Manbar altawhid issue 33

Page 1

‫العدد ‪ 33‬ــ تشرين أول ‪ 2009‬ــ السنة الثالثة‬

‫الجوالن في حضن سوريا‬

‫الفساد يستوطن إسرائيل‬

‫ألبير منصور ‪ :‬لم تنته‬ ‫مفاعيل اتفاق الطائف‬ ‫بل تعطلت‬

‫زاهر الخطيب ‪ :‬اعتذار الحريري‬ ‫شكل تجاوزاً للدستور‬

‫ض ً‬ ‫مانة وي َ‬ ‫لبنان يخسر صادراته ويتراجع َ‬ ‫َفقر شعبه‬ ‫سمير التقي‪ :‬سوريا قوية والجميع بحاجة إليها‬ ‫ما لم ي َُقل عن حرب تشرين‪ ‬‬ ‫ال خوف من انفلوانزا الخنازير‬ ‫‪1‬‬

‫يهودي يكشف‬ ‫دموية الصهاينة‬ ‫«فتح االسالم»‬ ‫ترشين أول ‪2009‬‬ ‫لم توقف العدد ‪-33‬‬ ‫النار‬ ‫إطالق‬


‫منرب التوحيد‬

‫في هذا العدد‬

‫نرشة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫املنرب اللبناين‬

‫اللواء الحاج لـ»منرب التوحيد»‪:‬‬ ‫الحريري عن من ارتكب الجرمية‬

‫أسأل‬

‫املنرب العريب‬

‫قضية واحدة من فلسطين الى سوريا ولبنان‬

‫العدد الثالث والثالثون ‪ /‬ترشين أول ‪ 2009‬السنة الثالثة‬

‫ص ‪14‬‬

‫البوابات املشرتكة بني سوريا وتركيا‬

‫ص ‪40‬‬

‫العراق‪ :‬خريطة تحالفات جديدة تسبق‬ ‫االنتخابات‬

‫ص ‪66‬‬

‫أول الكالم‬

‫املنرب الدويل‬

‫سفري كوبا لـ”منرب التوحيد”‪ :‬أعود حام ًال‬ ‫ذكريات كبرية عن الشعب اللبناين‬ ‫املقاوم‬

‫املنرب االقتصادي‬

‫لبنان صادراته‬ ‫وشعبه يفقر‬

‫تخرس‬

‫وضامنه‬

‫يرتاجع‬

‫ص ‪72‬‬

‫ص ‪74‬‬

‫املنرب الثقايف‬

‫الشاعر نجم الدين السامن لـ”منرب‬ ‫التوحيد”‪ :‬األدب فقد وظيفته والحوامل‬ ‫قد سقطت‬

‫ص ‪78‬‬

‫لـ”منرب‬ ‫البعلبيك‬ ‫سمية‬ ‫الفنانة‬ ‫التوحيد”‪ :‬الدولة غائبة عن دعم الفن‬ ‫اللبناين ومواكبته‬

‫ص ‪82‬‬

‫منرب املرأة‬

‫نجالء سعد لـ”منرب التوحيد”‪ :‬مشاركة‬ ‫املرأة يف الحكم والسياسة بنتيجة‬ ‫لعامل الوراثة‬

‫املنرب الريايض‬

‫ص ‪88‬‬

‫ص ‪96‬‬

‫تصفيات كأس العامل ‪2010‬‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬

‫‪2‬‬

‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪ 0966600099 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬

‫‪3‬‬

‫‪100‬‬

‫ورؤساء‬ ‫السياسيون‬ ‫الزعامء‬ ‫ينشغل‬ ‫األحزاب وقادة الطوائف بتشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫ويقف وراءهم رؤساء وملوك وأمراء عرب‪،‬‬ ‫إضافة إىل رؤساء يف العامل ممن هم يف‬ ‫موقع القرار‪ ،‬يف وقت تحرض فيه مشاغل‬ ‫أخرى‪ ،‬وهموم أكرث سخونة عىل اللبنانيني‪،‬‬ ‫الذين بقدر ما يأملون إنجاز تأليف الحكومة‪،‬‬ ‫لتسيري شؤون الدولة‪ ،‬ومتابعة أوضاع‬ ‫املواطنني‪ ،‬فإنهم يعيشون مع أقساط‬ ‫أوالدهم يف املدارس والجامعات التي تزيد‬ ‫كل عام عن طاقتهم لتلبية نهش التعليم‬ ‫لرواتبهم إضافة إىل تحضري التدفئة ملوسم‬ ‫شتاء قارس‪ ،‬وتدبري لقمة العيش التي ق ّلت‬ ‫عند آالف العائالت بسبب الغالء وارتفاع‬ ‫األسعار وجشع التجار واحتكاراتهم‪.‬‬ ‫هذه القضايا املعيشية والحياتية يرافقها‬ ‫تباطؤ يف الخدمات االجتامعية‪ ،‬ومل يعد‬ ‫الصندوق الوطني للضامن االجتامعي يلبي‬ ‫حاجات املنتسبني إليه وهم باآلالف‪ ،‬حيث‬ ‫القلق من إفالس قد يتعرض له يجري الحديث‬ ‫عنه‪ ،‬قد يطال أهم انجاز اجتامعي ومطلبي‬ ‫تحقق يف ستينات وسبعينات القرن املايض‪،‬‬ ‫فبدال من أن تتصاعد الخدمات هناك من‬ ‫يعمل لتقليصها أو لتحميل املضمونني‬ ‫أعباء إضافية‪.‬‬ ‫فإىل أزمة الضامن االجتامعي‪ ،‬ظهر تراجع‬ ‫يف الصادرات الصناعية ومثلها الزراعية‪ ،‬وهو‬ ‫ما ينبئ ببطالة قادمة ستزيد الضغط عىل‬ ‫األمن االجتامعي‪ ،‬الذي قد يهدد االستقرار‪،‬‬ ‫إذا ما انتقلت املطالب إىل الشارع‪.‬‬ ‫هذه املشاكل االقتصادية واالجتامعية‪،‬‬ ‫يجب أن تكون الحافز لإلرساع يف تشكيل‬ ‫حكومة وحدة وطنية‪ ،‬إلنقاذ ما ميكن إنقاذه‬ ‫مع تصاعد الغالء‪ ،‬وازدياد البطالة‪ ،‬وتكاثر‬ ‫الفقراء‪ ،‬وضمور اقتصاد اإلنتاج‪.‬‬ ‫وألن األزمة كبرية فتحت «منرب التوحيد»‬ ‫هذه امللفات ألنها صوت املقهورين اجتامعياً‬ ‫واملشلولني اقتصادياً‪.‬‬

‫التحرير‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫كان اتفاق الطائف تسوية بني اللبنانيني‪ ،‬إلنهاء الحرب التي‬ ‫عصفت بهم‪ ،‬وش ّكل محطة اللتقاط األنفاس لتطوير النظام‬ ‫السيايس‪ ،‬الذي أوجدوا له آلية إلصالحه‪ ،‬يف وثيقة الوفاق‬ ‫الوطني التي أقرت يف الطائف‪ ،‬إحدى املدن السعودية‪ ،‬حيث‬ ‫ش ّكل اإلصالح مادة خالف داخلية‪ ،‬متحورت حول حصص الطوائف‬ ‫وحقوقها‪ ،‬وصالحيات السلطات ومن يرتأسها‪ ،‬وكل ذلك تحت‬ ‫عنوان املشاركة يف الحكم‪.‬‬ ‫ففي السياق التاريخي للرصاع عىل السلطة يف لبنان‪ ،‬منذ‬ ‫أيام السلطنة العثامنية‪ ،‬وبعد املعارك التي نشبت بني الدروز‬ ‫واملوارنة عىل النفوذ يف جبل لبنان‪ ،‬الذي متتع بشبه حكم ذايت‪،‬‬ ‫تدخلت الدول السبع‪ ،‬لوقف االشتباكات واملجازر التي حصلت‬ ‫وفصلت لهام‪ ،‬نظاماً سياسياً عرف بـ “القائم‬ ‫بني الطائفتني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مقاميتني”‪ ،‬وعينّ عىل كل منهام قائم مقام ماروين لجبل لبنان‬ ‫الشاميل‪ ،‬وآخر درزي لجبل لبنان الجنويب‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت عرف‬ ‫اللبنانيون “الطائفية السياسية” التي انتقلت معهم‪ ،‬إىل مرحلة‬ ‫ما بعد االستقالل يف عام ‪ ،1943‬عندما صيغت تسوية بني املوارنة‬ ‫والسنّة‪ ،‬وقد أصبح الدروز خارج الرتكيبة‪ ،‬بعد ضم األقضية‬ ‫األربعة إىل جبل لبنان‪ ،‬وإنشاء “لبنان الكبري” عىل يد املستعمر‬ ‫الفرنيس الجرنال “غورو”‪ ،‬وتح ّول الرصاع بني السنّة واملوارنة حول‬ ‫هوية لبنان‪ ،‬إذ اعترب املوارنة أنه أنشئ لهم‪ ،‬ليكون ملتصقاً‬ ‫بالغرب ال مبحيطه القومي والعريب‪.‬‬ ‫وامتد الخالف حول النظام السيايس‪ ،‬ومن يحكمه أقلية‬ ‫مسيحية أو أكرثية إسالمية‪ ،‬فكانت صيغة ‪ 1943‬بني رئيس‬ ‫الجمهورية املاروين بشارة الخوري ورئيس الحكومة السني رياض‬ ‫الصلح‪ ،‬عىل أن يكون الحكم طائفياً وبصيغة مؤقتة وأق ّر يف‬ ‫املادة ‪ 95‬من الدستور‪ ،‬وتم توزيع السلطات عرفاً‪ ،‬فأعطيت رئاسة‬ ‫الجمهورية للموارنة‪ ،‬ورئاسة مجلس النواب للشيعة‪ ،‬ورئاسة‬ ‫الحكومة للسنة‪ ،‬ومل يكن هذا التوزيع معتمداً قبل االستقالل‬ ‫أيام االنتداب الفرنيس‪.‬‬ ‫هذه الصيغة – التسوية‪ ،‬مل تجلب للبنان سوى األزمات‪ ،‬إذ كان‬ ‫الخالف السني – املاروين عىل الحكم دامئاً واملشاركة فيه قامئاً‪،‬‬ ‫وكذلك عىل سياسة لبنان الخارجية‪ ،‬وقد بدأ يظهر مع نكبة‬ ‫فلسطني عام ‪ ،1948‬ثم برز مع التجديد للرئيس بشارة الخوري الذي‬ ‫اتسم عهده بتزوير االنتخابات والفساد‪ ،‬وتسلط شقيقه السلطان‬ ‫سليم عىل مؤسسات الدولة‪ ،‬وقد حاولت “الجبهة االشرتاكية‬ ‫الوطنية”‪ ،‬التي تأسست عام ‪ ،1952‬من كميل شمعون وكامل‬ ‫جنبالط والحزب السوري القومي االجتامعي‪ ،‬والكتلة الوطنية‪،‬‬ ‫تحقيق إصالح يف الحكم‪ ،‬عرب اإلطاحة برئيس الجمهورية‪ ،‬الذي قدم‬ ‫استقالته بعد ثالثة أيام عىل إرضاب املعارضة الشهري‪ ،‬التي نجحت‬ ‫دب‬ ‫يف أن تأيت بقطبها شمعون رئيساً للجمهورية‪ ،‬لكن الخالف ّ‬ ‫فيها ال سيام بني شمعون وجنبالط‪ ،‬ووصل الوضع إىل تأزمه عام‬ ‫‪ ،1958‬عندما أدخل لبنان يف املحور األمرييك‪ ،‬ما ُسمي بـ “مرشوع‬ ‫إيزنهاور”‪ ،‬وحلف بغداد‪ ،‬الذي كان يعمل “لرشق أوسط” مواجه‬ ‫للتمدد الشيوعي ولظاهرة الرئيس جامل عبد النارص الوحدوية‬

‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫لبنان‬ ‫أزمة‬ ‫هوية‬ ‫ونظام!‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪4‬‬

‫الذي ارتفع حضوره العريب بعد تصديه للعدوان الثاليث عام ‪1956‬‬ ‫عىل السويس‪ ،‬الذي قامت به فرنسا وبريطانيا و”إرسائيل”‪.‬‬ ‫كانت أزمة ‪ 1958‬إحدى أزمات الهوية والنظام للكيان اللبناين‪،‬‬ ‫الذي عاد واهتز بعد عرش سنوات‪ ،‬إثر هزمية العرب يف حزيران‬ ‫من العام ‪ ،1967‬أمام حرب األيام الستة التي شنتها “إرسائيل”‪،‬‬ ‫وخرسوا مزيداً من األرايض العربية‪ ،‬ففقدوا فلسطني كلها‪،‬‬ ‫إضافة إىل الجوالن وسيناء‪ ،‬وقد شكلت هذه النكسة بعد النكبة‪،‬‬ ‫حافزاً للفلسطينيني ليخوضوا الكفاح املسلح من الدول املحيطة‬ ‫بفلسطني‪ ،‬يف األردن ولبنان وسوريا‪ ،‬وقد تأثر لبنان بذلك‪ ،‬وكشف‬ ‫من جديد عن أزمة يف هويته‪ ،‬تتعلق مبوقفه من الرصاع مع‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬إذ قام من ينادي كبيار الجميل‪ ،‬وكل املدرسة االنعزالية‪ ،‬أن‬ ‫“قوة لبنان بضعفه”‪ ،‬وال رضورة لتسليح الجيش‪ ،‬وأن صداقات لبنان‬ ‫الدولية ودبلوماسيته وحياده يحميه من االعتداءات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫لكن هذه الشعارات سقطت مع الحروب واملجازر واالغتياالت التي قام‬ ‫بها العدو اإلرسائييل‪ ،‬وأدت إىل مزيد من التعقيد الداخيل والتباعد‬ ‫بني اللبنانيني يف النظرة الواحدة إىل العدو اإلرسائييل‪ ،‬مام أفقدهم‬ ‫الثقة فيام بينهم‪ ،‬ومتثل ذلك يف االنقسام الوطني‪ ،‬بني مؤيد‬ ‫للمقاومة الفلسطينية ورافض لها‪ ،‬وأن يكون للفلسطينيني وجود‬ ‫مسلح‪ ،‬وبأن تتحول املخيامت إىل “دويالت” خارجة عىل السلطة‬ ‫اللبنانية‪.‬‬ ‫وانترص املسلمون للفلسطينيني‪ ،‬ووقف الجزء األكرب من‬ ‫املسيحيني ضدهم‪ ،‬وانفجرت الحرب األهلية‪ ،‬التي لبست ثوب‬ ‫اإلصالح السيايس الذي كانت تطرحه الحركة الوطنية اللبنانية‪،‬‬ ‫يف الوضع الداخيل اللبناين‪ ،‬ض ّيقت‬ ‫لكن التدخالت الخارجية‬ ‫فرصة تحقيق اإلصالح‪ ،‬إال بعد مرور ‪ 15‬سنة عىل اندالع الفتنة‬ ‫الداخلية‪ ،‬وقد أسقطت املقاومة الوطنية املرشوع اإلرسائييل‬ ‫بتقسيم لبنان وصهينته‪ ،‬وربطه مبعاهدة سالم مع الدولة العربية‪،‬‬ ‫حيث مل يتمكن حزب الكتائب من أن يجر لبنان نحو “إرسائيل”‬ ‫بعد أن سقط أحد رموز العالقة مع العدو اإلرسائييل بشري الجميل‬ ‫قتي ًال بعد أن فرضه االحتالل اإلرسائييل رئيساً‪.‬‬ ‫مع هزمية املخطط الصهيوين‪ ،‬وتقدم املرشوع الوطني‪ ،‬وتسجيل‬ ‫املقاومة الوطنية واإلسالمية انتصارات عىل “إرسائيل” وعمالئها‪،‬‬ ‫بات موضوع إصالح النظام السيايس حارضاً بقوة‪ ،‬بعد أن تم‬ ‫حسم هوية لبنان العربية وموقعه يف الرصاع ضد “إرسائيل”‪،‬‬ ‫عرب إسرتاتيجية املقاومة التي أثبتت جدواها‪ ،‬مع تحرير أجزاء كربى‬ ‫من األرايض اللبنانية املحتلة يف الثامنينات وصوالً إىل التحرير عام‬ ‫‪ ،2000‬وانكفاء عمالء “إرسائيل”‪ ،‬يف الجبل وبريوت‪.‬‬ ‫ومل يتمكن أمني الجميل من أن يحكم كرئيس للجمهورية‪،‬‬ ‫وأصبح مطوقاً‪ ،‬ومل يعد من مفر أمامه وأمام فريقه السيايس‪،‬‬ ‫إال التجاوب مع اإلصالحات الداخلية‪ ،‬وقد متكن اييل حبيقة وكان‬ ‫قائداً للـ “القوات اللبنانية” من اخرتاق الجدار‪ ،‬واالنفتاح عىل سوريا‪،‬‬ ‫بعد أن رأى كيف أن اإلرسائيليني يستخدمون املسيحيني وقوداً يف‬ ‫مرشوعهم‪ ،‬وأن اإلدارة األمريكية تلعب بهم ورقة يف إطار مصالحها‪،‬‬ ‫فتقدم حبيقة باتجاه خصومه‪ ،‬ونجح يف أن يتوصل مع “أمل” و‬

‫“الحزب التقدمي االشرتايك” إىل االتفاق الثاليث برعاية سوريا‪ ،‬لكن‬ ‫غالة “املارونية السياسية” انقلبوا عليه بتشجيع من “املارونية‬ ‫الدينية” فذهب املسيحيون إىل مزيد من االقتتال فيام بينهم حتى‬ ‫ما بعد توقيع اتفاق الطائف‪ ،‬الذي أوقف الحرب واستطاعت سوريا‬ ‫برعايتها له‪ ،‬وتوكيلها من قبل العرب واملجتمع‪ ،‬أن تنفذ أهم بنوده‪،‬‬ ‫لجهة تحقيق السلم األهيل‪ ،‬وحل امليلشيات وإلغاء الحواجز‪ ،‬وتوحيد‬ ‫املؤسسات وإعادة بنائها‪ ،‬ال سيام الجيش والقوى األمنية وإجراء‬ ‫انتخابات نيابية عىل ثالث دورات‪ ،‬مع انتخابات رئاسة جمهورية‬ ‫ثالث مرات‪ ،‬وتشكيل حكومات وإعادة البناء واألعامر‪ ،‬وإطالق عجلة‬ ‫االقتصاد‪.‬‬ ‫كل هذه اإلنجازات الهامة‪ ،‬كان ينقصها إصالح النظام السيايس‬ ‫الذي مل يتحقق إال جزئياً‪ ،‬ومل يقبل اللبنانيون الولوج إىل إلغاء‬ ‫الطائفية ومل يعملوا عىل تشكيل الهيئة الوطنية التي يقع‬ ‫عليها مهام وضع آلية إلخراج لبنان من واقعه الطائفي‪ ،‬وقد نص‬ ‫اتفاق الطائف عىل أكرث من فقرة‪ ،‬تشري إىل رضورة البدء يف إلغاء‬ ‫الطائفية‪ ،‬سواء يف قانون االنتخاب أو الوظائف‪ ،‬أو اإلمناء املتوازن‪ ،‬أو‬ ‫كتاب الرتبية‪ ،‬الخ‪........‬‬ ‫تأخر اللبنانيون عن اإلصالح‪ ،‬وما يعيشونه اليوم من أزمات‪،‬‬ ‫والتي انفجرت بعد الخروج السوري من لبنان‪ ،‬إذ كانت سوريا‬ ‫متتص األزمات‪ ،‬ولكنها مل تحلها‪ ،‬وإن من توىل امللف اللبناين من‬ ‫املسؤولني السوريني‪ .‬ساعدوا عىل منع متييز قانون الزواج املدين‬ ‫االختياري تلبية لرغبة الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬بالرغم من أن مجلس‬ ‫الوزراء أقره‪ ،‬فنام يف اإلدراج‪.‬‬ ‫إن أزمة تشكيل الحكومة‪ ،‬تعكس أزمة نظام‪ ،‬كام أزمة عالقة‬ ‫الطوائف ببعضها‪ ،‬إضافة إىل عوامل الثقة بني اللبنانيني‬ ‫املنقسمني عىل الهوية والنظام وكأن الطائف مل يكن‪ ،‬إذ أن‬ ‫االنقسام فيام بينهم‪ ،‬تخطى الحقائب الوزارية واألسامء‪ ،‬إىل من‬ ‫سيعود له القرار‪ ،‬وما كان رصاعاً سنياً – مارونياً‪ ،‬يف مراحل سابقة‬ ‫عىل السلطة واملشاركة فيها قد يتحول أو هو كذلك إىل رصاع‬ ‫سني – شيعي حول مفهوم املشاركة‪ ،‬إذ دينامية املجتمع السيايس‬ ‫والطائفي والتطورات التي نشأت مع االنتصارات التي حققتها‬ ‫املقاومة‪ ،‬واقعاً جديداً عىل املستوى السيايس وكذلك الدستوري‪،‬‬ ‫إذ مل يعد من املمكن تغييب رشائح منه السيام الطائفة الشيعية‬ ‫عن املشاركة يف الحكم‪ ،‬وهو ما يسمونه بالثلث الضامن وأحيانا‬ ‫باملثالثة ضمن املناقصة‪ ،‬وقد تم التعبري عنها يف صيغة “الرتويكا”‬ ‫التي اشتهرت يف عهد الرئيس الياس الهراوي‪.‬‬ ‫فالنظام السيايس الطائفي‪ ،‬هو الذي يفرز الحاالت الطائفية‬ ‫ويخرج إىل السطح املطالب املذهبية‪ ،‬وهو الذي يشجع عىل‬ ‫التمرتس وراء الصالحيات تحت عنوان طائفي ومذهبي‪.‬‬ ‫إن الحل متمثل بإلغاء الطائفية‪ ،‬واتفاق الطائف وضع آلية لذلك‪،‬‬ ‫وال ميكن إخراج لبنان من أزماته إال بإسقاط الطائفية من نظامه‪،‬‬ ‫وستفجر حرب أهلية جديدة‪....‬‬ ‫ودون ذلك‪ ،‬فستولد كل يوم أزمة‪،‬‬ ‫ّ‬

‫‪5‬‬

‫«منرب التوحيد»‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬

‫حكومة الوحدة الوطنية ممر إجباري إلى السراي‬

‫الحريري المكلّف مرة ثانية‪ ،‬هل يعتذر أيضاً‬ ‫ويدخل لبنان في الفتنة ؟‬ ‫بالتشكيلة‬ ‫منشغلني‬ ‫اللبنانيون‬ ‫كان‬ ‫ّ‬ ‫الحكومية التي قدمها الرئيس املكلف سعد‬ ‫الحريري‪ ،‬والتي مل تلقَ قبوالً عند املعارضة‪،‬‬ ‫ألنه فرض عليها الحقائب واألسامء‪ ،‬دون‬ ‫التشاور معها مدّعياً أنه ميارس صالحياته‬ ‫الدستورية‪ ،‬مام دفعه إىل االعتذار‪ ،‬بعد أن أعلن‬ ‫رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن أنه‬ ‫ال يوقع عىل حكومة ليست ميثاقية أو تؤ ّمن‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬وقد تزامن اعتذار الحريري‪،‬‬ ‫مع إطالق صاروخي “غراد” من عيار ‪ 155‬ملم‬ ‫من سهل “القليلة” قرب صور وعىل مسافة‬ ‫ليست بعيدة عن الحدود مع فلسطني‪ ،‬باتجاه‬ ‫مستوطنة نهاريا‪ ،‬فسقط فيها صاروخ‬ ‫وأحدث أرضاراً مادية‪ ،‬فيام سقط الثاين داخل‬ ‫األرايض اللبنانية‪ ،‬دون وقوع إصابات‪ ،‬ور ّد العدو‬ ‫اإلرسائييل بقصف املكان الذي انطلق منه‬ ‫الصاروخني‪ ،‬بحوايل ‪ 12‬قذيفة‪ ،‬ومل تسجل‬ ‫إصابات يف األرواح بني املواطنني اللبنانيني‪.‬‬ ‫وقد حاول البعض الربط بني اعتذار الحريري‬ ‫عن تشكيل الحكومة‪ ،‬وإطالق الصاروخني‪،‬‬ ‫وتوجهت االتهامات األوىل من قبل أطراف يف‬ ‫ّ‬ ‫قوى ‪ 14‬شباط‪ ،‬إىل “حزب الله”‪ ،‬الذي وصف‬ ‫وموجه ضد املقاومة‪،‬‬ ‫هذا العمل باملشبوه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التي ال ميكن أن تقوم مبثل هذه األعامل‪،‬‬ ‫وقد سبق أن انطلقت صواريخ من املكان‬ ‫نفسه‪ ،‬واكت ُِشفت‪ ،‬ومل يكن لـ “حزب الله”‬ ‫عالقة بذلك‪ ،‬بل لجامعات إسالمية أصولية‬ ‫فلسطينية‪ ،‬ولبنانية‪ ،‬وقد ألقت األجهزة‬ ‫األمنية القبض عىل عنارص منها‪ ،‬واعرتفت‬ ‫مبا أقدمت عليه‪ ،‬وقد تبنّت مجموعة تطلق‬ ‫عىل نفسها “رسايا زياد الجراح” عملية‬ ‫إطالق الصاروخني‪ ،‬حيث تزامنت مع ‪ 11‬أيلول‬ ‫وهو اليوم الذي ن ّفذ فيه تنظيم “القاعدة”‬ ‫هجامت بالطائرات عىل برجني يف “نيويورك”‬ ‫ووزارة الدفاع يف واشنطن‪ ،‬وكان الجراح من‬ ‫ضمن الذين قاموا بها‪.‬‬ ‫وقد ربطت مصادر أمنية هذه العملية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بذكرى ‪ 11‬أيلول إ ّال أن تنظيم “فتح اإلسالم”‬ ‫ر ّد ببيان أعلن مسؤوليته هو عن إطالق‬ ‫الصواريخ مستهجن ُاً زج تنظيم “القاعدة”‬ ‫نفسه فيها‪ ،‬وكان الكشف عن َمن يقف‬ ‫وراء العملية‪ ،‬مبثابة فك ارتباط بينها وبني‬ ‫تشكيل الحكومة‪ ،‬التي تتعرث ألسباب‬ ‫داخلية وأخرى عربية وإقليمية ودولية‪ ،‬وأن‬ ‫إعادة تكليف الحريري مرة ثانية بتأليفها لن‬ ‫تلغي األسباب التي كانت وراء عدم صدور‬ ‫مراسيم الحكومة املقرتحة‪ ،‬والتي وقفت‬ ‫عند عقدة وزارة االتصاالت‪ ،‬وتوزير جربان‬ ‫باسيل‪ ،‬إ ّال أن أبعادها تتعدّ ى الشأن الداخيل‬ ‫اللبناين‪ ،‬لرتتبط‪ ،‬بالربودة التي أصابت‬ ‫العالقات السورية – السعودية‪ ،‬بعد أن‬ ‫كانت تقدّ مت خطوات إىل األمام‪ ،‬وساهمت‬ ‫يف الوصول إىل صيغة لتشكيل الحكومة‬ ‫من ‪ 15‬للمواالة و‪ 10‬للمعارضة و‪ 5‬لرئيس‬ ‫الجمهورية‪ ،‬لكن الواليات املتحدة األمريكية‪،‬‬ ‫دخلت عىل الخط وأوقفت االندفاعة السورية‬ ‫– السعودية‪ ،‬ألنها بحاجة لتعاون سوريا‬

‫‪6‬‬

‫معها يف العراق وملفات أخرى يف املنطقة‪،‬‬ ‫مام أ ّثر عىل تأخري تشكيل الحكومة‪ ،‬التي‬ ‫انتظر الحريري التطورات الخارجية يك يعرف‬ ‫بأي اتجاه سيأخذ الحكومة‪ ،‬وما هي التنازالت‬ ‫التي سيقدمها للمعارضة؟‬ ‫بالتطورات‬ ‫الحكومة‬ ‫تشكيل‬ ‫ارتبط‬ ‫الخارجية‪ ،‬وقد دخل عىل خطها أيضاً العدو‬ ‫اإلرسائييل الذي هدّ د بأن أي عضو من “حزب‬ ‫ستتحمل‬ ‫الله” سيشارك يف الحكومة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الدولة بكاملها املسؤولية‪ ،‬وسيكون لبنان‬ ‫تحت مرمى النريان اإلرسائيلية‪ ،‬وقد ر ّد الحريري‬ ‫عىل تهديدات رئيس الحكومة اإلرسائيلية‬ ‫“بنيامني نتنياهو”‪ ،‬بأنه لن يرضخ لتهديداته‪،‬‬ ‫وسيكون الحزب ممث ًال يف الحكومة شاء العدو‬ ‫أم أىب‪ ،‬وكان موقفه هذا يعبرّ عن توجه لديه‪،‬‬ ‫متسكه بحكومة وحدة وطنية‪ ،‬وقد لقي‬ ‫وعن ّ‬ ‫ضمن الئحة حكومته‬ ‫ترحيباً وتقديراً‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫التي قدّ مها‪ ،‬اسمني من “حزب الله” محمد‬ ‫فنيش وحسني الحاج حسن‪.‬‬ ‫لكن الحريري الذي رد عىل “نتنياهو”‪ ،‬مل‬

‫يق ّدم التشكيلة التي تعطي الكتل النيابية‬ ‫حقوقها‪ ،‬ال سيام “تكتل التغيري واإلصالح”‬ ‫برئاسة العامد ميشال عون‪ ،‬وهو ما فتح‬ ‫الساحة اللبنانية أمام احتامالت شتى‪ ،‬إذا مل‬ ‫يتجاوب الرئيس املك ّلف مع طروحات املعارضة‬ ‫ومطالبها‪ ،‬فمعنى ذلك أننا قد نكون أمام‬ ‫حكومة من لون واحد‪ ،‬ستفجر الوضع‬ ‫سياسياً وأمنياً‪ ،‬أو االعتذار الثاين‪ ،‬وستدخل‬ ‫البالد يف أزمة حكومية‪ ،‬وفراغ حكومي ‪ ،‬قد‬ ‫يو ّلد انفجاراً يف الشارع‪ ،‬وهو ما بدأ يهدد به‬ ‫نواب “تيار املستقبل” ورئيسهم الحريري‪ ،‬الذي‬ ‫يؤ ّكد أنه لن يخضع لالبتزاز‪ ،‬حيث التخ ّوف من‬ ‫انتكاسة أمنية كبرية‪ ،‬قد تتقدم عىل الحل‬ ‫السيايس‪ ،‬وأكرث الذين يعيشون القلق األمني‬ ‫ووقوع رصاع مذهبي واقتتال سني – شيعي‪،‬‬ ‫هو النائب وليد جنبالط الذي يح ّذر من الخطاب‬ ‫املذهبي‪ ،‬ويسعى لعقد مصالحات إسالمية‬ ‫إسالمية‪ ،‬لتجنيب املناطق اإلسالمية‪ ،‬أية‬ ‫أحداث أمنية‪ ،‬كتلك التي حصلت يف أيار‬ ‫من العام املايض‪ ،‬ال سيام بعد أن رفضت‬ ‫الحريري‬ ‫املعارضة بكل أطيافها تسمية‬ ‫رئيساً للحكومة‪ ،‬وقد تراجعت “كتلة التحرير‬ ‫والتنمية” برئاسة نبيه بري عن تسميته بعد‬ ‫أن رفع من خطابه التصعيدي وابتعاده عن‬ ‫تشكيل حكومة وحدة وطنية التي قد ته ّدد‬ ‫إذا مل تولد‪ ،‬السلم األهيل‪.‬‬ ‫ويذهب تحذير جنبالط اىل احتامل وقوع‬ ‫عدوان إرسائييل عىل لبنان‪ ،‬ومل ينفك جيش‬ ‫العدو عن إجراء املناورات العسكرية وتأهيل‬ ‫الجبهة الداخلية‪ ،‬ملواجهة حرب محتملة عىل‬ ‫لبنان‪ ،‬إذ تحرض “إرسائيل” السيناريو لتربير‬ ‫عدوانها‪ ،‬وهي أعلنت مؤخراً أنها اعتقلت‬ ‫مواطناً فلسطينياً يدعى راوي سلطاين‪،‬‬ ‫ووجهت إليه تهمة مراقبة رئيس األركان‬ ‫ّ‬ ‫“غايب اشكنازي”‪ ،‬وتقديم معلومات لـ”حزب‬ ‫الله” الذي جنده أثناء وجوده يف املغرب‪،‬‬ ‫وطلب إليه مراقبة “اشكنازي” الذي يرتاد‬ ‫نادي ُاً رياضياً يذهب إليه الشاب سلطاين‪ ،‬وأن‬ ‫“حزب الله” يعمل الغتيال رئيس األركان ثأراً‬ ‫الغتيال الشهيد عامد مغنية‪ ،‬وقد رد أهايل‬ ‫املعتقل عىل االتهامات اإلرسائيلية بأنها‬ ‫مفربكة‪.‬‬ ‫ويف املقابل فإن “إرسائيل” قامت مبناورة‬ ‫قرب الحدود مع لبنان‪ ،‬لجمع املعلومات الحربية‬ ‫“شاحف”‪ ،‬وكل ذلك من أجل التحضري‬ ‫لعدوان عىل لبنان‪ ،‬وهذه املناورة تأيت بعد‬

‫اإلرسائيلية‬ ‫التجسس‬ ‫شبكات‬ ‫اكتشاف‬ ‫ّ‬ ‫عطل الدور اإلرسائييل يف‬ ‫قبل أشهر مام‬ ‫جمع املعلومات عن املقاومة‪ ،‬وقد أصيبت‬ ‫املخابرات اإلرسائيلية برضبة موجعة‪.‬‬ ‫ففي الفراغ الحكومي‪ ،‬قد تقع الساحة‬ ‫اللبنانية بفراغ أمني هو الذي يسمح‬ ‫بحصول حوادث داخلية أو عدوان إرسائييل‪،‬‬ ‫وهذا ما قد يفرض عىل القوى السياسية‬ ‫اإلرساع يف تشكيل حكومة وحدة وطنية‪،‬‬ ‫ملواجهة أية تداعيات أمنية داخلية أو اعتداء‬ ‫صهيوين‪ ،‬وهو االمتحان الذي عىل الرئيس‬ ‫املكلف اجتيازه‪ ،‬وعدم الوقوف أمام شكليات‪،‬‬ ‫إذا كان فعلياً يريد حكومة وحدة وطنية‪ ،‬كام‬ ‫تقول أوساط املعارضة‪ ،‬فتسقط كل الحواجز‬ ‫والتحفظات‪ ،‬وهو ما يدعو له الرئيس سليامن‬ ‫الذي يطالب الجميع بتقديم تنازالت أمام خطر‬ ‫ما يواجه لبنان‪ ،‬وما قد ينجم عن إبقاء لبنان‬ ‫دون حكومة فعلية واالستمرار بحكومة‬ ‫ترصيف أعامل‪ ،‬إذ مثة خوف حقيقي أن تولد‬ ‫الحكومة عىل نار حامية‪ ،‬وليس عىل مشاورات‬ ‫طبيعية إذ ال يخفي البعض تكرار أحداث ‪7‬‬ ‫أيار‪ ،‬التي غريت املعادلة الداخلية‪ ،‬وفرضت‬ ‫رشوط املعارضة‪ ،‬بعد تعنت املواالة ورفضها‬ ‫لحكومة وحدة وطنية فيها ثلث ضامن‪.‬‬

‫الفراغ الحكومي‬ ‫قد يمأله تدهور‬ ‫أمني وعدوان‬ ‫إسرائيلي‬ ‫‪7‬‬

‫إذا كان الطرفان املواالة واملعارضة تنازال عن‬ ‫رشوطهام بعد االنتخابات‪ ،‬لجهة الحصول‬ ‫عىل النصف زائداً واحداً للمواالة‪ ،‬أو الثلث‬ ‫زائداً واحداً للمعارضة‪ ،‬وتح ّول املقعدين إىل‬ ‫رئيس الجمهورية‪ ،‬فإن التنازل يجب أن يستمر‬ ‫يف الحقائب واألسامء وهو ما يسعى له‬ ‫الرئيس سليامن ومعه جنبالط‪ ،‬وقد وافقهام‬ ‫الرئيس بري أيضاً الذي صام عن الكالم طيلة‬ ‫فرتة تشكيل الحكومة ألنه يرفض أن يكون‬ ‫التأليف سبباً لتطيري التكليف وقد نصح‬ ‫الحريري أن يبدي مرونة‪ ،‬لكنه مل يفعل‪ ،‬بل‬ ‫ص ّعد مواقفه‪ ،‬ال سيام بعد اعتذاره‪ ،‬مام دفع‬ ‫رئيس مجلس النواب اىل تركه وحيداً دون‬ ‫شبه إجامع وطني حوله‪ ،‬وسيكون لهذا‬ ‫تأثري سلبي عليه‪.‬‬ ‫فالحكومة إذا مل تكن مت ّثل مختلف‬ ‫الرشائح السياسية والطائفية لن تولد‪،‬‬ ‫وسيكون الحاجز أمامها رئيس الجمهورية‪،‬‬ ‫الذي لن يوافق عليها والدستور قد أعطاه‬ ‫حق التوقيع أو عدم التوقيع عىل مراسيم‬ ‫تشكيلها‪ ،‬وكان قبل الطائف ميكنه أن يلجأ‬ ‫هو إىل حكومة “تكنوقراط” أو عسكرية‪،‬‬ ‫وهذا مل يعد متوفراً يف الدستور الحايل‬ ‫الذي ألزمه باستشارات نيابية‪ ،‬كام ال يعطي‬ ‫الدستور الحق لرئيس الحكومة املك ّلف إصدار‬ ‫تشكيلة من جانب واحد دون التشاور مع‬ ‫رئيس الجمهورية‪ ،‬وألزمه بذلك‪.‬‬ ‫من هنا فإن حكومة الوحدة الوطنية هي‬ ‫ممر إجباري لسعد الحريري ليعرب إىل الرساي‪،‬‬ ‫وإذا تخلف عن ذلك‪ ،‬فإن لبنان يكون أمام ممر‬ ‫فتنة داخلية‪ ،‬حيث مشهد السبعينات يتكرر‬ ‫عندما كانت الحكومات يتعرث تشكيلها عند‬ ‫املشاركة‪ ،‬وعند البيان الوزاري وعند الحقائب‪،‬‬ ‫وهو ما و ّلد احتقانات انفجرت حرباً أهلية‪.‬‬

‫زهري العياش‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫مقابلة‬

‫لم تنته مفاعيل اتفاق الطائف بل ُع ِّطلت‬

‫الوزير ألبير منصور لـ «منبر التوحيد»‪ :‬الدولة ته ّدمت منذ بدء‬ ‫الهيمنة السنية السياسية على الحكم واستتباع المؤسسات‬ ‫بدأ تنفيذ الطائف يوم اجتامع املجلس‬ ‫النيايب‪ ،‬يف مطار القليعات‪ ،‬يف ‪ 5‬ترشين‬ ‫الثاين ‪ ،1989‬وعىل الرغم من التلكؤ يف‬ ‫تنفيذه‪ ،‬فقد حققت حكومة الرئيس الحص‬ ‫إصالحات سياسية بصورة دستورية‪ ،‬بد ًءا من‬ ‫‪ 11‬متوز ‪ ،1990‬معيدة توحيد لبنان والجيش‪،‬‬ ‫ومزيلة كل العقبات أمام تنفيذ االتفاق‪،‬‬ ‫بد ًءا من آخر ترشين األول ‪ ،1990‬كام مهّدت‬ ‫واستعادت‬ ‫سيادتها‪،‬‬ ‫بسط‬ ‫للرشعية‬ ‫لها مؤسساتها وأبنيتها وهيبتها‪ ،‬يف‬ ‫بريوت الكربى‪ ،‬التي أخضعتها لسلطة‬ ‫الجيش وقوى األمن اللبنانيني‪ ،‬وإعادة تجميع‬ ‫القوات السورية‪ ،‬متهيداً النسحابها من‬ ‫جميع املناطق اللبنانية‪ ،‬رشوعاً‪ ،‬يف تنفيذ‬ ‫ومامرستها‬ ‫السيايس‪،‬‬ ‫اإلصالح‬ ‫مبادئ‬ ‫وفقاً للدستور الجديد‪ ،‬من خالل مؤسسة‬ ‫مجلس الوزراء‪ ،‬ومشاركة الطوائف كافة‬ ‫يف الحكم‪ ،‬واإلقالع عن الهيمنة والتسلط‬ ‫والتف ّرد‪ ،‬وبناء دولة املؤسسات‪.‬‬ ‫بعد انتخاب الرئيس رينيه معوض‬ ‫واغتياله‪ ،‬وانتخاب الرئيس الراحل الياس‬ ‫الهراوي‪ ،‬وبعد توقف قرسي ملدة عام كامل‪،‬‬ ‫نتيجة معاندة العامد ميشال عون‪ ،‬وعدم‬ ‫تسليمه برشعية الحكم الجديد‪ ،‬أسفر‬ ‫تنفيذ اإلتفاق عن نتائج مغايرة متاماً ملا‬ ‫كان ُق ِّرر يف الطائف‪ ،‬إن مل تكن مناقضة‬ ‫له‪ ،‬فبدل الحكم من داخل مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫مورس الحكم من خارجه؛ كام كان يحدث‬ ‫قبل نقل السلطة اإلجرائية إليه‪ ،‬بل إن‬ ‫مثة َمن رأى أن كثرياً من القرارات املهمة‬ ‫واألساسية‪ ،‬كانت تتخذ خارج مجلس‬ ‫ثم ُتطرح فيه للتصديق عليها‪ ،‬مثل‬ ‫الوزراء‪ّ ،‬‬ ‫قرار حل امليليشيات‪ ،‬واستيعاب عنارصها‪،‬‬ ‫وقرار التعيينات األمنية والعسكرية‪ ،‬وقرار‬ ‫تعيني السفراء وإجراء االنتخابات‪ ،‬ناهيك‬ ‫أن االتفاق األمني العسكري‪ ،‬بني لبنان‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وسوريا‪ ،‬مل يسمح ملجلس الوزراء بإجراء أي‬ ‫تعديل يف صدده‪.‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬رأى املوارنة أن تنفيذ اتفاق‬ ‫الطائف‪ ،‬قد أرىس‪ ،‬بدل حكم املشاركة‪،‬‬ ‫صيغة للحكم خارج مجلس الوزراء‪ ،‬من‬ ‫خالل تركيبة ما عُ ِرف بـ “الرتويكا”‪ ،‬إضافة‬ ‫اىل وجود ثالث حلقات تضم أوالها ك ًال‬ ‫من الرئاسة وبعض الساسة املق ّربني اىل‬ ‫الرئيس‪ ،‬وبعض رجال األعامل‪ ،‬السابقني‬ ‫والحاليني‪.‬‬ ‫أما ثانيتها‪ ،‬فهي حلقة رئيس الوزراء‪،‬‬ ‫رفيق الحريري‪ ،‬التي بدأ تأثريها يف الحكم‪،‬‬ ‫عرب بعض التعيينات املختارة‪ ،‬يف مواقع‬ ‫مؤثرة‪ ،‬وأدى ذلك اىل تح ّكمها يف الحقل‬ ‫املرصيف والوسط اإلعالمي‪ ،‬أما ثالثها‬ ‫فتضم ك ًال من األحزاب وامليليشيات‪،‬‬ ‫املتحالفة مع سوريا‪ ،‬التي دخلت بعد‬ ‫الطائف معظم مؤسسات الدولة‪.‬‬ ‫من هنا نشأ الجدل الذي يدور بني الحني‬ ‫واآلخر حول اتفاق الطائف‪ ،‬والذي يرتكز يف‬ ‫مجمل نقاشاته عىل النقاط التي مل تنفذ‬ ‫لغاية اآلن‪ ،‬مع إبداء املالحظات حول بعض‬ ‫الثغرات يف املامرسة‪ ،‬ومنها رضورةإعادة‬ ‫النظر ببعض التعديالت التي انتقصت من‬ ‫صالحيات رئيس الجمهورية‪ ،‬وغريها من األمور‬ ‫الهادفة اىل إلغاء الطائفية السياسية‪،‬‬ ‫إرسا ًء للمواطنة التي لن تتم وفق االتفاق إ ّال‬ ‫بتشكيل حكومة وحدة وطنية‪.‬‬ ‫فبعد مرور ‪ 20‬عاماً عىل اتفاق الطائف‬ ‫واستمرار الجدل حوله‪ ،‬واإلجامع اليوم عىل‬ ‫تطبيقه والعمل به إرسا ًء للدولة‪ ،‬كان لـ‬ ‫“منرب التوحيد” وقفة عىل مجمل األمور‬ ‫املتعلقة به‪ ،‬وثغراته‪ ،‬ومحاوالت إفراغه من‬ ‫مضمونه‪ ،‬يف حوار مع الوزير السابق ألبري‬ ‫منصور‪ ،‬الذي كان أول من كتب عن االنقالب‬ ‫عىل الطائف‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬

‫‪8‬‬

‫مىض عرشون عاماً عىل اتفاق الطائف‪ ،‬وكنتم‬ ‫أول من أعلن وكتب كتاباً بعنوان “االنقالب عىل‬ ‫الطائف”‪ ،‬فهل مازال االنقالب مستمراً أم توقف‪،‬‬ ‫وما هو؟‬ ‫ما حصل يف اتفاق الطائف هو محاولة إلغاء‬ ‫الهيمنة الطائفية عىل الحكم داخلياً‪ ،‬واستبدالها‬ ‫مبحطة مؤقتة هي محطة املشاركة للعمل فيام‬ ‫بعد عىل إلغاء الطائفية السياسية‪ ،‬ولكن لسوء‬ ‫الحظ إن ما حصل يف العام ‪ 1992‬بنتيجة التفاهم‬ ‫السعودي‪ -‬السوري‪ ،‬مل يكن سوى تعطيل التفاق‬ ‫الطائف لصالحه‪ ،‬فبدل وضع حكم مشاركة والتدرج‬ ‫فيه إللغاء الطائفية السياسية‪ّ ،‬تم العمل عىل تركيب‬ ‫هيمنة معكوسة بدالً للهيمنة التي كانت قامئة‬ ‫آنذاك‪ ،‬نتيجة تقاسم الحكم بني الوصيني السوري‬ ‫والسعودي‪ ،‬حيث و ّكل األخري دولة الرئيس الراحل رفيق‬ ‫الحريري‪ ،‬يف حني و ّكل الويص السوري اللجنة الثالثية‬ ‫برئاسة عبد الحليم خدام وحكمت الشهايب وغازي‬ ‫كنعان‪ ،‬وبالتايل بدل الرتكيز عىل حكم مشاركة‪،‬‬ ‫لقد ّتم الرتكيز عىل حكم هيمنة طائفية معكوسة‪،‬‬ ‫فح ّلت الهيمنة السنية السياسية مكان الهيمنة‬ ‫املارونية السياسية عىل الحكم‪ ،‬مع دخول الشيعية‬ ‫السياسية كرشيك مضارب‪ُ ،‬فألغيت الدولة منذ عام‬ ‫‪ 1992‬الذي كان من املفرتض إعادة بناؤها بعد اتفاق‬ ‫الطائف وح ّلت مكانها “الزبائنية املذهبية”‪ُ ،‬فألحقت‬ ‫مبوجبها مؤسسات الدولة مبزارع الطوائف وبالحلف‬ ‫الذي أسميته حينها بـ”تحالف ميليشيا املال والسالح”‬ ‫بني ميليشيات السالح التي كانت موجودة خالل الحرب‬ ‫و”ميليشيا املال الحريرية – السعودية”‪ ،‬الذي حكم‬ ‫املرحلة املاضية‪ ،‬وبالتايل ُأف ِرغ اتفاق الطائف من‬ ‫مضمونه بالكامل من جهة اإلصالح الداخيل‪ .‬هذا هو‬ ‫جوهر اإلنقالب الذي تطرأت عىل ذكره والذي نشأ بعد‬ ‫إسقاط حكومة الرئيس عمر كرامي‪ ،‬وتركيب حكم‬

‫الوصاية املشرتكة السعودية – السورية‪ ،‬وتقاسم‬ ‫املنافع والحكم يف لبنان‪ ،‬وتحويله‪ ،‬لسوء الحظ‪ ،‬من‬ ‫محاولة بناء دولة اىل توزع طائفي ومذهبي بنتيجة‬ ‫هذا الحلف‪ ،‬الذي النزال نعاين من نتائجه‪ .‬وما يجري‬ ‫اليوم من رصاع عىل الساحة اللبنانية هو تكملة‬ ‫لهذا اإلنقالب‪ ،‬عىل الرغم من ادّعاء الجميع أن لبنان‬ ‫خرج منه وعاد اىل اتفاق الطائف‪ .‬والحقيقة أن ما‬ ‫يجري هو العكس والسبب ليس يف بناء الدولة أوعدم‬ ‫بناءها الذي يتمحور حول سالح املقاومة الذي يعده‬ ‫البعض خارج إطار الدولة‪ ،‬بل أن السبب األسايس‬ ‫هو أن الدولة تهدّمت منذ بدء الهيمنة املعكوسة‬ ‫عىل الحكم بعد إنتقال بعض الصالحيات من رئيس‬ ‫الجمهورية اىل مجلس الوزراء باعتباره موقع إمكانية‬ ‫املشاركة يف الحكم‪ ،‬ما يعني هيمنة السنية‬ ‫السياسية عىل الحكم‪ ،‬ومنذ أن بدأ الرئيس الراحل‬ ‫رفيق الحريري وغريه من املسؤولني باستتباع املؤسسات‬ ‫وعملوا بالتايل عىل تهديم الدولة‪ ،‬ومنعوا إعادة بناءها‪،‬‬ ‫كام أوقفوا تنفيذ اتفاق الطائف لجهة بناء حكم‬ ‫املشاركة ولجهة محاولة إلغاء الطائفية السياسية‬ ‫أو العمل تدريجياً إللغائها‪ ،‬وتعطيل اتفاق الطائف‪،‬‬ ‫وهو بالفعل أمر مؤسف يذكرنا بأيام هيمنة املارونية‬ ‫السياسية‪ ،‬مع وجود فارق واحد هو أنه خالل الهيمنة‬ ‫املارونية كنا نلتقي مسيحيني وموارنة يقفون يف‬ ‫وجهها ويطالبون بإلغائها‪ ،‬عكس ما يجري اليوم يف‬ ‫ظل العصبية املذهبية السنية القامئة‪ ،‬حيث مل‬ ‫نسمع بصوت سني واحد رافض للطريقة التي يتم‬ ‫بها بناء الدولة‪ ،‬فالذي قاتل هيمنة املارونية السياسية‬ ‫عىل الحكم ملدة ‪ 25‬سنة‪ ،‬ال ميكنه أن يبقى يف موقع‬ ‫املتفرج‪ ،‬بل عىل العكس عليه مقاتلة هيمنة السنية‬ ‫السياسية‪ ،‬وكل هيمنة مذهبية طائفية عىل األرض‬ ‫وكل منع لالنتقال التدريجي اىل إلغاء الطائفية الذي‬ ‫أرساه اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫فاملهم ليس صالحيات رئيس الحكومة “السني” بل‬ ‫إعادة بناء الدولة‪ ،‬وإعادة مشاركة مجلس الوزراء وفقاً‬ ‫التفاق الطائف‪ ،‬هذا هو جوهر االنقالب الذي حصل‬ ‫واليزال مستمراً لسوء الحظ‪.‬‬ ‫‪20‬عاماً عىل اتفاق الطائف‪ ،‬ما الذي ُط ّبق منه‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬وهل مازال يفي بتقديم الحلول الالزمة‬ ‫للرد عىل املشاكل املثارة ومنها مشكلة تشكيل‬ ‫الحكومة اآلن؟‬ ‫إن االستمرار بهذا التمحور املذهبي والطائفي الذي‬ ‫حصل نتيجة الهيمنة املذهبية منذ العام ‪ 1992‬حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬سيو ّلد ردة فعل مدمرة للمشاركة املؤقتة‪ ،‬تلك‬ ‫الصيغة اللبنانية‪ ،‬التي اعتقدنا أنها من املمكن أن‬ ‫تسري تدريجياً لنتوصل منها اىل صيغة مواطنة‪.‬‬ ‫ولكن مع هذا التشنج املذهبي والطائفي الذي‬ ‫يحصل‪ ،‬الصيغة متوت تدريجياً‪ ،‬وترانا ننتقل لسوء‬ ‫الحظ من حكم مشاركة اىل حكم اتحاد فيدرايل بني‬ ‫الطوائف‪ ،‬يتك ّرس سياسياً يوماً بعد يوم للصيغة التي‬ ‫متت يف اتفاق الدوحة وبقي أن يرت ّكز جغرافياً‪“ ،‬وهذا ما‬ ‫سيتم العمل عليه باعتقادي”‪ ،‬من باب املطالبة بتنفيذ‬ ‫ّ‬ ‫اتفاق الطائف‪“ ،‬أي من باب احتيايل”‪ ،‬باب الالمركزية‬ ‫اإلدارية عم ًال عىل تكريس الواقع التقسيمي الحايل بني‬ ‫اتحادات طائفية ومذهبية يف لبنان‪ ،‬وبذلك يكون اتفاق‬ ‫الطائف قد أف ِرغ من مضمونه ومحتوياته ود ّمر تدمرياً‬ ‫كام ًال‪ ،‬وبالتايل يكون قد ّتم العمل عىل إرساء نظام‬ ‫آخر عىل أنقاضه نتيجة اإلرصار عىل الهيمنة التي‬ ‫تر ّكبت يف املرحلة السابقة‪.‬‬ ‫لقد تحول هذا االتفاق إىل دستور منذ العام ‪،1991‬‬

‫ما هي ثغراته؟‬ ‫هناك بعض الثغرات الخفيفة يف التعديالت‬ ‫الدستورية لجهة مامرسة دور رئيس الجمهورية كحكم أو‬ ‫كمسهل لعمل املؤسسات‪ ،‬ولكن عىل ضوء التجربة‪،‬‬ ‫ظهر أنه لجهة إنجاح عمل آلية املؤسسات يحتاج‬ ‫رئيس الجمهورية لثالث أمور إضافية يف صالحياته‬ ‫ومنها إمكانية حل مجلس النواب ولو مرة يف واليته‪،‬‬ ‫وإصدار‪ ،‬باالتفاق مع رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬مرسوم‬ ‫تشكيل الحكومة‪ ،‬ومراسيم استقالة الحكومة أو‬ ‫استقالة الوزراء أو إقالتهم‪ .‬هذه األمور تسهل قلي ًال‬ ‫بأن تضع “القليل من الزيت” يف آلية صالحيات رئيس‬ ‫الجمهورية‪ ،‬ولكن املشكلة ليست هنا بل يف التمحور‬ ‫الطائفي واملذهبي وبالتايل يف تشنج الصيغة (صيغة‬ ‫الطائف) والتدرج نحو موت اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫اتفاق الطائف قام عىل حساب الطائفة‬ ‫املسيحية خاصة بعد الحرب‪ ،‬السيام صالحيات‬ ‫رئيس الجمهورية‪ ،‬حيث عاد الحديث عن رضورة‬ ‫العودة اىل البحث فيها؟ هل أنتج الطائف سنية‬ ‫سياسية‪ ،‬وقد شهدنا أن حكومة السنيورة األوىل‬ ‫استمرت دون مشاركة رئيس الجمهورية املاروين‬ ‫والطائفة الشيعية؟‬ ‫ما من شك أن الطائف قام عىل حساب الطائفة‬ ‫املسيحية ‪ ،‬وبالتايل عىل حساب هيمنة املارونية‬ ‫السياسية عىل الحكم‪ُ ،‬فألغيت وانحدت هيمنتها‬ ‫بأمر أسايس وجوهري هو نقل بعض صالحيات رئيس‬ ‫الجمهورية أو غالبية صالحياته إىل مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫وإعطاء الطوائف األخرى بعض الصالحيات من باب‬ ‫املشاركة‪ .‬ومن هذه الصالحيات مشاركة رئيس الحكومة‬ ‫لرئيس الجمهورية بتأليف الحكومة ومتديد انتخاب رئيس‬ ‫املجلس ملدة أربع سنوات‪ ،‬هذه الصالحيات حدّت بدون أدىن‬ ‫شك من هيمنة املارونية السياسية عىل الحكم‪ ،‬ولكن‬ ‫الذي حصل عملياً أن هذه الصالحيات ُأ ِخذت من باب‬ ‫االستئثار وليس من باب املشاركة‪ ،‬فتك ّرست هيمنة‬ ‫معكوسة عىل الحكم بفضل الوصاية السعودية –‬ ‫السورية عليه‪ ،‬مت ّثلت بالهيمنة السنية السياسية‬ ‫عىل الحكم مبشاركة الشيعية السياسية كرشيك‬ ‫مضارب أخذت حصتها يف هذا املوضوع وبالتايل ُد ّمر‬ ‫اتفاق الطائف تدمرياً كام ًال‪.‬‬ ‫كل األطراف تتحدث عن تطبيق اتفاق الطائف‪،‬‬ ‫فمن يعرقل ذلك؟‬ ‫يف هذا اإلطار لسوء الحظ ال أحد يقول الحقيقة‪ ،‬إذ‬ ‫حتى اآلن مل يستوعب أي طرف منهم حقيقة اتفاق‬ ‫الطائف بجوهره‪ٌّ ،‬‬ ‫كل يفسرّ ه عىل ضوء مصالحه‪،‬‬ ‫وهيمنته ومنافعه وتسلطه عىل أركان الدولة دون أي‬ ‫إدراك لحقيقة املشاركة‪ ،‬وحقيقة املرحلة االنتقالية‬ ‫من املشاركة الطائفية يف الحكم إىل املواطنة عن‬ ‫طريق التدرج بإلغاء الطائفية السياسية‪ ،‬وبالتايل‬

‫‪9‬‬

‫إلغاء التوزيع الطائفي يف املجلس النيايب‪ ،‬وحرص األمور‬ ‫الطائفية ببعض األمور األساسية يف مجلس الشيوخ‪،‬‬ ‫كل هذا غائب عنهم والكل ينافق يف موضوع تطبيق‬ ‫الطائف‪ ،‬ويقدّم الشق املتعلق به ومبصالحه عىل‬ ‫املواطنة وذلك يعود إما لفقدان الحس الوطني وفهم‬ ‫املصلحة الوطنية العامة أوألن التمسك بالطائفية‬ ‫أصبح من األمور الشائعة يف الطبقة السياسية‬ ‫الراهنة يف لبنان‪.‬‬ ‫هل طرح املثالثة يعني موت اتفاق الطائف؟‬ ‫ال أعتقد أن هناك َمن طالب باملثالثة‪ .‬فاملثالثة‬ ‫هي “باب نفاق” ُط ِرح من قبل فريق وحلفاء املرشوع‬ ‫األمرييك الصهيوين الستثارة العصبيات والرصاعات‬ ‫املذهبية والطائفية وتجييش اللبنانيني ضد املقاومة‬ ‫املحصورة بالطائفة الشيعية‪ ،‬وتعميق الرصاع السني‪-‬‬ ‫الشيعي ال أكرث وال أقل‪ ،‬وليس له أساس يف الداخل‪.‬‬ ‫هل صحيح أن حكومات ما بعد الطائف يجب أن‬ ‫تكون حكومات وحدة وطنية؟‬ ‫يف املراحل األوىل يجب أن تكون حكومات وحدة‬ ‫وطنية‪ ،‬ملاذا؟ ألن اتفاق الطائف أرىس مرحلة املشاركة‬ ‫يف الحكم‪ ،‬بأن ّ‬ ‫حل مجلس الوزراء محل رئيس الجمهورية‬ ‫وأخذ بعض صالحياته وبالتايل أصبح هو أساس محطة‬ ‫املشاركة‪ ،‬التي أرىس نصها الدستور بتم ّثل الطوائف‬ ‫متثي ًال عادالً يف مجلس الوزراء وبالتايل عرب قواها‬ ‫السياسية الحقيقية‪ ،‬من أجل ذلك‪ ،‬يجب أوالً‪ ،‬بغالبية‬ ‫األمور أن تكون الحكومات‪ ،‬حكومات توافقية ترشك‬ ‫أكرب قدر ممكن من القوى السياسية يف الحكم‪ ،‬وثانياً‬ ‫أن تلغى حكومات التكنوقراط وغريها خالل كل هذه‬ ‫املرحلة االنتقالية للوصول اىل املواطنة‪ .‬ففي الوقت‬ ‫الذي نصل فيه اىل املواطنة ونتم ّكن من إلغاء الطائقية‬ ‫السياسية من مجلس النواب ويصبح األمر وطني‬ ‫“بدون أي متييز طائفي”‪ ،‬عندها‪ ،‬ميكننا إقامة حكومات‬ ‫أكرثية وأقلية‪ ،‬وحكومات تكنوقراط‪ ،‬والحكومات التي‬ ‫متارس يف كل دول العامل‪ ،‬ولكن طاملا أننا مل نبلغ تلك‬ ‫املرحلة االنتقالية‪ ،‬يجب العمل عىل تشكيل حكومات‬ ‫وحدة وطنية وفق ما جاء يف الطائف‪.‬‬ ‫هل تعترب أن الطائف انتهت مفاعيله بعد‬ ‫سقوط الرعاية العربية واإلقليمية والدولية له؟‬ ‫مل تنته مفاعيل اتفاق الطائف بل ع ُِّطلت‪ ،‬ولكنها‬ ‫قابلة للتطويع إذا كان هناك نية للخروج من الحالة‬ ‫املذهبية والطائفية‪ ،‬أما إذا كان هناك إرصار عىل‬ ‫التكملة بنهج الهيمنة السنية فأعتقد أننا ذاهبون اىل‬ ‫أزمة جديدة أكرب من تلك التي أوصلتنا إليها الهيمنة‬ ‫املارونية وكذلك األمر سيحصل “مع الطائفة الشيعية”‬ ‫ترصفت من باب الهيمنة السياسية‪ .‬وها نحن‬ ‫إذا ما ّ‬ ‫نذهب من مأزق اىل آخر نتيجة اإلرصار عىل نهج‬ ‫الهيمنة ما يثري القلق والخوف يف املرحلة القادمة‪.‬‬

‫حوار ليديا أبو درغم‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬

‫حرب المخيمات الفلسطينية في لبنان على فوهة بركان‬

‫«فتح اإلسالم» ال توقف إطالق النار‬ ‫والجيش اللبناني يتص ّدى لتكرار تجربة «نهر البارد»‬ ‫انتهت معارك مخيم نهر البارد قبل عامني‪،‬‬ ‫بني الجيش اللبناين وتنظيم “فتح اإلسالم”‪ ،‬ومل‬ ‫تنته حرب املخيامت يف لبنان‪ ،‬املفتوحة منذ العام‬ ‫‪ ،1969‬مع متركز منظامت وفصائل فلسطينية‬ ‫فيها‪ ،‬قررت خوض الكفاح املسلح‪ ،‬رداً عىل هزمية‬ ‫األنظمة العربية يف حرب حزيران من العام ‪،1967‬‬ ‫وأدى الوجود الفلسطيني املسلح إىل نشوب‬ ‫وجود‬ ‫صدامات بني منطق الدولة الذي يرفض ‬ ‫قوى مسلحة غري رشعية عىل األرض‪ ،‬وبني منطق‬ ‫الثورة الذي أعلن شعار التحرير يف وجه تقاعس‬ ‫الحكام العرب وجيوشهم‪ ،‬وقد القى هذا الشعار‬ ‫تأييداً من شعوب بعض الدول العربية التي رأت‬ ‫أن الطريق إىل فلسطني هو يف فتح كل الجبهات‬ ‫بوجه العمل الفدايئ‪ ،‬فكانت معارك األغوار‬ ‫يف األردن يف العام ‪ ،1968‬ثم معارك كفرشوبا‬ ‫والهبارية وشبعا وكفرحامم يف جنوب لبنان يف‬ ‫العام ‪ ،1969‬حيث أقامت حركة “فتح” يف هذه‬ ‫املنطقة التي سميت “فتح الند”‪ ،‬وأنشأت فيها‬ ‫قواعد عسكرية كنقاط انطالق باتجاه األرايض‬ ‫الفلسطينية املحتلة‪ ،‬وقد ردت “إرسائيل” عىل‬ ‫عمليات انطلقت من منطقة العرقوب‪ ،‬بقصف‬ ‫قرى ومدن يف الجنوب وصوالً إىل بريوت ومطارها‪،‬‬ ‫الذي دمرت فيه ‪ 13‬طائرة تابعة لطريان الرشق‬ ‫األوسط بعملية كومندوس إرسائيلية‪.‬‬ ‫فمنذ نهاية الستينات‪ ،‬ولبنان يف أزمة اسمها‬ ‫املخيامت الفلسطينية‪ ،‬بسبب وجود السالح‬ ‫فيها‪ ،‬وعدم دخول السلطة إليها‪ ،‬بعد أن ّ‬ ‫رشع‬ ‫اتفاق القاهرة بني الحكومة اللبنانية ومنظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية يف العام ‪ ،1969‬السالح‬ ‫الفلسطيني للدفاع عن املخيامت‪ ،‬وكحق طبيعي‬ ‫للعودة إىل فلسطني‪ ،‬لكن هذا االتفاق ألغي يف‬ ‫العام ‪ ،1985‬مع خروج منظمة التحرير من بريوت‪،‬‬ ‫وانتقال الفصائل الفلسطينية إىل خارج لبنان‪،‬‬ ‫بعد االجتياح اإلرسائييل يف العام ‪ ،1982‬ومل‬ ‫يعد لهذا السالح أي طابع رشعي‪ ،‬لكن االقتتال‬ ‫اللبناين – اللبناين‪ ،‬ووجود االحتالل اإلرسائييل‪،‬‬ ‫والظروف العربية واإلقليمية والدولية‪ ،‬التي‬ ‫كانت تحيط باألزمة اللبنانية وتربطها بها‪ ،‬حالت‬ ‫دون إيجاد حل له‪ ،‬وقد حاولت السلطة اللبنانية‬ ‫بعد اتفاق الطائف‪ ،‬ووقف الحرب األهلية‪ ،‬معالجة‬ ‫السالح داخل املخيامت وخارجها‪ ،‬لكنها مل تتمكن‬ ‫وتم ربطه بحق العودة‪ ،‬وعىل أنه أداة ضغط عىل‬ ‫“إرسائيل” واملجتمع الدويل لرفض التوطني ومنع‬ ‫حصوله‪.‬‬ ‫لقد بقي السالح يف املخيامت‪ ،‬ومل يعد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مخيم نهر البارد‪ :‬هل تتكرر الحرب‬

‫يستخدم يف عمليات ضد “إرسائيل”‪ ،‬انطالقاً من‬ ‫لبنان‪ ،‬ألن املقاومة الوطنية اللبنانية واإلسالمية‪،‬‬ ‫استطاعت أن تقوم مبهمة تحرير األرض من االحتالل‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬كام أن الفصائل الفلسطينية التي‬ ‫تشتتت قياداتها خارج لبنان‪ ،‬مل تعد قادرة عىل‬ ‫التحرك‪ .‬إضافة إىل أن الحضور العسكري لحركة‬ ‫“أمل” و “حزب الله” منعاً أي تحرك عسكري‬ ‫فلسطيني ألن أهل الجنوب رفضوا العودة إىل‬ ‫مرحلة ما قبل االجتياح اإلرسائييل‪ ،‬وقد عانوا‬ ‫من مامرسات بعض العنارص الفلسطينية غري‬ ‫املنضبطة‪.‬‬ ‫ونص اتفاق الطائف عىل حل امليليشيات‬ ‫اللبنانية‪ ،‬إال ما هو مرتبط مبقاومة “إرسائيل”‪،‬‬ ‫أما السالح الفلسطيني فكانت له خصوصيته‪،‬‬ ‫لكن تم تحجيم دور حركة “فتح” بعد قرار قياداتها‬ ‫الدخول يف التسوية السلمية‪ ،‬ومل تعد ممسكة‬ ‫باملخيامت‪ ،‬إذ ظهرت مع االنتفاضة الفلسطينية‬ ‫منظامت فلسطينية ذات توجه ديني كحركة‬ ‫“حامس والجهاد اإلسالمي”‪ ،‬إضافة إىل وجود قوى‬ ‫التحالف الفلسطيني‪ ،‬واملك ّون من منظامت ضد‬ ‫سياسة منظمة التحرير الفلسطينية ونهج‬ ‫التسوية الذي ظهر يف اتفاق “أوسلو”‪ ،‬وهي عىل‬ ‫تحالف مع سوريا وإيران وقوى وطنية وإسالمية‬ ‫لبنانية يف طليعتها “حزب الله” الذي احتضن‬ ‫هذه القوى عىل قاعدة أن تحرير فلسطني ال بد آت‪،‬‬ ‫ويجب أن تبقى شعلة الكفاح املسلح مضاءة‬

‫‪10‬‬

‫يف كل مكان‪ ،‬وإن كانت حركة املقاومة يف داخل‬ ‫فلسطني قد أثبتت فعاليتها ودورها‪ ،‬منذ انتفاضة‬ ‫الحجارة يف العام ‪ ،1987‬إىل تطور العمل املقاوم‬ ‫باتجاه استخدام العبوات واالشتباك املسلح إىل‬ ‫األجساد املتفجرة‪ ،‬وفرض هذا النهج املقاوم‬ ‫عىل “إرسائيل” االنسحاب من غزة‪ ،‬وزعزعة األمن‬ ‫داخل الكيان الصهيوين‪ ،‬وح ّرك مشاعر التأييد‬ ‫النتفاضة الشعب الفلسطيني الذي عادت‬ ‫قضيته حية‪ ،‬بعدما كادت مفاوضات التسوية أن‬ ‫تنهيها ومل تعط نتائج تذكر سوى عودة قيادة‬ ‫منظمة التحرير برئاسة يارس عرفات إىل الداخل‬ ‫إلقامة سلطة‪ ،‬هي أشبه بالعمل البلدي حيث‬ ‫اكتشف “أبو عامر” أن اتفاق “إوسلو” مل يسرتجع‬ ‫له األرض‪ ،‬التي عادت منقوصة السيادة‪ ،‬وخاضعة‬ ‫لالحتالل‪ ،‬الذي قىض عىل رئيس السلطة بدس‬ ‫السم له‪ ،‬يف مقره يف رام الله‪ .‬بعد محارصته‬ ‫وتدمري أجزاء كبرية من املقاطعة وإعادة احتالل‬ ‫الضفة الغربية‪.‬‬ ‫هكذا تطورت املسألة الفلسطينية وبقيت‬ ‫املخيامت يف لبنان مشدودة إىل حركة السلطة‬ ‫الفلسطينية ونهجها التسووي‪ ،‬وإىل ما تقوم‬ ‫به القوى املناهضة لها‪ ،‬التي ركزت عىل استمرار‬ ‫املقاومة ورفض املساومة‪ ،‬فربزت “حامس” مع‬ ‫ضمور حركة “فتح” التي تشظت اىل أكرث من‬ ‫تنظيم انشق عنها منذ السبعينات وحتى اليوم‪،‬‬ ‫فكانت حركة “فتح – املجلس الثوري” بقيادة صربي‬

‫البنا (أبو نضال) إىل حركة “فتح – االنتفاضة”‬ ‫بقيادة أبو موىس إىل مجموعة فتح برئاسة‬ ‫فاروق القدومي (أبو اللطف) وهو رئيس الدائرة‬ ‫السياسية يف منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫الذي كان عىل يسار القيادة ورفض اتفاق “أوسلو”‬ ‫وكل أداء السلطة الفلسطينية‪ ،‬ومل يحرض‬ ‫املؤمتر األخري لحركة فتح يف بيت لحم وخرج من‬ ‫منظمة التحرير وقيادتها‪.‬‬ ‫ففي غمرة ما جرى داخل “فتح” وهي املنظمة‬ ‫األم لدى الشعب الفلسطيني الذي تعلق فيها‬ ‫وبرمزها يارس عرفات‪ ،‬كان تنظيم فلسطيني‬ ‫يقوم يف لبنان‪ ،‬ويحمل اسم “فتح اإلسالم”‬ ‫ولد يف أثناء العدوان اإلرسائييل عىل لبنان‬ ‫صيف ‪ ،2006‬إذ حرض شاكر العبيس إىل مخيم‬ ‫برج الرباجنة‪ ،‬وكان معروفاً بانتامئه إىل “فتح‬ ‫اللجنة املركزية”‪ ،‬ثم التحاقه “بفتح االنتفاضة”‪،‬‬ ‫وبدأ بتجميع عنارص متخذاً من وجوده داخل‬ ‫“فتح – االنتفاضة” وعالقاته مع قيادات فيها‪،‬‬ ‫منطلقاً ليستخدم مقراتها‪ ،‬تحت عنوان مقاومة‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬والعودة إىل الجنوب وتحديداً منطقة‬ ‫العرقوب‪ ،‬لالنطالق منها‪ ،‬باتجاه فلسطني املحتلة‪،‬‬ ‫وقد تزامن ظهور هذا التنظيم مع ما أعلنه أمين‬ ‫الظواهري الرجل الثاين يف تنظيم القاعدة‪،‬‬ ‫من أن لبنان تح ّول إىل “أرض جهاد” ضد القوات‬ ‫الصليبية (قوات الطوارئ الدولية) التي جاءت‬ ‫مبوجب قرار دويل صادر عن مجلس األمن يحمل‬ ‫الرقم ‪ ،1701‬لحامية “إرسائيل” وتأمني أمنها‪،‬‬ ‫وال بد من القتال ضدها‪ ،‬وتنفيذ عمليات عىل‬ ‫عنارصها‪ ،‬لترتك الجنوب‪.‬‬ ‫تحت هذا العنوان بدأ العبيس تجميع العنارص‪،‬‬ ‫وقد استوىل عىل مقرات “فتح – االنتفاضة”‬ ‫يف برج الرباجنة وشاتيال وعندما اكتشف أمر‬ ‫توجهه الديني‪ ،‬وتحدث البعض عن أن هناك‬ ‫من يدعم وجود تنظيم إسالمي سني أصويل‪،‬‬ ‫ليقف بوجه “حزب الله”‪ ،‬كام أن البعض تحدث‬ ‫عن أن قادة تنظيم “القاعدة” شعروا أن لديهم‬ ‫نقطة ضعف أمام الرأي العام اإلسالمي والعريب‬ ‫والفلسطيني‪ ،‬هي عدم مقاومة “إرسائيل”‪ ،‬بل‬ ‫الرتكيز عىل القوى الصليبية وتنفيذ عمليات‬ ‫يف دول غربية وأحياناً يف دول إسالمية‪.‬‬ ‫قررت “القاعدة” هذا التوجه‪ ،‬وأولت األمر إىل‬ ‫العبيس الذي تح ّول إىل رجل متدين‪ ،‬ومل يكن‬ ‫بإمكانه أن يستمر يف مخيم برج الرباجنة املحاط‬ ‫بحزب الله‪ ،‬وال يف شاتيال القريب من الضاحية‬ ‫الجنوبية‪ ،‬فنقل مقره إىل مخيم نهرالبارد‪ ،‬حيث‬ ‫املحيط السني‪ ،‬عىل أن يح ّول املنطقة إىل “إمارة‬ ‫إسالمية”‪ ،‬وفق ما كشفت التحقيقات بعد‬ ‫اعتقال عنارص من تنظيم “فتح اإلسالم” الذي‬ ‫استغل املناخ املذهبي يف لبنان‪ ،‬واستفاد من‬ ‫وجود اتصاالت بني تنظيامت إسالمية أصولية‬ ‫مثل “عصبة األنصار” و”جند الله” يف مخيم عني‬ ‫الحلوة وأطراف يف السلطة‪ ،‬عىل قاعدة إقامة‬ ‫توازن عسكري مع “حزب الله” مام سهل للعبيس‬ ‫التحرك‪ ،‬فتمركز يف مخيم البارد وانترش يف‬

‫شاكر العبيس‬

‫طرابلس حيث الجو األصويل يتيح له التحرك‪،‬‬ ‫فيسيطر عىل بقعة كبرية متتد من عكار عىل‬ ‫الحدود مع سوريا حتى القلمون يف الكورة مروراً‬ ‫بالضنية‪.‬‬ ‫كان مخطط العبيس أن تكون له منطقة‬ ‫يعلن منها إمارته‪ ،‬وهو النموذج الذي حاولت‬ ‫قوى إسالمية تنفيذه منتصف الثامنينات ومل‬ ‫تتمكن‪ ،‬فقمعتها القوات السورية مع أحزاب‬ ‫وطنية وحررت طرابلس منها‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي كان العبيس يركز “إمارته”‪،‬‬ ‫بدأ أيضاً بأعامل تخريب لنرش الفوىض‪ ،‬وإضعاف‬ ‫السلطة املركزية وقواها األمنية‪ ،‬فنفذ عملية‬ ‫تفجري أمني يف “باصني” عني علق‪ ،‬لتوجيه األنظار‬ ‫إىل املعارضة وسوريا‪ ،‬وحصول اقتتال بني أطراف‬ ‫السلطة واملعارضة ( الكتائب والقومي يف املنت‬ ‫الشاميل) بعد تبادل االتهامات‪ ،‬حيث وجه “تيار‬ ‫املستقبل” مع حلفائه يف ‪ 14‬آذار االتهام باتجاه‬ ‫الحزب السوري القومي االجتامعي‪ ،‬وتبني بعد‬ ‫أشهر أن من قام بالتفجري “فتح اإلسالم”‪ ،‬التي‬ ‫اتهمت أيضاً باغتيال الوزير بيار الجميل‪ ،‬وكذلك‬ ‫النائب وليد عيدو ونجله‪ ،‬كام أثبتت التحقيقات‬ ‫أن هذا التنظيم مسؤول عن تفجريات يف عدد‬ ‫من املناطق اللبنانية يف عالية واألرشفية وفردان‬ ‫وله عالقة مبارشة باستهداف القوات الدولية‪.‬‬ ‫ومع مسلسل التفجريات واالغتياالت التي تبني‬ ‫أن “فتح اإلسالم” تقف وراء بعضها‪ ،‬إال أن عملية‬ ‫قتل عنارص من الجيش اللبناين قرب مخيم البارد‪،‬‬ ‫بعد سطو عىل مرصف يف الكورة واشتباكات‬ ‫مع قوى األمن يف طرابلس ح ّركت الجيش الذي‬ ‫مام اضطره إىل الرد‪ ،‬ال سيام وأن ما ارتكب ضد‬ ‫عنارصه كان مجزرة أودت بحوايل ‪ 21‬عنرصاً‪،‬‬ ‫وكانت الحرب عىل اإلرهاب التي دامت حوايل‬ ‫ثالثة أشهر تكبد الجيش فيها ‪ 171‬شهيداً بني‬ ‫ضابط وجندي‪ ،‬ومئات الجرحى واملعوقني‪ ،‬وتدمري‬ ‫املخيم وترشيد أهله‪ ،‬وفرار العبيس الذي مل يعرف‬

‫‪11‬‬

‫مكان وجوده حتى اآلن‪ ،‬ومن ه ّربه‪ ،‬سوى ما رسبته‬ ‫مواقع الكرتونية عن أنه معتقل يف سوريا التي‬ ‫مل تعلق عىل املوضوع‪.‬‬ ‫ومع انتهاء معارك البارد واختفاء العبيس‬ ‫واعتقال من تبقى من “فتح اإلسالم”‪ ،‬إال أن‬ ‫هذا التنظيم مل يعلن وقف إطالق النار‪ ،‬وقرر‬ ‫استئناف القتال من مكان آخر‪ ،‬وتم اإلعالن عن‬ ‫اسم مسؤول جديد للتنظيم هو عبد الرحمن‬ ‫عوض (أبو محمد) والذي يقيم يف مخيم عني‬ ‫الحلوة‪ ،‬وقد بدأ بتحريك شبكاته النامئة‪ ،‬التي‬ ‫استنفرت مخابرات الجيش ملراقبتها‪ ،‬بعد أن أعادت‬ ‫تأهيل صفوفها‪ ،‬ال سيام يف مخيم البداوي الذي‬ ‫فرض الجيش طوقاً أمنياً حوله‪ ،‬بعد محاولة‬ ‫فرار عنارص من “فتح اإلسالم” من سجن روميه‬ ‫باتجاه البداوي‪ ،‬وقد نبهت قيادة الجيش الفصائل‬ ‫الفلسطينية إىل خطورة ما يجري‪ ،‬وأكدت بأن‬ ‫إجراءاتها هي ملنع تكرار ما حصل يف البارد‪ ،‬واألمر‬ ‫نفسه بدأ يف مخيمي عني الحلوة واملية وميه‬ ‫قرب صيدا ومخيم الرشيدية قرب صور‪ ،‬حيث‬ ‫تم استحضار عنارص من خارج لبنان إليهم‪ ،‬تحت‬ ‫عنوان مقاومة “إرسائيل” وقتال القوات الدولية‪،‬‬ ‫وجاء إطالق صاروخي “غراد” من منطقة القليلة‬ ‫قرب صور‪ ،‬باتجاه مستعمرة “نهاريا” يف فلسطني‬ ‫املحتلة‪ ،‬لإلشارة عىل بدء العمليات‪ ،‬بعد أن تبنت‬ ‫كل من “رسايا عبد الله عزام مجموعة زياد الجراح‬ ‫“العملية‪ ،‬وكذلك “فتح اإلسالم”‪.‬‬ ‫فاملخيامت الفلسطينية تعيش عىل فوهة‬ ‫بركان سينفجر‪ ،‬بعد متركز قوى أصولية إسالمية‬ ‫فيها والسيطرة عليها‪ ،‬وهو ما أقلق فصائل‬ ‫فلسطينية‪ ،‬مل يعد يف إمكانها معالجة الوضع‪،‬‬ ‫وأن الجيش يتعاطى مع امللف بكثري من الحكمة‬ ‫والهدوء لعدم االنجرار إىل حرب بارد جديدة!‪.‬‬

‫انطوان خريالله‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب لبناين‬

‫ع ّدوان أميركي – إسرائيلي جديد على المقاومة عبر المحكمة الدولية‬

‫تقرير « دير شبيغل» لبناني الصنع‬ ‫وجوني عبده يعتبره صحيحاً بنسبة كبيرة‬

‫بعد إطالق رساح الضباط األربعة من “االحتجاز السيايس”‪ ،‬كام كان‬ ‫يوصف وضعهم‪ ،‬وهم‪ :‬اللواء جميل السيد‪ ،‬اللواء عيل الحاج‪ ،‬العميد رميون‬ ‫عازار‪ ،‬والعميد مصطفى حمدان‪ ،‬والذين كان مشتبه بهم باغتيال الرئيس‬ ‫رفيق الحريري‪ ،‬أعلن األمني العام لحزب الله السيد حسن نرص الله بعد أيام‬ ‫من أن أي قرار من املحكمة الدولية الخاصة بلبنان يف قضية الحريري‪ ،‬غري‬ ‫مسند إىل أدلة ووقائع‪ ،‬لن يتم التجاوب معه‪ ،‬أو تنفيذه‪ ،‬بل سوف يهمل‪،‬‬ ‫يف إشارة إىل أن قضية الضباط األربعة املفرج عنهم كانت مسيسة‪ ،‬وأن‬ ‫لجنة التحقيق الدولية التي شكلت برئاسة املحقق األملاين ديتليف ميليس‪،‬‬ ‫وركب شهود الزور ويف مقدمهم‬ ‫خضعت للتسييس وأدارها فريق ‪ 14‬آذار‬ ‫ّ‬ ‫محمد زهري الصديق‪ ،‬الذي أسقطت املحكمة الدولية مزاعمه‪ ،‬فتم إطالق‬ ‫رساح املسجونني سياسياً‪.‬‬ ‫وما قاله السيد نرص الله‪ ،‬أكده أيضا رئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب الذي‬ ‫شكك بدور وصالحيات املحكمة‪ ،‬منذ اإلعالن عنها‪ ،‬وتعاطى معها عىل أنها‬ ‫أنشئت ليس لكشف الحقيقة‪ ،‬بل لالنتقام السيايس من املرحلة السابقة‬ ‫أثناء الوجود العسكري واألمني السوري يف لبنان‪ ،‬وقيام نظام أمني لبناين‬ ‫– سوري مشرتك‪ ،‬كان هؤالء الضباط من رموزه‪ ،‬فتم اعتقالهم عىل رواية‬ ‫لفقها الشاهد الزور الصديق‪ ،‬لقنه إياها الوزير مروان حامدة وفارس خشان‬ ‫وجوين عبده وآخرين‪ ،‬كام أعلن اللواء السيد يف مؤمتره الصحايف األخري‪،‬‬ ‫وكام أكدت الناطقة الرسمية باسم املحكمة راضية عاشور بأن املحكمة مل‬ ‫تأخذ بأقوال الصديق وهي باطلة وال صحة لها‪.‬‬ ‫وكانت مهمة الصديق ومعه هسام هسام وإبراهيم جرجورة تضليل‬ ‫التحقيق‪ ،‬هؤالء اعتمدت عليهم لجنة التحقيق الدولية يف شهاداتهم‪ ،‬وقد‬ ‫أعلنوا هم‪ ،‬أنه تم استخدامهم من قبل شخصيات سياسية وإعالمية‪ ،‬وفرع‬ ‫املعلومات التابع لقوى األمن الداخيل‪ ،‬لرتكيب روايات سمحت للمحقق‬ ‫الدويل “ميليس” أن يصدر توصية إىل القضاء اللبناين لتوقيف الضباط‬ ‫األربعة مع أربعة مدنيني لبنانيني آخرين‪ ،‬منهم اثنان من “جمعية املشاريع‬ ‫الخريية اإلسالمية” (األحباش) محمود وأحمد عبد العال اللذين سجنا‬ ‫بتهمة االتصال بالقرص الجمهوري والتكلم مع قائد الحرس الجمهوري العميد‬ ‫مصطفى حمدان‪ ،‬من أجل وصول التحقيق إىل الرئيس أميل لحود‪.‬‬ ‫إذا روايات الشهود الزور التي ركزت عىل أن الضباط األربعة اجتمعوا مع‬ ‫ضباط سوريني يف شقة يف الضاحية الجنوبية وخططوا الغتيال الحريري‪،‬‬ ‫وأن الشاهد املزعوم الصديق كان موجوداً‪ ،‬قد سقطت‪ ،‬لكن الصديق مل‬ ‫تجر مقابلته مع املوقوفني‪ ،‬بل تم تهريبه إىل فرنسا التي عاش فيها بحامية‬ ‫الرئيس الفرنيس “جاك شرياك” الذي رفض تسليمه إىل لبنان بحجة وجود‬ ‫قانون لإلعدام‪ ،‬وتم نقله إىل ديب بعد انكشاف أمره‪ ،‬ومل تسرتجعه السلطات‬ ‫اللبنانية‪ ،‬الستجوابه وتوقيفه‪ ،‬بعد أن تم االدعاء عليه بتهمة املشاركة يف‬ ‫اغتيال الحريري‪ ،‬ألنه اعرتف أنه حرض اجتامعات أمنية للتحضري للعملية‬ ‫وهو يخضع للتحقيق يف دولة اإلمارات‪.‬‬ ‫ومع اكتشاف موضوع تزوير إفادات الشهود‪ ،‬تم تنحية “ميليس” عن لجنة‬ ‫التحقيق من قبل األمم املتحدة‪ ،‬وتس ّلم بعده التحقيق “سريج برامرتز” وأعاده‬ ‫إىل مهنيته‪ ،‬ثم جاء “دانيال بيلامر”‪ ،‬الذي مل يتمكن من إصدار قرار ظني أو‬ ‫اتهامي‪ ،‬فأطلقت املحكمة بعد إنشائها ونقل املهام للبت بالقضية إليها‬ ‫الضباط األربعة‪ ،‬كام مل تعد سوريا موضع اتهام‪ ،‬حيث مل يتم توقيف‬ ‫أي مسؤول أمني وسيايس فيها‪ ،‬عىل عكس ما جرى يف لبنان‪ ،‬وسقطت‬ ‫التهمة عن تورطها يف الجرمية‪ ،‬بعد أن كانت أصابع االتهام وجهت إليها‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تحت عناوين شتى‪ ،‬منها أن الرئيس بشار األسد هدد الحريري “ بتكسري لبنان‬ ‫عليه وعىل وليد جنبالط”‪.‬‬ ‫مل تعد سوريا متهمة باغتيال الحريري‪ ،‬وكل التقارير التي صدرت عن لجنة‬ ‫التحقيق الدولية‪ ،‬أكدت عىل تعاونها‪ ،‬وتقدميها كل املعلومات إليها ومل يعد‬ ‫يف ملف اللجنة ما يشري إىل متهمني يف الجرمية‪ ،‬وإن كانت التقارير أكدت‬ ‫عىل وجود انتحاري وعىل فرضية أن يكون أصوليا ومن منطقة نائية‪ ،‬وتم‬ ‫الرتكيز عىل مجموعة ‪ 13‬األصولية التي اعتقلت واعرتف أعضاؤها بتدبري‬ ‫اغتيال الحريري‪ ،‬لكن القضاء اللبناين مل يتعامل مع املعلومات بجدية‪،‬‬ ‫وأخفي امللف عن التحقيق الدويل كام ذكرت مصادر أمنية وقضائية‪.‬‬ ‫فالتحقيق الدويل مل يجد أدلة لديه تدين النظام األمني السابق اللبناين‬ ‫– السوري املشرتك‪ ،‬كام مل يتمكن من جمع معلومات تفيد أن ألحزاب‬ ‫لبنانية عالقة باغتيال الحريري‪ ،‬إذ أن االتهامات التي كان فريق ‪ 14‬آذار‪ ،‬يقول‬ ‫أنها سياسية‪ ،‬كانت توجه إىل “حزب الله” والحزب السوري القومي االجتامعي‬ ‫وحزب البعث العريب االشرتايك‪ ،‬وأحيانا إىل شخصيات سياسية شاركت‬ ‫يف حكومة الرئيس عمر كرامي نهاية عام ‪ ،2004‬وحصلت الجرمية بوجودها‪،‬‬ ‫فتم ترسيب أسامء ذكر أنها ستستدعى إىل التحقيق ومن ثم إىل املحكمة‪،‬‬ ‫ومن بينها‪ :‬سليامن فرنجية‪ ،‬اييل الفرز يل‪ ،‬عبد الرحيم مراد‪ ،‬وئام وهاب‪،‬‬ ‫طالل آرسالن‪ ،‬ميشال سامحة‪ ،‬إىل أسامء أخرى‪ ،‬كانت بعض وسائل اإلعالم‬ ‫وتحديداً صحيفة السياسة الكويتية هي من يتكفل بنرش هذه األخبار‪،‬‬ ‫وبعد أسبوع من اغتيال الحريري نرشت أسامء ضباط لبنانيني وسوريني لهم‬ ‫عالقة بالجرمية‪ ،‬وهم أنفسهم الذين رفعت صورهم بعد ساعات عىل عملية‬ ‫التفجري التي أودت بالحريري يف شوارع بريوت وساحة الشهداء‪ ،‬وبدأ اإلعالم‬ ‫بالرتكيز عليهم للنيل من سوريا والضغط عليها لسحب قواتها من لبنان‪،‬‬ ‫وقد تنبه الرئيس األسد لهذه املؤامرة وقرر بالتنسيق مع املسؤولني اللبنانيني‬ ‫خروج القوات السورية عم ًال باتفاق الطائف واملعاهدة اللبنانية – السورية‪.‬‬ ‫أخرجت سوريا قواتها من لبنان‪ ،‬وكان القرار ‪ 1559‬الذي صدر عن مجلس‬ ‫األمن الدويل يف ‪ 2‬أيلول ‪ ،2004‬قد طالبها بذلك‪ ،‬وعندما وقعت عملية‬ ‫اغتيال الحريري‪ ،‬أدركت القيادة السورية ما يد ّبر لها‪ ،‬حيث كانت املقايضة‬ ‫األمريكية‪ ،‬بأن تبقى سوريا يف لبنان‪ ،‬مقابل املوافقة عىل إنهاء املقاومة‬

‫‪12‬‬

‫يف العراق ومساعدة القوات األمريكية فيه‪ ،‬إضافة إىل نزع سالح املقاومة‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وتجميد ووقف العالقات مع حركات املقاومة يف فلسطني وإقفال‬ ‫مكاتبها يف دمشق‪ ،‬التي مل تستجب للرشوط األمريكية‪ ،‬وال للضغوط‬ ‫التي مورست عليها عرب قوانني املحاسبة وقرارات مجلس األمن الدويل‬ ‫ملحارصتها‪ ،‬وتحجيم دورها عربياً وإقليميا وعزلها دولياً‪،‬إن صمود سوريا بوجه‬ ‫الحمالت األمريكية‪ ،‬وفشل اإلدارة األمريكية السابقة برئاسة جورج بوش‪،‬‬ ‫بيل ذراعها‪ ،‬وفرض اإلمالءات عليها‪ ،‬ثم عدم إدانتها من لجنة التحقيق‬ ‫الدولية التي سلطت عىل رأس قيادتها‪ ،‬وإنها ستطال الرئيس األسد‪ ،‬وفق ما‬ ‫كان يأمل ويرغب قادة ‪ 14‬آذار‪ ،‬الذين رأوا النظام يتهاوى‪ ،‬لكن ظنونهم باءت‬ ‫بالفشل‪ ،‬ومل تتمكن واشنطن من تحقيق ما متنوه‪ ،‬وأصبحت سوريا أقوى‬ ‫مام كانت‪ ،‬بعد انتصار املقاومة يف لبنان بعد حرب “إرسائيل” عليها يف متوز‬ ‫‪ ،2006‬وصمود املعارضة اللبنانية بوجه الوصاية األمريكية وأدواتها‪ ،‬وشل‬ ‫قدرتها يف الحكم‪ ،‬ومنعها من مامرسة السلطة كام تشاء‪ ،‬فتغريت املعادلة‬ ‫يف ‪ 7‬أيار ‪ ،2008‬وأعيد التوازن الداخيل بسقوط االستئثار يف الحكم‪ ،‬ومنع‬ ‫وصول رئيس للجمهورية فئوي‪ ،‬بل رئيسا توافقيا‪ ،‬حيث وقع الخيار عىل قائد‬ ‫الجيش العامد ميشال سليامن‪.‬‬ ‫ومع اندحار املرشوع األمرييك يف لبنان‪ ،‬وعدم متكنه من النيل من‬ ‫سوريا‪ ،‬وأيضا من املقاومة‪ ،‬وتنفيذ ما ورد يف القرار ‪ ،1559‬بدأ البحث عن‬ ‫أسلوب جديد يطال املقاومة التي أفشلت “إرسائيل” بتدمريها مع سالحها‪،‬‬ ‫كام أحبطت قرار الحكومة اللبنانية برئاسة السنيورة بتفكيك شبكة‬ ‫اتصاالتها‪ ،‬وصدّت محاولة ج ّرها إىل رصاع مذهبي وتحويل سالحها إىل‬ ‫الداخل اللبناين باقتتال سني – شيعي‪ ،‬مبا ينزع عنه صبغة سالح املقاومة‬ ‫الذي يكتسب رشعية دستورية وأخرى شعبية‪ ،‬إضافة إىل ما ينص عليه‬ ‫ميثاق األمم املتحدة‪ ،‬عىل حق الشعوب يف تقرير مصريها‪ ،‬ومقاومة االحتالل‬ ‫ألراضيها‪.‬‬ ‫إن العدوان الجديد عىل املقاومة يطل من خالل املحكمة الدولية‪ ،‬إذ يخىش‬ ‫نصب كمني لها‪ ،‬ألن ترسيب مجلة “دير شبيغل” األملانية ملعلومات تتهم‬ ‫“حزب الله” باغتيال الحريري وتربئة سوريا‪ ،‬يكشف عن ما سبق وحذر منه‬ ‫السيد نرص الله من تسييس املحكمة وتوجيهها وفق إرادات خارجية‪ ،‬وقد‬ ‫تنبه رئيس الحزب التقدمي االشرتايك‪ ،‬إىل ما ورد يف املجلة األملانية واعتربه‬ ‫فجرت الحرب األهلية يف ‪ 13‬نيسان عام‬ ‫مبثابة “ بوسطة عني الرمانة” التي ّ‬ ‫‪ 1975‬بعد مقدمات لها امتدت إىل سنوات‪ ،‬عرب التحريض عىل املقاومة‬ ‫الفلسطينية واعتبارها دولة “ضمن الدولة” وهي املواقف نفسها التي‬ ‫تطلق ضد املقاومة اآلن‪ ،‬وكان اغتيال الشهيد معروف سعد يف شباط عام‬ ‫‪ 1975‬يف صيدا‪ ،‬عىل يد عنارص من الجيش اللبناين بدء إشعال فتيل الحرب‬

‫التي انفجرت بعد شهرين‪ ،‬وهو “السيناريو” نفسه الذي يتكرر مع اغتيال‬ ‫الحريري‪ ،‬إذ كان الهدف منه إشعال فتنة شيعية – سنية‪ ،‬إذ ان االتهامات‬ ‫وجهت فور وقوع الجرمية أيضا إىل “حزب الله” بطريقة غري مبارشة‪ ،‬عندما‬ ‫بدأ الرتويج أنه تم التحضري لها يف شقة بالضاحية الجنوبية‪ ،‬وأن السيارات‬ ‫تفخخ هناك‪.‬‬ ‫ومن هذه املعطيات‪ ،‬تبدو محاولة زج اسم “حزب الله” يف قرار قد يصدر‬ ‫عن املحكمة‪ ،‬يعني أن التسييس وقع‪ ،‬وما مل تستطع “إرسائيل” وأمريكا‬ ‫أخذه بالقوة العسكرية ستأخذه بالفتنة املذهبية‪ ،‬وهو ما يحاول جنبالط‬ ‫إبعاده عن لبنان‪ ،‬إذ أنه يعرف بأن تقرير “دير شبيغل” صناعة لبنانية‪ ،‬وهو‬ ‫ما كشف عنه الوزير السابق محسن دلول الذي أكد ان رئيس اللقاء‬ ‫الدميقراطي” أخربه أن التقرير من كتابة أشخاص لبنانيني‪ ،‬كام هو القرار‬ ‫‪ 1559‬الذي مل تغب األصابع اللبنانية عنه‪ ،‬والذي استهدف سوريا واملقاومة‪،‬‬ ‫وقد فشل من كانوا وراءه يف تنفيذه باتجاه املقاومة‪ ،‬وها هم يحاولون عرب‬ ‫املحكمة الدولية‪ ،‬استصدار قرار ظني منها يتهم عنارص من “حزب الله”‬ ‫بالضلوع يف الجرمية‪ ،‬مام سيشعل حرباً لبنانية داخلية‪.‬‬ ‫ولكن اللبنانيني الذين شهدوا عىل تسييس التحقيق الدويل يف بداياته‬ ‫ومل يس ّلموا بتقرير املجلة األملانية‪ ،‬باتوا مه ّيئني لعدم األخذ مبا قد يصدر عن‬ ‫املحكمة إذا ما تم تسييسها‪ ،‬والضغط عليها أمريكيا وإرسائيليا الستصدار‬ ‫قرار ضد “حزب الله”‪ ،‬الذي تحاول دول عدة ربط جرائم وتفجريات‬ ‫خارجية به‪ ،‬وتظهريها إعالميا وسياسياً‪ ،‬من األرجنتني إىل‬ ‫كازاخستان وصوال إىل مرص وأمريكا وكندا‪ ،‬وبعض دول أوروبا‪،‬‬ ‫ورشق أسيا‪ ،‬لتجميع ملف كامل عن هذا الحزب الذي صنّفته‬ ‫أمريكا و”إرسائيل” بـ “اإلرهايب” وميارس هذا الدور‪.‬‬ ‫وما كشفه اللواء السيد يف مؤمتره الصحايف من‬ ‫مستندات عن تسييس لجنة التحقيق ودعوته املحكمة الدولية‬ ‫قبل أن تبدأ‪ ،‬محاسبة من تو ّرط بهذا التزوير و”فبرّ ك” الروايات‬ ‫الكاذبة‪ ،‬حتى ميكن إعطاء الرباءة للمحكمة بأنها بعيدة‬ ‫عن التسييس‪ ،‬قبل أن تبدأ عملها‪ ،‬ال سيام وأن تقرير “دير‬ ‫شبيغل” الذي يقول السفري السابق جوين عبده‪ ،‬أنه صحيح‬ ‫بنسبة ‪ %70‬يؤكد أن االتجاه يف املحكمة إىل تبنيه كقرار ظني‬ ‫واتهامي‪ ،‬هو ما يثري قلق جنبالط‪ ،‬الذي يعرف من د ّبر شهود‬ ‫رسب الروايات إىل اإلعالم‪ ،‬ومن حاكم‬ ‫الزور‪ ،‬ولديه االطالع من ّ‬ ‫الضباط األربعة قبل صدور قرار بحقهم‪ ،‬وقد أطلق رساحهم‬ ‫دون أن توجه إليهم أي تهمة‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬

‫‪13‬‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫حوار‬ ‫المحكمة الدولية أداة بيد المجتمع الدولي القيّم على مجلس األمن والمصالح الدولية‬

‫اللواء الحاج لـ«منبر التوحيد»‪ :‬ال اتصال‬ ‫مع الحريري‪ ،‬وأسأله عن من ارتكب الجريمة ؟‬ ‫ال ميكن الفصل ولو نظرياً‪ ،‬بني ما يجري يف لبنان وأي قطر عريب‬ ‫آخر‪ ،‬إذا ما تم النظر إليها من بوابة املشاريع األمريكية والصهيونية‬ ‫التي تستهدف الوطن العريب بأكمله‪ ،‬بات من املعروف أن مرشوع‬ ‫الرشق األوسط الجديد دخل حيز التنفيذ منذ الغزو األمرييك للعراق‬ ‫عام ‪ ،2003‬كام ظهرت تداعياته عىل سائر دول املنطقة التي تقاومه‪،‬‬ ‫فالتهديدات األمريكية التي أعقبت الغزو كانت يف مجملها‬ ‫تستهدف سورية وكل ركن مقاوم‪ ،‬وليس صدفة أن يصدر القرار ‪1559‬‬ ‫عن املنظمة الدولية الخاضعة لإلدارة األمريكية‪ ،‬هذا القرار الذي‬ ‫كان أهم ما يطالب به تجريد املقاومة يف لبنان من سالحها‪ .‬ويف‬ ‫سياق هذه املشاريع األمريكية وخدمة ملصالح ربيبتها «إرسائيل»‬ ‫تم استهداف لبنان عرب اغتيال الرئيس رفيق الحريري بهدف خلق‬ ‫بلبلة وفوىض يف لبنان واملنطقة‪ ،‬تسمح للمحتل األمرييك بإبقاء‬ ‫احتالله للعراق الشقيق‪ ،‬ومحاولة لكرس حلقات املقاومة يف لبنان‬ ‫واملامنعة يف سورية وإيران‪ ،‬وكانت الجرمية الكربى هي يف إدخال‬ ‫لبنان يف دوامة عدم االستقرار‪ ،‬حيث شنت إرسائيل حربها املدمرة‬ ‫تم توجيه انتقادات حادة إىل املحكمة الدولية من‬ ‫قبل الرأي العام اللبناين والعريب والدويل يف قضية‬ ‫اغتيال الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬واتهم التحقيق‬ ‫بالتسييس منذ البداية‪ ،‬لتحقيق أغراض ليس لها‬ ‫عالقة بكشف حقيقة هذا االغتيال‪ ،‬وكونك كنت‬ ‫أحد الضباط الذين سجنوا ظلام يف هذه الجرمية‬ ‫ما هي أبرز تعليقاتك عىل هذه املحكمة؟‬ ‫املحكمة الدولية يعني القضاء الدويل‪ ،‬وعندما‬ ‫نقول قضاء دويل يعني عدالة دولية‪ ،‬العدالة الدولية‬ ‫التي يطمح لها كل مواطن للكشف عن املجرم‬ ‫الحقيقي ومعاقبة املنتهك‪ ،‬ولكن لسوء الحظ مل‬ ‫يالحق املجرم من البداية‪ .‬هذا القضاء الدويل بارش‬ ‫عمله تحت عنوان “ االتهام السيايس”‪ ،‬والدليل عىل‬ ‫ذلك مجيء “بيرت فيتزجريالد” ومن بعده “ديتليف‬ ‫ميليس” كلجنة تحقيق دولية‪“ ،‬فيتزجريالد” طالب‬ ‫بلجنة تقيص الحقائق‪ ،‬وقال أن األجهزة األمنية‬ ‫اللبنانية غري موثوقة ومؤهلة‪ ،‬قال هذا ألن هناك ‪7‬‬ ‫خرباء من الجيش اللبناين وقوى األمن الداخيل يف‬ ‫اليوم األول من وقوع االنفجار أي يف ‪ 14‬شباط وقعت‬ ‫الجرمية ليل ‪ 15‬شباط توصلوا ملعرفة كيفية حصول‬ ‫الجرمية‪ ،‬ملاذا يريد لجنة تقيص الحقائق ما دام الجيش‬ ‫اللبناين وقوى األمن الداخيل توصلوا إىل معرفة‬ ‫كيفية حصول الجرمية‪ ،‬وأصبح تقريباً واضحاً من هي‬ ‫الجهة املرتكبة للجرمية‪ ،‬ولكن من يدعم هذه الجهة‬ ‫هذا موضوع آخر‪ ،‬من املمكن أن تكون جهة مستقلة‪،‬‬ ‫أو مدعومة‪.‬‬ ‫ُطلب من أحد ضباط الجيش اللبناين أن يقدم‬ ‫تقريراً وال يجوز أن يحصل هذا األمر‪ ،‬ألن التحقيقات‬ ‫كانت تسري كدقة الساعة‪ ،‬ولكن تقرر أن يؤخذ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عام ‪ 2006‬بهدف تدمري املقاومة وكل مقومات الصمود‪.‬‬ ‫وبالتزامن مع ما ذكر كانت هناك حرباً أخرى تشن عىل لبنان تحت‬ ‫مسمى املحكمة الدولية لتضع لبنان ملرحلة طويلة من الزمن يف‬ ‫حالة من عدم االستقرار‪ ،‬ومحاولة منها إلبقائه ضعيفاً يف مواجهة‬ ‫التحديات‪ .‬فاملحكمة الدولية صناعة أمريكية بامتياز‪ ،‬وتداعياتها‬ ‫ستظل متواصلة يف لبنان ما دام هناك احتالل أمرييك للعراق‬ ‫بهدف تقديم الخدمات األمريكية ألداتها يف املنطقة «إرسائيل»‪.‬‬ ‫وللتعرف عىل االنتقادات التي توجه ملسار التحقيق يف قضية‬ ‫اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومن املستفيد من هذه الجرمية؟ وكيف تم‬ ‫«فربكة» شهود الزور‪ ،‬وملصلحة من؟ وقضية الضباط األربعة والظلم‬ ‫الذي لحق بهم من خالل هذه املحكمة‪ ،‬وألن خيوط اللعبة األمريكية‬ ‫القذرة بدأت تنكشف تدريجياً‪ ،‬وألن السيناريوهات املرسومة للبنان‬ ‫هذه األيام ما زالت كام هي‪ ،‬استهداف لبنان واستقراره‪ ....‬كان لنا‬ ‫لقاء مع اللواء عيل الحاج لتسليط الضوء من جديد عىل املرسحية‬ ‫املتواصلة املسامة املحكمة الدولية‪:‬‬

‫التحقيق باتجاه السياسة لخدمة املرشوع القادم‬ ‫للمنطقة‪ ،‬والنتائج التي توصل إليها التحقيق من‬ ‫قبل قوى األمن والقضاء اللبناين ال تخدم املرشوع‬ ‫القادم وال جامعة ‪ 14‬آذار الذين سيظهرون مبارشة‬ ‫عىل الساحة‪ ،‬إذا يجب أن يتم االنقضاض عىل هذه‬ ‫التحقيقات‪ ،‬وهذا ما حصل من خالل البدء بتغيري‬ ‫مسار التحقيق‪ ،‬فأتوا بضابط من الجيش اللبناين‬ ‫لنقض تقارير الخرباء السبع‪ ،‬وصياغة تقرير مضلل‬ ‫ومزور‪ ،‬يقدم حجة لآلتني من الخارج‪ .‬وكانت النتيجة‬ ‫أن األجهزة اللبنانية والقضاء اللبناين غري مؤهلة‪،‬‬ ‫فتعالوا بلجنة تحقيق دولية‪ .‬إذا‪ ،‬ومن األساس ما بني‬ ‫عىل باطل فهو باطل‪ .‬واملطلوب من البداية مجيء‬ ‫لجنة تحقيق دولية‪ ،‬تكون سيفا مسلطا عىل أفرقاء‬ ‫سياسيني‪ ،‬يسريون لحسن حظنا ولسوء حظهم‬ ‫عكس تيارهم‪ ،‬أو عكس تيار الرشق األوسط الجديد‬ ‫يف املنطقة‪ .‬املحكمة الدولية‪ ،‬بدأت مس ّيسة مع‬ ‫“فيتزجريالد” وليس مع “ميليس”‪ ،‬رغم كل ما أىت به‬

‫‪14‬‬

‫“ميليس” من سيئات وشهود زور وتضليل للتحقيق‬ ‫وغريها من األمور‪ ،‬وبالنسبة إىل “ميليس” فإن نصف‬ ‫الشعب اللبناين مع أفرقاء فلسطينيني وغريهم‪،‬‬ ‫أي ما يقارب حوايل ‪ 3‬مليون نسمة مرتكب هذه‬ ‫الجرمية‪ ،‬وهذا بالطبع مهزلة‪ .‬لو كان هناك عدالة‬ ‫دولية لظهرت الحقيقة منذ أربع سنوات ولظهر من‬ ‫ارتكبها‪ ،‬هذه الجرمية وقعت لخلق فتنة وانقسام بني‬ ‫اللبنانيني ورشذمتهم‪.‬‬ ‫لقد استخدم دم الرئيس رفيق الحريري أربع سنوات‬ ‫يف سوق النخاسة الدويل‪ ،‬هل هذا يجوز رشعاً أن‬ ‫يستخدم دم رجل مثل الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬وبحجمه‬ ‫وبقيمته‪ ،‬وبقوته وبعطائه؟ هل يستحق رفيق الحريري‬ ‫استخدام دمه مجدداً يف سوق النخاسة الدويل أو‬ ‫اإلقليمي أو املحيل‪ ،‬ملصالح وأهداف سياسية‪ ،‬تعيش‬ ‫يوم أو يومني وبعدها تنتهي‪ ،‬مل يبق من األهداف‬ ‫يشء سوى اغتيال الرئيس رفيق الحريري‪.‬‬ ‫من املستفيد من جرمية اغتيال الرئيس رفيق‬ ‫الحريري؟‬ ‫هم أنفسهم املستفيدين من الفتنة بني‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬ونحن يف لبنان ال يحسب لنا حساب لوال‬ ‫وجود املقاومة‪ ،‬أهمية لبنان اإلسرتاتيجية مرتبطة‬ ‫بأهمية وجود املقاومة‪ ،‬فام هو املطلوب إذا؟ نزع‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬تطويق السالح‪ ،‬إضعاف السالح‪ ،‬هم‬ ‫يعلمون أن الجيش اإلرسائييل املعروف بقدرته وحجمه‬ ‫مل يستطع أن يقهر املقاومة‪ ،‬ومل يعد باستطاعتهم‬ ‫إال خلق الفتنة التي هي األداة الصالحة لرضب قدسية‬ ‫وهيبة السالح‪ ،‬والهدف إسقاط مرشوع املقاومة‬ ‫يف شوارع بريوت‪ .‬ألجل هذا املطلوب خلق الفتنة‪،‬‬ ‫ولكن لحسن الحظ ما زالت مختبئة‪ ،‬وال نعرف متى‬

‫تخرج لترسح ومترح‪ .‬إن من يسعى إىل الفتنة وزيادة‬ ‫االنقسام بني اللبنانيني إمنا يخدم «إرسائيل»‪ ،‬وهنا ال‬ ‫بد لنا من أن نتعاطى مع هؤالء بجرم التعامل مع‬ ‫«إرسائيل» وليس تضليل التحقيق‪.‬‬ ‫بعد أن كشفت املحكمة الدولية والقضاء‬ ‫اللبناين بأن هناك شهود زور تم دفعهم إلخراج‬ ‫التحقيق عن مساره املفرتض لتضليل العدالة‪ ،‬ما‬ ‫هي اإلجراءات التي اتخذت ملالحقتهم سواء من‬ ‫قبل القضاء اللبناين أو املحكمة الدولية؟‬ ‫شهود الزور هم وصمة عار عىل جبني القضاء‬ ‫اللبناين والقضاء الدويل‪ ،‬استخدموا يف البداية‬ ‫كشهود زور تحت عنوان “التغطية السياسية الدولية‬ ‫واإلقليمية”‪ ،‬وألهداف سياسية معينة‪ ،‬حصلت‬ ‫متغريات دولية أدت إىل تعديل األهداف‪ ،‬وبالتايل‬ ‫إلنهاء مرحلة الشهود الزور‪ ،‬ألن قوة املحكمة قد‬ ‫تراجعت وحجم اندفاعها ينحرص‪ ،‬فأصبحت املحكمة‬ ‫مضطرة إىل تعديل اتجاهاتها وأهدافها‪ ،‬التي كانت‬

‫املسيطرة‪ ،‬إذا املحكمة هي أداة من أدوات املصالح‬ ‫الدولية‪ ،‬عندما نقول بأن املحكمة الدولية أنشئت‬ ‫من أجل جرمية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وحجمه‬ ‫فليكن بدل املحكمة محكمتان‪ ،‬ولكن هناك ضحايا‬ ‫مبستوى أكرب من الحريري‪ ،‬هنالك ‪ 170‬ضابط ورقيب يف‬ ‫الجيش اللبناين‪ ،‬و‪ 1200‬شهيد يف جنوب لبنان‪ ،‬فإذا‬ ‫املصالح الدولية ال ترى أهمية الضحية والشخص‬ ‫املرتكب بحقه الجرمية‪ ،‬املهم كيفية استخدام هذه‬ ‫الجرمية وتداعياتها خدمة ملصالحها السياسية‪ ،‬إذا‬ ‫كانت تخدم مصالحها من أجل جرمية تنشئ محكمة‬ ‫دولية‪ ،‬وإذا مل تكن لخدمة مصالحها الشخصية فال‬ ‫داعي ملحكمة دولية‪ ،‬وحتى ال نظلم املحكمة‪ ،‬نقول‪ :‬إن‬ ‫املحكمة الدولية أداة بيد املجتمع الدويل الق ّيم عىل‬ ‫مجلس األمن وعىل األمور واملصالح الدولية‪.‬‬ ‫ما الذي فعله أو سيفعله القضاء اللبناين‬ ‫أو املحكمة إلنصاف الضباط األربعة بعد ثبوت‬ ‫براءتهم وعدم صلتهم بالقضية املتعلقة مبوضوع‬

‫إن أخذ شهود الزور إىل املحكمة‬ ‫يعني بالرضورة أخذ من صنع أولئك‬ ‫الشهود‬ ‫بعض القضاة اللبنانيني الذين‬ ‫ارتكبوا الجرائم وأساءوا للقضاء‬ ‫وللبلد‪ ،‬لدرجة أنهم كانوا مشجعني‪،‬‬ ‫ولهم اليد يف تعزيز االنقسام‬ ‫اللبناين‪.‬‬ ‫مجموعة ‪ 13‬موجودة يف السجن‪،‬‬ ‫اعرتفت بالجرمية وبالتفصيل اململ‪.‬‬ ‫إسقاط النظام السوري‪ ،‬ورضب فريق سيايس لبناين‪،‬‬ ‫وتطويق املقاومة وما إىل هنالك‪ .‬أتت املتغريات‬ ‫لتثبت أنه مل يعد باستطاعتهم تسليط السيف‬ ‫عىل سوريا بجرمية اغتيال الحريري‪ ،‬وأصبحوا بأمس‬ ‫الحاجة للحوار مع سوريا وزيارتها‪ ،‬فعدّلوا االتجاهات‬ ‫واألهداف‪ ،‬إن أخذه شهود الزور إىل املحكمة يعني‬ ‫بالرضورة أخذ من صنع أولئك الشهود‪ ،‬ومن ل ّقنهم‬ ‫وحامهم‪ ،‬فتصبح املحكمة عندها ضد من أنشئها‪،‬‬ ‫وهنا من الطبيعي أن تطوى صفحة شهود الزور‪،‬‬ ‫والبدء بصفحة جديدة التي هي قصة دير شبيغل‪.‬‬ ‫بعد ان بدأت تتكشف الحقيقة التي يطالب‬ ‫فيها كل لبنان‪ ،‬وإطالق رساح الضباط األربعة‪ ،‬يبدو‬ ‫أن مخرجي السيناريو املفرتض والذين أرادوا استثامر‬ ‫عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ألغراض دولية‬ ‫تضع لبنان يف دائرة الوصاية األمريكية والغربية‪،‬‬ ‫أرادوا الزج باسم حزب الله يف هذه القضية من‬ ‫خالل مجلة “دير شبيغل” األملانية‪ ،‬بهدف إعادة خلط‬ ‫األوراق وإلهاء املقاومة اللبنانية يف الوضع الداخيل‪،‬‬ ‫والسؤال ما هو موقف املحكمة الدولية من ادعاءات‬ ‫دير شبيغل؟ ما الذي يعنيه صدور قرار ظني من‬ ‫املحكمة الدولية باتهام أعضاء يف حزب الله بقضية‬ ‫اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟‬ ‫من يدير املحكمة الدولية هي القوى الدولية‬

‫اغتيال الحريري؟‬ ‫القضاء اللبناين وضع الضباط األربعة ألربع‬ ‫سنوات يف السجن‪ ،‬وتآمر عليهم‪ ،‬وأبقاهم دون‬ ‫دليل وال مستند‪ ،‬حيث مل يعرف القضاء اللبناين‬ ‫واقعة تم فيها توقيف شخص أربع سنوات دون دليل‪.‬‬ ‫هذا يعني أنه متواطئ ومرتهن لفريق سيايس ما‪،‬‬ ‫حجم دوره ونزع الثقة فيه من‬ ‫وارتهانه لهذا الفريق ّ‬ ‫قبل رشيحة كبرية من اللبنانيني‪ ،‬وأعطى للقضاء‬ ‫الدويل الفرصة ليكسب عالمات عىل حساب‬ ‫القضاء اللبناين‪ ،‬ويغدو القضاء اللبناين هو املخطئ‪،‬‬ ‫وهذه وصمة عار عىل جبني القضاء اللبناين‪.‬‬ ‫إن القضاء الدويل يهزأ بالقضاء اللبناين‪ ،‬والقضاء‬ ‫اللبناين يستمع‪ ،‬تلصق به االتهامات‪ ،‬يعتربون كل‬ ‫إجراءاته غري صحيحة وكل األدلة التي قدمها غري‬ ‫موثوقة‪ ،‬ولإلنصاف ليس القضاء اللبناين بشكل‬ ‫عام‪ ،‬بل بعض القضاة اللبنانيني الذين ارتكبوا الجرائم‬ ‫وأساءوا للقضاء وللبلد‪ ،‬لدرجة أنهم كانوا مشجعني‪،‬‬ ‫ولهم اليد يف تعزيز االنقسام اللبناين‪.‬‬ ‫إىل متى سيستمر هذا املسلسل بالتداول بني‬ ‫املحكمة الدولية والقرارات الظنية؟‬ ‫عندما يقتنعون بأنهم يريدون الحقيقة‪ ،‬هناك‬ ‫مجموعة ‪ 13‬موجودة يف السجن‪ ،‬اعرتفت بالجرمية‬ ‫وبالتفصيل اململ‪ ،‬اعرتفت ورصحت وأدلت بإفاداتها‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫وبسحر ساحر تراجعوا عن اإلفادات‪ ،‬كيف تراجعوا؟‬ ‫جهات مخابراتية جاءت إليهم وضغطت عليهم‪،‬‬ ‫وأخربتهم أن االعرتاف ليس من مصلحتنا‪ ،‬من املنطق‬ ‫املذهبي‪ ،‬ومن منطق املصالح السياسية تراجعوا عن‬ ‫إفاداتهم‪ ،‬إما بتضليل التحقيق أو بارتكاب الجرمية‬ ‫وتزوير الوقائع‪ ،‬هؤالء يجب محاسبتهم وإرسالهم إىل‬ ‫التحقيق‪ ،‬فتظهر عندها الحقيقة‪ ،‬وإذا مل يحاسبوا‬ ‫فهذا معناه أن صحة اإلفادات واالعرتافات ال تخدم‬ ‫مصالحهم السياسية‪ ،‬وسيخفون الحقيقة‪.‬‬ ‫هجوم اللواء جميل السيد من خالل مؤمتره‬ ‫الصحايف مبناسبة ذكرى اعتقال الضباط األربعة‪،‬‬ ‫هل هو مبني عىل قرائن؟‬ ‫اللواء السيد ميلك مستندات وحقائق‪ ،‬ويجب‬ ‫أن تقدم إىل القضاء‪ ،‬ولكن إىل من؟ القايض الذي‬ ‫ستقدم إليه املستندات هو نفسه القايض املطلوب‬ ‫قاض نفسه؟‬ ‫محاسبته‪ ،‬فهل يعقل أن يحاسب‬ ‫ٍ‬ ‫طبعاً لن يفعل‪ ،‬لذا علينا أن ننتظر الظرف املناسب‬ ‫ملحاسبتهم‪ ،‬وعندها نتأكد من إمكانية ذلك نتقدم‬ ‫فوراً باملستندات والحقائق حتى ولو بعد عرش‬ ‫سنوات‪.‬‬ ‫هل متارس مهنتك يف السلك العسكري؟‬ ‫أزور دامئاً الوزير زياد بارود‪ ،‬وأنا تحت ترصفه‪ ،‬وأنتظر‬ ‫تشكيل الحكومة‪.‬‬ ‫هل حصل أي اتصال أو لقاء بينك وبني‬ ‫الرئيس سعد الحريري‪ ،‬وإذا ّتم‪ ،‬ما هي األمور التي‬ ‫ستتناولونها؟‬ ‫مل يحصل أي اتصال أو زيارة حتى اآلن‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫أخطاء ارتكبت بحقنا‪ ،‬وهناك حل من االثنني‪ ،‬أما‬ ‫هو مرتكب الجرمية‪ ،‬وإما هو من يغطي املرتكبني‪ ،‬وإذا‬ ‫كانت الجامعة ارتكبت الجرمية بعلمه يجب أن يعلم‬ ‫أن هذه ترض به وبلبنان وتيسء إىل القضاء اللبناين‬ ‫وإىل دم والده‪ ،‬وإذا كان دون علمه معناه أنها كارثة‪،‬‬ ‫ويجب أن يحاسب بشدة هو والذين ارتكبوا وانتهكوا‬ ‫واستخدموا الدم يف غري الطريق الصحيح من أجل‬ ‫الوصول إىل الحقيقة‪ ،‬فاألخذ بالثأر هو املحاسبة ثم‬ ‫املحاسبة‪.‬‬ ‫هل خروج الضباط األربعة هو الذي ح ّول مجرى‬ ‫االنتخابات من فوز املعارضة إىل فوز املواالة‪ ،‬مع‬ ‫أننا نعترب أن املواالة خرست‪ ،‬وأن املعارضة ربحت‬ ‫خيارها السيايس‪ ،‬وهل كان سبب نجاح املواالة‬ ‫باالنتخابات إطالق الضباط األربعة مبعنى إسكات‬ ‫العدالة بإخراج الضباط األربعة من السجن؟‬ ‫باملجرى الصحيح يجب أن نكون ضدهم يف‬ ‫السياسة‪ ،‬ألن مرشوعنا السيايس قام عىل‬ ‫دخولنا إىل السجن ومرشوعهم استمر ببقائنا يف‬ ‫السجن‪ ،‬وكان سيستمر ببقائنا يف السجن‪ ،‬لو أننا‬ ‫ما زلنا يف السجن لكانت رايات املرشوع مرفوعة‪،‬‬ ‫ولكنها سقطت يوم خروجنا من السجن‪ .‬ربحوا يف‬ ‫االنتخابات وسقط مرشوعهم بخروجنا من السجن‪،‬‬ ‫كيف حصل هذا؟ هم أخذوا الناس بظرف خاطف‪،‬‬ ‫حركوا غرائز اللبنانيني وليس عقولهم‪ ،‬وعندما‬ ‫تنتخب الغرائز ال يعود هناك مرشوع‪ ،‬والدليل أنها مل‬ ‫تستطع أن تنقذ مرشوعا‪ ،‬وهنا ال بد للعقول من أن‬ ‫تنتخب حتى تنقذ املرشوع‪ ،‬فالغرائز انتخبت وربحت‬ ‫االنتخابات ومل تنقذ املرشوع‪ ،‬وهنا املرشوع انتهى‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫مقابلة‬ ‫الطائف حاجة انتقالية الستكمال ما لم يطبق ولالنتقال إلى ما هو مالئم للتحوالت‬

‫رئيس رابطة الشغيلة زاهر الخطيب لـ «لمنبر التوحيد»‪:‬‬

‫اعتذار الحريري بعد ‪ 70‬يوماً ش ّكل تجاوزاً للدستور‬ ‫هامن جديدان أضيفا اليوم إىل هموم املواطن اللبناين‪ ،‬األول‬ ‫يتعلق بأمنه الصحي واالجتامعي املتعلق برتاجع التقدميات‬ ‫يف صندوق الضامن االجتامعي و املؤامرة التي تحاك ضده بهدف‬ ‫إفالسه‪ ،‬والثاين بانتشار فريوس آخر ال يقل خطورة عن فريوس‬ ‫‪ ،H1N1‬الذي يخ ّيم فقط عىل مبنى الرساي الحكومي‪ ،‬والذي ال‬ ‫يعرفه لبنان إ ّال مع تشكيل حكومة ما‪ ،‬أال وهو عرقلة تشكيل‬ ‫الحكومة وشلل العمل الربملاين‪.‬‬ ‫فهاهو لبنان اليوم‪ ،‬بعد مرور ما يقارب األربعة أشهر عىل‬ ‫انتهاء االنتخابات‪ ،‬التي من املفرتض أن تكون انتقالية يف تاريخ‬ ‫لبنان السيايس واالقتصادي‪ ،‬واالنقالب املفاجئ يف مواقف النائب‬ ‫وليد جنبالط‪ ،‬الذي ه ّز كيان قوى ‪ 14‬آذار‪ُ ،‬‬ ‫وأعلن وفاة مرشوعها‬ ‫بعد انتهاء االنتخابات مبارشة من خالل الترصيحات التي أطلقها‬ ‫بعض أقطاب هذا املعسكر الهادفة إىل تجييش النفوس ورفض‬ ‫لآلخر‪ ،‬أضف إليها ما مل يكن يحمد عقباه‪ ،‬اعتذار النائب املك ّلف‬ ‫تشكيل الحكومة‪ ،‬سعد الحريري بعد ‪ 75‬يوماً عىل تكليفه األول‪،‬‬ ‫تحت ضغوط خارجية‪ ،‬كان لإلدارة األمريكية األثر األكرب فيها إليجاد‬ ‫منفذاً يخرجها من هزميتها يف العراق‪ ،‬وبالتايل عدم متكنها من‬ ‫تكملة أي ملف من ملفات املنطقة خاصة‪ ،‬تلك املتعلقة بالعراق‪،‬‬ ‫وامللف النووي اإليراين‪ ،‬وملف أفغانستان والتسوية يف املنطقة‬ ‫التي يعمل عليها اليوم “أوباما”‪ ،‬والهدف من هذا كله جعل لبنان‬ ‫ورقة ضغط عىل كل من سوريا وإيران‪ ،‬ما ميكنه فيام بعد من فتح‬ ‫حوار وعالقات مع هذين البلدين‪ ،‬ع ّلهام يعيناه عىل تكملة امللفني‬ ‫املتعلقني بالعراق وفلسطني ملا لهذين البلدين‪ ،‬سوريا وإيران‪ ،‬من‬ ‫نفوذ يف العراق وفلسطني‪ ،‬متجاه ًال رفضهام املفاوضات عىل‬ ‫املعارضة‬

‫هل ستتمسك‬ ‫ربحت خيارها السيايس؟‬ ‫ّ‬ ‫تتخل لحظة عن خيارها‪ ،‬وبالتايل‬ ‫املعارضة مل‬ ‫رشط استمرارية املبادئ والثوابت التي وقفت‬ ‫عندها هدفه يف األساس إمكانية استمرار هذا‬ ‫البلد‪ ،‬الذي ذهب ضحية نزاع ورصاع بني خطني‪:‬‬ ‫خط خيار املقاومة والعروبة‪ ،‬ودور لبنان املتضامن‬ ‫مع دول املامنعة واملقاومة‪ ،‬وخط التبعية للغرب‪،‬‬ ‫ومعسكر االستعامر الغريب الصهيوين‪ ،‬املشارك‬ ‫فيه قسم من األنظمة العربية‪ ،‬التي تدور يف‬ ‫الفلك األمرييك‪ ،‬لذلك مهام كانت التعقيدات‬ ‫ينبغي الثبات عىل املبادئ والرشوط التي طرحتها‬ ‫املعارضة ألن التخيل عن هذه الثوابت يعني‬ ‫اإلفساح يف املجال للمعسكر اآلخر أن يك ّرس خط‬ ‫التبعية لقوى االستعامر الغريب واإلرسائييل‬ ‫وما يسمى بدول االعتدال‪ .‬من هنا مل يكن أمام‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مبطالبها‪،‬‬

‫كونها‬

‫حساب كل من لبنان وسوريا وفلسطني‪ ،‬ما جعل اإلدارة األمريكية‬ ‫تدفع بالحريري إىل االعتذار بالرغم من مطالبة الرئيس بري والنائب‬ ‫جنبالط بالرتيث‪ ،‬إلعادة تكليفه مرة ثانية ع ّله هذه املرة‪ ،‬يتدارك‬ ‫حقيقة ما يجري‪ ،‬وينظر ولو ملرة إىل مصلحة البلد ووحدته‬ ‫الوطنية‪ ،‬وهذا محال مع تواجد فريق داخيل يخدم مصالح اإلدارة‬ ‫األمريكية وحلفاءها‪.‬‬ ‫فهل ستتمسك املعارضة مبطالبها‪ ،‬وما هو تأثري تأخر تأليف‬ ‫الحكومة عىل الوضع االقتصادي واالجتامعي‪ ،‬وهل من بوادر جديدة‬ ‫برتكيبة جديدة تحث عىل تشكيل الحكومة يف أقرب وقت‪ ،‬ما‬ ‫يخدم مصلحة الوحدة الوطنية‪ ،‬وغريه من األمور كانت محور حوار‬ ‫“منرب التوحيد” مع رئيس رابطة الشغيلة‪ ،‬النائب والوزير السابق‬ ‫زاهر الخطيب‪ ،‬هنا نصه‪:‬‬

‫املعارضة إ ّال اإلرصار والتشبث والصمود أمام‬ ‫سبق وقدّمته‪.‬‬ ‫كنتم من النواب الذين شاركوا يف إعالن‬ ‫اتفاق الطائف‪ ،‬كيف تنظرون اليوم إليه وبعد‬ ‫مرور ‪ 20‬عاماً؟‬ ‫ً‬ ‫إن اتفاق الطائف أوقف حربا أهلية‪ ،‬تحولت إىل‬ ‫حرب عبثية كان البد من إيقافها‪ ،‬لذلك كان البد‬ ‫للطائف يف لحظة محددة أن يجسد التوازنات‬ ‫التي عىل أساسها جرى وقف الحرب‪ .‬والزال بعض‬ ‫الذين يتمسكون بالطائف يرون فيه مرحلة‬ ‫انتقالية يف حال جرى تطبيقه لالنتقال إىل ما‬ ‫هو أرقى من الطائف‪ ،‬أي نظام ال طائفي وهذا‬ ‫ما حصل فع ًال مع تحقيق املادة ‪ 95‬من الدستور‪،‬‬ ‫بتشكيل الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‬ ‫االقتصادي‬ ‫بالبعد‬ ‫واستكاملها‬ ‫السياسية‬ ‫االجتامعي‪ ،‬الشق الذي غاب عن الطائف‪ .‬من‬ ‫ما‬

‫‪16‬‬

‫هنا يبقى الطائف حاجة انتقالية أوالً الستكامل‬ ‫تطبيق ما مل يطبق‪ ،‬ثانياً لالنتقال بعدها إىل ما‬ ‫هو مالئم للتحوالت والتغريات والتكتالت التي‬ ‫ينبغي مواءمتها مع التبدل والتغري عىل املستوى‬ ‫املحيل واإلقليمي والدويل‪.‬‬ ‫هل ميكن القول أن الطائف قد أفرغ من‬ ‫مضمونه؟ وهل سيتم التعديل عىل ما‬ ‫س ُيستكمل؟‬ ‫هناك قسم من الطائف مل ُيط ّبق وقسم آخر‬ ‫ُأسيئ تطبيقه و دفع لبنان مثنه غالياً‪ ،‬والقليل‬ ‫منه جرى تطبيقه‪ ،‬أما أن ُيقال أنه ُأف ِرغ كلياً من‬ ‫مضمونه‪ ،‬رمبا ال يكون التقييم يف هذه الحالة‬ ‫عاكساً لحقيقة األمر‪ ،‬وما مل ُيستكمل تطبيقه‬ ‫ينبغي تطبيقه خاصة يف ما يتعلق ببنده‬ ‫األسايس وهو إلغاء الطائفية السياسية‪ ،‬التي‬ ‫هي حاجة ملحة لتجاوز األزمات املتتالية التي‬

‫تكمن أسبابها وعلتها يف هذا النظام الطائفي‬ ‫حتى ليكاد يجمع الكثريون بأن األزمات التي منر‬ ‫بها خاصة عىل املستوى السيايس أو االقتصادي‬ ‫واالجتامعي‪ ،‬إمنا هي تعبري عن أزمة نظام أكرث‬ ‫مام هي تعبري عن أزمات طارئة وعابرة‪ ،‬أزمة نظام‬ ‫تتجىل من جهة بعدم قدرة الطبقات السائدة‬ ‫باالستمرار يف الحكم عىل ما كانت عليه‪ ،‬ومن‬ ‫جهة التحوالت التي جعلت للبنان اليوم دوراً‬ ‫مل يعد يتالءم مع الدور الذي كان يلعبه قبل‬ ‫اتفاق الطائف‪ ،‬يف مرحلة كان يصح رمبا نتيجة‬ ‫الظروف أن يلعب مثل هذا الدور‪ .‬اليوم وظيفة‬ ‫لبنان ودوره سواء عىل املستوى السيايس‬ ‫الوطني العام أو عىل املستوى االقتصادي‬ ‫االجتامعي مل يعد مالمئاً مطلقاً أن يبقى فيها‬ ‫عىل املستوى الوطني مث ًال‪ ،‬ليلعب الدور الحيادي‬ ‫أو الدور اإلنعزايل عىل أن يكون جزءا ال يتجزأ‬ ‫من حركة الرصاع العريب الصهيوين ال سيام‬ ‫وأن لبنان مستهدف‪ ،‬والقضية ليست قضية‬ ‫اختيار لبنان السرتاتيجيته بأن يكون حيادياً‪،‬‬ ‫هذا ليس بإرادته‪ ،‬كونه يف صلب الرصاع العريب‬ ‫الصهيوين‪ ،‬الذي يجعلنا قرصاً يف موقع الرصاع‪،‬‬ ‫من هنا كان لفلسفات “قوة لبنان يف ضعفه”‬ ‫و”رضورة تحييد لبنان” حيثياتها‪ .‬ولكن اآلن وبعد‬ ‫أن أثبتت املقاومة خياراً ونهجاً وثقافة وسلوكاً‬ ‫وأخالقاً‪ ،‬صوابيتها ونجاحها من حيث النتائج‬ ‫التي حققتها بتحرير جزء عزيز من لبنان وبإلحاق‬ ‫الهزمية بالعدو الصهيوين يف منعه من تحقيق‬ ‫أهدافه السياسية ال سيام يف حرب متوز ‪2006‬‬ ‫ومتكنت من تحقيق النرص التاريخي الذي قطعت‬ ‫فيه سياقا تاريخيا لسلسلة ممن الهزائم‪،‬‬ ‫واسرتاتيجيا حيث تجاوز املكان والزمان وباتت له‬ ‫تداعياته اإلقليمية والدولية‪ .‬هذا االنتصار جعلنا‬ ‫أمام تحول وتبدل يف البعد الوطني ومل يعد‬ ‫باإلمكان العودة إىل الوراء‪ ،‬ال إىل شعارات “لبنان‬ ‫قوي يف ضعفه” وال إىل فكرة تحييد لبنان ألنه‬ ‫قرساً هو يف موقع الدفاع املرشوع عن نفسه يف‬ ‫مجابهة عدوانية صهيونية واستعامرية غربية‬ ‫وتآمر رسمي عريب‪.‬‬ ‫هذا يف البعد السيايس وماذا عن البعد‬ ‫االقتصادي والدور الذي تراه للبنان؟‬ ‫يف البعد االقتصادي االجتامعي كان لبنان‬ ‫يلعب دور الوسيط‪ ،‬الذي مل يعد مالمئاً للبنان ألن‬ ‫التاجر الشاطر كانت له ظروفه يف السبعينات‪،‬‬ ‫لبنان الذي تحاول الطبقة السائدة أن تعيد له دوره‬ ‫القائم فقط عىل البعد “الكومربادوري” أي دور‬ ‫الوساطة‪ ،‬بهدف إلغاء دوره الزراعي والصناعي‪،‬‬ ‫والعودة به إىل صورة االقتصاد الريعي الذي يقوم‬ ‫عىل سندات الخزينة واالستدانة‪ ،‬إن هذا الدور مل‬ ‫يعد له مطلقاً أرضية مادية واقعية‪ ،‬وليس من‬ ‫مصلحة لبنان االستمرار يف االقتصادي الريعي‬ ‫القائم فقط عىل قطاع الخدمات‪ ،‬إذ ال ميكن إال‬ ‫أن يكون للبنان اليوم دوراً تتكامل فيه الصناعة‬ ‫والزراعة والسياحة وسائر القطاعات املنتجة‬ ‫والخدماتية‪.‬‬

‫إذاً لنحسم وبشكل نهايئ أننا أمام تحوالت‬ ‫وتبدالت وتغيرّ ات‪ ،‬كان للعنرص الداخيل واإلقليمي‬ ‫والدويل فيها دور‪ ،‬وبتنا أمام واقع جديد مل يعد من‬ ‫املمكن مطلقاً العودة بالتاريخ إىل الوراء ومحاولة‬ ‫فلسفة وتربير الدور القديم للبنان الذي كان قامئاً‬ ‫قبل املقاومة وقبل انتصار ‪ 2000‬وقبل انتصار‬ ‫‪ 2006‬وقبل االنتصارات اإلقليمية سواء يف غزة‬ ‫أو يف العراق أو يف املنطقة‪ ،‬يف أفغانستان ويف‬ ‫سواها‪ ،‬مثل هذا الدور اليوم ينبغي أن يحسم‬ ‫كخيار نهايئ ألن دور لبنان الرائد والطليعي هو‬ ‫يف املقاومة التي حققت انتصاراتها التاريخية‬ ‫واالسرتاتيجية يف البعد الوطني‪ ،‬إضافة اىل‬ ‫دوره يف التنمية الذي ال ميكن أن يقوم عىل‬ ‫قاعدة مدرسة الرأساملية املتوحشة القامئة‬ ‫عىل أساس مبدأ “النيوليربالية” التي قضت‬ ‫عىل لبنان من خالل تكديس الديون‪ .‬من هنا‪ ،‬ال‬ ‫ميكن تصور قيام لبنان إ ّال باعتامد هذين الركنني‬ ‫األساسيني‪ :‬ركن املقاومة من جهة وركن التنمية‬ ‫من جهة ثانية ببعدها االقتصادي االجتامعي‬ ‫القائم عىل التطوير ودعم واحتضان القطاعات‬ ‫االقتصادية واالجتامعية املنتجة‪.‬‬

‫مهلة التكليف األول‬ ‫تف بغرض‬ ‫لم ِ‬ ‫اإلدارة األميركية‪،‬‬ ‫فعملت على تكليف‬ ‫ثان للنائب المكلّف‬ ‫ٍ‬ ‫سعد الحريري‬ ‫تشكيل الحكومة‬ ‫‪17‬‬

‫ما هو أثر عدم تأليف الحكومة عىل الوضع‬ ‫املعييش واالقتصادي يف البلد؟‬ ‫إذا كنا من أصحاب الخيار االشرتايك فهذا‬ ‫ال يعني أننا نطرح راهناً الحلول االشرتاكية‪،‬‬ ‫التي ستكون مرحلة الحقة كحلول‪ ،‬إمنا عىل‬ ‫أرضية احرتام امللكية الخاصة‪ ،‬واملبادرة الفردية‪،‬‬ ‫واملنافسة‪ ،‬واعتامد اقتصاد اجتامعي انتاجي عىل‬ ‫أرضية النظام الرأساميل‪ .‬من هنا الزالت املعارضة‬ ‫راية غري ترفع راية االقتصاد االنتاجي االجتامعي‪:‬‬ ‫أوالً ألن االقتصاد إن مل يكن انتاجياً ومل يعتمد‬ ‫التكامل بني القطاعات الصناعية والزراعية مع‬ ‫القطاعات الخدماتية فإن األزمة ستيل األزمة‪،‬‬ ‫وثانياً‪ :‬ال بد من أن يكون االقتصاد إنتاجي اجتامعي‬ ‫ألن البعد االجتامعي هو البعد اإلنساين للقضية‬ ‫االقتصادية التي تعرب عن نفسها بالضامنات‬ ‫االجتامعية لتوفري العدالة يف توزيع الرثوات من‬ ‫خالل إعادة النظر بالنظام الرضائبي الجائر الذي‬ ‫ينبغي أن يجري إصالحه‪ ،‬وخري مثال عىل ذلك‬ ‫الرضيبة التصاعدية التي تهدف اىل إعادة توزيع‬ ‫الرثوات بشكل عادل دون التمييز بني املالكني وغري‬ ‫املالكني‪ ،‬بني األغنياء والجياع‪ ،‬بهذا املعنى عندما‬ ‫نطرح أفكارنا اإلصالحية نقصد بذلك املرحلة‬ ‫التي ُيجمع عليها اللبنانيون الذين يريدون صالحاً‬ ‫وإصالحاً وتطويراً وتغيرياً للبنان‪ ،‬ونحن نشارك‬ ‫دعاة التغيري واإلصالح من كل القوى السياسية‬ ‫الذين يقفون عند هذه الثوابت بد ًءا مبحاربة‬ ‫الفساد‪ ،‬مروراً بالتنمية االقتصادية االنتاجية‬ ‫االجتامعية‪ ،‬وانتهاء باإلصالح السيايس واإلداري‬ ‫واالقتصادي واالجتامعي‪.‬‬ ‫هل هناك بوادر التفاق جديد برتكيبة جديدة‬ ‫للحث عىل تشكيل الحكومة؟‬ ‫هذا يأخذ نا إىل تحديد ثالث عناوين أساسية‬ ‫نشري إليها منهجياً من خالل التساؤالت‬ ‫التالية‪ :‬ملاذا بعد ‪ 75‬يوماً جرى االعتذار من قبل‬ ‫النائب املك ّلف بتشكيل الحكومة؟ وكيف جرى‬ ‫اإلعتذار وهل باالعتذار يعود لبنان اىل دائرة التوتر‪،‬‬ ‫واالستقطاب الحاد الذي سبق وشهدناه‪ ،‬وما هو‬ ‫املآل الذي ستسلكه عملية تشكيل الحكومة؟‬ ‫هل سيجري الترسيع يف تشكيل الحكومة أم‬ ‫أننا سنسلك مجدداً مسار التعطيل والتأخري‬ ‫بانتظار النتائج التي ستتمخض عنها املفاوضات‬ ‫األمريكية ‪ -‬السورية واألمريكية ‪ -‬اإليرانية؟‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫مقابلة‬ ‫أوالً‪ :‬يهمني أن أؤ ّكد أن قرار الحريري باالعتذار بعد‬ ‫أكرث من ‪ 70‬يوماً من تكليفه بتشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫ش ّكل خرقاً وتجاوزاً للدستور ولروح امليثاق‪ ،‬ورضب‬ ‫بعرض الحائط موقف املعارضة وإرادتها محاوالً أن‬ ‫يفرض خياره عليها بالوزراء‪ ،‬الذين سيمثلونها‬ ‫يف الحكومة‪ ،‬األمر الذي ُيعترب مخالفة كبرية‬ ‫لروح امليثاق والدستور وخروجاً عىل صيغة االتفاق‬ ‫تم التوصل إليه مع املعارضة‪.‬‬ ‫الذي ّ‬ ‫ثانياً‪ :‬رضب بعرض الحائط الدميقراطية‬ ‫التوافقية‪ ،‬بتجاوزه لصالحيات رئيس الجمهورية‬ ‫املنصوص عليها يف املادة ‪ ،53‬التي تفرتض‬ ‫مشاركة رئيس الجمهورية بالتشكيل‪ ،‬ما يهدد‬ ‫مجدداً الوحدة الوطنية التي من املفرتض أن‬ ‫تتجسد وتتعزز من خالل تشكيل حكومة وحدة‬ ‫وطنية‪ ،‬وطبعاً هذا التهديد للوحدة الوطنية تجلىّ‬ ‫مبحاولة التف ّرد واالستئثار بقرار تشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫يف بلد يجمع أبناءه أنه ال ميكن أن ُيحكم أو ُيدار‬ ‫إ ّال من خالل التوافق مع جميع مكوناته‪.‬‬ ‫عندما نقول أن مثل هذا القرار خطري‪ ،‬ويهدد‬ ‫الوحدة الوطنية‪ ،‬فهناك سابقة شهدناها أكرث‬ ‫خالل االجتياح الصهيوين للبنان عام ‪1982‬‬ ‫عندما حاول نظام الـ ‪ 1943‬يف حينه ابتداع‬ ‫سياسات “كتأبة الدولة” يذكره اللبنانيون أي‬ ‫جعل الدولة كتائبية‪ ،‬اىل أن كانت انتفاضة‬ ‫‪ 6‬شباط ودخل لبنان مخاض الحروب الداخلية‬ ‫العبثية التي انتهت بعد توقيع اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫وهنا تفسري التفاق الطائف‪ ،‬كيف أىت تتويجاً‬ ‫ملسار بدأ بتفجري الوحدة الوطنية واالنقسامات‬ ‫الحادة ومحاوالت االستئثار والتف ّرد‪ ،‬وبالتايل‬ ‫انتهت الحروب العبثية أخرياً ألنه ال يوجد إمكانية‬ ‫يف ترشذم الواقع اللبناين‪.‬‬ ‫تم التعرض مرة ثانية اىل الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫كام ّ‬ ‫وذلك بعد االستئثار والتف ّرد الذي تجىل يف فرتة‬ ‫رئاسة السنيورة للحكومة‪ ،‬خالل تلك الثالث‬ ‫سنوات جرى خروج عن صيغة التوافق الوطني‬ ‫والتف ّرد باتخاذ القرارات املصريية‪ ،‬ما أدخل لبنان‬ ‫يف أتون االنقسام وشلل يف الحكم‪ ،‬والعمل‬ ‫الربملاين‪ ،‬الذي ُو ِضع له حداً بعد مؤمتر الدوحة‪،‬‬ ‫فجر الوحدة الوطنية‬ ‫فإذا التحديد السابق الذي ّ‬ ‫انتهى بعد حروب عبثية باتفاق الطائف‪،‬‬ ‫واالستئثار الثاين والتف ّرد الثاين كان فرتة رئاسة‬ ‫السنيورة‪.‬‬ ‫إذا كان هذا ما جرى ملاذا إذاً مرة ثانية يعاود‬ ‫الحريري وضع البالد يف حالة من التأزم وعىل‬ ‫شفاه انقسامات حادة‪.‬‬ ‫من املسلم به أن مسرية الحكومة عىل هذه‬ ‫الشاكلة تعيد البلد إىل مرحلة االنقسامات‬ ‫والتأزم التي سبقت اتفاق الدوحة برأيكم إىل‬ ‫ماذا يهدف الحريري يف مامطلته واعتذاره؟‬ ‫أتا أتساءل هل بخطوته هذه يرمي اىل أمر‬ ‫ما وهو ما نشري إليه‪ ،‬أم أن هناك أهدافا لتأخري‬ ‫تشكيل الحكومة جرت بشكل أو بآخر عرب‬ ‫محاولة اإلدارة األمريكية لإلفادة من هذا التأخري‬ ‫ريثام يجري ترتيب امللفات يف املنطقة‪ :‬أولها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫امللف العراقي‪ ،‬وثانيها ملف الربنامج النووي‬ ‫اإليراين‪ ،‬وثالثها ملف التسوية يف املنطقة الذي‬ ‫يطرحه أوباما‪ ،‬ورابعها ملف أفغانستان‪.‬‬ ‫فالهدف األول من تشكيل الحكومة هو حاجة‬ ‫اإلدارة األمريكية لورقة ضغط يف لبنان تجد‬ ‫من خاللها نفسها محرجة ومتعبة يف حال‬ ‫كانت ارتياح الساحة اللبنانية وبالتايل املقاومة‬ ‫واملعارضة يف حكومة وحدة وطنية‪ ،‬ومبا أن مهلة‬ ‫تف بغرض اإلدارة األمريكية‪،‬‬ ‫التكليف األول مل ِ‬ ‫فعملت عىل تكليف ثانٍ للنائب املك ّلف تشكيل‬ ‫الحكومة سعد الحريري‪ ،‬ريثام‪ ،‬بحسب اعتقادها‬ ‫تتمكن من خالل املهلة الثانية أن متارس الضغط‬ ‫يف لبنان عىل كل من سوريا و إيران ع ّلهام‬ ‫يعيناها يف ترتيب ملفات املنطقة‪.‬‬ ‫أضف اىل هذا التأخري الخارجي‪ ،‬تأخري آخر أىت‬ ‫كانعكاس للرصاع الداخيل والتوازنات املتواجدة‬ ‫حول توزيع الحقائب الوزارية‪ ،‬التي عايشناها‬ ‫من خالل محاولة طرح رشوط عبثية ال أساس‬ ‫دستوري وال سيايس لها كالقول مث ًال أن الوزير‬ ‫الذي يرسب يف االنتخابات ال يحق له أن يو ّزر‬ ‫مرة ثانية فالنائب نسيب لحود وغريه من النواب‪،‬‬ ‫واملرشحني لرئاسة الجمهورية الذين رسبوا يف‬ ‫االنتخابات قد تم توزيرهم‪ ،‬أضف اىل ذلك كله‬ ‫هدفاً ثالثاً بات الجميع يدركه‪ ،‬أال وهو توجيه رضبة‬ ‫للعالقات السورية السعودية‪.‬‬ ‫من املعلوم أن سوريا مل تتدخل يف االنتخابات‬ ‫النيابية لصالح قواها الحليفة‪ ،‬وقطعت‬ ‫شوطا مع السعودية يف عملية تسهيل والدة‬ ‫الحكومة أي تأثري برأيك سترتكه خطوة الحريري‬ ‫عىل العالقات السورية السعودية؟‬ ‫منذ أن أخذت السعودية خطوة مصالحة سوريا‬ ‫يف قمة الكويت‪ ،‬وسارت قدماً يف سياسة الحوار‬ ‫مع سوريا إلعادة تطبيع العالقات معها‪ ،‬وتوصل‬ ‫الحوار إىل تفاهم واتفاق حول إدارة امللف اللبناين‬ ‫عىل قاعدة دعم خيار تشكيل حكومة وحدة‬ ‫وطنية بغض النظر عن من سيملك األكرثية‬

‫‪18‬‬

‫النيابية‪ ،‬أثر إجراء االنتخابات النيابية‪ ،‬سواء كانت‬ ‫املعارضة‪ ،‬أم فريق ‪ 14‬آذار‪ ،‬هذا الحوار املرتبط مبلفات‬ ‫املنطقة خاصة عىل صعيد فلسطني والعراق‬ ‫وما يظهره من حاجة ملحة للسعودية ملثل هذا‬ ‫التفاهم مع سوريا‪ ،‬بسبب البيئة املتوترة التي‬ ‫تحيط بالسعودية يف العراق أو يف اليمن أو داخل‬ ‫السعودية نفسها حيث اليزال تنظيم القاعدة‬ ‫يشكل قلقاً دامئاً للنظام السعودي ‪ ،‬عمل االتفاق‬ ‫األمرييك املرصي عىل تجميده والحؤول عملياً دون‬ ‫ترجمة هذا االتفاق عىل تشكيل حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية يف لبنان‪ ،‬فكان هنا رس االعتذار الذي‬ ‫مل يعد رساً‪ .‬من هنا ميكننا القول أن االعتذار كان‬ ‫استجابة ملطالب أمريكية‪.‬‬ ‫ما الذي تغيرّ بني الحكومات املتعاقبة منذ‬ ‫مشاركتكم يف الحكومة حتى اليوم؟‬ ‫أن ال يكون قد تغري شيئاً باملعنى الجذري للكلمة‬ ‫فهذا دليل أن القضية إذاً ليست قضية حكومات‪،‬‬ ‫القضية أزمة نظام وبالتايل ميكن الرهان عىل‬ ‫إمكانية التغيري عندما يجري إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية التي هي آفة اآلفات يف إمكانية بناء‬ ‫دولة قوية وقادرة عىل محاربة الفساد‪ ،‬وتقوم‬ ‫بالتنمية وتحقق العدالة االجتامعية كل هذه‬ ‫املواصفات التي تشكل قواسم مشرتكة لدى‬ ‫املعارضة ينبغي بلورتها يف برنامج بعناوين‬ ‫واضحة‪ ،‬أما أن نأمل بتغيري جذري يصل بنا إىل‬ ‫بناء دولة يسودها وحدة وطنية ضد التجزئة‬ ‫ومؤسساتية‬ ‫ومواطنية‬ ‫الحادة‬ ‫واالنقسامات‬ ‫عادلة وتنموية هذا يفرتض تعديل يف موازين‬ ‫القوى لتغيري النظام من خالل إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية وإلغاء املعوقات التي تحول دون قيام‬ ‫مثل هذه الدولة‪ ،‬ومن هذه املعوقات الطائفية‬ ‫التي تسبب االنقسامات والظلم الذي يسبب‬ ‫عدم العدالة االجتامعية واالستبداد الذي يكرس‬ ‫القهر والحرمان والتخلف والتبعية االقتصادية‬ ‫للمدارس الرأساملية املتوحشة والنيوليربالية‬ ‫التي تحول دون تنمية حقيقية وتكريس التغريب‬ ‫لدى فئات يف لبنان‪ ،‬يؤخذ بهم بعيداً عن‬ ‫عروبتهم وخيارهم األصيل من خالل تضليل‬ ‫إعالمي أو رشوة‪.‬‬ ‫كل هذه املعوقات ال ميكن محوها إال من خالل‬ ‫تعديل يف موازين القوى‪ ،‬يضمن وصول نخبة‬ ‫من العروبيني الذين يلتزمون خيار املقاومة نهجاً‬ ‫وخياراً وثقافة وسلوكاً ألنه أن تكون مقاوماً‬ ‫ينبغي أن تكون صالحاً وليس فاسداً‪ ،‬وحدوياً‬ ‫وليس انقسامياً‪ ،‬أن تكون مقاوماً يعني أن تكون‬ ‫تنموياً ومع العدالة االجتامعية‪ .‬فقيم املقاومة‬ ‫عزيرة جداً‪ ،‬إذا تبح ّرنا بها وجدنا عندها املنطلق‬ ‫األسايس لنقيم مجتمع املقاومة الذي يضمن‬ ‫لنا مستقب ًال حضارياً من خالل فعل نضايل‬ ‫وحضاري أخالقي يضمن لنا حرية محررة من‬ ‫االرتهانات الخارجية والداخلية التي تعيق إمكانية‬ ‫التنمية الداخلية‪.‬‬

‫حوار ليديا أبودرغم‬

‫وهاب زار الرئيس سليمان في بيت الدين‬ ‫على رأس وفد مرحباً به في الشوف‬ ‫انتقل رئيس الجمهورية العامد ميشال سيلامن‬ ‫اىل القرص الرئايس يف بيت الدين‪ ،‬وأقام فيه ملدة‬ ‫أسبوع‪ ،‬وقد زارته وفود سياسية وشغبية مرحبة به‬ ‫يف الشوف‪.‬‬ ‫وقام رئيس تيار التوحيد وئام وهاب عىل رأس وفد‬ ‫من املشايخ والفعاليات للرتحيب بالرئيس سليامن‬ ‫يف املقر الرئايس الصيفي‪ ،‬والتمني بإيصال البالد‬ ‫تحت قيادته إىل شاطئ األمان واالستقرار‪ .‬ورحب رئيس‬ ‫الجمهورية بالوفد‪ ،‬شاكرا حضوره‪ ،‬مشريا إىل أن “بلوغ‬ ‫شاطئ االستقرار يستوجب تضامن الجميع وتبادل تقديم‬ ‫التضحيات ملصلحة الوطن ومتتني الوحدة الوطنية بني‬ ‫اللبنانيني التي هي األساس”‪.‬‬

‫وهاب يقيم مأدبة غداء‬ ‫على شرف كوادر من التيار الوطني الحر‬

‫أقام رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب مأدبة غداء عىل رشف‬ ‫عدد من كوادر التيار الوطني الحر يف دارته يف الجاهلية حرضها النواب ناجي‬ ‫غاريوس و حكمت ذيب و آالن عون و زياد أسود و النائب السابق سليم عون و‬

‫عدد كبري من قياديي و مسؤويل التيار الوطني الحر‪ ،‬كذلك حرض إىل جانب‬ ‫الوزير وهاب نائب رئيس التيار سليامن الصايغ و عددا من أعضاء املكتب‬ ‫السيايس‪.‬‬

‫تيار التوحيد يشارك في أعمال اللجنة التحضيرية‬ ‫لملتقى الجوالن العربي الدولي ‪ -‬خاص الموقع‬ ‫شارك أمني اإلعالم يف تيار التوحيد هشام األعور يف أعامل اللجنة‬ ‫التحضريية لـ “ملتقى الجوالن العريب الدويل‪ ،‬الذي سينعقد يف سورية يومي‬ ‫السبت واألحد يف ‪ 10‬و‪ 11‬ترشين األول ‪ /‬أكتوبر ‪ .2009‬وتقوم فكرة امللتقى‬ ‫عىل توجيه أنظار العامل عىل احتالل الجوالن عىل نحو مخالف لكل املواثيق‬ ‫والقرارات الدولية‪ .‬ورغم اضطرار املحتل‪ ،‬االنسحاب إثر حرب ترشين عام ‪1973‬‬ ‫من أجزاء منه‪ ،‬إ ّال أن االحتالل مازال جامثاً عىل نسبة كبرية من أرضه‪.‬‬

‫وللملتقى أهداف عدة أبرزها‪ ،‬العمل عىل طرح حق سورية يف تحرير‬ ‫الجوالن عىل أوسع نطاق‪ ،‬والسعي لتعزيز هذا الحق بكل الوثائق والدراسات‪،‬‬ ‫وعرض الجوانب املختلفة لهذه القضية عىل املستويات كافة‪.‬‬ ‫وتتضمن فعاليات امللتقى إضافة إىل فعل االفتتاح‪ ،‬ندوات ومحارضات‬ ‫وورش عمل ومعارض صور وملصقات وأنشطة ثقافية وفنية‪ ،‬عىل أن يصدر‬ ‫عن امللتقى يف نهاية أعامله «إعالن القنيطرة العريب الدويل»‬

‫‪19‬‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫شارك في لقاء جمع أبناء طائفة الموحدين من الجوالن وفلسطين ولبنان‬

‫وهاب ‪ :‬قرار استعادة الجوالن اتخذه الرئيس االسد‬

‫يف حضن الجبل الشامخ‪ ،‬يف سفوح جبل الشيخ‪ ،‬يف‬ ‫بلدة “مغر املري” اجتمع آالف املشايخ من طائفة املوحدين‬ ‫الدروز‪ ،‬حرضوا من لبنان وفلسطني وسوريا واألردن‪ ،‬ليلتقوا‬ ‫مبشايخ الجوالن السوري املحتل وأبنائه الذين كانوا وال زالوا‬ ‫يرفضون االحتالل اإلرسائييل وظلمه‪ ،‬ويواجهون طغيانه‬ ‫ومحاولة تهويده لألرض والهوية‪ ،‬وجاؤوا من جوالننا الحبيب‬ ‫للقاء األح ّبة والتأكيد عىل استمرار املقاومة حتى التحرير‬ ‫الكامل لألرض‪.‬‬ ‫من لبنان‪ ،‬حرض رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬

‫وهاب عىل رأس وفد من املرجعيات الروحية بحضور املرجعية‬ ‫الشيخني أبو سليامن حسيب الصايغ وأبو عيل سليامن أبو‬ ‫ذياب‪ ،‬ومشايخ عقل الطائفة الدرزية يف سوريا ومحافظة‬ ‫القنيطرة وريف دمشق‪ ،‬فكان استقباالً شعبياً مميزاً ملَن حمل‬ ‫لواء الوطن ودافع عن أرض سوريا ولبنان عىل السواء‪ ،‬وواجه‬ ‫العدو الصهيوين الحاقد‪.‬‬ ‫وتخلل اللقاء الذي احتضنته سوريا كلامت عدة‪ ،‬أشادت‬ ‫بقيادة الرئيس بشار األسد الذي يعمل لتحرير الجوالن املحتل‬ ‫واستعادته إىل وطنه األم‪.‬‬

‫الشيخ أحمد الهجري‬ ‫وألقى شيخ العقل احمد الهجري كلمة جاء‬ ‫فيها‪ :‬إخواننا وأهلنا املقاومون‪ ،‬من قلب الرباط‬ ‫والجهاد‪ ،‬من جوالننا الحبيب‪ ،‬أيها الجمع الكريم‪،‬‬ ‫نحييكم بكلمة يف الجهاد والثبات والشوق من‬ ‫معان وإجالل‪ ،‬أنتم حامة الثغور ورايات الكرامة‬ ‫العربية والقيم التوحيدية املعروفة التي تغنى‬ ‫وسجلها يف سرب البطوالت‪ ،‬عرب‬ ‫بها التاريخ‪،‬‬ ‫ّ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪20‬‬

‫جهادكم وصربكم‪ ،‬فلم ترحلوا ولن تركعوا‬ ‫للغزاة الصهاينة‪ ،‬أعداء املحبة والسالم وقتلة‬ ‫األنبياء والرسل الكرام‪ ،‬لقد آمنتم أن الجهاد باب‬ ‫من أبواب الجنة جعلها الله لخاصة أوليائه وعباده‪،‬‬ ‫منه يدخلون وبني ظالله يتفيأون‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬تحية للمقاومة البطلة يف أرضنا‬ ‫العربية‪ ،‬سائلني املوىل سبحانه أن يت ّوج أفراحنا‬ ‫بتحرير الجوالن الصامد واألرض املغتصبة يف‬ ‫فلسطني وفيها مقدساتنا الرشيفة‪ ،‬وأن يجعل‬

‫يف خالص أرسانا العرب من نري االعتقال وعذابات‬ ‫السجون إنه عىل ذلك قدير‪ ،‬وبإجابته هذا الدعاء‬ ‫جدير‪.‬‬

‫الشيخ عاطف شعالن‬

‫ثم ألقى كلمة أهل الجوالن الشيخ عاطف‬ ‫شعالن‪ ،‬جاء فيها‪ :‬أن سبب معاناتنا يف املايض‬ ‫والحارض‪ ،‬يف العراق ولبنان وغزة وغريها هي من‬ ‫العدو اإلرسائييل وجرامئه‪.‬‬ ‫أيها اإلخوة إن صمودنا يف الجوالن هو حرب‬ ‫بقاء‪ ،‬وهو أشد هوالً وأعظم فتكاً‪ ،‬فثباتنا يف‬ ‫أراضينا‪ ،‬ثبات اللبوة دون أشبالها‪ ،‬واألشبال دون‬ ‫عرينها‪ ...‬حرب املستباح املستنرص املجروح بعزّته‪،‬‬ ‫ميجد‬ ‫مجد التاريخ‪ ،‬وهل ميوت من ّ‬ ‫فهل ميوت َمنْ ّ‬ ‫األجيال؟ هل ميوت من احرتف البطولة بكل‬ ‫معانيها؟ أبدا‪.‬‬ ‫وأخريا نسأله تعاىل أن ي ّعم السالم الشامل‪،‬‬ ‫ونعود ألحضان الوطن‪ ،‬ستبقى سوريا حية‪ ،‬وقلب‬ ‫العروبة النابض‪ ،‬حرة أبية‪ ،‬شعاع املثل الوطنية‪،‬‬ ‫وطن اإلنسانية والسالم‪ ،‬سيبقى جيشها‬ ‫وقيادتها‪ ،‬ورئيسها املفدّى بشار‪ ،‬ضامنة للهيبة‬ ‫الوطنية ونبع الشجرة الناظرة بع ّيون مائدة‬ ‫أبدية مثل نور الشمس‪.‬‬

‫السيد محمد موصليل‬

‫وألقى مدير األوقاف السيد محمد زياد موصليل‬ ‫كلمة جاء فيها‪ :‬ما زلنا نرفع رؤوسنا عالياً بكم‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب بيئة‬ ‫يا أهل جوالننا الحبيب‪ ،‬وال ننىس تلك الوقفة‬ ‫األبية التي وقفتموها حني أرادوا أن يسلبوا منكم‬ ‫هويتكم‪ ،‬فقلتم مبلء األفواه صغاراً وكباراً‪ ،‬رجاالً‬ ‫ونساء‪ ،‬ال نرىض غري الهوية السورية لنا هوية‪.‬‬ ‫هُ ِدمتم‪ ،‬وزاد عطاءكم وزاد صمودكم‪ ،‬أنا اآلن‬ ‫يف غمرة من السعادة‪ ،‬ألنني أرى والله أحفاد‬ ‫سلطان باشا األطرش‪ ،‬والله إنني لفي سعادة‬ ‫ألنني أرى أحفاد إبراهيم هنانو‪ ،‬وأحفاد الشيخ‬ ‫محمد األشمر‪ ،‬وأحفاد الشيخ صالح العيل‪،‬‬ ‫وأحفاد الشيخ بهيج الدين الحسني‪ ،‬إنني أرى‬ ‫أحفاد جول جماّ ل الذي مل مينعه دينه من أن يكون‬ ‫شهيداً عىل أرض وطنه من أجل أن تبقى هذه‬ ‫البلد أبية عصية عىل األعداء‪.‬‬ ‫أضاف‪ :‬أال تذكرون أيها السادة ما قاله الرئيس‬ ‫بشار األسد‪ ،‬من أجل أن يسمع العامل كله ال‬ ‫تسمع األمة العربية وحدها‪ ،‬لقد قال تلك املقولة‬ ‫التي كتبت مباء الذهب وسطرها التاريخ‪ »:‬نحن‬ ‫أمة لن نحني جباهنا إال لله‪ ،‬وذاك الذي ال يحني‬ ‫جبهته إال لله يعزه الله يف الدنيا قبل اآلخرة»‪،‬‬ ‫وها هي سوريا اليوم أصبحت قبلة العامل ألنها‬ ‫حجر الزاوية‪.‬‬

‫املطران موىس الخوري‬

‫النائب عبدالله االطرش‬

‫كام ألقى النائب عبدا لله األطرش كلمة جاء‬ ‫فيها‪ :‬لقد قال الخطباء ما مل يرتكوا فيه يشء‬ ‫للكالم‪ ،‬ولكن هل سمعتم أو قرأتهم أو رأيتم أن‬ ‫الصور واآليات الجهادية ال ُتتىل مرات ومرات؟ إنها‬ ‫والله كلمة صور وآيات يجب أن تتقطع يف كل‬ ‫كتاب من كتب التاريخ وكل صفحة من صفحات‬ ‫الجهاد‪.‬‬ ‫متسكوا بأرضكم‪ ،‬عودوا إليها‪ ،‬تشبثوا بها‪،‬‬ ‫اقتلوا وقاتلوا يف سبيل األرض والعرض والكرامة‪،‬‬ ‫عودوا لتعود معكم الكرامة‪ ،‬وقد قالها حافظ‬ ‫األسد وعلينا أن نثبت هذا الكالم‪« :‬ليس سورياً‬ ‫وليس من سوريا َمنْ يف ّرط بحبة تراب من أرضنا‬ ‫العظيمة من ترابنا املقدس»‪ ،‬وها أنتم يا صنّاع‬ ‫املجد األجدر بالتغيري‪ ،‬يا أهل الجوالن‪ ،‬ثبتم بالوعد‬ ‫الكريم‪ ،‬وصنتم هذا الوعد يف الثبات يف األرض‬ ‫واملواقف الكرمية الرشيفة‪ ،‬هوجمتم بالعيص‬ ‫والدبابات وصمدتم وبقيتم عىل كرامتكم‬ ‫وهويتكم السورية – العربية‪.‬‬

‫الدكتور دعاس عز الدين‬ ‫كام ألقى املطران موىس الخوري كلمة جاء‬ ‫فيها‪ :‬بعدما قيل وما سمعنا‪ ،‬ال نجد كلامت‬ ‫نتكلم بها يف هذا الحضور الكريم‪ ،‬سوى أن نقول‬ ‫ما أجمل أن يجتمع األخوة معاً يف ديار الرب‪ ،‬وها‬ ‫نحن اآلن نجتمع كعائلة سورية واحدة ونحمد الله‬ ‫ألن القسم الثاين املحتل من هذه العائلة موجود‬ ‫اآلن معنا‪ ،‬وهذا فرح كبري وبركة كبرية لنا‪.‬‬ ‫نحن اليوم نعتز بوجودكم بيننا‪ ،‬ونقوى بكم‪،‬‬ ‫ألننا نتابع دامئاً العزمية الكبرية التي تتمتعون‬ ‫بها ملواجهة املحتل الذئب الذي ال يعرف الشفقة‬ ‫والذي نراه يف كل يوم يهدم البيوت عىل األطفال‬ ‫والرجال والنساء‪ .‬أين هو العامل؟ أين هي األمم‬ ‫املتحدة؟ هل خلقنا غرباء عن هذا العامل‪ ،‬أم‬ ‫مكتوب علينا أن نتحمل كل يشء‪ ،‬نحن نتحمل‬ ‫ولكننا يف النهاية سننترص‪ ،‬كام طردنا املغتصب‬ ‫من أرضنا ألننا كلنا عائلة واحدة وقدمنا الشهداء‬ ‫الواحد تلو اآلخر‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫فرع حزب البعث العريب‬ ‫كام ألقى أمني‬ ‫االشرتايك يف ريف دمشق الدكتور دعاس عز‬ ‫الدين كلمة جاء فيها‪:‬‬ ‫السالم عىل هذه الوجوه الطيبة‪ ،‬السالم‬

‫‪22‬‬

‫عىل هذه الهامات الشامخة‪ ،‬كشموخ جبل‬ ‫الشيخ‪ ،‬السالم عليكم جميعاً وأنقل لكم‬ ‫تحيات رفاقكم يف قيادة حزب البعث العريب‬ ‫االشرتايك‪ .‬أه ًال بكم عىل أرضكم‪ ،‬أه ًال بكم بني‬ ‫أخوتكم وأهلكم‪ ،‬أه ًال بكم يف دمشق الحاضنة‬ ‫للتاريخ والعروبة‪ ،‬أنتم اآلن يف هذا الحضن الدافء‪،‬‬ ‫للتعلموا كيف يكون الدفء‪ ،‬واالطمئنان واألمان‪،‬‬ ‫وتع ّمقوا الوجود الحقيقي ألهلنا يف الجوالن‪،‬‬ ‫بأطلفالنا وشيوخنا ونسائنا‪ ،‬الجوالن يف قلب كل‬ ‫مواطن عريب وسوري‪ ،‬يف ذاكرة كل طفل‪ .‬انتم‬ ‫اليوم عىل هذه األرض املقدسة‪ ،‬الجوالن يعيش‬ ‫يف داخلنا ميتلك مشاعرنا‪ ،‬هو أرض مقدسة‪ ،‬هو‬ ‫جزء ال يتجزأ من سوريا العربية‪ ،‬هو جزء ال يتجزأ‬ ‫من قضيتنا‪ ،‬وكل مقاوم فيكم موجود‪ ،‬حققتم‬ ‫املقاومة صمدتم‪ ،‬ناضلتم‪ ،‬وقاتلتم هذا العدو‪،‬‬ ‫وامتنعتم عن اإلمالءات التي أرادوا أن ميلوها‬ ‫عليكم‪ ،‬كنتم وال زلتم جزءاً أساسياً من مرشوع‬ ‫املقاومة الذي يقوده الرئيس بشار األسد‪ ،‬هذا‬ ‫املرشوع الذي حطم كربياء العدو‪ ،‬حطم املرشوع‬ ‫األمرييك الصهيوين يف املنطقة كاملة‪ ،‬ويف‬ ‫العامل أيضاً‪ ،‬املرشوع الصهيوين الذي يريد‬ ‫األرض‪ ،‬ويقتل اإلنسان‪ ،‬أنتم َمن يعلم متاماً ما‬ ‫هو االحتالل‪ ،‬الظلم‪ ،‬االستبداد والطغيان‪ ،‬القهر‪،‬‬ ‫القتل‪ ،‬حتى القضاء عىل الشجر والبرش‪.‬‬ ‫عشتم أيام املقاومة وكل واحد منكم مقاوم‬ ‫كام يقال املقاوم هو موجود‪ ،‬وال أحد منكم غري‬ ‫موجود‪ ،‬موجودون يف الجوالن ونحن يف انتظار‬ ‫العودة‪ .‬الجوالن سيعود أيها األخوة‪ ،‬سيعود عاج ًال‬ ‫أم اج ًال‪ ،‬هكذا أخذت سوريا عىل عاتقها بأن تعيد‬ ‫هذا الجزء الغايل إىل وجودها‪ ،‬هذا الوطن ال ميكن أن‬ ‫يعيش بدون الجوالن‪ ،‬القائد األسد أخذ قراراً تاريخياً‬ ‫بعودة الجوالن‪ ،‬ونحن اآلن نسري يف مرشوع السالم‪،‬‬ ‫ولكن كام قال السيد بشار األسد‪ »:‬ال يوجد يف‬ ‫الطرف الصهيوين َمن يريد السالم»‪ ،‬نحن اخرتنا‬ ‫املقاومة طريقاً إىل السالم‪ ،‬والسالم سيتحقق‬ ‫وال ميكن أن يكون سالماً عادالً إال باستعادة الجوالن‬ ‫وفلسطني وكل شرب من أرضنا العربية‪.‬‬ ‫أيها األخوة نحن يف سوريا تبنّينا قضايا‬ ‫األمة‪ ،‬ونتبنى قضايا أمة‪ ،‬نحن ال نتبنى جزئيات‬ ‫هنا وهناك‪ ،‬نحن أصحاب قضية‪ ،‬فقضية‬ ‫فلسطني هي محور الرصاع العريب الصهيوين‬ ‫والجوالن هو لنا وسيعود كام ذكرت عاج ًال أم‬ ‫آج ًال‪ ،‬كلكم عاش الفرتة األخرية من االحتالل‬ ‫األمرييك للعراق‪ ،‬والعدوان الصهيوين عىل لبنان‬ ‫وكيف انترصت املقاومة من خالل هذا االلتفاف‬ ‫الجامهريي الشعبي من خالل الدعم الالمحدود‬ ‫للمقاومة من قبل السيد الرئيس بشار األسد‪،‬‬ ‫كلكم عشتم ما فعله املحتلون يف غزة‪ ،‬وما‬ ‫ويهجرون‪ ،‬وهذا‬ ‫يفعلونه يف فلسطني‪ ،‬يقتلون‬ ‫ّ‬ ‫هو املجتمع الدويل لألسف‪ ،‬يقف مع أولئك الغزاة‪،‬‬ ‫ولكن قوة مرشوع املقاومة وقوة سوريا حطمت‬ ‫هذا املرشوع األمرييك الصهيوين يف املنطقة‪.‬‬ ‫كل املحبة لكم‪ ،‬تحية الحب والوفاء لصمودكم‪،‬‬ ‫تحية العزة والكرامة لسوريا‪ ،‬لهذا الشعب األصيل‬

‫الذي يعيش يف وحدة وطنية ولحمة شعبية‬ ‫وجامهريية‪ ،‬مصمم عىل العودة وإعادة الجوالن‪،‬‬ ‫مصمم عىل انتصار املقاومة‪ ،‬مصمم عىل قضية‬ ‫فلسطني‪ ،‬ال تنازل وال تخاذل وال استسالم‪ ،‬لكم‬ ‫املحبة‪ ،‬وأمتنى أن نلتقي عىل أرض الجوالن‪ ،‬قريباً‬ ‫إنشاء الله لنح ّيي هذه الوجوه وكل عام وأنتم‬ ‫بخري‪ ،‬وسنعود بقيادة السيد بشار األسد‪.‬‬

‫وهاب‬

‫ثم تحدث وهاب يف الجمع قائ ًال‪ :‬تأتون مع الغيث‪،‬‬ ‫مع بواكري الشتاء الواعد‪...‬‬

‫تأتون من رحم املعاناة والصمود‪ ،‬ورائحتكم‬ ‫تعبق بشذى تراب الجوالن وفلسطني الصابرة‪...‬‬ ‫تقبضون عىل الجرح‪ ،‬وشفائه بات قريباً‪ ...‬متتشقون‬ ‫هاماتكم يف وجه الغاصب واملحتل‪ ،‬وتهتفون مع غزة‪،‬‬ ‫وبيسان‪ ،‬ويافا‪ ،‬بأن االنتصار قريب‪ ،‬وأجراس القدس‬ ‫تردّد صداها مآذن األقىص الرشيف‪...‬‬ ‫نراكم يف قبضة الريح والعواصف‪ ،‬بيارق للعزة‬ ‫وللمجد وللخلود‪...‬‬ ‫يرصع عاممئكم الناصعة‪ ،‬بصدق‬ ‫وإميانكم‬ ‫ّ‬ ‫الوفاء‪ ،‬وقدسية االنتامء‪ ...‬ألستم “من قوم ال‬ ‫يخشون برشاً مثلهم حتى ال يس ّلطوا عليهم ؟؟؟”‬ ‫ألستم معرش اإلخوان وصدق اللسان وحفظ‬ ‫اإلخوان؟؟؟‬ ‫إنها األمانة التي بني أيديكم‪ ...‬صنيعة التاريخ‪،‬‬ ‫وأمجاد صالح الدين ويوسف العظمة وسلطان‬ ‫األطرش‪...‬‬ ‫بل إنها أمانة سلامن الفاريس‪ ...‬واملقداد‪ ،‬أمانة‬ ‫أولئك املجاهدون عرب التاريخ يف وجه الطغيان‬ ‫واملستعمرين‪...‬‬ ‫واألمانة تنتقل عرب العصور واألجيال‪ ...‬وها هي‬ ‫اليوم يف يد قائد عريب كبري‪ ،‬وفارس يعر ّيب أصيل‪،‬‬ ‫ينحدر من ساللة األسود فتذهب أشباله‪ ،‬تناضل‪،‬‬ ‫وتقاتل‪ ،‬وتصارع التنني املتصهني‪.‬‬ ‫لتبقى “حافظة” للعهد والقسم والوالء‪ ،‬ألمة‬ ‫ظنّها أعداؤها قد انقرضت‪ ،‬لكنها أمة ما تعودت‬ ‫أن يكون قرب التاريخ مكاناً لها تحت الشمس‪.‬‬ ‫إنها أيها املشايخ األجالء‪ ،‬حكاية الرصاع‪ ،‬يف‬ ‫وجه كل الطغاة واملفسدين‪ ...‬حكاية السيف‬

‫املرشع‪ ،‬والذي ح ّول ألوان هذه األمة‪ ...‬إىل ألوان‬ ‫ّ‬ ‫حطمت القيود والسالسل‪،‬‬ ‫الحياة الجديدة التي‬ ‫من عقال األنظمة الرجعية‪ ،‬إىل رحاب الشارع‬ ‫العريب املفتوح‪ ،‬من بطاح فلسطني وهضبة‬ ‫الجوالن‪ ،‬إىل بالد الرافدين‪ ،‬وجنوب لبنان‪...‬‬ ‫إنه فعل العقل‪ ،‬وعمل النفس‪ ،‬وإرادة الكلمة‬ ‫واملوقف‪ ،‬وعطش األمة‪ ،‬وجوع أجيالها التائقة‬ ‫ّ‬ ‫املرضج بدماء الشهداء‬ ‫لصياغة التاريخ املقاوم‪.‬‬ ‫والقادة الكبار‪...‬‬ ‫أيها السادة املشايخ األجالء‪:‬‬ ‫جئنا إليكم من لبنان املقاومة‪ ،‬التي فرضت واقعاً‬ ‫جديداً يف معادلة الرصاع وموازين القوى‪ ...‬لنقول‬ ‫لكم باسم كل أبناء الطائفة الدرزية يف لبنان ودون‬ ‫استثناء بأننا إىل جانبكم واىل جانب سوريا وبشار‬ ‫األسد‪ .‬هذا هو قرارنا وهذه هي كلمتنا‪.‬‬ ‫نعم أيها األخوة‪ ،‬لقد جاء زمن االنتصارات وولىّ‬ ‫زمن الهزائم فاملراهنة عىل التسويات باطلة‪،‬‬ ‫فمن «كامب دايفيد» اىل «أوسلو» إىل «وادي‬ ‫عربه» إىل الرشق األوسط الجديد‪ ،‬إىل ما شهدناه‬ ‫باألمس يف أمريكا من لقاء بني «أوباما» وعباس‬ ‫و»نتنياهو»‪...‬‬ ‫ّإن محورنا القومي‪ ،‬آخذ باتجاه التحرير واالنتصار‪،‬‬ ‫فام يحدث يف العراق وفلسطني ولبنان‪ ،‬امتداداً‬ ‫إىل باكستان وأفغانستان‪ ،‬سلسلة مرتابطة‬ ‫ال تنفصل‪ ،‬واملرشوع األمرييك مستمر لبسط‬ ‫سيطرته ونفوذه واالستحواذ عىل املوارد النفطية‬ ‫وينابيع املياه‪ ...‬ومازال هذا املرشوع يراهن عىل‬ ‫أدواته املحلية يف كل كيان‪ ...‬ومل يدرك بعد‪ ،‬أن‬ ‫إرادة الشعوب أصبحت براكني تغيل‪ ،‬بل باتت‬ ‫ّ‬ ‫وأن يف‬ ‫أكرب بكثري من كل مفاعالتهم النووية‪...‬‬ ‫أمتنا قادة كبار يحرتفون صناعة التاريخ وصياغة‬ ‫النظام الجديد‪...‬‬ ‫أنتم اليوم يف وطنكم وأرضكم‪ ،‬تأتون‬ ‫لتجسدون تلك اإلرادة القومية الجامعة‪ ...‬تأتون‬ ‫ّ‬ ‫لتنهلوا من مدرسة بشار األسد دروس الفداء‪،‬‬ ‫والوفاء‪ ،‬والعزة والكرامة‪ ...‬دروس الصمود‬ ‫والتصدي ودعم ّ‬ ‫كل حركات املقاومة الرشيفة‬ ‫يف وجه كل الغاصبني‪...‬‬ ‫إنها مدرسة حطني‪ ،‬وميسلون‪ ،‬وترشين‪،‬‬

‫‪23‬‬

‫والكفر‪ ،‬مدرسة “الحافظ” الذي ع ّلمنا‬ ‫األمة رساالت ع ّلمت اإلنسان ما ال‬ ‫مهد الحضارات الفكرية‪ ،‬والدينية‪،‬‬ ‫األنبياء‪ ،‬وأرض الصالحني والطاهرين‪،‬‬ ‫بدأت تفعل لتغيرّ وجه التاريخ‪ّ ...‬‬ ‫وإن‬ ‫قريب‪...‬‬ ‫ونحن أيها العقالء‪ ،‬جئنا عرب التاريخ ومنذ‬ ‫مئات السنني إىل هذه األرض الطيبة واألمة‬ ‫الخالدة‪ ،‬لنكون حامة الثغور يف وجه املستعمرين‬ ‫واملحتلني‪ ،‬ولن نكون إال يف طليعة املقاومني‬ ‫واملجاهدين‪ .‬نحن أولويتنا حامية هذه الطائفة‬ ‫العربية ووحدتها‪ ،‬وتكون بااللتفاف حول سوريا‬ ‫ويف قلب سوريا‪ ،‬وتكون بااللتفاف حول املقاومة‬ ‫يف فلسطني ولبنان والعراق‪.‬‬ ‫نحن لسنا عدداً‪ ،‬نحن دور‪ ،‬ودورنا هو ضامن‬ ‫وجودنا وضامن قوتنا‪ ،‬الدور الذي حدده أجدادنا‬ ‫وآباؤنا‪ .‬نحن سيوف هذه األمة وال نقبل إال أن‬ ‫نكون يف طليعة املدافعني عنها‪.‬‬ ‫هذا هو التاريخ‪ ،‬وهذا هو قدرنا وخيارنا‪ ...‬لقد‬ ‫أوصيتم بالذود عن األرض والعرض وهذه فريضة‬ ‫دينية مقدسة‪ ...‬لذا‪ ،‬هل ّموا بنا إىل حيث نرفع‬ ‫الدنس والكفر عن ترابنا وأمهاتنا وآبائنا وأجدادنا‪...‬‬ ‫هل ّموا إىل حيث «الوعد الصادق»‪ ،‬وحيث الرجال‬ ‫املرابضني‪ ،‬استعداداً للقاء عىل أرضنا الحبيبة املحررة‬ ‫يف الجوالن من رجس الصهاينة وقوى االستكبار‪...‬‬ ‫واعلموا بأن الجوالن عائد وكل حركة دبلوماسية‬ ‫تجري اليوم محورها سوريا وعنوانها استعادة‬ ‫الجوالن‪ .‬وأؤكد لكم وأقول بأن قرار استعادة الجوالن‬ ‫قد اتخذ من قبل الرئيس األسد‪ ،‬وإذا فشلت‬ ‫الدبلوماسية يف استعادة الجوالن فسيستعان‬ ‫بالقوة مهام كلف األمر من تضحيات‪ ،‬فهذا‬ ‫القرار متّخذ مهام كانت النتائج‪.‬‬ ‫تحية لكم‪ ،‬وتحية ألهلنا يف الجوالن العنيد‪،‬‬ ‫وسالم ونداء وعهد لغزة وأريحا والقدس‬ ‫واألقىص‪ ...‬بأن جولة الباطل قد انتهت‪ ،‬وجاءت‬ ‫جولة الحق‪ ...‬والساعة آتية ال ريب فيها‪ ...‬وإنا‬ ‫عىل ذلك شاهدون‪ ...‬وإن ينرصكم الله فال غالب‬ ‫لكم‪ ...‬وهو ويل التوفيق‪.‬‬ ‫والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته‬ ‫ّأن يف هذه‬ ‫يعلم‪ ،‬فهي‬ ‫وهي قبلة‬ ‫وهي أمة‬ ‫غداً لناظره‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب يزور الرئيس لحود وجنبالط ‪:‬‬ ‫رئيس الجمهورية أعقل من أن يقبل تشكيلة الحريري‬ ‫زار رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب الرئيس اميل لحود وبعد اللقاء قال وهاب‪:‬‬ ‫«نأسف ان يكون النائب املكلف سعد الحريري‬ ‫قد وضع نفسه عىل خط االشتباك اإلقليمي‬ ‫الدويل بدل من أن يضع نفسه عىل خط التوافق‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬وكنا يف الفرتة السابقة قد أبدينا‬ ‫ارتياحنا لبعض الخطوات التي ترافقت مع بعض‬ ‫التوافق السعودي ‪ -‬السوري عىل بعض القضايا‬ ‫وخصوصا منها يف لبنان‪ ،‬لكن يبدو أن سعد‬ ‫الحريري اختار أن يضع نفسه عىل خط االشتباك‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬ورمبا أراد بذلك أن يترصف كام ترصف‬ ‫البعض يف العراق أو خارجه‪ ،‬نحن نحذر من هذا‬ ‫الترصف الجديد ونرى أن هذا املسار الجديد قد‬ ‫ينعكس سلبا عىل لبنان»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪“ :‬قد يدخل لبنان يف نفق ال أحد‬ ‫يعرف نتائجه‪ ،‬املسألة يف موضوع التشكيلة‬ ‫الحكومية قبل أن تكون يف السياسة‪ .‬ونحن‬ ‫نعرف أن سعد الحريري ال يترصف مبفرده ورمبا‬ ‫كان قد تلقى إشارات معينة خالل األيام املاضية‬ ‫دفعته إىل افتعال هذا االشتباك ‪ ،‬إال أن األمر اآلخر‬ ‫الذي ال يتعلق باالشتباك السيايس حول هذا‬ ‫املوضوع هو كيفية اختيار الوزراء ‪ ،‬ال أعرف كيف‬ ‫يسمح رئيس حكومة بأن يختار وزراء من طرف‬ ‫معني دون استشارة مرجعية هؤالء الوزراء مع‬ ‫احرتامنا للجميع‪ ،‬هل وزراء حركة “أمل” اختارهم‬ ‫سعد الحريري دون استشارة مرجعيتهم؟ وهل‬ ‫وزراء الوزير وليد جنبالط اختارهم سعد الحريري؟‬ ‫ملاذا هذا األمر ال ينطبق عىل العامد ميشال عون؟‬ ‫كيف يسمح لنفسه من الناحية األخالقية بأن‬ ‫يختار وزراء من التيار الوطني الحر دون استشارة‬ ‫زعيم التيار الوطني! أعتقد أن رئيس الجمهورية‬ ‫طبعا أعقل من أن يقبل بهذه التشكيلة‪ ،‬وهناك‬ ‫كالم بأن سعد الحريري سيعتذر ويعاد تكليفه‪،‬‬ ‫كال‪ ،‬عندما يعتذر سعد الحريري سيكون هناك‬ ‫بحث آخر‪ ،‬تكليف سعد الحريري بعد اعتذاره‬ ‫موضوع غري مؤكد وغري مسهل وغري يسري‪ ،‬ثم‬ ‫إن البعض يقول أن سعد الحريري إذا أعيد تكليفه‬ ‫سيخرج من صيغة ‪ 5 + 10 + 15‬إىل صيغة ثانية‪،‬‬ ‫ولكن صيغة العرشات الثالث وليس صيغة‬ ‫يحددها سعد الحريري‪ ،‬هذا التخويف بأن سعد‬ ‫الحريري سيشكل حكومة من الثلثني‪ ،‬يعرف‬ ‫جيدا أنه ال ميكن يف لبنان‪ ،‬ألن هذا املوضوع ال‬ ‫يوصل إىل حل‪ ،‬وهو يعرف أنه أضعف من أن‬ ‫يشكل حكومة عىل هذا الفريق”‪.‬‬ ‫سئل‪ :‬ما رأيكم بالحملة التي يشنها مفتي‬ ‫جبل لبنان الشيخ محمد عيل الجوزو عىل‬ ‫الرئيس اميل لحود والعامد ميشال عون؟‬ ‫أجاب‪ ”:‬هذا واحد صغري‪ ،‬ال أريد أن ادخل يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وهاب بعد لقائه العالمة فضل هللا‬

‫التشكيلة الحكومية ملغومة وأتمنى أن ال تنفجر سياس ّيا بصاحبها‬ ‫لفت رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫موحدا‬ ‫وهّ اب إىل أن املعارضة ستصدر اليوم بيانا‬ ‫ّ‬ ‫حول التشكيلة الحكومية لحسم الجدل‪ ،‬وحتى ال‬ ‫يقال ّأن هناك طرفاً ميكن أن يسري وهناك طرف‬ ‫ال ميكن أن يسري بهذه التشكيلة‪ ،‬هذه تشكيلة‬ ‫ملغومة‪ ،‬متمنيا أن ال تنفجر بصاحبها سياس ّياً‪.‬‬ ‫واعترب وهاب بعد لقائه العالمة الس ّيد فضل‬ ‫الله ّأن رئيس الجمهور ّية أعقل من أن مي ّررها‪ ،‬وهذه‬ ‫التّشكيلة لن تصل إىل مكان‪ ،‬متسائال ملاذا‬ ‫ّ‬ ‫خط االشتباك‬ ‫وضع سعد الحريري نفسه عىل‬ ‫اإلقليمي ـ الدويل‪ ،‬بدالً من أن يضع نفسه ويضع‬ ‫لبنان عىل ّ‬ ‫خط التوافق اإلقليمي ـ الدو ّيل‪.‬‬ ‫الخارجي‬ ‫ور ّداً عىل سؤال حول ما إذا كان العنرص‬ ‫ّ‬ ‫دفع ال ّرئيس املك ّلف إىل تقديم هذه التّشكيلة‪،‬‬ ‫أجاب وهاب” يبدو ّأن هناك عنارص خارج ّية ساهمت‬ ‫يف هذا األمر‪ ،‬ويبدو ّأن الس ّيد سعد الحريري فاقد‬ ‫للمبادرة الذات ّية‪ ،‬وهناك عنارص خارج ّية‪ ،‬وال ننىس‬ ‫أن “زملاي خليل زاده” كان يف لبنان‪ ،‬وهو صاحب‬ ‫املل ّفات القذرة من العراق إىل أفغانستان إىل ّ‬ ‫كل‬ ‫العامل‪ ،‬وأنا هنا أضع إشار ًة بريئ ًة إىل هذا األمر‬ ‫من جهته‪ ،‬أكد السيد فضل الله خالل ال ّلقاء‪،‬‬ ‫ّأن التّعقيدات التي ترافق األزمة الحكوم ّية ال‬

‫ُتعفي أيّ فريق وأيّ مسؤول من املسؤول ّية‪ ،‬وال‬ ‫تجعله مبنأى عن التّأثريات التي ترتكها هذه‬ ‫األزمة عىل املستويات السياس ّية واالقتصاد ّية‬ ‫ّ‬ ‫وحتى ّ‬ ‫فإن ترك األمور يف‬ ‫الشعب ّية‪ ...‬ولذلك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهب الفراغ أو رهينة للتط ّورات‪ ،‬ميثل تخليا عن‬ ‫ّ‬ ‫املسؤول ّية التي ُيفرتض تح ّمل تبعاتها أمام النّاس‪،‬‬ ‫إضاف ًة إىل ّ‬ ‫كل التّداعيات النّاشئة عنها‪.‬‬ ‫ورأى السيد فضل الله ّأن الفرصة ال تزال سانحةً‬

‫للخروج من حال التو ّتر إىل أجواء أكرث إيجاب ّي ًة‪،‬‬ ‫تصادمي‪،‬‬ ‫خطاب غري‬ ‫وخصوصاً من خالل اعتامد‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫داعياً الجميع إىل العمل جدّيا بعيدا عن همسات‬ ‫الخارج‪َّ ،‬‬ ‫ألن الذي يكتوي بالنّار االقتصاد ّية وبلهيب‬ ‫ّ‬ ‫املشاكل السياس ّية يف نهاية املطاف‪ ،‬هو الشعب‬ ‫ال ّلبنا ّين ا ّلذي ُيعاين األم ّرين عىل أبواب العام‬ ‫يس الجديد‪ ،‬ويف ّ‬ ‫ظل الترّ اكم املستم ّر للمل ّفات‬ ‫الدرا ّ‬ ‫الصعبة التي تالحقه‪.‬‬ ‫االقتصاد ّية واملعيش ّية ّ‬

‫وهاب بعد زيارته الشيخ قبالن‪:‬‬ ‫حكومة األمر الواقع هي حكومة تح ٍّد ولن تم ّر‬ ‫أموره‪ ،‬عليكم أن تبحثوا عن زعيم عصابة لريد‬ ‫عليه»‪.‬‬ ‫كذلك التقى وهاب رئيس اللقاء الدميقراطي‬

‫النائب وليد جنبالط حيث جرى التباحث معه‬ ‫يف األوضاع السياسية عىل الساحتني املحلية‬ ‫واإلقليمية‪.‬‬

‫وفد من تيار التوحيد يشارك‬ ‫في حفل افطار في القماطية‬ ‫شارك رئيس تيار التوحيد الوزير‬ ‫وئام وهاب ممثال بنائبه الرفيق‬ ‫الصايغ عىل رأس وفد من هيئة‬ ‫التوحيدي‪ ،‬باإلضافة إىل نائب رئيس‬ ‫األمناء الرفيق يارس الصفدي‪ ،‬وأمني‬

‫‪24‬‬

‫السابق‬ ‫سليامن‬ ‫العمل‬ ‫مجلس‬ ‫اإلعالم‬

‫والثقافة الرفيق‬ ‫املكتب السيايس‬ ‫يف حفل اإلفطار‬ ‫قاعة الحسينية –‬ ‫الواقع يف ‪2009-9-6‬‬

‫هشام األعور‪ ،‬وعضو‬ ‫الرفيق حافظ أبو املنى‪،‬‬ ‫الذي أقامه حزب الله يف‬ ‫القامطية‪ ،‬وذلك يوم األحد‬

‫زار رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫نائب رئيس املجلس اإلسالمي الشيعي األعىل‬ ‫سامحة الشيخ عبد األمري قبالن ‪ ،‬حيث جرى‬ ‫التباحث يف األوضاع املحلية واإلقليمية‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء قال وهاب‪ ”:‬بحثنا مع صاحب السامحة‬ ‫أمورا عدة عىل الساحتني اللبنانية واإلقليمية‬ ‫وخاصة يف ضوء املساعي الجارية لتشكيل حكومة‬ ‫جديدة‪ ،‬الفتاً إىل أن حكومة األمر الواقع ال ميكن أن‬ ‫متر ألنها حكومة تحد‪ ،‬كام أنها ستفتح أزمة لن‬ ‫تنتهي ألن املعارضة لن تشارك فيها‪.‬‬ ‫وإذ شدد عىل أنه “ ال نستطيع أن ننهي‬ ‫أزمة تشكيل حكومة لنفتح أزمة سياسية ال‬ ‫أحد يعرف أفقها يف لبنان”‪ ،‬أشار إىل أن رئيس‬ ‫الجمهورية العامد ميشال سليامن أكد أمامه‬ ‫وأمام آخرين بأنه لن يسري يف حكومة غري‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية‪ ،‬وأنا أعتقد أنه ما زال‬ ‫عىل موقفه يف هذا املوضوع‪».‬‬ ‫وأضاف وهاب “ليس استحقاقا كبريا انعقاد‬ ‫الجمعية العمومية ألمم املتحدة لنقول إننا‬

‫مضطرون لفتح أزمة سياسية يف لبنان من أجل‬ ‫الذهاب إىل نيويورك ولدينا حكومة‪ .‬متسائ ًال عن‬ ‫جدوى هذا االستحقاق وما سيحققه للبنان‪”،‬هل‬ ‫سنأيت بتحرير مزارع شبعا أم سنأيت بوقف‬ ‫الخروقات اإلرسائيلية”‪ ،‬ال أعتقد أن شيئا من هذا‬ ‫سيتحقق‪ ،‬لذلك األهم هو الوحدة الوطنية‪».‬‬

‫‪25‬‬

‫هذا وأشار وهاب إىل أمر إيجايب أال وهو البيان األخري‬ ‫ملجلس املطارنة املوارنة إذ تتطرق للموضوع اإلرسائييل‬ ‫وملوضوع التوطني والعالقة مع سوريا‪ ،‬داعياً إىل وجوب‬ ‫مالقاة هذا البيان يف منتصف الطريق‪ ،‬ألن هذه‬ ‫الطريق هي التي تحقق وحدة اللبنانيني ووحدة رؤيتهم‬ ‫تجاه القضايا املهمة عىل الساحة اللبنانية‪.‬‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬ ‫رئيس تيار التوحيد في إفطار رمضاني في كوثرية السيّاد‬

‫إذا حصلت حرب إسرائيلية فالمقاومة ستسقط الكثير من الخطوط الحمر‬ ‫أعلن رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬يف حفل إفطار رمضاين يف بلدة كوثرية‬ ‫السياد الجنوبية‪“ ،‬أن املعارضة اللبنانية جدية‬ ‫باملطالبة مجددا يف تشكيل حكومة وحدة‬ ‫وطنية‪ ،‬ولكن البعض يف لبنان فضل تنفيذ‬ ‫األوامر الخارجية ال تنفيذ املصالح اللبنانية‪،‬‬ ‫وهذه هي املشكلة التي وقعنا بها مؤخرا‪ ،‬وهذا‬ ‫البعض وضع نفسه ووضع لبنان عىل خط‬ ‫اشتباك إقليمي ‪ -‬دويل وال أحد يعرف نتائجه”‪.‬‬ ‫أضاف‪“ :‬املسألة شكال هي الحكومة‬ ‫وتشكيلها‪ ،‬ورصاع عىل الحقائب واألسامء‪،‬‬ ‫ولكن يف العمق هو رصاع عىل موقع لبنان‪،‬‬ ‫وهو رصاع عىل املقاومة ودورها يف لبنان‪،‬‬ ‫ورمبا عىل دور املقاومة يف كل املنطقة‪ ،‬واآلن‬ ‫الذين يفتعلون الرصاع عىل الحكومة وعىل‬ ‫الحقائب واألسامء ما هي إال واجهة لهذا‬ ‫الرصاع الكبري‪ ،‬وأدوات له‪ ،‬وهم يأخذون األوامر‬ ‫وينفذونها‪ ،‬وكام الحظتم مل يتأخروا حتى‬ ‫لساعات‪ ،‬رغم أن بعض حلفائهم طلبوا منهم‬ ‫لساعات إعالن موقفهم عندما أتاهم األمر‬ ‫بأن ينفذوا اليوم وهو مبثابة انقالب يستكمل‬ ‫االنقالب الذي فشلوا يف إحداثه يف االنتخابات‬ ‫األخرية‪ ،‬ونحن يف هذه االنتخابات تجاوزنا كل‬ ‫يشء‪ ،‬رغم أنها أكرث انتخابات مزورة يف تاريخ‬ ‫لبنان‪ ،‬وقلنا بعدها فلنذهب إىل حكومة وحدة‬ ‫وطنية‪ ،‬ولكن يبدو بأن حكومة الوحدة الوطنية‬ ‫يف لبنان ممنوعة بأوامر خارجية‪ ،‬وهذا ما أبلغ‬ ‫به بعض قادة األكرثية ألن هناك تطورات ما‬ ‫ينتظرونها عىل مستوى املنطقة‪ .‬ما هي هذه‬ ‫التطورات؟ البعض كان ينتظر تطورات داخلية‬ ‫يف إيران‪ ،‬ولكن فليطمئنوا وليعلموا أن إيران‬ ‫ستكون أقوى من الـ‪ 25‬سنة املاضية‪ ،‬كام‬ ‫أنهم ينتظرون حربا إرسائيلية عىل لبنان‪،‬‬ ‫ولكن نقول أن كل املؤرشات تدل بأن هذه الحرب‬ ‫حتى اآلن مستبعدة‪ ،‬وإذا حصلت فإن املقاومة‬ ‫حتام ستسقط الكثري من الخطوط الحمر خالل‬ ‫هذه الحرب”‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للمحكمة الدولية قال‬ ‫وهاب‪“ :‬أما توقعاتهم حول املحكمة الدولية‪،‬‬ ‫نعترب أن هذا الرهان قد سقط‪ ،‬ألن املحكمة‬ ‫الدولية مل يعد لها أي معنى‪ ،‬وسقطت‬ ‫عندما استخدمت طيلة السنوات األربعة يف‬ ‫مرشوعهم السيايس‪ ،‬ويبدو أن استخدامها‬ ‫بالطريقة التي تم‪ j‬سبق واستخدمت فيها مل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تعد تجدي نفعا‪ ،‬ويريدون االنتقال إىل طريق‬ ‫أخرى”‪.‬‬ ‫وعن أزمة تشكيل الحكومة‪ ،‬طالب وهاب‬ ‫املعارضة بأنه يف حال حصول أي تغيري يف‬ ‫صيغة تشكيل الحكومة يجب أن يسبقه اتفاق‬ ‫عىل التأليف‪ ،‬اتفاق عىل الحقائب واألسامء‪ ،‬وال‬ ‫نعتقد بأن “النائب” سعد الحريري عبقري إىل‬ ‫الحدود التي تسمح له باختيار أسامء الوزراء‬ ‫لآلخرين وال نعتقد أن لديه أيضا من الوعي‬

‫‪26‬‬

‫السيايس ما ميكنه من اختيار األسامء عن‬ ‫األفرقاء اآلخرين‪ .‬وملاذا فقط مع العامد ميشال‬ ‫عون يريد أن يختار له وزراءه؟! وبكل الحاالت‬ ‫وحتى ال ندخل يف هذه التفاصيل‪ ،‬أوال يهددون‬ ‫بحكومة الفريق الواحد‪ ،‬وأعتقد أن حكومة‬ ‫الفريق الواحد ساقطة سلفا لسبنب أوال‪ :‬رئيس‬ ‫الجمهورية لديه من الحكمة ما يكفي يك ال‬ ‫يسري بحكومة اللون الواحد وهو يعرف مخاطر‬ ‫هذا األمر‪ ،‬واألمر الثاين هو أن هناك عقالء يف‬

‫فريق األكرثية يرفضون هذا الخيار كذلك والقرار‬ ‫ليس “للنائب” سعد الحريري وحده‪ ،‬بل هناك‬ ‫فرقاء آخرون حكمتهم ستمنعهم من السري‬ ‫يف هذا الخيار ألنهم يعرفون أن ذلك يعني‬ ‫الخراب” ‪.‬‬ ‫وقال‪“ :‬املعارضة لديها اآلن مرحلة جديدة‬ ‫بعد سقوط صيغة ‪ 5-10-15‬وأمتنى أن يصبح‬ ‫موقفي الشخيص هو موقف املعارضة‪ ،‬وأن‬ ‫نعود إىل صيغة ‪ 5-11-14‬أي الثلث غري املسترت‪،‬‬ ‫وأن يكون هناك اتفاق مع الفريق اآلخر عىل أن‬ ‫كل فريق يسمي وزراءه دون تدخل من اآلخرين‪،‬‬ ‫وإال علينا أن نتدخل لتسمية الوزراء اآلخرين‪،‬‬ ‫وهناك وزراء قد ال يكونون مقبولني من فريق‬ ‫املعارضة‪ ،‬فلامذا يسمح الفريق اآلخر لنفسه‬ ‫بأن يتدخل يف تسمية وزراء عند غريه وال‬ ‫يسمح لآلخرين بالتدخل لتسمية وزراء آخرين‬ ‫عنده”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬بالنسبة إىل وزارة االتصاالت‪ ،‬نقول‬ ‫أنه أصبح لدينا شكوك حقيقية‪ ،‬أمنية ومالية‬ ‫يف املوضوع‪ ،‬وإال ملاذا التمسك بهذا املوضوع‪،‬‬ ‫وملاذا االستامتة عىل وزارة االتصاالت؟ وملاذا يف‬ ‫اليوم التايل النتهاء االنتخابات مل يتمسك‬ ‫النائب سعد الحريري إال بوزارة االتصاالت‪،‬‬ ‫وأصبح األمر يثري الريبة والشبهة‪ ،‬لذلك نقول‬ ‫بأن املعارضة متمسكة بهذه الوزارة‪ ،‬أما يف‬ ‫موضوع األسامء فالعامد ميشال عون حر‬ ‫يف اختيار أسامء وزرائه واملعارضة ستبقى‬ ‫متضامنة معه‪ ،‬ومن يراهن عكس ذلك أو قد‬ ‫متل املعارضة من هذا األمر‪ ،‬أو أن املعارضة‬ ‫لن تشارك يف الحكومة‪ ،‬فأقول ال يراهن أحد‬ ‫عىل ذلك وال عىل الوقت‪ ،‬ونحن جديون يف‬ ‫تشكيل حكومة وحدة وطنية‪ ،‬ولكن البعض‬ ‫فضل تنفيذ األوامر الخارجية ال تنفيذ املصالح‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وهذه هي املشكلة التي وقعنا بها‬ ‫مؤخرا‪ ،‬وهذا البعض وضع نفسه ووضع لبنان‬ ‫عىل خط اشتباك إقليمي ‪ -‬دويل وال أحد‬ ‫يعرف نتائجه‪ ،‬وهذا الذي يتعاطى بهذا امللف‬ ‫ال يعرف وال يدرك ماذا يفعل؟ ولكن أقول أن ال‬ ‫قدرة للبنان عىل تحمل االشتباك اإلقليمي ‪-‬‬ ‫الدويل الذي وضع فيه وهذه هي الخطورة يف‬ ‫هذا املوضوع” ‪.‬‬ ‫وأشار إىل أنه “ال بد من التنبيه بأن محاولة‬ ‫إدخال لبنان يف هذا الرصاع الدويل حول‬ ‫قضايا يف املنطقة وربطه بها‪ ،‬تحتم القول‬ ‫أنه تستطيع أن تدخل يف قضية ما ولكن ال‬ ‫تستطيع أن تخرج منها بتوقيتك‪ ،‬وهنا خطورة‬ ‫ما يفعله فريق رئيس الحكومة الذي كان‬ ‫مكلفا‪ ،‬وال نعرف إذا سيعاد تكليفه‪ ،‬ولكن عىل‬ ‫املعارضة أن تكون موحدة يف هذا األمر وأن تختار‬ ‫الرشوط التي تقبل بها إلعادة تكليف سعد‬

‫الحريري لرئاسة الحكومة‪ ،‬ألن أي تكليف له دون‬ ‫املنافسة يف ما هو سيكون بعد التأليف‪ ،‬إذ أن‬ ‫أي تكليف له يعني بأن سعد الحريري سيأخذ‬ ‫لبنان مجددا رهينة ويضع الورقة يف “الجارور”‬ ‫وعندها سيبدأ بابتزاز كل الناس كام فعل يف‬ ‫السبعني يوما املاضية” ‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬أريد أن اسأل سعد الحريري الذي‬ ‫انتقد خلق مشكلة وأزمة حول وزارة االتصاالت‪،‬‬ ‫هل يحرز األمر عندك أن تخلق أزمة عىل حساب‬ ‫وزارة االتصاالت‪ ،‬إذا كنت رئيسا للحكومة وقررت‬ ‫أن تنجح يف مهمتك وتشتغل بشكل صحيح‪،‬‬ ‫ولكن هذه األمور تفاصيل كلها وبكل ما يتعلق‬ ‫بتشكيل الحكومة‪ ،‬ألن املسألة ليست هنا بل‬ ‫يف مكان آخر‪ ،‬ولقد حاول البعض خالل الفرتة‬

‫‪27‬‬

‫املاضية االنفتاح عىل سوريا وحاول مقايضتها‪،‬‬ ‫واملشكلة أن هذا البعض ال يدرك حقيقة‬ ‫املوقف السوري‪ ،‬فسوريا التي رفضت أن تقايض‬ ‫عىل املقاومة رمبا وعىل عالقاتها مع إيران حتى‬ ‫وعندما كان جيشها يف لبنان‪ ،‬سوريا التي‬ ‫رفضت ذلك يحاولون اليوم مقايضتها عىل‬ ‫هذا امللف نفسه‪ ،‬ولذلك اندفعوا باتجاه سوريا‬ ‫ألسابيع وعندما وجدوا بأن سوريا غري قابلة‬ ‫لهذه املقايضة تغريت األمور مجددا وأعطيت‬ ‫األوامر لسعد الحريري ليك ينقلب عىل االتفاق‬ ‫الداخيل‪ ،‬وبدأ اآلن يهدد بتشكيل حكومة من‬ ‫لون واحد‪ ،‬وأنا أقول له “أنك أصغر وأضعف من‬ ‫أن تشكل هكذا حكومة‪ ،‬إذا ال تهدد بقضية ال‬ ‫تستطيع أن تنفذها”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب لـ «النهار» الكويتية‪ :‬الحكومة المقبلة‬ ‫ستكون حكومة (‪)10-10-10‬‬

‫اعترب رئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب أن «العقدة الوزارية تقع حول وزارة‬ ‫االتصاالت وليس حول اسم الوزير كام يشاع»‪،‬‬ ‫ورأى أن «أصول اللياقة والذوق كانت تفرتض من‬ ‫الرئيس املك ّلف سعد الحريري أن يتفاهم مع‬ ‫الجرنال عون حول هذه الوزارة قبل أن يعلن أي‬ ‫يشء بخصوصها‪ ،‬ألنها كانت من حصة عون‬ ‫يف الحكومة السابقة”‪ ،‬ناصحاً الحريري بأن يعمل‬ ‫عىل خط التوافق السعودي السوري وليس عىل‬ ‫خط االشتباك السوري السعودي األمرييك”‬ ‫ولفت وهاب إىل أن محبة الرئيس السوري‬ ‫بشار األسد للدروز هي التي حققت مصالحة‬ ‫وليد جنبالط مع دمشق‪ ،‬نافيا أن يكون نقل‬ ‫أية رسالة من القيادة السورية إىل البطريرك‬ ‫املاروين مار نرص صفري‪ .‬وحول مستقبل سالح‬ ‫حزب الله شدد وهاب عىل أن هذا السالح باق‬ ‫ما دامت “إرسائيل” باقية وقال أن السالح يلغي‬ ‫أمرين يف لبنان‪ :‬التقسيم والتوطني‪.‬‬ ‫ورداً عىل سؤال حول السياسة السورية‬ ‫املقبلة يف لبنان أكد وهاب أن لبنان تفصيل‬ ‫صغري عىل خارطة املصالح السورية‪ ،‬مؤكداً‬ ‫الحاجة إىل اتفاق سعودي سوري جديد إلعادة‬ ‫اتفاق “الطائف”‪ ...‬وفيام ييل نص الحديث مع‬ ‫زعيم “تيار التوحيد” اللبناين‪:‬‬ ‫ننطلق من تشكيل الحكومة‪ ..‬ما العقبات؟‬ ‫وهل صحيح أن مثة خطوط حمر دولية تعيق‬ ‫تشكيل الحكومة أم أن العقدة تكمن يف‬ ‫العقبات الداخلية؟‬ ‫العقبات داخلية‪ ،‬واملشكلة أن األطراف‬ ‫اإلقليمية والدولية يتلهون عن لبنان وليسوا‬ ‫منشغلني به اليوم‪ ،‬وبالتايل ليس مثة زخم‬ ‫إقليمي ودويل لترسيع تشكيل الحكومة‪ .‬ويف‬ ‫املقابل‪ ،‬أنتج االلتقاء السعودي السوري االتفاق‬ ‫حول إزالة عقدة الثلث زائد واحد (الثلث املعطل)‪..‬‬ ‫وانتقلنا بعدها إىل التفاصيل الداخلية املتعلقة‬ ‫بالحقائب واألسامء‪ ،‬فنشب الخالف حولها‪ ..‬برأيي‬ ‫ليس مثة اهتامم دويل وإقليمي اليوم للتدخل‬ ‫حول هذا املوضوع التفصييل‪ .‬ويف هذا الشأن‬ ‫بالذات‪ ،‬انطلقت العقبة لدى الرئيس املكلف‬ ‫سعد الحريري‪ ،‬عندما أعلن رغبته بالحصول عىل‬ ‫وزارة االتصاالت وبث األمر يف وسائل اإلعالم قبل‬ ‫التفاهم مع الجرنال ميشال عون‪ ،‬فيام أصول‬ ‫“اللياقة والذوق” كانت تفرتض منه أن يتفاهم‬ ‫مع الجرنال عون حول هذه الوزارة قبل أن يعلن أي‬ ‫يشء بخصوصها‪ ،‬ألنها كانت من حصة عون‬ ‫يف الحكومة السابقة‪ ..‬عندما سمع الجرنال‬ ‫ميشال عون من وسائل اإلعالم أن الرئيس‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املكلف يرغب يف الحصول عىل وزارة االتصاالت‬ ‫ويرفض إعادة توزير الوزير السابق جربان باسيل‪،‬‬ ‫بدأت املشاكل‪ ..‬يف كل األحوال‪ ،‬ومبحبة‪ ،‬أنصح‬ ‫الرئيس املكلف سعد الحريري بأن يعمل عىل‬ ‫خط التوافق السعودي السوري وليس عىل خط‬ ‫االشتباك السوري السعودي األمرييك‪ ،‬فقد‬ ‫عشنا أربع سنوات عىل خط االشتباك هذا‬ ‫وتعبنا‪ ..‬علينا أن نبحث عن خط التوافق ونعيش‬ ‫عليه‪ ،‬حتى لو كان أضيق من خط االختالف‪،‬‬ ‫علينا أن نوسعه‪.‬‬ ‫لكن كان واضحاً التوافق السعودي السوري‬ ‫مؤخراً وانعكاساته عىل الوضع يف الداخل‬ ‫اللبناين‪..‬؟‬ ‫نعم‪ ،‬لكن املشكلة أن بعض اللبنانيني‬ ‫مازالوا يعملون عىل خط االختالف السعودي‬ ‫السوري األمرييك‪ ،‬ذلك أن خط التوافق ال يعني‬ ‫أن كل املشكالت حلت بني األطراف‪ ،‬فاليوم مثة‬ ‫مشكالت عالقة بني األطراف الثالثة وتتطلب‬ ‫وقتاً كافياً لحلها‪ ،‬واألهم بالنسبة لنا هو أن‬ ‫يضع سعد الحريري نفسه ولبنان عىل خط‬ ‫التوافق السعودي السوري‪ ،‬وليس عىل خط‬ ‫االختالف السعودي السوري األمرييك‪.‬‬ ‫هل تضع املسؤولية إذاً عىل الرئيس املكلف‬ ‫دون سواه؟‬ ‫طبعاً مثة مسؤولية عىل الجميع‪ ،‬ولكن‬ ‫املسؤولية األساسية تقع عىل عاتق الرئيس‬ ‫املكلف ألنه هو املعني‪ ،‬وهو الذي يفقد من‬

‫‪28‬‬

‫رصيده منذ شهرين‪ ..‬فهل يعقل أن يبقى‬ ‫الرئيس املكلف مدة شهر ْين دون أن يقدم أية‬ ‫مبادرة؟ وأن يذهب كل أسبوعينْ لقضاء إجازة‬ ‫خارج لبنان؟ هو يفقد من رصيده يف النهاية‪،‬‬ ‫فهذه املرة األوىل التي يكلف فيها بتشكيل‬ ‫الحكومة وعليه أن يكون أكرث اندفاعاً‪.‬‬ ‫لقد حملت الرئيس املكلف مسؤولية‬ ‫تأخري تشكيل الحكومة‪ ،‬يف حني أن إرصار‬ ‫العامد ميشال عون عىل توزير جربان باسيل‬ ‫يعترب هو العقدة األساسية يف نظر البعض‪.‬‬ ‫ما رأيك؟‬ ‫لقد تعاطوا بطريقة التحدي مع العامد‬ ‫ميشال عون‪ ،‬وهذه الطريقة تستفزه‪ .‬من‬ ‫ناحية ثانية‪ ،‬ملاذا يرفض سعد الحريري جربان‬ ‫باسيل؟ املسألة هي أن سعد الحريري يريد وزارة‬ ‫االتصاالت‪ ..‬املشكلة تقع حول الوزارة وليس‬ ‫حول اسم الوزير‪.‬‬ ‫برأيك حتى لو سمى الجرنال عون شخصا‬ ‫غري الوزير جربان باسيل‪ ،‬لن يقبل به الرئيس‬ ‫املكلف؟‬ ‫لو سمى أياً كان‪ ،‬لن يقبل به سعد الحريري‪.‬‬ ‫ملاذا ال يثبت الجرنال عون حسن نيته ويحاول‬ ‫طرح اسم غري الوزير باسيل ؟‬ ‫ألن وزارة االتصاالت تتعلق مبسألة الخصخصة‬ ‫ومبلفات أمنية‪ .‬لذلك يرص الرئيس املكلف عىل‬ ‫الحصول عليها دون سواها‪ .‬ويف مجمل األحوال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يؤخروا البلد‬ ‫كل هذه املسألة ال تستأهل أن‬

‫ألجلها‪.‬‬ ‫هل ترى من املنصف بحق الشعب اللبناين‬ ‫أن يتم توزير شخص مل يعطه الناخبون‬ ‫ثقتهم يف االنتخابات النيابية؟‬ ‫لقد حصل هذا األمر مراراً‪ ،‬وهو رائج يف‬ ‫لبنان‪ ..‬نسيب لحود مازال وزيراً حتى اليوم‪ ،‬رغم‬ ‫خسارته يف االنتخابات املاضية وطالل أرسالن‬ ‫كذلك‪ ..‬ويف كل األحوال‪ ،‬هل من املحق أن يتم‬ ‫توقيف البلد من أجل هذه املسألة؟‬ ‫ماذا لو سمع الرئيس املكلف وجهة نظر‬ ‫البعض ممن يطالبونه بتشكيل حكومة‬ ‫أكرثية؟‬ ‫سعد الحريري ال ميلك أكرثية اليوم لديه ‪57‬‬ ‫نائباً مقابل ‪ 57‬نائباً للمعارضة و‪ 14‬نائباً يف‬ ‫خط الوسط‪.‬‬ ‫نواب “اللقاء‬ ‫هل تعني بخط الوسط‬ ‫الدميوقراطي” برئاسة النائب وليد حنبالط؟‬ ‫نعم‪.‬‬ ‫لكنه أكد لـ ‪ 14‬آذار أن نوابه سيبقون ضمن‬ ‫فريق الغالبية‪.‬‬ ‫مل يقل ذلك‪.‬‬ ‫قالها يف اجتامعه األخري مع ‪ 14‬آذار‬ ‫وتناقلتها كل الصحف‪ ،‬كام أنه أعلن إعادة‬ ‫مندوبه إىل صف األمانة العامة لقوى ‪14‬‬ ‫آذار‪..‬‬ ‫التمنيات الصحافية ذكرت هذا األمر‪ ،‬أما‬ ‫وليد جنبالط نفسه‪ ،‬فهو قال أن نوابه يف صف‬ ‫رئيس الجمهورية‪ ..‬مل نسمع شيئاً عىل لسان‬ ‫النائب جنبالط‪ ،‬وال أثق بقول الصحف ومتنياتها‪..‬‬ ‫الحكومة املقبلة ستكون حكومة ثالث عرشات‬ ‫(‪)10 - 10 - 10‬‬ ‫تتوقع إذاً أن يتم تغيري صيغة (‪)5-10 -15‬؟‬ ‫إذا تأخر التشكيل أكرث‪ ،‬سوف تتغري الصيغة‬ ‫نعم‪.‬‬ ‫هل تتوقع أن يسقط تكليف الرئيس سعد‬ ‫الحريري أيضاً؟‬ ‫إذا اعتذر هو عن التشكيل‪ ،‬مثة شخصيات‬ ‫وسطية معتدلة قد تكون أنسب‪ ،‬وليجلس‬ ‫هو يف األمانة العامة لـ ‪ 14‬آذار‪ ،‬ويكرر الكالم‬ ‫نفسه‪ ..‬أما أن يصبح رئيساً للحكومة وأن يكرر‬ ‫الكالم نفسه ويبقى ضمن فريق‪ ،‬فهذا أمر‬ ‫مرفوض‪.‬‬ ‫لكن رئيس املجلس النيايب أيضاً يتحدث من‬ ‫موقعه يف فريق ‪ 8‬آذار‪ .‬ملاذا يسمح له بذلك؟‬ ‫لقد مارس الرئيس نبيه بري دوره كفريق‬ ‫يف املعارضة نعم‪ ،‬لكنه مل يتطرف يوماً يف‬ ‫مواقفه‪ ،‬أما سعد الحريري فام زال يسري يف‬ ‫مقدمة املتطرفني يف السياسة‪ ،‬ومازال يتحدث‬ ‫وكأن شيئاً مل يتغري‪.‬‬ ‫ما الذي تغري؟‬ ‫مثة تغيري يف الداخل والخارج‪ ،‬ونحن أمام‬ ‫مرحلة جديدة‪ ..‬مثة تفاهم سوري سعودي‬ ‫أمرييك ُفتح‪ ..‬مازال أصغر من خط االشتباك‪،‬‬ ‫لكن بإمكاننا أن نوسعه ألن لنا مصلحة فيه‬

‫كلبنانيني‪.‬‬ ‫تزامن هذا التغيري مع تغيري يف العالقات‬ ‫بني سورية والنائب وليد جنبالط‪ ،‬والتي كنت‬ ‫أنت راعي املصالحة فيها‪...‬؟‬ ‫أنا مل أكن راعي املصالحة‪ ،‬بل نقلت رسالة‬ ‫بسيطة لها عالقة بخصوصية درزية بني‬ ‫سورية ووليد جنبالط‪ .‬فالرئيس األسد لديه‬ ‫معزة خاصة للطائفة الدرزية‪ ،‬وهذه املحبة للدروز‬ ‫هي التي صالحت سورية مع وليد جنبالط‪ ..‬أما‬ ‫أنا فنقلت رسالة من عرش كلامت وعدت إىل‬ ‫سورية برسالة من عدة كلامت وانتهى املوضوع‬ ‫هنا‪ ..‬وباقي األمور تتخذ مسارها وحدها دون‬ ‫وساطة أحد‪.‬‬ ‫غري ذلك‪ ،‬مل أنقل رسالة من أحد‪ ..‬رمبا‬ ‫تناقشت يف العالقات اللبنانية السورية مع‬ ‫بعض الشخصيات‪ ،‬لكنني مل أنقل رسائل‬ ‫من أحد ألحد‪ ..‬ويف العموم‪ ،‬عندما يكون مثة‬ ‫خري ما بني طرفينْ ‪ ،‬قد أنقله‪ ،‬أما سوى ذلك فال‬ ‫أتدخل‪ ،‬لكن يف الواقع وجدت لدى الكثري من‬ ‫اللبنانيني رغبة بفتح صفحة جديدة مع سورية‪،‬‬ ‫وهذه الرغبة موجودة لدى املسؤولني السوريني‪،‬‬ ‫فام املشكلة إذا عملنا عىل تحقيق هذا األمر؟‬ ‫ماذا نفذ وليد جنبالط من الرشوط التي‬ ‫نقلتها من سورية إليه؟‬ ‫مل أنقل أية رشوط‪.‬‬ ‫ماذا إذاً بالنسبة للبنود التي تداولتها‬ ‫وسائل اإلعالم ومن ضمنها االعتذار من‬ ‫الرئيس السوري بشار األسد؟‬ ‫كلها دس وكذب‪ ..‬سورية مل تطلب شيئاً‪،‬‬ ‫ولن تطلب شيئاً‪ ،‬فالنائب جنبالط حر باتخاذ‬ ‫مواقفه وخطواته‪ ،‬لكن الرئيس السوري ميلك‬ ‫من الكِبرَ ما يدفعه لعدم طلب رشوط معينة‬ ‫يف لحظة يكون فيها قوياً‪ ..‬اليوم سورية قوية‪،‬‬ ‫وهي ممر إجباري لكل قضايا املنطقة‪ ،‬وعندما‬ ‫تكون سورية قوية‪ ،‬ال تسأل عن التفاصيل‪.‬‬ ‫عادت سورية إىل موقع القوة إذاً؟‬ ‫مل تكن يف موقع ضعف‪ ..‬كانت يف موقع‬ ‫استهداف‪ ،‬ويف النهاية ال أحد يستهدف‬ ‫الضعيف‪ ..‬سورية واجهت حملة كبرية شنت‬ ‫ضدها خالل السنوات األربع األخرية‪..‬اآلن سورية‬ ‫يف موقع مريح‪ ،‬ألنها أثبتت أنها محقة يف‬ ‫وجهة نظرها والكثري من األوروبيني واملسؤولني‬ ‫األمريكيني اليوم اعرتفوا بأن سورية كانت عىل‬ ‫حق‪.‬‬ ‫يف ماذا؟ يف موقفها من لبنان؟‬ ‫مثة أمور أكرب من لبنان بكثري‪ ..‬لبنان تفصيل‬ ‫صغري‪ ،‬كان أداة أمريكية يف السنوات األربع‬ ‫األخرية‪ .‬أما األساس‪ ،‬فهو العدوان عىل العراق‪،‬‬ ‫الذي وقع الخالف السوري األمرييك حوله‪ ..‬ال‬ ‫يجوز أن نظن دامئاً بأن العامل يتحرك بأوامر‬ ‫فعندما بدأ العدوان األمرييك‬ ‫اللبنانيني‪.‬‬ ‫عىل العراق‪ ،‬رفضته سورية‪ ،‬وقاومته ودعمت‬ ‫املقاومة العراقية‪ ،‬فاشتبكت مع األمريكيني‪،‬‬ ‫الذين ردوا عليها يف لبنان‪ .‬وكان مثة اتفاق‬

‫‪29‬‬

‫سوري أمرييك يقيض بوجود الجيش السوري يف‬ ‫لبنان‪ ،‬فعندما وقع االشتباك السوري األمرييك‪،‬‬ ‫سحبت الواليات املتحدة األمريكية غطاءها عن‬ ‫هذا االتفاق‪ .‬فرتك الجيش السوري لبنان وأعلن‬ ‫انسحابه من الساحة اللبنانية‪ ..‬هذا ما حصل‪.‬‬ ‫واآلن كثريون من األمريكيني واألوروبيني‬ ‫يعتربون أن وجهة النظر السورية يف مسألة‬ ‫احتالل العراق كانت صحيحة‪ ،‬وقد تبني أن‬ ‫الرئيس األمرييك السابق جورج بوش كان عىل‬ ‫خطأ‪.‬‬ ‫يف مقابل هذه املتغريات عىل الساحة‬ ‫السورية‪ ،‬ما الذي تغري لدى رئيس اللقاء‬ ‫الدميوقراطي وليد جنبالط؟ ما الذي دفعه‬ ‫التخاذ هذا املوقف املفاجئ من سورية‪ ،‬والذي‬ ‫فاجأ قاعدته الحزبية قبل اآلخرين؟‬ ‫وليد جنبالط يتقن الواقعية السياسية‪ .‬هو‬ ‫واقعي وميارس واقعيته اليوم‪.‬‬ ‫ملاذا مل تقل عنه واقعياً عندما كان يف‬ ‫املرحلة السابقة؟‬ ‫ألنه كان يراهن عىل مرشوع‪ ،‬أنا أرى أنه‬ ‫ضد الدروز‪ ..‬واآلن إذا راهن عىل أي مرشوع‬ ‫يرض بالدروز سوف أقف ضده‪ ..‬أنا كنت أحارب‬ ‫مرشوعاً أمريكياً كنت أعترب من الخطر أن يكون‬ ‫الدروز جزءا منه‪ ،‬ألن هذا املرشوع يرتكنا ويدير‬ ‫ظهره يف أي لحظة‪ ،‬كام يحصل اليوم‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ال ميكن للدروز أن يحموا أنفسهم يف املنطقة‪،‬‬ ‫إذا كانوا أداة لهذا املرشوع‪.‬‬ ‫هل ترى أن أبناء الطائفة الدرزية راضون عن‬ ‫مواقف جنبالط اليوم؟‬ ‫عقالء الطائفة الدرزية راضون‪ .‬يبقى بعض‬ ‫الشباب املتحمس‪ ،‬والذي تحرك يف األعوام‬ ‫املاضية مل يتفهم موقف جنبالط‪ ،‬لكنه يتغري‬ ‫مع الوقت‪ ..‬أما عقالء الطائفة الدرزية‪ ،‬فهم‬ ‫مرتاحون للغاية ملواقف جنبالط األخرية‪ ،‬ألنه‬ ‫بهذه الخطوة‪ ،‬كبرّ الطائفة الدرزية وأعادها إىل‬ ‫موقعها وأكرب مام كانت عليه‪ ..‬وبرأيي‪ ،‬الدروز‬ ‫اليوم مبوقع ممتاز عىل صعيد لبنان واملنطقة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫من وجهة نظر ‪ 14‬آذار‪ ،‬إن وليد جنبالط‬ ‫حافظ عىل مصلحة طائفته عىل حساب‬ ‫مصلحة وطنه لبنان‪ ..‬هل هذا صحيح؟‬ ‫مصلحة لبنان ال تنفصل عن مصلحة الدروز‪..‬‬ ‫ثم ماذا كان ينتظر قادة ‪ 14‬آذار؟ أن يكون الدروز‬ ‫وقوداً لفارس سعيد والياس عطالله ونصري‬ ‫األسعد مث ًال؟ فليجعل هؤالء من أبناء طوائفهم‬ ‫وقوداً ملواجهاتهم‪ ،‬ويرتكوا الدروز بحالهم‪ .‬وليد‬ ‫جنبالط يبني حساباته عىل مصلحة الدروز‬ ‫يف لبنان وفلسطني وسورية‪ ،‬وليس كهؤالء‬ ‫الذين يبنون حساباتهم عىل عدد األصوات‬ ‫التي يكسبونها يف حيهم أو بلدتهم‪ ..‬هؤالء‬ ‫قد يفتعلون االشتباكات السياسية بشكل‬ ‫متواصل من أجل الحفاظ عىل مدخولهم أو‬ ‫منصبهم ومثة يف املعارضة من هم مثلهم‬ ‫أيضاً‪ .‬وهؤالء نسمعهم اليوم يهاجمون وليد‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬ ‫جنبالط‪ ،‬وكأنه ينوي االنتساب إليهم‪ ..‬مثة فارق‬ ‫كبري بني صاحب القضية وصاحب “الدكانة”‪..‬‬ ‫وهذا هو الفارق بيننا وبينهم‪ ،‬فنحن أصحاب‬ ‫قضية‪ ،‬وصاحب القضية يجب أن يفتح صدره‬ ‫دامئاً‪ ،‬ولو عىل حسابه الشخيص‪.‬‬ ‫هل تغمز هنا إىل الوزير طالل ارسالن؟ ما‬ ‫هي طبيعة عالقتك معه؟ وأين موقعه من‬ ‫ترتيب “البيت الدرزي” الذي يتم بني القادة‬ ‫الدروز؟‬ ‫ال أراه وال أسمع شيئاً عنه‪ .‬أعرف أنه تناول‬ ‫الغداء مع سعد الحريري‪ .‬فهو وسعد ليس‬ ‫لديهم عمل وال يعرفون ماذا يجري يف البلد‪.‬‬ ‫سعد ينتظر الفرج من الخارج‪ ،‬وهو ال أدري ماذا‬ ‫ينتظر‪ .‬مل يكن من الرضوري أن يضع أرسالن‬ ‫نفسه يف موقع “الرابوق”!‪ .‬عليه أن يكون‬ ‫صاحب مبادرة وصاحب شخصية مستقلة وأن‬ ‫يفتعل الحدث وال يبقى دامئاً رد فعل‪.‬‬ ‫لكنه اتخذ مبادرة مهمة بع ْيد أحداث أيار‬ ‫مايو ‪2008‬؟‬ ‫املعارضة كلفته بدور أوصله إىل النيابة‪..‬‬ ‫تعطه املعارضة هذا الدور وتحديداً حزب‬ ‫فلو مل ِ‬ ‫الله‪ ،‬ما كان وليد جنبالط ليعطيه مقعداً نيابياً‬ ‫إرضا ًء لحزب الله‪.‬‬ ‫هل تطمح للوزارة يف الحكومة املقبلة؟‬ ‫كال‪ ،‬الوزارة أصبحت خلفي‪.‬‬ ‫اىل أين يصل طموحك يف املستقبل؟‬ ‫طموحي هو أن يكون لدى هذه الطائفة‬

‫(الدروز) دور مؤثر يف لبنان واملنطقة‪ .‬فالشيعة‬ ‫مث ًال مل يكونوا منذ ثالثني عاماً يف املوقع الذي‬ ‫هم فيه اليوم‪ ،‬ألن حزب الله نقلهم من مكان إىل‬ ‫مكان‪ ،‬فأصبحوا جزءاً من لعبة الرشق األوسط‬ ‫الكربى‪ ،‬وبات لهم دور أكرب من حجمهم‪ ..‬هكذا‬ ‫أطمح شخصياً إلعطاء الدروز دوراً أكرب من‬ ‫حجمهم يف املنطقة‪ .‬ومثة دور تاريخي للدروز‬ ‫يجب أن ُيستعاد‪ ،‬فاليوم عندما تطرح مسألة‬ ‫التعديالت الدستورية مث ًال‪ ،‬ال ميكن للدروز أن‬ ‫يوافقوا عىل تعديالت دستورية ال تشمل إنشاء‬ ‫مجلس الشيوخ الذي نص عليه اتفاق الطائف‪.‬‬ ‫لكنك تتحدث دوماً عن تعديل اتفاق‬ ‫الطائف‪ .‬ما املغزى الذي تقصده من التعديل؟‬ ‫نحن يف حاجة التفاق سعودي سوري عىل‬ ‫إعادة إنتاج «الطائف» وإال فهو اتفاق غري قابل‬ ‫للحياة‪ ..‬ألن مثة بنوداً كثرية يف «الطائف»‬ ‫مل يتم تطبيقها‪ ،‬لذلك أعترب أننا يف حاجة‬ ‫لتجديد الرعاية الدولية التي أنتجت اتفاق‬ ‫الطائف‪ ،‬وإذا مل يتم إعادة تجديد هذه الرعاية‬ ‫السعودية السورية األمريكية‪ ،‬فاالتفاق غري‬ ‫قابل للحياة‪.‬‬ ‫هل نقلت رسالة من سورية إىل البطريرك‬ ‫املاروين مار نرصالله بطرس صفري عندما‬ ‫زرته؟‬ ‫كال‪ ..‬لقد زرته كام أزوره منذ خمسة عرش‬ ‫عاماً‪ ،‬وناقشته يف العالقات اللبنانية السورية‪،‬‬ ‫ويف العالقات بني “بكريك” والشيعة‪ ..‬وهذا‬

‫موضوع أسايس يف لبنان‪ ،‬فالشيعة عملوا‬ ‫ملصلحة لبنان‪ ،‬ومن الظلم القول انهم‬ ‫مرتبطون بإيران وينفذون أجندة خارجية‪.‬‬ ‫لكن سالح حزب الله مرتبط بإيران وهذا‬ ‫األمر بات معروفاً؟‬ ‫سالح حزب الله موجود طاملا أن “إرسائيل”‬ ‫موجودة‪ ،‬وطاملا أن مثة فلسطينياً يف لبنان‪..‬‬ ‫فلننساه ليك ال نضيع وقتنا يف نقاش عقيم‪.‬‬ ‫سيبقى موجوداً خارج رشعية الدولة‬ ‫اللبنانية؟‬ ‫هذا السالح يستمد رشعيته من املقاومة‬ ‫نفسها‪ .‬فاملقاومة هي التي حررت األرض‪ ،‬وليس‬ ‫الجيش أو قوى األمن الداخيل‪ .‬وهذا السالح يلغي‬ ‫أمر ْين يف لبنان‪ :‬التقسيم والتوطني‪ .‬والتنسيق‬ ‫موجود بني املقاومة والجيش‪.‬‬ ‫إذاً‬ ‫الدفاعية‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫مصري‬ ‫ما‬ ‫برأيك؟‬ ‫االسرتاتيجية الدفاعية هي تقوية املقاومة‬ ‫وتعزيز سالحها‪ ،‬بتنسيق مع الجيش اللبناين‪.‬‬ ‫ماذا تطلب من البيان الوزاري للحكومة‬ ‫املقبلة؟‬ ‫الكهرباء فقط‪ .‬ال أريد أكرث من ذلك‪.‬‬ ‫لبنان إىل أين برأيك؟‬ ‫لبنان ذاهب إىل موقع جيد وليس مقب ًال عىل‬ ‫حرب جديدة‪ .‬وهنا تكمن أهمية سالح حزب‬ ‫الله‪ ،‬ألنه مينع الحرب يف الداخل‪.‬‬

‫رئيس تيار التوحيد في عشاء للتيار الوطني الحر في القاع‪:‬‬

‫مطالب عون مطالب المعارضة كلّها‬

‫أعلن رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب أن من يراهن عىل قبول بعض املعارضة‬ ‫السري بحكومة األمر الواقع وترك العامد عون‬ ‫هو واهم‪ ،‬مؤكدا أن املعارضة موحدة مع العامد‬ ‫عون‪.‬‬ ‫كالم وهاب جاء خالل عشاء أقامه التيار‬ ‫الوطني الحر يف بلدة القاع يف البقاع الشاميل‬ ‫بحضور النواب مروان فارس واميل رحمة‪ ،‬ومثل‬ ‫العامد ميشال عون النائب السابق سليم عون‬ ‫وفاعليات املنطقة‪.‬‬ ‫كام أكد وهاب أن الرئيس ميشال سليامن‬ ‫أعقل من أن يسري يف حكومة األمر الواقع ألن‬ ‫أي تشكيلة ال تريض العامد عون لن تسري بها‬ ‫املعارضة‪.‬‬ ‫كام نفى ان تكون مشكلة التأليف تتوقف‬ ‫عىل األشخاص معلنا عن شكوك أمنية وغري‬ ‫أمنية بتمسكهم بوزارة االتصاالت‪.‬‬ ‫وعن املقاومة وسالحها قال وهاب ان من يريد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ان يتحدث يف هذا املوضوع يجب ان يتحدث بكل‬ ‫األمور املتفرعة عن الرصاع العريب اإلرسائييل‬ ‫وأهمها التوطني‪ ،‬مشريا إىل أن وضعنا‬ ‫الدميوغرايف ال يتحمل ‪ 500‬ألف مجنّس جديد‬ ‫يف لبنان‪.‬‬ ‫واستغرب وهاب استهداف بعض فريق ‪ 14‬آذار‬ ‫املسيحي القوي‪ ،‬علام أنه ضامنة لوحدة لبنان‬ ‫وللدور املسيحي الذي يشكل عائقا يف وجه‬

‫‪30‬‬

‫التوطني‪.‬‬ ‫وتساءل هل ينتظر سعد الحريري بلوغ‬ ‫سن الرشد السيايس ليشكل الحكومة‪،‬‬ ‫مؤكدا أن الحكومة ستتشكل عاجال أم آجال‬ ‫ولكن وفق رشوطنا التي ال نعتربها تعجيزية‪،‬‬ ‫ومشددا عىل استحالة التفريق بني املعارضة‬ ‫ألن مطالب العامد عون هي مطالب كل‬ ‫املعارضة‪.‬‬

‫وهاب للـ «أن بي أن»‪ :‬التوطين قائم‬ ‫ً‬ ‫سبيال لمواجهته‬ ‫ويجب أن نجد‬ ‫بلسان أكرث العارفني بأحوال البالد‪ ،‬أطل‬ ‫رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب يف‬ ‫برنامج “صباح العامل” مع الزميل عباس ضاهر‬ ‫عىل شاشة الـ “ان يب أن” متحدثاً عن األزمة‬ ‫اإلقليمية وانعكاساتها عىل عملية تشكيل‬ ‫الحكومة يف لبنان التي باتت مرتبطة باالنفراج‬ ‫اإلقليمي عىل مستوى العالقات العربية وتحديداً‬ ‫العالقة السعودية‪ -‬السورية التي وصلت يف‬ ‫املرحلة املاضية إىل نقطة التقاء حول تكليف‬ ‫النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة‪ ،‬إال أن هذا‬ ‫التقارب مل ُيستكمل عىل الرغم من املساعي‬ ‫السعودية التي ُبذلت مع الجانب السوري‪ ،‬ألن‬ ‫هناك من تدخل وعمل عىل إفساد هذه املحاولة‪.‬‬ ‫وتابع وهاب “البعض استغرب عندما قلت‬ ‫أن الحكومة لن تتشكل قبل ترشين األول واآلن‬ ‫أنا أخىش من أن يستمر هذا الوضع إىل ما‬ ‫بعد ترشين‪ ،‬فلبنان بلد قارص وهو بحاجة إىل‬ ‫مساعدة إقليمية ودولية‪ ،‬ولكن عىل بقية‬ ‫األطراف أن ميتلكوا الجرأة الكافية مثل سوريا‬ ‫واالستمرار يف عملية التشاور فيام بينهم‬ ‫حول تشكيل الحكومة‪ ،‬وقد ملسنا دع ًام من‬ ‫قوى املعارضة والقوى اإلقليمية لسعد الحريري‬ ‫بهدف استكامل مسريته يف تشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫ونحن بدورنا ندعوه إىل االستمرار مبساعي الخري‬ ‫التي يقوم بها والثبات عىل موقفه‪ ،‬ألين سبق‬ ‫وقلت ال ميكن أن يصبح رئيس حكومة وهو‬ ‫يتحدث لغتني مختلفتني”‪ ،‬وعليه اإلقالع عن‬ ‫بعض الترصفات غري الالئقة‪ ،‬فعملية التبصري‬ ‫بصار لوزير املالية إليجاد كنز ليس سوى‬ ‫ومرافقة ّ‬ ‫عملية بهلوانية‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب “ العقبة يف تشكيل الحكومة‬ ‫عند الشيخ سعد الحريري وليس عند الجرنال‬ ‫ميشال عون‪ ،‬بعد أن أصبح لدي شكوك أمنية‬ ‫ومالية حول وزارة االتصاالت والحريري من وضع‬ ‫هذه الشكوك حول هذه الوزارة‪ ،‬واملشكلة ليست‬ ‫يف توزير الراسبني ألنه لطاملا عينّ يف السابق‬ ‫وزراء فشلوا يف االنتخابات النيابية‪ ،‬كام أنه من‬ ‫املخجل‪ ،‬تابع وهاب‪ ،‬أن نناقش أسامء للحكومة‬ ‫ويف املقابل لدينا أشخاص أمثال جورج قرم وجان‬ ‫عبيد “ قاعدين يف بيوتهم»‪.‬‬ ‫ومتنى وهاب عىل فخامة رئيس الجمهورية‬ ‫العامد ميشال سليامن أن يكون محايداً‪ ،‬وأن ال‬ ‫يأيت إىل وزارة الدفاع بوزير غري حيادي‪ .‬ومن ميثل‬ ‫بيت املر هو “ أبو الياس” وقد قال يل رصاحة أنه‬ ‫مع كل ما يراه ابنه الياس‪ ،‬والوزير ميشال املر ليس‬

‫حيادياً وهو منحاز لفريق ‪ 14‬آذار وحرض اجتامعها‬ ‫األخري‪ .‬ومتنى وهاب أن يؤىت يف املرحلة املقبلة‬ ‫بضباط أكرث مسؤولية وليس من ذوي “املرقعة»‬ ‫وحول مساعي الخري التي قام بها يف األيام‬ ‫املاضية‪ ،‬أكد وهاب أن اللقاءات مستمرة مع‬ ‫املقربني من الرئيس أمني الجميل ومل يعد هناك‬ ‫من رضورة للقاء معه شخصياً‪ ،‬مع العلم بأن‬ ‫الرئيس الجميل واجه حملة انتقادية داخل األمانة‬ ‫العامة لقوى ‪ 14‬آذار بعد لقائه معي‪.‬‬ ‫وعن عالقته بجنبالط قال وهاب “ إن مهمتي‬ ‫انتهت مع وليد جنبالط بعد زياريت إىل سوريا‬ ‫ونقيل رسالة كاملة له‪ ،‬والوزير جنبالط حريص‬ ‫عىل إنجاح مهمة سعد الحريري وكلنا كذلك‪،‬‬ ‫وموقفه من سوريا ممتاز” وأضاف “ يف لبنان‬ ‫سوريا فلسطني الذين هم يف املوقف العرويب‬ ‫واملقاوم‪ ،‬وال نريد ان نخص األمور داخل الطائفة‬ ‫الدرزية باألحادية أو الثانية أو الثالثية مع اعرتافنا‬ ‫باألحجام القامئة‪.‬‬ ‫وقال وهاب عن زيارته الدميان “ناقشت مع‬ ‫البطريرك صفري مواضيع عدة وصلت أحيانا إىل‬ ‫حد الوقاحة مني‪ ،‬وعربت له عن خشيتي من‬ ‫سيناريو مشابه للسيناريو الحاصل يف العراق مام‬ ‫ينعكس سلباً عىل الوضع املسيحي يف لبنان‬ ‫يف حال حصول فتنة سنية‪ -‬شيعية‪ ،‬وأعتقد‬ ‫أن لبنان يصبح شيئا آخر من دون املسيحيني‪.‬‬ ‫وأضاف للوزير فرنجية والعامد عون الحق يف‬

‫‪31‬‬

‫مناقشة البطريرك صفري يف السياسة‪ ،‬ولكن‬ ‫مهاجمة البطريرك ال تصب يف مصلحة أحد‬ ‫وال تفيد أبدا”‪ .‬وأكد وهاب عىل العالقة الوثيقة‬ ‫التي تربطه بالوزير ارسالن فهو أخ وصديق وأكن‬ ‫له كل احرتام‪ ،‬وقد عملنا والوزير ارسالن يف‬ ‫مرحلة النضال‪ ،‬ولقايئ األخري به كان منذ سنة‬ ‫بعد استشهاد الشيخ صالح فرحان العرييض‪،‬‬ ‫كاشفاً عن وسطاء بينه وبني ارسالن ولكن حتى‬ ‫اآلن مل أتلق جوابا‪.‬‬ ‫ورأى رئيس تيار التوحيد أن موضوع التوطني‬ ‫قائم ويجب أن نجد سبي ًال ملواجهة األمر‪ ،‬فلبنان‬ ‫والدميقراطية اللبنانية ال تحمل عملية التوطني‪،‬‬ ‫ويجب أن ال نقبل بعد اآلن بأي نقاش حول موضوع‬ ‫سالح املقاومة من دون موضوع التوطني‪ ،‬إال يف‬ ‫حال عادت الخيارات إىل ‪ 5‬أيار حيث ميكن أن يتكرر‬ ‫مشهد ‪ 7‬أيار جديد‪.‬‬ ‫وعن املحكمة الدولية‪ ،‬قلل وهاب من أهمية هذا‬ ‫األمر‪ ،‬كاشفاً بأن املحكمة الدولية مل تعد هاجساً‬ ‫سورياً وسبق ان أعطينا رأينا فيها منذ البداية‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬انتقد وهاب موقف رئيس‬ ‫الحكومة العراقي نوري املاليك الذي وصفه بـ “غري‬ ‫األخالقي” والذي جاء رداً عىل طرح الرئيس السوري‬ ‫بشار األسد لقيام تحالف إيراين‪ -‬تريك‪ -‬سوري‪،‬‬ ‫مشرياً إىل روحية التفاهم اإلقليمي الحاصل‬ ‫عىل املستوى السوري واإليراين والسعودي لحامية‬ ‫املنطقة من الحروب‪.‬‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب لـ«الجزيرة نت» ‪:‬‬

‫المحكمة الدولية ستدمر لبنان‬ ‫حذر رئيس تيار التوحيد الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب من أي تلفيق أو‬ ‫تزوير يف قرارات املحكمة الدولية الخاصة‬ ‫بالتحقيق باغتيال رئيس الحكومة‬ ‫اللبناين األسبق رفيق الحريري‪ ،‬مؤكدا أن‬ ‫لبنان لن يتحمل أي تلفيق عىل خلفية‬ ‫االغتيال‪ ،‬وذلك يف ظل ترسيبات قوية‬ ‫تربط بني تشكيل الحكومة وما بني قرار‬ ‫ظني سيصدر عن املحكمة الدولية يشاع‬ ‫أنه سيشري لتورط عنارص من حزب الله‬ ‫يف االغتيال‪ .‬وفيام ييل نص الحوار‪.‬‬ ‫هل نعترب هذا التحذير مبثابة تهديد‬ ‫للرئيس املكلف؟‬ ‫بل هذا توصيف لواقع املحكمة‪ ،‬هذه‬ ‫املحكمة كذبة‪ ،‬والعدالة الدولية كذبة‪،‬‬ ‫وهذا ما أظهرته املساومات السياسية‬ ‫املبنية عىل مصالح تجارية‪ ،‬مثلام حدث‬ ‫بقضية “املقرحي”‪ ،‬وستظهر التطورات املقبلة‬ ‫يف قضية الرئيس السوداين مع القضاء الدويل‬ ‫أن العدالة الدولية مجرد أداة لألمريكيني‪.‬‬ ‫لقد رأينا كيف أن قضية “املقرحي” قد تم‬ ‫حلها بناء عىل التعاون واالنفتاح الليبي عىل‬ ‫الغرب‪ ،‬ما يؤكد أن اتهام “املقرحي” مل يكن‬ ‫مبنيا عىل معطيات قانونية بل عىل موقف‬ ‫سيايس‪ ،‬وحني تغريت األوضاع يف السياسة‬ ‫خرج “املقرحي” من سجنه‪.‬‬ ‫ملاذا الحملة عىل املحكمة الدولية اآلن من‬ ‫قبلكم؟‬ ‫موقفنا من املحكمة الدولية ومن قضائها‬ ‫ليس جديدا‪ ،‬ولكننا نتحدث اليوم عن إثباتات‬ ‫إضافية غري قابلة للنقد تفيد بأن املحكمة‬ ‫ال تتمتع بأي مصداقية‪ ،‬فهي كانت قد تبنت‬ ‫وشاركت يف تلفيق الشهود املزورين يف فرتة‬ ‫تويل القايض “ديتليف ميليس” للتحقيق‪ ،‬وهي‬ ‫سكتت عىل ذلك التزوير والتلفيق يف فرتة تويل‬ ‫القايض البلجييك “برامريتز” يف فرتة تويل‬ ‫القايض الكندي “دانيال بلامر”‪ ،‬ولجنة التحقيق‬ ‫الدولية بقضاتها الثالثة زجت بأربعة من القادة‬ ‫األمنيني السابقني األبرياء يف السجن بناء عىل‬ ‫شهادة شهود زور ترفض اآلن معاقبتهم‪ ،‬وهي‬ ‫أطلقت السجناء األبرياء بعد أربع سنوات من‬ ‫اعتقالهم بدون أن توجه لهم أي اتهام‪.‬‬ ‫لو جرت مثل هذه املامرسات الشاذة يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أي نظام قضايئ غريب لدخل املضلل واملحرض‬ ‫واملتواطئ إىل السجن‪ ،‬فلامذا تتنازل املحكمة‬ ‫الدولية عن حقها يف معاقبة املجرم إن مل تكن‬ ‫رشيكة يف إجرامهم‪.‬‬ ‫هي ترفض حسب الناطقة باسمها أن تقدم‬ ‫أي مزور أو ملفق أو محرض‪ ،‬ممن تسببوا بسجن‬ ‫الضباط األربعة وممن تسببوا يف تضليل املحكمة‬ ‫نفسها إىل العدالة‪ ،‬علام أن ميليس كان قد‬ ‫ذكر يف تقاريره التي قدمها إىل مجلس األمن‬ ‫معلومات وتفاصيل وأسامء وحدد مواقع وأعلن‬ ‫عن أسامء متورطني باغتيال الحريري‪ ،‬ثم أظهرت‬ ‫تحقيقات القضاة الذين خلفوه أنه كان كاذبا‬ ‫يف كل ما قاله وأنه استعمل الشهود املزورين‬ ‫لتلفيق التهم للضباط األربعة ولسوريا‪ ،‬ومع‬ ‫ذلك ترص املحكمة الدولية اليوم عىل القول إنها‬ ‫غري معنية مبالحقة امللفقني واملزورين واملضللني‬ ‫وهي تتجاهل إخفاق الحق وإقامة العدالة بحق‬ ‫املجرمني‪.‬‬ ‫لذا أنا أقول للرئيس املكلف سعد الحريري بأن‬ ‫هذه املحكمة مسيسة وال تتمتع بأي مصداقية‬ ‫وهو أمام خيارين إما املحكمة الدولية وإما لبنان‪.‬‬ ‫فإن اختار املحكمة فنحن ذاهبون إىل حرب أهلية‬ ‫ألن املحكمة أداة لتدمري لبنان‪.‬‬ ‫وإن اختار لبنان فلبنان أكرب من الجميع مبن‬ ‫فيهم رفيق الحريري‪ .‬والرئيس املكلف قال شيئا‬ ‫جيدا األسبوع املايض‪ ،‬حني قال إن لبنان أكرب‬

‫‪32‬‬

‫منه ومن العامد ميشال عون وأنا أقول‬ ‫له إن لبنان أكرب من رفيق الحريري أيضا‬ ‫وأقولها بكل محبة أن عليه التوقف‬ ‫عن األقوال املتناقضة يف هذا املجال‪.‬‬ ‫كنا أول من دعا إىل تحقيق دويل‬ ‫بخصوص اغتيال الرئيس الحريري‪،‬‬ ‫وقمنا بكل اإلجراءات الالزمة لتحقيق‬ ‫هذا األمر من خالل موقعنا يف حكومة‬ ‫الرئيس عمر كرامي‪ ،‬وقد سهلنا قدوم‬ ‫املحققني الدوليني إىل لبنان يف نهاية‬ ‫عهد حكومة كرامي عام ‪ ،2005‬ولكن‬ ‫ما حصل خالل السنوات األربع املاضية‬ ‫مل يكن تحقيقا مهنيا بل مرشوع تزوير‬ ‫مل ينجح ضد سوريا وحلفائها ‪-‬من‬ ‫قادة األجهزة األمنية اللبنانية– ليس‬ ‫لحسن أخالق القضاة الدوليني‪ ،‬بل ألنه‬ ‫مل يعد يف قدرتهم تلفيق االتهامات‬ ‫لسوريا‪ ،‬فح ّول قضاة املحكمة مسريتهم‬ ‫الباطلة باتجاه تلفيق تهمة باطلة بدالئل مزورة‬ ‫ضد حزب الله‪.‬‬ ‫هل متلكون معطيات محددة تفيد بأن‬ ‫املحكمة تتجه إلصدار قرار ظني ضد عنارص‬ ‫من حزب الله؟‬ ‫طبعا‪ ،‬هناك أسامء معينة جرى التداول‬ ‫بها يف أوساط املحكمة وهي تنتمي لحزب الله‪،‬‬ ‫وجرى تركيب وفربكة ملفات ضدهم‪ ،‬وجرى‬ ‫أيضا تلفيق معطيات محددة لتكون الوسيلة‬ ‫لتوجيه االتهامات لعنارص من حزب الله‪ ،‬متاما‬ ‫كام جرى مع الضباط األربعة عرب التقارير التي‬ ‫أعدتها مجموعة معينة من املزورين وامللفقني‪،‬‬ ‫وهي املجموعة اإلجرامية التي استعملها‬ ‫ميليس سابقا‪ ،‬وهي مجموعة تضم سياسيني‬ ‫منهم وزير سابق ونائب حايل وبعض األمنيني‬ ‫والصحافيني وكلهم يعملون بقيادة مايسرتو‬ ‫هو مخابرايت وسفري سابق يف دولة أوروبية‬ ‫ومستشار ألحد األثرياء جدا يف لبنان‪ .‬هذا‬ ‫الشخص يقوم بعمله يف هذا املجال مقابل‬ ‫األموال والرشاوى وطمعا يف منصب ودور‬ ‫سيايس أؤكد له أنه لن يراه أبدا‪.‬‬ ‫نحن نعرف أن تقرير دير شبيغل كتب يف‬ ‫لبنان من قبل هذه املجموعة بالذات‪.‬‬ ‫وأنا أؤكد بأن هؤالء ‪-‬ومن يقف خلفهم‬ ‫ويحرضهم وميولهم‪ -‬يتهيبون ردة فعل حزب‬

‫الله عىل تزوير مفضوح مثل هذا‪ ،‬ولذلك‬ ‫أطلقوا بالونات اختبار عرب استدعاء بعض‬ ‫الشهود وعرب نرش اإلشاعات وعرب نرش تقرير‬ ‫صحيفة دير شبيغل املشبوه‪.‬‬ ‫استنادا إىل ما تقوله عن ترابط املوقف‬ ‫من املحكمة باملوقف من الرئيس املكلف‬ ‫سعد الحريري‪ ،‬هل أنت متفائل بقرب تشكيل‬ ‫الحكومة اللبنانية العتيدة؟‬ ‫لألسف أنا متشائم ألسباب محلية لبنانية‬ ‫وألسباب إقليمية ودولية ولذلك أدعو اململكة‬ ‫السعودية بكل صدق وبكل محبة‪ ،‬ولست‬ ‫أتحدث بغرض االستفزاز‪ ،‬أنا أدعو السعودية إىل‬ ‫استكامل املصالحة مع سوريا إلنقاذ الطائف‬ ‫الذي أراه اليوم يتهاوى يف لبنان‪ ،‬وهناك‬ ‫مسؤولية معنوية عىل الطرفني األساسيني‬ ‫الذين جعال من قيام اتفاق الطائف أمرا ممكنا‬ ‫وأعني بهام السعودية وسوريا وإال فنحن‬ ‫ذاهبون إىل حرب أهلية‪.‬‬ ‫كالمك يجعل األمر يبدو وكأن رشط‬ ‫املصالحة السعودية مع سوريا هو املخرج من‬ ‫الحرب األهلية يف لبنان؟‬ ‫هذا هو الواقع وهذا رأيي الخاص‪ ،‬كانت هناك‬ ‫رعاية التفاق الطائف‪ ،‬وهذه الرعاية ُفقدت منذ‬ ‫أربع سنوات وهذا ما جعلنا يف حالة من عدم‬ ‫التوازن‪ ،‬لبنان بلد قارص فلنتفق عىل هذا األمر‪،‬‬ ‫وال نبالغ إن قلنا ذلك ألنه الواقع‪ ،‬فليس هناك‬ ‫يف لبنان سيايس أو وزير أو ضابط أو قاض أو‬ ‫رئيس يأخذ قرارا مستقال عن التدخل الخارجي‪،‬‬ ‫فعن أي بلد نتحدث هنا؟‬ ‫إما أن يكون هناك رعاية خارجية للبنان تصل‬ ‫باللبنانيني إىل التوافق ‪-‬وأنا أفضلها سعودية‬ ‫سورية‪ -‬وإال فنحن ذاهبون إىل الهاوية‪.‬‬ ‫هل هناك مخرج للشعب اللبناين من هذه‬ ‫األوضاع التي تجعله يعيش يف ظل طبقة‬ ‫سياسية قارصة؟‬ ‫ال إمكانية للتفاؤل مع هذه الطبقة‬ ‫السياسية إال بتغيري قانون االنتخاب مبا يسمح‬ ‫بوصول دماء جديدة إىل الحكم‪.‬‬ ‫مباذا تفرس تفرق املعارضة اللبنانية‬ ‫وعدم صدور رؤية مشرتكة ملستقبل لبنان‬ ‫تتوحد حولها كل فصائل املعارضة وتناضل‬ ‫ألجلها؟‬ ‫بعض املعارضة غائب عن الوعي بكل‬ ‫رصاحة‪ ،‬وبعضهم اآلخر قارص عن الوصول إىل‬ ‫مستوى املسؤولية وعىل كل حال فسامحة‬ ‫السيد حسن نرص الله يحاول ‪ -‬منذ ما بعد‬ ‫ظهور نتائج االنتخابات املاضية– التوصل إىل‬ ‫جمع املعارضة يف كيان سيايس واحد‪ ،‬وهو قام‬ ‫ببعض املشاورات وسيستكملها قريبا‪.‬‬ ‫ولنكن رصيحني نحن بحاجة إىل رؤية‬

‫موحدة‬ ‫واقتصادية‬ ‫واجتامعية‬ ‫سياسية‬ ‫للمعارضة ألن ال أحد منا يلتفت إىل أمر‬ ‫أسايس وهو األوضاع الكارثية لالقتصاد‬ ‫االجتامعي‪ ،‬كام أن الدين العام وصل إىل أرقام‬ ‫مهولة‪ ،‬فهل سنشارك كمعارضة يف حكومة‬ ‫تتابع رفع الدين العام وتثقل كاهل املواطن؟‬ ‫هناك معاناة حقيقية لدى الناس ويجب أن‬ ‫نلتفت إىل هذا األمر‪ ،‬هل سنشارك يف حكومة‬ ‫تذهب إىل الخصخصة عىل حساب املواطن؟‬ ‫وماذا سنفعل كمعارضة إن تابع الرئيس املكلف‬ ‫سعد الحريري سياسة االقرتاض؟‬ ‫ليس هناك أحد من املعارضة يعمل عىل‬ ‫ترتيب سياسات اجتامعية تعالج وضع الناس‬ ‫وحاجاتهم وأقولها بكل أسف‪.‬‬ ‫كرجل سياسة من الطائفة الدرزية كيف‬ ‫ترشح ملواطنيك بقاء السالح يف يد حزب‬ ‫الله؟‬ ‫سالح املقاومة له رمزية أكرب من أي طائفة‪،‬‬ ‫وهو سالح مقدس عند كل الرشفاء يف كافة‬ ‫الطوائف‪ ،‬وهو سالح مقدس عند رشفاء األمة‬ ‫أجمع‪ ،‬وقضية الدفاع عن لبنان أرشف من أن‬ ‫نضعها يف مزادات طائفية‪.‬‬ ‫نحن ننظر إىل سالح حزب الله من منظار‬ ‫املهمة التي قام ويقوم بها وليس من املنظار‬ ‫الطائفي‪ ،‬هذا سالح حمى لبنان وحرر أراضيه‪،‬‬ ‫الغريب أن بعض اللبنانيني يطرحون قضية‬ ‫سالح املقاومة وكأنها أم املشاكل بينام يتابع‬ ‫اإلرسائييل تهديد لبنان بالتدمري بشكل يومي‪،‬‬ ‫من املؤسف حقا أن نسمع دعوات البعض‬ ‫لنزع سالح املقاومة بينام يتجاهل التهديدات‬ ‫اإلرسائيلية اليومية‪ ،‬أعتقد أن أمثال هؤالء‬ ‫يرددون أسطوانة أمريكية وهم ليسوا مهتمني‬ ‫ال بحامية لبنان وال بتقوية جيشه حتى تنتفي‬ ‫الحاجة إىل املقاومة‪.‬‬ ‫البطريرك املاروين نرص الله صفري دعا‬ ‫الرئيس املكلف سعد الحريري إىل تشكيل‬ ‫حكومة أغلبية‪ ،‬فام هو موقفك من هذا‬ ‫الطرح؟‬ ‫أنا أحرتم البطريرك صفري ويل معه مناقشات‬ ‫طويلة وهو صديق أحرتم صداقته ولكنه يعرف‬ ‫أن الرئيس املكلف ال يستطيع تشكيل حكومة‬ ‫غري توافقية ولو أراد‪ ،‬والنقاش يف هكذا موضوع‬ ‫ليس مفيدا ألنه ليس واقعيا‪.‬‬ ‫كيف تنظرون يف املعارضة اللبنانية إىل‬ ‫السياسات العربية للرئيس األمرييك “باراك‬ ‫أوباما”؟‬ ‫يف البداية كان هناك تقدير عال لسياسات‬ ‫الرئيس األمرييك الجديد “باراك أوباما” بخاصة‬ ‫نبذه لسياسات جورج بوش العدوانية‪ ،‬ولكننا‬ ‫الحظنا رسيعا أن الرجل مقيد باملؤسسة التي‬

‫‪33‬‬

‫ال تسمح له بحرية الحركة‪ ،‬ورمبا يحتاج الرئيس‬ ‫األمرييك إىل وقت أطول إلنجاز استقالليته‬ ‫ولتحقيق قدرة خاصة به عىل الفعل بعيدا عن‬ ‫رغبات املحيطني به من بقايا أتباع تشيني وبوش‬ ‫يف اإلدارة‪ ،‬إضافة إىل بعض الصهاينة املقربني‬ ‫منه والذين يؤثرون رمبا عىل بعض السياسات‬ ‫املتعلقة مبنطقتنا‪.‬‬ ‫من الناحية الشخصية قرأت للرئيس‬ ‫“أوباما” كتاب “جرأة األمل” وقرأت مقاالت له‬ ‫مليئة بالعاطفة اإلنسانية ولكن “باراك أوباما”‬ ‫املحامي ورجل الكونغرس والرجل العادي يشء‬ ‫و”أوباما” الرئيس يشء آخر‪ ،‬واألخري عليه االلتزام‬ ‫بسياسات ال يصوغها وحده بل يتدخل بها‬ ‫الكونغرس ومراكز قوى أخرى تسلب الرئيس‬ ‫حريته يف تحديد السياسات العامة‪.‬‬ ‫عىل كل حال نسجل للرئيس “أوباما” إنهائه‬ ‫املنطقة‬ ‫يف‬ ‫األمرييك‬ ‫الجنون‬ ‫لسياسات‬ ‫وانتقاله إىل سياسات واقعية خصوصا يف‬ ‫تعامله مع قوى إقليمية مثل إيران وسوريا‪،‬‬ ‫حيث إنه أحل االتصاالت واملفاوضات مكان‬ ‫التهديد والوعيد‪.‬‬ ‫األهم برأيي من كل ما يقوله أو يفعله‬ ‫الرئيس األمرييك حاليا هو أن يقوم بالضغط‬ ‫عىل إرسائيل لتحقيق سالم عادل ومرشف‬ ‫عىل قاعدة االنسحاب الشامل والتام من‬ ‫األرايض املحتلة عام ‪ 1967‬وإن مل يفعل ذلك‬ ‫فنحن ذاهبون إىل مزيد من التطرف‪ .‬ما قبل به‬ ‫جيلنا لن يقبل به أوالدنا‪ ،‬وإن مل ينته الرصاع‬ ‫سلميا اآلن فالتطرف سيحل مكان الوسطية‬ ‫ولن تقبل األجيال القادمة برأيي بأقل من‬ ‫فلسطني من البحر إىل النهر‪ .‬نحن ما زلنا‬ ‫نؤمن أن فلسطني عربية بكل أجزائها ولكن‬ ‫الحكام العرب قبلوا بالتقسيم وبحل الدولتني‬ ‫وإن مل يتحقق ذلك اآلن فال حل دولتني وال ما‬ ‫يحزنون يف املستقبل‪ ،‬بل سيكون التطرف هو‬ ‫سيد املوقف‪.‬‬ ‫أنتم يف املعارضة حلفاء للجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية فهل أثارت االضطرابات‬ ‫السياسية والشعبية هناك قلقكم؟‬ ‫يف البداية نعم ألننا مل نكن نعرف‬ ‫حجم التفاعالت الداخلية لألحداث اإليرانية‬ ‫ولكن حني عرفنا طبيعة ما يجري تأكدنا أن‬ ‫الجمهورية اإلسالمية قوية‪ ،‬وما حصل دليل‬ ‫عىل أن الدميقراطية اإليرانية أقوى من كثري من‬ ‫األوضاع السياسية يف البلدان العربية التي‬ ‫يتحدث إعالمها عن أحداث إيران بالسوء‪ ،‬بينام‬ ‫ال يسمح نظام الحكم يف بالدهم ولو بانتخاب‬ ‫رئيس بلدية‪ .‬التجربة اإليرانية الدميقراطية تثبت‬ ‫أن إيران قادرة عىل تطوير نظامها السيايس عرب‬ ‫تفاعل صحي بني فئاتها ولو بدا ذاك التفاعل‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬ ‫ظاهرا‪ -‬شديد التوتر‪.‬‬‫إيران أقوى بكثري مام يظن البعض و ستكون‬ ‫يف ربع القرن القادم واحدة من القوى األساسية‬ ‫يف العامل‪ ،‬وستبقى برأيي عونا وسندا قويا‬ ‫للشعب العريب يف فلسطني ويف لبنان ويف‬ ‫كل العامل العريب‪.‬‬ ‫وصفك البعض مؤخرا بالسفري السوري‬ ‫فوق العادة فهل تلعب دورا دبلوماسيا‬ ‫إقليميا؟‬ ‫لست سفري سوريا وال أقوم بدور أو مبهامت‬ ‫سورية‪ ،‬أنا أقوم بدور لبناين حيث أحاول تقريب‬ ‫وجهات النظر بني بعض اللبنانيني وبني سوريا و‬ ‫ذلك بحكم صداقتي مع الطرفني‪.‬‬ ‫أنا أرى أن هناك رضورة لقيام عالقة طيبة‬ ‫بني البطريرك صفري وبني سوريا وكال الطرفني‬ ‫أصدقايئ‪ ،‬وأنا أرى رضورة لقيام عالقة بني‬ ‫وليد جنبالط وبني سوريا‪ ،‬وبني حزب الكتائب‬ ‫وبني سوريا‪ ،‬وما قمت به هو يف املقام األول‬ ‫نتيجة لرغبتي يف التقريب بني السوريني وبني‬ ‫اللبنانيني املقاطعني لها‪ ،‬ألن سوريا لها دور يف‬ ‫لبنان وهي قادرة عىل تسهيل كثري من أمور‬ ‫اللبنانيني‪.‬‬ ‫يندرج يف هذا اإلطار أيضا نقلك لرسالة‬ ‫من القيادة السورية إىل النائب جنبالط؟‬ ‫كانت رسالة وانتهت املهمة بعد إيصالها‪.‬‬ ‫متى سيزور النائب وليد جنبالط سوريا؟‬ ‫أظن أن األستاذ وليد جنبالط سيأيت إىل‬ ‫سوريا بعد تشكيل الحكومة ال قبل ذلك ألنه‬ ‫ال يريد توجيه رضبات تقيض عىل الرئيس‬ ‫املكلف‪ ،‬وهو راغب يف الحفاظ عىل عالقة جيدة‬ ‫مع السيد سعد الحريري وزيارة سورية من قبل‬

‫جنبالط قبل ذهاب الرئيس الحريري إليها تعترب‬ ‫رضبة قوية للرئيس املكلف وهو لن يتحملها‬ ‫ألن عظمه السيايس طري‪.‬‬ ‫هل تعترب مشاركة النائب وليد جنبالط‬ ‫يف اجتامع نواب األكرثية يف قريطم والذي‬ ‫حصل ليلة الواحد والثالثني من أغسطس‬ ‫مبثابة تراجع عن خطابه يف الثاين من‬ ‫أغسطس والذي أعلن فيه خروجه من تجمع‬ ‫قوى الرابع عرش من آذار؟‬ ‫جنبالط لن يتخىل عن سعد الحريري وهو‬ ‫ذهب إىل قريطم وساير نواب األغلبية ليك‬ ‫يقدم دعام سياسيا للرئيس املكلف تحقيقا‬ ‫لوعد قطعه لوزير اإلعالم السعودي عبد العزيز‬ ‫الخوجة‪ .‬ولكن هذا ال يعني أن جنبالط سيعود‬ ‫إىل التعاون مع قوى املواالة خارج تيار املستقبل‪،‬‬ ‫وهذا رأي شخيص عىل كل حال‪.‬‬ ‫عىل ضوء املصالحة الدرزية‪-‬الدرزية التي‬ ‫جرت بينك وبني جنبالط‪ ،‬تيار التوحيد الذي‬ ‫تقوده ما هو مستقبله؟‬ ‫تيار التوحيد تطور يف السنوات املاضية‬ ‫وأصبح قوة ال يستهان بها سياسيا وانتخابيا‬ ‫حيث حصلنا يف الشوف وعاليه عىل نسبة‬ ‫من األصوات وصلت إىل ‪ 27‬ألف صوت‪ ،‬وتيار‬ ‫التوحيد يتحفز حاليا إلطالق ورشة عمل عىل‬ ‫كافة الصعد التنظيمية والشعبية ويف كافة‬ ‫املناطق التي نتواجد بها لتفعيل املطالبة‬ ‫بحقوق الناس‪.‬‬ ‫بوصفك مقربا من قيادة حزب الله وبصفتك‬ ‫مهتام باملقاومة ومبستقبلها‪ ،‬كيف ترى‬ ‫تطورات األوضاع عىل الحدود اللبنانية‬ ‫الجنوبية يف املستقبل؟‬ ‫أستبعد حربا إرسائيلية قريبة ولكن‬ ‫اإلرسائييل يستعد للحرب ويفعل كل ما‬ ‫بوسعه يف مجال االستخبارات ملعرفة ماذا‬

‫يستطيع أن يفعله حزب الله يف أي حرب‬ ‫قادمة‪.‬‬ ‫واإلرسائييل يريد أن يعرف كيف سيكون‬ ‫رد حزب الله يف حال بادر إىل شن حرب عىل‬ ‫لبنان‪ ،‬باعتقادي أن اإلرسائييل من اآلن وإىل‬ ‫العام القادم سيعمل عىل جمع أكرب قدر‬ ‫من املعلومات عن حزب الله‪ ،‬وإذا سنحت له‬ ‫الفرصة ووجد أنه قادر عىل الفوز يف حرب‬ ‫جديدة فعندها لن يتورع عن شن عدوان جديد‬ ‫ولكنه بالتأكيد لن يتمكن من رضب املقاومة‬ ‫حتى ولو دمر نصف لبنان‪.‬‬ ‫لذا أستبعد أن يشن اإلرسائيليون حربا أخرى‬ ‫ما دامت املقاومة قوية وهي قوية ولله الحمد‬ ‫ونحن نعرف بأنها استعدت للحرب ولديها‬ ‫الكثري من املفاجآت التي يعرف الصهاينة أنها‬ ‫موجودة‪ ،‬ولكنهم ال يعرفون نوعيتها‪ ،‬وأظن أن‬ ‫هذا األمر يشكل رادعا أمام جيش االحتالل‪.‬‬ ‫هل تقومون بأي دور ملكافحة تجنيد الدروز‬ ‫يف جيش الصهاينة؟‬ ‫منذ ثالث سنوات بدأت شخصيا بالتواصل‬ ‫مبارشة مع بعض الفاعليات الدرزية يف الداخل‬ ‫وأنا أؤكد أن لبنة رفض االحتالل موجودة وهناك‬ ‫املئات من الشبان الدروز الذين تعرضوا للسجن‬ ‫بسبب رفضهم التجنيد‪ ،‬ولكننا نحتاج‬ ‫للبناء عىل هذه اإلنجازات الوطنية والقومية‬ ‫ليك نرسخها يف الوسط العريب الدرزي يف‬ ‫فلسطني املحتلة‪ ،‬عرب العمل مع الجمعيات‬ ‫الدرزية العربية العاملة عىل رفض التجنيد‬ ‫وعرب تقديم الدعم املعنوي واإلعالمي لها‪ .‬كام‬ ‫أن علينا أن نسعى لتأمني مقاعد يف الجامعات‬ ‫العربية لدروز من الداخل للمساهمة يف‬ ‫دعم صمودهم ولخلق فرص للتواصل العريب‬ ‫معهم‪.‬‬

‫‪...‬ولـ «الجزيرة» ‪ :‬أنصح الحريري أن يسير على خط‬ ‫االتفاق السوري السعودي وليس على خط االشتباك‬ ‫رأى رئيس تيار التوحيد الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب أن الحريري ترصف بيشء من‬ ‫التحدي خاصة مبوضوع الجرنال ميشال‬ ‫سمى خمسة وزراء غري‬ ‫عون‪ ،‬فقد‬ ‫ّ‬ ‫مرشحني من قبل عون‪.‬‬ ‫واعترب أنه من عدم اللياقة القيام مبثل‬ ‫هذا األمر وسأل وهاب هل قام الحريري‬ ‫مث ًال باختيار وزراء اللقاء الدميقراطي أو‬ ‫حركة أمل ؟‬ ‫وأضاف يف مقابلة لقناة الجزيرة بتاريخ‬ ‫‪ 2009/9/8‬أن ليس هناك من قانون أو‬ ‫عرف مينع توزير الراسبني‪ ،‬خاصة وأنه يف‬ ‫حكومة السنيورة الحالية عدد من الوزراء‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الراسبني منهم الوزير نسيب لحود‪.‬‬ ‫ورداً عىل سؤالٍ عن الحقائب الوزارية‬ ‫سأل وهاب عن سبب متسك الحريري‬ ‫بوزارة االتصاالت وقال‪ :‬لقد أصبح لدينا‬ ‫شكوك أمنية بالنسبة لهذه الوزارة‪.‬‬ ‫وحول موقف الرئيس سليامن أكد أن‬ ‫فخامة الرئيس سوف يرفض التشكيلة‬ ‫الوزارية موضحاً أن املعارضة لن توافق‬ ‫عىل إعادة تكليف الحريري مجدداً‪ ،‬إال وفق‬ ‫اتفاق عىل التشكيلة الجديدة‪ .‬وختم‬ ‫وهاب حديثه بنصيحة للحريري بأن يسري‬ ‫عىل خط االتفاق السوري السعودي‬ ‫وليس عىل خط االشتباك‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫وهاب يكشف لـ «المنار»‪ :‬في عهدة القضاء‬ ‫شاحنة أسلحة كانت م ّتجهة إلى معراب‬ ‫أعرب رئيس تيار التوحيد الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب عن اعتقاده الشخيص بأن النائب‬ ‫سعد الحريري لن يتمكن أبداً من تشكيل‬ ‫حكومة إذا ما ُكلف مجدداً‪ ،‬فهو وضع‬ ‫نفسه عىل خط اشتباك إقليمي‪ -‬دويل‬ ‫ال قدرة له عىل تحمله‪ ،‬الفتاً إىل أن الحريري‬ ‫أدخل نفسه والحكومة والبالد يف مغامرة ال‬ ‫نحسد عليها‪ ،،‬وهنا يجب التوقف عند كالم‬ ‫رئيس اللقاء الدميقراطي النائب وليد جنبالط‬ ‫“ حذاري من لعبة األمم”‪.‬‬ ‫وهاب ويف مقابلة للـ”املنار” ضمن برنامج‬ ‫مع الحدث متنى لو صدقت توقعاته بتشكيل‬ ‫الحكومة يف ترشين ألنها رمبا اآلن ستؤجل‬ ‫إىل ما بعد رأس السنة‪ .‬وإذ رأى أن طريقة‬ ‫تسليم الحريري تشكيلته الحكومية إىل‬ ‫رئيس الجمهورية ال تنم عن األدب واألصول‪،‬‬ ‫وشدد وهاب عىل أن املعارضة مل تصعد ومل‬ ‫تعرقل إمنا الحريري من فعل ذلك‪ ،‬فهو قام‬ ‫بتسمية وزراء رئيس تكتل التغيري واإلصالح‬ ‫العامد ميشال عون دون استشارة األخري‬ ‫‪ ،‬حيث تعرف الجرنال عىل أسامء وزرائه عن‬ ‫طريق الصحف‪ ،‬مضيفاً أن املعارضة قدمت‬ ‫مجموعة من التنازالت أبرزها اعتامد النسبية‬ ‫يف تشكيل الحكومة كام تنازلت عن بعض‬ ‫الحقائب السيادية‪.‬‬ ‫وأكد وهاب أن املعارضة ستظل متمسكة‬ ‫بجربان باسيل وبوزارة االتصاالت التي بدأت‬ ‫تدور حولها الشكوك األمنية واملالية‪ ،‬كونها‬ ‫تحولت يف مرحلة من املراحل إىل عامل ابتزاز‬ ‫وسخرت لجمع املعلومات عن بعض السياسيني‬ ‫ُ‬ ‫واملقاومة‪ ،‬وأضاف يف موضوع العامد عون أن‬ ‫األخري مستهدف بشكل أسايس ألنه وقف‬ ‫بوجه الفتنة والتوطني‪ ،‬وألنه حمى السلم‬ ‫األهيل‪.‬‬ ‫وعن اعتذار الحريري‪ ،‬قال رئيس تيار التوحيد‬ ‫أن النائب الحريري انتظر بأمر خارجي طيلة ‪75‬‬ ‫يوماً واعتذر باألمر نفسه‪ ،‬فهو ال يعدو موظفاً‬ ‫عند السعوديني‪ ،‬وهذا ال ييسء إليه فهم‬ ‫أرباب نعمته‪ ،‬موضحاً أن ملرص دوراً أساسياً يف‬

‫العرقلة‪.‬‬ ‫ولفت إىل أنه سمع كالماً يف بريوت عن‬ ‫رزمة مطالب قدمية جديدة ُقدمت إىل سوريا‪،‬‬ ‫مفادها أن الرياض عرضت عىل دمشق أن يذهب‬ ‫ٌ‬ ‫كل من الرئيس املرصي حسني مبارك والنائب‬ ‫سعد الحريري عليها رشط أن تفك ارتباطها‬ ‫بإيران وحزب الله وحامس ‪ ،‬وهذا غري ممكن ألن‬ ‫لسوريا أخالقا ومبدءا تتقيد به‪.‬‬ ‫وعن إمكانية تشكيل فريق األكرثية‬ ‫حكومة من لون واحد ‪ ،‬رأى وهاب أن هذا‬ ‫غري وارد عىل اإلطالق‪ ،‬الن هناك عقالء يف‬ ‫الفريق املذكور شددوا أكرث من مرة عىل أنهم‬ ‫لن يشاركوا إال يف حكومة وحدة وطنية‪،‬‬ ‫متمنياً أن يبقى النائب جنبالط عىل مواقفه‬ ‫األخرية ألنه والرئيس بري يعمالن كصامم‬ ‫أمان للبالد‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب “إما أن يغري النائب الحريري لغته‬ ‫وإعالمه‪ ،‬أو لنكلف أحداً أخر كنجيب ميقايت أو‬ ‫بهيج طبارة أو ليىل الصلح‪ ،‬وليظل الحريري إىل‬ ‫جانب األمانة العامة لـ‪ 14‬آذار”‪ ،‬موضحاً أن ما‬

‫‪35‬‬

‫يحىك عن عودة السنيورة إىل رئاسة الحكومة‬ ‫ليس إال حل ًام مرصياً‪.‬‬ ‫وجدد وهاب موقفه من املحكمة الدولية‬ ‫بأنها مسيسة ومزورة‪ ،‬قائ ًال “إنها تعمل يف‬ ‫الوقت الراهن عىل تركيب ملف ضد حزب الله”‪،‬‬ ‫مشرياً إىل أن ما كتبته دير شبيغل صنيعة‬ ‫أشخاص يف الداخل وجاء الترسيب ملعرفة ردود‬ ‫األفعال‪ ،‬مضيفاً أن من قتل الرئيس الشهيد‬ ‫رفيق الحريري هو من دمر العراق وزعزع استقرار‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬كشف رئيس تيار التوحيد‬ ‫أن يف عهدة القضاء اللبناين شحنة محملة‬ ‫بالذخرية كانت متجهة إىل معراب‪ ،‬قائ ًال يف‬ ‫هذا اإلطار إنه متخوف من توتري أمني‪ ،‬فالذي‬ ‫يحصل يف الشامل ليس بأمر طبيعي‪.‬‬ ‫وختم وهاب بالقول‪“ :‬إن املعارضة ال متلك يف‬ ‫الوقت الراهن خطة ملواجهة التحديات الجديدة‬ ‫والواقع‪ ،‬لكن املشاورات التي كان قد بدأها‬ ‫األمني العام لحزب الله السيد حسن نرصالله‬ ‫ستستأنف بعد عيد الفطر”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫بيرو ت تعانق القدس‪ ،‬وغزة ّ‬ ‫تحن إلى قانا‬

‫لبت أمانة شؤون املرأة يف تيار التوحيد دعوة‬ ‫للمشاركة يف “يوم القدس العاملي” الذي أقيم‬ ‫يف قاعة خلده “عاشوراء”‪ ،‬بحضور عدد كبري‬ ‫من ممثيل القوى واألحزاب السياسية اللبنانية‬ ‫والفلسطينية‪ .‬تخلل االحتفال كلامت عدة من‬ ‫وحي املناسبة‪ ،‬فكان ألمينة شؤون املرأة يف تيار‬ ‫التوحيد السيدة فدى وهاب أبو رضغم كلمة‬ ‫تحت عنوان “بريو ت تعانق القدس‪ ،‬وغزة تحنّ إىل‬ ‫قانا”‪ ،‬جاء فيها‪:‬‬ ‫ذلك أن فلسطني جنوب لبنان‪...‬و لبنان هو‬ ‫شامل فلسطني‪ ،‬نقول‪:‬‬ ‫إن املقاومة هي حالة رفض أو اعرتاض ترتجم‬ ‫عم ًال مسلحاً‪ ،‬أو غري مسلح عىل الصعيد‬ ‫الشعبي وتتطور بشكل أفقي جامهريي‪ ،‬وكون‬ ‫أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية‬ ‫أساسية لألمتني العربية واإلسالمية‪ ،‬فإن‬ ‫النسيج الشعبي الحاضن لفكر الثورة واملقاومة‬ ‫هو جزء أصيل يف التكوين الجامهريي‪ ،‬الرافض‬ ‫لكل عوامل الذل واالحتالل‪.‬‬ ‫وانطالقاً من قومية الرصاع العريب – الصهيوين‪،‬‬ ‫يرتتب عىل الشارع العريب واإلسالمي تح ّمل‬ ‫املسؤولية والتفاعل مع كل املستجدات الخطرية‪،‬‬ ‫والتعبري بقوة عن ثوابت الشعوب وحقها يف‬ ‫تقرير مصريها والدفاع عن نفسها وفقاً إلعالن‬ ‫حقوق اإلنسان واملواطن عام ‪ 1789‬املادة الثانية‬ ‫الفقرة ‪ 2-1‬الستعادة أحقية الفقرة ‪ 4‬من املادة‬ ‫نفسها والتي تنص عىل‪:‬‬ ‫الحق بالدفاع عن النفس‬ ‫حق تقرير املصري (املادة األوىل الفقرة ‪)2‬‬ ‫مقاومة االحتالل‬ ‫تشهد املنطقة تحوالت إسرتاتيجية خطرية‪،‬‬ ‫حيث يروج النظام الرسمي العريب‪ ،‬ملرشوع‬ ‫“االعتدال” والذي يحمل يف طياته مفاهيم‬ ‫االنهزام واالستسالم والتنازل عن الحقوق‬ ‫واملقدسات‪ ،‬وتتسارع وترية التطبيع الرسمي‬ ‫العريب بشكل مخيف‪ ،‬وتسقط كل املحرمات‬ ‫السياسية بحجة العجز والضعف والتمزق الذي‬ ‫أحاط ببعض األنظمة الحاكمة‪.‬‬ ‫إن األنظمة العربية العميلة واملرتبطة‬ ‫ الصهيوين‪ ،‬لن تسمع‬‫باملرشوع األمرييك‬ ‫للشعوب بالقيام بالدور األسايس‪ ،‬كساحة‬ ‫خلفية ضاغطة وداعمة يف آن واحد‪ ،‬وبالتايل‬ ‫فإن القوى الشعبية هي من مختلف البلدان‬ ‫العربية لن تجد من املهام الفعلية إال بعض‬ ‫املهام اإلعالمية والدعوة إىل مقاطعة البضائع‬ ‫وهذه مهام ال تستوعب طاقة هذه الشعوب مام‬ ‫يجعلها سلبية وغري فاعلة‪.‬‬ ‫إن واجب الشعوب تجاه القضية الفلسطينية‬ ‫يجب أن يتطور ليصل حد قطع خطوط اإلمداد‬ ‫العسكرية واالقتصادية لهذا العدو بالتصعيد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تيار التوحيد يشارك‬ ‫في يوم القدس‬ ‫العالمي في عاليه‬ ‫مبناسبة يوم القدس العاملي وبدعوة‬ ‫من هيئة دعم املقاومة يف فلسطني‬ ‫شارك تيار التوحيد ممث ًال مبشايخ من هيئة‬ ‫العمل التوحيدي وأعضاء من املكتب‬ ‫ومجلس األمناء عىل رأس‬ ‫السيايس‬ ‫وفد من مفوضيات املناطق يف االحتفال‬ ‫الذي أقيم يف قاعة الرسالة االجتامعية‬ ‫– عاليه‪.‬‬

‫وفد من تيار التوحيد يلتقي المستشار الثقافي اإليراني والسفير السوري في لبنان‬

‫الجامهريي واالنقالب عىل املفاهيم االستسالمية‬ ‫التي يحاول بعض الزعامء العرب متريرها‪ ،‬وأال‬ ‫تتحول الحركات الشعبية من حالة العاطفة إىل‬ ‫مرحلة التنظيم وفق برامج جامهريية وشعبية‬ ‫موحدة‪ ،‬تستند إىل الحق والعدل والقانون‬ ‫والترشيع‪.‬‬ ‫شكل انتصار املقاومة يف لبنان‪ ،‬نظرية جديدة‬ ‫يف التفكري النخبوي العريب وخاصة يف صفوف‬ ‫الشارع العريب امللتزم وطنياً وقومياً وإسالميا‪،‬‬ ‫والتقط الشارع العريب الرسالة‪ ،‬ليبدي تحوالت‬ ‫مهمة يف التفكري وطريقة التعبري‪ ،‬واستعاد‬ ‫جزءاً من دور املغيب وانتفاضة األقىص يف ‪28‬‬ ‫سبتمرب (‪ )2000‬إال شك ًال وإطارا جديداً ناظ ًام‬ ‫ملرحلة الرصاع الشعبي بوجه الكيان الغاصب‪ ،‬مام‬ ‫يدفعنا إىل استنتاج عملية التأثري والدور الكبري‬ ‫لحركة التحرر العربية الشعبية‪ ،‬عىل مسار‬ ‫القضية الفلسطينية‪ ،‬وهنا ال بد لنا من اإلضاءة‬ ‫وتقديم الشكر لكل الرشفاء واألوفياء يف هذا‬

‫‪36‬‬

‫العامل ويف مقدمتهم الشعب اإليراين املامنع‬ ‫وقيادته الحكيمة‪ ،‬كام أخص ك ًال من فنزويال وكوبا‬ ‫وسائر الدول املامنعة يف هذا العامل‪ ،‬املطلوب منا‬ ‫اليوم أيتها السيدات‪ ،‬أن نجعل من تاريخنا الذي‬ ‫هو يف جانب كبري منه‪ ،‬هو تاريخ حركة األنظمة‬ ‫التي بدا جلياً أنها ال تستجيب ملتطلبات التاريخ‬ ‫وال تحقق غايات الشعوب وطموحاتها وأهدافها‬ ‫الكربى واالستقالل والحرية الدميقراطية‪.‬‬ ‫اقرتح تشكيل لجنة ثقافية دامئة تكرس املبادئ‬ ‫التالية وتعمل عىل تعميمها‪:‬‬ ‫املقاومة مبدأ هام من مبادئ الدميقراطية‬ ‫الشعبية‬ ‫املقاومة فعل أخالقي‬ ‫املقاومة إجراء رشعي وقانوين‬ ‫يف الختام كل عام والقدس العربية بخري‬ ‫واملقاومة والسيد حسن نرصالله بألف خري‪ ،‬ومعا‬ ‫عىل طريق تحرير األرض واإلنسان‪...‬طريق الرشف‬ ‫والكرامة‪ ...‬طريق النرص‪.‬‬

‫زار وفد من تيار التوحيد سعادة سفري الجمهورية‬ ‫العربية السورية عيل عبد الكريم يف مقر السفارة‬ ‫يف بريوت حيث قدم التهاين بحلول عيد الفطر‬ ‫السعيد وخالل اللقاء شدد السفريعىل وحدة لبنان‬ ‫والروابط االجتامعية بني الشعبني الشقيقني ومتنى‬ ‫للبنان التقدم واالزدهار مبديا حرصه عىل رضورة‬ ‫تفعيل مقتضيات العيش املشرتك بني اللبنانيني‬ ‫التي تشكل الركيزة األساسية للتطور واالستقرار‪.‬‬ ‫كام زار وفد قيادي من تيار التوحيد ضم أمني رس‬ ‫مجلس األمناء ماهر رسي الدين‪ ،‬أمني اإلعالم والثقافة‬ ‫هشام األعور‪ ،‬وأمينة العالقات الخارجية فريال بو ذياب‪،‬‬ ‫املستشارية الثقافية اإليرانية حيث قدموا التهاين‬ ‫بحلول عيد الفطر السعيد وبحثوا سبل التعاون‬ ‫الثقايف واإلعالمي والرتبوي وتم االتفاق عىل التواصل‬ ‫والتفاعل بني املستشارية وتيار التوحيد لجهة القيام‬ ‫بالعديد من النشاطات خالل هذا العام‪.‬‬

‫وفد من تيار التوحيد وسفري الجمهورية العربية السورية عيل عبد الكريم‬

‫تيار التوحيد يقدم واجب‬ ‫عزاء في السفارة الكوبية‬ ‫قدم وفد من قياديي تيار التوحيد ضم أمني رس مجلس‬ ‫األمناء ماهر رسي الدين‪ ،‬أمني اإلعالم هشام األعور‪ ،‬وأمينة‬ ‫العالقات الخارجية فريال أبو ذياب واجب العزاء بالسفارة‬ ‫الكوبية حيث د ّون رسي الدين كلمة يف سجل الترشيفات‬ ‫أبدى موقف رئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب والرفاق يف‬ ‫التيار إىل جانب الشعب الكويب الصديق وقيادته الحكيمة‪،‬‬ ‫ومتنى لهم دوام التقدم والعطاء‪.‬‬

‫‪ ...‬ويرد على القوات اللبنانية ‪:‬‬ ‫سياسة جعجع تقوم على تضليل القضاء‬ ‫يبدو أن السيد سمري جعجع قد امتهن يف اآلونة األخرية سياسة تقوم عىل‬ ‫تضليل القضاء اللبناين والرأي العام من خالل أكاذيبه والتي كان آخرها محاولته‬ ‫نفي املعلومات التي أوردها رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب والتي كشف‬ ‫فيها عن وجود خاليا أمنية وعمليات تسلح تقوم بها ميليشيا القوات اللبنانية‬ ‫بوجود شاحنة أسلحة أوقفها الجيش اللبناين بعد أن كانت متجهة إىل معراب‪.‬‬ ‫إن أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد تنبه القضاء اللبناين من لفلفة مثل هذه‬ ‫األمور كونها تتعلق بالسلم األهيل وتطالبه بنرش وتوضيح أمام الرأي العام‬ ‫حول مالبسات هذه القضية واتخاذ موقف عدم االنحياز أو مراعاة أحد تطبيقا‬ ‫ملبدأ العدالة‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب التيار‬

‫تيار التوحيد تلقى اتصاالت ومواقف تستنكر تحميل واشنطن‬ ‫لسوريا وأصدقائها في لبنان تعطيل الديمقراطية‬ ‫تلقت أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد بتاريخ‬ ‫‪ ،2009/8/29‬اتصاالت ومواقف تستنكر ما ورد يف‬ ‫صحيفة النهار بتاريخ ‪ 25‬آب ‪ ،2009‬من أن واشنطن‬ ‫ّتحمل أصدقاء سوريا يف لبنان وتحديداً حزب الله والتيار‬ ‫الوطني الحر والوزير السابق وئام وهاب مسؤولية عرقلة‬ ‫تأليف الحكومة وتعطيل الدميقراطية بشكل عام يف‬ ‫لبنان‪ .‬ورداً عىل ما جاء يف الصحيفة املذكورة صدرت‬ ‫بيانات عىل الشكل اآليت ‪:‬‬

‫فارس‬

‫ح ّمل النائب مروان فارس املحور األمرييك‪ -‬املرصي‪-‬‬ ‫السعودي مسؤولية العرقلة الحاصلة اليوم‪ ،‬يف حني‬ ‫نرى أن سوريا تدعم تشكيل حكومة برئاسة سعد‬ ‫الحريري وهو ما يتعارض بالطبع مع الدعوات املرصية‬ ‫بدعم رئيس حكومة ترصيف األعامل فؤاد السنيورة‬ ‫بدالً من الحريري‪.‬‬ ‫وعن دور رئيس تيار التوحيد وئام وهاب‪ ،‬أكد النائب‬ ‫مروان فارس عىل الدور املحوري الذي يلعبه الوزير وهاب‬ ‫لجهة تقريب وجهات النظر بني األطراف اللبنانية‪.‬‬ ‫وعن التهم التي تطلق بحق وهاب قال فارس “خليون‬ ‫يخيطو بغري هاملسلة”‪.‬‬

‫رحمة‬

‫بدوره‪ ،‬رأى النائب اميل رحمة أن التهمة التي قرأناها‬ ‫اليوم يف صحيفة النهار تعترب جزافاً بحق رئيس تيار‬ ‫التوحيد الذي وضع كل إمكانياته يف سبيل تسهيل‬ ‫تشكيل الحكومة‪ ،‬وأضاف «ال أعرف أن الوزير وهاب‬ ‫يعمل يف السلك الخارجي وإمنا يف السلك الشعبي‪،‬‬ ‫وهو يتمتع بشعبية لبنانية وعربية نتيجة مواقفه‬ ‫الجريئة والرصيحة‪.‬‬

‫الخطيب‬

‫الوزير السابق زاهر الخطيب ح ّمل بعض أفرقاء ‪ 14‬آذار‬ ‫الذين ال مصلحة لهم يف أمن واستقرار لبنان‪ ،‬وهم امتداد‬ ‫ملشاريع اإلدارة االمريكية الحليفة اإلسرتاتيجية والتاريخية‬ ‫للكيان الغاصب اإلرسائييل‪ .‬وأثنى الخطيب عىل حركة‬ ‫الوزير وهاب التي تصب يف خدمة البلد وسعيه الجاد والدؤوب‬ ‫لتشكيل الحكومة يف أرسع وقت‪ ،‬ألن البلد مل يعد يحتمل‬ ‫نتيجة أزماته االقتصادية واملعيشية التي تعصف به‪.‬‬

‫مراد‬

‫أما الوزير السابق عبد الرحيم مراد‪ ،‬فأشار إىل أن‬ ‫القضية األساسية عند األمريكيني هي العراق وليس‬ ‫لبنان‪ ،‬وهم يطلبون مساعدة السوريني حول هذا األمر‪،‬‬ ‫مشدداً عىل أن كل التهم بحق الوزير وهاب هي ملفقة‪،‬‬ ‫كون املعرقل الوحيد واألسايس يف تشكيل الحكومة‪،‬‬ ‫هو املسؤول األمرييك «جيفري فيلتامن»‪.‬‬

‫الفرزيل‬

‫من جهته‪ ،‬الوزير والنائب السابق اييل الفرزيل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫كشف عن محاوالت باتت معروفة لتعطيل حركة‬ ‫رئيس تيار التوحيد بعد أن جاءت املواقف التي أطلقها‬ ‫يف األسابيع املاضية لتكشف عن املعطلني الحقيقيني‬ ‫لتشكيل الحكومة يف حني بات القايص والداين يعرف‬ ‫من هو املعطل الحقيقي‪.‬‬

‫واكيم‬

‫ويف السياق نفسه‪ ،‬رأى النائب السابق نجاح واكيم‬ ‫أن تشكيل أي حكومة جديدة يجب أن تأخذ بعني‬ ‫االعتبار الواقع اللبناين ال أن يكون تشكيلها رهن‬ ‫إمالءات املحور األمرييك‪ -‬السعودي‪ -‬املرصي‪ ،‬التي تريد‬ ‫فرض سلطة يف لبنان شبيهة بسلطة محمود عباس‬ ‫يف فلسطني‪.‬‬ ‫ووصف واكيم القول بأن وهاب تحول إىل مندوب‬ ‫سوري بسبب زياراته املتكررة إىل دمشق باألمر‬ ‫«املعيب»‪ .‬وقال كلنا سوريون يف بلد واحد‪ ،‬ولكن‬ ‫جامعتهم عمالء لـ «إرسائيل» وباسم الدميقراطية‬ ‫يأخذون الوحي من السعودية‪.‬‬

‫مادايان‬

‫ونبه أمني رس شبيبة جورج حاوي رايف مادايان‪ ،‬من‬ ‫املخطط األمرييك الهادف من وراء خطة «ميتشل» عىل‬ ‫إعادة إحياء املفاوضات املبارشة املنفردة اإلرسائيلية –‬ ‫الفلسطينية وفصل املسارات العربية يف مفاوضات‬ ‫السالم والتي تحاول عزل لبنان عن محيطه وتفكيك‬ ‫جبهة املقاومة واملامنعة يف املنطقة‪.‬‬ ‫وتابع مادايان من هنا جاءت حركة وهاب بحسب‬ ‫مادايان لتقطع الطريق عىل املرشوع األمرييك ذي‬ ‫اللون االسود والسياسة البيضاء العنرصية‪ ،‬الساعي‬ ‫إىل تفجري الوضع اللبناين متهيداً لتصفية القضايا‬ ‫العربية ومنها قضية الالجئني وكل ذلك عىل حساب‬ ‫وحدة لبنان ونسيجه االجتامعي وأمنه واستقراره‪.‬‬

‫رشكس‬

‫رئيس التنظيم القومي النارصي سمري رشكس ح ّيا‬ ‫مواقف رئيس تيار التوحيد القومية‪ ،‬وهو الحريص عىل‬ ‫وحدة لبنان وأرضه‪ ،‬وكان من األحرى بحسب رشكس أن‬ ‫يسارع مطلقو التهم بحق سوريا وحلفائها يف لبنان‬ ‫أن ال يتدخلوا يف شؤون لبنان الداخلية أو الضغط عىل‬ ‫عرب االعتدال لعرقلة مسار تأليف الحكومة‪.‬‬

‫الخطيب‬

‫وقال رئيس مركز بريوت الوطن زهري الخطيب كان‬ ‫من املتوقع أن تسارع الواليات املتحدة إىل إطالق مثل‬ ‫هذه االتهامات بعد تجديدها لقرار الحظر عىل بعض‬ ‫الشخصيات اللبنانية والسورية بحجة عالقتها مع‬ ‫سوريا‪ ،‬ومن بني هذه الشخصيات الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب املعروف بعالقته املميزة وغري الرسية مع الدولة‬ ‫السورية ومع قيادتها الحكيمة‪ ،‬وهي عالقة يبدو أنها‬ ‫جاءت تزعج البعض من فريق ‪ 14‬آذار و هم يحاولون‬

‫‪38‬‬

‫التهويل عليها من خالل دعاوى قضائية تطلق اليوم‬ ‫بحق وهاب من قبل مجرم الحرب بثالث أحكام قضائية‬ ‫جرميه سمري جعجع‪ ،‬أو من خالل الضغط عليه‬ ‫من خالل بعض وسائل اإلعالم املرتبطة بالسفارة‬ ‫األمريكية‪ ،‬وهذه األمور أصبحت واضحة أمام الرأي‬ ‫العام ومن املتوقع أن تزداد رشاسة هذه الحملة ضد‬ ‫وهاب وغريه من اإلرشاف والوطنيني يف هذا البلد‪.‬‬

‫حيدر‬

‫عضو األمانة العامة ملنرب الوحدة الوطنية الدكتور‬ ‫ح ّيان حيدر استغرب الكالم الصادر ضد وهاب الذي‬ ‫يحاول رأب الصدع الداخيل‪ ،‬فيام تحاول أمريكا‬ ‫وحلفاؤها من عرب االعتدال تخريب الجو الوئامي الذي‬ ‫كان من املفرتض أن يسود بعد محاوالت التقارب‬ ‫السوري السعودي وانعكاساته اإليجابية عىل لبنان‪.‬‬

‫شاتيال‬

‫بدوره‪ ،‬قال عضو قيادة املؤمتر الشعبي اللبناين‬ ‫كامل شاتيال‪ ،‬إن كل ما يطلق من تهم بحق رئيس‬ ‫تيار التوحيد مردود عىل أصحابه من األمريكيني الذي‬ ‫اشتهروا بتدخالتهم املكشوفة يف الشؤون الداخلية‬ ‫للبنان‪ .‬ووجه حديد تحية إىل الوزير املشهود له‬ ‫بوطنيته ومساعيه الحميدة ومد الجسور بني اللبنانيني‬ ‫مرتفعاً عن كل الخصومات والحساسيات باتجاه توليد‬ ‫جو وطني وتوافقي بهدف تسهيل تشكيل حكومة‬ ‫وحدة وطنية‪.‬‬

‫الرواس‬

‫ووصف أمني عام النارصيني الدميقراطيني خالد‬ ‫الرواس الوزير السابق وئام وهاب بالقيادي البارز يف‬ ‫صفوف املعارضة‪ ،‬نظراً ملصداقيته التي عودنا عليها‬ ‫يف تصاريحه ومواقفه التي تصب يف خدمة املصلحة‬ ‫الوطنية‪ ،‬أما االستهداف األمرييك له إمنا يأيت من زاوية‬ ‫العداء املطلق لسياسة قيادة املعارضة بشكل عام‪.‬‬

‫توتيو‬

‫ومن بني الردود الفعل املستنكرة‪ ،‬كان موقف عضو‬ ‫قيادة جبهة العمل اإلسالمي سامحة الشيخ رشيف‬ ‫توتيو‪ ،‬الذي تفاجئ بالخرب الذي ورد يف صحيفة النهار‪،‬‬ ‫وقال أصبح من ان املطلوب املطلوب اليوم رأس املقاومة‬ ‫التي انترصت عسكرياً يف متوز ‪ 2006‬عىل آلة الحرب‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬وأمنياً بعد كشفها لشبكات التجسس‬ ‫واآلن تعمل الواليات املتحدة ومن ورائها بعض من الدول‬ ‫العربية بالضغط يك ال تنترص املقاومة سياسياً‪.‬‬ ‫ونوه الشيخ توتيو بالحركة التي يقوم بها الوزير‬ ‫وهاب الهادفة إىل بلسمة الجراح وتوحيد الصف وعدم‬ ‫االنجرار للفنت الطائفية‪ ،‬فض َال عن موقفه الثابت يف‬ ‫الحفاظ عىل موقع جبل الدروز العريب واملقاوم بعد‬ ‫املحاوالت اليائسة التي أرادت وضعه خارج آفقه العربية‬ ‫واإلسالمية‪.‬‬

‫وهاب يستنكر تصريحات مدير مكتب نتنياهو‬ ‫بحق الدروز‬ ‫استنكر رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب الترصيحات العنرصية التي أدىل بها مدير‬ ‫عام مكتب رئيس الوزراء اإلرسائييل «أيال غباي»‪،‬‬ ‫بحق الطائفة الدرزية يف فلسطني خالل مؤمتر‬ ‫اقتصادي يف تل أبيب‪.‬‬ ‫وأكد وهاب أن أسلوب التهجم العنرصي‬ ‫والخطاب املقزز الذي أدىل به «غباي» مل يكن «زلة‬ ‫لسان»‪ ،‬بل هو تعبري واقعي ورصيح عن سياسة‬ ‫حكومة «بنيامن نتياهو»‪ ،‬التي تنفذ خطة‬ ‫واضحة لتفريغ فلسطني من شعبها العريب‬ ‫بهدف تكريس «يهودية الدولة»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪« :‬هذه ليست املرة األوىل التي‬ ‫تطلق فيها هذه الترصيحات‪ ،‬فلقد سمعنا‬ ‫خطابات مامثلة أثناء إرضاب املجالس املحلية يف‬ ‫القرى الدرزية والرشكسية والتي متعن الحكومة‬

‫واجتامعياً‬

‫اإلرسائيلية يف محارصتهم اقتصادياً‬ ‫ومتنع عنهم املياه والكهرباء واألموال»‪.‬‬ ‫ووجه وهاب رسالة إىل كل أبناء الطائفة الدرزية‬ ‫يف فلسطني ليك يتعظوا من هذه الترصيحات‪،‬‬ ‫خصوصاً أولئك الذين ال يزالوا يراهنون عىل أن‬ ‫«إرسائيل» هي دولة حاضنة لهم‪ .‬فقد انتهى‬ ‫زمن الكذب والدجل الصهيوين حول حلف الدم‬ ‫املزعوم بني الدروز واليهود وآن األوان للعودة إىل‬ ‫حلف الدم العريب واإلسالمي الذي كرسه آالف‬ ‫الشهداء األبرار من أبناء هذه الطائفة عىل مر‬ ‫العصور‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إىل أن «أيال غباي» كان قد أعلن‬ ‫اليوم‪ ،‬خالل مؤمتر للمركز اإلرسائييل لإلدارة‪ ،‬إن‬ ‫«الجميع يرى إطالق النار يف الشوارع عىل الجرافات‬ ‫فيمتنعون عن القيام بأعامل حفريات يف أرايض‬

‫المكتب اإلعالمي لوهاب ينفي ادعاءات‬ ‫موقع ‪NOW LEBANON‬‬

‫مدير مكتب نتنياهو أيال غباي‬

‫الدروز‪ ،‬وقد تحولوا إىل كلمة تدب الرعب يف‬ ‫الوزارات ولذلك يحظر التعامل معهم»‪ ،‬يف‬ ‫إشارة إىل تنفيذ أعامل بنية تحية يف أراض‬ ‫ميلكها الدروز‪.‬‬

‫مكتب العالقات الخارجية‬

‫نفى املكتب اإلعالمي لرئيس تيار التوحيد الوزير وئام وهاب صحة‬ ‫املعلومات التي أوردها املوقع االلكرتوين ‪ NOW LEBANON‬والذي أدعى‬ ‫“أن الوزير وهاب أعلن رصاحة أنه لن يرد عىل اتصاالت مراسيل املوقع»‪.‬‬ ‫وأكد بيان املكتب اإلعالمي أن الوزير وهاب سبق وأجرى أكرث من مقابلة‬ ‫إعالمية مع املوقع املذكور وهو حريص عىل عدم مقاطعة أي وسيلة‬ ‫إعالمية مبعزل عن توجهاتها‪ .‬وأشار املكتب إىل أن الوزير وهاب يصنف‬ ‫املوقع االلكرتوين ‪ NOW LEBANON‬عىل أنه وسيلة إعالمية عائلية –‬ ‫حزبية آلل الحريري‪ ،‬لذلك يحرص عىل التواصل معه إليصال رسالته إىل‬ ‫جمهور هذا الفريق‪.‬‬

‫بيان تيار التوحيد في الذكرى الـ ‪31‬‬ ‫لتغييب اإلمام موسى الصدر‬ ‫صدر عن أمني اإلعالم يف تيار التوحيد هشام األعور البيان التايل‪:‬‬ ‫متر الذكرى الحادية والثالثون عىل تغييب اإلمام موىس الصدر ورفيقيه‬ ‫سامحة الشيخ محمد يعقوب واألستاذ عباس بدرالدين‪ ،‬ولبنان بحاجة أكرث‬ ‫من أي وقت مىض إىل طروحات اإلمام املغيب وفكره النابذ للفئوية والطائفية‪،‬‬ ‫الداعي إىل بناء وطن العدالة االجتامعية واملساواة‪ ،‬وتحقيق إنسانية اإلنسان‬ ‫ونرصة مطالب املحرومني والكادحني‪.‬‬ ‫وبهذه املناسبة‪ ،‬يجدد تيار التوحيد وقوفه إىل جانب األخوة والرفاق يف‬ ‫حركة أمل وكل أحرار األمة‪ ،‬ويدعو إىل رضورة إحقاق الحق بالكشف رسيعا عن‬ ‫مصري اإلمام املغيب ورفيقيه‪ ،‬والتمسك مببادئه حفاظا عىل الوحدة الوطنية‬ ‫وتأكيدا عىل موقع املقاومة يف مواجهة الغطرسة اإلرسائيلية حيال قضايانا‬ ‫املحقة وأولها قضية فلسطني املركزية‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫مثلت أمينة العالقات الخارجية فريال أبو ذياب رئيس تيار التوحيد‬ ‫الوزير وئام وهاب خالل لقاء تضامني مع الرئيس الفنزوييل “هوغو‬ ‫تشافيز فرياس” والذي أقيم يف فندق “الكومودور” بحضور شخصيات‬ ‫وممثيل أحزاب ومنظامت سياسية‪.‬‬ ‫وخالل الحفل‪ ،‬شكر الجميع القائد “شافيز” عىل مواقفه إزاء‬ ‫القضايا املحقة يف العامل‪ ،‬وأبرزها الدفاع عن حقوق الشعب‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫كام شددت سعادة سفرية فنزويال يف لبنان سعاد كرم عىل أن‬ ‫“هوغو تشافيز” هو الرئيس األكرث شعبية يف دعمه لقضايا الدفاع‬ ‫والعدالة والسيادة‪ ،‬وإرصاره عىل رضورة اإلرساع يف اتحاد أمريكا‬ ‫الالتينية للدخول بني الكتل الدولية واإلقليمية والعاملية من أجل‬ ‫تحديد عامل متعدد األقطاب‪.‬‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬

‫الرئيس األسد في أنقرة لتعزيز الثقة والصداقة‬

‫البوابات المشتركة بين سوريا‪ -‬تركيا‬ ‫انفتحت للتعاون االستراتيجي‬ ‫زيارة الرئيس بشار األسد إىل تركيا يف شهر‬ ‫رمضان املبارك‪ ،‬كانت محطة هامة ومفصلية‬ ‫يف تاريخ العالقات بني الدولتني والشعبني‪،‬‬ ‫فالحامسة الصادقة والثقة املتبادلة والتفاؤل‬ ‫وتأسيس‬ ‫التحديات‪،‬‬ ‫ومواجهة‬ ‫باملستقبل‬ ‫مجلس تعاون اسرتاتيجي مشرتك يجتمع مرة‬ ‫يف السنة عىل األقل‪ ،‬إىل إلغاء تأشريات الدخول‬ ‫ملواطني البلدين‪ ،‬تحمل داللة هامة ومعانٍ كبرية‪،‬‬ ‫وهذه هي مظاهر الزيارة التاريخية التي قام بها‬ ‫الرئيس األسد إىل تركيا‪.‬‬ ‫أما يف مضمون الزيارة وتوقيتها‪ ،‬فهي خطوة‬ ‫يف االتجاه الصحيح وتشكل استكامالً لخطوات‬ ‫سابقة بني البلدين‪ ،‬وبعد أن اجتازا أكرب القطوعات‪،‬‬ ‫ومنها مشكلة حزب العامل الكردستاين‪،‬‬ ‫واملوقف الرتيك من الغزو األمرييك للعراق وعدم‬ ‫موافقة تركيا استخدام أراضيها كنقطة انطالق‬ ‫للقوات الغازية آنذاك‪ ،‬فاملصالح املشرتكة بني‬ ‫سوريا وتركيا كبرية وغاية يف األهمية‪ ،‬والروابط‬ ‫التاريخية والدين واملصري والجغرافيا‪ ،‬وتجربة‬ ‫السنوات األخرية‪ ،‬أضافت الكثري من املزايا‪،‬‬ ‫ولعب الرئيس بشار األسد دوراً مميزاً يف ترسيخ‬ ‫مناخات الثقة والطأمنينة لدى تركيا شعباً‬ ‫وقيادة‪ ،‬والقيادة الرتكية يف عهد (حزب العدالة‬ ‫والتنمية) هي صاحبة موقف مبديئ من القضايا‬ ‫العربية وخاصة قضية فلسطني‪ ،‬ومن الطبيعي‬ ‫أن يقف رئيس الوزراء الرتيك رجب طيب أردوغان‬ ‫يف مؤمتر دافوس‪ ،‬بكل جرأة واقتدار من خالل إدانة‬ ‫العدوان الصهيوين عىل غزة واتخاذ مجموعة‬ ‫من اإلجراءات الدبلوماسية والسياسية مازالت‬ ‫مفاعيلها حتى اآلن‪.‬‬ ‫إن وجود (حزب العدالة والتنمية) عىل رأس‬ ‫الهرم يف تركيا‪ ،‬هذا الحزب صاحب االنتامءات‬ ‫اإلسالمية ذات االتجاه املعتدل‪ ،‬تحرص قيادته عىل‬ ‫متتني العالقات والروابط بني تركيا والدول العربية‬ ‫وخاصة سوريا‪ ،‬العالقات الرتكية مع سوريا قفزت‬ ‫أشواطاً إىل األمام وصوالً للتعاون االسرتاتيجي‪،‬‬ ‫وتركيا مبوقعها املميز تش ّكل بوابة املرشق العريب‬ ‫إىل أوروبا‪ ،‬كام هي سوريا بوابة تركيا نحو آسيا‬ ‫ومحيطها العريب واإلسالمي‪.‬‬ ‫وزيارة الرئيس األسد إىل تركيا‪ ،‬ميكن قراءتها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بشكل واضح‪ ،‬العالقات الثنائية بني البلدين‬ ‫تتطور باستمرار‪ ،‬ويف كل املجاالت السياسية‬ ‫واالقتصادية واألمنية‪ ،‬والثقة املتبادلة بني البلدين‬ ‫هي التي دفعت تركيا إلعطاء دمشق دوراً أساسياً‬ ‫يف حل املشكلة الكردية يف تركيا‪ ،‬وخاصة فيام‬ ‫يتعلق بقضية أكراد حزب العامل الكردستاين من‬ ‫أصل سوري‪ ،‬ويف حال حل املشكلة الكردية‪ ،‬ال بد‬ ‫أن يعود هؤالء إىل سوريا وليس تركيا‪ ،‬والرئيس‬ ‫األسد‪ ،‬قال‪“ :‬إن سوريا مستعدة الحتضان هؤالء‬ ‫املقاتلني من أصل سوري والعفو عنهم‪ ،‬لقد كانت‬ ‫هذه النقطة األساسية يف محادثات الرئيس‬ ‫األسد يف تركيا وتعاونه سيعزز موقف الحكومة‬ ‫الرتكية لدى الرأي العام الرتيك‪.‬‬ ‫وميكن قراءة زيارة الرئيس األسد إىل تركيا‪،‬‬

‫‪40‬‬

‫من خالل البعد اإلقليمي وال سيام مع بغداد‬ ‫والوساطة الرتكية بني سوريا والعراق‪ ،‬وتركيا‬ ‫تتخوف من أن تكون املنطقة أمام مرحلة‬ ‫جديدة من التوترات بانت بوادرها‪ ،‬ورئيس الوزراء‬ ‫العراقي نور املاليك يحاول دفع األمور إىل‬ ‫مزيد من التأزم عرب التهديد بإنشاء محكمة‬ ‫دولية واضعاً نفسه وبشكل فاضح هذه املرة‬ ‫يف خدمة أجندات مشبوهة يف وقت بالغ‬ ‫األهمية متر به املنطقة‪ ،‬ومن املخاوف الرتكية‬ ‫أيضاً التجاذب الحاصل يف امللف النووي اإليراين‬ ‫مع الغرب‪ ،‬وأنقرة تخىش أن تنعكس كل هذه‬ ‫السلبيات عىل رؤيتها إلقامة نظام سيايس‬ ‫ورمبا أمني يف املنطقة يساعد جريانها عىل‬ ‫حل مشاكلهم‪.‬‬

‫املساعي الرتكية‬ ‫الحتواء األزمات يف املنطقة‬ ‫تسعى تركيا وبوترية متسارعة الحتواء األزمة‬ ‫الدبلوماسية بني سوريا والعراق‪ ،‬تلك األزمة التي‬ ‫افتعلها نور املاليك دون مقدمات‪.‬‬ ‫إن احتواء الخالف والحد من تفاقمه وصوالً إىل‬ ‫إعادة السفراء إىل العاصمتني‪ ،‬واالنتقال اىل أفق‬ ‫أوسع‪ ،‬يسعى حزب العدالة والتنمية يف تركيا‬ ‫اىل تطبيقه‪.‬‬ ‫وتركيا التي تجد يف الرصاخ العراقي نحو‬ ‫التدويل‪ ،‬مشكلة كربى وعقبة تعرتض طريق‬ ‫تصورها للرشق األوسط‪ ،‬وإن جعل املنطقة‬ ‫مفتوحة للتدخل الدويل سيسمح بنشوء‬ ‫مشاريع ذات بنية خارجة عن مصالح بلدان‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫السياسة الرتكية الحديثة املنفتحة عىل‬ ‫دور الجوار واملبنية عىل أسس بناء تحالفات‬ ‫اسرتاتيجية مع جريان إقليميني وربط هذه‬ ‫التحالفات ببعضها البعض نحو اقتصاد إقليمي‬ ‫شبيه بالذي يجمع دول االتحاد األورويب‪ ،‬وترجمة‬ ‫هذه الرؤية تقوم عىل دول أساسية يف املنطقة‪،‬‬ ‫وموقع جغرايف متم ّيز وقدرة إنتاج واستهالك‬ ‫كبرية‪ ،‬هذه النواة الصلبة تستطيع أن تش ّكل‬ ‫مرتكز حيوي يف الرشق األوسط‪ ،‬تلعب فيه‬ ‫سوريا وتركيا والعراق الدور األسايس والناظم‪،‬‬ ‫وهي مؤهلة للنهوض مبا متلكه من إمكانيات‬ ‫وثروات‪ ،‬وسوريا‪ ،‬املعرب اإلقليمي ملثل هذا التصور‪،‬‬ ‫والخطوات األوىل بدأت دون ضجيج‪.‬‬ ‫وحده نور املاليك‪ ،‬رئيس الوزراء العراقي‪ ،‬اندفع‬ ‫إىل نوافذ اإلعالم ليصبح مطالباً مبعارضة‬ ‫املقيمني يف سوريا‪ ،‬وتركيا تعرف تاريخياً أن‬ ‫التقارب السوري العراقي د ّونه أعداء كرث‪ ،‬وأسئلة‬ ‫كثرية تربز‪،‬‬

‫من هو العائق أمام التوجه‬ ‫اإلقليمي الذي تقوده السياسة‬ ‫الرتكية‪ ،‬وبتعاون وثيق مع سوريا‬ ‫وميكن القول‪ ،‬أن مرشوع التحول إىل القوة‬ ‫األنعم واألكرث تأثرياً يف الرشق األوسط قد بدأ‪،‬‬ ‫وتبذل تركيا كل املحاوالت املمكنة إلنقاذه‪ ،‬وهذا‬ ‫امتحان “أنقرة” األول‪ ،‬كام هو امتحان لسوريا‬ ‫الصامدة واملامنعة التي تقف باملرصاد يف وجه‬ ‫املشاريع املعادية التي تستهدف املنطقة‪.‬‬ ‫وعن دور أنقرة يف املنطقة‪ ،‬قال الرئيس األسد‪:‬‬ ‫“أنه أسايس وتركيا مؤهلة لتجاوز العقبات يف‬ ‫ثم إن لرتكيا عالقات ممتازة مع‬ ‫خالفات املنطقة‪ّ ،‬‬ ‫سوريا وهناك ثقة بني البلدين والشعبني‪ ،‬وهذا‬

‫أمر مهم جداً‪ ،‬ألنه خارج الثقة ال ميكن حل أي‬ ‫مشكلة”‪ ،‬وأن موقف أردوغان يف منتدى “دافوس”‬ ‫مل يكن شخصياً‪ ،‬بل عبرّ عن موقفه كرئيس‬ ‫حكومة تركيا‪ ،‬وقد عكس هذا املوقف كم أن‬ ‫تركيا سيدة قراراتها‪ ،‬هذا املوقف بكل معنى‬ ‫الكلمة ُص ِنع يف تركيا‪.‬‬ ‫زيارة األسد إىل تركيا متت وسط حراك سيايس‬ ‫وأمني واسع تشهده املنطقة والسيام الخالف‬ ‫السوري‪ -‬العراقي‪ ،‬والتجاذب بني إيران والغرب‬ ‫حول برنامجها النووي والتهديدات اإلرسائيلية‬ ‫متعددة االتجاه والتي ترى يف التحالف السوري‪-‬‬ ‫الرتيك تهديداً ملصالحها والتي طاملا استفادت‬ ‫من حالة التفرقة‪.‬‬ ‫نحن أمام مرحلة جديدة عنوانها التعاون‬

‫‪41‬‬

‫االسرتاتيجي املشرتك بني سوريا وتركيا‪ ،‬وهي‬ ‫خطوة موفقة يف االتجاه الصحيح بكل املقاييس‪،‬‬ ‫وستعود بالنفع عىل تركيا وسوريا والعراق‪.‬‬ ‫والسؤال هنا‪ :‬هل تسري األمور كام ُخ ِّطط لها؟‬ ‫العوائق موجودة‪ ،‬ولكن أمام إرادة الشعوب‬ ‫ووجود قيادة حكيمة مؤمتنة يف كال البلدين‪،‬‬ ‫تركيا وسوريا‪ ،‬يبعث عىل االرتياح‪ ،‬وهو مصدر‬ ‫التفاؤل باملستقبل اآليت‪ ،‬أنها خطوة يف االتجاه‬ ‫الصحيح وهذا هو مصدر الطأمنينة‪ ،‬أما النجاح‬ ‫يف تحقيق األهداف فهو مثرة كل الجهود املبذولة‪،‬‬ ‫وميكن القول‪ ،‬أنه لدينا ما يستحق التضحية من‬ ‫أجله‪ ،‬ليك نعيش بحرية وكرامة واعتزاز وفخر‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫ملف ‪ /‬مقابلة‬ ‫العميد الدكتور رزق الياس يروي مشاركته في حرب تشرين‬

‫القيادة السورية اختارت الهجوم فجراً كي تحقق قواتنا المفاجأة‬ ‫متر الذكرى ‪ 36‬عىل حرب ترشين التحريرية‬ ‫وما زال لهذه الحرب أرسارها املخفية رغم الوثائق‬ ‫التي نرشت عنها والكتب واملقاالت التي كتبت‬ ‫حولها‪ ،‬ويف هذه الذكرى يضيف لنا العميد‬ ‫الدكتور رزق الياس الذي شارك يف هذه الحرب‬ ‫معلومات جديدة كان قد نرش بعضا منها يف‬ ‫كتاب «مسرية تحرير الجوالن‪.»2007-1967 :‬‬ ‫ما هي الظروف السياسية التي‬ ‫سبقت حرب ترشين ‪1973‬؟‬ ‫من املعلوم أن العرب رفضوا اإلقرار‬ ‫بنتائج العدوان اإلرسائييل يف حزيران‬ ‫عام ‪ 1967‬عىل كل من مرص واألردن‬ ‫وسوريا‪ ،‬والذي نجم عنه احتالل سيناء‬ ‫والضفة الغربية والجوالن‪ ،‬والتي تبلغ‬ ‫مساحتها أكرث من ثالثة أضعاف‬ ‫مساحة «إرسائيل»‪ ،‬ففي مؤمتر القمة‬ ‫يف الخرطوم الذي عقد يف آب عام‬ ‫‪ 1967‬كان قرار القادة العرب هو‪ :‬ال‬ ‫صلح مع «إرسائيل»‪ ،‬وال اعرتاف بها‪ ،‬وال‬ ‫تفاوض معها‪ .‬وعربت مقولة الرئيس‬ ‫عبد النارص «ما أخذ بالقوة ال يسرتد‬ ‫بغري القوة» عن إرادة العرب بالثأر‬ ‫للغدر اإلرسائييل الذي متثل يف شن‬ ‫الحرب املفاجئة يف صبيحة الخامس‬ ‫من حزيران عام ‪ .1967‬وهكذا ميكننا‬ ‫القول إن جميع الدول العربية التقت عىل رضورة‬ ‫تحرير األرض العربية بجميع الوسائل ومن ضمنها‬ ‫استخدام القوة‪ .‬أما املقاومة الفلسطينية فقد‬ ‫أبلت بالء حسناً عىل أثر وقف إطالق النار مبارشة‬ ‫إذ جعلت جبهات القتال ساخنة مام ساهم يف‬ ‫اندالع حرب االستنـزاف عىل الجبهتني السورية‬ ‫واملرصية‪ ،‬األمر الذي جعل إرسائيل يف حالة‬ ‫توتر واستنـزاف منذ احتاللها هذه األرايض عام‬ ‫‪ 1967‬وحتى اندالع حرب ترشين التحريرية عام‬ ‫‪ ،1973‬وخالل هذا الوقت كانت القيادتان السورية‬ ‫واملرصية تخططان لشن حرب هجومية مشرتكة‬ ‫لتحرير سيناء والجوالن معززة بالقوى العسكرية‬ ‫العربية التي ميكن زجها يف املعركة‪.‬‬ ‫وماذا عن املوقف الدويل؟‬ ‫لقد كان املوقف الدويل لصالح العرب‪ ،‬فاالتحاد‬ ‫السوفييتي ومعه الدول االشرتاكية األخرى‬ ‫كان يقف إىل جانب العرب مقدماً لهم الدعم‬ ‫السيايس ومقدماً لسوريا ومرص التسليح القادر‬ ‫عىل مواجهة «إرسائيل» وتحرير األرض التي احتلت‬ ‫عام ‪ ،1967‬كام نجحت السياسة العربية يف عزل‬ ‫«إرسائيل» عىل املستوى الدويل ‪ ،‬ما عدا الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية طبعاً‪ ،‬وكان لهذا النجاح‬ ‫أهمية كبرية يف الحيلولة دون لجوء «إرسائيل»‬ ‫إىل تطبيق نظريتها األمنية يف توجيه الرضبة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املسبقة قبل انتقال القوات السورية واملرصية‬ ‫إىل الهجوم‪.‬‬ ‫وماذا عن الداخل اإلرسائييل؟‬ ‫أما يف «إرسائيل» قبل الحرب فقد ظل الغرور‬ ‫يهيمن عىل عقلية قادتها نتيجة النجاح الكبري‬ ‫الذي أحرز يف عام ‪ ،1967‬واالطمئنان الناجم عن‬ ‫أن األرايض املحتلة تحمي العمق اإلرسائييل‪ ،‬سيام‬

‫وأن حرب االستنـزاف أثبتت من وجهة نظرهم‬ ‫ذلك‪ .‬األمر الذي جعل «إرسائيل» تغض النظر‬ ‫عن كافة املبادرات السياسية الدولية لتسوية‬ ‫الرصاع وفق قرار مجلس األمن رقم ‪ 242‬الذي‬ ‫اتخذ عىل أثر عدوان عام ‪ ،1967‬إىل درجة أصبح‬ ‫فيها كل من حزيب العمل والليكود يدخالن يف‬ ‫املنافسة عىل مزيد من االستيطان يف األرايض‬ ‫املحتلة والعمل عىل ضمها إىل «إرسائيل»‪.‬‬ ‫تقول يف كتابك «مسرية تحرير الجوالن منذ‬ ‫عام ‪ »2007-1967‬ص‪« :135‬إن موضوع اختيار‬ ‫ساعة الهجوم (سعت س) أخذ بحثاً طوي ًال‬ ‫بني القيادتني (السورية واملرصية) نظراً لتعارض‬ ‫املزايا التي تجنيها كل من القوات السورية‬ ‫واملرصية‪ ...‬وقد قبل الجيش السوري الهجوم‬

‫الجيش السوري‬ ‫اختار أن يكون‬ ‫الجرس الرئييس‬ ‫لعبور الجيش املرصي‬ ‫‪42‬‬

‫الساعة ‪1400‬ظهراً‪ ،‬وهكذا اختار أن يكون‬ ‫الجرس الرئيس لعبور الجيش املرصي» هل لكم‬ ‫بتوضيح هذا املوضوع لنا؟‬ ‫عندما وضعت القيادة السورية خطتها لتحرير‬ ‫الجوالن اختارت أن يكون الهجوم فجراً يك تحقق‬ ‫قواتنا املفاجأة مستفيدة من التسرت تحت جنح‬ ‫الظالم لحشد القوات‪ ،‬وكذلك من أشعة الشمس‬ ‫عند رشوقها ألنها ستكون يف أعني‬ ‫الرماة اإلرسائيليني باعتبارنا نهاجم من‬ ‫الرشق إىل الغرب‪ ،‬كام أن قواتنا سوف‬ ‫تجتاح أرض الجوالن طوال النهار وهذا‬ ‫يكفي لوصولها عىل مشارف نهر األردن‬ ‫وبحرية طربيا (‪20-15‬كم) دون أن تتكبد‬ ‫عناء القتال اللييل يف أرض الجوالن‬ ‫الجبلية الصعبة‪ .‬ولكن عند اجتامع‬ ‫القيادتني السورية واملرصية رفضت‬ ‫القيادة املرصية الهجوم الصباحي ألن‬ ‫الجنود املرصيني الذين سيعربون القناة‬ ‫سيبقون لعدة ساعات يف مواجهة‬ ‫الدبابات اإلرسائيلية ريثام تعرب الدبابات‬ ‫املرصية عىل الجسور‪ ،‬كام أن الجسور‬ ‫التي سوف تنصبها القوات املرصية عىل‬ ‫قناة السويس لعبور الدبابات ستبقى‬ ‫معرضة طيلة الهجوم لهجامت الطريان‬ ‫اإلرسائييل األمر الذي يزيد من احتامل‬ ‫تدمريها‪ ،‬وبالتايل ستفشل عملية العبور‪ ،‬لذا‬ ‫فإن القيادة املرصية اختارت أن يكون هجومها‬ ‫يف نهاية اليوم (آخر ضوء)‪ .‬وهنا بدأ التعارض يف‬ ‫توقيت الهجوم املناسب لكل من القوات السورية‬ ‫واملرصية‪ ،‬والتقت القيادتان عىل الحل الوسط‬ ‫وهو الهجوم الساعة ‪ ،1400‬وقد وصف القائد‬ ‫األسد هذا الحل بقوله «بهذا املوعد يكون الجانب‬ ‫السوري قد أخذ شيئاً مام يريد والجانب املرصي‬ ‫قد أخذ ‪ %90‬مام يريد»‪ .‬وهذا ما جعلني أقول يف‬ ‫كتايب «بأن الجيش السوري اختار أن يكون الجرس‬ ‫الرئيس لعبور الجيش املرصي»‪ ،‬ألن الجيش السوري‬ ‫عندما انتقل للهجوم يف هذا التوقيت جذب إليه‬ ‫كامل الطريان اإلرسائييل وظل عىل هذه الحالة‬ ‫ملدة يومني كاملني بلغت فيها طلعات الطريان‬ ‫اإلرسائييل خاللهام أكرث من ألفي طلعة فيام‬ ‫مل يسجل الطريان اإلرسائييل أية طلعات قتالية‬ ‫ضد القوات املرصية التي تعرب القناة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫وفر الرشوط املناسبة لعبور هذه القوات‪ .‬وقد‬ ‫كنا يف القيادة السورية مرسورين بعبور القوات‬ ‫املرصية رسورنا بنجاح قواتنا يف تحرير القسم‬ ‫األكرب من خط التحصينات اإلرسائيلية يف‬ ‫الجوالن واستيالء قواتنا عىل مقر القيادة والرصد‬ ‫اإلرسائييل يف جبل الشيخ‪.‬‬ ‫ورد يف كتابك بأن القوات املرصية حققت‬

‫املفاجأة ضد القوات اإلرسائيلية بصورة كاملة‬ ‫فيام مل تحقق القوات السورية سوى مفاجأة‬ ‫تكتيكية‪ ،‬ما هي األسباب من وراء ذلك؟‬ ‫أصبح معلوماً بعد مرور هذه املدة (‪36‬عاماً) أن‬ ‫ما جاء يف الوثائق اإلرسائيلية يفيد بأن القيادة‬ ‫اإلرسائيلية وقعت يف رشك خطة التضليل‬ ‫املرصية من أنه ليس هناك من هجوم عىل‬ ‫الجبهة املرصية وإمنا هناك مترين عميل (مناورة‬ ‫بالقوات) تقوم بها القوات املرصية لعبور قناة‬ ‫اإلسامعيلية وقد دعت مرص لهذا التمرين‬ ‫امللحقني العسكريني األجانب ووصلوا إىل‬ ‫القاهرة‪ ،‬وإن وثائق هذا التمرين املرصي موجودة‬ ‫لدى القيادة اإلرسائيلية وقد نقلها إليها عميلها‬ ‫املرصي أرشف مروان (الذي أطلقوا عليه اسم‬ ‫املصدر‪ ،‬وهو يف واقع األمر ليس عمي ًال وإمنا ضابط‬ ‫املخابرات املرصية‬ ‫استخبارات مرصي متكنت‬ ‫من زرعه يف قيادة املوساد اإلرسائييل)‪ .‬ونتيجة‬ ‫نجاح عملية التضليل املرصية مل ترفع القيادة‬ ‫اإلرسائيلية جاهزية قواتها عىل خط بارليف‪،‬‬ ‫وكان الجنود اإلرسائيليون يف لباس الراحة عند‬ ‫نشوب الحرب‪ ،‬ومل يعزز هذا الخط بالفرقة املدرعة‬ ‫‪( 252‬التي كانت ما زالت رشق املضائق يف سيناء‬ ‫عند بداية الهجوم)‪.‬‬ ‫أما عىل اتجاه جبهة الجوالن فقد قررت القيادة‬ ‫اإلرسائيلية تعزيز قواتها يف الجوالن قبل اندالع‬ ‫الحرب بيوم كامل‪ ،‬إذ نقلت اللواء السابع مدرع من‬ ‫الجبهة الجنوبية إىل الجوالن‪ ،‬ورفعت من جاهزية‬ ‫قواتها يف الجوالن إىل أعىل درجة‪ ،‬واستنفر سالح‬ ‫الطريان وسالح البحرية للمشاركة يف الحرب‬ ‫التي علمت القيادة اإلرسائيلية بوقوعها منذ‬ ‫صباح السادس من ترشين إنها ستنشب يف‬ ‫اليوم نفسه ‪ ،‬وقد أعلن سالح الطريان جاهزيته‬ ‫التامة لصد هجوم القوات السورية قبل بدء‬ ‫الحرب بساعة واحدة‪ ،‬فيام أبحر سالح البحرية‬ ‫صباح السادس من ترشين باتجاه الساحل‬ ‫السوري ليهاجم املوانئ السورية يف أخر ضوء‬ ‫من يوم الهجوم‪ ،‬وهذه دالئل كافية عىل أن‬ ‫القوات السورية املهاجمة مل تحقق املفاجأة وإمنا‬ ‫خرقت الدفاع اإلرسائييل عنوة وهو أصعب حالة‬ ‫من حاالت الهجوم يف العلم العسكري‪ .‬وعىل‬ ‫الرغم من ذلك استطاعت القوات السورية التي‬ ‫خرقت الدفاع اإلرسائييل احتالل خط الحصون‬ ‫واالندفاع إىل العمق‪.‬‬ ‫ما هي العوامل التي ساعدت القوات‬ ‫اإلرسائيلية عىل استعادة األرايض التي حررتها‬ ‫القوات السورية من الجوالن بعد أن وصلت إىل‬ ‫مشارف بحرية طربية خالل يومني من القتال؟‬ ‫إن العامل الرئييس هو أن القوات السورية‬ ‫خرست نسبة كبرية من عتادها املدرع عندما‬ ‫خرقت الدفاع عنوة‪ ،‬ومن ثم اضطرت للقتال لي ًال‬ ‫يف ظروف صعبة ليست يف صالحها‪ .‬أما العامل‬ ‫الثاين فكان الجاهزية العليا للقوات اإلرسائيلية‬ ‫املدرعة املتفوقة عددياً التي جاءت من العمق‬ ‫اإلرسائييل ووجهت الرضبة املعاكسة ضد‬

‫القوات السورية التي كانت يف حالة الحركة‬ ‫ومل تتمسك باألرض بعد‪ .‬أي أن التوازن يف أرض‬ ‫املعركة مل يكن يف صالح القوات السورية‬ ‫املهاجمة مام اضطرها إىل التمسك بخطوطها‬ ‫الدفاعية بعد أن كبدت القوات اإلرسائيلية‬ ‫خسائر كبرية‪.‬‬ ‫لقد أعلنت القيادة اإلرسائيلية بعد نجاح‬ ‫رضبتها املعاكسة بأنها سوف تطور هجومها‬ ‫باتجاه دمشق‪ ،‬ما هي العقبات التي اصطدمت‬ ‫بها وحالت دون ذلك؟‬ ‫لقد كان وراء إعالن إرسائيل يف العارش‬ ‫من ترشين األول أي بعد أربعة أيام من الحرب‪،‬‬ ‫تصميمها عىل تطوير هجومها باتجاه دمشق‬ ‫(التي هي عىل بعد ‪50‬كم من القنيطرة) تشكيل‬ ‫ضغط نفيس عىل القيادة السورية لدفعها إىل‬ ‫طلب وقف إطالق النار من طرف واحد وبالتايل‬ ‫تخرج من املعركة ويتم عزل سورية عن مرص‪،‬‬ ‫وليك يكون لإلعالن اإلرسائييل مصداقية‬ ‫قام الطريان اإلرسائييل ما أسامه «القصف‬ ‫لألهداف االقتصادية السورية‪،‬‬ ‫االسرتاتيجي»‬ ‫والذي حدث للمرة األوىل يف الحروب العربية‪-‬‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬إذ قام الطريان اإلرسائييل بقصف‬ ‫املوانئ السورية يف الالذقية وبانياس وطرطوس‪،‬‬ ‫ومصفاة النفط يف حمص‪ ،‬وخزانات النفط يف‬ ‫عدة مواقع‪ ،‬والجسور عىل طريق الساحل‪-‬دمشق‪،‬‬ ‫وعدة محطات كهرباء ورحبات تصليح املركبات‬ ‫وغريها‪ ،‬وبالتوازي مع هذا القصف دفعت إرسائيل‬ ‫بفرقتني مدرعتني باتجاه سعسع‪-‬دمشق‪ .‬وخالل‬ ‫ثالثة أيام من القتال اضطرت القوات اإلرسائيلية‬ ‫إىل التوقف واالنتقال إىل الدفاع يف الجيب‬ ‫الذي احتلته‪ ،‬بعد الخسائر التي تكبدتها نتيجة‬ ‫قتال القوات السورية لها‪ .‬فيام أعلنت القيادة‬ ‫السورية بزعامة القائد حافظ األسد تصميمها‬ ‫عىل متابعة القتال وعدم خروجها من املعركة‬

‫عززت ارسائيل قواتها يف جبهة‬ ‫الجوالن قبل اندالع الحرب بيوم‬ ‫كامل‪ ،‬للمشاركة يف الحرب‬ ‫التي علمت بوقوعها منذ صباح‬ ‫السادس من ترشين‬ ‫«غولدا مائري» طلبت من‬ ‫«كيسنجر» التدخل يف مفاوضات‬ ‫مع سورية ومرص للخروج من املأزق‬ ‫لو اتخذ السادات قرار االستمرار‬ ‫يف املعركة لكانت النتيجة‬ ‫لصالح القوات املرصية‬

‫‪43‬‬

‫مهام كانت الخسائر‪ ،‬األمر الذي أحبط خطة‬ ‫القيادة اإلرسائيلية عىل اتجاه الجبهة السورية‪،‬‬ ‫وأصبح الجيش اإلرسائييل يوم ‪ 10/12‬أي بعد‬ ‫ستة أيام من بدء الحرب يف أسوأ وضعية باعتباره‬ ‫أصبح يف حالة دفاع اضطراري عىل الجبهتني‬ ‫السورية واملرصية معاً‪ ،‬وهي حالة يستنـزف‬ ‫فيها الجيش اإلرسائييل ولن يتمكن من الصمود‬ ‫طوي ًال‪ .‬لذا طلبت «غولدا مائري» من «كيسنجر»‬ ‫وزير خارجية الواليات املتحدة يوم ‪ 10/12‬رضورة‬ ‫التدخل يف مفاوضات مع سورية ومرص للخروج‬ ‫من هذا املأزق‪ ،‬فقال لها «كيسنجر»‪ :‬املوقف غري‬ ‫مناسب إلرسائيل ليك تفاوض والبد من تغيريه‪.‬‬ ‫ومل يكن هناك أي أمل يف تغيري املوقف عىل‬ ‫الجبهة السورية‪ ،‬إذ وصلت طالئع القوات العربية‬ ‫واألردنية‪،‬‬ ‫والكويتية‪،‬‬ ‫والسعودية‪،‬‬ ‫العراقية‪،‬‬ ‫واإلماراتية إىل أرض املعركة لتعزيز دفاع القوات‬ ‫السورية‪ ،‬كام بدأ العتاد الرويس بالوصول يف‬ ‫الجرس الجوي والبحري معيداً تعويض ما خرسته‬ ‫القوات السورية يف الحرب‪ .‬األمر الذي جعل‬ ‫القيادة األمريكية‪-‬اإلرسائيلية املتحالفة تفكر‬ ‫يف تركيز جهودها عىل الجبهة املرصية إلفقاد‬ ‫هذه الجبهة توازنها ودفعها إىل القبول بوقف‬ ‫إطالق النار بغية عزلها وإخراجها من املعركة‪،‬‬ ‫وكان لها ما أرادت‪.‬‬ ‫أوردت يف كتابك (ص‪-162‬ص‪ )164‬نص‬ ‫رسالة الرئيس السادات إىل الرئيس حافظ‬ ‫األسد حول املوقف العسكري يوم ‪10/19‬‬ ‫عىل الجبهة املرصية والتي أعلمه فيها بأنه‬ ‫طلب تدخل السوفييت لوقف إطالق النار‬ ‫والرسالة الجوابية للرئيس األسد التي نصح‬ ‫فيها السادات باستمرار األعامل القتالية‪،‬‬ ‫ملاذا مل يقبل السادات من وجهة نظرك العمل‬ ‫بنصيحة األسد؟‬ ‫لقد كان املوقف العسكري يف ذلك اليوم‪ ،‬بعد‬ ‫أن تم دخول القوات اإلرسائيلية إىل غرب القناة عرب‬ ‫ثغرة «الدفرسوار» يشري إىل أن معظم القوات‬ ‫املرصية املكونة من الجيشني الثاين والثالث قد‬ ‫أصبحت رشق القناة وانتقلت إىل الدفاع بعد‬ ‫أن فشلت يف تطوير الهجوم يوم ‪ ،10/14‬فيام‬ ‫أصبحت معظم القوات اإلرسائيلية التي تقاتل‬ ‫عىل الجبهة املرصية غرب القناة تحاول تطويق‬ ‫القوات املرصية التي عربت إىل رشق القناة‪ ،‬ويف‬ ‫مثل هذا املوقف الحاسم سيكون النرص حليف‬ ‫القيادة التي متلك القدرة األكرب عىل املناورة‬ ‫بالقوات يف أرض املعركة والتي متلك عزمية‬ ‫أكرب عىل التضحية‪ ،‬وهنا كانت نقطة ضعف‬ ‫الرئيس السادات كام جاء يف رسالته حيث‬ ‫قال‪« :‬ال أستطيع أن أتحمل املسؤولية التاريخية‬ ‫لتدمري قوايت مرة أخرى»‪ ،‬وأعتقد أنه لو اتخذ قرار‬ ‫االستمرار يف املعركة لكانت النتيجة لصالح‬ ‫القوات املرصية‪ ،‬التي أثبتت الحرب أنها كانت‬ ‫مبعنويات عالية ولديها خربة قتالية كبرية‪.‬‬

‫حوار هدى مطر‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫ملف‬

‫حرب تشرين التحريرية فاتحة انتصارات العرب‬ ‫من أجهضها ويتع ّمد إلغائها ؟!!‬ ‫يف السادس من ترشين األول‬ ‫عام ‪ 1973‬خاض الجيشان العربيان‬ ‫املرصي والسوري أوىل الحروب‬ ‫العربية‪ ،‬ضد الكيان الصهيوين‬ ‫املحتل مبشاركة عربية واسعة‪،‬‬ ‫أسفرت عن انتصار عريب كان‬ ‫فاتحة انتصارات العرب‪ ،‬بعد‬ ‫سنوات من اليأس والعجز واالنهزام‬ ‫يف مرحلتي النكبة والنكسة‪.‬‬ ‫هذه الحرب التي جاءت صدمة‬ ‫قاسية عىل العدو اإلرسائييل‬ ‫ونجاحا استخباراتيا مهام بحيث‬ ‫مل يستطع الكيان الصهيوين‬ ‫أن ي ّقدر أن مثة حرباً قادمة‪ ،‬حتى الرئيس حافظ األسد مع جنوده يف خنادق املعركة‬ ‫الساعة الواحدة والنصف من‬ ‫ظهرية يوم اندالعها‪ ،‬لدرجة أن‬ ‫بأنها حرب قامت باالتفاق مع اإلدارة األمريكية‬ ‫رأوا‬ ‫عندما‬ ‫سعداء‬ ‫عنارص االستخبارات كانوا‬ ‫للوصول إىل تسوية بني العرب والصهاينة‪ ،‬خاصة‬ ‫عن‬ ‫التمويه‬ ‫شباك‬ ‫ينزعون‬ ‫املرصيني يوم الحرب‬ ‫وأن العرب بعد النكسة كانوا يرفضون أي تسوية‬ ‫حصلوا‬ ‫أنهم‬ ‫اعتقدوا‬ ‫حيث‬ ‫صواريخ «سام ‪»3‬‬ ‫مع اإلرسائيليني حيث أنهم يف مؤمتر القمة الذي‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫حتى‬ ‫يدركوا‬ ‫ومل‬ ‫للصاروخ‬ ‫عىل صور نادرة‬ ‫عقد يف الخرطوم رفعوا الالءات الثالث‪ ،‬ال تفاوض ال‬ ‫يتحرك‪.‬‬ ‫املرصي‬ ‫الجيش‬ ‫أن‬ ‫التوقيت املتأخر‬ ‫اعرتاف‪ ،‬ال صلح‪ ،‬كام أن املقاومة الفلسطينية قد‬ ‫اليوم‬ ‫إىل‬ ‫زالت‬ ‫ال‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫القيادة‬ ‫ومع أن‬ ‫أبلت بالء حسنا يف حربها االستنزافية مع العدو‬ ‫الفشل‬ ‫وأسباب‬ ‫الحرب‬ ‫حول‬ ‫بدراسة‬ ‫تقوم‬ ‫الصهيوين إىل جانب الجيشني السوري واملرصي‪،‬‬ ‫املجتمع‬ ‫تلقاها‬ ‫التي‬ ‫الصدمة‬ ‫عن‬ ‫وتتحدث‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫بعد حرب حزيران ‪ ،1967‬وسميت بحرفباالستنزاف‬ ‫ورغم‬ ‫الحرب‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫مستوياته‬ ‫بكافة‬ ‫اإلرسائييل‬ ‫األوىل‪ ،‬باإلضافة إىل فشل املساعي للتوصل إىل‬ ‫ما كتبه «بروفيسوراتها» عن آثار حرب ترشين تسوية ورفض مرشوع روجرز‪.‬‬ ‫وأشبعوها درسا ومتحيصا ال زال هناك أصابع‬ ‫إن الذي يدقق يف سري املعارك منذ مرحلة‬ ‫عربية تشري إىل هذا االنتصار وهذه الحرب وكأنها التخطيط إىل ساعة الهجوم يعرف جيدا أنها‬ ‫خدعة متت بالتنسيق مع اإلدارة األمريكية‪ ،‬والزال حرب قد أعدت عدتها بشكل عميل وعمالين‪،‬‬ ‫سيل االتهامات يصوب نحو هذا االنتصار لتفريغه وليست وليدة لحظة أو قرار سيايس‪ ،‬أو تنفيذاً‬ ‫من محتواه‪ ،‬وال زال البعض يغفل هذه الحرب إذا لرغبة جهة ما‪ ،‬خاصة إذا ما نظرنا للداخل‬ ‫ما تكلم عن االنتصارات التي سجلتها املقاومة اإلرسائييل خالل أيام الحرب‪ .‬هذه الحرب التي يؤكد‬ ‫الوطنية يف لبنان خاصة بعد حريب ‪ 2000‬و‪ ،2006‬الدكتور رزق الياس العميد يف الجيش السوري‬ ‫وكأن حرب ترشين مل تكن ومل تخض‪ ،‬وكأن آالف يف كتابه مسرية تحرير الجوالن أن مرحلة تحضري‬ ‫الشهداء الذين قضوا يف معارك الرشف كانوا القوات السورية لحرب ترشين التحريرية قد امتدت‬ ‫قد ذهبوا انتحارا‪ ،‬وكأن القرى التي حررت تنازلت ما بني ‪ 1968‬و‪ ،1973‬انتقلت خاللها القيادتني‬ ‫عنها «إرسائيل» كرم أخالق منها‪ ،‬فيذهب الكثري السورية واملرصية لإلعداد للحرب بشكل عميل‪.‬‬ ‫من املحللني إىل استبدال حرب ترشين التحريرية‬ ‫«ويف ‪ 1973/2/1‬أمر الرئيس الراحل حافظ‬ ‫بالتكتيكية‪ ،‬وإنصافا لهذه الحرب نقوم بهذه األسد هيئة أركان الجيش والقوات املسلحة‬ ‫الصفحات بتفنيد هذه االتهامات وتسليط بتخطيط عملية هجومية لتحرير الجوالن‪ ،‬ويف‬ ‫الضوء عىل ما مل يقل يف هذه الحرب وعىل الخطأ ‪ 1973/2/25‬ناقش الرئيسان األسد والسادات يف‬ ‫أو الخيانة إن وجدت‪.‬‬ ‫االسكندرية هدف الحرب والتحضريات الرضورية‬ ‫لها وفكرة العمليات واتخذا القرار التاريخي بشن‬ ‫حرب ترشين تحريرية وليست‬ ‫الحرب املشرتكة عىل كلتا الجبهتني معا خالل‬ ‫خمسة أشهر» من (كتاب الدكتور رزق الياس‬ ‫تكتيكية‬ ‫مسرية تحرير الجوالن)‪ .‬إن هذه العمليات املشرتكة‬ ‫من االتهامات التي كانت توجه لحرب ترشين التي تم تحديدها يف خريطة العمليات خري رد عىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪44‬‬

‫من يقول بأن حرب ترشين كانت‬ ‫حرب تكتيك وليست حرب تحرير‪،‬‬ ‫بدليل أنه من الساعة الثانية‬ ‫ظهراً ويف توقيت بدء الهجوم‬ ‫عرب أكرث من ‪ 60‬ألف جندي‬ ‫مرصي قناة السويس محطمني‬ ‫خط بارليف‪ ،‬وخالل مثان وأربعني‬ ‫عىل‬ ‫مرص‬ ‫سيطرت‬ ‫ساعة‬ ‫الضفة الرشقية لقناة السويس‪،‬‬ ‫بتحرير‬ ‫سورية‬ ‫قامت‬ ‫كام‬ ‫القنطرية وجبل الشيخ مع‬ ‫مراصده اإللكرتونية‪ ،‬ويف اليوم‬ ‫السابع للحرب استوىل الجيش‬ ‫السوري عىل القاعدة اإلرسائيلية‬ ‫الواقعة عند كتف جبل الشيخ‬ ‫وأخليت املستوطنات اإلرسائيلية‬ ‫يف جنوب هضبة الجوالن‪ ،‬ويف الثامن من ترشين‬ ‫أطلقت سوريا صواريخها باتجاه قرية «مجدال‬ ‫هاعميق» رشق مرج ابن عامر عىل قاعدة جوية‬ ‫فيها‪.‬‬

‫الهجوم املعاكس للعدو يف‬ ‫الجوالن واحتالل ما حرر‬ ‫لكن يحق لنا إزاء هذه اإلنجازات البطولية‬ ‫التي حققها الجيشان السوري واملرصي خالل‬ ‫األيام األوىل من الحرب أن نتساءل عن السبب‬ ‫الذي أفقدنا عنارص النرص وحال بيننا وبني قطاف‬ ‫مثاره كام يجب‪ ،‬وأعتقد أن أول األسباب يعود‬ ‫للجرس الجوي الذي أنشأته الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية إىل «إرسائيل» ملدها بالعتاد والسالح‬ ‫الالزمني ملساعدتها عىل مواصلة الحرب‪ ،‬هذا‬ ‫الجرس الذي كان يف اليوم التاسع لبدء الحرب‪،‬‬ ‫حيث وصلت طالئع الجيش السوري إىل مشارف‬ ‫بحرية طربيا‪ ،‬وكان هدفها متابعة املسري‪ ،‬ويف‬ ‫هذا خطأ عسكري يعرتف به القادة العسكريون‬ ‫ولو مل يكن علنا‪ ،‬بل يف حلقات التقييم ملجريات‬ ‫الحرب حيث كان ال بد من توقف الجيش السوري‬ ‫وتخندقه يف املناطق التي استطاع تحريرها‬ ‫لصد الهجوم املعاكس من أرض ثابتة ال كام‬ ‫جرى يف املعركة متحرك ملتحرك‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫املتحرك األول أي الجيش السوري كان قد أرهق من‬ ‫خالل الطلعات الجوية التي استقطبتها هضبة‬ ‫الجوالن حيث كان نصيبها ما يعادل ثلثي طلعات‬ ‫سالح الجو اإلرسائييل‪ ،‬إىل جانب الصعوبة التي‬ ‫القاها يف تحرير ما تم من هضبة الجوالن نظرا‬ ‫ألمرين أوالً طبيعة الجوالن الوعرة ذات الوديان‬

‫واملرتفعات‪ ،‬وثانيا أن هذا الجيش‬ ‫اختار أن يكون جرس عبور خامس‬ ‫للجيش املرصي عندما قبل ببدء‬ ‫العمليات يف الساعة الثانية‬ ‫ظهرا وهو توقيت غري مناسب‬ ‫للقوات السورية التي كان من‬ ‫األجدى لها أن تبدأ عملياتها‬ ‫مع حلول الفجر بحيث تكون‬ ‫الشمس يف أعني العدو ما يتيح‬ ‫لها العبور األكرث أمانا‪ ،‬وميكنها‬ ‫من الوصول إىل نهر األردن مع‬ ‫نهاية النهار‪ ،‬لكن هذا الخيار مل‬ ‫يكن باإلمكان نظرا ألن القوات‬ ‫املرصية يناسبها أكرث العبور‬ ‫ليال وهذا كان مثال التضحية‬ ‫التي يقدمها جيش يف خضم‬ ‫معركة‪ ،‬لكن األمر كان يهون‬ ‫نظرا ألن الهدف واحد‪ .‬إن ما تقدم‬ ‫مل مي ّكن القوات السورية من‬ ‫تحقيق مفاجأة للعدو اإلرسائييل‬ ‫بل كان إنجازها هو اخرتاق دفاعات‬ ‫العدو الذي تشري الوثائق إىل أنه‬ ‫قد عزز من تواجده العسكري‬ ‫قبل يوم من العدوان عىل الجبهة‬ ‫السورية‪ ،‬حيث وحسب بعض‬ ‫املعلومات أنه تم ترسيب خرب‬ ‫الهجوم عىل الجبهة السورية‬ ‫لقيادة العدو اإلرسائييل مام أفقد‬ ‫سوريا عامل املفاجأة‪.‬‬ ‫مع وصول اإلمدادات األمريكية وعدم تخندق‬ ‫القوات السورية التي استمرت يف سريها‬ ‫لتحقيق هدفها باتجاه نهر األردن وبشكل‬ ‫حاميس‪ ،‬استطاع العدو اإلرسائييل توجيه‬ ‫هجوم معاكس ضد القوات السورية مت ّكن فيه‬ ‫من إحداث ثغرتني يف الخط الفاصل بني الفرقتني‬ ‫التاسعة والخامسة‪ ،‬كام وجه رضبة رئيسية‬ ‫بالفرقتني (‪ )210 – 36‬دبابات استطاع من خاللها‬ ‫خرق دفاع الفرقة السابعة والوصول إىل جباتا‬ ‫الخشب – حرفا ‪ -‬مزرعة بيت جن‪ ،‬والحميدية ‪ -‬خان‬ ‫أرنبة ‪ -‬ماعص‪.‬‬ ‫إن إعادة احتالل هذه املناطق باإلضافة إىل‬ ‫مناطق مل تكن محتلة قبل بدء حرب ترشين‬ ‫كبيت جن وبريقة وبري عجم‪ ،‬هو املأخذ الذي ال‬ ‫زال الكثري من املغرضني وهواة التيئيس يقفون‬ ‫عنده وال يفتئون التذكري به بهدف تفريغ هذا‬ ‫النرص من محتواه‪ ،‬غاضني النظر متع ّمدين‬ ‫عن البطوالت التي قدمها الجيش السوري يف‬ ‫احتواء هذا الهجوم مكبدين العدو اإلرسائييل‬ ‫خسائر عجز عن تحملها باعرتاف قادة إرسائيليني‬ ‫بعجزهم عن إخراج سوريا من الحرب رغم‬ ‫قصفهم ملواقع اسرتاتيجية وحيوية فيها إذ‬ ‫يقول الجرنال «أهارون لربان»‪« :‬لقد استخدمت‬ ‫إرسائيل القصف االسرتاتيجي يف حرب «يوم‬

‫الغفران» ضد األهداف الحيوية يف سوريا من أجل‬ ‫إخراج سورية من دائرة الحرب‪ ......‬لكن القصف مل‬ ‫يؤد إىل النتيجة األساسية التي كانت تأملها‬ ‫إرسائيل»‪.‬‬

‫لصالح «إرسائيل» وال بد من‬ ‫تعديل املوقف‪ .‬وكانت نصيحة‬ ‫السياسية‬ ‫للقيادة‬ ‫كسنجر‬ ‫يف مرص متابعة الهجوم رغم‬ ‫اعرتاض اللواء الشاذيل رئيس‬ ‫أركان القوات املسلحة املرصية‬ ‫عليه‪ ،‬لكن الرئيس أنور السادات‬ ‫استجاب لهذه النصيحة وطور‬ ‫الهجوم رشقا نحو املضائق‪ ،‬األمر‬ ‫الذي ترك القوات املرصية خارج‬ ‫مظلة الدفاع الجوي وأصبحت‬ ‫هدفا سهال للطريان اإلرسائييل‪،‬‬ ‫وكانت أوىل النتائج تدمري ‪250‬‬ ‫دبابة مرصية بكامل أطقمها‪.‬‬ ‫هذا التحرك أمكن الطائرات‬ ‫األمريكية كام تقول بعض‬ ‫الوثائق من رصد ثغرة بني‬ ‫الجيش الثالث يف السويس‬ ‫والجيش الثاين يف االسامعيلية‬ ‫وتم االخرتاق اإلرسائييل عند‬ ‫«الدرفسوار» وتطويق الجيشان‪،‬‬ ‫ومع ذلك مل يتمكن الجرنال‬ ‫«آرييل شارون» قائد الهجوم من‬ ‫االسامعيلية‬ ‫عىل‬ ‫االستيالء‬ ‫كام فشل يف احتالل السويس‬ ‫األمر الذي وجدت فيه «إرسائيل»‬ ‫نفسها يف مأزق صعب حيث مل‬ ‫تستطع معه الواليات املتحدة‬ ‫مساعدتها بالشكل الذي توقعته مع احتدام‬ ‫الصدام بني روسيا وأمريكا ورفض السوفييت‬ ‫لقلب نتائج الحرب لصالح «إرسائيل»‪.‬‬

‫«الدرفسوار» ونصيحة كسنجر‬

‫بني األسد والسادات‬

‫أما عىل الجبهة املرصية التي كانت قد حققت‬ ‫إنجازها بالعبور واالستيالء عىل سيناء وتحطيم‬ ‫خط بارليف‪ ،‬قامت هذه القوات بالتخندق‬ ‫وتحصني مواقعها لصد أي هجوم معاكس من‬ ‫قبل العدو‪ ،‬حيث توقف القتال عىل هذه الجبهة‬ ‫يف التاسع من ترشين‪ ،‬ومثة معلومات رسية يتم‬ ‫تداولها يف الكواليس ال ميكن الجزم بصحتها‬ ‫أو نفيها نظراً لعدم وجود وثائق تؤكد ما يقال‪،‬‬ ‫هذه املعلومات تفيد بأن القيادة املرصية كانت‬ ‫متلك خريطتني ملسار الحرب واحدة قدمت للقيادة‬ ‫السورية ونوقشت معها‪ ،‬والثانية مل تعرض وهي‬ ‫التي تم العمل بها يف الحرب! مع العلم أن الجيش‬ ‫املرصي قاتل وأبىل بالء حسنا يف القتال‪ ،‬وأثبتت‬ ‫الحرب ارتفاع معنوياته حتى آخر يوم من الحرب‪.‬‬ ‫لكن ما حدث هو أن «غولدا مائري» وزيرة الخارجية‬ ‫اإلرسائيلية ويف الثاين عرش من ترشين بعثت‬ ‫لكسنجر للتوسط مع سوريا ومرص إليقاف‬ ‫الحرب والخروج من هذا املأزق كام أسمته‪ ،‬لكن‬ ‫كسنجر رفض الطلب قائال أن الظروف ليست‬

‫لقد كان بإمكان الجيش املرصي أن يتابع القتال‬ ‫رغم تطويق الجيشني الثاين والثالث ألن الوقائع‬ ‫كانت لصالحه‪ ،‬ومن ثم يف سري املعارك ال ميكن‬ ‫لجيش أن ينسحب ملجرد تطويقه‪ ،‬وننقل حرفيا‬ ‫وضع الجيش املرصي بعد حصول الثغرة من موقع‬ ‫«ويكيبيديا‪ ،‬املوسوعة الحرة» االلكرتوين حيث‬ ‫جاء فيها‪ :‬أن « القوات املرصية التي خصصت‬ ‫لتصفية الثغرة و التي كانت موجودة غرب القناة‬ ‫كانت تتكون من فرقتني مدرعتني(‪)21-4‬و ثالث فرق‬ ‫مشاة ميكانيكية(‪ )23-6-3‬ووحدات من الصاعقة‬ ‫و املظالت باإلضافة إىل قوات مخصصة من‬ ‫احتياطي القيادة العامة جاهزة للدفع واالشتباك‬ ‫و االنضامم إىل قوات تصفية الثغرة بقرار من‬ ‫القائد العام‪ .‬لقد كانت القوات املرصية ضعف‬ ‫القوات اإلرسائيلية غرب القناة‪ ،‬كام أن القوات‬ ‫اإلرسائيلية كانت منهكة بشدة بسبب حرب‬ ‫استنزاف شنها الجيش املرصي عليها بداية من‬ ‫بعد وقف إطالق النار بيومني‪ ،‬و كانت الدفاعات‬ ‫الجوية املرصية استعادت كامل‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫ملف‬ ‫توازنها مام جعل القوات‬ ‫اإلرسائيلية غرب القناة دون دعم‬ ‫جوي‪ ،‬وكانت القوات اإلرسائيلية‬ ‫يوصلها برشق القناة ممر ضيق يبلغ‬ ‫‪ 10‬كيلومرتات فقط ميكن للجيش‬ ‫املرصي قطعة بسهولة‪ .‬لذا ففي‬ ‫املحصلة كانت القوات اإلرسائيلية‬ ‫التي أرادت بها «إرسائيل» وضع‬ ‫املوقف العسكرى املرصي ىف‬ ‫موقف صعب‪ ،‬تلك القوات أصبحت‬ ‫رهينة لدى الجيش املرصي و مل يقدّر‬ ‫للخطة أن تنفذ‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يجدر بنا البحث‬ ‫عن إجابة له هو‪ :‬إذا كان الوضع‬ ‫كام تقدم وهذا ما يؤكده كتاب حطام طائرة إرسائيلية سقطت يف شوراع دمشق‬ ‫اللواء جامل حامد املعارك الحربية‬ ‫عىل الجبهة املرصية‪ ،‬ملاذا إذاً طلب‬ ‫السادات من الروس التدخل لوقف‬ ‫إطالق النار يف ‪ 19‬ترشين األول‪،‬‬ ‫ويف الثاين عرش منه بعث السادات‬ ‫برسالة إىل الرئيس الراحل حافظ‬ ‫األسد أعلمه فيها بقراره قائال‪:‬‬ ‫“ال أستطيع أن أتحمل املسؤولية‬ ‫التاريخية لتدمري قوايت مرة أخرى”‪،‬‬ ‫رغم أن املوقف ذاته كانت تعيشه‬ ‫جبهة الجوالن من خالل الهجوم‬ ‫املعاكس الذي قادته «إرسائيل»‬ ‫وخاصة الخرق الذي حققته عىل‬ ‫الجبهة الشاملية‪ ،‬ومع ذلك صمد الجنود اإلرسائيليون يبكون هزميتهم يف حرب ترشين‪ ‬األول‬ ‫الجيش السوري ورفض حافظ األسد‬ ‫الخروج من الحرب مؤثرا التصدي‬ ‫قد اختار امليض منفصال بخيار التفاوض مع‬ ‫األسد‬ ‫نصيحة‬ ‫واملواجهة‪ ،‬ومن هذا الباب كانت‬ ‫«إرسائيل» ووقف الحرب‪ ،‬تاركا الجيش السوري‬ ‫حيث‬ ‫واملواجهة‬ ‫ألنور السادات برضورة الصمود‬ ‫يخوض حرب االستنزاف وحيدا وملدة اثنان ومثانني‬ ‫«أخي‬ ‫التايل‪:‬‬ ‫السادات‬ ‫كان رد األسد حرفيا عىل‬ ‫يوما حتى استطاع تعديل نتيجة الحرب وإعادة‬ ‫أمعن‬ ‫أن‬ ‫برقيتكم‬ ‫وصول‬ ‫الرئيس حاولت بعد‬ ‫تحرير ما كان قد حرر واسرتجاع مدينة القنيطرة‬ ‫عىل‬ ‫العسكري‬ ‫املوقف‬ ‫يف‬ ‫النظر مرة أخرى‬ ‫التي هدمتها الهمجية الصهيونية أثناء خروجها‬ ‫وخرجت‬ ‫القتال‪،‬‬ ‫ضفتي‬ ‫وعىل‬ ‫الجبهة الغربية‬ ‫منها وتم رفع العلم العريب السوري فوق قرى‬ ‫التشاؤم‪،‬‬ ‫إىل‬ ‫يدعو‬ ‫ال‬ ‫الوضع‬ ‫أن‬ ‫باستنتاج وهو‬ ‫القنيطرة املحررة يف السادس والعرشين من عام‬ ‫القوات‬ ‫مع‬ ‫الرصاع‬ ‫يستمر‬ ‫أن‬ ‫باإلمكان‬ ‫وأنه‬ ‫‪.1974‬‬ ‫املعادية‪ ،‬سواء منها تلك التي اجتازت القناة أم‬ ‫تلك املوجودة أمام قواتنا عىل الضفة الرشقية‪،‬‬ ‫حرب ترشين زلزال عىل «إرسائيل»‬ ‫وميكن أن يؤدي استمرار االعامل القتالية وتطورها‬ ‫إىل تدمري القوات املعادية التي عربت القنال‪.‬‬ ‫هذه هي بعض وقائع حرب ترشين التي ينكرها‬ ‫أخي الرئيس‪ ،‬قد يكون من الرضوري رفع‬ ‫معنويات إخواننا العسكريني‪ ،‬فمجرد خرق العدو البعض ويتجاهلها البعض اآلخر ويعمل عىل‬ ‫للجبهة ال يعني أن النرص أصبح حليفه‪ ،‬فقد إسقاطها من تاريخ العرب املعارص‪ ،‬عل ًام أن‬ ‫«إرسائيل» ال ترتك عاما إال وتشبع فيه هذه الحرب‬ ‫خرق الجبهة الشاملية منذ أيام ولكن الصمود‬ ‫دراسة ومتحيصا باحثة عن أسباب فشلها وفشل‬ ‫املستمر والقتال العنيف يف الخطوط واملواقع استخباراتها‪ ،‬مشكلة اللجان منذ انتهاء الحرب‬ ‫املختلفة يوفر لنا مزيدا من التفاؤل يوما بعد يوم‪ ،‬لهذا الغرض‪ ،‬متاما كام فعلت بعد فشلها يف‬ ‫فقد أوقفنا الخرق عند مواقع معينة وأنا واثق أننا حرب متوز ولجنة «فينوغراد»‪ .‬ففي كتاب رؤية‬ ‫سنستعيد منطقة الخرق خالل األيام املقبلة ويف إرسائيلية لحرب ترشين ‪ 1973‬عىل الجبهة املرصية‬ ‫تقديري أن املهم بالنسبة لنا جميعا أن تصمد لـ «أبراهام أدان» وعرض عبد الحفيظ محارب‬ ‫جيوشنا مبعنويات عالية»‪ .‬إال أن السادات كان يركز «أدان» يف فصل املفاجئة «عىل تقصري‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪46‬‬

‫االستخبارات اإلرسائيلية يف مجال‬ ‫تقوميها إلمكانية اندالع الحرب‪.‬‬ ‫ويتط ّرق إىل استدعائه بواسطة‬ ‫رئيس االستخبارات إىل القيادة‬ ‫العامة يف الساعة السادسة من‬ ‫صبيحة (يوم الغفران) (‪)1973/10/6‬‬ ‫ليجد هناك «اييل زعريا» رئيس‬ ‫االستخبارات يبلغ القيادة العامة‬ ‫بتلقيه معلومات من مصدر (موثوق‬ ‫به) تفيد بأن الحرب ستندلع يف‬ ‫ساعات املساء‪ .‬األمر الذي فاجأ‬ ‫«أدان» وأثار دهشته ال سيام وأن خرب‬ ‫اقرتاب موعد اندالع الحرب يأيت عىل‬ ‫لسان قائد االستخبارات الذي سبق‬ ‫له‪ ،‬خالل فرتة األسبوعني املاضيني‪،‬‬ ‫أن أ ّكد أكرث من مرة عىل استبعاد‬ ‫احتامل نشوب الحرب‪ ،‬ألن «الجيوش‬ ‫العربية الزالت غري مستعدة‬ ‫للحرب» ويصف الكاتب مشاعره‬ ‫بعد اندالع الحرب وتكبد الخسائر‬ ‫يف موقع آخر من الكتاب بقوله‪:‬‬ ‫«من الصعب عيل وصف مشاعري‬ ‫وما مر عيل يف تلك الساعات‬ ‫الطويلة»‪.‬‬ ‫أما الربوفسور «مارتني فان‬ ‫من الجامعة العربية‬ ‫كرفلد»‬ ‫يقول يف محارضة له تحت عنوان‬ ‫اسرتاتيجية عسكرية خالل الحرب‪:‬‬ ‫«نتائج حرب أكتوبر عىل إرسائيل‬ ‫والرشق األوسط تشابه نتائج ترتبت‬ ‫عىل الحرب العاملية الثانية وهي‬ ‫وضع حد للحروب الكبرية بني الدول املتطورة» يف‬ ‫حني يؤكد الربوفسور «يتسحاق غال» من الجامعة‬ ‫العربية بالقدس يقول‪« :‬هذه الحرب كانت مبثابة‬ ‫الزلزال الذي أدى إىل تغيري الخريطة السياسية وأثر‬ ‫بشكل سلبي عىل استقرار نظام العالقات بني‬ ‫السياسة واملجتمع عكس حرب حزيران التي أدت إىل‬ ‫استقرار واضح يف النظام السيايس» كام يؤكد‬ ‫يف محارضته عىل هذه التغريات من خالل ثالثة‬ ‫نتائج أساسية األوىل انهيار فوري لجزء من النظام‬ ‫السيايس‪ ،‬والثانية تصدع جزء آخر يف فرتة الحقة‪،‬‬ ‫والثالثة تصدع يف أسس أخرى ومن املمكن أن يؤدي‬ ‫هذا الترصيح إىل انهياره حتى لو استغرق الوقت‬ ‫‪ 25‬سنة‪.‬‬

‫املراجع‪:‬‬

‫تحقيق وحوار‬ ‫هدى مطر‪ -‬دمشق‬

‫مسرية تحرير الجوالن‪ .‬الدكتور رزق الياس‬ ‫املعارك الحربية عىل الجبهة املرصية‪ .‬اللواء‬ ‫جامل حامد‬ ‫موقع «ويكيبيديا‪ ،‬املوسوعة الحرة»‬ ‫بعض املواقع األخرى‬

‫مدير مركز الشرق للدراسات الدولية الدكتور سمير التقي لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫سوريا ليست ضعيفة والجميع يحتاجها‬ ‫يف ظل عدم الوضوح يف السياسة الدولية‬ ‫التي فقدت عىل ما يبدو العبيها الكبار وبات‬ ‫األمرييك الطرف املتحكم يف اللعبة رغم‬ ‫الحديث عن عودة األقطاب وفشل األحادية‬ ‫األمريكية‪ ،‬إال ان الواقع يقول غري ذلك‪ ،‬فال‬ ‫زالت الواليات املتحدة هي القطب وال زالت‬ ‫مصالحها ومصالح ربيبتها “إرسائيل” هي‬ ‫البوصلة واملؤرش التي تسري حسب معطياته‬ ‫سياساتنا الداخلية‪ ،‬يف الوطن العريب ودول‬ ‫العامل الثالث‪ ،‬حيث يسجل خروج األقطاب‬ ‫والدول الكبرية من اللعبة السياسية الدولية‬ ‫بتفاهامت أحادية الجانب مع الواليات املتحدة‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫املصالح‬ ‫تضمن‬ ‫األمريكية‬ ‫لهذه القوى‪ ،‬بحيث يتم االستفراد يف‬ ‫منطقة الرشق األوسط حيث تتمركزاملصالح‬ ‫األمريكية وينتقل الرصاع النوعي يف هذه‬ ‫املنطقة من الرصاع العريب اإلرسائييل إىل‬ ‫منطقة الخليج‪ ،‬لتسجل عىل هوامشها‬ ‫صعود بعض الدول يف هذه املنطقة ولكن‬ ‫عىل حساب من يكون هذا الصعود‪ ،‬ومن‬ ‫يدفع مثنه وأين هي القضية الفلسطينية‬ ‫ضمن هذه الرتكيبة وماذا يف نية “أوباما”الذي‬ ‫مل يصدر عنه بعد موقفا واضحا بخصوص‬ ‫الرصاع الدائر‪ ،‬وأين هي سوريا التي تعاين من‬ ‫انهيار األمن القومي العريب‪ ،‬وتحاول الحفاظ‬ ‫عىل املصالح الوطنية والعربية مستفيدة من‬ ‫موقعها وأهميتها فهي الدولة التي يحتاجها‬ ‫الجميع األورويب واألمرييك والرتيك واإليراين‪.‬‬ ‫حول هذه املتغريات الدولية وعدم الوضوح‬ ‫وما يراد يف املنطقة‪ ،‬وأي نهاية متخيلة للرصاع‬ ‫العريب اإلرسائييل وماذا عن منطقة الخليج‬ ‫واملصالح األمريكية وأين هو دور الالعبني الكبار‬ ‫يف الساحة الدولية‪ ،‬أسئلة وهواجس‬ ‫تحملها مجلة منرب التوحيد للباحث‬ ‫واملفكر الدكتور سمري التقي مدير مركز‬ ‫الرشق للدراسات الدولية‪.‬‬ ‫يبدو أن فلسطني مل تعد هي القضية‬ ‫املركزية يف الرصاع الدائر يف الرشق‬ ‫األوسط ومل تعد هي بيت القصيد يف‬ ‫الحركة الدولية ملاذا برأيك؟‬ ‫عىل مدى أربعني عاما كانت أوروبا هي‬ ‫محور الرصاع الدويل واليوم انتقل هذا املحور‬ ‫إىل منطقة الرشق األوسط‪ ،‬كام انتقل الوزن‬ ‫النوعي للرصاع الدويل يف منطقة الرشق‬ ‫األوسط من الرصاع العريب اإلرسائييل إىل‬ ‫منطقة الخليج‪ ،‬ألن هذه املنطقة بنظر القوى‬

‫الكربى هي منطقة تقاطع ألزمات دولية كربى‬ ‫ومشكلة الطاقة وأزمة التمويل‪ ،‬التي مل تحل‬ ‫إال بالدور الذي لعبته الصناديق السيادية لدول‬ ‫الخليج يف تغطية هذا املوضوع‪ ،‬وأزمة الطاقة‬ ‫وأزمة املناخ الذي ال شك أن منطقة الرشق‬ ‫األوسط ستكون املنطقة األساسية التي‬ ‫ستتأثر بها أكرث من غريها بكثري‪ ،‬ومن الواضح‬ ‫أنها ستو ّلد عددا من الرصاعات أو التوافقات بني‬ ‫القوى املختلفة‪.‬‬ ‫بناء عليه ما هي مالمح السياسة األمريكية‬ ‫تجاه املنطقة والخليج العريب؟‬ ‫إن السؤال الرئييس أمام “أوباما” هو محاولة‬ ‫تأسيس منظومة لألمن والسالم يف منطقة‬ ‫الرشق األوسط وخاصة حول الخليج مبا يضمن‬ ‫املصالح األمريكية للسيطرة عىل استقرار‬

‫األميركي بحاجة للهدوء‬ ‫في المنطقة والحرب‬ ‫تؤدي إلى دخول قوي‬ ‫لروسيا والصين‬ ‫‪47‬‬

‫النفط وخطوط متويله وتزويده‪ .‬فالواليات‬ ‫املتحدة بعد يالطا ‪ 1944‬متكنت من أن تنتزع‬ ‫من السوفييت يف السابق إغالق منطقة‬ ‫الخليج أمامهم‪ ،‬وبنت منظومة سياسية‬ ‫اسرتاتيجية تؤسس لهذا الدور‪ .‬ما ترغب به‬ ‫اليوم يشء مشابه يف ظروف يتصاعد فيها‬ ‫اهتامم الدول الكربى الصاعدة يف منطقة‬ ‫الخليج والرشق األوسط بدءا من الصني التي‬ ‫تشرتي عمليا إفريقيا‪ ،‬مبا فيها السودان‪،‬‬ ‫وصوال إىل الهند التي تبني حامالت طائرات‬ ‫مخصصة للدفاع عن الجاليات الهندية‬ ‫واملوجودة أساسا يف الخليج‪ ،‬وروسيا التي‬ ‫متكنت من إرباك كل املخططات األمريكية‬ ‫بتدابري طفيفة جدا فيام لو جنحت الواليات‬ ‫املتحدة إىل عدم التعاون مع روسيا والقبول‬ ‫كربى‪.‬‬ ‫كدولة‬ ‫االسرتاتيجية‬ ‫مبصالحها‬ ‫املطلوب اليوم تحييد األقطاب املنافسة‬ ‫بالنسبة ألمريكا‪ ،‬واالستفراد بدور أمرييك‬ ‫أورويب اسرتاتيجي إلعادة تأسيس منظومة األمن‬ ‫والسالم يف الرشق األوسط وخاصة الخليج‪ ،‬يكون‬ ‫عمودها الفقري املصالح واالحتكارات النفطية‪.‬‬ ‫يف هذا السياق اعتمدت الواليات املتحدة مبدأ‬ ‫إعادة تقوية الحلفاء التقليديني واالنفتاح عىل‬ ‫الخصوم‪.‬‬ ‫هل األزمة االقتصادية التي تعيشها أمريكا‬ ‫هو ما جعلها تقوم باالنفتاح عىل الخصوم‬ ‫التقليديني؟‬ ‫ال‪ ،‬فاألزمة االقتصادية قامت بحلها عىل‬ ‫حساب دول الخليج‪ ،‬والصناديق الخليجية التي‬ ‫مولت العجز وأمنت السيولة النقدية إلعادة‬ ‫انتعاش االقتصاد الغريب‪ ،‬خاصة بعد زيارة براون‬ ‫للمملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫وماذا عن وجهة النظر التي تقول أن‬ ‫«أوباما» ينفذ سياسة بوش بالفوىض‬ ‫البناءة ولكن بطريقة جديدة؟‬ ‫الفوىض البناءة مل تعد سياسة أمريكا‬ ‫ألنه ثبت أنها التستطيع إدارة فوىض يف‬ ‫دولة واحدة هي العراق وال يف لبنان وال حتى‬ ‫يف أفغانستان‪ ،‬تهديم الدول وإعادة تشكيلها‬ ‫مل يعد برنامجها‪ ،‬الربنامج اليوم هو العكس‬ ‫متاما‪ ،‬العودة إىل فرض االستقرار يف املنطقة‬ ‫من خالل األدوات التقليدية والتوجه الحتواء‬ ‫الخصوم‪.‬‬ ‫لكن هناك من يربط بني انفجار مناطق‬ ‫متعددة يف الوطن العريب والعامل كاليمن‬ ‫والسودان والصومال وغريها‪ ،‬وبني املصالح‬ ‫األمريكية؟‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫ملف‬ ‫أمريكا اليوم تحاول تثبيت مواقع حلفاءها التي‬ ‫أدت سياسة بوش إىل إضعافهم وتقوية الخصوم‪،‬‬ ‫فذهاب األسد إىل قمة الكويت ورميه بورقة املبادرة‬ ‫العربية للسالم وإلغائها كان رضبة قاسية لكل‬ ‫ما يسمى باالعتدال العريب‪ ،‬واضطرهم لالنكفاء‪،‬‬ ‫وهذا ما ظهر يف كلمة امللك عبد الله‪ ،‬إن املهمة‬ ‫الجديدة هي إعادة إعطاء هوامش مناورة للحلفاء‬ ‫وإال سينهارون إقليميا وستنهار رشعيتهم‪.‬‬ ‫يبدو أن األجواء السياسة الدولية ترجح‬ ‫فكرة إعالن محمود عباس لدولة فلسطينية‬ ‫يتواىل االعرتاف بها دوليا بعد االنتخابات‪ ،‬إذا تم‬ ‫ذلك أين منها غزة وحامس؟‬ ‫أمريكا تريد إغالق الوضع ولذلك هي بحاجة‬ ‫إىل أن ال تصبح قضية الرصاع العريب اإلرسائييل‬ ‫عامال معيقا عىل إنجاز هذه الرتتيبة‪ ،‬واملطلوب‬ ‫“تنويم” الرصاع وإغالقه بأرسع ما ميكن‪ ،‬مبا يسمح‬ ‫للواليات املتحدة بتطبيق مرشوعها‪ .‬ومن هنا‬ ‫وألول مرة يصري هناك مصلحة لقوة دولية يف‬ ‫مقاربة الرصاع العريب اإلرسائييل من أجل حله‬ ‫وليس اللعب عليه‪ ،‬ولكن ليس بالرضورة الحل‬ ‫العادل والشامل الذي يتمناه السوريني‪ .‬وإذا ما‬ ‫تم إعالن الدولة الفلسطينية من قبل محمود‬ ‫عباس فإن غزة ستعلن منطقة مارقة كام‬ ‫حامس منظمة مارقة‪.‬‬ ‫إذا كان هذا الكالم دقيقا مباذا نفرس‬ ‫االنكفاءة السعودية عن املصالحة مع سورية‬ ‫هل هو ابتزاز لسوريا؟‬ ‫ليس ابتزازاً هم بوصلتهم األمريكان‪ ،‬إذا سارت‬ ‫املصالحة السورية األمريكية ‪ ،‬ساروا معها وركبوا‬ ‫موجتها وت ّوجوها‪ ،‬وإذا اشتبكنا مع األمرييك يطلقون‬ ‫العنان للنظام املرصي والحريري ليلعب لعبته‪ ،‬لذلك‬ ‫من املؤرشات عىل تدهور الوضع يف املنطقة والسعي‬ ‫لعزل سوريا تقديم الحريري لحكومته‪.‬‬ ‫وماذا عن املحكمة الدولية والتلويح‬ ‫بسيفها؟‬ ‫املحكمة الدولية مرتوكة سكينا معلقا توجه‬ ‫حسب الهدف املراد‪ ،‬عزل حزب الله‪ ،‬لبنان‪ ،‬أو‬ ‫سوريا‪ ،‬وأخذ ردة فعل قصوى من السوريني‬ ‫ليدخلوا يف لعبة املنطقة‪ ،‬إنها توجه حسب ما‬ ‫يريده الغرب‪ .‬ومن ثم املحكمة الدولية تعاين من‬ ‫مشكلة متويل‪ ،‬وخروج الضباط األربعة يجعل من‬ ‫الحجج الجاهزة اآلن صعب‪ ،‬وأمامهم أحد الحلني‬ ‫إما أن يذهبوا بقضية مضعفة‪ ،‬وإما أن يعودوا إىل‬ ‫التحقيق‪ ،‬والعودة إىل التحقيق تريد أمواال وعزما‬ ‫سياسيا‪.‬‬ ‫ما الذي يريده “أوباما” من سوريا تحديدا؟‬ ‫األمرييك يهمه التعاون مع سوريا ألنها‬ ‫“مخربطة” لعب‪ ،‬لذا هم مهتمون بقضية الجوالن‬ ‫لكن برأيي‪ ،‬ليس بشكل اسرتاتيجي‪ .‬أما ما يريده‬ ‫“أوباما” فهذا ال يعرفه أحد ريثام يقرر هو ما يريد‪،‬‬ ‫وسيتبني معنا ذلك خالل األسابيع القادمة ألن‬ ‫كل ما يقال مراهنات‪ ،‬فاإلرسائيليون يعرفون أن‬ ‫الرصاع العريب اإلرسائييل لن ينتهي‪ ،‬وليس من‬ ‫حل إال سالم األمر الواقع‪ ،‬وهذا كالم “نتيناهو”‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ال يعني بالرضورة الحل‬

‫سالم األمر الواقع‬ ‫العادل!‬ ‫ال أحد يتحدث عن العدل‪ ،‬حتى نحن بدأنا‬ ‫نتحدث عن الحل املنصف‪ ،‬ليس نحن كسوريني‪،‬‬ ‫مبعنى ال أحد يتوقع أن يكون هناك حال عادال‬ ‫باملعنى اإليديولوجي للكلمة‪ .‬فالعدل أمر بعيد‬ ‫ألنه يعني اسرتجاع فلسطني‪ ،‬وما يحدث من حيث‬ ‫املبدأ هو أن اإلرسائيليني يحاولون إقناع “أوباما”‬ ‫بعدم تضييع الوقت والعمل عىل “تنييم” الرصاع‬ ‫الدويل‪ ،‬وعدم الرد عىل السوريني وترك األمر لهم‬ ‫أي لإلرسائيليني‪ ،‬والتفرغ لالشتغال عىل إيران‬

‫إذا سارت المصالحة‬ ‫األميركية السورية ركبوا‬ ‫موجتها وإذا حصل اشتباك‬ ‫يطلقون العنان للنظام‬ ‫المصري والحريري‬ ‫إذا سار «أوباما»‬ ‫باتجاه إدارة األزمات‬ ‫فإن المنطقة سترجع‬ ‫إلى حالة الصراع‬ ‫‪48‬‬

‫وعزلها من خالل وضع أرجلهم بالتفاوض حيث‬ ‫سيضعفون وتضعف الوحدة الوطنية يف إيران‬ ‫حول امللف النووي‪.‬‬ ‫هل هذا ما أرادوه من خالل ما تم إثارته بعد‬ ‫االنتخابات اإليرانية؟‬ ‫االنتخابات أظهرت أن هناك أزمة يف النظام‬ ‫وأن خيمته ليست كبرية لتتسع للجميع‪ ،‬إذ‬ ‫ليس من املعقول أن يكون كل هؤالء عمالء‪ ،‬لكن‬ ‫هناك ثغرة يف بنية النظام لذلك صار األمريكيون‬ ‫هجوميني أكرث يف تقديم العروض عىل أمل‬ ‫أن يلعبوا اللعبة التي لعبوها مع روسيا‪ ،‬حيث‬ ‫عن طريق سحب مفهوم العدو سقط النظام‬ ‫الشيوعي‪ ،‬وعن طريق مبادرة التعايش السلمي‬ ‫أمكنهم سحب مفهوم العدو‪.‬‬ ‫هل هذا ما سعى إليه “أوباما” يف كلمته يف‬ ‫القاهرة وتوجهه نحو اإلسالم؟‬ ‫نعم هذا كان هدف كلمته وهو يطبقه اليوم‬ ‫مع اإلسالم‪ ،‬بأساليب دبلوماسية‪ ،‬إنه يركز عىل‬ ‫إيران بشكل رئييس وإيران دخلت يف عملية‬ ‫التفاوض‪.‬‬ ‫من سيدفع مثن دخول إيران عملية التفاوض‬ ‫مع أمريكا؟‬ ‫من يدفع الثمن هو الضعيف وسوريا ليست‬ ‫ضعيفة‪ ،‬ويحتاج إليها الجميع اإليراين واألمرييك‬ ‫وكل من يريد أن يدير الوضع يف املنطقة‪،‬‬ ‫الدول املنكفئة هي من ستدفع الثمن مرص‬ ‫والسعودية‪ ،‬سوريا مل تنتظر حتى تنهار املنطقة‬ ‫واألمن القومي العريب وتكلمت بكالم ال معنى‬ ‫له‪ ،‬ألنها ورأسا بدأت ببناء خط بديل إلعادة وضع‬ ‫اسرتاتيجي يف املنطقة من خالل تحالفات جديدة‬ ‫مع إيران وتركيا واالتحاد األوريب‪.‬‬ ‫“أوباما” نهج سياسة الحوار واالنفتاح عىل‬ ‫الخصوم ملاذا ترجم ذلك مع إيران عمليا ببيعها‬ ‫‪ 29‬طائرة بوينغ كام قرأنا ذلك يف بعض‬ ‫الصحف‪ ،‬يف حني ال زالت سوريا تحت العقوبات‬ ‫االقتصادية األمريكية؟‬ ‫هناك اعتقاد بأن السبب إرسائييل‪ ،‬ومن ثم‬ ‫السعي الحتواء إيران عن طريق سياسة العصا‬ ‫والجزرة موجود‪ ،‬أما سوريا فغري جاهزة للحلول‬

‫الجزئية‪ ،‬وال ميكنها السري يف سياسة “نتياهو”‬ ‫“نص ونص”‪ ،‬اليوم يعطيني نصف الجوالن والباقي‬ ‫يخضع للتفاوض‪ ،‬فسوريا إما أن توقع اتفاقية‬ ‫سالم شامل وكامل وإال فال‪.‬‬ ‫كيف تنظر للمسار السوري مع االتحاد‬ ‫األورويب وهل تتوقف أهميته عىل النواحي‬ ‫االقتصادية؟‬ ‫العالقات السورية األوروبية سياسية أكرث‬ ‫منها اقتصادية‪ ،‬بحيث غدت إمكانية عودة‬ ‫الوضع يف سوريا إىل ما كان عليه عام ‪2005‬‬ ‫وإعادة عزلها كام حدث يف السنوات التي خلت‬ ‫تكاد تكون مستحيلة‪.‬‬ ‫أين تكمن مصلحة أوروبا يف هذا املسار؟‬ ‫املصلحة بدأت منذ عام ‪ 2006‬حيث كانت أوروبا‬ ‫ترى أن البحر املتوسط يجب أن يكون جدارا‪ ،‬مبعنى‬ ‫تريد أن تنأى بنفسها عن املشاكل التي ميكن أن‬ ‫تصدّر إليها من منطقة إسالمية مضطربة‪ ،‬حيث‬ ‫ميكن أن تصدر الرقيق األبيض واملهاجرين واإلرهاب‪،‬‬ ‫ويف عام ‪ 2006‬طرح عىل أوروبا السؤال التايل‪:‬‬ ‫ماذا لو حصل انهيار اسرتاتيجي لكل املنطقة‬ ‫من أفغانستان إىل البحر املتوسط‪،‬؟ وماذا لو‬ ‫كرس حزب الله‪ ،‬حيث إذا كرس صارت املنطقة‬ ‫مفتوحة عىل حالة فوىض بناءة ال يستطيعون‬ ‫تحملها يف خارصتهم الجنوبية الرشقية‪ .‬لذلك‬ ‫فإن القوى ذاتها التي وقفت ضد الفوىض البناءة‬ ‫يوم احتالل العراق هي اليوم يف لبنان يف عداد‬ ‫القوات الدولية وتسعى لتثبيت املنطقة ومنعها‬ ‫من االنهيار وهذا ما يفرس االنفتاح األورويب عىل‬ ‫حزب الله وسوريا‪ ،‬فاملطلوب هو تربيد األزمة‬ ‫وليس الذهاب إىل تفجريها‪.‬‬ ‫كنا نتحدث عن حلف سوري تريك إيراين يف‬ ‫مواجهة ما يراد ملنطقة الرشق األوسط أين هو‬ ‫هذا الحلف اليوم؟‬ ‫مجرد أمنية‪ ،‬ألن تركيا هي املندوب الرئييس‬ ‫للربنامج األمرييك يف املنطقة الذي يعتمد عىل‬ ‫تطوير اإلسالم‪ ،‬إسالم وسطي “حباب” ال يؤكد‬ ‫عىل هوية قومية ويندمج يف النظام العاملي‪،‬‬ ‫مع العلم أننا يف سوريا مع االندماج يف النظام‬ ‫العاملي ولكن دون أن نتخىل عن مصالحنا‪.‬‬ ‫أين هو الدب الرويس ضمن ما يجري عىل‬ ‫الساحة الدولية؟‬ ‫لقد أساء بوش لروسيا كثريا فنبت لها‬ ‫قصها جارحة‪ ،‬بحيث‬ ‫أظافر‪ ،‬وأظافرها حتى لو تم ّ‬ ‫إذا قامت بترسيب أسلحة من أبسط األنواع‬ ‫يف أفغانستان “تخربط الوضع” كذلك إذا مل‬ ‫تتعاون يف عملية عزل إيران‪ ،‬أو إذا أرسلت قليال‬ ‫من السفن يف السواحل األمريكية تشل قدرة‬ ‫أمريكا واألساطيل الفرنسية وهذا ما حدث عندما‬ ‫وقفت عىل الحدود يف لبنان‪ ،‬حيث أرسلت روسيا‬ ‫خمس “فرقاطات” عسكرية وقامت بتغطية‬ ‫دمشق بصواريخ “أس ‪ ”300‬وانتهت املشكلة عند‬ ‫هذا الحد‪ .‬فروسيا العب قوي إذا مل يتم تحييدها بـ‬ ‫“يالطا” جديدة‪.‬‬ ‫هل هذا ممكن خاصة بالنظر لزيارة هيالري‬

‫العالقات السورية األوروبية‬ ‫سياسية أكثر منها اقتصادية‬ ‫بوش أساء لروسيا فنبت لها أظافر‬ ‫سوريا غير جاهزة للحلول الجزئية‬ ‫الدور اإليراني الصاعد سيكون‬ ‫على حساب السعودية في الخليج‬ ‫إذا أعلن عباس دولة فلسطينية ستعلن غزة‬ ‫منطقة مارقة‬ ‫المحكمة الدولية توجه حسب ما يريد الغرب‬ ‫كلنتون األخرية إىل روسيا؟‬ ‫قد حدث ذلك يف املايض عندما تم تحييد روسيا‬ ‫عام ‪ 1944‬مبعاهدة يالطا‪ ،‬والسؤال اليوم هل‬ ‫سيبقى الرصاع داخل النظام الرويس مستتبا‬ ‫“لبوتني ومدفيديف” بالشكل الذي يسري عليه‪،‬‬ ‫أم أن هناك تطورات ما ستحدث؟ إن ذهاب “هيالري‬ ‫كلنتون” لروسيا ولقائها بـ “الفروف” كان يعني عفا‬ ‫الله عام مىض وإغالق الفرتة املاضية ومحاولة‬ ‫إلصالح كل األرضار‪ ،‬حيث تقدم أمريكا للروس‬ ‫ضامنة فيام يتعلق بالدائرة االسرتاتيجية األوىل‬ ‫للمصالح القومية الروسية وهي جورجيا وأوكرانيا‬ ‫وبالروسيا بحيث تتطوع للروس‪ ،‬واليوم هناك‬ ‫محاوالت لإلطاحة بالنظام البيالرويس لصالح‬ ‫روسيا تقدمة “بخشيش” من أمريكا‪ ،‬مقابل أن‬ ‫ترفع روسيا يدها عن الرشق األوسط وأفغانستان‪.‬‬ ‫أهذا منتهى املصالح الروسية واملدى االقىص‬ ‫السرتاتيجيتها؟‬ ‫ال‪ ،‬هو نظام مراحل‪ ،‬يالطا جديدة‪ ،‬فيالطا‬ ‫السابقة أخذت خمسون عاما‪ ،‬وهذا هو املعروض‬ ‫اليوم عىل روسيا ويبدو أنها تسري بهذا االتجاه‪،‬‬ ‫ألنه عندما ذهب “نتنياهو” إليها استطاع أن يقف‬

‫‪49‬‬

‫حاجزاً أمام بيع أربع طائرات قادمة إىل سوريا‪ .‬لقد‬ ‫بدأوا بتحييد القوى الكربى وطوعوا األوروبيني‬ ‫وأخرجوا الروس وسكتّوا الصينيني وأخرجوهم‬ ‫من منطقة الخليج‪ ،‬إنهم يرتبون الطاولة حيث‬ ‫ذهب األمرييك إىل تركيا ثم جاء إىل السعودية‬ ‫ومرص‪ ،‬بهدف أن يبدأ مبن عنده لتقوية حلفاءه‬ ‫الراهنني وعدم بيع أحد ألحد‪ ،‬باملقابل فتح عىل‬ ‫سوريا وإيران وحزب الله وحامس‪.‬‬ ‫هل يعني ذلك إغالق آفاق الحرب ملدى بعيد؟‬ ‫إىل الهدوء ليغلق املنطقة‪،‬‬ ‫األمرييك بحاجة‬ ‫والحرب تؤدي إىل “خربطة” اللعب وتدخل قوى‬ ‫كالروس والصني وال يعد يف اإلمكان ضبطها‪،‬‬ ‫والسؤال األسايس هل كلمة “أوباما” املنتظرة‬ ‫ستكون باتجاه السري يف طريق محدد تدريجي‬ ‫متعاقب عىل مختلف الجبهات من أجل تهدئة‬ ‫الوضع يف املنطقة مبا فيها الرصاع العريب‬ ‫اإلرسائييل وسوريا ولبنان والعراق؟‪ ،‬أم أنه سيميل‬ ‫إىل سياسة إدارة األزمات وليس حلها‪ ،‬بحيث أنه‬ ‫إذا سار يف اتجاه إدارة األزمات فإن املنطقة سرتجع‬ ‫إىل حالة الرصاع ورمبا لحالة “دومينو”‪.‬‬

‫دمشق هدى مطر‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫ملف‬

‫روايات ووثائق عن حرب تشرين ‪1973‬‬ ‫باعترافات الصهاينة‬ ‫أبرز كلمتني أتت بهام “حرب حتمية التاريخ”‬ ‫واملسامة أيضاً حرب رمضان أو حرب يوم الغفران‪،‬‬ ‫هام كلمتا‪“ :‬زلزال” و(محدال)‪ ،‬أما الزلزال فنعرفه‪،‬‬ ‫وأما محدال فهي لفظة عربية فعلها الثاليث‬ ‫هو (حدل) وكف أي توقف‪ ،‬وهي تخرب باختالل‬ ‫النظام وقصور الوترية‪ .‬وملا مل يجد املرتجمون‬ ‫لفظة عربية مطابقة لها متاماً‪ ،‬فقد تراوحت‬ ‫ترجمتها بني “اإلهامل” و”التقصري”‪ ،‬وأزعم أن‬ ‫اللفظة العربية املقابلة من حيث املضمون‬ ‫العام‪ ،‬ال الحريف‪ ،‬هي لفظة “فساد” ألنها اللفظة‬ ‫التي تطفو فوق سطح القاموس‪ .‬إذاً‪ ،‬فمنذ حرب‬ ‫‪ 1973‬أصبحت كلمة “فساد” من أكرب الكلامت‬ ‫شعبية ورواجاً يف سوق الصحف واملنتديات‪،‬‬ ‫وأقبل القوم عىل استهالكها‪ ،‬وتداولتها األلسن‪،‬‬ ‫حتى صدر كتاب وثائقي عن هذه الحرب بعنوان‬ ‫“الفساد”‪ ،‬وأسهم يف وضع الكتاب سبعة‬ ‫من أبرز الصحافيني يف إرسائيل كانوا جميعاً‬ ‫ضباطاً أو جنوداً أو مراسلني عسكريني يف أكرث‬ ‫من حرب إرسائيلية وهم (يشعيايو بن فوارت‪،‬‬ ‫يهونتان جيفن‪ ،‬أوري دان‪ ،‬اتيان هابر‪ ،‬هازي كرمل‪،‬‬ ‫اييل النداو‪ ،‬واييل تابور)‪.‬‬ ‫تتصدر الصفحة األوىل من الكتاب قصيدة‬ ‫للشاعر الصهيوين املعروف (حاييم نحامن‬ ‫بيالك)‪ ،‬تذكرنا بافتتاحيات املرسحيات الرتاجيدية‬ ‫اليونانية التي توحي بالجو القادم يف أعقابها‪،‬‬ ‫وقصيدة بيالك تحمل عنوان‪“ ،‬رأيتكم ثانية يف‬ ‫عجزكم” وفيها من األىس واملرارة‪ ،‬ولتذهب روحي‬ ‫إن كان يف نفيس ذر من الشامتة!‬ ‫هزمية ُمذلة للصهاينة‬ ‫يقول هؤالء الصهاينة “عدنا من الحرب وألفينا‬ ‫أنفسنا جزءاً من شعب حزين‪ ،‬مهموم‪ ،‬قلق‪،‬‬ ‫تالحقه عالمات االستفهام‪ ،‬عدنا إىل منازلنا‬ ‫وروتني أشغالنا‪ ،‬ووقفنا مذهولني إزاء أولئك‬ ‫الذين يحاولون االستمرار وكأن شيئاً مل يحدث‪،‬‬ ‫وكأمنا مل تقع الحرب‪ ،‬وكأنها مل تغرينا جميعاً‪،‬‬ ‫وقفنا مذهولني يف مواجهة محاوالت التغطية‬ ‫والطمس وإخفاء الفساد الذي أدى إىل هذه‬ ‫الحرب‪ ،‬ويف مواجهة أوهام القادة الذين يحاولون‬ ‫التملص من مسؤولية الفساد الرهيب ومرادفاته‬ ‫الرعونة والطيش واالستخفاف بالعدو‪ ،‬والثقة‬ ‫الذاتية املطلقة”‪.‬‬ ‫يقول أحد الصهاينة‪ :‬اسمي اييل‪ ،‬فعىل أية‬ ‫حال لن تنرشوا اسمي‪ ،‬عمري اليوم ‪ ،26‬وأنا‬ ‫طالب جامعي‪ ،‬أكرهكم‪ ،‬أكره الصحافيني الذين‬ ‫يرتزقون من الجثث‪ ،‬وميجدون الحرب باأللفاظ‬ ‫الكبرية الصاخبة ويقول‪“ :‬لن أنىس اللحظة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫السورية برسعة إىل مدى إصابة محطة الضخ‬ ‫ملرشوع املياه‪ ،‬قلب رشيان الحياة الرئييس لدولة‬ ‫إرسائيل”‪.‬‬ ‫ويتحدث املؤلفون عن رأس سهم من الدبابات‬ ‫السورية‪ ،‬مل يبق بينه وبني إرسائيل سوى قوة‬ ‫منهكة متالشية من الدبابات اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫وإن السوريني كانوا يحاربون حتى بعد غروب‬ ‫الشمس‪ ،‬ألن دباباتهم كانت مزودة باألشعة فوق‬ ‫البنفسجية التي تتيح لهم إمكانية القتال‬ ‫اللييل‪.‬‬ ‫وإرسائيل كانت عرضة لهزمية عسكرية‬ ‫ساحقة “ال تعني االحتالل وفقدان االستقالل‬ ‫فحسب‪ ،‬بل تعني محو الشعب ودولته عن‬ ‫الخارطة”‪.‬‬ ‫“هناك الثقة بالنفس املبالغ بها‪ ،‬ويف ذلك‬ ‫إسهام بالفساد العام الذي أدى إىل الحرب‬ ‫ونتائجها”‪.‬‬ ‫حصلت رئيسة الحكومة غولدا مائري‪ ،‬يف‬ ‫اليوم األول للحرب‪ ،‬عىل تلخيص أويل للخسائر‬ ‫اإلرسائيلية‪ 500 ،‬قتيل وحواىل ‪ 1000‬جريح‬ ‫وعرشات األرسى عىل طول ‪ 160‬كلم يف الجنوب‬ ‫(الجبهة املرصية) و‪ 75‬كلم يف الشامل (الجبهة‬ ‫السورية)‪ ،‬وكانت تشتعل معارك مل يسبق لها‬ ‫مثيل‬ ‫يف الشامل‪ ،‬حطت طائرات الهليكوبرت‬

‫الرئيس حافظ االسد يرفع العلم السوري يف مدينة القنيطرة املحررة‬

‫التي رجعت فيها من املعركة عىل مفرق الرفيد‬ ‫من هضبة الجوالن‪ ،‬عىل دبابتي ‪ 14‬جريحاً‪ ،‬ومن‬ ‫بني جميع دبابات الكتيبة بقيت دبابتي وحدها‪،‬‬ ‫وحني وصلنا نقطة تجمع املصابني هجم علينا‬ ‫مصور وصحايف من التلفزيون”‪.‬‬ ‫ويضيف‪“ :‬ما هو البطل؟ ال أعتقد أنني‬ ‫البطل‪ ،‬كل األبطال الذين كانوا معي‪ ،‬أصبحوا‬ ‫يف عداد املوىت‪ ،‬أنا مجرد ضابط مدرعات يريد‬ ‫أن يعيش‪ ،‬ويسأل‪ :‬من الذي حارب؟ رمبا ‪ %10‬من‬ ‫هذه الكومة الكبرية التي يسمونها الجيش‪ ،‬وإن‬ ‫كنتم تعتقدون أن جميع هؤالء يحاربون‪ ،‬فأنتم‬ ‫عىل خطأ‪ ،‬هناك بضعة منهم يف كل فرقة‬ ‫وهناك املحبطون‪ ،‬واملتمرددون الذين يحاولون إنقاذ‬ ‫حياتهم”‪.‬‬ ‫ظل الكارثة‪ ،‬وصورة عن حالة االنهيار يف‬

‫‪50‬‬

‫ساعات الحرب األوىل‪ ،‬التي قوبلت بعدم التصديق‬ ‫والتساؤل‪ :‬كيف حدث ذلك!! “هكذا تتواىل‬ ‫الرصخات يف أجهزة الالسليك اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫“الوضع ميؤوس منه!‪ ..‬الوضع ميؤوس منه”‪.‬‬ ‫ومن أحد األجهزة روى الجرنال ابراهام ألربت‬ ‫مندلر قائد املدرعات يف سيناء‪ :‬عندنا ثغرات‬ ‫كبرية يف القطاع األوسط‪ ،‬ويف القطاع الجنويب‬ ‫تهاجمنا عرشات الدبابات‪ .‬ما مل ترسلوا الطريان‬ ‫فإن القطاعني الجنويب واألوسط سيسقطان‪.‬‬ ‫النتائج امليدانية لسري املعارك‬ ‫وعن الوضع عىل الجبهة السورية “ابتدا ًء من‬ ‫صباح يوم األحد ‪ 7‬ترشين األول‪ ،‬كان الوضع يف‬ ‫الجبهة الشاملية‪ ،‬عىل طول خط وقف النار‬ ‫يف هضبة الجوالن‪ ،‬صعباً وحرجاً وخطرياً‪ ،‬أكرث‬ ‫بكثري منه عىل الجبهة املرصية‪ ،‬تقدمت الدبابات‬

‫عبور قناة السويس‬

‫جندي عريب يرفع اشارة النرص يف حرب ترشين‬

‫السورية يف سهل مجاور ملوقع جبل الشيخ‪،‬‬ ‫بعد لحظات كان رجال “املغاوير” يغريون عىل أخطر‬ ‫املواقع اإلرسائيلية يف الشامل‪ ،‬وتراجع الجنود‬ ‫اإلرسائيليون من مواقع القذف األمامية إىل داخل‬ ‫املعقل الذي كانوا يرونه غري قابل للسقوط‪ ،‬ومل‬ ‫يتوقعوا أن ترتجف األرض من حولهم وتتساقط‬ ‫كتل اإلسمنت املسلح ليتدفق من ثغراتها‬ ‫الدخان‪ ...‬والجنود السوريون‪.‬‬ ‫تحصينات خط بارليف يف مدى‬ ‫املدافع املرصية‪ ،‬واملدفعية هي‬ ‫أقوى سالح مرصي‪ ...‬ومجرد وجود‬ ‫خط بارليف مي ّثل إغرا ًء مستمراً‬ ‫للمرصيني لتجديد إطالق النار‬ ‫ولهجامت املغاوير‪ ،‬والغارات عىل‬ ‫العمق‪ ،‬مام أدى إىل ظهور بطاريات‬ ‫الصواريخ املضادة للطائرات‪.‬‬ ‫واملبالغ الطائلة التي وضعت‬ ‫يف خط بارليف‪ ،‬كانت عىل‬ ‫حساب األموال التي كان من‬ ‫املمكن توظيفها يف تطوير‬ ‫ورشاء أدوات حربية أخرى‪ ،‬وأيضاً‬ ‫عىل حساب املوارد املكرسة‬ ‫االجتامعي‬ ‫الدولة‬ ‫لتطور‬ ‫واالقتصادي‪.‬‬ ‫والفخ‪ ..‬الفخ نفسه الذي‬ ‫نصبته إرسائيل ملرص وسورية‬ ‫يف عدوان ‪ ،1967‬هو الذي وقعت‬ ‫فيه إرسائيل يف حرب ترشين‬ ‫‪ ،1973‬وهم يستشهدون يف‬ ‫ذلك بترصيح صحايف كان اللواء‬ ‫سعد الدين الشاذيل قد أدىل به‬ ‫بعد إعالن وقف إطالق النار‪“ :‬مل‬ ‫يخطر ببايل أبداً أن العدو ميكن‬ ‫التغرير به إىل هذا الحد”‪.‬‬ ‫الهزمية النكراء التي لحقت‬ ‫بالصهاينة‬ ‫للحصول‬ ‫املؤلفون‬ ‫ويقول‬

‫‪51‬‬

‫عىل يشء من العزاء‪ ،‬إن االنحالل ظاهرة‬ ‫مالزمة تقريباً لكل جيش منترص‪“ ...‬وهكذا‬ ‫فقد نشأت يف إرسائيل‪ ،‬ألول مرة يف تاريخها‪،‬‬ ‫طبقة اجتامعية جديدة‪ ،‬طبقة الجرناالت الذين‬ ‫أحبوا أن يروا صورهم منشورة يف الصحف‬ ‫واأللبومات‪ ،‬مل يرتدعوا عن أي احتفال اجتامعي‪،‬‬ ‫حتى يظهروا فيه أمام عيون الجمهور‪ ،‬أصبحوا‬ ‫نوعاً من الكواكب االجتامعية السيارة والرباقة‪..‬‬ ‫أصبحوا زبائن دامئني يف مطاعم إرسائيل‬ ‫الغالية وأحدهم اشرتك يف افتتاح علني لوكالة‬ ‫منتجات التجميل‪.‬‬ ‫يصف املؤلفون استمرار السوريني يف التقدم‬ ‫رغم تدخل الطريان اإلرسائييل‪ ،‬ويصفون معركة‬ ‫بني رتل من الدبابات السورية وطائريت فانتوم‪ ،‬مل‬ ‫تدم أكرث من خمس دقائق‪ ،‬حتى شوهد طياران‬ ‫إرسائيليان وهام يهبطان باملظلة بني القوات‬ ‫اإلرسائيلية‪.‬‬ ‫الرقابة العسكرية اإلرسائيلية ال تسمح‬ ‫للجمهور إال مبعرفة املكاسب‪ ،‬أما الخسائر فال‬ ‫تصح معرفتها‪ ،‬وممنوع نرش الفشل واألخطاء‬ ‫والهزائم‪.‬‬ ‫حرب ترشين ‪ 1973‬كانت هي الحرب االلكرتونية‬ ‫األوىل يف التاريخ‪ ،‬ومنذ معركة ستالينغراد‬ ‫السوفياتية مل يعرف العامل معركة يف ضخامة‬ ‫معركة “العبور العريب” ورشاستها‪ ،‬ويف هذه‬ ‫املعركة ترددت أسامء عديدة لصواريخ مهلكة‪،‬‬ ‫نقلت الحروب إىل مرحلة جديدة أو عهد جديد هو‬ ‫عهد الصواريخ‪.‬‬ ‫يقول وزير الدفاع االرسائييل ايهود باراك عن‬ ‫حرب ترشين مشرياً اىل نهاية الغرور والغطرسة‬ ‫لدى قادة الكيان‪:‬‬ ‫“ان العربة الرئيسية التي استخلصتها‬ ‫ارسائيل ونسري بهديها منذ ذلك الوقت تقول‪،‬‬ ‫بعدم االعرتاف بخطيئة العجرفة واالستعالء‬ ‫وان ال نغرت عندما يتعلق االمر باالمن‪ ،‬مبا يبدو يف‬ ‫الظاهرة هدوءاً وهمياً‪ ،‬وما يحتم عىل ارسائيل ان‬ ‫تكون جاهزة يف كل وقت”‬ ‫اما رئيس هيئة االركان الجرنال غايب اشكنازي‬ ‫فيقول‪:‬‬ ‫“يجب ان ننظر اىل الواقع دون ان نغرت‬ ‫بالتمنيات‪ ،‬علينا ان نتيقن صباح كل يوم من‬ ‫خالل الشعور العميق باملسؤولية واالدراك بأن‬ ‫مسألة وجود دولة يهودية مستقلة يف هذه‬ ‫املنطقة ليس امراً مفروغاً منه‪ ،‬ما يحتم عىل‬ ‫ارسائيل املحافظة عىل قوتها يف ظل التهديدات‬ ‫املحيطة بها‪ ،‬من اجل الحفاظ عىل بقائنا واثبات‬ ‫عالقتنا بهذه االرض”‬ ‫لقد كانت حرب ترشين‪ ،‬محطة هامة ونوعية‪،‬‬ ‫وشكلت حافزاً معنوياً هاماً‪ ،‬وستظل ذكراها‬ ‫خالدة وماثلة للعيان‪ ،‬حيث سطر الجندي العريب‬ ‫ملحمة يف البطولة والفداء ونحن عىل هداها‬ ‫سائرون حتى التحرير واالنتصار‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫الغالف‬

‫ّ‬ ‫المنظم يستوطن الطبقة السياسية اإلسرائيلية‬ ‫الفساد‬

‫تأسس على الجريمة يسير نحو الهالك‬ ‫كيان ّ‬ ‫كل املؤرشات تدل أن التطرف الصهيوين‬ ‫يكاد يصل إىل ذروته وال سيام مع وصول‬ ‫اليمني الصهيوين املتطرف إىل مواقع قيادية‬ ‫حساسة يف النظام الصهيوين‪ ،‬وبعد أن‬ ‫أثبتت األحداث أن الحلول العسكرية ال ميكن‬ ‫أن تخرج الكيان الصهيوين من مأزقه‪ ،‬ويعرب‬ ‫نزوع الكيان إىل التطرف عن فشل قادته يف‬ ‫تحقيق حلم مؤسسية بن غوريون باالندماج يف‬ ‫املنطقة العربية واإلسالمية وعن وصول املخطط‬ ‫الصهيوين إىل طريق مسدود‪.‬‬ ‫فقد خرس جيش االحتالل حربني متتاليني مع‬ ‫املقاومة يف لبنان وفلسطني‪ ،‬وفقد قدرته عىل‬ ‫الردع وإنجاز مهامه‪ ،‬وقبلها ترك “بن غوريون” جيشاً‬ ‫جباناً محطم املعنويات‪ ،‬ال يجرؤ عىل املواجهة‪،‬‬ ‫وال يستطيع التواجد يف أرض العركة إال داخل‬ ‫دبابات بحامية الطائرات‪ ،‬بل أصبح من الشائع‬ ‫يف صفوف جيش االحتالل تتعاطى املهدئات‬ ‫واملنبهات والعقاقري التي تساعد هؤالء الجنود‬ ‫عىل دعم الشعور بالضغوط النفسية الهائلة‪،‬‬ ‫كام تؤكد التقارير الصهيونية العسكرية‪ ،‬أن‬ ‫هناك تذمراً كبرياًَ يف صفوف جيش االحتالل‬ ‫من الذهاب إىل أرض املعركة وخوض املعارك‬ ‫مع املقاومني‪ ،‬وطمعاً يف السالمة وافتقاراً‬ ‫للشجاعة‪.‬‬ ‫لقد غرق قادة الكيان يف الفساد املايل‪،‬‬ ‫والنزاعات الداخلية وأصبح العديد منهم‬ ‫مالحقني من القضاء الصهيوين مبن فيهم وزير‬ ‫الخارجية اإلرسائييل “أفيغدور ليربمان”‪ ،‬ووصل‬ ‫افتقار القادة الصهاينة لرمزيتهم إىل درجة‬ ‫وصف والد “نتنياهو” ابنه بأنه يصلح لرئاسة‬ ‫عصابة وليس رئاسة حكومة‪.‬‬ ‫لقد تعرض الكيان الصهيوين إىل مستويات‬ ‫عديدة من االنكشاف سوا ًء األخالقي أو‬ ‫العسكري‪ ،‬إثر الهزمية يف حرب لبنان ‪،2006‬‬ ‫رغم استامتة الكيان وأمريكا إلنهائها بطريقة‬ ‫تسمح له بتحقيق بعض املكاسب‪ ،‬ولكن مل‬ ‫يكن هناك من سبيل‪ ،‬وهي الهزمية التي أكد‬ ‫االعرتاف الصهيوين بها مبا فعله “دان حالوتس”‬ ‫رئيس األركان حيث استقال قبل أن تصدر لجنة‬ ‫التحقيق تقريرها‪.‬‬ ‫وبدأت حالة من عدم الثقة بالقادة السياسيني‬ ‫والعسكريني تغمر املجتمع الصهيوين وظهر‬ ‫ذلك من خالل كتابات العديد من املفكرين‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫واملحللني الغربيني والصهاينة‪ ،‬الذين يعتقدون بأن‬ ‫القادة الصهاينة عاجزون عن مواجهة التحديات‬ ‫التي تهدد كيانهم وغري قادرين عىل إخراجه‬ ‫من مأزقه‪ ،‬فالنكسات السياسية والعسكرية‬ ‫سلطت االهتامم إىل عوامل الضعف الداخلية‬ ‫للمجتمع الصهيوين‪ ،‬وبدأت تسود قناعة لدى‬ ‫هؤالء املفكرين بعدم جدوى الحلول أحادية الجانب‬ ‫التي تسابق الحكومة الصهيونية الزمن من أجل‬ ‫فرضها عىل أرض الواقع‪.‬‬ ‫لقد بات واضحاً يف أذهان الصهاينة أن جيلهم‬ ‫الحايل لن يكون قادراً عىل تحقيق التسوية التي‬ ‫يطمح إليها‪ ،‬وأن املجتمع الصهيوين بدأ يحشد‬ ‫قواه ملنع خوض حرب جديدة خالفاً لترصيحات‬ ‫قادته‪ ،‬فالكيان بدأ ينتقل من حالة الهجوم عىل‬ ‫الغري إىل حالة التقوقع واالنعزال‪ ،‬ومن حالة‬ ‫االنتصار بالرعب إىل حالة االستسالم للخوف‬ ‫والرعب‪.‬‬ ‫كتب “آري شافيت” يف صحيفة “هارتس”‬ ‫مقاالً عرب فيه كفرد يف املجتمع الصهيوين‬ ‫وكقائد عسكري صهيوين‪ ،‬عن مدى يأسه‬ ‫وإحباطه بسبب حالة التيه والضياع التي‬ ‫يعيشها الكيان الصهيوين‪ ،‬والفتقار القادة‬ ‫الصهاينة إىل رؤى واضحة و”أجندات” حقيقية‬ ‫ملواجهة التحديات التي تكاد تعصف بالكيان‬ ‫الصهيوين‪ ،‬ويرى “شافيت” أن عىل الجيل‬

‫‪52‬‬

‫الصهيوين الحايل‪ ،‬أن يعمل عىل إدارة الرصاع‬ ‫مع العرب والفلسطينيني وليس عىل حل‬ ‫هذا الرصاع وذلك بسبب عدم قدرة جيش‬ ‫االحتالل عىل االنتصار عىل املقاومة اللبنانية‬ ‫والفلسطينية‪ ،‬مؤكداً أن الحلول األحادية الجانب‬ ‫ال تحقق للكيان الصهيوين ما يطمح إليه من‬ ‫أمن وسالم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إن “ إرسائيل” املرهقة سياسيا واملحتلة ألراض‬ ‫عربية ينخرها الفساد وتتفىش فيها الجرمية‬ ‫بارتفاع مستمر‪ ،‬وهذا الفساد أدى إىل انهيار‬ ‫إمرباطوريات ودول عظمى أكرب وأقوى من‬ ‫“إرسائيل” والكثري من الصهاينة باتوا يدركون‬ ‫أن سفينتهم تقرتب من الغرق‪.‬‬ ‫إن احتالل فلسطني وطرد شعبها وسحق‬ ‫سكانها ومصادرة أراضيها واالعتداء عىل‬ ‫مقدساتها ميثل أسوأ مناذج الفساد واإلفساد‬ ‫الذي تقوم به جامعة برشية يف التاريخ‬ ‫املعارص‪ ،‬وال شك أن عملية االحتالل تنعكس‬ ‫بسلبياتها أخالقيا ونفسياً واجتامعياً ومادياً‬ ‫عىل تلك الجامعة البرشية التي تسري عكس‬ ‫عجلة التاريخ‪.‬‬ ‫والواقع أن الفساد السيايس يف “إرسائيل”‬ ‫أصبح منظ ًام‪ ،‬ومحيطاً برئيس الوزراء بنيامني‬ ‫نتنياهو ووزير خارجيته “أفيغدور” ليربمان وعدد‬ ‫من أركان حكومته ومساعديه‪ ،‬ومنترشاً بني‬ ‫أعضاء الكنيست واملوظفني الكبار‪ ،‬وسبق‬ ‫لرئيس الكنيست السابق “أبراهام بورغ” أن‬ ‫أعلن رصاحة قائ ًال‪“ :‬ان إرسائيل غدت دولة من‬ ‫املستوطنني تقودها زمرة من الفاسدين”‪.‬‬ ‫وصور الكاتب والخبري القانوين اإلرسائييل‬ ‫“موشيه هنغبي” يف مقدمة كتابه “مثلنا مثل‬ ‫سدوم”‪“ ،‬يف املزلق من دولة قانون إىل جمهورية‬ ‫موز” وأبرز ما جاء يف املقدمة‪:‬‬ ‫عصابات اإلجرام املنظم تزرع العنف يف‬ ‫شوارع “إرسائيل” وأذرعها تتغلغل يف سلطات‬ ‫النظام الحاكم وتهدد باملس بالدميقراطية‪ ،‬قتلة‪،‬‬ ‫مغتصبون‪ ،‬أزواج عنيفون وتجار نساء يتجولون‬ ‫بيننا طلقاء بسبب “تساهل املحاكم”‪ ،‬أماكن‬ ‫لوائح املرشحون للكنيست تباع يف وضح‬ ‫النهار عداً ونقداً أو مبا يوازي النقود‪ ،‬والساسة‬ ‫الذين يشرتونها هم الذين يرشعون قوانيننا‪،‬‬ ‫والقضاء العسكري مينح الحصانة للقادة الذين‬ ‫أهدروا بإهاملهم اإلجرامي حياة جنودهم”‪.‬‬

‫عوامل الفساد‬ ‫يف الكيان الصهيوين‬ ‫بعد مرور الزمن‪ ،‬أصبحت عوامل الفساد‬ ‫أكرث تأثريا يف الوسط السيايس والطبقة‬ ‫الحاكمة يف الكيان‪ ،‬فبدا من تأثري املافيا‬ ‫السياسية االنتخابية‪ ،‬وتراجع القيم األخالقية‬ ‫يف املجتمع‪ ،‬وتوغل القيم الغربية‪ ،‬مروراً باختالف‬ ‫األجيال وتغيري املفاهيم‪ ،‬وقبل كل ذلك ومعه‬ ‫االنعكاسات املادية واألخالقية لالحتالل الغاشم‬ ‫لألرايض الفلسطينية ومن تبعه من سلوك‬ ‫عنرصي داخل الكيان مع فلسطيني ‪1948‬‬ ‫وفلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة‪.‬‬ ‫لقد أصبح الفساد أكرث من كل خطر سيايس‬ ‫أو أمني يتعرض له الكيان‪ ،‬التعيينات السياسية‬ ‫هي إحدى الحاضنات للفساد‪ ،‬وحاالت الفساد‬ ‫املتالحقة ليس لها من تحليل منطقي سوى أن‬ ‫املسؤولني يف الكيان غدوا ماديني جداً‪ ،‬وبصورة‬ ‫رشهة‪ ،‬فالتسابق نحو جمع أكرب قدر ممكن من‬ ‫الرثوة واملال‪ ،‬يفتح الباب عىل مرصاعيه عىل‬ ‫صفقات الفساد وشبهات الرسقة‪ ،‬سيام يف‬ ‫ضوء ضعف جهاز القانون‪.‬‬ ‫وهناك تأثريات كربى‪ ،‬وهزات ارتدادية لزلزال‬ ‫الفساد املتوايل من فضائح‪ ،‬حيث أظهرت‬ ‫مجريات مؤمتر “هرتسليا” السنوي السابع‬ ‫(كانون الثاين ‪ )2007‬مدى اتساع زعزعة ثقة‬ ‫اإلرسائييل باملؤسسات الحاكمة يف كيانه‪،‬‬ ‫من خالل إخفاقات الحكومة يف تعاملها مع‬ ‫مشاكلها الداخلية‪ ،‬وإخفاقات الحرب عىل لبنان‬ ‫‪ 2006‬وعىل غزة ‪.2009‬‬ ‫الجو العام يف الكيان الصهيوين‪ ،‬عرب عنه‬ ‫استطالع للرأي أفاد بان ‪ %87‬من أفراد هذا‬ ‫الكيان يرون أن الدولة فاسدة‪ ،‬وما ينجم عنه من‬ ‫أضعاف قدرة املسؤولني عىل العمل‪ ،‬وزرع الخوف‬ ‫من صناعة القرار ووفقاً لنتائج االستطالع‬ ‫السنوي للرأي الذي آجراه مركز “كيفون”‬ ‫لألبحاث اإلسرتاتيجية واالتصاالت‪ ،‬فان ‪ %60‬من‬ ‫املستطلعني يشعرون بأن الوضع يف “إرسائيل”‬ ‫يسري يف االتجاه الخاطئ‪.‬‬ ‫ويظهر جدول الفساد السنوي لسنة ‪2007‬‬ ‫ملؤمتر “سديروت” أن ‪ %69‬من الجمهور يعتقدون‬ ‫بأن مستوى فساد الحكم يف “إرسائيل” عالٍ‬ ‫جداً‪ ،‬ويف استطالع أجراه معهد “داهاف”‪،‬‬ ‫يبني أن ‪ %48‬من الجمهور اإلرسائييل ال يؤمنون‬ ‫بطهارة اليد لدى قادة األحزاب السياسية‪،‬‬ ‫ويتبني من االستطالع أن ‪ %85‬من املشاركني‬ ‫يعتقدون أن الفساد هو سمة بارزة لدى القادة‬ ‫يف “إرسائيل”‪.‬‬ ‫وهناك تأثري آخر ال يقل أهمية‪ ،‬يتعلق‬

‫مبستقبل نظام الحكم السيايس اإلرسائييل‪،‬‬ ‫ذلك أنه عندما يتم التحقيق مع رئيس الدولة‬ ‫ورئيس الحكومة وأقطاب املؤسسة الحاكمة‪ ،‬يف‬ ‫قضايا فساد وضلوعهم فيها‪ ،‬فإن ذلك يهدد‬ ‫استقرار الحكومة‪.‬‬ ‫التأثري األكرب لفضائح الفساد لخصها‬ ‫الخبريان الربوفسوران “يرسائيل اومان” و”اهارون‬ ‫تشاحنوفر”‪ ،‬حني أقرا بتدهور القيم واضطراب‬ ‫الروح وأفولها يف “إرسائيل”‪.‬‬ ‫فهذه األخرية بنظرهام‪ ،‬تسري يف االتجاه غري‬ ‫الصحيح‪ ،‬وتنجر يف الظلمة نحو هالك محتمل‬ ‫ليس بسبب أعدائها الخارجيني‪ ،‬وإمنا بسببنا نحن‬ ‫الشعب وقياديينا أو من يدعون القيادة‪ ،‬نحن‬ ‫اإلرسائيليون لدينا قيادة تعيش كل الوقت تحت‬ ‫عالمة استفهام أخالقية والجمهور ال يثق بها”‪.‬‬ ‫الفساد رافق الكيان الصهيوين منذ قيامه‪،‬‬ ‫والكنيست يتصدر برملانات العامل من حيث‬ ‫تدين مستوى أخالق أعضائه‪ ،‬وتورط عدد كبري‬ ‫منهم بارتكاب جرائم أخالقية ومالية‪ ،‬وتلقي‬ ‫ّ‬ ‫رىش‪ ،‬والقيام بعمليات ابتزاز وهذه الجرائم‬ ‫متأصلة يف الكيان وال ترتبط فقط بسوء األحوال‬ ‫االقتصادية وتدهورها وانتشار البطالة وتدين‬ ‫مستوى املعيشة‪ ،‬وإمنا هي متجذرة يف املجتمع‬ ‫الصهيوين نتيجة عدم التجانس واالنسجام بني‬ ‫أفراده‪ ،‬نظراً لتعدد الجهات واختالف البلدان التي‬ ‫قدموا منها‪ ،‬وتباين البيئات التي عاشوا فيها‬ ‫يف السابق قبل احتاللهم لفلسطني‪ ،‬وعدم‬ ‫قدرة الكثريين منهم عىل التكيف والتأقلم‬ ‫مع الحياة الجديدة‪ ،‬خاصة وأن الفساد يسترشي‬ ‫بصورة أكرب يف الرشائح العليا من املجتمع التي‬ ‫متتلك السلطة والنفوذ يف “إرسائيل”‪.‬‬ ‫لقد حفز استرشاء الفساد يف “إرسائيل”‬ ‫بعض األحزاب السياسية عىل اختالف توجهاتها‪،‬‬ ‫طرح هذه القضية يف العلن‪ ،‬فخالل محاكمة‬

‫‪53‬‬

‫“عمري شارون” قالت النائبة “زهافا غلتون” يف‬ ‫كلمتها أمام الكنيست “الفساد السيايس‬ ‫يف إرسائيل واضح فالجميع يراه وأقصد بكالمي‬ ‫ثالثة أنواع من الفساد‪ ،‬االمتيازات الحكومية‬ ‫الرشوة‪ ،‬والتعيينات السياسية”‪.‬‬ ‫ويف حملة غري مسبوقة‪ ،‬وصفت وسائل‬ ‫اإلعالم عددا من جوانب الفساد يف “إرسائيل”‪،‬‬ ‫وبعضهم وصف دولتهم‪ ،‬بأنها دولة داخل‬ ‫ملفات قضائية‪ ،‬تخضع للتحقيقات املتواصلة‪،‬‬ ‫ويف تقرير رسمي‪ ،‬إن الرشطة فتحت ‪517248‬‬ ‫ملفاً جنائياً خالل سنة ‪ ،2005‬شملت ‪ 150‬ألف‬ ‫شخص بينهم ‪ 14154‬من الشبيبة‪ ،‬العنف‬ ‫أخذ يتفىش يف املجتمع اإلرسائييل‪ ،‬وأنه أوجد‬ ‫‪ 27659‬مجرماً إرسائيليا وفقاً لتقرير الرشطة‪،‬‬ ‫فرسقة املمتلكات والشقق السكنية تحتل‬ ‫املكان الثالث يف سلم الجرائم اإلرسائيلية‪،‬‬ ‫كذلك املخدرات متفشية بني اإلرسائيليني‪ ،‬إذ‬ ‫ألقي القبض خالل سنة ‪ 2004‬عىل أكرث من‬ ‫‪ 20‬ألف مجرم وعىل ‪ 1251‬مجرماً يف جرائم‬ ‫القتل وتحتل جرائم الشبيبة مرتبة عالية حيث‬ ‫أن معظمها وقع داخل املدارس واملؤسسات‬ ‫التعليمية‪.‬‬ ‫إن أحد أسباب ارتفاع الجرمية بني اإلرسائيليني‬ ‫يعود لفساد السلطة واألحزاب والوزارات ونواب‬ ‫الكنيست والحاخامات‪ ،‬فاملواطن العادي يأخذ‬ ‫من قياداته املثل األعىل‪ ،‬و”إرسائيل” ترتاجع‬ ‫فيها القيم األخالقية‪ ،‬وظواهر الجرمية والفساد‬ ‫هاجرت مع الهجرات اليهودية إىل فلسطني‬ ‫املحتلة‪ ،‬وظاهرة العنف والسطو املسلح عىل‬ ‫البنوك تشبه ما كنا نسمع عنه يف شيكاغو‬ ‫األمريكية‪ ،‬فالجرمية املنظمة أصبحت حقيقية‪.‬‬ ‫لقد أوردت صحيفة “كريستيان ساينس‬ ‫مونيتور” تقريراً قالت فيه‪“ :‬إن إرسائيل ظلت عىل‬ ‫مدى عرش سنوات مضت تتجاهل ما يجري يف‬ ‫مؤسسات الحكم من مخالفات وفضائح‪ ،‬ونتج‬ ‫عن ذلك تراجع كبري يف الثقة الشعبية يف هذه‬ ‫املؤسسات‪ ،‬وهناك شعور عام بني اإلرسائيليني‬ ‫بأن دولتهم تشهد حالة انهيار أخالقي‪ ،‬بعد أن‬ ‫وصل فساد النخبة السياسية والعسكرية إىل‬ ‫مستويات غري مسبوقة”‪.‬‬ ‫وتقول وزيرة التعليم السابقة “ليمور‬ ‫ليفنات”‪ ،‬إن جامعات اإلجرام املنظم يف طريقها‬ ‫للسيطرة عىل حزب الليكود‪ ،‬والالفت للنظر أن‬ ‫تورط السياسيني يف قضايا الفساد مل يعد‬ ‫حائ ًال دون عودتهم لتبوء مناصب حساسة‪ ،‬بل‬ ‫وتقدمهم يف املناصب الوزارية واملواقع الحزبية‪.‬‬ ‫“يهودا‬ ‫اإلرسائييل‬ ‫الصحايف‬ ‫والكاتب‬ ‫ليطاين” قال‪“ :‬الخطري يف “إرسائيل” أن نقطة‬ ‫ضعفنا الحقيقية تتمثل يف االحتالل‪ ،‬فمنذ سنة‬ ‫‪ 1967‬نحن غارقون يف فساد اسمه االحتالل‪ ،‬إن‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫الغالف‬ ‫أغرقنا‬ ‫حياتنا‬ ‫من‬ ‫منه‪،‬‬ ‫وطول‬ ‫الذين‬

‫احتاللنا لألرايض العربية يف العام ‪1967‬‬ ‫يف حالة من القوة والغطرسة أفسدت‬ ‫وسياستنا وسياسيينا‪ ،‬وخلقت رشيحة‬ ‫املستفيدين من هذا االحتالل والرابحني‬ ‫املستوطنون وتجار األرايض وتجار السالح‪،‬‬ ‫عمر هذا االحتالل‪ ،‬أوجد جي ًال من الشباب‬ ‫أراض محتلة”‪.‬‬ ‫ال يعرفون أن هذه ٍ‬ ‫ويف محاولة تفسري انتشار تجارة املخدرات‪،‬‬ ‫جاء يف تقرير إحدى اللجان الصهيونية التي‬ ‫ُش ِّكلت لبحث ظاهرة املخدرات‪ ،‬أن سبب انتشار‬ ‫تجارة املخدرات يعود إىل التأثري الحضاري الغريب‪،‬‬ ‫وهي عبارة غامضة ال معنى لها وقارصة من‬

‫خالل موجة املتطوعني والسياح وتوافر كميات‬ ‫كبرية من املخدرات بأسعار رخيصة‪ ،‬أما األسباب‬ ‫الحقيقية لتفسري الظاهرة وعىل سبيل املثال ال‬ ‫الحرص‪ ،‬تتمثل يف تآكل اإليديولوجية الصهيونية‬ ‫والشذوذ البنيوي للدولة الصهيونية‪ ،‬باعتبارها‬ ‫دولة ليهود العامل وليس ملواطنيها‪ ،‬وعدم‬ ‫التجانس بني الجامعات التي ُتستجلب من‬ ‫شتى بقاع األرض لالستيطان يف فلسطني‬ ‫ومجتمعات املهاجرين ال تتمسك عادة بقيم‬ ‫املجتمع‪ ،‬خاصة وأن املهاجرين الصهاينة يف اآلونة‬ ‫األخرية استوطنوا يف فلسطني املحتلة بحثاً‬ ‫عن الحراك االجتامعي‪ ،‬فهم صهاينة مرتزقة ال‬ ‫يكرتثون كثرياً باإليديولوجيات الصهيونية‪.‬‬

‫الفساد يف السلوك العام‬ ‫املجتمع اإلرسائييل ميتاز عن غريه من املجتمعات‬ ‫بتكونه من عدة ثقافات نتيجة الهجرة‬ ‫واالستيطان إىل فلسطني من عدة دول رشقية‬ ‫وغربية‪ ،‬تختلف كل من هذه الثقافات بعادات‬ ‫وروابط اجتامعية مت ّيزها‪ ،‬هذه الثقافات حملت‬ ‫ما نشأت عليه داخل مجتمعات دولها ما قبل‬ ‫الهجرة إىل فلسطني إىل املجتمع اإلرسائييل‪،‬‬ ‫وهذا املجتمع دخل إليه أفراد ال يدينون باليهودية‪،‬‬ ‫أو مل تعرتف املؤسسة الدينية بانتامئهم‬ ‫اليهودي‪ ،‬لقد أدى االنفتاح وتطور التواصل بني‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املجتمعات‪ ،‬إضافة إىل استرشاء الجرمية نتيجة‬ ‫تغلغل العصابات واملافيات‪ ،‬والتأثر بعوامل‬ ‫االنحالل الخلقي‪ ،‬إىل إفساح املجال أمام قضايا‬ ‫الفساد لتصبح ظاهرة يصعب إخفاؤها كعامل‬ ‫من عوامل الضعف‪ ،‬حرصت “إرسائيل” عىل عدم‬ ‫إظهارها مبوجب نشأتها غري الطبيعية‪ ،‬فأزمة‬ ‫الفساد التنظيمي واإلداري واملايل‪ ،‬والفساد يف‬ ‫النظام السيايس والبريوقراطي مثال هي أزمة‬ ‫قدمية‪ ،‬ولكن التعرض لها أصبح جديداً بعد أن‬ ‫طال الخط العام للفساد يف إرسائيل‪ ،‬العنرص‬ ‫األسايس يف الثقافة اإلرسائيلية الجامعة‬ ‫أي املؤسسة الدينية‪ ،‬وطالت قضايا الفساد‬ ‫بعض الحاخامات أنفسهم‪ ،‬فالحزب الرئييس‬ ‫للمتدينني “شاس”‪ ،‬لحق به من قضايا الفساد ما‬ ‫تسبب بدخول زعيمه “آريه درعي” إىل السجن‬ ‫يف ‪ 2008/9/3‬بتهمة الفساد والرشوة‪.‬‬ ‫ومل تقترص مظاهر الفساد يف املجتمع‬ ‫اإلرسائييل عىل ذلك حيث تبينّ وجود ملفات‬ ‫فساد ورىش مالية ضخمة داخل مجمع‬ ‫األبحاث يف دميونه والذي ُيعد أحد األماكن األكرث‬ ‫خصوصية ورسية يف “إرسائيل”‪ ،‬إذ أن قلة فقط‬ ‫يعرفون ما يدور داخل كواليس شعبة املشرتيات‬ ‫حيث امليزانيات الضخمة لرشاء التجهيزات‬ ‫واملستلزمات‪.‬‬ ‫ويف تقرير إلحدى مؤسسات البنك الدويل‬ ‫تبني أن نسبة الفساد يف املؤسسات الرسمية‬ ‫اإلرسائيلية فاقت النسبة املقبولة يف الدول‬ ‫املتقدمة‪ ،‬بعد أن وصلت هذه النسبة إىل ‪%8.8‬‬ ‫يف حني أن النسبة يف الدول الغربية ال تزيد عن‬ ‫‪ %4.91‬مام وضع “إرسائيل” عىل رأس قامئة الدول‬ ‫األكرث فساداً يف الدول املتقدمة‪.‬‬ ‫إن رسقة جنود ألسلحة زمالئهم‪ ،‬ومن‬ ‫للفلسطينيني‪،‬‬ ‫وبيعها‬ ‫الجيش‪،‬‬ ‫مستودعات‬ ‫أصبحت ظاهرة مألوفة‪ ،‬وبعضهم يبادل‬ ‫ّ‬ ‫تفشت يف صفوف‬ ‫بندقيته باملخدرات التي‬ ‫الجيش‪ ،‬ووفقاً إلحصائيات إرسائيلية فإن ‪%10‬‬ ‫من الجنود يتعاطون املخدرات‪ ،‬وتشري التقارير أن‬ ‫ضحايا االعتداء الجنيس يف “إرسائيل” أصبحت‬ ‫بنسب مرتفعة ويف تزايد‪ ،‬وعىل سبيل املثال‬ ‫فإن ‪ %4.32‬من األطفال تعرضوا خالل سنة ‪2007‬‬ ‫العتداءات جنسية‪.‬‬ ‫وأظهرت بعض الدراسات‪ ،‬أن هناك ارتفاعاً‬ ‫طرأ عىل نسبة األوالد يف سن طالب السادس‬ ‫االبتدايئ الذين يحملون سالحاً ويتناولون‬ ‫الكحول‪.‬‬ ‫وليس أدل عىل استرشاء الفساد يف‬ ‫“إرسائيل” مام ب ّينه التقرير السنوي حول منسوب‬ ‫الدميقراطية الذي بينّ أن ‪ %90‬من الجمهور‬ ‫يعتقدون أن “إرسائيل” موبوءة بالفساد‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫‪54‬‬

‫نماذج‬ ‫لقضايا‬ ‫الفساد‬

‫إن مسلسل الفساد يف “إرسائيل” ال ينتهي‪،‬‬ ‫فالفضائح املالية واألخالقية تصيب العديد‬ ‫من املسؤولني‪ ،‬فرئيس الحكومة اإلرسائيلية‬ ‫“بنيامني نتنياهو”‪ ،‬سبق أن تورط يف ملفات‬ ‫تتعلق بإقامة جمعيات وهمية تتلقى ماليني‬ ‫الدوالرات‪ ،‬وهناك تحقيقات طالت ‪ 13‬نائباً يف‬ ‫الكنيست‪ ،‬ناهيك عن وجود ملفات فساد‬ ‫ُف ِتحت ضد موظفني كبار يف الحكومة وضد‬ ‫رؤساء بلديات وغريهم‪.‬‬

‫“أيهود أوملرت” رئيس الوزراء اإلرسائييل‬ ‫السابق‪ ،‬ارتبط اسمه بالعديد من قضايا‬ ‫الفساد‪ ،‬مام جعل من الصعب استمراره يف‬ ‫مامرسة مهامه كرئيس للوزراء‪ ،‬وتعزز الشبهات‬ ‫حوله بشأن تورطه يف قضايا فساد واحتيال‪،‬‬ ‫إضافة إىل عمليات تزوير وسوء أمانة ومن‬ ‫هذه الفضائح‪ ،‬قضية بنك “لئومي” حيث‬ ‫فتح التحقيق يف هذه القضية يف كانون‬ ‫الثاين ‪ ،2007‬واتهم “أوملرت” بالتالعب يف‬ ‫رشوط عطاء خصخصة بنك “لئومي” من‬ ‫أجل مساعدة صديقه رجل األعامل االسرتايل‬ ‫“فرانك لؤي” الذي يعمل يف مجال العقارات‬

‫للفوز يف العطاء‪ ،‬وقضية رشاء منزل يف شارع‬ ‫“كرميه”‪ ،‬كام ويتهم بالحصول عىل تخفيضات‬ ‫كبرية بلغت (‪ )320‬ألف دوالر‪ ،‬لدى رشائه‬ ‫منزالً يف القدس‪ ،‬وذلك مقابل تقديم امتيازات‬ ‫للمقاول‪ ،‬مستغ ًال بذلك موقعه كرئيس سابق‬ ‫لبلدية القدس‪.‬‬ ‫وقضية امللفات املالية‪ ،‬بدأ التحقيق يف هذه‬ ‫القضية يف أيار ‪ ،2008‬ويتهم فيها “أوملرت”‬ ‫بالحصول بصورة غري قانونية عىل (‪ )150‬ألف‬ ‫دوالر‪ ،‬من صديقه رجل األعامل األمرييك‬ ‫اليهودي “موريس تاالنسيك” وذلك عىل فرتات‬ ‫متباعدة امتدت لـ ‪ 15‬عاماً‪ ،‬خصص أوملرت ‪68‬‬ ‫ألف دوالر منها لتحويل حملته االنتخابية يف‬ ‫حزب الليكود سنة ‪ ،2002‬وقضية الرحالت‬ ‫الجوية للخارج‪ ،‬بدأ التحقيق يف هذه القضية‬ ‫يف حزيران ‪ ،2008‬ويتهم “أوملرت” كذلك بتمويل‬ ‫عرشات الرحالت الجوية‪ ،‬وتكاليف البقاء يف‬ ‫الخارج لنفسه ولعائلته من عدة مؤسسات‪،‬‬ ‫وتم استجوابه‬ ‫من خالل حسابات مزدوجة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وعدداً من معاونيه‪ ،‬كـ”إلداد رومثان” مستشاره‬ ‫عندما كان وزيراً للتجارة والصناعة‪ ،‬الذي خضع‬ ‫لالستجواب وفرضت عليه اإلقامة الجربية يف‬ ‫قضية استغالل نفوذه‪ ،‬إضافة إىل “شوالزاكني”‬ ‫املتهمة باستغالل منصبها‪ ،‬عندما كانت مديرة‬ ‫مكتبه وهو وزيراً للاملية‪.‬‬ ‫إن هذه الفضائح املتتالية التي تالحق أوملرت‪،‬‬ ‫سمحت لوسائل اإلعالم أن تطلق عليه وصف‬ ‫“ورقة الشجر الذابلة”‪.‬‬ ‫ويف استطالع للرأي نرشه مؤمتر سديروت يف‬ ‫‪ 2007/11/7‬حول الفساد يف حكومة أوملرت‪ ،‬أشار‬ ‫أن ‪ %56‬من املستطلعني يعتقدون أن “أوملرت” هو‬ ‫األكرث فساداً يف الحكومة‪.‬‬

‫(الرئيس اإلرسائييل‬ ‫و”موشيه كتساف”‬ ‫السابق)‪ ،‬تعد قضية االغتصاب والتحرش‬ ‫الجنيس التي اتهم بها‪ ،‬من أخطر الفضائح التي‬ ‫عصفت بالطبقة السياسية يف “إرسائيل”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتكشف الفضيحة‬ ‫وبعد خضوعه للتحقيق‬ ‫وتفاقمها‪ ،‬اضطر إىل تقديم طلب تجميد‬ ‫صالحياته كرئيس لدولة “إرسائيل”‪ ،‬كام أن‬ ‫املدعي العام “مناحيم مزوز” املكلف بالتحقيق‬

‫مع كتساف‪ ،‬وصفه بأنه منحرف جنيس‬ ‫وصاحب سوابق عدة‪ ،‬وما كان من “كتساف” إ ّال‬ ‫أن أعلن استقالته يف شهر حزيران ‪.2007‬‬ ‫ومل تكن فضيحة “كتساف” األوىل التي متس‬ ‫منصب رئيس “إرسائيل”‪ ،‬فقد استقال “عيزرا‬ ‫وايزمان” يف متوز ‪ 2000‬إثر فضيحة تهرب من‬ ‫الرضائب وفساد‪.‬‬

‫و”حاييم رامون”‪ :‬نائب رئيس الوزراء اإلرسائييل‬ ‫يف حكومة “أوملرت” طالته الفضائح األخالقية‬ ‫التي طالت املسؤولني اإلرسائيليني أيضاً‪ ،‬حيث‬ ‫أقدم “رامون” عىل تقبيل مجندة إرسائيلية‬ ‫رغ ًام عنها يف ديوان رئاسة الحكومة يف تل‬ ‫أبيب‪ ،‬وأثر تقديم شكوى ضده‪ ،‬قرار النائب العام‬ ‫للدولة مالحقته بتهمة التحرش وأعلن “رامون”‬ ‫استقالته يف ‪.2006/8/2‬‬ ‫أما “تساجي هنغبي” الذي تسلم مهام عدة‬ ‫يف لجان الكنيسيت ويف أثناء توليه منصب‬ ‫وزير جودة البيئة سنة ‪ 2001‬أقدم “هنغبي”‬ ‫عىل تعيينات سياسية يف الوزارة لعرشات‬ ‫وتم تقدميه للمحاكمة‬ ‫من أعضاء حزب الليكود ّ‬ ‫بتهمة االحتيال وخرق القانون ووضع الرشوة‬ ‫االنتخابية‪ ،‬وتقديم شهادة كاذبة‪.‬‬

‫“دان حالوتس”‪ :‬مل تكد تنتهي الحرب‬ ‫عىل لبنان يف صيف ‪ ،2006‬حتى تكشف‬ ‫لإلرسائيليني فضائح أخالقية ومالية لقادتهم‪،‬‬ ‫و”حالوتس” كان رئيساً ألركان الجيش اإلرسائييل‪،‬‬ ‫تم تحميله مسؤولية فشل الجيش الصهيوين‬ ‫ّ‬

‫‪55‬‬

‫يف تحقيق أهداف الحرب عىل لبنان‪ ،‬إلرصاره عىل‬ ‫إسرتاتيجية القصف الجوي وتأخري العمليات‬ ‫الربية‪ ،‬والحقت “حالوتس” فضيحة مالية‬ ‫أخالقية هزت سمعته السياسية‪“ ،‬حالوتس”‬ ‫وبعد ساعتني من أرس الجنديني اإلرسائيليني يف‬ ‫جنوب لبنان‪ ،‬كان منهمكاً ببيع أسهمه املالية‬ ‫يف إحدى الرشكات تحسباً النهيار البورصة بفعل‬ ‫الحرب‪ ،‬األمر الذي عُ ّد عيباً أخالقياً‪ ،‬واستخداماً‬ ‫لألرسار الحربية كمصدر للربح املايل الذايت‪.‬‬

‫“عمري شارون”‪ :‬نجل رئيس الوزراء اإلرسائييل‬ ‫األسبق وعضو سابق يف الكنيست‪ ،‬تورط‬ ‫بقضايا فساد عىل خلفية تشغيله لرشكات‬ ‫وهمية يف حمالت والده االنتخابية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫تلقيه أمواالً من منظامت عدة داخل “إرسائيل”‬ ‫وخارجها لتمويل هذه الحمالت وأثريت تهم أخرى‬ ‫ضده‪ ،‬متثلت باستخدام موقعه كنائب وكنجل‬ ‫لرئيس الحكومة ومنح وظائف عليا وتخصيص‬ ‫أموال من ميزانية الدولة للمقربني له ولوالده‪،‬‬ ‫وحكم عليه بالسجن الفعيل تسعة أشهر‬ ‫وغرامة مالية بقيمة نحو ‪ 65‬ألف دوالر وقد‬ ‫اضطر لالستقالة كنائب عن حزب الليكود خالل‬ ‫رئاسة “أيهود أوملرت” للحكومة اإلرسائيلية‬ ‫والتي تعد مرحلة مهمة‪ ،‬خاللها غاب االستقرار‬ ‫السيايس‪ ،‬وتهدد االستقرار الحكومي‪ ،‬وبدت‬ ‫واضحة انعكاسات االحتالل املادية واألخالقية‬ ‫عىل اإلرسائيليني‪ ،‬وتراجع القيم األخالقية‬ ‫وانتشار املافيا‪.‬‬ ‫وللفساد السيايس تأثريات كربى‪ ،‬لها‬ ‫وتهدد‬ ‫والخارجية‪،‬‬ ‫الداخلية‬ ‫انعكاساتها‬ ‫االستقرار الحكومي ألن التحقيق مع رئيس‬ ‫ثم‬ ‫الحكومة يؤدي إىل حل الحكومة عملياً‪ ،‬ومن ّ‬ ‫زعزعة ثقة اإلرسائييل باملؤسسة الحاكمة‪ ،‬وفوق‬ ‫ذلك كله‪ ،‬ال ميكن نسيان أن “إرسائيل” نفسها‬ ‫وظروف قيامها عام ‪ 1948‬كان بحد ذاته سقوطاً‬ ‫أخالقياً بامتياز‪ ،‬ألن هذا الكيان أسس عىل باطل‪،‬‬ ‫حيث أنها قامت عىل حساب حق استقرار وبقاء‬ ‫الشعب الفلسطيني يف أرضه‪.‬‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫تقريره سيذهب إلى أرشيف األمم المتحدة‬

‫غولدستون « اليهودي» يفضح الجرائم الصهيونية‬

‫خطرية لحقوق اإلنسان‪ ،‬وأن استمرار الحصار‬ ‫واإلغالق ميثل عقوبة جامعية وجرمية ضد‬ ‫اإلنسانية ‪.‬‬ ‫تم التخطيط‬ ‫واعترب أن العمليات اإلرسائيلية ّ‬ ‫لها يف جميع مراحلها كهجوم متع ّمد وغري‬ ‫متناسب يهدف معاقبة وإهانة وإثارة الرعب‬ ‫بني سكان مدنيني‪ ،‬وانتقد استهداف “إرسائيل”‬ ‫رجال الرشطة الفلسطينيني يف بداية‬ ‫هجومها عىل القطاع‪.‬‬ ‫وطالب التقرير مجلس األمن مبنح “إرسائيل”‪،‬‬ ‫مدة ثالثة أشهر للتحقيق مبا ورد يف التقرير‪،‬‬ ‫وتشكيل لجنة من الخرباء املستقلني‪ ،‬ويف حال‬ ‫عدم إجراء التحقيق خالل ثالثة شهور إضافية‪،‬‬ ‫فإنه يويص مجلس األمن باستخدام سلطاته‬ ‫وإحالة امللف للمحكمة الجنائية الدولية وفقاً‬ ‫للفصل السابع‪ ،‬والتقرير سيقدم إىل مجلس‬ ‫حقوق اإلنسان يف ‪ 29‬أيلول‪.‬‬

‫هل يصل تقرير غولدستون‬ ‫إىل محكمة الهاي؟‬

‫الوحشية الصهيونية‬

‫“ريتشارد غولدستون”‪ ،‬رئيس لجنة األمم‬ ‫املتحدة لتقيص الحقائق يف الحرب األخرية عىل‬ ‫قطاع غزة‪ ،‬يحظى بسمعة عاملية محرتمة‬ ‫كقاض يتحدّر أص ًال من جنوب أفريقيا‪ ،‬وسبق‬ ‫له العمل يف محاكامت يوغوسالفيا السابقة‬ ‫ورواندا وكذلك يف جرائم العنرصية يف بالده‬ ‫بعد انهيار النظام العنرصي‪.‬‬ ‫و”غولدستون” قىض سنوات طويلة من‬ ‫شبابه يف “إرسائيل” ووالدته كانت ناشطة يف‬ ‫الحركة الصهيونية يف جنوب أفريقيا‪ ،‬قال‪ ،‬أنه‬ ‫يشعر بخيبة أمل كبرية أن إرسائيليني ترصفوا‬ ‫بالطريقة التي نصفها يف التقرير‪( ،‬الذي كتبه‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أربعة خرباء دوليني من بينهم غولدستون)‪ ،‬عن‬ ‫الحرب األخرية عىل غزة‪ ،‬حيث أوىص وفريقه‬ ‫يف التقرير مجلس األمن الدويل باتخاذ قرار‬ ‫ملزم وفقاً للفصل السابع‪ ،‬يحيل ما وصفه‬ ‫جرائم ومخالفات ضد القانون اإلنساين الدويل‬ ‫ارتكبتها “إرسائيل”‪ ،‬إىل املحكمة الجنائية‬ ‫الدولية‪ ،‬ما مل يتم اتخاذ إجراءات قضائية‬ ‫محلية مناسبة بحق املتورطني يف ارتكاب هذه‬ ‫الجرائم‪.‬‬ ‫وقال “غولدستون” يف مؤمتر صحايف يف‬ ‫مقر املنظمة الدولية يف نيويورك‪ ،‬أن العدوان‬ ‫اإلرسائييل عىل غزة‪ ،‬استهدف الشعب‬

‫‪56‬‬

‫“إرسائيل”‬ ‫واتهم‬ ‫بأكمله‪،‬‬ ‫الفلسطيني‬ ‫بتعمدها مهاجمة املدنيني ومؤسسات مدنية‬ ‫مثل املجلس الترشيعي الفلسطيني يف انتهاك‬ ‫للقانون اإلنساين الدويل واتفاقية جنيف‬ ‫الرابعة‪ ،‬كام اعترب أن استخدام “إرسائيل”‬ ‫للمدنيني الفلسطينيني كدروع برشية‪“ ،‬جرمية‬ ‫حرب”‪ ،‬مؤكداً استخدام “إرسائيل” الفوسفور‬ ‫األبيض املحرم دولياً‪.‬‬ ‫وبعد التحقيق يف ‪ 36‬واقعة محددة‪ ،‬ذكر‬ ‫التقرير أن “إرسائيل” ارتكبت عمليات قتل‬ ‫خارج نطاق القانون‪ ،‬وعمليات اعتقال عشوائية‬ ‫وأساءت معاملة املدنيني وكلها متثل مخالفات‬

‫أ ّكد التقرير ارتكاب “إرسائيل” جرائم‪ ،‬واعتربه‬ ‫قادة الكيان بأنه التقرير األخطر وميثل إعالن‬ ‫حرب وتحركوا ملنع وصوله إىل مجلس األمن ثم‬ ‫وتم إطالق حملة دولية الحتواء‬ ‫محكمة “الهاي”‪ّ ،‬‬ ‫ارتداداته السلبية عىل الكيان الصهيوين‪،‬‬ ‫وتحديداً الحيلولة دون عقد جلسة مجلس‬ ‫األمن التي متهد لفتح الباب أمام الرشوع يف‬ ‫اتخاذ إجراءات قضائية يف املحكمة الدولية يف‬ ‫“الهاي” ضد مسؤولني إرسائيليني‪ ،‬عسكريني‬ ‫وسياسيني‪ ،‬عىل السواء‪.‬‬ ‫والتقرير عكس مصداقية حقيقية يف‬ ‫مضمونه وتوصياته‪ ،‬وطغى بقوة عىل اهتامم‬ ‫اإلعالم يف كل مكان‪ ،‬وقد اعتربت “إرسائيل”‬ ‫يف املايض أن مثل هذه التقارير بأنها “معادية‬ ‫للسامية”‪ ،‬إ ّال أنها تحاشت هذه املرة حيال‬ ‫حقيقة أن رئيس اللجنة هو القايض اليهودي‬ ‫الجنوب إفريقي “رئتشارد غولدستون”‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أعطى التقرير وزناً أكرب‪.‬‬ ‫ويف الكيان الصهيوين تزداد املخاوف‪ ،‬من أن‬ ‫ميس التقرير بعالقات “إرسائيل” مع األرسة‬ ‫الدولية‪ ،‬ولن تنفع إدعاءات الرئيس اإلرسائييل‬ ‫شمعون برييز بأن التقرير فاشل‪ ،‬و”إرسائيل”‬ ‫متارس حقها يف الدفاع عن نفسها‪ ،‬أمام‬ ‫الحقائق والوقائع بالصوت والصورة‪ ،‬بأن‬ ‫“إرسائيل” دولة متارس اإلرهاب املنظم‪ ،‬ونصح‬ ‫أحد املعلقني صناع القرار يف الكيان الصهيوين‬ ‫بعدم االستهتار بالتقرير ألن واضعه يتمتع‬ ‫مبكانة دولية مرموقة‪ ،‬وهناك إمكانية أن تطال‬ ‫املحاكمة املستشار القضايئ للحكومة وقضاة‬

‫ريتشارد غولدستون‬

‫املحكمة الذين صادقوا عىل قرار الحكومة‬ ‫اإلرسائيلية فرض الحصار عىل غزة وهو حصار‬ ‫اعتربه التقرير جرمية ضد اإلنسانية‪.‬‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫“بتسليم”‬ ‫منظمة‬ ‫وكانت‬ ‫املعنية بحقوق الفلسطينيني تحت االحتالل قد‬ ‫أفادت يف تقرير خاص نرشته بالتزامن مع تقرير‬ ‫“غولدستون”‪ ،‬أن الجيش اإلرسائييل قد قتل‬ ‫خالل عملية “الرصاص املنهمر” يف قطاع غزة‪،‬‬ ‫(‪ )1387‬فلسطينياً بينهم (‪ )774‬من املدنيني‬ ‫األبرياء‪ ،‬ومنهم (‪ )320‬قارصاً و(‪ )60‬من األطفال‬ ‫دون الخامسة من عمرهم و(‪ )109‬نساء وآخرين‪.‬‬ ‫والتحقيق الذي أجراه “غولدستون” بني‬ ‫أيار ونهاية متوز‪ ،‬وشارك فيه محققون من‬ ‫مختلف القارات كان القسم األكرب من التقرير‬ ‫النهايئ املؤلف من (‪ )540‬صفحة مخصصاً‬ ‫لالنتهاكات اإلرسائيلية التي شملت القصف‬ ‫املتعمد لألهداف املدنية واستخدام القنابل‬ ‫اإلنشطارية والفوسفور األبيض‪ ،‬واستخدام‬ ‫الدروع البرشية‪ ،‬ورفض إرسائييل التعاون مع‬ ‫لجنة التحقيق بأي صورة من الصور‪ ،‬فض ًال عن‬ ‫الحصار الطويل الذي يوصف بأنه جرمية حرب‬ ‫يف حد ذاته‪.‬‬

‫الغطرسة الصهيونية‬ ‫إزاء تقرير غولدستون‬ ‫وزير الدفاع اإلرسائييل “إيهود باراك”‪ ،‬أ ّكد‬ ‫بأن التقرير لن يردع “إرسائيل” عن شن حرب‬ ‫جديدة مامثلة عىل غزة‪ ،‬وأنه يتحمل املسؤولية‬ ‫عن إرسال الجنود اإلرسائيليني إىل قطاع غزة‪.‬‬ ‫ويف محاولة لقلب الحقائق وصف “باراك”‬

‫‪57‬‬

‫التقرير بأنه “قمة النفاق” ويشجع عىل اإلرهاب‬ ‫يف املستقبل‪ ،‬وال ميكن لـ “إرسائيل” أن توافق‬ ‫عىل مضمون التقرير‪ ،‬وعىل “إرسائيل” العمل‬ ‫عىل وقف الجرف الذي سببه التقرير يف الحلبة‬ ‫الدولية‪ ،‬واعترب “باراك” أن مجلس حقوق اإلنسان‬ ‫التابع لألمم املتحدة (ال ينشغل بحقوق اإلنسان‬ ‫بل بالسياسة)‪ ،‬فخالل ثالث سنوات ونصف‬ ‫عىل قيامه أجرى املجلس تسعة تحقيقات بينها‬ ‫خمسة ضد “إرسائيل”‪ ،‬ورغم اعرتاف “باراك”‬ ‫بهذه الوقائع فإنه يرص عىل قلب الحقائق‪.‬‬ ‫إن الغطرسة الصهيونية أعمت بصرية‬ ‫قادة هذا الكيان قبل أبصارهم‪ ،‬وهم يرفضون‬ ‫التعاون مع اللجنة الدولية ويعتربون أن‬ ‫تفويضها التحقيق يف جرائم حرب ارتكبتها‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬ما يعني أن قرار الحكم سيصدر‬ ‫تم اتخاذه سلفاً‪.‬‬ ‫الحقاً أو ّ‬ ‫إن تقرير “غولدستون” هو مجرد بداية للوصول‬ ‫إىل الحقائق وكشف الجرائم الصهيونية‬ ‫التي ارتكبت بحق الفلسطينيني‪ ،‬وهو تحذير‬ ‫موجه إىل قادة الكيان بأن جرامئهم بدأت‬ ‫بالظهور شيئاً فشيئاً‪ ،‬وأن اإلخفاق والعجز‬ ‫هام أهم ما يواجه الصهاينة وأن (دولة) قامت‬ ‫عىل حساب شعب آخر الميكنها البقاء‪ ،‬هذه‬ ‫تم تجسيدها من خالل املقاومة‬ ‫حقيقة تاريخية‪ّ ،‬‬ ‫البطولية يف فلسطني ولبنان ضد الهجمة‬ ‫الصهيونية الرشسة‪ ،‬وتجارب الشعوب هي‬ ‫أكرب مدرسة‪ ،‬الحق يؤخذ وال ُيعطى‪.‬‬ ‫هذه هي خريطة طريقنا‪ ،‬ونحن نقاوم املحتل‬ ‫ونقدم التضحيات‪ ،‬أما عدونا فسيدفع مثن‬ ‫جرامئه‪ ،‬وكيانه زائل ال محالة‪.‬‬

‫محمود صالح‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫«أبناؤنا ُنهبت أعضاؤهم»‬ ‫الجرائم الصهيونية ال حدود لها‪...‬‬ ‫كل الوقائع والحقائق والشهادات ومنذ عقود‬ ‫مضت تتحدث عن الجرائم التي ارتكبها الصهاينة‬ ‫بحق الفلسطينيني واللبنانيني وبقية العرب‪،‬‬ ‫وكيف تعاملت قوات االحتالل مع املواطنني العزل‬ ‫والتفنن يف قتلهم وقتل املئات بعد اعتقالهم‪،‬‬ ‫ورفض تسليم جثامينهم فوراً‪ ،‬أو احتجاز جثامني‬ ‫الشهداء لسنوات طويلة يف ما ُيعرف مبقابر‬ ‫األرقام‪.‬‬ ‫واألحداث جميعها تؤكد ما جاء يف تقرير‬ ‫نرشته صحيفة “افتونبالديت” السويدية التي‬ ‫أشارت وبكل وضوح إىل جرائم قوات االحتالل‬ ‫الصهيوين بحق الفلسطينيني ومنها قتل شبان‬ ‫فلسطينيني عمداً يف قطاع غزة والضفة الغربية‬ ‫بهدف رسقة أعضائهم الداخلية واملتاجرة بها‪،‬‬ ‫أو انتزاع األعضاء البرشية لفلسطينيني توفوا‬ ‫خالل مواجهات وأحداث مختلفة‪ ،‬للسبب ذاته‬ ‫حيث يتم املتاجرة باألعضاء عرب شبكة دولية‬ ‫ُضبطت قبل شهرين يف الواليات املتحدة‪ ،‬وضمت‬ ‫يف عضويتها حاخامات يهود وا ُتهمت باالتجار‬ ‫باألعضاء البرشية وتبييض األموال غري الرشعي‪.‬‬ ‫إن قوات االحتالل الصهيوين متارس جرائم‬ ‫منظمة وترتقي يف كثري من األحيان إىل جرائم‬ ‫حرب‪ ،‬يقف حيالها املجتمع الدويل موقف املتفرج‬ ‫الصامت واملتخاذل‪ ،‬وهذا ما منح الصهاينة‬ ‫الفرصة باالستمرار والتامدي يف جرامئهم‪.‬‬ ‫والكيان الصهيوين هو الوحيد يف العامل التي‬ ‫ال تدين فيه مهنة الطب رسقة األعضاء البرشية‪،‬‬ ‫أو اتخاذ إجراءات قانونية ضد األطباء املشاركني‬ ‫يف مثل هذه الجرمية‪ ،‬ألن هذا الكيان أسس عىل‬ ‫الجرمية ورسق األرض الفلسطينية‪ ،‬وما زال يرتكب‬ ‫الجرائم املوصوفة أمام سمع وبرص ما يسمى‬ ‫باملجتمع الدويل‪ ،‬وهل قرأ هذا املجتمع كيف ُتحقق‬ ‫إرسائيل مع األسريات الفلسطينيات؟ وكيف‬ ‫ترغمهن عىل خلع مالبسهن إلذاللهن‪ ،‬أم ان‬ ‫الكتابة عنهن والدفاع عن كرامتهن يصبحان‬ ‫معاداة للسامية وإلرسائيل والواليات املتحدة؟‬

‫الصحايف السويدي دونالد‬ ‫بوسرتوم املنارص للقضية‬ ‫الفلسطينية‬ ‫وفعلها دونالد بوسرتوم هذه املرة‪ ،‬وهو املنارص‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫البحث عن الجثث الفلسطينية يف مقابر األرقام اإلرسائيلية‬

‫لحقوق الشعب الفلسطيني يف وقت مبكر من‬ ‫شبابه‪ ،‬فتوجه إىل فلسطني املحتلة عام ‪1988‬‬ ‫لتغطية أحداث انتفاضة الحجارة‪ ،‬وهو مثل ذلك‬ ‫الحني زار املنطقة أكرث من أربعني مرة‪.‬‬ ‫وبدعمه للقضية الفلسطينية وتأثريه عىل‬ ‫الجمهور السويدي‪ ،‬أثار الصحايف السويدي دونالد‬ ‫بوسرتوم حنق سلطات االحتالل الصهيوين‪،‬‬ ‫وتعرض ملخاطر كبرية‪ ،‬لكن الخطر األكرب كام‬ ‫يقول‪“ :‬كان يف القدس الرشقية‪ ،‬حيث فقد‬ ‫جندي إرسائييل أعصابه يومها‪ ،‬ورضبني عىل‬ ‫معديت بعقب بندقية “أم ‪ ،”16‬ثم وضع أنبوب‬ ‫الغاز املسيل للدموع يف فمي‪ ،‬ومألين بالغاز‪ ،‬يف‬ ‫تلك اللحظة تأكدت من املوت املحتم‪ ،‬ومل أصح‬ ‫إال وأنا يف املستشفى‪ ،‬وما زلت أعاين أوجاعا يف‬ ‫صدري حتى هذه اللحظة”‪.‬‬ ‫وآثار دعمه للقضية الفلسطينية حفيظة‬ ‫الصهاينة‪ ،‬وكان “بوسرتوم” وعىل مدار عام كامل‬ ‫يتلقى التهديدات واتهم مبعاداة السامية‪ ،‬ثم‬ ‫وجد يف صندوق بريده مغلفني فيهام نسختان‬ ‫لكتابة “إن شاء الله” الذي يتحدث عن دعمه‬ ‫الواضح والجريء للقضايا العربية‪ ،‬وقد ُزرعت‬ ‫سكني بإحدى النسختني‪ ،‬وكتب عىل األخرى‬ ‫“نحن نعرف أين تعيش”‪.‬‬ ‫سئل “بوسرتوم” يوماً عن الصورة األقرب إىل‬ ‫وجدانه‪ ،‬فأجاب بأنها “صورة الطفل (عيل) يرصخ‬

‫‪58‬‬

‫بعد فقدانه عائلته إثر سقوط قذيفة عليهم يف‬ ‫بلدة قانا بجنوب لبنان”‪.‬‬ ‫والصحايف “دونالد بوسرتوم” هذا املناضل‬ ‫العاملي ليس من النوع الذي يسكته الضجيج‬ ‫حول مقالته‪ ،‬فهو ذو األعصاب الفوالذية والحاصل‬ ‫عىل الحزام األسود يف رياضة الكاراتيه‪ ،‬وكان‬ ‫شاهداً عىل الكثري من الحروب‪ ،‬وهو ال يقول إال‬ ‫الحقيقة‪ ،‬وكتب ما كتبه بعدما أصبح متيقظاً‬ ‫من هواجس انتابته قبل سنوات‪ ،‬وكان يعرب‬ ‫عنها جهاراً‪ ،‬ومل يكتب عنها إال حني تأكد من‬ ‫املعطيات لديه‪.‬‬ ‫يف مقدمة كتابه “إن شاء الله”‪ ،‬قال “بوسرتوم”‬ ‫معلقاً عىل حادثة قيام السفري االرسائييل‬ ‫يف السويد مبهاجمة وتدمري عمل فني ميثل‬ ‫االستشهادية هنادي جرادات قائال‪“ :‬الضجيج‬ ‫املفتعل هذا الذي اهتدت إليه عبقرية السفري مل‬ ‫يكن إال وسيلة إلسكات الحوار الدائر يف السويد‪،‬‬ ‫حيث بات الكثري من املواطنني يعربون رصاحة عن‬ ‫رفضهم لالحتالل اإلرسائييل”‪.‬‬

‫قبل جنود االحتالل الصهيوين‪ ،‬نرشت صحيفة‬ ‫“افتونبالديت” السويدية تحقيقاً يف ‪،2009/8/17‬‬ ‫حيث فجر الصحفيان “فريدريك رينفيليت” و‬ ‫“دونالد بوسرتوم” ما كان كامناً طيلة سنوات‬ ‫عديدة‪ ،‬حول االنتهاكات الكبرية التي تقوم‬ ‫بها قوات االحتالل االرسائييل لحقوق األرسى‬ ‫الفلسطينيني ورسد شهادتهام عن جثامني‬ ‫شهداء فلسطينيني تعرضت للرسقة‪.‬‬ ‫بدأ العمل اإلجرامي الصهيوين عام ‪1992‬‬ ‫حني أخذ الفلسطينيون يشهدون ارتفاعاً يف‬ ‫اختفاء شبانهم‪ ،‬وعن عودة الجثث للذين تقتلهم‬ ‫قوات االحتالل وهي مفرغة من األعضاء كالقلب‬ ‫والكليتني والكبد والعينني‪.‬‬ ‫ويقول “دونالد بوسرتوم”‪“ :‬كنت عام ‪1992‬‬ ‫يف املنطقة أعمل عىل تأليف كتاب‪ ،‬وتلقيت‬ ‫اتصاالت من موظفني يف األمم املتحدة عدة مرات‬ ‫يعربون بها عن قلقهم من أن رسقة األعضاء‬ ‫تحصل فع ًال‪ ،‬ولكنهم غري قادرين عىل فعل يشء‪،‬‬ ‫تحدثت مع عدة عائالت فلسطينية كشفت عن‬ ‫رسقة أعضاء من أجساد أبنائها قبل قتلهم‪،‬‬ ‫كنت شاهداً عىل حالة الشاب راشق الحجارة‬ ‫بالل أحمد غانم‪ ،‬كان بالل واحداً من (‪)133‬‬ ‫فلسطينياً استشهدوا يف العام ‪ 1992‬بطرق‬ ‫مختلفة وتم ترشيح (‪ )69‬جثة منهم‪ ،‬ثم يصف‬ ‫بوسرتوم بالدقيقة والساعة كيف استهدف‬ ‫الجنود اإلرسائيليون يف منتصف الليل عىل‬ ‫مشارف قرية “اماتني” يف الضفة الغربية يف‬ ‫‪ 13‬أيار ‪ 1992‬بالل ( ‪ 19‬عاماً) أحد قادة أطفال‬ ‫الحجارة وقرروا قتله وأطلقوا النار عليه يف صدره‬ ‫وساقه وبطنه‪ ،‬وقاموا بجره وتحميله يف جيب‬ ‫عسكري ثم تم نقله مبروحية عسكرية إىل مكان‬ ‫مجهول‪ ،‬وبعد خمسة أيام متت إعادة جثة بالل‬ ‫ملفوفة بأقمشة خرضاء تابعة للمستشفى‬ ‫وكان واضحاً أنه تم شق جثة بالل من رقبته إىل‬

‫العاصفة التي أثارتها الصحيفة‬ ‫السويدية‬ ‫يف سعيها ملعرفة حقيقة رسقة األعضاء من‬

‫مقابر األرقام اإلرسائيلية‬

‫الصحايف السويدي دونالد بوسرتوم‬

‫أسفل بطنه ورسقة أعضائها‪ ،‬وقال أقارب خالد‬ ‫من نابلس‪ ،‬ووالدة رائد من جنني‪ ،‬وأقارب محمود‬ ‫نافذ يف غزة أن جثث أبنائهم أعيدت لهم أيضا‬ ‫بعد أن تم ترشيحها ورسقة أعضائها‪.‬‬ ‫لقد كان “بوسرتوم” شاهداً حياً عىل حالة‬ ‫وقصة الشاب بالل أحمد غانم‪ ،‬وال شك أن عيني‬ ‫بالل املقهورتني واملغلوبتني عىل أمرهام قبل‬ ‫قتله بدم بارد‪ ،‬متنع “بوسرتوم” عن الرتاجع ومتده‬ ‫بالقوة للدفاع عن املدنيني الفلسطينيني‪ ،‬الذي ال‬ ‫يطالبون العامل سوى بدعم كفاحهم من أجل‬ ‫تحرير أرضهم وحريتهم‪.‬‬ ‫ويقول “دونالد بوسرتوم” يف تقريره الصحفي‪،‬‬ ‫تاجر األعضاء البرشية الحاخام “ليفي روزنباوم”‬ ‫من “بروكلني” أنه من املمكن تسمية مهنته‬ ‫بـ”صانع املالمئة”‪ ،‬ورداً عىل سؤال حول عدد الجثث‬ ‫التي باعها “روزنباوم”‪،‬‬ ‫يجيب مفاخراً بأن‬ ‫الحديث عن عدد كبري‬ ‫جداً‪ ...‬وأن رشكته‬ ‫عملت يف هذا املجال‬ ‫منذ مدة طويلة‪ ،‬وكان‬ ‫له صلة بعملية بيع‬ ‫الكىل من “إرسائيل”‬ ‫إىل السوق السوداء‪،‬‬ ‫حيث كان يشرتي‬ ‫الجثث من املحتاجني‬ ‫يف “إرسائيل” بسعر‬ ‫عرشة أالف دوالر‪،‬‬ ‫للمرىض‬ ‫ويبيعها‬ ‫اليائسني يف الواليات‬ ‫املتحدة بسعر (‪)160‬‬ ‫ألف دوالر‪ ،‬وهذه هي‬ ‫التي‬ ‫األوىل‬ ‫املرة‬ ‫يكشف عن االتجار‬

‫‪59‬‬

‫باألعضاء يف الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫السلطات األمريكية اعتقلت خالل عملية‬ ‫رسية (‪ 44‬شخصاً) بينهم حاخامات يهود‬ ‫مقربون من حزب “شاس” اإلرسائييل ومسؤولون‬ ‫يف منظامت وجمعيات خريية ودينية يهودية‬ ‫يف واليتي نيوجرييس ونيويورك وقد اتهمت‬ ‫السلطات يف والية نيويورك الحاخام “روز نباوم”‬ ‫مبامرسة مهنة سمسار لتوفري األعضاء البرشية‬ ‫من دون ترخيص قانوين‪.‬‬ ‫العالقات بني الكيان الصهيوين والسويد متر‬ ‫يف مرحلة من التوتر‪ ،‬بسبب رفض الحكومة‬ ‫السويدية إصدار بيان رسمي يستنكر ما ُنرش‬ ‫يف الصحيفة السويدية “افتون بالديت” والتقرير‬ ‫الصحايف ساهم يف تأزيم العالقات بني “إرسائيل”‬ ‫والسويد‪ ،‬وهي عالقات مأزومة أصال‪ ،‬عىل خلفية‬ ‫االنتقادات السويدية املتواترة لسياسة “إرسائيل”‬ ‫تجاه الفلسطينيني يف الضفة الغربية وقطاع‬ ‫غزة‪.‬‬ ‫وكان وزير الخارجية اإلرسائيلية “أفيغدور‬ ‫ليربمان” قد ح ّمل عىل السويد‪ ،‬واتهمها بأنها‬ ‫تترصف كام ترصفت إبان “املحرقة النازية”‪ ،‬وأن وزير‬ ‫الخارجية السويدية قد أدىل بترصيح أكد فيه أنه‬ ‫ال يعتزم التنديد بالصحيفة السويدية‪ ،‬ومعترباً‬ ‫حرية التعبري أحد أسس الدميقراطية وال نية لديه‬ ‫للمس بهذا الحق‪.‬‬ ‫ورغم الهجمة الرشسة لتكميم أفواه كل‬ ‫من يشري بأصابع االتهام الكيان للجرائم التي‬ ‫يرتكبها الكيان الصهيوين بحق الفلسطينيني‬ ‫واللبنانيني وبقية العرب‪ ،‬فان دائرة املؤمنني‬ ‫بالعدالة تكرب‪ ،‬ويزداد الرشفاء امللتزمني مبواقف‬ ‫واضحة لصالح الحرية والعدالة‪ ،‬فهؤالء ليسوا‬ ‫فقط سياسيني وإعالميني وأكادمييني وكتاب‬ ‫تحقيقات ومقاوالت تقاوم فرق املوت أو التشهري‬ ‫اإلرسائيلية باغتيالهم أو تكميم أفواههم‪،‬‬ ‫بل هم طليعة حركة عاملية لتحرير الشعب‬ ‫الفلسطيني من هذه الهمجية البشعة‪ ،‬وهم‬ ‫من جميع األديان والجنسيات‪ ،‬كانوا أول من تجرأ‬ ‫عىل حمل شعلة االنتصار للحرية والعدالة يف‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫الصحيفة السويدية “افتونبالديت” تجرأت عىل‬ ‫نرش تقرير بهذا الحجم واملضمون‪ ،‬وقالت فيه ما‬ ‫يجب أن يقال منذ عرشات السنني واستطاعت‬ ‫أن تخرق الحصار املفروض عىل الصحف الدولية‬ ‫والعاملية بنرش جرائم االحتالل الصهيوين‪ ،‬وأن‬ ‫تحدث حراكاً ملحوظاً حول بعض ما ترتكبه قوات‬ ‫االحتالل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫الصحايف السويدي “دونالد بوسرتوم” قال يف‬ ‫ختام التقرير‪“ :‬حان الوقت لتسليط الضوء عىل‬ ‫هذا النشاط الفظيع وما يجري يف املناطق املحتلة‬ ‫منذ بدء االنتفاضة”‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫حوار‬ ‫عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل لــ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫نرفض المفاوضات في ظل سياسة‬ ‫االستيطان الصهيوني والتهويد‬

‫تؤكد الجبهة الدميقراطية رفضها الحازم والقاطع للمواقف اإلرسائيلية القدمية‬ ‫الجديدة والقامئة عىل إيديولوجية صهيونية ميينية متطرفة وعنرصية‪ ،‬تسعى إىل تحويل‬ ‫املواطنني الفلسطينيني يف أرايض ‪ 1948‬إىل غرباء يف أرض آبائهم وأجدادهم‪ ...‬وهي تؤكد‬ ‫رفضها ألية مفاوضات مع االحتالل يف ظل االستمرار بسياسة االستيطان وتهويد ووهب‬ ‫األرايض‪ ،‬وسعت الجبهة مع كافة القوى والفصائل الفلسطينية الحتواء األزمة بني فتح‬ ‫وحامس وتقدمت بعدة مبادرات من أجل العودة للحوار مع الفلسطينيني ومعالجة كافة‬ ‫القضايا الخالفية بلغة الحوار وبإطار وطني فلسطيني جامع بعيداً عن اتفاقات املحاصصة‬ ‫الثنائية املدمرة‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” تحاور عضو املكتب السيايس للجبهة الدميقراطية لتحرير فلسطني‬ ‫الرفيق عيل فيصل لالطالع عىل تطورات القضية الفلسطينية وموقف الجبهة منها‪.‬‬ ‫ما هو تقييم الجبهة الدميقراطية للمؤمتر العام‬ ‫السادس لحركة فتح‪ ،‬وهل حقق النتائج املرجوة؟‬ ‫إن انعقاد املؤمتر السادس لحركة فتح هو يف حد‬ ‫ذاته خطوة إيجابية ألنه أعاد التأكيد عىل رضورة‬ ‫االلتزام بأسس الحياة الداخلية للحركة وجدد هيئاتها‬ ‫القيادية بشكلٍ خاص يف املركزية واملجلس الثوري‬ ‫وأدخل إليهام دماً جديداً‪ .‬وعىل صعيد النتائج التي‬ ‫خرج بها املؤمتر فإنها تعكس واقع حال حركة فتح‬ ‫مبختلف اتجاهاتها وتياراتها‪ ،‬ولذلك ليس باإلمكان‬ ‫أن نحكم عىل النتائج التنظيمية التي خرجت بها‬ ‫أعامل املؤمتر‪ ،‬إال من خالل الدور الذي ستضطلع‬ ‫به هذه القيادة لتفعيل أوضاع تنظيم <فتح>‬ ‫يك يستعيد هذا التنظيم دوره الفعال يف إطار‬ ‫الحركة الجامهريية الفلسطينية‪ ،‬ويف مواجهة‬ ‫االحتالل واالستيطان‪ ،‬ولكن بشكلٍ عام فإن النتائج‬ ‫التنظيمية كام تم التعبري عنها من خالل انتخابات‬ ‫اللجنة املركزية تشكل خطوة إىل األمام بجهة‬ ‫استكامل اإلطار القيادي بعنارص قيادية شابة نسبياً‬ ‫ومختربة مبختلف املهام السياسية والوطنية‪.‬‬ ‫كام ان املؤمتر يؤسس لتجديد انطالقة فتح‬ ‫واستعادتها لدورها النضايل يف مختلف املجاالت‪،‬‬ ‫ولعل القضية املبارشة املطروحة اآلن عىل جدول‬ ‫أعامل القيادة املنتخبة تتحدد بعد ٍد من األولويات‬ ‫وهي‪ :‬استعادة الوحدة الوطنية وتجاوز االنقسام‪،‬‬ ‫وإعادة بناء (م‪.‬ت‪.‬ف) عىل أسس دميقراطية وتعددية‪،‬‬ ‫وتنظيم اإلطار املوجه للنضال املناهض لالحتالل‪ ،‬وأن‬ ‫مؤمتر فتح السادس ال تكمن أهميته يف أنه محطة‬ ‫تنظيمية وحسب‪ ،‬بل هو أيضاً محطة وطنية‪.‬‬ ‫التسوية او املفاوضات أو عملية السالم وصلت‬ ‫إىل طريق مسدود‪ ،‬بسبب عدم جدية «إرسائيل»‬ ‫هذا الكيان الغاصب‪ ،‬واآلن يف ظل حكومة ميينية‬ ‫متطرفة‪ ،‬هل من أفق جديد للبدء بجولة مفاوضات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جديدة؟ وما هو موقف الجبهة الدميقراطية من‬ ‫عملية التفاوض؟‬ ‫منذ اليوم االول لتسلم «بنيامني نتنياهو» رئاسة‬ ‫حكومة االحتالل اإلرسائييل‪ ،‬كشف بشكل واضح‬ ‫عن برنامجه العنرصي تجاه الشعب الفلسطيني‬ ‫وحقوقه الوطنية املرشوعة‪.‬ومن املعروف أن حكومة‬ ‫الليكود اإلرسائيلية التي ترفض تاريخيا وإيديولوجيا‬ ‫ومنهجيا االعرتاف واإلقرار بوجود شعب فلسطيني‬ ‫وحقوق فلسطينية؛ وترص عىل أن القضية واملشكلة‬ ‫إرسائيلية عربية أي اقليمية وتتجاهل الشعب‬ ‫الفلسطيني وحقوقه‪ ،‬و»نتنياهو» هو أحد من اآلباء‬ ‫الروحيني واإليديولوجيني لهذه النظريات الفاشية التي‬ ‫تنكر الحق والوجود الفلسطيني‪ .‬وقد عرب «نتنياهو»‬ ‫عن مواقفه العنرصية هذه يف أكرث من مناسبة‪،‬‬ ‫كان آخرها ما أعلن عنه مكتبه عقب لقائه املبعوث‬ ‫األمرييك «جورج ميتشيل» حيث اشرتط اعرتاف‬ ‫الفلسطينيني بـ «إرسائيل» باعتبارها دولة للشعب‬ ‫اليهودي وبالقدس باعتبارها عاصمة ملا يسميه بـ‬ ‫«الشعب اليهودي» كأساس للعودة إىل املفاوضات‬ ‫مع الجانب الفلسطيني‪ ،‬يف محاولة مكشوفة‬ ‫األهداف واألبعاد للهروب من استحقاقات التسوية‬ ‫السياسية وزج اإلدارة األمريكية الجديدة واملجتمع‬ ‫الدويل يف سلسلة من املناورات السياسية ليس‬ ‫لها من هدف غري نسف جهود التسوية السياسية‪،‬‬ ‫حتى تتمكن حكومة «نتنياهو – باراك – ليربمان» من‬ ‫مواصلة سياستها القامئة عىل تكثيف االستيطان‬ ‫يف الضفة الغربية املحتلة وعىل مزيد من إجراءات‬ ‫التهويد و»الرتانسفري» يف مدينة القدس العربية‬ ‫املحتلة وغريها من مناطق الضفة الغربية‪.‬‬ ‫وبالتايل فإننا نؤكد رفضنا الحازم والقاطع لهذه‬ ‫املواقف اإلرسائيلية القدمية – الجديدة والقامئة عىل‬ ‫إيدولوجبة صهيونية ميينية متطرفة وعنرصية‪،‬‬

‫‪60‬‬

‫تسعى إىل تحويل املواطنني الفلسطينيني يف أرايض‬ ‫‪ 1948‬إىل غرباء يف أرض آبائهم وأجدادهم وإىل‬ ‫مواصلة املرشوع الصهيوين االستيطاين األساس يف‬ ‫الضفة الغربية‪ ،‬مبا فيها القدس العربية ‪.‬‬ ‫كام نؤكد رفضنا اية مفاوضات مع االحتالل‬ ‫اإلرسائييل يف ظل االستمرار بسياسة االستيطان‬ ‫وتهويد وهب االرايض‪ .‬ونقول أن الشعب الفلسطيني‬ ‫معني بالدرجة الرئيسية بتسوية سياسية للرصاع‬ ‫عىل أساس قرارات الرشعية الدولية ذات الصلة‬ ‫بالقضية الفلسطينية‪ .‬ويف هذا اإلطار فإننا ندعو إىل‬ ‫تشكيل هيئة عربية عليا مكونة من امللوك والرؤساء‬ ‫العرب للعمل عىل تنفيذ قرارات القمم العربية‪ ،‬من‬ ‫خالل وضع املصالح العربية مقابل املصالح األمريكية‬ ‫والدوليه األخرى‪ ،‬والضغط يف اتجاه حل القضية‬ ‫الفلسطينية وإنهاء الرصاع العريب اإلرسائييل عىل‬ ‫أساس قرارات الرشعية الدولية‪.‬‬ ‫الساحة‬ ‫يف‬ ‫السائدة‬ ‫االنقسام‬ ‫حالة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬لها أسبابها العديدة‪ ،‬برأيكم من‬ ‫املسؤول عن هذه الحالة؟ وكيف ميكن الخروج منها؟‬ ‫وما هي مبادرات الجبهة بهذا الشأن؟‬ ‫منذ ما يقارب األربع سنوات والحالة الفلسطينية‬ ‫تعيش انقساماً حاداً بفعل االقتتال الدامي الذي‬ ‫حصل يف قطاع غزة‪ ،‬ولألسف نقول أن هذا االنقسام‬ ‫أخذ بالتعمق واالتساع بفعل األخطاء الداخلية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬والرصاع عىل السلطة واملال والنفوذ‪،‬‬ ‫والذهاب نحو اتفاقات محاصصة ثنائية‪ ،‬عطلت‬ ‫حلول إنهاء االنقسام وتحقيق الوحدة الوطنية‪،‬‬ ‫وجلبت الكوارث للقضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫ونحن يف الجبهة الدميقراطية ومنذ اللحظة األوىل‬ ‫سعينا مع كافة القوى والفصائل الفلسطينية‬ ‫الحتواء األزمة واستعادة الوحدة الوطنية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وتقدمت الجبهة بعدة مبادرات لالخوة‬

‫يف حركتي فتح وحامس من أجل العودة للحوار‬ ‫الوطني الفلسطيني ومعالجة كافة القضايا الخالفية‬ ‫بلغة الحوار وبإطار وطني فلسطيني جامع بعيدا‬ ‫عن اتفاقات املحاصصة الثنائية املدمرة والتي أثبتث‬ ‫فشلها عىل مدى السنوات املاضية‪.‬‬ ‫وهذا ما اتفقنا عليه مؤخراً مع األخوة يف القيادة‬ ‫املرصية الذين التقينا بهم باكرث من جولة حوار‬ ‫يف الضفة وغزة ودمشق‪ .‬حيث اتفقنا مع القيادة‬ ‫السياسية املرصية عىل وقف الحوارات الثنائية‬ ‫االحتكارية التي كانت قامئة بني فتح وحامس‪ ،‬وعىل‬ ‫هذا وصلنا إىل نتيجة جيدة مع القيادة املرصية‪ ،‬هي‬ ‫أن “حوار فتح وحامس استنفذ أغراضه وانتهى ومل‬ ‫يعد مقبوالً العودة إىل جوالت حوار ثنائية أخرى”‪ ،‬ال‬ ‫ميكن أن تؤدي إىل حلول لقضايا الرصاع والخالفات‬ ‫الداخلية الفلسطينية ـ الفلسطينية‪.‬‬ ‫وعىل هذا األساس فإننا نأمل يف الجولة القادمة من‬ ‫الحوار الشامل املفرتض عقدها بعد عيد الفطر أن يتم‬ ‫استعادة الوحدة الوطنية‪ ،‬بعد ضياع أربع سنوات وستة‬ ‫أشهر عىل الشعب الفلسطيني بخالفات داخلية‪،‬‬ ‫الرابح األكرب الوحيد منها هو العدو اإلرسائييل‪.‬‬ ‫وقد تقدمت الجبهة بردها بشأن الرؤية املرصية‬ ‫للمصالحة الوطنية وأكدنا عىل رضورة إنهاء‬ ‫االنقسام الفلسطيني والبحث عن حلول مسؤولة‬ ‫لحالة االنقسام الداخيل للتوافق عىل حكومة‬ ‫توافق وطني تعد النتخابات رئاسية وترشيعية يف‬ ‫موعدها مطلع العام القادم وتتوىل إعادة إعامر ما‬ ‫دمره االحتالل يف قطاع غزة والتوافق عىل تفعيل‬ ‫وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية بانتخابات حرة‬ ‫ونزيهة للمجلس الوطني الفلسطيني عىل أساس‬ ‫التمثيل النسبي الكامل بنسبة حسم صفرية من‬ ‫أجل الحفاظ عىل املنظمة جبهة وطنية ائتالفية‬ ‫موحدة تتسع صفوفها لجميع القوى وألوان الطيف‬ ‫السيايس واالجتامعي الفلسطيني‪.‬‬ ‫يف التشكيلة الجديدة للجنة التنفيذية ملنظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية‪ ،‬هذا اإلنجاز الجديد حسب‬ ‫ما يوصف يف أوساط السلطة الفلسطينية‪،‬‬ ‫هل تتوقعون تفعيل منظمة التحرير خالل هذه‬ ‫املرحلة‪ ،‬وما هي مالحظاتكم؟‬ ‫من املعروف أن انعقاد جلسة املجلس الوطني‬ ‫الفلسطيني التي انعقدت أواخر شهر آب كان لها‬ ‫مهمة واحدة ومحددة وهي استكامل عضوية اللجنة‬ ‫التنفيذية ملنظمة التحرير بعد أن خرست عىل امتداد‬ ‫قياداتها ويف املقدمة‬ ‫السنوات املاضية ستة من‬ ‫منهم الرئيس الراحل الشهيد يارس عرفات‪.‬‬ ‫وجاءت هذه الخطوة من أجل الحفاظ عىل‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية ممث ًال رشعيا ووحيدا‬ ‫للشعب الفلسطيني ومبا يعزز الرشعية الوطنية‬ ‫الفلسطينية ويحافظ عىل املنظمة كجبهة وطنية‬ ‫ائتالفية موحدة تحرتم التعددية السياسية والحزبية‬ ‫يف سياق تعزيز ليس فقط النصاب القانوين بل‬ ‫وكذلك النصاب السيايس يف أطرها القيادية‬ ‫وبشكل خاص اللجنة التنفيذية باعتبارها القيادة‬ ‫السياسية العليا للشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫ويف هذا السياق نقول أن الخطوة التالية التي‬

‫ينبغي أن تكون مطروحة بشكل جدي عىل جدول‬ ‫أعامل اللجنة التنفيذية بعد أن جرى استكامل‬ ‫عضويتها هي استكامل الحوار‪ ،‬الذي بدأته قبل‬ ‫االجتامع غري العادي للمجلس الوطني الفلسطيني‪،‬‬ ‫من أجل تفعيل وتطوير دورها ودور كافة دوائرها‬ ‫وتجاوز الثغرات التي شابت عملها عىل امتداد الفرتة‬ ‫املاضية ومتكينها من االضطالع بهذا الدور كقيادة‬ ‫جامعية ومرجعية حقيقية لشعبنا الفلسطيني‬ ‫يف مواجهة تحديات املرحلة وتجاوز حالة االنقسام التي‬ ‫تعيشها الساحة الفلسطينية واستعادة الوحدة‬ ‫الوطنية ووحدة النظام السيايس الفلسطيني‪ ،‬ويف‬ ‫مواجهة سياسة الحكومة اإلرسائيلية االستيطانية‬ ‫التوسعية‪.‬‬ ‫ما هو موقف الجبهة الدميقراطية من دعوة سالم‬ ‫فياض إلقامة الدولة الفلسطينية خالل عامني‪،‬‬ ‫وهل تعني هذه الخطوة احتامل فشل املفاوضات‬ ‫وتكرار ذات السيناريو‪ ،‬أم أنها قراءة سليمة لواقع‬ ‫مرير يعيشه الشعب الفلسطيني‪ ،‬رغم أن البعض‬ ‫يربط هذه الخطوة بالسالم االقتصادي الذي يتحذث‬ ‫عنه «نتنياهو»؟‬ ‫يف الفرتة األخرية تكررت عبارة «السنتني»‬ ‫عىل لسان أكرث من مرجع سيايس‪ ،‬أمريكيون‬ ‫وإرسائيليون وأوربيون‪ .‬ويف هذا السياق جاء كالم‬ ‫رئيس حكومة السلطة الفلسطينية سالم فياض‬ ‫الذي وضع مرشوعا الستكامل بناء مؤسسات الدولة‬ ‫الفلسطينية خالل السنتني القادمتني‪ ،‬معتربا أن‬ ‫بناء هذه املؤسسات رشط الزم لقيام الدولة‪ ،‬وأن إعالن‬ ‫الدولة‪ ،‬وبدون مؤسسات سيبقى خطوة ناقصة‪ ،‬بل‬ ‫رمبا مرضة أحيانا‪.‬‬ ‫وبغض النظر عن مدى ارتباط هذه الدعوات‬ ‫باملفاوضات املتعرثة أو املسار املغلق للتسوية مع‬ ‫«إرسائيل»‪ ،‬فمن غري املعقول أن يبقى الفلسطينيون‬ ‫والعرب يف حالة انتظار ريثام نرى أفعال اإلدارة‬ ‫األمريكية التي مل تتمكن‪ ،‬حتى هذه اللحظة أقله‪،‬‬ ‫من أن تحدث اخرتاقات جديدة يف عملية املفاوضات‪،‬‬ ‫وال بد بالتايل من خطوات مدروسة يتم اللجوء خاصة‬ ‫يف ظل سياسة االستيطان املتواصلة يف الضفة‬ ‫والقدس‪.‬‬ ‫وبكل تاكيد‪ ،‬ما من حريص عىل املصلحة الوطنية‬ ‫إال و يرحب بوضع سقف زمني للمفاوضات‪ .‬وهذا‬ ‫مطلب وطني بامتياز‪ .‬كذلك نلتقي مع دعوة سوالنا‬ ‫لقيام دولة فلسطينية بعد السنتني‪ ،‬لقطع الطريق‬ ‫عىل مامطلة الجانب اإلرسائييل ومخططه الذي يبقي‬ ‫موعد قيام الدولة الفلسطينية يف عامل املجهول‪.‬‬ ‫غري أن هذا ال يدعونا‪ ،‬باملقابل‪ ،‬ألن نتهاون يف‬ ‫رشوط قيام الدولة الفلسطينية (حدود الرابع من‬ ‫حزيران وعاصمتها القدس) وكذلك تأكيد التمسك‬ ‫بحق الالجئني يف العودة إىل ديارهم وممتلكاتهم التي‬ ‫هجروا منها منذ العام ‪ ،1948‬وضامن هذا الحق ورفض‬ ‫أي تطبيع عريب مع «إرسائيل»‪ ،‬قبل انسحابها من كل‬ ‫األرايض العربية املحتلة يف عدوان حزيران (فلسطني ـ‬ ‫سوريا ـ لبنان)‪.‬‬ ‫يف كل األحوال‪ ،‬تؤكد املؤرشات أن األجواء‬ ‫السياسية اإلقليمية والدولية حبىل مبولود ما‬

‫‪61‬‬

‫يتعلق بقضية الرشق األوسط‪ ،‬وعىل الفلسطينيني‪،‬‬ ‫وكذلك العرب‪ ،‬أن يكونوا متأهبني الستقبال هذا‬ ‫املولود‪ ،‬والترصف مبا متليه املصلحة الوطنية والقومية‬ ‫العربية‪ ،‬أيا كان هذا املولود‪ ،‬وأيا كان موعد والدته‪.‬‬ ‫هل تأملون أي جدية يف خطاب الرئيس باراك‬ ‫اوباما‪ ،‬وهل ينجح يف فرض او التوصل اىل تسوية‬ ‫للرصاع تعيد للفلسطينيني والعرب حقوقهم‪ ،‬اما‬ ‫نحن عىل ابواب انابوليس جديد؟‬ ‫إن «سياسة أوباما آخذة يف التآكل‪ ،‬يف ظل‬ ‫طروحات أمريكية تدعو العرب إىل اتخاذ خطوات‬ ‫تطبيعية مع إرسائيل‪ ،‬ووسط املساومات األمريكية‬ ‫اإلرسائيلية الجارية حول مدة وقف االستيطان‪ ،‬وليس‬ ‫وقفه بالكامل‪ ،‬الذي تضاعف منذ أوسلو أكرث من‬ ‫خمس مرات يف الضفة الفلسطينية‪ ،‬مبا فيها‬ ‫القدس املحتلة‪.‬‬ ‫وال شك بأن صورة االتفاق‪ ،‬الذي يسعى «ميتشيل»‬ ‫لبلورته يعكس بوضوح تراجعا أمريكيا عن املوقف‪،‬‬ ‫الذي عرب عنه الرئيس األمرييك يف أكرث من مناسبة‪،‬‬ ‫وخاصة يف خطابه إىل العاملني العريب واإلسالمي‬ ‫يف جامعة القاهرة يف حزيران املايض‪ ،‬والذي دعا‬ ‫فيه «إرسائيل» إىل الوقف الشامل لجميع أنشطتها‬ ‫االستيطانية يف األرايض الفلسطينية املحتلة منذ‬ ‫العام ‪ 1967‬وإىل احرتام التزاماتها الدولية مبا فيها‬ ‫تلك املنصوص عليها يف خارطة الطريق الدولية‪،‬‬ ‫خاصة وأن االتفاق‪ ،‬الذي يسعى «ميتشيل» إىل‬ ‫إنجازه قبل اجتامع الجمعية العامة لألمم املتحدة‬ ‫يكتفي بدعوة حكومة «إرسائيل» إىل تجميد مؤقت‬ ‫للنشاطات االستيطانية وإىل وقف هدم منازل‬ ‫الفلسطينيني يف القدس العربية ويسمح لها يف‬ ‫الوقت نفسه ببناء أكرث من ‪ 2500‬وحدة استيطانية‬ ‫جديدة يف مستوطنات الضفة الغربية ويستبعد‬ ‫البحث يف قضية القدس وقضية الالجئني يف أية‬ ‫مفاوضات قادمة ترعاها اإلدارة األمريكية بني الجانبني‬ ‫الفلسطيني واإلرسائييل ويعد حكومة «إرسائيل»‬ ‫باستخدام الواليات املتحدة لعالقاتها ونفوذها يف‬ ‫عدد من الدول العربية للرشوع يف خطوات تطبيع‬ ‫مع «إرسائيل» من بينها فتح ممثليات إرسائيلية يف‬ ‫عدد من العواصم العربية وفتح األجواء اإلقليمية‬ ‫العربية أمام حركة املالحة الجوية اإلرسائيلية وغريها‬ ‫من الخطوات التطبيعية األخرى‪.‬‬ ‫وعليه فإننا نؤكد رفضنا الدخول يف صفقة‬ ‫اتفاق من هذا النوع تجحف بشكل صارخ بالحقوق‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬ونتوجه إىل جميع الدول العربية‬ ‫برضورة الوقوف بحزم إىل جانب املوقف الفلسطيني‪،‬‬ ‫برفض أية لقاءات سياسية مع حكومة نتنياهو ورفض‬ ‫العودة إىل املفاوضات معها قبل إعالنها الواضح‬ ‫والرصيح عن احرتامها والتزامها بقرارات الرشعية‬ ‫الدولية‪ ،‬ووقف جميع أنشطتها االستيطانية دون قيد‬ ‫أو رشط وإعادة فتح جميع املؤسسات الفلسطينية‪،‬‬ ‫التي أغلقتها يف القدس العربية عام ‪ 2000‬وعدم‬ ‫استثناء أي من قضايا الوضع الدائم يف أية مفاوضات‬ ‫محتملة ويف املقدمة قضيتي القدس وحق عودة‬ ‫الالجئني الفلسطينيني‪.‬‬

‫حوار‪ :‬محمود صالح‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫مقابلة‬ ‫أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح ‪/‬االنتفاضة (أبو حازم) لـ «منبر التوحيد»‬

‫المفاوضات العبثية لن تعيد الحق الفلسطيني‬ ‫بل المقاومة بكافة أشكالها‬ ‫هي‬ ‫الفلسطينية‬ ‫القضية‬ ‫قضية حق يجب أن يعود ألصحابه‬ ‫الفلسطيني‬ ‫وشعبنا‬ ‫الفلسطينيني‪،‬‬ ‫قدم منوذجاً يحتذى يف الكفاح من أجل‬ ‫اسرتداد أرضه والعودة إىل دياره‪ ،‬ومهام‬ ‫اشتدت التحديات وظلم املجتمع الدويل‬ ‫وتقاعس بعض من النظام (الرسمي‬ ‫العريب)‪ ،‬فإن شعلة الثورة ستبقى‬ ‫وهاجة‪ ،‬واألجيال التي آمنت بعدالة‬ ‫القضية قدمت قوافل الشهداء عىل‬ ‫طريق التحرير والعودة‪.‬‬ ‫لقد أثبتت التجارب‪ ،‬أن املفاوضات‬ ‫مع الكيان الصهيوين مل تجد نفعاً‪،‬‬ ‫متييع‬ ‫ويحاول‬ ‫متغطرس‬ ‫وعدونا‬ ‫القضية واملامطلة واالستفادة من‬ ‫عامل الوقت لتكريس احتالله لألرض‬ ‫العربية‪ ،‬ويتحني الفرص لتعزيز احتالله‬ ‫وفرض األمر الواقع عىل الفلسطينيني‬ ‫حتى يعرتفوا بيهودية الكيان وهذا ما‬ ‫خطوته‬ ‫بتنفيذ‬ ‫للمحتل‬ ‫سيسمح‬ ‫الالحقة وتهجري فلسطينيي ‪1948‬‬ ‫الذين ما زالوا يتشبثون باألرض رغم‬ ‫عنرصية الكيان وبطشه‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد”‪ ،‬تحاور أمني الرس‬ ‫املساعد للجنة املركزية لحركة فتح ‪/‬‬ ‫االنتفاضة (أبو حازم) لالطالع عىل آخر‬ ‫تطورات القضية الفلسطينية وموقف‬ ‫حركة فتح االنتفاضة منها‪:‬‬ ‫انعقد املؤمتر العام السادس لحركة‬ ‫فتح يف بيت لحم أوائل آب املايض‪،‬‬ ‫وخرج املؤمتر بنتائج عديدة‪ ،‬ما هو تقييمكم‬ ‫لهذا املؤمتر ونتائجه؟‬ ‫عقد املؤمتر السادس لحركة فتح اللجنة‬ ‫املركزية بعد خالفات ظهرت عىل السطح‬ ‫وخاصة منذ أن شكلت اللجنة التحضريية‬ ‫للمؤمتر قبل عام ونصف‪ ،‬وكانت تتمحور الخالفات‬ ‫أو وجهات النظر حول مكان عقد املؤمتر وعدد‬ ‫أعضاءه‪ ،‬باإلضافة إىل التناقض حول الربنامج‬ ‫السيايس الذي ميكن اعتامده يف املراحل‬ ‫القادمة متجاوزين النظام الداخيل لحركة فتح‬ ‫عام ‪ ، 1965‬وبقيت حالة املراوحة هي السائدة‬ ‫يف نقاشات اللجنة التحضريية‪.‬‬ ‫وبعد أن فشلت اآللة العسكرية الصهيونية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫من تحقيق أهدافها يف رضب املقاومة وإنهاء‬ ‫البندقية املقاتلة يف غزة وفشل الحوارات إليقاف‬ ‫االنقسام الفلسطيني والذي تتحمل مسؤوليته‬ ‫السلطة منذ أن عقدت اتفاقياتها املذلة مع‬ ‫الكيان الصهيوين‪ ،‬وحتى تستكمل السلطة‬ ‫إجراءات القمع واملالحقة لرجال املقاومة من‬ ‫أجل تهيئة الساحة الفلسطينية للعودة إىل‬ ‫املفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوين‪ ،‬ال بد‬ ‫من تحقيق الرشوط التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬تصفية حركة املقاومة الفلسطينية‬ ‫وخصوصاً حامس يف غزة بعد املالحقات لقيادات‬ ‫حركة حامس وتدمري مؤسساتها يف الضفة‬ ‫الغربية‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫‪ -2‬تصفية حركة فتح بإفراغها من‬ ‫مضمون النظام الداخيل لحركة فتح‬ ‫عام ‪ 1965‬الذي اعتمد أسلوب الكفاح‬ ‫لتحرير‬ ‫وحيدة‬ ‫كوسيلة‬ ‫املسلح‬ ‫فلسطني‪.‬‬ ‫التحرير‬ ‫منظمة‬ ‫تصفية‬ ‫‪-3‬‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫‪ -4‬العودة إىل املفاوضات مع الكيان‬ ‫الصهيوين عىل قاعدة خارطة الطريق‬ ‫ومبادرة السالم العربية‪.‬‬ ‫وبنا ًء عىل توجهات حلفائه وأصدقائه‬ ‫من النظم العربية التابعة والدول‬ ‫املانحة‪ ،‬حزمت السلطة الفلسطينية‬ ‫أمرها فيام يتعلق برتتيب أوضاع‬ ‫الساحة الفلسطينية لتكون مهيأة‬ ‫بعد إنجاز األجندة املشار إليها لتسوية‬ ‫الرصاع العريب – الصهيوين‪ ،‬أي‬ ‫تصفية القضية الفلسطينية برمتها‪،‬‬ ‫لذلك عقد املؤمتر العام السادس لحركة‬ ‫فتح ‪ /‬اللجنة املركزية الذي كان حاجة‬ ‫ورضورة أمريكية – صهيونية أكرث‬ ‫منها حاجة فلسطينية أو عربية‪ ،‬فقد‬ ‫تم عقد املؤمتر يف بيت لحم مبوافقة‬ ‫وتسهيالت من قادة الكيان وتحت حراب‬ ‫قوات االحتالل‪.‬‬ ‫ومن الخطورة يف نتائج هذا املؤمتر‬ ‫السيايس‪،‬‬ ‫الربنامج‬ ‫صياغة‬ ‫إعادة‬ ‫وهو برنامج خيار املفاوضات للوصول‬ ‫إىل حل مع الكيان الصهيوين‪ ،‬وجرى‬ ‫التفاوضية‬ ‫العملية‬ ‫عىل‬ ‫الرتكيز‬ ‫يف أكرث من بند‪ ،‬واعتمد خيار التفاوض خيارا‬ ‫اسرتاتيجياً بدالً من الكفاح والنضال الذي نص‬ ‫عليه النظام الداخيل لحركة فتح السابق خياراً‬ ‫اسرتاتيجياً وحيداً‪.‬‬ ‫فتح االنتفاضة‪ ،‬فصل أسايس يف تحالف‬ ‫القوى الفلسطينية‪ ،‬متسك باألهداف واملبادئ‬ ‫واملواقف الوطنية‪ ،‬فلم يفرط بالحقوق‪ ،‬وواجه‬ ‫صعوبات عديدة بسبب مواقفه وتوجهاته‪ ،‬ما‬ ‫الجديد الذي أضافه املؤمتر السادس لحركة فتح‬ ‫االنتفاضة العام املايض إىل املسرية النضالية‬ ‫الطويلة املعمدة بدماء الشهداء؟‬ ‫عقدت حركة فتح االنتفاضة املؤمتر العام‬ ‫السادس للحركة يف ترشين األول عام ‪،2008‬‬

‫بعد أن تعرضت هذه الحركة ملؤامرات خطرية‬ ‫وصعوبات كبرية مل تتعرض لها أي جهة أو حركة‬ ‫أو تنظيم سيايس‪ ،‬وكل ذلك بسبب مواقفها‬ ‫السياسية ومتسكها بالثوابت الوطنية‪ ،‬وبعد‬ ‫الهزات العنيفة التي تعرضت لها الحركة عىل‬ ‫الصعيد السيايس والتنظيمي واألمني‪ ،‬إال أن‬ ‫قيادة الحركة وكادرها‪ ،‬هذا الكادر الذي انتخب‬ ‫لعضوية املؤمتر‪ ،‬جاء وفق هيكلية الحركة‪ ،‬حيث‬ ‫أكد املؤمتر العام السادس للحركة عىل النظام‬ ‫الداخيل للحركة‪ ،‬وتم تثبيت األسس التي قامت‬ ‫عليها الحركة وهو التمسك باملبادئ واألهداف‪.‬‬ ‫وتم التأكيد عىل الهدف االسرتاتيجي للثورة‬ ‫الفلسطينية التي تتمسك بالشعار النضايل‬ ‫لألمة بان قضية فلسطني هي القضية املركزية‬ ‫لألمة العربية واإلسالمية‪ .‬وحدد املؤمتر املهام‬ ‫املركزية لعملنا الوطني الفلسطيني‪ ،‬وتعزيز‬ ‫وحدة الشعب النضالية والعمل عىل صياغته‬ ‫وإحياء وبلورة املرشوع الوطني الفلسطيني‬ ‫وتقدميه إىل التحالف الوطني الفلسطيني‬ ‫لبناء مرجعية وطنية تتالءم مع الوضع الراهن‬ ‫للتحالف عىل طريق إعادة بناء مؤسسات‬ ‫منظمة التحرير الفلسطينية‪.‬‬ ‫وقد أعادت الحركة كافة عالقاتها النضالية‬ ‫مع بعض الفصائل والحلفاء واألحزاب التي‬ ‫سادتها التوتر نتيجة سلوكيات سابقة من‬ ‫بعض املتنفذين يف الحركة‪ ،‬والذين وضعوا‬ ‫الحركة يف أزمة عالقات‪ ،‬آثرت عىل عالقات الحركة‬ ‫باألصدقاء والحلفاء‪ ،‬ونجحت الحركة يف صياغة‬ ‫عالقات سليمة مع كافة الفصائل والتنظيامت‬ ‫والقوى السياسية مام سيكون له مردود إيجايب‬ ‫عىل صعيد تقدم وتصعيد يف املهام الحركية‬ ‫السياسية والكفاحية‪.‬‬ ‫من املعروف أن عملية ما يسمى التسوية‪ ،‬أو‬ ‫املفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية‬ ‫مع الكيان الصهيوين وصلت إىل طريق‬ ‫مسدود‪ ،‬وهذا أمر طبيعي والسؤال‪ ،‬يتخوف‬ ‫الفلسطينيون يف كافة أماكن تواجدهم من‬ ‫عودة املفاوضات من جديد والحديث عن تجميد‬ ‫االستيطان ما هو إ ّال مدخل لصفقة كربى‬ ‫تفرض التوطني وترشعن لالحتالل احتالله‪ .‬ما‬ ‫هو موقف فتح االنتفاضة من عملية التفاوض‬ ‫من أساسها؟‬ ‫إن موقف حركة فتح االنتفاضة من عملية‬ ‫املفاوضات مع الكيان الصهيوين موقف واضح‬ ‫ومعروف ومعلن يف كل أدبيات الحركة ونشاطاتها‬ ‫وعىل لسان هيئاتها القيادية‪ ،‬وهو الرفض‬ ‫الرصيح لالعرتاف بالعدو الصهيوين ولعملية‬ ‫التفاوض‪ ،‬وينطلق هذا املوقف من التزام الهيئات‬ ‫القيادية وأعضاء الحركة بالنظام الداخيل لحركة‬ ‫فتح الذي وضع منذ االنطالقة عام ‪ ،1965‬وهذا‬ ‫الرفض ينسجم مع املبادئ واألهداف يف النظام‬ ‫الذي تم التأكيد عىل نصوصه يف املؤمتر العام‬ ‫السادس للحركة ترشين األول ‪.2008‬‬ ‫إن رفضنا لعملية التفاوض هو الرفض‬

‫آبو حازم لـ»منرب التوحيد»‬

‫الحقيقي لطبيعة الكيان الصهيوين ودوره يف‬ ‫منطقتنا‪ ،‬وقد أثبتت كل التجارب واللقاءات‬ ‫واالتفاقيات واملفاوضات أنها لن تعيد الحق‬ ‫الفلسطيني واألمثلة كثرية يف هذا املجال حيث‬ ‫تعرضت القضية إىل سلسلة من التنازالت‬ ‫الواحدة تلو األخرى من النهج الذي عاش أوهام‬ ‫التسوية وإمكانية الوصول إىل حل مع هذا‬ ‫الكيان‪ ،‬هذا النهج خرج عن املبادئ واألهداف‬ ‫وتخىل عن املقاومة واقتنع باملفاوضات حتى‬ ‫قيامه بعقد االتفاقيات املذلة‪.‬‬ ‫وإذا رأينا اتفاقية “أوسلو” التي تنازل فيها هذا‬ ‫النهج عن ‪ %80‬من فلسطني وجعل الضفة‬ ‫الغربية والقطاع ‪ %20‬من فلسطينيي أراض‬ ‫متنازع عليها‪ ،‬وحتى الضفة الغربية فقد تم‬ ‫تهويدها بشكل شبه كامل وبرسعة مذهلة‪،‬‬ ‫ومل يبق للفلسطينيني إال التجمعات الكثيفة‬ ‫يف بعض املدن والقرى يف الضفة الغربية‬ ‫وتحت ستار هذه املفاوضات حورص الشعب‬ ‫الفلسطيني‪.‬‬ ‫لقد حققت “إرسائيل” الكثري بظل وجود‬ ‫هذه السلطة التي استخدمت أداة طيعة يف‬ ‫يد االحتالل ملطاردة ومالحقة املناضلني رجال‬ ‫املقاومة الفلسطينية من أبناء شعبنا يف‬ ‫الضفة والقطاع‪.‬‬ ‫الوطني‬ ‫الصف‬ ‫يف‬ ‫االنقسام‬ ‫لحالة‬ ‫الفلسطيني أسباباً عديدة‪ ،‬ومنها الرهان‬ ‫عىل التسوية التي ثبت فشلها‪ ،‬والسؤال هل‬ ‫آن األوان للبدء بعملية تقييم شاملة للمرحلة‬ ‫السابقة‪ ،‬ورضورة خلق آلية كفاحية باالعتامد‬ ‫عىل اإلمكانيات الذاتية للقوى املناهضة‬ ‫لكافة مشاريع التسوية‪ ،‬ومنها تحالف القوى‬ ‫الفلسطينية ودعم القوى الحية يف األمة؟‬ ‫يركز اإلعالم منذ فرتة عام ‪ ،2007‬بعد األحداث‬ ‫املؤسفة يف غزة عىل شعار االنقسام يف‬ ‫الصف الوطني الفلسطيني‪ .‬ويحمل اإلعالم‬

‫‪63‬‬

‫ومن وراءه من الدوائر العربية املوالية لألنظمة‬ ‫املعتدلة أي األطراف التي تح ّمل حركة حامس‬ ‫مسؤولية االنقسام يف غزة‪ ،‬وتروج وسائل إعالم‬ ‫العدو الصهيوين وبدعم من اإلعالم الغريب‪،‬‬ ‫وكذلك إعالم السلطة الفلسطينية عىل أن‬ ‫حركة حامس قامت بانقالب يف حزيران ‪،2007‬‬ ‫إن الخالفات‬ ‫ضد الرشعية الفلسطينية!؟‬ ‫واالنشقاقات يف الساحة الفلسطينية كانت‬ ‫منذ زمن بعيد وأحد أسبابها قيام املتنفذين‬ ‫بالرتويج للتسوية السياسية مع الكيان‬ ‫الصهيوين واالتفاقيات معه تحت إرشاف اإلدارة‬ ‫األمريكية حتى الوصول إىل اتفاق “أوسلو”‬ ‫املشؤوم‪ ،‬والذي يعترب أهم األسباب الحقيقية‬ ‫للخالفات واالنقسامات الفلسطينية‪ ،‬فالتيار‬ ‫الذي يدعوا إىل املفاوضات مع العدو هو من‬ ‫شق الساحة الفلسطيني بني تيار املساومة‬ ‫وتيار املقاومة واملامنعة داخل وخارج الوطن‬ ‫املحتل‪ .‬فاالنقسامات هذه سببها األسايس‬ ‫قبول أطراف فلسطينية التنازل عن الحقوق‬ ‫يف‬ ‫الفلسطيني‬ ‫لشعبنا‬ ‫الثابتة‬ ‫الوطنية‬ ‫وطنه‪ ،‬فاالتفاقيات التي عقدت ما بني هذا التيار‬ ‫أو النهج املساوم‪ ،‬والعدو الصهيوين هي جوهر‬ ‫الخالف واالنقسام وما تبعها من إجراءات كثرية‪.‬‬ ‫إن أحداث غزة ما كانت إال نتيجة املامرسات التي‬ ‫قامت بها األجهزة األمنية للسلطة وقناعتها‬ ‫بأن البندقية هي بندقية عبثية؟!‪ ..‬عىل القوى‬ ‫املناهضة لكافة مشاريع التسوية (التصفية)‬ ‫القيام بإجراءات إسرتاتيجية تراكمية يف‬ ‫سبيل الحفاظ عىل القضية الوطنية وحاميتها‬ ‫وصونها من التبديد والتصفية‪ ،‬وذلك بالعمل‬ ‫عىل تفعيل تحالف القوى الفلسطينية لصياغة‬ ‫برنامج وطني يجمع كافة الفصائل والقوى‬ ‫السياسية والفعاليات والشخصيات الوطنية‬ ‫املستقلة بإعالنه مرجعية وطنية‪ ،‬فاعلة وقادرة‬ ‫عىل تعزيز املقاومة ووحدة الوطن يف الساحة‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب فلسطيني ‪ /‬تحقيق‬

‫مقابلة‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬وتعمل عىل إعادة بناء منظمة‬ ‫التحرير الفلسطينية عىل قاعدة مقاومة كل‬ ‫الحلول واملشاريع التي تنتقص من حقوق شعبنا‬ ‫الفلسطيني وحامية القضية من التصفية‬ ‫والدعم من قوى املامنعة واملقاومة يف امتنا‪ ،‬وان‬ ‫ال تعايش مع املرشوع الصهيوين يف منطقتنا‪.‬‬ ‫كان الحديث سابقاً يدور حول إعادة بناء‬ ‫ومؤسساتها‪،‬‬ ‫الفلسطينية‬ ‫التحرير‬ ‫منظمة‬ ‫للجنة‬ ‫الجديدة‬ ‫التشكيلة‬ ‫بعد‬ ‫ولكن‬ ‫التنفيذية ملنظمة التحرير يف رام الله وانعقاد‬ ‫املجلس الوطني الفلسطيني‪ ،‬يرى املراقبون أن‬ ‫السلطة الفلسطينية ماضية يف إعداد العدة‬ ‫ملتابعة السري يف طريق التسوية‪ ،‬والسؤال‬ ‫إىل أين ستقود هذه التسوية يف هذه املرحلة‬ ‫يف ظل حالة االنقسام السائدة بني حركتي‬ ‫فتح وحامس أو بني السلطة وبقية القوى‬ ‫الوطنية الفلسطينية؟‬ ‫إن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية‬ ‫ومؤسساتها خطوة أساسية يف االتجاه الصحيح‬ ‫وعىل طريق تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية‪،‬‬ ‫واملنظمة ملك للشعب الفلسطيني كله‬ ‫أسسها يف مؤمتره الوطني عام ‪ ،1964‬وشكل‬ ‫ميثاقها العقد الوطني بني أبناء الشعب الواحد‪،‬‬ ‫وهي إنجاز وطني كبري ينبغي صونه وحاميته‪،‬‬ ‫تحقق يف ظل الثورة الفلسطينية املعارصة‪،‬‬ ‫وتطورت عرب عملية الرصاع التاريخي‪ ،‬واملنظمة‬ ‫هي اإلطار الوطني الجامع للشعب الفلسطيني‬ ‫وكل قواه السياسية والوطنية‪.‬‬ ‫لقد تعامل نهج التفريط واالستسالم‬ ‫مع املنظمة باعتبارها الهيكل التنظيمي‬ ‫السيايس ملرشوعه الخاص‪ ،‬فتحولت من اإلطار‬ ‫الوطني الجامع إىل االستخدام السيايس‬ ‫الفئوي الضيق‪ ،‬فألغى امليثاق الوطني للمنظمة‬ ‫وجعلها هيك ًال مهمشاً ومهم ًال للتوظيف يف‬ ‫مفاوضاته مع الصهاينة‪ ،‬ويف أخطر مرحلة‬ ‫متر بها قضيتنا الفلسطينية ويف ظل الوضع‬ ‫الراهن القومي والدويل‪ ،‬وجاء إعالن رئيس‬ ‫السلطة محمود عباس للدعوة إىل عقد املجلس‬ ‫الوطني الفلسطيني داخل الوطن املحتل بنفس‬ ‫الطريقة التي عقد فيها مؤمتر حركة فتح اللجنة‬ ‫املركزية يف بيت لحم‪ ،‬بهدف تعيني أعضاء جدد‬ ‫يف اللجنة التنفيذية الجديدة للمنظمة‪ ،‬وهي‬ ‫الخطوة الثانية بعد مؤمتر فتح يف بيت لحم جاءت‬ ‫يف سياق االستعداد ملزيد من التنازل والتساوق‬ ‫مع االستحقاق التآمري التصفوي الذي يدور‬ ‫يف الوقت الراهن بني “واشنطن” و”تل ابيب”‬ ‫وبعض عواصم دول االعتدال العريب‪ ،‬وما نتج من‬ ‫تشكيل لجنة تنفيذية جديدة‪ ،‬هو لقطع الطريق‬ ‫عىل الدعوة إىل إعادة بناء م‪.‬ت‪.‬ف عىل أساس‬ ‫ميثاقها الوطني‪ ،‬وإىل قطع الحوار الفلسطيني‬ ‫الذي استفاد منه محمود عباس لفرض هيمنته‬ ‫عىل املنظمة بعد إحكام قبضته عىل فتح‪،‬‬ ‫لفرض برنامجه التصفوي الكاريث عىل قضيتنا‬ ‫الفلسطينية من خالل العودة إىل املفاوضات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫العبثية التي أعطت االحتالل الصهيوين الوقت‬ ‫الكايف لتهويد ما تبقى من الضفة الغربية‬ ‫والقدس خاصة‪ ،‬الستخدام هذه الهيئات يف‬ ‫اتفاق التسوية التصفية املنتظر‪.‬‬ ‫ما هو موقف حركة فتح االنتفاضة من‬ ‫دعوة سالم فياض إلقامة الدولة الفلسطينية‬ ‫خالل عامني‪ ،‬وما الذي يدفع فياض إلعالن مثل‬ ‫هذه الخطوة‪ ،‬وماذا تعني؟‬ ‫ترى حركة فتح االنتفاضة أن دعوة سالم فياض‬ ‫إلقامة الدولة الفلسطينية‪ ،‬حسب خطته هي‬ ‫جزء من مؤامرة التصفية للقضية الفلسطينية‬ ‫والتي جاءت من األفكار التي تم تداولها داخل‬ ‫اإلدارة األمريكية والطواقم املتخصصة التي‬ ‫تعمل إلطالق تسوية سياسية وفق متطلبات‬ ‫الكيان الصهيوين‪ ،‬وال سيام أن معظم أعضاء‬ ‫هذه الطواقم املتخصصة من اليهود‪ ،‬خرجوا‬ ‫بحل الدولتني عرب مفاوضات مكثفة تستمر ‪3‬‬ ‫‪ 6 /‬أشهر عىل ان يتم توقيع اتفاق سالم يف مدة‬ ‫أقصاها عامان‪.‬‬ ‫وللعودة إىل حل الدولتني كام أرشت‪ ،‬بدأ‬ ‫سالم فياض بالرتويج للمبادرة األمريكية قبل‬ ‫إعالن “اوباما” هذه الخطة‪ ،‬والتي اختزلت إىل‬ ‫الدعوة لتجميد االستيطان‪ ،‬وكأن القضية‬ ‫بتجميد‬ ‫فقط‬ ‫لخصت‬ ‫قد‬ ‫الفلسطينية‬ ‫االستيطان‪ ،‬واملسألة يف نظر سالم فياض‬ ‫الذي يلتقي مبرشوعه “بناء مؤسسات الدولة‬ ‫القدس”؟!‬ ‫وعاصمتها‬ ‫املستقلة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫واالستثامرات‬ ‫الفلسطيني‬ ‫االقتصاد‬ ‫وبناء‬ ‫ليلتقي مع تصور رئيس حكومة العدو‬ ‫الصهيوين نتنياهو ليكون بناء االقتصاد عنوان‬ ‫هذه املرحلة التصفوية‪ ،‬متجاوزاً كل عوامل‬ ‫الرصاع مع احتالل الصهيوين‪.‬‬ ‫هل تأملون أي جدية يف خطاب الرئيس‬

‫‪64‬‬

‫األمرييك مثل وقف االستيطان‪ ،‬وهل اختزلت‬ ‫القضية يف مطلب وقف االستيطان بينام‬ ‫فلسطني محتلة‪ ،‬ما هي الرشوط الواجبة‬ ‫لتحرير األرض‪ ،‬وعىل ماذا تراهنون؟‬ ‫تذكر بعض املصادر املطلعة أن اإلدارة‬ ‫األمريكية قد فرغت من وضع خطة إلنهاء‬ ‫الرصاع يف منطقة الرشق األوسط‪ ،‬وعقد‬ ‫اتفاقيات سالم دائم بني الكيان الصهيوين‬ ‫وكل من سوريا لبنان والسلطة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وتتمحور هذه الخطة حول تسعة بنود رئيسية‪،‬‬ ‫وعىل أساسها تبدأ املفاوضات املبارشة مع‬ ‫الكيان الصهيوين ونحن نرى ان ما طرح يعترب‬ ‫من اخطر املبادرات عىل القضية الفلسطينية‬ ‫التي فيها تصفية كاملة لحقوق الشعب‬ ‫الفلسطيني وإنهاء قضيته مقابل التطبيع‬ ‫الشامل مع الدول العربية وخاصة دول االعتدال‬ ‫العريب والتي تنص بعض بنودها عىل إقامة‬ ‫تحالف بإرشاف أمرييك ومشاركة إرسائيل‪،‬‬ ‫ملالحقة املقاومة (اإلرهاب بنظرهم) وإقامة‬ ‫مشاريع اقتصادية مشرتكة يف إطار الحل‬ ‫الشامل وتشكيل حلف إرسائييل – عريب –‬ ‫أمرييك ضد إيران‪ ،‬باإلضافة إىل محارصة كل‬ ‫دولة عربية ترفض هذه الخطة‪ ،‬وفيام يتعلق‬ ‫بحل القضية الفلسطينية وضع قوات دولية‬ ‫يف بعض مناطق الضفة الغربية واقتطاع أحياء‬ ‫من القدس الرشقية لتكون تحت السيطرة‬ ‫اإلرسائيلية بينام املقدسات تحت سيطرة عربية‬ ‫– إسالمية‪ ،‬والعمل بكل الوسائل لحل الفصائل‬ ‫والتنظيامت وتحويلها إىل أحزاب سياسية مع‬ ‫بقاء االستيطان كام ًال‪.‬‬ ‫وعليه ال بد من قيام القوى الوطنية‬ ‫الفلسطينية املواجهة لنهج التفريط واملساومة‬ ‫واالستسالم‪ ،‬والعمل بكل جدية واالرتقاء إىل‬ ‫مستوى هذه األخطار التي تعصف بقضيتنا‪،‬‬ ‫وذلك بتصعيد وتعزيز املقاومة املسلحة وكل‬ ‫أشكال املقاومة والتصدي الحازم لهذا املخطط‬ ‫والخروج من حالة املراوحة إىل بناء مرجعية وطنية‬ ‫تقود نضال شعبنا الصامد املقاوم والتصدي مع‬ ‫قوى املامنعة واملقاومة لهذا املخطط التصفوي‬ ‫القديم – الجديد‪ ،‬ورهاننا أوال عىل الله سبحانه‬ ‫وتعاىل وعىل عدالة قضيتنا‪ ،‬وعىل كل رشفاء‬ ‫امتنا العربية واإلسالمية التي ترفض التطبيع‬ ‫مع هذا الكيان العدواين والعنرصي‪ ،‬ورهاننا عىل‬ ‫سورية الصامدة والصابرة بقيادتها الحكيمة‬ ‫والتي تشكل الحاضنة اآلمنة والثابتة للمقاومة‪،‬‬ ‫وعىل إيران الجمهورية اإلسالمية وقيادتها‬ ‫املؤمنة الصادقة والداعمة لقضايا األمة العربية‬ ‫واإلسالمية وخاصة قضية فلسطني‪ ،‬وعىل كل‬ ‫الدول األخرى التي وقفت مع الحق الفلسطيني‬ ‫خالل عدوان غزة‪ ،‬والرهان عىل املقاومة املسلحة‬ ‫يف العراق ولبنان وفلسطني حتى يتم التحرير‬ ‫الشامل وطرد الغزاة من بالدنا‪.‬‬

‫حوار‪ :‬محمود صالح‬

‫دروز فلسطين يصمدون في وجه‬ ‫الضغوط اإلسرائيلية‬

‫الدروز‪ :‬تاريخ وأصول‬ ‫َمن يسمع بـ»املوحدين الدروز»‪ ،‬يعتقد أنهم من‬ ‫«الخوارج» كام يس ّميهم البعض عن دين اإلسالم‬ ‫والعقائد اإلسالمية‪ ،‬لكنّ االطالع عىل تاريخ‬ ‫الطائفة الدرزية يثبت بحق أنهم فرقة إسالمية‬ ‫متاماً كفرق السنّة والشيعة واإلسامعيلية‬ ‫والعلوية وغريها‪ ،‬وليست ديناً مختلفاً عن الدين‬ ‫اإلسالمي حتى لو ُو ِج َد بعض الطقوس املختلفة‬ ‫عن املذاهب اإلسالمية األخرى متام االختالف عن‬ ‫بعضها البعض‪ .‬إال أن مذهب التوحيد‪ ،‬ليس‬ ‫مختلفاً عن دين اإلسالم خاصة وأن القرآن الكريم‬ ‫ُيعترب مرجعاً أساسياً لدى أبناء الطائفة الدرزية‪.‬‬ ‫وينترش املوحدون الدروز يف جميع بقاع األرض‬ ‫خاصة يف بالد الشام وهم منذ نشوء الكيان‬ ‫الصهيوين الغاصب يف فلسطني املحتلة واحتالل‬ ‫الجوالن السوري ال زالوا صامدين بوجهه ومتصدّين‬ ‫ملحاوالت تهويده وإخراجه من أصوله العربية‬ ‫واإلسالمية والقومية‪.‬‬

‫بني دروز فلسطني ودروز لبنان‬ ‫وسوريا‪ ..‬وحدة دم ال تتجزأ‬ ‫لطاملا كانت قربة الدم بني دروز فلسطني ودروز‬ ‫لبنان وسوريا هي العامل الجامع لهم مام أسهم‬ ‫يف مساعدة بعضهم البعض يف كافة الصعاب‬ ‫واملحن كحوادث الستني يف لبنان‪ ،‬والحوادث‬ ‫املتعددة يف فلسطني ومحاولة التهويد والتجنيد‬ ‫اإلجباري وأيضاً محاولة فرض الهوية االرسائيلية‪،‬‬ ‫فربزت واضحة معامل النخوة املعروفية والشوق‬ ‫ل ّلقاء الدائم بني أبناء التوحيد الذين ‪ -‬وبال شك –‬ ‫يشكلون طائفة موحدة واحدة‪.‬‬ ‫ومع كل ما عاناه وال زال دروز فلسطني والجوالن‬ ‫املحتل من قمع وصهينة وغطرسة يهودية‪ ،‬ال‬ ‫زال العدو ميلك أساليباً لطاملا امتاز بها‪ ،‬تشكل‬ ‫صفاته القذرة التي تبينّ الوجه الحقيقي للشعب‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫وللحكومة‬ ‫الغاصب‪،‬‬ ‫اليهودي‬ ‫العنرصية‪.‬‬ ‫ومؤخراً‪ ،‬طالعنا مدير عام مكتب رئيس الوزراء‬ ‫قاس ضد الدروز‬ ‫بهجوم‬ ‫اإلرسائييل «أيال غباي»‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يف فلسطني املحتلة خالل منتدى املركز اإلرسائييل‬ ‫لإلدارة يف «تل أبيب»‪ ،‬متّه ًام إ ّياهم بنرش الرعب‬ ‫حيث قال‪« :‬إن الجميع يرى إطالق النار يف الشوارع‬ ‫عىل الجرافات فتمتنع عن القيام بأعامل حفريات‬ ‫يف أرايض الدروز‪ ،‬وقد تحولوا إىل كلمة تدب الرعب‬ ‫يف الوزارات ويقولون <لديهم سالح مرخص>‬ ‫(بسبب الخدمة يف الجيش اإلرسائييل)‪.‬‬

‫واستكمل «غباي» أقواله بالحديث عن مثال‬ ‫حول مد أنبوب غاز يف خليج حيفا‪ ،‬وقال‪« :‬عندما‬ ‫تريد وزارة البنية التحتية ورشكة غاز مد أنبوب‬ ‫ويتضح أنه مير عرب أرايض الدروز‪ ،‬ال ميكن مدّه‪ ،‬إذ ال‬ ‫ميكن القيام بأية أعامل يف أرايض الدروز وال حتى‬ ‫يف األماكن املقدسة التي توجد فيها مقابر من‬ ‫العرص البيزنطي»‪.‬‬ ‫وال شك أن ترصيحات «غباي» العنرصي والحاقد‬ ‫أثارت غضب الوسط الدرزي‪ ،‬مام اضطره حت ًام‬ ‫إلصدار بياناً توضيحياً قال فيه‪« :‬إن أقوايل مل‬ ‫تفهم كام ينبغي وقصدت اإلشارة إىل أولئك‬ ‫الذين لديهم أفكاراً مسبقة تجاه الوسط الدرزي‬ ‫بدالً من التحدث معه»‪ .‬كذلك أصدر مكتب رئيس‬ ‫الوزراء اإلرسائييل «بنيامني نتنياهو» توضيحاً قال‬ ‫فيه إن «املدير العام يكنّ بالطبع احرتاماً بالغاً‬ ‫ملواطني إرسائيل الدروز ومساهمتهم البالغة‬ ‫جداً لدولة إرسائيل»‪.‬‬ ‫يف سياق النظر ملا حدث‪ ،‬يجب األخذ بعني‬ ‫االعتبار أن «غباي» حت ًام قصد إثارة الحقد ضد‬ ‫الدروز ألنهم قرروا منذ البدء‪ ،‬وكسائر مواطني‬ ‫فلسطني‪ ،‬الوقوف بوجه العدو الغاصب يف‬ ‫محاولة رشسة للدفاع عن أرضهم واسرتدادها‬ ‫بالقوة‪.‬‬ ‫ومل يكن عضو الكنيست سعيد نفاع من‬ ‫حزب التجمع الوطني الدميقراطي والذي ينتمي‬ ‫للطائفة الدرزية مخطئاً عندما قال‪« :‬إن غباي‬ ‫هو عنرصي آخر من مدرسة العنرصية‪ ،‬والدروز‬ ‫هم الضحية‪ ،‬وسياسة التمييز العنرصية‬ ‫واملستهزئة بحقوق األقلية العربية مبن فيهم‬

‫‪65‬‬

‫الدروز‪ ،‬هي التي ُتدب الرعب من خالل هدم البيوت‬ ‫وزج أصحابها يف السجون»‪.‬‬ ‫وجه رئيس تيار التوحيد وئام‬ ‫ويف املقابل‪ّ ،‬‬ ‫وهاب رسالة ألبناء الطائفة الدرزية يف فلسطني‬ ‫ليك يتّعظوا من هذه الترصيحات‪ ،‬وخصوصاً‬ ‫أولئك الذين «ال يزالون يراهنون عىل أن إرسائيل‬ ‫هي دولة حاضنة لهم»‪ ،‬قائ ًال‪« :‬لقد انتهى زمن‬ ‫الكذب والدجل الصهيونيني بشأن حلف الدم‬ ‫املزعوم بني الدروز واليهود‪ ،‬وآن األوان للعودة إىل‬ ‫حلف الدم العريب واإلسالمي الذي ك ّرسه آالف‬ ‫الشهداء األبرار من أبناء هذه الطائفة عىل م ّر‬ ‫العصور»‪.‬‬

‫األمل الفلسطيني يتجدد‬ ‫باستمرار‬ ‫لقد استفحل الصهاينة بشكل كبري عىل‬ ‫أرض فلسطني املحتلة‪ ،‬ووصل حقدهم إىل حد‬ ‫قتل ماليني األطفال والنساء‪ ،‬وهدم آالف البيوت‪،‬‬ ‫والتعدي عىل األماكن املقدّسة‪ ،‬لكن ال بد أن‬ ‫يأيت ذلك اليوم الذي يعود فيه كل فلسطيني‬ ‫مهجر إىل أرضه األم‪ ،‬ويذهب أبناء األمة العربية‬ ‫ّ‬ ‫جمعاء للصالة يف املسجد األقىص وكنيستَي‬ ‫القيامة‪ ،‬فاملؤمن ميلك يداً أقوى من بطش اآللة‬ ‫الحربية الصهيونية‪ ،‬يد الله ّ‬ ‫جل جالله‪ ،‬وهي حت ًام‬ ‫ستشكل قوة الردع األساسية والعامل الرئييس‬ ‫يف تحقيق النرص الكامل والعودة املحقة للقومية‬ ‫العربية إىل فلسطني الحبيبة‪.‬‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬

‫ما الذي غ ّير حال المالكي؟‬ ‫العراق ‪:‬خريطة تحالفات جديدة تسبق االنتخابات‬

‫يبدو واضحاً هذه املرة‪ ،‬بأن خريطة جديدة‬ ‫للتحالفات واالئتالفات يف العراق قد بدأت يف‬ ‫وقت مبكر‪ ،‬واالحتالل األمرييك الجاثم عىل أرض‬ ‫العراق‪ ،‬يحاول تركيز وجوده الفعيل من خالل‬ ‫إضعاف القوى السياسية العراقية‪ ،‬وليس من‬ ‫قبيل الصدفة‪ ،‬أن تظهر الخالفات عىل الحصص‬ ‫بني األحزاب الحاكمة‪ ،‬وأن تثار الخالفات داخل كل‬ ‫حزب‪ ،‬وأحد الخالفات املتفجرة هي بني حزب (‬ ‫الدعوة) بزعامة املاليك واملجلس األعىل اإلسالمي‬ ‫بزعامة عامر الحكيم‪ ،‬فاألول يشرتط أن يكون‬ ‫رئيساً للوزراء يف الحكومة املقبلة بعد االنتخابات‬ ‫النيابية املقررة يف منتصف كانون الثاين القادم‪.‬‬ ‫وهناك من يلعبها دميقراطياً ويعترب نتائج‬ ‫االنتخابات هي التي تحدد الرئيس‪ ،‬بينام يحاول‬ ‫املاليك بعد أن أثبت جدارته يف االنتخابات املحلية‬ ‫فرض رشوطه‪ ،‬ويبدو أنه ما زال يغ ّرد خارج الرسب‬ ‫هذه املرة‪ ،‬فهو من ناحية عرقل مساعي املجلس‬ ‫األعىل اإلسالمي يف (إقامة إقليم فيدرايل يف‬ ‫الوسط والجنوب ومل يوافق عىل مطالب األكراد‬ ‫باتخاذ قرارات سيادية)‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬أين األمريكيون من ذلك؟‬ ‫إن واشنطن ال ترى مصلحتها يف أي حكم‬ ‫قوي أو سلطة تأخذ املصالح اإليرانية أو العالقات‬ ‫مع سورية يف االعتبار‪ ،‬وواشنطن ليس يف‬ ‫مصلحتها حكم مركزي قوي يجدد دور بغداد‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وهي مع الفيدراليات وتدعم‬ ‫الفئات املعارضة للمركز وإذا كانت واشنطن مع‬ ‫الفيدراليات لتحقيق أغراضها فهي يف نفس‬ ‫الوقت ليست مع املركز إال إذا كان ضعيفاً ومسرياً‬ ‫حسب رغباتها ومصالحها‪ ،‬ويف العراق كام يبدو‬ ‫من ترصفات املاليك وأمثاله‪ ،‬دولة همها الوحيد‬ ‫تحصيل أكرب حصة من الغنيمة بتأجيج الرصاع‬ ‫الطائفي واملذهبي والعمل بوحي من الخارج وهذا‬ ‫مصدر الخالفات‪.‬‬

‫اتهامات املاليك لسورية يصب‬ ‫يف خانة املحتل األمرييك‬ ‫ويف ظل هذه األجواء جاءت اتهامات رئيس‬ ‫الوزراء العراقي نور املاليك لسوريا‪ ،‬لعل ذلك يخدم‬ ‫مرشوعه واملركزية التي يسعى إليها‪ ،‬واملركزية‬ ‫التي يدافع عنها املاليك‪ ،‬اشتبكت مع األكراد يف‬ ‫الشامل يف النظرة إىل توزيع العائدات النفطية‬ ‫واالستثامر النفطي عموماً‪ .‬وإلعادة النظر يف البنود‬ ‫الدستورية التي تشجع التكوين الفيدرايل للعراق‪،‬‬ ‫وذلك يف اتجاه العودة ألولوية الحكومة املركزية‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املاليك‪ :‬حزب الدعوة وائتالف دولة القانون؟‬

‫واختار املاليك أن يبادر إىل تصعيد النزاع مع‬ ‫سوريا‪ ،‬واستثامراً للشكوى املوسمية املتفرقة‬ ‫التي تجد من يغذيها كلام تطلبت حاجة املحتل‬ ‫األمرييك لها‪ ،‬إىل طرح مشكلة العالقة بني‬ ‫العراق ومحيطه‪.‬‬ ‫إن محاولة فصل العراق عن محيطه ستبوء‬ ‫بالفشل‪ ،‬فالعراق ليس لقمة سائغة يتلقفها‬ ‫املحتل األمرييك‪ ،‬وللعراق عمقه العريب واإلسالمي‪،‬‬ ‫واملحتل الذي ساعد يف تأجيج حدة االنقسامات‬ ‫املذهبية‪ ،‬القومية العراقية‪ ،‬وساهم يف انهيار‬ ‫كل مؤسسات الدولة العراقية‪ ،‬يأيت املاليك اليوم‬ ‫ويتحدث باسم عراق واحد‪ ،‬مع الجريان‪ ،‬والبداية‬ ‫كانت مع سوريا‪ ،‬فهو يعتقد أن مواجهة الخارج‬ ‫بإسم العراق تزيد حظوظ مرشوعه السيايس‬ ‫يف االنتخابات النيابية القادمة‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬هل يريد املاليك اليشء ونقيضه‬ ‫يف آن واحد‪ ،‬وما بني املركزي والفيدرايل‪ ،‬مركزية‬ ‫تكرس صيغة سيطرة عىل العراق كله‪ ،‬ولو‬ ‫اقتىض األمر رفع حصة اآلخرين مبا يتجاوز التمثيل‬ ‫املذهبي الذي تعرب عنه االنتخابات العراقية‪،‬‬ ‫وفيدرالية تحتاط من مفاجآت الزمان وتشكل نوع‬ ‫من الطأمنينة للمحتل األمرييك‪.‬‬ ‫مرشوع املاليك دونه االنطالق يف بلد مفكك‪،‬‬ ‫أرهقه املحتل‪ ،‬ومحيطه اإلقليمي يغيل ولن‬ ‫يتخىل بسهولة عن حقوقه‪ ،‬ولن يستقبل‬ ‫بالورود اتهامات املاليك الباطلة‪ ،‬سوريا قدمت‬ ‫إىل العراق الكثري‪ ،‬انطالقاً من رؤية إسرتاتيجية‬

‫‪66‬‬

‫شاملة وهي لن تسمح ألحد بأن يلعب مبصري‬ ‫العراق وبأمن سورية رغم أن قرب نهاية االحتالل‬ ‫األمرييك للعراق هو الذي غري حال املاليك‬ ‫وأوصله إىل ما هو عليه‪.‬‬

‫خريطة التحالفات‬ ‫واالئتالفات الجديدة‬ ‫بعد إعالن تشكيل (االئتالف الوطني العراقي)‬ ‫قبل شهرين‪ ،‬هدد االئتالف بإعادة رسم خريطة‬ ‫تحالفات املجالس املحلية وسحب سبع محافظات‬ ‫جنوبية هي (بابل والديوانية والنارصية والساموة‬ ‫والكوت والعامرة والنجف) من حزب الدعوة الذي‬ ‫يتزعمه رئيس الوزراء نور املاليك‪ ،‬ما يعني تهديداً‬ ‫جدياً للمناصب القيادية التي حصل عليها حزب‬ ‫الدعوة يف حال أرص األخري عىل البقاء خارج‬ ‫االئتالف‪.‬‬ ‫وكل املؤرشات تدل عىل عدم نية حزب الدعوة‬ ‫االنخراط يف االئتالف الوطني‪ ،‬وأن رئيس الوزراء‬ ‫املاليك ماض يف اتصاالته مع كيانات سياسية‬ ‫يف املنطقة الغربية يف األنبار‪ ،‬مثل الحزب‬ ‫اإلسالمي حيث أبدى البعض رغبته يف االنضامم‬ ‫إىل ائتالف دولة القانون لخوض االنتخابات‪.‬‬ ‫يف بغداد واملوصل ُأع ِلن عن تشكيل ثالث‬ ‫كيانات سياسية لخوض االنتخابات الترشيعية‬ ‫املقبلة املقرر إجراؤها يف منتصف كانون الثاين‬

‫املقبل‪ ،‬يف بغداد أعلن عن تشكيل (الكتلة‬ ‫العراقية املستقلة) برئاسة مهدي حافظ وأن‬ ‫الكتلة الجديدة تضم معظم املنسحبني من‬ ‫القامئة العراقية والوطنية التي يرأسها إياد‬ ‫عالوي‪ ،‬إضافة إىل شخصيات سياسية مستقلة‬ ‫من التكنوقراط واملثقفني‪.‬‬ ‫ويف املوصل أعلن النائب أسامة النجيفي‬ ‫تأسيس تجمع سيايس جديد باسم ( عراقيون)‬ ‫للمشاركة يف االنتخابات النيابية‪ ،‬وتجمع‬ ‫عراقيون ميثل التنوع العراقي يف العراق‪ ،‬كام‬ ‫أعلن عن تأسيس كتلة عشائرية باسم ( الخيار‬ ‫الوطني) برئاسة ربيعة محمد الحديد‪.‬‬ ‫وأطلق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي‬ ‫تكتله الجديد باسم (تجديد) وأبرز مكوناته أعضاء‬ ‫بارزون يف الحزب اإلسالمي‪ ،‬وقال الهاشمي‬ ‫أن قامئة تجديد انطلقت من استجابة لحاجة‬ ‫إسرتاتيجية وطنية تتمثل يف إخراج العراق من‬ ‫املأزق التاريخي الذي وقع فيه عندما طبق نظرية‬ ‫(دولة املكونات) التي أسقطت املواطنة وك ّرست‬ ‫الطائفية وح ّفزت اآلخرين عىل استباحة العراق‬ ‫وسيادته‪.‬‬ ‫وفيام دعا إياد عالوي زعيم (القامئة العراقية)‬ ‫إىل جبهة إنقاذ وطني تضم كل القوى السياسية‬ ‫(املؤمنة باملرشوع الوطني) أعلن حزب الدعوة‬ ‫بزعامة املاليك وضع اللمسات األخرية إلعالن‬ ‫تكتله الجديد يف إشارة إىل استبعاد أي احتامل‬ ‫النضاممه إىل (االئتالف الوطني العراقي)‪.‬‬ ‫والسؤل‪ :‬إذا كان جميع األحزاب والتكتالت‬ ‫واالئتالفات يف العراق‪ ،‬يتبنون خطاباً سياسياً‬ ‫يؤمن باملرشوع الوطني‪ ،‬وضد املحاصصة الطائفية‬ ‫ومع بناء الدولة املدنية القوية لجميع العراقيني‬ ‫من دون استثناء‪ ،‬فلامذا ال يتوحدون يف جبهة‬ ‫وطنية واحدة إلنقاذ العراق؟ املحتل األمرييك‬ ‫يتحني كل فرصة لزرع بذور التفرقة يف العراق‪،‬‬ ‫فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يراها املحتل‬ ‫الستمرار سيطرته عىل البالد ونهب ثرواتها‪،‬‬ ‫وتهديداً لدول الجوار وخاصة سورية وإيران‪ ،‬ومنع‬ ‫قيام عراق قوي يشكل عمقاً وسنداً اسرتاتيجياً‬ ‫ألمته‪...‬‬ ‫وزير الدفاع اإليراين أحمد وحيدي أشار إىل‬ ‫أن الواليات املتحدة تسعى إلثارة نزاع جديد بني‬ ‫إيران والعراق قائ ًال‪“ :‬إن الهدف األخري ألمريكا‬ ‫هو إثارة مواجهة بني إيران والعراق”‪ ،‬وترصيحات‬ ‫وحيدي هذه جاءت رداً عىل ترصيحات وزير الدفاع‬ ‫األمرييك روبرت غيتس الذي حض “العرب” عىل‬ ‫تعزيز قواتهم العسكرية وتعاونهم العسكري‬ ‫مع واشنطن لدفع إيران عن الرتاجع عن برنامجها‬ ‫النووي‪.‬‬

‫التصعيد العراقي مع سورية‬ ‫يف الوقائع‪ ،‬جاءت التفجريات التي حصلت يف‬ ‫بغداد يوم ‪ 19‬آب املايض بعد يوم واحد من زيارة‬

‫عامر الحكم واالئتالف الوطني‬

‫طارق الهاشمي‪ :‬تكتل تجديد‬

‫املاليك إىل دمشق‪ ،‬وكلف وزير الخارجية السوري‬ ‫وليد املعلم والعراقي هوشيار زيباري تقديم‬ ‫مسودة مقرتحات لـ “اتفاق تعاون اسرتاتيجي”‪،‬‬ ‫وكانت الزيارة السابقة للامليك إىل دمشق‬ ‫يف آب ‪ 2006‬عندما جاء للبحث عن رشعية‬ ‫عربية ودعم للعملية السياسية واملصالحة‬ ‫التي يقودها‪ ،‬وقابلتها دمشق باإليجاب وتشجيع‬ ‫أطراف إقليمية ودولية لدعم (رئيس حكومة‬ ‫املصالحة الوطنية)‪.‬‬ ‫وزيارة املاليك األخرية إىل دمشق‪ ،‬أسفرت‬ ‫عن إعالن مشرتك لتشكيل “مجلس للتعاون‬ ‫االسرتاتيجي” يشمل كل املجاالت مبا فيها التعاون‬ ‫األمني والعسكري بهدف “تطوير العالقات‬ ‫يف املجاالت العسكرية واالتفاق عىل إطار لهذه‬ ‫العالقات يشمل التدريب والتعاون العلمي”‪.‬‬ ‫ويأيت التصعيد العراقي ضد سورية‪ ،‬بعد إعالن‬ ‫الرئيس بشار األسد خالل جوالته األخرية عىل أكرث‬ ‫من دولة إقليمية عن رؤية إسرتاتيجية تشمل‬ ‫تعاون سورية وإيران وتركيا والعراق مع تركيز عىل‬ ‫العمق االسرتاتيجي بني دمشق وبغداد‪.‬‬ ‫وإذا كان املاليك يتوقع تحقيق املكاسب‬ ‫من اتهاماته ضد سورية‪ ،‬ويراهن عىل تسلم‬ ‫سياسيني بعثيني لتعزيز وضعه الداخيل أو‬ ‫ملواجهة “االئتالف الوطني”‪ ،‬فإن دمشق أعلنت‬ ‫أنها لن تس ّلم آيا من القياديني “البعثيني” الذين‬ ‫ميارسون العمل السيايس الرشعي ضمن أكرث‬ ‫من مليون عراقي فيها‪.‬‬ ‫وتبدو حسابات املاليك اليوم خاطئة للغاية‪،‬‬ ‫فالرئيس “أوباما” يف حاجة إىل سورية لتنفيذ‬ ‫خطته باالنسحاب من العراق يف ‪ ،2011‬ومحاولة‬ ‫فرض العزلة عىل سورية فشلت بامتياز‪ ،‬وتحقيق‬

‫االستقرار يف العراق مصلحة لدمشق‪ ،‬وإن كانت‬ ‫هناك قوى ساعية داخل واشنطن لعرقلته‪،‬‬ ‫والتصعيد الذي افتعله املاليك ضد سورية مل‬ ‫يلقَ دع ًام عربياً سياسياً‪ ،‬وإعالميا وال دع ًام يف‬ ‫االئتالف الحاكم يف بغداد‪ ،‬خصوصاً وسط غياب‬ ‫الدليل القاطع عن عالقة عراقيني يقيمون يف‬ ‫سورية بتفجريات األربعاء الدامي يف ‪ 19‬آب‬ ‫املايض‪.‬‬ ‫كشف نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي‬ ‫وجود اختالف يف الرؤية واملعالجة‪ ،‬بني مجلس‬ ‫الرئاسة من جهة‪ ،‬ورئيس الوزراء نوري املاليك يف‬ ‫ما يتعلق بامللف األمني عقب التفجريات‪ ،‬ورأى “أن‬ ‫األمور ال ينبغي أن ترتك لالجتهادات الشخصية‪،‬‬ ‫ألنها تتعلق بالدولة العراقية ومرتكزاتها وعموماً‬ ‫ميكن القول أنها تنفيذا ألجندات خارجية تريد‬ ‫تدمري البلد”‪.‬‬ ‫ويف وقت عادت فيه املقاومة العراقية‬ ‫لتستهدف قوات االحتالل األمرييك التي خرست‬ ‫أربعة من عنارصها‪ ،‬يف عمليتني منفصلتني‬ ‫بعبوات ناسفة استهدفتا دورياتهم يف جنوب‬ ‫بغداد وشامل البلد‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬ما الذي غري حال املاليك هذه األيام؟‬ ‫هل تخ ّوفه من االنتخابات النيابية القادمة‬ ‫ونتائجها‪ ،‬ودورانه يف حلقة مفرغة‪ ،‬ويحاول خلط‬ ‫ّ‬ ‫لعل وعىس أن يحالفه الحظ يف البقاء‬ ‫األوراق‪،‬‬ ‫رئيساً للحكومة القادمة؟‬ ‫العراق أمام مرحلة وطنية جديدة‪ ،‬واالحتالل‬ ‫اىل زوال‪ ،‬والنرص حليف املقاومة بكافة‬ ‫أشكالها‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫أدهم محمود‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب عريب‬

‫السعودية بين مطرقة القاعدة‬ ‫وسندان خالفات األسرة الحاكمة‬ ‫تعيش األرسة السعودية الحاكمة حالة من‬ ‫الرتهّ ل واالنقسام حيث يتسابق شيوخ وأمراء‬ ‫آل سعود عىل تحصيل مواقع متقدمة يف أجهزة‬ ‫الدولة ومؤسساتها وصلت حد العمل عىل‬ ‫اإلطاحة بنظام امللك السعودي عبد الله‪ .‬وتندرج‬ ‫هذه الخالفات واالنقسامات يف سياق املنظمة‬ ‫القابضة عىل الحكم‪ ،‬وتنعكس كحالة طبيعية‬ ‫لنظام مليك عاش وترعرع يف أحضان املرشوع‬ ‫األمرييك االنعزايل الذي سلخ اململكة عن دورها‬ ‫املعنوي واإلقليمي‪.‬‬ ‫بعد أن أغدقت ثروة آل سعود باملغريات وح ّولت‬ ‫حياتهم من الفقر إىل الرثاء والتبذير والبذخ‪ ،‬بات‬ ‫كل أمري يفكر ويطمح يف كريس امللك‪ ،‬وبدأت‬ ‫الرصاعات داخل األرسة الحاكمة تتطور وهذا ما‬ ‫بدا جلياً عام ‪ 1958‬عندما استعان األمري فيصل‬ ‫بكبار رجال اململكة وعلامئها وقادتها ليك ينتزع‬ ‫بحجة أنه غري قادر عىل‬ ‫الحكم من أخوه سعود‬ ‫ّ‬ ‫إدارة أمور اململكة‪ ،‬استجاب امللك سعود لرغبة‬ ‫قاس وأصدر مرسوماً س ّلم فيه‬ ‫أخيه بعد رصاع‬ ‫ٍ‬ ‫السلطة إىل األمري فيصل الذي أرسل عام ‪1960‬‬ ‫كتاباً ألخيه شديد اللهجة وهدّده باستخدام‬ ‫القوة‪ ،‬مام اضطر امللك إىل تقديم استقالته‪.‬‬ ‫ويف عام ‪ّ ،1964‬متت مبايعة فيصل ملكاً عىل‬ ‫السعودية‪ ،‬وفور تسلمه ُط ِر َد األمري طالل خارج‬ ‫السعودية‪.‬‬ ‫ّإن ما يحدث اآلن يف السعودية من مبايعات‬ ‫للملك عبد الله ما هي إال دليل عىل حالة‬ ‫االنقسام الحاد بني أفراد آل سعود‪ ،‬وفيام يخص‬ ‫تركيبة األرسة الحاكمة‪ ،‬مثة فرعني رسيري‬ ‫وغري رسيري‪ ،‬ويندرج امللك عبد الله ضمن الفرع‬ ‫الرسيري‪ ،‬بينام األمري سلطان من الفرع اآلخر‪،‬‬ ‫وكان هنالك تنافساً حاداً بني أرسة امللك عبد الله‬ ‫وأبناءه وجناح سلطان مع العلم ان هنالك فرعاً‬ ‫ثالثاً ُيع ّد وزير الخارجية سعود الفيصل جزءاً منه‪.‬‬

‫بندر بن سلطان‪ ..‬امللك األمرييك‬ ‫إن التاميز بني الفرعني الرئيسيني يكمن يف‬ ‫أن جناح سلطان ونجله بندر لهام عالقات وثيقة‬ ‫مع مراكز صناعة القرار يف الواليات املتحدة‬ ‫األمرييكية‪ ،‬ويشكل بندر بن سلطان حالة شبه‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫منفردة يف ميوله املتطرفة نحو اإلدارة األمريكية‪،‬‬ ‫وهذا ما أكسبه خالل السنوات الثامين من حكم‬ ‫بوش موقعاً كبرياً عىل صعيد اتخاذ القرارات يف‬ ‫السعودية‪ ،‬واالضطالع بدور استخبارايت وأمني‪،‬‬ ‫وتح ّول بندر إىل ع ّراب العالقات الثنائية بني‬ ‫السعودية والواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وبالتايل‬ ‫دخل بندر لعبة الرصاع عىل السلطة فاتحاً أبواب‬ ‫اململكة عىل احتامالت عديدة وكثرية‪.‬‬

‫األمري نايف والوسط الوهّ ايب‬ ‫ُيعترب األمري نايف بن عبد العزيز فرعاً رابعاً‬ ‫وذلك نتيجة العالقات القوية التي تربطه‬ ‫بالوهّ ابيني كونه يقيم شبكة اتصاالت قوية‬ ‫مع الزعامء السلفيني واملتطرفني السعوديني‪،‬‬ ‫وقادر عىل التأثري باملجتمع السعودي‪ ،‬ويحاول‬ ‫نايف دامئاً أن يسوق لنفسه حقه يف أن‬ ‫يكون ولياً للعهد أو امللك املقبل‪.‬‬ ‫إن الهمس الذي يدور منذ أشهر حول‬ ‫تعيني ويل عهد جديد يسبب املرض الذي‬ ‫ُيعاين منه سلطان‪ ،‬يدفع ببندر بن سلطان‬ ‫إىل الواجهة‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫آل سلطان‬ ‫يستخدمون القاعدة‪ ..‬فزّاعة‬ ‫بعد تهديد بندربن سلطان “بلري” بعمليات‬ ‫إرهابية شبيهة بتفجريات لندن إذا مل يكف‬ ‫عن التحقيق يف فضيحة “الياممة” يظهر جلياً‬ ‫مدى ارتباط هذه املجموعات اإلرهابية بأستاذ‬ ‫الصفقات املشبوهة وع ّراب العمليات األمنية‬ ‫الخطرية‪ ،‬وهذا ما يجعل بندر ميلك مفاتيح اللعبة‬ ‫ّ‬ ‫املسخرة إلثارة‬ ‫اإلرهابية ولديه كافة األدوات‬ ‫النعرات‪ .‬وتأيت زيارة بندر إىل أمين الظواهري يف‬ ‫باكستان وهو الرجل الثاين يف تنظيم القاعدة‬ ‫يف إطار عملية املصالح املتبادلة للقاعدة‬ ‫مع بعض أفراد األرسة الحاكمة‪ .‬وتشري بعض‬ ‫الترصيحات والكتابات إىل أن بندر بن سلطان‬ ‫قدّم تطمينات لـ “إرسائيل” بأن عمل تنظيم‬ ‫وجه ضدّها‪ ،‬كام أكد بندر‬ ‫القاعدة اإلرهايب لن ُي ّ‬ ‫مسؤول املخابرات السعودية القومية بأن جهازه‬ ‫يسيطر بشكل تام عىل مجموعات القاعدة‬ ‫اإلرهابية يف لبنان‪ ،‬وهذا الكالم جاء يف سياق‬ ‫الرد عىل بعض امللفات األمنية التي عرضها‬ ‫املوساد الصهيوين عىل “أوملرت” ليناقشها يف‬ ‫لقاءه باألمري بندر‪.‬‬

‫وضع بندر الخطة السعودية يف مرحلة إعادة‬ ‫إنضاج فكرة السلفية واالعتامد عىل القاعدة‬ ‫يف الحرب ضد حزب الله واملقاومة‪ ،‬وجعل لبنان‬ ‫مركزاً رئيسياً لتنظيم القاعدة ُتطلق منه‬ ‫العمليات اإلرهابية نحو سوريا والعراق وجنوب‬ ‫لبنان‪ ،‬وإشاعة حالة من االنقسام املذهبي‬ ‫الحاد‪ .‬وتشري بعض املعلومات أن أجهزة األمن‬ ‫السعودية قد شاركت يف عمليات إرهابية بغية‬ ‫توجيه اإلعالم نحو الداخل السعودي واإلضاءة‬ ‫عىل معاناة اململكة من األصولية واإلرهاب‪ ،‬وهي‬ ‫التي صدّرته للخارج‪ .‬وكشفت تقارير أمرييكية‬ ‫ُرف َعت عنها الرس ّية بشأن حادثة تفجري أبراج‬ ‫الخرب يف يونيو ‪ 1996‬عن عملية خداع مارستها‬ ‫املباحث السعودية بالتعاون مع مسؤولني‬ ‫أمريكيني وترسيب معلومات كاذبة تتهم من‬ ‫خاللها عنارص شيعية يف تدبري االنفجار لرصف‬ ‫األنظار عن تنظيم القاعدة‪ .‬كام يجب األخذ بعني‬ ‫االعتبار العالقات بني السفري السابق بواشنطن‬ ‫“بندر بن سلطان” ورئيس مكتب التحقيقات‬ ‫الفيدرالية األمريكية السابق “‪ FBI‬لويس فريه”‪،‬‬ ‫والعالقات بني السعوديني ومجموعة بن الدن يف‬ ‫تنظيم القاعدة‪.‬‬ ‫وأوردت التقارير األمريكية كشفت عنها‬ ‫وكالة “‪ ”ISP‬لألنباء أن هذه بعض املعلومات‬ ‫عن رئيس مكتب التحقيقات “‪ FBI‬لويس فريه”‬ ‫أن‪:‬‬ ‫األمري بندر بن سلطان السفري السعودي‬ ‫يخف استعداده لتقديم‬ ‫األسبق يف واشنطن مل‬ ‫ِ‬ ‫الوعود بالفوائد املالية ضمن مساعيه للتأثري‬ ‫عىل املسؤولني األمريكيني عندما كانوا ال يزالون‬ ‫يف مناصبهم‪.‬‬ ‫النظام السعودي بات يدفع راتباً شهرياً لبعض‬ ‫كبار املسؤولني األمريكيني يف “‪.”FBI‬‬ ‫قال مسؤول سابق رفيع يف مكتب التحقيقات‬ ‫االتحادي للوكالة أن “فريه”‪ :‬كان دائم اللقاء‬ ‫بالسفري السعودي بندر بن سلطان‪ ،‬وأن أكرث‬ ‫هذه اللقاءات مل تكن يف مكتب “فريه” وإمنا يف‬ ‫قرص بندر‪.‬‬ ‫تح ّول “لويس فريه” إىل محامي دفاع عن األمري بندر‬ ‫بن سلطان أمام محكمة بريطانية يف أبريل ‪ 2009‬يف‬ ‫القضية التي ا ُتهم فيها بتقايض رشاوي بلغت ملياري‬ ‫دوالر ضمن صفقات سالح سعودية بريطانية بحسب‬ ‫التقرير‪.‬‬ ‫دفع النظام السعودي مكتب التحقيقات االتحادي‬ ‫التهام إيران وحلفاءها من السعوديني الشيعة‪.‬‬ ‫يف ضوء عالقات “فريه” مع بندر‪ ،‬وأسلوبه يف‬ ‫التحقيق يف مالبسات تفجري أبراج الخرب يجدر أن‬ ‫يخضع “فرييه” للتمحيص مجدداً وفقاً للتقرير‪.‬‬ ‫إغالق التحقيق يف ضلوع بن الدن بطلب سعودي من‬ ‫رئيس “‪ ”FBI‬السابق “لويس فريه”‪.‬‬ ‫حرية الحركة والتخطيط ملجموعة بن الدن‬ ‫لعمليات إرهابية ضد الواليات املتحدة نتيجة‬

‫حكم “فريه”‪.‬‬ ‫ويشري تقرير الوكالة إىل املعلومات اآلتية‬ ‫بشأن مجموعة بن الدن يف تنظيم القاعدة‪:‬‬

‫تو ّرط مجموعة بن الدن‬ ‫يف التفجري‬ ‫تكتّم السعوديني عىل سلسلة أدلة تكشف‬ ‫تو ّرط املجموعة يف التفجري‬ ‫خشية السعوديني من انكشاف العالقة‬ ‫املعقدة بني السعوديني وتنظيم القاعدة‬ ‫مساهمة الخداع السعودي يف حامية أسامة‬ ‫بن الدن‬

‫االنقالب وهيئة التبعية‬ ‫عينّ امللك عبد الله ابنه األكرب متعب نائباً‬ ‫لرئيس الحرس الوطني‪ ،‬وذلك بعد نشوب خالفات‬ ‫داخل األرسة الحاكمة حول توارث الحكم بني أبناء‬ ‫وأحفاد املؤسس السعودي امللك الراحل عبد‬ ‫العزيز آل سعود‪ ،‬حيث أق ّر امللك يف نهاية األمر‬ ‫تشكيل ما يس ّمى بهيئة التبعية الختيار امللك‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫دارت يف اآلونة األخرية مجموعة من التساؤالت‬ ‫عام يجري يف الحرس الوطني السعودي بعد ورود‬ ‫أخبار انقالب عسكري قام به الرائد أحمد معياض‬ ‫الزهراين والذي قام بحسب الروايات بتجنيد عدد‬ ‫من ضباط وأفراد جهاز الحرس الوطني السعودي‬ ‫برعاية ودعم أحد أمراء األرسة الحاكمة‪ .‬وتتكون‬ ‫هذه املجموعة مام يقارب ‪ 150‬ضابطاً‪ ،‬أحيلوا جميعاً‬

‫‪69‬‬

‫عىل‬

‫للقضاء العسكري بتهمة التواطؤ والتآمر‬ ‫قيادتهم‪ ،‬كام سيتم النظر مبصادر الدعم واملساندة‪.‬‬ ‫إن مرحلة االنحراف السيايس الذي مت ّر فيه‬ ‫اململكة بسبب شذوذ بعض األمراء‪ ،‬وانزالقهم يف‬ ‫مشاريع التط ّبع‪ ،‬وتكريس فكرة تطويع وتطويق إرادة‬ ‫الشعب العريب املقاوم ح ّول السعودية من دولة تطمح‬ ‫لدور إقليمي كبري نتيجة وضعها املعنوي إىل دولة‬ ‫ضعيفة ممزقة تنخر األصولية جذورها‪ ،‬ويقبع الشعب‬ ‫السعودي الشقيق تحت وطأة ورحمة رغيف الخبز‪،‬‬ ‫وحرف التيار األصويل املعركة مع الكيان الصهيوين‬ ‫إىل رصاع عريب – عريب‪ ،‬ال بل إىل قتال مذهبي ال قيمة‬ ‫له وال لون‪.‬‬

‫امللك عبد الله يواجه القاعدة‬ ‫يأيت افتتاح جامعة امللك عبد الله للعلوم‬ ‫التقنية يف إطار حربه املفتوحة عىل االتجاهات‬ ‫والتيارات السلفية من خالل اعتامد سياسة‬ ‫االنفتاح واالعتدال عىل املستويني الداخيل‬ ‫والخارجي‪ ،‬وال بد للمتابع إال أن يرى صورة الرئيس‬ ‫السوري الدكتور بشار األسد إىل جانب امللك‬ ‫عبد الله كدليل قاطع عىل الحالة الصعبة التي‬ ‫متر بها اململكة‪ ،‬وبالتايل اقتضت الرضورات‬ ‫الوطنية والقومية واألخالقية وقوف سوريا إىل‬ ‫جانب اململكة يف حربها عىل التطرف‪ ،‬وهذا‬ ‫املوقف النبيل للدكتور بشار األسد يأيت ليك ّرس‬ ‫حاجة العرب اليوم إىل الوحدة والتعايل عىل‬ ‫الجراح واملصالح الشخصية كون أ ّمتنا تعيش‬ ‫مرحلة احتضار عىل املستوى الرسمي‪.‬‬

‫ماهر رسي الدين‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب دويل‬

‫تشافيز يجول بين قوى الممانعة‬ ‫ويعلن وفاة الشعارات االستعمارية‬ ‫أنهى قائد قوى املامنعة يف أمريكا الالتينية الرئيس الفنزوييل “هوغو‬ ‫تشافيز” جولته التي استمرت أحد عرش يوماً زار خاللها كل من ليبيا‬ ‫والجزائر وسوريا وإيران وروسيا‪.‬‬ ‫وخالل محارضة له بعنوان الثورة يف القرن الحادي والعرشين التي ألقاها‬ ‫يف ليبيا أعلن أن فنزويال اتخذت خطوات كبرية لتطبيق الدميقراطية‬ ‫الشعبية املبارشة أي نظام سلطة الشعب‪ ،‬وقد تم تشكيل مجالس ولجان‬ ‫شعبية وثورية يف كثري من مناطقها‪.‬‬ ‫وقدم القائد البوليفاري يف املحارضة ملحات عن طفولته ونضوجه الفكري‬ ‫وبدايات تكوينه السيايس الذي استلهمه من أفكار الثوار ونضاالت الشعوب‬ ‫يف أمريكا الالتينية وإفريقيا‪.‬‬ ‫ومن خالل كالمه نستنتج أن حقبة جديدة تصل إىل كل أنحاء العامل‪،‬‬ ‫فمنذ عرش سنوات كانت أمريكا الالتينية راكعة أمام أوامر واشنطن‪ ،‬أما‬ ‫اآلن تغري الحال بحيث باتت تعمل بيد واحدة للتصدي ملحاوالت القوى املعادية‬ ‫التي تستهدفها وتريد استعامرها واستعباد شعبها‪ .‬وبتنا نرى يف هذا‬ ‫الرجل الذي يتصدى للعوملة ويقاوم هيمنة الثلث الغني يف العامل عىل‬ ‫ثالثة أرباع البرشية األخرى ما يذكر بأبطال التاريخ األسطورييني الذين نذروا‬ ‫أنفسهم لنرصة الفقراء واملعدمني‪.‬‬ ‫ورغم رهان البعض عىل أن اللغة الثورية أصبحت جزءا من التاريخ‪ ،‬فإن‬ ‫“اوغو تشافيز” الذي يحكم فنزويال رابع أكرب منتج للنفط يف العامل وثالث‬ ‫أكرب مصدر للنفط إىل الواليات املتحدة‪ ،‬ما زال يرص عىل أن النفط والرثوة‬ ‫ال ميكن أن يحال مكان الثورة التي جاءت من أجل الفقراء‪ ،‬ويجلس عىل‬ ‫برميل نفط قريب من واشنطن‪ ،‬لكنه ليس يف متناول يدها التي تسعى‬ ‫إىل استغالله وتريد تحويله إىل أداة لها‪ ،‬فإذا به يتحول إىل منر رشس يقف‬ ‫عائقاً أمام خطتها‪ ،‬وال يكتفي بالكالم وإمنا يحاول جاهداً مناهضة الهيمنة‬ ‫األمريكية‪ ،‬فيزور سوريا‪ ،‬ويصادق كوبا‪ ،‬ويدعم الثورة يف كولومبيا‪ ،‬ويدشن‬ ‫عالقات قوية مع روسيا والصني‪ ،‬ويدافع عن إيران ويقول أنها أحد أفضل‬ ‫أصدقاءه يف العامل ويحرتم الثقافة الفارسية ومبادئها وقيمها وثورتها‬ ‫اإلسالمية يف أعوامها الثالثني‪.‬‬

‫تشافيز العريب‬ ‫عند وصوله إىل دمشق عرب الرئيس “تشافيز” عن حبه لسوريا أرضا‬ ‫وشعباً‪ ،‬الفتاً إىل أنه ملتزم مع الشعب العريب كالتزامه بشعوب أمريكا‬ ‫الالتينية‪.‬‬ ‫ويف كلمة له يف االحتفال الشعبي يف السويداء استطرد مؤكداً أن‬ ‫هذه املدينة ذات األرض الصخرية السوداء األقوى واألصلب يف العامل‪ ،‬أنجبت‬ ‫املجاهد سلطان باشا األطرش الذي قدم للشعب السوري والعريب كام قدم‬ ‫سيمون “بوليفار” للشعب الفنزوييل من مقاومة وعزة وكرامة‪.‬‬ ‫ولفت الرئيس الفنزوييل إىل أهمية تطلع سوريا والعامل العريب عىل أخبار‬ ‫أمريكا الالتينية ليك يعرف العرب تاريخنا وثقافتنا وأفكارنا السياسية كام‬ ‫أن تظهر عىل شاشات فنزويال وأمريكا الالتينية محطات عربية لتتعرف‬ ‫شعوبنا عىل الثقافة السورية والتاريخ العريب‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يكنها العامل العريب له وملواقفه الشجاعة‪.‬‬ ‫وأوضح الرئيس األسد أنه تحدث مع الرئيس “تشافيز”‬ ‫حول كيفية تحريك ولو جزء من العامل لرفع الحصار عن‬ ‫غزة‪ ،‬وذلك يف إطار حركة دولية تشمل الدول التي ميكن‬ ‫أن تكون لها موقف عاجل يف هذا اإلطار‪.‬‬ ‫وانتقد الرئيس الفنزوييل ك ًال من “إرسائيل” والواليات‬ ‫املتحدة بشدة قائ ًال‪ :‬إن “إرسائيل” دولة مبيدة للشعوب‬ ‫ومعادية للسالم‪ ،‬متسائ ًال‪ :‬ملاذا ال ينسجم “اوباما” مع‬ ‫كالمه ويسحب الدعم العسكري واالقتصادي عن‬ ‫“إرسائيل” املجرمة؟‬ ‫واستنكر القائد البوليفاري تحويل كولومبيا إىل‬ ‫“إرسائيل” أخرى يف أمريكا الالتينية ليك تعتدي ومتنع‬ ‫الوحدة وتزرع االنقسام‪ ،‬ورأى ان سوريا وفنزويال تواجهان‬ ‫نفس العدو‪ ،‬وهو االمربيالية وحلفاؤها يف الرشق‬ ‫األوسط ويف أمريكا الالتينية‪.‬‬

‫تشافيز يف طهران وموسكو‬

‫ورافق الرئيس الفنزوييل وفد سيايس واقتصادي رفيع املستوى ضم وزراء‬ ‫الخارجية واملكتب الرئايس والصناعات األولية والتعدين‪ ،‬والطاقة والبرتول‪،‬‬ ‫والعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬والصناعات املتوسطة والتجارة‪.‬‬ ‫وكان للرئيس الفنزوييل “تشافيز” زيارة سابقة لسوريا يف آب عام ‪2006‬‬ ‫أجرى خاللها محادثات مع الرئيس األسد حول قضايا الرشق األوسط وتعزيز‬ ‫وتم خالل الزيارة تشكيل‬ ‫التعاون بني الدول العربية ودول أمريكا الالتينية‪ّ .‬‬ ‫لجنة عليا مشرتكة ملتابعة تنفيذ جميع االتفاقيات املوقعة بني البلدين يف‬ ‫املجاالت السياسية واالقتصادية واالجتامعية والرتبوية‪.‬‬ ‫ويقدر عدد املغرتبني املتحدرين من أصل سوري يف فنزويال بنحو املليون‬ ‫نسمة‪ ،‬ويربط البلدان بعالقات ثنائية متنامية يف مختلف املجاالت‪،‬‬ ‫ويشرتكان يف الدعوة لبناء عامل متعدد األقطاب تنتفي فيه أسباب الهيمنة‬ ‫والتسلط إضافة إىل متسكها مببادئ االستقالل والسيادة ودفاعهام عن‬ ‫العدالة والسالم‪.‬‬ ‫ويؤكد الرئيس تشافيز دامئاً دعمه للقضايا الفلسطينية وحق الشعب‬ ‫الفلسطيني باستعادة حقوقه املرشوعة وإقامة دولته املستقلة وعاصمتها‬ ‫القدس الرشيف وانسحاب قوات االحتالل االرسائييل من األرايض العربية‬ ‫املحتلة مبا فيها الجوالن املحتل وصوالً لتحقيق السالم العادل والشامل يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬وعقد الرئيس تشافيز فور وصوله إىل دمشق جلسة مباحثات مع‬ ‫الرئيس بشار األسد‪ ،‬ثم أجمل الرئيسان هذه املحادثات يف مؤمتر صحفي أكدا‬ ‫خالله حرص سوريا وفنزويال عىل االرتقاء مبستوى العالقات االقتصادية إىل‬ ‫مستوى العالقات السياسية املمتازة‪ .‬ونوه الرئيس األسد بالعالقات الجيدة‬ ‫التي تربط بني سوريا وفنزويال وبينه وبني الرئيس “تشافيز” حيث قال عنه‪ :‬إنه‬ ‫ربط القول بالفعل‪ ،‬وربط السياسة باملبادئ واألخالق مشرياً إىل املودة التي‬

‫‪70‬‬

‫يف محطته الرابعة بعد دمشق‪ ،‬وصل الرئيس‬ ‫“تشافيز” إىل إيران حيث اتفق مع نظريه اإليراين‬ ‫محمود نجاد عىل دعم الدول الثورية والجبهات املناهضة‬ ‫لإلمربيالية عرب تعزيز عالقاتهام الثنائية‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫فنزويال تقف إىل جانب إيران وتدعمها فيام يخص‬ ‫برنامجها النووي‪ ،‬حيث كان قد أكد الرئيس “تشافيز”‬ ‫يف زيارة سابقة ثقته بإيران التي لن تتخىل عن جهودها‬ ‫للحصول عىل كل التجهيزات واملنشآت الستخدام‬ ‫الطاقة النووية ألغراض مدنية وهو حق سيادي لكل‬ ‫شعب‪.‬‬ ‫حيث تعمل فنزويال عىل مرشوع متهيدي لبناء قرية‬ ‫نووية مبساعدة إيران لالعتامد عىل هذا املصدر للطاقة‬ ‫الذي ُيستخدم لغايات مدنية يف املستقبل‪.‬‬ ‫ويف محطته األوروبية‪ ،‬التقى الرئيس تشافيز نظريه‬ ‫الرويس “دميرتي ميدفيديف” ورئيس الوزراء “فالدميري‬ ‫بوتني”‪ ،‬غري متناس املساعدة الروسية لفنزويال يف‬ ‫فك الحصار الذي حاولت الواليات املتحدة رضبه حولها‪،‬‬ ‫واغتنم املناسبة يف تأكيد عزم بالده عىل مواصلة‬ ‫العمل لضامن أمنها عىل اليابسة ويف البحر ويف‬ ‫الجو‪ ،‬وذلك يف إشارة إىل نيته توقيع صفقات كربى‬ ‫لرشاء أسلحة ومعدات عسكرية روسية‪ .‬ونقلت وكالة‬ ‫“نوفوستي” الروسية عن مسؤول رويس ترجيحه أن تو ّقع فنزويال خالل الزيارة‬ ‫عقداً لرشاء ‪ 100‬دبابة روسية متطورة من طرازي (ت‪ 72-‬و ت‪.)90-‬‬ ‫وكان قد شهد التعاون العسكري بني روسيا وفنزويال نشاطاً متصاعداً‬ ‫منذ العام ‪ ،2005‬عندما اشرتت كاراكاس طائرات ومروحيات مقاتلة‪،‬‬ ‫واستوردت شحنة كبرية من الرشاشات اآللية من طراز “كالشنيكوف” أثارت‬ ‫يف حينها غضب األمريكيني‪ .‬وقال “اوغو خوسيه غارسيا إرناندس”‪ ،‬سفري‬ ‫فنزويال يف موسكو‪ ،‬إن صفقات السالح الجديدة ليست الهدف الوحيد‬ ‫الذي يسعى تشافيز إىل تحقيقه خالل زيارته‪ ،‬مشرياً إىل الرغبة يف تأكيد‬ ‫العالقات اإلسرتاتيجية بني فنزويال وروسيا‪.‬‬ ‫وبهذه املناسبة‪ ،‬قدّم الرئيس الفنزوييل هدية مميزة ملضيفيه الرويس‬ ‫بإعالنه وخالل اجتامع مع الرئيس “دميرتي ميدفيديف” اعتزام فنزويال االعرتاف‬ ‫رسمياً بالدولتني االنفصاليتني أوسيتيا الجنوبية وإبخازيا‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬أعرب “تشافيز” عن خيبة أمله يف الواليات املتحدة التي‬ ‫حاول رئيسها إيقاظ الكثري من األحالم لكنه مل يستطع تغيري إال القليل‪،‬‬

‫منتقدا خطوته يف نرش جنود أمريكيني يف كولومبيا معتربا إياها خطوة‬ ‫سلبية يف السياسة األمريكية تجاه دول أمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫وهكذا أنهى الرئيس الفنزوييل جولته العربية والدولية متمسكاً‬ ‫مببادئه الثورية الداعمة للدول املناهضة لالستعامر والهيمنة والتسلط‪،‬‬ ‫والهمجية التي نعيش فيها اليوم وهي ليست تهديداً بل واقع يتمثل بالجوع‬ ‫والحروب واإلبادة الجامعية والبؤس‪.‬‬ ‫بقيادة الرئيس تشافيز وثورته البوليفارية نعتقد أن العامل يسري نحو‬ ‫العدالة وال نؤمن بأن اإلنسان هو كالذئب لإلنسان اآلخر رغم وجود أسباب‬ ‫كافية لإلميان بذلك‪ ،‬لكن نفضل اإلميان بأن اإلنسان هو أمل ألخيه اإلنسان‪،‬‬ ‫وهذه اللحظة ستكون بداية حقبة املحبة والسعادة والشعور بالسالم‬ ‫والعدالة‪ ،‬وكام يقول الرئيس “تشافيز” بكلمته األثرية‪ :‬نحن الدول الصغرية‬ ‫الفقرية واملتخلفة‪ ...‬ال منلك من الخيارات سوى خيار االتحاد‪ ....‬ونحن كلبنانيون‪،‬‬ ‫نحلم يوماً ما مع تشكيل حكومة مقاومة حقيقية باستقبال هذا القائد‬ ‫العظيم املقاوم‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب دويل‬

‫سفير كوبا يو ّدع لبنان‬

‫داريو دى أورا تورينتي لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫ً‬ ‫حامال ذكريات كبيرةعن الشعب المقاوم‬ ‫أعود‬ ‫رجل دافئ يتسم بالبساطة والثقافة‪،‬‬ ‫والحس اإلنساين وحسن الضيافة‪ ،‬تجلس بقربه‬ ‫كأنك تعرفه منذ زمن‪ ،‬وال غرابة فهو القادم من‬ ‫أمريكا الالتينية من كوبا الصمود واملقاومة‪،‬‬ ‫سفريا ملن غدا اسمه لحنا وترنيمة عىل شفاه‬ ‫كل عريب حر‪ ،‬إنه سفري رجل املقاومة والصمود‬ ‫يف العامل الحر سفري “فيدل كاسرتو”‪ ،‬السيد‬ ‫“داريو دى أورا تورينتي” الذي يغادر لبنان عائدا‬ ‫إىل بالده يحمل يف قلبه الحب لهذا البلد الذي‬ ‫تأثر كام يقول بصموده وشجعاته يف حروبه‬ ‫ضد العدو الصهيوين‪ ،‬وأحب أهل الجنوب‬ ‫وزارهم بانيا عالقاته السياسية باتزان حيث‬ ‫تنتهج كوبا سياسة عدم التدخل يف شؤون‬ ‫هذا البلد الذي مل يبق دولة إال وتدخلت به‪،‬‬ ‫يغادرنا سعادة السفري متاثرا بالشخصية‬ ‫الفذة للسيد حسن نرص الله‪.‬‬ ‫مجلة منرب التوحيد التقت سعادة السفري‬ ‫الكويب يف حوار وداعي يتوج نهاية خدمته يف‬ ‫لبنان‬ ‫شغلتم منصب سفري كوبا يف لبنان‪ ،‬ما‬ ‫هي أبرز النشاطات التي أنجزتها السفارة يف‬ ‫لبنان خالل وجودكم كسفري؟‬ ‫بغض النظر عن النشاطات السياسية‬ ‫والدبلوماسية واالقتصادية والتجارية‪ ،‬يجب أن‬ ‫أن ّوه بتضامن الشعب اللبناين مع الثورة الكوبية‪،‬‬ ‫ورئيسنا “فيدال كاسرتو”‪ ،‬والقائد “أرنيستو‬ ‫شيغيفارا”‪ ،‬وبالتايل تضامنه مع الشعب‬ ‫الكويب يف وجه الحصار االقتصادي والتجاري الذي‬ ‫فرضته الواليات املتحدة عىل شعبنا‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫تضامن الشعب اللبناين مع املعتقلني الكوبيني‬ ‫الخمسة‪.‬‬ ‫تع ّرفتم عىل الشعب اللبناين عن قرب‪ ،‬ماذا‬ ‫ترك لديكم من أثر؟‬ ‫سوف أعود إىل كوبا حام ًال ذكريات كبرية‬ ‫عن هذا الشعب الذي ناضل وصمد يف وجه‬ ‫االعتداءات الصهيونية عىل لبنان‪ .‬فالشعب‬ ‫اللبناين هو شعب فرح‪ ،‬مناضل ومنفتح يسهل‬ ‫التواصل معه‪.‬‬ ‫كام يجب أن ال ننىس االغرتاب اللبناين يف‬ ‫كوبا ومتكنه من التأقلم مع الشعب الكويب‪،‬‬ ‫ومشاركته يف الثورة الكوبية‪ ،‬و يشغل اللبنانيون‬ ‫اليوم يف كوبا مناصب عليا من وزراء ومدراء‬ ‫مؤسسات هامة‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫هل قمتم بزيارة الجنوب‪ ،‬وماذا ترك لديكم‬ ‫من أثر؟‬ ‫يف عدة مناسبات قمت بزيارات للجنوب‬ ‫اللبناين‪ ،‬وتحديداً القرى املتاخمة للحدود مع‬ ‫العدو الصهيوين‪ ،‬حيث عاينت شعورين‪ :‬شعوراً‬ ‫ضد العدو الصهيوين والثاين تضامن أهايل هذه‬ ‫القرى مع الثورة الكوبية‪.‬‬ ‫هل تأثرتم بالعادات اللبنانية وتقاليدها؟‬ ‫إن ما سأحمله من عادات وتقاليد لبنانية‬ ‫هي الوحدة العائلية يف املجتمع اللبناين‪ ،‬الذي‬ ‫أجد فيه خليطاً من الحضارات التي مرت به عرب‬ ‫التاريخ‪ ،‬ما جعل منه بلداً أسطورياً‪.‬‬ ‫كيف تطورت العالقات الكوبية‪ -‬اللبنانية‬ ‫عىل كافة املستويات؟‬ ‫يف الوقت الذي كنت أمارس فيه صالحيايت‬ ‫كسفري كوبا يف لبنان‪ ،‬توسعت العالقات بني‬ ‫البلدين‪ ،‬حيث قام نائب الرئيس الكويب “خوسيه‬ ‫رامون فرنانديز” بزيارة إىل لبنان‪ ،‬إضافة إىل وفد‬ ‫من الحزب الشيوعي يف كوبا‪ ،‬وآخر من وزارة‬ ‫الخارجية الكوبية وغريهم‪ ،‬ومن جهة لبنان‪ ،‬قام‬ ‫رئيس الجمهورية العامد إميل لحود بزيارة كوبا‬ ‫ممث ًال لبنان يف قمة دول عدم االنحياز‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫وزارء كرث كوزير الشباب والرياضة طالل إرسالن‬ ‫تم عقد اتفاقيات تعاون عدة بني البلدين يف‬ ‫حيث ّ‬

‫‪72‬‬

‫مجال الرياضة والشباب‪ ،‬كام زار كوبا وفد من‬ ‫حزب الشيوعي اللبناين برئاسة الدكتور خالد‬ ‫حدادة‪ ،‬ووفد من تيار التوحيد اللبناين برئاسة‬ ‫تم العمل عىل‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬حيث ّ‬ ‫تشكيل لجان مشرتكة بني البلدين‪ ،‬هذا يف ما‬ ‫يتعلق بالشأن السيايس‪.‬‬ ‫أما عىل الصعيد االقتصادي‪ ،‬فقد متكنت‬ ‫رشكة‪TRADINGASIA-AFROPHEONICIA‬من‬ ‫احتالل املرتبة الثانية بني الدول املصدرة للسيجار‬ ‫الكويب بعد أسبانيا‪ ،‬وكذلك األمر مع البنك‬ ‫الفرنيس (‪ ،)BANK FRANÇA‬حيث قام بعالقات‬ ‫مرصفية مع كوبا‪.‬‬ ‫خالل حرب متوز‪ ،‬كيف رأيتم املقاومة ضد‬ ‫“إرسائيل”؟‬ ‫لقد ألحقت املقاومة اللبنانية خسائر‬ ‫عسكرية فادحة بالجيش الصهيوين‪ ،‬وثبات‬ ‫املقاومة اللبنانية وصمودها يف املعركة ضد‬ ‫الكيان الصهيوين كان مثاالً قومياً يحتذى‬ ‫به ليس فقط يف العامل العريب بل أيضاً يف‬ ‫العامل أجمع‪ ،‬كام أنها أعطت درساً بصمودها‬ ‫‪ 30‬يوماً أمام جيش‪ ،‬بحجم الجيش الصهيوين‬ ‫خالل العدوان الصهيوين الغاشم عىل لبنان‬ ‫يف متوز‪.2006‬‬ ‫كيف تنظرون إىل لبنان من موقعه‬ ‫السيايس؟‬ ‫إن مستقبل لبنان السيايس يتع ّلق بالوحدة‬ ‫بني كافة قواه السياسية وشعبه‬ ‫الداخلية‬ ‫بأن يتخطى اإلنقسامات الطائفية‪ ،‬وبالتايل‬ ‫يف قدرته عىل تشكيل حكومة وحدة وطنية‬ ‫تدعم املقاومة يف تصديها لتهديدات العدو‬ ‫الصهيوين‪.‬‬ ‫من هي الشخصية السياسية التي تأثرتم‬ ‫بها؟‬ ‫السيد حسن نرص الله‪.‬‬ ‫هل ك ّونتم صداقات سياسية يف لبنان؟‬ ‫خالل الست سنوات التي قضيتها يف لبنان‪،‬‬ ‫حاولت إقامة التوازن يف عالقايت بني كافة‬ ‫القوى السياسية‪ ،‬وهذا هو النهج الذي تعتمده‬ ‫كوبا بعدم التدخل يف الشؤون الداخلية يف‬ ‫لبنان ألننا نعتقد أن الحلول السياسية فيه‬ ‫هي من شأن سياسييه وشعبه دون أي تدخل‬ ‫خارجي‪.‬‬

‫حوار رونالد حمدان‬

‫زلزال سياسي في اليابان‬ ‫حقق الحزب الدميقراطي الياباين فوزاً كاسحاً‬ ‫يف االنتخابات الربملانية األخرية التي جرت يف‬ ‫أواخر شهر أب املايض لينهي أكرث من خمسني‬ ‫عاماً من حكم الحزب الدميقراطي الليربايل‬ ‫املتواصل تقريباً‪ .‬وقد نال الحزب الدميقراطي‬ ‫الياباين بـ ‪ 308‬مقاعد يف مجلس النواب الذي‬ ‫يضم ‪ 480‬مقعداً‪.‬‬ ‫وصول الحزب الدميقراطي الذي تأسس عام‬ ‫‪ 1993‬إىل السلطة يعني توجهات جديدة يف‬ ‫السياسات الداخلية واالقتصادية والخارجية‪،‬‬ ‫فإن نجح رئيسه “يوكيو هاتوياما” بعد استالمه‬ ‫منصب رئاسة الوزراء يف تنفيذ ما وعد به‬ ‫الناخبني‪ ،‬وما أفصح عنه من تغيري منتظر يف‬ ‫العالقات مع القوى الدولية واآلسيوية‪ ،‬ميكن‬ ‫القول أن االنتخابات لن تنقل اليابان فقط إىل‬ ‫حقبة تاريخية جديدة‪ ،‬بل ستعطي دفعة كبرية‬ ‫أيضا للمتغريات عىل خارطة العالقات الدولية‪.‬‬ ‫“هاتوياما” الذي طرح مع حزبه الدميقراطي‬ ‫هدف التغيري عىل نطاق واسع‪ ،‬طرحه تحت‬ ‫شعار “األخوة”‪ ،‬مؤكداً أن السياسات االقتصادية‬ ‫ستنطلق مستقب ًال من مراعاة احتياجات الفرد‬ ‫الياباين وليس الرشكات‪ ،‬ومعززاً عالقاته مع‬ ‫النقابات (الضعيفة التأثري حتى اآلن)‪ ،‬وواعدا‬ ‫ومضاعفة‬ ‫البريوقراطية‬ ‫املركزية‬ ‫بتخفيف‬ ‫االهتامم بأطفال اليابان واملسنني‪.‬‬ ‫ومع أن سياسته املالية توصف بأنها‬ ‫“محافظة”‪ ،‬مبعنى االلتزام بالنهج الرأساميل‪،‬‬ ‫إال أنه يقول‪ “ :‬مع اهتاممنا بالنمو االقتصادي‬ ‫نعطي األولوية لزيادة الدخل الفردي”‪ ،‬برفع نسب‬ ‫التأمينات للعاطلني عن العمل واملتقاعدين‬ ‫وإلغاء الرسوم عىل التعليم وتخفيض الرضائب‬ ‫املفروضة عىل الرشكات واملؤسسات الصغرية‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن لرئيس الوزراء الجديد ( صاحب‬ ‫الرثوة املالية األكرب بني النواب) تراثه الليربايل‪،‬‬ ‫وكان قد انضم إىل حزب الليرباليني عام ‪،1986‬‬ ‫وبقي فيه حتى عام ‪ 1993‬عندما أسس “أوزاوا”‬ ‫الحزب الدميقراطي‪ ،‬فانضم إليه‪ ،‬وال يزال “أوزاوا”‬ ‫الرجل القوي يف الحزب‪.‬‬ ‫التغيري األكرب املنتظر من العهد الياباين‬ ‫الجديد ميس العالقات مع الواليات املتحدة بصورة‬ ‫مبارشة‪.‬‬ ‫وإن كان “هاتوياما” يؤكد عىل أهمية تحسني‬ ‫عالقات اليابان بالجوار اآلسيوي (الذي وصفه‬ ‫مبنطقة الوجود الطبيعي ببالده) ال سيام الصني‪،‬‬ ‫حيث تزامنت االنتخابات مع اإلعالن عن أن حجم‬ ‫التبادل التجاري مع الصني أصبح يحتل املرتبة‬ ‫األوىل يف اليابان‪ ،‬بعد أن كان قبل ذلك مع الواليات‬ ‫املتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫وكام تؤكد الصني عرب صحفها الرسمية‬

‫رضورة تعامل الحكومة الجديدة من منطلق‬ ‫الشعور باملسؤولية تجاه العالقات الثنائية مع‬ ‫قضايا حساسة‪ ،‬مثل تايوان والتيبت والجزر‬ ‫املختلف عليها يف رشق بحر الصني( حيث تكمن‬ ‫كميات هائلة من الغاز تحت املاء)‪.‬‬ ‫والجوار اآلسيوي يشمل االتحاد الرويس‪ ،‬والعقبة‬ ‫األكرب لتطوير العالقات الثنائية هي مشكلة‬ ‫الجزر الشاملية اليابانية التي تحتلها موسكو‬ ‫منذ نهاية الحرب العاملية الثانية ومن أهم غايات‬ ‫“هاتوياماهو” تشكيل مجموعة دول آسيوية‬ ‫وهذا يعني نهاية دور اليابان كحليف أول للواليات‬ ‫املتحدة يف رشق آسيا‪.‬‬ ‫وكان من كلامته يف مقال له يف جريدة‬ ‫“نيويورك تاميز” أهمية مطلقة عندما قال أن عرص‬ ‫العوملة بزعامة الواليات املتحدة قد انتهت أو عىل‬ ‫وشك الرحيل‪ ،‬ونحن أمام نظام تعدد األقطاب‪،‬‬ ‫كنتيجة مبارشة لإلخفاق يف حرب العراق ولألزمة‬ ‫املالية العاملية‪ .‬كام أكد حرصه عىل أن تكون‬ ‫العالقات مع واشنطن أكرث ندية يف املستقبل‪،‬‬ ‫وأن ينتقل محور التعاون الثنايئ من القطاع‬ ‫العسكري إىل ميادين أخرى كالطاقة والبيئة‪.‬‬ ‫وأول اختيار للسياسة اليابانية الدولية ستكون‬ ‫مع مطلع عام ‪ ،2010‬إذا ما نفذ “هاتوياما” وعده‬ ‫االنتخايب وامتنع عن متديد االتفاق املعقود منذ‬ ‫‪ 2001‬عىل تزويد األسطول الياباين يف املحيط‬ ‫الهندي للقوات املقاتلة يف أفغانستان (األطليس‬ ‫والتحالف الدويل بزعامة أمريكية) بالوقود‪ .‬وهذا‬ ‫ما ينطوي عىل نكسة قوية لسياسة الرئيس‬ ‫“باراك أوباما” الذي أعطى الحرب يف أفغانستان‬ ‫أولوية مطلقة عىل صعيد سياسته الخارجية‪.‬‬ ‫ويف نفس السياق وعىل هامش الجمعية‬ ‫العامة لألمم املتحدة‪ ،‬اتفق الرئيس الصيني “هو‬ ‫جني تاو” ورئيس الوزراء “يوكيو هاتوياما” عىل‬

‫‪73‬‬

‫العمل من أجل تقدم العالقات الثنائية بني‬ ‫البلدين‪ .‬حيث قال الرئيس الصيني أنه وخالل‬ ‫فرتة والية “هاتومايا” ستظهر يف العالقات‬ ‫الصينية اليابانية مرحلة جديدة من النمو‬ ‫وستفتح آفاقا أوسع‪ .‬وهذه هي املرة األوىل التي‬ ‫يضع فيها الجانبان العالقات الثنائية عىل املستوى‬ ‫االسرتاتيجي ويخططان لها‪ ،‬كام أشار إىل أن‬ ‫العامل مير اآلن بتغيريات معقدة وعميقة‪ ،‬وقال أن‬ ‫الصني واليابان لديهام تحديات ومصالح مشرتكة‬ ‫إضافية‪ .‬وهنأ “هاتومايا” الصني بالذكرى الـ ‪60‬‬ ‫لتأسيس جمهورية الصني الشعبية‪ ،‬وقال أن‬ ‫الحكومة اليابانية وشعبها يريدون تنمية عالقات‬ ‫ودية مع الصني وستعمل عىل تعزيز اتصاالت‬ ‫عالية املستوى وتعزيز تفاهم وثقة متبادلني‪.‬‬ ‫كام تعهد “هاتومايا بان” تواصل حكومته‬ ‫االلتزام باإلعالن املشرتك الياباين الصيني حول‬ ‫قضية تايوان‪ ،‬وتبادل الزعيامن أيضا اآلراء حول‬ ‫تغيري املناخ والوضع عىل شبه الجزيرة الكورية‪.‬‬ ‫ويف العودة إىل موضوع االنتخابات‪ ،‬نرى أن‬ ‫املعارضة اليابانية استطاعت أن تفوز بغالبية مقاعد‬ ‫املجلس االستشاري أيضا ويريد زعيمها “هاتومايا”‬ ‫التعاون يف الحكم مع الحزب االشرتايك الدميقراطي‬ ‫(‪ 7‬مقاعد) وحزب الشعب الجديد (‪3‬مقاعد)‪ .‬ومن‬ ‫املرجح أن تحكم حكومة الحزب الدميقراطي الياباين‬ ‫الجديدة البالد ملا يقارب العقد من الزمان‪ ،‬إن مل‬ ‫تتجاوزه‪ ،‬غري أنه ليس مرجحاً أن تتجه اليابان وجهة‬ ‫اشرتاكية يف ظل الحكومة الجديدة رغم أن الحزب‬ ‫الحاكم يستمد دعمه السيايس الرئييس من اتحاد‬ ‫العامل البالغ عدد أعضائه ‪ 6.8‬مليون عضو‪ ،‬وعىل‬ ‫أية حال فإنه من املتوقع أن تشهد اليابان تغيرياً يف‬ ‫توزيع النظام السيايس الحاكم ملكاسب وحقوق‬ ‫املواطنة عىل مواطنيه‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫لبنان ‪ :‬صادراته تخسر‬ ‫وضمانه يتراجع وشعبه يفقر‬

‫بعد الحرب األهلية التي استمرت زهاء خمسة‬ ‫عرشه عاما اجتاحت لبنان بكل مرافقه الحيوية‬ ‫واالقتصادية ودمرت قراه وهجرت أهاليه‪ ،‬وجد‬ ‫لبنان نفسه أمام واقع ال يحسد عليه‪ ،‬إذ أنه مل‬ ‫يعد قادراً اقتصاديا عىل مواجهة هذه التحديات‬ ‫اجتامعياً ومعيشياً‪ ،‬وهو الذي كان‬ ‫الضخمة‬ ‫يعتمد يف ازدهاره وبحبوحته عىل مواسم‬ ‫السياحة واالصطياف‪ ،‬مكحال باقتصاده الحر‬ ‫الجتذاب الرساميل ورجال األعامل‪.‬‬ ‫لقد فقد لبنان كل هذه امليزات خالل الحرب‬ ‫وبعدها‪ ،‬وجابهت الحكومات اللبنانية املتعاقبة‬ ‫هذا التحدي الكبري‪ ،‬وبذلت كل الجهود املمكنة‬ ‫ضمن ما وضعته من سياسات الوسائل التي‬ ‫يف اعتقادها كفيلة ملعالجة األوضاع االقتصادية‬ ‫واملعيشية واالجتامعية املرتدية‪ ،‬لكن ما يتضح‬ ‫جليا أن معظم املوازنات التي كانت تصدر عن‬ ‫بيانات الحكومات عانت العجز‪ ،‬والسبب بال شك‬ ‫يعود‪ ،‬أنه إىل جانب اإلرث الضخم املوروث‪ ،‬هناك‬ ‫االقتصادية‬ ‫الهيكليات‬ ‫سياسة‬ ‫استمرارية‬ ‫املتخلفة والتقصري يف معالجة موضوعي اإلنفاق‬ ‫واملوارد‪ ،‬وعدم معالجة أسباب تخلف القطاعات‬ ‫االقتصادية واالجتامعية الحقيقية ألجل خلق‬ ‫موارد كافية لتحقيق منو نوعي ومتواصل واالهتامم‬ ‫بدور القطاعني الخاص والعام ألجل إيجاد املناخ‬ ‫املناسب لتطوير اإلنتاجية والتنافسية وتفعيلها‬ ‫لينتج عن ذلك فرص متزايدة للعمل وازدياد ثروة‬ ‫األفراد والرشكات وبالتايل الدولة‪.‬‬ ‫من هنا كان ال بد من الوقوف عىل أوضاع لبنان‬ ‫اقتصادياً ومعيشياً واجتامعياً علنا من خالل‬ ‫هذا العرض نتكمن من إبراز معاناة لبنان عىل‬ ‫كافة الصعد الحياتية يف ظل الغياب الرسمي‪،‬‬ ‫فام هو واقع كل قطاع عىل املستوى االقتصادي‬ ‫واملعييش واالجتامعي ونبدأ من الضامن‬ ‫االجتامعي الصحي؟‬

‫الضامن االجتامعي واألمن‬ ‫االستشفايئ يف خطر‬ ‫والصحية للحكومات‬ ‫السياسات االجتامعية‬ ‫املتعاقبة أمعنت يف استخدام الفئات االجتامعية‬ ‫امله ّمشة والفقرية ملآرب سياسية‪ ،‬وأكرث ما يدل‬ ‫عىل هذا األمر هو ما يعانيه الضامن اإلجتامعي‬ ‫اليوم من اختالل يف توازنه املايل‪ ،‬والذي يظهر جلياً‬ ‫يف فرع الضامن االختياري‪ ،‬الذي ُفرض سياسياً‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عىل صندوق الضامن بال دراسة تؤمن توازنه‬ ‫املايل‪ ،‬والنتيجة أنه عاجز بنيوياً عن دفع كلفة‬ ‫التقدميات الصحية واإلستشفائية للمنتسبني‪،‬‬ ‫وكذلك األمر يحصل يف فرعي املرض واألمومة‬ ‫وفرع التعويضات العائلية حيث تجاوز العجز‬ ‫يف فرع املرض واألمومة الـ ‪ 306‬مليار ل‪.‬ل يف‬ ‫‪ ،2008/11/30‬ليتجاوز أيضاً يف فرع التعويضات‬ ‫العائلية الـ ‪ 245‬مليار ل‪.‬ل يف التاريخ نفسه‪،‬‬ ‫وبذلك يصبح العجز يف الفرعني ‪ 551‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫لغاية التاريخ املذكور دون احتساب الفوائد وشهر‬ ‫‪.2008/12‬‬ ‫أضف إىل نظام التقاعد والحامية االجتامعية‪،‬‬ ‫املسمى زوراً ضامن الشيخوخة‪ ،‬والذي يفرتض‬ ‫أن يقوم مقام فرع نهاية الخدمة الذي هو حسب‬ ‫القانون مؤقت يتم االنتقال بعده اىل فرع نظام‬ ‫التقاعد‪ ،‬بدالً من تعويضات الرصف التي مل تعد‬ ‫تشكل ضامنة للمضمون بعد نهاية خدمته‪،‬‬ ‫نتيجة التضخم وضعف القدرة الرشائية‪،‬‬ ‫بعد تآكل املداخيل منذ أكرث من عرشين سنة‪،‬‬ ‫ومعها قيمة التعويضات‪ ،‬مام هدد يف آن معاً‬ ‫مستقبل العامل ونهاية خدمتهم؟ هل يكون‬ ‫مصريه مامث ًال ملصري الفروع التي سبقته كونه‬ ‫كغريه من الفروع ُفرض سياسياً عىل صندوق‬ ‫الضامن‪ ،‬ويشكل مادة أساسية للرصاع بني‬ ‫الدولة من جهة والعامل وأصحاب العمل من‬ ‫جهة ثانية‪ ،‬وما بني فرقاء اإلنتاج ككل من جهة‬

‫‪74‬‬

‫ثالثة حول العديد من النقاط التي ُأغ ِفل عنها‬ ‫ومنها حجم االشرتاكات وارتفاع نسبتها‪ ،‬وتحديد‬ ‫نسبة املعاش التقاعدي من حجم الرواتب بعد‬ ‫بلوغ سن التقاعد‪ ،‬وعدم اإلعالن فيه رصاحة عىل‬ ‫ضامنة الدولة ومساهامتها بالنسبة للفرع‪،‬‬ ‫األمر الذي يقيض عىل مبدأ التكافل اإلجتامعي‬ ‫الذي تقوم عليه فلسفة الصندوق‪ ،‬واألنىك من ‬ ‫ذلك أن املرشوع ترك أمر تحديد نسب املعاشات‬ ‫التقاعدية إىل حجم مساهامت املضمونني خالل‬ ‫سنوات الخدمة إىل مراسيم تنفيذية يتخذها‬ ‫مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫األمان الطبي واالستشفاء يف خطر بعد‬ ‫الرتاجع بتقدميات الضامن االجتامعي والصحة‬ ‫واالستشفاء‪ ،‬وبعد ارتفاع الفاتورة االستشفائية‬ ‫التي تراوحت بني ‪600‬و‪ 650‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ففي بلد يعترب فيه الطب متطوراً وميلك فائضاً‬ ‫من األطباء‪ ،‬ويبلغ إنفاقه الصحي أكرث من ‪%12‬‬ ‫من إجاميل الناتج املحيل‪ ،‬وفيه كثافة خدمات‬ ‫طبية غري مسبوقة يجد املرء نفسه يف بعض‬ ‫األحيان مهم ًال وفريسة هاجس يومي من أن‬ ‫يصيبه أي مكروه صحي طارئ‪ ،‬ولكننا وبالرغم‬ ‫من اعتقادنا أننا يف صلب التقدم والتطور ال نجد‬ ‫تأميناً متكام ًال لحق املريض يف االستشفاء عرب‬ ‫الحصول عىل الخدمة الطبية الالزمة‪ ،‬مام يجعل‬ ‫توفري حاجات املريض أمراً غري مضمون وذلك‬ ‫بسبب تشتيت اإلنفاق الصحي عىل مجموعة‬

‫جدول بالتعريفات االستشفائية الجديدة‪ ،‬وفقاً للكلفة الفعلية قبل تصحيح األجور وبعده‬ ‫الخدمات االستشفائية‬ ‫اإلقامة العادية‬ ‫العناية الفائقة القلبية‬ ‫العناية المرتكزة‬ ‫العناية المركزة لألطفال‬ ‫سرير المولود حديثاً‬ ‫غرفة التوليد‬ ‫غرفة العمليات‬ ‫المختبر‬ ‫األشعة‬ ‫الحاضنة‬ ‫غرفة عزل‬

‫التعرفة المعتمدة حالياً على‬ ‫أساس الحد األقصى‬ ‫‪35000‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫‪300.000‬‬ ‫‪200.000‬‬ ‫‪14.500‬‬ ‫‪101.500‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪27000‬‬ ‫‪445000‬‬ ‫‪65.250‬‬ ‫‪56.750‬‬

‫من الصناديق الضامنة‪ ،‬ما يزيد من حجم الفاتورة‬ ‫الصحية التي يدفعها اللبنانيون من دون أي‬ ‫موجب لتمويل تلك الصناديق التي يتم متويلها‬ ‫من موازنة الدولة املخصصة لإلنفاق عىل الصحة‪.‬‬ ‫فهذه التعددية التزال تثري اهتامم كافة‬ ‫املسؤولني عن هذا القطاع‪ ،‬بالرغم من أن‬ ‫الدعوة إىل توحيد الصناديق التزال تبوء بالفشل‬ ‫الصطدامها بواقعني‪ :‬األول املحاصصة السياسية‬ ‫والثاين بالتمويل وإدارة الصندوق الجديد الذي‬ ‫يهدف إىل توحيد تعددية الصناديق‪ ،‬حتى باتت‬ ‫كلفة الصحة عملية معقدة بالرغم من أنه ميكن‬ ‫اعتبار الصحة مصدر متويل هائل للمستشفيات‬ ‫وخاصة الخاصة منها‪ ،‬إذ حوايل ‪ %50‬من األسرِ ّ ة‬ ‫فيها كانت عىل نفقة الوزارة‪.‬‬ ‫إن أمن املواطن الصحي ورفاهيته وصحته‬ ‫ترتبط مبارشة بتأمني الحقوق البديهية لألطباء‬ ‫واملستشفيات‪.‬‬ ‫فامذا يفعل املواطن أمام توقيف ‪ 77‬مستشفى‬ ‫من أصل ‪ 105‬عقودها وبالتايل قبول املوافقات‬ ‫املسبقة الصادرة عن الصناديق الضامنة بسبب‬ ‫تلكؤ هذه الصناديق عن زيادة قيمة األتعاب‬ ‫الطبية والتعرفات االستشفائية مبا يتناسب مع‬ ‫ارتفاع كلفة املعيشة وتراكم نسب التضخم‬ ‫الذي يقدّر بنحو ‪ %60‬عل ًام أن معظمها مل يعدل‬ ‫منذ أكرث من عرش سنوات‪ ،‬وما هو مصري ‪591‬‬ ‫ألفاً و‪ 350‬لبنانياً هو عدد املستخدمني واألجراء‬ ‫يف لبنان منهم ‪ 286‬ألف مستفيد من تعاونية‬ ‫موظفي الدولة بال استشفاء‪ ،‬مع سياسات‬ ‫الحكومة التي التزال تنتهك الحقوق وتستبيح‬ ‫املكتسبات‪ ،‬وتغايل يف فرض الرضائب غري‬ ‫املبارشة عىل جميع املواطنني الذين باتوا يعجزون‬ ‫عن تأمني االحتياجات األساسية بأكالف عادلة‪.‬‬ ‫(جدول بالتعريفات االستشفائية الجديدة وفقاً‬ ‫للكلفة الفعلية قبل تصحيح األجور وبعده)‬ ‫ويف زحمة األوضاع املرتدية سياسياً واقتصادياً‬ ‫واجتامعياً يف لبنان‪ ،‬من الفراغ الحكومي املرشع‬ ‫عىل أشكال االرتهانات والتدخالت الخارجية‪ ،‬إىل‬ ‫تحمية وتوتري األجواء السياسية واألمنية وصوالً‬

‫التعرفة الجديدة قبل تصحيح‬ ‫األجورعلى أساس الحد األقصى‬ ‫‪62.709‬‬ ‫‪249.583‬‬ ‫‪288.412‬‬ ‫‪160.354‬‬ ‫‪20.000‬‬ ‫‪112.302‬‬ ‫‪5864‬‬ ‫‪175000‬‬ ‫‪382000‬‬ ‫‪83.023‬‬ ‫‪112.575‬‬

‫إىل االنهيار االقتصادي الشامل املغ ّلف بارتفاع‬ ‫ملؤرش النمو هذه السنة‪ ،‬مروراً بفلتان أقساط‬ ‫املدارس وأسعار املحروقات السيام مادة البنزين‪،‬‬ ‫ومشكلة الكهرباء‪ ،‬كل ذلك تحت ثقل مديونية‬ ‫فاقت الخمسني مليار دوالر‪ ،‬مرتهنة الشعب‬ ‫اللبناين لخمسني سنة قادمة للمقرضني من‬ ‫دول ومؤسسات مالية أجنبية وبنوك وصناديق‬ ‫دولية‪ ،‬تطل علينا السياسة االجتامعية لحكومة‬ ‫ترصيف األعامل املدعومة بدراسات ونصائح‬ ‫البنك الدويل‪ ،‬ومتعهد تنفيذ من إدارة الصندوق‬ ‫الوطني للضامن االجتامعي بخطة إصالحية‬ ‫لخفض النفقات يف الصندوق عرب تكليف‬ ‫املضمون أعباء مالية إضافية عن استشفائه وعن‬ ‫ضامن والديه بذريعة تصحيح الخلل يف التوازن‬ ‫املايل يف فرع املرض واألمومة يف حني أن قانون‬ ‫الضامن االجتامعي حدد آلية التوازن املايل يف‬ ‫فروع صندوق الضامن‪ ،‬وذلك بزيادة االشرتاكات‬ ‫ورفع نسب مساهمة الدولة فيها وفق (املادة ‪)66‬‬ ‫من قانون الضامن االجتامعي‪.‬‬ ‫فالضامن االجتامعي يعاين من مشكالت‬ ‫مرتاكمة بد ًءا من عدم انتظام آليات العمل‪،‬‬ ‫مروراً باختالط املوازنة بني إيرادات ترتاجع وتتسبب‬ ‫بارتفاع العجز مع ارتفاع اإلنفاق‪ ،‬وبني مخافة‬ ‫القانون الداخيل باستعامل أموال نهاية الخدمة‬

‫التعرفة الجديدة بعد تصحيح‬ ‫األجورعلى أساس الحد األقصى‬ ‫‪69.242‬‬ ‫‪264.382‬‬ ‫‪301.561‬‬ ‫‪167.525‬‬ ‫‪21.120‬‬ ‫‪116.224‬‬ ‫‪6.042‬‬ ‫‪184.500‬‬ ‫‪39700‬‬ ‫‪86.059‬‬ ‫‪119.821‬‬

‫فرعي‬

‫املرض‬

‫والتعويضات‬

‫العائلية‬

‫إلبقاء‬ ‫يعمالن‪.‬‬ ‫ووفقاً لتقرير إدارة الضامن حول التقديرات‬ ‫املرتقبة لعام ‪ ،2009‬ظهر أن العجز املايل يف فرع‬ ‫املرض واألمومة سيبلغ أكرث من ألف مليار لرية‪،‬‬ ‫ستتم تغطيته من فرع نهاية الخدمة وفق ما‬ ‫درجت العادة‪ .‬وإن كان هذا األمر مخالفة فاضحة‬ ‫لقانون الضامن الذي ينص عىل رضورة إعادة‬ ‫املال املقرتض مع انتهاء السنة املايل‪ .‬و ُقدِّرت‬ ‫الواردات املرتقبة يف هذا الفرع عام ‪ 2009‬بنحو‬ ‫‪ 603‬مليارات لرية‪ ،‬ةاإلنفاق املرتقب بنحو ‪654‬‬ ‫مليار لرية‪ ،‬ما يعني عجزاً مالياً أولياً مقدراً بنحو‬ ‫‪ 50‬مليار لرية‪ .‬إ ّال أن هذا الرقم خاضع لعديد من‬ ‫اإلضافات‪ ،‬وهي‪ 560 :‬مليار لرية العجز املرتاكم‬ ‫من السنوات املاضية‪ ،‬و‪ 60‬ملياراً هي الكلفة‬ ‫املقدرة لزيادة التعرفة‪ ،‬و‪ 100‬مليار لرية تقديرات‬ ‫عجز الضامن االختياري‪ ،‬إضافة اىل ‪ 250‬مليار‬ ‫لرية هي مستحقات املستشفيات عن العام‬ ‫‪ ،2007‬ليبلغ مجموع العجز مع اإلضافات ‪1020‬‬ ‫مليار لرية‪( .‬جدول الواردات والنفقات للضامن‬ ‫االجتامعي)‬ ‫وها هو اليوم يتعرض ملؤامرة اغتيال وإفالس‬ ‫وإسقاط من قبل رئيس الحكومة وأعوانه الوزراء‬ ‫وبنصائح البنك الدويل وبأدوات توفرها تواقيع‬

‫تقديرات صندوق الضمان االجتماعي المرتقبة لعام ‪2009‬‬ ‫التقديرات المالية المرتقبة لفرع المرض‬ ‫واألمومة‬ ‫الواردات المرتقبة‬ ‫اإلنفاق المرتقب‬ ‫عجز مالي أولي‬ ‫عجز متراكم من السنوات الماضية‬ ‫الكلفة المقدرة لزيادة التعرفة‬ ‫عجز الضمان االختياري‬ ‫مستحقات المستشفيات‬ ‫مجموع العجز مع اإلضافات‬

‫‪75‬‬

‫ل‪.‬ل‬ ‫‪ 603‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫‪ 654‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫‪ 50‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫‪ 560‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫‪ 60‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫‪ 100‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫‪ 250‬مليار ل‪.‬ل‬ ‫‪ 1020‬مليار ل‪.‬ل‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب اقتصادي‬ ‫مدير عام الضامن عىل مشاريع االقرتاحات‪ ،‬ما‬ ‫يح ّمل املضمون أعباء مالية إضافية عىل حساب‬ ‫استشفائه وضامن والديه‪ ،‬وذلك للحد من‬ ‫العجز املايل يف فرع ضامن املرض واألمومة‪ ،‬وهذه‬ ‫مسألة غري مسبوقة يف تاريخ الصندوق‪ ،‬كام‬ ‫أن منطلق اقرتاح اإلدارة يوازي إنقاصاً للتقدميات‬ ‫املتوافرة حالياً للمضمون والتي راكمتها وعززتها‬ ‫القوانني واملراسيم النافذة‪ ،‬ومن الغرابة أن ينسب‬ ‫االقرتاح اىل خطة إصالحية أو لتصحيح التوازن‬ ‫املايل‪ ،‬إذ ال يجوز ألي خطة أن تقلص الخدمات‬ ‫املقررة للمضمون‪ ،‬أو أن تزيد األعباء املالية عليه‪.‬‬ ‫ويف موازاة انعدام التوازن والتكافل االجتامعي‬ ‫وتحديداً مسألة التقدميات االجتامعية لصندوق‬ ‫الضامن االجتامعي‪ ،‬هناك أزمة معيشية‬ ‫واجتامعية تزداد تفاق ًام يف ظل الغياب الرسمي‬ ‫الكامل عن هموم الناس ومشاكلهم‪ ،‬وعىل‬ ‫أبواب العام الدرايس الذي يحمل املزيد من األعباء‬ ‫املالية‪ ،‬إضافة اىل هموم الشتاء‪ ،‬وسط معلومات‬ ‫عن عدم وجود نية لدى الحكومة لدعم املازوت‬ ‫بحجة أنها حكومة ترصيف أعامل وال يجوز‬ ‫لها «التفريط باملال العام»‪ ،‬يتمثل باملستوى‬ ‫املعييش والفقر يف لبنان‪.‬‬

‫منطقة عكار واملنية والضنية (‪ ،)%58.4‬ثم‬ ‫منطقة جزين وصيدا (‪ )%41.5‬ومنطقة صور‬ ‫(‪ )%43.5‬وتأيت منطقة بعلبك والهرمل بعد ذلك‬ ‫(‪ ،)%41.4‬فمنطقة النبطية (‪ ،)%34.2‬ومنطقة‬ ‫عاليه والشوف (‪ ،)%31.6‬وأخرياً منطقة طرابلس‬ ‫(‪)%30.3‬‬

‫وقد لوحظ هذا االنخفاض يف ميادين‬ ‫اإلسكان والنفاذ إىل املوارد املائية والرصف‬ ‫الصحي والتعليم إذ ارتفعت نسبة االلتحاق‬ ‫اإلجاملية بالتعليم ما قبل املرحلة اإلبتدائية‬ ‫(‪3‬اىل‪ 5‬سنوات) من ‪ %67‬يف العام ‪ 1999‬اىل‬ ‫‪ %74‬يف العام ‪ .2004‬أما التعليم االبتدايئ‪،‬‬ ‫فقد بات شبه معمم إذ ارتفع صايف معدل‬ ‫االلتحاق إىل ‪ ،%91.5‬بالرغم من وجود عدد‬ ‫كبري من األطفال الذين يتعرضون للتمييز‬ ‫والتهميش بفعل عوامل اجتامعية واقتصادية‬ ‫أو بسبب أمناط عيشهم أحياناً‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يحول دون التحاقهم باملدرسة‪ ،‬ويحرمهم‬ ‫بالتايل من أحد حقوقهم األساسية أال وهو‬ ‫حق التعليم‪.‬‬ ‫بالدخل‬ ‫املرتبطة‬ ‫املؤرشات‬ ‫أما‬ ‫(التوظيف‪ ،‬الشعبة االقتصادية) فأشارت‬ ‫إىل تفاقم الوضع القائم وعكست ارتفاعاً‬

‫التثقيالت‬

‫مؤشر‬ ‫تموز‬ ‫‪2009‬‬

‫مؤشر‬ ‫آب‬ ‫‪2009‬‬

‫المواد الغذائية والمشروبات غير‬ ‫الروحية‬ ‫مشروبات روحية وتبغ وتنباك‬

‫تضخم‬ ‫األسعار‬ ‫بين‬ ‫شهري‬ ‫تموز وآب‬

‫‪19.9‬‬

‫‪115.2‬‬

‫‪115.8‬‬

‫‪%0.5‬‬

‫‪2.1‬‬

‫‪106.5‬‬

‫‪106.6‬‬

‫‪%0.1‬‬

‫األلبسة واألحذية‬

‫‪6.2‬‬

‫‪86.4‬‬

‫‪84.8‬‬

‫‪% -1.8‬‬

‫مسكن‬

‫‪16.2‬‬

‫‪111.2‬‬

‫‪111.2‬‬

‫‪%0.0‬‬

‫ماء وغاز وكهرباء ومحروقات أخرى‬ ‫أثاث وتجهيزات منزلية وصيانة‬ ‫مستمرة للمنزل‬ ‫الصحة‬

‫‪9.5‬‬

‫‪94.0‬‬

‫‪94.6‬‬

‫‪%0.6‬‬

‫‪3.9‬‬

‫‪106.7‬‬

‫‪106.7‬‬

‫‪%0.0‬‬

‫‪6.8‬‬

‫‪104.4‬‬

‫‪105.4‬‬

‫‪%0.9‬‬

‫النقل‬

‫‪12.3‬‬

‫‪116.6‬‬

‫‪117.8‬‬

‫‪%1.0‬‬

‫االتصاالت‬

‫‪4.8‬‬

‫‪86.5‬‬

‫‪86.5‬‬

‫‪%0.0‬‬

‫االستجمام والتسلية والثقافة‬

‫‪3.7‬‬

‫‪100.4‬‬

‫‪100.5‬‬

‫‪%0.1‬‬

‫التعليم‬

‫‪7.7‬‬

‫‪104.1‬‬

‫‪104.1‬‬

‫‪%0.0‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬

‫مطاعم وفنادق‬

‫‪2.7‬‬

‫‪127.3‬‬

‫‪127.6‬‬

‫‪%0.2‬‬

‫‪4‬‬

‫سلع وخدمات متفرقة‬

‫‪4.2‬‬

‫‪104.3‬‬

‫‪104.4‬‬

‫‪%0.1‬‬

‫‪100.0‬‬

‫‪106.2‬‬

‫‪106.5‬‬

‫‪%0.2‬‬

‫أبواب اإلنفاق‬

‫لبنان تحت خط الفقر املدقع‬ ‫أكرث من ‪ 200‬ألف نسمة يف لبنان يعيشون‬ ‫تحت الفقر املدقع‪ ،‬ما يعني أن هذه الفئة تعجز‬ ‫عن تأمني أبسط متطلبات الحياد الغذائية منها‬ ‫وغري الغذائية‪ ،‬وعىل األرجح هي الفئة التي‬ ‫ميوت أبناؤها عىل أبواب املستشفيات‪ ،‬ينامون‬ ‫وهم جياع‪ ،‬يعيشون يف أكواخ من التنك أو تحت‬ ‫الجسور غري آبهني بالظروف املناخية القاسية‪،‬‬ ‫أو يقتاتون من مستوعبات النفايات‪ ،‬وبحسب‬ ‫الدراسة التي أطلقتها وزارة الشؤون االجتامعية‬ ‫وبرنامج األمم املتحدة اإلمنايئ حول األهداف‬ ‫اإلمنائية لأللفية‪ ،‬تربز العالقة الوثيقة بني الفقر‬ ‫والتعليم إذ كلام كان مستوى التعليم متدنٍ‬ ‫ازدادت نسبة الفقر لتصل نسبة الفقراء بني‬ ‫األميني والحاصلني عىل التعليم الإلبتدايئ ‪%65‬‬ ‫ممن يعانون الفقر املدقع‪ ،‬فيام تنخفض نسبة‬ ‫الفقراء مع ارتفاع املستوى التعليمي‪.‬‬ ‫وقد أظهرت تلك الدراسة مقارنة أحوال‬ ‫املعيشة يف لبنان بني عامي ‪ 2004-1995‬مع‬ ‫نتائج خارطة أحواله املعيشية ‪ 1998‬أن نسبة‬ ‫املحرومني انخفضت من ‪ %34‬اىل ‪ %25.5‬حيث‬ ‫أظهرت خارطة الفقر البرشي وأحوال املعيشة‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وهي آخر وثيقة رسمية تقيس الحرمان‬ ‫استناداً اىل التقديرات يف عام ‪ ،2004‬أن مثاين‬ ‫مناطق لبناين (كل منطقة مؤلفة من مجموعة‬ ‫أقضية متجاورة) يزيد معدل الحرمان فيها‬ ‫عىل معدل الحرمان يف لبنان عموماً (‪،)%29.7‬‬ ‫وتحتل منطقة بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا‬ ‫املرتبة األوىل يف معدل الحرمان (‪ ،)%62.2‬تليها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف نسبة األرس املحرومة ‪ ،%18.8‬إضافة‬ ‫إىل أن التفاوت املناطقي يشكل أحد أبرز‬ ‫مميزات الفقر‪( .‬‬ ‫أما يف ما يتعلق بالوضع املعييش االقتصادي‬ ‫يف لبنان‪ ،‬فإن األسعار يف لبنان التزال تتجه‬ ‫صعوداً‪ ،‬ما يؤكد مرة جديدة غياب دور الرقابة‬ ‫ملصلحة احتكار التجار الذين يتحكمون بأسعار‬ ‫جميع املواد االستهالكية‪ ،‬رغم أن أسعار املواد‬ ‫الغذائية واالستهالكية العاملية تنحو منحى‬ ‫هبوطياً‪ ،‬األمر الذي ينعكس سلباً عىل القدرة‬ ‫الرشائية للمواطن اللبناين الرازخ تحت نري‬ ‫«لهب األسعار»‪( .‬جدول تضخم األسعار بني‬ ‫شهري متوز وآب ‪)2009‬‬ ‫من هنا يجب التوقف والتأمل يف هذا الوضع‬ ‫وليتساءل املسؤولون عن الخطأ الذي أوصل بالحال‬ ‫االجتامعية يف البلد إىل هذا املستوى‪ ،‬وأخذ‬ ‫ال ِعرب لتصحيح السياسة االجتامعية إذا ما‬ ‫ُو ِجدت‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات الصحيحة مبا يتعلق‬ ‫بألمور االجتامعية التي تطاول املواطنني بشكل‬ ‫مبارش‪.‬‬

‫الرقم القياسي ألسعار االستهالك‬

‫الرسم القياسي ألسعار االستهالك في لبنان شهر آب ‪2009‬وفق إدارة‬ ‫اإلحصاء المركزي‬

‫‪76‬‬

‫لبنان ترتاجع‬ ‫صادراته ويخرس‬ ‫بعد كل ما تقدّ م‪ ،‬نتوقف لتسليط الضوء‬ ‫عىل الوضع االقتصادي يف لبنان حيث بقي‬ ‫املشهد االقتصادي عىل حاله من الركود‬ ‫والهدوء‪ ،‬وإن مل نقل التغييب السيايس‬ ‫مرتاجعاً يف ذلك أمام مشهد تشكيل‬ ‫الحكومة الذي هو يف صدارة االهتاممات‬ ‫املحلية والدولية واإلقليمية‪ ،‬مع رصد لتحسني‬ ‫بعض مؤرشات النشاط االقتصادي وال سيام‬ ‫املستوى املرصيف واملايل‪.‬‬ ‫وكام يبدو فإن األزمة املالية العاملية كان لها‬ ‫تأثريها عىل االقتصاد اللبناين‪ ،‬إذ ليس كام قال‬ ‫البعض أن لبنان استطاع تخطي األزمة املالية‪ ،‬بل‬ ‫هي إحدى األسباب التي أدّت اىل تراجع الصادرات‬ ‫الصناعية يف هذا العام‪ ،‬وحسب توقع مجلس‬ ‫تنمية الصادرات الصناعية‪ ،‬فإن نسبة اإلنخفاض‬ ‫ترتاوح بني ‪ %12‬و ‪.%15‬‬ ‫ولبنان هو البلد الوحيد يف العامل الذي مل‬

‫تطور الصادرات الصناعية‬ ‫الشهر‬

‫التغيير‬ ‫‪2008/2009‬‬

‫‪2009‬‬

‫كانون الثاني‬ ‫شباط‬ ‫آذار‬ ‫نيسان‬ ‫أيار‬ ‫حزيران‬ ‫تموز‬ ‫آب‬

‫‪%12.50‬‬ ‫‪%7.51‬‬ ‫‪% -18.80‬‬ ‫‪% -18.00‬‬ ‫‪% -11.16‬‬ ‫‪% -28.36‬‬ ‫‪% -27.68‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪207‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪216‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪223‬‬ ‫‪197‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪-‬‬

‫التغيير‬ ‫‪2007/2008‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪%14.29‬‬ ‫‪%58.13‬‬ ‫‪%35.03‬‬ ‫‪%26.90‬‬ ‫‪%16.20‬‬ ‫‪%35.47‬‬ ‫‪%41.88‬‬ ‫‪%22.97‬‬

‫‪184‬‬ ‫‪253‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪275‬‬ ‫‪271‬‬ ‫‪257‬‬

‫‪161‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪197‬‬ ‫‪197‬‬ ‫‪216‬‬ ‫‪203‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪209‬‬

‫إحصاءات وزارة الصناعة للقطاعات الصناعية حتى تموز ‪2009‬‬ ‫المرحلة‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫القطاع‬ ‫قطاع اآلالت واألجهزة‬ ‫والمعدات الكهربائية‬ ‫الصناعات الغذائية‬ ‫المعادن العادية ومصنوعاتها‬ ‫اللؤلؤ واألحجار الكريمة وشبه‬ ‫الكريمة والمعادن الثمينة‬ ‫المنتجات المعدنية‬ ‫الورق ومصنوعاته‬ ‫المنتجات الكيماوية‬ ‫رنتجات ولدائن صناعية‬ ‫معدات النقل‬ ‫مواد نسيجية ومصنوعاتها‬

‫قيمة المستوردات مليون‬ ‫دوالر‬

‫النسبة من مجموع‬ ‫ما ت ّم تصديره‬

‫‪ 287‬مليون‪$‬‬

‫‪%18.9‬‬

‫‪ 166‬مليون‪$‬‬ ‫‪ 164‬مليون‪$‬‬

‫‪%11‬‬ ‫‪%10.8‬‬

‫‪ 149‬مليون‪$‬‬

‫‪%9.8‬‬

‫‪ 143‬مليون‪$‬‬ ‫‪ 134‬مليون‪$‬‬ ‫‪ 121‬مليون‪$‬‬ ‫‪ 71‬مليون‪$‬‬ ‫‪ 62‬مليون‪$‬‬ ‫‪ 60‬مليون‪$‬‬

‫‪%9.4‬‬ ‫‪%8.8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%4.7‬‬ ‫‪%4.1‬‬ ‫‪%3.96‬‬

‫‪77‬‬

‫يأخذ إجراءات بعد األزمة املالية العاملية‪ ،‬كام‬ ‫فعلت دول العامل‪ ،‬حيث باتت الصناعة اللبنانية‬ ‫اليوم تواجه صعوبة يف التنافس بسبب غياب‬ ‫األسواق الخارجية لها وغياب اإلجراءات املطلوبة‬ ‫من الدولة يف هذه الرحلة إلعادة التنافسية‬ ‫لإلنتاج اللبناين‪.‬‬ ‫فالصادرات الصناعية تراجعت يف األشهر‬ ‫السبعة األوىل من العام الجاري بنسبة ‪،%13.4‬‬ ‫فيام استمر الهبوط الكبري للصادرات يف‬ ‫متوز املايض للشهر الخامس عىل التوايل‪ ،‬ما‬ ‫يعكس األثر املبارش لألزمة املالية العاملية‬ ‫عىل هذه الصادرات التي تظهر حدتها بشكل‬ ‫واضح عىل القطاع الصناعي‪ ،‬ما قد يهدد‬ ‫بإقفال عدداً كبرياً من املصانع التي تعتمد‬ ‫عىل التصدير‪ ،‬مع ما يستتبع ذلك من مشاكل‬ ‫اجتامعية عميقة بسبب رصف العامل جراء‬ ‫الواقع املستجد‪( .‬جدول تطور الصادرات‬ ‫الصناعية)‬ ‫وخسائر القطاع الصناعي الحقيقية هي أكرب‬ ‫من ذلك‪ ،‬خصوصاً وأن الصادرات الصناعية كانت‬ ‫تحقق خالل السنوات املاضية معدالت منو ترتاوح‬ ‫بني ‪ %20‬و ‪ ، %25‬فيام تسجل اليوم انخفاضاً‬ ‫بنسبة ‪ %28‬ما يبني أن معدل الرتاجع الحقيقي‬ ‫يزيد عن ‪.%50‬‬ ‫وبحسب إحصاءات وزارة الصناعة‪ ،‬فقد‬ ‫انخفضت الصادرات الصناعية يف األشهر‬ ‫السبعة األوىل من العام الجاري‪ ،‬بنسبة‬ ‫‪ %13.4‬مقارنة مع نفس املدة من العام ‪،2008‬‬ ‫فبلغت قيمتها املحققة ملياراً و‪ 516‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬مقابل مليار و‪ 750‬مليوناً يف الفرتة‬ ‫نفسها من العام ‪ ،2008‬فيام حققت هذه‬ ‫الصادرات يف متوز املايض ‪ 196‬مليون دوالر‬ ‫مقابل ‪ 271‬مليوناً يف متوز ‪ ،2008‬أي بانخفاض‬ ‫بلغت نسبته ‪( .%27.7‬جدول إحصاءات وزارة‬ ‫الصناعية)‪.‬‬ ‫وبالنسبة لآلالت الصناعية املستوردة فقد‬ ‫أوضحت إحصاءات الجامرك أنها بلغت يف األشهر‬ ‫السبعة األوىل من العام ‪ 2009‬نحو ‪ 120.5‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬يف حني حققت قيمة هذه املستوردات يف‬ ‫متوز املايض رق ًام كبرياً بلغ نحو ‪ 15.3‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫العديد من امللفات تتضمن إهامالً وهدراً‬ ‫وسوء إدارة حتى ال نقول فساداً‪ ،‬فالوزارات تشكو‬ ‫من عمليات إهامل من الوزير املختص‪ ،‬والفساد‬ ‫رش يف البلد أينام كان‪ ،‬والجميع معتاد‬ ‫مست ٍ‬ ‫الفوىض يف عمل الوزارات‪ ،‬وكذلك املوظفون‬ ‫يسمحون ألنفسهم بعقد اتفاقيات‪ ،‬ويقومون‬ ‫بصفقات يف املكاتب «عىل ذوقهم» دون استشارة‬ ‫الوزير‪ ،‬فهل سيتمكن لبنان من الوصول إىل‬ ‫اإلصالح؟‬ ‫ويبقى هذا السؤال معلقاً حتى تشكيل‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية؟‬

‫إعداد ليديا أبودرغم‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف‪/‬حوار‬

‫الشاعر نجم الدين السمان لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫أصبحت وظيفة الشعر جمالية وللنخبة فقط‬ ‫األزمات تجتاح الوطن العريب‪ ،‬سياسية‬ ‫واقتصادية واجتامعية‪ ،‬وتزداد هذه األزمات‬ ‫تعقيداً بانتظار من ميلك الحلول‪ .‬ويف املايض‬ ‫كانت الكلمة جواز عبور لثورة أو مظاهرة‬ ‫أو مفتاح لحل‪ ،‬فام الذي يحصل اليوم‪ ،‬أين‬ ‫هي الكلمة الرواية القصيدة‪ ،‬أين مفاعليها‬ ‫وتأثريها عىل الحياة‪ ،‬أين هو الضمري الجمعي‬ ‫وأين هو كاهن القبيلة الشعر‪ ،‬وملاذا هذا‬ ‫الوهن يف القارئ واملثقف‪ ،‬هل فقد مثقفنا‬ ‫حس اإلبداع‪ ،‬أم تراه قد دجن أم اختار‬ ‫التدجني‪ ،‬وأين الثورات التي كانت تشتعل‬ ‫من بيت شعر أو قصيدة‪ ،‬أترى الشعر قد‬ ‫فقد وظيفته أم تراه أصيب بالعجز وأختنق‬ ‫بأزماته كام هي مختلف جوانب الحياة‬ ‫أتخمت بأزماتها‪ ،‬واختارت تجاوز الراهن‬ ‫والهروب من الواقع نحو فانتازيا تحولت‬ ‫لعائق أمام مواجهة هذه األزمات وساهمت‬ ‫يف خلق متلق كسول إذا مل نقل أن املتلقي‬ ‫يف الشارع العريب قد هاجر‪.‬‬ ‫والهواجس‬ ‫التساؤالت‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫للشاعر‬ ‫التوحيد‬ ‫منرب‬ ‫مجلة‬ ‫تنقلها‬ ‫والكاتب نجم الدين السامن‪:‬‬ ‫هل يعاين الشعر العريب من أزمة؟‬ ‫لنتجاوز كلمة أزمة‪ .‬نستطيع القول أن الشعر‬ ‫كان صوت الجامعة وأصبح صوت الفرد‪ ،‬أي أن هناك‬ ‫اختالفا يف وظيفته‪ ،‬نظرا لالختالف يف العرص‪.‬‬ ‫كان الشاعر يف القبيلة هو وزير اإلعالم‪ ،‬ومع‬ ‫الحركات القومية واليسارية كان ضمري الجامعة‪،‬‬ ‫وآخر الشعراء الجمعيني هو محمود درويش‪ .‬مل‬ ‫يعد هناك شعراء تجتمع عليهم األمة‪.‬‬ ‫يف الستينات ومع مدرسة الحداثة بدأ‬ ‫الرتكيز عىل مسألة الفرد مقابل املجتمع هل‬ ‫استطاعت الحداثة َمركزة فكرة الفرد يف‬ ‫الشعر العريب؟‬ ‫وآخر‬ ‫سقطت‪،‬‬ ‫الكربى‬ ‫اإليديولوجيات‬ ‫إيديولوجية هي السوفيتية إذا مل نرد القول‬ ‫باالشرتاكية‪ ،‬العامل أصبح “نيو ليربايل” جديد‪،‬‬ ‫يف مطلع القرن املايض كان هناك مدارس‪،‬‬ ‫مجموعة شعراء نقول عنهم رمزيني ومجموعة‬ ‫كالسيكية أو رومانسية ومن ثم الرسيالية‪ ،‬هذه‬ ‫املدارس انتهت وأصبح كل شاعر مدرسة نفسه‪،‬‬ ‫مل يبق هناك خطاب جمعي‪ ،‬خاصة مع تأثري‬ ‫الرتجامت يف الشعر‪ ،‬لكن األصل أن مجتمعاتنا‬ ‫تتغري وكذلك الفرد‪ ،‬وأصبح هناك كاهن آخر هو‬ ‫امليديا‪ ،‬والنجم الريايض‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫هل ميكن القول أن الشعر قد فقد وظيفته؟‬ ‫مل يبق له وظيفة “تثوير” الناس من ثورة‪،‬‬ ‫الشعر‬ ‫إخراجهم للمظاهرات‪ ،‬أصبحت وظيفة‬ ‫جاملية وللنخبة فقط‪ ،‬وكيفام أتت القصيدة‬ ‫وبأي شكل جاءت‪.‬‬ ‫هل فقد الشعر قدرته عىل التطور؟‬ ‫مدرسة الشاعر نفسه‪ ،‬أدونيس ومحمود‬ ‫درويش ونزار قباين كانوا مدارس‪ ،‬أما بعدهم مل‬ ‫تعد هناك مدارس شعرية‪ ،‬نزار قباين كان حامله‬ ‫املرأة ودرويش القضية الفلسطينية أما أدونيس‬ ‫فكان حامله األصالة والتحديث‪ ،‬اليوم ال مدارس‬ ‫وال حوامل سقط عرص اإليديولوجيات الكربى‪،‬‬ ‫والحوامل فالشاعر نزيه أبو عفش مثال حامله يف‬ ‫تجربته الشعرية حامل شخيص‪ .‬الشعر مل يعد‬ ‫جمعيا‪ ،‬والكاهن الذي كان شاعر الجموع تحول‪،‬‬ ‫وأصبحت “مادونا” تجمع أكرث من أي شاعر‪.‬‬ ‫هل سقوط اإليديولوجيات والحوامل هو‬ ‫سبب التشابه والسطحية التي نراها اليوم‬ ‫يف كثري من التجارب الشعرية؟‬ ‫لألسف هناك إعادة إنتاج‪ ،‬نأخذ كلمة ونكررها‬ ‫يف كل القصائد‪ ،‬هناك نوع من إعادة إنتاج النفس‬ ‫ومن شعراء لهم تجاربهم‪ ،‬وكأين بالشاعر يكتب‬

‫‪78‬‬

‫قصيدة ويتمحور حولها‪ ،‬حتى الروايئ يكبت‬ ‫رواية ويظل يدور حولها‪.‬‬ ‫هذا يعني أن مثقفنا فقد حس اإلبداع!!‬ ‫مل يفقد حس اإلبداع‪ ،‬بل صار أكرث عزلة‪،‬‬ ‫فوسائل االتصال الحديثة مل تعد تتيح له‬ ‫مكانا‪ ،‬فليس من متسع للشاعر عىل شاشة‬ ‫أي فضائية سوى لبضع دقائق‪ ،‬إنه طغيان‬ ‫الصورة التي تزيح الكلمة‪.‬‬ ‫هل هذا ساعد يف خلق املتلقي‬ ‫الكسول؟‬ ‫متلقينا كسول جداً وغري قارئ‪ ،‬بل ال يوجد‬ ‫عندنا قراء‪ ،‬إنهم قراء افرتاضيون‪ ،‬من املمكن‬ ‫أن شاعرا قبلنا كان يعرف من هم قراءه‪ ،‬أما‬ ‫اليوم ال نعرف‪ ،‬صار هناك تعويضات باملواقع‬ ‫االلكرتونية املحدودة بطبيعة الحال وزياراتها‬ ‫كذلك محدودة‪ .‬من خالل هذه املواقع يحاولون‬ ‫عملية إعادة تجميع ألنفسهم‪ .‬الكون يتغري‪،‬‬ ‫وعامل امليديا جزء منه‪ ،‬كنا ننتظر ديوان نزار‬ ‫لنستعريه ونهديه لبنت الجريان‪ ،‬اليوم وسيلة‬ ‫االتصاالت”تشات” وكالم ال أحد يعرف معناه‬ ‫وينهيه بكلمة “بحبيييييييييييييييك”‪ .‬نحن‬ ‫نتوهم أننا منسك الحقيقة ونعرف املعادلة‪،‬‬ ‫لكن هناك جيل جديد مختلف‪ ،‬له لغته‬ ‫الخاصة املختلفة عنا‪.‬‬ ‫هل هذه املتغريات قد أصابت املثقف والقارئ‬ ‫معاً بالوهن؟‬ ‫ليس وهن‪ ،‬إمنا هو كام البوذيني معتكف‬ ‫ويشتغل عىل نفسه أو لها‪.‬‬ ‫إذا كان املثقف يشتغل عىل نفسه‪ ،‬املتلقي‬ ‫عىل ماذا يشتغل؟‬ ‫ليس هناك من متلق‪.‬‬ ‫أليس هذا حكام قاسيا عىل قارئنا؟‬ ‫أنا لست قاسيا‪ ،‬كان نجيب محفوظ يطبع من‬ ‫روايته ثالثني طبعة وكل طبعة ثالثة آالف وتنفذ‬ ‫يف األسواق‪ ،‬اليوم يحدث العكس واإلنتاج مكدس‬ ‫يف املستودعات‪ ،‬إال البعض الذي يلعب عىل‬ ‫مسألة امليديا أحالم مستغامني مثال ويوسف‬ ‫زيدان عىل مسألة الرصاع الديني‪.‬‬ ‫أين هم النقاد من هذه األزمة؟‬ ‫ال يوجد نقاد‪ .‬صاروا يكتبون عن أنفسهم‪،‬‬ ‫هناك صحفي يكتب‪ ،‬أعطيني ناقد مرسح بعد‬ ‫حنا عبود‪ ،‬مل يعد هناك نقاد‪ ،‬فمن يدخلني إذاً‬ ‫عىل الوسط األديب‪ ،‬مل يعد هناك مصداقية بل‬ ‫اعتبارات شخصية‪ .‬عندما كتبت قصة ونرشتها‬ ‫عىل مستوى سوريا يف جريدة محلية كان شوقي‬

‫بغدادي يستلم ملحق الثورة اليوم ال يوجد هنا‬ ‫من مصداقية‪.‬‬ ‫هل فقدت األسامء قيمتها؟‬ ‫يف حلب كان محمد صبحي يغني وراء صباح‬ ‫فخري “كورال”‪ ،‬حتى يجيز له صباح فخري الغناء‪،‬‬ ‫يف اتحاد الكتاب من يجيز ملن‪ ،‬هناك لجان موافقة‬ ‫هي بحاجة ملن يوافق عىل ما تنرشه‪.‬‬ ‫والسبب برأيك؟‬ ‫غياب التقاليد واملعايري‪ ،‬نحن ال نأيت بالعازف‬ ‫الجيد ليستلم “الكورال”‪ ،‬الجيد دامئا محارب‬ ‫حتى نزار ودرويش‪ ،‬مل يعد هناك تقاليد ال يف‬ ‫الوسط الفني وال األديب‪ ،‬لو كان هناك لجنة يف‬ ‫اإلذاعة كام يف السابق ملا صار هذا الهبوط‪.‬‬ ‫هناك تعمدا بقتل هذه الروح لقد دخل مفهوم‬ ‫السوق إىل الساحات األدبية والفنية‪ ،‬لدرجة أن‬ ‫جريدة تخترص صفحاتها الثقافية لصالح الفن‬ ‫والرياضة واألبراج‪.‬‬ ‫إذا ملاذا كل هذا الرتف والبذخ يف‬ ‫املهرجانات الثقافية والفنية‪ ،‬حيث ال متلق‬ ‫وال إبداع؟‬ ‫يجب أن يبقى شيئ ما من أجل الجيل الجديد‪،‬‬ ‫لينظر إىل ما تبقى وال يذهب إىل “التشات”‪.‬‬ ‫مقابل هذا التغري الذي طرأ وأمام سقوط‬ ‫اإليديولوجيات والحوامل مثة انتصارات تتحق‬ ‫أال ميكن أن تشكل حامال جديدا وتبعث يف‬ ‫الروح بعض االمتالء؟‬ ‫أنظري إىل ما يحدث يف املسجد األقىص‬ ‫ليس له أي رد فعل‪ ،‬والشارع العريب يغرق بالجهل‬ ‫والتجهيل‪ ،‬والفقر والتفقري‪ .‬ويبحث عن لقمته‬ ‫غريق أم يتم تغريقة؟‬ ‫األنظمة العربية تغرق هذا الشارغ وتحيده‪،‬‬ ‫والطبقة الوسطى التي حملت األحزاب والثورات‬ ‫انتهت وتم إنهاءها بخطط مدروسة‪.‬‬ ‫ضمن كل هذا التشاؤم أين هو الشاعر نجم‬ ‫الدين السامن؟‬

‫كام أي أحد‪ ،‬لست سوبرمان وأقول رأيي فقط‪،‬‬ ‫وال أستطيع أن أعمل أكرث من ذلك‬ ‫ملن تكتب إذا؟‬ ‫لقارئ افرتايض ال أعرفه‪ ،‬هذا قد يصدم‪ ،‬ولكن‬ ‫ال بد من الوضوح‪ ،‬أنا ليس عندي قارئ‪ ،‬واحرضي‬ ‫يل شاعرا يستطيع أن يجمع ملعب العباسيني‪.‬‬ ‫املتلقي العريب غارق يف مشاكلة من ليس عنده‬ ‫“تنكة” املازوت لن يقرأ الشعر‪.‬‬ ‫هل تتناول يف أعاملك هذا الشارع العريب‬ ‫وأزماته وهمومه؟‬ ‫طبعا إبداعنا ليس من املريخ إمنا هو إعادة‬ ‫تشكيل للمجتمع واآلخر‪ ،‬الذي يعجن ويخرج‬ ‫بطريقة ثانية‪.‬‬ ‫الروايات‬ ‫لبعض‬ ‫الهائل‬ ‫للمبيع‬ ‫نظرا‬ ‫املمنوعة نطرح السؤال التايل هل القارئ يريد‬ ‫من يالمس همه بجرأة ووضوح وكتاب اليوم مل‬ ‫يستطيعوا ذلك؟‬ ‫هناك هروب من تناول الواقع‪ ،‬حتى يف الدراما‬ ‫هناك هروب من الراهن‪ ،‬وأصبحنا نشاهد الفانتازيا‬ ‫التاريخية الجوارح والكوارس‪ ...‬الخ‪ .‬ال يوجد رقابة‬ ‫نجحت مئة باملئة يف العامل‪ ،‬لكن هناك كتاب‬ ‫ابتلعوا الرقيب وأصبحوا رقيب أول‪ .‬القارئ يريد‬ ‫أن يرى مشاكله يف األدب‪ ،‬عندما كتب نجيب‬ ‫محفوظ عن تحوالت القاهرة‪ ،‬اإلنسان القاهري‬ ‫يرى نفسه فيام كتب‪ ،‬وسؤال وجوده أين‪ .‬أما إذا‬ ‫أريد كتابة رواية فضائحية فسهل جداً لكن هل‬ ‫هذا أدب؟! األدب جوهره اإليحاء وإعطاء القارئ‬ ‫مفتاح “التخييل”‪.‬‬ ‫هل بات مثقفنا العريب مدجناً؟‬ ‫مدجن منذ زمن‬ ‫كأنك تطرح إشكالية املثقف والسلطة هل‬

‫اإليديولوجيات الكربىالكربى‬ ‫اإليديولوجيات‬ ‫سقطتسقطت والعامل أصبح أصبح‬ ‫ليربايل» جديد‬ ‫ليربايل» جديد‬ ‫«نيو «نيو‬ ‫وظيفته‬ ‫فقد‬ ‫األدب‬ ‫وظيفته‬ ‫فقد‬ ‫األدب‬ ‫والحوامل قد سقطت‬ ‫والحوامل قد سقطت‬ ‫األنظمة العربية أغرقت‬ ‫أغرقت‬ ‫العربية‬ ‫املثقف‬ ‫األنظمةنت‬ ‫ودج‬ ‫املتلقي ّ‬ ‫ودجنت املثقف‬ ‫املتلقي ّ‬ ‫هناك تعمدا بقتل الروح‬ ‫تعمدا بقتل‬ ‫الروح إىل‬ ‫السوق‬ ‫ودخلهناك مفهوم‬ ‫مفهوموالفنية‬ ‫ودخلاألدبية‬ ‫الساحات‬ ‫السوق إىل‬ ‫الساحات األدبية والفنية‬ ‫‪79‬‬

‫دجن مثقفنا أم اختار التدجني؟‬ ‫كل سلطة تريد أن تدافع عن نفسها يف العامل‪،‬‬ ‫أنا ال أتكلم عن نظام يعجبني وآخر ال يعجبني‬ ‫أنا أتكلم عن دوري يف الحياة ككاتب‪ .‬مشكلة‬ ‫املثقف مع السلطة‪ ،‬وعندما اعترب نفسه بديال‬ ‫عنها أصبح أسوأ منها‪ .‬األدب ال يصنع ثورة إنه‬ ‫يعمل عىل منطوق الرتاكم الحضاري‪“ ،‬بوشكني”‬ ‫عندما أطلق النزعة الروسية وأكد عىل الجوهر‬ ‫الرويس أصبح الروس يشعرون بأنهم أمة وقومية‪،‬‬ ‫هو فقط بث هذا الحس‪ ،‬مل يطلب منهم النزول‬ ‫إىل الشارع بل أيقظهم عىل تركيبتهم‪ ،‬دور املبدع‬ ‫إيقاظ الراقي والجميل عند القارئ‪ ،‬وليس دفعه‬ ‫إىل مغامرة يدفع مثنها‪ .‬األدب ال يدفعك إىل‬ ‫الثورة وبيتك “خربان”‪ .‬عندما يتعلم القارئ أن يف‬ ‫الرواية أصواتا تتحاور يتعلم كيف يحاور اآلخرين‬ ‫خارج الرواية حتى لو اختلف معهم هذه‪ ،‬هذه هي‬ ‫وظيفة االدب‪ ،‬وليست وظيفته أن أبعث األشخاص‬ ‫إىل الثورة وهم غري قادرين عىل االستامع ألحد‬ ‫خارج ذاوتهم‪ .‬إن يف الراوية حوار وأصوات‪ ،‬يتعلم‬ ‫كيف يحرتم اآلخر ويتحاور معه‪ ،‬الثورة تبدأ من‬ ‫الداخل وكم من الثورات أكلت أبناءها‪.‬‬ ‫إذا فاألزمة ًذاتية؟‬ ‫طبعا‪ .‬فعندما يكون هناك مرتكسات طائفية‬ ‫ومذهبية يف داخيل وقومية و”شوفينية” متعصبة‬ ‫وال أنظر إىل العامل إال نظرة واحدة‪ ،‬األدب هو من‬ ‫يجعل الشخص يرتقي عن طائفته ومذهبه‪ ،‬أقول‬ ‫ارتقاءا وليس انسالخا‪ ،‬ويشعر أن هناك طائفة‬ ‫أخرى لها وجود‪ ،‬ويع ّلم ابنه أن ال يكره ابن الطائفة‬ ‫األخرى‪ ،‬إننا نرى جيدا ما يحدث يف العامل العريب‬ ‫من تخندقات ومعسكرات يف لبنان والعراق وحتى‬ ‫السودان ومرص ومسألة األقباط‪ ،‬هنا تكمن‬ ‫وظيفة الشاعر واألدب االرتقاء‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬إليسار عبد السالم‬ ‫دمشق ـ مكتب منرب التوحيد‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫رسام «الكاريكاتير»علي فرزات لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫السياسة فن الممكن بينما الفن قمة األخالق‬ ‫الدومري تتحول إلى صالة لعرض الممنوع‬ ‫صحيح أنه من الذين قتلوا الرشطي الذي يسكن‬ ‫عادة يف الرؤوس واألخيلة‪ ،‬ولكنه وكقاتل فذ ميتلك قدرة‬ ‫عجيبة عىل بث االبتسامة املمزوجة باألمل إىل درجة تضج‬ ‫بالحياة‪،‬وليس عبثا أن يرتافق اسمه مع وصفه بالعاملية‪،‬‬ ‫وليستدل املرء عىل ذلك فام عليه إال أن يشاهد رسوما ته‬ ‫التي تتكلم بال ثرثرة الحروف والرشوح اململة‪ ....‬إنه عيل فرزات‪.‬‬ ‫«ليس لدي مرشوع سيايس» بهذه العبارة أوضح رسام الكاريكاتري‬ ‫السوري عيل فرزات أهمية رسوماته وما أحدثته من وعي لدى‬ ‫الجمهور والتي شكلت أرضية إلصدار جريدة «الدومري» التي تم‬ ‫إغالقها‪ ،‬مضيفاً «السياسة فن املمكن بينام الفن قمة األخالق‬ ‫وهو يشكل الثوابت األخالقية يف الحياة من حرية ودميقراطية‬ ‫وحفاظ عىل البيئة ضد الظلم والحرب مع تأمني حاجات اإلنسان‬ ‫من كرامة هذا الجانب الذي أقف معه وأدافع عنه وأنا ال أسمح‬ ‫برسومايت بأي تجاوز عىل حضارة اإلنسان التي متثل سلوك وثقافة‬ ‫عرشات اآلالف من السنني‪ .‬أما املراحل السياسية هي حالة عابرة‬ ‫والذي يبقى هو الوطن والشعب‪ ،‬لذا كان البد من دفع الرضائب‬ ‫ومن إغالق الجريدة ومنعي من دخول دول عربية‪ ،‬مؤكداً أنه عندما‬ ‫يكون ألي إنسان مبدأ حقيقي فعليه أن يدفع مثنه‬ ‫وحول أهمية رسوم الكاريكاتري أضاف‬ ‫الكاريكاتري بالنسبة له أشبه بسلة مليئة بالبيض أقوم‬ ‫بتكسريها دفعة واحدة والهدف من اللوحة أن تصل إىل الناس‬ ‫وأن تشكل حالة من التفكري بوعي وبعمق‬ ‫وبضحكة كاريكاتريية أضاف فرزات «ييل عىل راسو بطحة‬ ‫يلمسها» مؤكداً» مبدأي يف ما أرسمه أن يحمل قيمة فكرية‬ ‫وأن يعالج الظاهرة من جذورها حيث ال أعلل الظواهر بل أبحث‬ ‫يف األسباب وهذا هو الفرق بني التنفيس والتحفيز‪ ،‬وأعتقد أن‬ ‫تناول املشكلة يف ظاهرها هو تكريس سلبي وعملية خداع‬ ‫للجمهور‪.‬‬ ‫ويرى فرزات نفسه يف اللوحات التي أحدثت له مشاكل يف‬ ‫العامل مع األنظمة السياسية ومع شخصيات ميارسون القمع‬ ‫السيايس أو االقتصادي أو الفكري‪ ،‬حيث يقول هناك واحدة من‬ ‫هذه اللوحات منعتني من دخول أربع دول عربية كانت لجرنال‬ ‫يسكب أوسمة ملواطن فقري بيده وعاء‪.‬‬ ‫وعن سبب إيقاف جريدة الدومري أجاب فرزات‪:‬‬ ‫الجرأة يف ما طرحته جريدة «الدومري» كان السبب األسايس‬ ‫يف إغالقها‪ .‬فهذه الجريدة التي شكلت حالة من الثورة الثقافية‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪80‬‬

‫ال أسمح برسوماتي‬ ‫بأي تجاوز على حضارة اإلنسان‬ ‫الكاريكاتير بالنسبة له أشبه بسلة مليئة‬ ‫بالبيض أقوم بتكسيرها دفعة واحدة‬ ‫الجرأة في ما طرحته جريدة «الدومري»‬ ‫كان السبب األساسي في إغالقها‬ ‫والفكرية بقول الحقائق بعيداً عن عمليات التجميل التي تك ّرست‬ ‫يف الصحف واملجالت األخرى‪ ،‬مضيفاً ما ميز الدومري هو تجاوزها‬ ‫ملا يسمونه الخط األحمر وشكلت مدرسة حقيقية ملعظم‬ ‫الصحف‪ ،‬وأردف فرزات‪ :‬يجب أن يكون يف حياتنا أبيض وأسود يك‬ ‫تتولد األفكار‪ ،‬وليستمر الحوار الذي يشكل حالة حضارية يف أي‬ ‫رصحت يف أحد‬ ‫مجتمع وهذا سبب خاليف مع الكثري‪ ،‬حيث ّ‬ ‫الحوارات «الميكن لبلد أن ينتج شيئا من خالل مسار واحد‪ ،‬فالله‬ ‫سبحانه وتعاىل الذي أوجد القرآن أدخل فيه الشيطان من أجل‬ ‫أن يعلمنا حكمة الحوار التي نفتقدها اليوم يف بعض األنظمة‬ ‫السياسية التي ال تؤمن باآلخر‪.‬‬ ‫وحول موقعه اليوم يف الصحف السورية أجاب فرزات‪:‬‬ ‫لست موجودا يف الصحف السورية‪ ،‬وقد طلب مني أن أعود‬ ‫وأصدر جريدة الدومري ولكن ضمن رشوط‪ ،‬وأنا ال أقبل أن أكون‬ ‫تحت عباءة أحد‪ ،‬فقلت لهم الدومري ال تصبح نصف دومري وعيل‬ ‫فرزات ال يصبح نصف عيل فرزات وهذه املسطرة التي تقيسوين‬ ‫بها جربوها عىل سواي‪ ،‬فأنا لست يف سوق وال أباع بالجملة‪،‬‬ ‫لذا وفروا هذا الجهد وكذلك األمر يف جريدة ترشين يحاولون أن‬ ‫أعود وأرسم فيها‪ ،‬وافقت لكن برشط أن يقدموا يل اعتذاراً عام‬ ‫ارتكبوه بحقي من قبل حني كتب يف الصحف بأن اإلعالم السوري‬ ‫يقصف عيل فرزات‪ ،‬لذا فكل منا يعرف ما له وما عليه وأنا يل‬ ‫حصة يف هذا الوطن وال أخرج منه حيث رفعت علم سوريا سبع‬ ‫مرات يف الخارج‪ ،‬وأنا أفتخر عندما أكون يف بلد وأحقق نجاحا فيه‪،‬‬ ‫ففي عام ‪ 1985‬يف أملانيا نلت الجائزة األوىل بني ‪ 35‬دولة وهذا فخر‬ ‫كبري بأن يكون لسوريا تواجد وحضور يف جميع املجاالت الثقافية‬ ‫واإلبداعية‪ ،‬فهذه البلد تستحق أن يكون لها موقع يف كل مكان‬ ‫يف هذا العامل‪.‬‬ ‫وعن تحويل الدومري إىل صالة لعرض املمنوع وعن آخر‬ ‫نشاطاته الحالية أجاب فرزات‪ :‬أستعد اليوم إلطالق مشاريعي‬ ‫الخاصة خالل فرتة قريبة وسأعلن عنها بحضور إعالمي كبري‬ ‫حيث سأفتتح صالة لعرض رسومايت ومقرها جريدة الدومري‪،‬‬ ‫إضافة لعرض رسومات لفنانني من سوريا ومن بلدان أخرى‬

‫إىل موقعي اإللكرتوين الخاص والهدف‬ ‫عربية وأجنبية‪ ،‬إضافة‬ ‫األسايس من كل ذلك التواصل مع الجمهور‪ ،‬فاإلبداع نصفه فكر‬ ‫ونصفه نرش‪ ،‬ونحن يف وطننا نعيش حالتني من اإلبداع األوىل‬ ‫حالة اإلبداع للوصول إىل الحرية والدميقراطية‪ ،‬والثانية ما بعد‬ ‫الحرية‪ ،‬والكاريكاتري هو شكل وأداة لتوصيل رسالة‪.‬‬

‫‪81‬‬

‫حوار إيفلني املصطفى‬ ‫دمشق ـ مكتب التوحيد‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫الفنانة سمية بعلبكي لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫الدولة غائبة عن دعم الفن اللبناني ومواكبته‬ ‫بني الدم الجنويب‪ ،‬والوالدة يف بريوت‪ ،‬واالنطالقة الفنية من‬ ‫الجامعة األمريكية‪ ،‬اختارت سمية بعلبيك السري بعكس‬ ‫تيار الفن التجاري‪ ،‬لتبني مسارها الفني بتف ّرد مختلف عماّ‬ ‫تشهده الساحة الفنية اليوم من عدم اكرتاث ألصول الفن‬ ‫العريق‪ ،‬وتح ّول أنظار رشكات اإلنتاج لكسب املال بعرض املرأة‬ ‫كسلعة انتاجية فنية بغض النظر عن وجود الصوت الجميل‬ ‫أو غيابه‪.‬‬ ‫سمية بعلبيك‪ ،‬أ َبت إال أن تكمل ما اختارته منذ البداية‪،‬‬ ‫وهي التي غنّت فيلمون وهبي ومحمد عبد الوهاب وزيك‬ ‫ناصيف وفريد األطرش والرحابنة وغريهم من عاملقة الفن‪،‬‬ ‫فقررت أن تكافح وحدها بدعم خاص وطموح كبري للوصول‬ ‫إىل أبعد مام حققته حتى اآلن من نجاح باهر‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد» التقت الفنانة سمية بعلبيك يف منزلها‬ ‫الذي ال تخلو زواياه من اآلالت املوسيقية وكان الحوار التايل‪:‬‬ ‫قررت إدخاله يف ألبومك الجديد؟ ما‬ ‫ما هو “التانغو” العريب‪ ،‬وملاذا‬ ‫ِ‬ ‫رس هذا الخلط بني املوسيقى األرجنتينية “التانغو” واألغنية املرصية‬ ‫كنت واثقة من نجاح هذا املرشوع؟‬ ‫واللبنانية؟ هل ِ‬ ‫هذه كانت مجرد فكرة‪ ،‬وبالطبع املوسيقى العربية تحتوي شيئاً ُيس ّمى‬ ‫“التانغو” يف املرحلة التي انفتحت فيها املوسيقى العربية عىل كل أنواع‬ ‫لحن كبار امللحنني العرب عىل أنغام التانغو يف‬ ‫املوسيقى العاملية‪ .‬وقد ّ‬ ‫املرحلة “الذهبية”‪ ،‬خاصة يف األفالم القدمية “األسود واألبيض”‪ ،‬وهو كان‬ ‫من اإليقاعات املحببة للملحنني‪ .‬ومبا أن “التانغو” عاد ليأخذ وهجاً جديداً‬ ‫يف أوروبا‪ ،‬بدأت لدي الفكرة منذ حوايل عرش سنوات عندما جاء “خوليو‬ ‫أغالسياس” إلقامة حفلة يف بريوت بعنوان “تانغو”‪ ،‬واليوم تبنّت رشكة “فور‬ ‫ورد ميوزيك” هذه الفكرة وهي رشكة مختصة بهكذا نوع من املوسيقى‬ ‫العربية املتميزة‪ .‬فعندما التقيت مبدير الرشكة املوسيقي فادي عبد الباقي‬ ‫تذكرت هذه الفكرة فجأة‪ ،‬وذ ّكرته بأنني غن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّيت‬ ‫وطلب إقامة عمل مشرتك‪،‬‬ ‫عيني”‪ ،‬وهي “تانغو” عريب‪ ،‬ومن هنا بدأت الحكاية‪ .‬كام‬ ‫سابقأً أغنية “أطلب‬ ‫ّ‬ ‫أننا أخذنا ألحاناً ليست “تانغو” وح ّولناها إليه‪ .‬إذاً هي فكرة موسيقية جديدة‬ ‫لتقديم بعض األعامل الكالسيكية العربية‪.‬‬ ‫تقومني بتجديد أغاين قدمية لفنانني كبار‪ .‬هل تتعرضني للنقد عىل‬ ‫أنك تستفيدين من نجاح هذه األغاين؟‬ ‫ِ‬ ‫لدينا مشكلة هنا أن الناس مت ّيز بني القديم والجديد‪ ،‬يف حني أن األغنية يف‬ ‫الخارج تغنّى من ِق َبل معظم الفنانني‪ ،‬بينام نحن لدينا أعامل قدمية جميلة‬ ‫جداً لكنّ الجيل الجديد ال يعرفها‪ ،‬مع العلم أن القديم ال يبطل أبداً‪.‬‬

‫وحدة تاريخ ومصري بني الشام وبريوت‬ ‫هناك فكرة أغنية للشام وبريوت‪ .‬ما كان هدفك منها خاصة وأن‬ ‫ّ‬ ‫تفشت املشاكل بني الشعبني؟‬ ‫التحضري لها بدأ منذ عام ‪ 2005‬يف وقت‬ ‫كيف تنظرين إىل واقع العالقة الوطنية القومية بني البلدين؟‬ ‫نعم هذه األغنية هي من ألحان إييل شويري وكلامت جورج شكور‪ ،‬وهي‬ ‫محضرّ ة منذ ما قبل األحداث عام ‪ 2005‬ويف فرتة ُو ِج َد فيها هذا العداء الغري‬ ‫مربر بني الشعبني‪ ،‬ولكن ّ‬ ‫تأخرت لتصدر ألسباب تقنية فقط‪ .‬أنا مل أخف من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫من القومية وعالقتي بالبرش هي عالقتي باإلنسان كإنسان‪ ،‬وليست مبنية‬ ‫عىل تحزّبات‪ .‬لكنني يف النهاية فنانة لبنانية ‪ -‬عربية مع الفخر بتسميتي‬ ‫فنانة جنوبية‪ ،‬لكنني ال أتبنى أي تصنيف ومل أقبل يوماً بأي ألقاب ال فنانة‬ ‫ملتزمة وال غريها فاملهم بالنسبة يل هو جودة العمل‪.‬‬

‫أفتخر بأنوثتي‬ ‫وأرفض التمييز العنرصي ضد املرأة‬ ‫بالحديث عن الفن امللتزم‪ ،‬كيف تنظرين اليوم لواقع الفن املرتدي بني‬ ‫الفن األصيل والفن التجاري الذي يقدّم املرأة كسلعة فقط؟‬ ‫اخرتت منذ البداية مساراً يشبهني‪ ،‬وكل إنسان عاد ًة يأخذ مساراً‬ ‫ُ‬ ‫لقد‬ ‫ترص ُ‬ ‫فت باألشياء‬ ‫بدايتي‬ ‫ومنذ‬ ‫يشبهه‪.‬‬ ‫ألنه‬ ‫فقط‬ ‫بل‬ ‫بنفسه‬ ‫يختاره‬ ‫أن‬ ‫بدون‬ ‫ّ‬ ‫بحسب ما تعبرّ عن شخصيتي وهذا ما جعل عميل متميزاً يف مكان معينّ‬ ‫ومختلف عن األخريات‪ .‬أنا أؤمن أن املرأة يف كل األماكن ال يجب أن تكون‬ ‫سلعة وأعتقد أن هذا نوع من التمييز العنرصي ضدها عندما ُتع َرض عىل‬ ‫أنها سلعة‪ .‬يف النهاية املرأة كائن جميل والله يحب الجامل‪ ،‬ولكن ال يجب‬ ‫استغالل هذا الجامل بالشكل الخاطىء‪ .‬مكانتي قررتها بيئتي ومحيطي‪،‬‬ ‫كتسب الحقاً مع اختبار األشياء وتأثري بفنانات كبريات‬ ‫والقناعات ُت َ‬ ‫استطاعت أن تكون أكرب من زعيم أو قائد‪ .‬اليوم‪َ ،‬من ُيالقي الدعم األكرب هو‬ ‫الفن التجاري من الق ّيمني عليه والذين ال يريدون سوى األجساد‪.‬‬ ‫واكبك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫بعلبيك‪،‬‬ ‫بالعودة لبداياتك‪َ ،‬من أ ّول َمن آ َمنَ بصوت سمية‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫يف مسريتك الفنية حتى اليوم؟‬ ‫عىل النطاق الض ّيق‪ ،‬عائلتي هي َمن آمن يب خاصة أمي التي اكتشفت‬ ‫صويت‪ ،‬وما ساعدين أن والدي فنان ومل أواجه أية مشاكل يف موضوع الفن‪.‬‬ ‫ثم بعدها ساعدين الناس الذين آمنوا يب وأح ّبوين وواكبوين‪ .‬ولكن ال يوجد‬ ‫ُ‬ ‫وصلت إليه‪.‬‬ ‫شخص معينّ يعود الفضل له يف كل ما‬

‫مصري الفن األصيل‬ ‫بني امرباطويات اإلنتاج االستهاليك‬

‫طرحها يف ذلك الوقت وال أطرحها اليوم ّ‬ ‫ألن السياسيني أصلحوا الوضع‪،‬‬ ‫انتظرت حتى تبلورت الفكرة جيداً‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ألن مزاجي الفني الخاص وآرايئ‬ ‫لكنني‬ ‫الوطنية ال تنحاز ألي سيايس فأنا ال أعمل “أجندة” سياسية يف املوسيقى‪.‬‬ ‫هذه القصيدة مكتوبة منذ زمن طويل وكالمها وجداين له عالقة بحقيقة‬ ‫األمر بني الشعبني واألرض واملصري املشرتك والتاريخ الواحد‪ .‬برأيي ال يشء‬ ‫محب‬ ‫يتغيرّ بالنسبة يل ال قبل األحداث وال بعدها‪ .‬الفنان إييل شويري فنان‬ ‫ّ‬ ‫للشام وأهلها وأنا كذلك‪ ،‬لكنّ األغنية ليس لها عالقة بأي موقف سيايس‬ ‫وال أقبل أن تتجيرّ ألي موقف أو طرف ال قبل وال بعد إصدارها‪.‬‬ ‫أنك “فنانة جنوبية”‪ .‬ملاذا نرى هذا التصنيف‬ ‫ُيصنّفك البعض عىل‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫لدت يف بريوت وبدأت مسريتك منها‪ ،‬علام أن صفة‬ ‫خاصة‬ ‫أنك ُو ِ‬ ‫ِ‬ ‫والدك الفنان عبد الحميد بعلبيك‬ ‫“الجنويب” رافقت العائلة بدءاً من‬ ‫ِ‬ ‫إليك؟‬ ‫ووصوالً ِ‬ ‫برصاحة أنا مل أكن متن ّبهة لهذه التسمية‪ ،‬نعم أنا من الجنوب ولكن‬ ‫مل أكن أعلم أنني أصنّف عىل أنني “فنانة جنوبية” وأعت ّز بأين جنوبية‪،‬‬ ‫لكن الجميع يعلم مدى اتساع فكري وبعده عن املناطقية حتى أنني أبعد‬

‫‪82‬‬

‫هل تخىش سمية بعلبيك من ضياع الرتاث الفني األصيل يف ظل‬ ‫موجة الفن التجاري؟‬ ‫أنا أرى أن الوضع اليوم أفضل بكثري من السنوات املاضية‪ .‬ففي نظرة عامة‬ ‫عىل الفن اللبناين والعريب‪ ،‬نرى أن هناك أعامل جميلة وعودة للكالسيكيات‪،‬‬ ‫فالكل عاد ل ُيغنّي وردة وأم كلثوم وميادة الحناوي وغريهنّ ‪ .‬لذلك ال يوجد‬ ‫خوف‪ ،‬فجودة وروعة هذه األعامل أكرب من أن يأيت أحد ويطمسها‪ .‬لكن‬ ‫ٌّ‬ ‫وكل يغني عىل لياله‪ ،‬بينام الفن‬ ‫لألسف ال أحد اليوم يدعم الفن الجيد‬ ‫الحديث االستهاليك ميلك إمرباطوريات من الدعم‪.‬‬ ‫ملاذا نرى أن اطالالتك اإلعالمية قليلة مع أن شهرتك املحلية والخارجية‬ ‫واسعة جداً واإلعالم يواكبك يف جميع حفالتك؟‬ ‫نعم اإلعالم يواكبني ويرافقني بالرغم أن ليس لدي دعم كبري‪ ،‬لكن الجهد‬ ‫الخاص وتق ّبل الناس يل هو ما يجعلني أقول دامئاً أن الدنيا بألف خري‪ ،‬بدليل‬ ‫حضور الدعم اإلعالمي الكبري يف حفاليت‪ ،‬ولكن بطبيعتي ال أحب الظهور‬ ‫اإلعالمي إذا مل يكن لدي أشياء جديدة أقدّمها‪ .‬وأنا عادة أنتقي املكان الذي‬ ‫يجب أن أظهر فيه‪ ،‬ألنني ُ‬ ‫لست “فنانة فضائح”‪.‬‬ ‫نالحظ أنك تغيبني لفرتة ومن ثم تعودين‪ .‬ملاذا هذا األسلوب؟‬ ‫الفرتة الزمنية التي أغيب فيها هي الوقت الذي أجمع فيه قدريت لتقديم‬ ‫يشء جديد‪ .‬فاليوم الفنان الذي تتبناه رشكات إنتاج ضخمة يظهر ‪24‬‬ ‫ساعة عىل كل الوسائل‪ ،‬ولكن غيايب ليس مقصوداً وأنا مستمرة اليوم‬ ‫بجهد خاص‪.‬‬ ‫وجدت تفاعل‬ ‫كيف‬ ‫طربية‪.‬‬ ‫بأمسيات‬ ‫الرمضاين‬ ‫املوسم‬ ‫يف‬ ‫شاركت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجمهور مع الفن الطريب خاصة بعد تح ّول كثريين منهم للفن الحديث؟‬

‫ما قدّمته هو فن متن ّوع بني الطريب والحديث‪ ،‬واأللبوم الجديد “‪Arab‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت قد أطلقته السنة املاضية عىل مرسح “بابل” فقررنا إعادة‬ ‫‪”Tango‬‬ ‫ُ‬ ‫تقدميه يف آخر املوسم الصيفي وتفاجأت بالجمهور املختلف عن جمهوري‬ ‫الذي أعرفه‪ ،‬وكانت الحفلتان من أجمل الحفالت التي قدّمتها‪.‬‬ ‫هل يخيفك النجاح؟‬ ‫ُ‬ ‫دخلت‬ ‫بالطبع‪ ،‬ألنني أحسب التفاصيل وأحس باألشياء البسيطة‪ .‬لقد‬ ‫الفن وهديف الغناء فقط فأنا أتنفس موسيقى‪ ،‬ومتطلبايت من الفن ليس‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كافحت‬ ‫وصلت إليه ولألسف أنني‬ ‫املال وبناء الشقق‪ ،‬فطموحي أكرب مام‬ ‫لوحدي وأهدف للوصول أبعد من ذلك‪ .‬أنا أحفر يف الصخر ألبقى موجودة‬ ‫ُ‬ ‫أخذت خيارات شخصية ال تقدّم يل الفرص بسهولة‪ .‬مشكلتنا‬ ‫ألنني‬ ‫اليوم يف لبنان أن الدولة مهت ّمة فقط بنفسها والفن والثقافة ُيعتربان‬ ‫من الكامليات عل ًام أن هذه األشياء تقلب املفاهيم اإلنسانية يف كثري من‬ ‫األحيان‪.‬‬ ‫ماذا عن وزارة الثقافة؟‬ ‫مع احرتامي ملعايل وزير الثقافة‪ ،‬لكن املشكلة ليست فردية‪ .‬فميزانية‬ ‫وزارة الثقافة يف لبنان هي أقل موازنة بني وزارات الثقافة عىل األقل يف‬ ‫الدول العربية‪ .‬أنا ال أعتقد أن االزدهار الفني الفظيع الذي نراه يف سوريا‬ ‫تأس َست‬ ‫أىت بالصدفة‪ ،‬بل بجهد مشرتك بني املنتجني والدولة‪ ،‬وعندما‬ ‫َ‬ ‫التوجه الفني مختلف‬ ‫املدينة الرياضية يف بريوت ومهرجانات بعلبك كان‬ ‫ّ‬ ‫عن اليوم‪ ،‬لكن الفنانني اللبنانيون لألسف ال يأخذون حقهم بني الفنانني‬ ‫األجانب‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫حوار ‪ :‬سايل نوفل‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف ‪ /‬حوار‬

‫الشاعر أدونيس الخطيب لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫حولت وجودها في داخلي‬ ‫مالئكة شعري‪ ..‬كل امرأة ّ‬ ‫ستحوله الحقاً‬ ‫إلى قصيدة شعرية ‪..‬أو‬ ‫ّ‬ ‫بني الواقع والخيال‪ ،‬ينحت كلامته عىل أوراق شعره لتخرج قصائده‬ ‫متميزة األفكار‪ ،‬متنوعة بني اللهجتني العامية والفصحى‪.‬‬ ‫ال أحد يعي ما يف داخل هذا الشاعر من مكنونات إال بقراءة شعره‪،‬‬ ‫ومتابعة إصداراته‪ ،‬ليكتشف بالفعل قدرة أدونيس الخطيب عىل‬ ‫سكب مشاعره وأحاسيسه بطريقة متم ّيزة تجعله يتف ّرد عن غريه من‬ ‫الشعراء‪.‬‬ ‫بعد إصداره لكتابه األول”فضائح الحرب”‪ ،‬أدرك الخطيب جمود وتشابه‬ ‫أحرف القصائد املطبوعة عىل جهاز الكومبيوتر‪ ،‬فجاء كتا َبيه “الورق‬ ‫ليس أعمى” و”عم برتكب كلمه” بخط يده حتى أنه مت ّيز بطريقة كتابة‬ ‫كل قصيدة‪ ،‬وكان الكتاب األخري متم ّيزاً أكرث بعد قفزه خلف الفهرس‬ ‫حيث كتب مربرا هذه القفزة واضعا بصمته عىل آخر صفحة من كل‬ ‫نسخة‪.‬‬ ‫أدونيس الخطيب‪ ،‬من الشعراء الشباب الذين سيكونون حت ًام من‬ ‫ر ّواد الشعر يف عرصه‪ ،‬وبانتظار كتابه الجديد “ناطور الخطايا”‪ ،‬ال يسع‬ ‫القارىء سوى قراءة كتبه السابقة التي ال يمُ َل منها‪ .‬هو الذي كتب املرأة‬ ‫وخصها مبعظم قصائده‪ ،‬حني قال يف قصيدة‬ ‫عىل أنها أجمل الكائنات‬ ‫ّ‬ ‫بتم الصبح‪ ..‬م ّوال‪ ..‬قومي‬ ‫“خلخال”‪“ :‬انتي مرا مثل الندي غافيه‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫اطلعي‪ ..‬جسمك شمس دافيه‪ ..‬ول ّفي عَ خرصك‪ ..‬شال‪َ ..‬ت ترقيص فوق‬ ‫الرمل حافيه‪ ..‬ويرقص عَ اجرك هالقمر‪ ..‬خلخال‪”..‬‬ ‫“منرب التوحيد” التقت الشاعر والصحايف أدونيس الخطيب وكان هذا‬ ‫الحوار‪:‬‬ ‫أين هو أدونيس الخطيب اليوم يف مجايل األدب والصحافة؟‬ ‫يف الصحافة‪ ،‬أنا أعمل اليوم يف مج ّلتي “الشبكة” و”الص ّياد”‪ ،‬وأكتب‬ ‫ُ‬ ‫أنشأت مجلة جديدة ستصدر‬ ‫انت” األردنية‪ ،‬وقد‬ ‫بعض املواضيع ملجلة “ ِ‬ ‫قريباً اسمها “صيد” سنديرها أنا وصاحب رشكة “نيو لوك بروداكشن”‬ ‫املخرج الصديق بودي معلويل وهي متخصصة بالصيد الربي والبحري‪،‬‬ ‫لنخبة الصيادين العرب وهدفها توثيق حياة هؤالء النخبة وتعميم تجربتهم‬ ‫وعالقتهم بالبيئة لتكون زادا لكل صياد‪ ،‬ليدرك أنه مبحافظته عىل البيئة‬ ‫يحافظ عىل استمرار هوايته‪ ،‬فأنا أحب عميل الصحايف كثرياً‪ ،‬وال أتخىل‬ ‫عنه أبداً‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للشعر‪ ،‬فبعد إصدار “فضائح الحرب” و”الورق ليس أعمى”‬ ‫و”عم برتكب كلمه”‪ ،‬و”حلم بال تياب “ وهو عمل شعري راقص من تأليفي‬ ‫وإخراجي ‪،‬هناك ديوان شعري جديد بعنوان “ناطور الخطايا” سيصدر قريباً‪،‬‬ ‫وهو أيضاً باللهجة العامية اللبنانية كديوان “عم برتكب كلمه”‪.‬‬

‫الفكرة تختار جسدها الشعري‬ ‫هل تعترب أن الكتابة باللهجة العامية “املحكية” أقرب للق ّراء من‬ ‫اللغة الفصحى؟‬ ‫ليست اللهجة هي األقرب‪ ،‬بل الفكرة‪ ...‬فإما أن تالمس املشاعر أو ال‪.‬‬ ‫والفكرة تختار جسدها الشعري املناسب لها‪ ،‬وأن تصنيعها يف قالب آخر‬ ‫قد يقيض عىل روحيتها ولهذا ال أقوم بهذه الجرمية إرضاء ألحد‪.‬‬ ‫تكتب الشعر بأنواعه العامي والفصيح املوزون والحر‪ ،‬وتكتب األغنية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أيضا إىل أي مدى هناك مسافة بني االثنني القصيدة واألغنية ؟‬ ‫األغنية هي مرشوع أوسع من القصيدة الشعرية من خالل العنارص‬ ‫التي تدخل بها كاللحن والتوزيع والتسجيل والغناء واألداء ‪..‬الخ وهي عادة‬ ‫ما تكون خفيفة وتعرب تعبريا مبارشا عن حالة ما‪ ،‬دون أن تغوص يف أعامق‬ ‫فلسفية ومتخيالت شعرية غريبة ومتناقضات حميمة‪.‬‬ ‫فمثال يف األغنية الحوارية بني األم وابنها الشهيد التي غنتها الفنانة‬ ‫مرييام عطالله والفنان رامز جرب والتي هي من كلاميت ولحني‪ ،‬تجدين أن الحوار‬ ‫طبيعي مبارش حتى لو احتوى عىل بعض الصور الرمزية‪ ،‬حني أقول مثال‪“ :‬يا‬ ‫مدىف قلبي وترابك ‪ /‬يا فاتح عاملجد بوابك‪ /‬ملا بشتقلك يا أمي ‪ /‬بداوي جرحي‬ ‫بعطر تيابك”‪ .‬صحيح أن مداواة الجرح بالعطر صورة شعرية مجازية إال‬ ‫أنها قريبة جداً من ثقافة حياة أي شخص فينا‪ ،‬ألن كل أم يف بالدنا قد‬ ‫تشم ثياب ولدها الذي سافر أو رحل لتسترض وجوده للحظات حميمة‪ .‬أما‬ ‫القصيدة فترصخ يف واد آخر تختلف عنارصه عن عنارص األغنية وتعتمد‬ ‫عىل إيقاع داخيل بعكس األغنية التي نبضها هو اإليقاع الخارجي‪ .‬مثال يف‬ ‫الفصحى‪“ :‬أر ّوض ظلك عىل الرقص يف حرضة الحواس‪ ...‬ونطفئ شمسنا‬ ‫لنهرع إىل رسير يشبهنا‪ ...‬نتأوه أحالما عابرة للحظات‪ ....‬ونهوي إىل قعر‬ ‫ُ‬ ‫كتبت قصيدة لعايص‬ ‫الدفء نتلو فعل‪ ....‬القداسة‪ .”...‬ويف العامية‪ ،‬مثال‬ ‫الرحباين وإن كان لها إيقاع خارجي فهي ذات إيقاع داخيل يفوق القافية‬ ‫والوزن‪ ،‬فقلت ‪“ :‬و ّقف‪ ..‬شفتك بحقول النوم ت ّوعي النغمه‪ ...‬وحامل وجك‬

‫‪84‬‬

‫موجعنا‪..‬‬ ‫كومة ريح‪ ..‬و ّقف شفتك‪ ...‬ما تتخبا‪ ...‬بتف ّيقنا ضجة صوتك يا‬ ‫ّ‬ ‫انت اليل بتن ّقز موتك تا يسمعنا‪ ....‬إىل أن أصل إىل الختام حيث أقول‪:‬‬ ‫“و ّقف نتفه وارويني ببسمة عينيك‪ ..‬و ّقف نتفة وخربين‪ ...‬هالغيمة ملا‬ ‫بتي ّبس ليش بتدلق حاال عليك؟”‪.‬‬ ‫لديك مجموعة من األغاين‪ ،‬مع َمنْ تتعامل اليوم من الفنانني أو تحب‬ ‫أن تتعامل؟‬ ‫هناك تحضريات مع البعض وسرتى النور قريباً‪ ،‬وأنا ال أحب أن أتعامل مع‬ ‫فنانني عبدة السوق بل مع فنانني مجانني قادرين عىل اإلبداع دون تحفظ ‪.‬‬ ‫ملاذا اخرتت عنوان “عم برتكب كلمه” إلحدى دواوينك؟ هل كتابة‬ ‫املشاعر تعترب “جرمية”؟‬ ‫اخترص الجواب وأقرأ لحرضتك ما كتبته يف مقدمة الديوان‪“ :‬االرتكاب فعل‬ ‫متطرف‪ ..‬بيم ّوت أو بيحيي‪ ..‬م ّرات بيكون عنا شعور ق ّد الدين‪ ،‬منحبسو‬ ‫بكلمه‪ ..‬ومنخنقو بني الورق‪َ ..‬ت ميوت‪ ..‬وم ّرات منخليّ الشعور يكرب بكلمه‪،‬‬ ‫وينحفر عَ بواب الوقت‪ ..‬طول العمر‪ ...‬ما بعرف شو قتلت من مشاعر وشو‬ ‫ع ّيشت‪ ،‬بس بعرف إنو الشعر فعل ارتكاب‪ ..‬بتعملو‪ ..‬وما حدا بيحاسبك‪..‬‬ ‫بتعملو‪ ..‬وبتضلك حر‪.”..‬‬ ‫املالحظ أنك ال تختار من قصائدك عناويناً لدواوينك‪ ..‬ملاذا؟‬ ‫لو وجدت قصيدة قادرة عىل اختصار ديواين باسمها ملا كنت قد أصدرت‬ ‫الديوان ‪ ..‬القصائد حواس إنسانية‪ ،‬وال ميكن أن اخترص حوايس بحاسة‬ ‫واحدة‪.‬‬ ‫تتعاطى مع الشعر كأنه حاسة من حواسك‪ .‬كيف تجدّد هذه الحاسة‬ ‫بني كتاب وآخر أم أنها حاسة ثابته لديك؟‬ ‫سؤالك ذيك‪ ،‬وله داللة عىل غوصك يف الدواوين وهويتها‪ .‬نعم الشعر‬ ‫متحرك لدي شك ًال ومضموناً‪ .‬فالكتاب األول “فضائح الحرب” طبعته عىل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأحسست بالصقيع معه‪،‬‬ ‫شعرت أنه غريب عني‪،‬‬ ‫الكومبيوتر‪ ..‬وحني صدر‬ ‫ُ‬ ‫فقررت‬ ‫إذ أن األحرف يف كل صفحة كانت تشبه بعضها البعض شك ًال‪،‬‬ ‫الخروج من هذا الصقيع يف الكتاب الثاين “الورق ليس أعمى” وكتبته‬ ‫ُ‬ ‫فشعرت أنني هو أكرث‪ ،‬بالرغم مام‬ ‫بخط يدي‪ ،‬بالطريقة التي استمتع بها‬ ‫يحوي فضائح الحرب من أفكار أحبها‪ .‬وبعدها قررت اعتامد هذا الشكل ألنه‬ ‫يشبهني جداً ويعبرّ عن داخيل بصدق‪ ،‬حيث يعرفني القارىء كام أنا وإذا أراد‬ ‫شتمي يشتمني ويعرف ملاذا يشتمني دون أن يشك أنه مخطئ‪ ،‬وإذا أح ّبني‬ ‫أيضاً يح ّبني ويعرف ملاذا يحبني‪ .‬أما يف الكتاب الثالث “عم برتكب كلمه”‪،‬‬ ‫فقد متردت عىل “ الفهرس” الذي أنهى قصائدي يف الديوان الثاين فقفزت‬ ‫فوقه وكتبت عىل الصفحة األخرية بعده‪“ :‬بعد الفهرس‪ ..‬ما بتخلص‬ ‫االشيا‪ ..‬بتتح ّول! ومطرح الحرف بتصريي إنتي‪ ..‬خطوط مرسومه عَ‬ ‫ُ‬ ‫وقمت‬ ‫ايديي‪ ..‬قرييل بصمتي وخربيني شو ارتكبت فييك‪ ..‬وفيي‪”..‬‬ ‫ّ‬ ‫ببصم كل نسخة منه‪ .‬ويف “ناطور الخطايا” سيكون هناك فعل ارتكاب‬ ‫شعري يف رسوماته الداخلية هو مبثابة نوع من رد‬ ‫الجميل ملالئكة شعري‪ ،‬وسأبوح بهذا الفعل يوماً‬ ‫بعد إصدار الكتاب‪.‬‬ ‫هل تتعرض للنقد من البعض م ّمن ال زالوا‬ ‫َ‬ ‫وأنك من‬ ‫يتبعون الشعر التقليدي‪ ،‬خاصة‬ ‫تكتب الشعر الحر والعامي أيضا ؟‬ ‫النقد حالة مالزمة لكل عمل إنساين‪ ،‬والشعر‬ ‫كام قلت لك حاسة انسانية‪ ،‬ومن الطبيعي أن‬ ‫أهاجم من اتباع املدارس الشعرية التي يرفض كل‬ ‫منهم أساساً وجود اآلخر املناقض له أو يقبله‬ ‫عىل مضض‪ ،‬خصوصاً أن السياسات الفكرية‬ ‫ل ّوثت الشعر فأصبح الذين يدافعون عن الشعر‬ ‫الفصيح املوزون واملقفى مث ًال هم الداعني إىل‬ ‫العروبة والحفاظ عىل اللغة العربية رابطني هذا‬ ‫األمر برضورة اإللتزام بهذ الخط‪ ،‬والذين يدافعون‬ ‫عن الشعر املحيك هم الذين يدّعون أنهم يحبون‬ ‫لبنان وال أحد سواهم‪ .‬أعتقد أن هذا مضحك‬

‫جداً فالشعرهو قبل العرب والعروبة وقبل لبنان واللبنانيني‪ .‬هو ينتمي إىل‬ ‫حواس اإلنسان املبدع يف كل زمن‪ ،‬وأسأل كيف يق ّيم الشعراء نصاً شعرياً‬ ‫إنكليزياً مثال ويشيدون بشاعرية الشاعر وهو ال ينتمي إىل بحور الشعر‬ ‫العريب وال إىل مرادفات اللهجة املحكية اللبنانية؟ هذا دليل أن النقد يطال‬ ‫الفكرة الشعرية وأن األسلوب قالب ليس إال‪.‬‬ ‫قلت َ‬ ‫َ‬ ‫تحب عملك الصحايف كثرياً‪ .‬كيف مت ّيز بني الشعر والصحافة‪،‬‬ ‫أنك‬ ‫ّ‬ ‫أي بني الخيال والجاملية يف الشعر‪ ،‬واملقال الصحايف الجامد؟‬ ‫أوالً أنا ال أرى أن الشعر هو فعل كتابة فحسب‪ ،‬هو بالنسبة يل حالة‬ ‫يعيشها اإلنسان‪ .‬كل شخص منا شاعر عىل طريقته‪ ،‬فمنا من يعرب‬ ‫بالرسم أو النحت أو املوسيقى‪ ..‬وليك يكون شاعراً ويالمس شعره الناس‪،‬‬ ‫عليه أن يكون حراً يف مشاعره ويعرب دون خوف وينظر دون اضطراب‪ ..‬الشعر‬ ‫هو أفضل أنواع التعبري مهام تعددت أساليبه‪ ..‬أمل نقرأ كلنا شعر الله يف‬ ‫الطبيعة والكون واإلنسان؟؟‬ ‫يف “ حلم بال تياب “ الذي قدمته مع فرقتي “ نينوى “‪ ،‬عبرّ ت عن هذه الفكرة‬ ‫بشكل واضح فكانت الكلمة أحياناً هي الشعر‪ ،‬وأحياناً كانت املوسيقى‬ ‫والرسوم والرقص والضوء‪ ،‬لقد كتبت قصيدة يف املوسيقى اسمها فوىض‪،‬‬ ‫وقد كتب إىل جانبها عىل “ الربوشور”‪“ :‬أغمض عينيك لتقرأ‪ ،‬وقد أطفأنا‬ ‫ليست نصاً‬ ‫الضوء لنقرأ قصيدة بحاسة النغم”‪ .‬أما الصحافة فهي‬ ‫جامداً بل حساً أعيشه‪ ،‬ولغة تواصل واكتشاف متتعني‪ .‬فأنا أحب الناس‬ ‫والغوص يف تفاصيل الحياة‪ ،‬ولقد ساعدين عميل‬ ‫الصحفي عىل اكتشاف الناس عىل حقيقتهم‪،‬‬ ‫ومعرفة حجم كل شخص دون تضخيم‪ ،‬وأقول‬ ‫وصغر‬ ‫لك برصاحة أن مثة َمن كان بنظري كبرياً َ‬ ‫حني التقيته‪ ،‬وأيضاً العكس‪ ،‬فقد كرب كثريين‬ ‫كنت أظنهم صغاراً‪...‬‬

‫«ناطور الخطايا»‬ ‫سيصدر قريباً‬ ‫وفي رسوماته الداخلية‬ ‫فعل ارتكاب شعري‬ ‫سيكون بمثابة رد جميل‬ ‫لنساء جعلتني أكتب‬ ‫‪85‬‬

‫ليس هناك رجل رشقي أو رجل‬ ‫غريب‪ ،‬هناك رجل مثقف وآخر ال‬ ‫ذكرت أنه سيكون يف ديوانك “ ناطور الخطايا‬ ‫“ نوع من رد الجميل ملالئكة شعرك‪َ .‬من تقصد‬ ‫مبالئكة الشعر؟‬ ‫كل امرأة ح ّولت وجودها يف داخيل إىل قصيدة‬ ‫شعرية ‪..‬او ستح ّوله الحقا!! كل النساء اللوايت‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب ثقايف ‪ /‬حوار‬

‫منرب تكنولوجيا‬

‫جعلنني أكتب أحاسيساً غري موجودة لوالهنّ ‪.‬‬ ‫موجهة المرأة مختلفة‬ ‫هل كل قصيدة تكون‬ ‫ّ‬ ‫عن النساء يف القصائد األخرى؟‬ ‫أحياناً أكتب القصيدة نتيجة حالة شعرية‬ ‫أعيشها متخي ًال‪ ،‬فتأيت امرأة وتلبسها مبهارة‪ .‬ويف‬ ‫أحيانٍ أخرى‪ ،‬تأيت إمراة تدرك أنها قصيدة مجنونة‬ ‫فال يسعني إال أن أكتبها‪.‬‬ ‫أال تغار زوجتك رانيا من هذا املوضوع؟‬ ‫(يضحك) سؤال ملغوم‪ ،‬هناك شعراء أصدقاء‬ ‫كرث يعانون من هذا املوضوع‪ ،‬لكنّ الرائع يف رانيا‬ ‫واع وتعرف قيمتها عندي‪.‬‬ ‫أنها إنسانة ذات عقلٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مل يكن بيني وبينها حب يف البداية بل صداقة‬ ‫تطورت إىل حب كبري وقد نصحتها مراراً بعدم‬ ‫زواجنا ألين قد أكون إنساناً متعباً من خالل طبيعة‬ ‫حيايت‪ ،‬إال أنها “افحمتني” حني قالت‪“ :‬أحبك كام‬ ‫أنت ولو مل تكن هكذا ملا كنت أريدك”‪ .‬ورانيا تدرك‬ ‫حقاً أن الغرية نوع من الضعف‪ ،‬كام تدرك أنها‬ ‫قوية يف حيايت ألنها مل تأرسين بحبها يوماً بل‬ ‫جعلتني اختارها بحريتي دامئا يف كل مرحلة‪.‬‬ ‫كيف ترى املرأة خاصة وأنها تأخذ ح ّيزاً كبرياً‬ ‫من اهتامم قصائدك؟‬ ‫أنا أعترب أن املرأة هي أكرث من نصف املجتمع والرجل هو الجزء الباقي األقل‪،‬‬ ‫وهذا بكل موضوعية‪.‬‬ ‫هذا ليس كالم “رجل رشقي”!‪.‬‬ ‫ليس هناك رجل رشقي أو رجل غريب‪ ،‬هناك رجل مثقف ورجل ال‪ ،‬هناك‬ ‫رجل متطور ورجل ال‪،‬‬ ‫لك ال ميكن أن‬ ‫أقول‬ ‫املجتمع‪،‬‬ ‫نصف‬ ‫من‬ ‫أكرث‬ ‫هي‬ ‫املرأة‬ ‫بأن‬ ‫وبالنسبة لرأيي‬ ‫ِ‬ ‫نساوي أنثى برجل وهي تخلق من داخلها إنساناً‪ ،‬ولديها وظائف جسدية‬ ‫أكرث بكثري من الرجل‪ ،‬ولديها أيضاً اهتاممات متعددة يكون الرجل جزءاً‬ ‫بسيطاً منها‪ .‬ال ميكن أن تكون نصف املجتمع فقط‪ .‬هي كائن شاسع ال‬ ‫ينتهي‪ ..‬حتى الصفات األنثوية واسعة وشاملة أكرث‪ ،‬مث ًال عندما نقول “‬ ‫الوطن‪ ..‬واألمة”‪ “ ،‬الرتاب‪ ..‬األرض “ وبالتايل مهام كانت عظمة الرجل‪ ،‬فهو‬ ‫خرج من رحم امرأة‪ ،‬وحني قال املثل “وراء كل رجل عظيم امرأة” مل يكن‬ ‫مخطئاً‪ ،‬ألن عظمة الرجل مستمدّة أيضاً من املرأة‪.‬‬ ‫أال تعترب أن رأيك هنا مخالف للعقائد والعادات الرشقية؟‬ ‫ال أبداً‪ ..‬هناك رجال كرث يف مجتمعنا متح ّررين من عقدة الرجولية‬ ‫ومصطلحها الرشقي الذي يستعمل للذم عادة‪ ،‬ولكن املشكلة عندنا أن‬ ‫املرأة بشكل عام ال زالت تشعر بالخوف والدونية‪ ،‬وال أعرف حقاً إذا كان هذا‬ ‫ميتعها أم ال‪ .‬عىل أي حال أقول‪ ،‬إذا كان رجال الرشق متخلفني كام يقال فهو‬ ‫بسبب املرأة املتخلفة‪ ،‬ألنها هي التغيري الحقيقي‪.‬‬

‫الشعر حالة نعيشها‬ ‫ونعرب عنها بوسائل كثرية‬ ‫ّ‬ ‫تقل قيمة الشعر‬ ‫ملاذا تأخذ املرأة كل هذا االهتامم يف القصائد‪ .‬هل‬ ‫إذا مل يتحدث عن املرأة؟‬ ‫الشعر يتحدث عن حاالت‪ ،‬وألن املرأة كام قلت لك كائن شاسع غريعادي‪،‬‬ ‫وهي أجمل ما يف الوجود‪ ،‬فنحن نح ّبها وتكون أ ّمنا وحبيبتنا وزوجتنا‬ ‫وعشقيتنا‪ ،‬وكل صفات القداسة والعهر موجودة فيها عىل حد سواء‪،‬‬ ‫لذلك فهي تكون أوىل عناوين موضوعاتنا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫لديك فرقة‬ ‫إىل جانب الشعر‪ ،‬لديك عالقة بالرقص الشعبي وكان‬ ‫“نينوى”‪ .‬ماذا تخربنا عنها؟‬ ‫ُ‬ ‫أنشأت هذه الفرقة ألن الوطنية لدي ليست شعاراً أرفعه‪ ،‬و(أط ّبل‬ ‫لقد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وأز ّمر) به‪ ،‬إمنا فعل أمارسه من خالل قدريت‬ ‫وثقافتي‪ ،‬ألساهم يف استمرار ونرش الفن الذي‬ ‫يعبرّ عن هويتنا‪ .‬فـ “الدبكة “ هي رقصة الجامعة‬ ‫التي تتعاون وتحب وتنجز وميلؤها الشعور بالعز‬ ‫والعنفوان والتي نؤكد فيها من خالل ارتطام‬ ‫أرجلنا باألرض عىل االرتباط األكيد واالنتامء‬ ‫الذي ال يدنو منه شك إىل الوطن‪ .‬وقد شاركت‬ ‫“نينوى” يف نشاطات كثرية بالتعاون مع وزارة‬ ‫السياحة خالل السنوات التي خلت وقد مثلنا‬ ‫لبنان يف مهرجان “عجائب صيف قطر الثاين”‪،‬‬ ‫ونلنا إعجاب الجميع وخصوصاً الصحافة القطرية‬ ‫التي عن َو َنت حينها “الفرقة اللبنانية ترت ّبع عىل‬ ‫عرش اإلبداع االستعرايض”‪ ،‬فقد رقصنا بالسيوف‬ ‫واملناجل وقدمنا عرضاً مذه ًال‪ .‬وقد توقف عمل‬ ‫الفرقة بسبب عدم القدرة عىل االستمرار دون‬ ‫دعم مادي ومعنوي يف دولة أصبحت معظم‬ ‫فرقها الشعبية فرق “زفة أعراس” الًن الوزراء الذين‬ ‫توالوا عىل الثقافة والسياحة يف كل الحكومات‬ ‫مل يدركوا معنى أن يبقى الرقص الشعبي عنرص‬ ‫انتامء للوطن‪ ،‬أو لنخفف من وطأة هذا الكالم‬ ‫نقول ألنهم “ ما بيعرفوا يدبكوا “ إال ببعض‪.‬‬

‫الطبيعة امرأة نعشقها‬ ‫من الصحافة و الشعر والرقص‪ ،‬إىل الطبيعة‪ ..‬لديك فريق يقوم‬ ‫برحالت تخييم وسري يف الطبيعة‪ ..‬ماذا تعني لك الطبيعة؟‬ ‫الطبيعة هي املرأة األوىل التي ال ميكن إال أن أعشقها‪ ،‬هي متنفس حقيقي‬ ‫دون منازع‪ ،‬وهي صادقة ال تقوم بفعل تصنع لرتيض أحداً‪ .‬إنها عفوية برغم‬ ‫حدّتها وقساوتها يف بعض األحيان‪ ،‬وأنا ومجموعة من األصدقاء الشباب‬ ‫والصبايا لدينا النظرة نفسها إليها‪ ،‬لهذا اجتمعنا معاً لنامرس ح ّبنا لها‬ ‫من خالل التمتع مبناظرها واملحافظة عليها عرب تنظيف األماكن التي ّ‬ ‫نخيم‬ ‫بها وإدخال عنارص جديدة معنا‪ ،‬لنق ّربهم منها بالفعل ال بالكالم واملواعظ‪،‬‬ ‫فحني يتمتع بها الشخص ويجيد التعامل معها سيحبها ويحافظ عليها‬ ‫تلقائياً‪ .‬هنا أيضاً يف هذا العمل أمارس وطنيتي دون تطبيل وتزمري‪.‬‬ ‫هل تعتقد أن هذه يكفي ألجل البيئة ؟‬ ‫لك بيشء‪ ،‬لقد‬ ‫طبعا ال‪ ،‬إنه جزء يسري من أفكاري تجاه البيئة‪ ،‬وسأبوح ِ‬ ‫أرسلت فكرة مرشوع بيئي طريف ومثمر إىل الوزير رميون عودة وهذا قبل أن‬ ‫ُ‬ ‫فأعدت إرسال املرشوع إىل القرص الجمهوري‬ ‫يكون وزيراً ومل يأتني رد منه‪،‬‬ ‫برسالة موجهة إىل الرئيس ميشال سليامن وكانت النتيجة نفسها‪..‬‬ ‫وكان عنوان املرشوع “ شجرة ملن تحب “‪ .‬والفكرة هي أن يقوم كل منا بزرع‬ ‫شجرة عىل ن ّية راحل أو حبيب أو زعيم أو شهيد‪ ..‬الخ‪ ،‬يف منطقته ويكون‬ ‫هذا العمل من ضمن خطة منظمة مع البلديات وبطريقة سهلة وجميلة‬ ‫يتعرف الناس من خاللها عىل بعضهم‪ ،‬يف موسم التشجري ويكون هناك‬ ‫منافسة يف العمل‪ ،‬كام يقام يف كل سنة يف عيد الشجرة مهرجانات‬ ‫بيئة جميلة ونشاطات من ضمن املناسبة‪ ،‬هذا إىل جانب تفاصيل أخرى‬ ‫كثرية للمرشوع‪.‬‬ ‫كلمة اخرية لـ”منرب التوحيد”؟‬ ‫لك عىل املقابلة الجميلة‪ ،‬وشكر ملنرب التوحيد الذي خصص‬ ‫شكراً ِ‬ ‫صفحات للثقافة والشعر يف زمن “الهزّ”‪ ،‬وأمتنى من قائد الجيش أن يعلن‬ ‫حرباً عىل إرهاب حرائق الغابات وأن ينفذ حكم اإلعدام بالذي يثبت تورطه‬ ‫ألنه يغتال وطناً‪.‬‬

‫‪86‬‬

‫حوار سايل نوفل‬

‫تحولت حياتنا إلى إلكترونية؟‬ ‫هل ّ‬

‫بين الحاسوب واإلنترنت‪ ،‬ضاعت الورقة والقلم‬ ‫أتفضل الصحيفة الورقية أم أن التصفح‬ ‫والحصول عىل املعلومات عرب االنرتنت‬ ‫أسهل؟ سؤال ميكن طرحه عىل أي فرد‪ ،‬لكن‬ ‫ما هو جوابه؟‬ ‫إذا نظرنا إىل ما وصلت إليه الثقافة‬ ‫االلكرتونية والتقدم االلكرتوين خاصة بعد‬ ‫دخول االنرتنت عامل االلكرتونيات‪ ،‬فال بد أن‬ ‫نعي الجواب البديهي‪.‬‬ ‫«الثقافة االلكرتونية»‪ ،‬مصطلحاً جديدأً‬ ‫دخل عاملنا الثقايف العلمي منذ اخرتاع‬ ‫الحاسوب وإدخال تقنية االنرتنت عليه‪،‬‬ ‫لتصبح االلكرتونيات وسائل جديدة تخرتق حياتنا وتح ّولها لحياة الكرتونية‬ ‫وتغيرّ طرق العيش‪ ،‬بدءاً من التح ّول لقراءة الصحف اليومية عرب االنرتنت‬ ‫بدل الصحف الورقية‪ ،‬ومن ثم البيع والرشاء وعقد الصفقات التجارية‪،‬‬ ‫ووصوالً إىل أكرث ما ُيستعمل اليوم وهو الدردشات (‪ )conversations‬عرب‬ ‫االنرتنت والتواصل مع أي شخص يف كل بقاع العامل‪.‬‬ ‫هي ثقافة وصلت إلينا يف هذا العرص املعلومايت الذي ترافق مع ثورتني‬ ‫تقنيتني هام‪ :‬ثورة االتصاالت وثورة تقنية املعلومات من خالل األجهزة‬ ‫اإللكرتونية املختلفة كالحاسبات اآللية واأللعاب اإللكرتونية أو أجهزة فيديو‪،‬‬ ‫أو األجهزة اإلذاعية والتلفازية التي تستقبل اإلرسال املحيل وإرسال محطات‬ ‫األقامر الصناعية التي تبث عروض القنوات الفضائية املختلفة واملتعددة‬ ‫االنتامءات من جميع دول العامل‪.‬‬

‫الصحافة اليوم‪ ..‬هل استب ِد َل القلم بالحاسوب؟‬ ‫وبعد تغلغل الثقافة االلكرتونية يف الحياة العامة‪ ،‬كان للصحافة حصة‬ ‫كبرية من خري هذه التقنيات املتطورة‪ ،‬فأصبح القلم قليل الفائدة‪ ،‬وأصبحت‬ ‫الصحيفة الورقية قليلة االستعامل‪ .‬ال أحد ينكر أهمية الثورة االعالمية‬ ‫االلكرتونية ومساهمتها يف إيصال اآلراء إىل كل بقاع األرض‪ ،‬ولكن ماذا‬ ‫عن منافسة الصحافة املطبوعة؟ هل تصبح الصحيفة جزءاً من محتويات‬ ‫األسواق التقليدية وتصبح بدون فائدة؟‬ ‫ال بد أن الثقافة اإللكرتونية هي ثقافة جامعة لكال طريقتي التواصل‪:‬‬ ‫«الشفوي واملكتوب»‪ ،‬وهي تستخدم تقنيات ووسائل متعددة‪ ،‬فأداتها هي‬ ‫كل العنارص‪ ،‬حروفاً مطبوعة وأصواتا وصورا وألوانا وأنغاما‪ ،‬أي كل تلك‬ ‫التجديدات واالكتشافات الفيزيائية والكيميائية يف مجال الصوت والصورة‬ ‫والتطور التكنولوجي‪.‬‬ ‫وال بد من ذكر وجود بعض املواقع املهمة‬ ‫التي تعنى بالرتاث العريب وتأريخه‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل مواقع أخرى تحتوي موسوعات يف غاية‬ ‫األهمية يف الثقافة واملعرفة‪ ،‬ولكن مع‬ ‫كل هذا‪ ،‬تبقى الصحافة املطبوعة أساس‬ ‫معرفتنا ونقل األخبار اليومية قبل التطور‬ ‫املعلومايت واخرتاع الحاسوب وتقنيات امليديا‬ ‫واملعلومات الرقمية وااللكرتونية‪.‬‬ ‫االلكرتونية‬ ‫الثقافة‬ ‫اخرتقت‬ ‫لقد‬ ‫والرقمية أبجديات وحضارات الشعوب‬ ‫يف العامل‪ ،‬فأصبح كل يشء رقمياً يسري‬

‫وفقاً لذبذبات األرقام والقطع االلكرتونية‬ ‫املتطورة‪ ،‬وأمسينا كالرجل اآليل مواكبني‬ ‫للتطور‪ ،‬ومأخوذين بإبداعاته‪ ،‬بدءاً باستخدام‬ ‫الحاسبات اإللكرتونية‪ ،‬ومشاهدة األفالم‬ ‫الرقمية ومتابعة برامج التلفزة واألقامر‬ ‫الصناعية اإللكرتونية‪ ،‬وصوالً إىل استخدام‬ ‫الكامريات الرقمية‪ ،‬واستنساخ املطبوعات‬ ‫وقراءة‬ ‫الرقمية‪،‬‬ ‫الطابعات‬ ‫باستخدام‬ ‫الصحف اإللكرتونية عىل شبكة اإلنرتنت‪،‬‬ ‫واألهم التعليم باستخدام املناهج والكتب‬ ‫اإللكرتونية‪ ،‬والذي يساعد عىل التدريس‬ ‫من أي مكان ويف أي وقت‪ ،‬باستخدام شبكات االتصاالت املتنوعة‪ ،‬هذا إىل‬ ‫جانب الخدمات املختلفة للحكومة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫أكانت هذه األرقام يف السنوات املاضية‪ ،‬فام بالنا اليوم بعد أن تغلغل‬ ‫األنرتنت يف حياتنا اليومية إىل حد ال يوصف إذ ال يوجد إنسان إال ويجلس‬ ‫امام حاسوبه لساعات اما يتصفح مواقع الصحف او يقوم بدردشات‬ ‫مع األصحاب واألقارب‪ ،‬أو يقدم عىل صفقات وتحويالت مالية‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫بدقائق معدودة رمبا توفر الكثري من الوقت والتعب‪ ،‬لكنها حت ًام تخفف من‬ ‫استعامل التفكري والعقل اإلنساين‪.‬‬ ‫ومع تزايد حجم املشرتكني يف خدمة االنرتنت عرب العامل‪ ،‬بدأت رسعة‬ ‫الشبكة االلكرتونية تتباطىء لتزايد الضغط عليها‪ ،‬وهذا ما نراه واضحاً‬ ‫يف لبنان حيث أن رسعة الخدمة االلكرتونية بطيئة جداً وبعيدة كثرياً عن‬ ‫مبدأ التقدم االلكرتوين والتطور التكنولوجي بالنسبة لبلدان أخرى كثرية‪.‬‬

‫اإلعالم بني الورقي وااللكرتوين‬ ‫وال بد من التعريج عىل أهمية ما وصلت إليه الصحافة االلكرتونية من‬ ‫تشكيل عامل جذب للقراء لتصفح املواقع اإلخبارية أو الطبعات االلكرتونية‪،‬‬ ‫لذا نالحظ أن عرش الصحيفة الورقية التي لطاملا رفعها إىل أعىل مراتب‬ ‫وسائل االتصال منذ اخرتاع أول مطبعة يف منتصف القرن الخامس عرش‬ ‫عىل يد «جوتنربغ»‪ ،‬بدا بالرتاجع منذ اخرتاع الراديو والتلغراف والهاتف عىل‬ ‫الرغم مام أفاد اخرتاع كل هذه الوسائل يف تطوير أمناط إصدار الصحف‪،‬‬ ‫وتحسني عملها‪ ،‬وهنا ال بد من التطرق لآلراء اإليجابية لدى البعض حول‬ ‫اندماج اإلعالم التقليدي (املكتوب) بااللكرتوين‪ ،‬ملا يظهره هذا االندماج‬ ‫من انتشار بوابات ومواقع إخبارية مستقلة مع إبقاء البعض عىل إدخال‬ ‫املطبوعات التابعة للصحف عىل هذه‬ ‫املواقع‪ .‬ولكن يبقى السؤال حول مدى الرقابة‬ ‫عىل املنشورات االلكرتونية نظراً لغياب‬ ‫التدقيق ورئاسة التحرير عن بعض املواقع‪،‬‬ ‫مام يؤدي يف أحيان كثرية إىل نرش آراء شاذة‬ ‫عن قوانني املطبوعات وعن األخالق العامة‪،‬‬ ‫وعماّ إذا كانت الثقافة االلكرتونية ظاهرة‬ ‫عابرة تضمحل مع األيام‪ ،‬أم أنها ستشكل‬ ‫بانتشارها الرسيع عالمة مهمة يف عامل‬ ‫الثقافة واألدب واإلعالم ككل‪.‬‬

‫‪87‬‬

‫إعداد‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب املرأة‬ ‫كالم األحزاب السياسية حبر على ورق‬

‫نجالء مصطفى سعد لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫مشاركة المرأة في الحكم والسياسة نتيجة لعامل الوراثة‬ ‫املرأة هي طريق الحياة‪ ،‬ورشيانها النابض‪،‬‬ ‫يف جوانب وأدوار مختلفة‪ ،‬والوحيدة التي‬ ‫تهز العامل يف حصن األمومة‪ ،‬إنها مدرسة‬ ‫األجيال وصانعة األبطال‪ ،‬فهي من تغذي‬ ‫األصول ومتد الجذور‪ ،‬لديها الفكر الثاقب إذا‬ ‫شاءت وقررت وخططت‪.‬‬ ‫هي القلب النابض بالعطف والرحمة‪،‬‬ ‫فهي مل تخلق عبثاً إنمّ ا لتكمل مسرية الوجود‬ ‫عرب رسالتها الخالدة الضاربة يف جذور األرض‬

‫الشامخة إىل عنان السامء‪ :‬إنها أألم‪...‬‬ ‫ويف ظل التجارب التاريخية‪ ،‬التي عاشت‬ ‫فيها املرأة ومن خالل الظروف املالمئة يف‬ ‫واالجتامعية‪،‬‬ ‫والثقافية‬ ‫العقلية‬ ‫نشأتها‬ ‫فقد استطاعت أن تؤكد موقعها الفاعل يف‬ ‫مواقفها الثابتة املرتكزة عىل قاعدة الفكر‬ ‫واإلميان‪ .‬واستطاعت أن متارس دورها كإنسانة‬ ‫لها كيانها وشخصها‪ ،‬وأن تنخرط يف كل‬ ‫املجاالت االجتامعية والفكرية والسياسية‬

‫والثقافية والحياتية وغريها من األمور‪.‬‬ ‫وللمرأة يف معرتك الحياة‪ ،‬وقفات عديدة‬ ‫تبدأ باالبنة وصوالً إىل األم‪ ،‬مروراً باملقاومة‬ ‫واملعلمة‪ ،‬والنائبة والوزيرة والناشطة يف‬ ‫كل الحقول الرتبوية واإلنسانية والصحية‬ ‫واملجتمع املدين‪ ،‬وغريها من األمور‪ ،‬والتقت‬ ‫«منرب التوحيد» مع رئيسة «املركز الوطني‬ ‫السيدة نجالء مصطفى سعد يف‬ ‫للعيون»‬ ‫حوار هذا نصه‪:‬‬

‫نجاح املرأة يف ميادين الحياة كافة‬ ‫املرأة هي الوجه اآلخر للحياة‪ ،‬دونها تتوقف دورة الحياة‪ ،‬وهي مصدر الجامل‬ ‫والعطاء‪ ،‬وبانية األجيال فرناها تقف خلف كل إنجاز‪ ،‬ما هو دور املرأة‪ ،‬وماذا‬ ‫تعني لكنّ املرأة بوجه عام؟‬ ‫للمرأة دور كبري يف الحياة‪ ،‬مك ّمل لدور الرجل‪ ،‬كونهام جزء ال يتجزأ‪ ،‬غري أنها‬ ‫متتاز عنه بحنانها وعطفها ودفئها‪ ،‬ومن دونها تتوقف مسرية الحياة‪ ،‬ألنها منبع‬ ‫ومصدر ومدرسة الحياة عرب األجيال التي تأيت بها إىل العامل‪.‬‬ ‫هذا الوجه الحقيقي للمرأة بوجه عام‪ ،‬لكن للمرأة اللبنانية مزاياها الخاصة‬ ‫التي تنفرد فيها عن املرأة بشكل عام‪ ،‬فهي املرأة املناضلة واملقاومة لتشبثها‬ ‫بأرضها‪ ،‬ورغم كل املعاناة والحروب التي عصفت بلبنان‪ ،‬نراها صامدة ومقاومة‪،‬‬ ‫تكافح وتناضل من أجل وطنها وأبنائها‪ ،‬زارعة يف قلوبهم وعقولهم حب الوطن‬ ‫والتمسك باألرض‪ ،‬داعمة لدور الرجل الذي يذود عن وطنه بقوة السالح‪.‬‬ ‫من املؤكد‪ ،‬أن املرأة مل تأخذ أغلب حقوقها‪ ،‬وحتى يف املجتمعات املتقدمة‪،‬‬ ‫أما يف الدول النامية أو الساعية إىل النهوض فام زالت العقبات كبرية للغاية‪،‬‬ ‫أين دور الجمعيات األهلية واألممية؟‬ ‫ليس من السهل عىل أي إنسان أن يأخذ حقه‪ ،‬ويحقق أهدافه دون تقديم العديد‬ ‫من التضحيات والنضاالت‪ ،‬فكيف إذا كان هذا اإلنسان هو املرأة‪ ،‬التي يتط ّلب‬ ‫منها مجهوداً يفوق مجهود الرجل للوصول إىل ما تبتغيه‪ ،‬وخاصة يف املجتمعات‬ ‫الرشقية حيث عليها النجاح‪ ،‬واملجازفة يف حياتها للصمود يف وجه الصعاب‪.‬‬ ‫واملرأة اللبنانية ليست وحيدة اليوم‪ ،‬وذلك يعود إىل جمعيات وهيئات نسائية‬ ‫عديدة‪ ،‬تسعى لتحرير املرأة وتأمني حقوقها ومساواتها مع الرجل‪ ،‬وقد استطاعت‬ ‫هذه الجمعيات أن تحقق الكثري‪ ،‬فعىل سبيل املثال‪ :‬لقد أصبحت املرأة اللبنانية‬ ‫قادرة عىل املشاركة يف االنتخابات من خالل اإلدالء بصوتها وهذا ما ينعدم وجوده‬ ‫يف بعض الدول العربية األخرى التي تنظر للمرأة عىل أنها عنرص غري فعال وال‬ ‫يحق لها اإلدالء بصوتها‪ ،‬كونها ُو ِجدت لتكون أ ّماً وربة منزل‪ ،‬وللرجل دور فعال يف‬ ‫منح هذا الحق للمرأة الذي ال يجب أن تتنازل عنه أبداً‪.‬‬ ‫ما هي الحقوق األساسية للمرأة يف مجتمعنا؟ وهل تعتقدين بأن املرأة قد‬ ‫نالت بعضاً من هذه الحقوق‪ ،‬وما هي الحقوق التي تطالب بها املرأة يف لبنان‪،‬‬ ‫ومن املسؤول عن التقصري يف نيل املرأة لحقوقها؟‬ ‫املرأة حصلت عىل أشياء عديدة‪ ،‬ولكنها لألسف تنفذ بشكل خاطئ‪ ،‬مث ًال‬ ‫يف مسألة الرشع‪ ،‬والطالق وحقها يف حضانة أطفالها‪ ،‬واإلرث والحرية والتمييز‬ ‫بني «الصبي والبنت» و هذا يعود إىل اختالف الطوائف الذي يؤدي إىل اختالف يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إعطاء الحقوق والواجبات‪ ،‬وبالتايل إىل امل ّ‬ ‫رشعني الذين يضعون األحكام ويغريونها‬ ‫وفق أهوائهم‪.‬‬ ‫هذه أكرث األمور التي تنتهك فيها حقوق املرأة‪ ،‬وأمتنى عىل جميع اللبنانيني أن‬ ‫يتوحدوا طائفياً وهذا األمر يعود إىل الدولة التي وحدها تتح ّمل مسؤولية ترسيخ‬ ‫الوحدة الوطنية وتعميق جذورها بني املواطنني‪.‬‬ ‫هناك نظرة قارصة حول قدرة املرأة عىل قيامها بأعامل تخ ّولها املساواة مع‬ ‫الرجل‪ ،‬والدليل نجاحها وتفوقها يف العديد من املجاالت‪ ،‬من املسؤول عن بقاء‬ ‫هذه النظرة ‪ ،‬وهل من برامج توعية يف هذا املجال؟‬ ‫نجاح املرأة يف ميادين الحياة كافة‪ ،‬هو الذي وضعها عىل خط مساواتها بالرجل‪،‬‬ ‫وأثبت وجودها‪ ،‬غري أن هذا النجاح غالباً ما يكون مجبوالً باملتاعب واملنافسة‪،‬‬ ‫خاصة يف مجتم ٍع كمجتمعنا الذي ال يزال ينظر إىل املرأة‪ ،‬ويف العديد من‬ ‫املجاالت عىل أنها عنرص ضعيف‪ ،‬والرجل هو صاحب القرار األخري‪ ،‬ولكنها بصربها‬ ‫وتج ّلدها عىل الصعاب وصلت يف نهاية املطاف‪ .‬من هنا عليها أن تواصل جهودها‬ ‫وتزيد من عزمها لتثبت للرجل وللمجتمع أنها قادرة عىل امليض قدماً يف خط‬ ‫مساواتها مع الرجل‪.‬‬ ‫هل أنت مع مشاركة املرأة يف الحياة السياسية واإلدارية‪ ،‬وملاذا ال تتبؤ املرأة‬ ‫مراكز قيادية يف مجتمعنا؟‬ ‫إذا كانت املرأة مؤهلة فال مانع‪ ،‬ولكن حتى اآلن مشاركة املرأة اللبنانية يف‬ ‫الحكم والسياسة مل تكن نتيجة جدارتها ونجاحها بل كانت وال تزال نتيجة‬ ‫لعامل الوراثة الذي لعب دوراً كبرياً يف مجتمعنا‪.‬‬

‫‪88‬‬

‫لو كنت يف موقع صنع القرار يف لبنان‪ ،‬رئاسة الدولة مث ًال‪ ،‬ما مقدار الحرية‬ ‫التي ستمنحيه للمرأة؟‬ ‫املرأة والرجل بالنسبة يل شخصان متساويان‪ ،‬ولكن هذه املساواة والحرية ال‬ ‫تعطي الحق للمرأة من أن تنىس البيئة التي تنتمي إليها وعاداتها وعقائدها التي‬ ‫تربت عليها‪ ،‬مع الحفاظ عىل أنوثتها وحنانها وعطفها‪.‬‬ ‫املساواة بني الرجل واملرأة التي أتحدث عنها تتعلق بحقوق املرأة السياسية‬ ‫واملدنية‪ ،‬التي يجب ان ال تتنازل عنها‪.‬‬ ‫من هنا ومن خالل منربكم أتوجه إىل املسؤولني وكل األحزاب السياسية‬ ‫والنواب والوزراء الحاليني والسابقني الذين وعدوا باملطالبة بحقوق املرأة ومل ينفذوا‪،‬‬ ‫بأنه عليهم ان يعلموا بان هناك الكثري من السيدات اللوايت لديهن الكفاءة‬ ‫العالية يف املساعدة بإدارة د ّفة الحكم‪ ،‬ولكن بعضهم يحاول إلغاء دورهن‪ ،‬ولذلك‬ ‫عىل املرأة اللبنانية ان تطالب بحقها وان ال تتنازل عنه‪ ،‬ألنها عانت وال تزال تعاين‬ ‫الكثري‪ ،‬وقدمت أغىل ما لديها زوجها وأوالدها شهداء دفاعاً عن وطنها‪.‬‬

‫نجالء حمدان من باتر – الشوف‪ ،‬ولدت يف صيدا يف كنف‬ ‫عائلة والدها (آل حمدان) وأهل والدتها (آل جنبالط)‪.‬‬ ‫تعلمت يف املدرسة اإلنجيلية (األمريكان)‪ ،‬سافرت إىل‬ ‫سويرسا حيث عاشت ‪ 14‬عاماً يف جنيف‪ .‬تزوجت من النائب‬ ‫الراحل مصطفى سعد‪.‬‬ ‫سيدة لبنانية تؤمن بالوطن‪ ،‬وقفت وصمدت رغم كل‬ ‫الصعوبات التي مرت بها‪ ،‬وتابعت مسرية زوجها الراحل‪ ،‬كام‬ ‫دافعت عن املرأة مؤ ّكدة للعامل أن املرأة هي نصف املجتمع‪.‬‬ ‫ّأسست «املركز الوطني للعيون» سنة ‪ ،1993‬ملساعدة‬ ‫اإلنسان عىل الرؤية من جديد‪.‬‬

‫املركز خدماته ترتكز عىل زراعة العني‬ ‫أنت رئيسة «املركز الوطني للعيون»‪ ،‬متى تم إنشاء هذا املركز‪ ،‬وما هي‬ ‫الخدمات التي يقدمها‪ ،‬من املستفيد‪ ،‬أهايل صيدا فقط أم من الخارج أيضا‪،‬‬ ‫وملن األفضلية‪ ،‬وكم عدد املستفيدين حتى أالن؟ وهل هناك إقبال من املواطنني‬ ‫عىل وهب األعني بعد الوفاة؟‬ ‫أسست مع الراحل مصطفى سعد «املركز الوطني للعيون» عام ‪ ،1993‬ليكون‬ ‫النور الذي يرى فيه «مصطفى سعد» الحياة‪ ،‬حيث كان يشعر مبدى املعاناة التي‬ ‫تصيب اإلنسان نتيجة فقدان البرص‪ ،‬مصطفى سعد فقد نظره عام ‪،1985‬‬ ‫ولكنه كان يناضل من اجل وطنه ويحب الحياة ويؤمن بها‪ ،‬كانت حياته كلها فرح‬ ‫رغم مأساته‪ ،‬وجاءت فكرة إنشاء املركز وكانت هذه أمنيته‪ ،‬وعملنا معاً ضمن‬ ‫املعقول‪ ،‬وكان همنا الوحيد «زرع القرنية» إلنسان فقد برصه‪ ،‬عرب شخص وهب‬ ‫قرنيته قبل وفاته‪ ،‬وتفاجئنا كثرياً باإلقبال عىل هذا املوضوع‪ ،‬فنحن ملدة ثالث‬ ‫سنوات كنا نستورد القرنية من أمريكا‪ ،‬وبعد معاناة ومثابرة ومساعدة رجال‬ ‫الدين عىل أن وهب األعضاء هي رسالة مهمة جداً‪ ،‬رسالة محبة‪ ،‬واإلعالم لعب‬ ‫دوره يف هذا املوضوع واستطعنا تأمني القرنية من لبنان دون االسترياد من الخارج‪،‬‬ ‫ووهب القرنية مجاناً دون مقابل حتى اآلن‪ ،‬وطبعاً اإلقبال مل يكن بشكل كبري‪،‬‬ ‫ولكن بالنسبة ملا بدأناه فنحن يف تحسن مستمر‪ ،‬الناس بدأت تتقبل الفكرة‬ ‫بشكل أفضل‪ ،‬أوضاع البلد لعبت دوراً مه ًام يف هذا املوضوع‪.‬‬ ‫املركز خدماته ترتكز عىل زراعة العني‪ ،‬املستفيدون منه من جميع أنحاء لبنان‬ ‫وحتى من خارجه‪ ،‬وطبعاً تشمل االستفادة املخيامت الفلسطينية باعتبار ان ال‬ ‫تفرقة بينهم وبني أهايل صيدا نظراً لتواجد املخيامت بالقرب من مدينة صيدا‪،‬‬ ‫وقد أجريت عمليات عدة ألشخاص من العراق ومرص وسوريا‪.‬إىل جانب كل هذا‬ ‫هناك عمليات أخرى خاصة بالعني‪ ،‬وأيضا تجرى فحوصات عىل أنواعها‪ ،‬وأي مريض‬ ‫يلجاً إلينا حتى ولو مل يكن لدينا أطباء مختصني فإننا نساعده ونرسله إىل‬ ‫مراكز أخرى‪.‬‬ ‫هذا العام وبالتعاون مع املؤسسات األهلية‪ ،‬وبدعم من األسبان أجريت‬ ‫فحوصات طبية مجانية لجميع املدارس الحكومية يف منطقة صيدا‪ ،‬وقد أجريت‬ ‫هذه الفحوصات يف املركز‪ ،‬ووكدّنا حالة املريض من حيث تأمني نظارات أو عملية‬ ‫إذا كان بحاجة إىل ذلك‪ ،‬وكان ينظر بأمره ويؤمن له العالج الكامل‪.‬‬ ‫هل العمليات تجرى يف املركز‪ ،‬وهل تقدم مجاناً؟‬ ‫املركز هو مكان مختص‪ ،‬فيه آالت حديثة للفحوصات لكن العمليات تجرى يف‬ ‫عدة مستشفيات صيدا مث ًال أو بريوت أو مرجعيون‪ ،‬عرب اتفاق مع وزارة الصحة‪،‬‬ ‫التي تؤمن القرنية للمريض وهو ال يتكلف إال بدفع فرق الوزارة الذي هو عبارة عن‬ ‫مبلغ بسيط بالنسبة لعملية كهذه (‪300‬دوالر) واملريض الذي ال يستطيع دفع‬ ‫هذا املبلغ‪ ،‬طبعاً صندوق املركز يتكفل بالدفع عنه‪.‬‬ ‫من مي ّول املركز؟‬ ‫عندما قررنا إنشاء املركز قمنا بأخذ قرض من البنك‪ ،‬وبعد وفاة زوجي ط ّورنا‬ ‫املركز ونطاق العمل فيه‪ ،‬مببادرة من معايل الوزيرة لييل الصلح وبإرشاف ودعم‬

‫األمري الوليد بن طالل‪ ،‬الذي ال يزال يقدم لنا الدعم املادي واملعنوي‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫جهات أخرى مث ًال النشاطات الخاصة باملركز‪ ،‬ومساعدات خاصة من البنوك‬ ‫والشخصيات واملؤسسات االجتامعية وغريها‪.‬‬ ‫هل سيمتد انتشاركم إىل خارج صيدا؟‬ ‫عملنا منذ عام عىل افتتاح مركز يف مرجعيون‪ ،‬ونطمح بان يصبح كمركز‬ ‫صيدا‪ ،‬ومع قدوم عام ‪ 2010‬سنفتح مركز يف مدينة عالية‪ ،‬كام يتم العمل عىل‬ ‫فتح مراكز يف كل املناطق اللبنانية‪ ،‬وذلك يعود إىل القدرة املادية وغريها إلمتام‬ ‫عملنا عىل أكمل وجه‪.‬‬

‫الحياة تعطينا القوة‪ ،‬وتجعلنا نتخطى كل املآيس‬ ‫من خالل تجربتك يف الحياة‪ ،‬ماذا تقولني للمرأة بشكل عام وخاصة املرأة‬ ‫اللبنانية؟‬ ‫إنني متفائلة رغم كل الصعوبات التي مر ّرت بها‪ ،‬الصعوبات واملعاناة واملأساة‬ ‫فرضت علينا وال نستطيع تخطيها‪ ،‬أحمد الله عىل قدريت عىل إكامل مسرييت‪،‬‬ ‫الحياة تعطينا القوة‪ ،‬وتجعلنا نتخطى كل املآيس‪ .‬ومن دون شك تجربة صعبة‬ ‫وقاسية‪ ،‬ولكنني استمديت القوة من زوجي مصطفى سعد الذي كان مدرسة‬ ‫يف النضال والصرب ومواجهة مشكالت الحياة‪ ،‬لقد تعلمت منه الكثري الكثري‪،‬‬ ‫تعلمت منه كيف ينترص املرء عىل الذات‪ ،‬واملثابرة والتصميم‪ ،‬لبلوغ أرقى‬ ‫مستويات الطموح والتحدي‪ ،‬خاصة أن هناك رسالة يجب أن أكملها‪ ،‬وهي ان‬ ‫يبقى هذا البيت معروفاً بنضاالته‪ ،‬واعترب أن الذي قمت به حتى اآلن هو قليل‪،‬‬ ‫ومل أنجز شيئاً من طموحايت وطموح مصطفى سعد‪ ،‬وما زال هناك الكثري ومنها‬ ‫وأهمها‪ ،‬تحقيق حلم مصطفى سعد يف إنشاء مستشفى خاص بالعيون‪.‬‬

‫‪89‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب صحة‬

‫د‪ .‬زياد شيري لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫ال داعي للخوف من أنفلونزا الخنازير‬ ‫عاىن لبنان الكثري من الحروب والجوع والفقر ووقف بوجه‬ ‫“إرسائيل” وهزمها‪ ،‬ولكنه مل يستطع أن يقف بوجه هذا‬ ‫الضيف الذي ّ‬ ‫حل من دون استئذان وال ميكن ألحد أن يهزمه أو‬ ‫نحمل‬ ‫يقف بوجهه أو يحاربه‪ ،‬واملشكلة أننا ال نستطيع أن‬ ‫ّ‬ ‫الدولة اللبنانية كامل املسؤولية ملحارصة هذا املرض والقضاء‬ ‫عليه‪ ،‬وكيفية الوقاية منه للحفاظ عىل سالمة اإلنسانية من‬ ‫هذا العدو الذي ال يهزم‪.‬‬ ‫عندما ُأع ِلن عن اجتياح فريوس جديد من األنفلونزا ملعظم‬ ‫دول العامل‪ ،‬وأدرجته منظمة الصحة العاملية يف خانة “األوبئة”‬ ‫رافعة اإلنذار إىل أعىل درجاته‪ ،‬من أدىن الكرة األرضية إىل أقصاها‪،‬‬ ‫حيث أصيب سكانها بالهلع‪ ،‬وكأن اإلنسانية ال يكفيها ما أ ّمل‬ ‫بها من ويالت الحروب وأمراضها لتت ّوج اليوم بفريوس ‪،A1H1N1‬‬ ‫املؤلف من عائلة ( ‪ )orthomyxovirus‬ومن بروتينات عُ رفت بـ ‪H1N1‬‬ ‫ُ‬ ‫أنواع‬ ‫‪ ، )Hemagglutinin (H1 ،‬و ‪ )Neuraminidase (N1‬ألن هناك‬ ‫بالتايل ال ميكن لوم أحد ما ذ ِعر من فكرة أنه سيقيض عليه‬ ‫كثرية من الفريوسات‪.‬‬ ‫مبجرد إصابته بـ” أنفلونزا الخنازير”‪ ،‬كيف ُيص ّدق اليوم أن ذلك‬ ‫اليوم وقد بات املوسم الدرايس عىل األبواب‪ ،‬بدأت معه “ الوباء”‪ ،‬الذي استنفرت أمم األرض بأرسها ملحاربته‪ ،‬هو مجرد‬ ‫مخاوف األهايل وهواجسهم من أنفلونزا قد تنتقل بال استئذان فريوس آخر من فصيلة األنفلونزا‪ ،‬ال يستدعي كل ذلك الهلع بل‬ ‫إىل أوالدهم إثر تخالطهم مع رفاقهم‪ ،‬ما يدفعهم إىل الرتدد يف يتطلب بعض إجراءات ليست مبعقدة؟‬ ‫إرسال ولدهم إىل املدرسة قبل التأكد من خل ّو أجواﺀ الدراسة من‬ ‫ما حقيقة هذا املرض‪ ،‬وخطورته‪ ،‬خاصة وأننا عىل أبواب‬ ‫أيّ وبا ٍﺀ “خنزيري”‪ ،‬واالطمئنان إىل وجود ما يكفي من اإلجراﺀات املدارس‪ ،‬وغريها من األمور‪ ،‬كانت محور اللقاء مع الدكتور زياد‬ ‫االحرتاز ّية‪.‬‬ ‫شريي‪ ،‬أخصايئ يف األمراض الصدرية‪ ،‬الذي جاء عىل الشكل‬ ‫كان‪،‬‬ ‫بلد‬ ‫أي‬ ‫يف‬ ‫العادي‬ ‫املواطن‬ ‫لدى‬ ‫فيه‬ ‫لبس‬ ‫ال‬ ‫الخوف‬ ‫مربر‬ ‫التايل‪:‬‬

‫كرونولوجيا ألوبئة فيروسات الخنازير‬ ‫‪ :1903‬اكتشاف ساللة فريوس « أتش‪2‬‬ ‫آن‪»3‬‬ ‫‪ : 1919 -1918‬أضخم وباء أنفلونزا‬ ‫تاريخياً‪ ،‬س ّببته ساللة “ أتش‪ 1‬آن‪ ،”1‬مع‬ ‫مرصع قرابة ‪ 50‬مليون شخص‪.‬‬ ‫‪ :1933‬عزل أول سالالت “أتش‪ 1‬آن‪”1‬‬ ‫‪ : 1958 -1957‬أنفلونزا “أتش‪ 2‬آن‪”2‬‬ ‫تنطلق من جنوب الصني‪ ،‬وتقتل ‪ 750‬ألف‬ ‫شخص عاملياً‪.‬‬ ‫‪ :1969-1968‬أنفلونزا فريوس “أتش‪3‬‬ ‫آن‪ ،”2‬تنطلق من هونغ كونغ (وحمل‬ ‫اسمها) ‪ ،‬لتقتل‪ 700‬ألف شخص عاملياً‪.‬‬ ‫‪ :1977‬فريوس مزيج من ساللتي “أتش‪1‬‬ ‫آن‪ ”1‬و “أتش‪ 3‬آن‪ ،”2‬انترش عاملياً باسم‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫“األنفلونزا الروسية”‬ ‫من الصني‪ ،‬لكنه مل يكن قات ًال‪.‬‬ ‫‪ :1997‬مقتل ستة أشخاص بسبب‬ ‫“أنفلونزا الدجاج” يف هونغ كونغ‪.‬‬ ‫‪ :1999‬إصابة أطفال بفريوس “أتش‪9‬‬ ‫آن‪.”2‬‬ ‫‪ :2003‬وباء أنفلونزا الطيور ينطلق من‬ ‫الصني‪ ،‬ويقتل ‪ 257‬شخصاً‪ ،‬وما زال خطره‬ ‫ماث ًال‪.‬‬ ‫أول جائحة فريوسية يف القرن ‪ 21‬بجديد‬ ‫من فريوس أنفلونزا «أتش‪ 1‬آن‪ »1‬مي ّثل مزيجاً من‬ ‫‪ 4‬سالالت هي أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير‬ ‫يف أمريكا الشاملية وأنفلونزا الخنازير يف‬ ‫آسيا وأوروبا‪ ،‬واألنفلونزا املوسمية البرشية‪.‬‬ ‫عىل‬

‫‪90‬‬

‫رغم‬

‫انطالقه‬

‫أنفلونزا الخنازير تشبه‬ ‫األنفلونزا العادية‬

‫آنذاك‪ ،‬ولكن انتشاره اليوم ارتفع إىل نسبة كبرية‬ ‫عام كان عليه يف السابق‪ ،‬ومل نتوصل حتى اآلن‬ ‫إىل معرفة أسباب هذا االنتشار الرسيع‪ ،‬إذ يعتقد‬ ‫البعض أن السبب يعود إىل وجود أحد املستفيدين‬ ‫كام ذيع سابقاً عن ‪ HID‬أي اإليدز‪ ،‬بأن أحداً اخرتع‬ ‫هذا الفريوس حتى انترش بهذا الشكل‪.‬‬ ‫هناك وجود أكرث من ‪ 1500‬حالة موثقة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬هل من املتوقع أن تزداد الحاالت؟‬ ‫أعلنت وزارة الصحة عن وجود ‪ 1000‬حالة ُأعلن‬ ‫عنها‪ ،‬يف حني تعدى عدد الحاالت الغري معلن عنها‬ ‫‪ 1500‬حالة‪ ،‬ولكن ال ميكننا الجزم يف موضوع األرقام‬ ‫ألن الحاالت يف لبنان تزداد بوترية رسيعة‪ ،‬ومن املتوقع‬ ‫أن ترتفع أكرث مع حلول فصيل الخريف والشتاء‬ ‫حيث تكرث أنواع األنفلونزا ومنها أنفلونزا الخنازير‪.‬‬ ‫هل أنفلونزا الخنازير تشبه األنفلونزا العادية‬ ‫املعروفة بـ”الكريب”؟‬ ‫أنفلونزا الخنازير تشبه األنفلونزا العادية‪ ،‬وال‬ ‫داعي للخوف والذعر منها‪ ،‬ألن هناك أربع حاالت‬ ‫من املرىض‪ ،‬ومن املمكن إلنسان سليم ومعاىف‬ ‫مئة باملائة‪ ،‬أن يصاب بهذا املرض دون أن يعلم‪ ،‬ومن‬ ‫املمكن أن تكون األنفلونزا العادية أي “الكريب”‪.‬‬ ‫ما هي عوارض هذا املرض؟‬ ‫تظهر عىل املريض عوارض عادية منها‪:‬‬ ‫كالحرارة القوية (‪ 38‬وما فوق)‪ ،‬والسعال الناشف‬ ‫(قد تؤدي إىل التهاب الرئة)‪ ،‬وأمل يف الحنجرة‪،‬‬ ‫ورشح‪ ،‬وأوجاع يف الرأس والعضل والبطن‪ ،‬وعطس‪،‬‬ ‫وسعال مع بلغم‪ ،‬إضافة إىل آالم يف املفاصل‬ ‫وضيق يف التنفس (ال يشبه مريض الربو)‪ ،‬كذلك‬ ‫إسهال‪ ،‬غثيان مع تقيؤ‪ ،‬واحمرار العيون ونزيف من‬ ‫األنف (حاالت بعيدة عن عوارض األنفلونزا العادي)‬ ‫عندما تتواجد هذه العوارض يكون املريض موضع‬ ‫الشك‪ ،‬يف احتامل إصابته بالـ‪ H1N1‬أي أنفلونزا‬ ‫الخنازير‪.‬‬ ‫هل ميكن الشفاء كلياً من هذا الفريوس؟‬ ‫ميكن الشفاء منه بعد أيام قليلة‪ ،‬أي عند‬ ‫انخفاض الحرارة‪ ،‬يكون املريض قد تجاوب مع العالج‪،‬‬ ‫وتنخفض نسبة الخطورة من املرض والعدوى عنده‪،‬‬

‫ولكن هذه الرسعة يف الشفاء فقط نجدها عند‬ ‫املرىض الذين ال يعانون من أي مرض مزمن أو حاالت‬ ‫مستعصية ولديهم مناعة عالية‪ ،‬ما قد يؤدي إىل‬ ‫الوفاة وحاالت الوفاة التي ُسجلت يف لبنان بهذا‬ ‫الفريوس (حالتان) كانت بسبب إصابة أصحابها‬ ‫بأمراض مزمنة وبضعف املناعة‪ ،‬فمثل هؤالء‬ ‫األشخاص هم عرضة للوفاة وعدم القدرة عىل‬ ‫الشفاء من هذا املرض ‪ .‬أضف إليهم‪:‬‬ ‫ األطفال‬‫ املسنني من ‪ 60‬عاماً وما فوق‬‫ النساء الحوامل ( الخطورة عىل األم والجنني)‬‫ الذين يعانون من أمراض مزمنة ( القلب‪،‬‬‫السكري‪ ،‬الكىل‪ ،‬الرسطان‪)...‬‬ ‫كيف ميكننا اكتشاف هذا املرض أو حالة‬ ‫املريض؟‬ ‫عندما بدأ هذا الفريوس باالنتشار‪ ،‬كان بداية‬ ‫املوسم السياحي‪ ،‬وكان أول سؤال يطرح عىل‬ ‫املريض‪ ،‬إذا كان التقى بأحد األقارب املسافرين‪ ،‬أو‬ ‫يعمل يف أحد املطاعم أو األماكن السياحية حيث‬ ‫يكون أكرث عرضة للتعاطي مع السواح‪ ،‬واحتامل‬ ‫انتقال العدوى إليه الذي ال يعود إىل كمية الفريوس‬ ‫الذي يخرج من املريض فقط بل إىل املناعة املوجودة‬ ‫لديه‪.‬‬ ‫تكلمنا عن العوارض التي تحصل يف البداية‪،‬‬

‫ما حقيقة مرض أنفلونزا الخنازير؟ خطورة‬ ‫هذا املرض ما زالت بني أخذ ورد‪ ،‬من املسبب لهذا‬ ‫املرض؟‬ ‫“األنفلونزا” هو مجموعة فريوسات تنقسم إىل‬ ‫ثالثة أنواع‪ ، C,B,A :‬واألكرث انتشاراً اليوم هو ‪A type‬‬ ‫‪ ،‬أما النوعان ‪ B‬و ‪ C‬فيصاب بهام اإلنسان وهام أقل‬ ‫خطورة من النوع ‪ A‬الذي يش ّكل وبا ًء‪ ،‬كام حصل‬ ‫بأنفلونزا الطيور ‪ H1N1‬وخطورة أنفلونزا الخنازير‬ ‫اليوم ال تكمن فقط يف إصابة اإلنسان أيضاً‪ ،‬بل‬ ‫يف رسعة انتقال املرض من إنسان إىل آخر‪ ،‬ويف‬ ‫إمكانية انتقاله إىل أنواع أخرى من الحيوانات‬ ‫كالحيتان وغريها‪.‬‬ ‫أما بالنسبة إىل نوع ‪ A‬فهو موجود منذ عام‬ ‫سجل إصابة ووفاة املاليني من الناس‬ ‫‪ 1914‬بحيث ّ‬ ‫بعد الحرب العاملية األوىل بسبب قوة انتشاره‬

‫‪91‬‬

‫ولكن كيف يتم التعامل مع هذا املريض؟‬ ‫إذا تراوحت مدة الحرارة بني ‪ 48‬أو ‪ 72‬ساعة وتجاوزت‬ ‫الـخمسة أيام‪ ،‬املتعارف عليها يف عوارض اإلصابة‬ ‫بالتهاب القصبة الهوائية‪ ،‬عندها يستدعي إجراء‬ ‫صورة أشعة ‪ Ray-X‬للمريض ملعرفة إذا كان قد‬ ‫أصيب بالتهاب يف الرئتني‪ ،‬فينصح عندها بتغيري‬ ‫العالج‪ ،‬بحيث يبدأ املريض عالجه بدواء التهاب‪.‬‬

‫الدواء يخفف‬ ‫من تفاعل الفريوس‬ ‫ما هي سبل الوقاية من املريض املصاب بهذا‬ ‫املرض ؟‬ ‫إن سبل الوقاية رضورية جداً‪ ،‬وهناك عدة أساليب‬ ‫منها‪ :‬وضع الكاممة(‪ )N:95 Mask‬وليس أي كاممة‬ ‫أخرى‪ ،‬ألنها تتميز بطبقة سميكة جداً تستعمل‬ ‫للوقاية من األمراض الخطرية مثل مرض السل‪،‬‬ ‫وعزل املريض وهذا يسمى بـ ( العزل التنفيس)‬ ‫ويستمر هذا العزل حتى تختفي كل عوارض املرض‪،‬‬ ‫بحيث يبدأ الطبيب املعالج بتخفيض الحرارة‬ ‫بواسطة املصل الذي ُيعطى للمريض لتقوية‬ ‫املناعة لديه‪ ،‬وإذا كان هناك التهاب يف الرئتني‬ ‫يعطى يف هذه الحالة دواء لاللتهاب وهو متوفر يف‬ ‫جميع الصيدليات‪.‬‬ ‫هذا الدواء يخفف من تفاعل الفريوس ولكنه ال‬ ‫يشفي املريض نهائياً إذا مل يكن لديه مناعة قوية‪،‬‬ ‫وعند انخفاض الحرارة يرسل املريض إىل املنزل ألن‬ ‫املستشفى ال تستوعب ‪ 100‬مريض‪ .‬وهنا عىل‬ ‫الطبيب املعالج أن يلبس القفازات املطهرة‪ ،‬غطاء‬ ‫الرأس‪ ،‬املريول‪ ،‬النظارات الوقائية وغطاء الحذاء‪،‬‬ ‫هذه الوقاية كافية للطبيب ألن يحمي نفسه من‬ ‫مرىض أنفلونزا الخنازير العالج بسيط جداً‪ ،‬أما‬ ‫املرىض املصابني باألنفلونزا العادية فال داعي ألخذ‬ ‫كل هذه التدابري‪.‬‬ ‫أما فيام يتعلق بسبل الوقاية من هذا‬ ‫املرض وكيفية التعاطي مع األشخاص‬ ‫العاديني الذين ال ندرك إذا كانوا يعانون من‬ ‫املرض‪ ،‬باالمتناع عن التقبيل أثناء السالم مع‬ ‫التخفيف من السالم باليد‪ ،‬وإذا حصل يجب‬ ‫غسل اليدين مبارشة‪ ،‬ألنها أسهل طريقة‬ ‫النتقال هذا املرض تتم عرب املصافحة‪ ،‬وينتقل‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب مناطق‬

‫منرب صحة‬

‫جمعية ‪ Think‬األهلية الفرنسية تسلّط الضوء على قضية الجوالن‬

‫أيضاَ بالهواء وباالحتكاك عىل أنواعه‪.‬‬ ‫ال تلتزم بقرارات الدولة وليس هناك من‬ ‫يشتبه‬ ‫الذين‬ ‫األشخاص‬ ‫كام يفضل عدم زيارة‬ ‫رقيب أو محاسبة‪.‬‬

‫بإصابتهم‪ ،‬حتى لو كانوا يعانون من األنفلونزا‬ ‫العادية‪.‬‬ ‫كيف ميكن التصدي لهذا املرض يف املدارس‪،‬‬ ‫حيث أمكنة انتشار العدوى؟ وهل هناك من لقاح‬ ‫متوفر لهذا املرض؟‬

‫املشكلة الكبرية لدينا هي املدارس‪ ،‬يف‬ ‫األردن أغلقت مدرستان للحضانة بسبب تواجد‬ ‫حاالت عدة من األطفال‪ ،‬ولكن عندنا يف لبنان‬ ‫قررت وزارة الرتبية عدم تأخري املدارس‪ ،‬ومل تأخذ‬ ‫سوى إجراءات عادية‪ ،‬عىل كل مدرسة أن يتواجد‬ ‫طبيب‪ ،‬للكشف عن الطالب الذي تظهر عليه‬ ‫أي عارض من العوارض التي ذكرناها سابقا‪،‬‬ ‫ولكن هذا ال يكفي وخاصة أن معظم املدارس‬ ‫ال تلتزم بهذه اإلجراءات‪ ،‬وأن أنفلونزا الخنازير قد‬ ‫يؤدي إىل “وباء”‪.‬‬ ‫يف الفرتة القادمة سنعاين من مشاكل‬ ‫كثرية‪ ،‬ولذلك يجب عىل كل شخص أن يأخذ‬ ‫اللقاح ضد األنفلونزا العادية أي “الكريب”‬ ‫وخاصة املسنني والذين يعانون من أمراض‬ ‫مزمنة واألطفال الذين هم أكرث عرضة للمرض‪،‬‬ ‫ما يخفف من حاالت “الكريب” وبالتايل من‬ ‫حدة اإلصابة باألنفلونزا‪ ،H1N1‬وهو متوفر‬ ‫يف جميع الصيدليات والعيادات‪ ،‬ويؤخذ كل‬ ‫سنة مع بداية فصل الخريف ولكن ليس له أي‬ ‫صلة بلقاح ‪ ،H1N1‬ألن اللقاح ضد هذا املرض‬ ‫غري متوفر حتى اليوم وال يف أي بلد من بلدان‬ ‫العامل‪ ،‬باستثناء الصني التي اكتشفته مؤخراً‬ ‫وبدأت باستخدامه‪.‬املشكلة يف لبنان تكمن‬ ‫يف غياب األمان الصحي واالجتامعي الذي‬ ‫يفرض تعيني طبيب لكل مدرسة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫قامت وزارة الرتبية بالتعاون مع وزارة الصحة‬ ‫بحيث ألزمت املدارس بوجود طبيب لديها‪،‬‬ ‫غري أن املشكلة التي نواجهها هي أن املدارس‬

‫من املتوقع إصابة نصف شعب‬ ‫لبنان بهذا الفريوس‬ ‫هل الفحص الطبي للكشف عن املرىض‬ ‫متوفر يف جميع املستشفيات والعيادات؟‬ ‫الفحوصات التي يجب أن تجرى للمريض‬ ‫الذي يشك بإصابته هي نفسها التي ُتطبق‬ ‫عىل كل مريض كفحص دم عادي ‪-CBC‬‬ ‫وكل فحوصات االلتهابات ونزيد‬ ‫‪CRT‬‬ ‫عليها ‪ PCR‬خاص باألنفلونزا يؤخذ بالدم‬ ‫وهناك فحص يؤخذ بطريقة (‪ )Swab‬تؤخذ‬ ‫عينة من الفم ( الحلق) وترسل إىل املخترب‬ ‫إذا كانت النتيجة إيجابية يعني أن املريض‬ ‫مصاب بـ ‪ H1N1‬وإذا كانت سلبية فاملريض‬ ‫سليم ‪.‬‬ ‫يف‬ ‫متواجدة‬ ‫الفحوصات‬ ‫وهذه‬ ‫مستشفى رفيق الحريري الحكومية بتقدمة‬ ‫من وزارة الصحة‪ ،‬ولكن بسبب ارتفاع عدد‬ ‫املرىض‪ ،‬تم توقيف هذه الفحوصات خاصة بعد‬ ‫الهلع الذي أصيب به املواطنني ما دفعهم إلجراء‬ ‫هذه الفحوصات بطريقة عشوائية مع كل مرة‬ ‫يشعرون فيها بالتعب‪ ،‬ولكنها موجودة يف كل‬ ‫املستشفيات وكلفتها بني الـ‪ 150‬ألف و‪200‬‬ ‫ألف لرية لبنانية‪.‬‬ ‫وما الفرق بني أنفلونزا الخنازير وباقي األنواع‬ ‫من املرض مثل أنفلونزا الطيور‪ ،‬من حيث خطورة‬ ‫املرض وإمكانية العالج الرسيع والوقاية؟‬ ‫إن عوارض األنفلونزا هي نفسها‪ ،‬ولكن االختالف‬ ‫فيام بينها يتعلق بشكل الفريوس‪ ،‬حيث نجد أن‬ ‫مجموعة الربوتينات املوجودة يف أنفلونزا الخنازير‬ ‫‪ H1N1‬غري تلك املوجودة لدى الفريوسات األخرى‪،‬‬ ‫مع التمتع بالخطورة نفسها‪ ،‬ولكن خطورة أنفلونزا‬ ‫الخنازير تعود النتشاره الرسيع‪.‬‬

‫الوقاية‬ ‫يف حال اإلصابة‪ ،‬البقاء يف املنزل وعدم الذهاب إىل العمل أو إىل املدرسة‪ ،‬والحد‬ ‫من االقرتاب من اآلخرين‪.‬‬ ‫وضع مناديل عىل الفم واألنف عند العطس أو السعال‪ ،‬استعامل مناديل ورق‬ ‫والتخلص منها يف سلة النفايات‪.‬‬ ‫املواظبة عىل غسل اليدين باملاء والصابون‪ ،‬خصوصاً بعد العطس والسعال‪،‬‬ ‫استعامل املواد ا ُملطهّرة‪.‬‬ ‫تجنّب ملس العني واألنف والفم‪ ،‬تجنّب مصافحة اآلخرين ومعانقتهم ومالمستهم‪،‬‬ ‫تجنّب التجمعات مثل محطات املرتو والقطارات‪ ،‬تجنّب املستشفيات واملراكز الطبية‬ ‫إال يف الحاالت الطارئة‪.‬‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إيصال مأساة أبنائه لقلوب وعقول األوروبيين!!‬

‫‪92‬‬

‫الهدف منه تسويق‬ ‫بعض األدوية‬ ‫يقال بأن هذا الفريوس (أنفلونزا الخنازير) وغريه‪ ،‬هي‬ ‫من األمراض املبالغ بخطورتها‪ ،‬وهناك جهات تقف‬ ‫وراء عملية التخويف من هذه األمراض ومصدرها‬ ‫الدول املتقدمة‪ ،‬والسؤال‪ :‬هل من جهات دولية أو‬ ‫هيئات مسيطرة عليها تقوم بالرتويج لألدوية بهدف‬ ‫الربحية االقتصادية؟‬ ‫هذه النظرية موجودة ونتداولها‪ ،‬ملاذا هذا املرض انترش‬ ‫اآلن؟ هنا يكمن الشك بأن بعض الرشكات تعمل عىل‬ ‫املوضوع النتشاره‪ ،‬كام حصل مع انتشار أمراض أخرى‬ ‫يف أفريقيا مثال‪ ،‬وشكلت وباء‪ ،‬كاإليدز‪ ،‬ومن املمكن أن‬ ‫يكون الهدف منها تسويق بعض األدوية‪.‬‬ ‫ما هو دور وزارة الصحة تجاه هذا الفريوس؟‬ ‫املشكلة ليست عىل صعيد لبنان‪ ،‬بل عىل صعيد‬ ‫العامل ككل‪ ،‬فوزارة الصحة حاولت أن تحرص هذه الحاالت‬ ‫ولكنها مل تستطع‪ ،‬وال أي دول يف العامل استطاعت‬ ‫حرص هذا املرض‪ ،‬وكام توقعوا ونتوقع أن يصاب نصف‬ ‫شعب لبنان بهذا الفريوس‪ ،‬وليس خطراً باستثناء‬ ‫الحاالت املستعصية التي تؤدي إىل وفاة‪ ،‬والتي عىل وزارة‬ ‫الصحة حرصها‪ ،‬وذلك عن طريق مطار بريوت‪ ،‬رغم عدم‬ ‫اتخاذ اإلجراءات الالزمة‪ ،‬إذ اقترصت عىل جهاز كشف‬ ‫الحرارة فقط دون غريه كوضع طبيب أو موظف ما ملراقبة‬ ‫تلك األجهزة‪.‬‬ ‫أما عىل صعيد نقابة األطباء فقد عملت عىل إقامة‬

‫الندوات واملحارضات بالتعاون مع وزارة الصحة ملتابعة‬ ‫املوضوع وحرص الحاالت وعزلها لتفادي انتشار املرض‬ ‫بني الناس‪ ،‬غري أن املشكلة التي نواجهها يف لبنان‬ ‫وخارجه هي عدم توفر اللقاح الذي نحن بأمس‬ ‫الحاجة إليه مع حلول فصيل الخريف والشتاء‪،‬‬ ‫الوقت الذي تكرث فيه أنواع األنفلونزا‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العرساوي‬

‫اختارت جميعية “‪ ”Think‬الفرنسية “فكر”‬ ‫الجوالن برنامجا لعملها هذا العام من أجل‬ ‫تسليط الضوء عىل قضية الجوالن ومعاناة أبنائه‬ ‫من خالل معرض للتصوير الضويئ سيقام مطلع‬ ‫العام القادم يف إسبانيا وفرنسا وذلك نظرا‬ ‫للتعتيم اإلعالمي الكبري يف الغرب عىل هذه‬ ‫القضية‪.‬‬ ‫كاالرسيا”‬ ‫“فرانشيسكو‬ ‫املصور‬ ‫واعترب‬ ‫واألستاذة الجامعية الدكتورة “كارين سالوكو”‬ ‫أن اختيار الجمعية لقضية الجوالن جاء‬ ‫لسببني أولهام السياسية الدولية وتوجهها‬ ‫نحو سورية والثاين التعتيم اإلعالمي عن‬ ‫الجوالن ولذلك أردنا إيصال مأساة أبناء الجوالن‬ ‫والقنيطرة املحررة إىل قلوب األوروبيني وعقولهم‪،‬‬ ‫وقد حصلنا عىل صور كثرية لألشخاص الذين‬ ‫التقيناهم والذين تراوح عددهم نحو ‪200‬‬ ‫شخص واستمعنا ملعاناتهم وحياة البؤس‬ ‫التي عاشوها نتيجة النزوح القرسي واحتالل‬ ‫األرض بالقوة من قبل “إرسائيل” التي يتعاطف‬ ‫معها معظم األوروبيني‪ ،‬حيث الرأي العام يف‬ ‫أوروبا يعتقد أن “ إرسائيل” ضحية وأن العرب‬ ‫هم‬ ‫والسوريني‬ ‫واللبنانيني‬ ‫والفلسطينيني‬ ‫إرهابيون‪ ،‬والحقيقة أن “إرسائيل” تلعب لعبتها‬ ‫بذكاء عىل األوروبيني وتعمل عىل ذلك بروية‬ ‫وهدوء وليس باندفاع كامل‪.‬‬ ‫وأضاف “فرانسيشكو وكارين”‪ :‬لقد وجدنا‬ ‫الصورة نفسها التي كانت لدينا يف إسبانيا‬ ‫وفرنسا حول معاناة أبناء الجوالن وفقدانهم األرض‬ ‫واملنزل واألبناء واألوزاج واألقارب وتدمري القرى‬ ‫ومدينة القنيطرة‪ ،‬ولكن املشكلة أن “إرسائيل”‬ ‫ومنذ مئة عام تستغل تعاطف العامل معها‬ ‫باعتبارها ضحية التاريخ والنازية والعرب وهكذا‬ ‫تروج لنفسها يف أوروبا‪....‬‬ ‫وكل يوم يف اإلعالم األورويب برنامجا وأخبارا‬ ‫عن معاناة اإلرسائيليني وهناك من ميلك األموال‬ ‫إلظهار تلك الربامج‪ ...‬ويف أوروبا الناس ال يعرفون‬ ‫حقيقة ما حصل يف الجوالن ويعتقدون أن‬ ‫“إرسائيل” موجودة يف الجوالن منذ مئات السنني‬ ‫وهي دولة مثل باقي الدول وال يفهمون كيف‬ ‫قامت دولة “إرسائيل”‪..‬‬ ‫وتستغل “إرسائيل” اإلعالم الغريب لرتوج‬ ‫أن الفلسطنيني أرهابيون وتظهرهم عرب‬ ‫املحطات الفضائية وهم يرتدون حزاما ناسفا‬ ‫لقتل اإلرسائيليني األبرياء‪ .‬وبذلك يريدون‬

‫وفد جمعية الفرنسية أمام الكنيسة املهدمة يف القنيطرة‬

‫أن يجعلوا األوروبيني يفكرون مثل ما يفكر‬

‫اإلرسائييل وأن املشكلة هو الدين بني‬ ‫اإلسالم واليهودية‪.‬‬ ‫وقال “غاالرسيا”‪ :‬منذ أن كان عمره خمس‬ ‫سنوات كان يشاهد الربامج واألفالم التي‬ ‫تتحدث عن معاناة اإلرسائيليني وكشخص‬ ‫أورويب أعتقد يف البداية أن “إرسائيل”‬ ‫مظلومة ولكن عندما كرب وبدأ يفكر‬ ‫باملوضوع اكتشف الحقيقة‪ ،‬بأن “إرسائيل”‬ ‫تنتهج الكذب وتزور التاريخ وتحرف الوقائع‬ ‫وعندما نشاهد املجازر التي قامت بها‬ ‫“إرسائيل” والحرب األخرية عىل غزة نعرف‬ ‫الحقيقة كاملة‪..‬‬ ‫وأكد كل من “غاالرسيا وسالومي” أن‬ ‫“إرسائيل” استطاعت أن توصل قضيتها‬ ‫إىل الغرب يف حني أن سوريا ولألسف مل‬ ‫تستطع إيصال قضية الجوالن إىل أوروبا‪ ،‬وما‬ ‫زالت النظرة األوروبية سلبية عن العرب‪.‬‬ ‫ورضب مثاال عن قدرة “إرسائيل” يف إقناع‬ ‫الغربيني من خالل ما نرشته مجلة (الجغرايف‬

‫‪93‬‬

‫الدويل) غري املتخصصة بالسياسة والتي‬ ‫تصدر يف نحو ‪ 20‬دولة يف العامل ومنها‬ ‫أمريكا‪ ،‬حيث نرشت مادة عن الجوالن‬ ‫باعتبارها أرض إرسائيلية وظهر أبناء الجوالن‬ ‫خالل تصديهم لقوات االحتالل اإلرسائيليني‬ ‫وكأنهم املعتدين وأرفقت باملادة خريطة‬ ‫تبني أن القنيطرة أرض إرسائيلية وليست‬ ‫سورية‪...‬‬ ‫وأوضح “غاالرسيا” أن تلك املعلومات‬ ‫املنشورة يف املجلة هامة جدا لألوروبيني وهي‬ ‫قوية كقوة الجيش اإلرسائييل بل هي أقوى‬ ‫من الجيش اإلرسائييل‪ ...‬و”إرسائيل” تستفيد‬ ‫من ذلك ألنها بحاجة إىل مساعدة األوروبيني‬ ‫واألمريكيني‪!!..‬‬ ‫الجدير ذكره أخريا أن جميعية “ “‪Think‬‬ ‫هي أهلية فرنسية غري تجارية يبلغ عدد‬ ‫أعضائها نحو ‪ 100‬عضو وتتلقى املساعادات‬ ‫من الحكومة الفرنسية ومن أبرز نشاطاتها‬ ‫املعارض واألفالم والوثائق‪.‬‬

‫متابعة خالد خالد‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب رأي‬

‫مقال‬

‫الدروز والقضية الفلسطينية شهادة تاريخية‬

‫الذكرى الثالثة‬ ‫لالنتصار‬

‫يف محراب الذكرى الثالثة النتصار املقاومة الوطنية اللبنانية عىل العدو‬ ‫الصهيوين وهزمية جيشه املدجج بأحدث أنواع األسلحة‪ ،‬الهزمية التي أقر‬ ‫بها العدو عرب النتائج التي انتهى إليها تقرير «فينو غراد» وما ترتب عىل تلك‬ ‫النتائج من عزل وإقصاء للقيادات العسكرية والسياسية الصهيونية وصوال‬ ‫إىل االنتخابات األخرية التي جاءت بحكومة «نتنياهو – ليربمان» املوصوفة‬ ‫باليمينية املتطرفة والتي ال أرى أنها تختلف عن سابقاتها من الحكومات‬ ‫منذ النكبة وحتى اليوم‪.‬‬ ‫يف رحاب ذكرى حرب متوز العام ‪ 2006‬التي بدأها العدو الصهيوين حربا‬ ‫عىل لبنان يف الرب والبحر والجو‪ ،‬مستخدماً ما بحوزته من األسلحة ويف‬ ‫املقدمة ما هو محرم منها دولياً لتحقيق أهداف حددها باالشرتاك مع اإلدارة‬ ‫األمريكية الرشيكة الرئيس له يف اتخاذ قرار الحرب‪ ،‬تصدرت هذه األهداف‬ ‫مسألة اجتثاث املقاومة يف لبنان عرب تصفيتها ونزع سالحها اعتقاداً منهم‬ ‫أن خروج سوريا من لبنان سيمكنهم من توجيه رضبة قاصمة لحزب الله يف‬ ‫لبنان من خالل حرب ال تبقي وال تذر‪ ،‬ألنهم يرون يف املقاومة اللبنانية تهديداً‬ ‫حقيقياً ألمن الكيان الصهيوين وتصفيتها إضعافاً لروح املقاومة واملامنعة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫وجهة النظر هذه متثل رأي اإلدارة الحاكمة يف البيت األبيض والعصابة‬ ‫اإلرهابية يف فلسطني املحتلة‪ ،‬ألن العالقة بني حامية أمن إرسائيل وتعزيز‬ ‫مصالح الواليات املتحدة يف املنطقة عالقة تالزم غري قابلة للترصف أو مل‬ ‫يذكر رصاحة وزير خارجية بوش «كولني باول» أمام مجلس األمن عندما حدد‬ ‫أهداف احتالل العراق إضافة إىل إعادة تشكيل املنطقة «الرشق األوسط‬ ‫الجديد» لحامية أمن إرسائيل وتعزيز مصالح الواليات املتحدة‪ ،‬وملا مل تحقق‬ ‫الفوىض الخالقة ما أرادته اإلدارة األمريكية يف العراق اعتقد اسرتاتيجيو‬ ‫البيت األبيض أنهم قادرون عىل تغطية فشلهم الذريع يف العراق عري حرب‬ ‫متوز عىل لبنان وإعالن والدة الرشق األوسط الجديد التي برشت به أثناء الحرب‬ ‫السيدة «رايس» يف اليوم السابع للعدوان عىل لبنان عندما قالت‪ :‬إن ما‬ ‫تقوم به «إرسائيل» هو املخاض لوالدة الرشق األوسط الجديد‪ ،‬األمر الذي يعني‬ ‫أن الحرب هي األداة والوسيلة للوالدة‪ ،‬والعمل الجراحي القيرصي هو القضاء‬ ‫عىل حزب الله ونزع سالحه متهيداً لتصفية قوى املقاومة واملامنعة العربية‪،‬‬ ‫هكذا أرادوها حرباً لتغيري وجه املنطقة لتكون الغلبة والهيمنة فيها للعدو‬ ‫الصهيوين املدعوم من القواعد العسكرية األمريكية املنترشة يف املنطقة‪،‬‬ ‫وإذا كانت األمور بخواتيمها فاملرشوع األمرييك يف العراق قد تعرث بفعل‬ ‫املقاومة العراقية الباسلة‪ ،‬ونتائج حرب متوز جاءت خالفاً ملا حدده العدو من‬ ‫أهداف‪ ،‬العدو الذي اتخذ قرار الحرب قبل عدة أشهر وأعد لها العدة بكل‬ ‫ما استطاع إىل ذلك فهو مل يتمكن من تصفية املقاومة‪ ،‬ال بل خرجت‬ ‫املقاومة من الحرب أقوى مام كانت عليه عند بدء الحرب جامهريياً يف الدرجة‬ ‫األوىل ومن ثم عىل الصعيدين السيايس والعسكري بفضل حاضنتها‬ ‫الدافئة شعب لبنان املقاوم وعمقها االسرتاتيجي الصامد – سورية التي‬ ‫تحمل راية املقاومة وتتصدر املقدمة من قوى املامنعة بقيادة السيد الرئيس‬ ‫الدكتور بشار األسد‪ ،‬لذلك كله جاءت الوالدة للرشق األوسط الجديد مبولود‬ ‫مل يكن كام صورته أجهزة اإلدارة األمريكية يف رحم العدو الصهيوين‪،‬‬ ‫بل جاء والدة رشق أوسطي جديد عمالق ومقاوم‪ ،‬مامنع رافض لكل أشكال‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بقلم أمين اإلعالم ‪ :‬هشام األعور‪ ‬‬

‫الهيمنة‪ ،‬والدة عرص جديد ثقافته املقاومة‪ ،‬يحق لنا يف سوريا أن نفخر‬ ‫ونعتز به ألننا رشكاء املقاومة يف صنع النرص‪ ،‬كنا العمق الحقيقي والداعم‬ ‫الرئييس للمقاومة كنا األهل الذين استقبلوا األهل الذين اجربوا عىل النزوح‬ ‫من مدنهم وقراهم‪ ،‬استقبلناهم يف القلوب قبل البيوت وقدمنا لهم كل‬ ‫أشكال الدعم والرعاية واالهتامم‪ ،‬فكام كنا نقدم لهم ما ميكنهم عىل‬ ‫تجاوز الظروف االستثنائية كانوا هم عىل موعد مع النرص والعودة القريبة‬ ‫إىل الديار‪.‬‬ ‫إن انتصار املقاومة يؤكد امتالكها إلرادة قهر العدو وتجاوز مرحلة التوازن‬ ‫معه‪ ،‬وإن التهديدات الصهيونية مل تعد ترهب املقاومني األبطال الذين‬ ‫يتسابقون لنيل رشف الشهادة إمياناً منهم بأن الشهداء هم مشاعل الحياة‬ ‫عىل دروب الحياة وإىل نهاية الحياة‪ ،‬وأن العهد بني الشهداء واملقاومني هو‬ ‫دم الشهيد األمانة يف األعناق‪ ،‬يحملها املقاومون حتى يتحرر كامل الرتاب‬ ‫العريب املحتل‪.‬‬ ‫ويأيت إعالن السيد حسن نرص الله – سامحة األمني العام لحزب الله الذي‬ ‫أكد عىل اإلميان بالله وحضور رجال الله وجهوزيتهم لتحقيق النرص تأكيداً‬ ‫ملا كان قد أعلنه القائد الخالد حافظ األسد بقوله‪ :‬قوتان ال تقهران قوة الله‬ ‫وقوة الشعب ومن كان الله معه ال بد أن ينترص‪.‬‬ ‫لقد أسقطت حرب متوز مرشوع إرسائيل الكربى ورسخت إسقاط مفهوم‬ ‫الجيش الذي ال يقهر الذي حققته حرب ترشين التحريرية املجيدة‪ ،‬كام أسقطت‬ ‫مرشوع الرشق األوسط الجديد ‪ /‬األمرييك الصهيوين الصنع‪ ،‬يف الوقت‬ ‫الذي حققت املقاومة عرب انتصاراتها تعبيد الدرب ملرحلة جديدة هي مرحلة‬ ‫مواجهة االحتالل الصهيوين لفلسطني وتحرير الجوالن العريب السوري والقدرة‬ ‫عىل مواجهة الصلف الصهيوين الذي ميارس الخرق اليومي للسيادة اللبنانية‬ ‫ويعزز فرض الحقائق عىل األرض من خالل إقامة املستوطنات وأشكال التهويد‬ ‫والتهجري‪ ،‬ورفض اإلقرار مببدأ حق العودة للشعب الفلسطيني املهجر‪ ،‬األمر‬ ‫الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانني الدولية عىل مسمع ومشاهدة وصمت‬ ‫مريع من املجتمع الدويل‪.‬‬ ‫إننا يف رحاب هذه الذكرى نعرب عن الفخر واالعتزاز بدعمنا للمقاومة‬ ‫اللبنانية ثقافة ومامرسة باعتبارها الخيار املرشوع لتحرير األرض واستعادة‬ ‫الحقوق بقيادة الرئيس القائد الذي امتلك الحكمة والشجاعة‪ ،‬وامتلك املبادرة‬ ‫و الفراسة‪ ،‬فمكن سوريا من مواجهة التحديات‪ .‬مل ترهبه الخطوب بالرغم‬ ‫يخف يوماً دعم سوريا للمقاومة‪ ،‬وهو الذي‬ ‫من رهان ضعاف النفوس‪ ،‬ومل‬ ‫ِ‬ ‫أعلن من غري مرة أن قرار سورية هو الصمود واملواجهة‪ ،‬وأن القوى الوطنية‬ ‫والتحررية معنية باستخالص الدروس املستفادة من حرب متوز والبناء عليها‬ ‫لتحويلها إىل واقع يساهم يف إنجاز أهدافها الوطنية التحررية‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫‪ ‬املهندس خليل خالد‬ ‫محافظ حامة السابق‬

‫حاولت الحركة الصهيونية منذ أن حطت رحال مرشوعها عىل‬ ‫األرايض الفلسطينية ‪ ‬تشويه صورة املوحدين الدروز واملس بهويتهم‬ ‫العربية واإلسالمية‪ ،‬فكان العديد من املؤامرات التي حيكت ضدهم‬ ‫ومن بينها قانون الخدمة اإللزامية يف الجيش اإلرسائييل الذي فرض‬ ‫عىل أبناء الطائفة الدرزية يف فلسطني‪ ،‬والتخطيط إلقامة دولة‬ ‫درزية تضم دروز فلسطني وسوريا ولبنان‪ ،‬وتكون خاضعة لوصاية‬ ‫“إرسائيل”‪ .‬غري أن األهداف اإلرسائيلية وضمن التناقض القائم ما‬ ‫بينها وبني السياق التاريخي والجغرايف والقومي لألبناء العرب الدروز‪،‬‬ ‫أخفقت يف مترير مآربها‪ ،‬ذلك ألن عروبة الطائفة الدرزية وتاريخها‬ ‫وواقعها كجزء من األمة العربية‪ ،‬كانت عص ّية عىل كل أعداء األمة‬ ‫من أن تنال منها‪ ،‬أو أن تسمح لها بتمرير مرشوع‪ ‬تفرقة وتجزئة الصف‬ ‫العريب إىل طوائف ومذاهب و”كانتونات” تخلق مربرا ليهودية الدولة‪،‬‬ ‫ويف نفس الوقت تقوم عىل تقسيم الدول املحيطة بها إىل دويالت‬ ‫متحاربة دينيا ومذهبيا وحدوديا‪.‬‬ ‫ويف دراسة أعدّها “ كايس فريرو “ الخبري املختص مبجتمع املوحدين‬ ‫الدروز يف جامعة حيفا‪ ،‬أشار إىل أن “إرسائيل” ظلت منذ العام ‪1948‬‬ ‫تحاول فصل طائفة املوحدين الدروز عن هويتها وانتامئها العريب‪ ،‬وذلك‬ ‫عن طريق استخدام الكثري من الوسائل ومن أبرزها‪:‬‬ ‫‪ ‬استخدام العنف املؤسيس‪ :‬ويتضمن العمل من أجل الفصل‬ ‫الرسمي بني العرب املوحدين الدروز‪ ،‬وبقية العرب املوجودين داخل‬ ‫األرايض اإلرسائيلية‪ ،‬ومن األمثلة عىل ذلك قيام اإلرسائيليني بإنشاء‬ ‫نظام تعليمي خاص منفصل للعرب املوحدين الدروز عن بقية العرب‪.‬‬ ‫استخدام العنف الوظيفي‪ :‬ويتضمن إرغام العرب املوحدين الدروز‬ ‫عىل أداء الخدمة العسكرية اإلرسائيلية‪ ،‬وأيضا تغيري صفة االنتامء‬ ‫املكتوبة عىل بطاقة الهوية من “عريب” إىل “درزي”‪ ،‬وما تزال السلطات‬

‫منرب قراء‬

‫اإلرسائيلية متارس الكثري من التشدد يف فرض الجانبني املؤسيس‬ ‫والوظيفي يف الضغط عىل العرب املوحدين الدروز‪.‬‬ ‫ما مل يتنبه إليه أو يتجاهله اإلرسائيليون هو أن املوحدين الدروز مل‬ ‫يكونوا يف أي يوم من األيام مكونا هامشيا يف حركة الصعود القومي‬ ‫العريب‪ ،‬وإمنا كانوا دامئا عامال فاعال ومكونا رئيسيا يف هذا الصعود ‪،‬‬ ‫ومن األمثلة عىل ذلك‪:‬‬ ‫الدور الفاعل لسكان جبل العرب من املوحدين الدروز يف كافة‬ ‫مراحل الثورة العربية‪.‬‬ ‫مقاومة حملة إبراهيم باشا التي حاولت اقتحام منطقة جبل‬ ‫العرب‪ ،‬وضمه إىل ممتلكات األرسة األلبانية التي حكمت مرص بقيادة‬ ‫الضابط األلباين محمد عيل باشا وأبنائه وصهره‪.‬‬ ‫الدور الفاعل للموحدين الدروز يف مقاومة االحتالل االرسائييل‬ ‫للجوالن‪.‬‬ ‫ومن رحم هذا املشهد وجدلية القهر والصمود‪ ،‬شكل دروز‬ ‫‪ 1948‬جزءا من طالئع املقاومة الفلسطينية منذ بدايتها يف القرن‬ ‫العرشين‪ ،‬ومشاركة قرابة الـ ‪ 500‬من ابنا ء الدروز يف جيش اإلنقاذ‬ ‫الذي تألف من حوايل ‪ 750‬مقاتل‪ .‬والجدير ذكره ان قانون الخدمة‬ ‫اإللزامية للدروز يف الجيش االرسائييل الذي سنّه بن “غوريون” عام‬ ‫‪ ، 1956‬قد بدأت مقاومته من قبل أحرار الدروز منذ اللحظة األوىل‪،‬‬ ‫فالرافضون من الدروز للخدمة يف جيش االحتالل أكرث بكثري من‬ ‫الذين يساقون سوقا للخدمة تطبيقا لهذا القانون رغام عنهم وعن‬ ‫طموحاتهم ووجدانهم ومستقبلهم الذي يقتيض الرفض الكامل‬ ‫ليهودية “الدولة العربية” و”الرتانسفري” لكل عرب ‪ 1948‬وهو موقف‬ ‫يعرب فيه املوحدون الدروز عن انتامئهم ‪ ‬للحقيقة ولتاريخ شعب‬ ‫وأمة‪.‬‬

‫باب الحارة‬

‫فعلها أبو صياح فعلها باسم الرشفاء يف هذا الوطن العريب‪ ،‬فعلها‬ ‫باسم الضعفاء واملستضعفني‪ ،‬فعلها باسم املقاومة واملقاومني‪،‬‬ ‫فعلها باسم املامنعة واملامنعني‪ ،‬فعلها باسم السيادة وطلب السيادة‬ ‫الحقيقيني‪.‬‬ ‫حبذا لو ميثل حسني مبارك‪ ،‬كمختار حارة املاوي يف مسلسل باب الحارة‬ ‫فليلتفت إىل أشقائه الفلسطينيني ويأمر بفتح معرب رفح إلدخال السالح‬ ‫واملؤن إىل أهل غزة ليقاوموا الكيان الغاصب الذي يحاول اجتثاث املقاومة‬ ‫وتدنيس األرض‪ ،‬لكن شتّات ما بني االثنني فحسني مبارك ومع بداية الحرب‬ ‫الصهيونية عىل غزة أمر بإغالق املعابر وتدمري األنفاق التي تربط مرص‬ ‫بالقطاع‪ ،‬أما أبو صياح فأىب عىل نفسه أن يقف موقف املتفرج من حصار‬ ‫حارة الضبع فاتبع أسلوبا اعجازياً لتمرير املواد الغذائية واملؤون إىل أهل‬ ‫الحارة بدءاً بأقنية حري املياه وصوالً إىل فتح رسداب يربط حارته بحارة‬ ‫الضبع حرصاً منه عىل عدم إخضاع أهل تلك الحارة للمستعمر الفرنيس‬ ‫فكان النرص يوم ع ّز النصري وعندما علم بوجود شباب أتوا من فلسطني‬ ‫ملساندة أهل حارة الضبع يف املقاومة فسارع إىل احتضانهم عىل عكس‬

‫نظريه الذي يقدم اليوم املقاوم سامي شهاب قرباناً ألسياده الصهاينة يف‬ ‫سبيل تعزيز خطوته عندهم‪.‬‬ ‫مل تنته األمور عند هذا الحد بل عندما استشهد أحد مساعدي أبو‬ ‫صياح ذهب يطالب باسرتداد رفاقه‪ ،‬أما حسني مبارك فلم يخطر عىل‬ ‫باله ولو للحظة املقابر الجامعية لشهداء الجيش املرصي البطل الذين‬ ‫أرسوا يف حرب ‪ ،1973‬وتم إعدامهم بدم بارد عىل يد صديقه الحايل‬ ‫«بنيامني بني اليعازر» الذي كان وقتها قائد إحدى الفرق‪ ،‬ورآه اليوم يبذل‬ ‫الغايل والنفيس من أجل إعادة جلعاد شاليط إىل أهله ويذهب بعيداً يف‬ ‫طأمنتهم أن «جلعاد» ما زال عىل قيد الحياة‪.‬‬ ‫عذراً أبو صياح فلسان الحال يقول ال يجوز املقارنة بينك وبني حسني‬ ‫مبارك الذي ال يهوى سوى لعب دور شخصية هي األحب عىل قلبه واألقرب‬ ‫إىل عقله وهي التي تعكس صورته الحقيقية أال وهي شخصية حمدي‬ ‫الذي جسد مبوته مصري كل خائن‪.‬‬

‫‪95‬‬

‫جواد الصايغ‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫منرب ريايض‬

‫تصفيات كأس العالم ‪2010‬‬ ‫األرجنتين وفرنسا في مأزق‬

‫أصبح املنتخبان األرجنتيني والفرنيس لكرة‬ ‫القدم مهددين بالغياب عن نهائيات كأس العامل‬ ‫‪ 2010‬يف جنوب أفريقيا بعد هزمية األول وتعادل‬ ‫الثاين‪ ،‬أمس األربعاء‪ ،‬ضمن جولة التصفيات‬ ‫املؤهلة للنهائيات‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من الفوز الثمني‪ ،‬الذي حققه‬ ‫املنتخب الربتغايل عىل نظريه املجري‪ ،‬ما زالت‬ ‫فرصة الفريق يف التأهل للنهائيات معلقة عىل‬ ‫نتائج باقي الفرق‪.‬‬ ‫وما زالت نهائيات كأس العامل التي يستضيفها‬ ‫جنوب أفريقيا‪ ،‬منتصف العام املقبل مهددة‬ ‫بغياب نجوم بارزين مثل األرجنتيني‪ ،‬ليونيل مييس‪،‬‬ ‫والفرنيس‪ ،‬فرانك ريبريي‪ ،‬والربتغايل‪ ،‬كريستيانو‬ ‫رونالدو‪ ،‬حيث خرس املنتخب األرجنتيني (صفر‪)1/‬‬ ‫أمام باراغواي‪ ،‬وتعادلت فرنسا مع رصبيا (‪.)1/1‬‬ ‫وكان فوز املنتخب الربتغايل (‪/1‬صفر) عىل‬ ‫نظريه املجري مبثابة تجديد األمل لرونالدو ورفاقه يف‬ ‫الحصول عىل املركز الثاين يف املجموعة األوىل يف‬ ‫التصفيات‪ ،‬أمال يف خوض امللحق األورويب الفاصل‪.‬‬ ‫ولكن مصري الفريق‪ ،‬ما زال معلقا عىل نتائج باقي‬ ‫فرق املجموعة‪.‬‬ ‫ومني املنتخب األرجنتيني بالهزمية (صفر‪)1/‬‬ ‫أمام مضيفه منتخب باراغواي‪ ،‬الذي حجز‬ ‫بالتايل بطاقة التأهل الثانية من تصفيات قارة‬ ‫أمريكا الجنوبية إىل النهائيات‪ .‬وتراجع املنتخب‬ ‫األرجنتيني بقيادة مديره الفني‪ ،‬دييغو مارادونا إىل‬ ‫املركز الخامس بفارق نقطة خلف منتخب اإلكوادور‪،‬‬ ‫وذلك قبل آخر جولتني من التصفيات‪.‬‬ ‫وتتأهل املنتخبات التي تحتل املراكز األربعة‬ ‫األوىل يف جدول تصفيات أمريكا الجنوبية إىل‬ ‫النهائيات مبارشة‪ ،‬بينام يخوض الفريق الذي‬ ‫ينهي التصفيات يف املركز الخامس دوراً فاص ًال مع‬ ‫املنتخب‪ ،‬صاحب املركز الرابع يف تصفيات اتحاد‬ ‫منطقة كونكاكاف (أمريكا الشاملية والوسطى‬ ‫والكاريبي)‪ .‬وقد يصبح هذا الدور الفاصل هو‬ ‫املالذ األخري للمنتخب األرجنتيني‪ ،‬الفائز بلقب‬ ‫كأس العامل عامي ‪1978‬و‪1986‬ولكن املشكلة‬ ‫هي تراجع مستوى املنتخب األرجنتيني تحت قيادة‬ ‫مارادونا‪.‬‬ ‫وقال مارادونا‪”:‬هذا هو الواقع الذي يجب أن‬ ‫نعيشه وسأواجهه مثلام كان الحال دامئا يف‬ ‫حيايت‪ ..‬ما زالت لدينا فرصة ونحن نتمسك بها”‪.‬‬ ‫وقاد مارادونا املنتخب األرجنتيني للفوز بلقب كأس‬ ‫العامل ‪ 1986‬عندما كان العباً‪ .‬لكنه سقط يف‬ ‫فخ الهزمية مع الفريق يف أربع من ست مباريات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بتصفيات كأس العامل منذ تو ّليه املسؤولية‬ ‫ليواجه ضغطاً شديداً وانتقادات هائلة يف الفرتة‬ ‫الحالية‪.‬‬ ‫وجاء تعادل املنتخب الفرنيس مع مضيفه‬ ‫الرصيب (‪ )1/1‬يف املجموعة السابعة يف التصفيات‬

‫‪96‬‬

‫األوروبية املؤهلة للنهائيات ليحافظ للمنتخب‬ ‫الفرنيس عىل فرصته الضئيلة يف حجز بطاقة‬ ‫التأهل املبارش من هذه املجموعة إىل النهائيات‪.‬‬ ‫وسبق للمنتخب الفرنيس الفوز بلقب كأس‬ ‫العامل ‪ ،1998‬كام أحرز املركز الثاين يف كأس‬ ‫العامل املاضية عام ‪ 2006‬يف أملانيا‪ ،‬لكنه يواجه‬ ‫مأزقاً حقيقياً يف التصفيات الحالية‪ .‬ويستطيع‬ ‫املنتخب الرصيب حجز بطاقة التأهل املبارش من‬ ‫هذه املجموعة إىل النهائيات إذا حقق أي فوز عىل‬ ‫نظريه الروماين يف العارش من ترشين أول‪/‬أكتوبر‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫بينام ينتظر أن يحصد املنتخب الفرنيس‬ ‫النقاط الثالث ملباراته مع ضيفه منتخب جزر فارو‬ ‫يف نفس اليوم قبل استضافة املنتخب النمساوي‬ ‫بعدها بأربعة أيام‪.‬‬ ‫واستطاع املنتخب الفرنيس التغلب عىل‬ ‫الطرد املبكر لحارس مرماه‪ ،‬هوغو ليوريس وخطف‬ ‫التعادل أمام مضيفه الرصيب‪ ،‬أمس ليعلن املدرب‪،‬‬ ‫رميون دومينيك‪ ،‬املدير الفني للمنتخب الفرنيس‬ ‫عن إعجابه بأداء الفريق‪ .‬وقال دومينيك‪”:‬أشعر‬ ‫بالسعادة من أجل املشجعني الذين يثقون بنا‬ ‫ويساندونا‪ .‬ما زلت واثقا (يف التأهل املبارش)‬ ‫والفرصة مل تتبدد”‪ .‬واستعاد املنتخب الربتغايل‬ ‫بعض توازنه يف التصفيات‪،‬‬ ‫إثر فوزه عىل مضيفه املجري (‪/1‬صفر)‪ ،‬وذلك‬

‫قبل مباراتيه األخريتني يف التصفيات وال ّلتني‬ ‫يخوضهام عىل ملعبه أمام منتخبي املجر ومالطا‬ ‫الشهر املقبل‪ .‬ولكن مصري الفريق يف التصفيات‬ ‫وفرصته يف التأهل لنهائيات كأس العامل ال‬ ‫تعتمد عىل نتائجه فقط‪ ،‬وإمنا أيضا عىل نتيجة‬ ‫مبارايت السويد مع الدمنارك ومالطا‪ ،‬وكذلك‬ ‫نتيجة مباراة الدامنارك مع املجر‪ .‬وقال كارلوس‬ ‫كريوش‪ ،‬املدير الفني للمنتخب الربتغايل‪”:‬مازالت‬ ‫هناك أربعة منتخبات مرشحة يف هذه املجموعة‬ ‫ألن أي منها يستطيع الوصول للنهائيات إذا حقق‬ ‫الفوز يف مباراتيه الباقيتني»‪.‬‬ ‫أما املنتخب اإليطايل حامل لقب بطولة كأس‬ ‫العامل فال يعاين من هذه املخاوف‪ ،‬حيث حقق‬ ‫الفريق الفوز الثمني (‪/2‬صفر) عىل ضيفه البلغاري‬ ‫ويحتاج الفريق لنقطة التعادل فقط من مباراته‬ ‫أمام مضيفه األيرلندي يف دبلن‪ ،‬يوم العارش من‬ ‫ترشين أول‪/‬أكتوبر املقبل‪ ،‬ليتأهل مبارشة عىل‬ ‫النهائيات‪ ،‬بغض النظر عن نتائج باقي الفرق‪.‬‬ ‫وحجز املنتخبان اإلنجليزي واألسباين حامل لقب‬ ‫كأس األمم األوروبية ‪ 2008‬عىل النهائيات بعدما‬ ‫حجزا تأشرية التأهل من املجموعتني السادسة‬ ‫والخامسة عىل التوايل‪ ،‬ولحقا بنظريهام الهولندي‪،‬‬ ‫الذي ضمن التأهل مبكرا عن املجموعة التاسعة‪.‬‬ ‫وحقق املنتخب األسباين فوزا سهال (‪/3‬صفر)‬ ‫عىل ضيفه اإلستوين يف املجموعة الخامسة‪،‬‬ ‫التي يحظى فيها املنتخب البوسني بفرصة‬ ‫أكرب من نظريه الرتيك يف خطف املركز الثاين‪،‬‬ ‫والتأهل للملحق الفاصل‪ .‬وجاء الفوز الكبري (‪)1/5‬‬ ‫للمنتخب اإلنكليزي عىل ضيفه الكروايت ليضفي‬ ‫البهجة عىل اإليطايل فابيو كابيللو‪ ،‬املدير الفني‬ ‫للمنتخب اإلنكليزي‪ ،‬ويصيب سالفني بيليتش‪،‬‬ ‫املدير الفني لكرواتيا بالكآبة‪ .‬وقال بيليتش بعد‬ ‫املباراة‪”:‬مل تكن هزمية فحسب وإمنا إهانة‪ .‬مل نكن‬ ‫نتوقع حتى يف أسوأ كابوس أن نتلقى مثل هذه‬ ‫الهزمية‪ ..‬ميكن للمنتخب اإلنكليزي بالفعل الفوز‬ ‫بلقب كأس العامل إذا قدّم نفس هذا املستوى»‪.‬‬ ‫وتركت هذه املباراة الرصاع دائراً بني املنتخبني‬ ‫الكروايت واألوكراين عىل املركز الثاين يف املجموعة‬ ‫أم ًال يف التأهل للنهائيات من خالل امللحق الفاصل‪.‬‬ ‫ومل يعد لدى املنتخب الكروايت يف التصفيات‬ ‫سوى مباراة واحدة لكنه سيواجه فيها اختباراً‬ ‫سه ًال يف ضيافة منتخب كازاخستان‪.‬‬ ‫بينام تتبقى للمنتخب األوكراين صاحب املركز‬ ‫الثالث يف املجموعة بفارق نقطتني خلف كرواتيا‬ ‫مباراتان أمام ضيفه االنكليزي ومضيفه منتخب‬ ‫أندورا‪ .‬وتقدم املنتخب األملاين الفائز بلقب كأس‬ ‫العامل ثالث مرات سابقة‪ ،‬خطوة جيدة نحو‬ ‫التأهل للنهائيات حيث حقق الفريق فوزاً كبرياً‬ ‫(‪/4‬صفر) عىل ضيفه منتخب أذربيجان‪ ،‬ضمن‬ ‫منافسات املجموعة الرابعة التي يتنافس فيها‬ ‫مع املنتخب الرويس عىل بطاقة التأهل املبارش‬ ‫للنهائيات‪.‬‬ ‫ويف مباراة أخرى تغلب املنتخب الرويس عىل‬ ‫مضيفه الويلزي (‪ )1/3‬ليعزّز موقعه يف املركز‬

‫الثاين‪ ،‬ويحافظ عىل فارق النقطة التي تفصله‬ ‫عن املنتخب األملاين‪ ،‬متصدر املجموعة‪.‬‬ ‫ويلتقي املنتخبان الرويس واألملاين الشهر‬ ‫املقبل يف العاصمة الروسية‪ ،‬موسكو‪ ،‬لتحدد‬ ‫هذه املباراة هوية الفريق الفائز ببطاقة التأهل‬ ‫املبارش‪ .‬وبعد التعادل (‪ )2/2‬مع مضيفه منتخب‬ ‫التفيا ‪ ،‬يبدو املنتخب السويرسي يف وضع جيد‪،‬‬ ‫للتأهل إىل النهائيات عن املجموعة الثانية‪ ،‬التي‬ ‫يتصدرها بفارق ثالث نقاط‪ ،‬أمام املنتخب اليوناين‪،‬‬ ‫الذي أهدر فوزاً كان يف متناول يده واستقبلت‬ ‫شباكه هدف التعادل (‪ )1/1‬يف وقت متأخر من‬ ‫املباراة‪ ،‬أمام مضيفه منتخب مولدوفا‪.‬‬ ‫وتبقى للمنتخب السويرسي‪ ،‬بقيادة مديره‬ ‫الفني‪ ،‬األملاين أومتار هيتزفيلد‪ ،‬مباراتان يف‬ ‫التصفيات‪ ،‬أمام مضيفه منتخب لوكسمبورج‪،‬‬ ‫ثم أمام ضيفه الفريق اإلرسائييل‪ ،‬الذي ما زالت‬ ‫لديه فرصة يف التأهل للنهائيات‪ .‬ويف نفس‬ ‫الوقت يحتل املنتخبان اليوناين والالتفي املركزين‬ ‫الثاين والثالث يف املجموعة برصيد (‪ )14‬نقطة‬ ‫لكل منهام‪ ،‬قبل مباراتهام سويا يف العاصمة‬ ‫اليونانية‪ ،‬أثينا‪ ،‬يف العارش من ترشين اول‪/‬أكتوبر‬ ‫املقبل‪.‬‬ ‫ويتصدر املنتخب السلوفايك املجموعة الثالثة‬ ‫بفارق خمس نقاط أمام كل من سلوفينيا‬ ‫وأيرلندا الشاملية‪ ،‬ولكن املنتخب السلوفييني‬ ‫قد يواجه خط الخروج من التصفيات حيث يحل‬ ‫يف مباراتيه الباقيتني يف املجموعة ضيفاً عىل‬ ‫منتخبي سلوفاكيا وسان مارينو‪.‬‬ ‫أما املنتخب التشييك صاحب املركز الرابع‬ ‫بفارق سبع نقاط خلف سلوفاكيا فيواجه‬ ‫يف مباراتيه الباقيتني منتخبي بولندا وأيرلندا‬ ‫الشاملية عىل ملعبه وسيصعد للمركز الثاين‪،‬‬ ‫إذا فاز بهام برشط سقوط املنتخب السلوفييني‪.‬‬ ‫وأنهت الهزمية (صفر‪ ،)3/‬أمام املنتخب السلوفيني‬ ‫آمال املنتخب البولندي يف التصفيات‪ ،‬ما دفع‬

‫‪97‬‬

‫االتحاد البولندي إلقالة املدرب ليو بينهاكر‪.‬‬ ‫كام ستعيد اسكتلندا موقف املدير الفني‪،‬‬ ‫جورج برينيل‪ ،‬بعد الهزمية (صفر‪ ،)1/‬التي مني بها‬ ‫الفريق‪ ،‬أمام ضيفه الهولندي‪ ،‬ليفشل الفريق يف‬ ‫التأهل للنهائيات عن املجموعة التاسعة‪.‬‬ ‫و بالعودة اىل املنتخب األرجنتيني اختار مدربه‬ ‫دييغو مارادونا‪ ،‬السيناريو األصعب‪ ،‬الذي يهدده‬ ‫بعدم التأهل إىل مونديال ‪ 2010‬يف جنوب‬ ‫إفريقيا‪.‬‬ ‫ففي الجولة الـ (‪)61‬من تصفيات أمريكا الجنوبية‪،‬‬ ‫املؤهلة إىل املونديال‪ ،‬وقع منتخب األرجنتني‬ ‫يف املحظور‪ ،‬وبدل أن يعوض خسارته املذلة عىل‬ ‫أرضه وبني جمهوره أمام نظريه الربازييل (‪،)3/1‬‬ ‫يف الجولة املاضية‪ ،‬انعدمت العزمية لدى العبيه‪،‬‬ ‫فسقط يف أسونسيون (صفر‪ ،)1/‬ليرتاجع إىل‬ ‫املركز الخامس يف الرتتيب‪ ،‬ويدخل يف حسابات‬ ‫خوض امللحق‪.‬‬ ‫وإذا كان مارادونا‪ ،‬أسطورة عندما كان العبا‪،‬‬ ‫فإنه واجه فش ًال ذريعاً كمدرب حتى اآلن‪ ،‬ألن‬ ‫منتخب بالده‪ ،‬املتوج بط ًال للعامل مرتني عامي‬ ‫‪ ،8791‬و‪ 6891‬يواجه خطر الغياب عن املونديال‬ ‫للمرة األوىل منذ عام ‪.0791‬‬ ‫وعُ ينّ مارادونا مدرباً ملنتخب األرجنتني يف ترشين‬ ‫الثاين (نوفمرب) املايض خلفاً أللفيو بازييل‪.‬‬ ‫ميلك منتخب األرجنتني‪ )22( ،‬نقطة من ستة‬ ‫انتصارات‪ ،‬وأربع تعادالت‪ ،‬وذلك قبل جولتني من‬ ‫نهاية التصفيات‪ ،‬حيث تبقى له مباراتان‪ ،‬األوىل‬ ‫أمام ضيفه البريو‪ ،‬صاحب املركز األخري‪ ،‬يف‬ ‫العارش من ترشين األول (أكتوبر) املقبل‪ ،‬والثانية‬ ‫يف ‪ 41‬منه‪ ،‬أمام مضيفه األوروغواي السادس بـ‬ ‫(‪ )12‬نقطة‪ ،‬الطامح بدوره إىل بطاقة مبارشة‬ ‫إىل النهائيات أو احتالل املركز الخامس املؤهل إىل‬ ‫امللحق ضد رابع تصفيات منطقة الكونكاكاف‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬ ‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫حرب تشرين‬ ‫أنصع الصفحات‬ ‫ّ‬ ‫الوضاءة‬ ‫في التاريخ‬ ‫العربي‬ ‫الدكتور‬ ‫رياض حجاب‬ ‫محافظ القنيطرة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عندما نتحدث عن حرب ترشين التحريرية ونحن نقف عىل أرض البطوالت يف‬ ‫الجوالن ونطل عىل ساحات املعارك وتبدو أمامنا مدينة القنيطرة والقرى املحررة فإن‬ ‫حديث الذكريات والدالالت يكتسب بعدا ميدانياً ورؤية شمولية‪ ،‬تستمد من الواقع‬ ‫ّ‬ ‫املرشف‪ ،‬والذاكرة الشعبية للواقع الخالد واملعارك البطولية‪ ،‬وما‬ ‫املريئ‪ ،‬والتاريخ‬ ‫تناقله املواطنني الذين عايشوا هذه الحرب املجيدة ساعة بساعة‪ ،‬وموقعة موقعة‪،‬‬ ‫وبقوا يف قلب املعارك عىل امتداد حرب ترشين التحريرية البطولية‪ ،‬ومعارك‬ ‫الفخار يف حرب الجوالن املجيدة‪ ،‬حيث البطوالت الجامعية والفردية‪ ،‬وقصص اآلباء‬ ‫والفداء ماثلة حارضة‪ ،‬تحيك مآثر البطوالت والتضحيات واالستشهاد العظيم‬ ‫ّ‬ ‫الوضاءة املرشقة يف سفر التاريخ العريب املعارص‪،‬‬ ‫التي سطرت أنصع الصفحات‬ ‫وكتبتها بالدماء الذكية التي روت هذه البطوالت الغالية‪.‬‬ ‫إنها الحرب البطولية التي أعد عدتها القائد الخالد «حافظ األسد» وهيأ لها كل‬ ‫مستلزمات النرص‪ ،‬واتخذ قرارها وقادها بشجاعة وحنكة وإميان الراسخ بحرية‬ ‫الوطن وتاريخ األمة‪ ،‬وقدرات مقاتلينا البواسل وصمود شعبنا وإمكانياته الهائلة‬ ‫عىل بطاح الجوالن املرتامية‪ .‬لقد سطرت قواتنا املسلحة الباسلة أعظم البطوالت‬ ‫واملآثر‪ ،‬وعىل تلك القمم الشامخة يف جبل الشيخ كتب الجنود األبطال مالحم‬ ‫الفخار عىل الرثى الغايل‪ ،‬وانسكب دم الشهداء غزيراً يروى قصة اإلقدام والفداء‬ ‫بأجىل معانيها وأنصع صورها‪ ....‬إنها امللحمة العربية املعارصة التي تسابق فيها‬ ‫الجنود إىل صنع صبح النرص باإلرادة والعزمية والدم‪.‬‬ ‫تسابقوا جميعا ول ّبوا نداء سيد الوطن القائد الخالد «حافظ األسد» الشهادة أو‬ ‫النرص‪ ،‬فتقاطروا زرافات ووحدانا إىل ساحات الوغى بعزمية ال تقهر‪ ،‬وثبات راسخ‪،‬‬ ‫واستعذبوا املوت يف سبيل الوطن والحياة الخالدة‪ ،‬فكان تحرير األرض هو الهدف‪،‬‬ ‫واستعادة الكرامة هي الغاية والطريق إىل األمام‪.‬‬ ‫االنتصارات التي حققتها قواتنا املسلحة الباسلة يف حرب ترشين التحريرية‬ ‫هي انتصارات خالدة ومفخرة لكل العرب‪ ،‬وقد أضافت إىل تاريخ أمتنا املجيدة‬ ‫صفحات رائعة تستعيد أمجاد أمتنا الغابرة إنها الحرب العربية األوىل‪ ،‬مظفرة‬ ‫يف العرص الحديث التي أثبتت أن وحدة العمل العريب هي األساس يف أي نرص‪،‬‬ ‫صنع فيها أبطال قواتنا املسلحة وجامهري شعبنا مالحم بطولية هي مصدر فخر‬ ‫واعتزاز لنا‪ ،‬وستبقى هكذا عىل مدى التاريخ سج ًال خالداً يف املالحم الكربى التي‬ ‫عرفتها الحروب‪ ،‬وصفحة ناصعة وموئل عز وكرامة لألجيال العربية‪.‬‬ ‫حرب ترشين التحريرية أيام التنىس ومآثر خالدة من أيام العرب املجيدة شكلت‬ ‫تاريخاً زاهياً وإنجاز اًكبرياً من إنجازات الحركة التصحيحية املباركة التي قادها القائد‬ ‫الخالد «حافظ األسد»‪ ،‬بل هي قمة هذه اإلنجازات التي كانت نتاجاً لإلميان بقدسية‬ ‫األرض وكرامة األمة والتدريب الدائب والصرب والصمود واالستبسال‪.‬‬ ‫لقد وقف شعبنا كله وراء قواتنا املسلحة الباسلة يف الجبهة الخلفية للمعارك‬ ‫يرفد الجبهة األمامية بكل مستلزمات الدعم والتضحية والصمود‪ ،‬فأبىل املقاتلون‬ ‫الشجعان البالء الحسن وأثبتوا بكل جدارة أنهم درع الوطن وسياجه والذائدون عن‬ ‫الحمى والكرامة‪ ،‬فاستحقوا تقدير الشعب ومحبة الوطن وأوسمة التاريخ‪.‬‬ ‫أبناء الجوالن العريب السوري يحتفلون دامئا بهذه املناسبة املجيدة مبزيد من االعتزاز‬ ‫ويفخرون بكل أحداثها ووقائعها ونتائجها التي كانت تجسيدا حيا ورائعا للوحدة‬ ‫واإلرادة الوطنية‪ ،‬وينحنون بإجالل وإكبار أمام عظمة الشهادة وعطاء الشهداء‬ ‫امليامني الذين ّ‬ ‫عطروا تراب الوطن وكتبوا سفر النرص املبني‪.‬‬ ‫ويف هذه املناسبة العظيمة نجدد عهد الوفاء والفداء ملسرية الوحدة الوطنية‬ ‫املظفرة‪ ،‬مسرية حزبنا العظيم حزب البعث العريب االشرتايك‪ ،‬ونرفع أصدق آيات‬ ‫الوالء لسيد الوطن أمل أمتنا يف تحرير الجوالن واألرايض العربية املحتلة وتحقيق‬ ‫املستقبل املنشود السيد الرئيس بشار األسد‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫الجوالن في القلب‬

‫‪99‬‬

‫العدد ‪ -33‬ترشين أول ‪2009‬‬


‫زوروا موقع تيار التوحيد‬ ‫‪www.tayyar-tawhid.org‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪100‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.