Manbar altawhid issue 37

Page 1

‫السياسية‬ ‫إلغاء الطائفية ّ‬ ‫َو ْهم أم حقيقة؟‬ ‫العدد ‪ 37‬ــ شباط ‪ - 2010‬السنة الرابعة‬

‫الجوالن في الوثائق الصهيونية‬

‫مصالحة الشجعان‬ ‫طابوريان‪ :‬مع إبقاء‬ ‫ملكية الكهرباء للدولة‬

‫شمس الدين ‪ :‬لم نتوصل‬ ‫‪1‬‬ ‫إصالح اإلدارة‬ ‫إلى‬

‫زادة ‪ :‬الثورة اإلسالمية‬ ‫إليران شباط ‪2010‬‬ ‫حققت العدد ‪-37‬‬ ‫الحرية والعدالة‬


‫منرب التوحيد‬

‫في هذا العدد‬

‫نرشة شهرية داخلية تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف تيار التوحيد اللبناين‬

‫منرب لبناين‬ ‫التعيينات تفتقد اآللية وتخضع للوالءات السياسية‬

‫العدد السابع والثالثون ‪ /‬شباط ‪ 2010‬السنة الرابعة‬

‫ص ‪12‬‬

‫أول الكالم‬

‫منرب فلسطيني‬ ‫أبو موىس لـ “منرب التوحيد”‪ :‬السالح الفلسطيني‬ ‫للحوار‬

‫ص ‪46‬‬

‫منرب عريب‬

‫ص ‪52‬‬

‫عرقنة اليمن بهدف تقسيمه‬ ‫منرب دويل‬

‫ص ‪64‬‬

‫الفرز األمرييك لإلرهاب‬ ‫منرب اقتصادي‬ ‫وزير املال السوري‪ %98 :‬من ميزانية الدولة موارد‬ ‫محلية‬

‫لقاء الوئام في الجاهلية‬

‫ص ‪71‬‬

‫منرب ثقايف‬ ‫د‪ .‬زيك الحاج ‪ :‬الشعر العامي من خصوصيات‬ ‫الثقافة الشعبية‬

‫ص ‪72‬‬

‫منرب املرأة‬ ‫الوزيرة منى عفيش‪ :‬وصويل إىل الوزارة من خالل‬ ‫نضايل‬

‫ص ‪80‬‬

‫منرب تربوي‬ ‫د‪ .‬زهري شكر‪ :‬مشكلة األساتذة املتعاقدين إىل حل‬ ‫قريب‬

‫ص ‪83‬‬

‫مقابلة‬ ‫الشيخ حسام نصار‪ :‬وصف الدروز بـ “خوارج عن‬ ‫اإلسالم” محاولة تلمودية‬

‫ص ‪86‬‬

‫منرب مناطق‬ ‫السويداء بوابة سوريا الجنوبية‬

‫ص ‪88‬‬

‫ثلث اآلثار السورية يف إدلب قلب اإلله‬

‫ص ‪92‬‬

‫منرب اجتامعي‬

‫ص ‪96‬‬

‫“كن هادي” حمالت توعية وإرشاد‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬

‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪2‬‬

‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪ 0966600099 :‬الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬

‫‪1003‬‬

‫فجع اللبنانيون بكارثة الطائرة األثيوبية‬ ‫التي أودت بالعرشات من ركابها ضحايا خطأ‬ ‫يرحج أن يكون تقنياً مع وضع كل االحتامالت‪،‬‬ ‫وليست املرة األوىل التي يفقد لبنان جزءا‬ ‫من أبنائه ال سيام املغرتبني منهم‪ ،‬سواء‬ ‫يف حادث جوي أو تفجري إرهايب أو انقالب‬ ‫سيايس‪ ،‬أو حرب داخلية‪ ،‬أو زلزال طبيعي‪.‬‬ ‫إنها رضيبة االغرتاب يدفعها اللبنانيون‬ ‫الذين عربوا الحدود والبحار واألجواء‪ ،‬تفتيشا‬ ‫عن لقمة عيش‪ ،‬حيث فقدوا رغيف الخبز يف‬ ‫بالدهم‪ ،‬ومل يحصلوا عىل فرص العمل فيها‪،‬‬ ‫كام مل يتمكنوا من اكتساب العلم وال تأمني‬ ‫املسكن‪ ،‬وال تلقي االستشفاء والطبابة‪.‬‬ ‫هذه الهجرة القرسية التي بدأت قبل قرنني‬ ‫ومل تتوقف‪ ،‬وهي مستمرة يف نزف األدمغة‬ ‫والطاقات اللبنانية ويف تفكيك األرس‪ ،‬كام‬ ‫يف قيام أوطان ثانية‪ ،‬يتقدم الحنني والوالء لها‬ ‫مع الزمن‪ ،‬ويف توالد األجيال‪ ،‬التي تتحول من‬ ‫لبنانية إىل متحدرة من أصول لبنانية‪ ،‬إىل‬ ‫ذوبان يف املجتمعات التي حلت فيها وأصبحت‬ ‫من أهلها‪.‬‬ ‫إن الهجرة يف كل دول العامل تبقى‬ ‫طبيعية‪ ،‬واإلنسان منذ فجر التاريخ‪ ،‬يبحث‬ ‫عن مصدر رزقه واطمئنانه‪ ،‬وكان الفينيقيون‬ ‫أجداد اللبنانيني‪ ،‬روادا يف اكتشاف العامل‬ ‫ومتدينه‪ ،‬إال أن مأساتهم الحديثة‪ ،‬أن هجرتهم‬ ‫قرسية بسبب نظامهم الطائفي‪ ،‬وقهرهم‬ ‫االقتصادي‪ ،‬وقلقهم االجتامعي‪ ،‬وغياب‬ ‫وشل‬ ‫مؤسساتها‪،‬‬ ‫وتعطيل‬ ‫دولتهم‪،‬‬ ‫قوانينها‪.‬‬ ‫إن كارثة الطائرة األثيوبية‪ ،‬هي امتداد‬ ‫لطائرة «كوتونو» وتتواصل مع غرق باخرة‬ ‫«تايتنك» يف بداية القرن املايض إىل حوادث‬ ‫أخرى‪ ،‬تقع كلها تحت عنوان واحد الغربة‬ ‫القاتلة‪ ،‬وإن كانت يف بعض األحيان شكلت‬ ‫فرجا لكثري من اللبنانيني الذين يسلمون‬ ‫بالقضاء والقدر‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد» تتقدم من أهايل الضحايا‬ ‫بالتعزية والصرب والسلوان‪.‬‬

‫أرسة التحرير‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫االنتخابات البلدية استحقاق إمنايئ‪ ،‬تحاول السياسة أن تدخل عليه‬ ‫من باب ما تتمتع به األحزاب والقوى السياسية من حضور وامتداد‬ ‫شعبي يف املدن والقرى‪ ،‬كام هو حال التعاطي مع القطاعات املهنية‬ ‫من نقابات إىل اتحادات عاملية‪ ،‬وروابط ومجالس طالبية‪ ،‬لذلك بدأت‬ ‫تأخذ هذا الحجم من االهتامم السيايس‪ ،‬الذي بدأ يقفز عىل الدور‬ ‫العائيل‪ ،‬الذي ما زال مؤثراً اىل ح ّد ما يف هذه االنتخابات‪ ،‬لكن مع‬ ‫تطور العمل البلدي‪ ،‬ومنو النشاط الحزيب‪ ،‬فإن الجانب السيايس‬ ‫يف هذا اإلطار لجهة التنافس عىل برامج إمنائية خدماتية‪،‬‬ ‫سيتقدم‬ ‫وسيزداد إذا تطور الوضع‪ ،‬وأقر قانون الالمركزية اإلدارية‪ ،‬وأعطيت‬ ‫البلديات صالحيات‪ ،‬وبتنا أمام مجالس محلية تسعى إىل تحقيق‬ ‫اإلمناء املتوازن‪ ،‬وهذا التأخري يف تحقيق هذين البندين اإلصالحيني من‬ ‫اتفاق الطائف‪ ،‬كان لهام تأثريهام السلبي عىل تطور املجتمع املدين‬ ‫والبلدي‪.‬‬ ‫فإذا تم تطوير قانون البلديات‪ ،‬والذي يجب أن يقر معه قانون‬ ‫الالمركزية اإلدارية‪ ،‬فإن االنتخابات البلدية أو املحلية سوف تكتسب‬ ‫أهمية أكرب‪ ،‬ورمبا أهم من االنتخابات النيابية‪ ،‬التي عليها أن تعود إىل‬ ‫دورها األسايس وعملها الدستوري الفعيل يف الترشيع وسن القوانني‬ ‫وتحديثها وتطويرها‪ ،‬إضافة إىل الرقابة عىل السلطة التنفيذية‪،‬‬ ‫واملساءلة واملحاسبة للوزراء‪ ،‬فترتو نق النيابة‪ ،‬ويشعر النائب أنه ميثل‬ ‫األمة جمعاء قوالً وفع ًال‪ ،‬وليس معقب معامالت أو فاعل خري‪ ،‬وحارض‬ ‫فقط يف الواجبات االجتامعية‪ ،‬عىل أهمية التواصل مع املواطنني‪.‬‬ ‫فوزير الداخلية زياد بارود‪ ،‬اآليت إىل الوزارة من املجتمع املدين‪ ،‬قدم‬ ‫مرشوعاً للبلديات فيه ومضات إصالحية‪ ،‬عىل قدر ما يستطيع أن‬ ‫يقدمه يف مجتمع أهيل مركب طائفياً ومذهبياً‪ ،‬حيث تقدم ببنود‬ ‫إصالحية تعتمد النسبية يف البلديات الكربى‪ ،‬وترفع من املستوى‬ ‫التعليمي يف اختيار رئيس البلدية ونائبه إىل حيازة شهادة جامعية‪،‬‬ ‫عىل أن ينتخبا مبارشة من الشعب‪ ،‬ويخفض مدة والية املجالس‬ ‫البلدية من ست إىل خمس سنوات‪.‬‬ ‫هذه البنود اإلصالحية ووجهت برفض من جهات مختلفة‪ ،‬منها‬ ‫من رفض النسبية‪ ،‬والبعض تحفظ عىل الشهادة العلمية‪ ،‬والبعض‬ ‫اآلخر خاف من انتخاب رئيس البلدية من الشعب‪ ،‬بحيث يصبح يف‬ ‫منطقته أقوى من النائب‪ ،‬فجاءت االعرتاضات مصلحية فئوية‪ ،‬وقد‬ ‫يكون بعضها صحيحاً لجهة كيف يطلب من املرشح لرئاسة البلدية‬ ‫أن يكون حائزاً عىل شهادة جامعية‪ ،‬وال تطلب من املرشح لرئاسة‬ ‫الجمهورية أو االنتخابات النيابية؟‬ ‫إال أن ذلك ال مينع التغيري من مكان ما‪ ،‬وال يجوز أن تبقى القوانني‬ ‫التي لها طابع متثييل‪ ،‬تحكمها االعتبارات الطائفية واملذهبية‬ ‫والفئوية‪ ،‬وترسم عىل قياس زعامات واقطاعات وأحزاب جهوية‪ ،‬دون‬ ‫النظر إىل مصلحة املجتمع وتقدمه‪ ،‬حيث تسقط مشاريع اإلصالح‬ ‫وبرامج التغيري‪ ،‬عند أول طرح لها‪ ،‬كام يف دعوة رئيس مجلس النواب‬ ‫نبيه بري إىل تشكيل الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‪ ،‬التي مر‬ ‫عرشون عاماً عليها ومل تبرص النور‪ ،‬منذ أن تم انتخاب أول مجلس‬ ‫نيايب مناصفة بني املسيحيني واملسلمني بعد اتفاق الطائف يف العام‬ ‫‪ ،1992‬إذ كانت الدعوات إىل تأليفها تواجه برفض مسيحي عموماً‬

‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫متى‬ ‫تحين‬ ‫ساعة‬ ‫اليقظة‬ ‫الوطنية؟‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪4100‬‬

‫عىل الطائفية السياسية‪ ،‬ألنها سبب وجود لبنان‪ ،‬والذي انطالقاً منه‬ ‫حصل احتضان حالة مسيحية ومارونية تحديداً‪ ،‬وكأن لبنان أنشئ‬ ‫لطائفة معينة‪.‬‬ ‫فمثل هذا التفكري وطرح مشاريع سياسية‪ ،‬وربط إلغاء الطائفية‬ ‫بالدعوة اىل «الفدرالية» كام أعلن سامي الجميل‪ ،‬وهذا أمر خطري‪،‬‬ ‫يعيد لبنان إىل مرحلة ما قبل اتفاق الطائف ونسفه‪ ،‬مام يعني العودة‬ ‫إىل املرحلة التي تسببت بالحرب األهلية‪ ،‬التي كان موضوع إلغاء‬ ‫الطائفية أحد العناوين التي أخذ الرصاع السيايس نحو إصالح‬ ‫النظام‪ ،‬إىل تصادم عسكري أدخل عليه العامل الفلسطيني بوجوده‬ ‫املسلح‪ ،‬مام زاد األمر تعقيداً‪ ،‬وطرح يف حينه موضوع تقسيم لبنان‬ ‫مقابل أي تغيري يف النظام السيايس‪ ،‬حيث امتدت الحرب إىل نحو ‪15‬‬ ‫سنة‪ ،‬انتهت إىل إقرار إصالحات بعد عدة طاوالت حوار‪ ،‬وتقديم أوراق‬ ‫إصالحية‪ ،‬وأفضت كلها إىل اتفاق الطائف الذي أقر بنوداً إصالحية‪،‬‬ ‫وأكد يف أغلبها عىل رضورة الخروج من الحالة الطائفية‪ ،‬التي تتصاعد‬ ‫باتجاه الحالة املذهبية‪ ،‬التي مل يعرفها اللبنانيون إال قبل سنوات‪ ،‬ومع‬ ‫تصاعد الرصاع السني – الشيعي‪ ،‬الذي أيقظه االحتالل االمرييك‬ ‫للعراق‪ ،‬وعززه املرشوع االمرييك «للرشق األوسط الجديد» الذي أعده‬ ‫الرئيس السابق «جورج بوش»‪ ،‬وهو تقسيم جديد للمنطقة‪ ،‬بعد‬ ‫اتفاقية سايس – بيكو عام ‪ ،1916‬التي مهدت اىل وعد بلفور‪ ،‬الذي‬ ‫أقام فيام بعد الكيان الصهيوين‪،‬والتقسيم االمرييك الجديد‪ ،‬هو وعد لقيام‬ ‫«الدولة اليهودية» عرب وعد «بوش» بأن تكون خالية من الفلسطينيني‪.‬‬ ‫وتزايد الرصاعات املذهبية والطائفية والعرقية التي متتد من باكستان إىل‬ ‫أفغانستان والعراق واليمن والسودان وصوالً إىل رشق آسيا‪ ،‬وامتداداً إىل أفريقيا‬ ‫وبعض املغرب العريب‪ ،‬فإن الحاجة إىل تحرير النظام السيايس من الطائفية‪،‬‬ ‫بات رضورة وطنية لحامية وحدة لبنان‪ ،‬ووقف كل األفكار التقسيمية التي‬ ‫تتوافق مع الطروحات األمريكية واإلرسائيلية‪ ،‬واملصلحة اللبنانية تقتيض‬ ‫البدء بحوار عرب هيئة دستورية‪ ،‬للعبور من الحالة الطائفية إىل الدولة املدنية‪،‬‬ ‫أو إىل نظام مدين‪ ،‬ال مكان فيه لطائفية سياسية مت ّيز بني اللبنانيني‪ ،‬وتتعارض‬ ‫مع حقوق اإلنسان ونص الدستور اللبناين‪ ،‬الذي ال يفرق بني لبناين وآخر‪ ،‬فلامذا‬ ‫إذن التمسك بالطائفية السياسية؟‬ ‫ولبنان بحاجة اىل قانون انتخابات بلدية حديث وعرصي‪ ،‬يؤسس لالمركزية‬ ‫إدارية‪ ،‬ويقدم الكفاءات العلمية‪ ،‬يضاف إىل قانون انتخابات نيابية خارج القيد‬ ‫الطائفي‪ ،‬واالتجاه نحو إمناء متوازن مبا يعزز الريف اللبناين‪ ،‬وين ّمي وضع أهله‬ ‫االقتصادي واالجتامعي‪ ،‬ويبقي أبناءه فيه‪ ،‬بحيث ال يتحولون إىل فقراء يف‬ ‫أحزمة بؤس يف الضواحي حول العاصمة بريوت‪.‬‬ ‫إن هذه العناوين التي يكرث الحديث عنها منذ عقود‪ ،‬وتتقدم يف البيانات‬ ‫الوزارية للحكومات وخطابات القسم للعهود الرئاسية‪ ،‬والربامج االنتخابية‬ ‫يف حمالت االنتخابات النيابية‪ ،‬ويف عمليات التحشيد والتعبئة لألحزاب‬ ‫اللبنانية‪ ،‬إال أنها تبقى حرباً عىل ورق‪ ،‬ووعوداً تذهب يف الهواء‪ ،‬وهدراً للوقت‬ ‫دون تطبيق ألي بند مام نطق به رواد اإلصالح‪ ،‬وأصحاب دعوات التغيري‪ ،‬مام يؤرش‬

‫وماروين خصوصاً‪ ،‬وربط وجود الطائفية السياسية بوجود لبنان‪،‬‬ ‫ورفض أي تغيري يف تركيبة نظامه السيايس الطائفي الذي ارتضاه‬ ‫اللبنانيون‪ ،‬من خالل ميثاق عام ‪ ،1943‬وصيغته يف العيش املشرتك‪،‬‬ ‫التي كانت لتنظيم مشاركة الطوائف يف الحكم‪ ،‬وما يجب تطويره‬ ‫ليس إلغاء الطائفية السياسية‪ ،‬بل قوننتها‪ ،‬وقد ارتىض املوارنة يف‬ ‫اتفاق الطائف بتعديل يف الدستور لصالح نزع بعض الصالحيات من‬ ‫رئاسة الجمهورية ووضعها يف إطار املؤسسات كام يف اختيار رئيس‬ ‫الحكومة باالستشارات النيابية امللزمة‪ ،‬ويف اتخاذ قرارات داخل مجلس‬ ‫الوزراء‪ ،‬وما هي األصوات التي بحاجة إليها‪ ،‬وعنوان املوضوع املطروح‬ ‫عىل التصويت‪.‬‬ ‫لذلك تتعرث عملية اإلصالح‪ ،‬من خالل الوقوف عند مواضيع‬ ‫حساسة‪ ،‬يجري النظر إليها من منظار الحسابات الطائفية‪ ،‬مثل‬ ‫موضوع خفض سن االقرتاع من ‪ 21‬اىل ‪ 18‬سنة‪ ،‬فتم ربطه فوراً‬ ‫من قبل أطراف مسيحية باألرقام واشرتطت املوافقة عليه أن يجري‬ ‫معه إقرار منح اللبنانيني املغرتبني حق االقرتاع‪ ،‬ووضع آلية ليصوتوا‬ ‫يف سفارات لبنان يف الخارج‪ ،‬وحق استعادة الجنسية‪ ،‬وكل ذلك تحت‬ ‫عنوان أن خفض سن االقرتاع للشباب ليتسنى لهم املشاركة يف‬ ‫العملية السياسية ومامرسة الدميقراطية‪ ،‬سيزيد عدد املسلمني عىل‬ ‫املسيحيني‪ ،‬وال ب ّد من العودة إىل االحتياط املسيحي يف االغرتاب‬ ‫وإدخالهم عىل لوائح الشطب‪ ،‬وهم أساسا موجودون عليها للذين‬ ‫مل يفقدوا جنسيتهم باالهامل‪ ،‬وقد حرض اآلالف منهم وشاركوا يف‬ ‫االنتخابات النيابية األخرية‪ ،‬ال سيام من غادروا يف العقود األخرية ومن‬ ‫كل الطوائف واملذاهب‪.‬‬ ‫فكل عملية إصالحية‪ ،‬تواجه بالرفض‪ ،‬فإحصاء عدد السكان يتم‬ ‫التخوف منه يك ال يكشف عدد املنتمني اىل الطوائف واملذاهب‪ ،‬ألنه‬ ‫وبسبب النظام الطائفي‪ ،‬ستطالب الطائفة األكرث عدداً أن تكون‬ ‫السلطة لها‪ ،‬وهو ما سمي يف مرحلة ما بـ»الدميقراطية العددية»‬ ‫والتي طرحها رئيس املجلس اإلسالمي الشيعي األعىل املرحوم‬ ‫الشيخ محمد شمس الدين‪ ،‬وتراجع عنها بعد سنوات‪ ،‬لتتقدم بعد‬ ‫الطائف الدميقراطية التوافقية لتطبيق ما ورد يف مقدمة الدستور‪،‬‬ ‫أن ال رشعية ألية سلطة ال تلتزم صيغة العيش املشرتك‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أفىض إىل اتفاق الدوحة بعد أزمة سياسية ودستورية‪ ،‬أقر فيه‪ ،‬مبدأ‬ ‫أو العرف الذي يضمن الثلث يف الحكومة‪ ،‬أو تطبيق املثالثة‪ ،‬وكلها‬ ‫تدابري أو أعراف وإجراءات مؤقتة‪ ،‬طاملا إن املادة ‪ 95‬من الدستور‪ ،‬نصت‬ ‫عىل أن الطائفية هي حالة مؤقتة‪ ،‬وستكون ساعة يقظة وطنية يوم‬ ‫التخلص منها‪ ،‬وقد صيغ هذا الكالم يف العام ‪ ،1943‬يوم نال لبنان‬ ‫استقالله‪ ،‬لكن ساعة قيامة لبنان مل تحن للتخلص من الطائفية‬ ‫التي هي علة النظام ووباالً عىل اللبنانيني الذين ابتلوا فيها‪ ،‬وتسببت‬ ‫بأزمات وحروب أهلية‪ ،‬فجاء اتفاق الطائف لريسم خارطة طريق‬ ‫للخروج منها‪ ،‬تبدأ بتشكيل الهيئة الوطنية إللغائها‪ ،‬عرب وضع‬ ‫خطط مرحلية لذلك‪ ،‬ومل يقل بإلغائها الفوري‪ ،‬ألن من وضع النص‬ ‫كان يدرك املعوقات ال سيام الطائفية‪ ،‬التي قد تؤخر الخروج الفوري‬ ‫من هذا املرض االجتامعي الذي يفتك بالجسد اللبناين‪ ،‬لكن املفاجأة‬ ‫كانت من بعض القوى السياسية التي عادت تؤكد عىل رضورة البقاء‬

‫إىل أن العملية اإلصالحية يف لبنان ما زالت تتعرث لسبب واحد‪ ،‬هو أن االنطالق‬ ‫فيها يبدأ من حسابات طائفية األمر الذي يبقيها متوقفة يف مكانها‪ ،‬وعىل‬ ‫اللبنانيني االنتظار ساعة اليقظة الوطنية التي ال بد آتية مع قوى‬ ‫إصالحية حقيقية وفعلية وعملية‪.‬‬

‫منرب التوحيد‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫الغالف‬

‫جنبالط في الجاهلية‬ ‫اعتراف بحيثية تيار التوحيد وتكريس المصالحة مع وهاب‬ ‫عكست املصالحة السورية – السعودية نفسها‬ ‫عىل لبنان‪ ،‬وهو ما كان ينتظره بعض أقطاب‬ ‫السياسة فيه‪ ،‬وعىل رأسهم الرئيس نبيه بري‪،‬‬ ‫الذي أطلق مقولته الشهرية (س‪ -‬س)‪ ،‬إذ ان التوافق‬ ‫بني دمشق والرياض يؤسس لالستقرار اللبناين‪،‬‬ ‫وهذا ما حصل بعد اتفاق الطائف‪ ،‬إذ حصلت‬ ‫سوريا عىل تفويض عريب سوقته الرياض‪ ،‬وغطاء‬ ‫دويل دعمته أمريكا‪ ،‬بان ترعى تطبيق االتفاق‪،‬‬ ‫ووقف الحرب األهلية‪ ،‬وإعادة توحيد وبناء املؤسسات‬ ‫الدستورية‪ ،‬وهذا ما فعلته‪ ،‬إذ جرى حل امليليشيات‬ ‫ونزع سالحها‪ ،‬وضم جزء منها اىل الجيش بعد‬ ‫تشكيل حكومة وفاق وطني‪ ،‬وسبقتها انتخابات‬ ‫رئاسة الجمهورية‪ ،‬وحصلت أول انتخابات نيابية‬ ‫‪ ،1992‬بعد انقطاع دام عرشين عاماً‪.‬‬ ‫شكل التفاهم السوري – السعودي غطاءاً‬ ‫للسلم األهيل يف لبنان‪ ،‬وكانت مثة إدارة سورية –‬ ‫سعودية مشرتكة للوضع اللبناين من خالل ترؤس‬ ‫الرئيس رفيق الحريري ألول حكومة يف نهاية ‪،1992‬‬ ‫ممث ًال السعودية‪ ،‬وحام ًال مرشوع إعادة اإلعامر‪،‬‬ ‫وتأمني املساعدات والقروض اىل لبنان‪ ،‬وتولت‬ ‫سوريا عرب جهازها األمني والعسكري يف لبنان‪،‬‬ ‫وإمساكها بامللف اللبناين‪ ،‬تثبيت األمن وترسيخ‬ ‫الوحدة بني اللبنانيني ودعم استمرار املقاومة يف‬ ‫وجه االحتالل اإلرسائييل‪.‬‬ ‫هذه الصيغة التي أمنت استقرار للبنان‪ ،‬تعود‬ ‫من جديد بعد املصالحة التي متت يف الكويت بني‬ ‫الرئيس السوري بشار األسد والعاهل السعودي‬ ‫امللك عبد الله ومببادرة من األخري‪ ،‬وانفتحت‬ ‫صفحة جديدة يف العالقة بني البلدين‪ ،‬التي كان‬ ‫لبنان تأثر بها سلبياً عندما توترت وانقطعت وساد‬ ‫سوء تفاهم‪ ،‬ال بل خالفا عىل موضوع أسايس‬ ‫وهو الرصاع العريب االرسائييل‪ ،‬واملقاومة يف‬ ‫لبنان وفلسطني‪ ،‬والعالقة مع إيران ونفوذها يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬اىل اغتيال رفيق الحريري‪ ،‬ومن ثم العدوان‬ ‫االرسائييل عىل لبنان‪.‬‬ ‫فاملصالحة بني الرئيس األسد وامللك عبد الله يف‬ ‫آذار من العام ‪ ،2008‬مل تلق ترجمتها الفورية عىل‬ ‫األرض‪ ،‬وكانت مصالحة حذرة الكتشاف النوايا‪ ،‬نظرا‬ ‫لوجود تيار أو جناح داخل السعودية‪ ،‬يرفض هذه‬ ‫املصالحة‪ ،‬ويتناغم مع فريق داخل اإلدارة األمريكية‬ ‫وبتشجيع من النظام املرصي‪ ،‬ويشرتط للمصالحة‬ ‫تقديم سوريا تنازالت تبدأ بتخفيف عالقتها بإيران‪،‬‬ ‫ووقف دعمها “لحزب الله” و”حامس” والتعاون يف‬ ‫العراق‪.‬‬ ‫هذا الفريق حاول ان يحقق إنجازاً عىل األرض‪،‬‬ ‫فكان قرار الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة يف ‪5‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جنبالط ووهاب‪ :‬مصالحة يف السياسة‬

‫الرئيس سليامن يرعى مصالحة جنبالط وفرنجيه‬

‫أيار ‪ ،2008‬إلزالة شبكة اتصاالت املقاومة‪ ،‬لكن‬ ‫تصدي املعارضة له وإسقاطه خالل ثالث ساعات‬ ‫والسيطرة عىل بريوت ومناطق يف الجبل والبقاع‪،‬‬ ‫قلب املعادالت ودخلت قطر عىل خط املصالحة‬ ‫اللبنانية – اللبنانية‪ ،‬وأنتجت اتفاق الدوحة‪ ،‬مام‬ ‫أخاف الرياض ان ينهي هذا االتفاق اتفاق الطائف‬ ‫الذي رعته هي‪ ،‬فأعادت حساباتها وقررت ان تحاور‬ ‫سوريا جدياً‪ ،‬بعد ان حصلت االنتخابات الرئاسية‪،‬‬ ‫وتحقق ما أرادته املعارضة اللبنانية بانتخاب قائد‬ ‫الجيش العامد ميشال سليامن رئيساً توافقياً‬ ‫للجمهورية‪ ،‬وتشكيل حكومة وحدة وطنية فيها‬ ‫ثلث ضامن للمعارضة‪.‬‬ ‫منذ أيار ‪ ،2008‬بدأ قطار املصالحة العربية‬ ‫واألوروبية مع سوريا‪ ،‬والحوار االمرييك معها‪ ،‬إذ‬ ‫أثبتت أنها متتلك أوراق الحل يف لبنان واملنطقة‪،‬‬

‫‪6‬‬

‫فأقرت مراكز القرار بدورها العريب واإلقليمي‬ ‫وتأثريها الدويل‪ ،‬وبدأ التعاطي معها عىل أنها‬ ‫مفتاح حل األزمات‪ ،‬فس ّلمت لها السعودية‬ ‫بنفوذها وتأثريها يف لبنان‪ ،‬من خالل حلفائها‬ ‫األقوياء‪ ،‬بعد ان انترصت املقاومة عىل الجيش‬ ‫االرسائييل يف التصدي له أثناء العدوان صيف‬ ‫‪ ،2006‬حيث بدأ النائب وليد جنبالط يقرأ املتغريات‬ ‫وأعلن ان املقاومة انترصت كام ربح مرشوع‬ ‫املعارضة أي املحور السوري – اإليراين – املقاومة‪،‬‬ ‫وخرس مرشوعه االمرييك الذي راهن عليه‪.‬‬ ‫مع إقرار جنبالط بالخسارة‪ ،‬بدأ يبحث عن طريق‬ ‫تخرجه من ورطته‪ ،‬ومل يكن يسمع يف حينه اىل‬ ‫رئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب‪ ،‬بأن أقرص طريق‬ ‫لعودته اىل الجذور الوطنية‪ ،‬وتاريخ النضال العريب‪،‬‬ ‫هو العودة اىل العروبة وفلسطني واملقاومة‬

‫والعالقة املميزة مع سوريا‪ ،‬وقد رسم له خارطة‬ ‫طريق كان سار عليها هو كام والده املرحوم‬ ‫كامل جنبالط‪ ،‬فتصدر حزبه التقدمي االشرتايك‬ ‫الجبهة املساندة للثورة الفلسطينية‪ ،‬وقاد الحركة‬ ‫الوطنية اللبنانية‪ ،‬ونسج عالقات مع حركات‬ ‫التحرر يف العامل‪ ،‬وفتحت له الدول االشرتاكية‬ ‫أبوابها ومساعداتها‪ ،‬وكرب حجم آل جنبالط من‬ ‫عائلة سياسية‪ ،‬اىل دور عريب ودويل‪ ،‬وهو املوقع‬ ‫الذي كان فيه الدروز تاريخياً‪ ،‬وهو ما كان يذكره‬ ‫فيه وهاب دامئاً يف كل إطالالته اإلعالمية ولقاءاته‬ ‫السياسية‪ ،‬من ان الدروز ليسوا حج ًام بل دوراً‪ ،‬منذ‬ ‫ان دافعوا عن الثغور العربية عند الساحل اللبناين‬ ‫يف مواجهة حملة الفرنجة (الصليبيني) اىل‬ ‫مناهضة االستعامر الفرنيس مع ثورة سلطان‬ ‫باشا األطرش‪ ،‬اىل مقاتلة االحتالل اإلرسائييل‪ .‬وقد‬ ‫أعاد رئيس “تيار التوحيد” التذكري بالثوابت الوطنية‬ ‫والقومية لطائفة املوحدين الدروز‪ ،‬أثناء استقباله‬ ‫لجنبالط يف دارته يف الجاهلية‪ ،‬حيث أقام له مأدبة‬ ‫غداء‪ ،‬استكامالً للقاءات كان بدأها وهاب مع رئيس‬ ‫الحزب التقدمي االشرتايك منذ آب املايض‪ ،‬عند‬ ‫التحول الذي قام به األخري‪ ،‬يف مؤمتر حزبه‪ ،‬حيث‬ ‫اعترب وهاب ان الفرصة قد حانت لقطف الحصاد‬ ‫السيايس‪ ،‬وانه هو األجدر يف ان يحاور جنبالط‬ ‫ويؤكد له عىل صوابية الخط الذي انتهجه‪ ،‬وهو ما‬ ‫عاد وأكد عليه زعيم املختارة نفسه‪ ،‬وهذا ما فتح‬ ‫له باب العودة اىل قواعده القدمية ما قبل العام‬ ‫‪ ،2004‬عندما حطم كل ما يربطه بفرتة نضال‬ ‫حزبه‪ ،‬وتراث والده وتاريخ طائفته‪ ،‬فبات يف املرشوع‬ ‫االمرييك الذي راهن عليه بأنه قادم اىل املنطقة‬ ‫ويقيم‬ ‫ليغري األنظمة ومنها النظام السوري‬ ‫الدميقراطية‪.‬‬ ‫لقد قرر جنبالط ان يطوي ليس فقط أحداث ‪ 7‬أيار‪،‬‬ ‫بل مرحلة السنوات األربع املاضية‪ ،‬الن املصالحات التي‬ ‫تجري معه عىل أساس سيايس‪ ،‬وليس شخيص أو‬ ‫فردي أو عشائري‪ ،‬فالتحول الذي أجراه باتجاه العالقة‬ ‫اإليجابية مع املقاومة وتأييد وجودها ودعمها‪ ،‬واىل‬ ‫اعتبار سوريا العمق القومي وبوابة لبنان اىل العروبة‪،‬‬ ‫وملجأ الدروز يف املحن‪ ،‬وان الجغرافيا السياسية تفرض‬ ‫العودة إليها‪ ،‬هو الذي أوصل جنبالط اىل الضاحية‬ ‫فالتقى األمني العام “لحزب الله” السيد حسن نرص‬ ‫الله مرتني‪ ،‬وذهب اىل قرص بعبدا يصالح رئيس “التيار‬ ‫الوطني الحر” العامد ميشال عون‪ ،‬ورئيس “تيار املردة”‬ ‫الوزير سليامن فرنجية‪ ،‬ثم زار الجاهلية معرتفاً لوهاب‬ ‫مبا ميثله من حيثية شعبية تنمو منذ ثالث سنوات‪،‬‬ ‫وكان قبل ذلك تصالح مع النائب طالل آرسالن‪،‬‬ ‫وك ّرس معه املصالحة يف الشويفات مع “حزب الله”‬ ‫و “حركة أمل” إلنهاء ذيول أحداث ‪ 11‬أيار ‪ ،2008‬والتي‬ ‫قىض فيها شهداء من أبناء الشويفات والضاحية‬ ‫الجنوبية‪ ،‬وكادت أن تحول املنطقة إىل خطوط متاس‪،‬‬ ‫ومرشوع فتنة مذهبية درزية – شيعية‪ ،‬تم القضاء‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫فانعطافة جنبالط السياسية‪ ،‬هي التي فتحت‬ ‫له منازل قادة املعارضة‪ ،‬التي بات سياسياً أقرب‬

‫مصالحة التيار الوطني الحر والحزب التقدمي االشرتايك‬

‫مصالحة الشويفات إلنهاء ذيول أحداثها‬

‫كثرياً إليها من حلفائه السابقني يف مجموعة ‪14‬‬ ‫آذار التي خرج منها إىل الوسطية كام قال‪ ،‬وهو‬ ‫بعد لقائه األخري ونواب كتلة “اللقاء الدميقراطي”‬ ‫يف الرابية مع كتلة “التيار الوطني الحر” بات يقول‬ ‫إن الجميع ممثلون يف حكومة وحدة وطنية‪ ،‬وانتهت‬ ‫االصطفافات السابقة التي نشأت بعد اغتيال‬ ‫الحريري بني ‪ 8‬و ‪ 14‬آذار‪ ،‬كام مل يعد هناك أقلية‬ ‫وأكرثية نيابية مع اختالط األوراق السياسية‪،‬‬ ‫وتناثر التحالفات‪ ،‬بعد زيارة رئيس الحكومة سعد‬ ‫الحريري إىل سوريا‪ ،‬التي دعمت تشكيل حكومة‬ ‫وحدة وطنية مل تعد التباينات داخلها كبرية‪،‬‬ ‫سوى تحفظ وزراء “القوات اللبنانية” والكتائب‪،‬‬ ‫ومعارضة الوزير بطرس حرب عىل بند املقاومة‬ ‫يف البيان الوزاري‪ ،‬إذ أن املشهد السيايس اليوم‬ ‫وتحت سقف املصالحة السورية – السعودية‪،‬‬ ‫ولقاء الرئيس األسد مع الرئيس الحريري‪ ،‬وانتظار‬ ‫زيارة جنبالط اىل دمشق‪ ،‬وتق ّرب قطبني من ‪14‬‬ ‫آذار من سوريا وحلفائها يف لبنان‪ ،‬يشبه مرحلة‬ ‫ما بعد اتفاق الطائف‪ ،‬إذ تشكلت الحكومات عىل‬ ‫أساس وفاقي‪ ،‬وبالرغم من خروج ممثيل مسيحيني‬ ‫من االشرتاك يف االنتخابات النيابية ومقاطعة‬ ‫املشاركة يف الحكومات‪ ،‬فإن الوضع اليوم مختلف‬ ‫مع دخول مسيحي قوى وفاعل وله متثيل شعبي‬ ‫اىل الحياة النيابية والحكومية هو “التيار الوطني‬ ‫الحر”‪ ،‬مام يعني وجود الجميع يف السلطة مبا فيهم‬ ‫القوات والكتائب ومسيحيني من ‪ 14‬آذار‪ ،‬ومل تعد‬ ‫هناك نغمة “اإلحباط املسيحي” وعدم التمثيل‬ ‫املسيحي‪ ،‬الذي مل يعد باستطاعة سمري جعجع‬ ‫إدعاء احتكاره ومحاولة ابتزاز قام بها بعد الطائف‪،‬‬ ‫لفرض نفسه ممث ًال وحيداً “للمسيحيني”‪ ،‬فلم‬ ‫يتمكن إذ شاركه سليامن فرنجية واييل حبيقة‬

‫‪7‬‬

‫وجورج سعادة يف الحكومة‪ ،‬فخرج عىل اتفاق‬ ‫الطائف وانقلب عليه‪ ،‬وحاول تخريب الوضع األمني‬ ‫فكان مصريه السجن‪.‬‬ ‫هذه املرحلة مختلفة كلياً‪ ،‬وقد يقرأها جعجع‬ ‫جيداً‪ ،‬وهو ال يستطيع الوقوف بوجه املصالحات‬ ‫وعودة العالقات الطبيعية مع سوريا‪ ،‬ألنه يبقى يف‬ ‫الساحة وحيداً‪ ،‬حتى قد ال ينارصه حزب الكتائب‪،‬‬ ‫الذي أكرث ما يقلقه تصاعد حضور “القوات‬ ‫اللبنانية” عىل حسابه‪ ،‬وهي الخارجة من رحمه‬ ‫عرب مؤسسها بشري الجميل شقيق الرئيس الحايل‬ ‫لحزب الكتائب أمني الجميل‪ ،‬الذي يتحني الفرص‬ ‫لفتح حوار مع سوريا‪ ،‬وهو الذي مل ينفك يرسل‬ ‫الرسائل باتجاهها‪ ،‬ولو غطى ذلك بتصعيد يف‬ ‫مواقفه السياسية أحيانا‪.‬‬ ‫مرحلة املصالحات قطعت شوطاً بعيداً‪ ،‬وعودة‬ ‫العالقات اللبنانية – السورية تقدمت وستتطور‪،‬‬ ‫وقطار الحكومة سيقلع‪ ،‬وانتهت السنوات الخمس‬ ‫التي كان فريق ‪ 14‬آذار يعبئ جمهوره فيها عىل‬ ‫العداء لسوريا‪ ،‬وعىل تسعري الخالف الداخيل مع‬ ‫املعارضة‪ ،‬التي حاول إقصائها عن السلطة‪ ،‬كام‬ ‫مل تعد تنفع مع من تبقى يف املوالة السابقة‪ ،‬من‬ ‫البقاء عىل خطاب “ثورة األرز”‪ ،‬وان يقوم البعض بدور‬ ‫املحرض عىل املقاومة‪ ،‬مراهناً عىل عدوان إرسائييل‬ ‫يبرش به جعجع وآخرين‪ ،‬ويهزأ من املستعجلني‬ ‫ملصالحة “حزب الله” واملعارضة السابقة واالنفتاح‬ ‫عىل سوريا‪ ،‬ألنهم سيندمون الن متغريات‬ ‫ستحصل‪ ،‬ستعيد قلب املوازين الداخلية‪ ،‬كام يردد‬ ‫جعجع‪ ،‬الذي يف تاريخه مراهنات عىل الخارج ومل‬ ‫يتعظ‪....‬‬

‫زهري العياش‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫إصرار أميركي على تنفيذ القرار ‪ 1559‬يالقي تجاوباً من أطراف لبنانية‬

‫«سيسون» تح ّرك مسيحيي ‪ 14‬آذار للتحريض‬ ‫على المقاومة والطعن بوجودها وسالحها‬ ‫عندما صدر قرار مجلس األمن ‪ 1559‬يف ‪2‬‬ ‫أيلول ‪ ،2004‬والذي أطلق عليه قرار الفتنة‪ ،‬كان‬ ‫الهدف منه الوصول إىل سالح املقاومة‪ ،‬تحت‬ ‫تسمية نزع سالح امليليشيات وفرض السلطة‬ ‫اللبنانية سيادتها عىل األرايض اللبنانية‪ ،‬وعدم‬ ‫وجود سالح غري سالحها الرشعي‪.‬‬ ‫مل يكن القرار املذكور يهمه التمديد لرئيس‬ ‫الجمهورية العامد اميل لحود‪ ،‬تحت ذريعة احرتام‬ ‫الدستور ونصوصه وعدم تعديله‪ ،‬بل كان يهمه‬ ‫من رفض بقائه يف قرص بعبدا‪ ،‬أنه يرفض املس‬ ‫بسالح املقاومة أو تصادم الجيش معها‪ ،‬وهو الذي‬ ‫خرب هذه املحاولة يف صيف ‪ ،1993‬وبعد العدوان‬ ‫اإلرسائييل عىل لبنان‪ ،‬تحت شعار “تصفية‬ ‫الحساب”‪ ،‬وقد طرح من كان يف السلطة آنذاك‬ ‫فكرة إرسال الجيش اىل الجنوب ومنع الظهور‬ ‫املسلح فيه‪ ،‬أو القيام بعمليات ضد االحتالل‬ ‫االرسائييل الذي كان يحتل مساحة واسعة‬ ‫منه‪ ،‬فرفض قائد الجيش العامد لحود الفكرة‬ ‫ووقف ضدها‪ ،‬وجاء من يقول له إن سوريا ال متانع‬ ‫يف ذلك‪ ،‬فأوفد من سأل القيادة السورية‪ ،‬وكان‬ ‫الجواب بتبني رأي لحود وعدم زج الجيش مبواجهة‬ ‫مع املقاومة وتحويله إىل حرس حدود‪.‬‬ ‫فتضمني القرار ‪ 1559‬فقرة حول رفض تعديل‬ ‫الدستور ملنع التمديد للحود‪ ،‬ألنه سيكون‬ ‫حجر عرثة يف تنفيذ ما ورد فيه لجهة نزع سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬وقد وقف فع ًال موقفاً وطنياً عندما‬ ‫حصل العدوان اإلرسائييل صيف ‪ ،2006‬فبعد‬ ‫ثالثة وثالثني يوماً من األعامل الحربية الصهيونية‬ ‫التي قتلت البرش ودمرت الحجر‪ ،‬جاء من الوزراء من‬ ‫طالب بان تأخذ الحكومة قراراً بتسليم املقاومة‬ ‫سالحها إىل الجيش‪ ،‬فتصدى الرئيس لحود مع‬ ‫وزراء “أمل” و “حزب الله” لهذا االقرتاح املشبوه‬ ‫وسقط‪.‬‬ ‫وكام يف بند تعديل الدستور الذي حصل‬ ‫مع التمديد للحود جرى أيضا مع انتخاب رئيس‬ ‫الجمهورية العامد ميشال سليامن‪ ،‬مام يعني أن‬ ‫ال تأثري للقرار ‪ ،1559‬حول عملية انتقال السلطة‬ ‫يف لبنان وانتخابات رئاسة الجمهورية‪ ،‬فإن البند‬ ‫املتعلق بانسحاب القوات السورية من لبنان‪،‬‬ ‫وقد أسامها القرار بالقوات األجنبية تم تنفيذه‬ ‫مع القرار الذي اتخذه الرئيس بشار األسد يف‬ ‫‪ 5‬آذار ‪ ،2005‬بسحب جنوده وضباطه من لبنان‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫كان قد تلقى من اإلدارة األمريكية عرضاً يتم‬ ‫فيه تجاوز هذا البند من القرار ‪ ،1559‬إذا التزمت‬ ‫سوريا مبساعدة لبنان عىل حل امليليشيات‬ ‫اللبنانية وغري اللبنانية (الفلسطينية) ونزع‬ ‫سالحها‪ ،‬لكن الجواب السوري كان حاس ًام أنه‬ ‫ال ميس املقاومة وسالحها‪ ،‬وقال الرئيس األسد‬ ‫قوله الشهري‪ :‬إن أخطر ما يف القرار الدويل هو‬ ‫املقاومة وسالحها‪.‬‬ ‫فبعد انتهاء مفعول القرار لجهة تعديل‬ ‫الدستور وانسحاب القوات السورية الذي حصل‬ ‫يف ‪ 26‬نيسان ‪ ،2005‬بقي موضوع املقاومة‪ ،‬الذي‬ ‫تعهد فريق ‪ 14‬آذار أمام إدارة الرئيس األمرييك‬ ‫السابق جورج بوش أن يحله بالحوار‪ ،‬لكن فرتة‬ ‫السامح التي أخذها‪ ،‬نفذت بالرغم من انعقاد‬ ‫طاولة الحوار يف مجلس النواب يف ‪ 2‬آذار ‪2006‬‬ ‫وبدأت البحث يف اإلسرتاتيجية الدفاعية‪ ،‬ودور‬

‫مراهنة من قوى حزبية‬ ‫على عدوان إسرائيلي‬ ‫يشبه اجتياح‬ ‫العام ‪1982‬‬ ‫‪8‬‬

‫املقاومة فيها‪ ،‬يف حني أن املطلوب أمريكيا‬ ‫وإرسائيليا وحتى من بعض األنظمة العربية‬ ‫املسامة معتدلة‪ ،‬هو إنهاء املقاومة يف لبنان‪ ،‬وملّا‬ ‫مل يتمكن “ثوار األرز” من ذلك‪ ،‬كانت “إرسائيل”‬ ‫حارضة لشن عدوان واسع عليها‪ ،‬انتهى بالهزمية‬ ‫العسكرية ألكرب جيش يف املنطقة‪ ،‬وتغريت‬ ‫املعادلة يف لبنان واملنطقة‪ ،‬وتقدم املحور املقاوم‬ ‫واملامنع الذي متثله إيران وسوريا و”حزب الله” يف‬ ‫لبنان وحامس يف فلسطني وحلفائهم‪.‬‬ ‫مل ينجح املرشوع األمرييك – اإلرسائييل يف‬ ‫تنفيذ القرار ‪ 1559‬عسكرياً قبل أكرث من ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬وفشل يف إسقاط املقاومة بالفتنة‬ ‫الداخلية يف لبنان‪ ،‬بعد صدور قرار الحكومة‬ ‫األوىل لفؤاد السنيورة بتفكيك شبكة اتصاالت‬ ‫املقاومة‪ ،‬التي تصدت بالسالح إلسقاط القرار‬ ‫وس ّلمت الجيش األمن‪ ،‬وأعادت التوازن الداخيل‬ ‫عرب تشكيل حكومة وحدة وطنية‪ ،‬حفظ بيانها‬ ‫الوزاري املقاومة‪ ،‬بعد انتخاب رئيس توافقي‬ ‫للجمهورية قادم من قيادة الجيش العامد ميشال‬ ‫سليامن ال يكن العداء للمقاومة‪ ،‬وال يرفع سالح‬ ‫الجيش بوجهها‪.‬‬ ‫وتعود اإلدارة األمريكية من جديد وبرئاسة‬ ‫“باراك اوباما”‪ ،‬الذي انتظر العامل منه أن يغري‬ ‫ضغط “اللويب‬ ‫سلوك اإلدارات السابقة‪ ،‬لكن‬ ‫اليهودي” عليه مل يغري من أداء من سبقه‪ ،‬ألن‬ ‫االلتزام األمرييك ثابت يف حفظ أمن “إرسائيل”‬ ‫ووجودها‪ ،‬مع كل اإلدارات األمريكية التي تعاقبت‬ ‫سواء كان الجمهوريون أو الدميقراطيون يف الحكم‪،‬‬

‫إذ ما زال هناك إرصار أمرييك عىل تنفيذ القرار‬ ‫‪ 1559‬بشقه املتع ّلق ببند املقاومة‪ ،‬وهو املقصود‬ ‫من كل ما ورد فيه‪ ،‬وبدأت عملية تحريك ألطراف‬ ‫داخلية لبنانية لطرح املوضوع وإبقاء سالح‬ ‫املقاومة قيد التداول‪ ،‬يف وقت أعلن رئيس الحكومة‬ ‫سعد الحريري‪ ،‬أنه غري مطروح للبحث خارج‬ ‫طاولة الحوار‪ ،‬وأ ّكد بعد فوز قوى ‪ 14‬آذار بأكرثية‬ ‫مقاعد مجلس النواب يف االنتخابات النيابية‪ ،‬أنه‬ ‫مي ّد يده للتعاون مع الجميع‪ ،‬وأنه ملتزم مبا صدر يف‬ ‫البيانات الوزارية السابقة عن املقاومة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫حصل يف بيان الحكومة الحالية التي ترأسها‪ ،‬وقد‬ ‫سانده يف موقفه النائب وليد جنبالط ‪ ،‬الذي عاد‬ ‫إىل موقعه السيايس السابق يف دعم املقاومة‬ ‫وإبقاء سالحها‪ ،‬واالستفادة منها يف الدفاع عن‬ ‫لبنان مبواجهة “إرسائيل” واعتداءاتها‪.‬‬ ‫لكن البيان الوزاري للحكومة‪ ،‬كان موضع‬ ‫تح ّفظ من مسيحيي ‪ 14‬آذار‪ ،‬الذين يغردون خارج‬ ‫رسب الوفاق الوطني الذي م ّثلته الحكومة وتبنّت‬ ‫حق لبنان جيشاً وشعباً ومقاومة يف الدفاع عن‬ ‫لبنان‪ ،‬إذ تح ّفظ كل من‪ :‬حزب الكتائب و”القوات‬ ‫اللبنانية” واعرتض الوزير بطرس حرب‪ ،‬فع ّرضوا‬ ‫الحكومة إىل االهتزاز‪ ،‬وظهرت أنها غري متامسكة‬ ‫سياسياً‪ ،‬مام فتح ثغرة أمام السفرية األمريكية‬ ‫يف لبنان ميشال سيسون لتتح ّرك مع هؤالء‬ ‫وتحرضهم عىل املقاومة‪ ،‬وتدفعهم إىل املطالبة‬ ‫بتنفيذ ما تبقى من القرار ‪ ،1559‬وقد كان الفتاً‬ ‫تجاوبهم معها‪ ،‬وشنّهم حملة عىل املقاومة‪،‬‬ ‫وإقدام حزب الكتائب عىل تقديم طعن أمام املجلس‬ ‫الدستوري يف الفقرة السادسة من البيان الوزاري‬ ‫إلسقاط الرشعية عن املقاومة‪ ،‬لكنه طعنه مل‬ ‫يلق التجاوب من عرشة نواب‪ ،‬حتى من حلفائه‬ ‫“القوات اللبنانية” وحرب‪ ،‬فسقط يف الشكل‬ ‫وكان املجلس الدستوري سريفضه باملضمون‪ ،‬ألنه‬ ‫ليس من اختصاصه البت بدستورية بيان وزاري بل‬ ‫بدستورية القوانني‪.‬‬ ‫وما فعله حزب الكتائب‪ ،‬يلتقي مع طروحات‬ ‫السفري األمرييك السابق يف لبنان “جيفري‬ ‫فيلتامن” الذي يشغل منصب مساعد وزير‬ ‫الخارجية األمريكية لشؤون الرشق األوسط‪ ،‬الذي‬ ‫رفض وجود ممثلني “لحزب الله” يف الحكومة‪ ،‬الذي‬ ‫وصفه “باإلرهايب” ويشكل خطراً عىل لبنان‪،‬‬ ‫وتالقى موقفه هذا مع موقف لوزير الخارجية‬ ‫السعودي األمري سعود الفيصل الذي تحدث عن‬ ‫سالح “حزب الله” األقوى من سالح الجيش اللبناين‪،‬‬ ‫وهو ما يتزامن مع استمرار حملة “تيار املستقبل”‬ ‫بوزرائه ونوابه وقيادته وإعالمه‪ ،‬ضد “حزب الله”‬ ‫وسالحه‪ ،‬حيث أعلن النائب السابق مصطفى‬ ‫علوش‪ ،‬أنه لو اعرتف العامل كله برشعية سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬فلن يعرتف به‪ ،‬وكان الفتاً موقفه إىل‬ ‫جانب قياديني يف “تيار املستقبل”‪ ،‬دون أن يحرك‬ ‫الرئيس الحريري ساكناً‪ ،‬مام يشري إىل أن ما يجري‬ ‫فيه الكثري من التناقضات بني القول واملامرسة‪،‬‬ ‫وال يتطابق مع ما يؤكده الحريري دامئاً من أن سالح‬

‫املقاومة ليس للتحريض عليه‪ ،‬ولن يكون مادة‬ ‫سجال داخيل‪ ،‬وهذا ما يفرض عليه وقف الحملة‬ ‫اإلعالمية والسياسية‪ ،‬والتزام ما يقوله وما تبنته‬ ‫حكومته يف بيانها الوزاري‪.‬‬ ‫وهكذا يبدو أن اإلدارة األمريكية تعمل باتجاه‬ ‫الضغط عىل لبنان‪ ،‬من أجل فك ارتباطه‬ ‫باملقاومة‪ ،‬وهذا ما أبلغه الرئيس “أوباما” للرئيس‬ ‫ميشال سليامن أثناء زيارته لواشنطن عندما‬ ‫ح ّذره من استمرار تدفق السالح إىل املقاومة‪ ،‬وإن‬ ‫“إرسائيل” لن تقف مكتوفة األيدي‪ ،‬وقد تلجأ إىل‬ ‫عمل عسكري‪ ،‬وإن القرار ‪ 1559‬مل ينفذ بكامله”‪،‬‬ ‫فرد عليه رئيس الجمهورية بأن “إرسائيل” مل تنفذ‬ ‫القرار ‪ ،1701‬ومازالت تخرقه‪ ،‬ولبنان ملتزم به‬ ‫وال وجود للسالح جنوب نهر الليطاين‪ ،‬كام مل‬ ‫تسجل القوات الدولية خروقات “لحزب الله” يف‬ ‫هذا املجال‪ ،‬وكل ما يتم تداوله حول نقل سالح‬ ‫من سوريا إىل لبنان واملقاومة غري دقيق‪ ،‬واألقامر‬ ‫االصطناعية ترصد الحدود اللبنانية ومل تسجل‬ ‫دخول أسلحة‪ ،‬وكذلك البحرية التابعة للقوات‬ ‫الدولية التي ترابط يف املياه اإلقليمية اللبنانية‪.‬‬ ‫فاستغالل وجود السالح ورشعنة الحكومة له‬ ‫يف مقاومة االحتالل‪ ،‬مل يرق للعدو اإلرسائييل‪،‬‬ ‫كام لإلدارة األمريكية‪ ،‬التي بدأت ترسب معلومات‬ ‫عن حرب ستقع عىل لبنان إذا مل يعمل عىل‬ ‫نزع سالح املقاومة‪ ،‬وهذا ما تلقاه رئيس الهيئة‬ ‫التنفيذية “للقوات اللبنانية” سمري جعجع وبدأ‬ ‫يتحدث عن حرب مقبلة عىل لبنان‪ ،‬ومن يراهن‬ ‫من فريق ‪ 14‬آذار عىل أن خط املقاومة هو الذي‬ ‫انترص ويعمل عىل تقديم تنازالت له مخطئ‪ ،‬ألن‬ ‫الربيع أو مطلع الصيف القادم ستكون األرض‬ ‫اللبنانية مرسحاً لعملية عسكرية إرسائيلية‬ ‫واسعة تشبه اجتياح العام ‪ ،1982‬وستصل قوات‬ ‫االحتالل إىل تخوم الضاحية الجنوبية‪ ،‬وستدخل‬ ‫إىل عمق البقاع الرشقي والشاميل‪ ،‬الجتثاث‬ ‫املقاومة وتدمري منصات صواريخها‪ ،‬وإلقاء‬ ‫القبض عىل قيادتها‪ ،‬وبذلك تنتهي أسطورة‬ ‫“حزب الله” وتعود الدولة لتسيطر عىل األرض‬ ‫وتبسط سيادتها وتستعيد قرارها املسلوب‪.‬‬ ‫هذه األجواء يعيشها مسيحيو ‪ 14‬آذار ويتناغم‬

‫‪9‬‬

‫معهم أطراف من “تيار املستقبل” ويعملون عىل‬ ‫أن ال تسقط ثورة األرز التي عنوانها حسب رأيهم‬ ‫العبور إىل الدولة‪ ،‬بعد تحقيق السيادة واالستقالل‪،‬‬ ‫وهم استعانوا باإلدارة األمريكية إلخراج القوات‬ ‫السورية‪ ،‬وينتظرون مرة ثانية اإلرسائييل للقيام‬ ‫بعملية ضد “حزب الله” فشل بها يف العام ‪،2006‬‬ ‫ويحاول تكرارها الصيف القادم‪ ،‬بضوء أخرض‬ ‫أمرييك‪ ،‬ذكرت املعلومات أن الرئيس سليامن‬ ‫تبلغها من الرئيس االمرييك‪ ،‬وملح إليها الرئيس‬ ‫الفرنيس “نيكوال ساركوزي” أثناء استقباله له‬ ‫مطلع العام الجديد‪ ،‬عندما سأله أيضاً تنفيذ ما‬ ‫تبقى من بنود يف القرار ‪ ،1559‬ألن “إرسائيل” لن‬ ‫تسكت عن سالح املقاومة‪ ،‬وهو ما كان رصح به‬ ‫علناً وزير الخارجية الفرنسية “برنارد كوشنري”‬ ‫عندما هاجم “حزب الله” وسالحه‪.‬‬ ‫إذا اإلشارات الخارجية التي تتحدث عن احتامل‬ ‫قيام “إرسائيل” بعدوان جديد عىل لبنان‪ ،‬يقابلها‬ ‫فريق من اللبنانيني بارتياح والبدء بالضغط داخلياً‬ ‫لتسليم املقاومة سالحها إىل الجيش وشطب‬ ‫فقرة املقاومة من البيان الوزاري يك ال يتحمل‬ ‫لبنان بكامله مسؤولية استمرار وجود املقاومة‬ ‫وسالحها‪ ،‬لنزع ذريعة إرسائيلية‪ ،‬يف وقت تدرس‬ ‫الحكومة الصهيونية اقرتاحاً “لالنسحاب من‬ ‫الشطر الشاميل من قرية الغجر وتالل كفرشوبا‬ ‫ومزارع شبعا‪ ،‬لتتمكن الحكومة اللبنانية من‬ ‫الطلب إىل “حزب الله” التخيل عن املقاومة‬ ‫وسالحها‪ ،‬وهذا االقرتاح يجري التداول فيه يف‬ ‫أروقة األمم املتحدة كام يف البيت األبيض وقرص‬ ‫“االليزيه”‪.‬‬ ‫لكن السالح بعد تحرير كامل الرتاب اللبناين‪،‬‬ ‫يبقى مطروحاً للبحث ضمن إسرتاتيجية‬ ‫دفاعية‪ ،‬ألن األخطار اإلرسائيلية عىل لبنان‬ ‫ستبقى‪ ،‬وال بد من بناء قوة دفاعية يف مواجهتها‬ ‫تتكون من الجيش أوالً‪ ،‬مضافاً إليه قوة املقاومة‬ ‫واحتضان الشعب لهام ومساندتهام‪ ،‬وهذا ما‬ ‫تقوم به الدول عندما تتعرض لتهديدات خارجية‬ ‫واعتداءات عىل سيادتها‪.‬‬

‫يوسف زين الدين‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫ابراهيم شمس الدين لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫لم يعد هناك قاعدة مناصفة بين المسيحيين والمسلمين‬ ‫وغدت المحاصصة أعمق وأبشع‬ ‫ترتبط التعيينات بش ّقيها اإلداري واألمني باالنتقال من عهد إىل آخر وتجدّد السلطة‬ ‫السياسية‪ ،‬وخصوصاً بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية‪ .‬منذ انتخاب الرئيس ميشال‬ ‫سليامن مل ُيتح سوى تغيريين مهمني‪ ،‬أحدهام يف ‪ 28‬آب ‪ 2008‬بتعيني العميد جان قهوجي‬ ‫قائداً للجيش‪ ،‬واآلخر بتعيني أعضاء املجلس الدستوري يف ‪ 18‬كانون األول ‪ 2008‬ويف ‪ 26‬أيار‬ ‫‪ .2009‬وأخفق مجلس الوزراء يف ملء شغور بعض املديريات‪ .‬يف األيام األخرية ُفتح البحث‬ ‫يف ورشة تعيينات بذرائع شتى‪ :‬منها ملء شغور كبري يف وظائف الفئة األوىل‪ ،‬ومنها إبدال‬ ‫موظفني كبار بآخرين انسجاماً مع املرحلة السياسية الجديدة بتوازناتها األخرية‪ ،‬التي تأيت‬ ‫أيضاً تحت شعار االنتقال باإلدارة من املرحلة التي طبعتها سنوات ‪ 2005‬ــ ‪ 2008‬إىل مرحلة‬ ‫ما بعد انتخابات ‪ 2009‬وتأليف حكومة الوحدة الوطنية‪ ،‬ما جعل ملف التعيينات اإلدارية‬ ‫رأس السنة وانحرس االهتامم مبتابعة أخبار‬ ‫يقفز اىل الواجهة بعد ان انتهى مفعول عطلة‬ ‫ِ‬ ‫الزيارات واملصالحات التي تسري وفق وترية متوازية‪ ،‬وتتأثر إحداها باألخرى‪.‬‬ ‫فالتعيينات اإلدارية كانت نقط َة التقاء أكرث من موقف ومتحورت اآلراء حول آلية التعي ِني‬ ‫واالختيار‪ ،‬لكن التقاطع كان عند قاعدة املحاصصة التي ال مفر منها‪ ..‬وفيام ح ّبذ رئيس‬ ‫الجمهورية فكرة االختيار من داخل اإلدارة وعىل قاعدة الكفاءة‪ ،‬وجد النائب وليد جنبالط حال‬ ‫وسطا بالجمع بني املحاصص ِة والكفاءة‪ ،‬وذهب الرئيس نبيه بري اىل حد اقرتاح إجراء مباراة وعند‬ ‫االمتحانِ ُيكر ُم املر ُء أو يهان‪ ...‬لكن أوساطاً سياسية وضعت املواقف من التعيينات يف خانة‬ ‫عصف األفكار ألن األمر مل يدخل بعد مرحل َة النقاش الجدي‪ ،‬ومتى حان موعد البت بالتعيينات‬ ‫فإن الكفاء َة ستنكفئ ملصلحة النزاع عىل األحجام واألوزان التمثيلية والطائفية‪.‬‬ ‫حول كل تلك األمور كان لـ “منرب التوحيد” لقاء مع الوزير السابق يف وزارة الشؤون‬ ‫والتنمية اإلدارية ابراهيم شمس الدين‪:‬‬ ‫خالل العمل يف وزارة التنمية اإلدارية هل‬ ‫توصلتم اىل إصالح اإلدارة؟‬ ‫مل نتوصل اىل إصالح اإلدارة ألن عملية اإلصالح‬ ‫عملية طويلة وجدلية بحاجة اىل تعاون اإلدارة‬ ‫مبختلف أقسامها وأفرادها‪ ،‬وكذلك إىل خطة‬ ‫من قبل مجلس الوزراء‪ ،‬وفقاً للتعابري القانونية‬ ‫الدستورية‪ ،‬كون أي إصالح بحاجة اىل قرار سيايس‬ ‫أي إىل موافقة والتزام الجهات السياسية املتنوعة‬ ‫للدخول يف عملية اإلصالح اإلداري‪ ،‬األمر الذي مل‬ ‫نلحظه حتى اآلن‪.‬‬ ‫كيف تصفون عملكم اإلصالحي‪ ،‬هل كان‬ ‫تقنياً أم سياسيا؟ وهل وضعتم معايري للتعيني‬ ‫يف اإلدارة السيام الفئة األوىل؟‬ ‫لقد أنجزنا والفريق املتواجد آنذاك شيئاً معقوالً‬ ‫بعناوين وملفات مختلفة‪ ،‬من هنا ميكن القول‬ ‫أن األمر مل يقترص فقط عىل الجانب التقني‪ ،‬ما‬ ‫ساعد عىل تطوير نوعية العمل وتحسني اإلنتاجية‪،‬‬ ‫وقد ُأنفق آنذاك بحدود ‪ 600‬أو ‪ 700‬مليون ل‪.‬ل‪،‬‬ ‫إضافة اىل عقود أخرى الزالت قيد التنفيذ‪ .‬كام‬ ‫تم العمل عىل قوانني ومشاريع قوانني واقرتاحات‬ ‫ملراسيم أو لقرارات وزارية وعىل سبيل املثال‪ :‬إحياء‬ ‫الهيئة العليا لإلصالح اإلداري التي تش ّكلت بقرار‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫من مجلس الوزراء ورئيس الحكومة التي يرأسها‬ ‫وزير الدولة للشؤون التنمية اإلدارية‪ ،‬وتضم يف‬ ‫عضويتها رئيس مجلس الخدمة املدنية‪ ،‬ورئيس‬ ‫التفتيش املركزي ورئيس ديوان املحاسبة ومديرية‬ ‫األبحاث والتوجيه‪ ،‬وعُ ِقدت اجتامعات عدة وكان‬ ‫لها جدول أعامل ُطرح و ُبحث فيه عناوين عريضة‬ ‫تتع ّلق باإلدارة كالتعيينات التي كانت من امللفات‬ ‫الكربى التي ّتم تناولها بناء عىل تكليف من مجلس‬ ‫اقرتحت حينها آلية للتعيني‪ ،‬وتحديداً‬ ‫ُ‬ ‫الوزراء‪ ،‬حيث‬ ‫للفئة األوىل يف اإلدارات واملؤسسات العامة‬ ‫وحيثيتها التزال موجودة لدى األمانة العامة ملجلس‬ ‫الوزراء‪ُ ،‬‬ ‫وش ّكل لهذه اآللية لجنة وزارية من قبل‬ ‫مجلس الوزراء ملراجعتها وإجراء بعض التعديالت‬ ‫عليها‪ ،‬وإذا كان هناك قرار باعتامد آلية ما فيمكن‬ ‫العودة إليها‪ ،‬ألنها صالحة ألن ُتعتمد أو يعتمد‬ ‫عليها يف التطوير حسب قرار مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫كذلك ّتم العمل عىل ملف املدراء العامني‬ ‫املوضوعني بالترصف‪ ،‬و ُقدّمت بشأنهم دراسة‬ ‫كاملة وتقييم ألوضاعهم‪ ،‬واقرتاحات حلول تؤخذ‬ ‫إما بتعديل قوانني‪ ،‬وإما بقرارات داخل مجلس‬ ‫الوزراء‪.‬‬ ‫كام ّتم العمل عىل عدة اقرتاحات مللء شواغر‬

‫‪10‬‬

‫متفرقة داخل هيئات خاصة كاملؤسسات القيادية‬ ‫الكربى ومنها ديوان املحاسبة والتفتيش املركزي‬ ‫ومجلس الخدمة املدنية خاصة ديوان املحاسبة‪،‬‬ ‫الذي كان فيه شغور يف رئاسته منذ أكرث من ثالث‬ ‫سنوات‪ ،‬أضف إىل شغور أربع أو خمس غرف فيه‪،‬‬ ‫وكان اقرتاح لتعديل قانون كيفية ملء شواغره‬ ‫التي كانت بحاجة إىل قرار من مجلس النواب‬ ‫للسري به‪ ،‬كام ُقدّمت اقرتاحات عديدة لها عالقة‬ ‫بالرقابة املالية عىل مؤسسات مختلفة‪ ،‬وبرامج‬ ‫عمل ُأق ّرت بالتعاون مع األمم املتحدة‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫مشاريع معالجة النفايات الصلبة يف املناطق‪،‬‬ ‫والتي ُن ّفذ قسم غري قليل منها‪ .‬كام ّتم افتتاح‬ ‫وحدتني للمعالجة يف الجنوب ومناطق أخرى كان‬ ‫العمل منت ٍه فيها أثناء تواجدي يف الوزارة‪ ،‬ومرشوع‬ ‫تطوير قدرات املؤسسات األهلية واملجتمع املدين يف‬ ‫مناطق عدة‪ ،‬وكل ذلك ضمن إمكانات الوزارة‪ ،‬هذا‬ ‫وتم تقديم العديد من االقرتاحات واملشاريع عُ ِرض‬ ‫ّ‬ ‫البعض منها عىل مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫ما معنى املحاصصة فيام يتع ّلق بالتعيينات؟‬ ‫ميكن تفسري املحاصصة عىل مستويني‪ :‬مستوى‬ ‫التنظيم والتوزيع الطائفي الذي ال يندرج يف خانة‬ ‫املحاصصة بل يف خانة القانون والدستور ضمن‬

‫مبدأ املناصفة وبالتايل هناك توزيع طائفي يجب‬ ‫احرتامه‪ ،‬وهو املتع ّلق باملناصفة بني املسيحيني‬ ‫واملسلمني يف كافة املجاالت يف لبنان‪ ،‬هذا األول‪،‬‬ ‫أما املستوى الثاين فيضم املحاصصة املذهبية‬ ‫واملحاصصة السياسية التي هي سبب اإلشكال‬ ‫السيئ واملريض داخل نظام اإلدارة والسياسة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬فالكل ينتقد تقريباً النظام الطائفي‬ ‫والتوزيع‪ ،‬وبانتقادهم هذا يقومون مبا هو أشنع‬ ‫من التوزيع الطائفي ألنهم يدخلون ويتورطون‬ ‫وينشئون قاعدة لتوزيع مذهبي وتوزيع سيايس‪،‬‬ ‫بحيث مل يعد هناك قاعدة مناصفة بني املسيحيني‬ ‫واملسلمني‪ ،‬بل مناصفة داخل املسيحيني‪ ،‬وبالتايل‬ ‫واإلسالمية‬ ‫داخل املسلمني‪ ،‬ما يجعل املسيحية‬ ‫كعنوان غري كافية‪ ،‬لتغدو املحاصصة أعمق وأبشع‪،‬‬ ‫بحيث تنطوي عىل منافع وأرباح مالية وغري مالية‪،‬‬

‫وبالتايل يدخل التنافس والرصاع‪ ،‬فتأخذ هذه‬ ‫الجهة يف هذا املوقع وأخرى يف موقع آخر ذو قيمة‬ ‫سلطوية أو مالية تعادل التوزيع يف جهة أخرى‬ ‫يف املوقع ذاته‪ ،‬هذا األمر السيئ والقبيح يعني‬ ‫أن القوى ال تنظر فقط من مواقعها وسيطرتها‬ ‫الطائفية أو املذهبية إىل إدارات الدولة‪ ،‬بل تنظر‬ ‫إليها كأمكنة للغنم والربح‪ ،‬وليس للعمل وإفادة‬ ‫الناس الذين يأتون بهم إلعطاء رشعية لهذه الجهة‬ ‫عىل طول الطريق‪ ،‬وبعد أن تتمكن‪ ،‬تتعامل معهم‬ ‫عىل أنهم سوق أو موضوع للسيطرة فقط‪.‬‬ ‫هناك من هو غري مرتفع عن عقلية املحاصصة‪،‬‬ ‫اىل أي مدى ميكن التعويل عىل اآلليات الداعية‬ ‫اىل الكفاءة يف التوظيف؟ وهل تتوقعون إقرار‬ ‫آلية اختيار موظفي الفئة األوىل من الحكومة؟‬ ‫وماذا بالنسبة للفئات األخرى؟‬ ‫األمر أكرث من وجود من هو غري مرتفع‪ ،‬فهناك‬ ‫من هم متورطون بعملية املحاصصة وفساد‬ ‫اإلدارة وهو أمر مناف للمنطق السليم لألشياء‪،‬‬ ‫وآللية عمل الدولة بشكل صحيح ومنتج بسبب‬ ‫التدخالت السياسية‪ .‬فملف املحاصصة وبالتايل‬

‫“االستتباع واالستلحاق واالستزالم” ّتم طرحه عىل‬ ‫الحكومة الحالية‪ ،‬كام أن الحكومة السابقة أولته‬ ‫اهتامماً كبرياً والدليل عىل ذلك أنني ُك ّلفت من‬ ‫قبل مجلس الوزراء ألضع آلية لتعيينات الفئة‬ ‫األوىل‪ ،‬وكان اهتامم أيضاً من قبل رئيس الجمهورية‬ ‫وليس فقط من قبل رئيس الحكومة‪ ،‬ولكن مل يتم‬ ‫التوصل اىل أي حل بسبب االعتبارات السياسية‬ ‫واملحاصصة‪ ،‬رغم أن هذا امللف رضوري وحيوي وملح‬ ‫يجب العمل عليه‪ ،‬ومجرد مرور عدة سنوات ووجود‬ ‫شغور ما يقارب الـ ‪ %45‬هو نوع من اإلهامل من‬ ‫الطبقة السياسية أو من الزعامء أو السياسيني‬ ‫يتم إ ّال ضمن‬ ‫بالتصدي لألمر وإرصارهم عىل أ ّال ّ‬ ‫منطق املحاصصة التي تخدم مصالحهم وال مصالح‬ ‫الشعب اللبناين‪.‬‬ ‫اليوم هناك حكومة جديدة‪ ،‬نأمل من أن تتمكن‬ ‫من تأدية عمل صحيح ومدروس خاصة وأنها‬ ‫حكومة وحدة وطنية ذات توافقات سياسية‪ ،‬ومن‬ ‫املفروض أن تقوم بواجباتها عىل أكمل وجه تجاه‬ ‫الشعب اللبناين‪ ،‬خاصة وأن امللفات املطروحة‬ ‫عليها هي اختبار لها وملا يسمونه توافقاً‪ .‬ونحن‬ ‫بانتظار أن تقوم الحكومة بعملها دون أن أي استباق‬ ‫أو تكهن لنحكم عىل األمور حسب نتائجها‪ ،‬عىل‬ ‫أمل أن يعالج ملف التعيينات وتؤخذ به القرارات‬ ‫كام ينبغي طبقاً ملنطق الدولة وتفعيل اإلدارة الذي‬ ‫هو خطوة إصالحية أيضاً‪ .‬أما إذا ُأجريت التعيينات‬ ‫اإلدارية بنحو املحاصصة فستكون هناك رسالة‬ ‫موجهة من الجميع اىل السياسيني بأن ليس هناك‬ ‫إصالح‪ ،‬وأن شيئا مل يتغيرّ ‪ ،‬ما يؤدي اىل تفاقم‬ ‫املشاكل يف إدارات عديدة ألنها أصبحت تنضوي‬ ‫تحت عنوان تجزئة وتقسيم‪ ،‬ألنها مستلحقة بقوى‬ ‫سياسية متعددة‪.‬‬ ‫تتناقل وسائل اإلعالم رغبة رئيس الجمهورية‬ ‫والعديد من الوزراء باعتامد معيار الكفاءة‬ ‫واالختصاص يف التعيينات‪ ،‬فإذا كان األمر‬ ‫كذلك ملاذا الخالفات حول التعيينات؟ وما هي أبرز‬ ‫املشكالت التي تعرتض التعيينات اإلدارية؟‬ ‫لقد اطلعت عىل كالم رئيس الجمهورية يف‬ ‫أكرث من لقاء واجتامع بيننا حيث كان يطرح هذا‬ ‫إضافة اىل ترصيحه العلني ورغبته‬ ‫املوضوع‪،‬‬ ‫األكيدة أن تتم التعيينات ضمن آلية صحيحة‬ ‫ومنهج صحيح يعتمد الكفاءة والقدرة والنزاهة‪.‬‬ ‫يف املنحى التقريبي هذه الرغبة تبقى رغبة حتى‬ ‫تتحول اىل قرار داخل مجلس الوزراء ويأخذ به‬ ‫القانون‪ .‬ففي مجلس الوزراء هناك قوى متنوعة‬ ‫ومتعددة ولها رغبات ومصالح متنوعة وغالباً‬ ‫متعارضة يف توزيع الحصص ويفضلون طرح أسامء‬ ‫ّ‬ ‫كل من جامعته‪ ،‬غري أن رئيس الجمهورية متمسك‬ ‫بأن يتم الجزء األسايس من التعيينات من داخل‬ ‫اإلدارة نظراً للقدرة والكفاءة والنزاهة والطموح‬ ‫الذي يتمتع به بعض اللبنانيني من داخل اإلدارات‬ ‫لدى تبوئهم هذه املناصب‪ ،‬ومن طبيعة األمور أن‬ ‫يتم ترقيتهم‪ ،‬ناهيك أنه ال ميكن اآلن وفقاً للقانون‬ ‫تعيني أشخاص من خارج املالك اإلداري يف الشواغر‬

‫‪11‬‬

‫املوجودة رمبا بني ‪ 5‬أو ‪ 7‬أسامء‪ ،‬كأن لدى املوظفني‬ ‫داخل اإلدارات تصنيف مختلف عن أولئك الذين‬ ‫خارج اإلدارات‪ ،‬وهي صيغ وتعابري ليست الئقة وغري‬ ‫صحيحة‪ ،‬وتتناىف مع املعايري التي من املفرتض أن‬ ‫تكون موجودة‪ ،‬والتي هي مطلب شعبي ووطني‬ ‫قديم ودائم وثابت‪ ،‬هذه هي إحدى صيغ إرغام‬ ‫السياسيني للناس بالقبول والسكوت والرضوخ‬ ‫عن أي شيئ يقررونه ويعتربونه صحيحاً‪.‬‬ ‫مع‬ ‫سليامن‬ ‫الرئيس‬ ‫سيتعاطى‬ ‫كيف‬ ‫التعيينات‪ ،‬وهل لديه آلية محددة خاصة بعد‬ ‫وعوده باإلصالح؟‬ ‫ليس لدى رئيس الجمهورية أي آلية محددة فيام‬ ‫يتع ّلق بالتعيينات‪ ،‬غري أنه مؤمن باعتامد آلية ال‬ ‫تتناىف مع الدستور وصالحيات مجلس الوزراء‪،‬‬ ‫باعتباره السلطة التنفيذية‪ ،‬وتحرتم القوانني‬

‫املوجودة وتراعي اختيار أناس قادرين ولديهم خربة‬ ‫وكفاءة ونزاهة يف اإلصالح‪ .‬فرئيس الجمهورية‬ ‫يستطيع أن يقرتح آلية ما‪ ،‬ولكنه ال يستطيع أن‬ ‫يفرضها عىل مجلس الوزراء‪ ،‬و آمل أن ينجح بتأن‬ ‫وحكمة يف قيادة الجميع إىل اعتامد آلية واضحة‬ ‫ذات معايري صحيحة وقابلة للتقيص وللقياس‪،‬‬ ‫لتعتمد يف التعيينات وتصب يف مصلحة‬ ‫الجميع‪.‬‬ ‫هل تعتقدون أن القوى السياسية ستسمح‬ ‫بتنفيذ برنامج إصالحي بعيد عن املحاصصة؟‬ ‫سؤال وجيه ويف محله‪ ،‬وبالعودة اىل بيت‬ ‫الشعر القائل‪“ :‬فيك الخصام وأنت الخصم والحكم”‪،‬‬ ‫نطلب من القوى السياسية املوجودة يف مجلس‬ ‫الوزراء واملوجودة يف مجلس النواب أن تأخذ قرارات‬ ‫صحيحة وإصالحية مبعايري عامة وفقاً ملنطق‬ ‫الدولة‪ ،‬وتعمل بصيغ تصب يف مصلحة املواطن‪،‬‬ ‫حتى لو كان هذا األمر يتناىف أو يتعارض مع‬ ‫مصالحها الخاصة‪.‬‬

‫حوار ليديا أبودرغم‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب لبناين‬

‫التعيينات تفتقد اآللية‬ ‫وتخضع للوالءات السياسية والمنافع الفئوية‬ ‫يف كل مرة يطرح موضوع التعيينات عىل‬ ‫مختلف مستوياتها يف مؤسسات الدولة‪،‬‬ ‫ال سيام يف الفئة األوىل منها‪ ،‬تقع مشكلة‬ ‫يف البلد تتعلق بتوزيع الحصص عىل من هم‬ ‫يف السلطة‪ ،‬إضافة إىل طائفية ومذهبية‬ ‫الوظائف‪ ،‬التي مل يتحدث عنها الدستور‪ ،‬سوى‬ ‫إشارته اىل رضورة الحفاظ عىل املناصفة‪ ،‬دون‬ ‫ان تكون الوظائف محصورة أو محتكرة لهذه‬ ‫الطائفة أو تلك‪ ،‬مام فرض طرح املداورة أحيانا‬ ‫يف وظائف الفئة األوىل‪ ،‬وحصل ان تم ذلك‪ ،‬تحت‬ ‫العرف املعمول به يف توزيع‬ ‫عنوان عدم تكريس ُ‬ ‫الوظائف‪ ،‬وكان ابرز ما حصل ان عينّ شيعي‬ ‫هو اللواء جميل السيد يف مركز املدير العام‬ ‫لألمن العام‪ ،‬وهو موقع ماروين‪ ،‬واألمر نفسه‬ ‫فعله يف قيادة الحرس الجمهوري‪ ،‬فأىت بالعقيد‬ ‫مصطفى حمدان وهو سني‪ ،‬قائداً للحرس‪،‬‬ ‫الذي كان يعني من الضباط املوارنة خصوصاً‬ ‫واملسيحيني عموماً‪ ،‬دون ان يتجاوز املناصفة يف‬ ‫توزيع الوظائف‪ ،‬فحصلت الطائفة الكاثوليكية‬ ‫عىل منصب املدير العام ألمن الدولة‪ ،‬الذي كان‬ ‫يشغله موظفاً شيعياً‪.‬‬ ‫فالتعيينات يف لبنان‪ ،‬تخضع تاريخياً للتوزيع‬ ‫الطائفي‪ ،‬الن النظام السيايس طائفي‪ ،‬ويعتمد‬ ‫الطائفية السياسية‪ ،‬يف توزيع السلطات دون‬ ‫ان ينص عليها الدستور‪ ،‬بحيث أصبحت عرفاً‬ ‫اعتمد منذ االستقالل يف العام ‪ ،1943‬ان تكون‬ ‫رئاسة الجمهورية للموازنة ورئاسة مجلس‬ ‫النواب للشيعة‪ ،‬ورئاسة الحكومة للسنة‪ ،‬وتحت‬ ‫هذا التصنيف غري الدستوري‪ ،‬والذي بات أقوى‬ ‫دستورياً‪ ،‬توزعت أيضا الوظائف وبشكل نسبي‬ ‫عىل الطوائف‪.‬‬ ‫وسعى اتفاق الطائف لتحرير لبنان من النظام‬ ‫الطائفي‪ ،‬ورسم لذلك خارطة طريق‪ ،‬ووضع بنوداً‬ ‫إصالحية‪ ،‬توصل اىل إلغاء طائفية الوظيفة يف‬ ‫ما دون الفئة األوىل‪ ،‬واالعتامد عىل الكفاءة‪،‬‬ ‫من خالل املباريات التي يجريها مجلس الخدمة‬ ‫املدنية‪ ،‬لكن مل يعمل بهذا البند‪ ،‬وتم تجاوزه يف‬ ‫أكرث من مكان وظيفي‪ ،‬مام يشري اىل ان موضوع‬ ‫تجاوز الطائفية يف لبنان‪ ،‬يتعرث بسبب املصالح‬ ‫السياسية الفئوية والطائفية‪.‬‬ ‫وال توجد آلية للتعيينات يف وظائف الفئة‬ ‫األوىل سوى ما نص عليه الدستور‪ ،‬بان هذا‬ ‫املوضوع من اختصاص مجلس الوزراء الذي يأخذ‬ ‫قراره بالثلثني‪ ،‬عىل ان يضع الوزير املختص رأيه‬ ‫ومطالعته يف موضوع الشخص املعني‪ .‬لكن‬ ‫يف كثري من األحيان‪ ،‬ال يؤخذ برأي الوزير ويتم‬ ‫تجاوزه إذا ما حصل توافق بني الرؤساء الثالثة‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أو بني زعامء الطوائف‪ ،‬كام كان يحصل يف‬ ‫العهود السابقة ما بعد اتفاق الطائف‪ ،‬إذ كانت‬ ‫“الرتويكا” الرئاسية التي اشتهرت يف عهد‬ ‫الرئيس الراحل الياس الهراوي‪ ،‬تفرض التعيينات‬ ‫عىل مجلس الوزراء‪ ،‬ومتر به حتى لو اعرتض وزير‬ ‫كام حصل مع الوزير املرحوم حسن عز الدين‪،‬‬ ‫الذي رفض التوقيع عىل مرسوم تعيني عيل‬ ‫زراقط مديراً عاماً للتعليم املهني والتقني‪ ،‬وهو‬ ‫كان عىل رأس الوزارة‪ ،‬ووضع املرسوم يف درج‬ ‫مكتبه ألشهر عدة‪ ،‬رغم تدخالت عديدة معه‪،‬‬ ‫اىل ان جاء الحل بأن يسافر عز الدين يف مهمة‬ ‫خارج لبنان‪ ،‬ويوقع املرسوم الوزير بالوكالة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما حصل‪.‬‬ ‫وتقف التعيينات كام يف السابق عند اآللية‬ ‫التي ستعتمد‪ ،‬ال سيام وان هناك من املدراء‬ ‫العامني من يؤىت بهم من خارج املالك اإلداري‪،‬‬ ‫كام ان بعض املؤسسات واملصالح يعني رؤساء‬ ‫مجالس اإلدارة وأعضائها لسنوات محددة‪ ،‬وال‬ ‫يلحظ أي نص دستوري أو قانون املوظفني‪ ،‬ما‬ ‫يشري اىل الطرق التي تستخدم يف التعيينات‪،‬‬ ‫سوى املستندات القانونية والعلمية‪.‬‬ ‫وحاولت حكومات سابقة التوصل اىل آلية‬ ‫معينة‪ ،‬سواء عرب هيئات الرقابة‪ ،‬التي عليها‬ ‫أن تقدم أسامء من داخل اإلدارة ملن يستحق أن‬ ‫يرتفع من الفئة الثانية إىل األوىل‪ ،‬وان يوضع‬ ‫ملف لكل موظف مقرتح‪ ،‬وقد عملت وزارة‬ ‫التنمية اإلدارية عىل وضع اقرتاحات يف هذا‬ ‫الخصوص‪ ،‬فتقدم الوزير السابق جان اوغا سبيان‬

‫‪12‬‬

‫يف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة باقرتاح ان‬ ‫يتم اإلعالن يف وسائل اإلعالم عن الوظائف‪،‬‬ ‫ليتقدم اللبنانيون من أصحاب الكفاءة إليها‪،‬‬ ‫سواء من داخل اإلدارة أو خارجها‪ ،‬لالستفادة من‬ ‫طاقات وكفاءات لبنانيني مهاجرين اىل الخارج‪،‬‬ ‫ويعملون يف مؤسسات كانوا وراء نجاحها‪ ،‬وان‬ ‫مثل هذا التدبري يحرر املوظفني من تبعية الوالء‬ ‫السيايس‪ ،‬إذا ما نظرت الحكومة اىل ملفاتهم‬ ‫فقط مبا تتضمنه من شهادات عملية وخربة‬ ‫وتقدير‪ ،‬وقد اعتمدت هذه الطريقة يف اختيار‬ ‫املوظفني واستفادت اإلدارة من إمكانات عملية‬ ‫ومهنية‪.‬‬ ‫واآللية التي يجري البحث فيها تتوزع بني‬ ‫االعتامد عىل الهيئات الرقابية لتقدم أسامء‬ ‫موظفني من اإلدارة‪ ،‬أو اللجوء اىل ما اتخذته‬ ‫حكومة فؤاد السنيورة من قرار حول التعيينات‪،‬‬ ‫أو ان تتقدم كل جهة سياسية‪ ،‬بأسامء‬ ‫املرشحني من قبلها‪ ،‬وعىل أساس طائفي‬ ‫ومذهبي‪ ،‬ويتم اختيار املوظفني منهم‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يطرحه النائب وليد جنبالط الذي يدعو للحفاظ‬ ‫عىل املحاصصة مع الكفاءة‪ ،‬ويذهب الرئيس نبيه‬ ‫بري اىل املطالبة بتشكيل هيئة قضائية تفرز‬ ‫األسامء‪ ،‬وتقدم األكفاء منها ويطالب العامد‬ ‫ميشال سليامن‪ ،‬باالعتامد عىل عنارصذات‬ ‫كفاءة من اإلدارة أوال‪ ،‬واالطالع عىل تقارير هيئات‬ ‫الرقابة‪ ،‬وهو ما مييل له أيضا وزير التنمية اإلدارية‬ ‫محمد فنيش الذي يبحث عن الصيغة األفضل‬ ‫للتعيينات اإلدارية‪ ،‬تأخذ كل الجوانب السياسية‬

‫الطائفية والكفاءة‪.‬‬ ‫وال توجد مشكلة يف التعيينات يف املذاهب‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬إذ ان الوظائف املحسوبة للسنة‪،‬‬ ‫سيسمي مرشحيها رئيس الحكومة سعد‬ ‫الحريري‪ ،‬وقد ميرر موظف أو أكرث لحلفائه السنة‪،‬‬ ‫أي الوزير محمد الصفدي‪ ،‬ورمبا الرئيس نجيب‬ ‫ميقايت املبتعد عن “تيار املستقبل” الذي‬ ‫سيحظى بالعدد الوافر من الوظائف‪ ،‬وكذلك‬ ‫داخل الطائفة الشيعية‪ ،‬التي كانت الوظائف‬ ‫من حصة الرئيس بري ال يقاسمه احد عليها‪،‬‬ ‫فان “حزب الله” وبعد مشاركته يف الحكومة‪،‬‬ ‫قرر ان يدخل رشيكاً يف اإلدارة أيضا‪ ،‬وقد عقد‬ ‫اجتامع بني قياديت “أمل” و “ حزب الله”‪ ،‬تم‬ ‫التوافق خالله‪ ،‬ان يتم توزيع الوظائف بينهام‪،‬‬ ‫وان تتقدم الكفاءة والنزاهة يف االختيار‪ ،‬وان‬ ‫الرئيس بري بات يحبذ عدم حرص الوظائف فقط‬ ‫يف حركة “أمل” بل من خارجها إذا توفرت عنارص‬ ‫ذات كفاءة كام يف تجربة الحكومة‪.‬‬ ‫ويف الوظائف التي تخص الطائفة الدرزية‪،‬‬ ‫فان جنبالط يحصد منذ سنوات كل الحصة‪،‬‬ ‫ويف كل املراكز اإلدارية واألمنية والقضائية‪،‬‬ ‫وموقع محافظ الجنوب كان فقط خارج‬ ‫السيطرة الجنبالطية‪ ،‬ومن حصة النائب طالل‬ ‫ارسالن‪ ،‬الذي يسعى ان يبقيه له‪ ،‬ويقرتح له‬ ‫قريبه‪ ،‬مالك ارسالن بعد إحالة العميد املتقاعد‬ ‫مالك عبد الخالق اىل التقاعد‪ ،‬وقد يسايره‬ ‫جنبالط يف هذا املركز اإلداري دون ان تكون له‬ ‫حصة يف مواقع اخرى ال سيام األمنية‪ ،‬وقد‬ ‫يسبب هذا التقاسم الوظيفي ضجة يف‬ ‫صفوف الشباب الدرزي املتعلم واملتحرر من‬ ‫اإلقطاعية‪ ،‬إذ ال مالذ له إال أن تتم التعيينات‬ ‫من خالل االمتحانات ليصل صاحب الكفاءة‬ ‫العلمية والفائز فيها‪.‬‬ ‫وتبقى عقدة التعيينات يف الطوائف‬ ‫املسيحية‪ ،‬بسبب تعدد املرجعيات السياسية‬ ‫فيها‪ ،‬بعكس الطوائف اإلسالمية املحصورة‬ ‫مرجعياتها‪ ،‬إذ هناك تنافس للفوز بأكرب عدد‬ ‫ممكن من الوظائف‪ ،‬إذ يسعى رئيس “التيار‬ ‫الوطني الحر” العامد ميشال عون ان تكون‬ ‫حصته خمسني باملئة‪ ،‬وهو ما ميثله نيابياً عىل‬ ‫املستوى املسيحي‪ ،‬إضافة اىل حجمه الوزاري‬ ‫داخل الحكومة‪ ،‬عىل ان تتوزع الحصص الباقية‬ ‫عىل باقي القوى واألحزاب املسيحية‪ ،‬ومنها‬ ‫حصة رئيس الجمهورية الذي يسعى ان يكون‬ ‫له وجود يف اإلدارات‪ ،‬ليتمكن من تحقيق انجازات‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫وما طرحه عون حول حصته سيزيد من‬ ‫تفاقم أزمة التعيينات‪ ،‬ال سيام انه يعمل عىل‬ ‫اسرتداد املديرية العامة لألمن العام إىل املوارنة‬ ‫بعد أن أصبحت يف عهدة الشيعة منذ عهد‬ ‫الرئيس لحود‪ ،‬إضافة إىل مراكز أخرى‪ ،‬وهو يدخل‬ ‫يف موضوع حقوق املسيحيني عموماً واملوارنة‬ ‫خصوصاً‪ ،‬ليكون املفاوض باسم املسيحيني‬

‫الوزير فنيش‬

‫كام فعل أثناء تشكيل الحكومة‪ ،‬لكنه يف‬ ‫الوظائف قد ال يالقي تأييداً من حلفائه الشيعة‪،‬‬ ‫الذين يتمسكون باملديرية العامة لألمن العام‪،‬‬ ‫إضافة إىل انه لديهم حليف آخر هو سليامن‬ ‫فرنجية الذي له مطالبه‪ ،‬وقد بحث املوضوع مع‬ ‫الرئيس الحريري‪ ،‬عىل قاعدة ان ترسي املحاصصة‬ ‫عليه‪ ،‬إذا ما اعتمدت‪ ،‬كام أن مسيحيي ‪14‬‬ ‫آذار يطالبون بحصصهم‪ ،‬وكذلك املسيحيني‬ ‫املنضوين يف “تيار املستقبل” وتكتل “لبنان‬ ‫أوال”‪ ،‬مام يحرص معركة التعيينات داخل املواقع‬ ‫املسيحية‪.‬‬ ‫وهكذا فالتعيينات ويف ظل النظام الطائفي‪،‬‬

‫‪13‬‬

‫لن متر دون املحاصصة التي يتوزعها زعامء الطوائف‬ ‫واملذاهب‪ ،‬الذين يحتكرون السلطة منذ سنوات‪،‬‬ ‫ويف غياب هيئات الرقابة عن املساءلة واملحاسبة‪،‬‬ ‫مع استرشاء الفساد داخل مؤسسات الدولة‪،‬‬ ‫املحمي من قبل القوى السياسية والحزبية‬ ‫الطائفية املهيمنة عىل الطوائف واملذاهب‪ ،‬من‬ ‫خالل استغاللها لوجودها يف السلطة‪ ،‬التي‬ ‫تؤمن لها الخدمات والتعيينات يف الوظائف‪،‬‬ ‫وهذا ما يثبتها مرجعية‪ ،‬إضافة إىل استخدام‬ ‫املال السيايس أثناء االنتخابات النيابية أو‬ ‫قبلها للتحكم بنتائجها‪ ،‬وتأمني استمراريتها‬ ‫يف السلطة‪ ،‬التي لها مفهوم واحد يف لبنان‪،‬‬ ‫وهو االستفادة منها يف تحقيق مكاسب‪ ،‬مادية‬ ‫ومعنوية‪.‬‬ ‫والدبلومايس‬ ‫فلبنان اإلداري واألمني‬ ‫والقضايئ‪ ،‬محكوم بالطائفية‪ ،‬وان العبور منها‪،‬‬ ‫هو بتطبيق البند الدستوري الذي ينص عىل‬ ‫تشكيل الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‪ ،‬التي‬ ‫تأخرت عرشين عاماً‪ ،‬ومنها يتم االنطالق نحو‬ ‫وضع برنامج مرحيل‪ ،‬لتجاوز حالة الطائفية‪،‬‬ ‫فلبنان الذي كان يعيش طائفية سياسية‪ ،‬بات‬ ‫االن تحت سقف املذهبية السياسية‪ ،‬بعد ان بدأ‬ ‫يربز الرصاع السني – الشيعي‪ ،‬ودخول الشيعة‬ ‫عىل خط املشاركة يف السلطة‪ ،‬وعىل اعتامد‬ ‫الدميقراطية التوافقية‪ ،‬وعىل الثلث الضامن‪،‬‬ ‫وما يطرح من مثالثة يف السلطة‪ ،‬كل ذلك‬ ‫يؤرش اىل ان لبنان‪ ،‬بات مضطراً اىل الخروج من‬ ‫الواقع الطائفي واملذهبي‪ ،‬وهو ما اتفق عليه‬ ‫اللبنانيون يف الطائف‪ ،‬فإذا مل يعمل بتطبيق‬ ‫االتفاق يف ابرز واهم بند إصالحي فيه‪ ،‬وهو إلغاء‬ ‫الطائفية الذي قد ينسف عدم تطبيقه كل‬ ‫البنود األخرى‪.‬‬

‫سامر الشويف‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫ملف‬

‫إلغاء الطائفية السياسية َو ْهم أم حقيقة؟‬

‫الحلقة‬ ‫‪1‬‬

‫«منبر التوحيد» تستطلع آراء بعض‬ ‫السياسيين واألحزاب حولها‬ ‫استأثر موضوع نية الرئيس نبيه بري يف‬ ‫الطائفية‬ ‫إللغاء‬ ‫الوطنية‬ ‫الهيئة‬ ‫تشكيل‬ ‫السياسية اهتامم الجسم السيايس الحتالل‬ ‫هذا املوضوع مركز الصدارة وسط املناقشات‬ ‫املتعلقة مبستقبل النظام السيايس ومصري‬ ‫الدميقراطية يف لبنان‪ ،‬خاصة وأنه عىل مدى‬ ‫عقود كانت السياسة املحلية والدولية واإلقليمية‬ ‫تعتربها ع ّلة العلل‪ ،‬ومصدر الخلل وأساس األزمات‬ ‫املتالحقة التي يعاين منها لبنان‪ ،‬والعقبة أمام‬ ‫حاميته من التحديات واالعتداءات الخارجية التي‬ ‫سعت من خاللها اىل استخدام بعض األطراف‬ ‫السياسية كأداة لتنفيذ مآربها بغية الوصول‬ ‫اىل تحقيق أهدافها االستعامرية يف املنطقة‪.‬‬ ‫فحني إندلعت الحرب يف لبنان عام ‪،1975‬‬ ‫كان بعض السياسيني يطالب بإلغاء الطائفية‬ ‫السياسية‪ ،‬فريد عليهم البعض اآلخر باملطالبة‬ ‫األخوة‬ ‫يرفضها‬ ‫التي‬ ‫العلامنية‬ ‫بتحقيق‬ ‫َ‬ ‫الرفضني املتبادَلني كان‬ ‫املسلمون‪ ،‬وعند هذين‬ ‫يتوقف النقاش‪ .‬وحتى خالل الحرب كان حني ُيط َرح‬ ‫أي موضوع للحوار والنقاش‪ ،‬كانت ُتط َرح معه‬ ‫(الزمة) إلغاء الطائفية السياسية‪ ،‬فيتصاعد‬ ‫النقاش ليخمد الحقاً وينىس الجميع املوضوع‪.‬‬ ‫فمبادرة إلغاء الطائفية السياسية اليوم مل‬ ‫تعد خياراً شخصياً أو فئوياً‪ ،‬بل مطلباً لبنانياً‬ ‫بلوره ميثاق الطائف‪ ،‬وع ّمده الدستور من خالل‬ ‫إشارات واضحة فيهام اىل رضورة إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية و الطائفية‪.‬‬ ‫لقد تركت وثيقة الطائف موضوع إلغاء‬ ‫الطائفية السياسية اىل املجلس النيايب املنتخب‬ ‫واىل «هيئة وطنية» برئاسة رئيس الجمهورية‬ ‫إلخ‪ ...‬وفق ما ورد يف وثيقة الوفاق الوطني‬ ‫التي و ّقعت يف الطائف عام ‪ 1989‬يف الفقرة‬ ‫«أوالً‪ -‬اإلصالحات السياسية ‪ -‬ز‪ ،‬التي حدّدت‬ ‫أن إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني‬ ‫أسايس يقتيض العمل عىل تحقيقه وفق خطة‬ ‫مرحلية‪ ،‬وعىل مجلس النواب املنتخب عىل‬ ‫أساس املناصفة بني املسلمني واملسيحيني اتخاذ‬ ‫اإلجراءات املالمئة لتحقيق هذا الهدف وتشكيل‬ ‫هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية‪ ،‬تضم‬ ‫باإلضافة اىل رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس‬ ‫الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتامعية‪،‬‬ ‫مهمتها دراسة واقرتاح الطرق الكفيلة بإلغاء‬ ‫الطائفية وتقدميها اىل مجليس النواب والوزراء‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ومتابعة تنفيذ الخطة املرحلية‪.‬‬ ‫ويتم يف املرحلة االنتقالية ما‬ ‫ييل‪:‬‬ ‫إلغاء قاعدة التمثيل الطائفي‬ ‫واالختصاص‬ ‫الكفاءة‬ ‫واعتامد‬ ‫يف الوظائف العامة والقضاء‬ ‫واملؤسسات العسكرية واألمنية‬ ‫واملختلطة‬ ‫العامة‬ ‫واملؤسسات‬ ‫واملصالح املستقلة وفقاً ملقتضيات‬ ‫الوفاق الوطني باستثناء وظائف‬ ‫الفئة األوىل فيها‪ ،‬ويف ما يعادل‬ ‫الفئة األوىل فيها‪ ،‬وتكون هذه‬ ‫الوظائف مناصفة بني املسيحيني‬ ‫واملسلمني دون تخصيص أية‬ ‫وظيفة ألية طائفة‪ ،‬وإلغاء ذكر‬ ‫الطائفة واملذهب يف بطاقة الهوية‪ .‬وكذلك‬ ‫نص الدستور اللبناين يف مقدمته عىل أن‬ ‫إلغاء الطائفية السياسية هدف وطني أسايس‬ ‫يقتيض العمل عىل تحقيقه وفق خطة مرحلية‬ ‫(الفقرة ح‪ -‬الباب األول – أحكام أساسية)‪ ،‬ويف‬ ‫ املادة ‪( 95‬املعدلة بالقانون الدستوري الصادر‬‫يف ‪ 1943/11/9‬وبالقانون الدستوري الصادر يف‬ ‫‪ .)1990/9/21‬عىل مجلس النواب املنتخب عىل‬ ‫أساس املناصفة بني املسلمني واملسيحيني‬ ‫اتخاذ اإلجراءات املالمئة لتحقيق إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة‬ ‫وطنية برئاسة رئيس الجمهورية‪ ،‬تضم باإلضافة‬ ‫إىل رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء‬ ‫شخصيات سياسية وفكرية واجتامعية‪ .‬مهمة‬ ‫الهيئة دراسة واقرتاح الطرق الكفيلة بإلغاء‬ ‫الطائفية وتقدميها إىل مجليس النواب والوزراء‬ ‫ومتابعة تنفيذ الخطة املرحلية‪.‬‬ ‫ويف املرحلة االنتقالية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬متثل الطوائف بصورة عادلة يف تشكيل‬ ‫الوزارة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تلغى قاعدة التمثيل الطائفي ويعتمد‬ ‫االختصاص والكفاءة يف الوظائف العامة‬ ‫واألمنية‬ ‫العسكرية‬ ‫واملؤسسات‬ ‫والقضاء‬ ‫واملؤسسات العامة واملختلطة وفقاً ملقتضيات‬ ‫الوفاق الوطني باستثناء وظائف الفئة األوىل‬ ‫فيها‪ ،‬ويف ما يعادل الفئة األوىل فيها‪ ،‬وتكون‬ ‫هذه الوظائف مناصفة بني املسيحيني واملسلمني‬ ‫دون تخصيص أية وظيفة ألية طائفة مع التقيد‬

‫‪14‬‬

‫مببدأي االختصاص والكفاءة‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من تزاحم امللفات وضغطها‪،‬‬ ‫تنصب الجهود عىل مللمة تداعيات طرح رئيس‬ ‫املجلس النيايب نبيه بري املتعلق بإلغاء الطائفية‬ ‫السياسية وردود مسيحيي األكرثية عليها‪،‬‬ ‫باعتبار ذلك يثري مخاوف وهواجس لديها‪ ،‬ال‬ ‫سيام رد البطريرك املاروين نرص الله صفري الذي‬ ‫ردّد مقولته الشهرية حول رضورة إلغاء الطائفية‬ ‫من النفوس قبل إلغائها من النصوص‪ .‬ويف حني‬ ‫تؤكد األوساط القريبة من الرئيس بري أن هذا‬ ‫الطرح ليس لالستهالك اإلعالمي‪ ،‬بل للوضع‬ ‫موضع التنفيذ‪ ،‬خصوصاً أن املطروح يف هذه‬ ‫املرحلة هو تشكيل الهيئة العليا إللغاء الطائفية‬ ‫السياسية‪ ،‬مع ما يعني ذلك من جلسات حوارية‬ ‫تتمحور حول هذا الطرح دون سواه‪ ،‬وليس اإلعالن‬ ‫عن إلغاء الطائفية أو سواها‪ ،‬عىل اعتبار أن‬ ‫النقاش قد يؤدي اىل خطة مربمجة تأخذ وقتها‬ ‫الكامل لتحقيق املطلوب من الخطوة‪ ،‬كام‬ ‫قد يؤدي اىل املراوحة أسوة بالكثري من امللفات‬ ‫والطروحات واملشاريع النامئة يف األدراج‪ ،‬ألن‬ ‫إلغاء الطائفية من النظام «يحتاج اىل جهد‬ ‫كبري ويتطلب نقاشاً حراً وطوي ًال ويأيت يف إطار‬ ‫تطبيق ما مل ينفذ من نقاط يف اتفاق الطائف‪،‬‬ ‫كام أن هذه املرحلة بنتيجة التوافق الحاصل‬ ‫رمبا تكون األفضل لوضع األمور يف سياقها‬ ‫الطبيعي‪ ،‬ولتفنيذ ما تبقى من بنود الدستور‬ ‫التي تكرست يف النصوص وهي تشكيل الهيئة‬ ‫العليا إللغاء الطائفية السياسية‪ .‬من هنا ال‬ ‫بد من تغيري النظرة الطائفية لألمور عرب النظر‬

‫إىل مصالح الوطن بعيداً عن املنطق الطائفي‪،‬‬ ‫غري أن «طرح إلغاء الطائفية السياسية يف‬ ‫مترسع ويرض بالرتكيبة‬ ‫الوقت الراهن هو طرح‬ ‫ّ‬ ‫اللبنانية الحالية مبا يف ذلك التوازنات إن عىل‬ ‫صعيد السلطة‪ ،‬التوظيف‪ ،‬توزيع الصالحيات‪،‬‬ ‫توزيع الرئاسات‪ ،‬وهذا مام يؤثر سلباً عىل الطوائف‬ ‫اللبنانية أجمع»‪ ،‬ألن األمور ال تزال غري ناضجة‬ ‫إللغاء الطائفية السياسية يف لبنان خصوصاً‬ ‫يف ظل حالة االصطفافات الطائفية واملذهبية‬ ‫الحادة السائدة يف البلد‪ ،‬مام قد يؤدي إىل تفجري‬ ‫أزمة مل تكن يف الحسبان‪.‬‬ ‫فإلغاء الطائفية السياسية يستلزم إعادة‬ ‫نظر شاملة يف بنود الدستور التي فيها الكثري‬ ‫من املضامني الطائفية‪ ،‬فهل البلد بظروفه اليوم‬ ‫جاهز لهذه الورشة؟‬ ‫ففي املادة ‪ 24‬من الدستور ورد ما ييل‪:‬‬ ‫ُتو َّزع املقاعد النيابية وفق القواعد اآلتية‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬بالتساوي بني املسيحيني واملسلمني‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬نسبياً بني طوائف كل من الفئتني‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬نسبياً بني املناطق‪.‬‬ ‫فامذا نفعل بهذه املادة؟‬ ‫وكيف ُنجري االنتخابات خارج القيد الطائفي‬ ‫يف ظل األكرثية العددية لطائفة عىل حساب‬ ‫أخرى؟ والحقيقة أن ما تثريه “املعارضات” اليوم‪،‬‬ ‫كان قد أخذ بالحسبان يف بدايات استقالل الدولة‬ ‫سنة ‪ .1943‬ومحارض جلسات املجلس النيايب‬ ‫تحيك حكاية ما جرى وملخصها التايل‪ :‬تقدمت‬ ‫الحكومة من املجلس االستقاليل األول مبرشوع‬ ‫قانون لالنتخابات البلدية واالختيارية فرده املجلس‬ ‫للحكومة “إللغاء القرارات الصادرة عن املفوض‬ ‫السامي بهذا الشأن وإلغاء الطائفية منه”‪.‬‬ ‫وعندما تشكلت حكومة الرئيس رياض الصلح‬ ‫الرابعة سنة ‪ 1947‬أحالت إىل املجلس مرشوعني‪،‬‬ ‫واحد للبلديات وآخر لالختيارية‪ ،‬بدأ املجلس‬ ‫درسهام يف جلسة ‪ 30‬أيلول ‪ .1947‬وقد جاء يف‬ ‫محرض الجلسة التايل‪ :‬أعطيت الكلمة األوىل‬ ‫للرئيس سامي الصلح فطالب املجلس بإقرارهام‬ ‫كام عُ دّال‪ ،‬وكان نصهام قد ألغى الرتشح‬ ‫الطائفي‪ ،‬وتاله النائب فيليب تقال فقال إن اللجان‬ ‫قد درست املرشوع درساً كافياً وأرى أنه أىت “بفتح‬ ‫جديد بقضية إلغاء الطائفية واعترب ان تصويتنا‬ ‫عليه هو خطوة أوىل يف سبيل اإلصالح الذي لن‬ ‫يتم ما مل يتوا َر شبح الطائفية الذي لن يتوارى‬ ‫من النفوس ما مل يتوا َر من النصوص‪ .‬نبدأ بإلغاء‬ ‫الطائفية يف البلديات ثم يف االنتخابات النيابية‬ ‫من الدستور والجدير ذكره هنا أن املجلس كان قد‬ ‫ناقش “يف جلسة ‪ 29‬أيلول مذكرة املطران مبارك‬ ‫للجنة التحقيق الدولية” وانتهى إىل إعالن‬ ‫استنكاره لها‪ .‬أما رئيس الحكومة رياض الصلح‬ ‫الذي تكلم بعد النائبني الصلح وتقال قبل البدء‬ ‫بطرح مواد مرشوع البلديات فقال‪ ..“ :‬لقد عاد‬ ‫املرشوع عىل أساس الالطائفية وأنا فخور به‬ ‫عىل هذه الصورة إذ سيكون فاتحة عهد جديد‬

‫عامة‬

‫سيتناول االنتخابات بصورة‬ ‫بصورة خاصة وبعد ذلك النفوس”‪.‬‬ ‫إن هذه العينة من شبه اإلجامع الذي كانت‬ ‫تلتف حوله القيادات االستقاللية مىض عليه‬ ‫أكرث من ستني سنة‪ ،‬ما يجعله قاب ًال للتقييم‬ ‫اليوم وميكن أن يكون ذلك يف تساؤلني‪ :‬هل‬ ‫كانت تجربة إلغاء الطائفية من النصوص أوالً‬ ‫يف االنتخابات البلدية واالختيارية فاشلة؟ وإذا‬ ‫كانت غري ذلك فلامذا أحبط استكامل إلغاء‬ ‫الطائفية عىل الصعد األخرى وفق ما وعد به‬ ‫رجل االستقالل رياض الصلح؟‬ ‫يف تلك الحقبة كان الالاستقرار السيايس قد‬ ‫داهم عهد الرئيس بشاره الخوري وعندما بدأ عهد‬ ‫الرئيس كميل شمعون انقلبت سياسة العهد‬ ‫إىل عكس السياسة االستقاللية متاماً‪ ،‬وبدأت‬ ‫مالمح هذا االنقالب بالظهور باإلجراءات القانونية‬ ‫التي كانت متهد الطريق إلنعاش الحالة الطائفية‬ ‫وتجذرها‪ ،‬واستمر هذا السياق حتى اليوم‪ ،‬واألمثلة‬ ‫عىل ذلك تتوافر يف كل اإلجراءات املتخذة وإن‬ ‫كانت فعاليتها تختلف بني مرحلة ومرحلة‪ .‬بهذا‬ ‫املعنى تصبح الهجمة الرشسة عىل مبادرة‬ ‫الرئيس نبيه بري الستكامل تطبيق اتفاق الطائف‬ ‫وتحديداً للبند املتعلق بتشكيل الهيئة الوطنية‬ ‫هي معارضة للفكرة التي حاول رجال االستقالل‬ ‫تضمينها ملفهوم امليثاق الوطني وال تتوافق معها‪.‬‬ ‫ومن تلك األسباب القول إن تشكيل الهيئة اليوم‬ ‫دونه مخاطر‪ ،‬ألن الوضع الطائفي مستفحل‪،‬‬ ‫وطرح مبدأ إلغاء الطائفية يف ظل هذا الوضع‬ ‫يف غري محله‪ ،‬مام يوجب الرتيث‪ ،‬وبعضهم قال‬ ‫بالتشاور أوالً‪ .‬وإذا كان الجميع يعرتف بوجود وضع‬ ‫طائفي مستفحل‪ ،‬فمثل هذا االعرتاف يفرض‬ ‫عليهم‪ ،‬وخصوصاً املسؤولني منهم والقيادات‪،‬‬ ‫العمل رسيعاً ملواجهة هذا االستفحال بدالً من‬ ‫تركه يتنامى مع مرور األيام‪.‬‬ ‫فمن املمكن متاما أن يكون املجتمع متعدد‬ ‫املذاهب واإلثنيات والعرقيات من دون أن يؤدي ذلك‬ ‫إىل نشوء دولة طائفية أو سيطرة الطائفية عىل‬ ‫الحياة السياسية‪ ،‬ألن الوالء هو للدولة والقانون‬ ‫الذي متثله‪ .‬وعندما نقول أن الوالء للدولة أوال‬ ‫ينبغي‪ ،‬ان تكون هناك “دولة” مبفهومها الكامل‪،‬‬ ‫الدولة املتحملة ملسؤولياتها الكاملة تجاه‬ ‫مواطنيها ورعاياها‪ ،‬ال أن تكون إدارة الدولة‬ ‫“طائفة” من جملة الطوائف املوجودة‪ .‬فعملية‬ ‫الربط بني منطق العمل املجتمعي ومنطق عمل‬ ‫الدولة‪ ،‬وهو املنطق السائد حال ًّيا الذي يعترب‬ ‫الطائفية التي متارسها النخب السياسية‬ ‫انعكاساً مبارشاً وطبيعياً للتعددية الطائفية‬ ‫التي تسم املجتمع‪ ،‬هذا النطق يقود ال محالة إىل‬ ‫االعتقاد بأن محاربة الطائفية متر عرب إدانة جميع‬ ‫العصبيات والتضامنات األهلية وحلها‪ ،‬لتكوين‬ ‫مجتمع خال من العصبيات األهلية‪ .‬وهو ما يعني‬ ‫عمليا تفكيك عرى التالحم االجتامعي‪ ،‬وبذلك‬ ‫تتحول الحكومة وأجهزة الدولة والعاملني يف‬

‫‪15‬‬

‫فالدستور‬

‫كوادرها إىل طائفة وحيدة‪ ،‬محتكرة للسلطة‬ ‫والرثوة جميعاً‪ ،‬بصورة نهائية‪ ،‬يف وجه شعب‬ ‫ُأفرغ من أي عالقة اجتامعية‪ ،‬وتحول إىل ذرات‬ ‫ال تعمل وال تتحرك وال تفكر وال تشعر إال عرب‬ ‫طائفة السلطة وبإرادتها وأوامرها‪.‬‬ ‫فالطائفية ليست مجرد شعور عدايئ ألفراد‬ ‫من طائفة نحو طائفة أخرى‪ ،‬بل ً‬ ‫أيضا اسرتاتيجية‬ ‫موازية تستخدمها بعض فئات النخبة السياسية‬ ‫يف التنافس عىل السلطة أو سياسة منهجية‬ ‫تتبعها سلطة معينة يف سبيل تأمني قاعدة‬ ‫اجتامعية شعبية أو إتنية أو مذهبية تعزز‬ ‫مواقعها االسرتاتيجية وهو ما تعمد إليه األحزاب‬ ‫الطائفية املؤدلجة يف لبنان لتكريس الطائفية‬ ‫كحتمية اجتامعية وتاريخية ال ترد‪.‬‬ ‫هل طرح تشكيل الهيئة الوطنية إللغاء‬ ‫الطائفية أصبح ممكنا؟ ملاذا االعرتاض عليها‪ ،‬ومل‬ ‫تتضح الظروف السياسية بالنسبة إليها بعد؟‬ ‫إلغاء الطائفية يستلزم إعادة نظر شاملة يف بنود‬ ‫الدستور التي فيها الكثري من املضامني الطائفية‪،‬‬ ‫فهل البلد جاهز اليوم لذلك؟ ما هو البديل عن‬ ‫بإلغاء الطائفية؟ أسئلة‬ ‫التأخري يف البدء‬ ‫طرحتها “منرب التوحيد” عىل عدد من السياسيني‬ ‫واألحزاب واملفكرين‪ ،‬فجاءت آراءهم متناقضة‪:‬‬

‫بشارة مرهج‬

‫النائب السابق بشارة مرهج اعترب أن طرح‬ ‫موضوع تشكيل الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‬ ‫السياسية هو طرح ممكن اآلن ويف كل وقت‪ .‬وإذا‬ ‫عدنا اىل فجر االستقالل نرى بأن االجداد كانوا‬ ‫يف العمق‪ ،‬يعتربون املادة ‪ 95‬من الدستور مادة‬ ‫مؤقتة ويجب إلغاؤها يف اقرب فرصة ممكنة‪ .‬وقد‬ ‫اكد البيان الوزاري االول لحكومة االستقالل عىل‬ ‫هذا االمر معترباً ان اللبنانيني يف لحظة وطنية‬ ‫عارمة لن يرتددوا يف العبور اىل الصيغة الوطنية‬ ‫الخالصة التي تعترب اللبنانيني مواطنني يعيشون‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫ملف‬ ‫بحرية يف وطن موحد تحتضنهم دولة عرصية‬ ‫عىل مسافة واحدة من الجميع‪ ،‬متسائ ًال‪ :‬اذا كان‬ ‫آباء االستقالل قد اكدوا عىل إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية نظ ًر لسلبياتها التي اختربناها يف‬ ‫مراحل الحقة ؟!‬ ‫وأوضح مرهج أن االعرتاض عليها يعود اىل‬ ‫سببني‪ :‬األول جهل البعض لجوهر املوضوع‬ ‫واعتبارهم ان امليض يف إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية يؤدي اىل هيمنة طائفة عىل أخرى‪،‬‬ ‫يف حني أن معالجة هذه الحالة السلبية التي‬ ‫يعيشها لبنان منذ املترصفية ميكن أن تسهم‬ ‫تدريجياً يف إزالة االنقسام الطائفي وما يرافقه‬ ‫من توترات ومخاوف ومزاعم ال ميكن وضع سقف‬ ‫لها يف ظل ثقافة وطنية متخلفة تنطلق من‬ ‫متجيد الذات واستصغار اآلخر وما ينتج عن ذلك‬ ‫من تداعيات تجعل الوطن مجرد محاصصات‬ ‫وحسابات طائفية متوترة تتطلع دامئاً اىل الخارج‬ ‫وتجعل الدولة مزرعة للزعامات الطائفية ترسح‬ ‫ومترح فيها كام يروق لها يف غياب أي شكل فعال‬ ‫من اشكال الرقابة القانونية والربملانية‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬السبب اآلخر ملعارضة البعض بحث‬ ‫هذا املوضوع الحساس يعود اىل مصالحهم‬ ‫املتجذرة يف هذا النظام املتخلف الذي يعتمد‬ ‫عىل تحالف طغمة مالية محتكرة مع زعامء‬ ‫محليني‪ ،‬يقدمون مصالحهم عىل مصلحة لبنان‬ ‫ال بل يعتربون ان ما هو صالح لهم هو صالح‬ ‫للوطن‪ .‬وإذا كان الفريق االول يقدم الدعم املايل‬ ‫لتعزيز وضع الزعامء املحليني فإن هؤالء يسكتون‬ ‫عن مامرسات االحتكار املايل الذي يسيطر عىل‬ ‫مقدرات اللبنانيني ويستويل عىل مداخليهم يف‬ ‫ظل قوانني بآلية صيغت ملصلحة هذا االحتكار‬ ‫وال زالت سارية املفعول حتى هذه اللحظة ويف‬ ‫مقدمها نظام املناقصات والوكاالت الحرصية‬ ‫التي تشكل الوجه الحقيقي لالقتصاد الوطني‬ ‫«الحر» كام ملعظم مناحي الحياة يف لبنان‪ .‬هذا‬ ‫وأ ّكد مرهج عىل أن إلغاء الطائفية السياسية‬ ‫يستوجب أوال تشكيل الهيئة الوطنية املختصة‬ ‫التي ينبغي أن تبارش أعاملها للقيام بهذا‬ ‫الواجب الوطني الكبري مؤكدة عىل أهمبة‬ ‫التفاهم والتوافق يف عملية االنطالق لتقديم‬ ‫مصلحة لبنان عىل كل مصلحة فئوية أو‬ ‫ذاتية ولرتسيخ املفاهيم الدميقراطية التي تأىب‬ ‫التمييز بني لبناين وآخر‪ .‬وبطبيعة الحال فإن هذه‬ ‫الهيئة املختصة لن تجد نفسها ملزمة بإعادة نظر‬ ‫شاملة يف بنود الدستور وإمنا يف تنفيذ املواد‬ ‫التي مل تنفذ بعد من هذا الدستور‪ ،‬وال سيام‬ ‫املادة ‪ 95‬التي تنص بالحرف «عىل مجلس النواب‬ ‫املنتخب عىل اساس املناصفة‪ ...‬اتخاذ اإلجراءات‬ ‫املالمئة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية وفق‬ ‫خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية برئاسة‬ ‫رئيس الجمهورية تضم باإلضافة إىل رئيس‬ ‫مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء شخصيات‬ ‫سياسية وفكرية واجتامعية‪ .‬ومهمة الهيئة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫دراسة واقرتاح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية‬ ‫السياسية وتقدميها اىل مجليس النواب والوزراء‬ ‫ومتابعة تنفيذ الخطة املرحلية‪.»...‬‬ ‫ويف هذا السياق وعندما يجري انتخاب‬ ‫مجلس نواب عىل أساس وطني (ومن خارج القيد‬ ‫ينبغي حسب ما ورد يف الطائف‬ ‫الطائفي)‬ ‫استحداث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع‬ ‫العائالت الروحية وتنحرص صالحياته يف القضايا‬ ‫املصريية‪ .‬اىل ذلك ستجد هذه اللجنة امامها‬ ‫ايضا املشاريع املتعلقة باستقاللية السلطة‬ ‫القضائية والالمركزية اإلدارية وقانون االنتخابات‬ ‫وكلها قضايا حيوية التقصري يف معالجتها‬ ‫وتطويرها يشكل إدانة للهيئات السياسية‬ ‫الحاكمة التي تريد سلك القضاء تحت هيمنتها‪،‬‬ ‫ويؤثر نظام املركزية اإلدارية عىل نظام الالمركزية‬ ‫لتشديد سيطرتها عىل الدولة وأجهزتها‬ ‫ومنافعها‪ ،‬وتتمسك بقانون انتخايب طائفي‬ ‫متخلف لتضمن حصتها وسلطتها‪.‬‬ ‫ورداً عىل السؤال املطروح واملتعلق بجهوزية‬ ‫البلد اليوم لهذه الخطوات تقليدي ويطرح يف‬ ‫كل مناسبة وامام كل استحقاق تواجهه البالد‪،‬‬ ‫رأى مرهج أن التسويف بلغ مداه ومل يعد من‬ ‫صالح البالد وسمعتها تأجيل هذه االستحقاقات‬ ‫الدستورية علام بأن ترك املوضوع عىل غاربه‬ ‫سيؤدي اىل مزيد من الرتدي يف العالقات الداخلية‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وإىل مزيد من تدهور أوضاع الدولة التي‬ ‫باتت تجد صعوبة يف ملء الشواغر يف اإلدارة‬ ‫بسبب التطاحن الطائفي الذي يكاد يبتلع كل‬ ‫معامل الحضارة يف بالدنا‪.‬‬

‫محمود عبد الخالق‬ ‫من جهته رئيس املجلس األعىل للحزب القومي‬ ‫السوري االجتامعي الوزير السابق محمود عبد‬ ‫الخالق اعترب أن طرح هذا املوضوع ال يخضع‬ ‫العتبارات «املمكن» أو «الالممكن» النه يندرج يف‬ ‫سياق الحراك السيايس الهادف اىل اإلصالح يف‬ ‫لبنان‪ ،‬ونحن نعتقد انه آن األوان للرشوع جدياً‬ ‫يف تطبيق ما نص عليه الطائف لجهة تشكيل‬ ‫«الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية السياسية»‬ ‫بل إللغاء الطائفية بشكل عام‪ ،‬فاملطلوب برأينا‬ ‫أكرث من إلغاء الطائفية السياسية يف مواقع‬ ‫الدولة ومؤسساتها عىل اختالفها‪ ،‬املطلوب‬ ‫إلغاء الطائفية بكل أشكالها ووجوهها‪.‬‬ ‫إن الطائفية هي علة العلل يف لبنان‪ ،‬منذ‬ ‫نشأة هذا الكيان وحتى يومنا هذا‪ ،‬وكل املصاعب‬ ‫والتحديات الداخلية من أحداث وتناحرات‬ ‫وانقسامات‪ ،‬سببها الطائفية التي تكرست يف‬ ‫تركيبة النظام اللبناين‪ ،‬واستطيع القول أيضا ان‬ ‫التحديات واألخطار الخارجية‪ ،‬املتمثلة باملشاريع‬ ‫كلها‬ ‫واالستعامرية‪،‬‬ ‫واألمريكية‬ ‫الصهيونية‬ ‫استفادت من العامل الطائفي يف لبنان ومن‬

‫‪16‬‬

‫طائفية النظام فيه‪ ،‬لتحقيق مشاريعها بإخضاع‬ ‫لبنان للمشيئة الصهيونية واالستعامرية‪ .‬نحن‬ ‫مؤمنون بان السبيل إلنقاذ لبنان من الترشذم‬ ‫والضياع هو بإلغاء الطائفية فيه‪ ،‬وقيام وحدة‬ ‫حياة حقيقية بني اللبنانيني‪ ،‬ولذلك نحن نرفض‬ ‫مقوالت العيش املشرتك‪ ،‬ونعدو اىل وحدة الحياة‪،‬‬ ‫وهذا املوقف ليس «للتمريك» السيايس‪ ،‬بل ألننا‬ ‫حزب حذر مؤسسه انطون سعادة منذ عرشينات‬ ‫القرن املايض‪ ،‬من خطر الطائفية بوصفها دا ًء‬ ‫خبيثاً‪ ،‬انتشاره كارثة عىل وحدة املجتمع‪ .‬أما الذين‬ ‫يتخابثون ويقاربون موضوع إلغاء الطائفية‪ ،‬عىل‬ ‫قاعدة إلغائها من النفوس قبل النصوص‪ ،‬فهم‬ ‫غري صادقني يف مقارباتهم‪ ،‬ألنهم يف الحقيقة‬ ‫هم من املستفيدين واملنتفعني من الرتكيبة‬ ‫الطائفية يف البلد‪ .‬نحن كحزب سوري قومي‬ ‫اجتامعي‪ ،‬شكلنا مث ًال راقياً يف كيفية محو‬ ‫آثام الطائفية من النفوس والنصوص عرب الوعي‬ ‫واملعرفة وبخلق بيئة نظيفة محصنة ضد وباء‬ ‫الطائفية املميت‪ ،‬وأرسينا وظيفة رجال الدين‬ ‫التي يجب أن تنحرص يف شؤون الدين‪ ،‬ال أن يصبح‬ ‫رجل الدين واعظاً سياسياً بخلفية طائفية‪ ،‬ما‬ ‫يشكل خطراً عىل وحدة املجتمع‪.‬‬ ‫إذا نحن يف الحزب‪ ،‬قدمنا النموذج‪ ،‬ويجدر‬ ‫بالجميع االقتداء بهذا النموذج فنتخلص ويتخلص‬ ‫لبنان من آفة الطائفية التي أنبتت مذهبيات‬ ‫هدامة‪ .‬لذلك‪ ،‬نرى أن الطرح يشكل هدفاً مبدئياً‪،‬‬ ‫ونحن أعلنا تأييدنا الكامل لطرح تشكيل الهيئة‬ ‫الوطنية إللغاء الطائفية الذي أطلقه رئيس‬ ‫مجلس النواب األستاذ نبيه بري من ضمن سلة‬ ‫متكاملة الستكامل تنفيذ اتفاق الطائف الذي‬ ‫أصبح دستوراً‪ ،‬وبالتايل عىل اللبنانيني جميعاً‬ ‫االلتزام بتطبيق كل بنود الدستور‪ ،‬مشرياً اىل أن‬ ‫هناك قوى طائفية يف لبنان تسخر هذا النظام‬ ‫الطائفي يف خدمة مصالحها الخاصة عىل حساب‬ ‫مصلحة مجموع اللبنانيني‪ ،‬وعندما تكون هذه‬ ‫القوى مطمئنة اىل وضعها‪ ،‬نراها تختلف يف‬ ‫ما بينها عىل توزيع الحصص واملغانم‪ ،‬لكنها‬

‫رسعان ما تتوحد حني تستشعر بأن «خطراً ما»‬ ‫يتهدد نظام التقاسم الطائفي‪ ،‬لذلك مل يكن‬ ‫مستغرباً ان يأيت‪ ،‬من هذه القوى ذاتها‪ ،‬االعرتاض‬ ‫عىل تشكيل الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‪.‬‬ ‫لكن املستغرب هو أن القوى نفسها أشبعتنا‬ ‫محارضات ومطوالت عىل مدى سنوات‪ ،‬عن‬ ‫رضورة احرتام الطائف وتطبيق الطائف وما إىل‬ ‫ذلك من املعزوفة التي تبني‪ ،‬حني دقت ساعة الجد‪،‬‬ ‫أنها مل تكن أكرث من مجرد شعارات لالستهالك‬ ‫السيايس ولتغطية «الساموات بالقبوات»‬ ‫أما عن الظروف السياسية‪ ،‬فاللبنانيون‬ ‫ينتظرون نضوجها منذ «حكومة االستقالل‬ ‫األوىل» التي تحدثت يف بيانها الوزاري عن‬ ‫«الساعة املباركة» التي يتم فيها إلغاء الطوائف‬ ‫واملذاهب؟‬ ‫يف هذا املجال‪ ،‬ال بد من اإلقرار بأننا كقوى وطنية‬ ‫وقومية وعلامنية نتحمل مسؤوليات كبرية‪،‬‬ ‫وعلينا ان ندفع يف اتجاه العمل من أجل إلغاء‬ ‫الطائفية‪ ،‬عرب خلق كل الظروف وإنضاجها‪.‬‬ ‫ورغم استمرار بعض املترضرين بالرصاخ‬ ‫والعويل‪ ،‬فإن لبنان داخل اليوم يف مرحلة جديدة‬ ‫من االستقرار السيايس‪ ،‬أنضجها انتصار خط‬ ‫املقاومة واملامنعة عىل كل املشاريع التي أرادت‬ ‫إعادة لبنان اىل «ضعفه» وأثبتت هذا الخط أن‬ ‫لبنان بقوته ومقاومته قادر عىل قلب املعادالت‬ ‫ومنع محاوالت جعله خارصة رخوة ضد محيطه‬ ‫القومي‪ .‬هذه املرحلة من االستقرار نأمل ان‬ ‫تساعد عىل تحقيق جملة من األهداف عىل كل‬ ‫املستويات االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬ألن االستقرار‬ ‫االقتصادي واالجتامعي هو من األسس الرضورية‬ ‫التي تساعد الناس عىل التحرر والخروج من أنفاق‬ ‫الطوائف واملذاهب اىل األفاق الوطنية ورحابها‬ ‫الواسعة‪.‬‬ ‫وأضاف عبد الخالق‪ :‬إذا مل يكن البلد جاهزاً‪،‬‬ ‫فعلينا أن نجعله كذلك‪ ،‬وهذا هو بالضبط دور‬ ‫الهيئة الوطنية إللغاء الطائفية‪ ،‬التي عليها‬ ‫اإلعداد لتحقيق هذا الهدف الكبري‪ ،‬من جميع‬ ‫والتنفيذية‬ ‫والدستورية‬ ‫السياسية‬ ‫الجوانب‬ ‫وغريها‪ .‬وهناك يف لبنان خرباء مشهود لهم‬ ‫يف كل املجاالت‪ ،‬وخصوصاً يف املجل الدستوري‪،‬‬ ‫ويستطيعون القيام بهذه املهمة عىل أكمل‬ ‫وجه‪ ،‬وبإمكان الهيئة االستعانة بهم واالستفادة‬ ‫من خرباتهم يف سياق عمليها إلنشاء مجلس‬ ‫الشيوخ وإلعادة النظر يف البنود الدستورية‬ ‫وتنقيتها من الشوائب الطائفية‪ .‬ويف سياق‬ ‫الحديث عن مضامني البنود الدستورية‪ ،‬ال بد من‬ ‫التوقف قلي ًال عند مواقف بعض رجال الدين‪،‬‬ ‫الذين لألسف يعملون يف السياسة ال يف‬ ‫الدين‪ ،‬والذين اعرتضوا عىل طرح إلغاء الطائفية‪،‬‬ ‫لكنهم حاولوا تغليف اعرتاضهم بالدعوة اىل‬ ‫إلغائها من النفوس قبل النصوص‪ ،‬أي عىل‬ ‫طريقة «البيضة قبل أم الدجاجة»‪.‬‬ ‫نحن نسأل هؤالء‪ ،‬أمل يتبعوا أديانهم استناداً‬

‫اىل نصوص الكتب املقدسة التي يستمدون‬ ‫منها سلطانهم وأحكامهم الدينية والدنيوية؟‪،‬‬ ‫موضحاً ان البديل هو إبقاء الوضع عىل ما هو‬ ‫عليه‪ ،‬لكن ببعض التمعن وبالعودة قلي ًال اىل‬ ‫الوقائع التاريخية التي ال تزال ماثلة يف األذهان‪،‬‬ ‫نستنتج ان هذا البديل سيكون املزيد من االنحدار‬ ‫واالنتقال من اليسء اىل االسواء‪ .‬إن عدم معالجة‬ ‫داء الطائفية سيبقي األبواب مرشعة أمام إعادة‬ ‫إنتاج األزمات ورضب االستقرار الذي يبقى مؤقتاً ما‬ ‫دام هذا النظام الطائفي قامئاً‪ ،‬وما دام يحمل يف‬ ‫دواخله الفتائل والصواعق الجاهزة للتفجري يف أي‬ ‫وقت‪ .‬لذلك نحن ندرك أن معركتنا إللغاء الطائفية‬ ‫ليست سهلة‪ ،‬بل تحتاج اىل الكثري من العمل‬ ‫والجهد والصرب‪ ،‬ألن القوى الطائفية املستفيدة من‬ ‫هذا النظام الطائفي‪ ،‬متجذرة بني خبايا وخفايا‬ ‫هذه الدولة وهياكلها ومؤسساتها املهرتئة‪ .‬لكننا‬ ‫ال ندرك أيضا ان لدينا اليوم فرصة مهمة التخاذ‬ ‫القرار بإطالق هذه املسار الصعب‪ ،‬الذي ال بأس‬ ‫لو تطلب الوصول اىل خواتيمه السعيدة بعض‬ ‫الوقت‪ ،‬الن من يريد فع ًال إلغاء الطائفية يعرف‬ ‫ان سلق األمور ال يحقق الهدف‪ ،‬بل العمل املتأين‬ ‫والصبور هو الذي يأيت بالنتائج املطلوبة‪.‬‬

‫ابراهيم شمس الدين‬ ‫هذا واعترب الوزير السابق ابراهيم شمس الدين‬ ‫أن تشكيل هيئة ملبارشة درس إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية يف لبنان هو أمر منصوص عليه يف‬ ‫الدستور اللبناين‪ ،‬وبالتايل هو صحيح ويجب‬ ‫أن ين ّفذ وأكرث من ذلك‪ .‬ولكن بكل أسف ال أحد‬ ‫يحاسب أحد‪ ،‬و»كلهم أعز وأكرم وأنصاف آلهة»‬ ‫ال أحد يقبل الحساب‪ ،‬كون الشيئ الصحيح ال‬ ‫يعني يف الظروف اللبنانية أنه ميكن مبارشته أو‬ ‫تطبيقه يف أي وقت بل هو بحاجة اىل توقيت‪.‬‬ ‫رمبا الوقت السابق كان األفضل واألحسن‪ ،‬ورمبا‬ ‫لو بورش يف تطبيق الطائف يف كليته لكان‬ ‫العديد من األمور واإلشكاالت واملشاكل قد ُح ّلت‬ ‫ومل نصل اىل ما وصلنا إليه اليوم‪ .‬فهذا العنوان‬ ‫رغم أنه مطلب أو إلزام دستوري ووطني مبعنى أنه‬ ‫يصحح وضع الدولة ويبني وطنا حقيقيا بغض‬ ‫النظر عن آراء اآلخرين‪ ،‬إنه ليس بالقرار اإلداري‬ ‫العادي والبسيط‪ ،‬بل من األمور التي ما إن نصل‬ ‫إليها مطلوب فيها التوافق‪.‬‬ ‫وأشار شمس الدين اىل أن التوقيت ليس‬ ‫صحيحاً بالرغم من أن هذا املوضوع من املفيد‬ ‫أن يكون يف نهاية مسار وليس مبؤجل‪ ،‬وليتم‬ ‫الوصول إليه ينبغي أن تسبقه تطبيقات أو‬ ‫تنفيذات أخرى موجودة ومطلوبة يف الدستور‬ ‫أو غريه‪ ،‬منها وضع قانون انتخاب جديد مغاير‬ ‫للقانون الحايل ‪ 1960‬املقيت‪ ،‬الذي أتلف الوطن‬ ‫وجعل من الناس قطعاناً تسكن عقارات طائفية‬

‫‪17‬‬

‫ويسمح بتنامي الحس املذهبي والطائفي‪،‬‬ ‫ويقوم عىل قاعدة التمثيل النسبي ولو جزئياً‬ ‫ومي ّكن الناس من أن تكون ممثلة بشكل صحيح‪،‬‬ ‫كام ميهد الطريق آللية إلغاء النظام الطائفي‬ ‫السلطة‬ ‫استقاللية‬ ‫اىل‬ ‫أضف‬ ‫السيايس‪،‬‬ ‫القضائية لتحمي الناس ومتهّد الطريق باتجاه‬ ‫إقرار آليات إللغاء الطائفية السياسية‪ ،‬موضحاً‬ ‫أنه للوصول إىل إلغاء الطائفية السياسية‬ ‫هناك أشياء أخرى ال تزال موجودة يف الدستور‬ ‫ينبغي تنفيذها كإنشاء مجلس للشيوخ‪ ،‬ألنه‬ ‫ّ‬ ‫ينظم الحيثية الطائفية يف مؤسسة دستورية‬ ‫يصبح فيها وضوح لكيفية التعامل فيها‪ ،‬ال أن‬ ‫يكون األمر فالت عىل غاربه‪ ،‬كأن يقول قائل هنا‬ ‫بأن هذه اختيارات الدستور ويجب أن يطبق كله‪،‬‬ ‫ال أن ننتقي ما يجب أن يط ّبق وهذا منطق دائر‬ ‫ينطبق عىل الكل‪ .‬أنا ال أقول بتطبيق انتقايئ أو‬ ‫استنسايب‪ ،‬بل أقول أن الدستور وضعه عقالء‬ ‫وفيه خيط نابض ملبارشة األمور يف خطوات‬ ‫مربمجة تصل اىل النهاية العظمى‪ .‬لذا يجب‬ ‫الدخول فع ًال يف إلغاء نظام الطائفية السياسية‪.‬‬ ‫أما أن يطرح الشعار ويحاول تطبيقه يف هذا‬ ‫الجو من الغليان والتناقضات وعدم الوضوح‬ ‫والفجوات القانونية يف التطبيق واملامرسة يف‬ ‫شؤون عديدة ال يصبح غري مناسب فقط‪ ،‬وإمنا‬ ‫قد يصبح خطراً‪ ،‬ورمبا هذا ما كان يعنيه الراحل‬ ‫الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله‬ ‫يف قوله‪.‬‬ ‫هذا ورأى شمس الدين بعد تبصرّ عميق أن‬ ‫قضية إلغاء الطائفية السياسية يجب أن توضع‬ ‫جانباً حتى يط ّور النظام ويصحح بحيث نستفيد من‬ ‫اإلمكانات الجيدة واإليجابية املوجودة فيه اىل أقىس‬ ‫درجة ويعود األمر اىل إمكانية طرحه يف املستقبل‪.‬‬ ‫فاملبدأ موجود يف الدستور وهو ثابت‪ ،‬واختيار التوقيت‬ ‫وطرح هذه القضية للتطبيق من املناسب والحكيم‬ ‫جداً أن تأيت من جانب املؤسسات اللبنانية املسيحية‬ ‫للداللة عىل اإلجامع املسيحي العام‪.‬‬

‫إعداد ليديا أبودرغم‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫غداء الجاهلية في دارة رئيس تيار التوحيد جمع لبنان السياسي وأقام مصالحة الشجعان‬

‫جنبالط ‪ :‬أزور سوريا في الوقت المناسب‬ ‫وهاب ‪ :‬سوريا الحصن والعون على مر التاريخ‬ ‫الشيخ أبو ذياب ‪ :‬أبارك هذا التوافق لمصلحة الطائفة والوطن‬ ‫متيز السجل السيايس للعالقات بني “الحزب‬ ‫التقدمي االشرتايك” و”تيار التوحيد” بديناميكية‬ ‫شديدة‪ ،‬يصعب معها التنبؤ مبا سيؤول معه‬ ‫مستقبل الطائفة الدرزية‪ ،‬كونها م ّثلت خليطا‬ ‫من النوايا واألحداث ر ّتبت أفعاالً متصاعدة األثر‬ ‫سلباً أو إيجاباً‪ .‬واملتتبع لذلك السجل يجد نقاط‬ ‫انعطافة مهمة‪ ،‬اختلفت يف دواعيها وظروفها‪،‬‬ ‫لكنها اشرتكت يف نتيجة واحدة‪ ،‬حيث تبنى‬ ‫كال الطرفني سياستني متناهضتني من حيث‬ ‫اللغة واملامرسة تطمح للتفوق والتأثري‪ .‬وجاء‬ ‫كل ذلك يف الوقت الذي سعى فيه “تيار التوحيد”‬ ‫كحزب تغيريي ناشئ إىل تثبيت موقعه ودوره‬ ‫عىل الساحة الدرزية‪ ،‬وقد توضح هذا السعي‬ ‫عندما رشع التيار وبحذق لالستفادة من التململ‬ ‫الحاصل يف املزاج الدرزي وإمكانية تقبله لألفكار‬ ‫التغيريية التي يخوض يف تفاصيلها ويرتب‬ ‫مفرداتها وفق منظومة املطامح التي يسعى‬ ‫إليها‪ ،‬وأولها طرح معادلته الشهرية يف محاولة‬ ‫التخلص من الرشنقة التي فرضت عىل الدروز‬ ‫وتأمني انتقال تدريجي يخرج بهم من الجبل‬ ‫إىل رحاب الوطن ومن ثم إىل األمة‪ .‬ويف هذا‬ ‫املوقف تأكيد عىل فصول التحدي واملقاومة‬ ‫الشعبية التي انتهجها التيار يف تقليص فرص‬ ‫نجاح املخطط األمرييك للمنطقة ومطامعه‬ ‫التقسيمية والتخريبية التي هي امتداد للحالة‬ ‫القامئة اليوم يف العراق‪.‬‬ ‫هكذا بدت إشارات التباعد بني الطرفني‬ ‫ميسورة لزيادة الهواجس‪ ،‬بعد أن كادت األمور‬ ‫تصل اىل حافة الهاوية بالنسبة لهام‪.‬‬ ‫يف ‪ 26‬أيار ‪ ، 2006‬تاريخ تأسيس “تيار التوحيد”‪،‬‬ ‫كان الوضع السيايس داخل الطائفة الدرزية عىل‬ ‫قدر عال من االهتزاز‪ ،‬بحيث مل يكن متوقعا عند‬ ‫بعضهم والدة تيار سيايس يتزعمه رجل من خارج‬ ‫البوابتني التقليديتني‪ ،‬الجنبالطية واألرسالنية‪.‬‬ ‫وعليه مل تكن الحرب الهوجاء التي شنت بعدها‬ ‫عىل تيار التوحيد حربا سياسية فقط ‪ ،‬بل حربا‬ ‫مشرتكة شارك فيها كل من توجس رشا مام جاهر‬ ‫به هذا التيار من خيارات تغيريية وضعها يف‬ ‫متناول من أراد التمرد عىل كل محاوالت اإلذعان‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جنبالط ووهاب يف دارة الشيخ املرجع ابو ذياب‬

‫‪ ...‬ووهاب يستقبله يف دارته‬

‫والقهر والتهميش والعنف واالستغالل والفقر‬ ‫والحرمان التي فرضت عىل أبناء الطائفة لسنوات‬ ‫طويلة وتصويرها من قبل البعض عىل أنها قدر‬ ‫محتوم البد من االعرتاف به والعيش تحت ظله‪.‬‬ ‫وبسبب هذه الخلفية التغيريية عند التيار‪،‬‬ ‫اكتظ مناخ العالقة مع التقدمي بعدة معضالت‬ ‫مستدامة مرتابطة فيام بينها‪ .‬وميكن إرجاع‬

‫‪18‬‬

‫ذلك إىل األهداف املتقابلة والطروحات املتباينة‬ ‫بينها التي و ّلدت األحداث تباعا‪ ،‬واىل ضخامة‬ ‫النوايا واستمرار تركيز الطرفني عليها‪ .‬وبينام‬ ‫كان يحاول البعض تصوير تيار التوحيد وضعا‬ ‫استثنائيا‪ ،‬وإطالق عليه صفة املؤقت والدعوة إىل‬ ‫رضورة التخلص منه بفعل وتخطيط‪ ،‬ال انتظار‬ ‫موعده‪ ،‬حتى وإن استدعى ذلك التضحية بدروز‬

‫لبنان عىل مذبح املصالح الشخصية‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد أن بات هذا الخيار سياسة غري مكتومة لدى‬ ‫أوساط سياسية مؤثرة‪ .‬مقابل ذلك كان التيار‬ ‫يؤكد تكرارا ومرارا عىل حيوية دوره بالرغم‬ ‫من كل عمليات الضغط واالبتزاز والقمع التي‬ ‫مورست عىل محازبيه وأنصاره املنترشين يف‬ ‫كافة املناطق والقرى الدرزية‪ ،‬املفطورين عىل‬ ‫عشق الحرية والتوق إىل العيش بعزة وكرامة دون‬ ‫منّة من احد‪ ،‬ومقاومتهم للخرافات التي يغذيها‬ ‫أصحاب األفكار البالية واملأزومة‪ ،‬وبها تتغذى ‪.‬‬ ‫هكذا استطاع تيار التوحيد يف تجذير ثقافة‬ ‫التغيري وحق االختالف التي رسعان ما أضحت أفكارا‬ ‫حاسمة وأساسية يف تنمية السلوك املتحرر عند‬ ‫املوحدين الدروز‪ ،‬وترسيخ أساليب مامرسته كثقافة‬ ‫يومية عندهم تحكمه قيم الدميقراطية الحقيقية‬ ‫واملواطنة الفعلية‪ .‬وهو سلوك تخطى يف إطاره‬ ‫منطقة الشوف إىل عاليه والجرد‪ ،‬مرورا بأعايل‬ ‫املنت وصوال إىل راشيا وحاصبيا‪ ،‬وهذا دليل عىل‬ ‫نجاح تقبل أفكار التيار وطروحاته التي القت آذانا‬ ‫صاغية يف األرياف والقرى ويف ملتقيات النخبة‬ ‫من الشباب الدرزي املثقف‪.‬‬ ‫من هذه الخلفية ميكن قراءة الخطوة التي قام‬ ‫بها رئيس اللقاء الدميقراطي وليد جنبالط وزيارته‬ ‫رئيس تيار التوحيد الوزير األسبق وئام وهاب يف‬ ‫الجاهلية يف لحظة بالغة الداللة عىل صعيدي‬ ‫الطائفة والوطن بحضور كوكبة من ممثيل‬ ‫القيادات السياسية واالجتامعية واألمنية‪ ،‬والتي‬ ‫جعلت من الجاهلية مؤرشا ملرحلة مقبلة ترتسم‬ ‫معامله بوضوح يوما بعد يوم‪.‬‬ ‫وأقام وهاب عىل رشف جنبالط حفل غداء‬ ‫حرضه كل من ممثل رئيس مجلس النواب النائب‬ ‫عيل بزي‪ ،‬أالن عون ممثال رئيس تكتل التغيري‬ ‫واإلصالح العامد ميشال عون‪ ،‬النائب إميل رحمة‬ ‫ممثال رئيس تيار املردة النائب سليامن فرنجية‪،‬‬ ‫نائب رئيس املجلس السيايس يف حزب الله الحاج‬ ‫محمود القامطي ممثال قيادة الحزب‪ ،‬والوزراء‪ :‬جربان‬ ‫باسيل‪ ،‬محمد جواد خليفة‪ ،‬فادي عبود‪ ،‬الوزير‬ ‫السابق اييل سكاف‪ ،‬والنواب عيل عامر‪ ،‬آغوب‬ ‫بقرادونيان‪ ،‬مروان فارس عن الحزب السوري القومي‬ ‫االجتامعي‪ ،‬النائبان السابقان زاهر الخطيب وفريد‬ ‫هيكل الخازن‪ ،‬أمني رس”شبيبة جورج حاوي” رايف‬ ‫مادايان‪ ،‬والقيادي يف التيار الوطني الحر ناصيف‬ ‫قزي‪ ،‬فيام سجل حضور الفت وإن عىل مستويني‬ ‫مختلفني لكل من وزير الداخلية والبلديات زياد‬ ‫بارود املق ّرب من رئيس الجمهورية العامد ميشال‬ ‫سليامن‪ ،‬يرافقه قائد الرشطة القضائية العميد‬ ‫أنور يحيى‪ ،‬ونائب بريوت نهاد املشنوق من كتلة‬ ‫تيار املستقبل‪ .‬كام حرض اللقاء رئيس “تجمع‬ ‫رشكات النفط يف لبنان” الشيخ بهيج بو‬ ‫حمزة‪ ،‬رئيس اللجنة الثقافية يف املجلس املذهبي‬ ‫العميد املتقاعد عصام أبو زيك‪ ،‬رئيس جهاز امن‬ ‫الشوف يف املخابرات العميد أمني العرم‪ ،‬نائب‬ ‫رئيس تيار التوحيد سليامن الصايغ املستشار‬

‫جنبالط والشيخ أبو ذياب ووهاب‬

‫يف استقبال الوزير بارود‬

‫السيايس لرئيس التيار عصمت العرييض‪ ،‬نائب‬ ‫رئيس املكتب السيايس بهاء عبد الخالق‪ ،‬وأعضاء‬ ‫املكتب السيايس يارس الصفدي‪ ،‬هشام األعور‪،‬‬ ‫نصار‪ ،‬واألمناء‪،‬‬ ‫يوسف بو ذياب‪ ،‬رمزي وهاب‪ ،‬كارين ّ‬ ‫ماهر رسي الدين‪ ،‬محمد الصايغ‪ ،‬لؤي بو ذياب‪،‬‬ ‫وائل صعب‪ ،‬فدى وهاب‪ ،‬فريال أبو ذياب‬ ‫باإلضافة إىل حشد من فعاليات مناطق وقرى‬ ‫الجبل‪ .‬أما الوفد املرافق لجنبالط فضم الوزيرين‬ ‫أكرم شهيب ووائل بو فاعور والنواب مروان حامدة‪،‬‬ ‫نعمة طعمة‪ ،‬اييل عون‪ ،‬إضافة إىل وفد كبري من‬ ‫الحزب التقدمي االشرتايك ‪.‬‬

‫الشيخ‬ ‫راتب نرص الله أبو ذياب‬ ‫املحطة األوىل لجنبالط كانت عند املرجعية‬ ‫الروحية لطائفة املوحدين الدروز الشيخ أبو عيل‬ ‫سليامن أبو ذياب يف منزله يف الجاهلية حيث كان‬

‫‪19‬‬

‫الشيخ نرص الله يلقي كلمته‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫يف استقباله اىل جانب الشيخ أبو ذياب مشايخ‬ ‫من “هيئة العمل التوحيدي” بحضور مئات من‬ ‫مشايخ الطائفة الدرزية‪ .‬بداية تك ّلم رئيس‬ ‫اللجنة الثقافية يف “هيئة العمل التوحيدي”‬ ‫الشيخ راتب نرصالله ‪“ :‬ر ّبنا إنك جامع الناس‬ ‫ليوم ال ريب فيه‪ ،‬إنك ال تخلف امليعاد “ آل عمران‬ ‫(‪.)9‬‬ ‫قمم الجبال اىل جبال تلتقي‬ ‫فاملجد يف لقيا ذراها يرتقي‬ ‫برشى اتحاد للبالد وشعبها‬ ‫فجر هنا‪ ،‬إرشاقة يف املرشق‬ ‫سيفان‪ ،‬يا علامن يسطع منهام‬ ‫وطن عريق نهجه باملطلق‬ ‫علامن يف دنيا العروبة رفرفا‬ ‫بلقاهام يف دارة الشيخ التقي‬ ‫وتابع نرص الله‪ :‬إنه طالع السعد لحارضنا‬ ‫ومستقبلنا بخطوة شجاعة وفكر حكيم‪،‬‬ ‫يف هذا اللقاء التاريخي املجيد بني رئيس اللقاء‬ ‫الدميقراطي االشرتايك وليد بك جنبالط وصحبه‪،‬‬ ‫ابن العمالق العريب الوطني االشرتايك الراحل‬ ‫الشهيد كامل بك جنبالط‪ ،‬بينه وبني رئيس تيار‬ ‫التوحيد الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬الوئام والضمري‬ ‫القومي الوطني املقاوم‪ ،‬مام يجعل ذرى املجد ترشق‬ ‫فرحا يف ذرى صنني واألرز‪ ،‬إىل ذرى قاسيون هاتفة‬ ‫ليوم تلتقي فيه أسود يف ميادين النرص عىل كل‬ ‫عدوان‪.‬‬ ‫فخطوة مباركة ولقاء مبارك يف هذا العيد‬ ‫الوطني يف دارة تألألت فيها أنوار الحكمة واملعرفة‬ ‫والعرفان والتوحيد‪ ،‬دارة سامحة الشيخ التقي‬ ‫العامل العامل العارف بالله‪ ،‬الذي حرص دوما عىل‬ ‫الوفاق ودعا اىل االتفاق وتوحيد الخطى والسري‬ ‫عىل الثوابت التوحيدية العربية واإلسالمية‪،‬‬ ‫ومعطيات تاريخ املوحدين املرشق عزا ورشفا‬ ‫ونضاال يف تاريخ األمة العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫مع شيخنا ومرشدنا وواعظنا سامحة الشيخ‬ ‫مرحبا بضيوفه‪.‬‬ ‫أبو عيل سليامن بوذياب ّ‬

‫‪ ...‬والوزير خليفة‬

‫جنبالط يتوسط وهاب وعقيلته لني ورئيس بلدية الجاهلية آمني أبو ذياب‬

‫‪ ...‬والخازن‪ ،‬خليفة‪ ،‬بزي‪ ،‬وعامر‪ ،‬وبقرادونيان‬

‫الشيخ املرجع ابو ذياب‬

‫اإلسالمية اإليرانية ودعمها املقاومة ومساندتها‬ ‫لنا”‪ .‬وتابع أبو ذياب‪“ :‬نحن ال نعتدي عىل أحد‪ ،‬بل‬ ‫نرد عىل من يحاول االعتداء علينا ونواجهه بكل‬ ‫بسالة”‪ .‬ومتنى أبو ذياب أن يكون العام الجديد عام‬ ‫الوحدة والتغلب عىل املصاعب‪ ،‬وأن يحمينا الله‬ ‫تعاىل من املنايا والرشور والفنت‪ .‬وختم أبو ذياب‪:‬‬ ‫“إنه لسميع مجيب وإنني أبارك هذا التوافق‬ ‫بينكم (جنبالط) وبني معايل الوزير وئام وهاب‪،‬‬ ‫فإن يف وفاقكم مصلحة الطائفة والوطن‪ ،‬وأن‬ ‫تعملوا عىل مل شمل الطائفة والوطن ولكل‬ ‫منكم موقعه ومقدرته ومكانته‪ ،‬وإن الشورى‬ ‫من القيمني عىل األمور بينهم وبني أصحاب‬ ‫الرأي‪ ،‬وليس ذلك من قبل عدم التقدير لدوركم‬ ‫ورأيكم‪ ،‬ولكن الشورى فيها تعاون وتكامل‪ ،‬وأي‬ ‫إنسان مهام كان عبقريا ال يستطيع ان يلم بكل‬ ‫األمور‪ ،‬وهي عون وارتياح”‪.‬‬ ‫وليد جنبالط يتقدّم برأس يتلفت ميينا ويسارا‬ ‫وعىل الوجه طيف ابتسامة قبل أن يسرتيح‬ ‫نظره عىل وئام وهاب‪ ،‬الذي كان ينتظره عند‬ ‫مدخل دارته يف الجاهلية ضيفا استثنائيا‬ ‫يستحق امتياز الضيوف من فوق العادة‪ ،‬ليمد‬ ‫يده‪ ،‬وقد سبقته ضحكته املعتادة‪ ،‬مصافحا‬ ‫زعيم املختارة‪.‬‬ ‫مشيا كصديقني قدميني قبل أن يتوجها سويا‬ ‫اىل صالون الضيوف حيث كان يف انتظارهام‬ ‫حشد من السياسيني ه ّبوا جميعا إللقاء‬ ‫التحية عىل الضيف املك ّرم الذي س ّلم بدوره‬ ‫عىل الحارضين ليعود ويجلس عىل مقعده الذي‬ ‫خصص له إىل جانب صاحب الدعوة‪.‬‬ ‫مل يكن الوقت كافيا ليقول الرجالن كل منهام‬ ‫لآلخر ما راكمته سنوات البعد واالنقطاع‪ .‬لكن‬

‫‪ ...‬وآالن عون و فارس‪ ،‬مادايان‬

‫الشيخ‬ ‫أبو عيل سليامن أبو ذياب‬ ‫رحب فيها‬ ‫وكانت كلمة للشيخ أبو ذياب ّ‬ ‫بالحضور “يف بيتكم وأهلكم وبلدتكم” مؤكدا‬ ‫عىل التمسك بالثوابت الوطنية والقومية‪ .‬وقال‬ ‫الشيخ أبو ذياب متوجها إىل جنبالط‪“ :‬نحن‬ ‫وإياكم متسكنا بثوابتنا التي نرى فيها خري‬ ‫الطائفة وخري الوطن”‪ ،‬وهي تتمثل بـ “املحافظة‬ ‫عىل تاريخ الطائفة العريب الثابت املقاوم‬ ‫والتأكيد عىل العالقة التاريخية املميزة مع‬ ‫سوريا كونها العمق القومي للطائفة ومدخلنا‬ ‫اىل األقطار العربية‪ ،‬والتأكيد عىل دعم املقاومة‬ ‫وحفظ سالحها وصيانته بوجه العدو الظامل‬ ‫الطامع بأرضنا وخرياتنا‪ ،‬وتأييدنا للجمهورية‬

‫جنبالط يصافح النائب اييل عون وناصيف قزي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪20‬‬

‫‪...‬وزاهر الخطيب‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫تركت ارتياحاً كبرياً ميكن أن يؤسس لعالقة‬ ‫وحسناً‬ ‫وسوريا‪،‬‬ ‫لبنان‬ ‫بني‬ ‫إسرتاتيجية‬ ‫فعل عندما بدأ مبناقشة هذه العالقة من‬ ‫منطق الصداقة واإلخوة وليس التحدي‪.‬‬ ‫أجدد الرتحيب بك‪ ،‬وبجميع أصحاب املعايل‬ ‫والسعادة الذين يعذرونني إذا تحدثت كثرياً‬ ‫عن أمور مذهبية‪ ،‬ولكني أعرف أن جميع‬ ‫الحارضين هنا لديهم حرصاً كبري عىل هذه‬ ‫ومستقبلها”‪.‬‬ ‫وحجمها‬ ‫ودورها‬ ‫الطائفة‬

‫دقيقة واحدة كانت حاسمة من حيث الداللة‬ ‫واملضمون‪ ،‬بشار وئام وهاب يتقدّم من املدعوين‬ ‫باتجاه جنبالط مقدّما إليه (كيسا) رسعان ما‬ ‫امتشقه صاحب الهدية وفتحه ليجد بداخله‬ ‫هدية من العيار الثقيل‪ ،‬إنه مسدس وقد احرتس‬ ‫من قدّمه عىل إبراز رمزيته ودالالته املعنوية‬ ‫وأصالته العربية ‪.‬‬ ‫عىل مدى نحو ساعة ّ‬ ‫حل جنبالط ضيفا للمرة‬ ‫األوىل منذ خمس سنوات عىل مائدة وهاب‪ ،‬وكان‬ ‫ميكن النظر اىل الغداء عىل أنه واجب وانتهى‬ ‫األمر‪ ،‬غري أن الكلامت ص ّوبت مبفرداتها اىل‬ ‫حقيقة ال ميكن تجاهلها عن موقع الدروز ودورهم‬ ‫يف منطقة تتقاطع فيها االنتامءات املذهبية‬ ‫والطائفية والسياسية‪.‬‬

‫من جهته أكد النائب جنبالط عىل انه «أين‬ ‫كنا منذ عام أو عامني وأين أصبحنا اليوم‪،‬‬ ‫كان التوتر‪ ،‬كانت الخنادق‪ ،‬كانت االعتصامات‬ ‫والشتائم والسجاالت‪ ،‬أصبحنا اليوم يف جو‬ ‫وفاقي‪ ،‬يحتفظ كل منا بأدبياته ونتخاطب‬ ‫مع اآلخر بشكل حضاري‪ ،‬وبفضل الجهود‬ ‫العربية والتضامن العريب تشكلت حكومة‬ ‫وفاق وطني واتفقنا عىل أن األمور األساسية‬ ‫بعضها خاليف وبعضها غري خاليف تكون‬ ‫بعهدة هيئة الحوار‪ ،‬أما األمور الثانية اإلجرائية‬ ‫منها والتنفيذية واالقتصادية فتكون بعهدة‬ ‫الوزارة وهذا مهم جدا‪ ،‬وأفضل طريقة للعبور‬ ‫إىل املستقبل هي الحوار‪ .‬وكنا وكنت شخصيا‬ ‫أعتقد عندما صدر القرار املشؤوم ‪ 1559‬إننا‬ ‫نتمسك بالطائف‪ ،‬قلتها آنذاك يف “االليزيه”‬ ‫عندما استقبلني يف األول من كانون األول يف‬ ‫العام ‪ 2004‬الرئيس “جاك شرياك” وما زلت‬ ‫عىل رأيي‪ ،‬والطائف هو الذي يريس العالقة‬ ‫املميزة بني الدولتني اللبنانية والسورية‪ ،‬كام‬ ‫ان الطائف يضع حدا نهائيا للعالقة مع العدو‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬ال بد من صون الطائف كام ال‬ ‫مسايرة مع “إرسائيل”‪.‬‬ ‫أضاف‪“ :‬اليوم الجو آخر‪ ،‬وأفضل بكثري‪ ،‬وقصدت‬ ‫تلبية هذه الدعوة إلزالة ما تبقى من رواسب‬ ‫لـ‪ 7‬أيار‪ ،‬وان شاء الله يف األسبوع املقبل مع‬ ‫الرفاق يف حزب الله يف الشويفات ومع األمري‬ ‫طالل ارسالن‪ ،‬استكامال للحوار واملصالحة بعد‬ ‫األحداث األليمة التي عصفت بنا وبالجميع‪.‬‬ ‫لست ألزيد عىل ما قيل‪ ،‬الخطوات السياسية‬ ‫تحكم‪ ،‬ومثة خطوة كبرية قام بها الرئيس‬ ‫سعد الحريري يف زيارته إىل دمشق مهمة جدا‪،‬‬ ‫وتبقى امللفات املطلوبة للمناقشة معروفة‬ ‫وليست برس‪ ،‬أما يف ما يتعلق يب شخصيا‪،‬‬ ‫سأرى الوقت والظرف املناسب للقيادة السورية‬ ‫ويل شخصيا إذا كان مثة توجه لذهايب إىل‬ ‫دمشق”‪.‬‬ ‫وردا عىل سؤال يتعلق باملصالحات‪ ،‬قال النائب‬ ‫جنبالط‪“ :‬لنكن واضحني‪ ،‬بقي لقاء مع العامد‬ ‫عون نحدد موعده يف األسبوع املقبل معه‪ ،‬بعد‬ ‫اللقاء الذي دعانا إليه الرئيس ميشال سليامن‬

‫وهاب‬

‫‪ ...‬وبقرادونيان ورحمة‬

‫بداية‪ ،‬تحدث وهاب يف كلمة أكد فيها عىل‬ ‫أن “الدروز هم دور يف لبنان واملنطقة وليسوا‬ ‫حجام‪ ،‬ولن نقبل بأن يعاملوا إال كذلك‪ ،‬دورهم‬ ‫يتحدد عرب االلتصاق بالعروبة‪ ،‬ونحن روادها من‬ ‫األجداد األوائل إىل سلطان األطرش وصوال إىل‬ ‫كامل جنبالط‪ .‬ليس هناك من أحد اقرب منا إىل‬ ‫سوريا وفلسطني والقدس‪ ،‬وهذا الدور مل نخرتعه‬ ‫نحن إمنا ورثناه ونحن حراس له ومؤمتنون عليه”‪.‬‬ ‫وأضاف “سوريا هي “مكتنا الثانية” وهذا‬ ‫القول لك وليس لنا يا وليد “بيك”‪ .‬يف األيام‬ ‫الصعبة وقفت سوريا ووقف حافظ األسد‬ ‫والجيش العريب السوري معنا وحمينا هذه‬ ‫األرض‪ .‬وما أعرفه أن الرئيس بشار األسد يكن‬ ‫كل االحرتام‪ ،‬واملحبة الخاصة لهذه الطائفة‬ ‫يف لبنان وفلسطني وسوريا‪ .‬وما نتمناه هو أن‬ ‫تعود العالقة بني الجميع وبني سوريا كام كانت‬ ‫وبالتحديد أنت‪ ،‬ألن ذلك يريح كل أبناء هذه‬ ‫الطائفة‪ .‬سوريا هي الحصن الذي نلجأ إليه‬ ‫يف الشدائد وهي العون لنا عىل مر التاريخ‪.‬‬ ‫وكثريون يسألون هل سيزور وليد “بيك”‬ ‫سوريا أقول‪ :‬سيزور سوريا ألن لديه كل‬ ‫الجرأة لقول كلمة الحق‪ ،‬ولسوريا قلب‬ ‫واإلخوة‪.‬‬ ‫واألهل‬ ‫األشقاء‬ ‫لكل‬ ‫يتسع‬ ‫املقاومة‪ ،‬وما كان الدروز إال أهل مقاومة مل‬ ‫يأت محتل إال ونال ما ناله من سيوفهم‬ ‫وبنادقهم‪ ،‬لذا إذا حصل أي عدوان كام يهول‬ ‫العدو سنكون يف طليعة املقاومني وإياك‪،‬‬ ‫ونحن كنا معك يف مواجهة العام ‪،1982‬‬ ‫ودعم شباب الجبل املقاومة وسهلوا طريقها‬ ‫وتحركات شبابها‪ .‬وما نتمناه أن يتحول التفاهم‬ ‫بينك وبني السيد حسن نرص الله إىل تفاهم‬ ‫اسرتاتيجي يدعم املقاومة ويحمي لبنان‬ ‫ومقاومته التي تزداد الحاجة إليها يوماً بعد يوم‪.‬‬ ‫أخرياً ال بد من التأكيد أن الخطوات التي‬ ‫قام بها الرئيس سعد الحريري باتجاه سوريا‬

‫‪ ...‬ويصافح هادي وئام وهاب‬

‫‪...‬ورين وئام وهاب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جنبالط‬

‫‪22‬‬

‫ويستلم هدية من بشار وئام وهاب‬

‫جانب من الحضور‬

‫وجانب آخر من الحضور‬

‫‪23‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫لقاء الجاهلية‪:‬‬ ‫لحظة طموح وتطلع إلى دور طائفة‬ ‫وهاب يلقي كلمته‬

‫يف القرص الجمهوري سأزور العامد عون”‪.‬‬ ‫لقد جاء لقاء الجاهلية ليحمل يف ط ّياته‬ ‫أكرث من عنوان عىل الرغم من حرص الوزير‬ ‫وهاب عىل منحه طابعا درزيا‪ ،‬وهو رمبا يؤسس‬ ‫يف بناء شبكة من التفاهم والثقة املتبادلة‬ ‫مستقبليا بني ركنني أساسيني من أركان‬ ‫الوطن‪ ،‬عىل قاعدة الثوابت األساسية التي‬

‫من املومتر الصحايف‬

‫بقرادونيان‪ ،‬عامر ‪ ،‬وقامطي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪ ...‬وجنبالط‬

‫ش ّبت عليها طائفة املوحدين الدروز انطالقا من‬ ‫مقاربات توافقت عليها من ضمن مستلزمات‬ ‫الدفاع عن القضية الفلسطينية‪ ،‬والتصدي‬ ‫ملرشوع « الرشق األوسط الجديد « ومفاعيله‬ ‫عىل املنطقة‪ ،‬وهي مرحلة توجب عىل الدروز‬ ‫تكريس مفاعيل لقاء الجاهلية‪ ،‬والرتفع فوق‬ ‫االنقسامات الضيقة تارة بني قييس وميني‪،‬‬

‫آالن عون وبارود‬

‫رحمة وبقرادونيان‬

‫‪24‬‬

‫وتارة أخرى بني يزبيك وجنبالطي‪ ،‬بحيث‬ ‫واملواطنة‬ ‫تصبح التعددية والحريات العامة‬ ‫واإلصالح جزءا أساسيا من متطلبات املعركة‬ ‫املصريية ضد العدو « اإلرسائييل « ويف بناء‬ ‫دولة عادلة تؤمتن عىل دور املقاومة و سالحها‬ ‫وتحافظ عىل أفضل العالقات مع العمق‬ ‫العريب‪.‬‬

‫أيام م ّرت كام متر السحب هادية نحو األفق‪،‬‬ ‫كالغيوم الهادئة تتهاوى عىل مهل توحي إليك‬ ‫الطأمنينة واالستقرار‪.‬‬ ‫أيام انرصمت من حياتنا السياسية ببيضها‬ ‫وسودها‪ ،‬بفرحها وحزنها‪ ،‬بصفائها وتلبدها‪،‬‬ ‫بشقائها وسعادتها‪.‬‬ ‫أيام عربت كحلم نائم‪ ،‬كومضة برق‪ ،‬كطرفة عني‪،‬‬ ‫وإذا بوليد جنبالط يف دارة وئام وهاب يف الجاهلية‬ ‫مخترصا بيوم واحد زمنا م ّر‪ ،‬فكأنك متسك بدقائق‬ ‫خيوط العمر كله‪.‬‬ ‫منذ أربع سنوات اختار الوزير األسبق وئام وهاب‬ ‫يوم السادس والعرشين من أيار ليعلن عن تأسيس‬ ‫تيار سيايس يدعو يف جوهره وأبعاده إىل التوحيد والتغيري واىل التخلص‬ ‫ّ‬ ‫تعطل مسرية التطور والتقدم االجتامعي‪ ،‬وبناء‬ ‫من القيود التي باتت‬ ‫مجتمع املقاومة والعروبة والعدالة واملساواة وتكافؤ الفرص‪ ،‬وقيام دولة الحق‬ ‫والدميقراطية التي مي ّثل االنسان فيها الغاية األسمى‪.‬‬ ‫وكان وئام وهاب ورفاقه يدركون ان الطريق اىل التغيري محفوف بالصعوبات‬ ‫والتضحيات واملخاطر‪ ،‬وان الدعوة اىل التوحيد بحاجة اىل رجال مؤمنني صادقني‬ ‫يحملونها ويدافعون عنها ويعملون عىل نرشها وتعميمها لتخرق جدار اإلقطاع‬ ‫وكانتوناته املناطقية‪ .‬وعىل هذا األساس انطلقت مسرية التوحيد املستمرة‪،‬‬ ‫وجاءت التجارب واالستحقاقات املتتالية لتؤكد عىل قدرة هذه املسرية عىل‬ ‫تجاوز الصعاب والتكيف مع كل املراحل املصريية من عمر تيار التوحيد‪.‬‬ ‫فمن حاالت القمع واستعامل السلطة للتضييق عىل شباب التوحيد‬ ‫وشطبهم من املعادلة السياسية بهدف االستئثار بأحادية القرار داخل‬ ‫الطائفة الدرزية‪ ،‬وصوال إىل دوره يف معركة تثبيت هوية لبنان يف العروبة‬ ‫واملقاومة ويف مواجهة مشاريع الهيمنة والتفتيت والتقسيم‪ .‬عىل هذا‬ ‫األساس بدأت سياسة التيار تتبلور‪ ،‬وكانت نظرته اىل األحداث واملتغريات‬ ‫الدولية وتحالفاته وعالقاته تنطلق من التأكيد عىل رضورة بناء منظومة‬ ‫تغيريية عىل مستوى الدولة والتخلص من محاوالت الهيمنة األمريكية التي‬ ‫ال تعني لها شيئاً مقاومة لبنان وإمنا وصفها بـ “اإلرهاب” الذي يجب إزالته‬ ‫حفاظا عىل امن “إرسائيل “ وتأمني مقتضيات وجودها يف املنطقة ‪.‬فتوجه تيار‬ ‫التوحيد اىل محازبيه وأنصاره يك يكونوا رواد التغيري الذي يتطلب منهم بداية‬ ‫اإلميان بحركتهم السياسية والتحرر من عقدة الخوف التي حاول البعض زرعها‬ ‫يف عقولهم من ان “ إرسائيل “ قوة ال تهزم ‪ ،‬لتنطلق ومبوازاتها مرحلة جديدة‬ ‫من النضال السيايس الذي خاضه التوحيديون املنترشون يف كافة القرى‬ ‫واملناطق الدرزية بروح مؤمنة بالتغيري بالرغم من محاوالت البعض يف الحد من‬ ‫اندفاعتهم وإفراغها من مضمونها‪ ،‬توجسا من مفاعيلها التي سببت يف ما‬ ‫بعد اىل تعديل يف موازين القوى داخل الطائفة الدرزية وكانت معاملها قد بدت‬ ‫واضحة يف االنتخابات النيابية التي جرت صيف العام ‪ 2009‬التي خاضها التيار‬ ‫يف قضايئ الشوف وعاليه وحصد فيها قرابة الـ ‪ 6000‬صوت درزي‪.‬‬ ‫مل يكن صباح األحد يف ‪ 3‬كانون الثاين يوما عاديا عند التوحيديني‪ ،‬بل كان‬ ‫يوما امتزجت فيه صالبة املوقف بصوابية الفكر التغيريي والتوجه‪.‬‬ ‫انه يوم آخر من عمر التغيري التي اسرتجع معه التوحيديون األيام بعرقهم‬ ‫وتعبهم وصمودهم وعطاءاتهم يف سبيل املهمة التغيريية التي استحقت‬ ‫منهم املغامرة واملعاناة والبحث الجدي عن أفضل السبل إلنجازها‪.‬‬

‫ومنذ ساعات الصباح األوىل بدا تقاطر الوفود اىل الجاهلية‪ ،‬ج ّلهم من‬ ‫املؤمنني بلحظة التغيري واثبات الوجود والثقة بالنفس ومبستقبل أفضل أمام‬ ‫األجيال القادمة‪.‬‬ ‫يف ذلك اليوم التاريخي‪ ،‬تح ّلق التوحيديون من حول زعيم التوحيد يستقبلون‬ ‫معه زعيم املختارة‪ ،‬وإن بدوا بوجوه اختلفت بني توحيدي وآخر‪ .‬فهذا عابس‬ ‫مقطب الجبني‪ ،‬وذاك ضاحك‪ ،‬وآخر يتهادى كمن أصابته الدهشة‪ ،‬ورابع يستعيد‬ ‫ذكريات املايض التي تنساب رشيطا ناطقا بصور املعاناة‪ ،‬حافال بأماين الشباب‬ ‫وأحالمه‪ ،‬زاخرا بعنفوانه وباكتامله‪.‬‬ ‫ولو كان ملويجات نهر الجاهلية التي تكرس وتنساب هادئة مطمئنة ‪ ،‬القدرة‬ ‫عىل النطق لكانت قد روت عن ما سكن يومها يف قلوب أبنائها‪ .‬ولو كانت لها‬ ‫آذان لسمعت همسات كلامت تتلمس طريقها عىل أجنحة العزة والكرامة‪.‬‬ ‫هذا هو رئيس تيار التوحيد وئام وهاب يستقبل رئيس الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك وليد جنبالط ووفده املرافق من وزراء ونواب اللقاء الدميقراطي يف‬ ‫دارته يف الجاهلية التي تح ّولت اىل محجة ومنارة الجبل‪ ،‬وباتت يف قلب الحدث‬ ‫ويف صلب الحياة السياسية الدرزية والوطنية يف آن معا‪ ،‬ويف مقدمة القوى‬ ‫التي ناضلت وتناضل دفاعا عن التغيري والعروبة واملامنعة واملقاومة‪ ،‬وعن‬ ‫غصت دارة وهاب يف ذلك اليوم التاريخي‬ ‫فلسطني قضية العرب املركزية‪ .‬لقد ّ‬ ‫من عمر التغيري‪ ،‬حيث تو ّزع الحارضون يف كل زاوية من زواياه‪ .‬حشود من الوزراء‬ ‫والنواب والسياسيني واألمنيني وفعاليات اجتامعية واقتصادية من مختلف‬ ‫املشارب السياسية‪ ،‬رجال وشباب ال تقف يف وجههم شدائد وال صعوبات‪.‬‬ ‫كلهم حرضوا اىل الجاهلية ليشهدوا عىل كيفية تح ّول الحلم بالتغيري اىل‬ ‫حقيقة عىل ارض الواقع‪.‬‬ ‫بعد لقاء الجاهلية يقف تيار التوحيد أمام القضايا والعناوين ذاتها‪ :‬التغيري‪،‬‬ ‫الحرية‪ ،‬املقاومة‪ ،‬العروبة‪ ،‬العدالة االجتامعية‪ ،‬املواطنة والدميقراطية‪ ،‬ويدعو إىل‬ ‫التمسك باإلنجازات التي حققها طوال السنوات املاضية والعمل عىل تعزيزها‪،‬‬ ‫والتنبه يف الوقت ذاته من املترضرين من طروحاته يف التغيري ومحاوالتهم‬ ‫يف الحد من مفاعيلها من خالل أعرافهم البالية وأفكارهم التي مل تعد تلقَ‬ ‫اآلذان الصاغية بعد ان فقدت مربر وجودها‪ .‬ويف هذا السياق تندرج مسؤولية‬ ‫كل توحيدي وتتطلب وقفة أمام الذات الستخالص العرب من تجربته يف الخروج‬ ‫من دوائر التبعية والرتدد واالنكفاء واليأس‪ ،‬وبأن مسريته يف التوحيد ما زالت‬ ‫طويلة ويف بداياتها وتنتظرها تحديات كربى‪ ،‬والشباب فيها مدعو للعب دور‬ ‫طليعي يف استكامل عملية التغيري عىل صعيد الفكر واملامرسة‪.‬‬

‫أمني األعالم ‪ :‬هشام األعور‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫ماذا قالت الصحف‬ ‫في لقاء «الجاهلية»‬ ‫طغى الحدث السيايس الذي مت ّثل‬ ‫بالزيارة التي قام بها رئيس اللقاء‬ ‫الدميقراطي وليد جنبالط إىل دارة رئيس‬ ‫تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫يف الجاهلية عىل ما عداه من أحداث‪،‬‬ ‫والتي خصصت ‪ ‬له الصحف املحلية‬ ‫والعربية مساحة واسعة تحدثت فيها‬ ‫عن مضامني هذه الزيارة وأبعادها عىل‬

‫غداء الجاهل ّية‪:‬‬ ‫حاضنة سياس ّية لجنبالط‬ ‫جمع وئام وهّ اب يف دارته «أكرث ّية نياب ّية»‬ ‫لتحضن مواقف وليد جنبالط الجديدة‪ ،‬وليؤ ّكد‬ ‫موقعه السيايس زعي ًام سياسياً ناشئاً من‬ ‫خارج اآلل ّيات التقليد ّية اللبنان ّية‪ .‬غداء لذيذ‬ ‫جمع خصوم األمس‪ ،‬يف مشهد ُي ّ‬ ‫لخص الكثري‬ ‫من ّ‬ ‫محطات املرحلة املقبلة عىل البلد‬ ‫ليس تفصي ًال ما جرى أمس يف دارة الس ّيد‬ ‫وئام وهّ اب‪ .‬حشد السياسيني الذين التقوا عىل‬ ‫مأدبة وزير سابق‪ ،‬قد ال ميلك من الحيث ّية الشعب ّية‬ ‫ما يسمح له بالوصول إىل الندوة الربملان ّية‪،‬‬ ‫مل يكن حشداً متواضعاً‪ .‬لقد جاؤوا بسبب‬ ‫موقع وئام وهّ اب اليوم يف املعادلة السياس ّية‪.‬‬ ‫وهو موقع يستم ّد ق ّوته ورشع ّيته من شبكة‬ ‫عالقات داخل ّية وإقليم ّية‪ ،‬تجعل منه مم ّراً إجبارياً‬ ‫للكثري ممن يودّون التصالح مع سوريا‪ ،‬وتسمح‬ ‫له بتوزيع الرسائل السياس ّية مينة ويرسة‬ ‫يف ترصيحاته‪ .‬من هنا‪ ،‬قد تكون عبارة أحد‬ ‫املشاركني املق ّربني من وهّ اب معبرّ ة‪ ،‬إذ قال‪ :‬لو كان‬ ‫املكان يتّسع أكرث‪ ،‬لدعونا املزيد من السياسيني‪.‬‬ ‫غداء أمس جمع مم ّثيل فريق سيايس هُ زم‬ ‫انتخابياً وربح سياسياً‪ ،‬مع النائب وليد جنبالط‬ ‫وفريقه‪ ،‬لتأكيد اللقاء السيايس والتفاهم‬ ‫بني الفريقني‪ ،‬كام يقول مق ّربون من وئام وهّ اب‪.‬‬ ‫حمل لقاء أمس الكثري من العناوين‪ .‬أولها أن‬ ‫وهّ اب قادر عىل أن يكون أرشس املهاجمني لحظة‬ ‫الخصومة‪ ،‬إن مل نقل العداء السيايس‪ .‬فهو‬ ‫الذي هاجم املحكمة الدول ّية وقال فيها أشنع‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الساحتني الدرزية والوطنية‪.‬‬ ‫قامت‬ ‫التوحيد”‬ ‫“منرب‬ ‫مجلة‬ ‫برصد أبرز‪ ‬األخبار واملقاالت ‪ ‬حول هذا‬ ‫الحدث والتي جاءت متوازية ومتقاطعة‬ ‫لجهة التأكيد عىل أهمية هذه الزيارة‬ ‫والشعبية‬ ‫السياسية‬ ‫بالحيثية‬ ‫واإلقرار‬ ‫لتيار التوحيد بعد أربع سنوات عىل‬ ‫تأسيسه‪.‬‬

‫العبارات‪ .‬وهو الذي تحدّى الزعامة الجنبالط ّية‬ ‫لحظة ساومها كثريون من فريقه السيايس‪.‬‬ ‫أثبت الرجل أنه قادر عىل أن يكون رجل املصالحة‬ ‫األول‪ .‬فحجز لنفسه مكاناً يف نادي السياسة‬ ‫اللبنان ّية التقليد ّية وانتزع تأكيداً نهائياً من وليد‬ ‫جنبالط عىل أنه زعيم درزي‪ .‬كام انتزع الرجل‬ ‫اعرتافاً من حلفائه بأن دوره مل ينت ِه مع انتهاء‬ ‫العداء السيايس‪ ،‬فنجا من نهاية وصل إليها‬ ‫الكثريون‪ :‬املوت السيايس لحظة التسويات‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬يف مشهد يمُ ّثل املرحلة السياس ّية الجديدة‬ ‫وتوافقاتها‪ ،‬تناول وليد جنبالط الغداء عىل مائدة‬ ‫وئام وهّ اب‪ .‬جنبالط الذي وصل بس ّيارة يقودها‬ ‫بنفسه‪ ،‬يقول إن الزيارة هي ر ّد رجل إىل وهّ اب‬ ‫بعدما زاره الرجل م ّرات عدّة يف منزله‪ .‬أ ّما وهّ اب‪،‬‬ ‫فيقول ّإن الرجلني ال يحتاجان إىل لقاءات ثنائ ّية‬ ‫ألننا “نتك ّلم ونتشاور ونلتقي دامئاً”‪ ،‬مشرياً إىل‬ ‫ّأن ل ّلقاء معنى سياسياً مه ًام وهو أن “هناك ثق ًال‬ ‫سياسياً إىل جانب خيارات جنبالط الجديدة”‪.‬‬ ‫الحضور السيايس املنتظر داخل الصالون‬ ‫يخالف من حيث الشكل الكالم والخطاب‬ ‫املذهبي الدرزي الذي تردّد عىل ألسنة املتحدّثني‪،‬‬ ‫إذ كان الحضور مي ّثل ما ميكن تسميته “األكرث ّية‬ ‫يف مجلس النواب”‪ ،‬حيث جلس نواب وممثلون عن‬ ‫كتلة التنمية والتحرير وحزب الله والتيار الوطني‬ ‫الحر وتكتل “اإلصالح والتغيري” وتيار “املردة”‪،‬‬ ‫إضافة إىل وزير الداخلية زياد بارود والنائب نهاد‬ ‫أرصا عىل التأكيد أن “حضورهام‬ ‫املشنوق اللذين‬ ‫ّ‬ ‫شخيص وال ميثل مراجعهام السياسية”‪.‬‬ ‫وقد أرادها وهّ اب “لقاء رسالة” يف إطار “مصالحة‬ ‫درزية داخلية بأبعاد وطنية عامة”‪ ،‬وقد نجح وهاب‬ ‫يف إظهار هذه املصالحة يف”اإلطار العام رغم أنها‬

‫‪26‬‬

‫من ضمن الحساسيات الداخلية يف الطائفة”‪.‬‬ ‫وكان الفتاً عدم رغبة الطرفني يف البوح بأكرث مام‬ ‫قااله يف كلمتيهام خالل الزيارة‪ .‬فرئيس اللقاء‬ ‫مرص عىل أن اللقاء هو من أجل‬ ‫الدميقراطي‬ ‫ّ‬ ‫محو جميع آثار أحداث السابع من أ ّيار‪ .‬أ ّما وئام‬ ‫وهّ اب‪ ،‬فهاتفه ّ‬ ‫ظل مشغوالً لساعات طويلة بعد‬ ‫الغداء‪ ،‬فقد كان نجم يوم أمس‪ ،‬وعند سؤاله عن‬ ‫الزيارة‪ّ ،‬‬ ‫فضل أن يرتك األمر للتحليالت‪.‬‬ ‫لكن من املؤ ّكد أن املشهد يف الجبل تغيرّ عماّ‬ ‫كان عليه منذ سنوات قليلة‪ .‬تحالفات سياس ّية‬ ‫جديدة نشأت‪ ،‬ستربز نتائجها االنتخاب ّية‬ ‫األوىل يف صناديق االنتخابات البلد ّية املقبلة‪.‬‬ ‫أ ّما يف الكلامت التي قيلت‪ ،‬فقد شدّد رئيس‬ ‫الحزب التقدمي االشرتايك وليد جنبالط عىل‬ ‫أن الفرق كبري بني املشهد منذ عامني واليوم‪،‬‬ ‫“كان التوتر‪ ،‬كانت الخنادق‪ ،‬كانت االعتصامات‬ ‫والشتائم والسجاالت‪ ،‬أصبحنا اليوم يف جو‬ ‫وفاقي‪ ،‬يحتفظ كل منا بأدبياته ونتخاطب مع‬ ‫اآلخر بحضارة‪ ،‬وبفضل الجهود العربية والتضامن‬ ‫العريب تأ ّلفت حكومة وفاق وطني”‪ .‬وذ ّكر أنه‬ ‫كان شخصياً يعتقد عندما صدر “القرار املشؤوم‬ ‫‪ 1559‬أننا نتمسك بالطائف‪ ،‬قلتها آنذاك يف‬ ‫اإلليزيه عندما استقبلني يف األول من كانون‬ ‫األول ‪ 2004‬الرئيس جاك شرياك‪ ،‬وما زلت عىل‬ ‫رأيي‪ .‬والطائف هو الذي يريس العالقة املميزة بني‬ ‫الدولتني اللبنانية والسورية‪ ،‬كام أن الطائف يضع‬ ‫حداً نهائياً للعالقة مع العدو اإلرسائييل‪ ،‬ال بد‬ ‫من صون الطائف‪ ،‬كام ال مسايرة مع إرسائيل”‪.‬‬ ‫ورأى أن الجو اليوم أفضل‪“ ،‬وقصدت تلبية هذه‬ ‫الدعوة إلزالة ما بقي من رواسب لـ‪ 7‬أيار‪ ،‬وإن شاء‬ ‫الله يف األسبوع املقبل مع العامد عون‪.‬‬

‫جنبالط‪ :‬سأرى الوقت املناسب‬ ‫السورية ويل شخصياً للذهاب إىل دمشق‬ ‫الرفاق يف حزب الله يف الشويفات ومع األمري‬ ‫طالل أرسالن‪ ،‬استكامالً للحوار واملصالحة بعد‬ ‫األحداث األليمة التي عصفت بنا وبالجميع”‪ .‬ورأى‬ ‫أن زيارة الرئيس سعد الحريري إىل دمشق مهمة‬ ‫جداً‪“ .‬أما يف ما يتعلق يب شخصياً‪ ،‬فسأرى‬ ‫الوقت املناسب والظرف املناسب للقيادة السورية‬ ‫ويل شخصياً لذهايب إىل دمشق”‪ .‬وأشار إىل أنه‬ ‫سيلتقي يف هذا األسبوع مع الجرنال ميشال عون‪.‬‬ ‫أ ّما رئيس ت ّيار التوحيد وئام وهّ اب‪ ،‬فأ ّكد أن جنبالط‬ ‫سيزور سوريا‪“ ،‬ألن لديه الجرأة لقول كلمة الحق‪،‬‬ ‫وقلب سوريا يتّسع للكل‪ .‬نتمنى أن يتحول‬ ‫التفاهم بينه وبني السيد حسن نرص الله إىل‬ ‫تفاهم اسرتاتيجي يدعم املقاومة”‪.‬‬ ‫وأضاف أن الدروز هم دور ال حجم‪« ،‬ولن نقبل‬ ‫بأن يعاملوا إ ّال كاللبنانيني‪ ،‬الدور هو يف االلتفاف‬ ‫حول العروبة”‪ .‬ورأى أن سوريا “هي “م ّكتنا” الثانية‪،‬‬ ‫وهذا القول لك وليس يل يا وليد بك‪ ،‬يف األيام‬ ‫الصعبة وقفت سوريا ووقف حافظ األسد ووقف‬ ‫الجيش العريب السوري معنا‪ ،‬حمينا هذه األرض‬ ‫مبساعدته‪ .‬وما أعرفه أن الرئيس بشار األسد يكنّ‬ ‫لهذه الطائفة محبة خاصة يف لبنان وسوريا‬ ‫وفلسطني‪ ،‬وما نتمناه هو “أن تعود العالقة‬ ‫بني الجميع وسوريا كام كانت وبالتحديد أنت”‪.‬‬ ‫وأ ّكد أن الدروز هم أهل املقاومة” فلم يأت محتل‬ ‫إ ّال نال ما نال من سيوفهم وبنادقهم عىل هذه‬ ‫األرض‪ ،‬لذا إذا حصل أي عدوان كام يه ّول العدو‬ ‫وكام نسمع‪ ،‬فسنكون كام كنا يف طليعة‬ ‫املقاومني وإياكم”‪.‬‬ ‫للقيادة‬

‫مسدّس من ّ‬ ‫بشار إىل جنبالط‬

‫أهدى نجل الوزير السابق وئام وهّ اب‪ّ ،‬‬ ‫بشار‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بشار ليس‬ ‫مسدساً إىل النائب وليد جنبالط‪.‬‬ ‫النجل األكرب لوهّ اب‪ ،‬ولذلك ّ‬ ‫فإن تقدميه الهد ّية‬ ‫إىل جنبالط‪ ،‬بدالً من شقيقه األكرب هادي‪ ،‬يحمل‬ ‫معانٍ كثرية نظراً إىل رمزية االسم الذي يحمله‪.‬‬ ‫وقد ُأشيع أن ّ‬ ‫بشار أهدى جنبالط كتاباً (وهو ما‬ ‫ك ّرره وهاب يف مقابلة تلفزيون ّية ليل أمس)‪،‬‬ ‫لكن معلومات مؤ ّكدة لفتت إىل أن الهد ّية هي‬ ‫مسدس‪ .‬وقد سأل بعض الظرفاء عن الكتاب‬ ‫الذي يمُ كنه أن ُيهدى لجنبالط‪ ،‬هل هو كتاب عن‬ ‫العروبة يتجاوز ما كتبه كامل جنبالط؟‬

‫أبرز الحارضين‬

‫عندما أبلغ وئام وهّ اب وليد جنبالط أسامء‬ ‫الشخص ّيات التي يرغب يف دعوتها‪ ،‬متنّى عليه‬ ‫جنبالط أن تشمل النائب مروان حامدة‪ .‬دُعي‬ ‫حامدة فل ّبى‪ ،‬رغم أن التواصل بينه وبني وهّ اب‬ ‫مقطوع منذ عام ‪ .2004‬ورغم أنه كان رافضاً‬ ‫للمصالحات ولخيارات جنبالط األخرية‪ ،‬وهو الذي‬ ‫ا ُّتهم بأنه يقف خلف كلمة النائبة نايلة تويني‬ ‫األخرية يف مجلس النواب‪ ،‬التي ك ّررت فيها اتهام‬ ‫سوريا باغتيال والدها‪ ،‬يؤكد وهّ اب أن صداقة‬

‫ّ‬ ‫املطلعني‬ ‫قدمية تربطه بحامدة‪ ،‬فيام ُيشري أحد‬ ‫عىل العالقة بني الرجلني اىل أن مشاركة حامدة‬ ‫تعبرّ عن قبوله مبا قيل من كلامت‪.‬‬ ‫ومن أبرز املشاركني‪ ،‬الوزراء‪ :‬جربان باسيل‪،‬‬ ‫محمد جواد خليفة‪ ،‬زياد بارود‪ ،‬فادي عبود‪ ،‬أكرم‬ ‫شه ّيب‪ ،‬ووائل أبو فاعور‪ ،‬والنواب‪ :‬مروان حامدة‪،‬‬ ‫عيل عامر‪ ،‬نقوال فتوش‪ ،‬نهاد املشنوق‪ ،‬نعمة‬ ‫طعمة‪ ،‬إييل عون‪ ،‬آالن عون‪ ،‬إميل رحمة‪ ،‬آغوب‬ ‫بقرادونيان ومروان فارس‪ ،‬والوزيران السابقان إلياس‬ ‫سكاف وآالن طابوريان‪.‬‬

‫األخبار ثائر غندور‬

‫من هو نجم وليمة الجاهلية ؟‬ ‫وهاب أم جنبالط املنتظر‬ ‫عىل جمر اللقاء‬ ‫وليد جنبالط يف الجاهلية‪ ،‬خرب تكمن فيه‬ ‫الدهشة وكل عالمات التعجب واالستغراب‪،‬‬ ‫وصورة املساء التلفزيونية التي نقلت الحدث كانت‬ ‫أصدق أنباء من العيون املذهولة‪.‬‬ ‫دخل الزعيم االشرتايك‪ ،‬تحيط به مجموعة‬ ‫من ثوار األرز‪ ،‬انتقلت حديثاً من ساحة الحرية اىل‬ ‫بوابة الشوف يف الجاهلية‪ ،‬تح ّلقت حول مائدة‬ ‫املشاغب يف املعارضة وابن سوريا البار‪ ،‬فبدا‬ ‫املشهد سوريالياً‪ ،‬أشبه بعامل متخ ّيل‪ ،‬خصوصاً‬ ‫حني تجاوز الضيوف الحدود املعرتف بها لبنانياً‪.‬‬ ‫الحي” مع املنظر‬ ‫فتجاور مروان حامده “الشهيد‬ ‫ّ‬ ‫يف العروبة وأساليب النضال زاهر الخطيب‪،‬‬ ‫وتخيل أكرم شهيب عن لجان التنسيق يف الجبل‬ ‫مع القوات اللبنانية ليستمع اىل فوائد السالح‬ ‫من عيل عامر‪.‬‬ ‫ومن برجه الوسطي يتباهى زياد بارود ويعاين‬ ‫ماذا ّ‬ ‫حل باألعداء الذين تخاصموا دهراً‪.‬‬ ‫فيام جربان باسيل كان من أهل البيت‪ ،‬يجول‬ ‫ويرحب بالحلفاء والوافدين الجدد‪ ،‬وآالن عون كان‬ ‫ّ‬ ‫ضيفاً مرتبكاً جديداً يف “كار” الحضور يف هكذا‬ ‫مناسبات‪.‬‬ ‫وكان للخرب الوقع الهائل‪ ،‬أدهش حصوله‬ ‫الفاعليات والعائالت واملشايخ يف الخلوات‪،‬‬ ‫وجميع هؤالء كانوا أسلموا يف السابق أن زعيم‬ ‫املختارة ميتلك الورقة الدرزية بالكامل وإنه يحتل‬ ‫املساحة الجغرافية األوسع يف دار الطائفة‪ ،‬وان‬ ‫جنبالط الذي ارتاح من تقاسم “كميل وكامل”‬ ‫بات اآلن اآلمر والناهي يف الجبل‪ ،‬حيث ال رشيك‬ ‫يحاصص وال نزاع حول الخيارات والقرارات‪.‬‬ ‫هذه األحوال بقيت ردحاً طوي ًال من الزمن حتى‬ ‫دهمتها ظاهرة وهّ اب‪ ،‬وبدأت تصل إىل دارة املختارة‬ ‫األخبار عن نشاط “مشبوه” البن الجاهلية‪ ،‬حينها‬ ‫عاين جنبالط بانتباه قلق‪ ،‬الحيثية الوهابية‪ ،‬وكيف‬ ‫يستطيع الوزير وئام أن ينسج خيوطها بإتقان بني‬

‫‪27‬‬

‫بريوت وريف دمشق‪ ،‬فأقلق املكان األخري جنبالط‬ ‫كثرياً خصوصاً أن ساكن الريف الدمشقي كانت‬ ‫معه جوالت عنيفة من سوء التفاهم والتنسيق‬ ‫أيام التمديد وعشية القرارات الدولية‪.‬‬ ‫ووهاب من ناحيته مل يهدأ‪ ،‬طالته التلفزيونية‬ ‫فاقت شهرة وفاعلية حزبه‪ ،‬وكانت لكل طلة‬ ‫رسالة أو تبليغ وما عىل السامعني سوى اإلنصات‬ ‫واالتعاظ‪.‬‬ ‫ويف ساعات الذروة لوهاب‪ ،‬كان جنبالط ينام‬ ‫وقضاء الشوف يف جيبه‪ ،‬وإن محاوالت البعض‬ ‫لسحبه باءت يف الفشل‪ ،‬وحني حاولوا أيضاً‬ ‫اخرتاق زعامته كانت الزعامة الجنبالطية لهم‬ ‫باملرصاد‪ ،‬ففي أواخر القرن املايض‪ ،‬دعا شيخ‬ ‫العقل يف الطائفة الدرزية بهجت غيث إىل قمة‬ ‫روحية إصالحية يف نيحا‪ ،‬حرضتها الزعامات‬ ‫الدينية ومنها مفتي الجمهورية محمد رشيد‬ ‫قباين ونائب رئيس املجلس اإلسالمي الشيعي‬ ‫األعىل محمد مهدي شمس الدين‪ ،‬ويف ذلك‬ ‫الزمان‪ ،‬زارت املرجعيات املشاركة قرص املختارة‬ ‫قبيل انعقاد القمة لكن جنبالط أبلغ املعنيني‬ ‫يف نيحا ان املختارة هي املقر وليست املمر‪ ،‬وهكذا‬ ‫استطاع سيد املختارة أن يفشل قمة روحية مل‬ ‫يكن هو سيدها‪.‬‬ ‫واملحاولة الثانية كانت يف الجاهلية العام ‪،2004‬‬ ‫حني غامر الوزير وئام وهاب ودعا اىل دارته عدداً‬ ‫كبرياً من السياسيني‪ ،‬كذلك حرض اللواء رستم‬ ‫غزايل‪ ،‬هذا الغداء كان “لقشة” التي قصمت‬ ‫العالقات بني جنبالط وغزايل‪ ،‬ووصلت خالفاتهام‬ ‫اىل لحظة التمديد‪ ،‬فافرتق الرجالن يف الجاهلية‪،‬‬ ‫ويعتقد البعض ان اتفاقهام سيتحقق فيها‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫وليمة الجاهلية العام ‪ 2004‬تختلف كثرياً‬ ‫عن غداء الجاهلية يف العام ‪ ،2010‬ست سنوات‬ ‫مرت‪ ،‬أنهكت كثرياً الزعيم االشرتايك الذي‬ ‫بات “كديوجني” يحمل املصباح يف عز الضوء‬ ‫ويف منتصف النهار‪ ،‬يفتش بغري هدى عن‬ ‫طريق دمشق‪ ،‬فال يجد أمامه سوى أتباعها‪،‬‬ ‫تارة يطلبون منه زيارة الرابية وتارة يعتقد أن يف‬ ‫الجاهلية رسداباً يوصله إليها‪ ،‬وطوراً يهيم عىل‬ ‫رب ضارة نافعة‪ ،‬ليسأل عن عنوان‬ ‫وجهه فيتذكر ّ‬ ‫السكن للرئيس اميل لحود‪.‬‬ ‫رئيس الحزب االشرتايك سلك جميع دروب‬ ‫الغفران‪ ،‬مل يرتك “زاروبا” يعتب عليه‪ ،‬زار خنادق‬ ‫الوطنيني‪ ،‬شارك قوالً يف نضاالتهم ومل يجد‬ ‫أمامه سوى أنواع مختلفة من اإلذالل‪ ،‬فأصبح‪،‬‬ ‫كام يقول‪ ،‬كالسمك “الجربيدي” يف مرحلة املد‬ ‫البحرية ينتظر أي عابر الصطياده‪.‬‬ ‫وتأكد له بالوجه الرشعي ان سوريا ال تتغيرّ ‪،‬‬ ‫صيفها كالشتاء‪ ،‬والحرارة فيها متشابهة‬ ‫والعواطف تكاد أن تكون معدومة‪ ،‬وان‬ ‫“الكمبيوتر” يختزن كماّ ً هائ ًال من الذكريات‪ ،‬وهي‬ ‫إن تجاهلت لكنها ال تنىس وخزان الذاكرة ميلء‬ ‫يتسع آلالف الوقائع واألحداث وكل أنواع القذف‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫والسب والشتم‪.‬‬ ‫والشك لدى السوريني عادة هو من خصائص‬ ‫أطباعهم‪ ،‬يفتشون دامئاً عن الصدق يف املسرية‬ ‫الجديدة لجنبالط‪ ،‬ويسألون عن سعيد نفاع النائب‬ ‫العريب يف الكنيست اإلرسائييل ويستغربون أن‬ ‫يرتأس الزعيم االشرتايك وفداً درزياً للقاء الدروز‬ ‫اإلرسائيليني‪ ،‬وأن يعود النائب مروان حامده اىل‬ ‫مقدمة الصفوف يف الفريق الجنبالطي‪.‬‬ ‫هذا الواقع أدركه جيداً الوزير وئام وهاب‪ ،‬فقرر أن‬ ‫يضع ثقله وكامل قوته يك ينترص رهانه بإدخال‬ ‫جنبالط يف اإلبرة السورية‪ ،‬فاجتمعت املعارضة‬ ‫عن بكرة أبيها عىل وليمة تشبه كثرياً وليمة‬ ‫خيمة عرب الفاعور يف العام ‪.2003‬‬ ‫لكن الخصوصية الدرزية تجلت واضحة يف‬ ‫وليمة وهّ اب لناحية توزيع الدعوات ويف نوعية‬ ‫الحضور‪ ،‬وإذا اعترب وهّ اب ان طائفة الدروز ليست‬ ‫أعدادا وحج ًام بل دور مميز‪ ،‬فإن املري طالل ارسالن‬ ‫مل يحرض ألن الدعوة وصلته متأخرة‪ ،‬نقلها إليه‬ ‫نائب رئيس الحزب السيد سليامن الصايغ‪ ،‬عل ًام‬ ‫ان املري رفض يف السابق ان يقدم الوزير وهاب‬ ‫واجب التعزية بشقيقه املرحوم املري فيصل‪.‬‬ ‫ويبقى السؤال من هو نجم يوم األحد يف وليمة‬ ‫الجاهلية العارمة‪ ،‬وليد جنبالط الذي ينتظر‬ ‫عىل جمر اللقاء تحديد الساعة واملوعد‪ ،‬أم وئام‬ ‫وهاب الذي ينتظر املوافقة وينجح رهانه عىل‬ ‫الخطوط التي ثابر وعمل وأقنع وأوصل الرسائل‬ ‫من خاللها‪.‬‬ ‫لكن الثابت واألكيد‪ ،‬أن وئام وهاب دخل اىل‬ ‫الثنائية الدرزية رغم أنوف الرافضني‪ ،‬وأصبح رق ًام‬ ‫صعباً يف طائفة قررت ان تتم ّيز يف دورها املم ّيز‬ ‫ألن أعدادها متواضعة يف هذا الرشق الصاخب‬ ‫بالسكان‪.‬‬

‫الديار‪ :‬ابراهيم جبييل‬ ‫جنبالط يواصل تقديم العروض‬ ‫أم ًال يف أن «تغفر» له سوريا‬ ‫يؤسس ملوقع سيايس‬ ‫ووهّ اب ّ‬ ‫درزي قوي برىض من املختارة‬ ‫يواصل النائب وليد جنبالط استدراج العروض‬ ‫أمام دمشق‪ ،‬أم ًال منه يف أن تصفح عنه لـ‬ ‫“االرتكابات” التي قام بها ضد سوريا وحلفائها‬ ‫يف لبنان عىل مدى السنوات الخمس املاضية‪،‬‬ ‫فكان يف طليعة املقاتلني ضد نظامها‪ ،‬مطالباً‬ ‫بإسقاطه‪ ،‬فعندما أيقن أن الدفة العربية‬ ‫والدولية عادت لتعطي دمشق موقعها الثابت‬ ‫يف املعادلتني اللبنانية والرشق أوسطية‪ ،‬أدرك أن‬ ‫رهاناته ذهبت أدراج الرياح‪ ،‬وأن املطلوب منه هو أن‬ ‫يعود جزءاً من الكوكبة التي تتحالف مع سوريا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف لبنان‪ ،‬كام كان عىل مدى عقود سابقة‪.‬‬ ‫انقلب جنبالط مجدداً عىل نفسه‪ ،‬بعدما‬ ‫قال يف مناسبات مختلفة‪ ،‬وهو يثري حامسة‬ ‫الجامهري يف ساحات “‪ 14‬آذار”‪ ،‬ما ال ُيقال‪ ،‬حتى‬ ‫بدا حلفاؤه املسيحيون أكرث هدوءاً وعقالنية منه‪،‬‬ ‫ألنهم مل يذهبوا اىل ح ّد الطعن بسوريا يف‬ ‫سوريا أو اىل ح ّد التعرض لنظامها‪.‬‬ ‫وعندما اعرتف يف ندوات ومحارضات بأنه كان‬ ‫خائفاً ومل يكن ميلك الشجاعة للوقوف يف وجه‬ ‫سوريا عندما كان أحد رجالها املد ّللني يف لبنان‪،‬‬ ‫اعتقد سامعوه انه لن يخاف مرة ثانية‪.‬‬ ‫النائب وليد جنبالط افتتح عهد تقديم العروض‬ ‫ليس عىل طريقة الرئىس سعد الحريري الذي‬ ‫“أجربه” موقعه عىل زيارة دمشق من دون أن يتن ّكر‬ ‫لحلفائه‪ ،‬بل عىل”طريقته” الفريدة‪ ،‬أي بترسب‬ ‫رشيط فيديو يقول فيه أن املوارنة هم “جنس‬ ‫عاطل”‪.‬‬ ‫ومل يكن يقصد يف ذلك موارنة املعارضة بل‬ ‫حلفاءه الذين خرج معهم للتو من منازعات مريرة‬ ‫“ليمنحهم” موقعاً نيابياً هنا أوهناك بكثري من‬ ‫“التمنني”‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومبطنة‬ ‫بعد ذلك فتح جنبالط حرباً علنية‬ ‫ضد كل “‪ 14‬آذار” ورموزها وحتى مبادئها‪ ،‬مكرراً‬ ‫آيات التوبة أمام التحالف الشيعي‪ ،‬متخطياً‬ ‫إشاراته عن الضاحية‪.‬‬ ‫وهو استفاد من الرئيس نبيه بري كجرس‬ ‫للعبور مجدداً ليكون مقبوالً لدى “حزب الله”‪.‬‬ ‫وهو اليوم يحاول اإلفادة من ترميم عالقته مع‬ ‫الحزب ليكون مقبوالً لدى سوريا‪.‬‬ ‫هذا الج ّو سينعكس عىل الوضع الدرزي‪.‬‬ ‫والواضح ان لقاء الجاهلية سيكون منطلقاً‬ ‫لتوجه جديد داخل الطائفة‪ ،‬يكون فيه الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب قوياً اىل جانب زعامة آل‬ ‫جنبالط من خالل وليد أو تيمور‪ ،‬الذي بات يرافق‬ ‫والده يف جوالته السياسية يف شكل يرتافق مع‬ ‫استدارة جنبالط الجديدة‪.‬‬ ‫ومع الزيارة التي قيل بأن الوزير غازي العرييض‬ ‫قام بها لدمشق‪ ،‬سيكون لدى جنبالط مزيد من‬ ‫املعطيات حول مدى “الغفران” السوري لجنبالط‬ ‫ومدى القبول بلقائه‪.‬‬

‫ايلني عيىس ‪ -‬الديار‬

‫عندما تكون األسامء ظاملة‬ ‫لحامليها ولكن مردودها يصبح‬ ‫خرياً ألصحابها‬ ‫انعطافة جنبالط “وبطولة”‬ ‫التف ّوق عىل الذات‬ ‫درج العرب ىف لغتهم الجميلة ترفقاً بالذات‬

‫‪28‬‬

‫اإلنسانية أن يصفوا ما هو سلبي عند مل يرزقوا‬ ‫حظوظاً طيبة من ناحية الخلقة البرشية‪ ،‬بصفات‬ ‫معنوية إيجابية “تعويضية” عام أصابهم من‬ ‫املحن فيصفون امللدوغ ب “السليم”‪ ،‬والفاقد البرص‬ ‫“بالبصري”‪ ،‬أي أنهم يكرهون تسمية االنسان مبا‬ ‫يشكو منه‪.‬‬ ‫ولكن بعض األسامء السلبية املعنى تكون‬ ‫أشبه بـ”عقوبة” غري عادلة تنزل بأصحابها‬ ‫الخيرّ ين والطيبني‪.‬‬ ‫وملا كان “من البلية ما يضحك” ‪ ،‬فإننا نروى‬ ‫“طرفة مأساوية” ‪ -‬إذا صح التعبري‪ -‬عند من‬ ‫يجد‪ ،‬أن سواه قد سماّ ه دون علمه أو التشاور‬ ‫معه طبعاً‪ ،‬فكان اسمه السلبي وباالً عليه‪.‬‬ ‫من ذلك أن أحد الذين سامهم الرئيس العراقي‬ ‫املخلوع عىل أيدي األمريكيني “وقوات التحالف”‬ ‫“صدام حسني” بدعوى الخالص من أسلحة‬ ‫الدمار “وتخليص” شعبه منه‪ ،‬وزيراً ىف حكومة‬ ‫جديدة‪ ،‬يدعى “محمود بعو” فلام عرض اسمه‬ ‫عىل مجلس الوزراء ومجلس قيادة الثورة‪ ،‬بادروا‬ ‫عىل سبيل املزاح إىل االعرتاض عىل توزيره‬ ‫باإلجامع‪ ،‬فلام سألهم صدام عن السبب وهل‬ ‫لنقص عنده ىف “الكفاءة والوالء” فقالوا له‪ :‬عىل‬ ‫ٍ‬ ‫العكس إنه من أحسن الناس‪ :‬ولكنّ املشكلة‬ ‫هي محض “إعالمية”! ألنه بعد توزيره ستتناقل‬ ‫وسائط اإلعالم اسمه عندما يسافر أو يعود من‬ ‫سفره‪ ،‬أو عندما يذكر اسمه بني أعضاء مجلس‬ ‫الوزراء فيقال مثال‪ :‬سافر الوزير الرفيق بعو وعاد‬ ‫الرفيق الوزير بعو‪ ،‬فليس أمامه عندئذ سوى واحد‬ ‫من أمرين‪ :‬إما أن ينفي عن نفسه هذا االسم‬ ‫ويستبدله باسم غري اسمه‪ ،‬وإما أن ينسحب من‬ ‫الحكومة بصمت وتسليم!‬ ‫و ُيروى عىل سبيل الطرافة أيضاً أن أحد‬ ‫اإلعالميني املشهورين أوفد من جانبه مراس ًال‬ ‫ليكون مقره يف القاهرة وطلب منه أن يوصل‬ ‫تحياته وهدية رمزية منه إىل “كوكب الرشق أم‬ ‫كلثوم” عربون صداقة من جانب هذا اإلعالمي‬ ‫الذي كان قد تعرف عليها من ِق َبل وكان عىل‬ ‫تواصل “تقديري” معها‪ :‬وعندما اتصل بها‬ ‫هذا “املوفد” اإلعالمي فور وصوله إىل القاهرة‬ ‫ومن أرض املطار وذكر لها اسمه الذي يطابق‬ ‫اسم أحد املخلوقات غري الناطقة‪ ،‬قالت له أم‬ ‫كلثوم‪“ :‬يا فندم ه ّوا ده اسم والله ْشتيمة؟”‪.‬‬ ‫وقد قالت له ذلك عل سبيل املزاح وبأسلوبها‬ ‫الالذع املعروف!‬ ‫واملناسبة لهذا الع ْرض “أنه ليس من العدالة ‪-‬‬ ‫مبناسبة لقاء “الجاهلية”‪ -‬أن تسمى قرية لبنانية‬ ‫عزيزة باسم الجاهلية‪ ،‬وهي أحق أن تسمى‬ ‫تسمية الئقة بها وتكون “تعويضية” معنوياً عىل‬ ‫الطريقة التى ابتدعها العرب سواء كانت أسامء‬ ‫أشخاص أو أسامء قرى أو دساكر‪ :‬فالجاهلية‬ ‫كام هو شأن معظم القرى يف الجبل وخاصة‬ ‫يف الشوف وعاليه تستحق أسامء من غري هذا‬ ‫الحكم‬ ‫النوع من األسامء‪ ،‬إال إذا استحرضنا بعض ِ‬

‫والسنة النبوية كقول الرسول‪:‬‬ ‫املروية من الحديث‬ ‫ُّ‬ ‫العريب (ص) ‪“ :‬خياركم يف الجاهلية خياركم يف‬ ‫اإلسالم” ! فهو مل ينكر الصفات الطيبة عند‬ ‫بعض مشاهري الجاهلية‪ ،‬وما اشتهر عنهم من‬ ‫“صفات حميدة” ‪ -‬وإن كانت مساوئ عاداتهم‬ ‫الجاهلية ال يقرها عقل وال تقبل بها حتى الفطرة‬ ‫البرشية‪.‬‬ ‫ولقد عفا الرسول عن َع ِدي ابن حاتم الطايئ‪،‬‬ ‫ألنه كان يقري الضيف ويؤوي من يلوذ به وذلك‬ ‫قبل بعثة الرسول العريب (ص) وكان ابنه َع ِدي‬ ‫(وليس عُ ديّ !) قد ته ّرب من االعرتاف بالرسالة‪،‬‬ ‫ولكنه يف النهاية جاء اىل الرسول (ص) طامعاً‬ ‫بعفوه وتسامحه‪.‬‬ ‫وهكذا كان‪ :‬فقد شفعت له بنوته من حاتم‬ ‫الطا ّيئ‪.‬‬ ‫بل لقد وصلت الشفافية الرسالية والرسولية‬ ‫عند النبي العريب محمد بن عبد الله ابن عبد‬ ‫املطلب حد ان أطلق مقولته الشهرية‪“ :‬جئت‬ ‫ألمتم مكارم األخالق” وهو قول يقرب يف بعض‬ ‫وجوهه من املقولة املنسوبة اىل املسيح عيىس‬ ‫ابن مريم‪“ :‬ما جئت ألنقص الناموس”‪!..‬‬ ‫ولقد حفظ اإلسالم حق الذين كانوا يتمتعون‬ ‫بسمو الشامئل وكرم األخالق يف الجاهلية‪.‬‬ ‫“جب ما قبله” بأن ألغى معظم‬ ‫ورغم أن اإلسالم‬ ‫ّ‬ ‫السنن التي كانت معتمدة يف الجاهلية‪ ،‬فإنه مل‬ ‫ُي ْل ِغ كرامة أصحاب السجايا الطيبة من أعيان‬ ‫الجاهلية سواء كانوا ممن أدرك فجر اإلسالم أو‬ ‫كان قد طواه الزمن وأصبح جز ًءا من تراث وتاريخ‬ ‫العرب‪.‬‬ ‫نقول هذا الكالم ونحن نرى مشهداً “مذه ًال”!‬ ‫لو تنبأ به البعض قبل أشهر ال ُتهم بأنه قد‬ ‫خولط يف عقله‪.‬‬ ‫فرئيس اللقاء الدميقراطي الذي قال ما قاله‬ ‫والذي ال ميكن أن يستعاد وال من الالئق تذ ّكره‬ ‫“ونبشه” من الذاكرة وإذا كان بعض “الكالم‬ ‫الفظيع” املؤذي والسيئ يقال عنه عاد ْة بأنه من‬ ‫النوع الذي يذكر وال يعاد‪..‬‬ ‫فإن مثل الكالم الذي نحن بصدد الحديث عنه ال‬ ‫يجوز حتى تذ ّكره فض ًال عن إعادته أو استعادته!‬ ‫سواء ً بحق الذين يصالحهم اليوم داخلياً أو الذين‬ ‫يتوجه إليهم بالكالم من األشقاء‪.‬‬ ‫أما رئيس تيار التوحيد الوطني الذي عمل يف‬ ‫حقل اإلعالم وولج من خالله إىل مجتمع الطبقة‬ ‫السياسية والذي أصبح من نظائر “زعامء الجبل”‪،‬‬ ‫وهو من عائلة مجاهدة كان عىل رأسها شكيب‬ ‫وهاب ووئام الذي قال يف أعىل املقامات وأطول‬ ‫القامات العربية “ما مل يقله مالك ىف الخمر”‬ ‫(عل ًام أننا ال نعرف ماذا قال مالك من الخمر)!”‬ ‫والذي يحسن عدم تذ ّكر ما قاله حتى من‬ ‫جانبه هو شخصياً بحيث يصبح لسان حاله‬ ‫ما قاله الشاعر العريب املجهول االسم عندما رأى‬ ‫الحكمة تقتيض عدم التذ ّكر‪:‬‬ ‫وكان ما كان مام لست أذكره فظنّ خرياً وال‬

‫تسأل عن الخري!‬ ‫وأهم من ذلك كله أن الله سبحانه حفظ‬ ‫سالمة هذين “النموذجني” رغم ما قاله أحدهام‬ ‫يف األخر وما قاله كل منهام عىل حده يف‬ ‫شخصيات عربية “قممية” “ينحدر عنها السيل‬ ‫وال يرقى إليها الطري!”‪.‬‬ ‫ورغم وجود من يخطر يف باله إلحاق األذى‬ ‫بتموضعهام املشرتك مع سائر رشائح عائلتهام‬ ‫الروحية الكرمية‪ ،‬فإنهام ظ ّال “محفوظني” من‬ ‫األذى ويف حرز حريز! ويكاد بعض مريديهام يسجد‬ ‫لله شكراً لنعامئه أنه “حفظهام” يف البأساء‬ ‫ّ‬ ‫والرضاء‪ ،‬ليس ملواهبهام ىف الردْح فقط‪ ،‬بل يف‬ ‫قدراتهام عىل تحويل الردْح إىل إطراء وثناء عىل‬ ‫ما يتوجب الثناء عليه وإطراؤه ىف هذه املناخات‬ ‫الوفاقية التي تكاد ُتالمس حتى كل “القمم‬ ‫الجبلية” مبا يف ذلك “قمة الرصح البطريريك”‬ ‫الذي يرى سيده غبطة البطريرك الكثري من‬ ‫“املرارات والغصص “ التي تجعل االنسان “يقتصد”‬ ‫ىف التفاؤل‪ ،‬ولكنه ممن يفرض عليهم الرب اإلميان‬ ‫والتفاؤل الدامئني الذين ال يقنطوه من َر ْوح الله‪،‬‬ ‫كام ورد يف القرآن وكام ورد مثله أو ما‬ ‫يعادله يف اإلنجيل والتوراة والزبور وكل الكتب‬ ‫الساموية!‪.‬‬ ‫والذين يعتقدون أن شخصية جنبالط ال تعرف‬ ‫الجدّية والثبات يف املواقف وأنها تأخذ األمور عىل‬ ‫أنها نوع من التسلية له كسيايس مثقف‪ ،‬فإنه‬ ‫رغم “دموية” األحداث املأساوية التي “مرت عىل‬ ‫رأسه” ‪ ،‬يستطيع أن ميزج املأساة بالطرافة عم ًال‬ ‫مبقولة ‪“ :‬ما أضيق العيش لوال فسحة األملِ ” ‪،‬‬ ‫وهو بذلك طبعاً ال يقصد “بفسحة األمل”‬ ‫حركة أمل وال رئيسها الذي ظل “صامداً” عىل‬ ‫عناده يف إبقاء “الجسور مفتوحة” مع “رينار‬ ‫املختارة” الذي يستطيع أن يلبس جلد النمر بدي ًال‬ ‫عن جلد الثعلب ويرتدي “خوذة املحارب” و “ركاباه ال‬ ‫تنفك رجاله منهام‪ ،‬إذا الحرب يف يوم كريهة و ّل ِت”‪.‬‬ ‫وهو يف املحصلة كام راهن “شيخ الربملان النبيه”‬ ‫عىل عودة “أبو تيمور” إىل “قواعده األصلية ساملاً”‪،‬‬ ‫وهي عودة ال تشبه “عودة االبن الضال” كام يحلو‬ ‫للبعض أن يراها‪ ،‬يف محاولة متعمدة “لتسطيح”‬ ‫املعنى العميق لهذه العودة من جانب الحانقني‬ ‫عىل إسهامه الناجح وامللموس يف تغيري صورة‬ ‫الوضع املحيل وإعادة ترتيب املرسح السيايس‬ ‫والتأثري يف تغيري النظرة إىل الوضع الراهن يف‬ ‫لبنان إقليمياً ودولياً‪.‬‬ ‫بل لقد عاد جنبالط عودة املباهي بأنه قد ّ‬ ‫رشق‬ ‫وغ ّرب ومل يعتمد عىل أصالة األرومة العائلية بل‬ ‫عىل أصالة األرومة “الجهادية” والذين يطلبون منه‬ ‫التنكر إلرث التاريخ الجنبالطي من “بشريه” حتى‬ ‫“كامله” و “وليده” ‪ ،‬إمنا يطلبون منه التخيل عن‬ ‫رصيد ليس من املروءة أن يتنكر له ولو كان هذا‬ ‫الرصيد متوفراً لبعض عاذليه والمئيه وناقديه‪ ،‬ملا‬ ‫تخلوا عن هذا الرصيد أو رضبوا به عرض الحائط‪..‬‬ ‫ومل يكن كالم جنبالط يف “الجاهلية” يوم‬

‫‪29‬‬

‫األحد إال ُبرهاناً ودلي ًال عىل قدرة املخلوق البرشي إذا‬ ‫أويت فطنة وقدرة عىل النقد الذايت والشجاعة‬ ‫األدبية‪ ،‬والذين “يلومونه” عىل “تراجعه” عام كان‬ ‫بدا منه تجاه الذين يخطب ودهم اآلن وقد قبلوا‬ ‫منه فضيلة “العودة عن الخطأ”‪ ،‬والذين يلمسون‬ ‫“صدقيته” يف الرتاجع عن هذا الخطأ وعدم العود‬ ‫ملثله أبدا‪ ،‬لسبب وحيد‪ ،‬وهو أنه قد “اكتشف” ‪-‬‬ ‫يف فرتة انقالبه عىل تاريخه ورصيده ‪ -‬عىل‬ ‫ضوء “التجربة والخطأ” أنه لو كان مواطناً عادياً يف‬ ‫بلده أفضل من أن يكون مكان كرزاي أو محمود‬ ‫عباس أو نوره املاليك أو “السنيورة سابقاً” من‬ ‫أن يكون “كناساً” يف نيويورك عىل حد تعبريه‬ ‫سابقاً؟‬

‫محمد باقر رشي ‪ -‬الديار‬

‫زار الزعيم الدرزي اللبناين‬ ‫وليد جنبالط األحد‬ ‫خصمه السابق‬ ‫السيايس الدرزي‬ ‫وئام وهاب الذي أقام له‬ ‫مأدبة غداء شارك فيها‬ ‫عدد كبري من الشخصيات‬ ‫وتم خاللها التأكيد عىل زيارة سيقوم بها‬ ‫جنبالط اىل دمشق “يف الوقت والظرف املناسبني»‪.‬‬ ‫وهو اللقاء الثاين منذ الصيف املايض بني‬ ‫جنبالط الذي كان من اشد املناهضني لدمشق‬ ‫منذ العام ‪ ،2005‬والوزير السابق وهاب الذي‬ ‫يعترب من أكرث املقربني من سوريا يف لبنان‪.‬‬ ‫وعقد اللقاء الذي نقل مبارشة عرب شاشات‬ ‫التلفزة اللبنانية يف منزل وهاب يف الجاهلية يف‬ ‫منطقة الشوف (جنوب رشق بريوت) التي تعترب‬ ‫معقال لوليد جنبالط‪ .‬وأكد وهاب خالل اللقاء ان‬ ‫جنبالط “سيزور سوريا بالتأكيد‪ ،‬الن لديه كل الجرأة‬ ‫ليقول كلمة حق والن قلب سوريا يتسع للجميع»‪.‬‬ ‫كام أشاد بالتقارب بني جنبالط واألمني العام لحزب‬ ‫الله حسن نرصالله‪ ،‬مؤكدا ان جنبالط “سيكون‬ ‫اىل جانب املقاومة”‪ ،‬متمنيا عقد “تفاهم‬ ‫اسرتاتيجي يدعم املقاومة ويحمي لبنان” بني‬ ‫الزعيمني الدرزي والشيعي‪.‬‬ ‫وكان جنبالط أعلن بعد االنتخابات النيابية‬ ‫التي جرت يف حزيران‪/‬يونيو ‪ 2009‬انفصاله عن‬ ‫قوى ‪ 14‬آذار التي فازت باألكرثية يف االنتخابات‪،‬‬ ‫وبدأ منذ ذلك الحني محاوالت تقارب مع حزب الله‪،‬‬ ‫ابرز أركان األقلية املدعومة من دمشق‪ ،‬وحلفائه‪.‬‬ ‫وقال جنبالط‪ ،‬رئيس الحزب االشرتايك‪ ،‬من‬ ‫جهته “أين كنا منذ عام أو عامني وأين أصبحنا”‪،‬‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫مشريا إىل انه سيزور دمشق “يف الظرف املناسب‬ ‫والوقت املناسب لسوريا ويل شخصيا»‪.‬‬ ‫وأكد أن زيارته لوهاب تندرج يف إطار العمل‬ ‫عىل “إنهاء رواسب ‪ 7‬أيار‪/‬مايو”‪ ،‬يف إشارة اىل‬ ‫معارك وقعت يف أيار ‪ 2008‬بني أنصار األكرثية‬ ‫وأنصار األقلية‪.‬‬ ‫وأعلن عن لقاء مصالحة موسع بني حزبه‬ ‫ومسؤولني يف حزب الله األحد املقبل‪ ،‬وعن زيارة‬ ‫سيقوم بها اىل رئيس التيار الوطني الحر النائب‬ ‫املسيحي ميشال عون‪ ،‬احد أركان قوى ‪ 8‬آذار‬ ‫(األقلية)‪ ،‬يحدد موعدها الحقا‪ .‬وسبق لجنبالط‬ ‫ان اجتمع مع عون ونرص الله‪ .‬كذلك التقى مع‬ ‫النائب سليامن فرنجية برعاية رئيس الجمهورية‬ ‫ميشال سليامن يف قرص بعبدا‪.‬‬ ‫ومتيزت السنوات السابقة بقطيعة تامة بني‬ ‫قوى ‪ 14‬آذار وقوى ‪ 8‬آذار عىل خلفية اتهام قوى‬ ‫‪ 14‬آذار لسوريا بالوقوف وراء سلسلة اغتياالت‬ ‫حصلت يف لبنان بني ‪ 2005‬و‪ ،2007‬واتهامها‬ ‫لقوى ‪ 8‬آذار بتنفيذ مصالح سوريا يف لبنان‪.‬‬ ‫وأدىل جنبالط خالل تلك الفرتة مبواقف شديدة‬ ‫التطرف ضد حزب الله وضد سوريا والرئيس‬ ‫السوري بشار األسد وقد اقر أخريا انه من الصعب‬ ‫عىل سوريا ان “تنىس هذه املواقف»‪.‬‬ ‫وزار رئيس الحكومة سعد الحريري يف ‪20‬‬ ‫كانون األول‪/‬ديسمرب دمشق للمرة األوىل منذ‬ ‫بدء عمله السيايس الذي ورثه عن والده رئيس‬ ‫الحكومة السابق رفيق الحريري‪ .‬وكان الحريري اتهم‬ ‫دمشق مبقتل والده‪ ،‬األمر الذي ينفيه املسؤولون‬ ‫السوريون بشدة‪.‬‬

‫بريوت (ا ف ب)‬

‫حرضه ممثلون ملختلف تالوين‬ ‫املعارضة بغياب أرسالن‪...‬‬ ‫وبارود واملشنوق شاركا‬ ‫“بصفة شخصية»‬ ‫“لقاء الجاهلية” يقفل الباب‬ ‫عىل “‪ 7‬مايو” ويق ّرب جنبالط‬ ‫من بوابة دمشق “يف الوقت‬ ‫والظرف املناسبني”‬ ‫مل تكن الزيارة التي قام بها رئيس «اللقاء‬ ‫الدميقراطي” النائب وليد جنبالط لدارة الوزير‬ ‫السابق وئام وهاب (القريب جداً من سورية)‬ ‫يف الجاهلية (الشوف) وتنا ُول طعام الغداء اىل‬ ‫مائدته‪ ،‬مفاجئة‪ ،‬بل مت ّثلت املفاجأة يف مشهد‬ ‫املشاركني يف هذا اللقاء الذي تجاوز طابعه “الدرزي‬ ‫ّ‬ ‫ليطل عىل ُبعد سيايس شبه “ج ْبهوي”‬ ‫– الدرزي”‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وعىل تكريس مت ْوضع “س ّيد املختارة” (حيث معقل‬ ‫جنبالط) خارج “وعاء” قوى “‪ 14‬مارس” التي‬ ‫كان أعلن يف أغسطس املايض انفصاله عنها‬ ‫مطلقاً سلسة إشارات تقا ُرب مع كل تالوين فريق‬ ‫“‪ 8‬مارس” وصوالً اىل إبداء الرغبة يف فتح صفحة‬ ‫جديدة وزيارة دمشق التي ال تزال ُتبقي موقفها‬ ‫‪ hold‬راهنة إياه بـ “دفرت‬ ‫من هذه الزيارة ‪on‬‬ ‫رشوط” سيايس‪.‬‬ ‫عىل مدى نحو ساعة‪ّ ،‬‬ ‫حل جنبالط ضيفاً للمرة‬ ‫األوىل عىل مائدة وهاب يف حضور الفت ملختلف‬ ‫قوى املعارضة وممثلني لـ “حزب الله و”حركة أمل‬ ‫(يرتأسها الرئيس نبيه بري) و”التيار الوطني الحر”‬ ‫(يقوده العامد ميشال عون) و”تيار املردة” (يتزعمه‬ ‫النائب سليامن فرنجية)‪ .‬أما األبرز يف الئحة‬ ‫الحارضين فكان وزير الداخلية زياد بارود والنائب‬ ‫نهاد املشنوق العضو يف تكتل رئيس الحكومة‬ ‫سعد الحريري‪ ،‬اللذان أكدا انهام حرضا “بصفة‬ ‫شخصية”‪ ،‬من دون إغفال املشاركة املعبرّ ة‬ ‫وجه رسالة اىل‬ ‫للنائب نقوال فتوش الذي بدا انه ّ‬ ‫فريق األكرثية بأن العالقة معه بلغت مرحلة “الال‬ ‫عودة” بعد الخالف “العاصف” الذي اشتعل بينه‬ ‫وبني نواب منطقة زحلة بعد االنتخابات والذي‬ ‫تخللته “حرب كالمية” مع حزب الكتائب (عرب‬ ‫نائبها اييل ماروين) ومع النائب عقاب صقر (من‬ ‫تكتل الحريري) تجاوزت “كل السقوف” يف حدّته‬ ‫و”عيار” التعابري التي استُخدمت فيها‪.‬‬ ‫وكام يف الئحة الحارضين‪ ،‬كذلك ُسجلت‬ ‫مفارقات يف قامئة الغائبني التي شملت النائب‬ ‫طالل ارسالن الذي يسود من فرتة “فتور” يف العالقة‬ ‫بينه وبني وهاب عىل خلفية االنتخابات النيابية‪.‬‬ ‫وهكذا رست خريطة حارضي لقاء جنبالط‬ ‫ وهاب الذي جاء يف إطار جولة قام بها رئيس‬‫“اللقاء الدميقراطي” عىل الشوف عىل كل من‪:‬‬ ‫الوزير محمد جواد خليفة والنائب وعيل بزي عن‬ ‫“حركة أمل”‪ ،‬النائب آالن عون ممث ًال عون ومعه‬ ‫الوزيران جربان باسيل وفادي عبود والقيادي يف‬ ‫“التيار الحر” ناصيف قزي‪ ،‬رئيس املجلس السيايس‬ ‫يف “حزب الله” محمود قامطي والنائب عيل‬ ‫عامر‪ ،‬الوزير السابق الياس سكاف‪ ،‬النائب اميل‬ ‫رحمة (ممث ًال فرنجية)‪ ،‬النائب آغوب بقرادونيان‪،‬‬ ‫النائب مروان فارس (عن الحزب السوري القومي‬ ‫االجتامعي)‪ ،‬أمني رس “شبيبة جورج حاوي” رايف‬ ‫مادايان‪ ،‬النائبان السابقان زاهر الخطيب وفريد‬ ‫هيكل الخازن‪ ،‬اضافة اىل بارود واملشنوق وفتوش‪.‬‬ ‫فضم الوزيرين‬ ‫اما الوفد الذي رافق جنبالط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أكرم شه ّيب ووائل أبو فاعور والنائبان مروان‬ ‫حامده واييل عون‪ ،‬اضافة اىل وفد كبري من “الحزب‬ ‫التقدمي االشرتايك” يرتأسه جنبالط هذا يف‬ ‫الشكل‪ .‬اما يف املضمون الذي عبرّ ت عنه كلمتا‬ ‫جنبالط ووهاب‪ ،‬فبدا واضحاً ان للقاء الجاهلية‬ ‫بعدين متوازيني‪:‬‬ ‫األول يتصل بإنهاء رواسب أحداث ‪ 7‬مايو ‪2008‬‬ ‫(محاولة “حزب الله” اقتحام الجبل وعمليته‬

‫‪30‬‬

‫العسكرية يف بريوت) عىل الساحة الدرزية‪ ،‬وهو‬ ‫ما عبرّ عنه الزعيم الدرزي نفسه‪ ،‬كاشفاً يف‬ ‫الوقت نفسه عن لقاء مصالحة مع “حزب الله”‬ ‫ُيعقد األحد املقبل يف الشويفات تتويجاً للمسار‬ ‫التصا ُلحي الذي كان بدأ بني الجانبني قبل أشهر‪.‬‬ ‫وال ُبعد الثاين يتع ّلق بزيارة جنبالط لدمشق‬ ‫والتي كان اكد انه يقوم بها بعد زيارة رئيس‬ ‫الحكومة لدمشق‪ ،‬إذ لفت تأكيد وهاب إن الزيارة‬ ‫ستحصل “ألن وليد بك يتمتع بالجرأة ليقول كلمة‬ ‫الحق‪ ،‬وألن سورية قلبها واسع”‪ ،‬قبل أن يعلن رئيس‬ ‫“اللقاء الدميقراطي” أنني سأرى الوقت املناسب‬ ‫والظرف املالئم للقيادة السورية ويل إذا كان من‬ ‫توجه للذهاب اىل سوريا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واىل هذين ال ُبعدين‪ ،‬الحظت دوائر مراقبة أن‬ ‫نوعية املشاركني يف لقاء جنبالط ‪ -‬وهاب الذي‬ ‫ُيستكمل هذا األسبوع بزيارة الزعيم الدرزي لعون‬ ‫لدارته يف الرابية بعد اجتامع املصالحة بينهام‬ ‫يف القرص الجمهوري يف ‪ 25‬نوفمرب املايض‪ ،‬تؤرش‬ ‫اىل نوع من االصطفاف الجديد الذي كان ملّح إليه‬ ‫جنبالط نفسه بإعالنه يف ترصيح صحايف أمس‪،‬‬ ‫انه بعد زيارة رئيس الحكومة لدمشق واملصالحات‬ ‫التي حصلت أخرياً‪ ،‬هناك أهمية لتحريك العملية‬ ‫السياسية يف لبنان من خالل إطالق مبدأ الجبهة‬ ‫العريضة‪.‬‬ ‫وكان رئيس “اللقاء الدميوقراطي” أ ّكد خالل‬ ‫غداء الجاهلية أن “الجو اليوم أفضل بكثري مام كان‬ ‫ُ‬ ‫“أردت أن أزيل ما تبقى‬ ‫عليه قبل عامني”‪ ،‬مضيفاً‪:‬‬ ‫من رواسب لـ ‪ 7‬مايو‪ ،‬واألحد املقبل سيكون يل‬ ‫لقاء مع “حزب الله” يف الشويفات بحضور املري‬ ‫طالل إرسالن”‪.‬‬ ‫وتساءل‪“ :‬أين كنا منذ عام أو عامني وأين‬ ‫واالعتصامات‪،‬‬ ‫السجاالت‬ ‫كانت‬ ‫أصبحنا؟‬ ‫وأصبحنا يف جو الوفاق حيث تشكلت حكومة‬ ‫الوفاق الوطني يف إطار التفاهامت العربية”‪،‬‬ ‫وقال‪“ :‬أفضل طريقة للعبور اىل املستقبل‬ ‫هو الحوار‪ ،‬وقد اتفقنا مع تشكيل الحكومة‬ ‫عىل ان األمور األساسية سواء بعضها الخاليف‬ ‫او غري الخاليف تكون يف عهدة طاولة الحوار‪ ،‬أما‬ ‫األمور األخرى اإلجرائية والتنفيذية واالقتصادية‬ ‫فتُبت يف إطار مجلس الوزراء”‪ .‬وإذ ذ ّكر مبوقفه‬ ‫الذي أصدره منذ “صدور القرار املشؤوم ‪ 1559‬يف‬ ‫سبتمرب ‪ 2004‬لجهة التمسك باتفاق الطائف‪،‬‬ ‫وقلناه من االليزيه يف ديسمرب‪ ،”2004‬شدد عىل‬ ‫أن “هذا االتفاق هو الذي يريس العالقة املميزة بني‬ ‫لبنان وسورية”‪.‬‬ ‫وأشاد بـ “الخطة الكبرية واملهمة جداً التي‬ ‫قام بها الرئيس سعد الحريري بزيارته لسوريا”‪،‬‬ ‫وقال‪“ :‬تبقى امللفات املطروحة للمناقشة وهي‬ ‫معروفة”‪ ،‬مضيفاً‪“ :‬أما يف ما يتع ّلق يب شخصياً‪،‬‬ ‫فسأرى الوقت املناسب والظرف املناسب للقيادة‬ ‫السورية ويل إذا كان من توجه لذهايب إىل‬ ‫سورية”‪.‬‬ ‫أما وهاب فأكد أن “سوريا هي م ّكتُنا الثانية‪،‬‬

‫والرئيس بشار األسد وقف إىل جانبنا‪ ،‬وما أعرفه‬ ‫أنه يكنّ محبة خصوصية للبنان ولطائفة‬ ‫املوحدين الدروز”‪ .‬وما آمله أن “تعود العالقة كام‬ ‫كانت ال سيام معك يا وليد جنبالط‪”.‬‬ ‫وحول اذا كان جنبالط سيزور دمشق‪ ،‬أ ّكد‬ ‫وهاب حصول الزيارة الفتا اىل أن “جنبالط لديه‬ ‫كل الجرأة ليقول كلمة الحق وسوريا قلبها يتّسع‬ ‫لكل األشقاء واألهل واإلخوة‪ “ .‬واعترب أن “خطوات‬ ‫رئيس الحكومة سعد الحريري باتجاه سورية‪،‬‬ ‫تركت ارتياحاً كبرياً ميكن أن يؤسس لعالقات‬ ‫اسرتاتيجية بني البلدين”‪.‬‬

‫بريوت – “الرأي»‬

‫يستعد العتزال السياسة؟‪:‬‬ ‫لقاء “الجاهلية” أحبط “وليد‬ ‫بك” والحريري أبلغه أن دمشق‬ ‫ليست جاهزة الستقباله‬ ‫يعيش رئيس اللقاء الدميقراطي النيايب‬ ‫اللبناين وليد جنبالط هذه األيام حالة انعدام‬ ‫وزن بعد أن نقل عنه أكرث من قريب عدم ارتياحه‬ ‫للموقع الذي أوجد نفسه فيه‪.‬‬ ‫يقول املقربون من النائب جنبالط انه أبدى‬ ‫استيا ًء من لقاء “الجاهلية” والطريقة التي حاول‬ ‫من خاللها الوزير السابق وئام وهاب استغالل‬ ‫الوليمة إلعطاء نفسه حجم سيايس أكرب من‬ ‫مقاسه‪ ،‬واإلمعان يف إحراج جنبالط عرب تنويع‬ ‫املدعوين وتوسيع مروحتهم‪ ،‬ثم الخروج اىل‬ ‫اإلعالم يف اليوم التايل لتوظيف الوليمة لصالحه‬ ‫مظهراً أن جنبالط أسلس له القيادة‪.‬‬ ‫جنبالط‪ ،‬ويف اجتامع ملجلس قيادة الحزب‬ ‫االشرتايك‪ ،‬وصلته رسالة اعرتاض واحتجاج‬ ‫واسعة من حزبيني واشرتاكيني من الذين‬ ‫رفضوا مسألة “إعادة التموضع” يف األساس‬ ‫وجاءت وليمة “الجاهلية” لتضاعف من عدد‬ ‫هؤالء‪ .‬فرد جنبالط محاوال التقليل من أهمية‬ ‫وليمة “الجاهلية” وتداعياتها‪ ،‬مشريا اىل انها لن‬ ‫تضيف شيئاً اىل رصيد وهاب وإنها جاءت يف‬ ‫سياق الخطوات التي قرر جنبالط السري بها نحو‬ ‫“الوسطية” منذ الثاين من شهر آب املنرصم ال‬ ‫أكرث وال اقل‪.‬‬ ‫جنبالط ابلغ القيادة الحزبية ان سوريا مل تضع‬ ‫عليه رشوطا الستقباله‪ ،‬خصوصا الزيارات التي‬ ‫يقوم بها اىل قيادات الثامن من آذار ومن بينها وئام‬ ‫وهاب والعامد عون وسواهم ممن يرتأي جنبالط‬ ‫إمكان زيارتهم أو التواصل معهم يف سياق إعادة‬ ‫التموضع والوسطية التي قرر انتهاجها‪.‬‬ ‫قيادة الحزب االشرتايك أبلغت جنبالط‬ ‫بالصعوبات التي تواجهها يف تسويق “الوسطية”‬

‫يف صفوف الحزبيني وان وليمة الجاهلية جاءت‬ ‫كالقشة التي قصمت ظهر البعري وزادت من‬ ‫صعوبة مهمتها‪ .‬فام كان من جنبالط إال أن ابلغ‬ ‫أعضاء القيادة بان هذه االعرتاضات متثل تفاصيل‬ ‫غري مهمة واالهم هو تحييد لبنان والساحة‬ ‫الداخلية ما أمكن عن تداعيات املتغريات‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬مطالبا القيادات برشح هذه املتغريات‬ ‫للمحازبني يف ضوء الزيارة التي قام بها امللك‬ ‫عبد الله بن العزيز اىل دمشق والرئيس السوري‬ ‫بشار األسد إىل السعودية وتقليده وساما رفيعا‪،‬‬ ‫وهذا مضافا اىل زيارة الرئيس سعد الحريري اىل‬ ‫دمشق واستقباله فيها رسميا وبحفاوة الفتة‪.‬‬ ‫والفحوى هي‪ :‬ملاذا عىل الدروز ان يتحملوا وحدهم‬ ‫وزر املواجهة الداخلية والخارجية‪ ،‬حسب ما قال‬ ‫جنبالط‪.‬‬ ‫ملاذا شارك مروان حامدة؟‬ ‫وعن وليمة “الجاهلية” املثرية للجدل درزيا‬ ‫واالستغراب الذي أثارته مشاركة الوزير السابق‬ ‫والنائب مروان حامده تحدثت روايتان متناقضتان‬ ‫عن حيثيات هذه املشاركة‪.‬‬ ‫األوىل‪ ،‬نقال عن حامده نفسه‪ ،‬الذي أشاع انه‬ ‫دُعي بطريقة محرجة حالت دون إمكان ان يرفض‬ ‫املشاركة وسط إرصار من جنبالط ومن وهاب‬ ‫عىل مشاركته كون “الجاهلية” تقع عقاريا يف‬ ‫جوار بعقلني مسقط رأس حامده‪.‬‬ ‫يف حني ان الرواية الثانية تشري اىل ان اسم‬ ‫حامده مل يكن مدرجا عىل الئحة املدعوين‪ ،‬وان‬ ‫جنبالط قام بتكليف وهاب بدعوة النائب حامده‬ ‫للمشاركة‪ ،‬وان األخري لبى الدعوة مربرا مشاركته‬ ‫يف اليوم الثاين بالقول إنه رافق جنبالط ألكرث من‬ ‫عرشين عاما وهو لن يرتكه يف هذه املرحلة‪.‬‬ ‫مطلعون عىل تفاصيل لقاء املصالحة املقرر‬ ‫عقده يف الشويفات يوم األحد املقبل أشاروا إىل‬ ‫أن جنبالط اختار مكانا النعقادها يتسع يف حده‬ ‫األقىص لـ‪ 150‬شخصاً‪ .‬وعزا املراقبون السبب‬ ‫اىل يقني جنبالط من ان املشاركة املرتقبة درزيا‬ ‫خصوصا من أبناء وعائالت الذين سقطوا يف‬ ‫‪ 7‬أيار لن تكون بحجم التوقع واملرتجى‪ ،‬لذلك‬ ‫تم اختيار املكان يك ال يتسبب مكان آخر أكرث‬ ‫اتساعا يف كشف زيف املصالحة التي يرفض دروز‬ ‫جنبالط الذهاب إليها طوعا‪.‬‬ ‫مقربون من رئيس الحكومة اللبنانية سعد‬ ‫الحريري نقلوا عنه القول انه مل يبحث يف دمشق‬ ‫مسألة زيارة جنبالط اىل العاصمة السورية‬ ‫ولكنه سمع ما يشري اىل ان القيادة السورية‬ ‫ليست جاهزة أو مستعدة الستقبال جنبالط‬ ‫اقله يف املرحلة الراهنة‪ .‬وهو ابلغ جنبالط مبا‬ ‫سمعه يف دمشق‪ ،‬األمر الذي زاد من إحباط‬ ‫جنبالط ومل يثنه عن مواصلة خطواته أو تجميد‬ ‫اندفاعته يف اتجاه قوى ‪ 8‬آذار‪.‬‬ ‫ويقول املقربون انه غداة إعالن جنبالط عن‬ ‫قراره إعادة املوضع التقاه وزير اإلعالم السعودي‬ ‫عبد العزيز خوجه وابلغه ان زيارته وإعادة صياغة‬

‫‪31‬‬

‫عالقته بدمشق تتم عرب الرياض وال تتم بشكل‬ ‫إفرادي‪ .‬لكن يبدو ان جنبالط مل يأخذ بالنصيحة‬ ‫السعودية‪ ،‬وقرر الترصف منفردا ووصل اىل‬ ‫الالمكان يف حركته‪ ،‬فخرس الحلفاء من دون يربح‬ ‫األعداء‪.‬‬ ‫ويف الشأن الجنبالطي أيضا ينقل أصدقاءه‬ ‫عنه انه بدأ يعد العدة لالنسحاب من الحياة‬ ‫السياسية وتسليم مقاليد السياسة لنجله‬ ‫“تيمور”‪ ،‬وان ما يقوم به حاليا هو آخر مواقفه‬ ‫املثرية للجدل يف مسرية سياسية امتدت منذ‬ ‫العام ‪ 1977‬وتخللها تقلبات حادة ميينا وشامال‪.‬‬ ‫وهو قال ان الوضع يف إيران لن يتضح مساره قبل‬ ‫عام عىل األقل وان تداعياته عىل الوضع الذي‬ ‫سيستجد يف سوريا يلزمها عامان‪ ،‬وانه يف‬ ‫هذا الوقت الضائع سوف يكون أنجز انسحابه من‬ ‫السياسة وس ّلم نجله‪.‬‬

‫“الشفاف” بريوت‬

‫جنبالط يلتقي وهاب ويؤكد‬ ‫رغبته لزيارة دمشق‬ ‫زار رئيس الحزب االشرتايك وليد جنبالط‬ ‫األحد خصمه السيايس السابق وئام وهاب‪،‬‬ ‫الذي أقام له مأدبة غداء شارك فيها عدد كبري‬ ‫من الشخصيات‪ ،‬وتم خاللها التأكيد عىل زيارة‬ ‫سيقوم بها جنبالط لدمشق يف الوقت والظرف‬ ‫املناسبني‪.‬‬ ‫وأكد وهاب خالل اللقاء الذي نقل مبارشة عرب‬ ‫شاشات التلفزة اللبنانية يف منزل وهاب مبنطقة‬ ‫الشوف (جنوب رشق بريوت)‪ ،‬ان جنبالط سيزور‬ ‫سوريا بالتأكيد‪ ,‬الن لديه كل الجرأة ليقول كلمة‬ ‫حق والن قلب سوريا يتسع للجميع‪.‬‬ ‫وأشاد بالتقارب بني جنبالط واألمني العام‬ ‫لحزب الله حسن نرصالله‪ ,‬مؤكدا ان جنبالط‬ ‫سيكون اىل جانب املقاومة‪ ,‬متمنيا عقد تفاهم‬ ‫اسرتاتيجي يدعم املقاومة ويحمي لبنان بني‬ ‫جنبالط والسيد حسن نرص الله‪.‬‬ ‫من جهته‪ ،‬قال جنبالط‪“ :‬أين كنا منذ عام‬ ‫أو عامني وأين أصبحنا”‪ ،‬وأشار إىل انه سيزور‬ ‫دمشق يف الظرف والوقت املناسب لسوريا وله‬ ‫شخصيا‪.‬‬ ‫وأعلن جنبالط عن لقاء مصالحة موسع بني‬ ‫حزبه ومسؤولني يف حزب الله األحد املقبل‪ ،‬وعن‬ ‫زيارة سيقوم بها اىل رئيس التيار الوطني الحر‬ ‫النائب املسيحي ميشال عون‪ ،‬احد أركان قوى ‪8‬‬ ‫آذار يحدد موعدها الحقا‪.‬‬ ‫ويعد هذا اللقاء الثاين منذ الصيف املايض بني‬ ‫جنبالط الذي كان من اشد املناهضني لدمشق‬ ‫منذ عام ‪ 2005‬والوزير السابق وئام وهاب‪.‬‬

‫العامل‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫وليد جنبالط ضيفاً «عزيزاً»‬ ‫عىل وئام وهاب يف الجاهلية‪..‬‬ ‫وطالل ارسالن‬ ‫الغائب األكرب!‬ ‫والتقى الخصامن اللدودان‪ ،‬أو باألحرى الصديقان‬ ‫الحميامن!‬ ‫لقاء آخر ُس ّجل بني رئيس “اللقاء الدميقراطي”‬ ‫النائب وليد جنبالط ورئيس تيار “التوحيد‬ ‫اللبناين” الوزير األسبق وئام وهاب‪ ،‬يف دارة األخري‬ ‫يف الجاهلية‪.‬‬ ‫يف املوعد املحدّد‪ ،‬وصل “البيك” إىل الجاهلية‬ ‫بسيارة كان يقودها بنفسه‪ ..‬وصل عىل رأس وفد‬ ‫ضم يف صفوفه النائب مروان حامدة‪،‬‬ ‫من حزبه ّ‬ ‫“األكرثي العنيد”‪ ،‬مع ما لذلك من “رمزية” يجدر‬ ‫التوقف عندها‪.‬‬ ‫يف دارة وهّ اب‪ ،‬كان “مهرجان سيايس” ُيجهّز‪..‬‬ ‫كانت املعارضة ممثلة مبختلف أركانها تشارك فيه‬ ‫فحرض جربان باسيل‪ ،‬محمد جواد خليفة‪ ،‬زياد‬ ‫بارود‪ ،‬فادي عبود‪ ،‬أكرم شه ّيب‪ ،‬وائل أبو فاعور‪،‬‬ ‫مروان حامدة‪ ،‬عيل عامر‪ ،‬نقوال فتوش‪ ،‬نعمة‬ ‫طعمة‪ ،‬إييل عون‪ ،‬آالن عون‪ ،‬إميل رحمة‪ ،‬هاغوب‬ ‫بقرادونيان ومروان فارس‪ ،‬الياس سكاف وآالن‬ ‫طابوريان‪.‬‬ ‫وليكتمل املشهد‪ ،‬حرض نهاد املشنوق‪ ،‬عضو‬ ‫كتلة “املستقبل” النيابية‪ ..‬حرص الرجل عىل‬ ‫القول أنه حرض بـ”صفته الشخصية» أخرى كان‬ ‫ال ب ّد من التوقف عندها‪.‬‬ ‫بيد ّأن “الرمزية األكرب” التي ال ميكن املرور عنها‬ ‫مرور الكرام كانت “الغياب الفاضح” ألحد أبرز‬ ‫“رموز” املصالحة الدرزية‪ :‬النائب طالل ارسالن!‬ ‫تعدّدت الصفات التي ُأط ِلقت عىل اللقاء‪..‬‬ ‫بعضهم اعتربه “بوابة عبور جنبالط إىل‬ ‫الشام”‪ ،‬بعضهم قرأ فيه “خطوة ال ب ّد منها”‬ ‫لكنّ الغالبية اتفقت عىل وصفه بـ”املصالحة‬ ‫الدرزية”‪ ..‬وئام وهّ اب نفسه أراده كذلك‪ ،‬توقف‬ ‫ملياً يف كلمته عند الشؤون الدرزية‪ ،‬اعتذر من‬ ‫“األصدقاء الحارضين” ّ‬ ‫ألن كالمه قد يأخذ منحى‬ ‫“مذهبياً”‪ ،‬لكن “ع ّراب” هذه املصالحة كان الغائب‬ ‫األكرب‪.‬‬ ‫«البيك» تن ّبه لـ”الخلل” فحرص عىل “ر ّد الجميل”‪..‬‬ ‫ذكر طالل ارسالن م ّرتني يف كلمته‪ ،‬هو الذي أعلن‬ ‫عن لقاء سيجمعه بارسالن وعن “مصالحة” أخرى‬ ‫مع “حزب الله” يف الشويفات األحد املقبل‪..‬‬ ‫أكرث من ذلك‪ ،‬بعد أن كان أرسالن “الوسيط” بني‬ ‫ترسبت‬ ‫جنبالط وخصومه طيلة الفرتة السابقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫شائعة تقول ّأن جنبالط يستع ّد للعب الدور‬ ‫مجدداً‪ ،‬هذه املرة بني طالل ارسالن ووئام وهاب‪..‬‬ ‫وألنه زمن “املصالحات”‪ ،‬يستع ّد “البيك” لتكريس‬ ‫«مصالحة” أخرى مع بداية العام الجديد‪ ،‬إنها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املصالحة مع رئيس تكتل “التغيري واإلصالح”‬ ‫العامد ميشال عون‪“ ،‬الجرنال” الذي يستع ّد‬ ‫“البيك” لزيارته يف الرابية هذا األسبوع‪.‬‬ ‫هكذا‪ ،‬أراد وليد جنبالط أن يبدأ عامه الجديد‪،‬‬ ‫بـ”الوفاق» و”املصالحات”‪ ..‬فهل “يصمد”؟‬

‫النرشة‬

‫جنبالط يستكمل‬ ‫انعطافته مبصالحة وهاب‬ ‫جريدة الجريدة‬ ‫بعد الهدوء الذي شهدته الساحة السياسية‬ ‫يف عطلة نهاية رأس السنة‪ ،‬من املتو ّقع أن‬ ‫ينطلق األسبوع بحراك سيايس عىل أكرث من‬ ‫مستوى‪ ،‬استه ّله رئيس اللقاء الدميقراطي‬ ‫النائب وليد جنبالط أمس باستكامل انعطافته‬ ‫السياسية املتوقع أن تؤدي به يف الفرتة املقبلة‬ ‫إىل العاصمة السورية‪.‬‬ ‫استغ ّلت بعض األطراف السياسية عطلة‬ ‫نهاية األسبوع إلطالق حركة سياسية‪ ،‬إذ‬ ‫استكمل رئيس اللقاء الدميقراطي النائب وليد‬ ‫جنبالط حركة املصالحات السياسية التي بدأها‬ ‫يف الفرتة األخرية بزيارة قام بها إىل رئيس تيار‬ ‫التوحيد وئام وهاب يف دارته يف الجاهلية‪ ،‬يف‬ ‫حضور حشد سيايس متنوع‪ .‬وتأيت هذه الخطوة‬ ‫استكامالً لتموضعه السيايس األخري وممراً‬ ‫إجبارياً لطريقه اىل العاصمة السورية‪ ،‬وعىل‬ ‫جدول أعامله يف األسبوع املقبل لقاء مصالحة‬ ‫مع ‘حزب الله’ يف الشويفات‪ ،‬ولقاء يجمعه‬ ‫برئيس تكتل التغيري واإلصالح العامد ميشال‬ ‫عون يف الرابية‪ .‬ويف حني أعلن جنبالط أنه ‘ينتظر‬ ‫الوقت املناسب له وللقيادة السورية للتوجه إىل‬ ‫دمشق’‪ ،‬كشف وهاب ّأن جنبالط ‘سيزور سورية‬ ‫ّ‬ ‫ألن لديه كل الجرأة عىل قول كلمة الحق‪ ،‬وألن قلب‬ ‫سورية يتّسع لكل األشقاء واإلخوة>‪.‬‬ ‫يف موازاة ذلك‪ ،‬عاد رئيس الجمهورية العامد‬ ‫ميشال سليامن إىل بريوت فجر أمس‪ ،‬آتياً من‬ ‫العاصمة الفرنسية حيث أمىض إجازة خاصة‬ ‫والتقى الرئيس الفرنيس نيكوال ساركوزي وأجرى‬ ‫معه جولة محادثات تناولت العالقات الثنائية‬ ‫بني البلدين واألوضاع يف املنطقة وآفاق الحلول‬ ‫السلمية املطروحة‪ .‬ومن املتوقع أن يبدأ سليامن‬ ‫يف الفرتة املقبلة حراكاً سياسياً عىل أكرث من‬ ‫مستوى‪ ،‬متهيداً إلطالق ورشة اإلصالح من جهة‬ ‫والتحضري لطاولة الحوار‪.‬‬ ‫يف الجاهلية‪ ،‬جمع لقاء املصالحة بني وهاب‬ ‫ضم ممثلني عن مختلف‬ ‫وجنبالط حشداً سياسياً ّ‬ ‫األحزاب املنضوية تحت قوى ‘‪ 8‬آذار’‪ ،‬إضافة اىل‬ ‫حضور الفت للنائب نقوال فتوش والنائب نهاد‬ ‫املشنوق‪ .‬وكشف جنبالط يف كلم ٍة ألقاها عن‬

‫‪32‬‬

‫‘رغبته يف أن يزيل رواسب ‘‪ 7‬آيار’‪ ،‬وتساءل‪‘ :‬أين كنا‬ ‫منذ عام أو عامني وأين أصبحنا؟ كانت السجاالت‬ ‫واالعتصامات‪ ،‬وأصبحنا يف جو الوفاق إذ تشكلت‬ ‫حكومة الوفاق الوطني’‪ ،‬مشرياً اىل أن أفضل‬ ‫طريقة للعبور اىل املستقبل هو الحوار>‪.‬‬ ‫وآمل وهاب أن ‘يتح ّول التفاهم بني جنبالط‬ ‫وبني الس ّيد نرصالله إىل تفاهم اسرتاتيجي‬ ‫يدعم املقاومة ويحمي لبنان ومقاومته التي‬ ‫تزداد الحاجة إليها كل يوم بعد يوم’‪ ،‬من ّوهاً بزيارة‬ ‫تؤسس‬ ‫‘الرئيس الحريري لدمشق التي يمُ كن أن‬ ‫ّ‬ ‫لعالقة إسرتاتيجية بني لبنان وسورية’‪ .‬وأكد أنه‬ ‫‘ليس أحد أقرب منّا إىل العروبة وإىل فلسطني‬ ‫والقدس‪ ،‬وهذا الدور مل نخرتعه نحن‪ ،‬إمنا ورثناه‬ ‫ونحن ح ّراس له ومؤمتنون عليه’‪ ،‬وقال‪‘ :‬سورية هي‬ ‫م ّكتنا الثانية وهذا القول لك يا وليد بك‪.‬‬

‫وئام وهاب نجح يف “انتزاع”‬ ‫اعرتاف سيايس من الزعيم‬ ‫الدرزي وليد جنبالط‬ ‫ويف فرض نفسه عىل‬ ‫الساحة الدرزية‬ ‫الحدث السيايس األول يف العام ‪ 2010‬جاء‬ ‫من «الجاهلية»‪ ،‬بلدة رئيس تيار التوحيد اللبناين‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬التي أضيفت اىل الئحة‬ ‫املقرات السياسية الدرزية بعد املختارة وخلده ويف‬ ‫منتصف الطريق بينهام‪.‬‬ ‫ويف منطقة الشوف تحديدا التي تعد معقال‬ ‫جنبالطيا ال يحتمل اخرتاقا ووجود منافس‬ ‫ومزاحم‪ ،‬خصوصاً إذا كان درزياً وأياًّ يكن حجمه‬ ‫وتأثريه‪.‬‬ ‫قد يكون تأكيد وترسيخ االعرتاف السيايس‬ ‫الجنبالطي بوهاب من أبرز دالالت ومعاين لقاء‬ ‫الجاهلية‪ ،‬وقد يكون هذا التغيري الحاصل يف‬ ‫الخارطة الدرزية واحدا من أبرز معامل املرحلة‬ ‫السياسية الجديدة‪ ،‬ولكن املفاجأة يف هذا اللقاء‬ ‫تكمن يف انه تجاوز النطاق الدرزي ليأخذ أبعادا‬ ‫أخرى مع هذا الحشد السيايس الذي جمع وزراء‬ ‫ونوابا طغى عليهم اللون الواحد مع “خروقات‬ ‫شخصية” من “الوزير الرئايس” زياد بارود والنائب‬ ‫البريويت نهاد املشنوق‪.‬‬ ‫وحول “لقاء الجاهلية” ميكن إيراد املالحظات‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫‪ - 1‬اللقاء يعكس أوال حجم و”شبكة” العالقات‬ ‫السياسية للوزير السابق وئام وهاب الذي نسج‬ ‫هذه العالقات يف فرتة ما بعد الخروج السوري من‬ ‫لبنان محافظا عىل عالقته الوثيقة مع سورية‬ ‫كام كانت قبل خروجها‪.‬‬ ‫‪ - 2‬لقاء الجاهلية يقدم أول صورة جامعة‬

‫للمشهد السيايس الجديد يف لبنان الذي طرأ‬ ‫عليه تعديل ملموس مع خروج جنبالط من ‪14‬‬ ‫آذار ليصبح أقرب اىل فريق املعارضة‪ ،‬والذي مل‬ ‫يعد قامئا عىل فرز حاد بني فريقي ‪ 8‬و‪ 14‬آذار‪ ،‬وإمنا‬ ‫يتجه اىل خلط أوراق بعدما كان هذا الفرز قامئا‬ ‫عىل واقع مل يعد موجوداً‪ ،‬واقع من هو مع سوريا‬ ‫ومن ضدها‪.‬‬ ‫واملشهد السيايس كام بدا يف الجاهلية‬ ‫يجمع كل أطياف املعارضة “حزب الله” و”حركة‬ ‫أمل” والتيار “الوطني الحر” وتيار “املردة”‪“ ،‬الحزب‬ ‫القومي”‪“ ،‬حزب الكتلة الشعبية” مع جنبالط‬ ‫وكتلته النيابية خصوصاً النائب مروان حامده‬ ‫وحزبه االشرتايك خصوصاً الوزيرين أكرم شهيب‬ ‫ووائل أبو فاعور‪.‬‬ ‫‪ - 3‬اللقاء ميكن وضعه يف إطارين‪ :‬إطار‬

‫الطائفة الدرزية التي تجاوزت مرحلة املصالحة بني‬ ‫قياداتها اىل مرحلة الخيارات السياسية وتأكيدها‬ ‫السيام خيار العالقة مع سورية وحزب الله‪ ،‬وإن‬ ‫كان جنبالط يفضل أن يحجم اللقاء اىل حدود‬ ‫“تصفية” ما تبقى من رواسب ‪ 7‬مايو ‪ 2008‬يف‬ ‫الجبل‪ ،‬وأال تخرج الخيارات الكربى وال تعلن إ ّال من‬ ‫املختارة‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مثة إشكالية درزية أعاد لقاء الجاهلية‬ ‫تسليط الضوء عليها‪ ،‬وهي العالقة بني‬ ‫ارسالن ووهاب التي تحتاج اىل معالجة‬ ‫ومصالحة‪.‬‬ ‫ارسالن كان الغائب األبرز يف لقاء الجاهلية‪،‬‬ ‫وهو منزعج من العالقة املتنامية بني وهاب‬ ‫وجنبالط بقدر ما انزعج جنبالط قبل أشهر‬ ‫من العالقة املستجدة بني ارسالن والعامد‬

‫عون اىل حد يصبح ارسالن عضواً يف تكتل‬ ‫اإلصالح والتغيري‪.‬‬ ‫ومام ال شك فيه ان للنائب األمري طالل ارسالن‬ ‫زعامته وحيثيته الدرزية الخاصة التي يحرص‬ ‫عليها الجميع (حلفاء وهاب) من جنبالط الذي‬ ‫حرص عىل زيارته ليال يف خلده‪ ،‬اىل حزب الله‬ ‫الذي حرص عىل ان تكون مصالحة الشويفات‬ ‫األحد املقبل بني حزب الله والحزب االشرتايك‬ ‫برعايته‪ ،‬اىل العامد الذي زاره يف خلده قبل‬ ‫أسابيع معايدا‪ ،‬اىل الرئيس بشار األسد الذي‬ ‫استقبل ارسالن استقباال خاصا وعائليا بعد قيام‬ ‫الحكومة التي مل تضمه وقبل زيارة رئيسها اىل‬ ‫دمشق‪.‬‬

‫األنباء الكويتية‬

‫أمانة اإلعالم في تيار التوحيد تؤكد دعوة‬ ‫ارسالن للمشاركة في لقاء الجاهلية‬ ‫توقفت أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد عند ما تناقلته بعض وسائل‬ ‫اإلعالم عن غياب الوزير طالل ارسالن عن مأدبة الغداء التي أوملها رئيس تيار‬ ‫التوحيد وئام وهاب يف دارته يف الجاهلية عىل رشف رئيس الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك النائب وليد جنبالط بحضور حشد من السياسيني‪.‬‬ ‫وتؤكد األمانة إىل أنه تم توجيه دعوة للوزير ارسالن عرب نائب رئيس تيار‬ ‫التوحيد سليامن الصايغ الذي اتصل به شخصياً للمشاركة يف هذا‬ ‫اللقاء إىل جانب الوزير وهاب‪ ،‬فيام مل يبادر الوزير ارسالن إىل تلبية الدعوة‬ ‫من دون توضيح األسباب الحقيقية‪.‬‬

‫‪...‬ولم توجّ ه دعوة الى النائب األعور‬ ‫للمشاركة في غداء الجاهلية‬ ‫ردت أمانة اإلعالم يف تيار “التوحيد” عىل ما نرشته صحيفة “األخبار”‬ ‫يف عددها الصادر اليوم‪ .....‬حول معلومات عن دعوة موجهة للنائب فادي‬ ‫األعور لحضور مأدبة الغداء التي أقامها رئيس تيار التوحيد وئام وهاب‬ ‫يف دارته يف الجاهلية‪ ،‬وأكد التيار أن “أي دعوة مل توجه اىل النائب فادي‬ ‫للمشاركة يف غداء الجاهلية مع احرتامنا لشخصه‪ ،‬وما ورد يف جريدة‬ ‫األخبار حول هذا األمر غري صحيح ال من قريب وال من بعيد فيام كانت‬ ‫دعوة نائب رئيس التيار سليامن الصايغ محصورة بالنائب طالل ارسالن”‪.‬‬

‫‪...‬وليس المقصود إقصاء المعارضة‬ ‫ّ‬ ‫السنية عن لقاء الجاهلية‬ ‫دأبت وسائل اإلعالم منذ فرتة عىل الحديث عن أبعاد الزيارة التي‬

‫‪33‬‬

‫قام بها رئيس الحزب التقدمي االشرتايك النائب وليد جنبالط اىل‬ ‫دارة رئيس تيار التوحيد الوزير األسبق وئام وهاب‪ ،‬وتطرقها اىل نوعية‬ ‫املشاركني يف هذا اللقاء‪ ،‬وآخرها الحديث عن عدم توجيه دعوة من‬ ‫قبل الوزير وهاب اىل املعارضة السنية للمشاركة يف استقبال‬ ‫جنبالط بناء عىل متني األخري الذي استجاب بدوره ملطالب الحريري‬ ‫حسب ما ورد ‪.‬‬ ‫إن أمانة اإلعالم تنفي صحة ما جاء حول هذا األمر‪ ،‬وتؤكد حرص‬ ‫التيار عىل العالقة املميزة مع املعارضة السنية التي كنا وإياها يف‬ ‫أصعب الظروف‪ .‬وأوضحت األمانة‪ :‬أنه ونتيجة عدم حصول لقاءات‬ ‫أصال بني جنبالط واملعارضة السنية حتى اآلن‪ ،‬يصبح من الصعب‬ ‫أن يجلس الطرفني معا‪ ،‬وهذا ما ينطبق عىل بعض األحزاب والقوى‬ ‫السياسية األخرى التي مل توجه أيضا دعوات لها ‪ .‬فاألمني القطري‬ ‫لحزب البعث العريب االشرتايك الوزير األسبق فايز شكر‪ ،‬وهو من‬ ‫أبرز أصدقاء وهاب‪ ،‬ومن أقرب الناس إليه بالسياسة ‪ ،‬مل يتلق أي‬ ‫دعوة للمشاركة‪ .‬لكن األمر يختلف مع حزب الله والتيار الوطني‬ ‫والنائب سليامن فرنجية وكل من عقد مصالحات مع التقدمي‬ ‫االشرتايك ‪.‬‬ ‫وأضافت األمانة ‪:‬إن املقصود ليس استبعاد أو إقصاء احد مع تأكيدنا‬ ‫عىل حرص الوزير وهاب عىل موقع املعارضة السنية وتطوير دورها ودعمها‬ ‫عىل كافة الصعد‪.‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫وهاب يخاطب عبر الهاتف دروز فلسطين في مهرجان بيت جن تكريماً ألسرى الجوالن‪:‬‬

‫وتمسكوا بعروبتكم‬ ‫ارفضوا التجنيد اإلجباري‬ ‫ّ‬ ‫قام عدد من القوى الوطنية يف الجليل‬ ‫والكرمل ممثلة بلجنة املبادرة العربية الدرزية‪،‬‬ ‫ولجنة التواصل الدرزية‪ ،‬وحركة الحرية للحضارة‬ ‫العربية‪ ،‬وشخصيات وطنية عديدة من مختلف‬ ‫القرى العربية يف الجليل والكرمل‪ ،‬باستقبال‬ ‫وفد كبري من الجوالن السوري املحتل ضم الرعيل‬ ‫األول من املناضلني وشخصيات وطنية اعتبارية‪،‬‬ ‫كام األرسى املحررين عاصم الويل‪ ،‬برش املقت‪،‬‬ ‫سلطان الويل‪ ،‬وكميل خاطر‪ ،‬وذلك يف حفل‬ ‫تكرميي لألرسى املحررين يف مقر الهيئة العامة‬ ‫لدعم رافيض الخدمة اإلجبارية يف الجيش‬ ‫اإلرسائييل يف قرية بيت جن‪ ،‬وتوىل عرافة‬ ‫الحفل الشاعر الفلسطيني املحامي سامي‬ ‫مهنا عضو إدارة حركة الحرية‪.‬‬ ‫بداية تحدث إحسان مراد رئيس حركة الحرية‬ ‫للحضارة العربية مرحبا بالوفد‪ ،‬مستنكرا‬ ‫محاكمة الشيخ رائد صالح من قبل الكيان‬ ‫الفلسطيني‬ ‫الداخل‬ ‫وداعيا‬ ‫الصهيوين‪،‬‬ ‫والعرب عامة للتحرك الفوري ملنع قرار محكمة‬ ‫االحتالل الجائر‪.‬‬ ‫بعدها كانت مداخلة هاتفية للوزير السابق‬ ‫وئام وهاب رئيس تيار التوحيد قال فيها‪”:‬‬ ‫املقاومون والوطنيون يف لبنان والعامل العريب‬ ‫سعداء جداً بأن وجدوا أخرياً يف أرض فلسطني‬ ‫الحبيبة هيئة جامعة تضم مختلف األطياف‬ ‫االجتامعية والسياسية‪ ،‬وتضع لنفسها أهدافا‬ ‫وخطط عمل‪ ،‬وتقرتح أنشطة ومبادرات من اجل‬ ‫تثبيت عروبة أبناء طائفة املوحدين الدروز يف‬ ‫فلسطني املحتلة‪ .‬كنت أود أن أكون بينكم‪ ،‬وال‬ ‫أخاطبكم عرب الهاتف ألصافحكم فرداً فرداً‪ ،‬لكن‬ ‫االحتالل وسجنه الكبري يقف عائقاً بيننا‪ ،‬وأوالً‬ ‫أود أن أهدي أح ّر التحيات إىل جميع املشاركني‬ ‫يف هذا اللقاء التكرميي الذي يعرب عن األصالة‪،‬‬ ‫والذي من شأنه أن يدعم مسريتنا جميعاً‬ ‫ويدفعها قدماً نحو تحقيق األهداف املنشودة‪.‬‬ ‫وهنا ال بد يل أن أتوجه بالتحية إىل رئيس حركة‬ ‫الحرية للحضارة العربية إحسان مراد وجميع‬ ‫وأوجه التحية إىل “األسريين‬ ‫أعضاء الحركة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫املحررين برش املقت وعاصم الويل وجميع األخوة‬ ‫الذين حرضوا من الجوالن للمشاركة يف هذا‬ ‫اللقاء‪ ،‬ومن خاللهم جميعاً أوجه التحية إىل‬ ‫عميد األرسى العرب يف سجون االحتالل األسري‬ ‫العريب السوري “صدقي املقت”‪ ،‬الذي نتمنى أن‬ ‫يكون يف رحاب الحرية شأنه شأن باقي األرسى‬ ‫الفلسطينيني والعرب الذين ينتظرون عىل أحر‬ ‫من الجمر إمتام صفقة تبادل األرسى وانجازها مبا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يضمن كرس املعايري اإلرسائيلية وإطالق رساح‬ ‫كافة األرسى القدامى”‪.‬‬ ‫وأكد يف هذا اإلطار أن “الذي يجمعكم‬ ‫هو عامل قوة يجب عدم التخيل عنه مهام‬ ‫كانت الظروف ألنه السبيل الوحيد للوصول‬ ‫اىل الغايات املنشودة‪ .‬وإننا يف لبنان والعامل‬ ‫العريب عموماً نتوق من اجل تقديم كل أشكال‬ ‫الدعم واملساندة لهذه املسرية‪ ،‬ارفضوا‬ ‫التجنيد اإلجباري ومتسكوا بعروبتكم‪ .‬وتحية‬ ‫إىل فلسطني الحبيبة‪ ،‬قدركم أن تكونوا اىل‬ ‫جانب املقاومة واىل جانب القدس‪ ،‬واعلموا بأن‬ ‫املقاومة ستنترص واالحتالل اىل زوال”‪.‬‬ ‫الشيخ عيل معدي رئيس لجنة التواصل‬ ‫الدرزية ‪ ,‬رحب باألرسى املحررين والوفد املرافق من‬ ‫أهلنا يف الجوالن السوري املحتل معتربا أن تكريم‬ ‫األرسى هو خطوة من خطوات التواصل وموقفا‬ ‫وطنيا وطريقا يف مسار العروبة نحو امتدادنا‬ ‫التاريخي والجغرايف بالد الشام الغالية‪.‬‬ ‫من ثم تحدث الشاعر نايف سليم عضو لجنة‬ ‫املبادرة العربية الدرزية مرحبا بالوفد واألرسى‬ ‫املحررين متطرقا إىل كل ما تقوم به سلطات‬

‫‪34‬‬

‫االحتالل من تصعيد لفلسطينيي الداخل‪،‬‬ ‫مؤكدا عىل أهمية العمل الوحدوي من أجل‬ ‫التصدي لسياسة االحتالل‪.‬‬ ‫الشاعر تريك عامر ألقى قصيدة مؤثرة لهذه‬ ‫املناسبة تطرقت اىل املعاناة التي يعيشها‬ ‫ٌ‬ ‫الح ُلم‪.‬‬ ‫األسري داخل املعتقل‪ ،‬بعنوان‬ ‫مملكة يف ُ‬ ‫متوت واقفةً‬ ‫َ‬ ‫وقال عامر‪ “ :‬من عاد ِة األشجار أن‬ ‫مواسم البطولة‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫مطارح‬ ‫ريح يف‬ ‫ومن أخالقِ الجبال أ ّال تهزَّها ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ال ّرجولة‪ .‬عاصم الويل‪ /‬برش املقت‪ /‬سيطان‬ ‫ّ‬ ‫الشهدا ُء األحيا ُء‬ ‫الويل‪ /‬كميل خاطر‪ ،‬أ ّيها‬ ‫األح ّباء‪ ،‬أه ًال بكم ب َ‬ ‫ني لح ِمكم ود ِمكم وحل ِمكم‬ ‫وملحكم‪ .‬األرسى املح ّررون‪ ،‬من الجوالنِ العر ِّيب‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫املحتل‪ ،‬شك ًرا لترشي ِفنا بهذا الحضو ِر‬ ‫السوريِّ‬ ‫ّ‬ ‫الفلسطيني ال ّثامين‬ ‫الجميل إىل الجليلِ العر ِّيب‬ ‫ِّ‬ ‫أربعيني األك َرث احتالالً حدَّ الخللِ واالختالل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫موصول لـ “حركة الح ّر ّية للحضارة‬ ‫والشك ُر‬ ‫برئيسها األخ املناضل إحسان‬ ‫العرب ّية»‪ ،‬ممث ّـل ًة‬ ‫ِ‬ ‫مراد ورفا ِق ِه األوفيا ِء املخلصني‪ ،‬الحتفا ِئ ِهم‬ ‫ُ‬ ‫األهل األعزّاء‪ ،‬قصيديت‪،‬‬ ‫بهؤال ِء األبطالِ امليامني‪.‬‬ ‫“مملكة يف الحلم”‪ ،‬أرويها لكم عىل لسانِ‬

‫أس ٍري مل يتح ّر ْر بعد‪ ،‬يدو ُر بين ُه وب َ‬ ‫األرض‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫واألرض‪ ،‬يف القصيدة‪،‬‬ ‫حوا ٌر ساع َة احتضار‪.‬‬ ‫هي الكر ُة األرض ّية‪ ،‬بكاملِ هيئ ِتها وهيب ِتها‬ ‫املر ّبع ِة تربي ًعا غ َري قابلٍ للتّدوير إ ّال عىل طريق ِة‬ ‫هؤال ِء الث ّـ ّوار‪َ :‬ك َفى َيا أَ ْر ُض‪َ ،‬ي ْحضرُ ُ نيِ ْاح ِت َضا ُر *‬ ‫َو َي ْن َه ُرنيِ بـِ َحضرْ َ ِت ِك اخْ ِت َصا ُر لِ ُع ْم ٍر َم َّر‪ ،‬عُ ْذ ًرا‪ ،‬د َ‬ ‫ُون‬ ‫عَينْ ٍ ‪،‬ـ * وَهَ ْل ُي ْج ِدي ع َِن ا ْل َعينْ ِ ا ْع ِت َذا ُر؟‬ ‫لىَ‬ ‫َف َقالَ ْت‪ :‬بـِاخْ ِت َصا ٍر! إِ َّن َو ْق ِتي * َع الدَّ َورَانِ‬ ‫يجا ٍز‪َ ...‬وإِع َْجا ٍز‪َ ...‬ت َك َّل ْم‪َ * ،‬فالَ‬ ‫َض َّي َع ُه ا ْل ِقماَ ُر‪ .‬بـِإِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثـَ ْرثـَا َر َحالَ َف ُه ا ْل َو َقا ُر!‪ .‬فقلت‪ :‬بـِأ ْم ِر َم ْوالت‪َ .‬و ِجيزًا‬ ‫* أَ َرانيِ ا ْل َي ْو َم‪َ ،‬ي ْح ِم ُل ِني ان ْـ ِت َصا ُر َعلىَ َن ْفسيِ َعلىَ‬ ‫َ‬ ‫َي ْو َم َين ْـ َف ُّك اإلِ َسا ُر‪،‬‬ ‫َو َر ْمسيِ ‪ * ،‬وَعُ ْرسيِ‬ ‫أ ْمسيِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو ِمل َء ال ُحل ِم ُم ْرت ِجال أغنِّي * لِش ْم ٍس كان أطفأهَ ا‬ ‫ال َّتتَا ُر‪.‬‬ ‫َف ُمخْ َتصرَ ً ا ُم ِفيدًا‪َ ،‬س ْو َف أَت ْـ ُلو * َب َيانـًا‪َ ،‬ق ْب َل‬ ‫أَ ْن َي ْأتيِ الدَّ َما ُر‪َ .‬د َما ًرا لَ ْم أَ َخ ْف َي ْو ًما‪َ .‬ف َب ْي ِني *‬ ‫َو َبينْ َ الل ِه ُم ْر َت ِف ٌع‪َ ..‬عماَ ُر‪َ .‬ت َك َّل ْم! ‪َ ،‬قالَ ِت األَ ْر ُض‪.‬‬ ‫ْاس َتدَا َر ْت * يمَ ِينـًا َد ْو َر ًة‪َ ،‬س َق َط ا ْل ِخماَ ُر‪َ .‬ف َطا َر ا ْل َم ْو ُت‬ ‫وح َد َّورَهَ ا ْاجترِ َا ُر‪َ .‬و َب َ‬ ‫ان‬ ‫ِمنْ َع ْي ِني َق ِلي ًال‪َ * ،‬كأَ َّن ال ُّر َ‬ ‫ا ْل َو ْج ُه ـ َما أَ ْبهَا ُه َو ْجهًا ـ‪ * ،‬بـِ ِه ا ْل ُح َلماَ ُء ك ْمَ‬ ‫َح ُل ُموا َو َحا ُروا!‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوفيِ ا ْل َع ْينـَينْ ِ سرَ ْ دٌ الز َو ْردٌ ‪َ * ،‬وفيِ الخدَّ ْي ِن لِل َو ْر ِد‬ ‫ْاح ِم َرا ُر‪.‬‬ ‫كَماَ َش َّال ُل ِش ْع ٍر‪ ،‬هَ ا َم َش ْع ٌر * َعلىَ ا ْل َك ِت َفينْ ِ ‪،‬‬ ‫احانِ ْاس َت َفا َقا‪،‬‬ ‫الصدْ ِر‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الص َب َ‬ ‫َي ْحدُ و ُه ا ْن ِهماَ ُر‪َ .‬وفيِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫احا” قال َجا ُر‪َ .‬و ِمنْ ت ْح ِت اإلِزا ِر‪،‬‬ ‫* لِ َجا ٍر “ ِع ْم َص َب ً‬ ‫ا ْل َخصرْ ُ سرِ ٌّ * َح ِر ٌير لَ ْي َس ُيخْ ِفي ِه اإلِ َزا ُر‪ ،‬كَماَ نـَا ٌر‬ ‫َت َخ َّف ْت َخ ْل َف نـَا ٍر‪ * ،‬وَهَ ْل نـَا ٌر ُي َوا ِريهَا ِستـَا ُر؟‬ ‫ُون َساقٍ ‪َ * ،‬و َس ٌ‬ ‫السا َقينْ ِ َخ ْم ٌر د َ‬ ‫اق لَ ْي َس ِمنْ‬ ‫َّ‬ ‫َوفيِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َساقٍ َت َغا ُر‪َ .‬تأَد َّْب! الَ أَ َراك اآلن ت ْب ِغي * ُمغازلة‪ .‬فذا‬ ‫َع ْي ٌب َوعَا ُر!‪َ .‬وثـَن َّـ ْت‪:‬عُ دْ إِلىَ َما ُكن ْـ َت َت ْه ِذي‪،‬‬ ‫* َوإِ َّال َس ْو َف َتن ْـ َس َ‬ ‫اك ال ِّد َيا ُر!‪َ .‬ف ُق ْل ُت‪ :‬ا ْل ُح ُّب ـ َوا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َع ْينـَا ُه ـ أَ ْع َمى‪ * ،‬ع َ​َصا ُه القل ُب‪ ،‬فل َيأ ِت ال ِعثـَا ُر!‬ ‫َو َق ْلبـِي لَ ْي َس ُيو َق ُف ِعن ْـ َد َحدٍّ‪َ * ،‬ف َال َس ْق ٌف‬ ‫هُ نـَالِ َك أَ ْو ِجدَا ُر‪َ .‬و َما َو َق َف ْت بـِ َو ْج ِه ا ْل ُح ِّب َح ْر ٌب‪،‬‬ ‫* َو َي ْو ًما لَ ْم “ ُي َحاصرِ ْ نيٍ ِح َصا ُر”‪َ .‬علىَ‬ ‫َس ْط ٍح‬ ‫ماَ‬ ‫ْ‬ ‫وم‪َ * ،‬سأَهْ ِذي َ‬ ‫قَ‬ ‫اآلن‪ ،‬لَ ْو نـَ َه ال ِح ُر‪.‬‬ ‫اط ُح ُه ُن ُج ٌ‬ ‫ُتنـَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ىَ‬ ‫َ‬ ‫خْ‬ ‫وَهَ ل أ ش نـَ ِهيقا أ ْو نـَ ِعيقا‪َ * ،‬وكان َم َع ال َّز ِئ ِري‬ ‫ليِ َ اخْ ِت َبا ُر؟ َك َفى لَ ًّفا! ‪َ ،‬ت ِض ُّج األَ ْر ُض‪ُ .‬أ ٍّف‪ِ * ،‬منَ‬ ‫يش ُر ْم َت‬ ‫الدَّ َورَانِ َض َّي َع ِني الدُّ َوا ُر‪َ .‬ت َك َّل ْم! لَ ْو بـِ ِر ٍ‬ ‫َتن ْـ ُجو‪َ * ،‬ف ِل َّ‬ ‫َ‬ ‫لطيرَ َانِ الَ َي ْك ِفي ا ْل َم َطا ُر!‪ .‬أَال ِض ِّجي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫خْ‬ ‫َوث ُـو ِري! لَ ْس ُت أ ِفي‪َ * ،‬م َع الث ُّـ َّوا ِر ُيغ ِري ِني ال ِح َوا ُر‪.‬‬

‫َسأَ ْحكيِ ‪َ ،‬غيرْ َ أَنيِّ لَنْ ُأ َباليِ * إِذا َما َطا َر ِمنْ عَينْ ٍ‬ ‫يف‪َ * ،‬ولَنْ أَخْ ضرَ َّ لَ ْو‬ ‫شرَ َ ا ُر‪َ .‬ولَنْ أَ ْص َف َّر َخ ْو ًفا ِمنْ َخ ِر ٍ‬ ‫َشا َء اخْ ضرِ َ ا ُر‪ .‬إِ َذ ْن‪َ ،‬منْ أَ ْن َت؟ َما َت ْب ِغي؟ َت َك َّل ْم * َوالَ‬ ‫اص ِط َبا ُر!‪ .‬أَنـَا‪َ ،‬يا أَ ْر ُض‪ِ ،‬منْ‬ ‫َت ْش َط ْح‪ ،‬فَماَ ِع ْن ِدي ْ‬ ‫ني َو َما ٍء‪َ * ،‬عليَ َّ الن َّـا ُر َما ا ْن َف َّك ْت ُتدَا ُر‪َ ،‬كأَ َّن النَّا َر‬ ‫ِط ٍ‬ ‫ُون َت ْشبـِي ٍه ـ َمزَا ُر‪َ .‬علىَ‬ ‫ُح َّج ٌاج لِ َب ْي ِتي‪َ * ،‬و َب ْي ِتي ـ د َ‬ ‫َاب‪ ،‬الَ ُي َغا ِدرُهُ ا ْل ُغ َبا ُر‪،‬‬ ‫يم * ِكت ٌ‬ ‫َر ٍّف بـِ َذا ِك َرتيِ ‪ُ ،‬م ِق ٌ‬ ‫اس ا ْل ُم ْل ِك عَدْ ٌل‬ ‫َي َرى فيِ ا ْل ُح ْل ِم َم ْم َل َك ًة َو ِفيهَا * أَ َس ُ‬ ‫َواخْ ِتيا ُر‪ ،‬لِ َرأْ ِس ا ْلماَ لِ ذ ْي ُل ا ْلماَ لِ ِصن ٌْو * َت َسا َوى ال َّل ْي ُل‬ ‫ِفيهَا َوالن َّـهَا ُر‪َ ،‬ف ِق ُري ا ْل َحالِ َي ْو ًما َقدْ ُي َولىَّ * أَ ِم ًريا‬ ‫وح *‬ ‫يح َي ْح ِم ُل َط َّي ُر ٍ‬ ‫لَ ْي َس عَنْ ُب ْع ٍد ُيدَا ُر‪َ ،‬و ِو ْز َر ال ِّر ِ‬ ‫َعلىَ ذا ا ْل ِو ْز ِر الَ ُزو ًرا َي َغا ُر‪َ ،‬س َو ِاس َي ًة كَماَ أَ ْسنـَ َ‬ ‫ان‬ ‫اس َوا ْل ِم ْش ُط ِّ‬ ‫الش َعا ُر‪َ ،‬و ُي ْق ِري‬ ‫ِم ْشطٍ * َي ُس ُ‬ ‫وس الن ّـ َ‬ ‫َّ‬ ‫الش ْع َب ِمنْ َق ْل ٍب َو َر ٍّب * َوالَ تَخْ ُبو لَ ُه فيِ ا ْل َق ْل ِب‬ ‫نـَا ُر‪َ ،‬و ُيوليِ ا ْل ُح ْل َم فيِ ال َّل ْيلِ اهْ ِتماَ ًما * بـِدُ ونِ‬ ‫ا ْل ُح ْل ِم الَ َي ْو ٌم ُينـَا ُر‪ ،‬كَماَ َق َم ٌر ُي ِط ُّل َولَ ْي َس َيخْ َفى‬ ‫* َوالَ ُيخْ ِفي ِه َو ْجهٌ ُم ْستـَ َعا ُر‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول ا ْل َحقَّ ُك َّل ا ْل َحقِّ‬ ‫ُي ْرضيِ * بـِ َق ْولِ ا ْل َحقِّ َو ْجهًا الَ ُي َعا ُر‪َ .‬فذا‪َ ،‬يا أَ ْر ُض‪،‬‬ ‫ُح ْل ِمي‪ .‬هَ ْل َك ِث ٌري * َعلىَ‬ ‫الس َجنَا ِء فيِ األَ ْح َال ِم‬ ‫ُّ‬ ‫دَا ُر؟ وَعُ ْذ ًرا لَ ْو َي َسا ًرا َسا َر ُح ْل ِمي‪ * ،‬بـِ َغيرْ ِ ا ْل ُح ْل ِم‬ ‫َما ُش ِغ َل ا ْل َي َسا ُر‪.‬‬ ‫بعدها كانت كلمة للسيد حمد صاللحة‬ ‫حيث أشار اىل أن هذا التكريم هو أقل ما ميكن أن‬ ‫نقوم به تجاه األرسى الرشفاء الذين ال ميكن ألي‬ ‫يشء أن يعوضهم سوى التحرير الكامل لألرض‬ ‫واإلنسان‪ .‬كام قرأ برقية تحية من السيد حاتم‬ ‫حلبي عن ميثاق املعروفيني األحرار تطرق فيها‬ ‫إىل الدور النضايل عىل مر التاريخ لألهل يف‬ ‫الجوالن السوري املحتل‪.‬‬ ‫الصحفي سهيل قبالن قرأ مقاال مهام عن‬ ‫جريدة االتحاد‪ ،‬الذي تطرق إىل املزايا والصفات‬

‫‪35‬‬

‫العالية التي يتمتع بها األهل يف الجوالن‬ ‫السوري املحتل‪.‬‬ ‫ومن ثم كانت كلمة حركة الحرية للحضارة‬ ‫العربية التي قرأها املحامي يامن زيدان متحدثا‬ ‫عن املعاناة التي يلقاها األرسى من قبل سلطات‬ ‫االحتالل وانتهاكات مصلحة السجون ألبسط‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬مشددا عىل رضورة املصالحة‬ ‫للتصدي‬ ‫الفلسطينية‬ ‫للقوى‬ ‫الوطنية‬ ‫للمرشوع الصهيوين الهادف إىل تصفية‬ ‫القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫ويف ختام التكريم تحدث األسري السوري املحرر‬ ‫برش املقت باسم وفد الجوالن‪ ،‬وشكر القيمني‬ ‫عىل حفل التكريم واألهل يف الجليل والكرمل‪،‬‬ ‫وأكد عىل العالقة القومية والوطنية بني األهل‬ ‫يف سوريا وفلسطني قائ ًال‪ :‬إن هذا التكريم هو‬ ‫تحية من األرسى املحررين إىل الشعب السوري‬ ‫والقيادة السورية‪ ،‬واألهل يف فلسطني‪ ،‬متطرقا‬ ‫إىل تاريخ الجوالن املناضل الذي امتد منذ اليوم‬ ‫األول لالحتالل ومل ينقطع يوما‪ ،‬كام ح ّيا‬ ‫املقاومة يف فلسطني ولبنان قائال إن سنوات‬ ‫األرس مل تنل من عزميتنا وعلينا النضال من‬ ‫أجل تحرير كل األرسى واألرايض العربية املحتلة‪.‬‬ ‫ويف نهاية االحتفال قدم كل من الشيخ‬ ‫عيل معدي واألسري املحرر قويقس قويقس‪،‬‬ ‫والسيد سلامن مرزوق‪ ،‬والسيد حمد صاللحة‪،‬‬ ‫هدايا رمزية لألرسى املحررين‪ ،‬وكان مسك الختام‬ ‫للشيخ كنج عزة عضو لجنة التواصل الدرزية‬ ‫الذي حيا الضيوف وشدد عىل أهمية التواصل‬ ‫معربا عن تقديره وفخره لنضال وصمود األرسى‬ ‫املحررين ودعا الجميع إىل تناول الغداء يف بيته‬ ‫الكريم‪.‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب بعد استقباله «فتح االنتفاضة»‪:‬‬ ‫لو بنى مبارك الجدار ال يستطيع أن يورث السلطة‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن‬ ‫“الفلسطينيني يف لبنان ليسوا فوق القانون وال‬ ‫يريدون أن يكونوا كذلك‪ ،‬وهم يخضعون لقرار وقانون‬ ‫الدولة وسلطتها‪ ،‬لكن ما حصل يف نهر البارد بعد‬ ‫املعارك مل يكن مشجعاً‪ ،‬والوعود بإعادة اإلعامر ما‬ ‫زالت وعودا‪ ،‬وما زال املخيم مدمراً وال نعرف أين مصري‬ ‫األموال التي تم الوعد بها‪ .‬وهذا األمر ينسحب‬ ‫عىل كل الوضع الفلسطيني‪ ،‬إذ أن وضع املخيامت‬ ‫بحاجة إىل معالجة وال ميكن أن يستمر التعامل مع‬ ‫الفلسطينيني خارج منطق البرش‪ ،‬وعىل الحكومة‬ ‫الجديدة أن تسارع إىل املعالجة بكثري من املوضوعية‬ ‫بالتعاون مع كل القوى الفلسطينية‪ .‬وال يجوز أن‬ ‫يستمر الحوار مع الفلسطينيني عرب وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫بل يتوجب العمل عىل نقاش وضع كل مخيم‬ ‫عىل حدا وبهدوء واتزان بالتعاون مع كافة القوى”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬ميكن أن استنتج بعد زيارايت املتكررة إىل‬ ‫املخيامت أن الوضع يفتقد إىل اإلنسانية وأبسط‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وهو أمر غري أخالقي بالنسبة‬ ‫إىل اللبنانيني‪ ،‬ولذلك ال يجوز أن نأخذ الوضع‬ ‫الفلسطيني بشكل مجزأ‪ ،‬وكل األمور مرتبطة وال‬ ‫يجوز أن يعالج أي أمر مبعزل عن اآلخر”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬بعد استقباله أمني رس حركة‬ ‫فتح االنتفاضة العقيد سعيد موىس “أبو موىس”‬ ‫عىل رأس وفد من الحركة‪ ،‬وبحضور أمني اإلعالم يف‬ ‫تيار التوحيد هشام األعور‪ ،‬وأمني الداخلية يارس‬ ‫الصفدي‪ ،‬ومدير مكتب وهاب عصمت العرييض‪ ،‬أنه‬ ‫“ويف استقبال العقيد “أبو موىس” الذي له مواقف‬ ‫تاريخية كبرية خالل املعارك يف الجبل وكل األحداث‬ ‫التي مرت يف لبنان‪ ،‬ونرحب به كصديق‪ ،‬وقد ناقشنا‬ ‫معه الوضع الفلسطيني يف لبنان واألرايض املحتلة‪،‬‬ ‫والوضع داخل فلسطني وخاصة قضية الحدود‬ ‫بني مرص وغزة وهو أمر معيب للغاية‪ ،‬وسيقيم‬ ‫حسني مبارك الجدار وسينفذ رغبات “إرسائيل”‬ ‫ولكن ال يستطيع أن يورث ابنه‪ ،‬يعني أن كل هذه‬ ‫األمثان التي سيدفعها لن يستطيع يف النهاية‬ ‫أن يفعل شيئاً‪ ،‬وسيلعنه التاريخ يوماً ما وكل‬ ‫الجامهري العربية واملرصية‪ ،‬ولن يستطيع أن يكمل‬ ‫عملية التوريث وهذا أمر معيب فحتى اإلرسائييل‬ ‫كان ليخجل أن يفعله بحق الفلسطينيني‪ ،‬ورمبا‬ ‫الوضع الفلسطيني الداخيل واالنقسام املؤسف‬ ‫فيه يشجع مبارك وغريه عىل التدخل‪ ،‬ونتمنى أن‬ ‫يزول هذا االنقسام وعىل أساس الثوابت واملبادئ‬ ‫الوطنية‪ ،‬وهناك أمل بإزالة االنقسام عرب العودة‬ ‫إىل خيار الوحدة الفلسطينية عىل أساس العمل‬ ‫لتحرير فلسطني وعدم الوقوف عىل األبواب وشحذ‬ ‫املطالب السخيفة ومنها ما نسمعه منذ أشهر‬ ‫حول وقف االستيطان‪ ،‬وكأن معركة فلسطني هي‬ ‫بوقف االستيطان وإلهاء الناس به وكأنه إنجاز‪ ،‬وهذا‬ ‫بالطبع ليس مطلب الجامهري العربية”‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫وهاب‬ ‫بعد لقائه‬ ‫الرئيس‬ ‫لحود‪:‬‬

‫ّ‬ ‫نحذر من مشروع في الغرف السوداء‬ ‫إلنشاء ما يشبه الخط األزرق بين لبنان وسوريا‬

‫وتابع “تحدثنا يف احتامالت أي عدوان عىل لبنان‬ ‫واملنطقة وكيفية مواجهته‪ ،‬وال خوف عىل املقاومة‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وهي تزداد قوة كل يوم‪ ،‬وكل األصوات‬ ‫النشاز التي نسمعها‪ ،‬تحاول أن تالقي العدوان عىل‬ ‫لبنان يف منتصف الطريق ولكنها أصوات ال تؤثر‪،‬‬ ‫وكام اإلرسائييل يستعد لعدوانه فإن املقاومة‬ ‫تستعد لصد العدوان والدفاع عن األرض والوطن وال‬ ‫أعتقد أن اإلرسائييل قادر عىل تحقيق يشء ال يف‬ ‫السياسة وال يف العسكر”‪.‬‬

‫أبو موىس‬ ‫من جهته أكد العقيد “أبو موىس” أن “الزيارة‬ ‫إىل الوزير وهاب هي زيارة ملناضل‪ ،‬ألنه يحمل ه ًام‬ ‫وطنياً وقومياً‪ ،‬ولقائنا معه لنستمع إليه يف رؤيته‬ ‫للرصاع العريب الصهيوين يف املنطقة‪ ،‬ومن هنا‬ ‫كان النقاش حول ما يعانيه شعبنا يف الداخل‬ ‫وما يقوم به العدو الصهيوين من ورائه واملحاوالت‬ ‫إلخضاع شعبنا وتضييق الشأن الحيايت عليه ليس‬ ‫يف غزة فقط بل أيضاً يف الضفة الغربية وهي‬ ‫تحت الحصار‪ ،‬وهناك مؤامرات جديدة تحاك من خالل‬

‫‪36‬‬

‫أمريكا وبعض األنظمة العربية من خالل إيجاد‬ ‫برنامج ومرشوع جديد للتسوية بعد أن جربنا‬ ‫كل املشاريع التي قدمت‪ ،‬وهي يف النهاية كلها‬ ‫يف خدمة الكيان الصهيوين‪ ،‬لذلك نعمل إليجاد‬ ‫الطرق والوسائل التي تحمي قضيتنا يف رصاعنا مع‬ ‫هذا العدو”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬عىل صعيد الداخل اللبناين نتمنى‬ ‫عىل الحكومة أن تعمل عىل تسوية األمور الحياتية‬ ‫واملعيشية للفلسطينيني يف املخيامت‪ ،‬وكذلك‬ ‫حول تعمري نهر البارد الذي تأخر كثرياً‪ ،‬ونأمل ولنا‬ ‫الثقة بأن الحكومة قادرة ولديها اإلرادة ملثل هذا‬ ‫الدور الذي يخفف عن كاهل أهلنا والتي ال تريض‬ ‫صديق عىل الساحة اللبنانية”‪ .‬ورداً عىل سؤال‬ ‫حول ترصيحاته التي أثارت زوبعة يف اإلعالم أجاب‬ ‫بأن “اإلعالم قد اجتزأ بعضاً من كالمي‪ ،‬ولكن ما‬ ‫قلته هو االستعداد إلطالق حوار حول موضوع‬ ‫السالح خارج املخيامت‪ ،‬ويجب أن نجد ح ًال وسطاً‬ ‫بيننا وبني الحكومة اللبنانية حول السالح‪ ،‬وإذا كان‬ ‫هناك اعرتاض ما حول بعض املواقع خارج املخيامت‬ ‫علينا أن نتدارس بالحوار كيف نجد حلوالً وسطاً ال‬ ‫تؤثر عىل الطرفني‪ ،‬وال تثري حساسية بأي شكل‪،‬‬ ‫ونحن جاهزون للحوار وإيجاد الحلول الوسط”‪.‬‬

‫زار رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫الرئيس اميل لحود يف حضور النائب السابق اميل‬ ‫لحود‪ ،‬وقال وهاب إثر اللقاء‪“ :‬ناقشنا مع فخامة‬ ‫الرئيس عدة أمور مطروحة اليوم خصوصا ما‬ ‫يتعلق بانطالقة الحكومة الجديدة عىل أكرث‬ ‫من صعيد ويف أكرث من ملف‪ ،‬وخصوصا ملف‬ ‫التعيينات الذي يبدو أنه ذاهب إىل املحاصصة‬ ‫والتقاسم‪ ،‬وكل الكالم الجميل الذي نسمعه‬ ‫من هنا وهناك بالرتكيز عىل الكفاءة وقدرات‬ ‫األشخاص الذين سيعينون يف اإلدارة‪ ،‬ولكن‬ ‫الواضح يف الكواليس أن هناك مرشوعا لتقاسم‬ ‫التعيينات‪ ،‬وهذا أمر يجب ان نكون حذرين منه‪،‬‬ ‫يجب ان يعني الكفء من كل الطوائف واملذاهب‬ ‫مبعزل عن انتامئه السيايس واملذهبي”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬هناك أمر آخر يجب العمل ملعالجته‪،‬‬ ‫فخالل السنوات املاضية لحق الكثري من الظلم‬ ‫بكثري من املوظفني والقضاة والضباط ألسباب‬ ‫سياسية‪ ،‬حصل فقط انتقام سيايس‪ .‬عىل‬ ‫الحكومة الجديدة أن تصحح أوضاع هؤالء‬ ‫خصوصا إذا كان االنتقام منهم تم ألسباب‬ ‫سياسية‪ ،‬وهذا أمر أسايس ويجب ان يعالج‬ ‫بأرسع وقت ممكن”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬أمر آخر يجب العمل ملعالجته أيضا‪ ،‬وهذه‬ ‫مسؤولية الرئيس سعد الحريري بالتحديد‪ ،‬الرئيس‬ ‫الحريري قام بخطوة جريئة ومتقدمة يف العالقة‬ ‫مع سوريا ويف تطبيع عالقته بها‪ ،‬وبالتايل هذا‬ ‫األمر يجب أن ينعكس عىل أكرث من صعيد‪ ،‬وهذا‬ ‫ما مل نلمسه حتى اآلن‪ ،‬هناك بعض املحسوبني‬

‫عىل تيار سيايس يقومون مبحاولة لتخريب‬ ‫العالقات اللبنانية ‪ -‬السورية أو رمبا اإلساءة لهذه‬ ‫العالقات‪ ،‬وهذا أمر يجب أن يتم ضبطه‪ ،‬ال يجوز‬ ‫ان نتحدث لغتني ويتحدث رئيس الحكومة بيشء‬ ‫وبعض املحسوبني عليه بيشء آخر‪ .‬هذا أمر‪ ،‬وبكل‬ ‫محبة‪ ،‬نقول للرئيس الحريري يجب أن يعالج حتى‬ ‫ال ييسء اىل العالقات اللبنانية ‪ -‬السورية التي‬ ‫نتمنى ان تتطور وان يلعب رئيس الحكومة عىل‬ ‫تطويرها”‪.‬‬ ‫وحول زيارة النائب وليد جنبالط إىل سوريا‬ ‫أجاب‪“ :‬أنصح بأن نخرج موضوع زيارة الوزير‬ ‫جنبالط اىل سوريا من التداول‪ ،‬الزيارة ستتم‬ ‫وسيكون لها توقيت‪ ،‬والسيد حسن نرص الله‬ ‫هو خري من يستطيع إخراج هذه األمور بأفضل‬ ‫ما يكون مبا يضمن كرامة الجميع‪ ،‬والسيد حسن‬ ‫حريص عىل كرامة الجميع‪ ،‬لذلك أمتنى إخراج هذا‬ ‫املوضوع من التداول اإلعالمي خصوصا وانه يبدو‬ ‫أن هناك حملة إعالمية سيئة وغري بريئة يتوالها‬ ‫البعض وهذا األمر ال يجوز”‪.‬‬ ‫وحول التناقض يف كالم النائب جنبالط أجاب‪:‬‬ ‫“أحيانا‪ ،‬اإلعالم ال ينقل األمور عىل حقيقتها أو‬ ‫يجري تفسري معني للكالم‪ ،‬ولكن ننتظر لنسمع‬ ‫عن لسانه هذا األمر‪ ،‬هذا األمر نقل عنه وانا ال‬ ‫اعتقد بأنه دقيق خصوصا‪ ،‬وان لديه تقييام كام‬ ‫فهمت للمرحلة املقبلة ويجري مراجعة لها‪،‬‬ ‫وبالطبع قد يرشح قريبا هذا األمر الذي يخصه‬ ‫ولست من يستطيع ان يفرس هذا األمر ويتحدث‬ ‫باسمه‪ ،‬ولكن اعتقد ان األمور ستسوى والسيد‬

‫‪37‬‬

‫حسن قادر عىل تسويتها”‪.‬‬ ‫وعن الزيارات األمريكية اىل لبنان أجاب‪ ”:‬اعتقد‬ ‫ان األمريكيني ال يعنيهم لبنان بقدر ما يعنيهم‬ ‫املوضوع االرسائييل‪ .‬األمرييك ال يرى يف كل‬ ‫الرشق األوسط إال بعيون إرسائيلية‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫مرشوع يتم تداوله يف الصالونات املغلقة والغرف‬ ‫السوداء‪ ،‬وهو مرشوع يحظى بتشجيع أمرييك‬ ‫ويقوم بالتجاوب معه بعض اللبنانيني يف مواقع‬ ‫القرار‪ ،‬وهذا األمر يجب ان نحذر منه وهو إنشاء‬ ‫صيغة ما شبيهة بالخط األزرق بني لبنان وسوريا‪،‬‬ ‫وهذا أمر خطري‪ ،‬وال انصح أحدا بان يلعب بالنار يف‬ ‫هذا املوضوع كائنا من كان‪ ،‬أكان يف مركز كبري‬ ‫أم يف مركز صغري‪ ،‬وهذا األمر يجري التحضري‬ ‫له مع األمريكيني عرب إنشاء فرق معينة أو فوج‬ ‫معني يتوىل هذه املهمة‪ ،‬وكأننا نريد ان نقيم‬ ‫حدودا فاصلة بيننا وبني سوريا‪ ،‬إضافة اىل ذلك‪،‬‬ ‫املوقف االمرييك معروف ورئيس الجمهورية سمع‬ ‫هذا املوقف مبارشة من كبار املسؤولني السوريني‬ ‫يف موضوع املقاومة وسالحها‪ ،‬وهذا أمر يجب‬ ‫عدم التساهل به‪ ،‬وبالتايل األخوة يف “حزب الله”‬ ‫الذين ال اعرف أنهم يقبلون أحيانا النقاش يف‬ ‫هذا األمر‪ ،‬طاملا “إرسائيل” تهدد كل يوم وتحرض‬ ‫كل يوم لعدوان‪ .‬نرى أن بعض اللبنانيني يتجاوبون‬ ‫مع املوقف األمرييك ويتحدثون عن سالح “حزب‬ ‫الله” بدالً من البحث يف كيفية تعزيز املقاومة‬ ‫وسالحها لحامية لبنان‪ .‬ورغم كل ذلك اعتقد أن‬ ‫“إرسائيل” عاجزة عن شن عدوان اليوم وحتى يف‬ ‫املستقبل القريب”‪.‬‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب لموقع «التيار الوطني الحر»‬ ‫لن أرافق جنبالط في زيارته لسوريا‬ ‫وقال “سوريا ال تطلب اعتذاراً أو ما شابه‪ ،‬ومسألة توجيه جنبالط كلمة إىل‬ ‫الشعب السوري هو الذي يقررها»‪ .‬ورداً عىل سؤال عن إمكان مرافقته لجنبالط‬ ‫يف الزيارة املنتظرة قال وهاب‪“ :‬لن أرافق أحداً بل أذهب حني أقرر إىل سوريا وما‬ ‫يجب فعله قمت به بالكامل”‪ .‬ويف سياق آخر طالب وهاب رئيس الحكومة‬ ‫سعد الحريري بتطوير موقف قاعدته الشعبية والنيابية لوقف أصوات النشاز‬ ‫التي تصدر بني الحني واآلخر‪ ،‬ألن أحداً ال يصدق بأن رئيس تيار املستقبل ليست‬ ‫لديه “املونة” الكافية عىل قاعدته الجامهريية‪.‬‬

‫أعلن رئيس تيار التوحيد اللبناين الوزير السابق وئام وهاب يف دردشة‬ ‫ملوقع التيار الوطني الحر أن القرار السوري باستقبال رئيس الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك النائب وليد جنبالط قد أتخذ وال رجوع عنه من القيادة السورية‪،‬‬ ‫أما موعد الزيارة فلم يحدد بعد‪ ،‬ويرتبط مبارشة باألمني العام لحزب الله السيد‬ ‫حسن نرص الله الذي أوكل إليه جنبالط منذ مدة تنسيق هذا املوضوع‪ ،‬نافياً‬ ‫كل املعلومات التي تحدثت عن أن القيادة السورية تفرض عىل جنبالط اعتذاراً‬ ‫علنياً عن كالمه يف ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري يف ساحة الشهداء‪،‬‬

‫‪ ...‬ولـ «الجديد»‪ :‬بماذا أجاب الرئيس سليمان‬ ‫على سؤال «ساركوزي» عن ‪1559‬؟‬ ‫حروبها وسيتغري وجه املنطقة”‪ .‬وتابع‪“ :‬اإلسرتاتيجية الدفاعية بحاجة إىل‬ ‫البحث يف الحكومة‪ ،‬وعرب خرباء‪ ،‬وليس إىل هيئة “سخيفة” عىل شاكلة‬ ‫هيئة الحوار‪ ،‬والجيش الوطني الذي نثق به وبقيادته ال ميكنه العمل عىل طريقة‬ ‫املقاومة وليس لديه إمكانات أص ًال لذلك”‪.‬‬ ‫ً‬ ‫واعترب أن “كالم السيد حسن نرص الله ليس موجها إىل كل املسيحيني بل‬ ‫إىل بعضهم‪ ،‬ومن الواضح أن الوضع املسيحي بشكل عام يتدهور يف لبنان‬ ‫منذ العام ‪ 1975‬وذلك بفضل حامقات بعض القيادات يف الطائفة‪ ،‬والعامد‬ ‫عون أنقذ دور املسيحيني ليس يف لبنان فحسب بل يف املرشق”‪ .‬ولفت إىل أن‬ ‫“‪ 14‬آذار أضحت كام السيارة التي سقطت يف واد ومل يبق منها إال “الزمور”‬ ‫يزعج ببعض رصاخه لكن دون فاعلية عىل أرض الواقع‪ ،‬يف وقت تغريت‬ ‫املنطقة ولبنان بحاجة إىل درس إمكانية مشاركته بفاعلية يف االمتداد‬ ‫الكبري للتحالف الرتيك السوري اإليراين خاص ًة عىل الصعيد االقتصادي”‪.‬‬ ‫وعن سالح املقاومة أكد وهاب أن “طعن حزب الكتائب ال قيمة له ومل يجد‬ ‫أص ًال عرشة نواب للتوقيع عليه‪ ،‬والسالح باقٍ ولو مئة عام حتى تنفيذ القرار‬ ‫‪ 194‬القايض بعودة الالجئني الفلسطينيني إىل ديارهم‪ ،‬فنحن مع تنفيذ‬ ‫القرارات الدولية‪ ،‬أما السالح الفلسطيني خارج املخيامت فإن جزءا منه يتعلق‬ ‫برتسيم الحدود مع سوريا حتى نرى ما إذا كان بعضها داخل األرايض اللبنانية‬ ‫أو السورية”‪ .‬ورداً عىل سؤال حول املحكمة الدولية أكد أن “قرارات ميليس تبني‬ ‫أنها مسيسة‪ ،‬والدليل ظلم الضباط األربعة‪ ،‬وأخرياً فك الحجز عن أموال‬ ‫تابعة ألقارب العميد رستم غزالة‪ ،‬وهناك قرار جديد للمحكمة يؤكد براءة‬ ‫العميد غزالة كلياً من عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسأكشف عنها‬ ‫قريباً عرب وسائل اإلعالم”‪ .‬ونبه إىل أن “هناك مامرسات فساد سيئة تجري يف‬ ‫جهاز األمن العام ومنها مث ًال طرح مناقصة عن تكلفة جواز السفر بـ ‪37‬‬ ‫دوالر‪ ،‬وهو يف الواقع يكلف أقل من ذلك بكثري إىل حدود عرشة دوالرات”‪.‬‬ ‫وتوجه وهاب بالتحية إىل مبادرة وفد من دروز األرايض املحتلة تجاه إخوانهم‬ ‫يف القدس للتضامن معهم والوقوف إىل جانبهم وعىل رأس هؤالء الشيخ‬ ‫عيل املعدي وإحسان مراد وغريهم‪ ،‬فدور الدروز يتحقق يف الوقوف والتضامن‬ ‫إىل جانب القضايا العربية”‪ .‬ووصف شيخ األزهر بأنه “حاخام وليس بشيخ‬ ‫مسلم‪ ،‬وهو الذي أفتى برشعية الجدار الفوالذي الذي يعزل ويحارص غزة األبية‬ ‫ويساهم يف قتل الفلسطينيني املقاومني والرشفاء‪ ،‬وعىل الشعب والجيش‬ ‫والقوى الحية يف مرص أن تنهض ملحاسبة هذا الشخص وترصفاته املسيئة‬ ‫إىل شعبنا العريب واإلسالمي”‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪2010/1/3‬‬

‫سأل رئيس تيار التوحيد وئام وهاب مبحبة “عام دار من نقاش بني رئيس‬ ‫الجمهورية العامد ميشال سليامن والرئيس الفرنيس “نيكوال ساركوزي”‬ ‫حول القرار ‪ ،1559‬وما كان رد الرئيس سليامن عىل ذلك‪ ،‬ومبحبة نريد معرفة‬ ‫ما الذي دار يف هذا االجتامع”‪ .‬وأكد أنه “إذا ما دخلت إرسائيل إىل لبنان‪ ،‬حتى‬ ‫ولو وصلت إىل بريوت فإنها لن تنترص وستدفع أمثاناً باهظة وستكون آخر‬ ‫حروب “إرسائيل”‪ ،‬وكالم جعجع عن االجتياح اإلرسائييل تهويل عىل الناس‬ ‫وعىل القضاء أن يتحرك يف هذا االتجاه”‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪ ،‬خالل حديث له إىل برنامج” األسبوع يف ساعة” عىل‬ ‫قناة الجديد أن “غذاء الجاهلية مل يكن للحديث عن سوريا‪ ،‬فهناك امللفات‬ ‫االجتامعية للناس‪ ،‬والكثري من امللفات تجمعنا بالنائب جنبالط مث ًال ترتيب‬ ‫البيت الدرزي الداخيل‪ ،‬وكنت أفضل لو كانت كافة القيادات الدرزية موجودة‬ ‫و لكن لكلٍ ظروفه‪ ،‬أما قيادات املعارضة الدرزية فهي متفقة عىل الخطوط‬ ‫السياسية العريضة‪.‬‬ ‫وأوضح وهاب أن عالقة صداقة قدمية تربطه بالنائب مروان حامده ولكن‬ ‫يف السنوات املاضية كان هناك حالة من الجنون‪ ،‬وأضاف‪ :‬ليس لدي حرج‬ ‫بالسياسة مع أحد وموقفي هو ذاته منذ سنوات” وتابع “إن ما تعرض له البلد‬ ‫من تدخل دويل جعلنا نرد بقسوة عىل الهجوم األمرييك بقيادة “جورج بوش”‪،‬‬ ‫وبالرغم من أن هناك مرشوع هزم يف لبنان‪ ،‬ولكن أشقاءنا يف الوطن ليسوا‬ ‫أعداء وسنعيش سويا‪ .‬أما سوريا فهي حارضة اليوم يف كل تفاصيل البلد‪،‬‬ ‫والشعب السوري يكن يل املحبة‪ ،‬وأنا أمتنى عليه أن يتقبل زيارة النائب جنبالط‬ ‫إىل سوريا‪ ،‬و خاصة أن الوفاء وحفظ كرامات الناس جزء من الثوابت السورية‪،‬‬ ‫وهي تتعاطى مع اللبنانيني بإيجابية‪ ،‬وزيارة جنبالط إليها تريح الجو‪ ،‬وتسقط‬ ‫القلق لدى طائفة املوحدين‪ ،‬وأنا أحاول املساعدة يف ترتيب زيارته التي تعنيني‬ ‫وتهمني‪ ،‬والرئيس بشار األسد يخوض غامر بناء رشق أوسط جديد ولن يقف‬ ‫عند كالم قيل بحقه شخصيا‪ ،‬وجنبالط سيزور سوريا قريباً»‪.‬‬ ‫وتابع “هناك صفحة من املايض أغلقت و قد تعب اللبنانيون من السياسيني‪،‬‬ ‫وعندما هددونا بالسجون و قرارات “ميليس”‪ ،‬قررت املواجهة حتى بالسالح‪ ،‬إذ‬ ‫أننا مل نرث من أهلنا إال الكرامة و مستعدون للحفاظ عليها‪ ،‬وإذا ما تكررت‬ ‫أحداث األعوام املاضية مستعدون للمواجهة حتى إىل حدود حمل السالح”‪.‬‬ ‫وسأل “أين القضاء ومل ال يتحرك؟ ويسأل عن كالم يردده قائد القوات‬ ‫اللبنانية سمري جعجع عن رضبة واجتياح إرسائييل إىل لبنان؟ وأضاف‪:‬‬ ‫أنصحه مع كل املراهنني عىل ذلك بأنه رضب من الغباء إذا ما فكروا بذلك‪،‬‬ ‫ألن “إرسائيل” ستواجه بآالف الصواريخ‪ ،‬وستدفع آالف القتىل‪ ،‬وستكون آخر‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪38‬‬

‫‪ ...‬ولـ«السفير»‪ :‬العالقة مع ارسالن‬ ‫كانت ممتازة لحين تأسيس تيار التوحيد‬ ‫قال رئيس «تيار التوحيد» وئام وهاب لـ»السفري»‪« :‬كانت األجواء مع‬ ‫األمري طالل أرسالن عىل ما يرام قبل ‪ 3‬أعوام ونصف العام حني كنا‬ ‫نزور سوريا سويا‪ ،‬إىل أن أسست تيار التوحيد يف أيار ‪ ،2006‬فحصل‬ ‫تباعد مفاجئ‪ ،‬ثم عقد اجتامع بيننا بهدف املصالحة اعترب فيه املري‬ ‫طالل ّ‬ ‫أن تيار التوحيد سيخلق فريقا ثالثا يف الجبل‪،‬‬ ‫فهو يعترب ّ‬ ‫بأن وليد جنبالط رقم ال ميكن تجاوزه‪ ،‬يف ما يبقى هو‬ ‫الرقم الثاين رغم فارق األحجام‪ ،‬وأن تيار التوحيد ميكن أن يأخذ من‬

‫شعبية عائالت تخص آل أرسالن عىل الرغم من أن كل العائالت‬ ‫مخرتقة»‪.‬‬ ‫يضيف‪« :‬نحن خارج الرصاع التقليدي‪ ،‬حالة تغيريية تضم أعضاء‬ ‫يف مجلس األمناء واملكتب السيايس من عائالت مختلفة والرصاع‬ ‫املنشود دوما من قبل البعض هو بهدف استمرار الهيمنة عىل الناس‬ ‫وال مربر تاريخي له»‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪2010/1/11‬‬

‫‪...‬و لـ «األنباء»‪ :‬لست بوابة جنبالط إلى دمشق‬ ‫وزيارة األخير لسوريا يتابعها نصر هللا‬ ‫أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أنه ليس بوابة جنبالط إىل‬ ‫دمشق‪.‬‬ ‫وأبلغ وهاب “األنباء” أن السيد حسن نرص الله األمني‬ ‫العام لحزب الله يتوىل هذا األمر بناء عىل طلب جنبالط‬

‫شخصيا‪.‬‬ ‫وعن العنوان الذي يعطيه وهاب للقاء الجاهلية قال‪ :‬إنه لقاء‬ ‫وطني‪ ،‬وسيظهر مضمونه بعد حصوله‪ ،‬متجنبا الدخول يف‬ ‫التفاصيل‪.‬‬

‫‪ ...‬ولـ «قناة المنار»‪:‬‬ ‫الدروز يستحقون أكثر مما حصلوا عليه‪...‬‬ ‫ودور المسيحيين رئيسي في لبنان‬ ‫أوضح رئيس تيار “التوحيد” الوزير األسبق وئام وهاب‪ ،‬يف حديث‬ ‫إىل قناة “املنار”‪ ،‬أن “هناك بعض الشكليات إلمتام زيارة رئيس “اللقاء‬ ‫الدميقراطي” النائب وليد جنبالط اىل سوريا”‪ ،‬الفتا إىل أن “جنبالط‬ ‫وضع األمر يف عهدة أمني عام حزب الله السيد حسن نرص الله”‪،‬‬ ‫مشرياً إىل أن “األمر مل يعد بحاجة إال إىل ترتيبات صغرية”‪.‬‬ ‫ورأى وهاب أن “جنبالط اقرتب عمليا كثريا من سوريا وأمتنى أن تتم‬ ‫الرتتيبات الشكلية برسعة‪ ،‬كاشفا أن الزيارة لن تتأخر أكرث من‬ ‫أسابيع”‪.‬‬ ‫ولفت إىل أن “مهمتي انتهت عندما نقلت الرسالة إىل سوريا‪،‬‬ ‫وأمتنى أن يكون كل الدروز يف حضن دمشق‪ ،‬وهذا يتعلق بأهمية دور‬ ‫الطائفة الدرزية”‪.‬‬ ‫قائ ًال‪“ :‬عربت يف ما مىض عن قلق درزي إذ‪ ،‬أن الدروز واملسيحيني كان‬ ‫لهم دور تأسييس يف قيام دولة لبنان‪ ،‬وال سيام الدور املسيحي الذي‬ ‫ال ميكن إال أن يكون رئيسا حتى لو بقي ‪ 10‬منهم”‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫وأوضح يف هذا السياق‪ ،‬أن “ما فعله رئيس تكتل التغيري‬ ‫واإلصالح” النائب العامد ميشال عون‪ ،‬ورئيس تيار “املردة” النائب‬ ‫سليامن فرنجية يف املايض‪ ،‬قد أعاد الدور للمسيحيني‪ ،‬وزيارة‬ ‫العامد عون إىل سوريا وتوقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله أسسا‬ ‫لهذا الدور”‪.‬‬ ‫واستطرد وهاب‪“ :‬أما يف ما يخص القلق الدرزي‪ ،‬الدروز يستحقون‬ ‫أكرث مام حصلوا عليه‪،‬‬ ‫ومن هنا إثارتنا ملوضوع التعيينات اإلدارية‪ ،‬إضافة إىل الدور الوطني‬ ‫الكبري لهم عىل مستوى املنطقة‪ ،‬والذي ال ميكن أن ينجح إال‬ ‫بالتضامن مع املقاومة وسوريا‪.‬‬ ‫وأشار يف سياق متصل إن‪“ :‬لقاء الجاهلية الذي جرى يف دارته‪،‬‬ ‫تأكيد من املجتمعني عىل عروبة لبنان ودعم املقاومة وتعزيزها‪ ،‬وتوطيد‬ ‫العالقة مع سوريا”‪.‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫وهاب لـ«الوطن»‪ :‬ما يقال عن ضرر تحمله‬ ‫االتفاقات اللبنانية السورية أكاذيب‬

‫وما يسمى بـ «ملف المفقودين» ملفق‬ ‫مع انطالقة عام ‪ ،2010‬تابع اللبنانيون رحلتهم‬ ‫للخروج من دوامة الرصاعات إىل رحاب الصلح‪،‬‬ ‫فقد استهل العام مبصالحات متعددة كان أولها‬ ‫“لقاء الجاهلية” يف دارة الوزير السابق وئام وهاب‪،‬‬ ‫ثم تاله مصالحة الشويفات بني الحزب التقدمي‬ ‫االشرتايك وحزب اللـه‪ ،‬وصوالً إىل الرابية حيث‬ ‫زار رئيس اللقاء الدميقراطي النائب وليد جنبالط‬ ‫رئيس تكتل التغيري واإلصالح العامد ميشال‬ ‫عون‪.‬‬ ‫هذا وكانت العالقات اللبنانية السورية قد‬ ‫شهدت انفراجاً كبرياً جداً بعد انجالء غاممة‬ ‫الصيف عنها والسيام بعد زيارة رئيس الحكومة‬ ‫رفيق الحريري إليها‪.‬‬ ‫كثرية هي التحليالت التي تكتب‪ ،‬واألقاويل التي‬ ‫تحاك حول املصالحات الداخلية والزيارات اللبنانية‬ ‫إىل سورية‪ .‬الوطن التقت رئيس تيار التوحيد‬ ‫اللبناين الوزير السابق وئام وهاب وأجرت حواراً‬ ‫معه متحور حول هذين العنوانني‪ ،‬هذا نصه‪:‬‬

‫سوريا ثابتة‬ ‫يف املعادلة اللبنانية‬ ‫شهدت الساحة اللبنانية مصالحات عىل‬ ‫قدر كبري من األهمية يف الفرتة األخرية‪،‬‬ ‫ما األسباب الحقيقية التي تقف خلف هذه‬ ‫املصالحات واالختالف يف مواقف األطراف‬ ‫اللبنانية؟‬ ‫ليس هناك اختالف يف املواقف عىل الساحة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬فريق ‪ 8‬آذار بقي عىل موقفه والطرف‬ ‫اآلخر بدل موقفه نتيجة إخفاق املرشوع األمرييك‬ ‫الذي أطلقه جورج بوش‪ .‬املعروف أنه كان هناك‬ ‫مرشوعان وجدا يف دوامة ال تنتهي وحالة عراك‬ ‫دائم‪ ،‬املرشوع األول أىت إىل العراق وامت ّد إىل‬ ‫لبنان وإىل مناطق أخرى طبعاً‪ ،‬فواجهه مرشوع‬ ‫آخر عرف «“مبحور املامنعة” خالفه الرأي ووقف يف‬ ‫وجهه يف لبنان واملنطقة ومتكن من الصمود خالل‬ ‫السنوات املاضية‪ .‬صاحب املرشوع األول (جورج‬ ‫بوش) ذهب إىل منزله واندحر مرشوعه‪ ،‬وسقطت‬ ‫كل الرهانات عليه يف املنطقة ولبنان‪ ،‬بينام بقي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫محور املامنعة قامئاً ومتقدماً ومعه مرشوع‬ ‫الرشق األوسط الجديد الذي يتحدث عنه الرئيس‬ ‫بشار األسد‪ ،‬فانعكست أجواؤه عىل لبنان‪ ،‬فأعيد‬ ‫ترتيب األمور ليس عىل الصعيد اللبناين فقط‬ ‫بل أيضاً عىل صعيد املنطقة‪ ،‬وكانت النتيجة‬ ‫تفاه ًام سورياً‪ -‬سعودياً عىل امل ّلف اللبناين‪ .‬هذا‬ ‫التفاهم كانت نتائجه إيجابية عىل لبنان فتم‬ ‫تشكيل حكومة يف لبنان وعم جو من الراحة‬ ‫والهدوء يف الساحة الداخلية‪.‬‬ ‫ملاذا يحاول البعض التقليل من أهمية‬ ‫الزيارات اللبنانية إىل سورية؟‬ ‫هذه املسألة ليست باملهمة اآلن‪ ،‬فسورية ال‬ ‫يستطيع أحد أن يلغيها من املعادلة اللبنانية‪،‬‬ ‫سورية يف أبشع األيام عندما كان املرشوع‬ ‫األمرييك يف ذروته وكان االتهام الكاذب باغتيال‬ ‫الشهيد رفيق الحريري مسلطاً فوق رأسها‪ ،‬كان‬ ‫نصف اللبنانيني حلفاء لها ‪.‬يف الفرتة األخرية‬ ‫سورية عززت كل أوراقها يف املنطقة ومن‬ ‫الطبيعي أن يعمل الرئيس األسد عىل مستوى‬ ‫املنطقة وعىل مستوى أوسع من املنطقة‪ .‬الدور‬ ‫الذي يلعبه الرئيس األسد حالياً دور مهم وكبري‪،‬‬ ‫ومن الطبيعي أن ينعكس توسع الدور السوري‬ ‫يف املنطقة عىل الساحة اللبنانية وهذا مفيد‬ ‫للبنان ويساعده يف املرحلة املقبلة وهذا ما أدركه‬ ‫رئيس الحكومة سعد الحريري يف الفرتة األخرية‪.‬‬ ‫هناك من يقول إن هذه املصالحات تأيت بهدف‬ ‫تحصني الجبهة الداخلية خوفاً من عدوان‬ ‫إرسائييل عىل لبنان يف الربيع القادم؟‬ ‫الوضع الداخيل اللبناين بشكل عام بحاجة‬ ‫إىل تحصني‪ ،‬بغض النظر عام إذا كان هناك حرب‬ ‫أم ال‪ .‬كام أن املعادلة ليست بالبساطة التي‬ ‫يتصورها البعض‪ ،‬إن قالت إرسائيل أن هناك حرباً‬ ‫نترصف نحن كأن العدوان وقع وننهمك‬ ‫يف الربيع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫بدراسة نتائجه؟ كام أن نتائج أي عدوان إرسائييل‬ ‫عىل لبنان لن تكون معروفة سلفاً‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫إرسائيل قد حرضت نفسها الجتياح لبنان أو شن‬ ‫أي عدوان عليه‪ ،‬فإن املقاومة أيضاً استعدت لصد‬ ‫هذا االجتياح أو كرس هذا العدوان‪ .‬ما يعني أن‬ ‫أي عدوان إرسائييل عىل لبنان نتائجه ستكون‬ ‫مفتوحة‪ ،‬اإلرسائيليون قد يعرفون كيف تبدأ‬

‫‪40‬‬

‫الحرب ولكن حت ًام ليس كيف تنتهي‪.‬‬

‫ثالثة رشوط للتقارب‬ ‫مع سوريا‬ ‫نسمع اليوم الكثري من األصوات يف الداخل‬ ‫غري راضية متاماً عن ما يحدث عىل الساحة‬ ‫اللبنانية لجهة املصالحات الداخلية واملصالحات‬ ‫مع سورية‪.‬‬ ‫هناك مشكلة مزمنة مع بعض القيادات‬ ‫اللبنانية التي تدفع دامئاً مثن رهانات خارسة‪،‬‬ ‫يف عام ‪ 1976‬بنت تلك القيادات حساباتها‬ ‫عىل أساس صحة الرئيس حافظ األسد رحمه‬ ‫اللـه واستمر الرئيس األسد آنذاك ‪ 24‬عاماً يف‬ ‫الحكم من بعد هذه الرهانات‪ .‬واآلن يراهنون إما‬ ‫عىل رضب إيران‪ ،‬أو اجتياح إرسائييل للبنان‪ ،‬وإما‬ ‫عىل وعود تلقوها من اإلدارة األمريكية‪ ..‬عىل‬ ‫حني أن كل هذه الرهانات مل يعد لها مكان يف‬ ‫لبنان نتيجة تغري معطيات كثرية عىل الساحة‬ ‫الداخلية‪ .‬أنا أنصح هذه القيادات بإعادة قراءة‬ ‫الواقع اإلقليمي والدويل جيداً‪ ،‬وبعدم االستامع‬ ‫إىل الوعود األمريكية الكاذبة‪.‬‬ ‫هل ميكن أن يكون فريق ‪ 14‬آذار غري مقتنع مبا‬ ‫تحدثت به عن اندحار املرشوع األمرييك ويقوم‬ ‫بعملية توزيع أدوار فيام بينه بانتظار تطور ما؟‬ ‫مل يعد هناك أص ًال ‪ 14‬آذار‪ ،‬واقع هذه القوى‬ ‫تغري كثرياً بعد خروج قطبني أساسيني منها‬ ‫وهام العامد ميشال عون والنائب وليد جنبالط‪،‬‬ ‫ومل يتبق إال موظفو األمانة العامة فيها‪،‬‬ ‫فليبحث أولئك عن اسم آخر لهم‪ .‬املشكلة‬ ‫أن هناك مجموعة من الناس مل تقتنع بعد‬ ‫بنهاية ‪14‬آذار رمبا هي بحاجة لبعض الوقت‬ ‫للتفهم والتأقلم مع هذا الواقع‪ ،‬وهذا رضوري‬ ‫حتى ال تصبح يوماً ما عبئاً عىل الحريري‪ .‬يجب‬ ‫عىل الرئيس الحريري ضبط تلك األصوات يك ال‬ ‫تنعكس مع الوقت سلباً عىل سياسته‪ .‬فالناس‬ ‫لن تتجاهل تلك األصوات إىل ما النهاية‪ .‬الجميع‬ ‫يعلم أن الحريري بحاجة إىل وقت لينقل قاعدته‬ ‫معه إىل موقفه الجديد‪ ،‬لكن لن ينتظر أحد إىل‬

‫ما ال نهاية‪ ،‬فتلك األمور قد تستدعي ردودا وأخذاً‬ ‫ورداً قد يوتر الوضع‪.‬‬ ‫هل هناك توجه ما لتوسيع دائرة املصالحات‬ ‫(عىل الصعيد الداخيل وصعيد العالقات مع‬ ‫سورية) بحيث تشمل أطرافاً ما زالت خارج هذا‬ ‫اإلطار كالقوات أو الكتائب مث ًال؟‬ ‫هذه األطراف تقرر بنفسها هذا األمر وفقاً‬ ‫لتطور خطابها السيايس‪ .‬ال نستطيع اليوم‬ ‫التكلم بالكونفيدرالية وخطر سالح املقاومة من‬ ‫جهة وتتكلم مبصالحات أو تقارب من جهة أخرى‪.‬‬ ‫وفقاً للعقل السوري هناك ثالثة رشوط للتقارب‬ ‫مع اآلخرين‪ :‬املوقف من املقاومة‪ ،‬املوقف من‬ ‫العروبة والعالقات مع سورية‪ ،‬والعداء إلرسائيل‪،‬‬ ‫هذه األمور الثالثة ال ميكن للعقل السوري‬ ‫التنازل عنها‪ ،‬وبالتايل عىل األطراف األخرى درس‬ ‫ميولها لهذه األمور الثالثة يك تقرر االنخراط‬ ‫باملصالحات‪.‬‬ ‫لكنك دامئاً تلعب دوراً يف مساعي الصلح‬ ‫والتقارب بني األطراف اللبنانية‪ ،‬هل هناك حالياً‬ ‫مساع ألي يشء من هذا القبيل؟‬ ‫هناك كالم مع كل الناس‪.‬‬ ‫حتى القوات والكتائب؟‬ ‫غري مبارش‪.‬‬ ‫هل ملست استعداداً ما؟‬ ‫االستعداد املبديئ موجود‪ ،‬ليس هناك أي طرف‬ ‫من األطراف يرفض هذا األمر ولكن يجب أن نرى‬ ‫خطابها السيايس وموقفها من األمور الثالثة‬ ‫التي ذكرتها‪ .‬شخصياً عقدت جلسة طويلة مع‬ ‫الرئيس أمني الجميل‪ ،‬كانت ناجحة‪ ،‬لكن نتائجها‬ ‫مل تكن جيدة‪ ،‬إذ مل تنعكس األجواء عىل خطاب‬ ‫حزب الكتائب‪.‬‬ ‫هناك مجموعة قوى داخل ‪ 14‬آذار تربطها‬ ‫عالقة مع سورية لكن الظروف األخرية وضعتها‬ ‫يف موقع معاد لسورية كبطرس حرب ونايلة‬ ‫معوض ونسيب لحود وغريهم‪ ،‬هل هناك مساع‬ ‫إلعادة التواصل مع هذه األطراف؟‬ ‫لكل من هذه األسامء وضع وظرف مختلف‪،‬‬ ‫بعض هذه األسامء مل تذهب إىل النهاية يف‬ ‫العداء مع سورية ومل تصل إىل طريق مسدود‪،‬‬ ‫والبعض اآلخر كان عىل عالقة مع سورية‬ ‫وخاصمها من دون مربر‪ .‬هناك ناس أبقت عىل‬ ‫احرتامها ألنفسها واحرتام اآلخرين‪ ،‬وال أعتقد أن‬ ‫هؤالء لديهم أي مشكلة إذا قرروا إعادة التواصل‬ ‫مع سورية‪.‬‬ ‫ال يوجد أي مساع من قبلك أو قبلهم؟‬ ‫يف فرتة سابقة كان هناك مساع مع أطراف‬ ‫معينة‪ ،‬ولكني مل أكن مكلفاً من أحد‪ ،‬بحكم‬ ‫بعض الصداقات مع بعض املسؤولني السوريني‬ ‫نقلت أجواء إيجابية متبادلة فقط‪..‬‬ ‫ماذا عن املساعي مع الرئيس ميشال املر؟‬ ‫ميشال املر موقفه من سورية مل يتغري وبقي‬ ‫يتكلم علناً عن موقفه مع سورية وصداقته‬ ‫معها‪.‬‬

‫والبطريرك نرص اللـه صفري؟‬ ‫كان هناك نقاش عام معه‪ ،‬كام ناقشت مع‬ ‫مجموعة قريبة من البطريرك هذا املوضوع لكنه‬ ‫مل يتطور‪.‬‬ ‫بانتظار التطور الكبري يف العالقات الثنائية‬ ‫كيف ترى العالقات اللبنانية السورية بعد‬ ‫انجالء غاممة الصيف عنها والسيام أن ال‬ ‫أحد يف لبنان يعلن أنه ضد هذه العالقة لكن‬ ‫البعض يتبنى سياسة عملية وإعالمية تيسء‬ ‫لها؟‬ ‫الحديث عن العالقات اللبنانية السورية اليوم‬ ‫أصبح خارج الزمن‪ .‬فرمبا ناقش رئيس الحكومة‬ ‫سعد الحريري يف تركيا دور لبنان يف الحلف‬ ‫السوري الرتيك الجديد‪ .‬من يرد للبنان العيش يف‬ ‫جزيرة معزولة يحكم عليه باملوت‪ .‬لبنان محكوم‬ ‫بأفضل العالقات مع سورية كام أنه يستفيد من‬ ‫هذه العالقات أكرث مام تستفيد سورية‪.‬‬ ‫كيف ستكون هذه العالقة يف ظل وجود‬ ‫سفارة واملجلس األعىل اللبناين السوري‬ ‫معاً؟‬ ‫عىل اللبنانيني أن يخرجوا من هذه العقدة‪ ،‬ما‬ ‫املشكلة يف بقاء السفارات إىل جانب املجلس‬ ‫األعىل‪ .‬أي عالقة خاصة بني دولتني تحتاج إىل‬ ‫أكرث من سفارات‪ ،‬فدورها غري كاف لصوغ عالقة‬ ‫إسرتاتيجية بني دولتني‪ .‬فلنأخذ تركيا وسورية‬ ‫عىل سبيل املثال‪ ،‬تحكم العالقة بينهام سفارات‬ ‫ومجلس تعاون إسرتاتيجي‪ .‬كام أن أمريكا‬ ‫واألوروبيني أنشؤوا بينهم الحلف األطليس عل ًام‬ ‫أن املحيط يفصل بينهام‪.‬‬ ‫إضافة إىل ذلك‪ ،‬كل الوزراء وجدوا أن االتفاقيات‬ ‫ملصلحة لبنان حتى وزراء الفريق اآلخر عند‬ ‫مناقشة االتفاقيات يف مجلس الوزراء‪ ،‬تبني أن‬ ‫كل ما يقال عن رضر من هذه االتفاقات أكاذيب‬ ‫قاموا بصياغتها وإيهام الناس بها‪ ،‬لذلك من‬ ‫الرضوري تطوير عمل املجلس األعىل‪.‬‬ ‫كيف ستكون هذه العالقات بعد زيارة‬ ‫الحريري إىل سورية التي أنذرت ببداية مرحلة‬ ‫جديدة يف عمر هذه العالقات؟‬ ‫األمور ستعود تدريجياً إىل ما كانت عليه من‬ ‫دون وجود الجيش السوري‪ ،‬وستشهد العالقات‬ ‫تطوراً كبرياً والسيام عىل الصعيد االقتصادي‬ ‫وسيكون هناك تعاون أمني يف كثري من امللفات‬ ‫إىل جانب التعاون سيايس‪.‬‬ ‫لكن اليوم هناك الكثري من امللفات العالقة‬ ‫كرتسيم الحدود وملف املفقودين؟‬ ‫ملف ترسيم الحدود مطروح ولكنه ليس‬ ‫ضاغطاً‪ ،‬أما ملف املفقودين فكله ملفق‪ ،‬أنا‬ ‫شخصياً التقيت باملدعي العام العسكري‬ ‫السوري واطلعت عىل ملفات كثرية موجودة‬ ‫عنده‪.‬‬ ‫هناك الكثري من األكاذيب والوقائع الغري‬ ‫الصحيحة التي تتداولها وسائل اإلعالم‪ ،‬يف‬ ‫أيام امليليشيات يف لبنان‪ ،‬خطف الكثري من‬

‫‪41‬‬

‫الناس وقيل ألهلهم إنهم يف سورية للتهرب‬ ‫من املسؤولية‪ .‬البعض ارتكب جرائم كبرية‬ ‫بحق السوريني‪ ،‬املوجودون يف السجون السورية‪،‬‬ ‫يزورهم أهلهم وأحكامهم معروفة‪ .‬كام أن هذا‬ ‫امللف نوقش مع لجنة لبنانية سورية‪ ،‬واللبنانيون‬ ‫مل يصطحبوا أي ملف معهم إىل االجتامع‪.‬‬ ‫هل هناك زيارة قريبة لرئيس الوزراء السوري‬ ‫إىل لبنان؟‬ ‫ليس لدي معلومات كافية‪ ،‬لكن بالطبع‬ ‫سيكون هناك زيارات‬ ‫إىل أين يتجه الوضع اللبناين؟‬ ‫إىل االستقرار إذا مل يحصل أي تدخل‬ ‫إرسائييل‪.‬‬ ‫أتتوقع تدخ ًال إرسائيلياً ما؟‬ ‫استبعد هذا األمر نظراً لعدم وجود أي أفق‬ ‫سيايس لهذا املوضوع‪ ،‬أي عدوان إرسائييل كبري‬ ‫يجب أن تكون له نتائج سياسية وحالياً النتائج‬ ‫السياسية مستحيلة يف لبنان‪ .‬كام أن عدواناً‬ ‫محدوداً وقصفاً جوياً وما إىل هنالك ال يوصل إىل‬ ‫مكان‪.‬‬ ‫هل تتوقع حرباً يف املنطقة؟‬ ‫كل األمور واردة‪ ،‬لكن الغرب يراهن عىل الوضع‬ ‫الداخيل يف إيران إذ يرى أن بإمكانه أخذ نتائج‬ ‫من خالل تطور الوضع الداخيل يف إيران وليس‬ ‫من خالل رضبة عسكرية خارجية‪ .‬مع العلم أن‬ ‫الوضع الداخيل يف إيران رغم وجود محاوالت‬ ‫كثرية لزعزعة األمن ولكنها محصورة بعكس ما‬ ‫يحاول اإلعالم الغريب تصويره‪.‬‬

‫وهاب يستقبل اللجنة‬ ‫التحضيرية «للملتقى العربي‬ ‫الدولي لدعم المقاومة»‬ ‫استقبل رئيس تيار التوحيد وئام وهاب‬ ‫وفداً من اللجنة التحضريية لـ”امللتقى‬ ‫العريب الدويل لدعم املقاومة” برئاسة‬ ‫منسق اللجنة الدكتور سمري صباغ‬ ‫ومقرر اللجنة سمري رشكس واألعضاء‬ ‫مهدي مصطفى وظافر املقدم‪ ،‬وحرض‬ ‫اللقاء أمني اإلعالم يف “تيار التوحيد”‬ ‫هشام األعور ومدير مكتب الوزير وهاب‬ ‫عصمت العرييض‪.‬‬ ‫وقد دعا الوفد وهاب إىل حضور املؤمتر‪،‬‬ ‫واملشاركة من قبل “تيار التوحيد” كون‬ ‫املؤمتر “مظاهرة دعم ملسرية املقاومة‬ ‫يف لبنان واملنطقة العربية يف مواجهة‬ ‫االستعامر وأدواته واحتالله يف مختلف‬ ‫األقطار”‪.‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬ ‫تابعت أمانة اإلعالم يف «تيار التوحيد» التطورات السياسية واألمنية واإلجتامعية‪،‬‬ ‫يف لبنان والعامل العريب وأصدرت بيانات تعكس موقف التيار السيايس منها‪ ،‬وجاءت‬ ‫عىل الشكل اآليت‪:‬‬ ‫تقدير المسؤولية الوطنية‬ ‫للسيد نصر هللا‬ ‫وإدانة الحملة الموتورة عليه‬ ‫لن يكون من الحكمة اليوم مبادلة املوقف الذي‬ ‫صدر عن سامحة السيد حسن نرص الله تجاه‬ ‫مسيحيي ‪ 14‬آذار ودعاهم فيه إىل تقدير لغة الحوار‬ ‫الهادئ‪ ،‬بأصوات انفعالية متوترة باتت عناوين لوطن‬ ‫مهزوم ومحتل‪.‬‬ ‫إن أمانة اإلعالم تقدّر املسؤولية الوطنية العليا‬ ‫عند السيد نرص الله الذي حاول إزاحة العقلية‬ ‫االنعزالية من رؤوس هؤالء املراهنني عىل املرشوع‬ ‫األمرييك‪ -‬اإلرسائييل للمنطقة والذي أثبت‬ ‫فشله‪ ،‬ودعوتهم إىل استثامر عامل الزمن إلعادة‬ ‫بناء الدولة العادلة واملقاومة‪ ،‬بدل اللعب عىل‬ ‫حبالها الصوتية وفق حسابات ض ّيقة أو مكاسب‬ ‫زائلة‪.‬‬ ‫ونبهت األمانة من محاوالت بعض األطراف‬ ‫اللبنانية املستقوية بالدعم الغريب ملحارصة‬ ‫املقاومة وقص أجنحتها العسكرية والشعبية‪،‬‬ ‫خدمة لألهداف األمريكية واإلرسائيلية‪ ،‬وخلق‬ ‫الظروف الداخلية املؤاتية للحرب األهلية والنزاع‬ ‫الداخيل‪.‬‬ ‫ودعت األمانة اىل رضورة االستفادة من التحوالت‬ ‫الدولية واإلقليمية التي ألقت بظاللها وتداعياتها‬ ‫عىل العالقات الداخلية بني اللبنانيني‪ ،‬وهيأت‬ ‫املناخ لتشكيل حكومة وحدة وطنية التي جاءت‬ ‫لتضع حداً أمام دعوات الفدرلة واالنقسام ملصلحة‬ ‫التوحد واالندماج‪.‬‬

‫إدانة القرار األميركي‬ ‫بحق المسافرين‬ ‫توقفت أمانة اإلعالم عند املامرسات القمعية‬ ‫إلدارة “اوباما” بحق املسافرين القادمني من ‪14‬‬ ‫دولة معظمها عربية وإسالمية باإلضافة اىل‬ ‫كوبا‬ ‫ووصفت األمانة التدبري االمرييك بـ “العنرصي”‬ ‫تجاه املاليني من املسافرين الذين يتعرضون إلجراءات‬ ‫تفتيشية إضافية تصل اىل حد التفتيش البدين‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الكامل‪ ،‬واستخدام املاسحات الضوئية يف املطارات‬ ‫األمريكية التي من شأنها تهديد الخصوصية‬ ‫اإلنسانية للمسافرين والتعدي عىل حرياتهم‬ ‫الفردية‪.‬‬ ‫ووصفت األمانة القرار االمرييك بـ “غري املنطقي”‬ ‫والتعسفي وهو يضاف اىل سلسلة الروايات التي‬ ‫تفتعلها الواليات املتحدة ويظهر نواياها ومقاصدها‬ ‫تجاه الشعوب التي تناهضها يف السياسة بحجة‬ ‫مكافحة “اإلرهاب”‪.‬‬

‫استنكار االعتداءات‬ ‫على مسيحيي مصر والعراق‬ ‫توقفت أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد عند ظاهرة‬ ‫التفتت الوطني يف مرص إثر تعرض األقباط لشتى‬ ‫أنواع االضطهاد والتنكيل عىل أيدي األجهزة‬ ‫األمنية املرصية ومساهمتها يف تسهيل عملية‬ ‫االعتداء عليهم‪ .‬فإذا بنظام حسني مبارك وبعد‬ ‫انقالبه عىل املوقع التاريخي ملرص يف الريادة‬ ‫العربية ويف الدفاع عن كرامة العرب يف فلسطني‪،‬‬ ‫يستمر بفقدان دوره يف تأمني ثقة املواطنني‬ ‫بنظامه التعسفي وبأنه املرجعية والجدار القانوين‬ ‫لحاميتهم بعد أن رشع برصد أقباط مرص وانتهاك‬ ‫مقدساتهم الدينية‪.‬‬ ‫وأدانت أمانة اإلعالم أعامل العنف التي‬ ‫يتعرض لها املسيحيون يف مرص والتعصب‬ ‫الديني الذي ميارسه النظام املرصي‪ ،‬واعتربت‬ ‫بأنها متثل انتهاكا فاضحا لحقوق االنسان نتيجة‬ ‫ما يتعرض له األقباط من اعتداءات طاولت‬ ‫كراماتهم وحرياتهم الدينية وع ّرضت ممتلكاتهم‬ ‫ومؤسساتهم الدينية للحرق والتدمري‪ .‬كام‬ ‫أعربت األمانة عن قلقها البالغ إزاء ما يتعرض‬ ‫له املسيحيون العراقيون مام أدى إىل نزوح اآلالف‬ ‫منهم من منازلهم وقراهم ‪.‬‬ ‫ورأت األمانة أن ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة‬ ‫بحق املسيحيني أمر ال ميكن السكوت عنه‪ ،‬باعتبار‬ ‫أن الوجود املسيحي يف منطقة الرشق األوسط‬ ‫شكل عامل غنى كام هو الحال يف لبنان‪ ،‬وهو‬ ‫مكون أسايس من مكونات شعوب األمة‪ ،‬فضال عن‬ ‫إسهاماتهم يف تاريخ النهضة العربية‪.‬‬ ‫ودعت األمانة اىل رضورة وضع حد ملثل هذه‬ ‫املامرسات التي تتناىف مع القيم اإلسالمية التي‬ ‫تؤكد عىل املساواة يف املواطنة واحرتام التعددية‬

‫‪42‬‬

‫وتوفري الحامية لجميع املواطنني عمال بقول الرسول‬ ‫عليه السالم‪“ :‬إن نقل الكعبة من مكانها أهون‬ ‫ع ّ‬ ‫يل من قتل بريء”‪.‬‬

‫نفي ما أورده‬ ‫موقع «ليبانون فايلز»‬ ‫استغربت أمانة اإلعالم يف تيار التوحيد الخرب‬ ‫املنشور يف موقع “ليبانون فايلز” تحت عنوان “هل‬ ‫س ّببت زيارة وهّ اب إىل املر اليوم تأجيل لقاء عون‬ ‫وجنبالط؟” بقلم الزميل داين حداد‪.‬‬ ‫وأشارت األمانة انه ال صحة للربط بني تأجيل‬ ‫زيارة النائب وليد جنبالط إىل العامد ميشال‬ ‫عون وبني زيارة وهاب إىل املر‪ ،‬ولفتت إىل أن سبب‬ ‫التأجيل كام رصحت مصادر الطرفان هو تقديم‬ ‫جنبالط العزاء بوفاة رئيس املحكمة االستئنافية‬ ‫الدرز ّية العليا نهاد حريز‪ ،‬وبالتايل فإن املوضوع‬ ‫ال يحتمل أي تأويل أو تحليل ال ميت إىل املهنية‬ ‫الصحفية بصلة‪.‬‬

‫أمين اإلعالم لـ «السفير»‪:‬‬ ‫رمينا بالنعوت هروباً‬ ‫من االعتراف بوجود‬ ‫حالة درزية ثالثة‬ ‫أكد مسؤول اإلعالم يف “تيار التوحيد” هشام‬ ‫األعور لـ”السفري” إن “التيار يتمدد ونحن نؤسس‬ ‫مفوضيات وآخرها مفوضية يف الشويفات حيث‬ ‫لدينا ‪ 80‬منتسبا”‪.‬‬ ‫وردّا عىل قول خصومهم بأن حالة حزب التوحيد‬ ‫ووئام وهاب هي “إعالمية” قال األعور‪“ :‬ليس رمينا‬ ‫بالنعوت إال للهروب من االعرتاف بوجود حالة درزية‬ ‫ثالثة يف الجبل باتت مثبتة عىل األرض‪ ،‬إذ لدينا‬ ‫‪ 55‬مفوضية موزعة بني حاصبيا وراشيا واملنت‬ ‫والجرد وعاليه والشوف‪ ،‬وقد أسسنا إىل جانب تيار‬ ‫التوحيد وهو علامين التوجه ومتنوع “هيئة العمل‬ ‫التوحيدي” وتضم ‪ 300‬شيخ يف ما يضم التيار‬ ‫اليوم ‪ 2500‬منتسب”‪.‬‬

‫استنكار عملية الظلم الالحق‬ ‫بعدد من ضباط األمن العام‬ ‫تستمر عملية الظلم الالحق بعدد من ضباط‬ ‫األمن العام قامئة بالرغم من تدخل الكثريين‬ ‫ملعالجة هذا األمر‪ ،‬وإعطاء كل ذي حق حقه‪ ،‬إال‬ ‫أن هذه القضية التي استعصت عىل الحل بني‬ ‫أكاذيب الصغار والكبار‪ ،‬ال نرى ما يربرها إال إذا‬ ‫كان البعض يحلل لنفسه ظلم الناس عندما‬ ‫ميسك بسلطة ما وهنا يجب أن يعلم بأن هذه‬ ‫السلطة تأيت وتذهب وقد يرشب هو يوماً ما من‬ ‫هذا الكأس‪.‬‬ ‫وأمام هذا الواقع نطرح األسئلة اآلتية‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ملاذا مل تتجاوب السلطة مع طلب املدير‬ ‫العام لألمن العام ترقية هؤالء الضباط اللذين‬ ‫وصفت أعاملهم بالباهرة رغم أن مالك العمداء‬ ‫فارغ ويحتاج ألكرث من ‪ 15‬ضابطا وهم ال يتجاوز‬ ‫عددهم الخمسة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬ال نريد أن نصدق بأن العميد “جومانا دانيال”‬ ‫التي تتمتع بكفاءات عالية وتستحق الرتقية‬ ‫دون جميل من احد قد رقيت ألسباب طائفية‬ ‫وحرم الضباط اآلخرين من هذه الرتقية لألسباب‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬نحن ال نصدق بأن فخامة رئيس الجمهورية‬ ‫الذي يحمل امللفات الكبرية عىل كاهليه ويهتم‬ ‫بالقضايا الكربى يف لبنان واملنطقة يرفض ترقية‬ ‫هؤالء الضباط‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬نحن ال نصدق أن معايل وزير الداخلية‬ ‫املحامي زياد بارود احتجز مرسوم الرتقية لديه‬ ‫والذي وصله بخمسة أسامء وأرسله باسم واحد‬ ‫هو اسم العميد “دانيال”‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬حت ًام سريد البعض ويقول أن العميد‬

‫“دانيال” نالت ‪ 6‬أشهر أقدمية‪ ،‬وحتى ال يستخف‬ ‫احد بعقولنا نقول بأن املطلوب كان ترقية‬ ‫الضباط منذ ‪ 2009/07/01‬وليس من ‪2010/01/01‬‬ ‫وهذا يجعل وضعهم مشابها لوضع العميد‬ ‫“دانيال”‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬نناشد فخامة رئيس الجمهورية‬ ‫ومعايل وزير الداخلية معالجة هذا الظلم وهام‬ ‫يعرفان بأن عني املظلوم ال تنام وإن نامت عني‬ ‫الظامل‪.‬‬

‫أمين اإلعالم ضمن برنامج‬ ‫نهاركم سعيد‪ :‬كالم األمين عن‬ ‫األحجام مردود على صاحبه‬ ‫رد أمني اإلعالم يف تيار التوحيد هشام األعور‬ ‫يف مداخلة تلفزيونية عىل كالم السيد حازم‬ ‫األمني الذي تطرق خالل استضافته يف برنامج‬ ‫نهاركم سعيد مع الزميلة شذا عمر إىل موضوع‬ ‫التمثيل واألحجام عندما تساءل عن حجم سوريا‬ ‫يف املنطقة وعن الحجم السيايس للوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪.‬‬ ‫وقال األعور‪ :‬إذا كان حديث األمني محصوراً‬ ‫باألحجام أتساءل يف البداية عن حجم السيد‬ ‫األمني داخل قريته وبني أهله؟ أما إذا أراد التحدث‬ ‫بالسياسة فإن املنطق يفرض علينا العودة‬ ‫بالذاكرة إىل املواجهة التي قادتها سوريا ضد‬ ‫“بوش” والتي نجحت فيها بإسقاط مرشوع‬ ‫املحافظني الجدد التقسيمي والتخريبي للمنطقة‪،‬‬ ‫هذا فضال عن الدور الكبري الذي تلعبه اليوم‬ ‫سوريا يف تشكيل رشق أوسط جديد‪ .‬أما عن‬

‫حجم الوزير وهاب أضاف األعور ال أريد التطرق‬ ‫اىل هذا املوضوع ولكن أترك األمر للتاريخ فاأليام‬ ‫أثبتت وستثبت أكرث مقدار هذا الحجم‪ ،‬ومدى‬ ‫وأهمية الدور التوفيقي والوطني للوزير وهاب‪.‬‬

‫قانون تنظيم المذهب الدرزي‬ ‫جيّد كونه يضع إدارة األوقاف‬ ‫في عهدة المجلس المذهبي‬ ‫نقلت صحيفة “األخبار” عن مسؤولني يف ت ّيار‬ ‫التوحيد أن قانون تنظيم املذهب الدرزي الذي صدر عن‬ ‫مجلس النواب يف أيلول ‪ 2006‬ج ّيد لكونه يضع إدارة‬ ‫أوقاف الطائفة يف عهدة املجلس املذهبي‪ ،‬وهو منتخب‬ ‫وتابع لرئاسة مجلس الوزراء‪.‬‬

‫تيار التوحيد يعزي بضحايا‬ ‫الطائرة االثيوبية‬ ‫بكثري من الحرسة واألمل تلقينا نبأ حادثة‬ ‫تحطم الطائرة األثيوبية عىل الشواطئ اللبنانية‬ ‫والتي كان عىل متنها عدد كبري من املسافرين‬ ‫اللبنانيني‪.‬‬ ‫وأشارت أمانة اإلعالم بجهود طواقم اإلنقاذ‬ ‫التي تعمل عىل انتشال جثث املفقودين وقدرتها‬ ‫عىل التعامل مع الوضع الطارئ واملأساوي عقب‬ ‫هذه الحادثة اإلنسانية التي نطالب بكشف‬ ‫مالبساتها الحقيقية وبأرسع وقت ممكن‪.‬‬ ‫وتقدمت أمانة اإلعالم بأحر التعازي من الشعب‬ ‫اللبناين ومن عوائل الضحايا عىل أمل نجاح الجهود‬ ‫املبذولة ملعرفة مصري بقية املفقودين‪.‬‬

‫تيار التوحيد يستنكر حرق سيارة أحد قيادييه وائل صعب في الشويفات‬ ‫عمد بعض لصوص الليل يف مدينة الشويفات عىل إحراق سيارة أمني‬ ‫العمل والنقابات يف تيار التوحيد الرفيق وائل صعب‪ ،‬بالقرب من منزله‪.‬‬ ‫وإزاء هذا العمل استنكر تيار التوحيد الحادثة مؤكداً يف بيان أصدرته‬ ‫أمانة إعالم التيار ثقته الكاملة باألجهزة األمنية التي بدأت تحقيقاتها فور‬ ‫حصول الحادثة‪ ،‬والتي ينتظر منها أجوبة واضحة عن هذا االعتداء وهوية‬ ‫منفذيه‪.‬‬ ‫هذا وأعلن التيار عدم اتهامه ألي جهة قبل توفر األدلة املؤكدة رغم أنه‬ ‫ميلك معلومات حول مجموعات تابعة ملتزعّم صغري‪ ،‬تقوم ببعض املامرسات‬ ‫يف مدينة الشويفات ومتارس ضغوطاً عىل بعض الشباب يف املدينة‪ ،‬كام‬ ‫أعلن عن احتفاظه بحقه القانوين يف مالحقة كل من يثبت تورطه يف هذا‬ ‫األمر والجهة التي تقف وراءه واملترضرة من املصالحات وأجواء االنفتاح التي‬ ‫تحصل‪ ،‬معترباً أن بعض الذين أفلسوا أخالقيا يف السابق والذين هم عىل‬ ‫أبواب إفالس سيايس هم من يقفون وراء هذه الحادثة ويتحملون املسؤولية‬ ‫عن أي يشء من املمكن أن يحدث لعنارص التيار يف الشويفات‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب التيار‬

‫شخصية‬

‫رعى افتتاح معرض تشكيلي لحسن بزي وعلي علوش‬

‫وهاب‪ :‬عوامل االستقرار باتت ّ‬ ‫تبشر بعودة األوضاع إلى طبيعتها‬ ‫رعى رئيس تيار التوحيد الوزير السابق وئام‬ ‫وهاب يرافقه نائب رئيس مجلس األمناء وأمني‬ ‫الداخلية يارس الصفدي‪ ،‬معرضاً فنياً تشكيلياً‬ ‫يف “االونيسكو” للفنانني التشكيليني حسن بزي‬ ‫وعيل علوش وأدىل وهاب مبا ييل‪:‬‬ ‫باألمس كانت السياسة تستقطب األبصار‬ ‫واآلذان‪ ،‬ويف لقاء وطني جامع‪...‬‬ ‫ورنني الهاتف ما توقف‪ ...‬اىل ان تبدّل إيقاعه‬ ‫بني األمس واليوم ملالمسة سياسة جديدة تحيك‬ ‫بالريشة واللون‪ ،‬ضجيج الحياة وبارقة األمل لوطن‬ ‫جديد‪...‬‬ ‫إنها لوحات تأيت يف زمن الحوار‪ ...‬بل يف زمن‬ ‫التالقي إلقامة املجتمع وانبعاث الخيوط الذهبية‬ ‫نحو الشمس والحرية‪...‬‬ ‫إنها أنامل تأخذك إىل البعيد‪ ...‬تل ّوح كام‬ ‫الحروف لصياغة الجمل‪ ،‬وتثبيت املشهدية‪...‬‬ ‫إنها حجارة تتدحرج من اجل فلسطني‪ ...‬وأزميل‬ ‫يفلت من قبضة اإلبداع باتجاه الحفر والتعب‪...‬‬ ‫بل إنها لعبة األلوان لتكتب القصائد واملالحم‪...‬‬ ‫وحكايتها تبقى فرح الجراح النازفة يف جسد‬ ‫املقاومني لعز الوطن واألمة‪ ...‬هي لوحات تطارد‬ ‫الضوء واملرايا‪ ...‬وسنابل القمح عىل بيادر العطاء‬ ‫والشموخ‪...‬‬ ‫إنها عصفورة الفجر اآليت عىل صهوة جواد‬ ‫عريب أصيل إنها أغنية العودة لبيسان والجوالن‬ ‫وجنوب الصمود املقاوم ودجلة والفرات‪...‬‬ ‫هي حنايا‪ ،‬الضلوع وعشق الوجود واآلخر‪ ...‬هي‬ ‫موسيقى األوتار املرتبعة عىل وجه األرض وفوق‬ ‫الجداول والينابيع‪...‬‬ ‫إنها لوحات الحلم والواقع‪ ...‬حيث يستعيد‬ ‫االنسان قدرته لالمساك مبفاصل الحياة وينبعث‬

‫كام الرساالت حاملة شموع الوالدة لعرص آخر‪...‬‬ ‫لقد كان لرعايتي لهذا املعرض سببان‪:‬‬ ‫األول ملا ميتلكه حسن بزي وعيل علوش من‬ ‫مكانة يف قلبي وملا لهام من قدرات وإمكانيات‪،‬‬ ‫تنساب بني أكفهام باتجاه التفاعل مع كل‬ ‫مكونات الوجود‪...‬‬ ‫والثاين إميانا مني بأن الكلمة والقصيدة‬ ‫واللوحة واملرسحية نتاج بواكري مستمرة‪،‬‬ ‫كام كل صنوف املهن والحرف‪ ...‬غالالً وفكراً‬ ‫وصناعة‪...‬‬ ‫إنني ومن خالل هذا املعرض أرى أن عوامل‬

‫السفير الصيني يبدي إعجابه‬ ‫بسياسة وهاب التوفيقية‬

‫اإلجتامع التشاوري للمنظامت الشبابية‬ ‫شارك أمني الرتبية والشباب الرفيق ماهر رسي الدين باالجتامع‬ ‫التشاوري للمنظامت الشبابية يف لبنان الذي دعا إليه معايل‬ ‫الوزير الدكتور عيل حسني عبد الله‪ ،‬حيث تم النقاش والحوار حول‬ ‫وضع الشباب اللبناين وتفعيل عمل وزارة الرتبية والشباب فيام‬ ‫يخص قطاع الشباب‪ ،‬وفتح أبواب الحوار والتواصل بني املنظامت‬ ‫الشبابية والوزارة بهدف رفع سوية العمل الشبايب وتطويره‪.‬‬

‫ل ّبى رئيس تيار التوحيد وئام وهاب دعوة السفري الصيني “ليور‬ ‫ميينغ” اىل مأدبة غداء يف مقر السفارة الصينية يف بريوت بحضور‬ ‫أمينة الشؤون الخارجية فريال أبو ذياب‪ .‬وتم التداول خالل اللقاء يف‬ ‫املتغريات الحاصلة عىل املستويني اإلقليمي والدويل‪ ،‬فيام أبدى‬ ‫السفري الصيني إعجابه بالدور الوطني للوزير وهاب وسياسته‬ ‫التوفيقية الحاضنة ملختلف القوى السياسية‪ ،‬والتي كان آخرها‬ ‫لقاء الجاهلية الذي جمع وهاب من خالله حشود سياسية وأمنية‬ ‫واقتصادية واجتامعية متنوعة‪ ،‬تقاطرت للمشاركة يف حفل‬ ‫االستقبال الذي أقامه الوزير وهاب لرئيس اللقاء الدميقراطي ووفده‬ ‫املرافق يف الجاهلية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫االستقرار باتت تبشرّ بعودة األوضاع إىل طبيعتها‬ ‫وأؤمن بأن ساحات الحرية باتت يف متناول طالبيها‬ ‫للتحرر من قيود املايض واألزمنة الصعبة بل إنني‬ ‫أدعو كل األقالم واملنابر واملدارس ووسائل اإلعالم‬ ‫إىل تنمية هذه الظواهر اإلبداعية لعودة لبنان‬ ‫منرباً للمعرفة وملعباً للتنافس والتنفس ملا فيه‬ ‫خدمة االنسان واملجتمع والوطن‪...‬‬ ‫بورك لكام هذا العمل الجميل‪ ،‬واىل مزيد من‬ ‫العطاء عىل دروب اإلنتاج واملواجهة الكتامل‬ ‫الصورة وتجديد الوعد لبناء الدولة القوية والقادرة‬ ‫والعادلة‪.‬‬

‫اإلجتامع التنسيقي للمنظامت الشبابية‬ ‫كام حرض الرفيق رسي الدين االجتامع التنسيقي للمنظامت‬ ‫الشبابية الذي دعا إليه حزب االتحاد لجهة إعادة إحياء العمل‬ ‫الطاليب والتضامن مع قنايت املنار والقدس بوجه قرار الغطرسة‬ ‫األمريكية‪ ،‬ورفض الجدار الفاصل الفوالذي الذي يقيمه نظام‬ ‫حسني مبارك‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫توقف قلب الدكتور أنيس صايغ يف أحد‬ ‫مستشفيات عامن يف ‪ 2009/11/25‬عن عمر‬ ‫يناهز الثامنة والسبعني‪ ،‬بعيداً عن فلسطني‬ ‫التي ُأجرب عىل النزوح منها اىل لبنان عام ‪،1948‬‬ ‫وبقيت يف الذاكرة كلامته األخرية عنها‪”:‬عىل‬ ‫الطريق اىل فلسطني ومن أجل فلسطني‪...‬‬ ‫يطيب املوت ألن املرء ميوت واقفاً وكأنه ال ميوت‪،‬‬ ‫هناك يتساوى املوت مع الحياة حالوة ودون ذلك‬ ‫تتساوى الحياة مع املوت مرارة”‪.‬‬ ‫بدأ الصايغ املولود عام ‪ 1931‬دراسته يف‬ ‫مدينة طربيا وأنهى الثانوية عام ‪ 1949‬يف‬ ‫مدرسة الفنون اإلنجيلية يف صيدا التي‬ ‫انتقل إليها طالباً داخلياً قبيل النكبة عام‬ ‫‪ ،1948‬ونال شهادة البكالوريوس يف العلوم‬ ‫السياسية والتاريخ عام ‪ 1953‬من الجامعة‬ ‫ثم حصل عىل دكتوراه يف‬ ‫األمريكية يف بريوت‪ّ ،‬‬ ‫العلوم السياسية والتاريخ العريب من جامعة‬ ‫“كامربيدج” التي عينّ فيها أستاذاً يف دائرة‬ ‫األبحاث الرشقية‪ ،‬وعمل مديراً ملركز األبحاث‬ ‫يف منظمة التحرير الفلسطينية يف بريوت‪،‬‬ ‫ورئيساً لقسم الدراسات الفلسطينية يف‬ ‫القاهرة‪ ،‬حيث ق ّدم إنجازات معرفية وتاريخية‬ ‫الفتة كإنشاء مكتبة ضخمة‪ ،‬وإصدار اليوميات‬ ‫فلسطينية‪،‬‬ ‫شؤون‬ ‫ومجلة‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫وأرشف عىل إصدار مجالت املستقبل العريب‬ ‫وشؤون عربية وقضايا عربية‪ ،‬حيث أثرى القارئ‬ ‫العريب بعدد من املؤلفات التي تتناول دراسات‬ ‫وأبحاث عميقة تتع ّلق بالقضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫ومن هنا مل يكن مفاجئاً‪ ،‬أن حاول العدو‬ ‫الصهيوين اغتياله أكرث من مرة‪ ،‬وأبرزها كانت‬ ‫الرسالة املفخخة التي برتت أصابع يده وأ ّثرت‬ ‫يف نظره وسمعه‪ ،‬كام استهدف العدو مركز‬ ‫األبحاث بعدة اعتداءات إرهابية‪ ،‬كان آخرها‬ ‫رشفة أرشيف ومكتبة املركز يف بريوت عام‬ ‫‪.1982‬‬ ‫قىض الصايغ حياته مؤمناً باملقاومة والتحرير‬ ‫طريقاً واحداً للعودة اىل فلسطني‪ ،‬أنار الطريق‬ ‫لألجيال‪ ،‬ورصد املبادئ األساسية التي اعتمدتها‬ ‫الحركة الصهيونية منذ أكرث من قرن من الزمان‬ ‫إلقامة الكيان اإلرسائييل العنرصي‪ ،‬هذا‬ ‫الكيان الذي تس ّلح بكل الوسائل السياسية‬ ‫والعسكرية القتالع شعب مسامل آمن من‬ ‫أرضه‪ ،‬وإقامة كيان عدواين ظامل يش ّكل قاعدة‬ ‫متقدمة للهيمنة االستعامرية يف الرشق‪،‬‬ ‫هذه القاعدة التي ال تقترص استهدافاتها عىل‬ ‫الشعب الفلسطيني بل متتد لتشمل األمة‬ ‫العربية واإلسالمية‪ ،‬وال نكون مبالغني إن قلنا‬ ‫أنها تستهدف أيضاً قيم الحق والعدل والتسامح‬ ‫اإلنساين عىل مستوى العامل‪.‬‬ ‫هذا الرجل الذي مل ميت من قبل‪ ،‬يومها أخذوا‬ ‫منه اليسري من برصه‪ ،‬وظل مبرصاً‪ ،‬أخذوا منه‬ ‫بعض عافية الوجه والكتف وأصابع اليدين‪،‬‬ ‫واستمر يكتب ويؤسس‪ ،‬حتى بات مرجعية‬

‫أنيس صايغ المفكر المقاوم الثائر‬ ‫مات واقفاً ووجهته فلسطين‬ ‫فلسطينية يف الثقافة والوطنية‪ ،‬فاستحقّ‬ ‫مرتبة األمني عىل القضية‪ ،‬أرضاً من النهر اىل‬ ‫البحر‪ ،‬وإنساناً فلسطينياً عربياً‪ ،‬حتى النفس‬ ‫األخري‪.‬‬ ‫عندما كتب أنيس الصايغ عن “أنيس الصايغ”‪،‬‬ ‫ب ّرر كتابة مذكراته يك يتع ّرف هو عىل نفسه‪،‬‬ ‫فهل عرفها؟ قال األشياء بال ادعاء‪ ،‬خلطا‬ ‫النتامءات يف هويته ليكون فرداً مختلفاً‪“ ،‬أنا‬ ‫فلسطيني لبناين وأنا سوري‪ ،‬لكنني عريب أوالً‬ ‫وإنساين يف نهاية األمر‪ ،‬عروبة تخدم فلسطني‬ ‫ولبنان وسوريا‪ ،‬مثلام تستمد منها كلها‬ ‫وجودها وقوتها‪ ،‬وتقوم عىل القيم اإلنسانية‬ ‫العامة”‪.‬‬ ‫وترجم أنيس صايغ انتامءه‪ ،‬نضاالً وثقافة‪،‬‬ ‫مل يهدأ‪ ،‬مسريته لسان حال أمانيه وأحالمه‬ ‫وقضيته‪“ ،‬خمسون سنة ومسعاي تحرير‬ ‫فلسطني أوالً وأرض العرب كلها ثانياً‪ ،‬إللغاء‬ ‫الكيان املغتصب وعودة الشعب املقتلع وتحرير‬ ‫اإلنسان واألرض معاً‪ ،‬ويف الوقت نفسه أمارس‬ ‫الصنعة الثقافية لتصبح املعركة بعد التحرير‬ ‫ركناً أساسياً يف بنيان فلسطني الغد‪ ،‬فالثقافة‬ ‫تح ّرر والتحرير يث ّقف‪ ،‬فهام معاً غنى حضاري”‪.‬‬ ‫لقد اخترص رحلته بهذه العناوين‪ ،‬تربهن‬ ‫للقضية تقشف يف مسلكه‪ ،‬كأنه من جنس‬ ‫املتصوفة الذين قرنوا العلم بالعمل‪ ،‬نذر آالمه‬ ‫ومصاعبه وأحالمه وجهده‪ ،‬يك تكون فلسطني‪،‬‬ ‫فمن دونها‪ ،‬ال جدوى لـ “أنيس” وسواه من رواد‬ ‫العقل والفعل‪ ،‬ولذا فإن تزمته يف التزامه‬

‫‪45‬‬

‫وحرارة عطاءاته‪ ،‬تح ّول اىل مؤسسة متنقلة‪،‬‬ ‫فحيث يعمل‪ ،‬تنشأ مؤسسة فلسطينية‬ ‫وعربية‪ ،‬وحني يغادر‪ ،‬يكون قد برأ ذمته مع ذاته‬ ‫وقضيته‪ ،‬هو مثقف ملتزم من األلف اىل الياء‪،‬‬ ‫ومن الجرح اىل الشهادة‪.‬‬ ‫هذا هو الرجل الكبري‪ ،‬املف ّكر املقاوم الثائر‪،‬‬ ‫الذي مل تبعده سنوات عمر قارب الثامنني‪ ،‬وال‬ ‫إحباطات الواقع العريب‪ ،‬وال قنابل الصهاينة‬ ‫التي أفقدته إحدى عينيه وأصابع إحدى يديه‪،‬‬ ‫عن استمرار نضاله الفكري‪ ،‬سالحه القلم‪،‬‬ ‫وقضيته وطن‪.‬‬ ‫أنيس صايغ‪ُ ،‬ولد مناض ًال وعاش مناض ًال‪،‬‬ ‫اعرتض وعارض ورفض‪ ،‬صمد وقاوم‪ ،‬وكان يعرف‬ ‫اىل حد اإلميان أن فلسطني لن تعود باملفاوضات‬ ‫واملساومات واملبادرات التي تكشف حال الضعف‬ ‫الرسمي العريب فتزيد اإلرسائيليني تطرفاً‪،‬‬ ‫وكان يعرف أن “إرسائيل” ال تض ّيع وقتها‪ ،‬فهي‬ ‫تلتهم األرض الفلسطينية عىل مدار الساعة‬ ‫باملستوطنات وجدار الفصل العنرصي الذي‬ ‫ثم تصادر العواصم الكربى‬ ‫تصادر به ما تبقى‪ّ ،‬‬ ‫بضغوطها عىل مراكز القرار فيها‪.‬‬ ‫يف رحيل أنيس صايغ‪ ،‬نعرف أن املوت نوعان‪،‬‬ ‫خروج من الزمن وقفز يف الزمن‪ ،‬موت يشبه‬ ‫ختاماً وحصاداً‪ ،‬وآخر يشبه نذراً وغرساً وتجذيراً‪،‬‬ ‫وما ميكن قوله‪ ،‬أن أنيس الصايغ سبقنا بعقود‬ ‫من الزمن يف فكرته التي تبدأ من فلسطني‬ ‫ونحن عىل طريقه سائرون وفا ًء وعهداً‪.‬‬

‫محمود صالح‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب فلسطيني‪/‬حوار‬

‫أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح االنتفاضة أبو موسى لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫لسنا مع إطالق أي صاروخ من األراضي اللبنانية‬ ‫الى داخل فلسطين المحتلة‬ ‫األوطان تعاد بالتضحيات وبذل‬ ‫لصون القضية والحقوق‪ ،‬وإلفشال‬ ‫ً‬ ‫الدماء وليس باملفاوضات والحوارات‪،‬‬ ‫أهداف العدو وصوال إىل التحرير‬ ‫الثورة الفلسطينية اندلعت عام‬ ‫الشامل‪ .‬الدعوة لجميع القوى‬ ‫لتحرير كامل فلسطني‬ ‫‪1965‬‬ ‫مسؤولياتها‬ ‫لتحمل‬ ‫الفلسطينية‬ ‫االستيطان‪،‬‬ ‫إليقاف‬ ‫وليس‬ ‫وطنية‬ ‫إسرتاتيجية‬ ‫صوغ‬ ‫يف‬ ‫ومواجهة مخططات التصفية ال‬ ‫جديدة وبرنامج يرتكز عىل هدف‬ ‫تكون إ ّال بإيجاد املرجعية الوطنية‬ ‫هذا‬ ‫وعىل‬ ‫والعودة‪،‬‬ ‫التحرير‬ ‫ّ‬ ‫املؤمتنة عىل القضية وبرنامج‬ ‫األساس انطلقت الثورة وتشكلت‬ ‫واضح يستند إىل امليثاق الوطني‪،‬‬ ‫األساس‬ ‫هذا‬ ‫وعىل‬ ‫الفصائل‪،‬‬ ‫مرجعية تقول فلسطني من النهر‬ ‫كانت تضحيات الشهداء واألرسى‬ ‫إىل البحر‪ ،‬وكخطوة عىل إعادة‬ ‫واملعتقلني والجرحى واملعاقني‪ ،‬وكل‬ ‫بناء مؤسسات منظمة التحرير‬ ‫ما هو بذل وعطاء وصمود يف هذه‬ ‫الفلسطينية‪ .‬متر قضية فلسطني‬ ‫املسرية املجيدة‪.‬‬ ‫الفلسطيني‬ ‫والنضال‬ ‫عموماً‪،‬‬ ‫حول آخر تطورات القضية‬ ‫خصوصاً‬ ‫هامة‬ ‫مرحلة‬ ‫يف‬ ‫الفلسطينية التي هي قضيتنا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ومفصلية‪ ،‬تتطلب جملة من املهام‬ ‫جميعا استضافت “منرب التوحيد”‬ ‫الوطنية ينبغي تح ّمل املسؤوليات تجاهها‪ ،‬ورضورة مواصلة أمني رس اللجنة املركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني‬ ‫وتصعيد املقاومة ضد العدو الصهيوين‪ ،‬فال خيار أمام الشعب “فتح االنتفاضة” املناضل أبو موىس‪ ،‬وأجرت معه حواراً هذا‬ ‫الفلسطيني وقواه الوطنية املناضلة واملجاهدة غري هذا الخيار نصه‪:‬‬ ‫أثبتت األحداث فشل ما يسمى بعملية السالم مع العدو الصهيوين‪،‬‬ ‫وأن املفاوضات كانت مج ّرد وهم‪ ،‬ومحاولة لكسب الوقت وفرض وقائع‬ ‫جديدة عىل األرض‪ ،‬ما هو برأيك الخيار األفضل الستعادة الحقوق‬ ‫الفلسطينية؟‬ ‫قبل الحديث عن فشل املفاوضات يجب طرح السؤال التايل‪ :‬ملاذا حصلت‬ ‫هذه املفاوضات؟ ومتى بدأت؟ والجواب أن هذه املفاوضات بدأت بعد أن أسقط‬ ‫نهج التسوية واملفاوضات من رؤيته وفهمه طبيعة العدو الصهيوين ودوره‬ ‫وهدفه يف املنطقة‪ ،‬ومتصوراً إمكانية إقامة سالم معه‪ ،‬ولكن ما حصل‬ ‫هو العكس متاماً إذ من املستحيل أن يتخىل هذا الكيان عن دوره وهدفه‬ ‫االستعامري يف املنطقة‪ ،‬فكان ال بد من نشوء ثورة تكشف الرؤية الواضحة‬ ‫واملحددة التي تثبت أن “إرسائيل” ليست إ ّال عد ّواً عدوانياً‪ ،‬استيطانياً‪ ،‬إجالئياً‬ ‫ال يؤمن بالسالم‪ ،‬ما ش ّكل نقطة االنعطاف الهامة ورؤية ومفهوم طبيعة‬ ‫الرصاع مع العدو الصهيوين الذي ليس لديه استعدادا للسالم‪ ،‬بل للمزيد‬ ‫من السيطرة والهيمنة‪ ،‬وبالتايل إىل فشل املفاوضات بعد تجربة ‪ 18‬عاماً‬ ‫وأكرث من الحوار‪ ،‬ونعود بالذاكرة اىل مؤمتر “مدريد” مروراً بـ “أوسلو” وصوالً‬ ‫إىل “أنابوليس”‪ ،‬حيث وجدنا أن ال فائدة من ذلك الحوار الذي ال ميكن التوصل‬ ‫من خالله اىل أي إنجاز أو حلول وسطية ممكنة‪ ،‬أو تراجع من قبل هذا الكيان‬ ‫عن أهدافه الحقيقية واملعلنة الهادفة إىل املزيد من السيطرة والهيمنة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫واإلخضاع‪ ،‬خاصة وأنه ال يزال يرى أن يف فلسطني بحدودها الجغرافية‪ ،‬إن‬ ‫مل يكن أبعد من ذلك هدفاً له‪ .‬فاملرشوع الصهيوين ين ّفذ عىل مراحل‪،‬‬ ‫وكان علينا إدراك ذلك منذ مؤمتر “بال” ‪ 1897‬حيث أعلن “هرتزل” قيام الدولة‬ ‫اليهودية بعد ‪ 50‬عاماً‪ ،‬والتي قامت بالفعل يف العام ‪ ،1948‬بعد الحرب األوىل‪،‬‬ ‫حيث كانت “إرسائيل” تستغل كل فرتة من الفرتات استعداداً للهيمنة‪،‬‬ ‫وتركيز وضعها يف املنطقة وتحقيق قفزة نوعية‪ ،‬إىل أن مت ّكنت من بسط‬ ‫سيطرتها عىل كامل الضفة الغربية وغزة التي ال تزال محتلة بالرغم من‬ ‫انسحاب “إرسائيل” من بعض مستعمراتها‪.‬‬ ‫ولكن املرشوع اإلرسائييل يرتاجع‪ ،‬فـ “إرسائيل” أقامت جداراً عنرصياً‪،‬‬ ‫وتسعى إىل يهودية الدولة‪ ،‬ما يعني أن «ارسائيل» تراجعت أمام املقاومة‬ ‫وصمود الشعب الفلسطيني؟‬ ‫باعتقادي‪ ،‬ال ميكن اعتبار الجدار الفاصل هو حدود الكيان الصهيوين‪،‬‬ ‫كام أنه ال ميكن اعتباره يف خانة الرتاجع واكتفى مبا أخذه‪ ،‬إمنا الظروف‬ ‫املوضوعية الحالية التي حصلت يف السنوات األخرية من حرب متوز ‪2006‬‬ ‫يف الجنوب اللبناين‪ ،‬واستمرار مقاومة إخواننا يف “حزب الله”‪ ،‬التي أعطت‬ ‫العدو درساً‪ ،‬وما حصل يف غزة ‪ 2009 -2008‬من صمود ومقاومة لالحتالل‪،‬‬ ‫هي التي فرضت عىل الكيان تهدئة الوضع‪ ،‬بانتظار الفرصة املؤاتية لينقض‬ ‫مرة أخرى‪ ،‬لتحقيق برنامجه االستعامري الذي ال يزال قامئاً‪ ،‬خاصة وأن هذا‬

‫‪46‬‬

‫العدو ال يستسلم وال يس ّلم مادام هنالك واقع رسمي عريب معتل‪ ،‬الذي‬ ‫يطلق عليه اليوم دول االعتدال وما شابه ذلك‪ ،‬يف خدمة رؤيته عىل القيام‬ ‫باملزيد من العدوان والسيطرة وليس عىل االنكفاء والعودة إىل الخلف‪.‬‬ ‫يجري الحديث حالياً عن موضوع السالح الفلسطيني يف لبنان‬ ‫ورضورة وضعه عىل طاولة الحوار اللبناين‪ -‬الفلسطيني‪ ،‬ما هو رأيكم‬ ‫يف موضوع السالح الفلسطيني يف لبنان وما هو دوره ووظيفته؟‬ ‫يف هذا اإلطار يجب توضيح الهدف من وجود السالح‪ ،‬الذي يكمن‬ ‫يف األصل ضمن برنامج مواجهة الكيان الصهيوين وحامية الشعب‬ ‫الفلسطيني الذي ُترك يف مراحل كثرية للعدوان اإلرسائييل دون أن يجد‬ ‫من يقوم بحاميته‪ ،‬إثر ما حصل يف صربا وشاتيال‪ ،‬وقبلها يف اغتيال القادة‬ ‫الثالث يف فردان‪ ،‬وما حصل من غارات متواصلة عىل املخيامت الفلسطينية‬ ‫وعىل الشعب اللبناين يف كل مواقعه‪ ،‬بعد كل ذلك كان من الطبيعي‬ ‫إيجاد سالح يف أيدي الشعب الفلسطيني يف لبنان‪ ،‬الذي مل يكن يف يوم‬ ‫من األيام يش ّكل خطراً عىل األمن اللبناين‪ .‬أما يف ما يتع ّلق بتواجد السالح‬ ‫الفلسطيني خارج املخيامت الذي يجري عليه الرتكيز اليوم‪ ،‬خاصة وأننا‬ ‫نعرف من هي املنظامت التي متلك السالح خارج املخيامت‪ ،‬من إخواننا يف‬ ‫القيادة الشعبية – القيادة العامة‪ ،‬ونحن حركة فتح االنتفاضة‪ ،‬منذ وجودنا‬ ‫من العام ‪ ،1976‬وحتى منذ العام ‪ 1968‬أول دخول للثورة الفلسطينية إىل‬ ‫العرقوب‪ ،‬وحصل يف حينها اشتباك ومناوشة يف منطقة الجنوب يف‬ ‫قربيخا ومجدل سلم وغريها‪ ،‬وبعدها ُو ّقعت اتفاقية القاهرة عام ‪،1969‬‬ ‫التي نظمت العالقة وح ّددتها بني الجيش اللبناين والثورة الفلسطينية‪.‬‬ ‫من هنا أعتقد أنه يجب العودة إىل هذه االتفاقية إذا كان من الرضورة‬ ‫ملصلحة الطرفني أن ُيعاد النظر فيها ليجري تعديالت عليها إمنا يجب أن‬ ‫ال ُتلغى‪ ،‬كوننا منطلقون من مفهومنا أن الرصاع مع العدو الصهيوين لن‬ ‫ينتهي ال باملفاوضات وال باالتفاقيات‪ ،‬وعىل كل حال نحن أمام طاولة الحوار‬ ‫َ‬ ‫وميكن مناقشة ما من شأنه مصلحة لبنان وفلسطني‪.‬‬ ‫‪ ...‬ولكن يقال أنه طاملا هناك اشتباك مع العدو اإلرسائييل‪ ،‬داخل‬ ‫فلسطني مل تعد الجبهات املحيطة بها رضورية‪ ،‬لذلك السالح مل يعد له‬ ‫رضورة عىل تخوم فلسطني؟‬ ‫نحن نرى عكس ذلك‪ ،‬خاصة اآلن‪ ،‬إذ أنه من الرضورة يف مكان‪ ،‬مبا أنه أصبح‬ ‫لنا وجود فاعل ومقاومة فاعلة يف الداخل‪ ،‬ال بد وأن تسند تلك املقاومة من‬ ‫الخارج‪ ،‬ألن القضية متكاملة وواحدة من الداخل والخارج‪ ،‬وما يقال من أنه مل‬ ‫يعد هناك رضورة للخارج ليس يف موقعه‪.‬‬ ‫‪ ...‬ماذا يفيد السالح يف قوسايا؟‬ ‫السالح يف قوسايا كموقع وليس كخط عمليايت‪ ،‬فهذا موقع يعني‬ ‫تج ّمع وتحشيد واسرتاحة لالنطالق إىل املوقع املقاوم الصحيح‪ ،‬ولكن ال يجوز‬ ‫أن ُيط َلق طلقة من قوسايا‪ ،‬اإلطالق يجب أن يكون يف داخل األرض املحتلة‪،‬‬ ‫فنحن لسنا مع إطالق أي صاروخ من األرايض اللبنانية إىل داخل فلسطني‬ ‫املحتلة‪ ،‬بل مع الدخول إىل أرض فلسطني والعمل من الداخل كام كنا نعمل‬ ‫يف السابق أثناء وجود الثورة‪ ،‬يف املراحل األخرية كان لنا توجه مبنع العمل‬

‫الرصاع مع العدو الصهيوين‬ ‫ينتهي ال باملفاوضات وال باالتفاقيات‬ ‫لن َ‬ ‫نحن أمام طاولة الحوار وميكن مناقشة‬ ‫ما من شأنه مصلحة لبنان وفلسطني‬ ‫الوحدة الوطنية ال ميكن أن تتم بني قوى متناقضة‬ ‫بل بني قوى موحدة الرؤية‬

‫‪47‬‬

‫عىل “القرشة”‪ ،‬أي من املستعمرات كاملنارة واملطلة وغريها التي ُتعد من‬ ‫مستعمرات الحدود‪ ،‬والتوجه إىل العمل يف العمق‪ ،‬يف داخل فلسطني‬ ‫املحتلة‪ ،‬يف الجليل‪ ،‬إمنا ما يوجد يف األرايض اللبنانية هي نقاط ارتكاز فقط‪.‬‬ ‫طاولة الحوار يف لبنان أعلنت أنها مع حل ملوضوع السالح خارج‬ ‫املخيامت وتنظيمه داخل املخيامت‪ ،‬أنتم كجبهة‪ ،‬وحركة معنية بالسالح‬ ‫خارج املخيامت‪ ،‬ما هو الحل الذي ستعطونه للبنانيني؟‬ ‫فيام لو حصل حوار‪ ،‬أعتقد أنه من الرضورة أن نجلس وأصحاب الشأن‬ ‫اللبناين لنناقش هذا املوضوع بعقل وقلب مفتوحني لنصل إىل حالة ال تؤثر‬ ‫عىل أمن لبنان وال تلغي دورنا كعمل مقاوم‪ ،‬فاملواقع التي نتواجد فيها يف‬ ‫منطقة دير العشائر وينطة وحلوة وغريها‪ ،‬ال شأن لنا فيها ال بالجامهري وال‬ ‫بدخول القرى وال بالوصول إليها‪ ،‬إذ ما نراه فيها فقط هي أنها نقطة أمامية‬ ‫باتجاه العرقوب وفلسطني‪.‬‬ ‫ولكن هناك من يعترب أن وجود فتح االنتفاضة والقيادة العامة‬ ‫خارج املخيامت هو استمرار للوجود السوري يف لبنان نتيجة العالقات‬ ‫التحالفية ووجودكم كقيادة يف دمشق؟‬ ‫كنا نتمنى من أي نظام عريب أن يفتح لنا آفاق التواجد عىل األقل‪ ،‬أن نحيا‬ ‫ونعيش ونرشب عنده دون أن يضيق علينا‪ ،‬ومن نرى يف موقفه انسجام مع‬ ‫موقف الثورة الفلسطينية هو حليف لنا‪ ،‬وهذا ما نجده يف سوريا حيث نرى‬ ‫أن موقفها منسجم وموقفنا تاريخياً‪ ،‬لذلك نحن موجودون عىل أرضها‪،‬‬ ‫وهي ال ترى أننا نش ّكل خطراً عىل نظامها‪ ،‬وهذا ما نتمناه من لبنان أيضاً‪.‬‬ ‫وإذا طلبت القيادة السورية منكم التجاوب مع طاولة الحوار وترك هذه‬ ‫القواعد‪ ،‬التي تتواجدون فيها يف البقاع الرشقي ويف الناعمة‪ ،‬ماذا‬ ‫تفعلون؟‬ ‫يف هذا اإلطار‪ ،‬أتحدّث عن نفيس وليس عن تنظيم حركة فتح االنتفاضة‪:‬‬ ‫فعندما دخلنا إىل لبنان عام ‪ ،1968‬مل نأخذ إذناً من أحد بدخول لبنان‪ ،‬لذلك‬ ‫إذا كان لدينا أو لدى اآلخرين أي قرار بالخروج‪ ،‬فهذا القرار ال ينطبق علينا‪ .‬إذ ال‬ ‫التزام مبا يتعارض مع رؤيتنا‪.‬‬ ‫وهل يرتبط السالح الفلسطيني خارج املخيامت بالحقوق املدنية‬ ‫واالجتامعية للفلسطينيني؟‬ ‫ال يجوز وال يحق لنا أن نربط هذا العمل النضايل الكفاحي الوطني‬ ‫بقضايا إنسانية واجتامعية وما شابه ذلك‪ .‬املطالب اإلنسانية التي‬ ‫يطالب بها الشعب الفلسطيني يف املخيامت هي مطالب إنسانية أخوية‬ ‫من موقع األهل الواحد‪ ،‬ال دخل للسالح بتلك القضايا‪ ،‬فالحقوق اإلنسانية‬ ‫واملدنية واالجتامعية ليست للمقايضة وال ميكن أن تكون هناك مقايضة‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫ملف‬

‫منرب فلسطيني‪/‬حوار‬

‫ضم الجوالن في الوثائق الصهيونية‬ ‫أهله يرفضون تهويده بالمقاومة الشعبية المدنية‬

‫فيام بينها وبني السالح كونهام قضيتان مختلفتان كل االختالف‬ ‫عن بعضهام‪.‬‬ ‫الحقوق الفلسطينية اإلنسانية واملدنية‪ ،‬كحق العمل والتم ّلك‬ ‫وغريها من البديهيات‪ ،‬ما هي برأيكم العوائق التي تحول دون تأمني‬ ‫هذه الحقوق لالجئ الفلسطيني يف لبنان؟‬ ‫ما مينع تحقيق الحقوق املدنية للشعب الفلسطيني القرارات التي‬ ‫اتخذت من قبل النظام اللبناين منذ أيام الراحل شفيق الوزان الذي‬ ‫كان أول من ّ‬ ‫رشع منع العمل للفلسطينيني‪ ،‬بالرغم أنه قبل ذلك‬ ‫كان هناك فرصة ملامرسة العمل‪ ،‬وهذا يتط ّلب ترشيعاً جديداً من‬ ‫النظام اللبناين ونوابه وحكومته‪ ،‬أن يعامل الفلسطينيني يف‬ ‫لبنان أسوة بأخوتهم يف سوريا واألردن‪ ،‬الذي أعطى الفلسطينيني‬ ‫حقوقهم الكاملة بحمل الجواز األردين‪ ،‬والتوظيف يف كل دوائر‬ ‫الدولة والجيش أيضاً‪ ،‬ويف االنتخابات ينتخبوا و ُينتخبوا‪ ،‬عىل خلفية‬ ‫نظرية التوطني‪.‬‬ ‫ولكن األردن يخاف من الوطن البديل؟‬ ‫األردن ال ميلك الخيار وال القرار يف ما يفعل‪ ،‬فاملادة الثامنة يف اتفاقية‬ ‫وادي عربة‪ ،‬تتضمن نصاً واضحاً كل الوضوح أن الفلسطينيني يف‬ ‫األردن عىل طريق التوطني‪.‬‬ ‫وفق كالمكم يقال يف لبنان أن منح الحقوق املدنية واالجتامعية‬ ‫واإلنسانية للفلسطينيني يساعد عىل توطينهم‪ ،‬وهناك نظرية‬ ‫تتحدّث عن هذا االتجاه‪ ،‬يف حني أن هناك آخرون يقولون العكس‪،‬‬ ‫ما هو رأيكم يف ذلك؟‬ ‫الذي يريد أن يوجد األعذار ملنع الوصول إىل رؤية وقناعة بأن يكون‬ ‫لهذا اإلنسان يف املخيامت‪ ،‬يف لبنان حياة كرمية ومحرتمة ميكنه‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫أال تعتقد أن التم ّلك وأخذ الجنسية هو توطني مقنّع؟‬ ‫أنا ال أرى أن يف هذا توطني مقنّع‪ ،‬إذ ال ميكن للفلسطيني أن‬ ‫يستغني عن وطنه فلسطني‪.‬‬ ‫تشكلت حكومة وحدة وطنية يف لبنان وهناك موضوع مطروح‬ ‫هو السالح الفلسطيني‪ ،‬هل أنتم جاهزون للحوار مع الحكومة؟‬ ‫نحن ال نخىش الحوار‪ ،‬ونتمنى عىل األخوة يف لبنان أن يحدّدوا وقتاً‬ ‫مناسباً‪ ،‬وقوى مناسبة لنبدأ الحوار معها‪ ،‬حتى ال يبقى هذا املوضوع‬ ‫ويتوحد ويكون له موقفاً‬ ‫وكأنه عقدة أمام الوضع اللبناين يك ينفرج‬ ‫ّ‬ ‫واضحاً من القضية الفلسطينية بالتحديد‪ ،‬ونحن لدينا االستعداد‬ ‫الكامل لتسهيل الحوار‪.‬‬ ‫ينادي البعض برضورة قيام الوحدة الوطنية الفلسطينية‪،‬‬ ‫ويتناىس هؤالء األسباب التي أدّت إىل حالة االنقسام يف الساحة‬ ‫الفلسطينية ومنها مشاريع التسوية املعروفة والرهان عليها‪ ،‬هل‬ ‫تتوقعون مراجعة وتقييم من أصحاب الرهانات الخارسة الستعادة‬ ‫الوحدة عىل أسس كفاحية؟‬ ‫برصاحة‪ ،‬لن يجري وال ميكن أن يتم يف ظل الظروف الحالية أي يشء‪.‬‬ ‫فمقولة وحدة وطنية فلسطينية غري قابلة لرتجمتها عىل األرض‬ ‫تتم بني قوى‬ ‫يف هذه الظروف الحالية‪ .‬فالوحدة الوطنية ال ميكن أن ّ‬ ‫متناقضة أو بني نهجني مختلفني متصادمني ال يلتقيان‪ :‬أحدهام يرى‬ ‫يف املفاوضات الحوار والتنازل املتالحق واملتتايل عن الحقوق الوطنية‬ ‫واألساسية‪ ،‬ونهج آخر يرى أن ال اعرتاف بهذا العدو‪ ،‬وأن املقاومة‬ ‫هي الطريق واملنهج الصحيح إلرغام هذا العدو عىل الرتاجع وإعادة‬ ‫الحقوق املسلوبة إىل أصحابها‪ ،‬واملقاومة هي بني قوى متكاملة‪ ،‬لها‬ ‫رؤية واحدة موحدة ومنسجمة يف رؤاها‪.‬‬ ‫هذا العدو إذا مل يشعر أنه يدفع مثناً ال ميكن أن يعطيك شيئاً من‬ ‫حقوقك‪ ،‬عندما احتل بلدك و ّ‬ ‫رشد شعبك مل يكن يفكر يف إرجاعك‪،‬‬ ‫والذي يؤكد ذلك الحروب التي كان وال يزال يقوم بها‪ ،‬ليستمر ويحقق‬ ‫أهدافه البعيدة التي ال تزال قامئة‪ ،‬أنا أرى أوالً أنه يجب معرفة كيف‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ُو ِجد هذا العدو؟ وملاذا اختار فلسطني دون غريها؟ إذ لدى قراءتك‬ ‫لكتاب هرتزل “الدولة” لن تجد فيه كلمة اسمها أرض امليعاد‪ ،‬ولن تجد‬ ‫يف كتابه أي يشء اسمه حائط مبىك‪ ،‬ولن تجد أي كلمة اسمها‬ ‫سليامن وداوود‪ ،‬بل يتك ّلم عن التجارة والتبادل والعالقات ويف النهاية‬ ‫يتك ّلم عن الغرب يف نص مفاده أن العدو يرى يف األرض الجديدة التي‬ ‫سيذهب إليها دون ذكر فلسطني نقطة أمامية لصالح الغرب‪ .‬هذا‬ ‫هو دور الكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫فقصة اليهود يف فلسطني هي يف العقل األورويب االستعامري‬ ‫تاريخياً منذ ‪ ،1798‬وعندما وصل نابليون إىل عكا كان هناك رصاعاً‬ ‫بني فرنسا وبريطانيا عىل االستيطان‪ ،‬وكذلك رئيس وزراء بريطانيا عام‬ ‫‪ 1860‬قال ملجلس اللوردات‪“ :‬إذا أردتم أن يكون لكم دور يف الرشق ليس‬ ‫للغرب يف الرشق أفضل من الغرب”‪ .‬فكان هذا الغرب هو الشعب‬ ‫اليهودي الذي وضعوه يف فلسطني ليبقى املغرب العريب مجزأ عن‬ ‫املرشق العريب‪ ،‬ما يؤدي اىل التخلف وعدم النهوض‪.‬‬ ‫هل تتوقع حرباً إرسائيلية جديدة عىل لبنان أم عىل غزة أو‬ ‫حتى إيران وسوريا‪ ،‬وهذا ما يهدد به باراك وقادة العدو؟‬ ‫يجب أن نعترب أن العدوان قائم يف أي لحظة ولكن املعطيات املوجودة‬ ‫بني أيدينا‪ ،‬يف الوضع اإليراين أوالً ال أعتقد أن يكون هناك أي طلقة‬ ‫ال من “إرسائيل” وال من أمريكا قبل أن ُينزع السالح واألذرع من املحيط‪،‬‬ ‫والهدف من حرب متوز كام يف الرضبة الثانية يف غزة‪ ،‬للضغط عىل‬ ‫سوريا والقضاء عىل سالح حزب الله‪ ،‬فصواريخ طهران تصل إىل‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬إ ّال أن عقيدة هذا العدو القتالية تاريخياً طيلة حروبه‬ ‫وإسرتاتيجية الحروب لديه كانت أن ينقل الحرب إىل أرض العدو‪ .‬ولكن‬ ‫اليوم انقلبت موازين القوى والعقيدة العسكرية اإلرسائيلية‬ ‫تد ّرس حرب متوز يف املعاهد العليا يف إرسائيل ليستنتجوا‬ ‫منها العرب ملواجهة األخطار يف املرحلة القادمة‪ ،‬من هنا ال‬ ‫إمكانية ألي عدوان‪ ،‬ولكن هذا ال يلغي إمكانيته‪ ،‬مبا معناه أن‬ ‫الكيان غري مهيأ لذلك ألن “الدم ال يزال طرياً” ويخىش العدو أن‬ ‫تتكرر هزميته مرة أخرى‪.‬‬

‫حوار ليديا أبودرغم‬

‫‪48‬‬

‫ال بد من القول أن األطامع اإلرسائيلية يف هضبة الجوالن السورية مل‬ ‫تكن وليدة لحظتها‪ ،‬أي إثر عدوان عام ‪ ،1967‬وإمنا تعود األطامع الصهيونية‬ ‫يف هذه الهضبة إىل عام ‪ ،1918‬أي إىل فرتة زمنية سبقت احتالل فلسطني‬ ‫وقيام ما يسمى زوراً وبهتانا “دولة إرسائيل”‪ ،‬وذلك عرب ذكر الجوالن يف‬ ‫الخريطة التي أصدرها “بن غوريون” لـ”دولة إرسائيل” املزعومة يف ذلك العام‪،‬‬ ‫بغية تأمني عمق دفاعي و”وإبعاد الخطر املبارش عن املناطق الحيوية اآلهلة‬ ‫باملستوطنني اليهود يف الشامل‪ ،‬مام يتيح لـ “إرسائيل” فرصة التحرك‬ ‫بسهولة ضد القوات السورية‪ .‬ناهيك عام للجوالن من طبيعة أرض‬ ‫وخصوبة تربة وغزارة مياه‪.‬‬ ‫وما يؤكد ذلك‪ .‬تلك الرسالة التي بعث بها ممثل املنظمة الصهيونية‬ ‫األمريكية “لويس برانديس” إىل “حاييم وايزمن” عام ‪ ،1920‬والتي يؤكد‬ ‫فيها أن “الحدود الوطنية الشاملية الرشقية ال غنى عنها لقيام مجتمع‬ ‫يعيل نفسه بنفسه‪ ،‬لذا ينبغي أن تضم فلسطني مفارق مياه الليطاين‬ ‫عند جبل الشيخ‪ ،‬وإىل الرشق سهول الجوالن وحوران” ويف عام ‪ ،1921‬كتب‬ ‫“هوراس مئري كالني” اليهودي األمرييك يف كتابه (الصهيونية والسياسة‬ ‫العاملية) يقول‪ :‬إن مستقبل فلسطني بأكمله بأيدي الدولة التي تبسط‬ ‫سيطرتها عىل الليطاين والريموك ومنابع نهر األردن”‪.‬‬ ‫ولتنفيذ هذه األطامع بدأت “إرسائيل ومنذ عام ‪ 1948‬بسلسلة من‬ ‫الخطوات بدأتها بخرق اتفاقية وقف إطالق النار التي وقعتها مع سوريا‬ ‫عام ‪ ،1949‬ومن ثم أخذت بتنفيذ مرشوع تجفيف مستنقعات الحولة عام‬ ‫‪ ،1950‬وصوال إىل سلسلة من عمليات تبادل إطالق النار مع الجيش السوري‬ ‫وقصف منطقة الحمة وضواحيها‪ ،‬حتى تسنى لـ “إرسائيل” إنجاز القناة‬ ‫الخاصة بتجفيف تلك املستنقعات وبناء محطة كهربائية عىل جرس بنات‬ ‫يعقوب شامل بحرية طربية‪ ،‬ويف عام ‪ 1956‬قامت بتحويل مياه نهر األردن‬ ‫إىل صحراء النقب واملنطقة الساحلية‪.‬‬ ‫هذه اإلجراءات العدوانية من قبل “إرسائيل” جاء الرد العريب عليها‬ ‫عرب مؤمتر القمة العريب األول املنعقد يف القاهرة عام ‪ ،1964‬الذي متثل‬ ‫بإقرار مرشوع يحول روافد نهر األردن يف املنطقة العربية من أجل قطع‬ ‫الطريق عىل املشاريع اإلرسائيلية‪ ،‬الذي كان الرد اإلرسائييل عليه حادا‪،‬‬ ‫حيث قامت طائرات هذا الكيان املصطنع بقصف املرشوع منذ لحظة البدء‬ ‫بتنفيذه األمر الذي صعد من حدة التوتر بني سوريا والكيان الغاصب‪ ،‬وكانت‬ ‫سلسلة من االعتداءات التي كان يتصدى لها الجيش السوري حتى جاءت‬ ‫النكسة بتحقيق حلم قادة العدو باحتالل هذا الجزء الغايل والعزيز من‬ ‫أرض سورية الحبيبة‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫وكان االحتالل‬ ‫يف السادس من حزيران من عام ‪ 1967‬بدأت رحلة التغريب وكان ما يزيد‬ ‫عن مائة ألف يجربون عىل مغادرة قراهم ومزارعهم وبيوتهم بقوة النريان‪،‬‬ ‫أكرث من مائتي قرية ومزرعة تم إخالؤها وسويت عىل وجه األرض ملحو أي‬ ‫معامل تنبأ بعروبة هذه األرض الطاهرة‪.‬‬ ‫خمس قرى وبضع آالف من السكان هم الذين نجوا من رحلة التغريب‬ ‫ليقعوا يف قبضة األرس الصهيوين‪ ،‬قرى أشعلت نار الغضب واالنتفاضة‬ ‫وحفظت جوالنها وعروبته بقوة النار والحديد منذ اللحظة األوىل لالحتالل‪،‬‬ ‫حيث قام بضع من الشباب بتشكيل خاليا من الكفاح املسلح وذلك عرب‬ ‫االتصاالت الرسية مع الداخل السوري‪ ،‬إال أن هذه الخاليا اكتشفت من قبل‬ ‫العدو حيث ألقت سلطاته القبض عىل مجموعة من الشبان أواخر عام‬ ‫‪ ،1967‬ويف أواخر عام ‪ 1969‬اكتشفت خلية أخرى اعتقل عىل إثرها ‪140‬‬ ‫معتقال‪ ،‬وكان الرد اإلرسائييل قاسيا عىل أهالينا يف الجوالن املحتل حيث‬ ‫صعدت السلطات املحتلة من إجراءاتها القمعية بحق املواطنني‪ .‬ورغم‬ ‫القمع الصهيوين بحق شعبنا وأهلنا إال أن العمليات الفدائية مل تتوقف‬ ‫بل زادت من جذوتها‪ ،‬ففي حزيران عام ‪ 1971‬ألقي القبض عىل خلية فدائية‪،‬‬ ‫ثم تلتها شبكة أخرى يف ترشين أول عام ‪ ،1972‬بلغت أحكام بعضهم‬ ‫عرشين عاماً‪ ،‬وجاء استشهاد عزت أبو جبل يف ‪ 1973 / 1 / 27‬وبيده ملفات‬ ‫ومعلومات عن مواقع عسكرية إرسائيلية‪ ،‬وهو يف طريقه إىل الوطن األم‬ ‫سوريا‪ ،‬بكمني نصبته قوات العدو له يف املنطقة املزروعة باأللغام‪ ،‬التي‬ ‫تفصل مجدل شمس عن األرايض السورية األخرى‪ .‬بعدها ويف صيف عام‬ ‫‪ 1974‬اكتُشف تنظيم جديد للمقاومة‪ ،‬ويف ‪ 1976 / 12 / 27‬استشهد‬ ‫الشاب الثاين نزيه أبو زيد يف نفس املنطقة ولألسباب ذاتها‪ .‬هذه الخاليا‬ ‫والتنظيامت‪ ،‬ساعدت عىل نقل كثري من املعلومات عن خطي «بارليف‬ ‫وآلون» العسكريني اإلرسائيليني‪ ،‬وتحصينات العدو األخرى إىل الوطن األم‪،‬‬ ‫ومنها إىل القوات املرصية‪.‬‬

‫خطوات سبقت قرار الضم‬ ‫إن كل ما قامت به سلطات االحتالل ضد أهلنا يف الجوالن املحتل إمنا كان‬ ‫مبثابة مقدمات إلعالن ضم الجوالن إىل “دولة إرسائيل” املزعومة‪ ،‬حيث بدأت‬ ‫دولة االحتالل العمل عىل محو اآلثار العربية يف الجوالن وتغيري املعامل‬ ‫الجغرافية والتاريخية‪ ،‬لذلك قامت بهدم القرى العربية بعد طرد أهلها‪ ‬إثر‬ ‫االحتالل وأقامت مكانها املستوطنات وأسمتها بأسامء عربية وأعلنت‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫ملف‬

‫وغاصت الركب‪ ،‬ونعى الناعي وصاح «غراب البني» يؤكد مشهد االحتالل‬ ‫حينام أعلن الكنسيت اإلرسائييل يف الرابع عرش من كانون األول لعام‬ ‫‪ 1981‬قانونا يقيض بضم الجوالن العريب السوري إىل الدولة املزعومة‬ ‫والكيان العنرصي الغاصب‪ ،‬وما جعله يقدم عىل هذه الخطوة هو املقاومة‬ ‫التي أبداها أهايل الجوالن رفضا للخطوة التمهيدية التي أعلنها «مناحيم‬ ‫بيغن»‪ ،‬بغية خلق جو سيايس مناسب قبل البدء بتطبيق القرار بشكل‬ ‫قانوين‪ ،‬حيث اقرتح إصدار بطاقات هوية إرسائيلية للمواطنني السوريني‪،‬‬ ‫متكن «إرسائيل» من القول للعامل إن مواطني الجوالن قد تخلوا عن‬ ‫مواطنتهم السورية‪.‬‬ ‫االحتجاجات الواسعة التي قوبلت بها هذه املبادرة والرفض القاطع لها‪،‬‬ ‫دفع «بيغن» يف ‪ 1981/12/14‬إىل اتخاذ قراره بضم املرتفعات السورية املحتلة‪،‬‬ ‫إثر خروجه من مستشفى «هداسا» يف القدس املحتلة‪ ،‬حيث دعا مجلس‬ ‫الوزراء لجلسة استثنائية رسية وافقت عىل مرشوع قانون ضم الجوالن الذي‬ ‫نص عىل ما ييل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ستطبق عىل مرتفعات‬ ‫إن قانون دولة «إرسائيل» وصالحياتها وإداراتها‪،‬‬ ‫الجوالن‪.‬‬ ‫يعمل بهذا القانون فور موافقة الكنيست‪.‬‬ ‫يكلف وزير الداخلية “يوسف بورغ» بتنفيذ هذا القرار‪.‬‬ ‫واملالحظة التي ال بد من الوقوف عليها أن “مناحيم بيغن” رئيس مجلس‬ ‫الوزراء قد برر قرار الضم هذا كرد عىل ترصيح للرئيس الراحل حافظ األسد‬ ‫لجريدة الراي الكويتية بتاريخ ‪ 1981/12/13‬والذي قال‬ ‫فيه‪« :‬إن سوريا لن تعرتف بإرسائيل حتى لو اعرتف بها‬ ‫الفلسطينيون» وأضاف بيغن‪« :‬لقد حان الوقت التخاذ‬ ‫قرارات من جانب واحد‪ ،‬مدّعياً أن الجوالن كانت يف‬ ‫املايض جزءا من األرايض الفلسطينية‪ ،‬وأنها أعطيت‬ ‫اعتباطياً لسوريا»‪.‬‬

‫عن عثورها عىل اكتشافات أثرية مزعومة تؤكد ملكية اليهود لألرايض‬ ‫العربية السورية يف الجوالن‪ ،‬تعود إىل عهود توراتية قدمية‪ .‬كام عمدت إىل‬ ‫تبديل مناهج التدريس السورية‪ ،‬وفصلت املعلمني واملدراء‪ ‬وإقالتهم من‬ ‫سلك التدريس‪ ،‬وأعلنت الجوالن املحتل منطقة تحت وصاية الحكم العسكري‬ ‫الذي أمعن يف مطاردة ومالحقة الوطنيني‪ ،‬وصادر املياه واألرايض واملرافق‬ ‫االقتصادية الصغرية التي ميلكها السكان‪ ،‬بحجة أنها أمالك للغائبني‬ ‫“الذين طردتهم بقوة السالح عن ديارهم”‪ ،‬وفرضت عليهم مجالس محلية‬ ‫“عميلة” ومحاكم مذهبية دينية‪ ،‬ومنعت قيام جمعيات خريية ونواد‬ ‫محلية‪ ،‬وباملقابل فرضت نوادي “للهستدروت” يف محاولة لتنظيم السكان‬ ‫ودمجهم‪ ‬يف املؤسسات اإلرسائيلية‪ .‬كام عملت وسائل اإلعالم العربية‬ ‫عىل ترشيع ما قام به الكيان الغاصب وإعطاءه الصبغة القانونية‪ ،‬وذلك عن‬ ‫طريق استخدام العمالء الذين رفعوا السالح إىل جانب العدو اإلرسائييل‬ ‫ضد إخوانهم من الدروز‪ ،‬وقاموا باملطالبة بضم الجوالن إىل “إرسائيل” تحت‬ ‫ذريعة أنهم يريدون العيش مع إخوانهم من عرب فلسطني “الدروز”‪ .‬وكانت‬ ‫أوىل بوادر إعالن الضم بتاريخ ‪12‬كانون ثاين ‪ ،1978‬حيث ذكرت إذاعة العدو‬ ‫باللغة العربية أن اإلرسائيليني يطالبون بتطبيق القانون املدين اإلرسائييل‬ ‫عىل الجوالن لخلق حقائق واقعية يف املنطقة قبل بدء املفاوضات مع دمشق‪.‬‬ ‫كام كتب رئيس قسم االستيطان يف الوكالة اليهودية «رعنان فايتس»‬ ‫يف جريدة «عل همشامر» يف ‪ 7‬ترشين أول عام ‪ 1976‬أحد املمهدات إلعالن‬ ‫الضم‪ .‬فتحت عنوان (إىل أين نسري)‪ ،‬اقرتح «فايتس» أن تكون هضبة الجوالن‬ ‫جزءا من لواء صفد الذي يضم قضاءي صفد وطربيا‪،‬‬ ‫أما «غيؤوال كوهني»‪ ،‬نائبة الكنيست ورئيسة حزب‬ ‫«هتحيا»‪ ،‬رفعت مع مجموعة لويب الجوالن‪ ،‬التي تضم‬ ‫عدداً من أعضاء الكنيست مرشوعاً للحكومة يقيض‬ ‫بضم الجوالن يف ‪ ،1980/12/22‬لكن هذا املرشوع قد‬ ‫سحب وذلك تجنباً إلحراج الواليات املتحدة امللتزمة‬ ‫«بكامب ديفيد»‪ .‬فأخذ الكيان الغاصب بالضغط عىل‬ ‫املواطنني لتعبئة مناذج يتم من خاللها حصولهم عىل‬ ‫الجنسية اإلرسائيلية‪ ،‬واإلعالن عن ذلك يف وسائل‬ ‫اإلعالم اإلرسائيلية‪ ،‬وإجبار كل من يتقدم بأي طلب‬ ‫اىل سلطات الحكم العسكري لحاجة معينة صحية‪،‬‬ ‫معيشية‪ ،‬تعليمية‪ ،‬أو أي حاجة أخرى‪ ،‬عىل التقدم‬ ‫بطلب ملنحه الجنسية اإلرسائيلية قبل املوافقة أو‬ ‫الرد عىل طلبه‪ ،‬وتجىل ذلك بوضوح من خالل رفض‬ ‫السلطات اإلرسائيلية تسجيل الوالدات والوفيات إال‬ ‫ملن تقدم وطلب الجنسية اإلرسائيلية‪.‬‬

‫قرار الضم واملقاومة الشعبية‬ ‫إن قرار الضم هذا القى مناهضة ومقاومة شعبية‬ ‫بشكل واسع عرب‬ ‫واسعة وعنيدة‪ ،‬تضامن معها‬ ‫فلسطني يف تعبري عن عمق التواصل النضايل‬ ‫واملفهوم القومي للقضايا العربية‪ ،‬وكان هذا‬ ‫التضامن ماديا ومعنويا وحتى عن طريق عالج املصابني‬ ‫يف االنتفاضة وذلك ردا عىل الحصار اإلرسائييل الذي‬ ‫فرض عىل أهلنا يف الجوالن‪ .‬هذه االنتفاضة التي‬ ‫اندلعت يف كل أحاء الجوالن املحتل ملا قيض لها‬ ‫النجاح لوال املوقف السوري الرسمي الذي رفض قرار‬ ‫الضم وطالب مجلس األمن الدويل بإلغاء قرار الضم‬ ‫واعتباره باطال والغيا‪ .‬حيث استجاب مجلس األمن‬ ‫القرار اإلرسائييل‬ ‫الدويل للطلب السوري واعترب‬

‫ويف الليلة الظلامء يفتقد البدر‬ ‫إنها ليلة افتقاد البدر‪ ،‬افتقاد النارص والنصري‪ ،‬إنها‬ ‫ليلة كام ليلة الحسني يف كربالء‪ ،‬حيث طمى الخطب‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪50‬‬

‫باطال ال يتمتع بأي مصداقية قانونية‪.‬‬ ‫وأول ردود األهايل عىل مسألة الهويات جاء يف ‪ ،1979/1/16‬حيث أصدر‬ ‫حوايل ‪ 1200‬مواطن من أبناء الهضبة م ّذكرة ردّوا فيها عىل مرشوع تسليم‬ ‫الهوية اإلرسائيلية لهم‪ ،‬برفض هذا العمل جمل ًة وتفصي ًال‪ ،‬حيث جاء يف‬ ‫امل ّذكرة‪« :‬ال يسعنا إال أن نؤكد من جديد‪ ،‬وأن نعلن للمأل‪ ،‬أنه مهام طال ليل‬ ‫االحتالل علينا‪ ،‬فلن نتنازل عن هويتنا‪ ،‬وعن كوننا سوريني»‪ .‬وقد أدرك مواطنو‬ ‫الجوالن خطورة السياسة اإلرسائيلية الرامية اىل سلخهم عن انتامئهم‬ ‫الوطني والقومي وتجريدهم من جنسيتهم العربية السورية املوروثة من‬ ‫اآلباء واألجداد‪ ،‬فتنادت الهيئات الوطنية إىل اجتامع عام تقرر فيه مقاومة‬ ‫املرشوع اإلرسائييل وأدواته املأجورين من العمالء الذين حملوا السالح إىل‬ ‫جانب قوات األمن اإلرسائيلية أثناء مداهمة‬ ‫وعىل‬ ‫االعتقال‪ ‬والتفتيش‬ ‫وحمالت‬ ‫البيوت‬ ‫الحواجز العسكرية‪ ،‬وساهموا يف تشويه إرادة‬ ‫مواطني الجوالن إعالمياً‪ .‬وقرر املجتمعون باإلجامع‬ ‫اإلعالن عن الحرمان واملقاطعة االجتامعية‬ ‫واالقتصادية الكاملة لكل من تسول له نفسه‬ ‫استالم الجنسية اإلرسائيلية‪ ،‬ومقاطعة العمالء‬ ‫ومحالتهم التجارية‪ ،‬ومنع التزواج منهم‪ ،‬وحظر‬ ‫املشاركة يف أفراحهم وأحزانهم‪ ،‬وعدم التحدث‬ ‫والتعامل معهم‪ ،‬وقرروا إصدار الوثيقة الوطنية‬ ‫ملواطني الجوالن‪ ،‬التي تضمنت قرارات تدعو اىل‬ ‫مقاومة محاوالت تطبيق القانون اإلرسائييل عىل‬ ‫الجوالن أرضا وشعباً‪ .‬وقد تحولت الوثيقة الوطنية‬ ‫اىل قانون مقدس ينظم ويسري العالقات الداخلية ملواطني الجوالن‪ ،‬لصون‬ ‫الوحدة الوطنية أوالً‪ ،‬وركيزة للعمل املقاوم ضد املحتل ثانياً‪ .‬وأصبحت كل‬ ‫املناسبات الجوالنية مناسبات يجددون فيها انتامئهم للوطن األم سوريا‪،‬‬ ‫ورفضهم كل شكل من أشكال االحتالل‪ ،‬ومناسبة لتصعيد الحملة عىل‬ ‫العمالء وطردهم من كافة املناسبات‪ .‬وقد برز التالحم الوطني حداً مل‬ ‫تشهده الساحة الجوالنية من قبل‪ ،‬لدرجة أن مينع قريب ملتوىف أو لعريس‬ ‫متزوج من املشاركة يف املناسبة مهام كانت درجة القرىب معه‪ .‬وقد ردت‬ ‫السلطات اإلرسائيلية عىل خطوات املواطنني بالقوة‪ ،‬وتسليح العمالء‪،‬‬ ‫وحثهم عىل إثبات وجودهم ومشاركتهم بتهديد أسلحتهم‪ ،‬والتعرض اىل‬ ‫األماكن الدينية املقدسة التي كانت مراكز للقرارات واالجتامعات الشعبية‬ ‫الوطنية‪ ،‬والتعرض اىل ممتلكات املواطنني بالحرق والتخريب واإليذاء الجسدي‬ ‫الشديد‪ .‬وترافقت‪ ‬ردود فعل السلطات اإلرسائيلية يف تحويل الجوالن بأكمله‬ ‫اىل سجن مغلق‪ ،‬ونقل أعداد كبرية من أبنائه اىل داخل السجون اإلرسائيلية‬ ‫وإصدار أحكام جائرة بحقهم بتهمة التحريض ضد األمن وتهديد العمالء‪.‬‬ ‫ومع متادي العدو بقمعه واستمراره يف عملية تهويد األرض وإعالن‬ ‫حالة الطوارئ طالب سكان الجوالن حكومة العدو بالكف عن املامرسات‬ ‫اإلرهابية واإلجرامية التي تطال أبناء الجوالن واإلفراج عن املعتقلني وإلغاء‬ ‫قرار الضم والكف عن محاوالت تطبيق القانون اإلرسائييل وفرض الجنسية‪،‬‬

‫‪51‬‬

‫وكلها مطالب قد رفضتها “إرسائيل” ومل تتجاوب معها‪ ،‬مام جعل سكان‬ ‫الجوالن يتداعون إىل اجتامع شعبي كبري يف تاريخ ‪ ،1982/2/13‬حرضه‬ ‫اآلالف من مواطني الجوالن‪ ،‬ليعلنوا عن إرضابهم املفتوح والذي يشمل‬ ‫كافة املرافق االقتصادية والتعليمية والتجارية‪ ،‬ومينع أي تعاون مع سلطات‬ ‫الحكم اإلرسائييل‪ ،‬احتجاجاً عىل املامرسات التعسفية الرامية إىل تطبيق‬ ‫القانون اإلرسائييل عىل أبناء الجوالن بخالف رغباتهم وأحالمهم ومطالبهم‪،‬‬ ‫وبخالف املواثيق والقرارات الدولية التي تضمن حقوق شعب يرزح تحت نري‬ ‫املحتل‪ ،‬وميكن إجامل مطالب السكان بالنقاط التالية ‪:‬‬ ‫إلغاء قانون ضم الجوالن ‪ ،‬واعتبار الجوالن منطقة محتلة من قبل جيش‬ ‫املحتل اإلرسائييل‪.‬‬ ‫إطالق رساح كافة املعتقلني‪.‬‬ ‫الكف عن مضايقة السكان وعدم املس‬ ‫باملصالح واملمتلكات التي ميلكها السكان‪ ،‬وعدم‬ ‫تبديل الهوية العسكرية بأي هوية مدنية أخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬إعادة األرايض واألمالك املصادرة‪.‬‬ ‫السامح لسكان الجوالن من استخدام‬ ‫مياههم‪.‬‬ ‫معاملة سكان الجوالن حسب املواثيق الدولية‬ ‫التي أقرتها األمم املتحدة ومنظامتها الدولية‪.‬‬ ‫وقد استمر اإلرضاب العام واملفتوح ستة‬ ‫اشهر متواصلة‪ ،‬عاىن فيها السكان من‪ ‬النقص‬ ‫الشديد للدواء والعالج والغذاء وخاصة األطفال‬ ‫منهم‪ ،‬بعد أن أحرق العمالء مخازن علف املوايش‪،‬‬ ‫وكان الجوالن خاللها منطقة محارصة ومعزولة متاماً عن العامل‪ ،‬وقد كان‬ ‫غزو “إرسائيل” إىل لبنان‪ ‬أحد أسباب إنهاء اإلرضاب يف العرشين من متوز عام‬ ‫‪ ،1982‬إضافة اىل رغبة “إرسائيل” يف تهدئة األوضاع الداخلية التي عانت‬ ‫منها بعد غزوها لبنان‪ ،‬والنقص الهائل الذي عاىن منه مواطنو الجوالن خالل‬ ‫فرتة اإلرضاب حيث ساءت األوضاع املعيشية إىل حد مل تشهده الساحة‬ ‫الجوالنية من قبل‪ ،‬واهتامم الرأي العام املحيل والدويل مبا يحدث عىل الساحة‬ ‫اللبنانية بعد أن كان االهتامم عىل الساحة الجوالنية بحكم خطورة الحرب‬ ‫العدوانية عىل مستقبل املنطقة العربية عام‪ .‬وقد كان قرار إنهاء اإلرضاب‬ ‫شعبياً يف اجتامع عام حرضه اآلالف من املواطنني‪ ،‬استعرضت فيه النتائج‬ ‫التي أفرزتها املفاوضات مع السلطات اإلرسائيلية وأهمها‪ :‬االمتناع عن‬ ‫فرض الجنسية االرسائيلية عىل السكان إال ملن يطلبها دون ضغوطات‪ ،‬منع‬ ‫التجنيد اإلجباري يف جيش االحتالل‪ ،‬إطالق رساح كل املعتقلني السوريني‬ ‫وإعادتهم اىل ديارهم دون رشوط‪ ،‬إبراز اسم هضبة الجوالن يف بطاقة الهوية‬ ‫محل اسم «إرسائيل»‪ ،‬الكف عن املضايقات التي تعرض لها السكان يف‬ ‫أماكن عملهم قبل اإلرضاب يف املرافق اإلرسائيلية‪.‬‬

‫مكتب دمشق ـ منرب التوحيد‬

‫باالستناد إىل مجموعة من املراجع ومواقع االنرتنت‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب عريب‬

‫«عرقنة» اليمن بهدف تقسيمه‬ ‫بعد رعاية االستخبارات األمريكية لتنظيم‬ ‫القاعدة بغية االستفادة القصوى من هذه الحالة‬ ‫األصولية يف خدمة املشاريع االستعامرية‪ ،‬تحول‬ ‫هذا التنظيم لذئب مفرتس ينهش لحم صانعه‬ ‫ويهدد مصالحه يف كل بقعة من هذا العامل‪.‬‬ ‫تغري املكان وتبدل الزمان‪ ،‬لكن الحالة األمنية‬ ‫هي ذاتها كونها تصب يف خزائن “البنتاغون”‬ ‫االمرييك الذي يحاول استبدال املناطق واملواقع‬ ‫بعد فشله الذريع يف تقسيم لبنان وفلسطني‬ ‫والعراق وأفغانستان‪ ،‬فتحولت الخطط نحو اليمن‬ ‫باعتباره تربة خصبة لالنقسامات وبالتايل من‬ ‫املمكن تقسيمه واالنطالق منه لرضب القوى‬ ‫الوطنية والتحررية يف املنطقة‪.‬‬

‫األفغان العرب‬ ‫نقطة االنطالق‬ ‫“لقد لعب املقاتلون العرب واألجانب دوراً‬ ‫مه ًام يف تركيبة تنظيم “القاعدة”‪ ،‬وبقدر ما‬ ‫ينطبق عىل املركز أي يف الخارج‪ ،‬يف أفغانستان‬ ‫وباكستان حيث قيادة التنظيم‪ ،‬فهو ينطبق‬ ‫عىل وضع “قاعدة الجهاد يف جزيرة العرب” وهو‬ ‫فرع “القاعدة” يف اليمن حيث يتواجد عرشات‬ ‫من العرب واألجانب يف صفوف “قاعدة الجزيرة‬ ‫العربية” وتبذل الحكومة اليمنية جهوداً كبرية‬ ‫ملالحقتهم‪.‬‬ ‫ويعود تواجد العنرص األجنبي يف “الجهاد” ومن‬ ‫ثم “القاعدة” يف اليمن اىل السنوات التي أعقبت‬ ‫انتهاء احتالل ما كان يعرف بـ”االتحاد السوفيايت”‬ ‫ألفغانستان وتحديداً منذ العام ‪ 1990‬حيث‬ ‫استقبل اليمن ما يقدر بثالثة أالف من “األفغان‬ ‫العرب”‪ ،‬الذين وفدوا اىل اليمن دون غريها من دول‬ ‫املنطقة العتبارات تتعلق مبخاوف من التعرض‬ ‫لالعتقال واملضايقة من قبل سلطات بالدهم‪،‬‬ ‫وللتسامح الذي أبدته الحكومة اليمنية يف‬ ‫التعامل مع العائدين من “الجهاد” يف أفغانستان‬ ‫ليلتحق الكثري من هؤالء بالعمل يف وظائف‬ ‫تفاوتت بني التدريس يف معاهد دينية أرشف عىل‬ ‫إنشائها ومتويلها تيار اإلخوان املسلمني يف اليمن‪،‬‬ ‫الذي تحول إىل نواة لحزب إسالمي هو األكرب يف‬ ‫الساحة اليمنية عرف منذ العام ‪ 1990‬بالتجمع‬ ‫اليمني لإلصالح‪ ،‬ويف العام ‪ 1998‬بدأ مصطلح‬ ‫تنظيم “القاعدة” يرتدد يف اليمن عقب إعالن‬ ‫أسامة بن الدن عن تأسيس تنظيم إسالمي جديد‬ ‫يتبنى فكراً وتوجهاً جهادياً مناهضاً لهيمنة‬ ‫الغرب والواليات املتحدة عرف منذ ذلك التاريخ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫نفذت االستخبارات األمريكية عملية تصفية‬ ‫جسدية استهدفت خمسة من قيادات تنظيم‬ ‫القاعدة يف اليمن عرب صاروخ موجه أطلقته‬ ‫طائرة أمريكية بدون طيار يف طريق العام ‪2002‬‬ ‫أدى اىل سقوط زعيم التنظيم يف اليمن (أبو‬ ‫عيل الحاريئ) ومجموعته‪ ،‬بعد عمليات مشرتكة‬ ‫نفذتها القوات الحكومية اليمنية واالستخبارات‬ ‫العسكرية األمريكية عام ‪ 2004‬ضد القاعدة يف‬ ‫اليمن‪ ،‬أعلن بعدها الرئيس عيل عبدا لله صالح‪:‬‬ ‫ولكن‬ ‫“أن اليمني أصبح خالياً من القاعدة”‪.‬‬ ‫نتيجة للضغط الشديد الذي يقع عىل تنظيم‬ ‫القاعدة يف العراق وأفغانستان والسعودية مثل‬ ‫العام ‪ 2007‬عودة النشاط اىل الخاليا النامئة يف‬ ‫اليمن ليبدأ األفغان العرب رحلة العودة‪ ،‬وال سيام‬ ‫أنهم نخبة الخاليا وقادتها عرب التوجه بحراً من‬ ‫باكستان اىل ديب امليناء‪ ،‬ومنه اىل خليج عدن‬ ‫وصوالً اىل اليمن‪ ،‬ناهيك عن عرشات املقاتلني‬ ‫الذين يتسللون عرب األرايض السعودية‪.‬‬

‫اليمن بدايات العرقنة‬

‫الرئيس اليمني يستقبل وزير خارجية مرص أبو الغيط ومدير عام املخابرات املرصية عمر سليامن‬

‫بتنظيم “القاعدة”‪ ،‬الذي انضوى يف عضويته‬ ‫اآلالف من الشباب اليمنيني والعرب الذين شاركوا‬ ‫يف القتال ضد قوات الجيش األحمر السوفيايت‬ ‫يف أفغانستان يف الثامنينات من القرن املنرصم‪.‬‬ ‫وقد أسهمت شعبية بن الدن املسبقة يف‬ ‫أوساط هؤالء والتي اكتسبها من خالل دوره‬ ‫الفاعل يف تقديم الدعم املادي واللوجيستي‬

‫عنارص من تنظيم القاعدة‬

‫‪52‬‬

‫معسكرات‬ ‫بإنشاء‬ ‫ومبادراته‬ ‫للمجاهدين‬ ‫لتدريب املتطوعني للجهاد‪ .‬وقد أدى كل ذلك اىل‬ ‫مبادرة السلطات اليمنية خالل العامني ‪– 1998‬‬ ‫‪ 1990‬إىل إلغاء املعاهد العلمية واندماجها يف‬ ‫التعليم العام‪ ،‬وتنفيذ حملة أمنية موسعة‬ ‫استهدفت اعتقال وترحيل األفغان العرب‬ ‫املتواجدين يف البالد‪ ،‬وهو ما تم الحقاً برتحيل‬ ‫ما يقدر ‪ 2500‬شخص‪ ،‬أي نحو ‪ %90‬من إجاميل‬ ‫الدول التي يرغبون يف التوجه إليها ليغادر‬ ‫معظمهم اليمن اىل دول أوروبية وعربية كالجزائر‬ ‫ومرص بعد رفضهم العودة اىل بلدانهم خشية‬ ‫التعرض لالعتقال واملحاكمة‪.‬‬ ‫وقد شهد اليمن ومنذ العام ‪ 2000‬تصاعداً الفتاً‬ ‫لحضور وتهديدات تنظيم “القاعدة” عقب تبني‬ ‫األخري لهجوم مباغت استهدف املدمرة الحربية‬ ‫األمريكية “أس أس كول” قبالة شواطئ عدن يف‬ ‫ترشين األول (أكتوبر) من ذات العام‪ .‬وقبل هذا‬ ‫التاريخ بعامني كانت السلطات اليمينية متكنت‬ ‫من اعتقال خلية نشطة لتنظيم “القاعدة” تضم‬ ‫يف عضويتها مجموعة من الشباب الربيطانيني‬ ‫من بينهم شاب يحمل الجنسية الربيطانية‬ ‫والدته متزوجة من رجل دين متطرف يعيش يف‬ ‫إحدى ضواحي لندن اسمه “أبو حمزة املرصي”‪،‬‬ ‫الذي تكشف الحقاً صلته الوثيقة بذات التنظيم‬ ‫الذي نفذ ثالث عمليات إرهابية خالل العام ‪2001‬‬ ‫وأربع اخرى يف العام ‪.2002‬‬

‫وفق املخطط االمرييك الذي تحدثت عنه وزيرة‬ ‫الخارجية السابقة “رايس” فإن اليمن يتجه نحو‬ ‫التقسيم ألربع دويالت‪ ،‬وهذا ما أكدت عليه‬ ‫وزارة الدفاع األمريكية التي وضعت اليمن‬ ‫ضمن خطة الرشق االوسط الكبري القائم‬ ‫عىل تقسيم الدول العربية وتفتيتها‪ .‬ويف هذا‬ ‫السياق وضعت املحاولة الفاشلة واعرتافات‬ ‫النيجريي عبد املطلب بأنه أقام يف اليمن‬ ‫وتلقى تدريبات فيها‪ .‬هذا البلد العريب الذي‬ ‫يعاين الكثري من املشاكل والتحديات يف قلب‬ ‫االهتامم االمرييك الربيطاين‪ ،‬وهذا ما يظهر‬ ‫واضحاً من خالل دعوة رئيس الوزراء الربيطاين‬ ‫اىل اجتامع حول اليمن ومكافحة اإلرهاب يف‬ ‫‪ 2010/1/28‬يف لندن‪.‬‬ ‫تحول تنظيم القاعدة يف اليمن رغم وجوده‬ ‫إىل ظاهرة إعالمية دعائية أكرث منه واقعية‬ ‫بهدف بلورة مرشوع أمرييك – بريطاين جديد‬ ‫يطال سيادة واستقالل اليمن وتحويله اىل‬ ‫مركز متقدم ألجهزة االستخبارات األجنبية‬ ‫لالستفادة من املوقع االسرتاتيجي وتحريك‬ ‫امللفات األمنية‪ ،‬واالنطالق بحمالت عسكرية‬ ‫استخباراتية ضد دول عديدة يف املنطقة‬ ‫كالسعودية وإيران‪ ..‬ويف هذا اإلطار يرى الباحث‬ ‫األملاين يف شؤون اإلرهاب “غريو شتاينربغ” ان‬ ‫حركة الشباب املجاهدين الرافضني لالستعامر‬ ‫واألوضاع املأساوية التي يعيشونها ليسوا‬ ‫تنظيم القاعدة‪ ،‬ويؤكد أن حل هذه القضية‬ ‫ليس أمنياً أو عسكرياً بل سياسياً يتطلب حل‬ ‫مشاكل اليمن واملنطقة‪ ،‬وأن ال يتكرر خطأ‬ ‫الغرب والواليات املتحدة يف العراق‪.‬‬

‫وزيرة الخارجية األمريكية مع نظريها اليمني الكريب‬

‫اإلعالم األمرييك بدأ بالحملة‬ ‫التحريضية‬ ‫بريوت ‪ 28‬كانون األول ‪ /‬ديسمرب(اكانيوز) وصفت‬ ‫صحيفة “واشنطن بوست” األمريكية‪ ،‬اليمن‬ ‫بأنه أصبح “مالذاً للجهاديني” متحدثة عن‬ ‫“تنامي نفوذ تنظيم القاعدة يف ذلك البلد”‬ ‫وما يرتتب عىل ذلك من “خطر عىل الواليات‬ ‫املتحدة”‪ .‬معتربة ان خري دليل عىل ذلك ما‬ ‫قالته “حادثة تورط النيجريي عبد املطلب الذي‬ ‫أكد أنه عىل صلة بالقاعدة يف اليمن‪ ،‬وهو‬ ‫الشخص املتهم يف محاولة تفجري الطائرة‬ ‫األمريكية‪ .‬ونقل كاتب التقرير يف “واشنطن‬ ‫بوست” “سودارسون رجفان” عن مسؤولني‬ ‫مينيني وغربيني ومحللني وحتى زعامء قبائل‪،‬‬ ‫إن “فرع القاعدة يف اليمن‪...‬كثف من جهوده‬ ‫الستغالل سوء األوضاع وعدم االستقرار يف‬ ‫البالد‪ ،‬يف مسعى للحصول عىل دور قيادي بني‬ ‫الجامعات اإلرهابية” ولفتت “واشنطن بوست”‬ ‫إىل أن السلطات األمريكية سبق أن حذرت من‬ ‫“أنه إذا ما تأكدت صلة الطالب النيجريي عمر‬ ‫فاروق عبد املطلب‪ ،‬بالقاعدة يف اليمن‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫سيشكل تزايدا ملحوظا يف أنشطة التنظيم‬ ‫يف شبه الجزيرة العربية‪ ،‬بل وانبثاق تهديد جديد‬ ‫خطري أمام الواليات املتحدة‪ ،‬والرشق األوسط‬ ‫والقرن األفريقي”‪ .‬ونقلت الصحيفة األمريكية‬ ‫عن الخبري اليمني يف شؤون اإلرهاب سعيد‬ ‫عبيد قوله إن “القاعدة بدأ (نشاطه) يف اليمن‬ ‫وشبه الجزيرة العربية‪ ،‬ولكنه تلقى التغذية ومنا‬ ‫يف أفغانستان وباكستان والعراق وغريها من‬ ‫املناطق‪ ،‬واآلن بات واضحاً أنه يعود اىل جذوره‬

‫‪53‬‬

‫وهو ينمو يف اليمن”‪ ،‬خامتاً بأن اليمن “أصبح‬ ‫أفضل مكان لفهم القاعدة وطموحاتها اليوم”‪.‬‬ ‫ولتؤكد كالم عبيد‪ ،‬قالت “واشنطن بوست”‬ ‫إن عنارص القاعدة يستفيدون من “املناطق‬ ‫الشاسعة من األرايض التي ال تخضع لسيطرة‬ ‫الحكومة‪ ،‬ومن األرايض الوعرة‪ ،‬والطبيعة‬ ‫القبلية للسكان‪ ،‬ومن التعاطف الشعبي مع‬ ‫القاعدة‪ ،‬والعدائية حيال السياسات األمريكية‪،‬‬ ‫وذلك من أجل استقطاب املزيد من العنارص‬ ‫وإقامة معسكرات التدريب”‪.‬‬

‫اليمن الخارس األول‬ ‫تحت وطأة ما يجري يف اليمن الشقيق من‬ ‫أحداث مؤسفة ال ميكن لنا إال ان ندق ناقوس‬ ‫الخطر القومي واإلنساين تجاه شعبنا العريب‬ ‫األصيل يف هذه الدولة العزيزة‪ ،‬كون كل ما يجري‬ ‫هو استهداف للشعب اليمني الذي يعاين الفقر‬ ‫والبطالة واستباحة األمن الوطني واملساس‬ ‫باألمن القومي‪.‬‬ ‫لن تخوض الواليات املتحدة األمريكية الحرب بذاتها‬ ‫بل من وراء الجدران‪ ،‬كام أنها لن تغامر بفتح جبهة‬ ‫ثالثة لتستنزف قدرات الجيش االمرييك املنهار يف‬ ‫العراق وأفغانستان‪ ،‬بل ستجعل الرصاع – ميني – ميني‬ ‫يف الشامل والوسط والجنوب وهنا تكمن الخطورة‬ ‫الحقيقية‪ ،‬وعليه فإن الرئيس عيل عبد الله صالح‬ ‫يحمل عىل عاتقه مسؤولية تاريخية إلنقاذ بالده من‬ ‫الفوىض واالنقسام بالحوار والتواصل مع الجميع‪ ،‬ووضع‬ ‫امللفات املعيشية واالقتصادية للشعب اليمني أولوية‬ ‫وطنية واالبتعاد عن الحسابات السلطوية الضيقة‪.‬‬

‫ماهر رسي الدين‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫اياد عالوي وصالح املطلق‬

‫جالل طالباين‬

‫الرئيس نور املاليك‬

‫ابراهيم الجعفري‬

‫التحالفات االنتخابية النيابية في العراق‬ ‫خارطة طرق حافلة بالمصاعب والتح ّديات‬ ‫االنتخابات النيابية يف العراق واملقررة‬ ‫يف السابع من آذار ‪ 2010‬حافلة باملصاعب‬ ‫والتحديات‪ ،‬وحتى املراهنات لدى البعض‪ ،‬وهناك‬ ‫من ينظر اىل الوراء قلي ًال ليحاول رسم أفق نحو‬ ‫املستقبل ويف ظل رؤية قارصة ال تبتعد عن‬ ‫العملية السياسية الجارية يف ظل االحتالل‬ ‫األمرييك للعراق‪ ،‬ومتخذاً من نتائج انتخابات‬ ‫مجالس املحافطات أو االنتخابات املحلية التي‬ ‫جرت يف كانون الثاين ‪ 2009‬قاعدة لحساباته‬ ‫املستقبلية‪ ،‬وهذا ينطبق عىل قامئة “ائتالف دولة‬ ‫القانون” بزعامة رئيس الوزراء نوري املاليك‪ ،‬ونجاح‬ ‫املاليك آنذاك قد تراجع الحقاً بسبب األحداث‬ ‫األمنية والفساد املسترشي يف البالد وغياب‬ ‫الرؤية البعيدة املدى‪ ،‬وهذا ما دفعه إلعادة ترتيب‬ ‫أولوياته‪ ،‬وآنذاك تح ّدث عن املصالحات الوطنية‬ ‫والحوار‪ ،‬وكذلك بتلميحاته يتبنى العلامنية‪،‬‬ ‫وح ّقق نتيجة لذلك بعض من أهدافه‪ ،‬وانطالقاً‬ ‫من تلك االنتخابات رسم ائتالف (دولة القانون)‬ ‫خارطة التحالفات السياسية لدى بعض‬ ‫املكونات يف االنتخابات النيابية املقبلة‪.‬‬ ‫فحزب الدعوة مل يعد يرىض بأن يكون مج ّرد‬ ‫جزء من كتلة يقودها املجلس األعىل كام كان يف‬ ‫االنتخابات الترشيعية يف كانون األول ‪ 2005‬التي‬ ‫أوصلت املاليك اىل رئاسة الحكومة‪ ،‬بل بدأ يفرض‬ ‫رشوطاً تعجيزية صعبة التحقيق مقابل خوض‬ ‫االنتخابات بقامئة واحدة مع حلفائه السابقني‪،‬‬ ‫وأصبح ال يكتفي بأن يكون عىل قدم املساواة مع‬ ‫حليفه املجلس األعىل‪ ،‬بل أن تكون له حصة ‪%51‬‬ ‫من االئتالف الوطني العراقي أي أكرث من النصف‪،‬‬ ‫وأن تو ّزع بقية الحصص بني املجلس األعىل والتيار‬ ‫الصدري وتيار الوسط بزعامة موفق الربيعي‪ ،‬وتيار‬ ‫اإلصالح بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق‬ ‫ابراهيم الجعفري‪.‬‬ ‫وحسب مصادر االئتالف الوطني فإن املاليك‬ ‫اشرتط أيضاً إبعاد التيار الصدري وكذلك تيار‬ ‫اإلصالح عن االئتالف‪ ،‬وبناء عىل هذه الوقائع‬ ‫فاملاليك يرغب يف أن تكون رئاسة االئتالف لصالحه‬ ‫وكذلك رئاسة الحكومة‪ ،‬وعندما ق ّرر املاليك‬ ‫خوض االنتخابات بقامئة منفصلة‪ ،‬أعلن بأنه‬ ‫بذلك يبتعد عن املحاصصة الطائفية‪ ،‬وهنا بدأت‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عملية خلط األوراق من جديد‪ ،‬وكيل التهم جزافاً‬ ‫تم‬ ‫ويف كل االتجاهات‪ ،‬وأمام رشوطه املستحيلة‪ّ ،‬‬ ‫املوحد من دون‬ ‫إعالن تشكيل االئتالف الوطني‬ ‫ّ‬ ‫املاليك‪ ،‬غري أن الطرفني يخوضان حالياً جولة‬ ‫من املفاوضات لخوض االنتخابات‪ ،‬لكن بقامئتني‬ ‫منفصلتني‪ ،‬أي أن يكون ائتالف دولة القانون عىل‬ ‫قدم املساواة مع االئتالف الوطني العراقي وكان‬ ‫هذا أحد رشوط رئيس الوزراء املاليك‪.‬‬ ‫واالنتخابات املحلية قبل عام مل ترسم خارطة‬ ‫طريق فقط‪ ،‬بل أفرزت تراجع األحزاب اإلسالمية‪،‬‬ ‫كام أبرزت قوى مل يكن لها وجود لدى إجراء‬ ‫االنتخابات النيابية يف عام ‪ .2005‬فالحزب‬ ‫اإلسالمي العراقي‪ ،‬الذي كان بزعامة نائب الرئيس‬ ‫العراقي طارق الهاشمي‪ ،‬تراجع آنذاك تراجعاً‬ ‫حاداً يف مناطقه عموماً‪ ،‬والهاشمي رسعان‬ ‫ما أعلن عن استقالته من منصب األمني العام‬ ‫للحزب اإلسالمي‪ ،‬أي بعد فرتة وجيزة من ظهور‬ ‫ثم فاجأ‬ ‫نتائج انتخابات مجالس املحافظات‪ّ ،‬‬ ‫الجميع بإعالن استقالته النهائية من الحزب يف‬ ‫أيلول واصفاً عضويته يف الحزب اإلسالمي بأنها‬ ‫أصبحت يف ذمة التاريخ‪ ،‬وأعلن عن تشكيل‬ ‫قامئة تجديد‪ ،‬التي ميكن اعتبارها علامنية لخوض‬ ‫االنتخابات النيابية املقبلة‪ ،‬مؤ ّكداً رفض املحاصصة‬ ‫الطائفية يف العراق وتحالف الحقاً مع إياد عالوي‬ ‫رئيس الوزراء العراقي األسبق وصالح املطلك‪ ،‬وقال‬ ‫الهاشمي لدى اإلعالن عن كتلة “تجديد” إن هناك‬ ‫حاجة ماسة النطالق هذه القامئة‪ ،‬حيث أنها‬ ‫جاءت استجابة لحاجة اسرتاتيجية وطنية تتمثل‬ ‫يف إخراج العراق من املأزق التاريخي عموماً عندما‬ ‫تبنى نظرية دولة املكونات التي خربت املواطنة‪،‬‬ ‫ورضبت التامسك االجتامعي‪ ،‬وك ّرست الطائفية‬ ‫والعرقية‪ ،‬وعرضت حياة اإلنسان العراقي لخطر‬ ‫جسيم‪ ،‬وتن ّكرت لوحدة الكيان الوطني العراقي‪.‬‬

‫التحالفات السياسية يف العراق‬ ‫تزدحم الساحة السياسية العراقية بتحالفات‬ ‫تسعى لكسب تأييد الناخبني قبل االنتخابات‬ ‫العامة‪ ،‬ائتالف دولة القانون الذي شكله رئيس‬

‫‪54‬‬

‫الوزراء نوري املاليك ويضم حزبه ومجموعات‬ ‫أخرى تشمل بعض زعامء العشائر وأكراد‬ ‫ومستقلني‪ ،‬واالئتالف ينوي خوض االنتخابات عىل‬ ‫أساس برنامج غري طائفي ويأمل أن يستفيد‬ ‫من تحسن األمن كام فعل يف االنتخابات املحلية‪،‬‬ ‫وتوفر الخدمات‪ ،‬وقيام دولة مركزية قوية كام هو‬ ‫معلن‪ ،‬ولكن يف إطار العملية السياسية ذاتها‬ ‫التي أتت به اىل رئاسة الحكومة‪.‬‬ ‫وهناك بعض التوقعات التي تتحدث عن‬ ‫احتامل أن يشكل االئتالف الوطني العراقي تحالفاً‬ ‫مع ائتالف املاليك عقب االنتخابات يف حالة عدم‬ ‫حصول أي منهام عىل مقاعد كافية تسمح له‬ ‫بتشكيل حكومة مبفرده‪ ،‬وإذا مل يحصل أي تغيري‬ ‫جذري يف املعادلة‪.‬‬ ‫ويهيمن عىل التحالف الكردي حزبان يسيطران‬ ‫عىل منطقة كردستان التي تتمتع بحكم شبه‬ ‫مستقل‪ ،‬أحد الحزبني هو الحزب الدميقراطي‬ ‫الكردستاين ويتزعمه رئيس كردستان مسعود‬ ‫الربزاين‪ ،‬واآلخر هو االتحاد الوطني الكردستاين‬ ‫ويتزعمه الرئيس جالل الطالباين‪ ،‬ويشدّد الحزبان‬ ‫عىل القومية الكردية‪ ،‬ولكن قبضتهام عىل‬ ‫املنطقة الكردية ضعفت أمام كتلة التغيري التي‬ ‫تدعو لإلصالح‪ ،‬والتي حققت نتائج طيبة يف‬ ‫االنتخابات الربملانية الكردية يف العام املايض‬ ‫والتي ستخوض االنتخابات منفردة يف آذار‪.‬‬ ‫ويلعب زعامء العشائر دوراً هاماً يف االنتخابات‬ ‫وتسعى األحزاب الرئيسية لكسب ودهم‪،‬‬ ‫ولكن هؤالء ال يشكلون جبهة موحدة وانضموا‬ ‫لتكتالت قامئة‪.‬‬ ‫أما جبهة التوافق‪ ،‬ومنذ انتخابات ‪2005‬‬ ‫حدثت فيها عدة انشقاقات‪ ،‬وتضم حالياً الحزب‬ ‫اإلسالمي العراقي وبعض زعامء العشائر‪ ،‬ويبدو‬ ‫مستبعداً أن تفوز الجبهة التي تضم رئيس‬ ‫الربملان إياد السامرايئ بنفس عدد املقاعد التي‬ ‫حصلت عليها يف االنتخابات السابقة نتيجة‬ ‫اإلنقسامات التي حصلت‪.‬‬ ‫وهناك الكتلة العراقية‪ ،‬حيث ا ّتحد نائب الرئيس‬ ‫العراقي طارق الهاشمي ورئيس الوزراء السابق‬ ‫إياد عالوي وصالح املطلك لخوض االنتخابات عىل‬ ‫أساس برنامج قومي‪ ،‬غري أن خطط التحالف‬

‫مقتدى الصدر‬

‫طارق الهاشمي‬

‫تع ّقدت بسبب تحركات هيئة املساءلة واألمر بني‬ ‫أخذ ورد‪ ،‬وهدّدت الكتلة مبقاطعة االنتخابات ما‬ ‫مل يتم إسقاط االتهامات التي ينفي املطلك‬ ‫صحتها‪ .‬وائتالف وحدة العراق‪ ،‬الذي ش ّكله وزير‬ ‫الداخلية جواد البوالين وأحمد أبو ريشة وأحمد‬ ‫عبد الغفور السامرايئ‪.‬‬ ‫وهناك األقليات يف العراق مثل (الرتكامن‬ ‫والزيديني) وغريهم ومن املحتمل أن تتحالف مع‬ ‫قوائم انتخابية أكرب يف املناطق التي ال تهيمن‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫صورة املشهد ال توحي بأي تغيري من الناحية‬ ‫الظاهرية والعراق مازال محت ًال‪ ،‬وهناك بعض‬ ‫النخب ما زالت تلبس لبوس الوطنية‪ ،‬ويف الوقت‬ ‫نفسه تستظل مبظلة االحتالل سعياً وراء تحقيق‬ ‫بعض املكاسب الذاتية‪ ،‬أما يف املضمون ميكن‬ ‫الرهان عىل بعض القوى الوطنية املتمسكة‬ ‫باملقاومة العراقية بكافة أشكالها‪ ،‬وتعمل عىل‬ ‫خطني متوازيني‪ :‬األول استمرار املقاومة وتصعيدها‬ ‫ضد االحتالل‪ ،‬وتحاول أيضاً تغيري املعادلة املفروضة‬ ‫ومحاولة نسف العملية السياسية من جذورها‪،‬‬ ‫ألن االحتالل األمرييك مازال يراهن عىل اإلمساك‬ ‫مبعظم خيوط اللعبة‪ ،‬من خالل إثارة الفوىض‬ ‫والنعرات الطائفية واملذهبية والقومية ع ّله‬ ‫يتم ّكن من فرض أجندته الخاصة ورشوطه التي‬ ‫تسمح له بتمرير االتفاقيات املجحفة واالستمرار‬ ‫يف نهب العراق ونفطه‪.‬‬

‫حالة من عدم االستقرار يف‬ ‫املشهد العراقي‬ ‫يتوقع كثريون أن يكون العام ‪ 2010‬محطة‬ ‫بارزة يف املشهد العراقي الشائك‪ ،‬إذ بينام‬ ‫ينتخب العراقيون يف آذار برملانهم الثاين ما بعد‬ ‫الغزو‪ ،‬يفرتض أن تكون القوات املحتلة األمريكية‬ ‫قد انسحبت يف آب املقبل حسب العملية‬ ‫السياسية الجارية يف ظل االحتالل‪ ،‬بينام يحتفظ‬ ‫نحو خمسني ألف جندي أمرييك مبواقعهم يف‬ ‫القواعد الكربى‪ ،‬والسؤال الذي يطرح لدى عدد من‬ ‫املراقبني‪ ،‬يف ظل األوضاع الحساسة وخطورتها‪،‬‬ ‫وأهمية العراق مبوقعه ونفطه‪ ،‬ووصف العراق من‬ ‫قبل املحتل بأنه رشيك اسرتاتيجي لواشنطن يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬ويف الطريق اىل االنتخابات الربملانية‬ ‫املخاطر تكرب يومياً‪ ،‬فهل ستكون االنتخابات‬ ‫نزيهة وصحيحة التمثيل‪ ،‬وهل ستؤدي اىل تأليف‬ ‫حكومة وحدة وطنية‪ ،‬وما هو رد فعل االحتالل إذا‬ ‫ارتفعت وترية عمليات املقاومة؟!‪.‬‬ ‫وكان الرئيس األمرييك “باراك أوباما”‪ ،‬أعلن بعد‬

‫عامر الحكيم‬

‫مسعود البارزاين‬

‫اجتامعه برئيس الحكومة العراقية نوري املاليك‬ ‫يف بغداد يف ‪ 7‬نيسان املايض‪“ ،‬إن إعادة القوات‬ ‫اىل الواليات املتحدة‪ ،‬مرتبط بجعل العراق مكاناً‬ ‫مستقراً وليس مالذاً لإلرهابيني”‪.‬‬ ‫وأنهى وزير الدفاع األمرييك “روبرت غيتس”‬ ‫مؤخراً الجدل املتواصل حول بقاء االحتالل من‬ ‫عدمه‪ ،‬موضحاً بعد تأكيدات أمريكية كثرية أن‬ ‫قوات االحتالل ستخرج نهاية العام ‪ ،2011‬لكنه‬ ‫أضاف‪“ :‬لن يدهشني أبداً أن أرى اتفاقات بيننا‬ ‫وبني العراقيني حول مواصلة التدريب والتجهيز‬ ‫واإلرشاد بعد نهاية العام ‪.2011‬‬ ‫وكان قائد قوات االحتالل األمرييك يف العراق‬ ‫الجرنال “راي أوديرنو” تحدّث عن العالقة التي يأمل‬ ‫إقامتها مع بغداد‪ ،‬مركزاً عىل تحويل العراق‪ ،‬مبوقعه‬ ‫ونفطه اىل رشيك اسرتاتيجي رئييس لواشنطن‬ ‫يف منطقة الرشق األوسط‪ ،‬وقال “لقد قدمنا‬ ‫الكثري من األموال والتضحيات البرشية داخل‬ ‫العراق‪ ،‬والوضع األمني يسري باالتجاه الصحيح‪ ،‬ال‬ ‫نريد أن نفقد رؤية ذلك”‪.‬‬ ‫ويقول “بيرت كوهاريس” الخبري يف مركز‬ ‫“كوهاريس للحلول العاملية”‪ ،‬ومركزه يف واشنطن‪،‬‬ ‫كالعادة يف العراق‪ ،‬فإن الوضعني السيايس‬ ‫واألمني متداخالن بحدة‪ ،‬وكلام فشلت العملية‬ ‫السياسية يف حل الخالفات أو ظهرت عىل أنها‬ ‫غري عادلة بحق مكون عىل آخر‪ ،‬زادت حدة عدم‬ ‫االستقرار‪ ،‬وهذا يعني من جهة ثانية أن الحكومة‬ ‫ستظهر عىل أنها ضعيفة أو حتى غري قانونية‪،‬‬ ‫وسيؤدي هذا اىل دعم أقل للحكومة‪ ،‬مام سيؤدي‬ ‫اىل تقليل قدرة الحكومة يف الحصول عىل تنازالت‬ ‫أو التوصل اىل تسويات مع قيادات األحزاب املختلفة‪،‬‬ ‫وهذا سيؤدي اىل تصعيب مهمة الحكومة للقيام‬ ‫بإجراءات أمنية مشددة‪.‬‬ ‫ويعتقد “كوهاريس” أنه “ما من يشء أقل من‬ ‫االنهيار الكامل للوضع األمني وعودة العنف‬ ‫الطائفي كام كان يف العام ‪ ،2007‬سيؤدي ذلك‬ ‫اىل تغيري خطط واشنطن لالنسحاب‪ ،‬وعلينا أن‬ ‫نتذكر أن القوات األمريكية انسحبت من املناطق‬ ‫املدنية الرئيسية‪ ،‬وسيكون من الصعب عىل أي‬ ‫طرف عراقي‪ ،‬خصوصاً الحكومة الحالية‪ ،‬أن تطلب‬ ‫من الواليات املتحدة البقاء لوقت أطول‪ ،‬وأن تعود‬ ‫وتتورط مبارشة يف القضايا األمنية‪.‬‬ ‫كام لن يكون هناك دعم كبري يف الواليات‬ ‫املتحدة لهذا األمر‪ ،‬خصوصاً بعد إعالن الرئيس‬ ‫األمرييك “باراك أوباما” إرسال ‪ 30‬ألف جندي‬ ‫أمرييك اىل أفغانستان‪.‬‬ ‫والسؤال هل ستغري االنتخابات من العالقة‬ ‫بني الطوائف العراقية‪ ،‬وبفرض أن الذين‬ ‫قاطعوا انتخابات عام ‪ 2005‬سينتخبون اآلن‪،‬‬

‫‪55‬‬

‫موفق الربيعي‬

‫هل نستيطع القول أنه من املمكن وجود بوادر‬ ‫التغيري‪ ،‬يف العالقات بني الرشائح املختلفة‬ ‫للشعب العراقي من خالل تفحص القوى املكونة‬ ‫لالئتالفات االنتخابية املوجودة حالياً‪ ،‬فمعظم‬ ‫تلك التحالفات حاولت تطعيم تشكيالتها‬ ‫بأحزاب من جميع املكونات‪ ،‬ولكن العراق بحاجة‬ ‫ماسة لعملية شاملة تساعد عىل إعادة بناء‬ ‫الثقة بني مكونات العراق املتنوعة واالتفاق عىل‬ ‫رؤية موحدة بإعطاء األولوية لدحر االحتالل‪.‬‬ ‫العراق اليوم يواجه تحديات هائلة‪ ،‬وهناك الكثري‬ ‫من القضايا التي مل تحل‪ ،‬وإذا كانت االنتخابات‬ ‫تقدم فرصة جديدة لتغيري الوجهة‪ ،‬والتأثري عىل‬ ‫وجهة البلد‪ ،‬فام من يشء ثابت يف ظل االحتالل‬ ‫الذي سيحاول اللعب بطريقة أو بأخرى مبا يخدم‬ ‫مصالحه يف العراق‪ ،‬وخاصة ألن االنتخابات تجري‬ ‫يف ظل االحتالل الذي ميسك بالعملية السياسية‬ ‫ويلعب كافة أوراقه‪.‬‬ ‫يف العراق مازال العديد من التحالفات أسري‬ ‫مشاريع وبرامج طائفية وعرقية رغم لباسها الوطني‪،‬‬ ‫واملراهنة تكون عىل وعي العراق كقوة ضاغطة عىل‬ ‫النخب السياسية وإلزامها بالتحول نحو املرشوع‬ ‫الوطني‪ ،‬والطريق اىل ذلك يتم بدعم املقاومة العراقية‬ ‫كأولوية‪ ،‬وهي وحدها التي تستطيع أن تدحر االحتالل‬ ‫وتغري يف التوازنات وصوالً اىل إفشال العملية‬ ‫السياسية التي يديرها االحتالل‪.‬‬ ‫إن مطالبة االئتالف الوطني العراقي بتحويل‬ ‫الحكومة الحالية برئاسة املاليك اىل حكومة ترصيف‬ ‫أعامل لضامن تحقيق املساواة بني جميع املرشحني‬ ‫لالنتخابات هي خطوة هامة‪ ،‬ألن ذلك سيحول دون‬ ‫االستئثار بالسلطة واملال العام من بعض املسؤولني‬ ‫واستخدام نفوذهم ألغراض التسويق اإلعالمي‬ ‫واالنتخايب‪ ،‬وكان مجلس الرئاسة العراقي قدّم يف‬ ‫‪ 19‬ترشين الثاين املايض مرشوع قانون اىل رئاسة‬ ‫الربملان أطلق عليه السلوك االنتخايب يتضمن سحب‬ ‫صالحيات رئيس الحكومة وجعل حكومته حكومة‬ ‫ترصيف أعامل قبل موعد االنتخابات‪.‬‬ ‫إنه ألمر محزن للغاية‪ ،‬أن تستمر الحالة الراهنة يف‬ ‫بلد مثل العراق الشقيق الذي يرزح تحت االحتالل وبعض‬ ‫من بنيه يتصارعون فيام بينهم لتحقيق املكاسب‬ ‫الذاتية‪ ،‬ويف العراق اليوم‪ ،‬ال أحد ميلك رشف إضاعة‬ ‫الوقت والتلهي بالشعارات الرباقة‪ ،‬وإلقاء التهم جزافاً‬ ‫يف كل صوب‪ ،‬ومحاولة تصدير األزمات أثبتت أنها‬ ‫لعبة فاشلة‪ ،‬وشعب العراق الذي قدّم التضحيات فداء‬ ‫ألمته‪ ،‬جدير بأن يعيش بكل كرامة وخريطة طريقه هي‬ ‫املقاومة وحدها‪ ،‬وصوالً اىل التحرير وعودة العراق عمقاً‬ ‫اسرتاتيجياً لكل األحرار يف العامل‪.‬‬

‫أدهم محمود‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫في الذكرى الواحدة والثالثين النتصار الثورة‬ ‫إيران اإلنجازات والتح ّديات‬ ‫ح ّلقت الجمهورية اإلسالمية اإليرانية عالياً‬ ‫مع قائدها اإلمام الخميني الذي جعل الثورة‬ ‫نقطة تحول حاسمة يف تاريخ إيران التي غدت‬ ‫مركزاً رئيسياً لصنع القرار اإلقليمي والدويل‪،‬‬ ‫موجهاً رضبة قاسمة ملوازين القوى التي‬ ‫أرادها أعداء األمة لصالح الكيان الصهيوين‬ ‫الغاصب‪.‬‬ ‫قلبت إيران املسلمة الطاولة االستعامرية‬ ‫وخلطت أوراق اللعبة الدولية فكان املستفيد‬ ‫األكرب القضية الفلسطينية‪ ،‬واألكرث خسارة‬ ‫املرشوع االمرييك الصهيوين وأزالمه وغلامنه‬ ‫الذين يسريون يف ركبه‪.‬‬ ‫وبعد أن مىض واحد وثالثون عاماً عىل انتصار‬ ‫الثورة املباركة ويف زحمة املتغريات والتحديات‬ ‫أثبتت قدرتها عىل الصمود والتحدي واالنتصار‬ ‫بإرادة أبنائها وفكرهم الواعي املتقد‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬التحديات األساسية التي واجهت‬ ‫الثورة‪.‬‬ ‫خاصة من‬ ‫ الحصار والضغوط االقتصادية‪،‬‬‫ّ‬ ‫جانب الغرب والواليات املتحدة األمريكية‬ ‫ عملية الزيادة الرسيعة يف عدد السكان‬‫خالل العقد األول من الثورة‬ ‫ حرب الثامنية أعوام التي ألحقت بالبالد أرضاراً‬‫كبرية‬ ‫ اغتيال الكثري من املسؤولني من ذوي الكفاءة‬‫والفعالية يف النظام‬ ‫ انخفاض يف إنتاج النفط وتصديره‬‫ التغيري يف النمط االستهاليك للمجتمع‬‫ التضخم العاملي‬‫ ضعف الهياكل االجتامعية واالقتصادية‬‫املوروثة من النظام السابق‬ ‫ الحرب النفسية والدعاية عرب آليات الغزو‬‫الثقايف والفجوة الحاصلة بني الناس والنظام‬ ‫وهدر املواهب البرشية ‪....‬‬ ‫والظروف‬ ‫التسهيالت‬ ‫مقارنة‬ ‫ثانيا‪:‬‬ ‫االقتصادية يف إيران قبل وبعد الثورة‪:‬‬ ‫تجدر اإلشارة إىل أن عدد سكان البالد سنة‬ ‫‪ 2003‬وصل إىل نحو ‪ 86‬مليون نسمة (‪ 54‬مليون‬ ‫يف املناطق الحرضية و‪ 32‬مليون نسمة يف املناطق‬ ‫الريفية‪ ،‬وقد ترافق ذلك مع زيادة يف عائدات النفط‬ ‫عام ‪ 2002‬نظراً للزيادة النسبية لسعر النفط يف‬ ‫هذه الفرتة والتي وصلت إىل ‪ 391‬مليار دوالر‪ ،‬يف‬ ‫حني بلغ نصيب الفرد من الدخل النفطي يف ذلك‬ ‫العام ما يقارب ‪ 290‬دوالراً‬ ‫ثالثاً‪ :‬بعض انجازات الثورة يف‪:‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪ -1‬النمو العميل والتعليمي‪:‬‬ ‫من األدلة عىل التنمية والتطور العلمي يف‬ ‫سنوات ما بعد الثورة‪ ،‬هو نجاح الطالب االيرانيني‬ ‫سنوياً يف الوصول إىل مقامات عاملية يف مجاالت‬ ‫مختلفة مثل الفيزياء‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬والكيمياء‪،‬‬ ‫وعلوم الكمبيوتر وهي مجاالت منافسة مع‬ ‫الدول املتقدمة‬ ‫هذا النجاح يف املجاالت املختلفة كان يزداد سنوياً‬ ‫وبشكل ملحوظ منذ السنة األوىل الشرتاك‬ ‫الشباب اإليراين فيها‪ :‬ما حصده الطالب اإليرانيون‬ ‫تصدّر ثالث مرات املركز األول العاملي (اوملبياد‬ ‫الكيمياء ‪ 1995‬و ‪ ،1996‬اوملبياد الرياضيات ‪،)2001‬‬ ‫و مرتني املركز الثالث العاملي (اوملبياد الفيزياء‪،‬‬ ‫عامي ‪ 1995‬و ‪ )1998‬وأ ّما حصيلة اشرتاك إيران‬ ‫يف املباراة االوملبية الطالبية طوال السنوات‬ ‫‪ 1987‬وحتى ‪ 2001‬وال س ّيام يف ميادين الرياضيات‬ ‫والكيمياء والتكنولوجيا‬ ‫والفيزياء‪ ،‬والكمبيوتر‪،‬‬ ‫الحيوية كان ‪ 57‬جائزة ذهبية‪ 92 ،‬فضية و ‪58‬‬ ‫ميدالية برونزية‬ ‫من حيث النمو الكمي لعدد طالب الجامعات‬ ‫قبل الثورة والذي مل يكن يتجاوز حدود ‪ 150‬ألف‬ ‫شخص‪ ،‬وصل اليوم إىل نحو مليونني وأربعامئة‬ ‫ألف طالب وطالبة‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫ومن حيث منو الجودة أيضا ينبغي اإلشارة إىل‬ ‫أن عدد طالب الدكتوراه يف الجامعات الحكومية‬ ‫بلغ يف العام الدرايس ‪ )452( 1979-1980‬طالباً‪،‬‬ ‫ثم ارتفع إىل ‪ 21000‬طالب يف العام الدرايس‬ ‫‪2001-2002‬‬ ‫يف ميدان العلم الحديث‬ ‫استطاع العلامء اإليرانيون الوصول إىل آفاق‬ ‫جديدة من املعارف البرشية والعبور إىل ابعد‬ ‫من هذه الحدود أيضا يف العديد من امليادين ولعل‬ ‫النجاح الذي حققه العلامء اإليرانيون يف إعداد‪،‬‬ ‫تجميد وتخزين الخاليا الجذعية الجينية‪ ،‬والتي‬ ‫كانت حكراً عىل تسع دول يف العامل فقط‪ ،‬عالج‬ ‫العقم‪ ،‬واملعادالت إلصالح البنكرياس وإلنتاج‬ ‫األنسولني لعالج مرض السكري (‪)diabetes‬‬ ‫ألول مرة يف العامل‪ ،‬كانت من انجازات العلامء‬ ‫اإليرانيني الشباب يف مجال الهندسة الوراثية‬ ‫التي يقل نظريها يف العامل‬ ‫أ ّما يف مجال العلوم النووية‬ ‫وعىل الرغم من العقبات ويف مقدّمها منع‬ ‫الدول الغربية وصول املعدات املزدوجة‪ -‬التي‬ ‫لها استخدام مشرتك يف الفعاليات السلمية‬ ‫وغري سليمة للبحوث النووية‪ -‬استطاعت إيران‬ ‫أخرياً الوصول إىل تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم‬ ‫املعقدة وبالتايل اللحاق بالبلدان العرشة التي‬

‫متلك مثل هذه التكنولوجيا يف العامل‬ ‫‪ -2‬وضع القرى‪:‬‬ ‫يعترب الفقر وعدم استقرار املجتمع الريفي من‬ ‫القضايا الهامة وأحد أبرز املشاكل األساسية‬ ‫يف البلدان النامية ولذلك فعىل عكس النظام‬ ‫السابق‪ ،‬الذي كان يكتفي بتنمية طهران‬ ‫العاصمة واملدن الكربى فقط‪ ،‬قامت الحكومة‬ ‫بعد انتصار الثورة بتوجيه أولوياتها للمناطق‬ ‫املحرومة يف البالد نشري هنا إىل جزء من املؤرشات‬ ‫التي متتعت بها القرى يف السنوات التي تلت‬ ‫الثورة اإلسالمية‪:‬‬ ‫زاد عدد املراكز الصحية يف املناطق الريفية‪،‬‬ ‫فبينام كانت عام ‪ )1500( 1978‬وحدة ارتفعت‬ ‫إىل ‪ 7345‬وحدة عام ‪ ،2002‬تضاعف عدد املراكز‬ ‫الصحية من ‪ 2500‬وحدة عام ‪ 1978‬إىل ‪16561‬‬ ‫وحدة عام ‪2002‬‬ ‫توصيل الكهرباء إىل القرى واملناطق املحرومة‪،‬‬ ‫تم إيجاد البنى التحتية‪ ،‬مثل شبكة الطرق‬ ‫كام ّ‬ ‫الريفية‪ ،‬واالتصاالت ولعل إنجازات من هذا النوع‬ ‫يف هذه املناطق تعد من اإلجراءات الناجحة بعد‬ ‫الثورة اإلسالمية عىل سبيل املثال فإن عدد القرى‬ ‫املوصولة بالكهرباء زاد عددها من ‪ 4327‬قرية عام‬ ‫‪ 1978‬إىل ‪ 45359‬قرية عام ‪ 2001‬حوايل عرشة‬ ‫أضعاف أيضا حتى سنة ‪ 1978‬كان يوجد فقط‬ ‫‪ 8000‬كلم طرق ريفية وصل هذا العدد إىل ‪68000‬‬ ‫كلم بعد الثورة (أكرث من عرشة أضعاف خالل‬ ‫عرش سنوات) وأ ّما القرى املستفيدة من شبكة‬ ‫االتصاالت فقد زاد عددها من ‪ 312‬قرية عام ‪1978‬‬ ‫اىل ‪ 10429‬عام ‪1995‬اكرث من ‪ 30‬ضعفاً يف حني‬ ‫زاد عدد الوحدات الربيدية يف املناطق الريفية‬ ‫أيضا من ‪ 180‬وحدة عام ‪ 1978‬إىل ‪ 4912‬وحدة‬ ‫عام ‪ 1995‬أي أكرث من ‪ 52‬ضعفاً‬ ‫‪ -3‬الصناعات‪:‬‬ ‫يف القطاع الصناعي‪ ،‬فإن الدولة التي كانت‬ ‫تستورد كافة سلعها الصناعية تقريباً من الخارج‬ ‫بينام صناعاتها القليلة كانت عموماً منخفضة‬ ‫الجودة وغري مرغوب فيها‪ ،‬ها هي تتح ّول اليوم إىل‬ ‫دولة منتجة يف الكثري من املجاالت‬ ‫إذ أن صناعاتها يف ميادين كثرية تتمتع بجودة‬ ‫ونوعية وعىل مستوى املنافسة مع السلع‬ ‫املامثلة األجنبية ويف بعض الصناعات ‪ -‬مثل‬ ‫صناعة البناء‪ -‬فقد وصلت إىل حد االكتفاء‬ ‫الذايت منذ سنوات‬ ‫استطاعت الحكومة بعد قيام الثورة ان تقوم‬ ‫بإجراءات كبرية الزمة يك تقلل من اعتامدها عىل‬ ‫املواد الخام املستوردة‪ ،‬السلع األساسية األجنبية‪،‬‬ ‫االختصاصات واملعلومات التقنية والخارجية‪-‬‬ ‫التي كانت تعترب تهديداً للصناعة‬ ‫معدل إنتاج البرتوكيامويات زاد من‪4,7‬‬ ‫مليون طن عام ‪ 1978‬إىل ‪ 12,5‬مليون طن‬ ‫عام ‪ 2002‬أحرزت إيران اليوم نقطة متقدمة‬ ‫يف ميدان صناعة الصورايخ واالتصاالت وقد‬ ‫وصلت إىل صناعة األقامر االصطناعية األمر‬

‫الذي أتاح لها مجال االنتساب إىل نادي البلدان‬ ‫لألقامر الصناعية يف العامل (عددها‬ ‫املطلقة‬ ‫محدود جداً) وهذا حصل يف الوقت الذي ال نزال‬ ‫فيه إيران تعيش تحت وطأة الحصار يف مجال‬ ‫استعامل املنتجات املستخدمة يف الصواريخ‪،‬‬ ‫حتى‬ ‫الصناعات وااللكرتونيات العسكرية‬ ‫انه أحيانا يتم منع بيعنا ترسيحة الكرتونية‬ ‫بسيطة‬ ‫يف مجال صناعة السدود تحتل إيران اليوم احد‬ ‫املراكز الثالثة األوىل يف العامل؛ بحيث تم إنشاء‬ ‫‪130‬سداً بعد الثورة فيام البعض ال يزال قيد‬ ‫اإلنشاء كذلك األمر يف الصناعات الزراعية حيث‬ ‫تصدر الجرارات املصنوعة يف إيران إىل أكرث من‬ ‫ثالثني دولة يف العامل‬ ‫يف مجال صناعة النفط والغاز‪ ،‬وصل اكرب‬ ‫مرشوع إيراين مئة يف املئة (القسم األول) إىل‬ ‫مرحلة التنفيذ عام ‪ 2004‬يف منطقة عسلوية‬ ‫وبتفعيل أقسامه األخرى سيكون نصيب الدولة‬ ‫منه نحو مليار دوالر سنوياً‬ ‫‪ -4‬الصناعات العسكرية‪:‬‬ ‫إيران التي كانت تستورد كافه أسلحتها‬ ‫العسكرية تقريباً من الخارج تقع اليوم بني‬ ‫البلدان العسكرية املتقدمة يف مجال صناعة‬ ‫األسلحة العسكرية املتطورة‪ ،‬و إىل جانب دول‬ ‫مثل الهند والربازيل تعمل عىل تصدير إنتاجها‬ ‫إىل أكرث من ‪ 30‬دولة يف العامل أما إنتاج‬ ‫املنتجات االلكرتونية والرادار‪ ،‬األدوات واملعدات‬ ‫الخاصة هي من جملة هذه املنتجات وتحتل إيران‬ ‫اليوم مركزاً مه ًام بني العرشة األوائل يف العامل‬ ‫يف مجال صناعة املدرعات وأنواع الدبابات وهنا‬ ‫نشري إىل بعض التدابري املتخذة يف الصناعة‬ ‫العسكرية‬ ‫صناعة طائرة «آذرمنش» املقاتلة‪ ،‬تصميم‬ ‫وصناعة صورايخ بقابلية إطالق يف نفس الوقت‬ ‫أو وواحد واحد‪ ،‬صناعة طائرة عمودية تعليمية‬ ‫وطائرة عمودية محركني تصميم وصناعة دبابة‬ ‫ذو الفقار املتطورة وإطالق خط إنتاجها‪ ،‬صناعة‬ ‫دبابات حديثة‪ ،‬تصميم وصناعة حاملة دبابات (برب‬ ‫‪ ،)400‬صناعة أنواع الغواصات واألحواض العامئة‪،‬‬ ‫صناعة صواريخ فاتح ‪( 110‬أنجح صواريخ ارض ارض‬ ‫يف العامل) وصواريخ شهاب بعيدة املدى (ثالثة‬ ‫أضعاف الصاروخ االرسائييل)‪ ،‬إنشاء خطوط‬ ‫الصيانة األساسية وإعادة تأهيل الطائرات‬ ‫العسكرية‪ ،‬واالكتفاء الذايت يف مجال صناعة‬ ‫أو ترميم العديد من املعدات العسكرية والتي‬ ‫تستخدم يف الحرب االلكرتونية‬ ‫‪ -5‬محاربة املخدرات‪:‬‬ ‫من األمور األخرى البارزة‪ ،‬اإلشارة إىل النجاح‬ ‫الباهر الذي حققته الجمهورية اإلسالمية يف‬ ‫مكافحة املخدرات وتجار املوت ووفقاً لإلحصاءات‬ ‫الدولية‪ ،‬فإن أكرث من ‪ %80‬من املخدرات عىل‬ ‫مستوى العامل تكشف وتدمر يف حدود إيران مع‬ ‫أفغانستان ما أدى إىل تقدير املجتمع الدويل إليران‬

‫‪57‬‬

‫مراراً وتكراراً‪ ،‬ونتيجة لذلك أنشأت لجنة مكافحة‬ ‫املخدرات ومنظمة الصحة العاملية مقراً تعليمياً‬ ‫لها يف إيران‬ ‫‪ -6‬الثقافة والفن‪:‬‬

‫أحد األمور البارزة يف مجال الثقافة والفن‬ ‫هي السينام اإليرانية‪ ،‬وهو ما يعرتف به جميع‬ ‫واملتخصصني العامليني يف مجال الفن‬ ‫الخرباء‬ ‫ّ‬ ‫السابع‪ ،‬وبينام مل تكن إيران ما قبل الثورة‬ ‫تحرز أية أهمية تذكر يف العامل‪ ،‬فإنها اليوم‬ ‫تعترب مدرسة يف اإلنتاج السيناميئ العاملي‪،‬‬ ‫وهي تعد من ضمن الدول الثالثة األوىل يف‬ ‫العامل‬ ‫كذلك ميكن اإلشارة يف هذا املجال إىل ما‬ ‫ييل‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬ازدهار الفت للنرش وانتشار الصحافة‬ ‫بشكل واسع ونرش الكتب‬ ‫ب ‪ -‬التنمية الواسعة لإلذاعة والتلفزيون‬ ‫واإلنتاج الواسع للربامج خاصة منذ العام‬ ‫‪ ،1994‬فبعد ان كانت تقترص اإلذاعات عىل‬ ‫قناتني محليتني وعدة إذاعات وبساعات‬ ‫محدودة من البث‪ ،‬نشهد اليوم عرشات‬ ‫الشبكات التلفزيونية واإلذاعية الداخلية‬ ‫والخارجية وبدوام كامل‬ ‫‪ -7‬متديد الغاز الطبيعي إىل املنازل‪:‬‬ ‫عام ‪ 1978‬كان هناك فقط ‪ 5‬مدن إيرانية‬ ‫لديها شبكات غاز مدينية؛ ولكن هذه‬ ‫اإلمكانية وصلت إىل نحو ‪ 40‬مليون شخص‬ ‫سنة ‪2003‬‬ ‫لقد زادت نسبة تكرير الغاز الطبيعي من‬ ‫‪ 36‬مليون مرت مكعب يف اليوم إىل ‪288‬‬ ‫مليون مرت مكعب يف اليوم (مثان أضعاف)‪،‬‬ ‫وزاد عدد األرس التي شملها الغاز الطبيعي‬ ‫من ‪ 51000‬أرسة عام ‪ 1978‬إىل ‪8998000‬‬ ‫أرسة (أكرث من ‪ 176‬ضعفاً) يف سنة ‪2003‬‬ ‫‪ -8‬دور املرأة‪ :‬انشأت الثورة االسالمية يف‬ ‫ايران فكراً جديداً يف مجال شؤون املرأة‪،‬‬ ‫وكان ذلك مبنياً عىل حضورها القوي‬ ‫املقرون بحفظ القيم والعفة لهذه الفئة‬ ‫يف الساحة الوطنية والدولية‪ ،‬وبلغ عدد‬ ‫النسوة املرشحات النتخابات مجلس الشورى‬ ‫االسالمي ‪ 585‬سيدة؛ وهو ميثل سبعة أضعاف‬ ‫عدد الدورة االوىل للمجلس؛ وما نسبته ‪%29‬‬ ‫اكرث من الدورة السابعة‪ .‬وبلغ عدد النسوة‬ ‫ممثالث الشعب يف مجلس الشورى االسالمي‪،‬‬ ‫يف الدورة الثامنة‪ 8 ،‬سيدات؛ أي ضعفا العدد‬ ‫يف الدورة االوىل؛ وذلك اكرث بحوايل ‪%62.84‬‬ ‫بالنسبة للدورة الخامسة‪ .‬وعدد النسوة‪،‬‬ ‫أعضاء مجالس البلدية يف القرى والبلدات‬ ‫يف الدورة الثالثة (وهي الدورة الحالية) بلغ‬ ‫‪ 1691‬سيدة‪ .‬هذا الرقم يشري اىل منو بنسبة‬ ‫‪ %8.66‬عام كان يف الدورة االوىل‬

‫قسم التحقيقات‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫مقابلة‬ ‫محمد حسين رئيس زاده المستشار الثقافي اإليراني لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫أي حرب لن تنحصر بإيران بل ستتوسع‬ ‫الى مجمل المنطقة ومنها «إسرائيل»‬ ‫بعد اإلنجازات الكبرية لثورة‬ ‫ظل‬ ‫ويف‬ ‫واإلنسانية‪،‬‬ ‫الكرامة‬ ‫املؤامرات والدسائس التي تحاك‬ ‫يف دوائر االستخبارات ضد البعد‬ ‫التحريري والثوري العقائدي لثورة‬ ‫اإلمام الخميني املباركة‪ ،‬التقت مجلة‬ ‫سامحة السيد‬ ‫«منرب التوحيد»‬ ‫محمد حسني رئيس زاده املستشار‬ ‫الثقايف اإليراين‪ ،‬يف حوار ألقى فيه‬ ‫الضوء عىل بعض السامت الروحية‬ ‫للثورة وإمكاناتها وقوتها ومناعتها‬ ‫بوجه األعداء العابثني‪.‬‬

‫ما هي القيم اإلنسانية والروحية‬ ‫التي مت ّيزت بها الثورة؟ وهل استطاعت‬ ‫أن تتوسع بشكل أفقي داخل وخارج‬ ‫املجتمع اإليراين؟‬ ‫لإلجابة عىل هذا السؤال البد من‬ ‫أن من ّر عىل ما كان سائداً يف حقبات‬ ‫حكم ‌النظام املليك طوال تاريخ إيران‪،‬‬ ‫وخصوصاً يف فرتة نظام آل بهلوي؛ فمن‬ ‫املعروف عن السياسة الحاكمة يف تلك‬ ‫الفرتة أنها تجسد االمتثال والتبعية‬ ‫الغريب‪.‬‬ ‫لالستعامر‬ ‫والديكتاتورية‬ ‫ناهيك عن انعزال الشعب عن املشاركة‬ ‫يف الحكومة ومناصبها‪ ،‬اىل الظلم‬ ‫االجتامعي‪ ،‬والرتكيز عىل هدم معامل‬ ‫الدين القيم ودعم املستكربين وخصوصاً‬ ‫دولة‌ «إرسائيل»‪ .‬كانت هذه السياسات واملناهج‬ ‫تسيطر عىل البالد يف جميع املجاالت الداخلية‬ ‫والخارجية‪ .‬يف زمن الشاه أصبحت التبعية‬ ‫للقوى العاملية خصوصاً أمريكا وبريطانيا حالة‬ ‫شاملة وتامة‪ .‬ويف املجال السيايس تحديداً نجد أن‬ ‫الحاكم الرئييس يف الواقع‪ ،‬والذي يتخذ القرار‬ ‫النهايئ هو ما يالئم مصالح أمريكا و»إرسائيل»‪.‬‬ ‫كذلك تنظيم عالقات إيران مع الدول األخرى‬ ‫فهي ُترسم عىل نحو ينسجم ومصالح هذه‬ ‫الدول؛ ويف مجال االقتصاد أو الزراعة والقضايا‬ ‫األمنية واإلقليمية‪ ،‬كان واضحاً ان سلوك النظام‬ ‫ىل‬ ‫املليك هو رفض االكتفاء الذايت‪ ،‬والرتكيز ع ‌‬ ‫إزالة الثقة بالذات وهدم وتخريب الرثوة الزراعية‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫حتى أن البالد اضطرت اىل استرياد ما تحتاجه‪،‬‬ ‫خصوصاً يف املجال العسكري‪ ،‬وكان املستشارون‬ ‫العسكريون األمريكان واإلرسائيليني هم الذين‬ ‫يخططون ما ينبغي لجيش إيران ويربمجون له‬ ‫بناه اإلدارية وأسلحته وتحركاته‪.‬‬ ‫حتى إذا نهضت الثورة اإلسالمية يف إيران‬ ‫بقيادة اإلمام الراحل الخميني الكبري قامت‬ ‫ورفعت هذه السياسة االستبدادية وانشقت‬ ‫أمام الشعب اإليراين طريق الحرية والعدالة‬ ‫واالستقالل والسيادة والتقدم واالزدهار‪ ،‬حيث‬ ‫سعت الثورة اإلسالمية منذ يومها األول اىل‬ ‫تطبيق القيم الدينية واإلنسانية يف املجتمع عرب‬ ‫توزيع الرثوة والسلطة بصورة عادلة بني الناس‪.‬‬ ‫ويفتخر الشعب اإليراين بأنه هو الذي يتخذ‬

‫‪58‬‬

‫القرارات السياسية واالقتصادية وال‬ ‫يسمح ألحد التدخل يف بالده؛ وأستطيع‬ ‫القول بان إيران تحولت بعد إحدى وثالثني‬ ‫سنة من الثورة اىل أم ‌القرى للمظلومني‬ ‫واملستضعفني‪ .‬وخصوصاً تجاه الشعب‬ ‫الفلسطيني وقضيته العادلة حيث‬ ‫عطلت السفارة اإلرسائيلية واستبدلت‬ ‫بسفارة فلسطني ألول وآخر مرة يف تاريخ‬ ‫البالد‪ ،‬وها هي تستمر يف دعم الجهود‬ ‫الستكامل تحرير فلسطني ولبنان‪.‬‬ ‫إن إليران اإلسالمية اليوم دوراً ايجابياً‬ ‫يف املنطقة ‌والعامل‪ ،‬وقد وصلت اىل‬ ‫مرحلة ال ميكن تجاهلها يف التأثري‬ ‫والفعل داخل النظام الدويل‪ .‬ومع ذلك‬ ‫نعرتف بأنا يف أول الطريق‪ ،‬وللوصول اىل‬ ‫الهدف النهايئ إمنا نحتاج ا ‌ىل طي طريق‬ ‫طويل ولكننا متفائلون بإذن الله‪ .‬‬ ‫هل الثورة اإلسالمية املباركة قادرة‬ ‫عىل تخطي الصعوبات والتحدّيات وال‬ ‫سيام بعد األحداث األخرية التي طالت‬ ‫الشارع اإليراين؟‬ ‫الثورة اإلسالمية التي أخذت عىل‬ ‫عاتقها مواجهة مصالح املستكربين‬ ‫يف إيران ويف املنطقة‪ ،‬كان من‬ ‫الطبيعي ان تواجه تحديات وصعوبات‬ ‫جمة وكبرية‪ ،‬ولذا رأينا كيف أنها‬ ‫واجهت منذ االنتصار واىل اآلن ثالثة‬ ‫أنواع من التحديات واملؤامرات التي‬ ‫تستهدف القضاء عىل النظام (كالحرب‬ ‫املفروضة عىل‌ إيران عىل مدى مثاين سنوات‪،‬‬ ‫والحروب األهلية والفنت الداخلية‪ ،‬واالنقالبات‬ ‫العسكرية‪ ،‬ناهيك عام يسمى بالثورة الناعمة‬ ‫املخملية)‪ ،‬وهي التي تستهدف منع تقدم البالد‬ ‫وازدهارها (كاملقاطعة االقتصادية والحصار)‪ ،‬والتي‬ ‫تستهدف مصادرة ثقافة الثورة ورسالتها اىل‬ ‫املسلمني واملستضعفني‪( ،‬كالدعايات الهائلة ضد‬ ‫النظام اإلسالمي يف إيران والرتكيز عىل الفرقة‬ ‫بني السنة والشيعة وسواها)‪ ،‬لكن وبحمد الله‬ ‫أفشلت الثورة هذه التحديات وتغلبت عليها‬ ‫واستمرت يف مسارها‪ ،‬ولعل الفتنة األخرية‬ ‫التي شاهدناها بعد االنتخابات الرئاسية والتي‬ ‫شارك فيها حوايل ‪ %85‬ممن يحق له التصويت من‬

‫شعبنا‪ ،‬وفوز احمدي نجاد بـ ‪ 24‬مليون صوت‪ ،‬إمنا‬ ‫تدل عىل حجم املؤامرة الكربى التي تحيط ببالدنا‪.‬‬ ‫لكن النتيجة الرائعة كانت اكتساب النظام‬ ‫السيايس اإليراين نجاحاً جديداً يف الساحتني‬ ‫الداخلية والخارجية‪ .‬لقد أراد االستكبار العاملي‬ ‫إنهاء الثورة والجمهورية عرب هذا النوع من الفتنة‪،‬‬ ‫وتورط فيها بعض الخارسين وأنصارهم‪ ،‬غري أن‬ ‫الثورة انتقلت اآلن اىل مرحلة‌ جديدة يف غاية‌‬ ‫األهمية‪ ،‬وهي تثبيت الدميقراطية وتطبيق العدالة‬ ‫االجتامعية يف مجال توزيع الرثوة والسلطة‪ ،‬ومن‬ ‫املتوقع ان تواجه الثورة يف هذه املرحلة كام يف‬ ‫املراحل السابقة التحديات واملؤامرات من جديد‪.‬‬ ‫ولكن الشعب اإليراين وهو الداعم الرئييس‬ ‫والحافظ الكبري للثورة دافع عنها وحال دون بلوغ‬ ‫القوى املضادة للثورة إىل أهدافها‪ .‬ولذا شاهدنا‬ ‫كيف غلب عىل زعامء الفتنة يف الداخل والخارج‬ ‫اليأس والقنوط وفهموا بعد مظاهرة ‪ 30‬كانون‬ ‫األول ‪ 2009‬أن الشعب اإليراين هو مع السيد‬ ‫القائد اإلمام الخامنئي والثورة‪ ،‬ويدافع عنها بقوة‬ ‫ومستعد لتقديم كل التضحيات حفاظاً عىل‬ ‫ثورته وقيمه ومنجزاته‪.‬‬ ‫بعد مرور ‪ 31‬سنة عىل انتصار الثورة‪ ،‬هل‬ ‫يستطيع أعدائها إسقاطها داخلياً‪ ،‬وال سيام‬ ‫أن بعض رموز املعارضة يف إيران هم أبناء هذه‬ ‫الثورة؟‬ ‫إسقاط الثورة والنظام السيايس السائد يف‬ ‫إيران حالياً هو من أهم أهداف أعداء الثورة منذ‬ ‫االنتصار إىل اآلن‪ ،‬ولكن مع التصدي الفعال لكل‬ ‫تلك التحديات مل يفلح هؤالء يف تحقيق غاياتهم‪.‬‬ ‫اليوم أقول لكم إن الثورة بجميع معاملها لهي‬ ‫أقوى من السابق؛ وطبيعي أن العدو ينتهز الفرصة‬ ‫لرضب إيران واستغالل الرصاعات الداخلية‪ ،‬ولذا‬ ‫وجدناه يقف اىل جانب رموز املعارضة‪.‬‬ ‫هل انتقلت إيران من مرحلة الثورة وبنائها‬ ‫إىل بناء الدولة اإلسالمية العادلة؟‬ ‫الثورة والدولة يف إيران متالزمتان وال ميكن أن‬ ‫نصل اىل‌ مرحلة يحصل بينهام االنفكاك‪ .‬وهذا‬ ‫األمر طبيعي لسببني‪:‬‬ ‫األول‪ :‬أن الثورة يف إيران هي التي أنتجت الدولة‬ ‫عرب قيام الجمهورية اإلسالمية‪ .‬وعىل مدى واحد‬ ‫وثالثني سنة ‌كان التالزم بني الثورة والدولة قامئاً‬ ‫بحكم الحروب التي شنت والحصار املرضوب عىل‬ ‫بالدنا عىل كافة األصعدة واملستويات‪ ،‬وهذا‬ ‫يتطلب دامئاً ذلك االتحاد والوحدة بني نهج الثورة‬ ‫الذي وضعه اإلمام الخميني(ره) والدستور الذي‬ ‫عىل أساسه تم بناء الدولة‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬ان فكر الثورة كام وضعه اإلمام الخميني‬ ‫(ره)سيبقى هادياً وراس ًام لعملية بناء‌ الدولة‬ ‫واملجتمع يف كل املجاالت الفكرية واالقتصادية‬ ‫والسياسية والثقافية‪ .‬وعىل هذا األساس فإن‬ ‫الضامنة الكربى الستمرار الدولة والنظام والبناء‬ ‫االقتصادي واالجتامعي والتطور هو االلتزام‬ ‫بالفكر الذي انطلقت منه الثورة اإلسالمية‪.‬‬

‫ذلك ليس فقط عىل املستوى الداخيل وإمنا أيضا‬ ‫عىل مستوى العالقات اإلقليمية والدولية‪ .‬إذن‌‪،‬‬ ‫فإننا ما زلنا يف إيران نعيش مرحلة تاريخية‬ ‫متواصلة تتالزم فيها أفكار الثورة اإلسالمية‬ ‫ومناهجها مع سياسات واسرتاتيجيات الدولة‪.‬‬ ‫أما عملية بناء دولة العدالة الكاملة فهي‬ ‫حركة دامئة ومتواصلة‪ .‬وقد أثبتت التجربة عىل‬ ‫مدى واحد وثالثني سنة اىل أي مدى استطاعت‬ ‫الجمهورية اإلسالمية يف إيران من تحقيق رزمة‬ ‫كبرية‌ من اإلنجازات وعمليات التطور يف مجال‬ ‫ترسيخ الدميقراطية الدينية وتداول السلطة‬ ‫عرب االنتخابات املبارش يف كل مؤسسات الدولة‪،‬‬ ‫إضافة اىل التطور الالفت يف امليادين االقتصادية‬ ‫والعلمية وبناء دولة املؤسسات التي هي الرشط‬ ‫الرضوري لتحقيق العدالة االجتامعية انطالقاً‬ ‫من روح اإلسالم الحنيف‪.‬‬ ‫إىل أين وصل امللف النووي اإليراين؟‬ ‫وهل تخشون رضبة عسكرية أمريكية أو‬ ‫إرسائيلية؟‬ ‫حيث ان التقدم هو أحد أهداف وطموحات‬ ‫الشعب اإليراين والثورة اإلسالمية‪ ،‬فمن الرضوري‬ ‫ان نستفيد من كل وسيلة ‌مرشوعة وقانونية‬ ‫للوصول اىل هذا الهدف ويف مقدمها الطاقة‬ ‫النووية السلمية؛ إن الثورة اإلسالمية من خالل‬ ‫ترويج الثقة بالذات بني أبناء الشعب اإليراين‬ ‫متكنت من الناحية العلمية ان تصل اىل‌ درجه‬ ‫االكتفاء الذايت يف هذا امليدان املهم‪ .‬وهكذا‬ ‫فقد حققت إنجازات كبرية يف هذا املرشوع الذي‬ ‫نحرص عىل تنفيذه مهام غلت التضحيات‬ ‫ومقاومة الضغوط‪ ،‬ذلك ألنه من مستلزمات‬ ‫تقدم وتطور حياة الشعب اإليراين‪ .‬إن هذا اإلنجاز‬ ‫العلمي سيمكن شعبنا من استغالل الطاقة‬ ‫النووية يف مجاالت الطب والكهرباء و سائر‬ ‫علوم الحياة‪ ،‬وهو ما يوجب ترسيخ أركان الثورة‬ ‫أكرث فأكرث يف الداخل والخارج‪ .‬ومن الطبيعي‬ ‫أن تخالف القوى املتغطرسة يف العامل هذا‬ ‫املرشوع وتسعى ملنع الثورة‌ من القيام به‪ ،‬ولذا‬

‫‪59‬‬

‫دامئاً نرى عدونا يهددنا ويفرض علينا العقوبات‬ ‫وصوالً اىل تهديد الثورة بالرضبة العسكرية‪.‬‬ ‫ولكن هذا سيبقى مجرد تهديد لفظي ولن يقدر‬ ‫العدو عىل‌ تحويله اىل واقع‪ ،‬النه يعلم القدرات‬ ‫العسكرية اإليرانية‌ وتطورها يف هذا املجال‪ ،‬كام‬ ‫انه يعلم وقد قال ذلك عدد من القادة اإليرانيني‬ ‫بأن بداية الحرب قد تكون بيدهم ولكن نهايتها‬ ‫ليست كذلك بل هي بأيدينا‪ ،‬حيث ان أي حرب‬ ‫سوف لن تنحرص بإيران بل سوف تتوسع اىل‬ ‫مجمل املنطقة ومنها «إرسائيل»‪ ،‬إضافة اىل ان‬ ‫الثورة اإلسالمية وأبناءها التواقني لالستشهاد‬ ‫يف سبيل الله وكرامة الوطن واألمة‪ ،‬هذا مع‬ ‫اإلشارة اىل أن الحرب سوف توحد الشعب أكرث‬ ‫فأكرث‪.‬‬ ‫توجهونها سامحتكم ونحن‬ ‫كلمة أخرية‬ ‫ّ‬ ‫عىل أبواب االحتفال بذكرى انتصار الثورة‬ ‫اإلسالمية يف إيران؟‬ ‫يف أجواء الذكرى الحادية والثالثني النتصار‬ ‫الثورة اإلسالمية نبارك لشعوب املنطقة العربية‬ ‫واملسلمة يف العامل‪ ،‬ونأمل لهم التوفيق‬ ‫والعدالة والحرية والسيادة‪ ،‬ونقول إن إنجازات الثورة‬ ‫وأهدافها وإن كانت منطلقة من إيران وشعبها‪،‬‬ ‫ولكن هذه اإلنجازات سوف تكون لصالح جميع‬ ‫املسلمني واملظلومني واملحرومني يف العامل‪ .‬إن‬ ‫خوف االستكبار يكمن يف أن الثورة مل تنحرص‬ ‫يف حدود إيران‪ ،‬ولذا قامت بالدعايات ضد الثورة‬ ‫اإلسالمية والتفرقة بني شعوب املنطقة ودولها‬ ‫وتريد أن تجعل الصديق عدواً والعدو صديقاً‪،‬‬ ‫حيث استغل بعض الحكام يف املنطقة الدعايات‬ ‫ووسائل اإلعالم‪ .‬لذا عىل الشعوب وخصوصاً‬ ‫املثقفني والنخب التنبه اىل هذه املؤامرات‪،‬‬ ‫واعلموا ان الله مع املؤمنني كام وعدنا الله «إن‬ ‫تنرصوا الله ينرصكم ويثبت أقدامكم»‪ ،‬فإين‬ ‫لعىل يقني من أن األفق يف املنطقة سوف يكون‬ ‫شعلة مضيئة ورائعة إنشاء الله بتوحيد الكلمة‬ ‫وكلمة التوحيد‪.‬‬

‫حوار ‪ :‬ماهر رسي الدين‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫الثورة اإلسالمية تدخل عقدها الرابع‬ ‫ثبات على مواقفها‬ ‫دخلت الثورة اإلسالمية يف ايران عقدها‬ ‫الرابع‪ .‬ال يختلف شخصان عىل أن انتصار الثورة‬ ‫اإلسالمية كان الحدث األبرز يف تلك الفرتة الزمنية‬ ‫ت آثارها السياسية والثقافية والفكرية‬ ‫وتخط ‌‬ ‫حدود إيران الجغرافية‪ .‬الثورة االسالمية عربت عن‬ ‫إرادة الشعب االيراين يف التغيري واإلصالح داخلياً‪،‬‬ ‫وأصبحت الثورة اإلسالمية مببادئها الفكرية‬ ‫وبأهدافها السامية وبأساليبها الفريدة مله ًام‬ ‫لكثري من الحركات التحررية وأساساً لتغيريات‬ ‫واألمنية‬ ‫السياسية‬ ‫التوازنات‬ ‫يف‬ ‫واسعة‬ ‫والعسكرية يف الرشق األوسط‪ .‬وبهذا أصبحت‬ ‫الثورة اإلسالمية يف خالل سنوات عمرها تحفل‬ ‫بكثري من األحداث والتحوالت السياسية واألمنية‬ ‫والعسكرية والثقافية وغريه من األحداث‪ .‬إن الذين‬ ‫عايشوا تلك الفرتة وانتصار الثورة يدركون متاماً بأن‬ ‫الثورة اإلسالمية جاءت يف توقيت مفصيل لتاريخ‬ ‫الرشق األوسط الحديث حيث تزامن انتصارها مع‬ ‫حدث هام يف الرصاع العريب االرسائييل أال وهو‬ ‫توقيع اتفاقية "كمب ديفيد" بني مرص والكيان‬ ‫الصهيوين‪ ،‬وبهذا خرجت مرص فجأ ًة من صف‬ ‫دول املواجهة وهادنت للعدو الصهيوين ما أدى إىل‬ ‫حدوث خلل يف التوازنات املوجودة يف املنطقة آنذاك‪ ،‬األمر الذي أثار قلق‬ ‫كثري من دول وشعوب املنطقة خاصة الفلسطينيني ودول الجوار للكيان‬ ‫الصهيوين‪ .‬يف مثل هذه الظروف التي أثارت الخوف حول مستقبل القضية‬ ‫الفلسطينية ووسط ازدياد الهوة يف التوازن السيايس واألمني يف‬ ‫املنطقة لصالح الكيان الصهيوين‪ ،‬كان بإمكان العرب االستفادة من الثورة‬ ‫اإلسالمية املنترصة يف إيران لتعويض خسارتهم ملرص يف مواجهتهم‬ ‫الكيان الصهيوين ‪.‬‬ ‫قبل انتصار الثورة اإلسالمية‪ ،‬كان هناك نظام مليك حاكم يف إيران يعترب‬ ‫األقوى عسكرياً واقتصادياً وأمنياً يف املنطقة وأهم رشيك اسرتاتيجي‬ ‫للكيان الصهيوين وأقرب حليف للواليات املتحدة األمريكية‪ .‬وليس مستغرباً‬ ‫أن يقيم هذا النظام العالقات االسرتاتيجية مع الكيان الصهيوين حليف‬ ‫أمريكا األول يف املنطقة‪ .‬نظام إيران كان ُيعترب من املشرتين األساسيني‬ ‫لألسلحة اإلرسائيلية‪ ،‬باملقابل كان يؤمن ما يقارب ‪ ٪70‬من حاجة “إرسائيل”‬ ‫ا ‌ىل النفط‪ ،‬ومل يشارك يف امتناع الدول العربية املنتجة للنفط يف بيع‬ ‫البرتول اىل الدول الغربية إثر حرب ترشين عام ‪ .1973‬ولوال انتصار الثورة‬ ‫‌اإلسالمية لتشك ِّـل حلف ثاليث يف ذلك الزمان‪ ،‬أركانه إيران‪ ،‬ومرص والكيان‬ ‫الصهيوين كأقوى ثالثة دول يف املنطقة اقتصادياً‪ ،‬وعسكرياً‪ ،‬وأمنياً‪ ،‬وثقافياً‬ ‫واستخباراتياً‪ .‬فامذا كان برأيكم مستقبل القضية الفلسطينية يف ظل‬ ‫هذه الظروف؟!!‬ ‫لقد أطاحت الثورة اإلسالمية بالنظام املليك العميل للواليات املتحدة‬ ‫االمريكية والحليف االسرتاتيجي للكيان الصهيوين واملتغطرس باتجاه الدول‬ ‫العربية‪ .‬وطردت الثورة الصهاينة من إيران وتم افتتاح أول سفارة لفلسطني‬ ‫يف العامل آنذاك يف مبنى السفارة اإلرسائيلية يف طهران‪ .‬وقد كان الرئيس‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الراحل يارس عرفات أول رئيس أجنبي يزور إيران بعد الثورة حيث التقى باإلمام‬ ‫الخميني وحصل عىل دعم اإلمام الكامل لقضيته‪ .‬التي متثل أحد الشعارات‬ ‫األساسية لشعب إيران خالل الثورة‪ ،‬وبعد انتصارها كان شعار «اليوم إيران‬ ‫وغداً فلسطني» وبهذا ح َّدد شعب ايران موقع القضية الفلسطينية يف‬ ‫ثورته االسالمية بحيث مل يكن الشعار مجرد شعا ٍر عابر بل كان نابعاً عن‬ ‫سيايس يرضب بجذوره يف عمق االلتزام الديني عم ًال بفتاوى‬ ‫ووعي‬ ‫إدراك‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫املراجع الدينية ويف مقدمتهم اإلمام الخميني‪ ،‬الذي أفتى اكرث من مرة خالل‬ ‫الستينات والسبعينيات من القرن املايض بجواز رصف االموال الرشعية‬ ‫لصالح القضية الفلسطينية‪ ،‬وهذه الفتاوى مل تكن عم ًال دعائياً أو إعالمياً‬ ‫ومل يهدف اىل كسب مصالح سياسية ألنه كان يف ذلك الوقت معارضاً‬ ‫للنظام املليك‪ ،‬ومنفياً من وطنه ومل يكن يتصور أحد بأنه سيصبح يف‬ ‫يوم من األيام قائداً لنظام سيايس جديد عىل أنقاض النظام املليك البائد‬ ‫يف ايران‪.‬‬ ‫وال بد من التأكيد يف هذا السياق أن موقف اإلمام الخميني كمرجع‬ ‫ديني كبري كان استمراراً ملوقف تاريخي للمراجع الدينية وللشعب املتدين‬ ‫ّإن‬ ‫اإليراين‪ ،‬منذ نشأة القضية الفلسطينية باحتالل االرض املقدسة‪.‬‬ ‫معارضة علامء الدين ملرشوع تقسيم فلسطني يف عصبة األمم‪ ،‬كان يف‬ ‫الواقع بداية املواجهة بني علامء العامل اإلسالمي والغرب‪ ،‬وقد رفع علامء‬ ‫الدين اإليرانييني املقيمني يف العراق‪ ،‬راية هذه املواجهة‪ .‬وهذا املوقف املعارض‬ ‫للصهاينة والداعم للفلسطينيني‪ ،‬واستمر مع كل حدث يف فلسطني‬ ‫املحتلة وتفاعل مع القضية الفلسطينية يف كل ما يتعلق بها اىل أن ظهر‬ ‫اإلمام الخميني كمرجع ديني بارز يف الساحة السياسية يف إيران حيث ربط‬ ‫موقفه املعارض للنظام املليك بالعالقات الواسعة لهذ النظام مع الكيان‬ ‫الصهيوين‪ .‬وقد أعلن اإلمام الخميني يف حديث له بتاريخ ‪ 7/4/1964‬وهو يف‬

‫‪60‬‬

‫املنفى «إ َّنني أعلن لجميع الدول اإلسالمية ومسلمي‬ ‫العامل يف أي مكان كانوا‪ ،‬بأن الشعب اإليراين املجيد‪،‬‬ ‫يكنُّ إلرسائيل وعمالئها من الدول التي تصالح‬ ‫إرسائيل كل العداء»‪.‬‬ ‫ويبدو أن العرب مل يعرفوا إىل اليوم الخطر العظيم‬ ‫الذي كان يهددهم لو كتب للنظام املليك يف ايران‬ ‫الحياة‪ .‬ذلك النظام الذي اعرتف بالكيان الصهيوين‬ ‫سنة ‪1949‬م كأم ٍر واقع ما أثار معارضة العلامء‬ ‫والشعب اإليراين‪ ،‬إىل أن ألغي االعرتاف من قبل‬ ‫حكومة الدكتور مصدق سنة ‪1951‬م‪ ،‬لكن وبعد‬ ‫اإلطاحة بحكومة الدكتور مصدق بواسطة االنقالب‬ ‫بدعم أمرييك ورجوع الشاه إىل ايران من منفاه يف‬ ‫ايطاليا‪ ،‬ق ّرر الشاه إقامة وتوسيع العالقات مع الكيان‬ ‫الصهيوين يف كل الجوانب السياسية واالقتصادية‬ ‫واالستخباراتية‪.‬‬ ‫واألمنية‬ ‫والعسكرية‬ ‫والتجارية‬ ‫وكتبت صحيفة “جريوزاليم بوست” يف تلك الفرتة‬ ‫أن إلرسائيل منافع اسرتاتيجية يف إيران‪ ،‬وعىل هذا‬ ‫االساس تع ّمقت العالقات اإليرانية اإلرسائيلية يف‬ ‫جوانبها املختلفة من جملتها العالقات العسكرية‪.‬‬ ‫وحسب الوثائق املوجودة تم عقد عدّة اتفاقيات بني إيران و”إرسائيل” بهدف‬ ‫التنسيق والتعاون بني جييش البلدين منها‪:‬‬ ‫اتفاقية ناويران سنة ‪1969‬م حول تسليح جيش إيران باألجهزة االلكرتونية‬ ‫وتدريب الجنود والضباط اإليرانيني بالسالح االلكرتوين‪.‬‬ ‫اتفاقية يف مجال سالح الجو حول تنسيق بني القوة الجوية يف البلدين‬ ‫وتدريب الضباط اإليرانيني واإلرسائيليني‪.‬‬ ‫اتفاقية رشاء صواريخ أرض أرض مداها ‪ 450‬كيلومرت‪ ،‬مجهزة برأس غري‬ ‫نووي يزن ‪ 350‬باوند من إرسائيل بقيمة ‪ 1.2‬ميليار دوالر‪ ،‬كذلك اتفاقية رشاء‬ ‫هاون من “إرسائيل” واتفاقية تصليح املقاتالت اإليرانية يف “إرسائيل”‪.‬‬ ‫لقد حاول الصهاينة جادّين إقامة عالقات ثقافية مع ايران لكن محاوالتهم‬ ‫باءت بالفشل‪ ،‬بسبب موقف الشعب االيراين املعارض للصهاينة‪ ،‬فر ّكزوا‬ ‫عىل العالقات العسكرية واألمنية حيث اعترب الصهاينة إيران القاعدة‬ ‫الوحيدة اآلمنة واملستقرة واملطمنئة لهم يف املنطقة‪ ،‬فتعمقت العالقات‬ ‫االمنية والعسكرية بني البلدين إىل أقىص الحدود‪ ،‬ويف هذا اإلطار أبدى‬ ‫الصهاينة استعدادهم تجهيز إيران بالسالح النووي والتعاون يف حقل‬ ‫الصواريخ البالستية النووية‪ .‬وحسب الوثائق املوجودة‪ ،‬كان هناك مرشوع‬ ‫معروف بـ (مرشوع الوردة) أو (عملية الوردة) الذي عىل أساسه تفاوض “اوري‬ ‫لوبراين” سفري “إرسائيل” يف طهران مع رئيس جهاز األمن اإليراين (سافاك)‪،‬‬ ‫وأعلن عن استعداد الكيان الصهيوين للتعاون النووي مع إيران مؤكدا رأي‬ ‫“إرسائيل” برضورة تسليح إيران بالسالح النووي‪ ،‬وقال يف هذا اللقاء‪“ :‬نحن‬ ‫مستعدون للتعاون النووي مع ايران يف كل الجوانب‪ ،‬واذا أردتم بإمكاننا إنتاج‬ ‫السالح النووي لكم‪ .‬ألن إنتاج يورانيوم ‪ 238‬من يورانيوم ‪ 235‬لتوليد السالح‬ ‫النووي عمل سهل جداً يف إرسائيل”‪.‬‬ ‫والجدير ذكره أن كل قادة الثورة اإلسالمية‪ ،‬الذين استلموا املناصب‬ ‫الحكومية العليا يف ايران بعد انتصار الثورة كانوا من تالمذة اإلمام الخميني‬ ‫وأنصاره‪ ،‬وكانوا يدينون بفكره ومنهجه‪ ،‬وهكذا أصبح املوقف العدايئ‬ ‫للكيان الصهيوين موقفاً أساسياً واسرتاتيجياً يف السياسة الخارجية‬ ‫اإليرانية‪ ،‬ضمن سياسة أشمل تنص عىل دعم حقوق املسلمني والشعوب‬ ‫املستضعفة يف العامل‪ ،‬وهذا انعكس يف دستور الجمهورية اإلسالمية‬ ‫حيث نصت املادة ‪ 154‬أن الجمهورية اإلسالمية اإليرانية مع مراعاتها أصل‬ ‫عدم التدخل يف الشؤون الداخلية لبقية الدول‪ ،‬يف نفس الوقتتيدعم‬ ‫نضال املستضعفني ضد املستكربين الستعادة حقوقهم املسلوبة يف‬ ‫أية نقطة يف العامل‪ .‬فالسياسة الخارجية اإليرانية حسب املادة ‪ 152‬هي‬ ‫رفض لكل أشكال السيطرة عىل اآلخرين‪ ،‬وعدم قبول سلطة األجانب عىل‬

‫‪61‬‬

‫إيران‪ ،‬ورفض االنحياز للقوى املستعمرة وإقامة العالقات السليمة مع الدول‬ ‫الراغبة بالسالم‪ .‬إن الثورة اإلسالمية غيرَّ ت السياسة الخارجية إليران من‬ ‫التبعية للواليات املتحدة األمريكية والتعاون الشامل مع الكيان الصهيوين‬ ‫إىل سياسة االستقالل وعدم االنحياز إىل القوى العظمى ودعم حقوق‬ ‫الشعوب املسلوبة يف مقدمتهم نضال الشعب الفلسطيني‪ ،‬ولكن يف‬ ‫املقابل كيف استقبلت األنظمة العربية هذا النظام الجديد وكيف ترصفوا‬ ‫إزاؤه‪.‬‬ ‫ال مجال هنا لفتح ملف العالقات اإليرانية‪ -‬العربية بعد انتصار الثورة‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬هذ امللف الضخم والشائك امليلء بالفرص الضائعة والهدر‬ ‫البالغ يف املصادر اإلنسانية واالقتصادية والذي أضرَّ‬ ‫باملصالح العليا‬ ‫للجانبني ولكن لفهم ما أرمي إله يكفينا ان نلقي نظرة‌ رسيعة عىل ما‬ ‫يدور يف اإلعالم العريب ويف ترصيحات القادة واملسؤولني العرب يف كل ما‬ ‫يرتبط بايران او ما يراد ربط ايران به‪.‬‬ ‫وحسب هذه االعالم اذا اختلف القادة العرب يف انعقاد مؤمتر القمة حم َّـلوا ايران‬ ‫املسؤولية عن عدم انعقاده‪ ،‬واذا حرض الرئيس االيراين يف مؤمتر لقادة العرب فيصبح‬ ‫الرابح األكرب هو ايران‪ .‬يف هذا االعالم يتم تصوير ايران بأنها تعمل عىل متزيق الصف‬ ‫العريب‪ ،‬وليس إليران إ ّال نوايا سيئة تجاه الدول العربية‪ ،‬وإيران تساعد حامس لغرض‬ ‫تطبيق مرشوعها يف املنطقة‪ ،‬بحث تصبح اليد الطوىل إليران وتن ِّفـذ املخططات‬ ‫اإليرانية‪ .‬فاإلعالم العريب وبعض املسؤولني العرب بطريقة تعاطيهم مع القضية‌‬ ‫الفلسطينية وخاصة إبان حرب غزة‪ ،‬نسووا أو تناسوا بأن حركة حامس حركة‬ ‫مقاومة لديها قضية عادلة وتقاوم العدو الغاصب املحتل الجاين وتريد استعادة‬ ‫َّ‬ ‫وأن املساعدات اإليرانية لفصائل املقاومة‬ ‫حق الشعب الفلسطيني املسلوب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الفلسطينية ومن ضمنها حركة حامس‪ ،‬تأيت من منطلق ديني عمال بفتاوى املراجع‬ ‫الدينية وعىل رأسهم اإلمام الخميني الراحل ويف إطار تطبيق سياستها الخارجية‬ ‫الرسمية التي حدَّدت معاملها األساسية يف الدستور اإليراين‪.‬‬ ‫ورغم كل هذا‪ ،‬فإن الثورة اإلسالمية يف عقدها الرابع مازالت علی جانب الحق يف‬ ‫سياستها الخارجية وتدعم وستدعم خط املقاومة يف وجه قوی ال ِّ‬ ‫رش واالستعامر‬ ‫خاصة املقاومة الفلسطينية يف وجه الكيان الصهيوين‪.‬‬ ‫َّ‬

‫أبوالفضل صالحي‌ نيا‬ ‫امللحق الثقايف للجمهورية‬ ‫اإلسالمية االيرانية يف لبنان‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫أميركا تقلق‬ ‫من دخول إيران‬ ‫الى حديقتها الخلفية‬ ‫من الباب الواسع‬ ‫كانت دول أمريكا الالتينية وخاصة فنزويال‬ ‫والربازيل ترغب يف إنشاء حلف سيايس دويل‬ ‫مع الدول العربية‪ ،‬يف محاولة إلسامع صوت‬ ‫الجنوب يف املنتديات واملؤسسات العاملية التي‬ ‫تهيمن عليها دول الشامل‪ ،‬ومن أجل عامل‬ ‫متعدد األقطاب‪ .‬غري أن العامل العريب إما أنه‬ ‫مل يستوعب املبادرة و ُبعدها االسرتاتيجي‬ ‫مستقب ًال‪ ،‬أو خضعت بعض الدول الرئيسية‬ ‫كمرص والسعودية للضغط األمرييك لتفادي‬ ‫هذا التحالف‪ ،‬وهو الرأي األرجح‪.‬‬ ‫وأمام االنكامش العريب وجدت أمريكا الالتينية‬ ‫ضالتها يف إيران التي تبحث عن آفاق أوسع‬ ‫لنفوذها كدولة ناشئة‪ ،‬وأصبحت من املخاطبني‬ ‫الجدد سياسياً واقتصادياً وأمنياً لهذه املنطقة‪.‬‬ ‫هذا التطور الجديد جعل الواليات املتحدة‬ ‫و”إرسائيل” تدقان ناقوس الخطر وال ترتددان يف‬ ‫التحذير العلني مام تعتربه الغزو اإليراين ألمريكا‬ ‫الالتينية‪.‬‬ ‫وتعترب أمريكا الالتينية من املناطق يف العامل‬ ‫التي شهدت وتشهد خالل العقد الحايل تغيريات‬ ‫هيكلية وجذرية‪ ،‬فبعد انتشار الدميقراطية‬ ‫ومبستويات مختلفة يف كل دول املنطقة‪ ،‬بدأت‬ ‫تبحث لنفسها عن موقع يف الخريطة السياسية‬ ‫العاملية مراهنة عىل التعاون جنوب ‪ -‬جنوب‬ ‫ونسج عالقات قوية مع دول أخرى مثل روسيا‬ ‫والهند والصني‪.‬‬ ‫وأمام الفتور العريب املتعمد‪ ،‬اعتربت بعض دول‬ ‫أمريكا الالتينية أن العامل العريب غري مؤهل يف‬ ‫الظروف الحالية ليك يتحول اىل قطب سيايس‬ ‫فاعل يف الخريطة السياسية طاملا ال ميتلك‬ ‫استقاللية قراره السيايس‪ ،‬وكان الرهان عىل‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الرئيسان نجاد وتجافيز‬

‫إيران‪ ،‬وبالتايل عىل تركيا مستقب ًال‪.‬‬ ‫أدركت إيران خيبة أمل أمريكا الالتينية يف‬ ‫العامل العريب‪ ،‬فقدمت نفسها كبديل‪ ،‬خاصة‬ ‫وأنها متتلك الكثري من املؤهالت وتشرتك مع‬ ‫أمريكا الالتينية (خاصة مع فنزويال وبوليفيا‬ ‫والربازيل) يف الرؤية االسرتاتيجية للمستقبل يف‬ ‫عامل متعدد األقطاب‪ ،‬وحضور متم ّيز لدول الجنوب‬ ‫يف الخريطة الجيوسياسية العاملية وسياسة دول‬ ‫املامنعة واملناهضة للواليات املتحدة‪.‬‬ ‫ويف الوقت الذي مازالت فيه العالقات بني‬ ‫العامل العريب وأمريكا الالتينية ال تتعدى التبادل‬ ‫التجاري الكالسييك‪ ،‬تكون إيران قد أقدمت عىل‬ ‫خطوات اسرتاتيجية مذهلة نذكر منها‪:‬‬ ‫التنسيق بني إيران وفنزويال يف مجال النفط‬ ‫ضمن منظمة “أوبك”‪ ،‬حيث يكون هذا التنسيق‬ ‫يف مواجهة بعض الدول العربية مثل السعودية‬ ‫التي ترضخ لطلبات واشنطن بالرفع من اإلنتاج‬ ‫والتخفيض من األسعار‪.‬‬ ‫التنسيق العسكري بني إيران وعدد من الدول‬ ‫ومن ضمنها فنزويال وبوليفيا واإلكوادور‪ ،‬وتساعد‬ ‫إيران بوليفيا وفنزويال ونيكارغوا يف إعادة بناء‬ ‫جيوشها‪ ،‬وذلك تحت أنظار الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫التنسيق السيايس يف املنتديات الدولية‪،‬‬ ‫حيث أن رؤية إيران للقضايا الدولية تلتقي كثرياً‬ ‫مع رؤية دول أمريكا الجنوبية خاصة يف إسامع‬ ‫صوت الجنوب‪ ،‬ويتجىل التنسيق يف منظمة‬ ‫األمم املتحدة ووكالة الطاقة الذرية‪ ،‬حيث أن دوالً‬ ‫مثل اإلكوادور وبوليفيا وفنزويال ونيكاراغوا وكوبا‪،‬‬ ‫ونسبياً الربازيل‪ ،‬تساند حق طهران يف امتالك‬ ‫الطاقة النووية املدنية‪ ،‬بل إن فنزويال وقعت اتفاقاً‬ ‫مع إيران ملدها بالتقنية الرضورية للحصول عىل‬

‫‪62‬‬

‫الطاقة النووية املدنية‪ .‬والتنسيق االقتصادي‬ ‫بالتعاون يف عدد من املجاالت االجتامعية‬ ‫واالقتصادية وأبرزها االتفاقية التي منحت طهران‬ ‫مبوجبها بوليفيا قرضاً قيمته مليار و‪ 100‬مليون‬ ‫دوالر‪ ،‬لتطوير القطاع الزراعي والصناعات الخفيفة‬ ‫واملناجم‪ ،‬واتفاقية مامثلة مع اإلكوادور بفيمة ‪200‬‬ ‫مليون دوالر‪.‬‬ ‫ووقعت إيران أكرث من ‪ 300‬اتفاقية مع دول‬ ‫املنطقة يف ظرف سنوات قليلة تشمل جميع‬ ‫املجاالت‪ ،‬وهذا رقم يتجاوز جميع االتفاقيات التي‬ ‫وقعتها الدول العربية مع أمريكا الجنوبية خالل‬ ‫العرش سنوات األخرية‪ ،‬بل أن التبادل التجاري بني‬ ‫إيران ودول املنطقة كان ضعيفاً سنة ‪ 2005‬وانتقل‬ ‫اىل مليارات الدوالرات يف أواخر العام ‪.2009‬‬ ‫كام قام الرئيس اإليراين محمود أحمدي نجاد‬ ‫بأكرب عدد من الزيارات اىل أمريكا الجنوبية خالل‬ ‫الثالث السنوات األخرية‪ ،‬ما جعل واشنطن تعرب‬ ‫عن قلقها الشديد من الحضور اإليراين يف أمريكا‬ ‫الالتينية‪ ،‬وخاصة ارتفاع نسبة الدبلوماسيني‬ ‫اإليرانيني واملكاتب التجارية والبعثات السياسية‬ ‫والثقافية‪ .‬ويسود القلق “إرسائيل” أيضاً‪،‬‬ ‫فمنطقة أمريكا الالتينية كانت مرسحاً لنفوذ‬ ‫“تل أبيب” حيث وظفت الجاليات اليهودية هناك‬ ‫يف خدمة أهدافها‪ ،‬لكنها خرست الكثري خالل‬ ‫املدة األخرية‪ ،‬ومنها طرد سفرائها من دول مثل‬ ‫فنزويال وبوليفيا‪.‬‬ ‫ويرى مراقبون أن توقيت إعادة التواصل‬ ‫اإلرسائييل مع دول أمريكا الالتينية متعلق‬ ‫بشكل أكرب بسياسات إيران يف تلك املنطقة‪،‬‬ ‫وتتخ ّوف “إرسائيل” مام وصفته بـ”االخرتاقات‬ ‫اإليرانية الناجحة” يف أمريكا الالتينية حيث بدأت‬

‫بربنامج منذ سنوات إلقامة عالقات مع مناطق‬ ‫يف العامل بشكل بدأ يثري القلق اإلرسائييل‪.‬‬ ‫ويف الزيارة األخرية لطهران‪ ،‬وقف الرئيس‬ ‫الفنزوييل أوغو تشافيز والرئيس اإليراين محمود‬ ‫أحمدي نجاد ليؤ ّكدا أن مهمة إيران وفنزويال هي‬ ‫توسيع الجبهة املناوئة لالستكبار‪ ،‬لكن العالقة‬ ‫بني البلدين تتجاوز الحديث عن عهد االستكبار‬ ‫العاملي الذي قد ولىّ وفقد تأثريه عىل الشعوب‬ ‫الثورية اىل مشاريع اقتصادية واسرتاتيجية‪ ،‬وهو‬ ‫ما تحدّث عنه الزعيامن عندما أشارا اىل التعاون‬ ‫املشرتك يف مختلف مناطق العامل من خالل‬ ‫تنفيذ االتفاقيات الثنائية وتطوير العالقات بني‬ ‫إيران وفنزويال كأمر رضوري يف ضوء املصالح‬ ‫واألصدقاء واألعداء املشرتكني‪.‬‬ ‫ومهّد لنجاح إيران يف بناء منظومة العالقات‬ ‫يف أمريكا الالتينية مجموعة ظروف يف مقدمتها‬ ‫السياسات االستغاللية الني مارستها اإلدارات‬ ‫األمريكية املتعاقبة لرثوات ومقدرات شعوب تلك‬ ‫الدول‪ ،‬والتدخالت املخابراتية والسياسية بشؤونها‬ ‫بطرق عدة من أهمها دعم اإلنقالبات العسكرية‪،‬‬ ‫وكان لظهور تيار “اليسار الجديد” أثره يف تهيئة‬ ‫األرضية ملوجة من العداء لواشنطن وترحيب غري‬ ‫مسبوق ببناء عالقات مع إيران‪.‬‬ ‫وتقطف طهران اليوم مثار نجاحها يف وقت‬ ‫أخفق فيه النظام الرسمي العريب‪ ،‬الذي مل‬ ‫يبذل أي جهد الستقبال إشارات أمريكا الالتينية‬ ‫له برضورة التعاون املشرتك رغم تكرارها‬ ‫وجديتها‪ ،‬لكن التقاعس العريب جعل إيران تنهج‬ ‫اسرتاتيجية ذكية لتعزيز حضورها القوي يف‬ ‫أمريكا الالتينية‪ ،‬حيث استطاعت تكسري الحصار‬ ‫السيايس واالقتصادي ووجدت دع ًام لربنامجها‬ ‫النووي‪ ،‬وبهذا فهي تحارص نفوذ الواليات املتحدة‬ ‫يف منطقة جرى تصنيفها تاريخياً بالحديقة‬ ‫الخلفية لواشنطن‪.‬‬ ‫ومن جهة أخرى ح ّذر الكثري من الخرباء‬ ‫األمريكيني من تصعيد املواجهة يف أمريكا‬ ‫الالتينية ألنه يصب يف مصلحة إيران‪ ،‬وألن‬ ‫شعبية الواليات املتحدة يف العامل بلغت أدىن‬ ‫مستوياتها وأصبح العديد من شعوب العامل‬ ‫ينظرون إىل زعامء إيران وفنزويال وبوليفيا‬ ‫بقدر كبري من التعاطف ألنهم يتحدّون القوة‬ ‫األمريكية‪ ،‬ويرون نفاقاً واضحاً يف ترصفات‬ ‫الواليات املتحدة‪ .‬وير ّكز منتقدو إيران عىل‬ ‫حليفتها فنزويال‪ ،‬التي يتهمونها بأنها فتحت‬ ‫أبواب أمريكا الالتينية أمام اإليرانيني‪ ،‬وأن بعض‬ ‫ادعاءات هؤالء املنتقدين يصعب تصديقها مثل‬ ‫إقامة معسكرات تدريب يف جزيرة سياحية يف‬ ‫فنزويال‪ ،‬أو تهريب اليورانيوم الفنزوييل اىل إيران‪ ،‬أو‬ ‫حتى استخدام مصانع الدراجات والجرارت اإليرانية‬

‫ومع الرئيس البوليفي موراليس‬

‫ومع الرئيس لوال‬ ‫واجهة للنشاطات النووية‪.‬‬ ‫ويسخر الرئيس الفنزوييل أوغو تشافيز من‬ ‫تلك االدعاءات‪ ،‬حيث قال مؤخرا يف برنامجه‬ ‫التلفزيوين األسبوعي‪“ :‬إنه قد وصلته دراجته‬ ‫النووية الجديدة”‪.‬‬ ‫ويف نفس السياق أعربت وزيرة الخارجية‬ ‫األمريكية هيالري كلينتون عن قلقها للنجاحات‬ ‫الدبلوماسية إليران يف املنطقة‪ ،‬وح ّذرت دول‬ ‫أمريكا الالتينية من التقارب بشدة مع إيران‬ ‫واصفة ذلك بأنه فكرة سيئة جداً وقد تكون لها‬ ‫عواقب‪ ،‬أثارت تهديدات كلينتون غضب زعامء‬

‫‪63‬‬

‫أمريكا الالتينية‪ ،‬وتوىل الزعيم الفنزوييل الرد‬ ‫علىها قائ ًال‪ :‬إننا نسعى إلنقاذ البرشية‪ ...‬ووضع‬ ‫حد لإلمرباطورية األمريكية التي تستعمل‬ ‫لغة استعالئية تجاه بالدنا‪ ...‬وإن شعوب أمريكا‬ ‫الالتينية مل تعد تأخذ أوامرها من واشنطن‪،‬‬ ‫وترصيحات كلينتون هجوم استعامري يستهدف‬ ‫القوى املامنعة يف أمريكا الالتينية‪ ،‬داعياً الواليات‬ ‫املتحدة اىل سحب قواتها من العراق وأفغانستان‬ ‫ورفع الحصار عن كوبا وتجميد االستيطان اليهودي‬ ‫يف األرايض املحتلة‪.‬‬

‫رونالد حمدان‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب دويل‬

‫الفرز األميركي لإلرهاب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫هامم خليل البلوي وحكيم عبد الله محسود‬

‫عمر فاروق عبد املطلب‬

‫‪ 11‬أيلول‬

‫محاولة تفجري طائرة الرشكة األمريكية “نورث‬ ‫ويست” يف سامء مدينة “ديرتويت” وعىل متنها‬ ‫‪ 278‬شخصاً من أمريكيني وغري أمريكيني‪ ،‬كانت‬ ‫الحدث األبرز يف األيام األخرية من سنة ‪.2009‬‬ ‫وأعلنت القاعدة يف شبه الجزيرة العربية‬ ‫مسؤوليتها عن املحاولة‪ ،‬وأشادت بـ “األخ النيجريي”‬ ‫عمر فاروق عبد املطلب‪ ،‬الذي مت ّكن من إخفاء املادة‬ ‫املتفجرة التي قال املحققون أنها «البنرتين» يف‬ ‫مالبسه الداخلية‪ ،‬ومل تكشفها أجهزة الكشف‬ ‫عن املعادن املستخدمة يف املطارات‪ ،‬وفشل الشاب‬ ‫النيجريي يف تفجري املادة‪ ،‬لكنه أشعل حريقاً يف‬ ‫الطائرة مت ّكن من إخامده عىل الفور‪.‬‬ ‫غداة هذه املحاولة الفاشلة لتفجري الطائرة‪،‬‬ ‫أعلن الرئيس األمرييك “باراك أوباما” مجموعة‬ ‫من القرارات تنص عىل إعادة النظر يف الرتتيبات‬ ‫واإلجراءات األمنية‪ ،‬لكنه مل يعلن عن أي مبادرة‬ ‫إلعادة النظر يف السياسة الخارجية للواليات‬ ‫املتحدة عىل نحو يساعد عىل وقف األسباب التي‬ ‫تدفع اىل اإلرهاب غري إجبار املسافرين عىل خلع‬ ‫مالبسهم من أجل التفتيش يف املطارات‪.‬‬ ‫إن مشكلة اإلرهاب لها جوانب متعددة‬ ‫واإلجراءات الجديدة التي أعلنتها الواليات املتحدة‬ ‫تتع ّلق بجانب واحد فقط وهو الجانب األمني‪ ،‬لكن‬ ‫هناك جانب رئييس للمعالجة يتم ّثل يف عدم اتباع‬ ‫السياسات التي تدفع املزيد من األفراد للجوء اىل‬ ‫اإلرهاب‪ ،‬أو عىل األقل تحديد السياسات التي تدفع‬ ‫اىل اإلرهاب وعدم االستمرار يف إنتاجها‪ .‬واألمر‬ ‫املثري للقلق‪ ،‬هو أن إدارة “أوباما” تبدو عازمة عىل‬ ‫االستمرار يف بعض السياسات التي ثبت أنها‬ ‫تسببت بصورة مبارشة بإثارة املشاعر املعادية‬ ‫للواليات املتحدة‪ ،‬ونشري يف هذا السياق اىل أن‬ ‫شقيق الطبيب األردين هامم خليل البلوي‪ ،‬الذي‬ ‫ن ّفذ هجوماً انتحارياً يف أفغانستان أسفر عن‬ ‫مقتل سبعة من أفراد وكالة االستخبارات املركزية‬ ‫األمريكية (يس آي إيه)‪ ،‬قال أن حرب “إرسائيل”‬ ‫عىل قطاع غزة يف كانون الثاين ‪ 2009‬من ضمن‬ ‫األسباب الرئيسية التي دفعت شقيقه اىل‬ ‫الجهاد واالستشهاد‪ .‬لذلك فإن أي محاولة جادة‬ ‫ملعالجة مشكلة اإلرهاب يجب أن تكون متعددة‬ ‫الجوانب‪ ،‬فتبنّي الخيار العسكري واألمني من دون‬ ‫النظر يف الدوافع واألسباب التي تقف وراء هذه‬

‫املشكلة لن يفيض اىل حلها‪ .‬وال بد من الربط بني‬ ‫الجوانب املتعددة للسياستني الخارجية والعسكرية‬ ‫للواليات املتحدة‪ ،‬مثل التدخل العسكري‪ ،‬وسياسة‬ ‫االغتياالت‪ ،‬والدعم غري املرشوط لـ “إرسائيل”‪ ،‬وإ ّال‬ ‫فإن الفشل سيكون مصري أي مسعى من جانب‬ ‫الواليات املتحدة ملعالجة مشكلة اإلرهاب‪.‬‬ ‫الدميقراطية هي التداول السلمي للسلطة‬ ‫عن طريق صناديق االقرتاع‪ ،‬رشط أن ال تأيت نتائج‬ ‫االنتخابات بحكومة ال تريدها الواليات املتحدة مثل‬ ‫حركة حامس يف فلسطني أو أي حكومة ترفضها‬ ‫“واشنطن” لسبب أو آلخر‪ .‬واإلرهاب هو استخدام‬ ‫العنف يف تحقيق األهداف وتدمري املنشآت العامة‬ ‫وقتل األبرياء‪ ،‬مع استثناء أعامل القتل والدمار التي‬ ‫تقوم بها الواليات املتحدة وابنتها “إرسائيل” من‬ ‫هذا التعريف‪ .‬هذا هو الواقع الذي تفرضه الواليات‬ ‫املتحدة عىل حلفائها قبل أعدائها‪ ،‬واألمثلة عىل‬ ‫ذلك كثرية‪ ،‬فهناك مثال حركة حامس عندما‬ ‫رفضت الواليات املتحدة الدميقراطية ألنها أتت‬ ‫بها‪ ،‬ورفضت مؤخراً الصلح بني فتح وحامس ألنه‬ ‫سيأيت بأعضاء من حامس يف حكومة الوحدة‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫وما حصل يف فنزويال ال زال حارضا يف األذهان‪،‬‬ ‫فعندما خرس مرشح األمريكان االنتخابات فرضت‬ ‫الواليات املتحدة حظراً عىل هذا البلد‪ ،‬واليشء‬ ‫نفسه حدث يف عهد “رونالد ريغان” بالنسبة‬ ‫لنيكاراغوا‪ .‬إن الشواهد يف املايض والحارض تشري‬ ‫عن‬ ‫اىل أن اإلدارات األمريكية عندما تتحدث‬ ‫الدميقراطية ال تتبع أقوالها بالفعل‪ ،‬فحني يسقط‬ ‫املرشح الذي تدعمه واشنطن تبدأ اإلدارة األمريكية‬ ‫يف معاداة النظام وتصفه بعدم الرشعية وتحاول‬ ‫أن تفعل كل ما يف وسعها إلعاقة مسرية‬ ‫الدميقراطية فيه‪ .‬وهذه الحقائق ال تحتاج اىل دليل‬ ‫بالنسبة للعامل اإلسالمي بشكل عام والعامل‬ ‫العريب بشكل خاص‪.‬ألن العامل العريب هو امليدان‬ ‫األسايس الذي يكشف كذب الدعاية األمريكية‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫بالقضية‬ ‫يتعلق‬ ‫فيام‬ ‫خاصة‬ ‫واملوقف األمرييك املنحاز عىل الدوام للصهيونية‬ ‫العاملية‪.‬‬ ‫اإلرهاب هو االستخدام املتعمد للعنف أو‬ ‫التهديد به لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو‬ ‫إيديولوجية‪ ،‬وذلك عن طريق اإلكراه أو التهديد أو‬

‫بث الرعب والخوف‪ .‬وهذا التعريف أعدته الواليات‬ ‫املتحدة وأصدرت قراراً عرب منظمة األمم املتحدة‬ ‫تدعو فيه الدول جميعها اىل القضاء عىل اإلرهاب‪،‬‬ ‫واستثنت منه حق تقرير املصري للشعوب التي‬ ‫تعيش يف ظل االحتالل والقمع من قبل دول‬ ‫أخرى‪ ،‬وعدم حق املقاومة لهذا االحتالل‪ .‬لذلك فإن‬ ‫الحرب عىل اإلرهاب ليست هي العالج‪ ،‬وإمنا يكون‬ ‫العالج بنرش العدالة وسيادة القانون واحرتام حق‬ ‫الشعوب وخاصة الشعوب التي تقاوم وتدافع عن‬ ‫أنفسها كلام هوجمت‪.‬‬ ‫إن املقولة الشهرية لـ “جورج بوش” “من ليس‬ ‫معنا هو عدونا”‪ ،‬وفلسفة االستقطاب هذه التي‬ ‫ظن العامل أن الواليات املتحدة تخلصت منها يف‬ ‫عهد “اوباما” لصالح نهج براغاميت‪ ،‬عادت لتهيمن‬ ‫عىل عقلية صانع القرار األمرييك وتزداد راديكالية‬ ‫االستقطاب عندما يتعلق األمر بالعامل العريب‪،‬‬ ‫فاإلرهاب عند اإلدارة األمريكية ووسائل إعالمه ذو‬ ‫وجه عريب وإسالمي‪ ،‬فقد أدخلت الواليات املتحدة‬ ‫تنظيامت املقاومة مثل حزب الله‪ ،‬وحامس‪ ،‬وكتائب‬ ‫شهداء األقىص‪ ،‬والجهاد يف زمرة ما تسميه‬ ‫باملنظامت اإلرهابية‪ .‬فالفرز األمرييك حول قضايا‬ ‫العرب والذي ترص عليه اإلدارة يف “واشنطن” من‬ ‫ليس معنا بالرضورة ضدنا‪ ،‬متارسه اإلدارة األمريكية‬ ‫مع عاملنا العريب واإلسالمي عىل األقل منذ‬ ‫خمسني عاماً‪ ،‬بحيث يلحظ املراقب أنه ويف كل‬ ‫عقد من الزمان تختار اإلدارة األمريكية شخصية‬ ‫من عاملنا واضعة شعبنا بني خيارين “إما و أو”‪،‬‬ ‫فكانت هذه الشخصيات عىل التوايل ومنذ العام‬ ‫‪ 59‬جامل عبد النارص‪ ،‬يف الـ ‪ 69‬يارس عرفات‪ ،‬يف‬ ‫الـ ‪ 79‬الخميني‪ ،‬يف الـ‪ 89‬صدام حسني‪ ،‬ويف الـ ‪99‬‬ ‫اسامة بن الدن‪.‬‬ ‫إن اإلدارة األمريكية مل تفهم بعد أن العامل‬ ‫العريب يختار أمته العربية واإلسالمية والرتاث‬ ‫اإلسالمي والعريب وحقوق الشعوب العربية وتحرير‬ ‫األرض والعيش يف كرامة بسالم عادل وشامل‪.‬‬ ‫واليوم‪ ،‬يف هذا العامل املتقلب‪ ،‬الكرة يف ملعب‬ ‫“باراك اوباما” بشأن مواجهة اإلرهاب‪ ،‬أو تغيري‬ ‫السياسات الخاطئة أو السري قدماً نحو املزيد من‬ ‫املآيس وتعرية املسافرين ألجل تفتيشهم يف‬ ‫املطارات‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫منرب اقتصادي‬

‫المنطقة الح ّرة في طرطوس‬ ‫نشاط مم ّيز وإيرادات مرتفعة‬ ‫تلعب املناطق الحرة دوراً مميزاً يف رفد االقتصاد‬ ‫الوطني باإليرادات وخاصة بالقطع األجنبي‪ ،‬وال ننىس‬ ‫املواقع املهمة التي أقيمت عليها هذه املناطق ملا لها‬ ‫من دور يف حركة التجارة والرتانزيت وإعادة التصدير‬ ‫نحو األسواق العاملية‪ ،‬وإحدى تلك املناطق املنطقة‬ ‫الحرة يف طرطوس التي تتميز مبوقع مهم بجانب مرفأ‬ ‫ُيعد منفذاً بحرياً مه ًام لسورية عىل البحر املتوسط‪،‬‬ ‫وصلة الوصل بني الغرب والرشق‪.‬‬ ‫وإللقاء الضوء عىل نشاط املنطقة الحرة يف‬ ‫طرطوس التقت مجلة “منرب التوحيد” املهندس عيل‬ ‫حسن مدير املنطقة يف الحوار التايل ‪:‬‬ ‫حبذا لو نبدأ بأشكال االستثامر يف هذه‬ ‫املنشأة‪.‬‬ ‫أشكال االستثامر متنوعة منها تقديم بناء جاهز‬ ‫وببدل إشغال قدره ‪ 15‬دوالراً عن كل مرت مربع واحد‬ ‫يف العام‪ ،‬تقديم أرض معدة للبناء يقوم املستثمر‬ ‫بإشادة البناء عليها وعىل نفقته الخاصة وببدل‬ ‫إشغال قدره خمسة دوالرات عن كل مرت مربع سنوياً‪،‬‬ ‫تقديم مستودعات وساحات عامة توضع فيها البضائع‬ ‫العائدة للمستثمرين مقابل بدل إيداع حسب الوزن‬ ‫أو العدد أو املدة ‪.‬‬ ‫ما هو رأس املال املستثمر يف املنطقة حتى اآلن ؟‬ ‫بلغ رأس املال املستثمر يف املنطقة الحرة يف‬ ‫طرطوس حتى تاريخه ‪ 176,756,006‬دوالراً‪.‬‬ ‫ما هي آلية العمل املتبعة لديكم ؟‬ ‫يتم سحب البضائع من قبل أصحابها مبارشة من‬ ‫عنابر البواخر إىل املنطقة الحرة عىل مدار‪ 24‬ساعة‬ ‫عرب الباب املفتوح بينها وبني املرفأ‪ ،‬وذلك بإرشاف‬

‫مبارش من قبل لجنة مشرتكة تضم ممثلني عن املرفأ‬ ‫والجامرك واملنطقة الحرة‪ ،‬ينجز املستثمر أو وكيله‬ ‫القانوين املعاملة املطلوبة داخل النافذة الواحدة‬ ‫التي تضم مكاتباً للمرصف التجاري السوري‪،‬‬ ‫والجامرك‪ ،‬والنقل‪ ،‬والحجز الزراعي‪ ،‬حيث يتم إنجاز‬ ‫املعاملة برسعة قياسية وفق الزمن املحدد لها واملعلن‬ ‫بشكل واضح عىل لوحات كبرية داخل النافذة‪.‬‬ ‫وماذا عن إيرادات املنطقة ؟‬ ‫بلغ عدد املستثمرين يف املنطقة الحرة يف‬ ‫طرطوس حتى تاريخه ‪ 163‬مستثمراً‪ ،‬وقد أدت زيادة‬ ‫عدد املستثمرين إىل زيادة إيرادات املؤسسة عاماً بعد‬ ‫آخر‪ ،‬حيث بلغت إيراداتها لعام ‪ 2004‬مبلغاً قدره‬ ‫(‪ )211.3‬مليون‪ ،‬وازدادت عام ‪ 2005‬لتبلغ ‪ ،233.8‬ويف‬

‫العام ‪ 2006‬وصلت هذه اإليرادات إىل ‪ 234.2‬مليون‪،‬‬ ‫ويف العام ‪ 2007‬كانت ‪ 236.2‬مليون‪ ،‬أما يف العام‬ ‫‪ 2008‬بلغت ‪ 341.2‬مليوناً‪ ،‬ويف عام ‪2009‬ولغاية‬ ‫شهر آب بلغت اإليرادات ‪ 217.6‬مليون لرية سورية‪.‬‬ ‫ما هي أهم الخدمات التي تقدمها املنطقة‬ ‫الحرة؟‬ ‫تقدم للمستثمرين ما ميكنهم من إنجاز كافة‬ ‫معامالتهم املطلوبة داخل املنطقة مبارشة‪ ،‬ومن‬ ‫أهم هذه الخدمات‪ :‬توفري كافة الخدمات والبنى‬ ‫التحتية الالزمة لالستثامر من ماء ورصف صحي‬ ‫وطرق‪ ،‬وإحداث مكتب مرصيف تابع للمرصف‬ ‫التجاري السوري يقوم باستيفاء كافة البدالت‬ ‫والرسوم الجمركية والقنصلية‪ ،‬ورسوم متديد إقامة‬ ‫السيارات وجمركها وتأمينها‪ ،‬ورسوم البضائع‬ ‫والوكاالت الخاصة‪ ،‬إضافة إىل رسوم بيانات جمركية‬ ‫وتبديل العمالت األجنبية‪ ،‬إىل جانب إحداث مكتب‬ ‫للحجر الصحي البنايئ يقوم بالكشف الفني عىل‬ ‫جميع املستوردات الزراعية‪ ،‬وإحداث رصاف آيل عام‬ ‫يف مبنى اإلدارة لتوطني رواتب العاملني ‪.‬‬ ‫ماذا عن املشاريع الجديدة للمنطقة ؟‬ ‫نتيجة لتحسن مستوى الخدمات والتسهيالت‬ ‫بدأ بعض املستثمرين بإقامة صناعات داخل املنطقة‬ ‫من أبرزها تخمري املوز األخرض‪ ،‬وصناعة وفرز وتعقيم‬ ‫وتلميع وتعبئة األرز‪ ،‬وتعبئة الزيوت‪ .‬ومع ازدياد التخزين‬ ‫يجري العمل عىل تنفيذ مرآب طابقي من ساحة‬ ‫اإليداع العام لتخزين سيارات كل طابق مبساحة‬ ‫‪ /20000/‬م‪ ،2‬وقد تم إنجاز املرحلة األوىل منه‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫التوسع الذي يتم حاليا يف املنطقة الحرة يف طرطوس‬ ‫بشكل شاقويل لعدم إمكانية التوسع أفقياً‪.‬‬

‫مكتب دمشق ‪ -‬سمر رقية‬

‫رونالد حمدان‬ ‫‪65‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫ّ‬ ‫تتضخم وإصالحها أهم تح ٍّد يواجه الدولة‬ ‫أزمة الكهرباء‬

‫طابوريان لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫خصخصتها ليس الخيار االقتصادي األمثل‬ ‫انتهى العام ‪ ،2009‬لكن أزمة الكهرباء ال تزال املركز األول يف بنك‬ ‫املشكالت الوطنية التي مل يتفق الساسة اللبنانيون عىل إيجاد صيغة‬ ‫حل نهائية لها‪ ،‬ووقف مزراب الهدر الذي يقلق الخزينة‪ ،‬إذ أنه يف الوقت الذي‬ ‫يجب أن ُيحل هذا امللف الشائك بعيداً عن االنقسامات السياسية املوجودة‬ ‫يف البلد‪ ،‬تحولت الكهرباء اىل مادة سجال سياسية من الدرجة االوىل‪ ،‬يدفع‬ ‫من جرائها املواطن من جيبه فاتورتني‪ ،‬رغم تراجع قدراته الرشائية والالئحة‬ ‫الطويلة من الفواتري التي عليه أن يسددها‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬الكهرباء يف لبنان مل تعرف سوى األزمات املتدحرجة‪ ،‬وقد شهد صيف‬ ‫‪ 2009‬هذا العام تجليات التقنني عندما بات الطلب أكرث من املتوفر‪ ،‬وبلغ‬ ‫عجز الطاقة نحو ‪ 1000‬ميغاوات‪ ،‬وكثرياً ما دفعت املناطق مثن السياسات‬ ‫املتعرثة للقطاع‪ ،‬وارتفع اإلنفاق عىل الكهرباء ‪ 134‬مليار لرية يف ترشين‬ ‫األول ‪ ،2009‬باملقارنة مع الفرتة املامثلة من العام ‪ ،2008‬يضاف إليها‬ ‫استمرار أزمة الهدرين الفني وغري الفني (الرسقات والتعديات والتي متثل‬ ‫نحو ‪ %35‬من الطاقة املنتجة)‪ ،‬وهو ما يؤرش اىل األزمة التي تعصف بقطاع‬ ‫الكهرباء‪ .‬ولكن وعىل الرغم من األزمات التي تكررت‪ ،‬حقق لبنان مرحلتني‬ ‫هامتني يف تاريخ الكهرباء يف لبنان‪ :‬األوىل مت ّثلت بالربط الكهربايئ بني‬ ‫لبنان والدول الثامين‪ ،‬والثانية بوصول الغاز املرصي اىل دير عامر‪ ،‬والذي من‬ ‫املقدر أن يحقق وفراً مقداره نحو ‪ 240‬مليون دوالر سنوياً بحسب سعر برميل‬ ‫النفط حالياً‪ ،‬حيث اقتنع الذين عارضوا املرشوع ألسباب كيدية أنه مهام‬ ‫طال الزمان أم قرص فإن الحق ال بد أن يجد طريقه‪ .‬وال شك أن تأخر لبنان عن‬ ‫اعتامد الغاز الطبيعي‪ ،‬قد أسهم يف جزء من املأساة االقتصادية‪ ،‬ويكفي‬ ‫أن يكون قطاع الكهرباء وحده يشكل ما نسبته ‪ %40‬من صايف الدين العام‬ ‫بنهاية العام ‪ ،2008‬إال أن الصحيح هو املثل القائل «أن تأيت متأخراً خري من‬ ‫أن ال تأيت أبداً»‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إذاً‪ ،‬بعد ‪ 13‬سنة فإن جزءاً مه ً‬ ‫ام من مرشوع الغاز املرصي يبرص النور‪،‬‬ ‫ولبنان الذي كان نقطة ارتكاز يف خط الغاز العريب‪ ،‬والعباً أسياسياً‪،‬‬ ‫أصبح مستهلكاً ومستفيداً عىل صعيد الوفر من جراء استجرار الغاز‬ ‫املرصي عرب األرايض السورية واألردنية‪ ،‬فضال عن مزايا خفض الخسائر‬ ‫الفنية واألعطال‪ ،‬وتستحوذ فاتورة املحروقات لزوم معامل انتاج الطاقة‬ ‫عىل ما نسبته ‪ %72،77‬من موازنة مؤسسة كهرباء لبنان (بحسب‬ ‫موازنتها للعام ‪ ،)2008‬وسيعمل الغاز عىل خفض هذه الفاتورة‪ .‬والعقد‬ ‫اللبناين املوقع مع مرص ينص عىل بدء الضخ مبعدل نصف الكمية املتفق‬ ‫عليها يف املرحلة األوىل أي ‪ 900‬ألف مرت مكعب لرتتفع اىل ‪ 1800‬مليون‬ ‫مرت مكعب يف املرحلة الثانية‪ ،‬أي نحو ‪ 600‬مليون مرت مكعب سنوياً‬ ‫ملدة ‪ 15‬سنة قابلة للتجديد‪ .‬ويف أيار املايض‪ ،‬احتفل لبنان ببدء استثامر‬ ‫النقل الكهربايئ ضمن اتفاقية الربط الثامين بعد ‪ 9‬سنوات من توقيع‬ ‫لبنان االتفاقية وانضاممه اىل مجموعة دول الربط الكهربايئ العريب‬ ‫منذ العام ‪ 2000‬وذلك بعد االنتهاء من إنشاء محطة وشبكة ‪ 400‬ك‪.‬‬ ‫ف‪ .‬من الحدود السورية اىل محطة كسارة‪ ،‬إذ أن هذا املرشوع سيؤمن‬ ‫طاقة إضافية بحدود ‪ 120‬ميغاوات خارج أوقات الذروة‪ ،‬ويؤمن وفراً مالياً‬ ‫ملؤسسة كهرباء لبنان‪ ،‬نظراً اىل أسعار الكيلوواط املستجر‪ ،‬ويفسح‬ ‫املجال أمام لبنان يف املستقبل لرشاء طاقة من دول أخرى كرتكيا واألردن‬ ‫وليبيا وسورية والعراق‪.‬‬ ‫وعىل اعتبار أن العامل األسايس للنمو والعاملة واملنافسة يتمثل‬ ‫بتأمني تيار كهربايئ بشكل جيد ومتواصل‪ ،‬ما يؤثر إيجاباً يف منو الدخل‬ ‫القومي‪ ،‬لذلك فإن إصالح هذا القطاع يشكل أهم التحديات التي ينبغي‬ ‫للدولة مواجهتها يف املدى القريب‪ ،‬بعد أن تعهدت الدولة بالعمل‬ ‫عىل إجراء اإلصالحات الالزمة‪ ،‬لتحويل القطاع من عبء عىل خزينتها‬ ‫واقتصادها اىل قطاع يسهم يف التنمية االقتصادية‪ .‬فتوليد الطاقة‬ ‫يف لبنان يرتكز بشكل أسايس عىل الطاقة الحرارية‪ ،‬وال تتعدى الطاقة‬ ‫املتولدة من املعامل املائية نسبة ‪ %10‬من مجمل قدرات التوليد يف‬

‫‪66‬‬

‫البالد‪ ،‬وعليه يكون مجموع قدرة الطاقة املركبة ‪ 2023‬ميغاوات بينام‬ ‫قدرة التوليد الحالية تبلغ ‪ 1726‬ميغاوات‪ ،‬أما الطلب الحايل فيقدر بنحو‬ ‫‪ 2220‬ميغاوات‪ .‬ويضاف اىل ذلك ما استورده لبنان من سوريا خالل األعوام‬ ‫الثالثة ‪2005‬ـ‪ 2007‬مبعدل ‪ 90‬ميغاوات‪ ،‬عل ً‬ ‫ام بأن خطوط النقل الحالية‬ ‫تخوله استرياد ‪ 200‬ميغاوات‪ ،‬كام يعمل لبنان من خالل مرشوع ربط‬ ‫خطوط النقل (‪ )400‬وإنشاء محطة كسارة عىل زيادة قدرة االسترياد من‬ ‫دول املنطقة بنحو ‪ 250‬ميغاوات‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬فإن قطاع الكهرباء بات بحاجة ملحة لإلنقاذ‪ ،‬فهل توقف الحكومة‬ ‫الحالية نزف الكهرباء وتحوله من قطاع خارس اىل قطاع رابح؟‬ ‫من هنا‪ُ ،‬تعترب أزمة القطاع الكهربايئ يف لبنان من أخطر األزمات التي‬ ‫يواجهها هذا البلد‪ ،‬نظراً النعكاساتها السياسية واالقتصادية واالجتامعية‬ ‫واملالية البالغة‪ ،‬إذ أن تقديرات السلطات الرسمية تفيد بأن الخزينة العامة‬ ‫أنفقت أكرث من ‪ 10‬مليارات دوالر يف السنوات الـ ‪ 15‬املاضية‪ ،‬إلعادة تجهيز‬ ‫البنية التحتية للقطاع‪ ،‬ومتويل عجز مؤسسة الكهرباء التي تعود ملكيتها‬ ‫للدولة بالكامل‪ ،‬إ ّال أن هذا اإلنفاق مل يؤد اىل معالجة األزمة حيث ال يحصل‬ ‫املواطنون واملؤسسات عىل تغذية كهربائية مستقرة‪ ،‬كام أن معدّل التغذية‬ ‫يقل عن ‪ 15‬ساعة يومياً يف معظم املناطق‪ ،‬ما عدا العاصمة التي تحصل‬ ‫عىل تغذية مبعدّل ‪ 21‬ساعة يومياً‪.‬‬

‫عجز كهربايئ‬ ‫يبلغ الفارق بني اإلنتاج الكهربايئ والطلب االستهاليك حوايل ‪500‬‬ ‫ميغاوات حالياً‪ ،‬ويتوقع أن يبلغ أكرث من ‪ 1000‬ميغاوات يف السنوات القليلة‬ ‫املقبلة‪ ،‬يف حني أن الحكومة تدعم سعر الكهرباء للمواطنني واملؤسسات‪،‬‬ ‫تم وضعها عىل أساس أن سعر برميل النفط ال يتجاوز‬ ‫إذ تتبنى تعرفة ثابتة ّ‬ ‫‪ 25‬دوالراً‪ ،‬خاصة بعد أن اعرتفت مختلف األطراف السياسية يف لبنان بأن‬ ‫أزمة الكهرباء تصيب الجميع يف مناطقهم وانتامءاتهم املذهبية والحزبية‬ ‫والسياسية املختلفة‪ .‬وبالتايل فإن املسارعة اىل حل هذه األزمة يشكل‬ ‫واجباً اجتامعياً وانسانياً وأخالقياً عىل الجميع‪ .‬وعىل الرغم من ذلك فإن‬ ‫جباية الفواتري تقترص عىل ‪ % 50‬من اإلنتاج املو ّزع بفعل ارتفاع الهدر الفني‬ ‫عىل الشبكة (‪ )% 15‬والتعديات ورسقة التيار (‪ % 35‬تقريبا)‪.‬‬ ‫وإزاء املعاناة الكبرية املتفاقمة ألزمة الكهرباء التي تكلف الخزينة اللبنانية‬ ‫أكرث من ‪ 3‬ماليني دوالر أمرييك يوميا‪ ،‬فإن ما يهم املواطن اللبناين بات إنجاح‬ ‫املعادلة اآلتية‪ :‬تأمني التيار الكهربايئ ‪ 24‬ساعة عىل ‪ 24‬كل أيام السنة‪،‬‬ ‫وذلك بفاتورة واحدة تخفض قيمة مجموع الفاتورتني اللتني يتكبدهام‬ ‫حالياً بني فاتورة «مؤسسة كهرباء لبنان» وفاتورة اشرتاك املولدات‪ .‬وإزاء تلك‬ ‫املعاناة أخذت التقارير الدول ّية والوطن ّية املختلفة التي ُتعنى بكيف ّية معالجة‬ ‫االقتصاد اللبناين وتطويره تطرح مسألة يجب اإلرساع يف معالجتها‪ :‬كهرباء‬ ‫لبنان‪ .‬فالتحويالت إىل هذا القطاع من أجل معالجة نقص األموال لتغطية‬ ‫حاجات الوقود والديون السابقة والفوائد منت عام ‪ 2008‬بنسبة ‪ %64.3‬لتبلغ‬ ‫‪ 2430‬مليار لرية (‪ 1.62‬مليار دوالر)‪ ،‬أي ما مي ّثل ‪ %16.24‬من النفقات اإلجامل ّية‪،‬‬ ‫إذ تراوح العجز يف العام ‪ ،2009‬بني ‪ 2400‬و‪ 2800‬مليار لرية لبنانية‪ ،‬اي ما‬ ‫يعادل ‪ 1592‬و‪ 1857‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ولكن رغم ذلك يبقى االهتامم بهذا القطاع معدوماً مثلام هي الحال يف‬ ‫القطاعات االسرتاتيج ّية األخرى التائهة يف بحر املناكفات السياس ّية يف‬ ‫البالد‪ .‬فتحفيز عمل قطاع الكهرباء يف لبنان يفرتض زيادة قدرته اإلنتاج ّية‪،‬‬ ‫زيادة ال ميكن تحقيقها من دون إنفاق استثامري‪ .‬ولألسف ّ‬ ‫فإن هذا اإلنفاق‬ ‫مهمل إىل الحدود القصوى يف لبنان بسبب غياب سياسات التخطيط‬ ‫السليم من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى بسبب الحتم ّيات املفروضة عىل املال ّية‬ ‫وبالرغم من غياب االنفاق االستثامري فقد‬ ‫العا ّمة مثل خدمة الدين‪.‬‬ ‫استحوذ قطاع الكهرباء‪ ،‬عىل ‪ %17‬من قيمة العقود التي وقعها مجلس‬ ‫اإلمناء واإلعامر مع الجهات املانحة خالل الفرتة املمتدة من العام ‪ 1992‬اىل‬ ‫نهاية العام ‪ ،2008‬وهي العقود املوقعة للمشاريع القطاعية الرئيسية يف‬ ‫لبنان‪ ،‬التي هي قيد التنفيذ وقيد التحضري‪ ،‬والبالغة نحو ‪ 8،9‬مليار دوالر‪.‬‬ ‫فعىل صعيد الكهرباء بلغ مجموع قيمة العقود ‪ 140331‬مليون دوالر‪ ،‬أما‬ ‫العقود قيد اإلنجاز بلغت قيمتها ‪ 9951‬مليون دوالر‪ ،‬والعقود املنجزة ‪130379‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬أما قيمة التمويل الخارجي فهي ‪ 125992‬مليون دوالر‪.‬‬

‫طابوريان‬ ‫ورأى وزير الطاقة واملياه السابق آالن طابوريان خالل حديثه لـ «منرب التوحيد»‬ ‫عند الوقوف عىل تفاصيل أزمة الكهرباء ومشاكلها وأهمية الخصخصة يف‬ ‫ّ‬ ‫والخطة التي طرحها ومدى فاعليتها عىل مستوى «انتشال»‬ ‫هذا القطاع‪،‬‬ ‫القطاع من كبوته ومعه اللبنانيون من العتمة‪ ،‬أن الحكومة اعتمدت يف‬ ‫بداية التسعينيات من القرن املايض اسرتاتيجية خاطئة‪ ،‬أدت إىل تجهيز‬ ‫معامل جديدة وإنشاء شبكات للنقل والتوزيع‪ ،‬وتأهيل التجهيزات القدمية‪،‬‬ ‫لكن بصورة عشوائية‪ ،‬ال سيام لجهة إنشاء معامل إنتاج تعمل عىل الغاز‬ ‫الطبيعي من دون تأمني وصول هذا الغاز إليها‪ ،‬مام أدى إىل استعامل مادة‬ ‫الغاز «أويل» التي هي من أغىل املواد لتوليد الكهرباء‪ ،‬وهذا ما يفرس الخسائر‬ ‫الفادحة التي أصابت هذا القطاع‪ .‬فطرح خيارات عدة كان قد عرضها‬ ‫يف الخطة التي قدّمها اىل مجلس الوزراء والتي ُرفضت من قبل الرئيس‬

‫‪67‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬ ‫الوضع الحالي للمعامل كما ورد في موازنة‬ ‫مؤسسة كهرباء لبنان‪ ،‬مع احتساب ‪ %15‬هدراً‬

‫السنيورة‪ ،‬مت ّثلت يف‪ :‬اإلبقاء عىل ملكية قطاع الكهرباء بيد الدولة وإدارة‬ ‫مؤسسة كهرباء لبنان من قبلها‪ ،‬مشرياً إىل أن هذا الحل هو األمثل نظرياً‪،‬‬ ‫إذ يحفظ للدولة حقوقها‪ ،‬ويحافظ عىل مصلحة املواطنني عرب حاميتهم‬ ‫من تحويل مرفق الكهرباء إىل قطاع خاص احتكاري‪ ،‬غري أن اعتامد هذا الحل‬ ‫له محاذير‪ ،‬ألنه مبوجب الخربة القامئة يف القطاع العام يف لبنان‪ ،‬يشكل‬ ‫هذا الخيار استمرارا للوضع الحايل‪.‬‬ ‫ويف ما يتعلق بالخصخصة اعترب طابوريان أن خصخصة الكهرباء‬ ‫ليست الخيار االقتصادي األمثل‪ ،‬وهي حت ً‬ ‫ام ليست خياراً اجتامعياً‪،‬‬ ‫فالفشل هنا تكون له آثار بالغة ال تمُ حى‪ ،‬واملعايري املطلوبة تصبح‬ ‫دقيقة أكرث‪ .‬ويبقى السؤال األساس‪ ،‬ملاذا اللجوء إىل القطاع الخاص‬ ‫ما دامت الدولة قادرة عىل تأمني «‪ 24/24‬ساعة كهرباء»؟ فخصخصة‬ ‫قطاع الكهرباء بشكل كامل‪ ،‬وبيعه كلياً إىل مستثمرين من القطاع‬ ‫الخاص ليصبح قطاعاً حراً ومستق ًال‪ ،‬يبدو كأنه الدواء الشايف ملا يعانيه‬ ‫هذا القطاع‪ ،‬وهو األسهل نظرياً بالنسبة إىل الدولة إذ يريحها من‬ ‫مسؤولية قطاع الكهرباء ومشاكله‪ ،‬لكنه‪ ،‬مع األسف‪ ،‬ال ميكن إيجاد‬ ‫مستثمر يقبل بهذا املرشوع‪ ،‬إ ّال إذا أمنت له الدولة مردوداً مضموناً‬ ‫لكامل استثامره‪ ،‬وذلك طيلة مدة هذا االستثامر‪ .‬ويخلص اىل القول‪:‬‬ ‫«إذا‪ ،‬ما الفائدة من هذه الخصخصة ما دامت الدولة ستتحمل خطر‬ ‫االستثامر‪ ،‬مام سيمنعها من رشاء الطاقة من مصدر آخر بكلفة أقل‪.‬‬ ‫وأشار طابوريان يف حديثه إىل أهمية اإلبقاء عىل ملكية قطاع الكهرباء‬ ‫بيد الدولة ورشكة مؤسسة كهرباء لبنان‪ ،‬ألن هذا الخيار هو األنسب إذ‬ ‫إنه يبقي ملكية قطاع الكهرباء للدولة‪ ،‬نظراً ألهميته االسرتاتيجية يف‬ ‫لبنان‪ .‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬يؤمن ح ًال مناسباً للمشاكل اإلدارية والبرشية‬ ‫واملالية التي تتخبط فيها املؤسسة‪ ،‬وذلك عن طريق مشاركتها مع‬ ‫القطاع الخاص لالستعانة من خرباته أو عن طريق عقد إدارة تشغيل أي‬ ‫‪.Contract Management‬‬ ‫وأضاف “ان هذا الخيار الذي يدخل القطاع الخاص مع القطاع العام‬ ‫بطريقة منظمة وغري عشوائية‪ ،‬سيسمح للقطاع العام بتفادي الوقوع‬ ‫يف أخطاء سابقة‪ ،‬مثل بيع الكهرباء بحواىل ‪ 50‬لرية لبنانية لكل‬ ‫ك‪.‬و‪.‬س‪ .‬لرشكات االمتياز‪ ،‬التي بدورها تبيعها إىل املواطنني واملؤسسات‬ ‫التجارية والصناعية مبعدل ‪ 127‬لرية لكل ك‪.‬و‪.‬س‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإن هذا الخيار يجنّب البالد خطورة الخوض يف مغامرة‬ ‫تخصيص هذا املرفق‪ ،‬ألن خصخصة هذا القطاع بحال اإلحباط التي‬ ‫نعانيها كون كلفة اإلنتاج لدينا هي أضعاف املعدل املعمول به عاملياً‪،‬‬ ‫محتمل أن يكون لغري مصلحة البلد عىل املدى الطويل‪ ،‬خصوصاً أنه‬ ‫من املتوقع أن تصل يف املستقبل القريب‪ ،‬ذروة الطلب عىل الكهرباء يف‬ ‫لبنان إىل ‪ 20‬مليار كيلوات‪ /‬ساعة يف السنة‪ ،‬فكل ‪ 1‬سنت إضايف عىل‬ ‫سعر الكيلووات‪/‬ساعة‪ ،‬سينعكس إىل ‪ 200‬مليون دوالر ربحاً إضافياً‬ ‫للمستثمر يف السنة‪ ،‬وذلك عىل حساب مصلحة املواطن والخزينة”‪ .‬كام‬ ‫أوضح طابوريان أن أسباب مشكلة انقطاع الكهرباء املتزايد والتقنني تعود‬ ‫اىل عدم كفاية الطاقة االنتاجية الحالية لتلبية الحاجات‪ ،‬واالستثامرات‬ ‫العامة الضئيلة (إن كان عىل صعيد األشغال املرتبطة بتأهيل وصيانة‬ ‫املجمدة منذ حواىل عرش سنوات‪ ،‬وعدم‬ ‫املعامل أو بإنشاء معامل جديدة)‬ ‫ّ‬ ‫اكتامل شبكات النقل ‪ 400‬و‪ ،220‬ونفقات التشغيل املرتفعة التي تعود‬ ‫اىل تشغيل معميل الدورة املركبة (يف الزهراين ودير عامر) ومعميل‬ ‫الدورة املفتوحة (يف صور وبعلبك) عىل زيت الغاز الخفيف عوضاً عن الغاز‬ ‫الطبيعي‪ ،‬والتشغيل غري االقتصادي للمعامل بسبب الفعالية املتدنية‬ ‫للمعامل الحرارية يف الجية والذوق اللذين يتطلبان أعامل تأهيل‪ ،‬وبسبب‬ ‫استخدام معميل صور وبعلبك كمعميل أساس وليس كمعميل ذروة‪،‬‬ ‫و نسبة الهدر التقني املرتفعة (تفوق الـ ‪ )%15‬الناتجة خاصة عن عدم‬ ‫اكتامل شبكة النقل ‪ ،220‬أضف اىل انخفاض العائد املايل ملؤسسة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الوضع لو صحح اإلنتاج وأنشئت معامل جديدة‬ ‫تستهلك الفيول أويل مع احتساب ‪ %8‬هدراً‬ ‫فنياً و‪ %19‬هدراً غير فني ومن دون اإلنشاء‬ ‫والتجهيز‪:‬‬ ‫مليار ل‪.‬ل‬

‫فنياً و‪ %19‬هدراً غير فني‪ ،‬إضافة الى اإلنشاء‬

‫والتجهيز غير المفترض تحميلها للمؤسسة‪:‬‬ ‫مليار ل‪.‬ل‬ ‫إجمالي الواردات‬ ‫األجور والتعويضات المختلفة‬

‫‪204‬‬

‫الصيانة‬

‫‪96.7‬‬

‫الرصيد (األولي)‬

‫كهرباء لبنان والناتج عن ارتفاع عاملي ألسعار املحروقات‪ ،‬وعدم إعادة‬ ‫النظر بالتعرفة املعمول بها منذ حواىل ‪ 15‬سنة‪ ،‬والتعديات املستمرة‬ ‫والوصالت غري الرشعية عىل الشبكة‪ ،‬و نقص يف الجباية (‪ ،)%35‬مشاكل‬ ‫مؤسسية أساسية يف إدارة مؤسسة كهرباء لبنان والناتجة عن سلطة‬ ‫غري كافية ملجلس اإلدارة يف اتخاذ القرارات املناسبة‪ ،‬وعدم وجود معايري‬ ‫واضحة لتقييم أداء املؤسسة‪ ،‬وصعوبة توظيف كفاءات جديدة‪ ،‬ونقص‬ ‫يف التدريب الفني‪ ،‬و عدم توافر تقارير موثوقة (إحصائية‪ ،‬مالية‪ ،‬معايري‬ ‫أداء‪ ،‬الخ)‪ .‬كام أوضح طابوريان أن خطته ترمي إىل توفري الكهرباء يف‬ ‫غضون سنتني من تاريخ بدء تنفيذها عرب تركيب مو ّلدات بطاقة إنتاجية‬ ‫إضافية تبلغ ‪ 1000‬ميغاواط عىل املدى القصري‪ ،‬وإنشاء معامل إنتاج‬ ‫جديدة بطاقة تبلغ ‪ 1500‬ميغاواط عىل املدى املتوسط‪ ،‬شارحاً أهمية‬ ‫اعتامد اسرتاتيجية محددة تقوم عىل تنويع مصادر الطاقة لتشغيل‬ ‫هذه املعامل‪ ،‬بحيث ال ُيركز عىل مصدر واحد يتم ّثل بالغاز املرصي‪ ،‬مربراً‬ ‫بذلك رفضه ملرشوع سابق تسعى الحكومة إىل تنفيذه من أجل إقامة‬ ‫معمل جديد بالقرب من املعمل الحايل يف دير عامر بطاقة ‪ 500‬ميغاواط‬ ‫ويعمل عىل الغاز املرصي‪ ،‬ويمُ َّول عرب استثامرات القطاع الخاص (‪،)IPP‬‬ ‫فذلك سيؤدّي إىل وضع نصف الطاقة الكهربائية املنتجة يف لبنان بعد‬ ‫إنشاء هذا املعمل رهينة ملزاجية سياسية تتحكم يف عالقات الدول التي‬ ‫مي ّر عربها أنبوب الغاز من مرص عرب األردن وسوريا‪.‬‬ ‫وخ ُلص طابوريان اىل أن الحل املناسب هو يف إبقاء ملكية الدولة‬ ‫لقطاع الكهرباء‪ ،‬وترشكة مؤسسة كهرباء لبنان‪ ،‬ما يوفر «ح ًال مناسباً‬ ‫للمشاكل اإلدارية والبرشية واملالية التي تتخبط فيها املؤسسة»‪ ،‬داعياً‬ ‫إىل بحث مشاركة القطاع الخاص يف اإلدارة ولكن بطريقة منظمة وغري‬ ‫عشوائية‪ ،‬من أجل تفادي األخطاء السابقة‪.‬‬ ‫وقد اعترب أن هذا الحل هو األمثل ألنه يحمي املواطنني من تحويل قطاع‬ ‫الكهرباء إىل قطاع خاص احتكاري‪ ،‬من دون أن تكون هناك أي ضامنة‬

‫‪68‬‬

‫‪1045.5‬‬

‫إجمالي الواردات‬

‫‪744.8‬‬

‫شراء محروقات وطاقة‬

‫‪1303.9‬‬

‫الرصيد دون اإلنشاء والتجهيز‬

‫‪-355.3‬‬

‫إنشاء وتجهيز‬

‫‪-355.3‬‬

‫الرصيد (النهائي)‬

‫‪-914.4‬‬

‫مؤسسة‬ ‫بأن ال يستمر الوضع الحايل الكاريث للكهرباء‪ ،‬كاشفاً أن‬ ‫ّ‬ ‫كهرباء لبنان ال تخرس مالياً يف الواقع‪ ،‬إال أن الحكومات السابقة قصدت‬ ‫عدم استثامر أي قرش منذ عرش سنوات يف أكرث القطاعات حيوية‪،‬‬ ‫األمر الذي أوجد عن قصد‪ ،‬فارقاً شاسعاً بني القدرة اإلنتاجية والطلب‬ ‫االستهاليك بهدف االستمرار بالتقنني القايس‪ .‬وعمدت الحكومات‬ ‫إىل تحميل مؤسسة كهرباء لبنان أكالف التجهيز والقروض والفوائد‬ ‫املعقودة يف النصف األول من التسعينيات من أجل تكبري عجزها املايل‬ ‫وتكبيلها‪.‬و كام أوضح خالل حديثه رفضه مقولة أن دعم الكهرباء هو‬ ‫املسؤول عن ‪ %40‬من تراكم الدين العام‪ ،‬ورفضه القرتاح زيادة التعرفات‬ ‫عىل املواطنني لتحقيق التوازن املايل‪ ،‬معترباً ّ‬ ‫أن سعر النفط الحايل ال‬ ‫ي ّربر أي زيادة عىل التعرفات‪ ،‬كام أن االستثامر يف زيادة إنتاج الطاقة مبا‬ ‫يؤ ّمن حاجات املواطنني يؤدّي إىل تحقيق أرباح يف املؤسسة ال خسائر أو‬ ‫يسمى‬ ‫عجوزات‪ ،‬حتى يف ظل استمرار معدّ الت الفوترة عىل حالها (أو ما‬ ‫ّ‬ ‫رسقة الكهرباء)‪ ،‬عارضاً الوضع الحايل للكهرباء‪ ،‬بش ّقيه التقني واملايل‪،‬‬ ‫مع االقرتاحات املناسبة للمعالجة بهدف تأمني الطاقة الكهربائية ‪24‬‬ ‫ساعة يومياً للمواطنني بأدىن كلفة ممكنة لإلنتاج‪.‬‬ ‫وفيام يتع ّلق بالشق التقتي أوضح طابوريان أن املشكلة تعود اىل‬ ‫إىل الحقبات السابقة‪ ،‬التي مل تلحظ إنشاء معامل جديدة للطاقة‬ ‫ترتافق مع النمو االقتصادي للبلد وتخلف معامل اإلنتاج القدمية التي‬ ‫أدّت قسطها من الخدمة‪ .‬فالطاقة اإلنتاجية املتوافرة حالياً‪ ،‬عندما تعمل‬ ‫جميع معامل اإلنتاج بكامل طاقتها‪ ،‬هي بحدود ‪ 1650‬ميغاواط‪ ،‬بينام‬ ‫القدرة الفعلية املطلوبة حالياً لتأمني التيار ‪ 24‬ساعة للمواطنني تفوق‬ ‫‪ 2200‬ميغاواط‪ ،‬يضاف إليها حواىل ‪ 1000‬ميغاواط‪ ،‬كاحتياطي عند‬ ‫توقيف إحدى املجموعات للصيانة أو يف حال حصول عطل ما عليها‪.‬‬ ‫وانطالقاً من هذا الواقع‪ ،‬فإن التقنني مفروض‪ ،‬ويصبح قاسياً عند تو ّقف‬ ‫مجموعة للصيانة الدورية أو بسبب عطل ما‪ ،‬وهذا ما ال ميكن تحميل‬ ‫تبعاته ملؤسسة كهرباء لبنان أو لوزارة الطاقة واملياه‪ ،‬بل للسياسة‬ ‫الكهربائية الخاطئة التي كانت متّبعة يف تطوير هذا القطاع‪ ،‬إذ كان من‬

‫‪69‬‬

‫‪1045.5‬‬

‫األجور والتعويضات المختلفة‬

‫‪204‬‬

‫الصيانة‬

‫‪96.7‬‬

‫الرصيد (األولي)‬

‫‪744.8‬‬

‫شراء محروقات وطاقة‬

‫‪594.1‬‬

‫الرصيد (النهائي)‬

‫‪150.7‬‬

‫األجدى بناء معامل إنتاج جديدة‪ ،‬تل ّبي تط ّور الطلب بكلفة متد ّنية إلنتاج‬ ‫الكيلوواط ساعة‪ .‬من هنا يأيت اقرتاح طابوريان معالجة القصور التقني‬ ‫عىل املدى القصري‪ ،‬بهدف تأمني الكهرباء يومياً للمواطنني عىل مدار ‪24‬‬ ‫ساعة‪ ،‬إنشاء وحدات إنتاجية جديدة بحدود ‪ 1000‬ميغاواط تقريباً تعمل‬ ‫عىل أنواع متعددة من املحروقات مبا فيها الغاز الطبيعي عند توافره‪ .‬وتعدّ‬ ‫هذه املجموعات األكرث توفرياً من مادة الفيول أويل‪ .‬وباإلمكان ربط الوحدة‬ ‫األوىل منها بعد سنة من املوافقة وإعطاء أمر املبارشة بالعمل وينتهي‬ ‫ربط األخرية منها بعد مرور ‪ 24‬شهراً عىل بدء املرشوع‪ ،‬أي بعد مرور سنة‬ ‫عىل تركيب الوحدة األوىل وتكون الكلفة اإلنتاجية تناهز نصف معدل‬ ‫الكلفة الحالية إلنتاج الكيلوواط ساعة‪ ،‬أما عىل املدى املتوسط فقد‬ ‫اقرتح إنشاء معمل جديد ‪( Load Base‬عىل األرجح يعمل عىل الفحم‬ ‫الحجري) بطاقة إنتاجية مقدرة بـ ‪ 1500‬ميغاواط لتأمني أكرب كمية إنتاج‬ ‫(بنسبة ‪ %80‬تقريباً) وذلك بأقل كلفة ممكنة‪ ،‬ويتطلب إنجاز هذا املعمل‬ ‫وربطه عىل الشبكة خمس سنوات‪.‬‬ ‫وفيام يتع ّلق بالشق املايل أوضح طابوريان أن السبب يف ارتفاع كلفة‬ ‫الكيلواط ساعة يعود إىل ‪:‬‬ ‫‪ -1‬إن معامل اإلنتاج يف الزهراين ودير عامر وصور وبعلبك‪ ،‬بنيت منذ‬ ‫أعوام لتعمل أساساً عىل الغاز‪ ،‬من دون توفري هذه املادة‪ ،‬ما أوجب تحويلها‬ ‫عىل الغاز أويل (املازوت) وهو األعىل كلفة وسعراً بني املشتقات النفطية‪،‬‬ ‫ما ك ّلف الخزينة العا ّمة أكرث من ملياري دوالر كفارق يف األسعار مقارن ًة‬ ‫بالفيول أويل‪ ،‬الذي إذا ما استعمل يتيح وفراً سنوياً تتجاوز قيمته ‪65‬‬ ‫مليون دوالر‪ ،‬إذ أن مادة الفيول أويل التي ميكن استخدامها تحتوي عىل‬ ‫مادة املازوت بنسبة ‪ ،%25‬وهي تستخدم لتشغيل البواخر‪ ،‬ويبلغ سعر‬ ‫الطن منها حواىل ‪ 245‬دوالراً باملقارنة مع ‪ 380‬دوالراً لطن املازوت‪ ،‬أي أن‬ ‫الوفر يبلغ ‪ 135‬دوالراً يف الطن‪ ،‬عل ً‬ ‫ام بأن املعملني يستهلكان حواىل‬ ‫‪ 1600‬طن يومياً‪.‬‬ ‫‪ -2‬إن معميل الجية والذوق اللذين يعمالن عىل الفيول أويل كلفة‬ ‫إنتاجهام مرتفعة بسبب هرمهام‪.‬‬ ‫‪ -3‬الطاقة التي يتم استجرارها لسد قسم من النقص الحاصل حالياً‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫وزير المالية السوري د‪ .‬محمد الحسين‪:‬‬

‫مكلفة أكرث مام لو كانت منتجة محلياً‪.‬‬ ‫‪ -4‬ارتفاع نسبة الهدر الفني عىل الشبكة يف لبنان نسبته ‪ %15‬من‬ ‫الطاقة املنتجة‪ ،‬بينام النسبة املقبولة عاملياً هي بحدود ‪ ،%8‬وهي نتيجة‬ ‫عدم تأمني التمويل الالزم لتحديث الشبكة‪.‬‬ ‫هذه هي أهم األسباب التي جعلت كلفة الكيلوواط ساعة حالياً تعادل‬ ‫ضعفي الكلفة املفرتضة إذا كان اإلنتاج من معامل حديثة تعمل عىل‬ ‫مواد نفطية‪ .‬كام أن األسباب الرئيسية للعجز املايل ملؤسسة كهرباء‬ ‫ّ‬ ‫تضخم العجز املايل للمؤسسة بتحميلها أعبا ًء إضافية‬ ‫لبنان تعود اىل‬ ‫ليست من مسؤوليتها‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬عدم تطبيق املواد ‪ 27 ،8‬و‪ 28‬من مرشوع القانون املوضوع موضع‬ ‫التنفيذ مبوجب املرسوم رقم ‪ 16878‬تاريخ ‪ 1964/7/10‬وتعديالته وإنشاء‬ ‫مصلحة كهرباء لبنان التي تحدد أن أعامل اإلنشاء والتجهري الكهربائية‬ ‫تقع أص ًال عىل عاتق الدولة اللبنانية‪ ،‬وأن عملية إدارة هذه املنشآت‬ ‫حمل املؤسسة‬ ‫واستثامرها تقع عىل عاتق مؤسسة كهرباء لبنان‪ ،‬قد‬ ‫ّ‬ ‫أعبا ًء مالية ضخمة لإلنشاء والتجهيز من دون وجه حق‪.‬‬ ‫حمل‬ ‫‪ -2‬تحديد تعرفة مبيع الطاقة إىل االمتيازات بأسعار متدنية قد ّ‬ ‫أعبا ًء إضافية ملؤسسة كهرباء لبنان بدالً من تحميلها لخزينة الدولة التي‬ ‫أق ّرت تلك التعرفة بقرارات صادرة عن مجلس الوزراء‪.‬‬ ‫‪3‬ـ تحميل مؤسسة كهرباء لبنان عبء عدم تسديد مستحقات الجباية‬ ‫من املخ ّيامت واإلدارات واملؤسسات العامة‪.‬‬ ‫هذه هي أهم األسباب التي أوقعت مؤسسة كهرباء لبنان يف‬ ‫عجز مادي‪ ،‬مع احتساب سعر برميل النفط بحواىل ‪ 40‬دوالراً كام هو‬ ‫متعامل به حالياً‪ ،‬ال كام هو مذكور يف مرشوع املوازنة العامة لعام‬ ‫‪ ،2009‬أي ‪ 56‬دوالراً‪ ،‬ألن هذا السعر يشمل قس ً‬ ‫ام من مرصوف النفط‬ ‫الذي استهلك عام ‪ ،2008‬مشرياً اىل أن إلغاء هبوط سعر برميل النفط‬ ‫إىل ‪ 40‬دوالراً فرض زيادة التعرفة لتأمني التوازن يف موازنة مؤسسة‬ ‫كهرباء لبنان وذلك إذا ما احتسبنا الوفر الذي يتحقق من خفض‬ ‫كلفة اإلنتاج‪ ،‬إضافة إىل حذف أعباء اإلنشاء والتجهيز من موازنة‬ ‫هذه املؤسسة وفقاً ملواد القانون املن ّفذ باملرسوم رقم ‪ ،64/16878‬لتبينّ‬ ‫لنا حك ً‬ ‫ام عدم الحاجة إىل رفع تعرفة الكهرباء‪ ،‬بل سيصبح بإمكان‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مؤسسة كهرباء لبنان تحقيق وفر ميكنها مستقبال من العودة إىل جني‬ ‫أرباح ورفد الخزينة مبوارد إضافية كام كان ذلك يف السابق‪ ،‬وخاصة بعد‬ ‫أن نكون قد أنجزنا املعامل املقرتحة يف خطة املدى املتوسط‪.‬ي ضاف إىل‬ ‫ذلك الوفر اإلضايف املمكن تحقيقه إذا ألغينا الهدر غري الفني مبؤازرة‬ ‫الدولة وجميع الفاعليات السياسية‪.‬‬ ‫وشدّ د طابوريان عىل رضورة متكني مؤسسة كهرباء لبنان من القيام‬ ‫بدورها لتطوير قطاع الكهرباء واستثامره عىل الشكل األكمل عوضاً‬ ‫عن تحميلها مسؤولية العجز املرتاكم وإفساح املجال لها بالتوظيف‬ ‫إلعادة استكامل هيكليتها‪ ،‬إذ أنها تعمل اآلن بأقل من ‪ %50‬من جهازها‬ ‫البرشي مع متوسط أعامر يقارب ‪ 58‬عاماً‪ ،‬كام أنه من الرضوري أن توفر‬ ‫الدولة اللبنانية اإلمكانات املادية والتقنيات املنتجة الالزمة للتطوير‬ ‫ّ‬ ‫سيمكننا من حل مشكلة‬ ‫يف قطاعات اإلنتاج والنقل والتوزيع‪ ،‬ما‬ ‫الكلفة اإلنتاجية لسلعة الكهرباء وتوفريها عىل مدى ‪ 24‬ساعة‬ ‫للخروج من الحلقة املفرغة الحالية‪ ،‬وعدم املوافقة عىل اقرتاح وزارة‬ ‫املال رفع تعرفة مبيع الطاقة للمواطن اللبناين الذي ال ميكن تحميله‬ ‫مسؤولية تقصري الدولة من ناحية‪ ،‬ما ينعكس سلباً عىل القطاعات‬ ‫اإلنتاجية التي تعتمد أساساً عىل الكهرباء‪ ،‬ما سيؤدي إىل فقدانها‬ ‫القدرة التنافسية مع مثيالتها ويخرجها من األسواق ويجربها عىل‬ ‫إغالق مؤسساتها‪.‬‬ ‫ويف السؤال ملاذا ال يعاد العمل مبصفايت تكرير النفط يف البداوي‬ ‫والزهراين‪ ،‬مبا يو ّفر عىل لبنان مبالغ كثرية يرصفها عىل النفط أجاب‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫سوريا تعتمد في موازنتها‬ ‫على الموارد المحلية بنسبة ‪%98.5‬‬

‫رصاحة‪:‬‬ ‫اىل أنه مل ّ‬ ‫يطلع عىل هذا امللف ألنه بحاجة اىل دراسة معمقة كام أن‬ ‫معطياته مل تكن متوفرة لديه‪ ،‬وألنه حرص اهتاممه مبشكلة الكهرباء‬ ‫ملا لها من تأثري كبري يف تحريك عملية اإلنتاج‪.‬‬ ‫ولدى سؤاله عن تركيب أسعار النفط‪ ،‬وما إذا كان املواطن‬ ‫سيستطيع تحمل رس ً‬ ‫ام يبلغ ألف لرية‪ ،‬مع وصول سعر صفيحة‬ ‫البنزين اىل ‪ 32‬ألف لرية واملازوت اىل ‪ 20‬ألف لرية قال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫املهم معرفة ّ‬ ‫وجل‬ ‫أن هذا املوضوع ال يعود اىل وزارة الطاقة البتة‪،‬‬ ‫من‬ ‫ّ‬ ‫ما ميكنها فعله تطبيق قرار مجلس الوزراﺀ الذي يفرض رسماً معيناً عىل‬ ‫ّ‬ ‫كل صفيحة بنزين‪ .‬الوزارة ال تقرتح الرسم وال ميكنها أن تح ّرك التسعرية‬ ‫األسبوع ّية فرنكاً واحدًا‪ .‬الدولة هي التي تس ّعر البنزين وذلك ألن لبنان‬ ‫بلدٌ صغري وعدد املستوردين قليل وكميات االستهالك قليلة وتالياً تالفياً‬ ‫لالحتكار‪ .‬هناك معادلة ُتط ّبق منذ ‪ 15‬عاماً تفرض عىل وزارة الطاقة أن‬ ‫تو ّقع ما يأتيها من دون أن متلك حقّ خفض الرضيبة‪ ،‬ألن هذا القرار يف يد‬ ‫وزارة املال وحدها‪.‬‬ ‫وبعد كل ذلك‪ ،‬وبني واقع مؤسسة الكهرباء وبني واقع أصحاب املولدات‬ ‫الكهربائية‪ ،‬يدفع املواطن أغىل الفواتري يف ظل وضع اقتصادي يسء‬ ‫جدا وموجة غالء عاملية ترضب يف كل مكان ويسأل‪ :‬اىل متى تستمر‬ ‫الدولة واملسؤول يف تأخري اتخاذ قرارات حاسمة للمبارشة يف معالجة‬ ‫أزمة الكهرباء‪ ،‬والتي تنعكس بدورها عىل كل القطاعات االقتصادية‬ ‫والحياتية للمواطنني‪ ،‬وتخلق أيضا أزمة مرتبطة بها هي أزمة املياه ألن‬ ‫محطات ضخ املياه تعمل عىل الكهرباء‪ ،‬وحني تكون الكهرباء مقطوعة‬ ‫ال يتم ضخ املياه اىل املواطنني‪ ،‬وهذا يضاعف املعاناة وخصوصا يف فصل‬ ‫الصيف؟‬ ‫مهام تكن اإلجابة عن هذه األسئلة يبقى قدر املواطن اللبناين أن‬ ‫يعاين الظالم يف القرن الواحد والعرشين يف انتظار حل للمشكلة ال‬ ‫يبدو أنه يف املدى املنظور‪.‬‬

‫إعداد وحوار ليديا أبودرغم‬ ‫‪70‬‬

‫ملتقى غني بحضوره ونقاشاته اتسم بالشفافية والعمق دام ألكرث من‬ ‫ثالثة ساعات ونصف من النقاش املستفيض لتوضيح الكثري من األمور التي‬ ‫تشغل بال الكثريين‪ ،‬مربزاً معرفة دقيقة وخربة واسعة‪ ،‬عاكسا روحاً بعثية‬ ‫متوقدة مع وزير املالية الدكتور محمد الحسني عضو القيادة القطرية لحزب‬ ‫البعث العريب االشرتايك‪ ،‬وذلك يف حوار من ضمن فعاليات ملتقى البعث‬ ‫للحوار الفكري‪ ،‬حيث أدار هذه‬ ‫الجلسة أحمد شنتوت عضو‬ ‫قيادة فرع الحزب رئيس مكتب‬ ‫واإلعالم‬ ‫والثقافة‬ ‫اإلعداد‬ ‫املهندس‬ ‫بحضور‬ ‫الفرعي‪،‬‬ ‫عدنان العزو أمني فرع حامة‬ ‫للحزب‪ ،‬وأحمد شحادة خليل‬ ‫محافظ حامة‪ ،‬وأعضاء قيادة‬ ‫فرع الحزب واملكتب التنفيذي‬ ‫ملجلس املحافظة‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫فعاليات حزبية وعدد من مديري‬ ‫الدوائر وحشد من الحضور‪.‬‬ ‫تساؤالت‬ ‫تصدرت‬ ‫وقد‬ ‫وقضايا عديدة امللتقى بدءا‬ ‫من القضايا السياسة واملالية‬ ‫واملرصفية‪ ،‬انتهاء باألحوال‬ ‫واالجتامعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫إىل جانب مختلف قطاعات‬ ‫السيام‬ ‫األخرى‪،‬‬ ‫األعامل‬ ‫فيام يتعلق بتأمني فرص‬ ‫عمل للشباب والرتكيز عىل‬ ‫الرضائب والرسوم‪ ،‬ومسائل‬ ‫الزراعة والسياحة والصناعة‬ ‫وغريها‪ .‬حيث أكد وزير املالية‬ ‫سورية‬ ‫يف هذا الحوار أن‬ ‫تعيش حالياً أوضاعا اقتصادية‬ ‫ومالية مستقرة‪ ،‬وتعتمد عىل‬ ‫باملئة‪،‬‬ ‫تأمني موازنتها ومتويلها املحيل وإمكانياتها الذاتية بنسبة ‪5‬ر‪98‬‬ ‫خالفاً للكثري من الدول األخرى التي تعتمد عىل القروض واملساعدات واملنح‬ ‫واإلعانات الخارجية بنسبة كبرية‪ .‬مؤكدا أن الوزارة لن تفرض رسوماً أو‬ ‫رضائب جديدة تثقل كاهل املواطن خالل الفرتة القادمة‪ ،‬إمنا هناك دراسة‬ ‫حول فرض رضيبة عىل القيمة املضافة‪ ،‬وباملقابل إلغاء ‪ 12‬رضيبة أخرى‬ ‫يجري تحصيلها يف الوقت الراهن ويف مقدمتها رسم اإلنفاق االستهاليك‪.‬‬ ‫موضحا أن وزارة املالية خفضت منذ عام ‪ 2002‬معدالت الرضائب والرسوم‬ ‫يف مختلف القطاعات واملجاالت‪ ،‬إمياناً منها بأن فرض رضيبة عادلة يؤدي‬ ‫إىل إيرادات أعىل وحصيلة أكرب يف خزينة الدولة‪ ،‬كون الرضائب املرتفعة‬ ‫تشجع املكلفني بها عىل التهرب الرضيبي‪ ،‬األمر الذي أسهم يف تحقيق‬

‫إيرادات رضيبة أكرب للدولة‪ ،‬حيث كان إجاميل إيرادات الخزينة من الرضائب‬ ‫يف عام ‪ 2000‬يبلغ ‪ 176‬مليار لرية سورية‪ ،‬يف حني زادت اإليرادات بنسبة‬ ‫‪ 2000‬نسبة‬ ‫‪ 150‬باملئة يف العام ‪ ،2008‬وكانت تشكل الرضائب يف العام‬ ‫ترتاوح بني ‪ 18‬إىل ‪ 19‬باملئة من موازنة الدولة‪ ،‬فيام تشكل حالياً نسبة ‪60‬‬ ‫باملئة من املوازنة الدولة‪.‬‬ ‫بالخطة‬ ‫يتعلق‬ ‫وفيام‬ ‫الخمسية الحادية عرشة بني‬ ‫وزير املالية أنه سيتم إقرارها‬ ‫يف ضوء توصيات املؤمتر‬ ‫القطري الحادي عرش‪ ،‬وهي‬ ‫سرتكز عىل قضايا البطالة‬ ‫وتأمني فرص عمل للشباب‪،‬‬ ‫إىل جانب الرتكيز عىل البنى‬ ‫التحتية وإنجاز مرشوعات مياه‬ ‫الصحي‪،‬‬ ‫والرصف‬ ‫الرشب‬ ‫والطرق والكهرباء والهاتف‪،‬‬ ‫وسائر‬ ‫والصحة‬ ‫والتعليم‬ ‫املسائل الخدمية األخرى‪ ،‬كام‬ ‫ألول مرة‬ ‫ستتضمن الخطة‬ ‫بتأمني‬ ‫يتعلق‬ ‫فصال خاصا‬ ‫املوارد الالزمة لتنمية املحافظات‬ ‫السورية وتوفري البنى التحتية‬ ‫لها‪ ،‬الفتاً إىل أن القيادة‬ ‫القطرية طلبت من الحكومة‬ ‫مؤخراً موافاتها بتحليل دقيق‬ ‫العارشة‪،‬‬ ‫الخمسية‬ ‫للخطة‬ ‫وتحديد نقاط القوة والضعف‬ ‫فيها لالستفادة من جوانبها‬ ‫اإليجابية كمدخل يف اإلعداد‬ ‫الحادية‬ ‫الخمسية‬ ‫للخطة‬ ‫عرشة‪.‬‬ ‫وبالنسبة لعمل املصارف‬ ‫العامة والخاصة وسوق التامني يف سورية‪ ،‬أشار وزير املالية إىل أن املصارف‬ ‫الحكومية شهدت تطوراً كبرياً يف الفرتة األخرية من حيث زيادة عدد‬ ‫زبائنها‪ ،‬وارتفاع قيمة ودائعها‪ ،‬وتحسن أدائها رغم افتتاح عدد كبري من‬ ‫املصارف الخاصة ودخولها سوق العمل املرصيف‪ ،‬كام أن السورية للتامني‬ ‫تستأثر حالياً بنسبة ‪ 45‬إىل ‪ 50‬باملئة من سوق التامني السورية‪ ،‬رغم وجود‬ ‫‪ 13‬رشكة تامني خاصة‪ .‬كام قدم عرضاً آلخر املستجدات واألحداث عىل‬ ‫الصعيد اإلقليمي والدويل‪ ،‬ومواقف سورية املبدئية حيالها بقيادة الرئيس‬ ‫بشار األسد‪ ،‬وأجاب عىل تساؤالت واستفسارات الحضور‪..‬‬

‫ال رسوم أو ضرائب جديدة‬ ‫ونحن بصدد‬

‫إلغاء ‪ 12‬ضريبة أخرى‬

‫‪71‬‬

‫منرب التوحيد ـ مكتب دمشق‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫كتب الفصيح والعا ّمي‬ ‫َ‬ ‫وبرع في االثنين معاً‬ ‫َ‬

‫د‪ .‬جورج زكي الحاج لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫الشعر العامي‬ ‫من خصوص ّيات‬ ‫الثقافة الشعبية‬

‫الذي خاطب الجنوب األشم يف إحدى قصائده بعنوان (يا جنوب)‪،‬‬ ‫قائ ًال‪:‬‬ ‫يا جنوب‬ ‫أرض الكرامة والوفا يا جنوب‬ ‫انكتب‬ ‫ِندْر الخليقة‬ ‫ْ‬ ‫عَ ْجبني َو ْرد وغار‬ ‫ِتد َف ْع رضيبه رهيبه‬ ‫عنْ ُأ َم ْم ْ‬ ‫وشعوب‬ ‫ت ّ‬ ‫يضل ْإسم املجد‬ ‫إكليل نور ونار‬ ‫يولد الكتاب الجديد اليوم ل ُيضاف إىل قافلة من املؤ ّلفات‬ ‫الغن ّية‪ ،‬حيث صدر للدكتور الحاج دواوين شعرية عديدة منها‬ ‫يف اللغة الفصحى‪ :‬وردٌ وغار(‪ ،)1981‬الصوت املصلوب (‪،)1993‬‬ ‫قصيدة الحسني «يا ابن الكرام» (‪ ،)2006‬إضافة إىل كتاب جديد‬ ‫قيد الطباعة بعنوان «بعلب ّكات» وهو مجموعة قصائد قيلت يف‬ ‫شعراء وأدباء كرث‪ .‬أما يف العامية‪ ،‬فصدر له‪ :‬ه ّبة عطر (‪)1979‬‬ ‫ّ‬ ‫«رخ الندي» يف عام‬ ‫وكان أول ديوان يصدر للشاعر‪ ،‬إضافة إىل ديوان‬ ‫‪ ،1997‬مع العديد من الكتب الفكرية األدبية والسياسية كـ»عودة‬ ‫الحق (قراءة بانورامية لعودة الجرنال عون)» الذي صدر العام ‪.2006‬‬ ‫أما الرأي السيايس والوطني السديد‪ ،‬فال يغيب عن محادثات‬ ‫الحاج‪ ،‬الذي قال يف إحدى عناوين مقاالته التي نرشها يف كتابه‬ ‫ُ‬ ‫(كالم يف السياسة)»‪ ،‬عن السلطة‬ ‫«صباحات الخميس‬ ‫األخري‬ ‫ٌ‬ ‫تهجمت‬ ‫التي حكمت لبنان يف السنوات األربع املاضية والتي‬ ‫ّ‬ ‫بيرتحموا‪ ،‬وال ِب َ‬ ‫يخ ّلوا‬ ‫عىل العامد ميشال عون‪« :‬ال بريحموا‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬

‫يس ّمي األشياء بأسامئها‪ ،‬ويتحدث عن الواقع األديب بكل‬ ‫ضج َر من مكنوناته‪ ،‬فنرثها‬ ‫موضوعية‪ ،‬فكلامته تتفجر كربكان‬ ‫ِ‬ ‫شظايا محبة ممزوجة باألسف عىل الواقع الرتبوي والسيايس‬ ‫واألديب والفكري يف لبنان والعامل العريب‪ .‬ال ريب يف أن يعجز‬ ‫فيض من غيض أفكاره وكتاباته ملا فيها من غنى‬ ‫االنسان عن اختيار‬ ‫ٍ‬ ‫ورقي وجودة انتقاء لأللفاظ واملعاين واملوسيقى الشعرية‪ ،‬إضافة‬ ‫لوحات فنية رسمتها أنامله التي ال ّ‬ ‫متل القلم‬ ‫إىل ما يجيده من‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫واأللوان‪ ،‬فتج ّلت أشكاال تضفي إرثا غنيا عىل التاريخ اللبناين‬ ‫الفني واألديب الراقي‪ ،‬تاريخ الرحابنة وموريس ع ّواد وميشال طراد‬ ‫وسعيد عقل ووديع الصايف وغريهم من عاملقة الفن الراقي الذي‪،‬‬ ‫ال شك‪ ،‬نفتقده اليوم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫كتابات متعددة‪ ،‬ودواوين كثرية ُص ِقلت بأنامله املغموسة‬ ‫بتفاصيل اللغة العربية‪ ،‬ليؤ ّكد عىل املثال القائل‪« :‬العلم‬ ‫يبني بيوتا ال عام َد لها»‪ ،‬وليثبت بحق أن «دكتوراه الدولة»‬ ‫التي نالها يف األدب العريب الحديث تط ّورت أكرث فأكرث لتصبح‬ ‫قاموساً عربياً تنهل منه األجيال الشا ّبة املولعة باألدب والشعر‬ ‫العريب‪.‬‬ ‫الشعر العا ّمي بعنوان‪« :‬شو حلو مبارح»‪،‬‬ ‫كتاب جديد يف‬ ‫ٌ‬ ‫يولد اليوم للشاعر الدكتور جورج زيك الحاج ل ُيضاف إىل مجموعة‬ ‫شعرية م ّيزت هذا االنسان املبدع الذي عايش عايص ومنصور‬ ‫الرحباين وال يزال أميناً ملا كانا يحلامن به للبنان «وطن السالم»‬ ‫ال «الحرب والدمار»‪ ،‬فهو الـ»بعلبيك» الذي يحمل محبة للوطن‬ ‫لبنان‪ ،‬بجميع فئاته كتلك املحبة الخاصة التي يحملها لـ»بعلبك»‪،‬‬ ‫حيث يرى قارىء دواوينه محبة بارزة لكل شرب من هذا الوطن‪ ،‬إذ أنه‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪72‬‬

‫رحمة الله تنزل‪»!..‬‬ ‫إنه الشاعر الدكتور جورج زيك الحاج‪ ،‬أستاذ «األدب العريب‬ ‫وباشمئزاز يتحدّث عن حكام هذا البلد‪ ،‬ويقول‪:‬‬ ‫الحديث» يف الجامعة اللبنانية‪ ،‬ورئيس هيئة األساتذة الجامعيني‬ ‫«ح ّكا ُم ق ْه ٍر‪ ،‬إذا نادى به ُْم َب ٌ‬ ‫طل‬ ‫يف التيار الوطني الحر‪ .‬التقته منرب التوحيد لتنهل من بحر ثقافته‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫صاروا ِضباعا‪ ،‬ومدّوا للعد ِّو َيدَا وعمق معرفته بالشعر العريب‪ ،‬والذي ال يلبث يكرر أن الشاعر‬ ‫ّ‬ ‫بالسبع الذي رفضوا‬ ‫واستبدلوا القر َد‬ ‫وأن ما من لغ ٍة يف العامل صن َعت شاعراً‪ .‬زيك‬ ‫«صانع اللغة»‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فالج ُنب ال‬ ‫يستملح األ ُسدا الحاج الذي مل تسلبه شهاداته العلمية كرم الضيافة واللياقة‬ ‫ُ‬ ‫ال غ ْر َو‪ُ ،‬‬ ‫اللبنانية‪ ،‬والتي رمبا نسيها الكثري من أبناء هذا الوطن‪ ،‬فكان لقاءاً‬ ‫وليس َع ْيباً إذا ُّ‬ ‫حل ال ُبوا ُر بنا‬ ‫ً‬ ‫َمنْ يزرع الريح غ َري الريح ما حصدا» غنيا تو ّزع بني الكالم السيايس والفكري والثقايف‪:‬‬ ‫كرئيس هيئة األساتذة الجامعيني يف‬ ‫التيار الوطني الحر‪ ،‬كيف تنظر للواقع‬ ‫الرتبوي الجامعي؟‬ ‫ال بد من ّ‬ ‫كف يد السياسيني عن القطاع‬ ‫الرتبوي وخاصة الجامعات‪ .‬فعندما يتوقف‬ ‫ّ‬ ‫التدخل‬ ‫بعض السياسيني «األ ّميني» عن‬ ‫يف تعيني دكتور وعميد ورئيس جامعة‪،‬‬ ‫نكون قد بدأنا بالسري يف خط املنهجية‬ ‫يترصف «أ ّمي»‬ ‫الصحيحة‪ .‬هل ُيعقل أن‬ ‫ّ‬ ‫بحكم وجوده السيايس مبصري دكتور وصل‬ ‫إىل أعىل مراتب العلم؟ ما هي املعايري‬ ‫التي يحملها هذا السيايس املتخ ّرج من‬ ‫مدرسة معينة‪ ،‬إما مدرسة ميليشيا أو‬ ‫مدرسة رسقة ونهب‪ ،‬أو مدرسة إقطاعية‬ ‫عائلية أو غريها؟ هذا السيايس يصبح‬ ‫متحك ًام بوضع رئيس مجلس الشورى‪،‬‬ ‫ورئيس محكمة التمييز والقضاة واألساتذة‬ ‫الكبار‪ ،‬والعمداء ورؤساء الجامعات‪ .‬السؤال‬ ‫الذي يطرح نفسه هنا‪ ،‬كيف سيصل‬ ‫اللبناين إىل ما يطمح للوصول إليه عندما‬ ‫يصبح «األ ّمي» متحك ًام بهذه السلطة؟‬ ‫ّإن ما يحدث يف لبنان غريب جداً‪ .‬ال ميكن‬ ‫أن يتعامل مسؤولون يف دولة معينة مع‬ ‫بعضهم البعض كام تعامل املسؤولون‬ ‫اللبنانيون ومن ثم ينتهي املوضوع مبصالحة‪.‬‬ ‫أنا مل أ َر يف فرتة من الفرتات‪ ،‬ال يف الحرب‬ ‫العاملية وحتى يف الحروب األهلية هذه األشكال‬ ‫واألمور‪.‬‬ ‫َ‬ ‫رأيك باملصالحات السياسية التي حصلت‬ ‫وما‬ ‫َ‬ ‫نظرك الحزبية؟‬ ‫مؤخراً من وجهة‬ ‫سأتحدث عن الفرتة التي عاد فيها الجرنال عون‬ ‫من فرنسا‪ ،‬حيث م ّد يده للجميع‪ ،‬والترصيحات‬ ‫موجودة حتى اآلن مهام حاول الكاذبون واملفرتون‬ ‫واملدّعون أن يقولوا عكس ذلك‪ ،‬وقد قلتها سابقاً‬ ‫يف إحدى التعليقات السياسية عىل إذاعة صوت‬ ‫الغد‪ ،‬ونرشتها يف كتايب الذي صدر مؤخراً بأن‬ ‫الذين شعروا بأن يدهم نظيفة هم فقط َمن‬ ‫مدّوا يدهم ملصافحة الجرنال عون‪ .‬واستم ّرت‬ ‫هذه األمور إىل أن وصلت إىل أقىص حدودها‪،‬‬ ‫بالفعل إىل الفحشاء وما أس ّميه حقاً بـ»الدعارة‬ ‫السياسية»‪ّ ،‬‬ ‫ألن ال يشء ساعدنا سوى رحمة الله‬ ‫تعاىل يف السنوات األربع املاضية التي عشناها‬

‫يف لبنان‪ ،‬يك ال نعود إىل ما بدأنا به يف العام‬ ‫‪ ،1975‬حيث كان ال ب ّد من عزل فئة معينة من‬ ‫الناس إلنشاء الحرب‪ ،‬ويف العام ‪ 2005‬أيضاً كان‬ ‫ال بد من عزل فئة أخرى لنُعيد الحرب من جديد‪.‬‬ ‫يف السياسة العربية بشكل عام‪ ،‬أي سياسة‬ ‫القبائل‪ ،‬نعم تتم املصالحات‪ .‬أما مبفهومي‬ ‫كأستاذ جامعي أو كأديب‪ ،‬فال ميكن أن أنىس أية‬ ‫جرمية قام بها أي مسؤول حتى لو صافحني ودخل‬ ‫منزيل‪ ،‬فأنا سأبقى أنظر إليه عىل أنه مجرم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ولست إلهاً يك أسامح‪ ،‬فالغفران والسامح‬ ‫هو للقدرة اإللهية فقط‪ .‬بالنسبة يل‪ ،‬إذا ُقدّر‬ ‫يل أن أعطي رأيي بعد أن تتم كل املصالحات بني‬ ‫مختلف الزعامات السياسية‪ ،‬فأنا ال أطلب سوى‬ ‫أن يستقيلوا جميعهم من العمل السيايس‪،‬‬ ‫يك يرحموا أنفسهم ويرحموا الشعب‪ .‬أما أن‬ ‫تبقى رموز الحرب هي رموز السالم‪ ،‬فأنا مل أسمع‬

‫‪73‬‬

‫لحرب أن تنتهي‪،‬‬ ‫بذلك يف العامل‪ ،‬وال ميكن‬ ‫ٍ‬ ‫ما دامت رموزها موجود ًة‪ .‬كيف تنتهي‬ ‫حرب‪ ،‬طاملا أن الذي قتل الناس عىل مدى‬ ‫‪ 35‬سنة‪ ،‬ما زال حاك ًام‪ ،‬وطاملا أن العائالت‬ ‫التي شرُ ّ دَت وهُ ّج َرت و ُق ِت َل أبناؤها‪ ،‬مل تصل‬ ‫إىل أدىن حقوقها االنسانية أو املعيشية؟‬ ‫لذلك‪ ،‬يفضل اللبناين الهجرة عندما ال‬ ‫يستطيع املواجهة‪ ،‬والهجرة ليست خوفاً‬ ‫بل هي «قرف» من الحكام يف لبنان‪.‬‬ ‫أليس هذا خطأ اللبناين منذ البدء؟‬ ‫َ‬ ‫فهو الذي أوصلهم إىل مراكز الحكم!‬ ‫نعم بالطبع‪ ،‬وهنا تظهر الطائفية جل ّية‬ ‫يف املوضوع‪ .‬أعتقد أنه عندما ُتل َغى هذه‬ ‫الطائفية‪ ،‬تصبح الحساسية غري موجودة‪،‬‬ ‫فالناس ينتخبون هذا أو ذاك فقط ألنه «إبن‬ ‫الطائفة» حتى ولو كانت دماء الناس عىل‬ ‫ك ّفه‪ .‬عندما ُتح َذف الطائفية‪ ،‬التي تشكل‬ ‫بني ‪ 60‬و ‪ % 70‬من املشكلة اللبنانية‪ ،‬من‬ ‫النفوس والنصوص‪ُ ،‬ت ّحل جميع املسائل‪.‬‬ ‫ولكن د َر َج اللبنانيون‪ ،‬وحتى السياس ّيون‬ ‫منهم‪ ،‬عىل عادة أن يلهوا الناس مبسائل‬ ‫سخيفة‪ ،‬وال ميكن أن يدرسوا بدقة خطر ما‬ ‫ميكن القيام به يف لبنان‪ ،‬كاسترياد املوضة‬ ‫الغربية من الخارج واستعاملها بدون أدىن‬ ‫وعي داخيل‪ ،‬ودون أي دراية‪ .‬مث ًال‪ :‬قام الحزب‬ ‫الشيوعي يف روسيا بناءاً ألسباب وموجبات‬ ‫عديدة حتّمت قيامه يف العام ‪ 1917‬وقيام الثورة‬ ‫البلشفية‪ ،‬ملا وصل إليه القيارصة حينها من‬ ‫ظلم وجور‪ ،‬وملا وصل إليه رجال االكلريوس من‬ ‫تح ّكم‪ ،‬فام كان بنا إال أن أتينا لتطبيق ذلك يف‬ ‫لبنان من دون وجود قيارصة وال «راس بوتني» وال‬ ‫رجال دين كالذين كانوا يف روسيا‪ .‬هذا ما نشهده‬ ‫اليوم يف مطالبتهم إللغاء الطائفية‪ .‬ولكن‬ ‫كيف ُتل َغى هذه الطائفية؟ هل ملج ّرد أن ينادي بها‬ ‫أحد الرؤساء أو أحد الشخصيات؟ أعتقد أنه يك‬ ‫تلغى الطائفية يجب أن تقوم هناك برامج بدءاً‬ ‫من صفوف الحضانة لتعليم أبناءنا عىل عدم‬ ‫التفريق وفقاً لألديان‪ .‬نعم‪ ،‬كل فرد ح ٌّر يف مامرسة‬ ‫دينه عىل هواه‪ ،‬فالعلمنة ال متنع ذلك‪ .‬لكن بعد‬ ‫ما وصل إليه لبنان اليوم من تحكم رجال الدين من‬ ‫كل الطوائف‪ ،‬بهذا الشكل «الفاحش»‪ ،‬وعندما‬ ‫تح ّول الدين إىل تجارة‪ ،‬أصبح يلزمنا «انفجار‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬ ‫داخيل» وأنا ال أستبعده ضد هذه السلطات‬ ‫الدينية التي وبالرغم من أنها تريد الدين وليس‬ ‫الدنيا‪ ،‬تقتني ما تقتنيه ببضعة شهور من‬ ‫سيارات وهواتف وشاليهات وبيوت فخمة‪ .‬أعتقد‬ ‫أن إلغاء الطائفية لن يكون عرب املطالبة بقدر ما‬ ‫سيكون بـ»ه ّبة» داخلية»‪.‬‬

‫حتى الجامعة اللبنانية مل تسلم‬ ‫من التدخل السيايس‬ ‫أال تعتقد أن عىل القطاع الرتبوي أن يبقى‬ ‫بعيداً عن التدّخالت السياسية؟ أنتم كأساتذة‬ ‫محسوبني عىل حزب معينّ ‪ ،‬كيف مت ّيزون بني‬ ‫العمل السيايس والرسالة الرتبوية؟‬ ‫لقد كانت الجامعة بعيدة كل البعد عن‬ ‫السياسة‪ ،‬لكنّ األخرية هي التي حرشت أنفها‬ ‫فيها‪ .‬من هنا أصبح األستاذ الذي ال يأخذ حقه‬ ‫معني‬ ‫لسيايس‬ ‫يلجأ‬ ‫السلمية‪،‬‬ ‫بالطريقة‬ ‫لتحصيل حقوقه‪ .‬فتص ّوري أن أستاذاً جامعياً‬ ‫يقف أمام أبواب أحد الساسة ملقابلته وال‬ ‫يستطيع رؤيته ّ‬ ‫ألن األول انشغل بعشا ٍء ما! هذه‬ ‫هي الحقارة بحد ذاتها‪ .‬أما بالنسبة لتعاطي‬ ‫األستاذ الجامعي بالسياسة فهذا يشء آخر‪.‬‬ ‫فالرجل الجامعي هو رجل السياسة املعروف‬ ‫عاملياً‪ ،‬وكبار شخصيات العامل الذين لعبوا أدوراً‬ ‫محلية وإقليمية وعاملية هم أساتذة جامع ّيون‪،‬‬ ‫ولكنهم عملوا لوطنهم‪ ،‬وليس لشخصيات‬ ‫معينة‪ .‬مهمة الرجال الجامعيون عند انتامءهم‬ ‫لحزب معني‪ ،‬أن يرفعوا مستوى االنسان الحزيب إىل‬ ‫مستواهم‪ ،‬وليس أن يهبطوا هم إىل مستواه‪،‬‬ ‫درجات مختلفة‪ ،‬فهناك الحزب‬ ‫فالحزب بحد ذاته‬ ‫ٍ‬ ‫املقاتل‪ ،‬والحزب الخادم‪ ،‬واآلخر الراقي‪ ،‬وهذا األخري‬ ‫يكون العقل املد ّبر يف العمل السيايس‪ .‬فمهمة‬ ‫االنسان والحزب الجامعي إذاً هي أن يكون العقل‬ ‫املد ّبر لحزبه ويرفع به إىل املستوى الراقي املناسب‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬ال يصبح األستاذ الجامعي إنساناً‬ ‫«مستع َم ًال»‪ ،‬ولكن لألسف لقد وصل عدد كبري‬ ‫من األساتذة الجامعيني إىل مستوىً أصبحوا‬ ‫فيه أبواقاً ألفراد ومصالح سياسية ض ّيقة‪ ،‬ومل‬ ‫يتوصلوا أن يكونوا الصوت الصارخ بوجه الظلم‬ ‫ّ‬ ‫حتى لو كان من ِق َبل حزبهم‪ .‬نعم هذه العملية‬ ‫ليست سهلة‪ ،‬ولكنني أعلم أن بعض األحزاب‬ ‫تضم النخبة الفكرية األكرب املوجودة يف لبنان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وما عُ ِر َف عن التيار الوطني الحر عرب تاريخه أنه مل‬ ‫ضم رجاالت فكر وثقافة‪.‬‬ ‫يضم ميليشيات بل ّ‬

‫مصري الشعر العا ّمي يف خطر‬ ‫َ‬ ‫أنت شاع ٌر بالعام ّية والفصيح‪ .‬أين الشعر‬ ‫العا ّمي اليوم خاصة وأن البعض يعترب أنه‬ ‫ُيفقد اللغة العربية الفصيحة مصطلحاتها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫رسومات الحاج‪ :‬السيد املسيح‬ ‫من‬ ‫السامية؟‬ ‫ُ‬ ‫أصدرت كتباً كثرية يف هذا املجال‪ ،‬منها‬ ‫لقد‬ ‫كتاب بعنوان «اإلبداعية بني الفصحى والعا ّمية»‪،‬‬ ‫وآخر بعنوان «أوزان الزجل توائم ألوزان الخليل»‪،‬‬ ‫ُط ِب َع يف الجزائر خالل محارضيت يف مؤمتر الشعر‬ ‫الشعبي األول يف مدينة «تيبازا»‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫كتاب «ثنائية الرؤية‪ ..‬دراسة مللحمة االغرتاب‬ ‫اللبناين العام ّية»‪ ،‬وآخر «إبداعية العام ّية»‪ .‬كام‬ ‫أنني أستاذ الشعر الفصيح يف الجامعة اللبنانية‪،‬‬ ‫وأد ّرس موسيقى الشعر وعروضه‪ ،‬إضافة إىل مادة‬ ‫«األدب الحديث» يف السنة األخرية من مرحلة‬ ‫اإلجازة‪ .‬ال أعتقد أن ضلوعي بالشعرين «الفصيح‬ ‫والعا ّمي»‪ ،‬ال يسمح يل إال أن أكون موضوعياً‪،‬‬ ‫وقد ُ‬ ‫قلت يف أكرث من كتاب‪« :‬الشعر‪ ..‬هو شعر‬ ‫يف أية لغ ٍة ُك ِت َب‪ ،‬وما من لغ ٍة يف العامل صن َعت‬ ‫شاعراً‪ ،‬بل هو الذي يصنع اللغة»‪ .‬وال فرق عندي‬ ‫باللغة بني شعر وآخر‪ ،‬بل الفرق هو يف جودة‬ ‫الشعر‪ ،‬إذ أن هناك الكثري من الشعر الفصيح‬ ‫املوزون واملق ّفى‪ ،‬لكنه ال يساوي «فرنكاً» واحداً‪.‬‬ ‫وهناك يف املقابل‪ ،‬قصائد من الشعر الفصيح‪،‬‬ ‫اسمها «عيون الشعر»‪ ،‬بق َي ْت منذ مئات السنني‪،‬‬ ‫وستبقى للسنوات القادمة‪ .‬كذلك‪ ،‬هناك قصائد‬ ‫ّ‬ ‫الدف‬ ‫بالعام ّية باألطنان‪ ،‬لكنها ال تحتوي سوى‬ ‫والطبلة‪ ،‬وأخرى تبقى بقاء االنسان‪.‬‬ ‫ولكن ماذا عن تفضيل البعض ل ّلغة‬

‫‪74‬‬

‫الفصحى؟‬ ‫هناك نظرة معينة عند املسلمني العرب إىل أن‬ ‫ُ‬ ‫دافعت‬ ‫اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم‪ .‬لقد‬ ‫عن اللغة العربية يف كتابايت غ َري م ّرة‪ .‬أوالً أنا‬ ‫ّ‬ ‫أشك يف أن تكون اللغة العربية لغة ركيكة‬ ‫ّ‬ ‫تزخ أو تخضع أو تركع أو تشذو عند أي حركة‬ ‫تصحيحية قامت سابقاً‪ .‬فالرصاع بني العام ّية‬ ‫والفصحى كان رصاعاً بني القديم والجديد‪ ،‬وعمره‬ ‫منذ نشأة اللغة‪ ،‬واللغات يف رصاع دائم والتاريخ‬ ‫ُ‬ ‫كتبت‬ ‫يتّسع للجميع‪ .‬بالنسبة يل كشاعر‪ ،‬فقد‬ ‫العام ّية والفصحى عىل ح ٍد سواء‪ ،‬ومل يتغيرّ ع ّ‬ ‫يل‬ ‫املوضوع يف كال الحالتني‪ .‬أنا مل أجد يوماً من األيام‬ ‫أن الشعر العامي يف مرص‪ ،‬وبالرغم من تقدّمه‬ ‫الطويل جداً‪ ،‬قد أثر عىل «األزهر» الذي بقي مع‬ ‫مرور السنني مج َمع اللغة العربية‪ .‬إن املسلمني‬ ‫ينظرون إىل اللغة العربية كونها لغة مقدّسة‪،‬‬ ‫لكنني أقول أكرث من ذلك‪ ،‬فأنا أعترب أن اللغة‬ ‫العربية الفصحى‪ ،‬ومبعزل عن قدس ّيتها‪ ،‬هي لغة‬ ‫رائعة عندما يتقنها االنسان كام يجب أن ُتت َقن‪،‬‬ ‫وليس كام هي اليوم عىل ألسنة السياسيني‬ ‫واالعالميني وبعض األشخاص املحسوبني عىل‬ ‫األدب‪ .‬عندما نتقن العربية إتقاناً سلي ًام تصبح‬ ‫لغة محببة‪ ،‬ولكن عندما تصبح العربية مشاعاً‬ ‫يتكلم بها القايص والداين باألخطاء واألغالط‬ ‫وكأنها لغة ثالثة‪ ،‬فهي عت ًام ستهلك‪ .‬اللغة‬

‫العامية اللبنانية هي أقرب العام ّيات يف بالد‬ ‫العرب إىل اللغة العربية الفصحى‪ ،‬ليس فقط‬ ‫يف املفردات املأخوذة منها‪ ،‬بل ألنني وبعد بحث‬ ‫ُ‬ ‫وجدت أن ‪ % 85‬من املفردات العامية يف‬ ‫طويل‬ ‫لبنان مأخوذة من الفصحى‪ .‬إضافة إىل ذلك‪،‬‬ ‫فإن تركيب العام ّية اللبنانية هو تركيب فصيح‪،‬‬ ‫وليس تركيباً عىل غرار العام ّيات األخرى‪.‬‬ ‫إذاً مستوى الشعر العامي اليوم يف خطر!‬ ‫تسألينني أين الشعر العامي اليوم؟ أنا أتساءل‬ ‫أين الشعر كله اليوم وليس فقط العا ّمي! ال زلنا‬ ‫نرى بعض الزهور التي تنبت يف الشعر العامي‪،‬‬ ‫إذ أن العامية ال زالت لغة بكراً‪ ،‬والشعر يعتمد‬ ‫املوهبة أكرث من أي يشء آخر‪ ،‬مع العلم أن‬ ‫تركيبة هذا البلد هي تركيبة شعرية‪ ،‬إذ هناك‬ ‫طوائف يف لبنان هي إبنة الشعر والشعر منها‪،‬‬ ‫لكنّ جرمية هذه الطوائف أنها تقاتلت يوماً‬ ‫مع بعضها البعض‪ ،‬وأنا لن أغفر لها ذلك ما‬ ‫دمت ح ّياً‪ .‬أرى أن الشعر العامي اليوم متقدّماً‬ ‫ُ‬ ‫عىل الشعر الفصيح (الذي أفهم)‪ ،‬وليس الذي‬ ‫ُيكتب ويصدر حالياً‪ ،‬خاصة ما ُيس ّمونه بالشعر‬ ‫املنثور وقصيدة النرث والقصيدة الح ّرة وغريها من‬ ‫التسميات‪ ،‬فالشعر العامي هو من خصوص ّيات‬ ‫الثقافة الشعبية لالنسان‪ .‬أعتقد أن ال يشء‬ ‫يستطيع أن يقف يف وجه العوملة أو يحافظ عىل‬ ‫خصوصية االنسان إال ثقافته الشعبية‪ .‬يحق يل‬ ‫أن أعطي رأيي السديد يف هذا املوضوع مبا أنني‬ ‫شاعراً‬ ‫ورساماً وأديباً‪ ،‬وكوين أكتب يف اللغتني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألقول أن مصري الشعر ككل اليوم‪ ،‬هو مصري ال‬ ‫حسد عليه‪ ،‬فنحن يف مستويات دُنيا خصوصاً‬ ‫ُي َ‬ ‫بوجود الغزو التقني‪ ،‬ومثال عىل ذلك التعديالت‬ ‫التي أدخلوها عىل الربامج الرتبوية يف الجامعة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وقد فوجئت مبحاولة تغيري مادة‬ ‫«موسيقى الشعر وعروضه» من مادة إجبارية‬ ‫أليس‬ ‫إىل مادة اختيارية لطالب «األدب العريب»!‬ ‫َ‬ ‫بغريب يف اختصاص اآلداب؟ هل ُيعقل أن‬ ‫هذا‬ ‫ٍ‬ ‫تكون هذه املادة «اختيارية» ملَن يحمل إجازة أو‬ ‫دكتوراه يف األدب العريب؟! وبالرغم من إبقاء املادة‬ ‫تدخيل باملوضوع‪ ،‬إال ّأن ما ُ‬ ‫«إجبارية» بعد ّ‬ ‫كنت‬ ‫ُ‬ ‫أصبحت أد ّرسه بغضون‬ ‫أعطيه يف سنة كاملة‪،‬‬ ‫ثالثة أشهر فقط‪ ،‬مع كل بحور الشعر (‪)16‬‬ ‫وموسيقاها وجوازاتها وغريها‪ .‬هذا أكرب دليل‬ ‫عىل خروج االنسان اللبناين‪ ،‬والعريب عموماً‪ ،‬من‬ ‫اللغة العربية‪ ،‬إذ ليست هي التي تخرج منه‪ ،‬مع‬ ‫أننا جميعاً ننادي بالعروبة‪ ،‬ويف املقابل أرى أن‬ ‫معظم طالب لبنان يربعون يف األجنبية أكرث من‬ ‫لغتهم األم‪ .‬الشعر هو تراث ال بد من املحافظة‬ ‫عليه ملا له من عالقة رسيرية بنا خاصة الهوارة‬ ‫وامليجانا وغريها من الشعر العا ّمي‪ ،‬وهناك جيل‬ ‫كبري من املغرتبني اللبنانيني يشاركون بطريقة‬ ‫حامسية يف الفلكلور اللبناين عندما يعودون‬ ‫إىل وطنهم‪ .‬هذه الثقافة الشعبية هي الوحيدة‬ ‫التي ال تستطيع العوملة أن تغيرّ ها أو متحيها‪.‬‬ ‫من هنا أقول أنه يجب استمرار الربامج الزجلية‬

‫والشعرية العام ّية طبعاً مع االبقاء عىل الشعر‬ ‫ودافعت عنه دفاعاً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ناديت به‬ ‫الفصيح‪ ،‬فقد‬ ‫مستميتاً‪ .‬الغريب‪ ،‬أنه لدينا يف لبنان حوايل ‪9‬‬ ‫محطات تلفزيونية محلية يف لبنان‪ ،‬وال واحدة‬ ‫منها تبث الفكر والثقافة واألدب‪ ،‬ال بل نجد‬ ‫يومياً عرشات الساعات من «الدعارة» األخالقية‬ ‫والكالمية واملوسيقية والغنائية‪ .‬لقد استطاعوا‬ ‫أن ميسحوا الذاكرة الشعبية القدمية للمواطن‬ ‫اللبناين من خالل برامجهم الفاحشة‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل إذكاء الطائفية والعصبية‪ ،‬وإلغاء كل برنامج‬ ‫ثقايف فكري فقط ألنه ال يجلب االعالنات وال‬ ‫يجلب أرباحاً‪ .‬أنا بالفعل خائف عىل هذا الوضع‬ ‫الثقايف وال يشء يبشرّ بالخري‪.‬‬

‫الشباب اللبناين‪..‬‬ ‫بني العوملة والشعر‬ ‫َ‬ ‫يحب االطالع‬ ‫قلت أن بعض الشباب ما زال‬ ‫ّ‬ ‫عىل الشعر‪ .‬ماذا عن هؤالء خاصة وأنهم من‬ ‫هذا الجيل الجديد؟‬ ‫أعتقد أنه يجب تشجيعهم لكتابة الشعر‬ ‫قلت سابقاً‬ ‫ُ‬ ‫وتنمية مواهبهم‪ ،‬ألن الشعر كام‬ ‫موهبة‪ .‬مع العلم أن العديد من الشعراء ّ‬ ‫يفضلون‬ ‫كتابة الشعر العا ّمي يك ال يخضعوا من جديد‬ ‫لقراءة قواعد اللغة العربية بحذافريها‪.‬‬ ‫ولكن‪ ،‬أال تخضع كتابة الشعر العا ّمي‬ ‫لتفعيالت بحور الشعر؟‬ ‫بالطبع‪ ،‬فهي تخضع لنفس التفعيالت التي‬ ‫يخضع لها الشعر الفصيح‪ ،‬وهذا ما قلته يف‬ ‫عنوان كتايب «أوزان الزجل توائم ألوزان الخليل»‪،‬‬

‫‪75‬‬

‫كأن أقول‪:‬‬ ‫دَعْ َ‬ ‫عنك لومي َّ‬ ‫فإن اللو َم إغرا ُء‬ ‫ودا ِونيِ بالتي كانت هي الدَا ُء‬ ‫هو نفسه كأن أقول‪:‬‬ ‫الصدى الحجا ْر‬ ‫د ّق ْيت باب ال ِولِف ردّوا ّ‬ ‫قالوا الزمان انبدَل وتغيرّ املايض‬ ‫ما الفرق هنا يف املوسيقى بني البيتني؟ فهذا‬ ‫البيت األخري (الرشوقي) هو عىل بحر البسيط‪،‬‬ ‫و(امليجانا) عىل بحر الرجز‪ ،‬و(العتابا) عىل بحر‬ ‫ّ‬ ‫واملوشح) عىل بحر الخبب‪،‬‬ ‫الوافر‪ ،‬و(الق ّرادي‬ ‫و(القصيد أو املعنّى القصري) عىل بحر الرسيع‪،‬‬ ‫ولكن نعم ليست كل أوزان الشعر الفصيح‬ ‫مستعملة يف العا ّمي‪ .‬الشاعر ال يتعامل مع‬ ‫اللغة وفقاً لألوزان‪ ،‬بل األوزان هي التي تولد معه‪.‬‬ ‫مث ًال حني يقول الشاعر وعىل تفعيالت بحر‬ ‫الطويل‪:‬‬ ‫«أنا ِس ْيد القوايف واملعنّى‬ ‫أنا ِس ْيد املنابر والخطابه»‬ ‫أو يقول عىل وزن بحر املجتث‪:‬‬ ‫كاسو‬ ‫«ح ّبي سقاين عىل ال ِه ْج َران ُ‬ ‫وملّا س َك ْرنيِ ِع ِم ْل َي ّليل ِب َر ُاسو»‬ ‫أو كام يقول الشاعر العراقي هادي العكايش‬ ‫عىل أوزان بحر البسيط‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫مس َف ْرحه وْعُ ُر ْس‬ ‫«وش ْيص ِري لَ ْو ِتط َل ْع َش ْ‬ ‫ش ْو ْيص ِري لَ ْو َر ّد ْي ِت يا ط ْيف األمس »‬ ‫برأيي‪ّ ،‬إن كل شاعر يكتب بالفصحى يستطيع‬ ‫أن يكتب بالعام ّية‪ ،‬والعكس صحيح ولكن إذا‬ ‫كان ميلك «الفصحى»‪.‬‬ ‫ماذا عن الزجل؟ هل كل شعر عا ّمي ُيغنّى‬ ‫بطريقة «الزجل»؟‬ ‫ال‪ّ ،‬إن كل شعر يدخل يف مفهوم الزجل‪ ،‬ولكن‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب ثقايف‬ ‫ليس ُّ‬ ‫كل زجلٍ شعراً‪ .‬مع العلم ّأن الشاعر‬ ‫الزجيل يستطيع متييز البيت املكسور يف‬ ‫الزجل عن الصحيح منه‪ ،‬إذ أنني عندما‬ ‫ُ‬ ‫قلت بعض األبيات الشعرية أمام الشاعر‬ ‫موىس زغيب‪ ،‬ع َر َف مبارشة أنها مكسورة‬ ‫وال تصلح ألن ُتغنّى زج ًال‪ ،‬مث ًال حني ُ‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫«يا حبيبي العمر عَ فراقك ضجر‬ ‫والليايل ح ْز ِنت‪ ،‬و َف ّل القمر»‬ ‫«ح َملني الجرح عَ جناحو وع ّالين‬ ‫أو‪َ :‬‬ ‫حرمني شوفة حبايب وخ ّالين»‬ ‫يف الحقيقة‪ ،‬هذه األبيات مكتوبة عىل‬ ‫بحور الشعر‪ ،‬ولكنّه اعتربها مكسورة ّ‬ ‫ألن‬ ‫شعراء املنرب يغنّون أنواعاً معينة من الشعر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫املوشح‪،‬‬ ‫«الرشوقي‪ ،‬املعنّى‪ ،‬القصيد‪ ،‬العتابا‪،‬‬ ‫والق ّرادي»‪ ،‬وكل ما يخرج عن هذا االطار ال‬ ‫ُيعترب زج ًال‪ .‬من هنا‪ ،‬فإن الشعر الزجيل هو‬ ‫شعر ألحان وأنواع قبل أن يكون بحوراً‪ ،‬بينام‬ ‫الشعر العامي الذي أتحدث عنه هو شعر‬ ‫ميشال طراد وسعيد عقل وموريس ع ّواد‬ ‫وغريهم من الشعراء الذين كتبوا القصيدة‬ ‫باملفهوم الحدثاوي مع الحفاظ عىل األوزان‬ ‫والقافية‪ ،‬مث ًال عندما أقرأ‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫وطرت مثل الربق‬ ‫«قلبي عَ ك ّفي‬ ‫ز ّين الرشق بورديت الحمرا‬ ‫ّيت إ ْيدِيْ ْم َس ْ‬ ‫مد ْ‬ ‫وج الرشق‬ ‫حت ّ‬ ‫َر ّج ِع ْت إيْديْ ِكلها غبرْ َه»‬ ‫هذا ليس زج ًال‪ ،‬ال بل شعراً‪ ،‬والشعر‬ ‫الصايف هو عندما يصل االنسان القارىء‬ ‫صاف مص ّفى ال‬ ‫أو الشاعر إىل قراءة شعر‬ ‫ٍ‬ ‫ُتب ّدّل فيه أي كلمة‪ .‬كأن أقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫«طل القمر من غ ْيم َتينْ زغار‬ ‫تنق َوز عَ بنت مغن ِّجي ومولدين‬ ‫شافا ببيتا مف ّرعا‪ ،‬ر ّد الستار‬ ‫غ ّمض عيونو ّ‬ ‫وفل‪ ،‬عتّم عالدين»‬ ‫أنا أعترب أن الشعر االنفعايل‪ ،‬يشبه متاماً‬ ‫النار يف «الهشيم»‪ ،‬التي ومبج ّرد أن تأخذ‬ ‫شعلة ترتفع مستعرة‪ ،‬لكنها ال تلبث أن‬ ‫فيأخذك من‬ ‫تنطفىء‪ ،‬أما الشعر املتني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ليجلبك إىل الشاعر وعامله‪.‬‬ ‫نفسك‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫زلت يف العديد من ملتقيات‬ ‫شاركت وال‬ ‫األدب الشعبي‪ ،‬ماذا تخربنا عنها‪ ،‬وما‬ ‫َ‬ ‫رأيك بتفاعل اللغات العربية بني بعضها‬ ‫البعض؟‬

‫نعم هي بالفعل لغات وليست‬ ‫لهجات‪ ،‬فمث ًال يف لبنان لدينا اللغة‬ ‫أو‬ ‫الع ّكارية‬ ‫واللهجة‬ ‫اللبنانية‪،‬‬ ‫البعلبكية أو الجنوبية أو البريوتية أو‬ ‫غريها‪ .‬أما يف اللغات العربية‪ ،‬فكل‬ ‫دولة عربية لها لغتها الخاصة والتي ال‬ ‫نفهمها يف الكثري من األحيان‪.‬‬ ‫ماذا عن توحيد اللغة العربية‬ ‫بالكامل بني جميع دول العامل‬ ‫العريب؟‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ال يمُ كن أن ُت َو ّحد يف العامية‪ ،‬وال بد‬ ‫من حديثهم بالفصحى يك ُيفهَم ما‬ ‫ّثت يف إحدى كتبي سابقاً‬ ‫يقولون‪ .‬وقد تحد ُ‬ ‫أننا كنا نستخدم إما اللغة العربية‬ ‫الفصحى أو الفرنسية يك نفهم عىل‬ ‫بعضنا البعض عندما كنا يف مرص من‬ ‫جميع الدول العربية‪ ،‬فمع أنني شاعراً‪،‬‬ ‫ومع كل إطالعي عىل لغات العرب‪ ،‬ال‬ ‫أستطيع فهم شعرهم‪ .‬حتى اآلن‪ ،‬ومنذ‬ ‫العام ‪ ،1995‬مل أستطع كتابة أي مقالة‬ ‫عن الشعر الجزائري أو املغريب أو التونيس‪،‬‬ ‫ألنني مل أفهم لغتهم كونها من أصول‬ ‫غري عربية‪ ،‬خاصة وأن قس ًام كبرياً من‬ ‫الفرنسية قد دخلت إىل قلب العام ّية‬ ‫وأصبحت جزءاً منها خصوصاً‬ ‫العربية‬ ‫َ‬ ‫يف دول املغرب العريب‪ .‬من هنا‪ ،‬تحد ُ‬ ‫ّثت‬ ‫يف امللتقيات واملنتديات األدبية التي‬ ‫شاركنا بها‪ ،‬عن مسألتني أساس ّيتني‬ ‫مشرتكتني بني الشعر العريب (أي عند‬ ‫العرب) والشعر العا ّمي‪ :‬األوىل هي‬ ‫توأمة املوسيقى الشعرية‪ ،‬والثانية‬ ‫هي املقاربة بني الفصحى والعا ّمية‬ ‫كـ»لغة»‪ ،‬وإبعادها عن املشاحنة وكأن‬ ‫الشعراء يف حرب «داحس والغرباء»‪ .‬لقد‬ ‫ُ‬ ‫كتب يف العام ّية‪ ،‬فقط‬ ‫كنت أول دكتور‬ ‫َ‬ ‫للتأكيد عىل أن الذي يكتب الفصحى‪،‬‬ ‫يكتب العامية أيضاً‪ ،‬وكام يقول املثل‬ ‫الشعبي‪« :‬أكل املجدّرة ليست حكراً عىل‬ ‫أوالد الفقراء»‪ ،‬وكذلك الشعر العامي‬ ‫ليس حكراً عىل األ ّمي‪ ،‬فأنا دكتور دولة‬ ‫منذ العام ‪ 1992‬بلقب «بروفوسور»‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫كتبت الشعر العامي بنفس الجودة التي‬ ‫أكتب بها الشعر الفصيح‪ .‬إنها لعظمة‬ ‫كبرية أن يكتب األديب الكبري بالفصيح‬ ‫والعا ّمي معاً‪ .‬لقد كان اللبنان ّيون‬ ‫بالفعل‪ ،‬يف املنتديات العربية‪ ،‬مم ّيزين‬ ‫ألننا متقدّمون عن غرينا من العرب يف‬ ‫الشعر الزجيل ولدينا تراث خاص وخالد‬ ‫امت ّد تاريخه من تاريخ «شحرور الوادي»‬ ‫و»زغلول الدامور»‪ ،‬وغريهم‪ .‬بالنسبة‬ ‫يل‪ ،‬ال فرق بني العا ّمي والفصيح‪ ،‬ولكنّ‬ ‫الشعر اليوم يرتاجع لكرثة ما دخل‬ ‫من أصابع ملوثة بالصه َينة والتهويد‬ ‫لرضب الرتاث العريب‪ ،‬ألن ارسائيل مل‬ ‫تدخل إىل لبنان عسكرياً فقط‪ ،‬بل‬ ‫سياسياً واقتصادياً وأدبياً واستطاعت‬ ‫رضب الشعر الفصيح بجميع مفاهيمه‬ ‫وموسيقاه‪ ،‬فأصبحوا يقولون «قصيدة‬ ‫النرث»‪ ،‬وغريها‪ .‬هنا أعود ألكرر ما قلته‬ ‫سابقاً بأن كتابة الشعر هي عملية ترتكب‬ ‫مع الوحم لدى املرأة يك يولد ابنها شاعراً‪.‬‬ ‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫‪76‬‬

‫«ورثة ستّي»‬ ‫حكيتلنا حكايي‬ ‫يوم اليل ستّي و ّز ِعت من ورثتا‬ ‫كان الوقت فصل الشتي‬ ‫وكانوا إخويت حولها ك ُّلن سوا‪:‬‬ ‫أختي اليل كانت واقعا ببحر الهوى‬ ‫أخذت هَ ِك الدملوج من ستّي‬ ‫وخاتم دَهَ ب وسوا ِرتا‬ ‫وخ ّيي أخد أربع خمس لريات‬ ‫عليهُن بطل راكب عىل حصانو‬ ‫وجوز الحلق واملسبحا وشاالت‬ ‫َ‬ ‫أختي الزغريي أخذتن‬ ‫قاعد أنا َم حكيت‬ ‫بق ُيوا عين ّيي مع ّلقني بجبهتا‬ ‫ال عرفت شو ه ّوي الزعل‪ ،‬وال بكيت‬ ‫بوجي غ ِف ْيت‬ ‫تطلعت ستّي ّ‬ ‫آخد معي من ورثتا‬ ‫تطليعتا وحكايتا‬

‫«مسبحة الصال»‬

‫بعدين بذكر‬ ‫بالعمر كنّا والد‬ ‫منيش عَ درب السهل نتف ّرج‬ ‫موسم القمح عياد‬ ‫عالريح يتغنّج‬ ‫نقطف َس َبل ونح ّوش العنّاب‬ ‫نا ُكل ِعنَب‬ ‫نسمع صال رعيان بصوات القصب‬ ‫والنحل يقرا السطر ويس ّمعو تلحني‬ ‫شاطر‪ ،‬حفظ‪ ،‬ويزقفوا حساسني‬ ‫والكون يرهج بالحال‬ ‫وما أجمال‬ ‫هاك السام‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ورف البجع حد الشمس‬ ‫عم يسأال ويغازال‬ ‫ويصري شك رماح‬ ‫م ّد زياح‬ ‫ما أطوال‬ ‫ّ‬ ‫ومن يومها تعلمت‬ ‫كيف بتكون مسبحة الصال‬

‫«جورج غاالوي» ‪ ...‬سال ٌم عليك‬ ‫قسوم «مدير الثقافة يف محافظ حامة»‬ ‫محمد عارف ّ‬ ‫ُ‬ ‫املناضل العر ّيب الكبري ‪..‬‬ ‫“جـورج غاالوي” ‪ :‬أيهّا‬ ‫البطن الذي حملك‪ ،‬و‬ ‫سالم ال ّل ِه عليك‪ ...‬عىل‬ ‫ِ‬ ‫سالم عليك من رأســك حتّى‬ ‫البيت الذي أنجبك‪...‬‬ ‫ٌ‬ ‫أخمص قدميك‪ ...‬و ما أروع روح التـحدّي ووقفة‬ ‫الـــع ّز والرجولـــ ِة تتجسدان َ‬ ‫َ‬ ‫صدق‬ ‫بك اليوم‬ ‫عزمي ٍة‪ ...‬و صالب َة َشكيم ٍة يف تحد َ‬ ‫ّيك لالحتالل‪،‬‬ ‫وتصدّيك للحصار املفروض عىل غزة الحبيبة‪،‬‬ ‫تشقّ ألجل عينيها الكحيلتني عصا الطاعة عىل‬ ‫الكيان املحتل و حلفائه‪ ...‬ومتعن انتصاراً لها يف‬ ‫قهر أنظمة التخاذل و إحراجها ‪...‬‬ ‫من حقّ ّ‬ ‫قلم ْأن يتباهى بالكــتابة‬ ‫كل صاحب ٍ‬ ‫تكتــب يف ســـفر الخلود‬ ‫عنك وأنت الذي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫عشـــق عرفتها‬ ‫أعظم إلياذ ِة‬ ‫املرشف ِة‬ ‫مبواق ِفك‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫أجمل معاين‬ ‫تسط ُر يف صفحـــاته‬ ‫اإلنسانية‪ ..‬و‬ ‫النبلِ و الشهام ِة واإلباء‪...‬‬ ‫َ‬ ‫تكألك سوري ُة برمش العني‪ ،‬و‬ ‫ليس غريباً ْأن‬ ‫َ‬ ‫تدخل‬ ‫أن يستقب َلك أبناؤها بالورود و األزاهري‪ْ ...‬أن‬ ‫غزّة محفوفاً بقلوب فرسانها امليامني محموالً‬ ‫عىل أكتافهم‪ ...‬بل الغريب ْأن ال تدخل ّ‬ ‫كل البقاع‬ ‫العربية ُم َر َّحباً َ‬ ‫بك‪ ،‬محموالً عىل الرؤوس كأبهــى‬ ‫تاج من تيجانِ البطولـــ ِة واملجد ‪...‬‬ ‫ٍ‬

‫ْأن‬ ‫يجب‬ ‫هو يعلم “‪“ ...‬حسبنا الله و نعم الوكيل”‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ّإن أنظا َر العامل – و هذه وصيتك – يجب ْأن ترت َّكز‬ ‫الجميـــع‬ ‫يــدرك‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫عام‬ ‫كل‬ ‫األول‬ ‫كانون‬ ‫من‬ ‫العرشين‬ ‫و‬ ‫السابع‬ ‫يف‬ ‫“إرسائيل”‬ ‫َّأن‬ ‫ٍ‬ ‫عىل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة و حلفاؤهــم‬ ‫املأزوم َة املهزوم َة‬ ‫مل َت ُع ْد حليفاً‬ ‫بحقّ غز َة و أبنا ِء غزة‪.‬‬ ‫مناسباً‬ ‫ُ‬ ‫رشيان الحيا ِة يجب أن يتواصل ُ‬ ‫الواجب‬ ‫نبضه‪ ...‬و‬ ‫ميكن‬ ‫ُ‬ ‫ْأن نقف جميعاً إىل جانب غزة‪ ...‬إىل جانبك “جورج‬ ‫عليه‬ ‫االعتام ُد‬ ‫غاالوي” أ ّيها الغزّاوي الفخور بكوفيته الفلسطينية‪...‬‬ ‫إليه‪،‬‬ ‫واالستنا ُد‬ ‫وأن ننشد مع األحرار الصامدين يف خندق التصدي‬ ‫بعد أن أوجعتها‬ ‫ُ‬ ‫لالحتالل أغنية سالم أيوب الفلسطيني التي يعدّها‬ ‫رضبات املقاومني‬ ‫متهيداً إلصدارها يف(ألبوم ) خاص ‪:‬‬ ‫أ ّيها‬ ‫أمثالك‬ ‫ُ‬ ‫نروح عىل مــني‬ ‫بدكم تخنقونـا‬ ‫األصيل‪.. .‬‬ ‫الفارس العر ّيب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الكيان الصهيو ُّين الحاقد َج ْع َل‬ ‫يحاول‬ ‫نفهم ْأن‬ ‫وال إحنا غاصبني‬ ‫إحنا مش أعداء‬ ‫ْ‬ ‫وأن يفتي‬ ‫غزة معسك َر اعتقالٍ وإباد ٍة ألبنائها‪...‬‬ ‫ناس مـحارصين‬ ‫إحنا أهايل غزّة‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ساقط برشعية ِ بناء جدار عازلٍ لخنقها‪...‬‬ ‫حاخام‬ ‫بعض املشاعر‬ ‫و إذا ما استف ّز استشهادُنا بها‬ ‫ٌ‬ ‫نفسه‬ ‫ولكن ماال نفهمه وال ميكن ْأن نتفهَمه ْأن يشارك َ فلننتقل يا صديقي إىل أغنية سالم أيوب‬ ‫ِ‬ ‫وصف معانا ِة أهل غزة ‪:‬‬ ‫من غز ُة هي جز ٌء من قلبه يف هذه الجرمي ِة القبيح ِة يف ِ‬ ‫النكراء!!‪.‬‬ ‫شحبرْ يا بابور الكاز شحبرْ بدنا ِنعمل شـاي‬ ‫الج ّرة عنّا طفرانـــه و ّ‬ ‫يف هر ٍة حبستها دخلت امرأة النا َر‪ ...‬فهل َ‬ ‫لك ْأن‬ ‫خط الكهربا مش جاي‬ ‫هبـاب‬ ‫شحبرْ يا بابور شحبرْ شــحبرْ و م ّلينا‬ ‫ُت َذ ّكر من يتذ ّكر‪ ...‬و هل لك ْأن ترصخ ملء الفم‪“ :‬ما‬ ‫ْ‬ ‫اندبحنا يا بـابور وانقطعـت فينــا األسباب‬ ‫جائع و‬ ‫آمن يب من مات شبعاناً و جاره إىل جنبه‬ ‫ٌ‬

‫كانت صحيفة «الحياة» البوابة األوىل‪ ،‬بل الرئيسية‪ ،‬التي ولج منها اىل رحاب مهنة‬ ‫الصحافة‪ ،‬يف الستينات املاضية‪ ،‬ثم انتقل بعد ذلك اىل أكرث من محطة إعالمية‪ ،‬منها‬ ‫املجلة األسبوعية‪ ،‬والجريدة اليومية‪.‬‬ ‫عمل محرراً سياسياً يف مجلتي «األسبوع العريب» و «الحوادث»‪.‬‬ ‫ومديراً للتحرير يف مجلتي «مشوار» و «الكفاح العريب»‪ ،‬كام عمل بالصفة نفسها يف‬ ‫مجلتي «الدستور» و «التضامن» الصادرتني يف لندن‪.‬‬ ‫انضم اىل إدارة تحرير جريدة «الرشق األوسط» الصادرة يف العاصمة الربيطانية‪ ،‬حيث عُ ينِّ‬ ‫سكرترياً للتحرير يف القسم السيايس العريب والدويل‪.‬‬ ‫كان واليزال عضواً يف اتحاد الصحافيني الربيطانيني (‪.)NUJ‬‬ ‫من مؤلفاته‪« :‬األباشية» و رواية «حكوايت بريوت» وهام قيد الطباعة‪.‬‬ ‫ُنشرِ له ثالثة كتب‪« :‬أقنعة تتمزق»‪« ،‬دراسة عن الثورة األريرتية»‪ ،‬و»ديب‪ ...‬إستمرارية‬ ‫التحدي»‪ ،‬الذي يقع يف ‪ 136‬صفحة انطوت عىل إهداء‪ ،‬وأول الكالم‪ ،‬ومقدمة‪ ،‬و‪ 25‬فص ًال‪،‬‬ ‫أضيفت إليها أربع نوافذ عرض خاللها ملقتطعات صحافية من سرية حاكم إمارة ديب محمد‬ ‫بن راشد آل مكتوم وأعامله التي جعلت اإلمارة «متيض قدماً يف تحقيق الرؤية الطموحة التي‬ ‫تهدف اىل تحويل مدينة ديب اىل وجهة تجارية عاملية»‪ ،‬كام تطرق خالل تلك النوافذ اىل األزمة‬ ‫املالية التي أملّت باإلمارة‪ ،‬فكان رسده‪ ،‬كام وصفه املؤلف‪ ،‬مبثابة «عكس السري ملا تط ّرق إليه‬ ‫صحافيون كرث‪ ،‬ومعظمهم من جنسيات أوروبية‪ ،‬وأمريكية وغريها ضد إمارة ديب‪ ...‬حيث‬ ‫انتفت املوضوعية‪ ،‬واملصداقية‪ ،‬والشفافية والحياد‪ .‬وكان التجني‪ ،‬والتشفي واملغاالة يف قلب‬ ‫الطاولة رأساً عىل عقب س ّيد املوقف يف كل ما كتبوا‪ ...‬فوجد نفسه منكباً عىل كتابة‬ ‫«ديب‪ ...‬إستمرارية التحدي»‪ ،‬واصفاً نفسه برشطة التدخل الربيطانية التي تجتاز برسعة‬ ‫الربق إشارة املرور الحمراء غري عابئة بأحد إ ّال بالقانون الذي يجيز لها ذلك»‪ ،‬فجاءت كلامته‬ ‫دقيقة ومنصفة خاصة يف ردّه عىل الذين سألوه يف لندن‪ ،‬وباريس‪ ،‬وأثينا‪ ،‬وبريوت ملاذا ديب؟‬ ‫فقدّم إليهم سببني‪ :‬األول ألنه من «محرتيف عنرص التحدي وعشاقه املدمنني‪.‬‬ ‫العرب يف قديم الزمان‪ ،‬ويف حارضه «الصديق عند‬ ‫والثاين‪ :‬ألنه يسري عىل درب ما قالته ُ‬ ‫الضيق»‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب فني‬

‫نضال عبد الخالق لـ «منبر التوحيد» ‪:‬‬

‫متخرج من معهد “موسكو” للسينام عام ‪.1993‬‬ ‫أستاذ يف الجامعة اللبنانية (معهد الفنون الجميلة)‬ ‫ومن أبرز مساهامته‪ ،‬كمدير تصوير محرتف‪ ،‬يف السينام‬ ‫والتلفزيون حتى اآلن‪:‬‬ ‫“السيخ” و”الهندوس” وثائق ّيان رصينان لتلفزيون “الجزيرة”‬ ‫ّ‬ ‫“الليلة الزرقاء”‪ ،‬لفؤاد عليوان (روايئ قصري)‬ ‫ “الشاعر” لدميا الحر (قصري)‬‫ “قصتي قصة” – سلسلة درامية للتلفيزيون‪ ،‬إلييل اضابايش‪( ،‬‬‫املؤسسة اللبنانية لإلرسال)‬ ‫“تحت القصف” لفيليب عرقتنجي (روايئ – تسجييل طويل حول‬ ‫حرب متوز ‪ ) 2006‬قدم يف مهرجان “البندقية” عام ‪( 2007‬النص‪:‬‬ ‫لكلود أبو حيدر‪ ،‬وفيه باألدوار الرئيسية ‪:‬طالل الجردي‪ ،‬تقال شمعون‪،‬‬ ‫برناديت حديب‪ ،‬ندى أبو فرحات‪ ،‬وكثريون من الوجوه املحرتفة‬ ‫املعروفة‪.‬‬ ‫ فيلم وثائقي أمرييك أدار تصوير جزء منه يف لبنان نضال عبد‬‫الخالق إىل جانب بريطانيا وأمريكا (عن املعرفة الذاتية لالنسان)‬

‫الضوء واللون والزوايا لعبة «السينماتوغراف»‬ ‫دقيق‬ ‫علمي‬ ‫مصطلح‬ ‫“السينامتوغراف”‬ ‫يطلقه الفرنسيون واألمريكيون( وغريهم من‬ ‫كبار رواد السينام يف العامل) عىل رجال الصورة‬ ‫السينامئية األكرث موهبة واحرتافية ( مبعنى‬ ‫الحس الجاميل املالئم وروح املبادرة يف اقتحام‬ ‫أماكن التصوير الصعبة حيث‪“ :‬تجرؤ عليها‬ ‫وحدها النمور والنسور والصقور”‬ ‫هو سواء يف املفهوم اإلعالمي ( املريئ‬ ‫واملكتوب) العام‪ ،‬أو لدى السينام والتلفزيون‬ ‫لناحيته الوثائقية والروائية‪ ،‬أكرث من مص ّور‬ ‫‪-CARDEUR-OPERATEUR–MANCAMERA‬‬ ‫‪ – REPORTER‬عادي بالتأكيد ‪DE DIRECTEUR‬‬ ‫‪ PHOTOS‬أو مدير تصوير‪.‬‬ ‫‪/C I N E M A T O G R A P H E‬‬ ‫‪ CINEMATOGRAPHER‬هو الذي ال يريد أن يأخذ‬ ‫عىل عاتقه “مهمة” املخرج السيناميئ‪ ،‬تحديداً‪،‬‬ ‫وال يهمه أن يكون كاتباً ( باملنطق واملشاعر‬ ‫املدونة بالكلمة) فكالمه يد ّونه ويوثقه ويسجله‬ ‫بالصورة (بالضوء واللون والزوايا والخفايا‪ ،‬وعني‬ ‫الكامريا ورسعاتها ومواقعها وحركتها) وكأن‬ ‫اللعبة ( لتنفيذها وجاملياتها املرئية الطبيعية‬ ‫والبيئية بشاعريتها ورمزيتها وواقعيتها) قبل‬ ‫اللمسات األخرية عليها‪ ،‬يف ما بعد‪ ،‬مع املخرج‬ ‫لدى املونتاج‪ ،‬هي فع ًال ملك له‪.‬‬ ‫وحتى اليوم يف لبنان ال تزال مهنة‬ ‫السينامتوغراف النادرة جداً من حيث االستحقاق‬ ‫والجدارة وحس الصورة املرهفة واملثقفة قليلة‬ ‫وصعب توافرها‪ ،‬ولكنها مع ذلك مادة أكادميية‬ ‫– احرتافية يعلم بعض الخرباء القالئل جداً عىل‬ ‫هذا املستوى بعض ما أمكن منها يف الجامعات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪.2009‬‬

‫واملعاهد املتخصصة‪ .‬ويذكر هذا املصطلح يف‬ ‫ذاته باملصدر األول الخرتاع السينام عىل أيدي‬ ‫األخوين “لوميري” يف فرنسا قبل ما يزيد عىل الـ‬ ‫‪ 115‬عاماً‪.‬‬ ‫“السينامتوغراف” اللبناين نضال عبد الخالق‬ ‫هو أحد هؤالء السينامئيون الذين ال يشغلهم‬ ‫كثرياً اآلن أن يكون مخرجاً‪ ،‬وهو ابن “املهنة”‬ ‫املحرتف‪.‬‬ ‫(متخرج من معهد “موسكو الشهري”‬ ‫للسينام‪ ،‬يف إدارة التصوير ‪ -‬عام ‪ )1993‬يقول ما‬ ‫يريده‪ ،‬ويوثقه ويسجله بالصورة‪ ،‬وبعني الكامريا‬ ‫الخبرية املثقفة املرهفة الجريئة النفاذة التي ال‬

‫‪78‬‬

‫تخىش االماكن وال املضامني‪.‬‬ ‫يقول عبد الخالق‪ :‬عندما أصبح يف موقع‬ ‫التصوير‪ ،‬يجب أن تكون لدي تلقائياً الثقة الكافية‬ ‫بنفيس وبكفاءيت املهنية‪ ،‬يك أمتكن من تحقيق‬ ‫عميل فوراً وبال تردد وال ارتباك‪ ،‬وال استنساب”‪.‬‬ ‫تحمل كامريتك بارتياح وإلفة “العامل” بعامله‬ ‫الخاص‪ ،‬متتلكه مبقدرة الخبري الحقيقي وتحرتم‬ ‫مدى إمكانات هذا الجهاز “السحري” الصغري‬ ‫نسبياً بني يديك؟‬ ‫“أحضن الكامريا مبحبة وحميمية كأنها ولد‬ ‫يل حسن الرتبية صلب املعدن مضمونة نتائجه‬ ‫الجيدة سلفاً”‪.‬‬ ‫لحظة إنجاز الصورة بحد ذاتها‪ ،‬ما الذي يعنيه‬ ‫ذلك لك فع ًال؟‬ ‫“عندما يقوم مدير التصوير الجدي بتصوير فيلم‬ ‫ما‪ ،‬هذه الفرتة هي أهم يشء يف حياته‪ ،‬متاماً‬ ‫كالشاعر واملهندس واملوسيقي والرسام‪ ...‬عمله‬ ‫أشبه بلحظة إبداع نادرة فليجيدها وكفى‪”....‬‬ ‫خصوصاً لدى صاحب املهنة الحقيقي الذي‬ ‫نذر حياته (مبدئياً) كلها للصورة السينامئية‬ ‫املحرتفة‪.‬‬ ‫مدير التصوير الحقيقي واملحرتف ال يستعجل‬ ‫نفسه‪ ،‬وال من حوله‪ ،‬يك يكون هو “مخرج‬ ‫الفيلم”‪ ،‬فهو يعرف سلفاً أنه ملك اللعبة ( تقنياً‬ ‫وجاملياً ومنطقياً‪ ،‬بالحس والعقل) وال “تزوغ عينه”‬ ‫الذكية إىل أشياء أخرى أقل دقة ومهنية تلهيه‬ ‫عن املهمة األساسية لعمله السيناميئ‪.‬‬ ‫بل عىل العكس متاماً‪ ،‬عىل اآلخرين أن‬

‫يتعلموا هم منه‪.‬‬ ‫املخرج الذيك واللبق يفعل هذا من تلقاء نفسه‪،‬‬ ‫أقله يك يحصل عىل نتيجة جيدة لعمله‪ ،‬مهام‬ ‫بلغت رؤيته وثقافته والتزامه الفكري واإلعالمي‬ ‫مبا يريده منه املنتج وما أعده الكاتب‪.‬‬ ‫وأشبه هؤالء الثالثة‪ ،‬الكاتب واملخرج ومدير‬ ‫التصوير‪ ،‬بثالثة مهندسني‪ :‬األول”املدين” ملتانة‬ ‫“البناء” وجدواه وصالبته ورحابته‪ ،‬والثاين‬ ‫“املعامري” لجامليته وتراثيته و”اندماجه البيئي”‬ ‫لناحية التناغم والشكل‪ ،‬والثالث لـ “تقنيات”‬ ‫البناء األخرى و”وظيفتيه” املفيدة رشط أن‬ ‫تنسجم مع الجودة والجدوى نفسها ايضاً لجامليات‬ ‫هذا الشكل وانسياب ّيته وتناغمه وتكامله‪.‬‬ ‫وعندما تقرأ سيناريو الفيلم وتناقش الكاتب‬ ‫واملخرج حول أجوائه؟!‬ ‫بعدما أقرأ السيناريو وأناقشه مع الكاتب‬ ‫واملخرج يتكون لدي االتجاه األويل ملا تحتويه قصة‬ ‫الفيلم‪ ،‬فأحاول فوراً أن أجد الطريقة االحرتافية‬ ‫اللبقة لكيفية تجسيد “الصورة” نفسها من‬ ‫الناحية املرئية للحكاية املروية‪ ،‬مهام كانت‬ ‫الطبيعة األساسية لهذه “الصورة” وبعدها‬ ‫“الجاميل” و”الدرامي”‪ ،‬فأحيك “املروي باملريئ”‬ ‫وأقوم بتحويل الفكرة إىل صورة بطريقة رمزية أو‬ ‫عاطفية أو نفسية أو واقعية‪ ،‬ولكل حالة أدواتها‬ ‫وإيقاعاتها ومناخاتها‪.‬‬ ‫وإذا وقع مدير التصوير أحياناً رمبا يف ما هو‬ ‫“إغراء” يشء جميل من الطبيعة أو بدافع‬ ‫“غرائزي” أجوف‪ ،‬فقام بتصويره ملجرد “املزاج”‬ ‫حيث ال تدعو الحاجة‪ ..‬خطأ؟‬

‫هذه هي فع ًال أسوأ األخطاء التي يسقط‬ ‫فيها مدير النصوير أن يخرج لـ “مزاجيته” فقط‬ ‫عن سياق الفكرة األساسية للفيلم‪ ،‬فال يخدم‬ ‫األجواء واملناخات التي حددت لـ “روح” الصورة‬ ‫مسبقاً لناحية اإلضاءة واأللوان املتناغمة سلفاً‬ ‫مع اإلحساس العام ملضمون القصة ونفسها‬ ‫الدرامي الصادق‪ ،‬وإيقاع السيناريو بتقنياته‬ ‫ومرئياته وحواراته والصوتيات‪.‬‬ ‫ولكن هناك بالطبع لزوم تعاون عميق ودقيق‬ ‫بني املخرج ومدير التصوير حاملاً يصري الفيلم‬ ‫حارضاً لتحقيقه عم ًال سينامئياً يف امليدان؟!‬ ‫إىل جانب املخرج يعترب مدير التصوير العنرص‬ ‫األكرث أهمية‪ ،‬بالطبع يف مكان التصوير‪ ،‬وعليه‬ ‫تلقائياً‪ ،‬ضبط عملية التصوير بحسب الوقت‬ ‫وامليزانية‪ .‬وإن حصلت األخطاء‪ ،‬وهذا ما يحدث‬ ‫غالباً أثناء التصوير‪ ،‬فعىل مدير التصوير القدير‪...‬‬ ‫أن يجعلها سهلة ورسيعة العالج بفضل خربته‬ ‫ومقدرته املميزة عىل األرض‪.‬‬ ‫يعني باختصار يجب أن يكون هناك مسار‬ ‫ما فعيل لتحديد ذلك مبا يزيد من قوة وانسجام‬ ‫ومتاسك الصورة مع مجرى ورسد القصة‬ ‫نفسها‪.‬‬ ‫لديهم رؤية تصويرية مرهفة‪ ،‬فيكون العمل‪،‬‬ ‫تلقائياً‪ ،‬أكرث جودة ونجاحاً منه مع الذين يفقدون‬ ‫مثل هذه الرؤية‪ ...‬وهذا هو األساس‪.‬‬ ‫وتقول أنك تفضل التصوير يف االستوديو؟‬ ‫ألنك عندما تدخل االستديو تالحظ بأن كل‬ ‫يشء من حولك هو أسود‪ ،‬وعليك أن تيضء‬ ‫هذا “الفراغ”‪ ،‬وتبدأ بأول “بروجيكتور” ثم الثاين‬

‫‪79‬‬

‫والثالث‪ ،‬فيلذ لك أن تشعر وكأنك أنت تخلق‬ ‫جو الفيلم‪ ،‬تتحكم به وكله محصور يف إطار‬ ‫سيطرتك‪.‬‬ ‫وما الذي يفيده هذا لناحية الجودة والجدوى‬ ‫الفنية لعملك؟‬ ‫بعكس التصوير يف الخارج الذي يكون أحياناً‬ ‫خاضعاً لظروف الطبيعة غري الط ّيعة دامئاً‪،‬‬ ‫فيتوجب عليك التكيف معها وتبني الحلول‬ ‫برشوطها ومشيئتها‪ ،‬ما ينقص من قيمة عملك‬ ‫وصفائه الفني بعض اليشء‪.‬‬ ‫وعليه ال مينع املصور املوهوب من أن يكون‬ ‫يوماً مخرجاً ناجحاً؟‬ ‫“مهنتنا مهنة اآلفاق املفتوحة عىل جميع‬ ‫املجاالت يف عملها اإلعالمي والفني الخاص بها‪...‬‬ ‫رشط أن يكون لديك الثقافة والعلم واملراس‬ ‫والجرأة والنضج‪ ...‬لتكون ما تريده أنت فع ًال‪.‬‬ ‫ضحايا املايض “آخر مسلسل ( لبناين) من‬ ‫تصوريك‪ ،‬للمخرج طوين فرج الله‪ .. .‬حدثنا ماذا‬ ‫بعد؟!‬ ‫“متكنت يف هذا املسلسل من رسم إضاءة ال‬ ‫تحصل عادة عىل الشاشة الصغرية يف التلفزيون‬ ‫يف لبنان‪ ...‬شخصيات ووجوه ومشاهد عديدة لكل‬ ‫واحدة لونها وحالتها وأحاسيسها وخصائصها‪،‬‬ ‫املهم يف اللعبة أن تنجح يف التعبري عن كل هذا‬ ‫بالضوء والتكوين والزوايا والصورة‪ ...‬الرشط األساس‬ ‫أال تتشتت يف ما يخرج عن وحدة العمل وجامليته‬ ‫وسالسته وانسيابيته وجوه الدرامي العام‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ظافر هرني‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب املرأة‬

‫منى عفيش لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫وصولي إلى الوزارة من خالل نضالي‬ ‫وعطاءاتي اإلنسانية‬

‫لبنان من أكرث الدول ليربالية يف‬ ‫املرشق العريب‪ ،‬والشعب اللبناين معروف‬ ‫بدوره الكبري والفاعل يف جعل هذا البلد‬ ‫منارة للمنطقة‪ ،‬وحيويته ودوره تتجاوز‬ ‫مساحة الوطن بأكمله‪ ،‬والتطلع نحو‬ ‫مستقبل مرشق مجاله واسع للغاية‪،‬‬ ‫رغم الظروف الخاصة املحيطة وكرثة‬ ‫التحديات الخارجية والداخلية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫هناك حالة من عدم الرىض االجتامعي‬ ‫حول دور ومكانة املرأة فيه وهي التي‬ ‫تشكل نصف املجتمع‪ .‬ويف كل األحوال‬ ‫ومن خالل الوقائع واألرقام‪ ،‬تحتل املرأة‬ ‫اللبنانية دوراً ريادياً متطلعاً نحو األفضل‪،‬‬ ‫وهذا حقها الطبيعي الذي تفرضه‬ ‫األعراف وإن تجاهلته القوانني‪ .‬ومع أن املرأة‬ ‫اللبنانية تشارك الرجل يف دفع رضيبة‬ ‫الدم من خالل وجودها يف سلك الجيش‬ ‫واألمن الداخيل ويف كافة املرافق الحيوية‬ ‫من تعليم وغريه‪ ،‬إال أن مثة قصوراً واضحاً‬ ‫يف إعطاء املرأة دوراً يف الحياة السياسية‪،‬‬ ‫ورغم توفر اإلمكانيات والقدرة لديها‪ ،‬فإن تقليداً أعمى ما يزال‬ ‫يغ ّيب نصف املجتمع عن أداء دوره يف الحياة السياسية‪ ،‬سواء‬ ‫يف الحكومة أو الربملان‪ .‬واألسئلة كثرية حول سبب تجاهل بعض‬ ‫النخب لهذا األمر‪ ،‬وال مباالة العديد من األحزاب لدور ومكانة‬ ‫املرأة يف املجتمع‪ ،‬إذ ال يكفي التغني بدورها‪ ،‬بل ال بد من عمل‬ ‫دؤوب وفاعل‪ ،‬وبذل ما يكفي من الجهود إلحداث التغيري املطلوب‬ ‫يف القوانني أوال‪ ،‬وثانيا يف مامرسات العديد من القوى التي باتت‬ ‫محتكرة متاماً ملجال العمل السيايس‪ .‬فبناء نهضة حقيقية ال‬ ‫ملاذا اخرتت املعرتك السيايس‪ ،‬وهل وجد‬ ‫أحد من العائلة ساعدك ودعمك؟ أم هل ِمنْ‬ ‫صداقة مع رئيس الجمهورية أوصلتك إىل‬ ‫الحكومة‪ ،‬ال سيام وأن وصول املرأة إىل مجال‬ ‫العمل السيايس مهمة صعبة يف بالدنا‬ ‫وتتطلب قدرات كبرية‪ ،‬وإرادة وعزمية عىل ضوء‬ ‫القضايا املرتاكمة‪ ،‬والسؤال ما الذي دفع منى‬ ‫عفيش للقبول باملنصب الوزاري؟‬ ‫مل أسع اىل السياسة‪ ،‬ومل أتعاطاها‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ميكن أن يتم إال من خالل إعطاء املرأة حقوقها يف كافة املجاالت‬ ‫السياسية واالجتامعية واالقتصادية‪ ،‬وخاصة يف مجال الحقوق‬ ‫اإلنسانية التي تك ّرم املرأة وتضعها يف املكان الالئق‪ ،‬فهي األصل‬ ‫وهي من يقدم الكثري لبناء األرسة واملجتمع وعزة ورفعة الوطن‪.‬‬ ‫وإللقاء الضوء عىل دخول املرأة اللبنانية إىل املعرتك‬ ‫السيايس واملشاكل التي تواجهها لنيل حقوقها مقارنة‬ ‫مع املرأة العربية يف بقية البلدان‪ ،‬وأمورا أخرى ذات شجن يف‬ ‫قضية املرأة‪ ،‬كان ملنرب التوحيد هذا اللقاء مع وزيرة الدولة منى‬ ‫عفيش‪:‬‬

‫ووصويل إىل الوزارة كان من خالل عميل النضايل‬ ‫وعطاءايت يف املجال اإلنساين‪ ،‬مل أفكر يوماً يف‬ ‫أي مركز من املراكز الحكومية‪ ،‬وال أنتمي إىل بيت‬ ‫سيايس‪ ،‬أعمل وأناضل كمواطنة لبنانية ألجل‬ ‫لبنان‪ ،‬لبنان السيد املستقر‪ ،‬لبنان الحر الذي‬ ‫ميلك حرية تفتقدها البالد العربية األخرى‪ ،‬لذلك‬ ‫مل ولن أسعى لالنخراط يف املعرتك السيايس‪،‬‬ ‫الذين أرصوا عىل وجودي يف الوزارة قدّروا عميل‬ ‫واختاروين للعمل يف الرأي العام‪ .‬وفيام يخص‬

‫‪80‬‬

‫فخامة رئيس الجمهورية العامد ميشال سليامن‪،‬‬ ‫أوال أتوجه إليه بالشكر‪ ،‬ألنه أرص عىل وجود امرأة‬ ‫يف الوزارة لديها خربة‪ ،‬وأعمل يف املجال االجتامعي‬ ‫منذ ‪ 40‬عاماً‪ ،‬وهدفنا نيل املرأة والطفل اللبناين‬ ‫كامل حقوقهم‪ ،‬ونسعى دامئاً اىل مساعدة‬ ‫األشخاص الذين هم بحاجة اىل مساعدة‬ ‫ان كان من الناحية املادية أو املعنوية‪ .‬فخامة‬ ‫الرئيس ال تربطني به أي صداقة‪ ،‬ولكن كان يل‬ ‫رشف اللقاء به عندما كان قائداً للجيش‪ ،‬عندما‬

‫زرته طلباً ملساعدة األطفال املهمشني وذوي‬ ‫الحاالت االجتامعية الصعبة‪ ،‬وهذا هو الهدف‬ ‫الذي نعمل عليه يف مؤسسة عفيف عسريان‬ ‫الثاين التي أترأسها منذ ‪ 27‬عاماً‪ .‬وكنا قد تعاونا‬ ‫سابقاً مع السيدة منى الهراوي‪ ،‬والسيدة أندريه‬ ‫لحود والسيدة لور مغيزل‪ ،‬وما زلنا حتى اآلن مع‬ ‫اللبنانية األوىل السيدة وفاء سليامن‪ ،‬ملساعدة‬ ‫أطفال الشوارع واألحداث املوجودين يف السجون‬ ‫اللبنانية‪ ،‬جميعنا نعمل لهدف مشرتك‪ ،‬وهو الذي‬ ‫أوصلني اىل هذا املركز‪ .‬عندما طلب مني فخامته‬ ‫الحضور اىل القرص الجمهوري‪ ،‬اعتقدت أن هناك‬ ‫دراسات لبعض املشاريع التي قدمتها قبل أسبوع‬ ‫من تشكيل الحكومة‪ ،‬ومنها الحد من التعذيب‬ ‫داخل السجون‪ ،‬وأطفال الشوارع واملخدرات‪ .‬ولكني‬ ‫تفاجأت بخرب تعييني يف الوزارة‪.‬‬ ‫ما هي املشاكل التي تواجه املرأة يف‬ ‫تعاطيها السياسة؟‬ ‫قبل أن نتحدث عن املشاكل التي تواجهها املرأة‬ ‫اللبنانية يف تعاطيها السياسة‪ ،‬يجب أن نسأل‪:‬‬ ‫أين هي املرأة التي تتعاطى السياسة؟ هل هي يف‬ ‫األحزاب؟ هل هي من بيت سيايس وتكمل طريقه؟‬ ‫نجد أن املرأة مل متنح لها الكوتا‪ ،‬وال الفرصة‬ ‫للوصول ولو بنسبة ضئيلة جداً مقارنة مع‬ ‫الرجل‪ ،‬املرأة لديها الحق يف منح حقوقها‪ ،‬الوعي‬ ‫يف املجتمع اللبناين الذي هو بحق مجتمع الذكور‪،‬‬ ‫وكذلك املجتمع الرشقي‪ ،‬كل هذه املقومات تخلق‬ ‫ضعفا لدى املرأة‪ ،‬ولألسف ال يوجد أحزاب تدعمها‬ ‫يف مجال السياسة‪ ،‬وهذه الصعوبات تجدها املرأة‬ ‫فيام لو كان لديها القدرة واالندفاع‪ ،‬هناك العديد‬ ‫منهن لديهن املق ّومات التي تجعلهن يخرتقن‬ ‫املعرتك السيايس‪ ،‬وأهم هذه الصعوبات عدم‬ ‫التوعية يف املجتمع اللبناين‪.‬‬

‫حقوق املرأة‬ ‫عملية املساواة بني الرجل واملرأة يف القيام‬ ‫ببعض األعامل يقال بأنها نوع من املقارنة‬ ‫الصعبة‪ ،‬هل تؤمنني باملساواة أم بتكامل‬ ‫األدوار؟ وهل ميكن القول أن املرأة اللبنانية قد‬ ‫نالت بعض حقوقها إذا ما متت املقارنة باملرأة‬ ‫العربية يف بقية البلدان؟ وكيف ميكن الوصول‬ ‫إىل بقية الحقوق؟‬ ‫عندما وقع اختياري عىل العمل االجتامعي‪،‬‬ ‫عملت عىل املرأة وحقوقها‪ ،‬فتعاونت مع السيدة‬ ‫ليندا مطر‪ ،‬السيدة أمل شعراوي‪ ،‬والسيدة عزة‬ ‫مروة يف اللقاء الوطني وغريهم للقضاء عىل‬ ‫كافة أشكال التمييز ضد املرأة‪ ،‬وعملت عضواً يف‬ ‫لجنة مع اثنني من القضاة واثنني من املحامني‪ ،‬نزّهنا‬ ‫كافة القوانني التي تسعى اىل التمييز بني الرجل‬ ‫واملرأة‪ ،‬والتساوي يف الحقوق‪ ،‬وأسعى اىل متابعة‬ ‫هذا العمل ألن موقعي اليوم يسهل عميل بأخذ‬ ‫القرارات والوصول إىل أصحاب الشأن‪ ،‬وعىل‬

‫مل ولن أسعى لالنخراط يف املعرتك السيايس‬ ‫ال يوجد أحزاب تدعم املرأة يف مجال السياسة‬ ‫أين أجد ظل ًام‪ ،‬أو حقاً ُس ِلب من صاحبه‪ ،‬سأعمل من أجله‬ ‫الصعيد العريب أين استطيع أن أكمل سأكون‬ ‫عىل استعداد تام بالتعاون مع النضال العام يف‬ ‫كل املجاالت والحقول‪.‬‬ ‫وما هي املشاريع والقوانني التي ستتقدمني‬ ‫بها لتطور املجتمع اللبناين؟‬ ‫كوزيرة دولة مل تحدد األعامل التي سأقوم‬ ‫بها حتى اآلن‪ ،‬ومشاريعي تخترص حول املرأة يف‬ ‫لبنان‪ ،‬وعميل هو املرأة والطفل اللبناين عىل‬ ‫كافة األصعدة‪ ،‬أين أجد ظل ًام أو حقا ُس ِلب من‬ ‫صاحبه‪ ،‬سأعمل من أجل هؤالء األشخاص الذين‬ ‫هم بحاجة ماسة ملساعدتنا‪ .‬املرأة العربية يف‬ ‫الخارج أعطيت حقها يف العمل السيايس‬ ‫مقارنة مع املرأة اللبنانية‪ ،‬ولكننا قريباً سنصل‬ ‫عرب البلديات واالنتخابات البلدية‪ ،‬حيث حصلنا‬ ‫عىل كوتا بنسبة ‪ ،%30‬ولقد ناضلنا كثرياً ألخذها‬ ‫قبل أن أصل اىل الوزارة‪ ،‬كان لنا لقاءات عدة يف‬ ‫وزارة الداخلية وهذه النسبة ستساعد املرأة‬ ‫كثرياً‬ ‫يف خوض االنتخابات النيابية والوصول‬ ‫اىل املراكز السياسية وأخذ القرارات‪ .‬عملنا عىل‬ ‫‪ %30‬من الكوتا النسائية وكان لدينا الكثري من‬ ‫املجندين بفتح الكوتا للدخول اىل العمل العام‬ ‫والسيايس بشكل خاص‪ ،‬واستطاعت املرأة بأن‬ ‫تقوم بحمالت ووصلت إىل مراكز رئاسة البلديات‬ ‫وعضوات فيها‪ ،‬لكن العدد محدود‪ ،‬واملهم أنها‬ ‫أثبتت قدرتها عىل تحمل املسؤولية‪ ،‬وتتكامل مع‬ ‫الرجل يف اإلعامل البلدية‪ ،‬وعلينا العمل عىل‬

‫‪81‬‬

‫رفع هذه النسبة‪.‬‬ ‫ولتستطيع املرأة الوصول يجب أن يكون لديها‬ ‫فريق عمل‪ ،‬وأن يكون لديها الدعم املادي‪ ،‬وامرأة‬ ‫واحدة ال تستطيع أن تفعل هذا اليشء‪ ،‬وهنا‬ ‫االنخراط يف األحزاب يسهل أعاملها‪ ،‬فالحزب‬ ‫يطور ولديه ماكينة انتخابية وهذا يساعدها يف‬ ‫الوصول‪ .‬وأمتنى عىل املرأة اللبنانية بعد وصولها‬ ‫أن تثبت قدراتها وتظهر للمجتمع أنها استطاعت‬ ‫التكامل مع الرجل‪ ،‬وعندها نجد أن املرأة مل تعد‬ ‫بحاجة إىل دعم مادي فإن املجتمع سريى أن هذه‬ ‫السيدة استطاعت بعلمها وخربتها وقدراتها‬ ‫وبفهمها أن تقوم باألعامل التي كانت يف البداية‬ ‫منحرصة يف الرجل‪.‬‬ ‫نالحظ صعوبات يف بعض املناطق التي‬ ‫اعتادت أن يكون رئيس البلدية من الذكور‪،‬‬ ‫وترفض ترؤس املرأة هذا املركز‪ ،‬كيف نستطيع‬ ‫أن نذلل هذه الصعوبات‪ ،‬وهل هناك من ندوات‬ ‫ونشاطات تشجع بها املرأة عىل انتخاب املرأة؟‬ ‫كانت الجمعيات النسائية ولجنة حقوق املرأة‬ ‫تقيم ندوات وتطلب من السيدات اللوايت يردن‬ ‫أن يرتشحن أن يتقدمن بذلك‪ ،‬وتقدم لهن كافة‬ ‫الدعم‪ ،‬وتقيم الجمعيات مؤمترات عدة يدعون‬ ‫فيها الناس من كافة األطراف السياسية وغري‬ ‫السياسة لتظهر مرشوعها وبرنامجها‪ ،‬وهذه‬ ‫يجب أن تتابع يف القرى‪ .‬املرأة اليوم تبدأ من‬ ‫منزلها‪ ،‬وتعمل عىل تربية أوالدها وإمتام كامل‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب املرأة‬

‫منرب تربوي‬

‫‪ 58‬عاماً على تأسيس الجامعة اللبنانية رئيسها يتحدث لـ «منبر التوحيد»‬

‫واجباتها املنزلية وتتعاون مع الرجل‪ ،‬عليها أن‬ ‫تبدأ من محيطها الصغري‪ ،‬العائلة املمتدة‪ ،‬يليها‬ ‫الجريان واألصحاب‪ ،‬فهي تستطيع ان تقدم من‬ ‫خالل عملها يف رشكة أو وزارة أو أي مجال آخر‬ ‫ليصبح لها كيانها‪ ،‬ولكن إذا بقيت يف بيتها‬ ‫ومل تقدم شيئاً ومل تعمل خارج منزلها لتظهر‬ ‫من خالل عملها فكيف لنا أن نختار هذه السيدة‬ ‫ونضعها يف مراكز معينة‪ ،‬عليها أن تثبت للرجل‬ ‫أنها تستطيع أن تعمل كربة منزل وسيدة عمل‪.‬‬

‫د‪ .‬زهير شكر‪ :‬حصلنا على موافقة مجلس الوزراء‬ ‫إلنشاء مج ّمعات في المناطق‪ ،‬وتبقى العبرة في التنفيذ‬

‫العنف ضد املرأة‬ ‫ظاهرة العنف ضد املرأة‪ ،‬هي ظاهرة سلبية‪،‬‬ ‫تدل عىل حالة من التخلف والجهل‪ ،‬ما هي‬ ‫أسباب هذه الظاهرة؟ وكيف ميكن مواجهتها‬ ‫وتفعيل دور املرأة يف املجتمع للقضاء عىل هذه‬ ‫الظاهرة؟‬ ‫العنف ضد املرأة له أسباب عديدة‪ ،‬وفكرة‬ ‫أن املرأة هي كيان ضعيف فكرة خاطئة‪ ،‬املرأة‬ ‫ليس لديها الضامنات الكافية للقيام بأعاملها‪،‬‬ ‫والسبب األول هو الرتبية املنزلية‪ ،‬التي تبدأ‬ ‫بالتمييز بني الفتاة والصبي‪ ،‬وهنا دور األهل‬ ‫يف كيفية التعاطي مع أوالدهم‪ ،‬يليه الكتب‬ ‫املدرسية التي تروي دامئاً قصصاً عن املرأة وعملها‬ ‫املنزيل وتتحدث عن ذلك حتى الصور املوجودة‬ ‫يف الكتب‪ ،‬يجب تغيري املنهجية وتوعية هؤالء‬ ‫األطفال‪ ،‬ووزارة اإلعالم لديها دور مهم جداً يف هذا‬ ‫املوضوع من خالل الربامج االجتامعية التي تطرح‬ ‫فكرة التكامل بني الرجل واملرأة‪ ،‬وإظهار ان ما كان‬ ‫مرفوضاً يف املايض أصبح اليوم مألوفاً‪ ،‬فاملرأة‬ ‫يحق لها ان تعمل وتتعاطى التجارة‪ ،‬وتسافر دون‬ ‫إذن من زوجها‪ .‬حتى يف الديانات الرجال ق ّيمون‬ ‫عىل النساء‪ ،‬يجب عىل املرأة أن تطيع زوجها‪،‬‬ ‫الرجل رأس املرأة‪ ،‬هنا وجد الرجل أن عىل املرأة أن‬ ‫تطيعه‪ ،‬وهذه من أبشع األلفاظ التي استعملت‬ ‫للمرأة‪ .‬لذلك يجب أن نبدأ من البيت‪ ،‬التوعية‪،‬‬ ‫التكافؤ والتعاون والتكامل بني املرأة والرجل‪ ،‬ال‬ ‫املساواة‪ ،‬الحرب اللبنانية أجربت املرأة عىل دخول‬ ‫معرتك الحياة والعمل من أجل عائلتها‪ ،‬ألن‬ ‫الوضع االقتصادي الذي يعيشه لبنان يثبت أن‬ ‫الرجل ال يستطيع إمتام كافة واجباته املنزلية دون‬ ‫مساعدة املرأة‪ .‬واملرأة بدورها أثبتت أنها كفوءة‬ ‫وتستطيع أن تنتج مثلها مثل الرجل‪ .‬املرأة ينبوع‬ ‫العطاء‪ ،‬نرى أن املرأة الريفية تقوم بكافة األعامل‬ ‫الزراعية واملنزلية وتحاول أن تقوم بإعامل أخرى‬ ‫لكسب املزيد من املال ملساعدة زوجها‪ ،‬علينا‬ ‫أن نوعّي هذا التكامل بني الرجل واملرأة ليشعر‬ ‫الرجل بكيانها ووجودها ومكانتها‪ ،‬وهذا يفتح‬ ‫الطريق أمامها لتصل إىل أعىل املراكز‪.‬‬ ‫املجتمع اللبناين بكل طوائفه يتأثر من‬ ‫الناحية الدينية‪ ،‬وال نستطيع أن نلغي هذه‬ ‫العبارات‪ ،‬حتى القوانني املدنية بالنسبة للمرأة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫املرأة العربية أعطيت ح ّقها يف العمل السيايس‬ ‫مقارنة مع املرأة اللبنانية‪.‬‬ ‫قريباً سنصل عرب االنتخابات البلدية‪،‬‬ ‫بحصولنا عىل كوتا بنسبة ‪%30‬‬ ‫القانون مل يواكب بآلية إليصال املرأة إىل حقوقها‬ ‫كيف‬

‫يجب التعديل بها‪،‬‬ ‫اللبناين مع هذا الوضع؟‬ ‫هناك قانون ضد العنف األرسي‪ ،‬وواكبت هذا‬ ‫القانون قبل أن أتسلم الوزارة‪ ،‬وبصفتي رئيسة‬ ‫“جمعية لبنانيات الجامعيات” نستقبل سيدات‬ ‫معنفات جسدياً ومعنوياً‪ ،‬منهن واحدة قدمت‬ ‫دعوة ضد زوجها ولكنها عادت وتراجعت‪ ،‬ملاذا؟‬ ‫السبب القانون‪ ،‬القانون موجود ولكن فيه نقص‪،‬‬ ‫فعملنا بتنويه من ‪ USL‬لنعلم األسباب الحقيقية‪،‬‬ ‫هناك قانون تقوم به جمعية “كفا” حول تفهم‬ ‫القضاة لوضعية املرأة التي ال تستطيع قيام‬ ‫دعوة ضد زوجها‪ ،‬من خالل دراستنا اكتشفنا‬ ‫أن املرأة ولو أخذت حك ًام ال تستطيع تنفيذه‪،‬‬ ‫واألسباب تبدأ من الدولة اللبنانية‪ ،‬فاملرأة اليوم‬ ‫عنفت عىل جميع األصعدة ليس فقط العنف‬ ‫الجسدي‪ ،‬إهانات وإذالل أمام أعني أوالدها توصلها‬ ‫اىل مرحلة تفقد صربها وترتك منزلها‪ ،‬ولكن اىل‬ ‫أين تذهب هذه املرأة؟ ستذهب اىل مراكز األمن‬ ‫وسيستقبلها رجال األمن‪ ،‬ولكن هل هم مؤهلون‬

‫‪82‬‬

‫يتعامل‬

‫القانون‬

‫الستقبال هكذا حاالت؟!‪ ،‬إنهم مدربون للحفاظ‬ ‫عىل األمن فقط‪ ،‬لذا يجب أن يكون إىل جانبهم‬ ‫معالجة نفسية لالستامع اىل هذه السيدة‪ ،‬حيث‬ ‫يكون لها دور كبرياً يف جعل املرأة تشعر بآمان‬ ‫وبأنها محمية من زوجها‪ ،‬ورجل األمن يف هذه‬ ‫الحالة يرفض االستامع إليها فرنى أن املرأة املعنفة‬ ‫عادت إىل منزلها ألن القانون ليس إىل جانبها وال‬ ‫يحميها‪ ،‬وليس لديها مأوى تلجأ إليه‪ ،‬وال توجد‬ ‫جمعيات وال مؤسسات تؤويها‪ ،‬وال تستطيع أن‬ ‫تؤمن منزل لها وألوالدها وستتعرض إىل مشاكل‬ ‫كثرية وتهان قبل أن تصل إىل القضاء‪ ،‬هذا غري‬ ‫املال الذي يطلبه القايض وغريها من األمور‪،‬‬ ‫وعندها ستفضل العنف والرضب عىل الرمي يف‬ ‫الشارع‪.‬‬ ‫القانون مل يواكب بآلية إليصال املرأة إىل‬ ‫حقوقها‪ ،‬لدينا قانون يقول أن الرجل يعاقب أشد‬ ‫أنواع العقوبات ولكن يجب العمل عىل أن يصبح‬ ‫هناك تفاعل بني اآلفاق والواقع‪.‬‬

‫لقد كان تأسيس الجامعة اللبنانية استجابة‬ ‫للمطالب الشعبية بإيجاد جامعة رسمية‬ ‫تؤ ّمن التعليم الجامعي للطالب‪ ،‬يك تحافظ عىل‬ ‫الرتاث العلمي والثقايف للوطن “لبنان” بعد أن‬ ‫غزت الثقافة الغربية الجامعات الخاصة العريقة‬ ‫التي ُو ِجدَت قبلها‪ .‬هذا التأسيس جاء بعد‬ ‫النهضة العلمية يف نهاية الخمسينات‪ ،‬خاصة‬ ‫التوجه الطاليب للتعليم الثانوي مام‬ ‫مع تزايد‬ ‫ّ‬ ‫يستوجب عليهم إكامل دراستهم الجامعية‪.‬‬ ‫ومن هنا‪ ،‬ويف عام ‪ ،1951‬تشكلت الجامعة‬ ‫اللبنانية كـ”نواة أساسية” بإنشاء دار املعلمني‬ ‫العليا ومعهد اإلحصاء‪ ،‬ومن ثم استُح ِد َث يف‬ ‫العام ‪ 1953‬مركز الدراسات املالية واإلدارية‪،‬‬ ‫الذي ُس ّم َي فيام بعد بـ “معهد اإلدارة واملال”‪.‬‬ ‫وبقي حال الجامعة اللبنانية عىل ما هو‪،‬‬ ‫حتى صدور املرسوم التنظيمي رقم ‪2883‬‬ ‫نصت مادّته األوىل عىل أن‬ ‫لينظم الجامعة‪ ،‬وقد ّ‬ ‫“الجامعة اللبنانية مؤسسة عامة تقوم مبهام‬ ‫التعليم العايل الرسمي يف مختلف فروعه ودرجاته‪ ،‬ويكون فيها مراكز‬ ‫لألبحاث العلمية واألدبية العالية‪ ،‬متوخ ّية يف كل ذلك تأصيل القيم‬ ‫اإلنسانية يف نفوس املواطنني”‪ .‬أما القانون األسايس لتنظيم الجامعة‪،‬‬ ‫فقد صدر بتاريخ ‪ 1967/12/16‬تحت رقم (‪ ،)67/75‬وك ّرس استقاللها‬ ‫ظم عمل الهيئة التعليمية يف‬ ‫األكادميي واإلداري واملايل‪ ،‬وبعد ذلك ُن َ‬ ‫الجامعة مبوجب القانون رقم (‪ ،)70/6‬كام ُو ِض َع النظام املايل للجامعة‬ ‫مبوجب املرسوم رقم (‪ )14246‬بتاريخ ‪ ،1970/4/14‬كام ُح ّددَت مشاركة‬ ‫الطالب يف إدارة الجامعة وكل ّياتها ومعاهدها مبوجب القانون املوضوع‬ ‫موضع التنفيذ‪ ،‬مبوجب املرسوم رقم (‪ )2963‬بتاريخ ‪.1972/3/16‬‬ ‫لقد تط ّورت الجامعة اللبنانية بشكل ملفت‪ ،‬فارتفع عدد كل ّياتها‬ ‫تضم أربع عرشة كلية ومعهداً عىل النحو‬ ‫ومعاهدها حيث أصبحت‬ ‫ّ‬ ‫اآليت‪ :‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫واإلدارية‪ ،‬كلية العلوم‪ ،‬معهد العلوم اإلجتامعية‪ ،‬معهد الفنون‬ ‫بعد مرور ‪ 58‬سنة عىل تأسيس الجامعة‬ ‫السابق‬ ‫وضعها‬ ‫تق ّيمون‬ ‫كيف‬ ‫اللبنانية‪،‬‬ ‫والحايل‪ ،‬وكيف تعملون عىل تطويرها خاصة‬ ‫مع تزايد الجامعات الخاصة؟‬ ‫ال ميكن أن نق ّيم وضع الجامعة اليوم مبا كان عليه‬ ‫سابقاً‪ ،‬إذ أنها مل تنشأ منذ ‪ 58‬سنة بهيكل ّيتها‬ ‫وكل ّياتها واختصاصاتها املوجودة حالياً‪ ،‬لقد‬ ‫نشأت الجامعة بداية بقرار من مجلس الوزراء‪ ،‬ثم‬ ‫نشأت كلية اآلداب‪،‬‬ ‫بـ»دار معلمني عليا»‪ ،‬ومن ثم ُأ ِ‬ ‫فكلية الحقوق والعلوم‪ ،‬لغاية صدور قانون تنظيم‬ ‫الجامعة اللبنانية عام ‪ 1967‬حيث كان لدينا ‪ 7‬أو ‪8‬‬

‫الجميلة‪ ،‬كلية الرتبية (التي ح ّلت محل‬ ‫دار املعلمني العليا)‪ ،‬كلية اإلعالم والتوثيق‪،‬‬ ‫كلية العلوم اإلقتصادية وإدارة األعامل‪ ،‬كلية‬ ‫الهندسة‪ ،‬كلية الزراعة‪ ،‬كلية الصحة العامة‪،‬‬ ‫كلية العلوم الطبية‪ ،‬كلية طب االسنان‪ ،‬كلية‬ ‫الصيدلة‪ ،‬كلية السياحة والفنادق‪ ،‬ويتبع‬ ‫للجامعة معهد العلوم التطبيقية واإلقتصادية‬ ‫واملعهد الجامعي للتكنولوجيا‪ .‬وجاءت الحرب‬ ‫الظامل‬ ‫بش َب ِحها‬ ‫لرتيس‬ ‫اللبنانية‬ ‫األهلية‬ ‫ظاللها وآثارها عىل طالب الجامعة اللبنانية‬ ‫التي كانت ومنذ تأسيسها لكل اللبنانيني‪.‬‬ ‫يتحسن بالرغم من االزدهار‬ ‫لكنّ الوضع مل‬ ‫ّ‬ ‫الذي شهدته الجامعة والتط ّور امللحوظ يف‬ ‫مستواها التعليمي ويف تعدّد كل ّياتها‪ ،‬التي‬ ‫اختلطت أبنيتها بجهود الطالب‪ ،‬وأصبحت‬ ‫تحمل همومهم ومشاكلهم‪ ،‬وأصبحوا يحملون‬ ‫شقاء تطويرها والنضال من أجل إبقاءها‬ ‫«جامعة الوطن وجميع اللبنانيني»‪.‬‬ ‫اليوم‪ ،‬وبعد كل ما م ّر به لبنان يف السنوات األخرية‪ ،‬ومع كل ما‬ ‫انعكس سلباً عىل الجامعة اللبنانية بطالبها ومعاهدها وكل ّياتها‬ ‫وكادرها التعليمي‪ ،‬احتفل أبناؤها بذكرى مرور ‪ 58‬عاماً عىل تأسيسها‬ ‫تحت شعار «جامعة تبني وطن»‪ ،‬برعاية رئيسها الدكتور زهري شكر‪،‬‬ ‫ليعيد الطالب املطالبة بإيجاد الحلول ملشاكل الجامعة خاصة لجهة‬ ‫املباين واملج ّمعات الجامعية وانتخاب مجالس طالب لكافة الفروع‪،‬‬ ‫الستعادة النشاطات الحزبية‪.‬‬ ‫كرث هم من يعملون داخل الجامعة اللبنانية بكل حامسة‪ ،‬وبجهد‬ ‫مشرتك لتطويرها ورفع مستواها بني الجامعات األخرى‪ .‬هؤالء يعملون‬ ‫يف هرم تنظيمي داخل كيان الجامعة ويف قمة هذا الهرم رئيسها‬ ‫الدكتور زهري شكر الذي التقته مجلة «منرب التوحيد» يف مكتبه يف‬ ‫اإلدارة املركزية للجامعة مبناسبة مرور ‪ 58‬عاماً عىل تأسيسها‪ ،‬وكان‬ ‫الحوار التايل‪:‬‬

‫كل ّيات فقط‪ ،‬وهي الكليات التابعة للمواد األدبية‬ ‫األساسية مع العلوم‪ .‬فالجامعة اللبنانية كانت‬ ‫يف البداية عبارة عن كلية اآلداب والعلوم وكلية‬ ‫الحقوق ومعهد العلوم االجتامعية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫فتضم‬ ‫معهد الفنون وكلية الرتبية‪ .‬أما اليوم‬ ‫ّ‬ ‫وتوسعت أفقياً وعامودياً‬ ‫كافة االختصاصات‬ ‫ّ‬ ‫لتصبح موجودة يف كل املناطق اللبنانية‪ ،‬وإن‬ ‫مل تكن كل االختصاصات موجودة يف جميع‬ ‫املحافظات ّ‬ ‫ألن األمر مرتبط بتوفر الكادر التعليمي‬ ‫والتجهيزات املطلوبة‪ .‬كذلك هناك توسعا من‬ ‫حيث املستوى الدرايس الذي مل يعد مقترصاً‬

‫‪83‬‬

‫عىل اإلجازة‪ ،‬بل أصبح لدينا شهادتيَ املاجستري‬ ‫والدكتوراه‪ ،‬ونحن الوحيدون يف لبنان الذين أصبح‬ ‫لدينا نظام متكامل للدراسات العليا (وأقصد‬ ‫الدكتوراه)‪ ،‬يف كل الوحدات الجامعية‪ .‬وبالتايل‪،‬‬ ‫ال مجال للمقارنة من حيث التنظيم وعدد‬ ‫الكل ّيات والطالب وتوفر االختصاصات‪ ،‬واملستوى‬ ‫الدرايس الذي يصل إىل مرحلة الدكتوراه‪ ،‬حتى‬ ‫من حيث املختربات البحثية بني الجامعة اللبنانية‬ ‫وأي جامعة خاصة‪.‬‬ ‫مبا أنكم تحدّثتم عن الكادر التعليمي‪ ،‬هل‬ ‫من نقص يف الكادر التعليمي ضمن فروع‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب تربوي‬ ‫وكليات الجامعة؟‬ ‫الكادر التعليمي يف الجامعة اللبنانية ميثل‬ ‫حوايل ‪ %60‬من الكادر التعليمي الذي يد ّرس يف‬ ‫لبنان إن مل يكن أكرث بقليل‪ ،‬بينام يصل عدد‬ ‫طالبنا إىل حوايل نصف طالب لبنان‪ .‬وهنا أؤكد‬ ‫أننا الوحيدين الذين نفرض الدكتوراه للتدريس‬ ‫حتى يف الكليات التطبيقية‪ ،‬التي تفرض‬ ‫بطبيعتها «إعادة النظر»‪ .‬عىل سبيل املثال‪،‬‬ ‫كل أساتذة كلية الهندسة هم ح َملة دكتوراه‬ ‫«الفئة األوىل»‪ ،‬رشط أن تكون مق ّيمة كفئة أوىل‬ ‫ولديها أبحاثاً مشهورة يف مجاالت علمية عاملية‬ ‫مح ّكمة ومأخوذة من األطروحة وليس من بعدها‪.‬‬ ‫بينام يف الجامعات الخاصة‪ ،‬ويف تلك الراقية منها‬ ‫وليس الجامعات الجديدة‪ ،‬ميكن للمهندسني الذين‬ ‫ميلكون الخربة أن يحارضوا يف كل ّياتها‪ .‬ولكن هناك‬ ‫بعض االختصاصات التي تعاين من نقص يف‬ ‫كادرها التعليمي خاصة االختصاصات العلمية‬ ‫املحدّدة‪ ،‬وكذلك يف اللغة االنكليزية‪ ،‬وهذا عائد‬ ‫لألزمة املالية التي مير بها لبنان‪ ،‬فالحريري كان‬ ‫ولفرتة معينة يرسل بعثات من الطالب إىل‬ ‫للتخصص يف أمريكا وانكلرتا‪ ،‬لكنّ هذه‬ ‫الخارج‬ ‫ّ‬ ‫البعثات توقفت‪ ،‬وأصبح معظم الطالب يأتون من‬ ‫مجاين هناك‪ .‬لذلك نعاين من‬ ‫فرنسا ألن التعليم ّ‬ ‫نقص يف اللغة اإلنكليزية‪ ،‬ويف علم الرياضيات‬ ‫والفيزياء واالقتصاد واإلدارة وعلم النفس‪ .‬لذلك‬ ‫نضطر لالستعانة مبَن تجاوز السن أو بح َملة‬ ‫شهادات املاجستري ملأل الفراغ املوجود‪.‬‬

‫مشكلة األساتذة املتعاقدين‪..‬‬ ‫إىل حل قريب‬ ‫ماذا عن أزمة األساتذة املتعاقدين الذين‬ ‫يطرحون موضوع تف ّرغهم‪ ،‬ما هي حقيقة هذه‬ ‫األزمة‪ ،‬وما الحلول التي تطرحونها؟‬ ‫لقد تف ّرغ منذ حوايل السنة والنصف ما يقارب‬ ‫‪ 670‬شخصاً‪ ،‬وهذا العدد كان األكرب الذي يتف ّرغ‬ ‫يف الجامعة اللبنانية‪ ،‬وأ ّمن دماً جديداً للجامعة‬ ‫وأعطاها األوكسجني لسنوات طويلة قادمة‪.‬‬ ‫بقي البعض من الذين مل يتف ّرغوا بسبب‬ ‫بالطبع َ‬ ‫التوازن الطائفي «النسبي»‪ ،‬ألننا مل نف ّرغ األساتذة‬ ‫عىل أساس توازن ‪ %50‬لقاء ‪ ،%50‬لكننا راعينا إىل‬ ‫حد ما التوازن‪ ،‬وقد حفظ مجلس الوزراء حق تف ّرغ‬ ‫هؤالء‪ .‬أنا شخصياً مع سنوية التف ّرغ ودور ّيته ألن‬ ‫كل سنة يخرج أشخاص من الكادر التعليمي‬ ‫للتقاعد‪ ،‬وبالتايل يجب أن يتم تأمني البديل‪،‬‬ ‫وآمل أن ُت َحل األمور هذه السنة بعد تعيني وزير من‬ ‫أهل الجامعة ُيعنى بأمورها ويتابع قضاياها‪ ،‬إمنا‬ ‫األولوية اليوم هي لتعيني عمداء للجامعة‪ ،‬وبعد‬ ‫ذلك يتم االنكباب عىل امللف و ُيعطى كل ذي حق‬ ‫حقه‪ .‬بالطبع‪ ،‬التف ّرغ يف الجامعة اللبنانية ليس‬ ‫لكل «طالب تف ّرغ»‪ ،‬فهذه ليست وظيفة عاد ّية‪،‬‬ ‫ألن التف ّرغ له رشوطه‪ ،‬وسيتم وضع قانون جديد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ينظم أوضاع الهيئة التعليمية ويفرض رشوطاً‬ ‫للتف ّرغ من حيث الكفاءة وامللف وحتى من حيث‬ ‫العمر‪ ،‬ألننا ال نستطيع تفريغ َمن أصبح يف‬ ‫عمر الخامسة والخمسني سنة‪ .‬فقد أصبحوا يف‬ ‫فرنسا يطلبون عمراً مع ّيناً ليبدأ بالتع ّلم لنيل‬ ‫شهادة الدكتوراه‪ .‬ونحن يف الجامعة اللبنانية‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬ ‫تخطوا سن الواحد والثالثني‬ ‫نأخذ الطالب الذين‬ ‫لقبولهم يف صفوف الدكتوراه لنيل الشهادة‪.‬‬ ‫تخلو الجامعة منذ أكرث من خمس سنوات‬ ‫من مجلسها‪ ،‬بسبب عدم تعيني عمداء جدد‬ ‫أصيلني‪ .‬ما األسباب التي حالت دون ذلك؟‬ ‫يك يتم هذا التعيني‪ ،‬ال بد من توفر الوضع‬ ‫املستقر‪ ،‬وحكومة وطنية ووفاق وطني‪.‬‬ ‫تحسن‪ ،‬وتشكلت‬ ‫ولكنّ الوضع اليوم قد‬ ‫ّ‬ ‫حكومة الوحدة الوطنية منذ فرتة!‬ ‫نعم‪ ،‬اآلن سنبدأ باآلل ّية‪ ،‬وإنشاء الله يف‬ ‫فرتة ال تتعدّى الشهرين‪ ،‬نكون قد انتهينا من‬ ‫هذا املوضوع‪ .‬وسيكون هناك آل ّية تح ّد من دور‬ ‫الطبقة السياسية يف التعيني‪ ،‬وتعطي دوراً‬ ‫للهيئة التعليمية يف الرتشيح ملركز «العميد»‪.‬‬ ‫لقد تض ّمن قانون املجالس األكادميية (‪)1966‬‬ ‫ثغرات عديدة‪ ،‬وقد طلبنا رأي هيئة الترشيع‬ ‫واالستشارات يف وزارة العدل لتوضيح بعض‬ ‫وجه تعميم للكل ّيات لالنتخاب من‬ ‫األمور‪ ،‬وس ُي ّ‬ ‫جديد عىل ضوء تفسري جديد للقانون‪ ،‬لرتشيح‬ ‫خمسة أعضاء من كل كلية ملركز العامدة‪ .‬إذاً‬ ‫كل كلية ترفع خمسة أسامء‪ ،‬ومجلس الجامعة‬ ‫يرفع ثالثة إىل مجلس الوزراء‪ ،‬ليك ننتهي خالل‬ ‫شهرين من موضوع تعيني عمداء جدد ملجلس‬ ‫الجامعة‪.‬‬ ‫بالحديث عن تدخل الطبقة السياسية يف‬ ‫موضوع التعيني‪ ،‬أال تعتقدون أنها تتدخل‬ ‫أيضاً يف موضوع قبول الطالب يف امتحانات‬ ‫الدخول لبعض االختصاصات (وهنا نتحدّث‬ ‫عن الوساطات)؟‬ ‫هذا تفكري خاطىء عن الجامعة اللبنانية‪،‬‬ ‫فمث ًال بالنسبة المتحانات الدخول إىل كلية‬ ‫العلوم االقتصادية وإدارة األعامل يتم تحضريها‬

‫‪84‬‬

‫عرب دائرة االمتحانات الرسمية يف وزارة الرتبية‪،‬‬ ‫وكذلك يف مباراة الدخول لكلية اإلعالم حيث‬ ‫تجري االمتحانات بإرشاف العميد وضمن امتحان‬ ‫موحد لكال الفرعني يف األونيسكو والفنار‪ .‬أنا‬ ‫ّ‬ ‫أجزم أن مباراة الدخول إىل الجامعة اللبنانية‬ ‫ال تخضع ألي تدخل‪ .‬هذا ال يعني أنه مل تكن‬ ‫الفوىض موجودة يف السابق يف بعض الكل ّيات‬ ‫خاصة يف فرتة الثامنينات‪ ،‬ولكن هذه الفوىض‬ ‫مل تصل إطالقاً ال إىل الطب وال الهندسة وال‬ ‫طب األسنان وال الصيدلة‪ ،‬إمنا هذا الوضع الشاذ‬ ‫انتهى قبل أن يتم تعييني رئيساً للجامعة بفرتة‬ ‫ّ‬ ‫طويلة‪ .‬لقد أصبح الوضع‬ ‫منظ ًام بشكل واسع‪،‬‬ ‫فال رئيس الجامعة وال رئيس الجمهورية وال رئيس‬ ‫مجلس الوزراء أو النواب وال أي شخصية سياسية‬ ‫تستطيع التدخل يف هذا املوضوع‪.‬‬ ‫كرئيس للجامعة اللبنانية‪ ،‬كيف تق ّيمون‬ ‫موقع الجامعة اللبنانية بني الجامعات الخاصة‪،‬‬ ‫إن عىل املستوى التعليمي أو عىل مستوى‬ ‫التجهيزات واألبنية؟‬ ‫بكل تواضع‪ ،‬الجامعات الخاصة تنتظر انتهاء‬ ‫مباراة الدخول إىل الجامعة اللبنانية يك‬ ‫تستقطب بعض الطالب‪ ،‬حتى الجامعات العريقة‬ ‫بدأت تغلق بعض االختصاصات غري املربحة‪،‬‬ ‫وهي تتعاطى مع طالبها باعتبارهم زبائن‪ .‬نحن‬ ‫الوحيدون يف لبنان كجامعة رسمية وحيدة‬ ‫مفتوحة لكل الناس ولكل الفئات االجتامعية‬ ‫ّ‬ ‫وألن املتفوقني هم من أبناء‬ ‫واملناطق والطوائف‪،‬‬ ‫الفئات االجتامعية املتوسطة واملعدومة‪ ،‬وألنهم‬ ‫ال ميلكون اإلمكانية سوى للتعلم يف الجامعة‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وألنهم متميزون يف شهاداتهم‪ ،‬فإننا‬ ‫نعترب أننا «الجامعة املتم ّيزة» يف لبنان‪.‬‬ ‫يف معلوماتكم عن سوق العمل‪ ،‬هل يتم‬ ‫تفضيل طالب الجامعات الخاصة عىل طالبكم‪،‬‬ ‫أم العكس؟‬ ‫عندما تخ ّرج الجامعة اللبنانية سنوياً حوايل‬ ‫الـ ‪ 4000‬أو ‪ 5000‬طالب‪ ،‬وأي جامعة عريقة خاصة‬ ‫تخ ّرج ‪ 400‬طالب‪ ،‬بعد أن تأخذ من كل طالب ‪10‬‬ ‫أو ‪ 20‬ألف دوالر أمرييك ولكنها تؤ ّمن له سوق‬

‫العمل‪ ،‬فمن الطبيعي أن يجد طالبها فرصاً‬ ‫أكرث للعمل‪ ،‬ولكنّ هذه الجامعات تضعف أمام‬ ‫الجامعة اللبنانية يف مباراة الدخول إىل وظيفة‬ ‫ما بني طالبها وطالبنا‪ ،‬خاصة يف مباراة مجلس‬ ‫الخدمة املدنية لرؤساء الدوائر أو للخارجية‪ ،‬أو يف‬ ‫مباراة مجلس القضاء األعىل‪ ،‬فإن طالبنا هم‬ ‫حت ًام املتم ّيزون‪ .‬لقد بدأ سوق العمل يدرك أن‬ ‫خ ّريج الجامعة اللبنانية يف الكليات التطبيقية‬ ‫هو متميز علمياً ومستعد للعمل امليداين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويفضل التعامل مع‬ ‫ولذلك بدأ يعيد حساباته‬ ‫خ ّريج الجامعة اللبنانية‪ .‬ليس لدينا أي منافسة‬ ‫بالنسبة لكلية العلوم ألننا الوحيدين الذين‬ ‫نؤ ّمن أساتذة التعليم الثانوي والتكمييل‪ ،‬لكن‬ ‫املشكلة تكمن يف اآلداب وذلك للفيض يف عدد‬ ‫املتخ ّرجني الزائد عن حاجات سوق العمل‪.‬‬ ‫يعاين الكثري من فروع الجامعة اللبنانية‬ ‫من مشاكل خاصة لجهة األبنية واملستلزمات‬ ‫والتجهيزات‪ .‬أين دور الدولة يف هذا اإلطار؟ وأين‬ ‫دوركم كـ»إدارة الجامعة»؟‬ ‫إدارة الجامعة لديها موازنة خاصة وليست‬ ‫وزارة مالية يك تنفق ما يحلو لها‪ .‬هذه املوازنة‬ ‫مخصصة لإليجارات (‪ 10‬مليارات لرية لبنانية‬ ‫لإليجارات)‪ ،‬وصيانتها (‪ 3‬مليار لرية لبنانية)‪ .‬هذه‬ ‫األبنية ليست إطالقاً مباين جامعية ألنها ال تحمل‬ ‫مواصفات البناء الجامعي ما عدا مج ّمع الحدث‪،‬‬ ‫وإىل ح ٍد ما مج ّمع الفنار‪ .‬أما الباقي‪ ،‬فكلها أبنية‬ ‫عادية وهذا أمر غريب‪ ،‬ألننا نفرض يف مجلس‬ ‫التعليم العايل عىل الجامعات الخاصة مواصفات‬ ‫البناء الجامعي‪ ،‬ويف املقابل ال نلتزم بها كجامعة‬ ‫لبنانية منذ أن تأسست‪ .‬ما نحاول القيام به‪،‬‬ ‫وباإلمكانيات املتوفرة لدينا هو تحسني الوضع‬ ‫بعض اليشء‪ ،‬وهذا كله «ترقيع»‪ .‬ما يلزمنا كحلول‬ ‫هو بناء املج ّمعات الجامعية‪ ،‬حيث استحصلنا منذ‬ ‫سنة ونصف عىل قرار من مجلس الوزراء للموافقة‬ ‫عىل إنشاء مج ّمعات يف جميع املناطق اللبنانية‪،‬‬ ‫ولكن تبقى العربة يف التنفيذ‪ .‬هذا التنفيذ‬ ‫ليس من صالحية الجامعة‪ ،‬ألنه يتم بني مجليس‬ ‫الوزراء والنواب‪ ،‬ومجلس اإلمناء واإلعامر‪ ،‬حيث‬ ‫يقوم مجلس الوزراء بالطلب من مجلس اإلمناء‬ ‫واإلعامر البحث عن مصادر متويل فيقوم األخري‬ ‫بتأمينها‪ ،‬من ثم تصدر قوانني تجيز «االقرتاض»‪،‬‬ ‫طبعاً سيكون «قرضاً ميسرّ اً» كام حصل خالل‬ ‫بناء مج ّمع رفيق الحريري الجامعي‪ ،‬بفوائد متدنية‬ ‫أو بدون فوائد‪ ،‬هذه القروض ستتح ّول الحقاً إىل‬ ‫هبات‪ .‬بالطبع‪ ،‬ميكن تأمني مصادر التمويل ولكن‬ ‫يجب البدء بالتح ّرك‪ .‬بعد ذلك تصدر القوانني التي‬ ‫تجيز ملجلس اإلمناء واإلعامر القيام بإبرام عقود ديون‪،‬‬ ‫ومن ثم يبدأ التنفيذ‪ .‬أتوقع أن ُتق ّر الخطة قريباً‪،‬‬ ‫وأن تبدأ «رحلة» بناء املج ّمعات‪ّ ،‬‬ ‫ألن بناءها يحتاج‬ ‫إىل فرتة ترتاوح ما بني خمس وعرش سنوات‪ .‬أنا‬ ‫أعترب أن الخطوة األساسية األوىل لبناء املجمعات‬ ‫قد ا ُت ِخ َذت‪ ،‬ومببادرة منّي منذ سنة ونصف‪ .‬أما‬ ‫اآلن‪ ،‬فيجب أن نبحث يف اآلليات والطرق ووسائل‬

‫التمويل‬ ‫وإقرارها‪.‬‬

‫التي‬

‫يلزمها‬

‫مجلس‬

‫وزراء لتنفيذها‬

‫املطلوب إنشاء اتحاد وطني‬ ‫لطالب الجامعة‬ ‫تحدّث البعض عن إيقافكم النتخابات‬ ‫تم‬ ‫مجالس طالب الفروع منذ العام املايض‪ .‬ملاذا ّ‬ ‫ذلك مع أن الجامعة اللبنانية هي األكرث انفتاحاً‬ ‫لجهة احتوائها عىل مختلف الطوائف والفئات‬ ‫االجتامعية؟‬ ‫نعم‪ ،‬مل نسمح بإجراء االنتخابات يف العام‬ ‫املايض ألن الوضع كان مشحوناً جداً خاصة‬ ‫يف الفروع الثانية للجامعة‪ ،‬وقد متنّى مدراء‬ ‫الفروع الثانية عدم إجراءها‪ .‬كام ّأن ما حصل‬ ‫من أحداث يف جامعتنا أو يف الجامعات الخاصة‬ ‫أ ّكد صوابية خيارنا ألن الخيار الذي كان مطروحاً‬ ‫هو خيار االنتخابات والدم معاً‪ ،‬فال داعي من إجراء‬ ‫االنتخابات إذا مل تكن بروح تنافسية رياضية‬ ‫وبقبول اآلخر‪ ،‬وما حصل السنة املاضية يف‬ ‫مج ّمع الفنار عندما طعن أحد الطالب رفيقه‬ ‫بالس ّكني وكاد أن ُيقتل‪ ،‬هو ما زادنا إرصاراً عىل‬ ‫عدم إجراءها‪ .‬أمتنى عىل الطالب أن يحيوا «االتحاد‬ ‫الوطني لطالب الجامعة اللبنانية»‪ ،‬ومه ّمته‬ ‫ليست العمل السيايس‪ ،‬فالسياسة موجودة‬ ‫يف كل مكان‪ .‬لكن ما يه ّمنا هو أن يهتم الطالب‬ ‫باملسائل املتعلقة بـ»الجامعة الوطنية» لجهة‬ ‫من ّوها وتطويرها وتأمني مختلف حاجات األهل‬ ‫نوجد إتحاداً‬ ‫والطالب يف مختلف املناطق‪ .‬إذا مل ِ‬ ‫وطنياً يجمع الكل‪ ،‬فلن ننجح‪ ،‬وهذا ما سأقوله‬ ‫يف االجتامع الذي سأعقده قريباً مع كافة القوى‬ ‫السياسية‪ ،‬حيث سأطرح عليهم تشكيل هذا‬ ‫االتحاد عىل قاعدة النسبية‪ ،‬وهذا ما طرحناه‬ ‫ُ‬ ‫كنت حينها‬ ‫يف اجتامع الهيئة الوطنية وقد‬ ‫عضواً فيها‪ ،‬وأنا أعترب كأستاذ قانون دستوري‬ ‫أن النسبية هي الحل ملشكلة هذا الوطن‪ ،‬فهي‬ ‫تؤمن الرشاكة والتواصل بني الجميع‪ .‬لذلك‪ ،‬عىل‬ ‫االتحاد الوطني أن يكون صورة مص ّغرة عن كل‬ ‫تم السري يف‬ ‫فسيفساء الجامعة اللبنانية‪ ،‬وإذا ّ‬ ‫هذه الخطوة‪ ،‬فلسنا باملبدأ ضد إجراء االنتخابات‬ ‫الطالبية‪ ،‬ولكن ضد االنتخابات التي تهدد األمن‬ ‫واالستقرار ملستقبل الطالب‪.‬‬ ‫ماذا عن املشاكل التي تحصل عادة بني الطالب‬ ‫بسبب املشاحنات الطائفية أو السياسية؟‬ ‫لقد تغيرّ األمر هذه السنة عن العام الفائت‪،‬‬ ‫وقد قمنا منذ ثالث سنوات بنقل الكليات الطبية‬ ‫إىل مجمع الحدث ومل يحصل أي إشكال داخلها‬ ‫حتى اآلن‪.‬‬ ‫أث َريت منذ السنة املاضية مشكلة نظام‬ ‫الـ ‪ ،LMD‬أين أصبح هذا النظام وهل يتم‬ ‫تطبيقه يف جميع الكليات وعىل جميع‬ ‫االختصاصات؟‬

‫‪85‬‬

‫عندما تحدّثنا عن نظام الـ‪ ،LMD‬أعترب الجميع‬ ‫أنه عبارة عن ليسانس وماجستري ودكتوراه‬ ‫لكل الناس‪ ،‬لكنه يف الحقيقة هو فقط للذين‬ ‫ميلكون الكفاءة‪ .‬فهو نظام هرمي يبدأ بشهادة‬ ‫الليسانس وينتهي بالدكتوراه‪ ،‬وبالتايل فإن‬ ‫قاعدته عريضة لكنه يضيق صعوداً‪ .‬كذلك فهذا‬ ‫النظام ليس نظاماً جامداً‪ .‬لقد أخذ األوروب ّيون‬ ‫النظام األمرييك وقاموا بتكييفه‪ ،‬وكان هدفهم‬ ‫تسهيل انتقال الطالب من جامعة إىل أخرى داخل‬ ‫البلد أو بني دول االتحاد األورويب‪ ،‬وتبعاً للوسائل‬ ‫ّ‬ ‫فإن هذا النظام هو أفضل‬ ‫الرتبوية التعليمية‬ ‫من النظام القديم ألنه يؤمن تقييم مستمر ودائم‬ ‫للطالب‪ ،‬ويسهّل انتقاله من اختصاص إىل آخر‪.‬‬ ‫بالنسبة لنا أخذنا هذا النظام بروحه وليس‬ ‫بنصه ألن الخالف موجود حتى يف فرنسا بني‬ ‫ّ‬ ‫جامعة وأخرى حول طرق التقييم واالمتحانات‬ ‫الجزئية وعدد الدورات التي يحق للطالب حضورها‪.‬‬ ‫ما يحصل يف لبنان‪ ،‬أننا دخلنا يف هذا النظام‬ ‫ونريد أن نط ّبقه يك نتكامل مع النظام العاملي‪،‬‬ ‫ويك يستطيع الطالب الذي ينهي دراسته لدينا‬ ‫إكامل دراسته يف الخارج‪ ،‬ولتسهيل انتقاله من‬ ‫اختصاص إىل اآلخر‪ ،‬وأيضاً لتأمني طرق تعليم‬ ‫أفضل له‪ .‬نحن نحاول التوفيق بني كل األمور التي‬ ‫يستلزمها هذا النظام‪.‬‬ ‫أصبحت رئيساً للجامعة‪ ،‬د ُِه ُ‬ ‫ُ‬ ‫شت‬ ‫عندما‬ ‫ألنهم كانوا قد بدأوا بتطبيق هذا النظام قبل‬ ‫صدور املراسيم الالزمة‪ .‬ولكن‪ ،‬كان ال بد أن نبدأ‬ ‫من مكانٍ ما ألنه قد تبينّ أن نظام الـ‪ LMD‬ليس‬ ‫سه ًال‪ ،‬بوضع جامعة كبرية كالجامعة اللبنانية‬ ‫موحدة‪،‬‬ ‫التي ال تحتوي بناءاً جامعياً وال كليات‬ ‫ّ‬ ‫وبالتايل فإن تنقل الطالب بني الحرم الجامعي‬ ‫صعب للغاية‪ .‬كان ال بد من السري يف التطبيق‪،‬‬ ‫حتى ولو حصلت بعض األخطاء‪ ،‬ولكن حالياً‬ ‫ُيط َّبق هذا النظام يف كلية العلوم وإدارة األعامل‬ ‫واإلعالم والفنون والرتبية والزراعة واآلداب‪،‬‬ ‫باستثناء الكليات الطب ّية والحقوق‪.‬‬ ‫يف الذكرى الثامنة والخمسني لتأسيس‬ ‫الجامعة اللبنانية‪ ،‬ما املشاريع املستقبلية‬ ‫التي تحضرّ ون لها؟‬ ‫لدينا طموحات كثرية أهمها‪ :‬تحديث قوانني‬ ‫الجامعة املتعلقة بالهيئة التعليمية وهيكلة‬ ‫الجامعة‪ ،‬والبدء ببناء املج ّمعات واستكامل‬ ‫املختربات البحثية يف إطار معاهد الدكتوراه التي‬ ‫استُح ِد َثت منذ ثالث سنوات‪ ،‬وستُستك َمل هذه‬ ‫املختربات قبل بداية الصيف‪ ،‬وتأمني أكرب قدر ممكن‬ ‫من املنح للطالب املتف ّوقني يف الدراسات العليا‬ ‫يف إطار التحضري للدكتوراه يف لبنان وليس يف‬ ‫الخارج‪ .‬لقد بدأنا بالعمل عىل هذه األمور‪ ،‬وهذا‬ ‫كله يرتبط بالهدف االسرتاتيجي من خالل «تحويل‬ ‫الجامعة من جامعة تلقني ج ّيد إىل جامعة تجمع‬ ‫بني التعليم والبحث العلمي»‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫نصار‪ :‬هيئة العمل التوحيدي‪ ..‬تطلعات نهضوية جديدة‬ ‫الشيخ حسام ّ‬

‫وصف الدروز بـ «خوارج عن اإلسالم» محاولة تلمودية‬ ‫لخهم عن محيطهم العربي واإلسالمي‬ ‫لس ِ‬ ‫َ‬

‫لطاملا كانت الرساالت الدينية رمزاً للمحبة‬ ‫والقدوة واالميان‪ ،‬ومثاالً للنهج القويم الذي‬ ‫ُت َج ِسدُ ه كل املذاهب واالديان عىل اختالفها‪،‬‬ ‫ميارسها كل إنسان مؤمناً بها ومقتنعاً‬ ‫مبضامينها‪ .‬فالدين هو الوسيلة للتق ّرب اىل‬ ‫الله ع ّز وجل‪ ،‬عن طريق ترجمة التعاليم الدينية‬ ‫اىل آداء مسليك يمُ ا َرس بشكل موضوعي‬ ‫ومجتمعي صحيح‪ .‬عندما نتحدث عن الطائفة‬ ‫العربية االسالمية التوحيدية يف لبنان‪ ،‬ال ب ّد‬ ‫أن نستذكر دورها التأسييس للكيان اللبناين‪،‬‬ ‫وس َم ِتها االسالمية‪ ،‬وتاريخها‬ ‫وعمقها العريب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫املقاوم مذ وجدت عىل هذه االرض لحامية الثغور‬ ‫الشامية من غزوات االفرنج‪ .‬بق َيت هذه الطائفة‬ ‫بجهود أبنائها و رجاالتها وخاصة رجال الدين‬ ‫املوحدين ضمن هذا اإلطار القومي والوطني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويف قلب هذا املوقع العريب واالسالمي القويم‪.‬‬ ‫يف التاسع عرش من أيلول من العام ‪2006‬‬ ‫تأسست يف لبنان هيئة العمل التوحيدي‪،‬‬ ‫فاتح ًة صفحة جديدة يف تاريخ الدروز‪،‬استكامالً‬ ‫لبلورة دورهم يف املجتمع اللبناين ومع األمة‬ ‫العربية واالسالمية جمعاء‪ .‬تضم رجال دين‬ ‫يؤمنون مباه ّية هذه الطائفة‪ ،‬ورضورة العمل‬ ‫عىل تطوير وتفعيل الوعي الديني واالجتامعي‬ ‫تأسست‬ ‫بني أفرادها‪ ،‬ومع الطوائف األخرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الهيئة حامل ًة شعار “من مبادىء التوحيد إىل‬ ‫توحيد املبادىء”‪ ،‬لتبدأ بالعمل الفعيل عىل‬ ‫األرض‪ ،‬وتكون خري ممثل للطائفة ولكل فرد‬ ‫موحد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اليوم‪ ،‬وبعد ميض أكرث من ثالث سنوات عىل‬ ‫الرس‬ ‫تأسيسها‪ ،‬التقينا يف منرب التوحيد بأمني‬ ‫ّ‬ ‫العام لهئية العمل التوحيدي الشيخ حسام‬ ‫نصار‪ ،‬حاملني أسئلة عن نشاطات الهيئة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املستقبلية‬ ‫لألعامل‬ ‫الجديدة‬ ‫والتحضريات‬ ‫للجهاز االداري الذي انت ُِخ َب مؤخراً‪ ،‬ويف ما ييل‬ ‫نص الحوار‪:‬‬ ‫بداية نبارك َ‬ ‫لك إعادة انتخابك أميناً‬ ‫للرس‬ ‫ّ‬ ‫وممث ًال للهيئة تجاه الحكومة‪ ،‬ونسألك ملاذا‬ ‫أجريتم انتخابات مبكرة للهيئة اإلدارية؟‬ ‫تجري انتخابات الهيئة االدارية كل أربع سنوات‪،‬‬ ‫ولكننا أجرينا انتخابات الهيئة اإلدارية والجهاز‬ ‫االداري التابع لها قبل موعدها املحدد بثامنية‬ ‫أشهر لعدة أسباب أهمها‪ :‬اإلقبال الكثيف‬ ‫عىل تقديم طلبات انتساب للهيئة خصوصاً يف‬ ‫األشهر الستة املاضية‪ ،‬وإفساحاً للمجال أمام‬ ‫املنتسبني الجدد للمشاركة املبارشة يف صناعة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫القرار الداخيل للهيئة عرب إدخال وجوه جديدة‬ ‫من أصحاب الخربة والرأي السديد اىل الجهاز‬ ‫االداري‪ .‬ثانياً‪ :‬كان ال ب ّد من إدخال عنرص الشباب‬ ‫إىل الجهاز االداري‪ ،‬وبوجه خاص إىل اللجان‪ّ ،‬‬ ‫ألن‬ ‫عمل اللجان يتطلب حركة رسيعة ومبادرات‪،‬‬ ‫وعمل متواصل‪ ،‬وج ّد وجهد‪ ،‬وهذه صفات شبابية‬ ‫بشكل عام‪ .‬ثالثاً‪ّ :‬إن تسارع وترية التغيرّ ات عىل‬ ‫الساحة اللبنانية بشكل عام‪ ،‬والساحة الدرزية‬ ‫عليك تغيري اآلداء أو تغيري‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬تفرض‬ ‫ِ‬ ‫منط التعامل (وأقصد بالتغيري هنا “التغيري‬ ‫االيجايب”‪ ،‬التغيري نحو االفضل)‪ ،‬وبالتايل مواكبة‬ ‫املتغيرّ ات والتطورات‪ .‬ونحن نناقش األحداث‬ ‫العا ّمة ونتعامل معها مبا يتناسب ومصالح‬ ‫املوحد‪ .‬وأظن‬ ‫الهيئة ألن الجمود ليس من طبيعة‬ ‫ّ‬ ‫أن االنتظار مثانية أشهر إلجراء االنتخابات يف‬ ‫موعدها هو هدر للوقت‪.‬‬

‫الجهاز َ‬ ‫املنتخب يبدأ نشاطاته‬ ‫منذ االجتامع األول‬ ‫االدارية املنتخبة‪،‬‬ ‫الداخيل ‪ .‬هل‬ ‫أنها تطال بعض‬ ‫كالتوجهات أو‬ ‫ّ‬

‫يف أول اجتامع للهيئة‬ ‫أجريتم تعديالت عىل النظام‬ ‫هذه التعديالت عادية أم‬ ‫املسائل الجوهرية للهيئة‬ ‫األهداف العامة مث ًال؟‬ ‫ُ‬ ‫دخلت عىل النظام الداخيل‬ ‫التعديالت التي أ ِ‬ ‫للهيئة بسيطة تتعلق مبسائل تقنية وتتلخص‬ ‫بإعطاء صالحيات أوسع ملسؤويل املناطق وذلك‬

‫‪86‬‬

‫تسهي ًال وترسيعاً لعملهم داخل نطاقهم‬ ‫الجغرايف‪ ،‬وكام سبق وذكرت ّ‬ ‫بأن اآلداء ومنط‬ ‫التعامل قد يتغري‪ ،‬أ ّما املبادىء والقناعات فهي‬ ‫تتبلور وال تتبدل‪ .‬وكلام تبلورت ثبتت و ُر ّكزَت أكرث‬ ‫وأكرث حتى تصبح ثوابت‪.‬‬ ‫كم يبلغ عدد املنتسبني اىل هيئة العمل‬ ‫التوحيدي؟‬ ‫‪244‬‬ ‫إن عدد املنتسبني الفعليني للهيئة‬ ‫منتسب‪ .‬وأقصد باملنتسبني الفعليني االشخاص‬ ‫الذين داخل االطار التنظيمي الفعيل للهيئة‪.‬‬ ‫أما املشاركون يف دعم وإحياء مهام الهيئة‬ ‫فهُم ُكرث‪ ،‬وهم ما نس ّميهم (حالة هيئة العمل‬ ‫التوحيدي) وهذه الحالة آخذة بالتوسع واالنتشار‬ ‫الرسيع‪ ،‬وهذا ما يوضح صوابية خياراتنا ورسعة‬ ‫انتشار أفكار وتوجهات ومبادىء الهيئة‪ .‬ومن جهة‬ ‫أخرى نحن نعترب ّ‬ ‫بأن كل َمن يبني حياته عىل‬ ‫أساس متني من األخالق الحسنة واملحبة والوعي‬ ‫والتضحية‪ ،‬وكل َمن سار عىل النهج التوحيدي‬ ‫ومتسك بأرضه ودافع عن وطنه‪ ،‬فهو منّا‬ ‫القويم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بغض النظر إذا كان داخل اإلطار التنظيمي‬ ‫ومعنا‬ ‫للهيئة أو خارجه ألننا أصحاب فكر وإميان‪ ،‬والفكر‬ ‫واإلميان ال ميكن احتكارهام أو حرصهام مبجموعة‬ ‫أو جامعة أو تنظيم أو غري ذلك‪.‬‬

‫دور الهئية ضمن الطائفة الدرزية‬ ‫هل استطاعت هيئة العمل التوحيدي أن‬ ‫ُتحدث تغيرياً داخل الطائفة الدرزية بشكل عام‬

‫وداخل املجتمع الديني للطائفة بشكل خاص؟‬ ‫طبعاً‪ ،‬واملشهد يشهد‪ ،‬واملسألة ال تحتاج‬ ‫إىل بحث وال حتى شهادة ‪ ،‬يكفي أن نسرتجع‬ ‫املشهد العام من سنة ‪ 2006‬اىل ‪ ،2009‬حتى نرى‬ ‫بأننا استطعنا أن ُنحدث تغيرياً واضحاً‪ ،‬بل وكان‬ ‫لنا الدّور األبرز يف إعادة تصحيح مسار الطائفة‬ ‫عىل كافة األصعدة بدءاً بالقضايا االجتامعية‬ ‫والفكرية والسياسية وحتى الدينية منها‪ ،‬حتى‬ ‫أصبح الكل تقريباً يعتمد خطابنا‪.‬‬ ‫ما هي القيمة التي أضافتها هيئة العمل‬ ‫التوحيدي إىل املجتمع؟‬ ‫ّإن ما قدّمناه أو ما فعلناه بكل بساطة خطوة‬ ‫مثالية واثقة شجاعة بدأت برحلة بحث عن‬ ‫النخبة‪ ،‬أصحاب العقول املتحررة‪ ،‬الذين رفضوا‬ ‫أن تقف الحواجز والحدود أمام ارادتهم املطلقة‪.‬‬ ‫لقد اعتمدنا منذ البدأ لغة العقل أساساً لحوارنا‬ ‫والثورة عىل الجهل قاعدة النطالقتنا‪ ،‬فامتدّت‬ ‫تأثريات الهيئة الدينية واالجتامعية إىل قلب‬ ‫الطائفة الدرزية وهزّتها من األعامق‪ ،‬فتشكلت‬ ‫تلك الصدمة الحضارية التي أيقظت البعض من‬ ‫ُسباتهم العميق‪ .‬ويف الواقع بني الحني واآلخر‬ ‫يحتاج مجتمعنا اىل صفعة ليك يستفيق من‬ ‫كابوسه‪ ،‬وهذه الصفعة هي بالحقيقة انتفاضة‬ ‫وعي‪ ،‬وهذا ما فعلناه نحن إذ قدّمنا أمنوذج حقيقي‬ ‫النتفاضة وعي أحدثت زلزاالً ايجابياً‪.‬‬ ‫ما هو مستوى الثقافة التنظيمية السائدة‬ ‫اآلن داخل الجهاز االداري للهيئة؟‬ ‫التنظيم هو فعل استحقاق ومسؤولية كبرية‬ ‫النجاز أهداف تنظيمية من خالل أفراد وموارد‬ ‫أخرى‪ .‬ويف الواقع لو مل تكن الثقافة التنظيمية‬ ‫يف هيئة العمل التوحيدي عىل مستوى عالٍ ‪ ،‬ملا‬ ‫مت ّكنا من الصمود يف املرحلة املاضية وخصوصاً‬ ‫يف ظل الظروف التي كانت سائدة حينها‪ .‬أما‬ ‫اآلن‪ ،‬فنحن نهدف للوصول إىل مرحلة تتصل‬ ‫فيها قاعدة الهيئة الشعبية بقيادتها أينام‬ ‫ُو ِجدَت وبشكل مبارش‪ ،‬وتتمكن هذه القيادة من‬ ‫تحريك وتحفيز وشحذ الهمم‪ ،‬وحشد القوى تحت‬ ‫رؤية الهيئة‪ ،‬وتزويد الهيئة العامة باالجراءات‬ ‫والتعليامت وتحديد االتجاه لهذه القاعدة اآلخذة‬ ‫بالتوسع واإلنتشار األفقي والعامودي‪.‬‬

‫العقبات تح ّولت إىل ُخربات و ممراً‬ ‫تأسيسياً ملرحل ٍة جديدة‬ ‫التوحيدي‬ ‫مجتمعاتكم‬ ‫وقد وضع‬ ‫كام ُيقال‬ ‫تتعرثوا بها‪.‬‬

‫منذ انطالقة هيئة العمل‬ ‫واجهتم صعوبات كبرية داخل‬ ‫وباألخص أنتم كهيئة تأسيسية‪،‬‬ ‫البعض امامكم عدة عراقيل‪ ،‬أو‬ ‫وضعوا أحجاراً عىل مساركم يك‬ ‫كيف واجهتم هذه املشاكل؟‬ ‫يف الحقيقة مل يضعوا أمامنا أحجاراً بل‬ ‫وضعوا صخوراً‪ ،‬ولكننا نحتنا تلك الصخور‬ ‫وجعلنا منها متاثيل جميلة‪ .‬ولكن ما مىض قد‬ ‫مىض‪ ،‬أما اآلن فنحن يف ظل مرحلة توافقية‬

‫ومنفتحون عىل الجميع‪ ،‬ومل يعد هناك من‬ ‫أحجار أو عقبات‪ ،‬والطريق سالكة أمامنا وأمام‬ ‫الجميع‪ .‬لكن يجب أن ال ننىس بأن مسريتنا ما‬ ‫ٌ‬ ‫طويل جداً‪.‬‬ ‫زالت يف بدايتها‪ ،‬والطريق إىل القمة‬ ‫ُ‬ ‫عزم وقوة‪.‬‬ ‫يجب أن نستعد لها بكل ما أوتينا من ٍ‬ ‫واستطراداً أقول بأننا كنّا عىل علم ُمسبق مبا‬ ‫سنواجه من مشاكل وعراقيل‪ ،‬شأننا شأن كل‬ ‫إصالحي عرب التاريخ‪ ،‬ونحن عىل يقني بأن َمن أراد‬ ‫أن ميارس قناعاته عليه أن يدفع أمثاناً باهظة‪.‬‬ ‫ما هي نقاط القوة ونقاط الضعف يف عمل‬ ‫الهيئة ؟‬ ‫سأبدأ بنقاط الضعف أوالً‪ .‬هيئة العمل‬ ‫التوحيدي حتى اآلن ال متلك مؤسسات خاصة‬ ‫بها‪ ،‬ال مؤسسات تربوية وال صح ّية وال حتى‬ ‫مؤسسات انتاجية تؤ ّمن لها مدخول مايل‪ .‬هذه‬ ‫هي أبرز نقاط الضعف عندنا‪ ،‬والسبب الوحيد‬ ‫يعود‪ ،‬وبكل وضوح‪ ،‬إىل عدم توفر املال لبناء هذه‬ ‫املؤسسات‪ ،‬ولكنّ االرادة موجودة والعزم موجود‬ ‫واملال َس ُيؤ َّمن‪ ،‬واملؤسسات ستُبنَى إن شاء الله‪.‬‬ ‫بالنسبة لنقاط القوة منها عىل سبيل املثال ‪:‬‬ ‫تكامل النواحي البنيوية للهيئة وترابط محاورها‪،‬‬ ‫التنظيم االداري املتني‪ ،‬التثقيف واالرشاد‬ ‫والتوجيه الدائم‪ ،‬مواكبة املتغريات املحيطة‬ ‫وتوظيفها لخدمة الهيئة‪ ،‬تعزيز قيمة التطور‬ ‫الذايت‪ ،‬الرزانة والتعقل عند اتخاذ القرارات‪،‬‬ ‫استرشاف املستقبل والتخطيط له‪ ،‬إعداد كوادر‬ ‫قيادية تقوم بكفاءتها مقام بعضها البعض‪،‬‬ ‫الرقابة الذاتية‪ ،‬تفعيل تواصلنا مع اإلعالم املريئ‬ ‫واملسموع واملقروء‪ ،‬وهذا ما يف ّعل تواجدنا‪ ،‬وأظن‬ ‫بأن هذه النقطة هي من أهم نقاط القوة لدينا‪.‬‬ ‫ما هي أبرز نشاطات هيئة العمل التوحيدي ؟‬ ‫نشاطات الهيئة متنوعة ومنها التواصل مع‬ ‫فعاليات القرى والبلدات من خالل زيارات ولقاءات‬ ‫للتشاور وتبادل اآلراء واالستامع اىل مطالب‬ ‫وهواجس الناس‪ ،‬والتواصل واالتصال بكافة‬ ‫واالجتامعية‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫واملؤسسات‬ ‫الهيئات‬ ‫هذا باالضافة إىل تقديم إعانات عينية للعائالت‬ ‫املستورة املقطوعة اإليراد ضمن اإلمكانات‬ ‫املتوفرة طبعاً‪ .‬وكذلك‪ ،‬الدائرة الثقافية ناشطة‬ ‫جداً يف هذه املرحلة من خالل إقامة محارضات‬ ‫متنوعة وكتابة ونرش مقاالت ثقافية وعلمية‬ ‫وغريها‪ .‬أما النشاط األبرز اآلن‪ ،‬والذي يأخذ الح ّيز‬ ‫األكرب من عملنا‪ ،‬فهو إنشاء مكتب العالقات‬ ‫ويضم مكتب‬ ‫الداخلية للتشاور والتنسيق‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫االحصاء واالمناء‪ ،‬والتخطيط والدراسات ومن‬ ‫مهامه‪ :‬جمع تراث الطائفة‪ ،‬دراسة الواقع الديني‬ ‫واالجتامعي‪ ،‬بحث ودراسة وتحقيق حول مجمل‬ ‫األوضاع الداخلية والخارجية للطائفة‪ ،‬ووضع‬ ‫الخطط والحلول الالزمة لها‪ .‬هذا باإلضافة إىل‬ ‫دراسة وتنفيذ املشاريع ذات الجدوى االقتصادية‪،‬‬ ‫وهذا النشاط طبعاً يتطلب وقتاً طوي ًال وجهداً‬ ‫كبرياً‪ ،‬وبالتايل علينا التعاون جميعاً إلنجازه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ذكرت بأن هيئة العمل التوحيدي آخذة‬ ‫لقد‬ ‫باالنتشار والتوسع‪ ،‬وأن إقبال الناس عىل‬ ‫املشاركة يف مهام الهيئة كبري‪ .‬هل بإمكانكم‬

‫‪87‬‬

‫استيعاب عدد كبري من املنتسبني الجدد؟‬ ‫عىل الرغم من إيجابية إقبال الناس عىل‬ ‫املشاركة يف دعم وإحياء مهام هيئة العمل‪،‬‬ ‫لكن مام ال شك فيه بأن زيادة عدد املنتسبني يضع‬ ‫مسؤولية إضافية عىل عاتق الجهاز اإلداري‪ .‬ونحن‬ ‫كهيئة‪ ،‬هدفنا ليس التعبئة الشعبية والعددية‬ ‫فحسب بل ما يهمنا هو العمل عىل نرش املحبة‬ ‫واأللفة وتعضيد املجتمع بالوحدة والتسامح‬ ‫واالبتعاد عن األهواء واملصالح الض ّيقة‪ ،‬وغايتنا‬ ‫نهضة دينية اجتامعية وعلمية تتالءم وطبيعة‬ ‫الحياة العرصية وتتأقلم مع الحداثة‪ ،‬والنهوض‬ ‫مبجتمعنا عىل قاعدة االنفتاح والتواصل مع‬ ‫رشائح املجتمع عىل تعدديتها حتى الوصول إىل‬ ‫األهداف املنشودة ومنها تحرير العقل االنساين‬ ‫من سجن الجمود‪ ،‬وفتح باب العلم والوعي الذي‬ ‫هو العمود الفقري للتقدم والنجاح رافضني‬ ‫القعود والتسليم لألمر الواقع تحت ستار التع ّبد‪.‬‬

‫بني السياسة والدين‪ ..‬حرية‬ ‫العمل وحق املامنعة‬ ‫كهيئة دينية‪ ،‬كيف تفصلون بني العمل‬ ‫الديني والعمل السيايس ضمن الهئية‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن خلف ّيتكم السياسية واضحة ومعروفة؟‬ ‫من حيث املبدأ‪ ،‬نحن غري معنيني بتفاصيل‬ ‫وحيث ّيات ودهاليز السياسة اليومية‪ ،‬ولكن من‬ ‫الطبيعي أن ُنبدي رأينا يف القضايا املتعلقة‬ ‫باملصلحة العليا للوطن‪ ،‬ويف القضايا املصريية‬ ‫واألمور املفصلية العربية واالسالمية‪ ،‬ومن حقنا‬ ‫أيضاً أن منانع ونقف بوجه كل ما ُييسء أو ّ‬ ‫يرض‬ ‫باملجتمع‪ ،‬ومن الطبيعي أن نرفض أي شكل من‬ ‫أشكال الظلم والجور الذي يلحق بالوطن واملواطن‪.‬‬ ‫والسياسة الصادقة والشفافة البعيدة عن‬ ‫الغش والخداع‪ ،‬والتي هي فن إدارة شؤون املجتمع‪،‬‬ ‫هي من أرقى األعامل‪ ،‬حتى أن سقراط الحكيم‬ ‫يصف السياسة بفن مامرسة الفضيلة التي تدل‬ ‫عىل أخالق َمن ميارسها‪ ،‬ونحن إذ منارس العمل‬ ‫السيايس فإننا منارسه ضمن هذه األدبيات‪.‬‬ ‫صدر مؤخراً يف مرص كتاباً يصف الدروز‬ ‫بأنهم خارجون عن اإلسالم‪ ،‬وينعتهم بأوصاف‬ ‫نابية‪ .‬ما هو تعليقكم عىل هذا املوضوع؟‬ ‫يف الواقع لقد اطلعت عىل هذا الكتاب‪،‬‬ ‫قلت يصف الطائفة الدرزية بـ”طائفة‬ ‫وهو كام‬ ‫ِ‬ ‫الخوارج”‪ ،‬حتى أنه يحلل دماء املوحدين ( ُيقتلوا‬ ‫أينام ُو ِجدوا)‪ .‬طبعاً نحن لسنا يف وارد الرد‬ ‫املبارش عىل هذا الكتاب أو عىل غريه‪ ،‬وال حتى‬ ‫عىل بعض املواقع االلكرتونية التي تنرش‬ ‫أخباراً مل ّفقة تهدف للنيل من املوقف العريب‬ ‫واالسالمي لطائفة املوحدين‪ ،‬ولتشويه موقعها‬ ‫ّ‬ ‫املرشف‪ ،‬ونحن نعتربها محاوالت تلمودية‬ ‫الوطني‬ ‫املوحدين عن محيطهم العريب‬ ‫صهيونية لسلخ‬ ‫ّ‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬وندعو اىل رضورة التن ّبه لهذا النوع‬ ‫املشبوه من الدعاية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‪/‬مقابلة‬

‫السويداء بوابة سوريا الجنوبية على األردن وسهل حوران‬

‫المحافظ د‪ .‬محمد علي‪ :‬مهرجان الجبل األول‬ ‫حقق قفزة نوعية في مجال السياحة‬ ‫تقع مدينة السويداء عىل بعد ‪ 100‬كم‬ ‫جنوب دمشق‪ ،‬وترتبع فوق قمة سلسلة‬ ‫جبلية يطلق عليها جبل العرب‪ ،‬الذي ميتاز‬ ‫بجامل الطبيعة واملناخ املعتدل البارد صيفاً‪،‬‬ ‫والبارد جداً يف الشتاء حيث تتساقط الثلوج‬ ‫عىل أغلب املرتفعات الجبلية‪ .‬تقع هذه‬ ‫املحافظة جنوب سوريا‪ ،‬ويحدها من الشامل‬ ‫محافظة ريف دمشق‪ ،‬ومن الجنوب األردن‪،‬‬ ‫ومن الغرب محافظة درعا‪ ،‬ومن الرشق بادية‬ ‫الشام‪ ،‬فهي تقع عىل سلسلة جبلية يصل‬ ‫ارتفاع أعىل قممها إىل أكرث من ‪ 1800‬مرت‬ ‫عن سطح البحر‪ ،‬ويخرتقها عدد من األودية‬ ‫املوسمية التي تتشكل نتيجة ذوبان الثلوج‪،‬‬ ‫وتحتوي عىل ‪ 18‬سد أ‪ ،‬وتشتهر بزراعة التفاح‬ ‫والعنب واألجاص واللوزيات بكافة أنواعها‪،‬‬ ‫إىل جانب زراعة الزيتون والحبوب ‪.‬‬ ‫تشتهر السويداء مبناطقها األثرية التي‬ ‫يعود بعضها إىل العرص الحجري األول‪ ،‬بدليل الكهوف‬ ‫التي استوطنها اإلنسان القديم‪ ،‬فهناك عدد من املواقع‬ ‫املكتشفة التي دلت عىل استقرار اإلنسان األول يف هذه‬ ‫إضافة إىل احتوائها عىل العديد من املدن واملواقع األثرية‬ ‫والبيزنطية والنبطية وغريها‪ ،‬وتتمثل هذه املواقع يف‬ ‫مشاريع خدمية وتطويرية هامة شهدتها‬ ‫محافظة السويداء قمتم مبتابعة آلية عملها‬ ‫ما هي هذه املشاريع ومتى وضعت يف الخدمة؟‬ ‫عمت املشاريع مختلف أنحاء املحافظة ويف‬ ‫والسياحية‬ ‫االقتصادية‬ ‫املشاريع‬ ‫مقدمتها‬ ‫والزراعية والخدمية‪ ،‬وتتابع هذه املشاريع من قبل‬ ‫الجهات املعنية بشكل يتناسب مع أهميتها ويف‬ ‫مقدمتها تنفيذ أوتوسرتاد دمشق – السويداء‪،‬‬ ‫وإقامة العديد من املشاريع االستثامرية عىل‬ ‫أساس قانون االستثامر وخاصة فيام يتعلق‬ ‫بالفنادق واملطاعم‪ ،‬إضافة للمشاريع الخدمية‬ ‫وأهمها حفر آبار مجاورة لألرايض الزراعية‪ ،‬وهذه‬ ‫متثل مكرمة حقيقية من الرئيس بشار األسد‬ ‫ألهلنا يف محافظة السويداء‪ .‬إضافة إىل آبار‬ ‫املياه املخصصة للرشب مام جعل املحافظة مرتبطة‬ ‫بشبكة مياه متصلة مع اآلبار األمر الذي حقق‬ ‫االستقرار املايئ للمواطنني‪ ،‬إضافة ملا تشهده‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫واملسارح‬ ‫والكنائس‬ ‫واألعمدة‬ ‫والقصور‬ ‫والحاممات الرومانية والبوابات وخزانات‬ ‫وأقنية املياه الرومانية واليونانية والجسور‬ ‫واملساكن التي تغطي كل مدينة وبلدة وقرية‬ ‫عىل امتداد مناطق املحافظة‪ .‬كام تشتهر‬ ‫السويداء مبتحفها الذي يضم العديد من‬ ‫أوابد املحافظة األثرية‪.‬‬ ‫ومحافظة السويداء لها تاريخ حافل‬ ‫بالبطوالت حيث دُحر فيها الكثري من‬ ‫املحتلني‪ ،‬وآخر من هُ زم املحتل الفرنيس الذي‬ ‫كان من القوى االستعامرية الكربى‪ ،‬حيث‬ ‫سطر أبناء املنطقة صفحات مرشقة دفاعاً‬ ‫عن بالدهم‪ ،‬ومنها انطلقت الثورة السورية‬ ‫الكربى بقيادة املناضل سلطان باشا األطرش‬ ‫عام ‪ ،1925‬وقدمت العديد من الشهداء يف‬ ‫سبيل الذود عن الوطن‪ ،‬حيث بقي الجبل‬ ‫ضد التقسيم وكان من أشد املنادين بوحدة‬ ‫سوريا‪ .‬وللتعرف عىل هذه املحافظة العامرة بأهلها الذين اشتهروا‬ ‫بالكرم والشهامة وإغاثة امللهوف‪ ،‬األمر الذي استحقوا عليه لقب‬ ‫بني معروف‪ ،‬كان ملجلة “منرب التوحيد” هذا اللقاء مع محافظ‬ ‫السويداء د‪ .‬محمد عيل تطرقنا فيه للسويداء حارضا ومشاريع‬ ‫عمرانية واقتصادية ومسرية تطوير وتحديث‪:‬‬

‫واملواقع‬ ‫والكهوف‬ ‫املنطقة‪،‬‬ ‫الرومانية‬ ‫املعابد‬

‫املحافظة من خدمات يف مختلف الشوارع والطرق‬ ‫الرئيسية والفرعية ومداخل املدن والبلدات‪.‬‬ ‫أما يف القطاع الصحي فيتم متابعة إنجاز‬ ‫البناء يف مستشفيات شهبا و سالة‪ ،‬إضافة‬ ‫إلدخال العيادات الشاملة بالعمل قريباً‪ ،‬وترميم‬ ‫املستشفى الوطني يف السويداء واالنتهاء من‬ ‫املنجز حالياً‪.‬‬ ‫ما هو وضع االستثامر يف السويداء حالياً‪،‬‬ ‫وهل لديكم خطة لزيادة وتنشيط حركة‬ ‫االستثامر؟‬ ‫مشاريع االستثامر يف املحافظة تأخذ العناية‬ ‫والرعاية واملتابعة وت ُـقدم كل التسهيالت اإلدارية‬ ‫والتنفيذية للمستثمرين‪ ،‬ونسعى لزيادة نشاط‬ ‫االستثامر وحركته من خالل اللقاءات الدامئة‬ ‫مع املستثمرين وعقد مؤمترات واجتامعات لهم‪،‬‬ ‫وتبيان املشاريع الجديدة وتخطي كل ما يعرقل‬ ‫انجاز أعاملهم‪ .‬وستشهد املنطقة الجنوبية‬

‫‪88‬‬

‫مبا فيها السويداء خالل العام القادم مؤمتراً‬ ‫للمستثمرين يتم من خالله التعريف بطموح‬ ‫املحافظة يف مجال االستثامر ‪.‬ويف حقيقة األمر‬ ‫هناك العديد من املشاريع التي نفذها أو بدأ‬ ‫بتنفيذها املستثمرون‪ ،‬وهذا يؤكد ما عكسته‬ ‫الجهود املبذولة يف دعوة املستثمرين خاصة وأن‬ ‫فكرة عقد مؤمتر االستثامر يخص أبناء السويداء‪،‬‬ ‫أصبحت أكرث‬ ‫وخاصة املغرتبني منهم‪ ،‬حيث‬ ‫أهمية بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء وهيئة‬ ‫تخطيط الدولة عىل إقامة مؤمتر استثامري يخص‬ ‫املنطقة الجنوبية (السويداء – درعا – القنيطرة)‪،‬‬ ‫وبذلك نكون قد وسعنا دائرة املؤمتر الذي سيدعى‬ ‫إليه شخصيات من داخل وخارج القطر يك‬ ‫يشكل قاعدة استثامرية متكاملة يف املنطقة‪،‬‬ ‫ونسعى من خالل هذا املؤمتر لجذب االستثامرات‬ ‫من أبناء املحافظة وخارجها‪ ،‬واملتواجدون يف دول‬ ‫االغرتاب‪ .‬وأنا عىل ثقة باملسؤولية التي يشعر‬

‫بها اإلخوة املغرتبون وجهودهم املشكورة‪ ،‬والقدرة‬ ‫يف البحث عن مشاريع لالستثامر‪ ،‬وهنا أوجه كل‬ ‫التقدير إلخوتنا املغرتبني الذين نعمل معهم يداً‬ ‫بيد لبناء هذا الوطن‪.‬‬ ‫محافظة السويداء تحتاج ملزيد من الدعم‬ ‫السياحية‪،‬‬ ‫الحركة‬ ‫تنشيط‬ ‫صعيد‬ ‫عىل‬ ‫ما الخطوات التي اتخذمتوها لتطوير الواقع‬ ‫مطروحة‬ ‫مواقع‬ ‫هناك‬ ‫وهل‬ ‫السياحي‪،‬‬ ‫لالستثامر السياحي؟‬ ‫اتخذت املحافظة العديد من اإلجراءات من خالل‬ ‫املتابعات امليدانية لتحسني الواقع السياحي‪،‬‬ ‫وتم إقامة العديد من املهرجانات ويف مقدمتها‬ ‫مهرجان الجبل األول الذي حقق قفزة نوعية يف‬ ‫املسألة السياحية يف املحافظة عىل املستوى‬ ‫القطري والعريب والدويل‪ ،‬ونسعى كل حني‬ ‫لدعم الواقع السياحي يف املحافظة وتسليط‬ ‫الضوء عىل املواقع السياحية‪ ،‬حيث وضعنا‬ ‫خطة متكاملة لتطوير الواقع السياحي‪ ،‬إىل‬ ‫جانب وجود العديد من املشاريع السياحية التي‬ ‫نفذت‪ ،‬إضافة ملشاريع أخرى مطروحة لالستثامر‪.‬‬ ‫وبشكل عام تحقق السويداء يوماً بعد يوم‬ ‫حضوراً سياحياً متقدماً‪ ،‬وهذا ما رصدته الجهات‬ ‫اإلعالمية والقادمون سياحياً إىل السويداء‪،‬‬ ‫نظراً ملا لها من خصوصية يف املناخ والجغرافيا‬ ‫ونظافة البيئة وجامل الطبيعة‪ ،‬ومواقعها‬ ‫األثرية وأوابدها التاريخية‪ .‬وإذا جمعنا كل عوامل‬ ‫االستثامر السياحي إضافة إىل البيئة واملحميات‬ ‫الطبيعية املوجودة وأهمها محمية (اللجاه)‪ ،‬إىل‬ ‫جانب العوامل التاريخية وثقافة أهل املنطقة‬ ‫املنفتحة كل ذلك يقدم عامل جذب من حيث‬ ‫التعامل الحضاري مع السائح‪ ،‬ويؤكد أن هذه‬

‫املنطقة ستكون من أهم مواقع الجذب السياحي‬ ‫يف سورية ‪.‬‬ ‫تقومون بجوالت مكوكية عىل قرى ومزارع‬ ‫ريف املحافظة متفقدين من خاللها أحوال‬ ‫الناس واملشاريع املقامة يف مجال البلديات‬ ‫والقرى‪ .‬أين وصلتم بهذه الجوالت وهل أمثرت‬ ‫عىل أرض الواقع؟‬ ‫شملت جوالتنا معظم القرى والبلدان‬ ‫والبلديات واملزارع ومراكز املدن‪ ،‬وتم اللقاء مع‬ ‫والشعبية‬ ‫االجتامعية‬ ‫الرشائح‬ ‫مختلف‬ ‫واالقتصادية والزراعية‪ ،‬كام تم الرصد امليداين ملا‬ ‫تعيشه هذه الوحدات والصعوبات واملعوقات التي‬ ‫تواجه العمل وسبل االرتقاء بها‪ ،‬وتحقيق الخدمات‬ ‫لإلخوة املواطنني‪ ،‬ومتت جدولة هذه الطلبات‬ ‫ضمن خطة تتم دراستها من قبل املعنيني يف‬ ‫الدوائر ذات العالقة‪ ،‬وتناقش من قبل املكتب‬ ‫التنفيذي يف مجلس املحافظة بغية تنفيذها وفق‬ ‫خطة وبرامج مدروسة‪ .‬وقد تم اتخاذ العديد من‬ ‫اإلجراءات بشكل مبارش يف هذه اللقاءات حيث‬ ‫وجهنا لحل بعض املسائل ودراسة مسائل أخرى‬ ‫خالل فرتات قريبة‪ ،‬وعملياً تتعلق معظم هذه‬ ‫املسائل بالرصف الصحي‪ ،‬وشق بعض الطرق‬ ‫الزراعية‪ ،‬والزيادة يف حفر اآلبار‪ ،‬وإيجاد آلية عمل‬ ‫تتناسب مع واقع البلدان والبلديات وخاصة القرى‬ ‫األشد فقراً ‪.‬‬ ‫يف جميع االجتامعات الخدمية تؤكدون‬ ‫دعمكم إلقامة محطات املعالجة وتنفيذ‬ ‫مشاريع الرصف الصحي يف جميع أنحاء‬ ‫املحافظة‪ ،‬ما املشاريع التي تقومون بها وإىل أين‬ ‫وصلت؟‬ ‫مسألة الرصف الصحي تعترب من أهم‬ ‫املسائل وأعقدها بشكل عام عىل مستوى‬

‫‪89‬‬

‫املحافظة‪ ،‬ولكننا يف السويداء وضعنا خطة‬ ‫ملعالجة هذا الواقع تتناسب مع كل وحدة إدارية‪،‬‬ ‫وبدأنا باملعالجة الفعلية يف التجمعات السكنية‬ ‫الكبرية يف املدن والبلدات‪ ،‬فهناك محطات‬ ‫معالجة قيد التنفيذ‪ ،‬وبعضها قيد الدراسة‪ ،‬مع‬ ‫اإلشارة إىل أنه نفذت وتنفذ شبكة واسعة من‬ ‫خطوط الرصف الصحي الرئيسية والفرعية‬ ‫وفقاً لوضع كل وحدة إدارية ‪.‬‬ ‫كيف تتعاملون مع مطالب املواطنني الذين‬ ‫يؤمون مبنى املحافظة‪ ،‬وهل تعتمدون آلية‬ ‫معينة للنظر يف قضاياهم املستعجلة؟‬ ‫أبوابنا مفتوحة كل يوم لإلخوة املواطنني‬ ‫لاللتقاء بهم‪ ،‬ودراسة واقعهم وطلباتهم وما‬ ‫يواجههم من صعوبات‪ ،‬ووضع الحلول الالزمة لها‪.‬‬ ‫وقد حددنا يوم االثنني من كل أسبوع للقاء اإلخوة‬ ‫املواطنني واالستامع لطلباتهم‪ ،‬ونوجه بالحلول‬ ‫املبارشة لبعض الطلبات‪ ،‬أما األمور املستعجلة‬ ‫فيتم اتخاذ اإلجراءات املبارشة للتعامل معها‪،‬‬ ‫وهذا ما يوجهنا به دوماً الرئيس بشار األسد‬ ‫للتواصل والتفاعل الدائم مع املواطنني‪ ،‬واالطالع‬ ‫عىل واقعهم‪ ،‬والصعوبات التي تواجههم بشكل‬ ‫يومي وميداين‪ ،‬ووضع الحلول املناسبة لها‪.‬‬ ‫كلمة أخرية ؟‬ ‫أمتنى ملجلتكم والعاملني فيها النجاح يف‬ ‫هذه املهمة الصحفية واإلعالمية‪ ،‬وأن تكون‬ ‫دوماً مرافقة للحدث السيايس واالجتامعي‬ ‫واالقتصادي دراسة وتحلي ًال‪ ،‬وأن تحقق مكانة‬ ‫متميزة بني الدوريات اإلعالمية‪ ،‬وهذا يتطلب دوماً‬ ‫جهداً ومثابرة ومتابعة‪.‬‬ ‫أمتنى لكم التوفيق وتحقيق خطتكم وبرامجكم‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬

‫دمشق ـ عبد السالم األحمد‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫محافظ ادلب المهندس خالد األحمد لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫تطبيق األنظمة والقوانين والحفاظ على البيئة‬ ‫تقع محافظة ادلب شامل غرب سورية‪ ،‬يحدها شامال‬ ‫تركيا‪ ،‬ومن الغرب محافظة الالذقية‪ ،‬أما رشقا محافظة‬ ‫حلب‪ ،‬ومن الجنوب محافظة حامة‪ .‬وتقع هذه املحافظة بني‬ ‫خطي عرض‪ /35.10/‬جنوباً و ‪ / 36.15/‬شامالً وبني خطي‬ ‫طول ‪ /36.10/‬غرباً و‪ / 37.15/‬رشقاً وترتفع عن سطح البحر‬ ‫( ‪ .)446‬ومتتد محافظة ادلب عىل مساحة ‪ /6100/‬كم‪،2‬‬ ‫ويبلغ عدد سكانها ‪ /1.5/‬مليون نسمة تقريبا‪ ،‬ومتتاز‬ ‫مبناخها اللطيف صيفاً وشتاًء‪ ،‬حيث تحيط بها األشجار‬ ‫املثمرة كالزيتون والكرز والتني‪ ،‬لذا سميت ادلب الخرضاء ‪.‬‬ ‫وللحديث عن واقع العمل يف هذه املحافظة زارت مجلة‬ ‫“منرب التوحيد” مبنى املحافظة والتقت مع املحافظ‬ ‫املهندس خالد األحمد الذي ميتاز بإملامه العميق بكل‬ ‫صغرية وكبرية يف املحافظة‪ ،‬واملتمتع بالثقافة الواسعة‬ ‫والجدية يف العمل‪.‬‬ ‫بداية تجميل مداخل املدينة ‪:‬‬ ‫نقوم حالياً بتجميل مدخل املدينة من جهة دمشق بطول ‪ / 2‬كم وبكلفة‬ ‫إجاملية ‪ 12‬مليون لرية سورية‪ ،‬حيث تقوم بتنفيذ هذا العمل مؤسسة‬ ‫اإلسكان العسكرية فرع ادلب‪ ،‬وقد تم االنتهاء من تجميل هذا املدخل‪ .‬وهناك‬ ‫حالياً دراسة لتجميل مدخل املدينة من جهة طريق حلب القديم يتبعه‬ ‫تجميل كافة مداخل هذه املدينة‪ ،‬إضافة إىل اإلرساع يف إنهاء مرشوع‬ ‫املتحلق الدائري حول املدينة بأكملها والتي تقوم الرشكة العامة للطرق‬ ‫والجسور بتنفيذه بكلفة ‪ / 100 /‬مليون لرية سورية‪ ،‬وذلك من خالل تنفيذ‬ ‫الدوارات عند تقاطع املتحلق مع مداخل املدن‪ ،‬وهذه التقاطعات هي تقاطع‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫طريق أريحا‪ ،‬تقاطع طريق حارم‪ ،‬تقطع طريق معرمترصين‪ ،‬تقاطع طريق‬ ‫باب الهوى والذي قريباً يتم االنتهاء منه‪ ،‬مع إيالء كافة الطرق يف املحافظة‬ ‫االهتامم مبوضوع الصيانة واإلصالحات الالزمة‪ .‬وقد وجهنا إىل مديرية‬ ‫الخدمات الفنية بالرتكيز عىل الطرق املعبدة اقتصادياً (زراعياً) والعمل عىل‬ ‫إصالحها وتزفيتها للحفاظ عليها ليسهل عىل املواطنني التنقل عليها‪،‬‬ ‫ولهذه الغاية تم إنفاق مبلغ ‪ /400/‬مليون لرية سورية خالل خطة مديرية‬ ‫الخدمات الفنية عام ‪ ،2009‬وتم رصد مبلغ مقارب له لخطة عام ‪. 2010‬‬ ‫يف مجال اللقاءات الخدمية والجامهريية‪:‬‬ ‫من خالل االجتامعات املتواصلة مع مدراء الدوائر ورؤساء البلديات نؤكد‬ ‫دامئا عىل املتابعة الجادة ألي عمل وخاصة املشاريع الخدمية والتنموية والبنى‬ ‫التحتية‪ .‬كام نؤكد عىل رضورة متابعتها متابعة جادة من قبل املرشفني‬ ‫والقامئني عىل هذه األعامل حتى يتم انجازها يف الوقت املحدد‪ ،‬ونشدد عىل‬ ‫رؤساء البلديات رضورة إيالء النظافة املزيد من االهتامم مبا يسهم يف تحسني‬ ‫الواقع السياحي الخدمي والصحي والحفاظ عىل سالمة البيئة وصحة‬ ‫املواطنني‪ .‬ونؤكد أيضاً عىل تطبيق قانون البناء ووجوب قمع املخالفات من‬ ‫بدايتها‪ ،‬كام ننبه رؤساء البلديات وجوب التزامهم باملهام املوكلة إليهم دون‬ ‫تلكؤ ومبا يسهم يف تعزيز روح العمل يف مجال بلداتهم وقراهم‪ ،‬وأوعزنا‬ ‫إليهم رضورة اإلرساع بنقل أرايض أمالك الدولة إىل الوحدات اإلدارية ‪.‬‬ ‫وقد وضعنا خطة للقيام بالزيارات امليدانية لتفقد املشاريع الخدمية‬ ‫والحيوية يف مواقع العمل وزيارة البلديات‪ ،‬وقمنا بلقاءات جامهريية مع‬ ‫املواطنني واالستامع ملطالبهم وأهم الحاجات واملستلزمات التي تحتاجها‬ ‫مدنهم وقراهم وبلدياتهم يف جميع أنحاء املحافظة وحلها بشكل فوري‬ ‫ومتابعة ما يتم الوعد به وحله يف الوقت املحدد‪ ،‬واالعتامد عىل ما يتم‬ ‫طرحه يف هذه اللقاءات يف وضع الخطط والربامج بالنسبة للدوائر الخدمية‬

‫‪90‬‬

‫مواصلة‬ ‫التأخري‬ ‫وتذليل‬ ‫السيد‬

‫وإعطاءها األولوية يف التنفيذ‪ ،‬والسعي املستمر والدؤوب عىل‬ ‫اللقاء مع املواطنني والبت يف قضاياهم املستعجلة والتي ال تحتمل‬ ‫والتأجيل‪ ،‬كام قمنا بتوجيه مدراء الدوائر الخدمية عىل تسهيل‬ ‫العقبات أمامهم ‪ ،‬وهذا كله يأيت تنفيذاً لتعليامت وتوجيهات‬ ‫الرئيس الدكتور بشار األسد ‪.‬‬ ‫يف مجال التأهيل والتدريب‪:‬‬ ‫من أولوياتنا تثقيف رؤساء الوحدات اإلدارية ومحاسبيهم ورفع مستوى‬ ‫أدائهم‪ ،‬لذلك أقمنا دورات تثقيف وتأهيل لرفع مستوى أدائهم يف كل ما‬ ‫يتعلق بالقوانني واألنظمة الخاصة بعمل هذه الوحدات‪ ،‬من خالل هذه الدورات‬ ‫املستمرة عىل مدار العام‪ ،‬ومدة كل دورة شهرين بواقع يومني يف األسبوع ‪،‬‬ ‫حيث يتم تأهيل العاملني يف كافة الدوائر الرسمية من خالل دورات كمبيوتر‬ ‫ولغة انكليزية‪ ،‬وذلك وفق خطة وبرنامج عمل مديرية التأهيل والتدريب يف‬ ‫املحافظة‪ ،‬كام بدأنا بإقامة دورات متكني للغة العربية للعاملني يف الدوائر‬ ‫الرسمية‪ ،‬وكانت البداية مع رؤساء الدواوين واملعنيني بأمور املراسالت‪.‬‬ ‫املشاريع الحيوية يف املحافظة‪:‬‬ ‫وللمشاريع الحيوية يف املحافظة اهتامم كبري من قبل املحافظ حيث أوىل‬ ‫هذه املشاريع كل االهتامم‪ ،‬وعمل عىل حل كافة معوقات العمل التي تواجه‬ ‫هذه املشاريع والعمل عىل االنتهاء منها ووضعها باالستثامر بالرسعة‬ ‫القصوى وذلك لتخديم جميع املواطنني‪ ،‬ومن أهم هذه املشاريع يقول‬ ‫األحمد‪ :‬لدينا مرشوع جر مياه عني الزرقا الذي شارف عىل االنتهاء واملتوقع‬ ‫أن يروي ‪ /% 71/‬من سكان املحافظة‪ ،‬حيث تبلغ كلفته اإلجاملية ‪ /4/‬مليار‬ ‫لرية سورية‪ ،‬ومرشوع سد وادي األبيض حيث تبلغ طاقته التخزينية ‪/87/‬‬ ‫مليون م‪ 3‬ويروي نحو ‪ /10/‬آالف هكتار من أرايض جرس الشغور‪ ،‬حيث بلغت‬ ‫نسبة اإلنجاز ‪ /% 50/‬وهذه النسبة القليلة من التنفيذ تعود لتوقف بعض‬ ‫األعامل فيه بسبب إعادة تقييم األعامل املنفذة سابقاً‪ ،‬إضافة لالنتهاء من‬ ‫مرشوع مشفى جرس الشغور‪ ،‬ومشفى معرة النعامن الذي تبلغ الطاقة‬ ‫االستيعابية لكل منهام ‪ /200/‬رسير ‪.‬‬ ‫الرصف الصحي يف املحافظة‪:‬‬ ‫هناك مرشوع استكامل أعامل محطة مياه الرصف الصحي ملدينة ادلب‬ ‫وقد تم إعطاء أمر املبارشة لتنفيذ األعامل املتبقية منه‪ ،‬ومن املتوقع أن تحل‬ ‫هذه املحطة مشكلة كبرية بالنسبة للرصف الصحي لألرايض الزراعية التي‬ ‫كانت تتلوث جراء سيالن مياه الرصف الصحي‪ ،‬إضافة إىل تعاقدنا عىل‬ ‫تنفيذ ثالث محطات معالجة كلفة كل واحدة منها مليار لرية سورية‪ ،‬وذلك‬ ‫يف كل من معرة النعامن‪ ،‬ومعرمترصين‪ ،‬وكفرتخاريم ‪.‬‬ ‫الواقع الزراعي يف املحافظة‪:‬‬ ‫تعترب محافظة ادلب من املواقع الزراعية الهامة يف سورية ملا تتميز به‬ ‫من أراض زراعية خصبة وواسعة ومناخ مناسب‪ ،‬حيث أن املحافظة ذات مناخ‬ ‫متوسط حار صيفاً وماطر معتدل الربودة شتا ًء‪ ،‬ومتوسط الرطوبة الجوية‪،‬‬

‫وتبلغ مساحة األرايض القابلة للزراعة (‪ )358912‬هكتار‪ ،‬وتشكل (‪)%58.8‬‬ ‫من إجاميل املساحة الكلية‪ ،‬ولدى مقارنتها باملساحة لعام ‪ 1995‬نجد بأنها‬ ‫كانت (‪ )150973‬مبعدل زيادة بلغ (‪ .). %237‬وتقسم املحافظة إىل ثالث مناطق‬ ‫استقرار زراعي‪ ،‬أوىل وثانية وثالثة ‪ ،‬وتبلغ مساحة األوىل (‪ )453301‬هكتار‪،‬‬ ‫والثانية (‪ ،)106848‬والثالثة (‪ )49561‬هكتار‪ .‬ومن أهم املحاصيل الزراعية التي‬ ‫تعتمد عليها املحافظة‪( :‬القمح والشعري والبقوليات الغذائية والشوندر‬ ‫الخريفي والشتوي وبطاطا ربيعية وخريفية ومحاصيل طبية وعطرية‬ ‫والقطن والتبغ)‪.‬‬ ‫لقاء جامهريي يف ناحية تفتناز ‪:‬‬ ‫يف اللقاء الجامهريي الذي جمعنا واملهندس خالد األحمد محافظ إدلب‬ ‫وشاهدنا مدى اهتاممه بقضايا املواطنني وحلها بشكل فوري‪ ،‬وذلك من‬ ‫خالل وجود كل مدراء الدوائر واملعنيني يف اللقاء‪ ،‬حيث شدد عىل قانون‬ ‫النظافة ‪ /49/‬وتطبيقه ليك تبقى البلد نظيفة وخالية من األمراض‪ ،‬وتوجه‬ ‫للمواطنني برضورة املحافظة عىل األمالك وحاميتها من أي تخريب‪ .‬كام كان‬ ‫ملحو األمية نصيب من اهتامم املحافظ الذي أكد عىل أهمية مكافحة األمية‬ ‫ومحاربة كل أنواع الجرمية‪ ،‬وااللتزام التام بالقوانني‪ ،‬وعدم اللجوء إىل العنف‬ ‫لحل أي مشكلة‪ ،‬مشدداً عىل تأمني املوارد الذاتية للوحدات اإلدارية مبا يسهم‬ ‫يف تعزيز واردات هذه الوحدات للقيام مبشاريع خدمية يف مجال وحداتهم‪،‬‬ ‫حيث هناك تقويم لعمل الوحدات اإلدارية كل ستة أشهر ومكافئة النشيط‬ ‫ومحاسبة املقرص ‪.‬‬ ‫بدوره تحدث قائد الرشطة العميد عبد الله القايض عن الوضع األمني يف‬ ‫جميع أنحاء املحافظة حيث أكد عىل العمل الجاد ملكافحة كل أنواع الجرمية‪،‬‬ ‫وإلقاء القبض عىل املجرمني من أجل راحة وسالمة األخوة املواطنني‪ ،‬ألن‬ ‫املواطن يجب أن يشعر باألمان واالطمئنان يف ظل القيادة الحكيمة‪ ،‬حيث‬ ‫أن جميع أقسام الوحدات وعنارص الرشطة جاهزة لتلقي شكاوي املواطنني‬ ‫عىل مدار ‪ /24/‬ساعة‪ ،‬والسعي لتامني الناحية األمنية حيث العمل بكل‬ ‫االستطاعة املمكنة لنرش السلم والعدالة يف املحافظة‪ ،‬متمنياً عىل األخوة‬ ‫املواطنني االلتزام التام بقوانني السري وعدم مخالفة األنظمة والقوانني‪،‬‬ ‫وحيث أنه وبعد العمل عىل مصادرة الدراجات املهربة خفت نسبة الحوادث‬ ‫املؤسفة إىل ‪. /% 80 /‬‬ ‫ويف نهاية اللقاء قدم املحافظ معونة مقدارها ‪ /2/‬مليون لرية سورية‬ ‫لصالح مجلس بلدة تفتناز و ‪ /350/‬ألف لرية سورية لصالح بلدية إيتيان‪.‬‬

‫مكتب دمشق _ عبد السالم األحمد‬

‫‪91‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫ثلث اآلثار السورية في قلب اإلله إدلب الخضراء‬ ‫متتاز إدلب مبوقع اسرتاتيجي هام يعترب‬ ‫امتدادا ملوقعها عرب التاريخ‪ ،‬حيث كانت ملتقى‬ ‫للقوافل التجارية القادمة من أنطاكية فأفاميا‬ ‫وحلب وآفس وسهل العمق‪ .‬ومنذ األلف الثالث‬ ‫قبل امليالد شكلت مملكة إيبال صلة الوصل‬ ‫بني البحر املتوسط والرشق األقىص‪ ،‬وبالتايل‬ ‫شهدت طفولة البرشية وترعرعت الحضارات‬ ‫عىل أرضها‪ ،‬حيث تختزن ثلث ما يف سوريا من‬ ‫أوابد ومواقع أثرية‪ ،‬ويف مقدمتها مملكة إيبال‬ ‫التي كان اكتشافها برقمها املسامرية حدثاً‬ ‫مه ًام يف القرن العرشين‪ ،‬إضافة للكثري من‬ ‫الحضارات املتعاقبة عليها منذ األلف الثالث قبل‬ ‫امليالد مثل اإلبالنية واآلرامية واآلشورية والحثية‬ ‫والرومانية والبيزنطية وحتى العصور اإلسالمية‬ ‫املختلفة‪ ،‬التي متيزت بوجود عدد كبري من املدن‬ ‫املنسية املنترشة يف مختلف مناطق املحافظة‪،‬‬ ‫والتي يتجاوز عددها ‪ 500‬موقعاً ما بني املدينة‬ ‫املحفوظة بكاملها وتلك التي ال تحتوي سوى عىل‬ ‫أطالل محدودة تدل عىل تاريخها‪ ،‬إضافة لعدد‬ ‫من القالع التي ال تزال بحالة جيدة‪.‬‬

‫جامع رسمني‬

‫عائلة السيد عيىس‪.‬‬

‫أهم مدن املحافظة‬

‫متحف معرة النعامن‬

‫أصل التسمية قلب اإلله‬

‫تعددت تسميات مدينة «إدلب» باختالف‬ ‫العصور واإلمرباطوريات التي مرت عليها‪ ،‬ففي‬ ‫األلف الثالثة قبل امليالد‪ ،‬وعندما كانت «إدلب»‬ ‫عبارة عن قرية صغرية تتبع ململكة «إبال»‪ ،‬ذكرت‬ ‫باسم «لوبان «‪ ،‬كذلك ذكرتها نصوص حضارة‬ ‫«أالالخ» يف سهل العمق بجوار «إنطاكيا»‪ ،‬يف‬ ‫األلف الثانية قبل امليالد تحت اسم «لباين» أو‬ ‫« ُلبنَ ِ »‪ ،‬ويف وثائق «أوغاريت» يف األلف األول قبل‬ ‫امليالد‪ ،‬ذكرت باسم «لبانو» أو « ُلبانا»‪ ،‬أما نصوص‬ ‫تل «العامرنة» الفرعونية فذكرتها باسم «لنبّ»‪،‬‬ ‫ويف العهد الروماين ‪ 64‬ق م – ‪ 329‬م‪ ،‬سميت‬ ‫«ليبو» أو «لبو»‪ ،‬ويف العرص البيزنطي ‪367-330‬‬ ‫م‪ ،‬عرفت باسم «دْلبني» نسبة لديرها دير «دْلبني»‪،‬‬ ‫ومنذ العرص اإلسالمي وحتى بدايات العهد‬ ‫العثامين كانت تعرف باسم «دير لب»‪ ،‬ويف الفرتة‬ ‫العثامنية عرفت باسم «إذلبي» أو «إذليب»‪.‬‬ ‫وتسمية «إدلب» باللغة اآلرامية مك ّونة من‬ ‫مقطعني «أد» وتعني اإلله «هدد»‪ ،‬وهو املعبود‬ ‫الرئييس ليس يف «إبال» فقط بل وعند اآلراميني‪،‬‬ ‫ويسمى أيضا «أدد» أو «أدو» وهو إله الطقس‬ ‫ويخصب األرض وهو‬ ‫والعاصفة‪ ،‬الذي يرسل املطر‬ ‫ّ‬ ‫كبري اآللهة‪ ،‬وأ ّما املقطع الثاين «لب» باللهجات‬ ‫السامية العربية القدمية فتعني «قلب»‪ ،‬وبذلك‬ ‫يكون معنى اسمها قلب اإلله‪.‬‬ ‫إدلب يف العرص الحديث‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫كنيسة قلب لوزة‬

‫ربوة إدلب الخرضاء‬

‫بنى هذه املدينة يف العصور الحديثة باشا‬ ‫عثامين يف القرن السادس عرش يدعى «احمد‬ ‫باشا الكوبريل» بعدما هزم جيشه عىل أسوار‬ ‫«فيينا» عاصمة النمسا‪ ،‬وكان معه ضابط نقيب‬ ‫يدعى حمود بن حاتم الدليمي‪ ،‬وهو جد عائلة‬ ‫املعلم يف إدلب حاليا‪ ،‬وتعترب عائلة الفنار أو‬ ‫الفرني‪ ،‬وعائلة العيايش مع عائلة املعلم هي‬ ‫العوائل املؤسسة إلدلب الحالية‪ ،‬وماعدا عائلة‬

‫‪92‬‬

‫املعلم العربية الدليمية‪ ،‬فالعيايش والفرني‬ ‫عائلتان تركيتان رفيعتي املستوى من األناضول‪.‬‬ ‫وقد نزحت إلدلب عائالت من القرى املحيطة‬ ‫لتؤسس املدينة التي اشتهرت مبعارص الزيت‬ ‫والسمسم وصناعة الصابون‪ .‬كام استقرت‬ ‫عائلة بدوية كبرية من مريب املوايش تعود يف‬ ‫نسبها لعشائر «النعيم» النازحة من البادية قرب‬ ‫الجوالن يف مدينة إدلب‪ ،‬وتدعى اليوم باسم جدها‬

‫مدينة إدلب‪ :‬تعترب مركز املحافظة وتبعد عن‬ ‫مدينة حلب ‪ 59‬كم‪ ،‬وعن دمشق العاصمة ‪309‬‬ ‫كم‪ .‬يزيد ارتفاعها عن ‪400‬م فوق سطح البحر‪،‬‬ ‫وشهدت تطوراً يف الخدمات السياحية مؤخراً‪،‬‬ ‫وانترشت فيها عدد من املطاعم واملقاصف وأقيم‬ ‫فيها فندق من الدرجة املمتازة ومركز لالستعالم‬ ‫اململوكية‬ ‫مبساجدها‬ ‫تشتهر‬ ‫السياحي‪.‬‬ ‫وحامماتها‬ ‫الجميلة‬ ‫وأسبطتها‬ ‫والعثامنية‬ ‫الشعبية ودورها العربية القدمية التي تعود للقرن‬ ‫السادس عرش امليالدي‪ ،‬كالجامع الكبري ودار الفتح‬ ‫األهلية ودار العيايش‪.‬‬ ‫مدينة أريحا‪ :‬وهي املنطقة اإلدارية الثانية‬ ‫تقع جنوب مدينة إدلب وعىل بعد ‪ /12/‬كم منها‬ ‫عىل طريق حلب الالذقية تعود لأللف الثالثة قبل‬ ‫امليالد‪ ،‬وتضم العديد من املباين األثرية أهمها‬ ‫الجامع الكبري‪ ،‬واملدافن املحفورة يف الصخر‪،‬‬ ‫وخان القيرصية‪ ،‬وثالث حاممات قدمية يرشف‬ ‫عليها جبل األربعني عروس مصايف الشامل‪،‬‬ ‫حيث يرتفع ‪ /480/‬كم عن سطح البحر‪ ،‬ويبعد‬ ‫عن املدينة ‪ /2/‬كم‪ ،‬ويضم العديد من املطاعم‬ ‫والشقق السياحية التي يرتادها املصطافون‪.‬‬ ‫تفتناز‪ :‬تقع يف الشامل الرشقي من مدينة‬ ‫إدلب وتبعد عنها حوايل(‪ )17‬كم‪ ،‬وتقع عىل‬ ‫الطريق الواصل بني حلب وإدلب‪ ،‬وتقع يف الجهة‬ ‫الجنوبية الغربية لحلب‪ ،‬وتبعد عنها حوايل‪43‬‬ ‫كم»‪ .‬وتقع البلدة عىل خط طول (‪ )36,47‬رشق‬ ‫غرينتش‪ ،‬وعىل درجة العرض (‪ )35,59‬شامل خط‬ ‫االستواء‪ .‬تبلغ مساحة بلدة تفتناز‪2597‬هكتار‬ ‫منها ‪ 2447‬هكتار أرايض زراعية‪ .‬ويعود تاريخ‬ ‫بلدة تفتناز إىل منتصف األلف الثالث قبل امليالد‪،‬‬ ‫وكانت تسمى «دريب» وهي منطقة اآللهة إليبال‪،‬‬ ‫وكانت يف ذلك الوقت محطة جنائزية‪ ،‬وبعد أن‬ ‫دمرت إبال انقطع السكن فيها‪.‬‬ ‫معرة النعامن‪ :‬وهي املنطقة اإلدارية الثالثة‬ ‫يف املحافظة‪ ،‬وتبعد عن مدينة إدلب ‪ /45/‬كم‬ ‫جنوبا‪ ،‬وتقوم فوق ثالث تالل أثرية‪ ،‬ومن أشهر‬

‫معاملها الجامع الكبري‬ ‫واملدرسة النورية‪ ،‬وحامم التكية‪ ،‬وخان اسعد‬ ‫باشا الذي أصبح متحفا‪ ،‬وتفخر املعرة بوجود‬ ‫رضيح الشاعر والفيلسوف أيب العالء املعري‬ ‫ضمن مركزها الثقايف‪ .‬وعىل بضع مئآت األمتار‬ ‫رشقاً يوجد رضيح خامس الخلفاء الراشدين األمري‬ ‫عمر بن عبد العزيز‪.‬‬ ‫ومن املدن الهامة جرس الشغور ودركوش‬ ‫وحاممات الشيخ عيىس واليعقوبية وحارم‬ ‫وغريها من املدن‪.‬‬

‫أهم آثار إدلب‬

‫مملكة إيبال‪ :‬تلك الحارضة التي يحتضنها تل‬ ‫«مرديخ» الذي يقع جنوب رشقي مدينة إدلب‪،‬‬ ‫وعىل بعد ‪ /26/‬كم منها‪ ،‬وهو أكرب تل أثري يف‬ ‫سورية مساحته ‪ /56/‬هكتار‪ ،‬وقد اعترب أهم‬ ‫املكتشفات األثرية يف القرن العرشين حيث‬ ‫اكتشف فيه ‪ /16000/‬رقيم بدءا من األلف الرابع‬ ‫قبل امليالد حتى بلغت أوج ازدهارها كأهم حارضة‬ ‫سياسية وحضارية بني عامي ‪ 200/‬ـ ‪/2000‬‬ ‫ق‪.‬م فكانت سيدة التجارة بني الرشق والغرب‪،‬‬ ‫وكشفت الدراسات والتنقيبات يف املوقع عن‬ ‫بقايا قرص مليك وسوق ومكتبة عامرة بالرقم‬ ‫الطينية‪.‬‬ ‫رسمني‪..‬‬ ‫جامع رسمني العهد اململويك‪:‬‬ ‫عريقة بالقدم وذات شأن‪ ..‬ذكرت يف التاريخ‬ ‫وكانت ممرا للقوافل‪ ،‬تضم العديد من الصهاريج‬ ‫والكهوف القدمية مع أعمدة منقوشة وجامع له‬ ‫سور يدعى الجامع الكبري‪ ،‬ووصف بتسع قباب وله‬ ‫مئذنة مربعة الشكل وتسعة أبواب‪ ،‬كانت مركزا‬ ‫إلنتاج الصابون والحرير التي أغرقت أسواق مرص‬ ‫والشام‪ ،‬إنها بلدة عظيمة ذات أسواق ومصايف‬ ‫وخانات وحاممات وكان لها سور من الحجارة‬ ‫ومساجد كثرية‪.‬‬ ‫كنيسة قلب لوزة‪ :‬تعود إىل القرن الخامس‬ ‫امليالدي وتبعد عن مدينة إدلب ‪ 50‬كم شامال‬ ‫عىل طريق حارم‪ ،‬وتعترب من أجمل الكنائس‬ ‫السورية يف العهد البيزنطي‪ ،‬وتشكل قمة فن‬ ‫العامرة السورية‪ ،‬وطولها ‪ 25‬مرتا وعرضها ‪15‬‬

‫‪93‬‬

‫مرتا‪ ،‬مزينة بزخارف وأعمدة وتيجان يف واجهاتها‬ ‫وزواياها وحول نوافذها وأبوابها‪.‬‬ ‫متحف معرة النعامن‪ :‬يقع املتحف ضمن مبنى‬ ‫خان مراد باشا يف وسط مدينة معرة النعامن‬ ‫كمنشأة عمرانية ومبساحة ‪ /7/‬دومنات‪ ،‬شيد يف‬ ‫مطلع العهد العثامين‪ ،‬ويتألف من أربعة أجنحة‬ ‫رئيسية تضم آثار رشقية كالسيكية وآثار عربية‬ ‫إسالمية ولوحات فسيفساء بأشكال هندسية‬ ‫ونباتية وحيوانية‪ ،‬وواجهات داخلية ملدافن‬ ‫مكتشفة حديثا والعديد من التيجان واألبواب‬ ‫الحجرية األثرية‪ ،‬يقابله ويجاوره خان أسعد باشا‬ ‫العظم بانتظار استثامره أثريا وسياحيا‬ ‫متحف إدلب الوطني‪ :‬يقع املتحف يف مدينة‬ ‫إدلب مبساحة طابقية تبلغ ‪ 1500‬مرت‪ ،2‬وتم‬ ‫افتتاحه يف عام ‪ ،1989‬ويحتوي عىل آثار تعود إىل‬ ‫فرتات زمنية مختلفة تبدأ من ‪ 8000‬ق‪.‬م وحتى‬ ‫العرص الحديث‪ ،‬كام يشتمل عىل حصاد بعثات‬ ‫التنقيبات األثرية وأهمها مئات من ألواح الرقم‬ ‫املسامرية املكتشفة يف مملكة إيبال‪ ،‬وآالف اللقى‬ ‫األثرية من ذهبيات وفضيات وبرونزيات وفخاريات‬ ‫وزجاجيات ونحاسيات‪.‬‬

‫السياحة يف إدلب‬

‫ملحافظة إدلب خصوصيتها يف املجال السياحي‬ ‫واملستمدة من نظافة بيئتها‪ ،‬وهوائها العليل‪ ،‬وتعدد‬ ‫مصايفها التي استقطبت زوارها من جميع املحافظات‬ ‫السورية ويف مقدمتها جبل األربعني يف أريحا‪ ،‬والذي‬ ‫يطل منه املصطاف عىل بساتني الزيتون والكرز من علو‬ ‫يقارب األلف مرت‪ ،‬ومصايف جرس الشغور والغسانية‪،‬‬ ‫والقنية واليعقوبية‪ ،‬وحاممات الشيخ عيىس للمياه‬ ‫املعدنية‪ ،‬ودركوش ومصايف سلقني وحارم‪ ،‬ورساقب‬ ‫ومعرة النعامن‪ .‬وعىل مسافة قصرية من املعرة يف‬ ‫دير رشقي يتوضع رضيح الخليفة العادل عمر بن عبد‬ ‫العزيز‪ ،‬وفيها اسرتاحة أيب عبيدة بن الجراح يف حارم‪،‬‬ ‫وكذلك تتميز بعراقة الصناعات التقليدية كصناعة‬ ‫الزجاج والفخار والحرص‪ ،‬ولباسها التقليدي الفلكوري‬ ‫الرتايث يف رساقب‪ ،‬وبنش وحارم وسلقني‪.‬‬

‫دمشق‪-‬مكتب منرب التوحيد‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب مناطق‬

‫ً‬ ‫جماال‬ ‫بانياس مدينة نحو مستقبل أكثر‬ ‫تتميز مدينة بانياس بطبيعتها الخالبة‪ ،‬حيث‬ ‫تشكل تجانساً متميزاً بني روعة بحرها وسحر‬ ‫جبالها املتالصقة به وعذوبة نبعها الغزير‪،‬‬ ‫وشموخ أوابدها األثرية الكثرية واملتعددة‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل موقعها الجغرايف والسياحي املميز والهام‪،‬‬ ‫حيث تتوسط الساحل السوري وتعترب معرباً‬ ‫ملحافظة الالذقية إىل الداخل السوري‪ ،‬وهي التي‬ ‫تبعد ‪285‬كم عن العاصمة دمشق‪ ،‬و‪ 70‬كم عن‬ ‫الجمهورية اللبنانية ‪.‬‬ ‫وللحديث عن بانياس وواقعها السياحي والخدمي‬ ‫واألثري عن كثب زارت مجلة “منرب التوحيد”‬ ‫مجلس املدينة وأجرت مع رئيسه املهندس عدنان‬ ‫الشغري اللقاء التايل ‪:‬‬ ‫ ما هي أهم املواقع األثرية التي متتع بها‬‫مدينة بانياس؟‬ ‫أهم املواقع األثرية يف املدينة قلعة املرقب‪...‬‬ ‫وتعترب من أهم األوابد األثرية عىل مستوى القطر‬ ‫العريب السوري‪ ،‬إضافة إىل موقع برج الصبي‬ ‫األثري وقلعة القوز األثرية‪.‬‬ ‫ وماذا عن أهم األعامل التي يقوم بها مجلس‬‫املدينة إلبراز الجانب الجاميل والحضاري فيها؟‬ ‫منذ بداية عملنا نحاول بكافة اإلمكانات املتوفرة‬ ‫لدينا تحسني وضع املدينة من كافة جوانبها وخاصة‬ ‫الوضع الخدمي والسياحي‪ ،‬فعىل الصعيد الخدمي‬ ‫قمنا ونقوم حالياً بتخديم كافة األحياء بالشوارع‬ ‫الجديدة واألرصفة من نوع ‪ /‬أنرتلوك ‪ ،/‬وإنشاء الحدائق‬ ‫وزراعتها واالعتناء بحدائق منصفات مداخل املدينة‬ ‫والكورنيش بزراعتها بالزهور والنباتات املميزة‪ ،‬مع‬ ‫املحافظة املستمرة عىل النظافة‪ .‬أما عىل الصعيد‬ ‫السياحي فنظراً الفتقار املدينة ألي فندق سياحي‬ ‫نسعى جاهدين إلقامة فندق سياحي يليق بهذه‬ ‫املدينة‪ ،‬حيث قمنا بتنظيم فندق ومركز سياحي‬ ‫عىل أرض املدينة التي تقع عىل الكورنيش البحري‬ ‫متهيداً لطرحها لالستثامر سياحياً‪ ،‬كام نقوم‬ ‫بتشجيع االستثامرات الخاصة إلقامة مشاريع‬ ‫سياحية‪ ،‬كام قمنا مؤخراً باستثامر مدينة مالهي‬ ‫عىل الكورنيش البحري عىل أرايض تعود ملكيتها‬ ‫ملجلس املدينة‪.‬‬ ‫ ما هي أبرز املشاريع الحيوية والتنموية التي‬‫تقومون بها يف مجلس املدينة؟‬ ‫لقد قمنا بعدة مشاريع تنموية إلبراز الجانب‬ ‫الحضاري‪ ،‬منها ما هو منفذ وبعضها قيد التنفيذ‬ ‫ومن هذه املشاريع ‪:‬‬ ‫ مرشوع إنشاء املنطقة الصناعية بقيمة‬‫(‪ )123‬مليون تقريباً بارشنا بها منذ أقل من عام‪،‬‬ ‫وبلغت نسبة التنفيذ فيها ‪ %25‬حيث من املتوقع‬ ‫االنتهاء منها خالل عام ‪ 2010‬متهيداً لنقل كافة‬ ‫الصناعات والحرف املتواجدة يف املدينة إليها ‪.‬‬ ‫‪ -‬مرشوع إنشاء “الكراج” الجديد (والذي يقع‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫خارج املدينة) بقيمة (‪ )156‬مليون لرية سورية‬ ‫تقريباً‪ ،‬وقد بلغت نسبة التنفيذ فيه حوايل ‪، %25‬‬ ‫ومن املتوقع إنجازه خالل عام ‪2010‬متهيداً الستثامره‬ ‫ونقل كافة وسائط النقل إليه حيث أنها تسبب‬ ‫الضجيج وأزمة مرورية خانقة يف املدينة‪.‬‬ ‫ مرشوع إنشاء سوق عربيات جديد أصبح‬‫جاهزاً لنقل عربيات الخرضة إليه واملتواجدة يف‬ ‫قلب املدينة‪ ،‬والتي تسبب كذلك ازدحاماً “مرورياً‬ ‫وبرشياً”‪ ،‬فض ًال عن دوره السلبي يف الحفاظ عىل‬ ‫نظافة املدينة‪ .‬إضافة لذلك هناك مرشوع تهذيب‬ ‫خط الرشكة ( النفط) والذي تحول برسعة فائقة‬ ‫من مرتع لألوساخ ومخلفات البناء إىل حدائق غناء‬ ‫ومروج خرضاء وشوارع تخدميية عىل طرفيه ‪.‬‬ ‫كام نقوم بإعداد دراسات تفصيلية لبعض‬ ‫املشاريع الحيوية والهامة والتي ستغري وجه‬ ‫املدينة باتجاه األفضل ومنها‪ :‬مرشوع الكورنيش‬ ‫النهري الذي يبلغ ‪1‬كم من منبع نهر بانياس وحتى‬ ‫مصبه يف البحر يف منطقة الكورنيش البحري‪،‬‬ ‫واملرشوع متت دراسته من قبل رشكة الدراسات‬ ‫واالستشارات الفنية‪ ،‬ويتضمن تهذيباً وتشذيباً‬ ‫ملجرى النهر مع إقامة الحدائق واملنتزهات واملقاهي‬ ‫والكافرتيات السياحية عىل ضفتيه‪ ،‬وإنشاء‬ ‫جسور مشاة ذات شكل مميز تصل بني جانبيه‬ ‫إضافة إىل ربطه بشكل سياحي وحضاري مع‬ ‫الكورنيش البحري ‪.‬‬ ‫ دراسة مرشوع الكورنيش الرشقي للمدينة‬‫والذي يعترب عصباً أساسياً وحاجة رضورية‬ ‫وماسة للمدينة‪ ،‬بحيث يصل مدخل مدينة‬ ‫بانياس الشاميل باملدخل الجنويب لهل‪ ،‬بطول يبلغ‬ ‫‪ 3‬كم ‪.‬‬ ‫ دراسة مرشوع متكامل ( رصف صحي وتعبيد‬‫أرصفة) بطول ‪ 14‬كم ملعظم شوارع مدينة بانياس‬ ‫املستملكة أو املرتوكة لألمالك العامة‪ ،‬وبهذا‬ ‫املرشوع ال يبقى أي شخص من سكان املدينة دون‬ ‫تخديم ‪.‬‬ ‫‪ -‬مرشوع نقل سوق “الهال” من املدينة إىل‬

‫‪94‬‬

‫خارجها‪ ،‬حيث نتابع مع وزارة الزراعة تخصيصاً‬ ‫مائة دونم من أمالك الدولة ليصار إىل دراسة مركز‬ ‫سوق “هال” جديد وحضاري يلبي حاجة املنطقة‬ ‫بالكامل ‪.‬‬ ‫ مرشوع إحياء مدينة بانياس القدمية من دوار‬‫املركز الثقايف وحتى دوار مجلس املدينة ( شارعي‬ ‫جول جامل وشكري القوتيل ) وباتجاه البحر‬ ‫ويتضمن املرشوع‪:‬‬ ‫ تبليط مركز املدينة بالكامل بالحجر البازلتي‬‫مع واجهات حجر رميل وأبواب خشبية معتقة‪،‬‬ ‫وشاميس متناسقة لجميع املحالت التجارية‬ ‫املوجودة يف هذه املنطقة‪ ،‬وستتم املبارشة‬ ‫بتنفيذ هذا املرشوع فور نقل الصناعيني والحرفيني‬ ‫إىل املنطقة الصناعية ‪.‬‬ ‫كام نويل اهتامما خاصاً بتحديث وتوسيع‬ ‫املخطط للمدينة الذي أصبح ال يلبي الحاجة‬ ‫املرجوة منه‪ ،‬كام نقوم حالياً بتعديل وتطوير نظام‬ ‫ضابطة البناء للمدينة ليواكب حركة التطور‬ ‫العمراين املتصاعدة‪ ،‬مع متابعة موضوع إعادة‬ ‫تقييم شامل للمخطط التنظيمي‪.‬‬ ‫ يف بانياس مدينة صناعية فام الجديد‬‫فيها؟‬ ‫إن الجديد من املنطقة الصناعية هو التنفيذ‬ ‫الرسيع للعقد املربم مع املتعهد لتنفيذ بنيتها‬ ‫التحية بالكامل‪ ،‬وذلك بالتزامن مع تأمني التحويل‬ ‫لهذا املرشوع الحيوي‪ .‬كام قمنا بجرد جميع‬ ‫الصناعات والحرف املهنية يف املدينة املرخص منها‬ ‫وغري املرخص متهيداً للمبارشة بعملية االكتتاب‬ ‫عىل املقاسم يف املنطقة الصناعية‪ ،‬حيث من‬ ‫املتوقع إنهاء العمل بالكامل خالل عام ‪.2010‬‬ ‫ كلمة أخرية ؟‬‫أود أن أوجه الشكر الجزيل لقيادتنا السياسية‬ ‫التي رعتنا وأعطتنا الدعم الكامل للميض‬ ‫قدماً يف مسرية التطوير والتحديث التي يقودها‬ ‫الرئيس الدكتور بشار األسد‪ ،‬كام أشكر القيادة‬ ‫اإلدارية التي كانت باستمرار حافزاً ومشجعاً لنا‬ ‫عىل مواصلة مسرية التقدم‪ ،‬وكان لها الدور‬ ‫األكرب يف تذليل جميع العوائق والصعوبات التي‬ ‫كانت تعرتض مسار خططنا‪ ،‬وأخص بالذكر‬ ‫محافظ طرطوس الدكتور عاطف النداف الذي‬ ‫كان له الدور األكرب يف تحويل بعض املشاريع‪،‬‬ ‫وراعياً أكرب لدراسة مرشوع الكورنيش النهري‪،‬‬ ‫وبهذا الخصوص نأمل تأمني التمويل الالزم لجميع‬ ‫مشاريع املدينة والتي تبلغ قيمتها أكرث من ربع‬ ‫مليار لرية سورية‪ ،‬ما عدا املشاريع األخرى قيد‬ ‫الدراسة‪ ،‬وذلك يك نستطيع االستمرار يف تنفيذ‬ ‫خططنا وإنجاز مشاريعنا يف أوقاتها‪ ،‬والشكر‬ ‫الجزيل ملجلتكم الغراء ‪.‬‬

‫مكتب دمشق‪ -‬حوار‪ :‬سمر رقية‬

‫منرب ريايض‬

‫شوماخر‬ ‫أسطورة‬ ‫الفورموال‬ ‫واحد يعود‬ ‫الى المجد‬ ‫يسعى بطل سباق السيارات مايكل شوماخر لتحقيق رقم قيايس بالفوز‬ ‫ببطولة العامل للفورموال ‪ 1‬للسيارات للمرة الثامنة‪.‬‬ ‫وأعلن فريق مرسيدس اليوم أن السائق األملاين سيعود من االعتزال وسيقود‬ ‫سيارة الفريق يف موسم ‪ 2010‬وهو يف سن الحادية واألربعني‪.‬‬ ‫وقال شوماخر للصحفيني بعد توقيع العقد “سيكون هدفنا الوحيد هو‬ ‫املنافسة عىل اللقب»‪.‬‬ ‫وحول العقد الذي كان يتوقع أن يكون ملدة عام واحد فقط قال نجم فريق‬ ‫فرياري السابق “تحدث عن صفقة ملدة ثالث سنوات وليس لعام واحد فقط»‪.‬‬

‫شوماخر في سطور‬

‫وكانت تقارير إعالمية قالت إن السائق األملاين‬ ‫الذي فاز بسبعة ألقاب مع بنيتون وفرياري قبل أن‬ ‫يعتزل يف نهاية عام ‪ 2006‬سيحصل عىل سبعة‬ ‫ماليني يورو (عرشة ماليني دوالر) فيام سيكون‬ ‫تشكيلة أملانية خالصة لفريق مرسيدس‪.‬‬ ‫ويأيت االنتقال إىل مرسيدس ليجتمع شوماخر‬ ‫مرة أخرى بالربيطاين روس براون املدير الحايل للفريق‬ ‫والذي قاد السائق األملاين للفوز بجميع ألقابه‬ ‫السبعة محققا ‪ 91‬انتصارا‪.‬‬ ‫وقال السائق األملاين “أشعر بالسعادة لحصويل‬ ‫عىل فرصة لرد الجميل لرشكة مرسيدس التي‬ ‫وقفت إىل جواري يف بداية مسرييت»‪.‬‬ ‫وكان شوماخر يخطط للعودة إىل فرياري يف‬ ‫وقت سابق من العام الجاري كبديل للسائق الربازييل‬ ‫املصاب فيليبي ماسا لكنه اضطر للتخيل عن هذه‬ ‫الفكرة بسبب إصابة يف الرقبة تعرض لها خالل‬ ‫حادث دراجة نارية‪.‬‬ ‫ومنذ اعتزاله عمل شوماخر كمستشار لفرياري‪،‬‬ ‫لكن الفريق اإليطايل قال إن هذا االرتباط ليس‬ ‫ملزما للطرفني‪.‬‬ ‫وأكد دميون هيل منافس شوماخر يف التسعينات‬ ‫من القرن املايض ونايغل مانسل إن عامل السن لن‬ ‫ميثل عائقا أمام السائق األملاين ليك يفوز مرة أخرى‬

‫بالسباقات‪.‬‬ ‫وقال الربيطاين مانسل بطل العامل يف الفورموال ‪ 1‬عام ‪ 1992‬الذي فاز‬ ‫باللقب وهو يف التاسعة والثالثني من عمره وظل يشارك يف املنافسات حتى‬ ‫الحادية واألربعني “لن أشعر بالدهشة إذا نافس مايكل مرة أخرى عىل لقب‬ ‫بطولة العامل»‪.‬‬ ‫وأضاف “السن ليست أمرا مهام طاملا أن املرء يتمتع باالحرتاف وااللتزام‬ ‫والرتكيز بالنسبة يل ال أجد شيئا سلبيا يف هذا األمر»‪.‬‬ ‫إىل عامل السيارات الرسيعة “فورموال واحد” فكانت أول مشاركة له‬ ‫يف عام ‪ 1991‬يف سباق “ فورموال واحد” وذلك من خالل عمله كسائق‬ ‫لفريق “جوردان” يف جائزة بلجيكا الكربى‪ ،‬ومن فريق “جوردان” إيل فريق‬ ‫“بينيتون “‪ ،‬ومتكن يف عام ‪ 1992‬من الحصول عىل الجائزة الكربى يف‬ ‫بلجيكا‪.‬‬ ‫متكن شوماخر من القفز بنجاحاته إيل مرحلة جديدة ففي عام‬ ‫‪1994‬م استطاع أن يحتل املركز األول وبطولة العامل يف سباق “فورموال‬ ‫واحد”‪ ،‬وهو اإلنجاز الذي حافظ عليه شوماخر يف العام التايل أيضاً من‬ ‫خالل فريق “بينيتون” ليحصل عىل لقب بطل العامل مرة أخرى عن‬ ‫جدارة‪.‬‬ ‫أنتقل بعد ذلك من فريق “ بينيتون” إيل فريق فرياري والذي حقق معه‬ ‫املركز الثالث يف بلجيكا عام ‪.1996‬‬ ‫ويف عام ‪ 2000‬فتح باب جديد لتتدفق منه إنجازات جديدة لشوماخر‬ ‫حيث متكن من الفوز بثالث سباقات متوالية يف كل من أسرتاليا‬ ‫والربازيل وسان مارينو‪ ،‬ومتكن من الحصول عىل بطولة العامل للمرة‬ ‫الثالثة من خالل فوزه يف إيطاليا والواليات املتحدة األمريكية واليابان‪،‬‬ ‫وهي املرة األويل التي تحقق فيها فرياري الفوز ببطولة العامل منذ ‪21‬‬ ‫عام‪.‬‬ ‫كام متكن شوماخر من املحافظة عىل تقدمه ولقب بطولة العامل‬ ‫لعدد من األعوام التالية ففاز ببطولة العامل لألعوام من ‪ 2001‬وحتى‬ ‫‪ 2004‬وبذلك توج شوماخر بطل العامل لسبع مرات مام أثبت قدرته‬ ‫وموهبته الفائقة ليكون بطل متوج لسباقات السيارات الرسيعة‪.‬‬

‫ولد شوماخر يف ‪ 3‬يناير ‪ 1969‬بهويرت – هرمويلهايم بأملانيا‪ ،‬عشق‬ ‫سباقات السيارات وهو صغرياً فسيطرت عليه هذه الرياضة مبكراً‪،‬‬ ‫ويرجع الفضل يف كون شوماخر أحد أفضل سائقي السيارات الرسيعة‬ ‫بالسيارات‬ ‫عىل مستوى العامل لوالده الذي الحظ موهبة ابنه‬ ‫الرسيعة وهو ما يزال صغرياً فعمل عىل تنمية هذه املوهبة‪ ،‬فكانت‬ ‫أول سيارة قام بركوبها شوماخر وهو يف الرابعة من عمره يف حلبة‬ ‫سباق للسيارات الصغرية الرسيعة والتي كان يديرها والده‪ ،‬كام عمل‬ ‫والده عىل تسجيله يف ناد مخصص يف سباق السيارات الصغرية‬ ‫وذلك كنوع من الدعم ملوهبة أبنه‪.‬‬ ‫كانت أول إنجازات شوماخر وهو يف الخامسة عرش من عمره عندما‬ ‫أصبح بطل ألملانيا يف سباق السيارات الصغرية للناشئني فكان هذا‬ ‫اإلنجاز نقطة االنطالق للعديد من اإلنجازات األخرى والتي متيزت بكرثتها‬ ‫يف حياة شوماخر‪ .‬‬ ‫بدأت سلسلة طويلة من اإلنجازات متتد بداخل حياة شوماخر ففي‬ ‫عام ‪1988‬م كانت البداية القوية حيث شارك ألول مرة يف سباق “فورمال‬ ‫فورد ‪ ،”1600‬ويف نفس العام أصبح بطل “فورموال كونغ” ووصيف بطل‬ ‫أوروبا يف “ فورموال فورد ‪ ”1600‬ويف العام التايل متكن من تحقيق املركز‬ ‫الثالث يف سباق “ فورموال ‪ ”3‬وبعدها بعام متكن من السيطرة عىل‬ ‫املركز األول ليصبح بطل “ فورموال ‪.»3‬‬ ‫أنضم شوماخر بعد ذلك لرشكة داميلر بينز للعمل كسائق لصالحها‬ ‫يف مسابقة كأس العامل للسيارات الرياضية‪.‬‬ ‫بدأت بعد ذلك حلقة جديدة يف سلسلة إنجازات شوماخر بدخوله‬

‫إعداد رونالد حمدان‬

‫‪95‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب اجتامعي‬

‫فحول أهله وأصدقاؤه اسمه الى «كن هادي»‬ ‫هادي جبران قتله حادث سير ّ‬

‫حمالت توعية وإرشاد وشراء وسائل استخدام‬ ‫وأساليب للتخفيف من الضحايا‬

‫كان هادي جربان يف سن الثامنية عرش‪ ،‬وحيد‬ ‫البيت وكبريه إىل جانب شقيقتيه‪ ,‬وكان تلميذاً‬ ‫يف الجامعة سنة أوىل فرع اقتصاد‪.‬‬ ‫قبل مغادرته امللهى اللييل حيث كان معظم‬ ‫أصحابه وعائلته ميضون سهرة عيد الفصح ليلة‬ ‫‪ 16-15‬نيسان من العام ‪ ،2006‬دعى هادي والدته‬ ‫إىل الرقص ومبصادفة مرور أحد الصحافيني‪،‬‬ ‫غمر هادي والدته وطلب منه التقاط صورة لهام‬ ‫ونرشها يف جميع املجالت‪ ،‬يف كل أرجاء لبنان‬ ‫وكان لهادي ما أراد‪ .‬كان مقرراً يوم عيد الفصح‬ ‫أن تجتمع العائلة إىل املائدة يف بيت العائلة‪ ،‬لكن‬ ‫رسالة القدر طوت صفحة العيد وفتح منزل‬ ‫هادي جربان الستقبال املعزين بوفاته‪.‬‬ ‫كان يقود سيارة والد صديقه برونو من‬ ‫نوع ‪ Chevrolet‬وكانا يضعان حزام األمان‪ .‬عند‬ ‫وصولهام إىل جرس الدورة تن ّبه الشابان إىل وجود‬ ‫دراجة نارية تجتاز “األوتوسرتاد” بالعرض‪ ،‬لتفادي‬ ‫قتل سائق الدراجة‪ ،‬حاول هادي تجاوزه فاصطدمت‬ ‫السيارة بفاصل الباطون بني “األوتوسرتادين”‬ ‫فاصطدمت بعامود إحدى محطات الوقود‪ .‬مل‬ ‫تفتح أي من وسادات الهواء األربعة يف السيارة‪.‬‬ ‫تويف هادي عىل الفور ومل يتذكر برونو شيئاً‬ ‫سوى أنه استيقظ يف املستشفى‪.‬‬ ‫قبل أن يغادر هادي امللهى فجراً مع صديقه‬ ‫برونو‪ ،‬أرسل رسالة عرب الهاتف الخلوي إىل والدته‬ ‫يعلمها فيها بأنه وصل إىل الغرفة الواقعة‬ ‫يف أسفل املبنى وسينام فيها مع أصدقائه‪،‬‬ ‫فاستيقظت والدته عند وصول الرسالة قرأتها‬ ‫وعادت إىل النوم بعد أن اطأمنت عىل عودته ساملاً‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫السري كثرية وعدد ضحاياها كبري (‪ 1.2‬مليون‬ ‫ضحية وما بني ‪ 20‬و‪ 50‬مليون جريح سنوياً) بنا ًء‬ ‫عليه‪ ،‬قمنا بحرصها ضمن أربع فئات‪:‬‬ ‫سوء وضع الطرقات‬ ‫عدم تطبيق ف ّعال لقوانني السري من قبل قوى‬ ‫األمن‬ ‫انعدام ثقافة السالمة املرورية والحاجة املاسة‬ ‫إىل التوعية‬

‫سوء وضع اإلسعاف‬ ‫حصلنا عىل إحصاءات حوادث السري يف لبنان‬ ‫من الصليب األحمر اللبناين كونه ينقل و يعالج‬ ‫أكرث من ‪ %85‬من ضحايا حوادث السري‪ .‬باإلضافة‬ ‫إىل ذلك‪ ،‬تبني أن عدد حوادث السري تشهد زيادة‬ ‫سنوية بنسبة ‪ ,%15 -12‬إذ ارتفع عدد حوادث‬ ‫السري من ‪ 4797‬عام ‪ 2001‬إىل ‪ 9546‬عام ‪.2007‬‬ ‫وأهم مسببات هذه الحوادث التي اتخذتها‬ ‫الجمعية أهدافاً للعمل عليها هي‪:‬‬ ‫تجاوز الرسعة القصوى‬ ‫تعاطي الكحول أثناء القيادة‬ ‫القيادة عند التعب‬ ‫عدم استعامل حزام األمان‬ ‫أساليب الجمعية‬ ‫واشار اىل ان األساليب املتبعة من قبل الجمعية‬ ‫هي‪:‬‬ ‫ تحريك عواطف الشباب‬‫ الدخول من خالل املنهج الدرايس‬‫ تحريك اإلميان‬‫‪ -‬خلق ثقافة جديدة‬

‫بدأت والدة هادي الساعة الثامنة صباحاً بإرسال‬ ‫املعايدات عرب الهاتف الخلوي لألقارب واألصدقاء‪.‬‬ ‫عند التاسعة رن جرس الهاتف ليعلمها عن‬ ‫الحادث‪ .‬تقول أم هادي‪ :‬مل نصدق يف البداية كون‬ ‫وصلتنا رسالة من هادي تفيد وجوده يف الغرفة‬ ‫يف أسفل البناء‪ .‬عندها أرسلت والدته شخص‬

‫‪96‬‬

‫اًإىل الغرفة للتأكد من وجوده ‪ ...‬رقصنا ومرحنا‬ ‫مع هادي لرناه بعد أربع ساعات ممدداً عىل حاملة‬ ‫يف براد املستشفى‪.‬‬ ‫جاء أحد أصدقاء هادي‪ ،‬رالف رحمه‪ ،‬بفكرة‬ ‫تأسيس جمعية واستوحى إسم جمعية “ ُكن‬ ‫هادي” من والدته‪ ،‬تيمناً باسم هادي وبنفس‬ ‫الوقت تحمل رسالة ُكن هادىء‪.‬‬ ‫يوم األربعني عرض أصحاب هادي فكرة الجمعية‪.‬‬ ‫فقام عىل الفور أهل هادي وأصحابه بتأسيسها‬ ‫وكان هدفها توعية وحامية الشباب من حوادث‬ ‫السري وأطـلقت يف ‪.2006/10/11‬‬ ‫وحول الجمعية وأهدافها ونشاطها‪ ،‬أجرت‬ ‫«منرب التوحيد» حواراً مع رئيسها االستاذ فادي‬ ‫جربان وهو والد هادي‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫أجرت الجمعية العديد من الدراسات‬ ‫واإلحصاءات ملعرفة مسببات حوادث السري‬ ‫وكيفية العمل عىل تخفيضها وبالتايل تخفيض‬ ‫ضحاياها‪ .‬ولعدم وجود أية دراسات أو إحصاءات‬ ‫رسمية عن السالمة املرورية يف لبنان‪ ،‬بدأت‬ ‫الجمعية بتجميع املعلومات عن أوضاع السالمة‬ ‫املرورية يف العامل أظهرت أن أسباب حوادث‬

‫إنجازات الجمعية‬ ‫وتحدث عن إنجازات الجمعية فذكر أنه لسبب‬ ‫عدم توفر إحصاءات دقيقة عن حوادث السري‪،‬‬ ‫مراكز الصليب األحمر‬ ‫قررت الجمعية تجهيز‬ ‫بأجهزة الكمبيوتر وبرنامج خاص إلدخال تفاصيل‬ ‫حوادث السري عليه‪ ،‬بحيث يصبح لدى الصليب‬ ‫األحمر اللبناين إحصاءات فورية ومفصلة رسمية‬ ‫دقيقة‪ .‬ألن هذه اإلحصاءات ستلقي الضوء عىل‬ ‫الطرقات األكرث تعرضاً للحوادث واألسباب التي‬ ‫أدت إليها‪ .‬مام ميكننا من العمل عىل تحسني هذا‬ ‫األمر‪.‬‬ ‫قطع والدي هادي عهداً بتنظيم محارضات‬ ‫وندوات يف املدارس والجامعات أقله مرتني يف‬ ‫األسبوع خالل العام الدرايس‪.‬‬ ‫إقامة حفالت الـ‪ ”t»Nigh Taxi‬ينقل الساهرون‬ ‫خاللها من وإىل منازلهم مجاناً‪.‬‬ ‫تأمني سيارات فخمة لنقل الشباب خالل‬ ‫حفلة التخرج املدرسية بسعر زهيد وذلك‬ ‫بهدف تشجيعهم عىل عدم القيادة بعد تناول‬ ‫الكحول‪.‬‬ ‫التواجد يف جميع املناسبات ال سيام يف أعياد‬

‫رأس السنة‪ ،‬وعيدي األم والعشاق حيث قامت‬ ‫الجمعية بتوزيع املنشورات من وحي املناسبة‬ ‫تدعو إىل القيادة السليمة‪.‬‬ ‫رشاء سيارة مخترب (‪،)convincer Seatbelt‬‬ ‫األوىل من نوعها يف الرشق األوسط‪ ،‬بهدف‬ ‫توعية وتثقيف الشباب اللبناين عىل رضورة‬ ‫وضع حزام األمان‪.‬‬ ‫التواجد يف معظم املالهي الليلية لتوزيع‬ ‫بطاقات معطرة عليها رسائل توعية‪.‬‬ ‫ترافقت مع هذه اإلنجازات وضع لوحات إعالنية‬ ‫عىل الطرقات وعرض رشيط إعالين عىل شاشات‬ ‫التلفزة والسينام ورشيط إذاعي يف معظم‬ ‫اإلذاعات‪.‬‬ ‫بناء عىل إعالن األمم املتحدة األسبوع العاملي‬ ‫األول للسالمة املرورية ابتدا ًء من تاريخ ‪ 23‬نيسان‬ ‫‪ ،2007‬قامت جمعية « كن هادي» بحملة توعية‬ ‫لفرتة أسبوعني يف ‪ 16‬نيسان (كون هذا التاريخ‬ ‫هو الذكرى األوىل لوفاة هادي جربان) تضمنت‬ ‫الحملة ما ييل‪:‬‬ ‫ندوة ليوم واحد برعاية البنك الدويل عن‬

‫‪97‬‬

‫السالمة املرورية‬ ‫سهرة يف الـ ‪ 018-B‬يوم الخميس ‪ 25‬نيسان‬ ‫‪ ،2007‬مينع فيها الحضور بالسيارات وتؤمن‬ ‫الجمعية نقل الراغبني بحضور السهرة من‬ ‫منازلهم مجانا‪.‬‬ ‫عرض لوحات إعالنية عىل الطرقات عليها‬ ‫صورة هادي يف آخر سهرة له ليلة وفاته عليها‬ ‫جملة “آخر ليلة‪ ،‬آخر سهرة‪ ،‬ال تجعلها األخرية يف‬ ‫حياتك‪ ،‬كن شجاعاً انتبه يف قيادة سيارتك”‪ ،‬كام‬ ‫ستعرض اللوحات نفسها عرب بعض الشاشات‬ ‫التلفزيونية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫معطرة عليها عبارة “كن‬ ‫توزيع بطاقات‬ ‫شجاعاً أنتبه يف قيادة سيارتك” وذلك خالل‬ ‫حملة التوعية يف املالهي الليلية‪.‬‬ ‫تقديم “‪ »plats Sous‬يف بعض املطاعم تتضمن‬ ‫رموز إشارات السري بشكل أحجية تساعد‬ ‫الزبائن عىل استكشاف معناها بانتظار وصول‬ ‫طعامهم‪.‬‬ ‫التواجد خالل هذين األسبوعني يف ‪ABC‬‬ ‫األرشفية و‪ Citymall‬الدورة وتوزيع ‪ brochures‬يف‬ ‫الجامعات التالية‪ AUST ،USJ ،AUB :‬و‪.NDU‬‬ ‫طباعة وصوالت للمواقف وللـ ‪parking Valet‬‬ ‫يف عدد كبري من املالهي الليلية تتضمن جملة‬ ‫“أربط حزام األمان”‪.‬‬ ‫إن كل هذه املشاريع تم متويلها من خالل تربعات‬ ‫أفراد ومؤسسات آمنت بأهداف “كن هادي ”‬ ‫الرامية إىل توعية الشباب وحاميتهم من حوادث‬ ‫السري والتي تعني جميع اللبنانيني‪.‬‬ ‫القيام بفقرة يومية‪ ،‬مدتها ‪ 30‬ثانية‪ ٍ،‬تعرض‬ ‫فيها نصائح يف قيادة السيارة عىل محطات‬ ‫يوم نصيحة (بكلفة ‪ 20‬ألف دوالر‬ ‫التلفزة‪ ،‬لكل ٍ‬ ‫أمرييك)‪.‬‬ ‫توعية الشباب اللبناين عىل املسؤولية‬ ‫يف قيادة السيارة واملخاطر الناتجة عن هذه‬ ‫القيادة لتفادي الحوادث والضحايا بقدر‬ ‫املستطاع‪.‬‬

‫حاورته‪ :‬مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫منرب حر‬

‫هنا‬ ‫سنبقى‬ ‫ونشقى‬ ‫رونالد حمدان‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الدميقراطية هي النظام األفضل واألمثل الذي وصلت إليه املجتمعات البرشية‬ ‫بعد نضال وتفاعالت استمرت عدة قرون‪.‬‬ ‫وللدميقراطية ميزة أساسية تتجسد يف اشرتاك أكرب عدد ممكن من أفراد الوطن‬ ‫يف شؤون الدولة وتسيري أعاملها نيابة عن الشعب كله‪.‬‬ ‫وفكرة الدميقراطية التي قامت عىل أنقاض امللكية املستبدة والدكتاتورية‬ ‫و»االتوقراطية»‪ ،‬تهدف يف جوهرها إىل القول بأن الشعب هو وحده مصدر‬ ‫السلطات وهو الذي يختار حكامه وممثليه‪ ،‬فالشعب هو الذي ميارس السيادة يف‬ ‫الدولة‪ ،‬وما السلطة التي بيد الحكام إال من نتاج الدميقراطية فهي معطاة للحكام‬ ‫من الشعب‪.‬‬ ‫ومن ميزات النظام الدميقراطي‪ ،‬أن للشعب ملء الحق باستعادة ما منح وأعطى‬ ‫عندما يثبت له ان الحاكم – الوكيل‪ -‬ليس أه ًال للثقة أو أنه ليس كف ًء لها‪.‬‬ ‫إن نظامنا الربملاين مهام تعددت عيوبه يبقى النظام األفضل‪ ،‬وهو األكرث شيوعاً‬ ‫يف العامل اليوم رشط أن تراعى فيه الحريات وتحرتم القيم واملقومات‪ ،‬وسالح‬ ‫الدميقراطية القاطع هو االنتخاب‪.‬‬ ‫إنني مواطن من قضاء الشوف‪ ،‬هذه املنطقة التي تعج بشباب واع ومثقف‬ ‫متحفز للخدمة العامة بكل جد وأمانة‪ ،‬وكفرد من أفراد هذا الشعب املتأمل‪،‬‬ ‫عشت آالم أخويت‪ ،‬وذقت عذابهم ومرارة الحرمان الذي يعيشون فيه‪.‬‬ ‫يكفي أن نعلم أن الكثريين من أبطال هذه املنطقة يستدينون أجرة االنتقال‬ ‫اىل بريوت ملراجعة النائب بقضية رضورية هامة‪ ،‬لنلمس اىل أي مدى هم يتأملون‬ ‫واىل أي حد هم بحاجة اىل الخدمة واملساعدة‪ ،‬ومع هذا نرى الشهامة والرشف يف‬ ‫عيونهم‪.‬‬ ‫وهم بالرغم من إهامل ممثليهم ملصالحهم الحيوية أحيانا‪ ،‬وبالرغم من تعايل‬ ‫البعض اآلخر‪ ،‬تراهم يتهافتون إليهم ملبني أول نداء أو دعوة تصلهم من أحدهم‪.‬‬ ‫فشعب كهذا يستحق نوابا ينكرون ذواتهم وينذرون أنفسهم أمام الله لخدمة‬ ‫ناخبيهم بكل صدق وإخالص وتفانٍ ‪.‬‬ ‫ومنطقة الشوف بحاجة ماسة اىل مختلف أنواع املشاريع من طرقات وكهرباء‬ ‫فهي منطقة مهملة‪،‬‬ ‫ومياه ومدارس ومستشفيات ومصانع وترصيف إنتاج‪،‬‬ ‫متخلفة‪ ،‬مليئة باالحتكار والفقر والجهل حتى يظن زائر قراها بأنه ليس يف‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إن من يثق بالدولة‪ ،‬وطنا ونظاما ورئيسا وجيشا ثقة مطلقة‪ ،‬ال موسمية متليها‬ ‫مصالح عابرة‪ ،‬ويقدم الربهان يوماً بعد يوم عىل استعداده لبذل دمائه يف سبيل‬ ‫لبنان الحر العزيز السيد‪ ،‬يصبح من حقه أكرث من أي كائن آخر‪ ،‬أن يرفع صوته عالياً‬ ‫بالشكوى‪ ،‬إذا ما أهملت حاجاته الرئيسية املرشوعة‪.‬‬ ‫لذلك اعلموا أيها الحكام أن الحرية يف لبنان ليست املربر األول لكياننا الوطني‬ ‫فحسب‪ ،‬بل هي كذلك رس أرسار ازدهارنا وتقدمنا‪.‬‬ ‫ودميقراطية التعليم من أوليات مستلزمات النظام الحر يف كل البالد الدميقراطية‪،‬‬ ‫ومن بديهيات دميقراطية التعليم‪ :‬تأمني الطالب والطالبات الذين هم يف سن‬ ‫التعليم‪ ،‬ما داموا راغبني ومؤهلني ملتابعة وتحصيل العلم حتى أعىل مراحله‬ ‫الجامعية‪.‬‬ ‫هنا سنبقى ونشقى يك ال يخجل بنا التاريخ‪ ،‬يك ال يخجل بنا من تحت الرتاب‪،‬‬ ‫من فوق الرتاب‪ ،‬ومن يف السامء‪ ،‬وابن لبنان ليس له موضع يسند إليه رأسه غري‬ ‫هذا الجبل األشم‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫‪99‬‬

‫العدد ‪ -37‬شباط ‪2010‬‬


‫صدر المجلّدان األول والثاني‬

‫الكلمة الحرة للرأي الشجاع‬

‫‪2009‬‬

‫زوروا موقع تيار التوحيد اللبناني ‪www.tayyar-tawhid.org‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪100‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.