية الدفاعية امنا قولي هو وجهة نظر‬ ‫حزب اهلل‪ .‬هذا ال يعني االستراتيجية الدفاعية‬ ‫التي هي اتفاق االطراف عليها حول طاولة احلوار‪.‬‬ ‫نحن نفضل ان يكون النقاش التفصيلي على‬ ‫طاولة احلوار ونبدي فيه وجهة نظرنا ويبدي اآلخرون‬

‫االسرائيلية‪ ،‬ما هو دور اجليش اللبناني وما هو دور‬ ‫املقاومة وما هو دور الشعب اللبناني وكيف ميكن‬ ‫ان يحافظ لبنان على قوته؟ وكيف ميكن ان يزيدها‬ ‫ويحشد اإلمكانات والطاقات ملواجهة التهديدات‬ ‫االسرائيلية ملنع إعادة افساح اجملال امام شروط‬ ‫سياسية على لبنان ال يستطيع حتملها‪ ،‬فعندما‬ ‫يكون قويا ً ال تفرض عليه هذه الشروط‪.‬‬ ‫طرح في جلسات احلوار الوطني في اجمللس‬ ‫النيابي مشروع استراتيجية دفاعية‪ ،‬ما هي‬ ‫العوائق التي أعاقت إقرار هذا املشروع؟‬ ‫في آخر جلسة من جلسات احلوار اللبناني‪،‬‬ ‫طرح موضوع االستراتيجية الدفاعية‪ ،‬لكن االمر‬ ‫اقتصر يومها على التعاريف املتبادلة بني االطراف‬ ‫ملعنى االستراتيجية الدفاعية ولم يصل االمر الى‬ ‫رسم خطوات عملية لالتفاق على االستراتيجية‬

‫هي التي أسس إسرائيل وهي جزء من مشروعها‬ ‫االستعماري؟‬ ‫انا اوافق معك ان الدول الكبرى الفاعلة واملؤثرة‬ ‫هي التي أنشأت اسرائيل واخترعتها‪ ،‬وهي مع‬ ‫اسرائيل القوية ودعمها في آن معاً‪ ،‬ولكن عندما‬ ‫نكون اقوياء يحسب هذا اجملتمع الدولي وهذه الدول‬ ‫الكبرى حسابا ً لنا وال يتعاطى معنا كملحق او‬ ‫كمن ميكن ان يجبر على مواقف ال يريدها‪ .‬وهذه‬ ‫التجارب موجودة امامنا‪ ،‬كان االمني العام لالمم‬ ‫املتحدة عندما يتصل بحزب اهلل يطالب باجلنديني‬ ‫االسيرين احلاليني او سابقا ً باجلنود الذين كانوا مع‬ ‫حزب اهلل‪ ،‬وعندما سأله حزب اهلل عن االسرى في‬ ‫املعتقالت االسرائيلية يقول أنا احاول‪ ،‬لكن بحثنا‬ ‫االساسي هو هذا‪ ،‬ملاذا؟ النه يستضعفنا ويعتبر‬ ‫نفسه معنيا ً في إجابة اسرائيل القوية‪ .‬نحن‬

‫تحرير‬ ‫مزارع شبعا‬ ‫بالسيادة اللبنانية‬ ‫ال ينهي المقاومة‬

‫والية الفقيه‬ ‫إيمان ديني‬ ‫ال تأثير له‬ ‫على الواقع اللبناني‬

‫الشهيد عماد مغنية‬ ‫اغتالته إسرائيل‬ ‫والثأر له‬ ‫ال ريب فيه‬

‫االستراتيجية الدفاعية‬ ‫ليست كلمات على ورق‪،‬‬ ‫إنما هي خطة لها قابلية‬ ‫للترجمة‬

‫وجهات نظرهم ونصل إلى القواسم مشتركة‬ ‫لالتفاق‪ ،‬اما ان يفترض البعض سلفا ً بان املقاومة‬ ‫يجب ان تتوقف او ان السالح يجب ان يذهب الى‬ ‫اجليش اللبناني او ان القدرة الدفاعية للحالة‬ ‫الشعبية املتمثلة باملقاومة يجب ان تنتهي فهذه‬ ‫مصادرة للنقاس‪ ،‬وهذا امر غير مقبول‪ .‬نحن من‬ ‫وجهة نظرنا نرسم قاعدة اساسية تقول “من‬ ‫املفروض ان يكون لبنان قوياً”‪ .‬أما كيف يكون قوياً‪،‬‬ ‫فهذه تفاصيل اذا كان باإلمكان ان يكون اجليش قويا ً‬ ‫واملقاومة قوية ويتم رسم خطوط للتعاون والعمل‬ ‫معها بالطريقة املناسبة التي توظف ملصلحة‬ ‫لبنان فهذه خطوة جيدة‪ ،‬وأما أن يكون هناك تفكير‬ ‫آخر‪ .‬لكن بالتأكيد نحن نرفض اي معنى يؤدي الى‬ ‫إضعاف لبنان ومقاومته وقدرته الدفاعية جملرد ان‬ ‫البعض لهم مشاريعهم او لهم اهدافهم احملددة‪.‬‬ ‫هل ننتقل من استراتيجية التحرير الى‬ ‫االستراتيجية الدفاعية؟‬ ‫في كل االحوال‪ ،‬على لبنان ان يرسم بنفسه‬ ‫استراتيجية دفاعية يحدد كيفية مواجهة االخطار‬

‫الدفاعية‪ .‬هذه االستراتيجية ليست كلمات على‬ ‫ورق وليست تعاريف مطلقة إمنا هي خطة ال بد‬ ‫ان تكون لها قابلية للترجمة‪ .‬ومبا أن آخر جلسات‬ ‫احلوار كانت في شهر أيار تقريبا ً من العام ‪2006‬‬ ‫وجاء العدوان االسرائيلي بعدها في متوز‪ ،‬فاحلوار‬ ‫لم يستكمل بعدها باالستراتيجية الدفاعية‬ ‫وإمنا كانت جلسة عصف أفكار ولم تكن جلسة‬ ‫تنهي امللف او حتدد ضوابطه‪ ،‬لذا ال زلنا بحاجة‬ ‫الى جلسات حوارية تضع االستراتيجية الدفاعية‬ ‫كنقطة على جدول االعمال وتناقش التفاصيل‬ ‫املرتبطة بها واآلليات التي توصلنا اليها‪.‬‬

‫احلق غير القوي يسقط‬ ‫في معارك التسويات‬ ‫ّ‬ ‫القوي‪ ،‬ولكن إذا‬ ‫قلتم ان اجملتمع الدولي مع‬ ‫قوينا نحن فلن يكون هذا اجملتمع معنا‪ ،‬ألنه هو‬ ‫مع إسرائيل ليست ألنها قوية بل ألن دوله الكبرى‬

‫أثبتنا كحزب اهلل أننا عندما نكون اقوياء نستطيع‬ ‫ان جنر هذه الدول الكبرى ومجلس االمن الى‬ ‫نقاشات ومواقف تعطينا ما نريد وال جتعلنا ملحقا ً‬ ‫لسياساتها او سياسات اسرائيل‪ ،‬وجتربة عدوان‬ ‫متوز عام ‪ 2006‬ايضا ً إثبات آخر على ان هذا الواقع‬ ‫الدولي وبعض الواقع العربي كان ينتقدنا ويعترض‬ ‫علينا كمقاومة بدل ان نواجه اسرائيل‪ ،‬النها تدمر‬ ‫وتقتل وتغزو بلدا ً حرا ً سيدا ً مستقالً‪ ،‬مع ذلك لم‬ ‫تتحرك الدول الكبرى اال بعد ان وجدت ان هزمية‬ ‫اسرائيل محتملة وبدأت تبرز بشكل مباشر‪ ،‬وفي‬ ‫النهاية جاء القرار الدولي ‪ 1701‬مع املالحظات التي‬ ‫يعط‬ ‫ابديناها وقتها ليوقف هذا العدوان‪ ،‬ولكن لم ِ‬ ‫اسرائيل ما تريد‪ ،‬ولكن بقي االسيران االسرائيليان‬ ‫عند حزب اهلل ‪ ...‬وعلى هذا االساس نحن نعتقد‬ ‫ان الدول الكبرى ستقف عاجزة امام ارادة الشعوب‬ ‫وسأكون صريحا ً معك‪ ،‬قوة املقاومة في لبنان‬ ‫ليست ألنها مجموعة (اسالمية) والبعض يخطئ‬ ‫في هذا الفهم‪ ،‬إمنا النها حتمل موقفا ً مليئا ً باحلق‪،‬‬ ‫ثانيا ً تتصرف بتضحيات ومصداقية‪ ،‬الشعب يحبها‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪7‬‬


‫الغالف‬ ‫ويتعاطف معها‪ .‬هذه العوامل الثالثة اعطت قوة‬ ‫يصعب اختراقها من قبل الدول الكبرى واألعداء‬ ‫بشكل عام وهم مضطرون ان يتعاطوا مع املقاومة‬ ‫على ان لها شخصيتها وال بد ان يكون هناك حوار‬ ‫معها وان يكون هناك تبادل في التسويات او االمور‬ ‫العالقة‪ ،‬أما بالضغط فال ميكن ان يكون هناك حل‪.‬‬ ‫قلتم إن اجملتمع الدولي ميكن أن يؤيدنا إن‬ ‫كنا اقوياء‪ ،‬لكن كيف ميكن ان نكون كشعب‬ ‫أقوياء باملقاومة‪ ،‬وهناك من كان يطرح بالتزامن‬ ‫مع العدوان والقصف ضرورة محاسبتها على‬ ‫مغامرة األسر؟‬ ‫نحن نضع دائما ً في حساباتنا أن عملنا لن يكون‬ ‫مقبوال ً من اجلميع وستبقى هناك اصوات رافضة‬ ‫للمقاومة وللعمل املقاوم‪ ،‬هذا كنا نسمعه قبل‬ ‫عدوان متوز‪.‬‬ ‫وقبل التحرير؟‬ ‫وقبل التحرير أيضا ً وسمعنا بعد التحرير مواقف‬ ‫تتحدث عن ضرورة إبطال قدرة لبنان بإبطال قوة‬ ‫املقاومة‪ ،‬وهنا عنوان ان اجليش هو يتولى الشأن‬ ‫الدفاعي‪ .‬وهم يعلمون ان املسألة ليست كذلك‪،‬‬ ‫وبالتالي ما تريده اسرائيل هو جتريد املقاومة من‬ ‫قوتها ومن سالحها‪ .‬على كل حال ما فعله البعض‬ ‫اثناء عدوان متوز من حتميل املقاومة املسؤولية‬ ‫واحلديث عن مغامرات حصلت والتركيز يوميا ً في‬ ‫اإلعالم وفي التصريحات على جردة احلساب في‬ ‫حجم الدمار واالستفراد في القرار كان أمرا ً مؤذياً‪،‬‬ ‫لكنه جزء ال يتجزأ مما ابتنينا واقعنا عليه‪ .‬فنحن‬ ‫نعلم سلفا ً أن اصواتا ً ستصدر وإزعاجات ستحصل‪،‬‬ ‫لكن هذه املسيرة يجب أن تستمر‪ .‬أما قرار احلرب‬ ‫والسلم فنحن نؤيد ان يكون بيد الدولة وال نقبل أن‬ ‫يكون بيدنا وهو لم يكن بيدنا‪ ،‬فاذا بادرت إسرائيل‬ ‫بحرب متوز ‪ ،2006‬قلنا لهم انها حرب اسرائيلية‬ ‫على لبنان‪ ،‬قرارها اتخذ في اسرائيل‪ ،‬فمن اراد ان‬ ‫يشارك في قرار احلرب والسلم فليسأل اسرائيل‬ ‫في هذه احلالة ملاذا خاضت هذه احلرب؟ واما أصحاب‬ ‫االدعاء في ان االسيرين س ّببا احلرب نعيدهم الى‬ ‫تصريحات اوملرت املثبتة في تقرير فينوغراد الذي‬ ‫قال انه كان يستعد قبل شهرين او ثالثة ملثل هذه‬ ‫احلرب‪ .‬وكذلك نعيدهم الى التقارير االميركية‬ ‫والعاملية التي صدرت‪ ،‬الن احلرب كانت متوقعة في‬ ‫ايلول او تشرين االول‪ ،‬لكن حصول حادثة االسيرين‬ ‫كان متوقعا ً الرد عليها بعمل محدود يوازي عملية‬ ‫االسر‪ ،‬ولكن سمعنا الشعارات التي حتدثت عن‬ ‫إنهاء قدرة حزب اهلل ووجوده وسالحه‪ .‬هكذا طرحوا‬ ‫املشاريع الكبيرة التي تتخطى ما حصل‪ .‬لذلك‬ ‫نحن ّ‬ ‫وطنّا انفسنا على ان بعض االعتراضات واردة‬ ‫ونترك للشعب اللبناني ان يحكم على اصحابها‪.‬‬ ‫وعلى كل حال هم دائما ً يعيشون حالة قلق من‬ ‫اتهامهم وفي الواقع هم يتهمون انفسهم‪ .‬نحن‬ ‫ال نتهمهم‪ .‬ألنهم الذين يقفون في وجه سيادة‬ ‫لبنان واستقالله وعزته ومقاومته‪ ،‬هم يعلمون أن‬ ‫أي طريق آخر غير املقاومة ال ميكن سلوكه‪.‬‬ ‫املطروح على طاولة احلوار سالح حزب اهلل‬ ‫وليس االستراتيجية الدفاعية كما ورد في اتفاق‬ ‫الدوحة‪ ،‬وهذا ما يعتبره الفريق احلاكم انه حقق‬ ‫انتصاراً في الدوحة عندما ورد في احد البنود عن‬

‫‪8‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الخالف السياسي ال‬ ‫يجعل الطائفة الشيعية‬ ‫مقابل الطائفة الدرزية‬ ‫ما حصل في الجبل‬ ‫ً‬ ‫عمال دفاعياً في‬ ‫كان‬ ‫مواجهة الحزب التقدمي‬ ‫االشتراكي بعد وقوع‬ ‫جريمتين‬ ‫عالقة التنظيمات املسلحة بالدولة اللبنانية‪ ،‬ما‬ ‫تعليقكم؟‬ ‫في فهمنا ان املطروح هو االستراتيجية الدفاعية‬ ‫امنا ما هو معناها؟ وما هي تعاريفها؟ فلنترك االمر‬ ‫الى طاولة احلوار‪ ،‬وعندها بناء على النقاش الذي يجري‬ ‫بني االطراف املتحاورة نستطيع ان نصل ان شاء اهلل‬ ‫الى تفسيرات واضحة والى قواسم مشتركة‪ .‬واما‬ ‫ان تكون هناك رغبة عند البعض في ان يأخذ النقاش‬ ‫الى الزاوية التي يريدها او الى تضييق اخلناق على‬ ‫املقاومة بطريقة او بأخرى فهذه رغبات والعبرة في‬ ‫حتقيقها وليست في اطالقها‪ .‬وفي النهاية املنتصر‬ ‫هو الذي ينتصر على العدو‪ ،‬اما ان يتعلق البعض‬ ‫بكلمات وردت هنا وهناك ويعتبر انها حققت له‬ ‫إجنازا ً فال مانع ان يعيش في هذه االحالم‪ ،‬في النهاية‬

‫سيستيقظ ويرى الواقع امامه وسيعرف الناس ما‬ ‫هو التفسير الصحيح وكيف ميكن ان ينتصر لبنان‬ ‫بدل ان تأخذه بعض احلاجات الى حسابها‪.‬‬ ‫هنا عقيدتان عسكريتان‪ :‬عقيدة اجليش‬ ‫النظامي وعقيدة احلرب الثورية‪ ،‬ولقد سقطت‬ ‫عقيدة اجليوش النظامية العربية في مواجهة‬ ‫العسكريتاريا التقنية االسرائيلية‪ ،‬بينما قدمت‬ ‫املقاومة منوذج احلرب الثورية وتفوقت في احلرب‬ ‫البرية والبحرية وسالح الصواريخ بقي خطر‬ ‫سالح اجلو‪ ،‬وحيث ممنوع تسليح اجليش اللبناني‬ ‫ليعالج هذا اخلطر بسبب الفيتو األميركي‬ ‫املشروط بتغيير عقيدته‪ ،‬هل وفرت املقاومة‬ ‫إمكانية حماية املدنيني من خطر الطيران؟‬ ‫املقاومة تقوم بجهدها لتكون قوية في كل اجملاالت‪،‬‬ ‫وعندما تكون هناك عقبات حقيقية وموضوعية فهي‬ ‫تدرس كيفية جتاوزها‪ ،‬وهذا من االمور التي تطلب‬ ‫الكثير من اجلهد وايضا ً التغلب على كل التعقيدات‬ ‫والصعوبات الدولية واالقليمية‪ ،‬وما استطيع قوله‬ ‫إن املقاومة بذلت جهدها وتبذل جهدها نحو األفضل‪.‬‬ ‫اما ما ميكن ان نصل اليه ونحصل عليه فهذا مرتبط‬ ‫مبجموعة من العوامل املعقدة جداً‪.‬‬ ‫كان مسؤول فلسطيني يقول عندما يرى‬ ‫مدفع ميدان ‪ 130‬يبكي على عشرة شهداء‪ ،‬ما‬ ‫يعني أن عقيدة احلرب الثورية تفرض قيوداً في‬ ‫التسليح وفي التجهيز‪ ،‬ورمبا هناك حد ممكن في‬ ‫الدفاع احملقق باملقابل؟‬ ‫ثبت بالدليل القطعي أن محاربة اسرائيل‬ ‫ومواجهتها من خالل اجليوش النظامية من الدول‬ ‫العربية أمر صعب جدا ً ومعقد‪ ،‬اذا لم نقل انه‬ ‫مستحيل في صيغة احلروب الكالسيكية‪ ،‬الن‬ ‫مستوى التطور االسرائيلي جتاوز بكثير مستوى‬ ‫القدرة العسكرية للجيوش العربية‪ ،‬لكن العمل‬ ‫املقاوم استطاع ان يحقق هزائم متتالية السرائيل‬ ‫بسبب املرونة التي متتلكها حركة املقاومة والتي‬ ‫جتنبت من خاللها قدرة العدو على إنهاكها او‬ ‫إنهائها‪ .‬من هنا يجب ان يعزز العمل املقاوم بصيغة‬ ‫متناسبة مع واقع البلد وتركيبته‪ ،‬ولكن الواقع لن‬ ‫يسمح جليشنا في لبنان أن يكون قوياً‪ .‬االميركيون‬ ‫واإلسرائيليون لن يسمحوا بتسليحه وسيعطي‬ ‫االميركي عتادا ً للجيش اللبناني ال يتناسب مع‬ ‫مواجهة اسرائيل وامنا يتناسب مع بعض الترتيبات‬ ‫الداخلية‪ .‬وهذا امر واضح من خالل كل املعلومات‬ ‫وكل االدلة واال هل تعطي اميركا اجليش اللبناني‬ ‫صواريخ ارض ارض او صواريخ مضادة للطائرات او‬ ‫طيران ‪ F32‬او ‪ F33‬هل ميكن ان يحصل هذا؟ من‬ ‫هنا االعتماد على ان يقوى اجليش اللبناني اعتماد‬ ‫في غير محله‪ ،‬ليس بسبب االرادة احمللية إذا افترضنا‬ ‫انها متوفرة‪ ،‬وامنا بسبب رفضهم هم النهم يريدون‬ ‫ابقاء عدم التوازن‪.‬‬

‫مزارع شبعا والوصاية‬ ‫والقرار ‪1701‬‬ ‫يبدو ان هناك تناقضاً في مواقف الفريق‬ ‫احلاكم‪ ،‬كان الفتاً االسبوع املاضي تصريح‬


‫جنبالط عن وضع مزارع شبعا حتت الوصاية‬ ‫الدولية‪ ،‬ال يعني انهاء املقاومة بل يؤكد على‬ ‫موضوع بحث استراتيجية دفاعية‪ ،‬وهنا يطرح‬ ‫موضوعاً ايجابياً‪ ،‬كيف تفسرون هذا؟‬ ‫اوال ً ليكن واضحا ً حترير مزارع شبعا ال يكون حتريرا ً‬ ‫كامالً‪ ،‬إال عندما تعود بالكامل دون ان ينقص منها‬ ‫شبر واحد الى السيادة اللبنانية غير املنقوصة‬ ‫وغير املشروطة‪.‬‬ ‫وماذا عن وضعها حتت الوصاية الدولية؟‬ ‫حتريرها يكون بعودتها الى السيادة اللبنانية غير‬ ‫املنقوصة وغير املشروطة واي خطوة على الطريق‬ ‫سواء أكانت بتحرير قسم من املزارع او بنقلها‬ ‫الى الوصاية الدولية هي خطوة الى االمام ونحن‬ ‫نشجع عليها‪ ،‬ولكنها ليست حتريرا ً كامالً‪ ،‬وبالتالي‬ ‫سنتعامل مع اي حترير مجتزأ بأنه ناقص ويحتاج‬ ‫الى استكمال الى ان تتحرر املزارع بالكامل من‬ ‫دون ان يبقى منها شيء خارج دائرة سلطة الدولة‬ ‫اللبنانية‪ .‬على هذا االساس نحن مستمرون في‬ ‫شعارنا بضرورة حترير االرض باملقاومة‪ .‬والى جانب‬ ‫املقاومة ال منانع أبدا ً ان تتحرر بالدبلوماسية‪ ،‬ولكن‬ ‫ال يعني سلوك طريق الدبلوماسية توقيف املقاومة‬ ‫او إخمادها بل تبقى املقاومة برؤيتها وبطريقتها‬

‫نحن ال نبتغي السيطرة‬ ‫على الجبل وال أن نحل‬ ‫محل أحد‪ ،‬واألحداث‬ ‫التي حصلت موضعية‬ ‫ومحدودة ولها عالقة‬ ‫بعمل دفاعي‬

‫وبأساليبها الى جانب استمرار الدبلوماسية‪ .‬وهنا‬ ‫اذا كان البعض يعتقد ان حترير مزارع شبعا بالكامل‬ ‫حتت السيادة اللبنانية يعني انتهاء املقاومة فهو‬ ‫واهم‪ ،‬الن املقاومة هي عمل دفاعي ضد التهديدات‬ ‫االسرائيلية وهي حترير االرض‪ ،‬فمن يوقف التهديدات‬ ‫االسرائيلية عندها ويعالج ازمة االعتداءات املتكررة‬ ‫في اجلو والبر والبحر؟ هذا ما تناقشه االستراتيجية‬ ‫الدفاعية‪.‬‬ ‫اسرائيل تقول ان القرار ‪ 1701‬ال ينفذ بدليل ان‬ ‫املقاومة اصبح لديها عدد كبير من الصواريخ وقد‬ ‫اعلن السيد حسن نصراهلل علناً‪ ،‬هل املقاومة ال‬ ‫تطبق القرار ‪1701‬؟‬ ‫القرار ‪ ،1701‬يتحدث عن عدم وجود مظاهر‬ ‫مسلحة في منطقة جنوب نهر الليطاني‪ .‬وكذلك‬ ‫وجود قوات من اجليش اللبناني مينع االحتكاك ومينع‬ ‫اعتداء اسرائيل على لبنان ومينع ان تكون هناك‬ ‫حركة من لبنان باجتاه فلسطني‪ .‬في قناعتنا اننا‬ ‫نفذنا ما له عالقة بالشق اللبناني املقاوم بدليل‬ ‫انه منذ حلظة توقف االعمال العدائية في ‪ 14‬آب‬ ‫الساعة ‪ 6‬صباحا ً لم يطلق حزب اهلل طلقة واحدة‬ ‫ولم يحصل أي تواجد مسلح في منطقة جنوب نهر‬ ‫الليطاني ولم يقم بعملية ضد اسرائيل انطالقا ً‬ ‫من االراضي اللبنانية‪ .‬هذه االمور الواردة في القرار‬ ‫‪ 1701‬طبقها حزب اهلل اال ان اسرائيل تفكر دائما ً‬ ‫في كيفية إرغام حزب اهلل ولبنان‪ ،‬وهي تعلم اننا‬ ‫جنهز انفسنا دائما ً ونحسب حسابا ً الي عدوان ممكن‬ ‫من قبل اسرائيل ولو بعد سنوات طويلة فهي ال‬ ‫تريد ان نكون على جهوزيتنا وال تريد ان تتآكل قوتها‬ ‫مبرور الزمن من خالل التوقف عند حد معني‪ ،‬لكننا‬ ‫نعلم ان الدفاع يتطلب دائما ً تدريبات وجتهيزات‬ ‫واستقطاب عناصر جديدة ووضع خطط لالستفادة‬ ‫من التجارب‪ ،‬وهذا ما يقوم به حزب اهلل على هذا‬ ‫االساس وال يهمنا ما تدعيه إسرائيل‪ .‬نحن نعتبر‬ ‫ان خرق إسرائيل الـ‪ 1701‬واضح امام العالم‪ ،‬لكن‬ ‫العالم يبقي حزب اهلل في دائرة االتهام باخلرق‪ .‬فهل‬ ‫نأخذ باالتهام وال نأخذ باالمر الواضح؟ حتى ان تقارير‬ ‫االمم املتحدة والقوات الدولية التي تصدر عن قوات‬ ‫الطوارئ ويصدرها االمني العام لالمم املتحدة تتضمن‬ ‫إبراز اخلروق االسرائيلية وبشكل واضح والتي تبلغ في‬ ‫الشهر الواحد اكثر من ‪ 700‬خرق لالجواء اللبنانية‪.‬‬ ‫وهذا ما ورد في تقرير نيسان للعام ‪ 2008‬والذي ابرز‬ ‫في الفقرة ‪ 35‬حجم اخلرق االسرائيلي‪ .‬والواقع اننا‬ ‫نتعرض التهامات ثم نضطر لتبرير مواقفنا‪ .‬بكل‬ ‫صراحة املقاومة حتتاج الى تبرير موقف‪ ،‬النها عمل‬ ‫دفاعي والدفاع يستلزم االستعداد وسنستمر في‬ ‫االستعداد لنكون على أهبة الدفاع‪.‬‬

‫“دولة” حزب اهلل‬ ‫هناك حملة مركزة كانت قبل حرب متوز‪ ،‬ولكنها‬ ‫كانت خجولة‪ ،‬ولكن بعد عدوان متوز تصاعدت‬ ‫احلملة على حزب اهلل وعلى زج سالح املقاومة في‬ ‫املعارك الداخلية‪ .‬وهنا اتهام حلزب اهلل على بناء‬ ‫دولة ضمن الدولة لديه املال والقوة العسكرية‬ ‫واتصاالته اخلارجية‪ ،‬اي كل النية التي تؤهله‬ ‫إلقامة دولة حزب اهلل في لبنان‪ ،‬فما ردكم عليها؟‬

‫اطالق سمير القنطار‬ ‫ورفاقه تم بشروط‬ ‫المقاومة‬ ‫املواجهة من قبل فريق لبناني ال يريد للمقاومة‬ ‫أن تكون ركيزة له عالقة بالرؤية والتوجه السياسي‬ ‫الذي يجب أن تقوم عليه االمور‪ .‬انا ال اريد اآلن ان‬ ‫اتهمهم بل اريد ان اقول ان رؤيتهم هذه منسجمة‬ ‫متاما ً مع الرؤية االميركية – االسرائيلية التي ال تريد‬ ‫للبنان ان تكون لديه مقاومة‪ .‬عليهم هم ان يحلوا‬ ‫هذه املشكلة‪ ،‬الن اسرائيل وحدها ال تريد املقاومة‪،‬‬ ‫والنهم يريدون اخضاع لبنان للوصاية االميركية‬ ‫التي تسهل الحقا ً التوطني والتحكم بقرار لبنان‬ ‫السياسي‪ .‬حقا ً هذه مشكلة‪ ،‬أضعها برسمهم‬ ‫ليجدوا احلل لها‪ .‬إما ان يقولوا إن حزب اهلل دولة‬ ‫داخل دولة‪ ،‬فهنا اسأل ما هي مقومات الدولة؟ اذا‬ ‫كانت مقومات الدولة تعني وجود رئاسة جمهورية‪،‬‬ ‫ورئاسة مجلس الوزراء وحكومة تأخذ الضرائب‬ ‫وتشرف على األمن في البلد ولها قضاء‪ ،‬كل هذه‬ ‫كلها موجودة في الدولة اللبنانية‪ ،‬وليست في‬ ‫االجهزة احلزبية عندنا‪ ،‬هل يستطيعون إعطاءنا‬ ‫دليالً واحدا ً على أن احلزب ميارس دور السلطة‬ ‫السياسية كبديل عن السلطة السياسية‬ ‫اللبنانية املوجودة؟ هل يستطيعون أن يعطونا دليالً‬ ‫واحدا ً على أن احلزب يأخذ الضرائب او يشجع الناس‬ ‫على البناء بناء مخالفا ً للقوانني أو يقوم باعمال‬ ‫لها عالقة بالدولة؟‬ ‫في الواقع انا افهم ان هذه التهمة يستهدفون‬ ‫من خاللها التشويش على حزب اهلل‪ ،‬نعم‪ ،‬هم‬ ‫يغيضهم ان احلزب لديه مؤسسات اجتماعية‬ ‫فاعلة تساعد الفقراء وتبلسم جراحاتهم‪ ،‬ولديه‬ ‫عمل مقاوم قوي ومتني ومنظم وايضا ً لديه‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪9‬‬


‫الغالف‬ ‫حضور شعبي كثيف ومتفاعل‪ ،‬لكن هذه عناوين‬ ‫احلزب القوي وليست عناوين الدولة داخل الدولة‪.‬‬ ‫مشكلتهم ان لديهم ما لدينا‪ ،‬لكنهم ال يحسنون‬ ‫التدبير‪ .‬فنحن نعلم ان االموال التي تأتيهم هي‬ ‫أكثر بكثير من االموال التي تأتينا‪ ،‬ومن دول وليست‬ ‫من افراد‪ ،‬لكن يصل القسم القليل منها الى الناس‬ ‫والباقي الى جيوبهم وفي قصورهم‪.‬‬ ‫وهذه مشكلتهم ايضاً‪ ،‬هم لديهم شعبية‬ ‫وأنصار‪ ،‬ولكن تنظيمهم تنظيم غير متني وغير‬ ‫فاعل‪ ،‬فهل هذه مشكلتنا نحن اننا نظمنا بفعالية‬ ‫وهم أخطأوا التنظيم؟ أال يقولون بأنهم اغلبية‬ ‫شعبية في مقابل ادعائنا اننا اغلبية شعبية‪،‬‬ ‫فكيف تكون اغلبيتنا الشعبية في هذا اإلتقان‬ ‫الرائع من التنظيم وال تكون أغلبيتهم الشعبية‬ ‫في إتقان مماثل له؟ هذا ال يعني انهم فاشلون‪،‬‬

‫وجامعته ثم في احلاالت التي تتطلب املواجهة يبرز‬ ‫ويكون هناك بعض املعنيني في هذا االمر املدربني‬ ‫واجملهزين‪ .‬اما على مستوى اإلمكانات للمساعدات‬ ‫االجتماعية‪ ،‬فاذا اجريت احصا ًء ملؤسسات طائفية‬ ‫وحزبية موجودة في البلد ستجد ان عدد املؤسسات‬ ‫االجتماعية املوجودة عندهم اكثر من املؤسسات‬ ‫االجتماعية املوجودة عندنا‪ .‬كل الطوائف والقوى‬ ‫السياسية في لبنان لديها مدارس ومستشفيات‬ ‫ومؤسسات اجتماعية وهي تأخذ أمواال ً بشكل‬ ‫واضح من اخلارج‪ ،‬وهناك دعم مكشوف لعدد من‬ ‫الدول لهذه املؤسسات واصبح معلوما ً ان هذه‬ ‫املؤسسة تدعمها هذه الدولة بالذات‪ .‬وهذا موجود‬ ‫عند اجلميع ولسنا نشازا ً في هذا االمر‪ .‬وهذا حق‬ ‫طبيعي للفقراء واملستضعفني‪ .‬اما بالنسبة لبنية‬ ‫الدولة فانا اقول لك الدولة في لبنان ضعيفة‪ .‬ولكن‬

‫ال عالقة لـ “حزب هللا”‬

‫رؤية الفريق الحاكم‬

‫بما جرى في طرابلس‬

‫تنسجم‬ ‫مع الرؤية‬

‫لبنان حكمه مدني وليس‬

‫األميركية – االسرائيلية‬

‫غير ذلك واتفاق الطائف‬

‫أن ال يكون‬

‫نص على إلغاء الطائفية‬ ‫ّ‬ ‫السياسية‬ ‫وبالتالي ليس صحيحا ً ان يردوا فشلهم علينا‬ ‫فتزعجهم جناحاتنا الوطنية ‪ -‬التي يجب ان تكون‬ ‫جناحات عندهم ايضا ً ـ فهم يعبرون عن انزعاجهم‬ ‫من دقة تنظيمنا ومتانته فيحاولون اتهامنا‪.‬‬ ‫مفهوم الدولة الذي تفضلتم به هو املفهوم‬ ‫الشكلي املادي‪ ،‬ولكن املفهوم اجلوهري هو أن حتتكر‬ ‫الدولة قوة الردع وحتوز بنية خدمية ورعائية وحالة‬ ‫شعبية متماسكة وهذا كله متوفر في حزب اهلل؟‬ ‫بالنسبة لقوة املقاومة العسكرية وهي قوة‬ ‫مخصصة ملواجهة االحتالل‪ ،‬وفي كل الدنيا تكون‬ ‫املقاومات من الشعب لعدم قدرة اجليوش على‬ ‫مواجهة االحتالالت وهذا ما حصل في لبنان‪،‬‬ ‫اما اجليش فوظيفته حماية احلدود والتواجد في‬ ‫الثكنات والقيام في مهام أمنية داخلية تساعد‬ ‫قوى االمن الداخلي وما شابه وهذه املهام ال عالقة‬ ‫حلزب اهلل بها ال من قريب وال من بعيد‪ .‬وحتى أنك‬ ‫اذا جلت في املناطق اللبنانية اخملتلفة ال ترى ثكنة‬ ‫وال مسلحني ما يعني أن املقاومة هي حالة شعبية‪،‬‬ ‫يذهب هذا املقاوم الى عمله ووظيفته ومدرسته‬

‫‪10‬‬

‫وال تعترفون بالدستور اللبناني وال نهائية الكيان‬ ‫اللبناني‪ ،‬ما يعني أن قراركم ليس لبنانياً بل‬ ‫ايراني او ديني او اي شيء آخر؟‬ ‫عندما حتاسب أي شخص ال حتاسبه على نواياه‪،‬‬ ‫وإمنا حتاسبه على سلوكه الذي يبرز القناعات التي‬ ‫يحملها‪ .‬حزب اهلل شريك اساسي في االنتخابات‬ ‫النيابية اللبنانية التي جتري وفق الدستور اللبناني‬ ‫وهو جزء من احلكومة اللبنانية املشكلة حسب‬ ‫الطائف‪ ،‬وبالتالي لم نر حتى اآلن اي سلوك للحزب‬ ‫في تركيبة النظام اللبناني خارج القوانني املرعية‬ ‫اإلجراء‪ .‬هنا كيف يكون احلزب غير راض عن متابعة‬ ‫االمور في لبنان وفق اتفاق الطائف اذا كانت كل‬ ‫ممارساته جزءا ً ال يتجزأ من القوانني املرعية اإلجراء؟‬ ‫هذا اوالً‪ .‬وثانيا ً االميان بوالية الفقيه هو اميان ديني‬ ‫له عالقة بالتزام االفراد في حزب اهلل في خط‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫للبنان مقاومة‬ ‫من الذي أضعفها واوصلها الى هذا الدين العام الذي‬ ‫أنهكها؟ من الذي س ّبب عدم وجود القدرة الكافية‬ ‫عند اجليش اللبناني ليكون جيشا ً قويا ً من الذي‬ ‫مينعه من التسلح؟ ومن الذي مينعها ان تكون دولة‬ ‫القانون بدال ً من ان تكون دولة املزارع واحملاصصة؟ هذا‬ ‫السؤال لسنوات وسنوات هم يتحملون مسؤولية‬ ‫ضعف الدولة ولسنا نحن‪ .‬ألننا لم نسرق اموال‬ ‫الدولة‪ ،‬بينما غيرنا سرق‪ ،‬نحن لم نفسد الدولة‬ ‫بينما غيرنا افسد‪ .‬نحن لم نأخذ الدولة حملاسيبنا‬ ‫غيرنا أخذها حملاسيبه‪ .‬اذا ً هل يقال عن الذين تعففوا‬ ‫أنهم يضعفون الدولة وال يقال عن اولئك الفاسدين‬ ‫وسراقي املال العام بانهم افسدوا؟! اذا ً هناك من‬ ‫اضعف الدولة وعلى هؤالء ان يتحملوا املسؤولية‪،‬‬ ‫ونحن مع الدولة القوية القادرة العادلة ولهذه‬ ‫شروط‪ ،‬حاضرون لنعمل معا ً من اجل هذه الشروط‪.‬‬

‫“والية الفقيه” إميان روحي‬ ‫يتهمونكم ايضاً بانكم تؤمنون بوالية الفقيه‬

‫ومنهج يعتقدون انه يبرئ ذمتهم‪ ،‬وانهم يقومون‬ ‫بواجبهم على هذا االساس‪ ،‬انا اسأل ما تأثير‬ ‫اإلميان بوالية الفقيه على الواقع اللبناني؟ وما الذي‬ ‫تغير بالنسبة للبنانيني بسبب امياننا هذا؟ امياننا‬ ‫شأن يعنينا وال يعنيهم هم‪ .‬وهذا االميان يشعرنا‬ ‫بالراحة واالطمئنان اننا قمنا بواجبنا في عالقتنا‬ ‫مع ربنا‪ .‬وكل له طريقة في إميانه‪ ،‬بعضهم يؤمن‬ ‫ببابا الفاتيكان وبعضهم يؤمن مباركس وبعضهم‬ ‫بعبد الناصر وبعضهم يؤمن بغيرهم‪ .‬هذا االميان‬ ‫الذي يعطي مرة البعد الوطني وم ّرة البعد القومي‬ ‫ومرة البعد العاملي‪ ،‬هو قناعات يتحمل كل شخص‬ ‫مسؤولية عما يؤمن وليس شخص آخر عنه ويعتبر‬ ‫انها تشعره انه قام بااللتزام الصحيح‪ .‬ولكن‬ ‫العبرة في لبنان ما الذي يقوم املرء به مع شركائه‬ ‫في الوطن وما إذا كان منسجما ً مع متطلبات واقع‬ ‫بلده العام‪ .‬في إمياننا ليس الحد ان يتدخل في ما‬ ‫نؤمن به بيننا وبني ربنا وبيننا وبني ضميرنا وقناعاتنا‪،‬‬ ‫لهم علينا ما نقوم به كشركاء في الوطن ان يكون‬ ‫العقد االجتماعي بيننا عقدا ً متفقا ً عليه‪ .‬واآلن‬


‫نحن في إطار اتفاق الطائف‪ ،‬ما الذي يريدونه هل‬ ‫يريدون التدخل في روحياتنا وفي عقولنا وطريقة‬ ‫تفكيرنا؟ وهل نتدخل نحن في روحياتهم وعقولهم‬ ‫وطريقة تفكيرهم؟‬

‫مكر تعديل اتفاق الطائف‬ ‫هل تريدون تعديل اتفاق الطائف؟‬ ‫لم نطرح تعديل اتفاق الطائف وال في اي كلمة‬ ‫من كلماتنا‪ .‬نحن لم نطرح املوضوع بالقصد ولم‬ ‫نناقش فيه‪ ،‬بالعكس نحن لم نتعرض لالتفاق ال‬ ‫طلبا ً للتعديل وال طلبا ً للتغيير خالل كل الفترة‬ ‫السابقة‪ .‬وكل ما قيل إمنا قيل من بنات افكارهم‬ ‫وحملونا ما ال نحمل وناقشونا في امور تخيلوها او‬ ‫ّ‬

‫أنا أريد أن أنصف احلكومة اللبنانية بناء على‬ ‫تصريح رئيسها السيد فؤاد السنيورة الذي قال بعد‬ ‫احداث بيروت بأنه لم يكن يتوقع أن يستخدم حزب‬ ‫اهلل سالحه دفاعا ً عن شبكة االتصاالت‪ .‬وانا في‬ ‫الواقع أصدقه في هذا الكالم‪ .‬ألن قرار احلكومة كان‬ ‫يأخذ في عني االعتبار أن احلزب لن يدافع عن نفسه‬ ‫في موضوع شبكة االتصاالت كي ال يكون محرجا ً‬ ‫في استخدام سالحه في هذا اجملال‪ ،‬وبالتالي تكون‬ ‫احلكومة قد مررت أول ضربة للحزب‪ ،‬متهيدا ً لقرارات‬ ‫متالحقة تضع احلزب في موقف دفاعي وحتشره‬ ‫تدريجيا ً متهيدا ً لنزع سالحه في نهاية األمر‪ .‬هنا‬ ‫احلزب كان امام خيارين إما ان يسلم لألمر الواقع‬ ‫فيبقى القرار موجودا ً وهذا يعني أن خطوات االعتداء‬ ‫عليه وهزميته بدأت تسجل نقاطا ً في غير مصلحة‬ ‫املقاومة‪ ،‬وإما ان يقف احلزب رافضا ً لهذا القرار‪ ،‬مع‬

‫البيان الوزاري لن يكون‬ ‫إال متناسباً مع قوة لبنان‬ ‫ومنعته‬ ‫لم نطرح تعديل اتفاق‬ ‫الطائف وال في أي كلمة‬ ‫من كلماتنا‬ ‫قالها لهم بعضهم‪ .‬وانا عندي اكثر من هذا‪ ،‬الذي‬ ‫طرح تعديل اتفاق الطائف هو دولة عربية ودولة‬ ‫اوروبية وهم ناقشوه ثم رموا االمر علينا وادعوا ان‬ ‫ايران تريد تعديل الطائف وان حزب اهلل يريده أيضاً‪.‬‬ ‫هذا الكالم كذب وافتراء وتأتي االيام ان شاء اهلل‬ ‫لتكشف بالتفاصيل واالسماء واحملاضر‪.‬‬ ‫في اي اجتاه او عنوان يقترحون تعديل‬ ‫الطائف؟‬ ‫احد املسؤولني من غير اللبنانيني قال “اتفاق‬ ‫الطائف ال ينسجم مع الدولة احلديثة التي تتحدث‬ ‫عنها الدميقراطيات”‪ .‬هذا كالمهم هم وليس‬ ‫كالمنا نحن‪.‬‬ ‫هل استطاعت احلكومة أن جتر حزب اهلل‬ ‫إلى الداخل اللبناني عبر قراريها وأن حتوله إلى‬ ‫ميليشيا‪ .‬وقد ارتفعت هذه اللهجة في األسابيع‬ ‫األخيرة بعد أحداث أيار ‪2008‬؟ وهل الفتنة‬ ‫املذهبية التي تفاداها حزب اهلل متكنت احلكومة‬ ‫من اإليقاع به فيها ضمن مشروع أميركي‬ ‫إسرائيلي؟‬

‫ما يستلزم الرفض من انعكاسات وأثمان‪ .‬وجدنا ان‬ ‫احلالة الثانية هي الصحيحة‪ .‬وفي الواقع قد يكون‬ ‫هناك تفصيل ال يدركه الكثيرون وهو أن احلزب قد‬ ‫اتخذ قرارا ً برفض القرار وقرر أن يقوم بعصيان مدني‬ ‫رفضا ً له ولم يكن له توجه من أجل أن يستخدم‬ ‫السالح‪ .‬الذي حصل هو أن ميليشيات تيار املستقبل‬ ‫واحلزب التقدمي االشتراكي جمعوا عدتهم في‬ ‫بيروت وبدأوا هم في إطالق النار على مسيرة االحتاد‬ ‫العمالي في ‪ 7‬أيار ثم تابعوا اعتداءاتهم في ‪8‬‬ ‫أيار‪ .‬ما جعلنا ان نكون امام خيارين إما أن يستمر‬ ‫التراشق بالنار‪ ،‬وهذا يعني أن بيروت ستتحول إلى‬ ‫خطوط متاس‪ ،‬وسيقال عنا أننا أصبحنا ميليشيا‬ ‫في مقابل امليليشيا األخرى‪ ،‬وسيكون الصراع‬ ‫طويالً وستكون هناك إرباكات لها بداية وليست‬ ‫لها نهاية‪ .‬وإما ان نرد ردا ً موضعيا ً وسريعا ً يحسم‬ ‫األمر ونرد مسألة األمن للجيش اللبناني‪ ،‬وهذا ما‬ ‫فعلناه بالضبط‪ .‬وقد انتهت املسألة في يوم واحد‬ ‫في بيروت‪ .‬إذا ً ما فعلناه هو دفاع عن املقاومة وليس‬ ‫اجتياحا ً أو أي توصيف آخر يستخدمونه‪ .‬إذا كان‬

‫البعض يستخدم عبارات حتريضية ليعطي هذا‬ ‫التوصيف فهو مخطئ كثيراً‪.‬‬ ‫وأنا أريد ان أسأل هؤالء أين كانوا في أحداث‬ ‫اجلامعة العربية (‪ 25‬كانون الثاني ‪ )2007‬التي ادت‬ ‫إلى قنص وقتل وإيذاء عناصر من اجليش اللبناني‬ ‫إضافة إلى متظاهرين آخرين؟ أين كان هؤالء عندما‬ ‫حصلت اشتباكات في بيروت أليام وتشكلت جلان‬ ‫بإشراف اجليش اللبناني ملعاجلة هذا األمر‪ ،‬هل كانت‬ ‫هذه االعتداءات مقبولة أن تطول أياما ً عديدة؟ نحن‬ ‫كنا امام منعطف وهو إما مشكلة مع اجليش‬ ‫اللبناني وإما تركيز خطوط متاس في بيروت‪ .‬كان‬ ‫احلل في هذا العمل السريع الذي انتهى في ليلة‬ ‫واحدة‪...‬‬ ‫هناك من اتهمكم بأنكم مارستم اإلرهاب‪..‬‬ ‫أنهي العمل في ليلة واحدة وبسرعة سلمت‬ ‫األمور إلى اجليش اللبناني يعني أن املقاومة ال تريد‬ ‫مشكلة جانبية في الداخل‪ ،‬ويعني كذلك انها‬ ‫تريد أن تضع حدا ً للفتنة‪ .‬نعم كل االنزعاج الذي‬ ‫سمعناه واملالحظات التي ال زالوا يثيرونها لها عالقة‬ ‫بأن توقعاتهم ليست في محلها‪ .‬كانوا يتوقعون أن‬ ‫لديهم ميليشيا تفرض وجودها في الشوارع‪ .‬تبني‬ ‫ان هذا العمل ال تستطيع أن تقوم به ميليشيا‬ ‫وهي كذلك غير موجودة‪ .‬مسؤولية حماية الشوارع‬ ‫والناس على الدولة اللبنانية‪ .‬ما فعلناه هو اننا‬ ‫كشفنا نقطة ضعفهم وهي حصرا ً في طريقة‬ ‫تفكيرهم‪ .‬وعلى اجلميع أن يدركوا ان الشوارع‬ ‫ليست للسالح واملسلحني وليست للميليشيات‬ ‫لذلك دعوا هذا األمر للجيش اللبناني‪ ،‬ومن يختلف‬ ‫مع اآلخر فليواجهه سياسيا ً وشعبياً‪..‬‬

‫فتنة الصراع السني الشيعي‬ ‫هناك من يتحدث عن أنكم أيقظتم الصراع‬ ‫السني الشيعي‪ ،‬وعن تفاقم اخلطر الشيعي‪،‬‬ ‫وهناك من بدأ يتحدث أنكم عبر أحداث بيروت‬ ‫وغير بيروت نقلتم الطائفة السنية من العروبة‬ ‫إلى املذهبية؟‬ ‫التحريض املذهبي كان موجودا ً وما زال حتى اآلن‪.‬‬ ‫والكل يعلم أن هذا التحريض يبرز في االنتخابات‬ ‫النيابية وفي املواقف السياسية وفي تأييد احلكومة‬ ‫غير الشرعية وفي مواقف مختلفة‪ .‬التحريض كان‬ ‫دئما ً يرتكبه الطرف اآلخر ونحن كنا نتجاهله‪ .‬وإذا‬ ‫راجعت أدبياتنا السياسية وتصريحاتنا ومواقفنا‬ ‫ال جتد فيها حتريضا ً مذهبيا ً بينما في تصريحات‬ ‫اآلخرين جتد حتريضا ً مذهبيا ً يوميا ً مستمرا ً دون‬ ‫انقطاع‪ .‬نحن في أدائنا نعطل نتائج التحريض‬ ‫املذهبي مننع حصول الفتنة بعدم استجابتنا لها‪،‬‬ ‫ألنها حتتاج لقيامها إلى طرفني‪ .‬نحن الطرف الذي‬ ‫ال يستجيب لها‪ ،‬أمالً في أن يقلع الطرف اآلخر عن‬ ‫هذه اإلثارة املذهبية املتكررة‪ .‬وفي الواقع العمل‬ ‫الذي قمنا به كان سريعا ً لعدم إيجاد نتائج تؤدي إلى‬ ‫الفتنة‪ .‬نعم هم الذين يثيرون هذا النقاش دائماً‪ .‬ثم‬ ‫أمامنا ما يحصل في طرابلس اآلن ما عالقة حزب‬ ‫اهلل في طرابلس‪ ..‬ليست حلزب اهلل عالقة مبا يجري‬ ‫في طرابلس‪ ،‬بل هناك بضع عائالت شيعية هجرت‬ ‫من بيوتها منذ أوائل أحداث أيار‪ .‬وهذه مناطقهم‪،‬‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪11‬‬


‫الغالف‬ ‫فهل يعقل لبضع عائالت أن تعتدي على مدينة‪،‬‬ ‫بينما مناطقنا يعيش اجلميع فيها أخوة؟ ثم بدأ‬ ‫التحرك في طرابلس من دون أن تكون لنا عالقة‬ ‫في األمر‪ .‬ولإلشكاالت املتالحقة بني التبانة وجبل‬ ‫محسن أسباب محلية طرابلسية فيحاولون رميها‬ ‫علينا‪ ،‬رغم أننا ال نؤيد استمرار الفتنة وال حصولها‬ ‫حتى‪ .‬نحن ندعم اجليش اللبناني في منع أية‬ ‫مظاهر مسلحة وأي نشوب اقتتال طائفي مذهبي‪،‬‬ ‫ويشيرون إلينا باستمرار‪ ،‬ألنهم يريدون شد العصب‬ ‫املذهبي حولهم بسبب تشتته عنهم وضعفهم‪.‬‬ ‫من كان قويا ً يعتمد على شعبيته وعلى مصارحة‬ ‫الناس باحلقائق‪ ،‬ومن كان ضعيفا ً يلجأ إلى احلس‬ ‫املذهبي وإلى استدرار الدم ليستعيض بهما عن‬ ‫تالشيه‪.‬‬ ‫من االعتدال السني إلى السلفية!‬ ‫هل لكم مصلحة في إلغاء التيار السياسي‬ ‫املعتدل بني السنة ملصلحة السلفيني املتطرفني‬ ‫كتنظيم القاعدة الذي صرح أقطابه أكثر من مرة‬ ‫أن من أهدافه قتال الشيعة؟‬ ‫التيار السياسي الذي يفترض حضوره بالسالح‬ ‫هو مسلك خاطئ وخطير في آن معا ً كأن يفكر‬ ‫البعض في صنع تيار سياسي من خالل ميليشيا‪.‬‬ ‫لكن إذا كان املقصود بالتيار السياسي هو االنتماء‬ ‫إلى رؤيا سياسية فهذا موجود‪ ،‬ومن الذي مينعه‬ ‫اآلن؟ هؤالء الناس يسمعون تصريحات قياداتهم‬ ‫التي يؤمنون بها ويرون أفعالهم ويقيمون التحليل‬ ‫السياسي ويرتبطون بشبكة تنظيمية بينهم‪.‬‬ ‫فليراجع السيد سعد احلريري مشكلة تنظيمه‬ ‫وكيفية إدارة هذا التنظيم‪ .‬وإذا كان هناك خلل‬ ‫تنظيمي في اإلدارة وفي جمع الناس وفي توزيع‬ ‫املهام ووجود املنسقيات اخملتلفة‪ ،‬فهذا األمر متعلق‬ ‫بحسن اإلدارة أو بسوء اإلدارة‪ .‬وهذا ليس له عالقة‬ ‫بالذي حصل‪ .‬نحن ال نريد إلغاء أحد وال نريد ان نتدخل‬ ‫بشؤون أحد‪ .‬ما الذي فعلناه حتى نلغي باألصل؟ لم‬ ‫نفعل شيئا ً حتى نلغي أحداً‪ .‬أما وجود تيارات أخرى‬ ‫في مناطقه فهو متعلق بأداء تيار املستقبل وليس‬ ‫متعلقا ً بأدائنا‪ .‬هم الذين يتعاطون في ساحتهم‬ ‫بطريقة تصيبها بالضعف وتعقد ظروفها‪ .‬نحن‬ ‫اآلن ال نفعل شيئا ً لكن هم يحرضون ويثيرون‬ ‫الفتنة ويحدثون املشاكل املتنقلة بني منطقة‬ ‫وأخرى بأمل التعويض‪ .‬ما الذي يريدون تعويضه؟ أال‬ ‫يقول السيد سعد احلريري أنهم ليسوا ميليشيا‪،‬‬ ‫إذا ً ما هي املشكلة في أال يكون هناك سالح طاملا‬ ‫أنه يريد التفاعل مع الطلبة اجلامعيني واملتعلمني‬ ‫ومع الناس ومع احلالة الشعبية‪ ،‬هذه كلها ال تأتي‬ ‫بالسالح وال يثبتها السالح‪.‬‬ ‫قال احلريري إنه ليست لديه ميليشيا فلو‬ ‫كانت لديه ميليشيا ملا سقطت بيروت على‬ ‫األقل بهذه السرعة‪..‬‬ ‫الذي سقط في بيروت هو امليليشيا العسكرية‪،‬‬ ‫فإذا كان لم تكن لديه ميليشيا عسكرية فالذي‬ ‫سقط في بيروت إذا ً ال عالقة له به‪ .‬وعليه أن يتابع‬ ‫بشكل طبيعي في التنظيم السياسي الكبير‬ ‫مبعزل عن التنظيم العسكري‪..‬‬ ‫هناك تقاطع مع احلركات اإلسالمية واألصولية‬ ‫في موضوع قتال إسرائيل واملشروع األميركي‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫نقل مزارع شبعا‬ ‫الى الوصاية الدولية‬ ‫خطوة الى األمام‬ ‫نشجع عليها‬ ‫ولكنها ليست‬ ‫ً‬ ‫تحريراً‬ ‫كامال‬ ‫هل هناك حوار معهم أو املواجهة مع املقاومة‬ ‫كما نسمع في تصريحات لهم؟‬ ‫املطلوب أن نعمل في الساحة باجتاه مواجهة‬ ‫إسرائيل ومنع الوصاية األميركية على لبنان‪ .‬ونحن‬ ‫مند اليد إلى كل األطراف الذين يحملون هذه الرؤية‪.‬‬ ‫تذاك إليجاد تقاطع في املصالح ضمن مواقع‬ ‫وأي‬ ‫ٍ‬ ‫الساحة للوصول إلى أهداف بالتحريض املذهبي‬ ‫سينقلب على أصحابه‪ .‬ألنه في النهاية من‬ ‫يتعاطف مع بعض التيارات في مرحلة من املراحل‬ ‫ال ميكن أن نضمن استمراره إلى ما ال نهاية‪ ،‬بل ميكن‬ ‫لهذا التعاطف أن يكون على حساب جماعته هو‬ ‫بالذات‪ .‬املشكلة ليست عندنا املشكلة هي عند‬ ‫الطرف اآلخر عليه ان يعاجلها بخطاب سياسي‬ ‫وطني يأخذ بعني االعتبار عدم إثارة الفتنة املذهبية‬ ‫وعدم التحريض الداخلي‪.‬‬

‫من فكرة االجتياح إلى فكرة الغزو إلى فكرة‬ ‫املطالبة باالعتذار عما حصل‪ ،‬هل ستعتذرون؟‬ ‫حزب اهلل كان في موقع االعتداء عليه من خالل‬ ‫قرار مجلس الوزراء اوال ً ومن خالل إطالق النار عليه‬ ‫في شوارع بيروت ثانياً‪ ،‬وبالتالي كان في موقع الدفاع‬ ‫عن النفس‪ ،‬فال يوجد ما نقوله لآلخرين‪ .‬وستكشف‬ ‫األيام من الذي آذى بيروت‪ .‬الذي آذاها هو الذي استقدم‬ ‫عناصر من خارج بيروت وحملهم وأراد أن يفتعل‬ ‫مشكلة مسلحة في داخلها‪ .‬هذه هي املشكلة‪.‬‬

‫تعيني قائد اجليش ومدراء املراكز األخرى لها‬ ‫آلياتها‪ ،‬ونحن نحترم هذه اآلليات‪ .‬ومن الطبيعي أال‬ ‫يكون في بعض املواقع من يريد أن يأخذ اجليش إلى‬ ‫عقيدة عسكرية غير عقيدته احلالية‪ .‬هذا العنوان‬ ‫العام أما التفاصيل فليست فيها مشكلة‪.‬‬ ‫ما هي مطالبكم بالنسبة للحكومة في صدد‬ ‫تشكيلها؟‬ ‫نحن قلنا‪ ،‬بالنسبة للحكومة أنها معبر‬ ‫للوحدة الوطنية‪ ،‬كما هو معروف أن للمعارضة‬ ‫حصة صريحة بـ ‪ 11‬وزيرا ً حسب اتفاق الدوحة‪.‬‬ ‫وهناك مشاورات تتم مع الرئيس املكلف آمل أال‬ ‫تطول كثيراً‪ .‬وآمل ان نصل إلى نتيجة‪ .‬أما كحزب‬ ‫اهلل فإننا أعلنا بوضوح أننا مستعدون أن موقع‬ ‫وزير شيعي ملوقع وزير درزي من املعارضة‪ ،‬وموقع‬ ‫وزير شيعي ملوقع وزير سني من املعارضة‪ ،‬ألن دروز‬ ‫املعارضة وسنتها ال يوجد لهم متثيل نيابي داخل‬ ‫اجمللس النيابي احلالي‪..‬أو الذين لم يكن لهم دور في‬ ‫طاولة احلوار من أجل أن تتمثل املعارضة اوسع متثيل‬ ‫ممكن‪ .‬وال زلنا ننتظر اجلواب‪.‬‬ ‫ولكن هناك مشكلة من ستختارون من دروز‬ ‫املعارضة املتعددين أو من سنتها؟‬ ‫ليست هناك مشكلة عندما نتفق مع الرئيس‬ ‫املكلف على املبدأ‪.‬‬ ‫في البيان الوزاري هل ستصرون على ما ورد في‬ ‫البيان الوزاري للحكومة احلالية بشأن املقاومة؟‬ ‫فلنترك البيان الوزاري لوقته‪ ،‬وإن شاء اهلل لن‬ ‫يكون إال متناسبا ً مع قوة لبنان ومنعة لبنان‪.‬‬

‫تشكيل احلكومة‬

‫“أحداث” اجلبل‬

‫يقال إن مما يعيق تشكيل احلكومة ليس توزيع‬ ‫احلقائب الوزارية بل التعيينات األمنية‪ .‬وقد حتدث‬ ‫السيد نواف املوسوي في هذا‪ .‬هل تريدون ان يكون‬ ‫لكم القرار في تعيني قائد اجليش ومدير اخملابرات‬ ‫وبعض املراكز األخرى؟‬

‫ماذا حصل في الشويفات واجلبل‪ ،‬حتى‬ ‫اضطررمت ال ستخدام السالح هناك ضد مدنيني؟‬ ‫انطلقت شرارة املعارك في الشويفات بعد‬ ‫حصول حادثتني متعاقبتني‪ :‬األولى خطف‬ ‫ثالثة أخوة في عاليه وسلم اثنان منهم جثتني‬

‫الدفاع ال يستوجب االعتذار!‬


‫احللبي يحاور الشيخ قاسم‬

‫مشوهتني أبشع تشويه‪ ،‬حذرنا من هذا العمل‬ ‫وحملنا جنبالط مسؤولية شخصية‬ ‫اإلجرامي‬ ‫ّ‬ ‫عنهما وعن مصير اخملطوف الثالث‪ .‬وقلنا فلتأخذ‬ ‫قنوات العالج مجراها عبر قنوات تواصل‪ ،‬الثانية‬ ‫تلت األولى حيث نصب مسلحو جنبالط كمينا ً‬ ‫في الشويفات واقتحموا مجمعا ً وقتلوا عنصرين‬ ‫حارسني من عناصره‪ .‬فنسقنا مع احلزب اللبناني‬ ‫الدميقراطي واحزاب املعارضة في كيفية الرد‪.‬‬ ‫عندها وجدنا كمعارضة أنه ال بد من الرد لتحجيم‬ ‫املشكل‪ ،‬فرددنا‪ .‬ومبجرد ان أعلن السيد وليد جنبالط‬ ‫انه حاضر للتفاهم مع األستاذ طالل أرسالن وأنه‬ ‫يسلم مكاتبه ويوقف حركته املسلحة ومينع‬ ‫هذه املظاهر انتهت املشكلة‪ .‬لو افترضنا أن‬ ‫استجابة جنبالط حصلت في الساعة األولى‬ ‫النتهت املشكلة في ساعة واحدة‪ ،‬لكنها تأخرت‬ ‫بسبب تبادل االتصال واحلوار حتى قرر جنبالط أن‬ ‫يستجيب‪ .‬ومجموع األحداث كله لم يتجاوز مدة‬ ‫‪ 6‬ساعات‪ .‬على قاعدة أننا ال نريد أحداثا ً في اجلبل‬ ‫وأنه كان عمالً دفاعيا ً في مواجهة ما قام به احلزب‬ ‫التقدمي االشتراكي‪.‬‬ ‫متكن جنبالط من توظيف أحداث اجلبل‬ ‫وبالشكل الذي متت فيه في تكتيل صف درزي‬ ‫حوله على أساس الدفاع عن الدروز ضد هجوم‬ ‫الشيعة؟‬ ‫الدروز يعلمون بان املواجهة التي حصلت هي‬ ‫موضعية ومحدودة جدا ً وله عالقة بعمل دفاعي‪.‬‬ ‫ولو كنا منلك نوايا لعمل ما في اجلبل لكانت أخذت‬ ‫وقتا ً أطول ونتيجتها معقدة‪ .‬نحن ال نبتغي ال‬ ‫السيطرة على اجلبل وال أن نحل موقع أحد وال أن‬ ‫نحل محل القوى السياسية املوجودة فيه‪ .‬في‬ ‫النهاية هذا اجلبل له متثيله‪ ،‬األستاذ وليد جنبالط‬ ‫ميثل قسما ً منه وكذلك األستاذ طالل أرسالن ميثل‬ ‫قسما ً آخر واحلزب السوري القومي االجتماعي ميثل‬ ‫قسما ً ثالثا ً وتيار التوحيد اللبناني ميثل قسما ً رابعا ً‬ ‫واألستاذ فيصل الداوود ميثل قسما ً خامساً‪ .‬ال أحد‬ ‫يستطيع ان يدعي ان اجلبل له‪ ،‬وبالتالي نحن لن‬ ‫نكون بديالً عن أحد ال نرغب وال عالقة لنا وكل فريق‬ ‫له متثيله‪ .‬أما أن يشد العصب الطائفي ليشير إلينا‬ ‫هذا طارئ ويذهب بسرعة وتظل الوقائع قائمة‪.‬‬ ‫يقال إن حزب اهلل تكبد خسائر بشرية كبيرة‬ ‫بالعشرات إن لم يكن اكثر‪ ،‬ما حقيقة هذا‬

‫القول؟‬ ‫للعلم احلوادث األساسية حصلت في الشويفات‬ ‫ومحيطها بسبب أن احلادثة كانت هناك‪ .‬ولم تكن‬ ‫هناك أحداث أخرى في اجلبل‪ .‬وفي ليلة وقف إطالق‬ ‫النار شارفت األمور في الباروك على مشكلة‪ ،‬لكن‬ ‫متت معاجلتها بسرعة ولم تتطور‪ .‬اما وجود حزب اهلل‬ ‫في تومات نيحا فهي نقطة معروفة وغير خافية‬ ‫على أحد منذ زمن االحتالل اإلسرائيلي وهي تابعة‬ ‫للمقاومة‪ .‬وهي قريبة من املناطق الشيعية وليست‬ ‫متعلقة بأي معادلة داخلية‪ .‬على هذا األساس‬ ‫راجع األحداث التي حصلت حينها بعيد ظهر‬ ‫األحد وانتهت مساء‪ ،‬وبعيد منتصف الليل حصل‬ ‫إشكال الباروك ومتت معاجلته‪ .‬هذا كل ما يسمونه‬ ‫احداث اجلبل بسرعة‪ .‬أما احلديث عن شهداء وقتلى‬ ‫وتعقيدات وغيرها فهذه وسائل اإلعالم ميكنها ان‬ ‫تصور وتضبط الوقائع‪ .‬اما شهداؤنا نحن في كل‬ ‫األحداث في بيروت واجلبل للدفاع عن املقاومة لم‬ ‫يتعد عددهم الـ‪ 14‬شهيداً‪.‬‬ ‫ملاذا صعدمت إلى صنني باألمس؟‬ ‫أصدر مكتب العالقات اإلعالمية في حزب اهلل‬ ‫باألمس بيانا ً حسم فيه األمر أنه محض مختلق‬ ‫وأنهم يكذبون‪ .‬وهذا جزء من البروباغندا اإلعالمية‬ ‫التي يحاول البعض إثارتها‪ .‬وإذا كان ما يشاع‬ ‫حقيقيا ً ملاذا لم تتدخل األجهزة األمنية‪ .‬ملاذا لم‬ ‫يبلغوا القوى األمنية بها؟ القوى األمنية لم تتبلغ‬ ‫بشيء‪.‬‬ ‫حسب النظرة الطوائفية التقليدية للنظام‬ ‫الطائفي اللبناني أن العالقة بني الطوائف‬

‫للمقاومة هدفان ‪:‬‬ ‫األول تحرير األرض‪،‬‬ ‫والثاني دفاعي‬ ‫بمواجهة أخطار اسرائيل‬

‫اللبنانية هي عالقة غزو متبادل‪ ،‬أليس هذا يسوغ‬ ‫قيام نظام حكم مدني في لبنان غير طائفي؟‬ ‫لبنان حكمه مدني وليس غير ذلك‪ ،‬ولكن يوجد‬ ‫سوء استخدام لهذا احلكم‪ .‬فمثالً نص اتفاق‬ ‫الطائف على إلغاء الطائفية السياسية على ان‬ ‫تشكل هيئة إللغائها بعد اول انتخابات نيابية‪،‬‬ ‫حتى اآلن لم يقبلوا بتشكيل الهيئة‪ ،‬التي كان‬ ‫يجب ان تشكل منذ ‪ 15‬سنة‪.‬‬ ‫اختراع “العدو الشيعي” ضد وحدة التاريخ‬ ‫كيف تقيمون عالقة حزب اهلل واستطراداً‬ ‫الطائفة الشيعية مع الطائفة الدرزية وخصوصاً‬ ‫تيار التوحيد اللبناني؟‬ ‫لم حتصل مشكلة أصالً مع الطائفة الدرزية على‬ ‫اختالف تالوينها‪ ،‬خالل الفترة السابقة‪ .‬بل بالعكس‬ ‫كنا نتحالف في االنتخابات ونتعاون‪ ،‬وعالقتنا مع‬ ‫تيار التوحيد اللبناني جيدة جداًَ‪ .‬وكذلك مع جهات‬ ‫أخرى كاألستاذ طالل أرسالن واألستاذ فيصل‬ ‫الداوود‪ ،‬وكذلك مع القوى السياسية التي فيها‬ ‫أعضاء من الطائفة الدرزية‪ .‬ثم إن اخلالف السياسي‬ ‫مع فريق سياسي ال يجعل الطائفة الشيعية‬ ‫في مقابل الطائفة الدرزية أبدا ً وإمنا يجعل آراء‬ ‫سياسية تتبدل في يوم من األيام ويعود يتفق‬ ‫اخملتلفون‪ .‬ثم يدور الدوالب باجتاه مختلف‪ .‬في كل‬ ‫األحوال ال يجوز حتويل اخلالف السياسي إلى خالف‬ ‫مذهبي أو طائفي‪.‬‬

‫سرايا املقاومة جاهزة‬ ‫طرح حزب اهلل مشروع تشكيل سرايا مقاومة‬ ‫لبنانية منذ سنوات ثم طرح منذ حوالى السنة‬ ‫استعداده لدعم أية حالة مقاومة في أية منطقة‬ ‫محتلة ترغب أية قوة سياسية أن تقيمها‪ ،‬على‬ ‫أساس وحدة العدو ووحدة املقاومة‪ ،‬أين أصبحت‬ ‫املبادرتان؟‬ ‫املبادرتان تابعهما حزب اهلل‪ ،‬وتشكلت سرايا‬ ‫املقاومة اللبنانية من القوى والعناصر الراغبة‬ ‫باملساهمة‪ ،‬وأصبحت مجهزة ومهيأة كفاية‪ .‬وال‬ ‫سمح اهلل عند حصول أي عدوان ستكون جنبا ً إلى‬ ‫جنب املقاومة اإلسالمية وسيبرز نشاطها من دون‬ ‫شك‪.‬‬

‫الثأر للقائد مغنية وعد صادق‬ ‫مضت أشهر على استشهاد الشهيد عماد‬ ‫مغنية‪ ،‬ما هي مستجدات التحقيق في اغتياله؟‬ ‫وكيف هو واقع عالقة حزب اهلل مع سوريا؟ وهل‬ ‫ما زال وعد األمني العام السيد حسن نصر اهلل‬ ‫بالثار له قائماً؟‬ ‫مستجدات ملف التحقيق في اغتيال الشهيد‬ ‫القائد عماد مغنية ملك اجلهات اخملتصة بالتحقيق‪،‬‬ ‫أما عالقتنا مع سوريا فهي جيدة جدا ً ألننا نتهم‬ ‫إسرائيل باغتياله‪ ،‬وهي من اغتالته‪ ،‬وإن الوعد بالثار‬ ‫له هو وعد صادق قادم ال ريب فيه إن شاء اهلل‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬هاني احللبي‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪13‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫مسيحيو السلطة يؤخرون تشكيل الحكومة لمنع إنصاف عون‬

‫جنبالط والحريري عادا من السعودية‬ ‫بسقف منخفض وتنازالت للحل‬ ‫لم يعد باستطاعة العماد ميشال سليمان‬ ‫رئيس اجلمهورية املنتخب منذ شهر ونصف‬ ‫الشهر‪ ،‬ان يصبر على التأخير في تشكيل‬ ‫احلكومة االولى في عهده‪ ،‬التي اوصى بها اتفاق‬ ‫الدوحة ورسم لها «خارطة طريق» عندما وزع‬ ‫املقاعد بني ‪ 16‬للمواالة و‪ 11‬للمعارضة و ‪ 3‬لرئيس‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬لكنه لم يحدد احلقائب‪ ،‬الن الراعي‬ ‫العربي للحل وهو دولة قطر ومعها اعضاء‬ ‫اللجنة الوزارية العربية واالمني العام جلامعة‬ ‫الدول العربية عمرو موسى‪ ،‬لم يتدخلوا في هذا‬ ‫الشأن الذي هو من اختصاص اللبنانيني وقواهم‬ ‫السياسية‪ ،‬ويتعلق االمر بآلية دستورية احترمها‬ ‫االتفاق الذي وقع عليه املتحاورون من االطراف‬ ‫اللبنانية في العاصمة القطرية‪.‬‬ ‫لكن الصراع على السلطة‪ ،‬واقتراب موعد‬ ‫االنتخابات النيابية بعد اشهر‪ ،‬واستمرار انعدام‬ ‫الثقة بني املوالني واملعارضني‪ ،‬وضع العراقيل امام‬ ‫تأليف احلكومة التي دخلت على تشكيلها عقدة‬ ‫احلقائب بني سيادية وخدماتية‪ ،‬وفشلت كل‬ ‫الصيغ التي مت تداولها‪ ،‬في التوصل الى حل‪ ،‬كما‬ ‫لم تنفع الرسائل التي وجهت الى قطر واميرها‬ ‫للتدخل من اجل املساعدة في تقريب وجهات‬ ‫النظر‪ ،‬النه حاذر الدخول في املماحكات اللبنانية‬ ‫والغرق في زواريب املصالح السياسية والفئوية‬ ‫لهذا الفريق او ذاك‪.‬‬ ‫ورغم محاوالت التنازل املتبادلة بني الطرفني‪،‬‬ ‫اال انه لم يتم انصاف العماد ميشال عون‪ ،‬الذي ال‬ ‫يريد ان يخرج مهزوما ً من هذه املعركة السياسية‬ ‫التي تضربه في الصميم جلهة صدقية ما يطرحه‬ ‫بد من التعويض‬ ‫امام تياره السياسي وانصاره‪ ،‬وال ّ‬ ‫عن انكفائه عن رئاسة اجلمهورية‪ ،‬وقبوله باملرشح‬ ‫العماد سليمان وانتخابه رئيسا ً للجمهورية‪ ،‬كما‬ ‫لم يتشدد في ان تكون من حصته حقيبة سيادية‬ ‫كان يطمح ان تكون الدفاع او املالية‪ ،‬فتراجع عن‬ ‫هذا املطلب‪ ،‬على ان يحصل على منصب نائب‬ ‫رئيس حكومة‪ ،‬مبا يعادل حقيبة وزير دولة‪ ،‬على ان‬ ‫تعطى له وزارة االتصاالت مع ما كان معروضا ً عليه‬ ‫من حقائب وهي االشغال‪ ،‬الشؤون االجتماعية‪،‬‬ ‫الشباب والرياضة والصناعة واالقتصاد‪ ،‬وطالب‬ ‫بالزراعة التي كان الرئيس نبيه بري يريدها من‬ ‫حصته‪ ،‬فتنازل عنها لتكون من نصيب النائب‬ ‫ايلي سكاف عضو كتلة االصالح والتغيير‪.‬‬ ‫توقف حل العقدة عند قبول الفريق احلاكم‬ ‫تلبية مطالب عون‪ ،‬الذي تضامنت معه املعارضة‪،‬‬ ‫واصرت على ان يحصل على حقوقه ملا ميثله من‬

‫‪14‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عون ‪ :‬احلل مير بتلبية مطالبه احملقة‬

‫كتلة نيابية تضم ‪ 22‬نائباً‪ ،‬وحضورا ً شعبيا ً كبيرا ً‬ ‫وحتديدا ً في اوساط املسيحيني‪ ،‬اال ان السنيورة‬ ‫قطع االتصال مع رئيس «التيار الوطني احلر»‪،‬‬ ‫وابلغه ان شروطه لن تنفذ‪ ،‬ولن يتم التجاوب مع‬ ‫مطالبه‪ ،‬وعندما يقتنع بذلك‪ ،‬يتصل بالسراي‪،‬‬ ‫ويقول انه موافق على عرض الرئيس املكلف‬ ‫تشكيل احلكومة‪ ،‬ويقوم على ان يحصل تكتل‬ ‫االصالح و التغيير‪ ،‬اما على حقيبة االتصاالت او‬ ‫االشغال‪ ،‬وال ميكن ان ينالهما معاً‪ ،‬الن مسيحيي‬ ‫السلطة يرفضون تعومي عون وتقويته‪ ،‬بل املطلوب‬ ‫حتجيمه واضعافه‪ ،‬وحتى احراجه الخراجه من‬ ‫احلكومة‪ ،‬اذ ان احلقائب التي يطلبها تؤمن له‬ ‫خدمات بني املواطنني‪ ،‬وتعطيه رصيدا ً شعبيا ً‬ ‫يجب ان يتآكل حتى موعد االنتخابات كما يفعل‬ ‫مسيحيو املواالة هم وحلفاؤهم‪ ،‬من خالل حملة‬ ‫سياسية واعالمية مركزة ويومية على عون الذي‬ ‫يرد عليهم بالتشدد في مواقفه ومطالبه‪ ،‬حيث‬ ‫احرج السنيورة الذي بات يراوح مكانه في تشكيل‬ ‫احلكومة‪ ،‬وهو ما دفع بقوى سياسية وشخصيات‬ ‫معارضة وحتى موالية كالنائب غسان تويني الى‬ ‫مطالبته باالعتذار‪.‬‬ ‫وامام جمود تشكيل احلكومة‪ ،‬وانقطاع‬ ‫التواصل بني املواالة واملعارضة ومغادرة الرئيس‬ ‫نبية بري الى اخلارج‪ ،‬حلضور مؤمتر برملاني في كندا‪،‬‬ ‫دخلت البالد في ازمة سياسية‪ ،‬انعكست ارتفاعا ً‬

‫في لهجة اخلطاب السياسي والتحريض املذهبي‬ ‫والطائفي‪ ،‬ومتت ترجمة ذلك في معارك واشتباكات‬ ‫اندلعت في البقاع االوسط وطرابلس‪ ،‬وكادت‬ ‫تهدد اتفاق الدوحة باالنفراط‪ ،‬مما ح ّرك السعودية‬ ‫التي قلقت من االجتاه املذهبي التي بدأت تسلكه‬ ‫االحداث والتطورات السياسية واالمنية في‬ ‫لبنان‪ .‬وتواصلت مع ايران للجم الصراع املذهبي‪،‬‬ ‫كما حصل في مرات سابقة‪ ،‬وحتديدا ً في احداث‬ ‫جامعة بيروت العربية التي اتخذت طابع املواجهة‬ ‫السنية‪-‬الشيعية‪ ،‬فتدخلت طهران والرياض‬ ‫واوقفتا املعارك لكنهما لم تعمال على تهدئة‬ ‫النفوس وحتقيق وفاق سياسي ينتج عنه حكومة‬ ‫وطنية‪ ،‬حيث دخلت اململكة على خط احتواء‬ ‫االزمة في لبنان‪ ،‬فعاد النائب وليد جنبالط منها‬ ‫بعد زيارة التقى خاللها امللك عبداهلل ومسؤولني‬ ‫سعوديني‪ ،‬بسقف منخفض من املطالب‪ ،‬ولم‬ ‫يعد متمسكا ً بحقائب معينة كاالتصاالت‪ ،‬وابدى‬ ‫مرونة كبيرة من توزير طالل ارسالن عن الدروز بعد‬ ‫ان قرأ وتبلغ ان تسويات كبرى جتري في املنطقة‪،‬‬ ‫وان النظام في سوريا باق‪ ،‬وان الرئيس بشار االسد‬ ‫سيحضر احتفاالت الثورة الفرنسية التي غاب‬ ‫عنها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك‪،‬‬ ‫كرسالة غضب لوجود الرئيس السوري‪ ،‬الذي بقي‬ ‫رقما ً صعبا ً في املعادلة العربية واالقليمية‪ ،‬ولم‬ ‫يتمكن اتفاق شيراك والرئيس االميركي جورج‬


‫بوش قبل ثالث سنوات من شطبه منها او حتجيم‬ ‫دوره‪ ،‬وهو ما اكتشفه الرئيس الفرنسي نيكوال‬ ‫ساركوزي الذي تعامل مع االسد كإحدى قنوات‬ ‫احلل في لبنان واملنطقة‪ ،‬وهو ما اقلق جنبالط‬ ‫الذي كان يراهن على تغيير النظام‪ ،‬بعكس ما‬ ‫كان الغرب يريد وهو تغيير سلوك النظام في‬ ‫سوريا ال اكثر وال اقل‪ ،‬وهو ما ملسه منه ساركوزي‬ ‫في لبنان من خالل املساعدة على اجراء انتخابات‬ ‫رئاسة اجلمهورية‪ ،‬وهذا ما فتح احلوار معه‪،‬‬ ‫ووجهت الدعوة له لزيارة باريس وحضور قمة‬ ‫«االحتاد املتوسطي»‪.‬‬ ‫وهذه التطورات االيجابية من القيادة السورية‪،‬‬ ‫وقلقه ايضا من وجود صفقة حول احملكمة‬ ‫الدولية بشأن اغتيال الرئيس رفيق احلريري ‪،‬‬ ‫دفعت برئيس احلزب التقدمي االشتراكي الى‬ ‫املطالبة بحل سياسي لالزمة‪ ،‬وبارخص االثمان‪،‬‬ ‫بعد ان اظهرت املعارضة قوتها العسكرية على‬ ‫االرض واحلسم السريع الذي قامت به في بيروت‬ ‫واجلبل‪ ،‬مما اوجد مناخا ً مرنا داخل املواالة‪ ،‬عكسه‬ ‫النائب سعد احلريري بعد زيارته القصر اجلمهوري‬ ‫ولقائه العماد سليمان وحتدث عن حل من خالل‬ ‫التنازالت‪ ،‬وان تسمية املعارضة واملواالة سوف‬ ‫تسقط مع تشكيل احلكومة‪ ،‬وطالب باحلوار‬ ‫مع املعارضة التي لم متانع هي ايضاً‪ ،‬وكان الفتا ً‬ ‫ان «حزب اهلل» ال يرفض حصول لقاء مع النائب‬ ‫احلريري بعد الكالم االيجابي الذي اعلنه عن‬ ‫موضوع حترير االسرى اللبنانيني من السجون‬ ‫االسرائيلية‪ ،‬واعتبره مدخالً للمصاحلة الوطنية‪،‬‬ ‫وقد القاه الرئيس السنيورة مبوقف ايجابي ايضا ً‬ ‫من قضية االسرى واعتبر حتريرهم خطوة وطنية‬ ‫وانتصارا ً يحققه لبنان واملقاومة‪ ،‬فكان رد «حزب‬ ‫اهلل» ايجابيا ً وابدى استعداده لالنفتاح واحلوار‪،‬‬ ‫وهو ما اكده االمني العام للحزب السيد حسن‬ ‫نصراهلل في مؤمتره الصحافي الذي حتدث فيه‬ ‫عن اتفاق حترير االسرى‪ ،‬واشار خالله الى مرحلة‬ ‫جديدة من االنفتاح على كل االطراف السياسية‪،‬‬ ‫وفتح صفحة جديدة‪ ،‬وسيترجم هذا التوجه‬ ‫بلقاء قد يعقد بني السيد نصراهلل والنائب‬ ‫احلريري‪ ،‬تسبقه لقاءات واتصاالت متهيدية بني‬ ‫ممثلني عن الطرفني‪ ،‬وقد ال يعني ذلك استعجال‬ ‫نصراهلل لعقد لقاء مع النائب وليد جنبالط او‬ ‫سمير جعجع او الرئيس امني اجلميل او آخرين‬ ‫من قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬الن لقاء امني عام «حزب اهلل»‬ ‫مع رئيس «تيار املستقبل» له رمزيته‪ ،‬بعد احداث‬ ‫بيروت‪ ،‬وارتفاع وتيرة اخلطاب املذهبي‪ ،‬فهو ينفس‬ ‫االحتقان‪ ،‬ويزيل التشنج‪ ،‬ويهدئ النفوس‪ ،‬ويبعث‬ ‫على الثقة والطمأنينة‪ ،‬والطرفان لهما مصلحة‬ ‫في ذلك مع ظهور «التيار السلفي» بقوة على‬ ‫االرض‪ ،‬وخوضه معارك في سعدنايل وطرابلس‪،‬‬ ‫وضرورة منع متدد الظاهرة االصولية التي ستكون‬ ‫في مواجهة «حزب اهلل» بسبب انتمائه املذهبي‬ ‫الشيعي‪ ،‬ومع «تيار املستقبل»‪ ،‬النه تيار غير‬ ‫متدين‪ ،‬وله عالقات مع الغرب واميركا حتديداً‪.‬‬ ‫وقد رأى سعد احلريري نفسه‪ ،‬في موقع‬ ‫دقيق جداً‪ ،‬فلم يعد يستطيع التقدم الى االمام‪،‬‬ ‫باجتاه التصعيد السياسي‪ ،‬والكالم املذهبي‪،‬‬ ‫الن ساحته السنية التي يعمل فيها يقضمها‬ ‫اخلطاب الديني املتطرف‪ ،‬ومتلؤها احلركات السنية‬

‫احلريري‬

‫االصولية والسلفية‪ ،‬وهو لهذه االسباب اضطر ان‬ ‫يعتدل في مواقفه‪ ،‬ويذهب الى التسوية‪ ،‬وعاد من‬ ‫السعودية محمالً بتوجيهات ايجابية‪ ،‬ملنع حتويل‬ ‫لبنان الى موطىء قدم للمنظمات االصولية‪،‬‬ ‫التي تعاني اململكة من اخطارها واجرامها‪ ،‬فعاد‬ ‫رئيس «تيار املستقبل» بلهجة منفتحة‪ ،‬سيكون‬ ‫لها تأثيرها على تشكيل احلكومة‪ ،‬التي كادت ان‬ ‫تولد نهاية االسبوع املاضي‪ ،‬ويؤمل ان تبصر النور‬ ‫قبل ذهاب رئيس اجلمهورية الى فرنسا حلضور‬ ‫قمة الدول من اجل املتوسط في ‪ 31‬متوز احلالي‪،‬‬ ‫وهو كان بشر باجواء تفاؤلية‪ ،‬ووضع كل ثقله‬ ‫من اجل حلحلة العقد‪ ،‬حيث تخلى عن منصب‬ ‫نائب رئيس احلكومة الذي كان مضمونا للوزير‬ ‫الياس املر‪ ،‬ولم ميانع ان ال يكون في وزارة الدفاع‪،‬‬ ‫لكن مطالبته بتوزيره‪ ،‬مرتبطة باالنسجام معه‬ ‫من اجل جتهيز اجليش واعداده ملزيد من املهمات‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫ولذلك تبدو االجواء متيل الى االيجابية في‬ ‫لبنان‪ ،‬بالرغم من كل ما يحصل من انتكاسات‬ ‫امنية‪ ،‬تبقى حتت السيطرة‪ ،‬النه ال يوجد قرار‬ ‫داخلي لبناني بتفجير الوضع االمني وتوسعه‬ ‫وانتشاره‪ ،‬وكذلك هناك توجه واصرار عربي‬

‫«حزب هللا»‬ ‫انفتح على الكالم‬ ‫االيجابي «لتيار‬ ‫المستقبل»‬ ‫وسليمان يطرح‬ ‫حكومة حيادية‬

‫جنبالط‬

‫واقليمي ودولي مبنع انزالق لبنان الى حرب اهلية‪،‬‬ ‫حتذر منها اكثر من مرجعية عربية واجنبية‪.‬‬ ‫اما في حال استمر التأزم في تشكيل‬ ‫احلكومة التي حتدث عنها اتفاق الدوحة‪ ،‬فان‬ ‫البديل لن يكون الفراغ احلكومي‪ ،‬كما ينقل عن‬ ‫رئيس اجلمهورية‪ ،‬الذي يؤكد انه سيكون له‬ ‫موقف اذا لم يتفق جميع االطراف على حكومة‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬وهو حذر من التجاذب حولها‪،‬‬ ‫والصراع على احلصص فيها‪ ،‬ودعا الى التنازل‬ ‫ملصلحة لبنان‪ ،‬وكشف امام زواره انه لن يتأخر‬ ‫عن املساعدة في ايجاد اخملارج واحللول للخروج من‬ ‫ازمة والدة احلكومة‪ ،‬لكن اذا لم تنجح مساعيه‬ ‫فهو سيطرح تأليف حكومة حيادية او انتقالية‬ ‫تشرف على االنتخابات التي ستفرز اكثرية واقلية‪،‬‬ ‫وعندها يتقرر شكل احلكومة بعد االحتكام الى‬ ‫ارادة الشعب اللبناني‪.‬‬ ‫هذه التوجهات التي خرج بها الرئيس سليمان‬ ‫تؤشر الى ان االزمة لن تطول‪ ،‬وان احللول تتقدم ال‬ ‫سيما ان مختلف االطراف تبدي ليونة ومرونة‪،‬‬ ‫لكن ضمن سقف حتديد حجم التمثيل واحقية‬ ‫احلصول على حقائب سيادية وخدماتية في‬ ‫احلكومة‪ ،‬التي تخطى الرئيس املكلف بتشكيلها‬ ‫بد من ان يحسم‬ ‫فترة السماح املعطاة له‪ ،‬وال ّ‬ ‫موقفه جلهة تقدمي صيغة لتشكيلة مقبولة من‬ ‫اجلميع او يعتذر‪ ،‬ليبدأ البحث عن احلل البديل‬ ‫الذي قد يكون بحكومة حيادية‪.‬‬ ‫فلبنان املوعود بصيف هادئ من قبل كل‬ ‫االطراف السياسية في املواالة واملعارضة‪ ،‬رغم‬ ‫كل االنتكاسات االمنية التي حتصل‪ ،‬فهو دخل في‬ ‫بدايته حيث تظهر االرقام يوميا ً وصول اآلالف من‬ ‫السياح واملصطافني اللبنانيني والعرب واالجانب‪،‬‬ ‫الذين يفدون الى لبنان‪ ،‬متحدين كل االخطار‪،‬‬ ‫وقد سجل وصول اكثر من مئة الف حتى اآلن‬ ‫خالل االسبوعني االخيرين‪ ،‬مما يؤشر الى موسم‬ ‫اصطياف ناجح‪ ،‬يحرك االقتصاد الذي عانى خالل‬ ‫االعوام الثالثة االخيرة ركودا ً ومنوا ً سلبياً‪ ،‬زادته‬ ‫فورة ارتفاع اسعار النفط‪ ،‬وهبوط سعر الدوالر‪،‬‬ ‫مما اثر على مداخيل اللبنانيني‪ ،‬كما في الكثير من‬ ‫دول العالم ال سيما النامية منها والفقيرة‪.‬‬

‫جورج شلهوب‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪15‬‬


‫منبر لبناني‬

‫سمير القنطار حراً بعد ‪ 29‬سنة من االسر في اسرائيل‬

‫تتوج انتصار تموز ‪2006‬‬ ‫المقاومة ّ‬ ‫بتحرير األسرى في تموز ‪2008‬‬

‫السيد حسن نصراهلل‪ :‬كما وعدتكم بالنصر دائما ً اعدكم بالنصر مجددا ً !‬

‫‪16‬‬

‫قبـل عامـني‪ ،‬اسـرت املقـاومة جنديني‬ ‫اسرائيليني عند احلدود مع الكيان الصهيوني‬ ‫في خراج بلدة عيتا الشعب‪ ،‬وخرج االمني‬ ‫العام «حلزب اهلل» السيد حسن نصراهلل‪،‬‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫يعلن عن العملية وما حققته من جناح‪،‬‬ ‫ويقترح على العدو االسرائيلي مفاوضات‬ ‫غير مباشرة وعبر وسيط‪ ،‬كما حصل في‬ ‫مفاوضات سابقة‪ ،‬من اجل اطالق سراح‬

‫اجلنديني مقابل االسرى اللبنانيني وفي‬ ‫طليعتهم عميدهم سمير القنطار الذي‬ ‫يقبع في سجون االحتالل منذ العام ‪،1979‬‬ ‫اثر قيامه بعملية فدائية نفذتها مجموعة‬


‫القنطار مع االسير مروان البرغوتي‬

‫سمير القنطار قبيل ذهابه لتنفيذ العملية‬

‫الشهيدة دالل املغربي في مستعمرة نهاريا‬ ‫وسقط فيها شهداء من اجملموعة واصيب‬ ‫سمير واسر بعد ان متكن من قتل مستوطنني‬ ‫بينهم استاذ جامعي وبعض افراد عائلته‪.‬‬ ‫لم يقبل رئيس حكومة العدو ايهود اوملرت‬ ‫شروط املقاومة‪ ،‬وشن بعد ساعات على‬ ‫كالم السيد نصراهلل عدوانه على لبنان‪،‬‬ ‫متذرعا ً بعملية االسر وانه سيعيد االسيرين‬ ‫دون شروط‪ ،‬بعد ان يقضي على املقاومة‬ ‫وسالحها‪ ،‬فتقوم احلكومة اللبنانية برئاسة‬ ‫فؤاد السنيورة بإستالم االسيرين وتسليمهما‬ ‫السرائيل مقابل وقف اطالق نار‪.‬‬ ‫هكذا بدأ العدو حربه على لبنان والذي‬ ‫كان اتخذ القرار بشنها قبل اشهر من‬ ‫عملية اسر اجلنديني‪ ،‬ألسباب تتعلق‬ ‫بسالح املقاومة وتنفيذ قرار مجلس االمن‬ ‫‪ ،1559‬الذي عجزت احلكومة اللبنانية عن‬ ‫تطبيقه باحلوار مع املقاومة‪ ،‬فأصدرت‬ ‫االدارة االميركية اوامرها الى اوملرت وفريقه‬ ‫العسكري لشن احلرب التي مت تقدير قادة‬ ‫العدو وعلى رأسهم رئيس االركان دان‬ ‫حالوتس انها لن متتد الى اكثر من ثالثة ايام‬ ‫كحد اقصى‪ ،‬فتستسلم املقاومة وقادتها‪،‬‬ ‫ويتم سجنهم‪ ،‬ونزع السالح‪.‬‬ ‫فشل العدوان‪ ،‬وبقي االسيران مع املقاومة‪،‬‬

‫سمير القنطار‪ :‬الى احلرية‬

‫وصدر تقرير جلنة «فينوغراد» االسرائيلية‬ ‫يحمل اوملرت ووزير دفاعه عمير ميريتس‬ ‫مسؤولية وقوع احلرب والنتائج املدمرة‬ ‫التي ترتبت عنها‪ ،‬جلهة الهزمية التي حلقت‬ ‫بأكبر جيش في املنطقة مبواجهة منظمة‬ ‫عسكرية تعد آالفا ً من املقاتلني‪ ،‬الى انهيار‬ ‫الثقة باملؤسسة العسكرية‪ ،‬وفقدان‬ ‫الصدقية بالقيادة السياسية وحصول‬ ‫عمليات استقالة واقالة وتنحية داخلها‬ ‫اضافة الى اخلسائر املادية والنفسية التي‬ ‫تكبدها جيش العدو واملستوطنون اليهود‪،‬‬ ‫واضطرارهم الى الهروب والنزوح والبقاء في‬ ‫املالجئ مدة ‪ 33‬يوماً‪.‬‬ ‫لم يسمع اوملرت كالم السيد نصراهلل‬ ‫جيداً‪ ،‬بأنه لو جاء العالم كله‪ ،‬لن يستطيع‬ ‫االفراج عن اجلنديني االسيرين‪ ،‬كما لم تتلق‬ ‫قيادات اسرائيلية سابقة ايضاً‪ ،‬ما حذر منه‬ ‫االمني العام «حلزب اهلل»‪ ،‬من ان عدم اطالق‬ ‫سمير القنطار‪ ،‬سيكون مكلفا ً للعدو‪ ،‬وقد‬ ‫اعلن بوضوح انه ستتم عملية اسر‪ ،‬اذا لم‬ ‫تنجح املفاوضات في‬ ‫االفراج عن القنطار‬ ‫وجثامني‬ ‫ورفاقه‬ ‫الشهداء‪ ،‬وقال السيد‬ ‫بصراحة‬ ‫نصراهلل‬ ‫كاملة‪ ،‬اثناء عملية‬ ‫التبادل التي متت في‬ ‫كانون الثاني عام ‪2004‬‬ ‫وخرج مبوجبها ‪463‬‬ ‫اسيرا لبنانيا مقابل‬

‫ثالث جثث جلنود اسرائيليني ومدني اسرائيلي‬ ‫‪ ،‬وكان يجدد دائما ً حتذيره من ان الوقت لن‬ ‫يكون ملصلحة الدولة العبرية اذا لم تسرع‬ ‫في االفراج عن اقدم سجني لديها‪ ،‬وقد نبه‬ ‫الى ذلك قبل اشهر من عملية االسر‪ ،‬ان‬ ‫صبر املقاومة قد نفد‪ ،‬وان العدو ال يفهم‬ ‫اال لغة القوة‪ ،‬وكان يوم ‪ 12‬متوز‪ ،‬يوما ً مميزا ً‬ ‫حيث جنحت مجموعة للمقاومة من اسر‬ ‫اجلنديني من داخل آليتهم العسكرية التي‬ ‫مت تدميرها‪.‬‬ ‫اشتعلت احلرب وتوفت بقرار من مجلس‬ ‫االمن حمل الرقم ‪ ،1701‬وتضمن اطالق‬ ‫االسرى واتصل االمني العام لألمم املتحدة‬ ‫كوفي انان برئيس احلكومة فؤاد السنيورة‬ ‫طالبا ً تسلم اجلنديني من املقاومة‪ ،‬لكن‬ ‫«حزب اهلل» رفض العرض وهو سبق له ان‬ ‫خاض املفاوضات من خارج االطار الرسمي‪،‬‬ ‫حرصا ً على سريتها وجناحها‪ ،‬وقد متكن من‬ ‫ذلك في مراحل عديدة‪ ،‬خرج مبوجبها آالف‬ ‫االسرى اللبنانيني والعرب‪.‬‬ ‫وهذا ما حصل في املفاوضات التي‬ ‫خاضتها قيادة املقاومة الطالق سراح‬ ‫االسرى وفي مقدمهم سمير القنطار‪،‬‬ ‫حيث رضخت اسرائيل الى االفراج عنه‪ ،‬بعد‬ ‫ان كانت تربط ذلك مبعلومات عن الطيار‬ ‫االسرائيلي رون اراد الذي فقد في لبنان‬ ‫عام ‪ ،1985‬وجاءت النتيجة سلبية‪ ،‬وابلغت‬ ‫املقاومة املفاوضني انه ليست لديها‬ ‫معلومات حوله‪.‬‬ ‫ومع الضغط الذي تعرض له اوملرت من‬ ‫اهل اجلنديني االسيرين‪ ،‬رضخ لشروط‬ ‫املقاومة وقرر االفراج عن االسرى‪ ،‬وبذلك‬ ‫يكون وقع في هزمية جديدة في لبنان‪،‬‬ ‫بعد فشله العسكري‪ ،‬وقد اعلنت قيادات‬ ‫العدو‪ ،‬ان «حزب اهلل» حقق انتصارا ً جديدا ً‬ ‫على الدولة العبرية التي ستواجه املصير‬ ‫نفسه في مفاوضاتها غير املباشرة مع‬ ‫حركة حماس في غزة لالفراج عن اجلندي‬ ‫جلعاد شليط‪.‬‬

‫سامر الشوفي‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪17‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫عقدة وزارة الدفاع يقف وراءها تعيين قائد للجيش‬

‫اإلدارة االميركية تسأل عن أسماء ضباط‬ ‫مطروحة أسماؤهم وعالقاتهم بسوريا والمقاومة‬

‫الرئيس سليمان يحيط به كبار ضباط اجليش اللبناني‬

‫بعد خروج القوات السورية من‬ ‫لبنان‪ ،‬اثر اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪،‬‬ ‫ح ّول اركان املعارضة آنذاك او ما‬ ‫سمي بـ»ثورة االرز»‪ ،‬حملتهم على‬ ‫النظام االمني اللبناني ‪ -‬السوري‬ ‫املشترك‪ ،‬وطالبوا بإقالة قادة االجهزة‬ ‫العسكرية واالمنية‪ ،‬ورفعوا صور‬ ‫الضباط جميل السيد مدير عام االمن‬ ‫العام‪ ،‬علي احلاج مدير عام قوى االمن‬ ‫الداخلي‪ ،‬رميون عازار مدير اخملابرات في‬ ‫اجليش‪ ،‬ادوار منصور مدير عام امن‬ ‫الدولة‪ ،‬مصطفى حمدان قائد احلرس‬ ‫اجلمهوري‪ ،‬وقد جنح فريق ‪ 14‬شباط‪،‬‬ ‫ووجه اليهم‬ ‫في إقالة هؤالء الضباط ّ‬ ‫تهمة املشاركة في اغتيال الرئيس‬ ‫رفيق احلريري‪ ،‬دون ان تثبت التحقيقات اللبنانية‬ ‫والدولية‪ ،‬صحة هذه االتهامات‪ ،‬ال بل لم يتبني‬

‫‪18‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ان لهم اية عالقة‪ ،‬بعد ان اظهرت التحقيقات‬ ‫ايضاً‪ ،‬ان الشهود الذين اوتي بهم كانوا مز ّورين‬ ‫بعد انكشاف حقيقة الشاهد محمد زهير‬

‫الصديق‪ ،‬الذي امتنعت السلطات‬ ‫الفرنسية في عهد جاك شيراك عن‬ ‫تسليمه للقضاء اللبناني الذي ادعى‬ ‫عليه بتهمة مشاركته في التحضير‬ ‫للجرمية‪ ،‬طاملا قال امام جلنة التحقيق‬ ‫الدولية‪ ،‬انه حضر اجتماعات مع ضباط‬ ‫لبنانيني وسوريني كانوا يعدون لعملية‬ ‫االغتيال‪.‬‬ ‫بعد حملة التحريض والتجريح‬ ‫واالتهامات الباطلة‪ ،‬كما يؤكد محامو‬ ‫واهل املوقوفني‪ ،‬واعتقال الضباط‪ ،‬بدأ‬ ‫فريق ‪ 14‬شباط باجتثاث احلالة االمنية‬ ‫السابقة‪ ،‬واقامة نظام امني جديد‪،‬‬ ‫الذي اعتمد على قوى االمن الداخلي‪،‬‬ ‫بعد تعيني مدير عام لها قريب من‬ ‫«تيار املستقبل» هو اللواء اشرف ريفي‪ ،‬كما‬ ‫انشئ فرع املعلومات برئاسة املقدم وسام‬


‫احلسن الذي كان قائدا ً حلرس رئاسة احلكومة‬ ‫في عهد الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬وهو ينتمي ايضا ً‬ ‫الى «تيار املستقبل» الذي سمى ايضا ً وزير‬ ‫الداخلية حسن السبع وهو من املنتسبني له‪،‬‬ ‫وقد مت تطويع حوالى ‪ 7500‬عنصر في قوى االمن‬ ‫الداخلي من احزاب وتيارات التقدمي االشتراكي‬ ‫و»القوات اللبنانية» و»تيار املستقبل»‪ ،‬ومن‬ ‫عناصر تابعة لنواب وشخصيات واحزاب‬ ‫سياسية في قوى ‪ 41‬شباط‪ ،‬بحيث حتولت قوى‬ ‫االمن الداخلي الى لون سياسي واحد‪ ،‬فبدأت‬ ‫التساؤالت حول ما يحصل في هذه املؤسسة‬ ‫التي وصل اخلالف الى قيادتها حيث اعترض‬ ‫ضباط فيها‪ ،‬على هذا االداء الذي قد يؤدي الى‬ ‫حصول انقسام فيها‪ ،‬اضافة الى بدء التشكيك‬ ‫فيها من قبل املعارضة‪ ،‬التي اعتبرت ان قوى‬ ‫بد‬ ‫االمن منحازة الى جانب فريق سياسي‪ ،‬وال ّ‬ ‫من اعادة النظر فيها‪ ،‬بعد ان جرت محاوالت‬

‫وعلى مسافة واحدة من اجلميع‪ ،‬وهو ما ارساه‬ ‫القائد السابق اميل حلود الذي منع السياسيني‬ ‫من التدخل في شؤون اجليش‪ ،‬وهذا ما جعلهم‬ ‫يشنون احلملة عليه واتهامه «بعسكرة النظام»‪،‬‬ ‫وتفعيل دور اخملابرات والسماح لها بالتدخل في‬ ‫احلياة السياسية والعامة‪.‬‬ ‫ومع انتهاء والية حلود وانتخاب العماد‬ ‫سليمان‪ ،‬فان الصراع عاد على املؤسسات‬ ‫العسكرية واالمنية‪ ،‬وان املرحلة التي تلت‬ ‫العام ‪ 2005‬يجب ان يعاد النظر فيها كما تقول‬ ‫املعارضة‪ ،‬واملعركة االساسية تدور حول قيادة‬ ‫اجليش ومديرية اخملابرات لتنتقل فيما بعد الى‬ ‫قيادة قوى االمن الداخلي وفرع املعلومات ثم‬ ‫مديرية االمن العام‪.‬‬ ‫ومن ضمن التعقيدات التي ترافق تشكيل‬ ‫احلكومة‪ ،‬هي وزارة الدفاع ومن سيتوالها‪ ،‬اذ‬ ‫تضع املعارضة «فيتو» على عودة الياس املر‬

‫الحريري يتمسك بوسام الحسن‬ ‫لرئاسة فرع المعلومات‬ ‫وعون يطالب بمديرية األمن العام‬ ‫لتهميش اجليش واضعاف مخابراته ملصلحة‬ ‫فرع املعلومات الذي رفضت املعارضة االعتراف‬ ‫به‪ ،‬النه‪ ،‬جهاز غير شرعي‪ ،‬وصدر مبرسوم‬ ‫وكان يجب ان يصدر بقانون من مجلس النواب‬ ‫بانشاء شعبة‪ ،‬وكان هدف قيام هذه املؤسسة‬ ‫االمنية منذ رفيق احلريري‪ ،‬هو انشاء جهاز‬ ‫امني تابع لرئاسة احلكومة‪ ،‬الن مديرية اخملابرات‬ ‫كانت ترسل معلوماتها االساسية الى رئيس‬ ‫اجلمهورية اميل حلود‪.‬‬ ‫وكان الصراع بني احلريري ومخابرات اجليش‬ ‫يتصاعد حينا ً ويتراجع حينا ً آخر‪ ،‬ال سيما في‬ ‫اثناء وجود اللواء جميل السيد في مديرية‬ ‫اخملابرات‪ ،‬وقد انعكس ذلك على عالقة احلريري‬ ‫باملؤسسة العسكرية‪ ،‬ومت النظر اليها بالريبة‬ ‫والشك‪ ،‬مع عدم االنسجام بني قائد اجليش‬ ‫اميل حلود ورئيس احلكومة وبعض الشخصيات‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫ولم يتمكن الفريق احلاكم من ان يغير في‬ ‫قيادة اجليش او مخابراتها‪ ،‬وقد متكن قائد اجليش‬ ‫العماد ميشال سليمان ان يبقي املؤسسة‬ ‫العسكرية بعيدا ً عن التجاذبات السياسية‬

‫اليها‪ ،‬انطالقا ً من ان وزير الدفاع سيقترح مع‬ ‫رئيس اجلمهورية قائد اجليش الذي يعينه مجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬وبالتالي فإن التوافق على اسمه معبر‬ ‫اساسي إلقراره‪ ،‬الن املعارضة تستطيع من خالل‬ ‫الثلث الضامن منع مترير اي اسم لقائد اجليش ال‬ ‫ترضى عنه وال تثق به‪ ،‬وقد اعلن مسؤول العالقات‬ ‫اخلارجية في «حزب اهلل» نواف املوسوي‪ ،‬انه ال‬ ‫ميكن املوافقة على قائد اجليش واالجهزة االمنية‪،‬‬ ‫اذا كانت االسماء املطروحة‪ ،‬لديها تاريخ من‬ ‫العداء للمقاومة ويوجد شكوك حول عالقاتها‬ ‫اخلارجية‪.‬‬ ‫واحلذر الذي تبديه املعارضة عموما ً‬ ‫واملقاومة خصوصاً‪ ،‬من توزير املر‪ ،‬تعود اسبابه‬ ‫الى ان االدارة االميركية اعلنت صراحة‪ ،‬انها‬ ‫لن تقدم الدعم للجيش املقدر بحوالى ‪400‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬اذا لم يكن املر وزيرا ً للدفاع وقائد‬ ‫اجليش موثوقا ً منه‪ ،‬وال ينسق مع املقاومة التي‬ ‫تعلق اهمية كبرى على وصول قائد جيش ال‬ ‫يخرج عن السلوك الذي اتبعه العمادان حلود‬ ‫وسليمان اثناء توليهما قيادة اجليش‪ ،‬اذ كانا‬ ‫على تنسيق وتعاون تامني معها‪ ،‬وركزا على‬

‫الرئيس سليمان يتوسط مسؤولي قوى االمن الداخلي‬

‫تنشئة اجليش على عقيدة قتالية‪.‬‬ ‫وقد جرى التداول باسماء عدد من الضباط‬ ‫املوارنة لتولي قيادة اجليش‪ ،‬حيث تقدم مدير‬ ‫اخملابرات احلالي العميد جورج خوري هذه األسماء‪،‬‬ ‫من ضمن الئحة ضمت كالً من الضباط‪ :‬جان‬ ‫قهوجي‪ ،‬مروان بيطار‪ ،‬بول مطر‪ ،‬شارل شيخاني‪،‬‬ ‫وهم من الضباط االكفياء واصحاب سيرة‬ ‫حسنة ونهج وطني‪.‬‬ ‫ويبدو ان هذه االسماء لم ترق الطراف في‬ ‫املواالة‪ ،‬كما لالدارة االميركية التي طلبت‬ ‫معلومات عن كل ضابط ومدى عالقته باملقاومة‬ ‫وسوريا‪ ،‬ومدى استعداده للتعاون مع البرنامج‬ ‫االميركي إلعداد وتسليح اجليش وتأهيله‪ ،‬اي‬ ‫اخراجه من عقيدته القتالية وتنسيقه مع اجليش‬ ‫السوري واملقاومة‪ ،‬وحتويله الى قوة عسكرية‬ ‫للداخل لتجريد املنظمات املسلحة من سالحها‬ ‫اي وضعها في مواجهة املقاومة التي حذرت‬ ‫على لسان قائدها السيد حسن نصراهلل من‬ ‫انزالق الفريق احلاكم الى هذا التوجه‪.‬‬ ‫وباالضافة الى الصراع على قائد اجليش‬ ‫فهناك ايضا ً مديرية اخملابرات التي يتم التداول‬ ‫باسماء ضباط لها من ابرزهم جوزيف جنيم وندمي‬ ‫ابو سمرا‪ ،‬وتقع على قائد اجليش صالحية تعيني‬ ‫مدير اخملابرات كما مديريات أخرى‪.‬‬ ‫اما االجهزة االمنية االخرى‪ ،‬ال سيما‬ ‫قوى االمن الداخلي‪ ،‬فان اللواء اشرف ريفي ال‬ ‫مشكلة حوله‪ ،‬فهو ضابط اثبت مهنية عالية‬ ‫في التعاطي مع كل االطراف‪ ،‬وال يجري البحث‬ ‫في اسم بديل له‪ ،‬وان املعارضة تركز على فرع‬ ‫املعلومات‪ ،‬واستبدال رئيسه املقدم وسام‬ ‫احلسن الذي يصر سعد احلريري على ان يبقى في‬ ‫موقعه‪.‬‬ ‫وفي مديرية االمن العام‪ ،‬يحاول العماد‬ ‫ميشال عون استعادتها الى املوارنة‪ ،‬بعد ان‬ ‫نقلها العماد حلود الى الشيعة لتعيني اللواء‬ ‫السيد مديرا ً عاما ً لها‪ ،‬وقد يتخلى حليفا عون‬ ‫الرئيس نبيه بري و»حزب اهلل» عنها لتكون‬ ‫من حصة عون وتعود مديرية امن الدولة الى‬ ‫الشيعة‪.‬‬

‫زهير العياش‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪19‬‬


‫منبر لبناني‬

‫سليمان مؤمن بالعالقات‬ ‫مع سوريا ولم يقطعها‬ ‫بعد سحبها قواتها‬

‫ليس مستغربا ً أن يزور الرئيس السوري بشار‬ ‫األسد لبنان‪ ،‬وهو أمر متوقع ان يحصل‪ ،‬كما‬ ‫منتظر ان يقوم الرئيس ميشال سليمان بزيارة‬ ‫سوريا أيضاً‪.‬‬ ‫فالعالقات اللبنانية – السورية ستعود الى‬ ‫طبيعتها‪ ،‬وان التوتر الذي رافقها خالل السنوات‬ ‫الثالث املاضية‪ ،‬ناجت عن وصول فريق الى احلكم‬ ‫في لبنان‪ ،‬رفع من حالة العداء مع سوريا ً‬ ‫شعبا ً ونظاماً‪ ،‬واستغل جرمية اغتيال الرئيس‬ ‫رفيق احلريري‪ ،‬لينخرط في مشروع مواجهة‬ ‫مع القيادة السورية‪ ،‬وتطلع الى االطاحة‬ ‫بها‪ ،‬كما ظن النائب وليد جنبالط‪ ،‬الذي راهن‬ ‫على انهيار احلكم في سوريا‪ ،‬مستندا ً الى‬ ‫معلومات سربها له عبداحلليم خدام و”االخوان‬ ‫املسلمني” واعضاء في “جبهة اخلالص الوطني”‬ ‫التي شكلتها االدارة االميركية من معارضني‬ ‫سوريني لتدبير انقالب في سوريا‪ ،‬وفق ما ابلغ‬ ‫مسؤولون اميركيون رئيس احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي‪ ،‬الذي ذهب بعيدا ً في رفع سقف‬ ‫العداء لسوريا‪ ،‬وح ّرض سعد احلريري الذي كان‬ ‫يستمع ايضا ً الى نصائح ويتلقى تعليمات من‬ ‫السعودية ومصر واطراف اجنبية‪ ،‬اال يهادن‬ ‫القيادة السورية‪ ،‬وان يستمر في معركته ضد‬ ‫الرئيس االسد‪ ،‬وان يحتضن املعارضة السورية‬ ‫في لبنان‪ ،‬فاستقدم مسؤولني منها الى بيروت‬ ‫ووضع اعالمه بتصرفهم‪ ،‬وفتح لهم مكاتب‬ ‫وسهّ ل حتركهم‪ ،‬وبدعم من السعودية التي‬ ‫كانت تستقبل خدام ورفعت االسد وآخرين‪،‬‬ ‫لكن ومع االحداث االمنية التي شهدتها بيروت‪،‬‬ ‫وانهيار “تيار املستقبل” وزعزعة السلطة‪ ،‬ف ّر من‬ ‫جاء من املعارضة السورية وعلى رأسهم مأمون‬ ‫احلمصي من لبنان عبر البحر برفقة السفير‬ ‫السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة‪ ،‬وفق‬ ‫ما ذكر قياديون في املعارضة اللبنانية وتقارير‬ ‫صحافية‪.‬‬ ‫وتصرف جنبالط واحلريري‪ ،‬ضد املقولة التي‬ ‫يقال ان رفيق احلريري رفعها‪ ،‬ان لبنان ال يحكم‬ ‫من سوريا وال سوريا حتكم من لبنان‪ ،‬وقد انخرط‬ ‫الرجالن في معركة ان احلكم في سوريا يسقط‬ ‫من لبنان‪ ،‬وقد خاب ظنهما عندما لم يتمكن‬

‫‪20‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الرئيس سليمان ثابت على العالقة مع سوريا‬

‫خدام واعوانه من زعزعة الوضع في سوريا من‬ ‫الداخل‪ ،‬وهو العارف‪ ،‬ان محاوالت سابقة جرت‬ ‫وفشلت‪ ،‬منها محاولة “االخوان املسلمني” ضرب‬ ‫االمن في سوريا ونشر الفوضى الستالم احلكم‪،‬‬ ‫وايضا ً سعى رفعت االسد الى القيام بانقالب‬ ‫من داخل سوريا عندما كان مسؤوال ً فيها‪،‬‬ ‫مستغالً مرض شقيقه الرئيس حافظ االسد‪،‬‬ ‫لكنه انكشف وكان مصيره الطرد من سوريا‬ ‫والنفي الى اخلارج‪ ،‬الذي سعى منه التشويش‬ ‫على بلده من خالل وسائل اعالم انشأها‪ ،‬فلم‬ ‫يكن لها أي تأثير‪.‬‬ ‫فالقلق السوري كان دائما ً من ان رياح‬ ‫املؤامرة كانت تهب من لبنان على دمشق‪ ،‬عبر‬ ‫شبكات تخريب‪ ،‬او حتريض اعالمي وسياسي‪،‬‬ ‫وهذه احملاوالت تكررت بعد االنسحاب السوري‬ ‫من لبنان‪ ،‬وكان وليد جنبالط رأس حربة فيها‬ ‫الذي اعتقد ان االحتالل العسكري االميركي‬ ‫للعراق‪ ،‬واقترابه من سوريا سوف يضع قيادتها‬ ‫امام احملك‪ ،‬فاما تستجيب للشروط االميركية‬

‫وترضخ‪ ،‬واال فان التغيير سيطالها‪ ،‬وبنى كل‬ ‫اهدافه في لبنان مع حلفائه في ‪ 14‬شباط على‬ ‫ان النظام الى زوال‪ ،‬وستستتب له السلطة في‬ ‫لبنان‪ ،‬لكن حساباته لم تكن دقيقة‪ ،‬ووقع حتت‬ ‫خديعة معلومات مغلوطة‪ ،‬وتقديرات اميركية‬ ‫خاطئة‪ ،‬فخسر رهانه‪ ،‬وصمدت سوريا وقيادتها‬ ‫في وجه الرياح االميركية ومخططاتها‪ ،‬ومتكنت‬ ‫خالل ثالث سنوات من ان تقلب املعادالت العربية‬ ‫واالقليمية والدولية‪ ،‬فبدأت االدارة االميركية‬ ‫تغرق في العراق‪ ،‬وتفشل في تقدمي تسوية للصراع‬ ‫العربي – االسرائيلي‪ ،‬كما لم يتمكن حلفاؤها‬ ‫في لبنان من احلكم‪ ،‬ولم يستطعوا ايصال‬ ‫مرشح من “ثورة االرز” الى رئاسة اجلمهورية كما‬ ‫متنى الرئيس جورج بوش‪ ،‬بل وصل رئيس صديق‬ ‫وسمته املعارضة‪.‬‬ ‫لسوريا وحليف للمقاومة‬ ‫ّ‬ ‫مع التقهقر االميركي واندحار مشروع بوش‬ ‫للشرق االوسط‪ ،‬وانكشاف خداعه للحرب في‬ ‫العراق‪ ،‬وكذبة تسويق الدميقراطية‪ ،‬استعادت‬ ‫سوريا موقعها أو أكدت دورها العربي واإلقليمي‪،‬‬


‫الرئيسان سليمان واالسد ‪ :‬اسمرار العالقة االخوية‬

‫جنبالط ‪ :‬فشل في التشويش على سوريا‬

‫احلريري ‪ :‬من يدفعه للمواجهة مع سوريا‬

‫فنجحت في عقد قمة عربية على أرضها رغم‬ ‫احملاوالت السعودية واملصرية‪ ،‬لفرطها بدعم‬ ‫اميركي‪ ،‬وأدى جناح القمة الى ان تتقدم سوريا‬ ‫عربياً‪ ،‬وقرر الرئيس االسد حل االزمات العربية‬ ‫من موقعه كرئيس للقمة‪ ،‬فكان احلل في لبنان‬ ‫عبر قطر التي وقفت الى جانب سوريا‪ ،‬كما مع‬ ‫املقاومة أثناء العدوان اإلسرائيلي على لبنان‪.‬‬ ‫وهكذا ظهر احلل في لبنان‪ ،‬بعيدا ً عن‬ ‫السعودية التي لم تعد مؤثرة فيه مع انهيار‬ ‫تيارها السياسي في لبنان (املستقبل) وعادت‬ ‫سوريا العبا ً مؤثرا ً في لبنان عبر حلفائها‪ ،‬الذين‬ ‫حققوا اهدافهم بانتخاب الرئيس سليمان‪ ،‬ومن‬ ‫ثم في حكومة وحدة وطنية ضمنوا فيها الثلث‪.‬‬ ‫هذه املتغيرات التي طرأت على لبنان‪،‬‬ ‫واعادت التوازن السياسي اليه‪ ،‬فتحت الباب‬ ‫للرئيس االسد‪ ،‬ألن يعلن ان موضوع العالقات‬ ‫الدبلوماسية مع لبنان مبتوت‪ ،‬ولكن ال ميكن ان‬ ‫يترجم اال في ظل حكومة وحدة وطنية‪ ،‬وليس‬ ‫مع وجود سلطة معادية لها‪.‬‬ ‫وكانت هذه اإلشارة كافية ان الرئيس السوري‬ ‫سيقدم لرئيس اجلمهورية‬ ‫اذا قرر زيارة لبنان‪ ،‬فإنه‬ ‫ّ‬ ‫هدية التبادل الدبلوماسي‪ ،‬الذي ال ترى فيه‬ ‫سوريا ضررا ً ابداً‪ ،‬الذي قام الفريق احلاكم وعبر‬ ‫اإلدارة االميركية باستصدار قرار عن مجلس‬

‫األمن الدولي في ‪ 17‬ايار ‪ 2006‬حمل الرقم ‪،1680‬‬ ‫وطالب سوريا بإقامة عالقات دبلوماسية مع‬ ‫لبنان‪ ،‬التي ردت بأن العالقات ال تقوم بني دولتني‬ ‫إال من خالل مناخ ايجابي‪ ،‬غير متوفر في لبنان‪،‬‬ ‫ومتى تغيير الوضع السياسي‪ ،‬فان العالقات‬ ‫الدبلوماسية تصبح امرا ً طبيعياً‪ ،‬وهذا ما‬ ‫سيتحقق وفق ما تقول مصادر سورية ينقل‬ ‫عنها زوار لبنانيون لدمشق‪ ،‬ويؤكدون ان هذه‬ ‫العالقات لن تتحقق اال بعد االنتخابات النيابية‬ ‫عام ‪ ،2009‬ووصول اغلبية نيابية حقيقية ال‬ ‫وهمية‪ ،‬وتنبثق عنها حكومة وحدة وطنية‬ ‫بأهداف وطنية‪ ،‬فطمأن سوريا الى أن خاصرتها‬ ‫صلبة‪ ،‬وأن املؤامرات لن حتاك ضدها من لبنان‪،‬‬ ‫كما يحصل في ظل احلكومة احلالية‪.‬‬ ‫وفي إطار متتني العالقات‪ ،‬فإن سوريا ال متانع‬ ‫ترسيم احلدود مع لبنان‪ ،‬لكن بعد حترير مزارع‬ ‫شبعا‪ ،‬وهذه املسألة تكون طبيعية ألرض‬ ‫غير محتلة‪ ،‬وهناك محاضر بني الدولتني عن‬

‫فشلت محاوالت‬ ‫جنبالط والحريري‬ ‫إسقاط النظام‬ ‫في سوريا‬ ‫من لبنان‬

‫األسد‬ ‫يزور بيروت‬ ‫بعد انتخابات‬ ‫عام ‪2009‬‬ ‫ويفتتح سفارة‬ ‫لبالده‬ ‫ترسيم احلدود وتؤكد على لبنانية مزارع شبعا‬ ‫منذ األربعينيات‪ ،‬التي فشل الفريق احلاكم‬ ‫بإثارة الغبار حولها‪ ،‬وان التركيز على ترسيم‬ ‫احلدود املقصود منه‪ ،‬هو منع وصول السالح الى‬ ‫املقاومة‪ ،‬وقد طالب هذا الفريق بنشر قوات دولية‬ ‫على احلدود مع سوريا على غرار ما هو حاصل في‬ ‫اجلنوب‪ ،‬وكأن سوريا أصبحت دولة عدوة‪.‬‬ ‫ومن ضمن إعادة ترتيب العالقات‪ ،‬فإن البحث‬ ‫عاد لتفعيل دور اجمللس األعلى اللبناني – السوري‪،‬‬ ‫وتقومي االتفاقات بني البلدين‪ ،‬حيث يؤمن الرئيس‬ ‫العماد سليمان مبأسسة هذه العالقات‪ ،‬وهو‬ ‫لم يقطع عالقاته مع القيادة السورية التي‬ ‫تربطها عالقات صداقة مع العماد سليمان‬ ‫الذي يرتاح الى التنسيق القائم بني اجليشني‬ ‫اللبناني والسوري‪ ،‬والذي لم ينقطع رغم كل ما‬ ‫حصل‪ ،‬واستمرت الدورات العسكرية املشتركة‬ ‫بينهما‪ ،‬ووصول السالح والذخيرة الى اجليش‬ ‫اللبناني من سوريا ال سيما اثناء معارك مخيم‬ ‫نهر البارد‪ ،‬وهذا السلوك لسليمان هو الذي‬ ‫سيعيد العالقات املميزة بني البلدين‪.‬‬

‫شوقي يونس‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪21‬‬


‫منبر لبناني‬ ‫فشلت في تنشيط المفاوضات اإلسرائيلية ‪ -‬الفلسطينية فحاولت التعويض عنها في لبنان‬

‫رايس تطرح موضوع مزارع شبعا‬ ‫لتسجيل نصر دبلوماسي أميركي‬ ‫بعد فشلها في تنشيط املفاوضات‬ ‫االسرائيلية – الفلسطينية‪ ،‬بسبب رفض‬ ‫احلكومة االسرائيلية وقف برنامجها‬ ‫االستيطاني‪ ،‬ال سيما في القدس ومحيطها‪،‬‬ ‫لبقائها عاصمة للدولة العبرية‪ ،‬جاءت وزيرة‬ ‫اخلارجية االميركية كونداليزا رايس الى لبنان في‬ ‫زيارة مفاجئة وخاطفة ودون موعد مسبق‪ ،‬وحتت‬ ‫عنوان تهنئة رئيس اجلمهورية العماد ميشال‬ ‫سليمان وتقدمي دعم ادارتها له وتوجيه دعوة‬ ‫اليه من الرئيس جورج بوش لزيارة واشنطن‪.‬‬ ‫اال ان العنوان االساسي كان البحث في‬ ‫موضوع مزارع شبعا‪ ،‬جلهة التفاوض حولها مع‬ ‫اسرائيل التي نقل عن رئيس حكومتها ايهود‬ ‫اوملرت استعداده لالنسحاب منها‪ ،‬اذا مت توقيع‬ ‫معاهدة سالم بني البلدين‪ ،‬وقد فاجأ كالم رايس‬ ‫املسؤولني اللبنانيني الذين ابلغتهم ان الظروف‬ ‫مؤاتية للبدء في مفاوضات حول مزارع شبعا‪،‬‬ ‫بالتزامن مع املفاوضات السورية – االسرائيلية‬ ‫بد من أن تكون املسارات واحدة‪،‬‬ ‫حول اجلوالن‪ ،‬وال ّ‬ ‫بعكس ما كانت عليه السياسة االميركية‪ ،‬التي‬ ‫كانت تشجع على حلول جزئية ومنفردة وفك‬ ‫املسارات عن بعضها وعدم تالزمها‪ ،‬حيث كانت‬ ‫االدارات االميركية تضغط دائما ً على لبنان لفك‬ ‫مساره عن املسار السوري في املفاوضات حول‬ ‫السالم مع اسرائيل‪ ،‬وان من االسباب التي كانت‬ ‫وراء صدور القرار ‪ 1559‬الذي طالب بانسحاب‬ ‫القوات السورية من لبنان‪ ،‬هو لدفع لبنان نحو‬ ‫سالم منفرد مع إسرائيل‪.‬‬ ‫فاللقاءات السريعة لرايس في بيروت‪ ،‬كانت‬ ‫إلنقاذ مهمتها من الفشل الذي أصابها في‬ ‫تفعيل احملادثات اإلسرائيلية – الفلسطينية‪ ،‬بعد‬ ‫زيارات متكررة لها الى املنطقة‪ ،‬ومجيء رئيسها‬ ‫جورج بوش اليها مرتني خالل ثالثة اشهر‪ ،‬حيث‬ ‫لم ينجح في الوصول الى اهدافه التي رسمها‬ ‫في قيام دولتني يهودية وفلسطينية‪ ،‬وهو كان‬ ‫يريد إحراز تقدم على اجلبهة الفلسطينية‬ ‫– اإلسرائيلية‪ ،‬لينهي عهده الرئاسي بنصر‬ ‫دبلوماسي في الشرق االوسط‪ ،‬بعد هزميته في‬ ‫العراق وغرق جيشه فيه‪ ،‬وعدم متكن السلطة‬ ‫الفلسطينية من ان تصمد في وجه حر كة‬ ‫املقاومة‪ ،‬اضافة الى االنتكاسة التي اصابت‬ ‫حلفاءه في لبنان‪.‬‬ ‫حضر رئيسة الدبلوماسية الى لبنان‪ ،‬علها‬ ‫تفتح بابا ً حلل على اجلبهة االسرائيلية – اللبنانية‬

‫‪22‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫سليمان خالل اجتماعه مع رايس‬

‫من خالل مزارع شبعا‪ ،‬بعد ان غابت عن رعاية‬ ‫التفاوض غير املباشر االسرائيلي – السوري عبر‬ ‫تركيا‪ ،‬ولتقدمي جرعة دعم ألوملرت الذي يغرق في‬ ‫فضيحة فساد‪ ،‬قد تخرجه من رئاسة احلكومة‬ ‫وتذهب به الى احملكمة وتقرب انتخابات مبكرة‬ ‫للكنيست‪.‬‬ ‫هذه خالصة لقاءات الساعات الثالث‬ ‫والنصف‪ ،‬التي عقدتها وزيرة اخلارجية االميركية‬ ‫مع رؤساء اجلمهورية ومجلس النواب واحلكومة‬ ‫وحلفائها في قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬فأبلغتهم ان ثمة‬ ‫فرصة الخراج اسرائيل من مزارع شبعا‪ ،‬واقفال‬ ‫ملف املقاومة وسالحها‪ ،‬وهذا يساعد على‬ ‫بسط سلطة الدولة وتقوية اجليش اللبناني‪،‬‬ ‫الذي تتعهد االدارة االميركية بتقدمي الدعم له‪،‬‬ ‫لتصبح الدولة قوية‪.‬‬ ‫وقد القت فكرة رايس ارتياحا ً لدى السنيورة‬ ‫وفريقه‪ ،‬اال انهم اكدوا لها‪ ،‬ان املفاوضات‬ ‫مستبعدة‪ ،‬الن املطلوب هو تنفيذ القرار ‪1701‬‬ ‫وعلى االمم املتحدة ان تقوم بواجبها‪ ،‬وان تضع‬ ‫مزارع شبعا بعهدتها للبدء بترسيم احلدود مع‬ ‫سوريا‪ ،‬او تطبيق ما هو متفق عليه وموجود في‬ ‫احملاضر املشتركة بني البلدين منذ االربعينيات‬ ‫واخلمسينيات من خالل لقاءات جمعت‬ ‫مسؤولني في الدولتني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫احتل حيزا ً في‬ ‫وكان موضوع مزارع شبعا‬ ‫املباحثات‪ ،‬التي جرت بني رايس ووزير اخلارجية‬ ‫الفرنسية برنار كوشنير ولم يغب عن القمة‬ ‫التي جمعت الرئيسني االميركي بوش والفرنسي‬

‫نيكوال ساركوزي الذي كان زار لبنان لتهنئة‬ ‫الرئيس سليمان واستمع منه الى ضرورة انهاء‬ ‫وضع مزارع شبعا‪ ،‬وطلب مساعدة فرنسية من‬ ‫اجل تنفيذ القرارات الدولية‪ ،‬ومنها حق العودة‬ ‫للفلسطينيني‪ ،‬وملنع توطينهم في لبنان‪.‬‬ ‫فتحريك قضية مزارع شبعا لتحريرها‬ ‫دبلوماسياً‪ ،‬نظرت اليه املقاومة بإيجابية‪ ،‬على‬ ‫ان تعود دون مفاوضات وتكون حتت السيادة‬ ‫اللبنانية وينتشر فيها اجليش اللبناني‪ ،‬وكان‬ ‫حتفظ قيادة املقاومة على أال يتخذ من هذا‬ ‫املوضوع ذريعة لتجريد املقاومة من سالحها‪،‬‬ ‫والبحث في وجودها‪ ،‬قبل ان يتم االتفاق على‬ ‫استراتيجية دفاعية‪ ،‬بعد استكمال التحرير‪.‬‬ ‫اال ان ما لفت هو ان رايس لم تتحدث عن الوجود‬ ‫الفلسطيني في لبنان‪ ،‬ولم تعط جوابا ً للرئيس‬ ‫سليمان حول تنفيذ قرار حق العودة لالجئني‪،‬‬ ‫ال بل جتاهلته واعتبرته أنه يدخل في اطار احلل‬ ‫النهائي بني الفلسطينيني واالسرائيليني‪ ،‬والذي‬ ‫ال يلحظ عودة للنازحني الفلسطينيني‪ ،‬وهو ما‬ ‫دفع العماد ميشال عون الى السؤال حول عودة‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬ألن بقاءهم في لبنان‪ ،‬يعني عدم‬ ‫االستقرار واستمرار وجود السالح في اخمليمات‪،‬‬ ‫والذي بات مربوطا ً بحل قضية الالجئني‪.‬‬ ‫وكان البطريرك املاروني نصراهلل صفير‪ ،‬واثناء‬ ‫زيارته األخيرة لواشنطن سمع من الرئيس‬ ‫االميركي جوابا ً حول توطني الفلسطينيني‬ ‫وموقفه منه‪ ،‬بأنهم سيبقون حيث هم‪ ،‬مما‬ ‫يعني توطينهم‪.‬‬


‫أبلغت السنيورة‬ ‫إبعاد «حزب هللا»‬ ‫عن الحكومة وعدم‬ ‫تمثيل عون‬ ‫وخارج البحث في موضوع مزارع شبعا‪ ،‬فان‬ ‫رايس أكدت للرئيس السنيورة‪ ،‬انها لن تكون‬ ‫مرتاحة لوجود «حزب اهلل» في احلكومة‪ ،‬النه‬ ‫تنظيم «ارهابي» حسب زعمها‪ ،‬وهي طالبته‬ ‫بإبعاده عن التشكيلة‪ ،‬اذا توفرت الظروف‪ ،‬وال‬ ‫مانع من اال يتمثل «التيار الوطني احلر» برئاسة‬ ‫العماد ميشال عون في احلكومة‪ ،‬النه خرج عن‬ ‫«ثورة االرز» وتفاهم مع «حزب اهلل»‪.‬‬ ‫وهذه االيحاءات لرايس امام السنيورة‪ ،‬تؤكد‬ ‫تدخلها في الشؤون اللبنانية‪ ،‬رغم اعالنها امام‬ ‫الصحافيني انها لم تتطرق الى الوضع احلكومي‪،‬‬ ‫لكنها اشارت الى سرورها بعودة السنيورة الى‬ ‫رئاسة احلكومة‪ ،‬وقد اكدت له على ضرورة اال‬ ‫يتضمن البيان الوزاري للحكومة اي شيء عن‬ ‫املقاومة‪ ،‬وطالبته انتظار تقرير االمني العام لألمم‬ ‫املتحدة بان كي مون حول تنفيذ القرار ‪،1071‬‬ ‫النه سيشير فيه الى ان االمم املتحدة ستضع‬ ‫املزارع حتت وصايتها‪ ،‬وعندها ال تلتزم احلكومة‬ ‫مبوضوع املقاومة‪.‬‬ ‫وفي الوقت القليل احملدد لها في زيارتها‪،‬‬ ‫جمعت رايس حلفاءها في قوى ‪ 41‬شباط‪،‬‬ ‫في محاولة لطمأنتهم ان ادارتها لن تتخلى‬ ‫عنهم وان ما حصل في بيروت لن يكون سلبيا ً‬ ‫ضدهم‪ ،‬وان مشروعهم في قيام الدولة‪ ،‬هو‬ ‫الذي سينجح‪ ،‬دون ان تذكر لهم‪ ،‬ان مشروع‬ ‫ادارتها في املنطقة ومنها لبنان فشل‪ ،‬وان‬ ‫سوريا متكنت من مواجهة الضغوط عليها‪ ،‬وان‬ ‫االنفتاح الفرنسي عليها ودعوة الرئيس بشار‬ ‫االسد حلضور مؤمتر االحتاد املتوسطي وذكرى‬ ‫االستقالل الفرنسي في باريس‪ ،‬ال يدل على‬ ‫انها محاصرة ومعزولة دوليا ً فكان رد الوزيرة‬ ‫االميركية‪ ،‬ان هذه املواضيع جرى بحثها في‬ ‫اللقاءات مع الرئيس الفرنسي ساركوزي ووزرائه‪،‬‬ ‫ومت التنبيه الى ضرورة عدم اعطاء سوريا صك‬ ‫براءة‪ ،‬وان عليها تغيير سلوكها ألن ما قدمته‬ ‫في انتخابات رئاسة اجلمهورية ال يكفي‪ ،‬وان‬ ‫احملكمة الدولية مستمرة وقائمة للتوصل الى‬ ‫معرفة من اغتال الرئيس رفيق احلريري‪.‬‬ ‫زيارة رايس لم تكن لتهنئة الرئيس سليمان‪،‬‬ ‫بل لدفع لبنان نحو اتفاق ‪ 71‬أيار جديد ومعاهدة‬ ‫مع اسرائيل‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬

‫بري يجتمع مع رايس‬

‫رايس تصافح السنيورة‬

‫خريطة هضبة اجلوالن احملتلة ومحيطها اجلغرافي‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪23‬‬


‫لبناني‬ ‫منبر‬ ‫‪ƾƳŚƴŞƫ źŞƴƯ‬‬ ‫تأخير تشكيل الحكومة يفجر الوضع األمني ويهدد اتفاق الدوحة‬

‫السعودية ترفض تكرار استهداف «السنة»‬

‫في لبنان بعد العراق‬

‫كلما حصل تأخير في تشكيل احلكومة‪،‬‬ ‫يقابله انفجار امني يتنقل بني منطقة واخرى‪ ،‬ما‬ ‫يزيد من تعقيد االزمة السياسية‪ ،‬ويهدد اتفاق‬ ‫الدوحة بالسقوط‪ ،‬الذي توقف عند بند انتخاب‬ ‫رئيس للجمهورية‪ ،‬وتعثر في البنود االخرى‪،‬‬ ‫ال سيما ما يتعلق بتشكيل احلكومة‪ ،‬اضافة‬ ‫الى عدم االلتزام ببند عدم اللجوء الى السالح‬ ‫واستخدام العنف‪.‬‬ ‫فاالشتباكات التي دارت في طرابلس‪ ،‬وقبلها‬ ‫في سعدنايل وتعلبايا‪ ،‬بني املواالة واملعارضة والتي‬ ‫كادت ان تتحول الى صراع مذهبي بأبعاد سياسية‪،‬‬ ‫مؤشر سلبي الى ان حل االزمة اللبنانية مؤجل‪،‬‬ ‫الى فترة بعيدة‪ ،‬قد تطول الى اشهر‪ ،‬بسبب دخول‬ ‫اميركي – سعودي على خط عدم تسهيل تنفيذ‬ ‫اتفاق الدوحة‪ ،‬ألسباب لها عالقة بصراع النفوذ‬ ‫االقليمي في املنطقة‪ ،‬بحيث لم تهضم القيادة‬ ‫السعودية‪ ،‬خسارة لبنان حلساب وجود مؤثر‬ ‫حللفاء سوريا وايران‪ ،‬وتراجع دور حلفائها‪ ،‬بعد أن‬ ‫تأمن احلضور االيراني في العراق وفلسطني‪.‬‬ ‫ومت الربط بني اندالع االشتباكات وتشكيل‬ ‫احلكومة‪ ،‬وان السعودية شجعت حلفاء لها‬ ‫وحتديدا ً «تيار املستقبل»‪ ،‬اضافة الى بعض‬ ‫اجلماعات االسالمية السلفية املرتبطة بها‬ ‫للتحرك ميدانيا ً على االرض وتسجيل انتصارات‬ ‫على املعارضة‪ ،‬وكبح جماحها‪ ،‬ومنعها من‬ ‫حتقيق اهدافها عبر اإلمساك بقرار احلكومة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم الفوز في اغلبية مجلس النواب في االنتخابات‬ ‫النيابية العام املقبل‪.‬‬ ‫وبات التباطؤ في والدة احلكومة كما اتفق‬ ‫عليها في الدوحة‪ ،‬مرتبطا ً مبا ستؤول اليه االوضاع‬ ‫العسكرية على االرض‪ ،‬وملن ستكون الغلبة في‬ ‫ّ‬ ‫اختل بعد احداث‬ ‫املواجهات‪ ،‬إلعادة التوازن الذي‬ ‫بيروت واجلبل‪ ،‬والتي متكنت املعارضة من ان حتسم‬ ‫الوضع عسكريا ً ومتسك باألرض وتفرض حالً‬ ‫سياسيا ً يأخذ بشروطها‪ ،‬جلهة انتخاب مرشح‬ ‫توافقي لرئاسة اجلمهورية وتشكيل حكومة‬ ‫وحدة وطنية لها فيها الثلث الضامن‪ ،‬وإقرار قانون‬ ‫انتخاب على اساس قانون العام ‪ 1960‬مع بعض‬ ‫التعديالت‪ ،‬إال أن ما اعتبرته املعارضة إجنازا ً انقلبت‬ ‫عليه املواالة‪ ،‬فلم توافق على عقد جلسة فورا ً‬ ‫بعد انتخاب رئيس للجمهورية للتصويت على‬ ‫قانون االنتخاب املتفق عليه‪ ،‬كما أنها لم تلتزم‬ ‫ايضا ً بتوزيع احلقائب السيادية‪ ،‬فأعطت رئيس‬ ‫اجلمهورية حقيبتي الداخلية والدفاع‪ ،‬وصنفت‬

‫‪24‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عبداهلل‪ :‬الدور السعودي في تاجيج الصراع املذهبي‬

‫الوزير الياس املر من حصة الرئيس سليمان‪ ،‬وهو‬ ‫املعروف أنه أصبح في املوقع القريب من قوى ‪14‬‬ ‫شباط‪.‬‬ ‫وتعترف املعارضة أنها أخطأت عندما لم تأخذ‬ ‫بالفكرة التي اقترحها العماد ميشال عون‪ ،‬بأن‬ ‫يكون رئيس احلكومة توافقياً‪ ،‬وأن عودة السنيورة‪،‬‬ ‫كانت مبثابة نكسة لها‪ ،‬واعتبرت وزيرة اخلارجية‬ ‫األميركية بقاءه في السرايا انتصارا ً ألميركا‬ ‫وحلفائها في لبنان‪ ،‬وانه هو الوحيد الذي يستطيع‬ ‫ان يصمد بوجه املعارضة وال يقدم لها تنازالت‪ ،‬وهذا‬ ‫ما أثبته منذ تكليفه لتشكيل احلكومة‪ ،‬إذ لم‬ ‫يقدم أي صيغة‪ ،‬تضمن للمعارضة حقوقها‪ ،‬ال بل‬ ‫كل ما فعله انه حاول إيقاع اخلالف تارة بني العمادين‬ ‫سليمان وعون‪ ،‬وتارة بني عون وحلفائه في املعارضة‬ ‫التي التقى أركانها على التضامن مع رئيس «التيار‬ ‫الوطني احلر» في وجه احلملة عليه‪ ،‬إلحراجه‬ ‫وإخراجه من احلكومة على غرار ما حصل اثناء‬ ‫تشكيل احلكومة صيف ‪ ،2005‬وقد تنبه عون لذلك‬ ‫وأكد انه لن يقبل بإقصائه عن احلكومة‪ ،‬حيث يعمل‬ ‫«مسيحيو السلطة» على ذلك‪ ،‬ملنعه من احلصول‬ ‫على حقائب سيادية او خدماتية‪ ،‬قد تساعده في‬ ‫االنتخابات النيابية‪ ،‬كما يقولون ويزعمون‪ ،‬ألنهم‬ ‫يخشون خسارتهم في االنتخابات النيابية التي‬ ‫باتت محصورة بأصوات املسيحيني‪ ،‬ولم يعد‬ ‫باستطاعة هؤالء أن يفوزوا بأصوات املسلمني كما‬ ‫في قانون العام ‪.2000‬‬ ‫لذلك لم يقدم السنيورة افكارا ً او اقتراحات‬

‫للخروج من ازمة تشكيل احلكومة‪ ،‬وبقي على‬ ‫السلتني التني تضمان ‪ 12‬حقيبة للمواالة مع ‪3‬‬ ‫حقائب وزراء دولة‪ ،‬و‪ 8‬حقائب للمعارضة مع ‪ 3‬حقائب‬ ‫وزراء دولة‪ ،‬وحقيبتني لرئيس اجلمهورية (الداخلية‬ ‫والدفاع مع وزير الياس املر) وحقيبة وزير دولة‪ ،‬واقترح‬ ‫حقيبة سيادية لكل من املعارضة واملواالة وال مانع‬ ‫لديه من أن تكون املالية للمعارضة على ان تتفق‬ ‫فيما بينها‪.‬‬ ‫ولم يتراجع الرئيس املكلف‪ ،‬عن هذه التشكيلة‪،‬‬ ‫بالرغم من أن الرئيس بري فتح بابا ً للخروج من‬ ‫العقد‪ ،‬بأن تصنف وزارتا االتصاالت والعدل سياديتان‪،‬‬ ‫فيصبح عدد احلقائب ستا ً بدال ً من أربع وتوزع‬ ‫مثالثة‪ ،‬مبعدل حقيبتني لكل طرف‪ ،‬لكن السنيورة‬ ‫رفض هذا التصنيف‪ ،‬وأكد أن العرف الدستوري‬ ‫حتدث عن أربع حقائب سيادية‪ ،‬وال ميكن القفز فوقه‪،‬‬ ‫ألن ثمة اقتراحا ً كانت املعارضة تقدمت به‪ ،‬وهو‬ ‫ان يعطى «التيار الوطني احلر» مقعد نائب رئيس‬ ‫احلكومة للواء عصام ابو جمرا ووزارة االتصاالت‪،‬‬ ‫لكن السنيورة وفريقه رفضوا هذا العرض‪ ،‬وهكذا‬ ‫تعطلت كل احللول‪ ،‬وطلب من قوى ‪ 14‬شباط‪،‬‬ ‫املماطلة في تشكيل احلكومة إلى ما بعد منتصف‬ ‫متوز‪ ،‬ريثما تنجلي صورة الوضع في املنطقة على‬ ‫ضوء التطورات املتالحقة‪ ،‬التي تبدأ من املفاوضات‬ ‫السورية – االسرائيلية‪ ،‬الى اقتراح وضع مزارع‬ ‫شبعا حتت وصاية االمم املتحدة‪ ،‬الى اطالق االسرى‬ ‫اللبنانيني في السجون االسرائيلية وعلى رأسهم‬ ‫عميد األسرى سمير القنطار‪ ،‬اضافة الى التهدئة‬ ‫التي اعلنت في غزة عبر مصر بني اسرائيل وحركة‬ ‫«حماس»‪ ،‬ثم البرنامج النووي السلمي االيراني‪،‬‬ ‫وسلة احلوافز التي قدمت لطهران من الدول الكبرى‪،‬‬ ‫والتي ترافقت مع ارتفاع التهديدات اإلسرائيلية‬ ‫بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية االيرانية‪.‬‬ ‫كل هذه الوقائع‪ ،‬تنتظرها االدارة االميركية ومعها‬ ‫حلفاؤها العرب واللبنانيني‪ ،‬الذين يربطون حل االزمة‬ ‫بها‪ ،‬بعكس ما رسمه اتفاق الدوحة الذي سعى الى‬ ‫عزل االزمة اللبنانية عن تطورات املنطقة‪ ،‬ووضع‬ ‫خارطة طريق للحل‪ ،‬فأقيم حاجز أمامه في تشكيل‬ ‫احلكومة‪ ،‬التي يريدها املوالون على قياسهم‪،‬‬ ‫ويطالبون الرئيسني سليمان والسنيورة اعالنها‬ ‫حتى لو لم يقبلها عون‪ ،‬الى ان هذه احملاولة التي‬ ‫يسعى اليها سمير جعجع‪ ،‬اصطدمت بان رئيس‬ ‫اجلمهورية ال يقبل ان يبدأ رئاسته التوافقية بصدام‬ ‫مع فريق كبير من اللبنانيني‪ ،‬او ان تضعه املواالة‬ ‫في هذا املوقع‪ ،‬حيث تبلغ من كل اطراف املعارضة‪،‬‬


‫معارك سعدنايل‬ ‫وطرابلس كشفت‬ ‫عن تقدم السلفيين‬ ‫على حساب‬ ‫«تيار المستقبل»‬ ‫عما نص عليه اتفاق الدوحة وهو‬ ‫انهم ال يتنازلون ّ‬ ‫‪ 11‬مقعدا ً للمعارضة وعون من ضمنها‪ ،‬وقطعوا‬ ‫بذلك الطريق امام اضعاف رئيس «تكتل االصالح‬ ‫والتغيير»‪ ،‬حيث حذر الرئيس بري من ذلك‪ ،‬واعلن‬ ‫«حزب اهلل» تضامنه معه‪ ،‬وابلغ الوزير سليمان‬ ‫فرجنية رئيس اجلمهورية ان متثيل عون في احلكومة‬ ‫شرط اساسي لتشكيلها‪.‬‬ ‫وهكذا متضي االيام واالسابيع‪ ،‬واحلكومة لم‬ ‫تولد بعد‪ ،‬مما دفع ببعض القوى السياسية املعارضة‪،‬‬ ‫للطلب من السنيورة االعتذار‪ ،‬ألن فترة السماح‬ ‫السياسية والشعبية قد انقضت‪ ،‬وإن كان الدستور‬ ‫ال يُلزمه مبهلة محددة للتأليف‪ ،‬لكن ثمة سوابق ق ّدم‬ ‫فيها رؤساء حكومات كلفوا بتشكيلها اعتذارهم‬ ‫ومتت تسمية شخصيات أخرى‪ ،‬اال ان قرار السنيورة‬ ‫ليس ملكه‪ ،‬بل ان اعادة تكليفه من قبل األغلبية‬ ‫النيابية جاء بناء لقرار اميركي وهذا ما افصحت‬ ‫عنه رايس أثناء زيارتها الى لبنان‪ ،‬ورفض السعودية ان‬ ‫يتولى سعد احلريري رئاسة احلكومة‪ ،‬النه عدمي اخلبرة‪.‬‬ ‫واالصرار االميركي ‪ -‬السعودي على استمرار‬ ‫السنيورة في منصبه وعدم تسهيل تشكيل احلكومة‪،‬‬ ‫يكشف عن ان الطرفني لن يتركا لبنان‪ ،‬يقع في قبضة‬ ‫سوريا وايران‪ ،‬وان التصريحات التي صدرت عن مفتي‬ ‫اجلمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عن أن «حزب‬ ‫اهلل» «ارهابي»‪ ،‬وهو التوصيف االميركي واالسرائيلي‬ ‫له‪ ،‬ولم تصل إليه اوروبا‪ ،‬يشير الى ان االزمة مفتوحة‬ ‫على كل االحتماالت‪ ،‬وان التفجيرات االمنية‪ ،‬تدخل‬ ‫في سياق التحريض املذهبي‪ ،‬الذي وصل الى حد قول‬ ‫مفتي البقاع الشيخ خليل امليس من انهم سيمنعون‬ ‫«حزب اهلل» من إقامة «الهالل الشيعي» الذي ميتد‬ ‫من ايران الى لبنان‪ ،‬وهو ما سبق وأعلنه أيضا ً العاهل‬ ‫االردني امللك عبداهلل الثاني‪ ،‬وايضا ً الرئيس املصري‬ ‫حسني مبارك‪ ،‬وقد ترافق ذلك مع دعوة جماعات‬ ‫وحركات اسالمية اصولية وسلفية في الشمال الى‬ ‫انشاء «املقاومة السنية» ضد «اخلطر الشيعي» الذي‬ ‫يه ّدد «الوجود السني» في لبنان‪ ،‬متذرعني مبا حدث في‬ ‫بيروت‪ ،‬اوائل ايار املاضي‪ ،‬عندما حتركت املعارضة ضد‬ ‫قرار احلكومة حول شبكة اتصاالت للمقاومة‪ ،‬وقد مت‬ ‫تكبير هذا التحرك ووصفوه «بالغزوة» و«االجتياح»‪،‬‬ ‫وهو لم يخرج عن االطار املرسوم له‪ ،‬اي اسكات‬

‫اشتباكات طرابس‪ :‬محاولة «تيار الوستقبل» التعويض عن خسارة بيروت بالسلفيني‪.‬‬

‫اطالق النار الذي استهدف التظاهرة التي كان االحتاد‬ ‫العمالي العام ينوي القيام بها في كورنيش املزرعة‬ ‫ضد الغالء وارتفاع االسعار‪ ،‬ثم ازالة البؤر االمنية‬ ‫التي كانت توتر الوضع في أحياء بيروت خللق صراع‬ ‫مذهبي سني ‪ -‬شيعي‪ ،‬فحسمت املعارضة الوضع‬ ‫ميدانياً‪ ،‬ومنعت اشعال الفتنة‪ ،‬وسلمت االمن الى‬ ‫اجليش‪ ،‬ونعمت بيروت بالسالم ولم يحصل فيها اي‬ ‫اعتداء‪ ،‬بعد اقفال املكاتب املسلحة للمواالة وحتديدا ً‬ ‫«تيار املستقبل» واحلزب التقدمي االشتراكي‪ ،‬وترحيل‬ ‫املسلحني الغرباء الذين استقدموا الى العاصمة من‬ ‫الشمال والبقاع‪.‬‬ ‫وكشفت املعلومات عن ان بعض الدول العربية‬ ‫وحتديدا ً السعودية ارسلت الى لبنان موفدين أمنيني‪،‬‬ ‫لتنظيم احلالة السنية‪ ،‬بعد أن تبني لها فشل سعد‬ ‫احلريري في ذلك‪ ،‬واتصلت بجمعيات تقدم لها الدعم‬ ‫حتت عناوين دينية وخيرية للتحرك على األرض من‬ ‫اجل مواجهة خطر «التمدد الشيعي» واإلمساك‬ ‫بالسلطة في لبنان‪ ،‬كي ال يصيب السنة في لبنان‬ ‫ما اصاب اخوتهم في العراق‪ ،‬حيث ظهرت على‬ ‫االرض في طرابلس وسعدنايل وتعلبايا جماعات‬ ‫اصولية‪ ،‬قامت هي باملواجهات مع اهالي هذه‬ ‫املناطق‪ ،‬وحتديدا ً في بعل محسن التي تسكنها‬ ‫اغلبية علوية‪ ،‬حيث سبق للجماعات السلفية ان‬ ‫خاضت معارك ضدها من باب التبانة ذات الكثافة‬ ‫السنية‪ ،‬في الثمانينيات‪ ،‬بعد ان ح ّولت عاصمة‬ ‫لبنان الثانية الى «امارات اسالمية»‪ ،‬انتهت باحلسم‬ ‫العسكري ضدها والغتها االحزاب الوطنية مبساعدة‬ ‫اجليش السوري‪ ،‬وان السلفيني يعيدون تكرار جتربة‬ ‫الثمانينيات‪ ،‬وقد بدأت الدعوة الى اقامة «امارة‬ ‫اسالمية» في الشمال تخرج الى العلن مع رسائل‬ ‫امين الظواهري الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»‬ ‫وشاكر العبسي رئيس حركة «فتح اإلسالم»‪ ،‬وقد‬ ‫هدد سعد احلريري املعارضة‪ ،‬بانها اذا لم تقبل بشروط‬ ‫املواالة‪ ،‬فما عليها اال ان تتحاور مع «االسالميني‬ ‫االصوليني» وغمز من قناة «حزب اهلل» انه سيصيبه‬

‫من آثار االشتباكات‬

‫ما يصيب التنظيمات الشيعية في العراق على أيدي‬ ‫التنظيمات االصولية‪ ،‬لكن القنبلة التي يهدد بها‬ ‫رئيس «تيار املستقبل» ستنفجر به اوال ً كما تقول‬ ‫املعارضة‪ ،‬الن رسالة الظواهري كانت واضحة انه‬ ‫سيقاتل ليس الشيعة فقط‪ ،‬بل حلفاء اميركا ايضا ً‬ ‫وعلى رأسهم السنيورة‪ ،‬وهو ما اشارت اليه الرسالة‬ ‫الصوتية األخيرة املنسوبة العبسي أيضاً‪.‬‬ ‫وما اعلنه احلريري عن وجود «القاعدة» في لبنان‪،‬‬ ‫والتهديد بها‪ ،‬يكشف عن ان عناصرها وصلوا‬ ‫بعلمه وبغض نظر من االجهزة االمنية‪ ،‬وانه يتكئ‬ ‫بذلك على ان بعض التنظيمات االصولية في العراق‬ ‫تلقى دعما ً سعوديا ً وخليجياً‪.‬‬ ‫كما يحاول احلريري استغالل الواقع املذهبي‪ ،‬وهو‬ ‫اعترف اثناء احداث بيروت ان الصراع سني – شيعي‪،‬‬ ‫لالستفادة منه في االنتخابات النيابية املقبلة‪ ،‬حتت‬ ‫عنوان «اهل السنة الضحية»‪ ،‬مثلما مت استغالل دم‬ ‫الرئيس رفيق احلريري في إخراج السوريني من لبنان‪،‬‬ ‫والفوز باغلبية نيابية‪ ،‬وان املشهد الذي يسعى‬ ‫احلريري الى تكراره هو من خالل التصويب على «حزب‬ ‫اهلل» على أنه خطر على الوجود السني‪ .‬ولقد‬ ‫تنبه «حزب اهلل» الى ذلك‪ ،‬وفتحت قيادته حوارا ً مع‬ ‫تنظيمات سلفية‪ ،‬التقت معها على ان املعركة هي‬ ‫ضد اميركا واسرائيل‪ ،‬ولم تنفع احملاوالت السعودية‬ ‫في حتويل الصراع من سياسي إلى مذهبي‪.‬‬

‫انطوان خيراهلل‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪25‬‬


‫ذكرى‬

‫مجزرة إهدن لذبح وطن بـ ‪ 30‬شهيداً منهم جيهان ابنة ‪ 3‬أعوام‬

‫الوزير سليمان فرنجية األكبر من الثأر‬ ‫في الذكرى الثالثني الستشهادهم لم نتعب‬ ‫من التذكر‪ ،‬ولم نتعب من استرجاع ذكراهم‪.‬‬ ‫ثالثون عاما ً وأكثر من ثالثني عدد الشهداء!!‬ ‫بينهم وزير ونائب وجنل رئيس جمهورية سابق‪.‬‬ ‫بينهم نساء شهيدات‪ ،‬ثالث نساء شهيدات‪:‬‬ ‫ڤيرا قرداحي فرجنية‪ ،‬فدوى بركات (مدبرة‬ ‫املنزل) وتيريز غالب زوجة الشهيد وأم الشهيد‬ ‫والشهيدة! وبينهم أيضا ً طفلة الثالثة أعوام‬ ‫جيهان‪ ،‬ومع هؤالء الشهداء األبرار‪ ،‬املسن قبالن‬ ‫قبشي الذي ُق ِتل في فراش الشيخوخة‪.‬‬ ‫اجملزرة واملغفرة‬ ‫و َمن غير سليمان طوني فرجنية بعد قداسة‬ ‫البابا يوحنا بولس الثاني غفر وسامح وصفح‪...‬‬ ‫قداسة البابا غفر‪ ،‬لكنه لم يُقتل‪ ،‬بل حاولوا‬ ‫قتله‪ ،‬سليمان فرجنية غفر لقاتل أهله‪ :‬والده‬ ‫وأمه وشقيقته‪ ،‬غفر من أجل لبنان املسامحة‪،‬‬ ‫الوطن احلر املوحد‪...‬‬ ‫يرض القاتل!!‬ ‫ضي القتيل ولم َ‬ ‫سامح‪ .‬ر َ ِ‬ ‫نص‬ ‫بالعودة الى وقائع اجملزرة كما ورد سابقا ً في ّ‬ ‫ملكتب اإلعالم والتوثيق في “تيار املردة”‪ ،‬نستعيد‬ ‫هذا الشريط الدامي وهذه الذكريات املوجعة‪:‬‬ ‫تبقى تعليقات الصحف األجنبية‪ ،‬ذات داللة‬ ‫مستمرة إذ أنها لم تتناول “احلدث” بوجهه املباشر‬ ‫بقدر ما توقفت عند أبعاده التي ما زالت ماثلة‬ ‫نسبيا ً الى اليوم وهنا بعض منها‪:‬‬ ‫“ال ميكن اعتبار مقتل طوني فرجنية وزوجته‬ ‫وابنته على أيدي الكتائب مج ّرد حادثة دمو ّية‪.‬‬ ‫فهذه اجلرمية النكراء تدل على موقف بعض‬

‫طوني فرجنية وزوجته فيرا وابنته جيهان‬

‫املوارنة الذين يدعون االنتماء الى نوع من‬ ‫املسيحية وال يتراجعون أمام شيمة من أجل‬ ‫الوصول الى أهدافهم‪ .‬فهم يقودون معركة‬ ‫من نتيجتها إعادة ج ّر البالد الى احلرب األهلية‪.‬‬ ‫(لوموند ‪)78/6/15‬‬ ‫في الوقت نفسه الذي كانت تنسحب فيه‬ ‫القوات االسرائيلية من جنوب لبنان‪ ،‬كانت دماء‬ ‫جنل الرئيس سليمان فرجنية‪ ،‬طوني وزوجته‬ ‫وطفلته البالغة ثالث سنوات وخدمه و‪ 28‬آخرين‬

‫من بلدته تُهدر بوحشية في الشمال على أيدي‬ ‫القوات الكتائبية املسيحية‪( .‬لوفيغارو)‬ ‫حشد هائل مغطى بالسواد يرافق ثالثني نعشا ً‬ ‫بينهم نعش النائب والوزير السابق طوني فرجنية‪،‬‬ ‫والعيون كلها شاخصة نحو نعش صغير أبيض‪،‬‬ ‫نعش جيهان‪ ،‬طفلة األعوام الثالثة التي قتلت مع‬ ‫أهلها‪.‬‬ ‫وفي أعماق حزنه يتمتم الرئيس فرجنية “األمور‬ ‫تتساوى بني الرجال‪ ،‬ولكن هذه الطفلة من‬

‫أسماء شهداء‬ ‫مجزرة إهدن‬ ‫جيهان فرجنية‬ ‫طوني فرجنية‬ ‫ڤيرا فرجنية‬ ‫خليل حبيب كرم‬ ‫ابو واكيم‬ ‫سمعان جرجس ابراهيم فرجنية‬ ‫جوزف غالب بولس فرجنية‬ ‫انطوان يوسف فرجنية‬ ‫سعيد جرجس ابراهيم فرجنية‬ ‫انطوان سمعان انطوان فرجنية‬ ‫شهيد رومانوس اسكندر‬ ‫سمير طنوس حبشي‬ ‫طوني جرجس بدوي فرجنية‬ ‫من آثار عدوانهم على اهدن‬

‫‪26‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫اثناء تشييع الشهداء‬

‫يغسل دمها؟”‪.‬‬ ‫فاجملزرة الرهيبة التي وقعت في املقر الصيفي‬ ‫آلل فرجنية في إهدن كان لها معنى خاص‪ ،‬فجسد‬ ‫هذه الطفلة الذي ُمزِّق بـ ‪ 25‬رصاصة يعكس‬ ‫الى حد ما وضع “لبنان اجلديد” الذي كان يخطو‬ ‫خطواته األولى نحو االستقرار‪.‬‬ ‫صباح ‪ 13‬حزيران كان مقررا ً أن تنسحب‬ ‫غالب بولس فرجنية‬ ‫تيريز غالب فرجنية‬ ‫يوسف بولس سمعان فرجنية‬ ‫طوني بولس سمعان فرجنية‬ ‫سركيس بدوي اسكندر‬ ‫جوزيف بدري اسكندر‬ ‫منير محسن دحداح‬ ‫حليم يوسف اجلعيتاني‬ ‫وجيه موسى عزيزي‬ ‫موسى الرياضي‬ ‫فدوى بركات‬ ‫بدري شهاب غالب‬ ‫قبالن حبشي‬ ‫محسن جرجس دحداح‬ ‫نبيل حليم غالب فرجنية‬ ‫انطوان يوسف فنيانوس‬ ‫جوزيف مخايل املكسيسي‬ ‫جوزف منصور‬

‫إسرائيل ليستعيد لبنان سيادته على أراضيه‪.‬‬ ‫كان ذلك يوم التحرير الكامل لألرض‪ ،‬فإذا به يوم‬ ‫رعب في الشمال وخداع في اجلنوب‪( .‬لو بوان‬ ‫‪)78/6/19‬‬ ‫ومع فجر ‪ 13‬حزيران أغار رجال من أكثرية‬ ‫املناطق‪ ،‬وهم ينتمون الى ميليشيا الكتائب‪،‬‬ ‫على إهدن مصيف الزغرتاويني‪ ،‬وكانت عملية‬ ‫مستوحاة من الهجوم االسرائيلي على منطقة‬ ‫فردان في بيروت عام ‪( .1973‬الواشنطن بوست‬ ‫‪)78/6/23‬‬ ‫وفي الثالث عشر من حزيران‪ ،‬وفيما أنظار‬ ‫املراقبني السياسيني تتّجه نحو اجلنوب‪ ،‬إذ بها‬ ‫ترتد نحو الشمال‪ ،‬حيث نفذت القوى العميلة‬ ‫السرائيل املتمثلة بالكتائب و”قواتها” مجزرة‬ ‫غادرة قتلت فيها القائد طوني فرجنية وعقيلته‬ ‫ڤيرا قرداحي فرجنية وطفلته جيهان و‪ 30‬من أبناء‬ ‫البلدة األبرياء‪.‬‬ ‫و”‪ 13‬حزيران” وصفته جريدة النهار في ملحق‬ ‫خاص في ‪ 1979/6/13‬بأنه أكثر أيام محنة لبنان‬ ‫اسوداداً‪ ،‬وأشدها تأثيرا ً على مستقبل البلد”‪.‬‬ ‫وجاء في امللحق ذاته “مع الدقائق األولى من‬ ‫فجر ‪ 13‬حزيران‪ ،‬حاولوا القضاء على القوة‬ ‫تصدت خملططات الكتائب الهادفة‬ ‫املارونية التي‬ ‫ّ‬ ‫الى التسلط على البلد‪ ،‬من خالل احلزب الواحد‪...‬‬ ‫وفي إهدن‪ ،‬في بيت الرئيس سليمان فرجنية‪،‬‬ ‫حاولوا ذبح الوطن‪ ،‬لكنهم فشلوا بكل تأكيد‪.‬‬

‫والرئيس فرجنية الذي استهدفوا مواقفه‬ ‫الوطنية والوحدوية‪ ،‬قبل إصابة مشاعره‬ ‫الشخصية بأسلوبهم البربري املعروف‪ ،‬ر ّدد مرارا ً‬ ‫“إن دم طوني فرجنية وطفلته وزوجته وأبنائي‬ ‫الشهداء األبطال‪ ،‬ومحاولة إذالل إهدن العريقة‬ ‫في تعلقها بلبنان والذود عنه‪ ،‬كلها تعني الغالي‬ ‫الذي كنا ومازلنا على استعداد لتقدميه في سبيل‬ ‫إنقاذ لبنان ووحدة شعبه”‪.‬‬ ‫والدم الذكي الذي أهرقه اإلرهاب في أبشع‬ ‫مظاهرة فوق األعالي من ذرى لبنان‪ ،‬وعلى مشهد‬ ‫من أرزه اخلالد‪ ،‬لم يثبط من عزمية أحد‪ ،‬بل زاد‬ ‫متسكا ً بوحدة لبنان‪ ،‬وعنادا ً في محاربة التقسيم‬ ‫بكل أشكاله‪ ،‬وتصلبا ً في رفض التوطني‪،‬‬ ‫تصميما ً على محاربة املتعاملني مع اسرائيل‪،‬‬ ‫ومزيدا ً من الدعم للشرعية‪ ،‬وتشبثا ً باملواقف‬ ‫املبدئية الوطنية‪.‬‬ ‫فاستشهاد طوني فرجنية ورفاقه األبطال‬ ‫ّ‬ ‫وطد الوحدة الوطنية في الشمال‪ ،‬وزاد من حلمة‬ ‫املواطنني على اختالف ميولهم‪ ،‬وحقق اقتناعا ً‬ ‫ميدانيا ً أن لبنان ميوت بالصراعات الطائفية‬ ‫والفئوية‪ ،‬ويحيا بالوفاق والوئام الوطني‪.‬‬

‫ميرنا زخريا‬ ‫مسؤولة اللجنة النسائية‬ ‫في “تيار املردة”‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪27‬‬


‫ذكرى‬ ‫السياسي والمقاوم الذي «شغل لبنان ومأل دنيا العرب»‬

‫رافي ماديان لـ «منبر التوحيد» ‪ :‬جورج حاوي‬ ‫أول أمين عام لحزب شيوعي عربي يستقيل ديمقراطياً‬

‫رافي ماديان‬

‫الشهيد جورج حاوي مع عائلته‬

‫‪28‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جورج حاوي قائد شيوعي ناصع مجدد «مأل لبنان وشغل دنيا العرب»‪،‬‬ ‫وقبل ذلك كان قطب نضال وطني وأممي مستمر وكفاح على مختلف‬ ‫اجلبهات‪ ،‬وقدرة مميزة على التطور والتكيف واستنباط دائم لألفكار‬ ‫واحللول‪.‬‬ ‫جورج حاوي شخصية صاخبة على مدى ثالثة عقود اثبت وجوده‬ ‫على كل ساحات النضال ضد الظلم والقهر والتجويع واالحتالل وصوالً‬ ‫الى اطالق «جبهة املقاومة الوطنية اللبنانية» ورفع راية النضال من اجل‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫جورج حاوي يتمتع بالصالبة واالمانة واالخالص للقضية التي يدافع‬ ‫عنها‪ ،‬مدافعاً عن حقوق العمال وذوي الدخل احملدود‪ ،‬مناضالً مؤازراً قضايا‬ ‫الشعوب املضطهدة وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫عرف جورج حاوي بالرجل الصامد الى جانب اهل بيروت في مواجهة‬ ‫االحتالل االسرائيلي‪.‬‬ ‫جورج حاوي ليس كلمات تكتب‪ ،‬وال ميكن ان يكون شخصية تنسى‪،‬‬ ‫جورج حاوي املناضل املقاوم‪ ،‬آمن بالكلمة الصادقة والعمل الصالح‪.‬‬ ‫ساهم في أعمال قومية وعاملية عديدة دفاعاً عن مصالح لبنان واالمة‬ ‫العربية‪ ،‬وكان شخصية معروفة في لبنان وعلى امتداد العالم العربي‪.‬‬ ‫والن عملية التغيير التي كان ينشدها تعثرت ووضعت له (العصي في‬ ‫الدواليب) بعد استقالته املفاجئة عام ‪ ،1993‬ابتعد ولكن لم يفقد االمل‬ ‫وال االندفاعة وال القناعة بالتغيير‪ ،‬مارس عملية مراجعة ونقد ذاتي الفتة‬ ‫وجريئة‪ ،‬وظل يسعى الى اطر جديدة للعمل والى جتديد اليسار‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2003‬استنبط فكرة تيار او حركة يسارية جديدة اطلق‬ ‫عليها اسم «حلوة» اي «احلركة اللبنانية للوحدة والتغيير»‪.‬‬ ‫باستشهاده انضم جورج حاوي الى قافلة شهداء الوطن‪ ،‬وكان احد‬ ‫ابرز قادة احلركة الوطنية‪ ،‬وانتخب نائباً لرئيس اجمللس السياسي للحركة‬ ‫الوطنية الشهيد كمال جنبالط‪.‬‬ ‫كان جورج حاوي حتى استشهاده ابرز القادة اللبنانيني واكثرهم جرأة‬ ‫في التعبير عن الرأي‪.‬‬ ‫لإلضاءة اكثر على شخصية جورج حاوي ونضاالته‪ ،‬كان هذا احلوار‬ ‫الذي اجرته «منبر التوحيد» مع جنله وحافظ اسراره‪ ،‬واملؤمتن على‬ ‫مسيرته‪ ،‬االستاذ رافي ماديان‪ ،‬الذي اطلق جمعية باسم «شبيبة جورج‬ ‫حاوي»‪ ،‬وهنا نص احلوار‪:‬‬ ‫في الذكرى الثالثة الستشهاد املناضل الوطني جورج حاوي‪ ،‬هل باالمكان‬ ‫ايجاز حملة عن تاريخه السياسي والنضالي؟‬ ‫خاض جورج حاوي مغامرة االصالح الثوري عام ‪ 1975‬مع كمال جنبالط‪ ،‬وكانت اول‬ ‫محاولة وجتربة اصالحية جذرية لليسار العربي‪ ،‬الى جانب ثورة عدن (اليمن اجلنوبي)‬ ‫وظفار واجلبل االخضر (عمان) وكانت حتاكي التجربة الغيفارية الالتينية في خلق بؤرة‬ ‫ثورية (‪ )foco‬انطالقا ً من لبنان الختراق النظام العربي التقليدي واحملافظ‪ ،‬ال سيما‬ ‫النظام العربي املستظل باميركا بقيادة املمكلة السعودية املتآمر على القضية‬


‫من هو جورج حاوي؟!‬

‫الشهيد جورج حاوي مع الرئيس الراحل حافظ االسد‬

‫‪..‬ومع الرئيس الليبي معمر القذافي‬

‫ولد جورج حاوي في بتغرين عام ‪ ،1938‬والده انيس حاوي‪،‬‬ ‫والدته نور نوفل‪.‬‬ ‫انتسب الى احلزب الشيوعي اللبناني في اواخر‬ ‫اخلمسينيات‪.‬‬ ‫انتخب اواخر عام ‪ 1964‬عضوا ً في اللجنة املركزية للحزب‬ ‫الشيوعي اللبناني‪.‬‬ ‫انتخب رئيسا ً لرئيس اجمللس السياسي للحركة الوطنية‬ ‫عام ‪.1975‬‬ ‫انتخب امينا ً عاما ً مساعدا ً للحزب في اواسط السبعينيات‪،‬‬ ‫ثم امينا ً عاما ً في املؤمتر الرابع عام ‪ 1979‬وظل في منصبه‬ ‫حتى عام ‪.1993‬‬ ‫ً‬ ‫انتخب رئيسا للمجلس الوطني للحزب عام ‪ 1999‬وظل في‬ ‫منصبه حتى اواخر عام ‪.2000‬‬ ‫اعلن مع االمني العام ملنظمة العمل الشيوعي محسن‬ ‫ابراهيم إطالق “جبهة املقاومة الوطنية اللبنانية” ملواجهة‬ ‫االحتالل االسرائيلي لبيروت صيف ‪.1982‬‬ ‫انضم الى قافلة الشهداء في ‪ 21‬حزيران من عام ‪.2005‬‬ ‫الفلسطينية من االردن (مجازر عمان ‪ )1970‬الى بيروت (‪ )1982 – 1975‬املانع‬ ‫الي عملية حترر وطني واجتماعي على امتداد املنطقة العربية‪.‬‬ ‫ ماذا عن العمل املقاوم ضد اسرائيل؟‬‫بدأ جورج حاوي العمل املقاوم ضد اسرائيل منذ ‪ 1970 – 1969‬من خالل‬ ‫تأسيس “احلرس الشعبي” و”قوات االنصار”‪ ،‬وذلك بعد املؤمتر الثاني للحزب‬ ‫الشيوعي اللبناني (‪ )1968‬وبدأت املنظمتان الفدائيتان بتدريب الشباب‬ ‫اللبناني من املناطق كافة والفلسطيني والعربي في قبريخا ووادي احلجير‬ ‫وعيناتا للدفاع عن اهل اجلنوب وقراه في مواجهة االعتداءات االسرائيلية‬ ‫وللمشاركة في املقاومة املسلحة ضد العصابات الصهيونية‪ .‬فبذلك يكون‬ ‫جورج حاوي من مؤسسي حركة املقاومة الوطنية اللبنانية والعربية ضد‬ ‫اسرائيل وذلك قبل املقاومة االسالمية والتيار الديني واالمام موسى الصدر‪،‬‬ ‫وبالتالي اصاب حاوي في اعتبار ان الرد الثوري واحلقيقي على هزمية النظام‬

‫حاوي والرئيس الكوبي فيدال كاسترو‬

‫مصافحا ً الرئيس ياسر عرفات ويبدو وراءه الشهيد خليل الوزير ابو جهاد‬

‫مع الرئيس الراحل سليمان فرجنية‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪29‬‬


‫ذكرى‬ ‫العربي سنة ‪ 1967‬هو من خالل الكفاح املسلح الشعبي الطويل االمد ضد‬ ‫اسرائيل‪ ،‬اي من خالل “حرب العصابات” الشعبية ويكون ايضا ً “يسار جورج‬ ‫حاوي” طليعيا ً في تبني استراتيجية “حرب العصابات” كخيار بديل عن‬ ‫هزمية اجليوش الرسمية العربية امام العدو في حزيران ‪ ،1967‬هذا اخليار الذي‬ ‫اثبت فعاليته في اكثر من محطة تاريخية في الصراع العربي – االسرائيلي‬ ‫من مقاومة احتالل بيروت عام ‪ 1982‬وصوال ً الى مقاومة عدوان متوز ‪.2006‬‬ ‫جورج حاوي من الطليعة النضالية الوطنية املسيحية‪ ،‬وحدد موقع‬ ‫املسيحيني‪ ،‬كيف تقرؤون ذلك؟‬ ‫اكد جورج حاوي مثله مثل جورج ووديع حداد ونايف حنا حوامتة واملطران‬ ‫هيالريون كبوشي وآخرين على الدور الطليعي والتاريخي للمسيحيني‬ ‫‪..‬ومع الرئيس الشهيد رشيد كرامي‪ ،‬املرحوم انعام رعد والوزير السابق عبداهلل االمني‬ ‫اللبنانيني والعرب في مقاومة املشروع الصهيوني في املنطقة وتأسيس‬ ‫حركات فدائية ملقاتلته‪ ،‬وهناك في املقاومة الوطنية اللبنانية ضد االحتالل‬ ‫االسرائيلي اسماء شامخة من رفاق جورج حاوي مثل سهى بشارة ولوال‬ ‫عبود وجورج نصر وميشال صليبا‪ ...‬وهذا الدور املقاوم الوطني لهؤالء يثبت‬ ‫ارتباط املسيحيني بأرضهم وعروبتهم وقضايا امتهم العربية‪ ،‬وعلى رأسها‬ ‫قضية فلسطني ويدحض كل تاريخ العمالة مع اسرائيل الذي صنعه بشير‬ ‫اجلميل وسمير جعجع والتيار الكتائبي – القواتي و”االنعزالي” منذ ‪– 1975‬‬ ‫‪ 1976‬والذي ادى الى تهجير عدد كبير من املسيحيني من لبنان‪.‬‬ ‫ملاذا خرج حاوي من قيادة احلزب الشيوعي‪ ،‬وما هي االسباب؟‬ ‫جورج حاوي اول امني عام حلزب شيوعي عربي يستقيل بشكل دميقراطي‬ ‫ويجري مراجعة وانتقادا ً “ذاتياً” لدوره ودور احلزب الشيوعي في احلرب االهلية‬ ‫ويدعو الى مصاحلة وطنية حقيقية تلغي سبب اللجوء الى الرهان على ‪..‬ومع الرئيس نبيه بري‬ ‫اخلارج االجنبي حلل االزمات الداخلية واللجوء الى استخدام العنف من اجل‬ ‫التغيير السياسي‪ ،‬كما يدعو الى اصالح جذري للنظام الطائفي واملذهبي‬ ‫تعتمد على اخلارج لتغيير موازين القوى في السلطة‪.‬‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬كان آخر مشروع سياسي كتبه جورج حاوي قبل اغتياله‬ ‫يتضمن الدعوة الى اعادة استحضار مشروع احلركة الوطنية لالصالح‬ ‫املرحلي (‪ )1975‬ومواءمته مع الواقع اجلديد بهدف حتقيق تغيير بنيوي في‬ ‫النظام السياسي اللبناني يؤدي الى حتديثه وحتريره من الطائفية واملذهبية‬ ‫والى منع عودة شبح احلرب االهلية‪.‬‬

‫حاورته‪ :‬مهيبة العسراوي‬

‫‪30‬‬

‫‪..‬ومع الشهيد كمال جنبالط‬

‫مع الشهيد ايلي حبيقة‬

‫مع املرحوم مصطفى سعد وشقيقه النائب اسامة سعد‬

‫في احد املهرجانات والى ميينه ياسر عرفات وإلى يساره جورج حبش‪.‬‬

‫صورة جتمعه مع رفيقه نقوال الشاوي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫منبر نشاطات‬

‫وهاب بعد لقائه السفير الروماني‪:‬‬

‫التأخير في تشكيل الحكومة يرتد سلباً على العهد الجديد‬

‫وهاب وعقيلته يستقبالن السفير الروماني‬

‫استقبل رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب‪ ،‬في دارته في اجلاهلية‪ ،‬سفير‬ ‫رومانيا في لبنان دانيال ن‪ .‬تاناسي‪ ،‬وجرى عرض‬ ‫للمستجدات السياسية في البالد‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء قال السفير الروماني‪:‬‬ ‫حضرنا الى دارة الوزير وهاب‪ ،‬لنتباحث في‬ ‫االوضاع السياسية واالمنية في البالد‪ .‬وابدينا‬ ‫قلقنا من الوضع االمني الراهن‪ ،‬آملني ان تتشكل‬ ‫احلكومة في اقرب وقت‪ ،‬وفقا ً ملا مت االتفاق عليه‬ ‫في الدوحة‪ .‬فرومانيا تتمنى ان تتحقق كل شروط‬ ‫االتفاق ملا فيه مصلحة واستقرار لبنان‪ .‬كما‬ ‫تؤيد وتدعم كل اجلهود التي تؤدي الى الوفاق بني‬ ‫اللبنانيني‪.‬‬ ‫سئل‪ :‬كيف تنظر الى العالقات الرومانية‬ ‫اللبنانية؟‬ ‫اجاب‪ :‬رومانيا دولة من دول االحتاد االوروبي‪،‬‬ ‫وقد زار لبنان في االسبوع الفائت وزير االقتصاد‬ ‫واملال الروماني على رأس وفد‪ ،‬لبحث االوضاع‬ ‫االقتصادية بني البلدين وكيفية دعم لبنان‬ ‫واستقراره وسلمه االهلي‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫بعدها حتدث وهاب قائالً‪:‬‬ ‫بحثنا مع سعادة السفير العالقات اللبنانية‬ ‫ الرومانية‪ ،‬هناك توجه روماني بزيادة التعاون بني‬‫ومشجع‪.‬‬ ‫البلدين وهذا امر جيد‬ ‫ّ‬

‫كما بحثنا في االمور‬ ‫السياسية االخرى‪ ،‬ومنها‬ ‫التأخير في تشكيل احلكومة‪.‬‬ ‫واعتقد ان هذا التأخير اصبح‬ ‫يرتد سلبا ً على العهد بشكل‬ ‫اساسي‪ .‬وهنا امتنى على‬ ‫الرئيس ميشال سليمان ان‬ ‫يضغط ويتحرك بشكل فاعل‬ ‫لتشكيل احلكومة‪ ،‬ألن فؤاد‬ ‫السنيورة “مش فارقة معو”‪،‬‬ ‫وهو منذ سنتني وحتى اليوم‪،‬‬ ‫وهاب والسفير الروماني‬ ‫لم يتحرك‪ ،‬ولم يحرَّك له‬ ‫جفن‪ ،‬نتيجة االزمة القائمة‪ .‬فإذا بقي الوضع كما مسار السنوات الست املقبلة‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬االمر اآلخر الذي اود ان اشير اليه هو ان‬ ‫هو عليه لسنتني اضافيتني‪ ،‬ال فرق عنده‪ .‬ولكن‬ ‫التحمل السابيع هناك دولة‪ ،‬هي رأس االرهاب في العالم‪ .‬وهي‬ ‫الرئيس سليمان غير قادر على‬ ‫ّ‬ ‫جديدة‪ ،‬وهذا سينعكس على العهد وانطالقته‪ .‬السعودية‪ ،‬املصدرة االولى لالرهاب‪ ،‬ويبدو أنها‬ ‫وفؤاد السنيورة والفريق الذي مي ّثل‪ ،‬يحاول ان يضع مستمرة في تخريب لبنان‪ ،‬لذلك اطالب بوضع‬ ‫حد لهذا السفير السعودي الذي يعمل على‬ ‫املشكلة اليوم عند رئيس اجلمهورية‪.‬‬ ‫اضاف وهاب‪ :‬اتفاق الطائف واتفاق الدوحة التخريب في البلد‪ ،‬ويتدخل مع افرقاء كثر إلثارة‬ ‫واضحان‪ ،‬اتفاق الدوحة يقول‪ ،‬بان رئيس الفتنة‪ .‬يجب وضع حد له‪ ،‬وان ال يسمح له‬ ‫اجلمهورية يأخذ ثالث حقائب منها حقيبة بالتحرك كيفما يشاء‪ .‬واعتقد بأن هذه الدولة‬ ‫سيادية‪ ،‬ويجب اال يقبل احد بأن يضع فؤاد االرهابية االولى في العالم‪ ،‬او التي تساهم في‬ ‫السنيورة العهد في مواجهة‪ ،‬ان كان مع تصدير االرهاب الى كل العالم‪ ،‬حتما ً ستدفع‬ ‫املعارضة او مع العماد ميشال عون في موضوع ثمن هذه السياسة قريباً‪ ،‬بعد ان يذهب شركاؤها‬ ‫توزيع احلقائب‪ .‬هذا امر يجب ان يكون واضحا ً (آل بوش)‪ ،‬الذين ينهبون ثروات العرب والنفط‪ ،‬الى‬ ‫ألنه حتما ً سينعكس سلبا ً على انطالقة منازلهم‪ .‬حتما ً هذه الدولة لن جتد من يحميها‬ ‫العهد الذي نتمنى ان تكون انطالقته كبيرة ويحمي فتنتها وإرهابها ونهبها لثروات االمة‬ ‫وناجحة‪ ،‬خاصة في االشهر االولى التي حتدد العربية واالسالمية‪.‬‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪31‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫«درهم سلطة تلزمه عشرة دراهم عقل» إن وجد‬

‫وهاب‪ :‬توقيفات مجدلبعنا تعهدها ضابط‬ ‫وصولي السترضاء سياسي ولحسابه‬

‫عقد رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب مؤمترا ً صحافيا ً في مكتبه في بئر‬ ‫وجه في بدايته التحية للقوى األمنية‬ ‫حسن‪ّ ،‬‬ ‫وللجيش اللبناني على جهودهم في معاجلة‬ ‫احلوادث املتفرقة التي يفتعلها فريق السلطة‬ ‫في أكثر من منطقة‪ ،‬ويبدو ان هذا الفريق لم‬ ‫يستوعب بعد العملية التأديبية التي حصلت‬ ‫في بيروت‪ ،‬لذلك يقوم بسلسلة من املمارسات‬ ‫في أكثر من منطقة‪.‬‬ ‫وتطرق وهاب الى ما حصل في مجدلبعنا‬ ‫من حادث بسيط كان املطلوب أن تعاجله القوى‬ ‫األمنية ملنع تفاقمه ونحن ضد تغطية أي محاولة‬ ‫لإلخالل باألمن في كل املناطق وبالتحديد في‬ ‫اجلبل ومجدلبعنا‪ ،‬واحلادث في عهدة القضاء التي‬

‫‪32‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أطلق باألمس ثالثة شبان كانوا معتقلني جراء‬ ‫احلادث وبقي اربعة شبان فيد التوقيف‪ ،‬وليست‬ ‫هناك من مشكلة‪.‬‬ ‫لكننا فوجئنا صباح اليوم بقيام اجليش‬ ‫اللبناني بحملة مداهمات مفاجئة في مجدلبعنا‬ ‫للمنازل وجرى اعتقال ستة شبان أغلبيتهم‬ ‫من تيار التوحيد اللبناني ويبدو أن هناك ضابطا ً‬ ‫صاحب الوجه األصفر ولديه طموحات كبيرة‬ ‫وعندما كنت وزيرا ً في حكومة عمر كرامي أرسل‬ ‫إلي بعض الضباط لكي استقبله‪ ،‬ورفضت ألنني‬ ‫اعلم انه ضابط فاشل ولديه طموح للوصول الى‬ ‫مركز معني فقط‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويبدو ان هذا الضابط ما زال حاقدا وامتنى من‬ ‫هذا الضابط “الوصولي” الطموح وصاحب الوجه‬

‫االصفر بأن ال يجر أي مؤسسة من مؤسسات‬ ‫الدولة الى احقاده او ان يكون لديه مشروع من‬ ‫االعتقاالت لتقدمي ذلك كأوراق اعتماد الحد‬ ‫السياسيني كي يستمر في منصبه‪ ،‬بدعم من‬ ‫هذا السياسي ألشهر عديدة فقط‪ .‬وكنت امتنى‬ ‫على هذا الضابط الذي كان يتعرض للشتائم من‬ ‫هذا السياسي و”لنجومه” العسكرية ان يدافع‬ ‫عن بذلته‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ :‬لكن املفاجأة االكبر ان احملكمة‬ ‫العسكرية وبالتحديد مفوض احلكومة لدى‬ ‫احملكمة العسكرية ليس لديه أي علم بهذه‬ ‫التوقيفات‪ ،‬ومخابرات اجليش كذلك ليس لها‬ ‫علم بهذا االمر‪ .‬وهذا الشخص يتصرف من‬ ‫عنده وهنا اناشد العماد ميشال سليمان بأن ال‬


‫يسمح الي كان بإدخال العهد في بدايته بهذه‬ ‫الزواريب‪.‬‬ ‫واضاف‪ :‬نحن مع اتخاذ االجراءات االمنية كافة‬ ‫لضبط الفلتان‪ ،‬لكن اقتحام البيوت فجرا ً وترويع‬ ‫الناس واالطفال هو امر سيئ‪ ،‬وبيوت اهالي اجلبل‬ ‫ليست مفتوحة لغزوات البعض للدخول اليها‬ ‫بهذه الطريقة‪ .‬فأين املذكرات القضائية والقضاء‬ ‫العسكري قبل حصول املداهمات ولدينا كل‬ ‫الثقة مبفوض احلكومة لدى احملكمة العسكرية‬ ‫جان فهد الذي هو على مسافة واحدة من كل‬ ‫االطراف وال يبيع ضميره‪ .‬ونتمنى ان يعالج‬ ‫املوضوع بالسرعة الالزمة ونحن مع تدخل القوى‬ ‫االمنية‪ ،‬لكن هناك الكثير من العقالء القادرين‬ ‫على معاجلة االمور بالقرى افضل مما تعاجله القوى‬ ‫االمنية‪.‬‬ ‫وعن احلوادث املتنقلة في بقية املناطق‪ ،‬قال‬ ‫وهاب‪ :‬يجب التنبيه ملثل هذه احلوادث املتنقلة‬ ‫واملتواصلة‪ ،‬لكنها متهد لشيء أكبر ومن‬

‫حزب هللا‬ ‫يتشاور مع الجميع‪،‬‬ ‫وال يقبل أن يس ّمي‬ ‫مرشح المعارضة‬ ‫الدرزية‬ ‫املمكن ان جتر البالد الى مشاكل كبيرة “البكي‬ ‫بعدين ما بفيد”‪ ،‬وعلينا ان نتحاشى ما حصل‬ ‫في بيروت حيث نبهنا كثيرا ً من املمارسات‬ ‫امليليشياوية‪ ،‬ولكن “البكاء فوق رأس امليت”‪،‬‬ ‫وهناك مشاريع فتنة متنقلة يجب ان تتصدى‬ ‫لها السلطة بحزم‪ ،‬ألن املعارضة قد ال تنتظر‬ ‫طويال ً ملعاجلة هذه املشاكل املتنقلة في كل‬ ‫املناطق‪.‬‬

‫لن نتخلى عن العماد عون‬ ‫وعن املشاورات لتشكيل احلكومة‪ ،‬قال وهاب‪:‬‬ ‫املعارضة لن تخون العماد ميشال عون في هذه‬ ‫املشاورات وهناك ضغوط يتعرض لها العماد عون‬ ‫ومحاولة الظهاره وكأنه يخرب احلكومة‪ ،‬وهنا‬ ‫أسأل‪ :‬ماذا تريدون من ميشال عون؟ فالعماد عون‬ ‫كان مرشحا ً لرئاسة اجلمهورية وهو األحق بهذا‬

‫املوضوع وتنازل ملصلحة العماد ميشال سليمان‬ ‫والى متى مالحقته وهو األحرص على استقالل‬ ‫لبنان وسيادته وحريته‪ .‬وهذه املمارسات هدفها‬ ‫دفع املعارضة للتنازل عن دعم العماد ميشال‬ ‫عون في حتصني حقه بالتشكيلة احلكومية‪ ،‬وهي‬ ‫محاولة فاشلة وستؤخر الوالدة احلكومية وستزيد‬ ‫التعقيدات‪ .‬ميشال عون صاحب حق في وزارات‬ ‫سيادية وخدماتية واملعارضة لن تتخلى عنه‪.‬‬

‫و»نرفض األمن بالتراضي»‬ ‫سئل‪ :‬هناك فلتان أمني في البالد وعندما يقوم‬ ‫اجليش باملداهمات لغرض االمن تتدخل القوى‬ ‫السياسية لعرقلة محاوالت اجليش واالفراج عن‬ ‫هذا وذاك هل تريدون االمن بالتراضي؟‬ ‫نحن ال نريد االمن بالتراضي وكل شخص‬ ‫يطلق النار ويفتعل املشاكل نطالب باعتقاله‪.‬‬ ‫واملعتقلون اليوم ال عالقة لهم باحلادثة وال‬

‫الفلتان األمني‬ ‫المتنقل‬ ‫قد يدفع المعارضة‬ ‫إلى عملية‬ ‫جراحية جديدة‬

‫لم تتعهد المعارضة‬ ‫بعدم استخدام سالحها‬ ‫ضد المشروع‬ ‫األميركي الذي‬ ‫يدمر البلد‬ ‫يحملون السالح‪ .‬وهذا ما نثيره اآلن وهناك نقاط‬ ‫امنية على الطرقات الدولية عادت ورمبا لالمر‬ ‫عالقة بتنقل بعض الشخصيات وال مشكلة‬ ‫عندنا إذا كان مرتبطا ً مبرور هذا الشخص‬ ‫الذي اصبح مروره مكشوفا ً امنيا ً نتيجة هذا‬ ‫االنتشار‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬لن نوجه االنتقاد الى اجليش وال ميكن ان‬ ‫ننتقده وسنبقى مدافعني عنه‪ ،‬لكننا ضد تصرف‬ ‫البعض وتصرف هذا الضابط الذي يعرف نفسه‬ ‫«درهم السلطة يلزمه عشرة دراهم عقل ومن‬ ‫أين نأتي بدراهم العقل؟»‪.‬‬ ‫واعتبر وهاب ان استمرار الوضع احلالي ميهد‬ ‫ملرحلة جديدة‪ ،‬فاملعارضة وجهت ضربة تأديبية‬ ‫في ‪ 7‬ايار واستمرار الفلتان االمني قد يدفعها‬ ‫الى عملية جراحية اخرى‪ ،‬وهي تعهدت بعدم‬ ‫استعمال السالح بوجه اللبنانيني‪ ،‬ولكنها لم‬ ‫تتعهد بعدم استخدام السالح في مواجهة‬ ‫مشروع يريد تدمير البلد‪.‬‬

‫وعن التمثيل الدرزي في احلكومة قال لم‬ ‫يحسم حتى اآلن ان هناك متثيالً للمعارضة‬ ‫الدرزية في احلكومة اجلديدة‪ .‬هناك مشاورات ورأينا‬ ‫معروف وواضح‪ :‬إذا كانت هناك حصة للمعارضة‬ ‫الدرزية قبل االنتخابات النيابية فهو مستبعد‪،‬‬ ‫ألنها غير ممثلة في اجمللس النيابي إذا كان التمثيل‬ ‫على اساس الكتل البرملانية‪ ،‬وإذا كان هناك متثيل‬ ‫درزي من حصة املعارضة فعلى املعارضة الدرزية‬ ‫ان جتتمع وتقرر من ميثلها وحتدد اسم مرشحها‪.‬‬ ‫وارى ان االستاذ فيصل الداوود على مسافة واحدة‬ ‫من كل االطراف وإذا كان الوزير ارسالن مصرا ً على‬ ‫متثيله للمعارضة‪ ،‬فهذا االمر يلزمه قرار منها إال‬ ‫إذا كان يريد اجمليء من حصة جنبالط وهذا شأنه‪.‬‬ ‫وأكد وهاب بأنه لم يصدر عن حزب اهلل أي قرار‬ ‫بأن طالل ارسالن ميثل املعارضة الدرزية وحزب اهلل‬ ‫يتشاور مع اجلميع‪ ،‬وال يقبل أن يسمي مرشح‬ ‫املعارضة الدرزية‪.‬‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪33‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫ماليين الفتنة السعودية لم تمنع تنفيذ المعارضة عملية إنقاذ لبنان‬

‫وهاب لمجلة “الحوار”‪:‬‬ ‫إن لم تنفع عملية المعارضة فهناك المزيد‬ ‫كانت الزميلة مجلة «احلوار» قد اجرت حوارا ً مع الرئيس وئام وهاب بعيد مؤمتر الدوحة فوراً‪ ،‬كما هو مبني من نص احلوار‪ ،‬حول عملية‬ ‫املعارضة إلنقاذ لبنان وتطوراتها وتداعياتها على الصعيدين اللبناني عموماً‪ ،‬والدرزي خصوصاً‪ ،‬وتأخر نشرها بسبب قوة لهجتها كعادة‬ ‫الرئيس وهاب الذي آل على نفسه مصارحة اللبنانيني بالوقائع املاثلة ال املتاجرة كغيره باألوهام التي تقود البلد إلى اخلراب‪ ،‬فرغبت إدارة‬ ‫حترير احلوار بإقصائها حتى عادت اجملريات السياسية تكشف اندمال جراح الدوحة على دغل‪ ،‬فعادت تنبش جواريها للنشر فنشرتها‪،‬‬ ‫ومجلة «منبر التوحيد» تثبتها هنا كما نشرت للفائدة وموقف للتاريخ‪ ،‬لعل املغرر بهم يعون‪:‬‬

‫«تسارعت األحداث في لبنان‪ ،‬مطلع شهر أيار‬ ‫املاضي‪ ،‬بشكل دراماتيكي مفاجئ‪ ،‬فحكومة‬ ‫فؤاد السنيورة أقدمت على ما ميكن اعتباره‬ ‫اختراقا ً للخط األحمر في حتصينات املعارضة‬ ‫باتخاذ قرارين‪ :‬إزالة شبكة اتصاالت املقاومة‬ ‫وإقالة ضابط أمن املطار العميد فؤاد شقير‪.‬‬ ‫تال ذلك قيام ميليشيات الفريق احلاكم بإطالق‬

‫‪34‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫النار على مظاهرة احتاد العمال االحتجاجية‬ ‫عن األوضاع املعيشية‪ ،‬وقد رد أنصار املعارضة‬ ‫باقتحام مواقع أحزاب املواالة ودارت اشتباكات بني‬ ‫الطرفني انتهت بسيطرة املعارضة على الوضع‬ ‫األمني في بيروت والضواحي واجلبل‪ ،‬وفرضت‬ ‫الوقائع على األرض معادلة جديدة متخضت عن‬ ‫موافقة األطراف كافة على املشاركة في مؤمتر‬

‫الدوحة للمصاحلة واالتفاق على الثوابت‪.‬‬ ‫وفي غمرة هذه األحداث التقت مجلة‬ ‫«احلوار» برئيس تيار التوحيد السيد وئام وهاب‬ ‫أحد أقطاب املعارضة وأميل رحمة رئيس حزب‬ ‫التضامن اللبناني‪ .‬ودار حوار صريح وشامل‬ ‫حول األوضاع الراهنة ومستقبل لبنان في ظل‬ ‫الصراعات الدولية واملواقف املتشنجة لألطراف‬


‫كافة‪ ،‬خاصة عشية اليوم السادس ملؤمتر الدوحة‪،‬‬ ‫حيث ظهرت عالمات الفتة بانفراط االجتماع دون‬ ‫التوصل إلى اتفاق‪.‬‬ ‫ولكن املفاجأة الكبرى حصلت صبيحة اليوم‬ ‫السابع بإعالن االتفاق‪ ،‬وقد تشكلت عندي‬ ‫قناعة بعدم نشر احلوار مجاراة ألجواء الوفاق‬ ‫بعد االتفاق واللغة التصاحلية التي سادت‬ ‫بني األطراف‪ ،‬خاصة أنه كان حوارا ً متوتراً‪ .‬غير‬ ‫أن تطورات املوقف وعودة التوتر واستئناف‬ ‫احلمالت اإلعالمية بعد تكليف فؤاد السنيورة‬ ‫بإعادة تشكيل الوزارة والذي اعتبرته املعارضة‬ ‫شكالً من أشكال االستفزاز‪ .‬حيث عادت اللغة‬ ‫السابقة على االتفاق بني املتخاصمني‪ ،‬فإن احلوار‬ ‫الذي جرى يأخذ أهميته ومشروعيته في النشر‪.‬‬ ‫كيف تطورت األحداث األخيرة بعد قراري‬ ‫مجلس الوزراء الشهيرين‪..‬؟‬ ‫نحن نعيش فترة انقالبات منذ اغتيال رفيق‬ ‫احلريري‪ .‬ولكن بعد انتهاء عهد الرئيس إميل حلود‬ ‫أصبح هناك توافق غير معلن بني عمرو موسى‬ ‫واملعارضة‪ ،‬على أن يبقى فؤاد السنيورة موجودا ً‬ ‫في رئاسة احلكومة‪ ،‬ولكن دون اتخاذ خطوة غير‬ ‫طبيعية‪ .‬أي أن يبقى يس ّير أعماال ً عادية تخدم‬ ‫املواطنني‪ .‬وما قام به فؤاد السنيورة هو جتاوز‬ ‫لهذا االتفاق‪ ،‬وهو شبه انقالب حاول السنيورة‬ ‫تنفيذه يومها‪ .‬فكانت املعارضة مضطرة للرد‬ ‫على هذا االنقالب إلعادة وضع األمور الى نصابها‪.‬‬ ‫وهذا ما حصل‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن القرارين كانا مُدبّرين‪ .‬أي‬ ‫كان هناك سيناريو مدبرا ً من قبل حكومة‬ ‫السنيورة للوصول إلى ما وصلنا إليه‪..‬؟‬ ‫طبعاً‪ .‬كانا مدبرين من قوى غير حكومة‬ ‫السنيورة‪ .‬أنا أعتقد بأن سعود الفيصل هو الذي‬ ‫أعطى إشارة االنطالق عبر تصريحه‪ ،‬حيث أن‬ ‫الفيصل هو من قام بإطالق صفارة بدء االنقالب‪،‬‬ ‫وجاء سعد احلريري إلى بيروت وتابع هذا األمر‬ ‫مع حلفائه‪ .‬وكان املطلوب من وليد جنبالط أن‬ ‫يبدأ عمليا ً بهذه العملية‪ ،‬فكانت كشيء مدبر‪،‬‬ ‫وكان ال بد للمعارضة من توجيه هذه الضربة‬ ‫التأديبية لهؤالء‪.‬‬ ‫هل كانت عندكم فكرة أن حكومة السنيورة‬ ‫ستقدم على اتخاذ هذين القرارين اللذين‬ ‫يعتبران السبب في تفجير هذه األزمة‪..‬؟‬ ‫ال‪ .‬تصريح وليد جنبالط‪ ،‬كان مفاجئاً‪ ،‬ولكن‬ ‫جنبالط أطلق تصريحه الذي ضغط فيه على‬ ‫هذه احلكومة وهددها بسحب وزرائه إذا لم تنفذ‬ ‫األوامر‪ ،‬فرضخت احلكومة وحصل ما حصل‪.‬‬ ‫أمنتم في املعارضة غطاء إقليميا ً‬ ‫س‪ :‬هل ّ‬ ‫ودوليا ً للخطوة التي أقدمتم عليها‪..‬؟‬ ‫ج‪ :‬ال‪ .‬ليس هناك غطاء إقليمي ودولي‪ .‬أنت‬ ‫مقدما ً حلكومة‬ ‫تعرف بأن الغطاء الدولي كان‬ ‫ّ‬ ‫السنيورة‪ ،‬وهذه احلكومة استفادت من الغطاء‬ ‫الدولي لتنفيذ انقالبها‪ ،‬ولكن املعارضة فرضت‬ ‫وقائع على األرض‪ ،‬ألنه في السياسة من يفرض‬

‫الوقائع على األرض هو الذي يفرض إرادته‪،‬‬ ‫وفرضت املعارضة وقائع على األرض‪ ،‬وأصبح‬ ‫العالم مضطرا ً للتعاطي مع هذه الوقائع‪.‬‬ ‫هل تعتقدون بأن هذه الوقائع التي تتحدثون‬ ‫عنها ستنعكس على االتفاق الذي سيُنجز‬ ‫في الدوحة‪..‬؟‬ ‫طبيعي‪ .‬اليوم‪ ،‬لبنان بعد ما حصل غير لبنان‬ ‫ما قبله‪ ،‬أي أن االنقالب الذي حصل مع مقتل‬ ‫رفيق احلريري‪ ،‬انتهى وأصبح هناك توازن قوى‬ ‫جديد في لبنان‪ ،‬وهذا التوازن اجلديد هو الذي‬ ‫سيفرض املعادلة اجلديدة‪ ،‬واآلن‪ ،‬أصبح اإلمساك‬ ‫بالدولة مستحيالً من قبل هذا الفريق‪ ،‬وفي أسوأ‬ ‫احلاالت هناك توازن في مؤسسات الدولة‪ .‬فانقالب‬ ‫اغتيال رفيق احلريري‪ ،‬انتهت مفاعيله اآلن‪.‬‬ ‫كيف متّ توافق اإلضراب العمالي مع حتركاتكم‬ ‫السريعة‪ .‬هل كنتم جاهزين لذلك‪..‬؟‬

‫لم يتدخل حزب هللا‬ ‫في بيروت‬ ‫بشكل مباشر‬ ‫ولكن سرايا المقاومة‬ ‫التي تتألف‬ ‫من أحزاب أخرى‪،‬‬ ‫هي التي نفذت‬ ‫العملية الجراحية‬ ‫نعم كان هناك قرار بإضراب عمالي‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا القرار تزامن مع االنقالب الذي نفذته‬ ‫السلطة‪ .‬فكان التحرك الذي حصل‪ .‬ولكن لم‬ ‫تكن في حساباتنا هذه اخلطوة أصالً‪ ،‬حيث كانت‬ ‫املعارضة جاهزة‪ ،‬ونحن كنا قد حذرنا منذ أشهر‬ ‫ومنذ أكثر من سنة‪ ،‬وقلنا إن املعارضة جاهزة‬ ‫للرد على االنقالب خالل ساعات‪ ،‬في حال نفذ‪.‬‬ ‫وكان موضوعا ً في حساباتنا أن تنفذ السلطة‬ ‫انقالباً‪ .‬ولكن لم تضع في حسابها أن تنفذه حتت‬ ‫هذين القرارين‪ ،‬كأن تُقدم على انتخاب الرئيس‬ ‫بالنصف زائدا ً واحداً‪ ،‬وهذه كذلك نعتبرها‬ ‫خطوة انقالبية‪ ،‬وكنا حذرنا من هذه األمور‪.‬‬

‫هناك أطراف لبنانية مسيحية ‪ -‬مارونية‬ ‫صرحت بأنه لو أن طرفاً آخر غير املعارضة‬ ‫قام بذلك‪ ،‬لكان سيطر كلياً على الوضع في‬ ‫لبنان‪..‬؟‬ ‫ال يوجد عند املعارضة قرار باالستيالء على‬ ‫السلطة في لبنان‪ .‬قرار املعارضة كان املشاركة‬ ‫في السلطة‪ .‬ال تنسى بأن لبنان في أزمة‬ ‫اقتصادية كبيرة‪ ،‬وال أعتقد بأن هناك طرفا ً‬ ‫في لبنان ميلك حالً سحريا ً لألزمة االقتصادية‪.‬‬ ‫لبنان بلد عليه خمسون مليار دوالر دينا ً ومير‬ ‫بأزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة‪ ،‬يجب أن‬ ‫يتحملها كل اللبنانيني‪ ،‬وحتى هذا الفريق اآلخر‬ ‫ّ‬ ‫الذي يتحمل مسؤولية هذه األزمة االقتصادية‬ ‫الكبيرة‪ ،‬منذ خمس عشرة سنة إلى اليوم‪ ،‬مبا‬ ‫فيه رفيق احلريري‪ ،‬ال يجوز أن تأتي أنت وتريح‬ ‫هذا الفريق نهائيا ً من حتمل هذه التبعات‪ .‬لذلك‬ ‫أصرت املعارضة على املشاركة ولم تص ّر على‬ ‫إنهاء هذا الفريق بالكامل واستبدال سلطة‬ ‫بسلطة‪.‬‬ ‫هل كنتم تتوقعون أن تنهار قوى املواالة‬ ‫بهذه السرعة التي انهارت فيها‪..‬؟‬ ‫بكل تأكيد‪ .‬كان لدينا تصور أول إلمكانيات‬ ‫املعارضة‪ ،‬وتصور بأن املعارضة قادرة على أن‬ ‫تلحق الهزمية السريعة بهذا الفريق‪.‬‬ ‫أين كان الدعم العربي واألميركي لفريق‬ ‫السلطة‪..‬؟‬ ‫كان هناك دعم أميركي‪ ،‬قدموا أمواال ً كثيرة‪،‬‬ ‫السعودية أغدقت مئات ماليني الدوالرات إلحداث‬ ‫الفتنة في لبنان‪..‬‬ ‫ملاذا لم تتدخل إسرائيل‪..‬؟‬ ‫ال ميكنها أن تتدخل في هذه احلالة‪ .‬ماذا سوف‬ ‫تفعل‪..‬؟ هل تقصف فريقا ً ملصلحة فريق‪..‬؟‬ ‫عندها ستزيد فضيحة الفريق اآلخر حيث ال‬ ‫ميكن ألحد أن يتدخل‪ .‬فالدول ال تعمل عند فؤاد‬ ‫السنيورة ووليد جنبالط وسعد احلريري‪ .‬أما هؤالء‬ ‫فهم يعملون عند الدول‪.‬‬ ‫ماذا تريد السعودية من لبنان‪..‬؟‬ ‫السعودية تعتبر أنها خسرت العراق وتريد‬ ‫االستعاضة عنه بلبنان‪ .‬هذا هو املوقف‬ ‫السعودي‪.‬‬ ‫‪ ‬وهل انتهت آمالها‪..‬؟‬ ‫آمالها لم تنته‪ ،‬وإمنا أصيبت بضربة كبيرة‪.‬‬ ‫هناك من يقول عقب هذه التطورات‪ ،‬بأن‬ ‫احلقبة السعودية انتهت من لبنان وبدأت اآلن‬ ‫حقبة عربية‪ .‬فما مدى واقعية هذا الكالم‪..‬؟‬ ‫هذا التشخيص صحيح إلى حد كبير‪.‬‬ ‫السعودية أصيبت بنكسة كبيرة‪ ،‬وكل اجلهود‬ ‫التي بذلتها تبخرت في ساعات‪ ،‬ومن الطبيعي‬ ‫أن هذا فتح اجملال ألطراف عربية أخرى‪ ،‬ومنها قطر‬ ‫التي أق ّر اجلميع بدورها‪ .‬وجملرد أن ينعقد احلوار في‬ ‫قطر‪ ،‬فهذا يعني أن الدور الذي لعبته السعودية‬ ‫منذ الطائف وحتى اليوم كدولة حتظى بصداقة‬ ‫الكل‪ ،‬تغير‪ .‬فاليوم أكثر من نصف اللبنانيني‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪35‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫معادون للسعودية ولسياستها في لبنان‬ ‫ويحملونها مسؤولية ما حصل‪.‬‬ ‫في ظل ما حصل‪ .‬ما هو مستقبل املشروع‬ ‫األميركي في املنطقة‪..‬؟‬ ‫هذا بحث آخر‪ ،‬جتب معرفة مستهدفاته قبل‬ ‫معرفة دوره‪ .‬فاملشروع األميركي‪ ،‬متعثر وأمامه‬ ‫عقبات جدية في العراق ولبنان وفلسطني‪ .‬ولكن‬ ‫املؤسسة احلاكمة األميركية قادرة‪ ،‬على ما‬ ‫اعتقد على التكيف مع كل الظروف‪.‬‬ ‫هل نفهم من كالمك بأن هناك موافقة‬ ‫أميركية على ما جرى‪..‬؟‬ ‫ليست موافقة أميركية‪ .‬ولكن هناك عجز‬ ‫أميركي‪ .‬األميركي عنده أزمة في العراق‪،‬‬ ‫ومشكلة في امللف الفلسطيني‪ .‬فماذا بوسعه‬ ‫أن يفعل أو أن يعطي غير التعاطف واألسف‪..‬؟‬ ‫لقد ُفرضت وقائع على األرض خالل ساعات‪،‬‬ ‫واملسألة لم تستمر أسابيع أو أشهرا ً لكي‬ ‫تفسح اجملال أمام التدخالت اخلارجية‪ .‬االميركي‬ ‫تنتظره انتخابات داخلية‪ ،‬ومشروع جورج بوش في‬ ‫املنطقة متعثر‪ .‬في العراق يفاوض اإليرانيني ورمبا‬ ‫السوريني‪ .‬وفي فلسطني‪ ،‬يبدو أن املشروع ُمربك‪.‬‬ ‫فماذا بإمكانه أن يفعل‪..‬؟ برأيي‪ ،‬نحن نشهد‪،‬‬ ‫كما شهدنا حتول العالم إلى سياسة القطب‬ ‫الواحد في أوائل التسعينيات‪ ،‬نشهد اآلن سرعة‬ ‫في انهيار إمبراطورية حكمت العالم ست‬

‫‪36‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عشرة أو سبع عشرة سنة‪ .‬اآلن‪ ،‬العالم متجه‬ ‫إلى تعدد األقطاب‪ .‬الروسي يرجع إلى الساحة‬ ‫الدولية بشكل قوي بعد أن صار لديه اقتصاد‬ ‫قوي‪ .‬الصيني عنده صعود قوي وهناك تعدد‬ ‫أقطاب أوروبا‪ ،‬رغم كل حضورها الدبلوماسي‬ ‫واإلنساني وعلى كل األصعدة‪ ،‬تراها عندما تصل‬ ‫لكي تلعب دورا ً سياسيا ً تواجه عجزا ً ال أعرف‬ ‫سببه‪.‬‬ ‫ماذا عن مستقبل العالقات السورية ‪-‬‬ ‫اللبنانية‪..‬؟‬ ‫أصبحنا في مرحلة أخرى‪ .‬فهذه العصابة‬ ‫التي كانت حتكم لبنان‪ ،‬قد انتهت‪ ،‬ولم تعد‬ ‫قادرة على التحكم باملوضوع اللبناني كما‬ ‫كانت في السنوات املاضية‪ .‬هذه احلقبة دفنت‬ ‫أي اآلن معادلة جديدة ستفرض معطيات جديدة‬ ‫في موضوع العالقات اللبنانية – السورية‪ ،‬وفي‬ ‫املوضوع اللبناني الداخلي‪.‬‬ ‫بالنسبة للدور القطري‪ ،‬نريد أن نستوضح‬ ‫أكثر‪ .‬هناك من يقول بأن هناك غطاء إقليمياً‬ ‫ودولياً وحتى أميركياً لقطر حتى تقوم بهذا‬ ‫الدور‪..‬؟‬ ‫أوالً‪ ،‬قبل الغطاء‪ ،‬الدور القطري كان دورا ً ممتازا ً‬ ‫خالل السنوات املاضية‪ .‬كيف تصرفت قطر خالل‬ ‫حرب متوز‪ ،‬وكيف تصرفت في مجلس األمن‪ ،‬وفي‬ ‫عالقاتها مع اجلميع؟ هذا الدور الذي لعبته قطر‬

‫هو الذي أعطاها هذا احلجم‪ ،‬وليس قرارا ً اميركيا ً‬ ‫أو رمبا غيره‪ .‬هذه رمبا إضافات‪ .‬ولكن قطر حاضرة‬ ‫لهذا الدور‪ .‬ال تنسى أن سمو األمير حمد‪ ،‬هو‬ ‫الرئيس العربي الوحيد الذي زار الضاحية اجلنوبية‬ ‫بعد قصفها‪ .‬وان قطر هي الدولة الوحيدة التي‬ ‫نفذت التزاماتها جتاه لبنان في بناء القرى التي‬ ‫دمرت‪ .‬وال تنسى بأن قطر كان لها دور بارز في‬ ‫مجلس األمن من كل القضايا‪ ،‬إن كان من ناحية‬ ‫احملكمة الدولية التي حاولوا إخضاع سوريا ولبنان‬ ‫من خاللها‪ ،‬أو من ناحية املوضوع الفلسطيني‪،‬‬ ‫ومؤخرا ً في موضوع سالح املقاومة في اجلامعة‬ ‫العربية‪ .‬وأنا أعتقد أن هذا الدور الذي لعبته‬ ‫قطر‪ ،‬دفع حزب اهلل الى تسهيل دخول قطر‬ ‫على خط الوساطة في لبنان ألن قطر رفضت‬ ‫في اجلامعة العربية أن يُدرج اسم حزب اهلل‬ ‫في بيان‪ ،‬كما حاول املصريون والسعوديون‪ .‬هذا‬ ‫الدور هيأ قطر ألن تكون كذلك‪ ،‬باإلضافة إال أن‬ ‫األطراف اللبنانية التي على حلف غير مباشر مع‬ ‫قطر‪ ،‬أجبرت الفريق اآلخر على أن يتراجع ويقبل‬ ‫بالوساطة القطرية‪ ،‬حيث لم تكن الوساطة‬ ‫القطرية قبل أن تنفذ املعارضة الضربة‪ ،‬مقبولة‬ ‫من قبل اجلميع‪ .‬ولكن توازن القوى فرض هذه‬ ‫الوساطة‪.‬‬ ‫‪ ‬هل سيتم في املستقبل تفعيل الدور‬ ‫القطري بالرغم من التعقيدات القائمة‬


‫إقليمياً ودولياً‪..‬؟‬ ‫مفعالً‪ ،‬وقطر‪ ،‬رغم تواضع‬ ‫الدور القطري أصبح ّ‬ ‫الشيخ حمد خالل جلسة االفتتاح وحديثه عن‬ ‫أن ال طموحات كبيرة لدى هذه الدولة‪ ،‬تعرف‬ ‫حجمها وما إلى ذلك‪ .‬ولكن الدور ال يتوقف على‬ ‫احلجم‪ .‬فدور قطر أساسي في كل املنطقة‪.‬‬ ‫في موضوع الصراع العربي – اإلسرائيلي‪ ،‬وفي‬ ‫املوضوع الفلسطيني‪ ،‬وفي املوضوع اللبناني‪.‬‬ ‫ونحن انتظرنا أن تلعب السعودية هذا الدور‬ ‫فجاءت املفاجأة بأن الشقيقة الصغرى تلعب‬ ‫الدور الذي كان يفترض أن تلعبه الشقيقة‬ ‫الكبرى أو مصر‪ ،‬وهذا يعود إلى حكمة سمو‬ ‫األمير ووزير خارجيته وكل اإلخوة القطريني الذين‬ ‫متكنوا من نقل قطر من دولة صغيرة في هذا‬ ‫الوطن العربي إلى دولة محورية‪ .‬وطبعا ً عالقتها‬ ‫اجليدة بإيران وعالقتها املمتازة بسوريا‪ ،‬يسمحان‬ ‫لها بأن تلعب دورا ً كبيرا ً في كل قضايا املنطقة‪،‬‬ ‫فسوريا العب أساسي في الشرق األوسط‪ .‬وإيران‬ ‫تكاد أن تكون العبا ً دولياً‪ .‬وهذه سياسة حكيمة‬ ‫من سمو األمير حمد حيث لم تلعب قطر على‬ ‫الفتنة السنية – الشيعية‪ ،‬ولم تلعب في كل‬ ‫هذه االمور التي حاول غيرها أن يلعب فيها‪.‬‬ ‫املعارضة حسمت الوضع العسكري‬ ‫على الساحة اللبنانية بسرعة‪ .‬فلماذا لم‬ ‫تطرد قوى املواالة من السلطة‪ ،‬خاصة أنكم‬ ‫تتهمونها بالعمالة ألميركا‪..‬؟‬ ‫‪ ‬لم يكن لدى املعارضة قرار بحسم من هذا‬ ‫النوع‪ .‬ألن هذا له حسابات أخرى‪ .‬وليس هناك‬ ‫قرار بدخول السرايا‪ .‬من يضمن أن فؤاد السنيورة‬ ‫لن يقتل على أيدي الناس الغاضبني إذا مت الدخول‬ ‫إلى السرايا‪..‬؟ عندها تكون فتحت مجاال ً أكبر‬ ‫لتدخل خارجي‪ ،‬عندما تقول بأن املعارضة نفذت‬ ‫عملية جراحية استأصلت ورما ً خبيثا ً من أحشاء‬ ‫لبنان إلنقاذ املريض‪ .‬أعتقد أنه إذا لم تنفع هذه‬ ‫العملية اجلراحية سيتم التفكير بخطوات‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫كيف تنظرون إلى مسألة الوفاق اللبناني‬ ‫واملناقشات‪ .‬هل هناك إمكانية لتحقيق وفاق‬ ‫لبناني ‪ -‬لبناني يُحقق التعاون‪..‬؟‬ ‫برأيي‪ ،‬ال توجد إمكانية بدون هزمية كاملة‬ ‫للمشروع اآلخر‪ .‬الن هذا املشروع تلقى ضربة‬ ‫ولم يتلق الضربة القاضية‪ .‬املطلوب أن توجه‬ ‫الضربة القاضية في حلظة ما للمشروع اآلخر‪.‬‬ ‫هذا املشروع اآلن يترنح‪ ،‬صحيح مازال واقفا ً على‬ ‫قدميه‪ ،‬ولكنه يترنح‪ .‬برأيي‪ ،‬الضربة القاضية‬ ‫ستوجه مع مغادرة جورج بوش للبيت األبيض‪،‬‬ ‫ومع تعثر مشروعه في املنطقة‪ .‬وأي إدارة‬ ‫أميركية جديدة تفكر في إكمال هذا املشروع‪،‬‬ ‫سيكون هناك كالم آخر‪.‬‬ ‫‪ ‬هل تعتقد أن هذه األحداث تلهي حزب اهلل‬ ‫عن القضية األساسية‪..‬؟‬ ‫هذا جزء من القضية األساسية‪ .‬ليس املهم‬ ‫الساحة‪ .‬املهم ما هو املشروع‪ .‬حزب اهلل في‬

‫لم يتم إدخال سالح‬ ‫حزب هللا في المعركة‬ ‫والسرايا النخبة‬ ‫لم تدخلها‬ ‫ليس المهم متى توجه‬ ‫الضربة له‬ ‫أو في أي مكان‪.‬‬ ‫المهم أن تضرب‬ ‫المشروع االميركي‪.‬‬ ‫ضرب سعد الحريري‪..‬‬ ‫وضرب وليد جنبالط‬ ‫هو ضرب للمشروع‬ ‫االميركي‬ ‫بيروت‪ ،‬وهو لم يتدخل بشكل مباشر‪ .‬ولكن‬ ‫سرايا املقاومة التي تتألف من أحزاب أخرى‪ ،‬هي‬ ‫التي نفذت العملية اجلراحية‪ .‬ولم يتم إدخال‬ ‫سالح حزب اهلل في املعركة‪ .‬أي السرايا النخبة‬ ‫لم تدخل في املعركة‪ .‬ولكن هناك مشروع‬ ‫اميركي في املنطقة‪ .‬ليس املهم متى توجه‬ ‫الضربة أو في أي مكان‪ .‬املهم أن تضرب على هذا‬ ‫املشروع‪ .‬ضرب سعد احلريري هو ضرب للمشروع‬ ‫االميركي في هذه املنطقة‪ .‬وضرب وليد جنبالط‬ ‫هو ضرب للمشروع االميركي‪ .‬أما مسألة أين‬ ‫استُعمل هذا السالح‪ ،‬فهذا كالم ليس له أي‬ ‫طعمة‪.‬‬ ‫ما هو سبب نقدك املرير لعمرو موسى على‬ ‫الفضائيات‪..‬؟‬ ‫عمرو موسى ليس بشيء‪ ،‬ألنه حتول إلى‬ ‫موظف عند السعوديني‪ ،‬وهو يتقاضى خمسني‬

‫ألف دوالر من سعود الفيصل شهرياً‪ .‬وقد تبني‬ ‫أنه موظف عند السعوديني‪ ،‬وساهم في تخريب‬ ‫لبنان نتيجة حتويل املبادرة العربية عن أهدافها‪.‬‬ ‫بالنسبة لوليد جنبالط‪ .‬ما هو الدور الذي‬ ‫لعبتموه أنتم حتديدا ً في فتح قنوات له‪..‬؟‬ ‫نحن لم نلعب دورا ً في فتح قنوات له‪ .‬ألن وليد‬ ‫جنبالط راهن منذ أربع سنوات على املشروع‬ ‫اآلخر‪ ،‬وكان يجب أن يدفع ثمن هذا الرهان‪.‬‬ ‫واملسارعة إلى إنقاذه‪ ،‬عملية خاطئة‪ .‬فال ميكن أن‬ ‫تنقذ شخصا ً خ ّرب لبنان وكان سبب املشكلة‬ ‫احلالية‪ .‬بالعكس‪ ،‬أنا لي مالحظات على ما قام‬ ‫به طالل أرسالن بالنسبة لهذا املوضوع ألنه‬ ‫سارع أكثر من الالزم في عملية إنقاذ جنبالط‪.‬‬ ‫‪ ‬في املستقبل واألفق املنظور‪ ،‬كيف‬ ‫ترسمون صورة الوضع اللبناني وخاصة في‬ ‫منطقة اجلبل‪..‬؟‬ ‫‪ُ ‬هزم مشروع وليد جنبالط‪ .‬ولكن البدء‬ ‫باستثمار هذه الهزمية سيبدأ بعد أسابيع‬ ‫وليس اآلن‪ .‬اآلن هناك جو حتريض جنبالط على‬ ‫حزب اهلل وحلفائه‪ .‬هذا األمر لن يستمر طويالً‪.‬‬ ‫فبعد أسابيع سيسأل الناس وليد جنبالط ماذا‬ ‫فعل طيلة السنوات األربع التي مرت؟ وإلى أين‬ ‫أخذتنا وعلى ماذا كنت تراهن؟ كل هذه األسئلة‬ ‫ستطرح في املرحلة املقبلة‪ .‬هذا األمر حتما ً‬ ‫سيترك تداعيات سياسية على جنبالط‪.‬‬ ‫ما هو مستقبل احملكمة الدولية‪..‬؟‬ ‫برأيي ال توجد محكمة دولية‪ .‬وقرار احملكمة‬ ‫الدولية ليس واضحا ً اآلن‪ .‬الكذبة التي كذبها‬ ‫آل احلريري وحلفاؤهم‪ ،‬أعتقد أنها بدأت تتبلور‪:‬‬ ‫َمن قتل رفيق احلريري فهو في خدمة املشروع‬ ‫األميركي‪ .‬واالميركي يعرف َمن قتل رفيق احلريري‪،‬‬ ‫واحملكمة وكل التحقيقات‪ ،‬برأيي‪ ،‬كل هذا كذب‬ ‫بكذب‪.‬‬ ‫هناك كالم عن مقايضة سوريا للمحكمة‬ ‫الدولية برئيس اجلمهورية ماذا تقول؟‬ ‫‪ ‬ال أعرف‪ .‬ولكن أعتقد بأن سوريا ليست‬ ‫بحاجة ألن تقايض أحدا ً على احملكمة الدولية‪.‬‬ ‫ليس هناك أي دليل بحق سوريا في موضوع‬ ‫احملكمة الدولية‪.‬‬ ‫هل تتوقع بأن يكون سعد احلريري رئيس‬ ‫الوزراء القادم في إطار التسوية املطروحة‬ ‫اآلن‪..‬؟‬ ‫اعتقد أنه يجب أال يأتي رئيس وزراء‪ .‬ال أعرف‬ ‫الكثير عن ذلك‪ ،‬ولكن سعد احلريري و ّرط لبنان‬ ‫في الكثير من األمور‪ ،‬وال يليق بلبنان أن يكون‬ ‫رئيس وزرائه موظفا صغيرا ً عند عبد العزيز بن‬ ‫فهد‪ .‬أعتقد أن اللبنانيني أكبر من أن يقبلوا‬ ‫بهذا الرجل رئيسا ً حلكومتهم‪ ،‬إال إذا كانت هناك‬ ‫معادلة ما حصلت وتكون هذه املعادلة مؤقتة‪،‬‬ ‫أنا أعتقد أن مستقبل سعد احلريري خارج لبنان‪،‬‬ ‫ولن يستطيع أن يكمل حياته السياسية فيه‪،‬‬ ‫بل سيعود إلى بلده السعودية‪.‬‬

‫أجرى احلوار‪ :‬رياض محمود»‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪37‬‬


‫منبر نشاطات‬ ‫المملكة آخر والية أميركية ومصر تدعم إسرائيل بالغاز ً‬ ‫بدال من خبز جائعيها‬

‫وهاب لـ”‪ :”NTV‬يهود المدينة المهزومون‬ ‫ينتقمون من النبي محمد(ص) بالنظام الحاكم!‬ ‫العرب‪ ،‬أكانوا امة واحدة أم عاملاً يجمعهم لسان قريشي وحضارة إسالمية‪ ،‬هم‬ ‫حالياً شعوب عدة تكرس جتزئتها دول كيانية مشتبه فيها‪ ،‬وفي والدة معظمها‪،‬‬ ‫عندما انتهزت فئات سياسية وقوى سياسية كفاح الشعوب لتتسلق على غفلة‬ ‫منها إلى عروش احلكم وقصور السلطة وتوقف عجلة مناء احلياة في معادلة طبقية‪:‬‬ ‫جدل السيد والعبد‪ .‬فدول املشرق العربي التي أجنبتها سفاحاً اتفاقات بترولية مع‬ ‫النافذين احملليني شرّع سفاحها بإدامة املتنفعني املستغلي الثروات املرتهنني للدول‬ ‫العظمى األذالء في عظمتها املستقوين على شعوبهم‪.‬‬ ‫أما اململكة العربية السعودية فهي استثناء‪ :‬ألنها حامية احلرمني الشريفني‬ ‫والراعية تيسير أداء املسلمني في العالم كله فرائض دينهم احلنيف‪ ،‬ويقول‬ ‫حكامها إنهم يحكمونها وفقاً للشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫هذا االستثناء الشرعي أسقطته قيادة اململكة العربية السعودية بيديها‬ ‫اللتني وقعت بهما أربع اتفاقيات أمنية تقيد الدولة واملواطن السعوديني في أبسط‬ ‫حقوقهما املدنية والشرعية‪ ..‬وجتعلها قاعدة الجتياح غربي آسيا ونهب ثروته كلها‬ ‫وإفقار العالم باللعب على براميل البارود وآبار النفط امللتهبة‪.‬‬ ‫وفي الدفاع عن احلق القومي والعربي في األرض والثروة واحلقوق في مواجهة‬ ‫الباطل االنتهازي املنتفع من فتات السلطة وذلها ربيب االستكبار العاملي الطاغي‬ ‫املتمثل حالياً في الواليات املتحدة وحلفها الدولي واإلقليمي يواجه رئيس تيار‬ ‫جندي حق مقداماً بالشجاعة‬ ‫التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب هذا الباطل‬ ‫َّ‬ ‫واجلرأة والنبل الذي يتمتع به اجلندي‪ ،‬ليفضح باعة الثروات واألوطان واملقدسات‬ ‫ويستنهض الشعوب لتأخذ حقها بإيديها املكبلة‪.‬‬ ‫وكان استضاف تلفزيون اجلديد الرئيس وهاب‪ ،‬فكان احلوار اآلتي‪:‬‬ ‫كيف قرأت االتفاقيات األمنية األميركية ‪-‬السعودية األربع‪ ،‬والتي تتضمّ ن‬ ‫حماية املنشآت النفطية‪ ،‬حماية احلدود‪ ،‬مكافحة االرهاب واالتفاقيات‬ ‫النووية؟ وأي مخاطر برأيك تشكلها على أمن املنطقة العربية؟‬ ‫أعتقد أن مخاطر هذه االتفاقيات ال تقل عن احتالل العراق مثالً‪ ،‬وسقوط‬ ‫فلسطني‪ .‬إنها خطرة للغاية‪ .‬ال أعرف اذا كان النظام احلاكم في السعودية‬ ‫ميلك كل هذا احلق في بيع االرض والبترول والشعب واحملرمات اإلسالمية‪ ،‬وفي‬ ‫بيع احلرمني الشريفني!! واذا نظرنا الى بعض التفاصيل في هذه االتفاقيات وما‬ ‫يذكر في وسائل اإلعالم عنها‪ ،‬سنجد ان اي شخص يريد ان يزور احلج‪ ،‬عليه ان‬ ‫يأخذ اإلذن واملوافقة االميركية‪ ،‬وأن مير على الـ ‪ CIA‬واجهزة املوساد االسرائيلي‬ ‫رمبا‪ .‬مبعنى آخر‪ ،‬كل من ليس مرغوبا ً فيه عند االميركيني‪ ،‬ستمنعه واشنطن‬ ‫من زيارة احلج واالماكن املقدسة‪.‬‬ ‫‪ ...‬واملراقبة تشمل ايضاً احلجاج؟!‬ ‫طبعاً‪ .‬وذلك حتت شعار مكافحة اإلرهاب!! الذي يطبقونه عبر التشييك‬ ‫ومترير اسم الشخص الذي يريد الدخول الى السعودية على الـ ‪ CIA‬واملوساد‬ ‫االسرائيلي‪.‬‬ ‫وبعد كل االتفاقيات السابقة واجلديدة‪ ،‬لم يترك االميركيون للسعوديني‬ ‫سوى حرية الزواج والطالق فقط‪ .‬وغير ذلك‪ ،‬لم تعد هناك اية حرية لهذا‬ ‫النظام‪ ،‬واصبح بالكامل من ضمن صالحية االدارة االميركية‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫احلماية من حكامها اوجب‬ ‫ولكن اال تعتقد في االساس ان املنشآت النفطية بحاجة حلماية ما؟‬ ‫طبعا ً هي بحاجة حلماية‪ ،‬ولكن من سارقيها وهم االميركان واإلسرائيليون‪،‬‬ ‫فأصالً “حاميها حراميها”‪ .‬النظام السعودي القائم واألميركيون هم من يسرق‬ ‫هذه املنشآت النفطية‪ ،‬وثروة املسلمني والعرب‪ ،‬ويرمونها في اخلارج!! في حني‬ ‫أن في السعودية‪ ،‬هناك اآلالف من الناس اجلياع‪ ،‬وآالف القرى التي ال يوجد‬ ‫فيها ال مياه وال كهرباء وال مدارس‪ .‬فبدل أن تصرف هذه الثروة في التنمية‬ ‫داخل السعودية وعلى الشعب السعودي‪ ،‬تذهب مبعظمها لألميركيني‪ ،‬وال‬ ‫يستطيع النظام احلاكم أن يتصرف بهذه الثروة اال بالشيء القليل‪ .‬فمثالً‪،‬‬ ‫ميكن ان يذهب احد االمراء السعوديني الى لندن ويخسر مليار دوالر في لعبة‬ ‫ألي‬ ‫قمار‪ ،‬ال مشكلة عندهم‪ ،‬ولكن اذا تبرع بألف دوالر حلماس او لفلسطني او ّ‬ ‫من احلركات املقاومة‪ ،‬يعتبرون هذا التصرف نوعا ً من االرهاب‪ ،‬وحتت هذا الشعار‬ ‫يصادرون أمالكه ويُحرم من كل شيء‪.‬‬

‫القاعدة “البعبع” في طور جديد‬ ‫برأيك‪ ،‬اذا كان غضب اإلسالميني قد تفجر في املنطقة إثر التواجد‬


‫الحكم السعودي‬ ‫على طريق الزوال‪ ،‬والمسألة‬ ‫مسألة وقت فقط‬ ‫األميركي في اخلليج‪ ،‬وبشكل خاص في العراق مؤخراً‪ ،‬وكان من احد‬ ‫االسباب التي ادت الى حتريك تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن الدن‪ ،‬هل‬ ‫هذا يعني اننا سنشهد حتركات جديدة لهذا التنظيم في السعودية‪ ،‬إثر‬ ‫تطورات من هذا النوع وبهذا احلجم؟‬ ‫أوالً‪ ،‬االسالميون نوعان‪ :‬نوع ميلك قناعة كبيرة باحلرب على االميركيني‬ ‫ومشروعهم‪ ،‬وهذا النوع يتم ّثل في بعض احلركات املقاومة ان كان في العراق‬ ‫او في فلسطني او في لبنان‪ ..‬ونوع آخر يعمل ملصلحة الـ ‪ ، CIA‬وهذه الفئة من‬ ‫املسلمني حتركهم السعودية ومت ّولهم‪ .‬وقد شهدنا كلنا ما حصل في لبنان‬ ‫في موضوع فتح االسالم التي هي بالكامل فبركة سعودية‪ ،‬ومن الواضح انها‬ ‫كانت تنفذ مشروعا ً سعوديا ً في لبنان‪ ،‬وفي مخيم نهر البارد حتديداً‪ ،‬ولم تكن‬ ‫أبدا ً ّ‬ ‫تنفذ مشروعا ً مقاوماً‪.‬‬ ‫هذا هو “البعبع” اإلسالمي بنظر االميركيني‪ .‬واذا الحظنا‪ ،‬كان “البعبع”‬ ‫في البداية سوفياتياً‪ ،‬حيث كانوا يخيفون الناس من الشيوعية‪ ،‬ثم انتقلوا‬ ‫لتخويف الناس من صدام حسني في فترة ما‪ ،‬بعدما دفع األخير باجتاه احلرب‬ ‫على ايران‪ .‬وبعد ان انتهوا من صدام حسني‪ ،‬نراهم يعملون اآلن على انتاج‬ ‫“بعبع” آخر‪ ،‬وهو ايران‪ ،‬ويصرفون كل االموال على محاربتها في حمالت إعالمية‪.‬‬ ‫وفجأة نرى امللك ميسك بيد رافسنجاني ويستقبل احمدي جناد بالترحاب وضمن‬ ‫القصور!! هذا امر غريب! يشتمون اإليراني ويحملون عليه إعالميا ً ويدفعون‬ ‫االموال الطائلة في سبيل كل ذلك‪ ،‬ثم نراهم يستقبلونه في اليوم التالي!!‬ ‫ولكن بالنسبة للقاعدة‪ .‬كان السؤال‪ :‬هل هناك خطر حقيقي من‬ ‫هجمات للقاعدة داخل السعودية اثر هذا التواجد األميركي‪ ،‬من خالل‬ ‫االتفاقيات التي وقعت حلماية املنشآت النفطية وحماية احلدود و‪....‬؟‬ ‫انا اعتقد ان اخلطر االساسي على النظام اآلن‪ ،‬هو داخلي اكثر ما هو كما‬ ‫يص ّورونه “ارهاب” وما الى ذلك‪.‬‬ ‫برأيي الشعب داخل السعودية بدأ يشعر جديا ً باألعباء التي يتحملها نتيجة‬ ‫جدي داخل السعودية‬ ‫هذا احلكم‪ ،‬وبدأ يسأل عن مصير ثروته‪ .‬هناك عمل‬ ‫ّ‬ ‫وأناس جديون يسألون إلى أين تذهب ثروة األمة كلها؟! لذلك اعتقد ان هذه‬ ‫االتفاقيات موجهة ليس فقط الى اخلارج‪ ،‬بل الى الداخل ايضاً‪.‬‬ ‫ملاذا أعلن بوش االتفاقيات من إسرائيل؟‬ ‫ولكن كيف ميكن لهذا الداخل ان يترجم هذا الغضب وعن الرضى عن‬ ‫كل ما يحصل؟‬ ‫اعتقد ان هناك الكثير من التحركات الشعبية واحلركات التي حتصل في‬ ‫املساجد وبعد صالة اجلمعة وغيرها‪ ،‬وهناك قوى جدية داخل السعودية بدأت‬ ‫تطرح األسئلة حول مصير الشعب السعودي‪.‬‬ ‫وال ننسى ان املشكلة االساسية اليوم‪ ،‬هي انه رمبا يكون هناك انسحاب‬ ‫أميركي من العراق قد يحصل‪ ،‬ورمبا سيقتصر على بعض القواعد االميركية‬ ‫في العراق‪ ،‬وميكن ان تكون هناك عودة لبعض السعوديني الذين قاتلوا في‬ ‫العراق‪ ،‬وهؤالء ايضا ً يعتبرهم النظام احلاكم انهم يشكلون خطرا ً عليه‪ .‬لذلك‬ ‫لن يترك هذا النظام وسيلة اال ويحمي نفسه بها‪ .‬فكانت زيارة جورج بوش الى‬ ‫املنطقة‪ ،‬حيث قام هذا النظام بإهدائه هذه االتفاقيات‪ .‬وجورج بوش “بخبثه”‬ ‫أعلنها من اسرائيل‪ ،‬ألنها هدية إلسرائيل أيضاً‪.‬‬ ‫فهذه االتفاقيات تشمل حماية البنى التحتية! ولكن َمن يحدد ما هي‬ ‫البنى التحتية؟! ميكن ان تشمل كل شيء من وجهة نظرهم‪ ،‬من تدخّ ل في‬ ‫خطوط الهاتف والصرف الصحي واملياه وغير ذلك‪ !!..‬والكل يعلم ان احلليف‬

‫االستراتيجي ألميركا في املنطقة هو االسرائيلي‪ ،‬وطبعا ً ستستفيد اسرائيل‬ ‫من كل هذا الوضع‪ .‬باإلضافة الى ان هذه االتفاقيات ستك ّبد اململكة السعودية‬ ‫والشعب السعودي املليارات‪ ،‬عندما تبدأ مسألة الصواريخ ونصب الصواريخ‪،‬‬ ‫واحلماية وتكاليفها‪ ...‬اذا ً ستكون هناك مليارات الدوالرات التي ستذهب من‬ ‫امام الشعب السعودي‪ ،‬خلدمة هذه االتفاقيات‪ .‬وجزء من هذه اخلدمة يذهب‬ ‫لإلسرائيليني‪ ،‬فهم مستفيدون من النفط السعودي بطريقة غير مباشرة‪ .‬في‬ ‫السياسة ال شيء يتم هكذا دون استفادة أو مقابل‪.‬‬ ‫ما مصلحة بوش بعقد اتفاقيات كهذه اذاً‪ ،‬اذا لم تكن ستعود على اميركا‬ ‫وحليفتها اسرائيل في املنطقة بالفائدة واملصلحة؟!!‬ ‫ولكن أليس في االمر ايضاً مصلحة للسعودية؟ اذا ما اخذنا حرفياً ما‬ ‫جاء في البيان الصادر عن البيت األبيض إثر توقيع تلك االتفاقيات االربع؟‬ ‫حيث يصف البيت االبيض هذه االتفاقيات باحليوية‪ ،‬وبأنها تهدف الى تعزيز‬ ‫حماية موارد الطاقة وتقوية التعاون النووي لألغراض السلمية وتوسيع‬ ‫نطاق مكافحة اإلرهاب العاملي والتشديد على منع انتشاره‪ ..‬أيضاً هناك‬ ‫تفكير بحادثة سابقة استهدفت املنشآت النفطية في السعودية‪.‬‬ ‫أليس ايضاً في األمر جانب من املصلحة السعودية من خالل توقيع ما مت‬ ‫توقيعه؟‬ ‫كل هذه املليارات التي تصرفها السعودية على التسليح والتدريب‪ ،‬ال‬ ‫تستطيع أن حتمي من خاللها املنشآت النفطية دون حاجة لألميركيني؟!!‬ ‫ملاذا إذا ً تشتري كل هذا السالح؟! وبرأيي هناك سالح تدفع ثمنه وال يُس ّلم‬ ‫لها!‬ ‫السعوديون ليسوا حريصني على بالدهم‪ ،‬إمنا على مصاحلهم اخلاصة‬ ‫وحمايتها‪.‬‬ ‫وإذا كانوا حقا ً حريصني على مصالح بالدهم‪ ،‬ملاذا يتركون الريال السعودي‬ ‫مرتبطا ً بالدوالر االميركي رغم انه ينهار؟! في حني ان الكويت مثالً‪ ،‬ورغم انها‬ ‫تبق الدينار مرتبطا ً بالدوالر‪ ،‬ألنها نظرت‬ ‫حليفة للواليات املتحدة‪ ،‬لكنها لم ِ‬ ‫الى مصلحتها‪ .‬وسأعطي مثالً على ذلك‪ :‬كان الدوالر يساوي ‪ 3.46‬دينارا ً قبل‬ ‫فك االرتباط‪ ،‬اصبح يساوي بعده ‪ 3.74‬ديناراً‪ ،‬اي ازدادت قيمة الدينار الكويتي‬ ‫حوالى الـ ‪ .%8‬والدينار الكويتي كان يساوي قبل فك االرتباط ‪ 13.1‬ريال‪ ،‬اصبح‬ ‫يساوي بعد الفك ‪ 14.1‬ريال سعودي‪.‬‬

‫أي سعودي غير مرغوب به هو إرهابي!‬ ‫ولكن نحن نتحدث عن االجتماع االخير لدول مجلس التعاون اخلليجي‪،‬‬ ‫حيث لم يتم التطرّق الى هذا املوضوع (أي ارتباط او عدم ارتباط الدوالر‬ ‫االميركي بالريال السعودي)؟‬ ‫ولكن هناك اتفاقية سابقة بهذا الشأن‪ ،‬تعود الى بداية اكتشاف النفط‬ ‫السعودي‪ ،‬متنع عملية فك االرتباط بني الريال والدوالر‪ .‬هذه االتفاقيات السابقة‬ ‫واجلديدة يدفع ثمنها املواطن السعودي‪ .‬فتحت شعار مكافحة اإلرهاب‪ ،‬ميكن‬ ‫ان يعتقل االميركيون اي سعودي‪ ،‬يص ّورونه على عالقة باالرهاب! وميكن اذا‬ ‫تبرع سعودي لبناء مسجد او لدعم حركة مقاومة‪ ،‬ان يعتقله األميركيون‬ ‫معتبرينه يدعم اإلرهاب!!‬

‫وسيف ّ‬ ‫مذهب هدية لبوش ألذبح الفلسطينيني؟‬ ‫ولكن بحسب كالم االمير سعود الفيصل‪ ،‬وزير اخلارجية السعودي‪ ،‬ان‬ ‫السعوديني هم الذين سيتولون حماية املصالح النفطية‪ .‬كيف تفهم هذا‬ ‫الكالم للوزير السعودي؟‬ ‫هم لها سوى‬ ‫أنا ال أثق بكالم أحد من هذه السلطة احلاكمة‪ ،‬التي ال ّ‬ ‫مصاحلها الشخصية‪ ،‬والتي لم تكن ابدا ً تلتفت الى مصالح شعبها‬ ‫ومصالح العرب؛ تآمروا في احلرب على العراق وإسقاطها وتدميرها‪ ،‬وتآمروا‬ ‫قبلها إلسقاط فلسطني‪ .‬وكل تاريخهم يكشف ذلك‪ .‬واآلن إذا ما نظرنا إلى‬ ‫ملفاتهم‪ ،‬سنجد أنهم مستمرون في املؤامرة على فلسطني و”يتفرجون” على‬ ‫جرائم القتل فيها‪ .‬وأكبر دليل على تآمرهم هذا‪ ،‬هو مجيء جورج بوش الى‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪39‬‬


‫منبر نشاطات‬ ‫السعودية في ظل أعمال الذبح والقتل املريعني في غزة‪ ،‬وقلده امللك سيفاً‪،‬‬ ‫امتنانا ً منه على عمليات القتل في فلسطني!!‬ ‫هل سأل النظام السعودي عن عمليات القتل في العراق؟!! ام ان الذين‬ ‫يقتلون في العراق ليسوا مسلمني وعرباً؟!!‬

‫“من فمه أدينه”‬ ‫هل هناك عالقة برأيك‪ ،‬او تزامن بني زيارة الرئيس االميركي الى القدس‪،‬‬ ‫وبعدها مباشرة توقيع هذه االتفاقيات في السعودية؟؟ كيف تقرأ هذا‬ ‫التزامن؟‬ ‫ان الرئيس االميركي أتى الى القدس‪ ،‬وقد أخذ بعني االعتبار كل املصالح‬ ‫االسرائيلية قبل توقيع هذه االتفاقيات‪ .‬وكان بإمكانه ان يصدر هذا اإلعالن من‬ ‫واشنطن أو من السعودية‪ ،‬ولكنه أصدره من املكتب الصحفي في القدس‪ ،‬ألنه‬ ‫أراد ان يقول لإلسرائيليني ان كل مصاحلهم محفوظة في هذه االتفاقيات‪.‬‬ ‫وحول ما يقوله سعود الفيصل‪ ،‬انا اريد ان “أدينه من فمه”‪ .‬سأذكر نصا ً‬ ‫من كتاب “مقاتل من الصحراء” خلالد بن سلطان يقول فيه‪“ :‬عندما ع ّينت‬ ‫ضابط مشروع صواريخ ‪ HOK‬عام ‪ ،1972‬الحظت ان شركة “ريفيون” االميركية‬ ‫(منتجة هذه الصواريخ) ال تختلف كثيرا ً عن شركة “آرامكو”‪ .‬فكما كانت‬ ‫“آرامكو” تدير صناعتنا البترولية‪ ،‬أضحت “ريفيون” تدير دفاعنا اجلوي”‪ .‬هذا‬ ‫الكالم خلالد بن سلطان وليس لي!! ومعناه أن هذه االتفاقيات تعني‪“ ،‬إدارة‬ ‫أميركية مباشرة”‪.‬‬ ‫فليتوقف سعود الفيصل وامثاله عن االستخفاف بعقول الناس‪ ،‬ألن‬ ‫الفضائيات واالنترنت اليوم تفضح كل شيء‪ ،‬ولم يعد هناك من شيء يخفى‬ ‫على أحد‪.‬‬ ‫ماذا تستفيد برأيك السعودية في مقابل منحها اميركا كل هذه‬ ‫االمتيازات‪ ،‬على النفط ومنابعه‪ ،‬واملنشآت النفطية بشكل كامل‪ ،‬وعلى‬ ‫البنية التحتية‪ ،‬مع كل ما ميكن أن يعنيه هذا األمر لهم كما سبق وذكرت؟‬ ‫ما هي الفائدة السعودية مقابل هذه الهدايا؟‬ ‫تستفيد في أمر أساسي‪ ،‬وهو أن تبيعهم االرض والنفط واملقدسات‬ ‫والشعب وكل شيء‪ ،‬مقابل أن يتركوا لهم احلكم ويساعدوهم لكي يبقوا‬ ‫فيه‪ .‬فهناك اصالً اهتزازات حقيقية داخل العائلة املالكة‪.‬‬

‫زوال النظام السعودي قريب!‬ ‫هل تعني ان اخلطر االساسي الذي يواجهه هذا احلكم هو في احتمال‬ ‫عدم استمراريته‪ ،‬كي يكون بحاجة الى كل هذه التنازالت؟‬ ‫برأيي هذا احلكم على طريق الزوال‪ ،‬واملسألة مسألة وقت فقط‪.‬‬ ‫‪ ..‬ولكن بناء على أية مؤشرات تعتبر ذلك؟‬ ‫هذا احلكم وضع نهايته بنفسه‪ .‬وال يستطيع ان يصمد بعد كل الدور‬ ‫التآمري القذر الذي لعبه في املنطقة‪ ،‬ان كان في العراق ام في فلسطني وفي‬ ‫كل القضايا العربية وحتى في لبنان (الدور األخير القذر)‪ .‬ولكن املطلوب من‬ ‫الشعب السعودي أن يتح ّرك حلماية نفسه ومصاحله وثرواته‪ ،‬وأال يخاف من‬ ‫شيء‪ .‬في النهاية هذا احلكم ليس قادرا ً على االستمرار في سياسة القمع‬ ‫الشعبي‪.‬‬

‫أمن إسرائيل مصون بها!‬ ‫ذكرت بأن أمن إسرائيل هو مؤمن من خالل هذه االتفاقيات‪ ،‬وأن الرئيس‬ ‫بوش رمبا يكون قد نسق أصالً مع إسرائيل قبل توقيع ما مت توقيعه‪ ،‬ولذلك‬ ‫أعلن األمر للمرة األولى من القدس وليس من الرياض او من واشنطن او من‬ ‫أي مكان آخر‪ .‬هل برأيك السعودية أيضاً دخلت على هذا اخلط ونسقت‬ ‫ايضاً على هذا املسار‪ ،‬ام ان االمور كانت جتري بشكل غير مباشر؟‬ ‫اصالً‪ ،‬التنسيق تاريخي بني السعودية واسرائيل‪ ،‬وهذا الكالم‪ ،‬وهذه‬ ‫التصرفات الشكلية لم تعد تنطلي على أحد‪ .‬فبندر بن سلطان ينسق‬

‫‪40‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫االتفاقيات األمنية ال تحمي الثروات‬ ‫السعودية من سارقيها األميركيين‬ ‫ً‬ ‫فأصال‬ ‫واإلسرائيليين‪،‬‬ ‫“حاميها حراميها”‬ ‫باستمرار مع اإلسرائيليني‪ ،‬واجتماعاته معهم كلها مكشوفة‪ .‬التنسيق اذا ً‬ ‫مستمر‪ ،‬ولكن السعودية لم تكن لديها اجلرأة لتعلن عن هذه االتفاقيات‪،‬‬ ‫فقامت بإجراء مسرحيات مكشوفة‪ ،‬مثل هذا “مؤمتر احلوار بني األديان”‪ ،‬الذين‬ ‫حاولوا من خالله التغطية على هذه االتفاقيات التي متّت‪.‬‬ ‫اعتقد ان هذا النظام احلاكم اليوم‪ ،‬امام ازمة جدية داخلية تتعلق مبستقبله‬ ‫ومدى قدرته على االستمرار وتأمني حاجات شعبه‪ .‬اليوم‪ ،‬ازداد سعر النفط‬ ‫وحجم الثروة حوالى ‪ 6‬الى ‪ 7‬مرات اكثر مما كان عليه سابقاً‪ ،‬فيما اجلوع ايضا ً‬ ‫ازداد بالنسبة نفسها‪ .‬وأمتنى لو يستطيع اإلعالم ان يدخل ليرى حالة الشارع‬ ‫السعودي‪ .‬فنحن تأتينا مئات االتصاالت من الشعب السعودي الذي ينقل‬ ‫لنا حالة الفقر املدقع‪ ،‬لدرجة ميكن أال يصدق احد ان هذا الفقر يحصل في‬ ‫السعودية!!‬ ‫سأعود الى ما ذكرته بشأن التواصل التاريخي بني السعودية وإسرائيل‪.‬‬ ‫قلت إن له تاريخاً طويالً‪ .‬ونحن نسمع الكثير عن لقاءات سرية حتصل بني‬ ‫شخصيات سعودية وإسرائيلية وشخصيات أخرى عربية أيضاً‪ ،‬ومنذ أعوام‬ ‫طويلة‪ .‬هل من إثباتات على هذه اللقاءات‪ ،‬وهل متلك معلومات دقيقة حول‬ ‫كل ما نسمعه مراراً وتكراراً عن ذلك‪ ،‬ولكن دون تثبيته بالوقائع؟‬ ‫تعرفني أن هذه الوقائع غير ممكنة في لقاءات سرية من هذا النوع‪ .‬ولكن كثير‬ ‫من الصحف سربت عن رسائل تأتيها من السعوديني‪ ،‬وعن لقاءات يعقدها بندر‬ ‫بن سلطان‪ .‬ولكن ما اود قوله‪ ،‬هو ان السعودية تس ّلم هذه الثروة الهائلة التي‬ ‫ال تقدر بأثمان للواليات املتحدة االميركية‪ ،‬وفي املقابل تتعاطى اميركا معها‬ ‫على انها “عبد”‪ .‬اليست اميركا من تز ّود اسرائيل بالسالح الذي تقتل به االخيرة‬ ‫املسلمني والعرب‪ ،‬وتدمر فلسطني‪ ،‬وتهيمن على املنطقة؟! أوليس هذا السالح‬ ‫هو سالح أميركي؟! وهذا السالح األميركي اال يتغذى كله من النفط العربي‪،‬‬ ‫وحتديدا ً النفط السعودي ّ؟! كل هذا ماذا يعني؟!! ولكن اال توجد لقاءات بني‬ ‫امللك عبد اهلل واوملرت؟! طبعا ً حتصل‪ .‬ولكن ال يتسنى ألحد ان يراها او يعلم‬ ‫بها‪ .‬وكل ما يجري من ممارسات يثبت صحة هذه اللقاءات وإن كانت ال تخرج‬ ‫الى العلن‪.‬‬

‫في االتفاقيات االميركية السعودية‬ ‫فريضة الحج‪ ،‬تأديتها ال تتم إال بإذن‬ ‫أميركي من الـ ‪ CIA‬وأجهزة الموساد‬ ‫اإلسرائيلي‪ .‬ومن ليس مرغوباً‬ ‫فيه عندهم سيمنع من الحج‬ ‫وزيارة االماكن المقدسة‬


‫برأيك ملاذا جتري هذه اللقاءات بالسر‪ ،‬علماً ان هناك لقاءات عدة بني عرب‬ ‫وإسرائيليني جتري في العلن وامام عدسات الكاميرات؟ اية نتيجة تعطيها‬ ‫اللقاءات السرية؟‬ ‫ال ميكن للسعوديني ان يجروا لقاءاتهم باإلسرائيليني في العلن‪ ،‬فهم‬ ‫يتظاهرون بحماية االماكن املقدسة‪ ،‬ويعيشون على هذا االمر‪ ،‬فامللك هو “خادم‬ ‫احلرمني الشريفني”!! ولكن أتساءل أين خدمهم؟!!‬ ‫هذه الشعارات البراقة ال تسمح لهم طبعا ً بذلك‪ ،‬ولكن هذا ال يعني انهم‬ ‫يسهّ لون لالسرائيليني كل شيء او ان كل ما يفيد االسرائيلي يقومون به في‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫ولكن احلرب السنية ‪ -‬الشيعية ملصلحة من؟! ومن يخوضها اليوم؟! تخوضها‬ ‫أموال اململكة السعودية وإعالمها‪.‬‬ ‫واحلرب على ايران ومحاولة اظهارها وكأنها هي العدو؟!! ايضا ً تدعمها‬ ‫السعودية‪ ،‬وفي الوقت نفسه تستقبل االيراني (رافسنجاني وجناد) وبسرور عارم‪.‬‬ ‫ما هو حجم خطورة هذه االتفاقيات؟‬ ‫‪ ...‬حتى الصالحيات الشكلية للنظام احلاكم في السعودية‪ ،‬يعمد االميركيون‬ ‫على سحبها منه‪.‬‬ ‫كيف؟‬ ‫سأعطي مثالً‪ ،‬اليوم هناك اتفاقيات توقع بني العراق والواليات املتحدة‬ ‫االميركية‪ ،‬ولكن العراقي الرازح حتت االحتالل االميركي اليوم‪ ،‬يقاوم أكثر من‬ ‫السعودي‪ ،‬توقيع مثل هذه االتفاقيات التي وقعت بني السعودية واميركا‪ ،‬والتي‬ ‫وقعت “بشخطة قلم” والتي حاول السعودي التغطية عليها وكأن شيئا ً لم‬ ‫يحصل!! اي حتى العراقي اليوم‪ ،‬والكثير من القوى العراقية ومن بينهم السيد‬ ‫مقتدى الصدر‪ ،‬الذي نوجه إليه التحية‪ ،‬ألنه يعترض على كل هذه االتفاقيات‪.‬‬ ‫أما االتفاق على سعر النفط فيتيح لالميركيني التالعب بسعر النفط وانتاجه‬ ‫وكمياته كما يشاؤون‪ ،‬اي التالعب والتحكم بالسوق كيفما يحلو لهم‪.‬‬ ‫وفي ما يتعلق باتفاقية حماية احلدود‪ ،‬ما تأثيرها على جيران السعودية؟!‬ ‫بإمكان االميركي ان يثير كل يوم مشكلة او قصة حول حماية احلدود مع‬ ‫جيران السعودية‪ .‬يعني‪ ،‬املسألة ستكون مفتوحة من دون اية ضوابط‪.‬‬ ‫في ما يتعلق باملسألة النووية‪ ،‬هل ترى في االمر ايضاً رسالة الى ايران؟‬ ‫تتحدث عن استعمال الطاقة‬ ‫طبعاً‪ ،‬برأيي هي رسالة اليران ايضاً‪ ،‬فايران‬ ‫ّ‬ ‫النووية لالغراض السلمية‪ ،‬ومن الطبيعي انها رسالة فيها تهديد‪ ،‬وفيها‬ ‫ايضا ً محاولة حتفيز لقدرة ايران على التز ّود بالطاقة النووية‪ .‬ولكن موضوع‬ ‫السعودية ممسوك بالكامل من األميركيني‪ ،‬ال يحرَّك شيئا ً من دونهم‪ ،‬حتى‬ ‫اطقم الدبابات‪ ،‬يشرفون عليها‪ .‬االمر مختلف‪ ،‬وما يصح في السعودية ال يصح‬ ‫مع ايران‪ .‬واحلوافز التي يحاول االميركي ان يعطيها اليران‪ ،‬برأيي هي خدعة في‬ ‫النهاية‪ ،‬حتى الطاقة النووية السلمية‪ ،‬لن يز ّود االوروبيون واالميركيون ايران‬ ‫بها من دون اخلضوع لشروطهم السياسية‪ .‬وهذا ما ترفضه ايران‪.‬‬

‫تحت شعار مكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫لألميركيين حق اعتقال أي سعودي‪،‬‬ ‫يظنونه إرهابياً!‬ ‫كذلك مصير كل متبرع سعودي‬ ‫لبناء مسجد‬ ‫او لدعم حركة مقاومة!!‬

‫وإذا كانوا حقاً حريصين على مصالح‬ ‫بالدهم‪ ،‬لماذا يتركون الريال السعودي‬ ‫مرتبطاً بالدوالر االميركي‬ ‫رغم أنه ينهار؟!‬ ‫للسعودية فقط كلفة ملذات احلكام!‬ ‫هل تتقاسم اميركا مع السعودية النفط؟‬ ‫هذا سؤال من اخلطأ طرحه في االصل‪ ،‬فالسعودية ليست شريكة الميركا‬ ‫بل تابعة لها وموظفة عندها‪ .‬السعودية تأخذ من الثروة ما يكفي ملذات‬ ‫هذا احلكم‪ ،‬أي ما يكفي قصورهم وكازينوهاتهم وقمارهم‪ ،..‬ولكن ممنوع على‬ ‫السعودية ان تدفع لقضايا االمة او تساعد فيها‪ ،‬او تطعم جائعا ً في فلسطني‬ ‫والعراق‪ ،‬او تدعم حركة مقاومة!! هذه هي الشروط االميركية على السعودية‪.‬‬ ‫باالضافة الى امر آخر تبينّ معي اثناء حتضيري لبعض امللفات‪ ،‬في املوضوع‬ ‫“االسرائيلي – السعودي”‪ .‬كنت أقرأ ذات مرة كتابا ً اسرائيليا ً وقد وضعت بعض‬ ‫املالحظات‪ .‬يتحدث هذا الكتاب عن التوافق االسرائيلي – السعودي في حرب‬ ‫اليمن ايام جمال عبد الناصر‪ ،‬كما يقول هذا الكتاب ان في عام ‪ ،1967‬كان‬ ‫السعودي شريكا ً في التآمر ومتويل الضربة على مصر‪ ،‬ردا ً على توسع عبد‬ ‫الناصر في اليمن‪.‬‬ ‫نفذت انطالقا ً‬ ‫وورد ايضا ً في الكتاب انه كانت هناك ‪ 19‬عملية اسرائيلية ّ‬ ‫من االراضي السعودية‪ .‬ولكن في الشكل‪ ،‬يحاولون دائما ً ان يحافظوا على‬ ‫مظاهر اإلسالم‪ ،‬وامنا ممارساتهم ال عالقة لها باالسالم‪ .‬برأيي ان اليهود الذين‬ ‫كانوا في املدينة والذين هزموا على يد النبي محمد‪ ،‬عادوا بعد ‪ 1400‬عام‬ ‫لينتقموا من النبي عبر هذا النظام احلاكم‪.‬‬ ‫واملشكلة القائمة مع السعوديني‪ ،‬ليست مع اليمنيني فقط‪ ،‬بل مع االردنيني‬ ‫ايضا ً (مع العلم ان االردن قريبة من االميركيني )‪ ،‬ولكن هذا امللك االردني له حق‬ ‫باحلرمني الشريفني أكثر منهم‪ ،‬فهو من أهل البيت‪ .‬االردنيون جائعون وامللك‬ ‫ال يستطيع أن يطعمهم‪ ،‬في حني ّ‬ ‫يبذر السعوديون اموالهم على االميركي‬ ‫واالسرائيلي‪ ،‬ذلك ألن امللك االردني وهذه االمة ليسوا شركاء في الثروة‪ ،‬وهذه‬ ‫الثروة تذهب لغير العرب‪.‬‬ ‫واملصريون؟! أيعقل ان تس ّلم مصر السرائيل غازا ً مدعوماً‪ ،‬وهناك في املقابل ثالثة‬ ‫ماليني مصري يعيشون بني القبور جائعني؟!! ملاذا ال يقدم لهم اخلبز املدعوم؟!‬ ‫‪ ..‬ولكن أليس هناك في املقابل مساعدات سعودية كبيرة منحت‬ ‫للفلسطينيني في االراضي احملتلة وأيضاًَ للبنانيني اثناء عدوان متوز مثالً؟‬ ‫في عدوان متوز‪ ،‬أصدر السعوديون بيانا ً غطوا فيه العدوان وطالبوا‬ ‫االسرائيليني بضربنا وتصفيتنا‪ ،‬وأرسلوا ‪ 500‬مليون دوالر وسلموها إلى‬ ‫فؤاد السنيورة الذي صرفها في الهيئة العليا لإلغاثة وعلى تيار املستقبل‬ ‫والتنظيمات السياسية التابعة له‪ .‬لم يحصل على شيء‪ ،‬ال اجلنوبيون وال‬ ‫الذين تضرروا من العدوان‪.‬‬ ‫باالضافة الى انهم كانوا شركاء في عدوان متوز متاما ً مثل اوملرت‪.‬‬ ‫هذا البيان الذي صدر عنهم هو مبثابة عدوان يوازي الغارات االسرائيلية التي‬ ‫شنت على لبنان‪.‬‬ ‫اما في املوضوع الفلسطيني‪ ،‬فهم ال يدفعون حتى سنوياً‪ ،‬ما يساوي ليلة‬ ‫قمار ألصغر امير عندهم!! هذا ما يدفع لفلسطني!! في حني ان فلسطني‬ ‫بحاجة سنويا ً ملليار او ملياري دوالر‪ ،‬هذا املبلغ يصرفه اي امير يصطاف في‬ ‫ماربايا او في سويسرا‪ .‬وكلنا نذكر احلديث الشهير الذي قاله جورج بوش‬ ‫(في فترة حكمه االولى) للرئيس رفيق احلريري اثناء احلديث عن باريس “‪“ ،”2‬ان‬ ‫صاحبك (اي امللك فهد) قد صرف في سويسرا ‪ 3‬مليارات دوالر‪ ،‬ملاذا ال يساعدك‬ ‫هو لعقد باريس “‪”3‬؟؟!!‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪41‬‬


‫منبر نشاطات‬ ‫التراشق باللوائح والمطالب المتبادلة سيد الموقف في مخاض حكومة وعهد‬

‫وهاب‬ ‫للـ«‪:»OTV‬‬ ‫المواالة ما زالت‬ ‫تحت تأثير‬ ‫« تسونامي عون»‬ ‫فكيف إذا آلت‬ ‫إليه المالية؟!‬

‫بعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان‪ ،‬في الذكرى الثامنة‬ ‫لعيد املقاومة والتحرير‪ ،‬لم “يرعنب” (من أربعني) العهد بحكومة‪،‬‬ ‫رغم الضرورة امللحة لتشكيلها‪ ،‬فلبنان بحاجة إلى إطفائي ماهر‬ ‫متجول رشيق‪ ،‬يتنقل بني مناطقه أحياناً وأحياناً أخرى بني أحياء‬ ‫كل قرية من قراه‪ ،‬ليطفئ نار الفتنة السعودية امللتهبة بتيار‬ ‫املستقبل وسلفييه املقنعني‪ ،‬الذين استفاقت رجولتهم بعد حني‪،‬‬ ‫على مارة الطرق العزل وعلى سكان البيوت في ثعلبايا وسعدنايل‬ ‫وجبل محسن وغيرها‪ ،‬وعلى جلساء الشرفات في بر الياس‪..‬‬ ‫وعند مطالبة الرئيس املكلف فؤاد السنيورة باإلسراع‬ ‫بالتشكيل وإال فليعتذر احتراماً ألزمة املواطنني ورغيف خبزهم‬ ‫وصفيحة بنزينهم ومائدة طعامهم الذي أصبحت من متنيات‬ ‫أيامهم السنيورية‪ .‬وكأن الرئيس املكلف ليس من هذا العالم‬ ‫اللبناني املترامي األطراف على ست محافظات شاسعة‪.‬‬ ‫وما زال لدى الرئيس املكلف فؤاد السنيورة جوع دفني لتعويض‬ ‫نفسي في مزاد املزايا‪“ ،‬األكثرية بالها طويل‪ ،‬وأنا بالي أطول”‪.‬‬ ‫فعلى ماذا يطول بال “صاحب الدولة” والبلد يحترق وأطفاله جياع‬ ‫وعطاش؟ ذرة من املسؤولية يا “صاحب الدولة”!‬ ‫كانت محطة “‪ ”OTV‬استضافت رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني الوزير السابق وئام وهاب في حوار سياسي حول قضايا‬ ‫الساعة‪ ،‬خصوصاً واقع تشكيل احلكومة وعوائقه واحتماالته‬ ‫وتأثيراته على فيزياء السياسة اللبنانية بعدها فكان احلوار‬ ‫اآلتي نصه‪:‬‬

‫‪42‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حتاول املواالة “دق اسفني” في العالقة بني العماد عون واملعارضة‪ ،‬وبني‬ ‫العماد عون والرئيس سليمان وتصوير األخير على انه املمثل املسيحي من‬ ‫اآلن وصاعداً (يحاولون افتعال مشكلة) وان احلصة املسيحية الكبيرة هي‬ ‫له‪ ،‬وان يختصر بشخصه املعادلة املسيحية في احلكم‪ ،‬خصوصاً في الدفاع‬ ‫والداخلية هل ستنجح املواالة بذلك؟‬ ‫اوالً‪ ،‬أعتقد ان العماد ميشال سليمان أعقل من ان يدخل في هذه اللعبة‪،‬‬ ‫النه يعلم ان هذه اللعبة لها محاذير كثيرة‪ ،‬وقد تلغي العهد قبل بدئه‪ .‬واظن ان‬ ‫االتصاالت التي جرت بينه وبني العماد عون‪ ،‬واللقاء الذي سيحصل خالل ساعات‬ ‫على ما اعتقد بينهم سيبدد كالً من هذه الهواجس واالمور‪ .‬فالعماد سليمان‬ ‫له مصلحة ان يبقى العماد عون زعيما ً قويا ً خاصة على الساحة املسيحية‪،‬‬ ‫والعماد ميشال عون له مصلحة ان يكون العماد ميشال سليمان رئيسا ً قويا ً‬ ‫في رئاسة اجلمهورية كي ال تتكرر اللعبة التي لعبوها مع الرئيس اميل حلود‪.‬‬ ‫هناك مشكلة كانت من الطائف‪ ،‬وما زالت مستمرة‪ ،‬هي إلغاء املوقع الرئاسي‬ ‫عمليا ً وحتويله الى منصب فخري (مينح األوسمة ويقوم باالستقباالت‪ ...‬عمليا ً‬ ‫ال شيء‪ ،‬الوزير اهم منه في الصالحيات)‪ ،‬ومسألة الصالحيات تستلزم البحث‬ ‫فيها فيما بعد‪ .‬اآلن يوجد اتفاق الدوحة‪ ،‬الذي هو اتفاق مؤقت‪ ،‬واستقرار مؤقت‪،‬‬ ‫ولكننا سنتحدث في ما بعد الدوحة‪ ،‬في تعديل ذاك االتفاق السيئ الذكر (اتفاق‬ ‫الطائف) الذي تبني انه لم يكن بإمكانه ان يحل شيئا ً باستثناء االمر االيجابي‬ ‫الوحيد الذي فعله وهو موقف احلرب االهلية آنذاك‪ ،‬ولكنه اسس حلروب أخرى‪.‬‬ ‫وهذا االتفاق برأيي سقط ويجب ان يُعمل بجدية على تعديله‪.‬‬

‫ما زال عون تسونامي عليهم!‬

‫اما في موضوع العماد ميشال عون أنا أسألهم ماذا يريدون منه؟!‬


‫ملاذا املشكلة دائما ً يضعونها عند املسيحيني في االختيار‪ ،‬حيث يبدؤون‬ ‫باحلديث عن الشخص احليادي وغير ذلك‪ ،‬في حني أنه ال مشكله عندهم مع‬ ‫الطوائف األخرى ويأتون دائما ً بالشخص املتطرف!؟؟ ملاذا ال يختارون املعتدلني‬ ‫من الطوائف األخرى؟!!! ملاذا دائما ً يريدون أن يستبعدوا ممثل “املزاج املسيحي”‬ ‫والشارع املسيحي ومحاولة العمل على موضوع الهامشيني دائما ً في الساحة‬ ‫املسيحية؟!!‬ ‫هناك خمسون نائبا ً للمسيحيني‪ ،‬كان فريق املواالة في ظل الطائف يأخذ‬ ‫منهم‪ .‬والدليل على ذلك في اجمللس النيابي املاضي في ‪ ،2005‬جرت معركة‬ ‫على ‪ 21‬مقعدا ً من املسيحيني‪ ،‬واملقاعد املسيحية األخرى كانت معروفة عندما‬ ‫أقر القانون‪ ،‬ولكن بقيت املعركة على املقاعد الـ‪ 21‬الباقية‪ ،‬وتطاحن عليها‬ ‫املسيحيون‪.‬‬ ‫اآلن‪ ،‬بعد اتفاق الدوحة‪ ،‬استعاد العماد ميشال عون بحدود الثالثني مقعدا ً‬ ‫جديدا ً للمسيحيني‪ .‬ما املطلوب اليوم منه؟! تدفيعه ثمن ما فعله في الدوحة؟! او‬ ‫العودة الى السياسة التي كانوا ميارسونها بعد الطائف في املوضوع املسيحي؟!‬ ‫رغم ان السياسة التي اتبعوها بعد الطائف في املوضوع املسيحي كانت افضل‬ ‫بكثير من السياسة التي اتبعونها خالل السنوات الثالث املاضية‪ ،‬النه على االقل‬ ‫كان للنواب املسيحيني الذين أتوا بعد الطائف حيثية ما‪ ،‬ولكن هؤالء الذين اتوا‬ ‫خالل السنوات الثالث املاضية حيثيتهم املسيحية جدا ً محدودة‪.‬‬ ‫ما املطلوب من العماد عون؟!‬ ‫تخلى عن رئاسة اجلمهورية خدمة للتوافق‪ ،‬وحتى ال يكمل احد بتهميش‬ ‫املوقع املسيحي االول في لبنان‪ ،‬مع العلم ان له احلق الشعبي والنيابي في هذا‬ ‫املوضوع‪.‬‬ ‫ماذا يريدون منه؟!‬ ‫اآلن‪ ،‬املعركة بدأت على احلقيبة السيادية‪ ،‬لكن اطمئنهم انه‪ ،‬ال الرئيس‬ ‫بري وال حزب اهلل وال كل اآلخرين في املعارضة سيخونون العماد عون في هذه‬ ‫اللعبة‪ ،‬ملاذا نضيع الوقت؟ ليذهبوا ويتفاهموا معه‪ .‬احلقيبة السيادية حق له‪،‬‬ ‫او اي اقتراح آخر يراه هو مناسباً‪ ،‬ولكن ان يحاولوا التفريق بني بعض املعارضني‬ ‫والعماد ميشال عون‪ ،‬برأيي انها لعبة لن تؤدي الى نتيجة باستثناء انها قد تؤخر‬ ‫في تشكيل احلكومة كأقصى حد‪.‬‬

‫املستفيدون من مترير الوقت كثر إال املواطن!‬ ‫هذا التأخير احلاصل‪ ،‬أي “فرملة اندفاع العهد”‪ ،‬يضاف عليه احلوادث االمنية‬ ‫املتنقلة‪ ،‬هل هذا يعني ان املواالة حققت هدفها بانتخاب الرئيس سليمان‬ ‫وإبقاء احلكومة حكومة تصريف اعمال باالنتظار الى ما شاء اهلل‪ ،‬رمبا‪..‬؟ وهل‬ ‫ميكن ان نقول ان املرحلة املقبلة‪ ،‬حتى في ظل تأليف احلكومة اجلديدة لن‬ ‫تكون ال مرحلة تأسيسية وال غير ذلك‪ ،‬بل مرحلة انتقالية او انتظارية؟؟‬ ‫نعم‪ ،‬هي مرحلة تضييع ومترير وقت حتى االنتخابات واآلن الكل له مصلحة في‬ ‫مترير الوقت‪ ،‬حتى األميركيني واالطراف االقليمية كلها واآلن ما تغير في املوضوع‬ ‫هو سقوط الوهم الذي توهمته هذه اجملموعة التي استخدمها االميركيون‬ ‫لتعطيل احلل في لبنان والتفرد بحكمه دون غيرها‪ ،‬هذا الوهم سقط من‬ ‫اذهانهم‪ ،‬باستثناء سمير جعجع الذي ما زال يتوهم بذلك‪ .‬ولكن برأيي لم يعد‬ ‫احد يأخذ كالمه واوهامه ونظرياته على محمل اجلد‪ ،‬وآخر نظرية أطلعنا عليها‬ ‫هي ان الثلث املعطل انتصار لهم!! انا برأيي املشكلة عند سمير جعجع لم تعد‬ ‫سياسية بل َمرَضية او صحية!!‬ ‫واليوم‪ ،‬لفتني امر مزعج برأيي‪ ،‬وهو استقبال عبد اهلل بن عبد العزيز لوليد‬ ‫جنبالط وبحضور بندر بن سلطان‪ .‬املزعج في األمر هو حضور بندر بن سلطان اللقاء‪،‬‬ ‫الن بندر بن سلطان عادة يتولى كل ملفات التخريب في لبنان واملنطقة أي باختصار‬ ‫السعودي ما زال يكمل التخريب وإثارة املشاكل في لبنان‪ ،‬ولو لم يكن كذلك ملا‬ ‫أرسل بطلب وليد جنبالط ليح ّرضه بعد أن “هدأ وراق” على اثر ما جرى له مؤخراً‪.‬‬

‫السعودية تدفع لبنان إلى الفتنة‬ ‫ولكن سعود الفيصل ذاهب الى طهران‪ ،‬يعني هذه االتصاالت التي تتم بني‬

‫ايران والسعودية أال ميكنها أن تؤسس حلل في لبنان؟‬ ‫لكن ايران متلك حسابات أخرى إضافة الى احلسابات اللبنانية‪ ،‬والعالقة‬ ‫االيرانية ـ السعودية ليست حسابات لبنانية‪ ،‬ونحن لسنا معنيني بهذه العالقة‬ ‫في النهاية ما يعنينا هو عملية التخريب السعودية التي تتم على أرضنا‪.‬‬ ‫السعودي لم ينسحب وهو يعتبر ان اتفاق دوحة يشكل ضربة وانكسارا ً له‪ ،‬كما‬ ‫لم يستوعب بعد الضربة التي وجهت حللفائه في بيروت‪ .‬هو ما زال مستمرا ً‬ ‫بعملية التخريب في املنطقة‪ ،‬في حني ان االميركي يحاول ان يرتاح قليالً استعدادا ً‬ ‫النتخاباته‪ ،‬رغم ان السعودي ينفذ اوامر االميركي ليس اال‪ ،‬وهو موظف صغير‬ ‫عنده‪ ،‬ولكن في املوضوع اللبناني لديه هامش معني يتحرك فيه وهو االستمرار‬ ‫بالتخريب‪ ،‬وإال كيف نفهم ما يحصل في البقاع والشمال؟! ال ميكننا أن نفهم‬ ‫ما يجري هناك سوى ان السعودي لم ينسحب بعد من املشكل‪.‬‬ ‫بتقديري االمر املزعج هو دخول السعودي بهذه الطريقة على امللف اللبناني‪،‬‬ ‫وزجه في الواجهة مجدداً‪ ،‬برغم اننا‬ ‫ومن هذا الباب‪ ،‬واإلتيان ببندر بن سلطان ّ‬ ‫كلنا نعرف الدور الذي لعبه االخير في مخيم نهر البارد‪ ،‬والدور التخريبي الذي‬ ‫لعبه على مستوى كل لبنان وكل املنطقة‪.‬‬ ‫برأيي هذا التصرف ال يشير الى اية ايجابية‪ .‬من هنا ارى ان عملية التأخير في‬ ‫تأليف احلكومة هي اكثر من مشكلة على حقائب هناك شيء اقليمي ما ما‬ ‫زال معقداً‪.‬‬

‫تغير ميزان القوى روّق جنبالط!‬ ‫بالعودة الى الوزير وليد جنبالط‪ ،‬ما زال منذ فترة هادئاً نوعاً ما‪ ،‬ومواقفه‬ ‫ّ‬ ‫مسهلة للحل‪ ،‬وكالمه دائماً عن ضرورة التسوية‪ .‬هل من الضروري ان يذهب‬ ‫الى السعودية ليعود بخطاب مغاير؟! اال تراهن على استمرار التهدئة‬ ‫واخلطاب التسووي في مواقف النائب وليد جنبالط؟‬ ‫انا رأيي اوال ً اسباب التهدئة عند وليد جنبالط هي التغير في موازين القوى‪،‬‬ ‫فهو طبعا ً يقرأ التطورات ورأى ان االميركي تخلى عن هذا الفريق (‪ 14‬آذار) الى‬ ‫حد ما طبعاً‪ ،‬وهناك تطورات اقليمية معينة ليست في مصلحة هذا الفريق‬ ‫والتطورات اللبنانية على األرض ايضا ً ليست في مصلحته‪.‬‬ ‫طبعا ً وليد جنبالط انكفأ ويعيد قراءته لالمور وبدأ التحضير لالنتخابات‬ ‫النيابية كي يخرج بأقل قدر من اخلسائر في االنتخابات النيابية املقبلة‪ .‬هذه هي‬ ‫خطته اجلديدة هو يريد أن يقوم “بإعادة متوضع” للحد من اخلسائر التي ميكن ان‬ ‫تلحق به جراء مواقفه السابقة في النهاية لديه كتلة من عشرين نائبا ً اليوم‪،‬‬ ‫وهذه الكتلة لن تكمل بعشرين نائبا ً في االنتخابات اجلديدة حتما ً سيخسر منها‬ ‫‪ 6‬أو ‪ 7‬نواب ال أدري‪ ،‬ولكن أنا اتخوف ايضا ً من ان تكون زيارته للسعودية نتيجة‬ ‫انزعاج السعودي من هذه التهدئة التي اظهرها وليد جنبالط في الفترة االخيرة‪.‬‬ ‫لو كان السعودي مرتاحا ً لهذه التهدئة ملا اضطر ان يرسل بطلب جنبالط للقائه‬ ‫وبحضور بندر بن سلطان‪ ،‬هذا السفير السعودي في لبنان (اخملرب الكبير الذي‬ ‫شارك أيضا ً في التخريب في لبنان بشكل كبير)‪ .‬بتقديري طبعا ً لم تكن الزيارة‬ ‫من باب تقدمي الشكر واالمتنان له على التهدئة! ولكن اآلن يوجد وضع جديد‬ ‫وتوازن قوى جديد على االرض مينع وليد جنبالط من التجاوب رمبا مع عملية‬ ‫التخريب السعودي برأيي‪ ،‬ولكن فلننتظر اي بني ان يخاف وليد جنبالط على‬ ‫“جلده” وبني ان يختار مصاحله مع السعوديني‪ ،‬اعتقد انه يخاف على جلده اكثر‪.‬‬

‫أنا متحرر من عقدة الفتنة السنية الشيعية!‬ ‫أنت قطب في املعارضة وعلى توافق تام مع حلفائك في املعارضة‪ ،‬ملاذا‬ ‫حزب اهلل مثالً ال يصدر مواقف قاسية جتاه السعودية او حركة امل او غيرهم؟‬ ‫ملاذا تنفرد وحدك في املواقف ضد السعودية؟ ام مراعاة للمسألة السنية ـ‬ ‫الشيعية؟‬ ‫نعم‪ ،‬طبعا ً بني حزب اهلل وحركة امل من جهة والسعودية من جهة اخرى‪،‬‬ ‫هناك املوضوع “السني ـ الشيعي” ورمبا يخافون من إثارته او يراعونه‪ .‬أنا ال املك‬ ‫هذه العقدة‪.‬‬ ‫ولكن السعوديني يعلمون أنك حليف حلزب اهلل وحركة امل‪ ،‬ورمبا يقولون انك‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪43‬‬


‫منبر نشاطات‬ ‫تتحدث باسمهم؟ يعني “هل عم تفشلن خلقن” حلزب اهلل وحركة امل؟!‬ ‫أبدا ً املسألة ليست “فشة خلق”‪ .‬انا ال اسأل احداً‪ .‬وفي بعض االوقات اكون في‬ ‫علي ان اخفف على السعوديني‪.‬‬ ‫مقابلة على تلفزيون املنار يكون هناك مت ٍّن ّ‬

‫تعودت قول احلقيقة‬ ‫ولكن هل تستجيب معالي الوزير؟ ال أظن!!‬ ‫(ضاحكاً) املسألة ليست عدم استجابة‪ ،‬وامنا انا تعودت ان اقول احلقيقة‬ ‫كما هي حتى لو على حساب نفسي أو حلفائي‪ .‬انا ارى ان السعودي يخرب في‬ ‫الساحة اللبنانية‪.‬‬ ‫يعني يفعل ذلك “نكاية” بالسوريني برأيك؟‬ ‫نعم‪ ،‬لم تلعب السعودية دورا ً ايجابيا ً أبدا ً جتاه لبنان؟‬ ‫السعودية استفادت من اللبنانيني بكفاءاتهم‬ ‫ألم تقدم شيئاً للبنان من ثالثني سنة وحتى اآلن؟ رغم ان نسبة كبيرة‬ ‫من اللبنانيني يرون انها ساعدت لبنان وخدمته اكثر من سوريا ومن اية دولة‬ ‫عربية أخرى؟‬ ‫ولكن قل لي أين خدمت السعودية لبنان وساعدته؟! اللبنانيون ليسوا‬ ‫بحاجة آلراء عبد اهلل بن عبد العزيز القيمة وال مؤلفاته الفكرية‪ ،‬هم بحاجة‬ ‫فقط ألمواله وهو أصالً ال ميلك شيئا ً سوى هذه االموال التي ميكن ان يقدمها‬ ‫للبنانيني‪.‬‬ ‫ولكن انا احتدث عن السنوات الثالثني املاضية‪ ،‬كان اللبنانيون يعملون في‬ ‫السعودية ويستفيدون!‬ ‫نعم ولكنهم يعملون بتعبهم مثل اي عمل ومكان آخر‪ .‬وكلنا نعلم افتقاد‬ ‫القضاء السعودي عن النزاهة‪ ،‬حيث لم يدخل لبناني في قضية مع سعودي‬ ‫وربحها خاصة في موضوع حتصيل حقه‪ .‬ال اريد ان ادخل في هذه التفاصيل ولكن‬ ‫ما يهمني ان اقوله هو ان السعودي لم يقدم لنا يوما ً افكارا ً “نيرة” وقيمة‪ ،‬ولم‬ ‫يكن مطلوبا ً منه ذلك اصالً كان املطلوب منه مد اللبنانيني باملال ولم يفعل‪.‬‬ ‫وآخرها في العدوان االسرائيلي في متوز املاضي دمر لبنان وعبد اهلل بن عبد العزيز‬ ‫اصدر بيانا ً غطى فيه هذا العدوان وقبلها عندما احتلت اسرائيل لبنان في ‪،1982‬‬ ‫ماذا فعل اللبنانيني وقبلها ايضا ً في ‪ !!!1978‬ماذا فعل للبنان؟!‬ ‫في حني ينتقدون االيراني‪ ،‬وال اريد ان اظهر وكأنني ادافع عن جهة اقليمية‬ ‫اخرى‪ ،‬ولكن االيراني دعم املقاومة في لبنان وساعدها في حترير ارضها‪ .‬السعودية‬ ‫ماذا فعلت لنا؟‬ ‫ذهبنا الى الطائف وقد وعدونا مبلياري دوالر وكذبوا علينا ولم يعطونا شيئاً‪.‬‬ ‫وفي متوز أتت االموال الى فؤاد السنيورة ولم ير اللبنانيون منها شيئا ً فليخبرونا‬ ‫اين ذهبت هذه االموال؟‬ ‫صرفها فؤاد السنيورة على مهرجانات تيار املستقبل عبر الهيئة العليا‬ ‫لالغاثة وعبر منح وزعها على ذوقه ملناطق ولقرى تؤمن له مصاحله السياسية‪.‬‬ ‫هذه الطريقة بالتعاطي تثبت ان السعودية ال تقدم امواال ً من باب املساعدة‬ ‫واخلدمة والعطاء وانها هي عمل سياسي ليضمن مصاحلها اخلاصة‪ .‬من ناحية‬ ‫اخرى كان الدور السعودي (من ثالث او اربع سنوات) موضع إجماع‪ .‬أما اليوم فـ‪%60‬‬ ‫من اللبنانيني يرفضون الدور السعودي وهذه سياسة غبية‪.‬‬

‫“الرئيس بري بيمون”‬ ‫بالعودة الى العائق الذي يقف امام تشكيل احلكومة انا اتذكر كالم الرئيس‬ ‫بري من اسبوعني في احلديث عن تشكيل احلكومة‪ ،‬عندما طرح توزير رئيس‬ ‫الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس اميل اجلميل‬ ‫قال عندها الرئيس بري اذا اردمت توزير سمير جعجع‪ ،‬نحن سنوزر وئام وهاب‬ ‫وناصر قنديل وأسعد حردان (مع حفظ األلقاب) انتم الثالثة دفعة واحدة في‬ ‫وجه سمير جعجع‪ ،‬ما الهدف من كالم الرئيس بري هذا؟‬ ‫علي‪ ،‬ال مشكلة ثانيا ً انا اشكر عاطفته‪ .‬ولكن ثالثا ً امتنى‬ ‫اوال ً الرئيس بري ميون ّ‬ ‫عليه اال يضعني في وجه سمير جعجع‪ ،‬فأنا ابن بيت ولي اخالقي وتربيتي ولم أؤذ‬

‫‪44‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫احدا ً في حياتي‪ ،‬وال اقبل ابدا ً بذلك‪ .‬الرئيس بري يعلم انه ال يهمني موضوع الوزارة‬ ‫او املركز ولم أفكر أبدا ً بهذه الطريقة‪ .‬ولكن اخالقي ال تسمح لي ان اوضع في هذا‬ ‫املوقع‪ ،‬رغم انه حصل شيء من هذا الطرح بني الرئيس بري وفؤاد السنيورة وأبلغه‬ ‫بذلك‪ ،‬ولم يكن “كرم أخالق” أن ينسحب سمير جعجع من مسألة توزيره‪.‬‬

‫سقوط جعجع‬ ‫ملاذا انسحب اذاً؟‬ ‫ألن فؤاد السنيورة وسعد احلريري ابلغاه انهما غير قادرين على “حمله”‪.‬‬ ‫حصل اجتماع بني الرئيس بري وفؤاد السنيورة وابلغه الرئيس بري انه اذا مت توزير‬ ‫سمير جعجع فستوزر املعارضة وئام وهاب وناصر قنديل واسعد حردان‪ ،‬فكان رد‬ ‫السنيورة بأنه غير قادر على حمل املوضوع‪ .‬فانتهت املسألة بإلغاء توزير سمير‬ ‫جعجع وأبلغه ان امر توزيره غير وارد‪..‬‬ ‫ولكن بالنسبة لي‪ ،‬املسألة هي أخالقية حتى مبجرد طرحها تؤذيني أخالقياً‪.‬‬ ‫الن ال اخالقنا مثله وال تصرفاتنا مثل تصرفاته‪ .‬واحلمد هلل لم نلوث ايدينا بالدم‪،‬‬ ‫ولم يدخلنا فلس من مال عام او من جيوب الناس (ال ننسى اخلوات التي كانت‬ ‫متارسها كل امليليشيات دون استثناء ومن بينها القوات اللبنانية)‪.‬‬ ‫نحن لسنا مثله ومثل امثاله‪ .‬انها مسألة اخالقية ولكن في السياسة ال‬ ‫مشكلة عندنا ميكن ان نكون في اي موقع تقتضيه مصلحة املعارضة‪ .‬بالنسبة‬ ‫لسمير جعجع كان يفكر في انه سيدخل الى احلكومة معتبرا ً انه اصيب بنكسة‬


‫في الدوحة‪ .‬وانا برأيي السجن كان أرحم وأستر له من اخلروج فكان فضيحة‬ ‫عندما خرج من السجن من ثالث سنوات الى اليوم اوالً‪ :‬تهويله وتأكيده على‬ ‫خروج الرئيس حلود من سدة الرئاسة قبل انتهاء واليته ولم يحصل‪ .‬ثانياً‪ :‬ثقته‬ ‫بعدم الذهاب الى الدوحة وحصل عكس ذلك‪ .‬ثالثاً‪ :‬تأكيده على رفض احلوار ثم‬ ‫حصل احلوار‪ .‬كل الكالم الذي كان يقوله كان يحصل عكسه متاماً‪.‬‬ ‫وفي النهاية أصيب باالنتكاسة التي حصلت له في الدوحة وظهر انه موظف‬ ‫عند آل احلريري‪ ،‬اي عرف حجمه في النهاية الذي لم يكن أبدا ً كما ص ّوره انه‬ ‫ممثل للمسيحيني وبديل عن العماد ميشال عون الذي جتاوزت زعامته مسيحيي‬ ‫الوطن الى خارج لبنان وكل الشرق‪ ،‬باالضافة الى غير املسيحيني في لبنان‬ ‫واخلارج‪ .‬وبالعودة الى مجريات الدوحة صار حلفاؤه في االتفاق في حني صدق هو‬ ‫االتفاق وامنا متحفظ‪ ،‬ولكن ماذا ينفع هذا التحفظ!! ثم عاد الى لبنان بعد إجناز‬ ‫هذا االتفاق‪ ،‬وحاول ان يقوم بشيء من التعويض فأراد الدخول في احلكومة ليثير‬ ‫مسألة سالح حزب اهلل ويذهب الى االنتخابات النيابية حتت هذا الشعار‪.‬‬ ‫وبعد أن دقق في االمر‪ ،‬وجد ان ال احد من الذين يتعاطون بهذا الشأن مطروح‬ ‫عندهم موضوع سالح حزب اهلل‪ ،‬ال احلريري وال وليد جنبالط وال حتى حلفاؤهم‬ ‫االقليميون والدوليون‪ .‬واظن انه اصبح خارج املوضوع وخارج الطرح‪ .‬ولكن اذا‬ ‫وفقه اهلل‪ ،‬ميكن ان يصبح نائبا ً بدال ً عن زوجته (رغم انها افضل منه وأداؤها‬ ‫افضل) ويأتي بنائب آخر معه من بشري‪ .‬هذا كل ما ميكن ان يفعله سمير جعجع‬ ‫“اذا اهلل وفقه”‪.‬‬ ‫كيف تصف عالقتك بالوزير طالل ارسالن؟‬ ‫ممتازة‪.‬‬ ‫نريد ألرسالن وزارة مهمة‬ ‫هناك كالم يقول العكس؟‬ ‫على العكس الوزير طالل هو مبثابة اخي الكبير (رغم أنني اكبر منه) كنا نقول‬ ‫دائماً‪ :‬عشنا سويا ً وكشخص واحد ألكثر من عشر سنوات‪ .‬فالسياسة طبعا ً ال‬ ‫تخلفنا مع بعضنا‪ .‬فنحن أخوة قبل وجود السياسة بيننا‪ ،‬رغم اننا على تواصل‬ ‫ببعضنا اينما كان الواحد منا‪ .‬ولكن لم تُفهم الفكرة التي قلتها‪ .‬ال يظن احد انه‬ ‫اذا اتى الوزير طالل الى احلكومة ال ميثلنا!! على العكس ميثلنا كمعارضة خير متثيل‪.‬‬ ‫ما قلته ان الوزير طالل ارسالن الذي جاء وزيرا ً اربع الى خمس مرات‪ ،‬والذي ميلك‬ ‫زعامة يجب ان يكون حلقيبة ممتازة (كالدفاع مثالً‪ ،‬عندها ميثلنا كمعارضة اكثر‬ ‫متثيل‪ .‬ولكن ان يطرحوا مثالً وائل ابو فاعور (مع احترامي له) وزيرا ً لإلعالم‪ ،‬واألمير‬ ‫طالل ارسالن وزير دولة‪ ،‬فهذا غير مقبول‪ .‬هذا ما قلته‪ .‬واعتبرت ان االستاذ فيصل‬ ‫الداوود هو على مسافة واحدة من الكل‪ ،‬ويصح ان نرى نحن في املعارضة حاجات‬ ‫بعضنا‪ .‬االستاذ فيصل ذاهب الى معركة في البقاع الغربي‪ ،‬والوزارة تساعده في‬

‫السعودي ينفذ اوامر االميركي‬ ‫ليس اال‪ ،‬وهو موظف صغير عنده‪،‬‬ ‫ولكن في الموضوع اللبناني‬ ‫لديه هامش معين يتحرك فيه‬ ‫وهو االستمرار بالتخريب‪،‬‬ ‫وإال كيف نفهم ما يحصل‬ ‫في البقاع والشمال؟!‬

‫هذه املعركة ودروز وادي التيم الذين يشكلون خزّان الدروز‪ ،‬ايضا ً يحق لهم بوزير‪ ،‬فهم‬ ‫في كل تاريخهم لم يحصلوا يوما ً على وزير من عندهم (من وادي التيم) من هنا كان‬ ‫طرحي حول االستاذ فيصل الداوود‪ ،‬ولكن هذا ال يعني ان الوزير طالل ال ميثلنا!!‬ ‫الوزير طالل ميثلنا جميعا ً كمعارضة‪ ،‬وهو جزء اساسي منها‪ ،‬وعلى العكس اذا‬ ‫كان املطروح وزارة مهمة فحتما ً سيكون املقترح االول لها‪.‬‬ ‫انا اقترحت هذا املوضوع حتى ال يلعبوا هذه اللعبة التي كانوا يلعبونها‬ ‫باستمرار‪ ،‬ألن هناك توازن قوى على االرض مختلف عن السابق‪ ،‬هناك هزمية‬ ‫ملشروع سياسي داخل الدروز‪ ،‬هناك شخص هو وليد جنبالط ُهزم‪ ،‬وانا ارفض ان‬ ‫يهزم الدروز التابعون له‪ ،‬الهزمية محصورة بشخص جنبالط الذي أخذ فريقا ً من‬ ‫الدروز الى مغامرة سياسية غير محسوبة‪ .‬من هنا توازن القوى اجلديد يجب ان‬ ‫يتيح للوزير طالل الفرصة بان يأخذ حقيبة الدروز االساسية طاملا انه قام ايضا ً‬ ‫بخطوات جبارة باجتاه إنقاذ جنبالط من ورطته‪.‬‬ ‫هل ينعكس التفاهم بني طالل ارسالن ووليد جنبالط على وئام وهاب‬ ‫كموقع؟‬ ‫أبداً‪ ،‬ألن اخلالف لم يكن على املوقع ومن يأخذ املوقع‪.‬‬

‫لم أكن خارج املعادلة‬ ‫بل جنبت الشوف املواجهة‬ ‫ولكن ظهر االلتفاف الدرزي – الدرزي الذي حصل بينهما خاصة بعد قصة‬ ‫اجلبل وكان وئام وهاب خارج املنحنى الدرزي العام؟‬ ‫هذا غير صحيح أبداً‪ ،‬وكانت هناك مشكلتان‪ ،‬واحدة في الشوف وأخرى في‬ ‫عاليه‪ .‬وانا استطعت في الشوف ان اجنب املنطقة مواجهة كبيرة‪ ،‬بالتعاون مع‬ ‫حزب اهلل وبعض مشايخ الطائفة‪ ،‬وعلى رأسهم الشيخ ابو محمد جواد ولي‬ ‫الدين (أطال اهلل بعمره)‪ .‬على العكس في الشوف لم حتصل مواجهة‪ .‬ولكن ملاذا‬ ‫هذا التفكير عند الناس بأنه يجب ان نعيش دائما ً على خالفات جنبالط – ارسالن؟!‬ ‫هذا الكالم عارٍ عن الصحة ونحن خارج هذا السباق ونحن أصالً مصنفون خارج‬ ‫التصنيف اليزبكي واجلنبالطي‪ ،‬اي نحن كتيار ال نؤمن بهذا الصراع‪.‬‬

‫لم يعد الدرزي قابالً للتقليد السياسي‬ ‫هل يعقل أال يكون الدرزي‪ ،‬قيسياً او ميينياً او يزبكياً او جنبالطياً؟‬ ‫هذه املسألة ال يفهمها اال البعض‪ .‬آل ارسالن مثالً ليسوا يزبكيني في التصنيف‬ ‫التقليدي‪ ،‬هم فريق ثالث كان يدعى حزب «الثالوث» ‪ ...‬وال يوجد صراع قيسي‬ ‫ميني في لبنان‪ ،‬فاليمنيون انتهوا في معركة عيندارة وأصبحوا في سوريا‪ .‬بقي‬ ‫القيسيون وحصل شجار بني القيسيني بني رجل كان يدعى يزبك العماد ورجل من‬ ‫آل جنبالط‪ ،‬هذا الشجار و ّلد انقساما ً يزبكيا ً جنبالطيا ً وقتها آل ارسالن شكلوا‬ ‫احلزب الثالث (الثالوث)‪ .‬هذا التصنيف فيه نوع من التضليل ايضاً‪ .‬باختصار‬ ‫لم يعد الدرزي (الذي يبيع أرضه ليعلم اوالده ويؤمن لهم مستقبلهم) يقبل‬ ‫بالتقليد السياسي فقط‪ .‬اليوم لم يعد احد بإمكانه ان يو ّرث كما ورث‪ ،‬هناك‬ ‫ظروف سمحت لوليد جنبالط أن يرث الزعامة مبوت والده بهذه الطريقة وتسلمه‬ ‫بعده رئاسة احلزب االشتراكي ودعم سوريا له باملال والرجال والسالح وكل أشكال‬ ‫الدعم مدة خمسة وعشرين سنة‪ .‬ولكن هذه الظروف ال تأتي كل يوم‪.‬‬ ‫وكانوا يعرفون جيداً وليد جنبالط!!‬ ‫لألسف هذه غلطة‪...‬‬

‫أية مصاحلة والناس ما زالت مهجرة؟‬ ‫ثم كانت مصاحلة اجلبل برعاية البطريرك وفتح صفحة جديدة (ان شاء‬ ‫اهلل تشمل اجلميع)‪.‬‬ ‫طبعاً‪ ،‬لكن يهمنا ان نلتفت قليالً الى الناس‪ .‬ال يجوز ان يتصاحلوا هم من‬ ‫حوالى ‪ 8‬سنوات‪ ،‬والناس ما زالت مهجرة من بيوتها وما زال املهجرون من‬ ‫الطائفتني حتى اليوم‪ ،‬لم يقبضوا تعويض بيوتهم التي هدمت!!‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪45‬‬


‫منبر نشاطات‬ ‫‪..‬ولكن من الذي قبض؟‬ ‫«الش ّبيحة»‪..‬‬ ‫«الش ّبيحة» في كل عرس لهم قرص!‬ ‫ملياري دوالر؟؟‬ ‫نعم‪« ،‬ش ّبيحة»‪ .‬هل يجوز ملن يسكن في منزل مدة خمس عشرة سنة دون أن‬ ‫يدفع رسوم املاء والكهرباء والهاتف وغيرها‪ ،‬ان تعطيه تعويضا ً إلخالء املنزل‪ ،‬وال‬ ‫تعطي في املقابل تعويضا ً لصاحب املنزل كي يرممه ويعود إليه؟! هناك مناطق عديدة‬ ‫امثلة على ذلك في الشوف والشحار وغيرهما ولم تشملها عودة املهجرين؟؟‬ ‫ملاذا حتديدا ً في منطقة كفرمتى لم تتم العودة‪ ،‬رغم ان الناس من دروز‬ ‫ومسيحيني يرغبون باملصاحلة ومستعدون للعودة؟‬ ‫املشكلة ليست في أبناء كفرمتى كما يص ّورها وليد جنبالط‪ ،‬فهم مع‬ ‫املصاحلة ويريدون اعادة اعمار منازلهم‪ ،‬ولكن املشكلة في بعض الناس الذين‬ ‫يشغلهم وليد جنبالط في هذه امللفات‪ ،‬حيث يحاولون املتاجرة فيها واستغالل‬ ‫حقوق الناس‪ .‬واعتقد انه قصد بكالمه سماحة الشيخ ناصر الدين الغريب‪ .‬ولكن‬ ‫سماحة الشيخ حريص جدا ً على وحدة اجلبل واملصاحلة فيه‪ .‬وهذه احلجج غير‬ ‫صحيحة‪ .‬املسألة هي مسألة جتارية‪ :‬دفع في كفرمتى ‪ 45‬مليون دوالر‪ ،‬وامللف لم‬ ‫يتمم بعد‪ .‬واملسيحيون ناقمون أكثر من املسيحيني على هذا املوضوع‪ ،‬ألنه تبينّ‬ ‫الكثير من امللفات الوهمية املركبة (قرية فيها ‪ 300‬بيت‪ ،‬يقبض فيها عن ‪900‬‬ ‫بيت‪ ،‬كيف ذلك؟!)‪ .‬باالضافة الى ان كفرمتى دفعت ثمنا ً كبيراً‪ ،‬ويجب ان يصار‬ ‫الى اقامة مشاريع استثمارية فيها كنوع من التشجيع على العودة‪ .‬فال يوجد‬ ‫فيها شيء يشجع على العودة‪ ،‬ال بل ساكنيها هم مهجرون في ارضهم‪ .‬ففي‬ ‫اجلبل كانت هناك هجرتان‪ ،‬هجرة املسيحيني وهجرتنا‪ ،‬فالفقر وانعدام السياحة‬ ‫واالقتصاد واملؤسسات أليست أشكاال ً مختلفة للهجرة؟!‬ ‫ولكن النائب وليد جنبالط حوّل الشوف الى منطقة منوذجية؟! الشجر‬ ‫والطرقات وممنوع الصيد‪ ...‬هناك حفاظ على البيئة؟‬ ‫أوال ً الشجر كان وما يزال موجودا ً في اجلبل‪ ،‬هذه هي طبيعة املنطقة‪،‬‬ ‫وليست من فعل وليد جنبالط‪ ،‬على العكس هناك عمليات حرق للكثير من‬ ‫قصها‪ .‬ال يكفي ان يكون عندنا جبال وقرى جميلة والناس‬ ‫االحراش ومن ثم ّ‬ ‫فيها او معظمهم مهاجرون‬

‫منذ سنة قلت بضرورة ترك جنبالط‬ ‫املسرح السياسي‬ ‫كتب في جريدة االخبار من يومني مقال مميز جاء فيه‪ ،‬ان وليد جنبالط كان‬ ‫في جلسة ما مع املقربني منه وطرح مسألة خالفته ونقل العباءة والزعامة‬ ‫السياسية الى ابنه تيمور‪ .‬وكان يسأل املوجودين عن رأيهم وامتعاضه من‬ ‫ّ‬ ‫يحضره لألمر‪..‬‬ ‫الوضع في البلد ورغبته في املغادرة وتسليم تيمور مكانه وأنه‬ ‫ً‬ ‫ما رأيك بهذا الكالم؟؟ وما مدى صحة ما نقل عن لسان جنبالط (طبعا مع‬ ‫ثقتنا مبصداقية جريدة األخبار)؟‬ ‫انا قلت هذا الكالم من سنة‪ ،‬وبرأيي وليد جنبالط لم يعد له مكان في املعادلة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬في السياسة طبعاً‪ ،‬عاجالً ام آجالً‪.‬‬ ‫هل هذا ما كنت تقصده منذ قليل عندما حتدثت عن عدم إمكانية التوريث؟‬ ‫اظن أن وليد جنبالط سيكون آخر اإلقطاعيني الدروز‪ ،‬اضافة الى ان هناك‬ ‫الكثير من الكفاءات واإلمكانات في الدروز‪ .‬ال يجوز ان يبقى الدروز خارج كل ما‬ ‫يحصل‪ .‬فاملسيحيون والسنة والشيعة كلهم انتهوا من إقطاعهم‪ .‬كانت هناك‬ ‫ظروف معينة أمنت لوليد جنبالط االستمرار‪ ،‬وأكدنا سابقاً‪ ،‬وهذه الظروف غير‬ ‫متوفرة البنه‪ ،‬ولكن برأيي قد يفكر جديا ً بتسليم ابنه‪ ،‬ألنه يرى انه ليس بإمكانه‬ ‫ان يستمر في السياسة‪ .‬لبنان في ظل هذه املعطيات التي حصلت في كل‬ ‫املنطقة وتغير كل ما كان يراهن عليه في املرحلة السابقة‪ .‬وخروجه هذا يحفظ‬ ‫شيئا ً من زعامة عائلته وبيته‪.‬‬ ‫انسحاب قطب كبير ودرزي من املعادلة األكثرية او املعادلة السياسية اال‬ ‫يؤثر على الفريق اآلخر‪ .‬وانا اقول انه سيحصل في وقت ما او رمبا ال يحصل‪،‬‬ ‫ولكن هذا التوجه هل ينسحب ايضاً على باقي افرقاء املواالة؟‬ ‫أظن ان كل ما قلته من ‪ 4‬سنوات حتى اآلن‪ ،‬حصل‪ .‬وآخره ما قلته لهم انهم‬

‫‪46‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الدور السعودي كان منذ‬ ‫ثالث او اربع سنوات‬ ‫موضع إجماع‪ .‬أما اليوم فـ‪%60‬‬ ‫من اللبنانيين‬ ‫يرفضون الدور السعودي‬ ‫وهذه سياسة غبية‬ ‫سيلقنون درسا ً اذا استمروا بتصرفاتهم‪ ،‬وخالل ساعات يحسم االمر‪.‬‬ ‫اريد ان اقول امراً‪ ،‬هناك ثالثة اشخاص انا ال اراهم في املعادلة السياسية‬ ‫املقبلة هم‪ :‬سمير جعجع ووليد جنبالط وسعد احلريري‪.‬‬ ‫يعني هؤالء الثالثة هم املواالة‪ ،‬طبعاً مع الرئيس امني اجلميل!!‬ ‫امني اجلميل غير موجود‪ .‬هو اشاعة‪ .‬استطاع كميل خوري ان يسقطه في‬ ‫انتخابات املنت!! ماذا بقي منه‪.‬‬ ‫‪ ..‬ولكن أحتدث عنه كجزء من املواالة؟‬ ‫هو غير موجود‪ .‬وهو زعامة محلية على مستوى املنت (‪ 5-4‬آالف صوت) وليس‬ ‫زعامة لبنانية‪.‬‬ ‫ولكن اعتقد أنه لن يخرج من احلياة السياسية وإمنا قد يسافر‪....‬‬ ‫ولكن هل إطالق املواقف هو معيار الوجود او عدمه في احلياة السياسية؟‬

‫لـ»السيد» حضور على مستوى األمة!‬ ‫طبعاً احلركة السياسية التي يقوم بها‪ ،‬تثبت وجوده على الساحة‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫‪...‬ولكن سماحة السيد حسن نصر اهلل مثالً يطل كل فترة طويلة!! ولكن ال‬ ‫يجب «أن نضع السيف بجانب العصا» ولكن املسالة ليست هنا في الشخصية‬ ‫االفضل‪« ،‬السيد» له حضور على مستوى االمة (املقارنة غير واردة)‪ .‬ولكن سعد‬

‫والحمد هلل لم نلوث ايدينا بالدم‪،‬‬ ‫ولم يدخلنا فلس من مال عام‬ ‫او من جيوب الناس‬ ‫(ال ننسى الخوات التي كانت تمارسها‬ ‫كل الميليشيات دون استثناء‬ ‫ومن بينها القوات اللبنانية)‬


‫احلريري غائب في السياسة‪ .‬وهو ميثل زعيم األكثرية‪ ،‬وبأمر من السعودية مينعه‬ ‫ان يكون رئيسا ً للحكومة‪ ،‬النهم ما زالوا يريدون استخدام فؤاد السنيورة‪ ،‬لم‬ ‫يعد يتجرأ ان يرشح نفسه لرئاسة احلكومة!! مع ان سعد احلريري يعرف انها‬ ‫ميكن ان تكون آخر فرصة له‪ .‬بتقديري رحيل سعد احلريري لن يترك فراغاً‪ ،‬ألن هناك‬ ‫زعامات سنية كثيرة ميكن ان حتل مكانه (ليلى الصلح مثالً‪ ،‬جنيب ميقاتي‪ ،‬عمر‬ ‫كرامي‪ ،‬سليم احلص‪ ،‬اسامة سعد‪ ،‬عبد الرحيم مراد‪.)..‬‬ ‫‪ ...‬ولكنك لم تس ِّم وال اسم واحد من املواالة؟!‬ ‫ال يوجد في املواالة سنّة‪ ،‬باستثناء سعد احلريري‪..‬‬ ‫بهيج طبارة مثالً؟‬ ‫مع احترامي لبهيج طبارة‪ ،‬ولكنه لم يطرح نفسه لزعامة سياسية سنية أو‬ ‫يريد ان يعمل في السياسة‪.‬‬ ‫‪ ..‬ومحمد الصفدي؟!‬ ‫مع احترامي له‪ ،‬هو غير موجود برأيي‪ ،‬وكنت امتنى ان «يقبض نفسه» أكثر‬ ‫مطروحا ً لرئاسة احلكومة‪ ،‬لكنه فاق ورشح سعد احلريري!! هذا ال يجوز‪.‬‬ ‫ولكن رمبا فعل ذلك من باب متاسك قوى ‪ 14‬آذار!!‬ ‫ال يجوز‪ ،‬أهانوه كثيرا ً في طرابلس «وبهدلوه» في النهاية يجب أن يقف عند حدود‬ ‫كرامته‪ ،‬اال اذا كان قديسا ً فليترهنب‪ .‬ماشي احلال) او يصبح شيخا ً ويذهب الى اجلامع؟‬ ‫ولكنه يعمل في السياسة‪ .‬باختصار برأيي محمد الصفدي ليس على مستوى‬ ‫و»عميل خير»‪ ،‬وله وضعيته في طرابلس‪.‬‬ ‫الزعامة السنية‪ ،‬علما ً انه رجل «آدمي» ّ‬

‫علي‪،‬‬ ‫الرئيس بري يمون ّ‬ ‫ال مشكلة‪ ،‬ثانياً انا اشكر عاطفته‪.‬‬ ‫ولكن ثالثاً اتمنى عليه اال يضعني‬ ‫في وجه سمير جعجع‪،‬‬ ‫فأنا ابن بيت ولي اخالقي وتربيتي‬ ‫ولم أؤذ احداً في حياتي‪،‬‬ ‫وال اقبل ابداً بذلك‪.‬‬

‫معادلة وزير الدفاع وقائد اجليش‬ ‫في موضوع قيادة اجليش (ولو كنا نطرحه مسبقاً)‪ ،‬ولكن ما اهميته في‬ ‫املرحلة املقبلة‪ ،‬شخص قائد اجليش املقبل ودور اجليش‪ .‬وهل ترى انه رمبا‬ ‫ستكون هناك مشكلة ستطرح من اآلن على تسمية قائد اجليش؟‬ ‫على قائد اجليش اوال ً أن يعمل على حتييد هذه املؤسسات عن الصراعات‬ ‫السياسية ومنع تدخل السياسيني فيها ألن أي تدخل سياسي فيها قد يضربها‪.‬‬ ‫وقائد اجليش اضافة الى كونه عسكريا ً ولديه خبرته العسكرية‪ ،‬يجب أن‬ ‫تكون له عالقة بالسياسة املوجودة في البلد‪ ،‬ألن قيادة اجليش هي موقع سياسي‬ ‫عسكري أيضاً‪ ،‬وليس عسكريا ً بالكامل فقط‪.‬‬ ‫وقيادة اجليش لها اهمية كبرى في موضوع التنسيق مع املقاومة وحتى مع‬ ‫السوريني‪ .‬فالرئيس ميشال سليمان حافظ على هذا التنسيق عندما كان قائدا ً‬ ‫للجيش استطاع ان يؤمن الذخيرة في نهر البارد من محروقات ودعم وما إلى‬ ‫ذلك‪ .‬واليوم أكثر طرق دعم اجليش اللبناني هو سوريا‪ ،‬رغم ما كان يتم تصويره‬ ‫من دعم اميركي للجيش من سيارات وأمور ال قيمة لها ال تساهم في تسليح‬ ‫اجليش‪ ،‬الن اميركا طبعا ً لن تقدم للجيش اللبناني السالح الذي ميكن ان يشكل‬ ‫خطرا ً ولو بسيطا ً جدا ً على االسرائيليني‪ .‬فقيادة اجليش موقع مهم جدا ً هو برأيي‬ ‫جزء من موضوع التأليف‪.‬‬

‫السجن كان‬ ‫أرحم وأستر‬ ‫لجعجع من الخروج منه‬ ‫ال يوجد في المواالة ّ‬ ‫سنة‪،‬‬ ‫باستثناء سعد الحريري‪..‬‬

‫هل تعني أن ال اتفاق على السلة او تأليف احلكومة سيكون مترافقاً مع‬ ‫اسم قائد اجليش؟‬ ‫برأيي لن يوافق على اسم وزير الدفاع من دون االتفاق على شخص قائد اجليش‬ ‫وعلى مدير اخملابرات‪.‬‬

‫املر رايح على احلج والناس راجعة‬ ‫سأسألك رأيك السياسي كما عوّدتنا ان تقوله بصراحة في موضوع وزارة‬ ‫الدفاع والوزير الياس املر‪ ،‬هل سيكون في وزارة الدفاع ام سيذهب الى بيته‪،‬‬ ‫كما قال إذا لم َ‬ ‫يعط هذه الوزارة؟‬ ‫أنا ال ميكنني في موضوع الياس املر ووالده ميشال املر اال ان احترم صداقتي‬ ‫علي‪ .‬واذا‬ ‫معهما‪ ،‬وانا بصراحة احب ابو الياس رغم مالحظاتي عليه ومالحظاته ّ‬ ‫كان هناك من نصيحة ما اقولها له وجها ً لوجه‪ ،‬ولكن سأضطر هذه املرة ان‬ ‫اقولها على التلفزيون مع محبتي وتقديري ألبو الياس‪ .‬اقول له الناس عائدة من‬ ‫احلج وأنت رايح‪ .‬الناس «هربانة» من ‪ 14‬آذار وانت رايح‪ ،‬رغم انه لن يذهب الى ‪14‬‬ ‫آذار‪ ،‬ولكن ما حصل بينه وبني ميشال عون أظهره وكأنه ذاهب الى مكان آخر‪.‬‬ ‫املهم ما بعد الياس املر وكابوس املالية!‬ ‫ختاماً في مسألة الوزير الياس املر‪ ،‬هل هناك مشكلة على وزارة الدفاع‪،‬‬ ‫وعلى الياس املر حتديداً؟ وملاذا رفضه حزب اهلل؟‬ ‫أبدا ً ممكن أن يأتي وزيرا ً للداخلية مثالً‪ ،‬ال أعلم‪ ..‬ولكن‪..‬‬ ‫يعني ليست املسألة مسألة احلقيبتني السياديتني؟‬ ‫هناك حقيبة سيادية لرئيس اجلمهورية‪ ،‬هذا ما ورد في اتفاق الدوحة‪.‬‬ ‫وهناك حقيبتان سياديتان للمعارضة وحقيبتان سياديتان للمواالة‪ .‬ميكن‬ ‫أن يكونوا اعتبروا ان العدلية واحدة منها‪ ،‬آخذين باالعتبار مسألة احملكمة‬ ‫الدولية‪ ،‬رمبا فليأخذوها وليعطوا العماد ميشال عون كما هو مطروح املالية‬ ‫او الدفاع‪ .‬أين املشكلة؟‬ ‫ملاذا «ينقزون» عندما نكلمهم باملالية؟ ألنه سيدخل في امللفات املالية يبدأ‬ ‫باحملاسبة ويفضح «مغارة علي بابا واألربعني حرامي»‪ .‬ملاذا يخيفهم هذا امللف‬ ‫الى حد ان ينفخوا حربا ً اهلية على العماد عون‪ .‬في النهاية لبنان ذاهب الى‬ ‫االفالس‪ ،‬هناك استحقاقات ‪ 7‬مليارات دوالر والعهد اجلديد واحلكومة اجلديدة‬ ‫آتية في إفالس تام في البلد وال يوجد مال فيه‪ .‬وهم ما زالوا يخافون من املالية‬ ‫ويستولون عليها و»السرقة رايحة وجايي»‪.‬‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪47‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫بعد تقليده قالدة بالد الرافدين تقديراً لدوره الوحدوي‬

‫وهاب‪ :‬تكامل مقاومة قومية شاملة‬ ‫يصوغ منطقتنا وفق تطلعاتنا‬ ‫في ‪ 2008/6/20‬التقى رئيس تيار‬ ‫التوحيد اللبناني الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب وفدا ً من اجمللس املركزي‬ ‫لشيوخ العشائر العراقية والعربية‬ ‫برئاسة الشيخ علي الدليمي الذي‬ ‫ّ‬ ‫قلده قالدة بالد الرافدين نظرا ً لدوره‬

‫في تعميق فكر وثقافة املقاومة‬ ‫والعمل على التقارب بني الشعبني‬ ‫اللبناني والعراقي‪.‬‬ ‫استهل الشيخ علي الدليمي‬ ‫ً‬ ‫الكالم متوجها إلى وهاب واملشايخ وهاب يتلقى قالدة بالد الرافدين‬ ‫احلاضرين‪:‬‬ ‫«بسم اهلل الرحمن الرحيم مرحبا ً‬ ‫بالضيوف الكرام‪ ،‬مرحبا ً مبشايخ العراق ومشايخ سوريا‪ ،‬مرحبا ً‬ ‫بكل املشايخ‪ .‬في هذه املناسبة السعيدة‪ ،‬نتقدم إلى معالي الوزير‬ ‫اللبناني األستاذ وئام وهاب رئيس تيار التوحيد اللبناني ملواقفه‬ ‫العربية األصيلة جتاه توحيد الشعبني اللبناني العراقي ومواقفه‬ ‫جتاه أمتنا العربية واإلسالمية يتقدم اجمللس املركزي لشيوخ العشائر‬ ‫العراقية والعربية بتقدمي قالدة بالد الرافدين في هذه املناسبة إلى‬ ‫معالي السيد الوزير»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثم عقب الوزير وهاب شاكرا اللفتة العراقية الكرمية‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫«أوال ً أشكر اإلخوة العراقيني‪ ،‬اإلخوان الذين ميثلون نبض العراق‬ ‫وروح العراق وعروبة العراق‪ ،‬هذه العروبة التي نتمسك بها‬ ‫ونتمسك باستمرار هذا البلد كأساس في هذه األمة‪ .‬وطبعا ً كل‬ ‫املصائب املتجددة على هذه األمة هي بسبب االحتالل األميركي‬ ‫للعراق وهو النكسة الكبرى الثانية التي أصيبت بها األمة بعد‬ ‫اغتصاب فلسطني‪ .‬ولكن ما يعزينا أن املقاومة العراقية لم‬ ‫تنتظر طويال ً ولن تنتظر أحدا ً ليدعمها في هذه األمة‪ ،‬ورمبا وجدت‬

‫املقاومة العراقية نفسها في بعض‬ ‫األحيان وحيدة إال من دعم بعض‬ ‫األشقاء كسوريا وبعض املقاومات‬ ‫العربية‪ ،‬ولكن هذه املقاومة‬ ‫العراقية لم تنتظر طويال ً بل بادرت‬ ‫منذ الساعات األولى‪ ،‬وهذه املبادرة‬ ‫كانت هي األساس في إسقاط‬ ‫املشروع األميركي في كل املنطقة‪،‬‬ ‫فلوال العراق ولوال املقاومة العراقية‬ ‫لكان األميركيون اليوم يحتلون‬ ‫كل املنطقة بينما نرى اليوم بأن‬ ‫األميركيني يفتشون عن خروج‬ ‫يحفظ ماء وجههم من العراق‪.‬‬ ‫ولكن أمتنى أال يستبدل االحتالل على األرض باحتالل من نوع آخر‬ ‫تفرضه بعض املعاهدات التي بدأنا نشاهدها اليوم‪ ،‬فهذه األمة‬ ‫تنظر إلى مقاومتكم‪ ،‬تنظر إلى رفضكم لهذه املعاهدات التي‬ ‫تستعمر العراق لعشرات السنني‪ .‬اعلموا بأن هذا املشروع األميركي‬ ‫بدأ يلفظ أنفاسه وهذا اللعني اجملرم جورج بوش سيذهب قريبا ً إلى‬ ‫مزبلة التاريخ‪ ،‬وهذا بفضلكم وبفضل املقاومات األخرى‪ .‬طبعا ً‬ ‫هناك تكامل بني املقاومات‪ ،‬ال شك في أن املقاومة العراقية لها‬ ‫فضل كبير‪ ،‬املقاومة اللبنانية كان لها فضل كبير خالل حرب متوز‬ ‫عندما هزمت اإلسرائيليني وهزمت املشروع األميركي في املنطقة‪.‬‬ ‫وها نحن وإياكم اليوم نرسم شرق أوسط جديدا ً بديال ً عن الشرق‬ ‫األوسط الذي أراده جورج بوش‪.‬‬ ‫أشكركم جزيل الشكر وأؤكد لكم بأننا نحن بتصرفكم‪ ،‬بتصرف‬ ‫هذا الشعب العظيم‪ ،‬بتصرف هذا الشعب الذي احتل عشرات‬ ‫املرات قبل ذلك ولم يركع‪ .‬بقي العراق عربيا ً إسالميا وسيبقى‬ ‫كذلك»‪.‬‬

‫رئيس «تيار التوحيد» يشكر أمير قطر‬ ‫يتقدم رئيس “تيار التوحيد اللبناني” الوزير السابق وئام وهاب‪،‬‬ ‫وقيادة وأعضاء بالشكر واالمتنان لدولة قطر الشقيقة‪ ،‬بعد‬ ‫اجلهود الكبيرة التي بذلتها من اجل جمع شمل اللبنانيني ورفع‬ ‫املعاناة عنهم‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ويخص “تيار التوحيد اللبناني” سمو األمير الشـــيخ حــمد‬ ‫بن خليفة الثاني‪ ،‬أمير دولة قطــر ورئيــس وزرائه حــمد بن‬ ‫جاســـم‪ .‬مــع التمنيات باخلير واالزدهار للشعب القطري‬ ‫الشقيق‪.‬‬


‫وهاب‪ :‬أمر عمليات سعودي بتخريب لبنان‬ ‫جعل المفتي الصامت دهراً ينطق كفراً‬

‫الرئيس حلود اثناء استقباله وهاب‬

‫استقبل الرئيس إميل حلود في دارته في اليرزة‬ ‫رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب وجرى عرض للتطورات السياسية في‬ ‫البالد‪.‬‬ ‫وقال وهاب بعد اللقاء‪ :‬بحثنا مع فخامة‬ ‫الرئيس كل املؤشرات املقلقة التي شهدناها‬ ‫مؤخراً‪ .‬ومن الواضح أن هناك أمر عمليات سعوديا ً‬ ‫صادرا ً عن امللك عبداهلل بن عبد العزيز بتخريب‬ ‫الوضع في لبنان‪ ،‬هذا األمر ظهر واضحا ً من خالل‬ ‫تصريح املفتي محمد رشيد قباني‪ ،‬خالل اليومني‬ ‫املاضيني‪ ،‬هذا املفتي الذي سكت شهرا ً ونطق‬ ‫كفراً‪ ،‬ثم من خالل استقبال إحدى شخصيات‬ ‫‪ 14‬آذار بحضور األمير بندر بن سلطان‪ .‬وواضح‬ ‫أن هذه الشخصية بدأت بتصعيد الوضع بعد‬ ‫زيارة السعودية‪ ،‬ألن السعودية لم تنسحب‬ ‫من املشكلة اللبنانية بعد‪ .‬ومن الواضح بأن‬ ‫السعودية مازالت عند قرارها بتخريب الوضع‬ ‫في لبنان‪ .‬ما نتمناه أن تنسحب هذه الدولة من‬ ‫شؤوننا الداخلية وأن تتركنا وشأننا وأن توقف‬ ‫التخريب خدمة إلسرائيل وأميركا على الساحة‬ ‫اللبنانية‪.‬‬

‫وأشار وهاب إلى الغيرة املفاجئة والتي ظهرت‬ ‫مؤخرا ً على حترير مزارع شبعا من قبل البعض‪،‬‬ ‫خصوصا ً بعد مجيء رايس‪ .‬وقال وهاب‪ :‬أقول‬ ‫باسم كل املقاومني في لبنان السالح غير مرتبط‬ ‫مبزارع شبعا‪ ،‬وإذا أعادوا مزارع شبعا فأهالً وسهالً‬ ‫وهذا ما نريده‪ ،‬أما أن يعيدوا مزارع شبعا لكي‬ ‫يكون الهدف اآلخر للموضوع نزع سالح املقاومة‬ ‫إلراحة إسرائيل‪ ،‬فهذا لن يحصل‪ ،‬فموضوع‬ ‫السالح مرتبط بالسالم وإذا لم يحصل السالم‬ ‫فهذا السالح غير مطروح للبحث وال أحد ميلك‬ ‫احلق مبناقشة هذا السالح وسحبه‪ ،‬وحتى حزب‬ ‫اهلل نفسه ال ميلك هذا احلق‪ ،‬هذا السالح هو ملك‬ ‫كل اللبنانيني والعرب في ضوء املواجهة املفتوحة‬ ‫مع إسرائيل‪ .‬وإذا كان البعض يسعى إلى حترير‬ ‫مزارع شبعا بهذا الهدف فننصح هؤالء بالكف‬ ‫عن هذه الطروحات‪ ،‬ألن موضوع مزارع شبعا ال‬ ‫يحل مسألة السالح‪.‬‬ ‫وتطرق وهاب الى موضوع البنود السبعة التي‬ ‫حتدث عنها رئيس احلكومة فقال للسنيورة‪:‬‬ ‫«انقعهن واشرب م ّيتهن للبنود السبعة»‪.‬‬ ‫وهذه البنود فرضها فؤاد السنيورة حتت القصف‬

‫اإلسرائيلي وسقطت وأصبحت من املاضي‪ .‬وعلى‬ ‫فؤاد السنيورة أن ينفذها وحده‪ ،‬ألن املعارضة غير‬ ‫ملزمة بهذه البنود وكذلك املقاومة‪ .‬وال ميكن‬ ‫ألي كان التجاوب مع هذه النقاط التي حاول‬ ‫أن يفرضها السنيورة مستفيدا ً من القصف‬ ‫اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وردا ً على سؤال‪ :‬هل والدة احلكومة مسألة‬ ‫طويلة؟ قال وهاب‪ :‬والدة احلكومة ستكون طويلة‬ ‫في ظل احملاوالت لتطويق العماد ميشال عون وللرد‬ ‫على ما حققه ميشال عون في الدوحة‪ .‬طبعا ً‬ ‫هناك موظفون مسيحيون في تيار املستقبل‬ ‫وشركة أوجيه يسمون أنفسهم قيادات ‪ 14‬آذار‬ ‫يحاولون االستفادة مما يحصل لتطويق العماد‬ ‫ميشال عون‪ .‬وليعلم اجلميع في هذا البلد‬ ‫والقريب والبعيد‪ ،‬فال نبيه بري وال حزب اهلل وال‬ ‫كل املعارضة من املمكن أن تخون العماد ميشال‬ ‫عون في موضوع احلكومة‪ .‬الوزارة السيادية حق‬ ‫مليشال عون وبدون هذه الوزارة السيادية فال‬ ‫حكومة‪ ،‬واملعارضة تستعد ملرحلة أخرى وخلطوة‬ ‫أخرى وهي جاهزة لتوجيه أي ضربة تأديبية ألي‬ ‫شخص سيحاول اإلطاحة باتفاق الدوحة‪.‬‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪49‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫وهاب استقبل السفير اإلماراتي في الجاهلية‬

‫من اليمني زوجة السفير االماراتي‪ ،‬وهاب‪ ،‬السفير محمد سلطان السويدي والسيدة وهاب‬

‫استضاف رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب وعقيلته‬ ‫السيدة لني سفير دولة االمارات العربية املتحدة محمد سلطان السويدي‬ ‫وعقيلته صوفيا في دارتهما في اجلاهلية‪.‬‬ ‫وكان بحث في العالقات الثنائية اللبنانية االماراتية‪ ،‬ومستجدات تطبيق‬ ‫اتفاق الدوحة‪ ،‬حيث اكد السفير االماراتي استمرار اتفاق الدول العربية على‬ ‫دعم التوافق في لبنان‪ .‬واتفق الفريقان على ضرورة االسراع في تشكيل‬

‫احلكومة اللبنانية حسب اتفاق الدوحة‪.‬‬ ‫وحتدث السفير االماراتي عن الواقع االجتماعي واالقتصادي لبلده‪ .‬وبدوره‬ ‫شكر وهاب الدول العربية على اهتمامها االخوي بلبنان‪ .‬واتفقا على استمرار‬ ‫التواصل بني الطرفني‪.‬‬ ‫واستبقى وهاب وعقيلته السفير السويدي وعقيلته على مائدة الغذاء‪،‬‬ ‫الذي شكره على استضافته‪.‬‬

‫‪...‬وزار‬ ‫رئيس الجمهورية‬

‫ارئيس سليمان مجتمعا ً مع وهاب‬

‫‪50‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫زار رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب رئيس اجلمهورية العماد ميشال سليمان‬ ‫وبحث معه في االوضاع العامة في البالد‪ ،‬اضافة‬ ‫الى ملفات تتعلق بشؤون الطائفة الدرزية‪.‬‬ ‫واشار الوزير وهاب بعد اللقاء الى انه “ملس‬ ‫عند رئيس اجلمهورية تفاؤال ً في ما يتعلق مبوضوع‬ ‫تشكيل احلكومة العتيدة”‪ ،‬وامل ان تشهد‬ ‫الساعات املقبلة والدة مخرج لهذا املوضوع يرضي‬ ‫اجلميع‪ .‬ومن جهة ثانية‪ ،‬لفت الوزير وهاب الى انه‬ ‫مت التطرق خالل اللقاء الى موضوع التمثيل الروحي‬ ‫الدرزي‪ ،‬مؤكدا ً “ان هذه املسألة درزية داخلية يجب‬ ‫ان تناقش داخل البيت الدرزي‪ ،‬الن توحيد املشيخة‬ ‫مت في العام ‪ ،2000‬مبوافقة كل النواب الدروز‪،‬‬ ‫وبالتالي ان فخامة الرئيس غير مسؤول عنها”‪.‬‬


‫نشاطات مكتب العالقات الخارجية‬ ‫السفارة الرومانية‬ ‫قامت مسؤولة العالقات اخلارجية فريال ابو ذياب في تيار التوحيد اللبناني‬ ‫بزيارة سفارة رومانية في بعبدا حيث التقت السفير دانيال ن تناسى‪ ،‬عبرت‬ ‫فيها عن حتيات رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب ورغبته‬ ‫بتنسيق العالقات الدبلوماسية بني الطرفني واكد السفير الروماني ترحيبه‬ ‫مببادرة الوزير وهاب مشددا ً على توطيد العالقات الدبلوماسية الثقافية‬ ‫واالجتماعية بني البلدين‪.‬‬

‫‪ ...‬واالوكرانية واالندونيسية‬

‫العربية عامة‪ ،‬ودعم الوصول الى التوافق بني اللبنانيني خاصة‪ ،‬ملا فيه خير‬ ‫ومصلحة واستقرار البلد‪.‬‬ ‫من جهتها‪ ،‬نقلت ابو ذياب شكر تيار التوحيد جلهود دولة االمارات العربية‬ ‫املتحدة‪ ،‬في مشاركتها الدول العربية االخرى التي سعت وجاهدت في‬ ‫سبيل ايجاد حل لالزمة في لبنان‪.‬‬

‫القائم باالعمال الروسية‬ ‫ثم التقت القائم باالعمال الروسية في لبنان “سولو مارتني”‪ ،‬حيث نقلت‬ ‫ابوذياب حتيات رئيس التيار الوزير السابق وئام وهاب‪.‬‬ ‫وتبادل الطرفان وجهات النظر حول العوائق التي تقف في وجه تشكيل‬ ‫احلكومة اجلديدة‪ ،‬رغم اللقاءات احلوارية املتعددة الهادفة الى حل هذه‬ ‫العقدة‪.‬‬ ‫وابدى القائم باالعمال الروسية تضامن دولته ودعمها لضرورة التوصل‬ ‫الى توافق لبناني – لبناني في مسألة احلكومة‪ ،‬وعلى مستوى جميع االطرف‬ ‫والطوائف‪ .‬كما عاد وكرر تخوف بالده من استمرار االزمة اللبنانية القائمة‪.‬‬ ‫اخيرا ً اعرب السيد “سولو مارتني” عن شكره وامتنانه لرئيس التيار‬ ‫الوزير وهاب وعلى اهتمامه الكبير جلهة تواصله املستمر على الصعيد‬ ‫الديبلوماسي خدمة للمصالح الوطنية املشتركة‪.‬‬

‫‪ ...‬والشؤون النقابية‬ ‫كما زارت سفارة اوكرانية والتقت السفير بوريس زخاتشوك‪ ،‬وعبرت‬ ‫فيها عن اهتمام الوزير وهاب والسفير زخاتشوك بتوطــيد العالقات بني‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫وفي جولتها زارت مسؤولة العالقات اخلارجية سفارة اندونيسا في لبنان‬ ‫حيث التقت سعادة السفير باغاس هابسورو الذي عبر عن رغبته في اهمية‬ ‫التواصل الديبلوماسي الثقافي والتراثي بني لبنان واوكرانيا مرحبا ً مببادرة‬ ‫الوزير وهاب‪.‬‬

‫سفارة املكسيك‬ ‫وخالل جولتها زارت سفارة املكسيك‪ ،‬حيث التقت سعادة السفير خورخي‬ ‫ألـفاريس ‪ .‬خالل اللقاء نقلت ابوذياب حتيات رئيس التيار الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫وجرى التداول باألوضاع الراهنة على الساحة اللبنانية‪ ،‬كما شدد الطرفان على‬ ‫أهمية عالقات الصداقة والتعاون بني الشعبني اللبناني واملكسيكي‪.‬‬

‫االمارات العربية املتحدة‬ ‫والتقت ابو ذياب‪ ،‬سفير دولة االمارات العربية املتحدة في لبنان محمد‬ ‫سلطان السويدي‪ ،‬حاملة حتيات رئيس التيار الوزير السابق وئام وهاب‪ .‬وتخلل‬ ‫توحد العرب وتكاتفهم في حل القضايا‬ ‫اللقاء تبادل في الرؤى حول اهمية ّ‬

‫عقد اللقاء الوطني للهيئات الزراعية في لبنان اجتماعا ً ضم كالً من‬ ‫السادة‪ :‬جهاد بلوق‪ ،‬وائل صعب‪ ،‬انور فرجنية‪ ،‬خالد الهواري‪ ،‬محمد الفرو‪،‬‬ ‫سمير ايوب وجورج عيناتي‪ .‬حيث جرى البحث بإعداد املذكرة املطلبية‬ ‫لتسليمها للجهات الرسمية اخملتصة‪ ،‬بدءا ً بوزير الزراعة وصوال ً الى فخامة‬ ‫رئيس اجلمهورية ورئيسي مجلس النواب والوزراء‪ ،‬كما مت التأكيد على ضرورة‬ ‫االهتمام باحلد من ارتفاع اسعار احملروقات واالهتمام باألمن الغذائي وال سيما‬ ‫موضوع القمح‪ .‬وقد مت االتفاق على عقد اجتماعات دورية أسبوعية ملتابعة‬ ‫جميع األمور املطلبية‪.‬‬ ‫وفي اخلتام أصدر اللقاء الوطني للهيئات الزراعية البيان التالي‪:‬‬ ‫عقد “اللقاء الوطني للهيئات الزراعية” في لبنان اجتماعه الدوري في‬ ‫مركز نقابات املزارعني (إمناء) في بيروت‪.‬‬ ‫ورأى بيان صادر عن االجتماع انه “في ظل موجة الغالء ال سيما االرتفاع‬ ‫املستمر في اسعار مادة املازوت وما حتمله من آثار سلبية وخطيرة على كلفة‬ ‫االنتاج الزراعي والتدني احلاصل السعار املنتجات الزراعية وأمام هذا الواقع‬ ‫املتردي واخمليف على املزارعني ومصيرهم وعلى مجمل القطاعات اإلنتاجية‪،‬‬ ‫يطالب باآلتي‪:‬‬ ‫اوالً‪ :‬اإلسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على ان يكون في‬ ‫صلب بيانها االهتمام بالزراعة ودعمها وتخفيض كلفة اإلنتاج‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬نتوجه الى جميع املسؤولني‪ ،‬خصوصا ً وزراتي االقتصاد والزراعة‬ ‫بالعمل سريعا ً على اتخاذ تدابير من شأنها فتح اسواق خارجية النقاذ‬ ‫املوسم الزراعي قبل وقوع الكارثة‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬ان مادة القمح وتسعيرها واستالمها يعود لوزارة االقتصاد مكتب‬ ‫احلبوب والشمندر السكري‪ ،‬لذا نطالب باستالم احملصول والتعهد بتسعيرة‬ ‫تتناسب مع كلفة اإلنتاج هذا العام”‪.‬‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪51‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫في تحقيق نشره موقع «التيار الوطني الحر» االلكتروني‬ ‫ظاهرة «تيار التوحيد اللبناني» خرق لإلقطاع الجنبالطي ‪ -‬األرسالني المتجذر في الجبل‬

‫الصايغ ‪ 2500 :‬منتسب في عامين‬ ‫أجرى املوقع االلكتروني “للتيار الوطني احلر”‬ ‫حتقيقاً أجراه مارون ناصيف حول ظاهرة “تيار‬ ‫التوحيد اللبناني” ونشره على الشكل التالي‪:‬‬ ‫فن املمكن‪ ،‬فإنها‬ ‫إذا كانت السياسة هي ّ‬ ‫بالنسبة إلى الوزير الظاهرة (املقصود الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب) حتقيق املستحيل أو‬ ‫االستشهاد في غمار احملاولة‪ .‬األبيض عنده أبيض‬ ‫بال مواربة‪ ،‬واألسود بالنسبة إليه أسود بال لف وال‬ ‫دوران‪ ،‬أفضل الكالم هو توصيف املرض واملبادرة‬ ‫إلى العالج‪ .‬فوالده لم يكن أميرا ً وال بيكا ً (أي بك)‪،‬‬ ‫لذلك بدأ حياته السياسية من بلدته اجلاهلية‪،‬‬ ‫وحتديدا ً من احلزب التقدمي االشتراكي ثم عمل‬ ‫بني عامي ‪ 1991‬و‪ 2000‬مستشارا ً سياسيا ً لرئيس‬ ‫احلزب الدميقراطي اللبناني طالل ارسالن قبل ان‬ ‫يخوض جتربة االنتخابات النيابية عام ‪ 1996‬في‬ ‫دائرة الشوف التي لم يحالفه احلظ فيها‪ .‬ثم‬ ‫شغل في ما بعد منصب وزير البيئة في حكومة‬ ‫الرئيس عمر كرامي بني تشرين األول من العام‬ ‫‪ 2004‬وشباط العام ‪. 2005‬‬ ‫أما “ضربة املعلم” فكانت حلظة إعالن تياره‬ ‫ّ‬ ‫السياسي اجلديد في ‪ 26‬أيار ‪ 2006‬خارقا ً معادلة‬ ‫عمرها ألف سنة في الطائفة الدرزية‪ .‬فبعدما‬ ‫تقاسمت الثنائية اليزبكية ــ اجلنبالطية زعامة‬ ‫الطائفة الدرزية منذ القرن الثامن عشر‪ ،‬مع‬ ‫أرجحية واضحة للزعيم الراحل كمال جنبالط‬ ‫توحد‬ ‫بعد اندالع احلرب األهلية عام ‪ ،1975‬وبعد ّ‬ ‫هذه الطائفة خلف وليد جنبالط في حرب‬ ‫اجلبل الشهيرة برز هذه املرة اسم جديد من‬ ‫خارج املعادلة اجلنبالطية ــ االرسالنية هو وئام‬ ‫وهاب رئيس تيار التوحيد اللبناني الذي يعتبر‬ ‫ّ‬ ‫أن خطيئته التي ال تغتفر أنّه عُينّ وزيرا ً من دون‬ ‫موافقة اإلقطاع‪ ،‬وهذا ليس أمرا ً تفصيليا ً في‬ ‫الطائفة‪ ،‬ويخيف اإلقطاع املهيمن‪ .‬فما هي‬ ‫ظروف نشأة هذا التيار؟ وكيف تتعامل األحزاب‬ ‫الدرزية األخرى مع نشوئه في اجلبل والشوف‬ ‫وعاليه وراشيا؟ وهل هناك من متضررين أو‬ ‫مستفيدين من هذه الظاهرة؟‬

‫رفض اشتراكي وقرار إرسالني‬ ‫بعدم التعليق‬ ‫فيما رفض مفوض اإلعالم في احلزب التقدمي‬ ‫اإلشتراكي رامي الريس في اتصال مع الـ ‪.tayyar‬‬ ‫‪ org‬التعليق على ظروف نشوء تيار التوحيد‬

‫‪52‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫نائب رئيس تيار التوحيد اللبناني سليمان الصايغ‬

‫اللبناني في اجلبل‪ ،‬كشف أحد مسؤولي احلزب‬ ‫الدميقراطي اللبناني عن قرار حزبي داخلي يقضي‬ ‫بعدم التحدث عن هذا الت ّيار أو عن شخص رئيسه‬ ‫ال عبر وسائل اإلعالم وال في اجملالس السياسية‬ ‫أو اخلاصة‪ .‬لذلك كان اللجوء الى نائب رئيس تيار‬ ‫حتدث‬ ‫التوحيد اللبناني سليمان الصايغ الذي ّ‬ ‫عن توق لدى املواطنني في اجلبل احملروم اقتصاديا ً‬ ‫واجتماعيا ً وسياسيا ً الى التخلص من اإلقطاع‬ ‫واصفا ً هذه املنطقة باألكثر حرمانا ً من فرص‬ ‫العمل واملستشفيات واملدارس ومصانع اإلنتاج‬ ‫ما يفرض على اجلميع ظروفا ً معيشية صعبة‪.‬‬ ‫ويقول الصايغ‪“ :‬ال يوجد في هذا اجلبل سوى‬

‫الزعيم الذي مي ّثل املتص ّرف أو “الكمركجي” بني‬ ‫املواطن والدولة‪ ،‬فبدال ً من أن حتفظ الدولة حقوق‬ ‫املواطنني بات الزعيم يلعب هذا الدور»‪.‬‬ ‫ويعود الصايغ في التاريخ الى السنوات الـ ‪15‬‬ ‫املاضية إذ سيطرت ميليشيا احلزب التقدمي‬ ‫االشتراكي على اجلبل‪ ،‬وكانت لها إدارتها املدنية‬ ‫اخلاصة بها التي كانت تقرر كل أمور الناس فلم‬ ‫ّ‬ ‫يكن هناك من رأي آخر‪ ،‬وذلك عن طريق القمع‬ ‫والتجاوزات وأحيانا ً االغتياالت السياسية التي‬ ‫بلغ عددها ‪ 172‬جميعهم كانوا من املعارضني‬ ‫لهذا احلزب‪ .‬كذلك ك ّرس اتفاق الطائف بعدها‬ ‫زعامة أمراء احلرب في اجلبل وأعطاها الصفة‬


‫احلضور السياسي والشعبي في الذكرى السنوية االولى لتيار التوحيد اللباني‬

‫الشرعية فبات الزعيم يحكم من خالل موقعه‬ ‫في السلطة ولم نكن نستطيع على سبيل املثال‬ ‫أن ندخل أوالدنا الى املدرسة احلربية أو إلى صفوف‬ ‫قوى األمن الداخلي إال إذا حظي ذلك برضى هذا‬ ‫الزعيم او ذاك خصوصا ً وليد جنبالط‪.‬‬ ‫وبحسب الصايغ لقد برزت النزعة التحررية‬ ‫في اجلبل ولم يعد مقبوال ً أن يشتري الزعيم‬ ‫الصحيفة ليسأله الشعب ماذا يجري في‬ ‫البلد؟ فنسبة املثقفني ارتفعت واخترق عالم‬ ‫اإلنترنت والفضائيات اجلبل‪ ،‬وهذا ما ال يتق ّبله‬ ‫اليوم اإلقطاع السياسي‪ ،‬ألن اجلهل هو الضامن‬ ‫الوحيد الستمرار الزعامة وهذا يذكرنا بقول‬ ‫أحمد األسعد الشهير للجنوبيني‪“ :‬ملاذا تريدون‬ ‫حتصيل العلم وأنا أع ّلم لكم كامل”؟‬ ‫ويضيف الصايغ‪“ :‬اجليل الصاعد كان في حاجة‬ ‫إلى من ميلك اجلرأة للقول أنا هنا‪ .‬فكان وئام وهاب‬ ‫أول من قالها رافضا ً أن يكون ابنه في املستقبل‪،‬‬ ‫وهو الذي يدفع على حتصيله العلمي املاليني‪ ،‬من‬ ‫املستزملني لتيمور بك أو للمير مجيد الصغير»‪.‬‬

‫مفاجأة انطالق التيار‬ ‫وتابع «لقد فوجئنا كقيادة باستجابة املواطنني‬ ‫مع هذه الصرخة ملواجهة الظلم اإلقطاعي‬ ‫الذي ألغى أدنى حقوق املواطنية والعيش الكرمي‬

‫في اجلبل”‪ .‬بهذه العبارة يبدأ الصايغ حديثه عن‬ ‫الشقّ التنظيمي لتيار التوحيد اللبناني الذي‬ ‫يتواجد في كل مناطق اجلبل بدءا ً من نيحا في‬ ‫الشوف وصوال ً إلى كفرسلوان واملتني‪ .‬أما النفوذ‬ ‫الثقيل للتيار فيظهر بشكل واضح في مناطق‬ ‫الشوف التحتا واجلرد وراشيا إال أن املشرفني على‬ ‫هذا األمر لم يعتمدوا سياسة فتح املكاتب في‬ ‫القرى‪ ،‬منعا ً لالستفزازات بل اقتصر األمر على‬ ‫املكاتب املركزية‪ ،‬وكذلك املفوض ّيات في مناطق‬ ‫اجلرد والشوف وراشيا‪ ،‬هذا باإلضافة الى املكاتب‬ ‫املنتشرة في بيروت وخلده‪.‬‬ ‫لقد أعطت شخصية وئام وهاب اجلريئة‬ ‫الدفع املعنوي لهذا التيار الذي استطاع‪ ،‬بحسب‬ ‫الصايغ خالل سنتني أن يستقطب من املنتسبني‬ ‫ما يقارب الـ‪ 2500‬ومنهم من هو من خارج‬ ‫الطائفة الدرزية‪.‬‬ ‫ويؤكد أن كل االحزاب الطائفية والعائلية‬ ‫متضررة ومنزعجة من فورة تيار التوحيد اللبناني‪.‬‬ ‫ويسأل‪ :‬يوم يتنحى وليد جنبالط عن زعامة احلزب‬ ‫التقدمي االشتراكي هل من أحد سيخلفه غير‬ ‫ابنه؟ وهل من حظوظ للمسؤولني اآلخرين في‬ ‫احلزب؟ وهذا الوضع ذاته يسري على املير طالل‬ ‫فيؤمنها جتديد‬ ‫ارسالن‪ .‬أما استمرارية التيار‬ ‫ّ‬ ‫النظام السياسي من خالل قانون انتخابي عصري‬ ‫يع ّبر عن التمثيل احلقيقي‪ ،‬فقانون العام ‪1960‬‬ ‫هو أفضل الشرور‪ ،‬ألن احلل النهائي لألزمة في‬

‫لبنان هو في اعتماد نظام النسبية االنتخابي‪.‬‬

‫التمويل‬ ‫من أين مي ّول تيار التوحيد اللبناني حركة‬ ‫أنصاره؟ من السوريني أو اإليرانيني أو حزب اهلل‬ ‫كما يتهمه الكثيرون من أخصامه؟‬ ‫ّ‬ ‫ويذكر بإجابة رئيس التيار وئام‬ ‫يعود الصايغ‬ ‫وهاب الشهيرة التي تقول‪“ :‬اجلميع يعرف مصدر‬ ‫أموالي وجلنة التحقيق الدولية في جرمية اغتيال‬ ‫رفيق احلريري د ّققت في حساباتي‪ .‬استدنت من‬ ‫مصرف معروف مليوني دوالر لكي أعمل في‬ ‫السياسة‪ .‬ومن املعروف أن السوريني ال يدفعون‪،‬‬ ‫أما اإليرانيون فقد طلبت منهم‪ ،‬ومن سفارات دول‬ ‫أخرى‪ ،‬مساعدات لبناء مؤسسات صحية وتربوية‬ ‫واجتماعية‪ ،‬كما تفعل مؤسسة رينيه معوض‪،‬‬ ‫وعندما يفعلون سأعلن ذلك وأضع لوحة شكر‬ ‫ّ‬ ‫يشكل نسبة ‪1‬‬ ‫على باب املؤسسة‪ ،‬وما ننفقه ال‬ ‫أو ‪ 2‬في املئة مما ينفقه وليد جنبالط»‪.‬‬ ‫فهل سيكون وليد جنبالط وطالل إرسالن آخر‬ ‫اإلقطاعيني في الدروز‪ ،‬ألن اجملتمع يتطور واألمور‬ ‫لم تعد كما في السابق‪ ،‬بحسب قول وهاب‪ ،‬أم ان‬ ‫فورة هذا التيار الناشئ سرعان ما تتالشى بحكم‬ ‫ظروف اجملتمع اللبناني احملافظ‪ ،‬مبا ال يقبل الشك‪،‬‬ ‫القائم على األحزاب العائلية والطائفية؟‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪53‬‬


‫منبر نشاطات‬ ‫نائب رئيس مجلس األمناء في «تيار التوحيد اللباني» الرفيق شبلي بدر‪:‬‬

‫التيار أطلق ورشة تصويب التنظيم‬ ‫وإيجاد المؤسسات المنتجة‬

‫مضى عامان على تأسيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناني‪ ،‬غايته االساسية الغاء كل فارق وكل‬ ‫متييز وكل طائفية سياسية بني اللبنانيني‪.‬‬ ‫هذا التيار الوطني والعروبي في توجهاته‬ ‫ونظرته للقضايا واالمور على الساحة اللبنانية‬ ‫والقومية ينطلق في قوته من قلب جبل لبنان‪،‬‬ ‫خصوصاً من الشوف كاسراً قيود الهيمنة‬ ‫املسيطرة على هذه املنطقة منذ عقود والتي‬ ‫تشل كل عمل سياسي واجتماعي خارج‬ ‫نطاق رؤية ومنطق القوة التي كانت سائدة في‬ ‫الشوف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مغزى هذا التيار يتجسد ايضا في طبيعة‬ ‫الرؤية والبرنامج السياسي اللذين يحددان‬ ‫املهام الوطنية والقومية التي تؤكد عروبة‬ ‫وهوية لبنان وانتمائه ويشدد على اهمية‬ ‫التحرك من اجل استعادة العالقات الطبيعية‬ ‫بني لبنان وسوريا وبناء شراكة استراتيجية‬ ‫حقيقية‪.‬‬ ‫تيار يعمل على القيام بواجباته القومية‬ ‫الوطنية واميانه الدائم بعدالة القضية‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ناضل ويناضل من أجل كل الشرفاء واالحرار‬ ‫في هذه االمة وعلى رأسهم املقاومة االسالمية‬ ‫والوطنية البطلة املتمثلة في حزب اهلل وقائده‬ ‫سماحة األمني العام السيد حسن نصراهلل‬ ‫وحلفائه دفاعاً عن تراب هذا الوطن الغالي‪،‬‬ ‫وحفاظاً على سيادته احلقيقية واستقالله‬ ‫احلقيقي وحريته‪.‬‬ ‫ولتسليط الضوء على ابرز معطيات التيار‬ ‫وتوجهاته ومبادئه ونشاطاته ومؤسساته من‬ ‫تيارات وكوادر‪ ،‬كان لنا لقاء مع نائب رئيس‬ ‫مجلس األمناء وامني الثقافة في تيار التوحيد‬ ‫اللبناني الرفيق شبلي بدر‪ ،‬فجاء احلوار على‬ ‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫احتفل تيار التوحيد اللبناني في الذكرى‬ ‫السنوية االولى في مهرجان ضخم في‬ ‫االونيسكو‪ ،‬هل هناك احتفال سيقام للذكرى‬ ‫الثانية؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬سيقيم التيار احتفاال ً بذكرى‬ ‫التأسيس الثانية وقد حدد تاريخه ‪ 13‬متوز في‬ ‫اجلاهلية “بيت الضيعة”‪ .‬وان اختيار املكان والزمان‬ ‫قد خضعا لتقييم دقيق إن من الناحية األمنية‬ ‫او من النواحي اللوجستية االخرى‪ ،‬واالخذ بعني‬ ‫االعتبار االوضاع التي حصلت في مدينة بيروت‬

‫‪54‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بدر‪ :‬نتطلع الى بناء اجملتمع على مبادىء القيم اخلالقة ال محاكاة غرائز الناس‬

‫وتخفيفا ً لألعباء على مواطني اجلبل ومساهمة‬ ‫من التيار في إرساء السلم االهلي وعدم املساهمة‬ ‫في استفزاز أحد‪ ،‬ألن التيار توحيدي بكل ما في‬ ‫الكلمة من معنى‪.‬‬ ‫بعد عامني على تأسيس التيار‪ ،‬هل هناك إعادة‬ ‫نظر في الهيكلية التنظيمية جلهة تفعيل‬ ‫املؤسسات؟‬ ‫بعد عامني على التأسيس هناك اعادة نظر‬ ‫بشكل أكيد في هيكلة التنظيم‪ ،‬ولذلك‬ ‫اجنز مجلس االمناء واملكتب السياسي نظاما ً‬ ‫داخلياً‪ ،‬يحدد املسؤوليات وصالحيات كل مسؤول‬ ‫وواجباته وحقوقه ويعطي هامشا ً الظهار املبادرة‬ ‫الفردية ضمن اجلماعة التي حتتكم لهذا النظام‬ ‫الداخلي وتخضع له‪ ،‬وقد وضع هذا النظام موضع‬ ‫التنفيذ ابتداء من اول حزيران ‪ 2008‬وعلى ضوء‬ ‫بنوده ومواده امللزمة يصار الى قبول االنتسابات‬ ‫الى صفوف التيار‪.‬‬ ‫متى يعقد مؤمتر التيار‪ ،‬وهل ستليه‬ ‫انتخابات؟ وكيف تنبثق السلطة داخل التيار؟‬ ‫اليوم‪ ،‬اجلهد االول والدؤوب يعطى لتطبيق‬ ‫بنود النظام اآلنف الذكر وعندما يكتمل عقده‬ ‫وتطبيق بنوده بشكل شبه تام يكون قد تولد‬ ‫الوعي التنظيمي في اكبر شريحة من منتسبي‬ ‫التيار‪ ،‬سيعمل على حتديد موعد املؤمتر العام‪،‬‬

‫الن هناك قانونا ً خاصا ً بهذا املؤمتر يتضمنه‬ ‫النظام الداخلي سيجري تطبيقه بالكامل‪ ،‬الن‬ ‫له آلية دستورية مستقلة تشرح هذه اآللية‬ ‫وكيفية تطبيقها‪ ،‬وبذلك يكون املؤمتر اآلنف ذكره‬ ‫الوسيلة النظامية والدستورية النبثاق السلطة‬ ‫داخل التيار وال شيء غيره‪.‬‬ ‫ هل ثمة محاولة إلخراج التيار من حالة‬‫الشخص الى نظام املؤسسة؟‬ ‫منذ ان تأسس التيار والعزم معقود على‬ ‫اخراجه من الوالء للشخص الى الوالء للمؤسسة‬ ‫التي يُعمل على انشائها‪ ،‬اي مؤسسة التيار التي‬ ‫تشمل مؤسسة املكتب السياسي ومؤسسة‬ ‫مجلس االمناء مبا تتضمنه من شعب ومكاتب‬ ‫وادارات‪ ،‬كلها ال مرجعية لها اال املرجعية‬ ‫الدستورية والنظامية املندرجة بنودها في‬ ‫النظام الداخلي‪ ،‬بذلك نكون في التيار قد خطونا‬ ‫خطوة مميزة بنقل التيار من الوالء الشخصي الى‬ ‫الوالء للمؤسسات املنبثقة عنه والتي تعمل‬ ‫على تنمية روح التعاون وروح اجلماعة املنظمة‬ ‫في سبيل حتقيق غاياتها االجتماعية بكل‬ ‫تفرعاتها‪.‬‬ ‫هناك من حتدث عن انفالش أفقي للتيار‪ ،‬هل‬ ‫بعد عامني ستقومون بعملية تنقية الصفوف‪،‬‬ ‫وغربلة نظام االنتساب والصفوف؟‬


‫هذا امر ال بد منه‪ ،‬وقد بدأنا بالفعل على‬ ‫تطبيق بنود النظام على كل املنضوين حتت لواء‬ ‫التيار‪ ،‬الن االنفالش الذي حكم هذا التجمع كان‬ ‫منذ البداية مبنيا ً على التطلع الى ان يكون‬ ‫فيه التيار يوما ً مؤسسة متكاملة‪ ،‬وقد وصل‬ ‫الى اول الطريق وخطى خطواته االولى نحو بناء‬ ‫املؤسسات وتطبيق النظام‪ ،‬بهذا التصور وبهذا‬ ‫التطبيق العملي نكون قد بدأنا فعالً بغربلة‬ ‫محصلة سنتني من االنتسابات حتى يكون الفرز‬ ‫بني االفراد عادال ً ال انتقائية فيه وال شخصانية‪.‬‬ ‫ هل تعملون على حتديث مؤسسات التيار‬‫وكيف؟‬ ‫ان املؤسسات داخل التيار حتتكم‪ ،‬كما ذكرنا‬ ‫الى النظام الذي أجنز ووضع موضع التطبيق ولكل‬ ‫مؤسسة هيكليتها االدارية احملددة في مواد النظام‬ ‫الداخلي ولها صالحياتها وتواصلها مع مجلس‬ ‫األمناء‪ ،‬وهي تسعى لطرح تصوراتها ودراساتها‬ ‫املنبثقة عن ادارتها ليصار الى اقرارها والعمل‬ ‫بها ملا فيه مصلحة اجملتمع ورقيه والنهوض به‬ ‫الى مراتب عليا من املفهوم النهضوي االجتماعي‬ ‫الذي هو من صلب توجهات التيار‪.‬‬ ‫ هل هناك تطلعات جديدة يسعى إليها‬‫التيار في املستقبل القريب؟‬ ‫ان لكل تيار علماني كتيار التوحيد تطلعات‬ ‫الى املستقبل يسعى الى حتقيقها ووضعها‬ ‫في خدمة اجملتمع‪ ،‬وتيار التوحيد واحد من هذه‬ ‫املؤسسات االجتماعية العاملة بجد في هذا‬ ‫التوجه كما نتطلع الى نشر توجهاتنا وقيمنا في‬ ‫صفوف العناصر الشابة‪ ،‬ألنها عماد املستقبل‬ ‫ومحط آماله‪ ،‬كما نتطلع ايضا ً الى ان نرتقي‬ ‫بالعناصر الشابة الواعدة من مرحلة املراهقة‬ ‫الفكرية الى مرحلة املواطنة االجتماعية‬ ‫القيم ّية ونشر الوعي القومي في كل شرائح‬ ‫اجملتمع‪ ،‬وتغذية الروح باالفكار البناءة التي تبني‬ ‫أسس ومداميك العدالة االجتماعية وتغذية روح‬ ‫املقاومة ايضاً‪ ،‬مقاومة كل االفكار الدخيلة على‬ ‫حضارتنا والتي تتنافى وقيمنا ان من الناحية‬ ‫االميانية او من الناحية الوطنية االجتماعية‬ ‫والتشديد على استعادة احلقوق املغتصبة المتنا‬ ‫من جتار الهيكل واملفسدين في االرض الذين‬ ‫يطمحون حلكم العالم بنظرية العوملة التي هي‬ ‫مشاريع تفتيت لكل القيم واحلضارات‪ ،‬واحالل‬ ‫مبدأ الفوضى محل االرتقاء ومبدأ االختالف‬ ‫محل مبدأ التالقي وقبول اآلخر واالعتراف به‪.‬‬ ‫هذا باختصار ما نتطلع اليه هو بناء اجملتمع‬ ‫على مبادئ القيم اخلالقة ال محاكاة غرائز الناس‪،‬‬ ‫بل مخاطبة عقولهم وبذرة اخلير بداخلهم‬ ‫لنعطي نبتا ً صاحلا ً نعنى به‪ ،‬ال شوكا ً ينمو‬ ‫باالهمال واالنحالل والفوضى التي يدعون انها‬ ‫خالقة وما هي اال فوضى هدامة تخ ّرب احلق العام‬ ‫وتسعى لالحتكار والتسلط بكل ما في الكلمة‬ ‫من معنى‪.‬‬

‫حاورته ‪ :‬مهيبة العسراوي‬

‫الثقافة وااللتزام‬ ‫اذ ننخرط في املوضوع الثقافي وندخل الى اعماقه‪،‬‬ ‫قد تهزنا بعض احلقائق وتضعنا امام تساؤالت عديدة‪،‬‬ ‫الن الثقافة بتعريف موجز هي حتما محور كل‬ ‫الظواهر منذ بدء الوعي والى ما ال نهاية‪.‬‬ ‫ال ميكننا ان نوجز التعريف بالثقافة بتبسيط‪ ،‬النها‬ ‫مسألة خطيرة وال ميكننا كذلك حسب املعلومات‬ ‫او التفسيرات الواردة في املعاجم أو املوسوعات‬ ‫العلمية‪ .‬ألن الثقافة نتاج ارتقائي ملفاهيم نهوضية‬ ‫فاعلة في عقل انسان مجتمعي ومعرفي جديد وامة‬ ‫لها نظرتها اجلديدة الى االنسان والى احلياة اجلديدة‪.‬‬ ‫الثقافة ارتقاء الى مراتب عليا من الوعي واالدراك‪،‬‬ ‫مراتب انسانية ونفسية واجتماعية رائدة وخ ّالقة‬ ‫مبدعة ال حد لها‪ ،‬والقناعة في أمور كهذه هي‬ ‫استكانة للعقل او عدم حتفزه للوثوب من قمة معرفة‬ ‫إلى قمة أخرى‪ .‬فالثقافة هي سلوك سبل االبداع ال‬ ‫االكتفاء باملستوى الذي وصلت اليه‪ ،‬هي االنفالت من‬ ‫كل القيود والسالسل املكبلة للعقل من التطلع الى‬ ‫ما يشبه اكتمال املعرفة في أمة لها تاريخها اخل ّالق‬ ‫وابداعاتها وفرادتها‪.‬‬ ‫من هذه الزاوية نرى ان مقياس الوعي الثقافي في‬ ‫كيان كلبنان‪ .‬كان مؤسسا ً على مفاهيم مغلوطة‬ ‫ال بل على حتليالت ّ‬ ‫هشة كانت معروفة عند البعض‬ ‫ومفسرة بأنها عمق وأصالة‪ ،‬فأتت نظرية الوعي‬ ‫الثقافي والتغني به اقرب الى التسطيح والتبسيط‬ ‫وال ترتبط اميا ارتباط باجلذور واقرب الى الغيب واخليال‬ ‫الفكري من الواقع‪.‬‬ ‫ان لبنان غني جدا ً باملعارض ومبحتوياتها من‬ ‫الكتب واملؤلفات واجملموعات املنسوخة او املترجمة‬ ‫من املوسوعات العاملية العديدة‪ ،‬وهذا الغنى هو‬ ‫غنى ظاهري سطحي ال عمق فيه فال يكون وطنا ً‬ ‫مستنسخا ً من ثقافات الغير وميلي علينا ما ال اصالة‬ ‫له في امتنا ومجتمعنا‪ .‬نريد وطنا يستنبت الثقافة‬ ‫من تاريخ اجملتمع الواحد وعلى امتداد شرائحه‬ ‫االجتماعية ومن حضارته ومفاهيمه‪ ،‬ثقافة نابعة‬ ‫من آمال وتطلعات ومعاناة‪ ،‬وحتى من فرح العطاء‬ ‫ومن كل تالوين اجملتمع وفئاته‪.‬‬ ‫نحن مدعوون الى توحيد النظرة الى الثقافة‬ ‫واحلضارة لتكون لنا نهضة واحدة‪ ،‬تبتعد عما‬ ‫يسمى بتعددية احلضارات وأمن اجملتمعات الطائفية‬ ‫املبنية على ما ارسته االرساليات والبعثات االجنبية‬ ‫التي كانت تسعى‪ ،‬وما زالت‪ ،‬الى تعميق الشرخ‬ ‫بني الطوائف مما زاد في التفسخ االجتماعي وعدم‬ ‫تالقي مختلف املذاهب على مشروع وطني او قومي‬ ‫واحد ركيزته التفاعل االجتماعي املوحد للمفاهيم‬ ‫الوطنية والقومية واملبتعد كل االبتعاد عن املرجعيات‬ ‫الطوائفية التي لها مصلحة كبرى في إبقاء الوالء‬ ‫للطائفة ال للوطن او لالمة‪.‬‬ ‫من هذا املنطلق‪ ،‬اي من ترسيخ الثقافة الهادفة‬ ‫املوحدة للحضارة واملرتقية الى النهضة الواحدة‬ ‫ّ‬ ‫التي تقضي على كل تفسخ فكري ترسخ في عقول‬ ‫اجليل اجلديد من تعدد املفاهيم املغلوطة املستمدة‬ ‫من التوجهات الفكرية التقسيمية تكونت نظرتنا‬ ‫الى الوطن اللبناني وعالقته بدول اجلوار‪ ،‬دول النظرة‬ ‫الوحدوية ملا قسمه املستعمر على مر السنني املوغلة‬

‫في التاريخ حتى يومنا هذا‪ ،‬دول املفهوم االستراتيجي‬ ‫الواحد والتاريخ واملصير واحلياة‪.‬‬ ‫ان نظرتنا الى الغرب ليست نظرة استعداء وتنكر‬ ‫للوعي احلاصل في مفاهيم جد غربية او ما شابه‪ ،‬لكن‬ ‫علينا ان نأخذ الوعي مدخال الى التفاعل مع احلضارة‬ ‫الغربية ال االندماج في تفاصيلها واالنغماس فيما ال‬ ‫يتالءم وطبيعة امتنا ومكوناتها والضياع عن االصول‬ ‫املكونة لثقافتنا واالنصهار في ما ال شأن لنا به‪ ،‬وكأننا‬ ‫على طريق االغتراب او االستالب وما عدا ما يسمى‬ ‫بالثقافة العبرية او بثقافة العدو اليهودي ال حرج‬ ‫عندنا من العودة لألصول ألي ثقافة في التعامل مع‬ ‫اي تطور او التفاعل مع مطلق ثقافة عاملية‪ ،‬وذلك ألن‬ ‫التعريف الثقافي احلقيقي هو االنفتاح وعدم التقوقع‪،‬‬ ‫وهذا مكون حياتي راق بعكس ما مارسته اليهودية‬ ‫الصهيونية من انعزال وعداء للتمدن والتفاعل‬ ‫االنساني – الثقافي‪ ،‬ألن الفكر اليهودي فكر متقوقع‬ ‫على نفسه وال جذور له تفاعلت مع أي شريحة من‬ ‫شرائح أي مجتمع تواجدت فيه او اي تكوين انساني‬ ‫اجتماعي نشأ على اصالة وتاريخ واضحني‪.‬‬ ‫ال ميكن للبنان ان يتبوأ مركزا ً مرموقا ً أو أن يكون‬ ‫درة في تاج الثقافة عن طريق الدخالء واالنتهازيني‪ ،‬وال‬ ‫عن طريق الزعامات البعيدة كل البعد عن االنتماء‬ ‫القيمي والذين يلبسون اثواب الرياء والتمثيل املزيف‪،‬‬ ‫ثقافة كهذه هي منبع الرياء الطائفي واملذهبي‪ ،‬ولو‬ ‫حمل اصحابها كل االلقاب العلمية في العالم على‬ ‫كواهلهم‪.‬‬ ‫املوسومون بالثقافة هم اصحاب الفكر النير اجمل ّلون‬ ‫في شتى امليادين الفكرية أدبا ً وفنا ً وتربية وصحافة‬ ‫وسياسة وحتى في االقتصاد وعلم االجتماع‪ ،‬هم‬ ‫النخبويون الناضجون في حضن االمة‪ ،‬هم الذين تخطوا‬ ‫احلدود الضيقة وانتشروا على مدى الساحات االنسانية‬ ‫العاملية كالشميل وجبران والدوحة البستانية وفرح‬ ‫انطون وخليل سعادة وانطون سعادة وغيرهم كثر من‬ ‫الرواد النهضويني الذين اختطوا بتفوقهم وريادتهم‬ ‫مبادئ حياة جديدة إلنسان جديد من امة ال ترضى القبر‬ ‫مكانا ً لها ولو كان حتت الشمس‪.‬‬ ‫ان رؤيتنا الواضحة للثقافة تنبع من اسئلة‬ ‫حضارية متتبعوها على يقظة دائما ً متحفزون‬ ‫لإلجابة عليها‪ ،‬رجال نهضويون ونساء امثال مي زيادة‬ ‫وغيرها رموز في شعوبهم اصحاب عزائم واصحاب‬ ‫قضية متوثبون دائما ً للدفاع عنها والنضال من أجلها‬ ‫ومستعدون لالستشهاد في سبيلها بعزمية صادقة‬ ‫وعقل نير لبناء منظومة فكرية وقيمية جديدة‪.‬‬ ‫بذلك نتدرج على دروب الثقافة باستقالل روحي‪،‬‬ ‫ألنه مهد كل استقالل‪ ،‬وبحرية كاملة كحرية النفس‬ ‫التي هي اساس احلريات كلها لنعيد مجددا ً بناء‬ ‫الصرح الثقافي املميز الذي كان ألمتنا منذ امد بعيد‬ ‫والذي هدمته البداوة التي تصحرت بها بعد تراجع‬ ‫كل مقومات العيش اخل ّالق ومتدد القحط ونضوب‬ ‫االبتكار والتجدد الذي ميزها على مر العصور الغابرة‬ ‫التي أنتجت انتصارات كبيرة في مجاالت الفكر‬ ‫والصناعة والغالل‪.‬‬

‫شبلي بدر‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪55‬‬


‫منبر نشاطات‬

‫بيان تيار التوحيد اللبناني‬ ‫حول احداث مجدلبعنا‬

‫جند هللا‪ ،‬أيها المرتزق‪،‬‬ ‫جند الحق ال جند دولة!!‬

‫لم يكن تيار التوحيد اللبناني في وارد العودة إلى الوراء أي إلى مرحلة ما قبل‬ ‫التهدئة األخيرة‪ ،‬ولكن عناصر ميليشيا احلزب االشتراكي أجبرتنا على إصدار هذا‬ ‫البيان للتنبيه من خطورة ما يحصل على ارض الواقع في قرى ومناطق اجلبل‪ ،‬وهذا‬ ‫ما أثبتته الوقائع في بلدة مجدلبعنا حني أقدمت عناصر االشتراكي على االعتداء‬ ‫السافر على أعضاء من التيار ومن احلزب السوري القومي االجتماعي بهدف إرهابهم‬ ‫والتصرف على أساس ما كان يحصل في السابق من مصادرة ومنع لكل رأي آخر‪،‬‬ ‫وما زاد في خطورة املسألة حني تدخلت القوى األمنية‪ ،‬وحتديدا ً بعض قادة اجليش في‬ ‫محاباة مكشوفة وتواطؤ مع ميليشيا االشتراكي‪ ،‬ولذلك يهمنا أن نؤكد التالي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬لقد اختلفت الوقائع بعد األحداث األخيرة‪ ،‬ولم يعد مسموحا ً منع ومصادرة‬ ‫أي رأي مخالف في قرى اجلبل ونحن نعتبر أن العمل السياسي والثقافي مفتوح أمام‬ ‫اجلميع دون استثناء وكل القرى واملناطق تتمتع بحرية التعاطي في الشأن العام‪،‬‬ ‫وكل التيارات السياسية بإمكانها العمل دون منة من أحد‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬نتوجه إلى قيادة اجليش والقوى األمنية وكافة املراجع الرسمية انه لم‬ ‫يعد مسموحا ً هذا التواطؤ مع قوى السلطة على حساب القوى السياسية‬ ‫والدميقراطية األخرى‪ .‬وكفى ما عاناه اللبنانيون خالل األعوام الثالثة املاضية وكم‬ ‫انتهكت حقوق وكرامات الناس‪ ،‬فلماذا يعمد بعض الضباط ممن أصبحوا على وشك‬ ‫نهاية خدماتهم إلى العودة بنا إلى الوراء؟‬ ‫ثالثاً‪ :‬نتوجه إلى أهلنا في اجلبل أن زمن اخلوف واإلرهاب قد ولى وال يصح أن نبقى‬ ‫رهائن في أي ٍد عبثية جعلت من شبابنا وقودا ً في معركة ليست من تاريخنا أو‬ ‫شيمنا املعروفية العربية املقاومة‪ ،‬وليس هناك من خطر يتهددنا في وجودنا سوى‬ ‫املشاريع اجملنونة املدعومة من أميركا وإسرائيل التي راهنوا عليها‪ ،‬وحني وقعوا في‬ ‫الفخ باعهم األميركي بأبخس األثمان‪.‬‬ ‫حلل فوري لقضية املوقوفني‬ ‫أخيرا ً نطلق صرخة حتذير إلى القوى األمنية والقضاء ٍ‬ ‫في بلدة مجدلبعنا حتى ال نقع فيما ال حتمد عقباه‪ ،‬ومن هنا نناشد فخامة رئيس‬ ‫اجلمهورية املؤمتن األول على الدستور التدخل سريعا ً ليكون حكما ً بني اللبنانيني‪.‬‬

‫صدر عن املكتب اإلعالمي في تيار التوحيد اللبناني البيان التالي ردا ً‬ ‫على املدعو حسن سعيد الشهال‪.‬‬ ‫طالعنا املرتزق الصغير حسن الشهال ببيان جترأ فيه على الرد على‬ ‫كالم رئيس تيار التوحيد اللبناني مستعمالً عبارات تشبه شكل‬ ‫قائلها‪ ،‬لذا يهمنا أن نوضح لهذا املرتزق اجلاهل ما يلي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬إن املسلمني أيها املرتزق هم جند اهلل واحلق ولن يكونوا جند‬ ‫دولة‪ ،‬أركانها محترفو فساد وقمار ونساء عاهرات‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬إن قيام هذه الدولة بدفع فتات أموالها ألمثالك لن يساهم في‬ ‫تغطية ما تقوم به من ضرب لقضايا املسلمني في العالم‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬أين هي دولتك أيها املرتزق من ذبح املسلمني في فلسطني وذبح‬ ‫املسلمني في العراق‪ ،‬أم أن الفلوس تغطي كل شيء حتى السكوت‬ ‫على اجلرمية؟‬ ‫رابعاً‪ :‬ملاذا ال نسمع باسمك أيها املرتزق إال عندما تطل الفتنة في‬ ‫لبنان‪ ،‬فتتبرع لرمي الزيت على النار؟‬ ‫خامساً‪ :‬يوم هدد سمير جعجع وبيار اجلميل اجلبل كنا نحمل‬ ‫السالح دفاعا ً عن أهلنا وعنه ولسنا بحاجة ألمثالك لتعلمنا كيف‬ ‫ندافع عن اجلبل‪ ،‬واآلن إذا هدد مجددا ً من أي كان سنحمل السالح‬ ‫مجدداً‪ ،‬ولكن لن نحمل السالح للدفاع عن مرتزق مثلك‪ ،‬ولكن ال يلبس‬ ‫لباسا ً دينيا ً ألن من كان يحاول ج ّر اجلبل الى مواجهة هو هذا املرتزق‬ ‫خدمة للسعودية التي تصرف أموالها في اجتاه الفتنة‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬ليس الوزير وهاب أيها املرتزق الصغير بحاجة لشهادة منك‪،‬‬ ‫فهو يدافع عن قضايا املسلمني في كل األمة وال يحركه غير ضميره‬ ‫وقناعاته‪ ،‬وليس مثلك شحاذا ً على أبواب السفارة السعودية ينتظر‬ ‫رضى السفير ليناولك ما تبقى من عظام تلتهمها أنت وأمثالك‪.‬‬ ‫والسالم على من اتبع الهدى‪.‬‬

‫لماذا يا صاحب السماحة؟!‬

‫أصدر املكتب اإلعالمي رئيس تيار الوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫ردا ً على كالم سماحة مفتي اجلمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي‬ ‫حمل فيه على منتقدي اململكة العربية السعودية‪ ،‬البيان التالي‪:‬‬ ‫لم نستغرب أن يتبرع املفتي محمد رشيد قباني للدفاع عن سياسة‬ ‫النظام السعودي هذا النظام الذي ج ّر الويالت على لبنان واملنطقة نتيجة‬ ‫التزاماته األميركية‪ ،‬ولكن يهمنا أن نطرح على سماحته األسئلة التالية‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬هل قرأ صاحب السماحة االتفاقيات األميركية السعودية األخيرة‬ ‫التي جتعل من األماكن املقدسة في مكة واملدينة مناطق نفوذ أميركية‬ ‫ال يسمح بدخولها إال ملن تسمح له وكالة االستخبارات األميركية أم أن‬ ‫املفتي منشغل في القراءة في دفاتر الفتنة في لبنان‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬هل يستطيع املفتي أن يقول لنا عن الدور الذي لعبته مملكته في‬ ‫تدمير العراق وقتل مليون مسلم وعراقي بعد أن سهلت املهمة األميركية‬ ‫دون هزة ضمير ورفة جفن‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬هل يستطيع مفتينا الكرمي أن يقول لنا ما هو الدور الذي لعبته‬ ‫مملكته في وقف القتل في فلسطني وفي وقف التجويع واحلصار ألهالي غزة‬ ‫صدر عن املكتب اإلعالمي في تيار التوحيد اللبناني البيان التالي‪:‬‬ ‫في الذكرى التاسعة عشرة لرحيل اإلمام اخلميني يتوجه تيار التوحيد‬ ‫اللبناني بفيض من املشاعر النبيلة متوقفا ً عند هذه الذكرى العظيمة‬ ‫وقيم انسانية‬ ‫عطاء‬ ‫والعزيزة على قلوب العرب واملسلمني ملا متثله من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وحضارية‪ .‬ويؤكد على حاجة األمة العربية واالسالمية في هذه االوقات‬

‫‪56‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫من املسلمني السنة‪ ،‬إال إذا كانت مملكته قد غيرت مذهب هؤالء وهي القادرة‬ ‫مبلياراتها أن تفعل ما تشاء‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬هل يستطيع مفتينا الكرمي أن يوضح لنا ملاذا تشتري مملكته‬ ‫بعشرات املليارات من الدوالرات أسلحة أميركية؟ وضد من تريد استعمالها‬ ‫فيما عشرات املاليني من العرب واملسلمني جائعني في كل أقطاب العالم؟‬ ‫خامساً‪ :‬هل يستطيع مفتينا الكرمي‪ ،‬وهو احلريص على احلرام واحلالل‪ ،‬أن‬ ‫يخبرنا عن مغامرات امللوك واألمراء في املالهي الليلية‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬أين هي املساعدات يا سماحة املفتي للبنان وقد وعدته مملكتك‬ ‫مبلياري دوالر بعد الطائف لم يصل منها شيء‪ ،‬واآلن يصفق البعض للفتات‬ ‫الذي ترسله اململكة لتسعير الفتنة في لبنان وليس ملساعدته‪.‬‬ ‫سابعاً‪ :‬لم ولن ينسى اللبنانيون يا سماحة املفتي في ليلة القصف‬ ‫اإلسرائيلي بيان املصدر املسؤول السعودي الذي ش ّرع قتلنا ووصفنا بأننا‬ ‫بدا ً إال بأن‬ ‫«مغامرون»‪ ،‬ولكن انتصرنا وهزمنا هذا املصدر وأسياده فلم يجد ّ‬ ‫يشجع مصادر أخرى على أن تقول ما كان يريد قوله‪ ،‬متمنني أال تكون أنت‬ ‫أحدها‪.‬‬

‫العصيبة لقائ ٍد كبير كاإلمام اخلميني‪ ،‬ويتوجه التيار بالشكر والتقدير‬ ‫ملواقف ايران االيجابية جلهة حل األزمة اللبنانية ودعمها الدائم حلق لبنان‬ ‫في استعادة ارضه وأسراه من العدو الصهيوني‪.‬‬ ‫كل احلب والتمنيات بالنجاح واالزدهار للشعب اإليراني الصديق ومعا ً‬ ‫على طريق حترير األرض واالنسان‪.‬‬


‫في إطار اهتمام تيار التوحيد اللبناني بالشأن التربوي‬

‫المفوضية النسائية في الجاهلية تقيم دورة تقوية مجانية‬

‫لطالب الشهادة المتوسطة‬

‫أقامت مفوضية اجلاهلية النسائية دورات‬ ‫تعليمية في مركز مفوضية الشوف العامة في‬ ‫اجلاهلية بهدف اعطاء دروس خصوصية لتالمذة‬ ‫اصحاب الشهادة املتوسطة حلثهم على التقدم‬ ‫ومساعدتهم على اجتياز هذه املرحلة بتفوق وجناح‪.‬‬ ‫منبر التوحيد زارت املركز في اجلاهلية وحلظت‬ ‫جدية العمل عند الطالب والتزام املعلم ودورهم‪.‬‬ ‫كما انها حلظت اندفاع الشباب الى اجناح هذا‬ ‫العمل عبر مبواكبتهم له يوميا ً ملتابعة الطالب‬ ‫في اطار حتضيرهم المتحاناتهم الرسمية‪.‬‬

‫الطالب اثناء الدورة‬

‫برنامج للمواد العلمية‬ ‫وفي اتصال لـ”منبر التوحيد” مع‬ ‫املفوضية اكدت املفوضة هال ابوذياب ان‬ ‫النشاط الذي تقيمه املفوضية يأتي في‬ ‫سياق عشرات النشاطات اال انه هذه املرة‬ ‫توجه عمل املفوضية الى الشأن التربوي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إميانا ً منها بدور التربية كأساس في تقدم‬ ‫اجملتمع وضرورة حل املشاكل التي تواجهها‬ ‫(التربية) في لبنان في ضوء املناهج اجلديدة‬ ‫ومستلزماتها املفقودة في العديد منها‪.‬‬ ‫وعن والدة الفكرة قالت إنها وكمدرسة‬ ‫في مدرسة اجلاهلية الرسمية كان‬ ‫من الطبيعي أن تلحظ حاجة الطالب ابو ذياب‬ ‫إلى الدعم فأقيمت دورة تقوية مجانية لتكون لهم حافزا ً ودعما ً قبل‬ ‫توجههم الى االمتحانات الرسمية‪ .‬فنظمت الدورة التي ح َوت برنامجا ً‬ ‫للمواد العلمية كالرياضيات وعلوم احلياة والفيزياء والكيمياء عبر‬ ‫صفوف يعطيها معلمون ومعلمات من ذوي االختصاص واخلبرة ملدة ثالثة‬ ‫اسابيع‪.‬‬ ‫وعن تنظيم العمل‪ ،‬شكرت املفوضة اعضاء التيار لتعاونهم في إجناح‬ ‫هذا العمل كما توجهت بشكر خاص الى مفوضية الشباب في اجلاهلية‬ ‫الذين كانوا خير داعم في هذا املشروع‪.‬‬

‫انضباطية وجدية‬ ‫كما اكدت منسقة التربية والشباب في املفوضية سمر العياص على‬ ‫الواجب الذي شعرت به املفوضية قبيل حتضيرها للنشاط‪ .‬فساعات التعليم‬ ‫االضافية التي نظمتها املفوضية ال بد ان تكون عامالً إضافيا ً مساعدا ً في‬ ‫اجتياز االمتحانات الرسمية بنجاح‪ .‬وبحكم تواجدها في املركز ومتابعة‬ ‫النشاط عن كثب وتذليل أي صعوبة قد حتصل‪ ،‬ن ّوهت بتكاتف جهود‬

‫عناصر التيار التي استطاعت أن تضفي‬ ‫جوا ً من اجلدية واالنضباط على سير‬ ‫النشاط‪ ،‬بحيث استطاع الطالب حتقيق‬ ‫أكبر استفادة ممكنة من عمل الطاقم‬ ‫التعليمي الذي وجهت اليه كل شكر‬ ‫واحترام نظرا ً لتطوعه بجهوده التي من‬ ‫دون شك ستصب في مصلحة الطالب‪.‬‬ ‫وعن اهمية العمل‪ ،‬قالت العياص إنه‬ ‫جاء ليترجم إميان التيار بعنصر الشباب‬ ‫احليوي‪ ،‬وأكدت عن تعدد النشاطات‬ ‫املتوجهة إلى هذه الشريحة‪ ،‬فمهمة العياص‬ ‫التيار واضحة في استئصال ما حتجر في‬ ‫الرؤوس وما جتمد في النفوس من اضاليل عقائدية زرعها االقطاع للسيطرة‬ ‫واالستعباد‪.‬‬

‫املطلوب تعاون أوسع‬ ‫وعن املساهمة التي قامت بها‬ ‫مفوضية الشباب عبر مؤازرة املفوضية‬ ‫النسائية قال املفوض جهاد ابوذياب‬ ‫ان عمل مفوضية الشباب تضمن‬ ‫جتهيز املركز ومواكبة العمل الى جانب‬ ‫املفوضية النسائية‪.‬‬ ‫ون ّوه املفوض بجهود جميع الرفاق في‬ ‫املفوضية وال سيما الرفاق مازن ابوذياب‪،‬‬ ‫مالك بوذياب‪ ،‬بالل العياص‪ ،‬نزار ابوذياب‬ ‫وخليل ابوذياب الذين كان لهم الدور االكبر‬ ‫املفوض ابو ذياب‬ ‫في إجناح التعاون بني املفوضيتني‪.‬‬ ‫كما أكد على دور املفوضية في‬ ‫النشاطات كافة التي يقيمها التيار بشكل عام واملفوضيات بشكل خاص‬ ‫على االصعدة الرياضية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬الفنية‪ ،‬واالجتماعية كافة ومتنى توسيع‬ ‫اواصر التعاون بني مفوضيات التيار ككل وبني مختلف املناطق‪.‬‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪57‬‬


‫مقابلة‬ ‫األمين العام للجبهة الشعبية ــ القيادة العامة أحمد جبريل لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫إسرائيل واميركا تعتبران لبنان‬ ‫ً‬ ‫مؤهال لتوطين الفلسطينيين‬ ‫اجلبهة الشعبية والقيادة العامة في احتفالها بالذكرى‬ ‫الثالثة واالربعني النطالقتها اكدت على الثوابت واملنطلقات‪...‬‬ ‫وهي التي كانت دائماً وفية في وطنيتها وقومية في عمقها‪،‬‬ ‫فما النت وما بدلت رغم كل األعاصير التي استهدفت‬ ‫املنطقة‪ ،‬فكانت دائماً الرقم الصعب الذي يعبر عن تطلعات‬ ‫الشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافه في العودة ودحر‬ ‫االحتالل‪ ،‬فقدمت الشهداء واجلرحى واألسرى وهي تدافع عن‬ ‫القضية املركزية لألمة العربية فلسطني‪ ،‬وكان حضورها‬ ‫الفتاً في كل امليادين‪....‬‬

‫وجبريل (أبو جهاد) شخصية وطنية وقومية ساهم بكل‬ ‫السبل من أجل أن تبقى راية الكفاح عالية‪ ،‬فكان مثاالً‬ ‫لكل مجاهد غيور‪ ،‬ومن يعرفه عن قرب يرى فيه الرفيق واألب‬ ‫وصاحب الرؤية‪.‬‬ ‫هو يحل ضيفاً على مجلة “منبر التوحيد”‪ ،‬ويضع‬ ‫النقاط على احلروف في نظرته ملستقبل الصراع مع الكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬وهو الواثق في نظرته ملستقبل الصراع مع‬ ‫الكيان الصهيوني‪ ،‬وهو الواثق من حتمية االنتصار‪.‬‬ ‫‪ ..‬ويجيب على أسئلة “منبر التوحيد”‪ ،‬وهنا نص احلوار‪:‬‬

‫اجلبهة الشعبية (القيادة العامة) فصيل‬ ‫فاعل في الساحة الفلسطينية وبحكم الدور‬ ‫التاريخي للجبهة هل هناك في األفق من‬ ‫امكانية العادة بناء م‪.‬ت‪.‬ف‪ .‬على اسس وطنية‬ ‫جديدة تأخذ في االعتبار الوقائع اجلديدة في‬ ‫املنطقة‪ ،‬وترسم استراتيجية فلسطينية‬ ‫اكثر نهوضاً؟‬ ‫مفاوضات السلطة الفلسطينية مع‬ ‫الكيان الصهيوني وصلت الى طريق مسدود‬ ‫(وهي كذلك منذ اوسلو حتى أنابوليس‬ ‫وغيرهما) ما هي الدروس املستفادة‪ ،‬وهل من‬ ‫خطوة (فلسطينية ـ فلسطينية) إلعادة‬ ‫التقومي والتصويت والبحث عن الوسائل‬ ‫اجملدية والفاعلة التي توحّ د الرؤى وصوالً‬ ‫لتحقيق األهداف الوطنية؟‬ ‫منذ بداية الصراع مع الصهيونية‬ ‫وعصاباتها املسلحة التي استطاعت‬ ‫باإلرهاب وعبر مؤامرة استعمارية كبرى‬ ‫أن تنشئ كياناً غريباً يتسم بالعنصرية جبريل ‪ :‬خيار التسوية وهم وغطاء للتهديد‬ ‫والكراهية والقتل فوق أرض فلسطني عام ‪ ،1936-1935‬وجتارب نضالية فذة منها‬ ‫وتهجير سكانها قسرا ً ليتحولوا إلى الجئني معركة القسطل العام ‪ .1948‬وجيلنا نحن‬ ‫في عدد من الدول العربية والعالم‪.‬‬ ‫الذي كان محاصرا ً بآثار النكبة وتأثير االرهاب‬ ‫وقد كان للنكبة في عام ‪ 1948‬تأثير كبير الصهيوني وتآمر حكام االنظمة استند‬ ‫على اوضاع شعبنا وامتنا‪ ،‬لكنها لم تستطع الى عزمية واميان شعبنا فانطلقنا بالثورة‬ ‫القضاء على االرض واالنسان الذي سرعان ما‬ ‫عام ‪ 1965‬ولم تكن الضفة الغربية وقطاع‬ ‫بدأ باالستعداد والتفكير بالكفاح والثورة‪،‬‬ ‫مستندا ً الى محطات جهادية مشرقة غزة خاضعني لالحتالل الصهيوني‪ ،‬واتفق‬ ‫كهبّة البرّاق في العام ‪ 1929‬وثورة القسام الفلسطينيون جميعاً حول برنامج الكفاح‬

‫‪58‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫املسلح كطريق وحيد لتحرير فلسطني‬ ‫مدركني منذ البداية أن طريق املفاوضات لن‬ ‫حتقق لنا آمالنا وطموحاتنا بالعودة والتحرير‬ ‫الى كل فلسطني‪ ،‬بل ان املفاوصات هي‬ ‫لتجزئة االرض والشعب والتفريط في احلقوق‬ ‫وهذا ما فعله اوسلو‪ ،‬وهذا هو املطلوب من‬ ‫انابوليس وغيره‪ ...‬ولكن شعبنا اليوم بات‬ ‫اكثر قناعة وامياناً بالنصر بعد أن أثبتت‬ ‫املقاومة للعالم اجمع جدواها ومشروعيتها‬ ‫في مقاومة االحتالل‪ ،‬وما زلنا نؤكد ان برنامج‬ ‫املقاومة واالنتفاضة وحده يشكل برنامج‬ ‫إجماع وقاسماً مشتركاً بني القوى الوطنية‬ ‫واالسالمية كافة التي تتبنى خيار الشعب‬ ‫الفلسطيني وهو خيار التحرير والعودة‪.‬‬ ‫احلوار بني حركتي فتح وحماس (او بني حماس‬ ‫والسلطة الفلسطينية) يدور في حلقة‬ ‫مفرغة‪ ،‬ورغم كثرة املبادرات العربية وغيرها‪،‬‬ ‫فاحلوار بقي دون جدوى‪ ،‬والعدو الصهيوني أكثر‬ ‫املستفيدين من هذا الوضع‪ ،‬فهل من مبادرات‬ ‫جديدة؟‬ ‫إن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي‬ ‫عنصر القوة الفاعلة واألساسية التي‬ ‫نفتقدها اليوم بسبب احلول السياسي الذي‬ ‫أصيب به البعض منذ أن كنا نطالب بضرورة‬ ‫حتديد معسكر األعداء ومعسكر األصدقاء‬ ‫لقضيتنا العادلة واملقدسة والوحدة الوطنية‬ ‫هي هدف لنا ولشعبنا في الداخل والشتات‬


‫ال زلنا ننادي به ونسعى إليه على قاعدة ان‬ ‫الوقائع الراهنة في املنطقة هي ملصلحتنا‬ ‫وملصلحة تعزيز نهج املقاومة وثقافتها في‬ ‫االمة‪.‬‬ ‫ومنذ البداية اتفقنا على استراتيجية‬ ‫واضحة كمرجعية واحدة للقوى والفصائل‬ ‫كافة ولشعبنا في اماكن تواجده كافة‬ ‫على ان امليثاق الوطني ملنظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية هو بكافة بنوده استراتيجية‬ ‫ال تغيرها الوسائل والرؤى‪ ،‬وهي لتحقيقها‪.‬‬ ‫واثبت شعبنا عبر تاريخه النضالي الطويل‬ ‫وان لم يستطع انزال الضربة القاضية‬ ‫بالعدو‪ ،‬ولكنه باملقاومة يسجل نقاط مهمة‬ ‫عليه وهي بالعزمية واالصرار والعمل املتنامي‬ ‫املستند الى املبادئ والثوابت الوطنية‬

‫فحصلت وقتها تهدئة وترك مشروع الوحدة‬ ‫بسبب الفيتو االميركي ‪ -‬الصهيوني‪ .‬واليوم‬ ‫يقول الصهاينة واالميركيون ألبو مازن‪:‬‬ ‫إما املفاوضات معنا وإما املصاحلة واحلوار‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬ونحن نقول ان خيار املفاوضات‬ ‫والتسوية هو وهم وسراب يغطي العدوان‬ ‫واالستيطان بينما خيار املصاحلة واحلوار هو‬ ‫املطلب واحلاجة والضرورة لفلسطني األرض‬ ‫والشعب واملقدسات‪.‬‬ ‫سؤال مكرر للسابق‪:‬‬ ‫رغم كثرة املبادرات العربية وغيرها‪،‬‬ ‫فاحلوار بقي دون جدوى‪ ،‬والعدو الصهيوني‬ ‫اكثر املستفيدين من هذا الوضع‪ ،‬فهل من‬ ‫مبادرات جديدة؟‬ ‫‪ -‬مبدأ احلوار في األساس مطلبنا‪،‬‬

‫في املانيا كالم السيد عمرو موسى امني عام‬ ‫اجلامعة العربية كان واضحاً جلهة الطلب‬ ‫بضرورة رفع الفيتو عن احلوار بني السلطة‬ ‫وحماس وقد واجهته مباشرة الوزيرة رايس‬ ‫بالرفض‪.‬‬ ‫على كل حال جتري محاوالت جدية في‬ ‫هذا السياق حيث بادر قبل فترة قصيرة‬ ‫رئيس السلطة الى إبداء االستعداد لفتح‬ ‫حوار نتمنى ونأمل ان يكون جدياً فيه ونحن‬ ‫كفصائل اجتمعنا ورحبنا بهذه املبادرة وأبدينا‬ ‫االستعداد ألي حوار‪ ،‬ألننا نؤمن بأهميته‬ ‫وضروراته الوطنية‪ ،‬خصوصاً فيما تواجه‬ ‫القضية الفلسطينية من حتديّات جدية‬ ‫تهدف الى تصفيتها في نقطتها املركزية‬ ‫شطب حق العودة لالجئني الفلسطينيني‬

‫نكبة عام ‪ 1948‬لم تستطع القضاء‬ ‫على االرض واالنسان‬ ‫انطلقنا بالثورة عام ‪ 1965‬واتفقنا على برنامج‬ ‫الكفاح املسلح كطريق وحيد لتحرير فلسطني‬ ‫طريق املفاوضات لن يحقق آمالنا وطموحاتنا‬ ‫بالعودة والتحرير‬ ‫املقاومة أثبتت للعالم جدواها ومشروعيتها‬ ‫الوحدة الوطنية الفلسطينية‬ ‫هي عنصر القوة الذي نفتقده اليوم‬ ‫سيحقق هدفه االستراتيجي وهو حترير‬ ‫فلسطني كل فلسطني‪.‬‬ ‫ونحن ومنذ انتفاضة االقصى عام ‪2000‬‬ ‫واملتغيرات التي طرأت على املواقف من‬ ‫التسوية بذلنا جهودا ً كبيرة من أجل إعادة‬ ‫بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫التي هي الكيان السياسي واملعنوي لشعبنا‬ ‫في الداخل والشتات‪ ،‬وساهمنا بإجناز اتفاق‬ ‫القاهرة في آذار عام ‪ 2005‬على أسس وطنية‬ ‫واحدة ولتضم املنظمة قوى اسالمية‬ ‫فلسطينية طليعية هي اليوم في سيرة‬ ‫جهاد شعبنا كحماس واجلهاد اإلسالمي‪.‬‬ ‫ولكن ما حذرت منه وقتها في جلسات‬ ‫احلوار مع األسف قد حصل حيث كان ابو‬ ‫مازن يريد التهدئة‪ ،‬ونحن كنا نريد الوحدة‬

‫ونسعى إليه وطاملا نحث اجلميع عليه ملا‬ ‫له من اهمية في رأب الصدع واالنقسام‬ ‫في الساحة الفلسطينية الذي من شأنه‬ ‫أن يعزز صمود ومقاومة شعبنا في وجه‬ ‫االحتالل واألخوة في حركة حماس‪ ،‬ومنذ‬ ‫أحداث غزة العام املاضي طالبوا باحلوار إلنهاء‬ ‫األزمة الداخلية الفلسطينية‪ ،‬ولكن العقبة‬ ‫كانت عند السلطة الفلسطينية ورئيسها‬ ‫ومحمود عباس الذي استجاب للرغبات‬ ‫األميركية واإلسرائيلية برفض احلوار مع‬ ‫حركة حماس مشترطاً التراجع عما أسماه‬ ‫االنقالب واالعتذار من الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫ولكن حقيقة األمر كما ثبت أن األميركيني‬ ‫واإلسرائيليني مينعون عباس من احلوار‪ .‬وفي‬ ‫االجتماع االخير للدول املانحة والذي عقد‬

‫الى ديارهم‪.‬‬ ‫ما هي الشروط الضرورية لتحقيق االنتصار‬ ‫واعادة احلقوق كما تراها اجلبهة الشعبية‬ ‫(القيادة العامة) في ضوء التحديات املصيرية‬ ‫التي تواجه القضية الفلسطينية وامتنا‬ ‫العربية؟‬ ‫منذ انطالقتنا االولى في العام ‪1965‬‬ ‫حددنا شروطاً ثالثة النتصارنا على املشروع‬ ‫الصهيوني فوق ارض فلسطني وتتمثل بـ‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ان املقاومة خيار استراتيجي للشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬على الرغم من كلفته‬ ‫العالية‪ ،‬ولكنه االقصر نحو حتقيق األهداف‬ ‫الفلسطينية‪ .‬ولنا في االخوة وانتصارهم في‬ ‫حزب اهلل في العام ‪ 2000‬وحتريرهم للجنوب‬ ‫اللبناني منوذج يحتذى فيه‪ .‬وكذلك‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪59‬‬


‫مقابلة‬ ‫الصاعدة تتمسك بقضيتها فهي‬ ‫مبا حققته املقاومة الفلسطينية‬ ‫اكثر امياناً وتصميماً وارادة‪.‬‬ ‫في قطاع غزة وارغامها للعدو على‬ ‫التهدئة في قطاع غزة رمبا هي آتية‪،‬‬ ‫االنسحاب وغادر القطاع بدون قيد او‬ ‫والدور املصري واضح‪ ،‬هل هذه التهدئة‬ ‫شرط‪.‬‬ ‫في مصلحة الفلسطينيني؟‬ ‫الوطنية‬ ‫الوحدة‬ ‫ثانياً‪:‬‬ ‫اوالً‪ :‬علينا ان نحدد ونوضح الفرق‬ ‫الفلسطينية وحتقيقها عامل‬ ‫بني التهدئة والهدنة‪ ،‬فما نشاهده‬ ‫اساس في تالزمها مع خيار املقاومة‪،‬‬ ‫وما مت التوصل إليه هو تهدئة ولم‬ ‫كونها تشكل السياج واحلاضن‬ ‫تترتب عليها اية تنازالت او تفاهمات‬ ‫لهذه املقاومة‪ .‬وال بد من إعادة‬ ‫سياسية‪.‬‬ ‫اللحمة والوحدة الوطنية للساحة‬ ‫يقول البعض ان خطر التوطني يلوح‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ولكن هناك من ال‬ ‫في االفق ما رأيك؟ وعلى ماذا يبنون؟‬ ‫يريد لهذه الوحدة أن تتحقق ألسباب‬ ‫منذ النكبة في العام ‪ 1948‬تسعى‬ ‫وأهداف أصبحت معروفة‪.‬‬ ‫اسرائيل وبكل ثقلها الى توطني‬ ‫ثالثاً‪ :‬التأكيد على عمقنا‬ ‫الفلسطينيني‪ ،‬حيث شردوا سواء‬ ‫وانتمائنا كشعب وقضية لهذه األمة‬ ‫في الدول اجملاورة او املغتربات وفكرة‬ ‫في بعديها العربي واإلسالمي‪ .‬ألننا‬ ‫التوطني رافقت احلركة الصهيونية‬ ‫كشعب ال ميكن ان نقبل او نرضى ان‬ ‫منذ نشأتها‪ .‬وهناك عشرات بل‬ ‫تكون قضيتنا مسؤوليتها تخصنا‬ ‫مئات املشاريع التي تتحدث عن‬ ‫وحدنا بل هي مسؤولية عربية‬ ‫التوطني‪ .‬وكما قلت وكما قلت منذ‬ ‫وإسالمية فنحن لسنا بقطريني وال‬ ‫النكبة حتى اآلن ولذلك ما يقال في‬ ‫نسلم فيما جاء في اتفاقات سايكس‬ ‫الوطن ومخاطره هو جدي ويجري‬ ‫بيكو والتي جاءت على حساب‬ ‫العمل عليه ليل نهار من اجل‬ ‫منطق االمة الواحدة ارض ومقدرات‪.‬‬ ‫شطب حق العودة وإنهاء مفاعيل‬ ‫فنحن ابناء هذه األمة وفي سبيل‬ ‫امليثاق الوطني ملنظمة التحرير‬ ‫القرار ‪ 194‬الصادر عن مجلس األمن‬ ‫فلسطني دفعت هذه األمة وشعوبها‬ ‫الدولي‪ .‬ولكن ملاذا اآلن يجري احلديث‬ ‫من ابنائها شهداء على طريق حترير‬ ‫الفلسطينية بنود استراتيجية ال‬ ‫حول التوطني وبهذه القوة واجلدية‬ ‫فلسطني واألمثلة كثيرة وال تكاد‬ ‫فمنذ اوسلو العام ‪ 1993‬وموافقة‬ ‫مقبرة من مقابر شهداء فلسطني‬ ‫تغيّرها الوسائل والرؤى‬ ‫الفريق املفاوض ومن وقعوا على‬ ‫تخلو من شواهد لقبور من ابناء هذه‬ ‫االتفاق من اجلانب الفلسطيني على‬ ‫األمة أكان في لبنان او سوريا او األردن‬ ‫تأجيل البحث في موضوع الالجئني‬ ‫او مصر او ليبيا او اخلليج او املغرب‬ ‫إلى املرحلة النهائية كان اإليذان‬ ‫العربي وحتى شهداء مسلمني وأحرار‬ ‫خيار املفاوضات والتسوية وهم‬ ‫باملوافقة على إيجاد البدائل لقضية‬ ‫من هذا العالم الذي يناهض وميانع‬ ‫الالجئني وحق العودة بالتوطني‬ ‫املشروع األميركي اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫وسراب يغطي العدوان واالستيطان‬ ‫ودفع التعويضات السخية على‬ ‫لذلك علينا ورغم تآمر طيف واسع‬ ‫الفلسطينيني كبديل عن عودتهم‬ ‫من الرسميات العربية على قضايا‬ ‫وتخليهم عن هذا احلق‪ .‬وقد أتت‬ ‫هذه األمة فنحن متمسكون أكثر‬ ‫االتفاقات او املشاريع سواء أبو مازن‬ ‫من اي وقت مضى بهويتنا العربية‬ ‫عمرو موسى طالب برفع “الفيتو”‬ ‫بأبيه او مشروع نسيبه وياسر عبد‬ ‫واالسالمية‪.‬‬ ‫ربه او وثيقة جنيف لتدل على مدى‬ ‫ماذا تقول لالجيال الفلسطينية‬ ‫االميركي عن احلوار بني السلطة‬ ‫االنخراط اجلدي في إسقاط هذا‬ ‫التواقة للعودة الى فلسطني ارض‬ ‫احلق وايجاد البدائل عنه‪ .‬وهذا العام‬ ‫اآلباء واالجداد‪ ،‬او على ماذا ستراهن‬ ‫وحماس فرفضته رايس‬ ‫حضر الرئيس االميركي جورج بوش‬ ‫هذه األجيال؟‬ ‫للمنطقة مرتني وفي كلتا الزيارتني‬ ‫باختصار اقول لألجيال القادمة ان‬ ‫صراعنا مع هذا العدو لم يكن يوماً‬ ‫كان الهدف األساس هو شطب حق‬ ‫صراع على احلدود بل على الوجود‪ ،‬لذلك هو مستمر وصراع اجيال‪ ،‬العودة وقد عبّر عن ذلك مباشرة من خالل طرحه بضرورة ايجاد‬ ‫وعندما انطلقت الثورة الفلسطينية املعاصرة كنا ندرك ان طريق اآلليات العملية للتعويض على الالجئني واملطالبة بإنشاء صندوق‬ ‫التحرير والعودة ليست طريقاً مفروشة بالورود والرياحني بل هي مالي لكي تسند إليه عملية التعويض‪.‬‬ ‫وما احلديث عن يهودية الكيان الصهيوني كدولة إال تأكيد على‬ ‫طريق الشهداء والتضحية‪ .‬وقد ال نتمكن نحن كجيل ان نحقق‬ ‫االنتصار‪ ،‬ولكن املهم أال نسلم الراية وهي ملوّثة او نلحق بها العار‪ .‬النوايا احلقيقية ملا يجري العمل عليه في هذا الشأن‪ .‬والبلد األكثر‬ ‫لذلك ما أقوله في هذا السياق ان على األجيال ان تستمر بالنضال رواجاً لتنفيذ ذلك على اراضيه هو لبنان على اعتبار ان الوجود‬ ‫والكفاح واجلهاد واملقاومة‪ .‬فعدونا ومنذ النكبة يراهن على ان الكبار الفلسطيني ميثل عنوان الشتات‪ .‬وهناك مخاوف جديّة بهذا الشأن‬ ‫سيموتون والصغار سوف ينسون‪ ،‬ولكن ارادة الشعب الفلسطيني والتقارير واملعلومات تؤكد ذلك‪.‬‬ ‫جاءت لتقول إن هذه القضية ستبقى مصونة من جيل الى جيل حتى‬ ‫حوار‪ :‬ادهم محمود‬ ‫حتقيق واجناز مشروع التحرير والعودة‪ .‬وما أشاهده وأراه ان االجيال‬

‫‪60‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫منبر فلسطيني‬

‫رايس تشرع االحتالل والقدس عاصمة السرائيل‬

‫االستيطان الصهيوني يتجه البتالع فلسطين‬

‫هنية وعباس‪ :‬زيارة رايس نذير شؤم‬

‫منذ ان بدأ ما يسمى (هجوم السالم)‬ ‫والبحث عن التسويات واملفاوضات املباشرة مع‬ ‫العدو الصهيوني‪ ،‬تزايدت وتيرة االستيطان في‬ ‫االراضي الفلسطينية احملتلة‪ ،‬واحلقيقة ايضاً‪،‬‬ ‫ان االعتراف بالكيان والبحث عن تسوية معه‪،‬‬ ‫أضعفا املوقف العربي عموماً‪ ،‬والفلسطيني‬ ‫خصوصاً‪ ،‬وافقداه مصداقيته وفاعليته فقد‬ ‫كان مدعاة لالستخفاف بردة الفعل العربية‬ ‫والفلسطينية‪ ،‬ولذلك زادت الهجرة الى الكيان‬ ‫وانتعشت حركة االستيطان‪ ،‬والن منطق‬ ‫الصهاينة الذي يعترف بشرعية االحتالل‪،‬‬ ‫وبحق الصهاينة في فلسطني‪ ،‬ال يجوز له‬ ‫التدقيق في هوية املستوطنني وعددهم‪ ،‬وهكذا‬ ‫تصلبت مواقف الصهاينة واوصلت الوضع‬ ‫الفلسطيني الى ازمة عميقة‪ ،‬في مسار‬ ‫البحث عن التصالح والتعايش مع الكيان‪.‬‬ ‫هذا األمر يدفع العدو الى املزيد من الغطرسة‬ ‫واالستخفاف بالبعد الفلسطيني وعمقه‬ ‫القومي‪ ،‬ومن خالل هامش املناورة الواسع‪،‬‬ ‫اتيح للعدو اخلروج من ازمته‪ .‬وفي كل منعطف‬ ‫كانت االدارة االميركية جاهزة ملساعدة الكيان‬ ‫وتكررت سيناريوهات املؤمترات على شاكلة‬ ‫انابوليس وما سبقها بهدف كسب الوقت‬ ‫وفرض الوقائع اجلديدة على االرض‪.‬‬

‫االستيطان سرقة املوارد‬ ‫الكيان الصهيوني ميارس القتل والتدمير‬ ‫واستنزاف املوارد من خالل التوسع االستيطاني‬ ‫في االراضي الفلسطينية احملتلة وسرقة املياه‪،‬‬ ‫وتدمير البيئة عن طريق شق الطرق ودفن‬ ‫النفايات‪ ،‬واالمتداد االفقي للمستوطنات‬ ‫ويترافق ذلك مع مجموعة من االنشطة املدمرة‪،‬‬ ‫وبشكل مباشر على البيئة عن طريق جتريف‬ ‫ومصادرة االراضي الزراعية‪ ،‬وعشرات املصانع‬ ‫الكيماوية املنتشرة في االراضي الفلسطينية‬

‫باراك‬

‫احملتلة في الضفة الغربية التي تبدو مقطعة‬ ‫األوصال مبستوطنات وحواجز وطرق التفافية‬ ‫مخصصة لإلسرائيليني فقط‪ ،‬حيث بلغ‬ ‫مجموع مسافة الطرق االلتفافية (‪ 765‬كلم)‬ ‫تسببت في إزالة الغطاء النباتي ملسافات‬ ‫طويلة كما أن هناك (‪ 476‬الف مستوطن) في‬ ‫الضفة الغربية واجلدار الفاصل‪ ،‬وقد مت عزل‬ ‫حوضني جوفيني ويقدر عدد اآلبار فيها ‪ 165‬بئراًَ‪،‬‬ ‫وان هذه املياه تنقل الى الداخل (في اسرائيل)‬ ‫وهذا يعني نهب وسرقة هائلة من املوارد املائية‬ ‫وحرمان الفلسطينيني من مياههم‪.‬‬ ‫ان مشاريع االستيطان اجلديدة تؤكد وبالدليل‬ ‫القاطع على عدم جدية الكيان في مسيرة‬ ‫ما يسمى املفاوضات والتسوية‪ ،‬وبالتالي فان‬ ‫اللقاءات التي جتري بني السلطة الفلسطينية‬ ‫تشكل شئنا ً ام ابينا غطا ًء يريده الكيان‬ ‫الستمرار مخططاته االستيطانية وتهويد‬ ‫القدس‪ ،‬وهذا ما يؤكد فشل كل الرهانات‬ ‫التسووية‪.‬‬ ‫وجاء الفشل في املفاوضات أيضاً‪ ،‬بعدم‬ ‫حتقيق اي تقدم في القضايا احلياتية بعد شهور‬ ‫طويلة من مفاوضات متصلة‪ ،‬ولم توافق‬ ‫اسرائيل على ازالة حاجز عسكري واحد من‬ ‫(‪ 600‬حاجز) تقطع اوصال الضفة الغربية‪.‬‬ ‫وخيبة االمل الكبرى لدى الرئيس الفلسطيني‬ ‫محمود عباس‪ ،‬من ادارة الرئيس االميركي جورج‬ ‫بوش في زيارته االخيرة لواشنطن‪ ،‬حيث طلب‬ ‫من بوش التدخل لوقف االستيطان‪ .‬ولكن بوش‬ ‫رد بالقول‪“ :‬انه يهتم بالصورة الكبرى وليس‬ ‫بالتفاصيل”‪ ،‬مما جعل الرئيس عباس يخلص‬ ‫الى نتيجة نهائية‪ ،‬بان بوش غير راغب وغير‬ ‫قادر على ممارسة ضغط على اسرائيل‪ ،‬وبالتالي‬ ‫من دون ضغط فاعل من قبل االدارة االميركية‪،‬‬ ‫فالكيان الصهيوني لن يوقف االستيطان وباتت‬ ‫قيادة العدو تقرر مصير االرض من جانب واحد‬ ‫عبر اساليب اخلداع واملناوره والتضليل وتبتلع‬ ‫االرض‪ ،‬وتقول للعالم انها منخرطة في عملية‬

‫رايس تتوسط باراك وعباس‬

‫سلمية وهي تكثف االستيطان في املنطقة‬ ‫الفارغة بني القدس ومستوطنة (معالي‬ ‫ادوميم)‪ ،‬وذلك سيؤدي الى اغالق القدس‪ ،‬وشق‬ ‫الضفة الغربية الى قسمني‪.‬‬ ‫ووزيرة اخلارجية في حكومة الكيان تسيبي‬ ‫ليفني ما زالت تطرح على رئيس الوفد املفاوض‬ ‫احمد قريع (خارطة للضفة الغربية) وتستثني‬ ‫القدس واملستوطنات واالغوار‪ ،‬وقالت انها‬ ‫“تدرك ان االغوار منطقة فلسطينية‪ ،‬ولكنها‬ ‫امنية وستبقى بيد اسرائيل”‪.‬‬ ‫والفلسطينيون اوضحوا ان اخلريطة التي‬ ‫قدمتها ليفني تظهر نيه الكيان ضم القدس‪،‬‬ ‫وإجراء تبادل اراض بنسبة ‪ %10‬وهي االراضي‬ ‫الواقعة خلف اجلدار العنصري والتي تضم الكتل‬ ‫االستيطانية‪ ،‬وابقاء السيطرة على منطقة‬ ‫االغوار التي تشكل ‪ %28‬من مساحة الضفة‪.‬‬ ‫ويخطط االسرائيليون لالستيالء على‬ ‫مساحات اكبر من االراضي الفلسطينية احملتلة‬ ‫عام ‪ ،1967‬وتوسيع مئات الوحدات السكنية‬ ‫اجلديدة في املستوطنات‪ ،‬واسرائيل تخصص‬ ‫اراضي في القدس إلقامة متحف يخلد ذكرى‬ ‫قتالها في املدينة على حساب الفلسطيني‬ ‫وفي عقر دارهم‪.‬‬ ‫ورئيس حكومة الكيان اوملرت قال إنه‬ ‫سيصدق كل هذه اخملططات (كهدية للقدس‬ ‫في ذكرى احتاللها)‬ ‫أما وزير االسكان الصهيوني (زئيف بومي) فأصدر‬ ‫توجيهاته بنشر مناقصة لبناء (‪ )762‬وحدة‬ ‫سكنية اضافية شمال القدس في مسحات‬ ‫زئيف و(‪ )121‬وحدة في جبل ابوغنيم جنوب‬ ‫القدس واوملرت بارك هذه اخلطوة وعبر عن رضاه‪.‬‬ ‫باالضافة الى ذلك فاسرائيل تضيق اخلناق‬ ‫على الفسطينيني في نحو ‪ %70‬من اراضي‬ ‫الضفة الغربية وهي االراضي املصنفة (ج) وفق‬ ‫اتفاق اوسلو‪ ..‬وقد هدمت خالل االشهر الثالثة‬ ‫االولى من العام (‪ )124‬مبنى ومنشأة وهو ما‬ ‫مبان)‪ .‬وهذا‬ ‫يفوق ما هدم العام املاضي (‪107‬‬ ‫ٍ‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪61‬‬


‫منبر فلسطيني‬ ‫كله من (بركات انابوليس)‪ ،‬والناطق باسم‬ ‫احلكومة االسرائيلية يقول‪“ :‬ان القدس ستبقى‬ ‫حتت السيطرة االسرائيلية وان السرائيل احلق‬ ‫الكامل للبناء فيها”‪.‬‬

‫زيارة رايس لرام اهلل نذير شؤم‬ ‫في زيارتها السادسة عشرة لألراضي‬ ‫الفلسطينية والكيان الصهيوني قالت وزيرة‬ ‫اخلارجية االميركية في ختام اللقاء مع الرئيس‬ ‫الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام‬ ‫اهلل‪“ :‬يجب اال يتخذ اي طرف في هذه املرحلة‬ ‫اجراء ميكن ان يسيء الى نتيجة املفاوضات”‪.‬‬ ‫وقالت ايضاً‪“ :‬ان انشطة االستيطان لن تؤثر‬ ‫على املفاوضات املتعلقة بالوضع النهائي‬ ‫لدولة فلسطني وحدودها النهائية”‪ .‬اذا ً رايس‬ ‫تقول الشيء ونقيضه وهي تواصل اخلداع‬ ‫والتضليل ووهم املفاوضات وحتى (اسرائيل)‬ ‫ردت على انتقادات رايس‪ .‬وأضافت‪( :‬إن القدس‬ ‫احملتلة والتكتالت االستيطانية الكبرى في‬ ‫الضفة ستبقى حتت سيطرتها في إطار‬ ‫اتفاق السالم)‪ .‬وعندما غادرت رايس املنطقة‬ ‫صرحت بان (مواصلة االستيطان واالعالن عن‬ ‫بناء مستوطنات يتركان اثرا ً سلبيا ً على جو‬ ‫املفاوضات‪ .‬وهذا ما ال نريده وحذرت من مشاريع‬ ‫بناء وحدات سكنية جديدة في املستوطنات‬ ‫تؤثر على ثقة االوروبيني في عملية السالم‪.‬‬ ‫واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس‪:‬‬ ‫“بان عملية السالم حتتضر‪ ،‬بسبب استمرار‬ ‫اسرائيل في االستيطان وعدم جديتها في‬ ‫استمرار املفاوضات وجناحها‪ ،‬من اجل التوصل‬ ‫الى اتفاق سالم هذا العام‪ ،‬ويتوجب على اجملتمع‬ ‫الدولي الضغط على اسرائيل لوقف نشاطاتها‬ ‫االستيطانية”‪.‬‬ ‫وحتى املصادر السياسية االسرائيلية‬ ‫شككت في فرص جناح وزير اخلارجية االميركية‬ ‫رايس‪ ،‬في تسريع املفاوضات والتوصل التفاق‬ ‫حتى نهاية العام اجلاري ‪2008‬م‪ ،‬وذلك حيال‬ ‫االزمة السياسية الداخلية في اسرائيل‪،‬‬ ‫واخلطوات التي تتخذ لتبكير االنتخابات وافتقار‬ ‫احلكومة االسرائيلية احلالية شرعية تنفيذ اي‬ ‫خطوة مع الفلسطينيني‪.‬‬ ‫اما الفلسطينيون فقد نددوا بزيارة‬ ‫رايس الى رام اهلل فهي نذير شؤم وهي تقود‬ ‫مشروعا ً خطيرا ً في املنطقة قائما ً على تعزيز‬ ‫االنقسامات في املنطقة حتى تتسنى لها‬ ‫السيطرة على مقدراتها‪.‬‬ ‫ورايس هي اول من اسس حلرب اهلية في‬ ‫فلسطني للقضاء على اخليار الدميوقراطي في‬ ‫مهده‪ ،‬وزيارتها في هذا الوقت هي محاولة ملنع‬ ‫املصاحلة الداخلية الفلسطينية وعدم التقارب‬ ‫بني السلطة الفلسطينية وحركة حماس‪،‬‬ ‫وتخريب اي جهد لرأب الصدع بني الفريقني‪...‬‬ ‫وفي مواجهة التحديات والضغوط ووضع‬ ‫مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار‪،‬‬

‫‪62‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫معبر رفح‬

‫ال بد من ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني‬ ‫وتقوية اجلبهة الداخلية حتى تتشكل‬ ‫منظومة تعزز الصمود وتدافع عن احلقوق‬ ‫والثوابت امام التحديات التي تعصف بالقضية‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫لذلك جدد عباس دعوته الى الشروع في‬ ‫حوار وطني شامل لتنفيذ املبادرة اليمنية بكل‬ ‫عناصرها كما قررت القمة العربية في دمشق‬ ‫ومعتبرا ً بان االنقسام احلاصل احلق اضرارا ً فادحة‬ ‫بالقضية الفلسطينية واعلن انه سيتحرك‬ ‫على املستويني العربي والدولي لضمان الدعم‬ ‫والـتأييد لهذا التوجه مما يعيد اللحمة للشعب‬ ‫الفلسطيني ووحدته الوطنية‪ ،‬والفتا ً بانه‬ ‫سيدعو الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية‬ ‫جديدة وداعيا ً االسرة الدولية للتدخل لوقف‬ ‫احلصار املفروض‪.‬‬

‫اسماعيل هنية‬ ‫يحدد مبادئ املصاحلة‬ ‫وتبقى املصاحلة بني السلطة الفلسطينية‬ ‫وحماس هي مرحلة اولى من عملية شاملة‬ ‫يجب ان تؤدي الى موقف مشترك مقابل الكيان‬ ‫الغاصب‪ .‬وقد دعا اسماعيل هنية الى تشكيل‬ ‫حكومة وفاق كمقدمة للحوار وليست نتيجة‬ ‫له‪ ،‬وحدد مبادئ واسس للوفاق واملصاحلة‬ ‫الوطنية الفلسطينية وفي مؤمتر صحافي حدد‬ ‫هنية (عشرة مبادئ للحوار) (ان وحدة الضفة‬ ‫الغربية وقطاع غزة ووحدة النظام السياسي‬ ‫الفلسطيني) (اي سلطة واحدة وحكومة‬ ‫واحدة واحترام اخليار الدميوقراطي وقواعد‬ ‫اللعبة الدميوقراطية‪ ،‬والتزام نتائجها واحترام‬ ‫الشرعيات الفلسطينية بكل مكوناتها‬ ‫واحترام القانون االساسي (الدستور املؤقت)‬

‫واعادة بناء االجهزة االمنية على اسس وطنية‬ ‫ومهنية وبعيدا ً عن التدخالت واحملاصصة‬ ‫والتزام اتفاق مكة (‪2007‬م) واعالن القاهرة‬ ‫(‪2005‬م) ووثيقة الوفاق الوطني (‪2005‬م) وبحث‬ ‫تطورات االوضاع (‪2006‬م – ‪2007‬م) وتداعياتها‬ ‫والتمسك باملقاومة واعادة بناء منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية على قاعدة انتخابات‬ ‫حرة وشاملة)‪.‬‬ ‫واعتبر هنية ان احلوار يجب ان ينطلق من‬ ‫قاعدة وجود ارادة واستحضار املصالح العليا‬ ‫للشعب الفلسطيني وعلى مرحلة انتقالية‬ ‫وتشكيل حكومة وفاق وطني انتقالية واطالق‬ ‫احلوار حول منظمة التحرير‪.‬‬

‫املفاوضات ذر رماد في العيون‬ ‫هكذا هي املفاوضات التي جتري بني اسرائيل‬ ‫والفلسطينيني في نظر معظم االسرائيليني‬ ‫وهي مناورة في العدم‪ .‬رئيس الوزراء (اوملرت)‬ ‫عدمي الشرعية يلعب في زمن سياسي آخذ‬ ‫في النفاد وعدم الثقة بني الطرفني عميق جدا ً‬ ‫والوضع على االرض معقد جداً‪ ،‬بحيث ال توجد‬ ‫موافقة داخل قوات االمن واجلمهور على ازالة‬ ‫عشرة سواتر ترابية‪.‬‬ ‫يقول عوفر شليح في صحيفة معاريف‪:‬‬ ‫“هذه الظروف قابلة لالنفجار من النوع الذي‬ ‫ادى الى اندالع االنتفاضة الثانية في ايلول‬ ‫‪2000‬م‪ ،‬فالشعب الفلسطيني يشعر بأن ليس‬ ‫لديه ما يخسره”‪.‬‬ ‫“وجه االنتفاضة الثالثة سيكون مغايرا ً عن‬ ‫وجه االنتفاضة الثانية ميكنها ان تؤدي الى‬ ‫السيطرة السياسية حلماس على الضفة‬ ‫الغربية والى جتنيد جماهير جديدة في الكفاح‬ ‫املسلح وأمور كثيرة من الصعب توقعها اآلن‪.‬‬ ‫احملادثات اليوم مناورة في اجملهول‪ ،‬ورحلة طيران‬


‫الى الالمكان”‪.‬‬ ‫وعن التهدئة او التهديدات االسرائيلية يقول‬ ‫حاييم رامون نائب رئيس احلكومة االسرائيلية‬ ‫“ان التهدئة لن تصمد طويالً‪ ،‬بل ستكون فترة‬ ‫قصيرة جداً‪ ،‬محذرا ً من ان التأخير في شن‬ ‫العملية العسكرية الواسعة على قطاع غزة‪،‬‬ ‫سيراكم مزيدا ً من الصعوبات”‪.‬‬ ‫اما صحيفة يديعوت احرنوت فتقول‪“ :‬ال‬ ‫توجد لطبول احلرب التي يتم قرعها في تل‬ ‫ابيب اي تغطية ميدانية حتى اآلن في اشارة‬ ‫الى ان اجليش االسرائيلي ال يستعد لشن‬ ‫عملية عسكرية واسعة النطاق”‪.‬‬ ‫وكذلك فان االنطباع لدى اجليش االسرائيلي‬ ‫هو ان القيادة السياسية االسرائيلية ال تعتزم‬ ‫هذه املرة بصورة جدية عمل شيء ما هام حيال‬ ‫التهديدات من غزة‪.‬‬ ‫واليكس فيشمان‪ :‬التهديدات التي يطلقها‬ ‫وزراء اسرائيليون بخصوص عملية عسكرية‬ ‫ضد قطاع غزة انها مسرحية تعبر عن مخاوف‬ ‫حكومة اكتوت بنار حرب لبنان الثانية وتسير‬ ‫على بيض نحو انتخابات اثر التحقيق ضد‬ ‫اوملرت بشبهة حصوله على رشى مالية”‪.‬‬ ‫واما تصريحات وزير الدفاع االسرائيلي ايهود‬ ‫باراك عندما اكد “نحن نوجد على شفا احلسم‪،‬‬ ‫وان الضربة العسكرية محتمة”‪ .‬فان كل هذه‬ ‫التهديدات حسب املعلقني‪“ :‬معلقة في الهواء‬ ‫دون اي صلة مبا يفعله اجليش وما يجري على‬ ‫اجلبهة”‪.‬‬ ‫وفي اجلانب الفلسطيني تقرأ التهديدات‬ ‫العسكرية االسرائيلية بشن عملية واسعة‬ ‫بأنها ليست جديدة وهي تعكس املأزق‬ ‫السياسي واالمني الذي يعاني منه قادة‬ ‫االحتالل بفعل الصمود البطولي للشعب‬ ‫الفلسطيني ومقاومته‪ .‬وهذه التهديدات‬ ‫الصهيونية ليست سوى ضجيج اعالمي هدفه‬ ‫التغطية على اجلرائم االسرائيلية اليومية‬ ‫وان ما يعيشه الكيان اآلن ال يؤهله للقيام‬ ‫بعمل واسع باملعنى الشمولي وهو يعاني‬ ‫من داخله ويبحث عن التهدئة‪ .‬وتقول دراسة‬ ‫نشرها مركز البحوث االمنية االسرائيلية ان‬ ‫اسباب عدم قبول اسرائيل التهدئة او ترددها‬ ‫من ان متس باملصالح االسرائيلية في املنظور‬ ‫االوسع‪ ،‬والهدنة بحد ذاتها مشكلة السرائيل‪،‬‬ ‫رغم قبولها بها ظاهرياً‪ ...‬ولذلك فان اي‬ ‫هدنة ستنهار بسبب ردود الفعل العسكرية‬ ‫االسرائيلية”‪.‬‬ ‫وصحيفة (يديعوت احرونوت) تقول‪:‬‬ ‫“من اكتوى بالنار لن يجرؤ على املغامرة!”‪.‬‬ ‫وتصريحات ايهود باراك التصعيدية نوعا ً من‬ ‫الضغط على الفلسطينيني وتهدف الى تعزيز‬ ‫مكانته داخل حزبه استعدادا ً للمرحلة املقبلة‬ ‫فيما لو استقالت حكومة اوملرت‪.‬‬ ‫كيف تقرأ التهدئة في الكيان الصهيوني؟‬ ‫ان كل التصريحات احلازمة في موضوع غزة‬ ‫تخبئ حقيقة اخرى مغايرة متاما ً واجليش ليس‬

‫مستوطنة افيفني اجملاورة للحدود السياسية مع لبنان‬

‫في وارد القيام بعملية الغرض منها خدمة‬ ‫السياسيني‪ ،‬ورغم ان اسرائيل مصرة على‬ ‫تهديد حماس‪ ،‬لكن التنفيذ قضية اخرى متاماً‪.‬‬ ‫وقرار احلكومة االسرائيلية في ‪2008/6/11‬‬ ‫القبول بالتهدئة والتنفيذ الذي مت صباح (‪)6/19‬‬ ‫هو محاولة ال ستنفاد كل امل مهما كان‬ ‫ضئيال ً من اجل التوصل الى تسوية سياسية‬ ‫تؤدي الى وقف سقوط الصواريخ على اجلنوب‪.‬‬ ‫وان االتفاق يعني في جوهره اعتراف اسرائيل‬ ‫بحركة حماس العبا ً في السياسة االقليمية‬ ‫مقابل حصول اسرائيل على هدوء مؤقت‪،‬‬ ‫بينما اجلميع يتذمر من االتفاق ويتنبأ باال‬ ‫يصمد طويالً‪.‬‬ ‫والعدوان على الشعب الفلسطيني‬ ‫سيتوقف وان هذه التهدئة من شأنها ان توفر‬ ‫األمن وحتقق املصالح وأن تخفف من املعاناة‪..‬‬ ‫االتفاق النهائي للتهدئة يتضمن ان تسري‬ ‫ملدة ستة شهور وبرعاية مصرية وبحيث تفتح‬ ‫املعابر مع اسرائيل بعد ثالثة ايام إلدخال احلاجات‬ ‫االساسية اما معبر رفح فسيتم فتحه بعد‬ ‫اسبوع من التهدئة وخالل هذه املدة سيتم‬ ‫استكمال احملادثات لعملية تبادل االسرى‪.‬‬ ‫إن ما يجري في املنطقة يدل على فشل‬ ‫السياسة االميركية واالسرائيلية وتقدم‬ ‫املقاومة‪ ،‬والتفسير الواضح لذلك أن هناك‬ ‫تراجعا ً في موقف اإلدارة االميركية في املنطقة‬ ‫واملوقف االسرائيلي بعد فشل مشروع الشرق‬ ‫االوسط اجلديد وفشلها في العراق وجنوب‬ ‫لبنان‪ ،‬وها هي تفشل في فلسطني وفشل‬ ‫سياسة احملارق ضد الشعب الفلسطيني دفع‬ ‫في هذا االجتاه‪.‬‬ ‫والفائدة الرئيسية للتهدئة هي كسر احلصار‬ ‫والتخفيف عن ابناء الشعب الفلسطيني‬ ‫ووقف العدوان الشامل لدعم الصمود وهي‬ ‫مرحلة إلعادة الترتيبات الداخلية‪ .‬وهي متثل‬ ‫انتصار خيار املقاومة وفشل كل الرهانات على‬ ‫تصفية املقاومة الفلسطينية‪.‬‬ ‫اتفاق التهدئة يطرح جملة من االسئلة‪،‬‬ ‫واملراقبون يتحدثون عن التوجه الغامض لدى‬ ‫الكيان الصهيوني‪ .‬والسؤال‪ :‬ملاذا التهدئة في‬

‫غزة ال تشمل الضفة الغربية اال بعد ستة‬ ‫شهور‪ ،‬هذا ان صمدت التهدئة؟‬ ‫كل املؤشرات تدل بان التهدئة لن تصمد‬ ‫طويالً‪ ،‬والعدو سيحاول االستفادة القصوى‬ ‫من عامل الوقت من اجل اطالق سراح اجلندي‬ ‫شاليط‪ ،‬النه يخشى القيام بعملية واسعة‬ ‫ستؤدي الى مقتله‪.‬‬ ‫سيحاول العدو االستفادة من التهدئة‬ ‫حلل االزمة السياسية املركبة القائمة‬ ‫داخل الكيان‪ ،‬حيث السعي القالة اوملرت‬ ‫واملنافسة على اشدها بني املتسابقني‬ ‫خلالفته سواء اكانت حسناء املوساد تسيبي‬ ‫ليفني ام وزير احلرب الصهيوني ايهود باراك‪،‬‬ ‫وهناك احتمال حل الكنيست والدعوة‬ ‫النتخابات مبكرة‪.‬‬ ‫واسرائيل تبحث مع مصر لوقف تهريب‬ ‫السالح الى القطاع عبر االتفاق وتعول على‬ ‫(دور مصر في وقف تعاظم قوة حماس)‪.‬‬ ‫كيف قبلت (اسرائيل) باالتفاق؟‬ ‫كل الدالئل تؤكد بأن حالة اجلدل مستمرة‬ ‫ضد اتفاق التهدئة فاالتفاق يكسر جدران‬ ‫العزلة حول حركة حماس ويشجع السلطة‬ ‫الفلسطينية للتحاور مع حماس ويشجع‬ ‫اجلهات الدولية على محادثتها‪.‬‬ ‫وهذا يطرح على القوى الفلسطينية‬ ‫التحرك وبسرعة وخاصة حركتي فتح وحماس‬ ‫إلجناح احلوار الفلسطيني وايجاد حل حلالة‬ ‫االنقسام وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني‬ ‫وحتصني الذات ملواجهة العواصف القادمة‪،‬‬ ‫فاالحتالل سيحاول من جديد محاولة فرض‬ ‫شروطه بعد ان يرتب اوضاعه الداخلية‪،‬‬ ‫ليعود من جديد للضغط على حركة حماس‬ ‫وحصارها من جديد‪ ،‬وكذلك الضغط على‬ ‫السلطة الفلسطينية النتزاع تنازالت جديدة‬ ‫وافشال دائم للمفاوضات‪.‬‬ ‫لنتذكر بان صراعنا مع العدو هو صراع‬ ‫وجود وال تهدئة قبل انتزاع احلقوق فاحلق يؤخذ‬ ‫وال يعطى‪ ،‬هذا هو الدرس الذي تعلمناه من‬ ‫التاريخ‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪63‬‬


‫منبر عربي‬ ‫اتفاقيات سعودية‪ -‬أميركية تكرس النظام االستبدادي واحتالل أرض المسلمين‬

‫آل سعود تنازلوا عن قبر الرسول‬ ‫والمدينة المنورة‬ ‫ّ‬ ‫وقعت الطغمة احلاكمة في السعودية اربع‬ ‫اتفاقيات مع الواليات املتحدة االميركية‪ ،‬باعت‬ ‫مبوجبها جزيرة العرب وبالد احلرمني الشريفني‪،‬‬ ‫دون ان يرف لها جفن من خوف او وجل‪ ،‬الى بوش‬ ‫واسرائيل‪ ،‬وذلك بالتزامن مع احتفال الكيان‬ ‫الصهيوني بالذكرى الستني لتأسيس الدولة‬ ‫العبرية‪ ،‬وسط ذهول العرب الذين يحاولون‬ ‫استعادة شيء من ذاكرتهم القومية في رحلة‬ ‫نكبتهم ومسيرة خضوعهم وذلهم‪.‬‬ ‫قدم آل سعود هدية العمر للكيان االسرائيلي‬ ‫ّ‬ ‫عبر هذه االتفاقيات التي اعلنت من القدس‪،‬‬ ‫لتوجه رسالة حتمل في طياتها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬سقوط املرجعية الدينية اإلسالمية‬ ‫املفترضة في السعودية‪ ،‬وبالتالي كشف الغطاء‬ ‫عن االنحدار االخالقي والقيمي والسلوكي لهذه‬ ‫االسرة احلاكمة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬االعتراف باسرائيل وضمان امنها واستقرارها‬ ‫ج‪ -‬تشريع االبواب امام الدول العربية‬ ‫واالسالمية القامة عالقات ديبلوماسية مع‬ ‫الكيان االسرائيلي وضرب كل صيغ املقاطعة‬ ‫واملمانعة لهذا الكيان‪.‬‬ ‫شملت هذه االتفاقيات بشكلها الظاهر اربع‬ ‫نقاط رئيسية‪:‬‬ ‫‪ -1‬حماية النفط واملنشآت النفطية‪.‬‬ ‫‪ -2‬حماية احلدود ومراقبتها‪.‬‬ ‫‪ -3‬مكافحة اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪ -4‬التعاون النووي ألغراض سلمية‪.‬‬ ‫تؤمن هذه االتفاقيات املشبوهة السيطرة‬ ‫الكاملة للواليات املتحدة االميركية على‬ ‫البترول السعودي‪ ،‬وحتويله إلى خزان احتياطي‬ ‫يسخر للمصالح االميركية واالسرائيلية‬ ‫جديد‬ ‫ّ‬ ‫ويستعمل قاعدة استراتيجية للضغط الدولي‪.‬‬ ‫تنازل آل سعود عن قبر رسول اهلل واملدينة‬ ‫املنورة فأضحت “السقاية والوفادة” آلل بوش‬ ‫الذين ميلكون حق القبول او الرفض لطلبات‬ ‫احلجاج العرب واملسلمني في زيارة بيت اهلل‬ ‫احلرام حتت ذريعة مكافحة االرهاب‪ .‬وهنا نسجل‬ ‫املغالطة الشرعية حيث اصبح احلج باطالً بسبب‬ ‫حالة االحتالل االميركي – الصهيوني لألراضي‬ ‫املقدسة‪ .‬وبات حترير قبر رسول اهلل فرض واجب‬ ‫على كل مسلم ومسلمة مما يفتح باب اجلهاد‬

‫‪64‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الكعبة محجة املسلمني‬

‫حتت اسماء وعناوين شتى‪.‬‬ ‫تعطيل مفاعيل القوى االسالمية والتحررية‬ ‫في العالم بعد ضرب املركز الشرعي والثقل‬ ‫التاريخي والتراثي العقائدي اإلسالمي وأسره‪.‬‬ ‫جعل السعودية مقرا ً استخباراتيا ً متقدما ً‬ ‫للموساد االسرائيلي الذي ينطلق في االجتاهات‬ ‫كافة بغطاء سعودي‪.‬‬ ‫كسر احلاجز النفسي واالخالقي والديني‬ ‫بني املعتدلني العرب “أشباه الرجال” والكيان‬ ‫الصهيوني الغاصب الذي مكنته هذه االتفاقيات‬ ‫من الدخول حتت اسماء مختلفة إلى اجلسم‬ ‫العربي وبالتالي تقدمي ديناميكية احلركة التي‬ ‫طاملا حلم بها‪.‬‬ ‫توجيه رسالة عدائية للجمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية في ما يخص برنامجها النووي‪ ،‬رغم‬ ‫انعدام هذا التصور أصالً جلهة إمكانية دعم‬ ‫الواليات املتحدة االميركية للسعودية في اجملال‬ ‫النووي‪ ،‬حيث تنحصر هذه الرسالة بالشكل‬ ‫اإلعالمي – النفسي واالدارة االستخباراتية ومدى‬ ‫قدرتها على التجسس على أداء ايران‪.‬‬

‫بعض النقاط غير املعلنة التي وردت في‬ ‫االتفاقيات‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تعزيز مصادر الطاقة السعودية‪ :‬اي البحث‬ ‫عن آبار جديدة وزيادة نسبة اإلنتاج الذي سيترافق‬ ‫مع انخفاض لالسعار اخلام وحتسني وضع الدوالر‬ ‫االميركي املتراجع في االسواق العاملية‪ .‬وتخفيض‬ ‫نسبة العجز في اخلزانة االميركية باستخدام‬ ‫هذا النفط في االسواق التجارية العاملية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تطوير قدرات السعودية العسكرية مما‬ ‫يعني عشرات الصفقات ومليارات الدوالرات‬ ‫املسروقة‪ ،‬واليمامة خير شاهد‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إحداث مدن جنائية مشتركة عبر غرف‬ ‫عمليات استخباراتية موحدة تهدف الى‬ ‫التجسس والتخطيط لعمليات أمنية كبيرة‬ ‫ال نعرف من ستطال؟ وأين ستنفذ؟ واي نوع من‬ ‫اجلماعات تدرب وتسلح؟‬ ‫د‪ -‬اغالق املدارس الدينية وال سيما مدارس‬ ‫حتفيظ القرآن الكرمي والهدف هنا ينطلق من‬ ‫نقطتني اساسيتني‪:‬‬ ‫‪ -‬تطويق الثقافة واللغة العربية وتدميرهما‪.‬‬


‫ تشجيع االنحالل االخالقي لتدمير اجملتمع‬‫السعودي الذي يتمايز عن االسرة احلاكمة بقيمه‬ ‫الوطنية واالسالمية‪.‬‬

‫شروط جناح هذا النوع‬ ‫من االتفاقيات‬ ‫‪ -1‬النظام املستبد الذي يكون قادرا ً على‬ ‫قمع األصوات املفكرة واملنتقدة والرافضة لهذه‬ ‫االتفاقيات نظرا ً ملعرفة أصحاب هذه االصوات‬ ‫احلرة مبدى خطورة هذه االتفاقيات‪.‬‬ ‫ميثل النظام السعودي شكالً متقدما ً ومثالً‬ ‫بارزا ً لالنظمة املستبدة التي حتكم باإلعدام متى‬ ‫تشاء وكيفما تشاء دون حسيب او رقيب حتت‬ ‫غطاء الشرع والدين اللذين هما منهم براء‪.‬‬ ‫‪ -2‬النظام الفاسد‪ :‬تنبعث الروائح النتنة‬ ‫واملتعفنة من بني طيات عباءات األمراء وامللوك‬ ‫السعوديني املتمثلة مبلفات الفساد املالي واألخالقي‪،‬‬ ‫حيث يشكل هذا النظام تربة خصبة التفاقيات‬ ‫اإلذعان والذل والتنازل عن االوطان كونه ال يؤمن اال‬ ‫بوطن السرير املتنقل بني فنادق ومالهي الدعارة‪.‬‬ ‫‪ -3‬العالقات السرية‪ :‬ال يستطيع النظام املستبد‬ ‫والفاسد من اعتراض ورفض اي جزء من هذه‬ ‫االتفاقيات كونه يتحمل مسؤوليات ملفات الرشوة‬ ‫والتزوير والسرقة والقمار وآالف امللفات اجلنسية‪.‬‬ ‫استطاعت االدارة االميركية التي متتلك كل‬ ‫امللفات املشبوهة لالسرة احلاكمة من الضغط في‬ ‫هذا االجتاه لتوقيع هذه االتفاقيات التي سنعرف‬ ‫خفاياها بعد عشرين عاما ً عندما يسمح البيت‬ ‫االبيض بنشر الدوائر السرية ومحفوظاتها‪.‬‬

‫أوجه التشابه بني الكيان‬ ‫الصهيوني والنظام السعودي‬ ‫يرتبط التشابه بني الكيان الصهيوني والنظام‬ ‫السعودي في عملية األداء الوظيفي‪ ،‬حيث ميثل‬ ‫كل واحد منهما كيانا ً وظيفيا ً يحمي مصالح‬ ‫الواليات املتحدة االميركية مع اختالف املعايير‬ ‫واملقاييس التي تنطلق منها هذه املصالح‪.‬‬ ‫هذا التشابه انعكس على اسلوب التفكير‬ ‫واملمارسة في التعاطي السياسي واالقتصادي‬ ‫واألمني ولعل وجه االختالف الوحيد‪ ،‬ان السياسات‬ ‫الصهيونية تخرج من تل ابيب وباللغة العبرية‬ ‫في ما تنطلق السياسات السعودية من الرياض‬ ‫وباللغة االنكليزية كون اللغة العربية سقطت‬ ‫على ابواب قصور االنحطاط والرذيلة‪.‬‬

‫عبداهلل‬

‫بوش‬

‫الوزراء البريطاني السابق تشرشل قال له‪“ :‬أريد‬ ‫أن ارى ابن سعود سيدا ً على الشرق االوسط‬ ‫وكبير كبراء هذا الشرق‪ ،‬على ان يتفق معكم أوالً‪،‬‬ ‫يا مستر حاييم”‪.‬‬ ‫ ويعود تاريخ اللقاءات السعودية –‬‫االسرائيلية الى عام ‪ 1939‬عندما عقد في لندن‬ ‫مؤمتر حول القضية الفلسطينية‪ ،‬حضره وزير‬ ‫اخلارجية السعودية االمير فيصل الذي التقى‬ ‫كبار املسؤولني االسرائيليني على هامش املؤمتر‬ ‫بعد تقارب كبير بني امللك عبد العزيز واالدارة‬ ‫االميركية التي جنحت بإقناع امللك بعدم التعهد‬ ‫بالعمل ضد اسرائيل‪.‬‬ ‫ تشكيل جلنة مؤلفة من ضابط اسرائيلي‬‫يحمل جواز سفر أميركي يعمل في شركة‬ ‫ارامكو‪ ،‬وسعودي الى جانب بعض املستشارين‬ ‫لدراسة امكانية افشال الوحدة السورية‬ ‫املصرية عام ‪ 1958‬كرد حاسم على جمال‬ ‫عبد الناصر الذي اعتبرته السعودية خطرا ً‬ ‫حقيقيا ً على مشروع آل سعود والواليات‬ ‫املتحدة االميركية واسرائيل ملا ميثله من فكر‬

‫وحدوي قومي‪ ،‬حيث أغدقت هذه اللجنة‬ ‫على رئيس جهاز اخملابرات السورية السابق‬ ‫عبد احلميد السراج املال والذهب والصكوك‪،‬‬ ‫كونها كانت ترى فيه الرجل القادر على‬ ‫إفشال الوحدة السورية املصرية وتنفيذ‬ ‫برنامج االدارة االميركية في املنطقة‪“ .‬لكن‬ ‫الليل لم يكن على يد احلرامي”‪ .‬ففضح عبد‬ ‫احلميد السراج هذه املؤامرة التي تضمنت في‬ ‫تفاصيلها اغتيال جمال عبد الناصر‪ ،‬مما وجه‬ ‫ضربة قوية لألمراء املتآمرين على قضايا العرب‬ ‫واملسلمني‪.‬‬ ‫ ذكرت مجلة اإليكونوميست البريطانية‪:‬‬‫“ان اسرائيل تقوم بحماية النفط السعودي‬ ‫الذي يضخ من ميناء “ينبع” الى البحر االحمر‪،‬‬ ‫عمال ً باتفاق سري اسرائيلي – سعودي – مصري‬ ‫حتمي مبوجبه القطاع الشمالي‪ ،‬في حني‬ ‫حتمي مصر القطاع اجلنوبي والغربي مقابل‬ ‫حصولهما على مساعدات مالية سعودية‬ ‫ضخمة”‪.‬‬

‫منشأة‬ ‫نفط‬ ‫سعودية‬

‫تاريخ العالقات الصهيونية –‬ ‫السعودية سياسياً واقتصادياً‬ ‫‪ -‬نقالً عن مذكرات حاييم ويزمان‪ ،‬فإن رئيس‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪65‬‬


‫منبر عربي‬ ‫وثيقة “خطة فهد للسالم”‬ ‫تتحدث هذه الوثيقة التي كتبها ولي العهد‬ ‫االمير فهد عن قبول آل سعود باقامة السالم مع‬ ‫اسرائيل واالعتراف الكامل بشرعيتها‪ .‬واملعلومات‬ ‫غير املؤكدة ان السعودية عرضت خمسة مليارات‬ ‫دوالر السرائيل كرشوة مقابل رفع العلم السعودي‬ ‫على املسجد األقصى‪ ،‬لكن االسرائيليني رفضوا‪،‬‬ ‫والسعوديني نفوا صحة هذا اخلبر الذي تناقلته‬ ‫الصحف االميركية والبريطانية في تلك الفترة‪.‬‬ ‫وبالربط مع هذه اخلطة‪ ،‬متكن “يعقوب‬ ‫نيمرودي”‪ ،‬ضابط اخملابرات االسرائيلية السابق‪،‬‬ ‫وتاجر االسلحة من احلصول على معلومات عن‬ ‫“خطة فهد” وتسريبها عبر عدنان اخلاشقجي‬ ‫مبساعدة “آل شومير”‪ ،‬الرئيس السابق ملصانع‬ ‫الطائرات االسرائيلية مبعرفة “شارون”‪.‬‬ ‫عقدت السعودية بواسطة “اخلاشقجي”‬ ‫صفقات سرية عدة مع اسرائيل‪ ،‬لم يكشف‬ ‫النقاب عنها‪.‬‬ ‫وذكرت جريدة “دافار” بتاريخ ‪ ،1986/2/12‬ان‬ ‫عددا ً من املقربني من “شيمون بيريز” اجتمعوا مع‬ ‫اثنني من االمراء السعوديني في املغرب‪ ،‬حيث قدم‬ ‫االسرائيليون معلومات عن مخطط باغتيال عدد‬ ‫من افراد االسرة املالكة‪.‬‬ ‫وبتاريخ ‪ 1987/11/17‬ذكرت جريدة “علهمشمار”‬ ‫ان الرئيس املصري حسني مبارك ابلغ وزير الطاقة‬ ‫االسرائيلي “موشيه شاحال” أن امللك فهد هو‬ ‫الذي شجعه على تعزيز عالقات السالم مع‬ ‫اسرائيل‪.‬‬ ‫نقلت صحيفة “هاآرتس” االسرائيلية عن‬ ‫السفير السعودي في واشنطن “بندر بن‬ ‫سلطان” ان السعودية تضغط على ياسر عرفات‬ ‫إلصدار بيان يعترف فيه باسرائيل‪ .‬وقد متّ لقاء‬ ‫بني بندر بن سلطان في منزل امليليونير اليهودي‬ ‫“تسيفي شالوم” بحضور عدد من زعماء اجلالية‬ ‫اليهودية في نيويورك‪ ،‬حيث أكد بندر بن سلطان‬ ‫ان السعودية تبذل جهودا ً جبارة إلقناع منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية بوجوب االعتراف باسرائيل‪.‬‬ ‫وفي السياق ذاته استقبلت الرياض وفدا ً اميركيا ً‬ ‫اسرائيليا ً بسرية تامة جهز ونسق له بندر بن‬ ‫سلطان بعد موافقة القصر امللكي‪ .‬وترأس الوفد‬ ‫االسرائيلي “دايفد قمتحي” وهو صديق مقرب‬ ‫من بندر‪ .‬وكان قد طلب الوفد استخدام نفوذ‬ ‫اململكة من اجل احلد من حالة التطرف االسالمي‬ ‫والضغط على الدول العربية واإلسالمية إللغاء‬ ‫املقاطعة‪.‬‬ ‫ونقلت صحيفة اخبار االسبوع في ‪1993/12/30‬‬ ‫عن مصادر اميركية واسرائيلية ان رئيس الوزراء‬ ‫االسرائيلي “اسحاق رابني” عقد اجتماعا ً سريا ً مع‬ ‫وزير اخلارجية السعودي “سعود الفيصل” استغرق‬ ‫ثالث ساعات‪ ،‬في إحدى العواصم االوروبية‪.‬‬ ‫وحتت عنوان “إعادة التوجيه” كتب “سيمور‬ ‫هيرش” في “نيويوركر” ان التحول في السياسة‬

‫‪66‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫قاعدة‬ ‫عسكرية‬ ‫اميركية‬

‫دفع السعودية واسرائيل الى ما يشبه العناق‬ ‫االستراتيجي اجلديد ال سيما ان كال البلدين ينظر‬ ‫الى ايران على انها تهديد وجودي‪ .‬وقد دخل البلدان‬ ‫في محادثات مباشرة‪ ،‬حيث يعتقد السعوديون ان‬ ‫استقرارا ً اوسع في اسرائيل وفلسطني سيعطي‬ ‫اليران نفوذا ً اقل في املنطقة‪.‬‬

‫االرتباط بني االقتصاد السعودي‬ ‫واالقتصاد اإلسرائيلي‬ ‫لقد تطور هذا االرتباط من خالل عوامل عدة‬ ‫أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬العوائد النفطية التي مت ايداعها في‬ ‫البنوك الصهيونية والتي استخدمت في تطوير‬ ‫الصناعات العسكرية االسرائيلية مما رفع القدرة‬ ‫االقتصادية للكيان الصهيوني الذي حتول بفضل‬ ‫النفط السعودي إلى قوة عسكرية واقتصادية‬ ‫ضخمة في الشرق االوسط‪ ،‬ساهمت في‬ ‫االستقرار الداخلي واخلارجي لدولة العدو‪.‬‬ ‫‪ -2‬عملت شركة “أرامكو” النفطية التي‬ ‫تأسست عام ‪ 1938‬على السيطرة على البترول‬ ‫السعودي بشكل مطلق وحتكمت في إنتاجه وفق‬ ‫مصالح الواليات املتحدة االميركية وحليفتها‬ ‫اسرائيل‪ .‬وترتبط هذه الشركة مبجموعة من‬ ‫الشركات العاملية االمبريالية التي تقوم على‬ ‫رؤوس االموال الصهيونية‪ .‬وينعكس هذا التأثير‬ ‫من خالل سعر صرف الريال السعودي بالنسبة‬ ‫الى الدوالر األميركي واستقرار هذا الصرف منذ‬ ‫السبعينيات عند ‪ 3.75‬ريال سعودي مقابل دوالر‬ ‫اميركي واحد‪.‬‬ ‫‪ -3‬جتلت خطورة السياسة النفطية السعودية‬ ‫بالتزام اململكة بتأمني حاجة السوق األميركي‬ ‫بالنفط حتت اي ظرف كان‪ ،‬فمثالً اذا حدثت حرب‬ ‫معينة وأثرت على انتاج النفط في الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬تقوم السعودية بتعويض النقص‬ ‫احلاصل في االنتاج لكي يستقر السقف البترولي‬

‫عند حده إلشباع حاجات السوق األميركي‪.‬‬ ‫‪ -4‬ارتباط االمراء السعوديني بعائالت نفطية‬ ‫اميركية مشهورة‪ ،‬مثل اسر كينيدي وفورد‬ ‫وبوش مؤخراً‪ .‬واملتابع لهذا امللف يعرف ان هذه‬ ‫العائالت خرجت باموالها سليمة بعد أحداث‬ ‫الكساد الذي ضرب االقتصاد األميركي ‪1929‬م‬ ‫(الكساد العظيم) واستمرت حتى عام ‪1933‬م‪.‬‬ ‫ولعل العالقة الوثيقة بني شركات االسلحة ذات‬ ‫التمويل اليهودي وشركات البترول (شركة بترول‬ ‫بوش)‪ ،‬واالسرة املالكة السعودية ليست إال خير‬ ‫دليل على استفادة الكيان الصهيوني بشكل‬ ‫مباشر وغير مباشر من العالقات االقتصادية‬ ‫السعودية األميركية‪.‬‬ ‫‪ -5‬أسس امللك عبد اهلل عام ‪ 1964‬م احلرس‬ ‫الوطني السعودي الذي تولت تدريبه وتسليحه‬ ‫واإلشراف عليه مجموعة من الضباط واجلنود‬ ‫األميركيني املتصهينني‪ ،‬وكانت تدفع اجور هؤالء‬ ‫من عوائد النفط السعودي املوجود في البنوك‬ ‫األميركية‪.‬‬

‫السعودية ومنط االستهالك‬ ‫الغربي‬ ‫انتهج آل سعود سياسة التوسع في اإلنفاق‬ ‫على البنى التحتية بعد ارتفاع اسعار النفط‬ ‫في السبعينيات حتى اصبحت املدن السعودية‬ ‫نسخة عن املدن الغربية‪ ،‬وساد منط استهالكي‬ ‫شكلي بعيد عن بناء القدرات الذاتية‪ ،‬ووصل‬ ‫االستهالك السعودي الى مقاييس عاملية بعد‬ ‫ان صارت السعودية سوقا ً للمنتوجات الغربية‬ ‫ومركزا ً الستيراد الدعارة‪.‬‬ ‫وعندما تدهورت اسعار النفط في اواخر‬ ‫الثمانينيات‪ ،‬شعر االقتصاد السعودي باملشاكل‬ ‫احلقيقية جراء السياسات السلبية لالسرة‬ ‫احلاكمة‪ ،‬حيث ال توجد صناعة واحدة سعودية‪،‬‬ ‫وإن وجدت‪ ،‬يقتصر الدور السعودي على الوسيط‬


‫بني الشركة االجنبية والزبون السعودي‪ ،‬مع العلم‬ ‫ان معظم هذه الشركات تدخل السوق السعودي‬ ‫بأسماء وهمية وترتكز على رؤوس اموال يهودية‪.‬‬

‫الرجل احترام ضيفات الشرف اجلميالت‪ ،‬ومن‬ ‫املعيب على مجلة “شتيرن” االملانية ان ال حتترم‬ ‫نخوة امراء الصحراء‪.‬‬

‫االستراتيجية املقبلة‬ ‫في السعودية‬

‫الطائرة امللكية الراقصة‬

‫باالستناد الى ما مت ذكره وهو بالطبع اجلزء‬ ‫الصغير من امللف الفاسد الكبير آلل سعود‪،‬‬ ‫نستطيع ان نالحظ بعض مالمح نقاط‬ ‫االستراتيجية األميركية احملتملة جتاه اجلزيرة‬ ‫العربية‪:‬‬ ‫‪ -1‬تفتيت اجلزيرة العربية الى اكثر من نظام‬ ‫سياسي بهدف االبقاء على حالة الضعف والوهن‬ ‫في اجلسم العربي لتسهيل السيطرة عليه باقل‬ ‫قدر ممكن من اخلسائر‪ .‬هذا ما يفسر ما تناقلته‬ ‫بعض وسائل االعالم عن خطة اميركية سرية‬ ‫تقضي بفصل املنطقة الشرقية من السعودية‬ ‫عن ارض احلجاز‪.‬‬ ‫‪ -2‬التمسك باالسرة احلاكمة بعد الدفع‬ ‫بجيل جديد للحكم كونهم يحملون اجلنسية‬ ‫السعودية فقط‪ ،‬واملرشحون للمرحلة الثانية‬ ‫من احلكم ثالثة هم (سعود بن فيصل‪ -‬بندر بن‬ ‫سلطان‪ -‬سيف اإلسالم بن سعود)‪.‬‬ ‫‪ -3‬إحداث تغيرات جوهرية في النظام السياسي‬ ‫السعودي يعتمد على االنفتاح والفوضى‪.‬‬ ‫‪ -4‬إظهار فزاعات جديدة تهدد بتقويض النظام‬ ‫السعودي مثل القوة النووية االيرانية – األصولية‬ ‫– اإلرهاب‪ ،‬وتسويقها بغية إبقاء النظام بحالة‬ ‫حاجة لوصاية وحماية أميركية – إسرائيلية‬ ‫دائمة‪.‬‬ ‫جتدر االشارة الى ان التحرك السعودي لم‬ ‫ينطلق يوما ً من دوافع وطنية وقومية وال حتى‬ ‫اسالمية‪ ،‬بل من زوايا ضيقة ترتكز ملصلحة‬ ‫استقرار االسرة املالكة التي انقذتها اسرائيل‬ ‫والواليات املتحدة األميركية مرات عدة من‬ ‫السقوط واالنهيار‪ .‬وبالتالي ميكننا قراءة النهج‬ ‫السياسي السعودي املنطلق من طبيعة النظام‬ ‫السياسي واهداف هذا النظام‪.‬‬ ‫وبعد حتديدنا لطبيعة هذا النظام واهدافه‪،‬‬ ‫نعرف ان السلوكيات التي متارس تخدم مصالح‬ ‫هذه الطبقة الفاسدة التي تدير مقومات ومقدرات‬ ‫الشعب السعودي الشقيق الذي يعاني الفقر‬ ‫واجلوع واالستبداد‪ ،‬ونذهب نحو اإلضاءة على بعض‬ ‫املمارسات الالأخالقية للطبقة احلاكمة حتت‬ ‫عنوان “اكشن آل سعود” بعد التقدير واالحترام‬ ‫ملشاعر الق ّراء والشعب السعودي الط ّيب الذين‬ ‫يشمئزون من قراءة مسيرة آل سعود القذرة‪.‬‬

‫أكشن آل سعود‬ ‫بنو سعود والرحلة اجلهادية الطويلة بني رقصة‬

‫بندر بن سلطان‬

‫“االكس تي سي” مادة منشطة ومعها‬ ‫اربعة صناديق من “الشمبانيا” والنبيذ االحمر‬ ‫ومجموعة بالك اليبل‪ ،‬اضافة الى ثماني عشرة‬ ‫فتاة من األناقة الفاخرة‪ ،‬وكل هذا على منت‬ ‫الطائرة امللكية ‪ . PC747.168.SV‬عند اعتدال‬ ‫الطائرة الراقصة في اجلو‪ ،‬تبدأ رحلة الرقص‬ ‫واجملون لينتقل بعدها االمير مع الفتاة األجمل‬ ‫الى املقصورة اخلاصة ليشربا معا ً نخب قهوة‬ ‫البالك اليبل ويبحثا القضية الفلسطينية‬ ‫على انغام املوسيقى الهادئة ويكسرا كل‬ ‫احلواجز االصطناعية ويصال الى احلواجز‬ ‫الطبيعية‪.‬‬

‫االمير نايف يهرّب اخملدرات‬

‫اوملرت‬

‫الدحة ورقصة الروك‬ ‫أعلنت صحيفة اجلمهورية املصرية‪ :‬ان‬ ‫تركي بن عبد العزيز دفع للراقصة املصرية‬ ‫“شريهان” مبلغا ً وقدره مئة وخمسون الف‬ ‫دوالر مقابل رقصة مدتها خمسون دقيقة‬ ‫في حفل اقيم مبناسبة عيد ميالد احدى‬ ‫بناته‪ ،‬حيث ك ّلف احلفل نصف مليون دوالر‪،‬‬ ‫وذلك دعما ً للقضية الفلسطينية مبا تخلل‬ ‫احلفل من رقص وخلع ومجون‪ .‬اما املعترضون‬ ‫على هذا احلفل‪ ،‬إن وجدوا‪ ،‬فسيجدون رموز‬ ‫املؤسسة الدينية حاضرين إلعطاء الفتاوى‬ ‫في قطع الرؤوس‪.‬‬

‫بنو سعود مجاهدون “سبور”‬ ‫وجدت جثة االمير بندر الفيصل (‪ 32‬عاماً) في‬ ‫‪ 1986/11/5‬نصف عارية في أحد فنادق واشنطن‪.‬‬ ‫هكذا ميوت اجملاهدون في سبيل الرذيلة واملعصية‬ ‫وهم عراة على اسرة الدعارة والشذوذ اجلنسي‪.‬‬ ‫ولعل املفارقة الوحيدة ان االمير لم يصل الى‬ ‫مرحلة “اجملاهد السبور” كون االمراء فيصل وفهد‬ ‫ونايف ماتوا عراة بالكامل‪ .‬أما املسكني‪ ،‬فنصف‬ ‫عارٍ‪.‬‬

‫النخوة العربية والقمار‬ ‫ذكرت مجلة “شتيرن” االملانية بتاريخ ‪1975/4/3‬‬ ‫ان فهد خسر على احدى موائد القمار في “مونتي‬ ‫كارلو” مع ثالثة من االمراء السعوديني ما يقارب‬ ‫اخلمسة عشر مليون مارك وسبب اخلسارة‬ ‫الرئيسية هو النخوة العربية التي حتتم على‬

‫عادت قصة املتهم االمير نايف بن عبد العزيز‬ ‫الشعالن الى الواجهة بعد ان طالب املدعي‬ ‫العام األميركي في والية فلوريدا نزع احلصانة عن‬ ‫الشعالن حتى يتم استجوابه ومحاكمته في‬ ‫احد اكبر قضايا تهريب اخملدرات الدولية‪ .‬وتتهم‬ ‫السلطات األميركية الشعالن‪ ،‬والتي تؤكد‬ ‫انه امير سعودي يتمتع بحصانة ديبلوماسية‬ ‫ومتزوج من اميرة معروفة باملشاركة في عملية‬ ‫تقدر قيمتها‬ ‫تهريب اخملدرات مقابل لوحات فنية‪ّ ،‬‬ ‫بعشرة ماليني دوالر على منت طائرته اخلاصة (‪...‬‬ ‫وللكالم بقية)‪.‬‬ ‫امللك السعودي كبح جماح نفقات االمراء‬ ‫ّ‬ ‫فحط في ماربيال ‪ 14‬أميرا ً و‪ 1500‬خادم وأنفقوا‬ ‫‪ 12‬مليون دوالر‬ ‫ّ‬ ‫حط اعضاء من العائلة احلاكمة السعودية‬ ‫في قصر ماربيال في اسبانيا‪ ،‬وبلغ عددهم‬ ‫‪ 14‬اميرا ً يرافقهم ‪ 1500‬عامل‪ .‬وحسب‬ ‫معلومات جريدة “الوطن”‪ ،‬ضم الوفد‪:‬‬ ‫سلمان بن عبد العزيز وارملة امللك الراحل‬ ‫جوهرة االبراهيم‪.‬‬ ‫كان امللك فهد بن عبد العزيز قد أنفق قبل‬ ‫رحيله نحو ستني مليون دوالر خالل شهرين من‬ ‫اقامته في اسبانيا‪ ،‬وهذه االموال تصرف من اجل‬ ‫ان يتسنى للقادة السعوديني الكبار التفكير‬ ‫ووضع اخلطط الستعادة القدس ورفع املعاناة‬ ‫واجلوع عن اطفال غزة والعراق القابعني حتت‬ ‫االحتالل‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬هكذا يصرف آل سعود في أموال املسلمني‬ ‫على طريق استعباد نساء العالم‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪67‬‬


‫منبر عربي‬ ‫االتحاد المتوسطي بين تحفظ القذافي القومي واالنبطاح المصري‬

‫سوريا ترفض التطبيع وإلغاء المقاطعة‬ ‫قبل الحل العادل والشامل‬

‫القمة السداسية في ليبيا ‪ :‬تصليب املوقف القومي في الصراع مع اسرائيل‬

‫«تعتبر هذه الكلمات البسيطة في تركيبتها‪،‬‬ ‫العميقة في مضمونها ومدلوالتها‪ ،‬اختصارا ً‬ ‫ملرحلة احتضار‪ ،‬تعيشها االقطار العربية التي‬ ‫لم تعد تشكل مفهوم االمة‪ ،‬الفتقادها عوامل‬ ‫األخالق اجلامعة‪ ،‬وتتحكم بها مجموعة من‬ ‫املرتزقة الرعاع مبقدرات هذا الوطن الكبير‪ ،‬الذي‬ ‫يع ّلب ويس ّوق في مشاريع‪ ،‬تختلف تسمياتها‬ ‫وأماكن انعقادها وشخصيات ع ّرابيها‪ ،‬إال أنها‬ ‫حتمل مضمونا ً واحداً‪ ،‬هو القضاء على الشكل‬ ‫الوجودي لالمة العربية واالسالمية بشكل‬ ‫نهائي‪».‬‬ ‫هكذا عبر العقيد اخملضرم القذافي في قمة‬ ‫دمشق األخيرة عن الواقع العربي املتردي محاوال ً‬ ‫هذا الضابط الوحدوي‪ ،‬الذي قاد مع رفاقه‬ ‫الوحدويني األحرار االنقالب الذي اطاح بنظام امللك‬ ‫ادريس السنوسي في ايلول ‪1969‬م التمرد مجددا ً‬ ‫والثورة على الواقع العربي املريض واالنطالق به‬ ‫نحو احلد االدنى من الوحدة باشكال واساليب‬ ‫مختلفة مع احملافظة والتمسك بالثوابت‬

‫‪68‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الوطنية والقومية لالمة‪:‬‬ ‫قرأت في عبارات القذافي الشفافية‬ ‫واملباشرة والصدق‪ ،‬وحملت هذه الكلمات في‬ ‫طياتها املشاعر واالحاسيس املكبوتة داخل‬ ‫نفوس اجلماهير العربية دون مواربة او خوف‪،‬‬ ‫كون الشجاعة واجلرأة سمتني اساسيتني‬ ‫في شخصية القذافي الذي طرد من املدرسة‬ ‫رغم تفوقه (مدرسة سبها)‪ ،‬نظرا ً لنشاطاته‬ ‫السياسية منذ الصغر وتأثره بشخصية الزعيم‬ ‫العربي جمال عبد الناصر‪.‬‬ ‫سندخل عبر هذه املقدمة اخملتصرة للحديث‬ ‫عن القمة العربية املصغرة التي استضافتها‬ ‫اجلماهيرية العربية الليبية مؤخراً‪.‬‬ ‫عجزت القمة العربية املصغرة التي دعا إليها‬ ‫القائد الليبي معمر القذافي من حتقيق رؤية‬ ‫عربية موحدة اجتاه (االحتاد من أجل املتوسط)‪،‬‬ ‫لكنها جنحت بامتياز في تكريس وإظهار الفرز‬ ‫الرسمي العربي جلهة نوعني من القادة‪ :‬االول‪:‬‬

‫عمالء والثاني شرفاء‪ ،‬حيث حضر القمة‬ ‫شرفاؤها‪ :‬الرؤساء السوري بشار االسد واجلزائري‬ ‫عبد العزيز بوتفليقة والتونسي زين العابدين بن‬ ‫علي واملوريتاني سيد محمد ولد الشيخ عبد اهلل‬ ‫واملضيف القائد الليبي الرئيس القذافي‪ ،‬فيما‬ ‫تغيب اذالء هذه االمة‪ :‬حسني مبارك وعباس‬ ‫وامللك األردني عبد اهلل‪.‬‬ ‫حمل الرئيس الليبي بشدة على (االحتاد‬ ‫املتوسطي) في كلمته امام القمة املصغرة‪ ،‬وجاء‬ ‫هذا املوقف متناقضا ً مع موقفه السابق الذي‬ ‫أعلنه بعد زيارته التاريخية الى باريس حيث كان‬ ‫مشجعا ً ومتفائالً باالرتباط مع اسس سليمة‬ ‫وصحية لعالقة متوسطية متميزة بني ضفتي‬ ‫املتوسط‪.‬‬ ‫أدى هذا التغير في رؤية القذافي نتيجة ربطه‬ ‫املوافقة على االحتاد املتوسطي مبستوى صدق‬ ‫التعاطي االوروبي مع اجلامعة العربية واالحتاد‬ ‫االفريقي‪ .‬وقال‪“ :‬اننا اليوم هنا لكي نؤسس‬ ‫ونتشاور في هذه الفترة‪ ،‬بخصوص قضايا الساعة‬


‫وفي مقدمتها ما يطرح اآلن على الساحة‬ ‫املتوسطية بالذات ونحن دول عربية ولها كيان‬ ‫دولي معروف ومنظمة اقليمية معروفة‪ ،‬وهي‬ ‫اجلامعة العربية‪ ،‬ولها ميثاق ونحن نتمسك بها”‪.‬‬ ‫طالب القذافي الدول االوروبية والعالم‪،‬‬ ‫التعامل مع العرب على اساس االحترام املتبادل‬ ‫وااللتزام بوحدة مؤسسات العرب وعلى رأسها‬ ‫اجلامعة العربية‪ ،‬موجها ً تساؤال ً لالوروبيني‪:‬‬ ‫هل يفرط االحتاد االوروبي بوحدته من اجل احتاد‬ ‫املتوسط؟‬ ‫كما عبر القذافي عن انزعاجه واشمئزازه من‬ ‫تلويح بعض الدول االوروبية مبشاريع‪ ،‬تصور العرب‬ ‫على أنهم جياع وفقراء ومحتاجون‪ ،‬معتبرا ً هذه‬ ‫املشاريع طعم في سنارة صيد تتربص بخيرات‬ ‫العرب ومقدراتهم‪.‬‬ ‫وبرز تشاؤم الرئيس القذافي في منتصف‬ ‫شهر مارس املاضي‪ ،‬عندما قال‪“ :‬ان فكرة االحتاد‬ ‫املتوسطي تتعرض اآلن لإلجهاض او للتمييع”‪.‬‬ ‫عكس املوقف الليبي اصالة وعراقة القيادة‬ ‫الليبية املتمثلة بالعقيد معمر القذافي والشعب‬ ‫الليبي الذي ما زال متمسكا ً بعراقته العربية‬ ‫االصيلة وتطلعاته الثورية والقومية الراسخة‪.‬‬

‫املوقف السوري‬ ‫عبرت سوريا عن قلقها من اعتبار االحتاد‬ ‫املتوسطي جسرا ً لتكريس التطبيع مع الكيان‬ ‫الصهيوني على حساب احلقوق العربية املغتصبة‪،‬‬ ‫وبوابة قانونية لتكريس االحتالل االسرائيلي‬ ‫تغطية جلرائمه املتكررة‪ ،‬ومتييعا ً حلق املقاومة‬ ‫الفلسطينية والعربية في النضال الستعادة‬ ‫احلقوق‪ ،‬رغم املوقف الفرنسي الذي اقترن بزيارات‬ ‫متتالية للمسؤولني الفرنسيني الى دمشق‪.‬‬ ‫جمع اللقاء االخير وزير اخلارجية السورية وليد‬ ‫املعلم والسفير الفرنسي ميشال دولكو‪ ،‬حيث‬ ‫تباحث الرجالن بالعالقة السياسية واالقتصادية‬ ‫والثقافية والروابط االيجابية التي كانت جتمع‬ ‫الدولتني والشعبني‪.‬‬

‫الرئيس االسد ‪ :‬مقاومة التطبيع وكسر احلصار‬

‫وملس السوريون جدية الفرنسيني بإعادة‬ ‫العالقات الى مسارها الطبيعي ملا متثله سوريا من‬ ‫دور اساسي وبارز في منطقة الشرق االوسط‪.‬‬ ‫اندرجت زيارة كلود غيان‪ ،‬االمني العام للرئاسة‬ ‫الفرنسية ودايفد الفيت املستشار السياسي‬ ‫لساركوزي في السياق ذاته الهادف الى ارسال‬ ‫تطمينات فرنسية للقيادة السورية حول اعادة‬ ‫فتح افق جديدة في العالقات الثنائية وكسر‬ ‫حالة العزلة الدولية التي لم تنجح اصالً والغاء‬ ‫كل مظاهر العداء والتمحور االميركي‪ -‬الفرنسي‬

‫ضد سوريا‪ .‬حسم حضور معاون وزير اخلارجية‬ ‫السورية عبد الفتاح عموره في اجتماع كبار‬ ‫املوظفني املتوسطيني في سلوفينيا‪ ،‬مشاركة‬ ‫سوريا في قمة باريس املتوسطية بشخص‬ ‫الرئيس السوري بشار االسد‪ ،‬الذي استطاع‬ ‫بحكمته وادارته لالزمات املتالحقة التي واجهته‪،‬‬ ‫من فرض مكانة سوريا االقليمية والدولية كمركز‬ ‫فاعل لصنع القرار واالستقرار في منطقة الشرق‬ ‫االوسط‪.‬‬

‫املوقف اجلزائري‬ ‫عبرت اجلزائر على لسان وزير خارجيتها‬ ‫مراد مدلسي على حتفظات كثيرة على االحتاد‬ ‫املتوسطي‪ ،‬جتعل عالمات االستفهام تزداد على‬ ‫النوايا احلقيقية لهذا االحتاد‪ .‬كما عبر الرئيس‬ ‫بوتفليقة اثناء لقائه وزير اخلارجية الفرنسي‬ ‫بيرنار كوشنير‪ ،‬عن مالحظاته حول املؤمتر‪ .‬ولم‬ ‫يغلق باب احلضور بعد الدراسة وايجاد ايجابيات‬ ‫عن االسئلة املطروحة‪.‬‬

‫ساركوزي الوجه اآلخر لبوش‬ ‫الرئيسان القذافي وساركوزي ‪ :‬لعبة‬ ‫البحث عن املصالح‬

‫يحاول الرئيس الفرنسي ساركوزي انقاذ‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪69‬‬


‫منبر عربي‬ ‫صديقه احلميم جورج بوش ومشروعهما‬ ‫في قيام شرق اوسط جديد عبر مشروع احتاد‬ ‫متوسطي من خالل االعتماد على ثالث نقاط‬ ‫رئيسية هي‪:‬‬ ‫‪ -1‬حتسني مستوى احلوار السياسي بني االحتاد‬ ‫وشركاته املتوسطية وغير املتوسطية وبالتالي‬ ‫فتح العالقات السياسية والتدخل بالشؤون‬ ‫الداخلية للدول الضعيفة والصغيرة حتت غطاء‬ ‫االنفتاح وكسر الطوق العازل السرائيل بشكل‬ ‫نهائي عبر دفع بعض الدول الى اقامة عالقات‬ ‫مباشرة مع الكيان الصهيوني‪.‬‬ ‫‪ -2‬اطالق مشاريع اقليمية وبرامج دولية‬ ‫تهدف الى السيطرة على اقتصاد الدول العربية‬ ‫خصوصا ً والضعيفة عموما ً وابتالعها في احتاد‬ ‫متوسطي جديد‪.‬‬ ‫‪ -3‬اعادة توزيع املهام واملسؤوليات االقليمية‬ ‫بحيث تسحب القضايا وامللفات االساسية من‬ ‫دول معرقلة لشروط االستسالم مثل سوريا‬ ‫وليبيا ورهنها لدول االعتدال العربي كمصر‬ ‫والسعودية واالردن‪....‬‬

‫ساركوزي األب الشرعي‬ ‫لالحتاد املتوسطي‬ ‫وصف السفير أالن لوروا املكلف مبشروع االحتاد‬ ‫من اجل املتوسط قائالً‪“ :‬االحتاد بصدد التشكل‬ ‫برحم امه في صورة معقدة‪ ،‬ولكي نحصل على‬ ‫هذا الطفل املتوسطي اجلديد كامل االوصاف‪ .‬ال‬ ‫بد من املشاركة بني جميع االطراف واملساهمة‬ ‫في تشكيله‪ .‬وميثل ساركوزي األب رقم واحد”‪.‬‬ ‫اذا كان هذا التوصيف للسفير لوروا دقيقاً‪،‬‬ ‫فإن احتمال اجناب هذا الطفل السليم‬ ‫مستحيل‪ ،‬ألن والده معوق‪ ،‬واآلباء املفترضون‬ ‫غير قادرين على االجناب السباب مختلفة‪.‬‬ ‫ونسي السفير حتديد هوية ام هذا الطفل التي‬ ‫أراها أنها االمة العربية التي ستجامع املرتزقة‬ ‫وكأن انحالل االخالق الرسمية العربية اصاب‬ ‫االوروبيني ايضاً‪.‬‬

‫التسابق األملاني – الفرنسي‬ ‫واحلسابات اجليوستراتيجية‬ ‫تقف حسابات جيوستراتيجية وراء دعوة‬ ‫ساركوزي لهذه املبادرة‪ ،‬حيث ترى املانيا ان فرنسا‬ ‫تريد العودة بقوة الى الساحة املتوسطية من‬ ‫خالل امتالكها اوراقا ً عدة يأتي في مقدمتها‬ ‫احلضور اللغوي البارز في دول املغرب العربي‬ ‫ولبنان وسوريا ووجود ماليني املتاجرين املغاربة‬ ‫مما يساهم في تعزيز دور فرنسا في اجلنوب‬ ‫املتوسطي‪ .‬ومن املعلوم ان توسيع االحتاد االوروبي‬ ‫انعكس سلبا ً على فرنسا‪ ،‬حيث انحسر دورها في‬ ‫املسألة البلجيكية بعد االنحسار الفرنكوفوني‪،‬‬

‫‪70‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫“نحن أعداء‬ ‫لبعضنا‪ ،‬نتآمر‬ ‫في ما بيننا على‬ ‫بعضنا‪ ،‬وال شيء‬ ‫يجمعنا سوى‬ ‫هذه القاعة”‬ ‫وبالتالي تأتي مبادرة ساركوزي إلعادة جتميع اوراق‬ ‫اللعبة الدولية التي بدأت تخرج منها فرنسا وال‬ ‫سيما في عهد شيراك السيئ‪.‬‬

‫والتبذير باالموال‪ ،‬وشبه مؤسسة لتحرير‬ ‫املشاريع اخلاصة بالواليات املتحدة االميركية‬ ‫واصدقائها‪.‬‬

‫موقف اجلامعة العربية‬

‫املعوقات التي تواجه االحتاد‬ ‫املتوسطي‬

‫سجلت اجلامعة العربية كما هو متوقع‬ ‫موقفا ً استسالميا ً جديدا ً ومتقدما ً جلهة النظرة‬ ‫القاصرة لطبيعة هذا االحتاد وأهدافه احلقيقية‪.‬‬ ‫ومن دواعي السخرية النقاط املهمة التي عددها‬ ‫سفير اجلامعة العربية محمد فاحت الناصري في‬ ‫هذه االتفاقية‪:‬‬ ‫‪ -1‬مركزية إعالن برشلونة كنقطة ارتكاز‬ ‫لبناء االحتاد من اجل املتوسط‪.‬‬ ‫‪ -2‬تق ُّدم عملية السالم في الشرق األوسط‬ ‫وحل النزاع العربي االسرائيلي‪.‬‬ ‫‪ -3‬تفعيل التسوية السياسية للملفات‬ ‫العالقة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تعزيز التعاون بني دول الشمال ودول اجلنوب‬ ‫ومتكني الدول العربية من امكان االستفادة‬ ‫من املؤسسات اجلديدة للمبادرة وتقوية‬ ‫سيجسده اتفاق االحتاد‬ ‫التعاون اجلنوبي الذي‬ ‫ّ‬ ‫املتوسطي‪.‬‬ ‫‪ -5‬تنصيب اجلامعة العربية كعضو مراقب‬ ‫في الشراكة االورومتوسطية‪.‬‬ ‫تشكل هذه النقاط التي طرحها سعادة‬ ‫السفير العربي غاية في السطحية‪ .‬ولم‬ ‫يعرف سعادته ان االحتاد املتوسطي سيلغي كل‬ ‫اشكال املؤسسات العربية مبا فيها اجلامعة‬ ‫العربية التي هي في االساس شكالً فارغا ً من‬ ‫كل مضامني القوة والعمل‪ ،‬وموقعا ً للصرف‬

‫تقف مجموعة من املعوقات في وجه إجناز هذا‬ ‫االحتاد الذي من املمكن ان ينعقد بتاريخه في‬ ‫باريس وبحضور جيد‪ ،‬ولكن دون جدوى او فائدة‬ ‫تذكر‪ .‬ولعل اهم املعوقات التي ستقف حاجزا ً‬ ‫مرتفعا ً امام هذا االحتاد تكمن في‪:‬‬ ‫‪ -1‬مشاركة الكيان الصهيوني‪ ،‬والتحفظ‬ ‫العربي املتمثل بسوريا وليبيا واجلزائر التي ال ترى‬ ‫امكانية لنجاح اية مبادرة دون حل جذري للصراع‬ ‫العربي – االسرائيلي‪.‬‬ ‫‪ -2‬اخلطاب املتكبر لالوروبيني‪ ،‬من خالل لغة‬ ‫االستعالء التي ال تروق لقادة املمانعة العربية‬ ‫ورفضهم لسياسة اإلمالءات التي ال تخدم‬ ‫مصالح الدول العربية‪.‬‬ ‫‪ -3‬انعدام الرؤية االستراتيجية‪ ،‬في االداء‬ ‫واملمارسة والتطبيق مما يدخل هذا االحتاد في‬ ‫نفق اخلالفات الدولية‪.‬‬ ‫نعول االمل والثقة على القادة الكبار في‬ ‫أخالقهم وعلى رأسهم العقيد معمر القذافي‬ ‫والسوري بشار االسد في الوقوف بوجه‬ ‫املشاريع التقسيمية الهادفة الى القضاء‬ ‫على مستقبل اوالدنا وتدمير ماضي اجدادنا‪.‬‬ ‫هذه املشاريع التي تسحق احالمنا جلهة بناء‬ ‫دولة عربية قوية قادرة على اعادة بعث احلضارة‬ ‫واالشعاع من جديد‪.‬‬

‫ماهر سري الدين‬


‫سورية تهزم الغرب وتنتزع شرعيتها‬ ‫اإلقليمية من البوابة الفرنسية‬

‫مؤمتر قمة الدول العربية في دمشق‬

‫تتص ّرف سوريا وأسدها على أنها ملك ميشي‬ ‫وجهت أشرعتها‬ ‫واثق اخلطوة‪ ،‬باجتاه الشرق ّ‬ ‫ووجدت في آسيا وعمالقتها ضالتها املنشودة‪،‬‬ ‫بديلة عن االحتاد األوروبي‪ ،‬وشراكته املعطلة‬ ‫بسبب الضغط األميركي االسرائيلي وأوهام‬ ‫االدارات الغربية واشتراطاتها‪ ،‬وفي زيارته‬ ‫للهند سجل الرئيس األسد مواقف ورؤية‬ ‫ثاقبة‪ ،‬وكسب جولة في إطالق ديناميات إعادة‬ ‫العالقات السورية الهندية الى سابق عهدها‪،‬‬ ‫وبني الدولتني والشعبني أكثر من مصلحة‪،‬‬ ‫ومنها أطلق مشروعا ً كامنا ً استوجب العمل‬ ‫اآلن‪ ،‬وتوفرت شروطه‪ ،‬بالعودة الى كتلة دول‬ ‫عدم االنحياز فقد كان للعرب عبد الناصر‬ ‫وللهند نهرو دور محوري في إعالن الكتلة‪،‬‬ ‫وتستعيد ذاتها مع عرب نهرو دورا ً محوريا ً في‬ ‫إعالن الكتلة‪ ،‬وتستعيد ذاتها مع عرب بشار‬ ‫األسد والهند القوة الصاعدة بوتيرة صاروخية‬

‫طرابلس الغرب ملناقشة الشراكة املتوسطية‬ ‫التي أطلقتها ويريدها ساركوزي ان تدير اللعبة‬ ‫بتقانة عالية جداً‪ ،‬فالرئيس معمر القذافي‬ ‫حليف سوريا يتولى مهمة طرح املوقف‬ ‫العربي بصالبة‪ ،‬كما في الدوحة تتولى قطر‬ ‫احلليف لسوريا والشريك في تفكيك حلف‬ ‫االعتالل العربي فتلعب دور الراعي بديال ً عن‬ ‫دور مصر والسعودية التي عزلتا نفسيهما‬ ‫في قمة دمشق واختارتا الرصيف لالنتظار‬ ‫الطويل‪.‬‬

‫تبحث عن املصالح وعن القيم املشتركة‬ ‫بعيدا ً عن نهج االمبراطوريات والتسلط‬ ‫االستعماري‪.‬‬ ‫وفي تركيا تدير سوريا تفاوضا ً خالقا ً مع‬ ‫الكيان الصهيوني‪ ،‬تستهدف منه مراكمة‬ ‫االوراق‪ ،‬وتأزمي العالقات االميركية االسرائيلية‬ ‫وإلقاء حجارة في مياه السياسة االسرائيلية‬ ‫الراكدة واآلسنة‪ ،‬وباإلجمال تستفيد في‬ ‫تعليم حلف االعتالل العربي درسا ً قاسياً‪،‬‬ ‫وتطلق وقائع جديدة تفيد جميعها بان‬ ‫التمسك باحلقوق وصيانة االستقالل الوطني‬ ‫ورفض اإلمالءات والتبعية قد يتعب‪ ،‬ويستوجب‬ ‫معارك صعبة‪ ،‬لكنه يجدي اعترافا ً اسرائيليا ً‬ ‫وأميركيا ً وعامليا ً بقوة احلضور والدور‪ ،‬ويزيد من‬ ‫أواصر التفاهم والتحالف مع اجلار القريب‬ ‫والكبير كبديل عملي مباشر عن األخ الضال‪.‬‬

‫في الدعوة الساركوزية للرئيس األسد‬ ‫الى باريس مكسب كبير‪ ،‬وتصدير املأزق‬ ‫واحلصار للقوى والدول العربية واإلسالمية‪،‬‬ ‫واألوروبية التي ناصبت سوريا العداء تكرميا ً‬ ‫إلدارة بوش املهزومة‪ ،‬واملتصدعة واملنتهية‬ ‫الصالحية‪.‬‬

‫وفي القمة العربية التي انعقدت في‬

‫وفي قبول الدعوة للمشاركة في االحتفاالت‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪71‬‬


‫منبر عربي‬

‫القمة السداسية‬

‫الفرنسية‪ ،‬وفي لقاء املتوسط أيضا ً إبداع‬ ‫وتقانة وقدرة باهرة على االستثمار في مأزق‬ ‫اآلخرين وحتقيق مكاسب لسوريا باجلملة وما‬ ‫بعدها‪:‬‬

‫سوريا تكسر احلصار عنها‪ ،‬وتنتزع إقرارا ً‬ ‫اوروبيا ً كامال ً بدورها وموقعها واستحالة لي‬ ‫ذراعها او عزلها او اسقاطها‪.‬‬

‫تضع فرنسا واميركا في ميزان تعارض‬ ‫املصالح وتكشف عن اخملبوء منها‪ ،‬ففرنسا‬ ‫ساركوزي تهرب من أزماتها الداخلية الى دور‬ ‫متوسطي‪ ،‬وتسعى المالء فراغ انشغال اميركا‬ ‫بانتخاباتها‪ ،‬وتالقي احلكومة االسرائيلية‬ ‫املأزومة في منتصف الطريق في التفاوض‬ ‫مع سوريا‪ ،‬لتغطيتها امال ً في تأمني شروط‬ ‫حماية للكيان اإلسرائيلي واطالة العمر‬ ‫االفتراضي له بعد ان فقد دوره الوظيفي‬ ‫بعد هزائم لبنان املتراكمة وهزمية غزة وظفر‬ ‫حماس ومقاومتها مبعركة كسر احلصار عنها‬ ‫وقبولها والتفاوض معها‪.‬‬ ‫حترج كثيرا ً فريقا ً لبنانيا ً افترض وعمل‬ ‫بوهم ان العالم سيقف الى جانبه وان العالم‬ ‫سيعزل سوريا ويسقطها ملصلحة تعومي‬ ‫مشاريع هذا الفريق فجاءتهم اللطمة من‬

‫‪72‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الرئيس االسد يتلقى رسالة من الرئيس الفرنسي نقلها غيان وليفيد‬


‫االسد يلتقي السيدة سونيا غاندي رئيسة حزب املؤمتر الوطني‬

‫ساركوزي الذي كان محسوبا ً لهم‪ .‬ففرنسا‬ ‫الساركوزية تفتتح بحماسة على سوريا‪،‬‬ ‫وتسعى لتتفاوض معها وإلصالح اخللل الذي‬ ‫ارتكب في باكورة أعمالها وما ارتكبته إدارة‬ ‫املشخصنة في عالقاتها الدبلوماسية‬ ‫شيراك‬ ‫ّ‬ ‫والعاملية‪ ،‬ومع سوريا‪ ،‬وتسقط من يد الفريق‬ ‫اللبناني واحدة من األوراق التي كان يفترض‬ ‫انها قوية في يده لتصبح العالقات مع فرنسا‬ ‫ورقة في جيب سوريا وأسدها‪.‬‬ ‫أخرجت العالقات السورية الفرنسية‬ ‫الناشطة برغبة حلف االعتدال العربي‬ ‫وأثبتت الوقائع أن املصالح‪ ،‬والدور‪ ،‬والقدرة‬ ‫البارعة للقيادة السورية اقوى شكيمة‬ ‫وافعل من النفط واالموال التي حاول البعض‬ ‫استغاللها لفرض احلصار على سوريا وأفعل‬ ‫من دور صغير لدولة عربية كبيرة بدت قطر‬ ‫أقدر على احلراك والفعل‪.‬‬ ‫تفرض حضورها عنوة عن اجلميع وتنتزع‬ ‫اعترافات متتالية بانها الالعب االهم في‬ ‫مختلف الساحات‪ ،‬وتثبت مجددا ً ان كل‬ ‫األوراق بات في يدها جتيد لعبها واالستثمار‬ ‫فيها‪ ،‬وبقوتها‪ ،‬وصالبتها‪ ،‬وبجيشها وشعبها‬ ‫وقيادتها تعود لتمسك مبا افترضه أعداؤها‬

‫من اوراق قد سقطت منها‪ ،‬فالساحة‬ ‫الفلسطينية وقواها حليف قوي لسوريا‪ ،‬وما‬ ‫يجري من انتصارات في غزة‪ ،‬وارتباكات ملصر‬ ‫واسرائيل والسعودية يصب املاء في طاحونة‬ ‫سوريا ومحورها املمانع واملقاوم‪ ،‬ولبنان يتحول‬ ‫بقوة وبسرعة في غير مصلحة مشروع بوش‬ ‫الستخدامه منصة لتوليد الشرق األوسط‬ ‫اجلديد‪ ،‬بل يصبح العبا ً أساسيا ً بفاعلية‬ ‫قوى املعارضة واملقاومة الى قوة وازنة تخل‬ ‫بتوازنات الصراع العربي الصهيوني‪ ،‬والصراع‬ ‫مع املنطقة وعليها‪ ،‬وفي العراق تتقاطر‬ ‫التطورات واألحداث واملتغيرات في مصلحة‬ ‫اخليار القوي واإلقليمي السوري اإليراني‬ ‫وتتجلى االحداث عن متغيرات متسارعة في‬ ‫غير مصلحة الفريق العدواني‪.‬‬ ‫في العالم متغيرات تتسارع وفي اميركا‬ ‫واوروبا نفسها جتري املياه بعكس ما تشتهي‬ ‫السفن‪ ،‬وتتغير املعطيات فاألزمة االقتصادية‬ ‫احلادة التي تضرب باالقتصاد العاملي وعلى‬ ‫رأسه االقتصاد االميركي واالوروبي تسهم في‬ ‫إضعاف املشروع االمبراطوري العدواني ومتنعه‬ ‫من التقدم وحتول دون توفر القدرات على متويله‬ ‫بينما تطلق تفاعالت اجتماعية وسياسية‬ ‫وتقلب االمور في غير مصلحة الليبرالية‬

‫املتوحشة‪ ،‬ودعاة االمبراطورية والتمدد‬ ‫لتفرض منطقا ً آخر يتقدم ليفرض نفسه في‬ ‫إعادة هيكلة الدول‪ ،‬والنظم‪ ،‬والتشكيالت‬ ‫االجتماعية وفي اول املستعجلني أميركا‬ ‫نفسها في ما هو جار من حتوالت جذرية في‬ ‫االنتخابات االميركية وبرامجها في داخل‬ ‫اميركا وبإزاء العالم وخاصة مؤشرات انحسار‬ ‫الهيمنة االميركية في املنقطة العربية‬ ‫واإلسالمية‪.‬‬ ‫سوريا صمدت‪ ،‬وجابهت‪ ،‬وقاتلت‪ ،‬وجنحت‬ ‫في تغيير موازين القوى املادية في الصراع‬ ‫على املنطقة‪ ،‬خسرت اجلولة‪ ،‬وانعزلت حيناً‪،‬‬ ‫واستضعفت مرة‪ ،‬وحوصرت وتآمر عليها عرب‬ ‫ومسلمون‪ ،‬لكنها ضحكت في النهاية ومن‬ ‫يضحك أخيرا ً يضحك كثيراً‪.‬‬ ‫في جتديد العالقات السورية الفرنسية‬ ‫مؤشرات هامة على إقرار العالم بدور وموقع‬ ‫سورية وبامتالكها اوراق احلل والربط جميعا ً‬ ‫وفي كل الساحات العربية واملتغيرات‬ ‫اإلقليمية والدولية‪.‬‬ ‫فهل يعقل اآلخرون ويستلحقون انفسهم‬ ‫قبل فوات األوان‪.‬‬

‫ميخائيل عوض‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪73‬‬


‫منبر عربي‬

‫المعاهدة االمنية االميركية مع العراق‬

‫استعمار من نوع جديد يقوض السيادة‬

‫يتعرض العراق اليوم لشتى أنواع الضغوط‪،‬‬ ‫بحكومته وبرملانه وقواه السياسية وشعبه‪،‬‬ ‫بهدف االنتقال من مرحلة سنوات الغزو التي‬ ‫حولت العراق خراباً‪.‬‬ ‫وبعد خمسة اعوام من االحتالل بدأت‬ ‫الواليات املتحدة تكشف عن اهدافها البعيدة‪،‬‬ ‫وتضع العراق حتت احتالل مؤبد حتى آخر قطرة‬ ‫نفط فيه‪...‬‬ ‫واملرحلة هي مرحلة ترتيب وجود القوات‬ ‫االميركية‪ ،‬مبا يتالءم مع مصاحلها في العراق‬ ‫خاصة واملنطقة بشكل عام‪ ،‬ويتيح لها حرية‬ ‫احلركة العسكرية اقليميا ً من خالل السعي‬ ‫الى ابرام (معاهدة استراتيجية) مع السلطات‬ ‫العراقية (حكومة املالكي)‪..‬‬

‫وثيقة إعالن املبادئ‬ ‫كانت ادارة الرئيس االميركي جورج بوش‬ ‫قد تفاوضت مع حكومة نوري املالكي حول‬ ‫(وثيقة اعالن املبادئ) في تشرين الثاني‬ ‫‪ 2007‬والتي حتدد شكل العالقة االقتصادية‬ ‫والسياسية واالمنية بني البلدين‪ ،‬إضافة الى‬ ‫اجملال الدبلوماسي والثقافي‪ ،‬ودعم املؤسسات‬ ‫الدميوقراطية العراقية‪ ،‬واحترام الدستور‪ ،‬ودعم‬ ‫جهود املصاحلة العراقية‪ ،‬ودعم العراق للنهوض‬ ‫من مختلف اجملاالت‪ ،‬وتقدمي ضمانات أمنية‬ ‫للحكومة العراقية بردع اي عدوان خارجي‬ ‫يستهدف العراق وتدريب وجتهيز وتسليح‬ ‫القوات العراقية‪.‬‬ ‫واعتمادا ً على ذلك تبدأ وبأسرع ما ميكن‬ ‫مفاوضات ثنائية بني احلكومية العراقية‬ ‫واالميركية للتوصل قبل ‪2008/7/31‬م الى‬ ‫اتفاقية‪ ،‬ومت توقيع الرئيس االميركي جورج بوش‬ ‫ورئيس احلكومة العراقية (املالكي) على تلك‬ ‫الوثيقة‪.‬‬ ‫وكانت االدارة االميركية قد أدعت ولتبرير غزو‬ ‫العراق‪ ،‬انها دخلت سنة ‪ 2003‬م مبوجب التزامات‬ ‫الفصل السابع الذي وفره مجلس االمن يوم‬ ‫غزو الكويت سنة ‪1990‬م ومنذ ذلك احلني‬ ‫ظلت الوصاية قائمة الى ان نفذتها الواليات‬ ‫املتحدة مع بريطانيا بقوة السالح‪ ،‬واملعروف‬ ‫ان الفصل السابع يعطي الدولة الوصية حق‬ ‫وضع اليد على كل املصادر احليوية واالقتصادية‬ ‫والصناعية في البالد مبا في ذلك املياه والنفط‪،‬‬ ‫ومبوجب هذا احلق ظلت القيادات العسكرية‬

‫‪74‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫احمدي جناد واملالكي‪ :‬قلق ايراني من القواعد االميركية‬

‫بوش واملالكي‪ :‬خالف حول املعاهدة االستراتيجية‬

‫االميركية في العراق تتصرف كقوة احتالل‪ .‬وفي‬ ‫سبيل التخلص من وطأة هذا الفصل‪ ،‬يسعى‬ ‫املالكي الى الغاء املعاهدات االمنية السابقة‪،‬‬ ‫وعقد اتفاقية جديدة تنظم وجود القوات‬ ‫االميركية بعيدا ً عن مظلة االمم املتحدة‪ ،‬ولذلك‬ ‫طلبت احلكومة العراقية من االمم املتحدة عدم‬

‫جتديد التفويض بعد نهاية ‪2008‬م‪.‬‬ ‫فاحلكومة العراقية اجبرت على التفاوض مع‬ ‫واشنطن حول املعاهدة االستراتيجية و(اتفاقية‬ ‫وضع القوات) التي متنح جنود االحتالل حصانة‬ ‫قانونية‪.‬‬ ‫وواشنطن حتاول‪ ،‬وبحجة إخراج بغداد من‬


‫البرملان العراقي‪ :‬رفض تكريس االحتالل‬

‫الفصل السابع جمللس االمن ما تزال تأمل‬ ‫بتوقيع (اتفاقية وضع القوات) بحلول نهاية متوز‬ ‫‪ 2008‬واملعاهدة االستراتيجية قبل نهاية العام‬ ‫احلالي‪.‬‬

‫املعاهدة االستراتيجية‬ ‫ما مت الكشف عنه خالل االشهر املاضية من‬ ‫(مسودة االتفاقية) واملعاهدة‪ ،‬اقلق القيادات‬ ‫السياسية واملراجع الدينية العراقية ملا متثله‬ ‫من تقويض لسيادة العراق‪.‬‬ ‫واملراقبون اشاروا الى ان هذه املعاهدة‪ ،‬هي‬ ‫تكرار لتلك التي وقعتها الواليات املتحدة‬ ‫مع افغانستان عام ‪ 2005‬والتي تسمح‬ ‫باستخدام القواعد واملنشآت‪ ،‬وحرية القيام‬ ‫بالعمليات العسكرية‪ ،‬ولم تذكر مدة بقاء‬ ‫القوات‪.‬‬ ‫ومتت االشارة الى االجراءات التي سيتم‬ ‫بحثها ضمن املعاهدة بأنها غير موجودة في‬ ‫وثيقة اعالن املبادئ مثل (دور القوات االميركية‬ ‫في الدفاع عن العراق من التهديدات الداخلية‬ ‫واخلارجية)‪.‬‬ ‫وتشير مسودة (املعاهدة االستراتيجية) الى‬ ‫ان االميركيني يطلبون السيطرة على األجواء‬ ‫واحلصول على تسهيالت برا ً وبحرا ً وحق اعتقال‬

‫وسجن اي عراقي يعتقدون انه يشكل تهديداً‪،‬‬ ‫وشن عمليات عسكرية ملالحقة (اإلرهاب)‬ ‫من دون استشارة بغداد‪ ،‬واالحتفاظ باحلصانة‬ ‫القانونية للجنود االميركيني واملقاولني‬ ‫والشركات األمنية‪...‬‬

‫اخملاوف العراقية محقة ومؤكدة‬ ‫وكشفت صحيفة “األند بندنت” البريطانية‪:‬‬ ‫“ان الواليات املتحدة حتتجز نحو خمسني بليون‬ ‫دوالر من أموال العراق في بنكها املركزي‪ ،‬وهي‬ ‫اآلن تستخدمها للضغط على بغداد إلرغامها‬ ‫على توقيع االتفاقية االمنية‪ ،‬والتي يتوقع ان‬ ‫تشمل اقامة خمسني قاعدة عسكرية في‬ ‫العراق وكذلك تهدد الواليات املتحدة العراق‬ ‫بخسارة (‪ )%40‬في املئة من احتياطه من‬ ‫العمالت الصعبة‪ ،‬الن استقالل العراق ما زال‬ ‫مقيدا ً بإجراءات احلصار الدولي املفروض منذ‬ ‫غزو الكويت في ‪1990‬م”‪ ،‬وهذا ما يعني ان‬ ‫العراق ما يزال يُعتبر تهديدا ً لالمن واالستقرار‬ ‫الدوليني مبوجب الفصل السابع من ميثاق االمم‬ ‫املتحدة‪ ،‬وان ثمن االفالت من هذا الفصل‪ ،‬هو‬ ‫التوقيع على (معاهدة حتالف استراتيجي) مع‬ ‫الواليات املتحدة ستكون مجرد تقنني لالمر‬ ‫الواقع‪.‬‬

‫ماذا تريد ادارة جورج بوش؟‬ ‫حتاول ادارة جورج بوش احلصول على اتفاقية‬ ‫تدجن العراق اميركيا ً في أعقاب إخراجه من‬ ‫التدجني الدولي‪ ،‬وتسعى وراء هيمنة فاضحة‬ ‫على العراق بقواعد دائمة ومتحركة‪ ،‬وبحصانات‬ ‫من مالحقات قضائية‪ ،‬وبهيمنة على املوارد‬ ‫حس ومعنى‬ ‫النفطية‪ ،‬وسيطرة تفقد العراق ّ‬ ‫السيادة التي يريد استعادتها بعد خروجه من‬ ‫الفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة ومجلس‬ ‫االمن‪.‬‬ ‫ومهم ألميركا‪ ،‬ان يبتلع العراقيون‬ ‫طواعية او رغما ً عنهم هذا الوجود العسكري‬ ‫االميركي في بالدهم بتفويض مفتوح املدة‬ ‫والسلطة‪.‬‬ ‫وتريد من ايران اجملاورة ان تبتلع احلقيقة املرة‬ ‫نفسها وتتكيف معها حتى ال ينقلب الدور‬ ‫عليها‪...‬‬

‫رأي اخلبراء في وضع العراق‬ ‫يقول الكاتب (ميريان كالفي) املتخصص‬ ‫بالقضايا السياسية والعسكرية “ان املعارضة‬ ‫في العراق لالتفاق االمني‪ ،‬تأتي بسبب ان الواليات‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪75‬‬


‫منبر عربي‬ ‫املتحدة‪ ،‬تتصرف على انها قوة استعمارية‪،‬‬ ‫وحتى بريطانيا في عز قوتها االستعمارية‪،‬‬ ‫لم تتصرف هكذا‪ ،‬وان االميركيني ينسون او‬ ‫يتجاهلون حقيقة ان الشعب العراقي‪ ،‬شعب‬ ‫يفتخر بنفسه اال ان قوات االحتالل تعاملهم‬ ‫على انهم قذارة‪ ،‬وال عجب انهم يريدون‬ ‫رحيلها”‪.‬‬ ‫واخلبيره (ماريتا اوتاواي) في مؤسسة كارنيغي‬ ‫للسالم العاملي تشير الى “ان العراقيني خائفون‬ ‫من مشكلتني رئيستني‪:‬‬ ‫االولى ان املعاهدة تظهر نية الواليات املتحدة‬ ‫البقاء في العراق ملدة طويلة جداً‪ ،‬والغالبية تراه‬ ‫احتالالً‪ .‬والثانية‪ ،‬أنه من خالل احلكم على ما مت‬ ‫تسريبه حول االتفاق ستكون للواليات املتحدة‬ ‫سلطة واسعة للتحرك بشكل مستقل‪ ،‬ولن‬ ‫يكون للحكومة العراقية اي سلطة على ما‬ ‫يقوم به األميركيون‪ ،‬إنه نوع من االحتالل اجلديد‪،‬‬ ‫واالمر سيؤدي الى نزاع ضخم‪ ،‬فاملعارضة‬ ‫شاملة‪ ،‬وستنقلب على احلكومة‪.‬‬ ‫أما البروفيسور روبرت جنسن في جامعة‬ ‫تكساس‪ ،‬فيقول‪“ :‬ان الواليات املتحدة غزت‬ ‫العراق من اجل توسيع هيمنتها على الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬وتعميقها‪ ،‬وان صانعي السياسة في‬ ‫الواليات املتحدة حلموا بدولة عراقية تابعة‬ ‫لهم‪ ،‬تسمح بوجود قوات اميركية دائمة على‬ ‫أراضيها‪ ،‬من الصعب ان نفاجأ بأن غالبية‬ ‫العراقيني ترفض هذا االمر وبالتالي ترفض ما‬ ‫يسمى باملعاهدة االمنية”‪.‬‬ ‫فاملعاهدة هي نوع من االستعمار على العراق‪،‬‬ ‫غير ان املراقبني مؤكدون بأن فرص خروج قوات‬ ‫االحتالل االميركي من العراق وقيام ادارة بوش‬ ‫او املرشح جون ماكني بهذا االمر تقارب الصفر‬ ‫وان فرص قيام املرشح الدميوقراطي باراك اوباما‬ ‫بهذا االمر هي بالكاد فوق الصفر‪...‬‬

‫املوقف االيراني من املعاهدة‬ ‫من حق ايران التخوف من املعاهدة‪ ،‬وال سيما‬ ‫ان االحتالل االميركي يحملها مسؤولية العنف‬ ‫في العراق‪ ،‬والن توقيع املعاهدة هو مصلحة‬ ‫اميركية صرفة‪ ،‬ومن ثم فالواليات املتحدة لن‬ ‫تتأخر في استخدام القواعد في العراق لضرب‬ ‫ايران‪ ،‬ورد طهران الطبيعي سيكون الدفاع عن‬ ‫النفس واستهداف املواقع االميركية هناك‪.‬‬ ‫يقول (ميريان كالفي)‪“ :‬ان ايران مهددة من قبل‬ ‫اميركا‪ ،‬اال ان ال شيء تقوم به الواليات املتحدة‪،‬‬ ‫او ستقوم به‪ ،‬سيفاجئ حكومة طهران‪ ،‬وان‬ ‫ايران دولة ذات سيادة‪ ،‬وادارة بوش تريد سحق‬ ‫ايران وال عجب ان ايران تنظر الى هذه املعاهدة‬ ‫نظرة شك”‪.‬‬ ‫كما يقول روبرت جنسن‪“ :‬يجب ان نتوقع من‬

‫‪76‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫قوات االحتالل االميركي‪ :‬استعمار جديد ونهب ملوارد العراق‬

‫احلكومة االيرانية‪ ،‬ان تتصرف عبر استخدام كل‬ ‫اخليارات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية‬ ‫التي متلكها من اجل صون سيادتها‪ ،‬ومع‬ ‫التهديدات االميركية لطهران فان االفتراض‬ ‫العقالني‪ ،‬ان ايران ستحاول زعزعة محاوالت‬ ‫اميركا للحصول على موطئ قدم لها في‬ ‫العراق”‪.‬‬ ‫دوائر القرار االيرانية‪ ،‬ورشة حتليل مفتوحة‬ ‫تضع السيناريوهات االستباقية لنسف‬ ‫االتفاقية قبل توقيعها اذا امكن‪ ،‬او محاولة‬ ‫تعديلها ودراسة تداعياتها في حال التوقيع‪،‬‬ ‫واسلوب التعامل معها اذا ما اصبحت امرا ً‬ ‫واقعاً‪.‬‬ ‫وتتعاطى طهران مع االتفاقية وفق نضير‬ ‫واستنفار سياسي العتبارات عدة‪ .‬فهي تتدرج‬ ‫حتت عنوان امنها القومي‪ ،‬وحساسية امللف‬ ‫وخصوصية العالقة مع حكومة املالكي‪،‬‬ ‫واألخير تعهّ د في طهران‪“ ،‬أنه لن يسمح‬ ‫باستخدام العراق قاعدة لتهديد امن ايران‪ ،‬إال ان‬ ‫هذا التعهد أبقى في املضمون‪ ،‬باب التوجسس‬ ‫االيراني مفتوحاً”‪.‬‬

‫املراوغة األميركية‬ ‫في طريقة املفاوضات‬ ‫ان لالميركيني طريقة في املفاوضات‪ ،‬كانوا‬ ‫قد اتبعوها في مفاوضاتهم مع الفيتناميني‬ ‫في سبعينيات القرن املاضي‪ ،‬وهم ال يعطون‬ ‫كل ما عندهم مرة واحدة‪ ،‬وعندما يواجهون‬ ‫بإصرار مفاوضيهم وعنادهم يبدأون بالتراجع‬ ‫شيئا ً فشيئاً‪ ،‬وخطوة بعد خطوة الى ان ينتزعوا‬

‫موافقة مبدئية من (اخلصم) حيث بعد ذلك‬ ‫يرفضون اي تنازالت جديدة‪ ،‬وبعض املصادر تؤكد‪،‬‬ ‫ان العراقيني ينوون االستعانة بخبراء في القانون‬ ‫الدولي‪ ،‬وهم قد استعانوا فعال ً باالتفاقيات‬ ‫التي كانت ابرمتها الواليات املتحدة مع اليابان‬ ‫وكوريا اجلنوبية واملانيا الغربية وتركية‪ ،‬وخاصة‬ ‫فيما يتعلق بالقواعد العسكرية التي اقامها‬ ‫االميركيون في اراضي هذه الدول‪.‬‬ ‫واتفاقية قضم السيادة العراقية كما‬ ‫سمتها صحيفة االندبندنت البريطانية‪:‬‬ ‫“وانه ورغم االنتقادات العراقية والعربية‬ ‫وااليرانية لالتفاقية املعروفة باسم (التحالف‬ ‫االستراتيجي) فان جورج بوش ونائبه ديك‬ ‫تشيني عازمان على ارغام حكومة نوري املالكي‬ ‫على توقيعها من دون تعديالت قبل نهاية شهر‬ ‫متوز‪ ،‬وان املالكي يشعر بأن حكومته ستنهار‬ ‫بدون دعم اميركي”‪.‬‬ ‫الواقع انه منذ فترة يكرر اخلبراء البارزون في‬ ‫االستراتيجية حتذيرهم من االشهر االخيرة من‬ ‫عمر االداره االميركية‪ ،‬رمبا تكون األخطر‪.‬‬ ‫فاحتالل العراق ومن قبله افغانستان هو جزء‬ ‫من مشروع امبراطوري متكامل يريد وضع يده‬ ‫على املنطقة املسماة البلقان العاملية التي‬ ‫متتد من قناة السويس شرقا ً (في مصر) حتى‬ ‫حدود الصني‪ ،‬املقاومة هي سالح الشعوب‬ ‫حلماية سيادتها وكرامتها وأثبتت جدواها في‬ ‫كل مكان‪ ،‬وارادة الشعوب ستقهر كل اسلحة‬ ‫الطغاة هذا هو الدرس‪ ،‬تتناقله االجيال وهي‬ ‫حتلم بغد مشرق‪ ،‬ووطن حر سيد تصونه سواعد‬ ‫االبطال‪ ،‬واملقاومة تصنع الكرامة والعزة‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬


‫منبر دولي‬

‫جورج دبليو بوش‪:‬‬ ‫حكاية جنون وإجرام‬

‫ولد جورج بوش االبن في ‪ 6‬متوز ‪ 1946‬في مدينة‬ ‫تكساس‪ ،‬هو الرئيس الثالث واألربعون للواليات‬ ‫املتحدة االميركية‪ ،‬كان حاكما ً لوالية تكساس‬ ‫قبل توليه رئاسة اجلمهورية‪.‬‬ ‫تسلم احلكم في ‪ 20‬كانون الثاني ‪ 2001‬وبعد‬ ‫انتخابات متقاربة النتائج مع مرشح احلزب‬ ‫الدميقراطي آل غور‪ ،‬وفي عام ‪ 2004‬أعيد انتخابه‬ ‫للمرة الثانية ملدة اربع سنوات‪ ،‬وتنتهي فترة‬ ‫حكمه في ‪ 20‬كانون الثاني ‪ ،2009‬كان جورج‬ ‫بوش رجل اعمال‪ ،‬وكانت اعماله تتضمن عددا ً من‬ ‫شركات النفط‪ ،‬وكان احد املالكني لنادي تكساس‬

‫رجنر للبيسبول من ‪ 1989‬الى ‪.1998‬‬ ‫قبل توليه الرئاسة‪ ،‬عمل جورج بوش حاكما ً‬ ‫لوالية تكساس من ‪ 1995‬الى ‪ ،2000‬ميلك مزرعة‬ ‫في كروفورد تكساس‪.‬‬ ‫تز ّوج من لورا بوش‪ ،‬وله بنتان توأم وهما جينا‬ ‫وباربرا‪.‬‬ ‫ترعرع جورج بوش في ظل أسرة ناجحة مما‬ ‫فتح أمامه الكثير من األبواب‪ ،‬وان بدا أنه كان ال‬ ‫يدري الى اين تسير به السبل بل كان شابا ً يحب‬ ‫احلفالت واخلمر‪ ،‬خاصة حينما كان يدرس في‬ ‫الكلية‪ ،‬عندما جاء الوقت خلدمة بالده عسكرياً‪،‬‬

‫فقد سجل اسمه ليس للقتال في فيتنام‪ ،‬بل‬ ‫كطيار لبعض الوقت ضمن احلرس الوطني اجلوي‬ ‫لتكساس‪ ،‬وهو الفريق الذي لم يرسل قط الى‬ ‫احلرب‪.‬‬ ‫لم يتوقف اجلدل حول شخصية بوش منذ‬ ‫انتخابه عام ‪ 2000‬حتى اآلن‪ ،‬لقد كان من‬ ‫مصلحته دائما ً ان خصومه استهانوا به اذ لم‬ ‫يتوقعوا منه الكثير وكان يصغي دائما ً الى‬ ‫نصائح زوجته ويختلف في الرأي مع والده جورج‬ ‫األب‪ ،‬وكان ال يحب هذا االسم ويص ّر على متييزه‬ ‫عن ابيه‪ ،‬بالقول إن الفارق بني أبي وبيني هو الفارق‬ ‫بني النصر والهزمية‪.‬‬ ‫تعرضت الواليات املتحدة في عهده الى أكبر‬ ‫هجوم في تاريخها‪ ،‬حيث مت تفجير برجي مركز‬ ‫التجارة العاملي وجزء من مبنى البنتاغون في‬ ‫‪ ،2001/9/11‬واتهمت ادارة بوش تنظيم القاعدة‬ ‫بالوقوف وراء الهجوم‪ ،‬ومن ثم وجهت آلتها‬ ‫العسكرية الى افغانستان‪ ،‬رغم انه لم تثبت‬ ‫عن طريق جلنة حتكيم دولية محايدة مسؤولية‬ ‫تنظيم القاعدة عن الهجوم‪.‬‬ ‫أدخلت ادارة اجملرم بوش العراق ضمن ما اسمته‬ ‫“احلرب على اإلرهاب” واعتبرته إحدى دول “محور‬ ‫الشر” الى جانب ايران وكوريا الشمالية‪ ،‬رغم‬ ‫املرونة التامة التي أبداها العراق في التعامل‬ ‫مع االمم املتحدة وجلنة امنوفيك وانصياعه ألكثر‬ ‫القرارات قسوة في تاريخ املنظمة الدولية وهو‬ ‫القرار رقم ‪ 1441‬الذي جعل الدولة العراقية‬ ‫مستباحة لفرق التفتيش بشكل كامل‪ ،‬فإن‬ ‫بوش وافراد عصابة ادارته ظلوا يؤكدون استهانة‬ ‫احلكومة العراقية بالقرارات الدولية وعدم كفاية‬ ‫استجابتها لبعضها‪ ،‬وبدأوا في حرب اجرامية‬ ‫انطلقت فجر يوم ‪ 20‬آذار ‪ 2003‬دون الرجوع الى‬ ‫قرارات األمم املتحدة‪ .‬تهدف فيها حسب احملللني‬ ‫الى تفكيك العراق وضمان وضع يد الواليات‬ ‫املتحدة على نفطها وخيراتها‪.‬‬

‫ثقافة اخلداع‬ ‫سيتجاوز اإلنفاق العسكري حلرب العراق‬ ‫عشرات مرات نظيره خالل حرب اخلليج األولى‬ ‫وثالث مرات مثيله في فيتنام‪ ،‬وقد انعكست تلك‬ ‫النفقات على املواطن األميركي الذي يشعر بأعباء‬ ‫حرب العراق املالية وسددت دماء العسكريني‬ ‫املتطوعني واملرتزقة املستأجرين في الواليات‬ ‫املتحدة عددا ً من فواتير تلك احلرب على العراق ومت‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪77‬‬


‫منبر دولي‬ ‫ودمار هنا وهناك وسلب للثروات الوطنية‪.‬‬ ‫في العرف االميركي السياسة ليست فن‬ ‫املمكن‪ ،‬وامنا فن الكذب والتضليل‪ ،‬لذا صارت‬ ‫ثقافة إلدارة اجملرم بوش حصرا واتقنت هذا الفن‬ ‫لسنوات عدة‪ ،‬واستطاعت خاللها تضليل‬ ‫معظم دول العالم‪ ،‬وال نقول جميعها‪ ،‬واعتمدت‬ ‫الكذب الرخيص لتمرير مخططاتها ومشاريعها‬ ‫ومؤامراتها‪.‬‬ ‫سفينة جورج بوش واحملافظني اجلدد كانت‬ ‫تغص بالكذابني واملنافقني‪ ،‬أما ألنهم مجبرون‬ ‫على الكذب وإما النهم مقتنعون بان الكذب‬ ‫يحقق احالمهم املريضة وفي مقدمتها املشروع‬ ‫الصهيوني‪.‬‬

‫حماقات بوش‬ ‫تسديد نفقات اخلزانة اإلضافية باعتماد الضرائب‬ ‫املضافة‪ ،‬وهكذا ستبقى تكاليف احلرب حقيقة‬ ‫حتى لو مت جتييرها حلساب اجليل القادم‪ .‬ولكي‬ ‫تخفض الواليات املتحدة من التكاليف واألعباء‬ ‫املترتبة عليها جراء احتاللها للعراق ينبغي عليها‬ ‫ان تنفذ عمليات انسحاب للقوات املسلحة‪،‬‬ ‫رغم ان ذلك لن يكفي إليجاد حل للمشاكل‬ ‫االقتصادية واملالية واالجتماعية والسياسية‬ ‫التي عملت ادارة بوش على اغراق الواليات املتحدة‬ ‫في مستنقعها‪ ،‬وهذا ما يؤكده كتاب صدر حديثا ً‬ ‫“ماذا حدث داخل البيت األبيض”‪ ،‬مؤلفه سكوت‬ ‫ماكليالن من احد تالميذ بوش الذي مارس هو‬ ‫شخصيا ً اخلداع والكذب‪.‬‬ ‫اكتشف العالم أجمع بالصوت والصورة أن‬ ‫سياسة البيت األبيض مبنية على سلسلة من‬ ‫األكاذيب والفبركات التي كلفت شعوب االرض‬ ‫ثمنا ً باهظاً‪ :‬ماليني القتلى واملشردين واملهجرين‪،‬‬

‫متسك بوش بالذريعة القاتلة‪ ،‬ان هجمات ‪11‬‬ ‫ايلول ال عالقة لها بسياسة اميركا اخلارجية او‬ ‫بتحالفها مع اسرائيل‪ ،‬واعتبر احملافظون اجلدد‬ ‫ان سبب الهجوم يعود الى طبيعة االنظمة في‬ ‫البلدان التي جاء منها االرهابيون‪ ،‬فضالً عن احلملة‬ ‫التي شنها احملافظون اجلدد على الدين االسالمي‬ ‫باعتباره حسب زعمهم‪ ،‬مصدرا ً للتعصب الذي‬ ‫يسيطر على افكار االرهابيني‪.‬‬ ‫استنتج االميركيون واالسرائيليون من ذلك ان‬ ‫الشرط الضروري كي يعيشوا بأمان‪ ،‬يستوجب‬ ‫اصالح اجملتمعات العربية بالقوة‪ ،‬بدءا ً من العراق‬ ‫وكان ذلك اساس تفكير احملافظني اجلدد من اجل‬ ‫شن احلرب‪ ،‬وقد تبناه بوش بالكامل‪ .‬وكان من‬ ‫املفترض استخدام القوة العسكرية لتغيير‬ ‫العالم العربي وإعادة تنظيمه ليصبح مؤيدا ً‬ ‫الميركا الشمالية وإسرائيل‪.‬‬ ‫نتجت عن هذا الوهم اجلغرافي السياسي‬

‫غير املنطقي تبعات قاتلة‪ ،‬وال تزال موجودة حتى‬ ‫اليوم‪ ،‬بدل ان تكون الواليات املتحدة قوة عظمى‬ ‫معتدلة او وسيطا ً صادقا ً للمساعدة على حل‬ ‫نزاعات املنطقة‪ ،‬ح ّولها اجملنون بوش الى مهيمن‬ ‫حاقد‪ ،‬ففاقم النزاعات ونشر الفوضى واملوت‪.‬‬ ‫وبدال ً من االعتراف بفشله في العراق‪ ،‬ووضع‬ ‫نهاية سريعة للحرب‪ ،‬تابع مض ّيه قدما ً مكبدا ً‬ ‫اجليش االميركي واخلزانة االميركية‪ ،‬والعراق‬ ‫طبعاً‪ ،‬اكالفا ً باهظة‪ .‬وبات العراق دولة ضعيفة‬ ‫ومفككة ومنقسمة‪.‬‬ ‫وبدل املساعدة على جمع حركتي فتح وحماس‪،‬‬ ‫ز ّود اجملرم بوش فتح بالسالح ملواجهة حماس وبدال ً‬ ‫من استخدام النفوذ االميركي للتوسط بني‬ ‫القوى السياسية كافة في لبنان‪ ،‬كما تفعل او‬ ‫حتاول ان تفعل دولة قطر‪ ،‬دفع اجملنون بوش حكومة‬ ‫السنيورة في بيروت الى حتدي املقاومة الوطنية‬ ‫وز ّودها باملال والسالح للقيام بذلك‪.‬‬ ‫يشعر بوش وحلفاؤه االسرائيليون بهوس ازاء‬ ‫ما يعتبرونه تهديدا ً من ايران وانشطتها النووية‪،‬‬ ‫وميارس االشخاص انفسهم الذين دفعوا باحلرب‬ ‫قدما ً ضد العراق‪ ،‬الضغوط من اجل شن حرب‬ ‫ضد ايران‪ ،‬بدال ً من استخدام نفوذهم ملصاحلة‬ ‫اجلمهورية االسالمية‪.‬‬ ‫لقد حتول كل ما ملسه جورج بوش الى دمار‬ ‫وموت‪ ،‬لسوء احلظ ال يزال امامه نصف سنة في‬ ‫البيت االبيض ومن يدري ما هي احلماقات املدمرة‬ ‫االضافية التي قد يقدم على ارتكابها خالل هذه‬ ‫الفترة‪.‬‬

‫على الوعد يا كمون‬ ‫مبناسبة يوم النكبة الذي يعتبره الصهاينة يوم‬ ‫قيامة كيانهم‪ ،‬اعطى بوش وعدا ً جديدا ً لدولة‬ ‫اسرائيل واهداها الشعب االميركي برمته‪ ،‬بأن‬ ‫قال في كلمته إن “‪ 307‬ماليني معكم في حربكم‬ ‫على االرهاب”‪ .‬وهو يعني الشعب االميركي‪ .‬لقد‬ ‫اراد جورج بوش ان يتوج عهده االجرامي على مدى‬ ‫ثماني سنوات بهذا الوعد للكيان الصهيوني‬ ‫ونسي هذا الدعي‪ ،‬مجرم القرن احلادي والعشرين‪،‬‬ ‫انه في نهاية هذا العام سيكون في مزبلة‬ ‫التاريخ ال نفوذ له‪ .‬ومن املؤسف ايضا ً ان كثيرا ً‬ ‫من االنظمة العربية الذت بالصمت متاماً‪ ،‬ولكن‬ ‫حلسن احلظ وفي قلب الواليات املتحدة حسب‬ ‫استطالع للرأي نشرته مجلة “نيوزويك” ان‬ ‫شعبية اجملنون جورج بوش واصلت انخفاضها الى‬ ‫مستوى قياسي‪ ،‬وكشف االستطالع ان شعبية‬ ‫بوش االبن انخفضت الى ‪ %25‬بعد خطاب في‬ ‫الكنيست االسرائيلي‪ ،‬وأعرب اكثر من نصفهم‬ ‫‪ %59‬عن املهم في نهاية واليته اليوم‪ ،‬فيما رأى‬ ‫ثلثا االميركيني ‪ %69‬ان قراراته حول العراق وفي‬ ‫مجاالت اخرى متليها احالمه الشخصية وليس‬ ‫الواقع‪ ،‬وع ّبر ‪ %67‬عن عدم رضاهم عن الوضع‬ ‫احلالي في الواليات املتحدة‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫‪78‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬


‫أفغانستان‪:‬‬ ‫الحرب‬ ‫المستمرة‬

‫الفغانستان تاريخ طويل من احلروب الداخلية‬ ‫واخلارجية‪ ،‬ومنها حربان مع اململكة املتحدة‬ ‫اإلنكليزية في القرن التاسع عشر (‪)1899 – 1800‬‬ ‫واجتياح من قبل االحتاد السوفياتي عام ‪.1979‬‬ ‫ومنذ رحيل السوفيات عام ‪ ،1989‬دارت حروب‬ ‫داخلية عدة في البالد‪ ،‬وكان هناك تداخل واضح‬ ‫من قبل باكستان (اجلارة اجلنوبية الفغانستان)‪،‬‬ ‫بينما كانت تسيل أنهار من الدماء في اجلنوب كان‬ ‫الناس آمنني في الشمال الذي كان حتت سيطرة‬ ‫القائد الشهيد احمد شاه مسعود‪ ،‬ألنه كان‬ ‫حليفا ًَ ملوسكو‪ ،‬وكان يأذن للقوافل العسكرية‬ ‫الروسية ان متر بسالم وامن من منطقته‪ ،‬وكان‬ ‫يأخذ مقابل ذلك امواال ً طائلة واسلحة ومواد‬ ‫غذائية حتى قرر في النهاية الدخول الى العاصمة‬ ‫كابول واستالم احلكومة فيها واستبعاد حكمتيار‬ ‫صاحب أكبر حزب من افغانستان‪ ،‬فكان كل‬ ‫طرف من األحزاب اجلهادية يؤكد انه احق بحكم‬ ‫افغانستان من غيره‪ ،‬ووصل النزاع الى حد االقتتال‬ ‫الذي راح ضحيته مئات اآلالف من االفغان‪.‬‬ ‫في ‪ 24‬نيسان عام ‪ ،1992‬مت توقيع اتفاق عرف‬ ‫باسم اتفاق بيشاو من قبل أحزاب االحتاد االسالمي‬ ‫جملاهدي افغانستان السبعة وحزب الوحدة‪ ،‬فتم‬ ‫االتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة‪ ،‬لكن احلزب‬ ‫اإلسالمي بقيادة حكمتيار الذي كان مواليا ً‬ ‫لباكستان رفض االتفاقية‪ ،‬بالرغم من أنه من‬ ‫املوقعني عليها‪ ،‬فهاجم كابول وانهارت االتفاقية‪.‬‬ ‫عادت األحزاب املتنافرة لتجتمع في ‪ 7‬آذار ‪1993‬‬ ‫في إسالم اباد في باكستان بعد حرب ومعارك‬ ‫طاحنة ومت توقيع اتفاقية عرفت باتفاقية اسالم‬ ‫اباد‪ ،‬وشاركت فيها السعودية وباكستان‪ ،‬لكن‬ ‫االتفاقية لم تنفذ واندلع القتال من جديد بني‬ ‫احلزب اإلسالمي واجلمعية اإلسالمية‪.‬‬

‫في تشرين الثاني ‪ 1994‬بدأت طالبان بالظهور‬ ‫وخالل عامني سيطرت على معظم مناطق‬ ‫افغانستان ودخلت العاصمة كابول عام ‪1996‬‬ ‫وأعلنت نفسها احلاكمة للبالد‪ ،‬استمرت سيطرة‬ ‫طالبان حتى بدأت القوات األميركية بضرب قوات‬ ‫طالبان في ‪ 7‬تشرين االول ‪ ،2001‬وذلك بسبب‬ ‫هجمات ‪ 11‬ايلول التي استهدفت برجي التجارة‬ ‫العامليني والبنتاغون االميركي‪.‬‬

‫القاعدة ما تزال واقفة‬ ‫بالرغم من االصرار الدائم لدى الواليات املتحدة‬ ‫على هزميتها للقاعدة‪ ،‬جنح مقاتلو حركة طالبان‬ ‫في احكام سيطرتهم على مديرية رشيدان‬ ‫بوالية غزني جنوب العاصمة االفغانية‪.‬‬ ‫وافادت مصادر اخبارية بان احلركة اعتقلت عددا ً‬ ‫من املسؤولني احلكوميني في مديرية رشيدان‪ ،‬بينهم‬ ‫احلاكم وقائد الشرطة وكشفت ان حركة طالبان‬ ‫اصبحت من القوة بحيث تستطيع تنفيذ هجمات‬ ‫موجعة ضد القوات احلكومية وقوات االحتالل‪.‬‬ ‫وتشير هذه املصادر الى ان مديرية رشيدان‬ ‫التي سيطرت عليها طالبان ال تبعد كثيرا ً عن‬ ‫العاصمة كابول التي تشهد انتشارا ً مكثفا ً‬ ‫لقوات االحتالل‪ ،‬مما يعني ان طالبان استطاعت‬ ‫ان تثبت انها اذا ارادت ان تسيطر على مناطق‬ ‫قرب كابول‪ ،‬فإن هذا في قدرتها وإن نشاط حركة‬ ‫طالبان لم يعد مقتصرا ً على معاقلها في‬ ‫اإلقاليم اجلنوبية‪ ،‬بل باتت تنشط في االقاليم‬ ‫الشرقية والشمالية‪ ،‬باالضافة الى هجماتها‬ ‫القوية في العاصمة كابول‪.‬‬ ‫وفي إقليم قندهار جنوبي افغانستان لقي عدد‬ ‫من اجلنود الكنديني مصرعهم في اشتباكات‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪79‬‬


‫منبر دولي‬ ‫عنيفة مع حركة طالبان‪.‬‬ ‫رغم النظرة املتفائلة لدى الواليات املتحدة‬ ‫عن أن تنظيم القاعدة لقي هزمية كبيرة ولم‬ ‫يعد قادرا ً على العمل والتخطيط لعمليات‬ ‫مقبلة‪ ،‬نرى أن حركة طالبان ال تزال تهدد قوات‬ ‫االحتالل او ما يسمى بقوات الناتو (حلف شمال‬ ‫االطلسي)‪ ،‬البالغ قوامها حوالى ‪ 60‬الفاً‪ ،‬مبن‬ ‫فيها ‪ 34‬الفا ً من اجلنود االميركيني و‪ 7800‬من‬ ‫اجلنود البريطانيني‪.‬‬ ‫فاحلقيقة أن افغانستان دولة ذات تقاليد‬ ‫اسالمية راسخة قوية‪ ،‬ولها قيمتها االجتماعية‬ ‫الشديدة احملافظة‪ ،‬والسياسات الغريبة بدال ً من‬ ‫استئصال االرهاب وجتفيف منابعه‪ ،‬هي التي توفر‬ ‫الظروف املالئمة للدفع بافواج جديدة الى صفوف‬ ‫التمرد واإلرهاب‪.‬‬

‫حرب أميركا في افغانستان‪:‬‬ ‫البحث عن الثروات أوالً‬ ‫احلرب االميركية ضد افغانستان هي حرب‬ ‫مصلحة‪ ،‬وليست حربا ً ضد ارهاب‪ .‬ورمبا يرى‬ ‫العالم ان افغانستان كتلة من اجلبال تعلوها‬ ‫االتربة والدخان وتنمحي معاملها بني االطالل‬ ‫املنتشرة في كل مكان‪ ،‬لكن اجليولوجيني كان‬ ‫لهم رأي آخر‪ ،‬فهم يرون افغانستان عبارة عن ثروة‬

‫‪80‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫طبيعية التي لو توافرت في دولة أخرى لم تشهد‬ ‫كل هذه احلروب لكانت من اغنى الدول واقواها‬ ‫على االطالق‪.‬‬ ‫ويؤكد فريق علماء اميركيني من جيولوجيني‬ ‫وجغرافيني وضعوا خريطة تفصيلية الفغانستان‬ ‫بقيادة جاك شرودر إن افغانستان متلك اكبر‬ ‫مخزون في العالم من النحاس االصفر‪ ،‬وتعد‬ ‫ثالث اكبر دولة متلك مخزونا ً من احلديد اخلام‪،‬‬ ‫وتعد ايضا ً ثالث اكبر الدول التي متلك احتياطيا ً‬ ‫من النفط والغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫ويؤكد شرودر ان افغانستان بلد يعوم على بحر‬ ‫من الثروات الطبيعية‪ ،‬ونظرا ً لالهمية القصوى‬ ‫لتلك الثروات‪ ،‬فقد فكر مسؤولون اميركيون في‬ ‫استغالل تلك الثروات عن طريق عمل خرائط‬

‫تفصيلية والهدف وراء تلك اخلرائط هو الوقوف‬ ‫على حجم الثروات احلقيقية‪ ،‬بحيث ميكن‬ ‫استخدامها واالستفادة منها‪.‬‬ ‫رمبا يكون اخلطر الوحيد الذي يحول دون‬ ‫تنفيذ تلك اخلطة هو تنظيم القاعدة وحركة‬ ‫طالبان‪.‬‬ ‫وفي هذه احلالة رمبا يلجأ اجليولوجيون الى‬ ‫اخلرائط التي كانت موجودة منذ احلرب السوفياتية‬ ‫وكذلك اخلرائط املتوافرة لدى احلكومة االفغانية‬ ‫احلالية وغيرها من اخلرائط املتوافرة مع الهيئات‬ ‫الدولية كالصليب االحمر‪.‬‬ ‫ويشير ايضا ً الى تعارض هذه اخلطة مع‬ ‫االستراتيجية اجلديدة في افغانستان‪ ،‬والتي‬ ‫تقضي بتنفيذ اعادة اعمار البالد بعد اكثر من‬ ‫ثالثني عاما ً من احلروب الطاحنة‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫نفسه تسعى احلكومة االفغانية احلالية الى‬ ‫اعادة النظر في تسليح جيش افغاني‪ ،‬وفتح‬ ‫قنوات اتصال دبلوماسية جديدة تهدف الى وضع‬ ‫افغانستان من جديد على خريطة العالم‪.‬‬ ‫ان الواليات املتحدة لها املصلحة الكبرى في‬ ‫البقاء في افغانستان وعدم ترك ثرواتها غير‬ ‫احملدودة‪ ،‬لذلك فهي تتحمل في سبيل ذلك كل‬ ‫شيء حتى يتحقق لها ما تريد‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬


‫منبر اقتصادي‪ /‬مقابلة‬ ‫وزيرة الشؤون االجتماعية والعمل السورية دياال الحاج عارف لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫جاهدون لمكافحة اتساع ظاهرة عمالة األطفال‬ ‫تطور االقتصاد السوري وتنوع ميادين اإلنتاج فيه‪ ،‬ال بد أن‬ ‫ترافقه رعاية حقوقية اجتماعية للضمانات االجتماعية حلقوق‬ ‫العاملني كضمان حق العمل‪ ،‬خصوصاً العمل الالئق‪ ،‬وحظر‬ ‫عمالة األطفال ومعاجلة أسبابها اخملتلفة بدءا ً من احلد من‬ ‫ظاهرة الفقر وصوالً إلى مكافحة التسرب املدرسي‪ ..‬وحتسني أو‬ ‫سن القوانني واألنظمة الضرورية الراعية هذه احلقوق والضامنة‬ ‫تنفيذها‪..‬‬ ‫ما هي الضمانات املقدمة للطبقة العاملة‬ ‫في سوريا وهل من خطط لتطويرها؟‬ ‫ان الضمانات املقدمة للطبقة العاملة في‬ ‫سوريا على العقود املوثقة بني العامل وصاحب‬ ‫العمل والتي يحكمها قانون العمل رقم ‪ 19‬لعام‬ ‫‪ 1959‬وتعديالته والتي تكفل حق العامل في‬ ‫االجازات واالعياد وساعات العمل االضافية وحقه‬ ‫في تعسف صاحب العمل من تسريحه‪ ،‬وذلك‬ ‫باللجوء الى جلنة قضايا تسريح العمال‪ ،‬اضافة‬ ‫الى حقه في التسجيل في التأمينات االجتماعية‬ ‫بشكل إلزامي وضامن حلقه من اإلصابة بالعمل‪.‬‬ ‫اما خطط تطوير هذه الضمانات فهناك‬ ‫مشروع قانون عمل جديد معدل للقانون رقم ‪19‬‬ ‫لعام ‪ 1959‬وتعديالته مت االنتهاء تقريبا ً من احلوار‬ ‫في مضمونه في أطراف اإلنتاج‪ ،‬وتعد تعليماته‬ ‫التنفيذية ليتم رفعه الى رئاسة مجلس الوزراء‬ ‫وهو يتماشى مع االتفاقيات الدولية ومع اقتصاد‬ ‫السوق االجتماعي‪ ،‬حيث حرص على توازن‬ ‫املصالح واحلقوق للعمال وأصحاب العمل‪.‬‬ ‫هل من دور تلعبه الوزارة جتاه العمال في‬ ‫اجلوالن احملتل؟‬ ‫عندما نتحدث عن احتالل فهذا يعني أن‬ ‫الدور يكون محدودا ً ومقيدا ً بعوائق خارجة عن‬ ‫إرادة وإمكانية الوزارة او غيرها من اجلهات إال أن‬ ‫ما تقوم به هو وضع قضايا العمل وليس فقط‬ ‫العمال على طاولة البحث في جميع امللتقيات‬ ‫االقليمية والدولية‪ .‬ولعل اهمها ما يتم بشكل‬ ‫دائم مع منظمة العمل العربية ومنظمة العمل‬ ‫الدولية‪ ،‬حيث يتم إفراد جلسات خاصة وحوارات‬ ‫معقمة تشير الى االنتهاكات الفاضحة والتمييز‬ ‫العنصري الذي يقوم به االحتالل مثبتا ً باالرقام‬ ‫واحلقائق‪ .‬ونطالب باتخاذ جميع التدابير الكفيلة‬ ‫بإزالتها وضمان شروط وظروف العمل الالئق‬ ‫واحترام اتفاقيات العمل الدولية‪.‬‬ ‫ونعتبر ذلك جزءا ً من كل حيث ان احلقوق‬ ‫االساسية مبجملها مهدورة‪ .‬هذا عدا عن ان هناك‬ ‫برنامجا ً خاصا ً تتم اآلن دراسته على مستوى‬ ‫الوطن قمنا بإعداده مع املكتب االقليمي ملنظمة‬ ‫العمل الدولية الجل النهوض نسبيا ً بواقع هذه‬ ‫العمالة‪.‬‬

‫وفي إطار التحول االقتصادي واالجتماعي الذي تفرضه اخلطة‬ ‫اخلمسية وما حتمله من اصالحات من شأنها تغيير الواقع‬ ‫االجتماعي والعمالي في سوريا كان ال بد من االشارة الى الشق‬ ‫االجتماعي في هذه اخلطة الذي يحمل مهمات صعبة كاحلد‬ ‫من الفقر‪ ،‬ومعاجلة عمالة االطفال‪ ،‬ومتكني املرأة‪ ،‬توجهت «منبر‬ ‫التوحيد» بعدد من األسئلة لوزيرة الشؤون االجتماعية والعمل في‬ ‫احلكومة السورية دياال احلاج عارف‪ .‬وهنا نص املقابلة‪.‬‬

‫ يكثر احلديث عن الهشاشة الهيكلية في‬‫اليد العاملة السورية‪ ،‬كيف تعالج الوزارة هذه‬ ‫األمر؟‬ ‫ال بد من القول بأن سوق العمل السورية تعاني‬ ‫مما يسمى البطالة التقنية التي هي ضعف‬ ‫املالءمة بني حاجات سوق العمل وبني مهارات‬ ‫قوة العمل الطالبة لفرص العمل‪ .‬وهو ما نقوم‬ ‫به كفريق حكومي بشكل عام وكوزارة عمل‬ ‫بشكل خاص مبحاوالت حثيثة لتقليصه من خالل‬ ‫برامج التعليم والتدريب التقني واملهني واحلرفي‬ ‫اخملتلفة‪ .‬ولعل اهم هذه البرامج هو برنامج‬ ‫التدريب من اجل التشغيل املضمون الذي تنفذه‬ ‫الهيئة العامة للتشغيل وتنمية املشروعات‬ ‫والذي يهدف لتشغيل الشباب املسجلني في‬ ‫مكاتب التشغيل لدى مؤسسات القطاع اخلاص‬ ‫بعد تدريبهم على نفقة هذه الهيئة داخل او‬ ‫خارج العمل شريطة توفر ظروف العمل الالئق‬ ‫لهم‪.‬‬ ‫مبا يعني اعادة تاهيل وتدريب العمالة املوجودة‬ ‫لتكون متوافقة مع االحتياجات املطروحة والتي‬ ‫ستطرح مستقبالً‪.‬‬ ‫‪ -‬ما صحة احلديث عن تعطيل دور مكاتب‬

‫التوظيف‪ ،‬بالرغم من دورها في املساعدة على‬ ‫خفض نسب البطالة؟‬ ‫رمبا يكون قاسيا ً وبعيدا ً عن الدقة القول ان‬ ‫هذه املكاتب معطلة ولعل التعبير األصح هو ان‬ ‫الفاعلية املرجوة منها وفقا ً لتوقعات املسجلني‬ ‫فيها وهي ايجاد فرصة عمل لهم جميعا ً في‬ ‫القطاع العام واجهزته اخملتلفة ودون االنتظار الي‬ ‫فترة من الزمن ليست كافية‪ ،‬اي ان هناك سوء‬ ‫فهم لدور هذه املكاتب الذي ينحصر في معاجلة‬ ‫البطالة االحتكاكية وهو عدم اللقاء بني طالبي‬ ‫العمل وبني عارضيه اي ان اجلهة التي تتولى‬ ‫تنظيم شؤون طالبي التوظيف والتشغيل وحصر‬ ‫اليد العاملة مبن فيهم ذوو املؤهالت العلمية‬ ‫واملهنية وترشيح املسجلني لديها وفق حاجة‬ ‫اجلهات العامة طالبة اليد العاملة وفق الشروط‬ ‫املنصوص عليها في نظامها الداخلي‪.‬‬ ‫هذا ال يعني أننا ال نحاول تطوير هذه املكاتب‬ ‫بحكم املتغيرات املتالحقة حيث انتهينا من‬ ‫أمتتة هذه املكاتب في مختلف أنحاء سوريا‪،‬‬ ‫ونسعى اآلن أال يكون عمل هذه املكاتب مقتصرا ً‬ ‫على التعامل مع القطاع العام بل هناك حتفيز‬ ‫للقطاع اخلاص على التعامل معها من خالل‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪81‬‬


‫منبر اقتصادي‪ /‬مقابلة‬ ‫الوزارة حالياً‬ ‫بصدد توقيع اتفاقية‬ ‫تتناول تدريب‬ ‫وتأهيل المعوقين‬ ‫والكوادر العاملة‬ ‫في معاهد رعاية‬ ‫المعوقين‬ ‫توفير املعلومة الدقيقة والبيان احلقيقيني حول‬ ‫املسجلني‪.‬‬ ‫ولعل إحداث الهيئة العامة للتشغيل‬ ‫باملرسوم التشريعي رقم ‪ 39‬تاريخ ‪2006/9/14‬‬ ‫التي تهدف بشكل اساسي الى تفعيل مناخ‬ ‫التشغيل وتنشيطه مبا يساعد على خلق فرص‬ ‫عمل جديدة واملساهمة في تدريب وإعادة تدريب‬ ‫طالبي العمل للمواءمة بينهم وبني متطلبات‬ ‫الوظائف املعروضة في سوق العمل‪.‬‬ ‫لعل هذه االحداث سوف تساعد في خلق‬ ‫فرص العمل‪ ،‬خاصة اذا ما أضيف اليها ما تعمل‬ ‫عليه الوزارة اآلن في سوق العمل من انشاء‬ ‫مركز للتوجيه واالرشاد املهني لبناء قدرات‬ ‫العاطلني عن العمل ومساعدتهم في اختيار‬ ‫التدريب املهني املالئم وإيجاد فرص عمل مناسبة‬ ‫لهم‪ ،‬كذلك تنفي البرامج الهامة للمشروعات‬ ‫الصغيرة واالسرية من خالل تقدمي مختلف أنواع‬ ‫الدعم والتمويل او من خالل انشاء حاضنات‬ ‫االعمال او احلاضنات التكنولوجية لتطوير طاقات‬ ‫املشروعات الصغيرة ورغم اجلهود املبذولة من‬ ‫قبل احلكومة خللق فرص عمل جديدة‪ ،‬فإن حجم‬ ‫هذه الفرص لم يكن كافيا ً ملواكبة زيادة اليد‬ ‫العاملة‪.‬‬ ‫ما هو دور وزارة الشؤون االجتماعية في مرحلة‬ ‫التحول التي تشهدها سوريا من اقتصاد‬ ‫مخطط الى اقتصاد السوق االجتماعي؟‬ ‫تتطلع وزارة الشؤون االجتماعية والعمل الى‬ ‫الوصول بسوق العمل في اجلمهورية العربية‬ ‫السورية الى مرحلة االستخدام االمثل لقوة‬ ‫العمل في االقتصاد الوطني السوري من‬ ‫خالل املواءمة بني مدخالته واحتياجاته احلالية‬ ‫واملستقبلية‪.‬‬ ‫وتستقي الوزارة سياساتها التفصيلية من‬ ‫االطار االستراتيجي الذي وضعته اخلطة اخلمسية‬

‫‪82‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫العاشرة وتتطلع الى مساهمة فاعلة في عملية‬ ‫التنمية االجتماعية واالقتصادية في سوريا‪.‬‬ ‫وتستكمل الوزارة عام ‪ 2008‬خطتها في هذا‬ ‫اجملال من خالل إجراءات وبرامج عديدة‪:‬‬ ‫إمتام مشروع تعديل قانون إحداث الوزارة من‬ ‫خالل صياغة االدوار اجلديدة للوزارة في ضوء‬ ‫االنتقال الى اقتصاد السوق االجتماعي‪.‬‬ ‫اعتماد تنسيق تكاملي للمهارات ورأس املال‬ ‫للوصول إلى االسواق من اجل توجيه العاطلني‬ ‫عن العمل بشرائحهم اخملتلفة نحو العمل‬ ‫الذاتي من اجل خلق قدرات أفضل للتوجه نحو‬ ‫االعمال املالئمة واملهارات املطلوبة ونشر ثقافة‬

‫العمل احلر‪.‬‬ ‫تطوي برامج تنظيم األسرة لتكون مساندة‬ ‫مباشرة في عمليات احلد من الفقر توليد الدخل‪.‬‬ ‫توجيه برامج متوجهة نحو الفئات الفقيرة‬ ‫(جغرافيا ً واجتماعياً) من أجل إدماجها في عملية‬ ‫التنمية‪.‬‬ ‫تطوير الفعاليات االقتصادية والتأسيس‬ ‫لثقافة السوق االجتماعي‪.‬‬ ‫تعديل القوانني (قانون اجلمعيات واملؤسسة‬ ‫األهلية ‪ -‬قانون األحداث اجلانحني ـ قانون االحوال‬ ‫الشخصية ‪ -‬إعادة النظر بقانون العاملني‬ ‫االساسي)‪.‬‬


‫امتام العمل على اعادة هندسة اإلجراءات‬ ‫في املديرية الرئيسية وصوال ً الى أدلة اجراءات‬ ‫لكل منها مبا يحسن من جودة اخلدمات املقدمة‬ ‫للمواطن‪.‬‬ ‫تنمية وتطوير املوارد البشرية بحيث تلبي‬ ‫االحتياجات التدريبية للمستويات االدارية اخملتلفة‬ ‫وبشكل يفرز املهارات االدارية‪.‬‬ ‫تطوير نظام احلماية االجتماعية واستكمال‬ ‫شبكات االمان الجتماعي للعام ‪ 2008‬عن طريق‬ ‫تأسيس صندوق الوطني للمعونة االجتماعية‬ ‫الذي يشكل شبكة أمان اجتماعي وعنصرا ً هاما ً‬ ‫من عناصر احلماية االجتماعية‪.‬‬ ‫كيف تساهم وزارة الشؤون االجتماعية في‬ ‫تفعيل دور املرأة السورية ال سيما ان متكني املرأة‬ ‫هدف تسعى اليه احلكومة السورية؟‬ ‫تنفذ الوزارة في هذا اإلطار‪ ،‬برنامج “متكني‬ ‫املرأة واحلد من الفقر‪ ،‬فقد متت مراجعة شاملة‬ ‫لواقع انشطة اإلقراض األصغر في سوريا‪ ،‬ومت‬ ‫وضع املقترح الفني لنموذج اإلقراض االصغر‬ ‫ويتم تطبيقه في املناطق املستهدفة كتجربة‬ ‫رائدة بهدف قياس درجة كفاءته وإجراء التعديالت‬ ‫الالزمة ليصبح قابالً للتطبيق على املستوى‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫ما هي اخلطط املتبعة للحد من الفقر‬ ‫وعمالة االطفال في سوريا؟‬ ‫بالرغم من االهتمام الذي توليه حكومة‬ ‫اجلمهورية العربية السورية بالطفل غير ان‬ ‫ظاهرة عمل االطفال في تزايد مستمر‪ ،‬وهذا‬ ‫دليل على وجود مشكالت ومعوقات اهمها زيادة‬ ‫معدالت البطالة‪ ،‬وظاهرة التسرب من املدرسة‬ ‫قبل انتهاء مرحلة التعليم االساسي وضعف‬ ‫االرتقاء مبستوى التعليم االساسي‪ ،‬باالضافة الى‬ ‫غياب الرؤية االستراتيجية الوطنية‪.‬‬ ‫وتقوم وزارة الشؤون االجتماعية والعمل باحلد‬ ‫من هذه الظاهرة وذلك عن طريق مجموعة من‬ ‫التشريعات القانونية الناظمة لعمل االحداث‬ ‫في اجلمهورية العربية السورية منها‪:‬‬ ‫قانون العمل رقم ‪ 91‬لعام ‪ 1959‬وتعديالته‬ ‫بالقانون رقم ‪ 24‬تاريخ ‪ 2000/12/10‬املتضمن‬ ‫تعديل املواد ‪ 216 ،126 ،125 ،124‬واملرسوم‬ ‫التشريعي رقم ‪ 12‬لعام ‪.1982‬‬ ‫القانون االساسي للعاملني في الدولة رقم‬ ‫‪ 50‬لعام ‪ 2004‬وقانون العالقات الزراعية رقم ‪56‬‬ ‫لعام ‪.2004‬‬ ‫باإلضافة الى االهتمام من قبل املنظمات غير‬ ‫احلكومية واألسرة واملدرسة بالطفولة كما أن‬ ‫هناك رعاية كرمية لهذه القضية من قبل السيدة‬ ‫األولى كما صدقت سوريا االتفاقيات الدولية‬ ‫كاالتفاقية رقم ‪ 138‬املتعلقة باحلد االدنى لسن‬ ‫االستخدام وهو ‪ 15‬سنة مبوجب القانون رقم‬ ‫‪ 8‬لعام ‪ 1993‬واالتفاقية رقم ‪ 182‬الصادرة علم‬ ‫‪ 1999‬بشأن خطر اسوأ اشكال عمل األطفال‬ ‫واالجراءات الفورية للقضاء عليها حيث صدقتها‬ ‫سوريا عام ‪.2000‬‬ ‫كما تقوم وزارة الشؤون االجتماعية والعمل‬ ‫مبكافحة عمل االطفال عن طريق مفتشي‬

‫نوجه النشاطات التابعة‬ ‫لقطاعات االقتصاد‬ ‫الوطني كافة‬ ‫نحو الحد‬ ‫من الفقر‬ ‫التعاون مع منظمة العمل‬ ‫الدولية سيثمر برنامجاً‬ ‫وطنياً للعمل الالئق‬ ‫العمل من خالل السلطة التي منحهم اياها‬ ‫القانون مبوجب احكام املادة ‪ 212‬من قانون‬ ‫العمل رقم ‪ 91‬لعام ‪ 1959‬وتعديالته‪ ،‬من خالل‬ ‫الزيارات التفتيشية ملراقبة تطبيق األحكام‬ ‫القانونية املتعلقة بالعمل‪ ،‬كما يقوم مفتشو‬ ‫العمل بإمداد العمال وأصحاب العمل املعلومات‬ ‫واالرشادات الفنية التي تتعلق مثالً بافضل‬ ‫الوسائل لتنفيذ األحكام القانونية وتنظيم‬ ‫الضبط القانوني بحق اخملالفني الحكام تشغيل‬ ‫األحداث مبوجب املادة ‪ 216‬من قانون العمل‬ ‫هي غرامة ال تتجاوز ‪ 1000‬ليرة سورية‪ .‬وهناك‬ ‫تعاون بني الوزارة ومنظمة العمل الدولية إلطالق‬ ‫البرنامج الوطني للعمل الالئق في سوريا حيث‬ ‫يشمل هذا البرنامج وضع استراتيجية وطنية‬ ‫للتشغيل وبناء قدرات اطراف االنتاج الثالثة وخلق‬ ‫ثقافة احلوار االجتماعي بينهم وحتسني شبكات‬ ‫األمان االجتماعي وتطوير نظام التأمينات‬ ‫االجتماعية وخلق فرص عمل جديدة خاصة‬ ‫للشباب وحتسني ظروف وشروط العمل للنساء‬ ‫والتصدي لظاهرة عمل االطفال‪ ،‬حيث وضعت‬ ‫وثيقة مشروع البرنامج الوطني للقضاء على‬ ‫اسوأ اشكال عمل االطفال في سورية بالتعاون‬ ‫مع اليونيسف ومدته من سنة ‪2011 – 2008‬‬ ‫ويغطي جميع انحاء سوريا مع التركيز على‬ ‫دمشق‪ ،‬وذلك في مجال االقتصاد غير املنظم‬ ‫وحلب ويتعلق باالطفال العاملني في القطاع‬ ‫الصناعي ويشمل الصناعة الزراعية في دير‬ ‫الزور‪ ،‬كما أن هناك حاجة للتركيز على الفتيات‬

‫االطفال العامالت في مركز التنمية االجتماعية‬ ‫للفتيات اجلانحات في دمشق‪ ،‬حيث قامت الوزارة‬ ‫بتطوير هذا املعهد بالتعاون مع جمعية تطوير‬ ‫دور املرأة ليصبح دارا ً لتأهيل الفتيات واحلد من‬ ‫عودتهم الى االعمال التي تشكل خطرا ً عليهم‪،‬‬ ‫وكذلك قامت الوزارة بتطوير معهد األحداث‬ ‫بالتعاون مع منظمة املوفيموندو اإليطالية‪.‬‬ ‫وستقوم الوزارة بتخصيص وحدة ملكافحة‬ ‫عمل األطفال‪ ،‬وتعمل على تدريبها بالتعاون‬ ‫مع منظمة العمل بشكل مبكر من املمكن أن‬ ‫يخفض مستوى الدخل طيلة احلياة‪ ،‬ومن املمكن‬ ‫ان ينخفض مستوى الدخل طيلة احلياة ومن‬ ‫املمكن أن يزيد احتمال البقاء في وضع الفقراء‬ ‫في املرحل التالية من احلياة كما أن الفقر وحده‬ ‫ال يكفي لتفسير وجود عمل األطفال فظاهرة‬ ‫البطالة ومشكالت التعليم االساسي والتفكك‬ ‫األسري ومستوى تعليم افراد االسرة وثقافة‬ ‫اجملتمع والقطاع الزراعي غير املتطور والصناعة‬ ‫السياحية غير املتطورة تساهم في زيادة هذه‬ ‫احلالة‪.‬‬ ‫وتقوم الوزارات باحلد من الفقر عن طرق التنمية‬ ‫االقليمية املتوازنة وبالتعاون مع الوزارات املعنية‬ ‫كما تقوم بتنفيذ البرنامج الوطني لتمكني املرأة‬ ‫احلد من الفقر بالتعاون مع املنظمات االهلية‬ ‫وستقومان ايضا ً بتنفيذ لبرامج صناديق الرفاه‬ ‫االجتماعي‪ ،‬كما تضمنت اخلطة اخلمسية‬ ‫العاشرة توجيه كافة النشاطات التابعة‬ ‫لقطاعات االقتصاد الوطني نحو احلد من الفقر‬ ‫والسعي لزيادة متتع الفقراء ببرامج احلماية‬ ‫االجتماعية النقدية املباشرة وتقدمي اخلدمات‬ ‫املتنوعة حلاضنات األعمال وحتقيق عدالة التوزيع‬ ‫بهدف تخفيض نسبة الفقراء وستقوم وزارة‬ ‫الشؤون االجتماعية النقدية املباشرة وتقدمي‬ ‫اخلدمات املتنوعة حلاضنات االعمال وحتقيق عدالة‬ ‫التوزيع بهدف تخفيض نسبة الفقراء وستقوم‬ ‫وزارة الشؤون االجتماعية والعمل بالتعاون مع‬ ‫منظمة العمل الدولية ببناء قدرات العاملني في‬ ‫كثير من اجملاالت‪ ،‬منها كيفية القيام بامليزانية‬ ‫االجتماعية الذي تشكل االساس لبرامج احلد من‬ ‫الفقر الذي له عالقة وثيقة بعمل االطفال‪ ،‬والذي‬ ‫يتعارض مع مواثيق حقوق الطفل كافة ويتطلب‬ ‫استراتيجية متكاملة ملواجهته مبشاركة جميع‬ ‫اجلهات املعنية‪.‬‬ ‫هل من برامج لدى الوزارة إلعادة تأهيل‬ ‫املعوقني؟‬ ‫لقد سعت وزارتنا وتسعى جاهدة إلعداد برامج‬ ‫لتدريب وتأهيل املعوقني‪ ،‬حيث تقوم الوزارة بإبرام‬ ‫عقود شراكة مع بعض اجلمعيات النشيطة في‬ ‫مجال اإلعاقة ملساندة الوزارة ودعمها في تدريب‬ ‫وتأهيل املعوقني‪ ،‬كما أن الوزارة حاليا ً بصدد توقيع‬ ‫اتفاقية مع مؤسسة كرمي رضا سعيد تتضمن‬ ‫هذه االتفاقية برامج عدة تتناول تدريب وتأهيل‬ ‫املعوقني وتدريب الكوادر العاملة في معاهد‬ ‫رعاية املعوقني‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد أبوذياب‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪83‬‬


‫منبر اقتصادي‪ /‬مقابلة‬

‫أزمة الغذاء‬ ‫عالمية ‪:‬‬

‫تعددت‬ ‫األسباب‬ ‫والجوع واحد‬

‫يوما ً بعد يوم تتوسع رقعة اجلوع في العالم‬ ‫وينظم الى ماليني اجلياع فقراء معدمون‬ ‫آخرون غير قادرين على تأمني غذائهم‪ ،‬فالزيادة‬ ‫الهائلة في اسعار الغذاء التي يشهدها‬ ‫العالم تضع عائالت كثيرة في قلب الصراع‬ ‫على غذائها وقوت اطفالها‪.‬‬ ‫وتثير هذه األزمة قلقا ً كبيرا ً في اوساط‬ ‫اجملتمع الدولي‪ ،‬فرمبا حدثت مجاعات عديدة‬ ‫في العالم‪ ،‬وقائمة الشعوب التي أصيبت‬ ‫بوباء نقص الغذاء طويلة جداً‪ ،‬ولكنها لطاملا‬ ‫ارتبطت بقرية كأوغندا او بدولة كالصومال‬ ‫او بقارة كأفريقيا‪ ،‬ولكنها لم ترتبط يوما ً‬ ‫بالعالم‪ ،‬كل العالم‪ .‬فاخلبراء يتحدثون عن‬ ‫مجاعة وأزمة غذاء عاملية فيما يقدر البنك‬ ‫الدولي ووكاالت املعونة ارتفاع عدد من‬ ‫يكابدون اجلوع بواقع ‪ 100‬مليون شخص‬ ‫يضافون الى ‪ 850‬مليون جائع‪.‬‬ ‫وشهدت اسعار املواد الغذائية ارتفاعات‬ ‫هائلة خالل األشهر االولى من العام احلالي‪،‬‬ ‫لتصل االسعار اإلسمية الدولية جلميع‬ ‫السلع الى اعلى مستوياتها منذ خمسني‬ ‫عاماً‪ ،‬بينما وصلت االسعار بالقيمة احلقيقية‬ ‫الى اعلى مستوى لها منذ ثالثني عاما ً تقريباً‪.‬‬

‫االيثانول‬ ‫أو اجتماع العوامل‬ ‫وتختلف النظريات والتحليالت حول‬ ‫االسباب التي اوصلت العالم الى هذه‬ ‫الكارثة‪ ،‬ويدين الكثيرون إنتاج الوقود احليوي‬ ‫كونه شكل السبب الرئيسي الرتفاع األسعار‬ ‫الغذائية‪ .‬فبالرغم مما يتيحه إنتاج الطاقة‬

‫‪84‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫احليوية من فرص جديدة‬ ‫الزراعية‬ ‫للتنمية‬ ‫املستدامة فإنه ينطوي‬ ‫على مخاطر عديدة في‬ ‫ظل حت ّول العديد من‬ ‫البلدان إلى انتاج الوقود‬ ‫احليوي‪ ،‬بعد تخوفها‬ ‫من فكرة فقدان موارد‬ ‫الطاقة التي حتتاج اليها‬ ‫مدنها لتنتج وتتوسع‪،‬‬ ‫بنشاط‬ ‫مدعومة‬ ‫والقطاع‬ ‫احلكومات‬ ‫اخلاص واجملتمع املدني‪،‬‬ ‫مما استدعى حتركا ً من‬ ‫ً‬ ‫قبل اجملتمع الدولي لصدها‪ ،‬خصوصا في ظل‬ ‫التداعيات التي و ّلدها انتاج االيثانول‪ ،‬احد اهم‬ ‫انواع الوقود احليوي املنتج من قصب السكر‬ ‫والذرة وبدرجة اقل من القمح والكسافا‪.‬‬ ‫وتستأثر الواليات املتحدة والبرازيل معا ً مبا‬ ‫يقرب ‪ %80‬من االنتاج العاملي من االيثانول‪،‬‬ ‫تليهما الصني‪ ،‬االحتاد األوروبي والهند‪.‬‬ ‫وتعتبر البرازيل املصدر الرئيسي لاليثانول‬ ‫ومتثل الواليات املتحدة واالحتاد االوروبي اهم‬ ‫اسواق االستهالك‪.‬‬ ‫ويصف الكثيرون من املراقبني في العالم‬ ‫االيثانول بـ “اجلرمية ضد االنسانية”‪ ،‬ففي‬ ‫عام ‪ 2007‬استخدم في ما يقرب من ‪%23‬‬ ‫من انتاج الواليات املتحدة من احلبوب النتاج‬ ‫االيثانول‪ ،‬كما استخدم ما يقرب من ‪ %47‬من‬ ‫انتاج الزيت النباتي في انتاج الديزل احليوي مما‬ ‫ادى الى زيادة واردات الزيت النباتي لتغطية‬ ‫االحتياجات االستهالكية احمللية‪.‬‬

‫وفي عام ‪ ،2004‬استخدم ما يقرب من ‪14‬‬ ‫مليون هكتار من االراضي النتاج الوقود احليوي‬ ‫اي ما يعادل ‪ %1‬تقريبا ً من مساحة االراضي‬ ‫الصاحلة للزراعة في العالم التي كانت‬ ‫مستخدمة في ذلك الوقت‪ ،‬على ان استخدام‬ ‫االراضي زاد منذ ذلك احلني‪.‬‬ ‫من حيث الطاقة‪ ،‬ميثل االيثانول نحو ‪%90‬‬ ‫من مجموع االستخدام احلالي للوقود احليوي‬ ‫العاملي‪ .‬وأما سائر النسبة فيوفرها وقود‬ ‫الديزل الذي ينتج معظمه ويستخدم في‬ ‫االحتاد االوروبي وبصورة متزايدة في جنوب شرق‬ ‫آسيا‪ .‬وكانت جتارة االيثانول متثل زهاء ‪ %10‬من‬ ‫االستهالك العاملي في السنوات األخيرة‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من ازدياد التوافق الدولي من‬ ‫اآلراء حول الدور الكبير الذي ساهمت به‬ ‫الزيادة السريعة في الطلب على املواد األولية‬ ‫للوقود احليوي واالرتفاع احلالي ألسعار األغذية‬ ‫فإن درجة هذه املساهمة تتفاوت بني البلدان‬ ‫ّ‬ ‫يتعذر قياسها على وجه اليقني ال سيما‬ ‫وقد‬


‫في ظل التأكيد املتواصل على وجود كميات‬ ‫من األغذية قادرة على إطعام سكان العالم‬ ‫أجمع‪ ،‬ولكن التحدي يكمن في كفالة وصول‬ ‫الغذاء اليهم‪.‬‬ ‫اال ان الفاو وفي تقرير نشرته على موقعها‬ ‫االكتروني اكدت ان اجتماع عوامل عدة أدى‬ ‫الى حدوث التطورات الفريدة التي لوحظت‬ ‫في املوسمني املاضيني‪ .‬فمن جانب العرض‬ ‫سجلت الفاو نقصا ً في االنتاج بسبب‬ ‫االحوال اجلوية وخاصة انتاج احلبوب الذي‬ ‫سجل في سنتي ‪ 2005‬و ‪ 2006‬انخفاضا ً‬ ‫بنسبة ‪ %4‬و ‪ %7‬على التوالي في ظل موجات‬ ‫اجلفاف املدمرة التي ضربت أجزاء مختلفة‬ ‫من العالم وتسببت في حدوث فيضانات‬ ‫وكوارث طبيعية مماثلة في انحاء كثيرة من‬ ‫العالم‪ .‬يضاف الى هذا االنخفاض التدريجي‬ ‫في مستوى اخملزونات احلاصل منذ منتصف‬ ‫التسعينيات وتضاف الى هذين العاملني زيادة‬ ‫تكاليف الوقود التي أدت الى زيادة في تكاليف‬ ‫اإلنتاج للسلع الزراعية‪ .‬وفي جانب الطلب‪،‬‬ ‫اشارت الفاو الى ضغط كبير للطلب على‬ ‫بعض السلع الزراعية مثل قصب السكر‬ ‫والذرة والكسافا والبذور الزيتية وزيت النخيل‪.‬‬ ‫كما حلظت تغ ّيرا ً في هيكل الطلب نتيجة‬ ‫النمو السكاني والعمراني‪ .‬فالتنوع في أمناط‬ ‫التغذية بدأ يتحول عن األطعمة النشوية‬ ‫باجتاه املزيد من منتجات اللحوم وااللبان‪ ،‬وهو‬ ‫ما يزيد عن الطلب في حبوب االعالف ويعزز‬ ‫من االرتباط بني مختلف السلع الغذائية‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن هذه التغيرات لم تكن في الواقع هي‬ ‫السبب الرئيسي في ارتفاع االسعار املفاجئ‬ ‫الذي بدأ في عام ‪.2006‬‬

‫احلاجة‬ ‫إلى عدالة التوزيع‬ ‫ان اهم ما يحتاج اليه العالم في هذه‬ ‫االزمة هوعدالة توزيع الغذاء‪ ،‬اذ ان اي خلل‬ ‫اقتصادي يتمثل بوجهني مختلفني اذ تطال‬ ‫آثاره السلبية دولة ما فيما تنعم االخرى‬ ‫بايجابيات جمة‪ .‬فحاليا ً وفي ظل ارتفاع اسعار‬ ‫النفط فإن البلدان ذات الدخل املنخفض‬ ‫التي تستورد الغذاء والطاقة على السواء‬ ‫تواجه حاليا ً ضغوطا ً ناجمة عن تضاعف‬ ‫ميزان املدفوعات فيما تنعم الدول املصدرة‬ ‫مبيزان رابح‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن انتاج الوقود‬ ‫احليوي في بلد سينطوي على آثار مهمة على‬ ‫األمن الغذائي في بلدان أخرى في ظل ازدياد‬ ‫التكامل بني اسواق السلع والتغييرات التي‬ ‫يطرأ على اسعار االغذية في االسواق الدولية‪.‬‬ ‫وسيتوقف حتويل االسعار بني االسواق العاملية‬ ‫واملناطق الريفية على سياسات التجارة‬ ‫احمللية والبنية االساسية‪ .‬فاملناطق املنعزلة‬

‫التي ال تتاح لها سبل الوصول‬ ‫الى االسواق تتأثر بدرجة اقل‬ ‫بتقلبات االسعار الدولية‪،‬‬ ‫ولكنها تعاني في الوقت ذاته‬ ‫من قلة فرص االستفادة من‬ ‫منو االسواق‪ .‬كما يتفاوت تأثر‬ ‫املستهلكني تبعا ً لعاداتهم‬ ‫الغذائية‪ ،‬ومثال ذلك ان نوع‬ ‫احملاصيل الغذائية املستخدمة‬ ‫من الطاقة احليوية‪ ،‬مثل‬ ‫احلبوب‪ ،‬قد يشكل ‪ %40‬من‬ ‫النظام الغذائي احمللي بينما‬ ‫يشكل ‪ %80‬من النظام‬ ‫الغذائي في مكان آخر‪.‬‬

‫تهديدات حقيقية‬ ‫وميكن أن يتع ّرض توفر األغذية‬ ‫لتهديدات تصل الى حتويل‬ ‫موارد االراضي واملواد املليئة‬ ‫وغيرها من املوارد اإلنتاجية من‬ ‫انتاج االغذية الى انتاج الوقود‬ ‫احليوي‪ .‬وهذا التنافس على‬ ‫املوارد الطبيعية يحدث سواء‬ ‫زرعت احملاصيل الغذائية او غير‬ ‫الغذائية ألغراض انتاج الطاقة‬ ‫احليوية‪.‬‬ ‫وميكن الرتفاع اسعار األغذية ان يتسبب في‬ ‫مشكالت كبيرة ملستهلكي األغذية‪ ،‬مثلهم‬ ‫العمال الزراعيون‪ ،‬والفقراء في املناطق‬ ‫احلضرية والنسبة الكبيرة من فقراء احلضر‬ ‫الذين ليست لديهم اصول انتاجية كافية‪.‬‬ ‫فتزيد املنافسة على املوارد من الضغوط على‬ ‫اسعار االغذية حتى وإن كانت املواد االولية‬ ‫ذاتها محصوال ً غير غذائي وميكن الزدياد النمو‬ ‫في انتاج الوقود احليوي ان يزيد من الضغط‬ ‫على استقرار االمدادات الغذائية‪ .‬وقد يؤدي‬ ‫استخدام احملاصيل الغذائية في انتاج الوقود‬ ‫احليوي الى حتديد اسعار دنيا لتلك السلع‪،‬‬ ‫وسوف تنتقل تقلبات االسعار من قطاع‬ ‫البترول بقوة اكبر الى القطاع الزراعي‪ ،‬مما يزيد‬ ‫من خطر انعدام االمن الغذائي‪.‬‬ ‫وسوف تزداد حدة هذا التأثير في ظل االزدياد‬ ‫املتوقع لالعتماد على الواردات في معظم‬ ‫بلدان العجز الغذائي‪ ،‬ذات الدخل املنخفض‪،‬‬ ‫وفي ظل ازدياد حتويل االسعار بني االسواق‬ ‫العاملية الوطنية‪ ،‬وزيادة حترير األسواق وقوى‬ ‫العوملة‪.‬‬

‫قمة روما‪ ...‬بصيص أمل‬ ‫وكانت منظمة االمم املتحدة لألغذية‬

‫والزراعة الفاو قد دقت ناقوس اخلطر الذي‬ ‫يحيط في العالم فعقدت في روما قمة‬ ‫ضمت رؤساء دول وحكومات ووزراء وممثلي‬ ‫‪ 180‬بلدا ً واجلماعة األوروبية من اجل التماس‬ ‫سبل لتحقيق األمن الغذائي العاملي‪ .‬وأعاد‬ ‫اجملتمعون التأكيد على النتائج التي توصل‬ ‫اليها مؤمتر القمة العاملي لألغذية في العام‬ ‫االول للتغذية في ‪ 1996‬وتلتها قمة ثانية في‬ ‫‪ 2002‬بهدف تأكيد االسرة الدولية التزامها‬ ‫بتخفيض معدل الفقر في العالم‪.‬‬ ‫وتعهدت القمة في بيانها اخلتامي بخفض‬ ‫عدد األشخاص الذين يعانون من اجلوع إلى‬ ‫النصف بحلول عام ‪ 2015‬وبالتحرك بشكل‬ ‫عاجل بشأن األزمة الغذائية العاملية‪ .‬كما‬ ‫أعرب اجملتمعون في القمة التي استمرت ثالثة‬ ‫أيام في روما وشهدت وعودا ً بتقدمي مساعدات‬ ‫قدرها ‪ 6.5‬مليارات دوالر وخالفات حول الوقود‬ ‫احليوي عن اقتناعهم مبسؤولية اجملتمع‬ ‫الدولي في اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة‬ ‫ملكافحة اآلثار السلبية لالرتفاع احلاد في‬ ‫اسعار األغذية على اكثر البلدان والسكان‬ ‫ضعفا ً في العالم‪.‬‬ ‫وتفاوتت التعليقات على نتائج القمة‬ ‫فهناك من رأى فيها خطوة مهمة‪ ،‬لكن‬ ‫غير كافية‪ ،‬ومنهم من اتهم البيان اخلتامي‬ ‫بالقاصر نظرا ً لعدم احتوائه على إجراءات‬ ‫محددة‪ ،‬اما مدير عام املنظمة جاك ضيوف‬ ‫فرأى أن األهداف التي حتققت تتجاوز اآلمال‪.‬‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪85‬‬


‫منبر اقتصادي‪ /‬مقابلة‬ ‫ً‬ ‫مثاال اقليمياً في االمن الغذائي‬ ‫لبنان قادر ان يكون‬

‫ممثل منظمة الفاو في لبنان الدكتور علي مومن لـ”منبر التوحيد”‪:‬‬ ‫“البالد التي ال تملك أمناً غذائياً ال تملك قراراً سياسياً حراً”‬ ‫ولإلضاءة على واقع الغذاء في العالم‬ ‫وأسباب أزمة الغذاء وتطوراتها واحللول‬ ‫املمكنة لها‪ ،‬التقت “منبر التوحيد” ممثل‬ ‫منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة‬ ‫(الفاو) في لبنان الدكتور علي مومن‬ ‫وحاورته‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬ ‫سبقت قمة روما قمتان في ‪ 1996‬و ‪،2002‬‬ ‫وبالرغم من هذا عدد اجلياع في العالم إلى‬

‫القطاع الزراعي في لبنان مهمل من اجلميع‬

‫‪86‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ازدياد‪ .‬ملاذا؟‬ ‫منظمة الفاو تدرك خطورة ما يعانيه املاليني‬ ‫من سكان العالم‪ ،‬وقد حذرت من هذا كل‬ ‫الدول والحقت موضوع نقص الغذاء في العالم‬ ‫منذ زمن‪ .‬ففي ‪ 1996‬عقد مؤمتر عاملي بحضور‬ ‫اغلب رؤساء الدول ملعاجلة الوضع املتأزم الذي‬ ‫ظهر آنذاك بعد ان اشارت االرقام الى وجود ‪850‬‬ ‫مليون نسمة من البشر غير قادرين على األكل‬ ‫بصفة جيدة يوميا ً اي ان دخل الفرد يساوي‬

‫حوالى الـ‪ .$1‬في ذاك املؤمتر أقر برنامج يهدف‬ ‫الى تخفيض حجم اجلياع في العالم في العام‬ ‫‪ 2015‬الى ‪ .%50‬كان البرنامج يتمتع بدعم مالي‬ ‫من البلدان املعنية باألمر وبرز اهتمام الدول‬ ‫الكبرى وال سيما الدول الغربية باملساهمة في‬ ‫مكافحة اجلوع‪.‬‬ ‫في عام ‪ 2002‬كان ملتقى آخر تقييمي لهذا‬ ‫البرنامج الذي عانى من مشاكل عدة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ما وضع من اهداف حتقق‪ .‬في ذاك املؤمتر قمنا‬ ‫بتوصية أخرى كون مساهمة احلكومات لم‬ ‫فعالة فيها‪ ،‬فقمنا بطلب املساهمة من‬ ‫تكن ّ‬ ‫اجملتمع املدني عبر برنامج سمح للمنظمات غير‬ ‫احلكومية باملساهمة‪.‬‬ ‫ولكن ما سبب عدم فعالية العمل احلكومي‬ ‫برأيك؟‬ ‫السبب األول هو ان البلدان التي ساهمت‬ ‫تف‬ ‫في وضع اموال في خزينة البرنامج لم ِ‬ ‫بالتزاماتها‪ .‬ملاذا؟ لست أدري‪ .‬لرمبا بالرغم من‬ ‫التزامها بالبرنامج عادت وفضلت طرائق اخرى‬ ‫غير تلك التي وضعتها املنظمة‪.‬‬ ‫اذا كانت احلكومات غير قادرة على املساعدة‪،‬‬ ‫فماذا ستفعل املنظمات غير احلكومية؟‬ ‫الكثير‪ ،‬كون عملها يحتاج الى جهد اكثر من‬ ‫املال‪ .‬فهي على سبيل املثال تعمل جلهة توجيه‬ ‫االكل الذي ال يستهلك في البلدان الغنية الى‬ ‫البلدان الفقيرة التي يعاني سكانها من نقص‬ ‫في الغذاء‪ .‬وهذا عادة ما يتم عبر عمل ميداني‪.‬‬ ‫أين دور منظمة الفاو في ذلك؟‬ ‫يكمن دورنا في توطيد التعاون مع هذه‬ ‫اجلمعيات‪ ،‬فنحن نعمل من أجل هدف واحد‪.‬‬ ‫ونحن كممثلني ملنظمة الفاو في لبنان نعقد‬ ‫اجتماعات مع هيئات اجملتمع املدني للعمل‬ ‫ميدانيا ً من اجل احلد من تفاقم هذا الواقع‬ ‫الغذائي اخلطير في العالم‪.‬‬ ‫هل الوضع الغذائي خطير إلى هذا احلد في‬ ‫لبنان؟‬ ‫املشكلة في لبنان ليست مطروحة كبلدان‬ ‫أخرى‪ ،‬فطبيعة لبنان من تنوع تربة ومناخ وتنوع‬ ‫سكاني حتميه مخاطر عميقة اذ انه ال يعاني‬ ‫من جفاف ونقص في املياه‪ .‬لكن القضية عاملية‬ ‫ومصيرية‪ ،‬فاختالل األمن الغذائي قد يؤدي الى‬ ‫اختالل في األمن االجتماعي وهذا ما ال يحمد‬ ‫عقباه في اي دولة‪.‬‬ ‫كيف تقيّم أعمال قمة روما ومقرراتها‬ ‫في ظل تفاوت املعلقني بني إيجابي‪ ،‬سلبي‪،‬‬ ‫وسلبي جدا ً حتى؟‬


‫املعروف أن قمة روما البحث في أزمة ارتفاع‬ ‫أسعار الغذاء‪ .‬وضمت رؤساء دول وحكومات‪،‬‬ ‫ووزراء وممثلي ‪ 180‬بلدا ً ّ‬ ‫أكدوا على خطورة ما‬ ‫يواجهه العالم وعلى حجم املسؤولية والدور‬ ‫الذي يجب أن يتمتعوا به في ظل اخلطر احملدق‬ ‫الذي يهدد االمن الذاتي االنساني نتيجة‬ ‫تداعيات اختالل االمن الغذائي‪ .‬وقمة روما‬ ‫ما كانت اال متبعة ملناقشة هذه األزمة وأخذ‬ ‫اإلجراءات الالزمة لتفاقم هذه االزمة ال سيما ما‬ ‫و ّلدته االرتفاعات في اسعار النفط من دافع قوي‬ ‫للتوجه الى استخدام الغذاء في صنع الوقود ما‬ ‫ادى الى ارتفاع االسعار بصورة مدهشة والذي‬ ‫انعكس بصورة دراماتيكية على مواطني الدول‬ ‫النامية التي يشكل انفاقها على الغذاء جزءا ً‬ ‫كبيرا ً من دخلها‪.‬‬ ‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬استطاعت املنظمة احلصول‬ ‫على دعم مالي يقدر بـ‪ 25‬مليار دوالر في السنة‬ ‫من اجل حل املشكلة‪ .‬وكذلك برز في املؤمتر دعم‬ ‫بارز من كثير من املنظمات غير احلكومية وهذه‬ ‫اشارة الى النجاح الذي حققته القمة‪ .‬اضافة‬ ‫الى ذلك‪ ،‬الدعوة الى االهتمام بالزراعة يوضح الى‬ ‫حد كبير ما حققته القمة‪ ،‬فبتسليط الضوء‬ ‫على أهمية هذا القطاع وإنتاجه‪ ،‬صحح املفهوم‬ ‫اخلاطئ الذي متلكه الدول عن هذا القطاع ‪.‬‬ ‫برأيي إن القمة كانت ناجحة فالدور الذي‬ ‫قامت به القمة جلهة شرح ماهية املوضوع‬ ‫وخطورته وضع العالم أمام األمر الواقع‪ ،‬لو‬ ‫لم حتصل هذه القمة كنا سنكون أمام كارثة‬ ‫بشرية عاملية حقيقية‪.‬‬ ‫ولكن ماذا عن رفض دول أميركا الالتينية أن‬ ‫يكون إنتاج الوقود احليوي من بني األسباب التي‬ ‫أدت إلى ارتفاع أسعار املنتجات الزراعية؟‬ ‫نعم‪ ،‬لقد حصل خالف متعلق بهذا املوضوع‪،‬‬ ‫ولكن ليس سلبيا ً الى حد كبير‪ .‬هذا املوضوع‬ ‫معقّ د ولكن النقاش ما زال مفتوحاً‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن منظمة الفاو قادرة على‬ ‫تخفيض عدد اجلياع كما ذكرت في بيانها‬ ‫اخلتامي؟‬ ‫املشكلة أن هناك لبسا ً في فهم طبيعة‬ ‫الدور املنوط باملنظمة في إطار العمل على حل‬ ‫املشاكل حول العالم‪ .‬دور املنظمة له طابع‬ ‫توجيهي محض وحضورنا في أي بلد يرتبط‬ ‫بكيفية مرافقته في سياسات االقتصادية‬ ‫عبر خلق مناخ يؤمن التعاون للحصول على‬ ‫أمن غذائي دائم ال سيما في الدول التي ال‬ ‫متلك امكانات االنتاج احمللي للغذاء وتعاني من‬ ‫مشاكل مترابطة بعوامل عدة كنقص املياه‬ ‫مثالً‪ .‬دورنا يكمن في مساعدة هذه احلكومات‬ ‫ولكن ال ميكننا أن نحل مكانها‪ ،‬ونوجه سياسات‬ ‫البالد االقتصادية ونتدخل في شؤون االقتصاد‪،‬‬ ‫ما نفعله هو اننا ننسق مع احلكومة وال سيما‬ ‫مع الوزارات املعنية ان كان على الصعيد البيئي‬ ‫او الزراعي‪.‬‬ ‫هل لبنان قادر على حتقيق امن غذائي دائم؟‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬فلبنان ميلك مقومات الزراعة كافة‬

‫من اراض زراعية وتربة متنوعة وماء وافر‪ .‬أنا جد‬ ‫متفائل مبا ميكن حتقيقه‪ ،‬فلبنان برأيي قادر ان‬ ‫يكون مثاال ً لكل دول املنطقة على هذا الصعيد‪.‬‬ ‫ما الذي مينعه من ذلك؟‬ ‫ما يحصل في لبنان ان القطاع الزراعي‬ ‫بالرغم من اهميته ال يعيره املستثمرون و رجال‬ ‫املال االهتمام الالزم نتيجة املفهوم اخلاطئ عن‬ ‫القطاع والدليل ان االقتصاد اللبناني ال يزال‬ ‫يرتكز على اخلدمات والسياحة في وقت تهتم‬ ‫اغنى بلدان العالم بالزراعة‪.‬‬ ‫البلدان الغنية التي استطاعت حتقيق امن‬ ‫غذائي متتعت مبوازنة خصصت ما يقارب الـ‪%30‬‬ ‫للقطاع الزراعي وقوانني شجعت رجال املال الى‬ ‫االستثمار في هذا القطاع‪ .‬فهؤالء لعبتهم‬ ‫تفرض ميزانا ً غير عادل بني االستثمار والربح‪،‬‬ ‫يستثمرون ‪ $1‬ليربحوا ‪.$3‬‬ ‫اين دور مكتب املنظمة هنا؟‬ ‫نحن على تنسيق دائم مع احلكومة‪ ،‬ونشدد‬

‫البرنامج العادي وعدد كبير من املشاريع على‬ ‫االعداد‪.‬‬ ‫أال تقومون بدعم املزارعني؟‬ ‫بكل تأكيد‪ ،‬فاملزارعون في القطاع الزراعي‬ ‫يشكلون رجال اعمال فاعلني في الديناميكية‬ ‫االقتصادية‪ .‬ندعمهم بكل وسائل الدعم من‬ ‫اجل اعطاء ضغط اقتصادي للقطاع ‪ .‬هذا‬ ‫ليس يسهل ولكن ليس مبستحيل ايضاً‪ .‬نحن‬ ‫مؤمنون بقدرة لبنان على استثماره امكاناته‬ ‫وحتقيق امن غذائي يبعده عن االستيراد عبر‬ ‫برنامج حكومة يهتم بالنشاط االقتصادي‬ ‫املتوجه الى القطاع الزراعي‪.‬‬ ‫ما األهمية التي تتسم بها قضية حتقيق‬ ‫أمن غذائي دائم في لبنان أو في اي بلد آخر؟‬ ‫في العصر الفائت‪ ،‬كان الصراع ينشأ بني‬ ‫الشرق والغرب وبالتالي كان اساس الصراع بني‬ ‫الشعوب إيديولوجياً‪ .‬اال انه مع ظهور العوملة‪،‬‬ ‫تغ ّيرت اسس الصراع‪ ،‬فالصراع القائم بني دول‬

‫قمة روما حتاول تفادي كارثة عاملية حقيقية‪.‬‬

‫دائما ً في اي مناسبة على اهمية القطاع ولدينا‬ ‫دائما ً اتصاالت مع الوزارات املعنية وهيئات‬ ‫اجملتمع املدني‪ .‬مكتبنا يعمل كل ما في وسعه‪،‬‬ ‫لكن لبنان مر بظروف صعبة عبر برامج عديدة‬ ‫من املنظمة‪.‬‬ ‫ماذا تشمل هذه البرامج؟‬ ‫‪Early Recovery Assistance for the‬‬ ‫‪ Horticulture Small Holder‬الذي يهدف الى‬ ‫تقدمي املساعدة ألصحاب البساتني واملزارع‬ ‫الصغيرة و ‪to Assistance Recovery Early‬‬ ‫‪Livestock Poor-Resources ,Affected-War‬‬ ‫‪ Lebanon South in Keepers‬الذي يساعد‬ ‫املتضررين من احلرب ‪ ،‬وخاصة العاملني في حفظ‬ ‫الثروة احليوانية في جنوب لبنان و ‪Integrated‬‬ ‫‪& Prevention ,Management Fire Forest‬‬ ‫‪ Control‬إلدارة حرائق الغابات والوقاية والسيطرة‬ ‫وباالضافة الى برنامج الطوارئ‪ ،‬العديد من‬ ‫املشاريع اجلارية التي يجري تنفيذها في اطار‬

‫الشمال واجلنوب واساسه االقتصاد احلر‪ .‬وفي‬ ‫حساسة‪ ،‬اذ ميكن‬ ‫هذه احلالة الغذاء حالة‬ ‫ّ‬ ‫استخدامه كسالح ضد الشعوب‪ .‬وبالتالي‬ ‫“البالد التي ال متلك امنا ً غذائيا ً ال متلك قرارا ً‬ ‫سياسيا ً حراً”‪.‬‬ ‫هل تعتقد ان حال الغذاء سيكون كما‬ ‫النفط‪ ،‬هدف تلهث الدول خلفه؟‬ ‫كال‪ ،‬ألن الفرق بني النفط والغذاء كبير‪.‬‬ ‫فالنفط هدف في احلرب اما الغذاء فوسيلة‬ ‫ضغط قوية جدا ً‪.‬‬ ‫أتظن ان الدول الغنية قادرة على حرمان‬ ‫الدول الفقيرة من الغذاء؟‬ ‫ما استطيع قوله أن بإمكان العالم إنتاج غذاء‬ ‫كاف حتى فائض عن عدد سكانه‪ .‬فما ينتج من‬ ‫ٍ‬ ‫غذاء اليوم يكفي إلطعام ‪ 12‬مليار نسمة اما‬ ‫سكان العالم فـ‪ 6‬مليارات ونصف‪.‬‬

‫اعداد وحوار وعد ابو ذياب‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪87‬‬


‫منبر اقتصادي‪ /‬مقابلة‬

‫د‪ .‬لويس حبيقة لـ«منبر التوحيد» ‪:‬‬ ‫الدولة ليست مفلسة مالياً‪ ،‬لكنها عاجزة‬

‫انتخب الرئيس ميشال سليمان رئيساً‬ ‫للجمهورية‪ .‬فابتهج اللبنانيون وظنوها‬ ‫خامتة أحزانهم وبداية االنفراج‪ .‬كيف وال‪،‬‬ ‫فقد طال االنتظار وسئم الناس السياسيني‬ ‫ومشاكلهم التي غدت تافهة امام الوضع‬ ‫االقتصادي املزري الذي استنزف قواهم وضيّق‬ ‫عليهم فسحة االمل في عيشهم‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد انتخب الرئيس‪ ،‬ولكن لم تنته‬ ‫االزمة‪ .‬بل فتح الباب ألزمة جديدة شبيهة‬ ‫باالولى‪ ،‬لكن ليس كثيراً‪ .‬ملا ال؟ وما اخلطأ‬ ‫في التنويع؟ ومن يهمه االمر؟ الوضع خطير‪،‬‬ ‫ولكن ليس اكثر من الوضع االقتصادي فلبنان‬ ‫قريب جداً من الهاوية‪ .‬ال صيف واعدا ً كما‬ ‫اشيع عقب انتخاب سليمان‪ ،‬وال عالج للغالء‬ ‫ً‬ ‫حدة يوماً بعد يوم‪ ،‬وال استثمارات‬ ‫املتصاعد‬ ‫عائدة كما تشير االزمة السياسية‪ .‬يبقى‬ ‫السؤال عن اولويات العهد االقتصادية‪ ،‬وعن‬ ‫خسارات لبنان املتتالية‪ ،‬والورقة االصالحية‬ ‫واخلصخصة‪...‬‬ ‫“منبر التوحيد” حملت اسئلتها الى‬ ‫اخلبير االقتصادي الدكتور لويس حبيقة‬ ‫وأجرت معه هذا احلوار‪:‬‬ ‫برأيك ما هي اولويات العهد اجلديد بالنسبة‬ ‫للملف االقتصادي؟‬ ‫اوال ً يجب على العهد اجلديد تأمني مناخ من‬ ‫االستقرار االمني والسياسي‪ ،‬اذ ال نستطيع بناء‬ ‫اقتصاد سليم من دون تأمني هذا املناخ‪ .‬فاالقتصاد‬ ‫يرتبط باالوضاع السياسية واالمنية‪ ،‬مثالً انا ال‬ ‫استطيع ان اتكلم عن االقتصاد اللبناني اليوم من‬ ‫دون التطرق الى ما يحصل في تعلبايا وطرابلس‬ ‫فالعالم يراقبنا وما صدر اليوم في الصحف من‬ ‫اخبار عن الغاء حجوزات ليس سوى نتيجة لها‪،‬‬ ‫فالسائح لن يزور بلدا ً يتقاتل مواطنوه يومياً‪.‬‬ ‫ثانيا ً اذا جنح العهد في تأمني هذا املناخ يجب‬ ‫اتباع سياسات اقتصادية صحيحة واهمها‬ ‫تشجيع الشركات على االستثمار في لبنان‪.‬‬ ‫وهذا امر ملح فاملستثمرون حاليا ً وعلى اختالف‬ ‫هوياتهم‪ ،‬لبنانيني او عربا ً او اجانب يهربون من‬ ‫لبنان كونه منطقة مرتفعة اخملاطر وهذا ال يؤمن‬ ‫عادة عائدا ً مرتفعا ً للمستثمرين‪ .‬يضاف الى ذلك‬ ‫بعض املشكالت املتعلقة بالشق االداري كالعقد‬

‫‪88‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حبيقة ‪ :‬خطورة تقاعس اجملتمع املدني‬

‫في اإلجراءات والشروط وقوانني االستثمار املرعية‬ ‫اإلجراء‪.‬‬ ‫وتقع على العهد مسؤولية محاربة الفساد‬ ‫الذي يشكل احد اهم اسباب هروب املستثمرين‬ ‫اللبنانيني من لبنان‪“ .‬فالفساد فلتان”‪ ،‬ليس هناك‬ ‫ال عقاب وال حساب‪ .‬مهمة الدولة تأمني املناخ‬ ‫للقطاع اخلاص ليكون قادرا ً على االستثمار اي انها‬ ‫ال يجب ان تتدخل الدولة في االقتصاد فمهمتها‬ ‫تأمني االستقرار لينطلق القطاع اخلاص بنفسه‬ ‫ويستثمر‪.‬‬ ‫تتحدث عن وضع جد مزر يؤدي الى هروب‬ ‫املستثمرين‪ ،‬كم حجم االستثمارات في لبنان‬ ‫وبكم تقدر تراجعه؟‬

‫اجماال ً لبنان يستقبل في السنة ما يقدر بـ‬ ‫‪ 250‬و‪ 300‬مليون دوالر كاستثمارات من اخلارج‪ .‬في‬ ‫السنتني املاضيتني تراجع حجم هذه االستثمارات‬ ‫وبتقديري سيبقى منخفضا ً هذا العام‪ ،‬ولكن ابتدا ًء‬ ‫من ‪ 2009‬يجب ان يعود حجم االستثمارات الى‬ ‫املستوى الذي ذكرته‪ .‬بالرغم من أن ‪ 300‬مليون دوالر‬ ‫رقم غير كاف لدولة مثل لبنان يجب ان تستقطب‬ ‫سنويا ً بني الـ ‪ 500‬مليون دوالر ومليار دوالر‪.‬‬ ‫كيف ذلك؟‬ ‫لبنان يتمتع بوجود يد عاملة كفوءة قادرة على‬ ‫االنتاج‪ .‬اذا حاربنا الفساد بجدية‪ ،‬وأمنّا االستقرار‬ ‫االمني نستطيع استعادة االستثمارات‪.‬‬ ‫اضافة الى هروب االستثمارات الذي ذكرته‪،‬‬


‫فاذا خسر لبنان خالل السنوات الثالث املاضية‬ ‫من االزمة السياسية؟‬ ‫تتوزع خسائر لبنان على شقّ ني‪ ،‬اوال ً هناك‬ ‫اخلسائر املباشرة كالبنايات املهدمة والسيارات‬ ‫احملروقة في حرب متوز وفي األحداث االخيرة في‬ ‫بيروت‪ ،‬ثانيا ً اخلسائر غير املباشرة وهي كلفة‬ ‫الفرص الضائعة املتمثلة باخلسارة الناجتة عن عدم‬ ‫االنتاج في حني كان يجب ان ننتج وهذه خسارة‬ ‫أساسية وضخمة جداً‪.‬‬ ‫كيف تقدر قيمة هذه اخلسارات؟‬ ‫اي ماذا انتجنا وماذا كنا يجب ان ينتج في عام‬ ‫‪ 2006‬كان من املتوقع ان ينمو االقتصاد بقيمة ‪ 4‬او‬ ‫‪ ، % 5‬ولكن بسبب حرب متوز ّسجل منو سلبي ‪ 4‬أو‬ ‫‪ ، %5‬ولكن بالكاد كان هناك منو‪ .‬واؤكد ان اخلسارة‬ ‫عندما اضيع فرص االنتاج كان يجب ان يكون في‬ ‫لبنان على سبيل املثال ‪ 100‬الف سائح هناك ‪50‬‬ ‫الف لذا انا خسرت ‪ .55‬هذا معنى اخلسارة‪ .‬ليس‬ ‫هذا تقديرا للخسارة فهي وقعت حتماً‪.‬‬ ‫مصرف لبنان أعلن عن نسبة منو تقدر بـ ‪%2‬؟‬ ‫انا غير مقتنع بهذه النسبة‪ ،‬تقديراتي ان سنة‬ ‫منو االقتصاد في عام ‪ ،2007‬تراوحت بني الصفر والـ‬ ‫‪.%2‬‬ ‫ما سبب هذا التفاوت في األرقام؟‬ ‫االرقام االقتصادية في لبنان مس ّيسة‪ ،‬ال سيما‬ ‫في ظل غياب مؤسسة إحصائية مستقلة وجدية‪.‬‬ ‫املديرية العامة لإلحصاءات في لبنان تابعة لرئاسة‬ ‫احلكومة وبالتالي ال تستطيع ان تكون مستقلة‪،‬‬ ‫وهنا اخلطورة‪ .‬إنها مجبرة على اعطاء ارقام ترضي‬ ‫الرؤساء ما يوجب ضرورة استقالل هذه املؤسسة‬ ‫عن رئاسة احلكومة مبعنى ان يكون رئيس املديرية‬ ‫محصناً‪ ،‬حتى يستطيع تقدمي االرقام الصحيحة‬ ‫حتى لو كانت ال تصب في مصلحة احلكومة‪ .‬وايضاً‪،‬‬ ‫حتتاج املديرية الى موارد بشرية ومادية كفوءة حتى‬ ‫تستطيع القيام بعملها‪ .‬حاليا ً هذان الشرطان‬ ‫غير متوفرين بالتالي األرقام ال تتمتع باملصداقية‪،‬‬ ‫وكلها تأتي على قياس مصالح السياسيني‪.‬‬ ‫هل لبنان قادر على التعافي من تبعات‬ ‫األزمة؟‬ ‫ما خسره لبنان من عام ‪ 2006‬حتى اآلن يقدر بـ‬ ‫‪ 5‬مليارات دوالر‪ ،‬وهذا ليس بقليل على بلد كلبنان‬ ‫ناجته احمللي ‪ 24‬مليار دوالر‪ ،‬فاخلسارة تساوي حوالى‬ ‫الربع من قيمة الناجت‪.‬‬ ‫االزمة السياسية كانت جد صعبة‪ ،‬تصوري ان‬ ‫اللبنانيني جد مسرورين بانتخاب رئيس للجمهورية‬ ‫مع انه امر بديهي في اي دولة في العالم‪ .‬ولكن ما‬ ‫يحصل اليوم ال يبشر في اخلير خاصة أننا ندخل‬ ‫في فترة صيف تعتبر أساسية للبنان‪ ،‬واذا ضاع‬ ‫الصيف سنخسر الكثير‪ .‬وسيكون من الصعب‬ ‫على لبنان تخطي تبعات االزمة بسهولة ال سيما‬ ‫اننا نعاني من افالس سياسي رهيب‪ .‬فالوضع جد‬ ‫خطر في البلد في وقت السياسيني يتقاتلون على‬ ‫حقيبة وزارية‪ ،‬وهذا شيء محزن‪ ،‬فاخلالف ليس على‬ ‫طريقة خدمة املواطن بل على احلصص من دون أي‬ ‫نقاش حول جدول األعمال‪ .‬املشكلة انه “انقطع‬ ‫شرش احليا” عند السياسيني في البلد وهذا عامل‬

‫مشجع للفساد في البلد‪.‬‬ ‫نستنتج أنه ال صيف‬ ‫واعداً في لبنان؟‬ ‫على ما يبدو نعم‪،‬‬ ‫فحجوزات الفنادق ليست‬ ‫كما يجب‪ ،‬وحتى ان الصحف‬ ‫املواليه تعلن عن وجود بعض‬ ‫احلجوزات تنتظر اللحظة‬ ‫االخيرة لتقرير مصيرها‪،‬‬ ‫بالرغم من اننا اصبحنا في‬ ‫متوز‪.‬‬ ‫كيف يستطيع اللبنانيون‬ ‫ترجمة التأثيرات االيجابية‬ ‫ملرحلة االستقرار السياسي‬ ‫واالمني ان حصلت؟‬ ‫اللبناني كرأي عام غير‬ ‫موجود‪ .‬انا كنت انتظر من‬ ‫اللبنانيني ان حتصل مظاهرات‬ ‫تضم اجملتمع املدني واالهلي‬ ‫وتضغط على السياسيني‪.‬‬ ‫اين اجلمعيات االهلية في‬ ‫لبنان؟ هناك الف جمعية‬ ‫اذا لم يتحركوا ويثبتوا‬ ‫حضورهم وعملهم اآلن فما‬ ‫النفع؟ وبالتالي انا اتأمل‬ ‫من الناس النزول الى مظاهرات سلمية ومطالبة‬ ‫السياسيني باالتفاق على تشكيل احلكومة من‬ ‫اجل ان يتحرك البلد‪ .‬هناك قانون انتخاب وأمور‬ ‫اساسية اخرى يجب البت فيها‪.‬‬ ‫ما تأثير الفراغ احلكومي على االقتصاد؟‬ ‫كبير جداً‪ ،‬فهناك قرارات وتعيينات عدة يجب ان‬ ‫تقرر في الـ ‪ ،2009‬خصوصا ً تلك اخلاصة مبصرف‬ ‫لبنان وجلنة الرقابة على املصارف‪ .‬لنفرض ان االزمة‬ ‫امتدت اشهرا ً وهذا ممكن جداً‪ ،‬فبحسب التصريحات‬ ‫الوضع مقلق وال احد يرى في االفق بصيص نور اي‬ ‫اننا سنكون امام فراغ في بعض مراكز مصرف‬ ‫لبنان والرقابة على املصارف‪ ،‬وكذلك فراغ في املدراء‬

‫ليست هناك خصخصة‬ ‫قبل انتخابات‬ ‫نيابية جديدة‬ ‫الدولة ال تستطيع دفع‬ ‫وال حتى ليرة واحدة‬ ‫فالديون أرهقتها‬

‫العامني اي سنكون امام دولة بدون ادارة‪ ،‬املوجود‬ ‫فيها فاسد وغير املوجود ينتظر تعيينه‪ .‬املطلوب‬ ‫احلزم في ما يخص احلكومة‪ .‬ليأخذ السياسيون‬ ‫وقتا ً معينا ً واذا لم تشكل احلكومة فليشكل‬ ‫رئيس اجلمهورية واحلكومة حكومة من ‪ 30‬عضو‬ ‫غير مرشحني لالنتخابات النيابية ومستقلني‪،‬‬ ‫البلد ال يجب وال يستطيع ان يكمل هكذا‪.‬‬ ‫ما مصير الورقة اإلصالحية للحكومة احلالية‬ ‫التي عرضت في مؤمتر باريس ‪3‬؟‬ ‫“طارت” وأصالً هي مجرد حبر على ورق كونها لم‬ ‫ّ‬ ‫تنفذ وال ميكن تنفيذها‪ .‬حتى انني متأكد ان اجلميع‬ ‫كان يدرك هذه احلقيقة حتى عندما عرضت في‬ ‫املؤمتر‪ .‬برأيي كان من اخلطأ ان يعقد هذا املؤمتر‪ .‬ما‬ ‫فعلناه اننا قلنا للعالم اعطونا ماال ً وقدمنا ورقة‬ ‫ذات ارقام خاطئة وغير مصداقية‪ ،‬وهذا ما ظهر في‬ ‫مؤمتر فيينا أخيراً‪.‬‬ ‫لكن احلكومة اتهمت املعارضة بفشل تنفيذ‬ ‫الورقة نتيجة عدم انعقاد اجمللس النيابي؟‬ ‫برأيي الكل مسؤول ومذنب‪ ،‬فالدولة مشلولة‪.‬‬ ‫من مذنب اكثر؟ هذا موضوع مختلف‪ .‬ال احد‬ ‫يستطيع ان يقول ان هناك جهة واحدة‪ .‬بقي لبنان‬ ‫اشهرا ً عدة بدون رئيس‪ ،‬ماذا فعل النواب؟ ال شيء‪.‬‬ ‫اجلميع متسك مبوقفه ورأينا ماذا حصل‪ .‬ال ادري‬ ‫ماذا ننتظر؟ فالوقت مير‪.‬‬ ‫هل احلكومة اجلديدة ستتبنى مج ّدداً الورقة؟‬ ‫برأيي الورقة احلالية انتهت‪ ،‬وما على احلكومة اال‬ ‫حتضير ورقة جديدة‪ .‬املوضوع االساسي اننا ومنذ‬ ‫خمس سنوات نعيش في دولة من دون موازنة‪ .‬آخر‬ ‫موازنة في لبنان كانت في عام ‪ 2004‬في حكومة‬ ‫الرئيس الشهيد رفيق احلريري‪ .‬ال توجد دولة في‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪89‬‬


‫منبر اقتصادي‪ /‬مقابلة‬ ‫العالم ال متلك موازنات خالل او ‪ 5‬سنوات متتالية‬ ‫في فترة سالم‪ .‬اول ما يجب ان تقوم به هو اعداد‬ ‫موازنة‪ ،‬فاملوازنة هي االساس الذي ترتكز عليه‬ ‫اعمال الدولة املالية‪ ،‬كونها تتضمن تقديرا ً مفصالً‬ ‫ومعتمدا ً للنفقات العامة وااليرادات العامة‪.‬‬ ‫وموازنة عام ‪ 2008‬مختلفة كليا ً عن موازنة العام‬ ‫‪ 2004‬اذ طرأت عليها تعديالت كثيرة‪ .‬مما يعني ان‬ ‫ارقام الورقة االصالحية خاطئة‪ ،‬وبالتالي جتب اعادة‬ ‫النظر فيها‪ ،‬فاحلكومة وضعتها وفقا ً لسيناريو غير‬ ‫واقعي يضمن وجود االستثمارات وانخفاض الدين‬ ‫العام وحصول اخلصخصة‪ ،‬وكله لم يحصل‪.‬‬ ‫من سيأتي الى احلكم‪ ،‬مهم كان انتماؤه يجب ان‬ ‫معدلة ويتوجه‬ ‫يعمل على حتضير ورقة اصالحية‬ ‫ّ‬ ‫الى اجملتمع الذي اعطانا املال‪ ،‬ونقول له‪ :‬نحن لم‬ ‫نستطع القيام بكل االمور وستعود ونتخذ خطوات‬ ‫جديدة بطريقة محددة‪ ،‬فمالكم لن يذهب هدراً‪.‬‬ ‫اين اصبحت عملية اخلصخصة؟‬ ‫عملية اخلصخصة توقفت بالكامل‪ ،‬فاجلو الذي‬ ‫يسود في البلد ال يؤمن املناخ املناسب‪ .‬نحتاج الى‬ ‫حكومة قادرة على تنفيذ اخلصخصة بشفافية‪.‬‬ ‫فلبنان ال ميلك اال قطاع االتصاالت ليخصص‪.‬‬ ‫والكهرباء ايضاً؟‬ ‫الكهرباء‪ ،‬ال‪ .‬انا شخصيا ً لو ق ِّدم لي هذا القطاع‬ ‫من دون مال‪ ،‬ارفضه‪.‬‬ ‫ملاذا؟‬ ‫وضعه “تعتير”‪ ،‬هناك الكثير من العقد‬ ‫واملشاكل املستعصية احلل من موظفني وفواتير ال‬ ‫ميكن جبايتها والكثير والكثير‪...‬‬ ‫ما أهمية تأمني الشفافية في عملية‬ ‫اخلصخصة؟‬ ‫عملية اخلصخصة ستدر على اخلزينة ‪ 8‬مليارات‬ ‫دوالر‪ ،‬واذا لم تؤمن الشفافية يدخل “الكومسيون”‬ ‫والهدر والسرقة العملية‪ ،‬وستذهب اخلصخصة‬ ‫سدى وينتهي االمل املالي االساسي للبنانيني‪.‬‬ ‫تبدو من مناصري اخلصخصة؟‬ ‫انا مع اخلصخصة على ان تتم في اجواء من‬ ‫الشفافية‪ ،‬فالثمانية مليارات التي ستجنيهم‬ ‫الدولة من اخلصخصة ستطفئ جزءا ً من الدين‬ ‫العام وتخفضه من ‪ 45‬مليار دوالر الى ‪ 38‬مليارا‬ ‫ونحصل‬ ‫ونتمكن من سد خدمة الدين العام‬ ‫ّ‬ ‫ضرائب من الشركات التي اشترت القطاع‪.‬‬ ‫وهنا تظهر خطورة عمليات الكومسيون التي‬ ‫ذكرتها‪ ،‬فإذا ذهب نصف املبلغ تقاسم حصص‪،‬‬ ‫ماذا يبقى للخزينة‪.‬‬ ‫وماذا عن شركتي الـ‪ mtc‬والـ‪alfa‬؟‬ ‫قطاع االتصاالت ال يزال ملكا ً للدولة‪ ،‬أما‬ ‫معي‪،‬‬ ‫الشركتان فمجرد مدير للقطاع لقاء راتب ّنّ‬ ‫ومردود القطاع يذهب الى خزينة الدولة‪ .‬هل هذا‬ ‫الراتب مرتفع او منخفض؟ هذا يحتاج الى درس‪.‬‬ ‫هل احلكومة اجلديدة ستتجه نحو‬ ‫اخلصخصة؟‬ ‫ال اعتقد‪ ،‬واقعيا ً لن تكون هناك خصخصة قبل‬ ‫انتخابات نيابية جديدة‪ ،‬فاخلصخصة اوال ً ستتجه‬ ‫الى مجلس النواب بعد تشكيل احلكومة ومثولها‬ ‫امام مجلس النواب ملناقشة البيان الوزاري‪ ،‬وهذا‬

‫‪90‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫حقوق العمال مهدورة‬ ‫كلياً‪ ،‬ما أتأسف عليه موقع‬ ‫االتحاد العمالي العام‬ ‫اذا حاربنا الفساد‬ ‫ّ‬ ‫وأمنا االستقرار‬ ‫بجدية‪،‬‬ ‫االمني نستطيع استعادة‬ ‫االستثمارات‬ ‫يحتاج الى وقت‪ .‬اذا اليوم السياسيون غير قادرين‬ ‫على االتفاق على حقيبة‪ ،‬فاالتفاق على البيان‬ ‫اصعب ومناقشة البيان ستأخذ وقتا ً طويالً حوالى‬ ‫الشهر او اكثر بحسب خطابات النواب في افضل‬ ‫السيناريوهات‪.‬‬ ‫وبالتالي احلكومة التي ستأتي بعد انتخاب‬ ‫مجلس النواب هي التي ستقوم باخلصخصة وعدا‬ ‫هذا لن نستطيع حتصيل املردود األفضل من هذه‬ ‫العملية‪.‬‬ ‫أين أصبحت حقوق العمّ ال بعد ان ضاعت‬ ‫مطالب اإلضراب في عجقة السياسة؟‬ ‫حقوق العمال مهدورة كلياً‪ ،‬فاجلميع نسيها‪.‬‬ ‫ما أتأسف عليه موقع االحتاد العمالي العام‬ ‫وعدم قدرته على الوقوف إلى جانب العمال وإمتام‬ ‫واجباته‪.‬‬ ‫وماذا عن الزيادة على األجور التي أقرتها‬ ‫احلكومة؟‬ ‫ذاك القرار لم ّ‬ ‫ينفذ منه شيء‪ ،‬ألنه يحتاج‬ ‫الى مجلس النواب فيما خص أجور املوظفني في‬

‫القطاع العام‪ ،‬اما بالنسبة الى القطاع اخلاص‬ ‫فالقرار يحتاج إلى إمضاء وزير العمل الذي ال‬ ‫يعترف باحلكومة‪.‬‬ ‫نشهد ارتفاعاً جنونياً ألسعار الوقود‪ ،‬أال‬ ‫تستطيع الدولة دعم األسعار؟‬ ‫طبعا ً ال‪ ،‬فالدولة ال متلك املال‪ .‬فالسياسات‬ ‫االقتصادية السيئة التي اعتمدت منذ الطائف‬ ‫حتى اليوم أوصلتنا إلى عجز كبير في املوازنة ودين‬ ‫عام قدره ‪ 45‬مليار دوالر‪ .‬الدولة أرهقت حني دعمت‬ ‫تنكة املازوت في الشتاء بـ‪ 3000‬ليرة‪ ،‬بالرغم من‬ ‫ان سعر التنكة كان ‪ .30000‬كان بإمكانها عدم‬ ‫دعمها‪ ،‬من يدفع ‪ 30‬الفا ً يدفع ‪.33‬‬ ‫الدولة ال تستطيع دفع وال حتى ليرة واحدة‪ ،‬ان‬ ‫الديون أرهقتها ال سيما في ظل العجز السنوي‬ ‫املستمر‪ .‬الدولة أصبحت عبئا ً على الشعب‪.‬‬ ‫هل تقصد أن الدولة مفلسة؟‬ ‫باملعنى املالي ال‪ ،‬فالدول ال تفلس كونها تطبع‬ ‫العملة لذلك إفالسها يعني سقوط العملة‪.‬‬ ‫القول الصحيح “الدولة عاجزة وال تستطيع ان‬ ‫تقوم بشيء”‪.‬‬ ‫ما سبب ارتفع اسعار العقارات؟‬ ‫اسعار العقارات ارتفعت في اماكن محددة‪.‬‬ ‫مساحة لبنان ‪ 10452‬مترا مربعا‪ .‬االسعار ارتفعت‬ ‫في الـ‪ 452‬مترا مربعا فقط‪ .‬التضخم يوحي بأن‬ ‫األسعار مرتفعة‪ .‬فالشقة التي كنت اشتريها‬ ‫منذ ‪ 10‬سنوات بـ‪ 200‬الف دوالر لم تعد كذلك‬ ‫اليوم‪ .‬إذا قارنت اسعار العقارات اليوم مع احتساب‬ ‫التضخم وما كانت عليه في املاضي‪ ،‬قليلة جدا ً‬ ‫العقارات التي ارتفع سعرها‪.‬‬ ‫ما هو تأثير ارتفاع اسعار النفط على الوضع‬ ‫االقتصادي اللبناني ال سيما في ظل التوقعات‬ ‫التي ترجح وصول سعر البرميل الى ‪$200‬؟‬ ‫انا ال اتوقع ان يصل سعر برميل النفط الى ‪،$200‬‬ ‫بل سيبقى بني ‪ 130‬و‪ 150‬دوالرا ً نتيجة االستقرار‬ ‫في عوامل الطلب والعرض ال إذا حصل اي حدث‬ ‫سياسي او طبيعي كاحلرب او كارثة ما‪.‬‬ ‫أما عن تأثيره على لبنان‪ ،‬فليس من حاجة للشرح‬ ‫فكل مواطن لبناني يعيش ويعاني من حالة الغالء‬ ‫في املأكل وامللبس والتعليم واملواصالت نتيجة‬ ‫التضخم املستورد واحمللي‪.‬‬ ‫أال يستفيد لبنان بشكل إيجابي من الفورة‬ ‫النفطية وعائدات ارتفاع اسعار النفط؟‬ ‫نعم ولكن من يستفيد هم اللبنانيون العاملون‬ ‫في اخلليج والدول النفطية الذين يح ّولون املال‬ ‫ألهلهم اذ تصل هذه احملاوالت الى ‪ 7‬مليارات دوالر‪.‬‬ ‫وهذا ما يخفف من معاناة الناس ومينعها من النزول‬ ‫الى الشارع‪ ،‬بالرغم من شكواها املستمرة‪ .‬ولكن‬ ‫ما نخسره هو عنصر الشباب الذي يهاجر للعمال‬ ‫ومعظمهم ال يعودون الى لبنان‪ .‬السفر الى اخلليج‬ ‫لم يعد كما السابق مؤقت بل اصبح ميهّ د لهجرة‬ ‫دائمة‪ ،‬فالكثيرون يبحثون في اخلليج عن تأشيرات‬ ‫للسفر الى اوستراليا وكندا التي تستقبل‬ ‫املهاجرين نتيجة منوها السكاني الضعيف وحتتاج‬ ‫الى يد عاملة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬وعد ابوذياب‬


‫حتقيق‬

‫أزمة الغذاء تدفع مشكالت الزراعة إلى الصدارة‬ ‫دفعت األزمة الغذائية العاملية قضية دعم القطاع الزراعي‬ ‫وتطوير القدرات الزراعية الى الواجهة في لبنان الذي يعاني‬ ‫من فورة غذائية‪ ،‬اذ يشكل نقص اإلنتاج في الزراعة من أخطر‬ ‫املشاكل االقتصادية التي انعكست سلبياً على واقع معيشة‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬خاصة في الريف الذي كان الضحية االولى لنمط‬ ‫النمو التجاري واالنفتاح على السوق العاملية في ظل محدودية‬ ‫الطاقات اإلنتاجية الوطنية‪ ،‬ما دفع املزارعني الى هجرة الزراعة‬ ‫والريف وقراهم والتوجه نحو املدن لتأسيس حياة اقتصادية‬ ‫جديدة‪ ،‬مما قوّض األمن الغذائي والزراعي ورفع النسبة املستوردة‬ ‫من غذائنا‪ ،‬بالرغم من ان لبنان من اكثر دول املنطقة متتعاً‬ ‫باخلصائص الزراعية‪.‬‬ ‫فقد ادى التراجع املستمر في االنتاج الزراعي الى اتساع‬

‫الفجوة الغذائية واصبح لبنان منطقة عجز غذائي دائم تتم‬ ‫تغطيته من الواردات الغذائية املستوردة بالعمالت الصعبة‪ .‬وقد‬ ‫ادى ذلك الى عجز في ميزان املدفوعات والى عجز غذائي متصاعد‬ ‫خاصة من السلع الرئيسية كالقمح والسكر والزيوت النباتية‬ ‫واللحوم واحلليب واألسماك‪.‬‬ ‫كما سبب تدهور القطاع الزراعي وهجرة االراضي الزراعية‬ ‫وخاصة في املناطق الريفية الى تراجع كبير ومستمر في املساحات‬ ‫الزراعية مما انعكس على تقلص حصة الفرد من املساحات املزروعة‬ ‫البعلية واملروية‪.‬‬

‫تراجع كبير‬ ‫وفي اتصال ملنبر التوحيد مع مصدر مسؤول في القطاع الزراعي‪ ،‬أشار الى‬ ‫تراجع كبير شهده القطاع خالل السنوات املاضية نتيجة اإلهمال املتتالي‬ ‫للقطاع الزراعي وعدم وجود سياسة زراعية واضحة‪ .‬اذ انه كان حتى منتصف‬ ‫الستينيات يؤمن دخالً كليا ً او جزئيا ً ألكثر من ‪ %40‬من سكان لبنان وكان عدد‬ ‫سكان الريف يشكل ‪ %ِ25‬من سكان لبنان إال أنه ومع مرور السنوات تقلص دور‬ ‫هذا القطاع في االقتصاد اللبناني وانحسرت مساهمته في الناجت الوطني اخلام‬ ‫الى حوالى ‪ %6‬وارتفعت نسبة الهجرة من الريف وزاد التمركز حول املدن‪.‬‬ ‫واشار الى ان هذا االهمال تسبب في تدني دخل املزارع الى حدود جعلته‬ ‫يهجر الريف فأهملت االرض وافرغت من عمالها املنتجني فانخفض اإلنتاج‬ ‫الزراعي وعظم االستيراد مما تسبب في خلل في امليزان التجاري‪.‬‬ ‫وأضاف أن نتائج احلرب والتدمير املتعمد للقطاع الزراعي أفقد لبنان ثروة‬ ‫هائلة وساهم في تدمير بيئة اجتماعية‪ ،‬وتعرضت البيئة الطبيعية خملاطر‬ ‫وانحسرت نسبة الغطاء االخضر الى دور ‪ ،%6‬حيث سجلت خسائر لبنان في‬ ‫املساحة اخلضراء بـ ‪ 1660‬هكتارا عام ‪ )2007‬بينما كانت قبل بداية احلرب‬ ‫بحدود‪ %10‬وكانت هناك خطط لرفعها الى ‪ ،%20‬كل ذلك بسبب احلرائق‬ ‫والرعي اجلائر وعدم تطبيق القوانني ال سيما قانون الغابات ومنع قطع‬ ‫األحراج واعادة التحريج وتنظيم مهنة الصيد البري والبحري والقضاء على‬ ‫الصيد بالديناميت وتعزيز املفرزة احلرجية وعدم دعم املشروع االخضر وملزيد‬ ‫من تسليط الضوء على اخملاطر يذكر بان حصة الفرد من املساحات املزروعة‬ ‫لتأمني احلاجة انخفضت من ‪ 900‬متر مربع الى ‪ 600‬متر مربع بينما يجب ان‬ ‫تكون بحدود ‪ 2500‬متر مربع للفرد الواحد‪.‬‬

‫مشاكل كثيرة تعترض القطاع‬ ‫وعلى صعيد املشاكل التي تعترض منو القطاع الزراعي في لبنان أورد‬ ‫املصدر وجود مشاكل عدة كصغر احليازة الفردية التي حتول دون اعتماد‬ ‫املكننة وحتديث اإلنتاج‪ ،‬الزيادة التصاعدية السعار املواد االولية كالبذار‪،‬‬ ‫االسمدة‪ ،‬واالدوية‪ ،‬تضاءل عدد اليد العاملة في الزراعة بحيث انخفضت‬ ‫من ‪ %40‬الى ‪ ،%12‬وعدم وجود نظام تسليف زراعي ليؤمن قروضا ً موسمية‬ ‫ومتوسطة األجل ملساعدة املزارع مما يدفع املزارع احملتاج للجوء الى االقتراض‬ ‫بفوائد مرتفعة جداً‪ .‬كما ذكر النقص الكبير في كميات املياه االزمة للرعي‬ ‫اذ ان ‪ %25‬فقط من االراضي املزروعة هي مر ّوية وذلك بسبب التأخر في تنفيذ‬ ‫مشاريع الري الكبيرة وهذا بدوره يؤدي الى تدني اإلنتاج‪ ،‬عدم تأمني التثميرات‬ ‫الالزمة في هذا القطاع بغية تنفيذ املشاريع اإلمنائية الالزمة‪ ،‬ضعف‬ ‫األجهزة الفنية العاملة في الدولة بعد أن هجرها عدد كبير من الفنيني‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪91‬‬


‫حتقيق‬ ‫اللتحاقه بالقطاع اخلاص وبسبب‬ ‫بلوغ السن وعدم التعيني بإدخال‬ ‫الدم اجلديد الى االرادة وارتفاع‬ ‫نسبة الشغور في الوظيفة‪ ،‬تعثر‬ ‫تصريف اإلنتاج في االسواق اخلارجية‬ ‫ومضاربة البضائع املتسربه الى‬ ‫البناء بصورة غير مشروعة وانعدام‬ ‫الرقابة على االستيراد والتصدير‬ ‫وارتفاع كلفة اإلنتاج بشكل لم يعد‬ ‫يسمح لإلنتاج اللبناني باملضاربة‬ ‫املشروعة‪ ،‬التوسع على حساب‬ ‫املساحات اخلضراء واألراضي الزراعية‬ ‫اخلصبة نظرا ً لتزايد الضغط‬ ‫السكاني والعمراني لعدم وجود‬ ‫تشريع ينظم استعمال االراضي‬ ‫ويحمي االراضي الزراعية‪ ،‬تناقص‬ ‫األحراج بسبب االهمال والتعديات‬ ‫(حرائق‪ ،‬قطع اشجار‪ )..‬مما يؤدي الى‬ ‫فقدان املساحات اخلضراء الالزمة‬ ‫لتنقية الهواء ويسبب اجنرافا ً فادحا ً‬ ‫للتربة ويؤدي الى مشاكل عديدة‬ ‫تسيء الى البيئة وتقدر التقارير‬ ‫كمية التراب الزراعي املنجرفة في‬ ‫املناطق املنحدرة من ‪ 150 – 125‬م‪.‬‬ ‫هكتار سنوياً‪ ،‬وبنتيجة ذلك تفقد التربة قدرتها االنتاجية سنة بعد اخرى‪،‬‬ ‫واالستعمال السيئ للمبيدات الذي يؤدي الى زيادة كلفة االنتاج ويسيء الى‬ ‫البيئة واالنسان بسبب انعدام الرقابة واستعمال املبيدات‪.‬‬

‫تأثيرات سلبية متعددة‬ ‫وبحسب املصدر كان لهذا الواقع تأثير سلبي كبير على اصعدة مختلفة‪،‬‬ ‫فعلى صعيد الدخل تدنى الدخل العام والدخل الفردي بشكل لم يعد‬ ‫يسمح للمزارع مبجاراة املستوى املعيشي العام ما اضطره الى هجرة االرض‬ ‫وهجرة الريف اما الى اخلارج واما الى املدن‪ ،‬مسببا ً بذلك مشاكل اجتماعية‬ ‫واقتصادية وسياسية‪.‬‬ ‫أما االنتاج فشهد تدنيا ً أخل مبيزان االمن الغذائي‪ ،‬كما شهد ارتفاعا ً‬ ‫في كلفة اإلنتاج أدى الى صعوبة تصريفه في االسواق اخلارجية‪ .‬اما البيئة‬ ‫اللبنانية فتعرضت الى مشاكل معقدة معرضة للتفاقم مع الوقت‪ ،‬وفقدت‬ ‫مساحات زراعية خصبة ومنتجة دون امكانية تعويضها بسبب صغر‬ ‫مساحة لبنان االجمالية ومحدودية االراضي املمكن حتويلها لالنتاج الزراعي‪.‬‬

‫ضرورة اعتماد استراتيجية عامة‬ ‫وملواجهة هذا الواقع اقترح املصدر اعتماد استراتيجية عامة من مكوناتها‬ ‫ما يلي‪:‬‬ ‫ زيادة االعتمادات اخملصصة للزراعة ال سيما للمشروع األخضر‪ ،‬ليتمكن‬‫حتقيق االهداف املرسومة وتلبية الطلبات املتراكمة لديه‪.‬‬ ‫ تأمني إنتاج زراعي مرتفع بأسعار منخفضة باعتماد أساليب متطورة‬‫جديدة‪.‬‬ ‫ تشجيع االنتاج الزراعي ذي النوعية املرتفعة واملعد للتصدير والعمل‬‫على فتح اسواق جديدة‪.‬‬ ‫‪ -‬تأمني مدخول عادل للمزارع يتناسب مع مدخول اقرانه في سائر‬

‫‪92‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫القطاعات االقتصادية‪.‬‬ ‫ استعمال املوارد الطبيعية بصورة مثلى مع احملافظة على البيئة وتنمية‬‫املناطق الريفية بصورة متكاملة وتشجيع ابناء الريف للعودة الى اراضيهم‬ ‫والعيش منها‪.‬‬ ‫ تنظيم عمل املقالع والكسارات وقدرت دراسة للبنك الدولي عام ‪2004‬‬‫كلفة تدهور اسعار االراضي اجملاورة للمقالع والكسارات مبا يقارب ‪ 16‬مليون‬ ‫دوالر في السنة‪ .‬وقد ادى العمل العشوائي في هذا القطاع الى تشويه جتاوز‬ ‫‪ 3000‬هكتار من االراضي احلرجية اخلضراء معظمها غير قابلة لالستصالح‬ ‫او اعادة التأهيل‪ ،‬وقد بينت الصور اجلوية وجود أكثر من ‪ 1200‬موقع مشوه‬ ‫ تنفيذ مشاريع إلنشاء سدود صغيرة وانشاء املزيد من البحيرات اجلبلية‬‫وخزانات الباطون املسلح‪.‬‬ ‫ تشجيع اعتماد وسائل الري احلديث وترشيد استعمال مياه الري بتنفيذ‬‫مشاريع اكساء اقنية الري الترابية وحتسني طرق توزيعها‪.‬‬


‫ تنظيم عمليات حفر اآلبار وإعادة النظر بالتشريعات العائدة لتملك‬‫واستعمال وتوزيع املياه‪.‬‬ ‫ شهد املزيد من الطرق الزراعية دون تزفيتها وتسهيل امكانية الوصول‬‫الى األحراج ملكافحة احلرائق خاصة أن هناك مصاعب ميدانية وتقنية حالت‬ ‫دون الوصول إلطفاء احلرائق بفعل زنار النار الذي أحاط باالشجار‪.‬‬ ‫ اعادة النظر بالوضع الوظيفي والعمل على ملء املراكز الشاغرة‬‫وتطعيم االدارة بالدم اجلديد‪.‬‬ ‫ افادة املزارع من الضمان االجتماعي وانشاء صندوق وطني للضمان ضد‬‫الكوارث‪.‬‬ ‫ االجتاه نحو الزراعات اجلديدة والبديلة (االستوائية) التي تالقي رواجا ً في‬‫االسواق احمللية واخلارجية‪.‬‬ ‫ تشجيع ودعم التعاونيات واالشراف على مراكز التوضيب والتبريد ودعم‬‫الصناعات التحويلية واحلرفية في املناطق الريفية‪.‬‬

‫في قضاء صور واخلسائر االهم في الصنوبر والزيتون‪ ،‬تليها منطقتا بنت‬ ‫جبيل ومرجعيون حيث القيت العديد من القنابل العنقودية التي حالت دون‬ ‫وصول املزارعني الى اراضيهم اضافة الى احلرائق وعمليات اجلرف والتدمير‬ ‫التي اصابت احلقول واملزارع وحولت االرض يباساً‪ .‬وبحسب التقرير قدرت‬ ‫املساحة االجمالية لألراضي املتضررة بحوالى ‪ 1000‬هكتار منها ‪ 712‬هكتارا ً‬ ‫من الغابات و‪ 308‬هكتارات من الزيتون‪ .‬اما بالنسبة النواع االشجار التي‬ ‫تضررت فهي سنديان ‪ ،%27‬صنوبر ‪ ،%3‬اشجار مثمرة ‪ %60‬علما ً ان سكان‬ ‫القرى اجلنوبية يستفيدون من الثروة احلرجية بطرائق عدة ابرزها انتاج‬ ‫العسل‪ ،‬اعمال الرعي وانتاج الصنوبر واالخشاب‪.‬‬

‫حتقيق‪ :‬وعد ابوذياب‬

‫جدول يظهر توزع اليد العاملة‬ ‫على القطاع الزراعي في لبنان‬

‫تقرير املشروع االخضر لعام ‪2007‬‬ ‫وكانت “منبر التوحيد” قد حصلت على تقرير املشروع االخضر لعام ‪2007‬‬ ‫وتضمن التقرير إحصاءات واردة من املناطق عن اعمال‬ ‫الذي ملا ينشر بعد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املشروع االخضر خالل العام‪ .‬وبحسب التقرير قد استفاد منها ‪ 737‬مزارعا ً‬ ‫موزعني على ‪ 316‬بلدة وقرية لبنانية وأدت الى استصالح ‪ 3102‬دومن اي بزيادة‬ ‫‪ 1600‬دومن عن السنة السابقة وهي من النتائج السلبية حلرب متوز التدميرية‬ ‫كما مت بناء اكثر من ‪ 80‬الف متر مربع من جدران الدعم التي حتفظ التربة‬ ‫ومتنع انهيارها اضافة الى اقنية الري وخزانات الباطون (حوالى عشرة آالف‬ ‫متر مكعب) واخلزانات الترابية (حوالى ‪ 53‬الف متر مكعب) وأعمدة الكرمة‬ ‫والنصوب املثمرة وانتشار التصاوين حول البساتني املستثمرة وتشجيع‬ ‫اعتماد الري احلديث ملا يوفره من مضاعفة في اإلنتاج وترشيد في استعمال‬ ‫املياه بحيث أكدت مضاعفة في االنتاج وترشيد في استعمال املياه بحيث‬ ‫اكدت األمم املتحدة بأن شخصا ً من اصل خمسة اشخاص في العالم ال‬ ‫يستطيع احلصول على مياه الشفة‪ ،‬وحيث الصراع على املياه وهو صراع‬ ‫حذر في تقرير صدر مؤخرا ً‬ ‫يتزايد على ثروة تتناقص وكان البنك الدولي قد ّ‬ ‫أنه وبحلول العام ‪ 2050‬سينخفض لنصيب الشخص من املياه الى حوالى‬ ‫‪ %50‬مما يحصل عليه اآلن ال سيما في دول الشرق األوسط وأفريقيا‪.‬‬ ‫وباالطالع على االحصاءات يتبني ان ذروة عمل االستصالح كانت خالل‬ ‫فصل الصيف واخلريف حيث مت استصالح ‪ 414‬دومنا ً في شهر تشرين االول‬ ‫و‪ 352‬دومنا ً في شهر تشرين الثاني وهي تشكل اكثر من نصف املساحة‬ ‫املستصلحة طوال العام ‪ 2007‬قد تخطت سابقاتها‪ .‬ففي منطقة جبل‬ ‫لبنان الثانية مت اصدار ‪ 102‬أمر مباشرة عمل سبقها ‪ 47‬امرا ً عام ‪ 2006‬و‪29‬‬ ‫أمرا ً عام ‪ 2005‬وفي منطقة الشمال االول مت اصدار ‪ 148‬أمرا ً يقابلها ‪ 65‬أمرا ً‬ ‫عام ‪ 2005‬و‪ 70‬أمرا ً عام ‪ .2006‬أما في منطقة البقاع الشمالي فقد أصدر‬ ‫‪ 76‬امرا ً عام ‪ 2007‬يقابلها ‪ 51‬عام ‪ 2006‬و‪ 50‬امرا ً عام ‪.2005‬‬ ‫أما بالنسبة الى املساحة املستصلحة فقد شكلت منطقة البقاع‬ ‫اجلنوبي األعلى من حيث زيادة املساحة‪ ،‬حيث بلغت املساحة املستصلحة‬ ‫فقد شكلت منطقة البقاع اجلنوبي األعلى من حيث زيادة املساحة حيث‬ ‫بلغت املساحة املستصلحة حوالى ‪ 920‬دومنا ً تليها ‪ 616‬في منطقة اجلنوب‬ ‫و‪ 600‬دومن في منطقة الشمال األول و‪ 400‬دومن في النبطية و‪ 305‬دومنات في‬ ‫البقاع الشمالي و‪ 120‬دومنا ً في الشمال الثانية و‪ 142‬دومنا ً في جبل لبنان‬ ‫الثانية و‪ 10‬دومنات في جبل لبنان‪.‬‬ ‫وفي جانب آخر اشار التقرير الى انعكاسات احلرب االسرائيلية التدميرية‬ ‫على لبنان في متوز ‪ 2006‬التي أحلق القطاع الزراعي أضرارا ً جسيمة مما جعل‬ ‫مسألة النهوض االقتصادي معضلة صعبة تتطلب الكثير من األداء والوعي‬ ‫في ظل سياسة اقتصادية قامت على قاعدة توسيع الفقر وتهميش‬ ‫القطاعات االنتاجية كالصناعة والزراعة واخلدمات‪ .‬وتضررت خالل احلرب‬ ‫‪ %94‬من املساحات اخلضراء في قرى اجلنوب من حرب متوز‪ ،‬فالضرر االكبر كان‬

‫السنة‬

‫نسبة اليد العاملة في الزراعة‬

‫‪1960‬‬

‫‪38.3%‬‬

‫‪1970‬‬

‫‪19.7%‬‬

‫‪1975‬‬

‫‪14%‬‬

‫‪1980‬‬

‫‪12%‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪11%‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪8%‬‬

‫حجم االعمال املنجزة في املشروع األخضر‬ ‫نسبة‬ ‫التراجع‬ ‫بين‬ ‫سنوات‬ ‫‪2004‬‬ ‫و‪2007‬‬

‫العام‬

‫‪4002‬‬

‫‪5002‬‬

‫‪6002‬‬

‫‪7002‬‬

‫عدد‬ ‫المزارعين‬

‫‪2483‬‬

‫‪696‬‬

‫‪482‬‬

‫‪737‬‬

‫‪%70‬‬

‫‪451‬‬

‫‪422‬‬

‫‪286‬‬

‫‪316‬‬

‫‪%30‬‬

‫‪8637‬‬

‫‪1783‬‬

‫‪1486‬‬

‫‪3103‬‬

‫‪%65‬‬

‫‪80014 60523 98494 293346‬‬

‫‪%73‬‬

‫عدد القرى‬ ‫التي تم‬ ‫العمل فيها‬ ‫المساحة‬ ‫المستصلحة‬ ‫(دونم)‬ ‫جدران‬ ‫الدعم‬

‫التراجع يعود الى انتهاء العمل بقرض البنك الدولي نهاية العام‬ ‫‪2004‬‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪93‬‬


‫حتقيق‬

‫الذكرى األولى لـ«نكبة البارد»‪:‬‬

‫ومآس كثيرة‬ ‫كومة حجارة ودمار ومعاناة‬ ‫ٍ‬

‫ما كاد يطلع فجر اليوم اال ّول من املواجهات امليدانية في ‪ 21‬أيار‪ /‬مايو‬ ‫‪ ،2007‬حتى ارتسمت معالم “معسكرين”‪ ،‬ال على األرض‪ ،‬بل على‪...‬الورق‪:‬‬ ‫يحمل اجليش أخطاء احلكومة (معسكر املعارضة)‪ ،‬ومعسكر‬ ‫معسكر أول ّ‬ ‫ثان يسجل دعمه املطلق للمؤسسة العسكرية (معسكر املواالة)‪ .‬لكن‬ ‫ٍ‬ ‫املعركة هذه امل ّرة ليست ككل املعارك في لبنان‪ :‬العدو ليس صهيون ّيا ً‬ ‫واملدافع هو اجليش اللبناني‪ ،‬الذي استتر لزمن طويل وراء شعارات ‪-‬لن ندخل‬ ‫في دهاليز تفسيراتها‪ -‬حالت دون خوضه أي نوع من املواجهات ألكثر من‬ ‫ثالثة عقود‪ .‬إنها معركة نهر البارد بني إسالميني استوطنوا مخيما ً لالجئني‬ ‫ّ‬ ‫مركبة‬ ‫الفلسطينيني في شمال لبنان‪ ،‬معتمدين تسمية إيديولوجية‬ ‫هي “فتح اإلسالم”‪ .‬فوقعت الواقعة بني هؤالء املتشددين “اآلتني من خارج‬ ‫احلدود” على ما درج وصفهم‪ ،‬وبني “الشرعية اللبنانية”‪.‬‬ ‫معركة وقف فيها اخمليم وألول مرة موقف املتفرج ومن ثم االنسحاب‬ ‫من املعركة ضد قوة عسكرية تهاجمه‪ ،‬ولم يبد أي مقاومة تذكر ضد‬ ‫مهاجميه يعكس صور انعزال هذا التنظيم املفتعل والدخيل على احلياة‬ ‫اإلجتماعية والسياسية للمخيم فقاتل وحيدا دون أي دعم ومساندة‬ ‫سياسية وإعالمية علنية ممن دعموا وساهموا بإطالقه‪ ،‬واستخدموا‬ ‫اطروحاته ومواقفه‪ ،‬ومن ثم سلوكه وممارساته لتحقيق أهداف إقليمية‬ ‫ومحلية في إطار الصراع اإلقليمي والدولي في املنطقة‪ ،‬وكذلك في إطار‬ ‫الصراع الداخلي اللبناني‪ .‬لم تنجح مجموعة العبسي كما هو كان مؤمالَ‬ ‫من ان تستدرج اخمليمات الفلسطينية األخرى للصدام مع اجليش اللبناني‬ ‫والدخول على خط الصراع الداخلي بافتعال قضية لبنانية فلسطينية‬ ‫كما هو احلال في أحداث نيسان ‪ ،1974‬ولم تستطع هذه اجملموعة أيضا‬ ‫ومن وقف من ورائها ودعمها ماديا بكل الوسائل خللق حالة التفاف شعبي‬ ‫وجماهيري حولها او تعاطف معها‪ ،‬ألنها لم تطرح قضية واحدة ميكن ان‬ ‫جتتذب تكتل جمهور او فئات اجتماعية محددة مهما كان حجم االلتفاف‬ ‫حولها‪.‬‬ ‫انتهت املعركة بعد حوالى أربعة اشهر من الصدام املسلح حتول فيه‬ ‫اخمليم والذي يضم قرابة ‪ 40‬ألف الجئ فلسطيني‬ ‫إلى خرائب من الدمار الشامل وحتولت حياة هؤالء‬ ‫مجددا وبعد أكثر من خمسني عاما على الهجرة‬ ‫إلى معاناة جديدة من اللجوء والتشتت والفقر‬ ‫واحلرمان‪ ،‬وشكلوا عبئا بكافة أبعاده على مخيم‬ ‫البداوي القريب منه واخمليمات الفلسطينية‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫اخمليم الذي حتول إلى ركام بعد معركة طال‬ ‫أمدها واحتار احملللون ملاذا طالت زمنيا وما هي‬ ‫االعتبارات إلطالتها‪ ،‬وهل ان اجليش كان مكبال‬ ‫بحدود سياسية أم ان هناك ضعفا في معداته‬

‫‪94‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وقواه أم ان الطرف اآلخر غير املرئي الذي كان يقاتل اجليش شكل حاجزا‬ ‫منيعا أمام اقتحام اخمليم وتطهيره بسرعة‪ ،‬أم ان قائد اجليش العماد ميشال‬ ‫سليمان كان ميد بأمد هذه املعركة ليرى نتائج املعركة السياسية الداخلية‬ ‫على رئاسة اجلمهورية‪ ،‬ليخرج منتصرا في هذه املعركة ليؤهله هذا النصر‬ ‫للدخول في سباق الرئاسة اللبنانية‪.‬‬ ‫لكن أيا كانت االعتبارات الداخلية واإلقليمية من حرب مخيم نهر البارد‪،‬‬ ‫فإن النتيجة احلتمية واملاثلة أمامنا اآلن ان اخمليم قد دمر دمارا َ شامالَ ولم‬ ‫يعدد يصلح مكانا للسكن‪ ،‬وان هناك قضية اجتماعية وإنسانية لساكنيه‬ ‫يجب ان حتل وبأسرع وقت ممكن ‪ ،‬ويجب ان تترجم وعود احلكومة اللبنانية‬ ‫التي قدمت لرئاسة منظمة التحرير الفلسطينية أثناء املعركة لضمان‬ ‫تأييدها‪ ،‬هذه الوعود يجب ان جتد ترجمتها الفعلية على األرض ويجب ان‬ ‫يشعر كل مواطن فلسطيني‪ ،‬خرج من اخمليم ورفض االنخراط في حرب‬ ‫الوكالة عن الغير‪ ،‬انه دفع ثمنا سلفا من أمنه واستقراره ومستقبله‬ ‫لضمان امن واستقرار لبنان‪ ،‬وانه كوفىء بإدارة الظهر له‪ ،‬والتهرب من إعمار‬ ‫اخمليم بذريعة اخلوف من التوطني‪ ،‬خاصة ان جتربة إعادة إعمار اخمليمات مازالت‬ ‫من القضايا التي تؤلم الشعب الفلسطيني وتثير لديه أكثر من الشجون‬ ‫والشكوك في صدقية التعامل معه‪ ،‬فما زالت مخيمات بيروت وبعد مضي‬ ‫أكثر من ثالثة وعشرين عاما على حرب اخمليمات‪ ،‬حتارب بذريعة التوطني‬ ‫وال يسمح بإعادة اإلعمار وإصالح البيوت املهدمة‪ ،‬وأصبحت قضية إعادة‬ ‫إعمار اخمليمات بعد اجتياح لبنان عام ‪ ،1982‬واحدة من القضايا السياسية‬ ‫الداخلية اللبنانية‪ ،‬التي على أسسها رفض اإلعمار‪ ،‬وشكلت املبرر القوي‬ ‫للهجرة والتهجير للفلسطينيني من لبنان‪ ،‬وحتول شعار رفض التوطني‬ ‫الذي يرفضه الفلسطيني قبل اللبناني‪ ،‬إلى ذريعة للتهجير والتوطني‬ ‫خارج لبنان وبدا وكأنه مسموح للفلسطيني التوطني‪ ،‬وميكن له ذلك وال‬ ‫يضر ذلك بقضيته القومية والوطنية إذا كان ذلك خارج لبنان‪.‬‬ ‫عام على بداية حرب نهر البارد في ظل األزمة احلالية ال يختفي احلديث‬ ‫عن القاعدة واجلهاديني‪ ،‬فهم حاضرون أبدا ً وجاهزون حلاالت الفشل التي‬ ‫تصيب أبناء دينهم‪ ،‬وهم هاجس للعديد من القوى‬ ‫وخاصة تلك التي تصاب باإلفالس‪ ،‬وال سيما أن‬ ‫جتربة نهر البارد لم تنته متاما ً بعد‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫انسحاب عناصر التنظيم من اخمليم احملاصر في‬ ‫عملية ملتبسة وغامضة ال يزال موضع أخذ ورد‪.‬‬ ‫عام مضى إذا ً وملّا تقدم معلومات جدية ورصينة‬ ‫ملا جرى‪ ،‬وكل ما ميلكه املواطن اليوم عن معارك‬ ‫طويلة وشاقة هو ما قدمته قيادة اجليش في‬ ‫املؤمتر الصحافي اليتيم‪ ،‬دون أن يعلم من مصادر‬ ‫محايدة حقيقة ما جرى‪ ،‬ودون السماح لإلعالميني‬ ‫وحتى اليوم من دخول اخمليم القدمي في نهر البارد‪،‬‬


‫ودون السماح بعودة أغلب السكان‪ ،‬الذين مت تشريدهم من اخمليم ورفعت‬ ‫أمامهم الشعارات الوردية التي تقول «اخلروج مؤقت والعودة مؤكدة»‪ ،‬عدا‬ ‫عن إعادة اإلعمار التي لم يتم منها إال ما تبرعت به منظمات غير حكومية‪،‬‬ ‫أما أغلب سكان البارد والبالغني ‪ 40‬ألفا ً فيتم التعامل مع شؤونهم احلياتية‬ ‫يوما ً بيوم وكيفما اتفق على غرار كل ضحايا األزمات الكبرى في لبنان‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬عام مضى على بداية معارك نهر البارد‪ ،‬دون الوصول إلى خالصات‬ ‫أو جلان حتقيق أو حتى إحالة املعتقلني بأجمعهم على القضاء ودون البدء‬ ‫باحملاكمات‪ ،‬وحتى دون أن نعلم ما هو مصير فتح اإلسالم وما هو مصير‬ ‫املعتقلني السعوديني في لبنان‪ ،‬ما جعل املعاجلات السياسية تبدو في‬ ‫البالد قاصرة عن متابعة ما يجري عمليا ً في الشارع‪ ،‬وهي طبعا ً تعيد إنتاج‬ ‫أسباب وجود تنظيمات كفتح اإلسالم‪ ،‬وتسمح لقوى جهادية باالستنفار‬ ‫والسعي إلى أخذ ثأر طائفة تتعرض لهجوم‪ ،‬بسبب ضعف آلية تبادل‬ ‫السلطة‪ :‬فعجز تيار احلريري‪ ،‬الذي ميثل أغلبية ساحقة من السنّة‪ ،‬عن‬ ‫احملافظة على إمساكه بالسلطة كاملة‪ ،‬ورفضه التنازل السلمي باملقابل‬ ‫عنها ولو مؤقتا ً و ّلدا الصراع املسلح دون األخذ بعني االعتبار أن هذه القوى‬ ‫اجلهادية رمبا ميكنها األخذ بالثأر‪ ،‬ولكن ال ميكنها طرح برنامج سياسي في‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫والسؤال املطروح هنا‪ :‬من له مصلحة في إنهاك اجليش والتضحية‬ ‫بأبنائه في سبيل معركة داخلية أثبت خاللها اجليش ومن خالل وحدته‬ ‫الصلبة‪ ،‬وتقدميه الدماء من دون حساب‪ ،‬وحت ّلي عسكرييه بالقيم األخالقية‬ ‫واإلنسانية على الرغم من فداحة اجلراح‪ ،‬أنه السياج احلقيقي للبنان‬ ‫حضارة وأرضا ً وشعباً‪ ،‬وأنه القدوة الصاحلة التي حتتذى في االلتزام الوطني‬ ‫ومتسكه‬ ‫اخلالص‪ ،‬املع ّبر عن منعة الوحدة الوطنية وحصانة اجملتمع اللبناني ّ‬ ‫بصيغة العيش املشترك ورفضه اإلذعان خملططات اإلرهابيني الهادفة الى‬ ‫العبث بتاريخ الوطن وهويته ومصيره‪ ،‬والنيل من رسالته احلضارية الفريدة‬ ‫في املنطقة العربية والعالم؟ ومن املستفيد من استمرار حالة االستنزاف‬ ‫هذه؟ أال من صوت حكيم يرتفع ليطالب بتسوية تنهي األزمة وتقضي على‬ ‫ظاهرة فتح اإلسالم؟‬ ‫عام مضى على معركة نهر البارد التي استذكرخاللها الالجئون‬ ‫الفلسطينيون في مخيمي البارد والبداوي‪ ،‬مستحضرين من جديد حكاية‬ ‫الشعب الفلسطيني مع التهجير التي كانت وال تزال كحكاية إبريق الزيت‬ ‫والتي بدأت من صفوري‪ ،‬قضاء الناصرة‪ ،‬لواء اجلليل‪ ،‬مرورا ً بالقرعون‪ ،‬لتصل الى‬ ‫نهر البارد‪ ،‬فكانت الذكرى ذكرى نكبتني فلسطينيتني‪ :‬ففي ظل جرح البارد‬ ‫املستمر في النزف مآسي إنسان ّية‪ ،‬جرح لم تعد تسعفه الوعود التي يطلقها‬ ‫املسؤولون اللبنان ّيون والفلسطين ّيون عن «حتم ّية» إعادة إعمار اخمليم‪ ..‬ذلك‬ ‫اجلرح الذي أحدثته املعارك املأساوية التي أجبرت‬ ‫أكثر من ‪ 35‬ألف فلسطيني على النزوح عن‬ ‫مخيمهم وترك منازلهم وبيوتهم وأرزاقهم وكل‬ ‫جنى عمرهم وذكرياتهم اجلميلة التي عايشوها‬ ‫منذ نشأتهم ووالدتهم‪..‬‬ ‫وإن كان مصير مخيمات اللجوء الفلسطينية‬ ‫في لبنان أن تعيش في حالة من الفقر املدقع‬ ‫نتيجة القيود املفروضة عليها من قبل السلطة‬ ‫اللبنانية خاص ًة في مجالي العمل والتملك‪ ،‬حيث‬ ‫ال يُسمح للفلسطينيني مبزاولة كل املهن على‬

‫الرغم من إقامتهم الطويلة في لبنان‪ ،‬وال يسمح لهم بتملك منزل أو عقار‬ ‫وأرض‪ .‬فإن املشهد في مخيم نهر البارد يختلف عن بقية اخمليمات‪ .‬وما مييزه‪ ،‬هو‬ ‫موقعه االستراتيجي على الطريق الدولي الذي يربط لبنان بسوريا‪ ،‬األمر الذي‬ ‫سمح بانتعاش احلياة االقتصادية وبتطوير نشاطات جتارية في داخله‪ .‬وبالتالي‬ ‫استطاع سكان مخيم نهر البارد تأسيس مركز اقتصادي‪ ،‬في محاولة منهم‬ ‫التغلب على احلرمان الذي تتصف به اخمليمات األخرى في لبنان‪.‬‬

‫اقتصاد اخمليم قبل الدمار‬ ‫وبحسب دراسة أعدها معهد العلوم االجتماعية التطبيقية‪ ،‬فإن ‪% 63‬‬ ‫من عمال مخيم نهر البارد كانوا يعملون داخل اخمليم‪ ،‬أي أن “أكثر من نصف‬ ‫سكان اخمليم كانوا يعتمدون على اخمليم لتوفير قوتهم اليومي”‪ .‬بحسب‬ ‫دراسة أخرى لألنروا ومنظمة العمل الدولية‪ ،‬حوالى ‪ %50‬من أبناء اخمليم الذين‬ ‫تتراوح أعمارهم بني ‪ 15‬و‪ 64‬سنة كانوا ناشطني اقتصاديا‪ ،‬وكان يتمتع اخمليم‬ ‫بنشاط اقتصادي استثنائي مقارنة مع باقي اخمليمات في لبنان‪.‬‬ ‫إذ اعتمد اقتصاد نهر البارد بشكل أساسي على التجارة نظرا ً ملوقع اخمليم‬ ‫على الطريق الدولي ووجود واجهة بحرية له‪ .‬وشكل سوق اخمليم بالنسبة‬ ‫للقاطنني فيه وبالنسبة للمناطق احمليطة به‪ ،‬مكان ًا يعتمدون عليه لشراء‬ ‫حاجياتهم اخملتلفة بأسعار زهيدة‪ .‬وتتنوع السلع التجارية التي كانت متداولة‬ ‫في مخيم نهر البارد لتشمل مختلف احلاجات واملستلزمات‪ ،‬فكانت تزدهر‬ ‫جتارة البورسالن واملواشي والذهب واملواد الغذائية اخملتلفة‪“ .‬هذا النشاط‬ ‫االقتصادي ال يع ّبر عن رفاهية اقتصادية ألهالي اخمليم لكون هذه التجارة‬ ‫محصورة بعدد قليل من التجار‪ ،‬ولكن تلك املرافق كانت توفر فرص عمل‬ ‫لكثير من سكانه”‪.‬‬ ‫إضافة الى أن الصناعة لعبت أيضا ً دورا ً مهما ً في اقتصاد البارد‪ ،‬وخاصة‬ ‫الصناعات البسيطة كصناعة املفروشات واحملارم والستائر‪ ،‬فضالً عن تصنيع‬ ‫مواد الدهان واألجبان واإلسفنج‪ .‬واستقطب قطاع البناء داخل اخمليم وخارجه‬ ‫عددا ً كبيرا ً من العمال‪ ،‬فبحسب دراسة للـ”فافو” (‪ ،)FAFO‬يعمل ‪ %32‬من‬ ‫الرجال في البارد في البناء‪ .‬استطاع فلسطينيو البارد كسب ثقة اجملتمع‬ ‫أيضا إلى اندماج اجتماعي‪ ،‬وحاالت‬ ‫الشمالي اجملاور‪ ،‬فاالندماج االقتصادي أدى ً‬ ‫دليل على ذلك‪.‬‬ ‫أكبر‬ ‫املصاهرة بني فلسطينيني من البارد ولبنانيني‬ ‫ٍ‬ ‫هكذا كان وجه اخمليم قبل املعارك الشرسة بني اجليش اللبناني وفتح‬ ‫ّ‬ ‫سكانه‬ ‫اإلسالم التي أ ّدت عمليا ً إلى تهجير ثان لعشرات األلوف من‬ ‫الفلسطينيني واللبنانيني‪ ،‬وإلى دماره الشامل‪ .‬وهو ما يدفع إلى التساؤل إذا‬ ‫ما كان ذلك مقصوداً‪ ،‬وليس مجرد نتيجة ال مفر‬ ‫منها للحسم ضد “فتح اإلسالم”‪ .‬فبعد املعارك‪،‬‬ ‫انضم مخيم نهر البارد إلى مخيمات عديدة أخرى‬ ‫سبق أن استهدفت‪ ،‬لسبب أو آلخر‪ ،‬منذ احلرب‬ ‫األهلية األخيرة‪ ،‬على أيدي ميليشيات‪ ،‬كما حصل‬ ‫في تل الزعتر وجسر الباشا‪ ،‬في عام ‪ ،1976‬وفي‬ ‫صبرا وشاتيال خالل االجتياح اإلسرائيلي في عام‬ ‫‪ ،1982‬في عدوان قادته القوات اللبنانية بحماية‬ ‫إسرائيلية ولبنانية؛ ومن ثم كانت حرب حركة‬ ‫أمل أواسط الثمانينيات‪ .‬وفي كل من تلك احلاالت‪،‬‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪95‬‬


‫حتقيق‬ ‫كان املدنيون الفلسطينيون هم من يدفعون ثمنا ً باهظا ً من حياتهم ورزقهم‬ ‫واستقرارهم‪.‬‬

‫تأثير حرب البارد‬ ‫وشمل التأثير املنطقة التي طالها النزاع مباشرة‪ :‬مخيم نهر البارد وست‬ ‫بلدات مجاورة‪.‬‬ ‫وخ ّلفت حرب البارد كارثة إنسانية كبرى في اخمل ّيم حيث ترافقت العمليات‬ ‫العسكرية مع سلوك حاقد ضد سكان اخمل ّيم املدنيني الفلسطينيني الذين‬ ‫غادروا بيوتهم عند نشوب القتال‪ ،‬والذين لم تربطهم أي عالقة مبجموعة‬ ‫“فتح االسالم”‪ .‬وبانتظار إعادة اإلعمار ينتظر آالف الالجئني العودة الى‬ ‫مخ ّيمهم‪.‬‬

‫عدد سكان المخيم ‪ 4500‬عائلة أي ما يزيد‬ ‫عن ‪ 40‬ألف الجئ‬ ‫عودة الى‬ ‫المخيم الجديد‬ ‫وجواره‬ ‫‪ 200‬عائلة ما‬ ‫يعادل ‪1500‬‬ ‫الجئ‬ ‫‪ 550‬عائدا‬ ‫الى المنازل‬ ‫الجاهزة بناء‬ ‫على رغبة‬ ‫أصحابها‬

‫عودة الى المخيم القديم‬

‫حوالى ‪ 3‬آالف عائلة‬ ‫ما زالت مشردة ما بين‬ ‫مخيم البداوي وطرابلس ومناطق‬ ‫أخرى وتتلقى بدالت إيجار‬

‫باإلضافة الى خسائر بشرية ومادية ح ّولت اخمل ّيم الى أنقاض وكانت‬ ‫حصيلتها ‪ 430‬قتيالً على األقل ومئات اجلرحى‪ ،‬ومنهم عدد كبير من املعوقني‪،‬‬ ‫موزعني على الشكل اآلتي‪:‬‬

‫الخسائر البشرية‬

‫الجيش اللبناني‬ ‫جريح‬

‫جريح‬

‫قتيل‬

‫قتيل‬

‫مدنيون‬ ‫قتيل‬

‫جريح‬

‫‪3700‬‬ ‫‪154‬‬

‫‪96‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ما بين‬ ‫إعاقة‬ ‫دائمة‬ ‫وجراح‬ ‫طفيفة‬

‫‪120‬‬

‫بالعشرات‬

‫‪24‬‬

‫وتشير التقديرات الى أن مجموع اخلسائر املادية يقارب ‪ 300‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫موزعة على الشكل التالي‪:‬‬ ‫ حوالي ‪ 1500‬مؤسسة دمرت كليا ً أو جزئياً‪.‬‬‫ البنى التحتية الصحية والتعليمية أصيبت بأضرار كبيرة‪3 - :‬‬‫مستشفيات‪.‬‬ ‫ ‪ 4‬مستوصفات‪.‬‬‫ أكثر من ‪ 15‬مدرسة‪.‬‬‫ويشكل تدمير املباني العامة أكبر خسارة بعد خسائر القطاع‬ ‫السكني‪ 99 :‬مبنى مدمرا ً بالكامل و‪ 463‬مدمرا ً بشكل جزئي و‪ 3015‬تأثرت‬ ‫باالشتباكات‪.‬‬ ‫وت ّوجت آثار حرب نهر البارد بآثار نفسية على الفلسطينيني‪ ،‬انعكست‬ ‫سلبا ً على حياة األطفال الذين عاشوا وعانوا حربني‪ :‬واحدة بدأت في‬ ‫معركة أيار املاضي ولم ينته نزوحها الى اآلن‪ ،‬وثانية تشتعل في دواخلهم‬ ‫ضمن معركة نفسية لن يجدوا مفرا ً من عيشها سنوات إضافية‬ ‫ّ‬ ‫والتحكم بردود أفعالهم‪ ،‬كما ورد‬ ‫أفقدتهم القدرة على الضبط الذاتي‬ ‫في الدراسة األخيرة التي أجرتها “جمعية عمل تنموي بال حدود‪ -‬نبع”‬ ‫عن “اآلثار النفس ّية للحرب على األطفال الفلسطينيني في مخ ّيم نهر‬ ‫البارد”‪.‬‬

‫إعادة إعمار اخمليّم‬

‫ال عودة‬

‫مسلحو فتح‬ ‫االسالم‬

‫اخلسائر املادية‬

‫بالعشرات‬

‫إن متتع اخمليم بنشاط اقتصادي استثنائي مقارنة مع باقي اخمليمات‬ ‫في لبنان وموقعه على الطريق الدولي ووجود واجهة بحرية له أعطى‬ ‫للمخيم أهمية بارزة متثلت ببدء الوعود الرسمية بإعادة إعمار اخمل ّيم‬ ‫من أول يوم بدأت فيه املعارك غير أن هذه الوعود بقيت مجمدة بانتظار‬ ‫“حتد‬ ‫مقررات املؤمتر الدولي للدول املانحة‪ ،‬الذي يقع ضمن مشروع‬ ‫ّ‬ ‫مشترك ومسؤولية مشتركة”‪ ،‬وهو املشروع الذي يهدف الى إعادة‬ ‫إعمار الوحدات السكنية والتجارية للمخيم في جزءيه القدمي واجلديد‬ ‫وجواره‪ .‬غير أن املفارقة الكبرى التي حصلت هي خروج املؤمتر الدولي‬ ‫إلعادة إعمار مخيم نهر البارد واملناطق اجملاورة في العاصمة النمساوية‬ ‫فيينا بربع القيمة التي خمنها تقرير وكالة األونروا‪ ،‬بحيث اكتتبت‬ ‫الدول االوروبية والغربية مببلغ ‪ 122‬مليون دوالر من أصل ‪ 455‬مليون دوالر‪،‬‬ ‫على أن تترك الباقي الجتماع الدول العربية املقرر في الرياض مطلع‬ ‫الشهر املقبل‪.‬‬

‫إعمار “البارد”‪ :‬اخمليم يخسر ‪%22‬‬ ‫من منازله ملصلحة البيئة‬ ‫فبعد عام ونصف عام على دمار اخمل ّيم وتشرد أكثر من ‪ 4500‬عائلة‬ ‫من ساكنيه‪ ،‬أي ما يزيد على ‪ 40‬ألف الجئ‪ ،‬يصدر اخملطط التوجيهي‬ ‫إلنعاش اخمل ّيم وإعادة إعماره وفق ثالث مراحل تشمل‪ ،‬إضافة الى اخمل ّيم‬ ‫في جزءيه اجلديد والقدمي وجواره الذي يضم أراضي لبنانية‪ ،‬وتنتهي‬ ‫منتصف سنة ‪ 2011‬موزّع بني وكيل شرعي (األونروا) واحلكومة اللبنانية‬ ‫التي وجدت لها منفذا ً داخل “مخيم الصدفة” املقبل‪ ،‬حسب التقرير‪،‬‬ ‫على خسارة تتعدى ‪ %22‬من منازله عللت لدواعي حتسني البيئة‪.‬‬ ‫ويقع اخملطط التوجيهي في ‪ 113‬صفحة باللغة اإلنكليزية‪،‬‬ ‫تخصص من خالله األونروا ما مقداره ‪ 455‬مليون دوالر أميركي منها‬ ‫‪ 16.55‬مليونا ً لألونروا لترميم وتنظيم مراكزها التي تتنوع ما بني‬ ‫مدارس ومراكز تدريب وغيرها‪ ،‬تنفق ضمن خطة ثالثية املراحل وتوزع‬ ‫على الشكل التالي‪:‬‬


‫بعض سمات شخصية األطفال بعد النزوح‬ ‫السمات‬

‫النسبة‬ ‫المئوية‬

‫السمات‬

‫النسبة‬ ‫المئوية‬

‫االضطرابات‬ ‫واالعراض‬

‫‪89.7‬‬

‫األرق الدائم‬

‫‪27‬‬

‫الخوف من االفتراق‬ ‫عن االهل‬

‫‪86‬‬

‫شرود الذهن‬

‫‪26.9‬‬

‫‪83.6‬‬

‫فقدان الشهية‬

‫‪24.5‬‬

‫‪78.8‬‬

‫الكوابيس الليلية‬

‫‪25‬‬

‫‪77.8‬‬

‫الشعور بالوحدة‬

‫‪24.2‬‬

‫ضعف الذاكرة‬ ‫التبول‬

‫‪18.4‬‬

‫إفراط حركي‬ ‫الخوف على النفس من‬ ‫الحرب والمرض‬ ‫عصبي ومتوتر‬ ‫يتفاجأ الطفل بسهولة‬

‫‪64.7‬‬

‫الخوف الدائم‬

‫‪63.4‬‬

‫الخوف من اآلخرين‬

‫‪58‬‬

‫الالإرادي‬ ‫تتراءى له أو‬ ‫يسمع أموراً‬ ‫غريبة‬

‫‪18‬‬ ‫‪17.4‬‬

‫اللجوء للضرب لحل‬ ‫المشاكل‬

‫‪57.6‬‬

‫تفضيل‬ ‫ا ال نسحا ب‬ ‫والبقاء وحيداً‬

‫‪16.7‬‬

‫يلوم اآلخرين على‬ ‫أخطائه‬

‫‪56.6‬‬

‫عدم االعتماد‬ ‫على النفس‬

‫‪16.1‬‬

‫القلق الدائم‬

‫‪50.5‬‬

‫عديم القيمة‬

‫‪16.1‬‬

‫تسلط أفكار الموت‬

‫‪49.1‬‬

‫فقدان الرغبة في كل‬ ‫شيء‬

‫‪46.8‬‬

‫عدم‬ ‫بالذات‬ ‫دقات‬ ‫سريعة‬

‫‪45.1‬‬

‫تعب دائم‬

‫‪7.8‬‬

‫‪42.3‬‬

‫الشره الشديد‬

‫‪7.1‬‬

‫اللجوء للشتيمة لحل‬ ‫المشاكل‬ ‫الكآبة والحزن‬ ‫عدم احترام قوانين‬ ‫االهل وموانعهم‬ ‫البكاء ألدنى سبب‬ ‫السخرية‬ ‫من اآلخرين‬

‫الثقة‬

‫‪14.6‬‬

‫قلب‬

‫‪8.1‬‬

‫‪38.5‬‬

‫ضيق‬ ‫دائم‬

‫تنفس‬

‫‪5.4‬‬

‫‪36.7‬‬

‫تشنج أو خدر‬ ‫األطراف‬

‫‪1.7‬‬

‫‪30‬‬

‫كما سيعطى أصحاب املباني املدمرة كليا ً وجزئيا ً مبلغ ‪ 6‬آالف دوالر لشراء‬ ‫مفروشات‪ ،‬وسيع ّوض على أصحاب املباني املدمرة كليا ً مببلغ ‪ 350‬دوالرا ً عن‬ ‫املتر املربع وفقا ً لقانون ‪ 2006/130‬بعد تعديله‪ .‬وخصص مبلغ ‪ 23‬ألف دوالر‬ ‫للمباني التي لم يسمح اجليش للجنة باإلطالع عليها وسيتم التصديق عليه‬ ‫في وقت الحق‪.‬‬

‫وباألرقام‬ ‫بدأ العمل على اول مجموعة أبنية (‪ 120‬مبنى) مطلع كانون‬ ‫االول املاضي‪ ،‬قبل ان تباشر األونروا حتى تقومي االضرار في اخمليم‬ ‫القدمي‪ ،‬اذ ان خرائط ّ‬ ‫خطتها الكاملة يتوقع ان تصدر بحلول آب‬ ‫املقبل‪ ،‬ليبدأ بعدها العمل مبشروع اعادة االعمار‪.‬‬ ‫اما املشروع‪ ،‬فيطمح الى تأمني عودة ‪ 200‬عائلة الى منازلها في‬ ‫كانون االول من السنة املقبلة‪ ،‬و‪ 4591‬عائلة بحلول تشرين الثاني‬ ‫من ‪.2011‬‬ ‫وبالنسبة الى ما حققته األونروا الى اآلن‪ ،‬فقد منحت الف‬ ‫شخص اعتمادات ملعاودة العمل في محالهم‪ ،‬فيما اعطت‬ ‫كالً من ‪ 600‬آخرين من اصحاب الشركات الصغيرة مبلغ ‪5000‬‬ ‫دوالر‪.‬‬ ‫في مقابل ذلك‪ ،‬ستحصل قوى االمن الداخلي على مبلغ‬ ‫خمسة ماليني دوالر‪ ،‬وسيتخصص مبلغ ‪ 17‬مليونا ً لتشييد مبان‬ ‫لالونروا واملنظمات غير احلكومية‪ ،‬ومبلغ ‪ 9‬ماليني دوالر ملوظفي‬ ‫االنروا وشركة ‪“ IPM‬املشروع االداري العاملي”‪.‬‬ ‫كما تتقاضى االونروا تكاليف دعم البرامج وادارتها‪ ،‬بنسبة‬ ‫اخملصصة للمشروع‪.‬‬ ‫تراوح بني ‪ 3‬و‪ %7‬من االموال ّ‬ ‫نعم لقد انتهت معركة نهر البارد‪ ،‬وانتهت عصابة شاكر العبسي‪،‬‬ ‫بعد قتال مرير دام أكثر من مئة يوم تقريباً‪ ،‬أسفر عن سقوط أكثر من‬ ‫‪ 300‬قتيل منهم ‪ 154‬جنديا ً على األقل من اجليش اللبناني و‪ 120‬من‬ ‫عناصر فتح االسالم و‪ 42‬مدنياً‪ ،‬وما زال السجال مستمرا ً بني مواقف‬ ‫السياسيني اللبنانيني من حقيقة تنظيم فتح اإلسالم‪ ،‬وعدد عناصره‬ ‫واجلهة احلقيقية التي كانت تقف وراءه‪ .‬إضافة الى الكثير من األسئلة‬ ‫وعالمات اإلستفهام املفتوحة لفهم ومعرفة ما حصل‪ ،‬ومن بينها ما‬ ‫هي أبعاد ومرامي وأهداف تنظيم فتح اإلسالم‪ ،‬وصلة ذلك مبا يجري على‬ ‫الساحة اللبنانية من أحداث‪ ،‬وسعي بعض األطراف احمللية واإلقليمية‬ ‫والدولية‪ ،‬وال ننسى من بينها تنظيم القاعدة الستهداف لبنان عبر‬ ‫استثارة وتفجير الصراع الطائفي والسياسي فيه‪ ،‬ليكون منطلقا ً‬ ‫ليشمل بلدان املنطقة كافة؟‬ ‫وبعيدا ً عن تلك األسئلة املثيرة لالستغراب وعالمات االستفهام التي‬ ‫ستظل مفتوحة‪ ،‬هل استوعب لبنان بطوائفه ومذاهبه ومكنوناته‬ ‫السياسية امللونة‪ ،‬من دروس وعبر التطورات واملستجدات األخيرة التي‬ ‫حصلت‪ ،‬ما يتطلب أسلوبا ً مغايرا ً في التعاطي مع األزمة السياسية‬ ‫التي تعصف في لبنان‪ ،‬وتكاد تطيح مبا تبقى من مقومات وجوده‬ ‫واستمراره؟‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪97‬‬


‫حتقيق‬ ‫إعادة إعمار البارد‪ 455 :‬مليون دوالر إلعادة البناء‬ ‫المرحلة األولى‬

‫المرحلة الثانية‬

‫المرحلة الثالثة‬

‫وتكلفتها ‪ 45‬مليون دوالر موزعة الى‪:‬‬ ‫البند االول‪:‬‬ ‫ ‪ 14.75-‬مليون دوالر كلفة تنظيم أجزاء‬ ‫المخيم‪.‬‬ ‫ ‪ 5-‬ماليين دوالر كلفة بناء القدرات‬ ‫وتدريب قوى األمن الداخلي وتعزيز‬ ‫النشاط األمني‪.‬‬ ‫ ‪ 9.75-‬مليون دوالر كلفة بناء أراضي‬ ‫المخيم التي سيعاد بناؤها موزعة الى‪:‬‬ ‫ ‪ 9.50-‬مليون دوالر إلعادة إعمار‬ ‫أراضي المخيّم القديم (‪190000‬م‪.)2‬‬ ‫ ‪ 0.25-‬مليون دوالر إلعادة إعمار‬ ‫المخيّم الجديد (‪ 5000‬م‪.)2‬‬ ‫البند الثاني‪:‬‬ ‫‪ 30‬مليون دوالر لتحسين ظروف المعيشة في‬ ‫المناطق المجاورة والمحيطة وتنمية المجتمع‬ ‫المحلي وتنظيم البنى التحتية‪.‬‬

‫وتكلفتها ‪ 277‬مليون دوالر موزعة الى‪:‬‬ ‫ ‪ 203.87-‬مليون دوالر إلزالة‬ ‫األنقاض وإعادة إعمار المخيم في‬ ‫جزءيه‪.‬‬ ‫ ‪ 168.34-‬مليون دوالر إلعادة إعمار‬ ‫الوحدات السكانية والتجارية مع‬ ‫تقليص مساحات البيوت المفترضة‬ ‫الى ما بين ‪ 80‬و‪ 100‬م‪ 2‬كحد‬ ‫أقصى‪.‬‬ ‫ ‪ 20.6-‬مليون دوالر لشبكات الطرقات‬ ‫والمشاة والمياه وتصريف مياه‬ ‫األمطار والصرف الصحي وإدارة‬ ‫النفايات الصلبة إضافة الى ‪1.70‬‬ ‫مليون دوالر ألمور أخرى قد تحتاج‬ ‫إليها هذه المشروعات‪.‬‬ ‫ ‪ 25.54-‬مليون دوالر للبنى التحتية‬ ‫على أطراف المخيم‪.‬‬

‫وخصص لها ‪ 5‬ماليين دوالر‬ ‫إلعادة إعمار مخيم البداوي وتأهيل‬ ‫الطرقات وسائر المرافق العامة‬ ‫من مساجد ومستشفيات ومدارس‬ ‫ومقر لألونروا والمنظمات غير‬ ‫الحكومية التي استخدمها الجئو‬ ‫البارد‪ ،‬إضافة الى منازل السكان‬ ‫الذين استقبلوا هؤالء‪ ،‬كما سيعاد‬ ‫تأهيل ملعب كرة القدم الذي هو من‬ ‫ضمن الخطة القديمة لتأهيل مخيّم‬ ‫البداوي‪.‬‬ ‫كما يعنى البرنامج بتمويل برامج‬ ‫موجهة الى المناطق الواقعة في‬ ‫محيط المخيّم والتي تأثرت من‬ ‫اشتباكات المئة والستة أيام‪ ،‬وتركز‬ ‫هذه البرامج على التنمية االجتماعية‬ ‫وتأهيل البنى التحتية‪.‬‬

‫تنظيم القاعدة وشاكر العبسي‬ ‫فتح اإلسالم‪ ..‬هل تقرع القاعدة أبواب لبنان؟‬ ‫حتولت حركة “فتح اإلسالم” إلى قضية محورية في ملف األمن اللبناني‬ ‫الداخلي مؤخراً‪ ،‬واكتسبت أهمية متزايدة في البعد السياسي ‪ -‬باعتبار‬ ‫األمن اللبناني أمنا ً سياسيا ً في املقام األول ‪ -‬حيث اعتبرتها أطراف‬ ‫السلطة اللبنانية دليالً على التورط السوري في الشأن الداخلي‪ ،‬من باب‬ ‫زعزعة األمن‪.‬‬ ‫في حني تعتبرها املعارضة دليالً على وجود تطرف سني في لبنان مرتبط‬ ‫بتنظيم “القاعدة”‪ ،‬ازدادت قوته مع حالة “الشحن املذهبي” الذي تعيشه‬ ‫هذه الطائفة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني األسبق رفيق احلريري‪،‬‬ ‫وتراخي القبضة األمنية املركزية للدولة جتاه تلك الظواهر في مواجهة‬ ‫النفوذ الشيعي املسلح حلزب اهلل‪.‬‬ ‫ويعود تاريخ ظهور هذا التنظيم إلى حوالى عام‪ ،‬حني صدر بيان يحمل‬ ‫اسم “فتح اإلسالم” شرح فيه (التنظيم) األطر العامة حلركته‪ ،‬والتي‬

‫‪98‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫تقوم على “اجلهاد لتحرير فلسطني” من منطلقات إسالمية‪ ،‬شاء وضعها‬ ‫في مواجهة الفكر التقليدي لسائر الفصائل الفلسطينية التي اتهمها‬ ‫بالفساد أو العلمانية‪ ،‬على تعبيره‪.‬‬ ‫وقد سبق ألحد املسؤولني األميركيني‪ ،‬الذي لم يتم اإلفصاح عن اسمه‪،‬‬ ‫أن كشف في مقابلة مع “راديو سوا”‪ ،‬الذي متوله وزارة اخلارجية األميركية‪،‬‬ ‫أن واشنطن تعتقد بوجود صالت بني هذا التنظيم والقاعدة‪.‬‬ ‫وعزز من تلك الشبهات جلوء التنظيم إلى استخدام أدبيات القاعدة‬ ‫وشعاراتها وأساليبها اإلعالمية‪ ،‬وقد دأب على بث بياناته باستخدام مواقع‬ ‫إلكترونية‪ ،‬غالبا ً ما تبث بيانات وأشرطة لتنظيمات متشددة‪ ،‬بالتزامن مع‬ ‫حتذير القائد السابق للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان من إمكانية‬ ‫قيام “القاعدة” باستهداف قواته‪.‬‬ ‫وكانت التقديرات األولية ترجح أن عدد عناصر التنظيم ال يتجاوز ‪150‬‬ ‫مقاتالً‪ ،‬غير أن قدرتهم على املناورة ضمن منطقة واسعة نسبيا‪ ً ،‬مثل‬ ‫قضاء طرابلس‪ ،‬األمر الذي أوحى باحتمال أن عددهم أكبر بكثير مما هو‬ ‫مقدر‪ ،‬أو أنهم تلقوا دعما من شبكة التنظيمات املتشددة احمللية‪ ،‬التي‬ ‫ّ‬ ‫سبق وخاضت مواجهات دامية مع اجليش اللبناني عام ‪.2000‬‬ ‫التقارير تفيد أن تلك اجملموعة انشقت في بادئ األمر عن تنظيم فتح‬


‫ االنتفاضة‪ ،‬الذي يقوده أبو موسى وأبو خالد‬‫العملة من دمشق‪ ،‬وهو تنظيم مقرب من‬ ‫النظام السوري‪ ،‬سبق له وأنشق بدوره عن حركة‬ ‫فتح في أواسط العقد الثامن من القرن املاضي‪،‬‬ ‫على خلفية النزاع بني دمشق ومنظمة التحرير‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫وقاد انشقاق فتح اإلسالم‪ ،‬شاكر العبسي‪،‬‬ ‫وهو عضو سابق في حركة فتح‪ ،‬أرسلته احلركة‬ ‫في السبعينيات إلى ليبيا للتدرب على الطيران‪،‬‬ ‫وعاد بعدها ليظهر في األردن عام ‪ ،2002‬حيث‬ ‫يُنسب إليه الضلوع باغتيال الدبلوماسي‬ ‫األميركي لورنس فولي‪ ،‬وقد صدر بحقه حكم‬ ‫غيابي باإلعدام في هذه القضية‪.‬‬ ‫وال يعرف على وجه التحديد طبيعة العالقة‬ ‫التي ربطت العبسي بسائر املتهمني في هذه‬ ‫القضية‪ ،‬وعلى رأسهم الزعيم السابق لتنظيم‬ ‫“قاعدة اجلهاد في بالد الرافدين” أبو مصعب‬ ‫الزرقاوي‪.‬‬ ‫بعد ذلك ظهر العبسي في دمشق‪ ،‬حيث صدر‬ ‫بحقه حكم بالسجن بتهمة محاولة إدخال‬ ‫أسلحة إلى األردن لضرب أهداف إسرائيلية عام‬ ‫‪ ،2002‬وأطلق سراحه بعد عامني فقط‪ ،‬ليعود‬ ‫فيظهر فجأة في معسكر تابع لتنظيم “فتح‬ ‫االنتفاضة” في بلدة حلوة اللبنانية‪ ،‬الواقعة‬ ‫على احلدود السورية جلهة البقاع الغربي‪.‬‬ ‫وقد غادر العبسي املعسكر مع عدد مع أنصاره‬ ‫بعد اشتباك مع عناصر من اجليش اللبناني‪،‬‬ ‫ليستقر في مخيمات الالجئني الفلسطينيني‬ ‫بشمال لبنان‪ ،‬وخاصة في مخيمي البداوي ونهر‬ ‫البارد‪ ،‬حيث أخذ من موقع مؤسسة “صامد”‬ ‫تدعي‬ ‫التابع لـ”فتح االنتفاضة” مركزا ً له‪ ،‬قبل أن ّ‬ ‫تلك األخيرة أنه استولى عليه بالقوة‪.‬‬ ‫وطرح اسم فتح اإلسالم بقوة ‪ ،‬التهامه في‬ ‫تنفيذ تفجير حافلتي ركاب في منطقة عني‬ ‫علق‪ ،‬في بكفيا شرق بيروت في ‪ 12‬شباط ما قبل‬ ‫املاضي ‪ ،‬ذهب ضحيتها ثالثة قتلى والعديد من‬ ‫اجلرحى‪ ،‬حيث مت توقيف بعض املشتبهني‪ ،‬واتهم‬ ‫وزير الداخلية اللبناني حسن السبع صراحة‬ ‫االستخبارات السورية برعاية التنظيم‪ ،‬قائالً إن‬ ‫“اجلميع يعرف من هي اجلهة التي تقف وراء ما يسمى بـ’فتح اإلسالم’ أو‬ ‫‘فتح االنتفاضة’‪ ،‬التي هي جزء من اجلهاز االستخباراتي السوري”‪.‬‬ ‫أما سوريا‪ ،‬فقد نفت بحزم هذه االتهامات‪ ،‬مؤكدة أن اجملموعة تنتمي إلى‬ ‫تنظيم القاعدة‪ ،‬حيث قال وزير الداخلية السوري‪ ،‬اللواء بسام عبد اجمليد‪،‬‬ ‫إن ‘فتح اإلسالم “أحد تنظيمات القاعدة التي تخطط ألعمال إرهابية في‬ ‫سوريا”‪.‬‬

‫وأكد اللواء عبد اجمليد أن بالده أوقفت عددا من‬ ‫أعضاء هذا التنظيم‪ ،‬ورئيسه شاكر العبسي‬ ‫في السابق‪ ،‬بإشارة إلى قيام دمشق بتوقيف “أبو‬ ‫خالد العملة” قبل نحو ثالثة أشهر‪ ،‬بتهم قيل‬ ‫إنها مرتبطة مبلفات مالية‪.‬‬ ‫وبرز في حتقيقات قضية عني علق وجود أربعة‬ ‫موقوفني سوريني وثالثة سعوديني على األقل‪،‬‬ ‫حيث تردد أنهم أوقفوا في مطار بيروت الدولي‪،‬‬ ‫وبينهم عبد اهلل بيشي‪ ،‬وهو مطلوب في‬ ‫السعودية‪ ،‬قيل إنه دخل لبنان من سوريا قادما ً‬ ‫إليها عبر إيران‪.‬‬ ‫غير أن املصادر األمنية املتابعة عزت وجود‬ ‫السعوديني في هذه اجملموعة إلى وقوعهم‬ ‫في شرك اخلداع‪ ،‬حيث كانوا يرغبون بالذهاب‬ ‫إلى العراق‪ ،‬وقد مت إيهامهم بذلك‪ ،‬غير أنهم‬ ‫اكتشفوا أن اجملموعة ترغب بتنفيذ عمليات في‬ ‫لبنان‪ ،‬مما دفعهم إلى محاولة املغادرة‪ ،‬لتوقفهم‬ ‫القوى األمنية اللبنانية في مطار بيروت‪.‬‬ ‫وبعد ذلك أعلنت فتح اإلسالم في بيان نشر‬ ‫على أحد املواقع املتشددة‪ ،‬والتي ال ميكن لشبكة‬ ‫‪ CNN‬التأكد من صدقيته‪ ،‬أن اجليش السوري‬ ‫قتل في ‪ 11‬من الشهر اجلاري أربعة من عناصرها‬ ‫أثناء محاولتهم التسلل إلى العراق للقتال ضد‬ ‫القوات األميركية‪ ،‬األمر الذي اعتبرته املعارضة‬ ‫اللبنانية دليالً على “براءة” دمشق من دعم‬ ‫التنظيم‪ ،‬علما ً أن السلطات السورية لم تعلق‬ ‫على البيان حتى اآلن‪.‬‬ ‫وتنفي القيادات الفلسطينية أن تكون‬ ‫اجلماعة قد حظيت بأي غطاء فلسطيني في‬ ‫اخمليمات‪ ،‬حيث أكد أمني سر حركة فتح في لبنان‪،‬‬ ‫سلطان أبو العينني‪ ،‬أن نسبة الفلسطينيني‬ ‫في هذه اجلماعة ال يتجاوز خمسة في املئة‪ .‬في‬ ‫حني حتدث ممثل منظمة التحرير في لبنان عباس‬ ‫زكي عن إعادة تأهيل كوادر املنظمة لتطويق‬ ‫اجلماعة‪.‬‬ ‫ولم يصدر عن تنظيم القاعدة ما يؤكد صلته‬ ‫بجماعة فتح اإلسالم‪ ،‬على غرار ما حدث مع‬ ‫التنظيمات املتشددة املغربية‪.‬‬ ‫كما أن اجلماعة جتنبت اإلشارة إلى ما إذا‬ ‫كانت بحق تابعة للقاعدة‪.‬‬ ‫ولهذا‪ ،‬فيبقى مصدر املعلومات وصالت هذه اجلماعة بباقي التنظيمات‬ ‫املتشددة‪ ،‬مصدره ما يرشح من أجهزة األمن اللبنانية‪ ،‬والتي أحملت إلى‬ ‫وجود مقاتلني سابقني في العراق بني صفوفها‪.‬‬ ‫ويذكر أن بعض اخمليمات الفلسطينية تشهد انتشارا ً لتنظيمات‬ ‫متشددة أخرى‪ ،‬سبق وأن اشتبكت مع اجليش اللبناني ومع حركة فتح‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪99‬‬


‫حتقيق‬ ‫في مناسبات عدة‪ ،‬وأبرزها تنظيم “جند الشام”‪،‬‬ ‫املتمركز في مخيم عني احللوة‪ ،‬قرب مدينة صيدا‬ ‫اجلنوبية‪ ،‬والذي يتردد انه عقد اتفاقا ً تنسيقيا ً‬ ‫مع فتح اإلسالم‪.‬‬ ‫على أن اجلماعة املتشددة‪ ،‬صاحبة الوجود‬ ‫األقوى في اخمليمات الفلسطينية خارج إطار‬ ‫التنظيمات املعروفة ضمن منظمة التحرير أو‬ ‫حركتي حماس واجلهاد اإلسالمي هي “عصبة‬ ‫األنصار”‪ ،‬التي يقودها عبد الكرمي السعدي‪،‬‬ ‫املعروف بـ”أبو محجن”‪ ،‬والتي خاضت‬ ‫معارك عنيفة في السابق ضد أبرز القوى‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬حركة فتح‪ ،‬لتثبيت وجودها‬ ‫في عني احللوة‪.‬‬ ‫وقد أشارت تقارير عدة إلى ارتباط هذه‬ ‫اجلماعة‪ ،‬بجماعة قاعدة اجلهاد في بالد‬ ‫الرافدين‪ ،‬خاصة أثناء حقبة قيادة أبو مصعب‬ ‫الزرقاوي‪ ،‬حيث كانت تشرف على إمداده‬ ‫مبقاتلني لبنانيني وفلسطينيني‪.‬‬

‫شاكر العبسي‬ ‫شاكر العبسي هو زعيم مجموعة فتح‬ ‫اإلسالم املتورطة في خوض مواجهات مسلحة‬ ‫مع اجليش اللبناني في مخيم نهر البارد لالجئني‬ ‫الفلسطينيني في طرابلس (شمال لبنان) منذ‬ ‫‪ 20‬أيار‪/‬مايو ‪ .2007‬متهم من احلكومة األردنية‬ ‫بقتل دبلوماسي أميركي في عام ‪ 2002‬وحكم‬ ‫عليه غيابيا باإلعدام مع أبو مصعب الزرقاوي‬ ‫في عام ‪.2004‬‬

‫منشأه‬ ‫ولد العبسي الذي يحمل لقب “أبو حسني”‬ ‫في مخيم عني السلطان القريب من أريحا‬ ‫العام ‪ ،1955‬اذ جلأ والده وأقاربه للمخيم من‬ ‫بلدة الدوامية في محافظة اخلليل‪ ،‬حالهم حال‬ ‫عشرات اآلالف ممن شردتهم النكبة في العام‬ ‫‪ 1948‬من قراهم ومدنهم ليتحولوا إلى الجئني‬ ‫في وطنهم وخارجه فيما بعد‪ .‬هو الشقيق‬ ‫الثاني في عائلة مكونة من أربعة اشقاء ذكور‬ ‫وثالث شقيقات إناث‪ .‬متزوج وأب لست بنات‬ ‫وصبي‪.‬‬

‫دراسته‬ ‫درس العبسي في مدارس عني السلطان‪،‬‬ ‫وأكمل دراسته في مدارس االونروا في مخيم‬ ‫عمان‪ .‬وأنهى‬ ‫الوحدات وفي العاصمة األردنية ّ‬ ‫الثانوية العامة بتقدير متفوق أهله لدراسة‬ ‫الطب في تونس عام ‪ 1973‬على نفقة حركة‬

‫‪100‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫العام ‪ .2002‬في بداية شهر يونيو ‪ 2007‬أصدرت‬ ‫السلطات االردنية حكما ً غيابيا ً آخر بإعدامه‬ ‫بسبب جتنيد متطوعني من دول مجاورة للقتال‬ ‫في العراق‪.‬‬

‫أحداث مخيم‬ ‫نهر البارد‬

‫فتح التي انتمى إليها حني كان في السادسة‬ ‫عشرة من عمره‪ .‬وبعد عام من الدراسة في‬ ‫عمان تاركا ً دراسة الطب‪ ،‬رغبة‬ ‫تونس رجع إلى ّ‬ ‫منه في العمل العسكري واملشاركة في‬ ‫النضال ضد االحتالل‪ .‬ذهب إلى ليبيا ليلتحق‬ ‫بالكلية العسكرية هناك وليتخرج عام ‪1976‬‬ ‫برتبة مالزم طيار حربي‪.‬‬

‫دخوله منظمات‬ ‫سياسية‬ ‫انتقل مع عائلته إلى مخيم الوحدات‬ ‫عمان بعد ذلك ليتابع‬ ‫في العاصمة األردنية ّ‬ ‫دراسته‪ ،‬وهو واحد من أكبر مخيمات الالجئني‬ ‫في األردن‪ .‬انضم إلى حركة فتح في العام‬ ‫‪ 1973‬وانشق عنها العام ‪ 1983‬لينضم إلى‬ ‫حركة فتح االنتفاضة‪ .‬بعد ما التحق بحركة‬ ‫فتح االنتفاضة‪ ،‬ثم انتقل مع غالبية التنظيم‬ ‫الذي كان موجودا ً في ليبيا إلى سوريا التي بقي‬ ‫فيها حتى العام ‪.2006‬‬

‫االفراج عنه‬ ‫ومطلوب للعدالة‬ ‫أفرجت السلطات السورية عنه بعدما‬ ‫اعتقلته في العام ‪ .2002‬مطلوب للسلطات‬ ‫االردنية التي أصدرت بحقه حكما ً غيابيا ً‬ ‫باإلعدام العام ‪ 2004‬بعد أن أدانته محكمة أمن‬ ‫الدولة االردنية في قضية اغتيال الدبلوماسي‬ ‫عمان‬ ‫األميركي لورنس فولي الذي قتل في ّ‬

‫منذ ‪ 20‬مايو ‪ 2007‬أصبح اسم شاكر‬ ‫العبسي يتردد كثيرا ً في مختلف وسائل اإلعالم‬ ‫منذ أن بدأ أفراد جماعته باطالق النار على‬ ‫وحدات تابعة للجيش اللبناني في مخيم نهر‬ ‫البارد (شمال لبنان) الذي يضم زهاء ‪ 40‬ألفا ً من‬ ‫الالجئني الفلسطينيني‪ .‬يقول شقيقه األصغر‬ ‫جراح العظام عبد الرزاق‪“ :‬كان االمر مفاجئا ً‬ ‫بالنسبة إلينا‪ .‬لم نكن نعلم أنه يقود مثل هذا‬ ‫التنظيم‪ ...‬ولم يكن في السابق يحمل فكرا ً‬ ‫دينيا ً متشددا ً ولكنه كان يصلي بانتظام كما‬ ‫كان يصوم وهو يحفظ القران منذ ‪ 10‬سنوات‪،‬‬ ‫ولكنه لم يكن يحمل فكرا ً دينيا ً متشددا ً أبدا”‪.‬‬ ‫ظهر ألول مرة اعالميا في ‪ 26‬مايو ‪ 2007‬في‬ ‫شريط فيديو بثته قناة اجلزيرة‪ ،‬وذكرت القناة أن‬ ‫الرجل فلسطيني يدعى شاكر العبسي وقالت‬ ‫إنه أول ظهور علني له‪ .‬كما تضمن الشريط‬ ‫صورا ً ملعسكرات اجلماعة وتدريبات عناصرها‪.‬‬

‫مصير العبسي‬ ‫تضاربت املعلومات حول مصير شاكر‬ ‫العبسي‪ ،‬فنقلت مصادر مختلفة معلومات‬ ‫حول وقوعه في األسر ثم مقتله في عداد‬ ‫مسلحي التنظيم االصولي في املعارك في‬ ‫تاريخ ‪ ،2007/9/3‬إال أن ضابطا في اجليش‬ ‫اللبناني قال لوكالة الصحافة الفرنسية انه‬ ‫رمبا كان في عداد املقاتلني الذين متكنوا من‬ ‫الفرار من مخيم نهر البارد شمال لبنان‪.‬‬ ‫وقال الضابط «نؤكد انه ليس بني اجلثث (التي‬ ‫انتشلها اجليش) وال بني الذين اعتقلوا»‪ .‬وتابع‬ ‫«نعتقد انه على رأس اجملموعة الصغيرة التي‬ ‫متكنت من الفرار من املدخل اجلنوبي الشرقي‬ ‫للمخيم سالكة مجرىنهر البارد وصوال إلى‬ ‫قرية عيون السمك» الواقعة في منطقة‬ ‫الضنية اجلبلية الوعرة‪.‬‬ ‫بعض الصحف تناقلت أن العبسي قد يكون‬ ‫عميال ً لبعض أجهزة اخملابرات العربية ومنها‬ ‫األردنية زُرع لتحييد نفوذ حزب اهلل الشيعي‬ ‫املذهب‪ ،‬وأن العبسي بعد معارك نهر البارد‬ ‫يقيم اآلن في األردن‪.‬‬

‫حتقيق ‪ :‬ليديا أبودرغم‬


‫منبر اجتماعي‬ ‫أسهمت في االنتصار ومحو آثار العدوان ولملمة الجراح‬

‫الحاج عادل أحمد‪ :‬جهاد البناء هي لخدمة‬ ‫“المستضعفين” أياً تكن طوائفهم وتواجدهم‬ ‫بفعل التداعيات الكبرى للعدوان‬ ‫الصهيوني على لبنان عام ‪ 1982‬واآلثار‬ ‫السلبية للحرب الداخلية‪ ،‬استفحل‬ ‫احلرمان في املناطق اللبنانية املنسية‬ ‫تاريخياً ال سيما البقاع واجلنوب والشمال‬ ‫فباتت تفتقر ألدنى مقومات احلياة‪....‬‬ ‫فكان ال بد من وقفة محسوبة‬ ‫ومدروسة للحد من االخطار الناجمة عن‬ ‫تفاقم الفقر والعوز‪ .....‬مبوازاة وقفة العز‬ ‫اجمليدة واملشرقة لرجال املقاومة االسالمية‬ ‫في وجه العدو الغادر ليتكامل العطاءان‪،‬‬ ‫اجلهاد والبناء‪.‬‬ ‫ومن هذا اخملاض ولدت جمعية مؤسسة‬ ‫“جهاد البناء االمنائية” عام ‪ ،1988‬وهي تلتزم‬ ‫العمل التنموي في شتى مجاالته ال سيما‬ ‫التنمية املستدامة في مختلف املناطق الترميم وإعادة اإلعمار يسيران سويا ً‬ ‫اللبنانية مراعية العوامل االقتصادية‬ ‫والترفيهية وغيرها‪...‬‬ ‫والبيئية واالجتماعية بشكل مترابط‬ ‫مؤسسة “جهاد النباء” تَ ِعد بانها لن تبخل بأي جهد‬ ‫ومتكامل وبحسب احتياجات كل منطقة عبر سعيها الدؤوب‬ ‫لتأسيس ثقافة تنموية جهادية‪ ،‬انطالقاً من ثوابتها االسالمية ب ّناء ومثمر‪ ،‬وهي التي نذر عمالها واعضاؤها انفسهم خلدمة‬ ‫شعبنا الصابر الصامد واالبي واهلنا الشرفاء ووطننا احلبيب‬ ‫وقدراتها العلمية والفنية‪.‬‬ ‫وانسجاماً مع توجهاتها االمنائية سعت املؤسسة اثناء غياب لبنان‪.‬‬ ‫“جهاد البناء” حاضرة بخيمها ومعداتها منذ اليوم االول العالن‬ ‫املؤسسات اخلدماتية للدولة الى سد النقص عبر تنفيذ العديد‬ ‫من املشاريع اخلدماتية واحلياتية والتربوية والصحية والزراعية وقف اطالق النار في حرب متوز ‪ ،2006‬وال يقتصر عملها‬

‫الناشطات في “جهاد البناء”‬

‫تلقيح للماعز في قرى العرقوب‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪101‬‬


‫منبر اجتماعي‬

‫توزيع املهمات‬

‫على الضاحية فحسب بل ان املؤسسة موجودة في كل االعمار‪ ،‬وما هي املراحل التي جرى تنفيذها حتى هذه اللحظات؟‬ ‫وما هي املشاريع املسقبلية؟ فكانت لنا وقفة مع املسؤول‬ ‫املناطق وتستهدف الشرائح كافة‪.‬‬ ‫ففي ظل الغياب الواضح للدولة‪ ،‬ومن خالل مسيرة العشرين االعالمي ملؤسسة “جهاد البناء” احلاج عادل احمد‪ ،‬وكان احلوار‬ ‫عاماً من العطاء‪ ،‬ال بد لنا من التساؤل حول دور املؤسسة في اعادة على الشكل التالي‪:‬‬

‫“جهاد البناء”‬ ‫جمعية امنائية خدماتية تعنى‬ ‫بالعمل التنموي‬ ‫في مختلف املناطق اللبنانية‬ ‫حسب حاجة كل منطقة‬ ‫املؤسسة خلدمة‬ ‫“املستضعفني “ أياً تكن‬ ‫طوائفهم ومناطق تواجدهم‬ ‫املؤسسة ولدت في مخاض‬ ‫احلاجة اللبنانية للتنمية‬

‫‪102‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫احلاج عادل احمد‬

‫عشرون عاما ً على تأسيس “جهاد البناء”‪ ،‬ما‬ ‫هي هذه املؤسسة خيرية‪ ،‬امنائية‪ ،‬اجتماعية؟‬ ‫جمعية مؤسسة جهاد البناء االمنائية هذا‬ ‫هو االسم املتداول جلهاد البناء فمنذ متفجرة‬ ‫بئر العبد ‪ ،1985‬وحرب “تصفية احلساب “ عام‬ ‫‪ 1993‬وحرب عناقيد الغضب عام ‪ ،1996‬كانت‬ ‫أبرز خدمات مؤسسة جهاد البناء مص ّوبة نحو‬ ‫ترميم املنازل واملؤسسات التعليمية ودور العبادة‬ ‫حتمل مسؤولية بعض‬ ‫املتضررة‪ ،‬باالضافة الى ّ‬ ‫أعمال البلديات والوزارات اخلدماتية‪ ،‬من تأمني‬ ‫مياه الشفة‪ ،‬متديد وتركيب شبكات املياه في‬ ‫بعض القرى‪ ،‬ومحطات الكهرباء وصيانة اجملاري‬ ‫الصحي ومياه األمطار‪ ،‬وتأمني الكهرباء‬ ‫والصرف ّ‬ ‫واملياه للمناطق النائية وجمع النفايات ومعاجلة‬ ‫مشاكل البيئة‪.‬‬ ‫على ماذا ركزت في عملها‪ ،‬على اإلعمار‬ ‫والبناء فقط ام على مشاريع أخرى؟ وماذا اجنزمت‬ ‫خالل عشرين عاماً وفي اي مجال حتديداً؟‬ ‫وبعد التحرير عام ‪ 2000‬حرصت املؤسسة‬ ‫أكثر وأكثر على أن تولي أيضا ً اهتمامها بالتنمية‬ ‫البشرية التي عززتها من خالل برامج دعم‬ ‫ِ‬


‫توزيع مياه الشفة‬

‫حمالت التشجير‬

‫املساهمة في تربية النحل‬

‫املزارعني عبر مراكز االرشاد الزراعية وتطوير مهارات املزارعني بهدف متكني‬ ‫املزارع من تخفيض كلفة االنتاج ودعمه من خالل التعاونيات‪ ،‬واقامة لهم‬ ‫بعض املشاريع املمولة من اجلهات املانحة احمللية والدولية‪.‬‬ ‫وقد أولت القطاع الزراعي اهتماما كبيرا من خالل اعداد جوالت زراعية‬ ‫وحقلية مستمرة ويومية اذ بلغ املتوسط السنوي لتلك الزيارات ‪ 6800‬زيارة‬ ‫زراعية و‪ 850‬زيارة بيطرية و‪ 52883‬حمالت حتصني رأس ماشية وتوزيع أدوية‬ ‫لـ‪ 7200‬مزارع و‪ 110‬فحوص للتربة والنبات واملياه‪.‬‬ ‫كما قامت مبساعدة املزارعني واحلرفيني بتسويق منتوجاتهم وخير دليل‬ ‫على ذلك معرض أرضي أقامته اجلمعية عام ‪ 2007‬والذي قصده ‪154.000‬‬ ‫زائراً‪ ،‬واستفاد من ذلك املعرض الكثير من املزارعني وأصحاب املهن ا ّ‬ ‫حلرة وقد‬ ‫جتاوز عدد املشاركني ‪ 125‬مزارعا ً وحرفياً‪.‬‬ ‫وط ّورت املؤسسة برامجها من خالل اهتمامها بزراعة الفطر الصدفي‬ ‫وتربية النحل والسمك وبرامج تنمية املهارات لبعض الفئات مثل مشروع‬ ‫تدريب األسرى وتأهيلهم‪ ،‬ودعم صغار املنتجني واحلرفيني‪ ،‬كذلك احلرص على‬ ‫خلق فرص عمل للمواطنني في القرى من خالل إقامة دورات التأهيل املهني‬ ‫في اختصاصات عدة يحتاجها سوق العمل مثل دورات صناعات غذائية‬ ‫وحرفية وحياكة للنساء ودورات معلم أدوات صحية ومعلم كهرباء وجنارة‪....‬‬ ‫وأيضا ً لعبت املؤسسة دورا ً هاما ً في مجال التوعية البيئية من خالل‬ ‫الندوات واحملاضرات‪.‬‬ ‫أما في عام ‪ 2006‬وبعد حرب متوز مباشرة‪ ،‬كان جلمعية مؤسسة جهاد‬ ‫البناء دور كبير في إزالة آثار العدوان االسرائيلي من فتح الطرقات وازالة‬ ‫األنقاض وشق طرق ترابية بديلة للجسور املهدمة في اجلنوب‪ ،‬وفتح باب‬ ‫التطوع أمام أكثر من ثالثة آالف متطوع من مختلف الطوائف واألحزاب‬ ‫اللبنانية وحتى من الدول العربية‪ .‬وبعد شهر واحد فقط من احلرب كانت‬ ‫جهاد البناء قد دفعت تعويضات إيواء ألكثر من ‪ 17500‬مستفيد تهدمت‬ ‫بيوتهم ودفع تعويضات ترميم ألكثر من ‪ 120.000‬وحدة سكنية متضررة‪.‬‬ ‫هل محصور نشاط جهاد البناء في اجلنوب والبقاع والضاحية؟ ومن‬ ‫يستفيد منها؟ هل أعضاء حزب اهلل ومناصروهم فقط؟‬ ‫إن خدمات جمعية مؤسسة جهاد البناء اإلمنائية ال تنحصر ال مبكان وال‬ ‫بانتماء فاملؤسسة هي خلدمة “املستضعفني” أيا ً تكن طوائفهم وتواجدهم‪،‬‬ ‫لذا أقامت العديد من الندوات الزراعية واحلرفية على سبيل املثال في بلدة‬ ‫عبيه‪ ،‬وقامت بتوزيع األشجار احلرجية واملثمرة في جبيل‪ ،‬وقامت بأعمال‬ ‫الترميم لألبنية املتضررة في الشمال‪...‬‬ ‫من أين تتمول‪ ،‬ألن حجم املشاريع التي تقوم بها كبيرة‪ ،‬وهل أنتم امتداد‬ ‫جلهاد البناء في ايران؟‬ ‫موازنة جهاد البناء االمنائية ترتبط بأنواع املشاريع‪ ،‬فاألعمال التنموية‬ ‫مت ّول من اجلهات املانحة والهبات‪ ،‬أما أعمال الترميم فتم ّول من “حزب اهلل “‪،‬‬ ‫خصوصا ً تلك التي تنفذ إثر االعتداءات الصهيونية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة الرتباطها بجهاد البناء في إيران فقد سبق وذكرنا بأن‬ ‫املؤسسة ولدت في مخاض احلاجة اللبنانية لها بعد متفجرة بئرالعبد وأن‬ ‫نوعية خدماتها األخرى حتدد بحسب ما يحتاجه الواقع اللبناني‪ ،‬فلذلك ال‬ ‫ميكننا أن نعتبرها امتدادا ً إليران‪.‬‬ ‫هل تدعم قيام مؤسسات إنتاجية‪ ،‬وكيف؟‬ ‫تقوم جمعية مؤسسة جهاد البناء االمنائية بدعم املؤسسات اإلنتاجية‬ ‫من خالل التوجيه واإلرشاد‪ ،‬وكذلك من خالل مساعدتهم في تسويق بعض‬ ‫منتوجاتهم من خالل املعارض املركزية واملعارض املوسمية‪.‬‬ ‫ ما هي مشاريعكم املستقبلية؟‬‫مشاريعنا وليدة احلاجة‪ ،‬فلذلك تسعى املؤسسة حملاولة تبنّي خمسني‬ ‫مشروعا ً إمنائيا ً للقرى والبلدات‪ ،‬خالل السنوات اخلمس املقبلة منها مشروع‬ ‫التصحر التي تعاني منها األراضي اللبنانية‪ ،‬وذلك عبر‬ ‫مكافحة ظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫حتريج ‪ 5‬ماليني شجرة خالل ‪ 5‬سنوات وقد متّ توزيع ‪ 1.700.00‬شجرة حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬والترويج للزراعة العضوية وإنشاء املشاتل إلنتاج األغراس‪ ،‬وإصدار‬ ‫املنشورات االرشادية‪ ،‬باالضافة الى سعيها إلقامة مشروع أسواق موسمية‬ ‫بهدف اختزال احللقات بني املزارع واملستهلك‪.‬‬

‫حاورته‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪103‬‬


‫منبر ثقافي ‪ /‬مقابلة‬ ‫حر من كل قيد سوى حريته التي قيدته بأسرها الطليق‬

‫الشاعر يوسف عبد الصمد‪ :‬الشعر لغة تختصر الحياة بكلمة‬ ‫يتكور فيها اإلبداع والكون‬

‫هو ج ّواب بلدان كأن الريح حتته يديرها ميينا ً أم شماال ًَ‬

‫َ‬ ‫رفيقي رضاعة‪ ،‬لكأنه الهواء الذي يحييه عندما تنفتح عليه أبواب‬ ‫نشأ والشعر‬ ‫ً‬ ‫اجلحيم األرضي‪ ،‬حيث يطارد رزقه من قارة إلى أخرى‪ ،‬وحيث جنح تاجرا شعر بذاته‬ ‫تفارقه في درب أخرى‪ ،‬فتخلى عن كل ما يبعده عنها وأكسيرها الشعر‪ ،‬وعاد‬ ‫بعد انقطاع عشرين عاماً إليه مدفاقاً غزيراً‪ ،‬وكأن الشعر يثأر منه فيستخرج‬ ‫من قريحته أحلى مكنونات دررها وأيقونات خياالتها‪ .‬فعاد إلى “األول من األول”‬ ‫يكرر تسلق القمة شبراً شبراً‪ ،‬حتى استحق باإلجماع مسؤولية عميد للرابطة‬ ‫القلمية منذ بعثها في الواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫الهجرة عقوداً إلى الواليات املتحدة لم تفقده حنينه إلى لبنان وأهله‪ ،‬ولم‬ ‫تبدل الكثير من التزامه القومي‪ ،‬فأنشأ أسرة على حبه فتعلمت اللغة العربية‬ ‫األم وتذوقت تقاليد لبنان وروحه املشرقية‪ ،‬إلى جانب التجريبية األميركية‬ ‫األنكلوسكسونية الواقعية النفعية‪.‬‬ ‫يزور الشاعر يوسف عبد الصمد لبنان أكثر من مرة في العام‪ ،‬لكن هذا العام‬ ‫زاره ملتابعة إصداراته وللتنسيق ملهرجان جبران خليل جبران الذي قد تستضيفه‬ ‫زحلة‪ ،‬بإشراف الرابطة القلمية أواخر هذا الصيف‪ ..‬التقيناه في بيروت وكان حوار‬ ‫على حواشي الشعر والعمر‪ ،‬هنا التفاصيل‪..‬‬

‫‪104‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جوّاب بلدان يغرف‬ ‫من دهشة هذا العالم!‬ ‫هاجرت إلى أميركا منذ أقل من نصف قرن‪،‬‬ ‫فيم تركز ميدان عملكم‪ ،‬أستاذ يوسف؟‬ ‫هاجرت طلبا ً للعلم واملعرفة والعمل‪ ،‬وآثرت‬ ‫العمل احلر وشققت طريقي وخضت جتاربي‪،‬‬ ‫واحتفظت بالشعر‪ ،‬ألني أستطيع ممارسته في‬ ‫ميدان حريتي بال قيد‪ .‬فطيلة هجرتي ألربعني‬ ‫عاما ً مارست حريتي املطلقة‪ ،‬فكنت محترف‬ ‫سفر وج ّواب بلدان أغرف من دهشة هذا العالم‪.‬‬ ‫واقترن الشعر بالتوحيد والقومية االجتماعية!‬ ‫عرّفني على فتوتك وواقعك األسري؟‬ ‫بدأت الشعر وأنا فتى في اخلامسة عشرة من‬ ‫عمري‪ .‬وساعدني تشجيع والدي الذي كان شاعرا ً‬ ‫شعبياً‪ ،‬فتعلمت على يديه الشعر الشعبي‬ ‫(الزجل)‪ .‬وكان بيتنا منتدى أدبيا ً وتتصارع فيه‬ ‫كل األفكار بدميقراطية عالية‪ .‬وكان والدي شيخا ً‬ ‫توحيديا ً معمما ً ومنتميا ً إلى احلزب السوري‬


‫القومي االجتماعي في الوقت نفسه‪ .‬وكان‬ ‫عندما ميارس نشاطه احلزبي يخلع عمامته عن‬ ‫رأسه‪ .‬وملا كنت أسأله ملاذا حتضر االجتماع احلزبي‬ ‫من دون العمامة؟ فأجابني بتواضع وثقة‪ :‬في هذا‬ ‫البيت يبدأ فصل الدين عن الدولة!‬

‫الشاعر يوسف عبد الصمد‬

‫العبادة التوحيدية سفر‬ ‫في الروح لتسبيح اخلالق‬ ‫كيف كان والدك يوفق بني نظامي فكر التوحيد‬ ‫من جهة والقومية االجتماعية من جهة أخرى؟‬ ‫القومية االجتماعية هي شأن حياتي اجتماعي‪،‬‬ ‫اما التوحيد فهو شأن روحي عبادي ج ّواني‬ ‫يخص املرء نفسه مع ربه‪ .‬وكانت هذه العبادة‬ ‫ميارسها في بيته‪ ،‬وهي عنده‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬رياضة‬ ‫تأمل روحية صرفة وسفر في الروح إلى اخلالق‬ ‫وتسبيحه‪ .‬وهذان النظامان ال يلغي أحدهما‬ ‫اآلخر‪ ،‬فالقومية االجتماعية لم تلغ الدين بل‬ ‫جعلته شأنا ً روحيا ً ماورائياً‪.‬‬

‫مهرجانان يوم كان لبنان‬ ‫يحترف الثقافة!‬ ‫حدثني عن إنتاجك الشعري‪ ،‬ما املهرجانات‬ ‫واألماسي الشعرية التي أقمتها او شاركت فيها؟‬ ‫أقمت أماسي شعرية عديدة جدا ً ومهرجانني‬ ‫شعريني في ‪ 1963‬و‪ ،1965‬األول كان في‬ ‫األونيسكو كنت في جلنته الثقافية‪ ،‬وانا قدمته‬ ‫واشترك فيه ‪ 30‬شاعرا ً على مرحلتني‪ ،‬وكان من‬ ‫حضوره رئيس اجلامعة اللبنانية حينها الدكتور‬ ‫فؤاد أفرام البستاني وعميد كلية اآلداب الدكتور‬ ‫أحمد مكي‪ .‬أما الثاني فأقمته في اجلامعة‬ ‫العربية وأشرفت عليه‪ ،‬واشترك فيه أكثر من ‪15‬‬ ‫شاعراً‪ ،‬منهم الشاعر غسان مطر‪.‬‬

‫علي!‬ ‫قصيدتي تكتبني مفترية ّ‬ ‫كيف تكتب قصيدتك؟‬ ‫انا ال أكتب قصيدتي‪ ،‬بل هي من تكتبني مفترية‬ ‫علي‪ .‬الشعر ومضة وشعور ملّاح ليس للشاعر دائما ً‬ ‫ّ‬ ‫قدرة استحضارهما وإيقاعهما في شباكهما‪،‬‬ ‫بل هما اللذان يستدرجانه إلى أحضانهما فيقع‬ ‫مخاض القصيدة‪ .‬وميكن إجراء املعادلة التالية‬ ‫معدل واحد من مئة للومضة و‪ 99‬من مئة‬ ‫اللتقاط الومضة وتوليفها بتعبير قشيب مشع‬ ‫وعمل فني تلعب فيه ثقافة الشاعر ومعرفته‬ ‫الدور احلاسم‪ .‬فهذه الروح الوامضة تدفق احلياة‬ ‫في الـ‪ 99‬الباقية‪ ،‬وهي سر دميومتها‪ .‬والشاعر‬ ‫املعاصر لثورة االجتماع والتكنولوجيا وتعاظم‬ ‫العقل ينبغي ان يكون موسوعيا ً جدا ً ملما ً بكل‬ ‫الفلسفات واملعارف والعلوم اإلنسانية خصوصاً‪.‬‬ ‫هذه كلها من أدوات الشاعر ومواده اإلبداعية‪.‬‬ ‫هل تعتقد انه ينبغي ان تكون القصيدة‬

‫من راس املنت محافظة جبل لبنان‪ ،‬متزوج وله شابان وبنتان وجميعهم ولدوا في‬ ‫الواليات املتحدة األميركية يتكلمون العربية‪ .‬هاجر إلى الواليات املتحدة األميركية‪،‬‬ ‫منذ ‪ 40‬عاماً‪ ،‬طلباً للمعرفة والعمل‪ .‬تخصص في دارسات اللغة العربية والدراسات‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫عمل في الصحافة قبل سفره فكتب في الثقافة وفي الفكر السياسي أو الديني‬ ‫واالجتماعي في مجلة الدبور‪.‬‬ ‫أبرز دواوينه‪“ :‬سيدتي اجلميلة” (‪ ،)1971‬انقطع عن الكتابة ‪ 20‬سنة كتب خاللها‬ ‫قصيدة واحدة في احلرب اللبنانية بعنوان “النار فاكهة الشتاء”‪ .‬وأصدر “إلى األول‬ ‫من األول” (‪“ ،)1994‬صالة النار” (‪ ،)1995‬وأضاف عليهما قصائد وجمعهما بكتاب‬ ‫كبير من ‪ 500‬صفحة بعنوان “السيف والسوسن”‪ ،‬ثم”باب املدينة” (‪ )2007‬ولديه‬ ‫مجموعة من القصائد اإلخوانية حتت الطبع‪ .‬ولديه إنتاج كثير كذلك في الشعر‬ ‫ْ‬ ‫وترجمت له قصائد كثيرة إلى اإلنكليزية‪.‬‬ ‫العامي‪.‬‬ ‫مبستوى العصر أم تتخطاه؟‬ ‫ال أعني بقصيدة على مستوى العصر ان‬ ‫تكون مجمدة عن حالة تطورية معرفية معينة‪.‬‬ ‫فالشاعر ينبغي أن يكون نحاتا ً وفنانا ً وعاملا ً في‬ ‫الوقت نفسه‪ ..‬أي أن القصيدة الراهنة ليست‬ ‫كقصيدة السليقة العفوية واملوهبة الفطرية‪،‬‬ ‫بل يجب إغناؤها باملعرفة املوسوعية‪ .‬اما الرؤيا أو‬ ‫اإليحاء فأنا ال أؤمن بهما‪.‬‬

‫القصيدة أملاسة نقية!‬ ‫عند قولنا بأهمية الشغل الفني‪ ،‬ما املقصود‬ ‫به؟‬ ‫املقصود به الكلمات‪ ،‬التركيب والصياغة‪،‬‬ ‫ال اقصد البديع والبالغة‪ ،‬بل أقصد كيف يكون‬ ‫وقوعه على السمع ليستسيغه السمع والذوق‬

‫املوسيقي والفني‪ .‬حتى ترى إلى القصيدة أنها‬ ‫أملاسة نقية من شوائب الكربون‪ ،‬أكان في‬ ‫تركيبها أم في نظافتها‪.‬‬ ‫ولكن في العمل الفني واإلبداعي قلما يرضى‬ ‫املبدع عن عمله‪ ،‬فكلما أعاد النظر فيه أحس‬ ‫فيه معيباً ومحتاجاً للمراجعة‪..‬‬ ‫ال‪ .‬الشاعر يعرف أين تكمن مشكلته في‬ ‫قصيدته‪ ،‬فرمبا كلمة تشكل ثلمة فيها‪ ،‬وإن‬ ‫لم أجد بديالً عنها فأصلح عيبها ألرضى عنها‬ ‫وتتكامل في نظري لتخليت عنها‪ .‬واحيانا ً فنيا ً‬ ‫ميكن أن تتناوب األبيات بني القوة الشديدة والقوة‬ ‫املتوسطة والقليل من الضعف ليتردد تيار الفنية‬ ‫فيها‪ ،‬لكن ال يعذر الضعف الشديد في أحدها وإال‬ ‫كان نشازاً‪ ،‬حينها أفضل إعادة صياغته مجدداً‪،‬‬ ‫فإن ضعف قليالً أحدها لظهرت قوة رديفه‪.‬‬ ‫وكذلك احلياة ليست الوتيرة الوحيدة‪ .‬ومن جهتي‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪105‬‬


‫منبر ثقافي ‪ /‬مقابلة‬ ‫آل أرضى شعري إال أن يكون في أصفى عذوبة وأرق‬ ‫درجاتها ولو كنت أكتبه باحلجر الصوان‪.‬‬

‫لم تفقده غربة عقود أربعة حب‬ ‫الوطن واالنتماء لألمة‬

‫الشعر حرفتي اكثر من النثر‬ ‫كيف ميكن أن تواجه القصيدة هذه املكابدة‬ ‫من الشغل الفني وتبقى أمينة للتجربة‬ ‫وحلظتها البكر؟‬ ‫هنا اإلبداع‪ ،‬فال مشكلة‪ .‬وهو إعجاز لغير الشعراء‬ ‫وإال لكان كل كاتب شاعراً‪ .‬هكذا يجمع املتعة مع‬ ‫روعة الشعر وسالسة اجلمال‪ .‬فلم يكن الوزن‬ ‫والقافية سببا ً مرة واحدة ألن أغير في بيت كتبته‪.‬‬ ‫وعندي كتابة الشعر أسهل بأشواط مما أكتب النثر‪.‬‬

‫القافية والوزن جناحا القصيدة!‬ ‫هل تعتقد أن الوزن والقافية يقيدان الفكرة؟‬ ‫ال باملطلق‪ ،‬بل هما ريش جناحيها لتحلق‪.‬‬ ‫املشكلة هنا في من يسمون أنفسهم شعراء‪.‬‬ ‫قلت سابقاً‪ :‬الشعراء في زماني أربعه‪ /‬فشاعر‬ ‫يجري وال يجرى معه‪ /‬وشاعر يخوض وسط‬ ‫املعمعة‪ /‬وشاعر ال تشتهي ان تسمعه‪ /‬وشاعر‬ ‫ال تستحي أن تصفعه‪ .‬فتأمل!!‬ ‫الشاعر املبدع يعطيه الوزن والقافية وغيرهما‬ ‫من تقانة الشعر أبعادا ً وقوة نفاذ ليست في‬ ‫غيرهما‪ .‬الشعر لغة تختصر احلياة‪ ،‬الكلمة التي‬ ‫تغني عن صفحة والصفحة التي تغني عن كتب‬ ‫ومجلدات‪ .‬كتابة الشعر تختلف عن الكتابة‬ ‫الصحافية‪ ،‬فالصحافي يكتب مقالته مرة واحدة‬ ‫من دون إعادة تركيز‪ ،‬الشاعر ال ميكنه ذلك‪ ،‬إن كان‬ ‫يدرك مسؤولية ما يبتكر جتاه احلياة والتاريخ‪.‬‬

‫ال تبدع إن لم حتب وتتذوق!‬ ‫كذلك أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويحسن وينحت‪..‬‬ ‫ينخل الشاعر‬ ‫صحيح‪ .‬عندما تتوفر قدرة كتابة الشعر هكذا‬ ‫يكون نحته قدود القصائد‪ ،‬اما إذا لم تتوفر قدرة‬ ‫الكتابة فلماذا “تعب القلب”؟ ومن جهة ثانية‬ ‫لكل شاعر قدرة‪ ،‬فال تطلب من هذا ان يعطيك‬ ‫ما ال يستطيعه‪ ،‬او ما يستطيعه آخر‪ ،‬فضالً‬ ‫أن الشعر يجب أن يظل شعرا ً ووفق خصائص‬ ‫صنعته‪ ،‬وهكذا احلياة فال تطلب من احلسون ان‬ ‫يحلق كما يحلق النسر‪ ،‬وكذلك ال تطلب من‬ ‫الطير أن يزحف بينما هو معد للطيران‪.‬‬ ‫لتحسني األداء ينبغي التثقف ومن باب أولى‬ ‫التثقف في منجزات الشعراء السابقني في كل‬ ‫العصور‪ ،‬جيدها وسيئها‪ ،‬في اللغة العربية وفي‬ ‫غيرها من اللغات إن امكن‪ .‬فكلما رفدت النهر‬ ‫روافد صار أقوى وأغزر وأطول مدى وأوسع مجرى‪.‬‬ ‫اإلطالع الواسع على مخزون الشعر العربي أسهم‬ ‫في تربية الذوق الفني الصحيح الذي ال ميكن ان‬ ‫يخطئ‪ ..‬فيجعل املطلع محبا ً للشعر ومتذوقه‬ ‫في آن‪ ،‬واحلب والتذوق شرطان إلبداع الشعر‪.‬‬ ‫هل تعتقد انه ميكن تربية الذائقة الفنية‬

‫‪106‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الشعرية باإلطالع على كم كبير من إبداعات‬ ‫الشعراء إلى جانب املوهبة؟‬ ‫املوهبة أساس‪ .‬فإن لم تكن موجودة ال معنى‬ ‫ألي عمل فني‪ .‬وتربية الذائقة التي تقرن املوهبة‬ ‫ضرورة‪ .‬وهذه تتحقق بالقراءة والتمتع مبا ينهل‬ ‫الشخص من قراءاته‪.‬‬

‫امللحمة السورية‬ ‫ضرورة إلبداع نهضة‬ ‫دعا أنطون سعادة الشعراء واألدباء إلى‬ ‫اإلطالع على األدب العربي وعلى املالحم‬ ‫السورية السابق للعهد العربي‪ ،‬للتعرف إلى‬ ‫النظرة الفلسفية السورية األصلية للحياة‬ ‫والكون‪ ،‬ما أسباب دعوته تلك؟‬ ‫ما في شك هي دعوة جليلة‪ .‬فـ”الزعيم سعادة”‬ ‫كان مطلعا ً على الشعر واألدب اطالعا ً وافراً‪ ،‬ليس‬ ‫فقط في اللغة العربية بل في لغات أخرى قدمية‬ ‫وحديثة‪ ،‬لكنه كان ينطلق من منطلقات فلسفية‬ ‫استنبطها من احلياة لتأسيس نهضة قومية‬ ‫شاملة في هذه البالد‪ ،‬وليس فقط في الشعر‪ .‬كان‬ ‫يرى اجتاه احلياة وتطورها ويرقب هذا التطور لتعيني‬ ‫قواعده ومتثلها في احلياة السورية‪ ،‬لذلك كان ينظر‬ ‫إلى اإلنسان أنه مجتمع متصل األجيال في سير‬ ‫التاريخ بال انقطاع‪ ،‬فينبغي على كل جيل ليفهم‬ ‫مسؤوليته أن يتعرف على ما أجنزته األجيال السابقة‬ ‫فال يقع في الهدر وال في التكرار‪ ،‬حتى يك ّون اخلبرة‬ ‫الضرورية للعطاء القومي‪ .‬في هذا قلت‪:‬‬ ‫أنا مدينة أخالق بكاملها في األرض قبل نزول‬ ‫الوحي والسنن‬

‫اإلنسان السوري املبدع األول‬ ‫قلت أنا مدينة أخالق‪ ،..‬مَن أنت؟‬ ‫أنا إنسان الكل‪ ،‬اإلنسان اجملتمع‪ ،‬اإلنسان السوري‬ ‫في هذه البالد الذي أبدع معطيات املدنية من عدم‪.‬‬ ‫وهذا هو اإلبداع اخللق من عدم‪ ،‬وليس خلق شيء‬ ‫من شيء آخر‪ .‬الثقافة في متناول اجلميع الذين‬ ‫يكدون ويسهرون ويطالعون‪ ،‬اما اإلبداع فهو متاح‬

‫للخاصة من املوهوبني‪ .‬وهو ال يتقادم به الزمن وال‬ ‫يبهت بل هو هو في كل األزمنة واألمكنة‪.‬‬

‫لكل زمن نوابغه وشعراء كساده‬ ‫ما واقع الشعر الراهن؟‬ ‫اليوم واقع الشعر كواقعه في كل يوم‪ ،‬فيه‬ ‫من كل صنف ولون وكذلك كان أيام املتنبي‪ .‬ألم‬ ‫يقل املتنبي عن ضعاف الشعراء و”بيع الشعر في‬

‫الشعر يخط نقاط التحول‬ ‫في سير التاريخ‪ ،‬امللحمة‬ ‫شعر واألسطورة شعر‬ ‫والدين شعر‪ ،‬والغرف من‬ ‫الوجدان في حضرة احلب أو‬ ‫املوت هو شعر أيضاً‪..‬‬ ‫حم َد‬ ‫سوف الكساد”‪ .‬وقال “قد أ ُ ِ‬ ‫فس َد القو ُل حتى أ ُ ِ‬ ‫الصمم”‪ .‬وهكذا ميكن أن نقول في بعضهم اليوم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فلم النكد؟ وهناك بعضهم كسروا قواعد نظم‬ ‫َ‬ ‫الشعر لتسهيل صنعتهم ليقولوا إنهم شعراء‪،‬‬ ‫هم أحرار في ما اختاروا‪ .‬فاحلياة تغربل والدهر‬ ‫يكنس خلفها‪ .‬إذا كان هذا هو الشعر املؤهل‬ ‫للبقاء والناس هي التي تريده وتتذوقه صار شعرنا‬ ‫هو الباطل والغلط وهذا الشعر هو احلق والصح‪.‬‬

‫الشعر توليد يخط حتوالت التاريخ‬ ‫ما وظيفة الشاعر جتاه نفسه‪ ،‬جتاه مجتمعه‬ ‫وجتاه التاريخ؟‬ ‫وظيفة الشاعر جتاه نفسه كوظيفة احلامل‬


‫جتاه جنينها‪ ،‬فهي ال تستطيع إخفاءه وال أن تقفل‬ ‫عليه أبواب النور واحلياة‪ ،‬فوظيفته جتاه نفسه هي‬ ‫توليد ذاته جماال ً وإال اإلجهاض‪ .‬لكن في التوليد‬ ‫متعة ومغامرة مشوقة‪ .‬أما جتاه مجتمعه فهي‬ ‫وإن كانت وظيفة الشعر األصلية هي اإلمتاع لكن‬ ‫إلى جانبها فهو محفز على التجديد واخللق واحلب‬ ‫واالتساق واالنتماء للجميل الذي فينا جميعا ً عندما‬ ‫يشع‪ .‬أما وظيفته جتاه الزمن فالشعر يخط نقاط‬ ‫التحول في سير التاريخ‪ ،‬امللحمة شعر واألسطورة‬ ‫شعر والدين شعر‪ ،‬والغرف من الوجدان في حضرة‬ ‫احلب أو املوت هو شعر أيضاً‪ ..‬وحيث يكون اإلعجاز‬ ‫ال يكون لإلنسان إال الشعر تعبيراً‪ .‬فهو امللجأ‬ ‫واملظلة من جحيم العيش اليومي املتراكم‪.‬‬

‫اإلبداع تخطيط أفاق بال حدود‬ ‫اعتبر سعادة أن على الشاعر والفيلسوف‬ ‫التعالي عن زمانهما ومكانهما لتخطيط مثل‬ ‫جديدة لألمة‪ ،‬كيف ذلك؟ هل مهمة الشاعر‬ ‫التخطيط والقيادة؟‬ ‫العمل الشعري هو بَدع‪ ،‬وال َبدع هو الذي‬ ‫يختط األساليب والرؤى اجلديدة التي ال حدود‬ ‫لها وال متوت‪ .‬واحلياة والزمن واإلبداعات في كل‬ ‫ميادين العطاء اإلنساني كلها تواصل واستمرار‬ ‫بال نهاية‪ .‬والتخطيط ملا هو غير قائم هو إبداع‬

‫احلياة اإلنسانية ووظيفة اإلرادة فيها‪ ،‬مهما طال‬ ‫الدهر سيظل حقيقة‪ .‬الشعر حلظة تدخل إليك‬ ‫وال تقرر استيعابها‪ ،‬تك ّور عصارة دهور متطاولة‬ ‫من التجارب والعطاء اإلنساني‪.‬‬ ‫فلسطني والعراق أطفال تسحل ومجازر‬ ‫تراكم احلياة أشالء يرتكبها محتل او مرتزقته‬ ‫بالتكنولوجيا األميركية‪ ،‬ماذا يفعل الشعر‬ ‫لهؤالء املعذبني؟‬ ‫(بتأثر ويكاد يشرف على اإلجهاش ويطفو الدمع‬ ‫على مقلتيه) ال شك الشاعر يتأثر جدا ً يغوص فيه‬ ‫األلم كسيف قاطع‪ ،‬وال يقبل أن يكسر أي مخلوق‬ ‫فكيف اإلنسان‪ ،‬خصوصا ً أنه ابن وطنه وأمته‪ .‬فله‬ ‫احلق أن ميارس إنسانيته ويتذوق نعمتها‪ .‬لكن الناس‬ ‫ليسوا كلهم شعراء وفنانون‪ ،‬فاجلانب احليواني‬ ‫يكون فيهم طاغيا ً ومن كانوا هكذا فال تتوقع‬ ‫منهم غير ذلك‪ ،‬بل أكثر‪ .‬العذاب واأللم واحلروب‬ ‫والتعدي قدمية قدم اإلنسانية‪ ،‬في فلسطني وفي‬ ‫غيرها‪ ،‬لكنها مع التكنولوجيا والتقدم االتصالي‬ ‫تكون أفدح أذى وأقوى تأثيرا ً وأوسع مدى‪ .‬احلل هو‬ ‫ان يكون كل إنسان شاعرا ً شفافاً‪ .‬أما أن ننتظر‬ ‫العدل من مجلس أمن وأمم متحدة أم من دولة‬ ‫بعينها فهذا غير ممكن‪ ،‬ألن كل هذه املنظمات‬ ‫مسيسة ضد إنساننا‪.‬‬ ‫حسناً‪ ،‬كيف ميكن أن يكون املرء شاعرا ً في‬ ‫زمن اجملازر األميركي؟‬

‫“الشعراء في زماني أربعه‪/‬‬ ‫فشاعر يجري وال يجرى‬ ‫معه‪ /‬وشاعر يخوض وسط‬ ‫املعمعة‪ /‬وشاعر ال تشتهي ان‬ ‫تسمعه‪ /‬وشاعر ال تستحي‬ ‫أن تصفعه”‪.‬فتأمل!!‬ ‫والشعر أرفع فنون اإلبداع ومناحيه‪.‬‬

‫الشعر حلظة كشف عن نواميس‬ ‫احلياة وحكمتها‬ ‫قلت إن الشاعر يختزل أمة‪ ،‬كيف ذلك‪ ،‬هل‬ ‫هو مفرد بصيغة اجلمع‪ ،‬على حد قول ادونيس؟‬ ‫ميكنني أن أتكلم عما قصدته انا بقولي‪ ،‬الحظ‬ ‫أن في بيت شعر واحد يكشف الشاعر حقيقة‬ ‫احلياة وناموسا ً من نواميسها وقبله لم يكن رمبا‪،‬‬ ‫ما يشير إليهما مثالً أبو القاسم الشابي‪ :‬إذا‬ ‫الشعب يوما ً أراد احلياة‪ /‬فال بد ان يستجيب القدر‪.‬‬ ‫ببيت واحد عبر الشابي عن ناموس من نواميس‬

‫الشعب األميركي هو شعب ذو صفاء ذهني‪،‬‬ ‫حتى نقدر أن نصل إليه وإلى ذهنيته ينبغي أن‬ ‫نتكلم لغته‪ ،‬أما إذا كانت عند املتحدث لكنة‬ ‫ولهجة في لغته ولسانه فال تصل إليه وال يسمع‬ ‫لك‪ .‬وحتى تتمكن من الدخول إليه بأسلوب‬ ‫مناسب ينبغي استعمال طرائق غير الطرائق‬ ‫التي تستعمل اليوم في بالدنا‪..‬‬ ‫ما هي هذه الطرائق؟‬ ‫أبرز هذه الطرائق تدريب مختصني في اللغة‬ ‫األميركية دون أي لكنة غريبة عنها‪ ،‬ثم التوسع‬ ‫في اإلنفاق على اإلعالم‪ ،‬أن يكون هناك إعالم يعمل‬ ‫ملصاحلنا ويكون القيمون عليه أميركيني وليس غير‬ ‫أميركيني‪ ،‬يفسر أخطاء النهج األميركي وخطورته‬ ‫على أميركا وعلى العالم ونحن منه‪ .‬بينما العرب‬

‫حتى اآلن ال يقتربون من هذا النهج مطلقاً‪.‬‬

‫الرابطة القلمية بعث جديد‬ ‫للروح اجلبراني‬ ‫بصفتك عميد الرابطة القلمية‪ ،‬ماذا تفعل‬ ‫الرابطة‪ ،‬واحلال هذه؟‬ ‫الرابطة القلمية ال تتدخل في السياسة‪ ،‬فقط‬ ‫هي تنشط ضمن امليدان الفكري الثقافي واألدبي‪،‬‬ ‫فجددت الرابطة اجلبرانية‪ .‬وكنا نحن قد أسسنا‬ ‫رابطة أدبية سميناها “أقالم مهاجرة”‪ .‬اقترح‬ ‫علينا السفير فؤاد الترك تسميتها بالرابطة‬ ‫القلمية‪ ،‬أنا أحترم رأي السفير الترك‪ ،‬لكن إذا‬ ‫خيرتني أن أكون جبرانيا ً أم أن أكون نفسي فأقول‬ ‫أن أكون نفسي‪ .‬لكن تركز الرأي على العطف‬ ‫على الرابطة القلمية وتراثها وإحيائه وتزخيمه‬ ‫واملتابعة حيث بلغت سابقاً‪ ،‬واحلق يقال إن هذا‬ ‫صواب‪ .‬فاعتمدنا تسمية الرابطة القلمية‪.‬‬ ‫وما هي الرابطة القلمية؟‬ ‫الرابطة القلمية رابطة بني املشتغلني بالفكر‬ ‫والثقافة واألدب والشعر‪ ،‬وللتقريب بني احلضارات‪.‬‬ ‫حجم الرابطة صغير بدأت بخمسة وبقيت‬ ‫خمسة‪ .‬وكنا قد كبرنا اجمللس إلى عدد أكبر‪ ،‬لكن‬ ‫وجدنا تضاربا ً واسعا ً في اآلراء سيؤدي إلى قلة‬ ‫العمل‪ ،‬فأوقفناه‪ .‬لكن يتحلق حول الرابطة عدد‬ ‫كبير من املفكرين واألدباء والشعراء والباحثني‬ ‫العرب ويشتركون في انشطتها الثقافية‪.‬‬ ‫من هم اخلمسة املؤسسون للرابطة القلمية‬ ‫بحلتها اجلديدة؟‬ ‫يوسف عبد الصمد عميد الرابطة‪ ،‬جورج يونان‬ ‫نائب العميد (طبيب قلب)‪ ،‬جان ماضي مسؤول‬ ‫عن العالقات العامة‪ ،‬سميرة ماضي (دكتورة‬ ‫بالفلسفة)‪ ،‬طوني شعشع أديب ولغوي‪ ،‬وعبد‬ ‫الرحمن اجلديع (السفير السعودي في السويد‬ ‫حالياً)‪ ،‬هناك الشاعر الكبير سمير الصميدعي‬ ‫(السفير السعودي في واشنطن حالياً)‪ .‬وهناك‬ ‫مجتمع أدبي متحلق حولنا يتخطى عدده املئات‬ ‫من مختلف ميادين العمل والعطاء‪ .‬واإلبداع على‬ ‫رأس الرابطة وقيدومها‪.‬‬ ‫أهم أعمال الرابطة تربية الذائقة الفنية عند‬ ‫الناس‪ ،‬فأصبح اجلميع حولنا في اميركا متذوقا ً‬ ‫للشعر ومحبا ً له‪ ،‬وطورنا الزجل اللبناني‪ ،‬وهناك‬ ‫رائد فضاء شاعر زجلي بني شعرائنا‪ ،‬ونفيم‬ ‫أماسي شعرية مهمة ومهرجانات ثقافية‪ .‬كل‬ ‫الناس في اجملتمع النيويوركي تود الدخول إلى‬ ‫الرابطة‪ .‬فالرابطة القلمية وحيها القلم أداة‬ ‫اإلعجاز واإلبداع والتعليم‪ .‬ومتكنت الرابطة من‬ ‫توحيد مجتمعها حولها‪.‬‬ ‫على ماذا وحّ دته الرابطة؟‬ ‫وحدت الرابطة مجتمعها على العمل النوعي‪،‬‬ ‫الذي حتققه الرابطة وهو ما يتعدى املتمنى أن‬ ‫يتحقق‪ .‬وجنحت في جمع الناس من جميع الفئات‪.‬‬

‫حاوره هاني احللبي‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪107‬‬


‫منبر صحة‬

‫فيتامين (د) يطيل أعمار مرضى الكلى‬ ‫بعد األخذ والرد في موضوع فائدة الفيتامينات‬ ‫ومضارها على االنسان تبني في دراسة حديثة‬ ‫ان بعضها كالفيتامني (د) له فائدة على حتسني‬ ‫حال مرضى الكلى‪ ،‬إذ ذكر باحثون أميركيون‬ ‫أن مرضى الكلى الذين يتناولون فيتامني (د) ‪D‬‬ ‫كعالج طبي تقل بنسبة ‪ 26‬في املئة احتماالت‬ ‫وفاتهم في غضون عامني مقارنة مع أولئك‬ ‫الذين ال يتناولونه‪ .‬ويساعد فيتامني (د) اجلسم‬ ‫على امتصاص الكالسيوم وهو مهم لصحة‬ ‫العظام‪ ،‬إال أن دراسات عدة حديثة تشير إلى انه‬ ‫قد تكون له فوائد أخرى مثل الوقاية من االصابة‬ ‫بأمراض القلب‪ .‬وأجرى الدكتور بريان كيستنباوم‬ ‫من جامعة واشنطن في سياتل دراسة استمرت‬ ‫عامني ملعرفة أثر العقار في حتسني صحة املرضى‬ ‫املصابني بضعف شديد في وظائف الكلى‪.‬‬ ‫وعادة ما يتناول مرضى الكلى في مراحل‬ ‫متقدمة عقارا ً يحتوي على فيتامني (د) لتقليل‬ ‫املعدالت املرتفعة لهرمون الغدة الدرقية في‬ ‫العنق الذي يتحكم في التمثيل الغذائي‬ ‫للكالسيوم‪ .‬والزيادة الكبيرة في هذا الهرمون قد‬ ‫تضعف العظام‪.‬‬ ‫ودرس فريق كيستنباوم ‪ 1418‬مريضا ً بالكلى‬ ‫في مراحل متوسطة الى مزمنة بشكل حاد‪.‬‬ ‫وكل املرضى كان لديهم ارتفاع في معدالت‬ ‫هرمون الغدة الدرقية الذي عادة ما يسببه‬ ‫الفشل الكلوي‪.‬‬ ‫وعوجلت مجموعة من املرضى بعقار كالستريول‬ ‫وهو منوذج صناعي لفيتامني (د) خلفض معدالت هرمون‬ ‫الغدة الدرقية‪ .‬ولم تتناول مجموعة أخرى العقار‪.‬‬ ‫وبعد عامني قارن الباحثون معدالت الوفاة آخذين‬ ‫في االعتبار االختالفات في العمر ووظائف الكلى‬ ‫ومعدالت هرمون الغدة الدرقية وأمراضا ً أخرى‪.‬‬ ‫ووجدوا أن املرضى الذين كانوا يتناولون العقار‬ ‫انخفضت لديهم بنسبة ‪ 26‬في املئة احتماالت‬ ‫الوفاة مقارنة مع املرضى الذين لم يتناولوه‪.‬‬ ‫كما ان احتماالت تطور مرض الكلى لديهم الى‬ ‫مراحله االخيرة كانت أقل‪.‬‬ ‫وقال كيستنباوم الذي نشرت دراسته في دورية‬ ‫اجلمعية االميركية المراض الكلى في بيان “في‬ ‫اآلونة األخيرة تزايد التركيز على آثار فيتامني (د)‬ ‫في ما يتعلق مبا يتجاوز صحة العظام”‪.‬‬ ‫وأظهرت دراسات أخرى أن املرضى الذين يجرى‬ ‫لهم غسيل كلوي ويعاجلون بنموذج لفيتامني‬ ‫(د) يعطى عن طريق الوريد يعيشون فترة أطول‬ ‫مقارنة مع من ال يعاجلون بالعقار‪.‬‬ ‫وقال كيستنباوم إن هناك حاجة ملزيد من‬ ‫الدراسة ملعرفة ما اذا كان استخدام مناذج يصفها‬ ‫األطباء لفيتامني (د) قد يقلل احتمال اإلصابة‬ ‫بأمراض القلب‪.‬‬ ‫وميكن ان يتسبب نقص فيتامني (د) في اصابة‬ ‫البالغني بهشاشة (ترقق) العظام اما بالنسبة‬ ‫إلى األطفال فإن نقصه قد يؤدي إلصابتهم‬

‫‪108‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫بالكساح‪.‬‬ ‫وينتج اجلسم فيتامني (د) حني يتعرض لضوء‬ ‫الشمس‪ .‬كما أنه يوجد في االسماك الدهنية‬ ‫مثل الساملون‪ .‬ومن املعروف ايضا ً ان احلليب غني‬ ‫به‪.‬‬ ‫أمراض الكلى‬ ‫يتكون اجلهاز البولي‪ ‬عند اإلنسان من كليتني‬ ‫وحالبني ومثانة ومجرى للبول‪.‬‬ ‫وظيفة الكلى‪:‬‬ ‫تعتبر الكلية الفلتر الذي مير عليه الدم ويقوم‬ ‫بتخليصه من السموم واملواد الزائدة عن حاجة‬ ‫اجلسممثالًالسكرالزائد‪-‬امللحالزائد‪-‬مادةالبولينا‪.‬‬ ‫وظيفة احلالب‪:‬‬ ‫نقل البول من الكلى إلى املثانة‪ ،‬وهو عبارة‬ ‫عن انبوبة مفرغة من الداخل حوالى ثالثني‬ ‫سنتيمتراً‪.‬‬ ‫وظيفة املثانة‪:‬‬ ‫جتميع البول حلني التخلص منه وهى عبارة عن‬ ‫جتويف يسع ‪ 1500‬سم من البول‪ .‬تقع الكلتان في‬

‫اجلزء اخللفي من الظهر أسفل الرئتني‪ ،‬أما املثانة‬ ‫فتقع في اجلزء السفلي من البطن من األمام‪.‬‬ ‫أمراض الكلى واجلهاز البولي‬ ‫‪ -1‬إلتهاب حاد بالكلى واملثانة‪:‬‬ ‫عبارة عن وجود صديد بنسبة عالية أو ميكروب‬ ‫يصل الى اجلهاز البولي عن طريق الدم أوعن‬ ‫طريق اجلهاز التناسلي‪ .‬وهو شائع بني االطفال أو‬ ‫الكبار الذين يعانون من أمراض باللوزتني أو احللق‬ ‫أو ضعف املناعة‪ ،‬ويتم عالجه باملضادات احليوية‬ ‫بعد عمل زراعة‪.‬‬ ‫‪ -2‬وجود أمالح بالكلى أو املثانة‪:‬‬ ‫عبارة عن وجود نسبة من االمالح التي ال‬ ‫يستطيع اجلسم التخلص منها مثل امالح‬ ‫اليورات أو االكسالت‪ .‬وهي كريستاالت صغيرة‬ ‫تلتصق بجدار الكلى واحلالب وتسبب أملا ً حادا ً‬ ‫للمريض أو مغصا ً كلويا ً ويتم عالجها بكثرة‬ ‫شرب السوائل مع انواع خاصة من الفوار أو‬ ‫إعطاء املريض محاليل بالوريد لزيادة تكوين البول‬ ‫وغسل األمالح مع بعض املسكنات‪.‬‬ ‫‪ -3‬وجود حصوات بالكلى او احلالب او املثانة‪:‬‬ ‫تتكون احلصوة من االمالح املترسبة على جدار‬ ‫الكلى او احلالب او املثانة ويتراوح حجمها من رأس‬ ‫الدبوس حتى كرة اجلولف‪ .‬وتسبب مشاكل كثيرة‬

‫مثل املغص الكلوي أو انسداد احلالب وتضخم‬ ‫الكلى وضمورها‪ .‬ويتم عالجها عن طريق التفتيت‬ ‫باملوجات التصادمية بالليزر لو كانت صغيرة وفي‬ ‫مكان قريب باحلالب أو عن طريق اجلراحة وهي‬ ‫الطريقة املثلى‪ ،‬ألنها تتيح للجراح استئصال‬ ‫احلصوة من دون تفتيتها مع توسيع للحالب‬ ‫واالطئمنان على سالمة باقي اجلهاز البولي‪.‬‬ ‫‪ -4‬االلتهاب املزمن للكلى‪:‬‬ ‫وهي عبارة عن تكرار االلتهاب احلاد والصديد‬ ‫من دون عالج أو بسبب امراض باالعضاء األخرى‬ ‫مثل الدرن بالرئتني‪ .‬وتسبب هذه االمراض في‬ ‫ضمور الكلى والفشل الكلوي ويتم عالجها‬ ‫بالغسيل الكلوي مع اعطاء املريض كميات من‬ ‫الكالسيوم والبروتني باحلقن مع تنظيم الوجبات‬ ‫لتخفيف احلمل على الكلى‪.‬‬ ‫‪ -5‬امراض وراثية أو خلقية‪:‬‬ ‫مثل وجود أكثر من ‪ 2‬كلية مثالً أو اربع مع وجود‬ ‫اكتر من ‪ 2‬حالب‪ .‬ويسبب هذا مشاكل للمريض‪،‬‬ ‫ألن حجم الكلى يكون اصغر من الطبيعي مع‬ ‫وجود ضيق باحلالب مما يؤدي الى ارتفاع نسبة‬ ‫االمالح واحتمال كسل في وظائف الكلى‪.‬‬ ‫‪ -6‬أمراض مكتسبة‪:‬‬ ‫وتشمل سقوط الكلى أي نزول الكلية عن‬ ‫مستواها في اجلسم وتظهر بعد الريجيم‬ ‫القاسي نظرا ً الختفاء الدهون حول الكلي‪،‬‬ ‫وتسبب مشاكل مغص كلوي مع التواء باحلالب‬ ‫وتعالج بزيادة وزن املريض مرة أخرى‪.‬‬ ‫‪ -7‬امراض جنسية‪:‬‬ ‫مثل الزهري والسيالن وااليدز وأمراض‬ ‫الفطريات‪ ،‬وتنتقل العدوى من اجلهاز التناسلي‬ ‫الى اجلهاز البولي ويتم عالجها بعد أخذ تاريخ‬ ‫املريض واختالطه اجلنسي أو نوع عمله في‬ ‫الفنادق او خارج البالد‪ ،‬مع العلم بأن عالج الزوجني‬ ‫ال بد ان يتم في وقت واحد واعطائهم النصائح‬ ‫الكافية بعد االختالط باآلخرين‪.‬‬ ‫طريقة التشخيص‪:‬‬ ‫‪ - 1‬إجراء حتليل بول كامل للمريض‪.‬‬ ‫‪ - 2‬فحص اشعة عادية على املسالك البولية‪.‬‬ ‫‪ - 3‬فحص اشعة بالصبغة على املسالك‬ ‫البولية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬فحص اشعة موجات صوتية‪.‬‬ ‫‪ - 5‬إجراء حتاليل الدم اخلاصة بكل مرض‪.‬‬ ‫طرق الوقاية من امراض الكلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬شرب املاء النظيف بكميات كافية‪.‬‬ ‫‪ - 2‬البعد عن شرب اخلمور‪.‬‬ ‫‪ -3‬البعد عن االكالت التى حتتوي على االمالح‪.‬‬ ‫‪ - 4‬البعد عن االختالط اجلنسي‪.‬‬ ‫‪ - 5‬البعد عن الريجيم القاسي بدون توجيه‬ ‫طبيب‪.‬‬ ‫‪ - 6‬البعد عن االدوية اخلاطئة‪.‬‬

‫اعداد راوية ابو ذياب‬


‫منبر رأي‬

‫التوحيد اليوم‬ ‫الثقافة البناءة والحضور الفعال‬

‫سنتان مرتا على تأسيس حركة سياسية تغييرية في لبنان‪ ،‬هذه الذكرى‬ ‫تأتي اليوم ليستعيد روح القيم التي أطلقها الوزير املؤسس وئام وهاب‬ ‫واحلاضرة حضور العني في الزمن العربي‪ .‬وليس من شك في ان املسافة‬ ‫من االسئلة والتساؤالت التي تدخل في السياق التغييري للتيار‪ .‬لعل ابرزها‬ ‫تلك املتعلقة بالسؤال الثوري بصورة خاصة‪ ،‬ذلك ان مثل هذا السؤال‬ ‫ينطوي على اهمية مركزية راهنة وتاريخية ال سيما وانه سؤال يتصل‬ ‫برؤى توحيدية حيال ادارة اجملتمع والدولة‪ ،‬انطالقا ً من ضرورة انبعاثها من‬ ‫جديد وفقا ً ملنطق الضرورات الواقعية التي شكلتها احداث ايار االخيرة‪،‬‬ ‫حيث متكن التوحيديون من تأكيد حضورهم ومنوهم وتقدمهم الذاتي وفي‬ ‫تعزيز واقع درزي جديد يساعد على حتقيق القيامة التغييرية الشاملة في‬ ‫مواجهة قلعة إقطاعية يتحصن فيها من اراد حتويل الدروز الى وقود في‬ ‫لعبة املراهنات الدولية وحاولت طمس تاريخ طائفة وحجبها عن ممارسة‬ ‫دورها الطبيعي في الوقوف دائما الى جانب نصرة القضايا العربية احملقة‬ ‫واولها حترير فلسطني كل فلسطني‪.‬‬ ‫فالدرس األهم الذي كنا نأمل استخالصه عقب هذه االحداث هو في‬ ‫االبتعاد عن نظرية العالقات العامة في السياسة التي ادت الى اعادة‬ ‫تغليب منطق التسويات حول املشاركة في السلطة والتي غالبا ً من تتوج‬

‫في اطارها العشائري والطائفي‪ ،‬رغم أنها للمرة األولى التي يكون فيها‬ ‫االنقسام في لبنان سياسيا ً وليس طائفياً‪ ،‬مقابل طرح منوذجي لبناني يالئم‬ ‫الواقع املستجد على صعيد تبدل موازين القوى مبا يتناسب ومبدأ تداول‬ ‫السلطة على قاعدة احلضور املتنامي للحركات التي ولدت من رحم املعاناة‬ ‫واحلرمان عند ابناء اجلبل بعد حتويلهم الى ارقام تتقاذفها بورصات اهل‬ ‫االقطاع الذين أثبتوا مؤخرا ً من خالل أدائهم السياسي بأنهم محكومون‬ ‫دوما ً بهاجس الوصول الى السلطة والتمتع بغنائمها‪ ،‬وبأن اصطيافهم‬ ‫سواء أكان داخل معسكر املواالة ام املعارضة ما هو اال صورة مصطنعة عن‬ ‫تعددية بعيدة كل البعد عن تعزيز الثنائية الدرزية كمقدمة للدميقراطية‬ ‫في الطائفة الدرزية‪ ،‬رغم انها عند التوحيديني ليست مشروعا ً نهائيا ً بل‬ ‫مطلق لتعميم ثقافة الثورة التوحيدية ورؤيتها لعملية بناء اجملتمع والدولة‬ ‫وجعلها االساس في حتقيق مشروع حترير ابناء اجلبل من الظروف السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية القاهرة في معركة ندرك اننا كسبناها تاريخيا ً‬ ‫قبل ان نكسبها على االرض‪.‬‬

‫أمني الداخلية في تيار التوحيد‬ ‫هشام االعور‬

‫سقوط الزعامات المستجدية‬ ‫من يلملم أوالد السياسة من شوارع األمم ويعيدهم الى احضان أمهاتهم؟‬ ‫من يوقف هذا التذبذب في بوصلة االنتماء الوطني ويرسي القواعد‬ ‫السليمة للحقائق االجتماعية والقومية ويعيدنا إلى األصالة التاريخية‬ ‫حلقيقة وجودنا؟ وأية وسيلة حق ستسري بنا في محاولة االنتقال من الغريزة‬ ‫الى العقل حتى نكون نحن أنفسنا في الوجود‪ ،‬ال خياالت للزمن املنكسر‪،‬‬ ‫الذي يعكس هذا املد التراجعي في عاملنا العربي عامة‪ ،‬وفي لبنان خاصة؟‬ ‫وهل يحق لنا كمتطلعني الى الشمس‪ ،‬الى احلرية‪ ،‬االنتقال من الهجوم‬ ‫في سبيل احلق الوطني والقومي‪ ،‬الى مدافعني عن مكاسبنا الذاتية نكاية‬ ‫بأحد ما‪ ،‬أو بجمع ما‪ ،‬يرى في أمور السياسة واالنتماء ما ال نراه نحن؟‬ ‫هذا الوطن الغالي‪ ،‬الذي ندين له في احلفاظ على سيادته واإلخالص لتطلعاته‬ ‫نحو الوحدة واحلرية‪ ،‬حرية شعبه على كامل ترابه‪ ،‬حريته النابعة من ذاته ومن‬ ‫حقيقة وجوده التاريخي واجلغرافي واحلضاري‪ ،‬الى أين سنذهب به؟ وأية صحراء‬ ‫قاحلة جنلبها الى اخضرار مروجه ويناع أشجاره وفرات مياهه؟‬ ‫ان صميم املشكلة في هذا الوطن‪ ،‬ال يكمن فقط في املقوالت الطائفية‬ ‫التي متزق اجلسد املتكامل الواحد الى أشالء نازفة وصحارى ال حياة فيها إال‬ ‫لألفاعي السامة‪ ،‬بل في اعتبار ان كل واحد ممن يحسبون أنفسهم قيمني‬ ‫على مقدراته وتاريخه هو أمة‪.‬ان من أهم األسباب في هذا التراجع على كل‬ ‫األصعدة السياسية واالجتماعية عدم جناح الثوارت املتتالية التي قامت في‬ ‫بالدنا ضد املستعمرين على مر األجيال السابقة‪ ،‬هو انتفاء العقلية املوحدة‬ ‫في التوجه الوطني والقومي العام‪ .‬فإذا أخذنا مثال ثورة ‪ 1925‬نرى أن أسباب‬ ‫الفشل الذي رافق مراحلها وعدم حتقيق غاياتها‪ ،‬كوننا قاربناها بعقليات‬ ‫مختلفة‪ ،‬ال بعقلية واحدة موحدة‪ .‬وبرغم استبسال اميرها سلطان باشا‬ ‫األطرش وكل جبل العرب لرفع الراية الوطنية آنئذ بدال ً من راية االستعمار‪،‬‬ ‫وبرغم حتلق السواد األعظم من األمة حول جبل العرب وسلطانه‪ ،‬ملا لهذا‬

‫اجلبل من تاريخ ناصع ومجد أصيل‪ ،‬لم تصل تلك الثورة الى النهاية السعيدة‬ ‫واخلامتة املرجوة لها‪ ،‬لكنها سطرت صفحة بطولة وقدوة عز‪.‬‬ ‫ما يدفعنا الى هذا االستعراض املوجز من تاريخ شعبنا‪ ،‬أنه مبجمله ما‬ ‫خضع ملستعمر‪ ،‬أو نأى بنفسه عن الصراع ضد أي من الفتوحات التي مرت‬ ‫به‪ ،‬وان بعض َمن في الساحة السياسية اللبنانية‪ ،‬يحاول القفز فوق احلقائق‬ ‫التاريخية وتزويرها واعادة احياء فكرة االستعانة باالجنبي خدمة ملصاحله‪،‬‬ ‫ال بل نادى به استعمارا ً واحتالال ً وقلب أنظمة ممانعة رفضت االحتالل‬ ‫واالستعمار وناضلت لرفع الظلم بكل أشكاله عن كاهلها‪.‬‬ ‫ان الوفاء لدماء الشهداء ال يكون بترويج ثقافة التبعية أو “االعتدال”‬ ‫وتأييد تدخل األمم الكواسر بشؤوننا الداخلية‪ ،‬تلك الدول التي جزأت بالدنا الى‬ ‫دويالت‪ّ ،‬‬ ‫وقطعت أوصالها‪ ،‬وتسعى حتى تاريخه‪ ،‬الى متزيقها وتفتيتها الى‬ ‫مذاهب وشيع وأعراق‪ ،‬إرضا ًء واراحة لدولة االغتصاب الصهيوني مبعاونة بعض‬ ‫الدول الناطقة بالعربية والتي تسير بعكازات عبرية‪.‬لذلك نقول للذين نثروا‬ ‫األرز والورود على من اجتاح بالدنا‪ ،‬وأمعن في إذاللها‪ ،‬وللذين كانت قصورهم‬ ‫وغرفهم السرية السوداء مسرحا ً للتآمر على من يعارض اندفاعهم اجملنون‬ ‫نحو اخلضوع للمحتل‪ ،‬أيا ً يكن هذا احملتل‪ ،‬أو املستعمر‪ ،‬نقول لهم بأنه ال‬ ‫يحق لهم التكلم عن احلق واحلرية واالستقالل‪ ،‬ونطالب أحرار النفوس في‬ ‫عاملنا العربي عامة‪ ،‬وفي لبنان بوجه خاص برفع الصوت عاليا ً والتصدي لكل‬ ‫الظواهر االنهزامية من أية فئة أتت لئال حتسب البغايا عذارى واجلالد ضحية‪.‬‬ ‫ان أوالد السياسة الذين يطوفون شوارع العواصم الغربية يستجدون‬ ‫الدعم لإلبقاء على زعاماتهم االقطاعية التي تتحكم ببعض احملازبني‬ ‫وبلقمة عيشهم ال ميكنهم أن يحكموا وطنا ً حرا ً سيدا ً مستقالً وهم ال‬ ‫يعرفون احلياة احلرة الكرمية‪.‬‬

‫خالد أبو فاعور‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪109‬‬


‫منبر رياضي‬

‫ﭭيفا اسبانيا‬

‫العمالق كاسياس‬

‫الهداف توريس‬

‫أوروبا تتكلم األسبانية‬ ‫توج املنتخب االسباني عن جدارة واستحقاق‬ ‫بطالً لكأس امم اوروبا لكرة القدم (يورو ‪ ،)2008‬اثر‬ ‫فوزه على نظيره االملاني بهدف نظيف في املباراة‬ ‫النهائية التي اقيمت على ملعب ارنست هابل‬ ‫بالعاصمة النمساوية فيينا‪.‬‬ ‫وسجل هدف املباراة جنم ليفربول االنكليزي‬ ‫فيرناندو توريس مستغالً خطأ فادحا ً لالعب‬ ‫االملاني فيليب الم‪.‬‬ ‫وبهذا الفوز يكون املنتخب االسباني قد اعاد‬ ‫االعتبار الى جماهير بعد انتظار دام ‪ 44‬سنة دون‬ ‫حتقيق اي انتصار مهم في البطوالت العاملية‪.‬‬ ‫واستحق املنتخب االسباني اللقب‪ ،‬ألنه كان‬ ‫وقدم عروضا ً رائعة في‬ ‫االفضل في البطولة ّ‬ ‫جميع املباريات التي خاضها‪.‬‬ ‫وفك “املاثادور” االسباني النحس الذي الزمه في‬ ‫البطوالت الكبرى حيث دائما ً يدخلها مرشحا ً‬ ‫بقوة الى احراز اللقب‪ ،‬لكنه يخيب اآلمال ويودعها‬ ‫قبل األدوار النهائية‪.‬‬

‫وهو النهائي الثالث السبانيا في البطولة‬ ‫القارية بعد االول عام ‪ 1964‬عندما نالت اللقب‬ ‫على حساب االحتاد السوفياتي (‪ )1-2‬و‪1984‬‬ ‫عندما خسرت امام فرنسا صفر – ‪.2‬‬ ‫وجاءت بطولة اوروبا هذا العام لتحل فيها‬ ‫اسبانيا مثل املايسترو الذي يعلم التالميذ‪،‬‬ ‫ونال عالمة كاملة‪ .‬اذ متكن من ترويضهم واحدا ً‬ ‫تلو اآلخر‪ ،‬فاالول كان منتخب روسيا والثاني‬ ‫منتخب ايطاليا‪ ،‬ثم كانت السبانيا الغلبة‬ ‫في نهاية املطاف على املنتخب االملاني‪ ،‬بعد ان‬ ‫فازت باملباريات الست التي لعبتها في البطولة‬ ‫بأسلوب كروي شامل وفنيات عالية وروح قتالية‬ ‫ال مثيل لها‪.‬‬ ‫وبهذه الطريقة حققت اسبانيا حلما ً راود‬ ‫جماهيرها سنوات طويلة‪ ،‬وذلك امام عيون‬ ‫العاهل االسباني خوان كارلوس وامللكة صوفيا‬ ‫ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو‪.‬‬

‫ ‬ ‫الدولة حاضرة‬

‫‪110‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫احصاءات البطولة الـ‪13‬‬ ‫• عدد اإلصابات‪77 :‬‬ ‫هداف البطولة‪ :‬دافيد فيال (اسبانيا) ‪4‬‬ ‫• ّ‬ ‫اصابات‪.‬‬ ‫• اكثر املنتخبات تسجيالً (‪ :)12‬اسبانيا‪.‬‬ ‫• اقل املنتخبات تسجيالً (‪ :)1‬النمسا‪،‬‬ ‫بولونيا‪ ،‬رومانيا‪ ،‬اليونان‪ ،‬فرنسا‪.‬‬ ‫• اكثر الشباك اهتزازا ً (‪ :)9‬تركيا‪.‬‬ ‫• اقل الشباك اهتزازا ً (‪ :)2‬كرواتيا‪.‬‬ ‫• مجموع الكرات املسددة‪892 :‬‬ ‫• اكثر الالعبني تسديدا ً (‪:)28‬‬ ‫(رومان بافليوتشينكو (روسيا‪.‬‬ ‫• اكثر الفرق تسديدا ً (‪ :)117‬اسبانيا‪.‬‬ ‫• اقل الفرق تسديدا ً (‪ :)33‬اسوج‪ ،‬رومانيا‪.‬‬ ‫• اكثر الكرات املسددة خالل مباراة واحدة (‪:)54‬‬

‫ ‬ ‫حلظة التتويج‬


‫نطحة الثور اقوى‬

‫فرحة االنتصار ‬

‫هولندا – روسيا‪.‬‬ ‫• مجموع الكرات املصدودة‪.247 :‬‬ ‫• اكثر احلراس صدا ً للكرات (‪ :)35‬ايفور‬ ‫اكينفييف (روسيا)‪.‬‬ ‫• اكثر الضربات الركنية (‪ :)41‬روسيا‪.‬‬ ‫• اقل الضربات الركنية (‪ :)9‬رومانيا‪.‬‬ ‫• مجموع االخطاء املرتكبة‪.1118 :‬‬ ‫• اكثر الفرق ارتكابا ً لالخطاء (‪ :)114‬اسبانيا‪.‬‬ ‫• اقل الفرق ارتكابا ً لالخطاء (‪ )45‬اليونان‪.‬‬ ‫• عدد البطاقات الصفر‪.122 :‬‬ ‫• اكثر الفرق حصوال ً على بطاقات صفر (‪:)16‬‬ ‫تركيا‪.‬‬ ‫• اقل الفرق حصوال ً على بطاقات صفر (‪:)3‬‬ ‫اسوج‪.‬‬ ‫• عدد البطاقات احلمر (‪ :)3‬فولكان دمييريل‬ ‫(تركيا)‪ ،‬باستيان شفاينشتايغر (املانيا)‪ ،‬اريك‬ ‫ابيدال (فرنسا)‪.‬‬ ‫• اكثر حاالت التسلل في اجملموع (‪ :)17‬البرتغال‪،‬‬ ‫أملانيا‪.‬‬ ‫• اقل حاالت التسلل في اجملموع (‪:)1‬‬ ‫النمســا‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫ ‬

‫موزارت اسباني ‬

‫خيبة االمل‬

‫النتائج الكاملة لألدوار النهائية من بطولة االمم األوروبية الـ ‪ 13‬لكرة القدم‬ ‫ترتيب فرق اجملموعة االولى‬ ‫البرتغال‬ ‫تركيا‬ ‫سويسرا‬ ‫اجلمهورية التشيكية‬ ‫ترتيب فرق اجملموعة الثانية‬ ‫كرواتيا‬ ‫املانيا‬ ‫النمسا‬ ‫بولونيا‬ ‫ترتيب فرق اجملموعة الثالثة‬ ‫هولندا‬ ‫ايطاليا‬ ‫رومانيا‬ ‫فرنسا‬ ‫ترتيب فرق اجملموعة الرابعة‬

‫لعب‬

‫فاز‬

‫تعادل‬

‫خسر‬

‫له‬

‫فيه‬

‫نقاطه‬

‫لعب‬

‫فاز‬

‫تعادل‬

‫خسر‬

‫له‬

‫فيه‬

‫نقاطه‬

‫لعب‬

‫فاز‬

‫تعادل‬

‫خسر‬

‫له‬

‫فيه‬

‫نقاطه‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫اسبانيا‬ ‫روسيا‬ ‫السويد‬ ‫اليونان‬

‫ ‬ ‫فرحة الشعب‬

‫لعب‬

‫فاز‬

‫تعادل‬

‫خسر‬

‫له‬

‫فيه‬

‫نقاطه‬

‫ ‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‬‫‬‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‬‫‬‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬

‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫‬‫‬‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‬‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‬‫‬‫‬‫‪-‬‬

‫املاتادور ‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‬‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‬‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‬‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-‬‬

‫واخيرا ً الكأس‬

‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪111‬‬


‫لماذا‬ ‫ُ‬ ‫حبطون‬ ‫ت‬ ‫ِ‬

‫الشباب؟!‬ ‫رونالد حمدان‬

‫‪112‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ان حاضر الشباب مليء باإلحباط‪ ،‬فالشباب اليوم غير قادر على املشاركة‬ ‫في صنع حاضره ومستقبله‪ ،‬ألنه غارق في مشكالته ومعاناته اليومية‬ ‫التي تشتد يوما ً بعد يوم‪ ،‬وقد وصلت الى حدود الالمقبول والالمعقول‬ ‫والالمحمول‪.‬‬ ‫إن معظم الشباب محتاج ماليا ً ومحروم تربويا ً ومعدوم ثقافياً‪ ،‬فهم‬ ‫ضائعون بني وطن يحلمون به كبيرا ً وحكم صغير فاسد يعقم الطموحات‪.‬‬ ‫إنهم يعيشون واقعا ً مريرا ً عنوانه االهمال والتخلف‪ ،‬كما أ ّن مأساتهم‬ ‫الكبرى تتمثل في دولة فاسدة مفسدة‪.‬‬ ‫إن حكومة فواد السنيورة تعمل على إغراقهم في الشؤون احلياتية‪،‬‬ ‫لتبعدهم عن الشؤون الوطنية‪ .‬وال تعي حكومة تصريف االعمال والسرقة‬ ‫مدى أحالم الشباب وطموحاتهم في بناء شخصيتهم الذاتية املستقلة‪،‬‬ ‫وهي أساس في بناء الوطن‪ ،‬املستقل عن كل تبعية ووصاية وهيمنة‪ ،‬وأن‬ ‫اكثر ما يحتاجونه هو احلوار‪ .‬غير ان احلوار معطل‪ ،‬حوار األجيال معطل‪،‬‬ ‫وحوار املناطق معطل وحتى حوار الطوائف معطل‪ .‬لقد عطلوا كل حوار‬ ‫ليتسنى لهم تعطيل العمل السياسي فيسهل عليهم احلكم‪.‬‬ ‫أيها الشباب! وحده احللم والعمل ينقذكم من اليأس‪ ،‬ويحفظ حقكم‬ ‫املطلق‪ .‬وال أحد يستطيع النيل منكم‪ ،‬فإن احللم أقوى من كل سلطان‬ ‫وسلطة وتس ّلط‪ .‬إال أن القهر يقتل احللم‪ .‬وحني يزول احللم‪ ،‬ينتفي‬ ‫الشباب والفقر يغتال الطموح‪ .‬وعندما يتالشى الطموح ينعدم الشباب‪.‬‬ ‫إن طريقكم هو التغيير ومشروعكم هو الدميقراطية‪ .‬التغيير هو القدرة‬ ‫على التجديد والتجدد‪ ،‬والدميقراطية هي حق الشعب اللبناني في املقاومة‬ ‫وتقرير املصير‪ ،‬وحق اإلنسان اللبناني في حرية الرأي والعمل وتكافؤ الفرص‬ ‫واالرتقاء‪.‬‬ ‫ندعوكم اليوم الى رص الصفوف واالنتظام في العمل احلزبي الصحيح‪،‬‬ ‫والسير معا ً خدمة للبنان وتوحيده وحترير أرضه واحلفاظ على كيانه‬ ‫وعروبته‪ .‬و في سبيل انطالقة ثورية ناطقة باسمكم‪ ،‬عاملة لكم‪ ،‬محققة‬ ‫آمالكم‪ ،‬في سبيل نهضة فكرية وإصالح جذري‪ ،‬ومبدأ قومي وقومية لبنانية‬ ‫مخلصة نسير على خطاها‪ .‬أنتم من حرر االرض ومن حقق العزة والكرامة‪،‬‬ ‫انتم احلريصون على الوحدة الوطنية وعلى وحدة لبنان أرضا ً وشعباً‪.‬‬ ‫لذلك هلموا لنطرد الطائفية والعمالة والقضاء على الفساد‬ ‫واإلقطاعية‪.‬‬ ‫وننب لبناننا اجلديد‪ ،‬لبنان املقاوم احلر‪ ،‬لبنان‬ ‫هلموا نحقق العدالة واحلق ِ‬ ‫تراث األجداد وأمل األحفاد‪.‬‬ ‫أيها الشباب‪ ،‬انتم الوعد واملستقبل‪ .‬الغد يبدأ اليـوم‪ ،‬اجملد لكم‬ ‫وللبنان‪.‬‬


‫عامان على تأسيس التيار ول ّما تزل شمسه ساطعة‬

‫في الذكرى الثانية لتأسيسه‬ ‫يتشرف‬

‫تيار التوحيد اللبناني‬ ‫بدعوتكم لحضور‬

‫مهرجانه السنوي‬ ‫المكان‪ :‬الشوف – الجاهلية – بيت البلدة‬ ‫الزمان‪ :‬االحد الموافق في ‪2008-7-13‬‬ ‫الساعة الحادية عشرة قبل الظهر‬

‫الدعوة عامة‬ ‫العدد ‪ -18‬متوز ‪2008‬‬

‫‪113‬‬


‫سمير القنطار‬ ‫من األسر‬ ‫الى الحرية‬

‫تحية تيار «التوحيد اللبناني»‬ ‫الى المقاوم البطل‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.