Manbar altawhid issue 47

Page 1

‫العدد ‪ 47‬ــ كانون االول ‪ - 2010‬السنة الرابعة‬

‫أبو موسى‪ :‬صفقة بموافقة‬ ‫ِّ‬ ‫تصفي فلسطين‬ ‫أبو مازن‬

‫غاريوس‪ :‬عون تكلّم‬ ‫في فرنسا لكل لبنان‬

‫مؤتمره العام األول ث ّبت مؤسساته‬ ‫«التوحيد» من تيار لبناني إلى حزب عربي‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫المؤتمر العام األول‬ ‫حزب المقاومة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪2‬‬


‫العدد‬

‫‪47‬‬

‫كانون األول ‪ 2010‬السنة الرابعة‬

‫‪36‬‬

‫‪ 06‬الغالف‬

‫موصللي ‪ :‬العراق‬ ‫لم يعد قوة ألميركا‬ ‫بل دولة موالية إليران‬

‫‪ 12‬لبنانيات‬ ‫‪ 20‬حزب التوحيد‬

‫‪40‬‬

‫بو حبيب ‪ :‬االنتخابات األميركية‬ ‫النصفية لن تؤثر على توجهات‬ ‫السياسة الخارجية‬

‫‪58‬‬

‫‪ 38‬دوليات‬ ‫‪ 49‬حتقيق‬ ‫‪ 60‬ثقافة‬ ‫‪ 67‬اجتماعي‬

‫‪64‬‬

‫القضماني ‪ :‬نحن على موعد‬ ‫مع الحرية في الجوالن‬

‫نشرة شهرية داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫في حزب التوحيد العربي‬

‫‪ 34‬عربيات‬

‫‪ 58‬اقتصاد‬

‫أبو شرف ‪:‬‬ ‫‪ %30‬من األطباء ضاقت‬ ‫بهم سبل العيش‬

‫منبر التوحيد‬

‫‪ 2 6‬فلسطينيات‬

‫‪ 70‬مناطق‬ ‫‪ 74‬صحة‬ ‫‪ 76‬رياضة‬

‫سكرتيرة التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العسراوي ــ املدير املالي ‪ :‬ماهر وهاب‬ ‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬بيروت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضمان االجتماعي‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫‪3‬‬

‫‪EmaiL : manbar _ altawhid@ yahoo. com‬‬ ‫الطباعة ‪ :‬دار بالل للنشر والطباعة‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫كلمة‬ ‫املنبر‬

‫سباق‬ ‫بين الحل‬ ‫السوري‬ ‫السعودي‬ ‫والتفجير‬ ‫األميركي‬ ‫اإلسرائيلي!‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫في لبنان سباق بني احلل واالنفجار‪ ،‬ملا قد يصدر من قرار ظني عن‬ ‫املدعي العام للمحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪،‬‬ ‫والذي تشير كل التسريبات اإلعالمية‪ ،‬واإليحاءات السياسية اللبنانية‬ ‫والعربية والدولية‪ ،‬إلى أنه سيتهم عناصر من “حزب اهلل” في اجلرمية‪،‬‬ ‫وقد تطابقت كل املعلومات املسربة على أن التحقيق الدولي يستند إلى‬ ‫عاملني أساسيني في القرار‪ ،‬هما املناخ السياسي الذي سبق العملية‪،‬‬ ‫وشبكة االتصاالت التي رُصدت‪ ،‬وتُظهر أن عناصر من احلزب ومنهم من‬ ‫هو مسؤول فيه‪ ،‬أجروا اتصاالت أثناء وقوع التفجير في موكب احلريري‪،‬‬ ‫تشير إلى تورطهم فيه‪.‬‬ ‫هذه املزاعم التي يتم تداولها منذ أربع سنوات وبالتواتر‪ ،‬وبدأت‬ ‫تظهر في وسائل اإلعالم تعاطى معها “حزب اهلل” بجدية جلهة كشف‬ ‫فبركتها‪ ،‬والى دور العدو اإلسرائيلي فيها مستندا ً إلى اختراقه لشبكة‬ ‫االتصاالت اخلليوية والثابتة في لبنان‪ ،‬وهو ما كشفه اجتماع االحتاد‬ ‫الدولي لالتصاالت الذي انعقد في مؤمتر باملكسيك‪ ،‬وأدان القرصنة‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬كما أن الهيئة املنظمة لالتصاالت في لبنان وهي جهة‬ ‫رسمية‪ ،‬بينت بالوثائق واألدلة العلمية والتقنية عن اجتياح إسرائيلي‬ ‫للشبكة في لبنان‪.‬‬ ‫وإزاء هذا اجلو اخملابراتي الذي يتهم “حزب اهلل”‪ ،‬فإن أمينه العام أعلن‬ ‫أنه سيقطع كل يد متتد على أي عنصر من عناصره‪ ،‬ألنهم ليسوا قتلة‪،‬‬ ‫بل مقاومني ومجاهدين‪ ،‬وهو فتح املعركة مع احملكمة الدولية‪ ،‬ومن يقف‬ ‫وراءها من دول السيما أميركا و”إسرائيل” اللتني ليس لهما سوى هدف‬ ‫واحد النيل من املقاومة وقطع رأسها وتصفيتها‪ ،‬وهي لذلك تدافع عن‬ ‫نفسها‪ ،‬وال تسعى إلى تفجير الوضع األمني‪ ،‬كما يدعي فريق ‪ 14‬آذار‬ ‫ومن يحالفه من جهات خارجية‪ ،‬ألن العدالة التي ينشدها الرئيس سعد‬ ‫احلريري ومن معه‪ ،‬يجب أال تكون مزورة ومفبركة‪ ،‬كما ظهر من خالل‬ ‫شهود الزور الذين ضللوا التحقيق كما اعترف احلريري نفسه‪ ،‬والذي لم‬ ‫يتحرك باجتاه اجمللس العدلي في لبنان‪ ،‬للكشف من يقف وراءهم‪ ،‬وهو‬ ‫بذلك يساعد على تضليل التحقيق في مكان ما‪ ،‬ويعمل على حرفة عن‬ ‫كشف احلقيقة الفعلية‪ ،‬وهو ما تصدى له “حزب اهلل” وحلفاؤه وقرروا‪،‬‬ ‫أن يفتحوا ملف هؤالء الشهود‪ ،‬كما باشروا بوضع أدلة وقرائن ومعلومات‬ ‫تضع “إسرائيل” في فرضية واحتمال أن تكون متورطة في اجلرمية‪ ،‬لكن‬ ‫التحقيق الدولي‪ ،‬لم يتجاوب مع ما مت تقدميه من قبل السيد نصر‬ ‫اهلل‪ ،‬بل مت التغاضي عن أدلته‪ ،‬واجته التحقيق بعد أن أبعد سوريا عن‬ ‫االتهام الذي كان سياسيا ً كما قال احلريري ليتجه نحو “حزب اهلل” وهو‬ ‫املقصود في كل ذلك‪ ،‬حتت عنوان واحد إنهاء املقاومة‪ ،‬باتهامها باغتيال‬ ‫احلريري‪ ،‬وزجها في صراع داخلي‪ ،‬واقتتال مذهبي‪ ،‬ووضعها في موقع‬ ‫املتهم الذي تتشوه صورته النضالية‪ ،‬وجهاده املقاوم‪ ،‬وهو هذا ما تريده‬ ‫املؤامرة من اغتيال احلريري‪ ،‬وقد تصل إلى مبتغاها‪ ،‬بعد خمس سنوات‬ ‫وأكثر من الشحن الطائفي واملذهبي‪ ،‬والسياسي والتضليل اإلعالمي‬ ‫وتزوير الشهود والوقائع‪ ،‬الذي مارسته قوى ‪ 14‬آذار ضد املقاومة‪ ،‬وتصوير‬ ‫وباق لالستخدام الداخلي‪ ،‬والسيطرة على‬ ‫سالحها‪ ،‬على أنه مستمر ٍ‬ ‫الدولة‪ ،‬وسلب قرارها‪ ،‬وشل مؤسساتها‪ ،‬وفرض ثقافة على اللبنانيني ال‬ ‫يريدونها‪ ،‬وإظهار اجلانب املذهبي من املقاومة‪.‬‬ ‫فاالتهام بحق عناصر من “حزب اهلل” لن مير دون مواجهة وأن إسقاطه‬ ‫بات أمرا ً مشروعاً‪ ،‬ألن ما يقال بأن يقوم احلزب بتسليم املتهمني ومتابعة‬ ‫محاكمتهم إلثبات براءتهم‪ ،‬هو كالم يقصد منه‪ ،‬قبول احلزب بالقرار‬

‫‪4‬‬


‫تخريبي تؤيده دول أوروبية وأخرى عربية تتقدمهم مصر‪ ،‬يؤكدون على‬ ‫دور احملكمة باالقتصاص من “حزب اهلل”‪.‬‬ ‫وهذا السباق بني احلل السوري السعودي‪ ،‬وبني التفجير األميركي‪-‬‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬فإن لبنان في منطقة رمادية‪ ،‬بني االستقرار واالنفجار‪،‬‬ ‫ويبدو أن أصدقاء لبنان‪ ،‬يبذلون كل اجلهود للحفاظ على السلم‬ ‫األهلي والوحدة بني اللبنانيني‪ ،‬وهذا ما أكد عليه رئيس الوزراء‬ ‫التركي رجب طيب أردوغان‪ ،‬الذي جاءت زيارته للبنان استكماال ً‬ ‫لزيارة الرئيس اإليراني محمود أحمدي جناد‪ ،‬وليس على نقيض منها‪،‬‬ ‫ألن خطاب كل منهما األول في عكار شمالي لبنان‪ ،‬والثاني في بنت‬ ‫جبيل جنوبي لبنان‪ ،‬كان واحداً‪ ،‬جلهة حتديد العدو للبنان والعرب‬ ‫واملسلمني‪ ،‬وهو “إسرائيل” التي باتت تنظر إلى كل من تركيا‬ ‫وإيران‪ ،‬على أنهما في “محور الشر”‪ ،‬ألنهما يحتضنان القضية‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬التي تخلى عنها حكام العرب‪ ،‬لتمأل الفراغ أنقرة‬ ‫وطهران‪ ،‬اللتني تتقدمان في العالم العربي‪ ،‬وحتتالن مساحة كبرى‬ ‫في وجدان الشعوب العربية‪ ،‬التي لم تعد تسمع خطابات العداء لـ‬ ‫“إسرائيل”‪ ،‬إال من املسؤولني األتراك واإليرانيني‪ ،‬حتى في لبنان‪ ،‬فإن‬ ‫خطاب أردوغان في عكار كان خطابا ً فلسطينيا ً عربيا ً مقاوماً‪ ،‬حاول‬ ‫“تيار املستقبل” تغييبه لصالح شعار لبنان أوال‪ ،‬وإخراج الطائفة‬ ‫السنية من محورها العربي الوحدوي املقاوم‪ ،‬واستخدامها في‬ ‫صراع مذهبي ضد املقاومة‪ ،‬وإحلاقها مبشروع أميركي شرق أوسطي‬ ‫يخدم “إسرائيل”‪.‬‬ ‫لقد كانت زيارة الطيب أردوغان‪ ،‬كما زيارة املتواضع جناد‪ ،‬درع حماية‬ ‫للبنان‪ ،‬ومنع انزالقه نحو الفتنة املذهبية‪ ،‬إذ أن الرجلني وما ميثالن‪ ،‬لم‬ ‫يقدما في خطابيهما ومواقفهما ونصائحهما إلى اللبنانيني سوى‬ ‫عبارة واحدة‪ ،‬هي الوحدة الوطنية التي تقفز فوق العصبيات املذهبية‪،‬‬ ‫التي أثارها حكام عرب‪ ،‬حيث حتدث العاهل األردني عن هالل شيعي‪،‬‬ ‫والرئيس املصري عن أن والء الشيعة ليست ألوطانهم بل لوالية‬ ‫الفقيه في إيران‪ ،‬وهو الشعار الذي يردده فريق ‪ 14‬آذار في لبنان مما‬ ‫يدل أن القيادتني التركية واإليرانية‪ ،‬أحرص على لبنان‪ ،‬من بعض زعماء‬ ‫العرب‪ ،‬الذين ينظرون إلى املقاومة نظرة عداء‪ ،‬ويزجون مبجاهديها في‬ ‫السجون كما حصل في مصر‪.‬‬ ‫أمنا مظلة واقية للبنان‪ ،‬من احتمال‬ ‫فالرئيسان جناد وأردوغان‪ّ ،‬‬ ‫وقوع حرب أهلية فيه‪ ،‬وهما مع أمير قطر ورئيس وزرائه يدعمون‬ ‫احلراك السوري السعودي‪ ،‬ويبقى على سعد احلريري أن مياشيهم في‬ ‫هذا االجتاه‪ ،‬وهو أعلن أنه لن تكون فتنة في لبنان‪ ،‬ويبقى عليه أن‬ ‫يترجم كالمه إلى أفعال‪ ،‬ولديه من الوسائل الكثيرة‪ ،‬ويكفي أن يعلن‬ ‫أن القرار الظني مشكوك فيه‪ ،‬طاملا لم يتعقب التحقيق الدولي‬ ‫مسؤولني إسرائيليني اعترفوا بدورهم ومسؤولياتهم في جرائم بلبنان‬ ‫واستباحة اتصاالته‪ ،‬بعد أن اعترف بتضليل شهود الزور للتحقيق‪.‬‬ ‫فمن سيربح في السباق‪ ،‬احلل السوري والسعودي املدعوم عربيا ً‬ ‫وإقليمياً‪ ،‬أم التخريب األميركي اإلسرائيلي‪ ،‬الذي أمسك باحملكمة‬ ‫كأداة تفجير في لبنان‪ ،‬واملطلوب إزالتها وإلغائها‪ ،‬كما طالب وليد‬ ‫جنبالط ‪.‬‬

‫االتهامي‪ ،‬وباحملكمة الدولية‪ ،‬ووضع رقبته حتت سيطرتها‪ ،‬ومتى وقف‬ ‫عنصر واحد من “حزب اهلل” في قفصها‪ ،‬فإن العنصر التالي هو أمينه‬ ‫العام السيد نصر اهلل‪ ،‬وتكون “إسرائيل” وأميركا حققتا بذلك‪ ،‬ما لم‬ ‫يتمكنا من تنفيذه في أثناء العدوان اإلسرائيلي على لبنان ومقاومته‬ ‫في صيف ‪ ،2006‬وبذلك تكون احملكمة هي أداة إسرائيلية وأميركية‪،‬‬ ‫ينفذ من خاللها عدوان على املقاومة التي قرر “حزب اهلل” مواجهتها‬ ‫من هذا اجلانب‪ ،‬مهما كلف الثمن وهو بذلك يدافع عن وجوده وعن‬ ‫الظلم الذي سيلحق به‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬فإن القرار االتهامي‪ ،‬هو لغم إسرائيلي لالنفجار باملقاومة‬ ‫وبلبنان‪ ،‬وتقوم املساعي لنزع فتيله‪ ،‬وقد اهتمت سوريا والسعودية‬ ‫بذلك‪ ،‬وبدأتا منذ أشهر اتصاالت ولقاءات‪ ،‬ملنع صدور القرار املفبرك‪،‬‬ ‫ووقف أعمال محكمة بدأت مظاهر التسييس تظهر عليها‪ ،‬وقد‬ ‫استند “حزب اهلل” وحلفاؤه ومعهم سوريا‪ ،‬إلى الدور الذي مارسه‬ ‫شهود الزور في اللعب بالتحقيق وتوجيهه سياسيا ً ليبنوا موقفهم‬ ‫من قرار مستند إلى التسييس أيضاً‪.‬‬ ‫وسعت القيادتان السورية والسعودية‪ ،‬من أجل وقف صدور القرار‪،‬‬ ‫والتدقيق في التحقيق‪ ،‬والتمهل في إطالق يد احملكمة‪ ،‬ألن مفاعيل‬ ‫ما قد يصدر جلهة االتهامات املفبركة‪ ،‬ستكون مدمرة للبنان‪ ،‬وهو‬ ‫ما بدأ يقلق القادة اللبنانيني‪ ،‬وزعماء دول‪ ،‬ال سيما وأن “إسرائيل”‬ ‫ّ‬ ‫بشرت بأن القرار الظني سيحدث فتنة في لبنان‪ ،‬كما أن املسؤولني‬ ‫اإلسرائيليني من سياسيني وعسكريني وأمنيني‪ ،‬اعترفوا بتورطهم‬ ‫في اغتياالت بلبنان‪ ،‬وزرع عمالء فيه‪ ،‬والتنصت على اتصاالته‪ ،‬كما‬ ‫في تقدمي معلومات إلى التحقيق الدولي‪ ،‬مما يشير إلى أن الفتنة‬ ‫تصنعها “إسرائيل” وتريدها وستفجرها‪ ،‬ألنها بذلك تصفي املقاومة‬ ‫إذا استطاعت‪ ،‬وتغرقها في املستنقع اللبناني‪ ،‬دون أن تقوم هي بحرب‬ ‫ستكون مكلفة عليها‪.‬‬ ‫لذلك نشطت املبادرات واالتصاالت خالل األشهر األخيرة‪ ،‬ملنع انفجار‬ ‫الوضع في لبنان‪ ،‬وقد سعى العاهل السعودي امللك عبد اهلل‪ ،‬بعد‬ ‫القمة الثالثية التي عقدها في بيروت مع الرئيس السوري بشار‬ ‫يجمد القرار‪،‬‬ ‫األسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان‪ ،‬إلى أن‬ ‫ّ‬ ‫وجنح في أن يؤخره إلى ما بعد منتصف كانون األول بعد أن كان‬ ‫متوقعا ً صدوره في أيلول املاضي‪ ،‬وهو الشهر الذي قال رئيس األركان‬ ‫في اجليش اإلسرائيلي غابي أشكنازي إنه سيكون أسودا ً في لبنان‪،‬‬ ‫لكن احلوار السوري السعودي متكن من إرجائه ثالثة أشهر وأضاف‬ ‫ثالثة أشهر أخرى حتى آذار املقبل‪ ،‬لكن اإلدارة األميركية لم يرق لها‬ ‫ذلك‪ ،‬واستجابت للطلب اإلسرائيلي بضرورة صدوره إلحداث الفتنة‪.‬‬ ‫وأرسلت موفدها جيفري فيلتمان إلى الرياض‪ ،‬ومت إبالغ القيادة‬ ‫السعودية أن توقف تعاطيها في موضوع القرار‪ ،‬وأن جتمد حوارها‬ ‫مع سوريا‪ ،‬وهو ما أبلغه الدبلوماسي األميركي إلى الرئيس سعد‬ ‫احلريري أن يتمهل في ملف شهود الزور‪ ،‬وأن يتباطأ في احلوار مع‬ ‫السيد نصر اهلل‪ ،‬كما حث قوى ‪ 14‬آذار على التصعيد الداخلي بوجه‬ ‫املقاومة‪ ،‬كما طلب من رئيس اجلمهورية ميشال سليمان والنائب‬ ‫وليد جنبالط ‪ ،‬أن يبقيا في نقطة الوسط وال يقتربا من املعارضة‪ ،‬ألن‬ ‫القرار الظني سيصيب مقتالً من “حزب اهلل” وسيقضي عليه‪.‬‬ ‫فالسباق بدأ بني مسعى سوري وسعودي ملنع االنفجار في لبنان‪،‬‬ ‫تؤيده إيران وتركيا وقطر ودول أخرى‪ ،‬وبني دور أميركي وإسرائيلي‬

‫«منبر التوحيد»‬

‫‪5‬‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫الغالف‬

‫رئيس حزب التوحيد العربي للتوحيديين في المؤتمر العام األول‪:‬‬

‫ال تبخلوا بالعطاء كي تستحقوا شرف االنتماء لـ«حزب الحياة»‬

‫وهاب‪ :‬سنكون الى جانب المقاومة ظالمة أو مظلومة‬

‫‪ 11‬عضوا ً فضالً عن إقرار وثيقة احلزب السياسية التي حملت‬ ‫في مضمونها دعوة للتغيير كبديل عن السلطة القائمة‬ ‫بثقافتها ومبفرداتها السياسية‪ ،‬والتمسك بخيار املقاومة‬ ‫كسبيل وحيد في مواجهة الغزوة الصهيونية ال سيما في‬ ‫فلسطني كل فلسطني حفاظاً على املقدسات وتكريس حق‬ ‫العودة ومواجهة االستيطان وخطر التهويد‪ ،‬فضالً عن تعزيز‬ ‫أواصر التعاون مع الدول الداعمة حلقوق األمة ‪.‬‬ ‫حضر افتتاح املؤمتر وفد من تيار اجملتمع املدني املقاوم وبعض‬ ‫أصدقاء احلزب‪ ،‬إلى جانب نحو ‪ 1500‬عضو توحيدي كممثلني‬ ‫ملفوضيات قراهم وبلداتهم في الشوف واجلبل وحاصبيا وراشيا‬ ‫وباقي املناطق‪.‬‬ ‫بعد النشيد الوطني ونشيد احلزب‪ ،‬ترأّس جلسة االفتتاح‬ ‫رئيس السن حافظ أبو املنى وتال برنامج املؤمتر وأوراق العمل‪ ،‬في‬ ‫الكلمة التالية‪:‬‬

‫ألول مرة منذ تأسيسه في السادس والعشرين من شهر أيار‬ ‫‪ ،2006‬حطت رحال حزب “التوحيد العربي” في مدينة بعقلني‬ ‫الشوفية‪ ،‬ومن هناك أطلق رئيسه الوزير وئام وهاب الصرخة‬ ‫بالوقوف الى جانب املقاومة ظاملة أو مظلومة‪ّ ،‬‬ ‫وبشر محازبيه‬ ‫وأنصاره الذين استقبلوه باملئات وسط رايات كشافة التوحيد‬ ‫ببزاتهم العسكرية وهاالتهم التي عكست حضوراً مميزا ً في‬ ‫تغطية مكان احلفل‪ ،‬بعودة فلسطني كل فلسطني إلى وضعها‬ ‫الطبيعي بعد زوال الغزوة الصهيونية عن املنطقة‪.‬‬ ‫لم تؤل وسائل األعالم جهداً في تغطية وقائع املؤمتر السنوي‬ ‫األول لـ “حزب التوحيد” الذي عقد في مجمّ ع الشوف السياحي‬ ‫في بعقلني‪ ،‬برعاية وحضور رئيس احلزب الرفيق وئام وهاب‪ ،‬الذي‬ ‫فاز برئاسته من جديد بالتزكية‪ ،‬وأشرف على عملية االنتخاب‬ ‫وفرز األصوات‪ ،‬من ثم أعلن بنفسه النتائج النهائية وأسماء‬ ‫الفائزين من الرفاق لعضوية املكتب السياسي البالغ عددهم‬ ‫منذ أربع سنوات خلت‪ ،‬شهد مجتمعنا والدة‬ ‫حدث عظيم على الساحة السياسية‪ ،‬هذا‬ ‫ٍ‬ ‫جتسد في تأسيس «التوحيد» الذي ُول َد‬ ‫احلدث ّ‬ ‫مخاض عسير من الثورة على املوروثات‬ ‫بعد‬ ‫ٍ‬ ‫التقليدية‪ ،‬التي طاملا ألقت بثقلها على كاهل‬ ‫املواطنني الذين نؤوا بحملها حتى صار انحناء‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫الظهر في لبنان عادة‪ ..‬كما اإلقطاع والسلطة‬ ‫وراثة مستدمية‪.‬‬ ‫هذه الثور ُة التي أرست دعائم التغيير‬ ‫والتحرر‪ ،‬والدعوة إلى االنعتاق من الهيمنة‬ ‫القائمة على سلطة األقطاب األحادية‬ ‫اخملتزلة للفرد واجملتمع على حد سواء‪ .‬ستبقى‬

‫‪6‬‬

‫هي العنوان العريض لرسالتنا الدائمة في‬ ‫التيار‪ ،‬ألنها احلياة التي تنتفض من املوت‪.‬‬ ‫والنهار الذي يقهر الليل الطويل‪ .‬وهي الوجود‬ ‫الذي يتعدى العدم‪ ،‬فيجابه محاوالت اإللغاء‬ ‫والهيمنة‪...‬‬ ‫وهي الثورة التي ستساهم في رفع مستوى‬


‫الوعي الفردي للمجتمع املدني اجلديد‪ ،‬في‬ ‫تفاعله وتناغمه املناضل‪ ،‬إلعالء ثقافة‬ ‫االنفتاح والوعي‪ ،‬ورفض الطائفية السياسية‬ ‫وااللتزام بدولة القانون واملؤسسات التي هي‬ ‫وحدها القادرة على القضاء على داء االستزالم‬ ‫والتبعية‪.‬‬ ‫فتيار «التوحيد» مبفهومه التغييري هذا‪،‬‬ ‫حمل من خالل أهدافه نزعة التغيير والتحرر‬ ‫ليكسر قيود التبعية التي طاملا ك ّبلت شعبنا‬ ‫الكرمي لعقود طويلة من الزمن‪ ،‬هادفا ً للقيام‬ ‫بأخذ زمام املبادرة وإعطاء الشباب دورا ً في‬ ‫مجابهة الوضع الراهن وإرساء قواعد جديدة‬ ‫للعمل السياسي مبن ّية على تعميم األخالق‬ ‫القومية التي تساهم في حتصني املواطن‬ ‫ودفعه لفهم واستيعاب املواطنية احلقة‪،‬‬ ‫املواطنية البعيدة عن االعتبارات املذهبية‬ ‫واحملسوبيات الض ّيقة‪ ..‬إذ أن ال بد للشباب من‬ ‫أن يشارك في إعادة بناء هذا الوطن املنكوب‬ ‫حتى ال يكون الغد إعاد ًة ملشهد األمس وتكرارا ً‬ ‫للماضي ومآسيه‪ .‬وهذا ما يحفزنا نحن في تيار‬ ‫«التوحيد» على اجلرأة في القول والصدق في‬ ‫األفعال وعدم اخلوف من مناصرة املظلوم‪ .‬وهي‬ ‫م ّيزات آمن بها القائد املؤسس واعتنقها الرفاق‬ ‫حتى أصبح ك ٍّل منهم «وئام وهاب»‪ ،‬بعنفوانه‬ ‫وشموخه‪ ..‬بصراحته اجلارحة ولسانه الصادق‪،‬‬ ‫فقال فيه الشاعر‪:‬‬

‫التراب‬ ‫أيها االرز‪ ،‬إن أهني‬ ‫ُ‬ ‫الشباب‬ ‫يرضى‬ ‫وكيف‬ ‫يحيا‬ ‫كيف‬ ‫ُ‬ ‫قضاء‬ ‫عدل هنا وأي‬ ‫أي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ذئاب‬ ‫والوالة‬ ‫الغاب‬ ‫ه‬ ‫إن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الكيل يا مقاو ُم قاوم‬ ‫طفح‬ ‫الغالب‬ ‫ة‬ ‫العروب‬ ‫سيف‬ ‫أنت‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كان سلطا ٌن للوفاء مثاال ً‬ ‫عادَ سلطا ُن والدروزُ استجابوا‬ ‫في العطايا وفي املنايا سوا ُء‬ ‫ً‬ ‫الوهاب‬ ‫وئامنا‬ ‫ا‬ ‫دوم‬ ‫فهو‬ ‫ُ‬

‫وهاب‪:‬‬ ‫إياكم التفكير بإلغاء اآلخر‬ ‫من ثم ألقى رئيس احلزب الرفيق وئام وهاب كلمة‬ ‫أكد فيها على أن تيار «التوحيد» يقف الى جانب‬ ‫املقاومة أكانت ظاملة أم مظلومة‪ ،‬وهي لم ولن‬ ‫متارس يوما ً الظلم بل تدافع عن احلق‪ ،‬وهي مظلومة‬ ‫اليوم كما في األمس‪ .‬وإذا ما وقع عدوان إسرائيلي‬ ‫جديد‪ ،‬كما يتحدث البعض عن إمكانية حدوثه‪.‬‬ ‫لقد كانت الظروف في العام ‪ 1982‬مختلفة‪ ،‬عندما‬ ‫َ‬ ‫فبرك اإلسرائيلي خصما ً محليا ً ليقع الصراع‬ ‫الداخلي بني أبناء الوطن الواحد ويرتاح اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫أما اخلصم احلقيقي فهو «إسرائيل»‪ ،‬وهي تتحمل‬ ‫املسؤولية األولى واألخيرة عن حرب اجلبل وما نتج‬

‫‪7‬‬

‫عن تلك املرحلة»‪.‬‬ ‫وأضاف وهاب‪« :‬إذا ما وقع أي عدوان إسرائيلي‬ ‫على لبنان‪ ،‬فإن التوحيد من رئيسه إلى كل‬ ‫أعضاءه سيكون في طليعة َمن يتصدى لهذا‬ ‫العدوان‪ ،‬في هذه األودية واجلبال‪ ،‬ولن نسمح أن‬ ‫يُقال مرة جديدة أن «إسرائيل» مرَّت من هنا وكأنها‬ ‫في نزهة‪ ،‬لذا سنكون إلى جانب املقاومة في كل‬ ‫ميادين القتال‪ ،‬ألن انتصار املقاومة يسمح لنا ببناء‬ ‫وحلمنا أن يحصل املواطن‬ ‫الوطن الذي نحلم به‪ُ ،‬‬ ‫على حقه بكرامة وعزة وأال َّ يقف على أبواب أحد‪،‬‬ ‫مهما ك ُبرت هذه املراكز أو صغرت‪ ،‬وقوتنا تبدأ من‬ ‫هنا بعد انتهاء املؤمتر وتتوزع املسؤوليات لتبدأ‬ ‫مرحلة جديدة من العمل على مستوى اجلبل وكل‬ ‫لبنان‪ .‬وال ميكن أن نكتفي بأننا قد هزمنا املشروع‬ ‫اآلخر بل علينا أن نكون على قدر بلورة مشروع‬ ‫جديد بالتعاون مع كل القوى السياسية املؤمنة‬ ‫مبشروعنا الذي نؤمن به دون احملاولة إللغاء أحد‪،‬‬ ‫فاآلحادية ال تعيش وال الثنائية‪ ،‬وال نحن نريد الثالثية‬ ‫أو الرباعية بل نريده مجتمعا ً دميقراطيا ً يكون لكل‬ ‫مواطن فيه دور مهم‪ .‬هكذا نستطيع أن ننهض‬ ‫مبجتمعنا‪ ،‬وإن كنتم أقوياء أو ضعفاء أو تعتقدون‬ ‫بأنكم ستصبحون بعوامل معينة أقوياء‪ ،‬إياكم‬ ‫والتفكير بإلغاء اآلخر مهما كان صغيراً‪ ،‬فبقاء‬ ‫اآلخر واحلوار معه والتقرب منه حتى إلى حدود‬ ‫االختالف بالرأي الفكري مع اآلخر هو الذي يقويكم‬ ‫ويعزز مواقعكم ويأخذكم إلى االنتصار األكيد‪.‬‬ ‫علينا أن نكون للناس الذين هم بحاجة خلدماتنا‬ ‫وليس لصراعتنا‪ ،‬فعلى ماذا نتصارع ونحن نعيش‬ ‫في منطقة فقيرة معدمة‪ ،‬الدولة غائبة عنها منذ‬ ‫عشرات السنوات؟ إذا كان ال بد من صراع فليكن‬ ‫صراع احملب من أجل األفضل»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬يجب أن نسير فوق كل ترسبات املاضي‪،‬‬ ‫ونعمل لتطوير مجتمعنا‪ .‬هاجسنا الكبير اليوم‪:‬‬ ‫ما هو دور اجلبل في املرحلة املقبلة؟ هذا األمر الذي‬ ‫يستوجب منا العمل عليه‪ .‬نحن لسنا عددا ً بل‬ ‫دوراً‪ ،‬هكذا كنا منذ سلطان باشا األطرش وحتى‬ ‫يومنا هذا‪ .‬الدور الذي نحدده ألنفسنا هو الذي‬ ‫يحدد حجمنا في املستقبل‪ ،‬ونحن نطمح للعب‬ ‫أدوار ليس فقط على الساحة اللبنانية بل على‬ ‫مستوى املنطقة‪ .‬لكن هذا األمر بحاجة لتحديد‬ ‫املهمة التي نريد في لبنان وفلسطني‪ ،‬لذلك‬ ‫يجب أن نكون مع حترير فلسطني ‪ -‬كل فلسطني‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫الغالف‬

‫ ألن الغزو الصهيوني كما سابقاتها على هذه‬‫املنطقة فإنها ستزول حتى ولو صمدت بضع‬ ‫سنوات أخرى‪ ،‬لكنها ستزول وستعود فلسطني‬ ‫ كل فلسطني ‪ -‬إلى وضعها الطبيعي‪ .‬كل‬‫الفئات اللبنانية رمبا لديها مرجعيات وأماكن‬ ‫وقوى خارجية تلجأ اليها‪ ،‬أما نحن ف ُولدنا على‬ ‫هذه األرض‪ ،‬وسنموت هنا‪.‬‬

‫وهاب‪« :‬تيار التوحيد» ّ‬ ‫جسد‬ ‫عقيدة املقاومة‬ ‫وعن املرحلة السابقة‪ ،‬قال وهاب‪« :‬في مرحلة‬ ‫عصيبة‪ ،‬لم يسبق أن عاشها لبنان واملنطقة‬ ‫العربية‪ ،‬ل ّبى شباب اجلبل‪ ،‬نداء الروح‪ ،‬روح األمة‪،‬‬ ‫وثقافتها وعقيدتها املقاومة‪ ،‬وبادرنا لتأسيس‬ ‫«تيار التوحيد»‪ ،‬ليكون واحدا ً من العالمات البارزة‪،‬‬ ‫في احلياة السياسية‪ ،‬وإعادة لبنان إلى دوره الفاعل‬ ‫كما كان على مر التاريخ‪ ،‬في بيئته العربية وفي‬ ‫قلب شرقها النابض حيوية وعروبة ومقاومة‪.‬‬ ‫اتهمنا مبا ذهبنا اليه‪ ،‬واستغرب الكثيرون أن يأتي‬ ‫التيار‪ ،‬مبا يخالف السائد‪ ،‬ليسبح بعكس اجلاري‪.‬‬ ‫كنا نعرف ما نفعل‪ ،‬ونقرأ مبا يجب أن نذهب‬ ‫اليه‪ ،‬ونستطلع بنظرة ثاقبة مستقبل املنطقة‬ ‫والعالم‪ ،‬مبعرفة عميقة وعلمية لتاريخها‬ ‫وطبيعتها وخصائصها‪ ،‬ومنهجنا يقول إن كان‬ ‫املستقبل ليس في مطال يدنا‪ ،‬فهو بالضرورة في‬ ‫مدى رؤيتنا‪ ،‬وما نضعه اليوم يؤسس ملستقبل‬ ‫نرغبه ونريده ألبنائنا وأحفادنا‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬كان التأسيس زرعا ً في أرض خصبة‪،‬‬ ‫وإن أخطأت التقديرات‪ ،‬وتنبؤات الع ّرافني وأوهام‬ ‫الصقور في واشنطن‪ ،‬والصبيان في بيروت وعلى‬ ‫حوافها‪ .‬لم نرتهب‪ ،‬وال أرعبتنا احلمالت اإلعالمية‪،‬‬ ‫وفبركات شهود الزور‪ ،‬وأحكام السفارات‪ ،‬وال‬ ‫أغرتنا وعود كنا نعرف أنها واهمة لقادة البيت‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫األبيض وقصر االليزيه‪ .‬قبل ست سنوات‪ ،‬أمسك‬ ‫املتطرفون اإلدارة األميركية وأخضعت أميركا‬ ‫املتأسرلة العالم إلرادتها‪ ،‬فكان الضباب كثيف‪،‬‬ ‫ورائحة الدم في بغداد‪ ،‬وغربان الشر حتوم في‬ ‫سماء سوريا ولبنان وفلسطني‪ .‬يومها عزمنا‪،‬‬ ‫وأقدمنا‪ ،‬وأطلقنا رؤيتنا‪ ،‬يحملها تيار للتوحيد‪،‬‬ ‫عارفني أن طريق النضال صعب ومكلف‪ ،‬لكنه‬ ‫أقل كلفة من طريق االستسالم والهروب من‬ ‫املواجهة»‪.‬‬ ‫«اليوم ميكننا اجلزم‪ ،‬بالوقائع واألفعال‪ ،‬أننا كنا‬ ‫على حق وعلى رؤية صائبة‪ ،‬ففي جردة سريعة‬ ‫ملا كنا وما صرنا عليه‪ ،‬جند أن حت ّوالت تاريخية‬ ‫صمم‬ ‫حتققت‪ ،‬ولم تنجز إال بفعل فاعل عاقل‪ّ ،‬‬ ‫على إمتشاق السالح‪ ،‬سالح العدل واحلق‬ ‫والتقدم والعصرنة في وجه العدوان والتدمير‬ ‫والهمجية‪ .‬صمدت سوريا وتعملق دورها‪،‬‬ ‫وصارت قوة وازنة‪ ،‬يقصدها أشد أعداء األمس‪،‬‬ ‫ليحتموا بخيمتها من العواصف اآلتية‪ .‬صمدت‬ ‫إيران‪ ،‬وصارت قوة نووية وفضائية برغم احلصار‬ ‫واالستهداف‪ ،‬ظفرت املقاومة العراقية بإجنازات‬ ‫عظيمة‪ ،‬جعلت احتالل العراق من كبائر أخطاء‬ ‫اإلمبراطورية وقادتها‪ .‬تغيرت تركيا‪ ،‬وصارت‬ ‫حليفاً‪ ،‬ضربت األزمة االقتصادية االقتصاديات‬ ‫االمبريالية في قلبها‪ ،‬وحت ّولت أوروبا إلى أزمات‬ ‫تهدد احتادها‪ ،‬فتلوذ بالصني وبتركيا مرة‪ ،‬وتفرض‬ ‫على عرب النفط عقود تسليح هائلة مرة أخرى‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬هل جاءت تلك املتغيرات من فراغ؟‬ ‫وهل كانت لتضرب األزمة االقتصادية على هذه‬ ‫الدرجة من القوة‪ ،‬لو لم يكن العرب واملسلمون؟‬ ‫ولو لم تكن سوريا في قلب خيار املقاومة؟ ولو لم‬ ‫تكن اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية التي وضعت‬ ‫«حترير فلسطني» على جدول أعمالها من اليوم‬ ‫األول؟»‪.‬‬ ‫وأردف وهاب‪« :‬نعم‪ ،‬يحق لنا ونستطيع القول‪،‬‬ ‫أننا نحن وأنتم‪ ،‬كنا األصل واألساس‪ ،‬وهذه مهمة‬

‫‪8‬‬

‫ليست بجديدة على أمتنا التي كانت وستعود‬ ‫مهبط الديانات السماوية‪ ،‬وأرض القداسة‪،‬‬ ‫وشعب األنبياء والرسل واملصلحني‪ .‬نعم‪ ،‬هو‬ ‫املصممة في بيروت‪،‬‬ ‫عصر املقاومة وخياراتها‬ ‫ّ‬ ‫واملدعومة من طهران ودمشق‪ ،‬واليوم من قوى‬ ‫أخرى التينية وإسالمية‪ .‬فاملبتدأ هنا‪ ،‬واخلبر في‬ ‫دماء شهدائنا املدنيني واملقاوميني واجملاهدين‪.‬‬ ‫لقد اجتمعت قوى الشر‪ ،‬وجتندت لها أميركا‬ ‫وأوروبا‪ ،‬وعرب ومسلمي اخليانة والتسوية‪ ،‬في‬ ‫ظل حياد سلبي لروسيا والصني والهند‪ .‬على‬ ‫لبنان واملقاومة اجتمعت هذه القوى‪ ،‬فاستهدف‬ ‫لبنان بقرار جائر ‪ 1559‬مهّ د الغتيال الرئيس رفيق‬ ‫احلريري‪ ،‬فقامت قيامة شيراك وبوش إلسقاط‬ ‫سميت جلان‬ ‫األمن والقضاء اللبناني‪ ،‬بأدوات‬ ‫ّ‬ ‫التحقيق الدولية واحملكمة وفبركت شهود الزور‬ ‫واحلمالت اإلعالمية غير املسبوقة واتهام سوريا‪.‬‬ ‫كل ذلك من أجل تفكيك وحدة األمة فبذلت‬ ‫وجنّدت‬ ‫املليارات وم ّولت األمن ووسائل اإلعالم‪ُ ،‬‬ ‫كتائب التخريب الفكري‪ ،‬وأنشأ حتالف عربي‬ ‫إسالمي مع «إسرائيل» بقصد حرب فتنوية‪ ،‬أريد‬ ‫أن تكون بيروت شرارتها لتحرق بالد العرب‪ .‬لكن‬ ‫حترير اجلنوب عام ‪ ،2000‬واالنتصار في متوز ‪،2006‬‬ ‫والصمود في غزة رغم احلصار والدمار‪ ،‬شواهد‬ ‫على إعادة التوازن وإحياء الروح النهضوية جلسد‬ ‫األمة املمزق بفعل االتفاقيات واملعاهدات»‪.‬‬ ‫وتابع‪« :‬من هذا الفجر اجلديد‪ ،‬كان «تيار‬ ‫التوحيد»‪ ،‬حدثا ً ينطلق للمواجهة في ظل‬ ‫انعطاف املراهنات والتبشير بشرق كونداليزا رايس‬ ‫السيئة الذكر‪ .‬ورغم صعوبة املرحلة‪ ،‬انطلقنا‬ ‫من ثوابتنا وقناعتنا الراسخة‪ ،‬بتاريخنا املقاوم‬ ‫على مر العصور‪ ،‬السيما في التاريخ احلديث من‬ ‫الثورة السورية الكبرى‪ ،‬الى حرب اجلبل بوجه‬ ‫االجتياح االسرائيلي املستهدف تقسيم لبنان‬ ‫وإسقاط اتفاقية العار الى جانب القوى اللبنانية‬ ‫الوطنية‪ ،‬وسوريا الصمود واملمانعة»‪.‬‬


‫«اليوم أيها اإلخوة واألخوات‪ ،‬نشهد على‬ ‫التجربة التي خضناها على صدقها باملوقف‬ ‫واملمارسة ووصولها الى مرحلة الثبات‪ .‬لقد‬ ‫أدركنا منذ البداية الصعوبات الداخلية التي‬ ‫ستواجهنا واحلصار الذي سيفرض علينا‪ ،‬لذلك‬ ‫كان إمياننا بأن اخلروج من هذا النفق املظلم‪ ،‬يبدأ‬ ‫بتحرر اإلنسان من موروثات االستعمار وأزمنة‬ ‫االنتداب وبقاياه‪ ،‬ومن شرانق املذاهب واإلقطاع‬ ‫املمسك عبر هذا النظام البائد مبقدرات الناس‬ ‫ورقابهم‪ .‬وألننا مشروع يتعدى ما هو قائم كان‬ ‫رهاننا على اإلنسان الذي يبقى فوق كل اعتبار‪،‬‬ ‫لعتقه من ظلمة القيود واالنحالل‪ ،‬واستعماله‬ ‫حسب األهواء سلعة تباع وتشترى دون حساب‬ ‫ملصالح خارجة عن إرادته وكرامته وحريته‪ .‬هذا‬ ‫اإلنسان الذي بات آلة تتحرك في كل االجتاهات‬ ‫وحسب إدارتها الفوقية تأمينا ً لنفوذها‬ ‫واستمراريتها والذي ُحرم من متطلبات العيش‬ ‫الكرمي‪ ،‬علما ً وطبابة وعمالً‪ ،‬هذا الذي ولد حراً‪،‬‬ ‫عليه أن يكون حرا ً في خياراته ومعتقده‪ ،‬مبنأى‬ ‫عن االرتهان والتبعية العمياء‪ .‬إن بناء األوطان‬ ‫يبدأ من بناء اإلنسان فيه‪ ،‬تربية وتوجيها ً ومعرفة‬ ‫ليصبح قادرا ً على أن يحقق دولة العدل واملساواة‬ ‫ويرفض الفواتير الضريبية املتوارثة‪ ،‬التي تفقده‬ ‫الشعور باالنتماء للوطن واملبادئ وإقامة النظام‬ ‫اجلديد وتأمني حقوق العمال والفالحني واحلرفيني‬ ‫واملثقفني وكافة املنتجني‪ ،‬وقيام نظام انتخابي‬ ‫يعتمد النسبية في التمثيل ويصنع االنتماء‬ ‫املتوازن ويكفل نظام التقاعد والشيخوخة‪،‬‬ ‫ويعطي للشباب حقهم وتأمني فرص العمل‬ ‫لهم دون منة أو حسنة أو تس ّول‪ ،‬بدل رميهم‬ ‫في الشوارع‪ ،‬وفي أحسن احلاالت االغتراب الى‬ ‫بالد اهلل الواسعة بحثا ً عن حياة كرمية‪ .‬استنادا ً‬ ‫لهذه القراءة للتيار‪ ،‬كان ال بد لنا من حتديد املوقع‬ ‫والدور الذي يجب أن نكون عليه داخليا ً وعربيا ً‬ ‫سيما ولنا من تاريخنا ما يدلل على صوابية ما‬

‫نحن عليه اآلن‪ .‬لقد سقطنا في بعض احملطات‬ ‫واملراحل في فخ التبعية للغرب‪ ،‬لكن موقعنا‬ ‫وموقفنا ودورنا الثابت كان ومازال وسيبقى‬ ‫مستمدا ً منذ قدومنا لهذه األرض حماة للثغور‬ ‫الوطنية والقومية واإلسالمية‪ ،‬فكان انتشارنا‬ ‫في اجلبال واألودية‪ ،‬وكانت مشاركتنا في الثورة‬ ‫العربية وفي الثورة السورية الكبرى‪ ،‬وصوال ً‬ ‫للذود والشهادة عن فلسطني والوقوف في وجه‬ ‫كل الغزاة والطامعني الى جانب قوى املمانعة‬ ‫والصمود الوطني والقومي‪ .‬هذه املواقف‬ ‫الشريفة النابعة من صلب إمياننا وحقيقة‬ ‫معتقدنا ووجودنا تأكدت اليوم عبر موقف التيار‬ ‫الواضح والصريح الى جانب املقاومة في لبنان‬ ‫وفلسطني والعراق والى عمقنا القومي والعربي‬ ‫مع سوريا األسد وحليفنا االستراتيجي الداعم‬ ‫حلقوقنا في اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية»‪.‬‬ ‫وختم وهاب بالقول‪« :‬أتوجه إليكم وأعلن‬ ‫باسمكم بأننا قررنا املضي في مشروعنا‬ ‫التوحيدي والوحدوي الداعي لإلنتصار بالناس‬ ‫كل الناس‪ ،‬وأدعوكم للمجاهرة بإميانكم‬ ‫وخطابكم السياسي املع ّبر عن تطلعاتكم في‬ ‫القضاء على عوامل اجلهل والتحرر من القيود‬ ‫والثبات على صحة املعتقد والتمسك باملناقب‬ ‫والفضائل واملثل العليا وعدم االجنرار إلى خالفات‬ ‫ضيقة وسخيفة والدخول في متاهات التعصب‬ ‫البغيضة‪ ،‬فاألرض للجميع‪ ،‬والسماء ملَن ميتلك‬ ‫األرض بهذا اإلميان املطلق بحق الصراع والتقدم‬ ‫واحلياة‪ ،‬ميتلك السماء ويرضي ضميره وخالقه‪ .‬إن‬ ‫جبلكم اليوم يحتضن العمل املقاوم‪ ،‬ويتمسك‬ ‫بالعالقة املميزة مع سوريا بكل أطيافه وتالوينه‬ ‫ووحدته في هذا اإلطار تؤكد على الدور واملوقع‬ ‫الذي نادينا به منذ التأسيس وحتى اليوم وإن‬ ‫هذا اجلبل لن تكتمل وحدته احلقيقية إال بعودة‬ ‫كافة أبنائه اليه‪ ،‬وبهذا تكتمل عوامل الصمود‬ ‫في وحدة الشعب واجليش واملقاومة‪ .‬أدعوكم‬

‫‪9‬‬

‫لتنظيم صفوفكم‪ ،‬واالنخراط في مجتمعكم‬ ‫ومع بني قومكم واملساهمة في إجناح اجلمعيات‬ ‫واألندية احمللية وتغليب مصالح الناس على‬ ‫املصالح الذاتية‪ ،‬فنحن منهم ولهم‪ ،‬وهم منا‬ ‫ولنا‪.‬‬ ‫أيها الرفقاء‪ :‬إن دخولكم في التيار ليس غاية‬ ‫بحد ذاته‪ ،‬بل هو جواز مرور للعبور نحو حتقيق‬ ‫األهداف واملبادئ‪ ،‬فنحن حركة فكرية تغييرية‬ ‫ولسنا شركات جتارية مساهمة تشكل أبواب‬ ‫ارتزاق ومنافع شخصية‪ .‬لذلك فإن أصحاب‬ ‫املبادئ يصلبون في بعض األحيان ويستشهدون‬ ‫في أحيان أخرى ألنهم كالشموع التي تذوب‬ ‫لتنير سماء املستقبل وتخرجنا من ظلمات‬ ‫التسلط والتبعية واالرتهان واإلحباط الى رحاب‬ ‫الشعور بالتحرر والعز والبقاء واالنتصار‪ .‬ها نحن‬ ‫اليوم نعبر الى الوجود وبتنا تيارا ً أساسيا ً في‬ ‫حركة الصراع والنضال‪ ،‬وهذا ما كان ليحصل‬ ‫لوال وقوفكم وارتباطكم وتنفيذكم لتوجهات‬ ‫قيادتكم‪ .‬لتبقى سواعدكم مرتفعة وهاماتكم‬ ‫ممشوقة ملواجهة التحديات واذهبوا الى أهلكم‬ ‫وأوالدكم ع ّلموهم فرح اجلهاد ونشوة االنتصار‪،‬‬ ‫فبقدر ما تكونوا أقوياء‪ ،‬يقترب منكم اآلخرون‬ ‫وبقدر ما تكونوا ضعفاء يتخلى عنكم اجلميع‪.‬‬ ‫لقد ثبت لديكم صحة خيارنا ومصداقية‬ ‫حتالفاتنا‪ ،‬ولبنان سوف يخرج قريبا ً من كماشة‬ ‫االرتهان ويعود الى نطاق واقعه وقدرته التي‬ ‫تساهم في عزته وبقائه‪ .‬لقد خرجنا من زمن‬ ‫اخلسائر والنكبات ودخلنا في زمن االنتصارات‬ ‫وتغيير مجرى التاريخ‪ .‬احذروا املفاسد والنفوس‬ ‫الواهنة املستسلمة وليبقَ عهدي بكم يتجدد‬ ‫مع كل صباح ملا فيه خدمة اجملتمع والوطن فال‬ ‫تبخلوا بالعطاء لكي تستحقوا شرف االنتماء‬ ‫واالنتساب لـ»تيار احلياة»‪ .‬اليوم جنزم القول أ ّن َمن‬ ‫صمد وقاوم وجنح في انتزاع االنتصارات‪ ،‬قادر على‬ ‫امتالك مشروع النهوض والبناء والتقدم بإميان ال‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫الغالف‬ ‫يتزعزع بقدرة األمة ومكوناتها وفرض حقوقها‬ ‫واستعادة قدرتها على توليد اجلديد وحتدي القدمي‬ ‫العاجز»‪.‬‬

‫األعور‪ :‬حتوّلنا من «تيار شعبوي»‬ ‫إلى «حزب سياسي»‬ ‫وكان لـ «منبر التوحيد» لقاء مع أمني‬ ‫اإلعالم الرفيق هشام األعور الذي حتدث عن‬ ‫املؤمتر واملرحلة التنظيمية املقبلة للتيار‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬ال شك أنه املؤمتر األول لـ «تيار التوحيد»‪،‬‬ ‫حيث متّ انتخاب رئيس التيار الذي فاز بالتزكية‪،‬‬ ‫وأعضاء املكتب السياسي‪ ،‬وكذلك إقرار الوثيقة‬ ‫السياسية التي تتضمن مبضمونها مفهوم‬ ‫التغيير على كافة الصعد‪ ،‬واحملور األساسي فيها‬ ‫يقوم على طرح نظام جديد‪ ،‬مدني غير طائفي‪،‬‬ ‫يؤمن بالدميقراطية احلقيقية‪ ،‬حيث ال تقديس‬ ‫فيه لفردية الشخص‪ ،‬أو لإلنتماء األعمى‪.‬‬ ‫وقال األعور ‪ :‬أهمية هذا املؤمتر أنه يأتي في‬ ‫سباق زمني متكن خالله «تيار التوحيد» من‬ ‫تثبيت نفسه على الساحة‪ ،‬عبر طروحاته‬ ‫السياسية التي أكدت األيام املاضية مدى‬ ‫صحتها و صوابيتها حتى باتت مواقف رئيس‬ ‫التيار أشبه بخارطة طريق ملا ستؤول إليه األمور‬ ‫في املنطقة‪ .‬هذا فضالً عن حتول «تيار التوحيد»‬ ‫من تيار شعبوي سياسي‪ ،‬إلى «حزب سياسي»‪،‬‬ ‫وهذا ما يعني إننا انتقلنا من مرحلة التأسيس‬ ‫إلى مرحلة املؤسسات‪ ،‬حيث سيتم إعادة تنظيم‬ ‫املفوضيات املنتشرة في قرى الشوف وعاليه‬ ‫واملنت وراشيا وحاصبيا والبالغ عددها حوالي ‪55‬‬ ‫مفوضية‪ ،‬بعيدا ً عن منطق الكونتونات املقفلة‬ ‫والتي كانت إن واجهتنا في املاضي خالل مسيرتنا‬ ‫التنظيمية‪.‬‬

‫الصايغ‪ :‬التوحيد في ّ‬ ‫حلته‬ ‫اجلديدة‬ ‫وكتب أمني الداخلية الرفيق محمد الصايغ‬ ‫عن قيام حزب «التوحيد العربي» فأشار الى‪:‬‬ ‫متكن حزب «التوحيد العربي» بفضل جهود‬ ‫رئيسه ومحازبيه من الدخول إلى معظم بقاع‬ ‫اجلبل‪ ،‬معلنني بدء بناء مفوضياتهم مشرعنني‬ ‫حرية العمل السياسي‪ ،‬متيقنني أن بشائر‬ ‫النصر ستلوح في األفق مبتدئني باستقطاب‬ ‫الثائرين واملتمردين على الواقع الذي أوصلنا اليه‬ ‫املمسكني بزمام األمور بفضل كل ذلك استطاع‬ ‫«تيار التوحيد» بناء قاعدة صلبة عاصية فكانت‬ ‫الوالدة األولى لـ «تيار التوحيد»‪.‬‬ ‫(واجهونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر‬ ‫حقيقة وجودنا) هذه هي املقولة التي ارتكن‬ ‫إليها «تيار التوحيد» في ظل الهجمة الشرسة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫التي استهدفته‪ .‬فمع إطاللة شمس كل صباح‬ ‫أضحى وجود التوحيد أمرا ً ضروريا ً إلزالة الغشاوة‬ ‫عن األعني‪.‬‬ ‫هذه النهضة جتلت أبرز حللها في احتفال‬ ‫قسم اليمني الذي شهدته مدينة عالية والتي‬ ‫كانت تعتبر إلى وقت ليس ببعيد مدينة حصينة‬ ‫ٌ‬ ‫ممسك بقرارها ممنوع على الغير االقتراب‬ ‫منيعة‬ ‫منها‪ ،‬فإذا باحتفال التوحيد يقطع الشك باليقني‬ ‫بأن الدميقراطية التعددية لن تبقى كالما ً يطلق‬ ‫في الهواء أو حبرا ً على ورق بل أصبحت واقعا ً‬ ‫ملموسا ً ال ميكن ألحد جتاهله أو القفز فوقه‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من املدة الزمنية القصيرة التي‬ ‫مت خاللها التحضير لهذا االحتفال إال أن نتائجه‬ ‫فاقت كل التوقعات إن من حيث التنظيم أو من‬ ‫حيث احلضور فقد أثبت التوحيديون أن اخليار الذي‬ ‫اتخذوه ماضون فيه حتى حتقيقه‪ ،‬وأن مراكبهم‬ ‫السائرة وسط البحر ال بد وأن تصل الى شاطيء‬ ‫األمان رغم العباب‪.‬‬ ‫اكتملت فصول اإلشراقة التوحيدية املتجددة‬ ‫في بعقلني حيث أعطى حزب «التوحيد» النموذج‬ ‫األكمل في كيفية بعث الدميقراطية‪ ،‬وتطبيقها‬ ‫من خالل إقرار وثيقة سياسية‪ ،‬وانتخاب رئيس‬ ‫وأعضاء مكتب سياسي جديد‪ .‬هذه الدميقراطية‬ ‫لم تكن لتبصر النور لوال الوعي الفكري والثقافي‬ ‫لدى الرفقاء وفي كيفية اختيارهم ملمثليهم في‬ ‫املكتب السياسي اجلديد (فاحملاسبة) هي املعيار‬ ‫الذي استخدموه في التعبير عن رأيهم وهذا من‬ ‫شأنه أن يدفع أعضاء املكتب السياسي اجلديد‬ ‫إلى العمل بكد من أجل إعالء كلمة التيار‬ ‫والسير به لتحقيق ما نصبو إليه‪.‬‬ ‫إزاء كل ذلك كان ال بد من جعل التيار حزبا ً‬ ‫فاملرحلة األولى قد انتهت واحلالة الشعبية التي‬ ‫التفت حول التيار ال بد من تأطيرها وإدخالها في‬ ‫حزب مؤسساتي حزب ستكون له نظرته اخلاصة‬ ‫لألمور على كافة الصعد السياسية واإلمنائية‬ ‫والثقافية والتربوية واالقتصادية‪ ،‬حزب مواجه‪،‬‬ ‫حزب عابر للحواجز الطائفية والكيانية‪ ،‬حزب‬

‫‪10‬‬

‫داعم حلركات املقاومة بكافة أشكالها في هذه‬ ‫األمة‪.‬‬

‫‪ 217‬توحيدي انتخبوا أعضاء‬ ‫املكتب السياسي اجلديد‬ ‫نظرا ً ملا ينص عليه النظام الداخلي لـ»تيار‬ ‫التوحيد»‪ ،‬بعقد مؤمتر في نهاية والية الرئيس‬ ‫وأعضاء املكتب السياسي البالغ عددهم ‪11‬‬ ‫عضواً‪ ،‬كل أربع سنوات‪ ،‬على أن تتشكل الهيئة‬ ‫الناخبة من أعضاء املكتب السياسي القدمي‪،‬‬ ‫واملفوضيني املركزيني‪ ،‬ومفوضي املفوضيات‬ ‫احمللية‪ ،‬وممثلني عن املفوضيات مختارين من ِق َبل‬ ‫مفوضياتهم‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬كان عدد الناخبني في املؤمتر ‪250‬‬ ‫ناخباً‪ ،‬إقترع ‪ 219‬ناخبا ً منهم‪ ،‬و ُو ِج َد ‪ 16‬ورقة‬ ‫بيضاء إضافة لورقة ملغية‪ ،‬فجاءت النتائج على‬ ‫الشكل التالي‪ ،‬بعد أن اقترح رئيس التيار الرفيق‬ ‫وئام وهاب حت ّول «تيار التوحيد» من تيار إلى «حزب‬ ‫التوحيد العربي»‪ ،‬وقد وافقت اجلمعية العمومية‬ ‫على االقتراح‪:‬‬ ‫بهاء عبد اخلالق (‪ 185‬صوت)‪ ،‬يوسف أبو ذياب‬ ‫نصار (‪ 172‬صوت)‪ ،‬جواد زرقطة‬ ‫(‪ 174‬صوت)‪ ،‬كارين ّ‬ ‫(‪ 168‬صوت)‪ ،‬لؤي الغور (‪ 164‬صوت)‪ ،‬حافظ أبي‬ ‫املنى (‪ 162‬صوت)‪ ،‬شفيق باز (‪ 162‬صوت)‪ ،‬ماهر‬ ‫سري الدين (‪ 127‬صوت)‪ ،‬هشام األعور(‪122‬‬ ‫صوت)‪ ،‬عصمت العريضي (‪ 120‬صوت)‪ ،‬ضياء‬ ‫األعور (‪ 113‬صوت)‪ ،‬ياسر الصفدي(‪ 72‬صوت)‪،‬‬ ‫ووائل ضو (‪ 45‬صوت)‪.‬‬ ‫مع تشكيل املكتب السياسي من األعضاء‬ ‫الناجحني إضافة لثالثة أعضاء آخرين يتم‬ ‫تعيينهم من ِق َبل رئيس احلزب‪ ،‬يتشكل مجلس‬ ‫أمناء جديد ومن مهامه متابعة أعمال املفوضيات‬ ‫وشؤون احلزب في املناطق وينفذ األعمال املنوطة‬ ‫به‪.‬‬


‫المؤتمر العام األول لـ «حزب التوحيد العربي» نجح في التنظيم وإطالق وثيقته السياسية‬

‫العريضي ‪:‬إسقاط الذات الفردية لتتفاعل مع الجماعة‬ ‫في إطار فعاليات املؤمتر العام األول ‪ ،2010‬الذي‬ ‫أقامه حزب «التوحيد العربي» في مجمّ ع بعقلني‬ ‫السياحي‪ ،‬وبعد صدور النتائج النهائية وبلورة‬ ‫برنامج املرحلة املقبلة‪ ،‬كان لـ»منبر التوحيد»‬ ‫حديثاً مع نائب رئيس مجلس األمناء في احلزب‬ ‫الرفيق عصمت العريضي لإلطالع على األجواء التي‬ ‫سادت خالل املؤمتر‪ ،‬والتحضيرات القادمة‪ ،‬فكان‬ ‫هذا احلوار‪:‬‬ ‫خاض حزب التوحيد العربي جتربة أولى في انعقاد‬ ‫املؤمتر األول‪ .‬كيف سارت أعماله‪ ،‬وهل هو موعد‬ ‫محدد في النظام الداخلي؟‬ ‫مما ال شك فيه‪ ،‬بأن انعقاد املؤمتر األول للحزب جاء في‬ ‫مرحلة صعبة مير بها الوطن واألمة‪ ،‬وبالطبع النظام‬ ‫الداخلي يلزمنا بإجراء هذا االستحقاق بعد فترة‬ ‫التأسيس‪ ،‬ملا له من تأثير مباشر في سياق حركة البناء‬ ‫احلزبي الداخلي‪ ،‬وطرح األمور السياسية التي تعبر‬ ‫عن األهداف احلقيقة التي نؤمن بها‪ ،‬فجاءت التجربة‬ ‫لتثبت صحة اخليار والتفاف الناس من حولها‪ ،‬وقد تبني‬ ‫ذلك من خالل سير أعمال املؤمتر الذي جنح من حيث‬ ‫التنظيم الدقيق‪ ،‬وتنفيذ طرح الوثيقة السياسية‪،‬‬ ‫وإجراء العملية االنتخابية بكل دميقراطية‪ ،‬مما حقق‬ ‫جناحا ً في هذا املؤمتر من حيث الشكل واملضمون‪.‬‬ ‫مَن هم الذين كان يحق لهم حضور املؤمتر وهل‬ ‫متت التلبية من جميع الفروع؟‬ ‫تأ ّلف احلضور من أعضاء املكتب السياسي‬ ‫احلاليني والسابقني‪ ،‬واألمناء احلاليني والسابقني أيضاً‪،‬‬ ‫العامني‪ ،‬ومندوبي املفوضيات العامة‬ ‫واملفوضني‬ ‫ّ‬ ‫واحمللية‪ ،‬بحيث يتمثل عن كل عشرة رفقاء رفيقني‪،‬‬ ‫وضمت لوائح أعضاء املؤمتر ‪ 253‬عضوا ً ناخباً‪ ،‬حضر‬ ‫ّ‬ ‫منهم ‪ 220‬وهذا بحد ذاته إجناز كبير وعبرهم متّ‬ ‫انتخاب أعضاء املكتب السياسي‪ ،‬وكانت التلبية من‬ ‫كل املناطق التي ينتشر فيها احلزب بدءا ً من حاصبيا‬ ‫وراشيا‪ ،‬مرورا ً باإلقليم والشوف وعاليه واملنت‪.‬‬ ‫هل من دراسات واقتراحات نوقشت في املؤمتر؟‬ ‫نعم‪ ،‬متت مناقشة الوثيقة السياسية قبل إقرارها‬ ‫في املؤمتر‪ ،‬عبر جلان ُ‬ ‫ش ّكلت لهذه الغاية‪ ،‬بحيث أتت‬ ‫معبرة عن كافة املواضيع والتوجهات احلزبية والوطنية‬ ‫والقومية والدولية‪.‬‬ ‫ما هي القرارات والتوصيات التي خرج بها املؤمتر؟‬ ‫أهم التوصيات التي تضمنتها الوثيقة‪ ،‬كانت وصف‬ ‫هذا النظام اللبناني بالبائد شكالً ومضموناً‪ ،‬والعمل‬ ‫إلقامة نظام عصري جديد يلبي حاجات املواطن من‬ ‫حيث العدل واملساواة والشعور باالنتماء لوطن‬ ‫يتخطى احملسوبيات املناطقية والطائفية واملذهبية‬ ‫إلى وطن العلمانية واجملتمع املدني اجلديد‪ ،‬أما أهم‬ ‫القرارات فكانت صدور قرار تبديل إسم «تيار التوحيد»‬ ‫إلى «حزب التوحيد العربي» ليأخذ مداه األوسع في‬ ‫دروب الوطن واألمة‪.‬‬ ‫ماذا عن اخلطاب السياسي الذي سيعتمده احلزب‬ ‫فهل من جديد فيه؟‬ ‫اخلطاب السياسي الذي اعتمده الرئيس منذ‬ ‫التأسيس وحتى اليوم‪ّ ،‬‬ ‫شكل بحد ذاته خطابا ً متمايزا ً‬ ‫تضمن اجلرأة في‬ ‫ومميزا ً عن كل اخلطابات األخرى‪ ،‬بحيث‬ ‫ّ‬ ‫املوقف والصدق في التعبير وانتصار الرهان السياسي‪،‬‬ ‫وبُتنا اليوم نشكل في خطابنا السياسي مواقف يبني‬

‫عليها اجلميع في التحليل واالستنتاج وحل الرموز‬ ‫وفك اجلمل واألفكار‪.‬‬ ‫ملاذا مت حتويل التيار إلى حزب؟ هل لذلك عالقة‬ ‫بتوسيعه وانتشاره خارج لبنان؟‬ ‫مما الشك فيه‪ ،‬لقد بات إلتفاف الناس حول احلزب‬ ‫من كل املناطق والكيانات يأخذ بعده احلقيقي‪ ،‬وبات‬ ‫لزاما ً علينا اإلنتقال مبا تقتضيه املصلحة الوطنية‬ ‫والقومية العليا‪ ،‬ولن ننسى احلفل الذي أقيم من قبل‬ ‫األكادميية الفاطمية تكرميا ً لرئيس احلزب الرفيق وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬والتوسع في اجلمهورية العربية السورية ومع‬ ‫األخوة الفلسطينيني في الداخل واخلارج‪ .‬لذا‪ ،‬جاء‬ ‫«احلزب» تعبيرا ً عن هذا اإللتفاف الشعبي احلاضن لكل‬ ‫القوى املؤمنة بصدق املوقف والقرار‪.‬‬ ‫هل استطاع احلزب أن يقفز من مرحلة التأسيس‬ ‫إلى تعزيز املؤسسات؟‬ ‫أعتقد أن اإلجناز األهم بعد التأسيس هو االنتقال‬ ‫للمؤسسات‪ ،‬بحيث أن كل فكرة وحركة يلزمها‬ ‫تنظيما ً دقيقا ً يعبر عن جوهرها‪ ،‬فتصبح املؤسسات‬ ‫هدفا ً استراتيجيا ً بحد ذاته‪ ،‬الحتضان الفكر عبر‬ ‫القول واملمارسة‪ ،‬وجتسيدا ً لفعل النظام احلاضن‬ ‫ملقومات االستمرار‪ ،‬فتسقط الذات الفردية‪ ،‬وتسقط‬ ‫التكتالت‪ ،‬لتذوب بفعل االنتماء واالنتساب في احلفاظ‬ ‫على اجلسد التنظيمي الضامن لقدرتها على البقاء‪.‬‬ ‫كان الفتاً أنه لم يترشح أحد ضد رئيس التيار‬ ‫على موقع الرئاسة‪ ،‬ملاذا؟‬ ‫اجلميع يعلم بأن هذا احلزب اجلديد‪ ،‬مازال في‬ ‫طور الوالدة‪ ،‬وال يُعقل لعاقل‪ ،‬أن يقرأ هذا األمر بكل‬ ‫شفافية ومصداقية‪ ،‬ففي طور النمو يستلزم هذا‬ ‫احلزب االحتضان الشديد‪ ،‬كي يأخذ مداه في املستقبل‬ ‫تعبيرا ً عن قدرته في إدارة كافة شؤونه عبر املؤسسات‬ ‫التي بدأنا بتحقيقها منذ هذا املؤمتر األول‪ ،‬والتي حتتاج‬ ‫لوقت‪ ،‬مما يلزمنا جميعا ً التأكيد على رئاسة احلزب‬ ‫للرفيق وئام وهاب الذي استطاع بناء هذا العمل اجلبار‪،‬‬ ‫والذي شكل اختراقا ً كبيرا ً في كل البنى املفروضة‬ ‫منذ زمن طويل‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫كيف حصلت العملية االنتخابية‪ ،‬وهل جرت‬ ‫بدميقراطية‪ ،‬أم أنها كانت معلبة‪ ،‬وهل جرت النتائج‬ ‫بعيدة عن أي تأثير من رئيس احلزب؟‬ ‫نستطيع القول بكل صدق‪ ،‬أن موقف رئيس احلزب‬ ‫كان حياديا ً بكل ما للكلمة من معنى‪ ،‬فلم يتدخل ال‬ ‫ترشيحا ً وال انتخاباً‪ ،‬وكانت ورقته البيضاء في االقتراع‬ ‫خير دليل على ذلك‪.‬‬ ‫أما العملية االنتخابية‪ ،‬فقد جرت بكل روح‬ ‫دميقراطية‪ ،‬وترشح مللء إحدى عشر مقعداً‪ ،‬ثمانية‬ ‫عشر رفيقاً‪ ،‬وجرت بعض االنسحابات قبل البدء‬ ‫باالنتخاب‪ ،‬مما زاد في صعوبة حبك اللوائح‪ ،‬التي عبرت‬ ‫عن وجهات نظر‪ ،‬وعن آراء مختلفة‪ ،‬طالت القسم‬ ‫األكبر من املرشحني‪ .‬لذا‪ ،‬كان االستحقاق معبرا ً عن‬ ‫حرية كل رفيق في إبداء رأيه‪ ،‬مما يجعلنا نؤكد أن‬ ‫التعليب لم يكن مدرجاً‪ ،‬بل لم نشعر بوجوده إطالقا ً‬ ‫في ظل املنافسة الشريفة والدميقراطية‪.‬‬ ‫ماذا تتوقع للمرحلة املقبلة‪ ،‬جلهة نشاط احلزب‬ ‫وحضوره السياسي والشعبي‪ ،‬وهل بات في املعادلة‬ ‫السياسية والشعبية في اجلبل ولبنان؟‬ ‫ميكننا القول والتأكيد بأن املرحلة املقبلة تبقى هي‬ ‫التحدي الكبير الذي يواجهنا في عملنا احلزبي‪ ،‬بحيث‬ ‫يأخذنا إلى مالمسة ومواكبة كافة املواقف والتطورات‬ ‫السياسية والوطنية الداخلية واخلارجية‪ ،‬ويأخذنا‬ ‫أكثر لتحقيق االنتشار واحلضور الشعبي‪ ،‬وهذا األمر‬ ‫ورد كواحد من أهم القرارات التي اتخذت في املؤمتر‪ ،‬من‬ ‫حيث النزول لألرض‪ ،‬وبناء املفوضيات عبر كل شرائح‬ ‫اجملتمع‪ ،‬السيما‪ ،‬في القطاعات الطالبية والشبابية‪،‬‬ ‫التي حتافظ على استمرارية الدم اجلديد‪ ،‬والتوصل مع‬ ‫كل الفئات األخرى املنتجة علما ً وفكرا ً وصناعة وحرفا ً‬ ‫ومهناً‪.‬‬ ‫لذلك نعتبر أن األساس هو في تنفيذ هذا األمر‪،‬‬ ‫الذي يجعلك موجودا ً بكل ما للكلمة من معنى‪،‬‬ ‫والعكس صحيح‪.‬‬ ‫أما السؤال هل أصبح احلزب في املعادلة‬ ‫السياسية في اجلبل ولبنان‪ ،‬فأيضا ً نؤكد على أن‬ ‫حزب «التوحيد العربي»‪ ،‬بات موجودا ً في كل مكان‪،‬‬ ‫ولم تعد حصريته في منطقة جغرافية واحدة‪.‬‬ ‫وستثبت األيام املقبلة صحة رهاننا وإمياننا بهذا‬ ‫الرهان القادر على فرض وجوده‪ ،‬عبر قناعات الناس‬ ‫وأحالمهم املستقبلية‪.‬‬ ‫أخيراً‪ ،‬البد لنا من التوجه لكل الرفقاء الذين‬ ‫ساهموا في إجناح املؤمتر‪ ،‬أعدادا ً وتنظيما ً وحتضيراً‪،‬‬ ‫بالشكر على اجلهود التي بذلوها‪ ،‬والتي ت ّوجت أعمال‬ ‫مؤمترنا بالنجاح‪ .‬كما ندعو عبرهم كل أبناء الوطن‬ ‫واألمة‪ ،‬للتمسك بالثوابت الوطنية التي تخرجنا من‬ ‫صراع الشوارع واملذاهب والقبائل‪ ،‬إلى الصراع لقيام‬ ‫الوطن اجلديد‪ ،‬ومواجهة املشاريع االستعمارية‪،‬‬ ‫والعمل عبر جبهة واحدة إلسقاط عوامل االحتالل‬ ‫والتسلط والفساد‪ ،‬واالرتهان والتبعية‪ .‬عندها فقط‬ ‫يتحقق اخلالص‪ ،‬وينهض الوطن وتقوم األمة إلى عالم‬ ‫الوجود‪ ،‬وإثبات حقها في الصراع من أجل التقدم‬ ‫واحلرية والسيادة‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سالي نوفل‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر لبناني‬

‫«إسرائيل» تناور باالنسحاب‬ ‫من الشطر الشمالي للغجر‬ ‫لم يكن توقيت القرار اإلسرائيلي‬ ‫باالنسحاب من اجلزء الشمالي ملدينة الغجر‪،‬‬ ‫سوى مناورة‪ ،‬خرج بها رئيس احلكومة بنيامني‬ ‫نتنياهو‪ ،‬لتخفيف الضغط الدولي عليه‪،‬‬ ‫مبوضوع جتميد بناء املستوطنات اليهودية‪،‬‬ ‫التي تتع ّثر املفاوضات الفلسطينية –‬ ‫اإلسرائيلية بسببها‪.‬‬ ‫فخروج قوات االحتالل من الشطر اللبناني‬ ‫يتم‬ ‫احملتل منذ العام ‪ ،1978‬كان يجب أن ّ‬ ‫فور صدور القرار ‪ ،1701‬عن مجلس األمن‬ ‫الدولي في ‪ 14‬آب ‪ ،2006‬الذي أوقف األعمال‬ ‫العسكرية‪ ،‬ولم يث ِّبت وقف إطالق النار‪ ،‬وقد‬ ‫طلب أن تنسحب “إسرائيل” أيضا ً من مزارع‬ ‫شبعا وتالل كفرشوبا‪ ،‬إضافة الى األراضي‬ ‫التي قضمتها خارج اخلط األزرق‪ ،‬والتي يوجد‬ ‫خالف حولها‪ ،‬مع لبنان‪.‬‬ ‫فـ “إسرائيل” كانت تضرب بعرض احلائط‬ ‫بالقرارات الدولية‪ ،‬وهي لم تلتزم بها ّ‬ ‫وتنفذها‬ ‫منذ اغتصابها لفلسطني‪ ،‬وفي ما يتع ّلق‬ ‫بلبنان‪ ،‬فهي امتنعت منذ العام ‪ ،1978‬على‬ ‫تنفيذ القرار ‪ ،425‬الذي طالبها باالنسحاب‬ ‫الفوري ودون قيد أو شرط‪ ،‬من األراضي‬ ‫اللبنانية التي اجتاحتها في آذار من العام‬ ‫‪ ،1978‬وكل ما فعلته‪ ،‬أنها أقامت احتالال ً‬ ‫مقنعا ً عبر ميليشيا أقامها العميل سعد‬ ‫حداد‪ ،‬فيما سمي بـ “الشريط احلدودي احملتل”‪،‬‬ ‫أو “اجلدار الطيب” مع الدولة العبرية‪ ،‬التي‬ ‫فتحت حدودها مع لبنان‪ ،‬باجتاه فلسطني‬ ‫احملتلة‪ ،‬وأقفلت في الداخل حدود “دويلة لبنان‬ ‫احلر”‪ ،‬حسب زعمها ورأّست الرائد في اجليش‬ ‫اللبناني سعد حداد عليها‪ ،‬والذي كان يتلقى‬ ‫دعما ً من “اجلهة اللبنانية” املدعومة من‬ ‫كميل شمعون وبيار اجلم ّيل‪.‬‬ ‫فالتجربة مع االنسحاب اإلسرائيلي‬ ‫في العام ‪ ،1978‬تتك ّرر مع اجلزء اللبناني‬ ‫من بلدة الغجر‪ ،‬التي احت ّلت “إسرائيل”‬ ‫شطرها اجلنوبي في العام ‪ ،1967‬وسلختها‬ ‫عن سوريا‪ ،‬ومنحت سكانها اجلنسية‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اإلسرائيلية‪ ،‬وهم مواطنون سوريون‪ ،‬وعندما‬ ‫احتلت “إسرائيل” منطقة جنوب الليطاني‪،‬‬ ‫ملنع صواريخ املقاومة الفلسطينية‬ ‫“كاتيوشا” من السقوط على املستوطنات‬ ‫اليهودية في اجلليل الفلسطيني احملتل‪،‬‬ ‫متدد السكان جغرافيا ً باجتاه األرض اللبنانية‬ ‫ّ‬ ‫وأصبح عددهم حوالي ‪ 1700‬نسمة‪،‬‬ ‫وبنوا عليها منازل وأقاموا مشاريع زراعية‬ ‫وصناعية وجتارية فيها‪ ،‬ولدى انسحاب قوات‬ ‫االحتالل اجلنوب في العام ‪ ،2000‬وترسيم‬ ‫احلدود‪ ،‬كانت الغجر في شطرها الشمالي‪،‬‬ ‫داخل األراضي اللبنانية‪ ،‬ولم يدخلها اجليش‬ ‫اللبناني لبسط سيادة الدولة‪ ،‬وتركها‬ ‫معلقة‪ ،‬بسبب رفض األهالي االلتحاق‬ ‫بلبنان‪ ،‬وهم سوريون يحملون اجلنسية‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬ويرتبطون خدماتيا ً واجتماعيا ً‬ ‫وعائليا ً مع الغجر السورية الواقعة حتت‬ ‫االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وأن تقسيم البلدة‪،‬‬ ‫سيعني انفصال األهالي عن بعضهم‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يرفضونه‪ ،‬ويطالبون بأن تبقى بلدتهم‬ ‫حتت االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬حتى ّ‬ ‫حتل قضية‬ ‫اجلوالن احملتل واألراضي السورية احملتلة‪،‬‬

‫‪12‬‬

‫ألنهم مواطنني سوريني‪.‬‬ ‫وما تطرحه “إسرائيل”‪ ،‬من انسحاب‬ ‫من الغجر‪ ،‬ال يعيد للجزء الشمالي منها‪،‬‬ ‫تقدمه‬ ‫السيادة اللبنانية عليها‪ ،‬بل كل ما ّ‬ ‫تتقدم القوات‬ ‫هو انسحاب لقواتها‪ ،‬على أن‬ ‫ّ‬ ‫الدولية باجتاه البلدة وتنتشر فيها‪ ،‬في حني أن‬ ‫نص على انتشار اجليش اللبناني‬ ‫القرار ‪ّ ،1701‬‬ ‫في األماكن التي تنسحب منها “إسرائيل”‪،‬‬ ‫على أن تؤازره القوات الدولية‪ ،‬وهو ما ترك‬ ‫يتم حتديد‬ ‫الوضع معقداً‪ ،‬السيما وأنه لم ّ‬ ‫مهلة زمنية لالنسحاب‪ ،‬وهو ما يدعو الى‬ ‫االرتياب من القرار‪ ،‬الذي متّ إبالغ األمم املتحدة‬ ‫به‪ ،‬دون تفاصيل‪ ،‬كما أن لبنان لم يتب ّلغ‬ ‫رسميا ً به‪.‬‬ ‫فسكان الغجر يشكلون عقدة دميغرافية‪،‬‬ ‫حتى أن أوساطا ً لبنانية رسمية‪ ،‬وقعت في‬ ‫حيرة من هذا املوضوع‪ ،‬إذ أن الدولة اللبنانية‬ ‫مع استرجاع كل شبر محتل‪ ،‬ال ميكنها قبول‬ ‫سكان غير لبنانيني على أرض لبنانية‪ ،‬يحملون‬ ‫هوية إسرائيلية‪ ،‬مما يضطرها الى طردهم من‬ ‫هذه األرض والتعاطي معهم وكأنهم احتالل‬ ‫مقنّع‪ ،‬وهم استولوا على أرض ليست ملكا ً‬


‫لهم‪ ،‬وال يحملون جنسيتها‪.‬‬ ‫فالقرار اإلسرائيلي‪ ،‬ما هو إال محاولة‬ ‫للهروب من األزمات التي تعيشها “إسرائيل”‪،‬‬ ‫جلهة صورتها في العالم‪ ،‬ألنها تتعاطى‬ ‫بسلبية مع القرارات الدولية‪ ،‬فهي رفضت‬ ‫وقف بناء جدار الفصل العنصري بني الضفة‬ ‫الغربية واألراضي الفلسطينية احملتلة عام‬ ‫وقسمت املدن والقرى‪ ،‬و‬ ‫‪ ،48‬وقضمت‬ ‫أراض ّ‬ ‫ٍ‬ ‫صدر قرار قضائي عن محكمة العدل الدولية‬ ‫في الهاي لهدم اجلدار ولم ّ‬ ‫تنفذه‪ ،‬كما هي‬ ‫لم تتجاوب مع تقرير غولدستون الذي أدانها‬ ‫في جرائم قتل أثناء احلرب على غزة في العام‬ ‫‪ 2008‬و ‪ ،2009‬وهي قتلت ركابا ً على سفينة‬ ‫احلرية التركية التي كانت متوجهة إلى غزة‬ ‫لفك احلصار عنها‪ ،‬ومدها باملواد الغذائية‬ ‫والطبية‪.‬‬ ‫وتبينّ أن هناك رغبة أميركية‪ ،‬وراء القرار‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬تقوم على نزع مب ّرر من املقاومة‬ ‫حول بقاء سالحها‪ ،‬واستمرار وجودها‪ ،‬إذ‬ ‫باالنسحاب من الغجر‪ ،‬وحتت عنوان تنفيذ‬ ‫القرار ‪ ،1701‬فإن ذلك يعطي قوى ‪ 14‬آذار‪،‬‬ ‫ورقة قوية بأن املقاومة الدبلوماسية جنحت‬ ‫في إخراج قوات االحتالل‪ ،‬مما يعني أن ال حاجة‬ ‫للمقاومة العسكرية‪ ،‬وال معنى الستمرار‬ ‫السالح‪ ،‬طاملا ال توجد أرض محتلة‪ ،‬في حني‬ ‫إن املقاومة‪ ،‬تر ّد بأن عملياتها هي التي أخرجت‬ ‫“إسرائيل” من لبنان‪ ،‬ال القرار ‪ 425‬الذي لم‬ ‫ينفذ منذ صدوره في العام ‪ ،1978‬إلى حني‬ ‫فرض املقاومة خروج االحتالل اإلسرائيلي دون‬ ‫قيد أو شرط في ‪ 25‬أيار ‪.2000‬‬ ‫واالنسحاب من الغجر‪ ،‬في جزئها اللبناني‪،‬‬ ‫ال يعني اخلروج من مزارع شبعا وتالل كفر‬ ‫شوبا‪ ،‬وهو ما يعتبره مسؤولون لبنانيون‪،‬‬ ‫بأنه تطبيق استنسابي للقرار ‪ 1701‬الذي‬ ‫لم تتحرك القوات الدولية‪ ،‬وتفرض على‬ ‫“إسرائيل” االنسحاب الفوري من دون قيد أو‬ ‫شرط‪ ،‬وهو التعاطي نفسه الذي تقوم به‬ ‫القوات الدولية مع “إسرائيل”‪ ،‬التي تتم ّلص‬ ‫من القرارات الدولية‪.‬‬ ‫وتعاطى لبنان مع القرار اإلسرائيلي على‬ ‫أنه ليس جدياً‪ ،‬بل عملية متييع وتضييع‬ ‫للوقت وكسبه‪ ،‬وإلهاء اجملتمع الدولي به‪،‬‬ ‫وغض النظر عن ما تقوم به “إسرائيل” من‬ ‫انتهاك للقرارات الدولية وحلقوق اإلنسان‬ ‫في فلسطني احملتلة‪ ،‬كما يهدف أيضا ً إلى‬ ‫زرع شقاق بني اللبنانيني‪ ،‬وهم اخملتلفون على‬

‫موضوع وطني مصيري‪ ،‬يتعلق باملقاومة‬ ‫وسالحها ودورها‪ ،‬حتى في االستراتيجية‬ ‫الدفاعية‪ ،‬حيث ال يرغب فريق ‪ 14‬آذار‪ ،‬أن‬ ‫يكون للمقاومة أي دور فيها‪ ،‬واالكتفاء‬ ‫فقط باجليش اللبناني وسالحه الوحيد الذي‬ ‫تنحصر الشرعية فيه‪ ،‬إضافة إلى امتالك‬ ‫احلكومة اللبنانية لقرار احلرب والسلم دون‬ ‫غيرها‪.‬‬ ‫فالتوقيت اإلسرائيلي لالنسحاب من اجلزء‬ ‫الشمالي من الغجر‪ ،‬جاء أيضا ً في وقت ينتظر‬ ‫اللبنانيون فيه‪ ،‬صدور القرار الظني عن املدعي‬ ‫العام في احملكمة الدولية القاضي دانيال‬ ‫بيلمار‪ ،‬الذي تشير كل التوقعات املسربة في‬ ‫اإلعالم ومن مراكز القرار الدولية‪ ،‬أن االتهام‬ ‫سيتجه نحو عناصر من “حزب اهلل” الذي قرر‬ ‫مواجهته‪ ،‬حيث تستطيع “إسرائيل” وفي‬ ‫هذا الوقت أن تشكل أداة ضغط جديدة على‬

‫‪13‬‬

‫املقاومة‪ ،‬التي ستقع حتت واقع يطالبها بنزع‬ ‫سالحها‪ ،‬مع اخلروج اإلسرائيلي من الغجر‪،‬‬ ‫في وقت يكون القرار الظني قد بدأ بفعل‬ ‫داخلياً‪ ،‬جلهة التداعيات السلبية والفتنوية‬ ‫التي سيتركها‪ ،‬في اإلشارة إلى أن عناصر من‬ ‫احلزب‪ ،‬ومن مواقع قيادية بارزة‪ ،‬هي وراء اغتيال‬ ‫الرئيس رفيق احلريري‪.‬‬ ‫فللمرة الرابعة منذ العام ‪ ،2006‬تعلن‬ ‫“إسرائيل” أنها ستنسحب من الغجر‪،‬‬ ‫ولكنها لم تلتزم بأي موعد‪ ،‬وهو ما ترك‬ ‫املشككني بالقرار يؤكدون أن املناورة‬ ‫اإلسرائيلية مكشوفة‪ ،‬ولبنان لن يقف ضد‬ ‫أي قرار باالنسحاب من أرض لبنانية محتلة‪،‬‬ ‫لكنه ال يعتبره عملياً‪ ،‬إالّ إذا رافق ذلك عودة‬ ‫السيادة اللبنانية إلى كل األراضي احملتلة‪،‬‬ ‫وانتشار اجليش اللبناني عليها‪.‬‬

‫زهير العياش‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر لبناني‬

‫لبنان نقطة ارتكاز أميركية‬ ‫في الصراع على المنطقة‬ ‫منذ أكثر من نصف قرن‪ ،‬والواليات املتحدة‬ ‫األميركية‪ ،‬حتاول وضع يدها على لبنان‪ ،‬وجذبه إلى‬ ‫مشاريعها السياسية في املنطقة‪ ،‬واتخاذه ساحة‬ ‫للعبور منه إلى تنفيذ مخططاتها‪ ،‬وهي تنظر‬ ‫إليه‪ ،‬من موقعه اجليو – سياسي‪ ،‬وليس كبلد فيه‬ ‫موارد طبيعية‪ ،‬لذلك كان االهتمام به‪ ،‬كونه يشكل‬ ‫امليزان في الصراع على املنطقة‪.‬‬ ‫فمنذ أن وطأت أميركا الشرق األدنى‪ ،‬وورثت‬ ‫تركة االستعمار البريطاني والفرنسي‪ ،‬بعد احلرب‬ ‫العاملية الثانية‪ ،‬وقيام حلف الناتو (األطلسي)‬ ‫بقيادتها‪ ،‬ومتركزها في القارة األوروبية‪ ،‬ملواجهة‬ ‫التمدد الشيوعي‪ ،‬واقترابها في منابع النفط عبر‬ ‫تواجدها العسكري في عدد من القواعد العسكرية‬ ‫واملمرات البحرية‪ ،‬كان لبنان حاضرا ً في كل اخلرائط‬ ‫التي رُسمت للمنطقة‪ ،‬ألنه كان يؤثر سياسيا ً‬ ‫وإعالمياً‪ ،‬كما كان يحتضن نشاطا ً سياسيا ً وحزبياً‪،‬‬ ‫ويستقطب قوى وشخصيات سياسية معارضة‬ ‫ألنظمتها‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬أقامت أميركا فيه‪ ،‬في اخلمسينات مركزا ً‬ ‫خملابراتها األميركية‪ ،‬وما ُسمي بالنقطة الرابعة‪،‬‬ ‫مبواجهة املد الشيوعي‪ ،‬مع تنامي احلرب الباردة‪،‬‬ ‫بني القطبني العامليني األميركي والسوفياتي‪ ،‬إذ‬ ‫كان الصراع على أشده في كل دول العالم‪ ،‬بني‬ ‫النظامني الرأسمالي والشيوعي‪ ،‬وق ّررت الواليات‬ ‫املتحدة منع وصول النفوذ السوفياتي إلى املياه‬ ‫الدافئة‪ ،‬واالقتراب من منابع النفط وهي بدأت تقلق‬ ‫من صعود ثورات في العالم العربي‪ ،‬ردا ً على هزمية‬ ‫أنظمة عربية في حرب فلسطني عام ‪ ،1948‬وكانت‬ ‫أولها ثورة الضباط األحرار في العام ‪ 1952‬في مصر‬ ‫التي قادها جمال عبد الناصر ورفاقه‪ ،‬وقبلها ما‬ ‫حصل من انقالبات عسكرية في سوريا بدأت في‬ ‫العام ‪ 1949‬وحملت عنوان استرجاع فلسطني‪.‬‬ ‫لذلك ّ‬ ‫ركزت الواليات املتحدة على العالم العربي‪،‬‬ ‫ومن ضمن استراتيجيتها حماية “إسرائيل”‪ ،‬التي‬ ‫تعتبر قاعدة أميركية متقدمة‪ ،‬وكانت تسمى‬ ‫بـ”مخفر أمامي” حلماية املصالح األميركية‬ ‫واإلمبريالية وفق األدبيات السياسية حلركات اليسار‬ ‫والعروبة في ذلك الزمان‪.‬‬ ‫ولقد نال لبنان نصيبا ً في أن يكون من ضمن‬ ‫الدول التي تصون املصالح األميركية ومنها أن يكون‬ ‫ساحة متقدمة ملكافحة الشيوعية‪ ،‬كما ملواجهة‬ ‫التمدد الوحدوي العربي الذي مثله مشروع الرئيس‬ ‫عبد الناصر الذي طرح فكرة الوحدة العربية‪ ،‬والتي‬ ‫متثلت بقيام الوحدة املصرية – السورية‪ ،‬فيما ُسمي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ّ‬ ‫شكل صعود‬ ‫“اجلمهورية العربية املتحدة”‪ ،‬وقد‬ ‫املشروع القومي الوحدوي ببعده العربي‪ ،‬قلقا ً لدى‬ ‫أميركا التي كانت تبني مشروعا ً إقليميا ً آخر طرحه‬ ‫رئيسها إيزنهاور‪ ،‬أو ما ُسمي حلف بغداد الذي كان‬ ‫يضم تركيا وإيران والعراق ولبنان واألردن‪ ،‬ويحظى‬ ‫بدعم السعودية‪ ،‬في حني كان عبد الناصر يسعى‬ ‫إلى إيقاظ الوحدة العربية ومشروعها القومي‪،‬‬ ‫فجوبه برفض أميركي‪ ،‬ال سيما وأن هذا املشروع‬ ‫كان مبواجهة “إسرائيل”‪ ،‬التي سعت إلى إسقاط‬ ‫احلكم عبد الناصر‪ ،‬وشنّت عدوانا ً ثالثيا ً مع فرنسا‬ ‫وبريطانيا مبا عرف بحرب السويس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شكل لبنان في مشروع إيزنهاور نقطة‬ ‫لقد‬ ‫انطالق‪ ،‬في عهد الرئيس كميل شمعون الذي‬ ‫ارتبط مبعاهدة مع أميركا‪ ،‬وحاول التجديد لرئاسته‪،‬‬ ‫لكن احلظ لم يسعفه‪ ،‬إذ كان املد الناصري يقوى‬ ‫في لبنان‪ ،‬مبواجهة النفوذ األميركي الذي أصيب‬ ‫بنكسة في العراق مع سقوط امللكية‪ ،‬عبر انقالب‬ ‫قاده عبد الكرمي قاسم مدعوما ً من الشيوعيني‬ ‫والعروبيني‪ ،‬مما أربك املشروع األميركي وكسر إحدى‬ ‫حلقاته‪ ،‬الذي انهزم أيضا في لبنان الذي هرع إليه‬ ‫األميركيون‪ ،‬إلنقاذ حليفهم شمعون من ثورة‬ ‫قامت ضده قادتها املعارضة اللبنانية املتحالفة‬ ‫مع عبد الناصر‪ ،‬وكان من رموزها‪ :‬كمال جنبالط‪،‬‬ ‫صائب سالم‪ ،‬صبري حمادة‪ ،‬رشيد كرامي‪ ،‬رينيه‬ ‫معوض‪ ،‬فأرسل الرئيس إيزنهاور األسطول السادس‬ ‫األميركي الذي أنزل جنودا ً أميركيني في لبنان‬ ‫حلماية شمعون من السقوط‪ ،‬وانتهاء ما ُسمي بـ‬ ‫“حلف بغداد”‪ ،‬لكن الثورة كانت أقوى ّ‬ ‫ومتكن عبد‬ ‫الناصر من عقد تسوية مع األميركيني أنهت عهد‬ ‫شمعون وأوصلت قائد اجليش اللواء فؤاد شهاب‬ ‫رئيسا ً للجمهورية‪ ،‬حيث خسر األميركيون نفوذهم‬ ‫في لبنان‪ ،‬لصالح نفوذ عبد الناصر‪ ،‬الذي كان قويا ً‬ ‫في اجليش‪ّ ،‬‬ ‫ومتكن من خالل ما سمي آنذاك املكتب‬

‫‪14‬‬

‫الثاني (اخملابرات) من أن يلقي بقبضته على الوضع‬ ‫السياسي واألمني‪.‬‬ ‫تراجع النفوذ األميركي‪ ،‬لصالح النظام املصري‬ ‫الذي م ّثله في لبنان سفيره عبد احلميد غالب‪،‬‬ ‫وقد تراجع الدور املصري‪ ،‬بعد هزمية حزيران ‪،1967‬‬ ‫لصالح منو حركات يسارية وقومية ووطنية‬ ‫متدد احلضور السوفياتي في املنطقة‪،‬‬ ‫راديكالية‪ ،‬مع ّ‬ ‫وارتفاع أصوات تطالب بإسقاط األنظمة الرجعية‬ ‫العربية‪ ،‬التي أ ّدت إلى النكسة‪ ،‬وقد استفاد اليمني‬ ‫اللبناني من تضعضع الوضع العربي‪ ،‬فحاول‬ ‫التقدم عبر “احللف الثالثي” وهو حتالف ماروني‪،‬‬ ‫رفع شعارات ضد سلطة املكتب الثاني والنهج‬ ‫ّ‬ ‫ومتكن في حالة عاطفية‬ ‫الشهابي في احلكم‪،‬‬ ‫في انتخابات ‪ ،1968‬من أن يفوز بأكثرية املقاعد‬ ‫النيابية‪ ،‬السيما املسيحية منها‪ ،‬فأسس هذا‬ ‫الفوز‪ ،‬الصطدام باملقاومة الفلسطينية التي‬ ‫كانت بدأت تعمل من حدود لبنان باجتاه “إسرائيل”‪،‬‬ ‫شجع عليها وزير‬ ‫فدخل لبنان في الفوضى‪ ،‬التي ّ‬ ‫اخلارجية األميركية األسبق هنري كيسنجر الذي‬ ‫طرح مشروع تقسيم املنطقة ولبنان من ضمنها‪،‬‬ ‫وهو ما دغدغ الشعور املسيحي بالعودة إلى النفوذ‬ ‫الغربي كمشروع حماية للمسيحيني الذين ُوضعوا‬ ‫ّ‬ ‫وغذت “إسرائيل” هذا‬ ‫مبواجهة الفلسطينيني‪،‬‬ ‫التوجه ألنها تبعد العمل الفلسطيني املسلح عن‬ ‫حدودها‪ ،‬بإثارة الفتنة بني الفلسطينيني‪ ،‬واحللف‬ ‫الثالثي املاروني‪ ،‬الذي خرج منه فيما بعد العميد‬ ‫رميون اده‪ ،‬بعد أن أدرك اخملطط األميركي بتقسيم‬ ‫لبنان وتوطني الفلسطينيني الذين حاربوا أيضا ملنع‬ ‫توطينهم ومتكينهم من حق العودة‪.‬‬ ‫لعب املشروع األميركي في لبنان فأشعل فيه‬ ‫احلرب األهلية‪ ،‬وجنح في ذلك‪ ،‬وسعى إلى ترحيل‬ ‫املسيحيني‪ ،‬فتصدى له الرئيس الراحل سليمان‬ ‫فرجنية‪ ،‬عندما نقل إليه املبعوث األميركي دين براون‬


‫مشروع نقل املسيحيني بالبواخر إلى أوروبا وأميركا‬ ‫ودول أخرى‪ ،‬وتدخلت سوريا ملنع تقسيم لبنان‪،‬‬ ‫وأجبرت اللبنانيني بالقوة العسكرية وقف احلرب‪،‬‬ ‫وفرضت على الفلسطينيني التزام اخمليمات‪ ،‬لكن‬ ‫زيارة الرئيس املصري أنور السادات إلى “إسرائيل”‬ ‫وطرح مبادرة سالم على قادتها‪ ،‬أعاد تفجير الوضع‬ ‫في لبنان منتصف ‪ ،1978‬كما مت إشعال الفتنة‬ ‫في العام ‪ ،1975‬لتغطية مفاوضات كانت جتري بني‬ ‫النظام املصري و”إسرائيل” بإشراف أميركي‪ ،‬فأعيد‬ ‫جتديد احلرب من جديد‪ ،‬وقد شعر حزب الكتائب أن‬ ‫حتالفه مع الرئيس السادات‪ ،‬سوف يعطيه القوة‬ ‫داخل لبنان‪ ،‬فتعاون مع النظام املصري لتمرير‬ ‫اتفاقية كامب دايفيد‪ ،‬بعد أن أعلن بشير اجلميل‪،‬‬ ‫وكان أصبح قائدا ً عسكريا ً للكتائب‪ ،‬أنه إذا ما وصل‬ ‫إلى رئاسة اجلمهورية سيوقع صلحا ً مع العدو‬ ‫اإلسرائيلي‪ ،‬ويجب أن تتم مساعدته بإخراج القوات‬ ‫السورية من لبنان‪ ،‬ونزع السالح الفلسطيني‪،‬‬ ‫وقد القت مبادرة اجلم ّيل قبوال ً أميركيا ً وإسرائيليا ً‬ ‫وتأييدا ً مصريا ً ومن بعض الدول العربية التي ال متانع‬ ‫من إقامة سالم مع “إسرائيل”‪.‬‬ ‫وحد‬ ‫وهكذا بدأ قائد “القوات اللبنانية” بعد أن ّ‬ ‫ما ُسمي بـ” البندقية املسيحية”‪ ،‬وألغى التعددية‬ ‫العسكرية واحلزبية‪ ،‬مبا سماه حترير املناطق‬ ‫الشرقية من الوجود العسكري السوري‪ ،‬فكانت‬ ‫معارك األشرفية والفياضية‪ ،‬وجنح بقرار عربي‬ ‫بإخراج القوات السورية من بعض املناطق ذات‬ ‫الكثافة املسيحية ليحكم قبضته العسكرية‬ ‫عليها‪ ،‬وحاول ان يوسع “كانتونه املسيحي” بربطه‬ ‫جغرافيا ً مبناطق األطراف املسيحية‪ ،‬فكانت‬ ‫معارك زحلة التي ُهزم فيها‪ ،‬وكان بذلك ميهّ د‬ ‫ملالقاة اجتياح إسرائيلي في العام ‪ 1982‬يجتاز نهر‬ ‫الليطاني شماالً‪ ،‬بعد أن توقف في العام ‪ 1978‬عند‬ ‫حدود الليطاني‪ ،‬ونشر فيه ميليشيا تابعة لسعد‬ ‫حداد الذي أرسله كميل شمعون ملساعدة االحتالل‬ ‫اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫حصل اجتياح ‪ ،1982‬واغتيل بشير وخلفه أمني‬ ‫الذي حضرت القوات املتعددة اجلنسيات حلماية عهد‬ ‫اجلم ّيل الشقيق‪ ،‬وفرض اتفاق سالم مع “إسرائيل”‪،‬‬ ‫تصدت له‬ ‫ُعرف باتفاق ‪ 17‬أيار‪ ،‬لكن القوى الوطنية‬ ‫ّ‬ ‫وأسقطته‪ ،‬مع تصاعد في عمليات املقاومة التي‬ ‫أخرجت االحتالل اإلسرائيلي من العاصمة واجلبل‬ ‫وأجزاء كبرى من اجلنوب‪ ،‬وتدمير مقرات “املارينز”‬ ‫والوحدة الفرنسية‪ ،‬مما دفع القوات األطلسية إلى‬ ‫مغادرة لبنان‪ ،‬بعد أن فشلت املدمرة “نيوجرسي”‬ ‫من أن حتقق أهدافها في احلرب الداخلية‪ ،‬وهكذا‬ ‫انهار حكم اجلم ّيل الذي ُفرض عليه إلغاء اتفاق ‪17‬‬ ‫أيار‪ ،‬كما وافق على حكومة وحدة وطنية‪ ،‬لكنه متنّع‬ ‫عن حتقيق إصالحات سياسية‪ ،‬وخرج األميركيون‬ ‫من لبنان‪ ،‬الذي احتضن املقاومة‪ ،‬وتكامل مع‬ ‫محيطه الطبيعي مع سوريا التي جنحت في‬ ‫إفشال املشروع األميركي‪ّ ،‬‬ ‫ومتكنت القوى الوطنية‬ ‫من فرض اإلصالحات السياسية في اتفاق الطائف‬ ‫الذي أوقف احلرب األهلية‪ ،‬وسعت أميركا أن حتضر‬

‫عبر مباركته‪ ،‬وس ّلمت لسوريا بأن ترعى تطبيقه‪،‬‬ ‫فأرست السلم األهلي وح ّلت امليليشيات‪ ،‬وأبقت‬ ‫على املقاومة وسالحها بالرغم من اعتراض أميركي‬ ‫وإسرائيلي وتساؤالت داخلية لبنانية‪ ،‬فكان الرد‬ ‫على ذلك‪ ،‬أن املقاومة ليست ميليشيا وسالحها‬ ‫للتحرير‪ ،‬وقد ّ‬ ‫متكنت هذه املقاومة من إجناز التحرير‬ ‫بعد ثالث اعتداءات على لبنان في أعوام ‪ 1993‬و‬ ‫‪ 1996‬و ‪ ،1998‬فكان احلصاد في ‪ 25‬أيار ‪.2000‬‬ ‫فبعد التحرير‪ ،‬تغ ّير وجه لبنان الذي أصبح‬ ‫مقاوما ً بامتياز‪ ،‬وهو ما أزعج دول عربية إضافة الى‬ ‫“إسرائيل” وأميركا‪ ،‬وبدأ العمل على إنهاء املقاومة‬ ‫حتت عنوان‪ ،‬إنها لم تعد لها حاجة وضرورة‪ ،‬بعد أن‬ ‫متّ انسحاب “إسرائيل”‪ ،‬لكن املقاومة ربطت وجودها‬ ‫أراض محتلة في مزارع شبعا‬ ‫بتحرير ما تبقى من ٍ‬ ‫وتالل كفرشوبا واجلزء الشمالي من مدينة الغجر‪،‬‬ ‫وعودة األسرى األحياء وإعادة جثامني الشهداء‬ ‫منهم‪ ،‬إضافة الى أن على الدولة اللبنانية‬ ‫االستفادة من املقاومة كقوة ردع تضاف الى جهد‬ ‫اجليش في الدفاع عن لبنان‪.‬‬ ‫لكن بعض األطراف اللبنانية التي ارتبطت‬ ‫صعدت ضد املقاومة‪ ،‬ورأت‬ ‫باملشروع األميركي‪ّ ،‬‬ ‫أن نزع سالحها‪ ،‬يبدأ بإخراج القوات السورية من‬ ‫ّ‬ ‫تشكل مظلة حماية لها سياسيا ً‬ ‫لبنان‪ ،‬والتي‬ ‫وعسكرياً‪ ،‬فكان التركيز على الوجود العسكري‬ ‫السوري‪ ،‬كممر إجباري للوصول الى املقاومة‪ ،‬وقد‬ ‫زاد تصعيد هذه األطراف بعد االحتالل األميركي‬ ‫للعراق‪ ،‬والتصق هؤالء أكثر باإلدارة األميركية‪ّ ،‬‬ ‫ومتكن‬ ‫البطريرك نصر اهلل صفير من إنشاء “لقاء قرنة‬ ‫شهوان” وكان هدفه الوجود العسكري السوري‪،‬‬ ‫واملطالبة بإخراجه‪ ،‬وقد القاه في ذلك النائب وليد‬ ‫جنبالط وفي مرحلة الحقة الرئيس رفيق احلريري‪،‬‬ ‫حيث كشف كتاب “سر الرؤساء” عن معرفة األخير‬ ‫بالقرار ‪ ،1559‬الذي صنعه الرئيسان األميركي جورج‬ ‫بوش والفرنسي جاك شيراك‪ ،‬حيث تبينّ من مضمون‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬إن االتفاق األميركي – الفرنسي‪ّ ،‬‬ ‫شكل‬ ‫غطا ًء لقوى داخلية لبنانية للهجوم على سوريا‬ ‫واملقاومة وقد طلب القرار بخروج اجليش السوري‬ ‫وحل امليليشيات ونزع سالحها‪.‬‬ ‫هذا املشروع األميركي – الفرنسي‪ ،‬ن ُّفذ باغتيال‬ ‫الرئيس احلريري‪ ،‬ألنه من دون مثل هذا احلدث‪ ،‬ال ميكن‬ ‫تطبيق القرار ‪ ،1559‬ودخل لبنان منذ العام ‪،2005‬‬ ‫حتت الوصاية األميركية‪ ،‬ومتّ إنشاء احملكمة الدولية‪،‬‬ ‫كأداة تنفيذ حملاكمة قتلة احلريري‪ ،‬و ُوجه االتهام‬ ‫نحو سوريا ونظامها األمني في لبنان باشتراك مع‬ ‫قادة األجهزة األمنية اللبنانية‪ ،‬وبعد أربع سنوات‬

‫‪15‬‬

‫من التحقيقات الدولية‪ ،‬أُخرجت سوريا من االتهام‪،‬‬ ‫بعد أن بدأ النفوذ األميركي يتراجع لصالح مشروع‬ ‫املقاومة املتحالف مع سوريا وإيران‪ ،‬والذي تبينّ أن ال‬ ‫صحة لالتهام الذي وصفه سعد احلريري بالسياسي‪،‬‬ ‫وشهود الزور باملضللني‪ ،‬وقد بدأت صدقية احملكمة‬ ‫تسقط‪ ،‬وهو ما دفع باإلدارة األميركية و”إسرائيل”‬ ‫الى أن تستعجل إنقاذ احملكمة والتحقيق‪ ،‬ومتّ‬ ‫توجيه االتهام الى “حزب اهلل”‪ ،‬وتسريب معلومات‬ ‫عن إشتراك عناصر من احلزب باجلرمية‪ ،‬وأنه من‬ ‫خالل هذا االتهام يتم الوصول الى املقاومة الذي‬ ‫يتهم القرار كما ُس ّرب مصطفى بدر الدين‪ ،‬وهو‬ ‫من قياديي املقاومة‪ ،‬وعلى صلة قرابة مع الشهيد‬ ‫عماد مغنية‪ ،‬وأنه من خالل هذا االتهام يتم الوصول‬ ‫الى قياديني آخرين ليوجه االتهام الى قائد املقاومة‬ ‫السيد حسن نصر اهلل‪ ،‬حيث كشفت املعلومات‬ ‫أن حوالي ‪ 160‬شخصا ً من “حزب اهلل” متّ حتضير‬ ‫ملفاتهم في احملكمة الستدعائهم أمامها‪ ،‬وهو‬ ‫ما ترفضه قيادة “حزب اهلل” التي ق ّررت الدفاع عن‬ ‫حتدث عنه رئيس األركان‬ ‫نفسها‪ ،‬بوجه قرار مفبرك‪ّ ،‬‬ ‫اإلسرائيلي غابي أشكينازي‪ ،‬وأبلغه وزير اخلارجية‬ ‫الفرنسي برنار كوشنير ورئيس جلنة الشؤون‬ ‫اخلارجية في الكونغرس األميركي جون كيري الى‬ ‫مسؤولني لبنانيني‪ ،‬وكل منهما أشار الى عناصر‬ ‫من احلزب‪ ،‬ويبدو أن أميركا تريد من احملكمة أن‬ ‫تكون أداة تنفيذية ضد املقاومة‪ ،‬وقد قامت اإلدارة‬ ‫األميركية بتقدمي عشرة ماليني دوالر لتمويلها‪،‬‬ ‫التي أعلن رئيسها أنطوني كاسيزي أن املدعي‬ ‫العام دانيال بيلمار سيصدر القرار في كانون األول‪،‬‬ ‫وهو ما فرض سباقا ً بني صدور القرار وحل قضية‬ ‫تهدد الوضع الداخلي‪ ،‬ألن‬ ‫شهود الزور التي باتت ّ‬ ‫على النتيجة التي سترسو عليها‪ ،‬سيتقرر وضع‬ ‫يتهدد االستقرار‪.‬‬ ‫احلكومة‪ ،‬إضافة الى ما قد‬ ‫ّ‬ ‫إن أميركا التي خسرت لبنان في مشروعها‬ ‫للشرق األوسط‪ ،‬حتاول أن تستعيده‪ ،‬فجاء جيفري‬ ‫فيلتمان لدعم “لقاء قرنة شهوان” في اجتماع‬ ‫بكركي الذي أصدر بياناً‪ ،‬فتح معركة مع املقاومة‪،‬‬ ‫كما أن الرئيس احلريري‪ ،‬طلب من فريقه الصمود‬ ‫حتى صدور القرار الظني الذي ميكن التفاوض مع‬ ‫“حزب اهلل” عليه‪ ،‬بنزع سالح املقاومة‪ ،‬وهو ما تريده‬ ‫أميركا‪ ،‬وهذا ما يرفضه احلزب الذي ق ّرر الدفاع عن‬ ‫نفسه‪ ،‬ومواجهة كل اإلحتماالت‪ ،‬ومنها التحرك‬ ‫امليداني واحلسم السريع ملنع إشعال الفتنة وزج‬ ‫املقاومة فيها‪.‬‬

‫انطوان خير اهلل‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫عون يأخذ قراره بنفسه وال أحد يملي إرادته عليه‬

‫ناجي غاريوس لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫زيارته لفرنسا إلبعاد شبح الفتنة عن لبنان‬ ‫مثلما كان قيام الزيارة متعثرا ً الى فرنسا وأثار الكثير من‬ ‫اجلدل بني محاولة إلغاءها أو إرجاءها بالضغط على املقربني‬ ‫من الرئيس الفرنسي نيكوال ساركوزي‪ ،‬إال أنها جرت أخيراً‪،‬‬ ‫وزار الرئيس العماد عون باريس بعد قطيعة فرنسية دامت ‪5‬‬ ‫سنوات‪ .‬واملتابعة احلثيثة لهذه الزيارة واالنطباع الذي تركته‬ ‫لدى الرئيس ساركوزي واملسؤولني الفرنسيني أثبت جناحها‬ ‫شكالً ومضموناً‪ ،‬كما أثبت من جديد وضوح تفكير رئيس‬ ‫“تكنل التغيير واإلصالح” العماد عون ملا يجري في لبنان‬ ‫ومحاولة البعض إثارة الفتنة فيه‪ ،‬والتي أتت الزيارة إلبعاد‬ ‫شبحها عن لبنان‪ ،‬ودرئه عن األخطار احملدقة به من اخلارج‪.‬‬ ‫من هنا كان توقيت الزيارة‪ ،‬واألمور التي ّ‬ ‫ركز خاللها العماد‬ ‫عون‪ ،‬ونتائجها واالنطباع الذي تركته لدى الرئيس ساركوزي‬ ‫واملسؤولني الفرنسيني‪ ،‬وغيرها من األمور‪ ،‬كانت محور لقاءنا‬ ‫مع عضو “تكتل التغيير واإلصالح” النائب ناجي غاريوس في‬ ‫حوار هنا نصه‪:‬‬

‫بعد قطيعة فرنسية مع الرئيس العماد ميشال عون وُجهت دعوة‬ ‫رسمية له‪ ،‬في أي إطار تضعون هذه الدعوة والزيارة‪ ،‬وملاذا في هذا‬ ‫التوقيت بالذات؟ وما الهدف منها وعلى ماذا ّ‬ ‫ركز العماد عون في‬ ‫مناقشاته مع املسؤولني الفرنسيني ومباذا عاد؟‬ ‫اللقاء الذي حصل في فرنسا كان مم ّيزا ً بتوقيته نظرا ً لتاريخ العالقة‬ ‫بني لبنان وفرنسا‪ ،‬وخصوصا ً بني األخيرة والعماد عون حيث مكث فيها‬ ‫أكثر من ‪ 15‬عاماً‪ ،‬وكان لهذه الزيارة طابع شخصي‪ ،‬مت ّثل بطبع شخص‬ ‫العماد عون الذي لم يذهب الى فرنسا إلمالء إرادته على الفرنسيني‪ ،‬بل‬ ‫ذهب إليها بخبرته الطويلة بالفرنسيني‪ ،‬وبأوضاع لبنان التي مارسها‬ ‫منذ أن كان ضابطا ً صغيرا ً مرورا ً مبنصب رئيس مجلس الوزراء ووصوال ً‬ ‫الى كونه زعيم لبناني يؤثر في اتخاذ القرارات السياسية‪ ،‬وبالرغم‬ ‫من األقاويل التي وصفته بزعيم مسيحي إال أنه لم يتك ّلم يوما ً عن‬ ‫املسيحيني إال ضمن مجموعة لبنانية موحدة ما يدل على أنه زعيم‬ ‫لبناني وليس زعيم طائفة معينة‪.‬‬ ‫أما هدف الزيارة كان لتوضيح بعض األمور‪ ،‬ليس كما ينظر إليها‬ ‫العماد عون بل كما هي موجودة‪ ،‬ما يعني أن الرئيس ساركوزي عندما‬ ‫طلب من وزير خارجيته أن يدعو العماد عون لزيارة فرنسا‪ ،‬لم يدعه‬ ‫بهدف رؤيته بل ليستمع إليه‪ ،‬فكانت الزيارة تسجيل للموقف‬ ‫اللبناني الصرف الذي أتخذه العماد ميشال عون‪ ،‬ولم يذهب للدفاع‬ ‫عن أحد‪ ،‬أو ليقدم شكوى عن أحد ما‪ ،‬بل ذهب للدفاع عن الوجود‬ ‫اللبناني ككل‪ ،‬وبكل أطرافه‪ ،‬هذه األمور كانت أهم شيئ في اللقاء‪،‬‬ ‫وهذا ما ّ‬ ‫أكده الرئيس ساركوزي بأن زيارة العماد عون أتت في سبيل‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫إبعاد الفتنة عن لبنان‪ ،‬واستدامة الوئام فيه‪ُ ،‬‬ ‫وطرح العديد من‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وتشكر العماد عون فرنسا حكومة وشعبا وعبر الرئيس‬ ‫األسئلة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ساركوزي‪ ،‬ولو جاء هذا الشكر متأخرا (أي بعد ‪ 5‬سنوات من عودته‬ ‫من فرنسا)‪ ،‬على االستضافة التي أواله إياها الفرنسيني خالل وجوده‬ ‫في املنفى في فرنسا‪ ،‬متأسفا ً على الرئيس الفرنسي السابق جاك‬ ‫شيراك الذي رفض طلب الزيارة‪ ،‬ما أ ّثر كثيرا ً بالرئيس ساركوزي الذي‬ ‫بادره باألسئلة حول عدة مواضيع أولها موضوع العالقة مع إيران‪،‬‬ ‫وانطباعات العماد عون من بعد أربع سنوات من التعاون مع “حزب‬ ‫اهلل”‪ ،‬أي منذ توقيع ورقة التفاهم مع “حزب اهلل”‪ ،‬وما هو رأيه بحفاوة‬ ‫استقبال اللبنانيني للرئيس محمود أحمدي جناد أثناء زيارته الى لبنان‪،‬‬ ‫وما هو رأيه باحملكمة الدولية اخلاصة بلبنان‪ ،‬فجاءت أجوبة العماد‬ ‫عون على الشكل التالي‪:‬‬ ‫فيما يتعلق بالسؤال عن عالقة العماد عون بـ “حزب اهلل”‪ّ ،‬‬ ‫أكد العماد‬ ‫عون للرئيس ساركوزي أن “حزب اهلل” ليس إرهابيا ً بل هو يضم لبنانيني‪،‬‬ ‫وسبب وجودهم حلمل السالح هو نتيجة االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وقبل هذا‬ ‫االحتالل سنة ‪ 1982‬لم يكن هناك ما يسمى “حزب اهلل”‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫طبيعي أن يدافع اإلنسان عن حاله إذا تعدى أحد ما عليه‪ ،‬وشبه العماد‬ ‫واقع “حزب اهلل” بواقع املقاومة في فرنسا عندما احتلتها أملانيا‪ ،‬وما‬ ‫أن ينسحب االحتالل فنحن موكلون باالستراتيجية الدفاعية‪ ،‬ونحن‬ ‫عندما وقعنا ورقة التفاهم مع “حزب اهلل”‪ ،‬لم نقم به ضد أي فريق‬ ‫آخر بل دعونا اجلميع للمشاركة في احللف الذي دعيت إليه أثناء وجودي‬

‫‪16‬‬


‫في فرنسا ولكنهم لم يرغبوا بذلك‪ ،‬هذا في ما يتع ّلق‬ ‫اهلل” وسالحه‪.‬‬ ‫أما في موضوع احملكمة الدولية‪ّ ،‬‬ ‫أكد العماد عون‬ ‫للرئيس ساركوزي بأنه مع احملكمة الدولية وإظهار‬ ‫احلقيقة‪ ،‬ولكنه يرفض مسار احملكمة غير السليم‬ ‫والبرهان هو التسريبات اإلعالمية‪ ،‬والتغييرات‬ ‫واالستقاالت التي جرت ضمن احملكمة ألن كل من‬ ‫“إسرائيل” وأميركا جربت أن يضغطا من خالل‬ ‫مجلس األمن على الذين كانوا في احملكمة‬ ‫الدولية ما اضطرهم لالستقالة‪ ،‬هذه احملكمة‬ ‫ثم “حزب اهلل”‬ ‫التي اتهمت في البداية سوريا ّ‬ ‫من خالل عناصر منضبطة أو غير منضبطة‪،‬‬ ‫ما جعلنا نقول إنه بوجود شهود زور أدوا الى‬ ‫سجن أربعة ضباط نطلب منكم محاكمة‬ ‫شهود الزور‪ ،‬ومعرفة َمن فبركهم و َمن‬ ‫وراءهم و َمن م ّولهم‪ .‬وتساءل عون ملاذا‬ ‫أحالوا ملف اغتيال الرئيس احلريري الى‬ ‫القضاء الدولي وليس الى القضاء‬ ‫اللبناني بالرغم من أن القضية أحيلت‬ ‫الى اجمللس العدلي‪ ،‬الذي كان لديه‬ ‫كل الصالحيات جللب شهود الزور‬ ‫والتحقيق معهم‪ ،‬ملاذا تنحى القضاء‬ ‫اللبناني في قضية الشهيد احلريري الذي هو‬ ‫في النهاية لبناني‪ ،‬ما ّ‬ ‫يدل أن هناك تقصير في هذا األمر‬ ‫وبالتالي يدل على وجود أمر أكبر وراء ذلك‪ ،‬فهم ال يفتشون عن احلقيقة‬ ‫وال عن العدالة بل يبحثون لألخذ بالثأر أو يبحثون عن شيئ ما أبعد من‬ ‫اغتيال احلريري أال وهو اغتيال لبنان بالكامل حكومة وشعبا ً واستباحة‬ ‫أرضه‪ ،‬وهنا أريد التأكيد على أن الكالم الذي أدلى به العماد عون في‬ ‫فرنسا هو نفسه الذي أدلى ويدلي به أمام كل اللبنانيني‪،‬‬ ‫فالعماد عون كان واضحا ً في تفكيره‪ ،‬ولديه‬ ‫احللول وطلب من الرئيس ساركوزي الذي‬ ‫ّ‬ ‫أكد تعاونه مع كل األفرقاء السياسيني‬ ‫في لبنان دون متايز‪ ،‬بالعمل على جتميد‬ ‫احملكمة الدولية ريثما يستدعي القضاء‬ ‫اللبناني شهود الزور ويحاكمهم هذا هو‬ ‫احلل السليم‪ ،‬ونحن ال ننكر احملكمة الدولية‬ ‫وبالتالي ال ميكننا أن ننكر وظيفة القضاء‬ ‫اللبناني‪.‬‬ ‫أما في ما يتعلق بزيارة الرئيس أحمدي جناد‬ ‫الى لبنان‪ّ ،‬‬ ‫أكد العماد عون للرئيس ساركوزي‬ ‫أن الزيارة جاءت تلبية لدعودة الرئيس ميشال‬ ‫سليمان عندما زار اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية‪،‬‬ ‫وفيما يتع ّلق باحلفاوة التي استقبل بها فهي تعود‬ ‫الى طبيعة الشعب اللبناني املضياف‪ ،‬والبرهان على‬ ‫ذلك أن الرئيس أحمدي جناد لم يقم بزيارة الرابية بل‬ ‫التقى بكافة األفرقاء السياسيني‪ ،‬وهنا سأل ساركوزي‬ ‫عن سبب إطالق الرئيس أحمدي جناد التهديد بالقضاء‬ ‫على “إسرائيل”‪ ،‬فكان رد العماد عون أن الرئيس أحمدي‬ ‫يهدد وال ينفذ‪ ،‬ولكن اإلسرائيليني يطلقون الكالم‬ ‫جناد ّ‬ ‫املعسول وعند التنفيذ تستبيح كل احلقوق اإلنسانية‬ ‫ملحقة دمارا ً وقتال ً بالنساء واألطفال املدنيني إن كان في‬ ‫لبنان أو في غزة‪.‬‬ ‫سئل العماد عون عن قصة مسيحيي الشرق‪ ،‬وجاء ر ّده بأن ما‬ ‫كما ُ‬ ‫بـ “حزب‬

‫يحصل في العراق وفي فلسطني من هجرة وقتل للمسيحيني يثير‬ ‫القلق‪ ،‬كما سأل الرئيس ساركوزي العماد عون عن القوات الفرنسية‬ ‫ّ‬ ‫مؤكدا ً بأنهم في‬ ‫في اليونيفل فأجابه العماد عون‬ ‫حمايتنا ولدينا كافة االستعداد للتعاون‬ ‫بني اجليش والشعب اللبناني من جهة‬ ‫والقوات الدولية من جهة ثانية وخصوصا ً‬ ‫مع الفرنسيني ألن التجربة معهم كانت‬ ‫جيدة‪.‬‬ ‫وختم العماد ميشال عون زيارته بلقاء‬ ‫اجلالية اللبنانية‪ .‬وبكلمة الزيارة كانت مم ّيزة‬ ‫شكال ً ومضموناً‪.‬‬ ‫ما هو االنطباع الذي تركته هذه الزيارة لدى‬ ‫الرئيس ساركوزي؟‬ ‫لقد تركت هذه الزيارة انطباعا ً هاما ً لدى‬ ‫ساركوزي‪ ،‬وهو أنه ألول مرة يسمع كالما ً مغايرا ً‬ ‫للذي كان يسمعه الفرنسيون‪ ،‬وقد جاء شكر‬ ‫الرئيس ساركوزي على االنفتاح الذي أ ّداه جتاه‬ ‫اللبنانيني كافة وليس جتاه فريق الـ ‪ 14‬من آذار‪،‬‬ ‫وهنا أريد أن ألفت الى أن الزيارة كانت مق ّررة قبل‬ ‫شهر ولكن بعض الفرقاء ذهبوا الى فرنسا‪ ،‬وحاولوا‬ ‫من خالل فيلتمنان التأثير على املقربني من ساركوزي‬ ‫إللغاء الزيارة إالّ أن الرئيس ساركوزي رفض إلغاءها‬ ‫وأرجأها الى ذلك الوقت‪ ،‬االنطباع الذي تركته الزيارة‬ ‫سر بكل سهولة بزيارة السفير‬ ‫لدى الرئيس ساركوزي ُف ّ‬ ‫الفرنسي في لبنان للرابية حامال ً رسالة من الرئيس‬ ‫ساركوزي تقول بأن الرئيس ساركوزي تب ّلغ جيدا ً ما طرحه‬ ‫العماد عون في فرنسا وأخذه بعني االعتبار بحيث أن الكالم كان كالما ً‬ ‫يعبر عن كل اللبنانيني‪ ،‬وهذا أيضا ً كان كالم رئيس‬ ‫مجلس النواب الفرنسي وجلنة العالقات اخلارجية‬ ‫في مجلس النواب ورئيس “السينا” وما ع ّبرت عنه‬ ‫الصحف الفرنسية والعربية في فرنسا‪.‬‬ ‫التقى العماد عون الرئيس الفرنسي‬ ‫ساركوزي‪ ،‬هل من مبادرة فرنسية جتاه لبنان‬ ‫السيما وأن كالماً صدر عن وزير اخلارجية‬ ‫الفرنسي السابق برنار كوشنير حول اتصاالت‬ ‫بشأن طائف ‪2‬؟‬ ‫تتم‬ ‫يأت اجلانبان على ذكر ذلك ألنها لم ّ‬ ‫لم ِ‬ ‫مبوافقة الرئيس ساركوزي‪.‬‬ ‫هل تفتش فرنسا عن دور لها في لبنان؟‬ ‫لفرنسا دور كبير في لبنان‪ ،‬وهنا كان‬ ‫مداخلة للعماد عون من رئيس اجلمهورية‬ ‫الفرنسية للصحافيني بقوله إن أوروبا‬ ‫تاريخيا ً تعرف وتتعاطى عبر املتوسط‬ ‫بقضايا املنطقة العربية أكثر بكثير‬ ‫من غير دول‪ ،‬وهي تتفهم املواضيع‬ ‫العربية والشرق أوسطية أكثر بكثير‬ ‫من أميركا‪ ،‬وباألخص فرنسا التي هي‬ ‫ضالعة ومتفهمة لألمور اللبنانية‬ ‫أكثر من أي دولة أخرى ولديها اجلرأة‬ ‫للتعبير عن سياستها عبر األجيال بأن لفرنسا‬ ‫الساركوزية دور كبير في التعاطي بالقضايا اللبنانية ألنه‬ ‫يتواصل مع جميع األفرقاء وال ميلك سياسة سلف شيراك األحادية‬ ‫اجلانب‪ ،‬ما جعل األمور تتفاقم في لبنان‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬ ‫هل تعتقد أن سياسة فرنسا بعيدة عن السياسة األميركية أو‬ ‫متمايزة عنها أم متطابقة؟‬ ‫أعتقد أن األمور بني الدول تتعدى قضية لبنان‪ ،‬فالدول الكبيرة‬ ‫حساباتها تختلف عن تلك الصغيرة‪ ،‬ونحن كلبنانيني ال ميكننا‬ ‫تفسيرها‪ ،‬وميكننا القول أن مصالح الدول الكبيرة ال تتفق مع مصالح‬ ‫الدول الصغيرة‪ ،‬ولبنان من بني الدول الصغيرة‪ ،‬ومن هنا يجب التعاون‬ ‫فيما بيننا لتخدمنا الدول الكبرى‪ ،‬أما اليوم مع وجود هذا التشرذم‪،‬‬ ‫فإن الدول تعمل على مساعدتنا بطريقة تخدم مصاحلنا اخلاصة‬ ‫عبر فئات من لبنان‪ ،‬وكل منطقة وطائفة تتعلق بدولة ما يؤدي الى‬ ‫تقسيم لبنان الى دويالت‪ ،‬أما بالنسبة للفرنسيني فساركوزي يسعى‬ ‫إليجاد موقع سياسي متمايز عن السياسة األميركية بشكل يعطي‬ ‫رأيه من بعد االستماع‪ ،‬يكون منسجما ً مع السياسة األميركية‪.‬‬ ‫هل بحث العماد عون موضوع العميد فايز كرم مع ساركوزي‪،‬‬ ‫وهل من معلومات حول هذا املوضوع؟‬ ‫لم يتم التطرأ الى هذا املوضوع مع‬ ‫الفرنسيني‪ ،‬وعندما عاد الى لبنان‬ ‫وجد أن قضية العميد كرم أحرزت‬ ‫تقدما ً ملموساً‪ ،‬وظهرت أنها‬ ‫مس ّيسة واملستهدف فيها “تكتل‬ ‫التغيير واإلصالح” وعلى رأسه‬ ‫العماد ميشال عون‪ ،‬وثانيا ً تبينّ أنه من‬ ‫بعد التحقيق الذي جرى مع محاميه‬ ‫عندما خرج من فرع املعلومات تبينّ أن‬ ‫العميد كرم متّ الضغط عليه نفسيا ً‬ ‫وجسديا ً ليعترف بتعامله مع “إسرائيل”‪،‬‬ ‫والقضاء في أول جلسة سيبرهن الكثير‬ ‫من األمور وهذا ما جعل العماد عون يقول‬ ‫بأن العميد كرم بريء‪.‬‬ ‫تكتل التغير واإلصالح فتح ملف املرحلة‬ ‫احلريرية السياسية السيما الشأن املالي‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬إلى أين ستصلون بذلك؟‬ ‫امللفات لم نقم نحن بفتحها‪ ،‬لكن التحقيقات‬ ‫التي حصلت في جلنة املال واملوازنة بطبيعتها‪،‬‬ ‫وألن تكتل والتغيير فيها‪ ،‬وألن رئيسها النائب‬ ‫إبراهيم كنعان‪ ،‬انكشفت ألننا ال ميكننا التغاضي‬ ‫عن أمور الفساد خاصة في ما يتع ّلق باملال العام‪،‬‬ ‫ونحن مؤمتنون عليه كنواب‪ .‬فمنذ العام ‪ 1993‬حتى‬ ‫اليوم لم يتم تقدمي أي قطوعات حساب بعد وصول‬ ‫النائب ابراهيم كنعان الى رئاسة جلنة املال واملوازنة‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫ونحن نواكب احلملة ضد الفساد ليس على صعيد املال‬ ‫بل أيضا ً على صعيد حتديث القوانني وتنظيم اإلدارات العامة‪ ،‬فالرئيس‬ ‫رفيق احلريري في السابق عمل على قيام حكومات رديفة ترأسها بنفسه‪،‬‬ ‫وف ّرق احلكومات‪ ،‬وف ّرغ الوزارات من مضمونها‪ ،‬واتهم الوزارات بفقدانها‬ ‫لعنصر الشباب كل ذلك أدى الى وصول لبنان الى ما هو عليه اليوم‪،‬‬ ‫نحن ال نحاسب على الشهداء بل نطالب بحق املواطن ألننا مؤمتنون‬ ‫كنواب على املال العام‪.‬‬ ‫يقابل تيار املستقبل وحلفاؤه فتح ملفات احلريرية مبلفات تخص‬ ‫العماد عون وتياره‪ ،‬فما رأيكم؟ ملاذا الهجوم على الوزير شربل‬ ‫نحاس؟‬ ‫الهجوم اليوم على شربل نحاس ألنه العالم باالقتصاد‪ ،‬وألنه‬ ‫رجل عصامي‪ ،‬وجاء الى وزارة االتصاالت خلفا ً للوزير باسيل الذي قام‬ ‫بأمور كثيرة في هذا القطاع‪ ،‬ألنه وجد أن الوزارات وخاصة االتصاالت‬ ‫هي وزارة لالستفادة‪ ،‬مثال ً ملاذا يضعون مؤسسة أجيرو رديفة لوزارة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫االتصاالت وهي شركة خاصة يديرها عبد املنعم يوسف الذي يحارب‬ ‫الوزير نحاس‪ ،‬وأستغرب كيف حتاسب مؤسسة خاصة وزارة رسمية‬ ‫اسب‪.‬‬ ‫دون أن تحُ َ‬ ‫وكذلك األمر بالنسبة لوزارة األشغال حيث رديفها مجلس اإلمناء‬ ‫واإلعمار‪ ،‬وهكذا دواليك‪ .‬من هنا ال نقبل أن تبقى وزارة املالية بيد الرئيس‬ ‫احلريري وفريقه ألنها لم تعمل على حتسني أي شيئ بل كل ما فعلته هو‬ ‫زيادة األمور سو ًءا خدمة ملصاحلها اخلاصة‪ ،‬ونحن هنا ّ‬ ‫نؤكد أن ال تسوية‬ ‫بني احملكمة وبني الفضيحة املالية‪.‬‬ ‫ما هي تداعيات صدور القرار الظني على لبنان‪ ،‬وهل صحيح أن‬ ‫املعارضة ستتحرك على األرض عسكرياً؟‬ ‫القرار الظني صدر مع “دير شبيغل”‪ ،‬وحاولت احملكمة‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫الدولية أن تغ ّير طريقة التعاطي باإلعالم ولكن هذا‬ ‫ال يغ ّير باجلوهر‪ ،‬ولكنها طريقة للهروب ال نأخذها‬ ‫بعني االعتبار‪ .‬والسي‪.‬بي‪.‬سي التي ظهرت مع وسام‬ ‫احلسن فليحصوا معه ما جرى ولن ندخل بها ألننا‬ ‫ال نتعاطى مع قضايا العمالء‪ .‬والسي‪.‬بي‪.‬سي هي‬ ‫من ضمن التسريبات اإلعالمية التي تدخل في‬ ‫احملكمة الدولية‪ .‬ولن ن ُخدع بهذه األمور ألنه لو‬ ‫املعارضة أرادت التحرك عسكريا ً على األرض‬ ‫لكانت فعلت‪.‬‬ ‫هل من تغيير حكومي‪ ،‬وهل تطرحون‬ ‫كتيار هذا املوضوع‪ ،‬أو توافقون أن يستمر‬ ‫سعد احلريري رئيساً للحكومة؟‬ ‫إن تغيير احلكومة يعود ملوقف احلريري‪،‬‬ ‫وكمواطن أقوى من نائب ال أرى في‬ ‫موقف احلريري موقف رئيس حكومة‬ ‫ألنه يأخذ موقفا ً شخصياً‪ ،‬وليس‬ ‫لديه خبرة في احلكم وثالثا ً لديه‬ ‫مستشارين الذين رأيهم مغايرا ً‬ ‫لرأيه ويغلب عليه‪ .‬وعدة أفرقاء ما‬ ‫عدا التيار الوطني احلر ينتظرون‬ ‫ما قد يأتي من قرارات خارجية‬ ‫التي يجب أن تكون داعمة لفكر‬ ‫واحد‪ ،‬أما إذا كانت متشعبة‬ ‫فإنها تعمل على الشرذمة‬ ‫والتقسيم وتتعارض مع مصالح‬ ‫اللبنانيني‪.‬‬ ‫إن الذي يريد ممارسة العمل السياسي ليس عليه انتظار‬ ‫قرارات س – س‪ ،‬وغيرها‪ .‬وحده العماد عون هو الذي يأخذ قراره بنفسه‪،‬‬ ‫وال أحد يستطيع أن ميلي إرادته عليه‪ .‬وبعد كل ما يجري أين مصلحة‬ ‫اللبنانيني في ذلك‪.‬‬ ‫ملاذا قاطع الرئيس العماد ميشال عون طاولة احلوار؟‬ ‫فسر العماد عون عدة مرات خالل مؤمتراته الصحافية وقال أن‬ ‫ّ‬ ‫احلوار ال يؤدي الى أي نتيجة‪ ،‬و”إذا كان لشرب القهوة ميكننا تناولها‬ ‫في منازلنا” وليس هناك ضرورة لتضييع الوقت‪ ،‬وص ّرح في فرنسا‬ ‫أنه خالل ‪ 40‬ثانية فهم الفرنسيون ما هي االستراتيجية الدفاعية‬ ‫للبنان‪ ،‬بينما هنا منذ عامني نعمل على تفسير ذلك دون جدوى‪.‬‬ ‫فلماذا إذا احلوار‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد اهلل‬


‫منبر احلزب‬

‫وهاب وجنبالط أ ّكدا ضرورة أخذ‬ ‫الجيش دوره‬ ‫في سياق التعاون والتنسيق بني حزب “التوحيد العربي” واحلزب “التقدمي‬ ‫االشتراكي”‪ ،‬زار الوزير السابق وئام وهاب رئيس اللقاء الدميقراطي النائب‬ ‫وليد جنبالط في دارته في كليمنصو‪ ،‬ومت التباحث في األوضاع العامة خاصة‬ ‫على ساحة اجلبل‪.‬وأفادت مصادر في حزب “التوحيد العربي” أنه مت االتفاق‬ ‫خالل اللقاء على استمرار التنسيق بني اللجان املشتركة للحزبني‪ ،‬وضرورة‬ ‫أخذ اجليش دوره في حال حصول أي تطورات‪ ،‬وضرورة احلفاظ على االستقرار‬ ‫في منطقة اجلبل‪.‬‬

‫وفد من منطقة المتن األعلى‬ ‫زار رئيس حزب «التوحيد‬ ‫العربي» مهنئاً باألضحى‬

‫تنسيق بين «االشتراكي» و «التوحيد‬ ‫العربي» لضمان أمن الجبل‬ ‫عقد في منزل نائب رئيس حزب “التوحيد العربي” سليمان الصايغ لقاء‬ ‫ضم عدد من املسؤولني األمنيني في احلزب “التقدمي االشتراكي” وحزب‬ ‫ّ‬ ‫“التوحيد العربي”‪ ،‬وأفادت مصادر اجملتمعني أنه متّ االتفاق على غرفة عمليات‬ ‫مشتركة تتولى التنسيق في كل القضايا مبا يضمن أمن اجلبل وسالمة‬ ‫أهله وقيام املؤسسات األمنية وخاصة اجليش بدورها في ضبط األمن‪ ،‬كما متّ‬ ‫االتفاق على إبقاء االتصاالت مفتوحة ملواجهة أي تطورات ممكن أن حتصل‪.‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي هنأت‬ ‫سماحة الشيخ حسن باألضحى‬

‫مبناسبة عيد األضحى املبارك‪ ،‬قام وفد من أهالي املنت األعلى بزيارة رئيس‬ ‫حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب في ‪ -‬دارته في اجلاهلية ‪-‬‬ ‫معايدا ً باألضحى املبارك ومهنئا ً في الوقت عينه بإعادة انتخاب وهاب رئيسا ً‬ ‫للحزب‪ .‬مثنيا ً على املواقف الوطنية والقومية التي يضطلع بها احلزب‪.‬‬ ‫مبديا ً استعداد املتنيني الدائم والدائب الوقوف الى جانب احلزب في مسيرته‬ ‫النضالية ضد قوى الطغيان واالستكبار‪ ،‬ونصرة املقاومة في حروبها الباردة‬ ‫والساخنة مع أميركا وذيولها في املنطقة‪.‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي تعايد األمة‬ ‫اإلسالمية والوطن العربي‬ ‫بعيد األضحى المبارك‬

‫مبناسبة عيد األضحى املبارك زار وفد من اجلهاز اإلداري في هيئة‬ ‫العمل التوحيدي سماحة شيخ عقل طائفة املوحدين الدروز الشيخ‬ ‫نعيم حسن في دار الطائفة الدرزية في بيروت‪ ،‬لتقدمي التهاني بالعيد‬ ‫املبارك‪ ،‬وجرى البحث باألمور التي تشغل الساحة الوطنية عامة‬ ‫وشؤون الطائفة التوحيدية خاصة‪ ،‬واتفق الطرفان على ضرورة إيجاد‬ ‫صيغة عصرية إلدارة امللفات الداخلية‪ ،‬وباألخص ملف األوقاف وتوظيفه‬ ‫في خدمة الصالح العام‪ ،‬هذا باإلضافة الى تكثيف اللقاءات للتشاور‬ ‫والتباحث والعمل على تثبيت وحدة الصف والكلمة‪ ،‬ومواجهة األخطار‬ ‫احملدقة بالوطن واألمة ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫مبناسبة عيد األضحى املبارك تتوجه هيئة العمل التوحيدي إلى األمة‬ ‫اإلسالمية عامة والوطن العربي خاصة بخالص الود واحملبة والتهاني ُمبار ِ َك ًة‬ ‫للجميع هذا العيد املبارك الذي يحمل معاني السمو الروحي واإلمياني ودعوة‬ ‫احلق الذي تنادي به كافة األديان عبر كل عصر وزمان باحملبة والسالم واإلخاء‬ ‫والتوحد والتفاهم والعيش‬ ‫ونبذ األحقاد واخلالفات والسير مبسيرة الوحدة‬ ‫ّ‬ ‫بسالم واطمئنان وأمان‪ ،‬والترفع عن اخلالفات التي تفرق بني أبناء الشعب‬ ‫الواحد‪ .‬كما تتوجه الهيئة بأسمى آيات التقدير إلى املقاومني الشرفاء‬ ‫املقدسات واجملاهدين‬ ‫املرابطني على الثغور حلماية الوطن‪ ،‬والدفاع عن‬ ‫ّ‬ ‫دوما ً وأبدا ً حتى حترير كامل األرض من براثن العدو الصهيوني‪ ،‬وإلى عوائل‬ ‫الشهداء األبرار وإلى كل الصامدين في وجه كل محتل وغادر‪.‬‬ ‫وتدعو الهيئة كافة القيادات السياسية إلى العمل مبسؤولية لرفع الغنب‬ ‫والغالء املعيشي عن كاهل املواطنني‪ ،‬والقيادات الروحية للمحافظة على‬ ‫يعم السالم‬ ‫ولم الشمل والدعوة إلى األلفة واحملبة والتسامح حتى ّ‬ ‫الوحدة ّ‬ ‫واالطمئنان على جميع أبناء الوطن واألمة‪.‬‬ ‫أعاد اهلل سبحانه وتعالى هذا العيد املبارك على اجلميع باخلير واليمن‬ ‫والبركة‪ .‬وكل عام وأنتم بخير ولكل من يسير في طريق اخلير‪.‬‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر احلزب‬

‫‪ 300‬منتسب لـحزب «التوحيد العربي» في منطقة عاليه‬

‫وهاب‪ :‬الحكومة إما أن تمنع الفتنة أو ترحل‬ ‫أقام حزب «التوحيد العربي» حفل قسم ميني‬ ‫ملنتسبني جدد بلغ عددهم ‪ 300‬منتسباً‪ ،‬من‬ ‫مدينة عاليه بحضور رئيس «حزب التوحيد»‬ ‫الوزير السابق وئام وهاب‪ ،‬ونائب رئيس التيار‬ ‫سليمان الصايغ وأعضاء من املكتب السياسي‬ ‫ومجلس األمناء وكوادر من التيار‪ ،‬وحضور عدد‬ ‫من الرفاق من مفوضيات عاليه واجلوار‪.‬‬

‫باز‬ ‫بعد النشيدين الوطني اللبناني وحزب‬ ‫“التوحيد العربي”‪ ،‬وتقدمي من أمني اإلعالم في‬ ‫احلزب هشام األعور‪ ،‬ألقى كلمة املنتسبني‬ ‫الدكتور شفيق باز وقال “مفعما ً باألمل مليء‬ ‫بالرجاء وجدير بعزة احلياة‪ ،‬يا زهور األمل إلى‬ ‫اجملد سيروا صفوفاً‪ ،‬شقوا دروبا ً للنور كي تعبروا‬ ‫للوطن من أجل الفرح والسعادة‪ .‬حتي ًة لك يا ابن‬ ‫الشعب يا قاهر العمالء والعرارير الذين يأكلون‬ ‫ويدعون حماية الطبقة الفقيرة‪،‬‬ ‫خيرات البلد ّ‬ ‫وهم حماة املتسلطني‪ ،‬بوركت يا رافع راية‬ ‫العروبة احلرية‪ ،‬وصانع اجملد مع األحرار ورافع راية‬ ‫العزة والشرف والكرامة”‪.‬‬ ‫وتابع “نحن في حزب”التوحيد العربي” نعمل‬ ‫على رفع الظلم والغنب عن أبناء شعبنا الفقراء‬ ‫واملساكني إلمناء مناطقنا على كافة املستويات‬ ‫والصعد واجملاالت”‪.‬‬

‫وهاب‬ ‫وبعد أداء قسم اليمني الذي تاله عليهم‬ ‫أمني الداخلية محمد الصايغ‪ ،‬واإليعاز من أمني‬ ‫التعبئة لؤي أبوذياب‪ ،‬ألقى رئيس احلزب وئام‬ ‫وهاب كلمة أكد فيها أنه «ال بد من التأكيد‬ ‫أن املقاومة هي عزنا وفخرنا ونحن جزء منها‪،‬‬ ‫ومن يقترب منها باعتداء أو اتهام أو تشويه هو‬ ‫كمن يعتدي على كل واحد منا‪ ،‬ونحن لسنا‬ ‫على احلياد في الصراع مع املقاومة وأي أحد آخر‪،‬‬ ‫ونؤكد بأننا اتخذنا القرار الكبير بوضع حد لكل‬ ‫محاوالت التجني على املقاومة والكرامة حتت‬ ‫شعار ما يسمى العدالة وهذه احلكومة إما أن‬ ‫تسعى ملنع الفتنة أو ترحل عنا»‪.‬‬ ‫وأضاف “نحن في اجلبل كلنا واحد في املوقف‬ ‫السياسي واجلميع يدرك هذا األمر ومنافستنا‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جانب من املنتسبني اجلدد‬

‫خلدمة الناس‪ ،‬ويكفي مجتمعنا ما عاناه من‬ ‫صراعاتنا السخيفة في كثير من األحيان‪ .‬احلزب‬ ‫حالة سياسية على كل الصعد‪ ،‬هو حالة‬ ‫جتدد القرار املمانع واملقاوم إلى جانب املقاومة‬ ‫في لبنان وفلسطني والعراق‪ ،‬وجتديد العالقة‬ ‫التاريخية والوجودية مع الشام األبية”‪.‬‬ ‫وخاطب املنتسبني اجلدد بالقول “عليكم يا‬ ‫أيها الرفاق اجلدد أن تكونوا مع الناس ولستم‬ ‫عليهم‪ ،‬هذا هو التحدي األساسي أمامكم‪،‬‬ ‫وعليكم أن تعلموا أن اجلبل وعاليه وكل املناطق‬ ‫بحاجة إلى إمنائنا ومساعدتنا وهي حتما ً ليست‬ ‫بحاجة إلى صراعاتنا‪ .‬نحن مقاومون عمالً وفكرا ً‬ ‫والتزاماً‪ ،‬وعليه فإن أي اعتداء إسرائيلي على‬ ‫أرضنا وشعبنا سنكون جميعا ً من رئيس التيار‬ ‫إلى كل منتسب إليه حتما ً في ميادين القتال‬ ‫واملواجهة‪ ،‬نزرع أرواحنا وأجسادنا ذودا ً عن كل‬ ‫حبة تراب في هذه األمة واعلموا أن ال مكان لكم‬ ‫خارج الصراع الكبير الستعادة فلسطني وغدا ً‬ ‫سيكتب التاريخ عن الذي تخاذل وعن الذي أقدم‪،‬‬ ‫وعندما يزول الغزو اليهودي عن أرضنا سيكتب‬ ‫التاريخ عن املقاومني بأحرف العز والفخار‪ .‬ألنه‬ ‫ليس هناك شيء اسمه “إسرائيل” ألن هناك‬ ‫غزوا ً تعرضت له بالدنا كما تعرضت في السابق‬ ‫منذ مئات السنني وزال الغزو في املاضي وسيزول‬

‫‪20‬‬

‫الغزو اجلديد‪ .‬نحن توحيديون ألننا كذلك‪ ،‬نحن‬ ‫توحيديون مع محيطنا القومي‪ :‬مع عراق موحد‪،‬‬ ‫وفلسطني محررة من رجس االحتالل واألعداء‪،‬‬ ‫ومع كل القوى اإلقليمية الداعمة حلقوقنا‬ ‫املشروعة وخاص ًة اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية‬ ‫وسوريا»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪“ :‬أردناه لقاء حزبيا ً بكل ما للكلمة‬ ‫من معنى‪ ،‬أردناه احتفاء قبل انعقاد مؤمتركم‬ ‫األول‪ ،‬بل أردناه حتقيقا ً للذات التوحيدية‪ ،‬تلك‬ ‫الذات التي خرجت من أقفاص األنانية‪ ،‬إلى رحاب‬ ‫الذات اجملتمعية‪ ،‬بحيث ارتقت ملالمسة الشعور‬ ‫باالنتماء‪ ،‬واإلحساس باملسؤولية‪ ،‬والتمسك‬ ‫بالثوابت الوطنية‪ .‬من عاليه‪ ،‬مدينة اجلبل املقاوم‪،‬‬ ‫الذي دحر االجتياح اإلسرائيلي‪ ،‬والذي أبقى‬ ‫الطريق مفتوحة وسالكة ما بني ضلوع الوطن‪،‬‬ ‫ورابطة خلط الصمود واملمانعة إلى قلب دمشق‪.‬‬ ‫من هذا اجلبل‪ ،‬خرجت قوافل الشهداء واجلرحى‬ ‫واملعوقني‪ ،‬وبدلت مسارات املؤامرة‪ .‬ومن هذا‬ ‫اجلبل بالذات‪ ،‬ومن مدينته الشامخة كجباله‪،‬‬ ‫نعود من جديد لنؤكد‪ ،‬على استمرارنا في هذا‬ ‫اخلندق املقاوم‪ ،‬خندق الدفاع عن الوطن واألمة‪.‬‬ ‫هذا هو تاريخنا‪ ،‬وهذا هو قرارنا‪ ،‬وهذه هي مبادؤنا‬ ‫التي تربينا عليها‪ ،‬وها هو اجلبل‪ ،‬كل اجلبل وقواه‬ ‫السياسية والروحية جتدد قرارها املمانع واملقاوم‪،‬‬


‫إلى جانب املقاومة في لبنان وفلسطني والعراق‪،‬‬ ‫وبذلك أيها املنتسبون نحن قوم جهادي‪ ،‬نضالي‬ ‫صادق‪ ،‬تلك هي علة وجودنا‪ ،‬نرتبط باألرض كما‬ ‫نرتبط بالسماء‪ ،‬لنجسد فعل إمياننا‪ ،‬بالذود عن‬ ‫األرض والعرض‪ ،‬واملقدسات التي حتاول “إسرائيل”‬ ‫تدميرها وتهويدها»‪.‬‬ ‫وتابع “أيها احلفل الكرمي‪ ،‬في أصعب الظروف‪،‬‬ ‫وأقسى املراحل‪ ،‬ولد “حزب التوحيد”‪ ،‬للخروج‬ ‫بالقرار الواضح والصريح واجلرئ والصادق‬ ‫واملسؤول‪ ،‬فكانت والدته صد ًى لنداء الواجب‪،‬‬ ‫وتلبية ملقتضيات الصراع في وجه املشاريع‬ ‫االستعمارية والقرارات الدولية‪ ،‬ولد “حزب‬ ‫التوحيد”‪ ،‬وخرج من أشد ساعات الليل سواداً‪،‬‬ ‫وانبثق الفجر اجلديد‪ ،‬لليوم اجلديد‪ ،‬بل للجيل‬ ‫اجلديد املبشر بطالئع االنتصارات‪ ،‬وحتقيق‬ ‫األهداف‪ ،‬ومواجهة األعداء‪ .‬ورغم حداثته‪ ،‬فقد‬ ‫استطاع العبور فوق كل اجلسور والشوارع‬ ‫ّ‬ ‫وشكل مفصالً أساسيا ً من مفاصل‬ ‫واألحياء‪،‬‬ ‫النظرة الثاقبة‪ ،‬والرؤية املعبرة‪ ،‬والتحليل‬ ‫املوضوعي‪ ،‬فك ّرس مصداقيته بني كل الفئات‬ ‫ومختلف االنتماءات‪ ،‬فجاءت االستجابة‬ ‫الفكرية‪ ،‬والوعي االجتماعي‪ ،‬وأقبل املنضوون‬ ‫إليه‪ ،‬بروحية عالية‪ ،‬وثقة بالنفس كبيرة‪ ،‬وبات‬ ‫الرهان علينا‪ ،‬يضعنا في االمتحان الصعب‪،‬‬ ‫بالقدرة على االستمرار وإثبات الوجود‪ .‬وبقدر‬ ‫الفرح الذي يغمر صدورنا‪ ،‬والعزة التي تعلو‬ ‫جباهنا‪ ،‬والقوة الكامنة في أرواحنا وعقولنا‬ ‫وسواعدنا‪ ،‬بقدر كل ذلك‪ ،‬إن االنتساب للحزب‬ ‫هو اخلطوة األولى في مشوارنا الطويل‪ ،‬حيث‬ ‫يستلزم ذلك بذل اجلهود واإلمكانيات والطاقات‪،‬‬ ‫والعمل الفاعل بني أبناء الوطن‪ ،‬واألخذ‬ ‫بأيديهم‪ ،‬ومحاورة عقولهم‪ ،‬واحملبة لهم‪ ،‬لرفع‬ ‫املستوى النهضوي وإقامة وطن جديد‪ ،‬نسلمه‬ ‫ألوالدنا وأحفادنا‪ ،‬في دولة قادرة وعادلة‪ ،‬حتميها‬ ‫املؤسسات والقوانني‪ ،‬وال تتحكم بها روحية‬ ‫العشائر والقبائل واالنقسامات والفئويات‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬إن االنتساب للحزب‪ ،‬يشكل لكم‬ ‫موقعا ً متقدما ً متحررا ً من االرتهانات‪ ،‬وهذا املوقع‬ ‫الذي حصلتم عليه‪ ،‬لم يكن سهالً وبسيطاً‪.‬‬ ‫فقد قررمت بخياركم االنعتاق من املاضي‪ ،‬والتحرر‬ ‫من التبعيات‪ ،‬واالنقالب على العوامل املفتتة‬ ‫لوحدة األرض والشعب واملؤسسات‪ ،‬وما كنتم‬ ‫لتحصلون على هذا املوقع لوال هذا اإلميان الثائر‬ ‫والهادر‪ ،‬واعلموا جيدا بأنه كما األوطان واألمم‬ ‫ال يعطى االستقالل لها هبة ومنحة وقرارات‪،‬‬ ‫هكذا‪ ،‬األفراد ال يأخذون حريتهم إال عبر الصراع‬ ‫واجلهاد والعمل واملثابرة‪ ،‬ولقد حصلتم على‬ ‫املوقع املتحرر‪ ،‬وهنا تأتي خطوتكم الثانية بعد‬ ‫االنتساب‪ ،‬بتثبيت هذا املوقع قوال وعمال وممارسة‪.‬‬ ‫فاذهبوا إلى الناس‪ ،‬فذلك هو اجتاهكم الصحيح‪،‬‬ ‫قدموا لهم ما استطعتم‪ ،‬وأطلقوا نداء الوعي‬ ‫واملعرفة‪ ،‬أثبتوا على مبادئكم‪ ،‬كونوا كحبة‬

‫جانب من احلضور‬

‫وهاب يلقي كلمته‬

‫الد‪ .‬شفيق باز يلقي كلمة املنتسبني‬

‫القمح التي تدخل في األرض لتأتي بالغالل‬ ‫الوفير‪ ،‬كونوا القدوة في التعبير واملمارسة‪،‬‬ ‫وابنوا حزبكم ليأخذ مداه احلقيقي‪ ،.‬وال تنظروا‬ ‫للماضي‪ ،‬لتكن وجهتكم التطلع للمستقبل‪،‬‬ ‫فبقدر ما تكونوا أقوياء‪ ،‬بقدر ما متتلكون‬ ‫القرار‪ ،‬وبقدر ما تكونوا ضعفاء بقدر ما يبتعد‬ ‫عنكم اآلخرون‪ ،‬وينظرون إليكم نظرة الشفقة‬ ‫واإلحسان‪ ،‬انظروا فقط‪ ،‬ملالقاة الفجر اجلديد‪،‬‬ ‫ومهما بلغت الصعاب واحملن‪ ،‬إرادتكم ستبقى‬ ‫األقوى‪ ،‬ألنها قررت أن تضع لها مكانا ً في هذا‬ ‫الوجود وحتت بيارق احلرية واالنتصار‪ .‬عندها فقط‬ ‫يقترب منكم اآلخرون‪ ،‬وتفرضون وجودكم على‬

‫هذا الوجود‪ ،‬وتستحقون شرف االنتماء لهذا‬ ‫التيار املعبر عن إرادتكم احلرة الكرمية»‪.‬‬ ‫وختم وهاب كلمته بالقول “إننا مقاومون‬ ‫فكرا ً وعمالً والتزاماً‪ ،‬وعليه فأي اعتداء إسرائيلي‬ ‫على أرضنا وشعبنا‪ ،‬سنكون حتما ً في ميادين‬ ‫القتال واملواجهة‪ ،‬نزرع أرواحنا وأجسادنا‪ ،‬ذودا ً عن‬ ‫كل حبة تراب في الوطن واألمة‪ .‬إن هذا الزمن‬ ‫سيشهد انتصار احلق على الباطل‪ ،‬والتحرير‬ ‫على االحتالل‪ ،‬وعودة األرض واملقدسات‪ ،‬وإن‬ ‫هذا الزمن سنعبر إليه على رؤوس األشهاد‪،‬‬ ‫وإنني على يقني وثقة بقولكم أنكم على الوعد‬ ‫والعهد باقون حتى حتقيق ما نصبو إليه»‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر احلزب‬

‫استقبل وفداً من التيار الوطني الحر‪:‬‬ ‫وهاب‪ :‬الحريري الخاسر األكبر من جراء القرار الظني‬

‫استقبل رئيس حزب “التوحيد العربي”‬ ‫وئام وهاب في مكتبه في بئر حسن وفد هيئة‬ ‫املصيطبة في التيار الوطني احلر حيث قدم الوفد‬ ‫للوزير وهاب درعا ً تقديريا ً وبعد اللقاء شكر وهاب‬ ‫“التيار الوطني احلر” على هذه الزيارة‪ ،‬قائالً‪“ :‬نحن‬ ‫والتيار في موقع واحد‪ ،‬ما من رسميات وال من أي‬ ‫شيء يستدعي أن نكرم بعضنا‪ ،‬ألننا والتيار بنفس‬ ‫املوقع‪ ،‬ولكن طبعا ً اليوم الوضع دقيق‪ ،‬ويجب أن‬ ‫يكون التنسيق بأعلى مستوى بني كل القوى‬ ‫املؤمنة بوحدة لبنان وباإلصالح‪ ،‬وبتغ ّير كل النهج‬ ‫املتبع في هذه السلطة السياسية‪ ،‬واملؤمنة‬ ‫بحماية لبنان في ظل املؤامرة التي تسمى جلنة‬ ‫س ّرب عبر‬ ‫حتقيق دولية والقرار الظني‪ ،‬الذي ُ‬ ‫الوسيلة اإلعالمية الكندية‪ ،‬وواضح أن بلمار رغم‬ ‫بيان املسرحية الذي أصدره البارحة‪ ،‬أنه وراء هذا‬ ‫التسريب‪ ،‬ال أعرف ملاذا أضيفت إليه بعض األمور‬ ‫التي تتعلق برئيس فرع املعلومات‪ ،‬رمبا هناك هدف‬ ‫وراء هذا املوضوع‪ ،‬ولكن واضح أن هذا هو القرار‬ ‫الظني ويحاولون التمهيد إلصداره مستغلني رمبا‬ ‫التأخير التقني في اجلهود املبذولة من قبل سوريا‬ ‫واململكة العربية السعودية‪ ،‬ولكن ما كان يجب‬ ‫أن ننتظر فقط اجلهود اخلارجية‪ ،‬ونحن الحظنا‬

‫في الفترة األخيرة زيارة العماد ميشال عون إلى‬ ‫باريس‪ ،‬ومرة جديدة يثبت اجلنرال عون أنه صمام‬ ‫أمان للوحدة الوطنية اللبنانية‪ ،‬مرة جديدة‬ ‫يثبت كم لديه حس كبير من املسؤولية جتاه كل‬ ‫القضايا التي تتعلق بسالمة لبنان وبحفظ لبنان‬ ‫وبالوحدة الوطنية في لبنان‪ ،‬وكم كنا نتمنى أن‬ ‫يكون لدى رئيس احلكومة نفس احلس باملسؤولية‪،‬‬ ‫ال أن يجلس متفرجا ً على ما يحصل‪ ،‬معتقدا ً أن‬ ‫احلريري سيكون اخلاسر األكبر في هذه اللعبة‪.‬‬

‫وتوجه وهاب بالقول الى بعض الذين يحاولون‬ ‫ّ‬ ‫إقناعه أو إقناع غيره أن قوى املعارضة لن تستطيع‬ ‫أن تفعل شيئا ً أمام هذا القرار الظني‪ ،‬بأنها‬ ‫محاولة غش ألننا لن نقبل أبدا ًَ أن يسخر القضاء‬ ‫الدولي واألمم املتحدة وكل املؤسسات الدولية في‬ ‫مواجهتنا وفي اإلعتداء علينا‪ ،‬ونبقى مكتوفي‬ ‫األيدي‪ ،‬متمنيا ً أن ال يكون سعد احلريري الضحية‬ ‫السياسية اجلديدة في موضوع الغش هذا‪.‬‬

‫‪ ...‬وبعد لقائه السفيرالماليزي‪ :‬لجنة التحقيق تجاوزت كل‬ ‫الحدود وال تسوية في ملف شهود الزور‬ ‫استقبل رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب السفير املاليزي في لبنان‬ ‫إيالنغو كاروبانان‪ ،‬في مكتبه في بيروت‪ ،‬وجرى خالل اللقاء بحث في األوضاع‬ ‫املستجدة في لبنان‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء قال وهاب‪ :‬إن جلنة التحقيق الدولية التي مارست القرصنة منذ أن بدأ‬ ‫عملها يبدو أنها مستمرة في عملية استباحة كرامات اللبنانيني وخصوصياتهم‬ ‫وإن كان ذلك عبر الهاتف أو امللفات اخلاصة أو األجهزة األمنية‪.‬‬ ‫وأضاف‪ ،‬لذلك ّ‬ ‫حذرنا منذ فترة اجلميع من التعاون مع هذه اللجنة‪ ،‬ومع أي مفاعيل‬ ‫للقرار الظني‪ ،‬مشيرا ً الى أن بعض األجهزة القضائية واألمنية مصممة على‬ ‫التعاون مع اللجنة‪ ،‬محييا ً مواجهة نساء املقاومة لبعض أعضاء جلنة التحقيق‬ ‫الدولي الذين ميارسون القرصنة منذ سنوات على اللبنانيني متجاوزين كل احلدود‬ ‫األدبية واألخالقية وحتى األصول الشرعية‪ ،‬عندما حاولوا الدخول إلى ملفات طبية‬ ‫خاصة تتعلق بزوجات قياديي املقاومة‪ .‬واعتبر وهاب‪ :‬أن “احملكمة إسرائيلية وعلى‬ ‫اجلميع أن يفهم أن كل من يتعاون معها إمنا يتعاون مع مشروع وخطة إسرائيلية‬ ‫ّ‬ ‫محذرا ً من التمادي في التعاون مع هؤالء اجلواسيس الذين يصولون‬ ‫في لبنان‪،‬‬ ‫ويجولون في لبنان حتت شعار جلنة التحقيق‪.‬‬ ‫وتط ّرق وهاب إلى ملف شهود الزور داعيا ً إلى استمرار العمل ملعاجلته باجلدية‬ ‫املطلوبة‪ ،‬مطالبا ً اجلميع عدم الته ّرب من مواجهة األمر‪ ،‬حتى بتنا مقتنعني اليوم‬ ‫وكأن البعض هو املسؤول عن إطالق عملية شهود الزور أو هو الذي ع ّلمهم أو الذي‬ ‫دربهم واخترعهم‪ ،‬لذلك نراه يحاول اليوم التهرب من هذا املوضوع‪ّ ،‬‬ ‫مؤكدا ً املضي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪22‬‬

‫حتى النهاية في هذا امللف فيما ق ّلل من أهمية احملاوالت املبذولة في إيجاد تسوية‬ ‫لشهود الزور لطاملا بقي املشروع ذاته ولم يتغير‪.‬‬ ‫وختم وهاب بالقول‪ ”:‬يجب أن ال ينخدع أحد بأي شكل من أشكال الكالم عن‬ ‫تسوية معينة خاصة وأن التسوية ليست بني األفرقاء احملليني الذين يتحدثون عنها‬ ‫أو الذين يفاوضون عليها»‪.‬‬


‫جامعة دار الحكمة الكندية المفتوحة تمنح وهاب‬ ‫عضوية المجلس العلمي االستشاري‬ ‫منحت جامعة دار احلكمة الكندية املفتوحة ممثلة بالدكتور سيد زين‬ ‫العابدين احلسيني الشهرستاني‪ ،‬رئيس حزب»التوحيد العربي» الوزير السابق‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬في مكتبه في بئر حسن عضوية اجمللس العلمي االستشاري التي‬ ‫متنح للعديد من الشخصيات العلمية واألكادميية ومن مختلف املذاهب‬ ‫واألديان في كندا وبعض بلدان العالم‪ ،‬نظرا ً للدور الثقافي والعلمي الكبير‬ ‫الذين ميتلكونه في العاملني العربي واإلسالمي‪.‬‬ ‫خصت اجلامعة الوزير وهاب بهذا التقدير نظرا ً لتم ّيز شخصيته‬ ‫وقد ّ‬ ‫الكرمية‪ ،‬باالنفتاح احلضاري على مختلف األديان واملذاهب والثقافات‪ ،‬واتباعه‬ ‫طريق احلوار الهادئ مع تلك احلضارات‪.‬‬

‫استقبل وفداً من بلدتي سرجبال وبنويتي مهنئاً باألضحى‬ ‫وهاب‪ :‬ال تسوية بشروط العقد الماضي وال أحد يضغط علينا و «رقبتنا بالدق»‬

‫أكد رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام‬ ‫وهاب أن «بعض الناس لديهم خطة وبرنامج‬ ‫الستهداف لبنان واملقاومة‪ ،‬وقد أقنعهم البعض‬ ‫أنه لن يحدث شيء‪ ،‬ولكنني أنصحهم كما‬ ‫نصحتهم من قبل‪ :‬إياكم واملراهنة أننا سنتفرج‬ ‫إذا ما العالم استهدفنا وإياكم واملراهنة أن األمور‬ ‫قد متر على خير‪ ،‬ومن يدخل في مؤامرة عليه أن‬ ‫يتحمل نتائج ما يفعله‪ ،‬كائنا ً من كان وال أحد‬ ‫يحميه من الدول الكبرى أو مجلس األمن‪ .‬ال أحد‬ ‫بإمكانه أن يضغط على سوريا وعلى إيران كي‬ ‫يضغطوا علينا‪ ،‬وعندما تصبح رقبتنا بالدق لن‬ ‫نرد على أحد وعلى اجلميع أن يسمح لنا في هذه‬ ‫احلالة»‪.‬‬ ‫وتابع وهاب‪ ،‬خالل استقباله وفود بلدية‬ ‫أمت دارته في‬ ‫من قرى سرجبال وبنويتي التي ّ‬ ‫اجلاهلية‪ ،‬مقدمة إليه التهاني بعيد األضحى‬ ‫املبارك‪ ،‬أن “البعض يتحدث عن تسوية‪ ،‬ولكن هذه‬ ‫التسوية لها شروطها‪ ،‬وكثر من قوى املعارضة‬ ‫لديها شروط للتسوية‪ ،‬إذ ال ميكن لهم أن يفرضوا‬ ‫علينا شروطهم مقابل أن نسير معهم في‬ ‫القرار الظني‪ ،‬ونحن نرد بالقول‪ :‬نفوضكم افعلوا‬ ‫ما تريدون ولن تأخذوا شيء ولن نعطيكم شيئاً‪،‬‬ ‫ومن يفكر أن بإمكانه أن يعود ألخذ القضاء كما‬ ‫في السنوات املاضية وميارس الرقابة األمنية علينا‬ ‫لن نسمح له بذلك‪ ،‬ومن يفتكر أنه ميكن أن يعود‬ ‫إلى صيغة امللف االقتصادي مقابل األمن‪ ،‬ويعود‬

‫ليرتب علينا ‪ 50‬مليار‬ ‫دوالر دين فهو مخطئ‪.‬‬ ‫نحن ميكن أن منشي‬ ‫معه دون مقابل وليس‬ ‫لدينا سعر ندفعه في‬ ‫هذا اجملال”‪.‬‬ ‫وأردف “نستغل هذه‬ ‫املناسبة كي نطمئن‬ ‫الناس القلقة مما نحن‬ ‫قادمون إليه‪ ،‬وأؤكد أن‬ ‫ال داعي للقلق واخلوف‪،‬‬ ‫خاص ًة في اجلبل حيث أن األمور جيدة جدا ً‬ ‫ونحن نعمل على التنسيق بني كل القوى‪ ،‬ما‬ ‫يجعل الوضع في اجلبل ممتازاً‪ ،‬وموقعنا بالطبع‬ ‫واضح نحن والوزير وليد جنبالط وكل القوى‬ ‫األخرى وهو أننا إلى جانب املقاومة وسوريا ولن‬ ‫يتغير ذلك‪ ،‬وهذا األمر سيحافظ على وحدتنا‬ ‫وقوتنا»‪.‬‬ ‫وشكر وهاب بلدية اجلاهلية وبلديات كل القرى‬ ‫األخرى‪ ،‬معتبرا ً أن هذا واجبنا جتاه مجتمعنا‬ ‫وقرانا احملتاجة دائما ً لكل مساعدة‪ ،‬وكما نقول‬ ‫دائما ً مجتمعنا بحاجة إلى خدماتنا وليس فقط‬ ‫إلى خالفاتنا‪ ،‬وهذا اجملتمع الذي أعطى منذ مئات‬ ‫السنوات أعطى الكثير لكل زعاماته السياسية‪،‬‬ ‫وواجب اجلميع أن يعطوا ما هو بحاجة إليه‪ ،‬وما‬ ‫نقدمه جدا ً متواضع‪ ،‬ولكن العني بصيرة واليد‬

‫‪23‬‬

‫قصيرة إمنا نحاول قدر املستطاع‪ ،‬متمنيا ً على‬ ‫رؤساء البلديات في اجلبل العودة إلى تنظيم‬ ‫خطة إمنائية خالل فصل الشتاء كي نطلق‬ ‫عملية إمناء خالل فصل الصيف املقبل‪ .‬ونحن‬ ‫على استعداد للعمل على خدمة الناس بكل ما‬ ‫أوتينا من إمكانات»‪.‬‬ ‫من جهته شكر رئيس بلدية اجلاهلية أمني‬ ‫أبو ذياب الوزير وهاب على تقدمياته للبلدة من‬ ‫مساعدات عينية وبالتواصل مع وزارة األشغال‪،‬‬ ‫ودوره في حتسني مدخل البلدة ومساعدة‬ ‫البلدية على إجناز محطة التكرير بدعم من وزارة‬ ‫املهجرين‪ ،‬ومساعدات نقدية ووقوفه إلى جانب‬ ‫اجمللس البلدي في كل الظروف‪ ،‬متقدما ً من وهاب‬ ‫بأحر التهاني ملناسبة األعياد»‪.‬‬ ‫قدمت بلدية اجلاهلية درعا ً تكرميية لوهاب‬ ‫ثم ّ‬ ‫ّ‬ ‫كعربون تقدير على تقدمياته للبلدة‪.‬‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر احلزب‬

‫حزب «التوحيد العربي» في معرض «أرضي ‪»4‬‬ ‫تحولت الى خيرات في «جهاد البناء»‬ ‫ويالت جبران ّ‬ ‫الويالت التسع التي ّ‬ ‫حذر منها جبران خليل‬ ‫جبران في كتابه “النبي” وأهمها‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫“ويل ألمة تلبس مما ال تنسج‪ ،‬وتأكل مما ال تزرع‪،‬‬ ‫وتشرب مما ال تعصر”‪،‬‬ ‫أتت اليوم مؤسسة “جهاد البناء” لتعكسها‬ ‫فح ّولتها الى‪:‬‬ ‫خير ألمة تلبس مما تنسج‪ ،‬وتأكل مما تزرع‪ ،‬وتشرب‬ ‫مما تعصر وذلك بإنشاء مشروع تتوصل من خالله‬ ‫إلى حتسني احلالة االجتماعية لشريحة كبيرة من‬ ‫املواطنني‪ ،‬من صغار املزارعني واحلرفيني‪ ،‬وصوال ً إلى‬ ‫التعاونيات الزراعية واملؤسسات احلرفية‪ ،‬بهدف‬ ‫تنمية قدرات اليد العاملة اللبنانية (الزراعية‬ ‫واحلرفية)‪ ،‬وإظهار واجهة لبنان الثقافية والبيئية‪،‬‬ ‫وتعزيز ثقافة اإلنتماء إلى األرض‪ ،‬وإتاحة فرصة‬ ‫للمستهلكني‪ ،‬خاصة ر ّبات البيوت للحصول‬ ‫على املونة السنوية‪ ،‬واملنتجات الغذائية واحلرفية‬ ‫العالية اجلودة‪ ،‬وإيجاد فرصة التواصل بني املنتج‬ ‫واملستهلك‪ ،‬دون أي وسيط‪ ،‬وتطوير عملية اإلنتاج‬ ‫مبا يتناسب مع حاجات املستهلكني‪ ،‬وخلق أجواء‬ ‫زراعية وقروية يستفيد منها اجملتمع‪.‬‬ ‫فمن كل لبنان وفي قلب لبنان‪ ،‬اجتهت أرض لبنان‬ ‫وما في أرض لبنان إلى سوق أرضي‪ ،‬من مربيات‬ ‫الهرمل وكشك البقاع إلى سوق أرضي‪،‬‬ ‫من صابون طرابلس وفاكهة زغرتا إلى سوق‬ ‫أرضي‪،‬‬ ‫من زيتون اجلنوب وغار النبطية إلى سوق أرضي‪،‬‬ ‫من حرفيات اجلبل‪ ،‬من العاصمة بيروت‬ ‫ومقطراتها إلى سوق أرضي‪،‬‬ ‫منتوجات تزينت لتزف في عرسها األبهى في‬ ‫لتراث‬ ‫احتفال املونة واحلرفيات فكان عرس األحالم‬ ‫ٍ‬ ‫بدأ حيا ًة من جديد‪ ،‬فكان سوق املونة واملنتوجات‬ ‫الزراعية واحلرفية “أرضي ‪ ”4‬الذي أتي بعد سلسلة‬ ‫جناحات ُحصدت في معرض أرضي خالل األعوام‬ ‫الثالثة السابقة ‪ ،2009_2008_2007‬بهدف‬ ‫مساعدة العديد من املزارعني واحلرفيني اللبنانيني‪،‬‬ ‫من مختلف القرى والبلدات اللبنانية‪ ،‬الذي‬ ‫يجمعهم حب األرض وصفاء الطبيعة‪ ،‬على‬ ‫تخطي األزمات االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫ونظرا ً لإلقبال الكثيف الذي حققه املعرض في‬ ‫األعوام السابقة‪ ،‬متّ هذه السنة توسيع وتطوير‬ ‫نشاط املعرض‪ ،‬وإتاحة الفرصة ملشاركة عدد أكبر‬ ‫من التعاونيات الزراعية واحلرفية‪.‬‬

‫التوحيد في «أرضي ‪»4‬‬ ‫وأقيم املعرض حتت شعار الشجرة التي غرسها‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪24‬‬


‫قبل اجلولة عب ّرت السيدة وهاب عن‬ ‫أهمية هذا املعرض‪ ،‬بعبارة دونتها في‬ ‫السجل الذهبي للمعرض جاء فيها‪:‬‬ ‫إننا مستمرون معكم‪ ،‬ها هو اليوم‬ ‫وللسنة الرابعة على التوالي يأتي‬ ‫معرض أرضي ليؤكد استمرارية احلياة‪،‬‬ ‫ودعم أبناء شعبنا مؤونة وإنتاجا ً‬ ‫وزراعة وحرف‪ ،‬وبالتالي يؤكد كالم سيد‬ ‫املقاومة‪“ :‬لدينا اليد التي تعمل بعزم‬ ‫واندفاع وحب األرض”‪ .‬إن هذا املعرض‬ ‫منوذج هام جدا ً لوحدة التعايش ألنه‬ ‫يجمع حتت جناحيه كل أطياف اجملتمع‬ ‫دون مقابل‪ ،‬التي جتمعهم النظرة‬ ‫الواحدة لتحدي الصعاب‪ ،‬فشكرا ً‬ ‫على دعمكم‪ ،‬ولكم منا‪ ،‬املؤسسة‬ ‫التوحيدية للخدمات االجتماعية كل‬ ‫الشكر والتقدير واالحترام‪.‬‬ ‫األمني العام لـ “حزب اهلل” السيد حسن نصر اهلل‬ ‫قم مليون‪ ،‬ضم َن احلمل ِة التي ّ‬ ‫نظمتها‬ ‫وحتم ُل الرَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫لزرع مليون شجرة‪ ،‬في‬ ‫البناء”‬ ‫مؤسسة”جهاد‬ ‫ِ‬ ‫مطلع شهر تشرين أول‪ ،‬بحضور ومشاركة‬ ‫العديد من الهيئات واملؤسسات االجتماعية‬ ‫واخليرية‪ ،‬حيث شاركت املؤسسة التوحيدية‬ ‫للخدمات االجتماعية في حزب»التوحيد العربي»‪،‬‬ ‫وللسنة الرابعة على التوالي في معرض «أرضي‬ ‫‪ »4‬سوق املونة واملنتجات الزراعية واحلرفية» الذي‬ ‫نظمته «مؤسسة جهاد البناء» اإلمنائية‪ ،‬في‬ ‫مجمع «سيد الشهداء» ‪ -‬الضاحية اجلنوبية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫برعاية الوكيل الشرعي العام لإلمام اخلامنئي في‬ ‫لبنان الشيخ محمد يزبك‪ ،‬الى جانب حوالى ‪150‬‬ ‫تعاونية للمنتوجات الغذائنة والصناعات الزراعية‬ ‫واحلرفية‪.‬‬ ‫وقد خصص حزب «التوحيد العربي” هذا العام‬ ‫مساحة لعرض عدد من األعمال اليدوية التي‬ ‫تفنّنت نسوة احلزب في زخرفة أشكالها وتطريزها‬ ‫بشكل يرضي زبائن املعرض‪.‬‬

‫املؤسسة التوحيدية‬ ‫للخدمات االجتماعية‬ ‫في ضيافة معرض أرضي ‪4‬‬ ‫“هو صورة عن األلفة واحملبة الوطنية‪ ،‬وصلة‬ ‫وصل تقرب املنتج واملستهلك”‪ ،‬هكذا وصف‬ ‫الزوار اللوحة الفنية التي يرسمها سوق املونة‬ ‫واملنتوجات الزراعية واحلرفية الرابع (أرضي ‪)2010‬‬ ‫الذي شهد إقباال ً كثيفا ً من الزوار‪ ،‬والعديد من‬ ‫الوفود والشخصيات الرسمية واجلمعيات األهلية‪،‬‬ ‫حيث‬ ‫قامت رئيسة املؤسسة التوحيدية للخدمات‬ ‫االجتماعية السيدة لني وهاب بجولة تعريفية‬ ‫على أجنحة املعرض يرافقها أمينة شؤون املرأة‬ ‫في حزب “التوحيد العربي” السيدة فدى وهاب‬ ‫أبودرغم ووفد من مشايخ هيئة العمل التوحيدي‬ ‫وزوجاتهم وأسرة مجلة “منبر التوحيد”‪ ،‬اطلعوا‬

‫خاللها على ما تضمنه املعرض هذا العام‬ ‫من حرف ومنتوجات قروية من كافة املناطق‬ ‫اللبنانية ‪.‬‬ ‫وأعرب الوفد عن سعادته وتقديره للتطور‬ ‫الذي شهده معرض أرضي في عامه الرابع‪،‬‬ ‫جلهة حجم ونوعية املنتوجات الزراعية واحلرفية‬ ‫التي تفوح الرائحة القروية األصيلة النابعة من‬ ‫كل ما لذ وطاب‪ ،‬وتعشقه العني من املنتوجات‬ ‫الريفية‪.‬‬ ‫وفي لفتة ّ‬ ‫قل نظيرها‪ ،‬قدمت الرفيقة أمل‬ ‫أبوذياب والرفيق مهاب صبح‪ ،‬حرفة يدوية للسيدة‬ ‫لني وهاب تقديرا ً جلهودها احلثيثة في إجناح عمل‬

‫‪25‬‬

‫املؤسسة التوحيدية من خالل مشاركتها السنوية‬ ‫في املعرض‪.‬‬ ‫بعد اجلولة على كافة أرجاء املعرض‪ ،‬أوملت‬ ‫السيدة وهاب على شرف الوفد في منزلها في‬ ‫بئر حسن‪ ،‬وقد تخ ّلل الغداء عرض لإلجنازات التي‬ ‫حققتها املؤسسة التوحيدية خالل هذا العام‬ ‫واألهداف التي تسعى إلى حتقيقها في املستقبل‬ ‫القريب‪.‬‬ ‫يذكر أن املؤسسة التوحيدية للخدمات‬ ‫االجتماعية قد شاركت هذا العام في معرض أرضي‬ ‫‪ 4‬بجناح خصص لألشغال اليدوية التي حتاكي في‬ ‫زواياه إبداعات نسوة ورثنها من املاضي العتيق‪.‬‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫أمين سر اللجنة المركزية لفتح االنتفاضة أبو موسى لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬

‫االتفاقات لن توقف الصراع مع العدو الصهيوني‬ ‫للشعب‬ ‫النضالي‬ ‫التاريخ‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬تاريخ ممتد ألكثر من قرن‪،‬‬ ‫تاريخ هبات وانتفاضات واشتباك مفتوح‬ ‫مع الغزاة‪ ،‬والثورة الفلسطينية املعاصرة‬ ‫هي محطة من محطات هذا النضال‬ ‫املستمر‪ ،‬ومنذ أن وطأت أقدام الغزاة‬ ‫الصهاينة أرض فلسطني كانت املقاومة‪،‬‬ ‫واليوم يتع ّزز خيار املقاومة في مواجهة‬ ‫التحديات املاثلة ومؤامرات األعداء‬ ‫ومشاريعهم‪ ،‬وفلسطني ستظل مركز‬ ‫الصراع وصوالً إلى التحرير والعودة‪.‬‬ ‫«منبر التوحيد» التقت املناضل‬ ‫الكبير أبو موسى‪ ،‬أمني سر حركة التحرير‬ ‫الوطني الفلسطيني “فتح االنتفاضة”‬ ‫وحاورته في آخر مستجدات الساحة‬ ‫الفلسطينية املقاومة‪ ،‬وآفاق الصراع ضد‬ ‫احملتل‪ ،‬وهي بذلك تستلهم الهمم من‬ ‫قائد حافظ على ثوابت النضال‪ ،‬لم تزده‬ ‫سنوات نضاله الطويل إال إصرارا ً وعنفواناً‬ ‫على حتمية استمرار الثورة حتى النصر‪،‬‬ ‫فكانت فلسطني قضية حياته‪ ،‬وهنا نص‬ ‫احلوار‪:‬‬ ‫ونحن نقترب من الذكرى السادسة واألربعني‬ ‫النطالقة الثورة الفلسطينية املعاصرة‪،‬‬ ‫جرت خالل السنوات الطويلة أحداث جسام‬ ‫ومواجهات صعبة ومؤامرات واتفاقات مشؤومة‬ ‫هدفت لتصفية القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫السؤال ما هي رؤيتكم ملستقبل الصراع في‬ ‫املنطقة‪ ،‬وكيف ستمضون في ترجمة خيار‬ ‫التحرير والعودة في ظل هذه التحديات؟‬ ‫أوال ً ال بد لي ما دمنا في رحاب الذكرى‬ ‫السادسة واألربعني النطالقة حركة التحرير‬ ‫الوطني الفلسطيني – فتح‪ ،‬انطالقة الثورة‬ ‫الفلسطينية املعاصرة‪ ،‬أن أؤكد على أهمية هذه‬ ‫املناسبة باعتبارها مناسبة وطنية كفاحية نعتز‬ ‫بها اعتزازا ً كبيراً‪ ،‬ملا جسدته من فعل نضالي‬ ‫معمد بالتضحيات ودماء الشهداء‪ ،‬وملا كرسته‬ ‫من مبادئ ومنطلقات أكدت بوضوح على طبيعة‬ ‫العدو الصهيوني اجلاثم على أرض فلسطني‪،‬‬ ‫كاستعمار استيطاني عنصري وعدواني وتوسعي‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫في الفكر واألهداف والتنظيم واألسلوب‪ ،‬وعلى‬ ‫دوره ووظيفته في خدمة مصالح االمبريالية‬ ‫العاملية ضد وطننا العربي وأمتنا جمعاء‪ ،‬إضاف ًة‬ ‫ملا حددته االنطالقة في حينه من هدف وطني‬ ‫واضح أال وهو حترير فلسطني حتريرا ً كامالً‪ ،‬محدد ًة‬ ‫أسلوب الكفاح املسلح وحرب الشعب طويلة‬ ‫األمد أسلوبا ً رئيسا ً واستراتيجيا ً إلجناز مهمة‬ ‫التحرير‪ ،‬مع التأكيد على أن لقضية فلسطني‬ ‫أبعادها القومية والدينية واإلنسانية‪ ،‬موضح ًة‬ ‫أن حترير فلسطني واجب وطني وقومي (أي أن‬ ‫املعركة هي معركة األمة جمعاء) وديني‪ ،‬وذلك‬ ‫للمكانة التي حتتلها فلسطني على الصعيد‬ ‫اإلسالمي واملسيحي‪ ،‬واإلنساني انطالقا ً من إميان‬ ‫كل األحرار واملناضلني في العالم بأن معركة‬ ‫احلرية والتحرر من ربقة االستعمار والنضال في‬ ‫سبيل القضاء على العنصرية البغيضة‪ ،‬معركة‬ ‫واحدة تهم كل قوى اخلير والتقدم والسالم في‬ ‫العالم‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫لقد خاضت الثورة الفلسطينية منذ االنطالقة‬ ‫اجمليدة نضاالت سياسية وعسكرية مشهودة‪،‬‬ ‫وحققت العديد من اإلجنازات التي يطول احلديث‬ ‫عنها‪ ،‬وواجهت في مسيرتها مواجهات صعبة‬ ‫وأحداث جسام وتعرضت ملؤامرات عديدة‪.‬‬ ‫لكن حتى ال يتشعب احلديث‪ ،‬وأحصره في‬ ‫اإلجابة على سؤالكم عن رؤيتنا ملستقبل الصراع‬ ‫في املنطقة وكيف سنمضي في ظل هذا الكم‬ ‫من التحديات في ترجمة خيار التحرير والعودة‪،‬‬ ‫فإنه ال بد لي في هذا السياق ومن موقعي في‬ ‫قيادة حركة فتح – االنتفاضة التي تتسلح برؤية‬ ‫وطنية شاملة لكل مقتضيات الصراع مع العدو‬ ‫الصهيوني وأطرافه‪ ،‬وبالتالي في موقع الشعب‬ ‫الفلسطيني في هذا الصراع ودوره الكفاحي‬ ‫املتواصل أن أوضح جملة من األمور‪.‬‬ ‫األمر األول‪ :‬إن الصراع مع العدو الصهيوني‪،‬‬ ‫سيظل قائما ً ومتواصالً ولن تنهيه أي اتفاقات‬ ‫أو معاهدات أو تعهدات من أي طرف فلسطينيا ً‬


‫كان أو عربياً‪ ،‬فقضية فلسطني قضية وطنية‪،‬‬ ‫لشعب اغتصب وطنه‪ ،‬وشرد جز ًءا كبيرا ً منه‬ ‫خارج وطنه‪ ،‬قضية حقوق وطنية ال تسقط‬ ‫بالتقادم‪ ،‬وليس بوسع املؤامرات أن تنهيها‪ ،‬قضية‬ ‫شعب له احلق في احلرية والتحرر وتقرير املصير‪،‬‬ ‫سيظل يواصل نضاله حتى حتقيق أهدافه‪.‬‬ ‫وإذا ما عدنا إلى التاريخ النضالي للشعب‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬لوجدناه تاريخا ً ممتدا ً ألكثر من‬ ‫مائة عام متواصلة‪ ،‬تاريخ هبات وانتفاضات‪،‬‬ ‫واشتباك مفتوح مع الغزاة‪ ،‬تاريخ متسك‬ ‫باألرض والهوية واحلقوق‪ ،‬فالثورة الفلسطينية‬ ‫املعاصرة ليست هي بداية تاريخ نضال‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬بل‬ ‫هي محطة من محطات‬ ‫هذا النضال املستمر منذ‬ ‫أن وطأت أقدام الصهاينة‬ ‫الغزاة أرض فلسطني بفعل‬ ‫تواطؤ ومساعدة بريطانية‪،‬‬ ‫ومنذ وعد بلفور وصك‬ ‫االنتداب على فلسطني‪،‬‬ ‫وتهيئة فلسطني للتحول‬ ‫إلى وطن قومي لليهود من‬ ‫خالل فتح أبوابها لهجرة‬ ‫اليهود إليها‪ ،‬وتقدمي كل‬ ‫أشكال الدعم واملساندة‬ ‫والعسكرية‬ ‫السياسية‬ ‫للحركة الصهيونية وصوال ً إلى‬ ‫قرار تقسيم فلسطني‪.‬‬ ‫وإذا ما عدنا إلى تلك احلقبة‬ ‫لرأينا فيها من املشاريع واحللول‪،‬‬ ‫ما ال يقل عن املشاريع املطروحة‬ ‫في هذه اآلونة‪ ،‬وال من سيناريوهات‬ ‫احللول التصفوية التي يجري‬ ‫اإلعداد والتحضير لها راهناً‪ ،‬لكن هذا‬ ‫كله لم يكن من شأنه طمس قضية‬ ‫فلسطني‪ ،‬وال تغييب الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫وال وقف نضاله ومقاومته‪ ،‬وبقي الصراع في‬ ‫عنوانه األساسي وجوهره صراع وجود وليس‬ ‫نزاعا ً على حدود أو على قطعة من أرض‪ ،‬وسيظل‬ ‫هذا العنوان وهذا اجلوهر قائما ً ومحركا ً ومحفزا ً‬ ‫وهاديا ً لشعبنا ولقواه املناضلة حتى تتحقق‬ ‫األهداف الوطنية في التحرير والعودة‪.‬‬ ‫األمر الثاني‪ :‬إن محاوالت إنهاء الصراع وعقد‬ ‫اتفاقات مع العدو‪ ،‬أظهرت بوضوح أن هذا العدو‬ ‫يفهم السالم‪ ،‬مبعنى فرض االستسالم على‬ ‫الشعب الفلسطيني وإخضاعه وتطويعه‬ ‫والتحكم به ومصادرة املزيد من أراضيه وتهديد‬ ‫مقدساته وهدر حقوقه‪ ،‬فانكشف العدو على‬ ‫حقيقته‪ ،‬ليس أمام الشعب الفلسطيني في‬ ‫الضفة الغربية الذي يرى ما يحل بأرضه ومدنه‬ ‫وقراه ومقدساته من تهويد واستيطان‪ ،‬وال أمام‬ ‫شعبنا الصامد في قطاع غزة الذي يعاني من‬ ‫االعتداءات واحلصار الظالم‪ ،‬وال أمام شعبنا‬

‫الصامد املرابط على أرض فلسطني منذ نكبة‬ ‫عام ‪ ،1948‬والذي يتعرض اليوم حلملة شرسة من‬ ‫القوانني العنصرية‪ ،‬ومن املؤامرات التي تستهدف‬ ‫اقتالعه من أرضه وتشريده بوسائل متعددة‪،‬‬ ‫وال أمام املاليني من شعبنا املشرد والالجئ في‬ ‫ساحات الشتات والذي يصل عدده في هذه‬ ‫اآلونة إلي ما يقارب ‪ 6‬مليون فلسطيني يتوقون‬ ‫ويرفضون مؤامرة‬ ‫والعودة‪،‬‬ ‫للتحرير‬ ‫و ا لتجنيس‬ ‫التوطني والتهجير‬ ‫ا لهو ية‬ ‫و ضيا ع‬

‫الوطنية‪.‬‬ ‫“ ا لسلطة ”‬ ‫من هنا فإن‬ ‫املستسلم‪ ،‬ال‬ ‫أو الفريق املفاوض‬ ‫يستطيع مهما بلغ من قوة ونفوذ أو دعم‬ ‫أجنبي وما يقوم به من إجراءات وتعاون وتنسيق‬ ‫أمني وسياسي مع العدو‪ ،‬أن يفرض إرادته‬ ‫على شعبنا وأن يحول ما بينه وبني حقه في‬ ‫املقاومة ومواصلة النضال‪ ،‬ونرى أن أي “جناحات”‬ ‫للسلطة في مطاردة املقاومة واملقاومني وزجهم‬ ‫في السجون لن يكون بوسعها إيقاف مقاومة‬ ‫الشعب الفلسطيني وإنهاء الصراع‪.‬‬ ‫األمر الثالث‪ :‬إن إطماع العدو الصهيوني‬ ‫في وطننا العربي ال حدود لها‪ ،‬ومؤامراته على‬ ‫األمة باتت واضحة ومكشوفة‪ ،‬واخلطر على‬ ‫األمن القومي ألمتنا بات ملموسا ً عند الغالبية‬

‫‪27‬‬

‫العظمى من جماهير أمتنا‪ ،‬وتدرك اليوم أن اخلطر‬ ‫الصهيوني ال ينحصر فقط في رقعة معينة أو‬ ‫يطال الشعب الفلسطيني فحسب بل ميتد‬ ‫ليشمل كل األقطار العربية‪.‬‬ ‫األمر الرابع‪ :‬اتضاح طبيعة العالقة التي تربط‬ ‫ما بني الكيان الصهيوني والغرب االستعماري‬ ‫بقيادة أميركا ودور الكيان ووظيفته في خدمة‬ ‫املصالح االستعمارية‪ ،‬وخاص ًة في هذه املرحلة‬ ‫التي يتعرض لها وطننا العربي الستهدافات‬ ‫معادية تقوم على التجزئة والتفتيت‪ ،‬وفرض‬ ‫الهيمنة وبسط السيطرة والنفوذ‪ ،‬مما يجعل‬ ‫جماهير أمتنا وقواه احلية تتأهب ملواجهة هذه‬ ‫املشاريع واالستهدافات‬ ‫واملؤامرات‪.‬‬ ‫األمر اخلامس‪ :‬في‬ ‫خضم هذا كله ورغم‬ ‫الصعبة‬ ‫الظروف‬ ‫العنيفة‪،‬‬ ‫واملتغيرات‬ ‫وتنصل العديد من‬ ‫أطراف النظام الرسمي‬ ‫العربي من التزاماتهم‬ ‫جتاه قضية فلسطني‪،‬‬ ‫واشتداد مؤامرة القوى‬ ‫االمبريالية – الصهيونية‪،‬‬ ‫من أجل تهيئة األجواء‬ ‫واملناخات لكسر إرادة الصمود‬ ‫واملقاومة‪ ،‬وإحلاق الدول العربية‬ ‫في الركب األميركي‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فرض اخلضوع أو االستسالم‪،‬‬ ‫برز دور القوى احلية في أمتنا‬ ‫صمودا ً وممانعة ومقاومة‪،‬‬ ‫وتشكل موضوعيا ً في إطار‬ ‫الصراع احملتدم معسكر الصمود‬ ‫هذا بأطرافه املتمثلة‪ ،‬في استمرار‬ ‫املقاومة في فلسطني‪ ،‬ومقاومة احللول‬ ‫والتسويات املذلة‪ ،‬ورفض االلتحاق بركب‬ ‫املفاوضات‪ ،‬واإلقرار باالتفاقات واملعاهدات مع‬ ‫العدو‪ ،‬واملقاومة الباسلة في لبنان بقيادة “حزب‬ ‫اهلل” وانتصاراتها الباهرة في حرب متوز ‪،2006‬‬ ‫بكل ما أسفرت عنه من نتائج‪ ،‬والصمود السوري‬ ‫املشهود في وجه الضغوطات والتهديدات لثنيها‬ ‫عن مواقفها املبدئية القومية‪ ،‬وكذلك الصمود‬ ‫اإليراني في وجه احلصار والضغوطات والعقوبات‬ ‫والتهديدات‪ ،‬إضاف ًة إلى الدور البارز الذي لعبته‬ ‫املقاومة العراقية ضد االحتالل األجنبي الغاشم‪،‬‬ ‫وكذلك نضاالت القوى احلية في أمتنا في أقطارها‬ ‫العديدة‪ ،‬في مواجهة التطبيع ومناهضة‬ ‫الصهيونية مما جعل البرنامج األميركي يتعرض‬ ‫للفشل واإلخفاق ولألزمات كما يتجلى اآلن في‬ ‫العراق وأفغانستان مثاالً‪.‬‬ ‫من هنا فإننا نعتبر أن نضالنا الوطني‬ ‫الفلسطيني ال ينفصل عن نضال أمتنا وقواه‬ ‫احلية‪ ،‬والعالقة هنا عالقة عضوية‪ ،‬عالقة ترابط‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬ ‫ال تنفصم عراه‪ ،‬يؤثر كل منهم باآلخر‪ ،‬ويتأثر به‪،‬‬ ‫ونرى أنه باملزيد من الصمود والثبات على املوقف‬ ‫والتمسك باحلقوق‪ ،‬واستنهاض املقاومة نفشل‬ ‫هذه اخملططات واملؤامرات‪ ،‬مدركني متاما ً أننا الزلنا‬ ‫أمام صراع طويل ومديد لن يتوقف إال باستعادة‬ ‫الشعب الفلسطيني حقوقه كامل ًة لتحرير‬ ‫وطنه والعودة إليه‪.‬‬ ‫املفاوضات املباشرة هي ترجمة واضحة‬ ‫للتسوية بالشروط اإلسرائيلية – األميركية‪،‬‬ ‫ما مستقبل هذه املفاوضات‪ ،‬وخاصة إذا جاءت‬ ‫بتنازالت جديدة‪ ،‬هل ميكن اعتبارها أوسلو‬ ‫ثانية‪ ،‬موقفكم واضح‪ ،‬لكن ملاذا يستمر رهان‬ ‫البعض على احللول األميركية واإلسرائيلية‬ ‫التي ثبت فشلها؟‬ ‫مما ال شك فيه أن املفاوضات مع‬ ‫العدو الصهيوني قدمت خدمات‬ ‫جلى للعدو‪ ،‬الذي رأى فيها‬ ‫مظلة سياسية وفرصة سانحة‬ ‫للتسريع مبشروعه االستيطاني‬ ‫التهويدي لفلسطني وفي اإلمعان‬ ‫باالعتداءات على شعبنا ومواصلة‬ ‫بناء جدار الضم والتوسع‪ ،‬من أجل‬ ‫إخضاع شعبنا وكسر إرادته‪.‬‬ ‫وحتت غطاء هذه العملية‬ ‫التصفوية “املفاوضات” يخرج‬ ‫العدو الصهيوني كل يوم مبطالب‬ ‫جديدة‪ ،‬ولعل شرطه االعتراف بـ‬ ‫“إسرائيل” دولة يهودية أحدها‪،‬‬ ‫ويلجأ في الوقت نفسه جلملة‬ ‫من اإلجراءات مثل ضم املقدسات‬ ‫اإلسالمية كاحلرم اإلبراهيمي‬ ‫الشريف‪ ،‬ومسجد بالل بن رباح‬ ‫إلى قائمة التراث اليهودي‪،‬‬ ‫ومستغالً واقع السلطة املهني‬ ‫التي حتولت إلى أداة يتحكم‬ ‫بها كما يريد‪ ،‬وواقع العديد من‬ ‫أطراف النظام الرسمي العربي‪،‬‬ ‫يعلن كل يوم أن القدس عاصمته‬ ‫األبدية‪ ،‬وأنه ال عودة إلى الالجئني‪،‬‬ ‫وأن املستوطنات باقية‪ ،‬بل أنه يرفض حتى وقفها‬ ‫بشكل مؤقت‪ ،‬وأن األغوار حتت سيطرته‪ ،‬وأن‬ ‫“الدولة املزعومة ال سيادة وال جيش لها”‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من هذا كله فإن فريق السلطة‬ ‫املستسلم ال زال يصر على أن املفاوضات هي‬ ‫خياره االستراتيجي‪ ،‬وأن ال بديل عن املفاوضات‬ ‫إال املفاوضات‪ ،‬بل يذهب إلى أكثر من ذلك حيث‬ ‫يبدي استعداده إلنهاء الصراع والتنازل عن احلقوق‬ ‫التاريخية للشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫وفي هذه اآلونة يجري التحضير لصفقة متفق‬ ‫عليها ما بني أميركا والكيان الصهيوني‪ ،‬لوضع‬ ‫شروط احلل النهائي التصفوي‪ ،‬فتقوم على‬ ‫أن تقدم أميركا خالل فترة جتميد االستيطان‪،‬‬ ‫في “حال موافقة “إسرائيل” على التجميد”‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫خارطة حدودية نهائية لدولة فلسطني املزعومة‬ ‫تستجيب ملتطلبات العدو األمنية‪ ،‬حيث تتواجد‬ ‫قوات االحتالل على احلدود الشرقية والغربية‬ ‫وبعمق ال يقل عن ‪ 15‬كلم جلهة نهر األردن‪ ،‬وبقاء‬ ‫الكتل االستيطانية الكبرى‪ ،‬وتأجيل البحث في‬ ‫قضية القدس وقضية الالجئني‪ ،‬وبعد ذلك قيام‬ ‫دولة فلسطينية منزوعة السالح ال سيادة لها‬ ‫وال سيطرة لها على احلدود‪ ،‬وشرط قيامها اإلقرار‬ ‫بـ “إسرائيل” دولة يهودية‪ ،‬وقدمت أميركا رزم ًة‬ ‫من الضمانات واحلوافز للعدو وتزويده بترسانة‬ ‫من األسلحة والطائرات لضمان تفوقه‪.‬‬ ‫أما ملاذا يستمر رهان البعض على احللول‬ ‫األميركية – اإلسرائيلية‪ ،‬فبتقديري أن هذا يعود‬

‫لعدة أسباب‪ ،‬فعلى صعيد السلطة جند أن‬ ‫خياراتها محدودة وتدور في نفس فلك التسوية‪،‬‬ ‫وما تواجهه من مصاعب أو عقبات ومآزق يندرج‬ ‫في إطار معضالت ومآزق “السلطة” أي قدرتها‬ ‫على االستمرار والبقاء‪ ،‬وال يندرج في إطار‬ ‫التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني‬ ‫أو في إطار املصالح العليا للشعب‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫طبيعي لسلطة جرى تأسيسها على أنها‬ ‫سلطة وظيفية لها دور محدد ومحدود‪ ،‬وقف‬ ‫املقاومة وجتريد الشعب الفلسطيني من سالحه‬ ‫وإنهاء الصراع مقابل سلطة ميكن تسميتها‬ ‫الحقا ً دولة لكنها خاضعة ومسيطر عليها‪،‬‬ ‫وكل من التحق بركب السلطة ومنظمتها‬ ‫على قاعدة وهم حتقيق االنسحاب الكامل من‬

‫‪28‬‬

‫األراضي احملتلة عام ‪ ،1967‬وإقامة دولة مستقلة‬ ‫عاصمتها القدس‪ ،‬فلقد التحق باألوهام ولهث‬ ‫وراء السراب‪.‬‬ ‫أما على صعيد بعض أطراف النظام الرسمي‬ ‫العربي فهذا يعود إلى االنهيار والتداعي الذي‬ ‫أصابها‪ ،‬وجعلها تغلب مصاحلها القطرية‬ ‫الضيقة على املصالح القومية‪ ،‬فأضحت‬ ‫مسلوبة اإلرادة‪ ،‬ال متتلك إرادة سياسية فاعلة‪،‬‬ ‫ووجدت نفسها مرتبطة مبشيئة أميركا وإرادتها‬ ‫حرصا ً على مصاحلها وعروشها‪ ،‬حتى لو كان‬ ‫هذا على حساب مصالح األمة وأمنها القومي‬ ‫رغم أنها ترى بأم العني‪ ،‬أن املشروع األميركي‬ ‫الصهيوني قائم على املزيد من التفتيت والتجزئة‬ ‫وبعث الفنت الطائفية واملذهبية‬ ‫مما يعرض كل قطر إلى مخاطر‬ ‫التفتيت‪ ،‬وهوية أمتنا وحقوقها‬ ‫وثرواتها ومكانتها إلى مخاطر‬ ‫الضياع والتبديد‪.‬‬ ‫مقومات الصمود واملمانعة‬ ‫واملقاومة عديدة‪ ،‬هل من حتديدها‬ ‫وإبرازها‪ ،‬وهل أنتم راضون عن‬ ‫الدعم الذي تتلقاه فصائل‬ ‫املقاومة من احللفاء واألصدقاء؟‬ ‫بالنسبة للشق األول من السؤال‬ ‫فلقد متّ اإلشارة إليه في جوابنا‬ ‫على السؤال األول‪ ،‬فمعسكر‬ ‫الصمود واملقاومة واملمانعة في‬ ‫أمتنا يتحدد راهنا ً في “املقاومات‬ ‫العربية” املقاومة في فلسطني‪،‬‬ ‫ولبنان والعراق‪ ،‬وفي املوقف السوري‬ ‫القومي األصيل الثابت على املبادئ‬ ‫واملتمسك باحلقوق‪ ،‬والرافض‬ ‫لكل الضغوطات واالستهدافات‬ ‫األميركية‪ ،‬وفي املوقف اإليراني‬ ‫الصامد في وجه أشكال احلصار‬ ‫والتهديدات املتواصلة‪ ،‬وكذلك في‬ ‫مواقف احلركة الشعبية املناهضة‬ ‫للتطبيع والصهيونية واملناضلة‬ ‫في سبيل وحدة األمة‪ ،‬وامللتفة‬ ‫حول خط ونهج املقاومة‪.‬‬ ‫أما بخصوص الدعم الذي تتلقاه الفصائل‬ ‫من احللفاء واألصدقاء‪ ،‬فيهمني القول أن الدعم‬ ‫واملساندة املنشودة هي في املوقف السياسي‪،‬‬ ‫في املوقف الداعم لنهج املقاومة‪ ،‬في املوقف‬ ‫الرافض واملناهض لسياسة اإلخضاع والتطويع‬ ‫واالغتصاب واالحتالل‪ ،‬في املوقف املتمسك‬ ‫باحلقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وبحقوق‬ ‫األمة وكرامتها فهذا باألساس هو خير دعم تتوق‬ ‫له القوى الوطنية‪ ،‬قوى املقاومة وهي تخوض‬ ‫نضالها في سبيل حترير أوطانها‪.‬‬ ‫إن كسب احللفاء واألصدقاء واملناصرين‬ ‫واملؤيدين مسألة استراتيجية في مرحلة التحرر‬ ‫الوطني وهذا ما نعمل باستمرار من أجله‪،‬‬


‫وعالقاتنا السياسية تتحدد باألساس على مدى‬ ‫اقتراب أو ابتعاد أي طرف من قضية فلسطني‬ ‫باعتبارها قضية عدل وحق‪.‬‬ ‫أما اجلانب املادي من الدعم‪ ،‬فإنني أقول إن‬ ‫مستلزمات عملنا النضالي أكبر بكثير من‬ ‫اإلمكانات املتاحة راهناً‪ ،‬فهي إمكانات محدودة‬ ‫للغاية‪ ،‬وقد يكون هناك تفاوت في هذا األمر بني‬ ‫فصيل وآخر‪ ،‬لكني أحتدث هنا عن حركة فتح –‬ ‫االنتفاضة‪ ،‬فمن ضمن املعضالت التي نواجهها‬ ‫هي نقص اإلمكانات التي تعكس نفسها‬ ‫في ضعف تلبية االحتياجات وخاصة داخل‬ ‫الوطن احملتل‪ ،‬ومن هنا فإننا نشعر بالعتب على‬ ‫األصدقاء واحللفاء‪ ،‬وعتبنا هنا كما يقال “على‬ ‫قدر احملبة” ألننا نثمن كثيرا ً املواقف السياسية‬ ‫املبدئية للحلفاء واألصدقاء‪ ،‬ونأمل أن يتطور هذا‬ ‫اجلانب من الدعم مستقبالً‪ ،‬ألننا فعالً نخوض‬ ‫معركة واحدة‪ ،‬ومعكرتنا في فلسطني أساسية‬ ‫حتتاج إلى كل دعم ومساندة ومساعدة في كل‬ ‫اجملاالت‪.‬‬ ‫ما الذي يقف عائقاً أمام حتقيق املصاحلة‬ ‫الفلسطينية – الفلسطينية‪ ،‬وإعادة‬ ‫بناء منظمة التحرير على أسس نضالية‬ ‫وكفاحية؟‬ ‫ال بد هنا أن نفرق بني مسألتني‪ ،‬بني موضوع‬ ‫“املصاحلة” وموضوع “الوحدة الوطنية” فنحن‬ ‫أمام مسألتني‪ ،‬قد يكون بينهما ترابط ما‪،‬‬ ‫لكن لكل منهما شروطه ومتطلباته وأسسه‬ ‫وأهدافه‪.‬‬ ‫فمصطلح املصاحلة الفلسطينية‪ ،‬مصطلح‬ ‫جديد‪ ،‬نشأ إثر اخلالف الذي حصل في قطاع غزة‬ ‫بني طرفي السلطة في األساس‪ ،‬حركة فتح –‬ ‫اللجنة املركزية‪ ،‬وحركة حماس‪.‬‬ ‫وال بد هنا أيضا ً اإلشارة إلى أن األجهزة األمنية‬ ‫التابعة لرئيس السلطة هي التي تتحمل‬ ‫مسؤولية األحداث التي حصلت وما يطلق عليه‬ ‫“االنقالب” فهو انقالب إذا جاز لنا هذا التعبير‪،‬‬ ‫قادته األجهزة األمنية الفلسطينية – حارسة‬ ‫اتفاق أوسلو‪ ،‬فاتفاق أوسلو يحظر أن يكون هناك‬ ‫قوى مقاومة في صفوف الشعب الفلسطيني‪،‬‬ ‫فمهمتها باألساس وقف املقاومة وإنهاء كل‬ ‫أشكالها‪ ،‬وليس القبول بها والتعايش معها‪،‬‬ ‫ومن هنا فإن األجهزة األمنية التابعة لرئيس‬ ‫السلطة كانت دائما ً تتربص بقوى املقاومة‬ ‫وطاملا طاردتها وضيقت عليها ونسقت مع العدو‬ ‫الصهيوني ضدها‪.‬‬ ‫ومنذ أن حققت حركة حماس األغلبية في‬ ‫االنتخابات التشريعية‪ ،‬وشكلت تبعا ً لذلك‬ ‫حكومة برئاستها‪ ،‬بدأت التحضير العملي‬ ‫لالنقالب على هذا وبدأت املؤامرات حتاك ضدها‪،‬‬ ‫وصوال ً إلى االنفجار الذي حصل وترتب عليه‬ ‫خروج السلطة وأجهزتها من قطاع غزة‪.‬‬ ‫وبعد احلرب الصهيونية على القطاع أواخر عام‬ ‫‪ ،2008‬أخذت األصوات تتعالى بإنهاء االنقسام‬

‫وإجراء املصاحلة‪ ،‬وفي هذا السياق نشأ مصطلح‬ ‫“املصاحلة”‪ ،‬ونتيجة لذلك جرت حوارات ولقاءات‬ ‫متعددة لهذا الغرض‪ ،‬ووضعت مصر ورقتها‬ ‫للمصاحلة إثر لقاءات ثنائية مع الطرفني‪.‬‬ ‫كانت أبرز القضايا التي تضمنتها هذه الورقة‬ ‫تتعلق بإجراء االنتخابات الرئاسية والتشريعية‪،‬‬ ‫وتشكيل احلكومة‪ ،‬واالتفاق على إعادة هيكلة‬ ‫األجهزة األمنية‪ ،‬ونقطة تتعلق في منظمة‬ ‫التحرير وتفعيلها‪ ،‬لكن القضايا األساسية‬ ‫كانت تنصب في موضوعات السلطة‪.‬‬ ‫فوجئت حركة حماس أن الورقة املصرية‬ ‫ال تتضمن النقاط التي جرى التوصل لها في‬ ‫احلوارات الثنائية بني فتح – اللجنة املركزية‪،‬‬ ‫وحماس‪ ،‬وأصرت مصر على احلضور إلى القاهرة‬ ‫للتوقيع على ورقتها‪ ،‬وحيث سارعت سلطة رام‬ ‫اهلل إلعالن موافقتها حتفظت حركة حماس على‬ ‫ذلك وطالبت بإجراء التعديالت‪ ،‬وحتى اآلن تتواصل‬ ‫املساعي واجلهود لكن األمر الزال بعيدا ً ألن اخلالف‬ ‫باألساس هو خالف سياسي كبير‪ ،‬وخالف وطني‬ ‫حول قضايا وطنية يصعب القفز عنها‪.‬‬ ‫ومن الواضح أن أميركا والكيان الصهيوني‬ ‫يعيقان عملية املصاحلة‪ ،‬ألن املطلوب من وجهة‬ ‫نظرهم أن تعترف حماس بالتزامات منظمة‬ ‫التحرير وتعهداتها‪ ،‬أي باتفاق أوسلو ووثيقة‬ ‫االعتراف‪ ،‬وبالتالي وقف املقاومة‪.‬‬ ‫لكن اخلالف واألزمة في الساحة الفلسطينية‬ ‫أسبق من هذا بكثير وأعمق من هذه القضايا‪،‬‬ ‫ألن جوهر اخلالف هو بني خطني متناقضني‪ ،‬خط‬ ‫ونهج املفاوضات والتسويات‪ ،‬وإنهاء الصراع‬ ‫مع العدو والتنازل عن احلقوق التاريخية‪ ،‬وخط‬ ‫الصمود واملقاومة املتمسك باحلقوق والرافض‬ ‫لالعتراف‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن القوى الفلسطينية دعت‬ ‫مرارا ً إلى حوار وطني إلجراء تقييم ومراجعة‬ ‫من أجل استخالص الدروس والعمل على بناء‬ ‫مؤسسات املنظمة والتوصل إلى برنامج وطني‬ ‫شامل‪ ،‬إال أن فريق السلطة املهمني على واقع‬ ‫منظمة التحرير راهنا ً يناور ويخادع في هذه‬ ‫املسألة‪ ،‬ومنطلقه أن هناك منظمة قائمة‬ ‫وموجودة‪ ،‬وإذا كان هنالك قوى تقف خارجها‬ ‫وراغبة في االنخراط بها فالباب مفتوح لها‪،‬‬ ‫لكن على قاعدة التزاماتها وبرنامجها وخطها‬ ‫وسياستها‪.‬‬ ‫فالهوة بني املوقفني عميقة وإمكانية حتقيق‬ ‫الوحدة الوطنية في الظروف الراهنة أمر بعيد‬ ‫املنال‪ ،‬والسلطة ورموز املنظمة في واقعها‬ ‫الراهن يتحملون املسؤولية بإصرارهم على‬ ‫مواصلة نهجهم الكارثي هذا‪.‬‬ ‫ومن وجهة نظرنا نرى أن الوحدة الوطنية‬ ‫الفلسطينية وهي بحد ذاتها ضرورة وطنية‬ ‫ومسألة حيوية في مرحلة التحرر الوطني‪،‬‬ ‫تتحقق في مجرى ومسار املقاومة وعلى‬ ‫أرضيتها‪ ،‬وال ميكن حتقيقها مر ًة واحدة من خالل‬

‫‪29‬‬

‫“طاولة حوار” فهي تبنى وتشاد في أتون الصراع‬ ‫وتتوسع وتتعمق في خضمه‪.‬‬ ‫كثر احلديث عن حرب إسرائيلية جديدة‪،‬‬ ‫تعيد االعتبار للجندي الصهيوني‪ ،‬وقد تكون‬ ‫ساحاتها لبنان أو غزة‪ ،‬ما هي قراءتكم لوقوع‬ ‫مثل هذه احلرب؟‬ ‫ال ميكن وصف الكيان الصهيوني اجلاثـم علـى‬ ‫أرض فلسطيـن‪ ،‬سوى أنه “ثكنة عسكرية”‬ ‫وليس دولة طبيعية‪ ،‬وليس بوسعه أن يكون دولة‬ ‫طبيعية متصاحلة مع نفسها ومع اجلوار كما‬ ‫اعتقد أو توهم من انخرط في مفاوضات سالم‬ ‫وعقد اتفاقات معه‪.‬‬ ‫فلقد قام باألساس على العنف واجلرائم‬ ‫واجملازر‪ ،‬ومنذ نشوئه وهو يبلور ويطور من نظرياته‬ ‫األمنية‪ ،‬وهي نظريات ذات طابع استراتيجي‪،‬‬ ‫تتعلق من ناحية بقدرته على البقاء والوجود‪،‬‬ ‫وفي القدرة على القيام بدوره ووظيفته في‬ ‫خدمة املصالح االمبريالية من ناحية ثانية‪.‬‬ ‫من هنا فإن تاريخ هذا الكيان هو تاريخ حروب‬ ‫واعتداءات‪ ،‬فما إن يشن حربا ً حتى يحضر ألخرى‪،‬‬ ‫وعمل دائما ً على حتديد عدد السنوات التي تفصل‬ ‫بني حرب وأخرى‪ ،‬تراوحت ما بني ‪ 10 -8‬سنوات‪،‬‬ ‫بغية تدمير اخلصم وحتقيق املزيد من املكاسب‬ ‫وإثبات اجلدارة بالقيام بالدور املرسوم له‪ ،‬واحلصول‬ ‫على الدعم وخاص ًة العسكري‪ ،‬وجند أن قوى‬ ‫االستعمار العاملي كانت حريصة دائما ً على مده‬ ‫باإلمكانات العسكرية ليس فقط للدفاع عن‬ ‫نفسه بل لضمان تفوقه على كل ما حوله‪.‬‬ ‫إن شن احلروب واستكمال مشروع االستيطان‬ ‫مرتكزات أساسية لبقاء وجوده‪ ،‬ويعمل دائما ً‬ ‫على إيجاد الذرائع واملبررات حلروبه‪ ،‬فعندما شن‬ ‫احلرب على لبنان عام ‪ ،2006‬كان ذلك بذريعة‬ ‫اخلطر الداهم من الشمال الذي ميثله “حزب‬ ‫اهلل” واملقاومة في لبنان‪ ،‬وليس رد فعل على أسر‬ ‫اجلنديني‪ ،‬وعندما شن احلرب على قطاع غزة كان‬ ‫ذلك بذريعة اخلطر الذي متثله املقاومة في غزة‪،‬‬ ‫وعندما يتهيأ ويدعو للحرب على إيران فذلك‬ ‫بذريعة أن امللف النووي اإليراني يشكل خطرا ً‬ ‫استراتيجيا ً داهما ً على “إسرائيل”‪.‬‬ ‫من هنا فإن هدف الكيان الصهيوني هو‬ ‫إخضاع وتطويع كل ما حوله‪ ،‬إخضاع الشعب‬ ‫الفلسطيني وكسر إرادته وإخضاع أمتنا‪،‬‬ ‫وسبيله إلى ذلك احلرب والعدوان‪.‬‬ ‫أما بشأن احتمال اندالع حرب جديدة فإن‬ ‫قراءتنا ملثل هذا االحتمال نتناولها من عدة زوايا‪:‬‬ ‫فمما ال شك فيه أن العدو يحضر للحرب‪ ،‬حتضيرا ً‬ ‫عسكريا ً وسياسيا ً وإعالمياً‪ ،‬وكذلك قياس حجم‬ ‫وردة الفعل التي سيواجهها إذا ما شن احلرب‪.‬‬ ‫فعلى صعيد حتضير احلرب على غزة جند أن‬ ‫هناك مقدمات لهذه احلرب‪ ،‬فحركة الطائرات في‬ ‫سماء غزة ال تتوقف‪ ،‬وعمليات القصف اخملتلفة‬ ‫من اجلو واألرض تتواصل‪ ،‬وكذلك التحركات‬ ‫البحرية “البوارج” والتهديدات املتواصلة‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬ ‫واحلشودات على احلدود وإجراء املناورات كل هذا‬ ‫يندرج في إطار حرب قادمة‪.‬‬ ‫وجند أن العدو يهيئ الرأي العام الدولي لشن‬ ‫احلرب على لبنان‪ ،‬وسوريا من خالل إثارة موضوع‬ ‫األسلحة والصواريخ والتعبير عن القلق الكبير‬ ‫منها‪ ،‬لكن العدو استفاد كثيرا ً من جتربتي احلرب‬ ‫على لبنان ‪ ،2006‬وغزة ‪ ،2008‬وما نتج عنهما‬ ‫وما أصاب قدراته الردعية من تداعيات كبيرة‬ ‫أفشلت قدرته على حسم املعركة لصاحله‪،‬‬ ‫إلى جانب قلقه املتزايد من التداعيات املتوقعة‬ ‫على اجلبهة الداخلية “املدنية” داخل جتمعاته‬ ‫االستيطانية‪ ،‬وهي مسألة جديدة هزت نظرياته‬ ‫األمنية العسكرية السابقة القائمة على شن‬ ‫احلرب اخلاطفة وحسمها في وقت قصير‪ ،‬وحصر‬ ‫املعركة في اجلبهة العسكرية بعيدا ً عن اجلبهة‬ ‫الداخلية‪ ،‬حيث جند أن العدو اليوم يفكر في‬ ‫كيفية حماية جتمعاته االستيطانية‪ ،‬وما يتردد‬ ‫اآلن حول القبة احلديدية لدرء الصواريخ عن‬ ‫التجمعات مسألة تستحق االهتمام‪.‬‬ ‫على ضوء الواقع العسكري واألمني اجلديد‬ ‫الذي يعشيه العدو نرى أنه يصعب عليه القيام‬ ‫مبغامرة عسكرية جديدة ضد لبنان أو سوريا أو‬ ‫قطاع غزة ما لم يضمن حتقيق النصر وحتقيق‬ ‫احلسم العسكري بشكل ناجح‪ ،‬ونظرية احلسم‬ ‫هذه كانت تقوم دائما ً على تدمير وإنهاك قوى‬ ‫“اخلصم” واحتالل األرض‪ ،‬لكن هذا أمر لم يعد‬ ‫بوسع العدو حتقيقه‪ ،‬األمر الذي يدعونا أن نعتقد‬ ‫بأن العدو سيفكر مليا ً قبل اإلقدام على شن‬ ‫حرب جديدة‪ ،‬ألنه يجد نفسه اليوم إذا كان قادرا ً‬ ‫على بدئها فهو غير قادر على إنهائها وعلى‬ ‫حتديد أطرافها وساحاتها ونتائجها‪ ،‬وهذا هو‬ ‫مأزقه راهناً‪ ،‬لكن في كل األحوال ال يجوز التقليل‬ ‫من قدرات العدو العسكرية املتنامية وقدرته‬ ‫بالتالي على شن احلرب‪ ،‬األمر الذي يستوجب‬ ‫احلذر واليقظة واالستعداد للمواجهة‪.‬‬ ‫فتح كانت انطالقة الثورة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وشكلت رمزا ً حلركة التحرير الوطنية‪ ،‬وأنتم‬ ‫من قادتها البارزين أال ترى أنها شاخت وترهلت‬ ‫بعدما عصفت بها االنقسامات‪ ،‬وهل أنتم من‬ ‫موقعكم املنتفض داخل فتح استطعتم أن‬ ‫توقفوا االنهيار وما هي توقعاتكم‪.‬‬ ‫نعم حلركة فتح دور وطني ريادي كبير في‬ ‫تفجير الثورة الفلسطينية املعاصرة‪ ،‬وفي‬ ‫قيادتها وفي قيادة منظمة التحرير‪ ،‬ولعبت‬ ‫دورا ً وطنيا ً مشهودا ً وكبيراً‪ ،‬وشكلت في‬ ‫مسيرتها لسنوات طويلة العمود الفقري للثورة‬ ‫الفلسطينية ومنظمة التحرير‪ ،‬وخاضت معارك‬ ‫عسكرية وسياسية كبيرة وحققت عبر النضال‬ ‫اجنازات وطنية هامة‪.‬‬ ‫وما تعرضت له حركة فتح ليس مظاهر‬ ‫الشيخوخة أو الترهل بعدما عصفت بها‬ ‫االنقسامات‪ ،‬فاألزمة التي عاشتها وتركت ظاللها‬ ‫وأثارها السلبية على واقع العمل الفلسطيني‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫برمته‪ ،‬ليس االنقسامات‪ ،‬التي هي نتيجة وليس‬ ‫سبباً‪ ،‬نتيجة ملسار اختطته احلركة مبكرا ً منذ‬ ‫إقرار البرنامج املرحلي ‪ ،1974‬إثر حرب تشرين عام‬ ‫‪ ،1973‬والذي تأسس على أوهام االنسحاب من‬ ‫األراضي الفلسطينية احملتلة عام ‪ ،1967‬وبالتالي‬ ‫إقامة سلطة وطنية على أي جزء ينسحب منه‬ ‫العدو‪ ،‬لقد أصبح هذا الوهم سياسة وبرنامج‬ ‫عمل‪ ،‬وقاد القيادة املتنفذة في حركة فتح‬ ‫ومنظمة التحرير في حينه إلى الرهان على أوهام‬ ‫احللول والتسويات‪.‬‬ ‫ودون التطرق إلى تفاصيل املسار السياسي‬ ‫الذي انتهجته قيادة احلركة في ذلك الوقت‬ ‫وحتى االجتياح الصهيوني وما ترتب عليه من‬ ‫نتائج‪ ،‬الذي وجدتها القيادة املتنفذة فرص ًة‬ ‫سانحة لولوج خط البحث عن حلول وتسويات‬ ‫وتشتيت قوات الثورة إلى املنافي البعيدة عن‬ ‫ساحات الصراع‪ ،‬وضرب برنامج التحرير من‬ ‫خالل االستعداد لنبذ الكفاح املسلح والتوجه‬ ‫إليجاد حل سلمي‪ ،‬األمر الذي أدى عمليا ً إلى‬ ‫انفجار االنتفاضة في صفوف حركة فتح‪ ،‬بهدف‬ ‫االعتراض على هذا املسار‪ ،‬والعمل على إعادة‬ ‫استنهاض احلركة ومنظمة التحرير لتواصل‬ ‫دورها الكفاحي‪.‬‬ ‫لكن القيادة املتنفذة أدارت الظهر لكل‬ ‫الدعوات من أجل الوقوف عند تقييم املرحلة‬ ‫واستخالص الدروس ووضع استراتيجية عمل‬ ‫وطني نضالي‪ ،‬فسارت في طريق البحث عن‬ ‫حلول وتسويات األمر الذي قادها إلى اتفاق أوسلو‬ ‫الذي جلب الكوارث على شعبنا‪.‬‬ ‫كان دورنا منذ االنتفاضة في ‪ ،1983/5/9‬يقوم‬ ‫على إعادة االعتبار ملبادئ احلركة ومنطلقاتها‬ ‫والتمسك بأهدافها الوطنية‪ ،‬فحركة فتح‬ ‫بالنسبة لنا مبادئ وأهداف ومنطلقات وحركة‬ ‫حترر وطني‪ ،‬وتراث نضالي كبير‪ ،‬ولقد سعينا‬ ‫وناضلنا في الساحة الفلسطينية جنبا ً إلى‬ ‫جنب مع القوى الوطنية الفلسطينية من‬ ‫أجل احلفاظ على منظمة التحرير وإعادة بناء‬ ‫مؤسساتها وصون ميثاقها الوطني‪ ،‬ألن إيقاف‬ ‫االنهيار مسؤولية وطنية تقع على عاتق اجلميع‬ ‫وليس مسؤولية فصيل بعينه‪.‬‬ ‫ونحن هنا نفرق ما بني القيادة املهيمنة على‬ ‫بنية حركة فتح – اللجنة املركزية‪ ،‬وبني كوادرها‬ ‫وقواعدها‪ ،‬حيث نعتبر أنه في هذه البنية رغم‬ ‫ما اعتراها من فساد وإفساد مبرمج‪ ،‬الزال هناك‬ ‫املناضلون في صفوفها‪ ،‬وكانت جتربة انتفاضة‬ ‫األقصى التي شهدت نضاالت وتضحيات من‬ ‫صفوف هذه البنية خير مثال على ذلك‪.‬‬ ‫أما حالها اليوم فهو يزداد تدهوراً‪ ،‬وجاء املؤمتر‬ ‫السادس األخير الذي عقد في بيت حلم ليزيد‬ ‫من عمق األزمة التي تتخبط بها هذه احلركة‪،‬‬ ‫وبتقديرنا فإن اخلروج من هذه األزمة يحتاج إلى‬ ‫نضاالت كبيرة‪ ،‬نضاالت تقوم على هدي مبادئ‬ ‫ومنطلقات وأهداف حركة فتح‪ ،‬ونحن على ثقة‬

‫‪30‬‬

‫أن هناك من املناضلني من يرفض حتويل احلركة‬ ‫إلى مجرد “حزب” ينهي دورها وتاريخها ويلحقها‬ ‫بعجلة السلطة‪ ،‬لكن هذا األمر مرهون بتوفر‬ ‫جملة من الظروف والعوامل يطول احلديث‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫كانت فلسطني القضية املركزية للعرب‪،‬‬ ‫فباتت في نهاية جدول أعمال زعمائهم‪ ،‬مما‬ ‫أفسح اجملال لتقدم دول إقليمية مثل إيران‬ ‫وتركيا‪ ،‬كيف تقرأ هذا التحول اجليو سياسي‬ ‫لصالح القضية الفلسطينية وكسب‬ ‫أصدقائها‪.‬‬ ‫نحن أوال نفرق بني مواقف بعض الدول العربية‪،‬‬ ‫ومواقف جماهير األمة‪ ،‬وقناعتنا أن مواقف‬ ‫غالبية األنظمة ال تعكس موقف جماهيرها‪ ،‬وال‬ ‫نبض الشارع العربي الذي اعتبر واليزال قضية‬ ‫فلسطني قضية مركزية لألمة‪ ،‬وال يتوانى عن‬ ‫الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في‬ ‫نضاله رغم حالة القمع الذي تتعرض لها على‬ ‫أيدي حكامها‪.‬‬ ‫األمر الثاني فإن املوقف اإليراني من قضية‬ ‫فلسطني ليس أمرا ً جديداً‪ ،‬ولم يأت ليمال فراغا ً‬ ‫نشأ بفعل خروج بعض الدول العربية من دائرة‬ ‫الصراع‪ ،‬أو بسبب تنصل أو عجز من جانب دول‬ ‫أخرى‪ ،‬فقضية فلسطني بالنسبة للجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية قضية مركزية‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫جرى التعبير عنه منذ انتصار الثورة اإلسالمية‬ ‫في إيران بقيادة آية اهلل اخلميني (رضوان اهلل‬ ‫عليه)‪ ،‬وهو موقف الزال مستمرا ً ومتواصالً‪،‬‬ ‫ونرى أن جز ًءا أساسيا ً من احلملة الظاملة على‬ ‫إيران بسبب موقفها هذا‪ ،‬الذي تسعى بعض‬ ‫األطراف العربية لتشويهه‪ ،‬وتسعى أطراف‬ ‫أخرى ملناصبتها العداء‪.‬أما املوقف التركي فهو‬ ‫موقف مرحب به‪ ،‬وله أثر كبير في نفوس أبناء‬ ‫الشعب الفلسطيني والقوى احلية في أمتنا‪،‬‬ ‫فمواقف القيادة التركية مواقف مشرفة جلهة‬ ‫إدانة العدوان على غزة‪ ،‬وجلهة أسطول احلرية وما‬ ‫تعرض له من هجوم صهيوني أدى إلى استشهاد‬ ‫‪ 9‬من أبناء الشعب التركي الصديق‪.‬‬ ‫إن انفتاح تركيا على العرب بشكل عام‪،‬‬ ‫واستحضار الروابط التاريخية‪ ،‬والعالقة والروابط‬ ‫القوية مع سوريا على الصعد اخملتلفة‪ ،‬وجملة‬ ‫السياسات التي تتبعها تركيا راهنا ً وخاصة‬ ‫جلهة موقفها من “إسرائيل” له أثر إيجابي‬ ‫كبير وهام‪ ،‬وبالتأكيد أن العالقات التي تربط‬ ‫ما بني سوريا وتركيا وإيران تشكل عامالً هاما ً‬ ‫من عوامل الصمود وسيكون لها انعكاسات‬ ‫إيجابية على مجمل األوضاع اإلقليمية‪ ،‬ونرى أن‬ ‫الواجب هو االهتمام بهذه التحوالت في املوقف‬ ‫التركي وتثمينها وتعزيز العالقات معها على كل‬ ‫املستويات‪.‬‬

‫حوار‪ :‬محمود صالح‬


‫منبر فلسطيني‬

‫القضية الفلسطينية أمام خطر التصفية‬

‫المفاوضات وسيلة لدعم الكيان الصهيوني‬ ‫والبتزاز التنازالت من العرب‬ ‫أسفرت االنتخابات النصفية للكونغرس‬ ‫األميركي عن خسارة مدوية وضربة قاسية‬ ‫إلدارة الرئيس األميركي باراك أوباما‪ ،‬حيث ميكن‬ ‫أن تشل عمل اإلدارة للسنتني املقبلتني‪ ،‬كما قد‬ ‫تخفض فرص إعادة انتخاب الرئيس أوباما لوالية‬ ‫ثانية في ‪.2012‬‬ ‫ولكن السؤال الذي يطرح في هذا اجملال هو‪:‬‬ ‫ملاذا يريد مؤيدو “إسرائيل” إضعاف إدارة يكاد‬ ‫يهيمن عليها بالكامل أشد مناصريها من‬ ‫اليهود األميركيني‪ ،‬فضالً عن التنازالت الكبيرة‬ ‫التي قدمها أوباما إلى احلكومة اإلسرائيلية منذ‬ ‫انتخابه‪.‬‬ ‫حاول الرئيس أوباما استجداء “إسرائيل” من‬ ‫أجل متديد قرار جتميد االستيطان لفترة ثالثة‬ ‫أشهر فقط‪ ،‬مقابل الوعد بتبني كامل املوقف‬ ‫اإلسرائيلي في املفاوضات املباشرة مع السلطة‬ ‫الفلسطينية وتقدميه سلة من العروض‬ ‫والضمانات‪ ،‬هذه التنازالت وغيرها أضعفت‬ ‫صدقية أوباما خارج الواليات املتحدة وداخلها‪،‬‬ ‫إذ جاء هذا التصرف نقيض ما هو متوقع من‬ ‫شخص قدم إلى الرئاسة وهو يرفع راية التغيير‬ ‫وصون العدالة والسلم في العالم‪ ،‬فإذا به‬ ‫يستمر في السياسة غير اجملدية التي سارت‬ ‫عليها اإلدارات األميركية السابقة التي تسابقت‬ ‫في تقدمي الدعم للحكومات اإلسرائيلية‪.‬‬ ‫وفي هذا اجملال‪ ،‬نذكر ما أقدم عليه فريق‬ ‫عسكري أميركي من القيادة العسكرية‬ ‫األميركية للمنطقة الوسطى وبرئاسة اجلنرال‬ ‫ديفيد بيترايوس في كانون الثاني ‪ 2010‬والتي‬ ‫تشمل معظم دول الشرق األوسط‪ ،‬الذي تقدم‬ ‫إلى البنتاغون وعرض لرئيس مجلس القيادة‬ ‫األركان األميركية األدميرال مايكل كولن فكرته‬ ‫وحتليله حول النزاع الفلسطيني – اإلسرائيلي‬ ‫وأفاد الفريق أن قيادات الدول العربية الواقعة في‬ ‫نطاق املنطقة العسكرية الوسطى بدأت تفقد‬ ‫ثقتها بالوعود األميركية وأشار إلى أن التعنت‬ ‫اإلسرائيلي في النزاع مع الفلسطينيني يلحق‬ ‫الضرر مبكانة الواليات املتحدة في املنطقة وأنه‬ ‫أينما ذهبت فيها فإن االنطباع السائد أن أميركا‬ ‫ليست ضعيفة فحسب‪ ،‬بل مكانتها إلى تراجع‪،‬‬ ‫وطالب بإضافة غزة والضفة الغربية إلى نطاق‬ ‫مسؤوليات القيادة الوسطى‪ ،‬والهدف من ذلك‬ ‫تغيير االنطباع لدى العرب بأن أميركا مهتمة‬

‫بجميع نقاط النزاع في املنطقة‪ ،‬ورغم ذلك فقد‬ ‫متّ رفض الطلب‪ ،‬إالّ أن إدارة الرئيس باراك أوباما‬ ‫ق ّررت إرسال جورج ميتشل في جولة على عدد‬ ‫من الدول العربية‪ ،‬وإرسال األدميرال مايكل كولن‬ ‫إلى “إسرائيل” الذي نقل رسالة مفادها‪ ،‬أن على‬ ‫“إسرائيل” أن تنظر إلى صراعها مع الفلسطينيني‬ ‫من خالل اإلطار الواسع للمنطقة على أنها ذات‬ ‫تأثير مباشر على مكانة “إسرائيل”‪.‬‬ ‫وقيل يومها إن هذه التطورات مبثابة “الزلزال”‬ ‫للحكومة اإلسرائيلية ومؤيديها في الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬الذي يضرب العالقة االستراتيجية‬ ‫األميركية – اإلسرائيلية املبنية على التماثل‬ ‫وانسجام املصالح‪ ،‬وكان الغضب اإلسرائيلي‬ ‫شديدا ً ألن أوباما وبدل رفض ما جاء في تقرير‬ ‫بيترايوس وإهماله‪ ،‬فعل العكس متاما ً وتبنّى‬ ‫عمليا ً ما جاء في التقرير‪ ،‬إذ قال نائب الرئيس‬ ‫األميركي جو بايدن مخاطبا ً نتنياهو بشأن‬ ‫االستيطان “ما تفعلوه يهدد أمن قواتنا في‬ ‫العراق وأفغانستان وباكستان”‪ .‬ولكن التطورات‬ ‫الالحقة‪ ،‬أثبتت مدى العالقة العضوية التي تربط‬ ‫الكيان الصهيوني بالواليات املتحدة األميركية‪،‬‬ ‫ونحن اليوم أمام مسرحية جديدة اسمها‬ ‫“جتميد االستيطان”‪ ،‬بينما ينظر إلى اجلدار العازل‬ ‫في الضفة الغربية من منظار آخر مختلف!‪،‬‬ ‫ويشكل اجلدار العازل الذي بناه الصهاينة قاعدة‬ ‫لرسم احلل الدائم‪ ،‬فهو حجز حوالي ‪ 350‬ألف‬

‫‪31‬‬

‫فلسطيني خلفه وصادر آالف الدومنات‪ ،‬ويهدد‬ ‫مبصادرة منطقة األغوار وأسر القدس الشرقية‬ ‫وفصلها عن محيطها في الضفة الغربية‪،‬‬ ‫وأحدث اجلدار متغيرات من شأنها أن تقضي‬ ‫على أسس احلياة في العديد من مناطق الضفة‪،‬‬ ‫حيث ُجردت من أراضيها الزراعية‪ ،‬وأبار مياهها‪،‬‬ ‫والعديد من املناطق فقدت امتدادها اجلغرافي‬ ‫وقدرتها على التطور‪.‬‬

‫مكافآت للصهاينة‬ ‫واملفارقة الواضحة أن رئيس الوزراء اإلسرائيلي‬ ‫نتنياهو عاد أخيرا ً من الواليات املتحدة عارضا ً على‬ ‫وزراء السباعية في حكومته االقتراح الذي تلقاه‬ ‫من وزيرة اخلارجية األميركية هيالري كلينتون‪،‬‬ ‫جتميد البناء في املستوطنات ثالثة أشهر‪ ،‬في‬ ‫مقابل مساعدة أمنية وسياسية لـ “إسرائيل”‪،‬‬ ‫وفي قلب االقتراح األميركي يقبع مطلب ترسيم‬ ‫حدود الدولة الفلسطينية التي وعد أوباما‬ ‫بإقامتها‪ ،‬هذه هي غاية التجميد اإلضافي‬ ‫كما هو معلن من اجلانب األميركي‪ ،‬البحث في‬ ‫احلدود سيوفر النظام في مسألة املستوطنات‪،‬‬ ‫وسيوضح لـ “إسرائيل” أين ستبني‪ ،‬ومن هنا‬ ‫يستمر البحث في املسائل اجلوهرية األخرى‪،‬‬ ‫هذا هو حساب “حقل” اإلدارة األميركية‪ ،‬وهل‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر فلسطيني‬ ‫سينطبق على حسابات “بيدر” نتنياهو الذي‬ ‫متلص من البحث في صيغة احلدود املستقبلية‬ ‫لـ “إسرائيل” مع السلطة الفلسطينية‪ ،‬وفي‬ ‫يقدر أن في‬ ‫طريقة للتهرب من أي التزامات فهو ّ‬ ‫كل خريطة يعرضها ستحدث شرخا ً في ائتالفه‪،‬‬ ‫ولكن في ظل غياب جواب عن سؤال ماذا ستكون‬ ‫حدود الدولة الفلسطينية ال معنى ألقاويل‬ ‫“السالم” الصادرة عن نتنياهو وهي تعتبر كالما ً‬ ‫فارغا ً ال يحوي أي مضمون‪ ،‬وهو اختار السير‬ ‫وراء األالعيب العابثة في الساحة السياسية‬ ‫األميركية‪ ،‬هروبا ً من أي تسوية مفترضة‪ ،‬وهو‬ ‫يستمر في احلديث عن صفقة جتميد االستيطان‬ ‫التي باتت على مشارف اإلقرار‪ ،‬بانتظار اتفاق‬ ‫نهائي على املناطق املشمولة بوقف االستيطان‪.‬‬ ‫وترى بعض األوساط السياسية أن اخلسارة‬ ‫التي ُمني بها الدميقراطيون في انتخابات مجلس‬ ‫النواب األميركي في تشرين الثاني املاضي‪ ،‬قد‬ ‫نقلت الدبلوماسية اإلسرائيلية من نطاق العمل‬ ‫على إخفاء نياتها الرافضة للحلول النهائية‬ ‫للقضية الفلسطينية والتالعب بعامل الوقت‪،‬‬ ‫والدخول في جولة مساومات طويلة مع إدارة‬ ‫الرئيس األميركي باراك أوباما حول نقاط‬ ‫ومحطات استراتيجية تسعى إليها “إسرائيل”‬ ‫في املنطقة‪ ،‬وهي تعتبر التمسك باالستيطان‬ ‫والقدس الشرقية ويهودية “إسرائيل”‪ ،‬وعدم‬ ‫االنسحاب إلى حدود عام ‪ 1967‬وعدم السماح‬ ‫بإقامة الدولة الفلسطينية املستقلة‪ ،‬فهذه‬ ‫كلها تعتبرها “إسرائيل” من اخلطوط احلمراء التي‬ ‫ال تراجع عنها‪ ،‬وإمنا بدأت “إسرائيل” مبساومات‬ ‫جديدة متتد إلى مواقع أخرى في املنقطة‪.‬‬

‫مطالب إسرائيلية باجلملة من‬ ‫إدارة أوباما‬ ‫مطالب احلكومة اإلسرائيلية‪ ،‬ونقالً عن‬ ‫وثيقة دبلوماسية خاصة في لندن‪ ،‬تتمثل في‬ ‫التوقف غربيا ً عن ممارسة الضغوط على حكومة‬ ‫“إسرائيل” إلرغامها على طي ملف االستيطان‪،‬‬ ‫وترك مهمة التعامل مع هذا امللف‪ ،‬للحكومة‬ ‫اإلسرائيلية وتقديراتها‪ ،‬حتى لو وافقت في أي‬ ‫وقت على جتميد جزئي لالستيطان‪ ،‬بغية حتقيق‬ ‫متنيات األميركيني بإيجاد املبرر الشكلي احملدد‬ ‫مبدة زمنية قصيرة‪ ،‬إلقناع السلطة الفلسطينية‬ ‫بالعودة غير املشروطة إلى طاولة املفاوضات‪،‬‬ ‫شرط أال يبني هؤالء على هذه العودة‪ ،‬إذا حتققت‪،‬‬ ‫آماال ً عريضة تصل بهم إلى استعادة القدس‬ ‫وحق العودة‪ ،‬ووقف نهائي لالستيطان وفك‬ ‫احلصار عن قطاع غزة وإطالق سراح األسرى‪.‬‬ ‫ومن ضمن املطالب اإلسرائيلية‪ ،‬ترك بقية‬ ‫بنود امللف الفلسطيني للحكومة اإلسرائيلية‬ ‫وحدها‪ ،‬وهي التي ترى أن ثمار السالم الشامل‬ ‫لم تنضج بعد‪ ،‬ولن تنضج كما قال وزير اخلارجية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اإلسرائيلي أفيغدور ليبرمان‪(”،‬ال بعد سنة وال‬ ‫بعد جيل آخر”‪ ،‬وهناك قناعة في صفوف اليمني‬ ‫ّ‬ ‫يشكل خطورة على‬ ‫اإلسرائيلي بأن السالم اآلن‬ ‫أمن “إسرائيل” وبقائها‪.‬‬ ‫وحكومة العدو ترى أن بدائل املفاوضات‬ ‫املباشرة في حال فشلها‪ ،‬مثل اللجوء إلى‬ ‫مجلس األمن وهيئة األمم املتحدة لإلعالن عن‬ ‫قيام الدولة الفلسطينية بحدود عام ‪ 1967‬من‬ ‫طرف واحد لن تكون ذات جدوى وبدأت مبطالبة‬ ‫اإلدارة األميركية التعهد سلفا ً بإسقاط هذا‬ ‫البديل قبل وصوله إلى مجلس األمن‪.‬‬

‫الدعم األميركي للصهاينة‬ ‫معادلة ثابتة‬ ‫وأمام هذه املطالب يبدو موقف اإلدارة‬ ‫األميركية مرتبكاً‪ ،‬ومحتاجا ً إلى وقت أمام‬ ‫وقع الهزمية االنتخابية واستيعاب ذيولها‪،‬‬

‫‪32‬‬

‫ويقول أكادميي بريطاني خبير في شؤون الشرق‬ ‫األوسط‪“ ،‬إن من السذاجة االعتقاد بأن أميركا‬ ‫كمؤسسات‪ ،‬ميكن أن تقف موقف املعارض أو‬ ‫الرافض للمطالب اإلسرائيلية فهي ملتزمة‬ ‫بدعم بعض ما تشترطه “إسرائيل”‪ ،‬باعتبار أن‬ ‫بعض هذه املطالب تعبر في أهدافها عن مصالح‬ ‫وأهداف أميركية وغربية في منطقة الشرق‬ ‫األوسط‪.‬‬ ‫وبينما تعلن أميركا ودول أوروبا أنها تدعو‬ ‫“إسرائيل” إلى جتميد االستيطان‪ ،‬إالّ أن دعوتها‬ ‫هذه تبقى في نطاق التصريحات اإلعالمية‪ ،‬دون‬ ‫أن تتقدم إللزام “إسرائيل” بالتوقف عن بناء‬ ‫املستوطنات خصوصا ً في القدس الشرقية‪،‬‬ ‫وقادة “إسرائيل” يعرفون هذه احلقيقة‪ ،‬ويتجاهلون‬ ‫كعادتهم اعتراضات الغرب على سياستهم في‬ ‫األراضي احملتلة‪ ،‬لعلمهم أنها مجرد اعتراضات من‬ ‫باب رفع العتب إلرضاء بعض العرب ولو كالمياً‪،‬‬ ‫وال يريد األميركيون وال األوروبيون أن يفقدوا دور‬ ‫الوسيط بني “إسرائيل” والفلسطينيني‪ ،‬ألنه‬ ‫ليس أمامهم خيارات أخرى‪ ،‬إال أنهم يعرفون‪،‬‬ ‫أن هذا الدور لم ولن يثمر على أرض الواقع‪ ،‬ألن‬ ‫“إسرائيل” تعرف حقيقة دورها في املنطقة‪ ،‬فهي‬ ‫كأداة وكقاعدة استعمارية متقدمة في املنطقة‬ ‫وهي رأس احلربة في املشروع االستعماري بقدميه‬ ‫وحديثه وأشكاله‪ ،‬ومن الطبيعي ونتنياهو يزور‬ ‫أميركا‪ ،‬أن تصدر قرارات في “إسرائيل” ببناء‬ ‫مستوطنات جديدة وتهويد القدس‪ ،‬والعمل على‬ ‫استغالل الظروف الدولية وخصوصا ً األميركية‬ ‫ملتابعة لعبة التفاوض أو بالتظاهر باحلرص على‬ ‫التفاوض‪ ،‬والهدف من ذلك تخفيف حدة التذمر‬ ‫الدولي واحليلولة دون االلتزام بأي حل أو اتفاق‪.‬‬ ‫و”إسرائيل” ما زالت تراهن على استمرار اندفاع‬ ‫األحداث في املنطقة نحو صراعات محلية‬ ‫وإقليمية‪ ،‬تؤدي على إعادة تقسيم دولها على‬ ‫أسس مذهبية وعرقية تلغي نصوص اتفاقية‬ ‫“سايس بيكو” وتفرض تقسيما ً جغرافيا ً جديدا ً‬


‫يح ّول العالم العربي إلى مجموعة دويالت‬ ‫صغيرة ما ّ‬ ‫ميكنها من فرض سيطرتها على‬ ‫اجلميع‪ ،‬و”إسرائيل” من أجل هذا ترفع شعار‬ ‫يهودية كيانها‪ ،‬ليكون بذرة قابلة للنمو‪،‬‬ ‫ومشجعة للطوائف واملذاهب على السير في‬ ‫خطاها‪ ،‬والبناء على أنقاض الدول القائمة على‬ ‫مبدأ التعايش بني جميع األديان‪ ،‬وهذا يتماثل‬ ‫مع مشروع الشرق األوسط اجلديد الذي تبنّته‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬وهي تنتظر الفرص لترجمته‬ ‫على أرض الواقع‪.‬‬

‫خطة جتميد االستيطان مقابل‬ ‫رزمة مساعدات عسكرية‬ ‫وسياسية‬ ‫وكانت مصادر سياسية مقربة من رئيس الوزراء‬ ‫اإلسرائيلي نتنياهو‪ ،‬قد سربت نبأ تفصيليا ً عن‬ ‫املقترحات األميركية ليكون مبثابة بالون اختبار‬ ‫جلس نبض الشارع وكيفية تقبل هذه االقتراحات‪،‬‬ ‫وتشمل هذه االقتراحات على جتميد البناء في‬ ‫املستوطنات القائمة في الضفة الغربية بشكل‬ ‫كامل (ما عدا القدس) الشرقية‪ ،‬وملدة ثالثة‬ ‫أشهر مبا في ذلك البناء الذي متّ منذ األول من‬ ‫تشرين األول املاضي‪ ،‬وتوافق “إسرائيل” على البدء‬ ‫فورا ً في موضوع حدود الدولة الفلسطينية‬ ‫خالل املفاوضات املباشرة‪ ،‬وباملقابل تقدم الواليات‬ ‫املتحدة مجانا ً لـ “إسرائيل” ‪ 20‬طائرة من طراز‬ ‫“أف ‪ ”35‬احلديثة بقيمة ‪ 3‬مليارات دوالر‪ ،‬وتتعهد‬ ‫واشنطن بصد أي حملة سياسية ضد “إسرائيل”‬ ‫في األمم املتحدة مبا في ذلك استخدام حق النقض‬ ‫“الفيتو” في مجلس األمن ضد االعتراف الدولي‬ ‫بدولة فلسطينية مستقلة من دون اتفاق‬ ‫مع “إسرائيل” وصد احملاوالت لتغيير السياسة‬ ‫الضبابية جتاه التسلح النووي اإلسرائيلي وتشدد‬ ‫الواليات املتحدة اإلجراءات العقابية على إيران‬ ‫حتى تتخلى عن برنامجها لتطوير عسكري‬ ‫نووي‪ ،‬وتوقيع اتفاق تعاون امني معزز بني‬ ‫“إسرائيل” والواليات املتحدة ملدة عشر سنوات‪،‬‬ ‫ينص خصوصا ً على إمداد “إسرائيل” باألسلحة‬ ‫ومتكينها من الوصول بشكل أمني إلى معلومات‬ ‫األقمار الصناعية األميركية املتعلقة بهجمات‬ ‫صاروخية محتملة‪ ،‬وهذا االتفاق سيتم توقيعه‬ ‫بالتزامن مع اتفاق محتمل لتسوية دائمة بني‬ ‫“إسرائيل” والفلسطينيني‪.‬‬ ‫نتنياهو بدوره أكد أمام اجلامعة الهندسية في‬ ‫حيفا‪ ،‬أن احملادثات مع واشنطن مستمرة وهدفها‬ ‫دفع املفاوضات إلى األمام‪ ،‬ومن دون الدخول في‬ ‫تفاصيل الصفقة األميركية وقال‪“ :‬إن االقتراح‬ ‫األميركي مجد جدا ً بالنسبة لـ “إسرائيل” ألنه‬ ‫يشحن “إسرائيل” بالقوة والثقة بالنفس‪ ،‬ويوفر‬ ‫لها عناصر الدفاع عن النفس في احلروب‪.‬‬

‫وسأل أحد املعلقني اإلسرائيليني عن احلكمة‬ ‫في مطالبة نتنياهو اإلدارة األميركية بأن تبلور‬ ‫التزاماتها في رسالة خطية‪ ،‬وقال‪“ :‬إن مثل هذا‬ ‫الطلب يق ّيد يدي “إسرائيل” إذ يغلق الباب أمام‬ ‫إمكان التوصل إلى تفاهمات سرية بني اجلانبني‬ ‫ويستدعي في الوقت ذاته طلبا ً مماثالً للسلطة‬ ‫الفلسطينية من الواليات املتحدة بتقدمي رسالة‬ ‫ضمانات‪ ،‬وطلبا ً أميركيا ً مماثالً من “إسرائيل” بأن‬ ‫مفصل لاللتزامات‬ ‫يقوم نتنياهو بشرح خطي‬ ‫ّ‬ ‫اإلسرائيلية!‪.‬‬ ‫ومن املؤكد أن نتنياهو جنح في إقناع‬ ‫األميركيني بأن خطواته استراتيجية‪ ،‬وأن هدفه‬ ‫تسوية النزاع‪ ،‬لكنه أبلغ ائتالفه احلكومي أن‬ ‫خطوته تكتيكية ويراد منها حتميل اجلانب اآلخر‬ ‫أي السلطة الفلسطينية مسؤولية إفشال‬ ‫املفاوضات أو إدخالها قصرا ً في لعبة خاسرة‬ ‫واالستمرار في تقدمي التنازالت‪.‬‬

‫رهانات عقيمة على الدور‬ ‫األميركي‬ ‫إن هذه الرزمة واملساعدات واحلوافز األميركية‬ ‫لـ “إسرائيل”‪ ،‬تظهر بوضوح عمق العالقة التي‬ ‫تربط بني أميركا والكيان الصهيوني‪ ،‬باعتبارها‬ ‫عالقة عضوية ال تنفصم‪ ،‬وتبينّ بشكل ساطع‬ ‫عقم الرهان على دور أميركي ضاغط على‬ ‫“إسرائيل” لالستجابة ملتطلبات ما يسمى‬ ‫“عملية السالم”‪.‬‬ ‫وتأتي هذه “الصفقة” في إطار فرض حل تصفوي‬ ‫لقضية فلسطني طبقا ً للشروط الصهيونية‪،‬‬ ‫ومبثابة أساس حللف سياسي عسكري – أمني‪،‬‬ ‫نواته أميركا والعدو الصهيوني‪ ،‬ويتسع الحقا ً‬ ‫ليشمل عددا ً من أطراف النظام الرسمي العربي‬ ‫للتفرغ ملؤامرة تستهدف قوى الصمود واملقاومة‬ ‫واملمانعة في أمتنا‪.‬‬ ‫وتبني هذه الرزمة “الصفقة” أن الهدف من‬

‫‪33‬‬

‫حتقيق شرط “جتميد االستيطان” لثالثة أشهر‬ ‫في الضفة الغربية باستثناء القدس‪ ،‬ليس‬ ‫بقصد استئناف املفاوضات الثنائية‪ ،‬بل في إطار‬ ‫وضع سيناريو شامل لكل ما يسمى بقضايا‬ ‫احلل النهائي‪ ،‬حيث تظهر هذه الرزمة االلتزامات‬ ‫األميركية حيالها بوضوح كامل‪ ،‬وحيث تتعهد‬ ‫أميركا أن طلب التجميد اجلزئي واملؤقت هو طلب‬ ‫نهائي ال يجري تكراره مما يعني إعطاء شرعية‬ ‫للمستوطنات القائمة‪ ،‬وتتعهد في الوقت نفسه‬ ‫باستخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس‬ ‫األمن ضد أي اقتراح أو حملة تستهدف حتميل‬ ‫“إسرائيل” مسؤولية فشل املفاوضات‪ ،‬وعلى‬ ‫الصعيد العسكري تقوم أميركا بزيادة حجم‬ ‫املعدات العسكرية األميركية في مخازن الطوارئ‬ ‫لتكون بتصرف “إسرائيل” لضمان تفوقها‪.‬‬ ‫وأما على صعيد احلل النهائي لقضية فلسطني‪،‬‬ ‫تقدم أميركا خالل فترة جتميد االستيطان خارطة‬ ‫حدودية نهائية “لدولة فلسطني املزعومة”‬ ‫تستجيب ملتطلبات العدو األمنية‪ ،‬وتواجد قوات‬ ‫االحتالل على احلدود الشرقية والغربية وبعمق‬ ‫ال يقل عن ‪ 15‬كلم جلهة نهر األردن‪ ،‬واالحتفاظ‬ ‫مبحطات إنذار وباحلق بالتدخل العسكري ملواجهة‬ ‫أي تهديد “املطاردة الساخنة”‪ ،‬إضافة إلى بقاء‬ ‫الكتل االستيطانية الكبرى‪ ،‬وتأجيل البحث في‬ ‫قضية القدس‪ ،‬وقضية الالجئني‪ ،‬وبعد ذلك قيام‬ ‫“دولة فلسطينية” منزوعة السالح‪ ،‬ال سيادة وال‬ ‫سيطرة لها على احلدود‪ ،‬وشرط قيامها اإلقرار‬ ‫بـ “إسرائيل” دولة يهودية‪.‬إن أي غطاء ملثل هذه‬ ‫املفاوضات ونتائجها املتوقعة سيكون مبثابة‬ ‫كارثة وعلى كافة املستويات‪ ،‬وهو تفريط بقضية‬ ‫فلسطني وحقوق األمة وأمنها القومي‪.‬‬ ‫إن اخلروج من هذه الكارثة يتطلب استنهاض‬ ‫كافة القوى املؤمنة بخيار املقاومة واستنهاض‬ ‫طاقات جماهيرنا حلماية القضية من مخاطر‬ ‫التصفية‪ ،‬وملواصلة النضال حتى حتقيق األهداف‬ ‫الوطنية في التحرير والعودة‪.‬‬

‫محمود صالح‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر عربي‬

‫الحكومة العراقية تسوية داخلية‬ ‫بقرار إقليمي ودولي‬

‫العراق بال حكومة واألسباب كثيرة ومتنوعة‪،‬‬ ‫احملاصصة واالعتبارات الشخصية والتدخالت‬ ‫والتجاذبات احمللية واخلارجية وملف االنسحاب‬ ‫األميركي من العراق‪ ،‬احلكومات العراقية التي‬ ‫ّ‬ ‫تشكلت بعد الغزو األميركي للعراق‪ ،‬تعثر‬ ‫اإلعالن عنها في منحى متصاعد زمنيا ً من ثالثة‬ ‫إلى خمسة أشهر واآلن بعد تسعة أشهر على‬ ‫االنتخابات‪ ،‬فشل العراق في تشكيل حكومته‪،‬‬ ‫تعد أطول فترة زمنية متكثها الكتل‬ ‫وهذه املرة ّ‬ ‫السياسية العراقية في مفاوضات تشكيل‬ ‫حكومة جديدة منذ إجراء أول انتخابات تعددية‬ ‫الختيار برملان وطني في كانون الثاني ‪.2005‬‬ ‫نتائج االنتخابات التي أعلنتها املفوضية‬ ‫العليا لالنتخابات في ‪ 26‬آذار ‪ ،2010‬أسفرت عن‬ ‫فوز القائمة العراقية الوطنية‪ ،‬التي يقودها رئيس‬ ‫الوزراء السابق إياد عالوي بـ ‪ 91‬مقعداً‪ ،‬تالها‬ ‫ائتالف دولة القانون بزعامة نوري املالكي‪ ،‬وحصل‬ ‫على ‪ 89‬مقعداً‪ ،‬بينما حصل االئتالف الوطني‬ ‫العراقي على ‪ 70‬مقعداً‪ ،‬والتحالف الكردستاني‬ ‫على ‪ 43‬مقعداً‪ ،‬وهذه النتائج املتقاربة وغير‬ ‫احلاسمة‪ ،‬أسفرت عن خالفات سياسية بني‬ ‫الكتل الفائزة‪ ،‬حول أحقية كل منها في تشكيل‬ ‫احلكومة‪ ،‬حيث طالبت قائمة عالوي بأحقيتها‬ ‫في تشكيل احلكومة‪ ،‬اعتمادا ً على الدستور الذي‬ ‫ينص على أن “يك ّلف رئيس اجلمهورية‪ ،‬مرشح‬ ‫الكتلة النيابية األكثر عدداً‪ ،‬بتشكيل مجلس‬ ‫الوزراء‪ ”...‬لكن باقي الكتل السياسية خاصة‬ ‫“دولة القانون” بزعامة نوري املالكي‪ّ ،‬‬ ‫أكدت أن‬ ‫لفظ “الكتلة النيابية األكثر عدداً” في الدستور‪،‬‬ ‫يعني الكتلة األكبر واملكونة من قائمة واحدة أو‬ ‫أكثر داخل مجلس النواب قبل أو بعد االنتخابات‪،‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫وبالتالي يحق لها التحالف مع أي قائمة أخرى‬ ‫لتحقيق األكثرية النيابية لتشكيل احلكومة‪.‬‬ ‫ومنذ ذلك احلني تراوح املفاوضات بني جميع‬ ‫الكتل السياسية مكانها‪ ،‬دون أن تسفر عن‬ ‫أي توافق بني أي منها على االندماج في كتلة‬ ‫سياسية واحدة أو االتفاق على شخصية رئيس‬ ‫الوزراء املقبل‪.‬‬ ‫واملراقب لتطورات األوضاع يالحظ‪ ،‬بأن اخلالفات‬ ‫واالنقسامات بني الكتل السياسية بشأن‬ ‫تشكيل احلكومة‪ ،‬والفترة الزمنية التي يتم‬ ‫فيها ذلك‪ ،‬تتزايد من مرحلة إلى أخرى وبشكل‬ ‫تصاعدي‪ ،‬وبالتالي فإن ترك األمر للصراعات‬ ‫احلزبية والطائفية الضيقة‪ ،‬يعزّز االنتقادات‬ ‫وجهت للدستور العراقي‪ ،‬باعتباره دستورا ً‬ ‫التي ّ‬ ‫يك ّرس حالة الطائفية‪ ،‬وتفتقر نصوصه للوضوح‬ ‫الكافي لتجاوز صراعات القوى الداخلية‪ ،‬حتى‬ ‫ضمن الكتل السياسية وامتداداتها اإلقليمية‪،‬‬ ‫وقد يكون لالنسحاب األميركي في آب املاضي‪،‬‬ ‫دورا ً كبيرا ً في إصرار األطراف املتصارعة في العراق‬ ‫على اتخاذ مواقف متشددة من قضية تشكيل‬ ‫احلكومة هذه املرة‪ ،‬مقارنة باملرات السابقة‪ ،‬وهذا‬ ‫ما يتطلب وفور االنتهاء من تشكيل احلكومة‬ ‫املتعثرة‪ ،‬وإعطاء األولوية في تنظيم املؤسسات‬ ‫العراقية‪ ،‬وكيفية إدارة العملية االنتخابية‬ ‫بعيدا ً عن الطائفية‪ ،‬وذلك بشكل سريع يحقق‬ ‫االستقرار للعراق حتى تخرج البالد من حالة‬ ‫“التخبط الدميقراطي” التي أوجدها االحتالل‪.‬‬ ‫والسؤال الذي يطرح بقوة اليوم‪ ،‬ما مصير‬ ‫الوضع احلكومي والسياسي في العراق إذا ما‬ ‫واصلت القائمة العراقية بزعامة إياد عالوي‬ ‫إصرارها على ما أعلنته أخيرا ً عن عزمها على‬

‫‪34‬‬

‫مقاطعة أي تشكيلة حكومية جديدة برئاسة‬ ‫رئيس الوزراء املنتهية واليته منذ أشهر نوري‬ ‫املالكي؟ هذا السؤال بات ملحا ً في األوساط‬ ‫السياسية مع تراكم املزيد من املؤشرات والدالئل‬ ‫التي تدل على أن ثمة معطيات وتطورات واقعية‬ ‫توحي بأن نوري املالكي الذي يتر ّبع على سدة‬ ‫املنصب األهم في رأس هرم السلطة في العراق‬ ‫منذ أكثر من خمسة أعوام‪ ،‬يقترب أكثر فأكثر‬ ‫من إمكان أن يحقق هدفه والعودة إلى شغل هذا‬ ‫املنصب مرة أخرى‪.‬‬ ‫هناك معطيات جديدة‪ ،‬تضاف إلى رصيد‬ ‫املالكي في عودته احملتملة إلى رئاسة منصب‬ ‫رئيس الوزراء‪ ،‬حيث تداول الوسط السياسي‬ ‫العراقي معلومات تؤكد أن طهران رفعت أخيرا ً‬ ‫من منسوب ضغوطها على بعض املكونات‬ ‫العراقية إلزالة آخر االعتراضات على عودة املالكي‬ ‫إلى منصبه احلالي‪ ،‬وأبرز هذه املكونات زعيم‬ ‫“التيار الصدري” مقتدى الصدر‪.‬‬ ‫إن واشنطن بدورها أبلغت املعنيني أنفسهم‬ ‫بأنها ستسحب تأييدها ودعمها في احملافل‬ ‫الدولية ألي حكومة عراقية ال تكون من نصيب‬ ‫املالكي‪.‬‬ ‫وس ّجل في اآلونة األخيرة أيضا ً تطور إيجابي‬ ‫ُ‬ ‫الفت يضاف إلى رصيد املالكي وهو إعالن كل‬ ‫من دمشق وبغداد عن إعادة السفراء بينهما‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى زيارة وفد عراقي رفيع املستوى‬ ‫برئاسة املالكي إلى دمشق التي أكدت موقفها‬ ‫الداعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية متثل‬ ‫جميع أطياف الشعب العراقي ووقوفها على‬ ‫مسافة واحدة من جميع العراقيني‪.‬‬ ‫وكل الدالئل تؤكد‪ ،‬أن نوري املالكي اقترب من‬


‫خط النهاية في سعيه إلى والية ثانية‪ ،‬وهناك‬ ‫تقاطعات إقليمية ودولية تدفع في هذا االجتاه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تشكلت احلكومة العراقية وفق‬ ‫وإذا ما‬ ‫املعطيات املطروحة‪ ،‬فستكون حكومة هامشية‬ ‫ضعيفة مهزوزة ال تصلح لقيادة بلد مضطرب‬ ‫كالعراق‪ ،‬وإذا فقد رئيس الوزراء القدرة على‬ ‫السيطرة على أداء وزاراته‪ ،‬فلن يستطيع فرض‬ ‫األمن‪ ،‬وال ضمان التوزيع العادل للثروات‪ ،‬وال حتقيق‬ ‫املصاحلة‪ ،‬وال حل واحدة من معضالت العراق‬ ‫التي تزداد تنوعا ً كل يوم‪ ،‬وفي النتيجة يوضع‬ ‫العراق على طريق التقسيم أو التصادم‪ ،‬أو على‬ ‫الطريقني معاً‪.‬‬ ‫ومن وجهة نظر كثير من السياسيني‪ ،‬فإن‬ ‫رئيس وزراء مقيد ووزارة غير متماسكة أفضل‬ ‫كثيرا ً من أن تكون احلكومة قوية وال تعتمد‬ ‫نهجا ً وطنيا ً بعيدا ً عن الطائفية‪ ،‬وتسييس‬ ‫القضاء والتحكم في ثروات البلد‪ ،‬وتعميم ثقافة‬ ‫املعلومات الكيدية‪ ،‬وبني احلالتني تزداد املشكالت‬ ‫الوطنية تعقيداً‪ ،‬وهكذا تبدو املعضالت أكثر‬ ‫تعقيداً‪.‬‬ ‫نوري املالكي دعا العراقيني “إلى فتح صفحة‬ ‫جديدة وعودة الذين ذهبوا بعيدا ً في أخطائهم‬ ‫في السياسة والعفو عنهم”‪ ،‬كما دعا وجهاء‬ ‫ومسؤولني حضروا املؤمتر الثاني لعشائر العراق‪،‬‬ ‫إلى “حكومة شراكة حقيقية تستند إلى‬ ‫الدستور‪ ،‬وإذا ما وجدنا في الدستور عيبا ً فعلينا‬ ‫أن نتجه إلصالحه عبر الدستور أيضاً”‪.‬‬ ‫كشف مصدر في اجمللس األعلى اإلسالمي‪،‬‬ ‫بزعامة عمار احلكيم رئيس االئتالف الوطني عن‬ ‫أن اجمللس وصل إلى تفاهمات عالية املستوى مع‬ ‫القائمة العراقية بزعامة إياد عالوي‪ ،‬إلعالن حتالف‬ ‫جديد من أجل تشكيل الكتلة األكبر في البرملان‪،‬‬ ‫وإعالن احلكومة املقبلة‪ ،‬غير أن عقبة رئاسة‬ ‫اجلمهورية حالت دون التوقيع عليه‪.‬‬ ‫من يراقب حصيلة التصريحات التي انطلقت‬ ‫منذ إعالن النتائج وحتى اليوم فسوف يفاجأ‬ ‫بسرعة تغيير املواقف للكتل السياسية ولقادة‬ ‫هذه الكتل‪ ،‬وفي الوقت الذي كان مستبعدا ً أن‬ ‫يتحالف االئتالف الوطني بزعامة احلكيم مع‬ ‫دولة القانون‪ ،‬كان هناك إيحاء بتقارب كبير بني‬ ‫التيار الصدري والعراقية‪ ،‬وحدث عكس ذلك‪ ،‬إذ‬ ‫حتالف التيار الصدري مع دولة القانون‪ ،‬وحتالف‬ ‫عمار احلكيم مع العراقية‪ ،‬يضاف إلى اإليحاء‬ ‫الذي ما زال سائدا ً بني عالوي وبارزاني في املواقف‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫لقد امتدت خارطة احلوارات بني الكتل لتشمل‬ ‫اجلميع‪ ،‬ثم اتسعت خارطتها لتخرج عن حدود‬ ‫العراق باجتاهات شتى‪.‬‬ ‫واليوم إذا تطلعنا إلى وضع املسارات باجتاه‬ ‫تشكيل احلكومة فسنجدها قد عادت إلى نقطة‬ ‫الصفر‪“ ،‬العراقية” متمسكة بحقها الدستوري‬ ‫في تشكيل احلكومة كونها حصلت على ‪91‬‬ ‫مقعدا ً في البرملان‪ ،‬ودولة القانون متمسكة‬

‫بترشيح املالكي كونها تشكل الكتل البرملانية‬ ‫األكبر بعد تأييد الصدريني لها‪.‬‬

‫الصراع على تقاسم السلطة‬

‫احلالة الراهنة في العراق‪ ،‬أزمة ثقة عميقة بني‬ ‫مختلف املكونات العراقية‪ ،‬ما دفع بوزيرة اخلارجية‬ ‫األميركية هيالري كلينتون الى دعوة العراقيني‬ ‫الى تقاسم السلطة‪ ،‬وكذلك رئيس إقليم‬ ‫حتدث عن “تقسيم‬ ‫كردستان مسعود بارزاني ّ‬ ‫املناصب”‪ ،‬كما دعا إياد عالوي الى أن تكون‬ ‫الصالحيات موزعة ومتساوية وضامنة بعيدا ً عن‬ ‫تتحدث عن‬ ‫الطائفية‪ ،‬ومعظم القيادات العراقية‬ ‫ّ‬ ‫القسمة والتقاسم واالقتسام‪ ،‬والكل ير ّدد هذه‬ ‫الشعارات وهو جالس على مقعد الطائفة‪ ،‬ومن‬ ‫يتم احلديث عن “توزيع الصالحيات” و”الشراكة‬ ‫ثم ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوطنية”‪ ،‬وشعارات مضللة تتردد على ألسنة‬ ‫بعض السياسيني العراقيني واألميركيني لتزيني‬ ‫واقع عراقي مرير‪ ،‬والوصف احلقيقي حلال العراق‬ ‫هذه األيام‪ ،‬أنه يعيش صراعا ً محتدما ً على‬ ‫السلطة‪ ،‬فضالً عن أن التقاسم املشروع ال ميكن‬ ‫يتم عبر االبتزاز‪ ،‬وفرض منطق األمر الواقع‪.‬‬ ‫أن ّ‬ ‫الصراع على السلطة في العراق مازال في‬ ‫الطور السياسي وينذر بتطورات مفزعة‪ ،‬ولكن‬ ‫التفاهمات اإلقليمية والظروف الدولية احلالية‪،‬‬ ‫هي التي متنع االنزالق في اجملهول‪ ،‬والعراق في‬ ‫وضعه احلالي ال ميلك ترف إضاعة الوقت‪ - ،‬فتبادل‬ ‫االقتراحات لتقاسم السلطة‪ -‬أمر مشروع‪ ،‬ولكن‬ ‫هذا ال يعني أن يتمسك البعض بكل الصالحيات‬ ‫على حساب األطراف األخرى‪ ،‬والبعض يحاول‬ ‫انتزاع املكاسب دون البحث عن اتفاق شامل‪.‬‬ ‫واجلديد في املشهد العراقي اليوم‪ ،‬هو سياسة‬ ‫الطاوالت‪ ،‬ويأتي ذلك بعد أن طالت املهل القانونية‬ ‫التي اتفق عليها السياسيون العراقيون املنضوون‬ ‫حتت سقف العملية السياسية‪ ،‬وقد يكون‬ ‫مشروع طاولة مسعود بارزاني أقربها وأفضلها‬ ‫حتى يتحول التحالف الكردستاني الى اجلامع‬ ‫لصراع التحالفات والكتل األخرى واختالفاتها‪،‬‬ ‫وبات هو املرجح ألي كفة‪.‬‬ ‫وفي اجللسة األولى للبرملان التي انعقدت‬ ‫في احلادي عشر من تشرين الثاني‪ ،‬متّ انتخاب‬

‫‪35‬‬

‫أسامة النجيفي رئيسا ً للبرملان العراقي (وهو من‬ ‫القائمة العراقية) وانتُخب جالل طالباني رئيسا ً‬ ‫للجمهورية (وهو من التحالف الكردستاني)‪،‬‬ ‫وك ّلف نور املالكي بتشكيل احلكومة العراقية‬ ‫اجلديدة في إطار املهل القانونية املقررة شهرا ً‬ ‫واحداً‪ ،‬ومتّ تسمية إياد عالوي رئيسا ً “للمجلس‬ ‫الوطني للسياسات االستراتيجية”‪ ،‬ويختص هذا‬ ‫اجمللس بإعداد السياسات اخلارجية والداخلية‪،‬‬ ‫والشؤون االقتصادية والنقدية‪ ،‬والشؤون األمنية‬ ‫والعسكرية‪ ،‬وشؤون الطاقة والبيئة وبلورة رؤى‬ ‫مشتركة للملفات االستراتيجية‪.‬‬ ‫وتعتبر واشنطن اجمللس اجلديد فرصة لوضع‬ ‫ضوابط على صالحيات رئاسة الوزراء‪ ،‬وإعادة‬ ‫توزيع القوة يخلف ضوابط وتوازنات مهمة ملنع‬ ‫استقالل القوة من طرف ما في احلكومة‪.‬‬ ‫وعلى رغم التسريبات عن قبول “العراقية”‬ ‫مبدئيا ً مبنصبي رئاسة البرملان ومجلس السياسات‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬مقابل التنازل عن رئاستي احلكومة‬ ‫واجلمهورية‪ ،‬فال ميكن توقع التسوية قبل االتفاق‬ ‫على حزمة كبيرة من اإلصالحات السياسية‬ ‫واحلكومية وآليات اتخاذ القرار‪ ،‬وقادة “العراقية”‬ ‫يصرون على وجود ضمانات حتقق مبدأ الشراكة‬ ‫في السلطة وتقاسم الصالحيات‪ ،‬وهي تطالب‬ ‫بصدور قوانني مصدقة عن مجلس النواب في‬ ‫أول جلسة له خالل ‪ 15‬يوماً‪ ،‬وأن ال يسمى رئيس‬ ‫احلكومة إال بعد صدور هذه القوانني‪.‬‬ ‫ويرى قيادي في العراقية أن إصرار املالكي على‬ ‫عدم اخلوض في تعديل النص الدستوري يعني‬ ‫إلغاء كل ما ميكن االتفاق عليه من إصالحات‬ ‫تتع ّلق مبواضيع الصالحيات وتوزيعها واملشاركة‬ ‫في صناعة القرار‪.‬‬ ‫يبدو أن ال نهاية واضحة للمتاهة التي دخل‬ ‫فيها الشعب العراقي منذ أن توجه في آذار املاضي‬ ‫إلى صناديق االقتراع النتخاب ممثليه في مجلس‬ ‫سيتم‬ ‫النواب‪ ،‬وتشكيل احلكومة العراقية‬ ‫ّ‬ ‫بتسوية داخلية وبقرار إقليمي ودولي‪ ،‬مثل هذه‬ ‫احلكومة ستكون هشة وعرضة لإلهتزازات ما دام‬ ‫االحتالل جاثما ً على أرض العراق‪ ،‬أن حوارات الكتل‬ ‫السياسية مثل صخرة سيزيف الذي ما إن يصل‬ ‫بصخرته الثقيلة إلى قمة اجلبل حتى تتدحرج‬ ‫مرة أخرى إلى قعر الوادي‪ ،‬وهكذا هو حال احلوارات‬ ‫بني الكتل السياسية العراقية فما إن يعلنوا عن‬ ‫الوصول إلى حافة االتفاق على مشتركات وثوابت‬ ‫معينة ستؤدي إلى تشكيل احلكومة حتى تنهار‬ ‫هذه احملادثات لتبدأ من جديد‪.‬‬ ‫من املؤكد‪ ،‬أن معادالت املنطقة مترابطة‬ ‫وبشكل دقيق‪ ،‬واحلكومة العراقية ستشكل‬ ‫عاجالً أم آجال‪ ،‬والصخرة اجلاثمة على صدور‬ ‫العراقيني ستزول حتما ً إذا كانت هناك رؤية‬ ‫شاملة وواضحة جلميع األطراف محليا ً وإقليمياً‪،‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬هل هذا هو احلل الذي ينشده الشعب‬ ‫العراقي؟‬

‫أدهم محمود‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫مقابلة‬

‫الدكتور أحمد موصللي لـ «منبرالتوحيد»‪:‬‬ ‫العراق لم يعد قوة ألميركا بل دولة موالية إليران‬ ‫بدأ العد العكسي لرحيل االحتالل األميركي عن أرض العراق‪ ،‬والفضل‬ ‫في ذلك للمقاومة العراقية التي قدمت التضحيات‪ ،‬وأجبرت احملتل‬ ‫األميركي على دفع فاتورة باهظة الثمن‪ ،‬بحيث تبقى معادلة استمرار‬ ‫االحتالل أمرا ً مستحيالً‪ ،‬االحتالل يواجه باملقاومة‪ ،‬هذه هي جتارب‬ ‫الشعوب التي تكافح في سبيل حريتها وصون كرامتها‪.‬‬ ‫واألزمة الداخلية بدأت هي األخرى في التالشي‪ ،‬بعد اتفاق “املكونات”‬ ‫العراقية على أسس واضحة لتشكيل حكومة عراقية جديدة‪ ،‬ومن‬ ‫املفترض أن تؤسس ملرحلة جديدة‪ ،‬تصفية آثار ومخلفات ما أفرزه‬ ‫االحتالل وما حاول زرعه فيما بني العراقيني‪ ،‬واالتفاق على رؤية واحدة‬ ‫مشتركة تعيد العراق إلى أمته سندا ً قوياً وعمقاً استراتيجياً‪.‬‬ ‫كيف تصف ما الذي يحدث في العراق‪ ،‬وهل‬ ‫باتت جتزئته حتت عنوان الفدرالية قائماً؟ وما‬ ‫هو مستقبل الوضع فيه على ضوء التسوية‬ ‫السياسية؟ وما هي انعكاساته على لبنان‬ ‫واملنطقة؟‬ ‫مما الشك فيه أن العراق له دور أساسي لرسم‬ ‫مالمح اخلليج واجلغرافية السياسية للمنطقة‬ ‫والدور اخلارجي وخاصة الواليات املتحدة في العراق‬ ‫وتأثيره على الدور السعودي واإليراني والدول اجملاورة‪.‬‬ ‫اليوم ما يحدث في العراق هو أن احلكومة‬ ‫التي يُفترض بعد الغزو األميركي أن تكون موالية‬ ‫للواليات املتحدة وتقف ضد إيران كسد منيع‪ ،‬كما‬ ‫كان شائعا ً من قبل‪ ،‬في واقع األمر حتولت إلى جزء‬ ‫من القوة التي‪ ،‬إذا جاز التعبير‪ ،‬اإليرانية في املنطقة‪،‬‬ ‫وبالتالي الواليات املتحدة في مرحلة انحدار على كل‬ ‫املستويات وكل املناطق التي تتواجد فيها‪.‬‬ ‫وبالرغم من الدمار الهائل والقتل الذي حدث في‬ ‫منطقة اخلليج‪ ،‬ففي املرحلة األولى استخدمت‬ ‫السنّة‪ ،‬وكانت ترى أن‬ ‫الواليات املتحدة الشيعة ضد ُ‬ ‫النظام القائم هو نظام سنّي يجب القضاء على‬ ‫بنيته وبالتالي متّ حل اجليش واملؤسسات بالرغم‬ ‫من أن غالبية املؤسسات هي في األساس بسبب‬ ‫طبيعة الشعب الذي هو من األكثرية الشيعية لم‬ ‫السنّة بل من الشيعة أيضاً‪،‬‬ ‫يكن مؤلفا ً فقط من ُ‬ ‫وبالتالي أوجدت النعرة الطائفية بينهم‪ ،‬وعندما‬ ‫رأت الواليات املتحدة أن أغلبية الشيعة أصبحت‬ ‫السنّة‬ ‫موالية أكثر إليران منها ألميركا متّ دعم ُ‬ ‫في مواجهة الشيعة‪ ،‬مبعنى أن الواليات املتحدة ال‬ ‫تريد لها أي صديق ُسني أو شيعي بل كل ما تريده‬ ‫هو حماية مصاحلها‪ ،‬وتستخدمهم كأحجار حتاول‬ ‫حتريك بعضها خاصة أنه دخل على اخلط ما لم‬ ‫يكن موجودا ً في العراق وهو فوة موالية للقاعدة‪،‬‬ ‫وبالتالي أصبح دور الواليات املتحدة اليوم في العراق‬ ‫محدود بشكل كبير‪ ،‬فوافقت على الرئيس املالكي‬ ‫كي تتمكن من اخلروج بسالم من العراق‪ ،‬ألنه كما‬ ‫هو معروف الواقع العراقي أدى برأي الكثير من‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫لكن هناك بعض من املؤشرات السلبية التي تدمي قلوب كل‬ ‫احلريصني والغيارى على وحدة العراق‪ ،‬واألسئلة كثيرة‪ ،‬واخملاوف‬ ‫مشروعة ألن هناك فئة استفادت من وجود االحتالل‪ ،‬وطرحه لفكرة‬ ‫الفيدرالية ّ‬ ‫علها بذلك تنال احلصة الكبرى من الغنائم والفوائد املادية‬ ‫على حساب الوطن بأكمله ومستقبل أجياله‪ ،‬وكذلك هناك األصولية‬ ‫ّ‬ ‫تتلطى بشعارات مرحلية ال عالقة لها بالواقع وهي تريد‬ ‫املقيتة التي‬ ‫كل شيء أو ال شيء‪،‬‬ ‫وللتعرف على األوضاع في العراق كان لنا اللقاء التالي مع نائب األمني‬ ‫العام للشؤون السياسية في حزب احلوار اخلبير في شؤون احلركات‬ ‫اإلسالمية الدكتور أحمد موصللي‪ ،‬وهنا نص احلوار‪:‬‬

‫االقتصاديني من استنزاف االقتصاد األميركي إذ‬ ‫ُصرف ‪ 3‬تريليون دوالر ما ساهم في إسقاط النظام‬ ‫االقتصادي في الواليات املتحدة األميركية‪ ،‬وفي‬ ‫باكستان‪ ،‬فإن دخول القوات األجنبية وعلى رأسها‬ ‫الواليات املتحدة أدى دائما ً الى انقسامات داخلية بني‬ ‫الشعب الواحد‪ ،‬وكان هناك بعض األزمات ولكنها‬ ‫لم تكن أزمات كيانية أو وجودية كما حولتها‬ ‫الواليات املتحدة األميركية التي تشهد اليوم تراجعا ً‬ ‫في دورها اإلقليمي‪.‬‬ ‫العراق لم يعد مصدر قوة للواليات املتحدة بل‬ ‫العكس أصبح وعلى املدى الطويل في حالة حت ّول‬ ‫الى دولة جديدة صاعدة‪ ،‬لكن موالية إليران في‬ ‫املرحلة احلالية وليست موالية للواليات املتحدة‬ ‫واألنظمة التي تدور في فلكها وتعمل في جيو‬ ‫استراتيجيتها كمصر والسعودية واإلمارات‬ ‫املعروفة بـ “دول االعتدال”‪ .‬من ناحية أخرى العراق له‬ ‫تأثيرات كبيرة في املنطقة على مستوى الهيجان‬ ‫الطائفي ما يؤثر على منطقة اخلليج بأكملها من‬

‫‪36‬‬

‫السعودية الى البحرين الى الكويت واإلمارات ولبنان‬ ‫وحتى في الدول التي ينعدم فيها الوجود الشيعي‬ ‫مثل األردن أو مصر‪ ،‬ألنهم حتدثوا عن الهالل الشيعي‬ ‫السنّة‬ ‫خللق فتنة بني األمة العربية التي أساسها ُ‬ ‫والشيعة‪ ،‬وهنا يقع اخلوف على لبنان‪ ،‬بالرغم من‬ ‫فشل هذا املوضوع‪ ،‬لكن اخملاوف تدخل في مرحلة‬ ‫معينة أن يكون هناك صدام سنّي – شيعي على‬ ‫مستوى اإلقليم ككل‪ ،‬وهنا األساس في محاولة‬ ‫إظهار إيران كدولة شيعية صرف وبالتالي هي تريد‬ ‫غزو العالم السنّي العربي عموما ً وهناك ضرورة‬ ‫لتحالف عربي يقف ضد إيران الصفوية الشيعية‬ ‫وما الى ذلك من كالم‪.‬‬ ‫لكن واقع األمور اليوم أن الدولة األكثر انفتاحا ً‬ ‫في التقريب بني املذاهب وتعمل على ذلك وأنشأت‬ ‫مؤسسة لذلك هي إيران‪ ،‬وتساندها بعض الدول‬ ‫األخرى في محاولة كبيرة جدا ً اليوم من خالل‬ ‫األحزاب الدينية بعد فشل هذا املوضوع في العراق‬ ‫للمحاولة من تخفيف املذهبية والطائفية‪.‬‬ ‫اليوم نحن نقع في هل باإلمكان إقامة منظومة‬ ‫إقليمية تواجه الواليات املتحدة األميركية‬ ‫ومطامعها ومطامع “إسرائيل” في املنطقة؟ وهذا‬ ‫ما تريد “إسرائيل” من الواليات املتحدة أن تضمنه‪،‬‬ ‫ألن مستقبل املنطقة‪ ،‬ولألسف‪ ،‬يُنظر إليه من‬ ‫منظور اإلسرائيلي‪ ،‬ما يعني أن الصراع العربي‬ ‫اإلسرائيلي كان في أساسه بالنسبة للواليات‬ ‫املتحدة هو أهمية اليهود واستعمال “إسرائيل”‬ ‫كقاعدة متقدمة للتواجد الغربي وضرب أي قوة‬ ‫في العالم العربي عموما ً واإلسالمي خاصة‪ .‬من‬ ‫هنا تأتي أهمية إيجاد هذا احملور اليوم الذي إذا قورن‬ ‫مبعنى اإلمكانيات جند أنها محدودة مقابلة باحلور‬ ‫اآلخر اجلديد‪ ،‬أي احملور السوري واإليراني ولبنان الذي‬ ‫ّ‬ ‫تشكل املعارضة القوى األساسية فيه‪ ،‬وصحيح‬ ‫أن املواالة لها إمكانية لذلك‪ ،‬لكن في املعنى‬ ‫اجليواستراتيجي العسكري ما يسمى األكثرية ليس‬ ‫لديها قوة عسكرية مهمة‪ ،‬وقوة املعارضة وعلى‬ ‫رأسها “حزب اهلل” قادرة على إعادة رسم معالم‬


‫اجليو استراتيجية في املنطقة‪ ،‬وبالتالي أصبح في‬ ‫املنطقة تكامالً في اجليو ‪ -‬السياسي‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫سقوط إحدى هذه الدول يسقط املنظومة ككل‪،‬‬ ‫من هنا أهمية التكامل‪ ،‬اليوم احملاولة األساسية‬ ‫إلسقاط هذه املنظومة في لبنان تكمن في احملكمة‬ ‫الدولية واستعمالها ضد “حزب اهلل” ومحاولة‬ ‫جتريده من سالحه‪ ،‬والفكرة بحد ذاتها هي سخيفة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تتمكن من هزم “حزب اهلل” أو‬ ‫إذ أن “إسرائيل” لم‬ ‫نزع سالحه‪ ،‬لكن الرهان هو كما أصبح الوضع في‬ ‫العراق أن يكون هناك قوى من الـ ‪ 14‬آذار‪ ،‬وجزء منها‬ ‫لألسف األوصولية اإلسالمية السلفية الوهابية أن‬ ‫تقوم بخدمة هذا املشروع ضد “حزب اهلل” من هنا‬ ‫حادثة توقيف الشيخ عمر بكري أحدث خضة في‬ ‫هذا اجملال ألنه سلفي رفض احملكمة الدولية وأ ّيد‬ ‫“حزب اهلل” وهي سابقة تاريخية وبالتالي يقول‬ ‫أنهم كانوا مخطئون‪ ،‬وبالتالي السلفية منذ ‪ 7‬أيار‬ ‫‪ 2007‬ضُ رب مشروعها في لبنان ألنه لم يكن لديها‬ ‫القدرات العسكرية‪ ،‬فكان هناك افتعال لألزمة‬ ‫من خالل قرارات احلكومة في ‪ 5‬أيار من جتريد “حزب‬ ‫اهلل” من القدرات الذاتية على التخابر‪ ،‬ومن األمن‬ ‫العسكري‪ ،‬إذا جاز التعبير‪ ،‬وتكليف اجليش بذلك‬ ‫ما قد يؤدي الى صدام بني اجليش واملقاومة‪ ،‬فكانت‬ ‫عملية استباقية‪ ،‬لكن من الواضح أن مشروع ‪14‬‬ ‫آذار فشل ولكنه قائم‪ ،‬والبديل عنه‪ ،‬ألن املواجهة‬ ‫العسكرية ساقطة‪ ،‬هو املواجهة السياسية‬ ‫االجتماعية وعلى رأسها الفنت الطائفية‪ ،‬ولألسف‬ ‫الرئيس احلريري يحاول توظيف زيارة أردوغان وكأنها‬ ‫ر ّد على زيارة الرئيس أحمدي جناد‪ ،‬وقياسا ً باجلماهير‬ ‫ميكن قياس اختالف القوى‪ ،‬والرئيس احلريري أخطأ‬ ‫بذلك‪ ،‬ألنه أظهر كأن قوى ‪ 14‬آذار غير قادرة على‬ ‫حشد اجلماهير وخاصة في الشمال وعكار حيث من‬ ‫املفترض أن تكون “خزان قوى ‪ 14‬آذار”‪ ،‬من هنا أعتقد‬ ‫أن السنة في لبنان والذين خُ دعوا لفترة طويلة‬ ‫أصبح لديهم وعي كبير‪ ،‬وخاصة أن كل الوعود التي‬ ‫أعطيت في الشمال وعكار هي وعود كاذبة‪ .‬وبالتالي‬ ‫قوى ‪ 14‬آذار ليس أمامها اليوم سوى التوظيف‬ ‫الطائفي وخاصة إذا أصدرت الدولة أن هذا التوظيف‬ ‫يأخذ دعما ً خارجياً‪ ،‬أي الواليات املتحدة تضغط في‬ ‫اجتاه عدم إيجاد تسوية في لبنان قبل صدور القرار‬ ‫الظني ألنها تريد توظيفه بعد صدور القرار الظني‪،‬‬ ‫وقد يدفع الرئيس احلريري سياسيا ً ثمن هذه املوافق‬ ‫التي يقطفها اليوم باهظاً‪ ،‬وهذا املشروع يُطبق في‬ ‫العراق و ُوظف فيه ولكنه أدى الى خسارة الواليات‬ ‫املتحدة بالرغم من بقاء حوالي ‪ 50‬ألف جندي في‬ ‫العراق‪ ،‬ولكن من الناحية الفعلية انهى دورها‬ ‫السياسي في العراق‪ ،‬ويقتصر دورها اليوم على دور‬ ‫أمني محدود للتدريب للحفاظ على منابع النفط ‪،‬‬ ‫وأصبح لديها قاعدة عسكرية في العراق كما في‬ ‫كل دول اخلليج‪ .‬والقاعدة اليوم هي إيجاد قواعد‬ ‫للواليات املتحدة في البحرين والسعودية وقطر‪.‬‬ ‫الواليات املتحدة لألسف توظفنا لنقف في وجه‬ ‫بعض‪ ،‬واضعني جانبا ً االقتصاد املنهار‪ ،‬والشعب‬ ‫القلق واملتوتر‪ ،‬مع أننا أجنزنا أهم شيئ وهو ضرب‬ ‫الهيبة اإلسرائيلية التي يخافها العرب‪ ،‬وأ ّدت الى‬ ‫استسالمهم وحتويلهم الى “دول اعتدال”‪ ،‬فاخلوف‬ ‫هو من “إسرائيل” وبعض املصالح التي تهدف إليها‪.‬‬ ‫العرب ال يساهموا في هذه احلملة لكن اليوم القوى‬ ‫املعارضة لهذا التوجه متواجدة في كل العالم‬

‫العربي واإلسالمي في أفغانستان والباكستان‬ ‫وغيره‪ ،‬حيث هناك رفض شامل لسياسات الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬وهذا ما نراه في املوقف التركي الذي يرتفع‬ ‫ويزداد بحيث تبنى قضايا فلسطني ولبنان وسوريا‬ ‫وإيران وما الى ذلك‪.‬‬ ‫ما هو التهديد الذي ّ‬ ‫ميثله صعود اإلسالم‬ ‫السياسي احلركي على املسيحيني في الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬غير الهجرة وكيف ميكن مواجهته؟‬ ‫إن قضية تهجير املسيحيني قدمية‪ ،‬نحن نتذكر‬ ‫أن تهجير املسيحيني في احلرب األهلية من لبنان‬ ‫كان جز ًءا من سياسة غربية لتهجير املسيحيني‬ ‫الى اخلارج‪ ،‬وتفريغ العالم العربي من مسيحييه‪،‬‬ ‫وهذا ما نالحظه في العراق من هجرة للمسيحيني‬ ‫التي بدأت مع دخول الواليات املتحدة إليه‪ ،‬وحتى‬ ‫في فلسطني هناك تهجير هائل للمسيحيني‪ ،‬ألن‬ ‫“إسرائيل” ودول الغرب يسهلون لهم الهجرة من‬ ‫جهة ومن جهة أخرى يضغطون عليهم للهجرة‪.‬‬ ‫فهذه محاولة أيضا ً لشق وضرب العالم العربي‪،‬‬ ‫ألنه عامليا ً العرب كانوا يتعايشون مع بعضهم‬ ‫البعض مسيحيني ومسلمني ويهود‪ ،‬ولكن مع‬ ‫دخول األجنبي‪ ،‬وخاصة أميركا بدأت ظاهرة الهجرة‬ ‫املسيحية بالتفاقم‪ ،‬ما يدل على وجود صراع على‬ ‫هوية املنطقة بهدف جتريدها من تنوعها‪.‬‬ ‫فهجرة املسيحيني مقصودة وقضايا التقسيم‬ ‫والقتل والتدمير للمحافظة على كيانات صغيرة‪،‬‬ ‫مازالت مطروحة في العراق وباكستان وحتى في‬ ‫لبنان‪ ،‬وبالتالي تهجير املسيحيني اجلزء الكبير منه‬ ‫سببه محاولة اخلارج في توظيف بعض األشخاص‬ ‫في بعض األقليات‪ ،‬ولكن في تفس الوقت يتحول‬ ‫هذا الصراع في حلظة معينة الى صراع ديني‪،‬‬ ‫املسؤول إذا ً عن هذا الصراع‪ ،‬ليس العرب واملسلمني‬ ‫بل الغرب بالدرجة األولى‪ ،‬فاحلرب األهلية اللبنانية‬ ‫بدأت مبجموعة من املسيحيني املوارنة وعلى رأسهم‬ ‫آل اجلم ّيل‪ ،‬حتالفوا مع “إسرائيل” وأقنعوهم بأنهم‬ ‫في مرحلة خطر وعليكم القضاء على املسلمني‬ ‫والفلسطينيني وحتويل الدولة الى دولة مارونية‪.‬‬ ‫وهذا كان الهدف احلقيقي لبشير اجلم ّيل الذي أراد أن‬ ‫ينشئ كونفدرالية أي تقسيم‪ ،‬وبالتالي كان هناك‬ ‫فترة في العراق ريد بها تقس ّيمه الى دولة شيعية‬ ‫وكردية‪ ،‬وهناك نواة دولة كردية نشأت في العراق‪،‬‬

‫‪37‬‬

‫فهناك لعب على االختالف في العرق والدين وغيره‪.‬‬ ‫وفي لبنان حيث تواجد تعايش مسيحي ومسلم‬ ‫وجدوا أنه في املرحلة احلالية القضية األساسية‬ ‫هي أن الشيعة قتلوا رئيس وزراء سنّي‪ ،‬ما قد يثير‬ ‫فتنة مذهبية‪ ،‬وهي رسالة خطرة ومتفجرة‪.‬‬ ‫تنام لألصولية‬ ‫هل ّما تشهده العراق اليوم من ٍ‬ ‫ميهد لتغلغل إسرائيلي غير مسبوق في‬ ‫قد‬ ‫العراق‪ ،‬وحتديداً في الشمال منه؟‬ ‫األصولية ال ميكن ربطها بـ “إسرائيل” لوجود‬ ‫حركات أصولية متواجدة وسبب نشوءها ما حدث‬ ‫في أفغانستان وتطورت الى حركات رفض لألنظمة‬ ‫القائمة اليوم في كل العالم العربي على أنها غير‬ ‫إسالمية‪ ،‬ولكنها بشكل غير مباشر قد تخدم قوى‬ ‫خارجية وتُوظف‪ ،‬على سبيل املثال في العراق لقد‬ ‫وقفت ضد الواليات املتحدة مع أنها لألسف قامت‬ ‫بقتل الكثير من العراقيني‪ ،‬وكان األولى أن تقف ضد‬ ‫الواليات املتحدة دون أن تدخل في الصراع الداخلي‪.‬‬ ‫تنام‪ ،‬اليوم‬ ‫فاحلركات اإلسالمية عموما ً في‬ ‫ٍ‬ ‫املعارضة األساسية في العالم العربي واإلسالمي‬ ‫تتكون من حركات إسالمية وأصولية وسلفيات وهي‬ ‫تشكل أساس التحرك الرفضي للمشاريع اخلارجية‬ ‫في املنطقة‪ ،‬ولكن يوجد أصوليون متطرفون‬ ‫كالقاعدة التي ال تقتل العدو فقط بل تقتل أيضا ً‬ ‫األخ والشقيق وغيره على أسس واهية‪ ،‬ولديها رؤيتها‬ ‫املتشددة‪ ،‬ولكنها ال تعبر عن األصولية اإلسالمية‬ ‫ككل بل تع ّبر عن حركة متطرفة ضمن احلركات‬ ‫اإلسالمية املتواجدة على الساحة‪ ،‬كأي حركة‬ ‫متطرفة ضمن حركة أكبر‪ .‬وهذا ما يضعها في‬ ‫خانة اإلرهاب الدولي مع أن هناك حركات إسالمية‬ ‫سياسية كـ “حزب اهلل” وحماس واجلهاد اإلسالمي‬ ‫وغيرهم كلها لديها مواقف وطنية رافضة للتطرف‬ ‫وقتل املسلم واملسيحي والتهجير‪ ،‬من هنا يجب‬ ‫التمييز بني احلركات اإلسالمية التي نشأت من‬ ‫القاعدة والتطرف وبني احلركات األساسية األم التي‬ ‫لديها مشروع دولي ومجتمعي وعدم شمولها حتت‬ ‫تسمية اإلرهاب‪.‬‬ ‫هل نحن أمام ما سماه صامويل هانتنغتون‪،‬‬ ‫صدام حضارات‪ ،‬ثمّ تراجع عنه‪ ،‬وأين الرد عليه في‬ ‫حوار احلضارات والثقافات؟‬ ‫نحن ال نعتبر أن هناك صدام حضارات بل نعتبر‬ ‫أن هناك خلق ألزمة ما مع املسلمني‪ ،‬والسياسة‬ ‫الغربية اليوم وعلى رأسها الواليات املتحدة تقوم‬ ‫على رؤية معينة للعالم اإلسالمي تريد السيطرة‬ ‫عليه بالقوة‪ ،‬وأوجدت إطارا ً ثقافيا ً دينيا ً للقيام‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫احلضارة باملعنى العام لم تعد صافية لتنوعها‪،‬‬ ‫إذ حتى احلضارة الغربية جندها متأثرة باحلضارات‬ ‫اإلسالمية والعكس‪ ،‬نحن اليوم نتأثر باحلضارة‬ ‫الغربية‪ ،‬وهناك تناغم بني احلضارات ما سيخلق‬ ‫اصطدامات تغيير في الرؤى وهو ما يحدث اليوم‪،‬‬ ‫ووراء هذا املوضوع هو العالم الغربي الذي يضع‬ ‫الناس في اعتقال تعسفي‪ ،‬وتوقيف اعتباطي على‬ ‫أساس أنه مربوط باإلرهاب‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد اهلل‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر دولي‬

‫إيران تواجه العقوبات «الدولية»‬ ‫بالصمود أمام جبابرة العالم‬ ‫أهمية الزيارة التي قام بها رئيس اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية إلى لبنان يومي ‪ 13‬و ‪14‬‬ ‫تشرين األول ‪ ،‬أنها جاءت في وقت يواجه فيه‬ ‫لبنان جملة من التحديات الداخلية واخلارجية‪،‬‬ ‫وما يتمحور عنها من تباين في املواقف‬ ‫والتوجهات‪ ،‬وتأتي الزيارة في وقت تواجه فيه‬ ‫إيران ملفا ً نوويا ً ساخنا ً وعقوبات ظاملة فرضتها‬ ‫الواليات املتحدة ومن معها من الدول الغربية‬ ‫التي تسير في فلكها‪ ،‬وتأتي الزيارة بالتزامن مع‬ ‫حالة تردي األوضاع في األراضي الفلسطينية‪،‬‬ ‫حيث يستمر العدو الصهيوني في مصادرة‬ ‫األراضي وتشديد حصاره على قطاع غزة‬ ‫ومواصلة عملية التهويد‪ ،‬وفي وقت يواصل‬ ‫فيه العدو استفزازاته اليومية للبنان وخروقاته‬ ‫اجلوية والبرية والبحرية‪.‬‬ ‫وإذا ما تتبعنا مسار العالقات اللبنانية ‪-‬‬ ‫اإليرانية منذ قيام الثورة عام ‪ 1979‬حتى اليوم‬ ‫لوجدنا‪ ،‬أن هذه العالقات تط ّورت باستمرار‬ ‫باجتاه األفضل‪ ،‬وهي عالقات ثابتة وراسخة‪،‬‬ ‫وميكن القول إن إيران حريصة أكثر من أي وقت‬ ‫مضى على السير في تنمية العالقات بطريقة‬ ‫موضوعية‪ ،‬وهي تتحرك من خالل القنوات‬ ‫الرسمية والشعبية آخذة في احلسبان‬ ‫مصلحة البلدين وطبيعة النسيج التاريخي‬ ‫واإلنساني والديني واالجتماعي والثقافي املميز‬ ‫للمجتمع اللبناني‪.‬‬ ‫هذه العالقات تط ّورت بشكل متسارع بعد‬ ‫حترير لبنان جلنوبه من العدو الصهيوني في‬ ‫أيار ‪ ،2000‬ومن ثم بعد عدوان ‪ ،2006‬واالنتصار‬ ‫اللبناني الذي حتقق بصمود الشعب واجليش‬ ‫واملقاومة حيث فشل العدو الصهيوني في‬ ‫حتقيق أهدافه املعلنة‪.‬‬ ‫طهران تنظر إلى لبنان رمزا ُ للقوة والكرامة‬ ‫والصمود‪ ،‬و ِعبرة لكل العرب وألحرار العالم‪،‬‬ ‫ومثاال ً حيا ً في مقاومة احملتل وحترير األرض‪ ،‬هذا‬ ‫الواقع حث إيران على تقدمي املزيد من الدعم‬ ‫االقتصادي واملالي والتعاون السياسي انطالقا ً‬ ‫من تعليمات مرشد الثورة الرئيس علي خامنئي‬ ‫ورئيس اجلمهورية التي هدفت إلى إقامة أفضل‬ ‫العالقات بني البلدين على مختلف املستويات‬ ‫وإعطاء لبنان وضعا ً تفضيليا ً مميزا ً في إطار‬ ‫التعاون الثنائي‪.‬‬ ‫زيارة الرئيس جناد إلى لبنان هي زيارة‬ ‫استثنائية بكل املقاييس‪ ،‬فالسياسة‬ ‫اإلقليمية للجمهورية اإلسالمية اإليرانية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أقلقت “إسرائيل”‪ ،‬والدعم الذي قدمته إيران‬ ‫للمقاومة اللبنانية ساهم في حترير أجزاء‬ ‫واسعة من لبنان‪.‬‬ ‫وشاهد الرئيس املقاوم جناد بأم عينه إجنازات‬ ‫هذا البلد الصامد واملقاوم‪ ،‬وحرارة االستقبال‬ ‫تؤكد عظمة هذا الشعب وتفانيه في سبيل‬ ‫حريته وكرامته‪ ،‬وعرفانه وتقديره للدعم الذي‬ ‫قدمته اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية‪ ،‬والتي‬ ‫ساهمت بشكل كبير في الوصول إلى حالة‬ ‫جتعل العدو الصهيوني يفكر ألف مرة قبل أن‬ ‫يحاول االعتداء على لبنان‪ ،‬والزيارة في حد ذاتها‬ ‫تعبر عن الثقة باملقاومة ومبقدرة هذا الشعب‬ ‫العظيم على صنع النصر الذي أصبح مفخرة‬ ‫لكل أحرار العالم‪ ،‬حيث قال الرئيس جناد “لبنان‬ ‫هو مدرسة املقاومة والصمود أمام جبابرة هذا‬ ‫العالم‪ ،‬هو جامعة املالحم واجلهاد في سبيل‬ ‫األهداف اإلنسانية املقدسة”‪ ،‬وقال”الذين أرادوا‬ ‫الهيمنة فأطلقوا العنان لهذا الكيان الفاجر‬ ‫بارتكاب شتى أنواع اجلرائم في شتى بقاع‬ ‫العالم”‪ ،‬إن الكيان الصهيوني هو جتسيد حي‬ ‫ألفكار الدول املتغطرسة‪.‬‬

‫العقوبات ضد إيران ستفشل‬ ‫حتماً‬ ‫حتاول إدارة الرئيس األميركي باراك أوباما خلق‬ ‫األجواء املناسبة لفرض املزيد من العقوبات‬ ‫على إيران‪ ،‬وهي بذلك بدأت عمليا ً التمهيد‬

‫‪38‬‬

‫ملثل هذا اإلجراء‪ ،‬عبر إعادة إحياء صفقة تبادل‬ ‫الوقود النووي التي فشلت العام املاضي‪.‬‬ ‫واالقتراح األميركي املتجدد ملبادلة اليورانيوم‬ ‫املنخفض التخصيب بوقود نووي ملفاعل طهران‬ ‫لألبحاث‪ ،‬ليس محاولة جادة‪ ،‬فالواليات املتحدة‬ ‫تعرف مسبقا ً بأنه سوف يفشل على األرجح‪،‬‬ ‫غير أنه يهدف الى تصوير الواليات املتحدة‬ ‫كشريك قابل للتفاوض أمام العالم‪ ،‬وتصوير‬ ‫إيران على أنها دولة غير جادة وعازمة على‬ ‫احلصول على القنبلة النووية مهما ك ّلف األمر‪.‬‬ ‫وهذا قد يزيد الدعم لفرض عقوبات دولية أشد‬ ‫ويتم تنفيذها على نحو أكثر صرامة‪.‬‬ ‫قسوة‬ ‫ّ‬ ‫وقد رفضت دول (‪ )1+5‬وهي (الصني وفرنسا‬ ‫وروسيا وبريطانيا وأملانيا والواليات املتحدة)‬ ‫احملاوالت التركية والبرازيلية للتوصل الى‬ ‫صفقة تبادل الوقود في أيار املاضي‪ ،‬فيما أق ّر‬ ‫مجلس األمن الدولي عوضا ً عن ذلك جولة‬ ‫جديدة أكثر قساوة من العقوبات على إيران في‬ ‫حزيران املاضي‪.‬‬ ‫واعتمدت دول عديدة عقوبات أشد وبشكل‬ ‫أحادي‪ ،‬لكن هذه العقوبات لم ترغم إيران‬ ‫على وقف التخصيب‪ ،‬وفي غياب أي اتفاق‪،‬‬ ‫مضت إيران قدما ً وأنتجت ما يقارب ‪ 23‬كلغ‬ ‫اخملصب بنسبة ‪ ،% 20‬وعالوة‬ ‫من اليورانيوم‬ ‫ّ‬ ‫على ذلك‪ ،‬ح ّول الزعماء اإليرانيون حق إيران‬ ‫في تخصيب اليورانيوم الى مسألة تتع ّلق‬ ‫بالكرامة الوطنية‪ ،‬ومن غير املرجح أن يوافقوا‬ ‫على صفقة تتحرك باجتاه مفاوضات تعليق‬ ‫تخصيب اليورانيوم‪.‬‬


‫إدارة أوباما تقوم بإحياء الصفقة من جديد‬ ‫كجزء من استراتيجية أوسع نطاق لتعزيز‬ ‫الدعم لتنفيذ العقوبات‪ ،‬في محاولة منها‬ ‫لعزل إيران‪ ،‬بعد أن رأت أن الصني وروسيا قد‬ ‫خففتا من حدة العقوبات في مجلس األمن‪،‬‬ ‫ما جعل الواليات املتحدة تشعر بخيبة أمل من‬ ‫ليونة التطبيق من قبل البعض وعلى األخص‬ ‫تركيا‪.‬‬ ‫إن موضوع تشديد العقوبات يرتبط أيضا ً‬ ‫برغبات الكيان الصهيوني وإحلاحه على أسياده‬ ‫في البيت األبيض‪ ،‬هذا الكيان الذي لم يض ّيع‬ ‫أي فرصة لتوجيه األنظار نحو إيران‪ ،‬وبعيدا ً عن‬ ‫ممارساته العنصرية بحق الشعب الفلسطيني‬ ‫واستمرار احتالله لألرض العربية‪.‬‬ ‫إيران التي ّ‬ ‫أكدت دائماً‪ ،‬أن العدو الصهيوني‬ ‫لم يعد عمالقا ً ال يُقهر‪ ،‬ولم يعد األميركيون‬ ‫والغربيون هم أصحاب القرار في الشرق‬ ‫األوسط‪ ،‬خالفا ً ملا كان عليه احلال قبل عقدين‬ ‫من الزمن‪ ،‬ولم تعد التقنية النووية وغيرها من‬ ‫التقنيات املعقّ دة بعيدة عن تناول الشعوب‬ ‫في املنطقة‪ ،‬وهذا ما أشار إليه مرشد الثورة‬ ‫اإلسالمية في إيران علي خامنئي‪ ،‬بقوله‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تشكل احلامية‬ ‫“أميركا املستكبرة‪ ،‬والتي‬ ‫الرئيسية للكيان الصهيوني‪ ،‬قد وقعت في‬ ‫الورطة التي أوجدتها بنفسها في أفغانستان‪،‬‬ ‫وهي في باكستان مبغوضة ومعزولة في‬ ‫العراق”‪.‬‬ ‫رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامني‬ ‫نتنياهو يقوم بعملية تهويل باخلطر اإليراني‬ ‫املزعوم‪ ،‬ويطالب بإصدار تهديد عسكري “ذي‬ ‫مصداقية” كطريقة وحيدة لضمان عدم حيازة‬ ‫طهران على سالح نووي‪ ،‬إالّ أن وزير الدفاع‬ ‫األميركي روبرت غيتس‪ّ ،‬‬ ‫أكد على أهمية وتأثير‬ ‫العقوبات على إيران‪ ،‬رافضا ً التهديد العسكري‪،‬‬

‫حال ً وحيدا ً للملف اإليراني‪ ،‬وهو يرى في الوقت‬ ‫احلاضر أن النهج االقتصادي والسياسي الذي‬ ‫يتبع بات يؤثر على إيران‪.‬‬ ‫ويأتي احلوار اإلسرائيلي – األميركي‪ ،‬حول إيران‬ ‫عشية انتصارات احلزب اجلمهوري في الواليات‬ ‫املتحدة في االنتخابات التشريعية‪.‬‬ ‫والتشدد ضد إيران‪،‬‬ ‫وحول إمكانية التصعيد‬ ‫ّ‬ ‫يرى احمل ّللون أن مشاكل الرئيس باراك أوباما مع‬ ‫الكونغرس اجلديد حول إيران ستكون مضاعفة‬ ‫من الدميقراطيني واجلمهوريني‪ ،‬ومن املتوقع‬ ‫اقتراح عقوبات أحادية جديدة على إيران‪.‬‬ ‫ولكن إيران التي صمدت في املاضي أمام‬ ‫العقوبات والضغوط الدولية التي تقف‬ ‫خلفها الواليات املتحدة ومن يدور في فلكها‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ستتمكن من اخلروج من هذا الوضع وهي أكثر‬ ‫قوة في مواجهة املشاريع األميركية‪ ،‬وهي‬ ‫متضي في بناء قوتها الذاتية معتمدة على‬ ‫متسكها‬ ‫تضحيات اإليرانيني وإبداعهم وعلى ّ‬ ‫باحلق والوقوف الى جانبه في كل مكان في هذا‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫إيران اليوم تعزّز خيار املقاومة في أمتنا‬ ‫ومعها كل األحرار‪ ،‬من هنا فالنصر سيكون‬ ‫حليفها وهي متضي بكل شموخ نحو أهدافها‬ ‫العظيمة‪.‬‬ ‫بقي أن نقول إن زيارة الرئيس جناد الى لبنان‬ ‫في تشرين األول املاضي‪ ،‬انطلقت من منطق‬ ‫اخليارات الكبرى والسياسات اإليرانية العليا‪،‬‬ ‫ومنذ انتصار الثورة بقيادة اإلمام اخلميني‪ ،‬وكان‬ ‫االجتياح الصهيوني ملعظم األراضي اللبنانية‬ ‫واحتاللها للعاصمة بيروت عام ‪ 1982‬نقطة‬ ‫انطالق فاصلة للتضامن اإليراني مع لبنان‪ ،‬ومن‬ ‫خالل االحتضان املباشر للمقاومة اللبنانية‪،‬‬ ‫ومشاركة سوريا املمانعة واملقاومة وبكل‬ ‫قوة‪ ،‬ويومها كانت دمشق وطهران وحدهما‬

‫‪39‬‬

‫مع لبنان‪ ،‬بينما كان معظم النظام الرسمي‬ ‫العربي يتوسل رضا السيد األميركي الذي أراد‬ ‫فرض وصاية األساطيل األجنبية على لبنان‪.‬‬ ‫إن مصلحة لبنان الدولة والوطن هي‬ ‫التواصل والتنسيق والشراكة مع كل قوة‬ ‫إقليمية مناهضة للهيمنة الصهيونية‪،‬‬ ‫وبقدر ما تتصدر إيران واجهة الدعم واملقاومة‬ ‫الفاعلة في مواجهة املشاريع االستعمارية‬ ‫ودعم احلقوق العربية‪ ،‬يفترض املنطق أن‬ ‫تتوسع مساحة الشراكة مع إيران وأن تأخذ‬ ‫العالقات شكل التحالف االستراتيجي‪ ،‬وأن‬ ‫مصلحة لبنان أن تتطور العالقات االقتصادية‪،‬‬ ‫وخصوصا َ في مجاالت الطاقة وسائر امليادين‬ ‫التجارية واالستثمارية والسياحية مع إيران‪.‬‬ ‫ومتضي إيران في سعيها تطوير العالقات‬ ‫مع جيرانها العرب‪ ،‬متحدية كل احلواجز‬ ‫والعوائق‪ ،‬وهي تقول “ديارنا مفتوحة للعرب‬ ‫لالستفادة من خبراتنا ومقومات سوقنا‪،‬‬ ‫ونحن على أمت استعداد لصوغ استراتيجية‬ ‫تعاون واضحة وطموحة لرفع مستوى التعاون‪،‬‬ ‫وإيران مصممة على صوغ عالقات جديدة في‬ ‫هذه املنطقة الهامة من العالم‪ ،‬وتضع في‬ ‫رأس أولوياتها‪ ،‬احلفاظ على كرامة هذه األمة‪،‬‬ ‫والتمسك بحقوقها ودورها وأهمية رسالتها‬ ‫احلضارية واإلنسانية‪ ،‬ومواقفها واضحة‬ ‫ومبدئية‪ ،‬وهي مصممة على حتقيق جميع‬ ‫أهدافها مهما بلغت التحديات‪ ،‬وهي وفية‬ ‫للحلفاء واألصدقاء‪ ،‬وهي تعمل على تعزيز‬ ‫خيار املقاومة في هذه األمة‪ ،‬ألنه طريقنا‬ ‫لتحرير األرض واستعادة املقدسات‪ ،‬وهذا ما‬ ‫أثبتته التجارب هنا في لبنان املقاومة وفي كل‬ ‫بلد رفع راية املقاومة‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫حوار‬ ‫نتائج االنتخابات األميركية النصفية لن تؤثر على توجهات السياسة الخارجية‬

‫عبد هللا بو حبيب لـ «منبر التوحيد» ‪:‬‬ ‫«إسرائيل» ليست مهيأة اآلن لشن حرب على لبنان‬ ‫حتتل االنتخابات البرملانية والرئاسية‬ ‫األميركية موقعاً خاصاً في احلياة‬ ‫السياسية األميركية خصوصاً والعاملية‬ ‫عموماً‪ ،‬وازدادت أهميتها بعيد تفكك االحتاد‬ ‫السوفياتي‪ ،‬وتالياً انهيار الثنائية القطبية‬ ‫من جهة‪ ،‬وكونها تأتي بعد سنتني من حكم‬ ‫اإلدارة الدميقراطية والرئيس باراك أوباما‬ ‫للكونغرس مبجلسيه النواب والشيوخ‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬وخالفاً لالنتخابات‬ ‫التجديدية النصفية للكونغرس فقد‬ ‫متيّزت هذه االنتخابات ألسباب كثيرة عن‬ ‫غيرها من االنتخابات التي ّ‬ ‫كلفت احلزبني‬ ‫ومؤسساتهما وألول مرة نحو ‪ 5‬مليارات‬ ‫دوالر‪.‬‏‏‬ ‫فقد سبق للرئيس الدميقراطي بيل‬ ‫كلينتون أن خسر االنتخابات النصفية‬ ‫عام ‪ 1994‬ملصلحة احلزب اجلمهوري‪ ،‬كذلك‬ ‫خسر الرئيس جورج بوش االبن االنتخابات‬ ‫النصفية التجديدية عام ‪ 2006‬ملصلحة‬ ‫احلزب الدميقراطي‪.‬‏‏‬ ‫وتعد انتخابات التجديد النصفي طقساً دميوقراطياً أميركياً خاصاً‪ ،‬إذ إن‬ ‫معظم الدميوقراطيات تختار مشرّعيها وقياداتها التنفيذية في الوقت نفسه‪،‬‬ ‫وقد أدّت الى والدة مقوالت سياسية عديدة حول دالالتها ونتائجها‪ .‬ففي كل مرة‬ ‫يتوجّ ه فيها األميركيون الى صناديق االقتراع النتخاب رئيس أو كونغرس جديد‪،‬‬ ‫ويراقب العالم بتوجّ س ما ستتمخض عنه هذه االنتخابات من آثار على سياسة‬ ‫الواليات املتحدة اخلارجية‪ ،‬إذ من شأن االنتخابات أيضاً أن تؤثّر بعمق على أجندة‬ ‫الرئيس أوباما للسنتني القادمتني‪ ،‬حيث أن سيطرة اجلمهوريني على الكونغرس‬ ‫تعيد خلط األوراق األميركية وترفع وتيرة القلق اخلارجي إزاء امللفات الساخنة‪،‬‬ ‫فهل ينحني أوباما أمام العاصفة ويتوجّ ه الى اخلارج اعترافاً بفشله الداخلي؟‬ ‫مع أن ما أجنزه الدميقراطيون خالل فترة حكمهم األخيرة في الواليات املتحدة ال‬ ‫يساوي شيئاً مقارنة بالوعود التي قطعها مرشحهم سابقاً‪ ،‬ورئيسهم راهناً‪،‬‬ ‫باراك أوباما‪ .‬وفي الوقت الذي تتسع دائرة القلق العاملي من وصول اجلمهوريني‬ ‫ّ‬ ‫تتجذر بشكل ملحوظ في منطقة الشرق‬ ‫الى سدة الرئاسة األميركية‪ ،‬فإنها‬ ‫األوسط وملفاتها الساخنة‪ ،‬وخصوصاً في الدائرة العربية بحكم مرارة التجربة‬ ‫التي مرّوا بها خالل األعوام السابقة‪ ،‬وخصوصاً في فترتي حكم أسرة بوش‪ ،‬وهي‬ ‫الفترة التي شهدت تغييرات جوهرية قلبت هذه املنطقة رأساً على عقب‪.‬‬ ‫فأوباما بعد االنتخابات سيبدو أعجز عن الوفاء بوعوده للعرب التي عجز‬

‫كيف تقرأون نتائج االنتخابات النصفية‬ ‫للكونغرس األميركي؟ على شعبية الرئيس أوباما‬ ‫والوضع االقتصادي األميركي؟ وهل السياسات‬ ‫الداخلية ومنها االقتصادية‪ ،‬هي التي حسمت‬ ‫نتائج االنتخابات النصفية األميركية‪ ،‬وليس‬ ‫السياسة اخلارجية؟‬ ‫أوباما هو رئيس الواليات املتحدة لسنتني قادمتني‬ ‫على األقل‪ ،‬والسياسة اخلارجية األميركية هي‬ ‫بيد الرئيس‪ ،‬وما في يد الكونغرس سواء مجلس‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫عن الوفاء بها وهو في ذروة سيطرة‬ ‫حزبه الدميوقراطي على السلطتني‬ ‫التنفيذية والتشريعية قبلها‪ ،‬وصحيح‬ ‫أن السياسات الداخلية هي التي حسمت‬ ‫نتائج االنتخابات النصفية األميركية‬ ‫األسبوع املاضي‪ ،‬وليس السياسة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬غير أن نتائج هذه االنتخابات‬ ‫تبعث رسائل خارجية ينبغي أن تثير‬ ‫قلق «معسكر» من تصفهم واشنطن بـ‬ ‫«املعتدلني العرب» من الشركاء في «عملية‬ ‫السالم» أو من حلفاء واشنطن وأصدقائها‬ ‫في املنطقة‪ ،‬ألن هذه االنتخابات أوصلت‬ ‫إلى قيادة مجلس النواب في الكونغرس‬ ‫ممثلني للحزب اجلمهوري معروفني بالدعوة‬ ‫إلى تقليص املعونات اخلارجية للواليات‬ ‫املتحدة وتعديل عقود بيع التكنولوجيا‬ ‫النووية األميركية لالستخدامات املدنية‪،‬‬ ‫ويدعون علناً كذلك إلى االنحياز السافر‬ ‫إلى االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬وألن نتائجها‬ ‫تب ّدد أية آمال عربية متبقية في أن يتمكن‬ ‫الرئيس باراك أوباما بعد االنتخابات من الوفاء بوعوده للعرب التي عجز عن‬ ‫الوفاء بها وهو في ذروة سيطرة حزبه الدميوقراطي على السلطتني التنفيذية‬ ‫والتشريعية قبلها‪.‬‬ ‫وصحيح أن إدارة الرئيس أوباما سارعت إلى تطمني العالم اخلارجي بعدم‬ ‫حدوث أي تغيير في السياسة اخلارجية األميركية بعد االنتخابات النصفية‪،‬‬ ‫إالّ أن املتابع لردود الفعل اإلسرائيلية على هذه االنتخابات وتفاصيل التغييرات‬ ‫في عضوية الكونغرس التي متخضت االنتخابات النصفية عنها‪ ،‬وغيرها من‬ ‫املؤشرات التي تدحض «التطمينات» األميركية‪ ،‬ال ميكنه أبداً االطمئنان إلى‬ ‫تطمينات إدارة أوباما التي فشلت في الوفاء بوعودها العربية بتحقيق أي‬ ‫اختراق في «عملية السالم» طوال حوالي عامني من والية أوباما‪ ،‬وهي في ذروة‬ ‫قوتها قبل االنتخابات‪ ،‬من دون وجود مواجهة بني كونغرس جمهوري وبني رئاسة‬ ‫دميوقراطية‪ ،‬فكيف اليوم مع وجود أعباء تلك املواجهة بني كونغرس جمهوري‬ ‫ورئاسة دميقراطية‪.‬‬ ‫نتائج األنتخابات النصفية للكونغرس األميركي‪ ،‬وأثرها على السياسة‬ ‫اخلارجية األميركية وغيرها من األمور كانت محور لقاءنا مع مدير عام مركز‬ ‫عصام فارس والسفير األسبق لدى الواليات املتحدة الدكتور عبد اهلل بوحبيب‬ ‫في حوار هذا نصه‪:‬‬

‫الشيوخ أو مجلس النواب هو املال وبإمكانه أن‬ ‫يعرقل من هذا الباب فقط وثانياً‪ ،‬إن االنتخابات‬ ‫النيابية لم يذكر فيها سياسة خارجية‪ ،‬والقضايا‬ ‫التي متحورت حولها تتع ّلق بالقضايا الداخلية التي‬ ‫يعتبرها األميركيون جميعاً‪ ،‬سواء الدميوقراطيون أو‬ ‫اجلمهوريون أو املستقلون‪ ،‬أهم من أية قضية أخرى‪،‬‬ ‫وفي مقدمتها قضايا االقتصاد‪ ،‬ما جعل االهتمام‬ ‫األميركي األول واألخير خالل تلك االنتخابات ينصب‬ ‫على املسألة االقتصادية‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫هل هذه االنتخابات ستحدث تغييرا ً في‬ ‫السياسة اخلارجية األميركية؟‬ ‫السياسة األميركية اخلارجية وحتديدا ً في الشرق‬ ‫األوسط لم تختلف عند اجلمهوريني أو الدميوقراطيني‬ ‫قبل بوش االبن‪ ،‬وأوباما يحاول أن يعيدها اليوم إلى‬ ‫سكتها السابقة‪ ،‬إلى ما كانت عليه قبل بوش‬ ‫يهدد‬ ‫بتأييد حزبي جمهوري ودميوقراطي‪ ،‬فأوباما لن ّ‬ ‫أو يعاقب “إسرائيل” إذا لم تستجب ملتطلبات‬ ‫السالم‪ ،‬وهذا ما يريده اجلمهوريون ‪ ،‬وأوباما بدأ اخلروج‬


‫من العراق وهم يريدون ذلك‪ ،‬وأوباما يحمي اخلليج‬ ‫والنفط وهم يريدون هذه احلماية‪ ،‬وأوباما ينتهج‬ ‫سياسة قوية بوجه إيران ويعتقد أن العقوبات‬ ‫التي فرضت على إيران ستؤدي إلى نتائج مع مرور‬ ‫الوقت‪ ،‬وهو غير مستعجل للمواجهة مع إيران‬ ‫خاصة وان “إسرائيل” املتحمسة لهذه املواجهة ال‬ ‫تتعاون معه في ملف مسيرة السالم‪ ،‬فنتنياهو‬ ‫مستعجل لكن أوباما يقول ساعدني ألساعدك‪،‬‬ ‫وأنا ال أستطيع مواجهة إيران من دون توافر دعم‬ ‫عربي‪ ،‬وطاملا القضية الفلسطينية معلقة فهذا‬ ‫الدعم غير موجود‪ .‬ولذلك أستبعد في املدى‬ ‫املنظور حصول أية مواجهة‪ ،‬وسيعتمد أوباما على‬ ‫الدبلوماسية والعقوبات االقتصادية واملالية في‬ ‫الضغط على إيران‪ .‬وهذا األمر قد يطول ألن أميركا‬ ‫ال تستطيع أن تتراجع في املوضوع اإليراني ألن هذا‬ ‫ما يريده اجلمهوريون وكذلك إيران‪ ،‬ورمبا من صالح‬ ‫إيران في املرحلة الراهنة أن تعمل على التهدئة في‬ ‫اجتماعات الـ (‪ )1 + 5‬وستكون تهدئة مؤقتة ألن‬ ‫اخلالف جذري حول هذا امللف‪.‬‬ ‫وحتى اآلن ليس هناك أي اتفاق‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫اجتماعات قد حتصل‪.‬‬ ‫أما بالنسبة الى سوريا‪ ،‬هناك بعض اخلالف‬ ‫بالنسبة إلى سوريا‪ ،‬فاجلمهوريون أقسى في‬ ‫التعاطي مع سوريا من الدميوقراطيني‪ ،‬وأوباما يعتبر‬ ‫في هذه املرحلة انه قام بانفتاح على سوريا لكنها‬ ‫لم تساعده في عدة ملفات ساخنة مثل العراق‬ ‫والتسوية السلمية‪ ،‬وإيران‪ ،‬فأوباما كان يحاول مثالً‬ ‫سحب سوريا من إيران أو فك التحالف بينهما وثبت‬ ‫أن العالقة السورية – اإليرانية ثابتة عند الرئيس‬ ‫بشار األسد‪ ،‬وكانت تلك الشروط األميركية خاطئة‬ ‫منذ البدء‪ ،‬أو لنقل لم تكن شروطا ً بل كانت متنيات‬ ‫أميركية خاطئة‪ ،‬وإذا كانت أميركا تفكر جديا ً‬ ‫بإحالل السالم في املنطقة فال أحد بإمكانه أن يقيم‬ ‫السالم من دون سوريا‪ ،‬فالسلطة الفلسطينية‬ ‫اليوم أضعف من أن تقوم بذلك‪ ،‬ولبنان ال يستطيع‬ ‫أن يقدم على تسوية سلمية إال من خالل سوريا‪،‬‬ ‫والشروط السورية بالنسبة إلى اجلوالن معروفة‪،‬‬ ‫فإذا كان هناك من تسوية سلمية فعلية‪ ،‬فستكون‬ ‫بشرط سوري وهو السالم الشامل‪ ،‬ألن السالم‬ ‫املصري أو األردني املنفرد لم يقدم احلماية واألمن لـ‬ ‫“إسرائيل”‪.‬‬ ‫املتابع لردود الفعل اإلسرائيلية على تلك‬ ‫االنتخابات وتفاصيل التغييرات في عضوية‬ ‫الكونغرس‪ ،‬وغيرها من املؤشرات ال ميكنه‬ ‫االطمئنان الى تطمينات إدارة أوباما التي فشلت‬ ‫حتى اآلن بوفاء وعودها العربية‪ ،‬فكيف سيكون‬ ‫األمر في األيام املقبلة مع وجود مواجهة بني‬ ‫كونغرس جمهوري وبني رئاسة دميقراطية؟‬ ‫نوايا أوباما ممتازة بالنسبة للعرب واملسلمني‪،‬‬ ‫وحتسني العالقات األميركية العربية ‪ -‬اإلسالمية‪،‬‬ ‫واخلالف اليوم بني أوباما واحلكومة اإلسرائيلية احلالية‬ ‫هو على موضوع املفاوضات أو التسوية والتخلص‬ ‫من إيران النووية‪ ،‬وأكثر من ذلك نالحظ أن أوباما‬ ‫على اتفاق اليوم أكثر مع اجلانب الفلسطيني‪ ،‬لكن‬ ‫ماذا يعني ذلك؟ ال شيء! هل سيوقف أوباما املال‬

‫عن “إسرائيل”؟ ال‪ ،‬هل سيعلن احلرب عليها؟ ال‪ ،‬هل‬ ‫سيقاطعها؟ ال‪ ،‬واذا لم يستطع إقناع “إسرائيل”‬ ‫بحسنات أو إيجابيات السالم فهذا يعني أنه لم‬ ‫يستطع‪ .‬وكذلك األمر بالنسبة الى النفط‪ ،‬فال‬ ‫خالف بني اجلمهوريني والدميوقراطيني حوله أيضاً‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫سيتمكن أوباما من استمالة اجلمهوريني‬ ‫هل‬ ‫إليه؟‬ ‫ملصلحة أوباما كرئيس جلمهورية الواليات‬ ‫املتحدة التواصل مع اجلمهوريني‪ ،‬ألن اخلالف بني‬ ‫احلزبني اجلمهوري والدميقراطي هو داخليا ً وليس‬ ‫خارجيا ً حتى اآلن‪ ،‬وأميركيا ً كان حكمه في السنتني‬ ‫املاضيتني من عهده دميقراطياً‪ ،‬أما اليوم التغيير‬ ‫الذي حصل في االنتخابات النصفية للكونغرس‬ ‫سيجعله يحكم كرئيس أميركي‪ ،‬ما يعني أنه عليه‬ ‫أن يأخذ بعني االعتبار مصالح بقية األميركيني غير‬ ‫ّ‬ ‫ليتمكن من‬ ‫الدميقراطيني في الشعب األميركي‬ ‫ويجدد عهده في العام ‪.2012‬‬ ‫استرجاع قواه‬ ‫ّ‬ ‫بعد فشل أوباما في إيجاد احلل في املنطقة‪،‬‬ ‫وعودة اجلمهوريني‪ ،‬هل سيعود الى خيارات سلفه‬ ‫بوش املرتكزة الى اخليارات العسكرية؟‬ ‫أوباما فشل فعالً‪ ،‬و”إسرائيل” أفشلته‪ ،‬لكن هذا ال‬ ‫يعني أنه سيذهب ملعاقبة “إسرائيل”‪ ،‬بل سيستمر‬ ‫في احملاولة إلقناع اجلانب اإلسرائيلي‪ ،‬وأعتقد أنه لن‬ ‫ينجح لكنه سيحاول‪ ،‬اما بالنسبة الى عودة التشدد‬ ‫الى اإلدارة األميركية على طريقة بوش‪ ،‬ومن يتوقع‬ ‫عودة املتشددين إن لم يكن اآلن ففي االنتخابات‬ ‫الرئاسية املقبلة‪ ،‬فأوال ً االنتخابات النصفية ليس‬ ‫مؤشرا ً أبدا ً على االنتخابات الرئاسية القادمة‪،‬‬ ‫فاملوضوع األساسي في االنتخابات النصفية كان‬ ‫حتسن على هذا الصعيد مثالً‪،‬‬ ‫االقتصاد‪ ،‬فإذا حصل ّ‬ ‫فإن مردود ذلك سيكون إيجابا ً على الرئيس أوباما‪ ،‬وإن‬ ‫بقي الوضع سيئا ً فسينعكس ذلك سلبا ً بالتأكيد‪،‬‬ ‫وفي التاريخ االنتخابي األميركي جند أن الرئيس غالبا ً‬ ‫ما يخسر في االنتخابات النصفية‪ ،‬فريغان خسر في‬ ‫االنتخابات النصفية لكنه ربح االنتخابات الرئاسية‬ ‫لدورتني‪ ،‬وكلينتون خسر االنتخابات النصفية لكنه‬ ‫لم يخسر الرئاسة‪ ،‬حتى جورج بوش االبن‪ ،‬ولذلك‬

‫‪41‬‬

‫يصعب القول من اآلن من سيفوز باالنتخابات‬ ‫الرئاسية من اجلمهوريني أو الدميوقراطيني‪.‬‬ ‫من هنا لن يعود أوباما الى سياسة سلفه الرئيس‬ ‫بوش التي أعطت الضوء األخضر لـ “إسرائيل” باحلرب‬ ‫على الفسلطينيني‪ ،‬وبالتالي لن يعود الى احلروب‬ ‫الوقائية التي أسماها في العراق‪ ،‬ولن يلجأ الى أي‬ ‫حرب في عهده األول ولكنه يسعى الى مباحثات‬ ‫كبيرة قبل اللجوء الى إعالن أي حرب‪ ،‬وذلك يعود‬ ‫الى التناقض القوي بني سياسته وسياسة سلفه‬ ‫الرئيس بوش املرتكزة الى اخليارات العسكرية‪ ،‬خاصة‬ ‫في ما يتع ّلق بسياسة الشرق أوسطية التي يحاول‬ ‫أوباما فيها العودة الى السياسة التي كانت قبل‬ ‫بوش االبن والرؤساء كلينتون وريغان وكارتر من خالل‬ ‫سعيه احلثيث الى إيجاد تسوية ما مع “إسرائيل”‪،‬‬ ‫وإن باءت بالفشل حتى اآلن‪.‬‬ ‫هل سيحصل تغيير ما في التوجهات‬ ‫األميركية في املنطقة؟ وكيف ستكون هذه‬ ‫التوجهات برأيكم‪ ،‬خاصة في ما يتعلق بالداخل‬ ‫اللبناني واملنطقة؟‬ ‫النفط و”إسرائيل” أولويتان ثابتتان لدى أميركا‪،‬‬ ‫أما املشاكل األخرى التي تعتبر من املتفرعات والتي‬ ‫تهتم اإلدارة األميركية بإيجاد حلول لها ترضيها‬ ‫فهي أوال ً أفغانستان وثانيا ً باكستان‪ ،‬وثالثا ً العراق‬ ‫فإيران فاليمن‪ ،‬فمسيرة السالم فلبنان‪ ،‬هذه‬ ‫اهتمامات أميركا بالترتيب في هذه املرحلة فيما‬ ‫خص منطقتنا‪ ،‬فلبنان ليس قبل أفغانستان‪ ،‬وال قبل‬ ‫باكستان وال العراق وال حتى اليمن‪ ،‬واالهتمام بلبنان‬ ‫سقفه في أميركا السفير السابق جيفري فيلتمان‪،‬‬ ‫لكن اذا حصل تطور أو حصل‪“ ،‬ال سمح اهلل” انفجار‬ ‫داخلي ما‪ ،‬عندها قد تعلو أهمية امللف اللبناني لدى‬ ‫اإلدارة األميركية وقد يصبح مبتناول وزيرة اخلارجية‬ ‫هيالري كلينتون ومن ثم البيت األبيض‪ ،‬أما اآلن‬ ‫فامللف اللبناني حدوده فيلتمان وحتى إذا التقت‬ ‫كلينتون أو الرئيس أوباما بشخصية لبنانية فإن‬ ‫ذلك يكون من ضمن اخلارطة التي وضعها فيلتمان‪.‬‬ ‫من هنا لن يحدث أي تغيير في التوجهات‬ ‫األميركية بالنسبة للبنان فهي حتى اآلن تدعم‬ ‫حلفاءها دبلوماسيا ً وسياسياً‪ ،‬خاصة في ما‬ ‫يتع ّلق مبلف احملكمة اخلاصة بلبنان وتظهر انزعاجا ً‬ ‫واضحا ً من التسوية التي حتاول العالقات السورية ‪-‬‬ ‫السعودية من خاللها إيقاف احملكمة‪.‬‬ ‫هل من حرب إسرائيلية جديدة تلوح في األفق؟‬ ‫ال أحد يعلم ما قد يحصل في املستقبل‪ ،‬أما‬ ‫في املرحلة الراهنة املؤشرات تشير الى أنه ال حرب‬ ‫اسرائيلية على لبنان أو إيران إذ إن ال أحد يريد قنبلة‬ ‫نووية في املنطقة‪.‬‬ ‫وإعالن «إسرائيل» عن استعدادها خلوض أي حرب‬ ‫ليس إالّ ملسح عار هزمية حرب ‪ 2006‬حيث جرى شيئ‬ ‫هام هو توازن الرعب وليس القوى‪ ،‬ال سيما بوجود‬ ‫صواريخ «حزب اهلل» وحماس وهذا ما يؤذي اإلسرائيليني‬ ‫ويخيفهم‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫تصوير‪:‬عدنان عبد اهلل‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر دولي‬

‫انتخابات التجديد النصفية للكونغرس األميركي‬ ‫غ ّيرت وجهة السياسة الداخلية وعادت بالجمهوريين‬ ‫وصل الرئيس باراك أوباما إلى البيت األبيض‬ ‫بزخم كبير وسطع جنم الدميقراطيني‪ ،‬ولكن دونه‬ ‫كانت هناك حتديات داخلية وخارجية موروثة وأزمة‬ ‫مالية ثقيلة ما زالت البالد حتت وطأتها‪.‬‬ ‫اليوم سطع جنم جديد هو احلركة االحتجاجية‬ ‫املعروفة بـ “حزب الشاي” والتي متثل اجلناح‬ ‫اليميني املتشدد في احلزب اجلمهوري‪ ،‬حني أحلقت‬ ‫مرشحتها “كريستني أودونال” هزمية لم تكن‬ ‫متوقعة باملرشح الرسمي للحزب اجلمهوري‬ ‫“مايكل كاسل” لعضوية مجلس الشيوخ‪ ،‬في‬ ‫االنتخابات احلزبية التي جرت قبل انتخابات‬ ‫التجديد النصفية والتي أجنزت في الثاني من‬ ‫تشرين الثاني‪ ،‬ويُعتبر فوز أودونال انتصارا ً جديدا ً‬ ‫حلاكمة والية أالسكا السابقة “سارة بايلني” التي‬ ‫تبنّت ترشيح أودونال عن والية ديالوير‪ ،‬وعبأت‬ ‫الدعم السياسي واملالي لها على الصعيد‬ ‫الوطني‪ ،‬وقد دفع هذا االنتصار بعض املعلقني‬ ‫إلى وصف احلزب اجلمهوري اليوم بأنه بات حزب‬ ‫بايلني‪.‬‬ ‫ويأتي هذا االنتصار تتويجا ً حلملة مترد داخل‬ ‫احلزب اجلمهوري قام بها “حزب الشاي” وجنح في‬ ‫اختيار مرشحيه على حساب املرشحني الرسميني‬ ‫للحزب في االنتخابات احلزبية التي أجريت في‬ ‫األشهر األخيرة في واليات يوتاوكنتاكي ونيفادا‬ ‫وأالسكا‪.‬‬ ‫وتعكس هذه اإلنتصارات لـ “حزب الشاي”‬ ‫أيضا ً عمق مشاعر اإلحباط واخليبة واالستياء‬ ‫التي تشعر بها شرائح واسعة من الشعب‬ ‫األميركي حيال الطبقة السياسية التقليدية‬ ‫في واشنطن‪ ،‬بسبب بطء عملية إحياء االقتصاد‬ ‫األميركي وتفاقم العجز املالي‪ ،‬واستمرار صعود‬ ‫املعدالت العالية للبطالة‪.‬‬ ‫وكان “حزب الشاي” قد برز كحركة احتجاجية‬ ‫شعبية خصوصا ً في مدينة شيكاغو وفي‬ ‫واليات مثل كاليفورنيا وواشنطن من داخل احلزب‬ ‫اجلمهوري ومن الناخبني املستقلني من احملافظني‬ ‫مطلع ‪ 2009‬ملناهضة خطة الرئيس أوباما‬ ‫لتحفيز االقتصاد‪ ،‬وخفض الضرائب وتقليص‬ ‫برامج اخلدمات احلكومية‪ ،‬ويعترض الكثير من‬ ‫الذين يؤيدون هذه احلركة على بعض السياسات‬ ‫االقتصادية للرئيس السابق جورج بوش وزعماء‬ ‫احلزب اجلمهوري مثل إنقاذ املؤسسات املالية‬ ‫الضخمة في وول ستريت ألنها أسهمت في زيادة‬ ‫العجز املالي وتوسيع نفوذ احلكومة الفدرالية‪.‬‬ ‫والهدف اآلني والقريب لنواب “حزب الشاي” هو‬ ‫الضغط بقوة وعالنية على قيادة احلزب اجلمهوري‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اوباما‪ :‬أوهامه فاقت أحالمه‬

‫كي يسعوا إلى مترير قرارات تخفض اإلنفاق العام‬ ‫والضرائب والدفع نحو إلغاء برنامج إصالح الرعاية‬ ‫الصحية الذي طرحه أوباما والدميقراطيون وأق ّره‬ ‫الكونغرس قبل أكثر من سبعة أشهر‪ ،‬ولذلك رأوا‬ ‫في انتخابات التجديد النصفية فرصة سانحة‬ ‫ومثالية من أجل كسب جولة أولى متهّ د للضربة‬ ‫القاضية في االنتخابات العامة الرئاسية في‬ ‫العام ‪.2012‬‬

‫نتائج انتخابات التجديد النصفي‬ ‫للكونغرس وتداعياتها‬ ‫حصل اجلمهوريون على ‪ 240‬مقعدا ً من أصل‬ ‫‪ 435‬في مجلس النواب وعلى ‪ 49‬مقعدا ً في‬ ‫مجلس الشيوخ من أصل ‪ 100‬في انتخابات‬ ‫التجديد النصفية التي جرت في الثاني من‬ ‫تشرين الثاني املاضي‪.‬‬ ‫ويستعد اجلمهوريون لعرقلة أجندة أوباما من‬ ‫خالل موقع قوة في مجلس النواب‪ ،‬وسيستغل‬ ‫هؤالء حصولهم على األغلبية ملواجهة أجندة‬ ‫أوباما الليبرالية‪ ،‬وهناك قضيتان سيتم التركيز‬ ‫عليهما خالل الفترة املقبلة‪ ،‬تقليص الضرائب‬ ‫ومحاولة إلغاء قانون إصالح نظام الرعاية‬ ‫الصحية‪ ،‬أو على األقل تعديله‪ .‬وأعلن رئيس‬ ‫مجلس النواب املنتخب “جون بينر” أن تصويت‬ ‫األميركيني لصالح اجلمهوريني في االنتخابات‬

‫‪42‬‬

‫النصفية‪ ،‬يُظهر رغبتهم في تقليص دور‬ ‫احلكومة‪.‬‬ ‫وبعد أن كسب اجلمهوريون ‪ 61‬مقعدا ً إضافيا ً‬ ‫من مجلس النواب‪ ،‬يجد احلزب نفسه قادرا ً على‬ ‫التأثير بشكل كبير على التشريعات األميركية‬ ‫املتعلقة باإلنفاق‪ ،‬وشرح اخلبير في “معهد الريادة‬ ‫األميركي” جون فورتيير أن “أول نقاط التماس‬ ‫بني أوباما ومجلس النواب اجلديد ستكون حول‬ ‫قانون اإلعفاءات الضريبية الذي وضعه الرئيس‬ ‫السابق جورج بوش‪ ،‬وبينما يريد أوباما متديد احلد‬ ‫من الضرائب على األميركيني ذوي الدخل احملدود أو‬ ‫املتوسط‪ ،‬وهذا أمر يحاربه اجلمهوريون‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن السياسة اخلارجية تعد من‬ ‫صالحية الرئيس باراك أوباما‪ ،‬فإن مجلس النواب‬ ‫والشيوخ يتمتعان بنفوذ كبير في السياسة‬ ‫اخلارجية‪ ،‬من حيث قوانني اإلنفاق والعقوبات‪،‬‬ ‫واملصادقة على مرشحي الرئيس من السفراء‪،‬‬ ‫وغيرها من األمور املرتبطة بالسياسة اخلارجية‪.‬‬ ‫إن خسارة الدميقراطيني جمللس النواب يعني‬ ‫تولي صقور من احلزب اجلمهوري قيادة جلان‬ ‫أساسية في اجمللس مثل جلنتي العالقات اخلارجية‬ ‫والقوات املسلحة‪ ،‬وهذا يعني أن نتائج االنتخابات‬ ‫تقيد أوباما في السياسة اخلارجية والدفاع‪.‬‬ ‫أثبت “حزب الشاي” احملافظ وجوده على‬ ‫الساحة السياسية‪ ،‬مع دخول عدد من أعضائه‬ ‫إلى مجلس الشيوخ مبوجب االنتخابات النصفية‬ ‫التي جرت‪ ،‬وهذا قد ميهد لترشيح سارة بايلني‬


‫إلينا روس ليتينان‪ :‬رئيسة جلنة العالقات اخلارجية‪ ،‬في مجلس النواب من أشد‬ ‫مناصري “إسرائيل”‬

‫النتخابات الرئاسة املقبلة‪ ،‬ويدعو احلزب إلى‬ ‫ضرائب أقل وحكومة أقل تدخالً في الشأن العام‪.‬‬ ‫وكان هذا احلزب قد أطلق عام ‪ 2009‬مع تراجع‬ ‫شعبية احلزب اجلمهوري إلى أدنى مستوياتها‪،‬‬ ‫واتهم عدد من أعضائه بالعنصرية‪ ،‬بعدما أطلقوا‬ ‫شعارات ضد الرئيس باراك أوباما خالل مظاهرة‪،‬‬ ‫وال ميلك احلزب زعيما ً أو مقرا ً عاما ً أو سجالً رسميا ً‬ ‫باألعضاء‪ ،‬إال أنه قلب‪ ،‬وفي وقت قصير‪ ،‬املعادلة‬ ‫السياسية األميركية‪ ،‬بعدما استفاد من استياء‬ ‫الناخبني من الوضع االقتصادي الصعب‪ ،‬واألسئلة‬ ‫كثيرة حول مستقبل احلزب واجلهات الداعمة له‪،‬‬ ‫وعما إذا كان له مستقبل سياسي حقيقي بعد‬ ‫ّ‬ ‫انتخابات منتصف الوالية التي جرت‪.‬‬

‫أوباما والسياسة اخلارجية‬ ‫هزمية الدميقراطيني في االنتخابات التشريعية‬ ‫ستعقّ د عمل الرئيس األميركي في السياسة‬ ‫اخلارجية وخصوصا ً في أفغانستان‪ ،‬وسيق ّلص‬ ‫اجلمهوريون من قدرة أوباما على الضغط على‬ ‫“إسرائيل”‪.‬‬ ‫وأبرز التغييرات التي ستدخل على السياسة‬ ‫اخلارجية ستأتي من أعضاء مجلس النواب الذين‬ ‫سيتولون مناصب قيادية في اللجان الفرعية إذ‬ ‫تنتقل القيادة إلى احلزب اجلمهوري‪.‬‬ ‫وباإلضافة إلى تولي إريك كنوز اليهودي‪ ،‬رئيس‬ ‫الكتلة اجلمهورية في مجلس النواب‪ ،‬ستتولى‬ ‫عضو مجلس النواب اجلمهورية‪ ،‬إلينا روس‬ ‫– ليتينان‪ ،‬رئاسة جلنة العالقات اخلارجية في‬ ‫مجلس النواب‪ ،‬وهي معروفة بأفكارها اليمينية‪،‬‬ ‫وتعتبر من الصقور في مجلس النواب‪ ،‬ومن أشد‬ ‫مناصري “إسرائيل”‪ ،‬وترفض أي جهود إلدارة أوباما‬ ‫للضغط على “إسرائيل”‪ ،‬خاصة فيما يخص وقف‬ ‫البناء في املستوطنات‪ ،‬وعندما ظهر خالف بني‬ ‫الرئيس أوباما ورئيس الوزراء اإلسرائيلي‪ ،‬نتنياهو‬ ‫حول املستوطنات بداية العام املاضي‪ ،‬أصدرت‬

‫جون باينر‪ :‬رئيس مجلس النواب اجلديد (الرابح األكبر في االنتخابات)‪.‬‬

‫روس –ليتينان بيانا ً و ّبخت فيه إدارة أوباما وطالبته‬ ‫بعدم إظهار خالفات مع “أقوى حلفائنا”‪ ،‬ويذكر‬ ‫جتسد املعارضة اجلمهورية لزيادة الدعم‬ ‫أن روس ّ‬ ‫اخلارجي‪ ،‬بل ستقود جهودا ً لتقليص املساعدات‬ ‫واملنح األميركية التنموية‪ ،‬وهذا يتناقض مع‬ ‫ما وعدت به وزيرة اخلارجية األميركية هيالري‬ ‫كلينتون بجعل املساعدات اخملصصة للتنمية‬ ‫أحد أعمدة السياسة اخلارجية األميركية‪.‬‬ ‫من جهته ص ّرح السيناتور اجلمهوري‪ ،‬جون‬ ‫ماكني‪ ،‬بأنه يتط ّلع للمراجعة التي تعدها‬ ‫إدارة أوباما في كانون األول لسياسة احلرب في‬ ‫أفغانستان‪ ،‬لالطالع على ما استجد بعدما أمر‬ ‫أوباما بزيادة القوات األميركية في أفغانستان قبل‬ ‫عام إلى مائة ألف جندي‪ ،‬وذكر ماكني أنه يريد أن‬ ‫يرى تغييرا ً في قرار أوباما بالبدء في سحب بعض‬ ‫القوات األميركية في أفغانستان في آب املقبل‪،‬‬ ‫وموعد االنسحاب الذي أعلنه الرئيس أوباما دون‬ ‫استشارة عسكرية س ّبب لنا مشكالت جمة في‬ ‫شجع أعداءنا وأربك‬ ‫عملياتنا في أفغانستان‪ ،‬ألنه ّ‬ ‫أصدقاءنا‪.‬‬ ‫وكانت اللجنة األميركية – اإلسرائيلية‬ ‫للشؤون العامة “إيباك” قد سارعت إلى مباركة‬ ‫نتائج االنتخابات للكونغرس وقالت في بيان‬ ‫“من الواضح جداً‪ ،‬أن الكونغرس سيواصل‬ ‫التقليد املمتد من سنني طويلة بتقدمي الدعم‬ ‫لـ “إسرائيل” وضمان حصانتها وأمنها ودفاعها‪،‬‬ ‫وكذلك العالقات العميقة بني الواليات املتحدة‬ ‫و”إسرائيل”‪ ،‬صديقتنا األكثر إخالصا ً في الشرق‬ ‫األوسط”‪ ،‬وأبدت “إيباك” ارتياحها إلعادة انتخاب‬ ‫كافة أعضاء الكونغرس احملسوبني كمؤيدين لـ‬ ‫“إسرائيل”‪.‬‬ ‫لقد كانت االنتخابات النصفية في أميركا‪،‬‬ ‫أكثر عملية اقتراع تغييرية منذ عقود‪ ،‬إذ قلبت‬ ‫املوازين ملصلحة اجلمهوريني الذين أصبحوا‬ ‫يسيطرون على مجلس النواب‪ ،‬فيما بقي مجلس‬ ‫الشيوخ حتت سيطرة الدميقراطيني‪ ،‬لكن بغالبية‬

‫‪43‬‬

‫صوت واحدة فقط‪.‬‬ ‫لقد أق ّر الرئيس أوباما بالهزمية القاسية‬ ‫في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس‬ ‫أمام اجلمهوريني‪ ،‬وذكر أن االقتصاد كان الدافع‬ ‫األساسي للتصويت‪ ،‬وقال الناس يشعرون بإحباط‬ ‫بالغ بسبب وتيرة االنتعاش االقتصادي‪.‬‬ ‫لقد تخطى احلزب اجلمهوري كل التوقعات‬ ‫واستطاع الفوز بـ ‪ 61‬مقعدا ً إضافيا ً في مجلس‬ ‫النواب ليصبح عدد ممثليه في مجلس النواب‬ ‫‪ ،240‬بينما تراجع عدد ممثلي احلزب الدميقراطي إلى‬ ‫‪ 184‬مقعداً‪ ،‬إلى جانب ذلك استطاع اجلمهوريون‬ ‫احلصول على األغلبية في ‪ 17‬مجلسا ً تشريعيا ً‬ ‫محليا ً في الواليات‪ ،‬وربح هؤالء ‪ 18‬من أصل ‪28‬‬ ‫مجلسا ً في الواليات اجلنوبية‪ ،‬وحققوا مكاسب‬ ‫بلغت ‪ 500‬مقعدا ً ليسيطروا بذلك على اجملالس‬ ‫التشريعية في العديد من الواليات‪.‬‬ ‫وهكذا حتولت اخلريطة السياسة األميركية‬ ‫إلى اللون األحمر (لون اجلمهوريني) ممهّ دة لسنتني‬ ‫من املشاركة اجلمهورية في اتخاذ القرارات الهامة‬ ‫ومعرقلة جهود الرئيس األميركي باراك أوباما‬ ‫في تنفيذ أجندته اخلاصة‪ ،‬ورغم ذلك‪ ،‬فالرئيس‬ ‫األميركي ميلك سلطات كبيرة متنحه حق نقض‬ ‫املشاريع التي ال يوافق عليها ورفضها‪ ،‬وهذا ينذر‬ ‫بفترة مقبلة من التوتر بني الطرفني يتخ ّللها‬ ‫صراع على املشاريع‪.‬‬ ‫وكانت أكبر خسارة معنوية للدميقراطيني‬ ‫فقدانهم مقعد أوباما في مجلس الشيوخ عن‬ ‫والية إلينوي‪ ،‬الذي بقي في عهدتهم منذ أربعني‬ ‫عاماً‪ ،‬والالفت أن كل النواب السابقني الذي خسروا‬ ‫كانوا دميقراطيني ما عدا جمهوريا ً واحداً‪ ،‬وميكن‬ ‫اعتبار الرابح األكبر هو “وول ستريت” إذ أن كل من‬ ‫تلقى دعما ً مباشرا ً من الشركات واملصارف جنح‪،‬‬ ‫وأكثرهم من اجلمهوريني وقد يكون أكبر الرابحني‬ ‫في املعركة النائب جون باينر من والية أوهايو الذي‬ ‫أصبح رئيس مجلس النواب اجلديد‪ ،‬وأهم وأقوى‬ ‫جمهوري في واشنطن‪ ،‬وهذا قد يسمح له بعد‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر دولي‬ ‫سنتني بالتفكير في الترشح لرئاسة اجلمهورية‪.‬‬ ‫لقد أظهرت االستطالعات التي أجريت مع‬ ‫الناخبني‪ ،‬أن االنتخابات كانت فعالً استفتاء على‬ ‫سياسة أوباما إذ قال معظم من استطلعوا‬ ‫أنهم غير راضني على سياسات الدميقراطيني‬ ‫في السنتني املاضيتني‪ ،‬وهم قلقون على الوضع‬ ‫االقتصادي وأن أحوالهم تدهورت‪ ،‬وأشاروا إلى‬ ‫سياسات أوباما ستضر البالد على املدى الطويل‪.‬‬ ‫الرئيس أوباما قال في تصريحاته “من الواضح‬ ‫أن الناخبني أرسلوا لنا رسالة مفادها أنهم يريدون‬ ‫منا أن نركز على االقتصاد والوظائف ودفع هذا‬ ‫البلد الى األمام‪ ،‬أنهم حريصون على عدم تبذير‬ ‫أموال دافعي الضرائب ويريدون تغيير النبرة هنا‬ ‫في واشنطن ليجتمع احلزبان للتركيز على أعمال‬ ‫الشعب بدال ً من السعي للحصول على النقاط‬ ‫السياسية”‪.‬‬ ‫ويذكر أن الكونغرس سيكون في حالة “بطة‬ ‫عرجاء” من اآلن وحتى كانون الثاني املقبل حيث‬ ‫تعقد الدورة اجلديدة باألعضاء اجلدد‪ ،‬ويهدف‬ ‫أوباما إلى مترير بعض التشريعات في هذه الفترة‬ ‫االنتقالية‪ ،‬منها متديد اإلعفاءات الضريبية‬ ‫واملصادقة على معاهدة “ستارت” النووية مع‬ ‫روسيا للحد من الترسانة النووية للبلدين‪.‬‬ ‫إن نتائج انتخابات الكونغرس أدت إلى‬ ‫استقطاب الساحة السياسية األميركية‪،‬‬ ‫فاملعتدلون من احلزبني خسروا‪ ،‬وكانت أكبر خسارة‬ ‫للمعتدلني الدميقراطيني‪ ،‬ويرى البروفيسور ديفيد‬ ‫لوبلني أستاذ السياسة األميركية في اجلامعة‬ ‫األميركية “ال شك أن هذه االنتخابات جعلت‬ ‫اجلمهوريني أكثر حتفظا ً وهذه الظواهر ستستمر”‬ ‫خاصة مع االستعداد النتخابات الرئاسة التي‬ ‫ستتزامن مع انتخابات الكونغرس املقبلة عام‬ ‫‪ 2012‬ومع ظهور حركة “حزب الشاي” وقدرتها‬ ‫على جذب الناخبني‪ ،‬يجد احلزب‪ ،‬اجلمهوري نفسه‬ ‫مضطرا ً إلظهار ميوله اليمينية املتشددة إلرضاء‬ ‫احلركة املتحالفة معه‪.‬‬ ‫وهناك توقعات بوقوع مواجهات عدة بني إدارة‬ ‫أوباما واجلمهوريني في الكونغرس في إصدار‬ ‫التشريعات اخملتلفة‪ ،‬ولكن في الوقت نفسه‬ ‫هناك عقبات عدة أمام قدرة اجلمهوريني لفرض‬ ‫أجندتهم‪ ،‬منها سيطرة الدميقراطيني على‬ ‫مجلس الشيوخ باإلضافة إلى قدرة أوباما على‬ ‫استخدام حق النقض (الفيتو) ألي تشريعات من‬ ‫الكونغرس‪ ،‬ومبجرد التهديد باللجوء إلى الفيتو‬ ‫يكفي لدفع النواب إلى التفكير مليا ً في أي قانون‬ ‫قبل التصويت عليه‪.‬‬ ‫وينص الدستور األميركي على صالحية‬ ‫الرئيس في رد مشروع قانون متّت املصادقة عليه‬ ‫في غرفتي الكونغرس‪ ،‬مرفقا ً باعتراضات‪ ،‬وإذا ما‬ ‫ص ّوت مجلسا النواب والشيوخ مجددا ً لصالح‬ ‫القانون بأكثرية الثلثني‪ ،‬فيتوجب على الرئيس‬ ‫عندها املصادقة عليه‪ ،‬وعادة من الصعب احلصول‬ ‫على موافقة الثلثني مع االنقسام بني احلزبني‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫سارة بايلني‬

‫في مؤمتره الصحافي األول بعد إعالن نتائج‬ ‫انتخابات التجديد النصفية للكونغرس‪ ،‬أوحى‬ ‫أوباما بأن رئاسته انتهت بقرار صريح من الناخبني‬ ‫األميركيني‪ ،‬وقال إنه مستعد ملراجعة خطته‬ ‫إلصالح نظام الرعاية الصحية مع خصومه‬ ‫اجلمهوريني‪ ،‬والتخلي عن برامجه األساسية‬ ‫األخرى اخلاصة بقطاع الطاقة والبنى التحتية‬ ‫والتربية وغيرها من العناوين التي تعني تدخالً‬ ‫أكبر من احلكومة االحتادية يرفضه اليمني‬ ‫األميركي بشدة‪ ،‬ويؤيده اليسار الدميقراطي‬ ‫الليبرالي بحدود‪ ،‬هذا التدخل كان أهم ضحايا‬ ‫االنتخابات النصفية‪ ،‬التي غيرت وجهة السياسة‬ ‫الداخلية األميركية‪ ،‬ورسمت معالم طريق جديدة‬ ‫للسياسة اخلارجية‪.‬‬ ‫ورغم ذلك فإن سياسة أوباما اخلارجية لم تكن‬ ‫باهرة‪ ،‬فهو استفاد من الوجه القاسي والشرير‬

‫عبارة “حزب الشاي” مستلهمة‬ ‫من احلركة االحتجاجية التي قام‬ ‫بها األميركيون في العام ‪1773‬‬ ‫ضد الضرائب التي فرضها البرملان‬ ‫البريطاني على الشاي املستورد إلى‬ ‫املستعمرات األميركية في حينه‪ ،‬والتي‬ ‫دفعت املئات منهم إلى االستيالء على‬ ‫ثالث سفن بريطانية محملة بالشاي‬ ‫من ميناء بوسطن ورمي حمولتها في‬ ‫مياه امليناء تلك احلادثة شكلت الشرارة‬ ‫التي أطلقت الثورة األميركية أو حرب‬ ‫االستقالل ضد االستعمار البريطاني‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫لسلفه جورج بوش الذي سيعود ألداء دور مؤثر في‬ ‫املعسكر اجلمهوري‪ ،‬أوباما سعى إلى إخماد احلرائق‬ ‫التي أشعلها وإنهاء احلروب التي شنّها سلفه‪،‬‬ ‫لكنه وجد نفسه أسير املؤسسة العسكرية‬ ‫التي ال ميكنها حتقيق النصر لكنها ال تستطيع‬ ‫حتمل الهزمية على أي جبهة‪ ،‬التحديات تزايدت‬ ‫أمام أوباما بد ًءا من العراق إلى أفغانستان‪.‬‬ ‫وميكن القول إن أوهام أوباما فاقت أحالمه‬ ‫في ملفات السياسة اخلارجية‪ ،‬ال سيما ملف‬ ‫التفاوض الفلسطيني – اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫بينما في “إسرائيل” تعم مشاعر البهجة‬ ‫بهزمية اإلدارة األميركية برئاسة أوباما في تلك‬ ‫االنتخابات‪ ،‬ورئيس احلكومة اإلسرائيلية بنيامني‬ ‫نتنياهو لم يتردد في وصف إدارة أوباما بأنها‬ ‫معادية لـ “إسرائيل”‪ ،‬ومناهضة ملشروعها‬ ‫تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية‪.‬‬ ‫في اإلعالم األميركي هناك من يشير بأصابع‬ ‫االتهام إلى أشخاص ال يخفون كراهيتهم‬ ‫وعداءهم الشديد للرئيس أوباما ويخصصون‬ ‫علنا ً وجهارا ً أمواال طائلة حملاربته وتشويه‬ ‫صورته‪ ،‬ومنهم روبرت ميردوخ والشقيقان كوش‪،‬‬ ‫ويتهمونه بتصعيد النقاش في أميركا حول دور‬ ‫اليهود في صنع السياسة والقرار السياسي‬ ‫اخلارجي في الواليات املتحدة‪ ،‬وأن هؤالء قرروا‬ ‫النهوض مبهمة إشعال “انتفاضة شعبية ميينية”‬ ‫ضد أوباما وضد ما يطلقون عليه “اشتراكية”‬ ‫أوباما ومشروعاته االجتماعية وزيادة التدخل‬ ‫احلكومي في شؤون االقتصاد وأنهم يتزعمون‬ ‫حركة “حزب الشاي” املناهضة لكل أفكار أوباما‬ ‫والليبراليني األميركيني‪ ،‬وأنهم جنحوا في حشد‬ ‫املواطنني األميركيني ذوي امليول احملافظة من بني‬ ‫الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى‪ ،‬وحثهم على‬ ‫التبرع لغرفة التجارة األميركية واحلزب اجلمهوري‬ ‫حتت شعار “فلنجعل األثرياء أكثر ثراء” ولعلها املرة‬ ‫األولى في تاريخ تطور الشعوب أن يشعل الفقراء‬ ‫انتفاضة شعبية لزيادة دخل األغنياء‪ ،‬وأعضاء‬ ‫مجلس إدارة غرفة التجارة األميركية هؤالء‪ ،‬هم‬ ‫الذين حملوا على مسؤوليتهم إضعاف حكومة‬ ‫أوباما‪ ،‬وميثلون الشركات األقوى واألغنى في‬ ‫االقتصاد األميركي‪.‬‬ ‫“إسرائيل” ش ّرعت في حملة استيطان جديدة‬ ‫بعد صدور نتائج انتخابات التجديد النصفية‬ ‫للكونغرس وهزمية أوباما‪ ،‬املراقبون وصفوا هذا‬ ‫اإلعالن االستيطاني اجلديد بأنه محاولة من‬ ‫نتنياهو المتحان املناخ اجلديد في واشنطن بعد‬ ‫فوز اجلمهوريني واملدى الذي ستذهب إليه إدارة‬ ‫أوباما للضغط على حكومته‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫يحاول فيه أوباما إيجاد أرضية مشتركة مع‬ ‫اجلمهوريني في املرحلة األولى األمر الذي يصب‬ ‫في مصلحة “إسرائيل”‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬


‫أميركا تهتز بفضيحة «ويكيليكس»‬ ‫جنودها يرتكبون إبادات جماعية في العراق وأفغانستان‬ ‫فضيحة‪ ،‬هكذا باختصار ميكن وصف الوثائق‬ ‫السرية األميركية التي تسربت الى اإلعالم حول‬ ‫حربي العراق وأفغانستان‪ ،‬التي كان وراءها مؤسس‬ ‫موقع “ويكيليكس” جوليان أساجن‪ ،‬الذي نشر‬ ‫حتى اآلن مئات اآلف الرسائل احلقيقية املس ّربة‬ ‫حول احلروب األميركية‪ ،‬والتي كشفت عن الكثير‬ ‫من األسرار اخلفية للعمليات القذرة للجيش‬ ‫األميركي في كل من أفغانستان والعراق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫شكلت مجموعة الوثائق املتتالية التي س ّربت‬ ‫عبر موقع “ويكليكس” اإللكتروني‪ ،‬واملتعلقة‬ ‫باجلرائم التي ارتكبتها قوات االحتالل األميركي‬ ‫ّ‬ ‫وشكلت صرخة قوية‬ ‫والبريطاني في العراق‪،‬‬ ‫لصوت العدالة من أجل كشف حقيقة ما جرى‬ ‫في سياقات الغزو األميركي للعراق‪ ،‬ومن أجل‬ ‫فتح الطريق أمام العدالة لـتأخذ مجراها بعد‬ ‫تلك األهوال املرعبة التي ضربت العراق‪ ،‬وأ ّدت ملوت‬ ‫عشرات اآلالف من أبنائه خصوصا ً املدنيني منهم‬ ‫بيد قوات االحتالل‪.‬‬ ‫الوثائق التي بلغ عددها حتى اآلن بحدود ‪400‬‬ ‫حمام الدم الذي أنتجه‬ ‫ألف وثيقة‪ ،‬حتدثت عن ّ‬ ‫االحتالل األميركي والبريطاني للعراق‪ ،‬كما‬ ‫أظهرت الوجه القبيح والبشع للقوات األميركية‬ ‫والبريطانية‪ ،‬وتورطها في قتل مدنيني عراقيني‬ ‫بشكل عشوائي عند نقاط التفتيش على امتداد‬ ‫أرض العراق‪ ،‬وقيام اجليش األميركي مبمارسة‬ ‫التعذيب املمنهج داخل السجون العراقية بأمر‬ ‫من القيادات العسكرية واألمنية العليا في‬ ‫القوات األميركية‪ ،‬فضالً عن دور مرتزقة شركة‬ ‫“بالك ووتر” العسكرية األميركية اخلاصة‪ ،‬التي‬ ‫قتلت بدورها املزيد من املدنيني العراقيني مما كان‬ ‫معروفا ً سابقاً‪.‬‬ ‫وبحسب محللي صحيفة “الغارديان”‬ ‫البريطانية‪ ،‬فأن املستندات تكشف تفاصيل‬ ‫تعذيب وإعدامات وجرائم حرب‪ ،‬حيث فشلت‬ ‫السلطات األميركية في التحقيق في مئات‬ ‫التقارير عن انتهاكات وتعذيب واغتصاب وجرائم‬ ‫قتل ارتكبتها القوات األميركية ومن يدور في‬ ‫فلكها‪.‬‬ ‫وتقول منظمة “إحصاء قتلى العراق” إن الوثائق‬ ‫اجلديدة تكشف عن مقتل ‪ 15‬ألف مدني‪ ،‬وهي‬ ‫إحصائية لم تكن معروفة من قبل‪ ،‬مما يرفع‬ ‫إجمالي القتلى املدنيني إلى ‪ 122‬ألف قتيل‪.‬‬ ‫وكشفت امللفات السرية عن ‪ 109‬وفاة في‬ ‫العراق‪ ،‬منها ‪ 66081‬مدنياً‪ ،‬و‪ 23984‬من املسلحني‪،‬‬ ‫و‪ 15196‬من قوات األمن العراق بجانب ‪ 3771‬من‬ ‫قوات التحالف‪.‬‬ ‫وتؤكد الوثائق أن “شهر ديسمبر ‪ 2006‬كان‬

‫األكثر دموية حيث قتل ‪ 5183‬في ذلك الشهر‬ ‫وحده‪ ،‬وصنف ‪ 4000‬منهم بأنهم مدنيون”‪.‬‬ ‫وتفيد آخر األرقام الصادرة عن اجليش األميركي‬ ‫في نهاية متوز ‪ ،2010‬أن نحو ‪ 77‬ألف عراقي‬ ‫قتلوا بني شهري كانون الثاني ‪ 2004‬وآب ‪،2008‬‬ ‫وهي الفترة األكثر دموية خالل سبع سنوات من‬ ‫احلرب‪.‬‬ ‫كما كشفت تلك الوثائق زيف ادعاءات إدارة‬ ‫الرئيس األميركي السابق جورج بوش االبن‪ ،‬الذي‬ ‫َّ‬ ‫شن احلرب على‬ ‫شكل ائتالفا ً دوليا ً كبيراً‪ ،‬قبيل ّ‬ ‫العراق حتت شعار “حرية العراق”‪ ،‬معتبرا ً بأن غزو‬ ‫العراق يأتي في سياقات نشر احلرية والعدالة‪،‬‬ ‫وبأنها ستكون “حربا ً نظيفة” ليتبينّ اآلن وبعد‬ ‫سبع سنوات من الغزو بأن احلرب على العراق‬ ‫كانت من أبشع وأقذر احلروب التي شنّت في‬ ‫التاريخ املعاصر‪.‬‬ ‫وفيها ما يبرز جتاوزات االحتالل األميركي في‬ ‫العراق وأفغانستان‪ ،‬فهل تلك التسريبات سارت‬ ‫عبر مسارب متعمدة من قبل جهات أميركية‪..‬؟‬ ‫أم أنه اختراق أمني‪..‬؟‬ ‫وعليه‪ ،‬إن عملية تسريب املعلومات ليست‬ ‫واقعة جديدة ووحيدة في احلالة األميركية‪ ،‬بل‬ ‫تعتبر أمرا ً مك ّررا ً في مجرى التناقضات الداخلية‬ ‫األميركية بني الكتل السياسية وصنّاع القرار‪،‬‬ ‫إضافة لكونها جزءا ً أساسيا ً من عمل األجهزة‬ ‫االستخبارية األميركية في أحد وجوهها‪ ،‬الهادف‬ ‫واملدروس ألغراض متعددة‪ ،‬منها أغراض أميركية‬ ‫داخلية‪ ،‬ومنها ألغراض خارجية‪ ،‬وحتى ألغراض‬ ‫عراقية داخلية من أجل توسيع اله ّوة والتناقضات‬ ‫الداخلية بني فئات الشعب العراقي‪ ،‬وتسعير‬ ‫األجواء الطائفية داخله‪ ،‬ودفعها نحو املزيد من‬

‫‪45‬‬

‫تضمنت الوثائق دالالت‬ ‫االحتقان والتطاحن‪ ،‬حيث‬ ‫ّ‬ ‫كافية على تو ّرط العديد من قيادات األحزاب‬ ‫وامليليشيات في أعمال التصفيات والقتل‬ ‫والتخريب‪.‬‬ ‫فاالدعاء األميركي بأن احلكومة العراقية هي‬ ‫املسؤولة عن ما جرى‪ ،‬ال يخرج ساحة واشنطن‬ ‫من دائرة التورط واالتهام‪ ،‬حيث ّ‬ ‫يؤكد القانون‬ ‫الدولي مسؤوليتها بالدرجة األولى عن اجلرائم‬ ‫التي وقعت‪ ،‬واالنتهاكات التي حصلت واألكاذيب‬ ‫التي سيقت لتبرير الغزو‪ ،‬والتي َّ‬ ‫شكلت سابقة‬ ‫لم يشهد التاريخ مثيالً لها وفي وقت ال يزال‬ ‫اجملرمون الكبار الذين ّ‬ ‫خططوا ّ‬ ‫ونفذوا هذه اجلرمية‬ ‫أحرارا ً وبعيدين عن يد العدالة إن كان في الواليات‬ ‫املتحدة أو داخل العراق ذاته‪.‬‬ ‫ومع هذا‪ ،‬إن غزو العراق حت ّول من غنيمة‬ ‫استراتيجية للواليات املتحدة األميركية إلى‬ ‫كارثة مستقبلية ل ّوثت التاريخ األميركي ك ّله‪،‬‬ ‫فيما نهضت املقاومة العراقية املس ّلحة التي‬ ‫أحدثت انقالبا ً في كل حسابات واشنطن‪ ،‬التي‬ ‫خسرت آالف القتلى من جنودها‪ ،‬وإصابة أكثر من‬ ‫مليون أميركي خدموا في العراق بأضرار نفسية‬ ‫عميقة عرف منها أن أكثر من ‪ 50‬ألفا ً أصيبوا‬ ‫بعاهات نفسية وجسدية‪ ،‬وما يقارب ثالثة‬ ‫تريليونات دوالر وهو أعلى رقم خسرته الواليات‬ ‫املتحدة في حروبها االستعمارية مع أنها غزت‬ ‫يعد‬ ‫العراق لنهبه واالستيالء على نفطه الذي ّ‬ ‫األكبر في احتياطه وحتقيق أرباح خيالية ناهيك‬ ‫عن الثروات العراقية األخرى‪.‬‬ ‫لذلك فمن املؤكد أن كشف وثائق “ويكيليكس”‬ ‫يوضح أن اجليش األميركي لم يعد يطيق‬ ‫االستمرار في احتالل العراق وأفغانستان‪ ،‬وأن قادة‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر دولي‬ ‫هذا اجليش يريدون أن يرغموا اإلدارة األميركية‬ ‫على االنسحاب‪ ،‬حتى لو كان الثمن هو االعتراف‬ ‫بالهزمية وكشف أكبر جرمية إبادة عنصرية في‬ ‫تاريخ البشرية‪.‬‬ ‫وتوضح الوثائق أن أميركا قد قامت بتعذيب‬ ‫العراقيني في معتقالتها‪ ،‬ثم سلمتهم إلى‬ ‫عمالئها العراقيني ليكملوا املهمة‪ ،‬وليواصلوا‬ ‫عملية التعذيب لتحقيق أهدافهم اخلاصة‪،‬‬ ‫وكانت القوات األميركية تعرف‪ ،‬لكنها صمتت‪.‬‬ ‫إننا أمام فضيحة من أكبر الفضائح من نوعها‬ ‫ّ‬ ‫يشكل‬ ‫في التاريخ‪ ،‬مع العلم أن ما تس ّرب ال‬ ‫إال جزءا ً يسيرا ً من احلقيقة وليس كل احلقيقة‪،‬‬ ‫ولن تكون هذه آخر التسريبات التي تكشف‬ ‫أحد جوانب الكارثة التي ح ّلت بالعراق وشعبه‬ ‫على أيدي االحتالل وما نتج عنه سياسيا ً وتو ّرط‬ ‫البعض فيه‪.‬‬ ‫ومبا أننا أمام وثائق مت ّثل اعترافات موثقة فال‬ ‫بد من البدء باملرحلة التالية وهي ضرورة حترك‬ ‫ما يسمى “اجملتمع الدولي” مبؤسساته احلقوقية‬ ‫لتشكيل جلان حتقيق دولية في جرائم احلرب‬ ‫املرتكبة في العراق ومحاكمة املتورطني‪ ،‬سواء‬ ‫مازالوا على رأس السلطة أم خارجها عبر تأسيس‬ ‫محكمة جرائم حرب خاصة بالعراق ملالحقة اجلناة‬ ‫حتى محاكمتهم‪ ،‬أسوة مبا متّ اتخاذه في أماكن‬ ‫امللحة وضخامة‬ ‫أخرى مع فارق توافر الدواعي‬ ‫ّ‬ ‫وتعدد اجلهات املشاركة‬ ‫اجلرم املرتكب في العراق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫فيه‪ ،‬وتداخل البعد اإلقليمي‪.‬‬ ‫أما الشعب العراقي الذي عانى جميع‬ ‫ّ‬ ‫أصناف القهر والتعذيب من األطراف املتورطة‬ ‫خاصة احملتل‪ ،‬فبات ميتلك اآلن أسماء الضحايا‬

‫ومعلومات تفصيلية حول املكان والزمان‬ ‫والطريقة التي تع ّرض الضحايا بها للقتل أو‬ ‫التعذيب من خالل وثائق “ويكيليكس” التي لها‬ ‫شهود في كل عائلة عراقية تعرضت لالنتهاكات‬ ‫والتهجير والقتل واالختطاف‪ ،‬فضال ً عن عمليات‬ ‫املدمرة وقصف‬ ‫املداهمة للمنازل واالنفجارات‬ ‫ّ‬ ‫اجليش األميركي للمنازل‪ ،‬وبالتالي عليه أن‬ ‫يتحرك هو اآلخر قضائيا ً وحقوقيا ً لنيل حقوقه‬ ‫حتى ال مي ّر بفعلته كما حدث ويحدث اآلن مع‬ ‫أفغانستان بعد تسريبات مشابهة‪ ،‬حيث متّ‬ ‫الكشف عن حاالت عديدة من قتل املدنيني‪،‬‬ ‫س ّجلت في أفغانستان‪،‬‬ ‫ومن إحدى احلاالت التي ُ‬ ‫إطالق دورية أميركية النار على باص‪ ،‬فقتلت‬

‫مذكرة توقيف دولية لجوليان أسانج‬ ‫قرر القضاء األسوجي توقيف مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أساجن بناء لطلب النيابة‬ ‫العامة في إطار حتقيق في شأن اتهامه باالغتصاب‪.‬‬ ‫وأورد املوقع االلكتروني للنيابة العامة التي تتهم أساجن بـ»االغتصاب واالعتداء اجلنسي» أنه‬ ‫«إثر هذا القرار للمحكمة صدرت مذكرة توقيف دولية» في حقه‪.‬‬ ‫وكانت مذكرة توقيف أولى صدرت في حق أساجن في ‪ 20‬آب املاضي في ضوء شهادة أدلت بها‬ ‫امرأتان اتهمته األولى باالغتصاب‪ ،‬فيما اتهمته الثانية باالعتداء اجلنسي من دون أن تقيما دعويني‬ ‫رسميتني‪ ،‬لكن هذه املذكرة ألغيت بعد ساعات وقفل امللف‪ .‬غير أن ناي عادت وقالت في األول من‬ ‫أيلول أنها ستعيد فتح التحقيق‪.‬‬ ‫ولم تصدر في حينه مذكرة توقيف إذ كان أساجن في أسوج ومتكن من مغادرة البالد‪.‬‬ ‫وأكد محامي أساجن بيورن هورتيغ أنه موجود في بريطانيا ويوافق على اخلضوع لالستجواب أمام‬ ‫القضاء األسوجي‪ ،‬ولكن ليس في أي ظرف كان‪ ،‬ألن «لديه جدول مواعيده وكثيرا ً من العمل»‪.‬‬ ‫وكان أساجن ينفي دائما ً االتهامات املوجهة إليه‪ ،‬وقال أنها تندرج في إطار حملة ترمي لإلساءة‬ ‫الى سمعته أطلقتها وزارة الدفاع األميركية «البنتاغون» إلحلاق الضرر مبوقعه‪.‬‬ ‫وبعد إعادة فتح التحقيق في قضية االغتصاب‪ ،‬أعرب عن ثقته بأن «أجهزة االستخبارات‬ ‫األميركية مسروة جدا ً اآلن»‪ ،‬موضحا ً مع ذلك أن اإلشارة الى تورطها أو تورط االستخبارات‬ ‫األسوجية «من باب التكهنات»‪.‬‬ ‫وأساجن الذي يعتبر اخلصم اللدود لوزارة الدفاع األميركية قد يصير «رجل السنة» ‪ 2010‬في‬ ‫تصنيف مجلة «تامي» األميركية‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪46‬‬

‫وجرحت ‪ 15‬شخصا ً من ركابه‪ ،‬وفي حالة أخرى‬ ‫أردت القوات شبه العسكرية التابعة لوكالة‬ ‫االستخبارات املركزية (السي اي اي) رجال ً كان‬ ‫يتقدم نحوها‪ ،‬وتبينّ الحقا ً أنه أصم وأبكم لم‬ ‫يسمع التحذيرات‪ ،‬كما قصفت إحدى القوات‬ ‫التابعة لالئتالف قرية ننغارخال‪ ،‬انتقاما ً لكمني‬ ‫تعرضت له إحدى الدوريات التابعة لها‪ ،‬فقتلت‬ ‫‪ 5‬أشخاص‪ ،‬في عدادهم امرأة حبلى‪.‬‬ ‫وذكرت (الغارديان) إن العديد من البيانات التي‬ ‫أصدرتها احلكومة األميركية كانت مضللة‪ ،‬منها‬ ‫على سبيل املثال البيان الصحفي الذي أخفى‬ ‫السبب احلقيقي لوجود القوة الضاربة ‪373‬‬ ‫في إحدى املناطق‪ ،‬وهو قتل أبو الليث الليبي أو‬ ‫إلقاء القبض عليه‪ ،‬فيما تقول “نيويورك تاميز” إن‬ ‫القيادة العسكرية األميركية كانت تنسب إلى‬ ‫األفغان تنفيذ عدد من العمليات العسكرية‪،‬‬ ‫فيما تقوم بها فعالً وحدة كوماندوس العمليات‬ ‫اخلاصة األميركية‪ ،‬كما نسبت إسقاط طوافة‬ ‫إلى األسلحة التقليدية‪ ،‬فيما استخدمت‬ ‫صواريخ جاذبة للحرارة‪ ،‬إضافة الى أثار ارتفاع عدد‬ ‫اإلصابات بني املدنيني ما أدى الى مطالب جديدة‬ ‫بضرورة تقدمي مجرمي احلرب في أفغانستان‬ ‫للمحاكمة‪.‬‬ ‫والوثائق أوضحت أن هناك ‪ 77‬ألف وثيقة سرية‬ ‫صورة كئيبة للحرب في أفغانستان حيث أشار‬ ‫البعض للتغطية على مصرع مدنيني أبرياء على‬ ‫أيدي القوات األميركية وقوات التحالف‪.‬‬

‫حلفاء وفق الظروف‬ ‫لم تدرك األنظمة في البالد اإلسالمية‪،‬‬ ‫كباكستان والعراق أن أميركا‪ ،‬ال تنظر إليها‬ ‫كحليف استراتيجي‪ ،‬بل كحليف تكتيكي‪،‬‬ ‫تفرضه املصالح الدائمة‪ ،‬وليس هناك صداقات‬ ‫دائمة‪ ،‬فالتعامل بدافع املبادئ ال يكون سوى‬


‫بني احللفاء االستراتيجيني‪ ،‬كبريطانيا والواليات‬ ‫املتحدة األميركية‪ ،‬أو بني االثنتني وبقية دول أوروبا‪،‬‬ ‫والكيان الصهيوني‪ .‬فمهما حصل من خالفات‪،‬‬ ‫وتباين في وجهات النظر‪.‬‬ ‫لقد جتسس الكيان الصهيوني على جميع‬ ‫الدول مبا في ذلك األوروبية واألميركية‪ ،‬وسرق‬ ‫وثائق عسكرية حساسة‪ ،‬وباع أسلحة ممنوعة‬ ‫للصني وروسيا‪ ،‬وجورجيا وغيرها‪ ،‬واستخدم‬ ‫جوازات جميع هذه الدول في جرائم استخباراتية‬ ‫وظل احلليف االستراتيجي‪ ،‬أما العراق وباكستان‬ ‫فإنهما تدفعان اليوم ثمن فشل أميركا وحلف‬ ‫شمال األطلسي في أفغانستان والعراق‪ .‬فقد‬ ‫قتل من املدنيني أكثر مما قتل من جنود االحتالل‪،‬‬ ‫مع فارق كبير‪ ،‬واختالف في احلجم والنوع‪،‬‬ ‫فاملدنيني يقتلون باجلملة‪ ،‬حقدا ً وانتقاما للقتلى‬ ‫من جنود االحتالل‪.‬‬ ‫ورفض مسؤولو البيت األبيض والبنتاغون حتى‬ ‫اآلن حتديد كيفية التحكم في تسرب املعلومات‬ ‫في حني استعدوا إلدانة ما وصفه مستشار األمن‬ ‫القومي جيمس جونز باخلطوة «غير املسؤولة»‬ ‫التي قد تعرض حياة القوات األميركية واألجنبية‬ ‫للخطر كما أنها تهدد األمن القومي األميركي‬ ‫في الداخل‪ ،‬إذ يعيد التسرب اجلديد لألذهان‬ ‫ذكرى ما حدث عام ‪ 1971‬عندما متّ تسريب ‪ 7‬آالف‬ ‫صفحة تضم معلومات عسكرية سرية كتبها‬ ‫اخلبير العسكري دانيل ايلسبرج‪ ،‬وهو ما قوبل‬ ‫مبوجات من املظاهرات املناهضة للحرب في شتى‬ ‫أنحاء البالد دفعت احلكومة األميركية وقتئذ‬ ‫إلنهاء حرب فييتنام‪.‬‬

‫وكل تلك االتهامات واالدعاءات باالضافة إلى‬ ‫الصعوبات الشديدة وتزايد عدد الضحايا في حقل‬ ‫القتال أدت النخفاض دعم الدميقراطيني للرئيس‬ ‫األميركي باراك أوباما‪ ،‬وعندما وافق مجلس النواب‬ ‫على تخصيص عشرات املليارات من الدوالرات‬ ‫ملواصلة متويل حرب أفغانستان ص ّوت ‪ 102‬عضوا ً‬ ‫دميقراطيا ً بالرفض على هذا الطلب‪.‬‬ ‫وقامت إدارة أوباما بتعديل سياستها بشكل‬ ‫ملحوظ حول حرب أفغانستان في خريف العام‬ ‫املاضي حيث ق ّررت أن يكون عدد اجلنود املتمركزين‬ ‫في أفغانستان ‪ 100‬ألف جندي أي ‪ 3‬أضعاف‬ ‫العدد املوجود عام ‪.2008‬‬

‫«ويكيليكس» كاشف األسرار‬ ‫نشأة املوقع وتطوره‪ :‬تأسس موقع “ويكيليكس في عام ‪ 2006‬من مجموعة غير ربحية حتمل‬ ‫إسم “‪ ،”sunshine press‬وضم املوقع عددا ً من املدافعني عن حقوق اإلنسان‪ ،‬ومن الصحافيني‬ ‫املتخصصني في صحافة االستقصاء‪ ،‬ومن التقنيني في مجال املعلوماتية‪ .‬ويقال إنه كان‬ ‫للمنشقني الصينيني دور كبير في تأسيس املوقع‪ .‬وقد خصص املوقع صفحة خاصة ميكن إرسال‬ ‫الوثائق عبرها بصورة سرية للغاية‪ ،‬وبعدما يجري التأكد من صدقيتها‪ ،‬مما يستغرقه أسابيع عدة‬ ‫من الدراسة والتقصي من جانب مجموعة متخصصة‪ ،‬يقوم رئيس حترير املوقع بنشرها‪.‬‬ ‫يقع املركز األساسي لـ”ويكيليكس” في السويد‪ ،‬ألن القانون السويدي مينح احلصانة للصحافة‬ ‫ويجيز لها عدم الكشف عن مصادرها‪ ،‬لكن هناك وجود للموقع في عدد ال يحصى من دول‬ ‫العالم‪ .‬وتقوم سياسة املوقع على عدم نشر وثائق غير موثوقة‪ ،‬وال تُقبل سوى الوثائق ذات‬ ‫األهمية السياسية‪ ،‬والدبلوماسية‪ ،‬والتاريخية أو األثنية‪ .‬وال جتري عملية النشر إال بعد التأكد‬ ‫من صحة املعلومات‪ ،‬اذ تقوم مجموعة من املدققني من ذوي التخصصات املتنوعة‪ ،‬وتتقن لغات‬ ‫مختلفة‪ ،‬بالتحقق من خلفية مسرِّب املعلومات في ما اذا كانت هويته معروفة‪ ،‬والتأكد من‬ ‫صحة املعلومات التي احتوتها باالستقصاء عنها على األرض ومن خالل مصادرها األصلية‪ .‬ويقع‬ ‫القرار األخير بالنشر على عاتق املسؤول عن املوقع جوليان أساجن‪ ،‬الشخصية املثيرة للجدال‪.‬‬ ‫جنح املوقع بعد عام من إطالقه في جتميع قاعدة معلومات وبيانات حتتوي على مليون وثيقة‪.‬‬ ‫ويبلغ عدد املتطوعني العاملني فيه نحو ‪ 1200‬متطوع‪ .‬وللموقع هيئة استشارية يترأسها أساجن‬ ‫وتتألف من شخصيات عامة معروفة‪ .‬يحتاج املوقع اليوم لتغطية نفقات ‪ 2010‬املالية الى نحو‬ ‫‪ 200‬ألف دوالر‪ ،‬تُصرف في شكل خاص على (‪ )servers‬وعلى العمل املكتبي البيروقراطي‪ ،‬ولكن‬ ‫من املتوقع أن يرتفع حجم النفقات الى نحو ‪ 600‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫يستخدم املوقع عددا ً من البرامج مثل ميديا ‪ -‬ويكي‪ ،‬وفري ‪ -‬نت‪ ،‬وطور‪ ،‬وبي جي دي‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫الفشل األميركي في العراق‬ ‫وأفغانستان‬ ‫سنة تلو األخرى تصاعد اإلنفاق العسكري‬ ‫األميركي مبعدل خمسني مليار دوالر سنويا ً (من‬ ‫‪ 265‬مليار في عام ‪ 2002‬إلى ‪ 535‬مليار في العام‬ ‫‪ ،)2005‬في حني تشير املصادر أن ما صرف على‬ ‫حرب ما وصفوه باإلرهاب خالل األعوام (‪-2001‬‬ ‫‪ )2006‬بلغ ‪ 437‬مليار دوالر‪ .‬اخلسائر البشرية‬ ‫بلغت في العراق وحده أكثر من ‪ 2600‬جندي‬ ‫قتلوا وأكثر من ‪ 62000‬أصيبوا بعاهات جسدية‬ ‫أو نفسية من جراء احلرب‪ ،‬وهناك املعتقلني في‬ ‫املعتقالت السرية والعلنية‪ ،‬واألزمات االقتصادية‬ ‫التي واجهتها املؤسسات واألفراد والدول‪ ،‬وما‬ ‫واجهته بعض اجملموعات من متييز واضطهاد‪.‬‬ ‫وقد انعكس ذلك على احلظوظ السياسية لكبار‬ ‫أعمدة هذه احلرب مثل رئيس الوزراء اإليطالي‬ ‫سيلفيو بيرليسكوني ونظيره اإلسباني خوزيه‬ ‫ماريا أثنار‪ ،‬حيث فقد كالهما منصبه‪ ،‬بينما تدنت‬ ‫شعبية كل من جورج بوش وحليفه توني بلير إلى‬ ‫أدنى مستوياتها‪.‬‬ ‫وينظر العالم اآلن إلى الواليات املتحدة على أنها‬ ‫أكثر ضع ًفا‪ :‬ففي الداخل األميركي أصبحت البالد‬ ‫أكثر قابلية لالختراق‪ ،‬وذلك بالرغم من تقويض‬ ‫احلقوق املدنية للشعب األميركي واإلفراط في‬ ‫التجسس على املواطنني وزيادة دوريات التفتيش‬ ‫والتعقب والتنصت‪ .‬وفي اخلارج األميركي فقدت‬ ‫الواليات املتحدة سمعتها كقوة عظمى وكـ‬ ‫“حامية للدميوقراطية” وحقوق اإلنسان‪ ،‬وارتكبت‬ ‫كل املوبقات؛ بد ًءا من غزو دولة أجنبية لم تهددها‬ ‫ولم تقتل جنديًا واح ًدا لها‪ ،‬وليس انتهاءا باجلرائم‬ ‫التي ارتكبت في غوانتانامو‪.‬‬ ‫كما فقدت أميركا هيبتها كصاحبة أقوى‬ ‫جيش في العالم وصاحبة أعلى عددًا وعدة وتقنية‬ ‫ً‬ ‫مفرطا‬ ‫عسكرية‪ ،‬بعد أن انتشر جيشها انتشارًا‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر دولي‬ ‫في أفغانستان‪ ،‬ويستمر نزيف الدم اليومي إلى‬ ‫جانب نزيف األموال‪ ،‬ولم حتقق أميركا شيئًا على‬ ‫األرض‪ ،‬سواء في حربها على ما تسميه “اإلرهاب”‪،‬‬ ‫أو في سيطرتها على أفغانستان‪.‬‬

‫احلقيقة أكبرمن الواقع‬ ‫وال شك بأن احلقيقة الكاملة عن جرائم‬ ‫اإلبادة التي ترتكبها قوات االحتالل في العراق‬ ‫يتم تسريبه ونشره‪ ،‬ومع‬ ‫وأفغانستان‪ ،‬أكبر مما ّ‬ ‫ذلك رأينا حجم االرتباك والهلع الذي انتاب اإلدارة‬ ‫األميركية‪ ،‬من نشر بعض الوثائق التي متّ فيها‬ ‫مراعاة اجلانب األمني و”تهديد حياة اجلنود”‪.‬‬ ‫ترى ملاذا يخشون اإلعالم‪ ،‬ويراقبون مواقع‬ ‫االنترنت‪ ،‬ويسجنون اجلنود الذي يسربون‬ ‫معلومات‪ ،‬ويسارعون بردود مرتعشة‪ ،‬كما تفعل‬ ‫عصابات اجلرمية املنظمة‪ ،‬عندما يتحدث عنها في‬ ‫وسائل اإلعالم‪ ،‬لوال إدراكها حلجم اجلرائم التي‬ ‫قامت وتقوم بها بحق اإلنسانية في أفغانستان‪،‬‬ ‫والعراق وغيرها؟‬ ‫إن ما متّ نشره من ملفات وسجالت‪ ،‬ليس‬ ‫سوى قطرة من بحر جرائم اإلبادة املرتكبة بحق‬ ‫الشعبني األفغاني والعراقي‪ ،‬وال سيما الفلوجة‪.‬‬ ‫وإذا كانت بريطانيا قد فقدت أكثر من ‪320‬‬ ‫جندياً‪ ،‬وزاد عدد القتلى األميركان عن األلف‬ ‫جندي‪ ،‬فإن عدد الضحايا األفغان والعراقيني‬ ‫من املدنيني يعدون بشكل غيبي‪ ،‬مئات أو آالف‪،‬‬ ‫كما لو أن حصرهم غير ذي جدوى‪ ،‬وهي جرمية‬ ‫أخرى بحق اإلنسانية‪ ،‬ترتكبها قوات االحتالل‬

‫وحكوماتها‪ ،‬أي إخفاء حقيقة عدد الضحايا من‬ ‫املدنيني بحجة زائفة ومقززة وتعبرعن إجرام يفوق‬ ‫الوصف‪ .‬وعندما يبرر إخفاء احلقيقة باخلشية‬ ‫على أرواح اجلنود أو األمن القومي‪ ،‬يستشف من‬ ‫ذلك أن اإلبادة اجلماعية بحق األفغان والعراقيني‬ ‫هي أيضا ً من متطلبات األمن القومي األميركي‬ ‫أو غيره‪.‬‬ ‫وعوض االعتراف باحلقيقة ونشرها كاملة‪ ،‬متّ‬ ‫جترمي عملية تسريب الوثائق‪ ،‬وفتح حتقيقات حول‬ ‫ذلك‪ ،‬وتقدير حجم الضرر‪ ،‬الذي أحلقته باالحتالل‬ ‫على الصعيدين األخالقي واألمني‪ ،‬مما يزيد من‬ ‫مخاوف اإلنسانية من التوحش األميركي‪ ،‬رغم‬ ‫أن ما كشف عنه كان قطرة من بحر جرائم‬ ‫اإلبادة التي ارتكبتها قوات االحتالل في العراق‬ ‫وأفغانستان‪ ،‬وكانت صحف أملانية قد نشرت‬ ‫بدورها في وقت سابق صورا ً جلنود يحتضنون‬ ‫جماجم ضحاياهم‪ .‬وما ينطبق على اجلنود‬ ‫األميركيني ينسحب أيضا ً على الفرنسيني‪،‬‬ ‫والبريطانيني‪ ،‬واإليطاليني‪ ،‬والدامناركيني‪ ،‬واإلسبان‬ ‫وغيرهم‪.‬‬

‫سيناريوهات النهاية الدموية‬ ‫وإذا كان خروج قوات االحتالل من العراق الذي‬ ‫بدأ يعمل على تشكيل حكومته القادمة‪،‬‬ ‫إال أنه اليزال يتخ ّبط ببحر من الدم بعد ازدياد‬ ‫التفجيرات التي استهدفت دور العبادة وخاصة‬ ‫املسيحية‪ ،‬وإذا كان خروج قوات االحتالل من‬ ‫أفغانستان هو مسألة وقت‪ ،‬وحتمية ال جدال‬

‫جوليان أسانج‪« ...‬صانع التاريخ»‬ ‫سلطت الضجة الكبيرة التي أثارها موقع “ويكيليكس” األضواء على مؤسس املوقع واملسؤول‬ ‫عنه جوليان أساجن‪ .‬وتعددت األوصاف واألسماء التي أطلقت عليه‪ ،‬من “ الرجل الذي يخيف سي‬ ‫آي إي” الى “روبن هود في غابة البنتاغون” الى “مطارد احلقيقة” و”صانع التاريخ”‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫وبالتأكيد ليس أساجن رجالً عادياً‪ .‬فهذا األوسترالي البالغ من العمر ‪ 39‬عاماً‪ ،‬له ماض استثنائي‬ ‫حافل‪ .‬هو ابن لعائلة من املمثلني املسرحيني‪ ،‬لم يعرف في طفولته االستقرار نظرا ً إلى تنقل‬ ‫أسرته الدائم‪ ،‬ولم يتردد على مدرسة عادية‪ ،‬فتعلم عبر املراسلة وكان لديه ميل خاص الى‬ ‫العلوم‪ .‬واشترى أول كومبيوتر محمول عندما كان في السادسة عشرة من عمره‪.‬‬ ‫بدأ القرصنة على الشبكة العنكبوتية في سن مبكرة‪ ،‬واتخذ لنفسه اسم”ماديكس”‪ ،‬واكتسب‬ ‫شهرة كبيرة لكونه أكثر األشخاص القادرين على التسلل الى البرامج األكثر تعقيداً‪ .‬تزوج في سن‬ ‫الثامنة عشرة‪ ،‬واستطاع في سن العشرين أن يتسلل الى شبكة شركة تلكلوم الكندية‪ُ .‬وجهت‬ ‫إليه أكثر من ‪ 31‬تهمة قرصنة كومبيوتر‪ ،‬وأُحيل الى احملاكمة حيث اعترف بغالبيتها‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،2006‬عزل نفسه عن العالم وبدأ بوضع نوع من املانيفاست حتت عنوان” السلطة‬ ‫التآمرية”‪ ،‬رأى فيه أن األنظمة التآمرية ترتكز على نظام من السرية على حساب اجلماعات‬ ‫البشرية‪ ،‬وأن في اإلمكان مواجهة هذه األنظمة بالتسلل الى أسرارها والسماح للمعلومات‬ ‫باخلروج الى العلن‪ .‬وهكذا تصبح التسريبات أهم سالح ملواجهة األنظمة الفاسدة‪ ،‬وأكثر سبيل‬ ‫ملعرفة احلقيقة‪.‬‬ ‫يعيش أساجن “حياة البدو الرحل” متنقالً ما بني مطارات العالم‪ ،‬وهو يتعرض حاليا ً الى حملة‬ ‫تشويه للسمعة‪ ،‬بعدما ُوجهت إليه تهم عدة بالتحرش اجلنسي‪ .‬لكن ذلك ال يثنيه من املضي‬ ‫قدما ً في مشروعه‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪48‬‬

‫حولها‪ ،‬فإن السيناريوهات املتوقعة لنهاية أطول‬ ‫حرب تخوضها أميركا في تاريخها (‪ 9‬سنوات)‪،‬‬ ‫والتي تعمل أميركا إلنفاذها في أفغانستان‪ ،‬تبدو‬ ‫اليوم أكثر وضوحا ً من ذي قبل‪ .‬ومن ذلك إعادة‬ ‫أفغانستان لفوضى االقتتال الداخلي‪.‬‬ ‫وتشكيل ميليشيات محلية‪ ،‬كمقدمة خللق‬ ‫حرب أهلية تفضي إلى تقسيم أفغانستان‬ ‫بني جنوب بوشتوني‪ ،‬وشمال طاجيكي‪ ،‬أزبكي‪،‬‬ ‫هزاري‪ ،‬وهو ما ينتظر أميركا التي فضحت الوثائق‬ ‫املسربة عمالءها في العراق وأفغانستان والذين‬ ‫وصلت أسماؤهم إلى العراق وأفغانستان بطرق‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫ومن السيناريوهات إقصاء الدور الباكستاني‬ ‫من أفغانستان‪ ،‬أو حتجيمه‪ ،‬ومتكني الهند من لعب‬ ‫دور في راهن ومستقبل أفغانستان‪ ،‬بعد رحيل‬ ‫االحتالل وفي ظله‪ ،‬وهو ما أشار إليه املبعوث‬ ‫األميركي إلى باكستان وأفغانستان‪ ،‬ريتشارد‬ ‫هلبروك في ‪ 22‬متوز ‪ ،2010‬أثناء زيارة قام بها‬ ‫للهند‪ .‬وقال بوضوح يعبر عن استراتيجية فاشلة‬ ‫“ال باكستان وال طالبان ميكنهما السيطرة على‬ ‫السلطة في ظل وجود حكومة شرعية حاليا ً ‪...‬‬ ‫وأن الواليات املتحدة” تدرك الدور املركزي للهند في‬ ‫املنطقة “أي جعلها شرطي على املسلمني في‬ ‫املنطقة كما يُه ّيأ الكيان الصهيوني منذ وعد‬ ‫بلفور ملثل هذا الدور في الشرق األوسط‪ ،‬ولكن‬ ‫الهند لن تلعب هذا الدور‪ ،‬كما ميكن إجهاض‬ ‫خطة الشرطي الصهيوني‪ ،‬لوعقلت باكستان‪،‬‬ ‫وشفي العرب من اعتاللهم‪.‬‬ ‫فأميركا ارتكبت أبشع اجلرائم في احلرب على‬ ‫فييتنام في الستينيات‪ ،‬والصومال‪ ،‬وغيرها‪،‬‬ ‫ويكفي أن نتذكر في لبنان املدمرة “نيوجرسي”‬ ‫التي دكت مبئات القذائف بيروت والضاحية‬ ‫اجلنوبية واجلبل‪ ،‬تغطية لفرار اجليش اإلسرائيلي‬ ‫من لبنان في الثمانينات‪ ،‬ويكفي أن نشاهد ما‬ ‫يجري في العراق يومياً‪ ،‬ونحصي املليون واملئة ألف‬ ‫شهيد عراقي‪ ،‬سقطوا منذ احتالل أميركا للعراق‬ ‫عام ‪ ،2003‬لكن األهم هو ما جاء في الوثائق‬ ‫املشار إليها‪ ،‬والذي أصبح بإمكان كل حر في‬ ‫العالم االطالع عليها على موقع “ويكيليكس”‪،‬‬ ‫ليعرف أن أميركا هي عد ّوة الشعوب وليست‬ ‫نصيرة احلرية‪.‬‬ ‫يتم التأكيد‬ ‫لكن هذه هي املرة األولى التي ّ‬ ‫فيها على كثير من هذه اجلرائم من خالل وثائق‬ ‫عسكرية أميركية‪ ،‬واألهم في نشر الوثائق هو‬ ‫التوقيت‪ ،‬بحيث ستلقي الوثائق بظلها الثقيل‬ ‫على الواليات املتحدة بعد فوز اجلمهوريني بأغلبية‬ ‫مقاعد الكونغرس‪ ،‬تبدو الصورة اآلن أكثر سواداً‪،‬‬ ‫ألن الدخول في دوامة احلروب شيئ واخلروج‬ ‫منها شيئ آخر نظرا ً للخسائر املادية والبشرية‬ ‫وتداعياتها السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫حتى في الواليات املتحدة ذاتها‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬ليديا أبودرغم‬


‫حتقيق دولي‬

‫«منبر التوحيد» حاورت متخصصين وإعالميين مشاركين‬ ‫في المعرض الدولي ‪ 17‬للمطبوعات ووكاالت األنباء في طهران‬ ‫إنها اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية برئيسها وحكومتها‬ ‫وشعبها‪ ،‬تدعم كل القضايا احملقة‪ ،‬وتسعى باستمرار للمساهمة‬ ‫في نصر املظلومني واملستضعفني على الظاملني واألعداء‪.‬‬ ‫هي إيران التي تقرّب بني الشعوب بطرق متعددة منها املعرض‬ ‫الدولي للمطبوعات ووكاالت األنباء جامعة بذلك صحافيني‬ ‫وإعالميني ومتخصصني من جميع أقطار العالم‪ ،‬خاصة تلك‬ ‫الوسائل اإلعالمية املوالية للجمهورية اإليرانية بسياستها‬

‫ترجمة‪:‬‬ ‫األستاذ اجلامعي رضا كارجو‬ ‫مصطفى نظري‪ :‬على اللبنانيني‬ ‫التكاتف حلماية املقاومة‬

‫بعد ّ‬ ‫تنقل “منبر التوحيد” بني األجنحة‬ ‫اإليرانية في املعرض‪ ،‬التقينا األستاذ مصطفى‬ ‫نظري‪ ،‬الصحفي في جريدة “الصبح الصادق”‬ ‫الصادرة عن احلرس الثوري اإليراني‪ ،‬وبدأ احلديث‬ ‫حول العالقات اإليرانية – اللبنانية‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫بغض النظر عن العالقات الدينية واملذهبية‪ ،‬إيران‬ ‫على عالقة وثيقة مع لبنان اقتصاديا ً واجتماعيا ً‬ ‫وسياسياً‪ ،‬ال شك أن لنا جذورا ً تاريخية مع الشعب‬ ‫اللبناني‪ ،‬ولكن من حيث السياسة الشعبان‬ ‫في صف واحد مبواجهة العدو اإلسرائيلي‪ ،‬الذي‬ ‫تدعمه أميركا‪.‬‬ ‫وعن السؤال حول ر ّدة فعل اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية في حماية لبنان أو أي‬ ‫دولة أخرى خاصة اإلسالمية منها‪ ،‬في حال‬ ‫شنت “إسرائيل” حرباً عليها‪ ،‬أجاب‪ :‬عندما‬ ‫أسس السيد القائد اإلمام اخلميني اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية في إيران‪ ،‬كان كل تركيزه على دعم‬ ‫املقاومة ومواجهة الظاملني‪ ،‬وعلى هذا األساس‬ ‫كان ميراث اإلمام اخلميني لنا أن ندافع عن أي‬

‫املنتهجة لرفع الظلم والسير نحو مواجهة املعتدين على أي‬ ‫منطقة وبكافة األشكال‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬وخالل مشاركة مجلة «منبر التوحيد» في املعرض الدولي‬ ‫ّ‬ ‫مصلى اإلمام اخلميني‬ ‫‪ 17‬للمطبوعات ووكاالت األنباء الذي أقيم في‬ ‫في العاصمة اإليرانية طهران‪ ،‬كان لها لقاءات متعددة مع عدد من‬ ‫املشاركني في املعرض‪ ،‬حول العقوبات على إيران‪ ،‬وعالقات دولهم مع‬ ‫“اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية”‪ ،‬فكانت احلوارات التالية‪:‬‬

‫شعب مظلوم في العالم‪ .‬ومبا أن لبنان في خطوط‬ ‫املواجهة مع العدو اإلسرائيلي‪ ،‬إذا ً يجب علينا‬ ‫أن ندعم الشعب اللبناني سياسيا ً واجتماعيا ً‬ ‫واقتصاديا ً وحتى عسكرياً‪.‬‬ ‫وعن زيارة الرئيس جناد إلى لبنان‪ ،‬قال‬ ‫نظري‪ :‬بعد حرب ‪ ،2000‬وحرب الـ ‪ 33‬يوماً‪ ،‬بدأت‬ ‫“إسرائيل” بتغيير استراتيجيتها في لبنان‪ ،‬فكان‬ ‫هدفها التفريق بني الطوائف اللبنانية‪ ،‬وقد بنت‬ ‫سياستها على هذا األساس‪.‬‬ ‫من ثم قامت أميركا بدعم “إسرائيل” للتفريق‬ ‫بني أقطاب ‪ 8‬و ‪ 14‬آذار‪ ،‬عبر موضوع اغتيال الرئيس‬ ‫رفيق احلريري‪ ،‬فكان سعد احلريري أداة بيد أميركا‪،‬‬ ‫إليجاد أجواء متوترة في لبنان‪ .‬اليوم‪ ،‬تضلع‬ ‫األميركيون بالقول أنهم يق ّووا اجليش اللبناني‬ ‫ويدعمونه‪ ،‬ولكن من طرف آخر أرادوا نزع سالح‬ ‫“حزب اهلل”‪ ،‬ولكنهم فشلوا في ذلك‪ ،‬خاصة وأن‬ ‫السيد حسن نصر اهلل أفشى املؤامرة اإلسرائيلية‬ ‫باتهام “حزب اهلل” باالغتيال‪ ،‬وهذا ما يق ّوي الـ ‪8‬‬ ‫من آذار ألنه يفكر وطنيا ً وال يفكر بحزب وحده أو‬ ‫بشخص خاص‪ ،‬بل بالوطن أجمع‪.‬‬ ‫منذ فترة‪ ،‬متّ التخطيط في إيران لزيارة الرئيس‬ ‫جناد إلى لبنان‪ ،‬في حني رأينا ضوضاء إعالمية‬ ‫أميركية تل ّوح بأ ّن دخول الرئيس أحمدي جناد إلى‬ ‫لبنان سيشعل احلرب بني الطوائف اللبنانية‪،‬‬ ‫وأرادوا اإلشارة إلى أن مس ّبب األزمات في لبنان هو‬ ‫إيران‪ ،‬علما ً أ ّن أميركا هي التي تريد أن جتعل لبنان‬ ‫في الهامش األمني لها‪.‬‬ ‫قرأت في إحدى الصحف اإلسرائيلية بعد زيارة‬ ‫الرئيس جناد إلى لبنان‪ ،‬التي كتبت متذ ّرعة بأ ّن‬ ‫“حزب اهلل” دفع األموال للناس الستقبال الدكتور‬ ‫جناد بذلك االستقبال الشعبي الذي حصل‪ ،‬وهذا‬ ‫أيضا ً نوع من التشويش على ما القاه الرئيس‬ ‫جناد من حفاوة واستقبال له في لبنان من كافة‬ ‫األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫ما نقوله اليوم‪ ،‬إنه إذا أراد لبنان أن يستقل‬ ‫يجب أن يستفيد من األجواء اإليجابية املالئمة‬ ‫له وليس املالئمة للدول األخرى إن كانت عربية‬ ‫أو غربية‪ ،‬ويجب أن يقوم بنفسه على انتهاج‬

‫‪49‬‬

‫السياسات املستقلة‪.‬‬ ‫لقد وضع بن غوريون مؤسس الكيان‬ ‫الصهيوني‪ ،‬استراتيجية محورية حول‬ ‫“إسرائيل”‪ ،‬وهي االستفادة من أقليات قومية‬ ‫كالدروز مثال ً في لبنان واألكراد في تركيا‬ ‫وكردستان وإيران‪ ،‬ضد حكومات بالدهم‬ ‫إلشعال نار الفنت في املنطقة‪.‬‬ ‫وأبى نظري إال أن يتحدث عن دور الدروز‬ ‫في املنطقة‪ ،‬فقال‪ :‬للدروز في لبنان أهمية‬ ‫كبيرة خاصة من منظار “إسرائيل”‪ ،‬التي‬ ‫تهتم ألمرهم في محاولة جلعلهم موالني‬ ‫لها‪ ،‬لكنهم في املقابل لعبوا دورا ً كبيرا ً في‬ ‫مواجهتها‪ ،‬وكذلك الدروز في شمال فلسطني‬ ‫احملتلة وسوريا‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬إسرائيل” تريد إزالة كل املقاومات من‬ ‫املنطقة وخاصة املقاومة في لبنان ألن األخير هو‬ ‫في مقدمة املواجهة مع العدو‪ .‬وقد أشارت دراسات‬ ‫أميركية وإسرائيلية إلى الصحوة اإلسالمية‬ ‫التي تشكل حت ٍّد كبير للسياسات االستعمارية‪.‬‬ ‫كل بلد عربي إذا خرج من هذا اإلطار ضد األعداء‪،‬‬ ‫فإنه حتما ً سيسقط‪ ،‬فشعوب املنطقة اليوم‬ ‫استيقظت خاصة بعد الثورة اإلسالمية‪ ،‬وانتصار‬ ‫املقاومة اللبنانية في متوز ‪.2006‬‬ ‫وختم نظري‪ :‬على اللبنانيني أن يتن ّبهوا إلى‬ ‫ّ‬ ‫لبث‬ ‫محاوالت اخلرق األميركية واإلسرائيلية‬ ‫الفتنة فيما بينهم‪ ،‬واألهم من ذلك العمل‬ ‫متكاتفني حلماية املقاومة ومواجهة أي عدوان‪،‬‬ ‫بدون السماح بنزع سالحها ألنه السبيل الوحيد‬ ‫للحفاظ على لبنان‪.‬‬

‫شريفي‪ :‬إيران في نقطة قوة‬ ‫بالرغم من العقوبات‬ ‫كما كان لنا زيارة إلى القسم الثقافي في‬ ‫املعرض حيث حت ّدثنا إلى األستاذ محمد شريفي‬ ‫الذي قال حول العقوبات الدولية على إيران‬ ‫بسبب ملفها النووي‪ :‬من حيث اإلعالم اخلارجي‪،‬‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫حتقيق دولي‬

‫يعلم الناس أن أميركا هي من تفرض العقوبات‬ ‫ضد إيران‪ ،‬من خالل منظمة األمم املتحدة ومجلس‬ ‫األمن الدولي‪ ،‬فتعتقد الشعوب بذلك أن إيران في‬ ‫نقطة ضعف‪.‬‬ ‫أما في الداخل فال شك أن املقاطعة تؤثر قليالً‪،‬‬ ‫ولكن هذا ال يعني أبدا ً أن إيران ضعيفة‪ ،‬ال بل‬ ‫بالعكس‪ .‬ال شك أن تهديد مجلس األمن جعلنا‬ ‫نستفيد من ذلك باستغنام الفرصة لتقوية‬ ‫أنفسنا أكثر فأكثر‪ ،‬وهذا ما يغيظ األعداء‬ ‫واملستكبرين‪.‬‬ ‫إن الشعب اإليراني شعب مقاوِم ال يهاب‬ ‫التهديدات وال احلروب‪ ،‬فكما قاوم الشعب اللبناني‬ ‫وواجه العدو وانتفض من جديد بعد احلرب‪ ،‬نحن‬ ‫متصدين لها‬ ‫سنواجه أي حرب علينا‪ ،‬وسنكون‬ ‫ّ‬ ‫بكل األشكال وبكل استقامة‪ .‬لقد كان الشهيد‬ ‫بهشتي في إيران يقول أ ّن “ َمن يريد أن يدخل اجلنة‬ ‫يجب أن يُأتي ثمنه”‪ ،‬ولذلك يجب علينا أن ندفع‬ ‫ثمن استقالل وسيادة شعوبنا حتى لو كلفنا‬ ‫ذلك الكثير‪.‬‬ ‫من حيث املعتقدات الدينية‪ ،‬نحن نؤمن‬ ‫بـ”اهلل” وهذا ما يشكل لنا قوة كبيرة للصمود‬ ‫بوجه التهديدات‪ .‬اإلميان باحلق ونصرة املظلوم‬ ‫هو ما يعيننا على االستقرار والدفاع عن‬ ‫بلدنا‪.‬‬ ‫نحن اليوم في نقطة قوة‪ ،‬فبعض األجانب‬ ‫يدخلون إلى إيران ويو ّقعون اتفاقات جتارية تتبع‬ ‫مصاحلها‪ ،‬واملسؤولون اإليرانيون اليوم يخططون‬ ‫لبرنامج مستقبلي‪ ،‬إذ لدينا طموح وبرنامج‬ ‫بأن نكون خالل ‪ 15‬سنة أول دولة في الشرق‬ ‫األوسط من حيث التطور العلمي واالقتصادي‬ ‫والعسكري‪ ،‬خاصة وأننا نعمل على تنمية‬ ‫احلقل النانوتكنولوجي‪ ،‬وعلى تطوير الصواريخ‬ ‫العسكرية والتي حتتاج إلى علوم مختلفة‪،‬‬ ‫لهذا فإن شعبنا يتضلع بكافة العلوم ملواكبة‬ ‫تط ّورنا‪ .‬بدأنا اليوم بذلك‪ ،‬وسنستمر حتى حتقيق‬ ‫أهدافنا‪.‬‬ ‫وعن املساندة العسكرية اإليرانية للمقاومة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫اللبنانية‪ ،‬قال شريفي‪:‬‬ ‫املهم أن تبقى معنويات‬ ‫اللبناني‬ ‫الشعب‬ ‫مرتفعة‪ ،‬وقد ُو ِج َدت‬ ‫املقاومات حلماية األرض‬ ‫وميكن أن يأتي السالح‬ ‫من أي مكان‪ ،‬املهم‬ ‫هو الدفاع واملواجهة‪،‬‬ ‫فالقرآن الكرمي يقول‪:‬‬ ‫“كم من فئة قليلة‬ ‫غلبت فئة كثيرة بإذن‬ ‫اهلل”‪ ،‬وال شك أن صمود‬ ‫“حزب اهلل” في حرب الـ‬ ‫‪ 33‬يوماً‪ ،‬كان مهما ً جدا ً‬ ‫نظرا ً ملا كان ميلك وهو ما‬ ‫لم يكن ليصل إلى ما‬ ‫ميلك العدو الصهيوني‪ ،‬ومع هذا متكن من حتقيق‬ ‫اإلنتصار ورفع املعنويات بحتمية انتصار احلق‬ ‫على الظاملني واملستكبرين‪.‬‬

‫أحمد السيوفي ‪ -‬مصر‪ :‬إسقاط‬ ‫النظام في إيران مستحيل‬

‫كذلك كان لنا حوار مع األستاذ أحمد‬ ‫السيوفي‪ ،‬صحافي ومدير مكتب قناة العالم‬ ‫في القاهرة‪ ،‬ونائب رئيس حترير جريدة “األهرام”‬ ‫املصرية ‪ ،‬صاحب ‪ 12‬كتاب منشور عن أهم‬ ‫قضايا العالم العربي واإلسالمي‪ ،‬ومتخصص‬ ‫بالشأن اإليراني في املنطقة‪ ،‬فبدأ بالتعريف‬ ‫عن صحيفة األهرام‪ ،‬فقال‪ :‬صحيفة األهرام‪،‬‬ ‫من أقدم الصحف في الشرق األوسط وأعرقها‬ ‫وأكثرها توسيعا ً وتأثيرا ً بكل منشوراتها في‬ ‫املنطقة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قلت في كلمتك التي ألقيتها باسم الوفود‬ ‫العربية في املعرض‪ ،‬إنه يلزمنا تكاتف اإلعالم‬ ‫ملواجهة التحديات‪ ،‬ما رايك باإلعالم العربي‬ ‫اليوم؟‬ ‫إن هذا اإلعالم يعاني من أزمة شديدة‪،‬‬ ‫ألنه أصبح تابعا ً للحكومات وكثير من هذه‬

‫‪50‬‬

‫مستبدة‪ .‬دائما ً نقول‬ ‫األخيرة هي حكومات‬ ‫ّ‬ ‫إن اإلعالم الناجح هو الذي يع ّبر عن الشعوب‬ ‫ومصالح األمة وحاجات اجملتمع‪ .‬أما عندما‬ ‫يرتبط باحلكومات واملصالح اخلاصة يصبح‬ ‫“إعالما ً تعبوياً”‪ ،‬وبتقديري إن اإلعالم العربي مي ّر‬ ‫بهذه األزمة اخلطيرة وبأزمة عدم إدراك أهمية‬ ‫العمل اإلعالمي‪ ،‬فكثير من الدول العربية فيها‬ ‫مؤسسات إعالمية يُن َفق عليها املاليني‪ ،‬ولكن‬ ‫يترأسها غير املتخصصني‪ ،‬وبالتالي ال نستغرب‬ ‫أن جند أشخاصا ً ال عالقة لهم باإلعالم يكونون‬ ‫مسؤولني في احملطات والوسائل‪ ،‬وكل هذا يؤدي‬ ‫حتما ً إلى مزيد من التدهور والتخلف‪ ،‬وعجز‬ ‫الرسالة اإلعالمية من مواجهة موجات اإلعالم‬ ‫الغربي املعادية للعرب‪ ،‬فنحن أصحاب حق‬ ‫في القضية الفلسطينية مثالً‪ ،‬ولكن اإلعالم‬ ‫العربي عجز عن التعبير عنها تعبيرا ً حقيقياً‪ .‬ال‬ ‫زال اإلعالم احلر اليوم يبحث عن موطئ قدم له‪،‬‬ ‫ويعيش في حالة تدافع شديد‪ ،‬لكن هناك بعض‬ ‫احملاوالت التي تعمل على النهوض به إلى األعلى‬ ‫بعيدا ً عن مصالح السلطات‪.‬‬ ‫باحلديث عن القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫وتقاعس اإلعالم العربي في إعطائها حقها‪ ،‬ما‬ ‫رأيك مبا يقوم به النظام املصري من حصار على‬ ‫أهالي فلسطني إضافة للحصار الصهيوني؟‬ ‫إن أي مواطن ح ّر مصري أو غير مصري‪ ،‬ال يقبل‬ ‫باحلصار وبأن يوضع شعب أعزل حتت أي حصار‪،‬‬ ‫خاصة وأن الكيان الصهيوني كيا ٌن غاضب‪،‬‬ ‫ويستخدم اآللة العسكرية بشكل يفتقد لكل‬ ‫أنواع اإلنسانية‪ ،‬وإلى املعايير األخالقية‪ .‬وبالتالي‬ ‫ال يوجد أحد لديه قدر من االستقاللية ليدافع‬ ‫عن وضع خاطىء‪ ،‬ولكن نحن أمام تعقيدات‬ ‫كثيرة‪ ،‬تتمثل في أن هناك حالة من ظهور عدد‬ ‫من احملاور التي تتصارع‪ ،‬وهي محور املقاومة‬ ‫والرفض للهيمنة‪ ،‬ومحور دول االعتدال‪ ،‬كل هذه‬ ‫احملاور أ ّدت إلى بروز ظاهرة تبينّ وكأن مصر تفرض‬ ‫حصارا ً كبيرا ً على غزة‪ ،‬وأعتقد أن سبب هذا هو‬ ‫حتدثنا عنها‪ .‬ومن‬ ‫عملية استقطاب احملاور التي ّ‬ ‫هنا تضيع القضية وسط هذه املعمعة‪.‬‬ ‫بالنسبة لي‪ ،‬أنا ضد كامب دايفيد ألنها تقبل‬ ‫بشرعنة االحتالل والقبول باألمر الواقع‪ ،‬وإذا‬ ‫كنت ضعيفا ً فألصمت‪ ،‬وليكن الصمت حلني‬ ‫ُ‬ ‫تغ ّير الظروف العربية والدولية‪ ،‬إذ نستطيع أن‬ ‫نأخذ حقوقنا دون التفريط بها‪.‬‬ ‫أما العقوبات على امللف النووي اإليراني‪،‬‬ ‫فقال السيوفي‪ :‬إيران اعتادت على العقوبات‪،‬‬ ‫فمنذ قيام الثورة اإلسالمية وحتى اآلن‪ ،‬وهي‬ ‫تعيش حالة من احلصار والعقوبات‪ ،‬وبتقديري‬ ‫حدين‪ :‬األول هو‬ ‫أن هذه العقوبات سالح ذو ّ‬ ‫محاولة إيذاء اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية‪،‬‬ ‫ورمبا قد حدث ذلك مؤخرا ً ألن الغرب بدأ يشدد‬ ‫قبضته أكثر فأكثر‪ .‬أما احلد الثاني فهو أن‬ ‫إيران جنحت في ظل هذا احلصار في أن تكتفي‬ ‫ذاتيا ً من كل األشياء التي كانت تعاني من‬


‫أزمات فيها‪ ،‬إذ كانت تستورد القمح في عهد‬ ‫الشاه‪ ،‬واآلن ‪ -‬وفي ظل احلصار‪ -‬جنحت في أن‬ ‫تصدر إلى‬ ‫تعطي إحتياجاتها من القمح‪ ،‬واآلن‬ ‫ّ‬ ‫اخلارج‪ ،‬وكذلك بالنسبة للخضار والفاكهة‪،‬‬ ‫كما أنها في العهد الشاهشاهي كانت‬ ‫تستورد السلع بكل أنواعها‪ ،‬وأصبحت اليوم‬ ‫متلك قدرات عسكرية قوية جدا ً وتستطيع‬ ‫تصديرها‪.‬‬ ‫إذا ً إيران‪ ،‬تعاملت مع احلصار بشكل إيجابي‪،‬‬ ‫فح ّولته من حالة للتضييق إلى حالة لإلنفراج‬ ‫واإلبداع واإلختراع الذي جعلها بالفعل دولة قوية‬ ‫وفاعلة في اإلقليم‪ .‬فبالتالي استفادت إيران من‬ ‫هذا التضييق‪ ،‬حتى من أزمة البنزين التي متكنت‬ ‫من إنتاج بدائل عنه‪ ،‬خاصة وأنها ح ّولت ما‬ ‫يقارب ‪ %40‬من وسائل نقلها إلى وسائل تعمل‬ ‫على الغاز‪.‬‬ ‫وعن زيارة الرئيس جناد إلى لبنان‪ ،‬قال‬ ‫السيوفي‪ :‬أعتقد أننا ال نستطيع النظر إلى‬ ‫هذه الزيارة بعيدا ً عن الوضع اإلقليمي والدولي‪،‬‬ ‫فهناك صراع بني إيران والغرب‪ ،‬وكل طرف يحاول‬ ‫استخدام كل أوراقه واالستفادة من املعطيات‬ ‫املوجودة‪ ،‬وإذا كانت أميركا حتاول أن تضغط‬ ‫باستمرار على إيران وتفرض حصارا ً وحتكم العزلة‬ ‫عليها‪ ،‬فإن إيران تفتح ثقوب وتخرج منها لتقول‬ ‫للعالم كله‪“ :‬نحن هنا”‪ .‬أعتقد أن إدارة الصراع‬ ‫بني الطرفني يستلزم إظهار القوة الالزمة خلدمة‬ ‫مشروعه‪.‬‬ ‫الزيارة هي دليل على العالقة املميزة بني إيران‬ ‫ولبنان‪ ،‬بحيث أرادت إيران القول أنه بالرغم من‬ ‫احلصار لديها هذا اجلمهور الذي يقف معها‬ ‫فهم ذلك جيداً‪،‬‬ ‫ويدافع عنها‪ ،‬وأعتقد أن الغرب‬ ‫َ‬ ‫ومن هنا بدأ بطلب احلوار بعد زيارة الرئيس جناد‬ ‫إلى لبنان‪.‬‬ ‫إن محاولة عسكرة املوقف والصراع لم تنجح‪،‬‬ ‫فحتى احلرب الناعمة اآلن ما باتت تؤثر بالشكل‬ ‫الذي يريده الغرب‪ ،‬فاألخير يريد أن يفرض حصارا ً‬ ‫إلسقاط النظام في إيران‪ ،‬ولكن هذا في كل‬ ‫املعايير واملقاييس مستحيل‪ ،‬وبالتالي ال يوجد‬ ‫أمام الغرب إال أن يتفاهم مع إيران‪ ،‬فهو اليوم‬ ‫في أزمة خصوصا ً الواليات املتحدة األميركية‪،‬‬ ‫املغروسة بالوحل العراقي واألفغاني‪ ،‬ولديها‬ ‫أزمات كثيرة في اإلقليم وأزمات اقتصادية‬ ‫شديدة القسوة‪ ،‬وبالتالي عليها اخلروج خروجا ً‬ ‫آمنا ً من هذه الدول‪ ،‬وهذا ال يتم بدون التفاهم‬ ‫مع إيران والتنسيق معها‪ ،‬ألنها العب رئيسي ال‬ ‫ميكن جتاهله أو استبعاده أو إقصائه في اإلقليم‪،‬‬ ‫وأعتقد أنه ال يوجد أمام الغرب إال أن يفعل هذا‪،‬‬ ‫وبتقديري أنه يريد حتسني شروط التفاوض مع‬ ‫إيران‪ ،‬ولهذا يضغط بأقصى ما يستطيع‪ ،‬إعالميا ً‬ ‫ونفسيا ً واقتصاديا ً كي يحصل على ما يريد‪.‬‬ ‫لقد حاول الغرب أن يُصرِخ إيران أوالً‪ ،‬لكنه لم‬ ‫ينجح‪ ،‬وال أعتقد أنه سيتمكن من ذلك‪.‬‬

‫د‪ .‬ضياء املولوي ‪ -‬العراق‪ :‬إيران‬ ‫منفتحة على اجلميع‬

‫وفي اجلناح العراقي في املعرض‪ ،‬التقينا‬ ‫املستشار العلمي في وزراة العلوم والتكنولوجيا‬ ‫العراقية‪ ،‬وعضو اللجنة التنفيذية في‬ ‫“األسسكو”‪ ،‬وممثل مجموعة الدول العربية‬ ‫في “منظمة العالم اإلسالمي”‪ ،‬د‪ .‬ضياء املولوي‬ ‫الذي حتدث عن العالقات اإليرانية – العربية‪،‬‬ ‫استمدتها من‬ ‫فقال‪ :‬لقد برزت إيران اليوم كق ّوة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عنصرين أساسيني‪ :‬األول أنها حتمل قيم إنسانية‬ ‫وليس فقط قيم إسالمية وال طائفية‪ ،‬ال بل هي‬ ‫قيم الثورة اإلسالمية‪ ،‬ونذكر أن اإلمام اخلميني‬ ‫كان دائما ً يستخدم كلمة “املستضعفني‬ ‫واحملرومني”‪ ،‬فهذه قيم إنسانية‪ ،‬تخطو خط أهل‬ ‫البيت (ع)‪ .‬األمر الثاني هو أن البعض يتخ ّوف من‬ ‫الدور اإليراني في املنطقة‪ ،‬ألنه احلامي الرئيس‬ ‫للقضية الفلسطينية‪ ،‬وفي املقابل هم ال‬ ‫يريدون إليران أن تدعم اجلانب الفلسطيني‪ ،‬لذلك‬ ‫يحاولون وضع هذه العوائق واحلواجز‪ .‬وهذا طبعا ً‬ ‫يدل على أنهم يريدون إضعاف الدور الفلسطيني‬ ‫وتقوية الدور الصهيوني‪.‬‬ ‫كذلك‪ ،‬البعض يتخوف من هالل شيعي في‬ ‫املنطقة كسوريا ولبنان والعراق وفلسطني أي من‬ ‫خالل املقاومات املوجودة فيها‪ ،‬وبالطبع هذا ليس‬ ‫هدف إيران‪ ،‬بل هي تسعى ألن تتمكن الشعوب‬ ‫من بناء نفسها وتدافع عن قيمها‪.‬‬ ‫لقد متكنت إيران من كسر هذا الطوق‪ ،‬فبنت‬ ‫عالقات ممتازة مع سوريا‪ ،‬وهي تبني اآلن عالقاتها‬ ‫مع مصر‪ ،‬ومع لبنان واألدرن واخلليج‪ ،‬إذا ً إيران‬ ‫منفتحة على اجلميع‪.‬‬ ‫هل تؤيدون العالقات اإليرانية – املصرية ملا‬ ‫ملصر اليوم وخاصة للرئيس املصري من دور‬ ‫فاعل في احلصار على أهلنا في غزة؟‬ ‫صحيح لديه دوره‪ ،‬ولكن يبدو أن إيران تريد‬ ‫عالقات جيدة مع جميع العرب‪.‬‬ ‫كيف قرأمت كعراقيني زيارة الرئيس جناد إلى‬ ‫لبنان؟‬ ‫توضح أن زيارة الرئيس جناد ليست‬ ‫لقد‬ ‫ّ‬ ‫سياسية‪ ،‬إمنا لها دالالت أخرى خاصة بوجود‬ ‫خالفات بني األطراف اللبنانيني‪ ،‬فجاءت زيارته‬

‫‪51‬‬

‫مبحاولة إلصالحها‪ .‬لقد تبينّ أن الشعب اللبناني‬ ‫متعلق بإيران‪ ،‬فاستذكر بدايات الثورة واإلمام‬ ‫اخلميني‪ ،‬خاصة وأن الرئيس جناد معروف مبواقفه‬ ‫املوالية للمقاومة وخاصة الفلسطينية ضد‬ ‫العدو الصهيوني‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أنه بسيط‬ ‫وحنون وتبدو عليه دائما ً مالمح اإلنسانية وقيم‬ ‫الثورة اإلسالمية الداعية للمحبة‪ ،‬وهذا ما‬ ‫يجعل الشعوب حتتضنه‪ ،‬وقد كان له دور كبير‬ ‫في تقريب وجهات النظر بني كل األطراف حيث‬ ‫استقلبه اجلميع بكل طوائفهم وإنتماءاتهم‪.‬‬ ‫أعتقد أن زيارة الرئيس جناد كانت موفقة بالنسبة‬ ‫للوضع اللبناني‪ ،‬إذ كانت عامل مساعد جلمع‬ ‫الفئات السياسية املتنوعة من أجل التحاور بني‬ ‫بعضها البعض‪ ،‬وبناء اجلسم الوطني الصحيح‪.‬‬ ‫الكل يعلم مدى مساعدة اجلمهورية‬ ‫اإلسالمية للمقاومات العربية عسكرياً‪ ،‬كيف‬ ‫تقيّم مساعدتها للعراق‪ ،‬وماذا عن العالقات‬ ‫اإليرانية – العراقية؟‬ ‫نحن نعلم أن هذه العالقات قدمية جداً‪ ،‬إذ تعود‬ ‫إلى قرون‪ ،‬وتربط إيران بالعراق عالقات التزاوج‬ ‫بني اإليرانني والعراقيني‪ ،‬والدين الواحد والقيم‬ ‫املشتركة‪ ،‬وبالذات مراقد أهل البيت (ع)‪ .‬فالعراق‬ ‫ذو أغلبية شيعية‪ ،‬وفيه مراقد األئمة األطهار‬ ‫(ع)‪ ،‬إذا ً العالقة هي أكثر من عالقة سياسية‪،‬‬ ‫إنها عالقة دينية إنسانية‪ ،‬وحتى في عهد نظام‬ ‫صدام حسني كان اإليرانيون يأتون إلى العراق‬ ‫لزيارة املراقد‪ ،‬وكذلك بعد سقوط النظام وانهيار‬ ‫صدام حسني‪ ،‬أصبح هناك انفتاحا ً كبيرا ً بني إيران‬ ‫والعراق ولها دور كبير اليوم في اإلعمار والبناء‬ ‫واالستثمار‪ ،‬كما أن حجم التبادل التجاري إزداد‬ ‫إلى املليارات‪ ،‬وهذا ما يجعل العالقة أكثر توطيدا ً‬ ‫بني البلدين‪.‬‬ ‫كيف تقرأ الوضع العراقي اليوم؟‬ ‫هناك تضخيم إعالمي حول الوضع في العراق‪.‬‬ ‫نعم الوضع األمني ما بني ‪ 2005‬و ‪ 2006‬كان سيئا ً‬ ‫للغاية‪ ،‬ولكن بعد ذلك وخاصة مع مجيء رئيس‬ ‫حتسن الوضع العراقي‬ ‫الوزراء املالكي للحكم‪ّ ،‬‬ ‫األمني‪ ،‬وأهم ما متكن الرئيس املالكي من القيام‬ ‫به هو منع احلرب الطائفية الذي حاول العدو‬ ‫األميركي اللعب عليها وحتريكها بني الشعب‬ ‫العراقي‪ ،‬خاصة مع تفجيره مراقد األئمة والذبح‬ ‫على الهوية‪ ،‬لكن السياسات احلكيمة للمالكي‬ ‫متكنت من القضاء على هذه احملاوالت‪.‬‬ ‫مي ّر العراق اليوم مبراحل صعبة نوعا ً ما بعد‬ ‫االنتخابات‪ ،‬والسبب في ذلك هو التدخل اخلارجي‬ ‫سواء أكان إقليمي أو دولي‪ ،‬وهو ما عطل الشأن‬ ‫السياسي وتشكيل احلكومة في العراق‪ ،‬كما‬ ‫أنه من املفروض أن يكون هناك احتاد عسكري‬ ‫بني مختلف القيادات واألحزاب السياسية في‬ ‫العراق‪ ،‬فالوضع العراقي ال يستقر إال باستقرار‬ ‫سياسي والذي يؤدي بدوره إلى األمن وبالتالي‬ ‫إلى اإلعمار‪ ،‬وهذا ما يجذب شركات االستثمار‬ ‫اإليرانية واللبنانية واملصرية والسورية والتركية‪،‬‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫حتقيق دولي‬ ‫فكلها عينها مفتوحة على العراق وهو أيضا ً‬ ‫مهدمة منذ‬ ‫بحاجة إليها ألن البنية التحتية فيه ّ‬ ‫شن حربه على إيران لـ ‪ 8‬سنوات‬ ‫‪ 1980‬عندما ّ‬ ‫صرِفت‬ ‫ومن بعدها على الكويت‪ ،‬فكانت أن ُ‬ ‫األموال كلها على احلروب‪ ،‬ولذلك أقول أننا بحاجة‬ ‫لشركات االستثمار‪.‬‬ ‫ماذا عن األسسكو؟‬ ‫ترتبط بـ”منظمة العالم اإلسالمي” مجموعة‬ ‫مؤسسات أو جلان دائمة بني دول العالم اإلسالمي‬ ‫وهي ‪ 57‬دولة‪ ،‬وهناك أيضا ً جلنة التربية والتعليم‬ ‫والثقافة في املنظمة التي تسمى “األسسكو”‪،‬‬ ‫وهي تهتم بالعلوم والثقافة والتربية‬ ‫والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫في إيران‪ ،‬وقبل سنتني‪ ،‬أسست وزراة التعليم‬ ‫العالي اإليرانية مركز التوثيق العلمي لدول‬ ‫منظمة العالم اإلسالمي‪ ،‬وهذا املركز تابع‬ ‫لـ”أألسسكو” أي ‪ ،ISC‬ومق ّره اليوم في شيراز‪ .‬من‬ ‫أحد األدوار األساسية للـ”أسسكو”‪ ،‬أنها تضع‬ ‫املعايير في تقييم اجلامعات واألساتذة واملناهج‬ ‫في دول العالم اإلسالمي‪ ،‬وهذا مشروع رائع جداً‪،‬‬ ‫وسيساعدنا على تصنيف اجلامعات وتقييمها‪،‬‬ ‫ومن ثم تصنيف البحوث املنشورة لتأخذ طريقها‬ ‫إلى التنمية والتطوير‪.‬‬ ‫كيف تقيم املستوى التعليمي اليوم في‬ ‫العراق مبا أنك املستشار العلمي في وزراة‬ ‫العلوم والتكنولوجيا هناك؟‬ ‫لطاملا كان العراق رائدا ً بني الدول العربية في‬ ‫السبعينات على املستوى التعليمي واجلامعي‪،‬‬ ‫وكثر من العرب هم خ ّريجي اجلامعات العراقية‪،‬‬ ‫لكن بعد احلرب العراقية على إيران في ‪،1980‬‬ ‫متّت عسكرة كل شيء علمي وتوظيفه للحرب‪،‬‬ ‫وبعدها خالل احلرب العراقية على الكويت‪ ،‬حصل‬ ‫احلصار االقتصادي علينا‪ .‬من ‪ 1991‬وحتى ‪2003‬‬ ‫حني سقوط احلكم‪ ،‬حصل تخلف مرعب بحيث‬ ‫أصبح العراق خارج الرادار العلمي الدولي‪ .‬اليوم‪،‬‬ ‫ينهض العراق تدريجياً‪ ،‬خاصة وأننا بلد غني‬ ‫بالنفط واملعادن والفوسفات‪ ،‬وهذا مورد ضخم‪،‬‬ ‫كما أنه لدينا مورد آخر نادر ال يتوفر في دول أخرى‪،‬‬ ‫هو الكفاءات العراقية الكبيرة التي مت ّيز العراق‬ ‫عن بعض الدول التي متلك املال وال متلك العقول‬ ‫املثقفة‪ .‬ولدينا أمل بأن ينهض العراق نهضة‬ ‫رائعة جدا ً خالل السنوات القادمة‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد ّ‬ ‫رسوق ‪ -‬سوريا‪:‬‬ ‫نتابع كافة القضايا املتعلقة‬ ‫بسوريا وإيران‬ ‫أما مدير مكتب وكالة سانا السورية في إيران‬ ‫د‪ .‬محمد ّ‬ ‫رسوق‪ ،‬وبعد أن وجدنا كل محبة لنا‬ ‫في اجلناح السوري في املعرض‪ ،‬ح ّدثنا قائالً‪:‬‬ ‫مكتب الوكالة في طهران يقوم بتغطية كل‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫النشاطات التي حتصل في إيران منذ أكثر من‬ ‫‪ 25‬سنة‪ ،‬إضافة ملواكبة الوفود العربية السورية‬ ‫التي تأتي إلى إيران ومتابعة كافة لقاءاتها‪.‬‬ ‫إن العالقات اإليرانية السورية حتتّم على مكتب‬ ‫الوكالة التغطية الكاملة ليعكس كل شيء‬ ‫بشكل دقيق‪ ،‬إذ نقوم بأخذ األخبار عن ‪ 14‬وكالة‬ ‫أنباء إيرانية وترجمتها من الفارسية إلى العربية‬ ‫واإلجنليزية والفرنسية‪.‬‬ ‫ونؤكد على تط ّور العالقات االستراتيجية‬ ‫املهمة بني اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية‬ ‫واجلمهورية العربية السورية‪ ،‬ملا له من مصلحة‬ ‫للبلدين واملنطقة بالكامل‪.‬‬

‫أحمد عبد اجلبار رزج ‪ -‬العراق‪:‬‬ ‫هناك عتب كبير من الشعب‬ ‫العراقي على احلكومات العربية‬

‫وملا للعراق من أهمية في العالم العربي‬ ‫بعد األحداث التي حصلت فيه‪ ،‬كان لنا أيضاً‬ ‫حديثاً مع رئيس حترير جريدة األصالة العراقية‬ ‫في مؤسسة الغري اإلسالمية أحمد عبد اجلبار‬ ‫رزج الذي عرّف اجلريدة قائالً‪ :‬جريدة األصالة ‪-‬‬ ‫عراقية تصدر من النجف األشرف‪ ،‬وتهتم بالوضع‬ ‫السياسي في العراق وباملواضيع املتعلقة‬ ‫املقدمة للمواطن العراقي واملشاكل‬ ‫باخلدمات‬ ‫ّ‬ ‫واملعوقات التي يعاني منها‪ ،‬إضافة إلى االهتمام‬ ‫بالواقع األدبي والثقافي في النجف األشرف‬ ‫خصوصا ً والعراق عموماً‪ ،‬وواقع األسرة والطفل‬

‫‪52‬‬

‫والتربية‪ ،‬إضافة للصفحات العلمية والترفيهية‪.‬‬ ‫من خالل تواصلكم مع الشعب العراقي‪،‬‬ ‫وتعايشكم معه‪ ،‬كيف تقيّمون وضعه اليوم؟‬ ‫من اخلطأ أن نتحدث عن الواقع اليوم‪ ،‬دون النظر‬ ‫للتراكمات السابقة‪ ،‬فكما هو معروف لقد عاش‬ ‫العراق ثالث عقود من احلرب واحلصار االقتصادي‬ ‫واملعاناة بسبب الديكتاتورية املقيتة التي كانت‬ ‫متارس عليه‪ ،‬إضافة إلى االحتالل واالنتهاكات التي‬ ‫ارتكبت بحقه في السنوات السبع املاضية‪ .‬هذا‬ ‫كله س ّبب معاناة كبيرة ألبناء الشعب العراقي‪،‬‬ ‫فاليوم تتحدث التقديرات عن وجود مليون أرملة‬ ‫وما يقارب املليون يتيم‪.‬‬ ‫لكن‪ ،‬ال بد من أن ننقل الوضع اإليجابي أيضاً‪،‬‬ ‫إذ هناك شيء من التحسن ونوع من احلرية التي‬ ‫أعطيت للعراقيني بحرية االختيار وإبداء الرأي‪،‬‬ ‫وإيصال صوتهم‪ ،‬لكن هذا املوضوع ليس حبوبا ً أو‬ ‫كبسولة تعطى للشفاء من املرض بعد ساعات‪،‬‬ ‫إمنا هي جتارب تنجح أو تفشل أو حتقق نسب جناح‬ ‫متفاوتة‪ ،‬ونأمل أن نحقق شيئا ً أكبر من النجاح‬ ‫وهذا يعتمد على النخب املثقفة في العراق‪،‬‬ ‫وعلى الشعب العراقي نفسه‪ ،‬وال بد أن تتحقق‬ ‫الدميقراطية في العراق ألن العراقيني يريدون ذلك‪،‬‬ ‫وأن تكون إرادة الشعب هي التي حتكم‪ ،‬وليس‬ ‫إرادة الوالي أو الديكتاتور‪ .‬ميكن أن نقول أن العراق‬ ‫اليوم‪ ،‬ومع أنه جتربة جديدة‪ ،‬هو حتت اجملهر إذ‬ ‫جند أن اجلميع يركز على ما جرى فيه والتطورات‬ ‫احلاصلة‪ ،‬إضافة إلى املسؤولية اجلديدة‪ ،‬كما نأمل‬ ‫أن يكون هناك جتارب من الدول احمليطة بنا وتفهّ م‬ ‫للوضع العراقي ومعرفة حقيقية لألحداث‪ ،‬ال‬ ‫التعامل معه من زاوية واحدة‪.‬‬ ‫كيف تقيّمون العالقات العراقية مع الدول‬ ‫العربية الشقيقة ومع اجلمهورية اإلسالمية‬ ‫اإليرانية؟‬ ‫أحتدث كعراقي وليس بصيغة رسمية‪ ،‬هناك‬ ‫عتب كبير من الشعب العراقي على احلكومات‬ ‫العربية وليس على الشعوب العربية‪ ،‬ألنها تركت‬ ‫العراق‪ ،‬كما كنا نأمل أن يكون التواجد العربي‬ ‫في العراق أكبر مما هو موجود‪ .‬ال يخلو عليكم‬ ‫أنه حتى نهاية عام ‪ ،2007‬لم يكن يوجد سوى‬ ‫سفير واحد من الدول العربية وهو السفير‬ ‫املصري‪ ،‬فأغلبية املوجودين حتى اليوم هم ممثلو‬ ‫دول‪ ،‬ولكن ليس هناك ذلك التمثيل الدبلوماسي‬ ‫العالي‪ ،‬واآلن هناك عتب جديد ألنه يُراد أن تكون‬ ‫القمة العربية في بغداد في حني نسمع أصواتا ً‬ ‫عربية تدعو إلى نقل القمة‪ ،‬لكن نتمنى أن يكون‬ ‫هناك إصرار عربي للتواجد في بغداد كي يثبتوا‬ ‫للشعب العراقي أن األشقاء العرب يدعمون‬ ‫العراق ويساندون شعبه مبواجهة الصعوبات‪ .‬وال‬ ‫يُخفى على أحد وجود أطراف عربية تريد إبعاد‬ ‫الشعب العراقي عن الساحة العربية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للجمهورية اإلسالمية اإليرانية‪،‬‬ ‫فهناك أواصر كثيرة تربط بني الشعبني اإليراني‬ ‫والعراقي‪ ،‬والعالقات بني البلدين قدمية بالرغم من‬


‫سنوات احلروب التي شابت هذه العالقة‪ ،‬ولكن‬ ‫من مصلحة البلدين أن يكون هناك عالقة ط ّيبة‬ ‫بينهما ألنهما بلدين متجاورين‪ ،‬وأن يكون هناك‬ ‫احترام متبادل وتعاون وتنسيق في كافة الشؤون‬ ‫حتى العسكرية منها إذ ميكن أن يكون هناك‬ ‫مناورات مشتركة بني البلدين لتقوية الوضع‬ ‫العربي بوجه األعداء‪ .‬نريد فقط أن يكون العراق‬ ‫مساملا ً ويدعو الستقرار البلد واستقرار املنطقة‬ ‫ككل‪.‬‬

‫محمد الفاحت الطيّب‪ :‬العالقات‬ ‫اإليرانية رادع في وجه االعتداءات‬ ‫واخلروقات اخلارجية‬

‫فهو بوابة اإلسالم والعروبة في إفريقيا‪ ،‬لذلك‬ ‫املد‬ ‫يسعى بعض األفارقة املتطرفني إليقاف ّ‬ ‫اإلسالمي في السودان‪ .‬مع الوضع اجلديد اليوم‪،‬‬ ‫أتيح لنا التحرر قليالً فاستخرجنا البترول‬ ‫ونصدر ‪ 700‬ألف برميل من النفط‬ ‫السوداني‬ ‫ّ‬ ‫يومياً‪ ،‬إضافة ملا منلك من ثروة حيوانية تبلغ ‪200‬‬ ‫وأراض زراعية ضخمة تبلغ أكثر من ‪200‬‬ ‫مليون‬ ‫ٍ‬ ‫فدان‪ ،‬فالسودان كان يسمى سابقا ً “سلة‬ ‫مليون ّ‬ ‫يسمونه بعد احلرب “رجل‬ ‫غذاء العالم”‪ ،‬وأصبحوا‬ ‫ّ‬ ‫أفريقيا املريض”‪ .‬ولكن ال شك أن الوضع اليوم‬ ‫أفضل بكثير مهما حاولوا إيقاف التنمية في‬ ‫السودان‪.‬‬ ‫اما عن العالقات السودانية ‪ -‬اإليرانية‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫بالنسبة للمعرض‪ ،‬لألسف هذه املرة األولى التي‬ ‫نشارك فيه‪ ،‬وإنشاء اهلل سنكون دائما ً مشاركني‬ ‫فيه أل ّن هذا النشاط هو تظاهرة إعالمية مهمة‬ ‫تق ّرب بني األخوان وتالشي احلواجز بيننا‪ ،‬وإ ّن “هذه‬ ‫أمتكم وأنا ر ّبكم فاتقون”‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫أمة ّ‬ ‫األمة ّ‬ ‫للعالقات اإليرانية – العربية بشكل عام‪ ،‬فهي‬ ‫مهمة وال شك أن وقوف إيران بجانبنا سيكون‬ ‫لديه الرادع األكبر ضد أي اعتداءات أو محاوالت‬ ‫خرق خارجية‪.‬‬

‫عناصر جديدة للقاعدة‪ ،‬أما بالنسبة لـ”احلراك”‪،‬‬ ‫فأنا مع مطالبهم احلقوقية جلهة حتسني‬ ‫لست مع مطالبهم باالنفصال‪،‬‬ ‫األوضاع‪ ،‬ولكن‬ ‫ُ‬ ‫ألننا شعب واحد واالنفصال سيؤدي إلى شطر‬ ‫اليمن ألقسام‪.‬‬ ‫وعن العقوبات على إيران‪ ،‬قال‪ :‬الغرب ال يريد‬ ‫بأن تكون أي دولة معادية لـ”إسرائيل”‪ ،‬قوية عربية‬ ‫كانت أو إسالمية‪ .‬لقد بلغت إيران اليوم من القوة‬ ‫ما ميكنها من الدفاع عن نفسها وعن املنطقة‪.‬‬ ‫العقوبات جائرة بحقها‪ ،‬خاصة وأن أي ضرر يقع‬ ‫عليها سينعكس على كل املنطقة‪.‬‬

‫د‪ .‬خالد بن سعيد املشرفي – ُعمان‪:‬‬

‫ستحافظ باستمرار على العالقة‬ ‫اجليدة مع إيران‬

‫علي السقاف ‪ -‬اليمن‪ :‬بلغت إيران‬ ‫من القوة ما ميكنها من الدفاع‬ ‫عن نفسها واملنطقة‬ ‫من جهته‪ ،‬حت ّدث الصحفي في القسم‬ ‫اإلجنليزي في وكالة سونا السودانية محمد‬ ‫الفاحت الطيّب عن الوكالة خالل مشاركتهم‬ ‫في املعرض‪ ،‬فقال‪ :‬وكالة سونا السودانية لألنباء‬ ‫بدأت في العام ‪ ،1970‬بعد أن كانت قد بدأت في‬ ‫اخلمسينات كوكالة خاصة‪ ،‬وهي تعمل على مدار‬ ‫النهار لبث األخبار اجلديدة‪ ،‬وتصدر بثالث لغات‪،‬‬ ‫وهناك خطة اليوم يجري تنفيذها لربط الوكالة‬ ‫مبحطات األقمار االصطناعية لنقل الصوت‬ ‫والصورة والنص معاً‪ ،‬مع ‪ 26‬والية سودانية و‪15‬‬ ‫أو ‪ 20‬سفارة سودانية في اخلارج‪.‬‬ ‫نحن عضو مؤسس في احتاد الوكاالت العربية‬ ‫واإلسالمية واإلفريقية‪ ،‬ومن أولوياتنا احملافظة على‬ ‫األمن القومي العربي‪ ،‬ونقل املعلومة احلقيقية‬ ‫ولذلك كان شعارنا‪“ :‬كل الصور‪ ،‬كل األلوان”‪.‬‬ ‫وعن رأيهم بالعالقات السودانية ‪ -‬العربية‬ ‫والوضع الداخلي في السودان اليوم بعد‬ ‫املشاكل التي حصلت في الفترة األخيرة‪،‬‬ ‫قال‪ :‬الكل يعلم باحلرب األهلية التي حصلت بني‬ ‫الشمال واجلنوب وراح ضحيتها أكثر من مليوني‬ ‫شخص‪ ،‬ولكن وبق ّوة اإلرادة السودانية‪ ،‬متّ حتقيق‬ ‫السالم في العام ‪ ،2005‬مع أنه حتى اليوم الزلنا‬ ‫نواجه خطر االنقسام بني الشمال واجلنوب‪.‬‬ ‫طبعا ً السودان له أهميته بني الدول العربية‪،‬‬

‫وكان لـ”منبر التوحيد” حديثاً مع رئيس‬ ‫ّ‬ ‫السقاف‪،‬‬ ‫حترير جريدة الشارع اليمنية علي‬ ‫الذي قال‪ :‬اليمن اليوم متر بأزمة وهي أمام حتد ّيات‬ ‫كبيرة خاصة في مشاكلها مع احلوثيني في‬ ‫وحتدي احلراك اجلنوبي وما ترتب عليه اآلن‬ ‫صنعاء‪ّ ،‬‬ ‫من تظاهرات إضافة إلى وجود القاعدة التي بدأت‬ ‫تنشط بشكل أكبر‪.‬‬ ‫طبعا ً سبب ذلك هو اجلهل وقلة الوعي‬ ‫واستغالل بعض اجلهات لهذه األوضاع‪ ،‬وجتهيز‬

‫‪53‬‬

‫وكان لنا حديث مع مدير دائرة اإلعالم الديني‬ ‫في وزراة األوقاف والشؤون الدينية د‪ .‬خالد بن‬ ‫سعيد املشرفي‪ ،‬فقال‪ :‬إ ّن دائرة اإلعالم الديني‬ ‫هي نقطة تواصل ما بني الوزارة واجلهات اإلعالمية‬ ‫األخرى‪ ،‬وتقوم ببرامج دينية ذات طابع توعوي‪،‬‬ ‫بالتنسيق مع القنوات واحملطات‪.‬‬ ‫وعن التعامل بني الطوائف في عمان‪ ،‬قال‬ ‫املشرفي‪ :‬إن أغلب الطوائف في ُعمان هي طوائف‬ ‫إسالمية‪ ،‬وهم على تواصل دائم فيما بينهم‪.‬‬ ‫واحلكومة تتعامل مع املواطن العماني باعتباره‬ ‫مواطن له كل احلقوق‪ ،‬وليس بحسب طائفته‬ ‫كما في العديد من الدول‪ .‬ال يوجد أي حرب في‬ ‫عمان قامت على أساس ديني أو مذهبي‪ ،‬طيلة‬ ‫تعاقب احلكومات‪ .‬كما أن توظيفات وتعيينات‬ ‫املراكز ال تتم أبدا ً على أساس ديني أو قبلي كما‬ ‫يعاني بعض األخوة العرب في بالدهم‪.‬‬ ‫وعن العالقات العمانية اإليرانية‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫اجلمهورية اإليرانية هي دولة جارة وبالتالي كل‬ ‫العالقات فيما بيننا مبنية على هذا األساس‪،‬‬ ‫مبعنى أن حقيقة اجلوار هي الباقية‪ .‬وعمان حتافظ‬ ‫على هذه العالقة وستبقى كذلك‪.‬‬

‫طهران‪ -‬سالي نوفل‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫حتقيق دولي‬

‫شاغلة الغرب بملفها النووي‪ ..‬تسير إلى العُلى برغم الحصار والعقوبات‬ ‫إيران‪ ...‬الجمهورية المنظ ّمة مدنياً والمتم ّيزة اجتماعياً واقتصادياً وتنموياً‬ ‫إنها اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية‪َ ،‬من شغلت‬ ‫الدول العظمى مبلفها النووي السلمي وإمكاناتها‬ ‫العسكرية التي حتتاج إليها املنطقة لتحطيم‬ ‫طموحات الغرب باإلستيالء على منطقتنا‪.‬‬ ‫هي إيران‪ ،‬التي ما ينفك اإلعالم الغربي يتحدث‬ ‫عن ضرورة البحث في ملفها النووي ملا يشكل‬ ‫من مخاوف لديه إذا ما ُ‬ ‫عظ َمت ق ّوتها أكثر فأكثر‪،‬‬ ‫وساعدت املقاومات العربية والشعوب املظلومة‬ ‫في نصرة احلق وسحق الغزاة والطامعني‪.‬‬ ‫مع كل محاوالت تشويه صورة إيران في‬ ‫املنطقة‪ ،‬واإلشارة إلى أنها تعاني من آثار العقوبات‬ ‫عليها‪ ،‬إال أن زائرها ما إن يطأ مطار اإلمام اخلميني‬ ‫في العاصمة طهران‪ ،‬يجد حياة عادية ومواطنني‬ ‫غير آبهني بأي عقوبات قد يفرضها مجلس‬ ‫األمن الدولي أو غيره من “املكاتب املؤمترة” للدول‬ ‫االستعمارية‪.‬‬ ‫تصل إلى إيران‪ ،‬فيصبح احلجاب أمرا ً مفروضا ً‬ ‫على النساء الغير ملتزمات دينياً‪ ،‬وهذا ما ال‬ ‫يجب أن يكون عائقا ً أمام التحرك في كافة أنحاء‬ ‫اجلمهورية‪ ،‬إال أن العادات واألعراف الدينية حتتّم‬ ‫ذلك‪ ،‬إذ ما كدنا نصل إلى مطار طهران خالل‬ ‫مشاركتنا باملعرض الدولي ‪ 17‬للمطبوعات‬ ‫ووكاالت األنباء في طهران‪ ،‬حتى أصبح االلتزام‬ ‫باحلجاب س ّيد املوقف بني جميع املشاركات في‬ ‫الوفد اللبناني‪ ،‬وهذا ما عدنا ورأيناه بني املشاركات‬ ‫األخريات في الوفود الباقية‪.‬‬ ‫وقد الحظنا إستحسانا ً كبيرا ً من اإليرانيني‬ ‫عند تع ّرفهم إلينا خاصة بعد زيارة الرئيس‬ ‫محمود أحمدي جناد إلى لبنان‪ ،‬لكن كلمة حق‬

‫غضنفر ركن أبادي بعد العودة من املعرض‪ ،‬وتلبية‬ ‫لعشاء أقامه للوفد في مقر إقامته في لبنان‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫بين العقوبات والعقوبات‪ ..‬حياة‬ ‫إيرانية ج ّد عادية‬

‫مركز السيدة فاطمة إبنة اإلمام الكاظم في مدينة‬ ‫قم املقدسة‬

‫تقال أنه وبالرغم من مشاركة وفود عاملية في‬ ‫املعرض‪ ،‬ومع كل ما وصلت اجلمهورية اإلسالمية‬ ‫تقدم على كافة الصعد‪ ،‬وبعد أن أزعجت‬ ‫إليه من ّ‬ ‫العالم بأسره بصواريخها وبرنامجها النووي‪ ،‬لم‬ ‫جند تنظيما ً كبيرا ً للمعرض كما كنا نتوقع‪ ،‬على‬ ‫الرغم من االهتمام الكبير الذي القايناه فيما‬ ‫بعد من املنظمني واملشرفني‪ ،‬وهذا ما نقله الوفد‬ ‫اللبناني املشارك إلى السفير اإليراني في لبنان‬

‫ما تراه في احلياة اإليرانية ال يشبه أبدا ً ما‬ ‫يتحدث عنه اإلعالم‪ :‬عقوبات‪ ،‬مفاوضات‪ ،‬حصار‪،‬‬ ‫مقاطعات‪ ،‬وغيرها من أساليب الترهيب‪ ،‬كلها‬ ‫تثن اإليرانيني عن املضي قدما ً في املواجهة‪،‬‬ ‫لم ِ‬ ‫باكتفاء ذاتي‬ ‫تتمتع‬ ‫فإيران‬ ‫والتطور‪،‬‬ ‫التقدم‬ ‫وفي‬ ‫ٍ‬ ‫من العديد من املواد الغذائية‪ ،‬إضافة لتقدم‬ ‫كبير في املستوى العلمي والتقني والتكنولوجي‬ ‫واملهني‪.‬‬ ‫وبالرغم من الثقافة العالية التي بلغها‬ ‫الشعب اإليراني مع تعدد اللغات اإلجنليزية‬ ‫والفرنسية والعربية‪ ،‬إال أن اللغة الفارسية تبقى‬ ‫ّ‬ ‫تشكل بعض الصعوبة في‬ ‫اللغة األساس التي‬ ‫التواصل معه‪ ،‬إال أن مشهد احلصار الدولي وما‬ ‫يُحكى عن العقوبات املفروضة على إيران‪ ،‬تختفي‬ ‫مع التج ّول بني طرقات وشوارع وأسواق (بازارات)‬ ‫إيران خاصة العاصمة طهران‪ ،‬حيث يزورها يوميا ً‬ ‫ضعف عدد سكانها‪.‬‬ ‫ها هي إيران‪ ،‬بشوارعها‪ ،‬ومدنها‪ ،‬وأماكنها‬ ‫الدينية‪ ،‬خاصة املقامات الدينية لألئمة كما في‬ ‫مدينتي قم ومشهد‪ ،‬وبجامعاتها‪ ،‬تزدهر يوما ً بعد‬ ‫يوم‪ ،‬تزهو مبناطقها املليئة باملساحات اخلضراء‬ ‫الشاسعة واملنظمة تنظيما ً دقيقاً‪ ،‬وترتفع إلى‬ ‫األعلى على كافة املستويات‪.‬‬

‫جامعات كبيرة ومنظمة وذات‬ ‫مستوى ثقافي مميّز‬ ‫جامعة اإلمام الصادق‪ :‬من أكبر‬ ‫اجلامعات في طهران‬ ‫من خالل زيارة الوفود املشاركة في املعرض‬ ‫الدولي ‪ 17‬للمطبوعات ووكاالت األنباء‬ ‫للجامعة‪ ،‬ح ّدثنا ممثل رئيس اجلامعة السيّد آية‬ ‫اهلل املهدوي عما يتوفر فيها فقال أنها تتموّل‬ ‫من بعض املصانع واألعمال االقتصادية اخليرية‪،‬‬ ‫وهي جامعة مجانية بكافة االختصاصات‬

‫ضريح الشهداء في جامعة اإلمام الصادق‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪54‬‬


‫للطالب املتفوقني‪ ،‬تأسست فــي الــعــام‬ ‫‪ ،1983‬وتضم ‪ 6‬كليات تتوفر في كل منها‬ ‫اإلمكانيات الالزمة للتحصيل والبحث العلمي‪،‬‬ ‫واالستفادة من البرامج الثقافية واألدبية املتنوعة‪،‬‬ ‫إضافة إلى ما يتوفر فيها من أجهزة ومستلزمات‬ ‫تكنولوجية متطورة‪.‬‬

‫جامعة الزهراء‪ :‬أول جامعة‬ ‫نسائية في الشرق األوسط‬ ‫كذلك كان لـ»منبر التوحيد» حديث خاص‬ ‫مع طالبات جامعة الزهراء في اجلناح الذي‬ ‫كان مخصصاً لهم في املعرض‪ ،‬بحيث قالت‬ ‫مسؤولة منشورات جامعة الزهراء في طهران‬ ‫زهراء بازري‪:‬‬ ‫إن جامعة الزهراء تأسست قبل أربعني سنة‪،‬‬ ‫وهي أول جامعة نسائية في الشرق األوسط‪،‬‬ ‫حتتوي كل الفروع ما عدا فرع الطب الذي اتصل‬ ‫بجامعة أخرى‪.‬‬ ‫وعن تواصلهم مع جامعات في دول عربية‬ ‫أخرى‪ ،‬قالت‪ :‬هناك عالقة دائما ً مع جامعات أخرى‬ ‫خاصة وأن الطالب العرب واألوروبيون يأتون إلى‬ ‫جامعتنا وطالبنا يذهبون إلى جامعات عربية‪.‬‬ ‫أما حول موضوع النساء في إيران‪ ،‬إن على‬ ‫املستوى اجلامعي أو في مجال العمل‪ ،‬قالت‬ ‫بازري‪:‬‬ ‫أعتقد أن املرأة في إيران تأخذ حقوقها أكثر‬ ‫من أي بلد آخر‪ ،‬فنحن بحثنا في سائر البلدان‪،‬‬ ‫ووجدنا أن إيران تؤدي حقوق املرأة أكثر من أي بلد‬ ‫وتراعي شؤونها خاصة عبر القوانني‪ .‬النساء في‬ ‫إيران ناشطات في سوق العمل‪ ،‬علما ً أ ّن البحث‬ ‫عن العمل هو مشكلة في كل العالم كما في‬ ‫ميكنهن الوصول إلى مناصب‬ ‫ولكن النساء‬ ‫إيران‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫رفيعة جداً‪ ،‬فوزير الصحة اإليرانية مثالً هي د‪.‬‬ ‫وحيد دستجردي‪.‬‬ ‫وختمت‪ :‬نتمنى أن نبقى على تواصل دائم‬ ‫مع اللبنانيني‪ ،‬وخاصة بني طالبنا وطالب لبنان‬ ‫أمة حقيقية معاً‪ ،‬خاصة ملا وجدته من‬ ‫لنبني ّ‬ ‫تقارب أخالقي كبير بني الشعبني أثناء زيارتي إلى‬ ‫اجلمهورية اللبنانية‪.‬‬

‫طالب جامعة‬ ‫العالمة الطبطبائي‬ ‫كما كان لنا حديث مع طالب جامعة‬ ‫العالمة الطبطبائي‪ ،‬بحيث حت ّدث إلينا أحد‬ ‫الطالب‪ ،‬فقال‪ :‬اجلامعة تأسست في العام‬ ‫‪ 1960‬وهي تشمل إختصاصات مختلفة‪ ،‬وهي‬ ‫اجلامعة الوحيدة اخملتصة بالعلوم اإلنسانية في‬ ‫إيران‪ .‬حتتوي كل عام حوالي ‪ 15‬ألف طالباً‪ ،‬وتخ ّرج‬ ‫حوالي ‪ 3000‬طالبا ً سنوياً‪.‬‬

‫لقاء الوفد اإلعالمي اللبناني بالسفير اإليراني في لبنان غضنفر ركن أبادي‬

‫بازار جتريش‬

‫محفوظات في مدينة قم املقدسة‬

‫وعن رأيهم كشباب إيراني بلبنان‪ ،‬قالت‬ ‫إحدى الطالبات‪ :‬إن ثقافة إيران تشبه ثقافة‬ ‫اللبنانيني‪ ،‬وللشباب القدرة الوحيدة على التغيير‬ ‫نحو األفضل‪.‬‬

‫إيران‪ ..‬قوة الشرق األوسط‬ ‫مزدهرة باستمرار‬ ‫ستبقى إيران‪ ..‬كما يراها زائرها منذ‬

‫‪55‬‬

‫الزيارة األولى إليها‪ ،‬وبغض النظر عن كل‬ ‫التشويشات اإلعالمية الغربية – والعربية‬ ‫املم َّولة غربيا ً – تبقى كما أرادها اإلمام‬ ‫اخلميني‪ ،‬جميلة‪ ،‬بسيطة‪ ،‬قوية‪ ،‬محقة‪،‬‬ ‫وتسعى باستمرار للتطور والتقدم ونصرة‬ ‫الضعفاء‪،‬‬ ‫و َمن يقرأ األبعاد جيداً‪ ،‬يستنتج أنها – حتما ً‬ ‫– ستبقى كذلك‪.‬‬

‫طهران ‪ -‬سالي نوفل‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر دولي‬

‫االنتخابات الرئاسية أبقتها خارج محور واشنطن – تل أبيب‬ ‫البرازيل مستمرة على نهج لوال دي سيلفا عبر رئيستها روسيف‬ ‫تشهد الساحة السياسية البرازيلية هذه األيام‬ ‫تزايدا ً مضطردا ً في حمالت االنتخابات الرئاسية‪،‬‬ ‫وتقول التقارير واملعلومات بأن احملور األميركي ‪-‬‬ ‫اإلسرائيلي يسعى بكل قوة من أجل التأثير على‬ ‫الفعاليات االنتخابية مبا يؤدي إلى صعود رئيس‬ ‫برازيلي جديد أكثر التزاما ً بالوالء وأداء فروض‬ ‫الطاعة‪ .‬ما الذي يجري في الساحة السياسية‬ ‫البرازيلية؟ وما هي أهمية البرازيل بالنسبة‬ ‫للمحور األميركي‪ -‬اإلسرائيلي والذي أصبح أكثر‬ ‫تخوفا ً من احتماالت صعود رئيس برازيلي جديد‬ ‫على غرار منوذج الرئيس لوال دي سيلفا؟‬ ‫فمنذ انتهاء احلرب الباردة‪ ،‬فقد سعت واشنطن‬ ‫إلى التخلي عن تقدمي الدعم واملعونات ملعظم دول‬ ‫القارة األميركية الالتينية‪ ،‬وعلى وجه اخلصوص‬ ‫البرازيل واألرجنتني‪ .‬وقد أدى انقطاع الدعم‬ ‫األميركي إلى حدوث العديد من املظاهر اخلطيرة‪،‬‬ ‫وعلى وجه اخلصوص في مسيرة االقتصاد‪.‬‬ ‫ولم تعد األجندة السياسية اخلارجية‬ ‫البرازيلية حتظى باالهتمام الكافي بالقدر الذي‬ ‫يؤثر في تفضيالت الناخبني البرازيليني‪ .‬وبكلمات‬ ‫أخرى‪ ،‬لم يعد املواطن البرازيلي يهتم كثيرا ً مبلف‬ ‫الصراعات والنزاعات اإلقليمية والدولية‪ ،‬وبدال ً عن‬ ‫ذلك‪ ،‬فقد انحصرت االهتمامات في دائرة جدول‬ ‫أعمال السياسة الداخلية البرازيلية‪.‬‬

‫التوازنات اإلقليمية والدولية‪ :‬تأثير‬ ‫العامل البرازيلي‬ ‫خالل األشهر املاضية‪ ،‬برزت البرازيل كالعب هام‬ ‫في املسارح السياسية اإلقليمية والدولية‪ ،‬وعلى‬ ‫سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬فقد متثلت أهمية البرازيل‬ ‫من خالل مواقف الرئيس احلالي لوال دي سيلفا‬ ‫املناوئة لتوجهات احملور األميركي اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫وعلى وجه اخلصوص في‪:‬‬ ‫ ملف الصراع العربي‪ -‬اإلسرائيلي‪ :‬اهتم‬‫الرئيس لوال دي سيلفا بالوقوف إلى جانب احلقوق‬ ‫العربية العادلة واملشروعة‪.‬‬ ‫ موضوع إيران النووي‪ :‬أكد الرئيس لوال دي‬‫سيلفا على ضرورة احترام حق إيران في االستفادة‬ ‫من الطاقة النووية في االستخدامات املدنية ذات‬ ‫الطبيعة السلمية‪.‬‬ ‫ ملف استهداف فنزويال‪ :‬سعى الرئيس لوال‬‫دي سيلفا إلى دعم نظام الرئيس هوغو تشافيز‪.‬‬ ‫ ملف حرب العراق‪ :‬سعى الرئيس لوال دي‬‫سيلفا إلى معارضة استمرار الوجود االميركي‬ ‫في العراق‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ ملف حرب أفغانستان‪ :‬سعى الرئيس‬‫دي سيلفا إلى معارضة استمرار احلرب في‬ ‫أفغانستان‪.‬‬ ‫أثارت مواقف الرئيس لوال دي سيلفا حفيظة‬ ‫محور واشنطن‪ -‬تل أبيب‪ ،‬إضافة إلى عدم رضا‬ ‫أطراف مثلث باريس‪ -‬لندن‪ -‬برلني‪ .‬وما أثار حفيظة‬ ‫محور واشنطن‪ -‬تل أبيب أكثر فأكثر‪ ،‬متثل في‬ ‫حترك السياسة اخلارجية البرازيلية مبا تضمن‬ ‫تعزيز الدبلوماسية البرازيلية إزاء سوريا‪ ،‬إيران‪،‬‬ ‫تركيا‪ ،‬روسيا والصني‪.‬‬ ‫كما تلعب البرازيل دورا ً هاما ً داخل مجلس‬ ‫األمن الدولي‪ ،‬فالبرازيل تتمتع اآلن مبقعد في‬ ‫عضوية اجمللس غير الدائمة ممثلة للقارة االميركية‬ ‫الالتينية‪ .‬وفي ظل وجود الرئيس لوال دي سيلفا‪،‬‬ ‫فقد ظلت البرازيل داخل مجلس األمن تتميز بأداء‬ ‫سلوكي‪ -‬تصويتي ال يقف إلى جانب اخليارات‬ ‫األميركية‪ .‬وبرغم ضغوط محور واشنطن‪ -‬تل‬ ‫أبيب املتزايدة‪ ،‬فقد ظلت البرازيل أكثر متسكا ً‬ ‫باستقاللية قرارها السياسي الدولي واإلقليمي‪.‬‬ ‫ومع انتهاء والية الرئيس لوال دي سيلفا وسوف‬ ‫يتم تنصيب الرئيس اجلديد في مطلع العام‬ ‫القادم على ضوء نتائج جولة االنتخابات الرئاسية‬ ‫العامة البرازيلية التي انعقدت في تشرين األول‬ ‫‪ ،2010‬والتي خاضها املرشح خوسيه سيرا‬ ‫زعيم املعارضة عن احلزب الدميقراطي االجتماعي‬ ‫البرازيلي إلى منصب الرئيس البرازيلي‪ ،‬وهو من‬ ‫قوى ميني الوسط التي تسعى للسيطرة على‬ ‫الساحة السياسية البرازيلية‪ ،‬األمر الذي سوف‬ ‫يجعل من محور واشنطن‪ -‬تل أبيب يكسب حليفا ً‬ ‫دوليا ً جديدا ً ليس فقط في قارة أميركا الالتينية‪،‬‬

‫‪56‬‬

‫وإمنا أيضا ً في مجلس األمن الدولي‪ ،‬وفي ملف‬ ‫القضايا الدولية العالقة‪ ،‬مثل املوضوع النووي‬ ‫اإليراني وملف الصراع العربي‪ -‬اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫ولكن آمال محور واشنطن – تل أبيب باءت‬ ‫بالفشل مع وصول ديلما روسيف‪ ،‬فازت مرشحة‬ ‫حزب العمل البرازيلي واملقربة من الرئيس‬ ‫البرازيلي «دي سلفيا لوال»‪ ،‬حيث حصلت في‬ ‫اجلولة الثانية من االنتخابات على نسبة ‪ %56‬من‬ ‫أصوات الناخبني مقابل ‪ %44‬ملنافسها خوسيه‬ ‫سيرا‪ ،‬مرشح احلزب الدميقراطي االجتماعي‪ ،‬الذي‬ ‫لم يطعن في االنتخابات ولم يتهم املرأة بتزويرها‪.‬‬ ‫فأعلن على رؤوس األشهاد تهنئته لها بالفوز فور‬ ‫إعالن النتيجة‪ ،‬مع تأكيده في الوقت نفسه‪ ،‬أنه‬ ‫سوف ال يتخلى عن النضال في مكانه اجلديد في‬ ‫املعارضة‪.‬‬

‫«روسيف»‪ ...‬والتحديات القادمة‬ ‫في البرازيل‬ ‫خالفا ً لألميركيني ال يخالج البرازيليني الشك‬ ‫في أن بالدهم تسير على الطريق الصحيح‪ ،‬وهم‬ ‫لذلك اختاروا االستمرار على الدرب نفسه دون‬ ‫تغيير من خالل تصويتهم على ديلما رويسف‬ ‫كرئيسة للبرازيل في االنتخابات البرازيلية بعدما‬ ‫شغلت منصب رئيسة موظفي الرئيس لوال دي‬ ‫سيلفا‪ ،‬الذي غادر السلطة بعد واليتني رئاسيتني‬ ‫بنسبة شعبية عالية ال تقل عن ‪.% 80‬‬ ‫لكن مواصلة أسلوب دي سيلفا في إدارة البالد‬ ‫واحلفاظ على املكتسبات التي حققها لن يكون‬


‫سهالً على”ديلما”‪ ،‬وحتى وإ ْن كانت قد لعبت دورا ً‬ ‫مهما ً في بلورة جناحات الرئيس السابق‪ ،‬فضمان‬ ‫االستمرار الذي يريده البرازيليون سيكون صعبا ً‬ ‫للغاية‪ ،‬ذلك أن االلتزام بنفس سياسات “دي‬ ‫سيلفا”‪ ،‬لن يكون كافيا ً لوحده‪ ،‬بل سيتطلب‬ ‫احلفاظ على النجاحات االقتصادية والبناء عليها‪،‬‬ ‫اعتماد مقاربات جديدة للتعامل مع سلسلة‬ ‫من املشاكل املزمنة واملستعصية‪ ،‬التي فشلت‬ ‫احلكومات البرازيلية السابقة في حلها‪.‬‬ ‫ومهما بدا املستقبل مشرقا ً بالنسبة‬ ‫للبرازيل‪ ،‬فإنه ال بد من اجتراح أفكار جديدة مع‬ ‫تغير الشروط وبروز حتديات جديدة على الساحة‪،‬‬ ‫فالبرازيل اليوم متر بأفضل مرحلة من االزدهار‬ ‫االقتصادي منذ سبعينيات القرن املاضي‪ ،‬حيث منا‬ ‫االقتصاد على نحو مطرد خالل الثماني السنوات‬ ‫التي رأس فيها “دي سيلفا” البالد‪ ،‬كما تراجعت‬ ‫نسبة الفقر بنسبة ‪.% 25‬‬ ‫أما األزمة املالية التي ضربت االقتصاد األميركي‬ ‫بعنف‪ ،‬فبالكاد شعر بها االقتصاد البرازيلي‪ ،‬هذا‬ ‫في الوقت الذي ما زالت نسبة البطالة منخفضة‬ ‫إلى أدنى مستوى لها‪ ،‬بل األكثر من ذلك تبشر‬ ‫االكتشافات البترولية األخيرة بتحويل البرازيل‬ ‫التي حتقق أصال اكتفاءها الذاتي من الطاقة إلى‬ ‫أحد أكبر مصدري النفط في العالم‪.‬‬ ‫ننس أيضا ً املكانة العاملية املتميزة والنفوذ‬ ‫وال َ‬ ‫املتعاظم على الساحة الدولية الذي باتت‬ ‫حتظى به البرازيل‪ ،‬فهي أزاحت الواليات املتحدة‬ ‫من أميركا الالتينية‪ ،‬وأصبحت القوة املؤثرة في‬ ‫العديد من القضايا‪.‬‬ ‫وإلى جانب الصني والهند أصبحت البرازيل‬ ‫إحدى أقوى الدول النامية في العالم‪ ،‬ال سيما‬ ‫بعدما ضلعت بأدوار ريادية في النقاشات‬

‫الدولية حول العديد من القضايا العاملية مبا‬ ‫فيها التغير املناخي والسياسات التجارية وعدم‬ ‫االنتشار النووي واملؤسسات متعددة األطراف‪،‬‬ ‫كما أنها أحد أربعة مرشحني لشغل مقعد‬ ‫دائم في مجلس األمن الدولي‪ ،‬ناهيك عن أنها‬ ‫ستستضيف كالً من كأس العالم لكرة القدم‬ ‫عام ‪ 2014‬واأللعاب األوملبية عام ‪ ،2016‬لذا يحق‬ ‫للبرازيليني االفتخار ببلدهم ملا أحرزوه من تقدم‬ ‫على مدى السنوات املاضية‪ ،‬لكن مع ذلك تظل‬ ‫بعض املشاكل مستعصية في انتظار احلل‪.‬‬ ‫فرغم احليوية الواضحة التي أظهرتها‬ ‫الدميقراطية البرازيلية خالل االنتخابات األخيرة‬ ‫يبقى األداء احلكومي قاصراً‪ ،‬كما أن العديد من‬ ‫مؤسسات الدولة مبا فيها الكونغرس والقضاء‬ ‫تخترقها مشاكل حقيقية تعيق في الكثير من‬ ‫األحيان عملها‪ ،‬هذا باإلضافة إلى الفساد الذي ما‬ ‫زال ينخر السياسة‪ ،‬وهو ما أدى في السابق إلى‬ ‫استقالة كل من كبير موظفي الرئيس السابق‬ ‫وخلفها في املنصب نفسه‪.‬‬ ‫وعلى غرار باقي دول أميركا اجلنوبية يتعني على‬ ‫البرازيل معاجلة مشكلة العنف واجلرمية املنتشرة‬

‫ولدت « دمييليا روسيف» من أب هاجر من بلغاريا وأم برازيلية‪ ،‬وانتمت في التاسعة‬ ‫عشر من عمرها الى منظمة «القيادة من أجل التحرر الوطني» التي كانت متارس الكفاح‬ ‫املسلح الى جانب منظمات أخرى ضد الدكتاتورية التي حكمت البرازيل منذ ‪ 1965‬وملدة‬ ‫عشرين عاماً‪ ،‬وأصبحت فيما بعد عضوا في قيادة التحالف الذي قاد الكفاح املسلح‪.‬‬ ‫اعتقلت « دمييليا روسيف» عام ‪ 1970‬وتعرضت أثناء االعتقال الى أبشع أنواع التعذيب‬ ‫حلني إاطالق سراحها في عام ‪.1972‬‬ ‫أسست مع آخرين في عام ‪ 1979‬حزب العمل الدميقراطي قبل أن تنتقل في عام ‪2000‬‬ ‫الى حزب العمل البرازيلي بزعامة «لوال دي سلفيا» وبعد فوز التحالف الذي يقوده احلزب‬ ‫في انتخابات ‪ 2002‬أصبحت وزيرة للطاقة وتو ّلت رئاسة الوزراء منذ عام ‪ ،2005‬فكانت‬ ‫مسؤولة عن برنامج تسريع النمو‪ ،‬املثير للجدل في أوساط سكان البالد األصليني (الهنود‬ ‫احلمر) واحلركات االجتماعية وأنصار البيئة‪ ،‬خصص لهذا البرنامج اجلزء االكبر من االموال‬ ‫لتنفيذ املشاريع الكبيرة كالسدود اإلروائية الضخمة وأكبر مشروع للحديد الصلب في‬ ‫أميركا الالتنية الذي أجنزته شركة إملانية بالتعاون مع شركات محلية وكذلك املشاريع‬ ‫اخلاصة باالستفادة من االحتياطي النفطي الهائل في السواحل البرازيلية‪.‬‬ ‫شغلت “دمييليا روسيف”‪ ،‬قبل ترشيحها خلوض االنتخابات الرئاسية‪ ،‬منصب رئيس‬ ‫الوزراء في حكومة القيادي النقابي السابق والرئيس البرازيلي احلالي “لوال دي سلفيا”‪،‬‬ ‫الذي اليسمح له النظام االنتخابي الترشيح لدورة رئاسية ثالثة‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫في مدنها دون املساس بحقوق اإلنسان التي يظل‬ ‫األداء فيها دون املستوى املطلوب‪.‬‬ ‫وعلى البالد أيضا ً توظيف مكانتها العاملية‬ ‫اجلديدة للمشاركة في املسؤوليات الدولية‪ ،‬ال‬ ‫سيما في اجتاه تطوير سياستها اخلارجية التي‬ ‫تخضع ملراقبة شديدة‪ ،‬فأميركا الالتينية تشتكي‬ ‫من التدخل املبالغ فيه للبرازيل في شؤون بلدانها‬ ‫الداخلية ما جعلها محط انتقادات كانت في‬ ‫السابق قاصرة على الواليات املتحدة‪.‬‬ ‫هذا في الوقت الذي تبدو السياسة اخلارجية‬ ‫للبرازيل غير مهتمة ببعض املسائل‪ ،‬إذ في أكثر‬ ‫من مرة ظلت البرازيل صامتة على العديد من‬ ‫حاالت انتهاك حقوق اإلنسان في بعض الدول‬ ‫تول االهتمام الالزم بخطر االنتشار‬ ‫اجملاورة‪ ،‬كما لم ِ‬ ‫النووي بعدما نسجت عالقات متقدمة مع دول‬ ‫معزولة عاملياً‪ ،‬وهو ما اتضح مؤخرا ً في التوتر‬ ‫احلاصل بني البرازيل والواليات املتحدة على خلفية‬ ‫العالقات مع إيران‪ .‬لكن بالنسبة ألغلب البرازيليني‬ ‫يبقى االختبار احلقيقي للرئيسة اجلديدة في اجملال‬ ‫االقتصادي ومدى قدرتها على تثبيت املكتسبات‬ ‫املنجزة واالستمرار في حتقيق معدالت منو‬ ‫مرتفعة واإلبقاء على نسبة البطالة املنخفضة‪،‬‬ ‫فضالً عن التحكم في معدل التضخم وضمان‬ ‫تدفق التمويل للبرامج االجتماعية‪ ،‬هذه اإلجنازات‬ ‫مع األسف تتهددها العديد من التحديات مثل‬ ‫اإلنتاجية البطيئة احملتاجة إلى دعم في جميع‬ ‫اجملاالت‪.‬‬ ‫كما أن نسب االدخار الضئيلة سواء في القطاع‬ ‫العام أو اخلاص حتول دون تدفق االستثمارات على‬ ‫مشاريع البنية التحتية الضرورية‪ ،‬دون أن ننسى‬ ‫السياسات الضريبية غير الفعالة وتدني معايير‬ ‫التعليم‪ .‬وهنا تبرز احلاجة إلى أفكار جديدة‬ ‫وحلول مبتكرة وليس الدوران في نفس فلك‬ ‫السياسات القدمية‪ ،‬واألهم من ذلك هو احلاجة‬ ‫إلى حتقيق التوازن الضروري بني مواصلة اإلنفاق‬ ‫على البرامج االجتماعية ودعم النمو االقتصادي‬ ‫وبني االنضباط املالي ومنع ارتفاع األسعار‪.‬‬ ‫وفي خضم ذلك يتعني على “ديلما” دعم‬ ‫القطاع اخلاص بإيالئه أهمية أكبر مع التقليل من‬ ‫تدخل الدولة في االقتصاد وسيطرتها عليه‪.‬‬

‫إعداد‪ :‬مليس داغر‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر اقتصادي‬

‫‪ %30‬من األطباء ضاقت بهم سبل العيش في لبنان‬

‫النقيب شرف أبو شرف لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫دخل ‪ % 65‬منهم ال يتجاوز ألف دوالر شهرياً‬ ‫ليس من املستغرب أن تنعكس احلالة‬ ‫االقتصادية على الواقع الطبي في لبنان الذي بدوره‬ ‫تشوبه الكثير من العورات املتعلقة بتحسني‬ ‫وضع الطبيب االجتماعي وتأمني أمنه الصحي‬ ‫من خالل صندوق الضمان االجتماعي الذي يُحرم‬ ‫منه هو وعائلته بعد سن التقاعد‪ ،‬وكأن الطبيب‬ ‫الذي ق ّدم اخلدمات اإلنسانية طوال مسيرته‬ ‫املهنية ممنوع عليه أن يكافأ في تقاعده بسبب‬ ‫ذرائع عدة يطلقها الضمان االجتماعي تعود الى‬ ‫عدم إمكانية تأمني املوارد الالزمة لتقدمها إليه‪،‬‬ ‫أضف الى أنه بالرغم من املستوى العلمي الذي‬ ‫وصل إليه فإن راتبه ال يتعدى األلف دوالر شهرياً‬ ‫ما يضطره الى اللجوء الى مورد آخر واضعاً جانباً‬ ‫مهنته اإلنسانية أو الهجرة الى اخلارج حيث تُ ّقدر‬ ‫األدمغة وتحُ مل على الراحات‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار وحول واقع الطبابة في لبنان‬ ‫ومشاكل هذا القطاع كان جمللة «منبر التوحيد»‬ ‫حوار مع نقيب األطباء في لبنان البروفسور شرف‬ ‫أبو شرف الذي ّ‬ ‫أكد أن املستوى الطبي في لبنان كان‬ ‫واليزال من أعلى املستويات في املنطقة وذلك ألسباب‬ ‫عدة تعود الى املستوى التعليمي املرتفع بالرغم من‬ ‫تعدد اجلامعات في القطاعني اخلاص والعام‪ ،‬والى‬ ‫املراقبة واخلبرة في التخصص‪ ،‬وكل ذلك يعود الى‬ ‫دور النقابة إن من حيث الرقابة أو من حيث التثقيف‬ ‫العلمي املستمر حتى أنه صدر قانون يجبر الطبيب‬ ‫على تأمني األدنى من دورات تعليمية واملشاركة في‬ ‫مؤمترات ومحاضرات وندوات خالل السنة‪ ،‬ما يساهم‬ ‫في احلفاظ على مستوى الطبيب العالي‪ ،‬من هنا‬ ‫يحتل لبنان املركز الريادي في هذا اجملال‪.‬‬ ‫وأشار شرف في سياق احلديث الى املشاكل‬ ‫التي تهم األطباء والضمان االجتماعي‪ ،‬والتي هي‬ ‫مزمنة ومتراكمة‪ ،‬والتي تعمل النقابة على إيجاد‬ ‫احللول لها مبا يرضي الطرفني‪ ،‬بالرغم من أن األمر‬ ‫قد يستلزم بعض الوقت ألن هناك قضايا حتتاج الى‬ ‫قوننة فقال‪« :‬املشاكل في الدرجة األولى تكمن في‬ ‫قضية االشتراكات والغرامات لألطباء‪ ،‬ونحاول أن جند‬ ‫لها احلل القانوني‪ ،‬وهناك التعرفة الرسمية املوحدة‬ ‫التي نطالب بتطبيقها بعدما صدر فيها قانون من‬ ‫مجلس الوزراء‪ ،‬لكن يا لألسف‪ ،‬حتى اآلن لم يطبقها‬ ‫الضمان رغم أن هناك جهات ضامنة أخرى تطبقها‪،‬‬ ‫بحجة أن ال موارد‪ ،‬ونحاول تأمني هذه املوارد‪ ،‬كما أن‬ ‫هناك قضية ضمان الطبيب بعد التقاعد‪ ،‬ونعمل‬ ‫على حلها‪ ،‬وميكن أن تدخل كما فهمنا من معالي‬ ‫الوزير في إطار قانون ضمان الشيخوخة‪ .‬كذلك‬ ‫ثمة مشكلة بالنسبة الى الطابع االستشفائي‬ ‫الذي تطبقه وزارة الصحة‪ ،‬بينما الضمان يقول إن‬ ‫ليس لديه اإلمكان لتطبيقه»‪ ،‬مشددا ً على إيجاد‬ ‫احللول بالطرق الدبلوماسية واحلوار وليس بالتصعيد‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ال يحق للطبيب كشف امللف الشخصي للمريض ألنه‬ ‫سري‬

‫والتظاهرات واإلضرابات والتهديد للتباحث في هذا‬ ‫املوضوع والوصول الى حل عملي وقانوني إلنهاء هذا‬ ‫امللف الذي يعاني منه اجلميع‪.‬‬ ‫وأوضح أبو شرف «أن على الطبيب دفع ‪99‬‬ ‫ألف ليرة ليكون منتسبا ً الى الضمان‪ ،‬فيما باقي‬ ‫املنتسبني يدفعون ‪ 60‬ألف ليرة‪ ،‬وذلك لإلستفادة من‬ ‫املرض واألمومة»‪ ،‬وقال‪« :‬املشكلة هنا أنه عند وصول‬ ‫الطبيب الى سن التقاعد فلن يعود مضموناً»‪.‬‬ ‫كما طالب إدارة الصندوق الوطني للضمان‬ ‫االجتماعي دفع مستحقات األطباء املتأخرة لدى‬ ‫الصندوق ضمن مهلة زمنية ال تتجاوز الثالثة‬ ‫أشهر من تاريخ استالم الفاتورة‪ .‬ودعا أبو شرف الى‬ ‫فصل أتعاب األطباء عن فاتورة املستشفى والدفع‬ ‫مباشرة لهم ال عن طريق اللجان الطبية بل عبر‬ ‫البنك املركزي‪ ،‬كما هي احلال مع وزارة الصحة وباقي‬ ‫اجلهات الضامنة‪.‬‬ ‫وأشار الى أن اهتمام النقابة اليوم ينصب على‬ ‫زيادة الواردات وحصر مصاريف النقابة ألن ولألسف‬ ‫‪ % 70‬من األطباء راتبهم أقل من ألف دوالر كما أنه‬ ‫علينا أن نرفع التعرفة لدى الطبيب ودراسة وضعه‬ ‫النقابي‪.‬‬ ‫فمن زيادة الواردات الى التعرفة ماذا عن وضع‬ ‫املريض عند دفعه املعاينة الطبية؟‬ ‫ميسك أبو شرف القلم ويقول‪ :‬إن املشكلة في‬ ‫لبنان أن املريض يتنقل من طبيب آلخر وهذا يعود‬ ‫الى قلة الثقة عند املريض ألن هذا األخير يدرك‬ ‫أنه ليس هناك من مراقبة أو حساب عندئذ يتكبد‬

‫‪58‬‬

‫املريض مصاريف كثيرة للمعاجلة‪ ،‬وهو بغنى عن هذه‬ ‫الدوامة‪ .‬ولهذا نسعى اليوم بأن تعالج هذه املشاكل‬ ‫بنسبة ‪ %90‬من حيث رفع املستوى الطبي للمهنة‬ ‫دون إدخال السياسة الى النقابة وإذا جنحت فاجلميع‬ ‫جنحوا!‬ ‫وأضاف‪“ :‬نحن نريد أكل العنب وليس قتل الناطور‪،‬‬ ‫فالنقباء السابقون حاولوا إيجاد حلول لبعض‬ ‫املشاكل‪ ،‬ولكن اذا تعرقلت هناك ظروف عاكستهم‬ ‫بسبب وضع العصي في الدواليب ألن كل نقيب‬ ‫يأتي الى النقابة ليعمل ما بوسعه جاهدا ً ملصلحة‬ ‫الطبيب‪.‬‬ ‫فاألبرز حسب ما ّ‬ ‫أكده النقيب شرف‪“ :‬استعادة‬ ‫هيبة الطبيب عن طريق احملاسبة واملراقبة وأال يكون‬ ‫الطبيب موظفا ً عند أحد ال في املستشفيات وال في‬ ‫الضمان االجتماعي أو غيره بل هو ح ّر ومستقل في‬ ‫مهنته‪ ،‬هذا ما نسعى إليه في مجلس النقابة حيث‬ ‫نعمل كجسم واحد ويد واحدة ألن الهدف واحد‪.‬‬ ‫وحول تسوية موضوع االشتراكات والغرامات مع‬ ‫الضمان االجتماعي أشار أبو شرف الى أن «دخل ‪65‬‬ ‫‪ %‬من األطباء ال يتجاوز ألف دوالر شهرياً‪ ،‬في حني‬ ‫أن التعرفة الرسمية متدنية وعلى حالها منذ عقد‬ ‫ونصف العقد‪ ،‬وفيما أقر مجلس الوزراء زيادتها من‬ ‫سنة ونيف رفض الضمان االجتماعي االلتزام بها‬ ‫بحجة فقدان موارد لتغطيتها»‪ .‬كما أفاد أبو شرف‬ ‫«أن ‪ % 30‬من األطباء املنتسبني الى النقابة ضاقت‬ ‫بهم سبل العيش هنا فراحوا يعملون في الدول‬ ‫العربية والغربية‪ ،‬وأن املعاش التقاعدي للطبيب‬ ‫هو ‪ 600‬ألف فقط‪ ،‬وال ضمان صحي له ولعائلته‬ ‫بعد التقاعد»‪ .‬ومن املشكالت األخرى التي ذكرها‪،‬‬ ‫أن الطبيب الذي يتعاقد مع الضمان االجتماعي ال‬ ‫يقبض أتعابه إالّ بعد سنتني من أداء مهمته‪ ،‬وال‬ ‫حق له باملراقبة واحملاسبة للتأكد من حصوله على‬ ‫الصحي‬ ‫أتعابه كاملة‪ ،‬الفتا ً الى تخ ّبط القطاع‬ ‫ّ‬ ‫في لبنان بإهمال غير مقبول قد يكون مميتا ً أحيانا ً‬ ‫كثيرة‪ ،‬ناهيك عن عدم االحتراز وقلة االهتمام اللذين‬ ‫يسودان عددا ً من املستشفيات‪.‬‬ ‫وأشار أبو شرف إلى أن نقابة أطباء لبنان‪ ،‬تعمل‬ ‫على استرداد حق كل مريض متضرر ومعاقبة اخملطئ‬ ‫بعد اإلحاطة بأدق تفاصيل الشكوى ودراستها مل ّياً‪،‬‬ ‫حيث تتولى جلنة التحقيقات النظر في النزاعات‬ ‫والشكاوى احملالة عليها وجتري التحقيق الالزم‪.‬‬ ‫وأضاف النقيب أنه في حال ث ُبت حصول خطأ ط ّبي‬ ‫ما ينال الطبيب املذنب عقابه‪ ،‬مبقتضى القانون‪،‬‬ ‫بناء على طبيعة اخلطأ املرتكب ونتائجه‪ ،‬حتى ولو‬ ‫تنازل املتضرر عن حقّ ه يبقى على الطبيب اخملطئ‬ ‫حقّ ا ً عاما ً يحاسب مبوجبه‪ ،‬مؤكدا ً أن احلل األمثل‬ ‫حلل جميع املشاكل في القطاع الصحي يكمن‬ ‫في الرقابة واحملاسبة على كل املستويات‪ ،‬سواء‬


‫من الطبيب نفسه أو من إدارة املستشفى أو نقابة‬ ‫األطباء أو وزارة الصحة‪.‬‬ ‫وحول ما حصل في الضاحية اجلنوبية ودخول جلنة‬ ‫التحقيق الدولية الى إحدى العيادات للحصول على‬ ‫بعض املعلومات املتعلقة مبلفات بعض املرضى وعن‬ ‫سرية كشف امللف الشخصي للمريض ّ‬ ‫أكد أبو‬ ‫شرف أنه ال يحق للطبيب كشف امللف الشخصي‬ ‫للمريض‪ ،‬باعتبار أن ملفات الطبيب سرية‪ ،‬وميكن‬ ‫الكشف عنها بإحدى حالتني‪ ،‬إما لسبب كبير أو‬ ‫بناء على طلب من املريض‪ ،‬مشيرا ً الى أن كل ما له‬ ‫عالقة بالطب يبقى ضمن السرية‪ ،‬أما كل ما يعود‬ ‫للشخص وليس له عالقة بالطب يعود احلق بكشفه‬ ‫للطبيب‪ ،‬أو بالتوافق بني الطبيب واملريض‪ .‬وكشف‬ ‫أن جلنة التحقيق الدولية طلبت من ‪ 4‬أطباء احلصول‬ ‫على معلومات عن مرضاهم‪ ،‬مشيرا ً الى أنه يحق‬ ‫لألطباء رفض طلب اللجنة‪.‬‬ ‫وحول ما تتعرض له بعض املستشفيات من‬ ‫اعتداءات على الكادر الطبي أمل نقيب األطباء‬ ‫أبو شرف أن «يكون األمن مستتبا ً في جميع‬ ‫املستشفيات ألن مقومات الدولة تقوم بالدرجة‬ ‫األولى للحفاظ على هيبتها وعلى كرامة كل‬ ‫مواطن‪ ،‬وعندما تفقد الدولة هيبتها وال تستطيع‬ ‫احملافظة على كرامة املواطن وعلى كرامة املريض‬ ‫واملرضى تفقد الدولة وجودها‪ ،‬ومن هنا علينا جميعا ً‬ ‫التعاون كي نستطيع أن نبرهن أننا في دولة وكي‬ ‫يشعر املواطن بأنه بأمان باملستشفى وفي خارجه»‪.‬‬ ‫وختم أبو شرف حديثه بتعداد خطوات النقابة‬ ‫املستقبيلية املتعلقة بالدرجة األولى بالصندوق‬ ‫الوطني للضمان االجتماعي‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬التعرفة الطبية املوحدة‪ :‬زيادة التعرفة (‪)K‬‬ ‫التي أقرها مجلس الوزراء في آذار ‪ 2009‬وطبقتها‬

‫وزارة الصحة وكل املؤسسات الضامنة‪ ،‬باستثناء‬ ‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي الذي لم‬ ‫يتقيد بها بحجة عدم وجود موارد لتغطية هذه‬ ‫الزيادة بعدما وافقت جميعة الصناعيني والهيئات‬ ‫االقتصادية واالحتاد العمالي العام على زيادة نسبة‬ ‫‪ %2‬على قيمة االشتراكات‪ ،‬نتيجة تسوية بني‬ ‫وزير العمل النائب بطرس حرب وبينهم‪ .‬واستمرار‬ ‫الوضع على حاله سيحمل الطبيب على تقاضي‬ ‫أتعابه مباشرة من مرضى الضمان‪ ،‬أو التوقف عن‬ ‫استقبالهم إال في احلاالت الطارئة‪ .‬من هنا أيضا ً‬ ‫ضرورة خلق آلية واضحة لرفع التعرفة بشكل‬ ‫عادل ودوري كل سنتني مثالً‪ ،‬كما هو حاصل في كل‬ ‫القطاعات العامة واخلاصة‪.‬‬ ‫‪ -2‬دفع املستحقات املتوجبة لألطباء واملستشفيات‬ ‫على الصندوق الوطني للضمان االجتماعي ضمن‬ ‫مهلة زمنية ال تتجاوز الثالثة أشهر‪ ،‬ال كما هو‬ ‫حاصل اآلن أي بعد سنتني من املعاينة الطبية وإمتام‬ ‫العمل الطبي‪ ،‬علما ً أن الصندوق الوطني للضمان‬ ‫االجتماعي مدين للمستشفيات واألطباء بـ ‪500‬‬ ‫مليار ليرة‪ 400 ،‬مليار منها عن االستشفاء والطبابة‪،‬‬ ‫ومئة مليار عن صندوق الضمان االختياري‪ ،‬وآخر دفعة‬ ‫كانت في آذار ‪ 2009‬ألغلبية املستشفيات‪.‬‬ ‫‪ -3‬ضمان الطبيب وعائلته بعد التوقف عن العمل‬ ‫واخلروج الى التقاعد‪.‬‬ ‫‪ -4‬حل مشكلة األطباء غير املنتسبني بعد الى‬ ‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي عن طريق‬ ‫تسوية بني اجلانبني‪ ،‬وسبب ذلك يعود للقانون اجلائر‬ ‫الصادر عن ‪ 2001‬واملعدل بقانون آخر عام ‪.2004‬‬ ‫‪ -5‬وجوب التزام الصندوق الوطني للضمان‬ ‫االجتماعي واملستشفيات بالطابع االستشفائي‬ ‫على كل فاتورة استشفائية انسجاما ً مع ما تطبقه‬

‫وزارة الصحة بهذا اخلصوص وفقا ً ألحكام القانون‬ ‫رقم ‪ 2001/313‬وذلك بغية حتسني املعاش التقاعدي‬ ‫للطبيب والذي هو اليوم ‪ 600000‬ل‪ .‬ل‪.‬‬ ‫‪ - 6‬تطبيق مبدأ فصل األتعاب كما أقره القانون‬ ‫أي دفع أتعاب الطبيب مباشرة له وذلك عبر البنك‬ ‫املركزي كما تعمل وزارة الصحة‪ ،‬ال من خالل‬ ‫اللجان الطبية في املستشفيات‪ ،‬كما هو حاصل‬ ‫مع الصندوق الوطني للضمان‪ .‬لذلك نتمنى على‬ ‫مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان اتخاذ‬ ‫القرارات الالزمة لتعديل التعرفات دون أي تأخير‬ ‫إضافي‪ ،‬والعمل على تأمني الكفاءات الالزمة من‬ ‫أجل حسن سير العمل في تدقيق مستحقات‬ ‫األطباء واملستشفيات وصرفها‪ .‬علما ً أن الضمان‬ ‫بحاجة الى ورشة إصالحية كبيرة وأهمها املكننة‪،‬‬ ‫لتواكب العصر ومتطلباته‪ ،‬وهناك هبة من البنك‬ ‫الدولي لتحقيق ذلك قد تذهب سدى إذا لم نستفد‬ ‫منها خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬ونأمل أن يتمكن‬ ‫الوزير احلالي من البدء بها بعد إزالة العقبات التي‬ ‫تعترض التنفيذ‪.‬‬ ‫وأضاف‪« :‬لقد تعب اجلسم الطبي من هذا املشهد‬ ‫املتكرر ومن الالمباالة‪ ،‬وبات يرجو العيش الكرمي‬ ‫بسالم‪ .‬ال جناح نبتغيه وال هجرة نوقفها إال بالعمل‬ ‫اجلدي والعدل واملساواة والتوافق‪ .‬كفى متاجرة‬ ‫بلقمة عيش األطباء وآمالهم وحقوقهم‪ ،‬وال قيامة‬ ‫لنا جميعا ً إال في دولة عادلة حتمي اجلميع وتدافع‬ ‫عن حقوقهم‪ ،‬تاركة لهم فسحة أمل وواحة رجاء‬ ‫ليعيشوا في هذا البلد أحرارا ً كراماً»‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبداهلل‬

‫إبتسم أنت فقير في لبنان‪!...‬‬

‫‪ 500‬ألف ليرة هو احلد األدنى لألجور في لبنان‪ ،‬وهو ع ّدل منذ نحو‬ ‫السنتني بعد أن كان مجمّ داً منذ ‪ 11‬عاماً‪ ،‬وبعد مطالبات عمالية‬ ‫ونقابية وفردية علت وعلت مع السنني السابقة‪ .‬وقد أشارت دراسة‬ ‫األحوال املعيشية لألسر عن عام ‪ 2007‬إلى وجود ‪ 715‬ألف مستخدم‬ ‫وأجير في لبنان‪ ،‬بينهم ‪ % 23,9‬يرواح دخلهم بني أقل من ‪ 299‬ألف ليرة‬ ‫و‪ 400‬ألف ليرة‪ ،‬وإذا جرى احتساب الزيادة التي أُقرّت على احلد األدنى‬ ‫لألجور منذ حوالي عامني‪ ،‬فيصبح حجم الفئة التي يراوح دخلها اليوم‬ ‫بني أقل من ‪ 500‬ألف ليرة و‪ 600‬ألف ليرة ‪ 171‬ألف عامل‪ ،‬فيما يصل عدد‬ ‫الذين يتقاضون رواتب ما دون احلد األدنى لألجور (أقل من ‪ 300‬ألف ليرة‬ ‫عام ‪ )2007‬إلى ‪ 66‬ألف عامل!‬ ‫بذلك‪ ،‬فالسؤال األساسي يطرح نفسه‪ ،‬هل يكفي راتب الـ ‪ 500‬ألف‬ ‫ليرة لبنانية ليعيش اإلنسان بكرامة؟ أما السؤال الذي يستتبعه فهو‬ ‫كيف سيكون حال اللبناني الذي يتقاضى احلد األدنى لألجور في إطار‬ ‫السياسات الضرائبية التي تعمل احلكومة على اتباعها؟‬ ‫بالعودة الى ضرورات احلياة‪ ،‬فاألكل من أهمها‪ ،‬فبعد املسكن يأتي دور‬ ‫الغذاء فإن الكلفة األدنى ألي طبخة يومية ال ّ‬ ‫تقل عن الـ ‪ 30‬الف ليرة‬ ‫لبنانية إن لم يكن أكثر بني سعر اللحمة واألرز واخلبز والغاز والفطور‬ ‫والعشاء ضمناً‪ ...‬وإن جمعنا الكلفة اليومية على عدد أيام الشهر‬ ‫فتبلغ كلفة األكل شهرياً بني ‪ 840‬ألف ليرة لبنانية و ‪ 930‬ألف ليرة‬ ‫لبنانية مع اختالف عدد أيام الشهر بني ‪ 28‬و ‪ 31‬يوماً‪.‬‬

‫وبالوصول الى املواصالت‪ ،‬فإننا لن نحتسبها باحلجم الدقيق‪ ،‬بحيث‬ ‫أن غالبية العاملني يقبضون بدل مواصالت بالتوازي مع احلد األدنى‬ ‫لألجور‪ .‬أما بالنسبة الى سعر املواصالت فال بد أن يصرف املواطن على‬ ‫ّ‬ ‫التنقل في “السرفيس” من البيت‬ ‫األقل ‪ 4000‬ليرة لبنانية يومياً عبر‬ ‫والى العمل والعكس صحيح دون احلاجة الى أي مشوار اضطراري آخر‪.‬‬ ‫أما أسعار صفيحة البنزين املتأرجحة بني الـ ‪ 30‬الف ليرة لبنانية‬ ‫وما فوق‪ ...‬فح ّدث بال حرج‪ .‬هنا ال بد من اإلشارة الى أننا لم نحتسب‬ ‫ال مصاريف اللبس وال الترفيه‪ ،‬وال كلفة الثقافة واإلنترنت وغيرها‪ ...‬وال‬ ‫حتى كلفة الطبابة التي ال تتساوى في كل األشهر بحيث أن اإلنسان‬ ‫غير املريض لن يحتاج الى الطبابة شهرياً وبشكل دوري‪ .‬إال أنه ال بد أن‬ ‫يتواجد في كل عائلة من يحتاج الى أي دواء أو استشارة طبية ال ّ‬ ‫تقل‬ ‫عن ‪ 50‬ألف ليرة لبنانية أو حتى الدخول الى مستشفى التي ال يق ّدر‬ ‫أحدا ً كلفتها ‪ ...‬كما إننا ال نحتسب مصاريف املدارس باعتبار وجود‬ ‫املدارس الرسمية ذات الرسوم املتدنية‪.‬‬ ‫هذه هي املصاريف الضرورية جداً التي حتتاجها العائلة املؤلفة من‬ ‫‪ 5‬أشخاص شهرياً فتصبح املعادلة حينئذ ‪ :‬إيجار املنزل (‪+ )375000‬‬ ‫كلفة الكهرباء ( ‪ + )30000‬فاتورة املولد الكهربائي (‪ + )50000‬كلفة‬ ‫الهاتف (‪ + )40000‬كلفة الغذاء (‪ 30 * 30000‬يوماً = ‪1395000 = )900000‬‬ ‫ليرة لبنانية شهرياً كمصروف عائلة‪ ،‬أي ‪ 930‬دوالر هذا دون احتساب‬ ‫كلفة النقل واللبس والطبابة املذكورة أعاله‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر ثقافي‬

‫«كأنه حدث غداً» روائع بين الماضي والحاضر والمستقبل‬

‫الشاعر أحمد عبد اللطيف وهبي لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫َمن يواجه الفكر واألمل واالنسان في أرضه يحارب مقاليد هللا‬ ‫“كأنه هو”‪ ،‬بعفويته‪ ،‬بإنسانيته‪ ،‬بلطافته‬ ‫املعهودة‪ ،‬أحمد عبد اللطيف وهبي‪ ،‬الشاعر‬ ‫ُ‬ ‫يهب القلم من حبر أفكاره‪ ،‬فتسقط‬ ‫الذي‬ ‫منهمرة فوق أوراق شعره لتتماهى معه‪ ،‬لتكون‬ ‫“هو”‪ ،‬بكل أحاسيسه وأفكاره‪ ،‬وانفعاالته‬ ‫وهدوءه‪ ،‬لطافته ومحبّته‪ ،‬للشعر‪ ،‬لألصدقاء‪،‬‬ ‫للوطن واألمة‪.‬‬ ‫“ظالل األحالم”‪ ،‬كان الديوان األول‪ ،‬فكان‬ ‫حلمه بالسالم واحملبة خارطة طريقه للوصول‬ ‫إلى قلوب القراء واألدباء واملثقفني‪.‬‬ ‫أحمد عبد اللطيف وهبي‪ّ ،‬‬ ‫وقع ديوانه الشعري‬ ‫اجلديد “كأنه حدث غداً” في قصر األونيسكو‪،‬‬ ‫فامتألت القاعة باحملبّني واملثقفني واملتبعني‬ ‫لقلمه وأفكاره‪.‬‬ ‫كتب للرضوان “الشهيد عماد مغنية” في‬ ‫“عال كزهرة”‪:‬‬ ‫قصيدة بغنوان‬ ‫ٍ‬ ‫عال كزهرة سكنت بندقية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫كريشة مسحت مطارح النزيف‪،‬‬ ‫عال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عال كلما غ ّنت فيروز املدينة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫طفل حجراً من كتاب يومه‪،‬‬ ‫كلما امتشق‬ ‫من طاحونة العمر قمر رغيف‪،‬‬ ‫سيفاً يانعاً وبالداً أسيرة‬ ‫وكتب ألصدقاء أمضى معهم أياماً كثيرة‪،‬‬ ‫أليام خلت عاشها في “تل الزعتر” فبقيت في‬ ‫ٍ‬ ‫الذاكرة مع األلم والوجع الذي سببه “الشقيق”‬ ‫في الوطن‪.‬‬ ‫“منبر التوحيد” التقته بعد حفل التوقيع‪،‬‬ ‫فكان حواراً بعيداً عن التص ّنع‪ ،‬قريباً للقلب‪،‬‬ ‫رائعاً كروعة قلمه‪ ،‬وكان النص التالي‪:‬‬ ‫بداية‪ ،‬أخبرنا عن القسم الثقافي في مجلة‬ ‫“النداء”؟‬ ‫“النداء” مجلة سياسية تتماهى مبسؤولية‬ ‫وموضوعية مع اآلراء السياسية األخرى‪ ،‬ومبا‬ ‫يتناسب مع الرأي السياسي اخلاص بها وحتديدا ً‬ ‫باملسؤولني في احلزب الشيوعي‪ .‬بدأت الكتابة في‬ ‫وأصبحت املسؤول‬ ‫“النداء” منذ عدوان متوز ‪،2006‬‬ ‫ُ‬ ‫الثقافي فيها‪ .‬ال شك أن فكرة الصفحة الثقافية‬ ‫التي اعتمدت لي جيدة جدا ً أل ّن موضوع القصيدة‬ ‫أو النص األدبي كان يتوافر أو يتماهى مع املوضوع‬ ‫أو املقالة السياسية‪ ،‬فكانت هذه الصفحة اختيارا ً‬ ‫تقدم نصا ً أو قصيدة أو نقاشا ً أدبياً‪ ،‬إضافة‬ ‫موفقا ً ّ‬ ‫ملا يُنشر في اجمللة من نصوص ثقافية أخرى‪.‬‬ ‫أما صفحتي “على طريق احلياة” وبجملة دائمة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫“الكلمة طفل يُولد على تعب املسافات”‪ ،‬ضمن‬ ‫النص الثقافي بإسمي‪ ،‬فقد نالت إعجابا ً كبيراً‪.‬‬ ‫كيف تقيم األقسام الثقافية في اجملالت‬ ‫والصحف‪ ،‬هل تأخذ حقها في ظل طغيان‬ ‫األخبار السياسية عليها؟‬ ‫نحن اليوم نعيش عصر السرعة واإلنترنت‪،‬‬ ‫طاغ على الثقافة‪ ،‬ولدي‬ ‫بحيث أصبح كل شيء ٍ‬ ‫حلم بأن يكون لدي مجلة اسمها “الضاد”‪ ،‬فـ‬ ‫“الضاد” هو احلرف الوحيد في العالم الذي حتوز‬ ‫عليه اللغة العربية‪ .‬هي فكرة مهمة جداً‪ ،‬لكن‬ ‫تنبع من خلفية وجدانية وسريالية فتتماهى مع‬ ‫الشعر والقصيدة والنص األدبي والوجع اإلنساني‪.‬‬ ‫ال شك أن هناك بعض املنشورات التي تهتم‬ ‫اهتماما ً كبيرا ً بالثقافة‪ ،‬كمجلتكم “منبر التوحيد”‬ ‫وجدت فيها اهتماما ً بجانب ثقافي واسع‬ ‫التي‬ ‫ُ‬ ‫بالرغم من أنها سياسية‪ .‬لكن أقول أن أي جريدة‬ ‫يومية أو مجلة أسبوعية أو شهرية ال تستطيع أن‬ ‫تقدم هذا الوعاء الساخن الطازج كوجبة للعقل‬ ‫ّ‬ ‫والذات‪ ،‬فالثقافة اليومية هي ممارسة إنسانية‪.‬‬ ‫نالحظ أن إصدارات الكتب اجلديدة متزايدة‬ ‫باستمرار‪ ،‬أين ثقافة القراء في هذا اإلطار؟‬ ‫لقد كان لدي حت ٍّد كبير بتوقيع كتابي اجلديد‬ ‫لكن احلضور كان الفتاً‪ ،‬وليست‬ ‫“كأنه حدث غداً”‪ّ ،‬‬ ‫املسألة أن يُقارن شاعر بآخر‪ ،‬إذ هذا لن ينقص‬ ‫من ذاته وال يزيد قيمة عليه‪ ،‬أنا “أحمد” واآلخر هو‬ ‫“اآلخر” إن كان مغمورا ً أو مشهوراً‪ .‬اليوم‪“ ،‬نحن أمة‬ ‫ال تقرأ”‪ ،‬وحتى أن تقدميي لعملي اجلديد “كأنه حدث‬ ‫غداً” في ظل هذه الظروف النفسية والسياسية‬

‫‪60‬‬

‫قلت فلتكن‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬كان مخاطرة‪ ،‬لكنني‬ ‫ُ‬ ‫إقتباسا ً “هذه الشمعة في هذه العتمة”‪.‬‬ ‫حصل نقاش مؤخرا ً مع الصديق الشاعر نعيم‬ ‫تلحوق‪ ،‬وكان ُمحقاً‪ ،‬بأن الطباعة تأتي في ظروف‬ ‫صعبة‪ ،‬وتكون عمليات النشر والتوقيع خفيفة‪،‬‬ ‫وكأن الشخص “ال يحج إال هو وناقته”‪ .‬بالطبع إن‬ ‫معارض الكتب جاذبة للناس‪ ،‬لكنها ال تأخذ حقها‬ ‫على األقل من حيث املبيع‪ ،‬ألن نسبة القراء محدودة‬ ‫في هذه الظروف‪ ،‬وقد ّ‬ ‫خفت عن األيام السابقة‪.‬‬ ‫ماذا عن الدواوين الشعرية لـ”أحمد عبد‬ ‫اللطيف وهبي”؟‬ ‫دعيني أقول أن الديوان األول “ظالل األحالم”‬ ‫والديوان اجلديد‪ ،‬يُحاكيان بعضها البعض‪ ،‬وكذلك‬ ‫أحضر له “رجل على صورة ماء”‪،‬‬ ‫الديوان الذي‬ ‫ّ‬ ‫إذ هناك زمن ينمو ويكبر وتنضج فيه الكلمة‬ ‫وتتوسع فيه احلكمة والرؤية‪ ،‬وهذا ال يُسقط من‬ ‫لكن هذا الوجع اإلنساني اجملبول‬ ‫حق الديوان األول‪ّ ،‬‬ ‫فيه باحللم والطموح‪ ،‬تثبت مقولة أ ّن اإلنسان‬ ‫يمُ ذهب ذاته ونفسه وعقله بأفكار إنسانية‪ ،‬وهذا‬ ‫التمذهب اإلنساني هو خير دليل على براءته‪ ،‬إذ‬ ‫أحاول جاهدا ً ممارسة إنسانيتي في ظل مناخات‬ ‫تقتل فينا هذه اإلنسانية بالعقل والسياسة‬ ‫واالقتصاد واحللم واالنتصار‪ .‬إذا ً “ظالل األحالم” هو‬ ‫انعكاس لطموح ما لشباب في مقتبل العمر‪،‬‬ ‫كي تكون أحالمهم حقيقة تسير على األرض‬ ‫وتنبض فيها احلياة‪“ .‬أحمد” من اجليل القدمي‪،‬‬ ‫ُه ّجرت واعتقلت ودخلت إلى غرفة املقصلة لدى‬ ‫الشقيق والشريك في الوطن وهنا أحتدث عن‬ ‫“الكتائب”‪ ،‬الذين استعملوا األساليب الصهيونية‬ ‫معنا في الوطن األم‪ .‬والتهمة هي إما على مبادئي‬ ‫الوطنية أو مرجعيتي اجلنوبية‪ ،‬لكن ما ينتصر في‬ ‫النهاية هو “أحمد”‪ ،‬ليس اآلن فقط‪ ،‬بل منذ تلك‬ ‫اللحظة هو “إنسانه”‪ ،‬بأنه أكبر من احلقد واملوت‬ ‫لدي في “ظالل األحالم”‬ ‫والضغينة‪ .‬حتى أنه كان ّ‬ ‫كنت أحارب آلهة احلروب‪ ،‬وأهاجم‬ ‫قهر وألم ألنني‬ ‫ُ‬ ‫ثت عنه‬ ‫حتد ُ‬ ‫آلهة الدمار‪ ،‬وأحاكي الشهيد الذي ّ‬ ‫عجاوي‬ ‫في ديواني اجلديد إن كان اسمه فتحي ّ‬ ‫(فلسطيني) أو حسن أشهب (بقاعي) أو يوسف‬ ‫(مسيحي) أو أحمد حجازي (جنوبي)‪ .‬هم ثلة من‬ ‫يجسدوا الوطن‬ ‫الشهداء‪ ،‬ماذا كانوا هؤالء؟ ألم‬ ‫ّ‬ ‫بكل معانيه ومشاربه وطوائفه؟ هذه هي األمة‪،‬‬ ‫هؤالء يكبرون في لوحة األيام في لوحة العمر‪ ،‬في‬ ‫عقل وذات أحمد وهذا حق مكتسب لهم علينا‪،‬‬ ‫ضحوا بأنفسهم من أجلنا إن على أيدي‬ ‫فهم‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬


‫الصهاينة أو على أيدي صهاينة الداخل‪ ،‬ال فرق‬ ‫فالعدو هو العدو‪ ،‬و َمن يحارب الفكر واإلنسانية‬ ‫واألمل والطموح واألرض واإلنسان في أرضه‪ ،‬يحارب‬ ‫مقاليد اهلل‪ .‬إذا ً “ظالل األحالم” هو طموح وانعكاس‪،‬‬ ‫وأستطيع القول أن اإلنسان يُولد مفطورا ً مبكان‬ ‫حي بني أتراب وأصدقاء‪ ،‬وتأتي‬ ‫ما جينياً‪ ،‬يُر ّبى في ّ‬ ‫املرحلة الثالثة ليعود تأسيسها وريعها للمرحلة‬ ‫كتبت‪“ :‬كما حتب‬ ‫الثانية أي كيفية التربية‪ ،‬فكما‬ ‫ُ‬ ‫التكسب يوحي بأن‬ ‫أن تكون يجب أن تكون”‪ .‬هذا‬ ‫ّ‬ ‫نحب الناس ونرى الوجود بنظرة إنسانية‪ .‬ما أقوله‬ ‫هو إنني إنسان علماني بكل جرأة‪ ،‬وهذه العلمانية‬ ‫تفيدني بإنسانيتها ووجودها أللتقي مع كل الناس‪،‬‬ ‫فكانت أن صنعت مني هذا الشاعر‪.‬‬ ‫حاولت التغلب عليها من‬ ‫وكذلك الغربة التي‬ ‫ُ‬ ‫وصلت إلى أورليون‬ ‫خالل كتاباتي‪ ،‬فمثالً عندما‬ ‫ُ‬ ‫قصدت ساحة القديسة‬ ‫في فرنسا عام ‪،1982‬‬ ‫ُ‬ ‫فكتبت لها بقصيدة في ديواني اجلديد‪،‬‬ ‫جان دارك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ألقول‪:‬‬ ‫“باعدت بيننا املَنايا”‪ ،‬إذ أنها لم مت ُت بل قتلتها‬ ‫القديسة الثائرة املنتصرة التي ُسلِّمت‬ ‫اخليانة‪ ،‬هي ّ‬ ‫لإلنكليز وأحرقت بتهمة التجديف على الذات‬ ‫اإللهية‪ .‬هذا ينطبق علينا أيضاً‪ ،‬فكلنا وأرضنا‬ ‫مقاومة‪ ،‬فنحن ندفع األثمان الهائلة منذ ‪ 60‬عاما ً‬ ‫لكن شركاء الداخل ينكرون ذلك وال يرون‬ ‫ون ّيف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫هذا الثمن الذي ندفعه من أجل الوطن والقضية‬ ‫الفلسطينية التي باعوها في األساس‪ .‬لألسف‪،‬‬ ‫لم يجرؤ مؤرخ عربي احلديث ضمن دراسة تاريخية‬ ‫عما خلف سايكس بيكو ووعد‬ ‫عن نشأة الكيانات ّ‬ ‫فهما يتلخصان‬ ‫بلفور ونشأة الكيان الصهيوني‪ُ ،‬‬ ‫بكلمينت‪“ :‬النفط العربي واألمن اإلسرائيلي”‪،‬‬ ‫لكنهم ال يروا ذلك ألنهم َمن و ّقع على نشأته‬ ‫ويسقطون إذا سقط‪ .‬وكذلك في عدوان متوز وما‬ ‫قبله‪ ،‬فإ ّن أنظمة “االعتدال” العربية لم حتارب‬ ‫ولن حتارب‪ ،‬وشركائهم في الداخل هم َمن متاهى‪،‬‬ ‫فكفانا خداعاً‪ ،‬ومت ّلقا ً بالوطنية‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬كان كتابي اجلديد بعنوان “كأنه حدث‬ ‫غداً”‪ ،‬أي أن ما حدث في املاضي يحدث اليوم‬ ‫وسيحدث غداً‪ .‬إنها صرخة ألم‪ ،‬من مواطن ثائر‬ ‫ومنتفض‪ّ ،‬‬ ‫عل الكلمة تكون كالرصاصة‪ ،‬علما ً أني‬ ‫يضحي بنفسه وروحه ألجل‬ ‫لست كاملقاوم الذي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫انتصار هذا البلد‪ .‬هي مسألة إرادات ورؤية ت ّوجت‬ ‫في عدوان متوز‪ ،‬وليست موضوع حدود أو رهان على‬ ‫داخل أو خارج‪.‬‬ ‫االنتماء للمقاومة شرف لي‪ ،‬وأحمله منذ والدتي‬ ‫في الدكوانة‪ ،‬أو خالل تربيتي في “تل الزعتر”‪ ،‬أو‬ ‫في اجلنوب‪ ،‬أو في بيروت‪ ،‬ألنه عند دخول القوات‬ ‫اإلسرائيلية في عدوان ‪ ،1982‬متاهى اليمني اإلنعزالي‬ ‫املمثل بالكتائب واألحرار ح ّراس األرز والقوات‪ ،‬مع‬ ‫هذا العدو في صبرا وشاتيال و”تل الزعتر” والنبعة‬ ‫وبرج حمود‪ ،‬ضد اللبنانيني والفلسطينيني‪ .‬إنها‬ ‫وجرح ال يندمل‪ .‬أحمله لكنني ال أحمل‬ ‫صرخة ألم‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫أي حقد‪ .‬وأقول دائما ً وفي كل املناسبات‪ ،‬ضرورة أن‬ ‫نعي ماذا حدث كي ال يحدث مجدداً‪.‬‬

‫ّ‬ ‫مهجر‬ ‫ألم شاعر‪ ،‬على ألم شعب‬ ‫قلة يشعرون به‬ ‫الحظنا هذا الوجع في القضايا التي حتدثت‬ ‫عنها في القسم األول من الديوان اجلديد بعنوان‬ ‫“صيف تل الزعتر ‪ .”1976‬فماذا عنها؟‬ ‫ً‬ ‫رأيت‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫يانع‬ ‫فتى‬ ‫في ذلك العام‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كنت ال أزال ً‬ ‫ما رأيت من أهوال ومشاهد مؤملة‪ ،‬وهذا ما ترك‬ ‫بداخلي أملا ً كبيرا ً على قضايا األمة‪ .‬لم أكن وحشا ً‬ ‫ولكن إنسانيتي‬ ‫رأيت‪،‬‬ ‫كي ال أتألم على ما ُ‬ ‫ّ‬ ‫التوحش‪.‬‬ ‫انتصرت على ذاك‬ ‫ّ‬ ‫من هنا‪ ،‬جند‬ ‫“أحمد” على‬ ‫الورق بوجعه‬ ‫و إ نسا نيته‬ ‫وحلمه وقضيته‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫قضية فلسطني‬ ‫املهجر‬ ‫والشعب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذلك‬ ‫واملعذب‪،‬‬ ‫املبارك‬ ‫الشعب‬ ‫واجلليل‪ ،‬فكل وطن‬ ‫ُمعذب هو أرض‬ ‫مباركة‪ .‬نحن شعب‬ ‫متجذر في هذه األرض‪،‬‬ ‫نأت مع الفتح‬ ‫ولم‬ ‫ِ‬ ‫العربي‪ ،‬وما يحدث اليوم‬ ‫مع الشرق األوسط اجلديد‬ ‫هو استخدام مغاير لبيئتنا‬ ‫وتركيبتنا اإلنسانية‪ ،‬فبالدنا‬ ‫هي بالد العرب واملسلمني‬ ‫واملسيحيني‪ ،‬وهي منطقة عرفت سابقا ً‬ ‫‪ 80‬طريقة من طرق اإلسالم‪ ،‬فلماذا نتصارع اليوم‬ ‫على مذه َبني؟‪ .‬لألسف‪ ،‬لم يعد هناك تسامح بني‬ ‫األديان واملذاهب‪ .‬إ ّن مشروع الشرق األوسط اجلديد‬ ‫يريد أن يخدم فكرة “الوطن القومي اليهودي”‪،‬‬ ‫ونحن نتصارع على النتائج وال ننظر إلى األسباب‬ ‫احلقيقية إلختالفنا وتخلفنا في آن‪.‬‬ ‫إذا ً فلسطني هي القضية املركزية‪ ،‬وهي اخلاصر‬ ‫الذي يربط أفريقيا بآسيا‪ ،‬هي نبض األمة وبيت‬ ‫املقدس ومهد املسيح (ع)‪ ،‬وهي رساالت األنبياء‪،‬‬ ‫فكيف نتخلى عنها؟ إن لم توجد فلسطني‪ ،‬ال‬ ‫توجد أمة‪ ،‬وبالتالي ال يوجد انتصار‪ ،‬بل سيكون‬ ‫هناك انهزام وانكسار وتوسع للصهيوني فقط‪.‬‬ ‫ح ّدثنا عن أقسام الديوان الذي صدر مؤخراً‬ ‫“كأنه حدث غداً”؟‬ ‫أردت من خالل الديوان اجلديد “كأنه حدث غداً”‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫القول أنه اليزال هناك مكان للحدث دائما ً عن‬ ‫التمسك بهذه النجمة‬ ‫املقاومة واالنتصار‪ ،‬ويجب‬ ‫ّ‬ ‫العالية‪ .‬ولذلك كان القسم األول “صيف تل الزعتر‬ ‫‪ ”1976‬لإلضاءة على الوجع إنسانيا ً من خالل‬ ‫الشعر‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫أما القسم الثاني فجاء بعنوان “ال”‪ ،‬وهي ترفع‬ ‫من الالءات إلى ما ال حصر له‪ .‬هي الرفض والتم ّرد‬ ‫واالنتصار واأللم‪ ،‬وحتتمل كل هذا النقض‪“ .‬ال”‬ ‫تتكلم عن بغداد وفلسطني ولبنان وعن وجع كل‬ ‫هذه األمة‪ .‬نحن “نقتلنا” أي نقتل أبناءنا بأيدينا‬ ‫عبر أفعالنا وسياساتنا واقتصادنا‪ .‬نحن نقتل “منا”‬ ‫أكثر مما يقتل العدو‪.‬‬ ‫دخلت من‬ ‫القسم الثالث “كأنه حدث غداً”‬ ‫ُ‬ ‫خالله إلى سوريالية وإنسانية تتماهى مع ذاك‬ ‫الوجود الهائل‪ ،‬مع األكوان والفضاء‪،‬‬ ‫مع اإلنسان الالمتناهي‪ .‬أمتاهى مع كل‬ ‫شيء إيجاباً‪ ،‬مع املرأة والوجود واحلياة‬ ‫وكل شيء نابض ومفعم بالروح‪.‬‬ ‫كذلك القسم الرابع‪“ ،‬أصدقاء‬ ‫ضمنته‬ ‫العقل والروح” والذي‬ ‫ّ‬ ‫كلمات عن أصدقاء شعراء وأدباء‬ ‫أتلمس إحساس‬ ‫وفنانني‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وكنت ّ‬ ‫كل واحد منهم ألكتب عنه‪،‬‬ ‫أخذت من روحهم‬ ‫وكأنني‬ ‫ُ‬ ‫وأعماقهم‬ ‫وإحساسهم‬ ‫ألكتب عنهم‪ .‬هناك شيئا ً لن‬ ‫أخفيه‪ ،‬هو أنني وفي حفل‬ ‫التوقيع‪ ،‬خالل توقيعي‬ ‫الديوا ًن ألحد األصدقاء‪،‬‬ ‫قدمك احتاد‬ ‫قال‪“ :‬لقد ّ‬ ‫الكتاب” فلماذا؟ ما أقوله‬ ‫فت بأن‬ ‫هو أنني ُش ّر ُ‬ ‫ولكن‬ ‫يقدمني اإلحتاد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مرجعي بالنهاية هو‬ ‫“كتابي”‪ ،‬فالشاعر ليس‬ ‫حكرا ً على إحتاد أو على شاعر آخر‪ ،‬ال بل‬ ‫هو حكرا ً للناس والق ّراء‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫«رجل على صورة ماء»‪..‬‬ ‫الديوان الشعري القادم‬ ‫ماذا عن الديوان الشعري الذي ّ‬ ‫حتضر له بعنوان‬ ‫“رجل على صورة ماء”‪ ،‬أال تتماهى وتتالشى‬ ‫صورته برأيك؟‬ ‫قرأت مع‬ ‫اكتشفنا أن الصورة ال تتالشى‪ ،‬إذ‬ ‫ُ‬ ‫بعض األصدقاء‪ ،‬أن أحد العلماء األوروبيني اكتشف‬ ‫كيفية تفاعل املاء مع املوسيقى‪ ،‬وكذلك فعل‬ ‫أحد العلماء في منطقتنا الذي تناول املوضوع من‬ ‫الناحية الدينية‪ ،‬فأخذ يضع تالوات قرآنية‪ ،‬بحيث‬ ‫أخذ املاء يتماهى مع كل آية بشكل جديد‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬أريد التأكيد على أنه وبالرغم من أن املاء‬ ‫بال رائحة وال لون وال طعم‪ ،‬إال أنه يبقى “احلياة”‪.‬‬ ‫واإلنسان أيضا ً هو احلياة لكن بال رائحة وال لون وال‬ ‫طعم‪ ،‬هو بكل بساطة ميثل “الشفافية املطلقة”‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سالي نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد اهلل‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر فني‬

‫رسام قروي بامتياز‬ ‫بين المهجر والوطن األم‪ ..‬حكاية ّ‬

‫الفنان وهيب البتديني لـ«منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫الرسم ّيون غائبون وال يملكون أي ثقافة فنية‬ ‫من معرضه اجلديد‬ ‫“القسام املشترك” بدأنا‪،‬‬ ‫قاعة ازدانت بلوحات طبيعية‬ ‫ال تبعد عن احلقيقة سوى‬ ‫أنها غير متحركة‪ ،‬مناظر‬ ‫وأشخاص جميلة كجمال‬ ‫ريشته وألوانه الرائعة‪.‬‬ ‫‪ 36‬لوحة فنية إضافة‬ ‫للوحات الفنان الكويتي‬ ‫عادل أبو جبارة‪ ،‬كانت محور‬ ‫لقاءنا مع الفنان وهيب‬ ‫البتديني‪ ،‬العضو في جمعية‬ ‫الفنانني اللبنانيني للرسم‬ ‫والنحت‪ ،‬واحتاد التشكيليني‬ ‫العرب‪ ،‬بحيث تنقلنا بني‬ ‫اللوحات‪ ،‬وعبر الزمن‪ ،‬ليأتي‬ ‫هذا النص‪:‬‬

‫نهر اجلاهلية‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪62‬‬

‫متى بدأت مسيرة عملك الفني التشكيلي؟‬ ‫بداية عملي الفني كانت منذ الطفولة‪ ،‬حني‬ ‫كنت أفتش عن األرض والطبيعة‪ ،‬وأبقى وحيدا ً‬ ‫ُ‬ ‫فكنت‬ ‫وحزيناً‪ .‬لم يكن لدي ألوان خاصة بالرسم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أستعمل الزهور ألحصل على تصنيف اللون‬ ‫اكتسبت جزءا ً من املعرفة‬ ‫عبر الضغط عليها‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الفنية عبر تع ّرفي على فنانني تشكيليني‪ ،‬طبعا ً‬ ‫مع االجتهاد الدائم لي الكتساب املزيد واملزيد‪.‬‬ ‫مت ضريح الشهداء في‬ ‫صم ُ‬ ‫في العام ‪ّ ،1966‬‬ ‫بلدة بقعاتا الشوفية مع كمال جنبالط‪ ،‬ومن‬ ‫نت رئيس‬ ‫هناك‬ ‫بدأت مسيرتي الفنية‪ ،‬ومن ثم ُع ِّي ُ‬ ‫ُ‬ ‫قسم كلية الفنون في اجلامعة اللبنانية من‬ ‫العام ‪ 1967‬وحتى ‪ ،1988‬إال أن أوضاع احلرب في‬ ‫لبنان أجبرتني على السفر كغيري إلى الغرب‪.‬‬ ‫لقد كانت مسيرتي الفنية في أولى مراحلها‬ ‫وأخذت أسلوبا ً من الدراسة الالتينية‬ ‫انطباعية‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫فأقمت معارض في مدن عديدة في‬ ‫السوفياتية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أميركا‪ ،‬وأصبح لدي نشاطاتي الفنية اخلاصة‪.‬‬ ‫استجد لدي في أميركا أسلوبا ً جديدا ً هو‬ ‫وقد‬ ‫ّ‬ ‫أسميه “مرحلة االنطباعية‬ ‫حديث‬ ‫جتريدي‬ ‫أسلوب‬ ‫ّ‬ ‫احلديثة”‪ ،‬وتتميز باللونية والصفاء والشفافية‬ ‫واحلداثة‪ ،‬وقد نالت إعجابا ً كبيرا ً إن في أميركا أو‬ ‫في لبنان‪.‬‬ ‫دخلت في أساليب عديدة من الفن‬ ‫كذلك‬ ‫ُ‬ ‫التشكيلي‪ ،‬ولكن أالحظ أ ّن اللبنانيني وحتى أنا‬ ‫كلبناني ينجذبون للطبيعة واحلاالت االجتماعية‪،‬‬ ‫وإذا جتاوز الفنان هذه احلاالت يكون مخالفا ً لرؤيته‬ ‫ومعايشته ووطنه‪ ،‬فالفن رسالة اجتماعية‬ ‫ثقافية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫عدت‬ ‫ملاذا ال يزال أبناؤك في املهجر علماً أنك‬ ‫إلى لبنان للبقاء هنا وإكمال العمل الفني‬ ‫فيه؟‬ ‫أل ّن كل شيء هنا سخيف‪ ،‬فاألجواء كلها‬ ‫سخيفة إذ أن التربية طائفية وانتمائية‪ ،‬إنها‬ ‫مسمى‪.‬‬ ‫تربية مزيفة‪ ،‬إسم بدون‬ ‫ّ‬ ‫ما الفرق بني الطبيعة اللبنانية وتلك في‬ ‫الواليات املتحدة األميركية؟‬ ‫ما أستطيع قوله أنني أعجب بالفصول كثيراً‪،‬‬ ‫مشعة جداً‪،‬‬ ‫خاصة ملا لفصل اخلريف من ألوان‬ ‫ّ‬ ‫ومن خالل معايشتي لتلك الفصول‪ ،‬أعطتني‬ ‫هذه اللونية القوية‪.‬‬ ‫في أميركا‪ ،‬لديهم احلرية املطلقة باألسلوب‪،‬‬ ‫وبطريقة استعمال األلوان بدون أي قيود أو التزام‬


‫دردشة‬

‫بائعة الورد‬

‫بألوان محددة‪ ،‬ولكن بالنهاية تبقى اللوحة‬ ‫الناجحة‪ .‬إذ هناك ركائز حسية موسيقية تقوم‬ ‫عليها اللوحة وتنطلق منها‪.‬‬ ‫يصفونك بـ”عاشق الطبيعة”‪ ،‬ما سر ذلك؟‬ ‫الطبيعة اللبنانية ساحرة و ُموحية‪ ،‬وكل‬ ‫شخص يعجب بها خصوصا ً األجانب‪ .‬فالكل‬ ‫يحسدنا على طبيعتنا لكننا ال نعرف كيفية‬ ‫تقديرها‪ .‬يجب أن نعي مدى مت ّيز الطبيعة‬ ‫اللبنانية عن غيرها وهذا يعطي الفنان الفرصة‬ ‫لرسمها بصدق وشفافية‪.‬‬ ‫هل تفتخر أن األجانب يعرفون قيمة التراث‬ ‫الذي منلك أم أنك تشعر بحرقة ألن اللبنانيني‬ ‫أنفسهم غير مبالني ملا ميلكون؟‬ ‫األجنبي لديه ثقافة مهمة‪ ،‬فهو لم يهمل‬ ‫الفنون على حساب الدين وفروضه‪ ،‬كما نعاني‬ ‫في لبنان حيث أصبح بعض التحرمي للفن‪،‬‬ ‫فانشطر عن حتقيق أدائه ومسيرته‪ .‬لقد ح ّولوا‬ ‫كل شيء إلى قيم مادية‪ ،‬ولذلك ارتفعت أسعار‬

‫اللوحات بشكل كبير‪،‬‬ ‫علما ً أن العديد من األجيال اجلديدة في كل أنحاء‬ ‫تتوجه إلى الفنون واجلمال فأصبحت‬ ‫العالم‬ ‫ّ‬ ‫متارس موهبتها الفنية بشكل كبير ومميز‪.‬‬ ‫الحظنا أن البيئة الشوفية طاغية على‬ ‫العديد من اللوحات في معرضك اجلديد‬ ‫كـ”اخملتارة” و”كفرحيم” و”نهر اجلاهلية”‪،‬‬ ‫هل ألنك معتاد على هذه املناظر أم ألنك تريد‬ ‫تعريف الناس عليها عبر لوحاتك؟‬ ‫بحكم وجودي في اجلو الشوفي ال أستطيع‬ ‫التخلي عن منظر جميل أحبه‪ ،‬وكذلك في أماكن‬ ‫أخرى في الشمال أو اجلنوب أو غيره‪ ،‬ومن هنا‬ ‫جاءت هذه اللوحات املع ّبرة عن املناطق الشوفية‪.‬‬ ‫معرضك مشترك مع الفنان الكويتي عادل‬ ‫أبو جبارة‪ ،‬ملاذا أطلقتم عليه عنوان “القاسم‬ ‫املشترك”‪ ،‬وما املشترك بينكما؟‬ ‫من الصدف أنني التقيت مع الفنان عادل أبو‬ ‫جبارة‪ ،‬عندما زار لبنان وكان أن زارني في الشوف‬

‫دق طاولة‬

‫في قريتي كفرنبرخ‪ ،‬واتفقنا على إقامة معرض‬ ‫وعنيت‬ ‫مشترك حتت عنوان “القاسم املشترك”‬ ‫ُ‬ ‫بذلك القاسم املشارك بني الفنان وسائر اجملتمعات‬ ‫في كل أنحاء العالم‪ ،‬وليس بني فنان وآخر‪.‬‬ ‫ماذا عن متحف “وهيب البتديني” في قريتك‬ ‫في كفرنبرخ؟‬ ‫يتضمن املتحف لوحات ومتاثيل‪ ،‬أي حوالي‬ ‫‪ 600‬لوحة‪ ،‬ومتاثيل جدارية وسمبوزيوم وموزاييك‪.‬‬ ‫ولكننا لم نفتتحه حتى اآلن‪.‬‬ ‫ما نعاني منه هو أن الرسميني غائبني‪ ،‬وال‬ ‫ميلكون أي ثقافة فنية‪ ،‬حتى أن برامج البكالوريا‬ ‫في القسم األدبي‪ ،‬ال حتتوي أي مواد تشرح الفن‬ ‫ومهمش وعلى‬ ‫التشكيلي‪ ،‬مما يعني أنه مغ ّيب‬ ‫ّ‬ ‫وزارتي الثقافة والتربية أن تعي واجباتها الكبيرة‬ ‫ّ‬ ‫حلل هذا الفراغ‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سالي نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد اهلل‬ ‫اخللوة‬

‫‪63‬‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر مرأة‬

‫بين الجوالن السوري المحتل ولبنان المقاومة‪ ..‬صلة د ّم ودين وهوية‬

‫المناضلة السورية أملي القضماني لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫االحتالل لن يطفىء جذوة الوطنية فينا ونحن على موعد مع الحرية‬ ‫اجلوالن السوري‪ ..‬كلمة ربمّ ا قليل مَن يتلفظ بها‪ ،‬فإما أن يقولوا‬ ‫«اجلوالن السوري احملتل» أو «اجلوالن السوري احملرر»‪ ،‬كلمات ال بد منها‪،‬‬ ‫ولكن في نهاية املطاف تبقى التسمية لـ»اجلوالن السوري» بأرضه‪،‬‬ ‫بتاريخه‪ ،‬بكرامة شعبه وع ّزته وتص ّديه الدائم لإلحتالل‪.‬‬ ‫باق في قلوب العرب‪ ،‬وخاصة السوريني‪ ،‬وسوريا‬ ‫إنه «اجلوالن» ٍ‬ ‫بدورها محفورة بقلوب اجلوالنيني الذين ال يتوقفوا عن مناهضة الكيان‬ ‫والتأكيد على حتمية احلرية والعودة إلى أحضان الوطن السوري‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫املقاومَة‪ ،‬العصية على اإلنكسار‬ ‫املناضلة‪،‬‬ ‫ابنته‬ ‫وهي‬ ‫اجلوالن‪،‬‬ ‫هو‬ ‫ِ‬ ‫واالستسالم‪ .‬أملي القضماني‪ ،‬إمرأة مثل آالف النساء اجلوالنيات‪،‬‬ ‫تعمل باستمرار ألجل األمة العربية والتأكيد على أحقية الوطن‬ ‫السوري باألرض اجلوالنية‪ ،‬وحق اجلوالنيني بالعودة إلى ربوع الوطن األم‬ ‫وخروج السرطان اآلثم من كل شبر منه‪.‬‬ ‫املناضلة أملي القضماني‪ ،‬عربية سورية جوالنية‪ ،‬كبيرة النفس‪،‬‬ ‫عظيمة الكرامة‪ ،‬صلبة االنهزام‪ ،‬هي – كمثيالتها – تأبى اخلنوع‪،‬‬ ‫وترفض الذل وتستمر بالنضال حتى حتقيق احلرية‪ ،‬وحترير األرض‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬ومع املسافات البعيدة واحلواجز التي فرضها العدو احملتل‪،‬‬ ‫حت ّدثنا للمناضلة أملي القضماني لع ّدة مرات‪ ،‬فكانت كلمات من‬ ‫القلب إلى القلب تعبق برائحة العروبة واملقاومة والصمود‪ ،‬من ثم كان‬ ‫هذا احلوار حول أمور احلياة في «اجلوالن السوري»‪:‬‬ ‫بداية‪ ،‬ما هو الوضع العام والواقع املُعاش‬ ‫داخل اجلوالن العربي احملتل‪ :‬عدد السكان‪،‬‬ ‫نسبة املتعلمني‪ ،‬عدد املقيمني واملغتربني‪،‬‬ ‫كيفية الدخول واخلروج من األراضي السورية‬ ‫احملتلة‪ ،‬إلى األراضي السورية احمل َّررة؟‪ ‬‬ ‫تبلغ مساحة اجلوالن السوري ‪ 1860‬كم مربع‪،‬‬ ‫احتلت “إسرائيل” خالل عدوان حزيران ‪1967‬‬ ‫(‪ )1250‬كلم مربع‪ .‬استطاعت سوريا خالل حرب‬ ‫تشرين حترير ‪ 50‬كلم مربع‪ ،‬وما زالت املساحة‬ ‫احملتلة من اجلوالن ‪ 1200‬كلم مربع‪.‬‬ ‫عدد املستوطنني اليهود في اجلوالن السوري‬ ‫احملتل حوالي ‪ 16‬ألف مستوطن يهودي يعيشون‬ ‫في ‪ 37‬مستوطنة ومركز بلدي‪ ،‬بُن َيت على أنقاض‬ ‫دمرها االحتالل‪ .‬‬ ‫القرى العربية السورية التي ّ‬ ‫عدد سكان املنطقة التي احتلت من اجلوالن‬ ‫عام ‪ )138( ،1967‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫عدد السكان الذين ش ّردتهم “إسرائيل” أثناء‬ ‫وبعد العدوان (‪ )131‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫عدد القرى التي وقعت حتت االحتالل (‪ )137‬قرية‬ ‫و(‪ )112‬مزرعة باإلضافة إلى مدينتي القنيطرة‬ ‫وفيق‪.‬‬ ‫عدد القرى التي بقيت بسكانها (‪ )6‬قرى‪ :‬مجدل‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫شمس‪ ،‬مسعدة‪ ،‬بقعاثا‪،‬‬ ‫(رحل سكان سحيتا‬ ‫عني قنية‪ ،‬والغجر وسحيتا‪ّ .‬‬ ‫فيما بعد إلى قرية مسعده لتبقى ‪ 5‬قرى)‪.‬‬ ‫دمر االحتالل اإلسرائيلي (‪ )131‬قرية و(‪)112‬‬ ‫مزرعة ومدينتني‪.‬‬ ‫نسبة التهدمي واإلبادة بلغت في اجلوالن ‪%98‬‬ ‫من مزارعه وقراه‪ ،‬ولم ينج من تلك اجملزرة سوى‬ ‫خمس قرى في شمال اجلوالن شكلت ‪ %2‬فقط‬ ‫من مجموع املراكز البشرية العربية السورية‬ ‫التي وقعت حتت االحتالل اإلسرائيلي عام ‪.1967‬‬ ‫في األعوام ‪ 1972-1971‬مت تهجير سكان سحيتا‬ ‫ودمر االحتالل القرية‪ ،‬وح ّولها إلى‬ ‫إلى مسعدة‪ّ ،‬‬ ‫معسكر مبحاذاة خط وقف إطالق النار‪.‬‬ ‫نسبة املتعلمني‪ ،‬فهي نسبة عالية جدا ً بني‬ ‫الذكور واإلناث‪ ‬وقد تخرج من اإلحتاد السوفياتي‬ ‫مئات الطالب والطالبات‪ ،‬هذا عدا الذين يتلقون‬ ‫تعليمهم اجلامعي في جامعات الوطن‪ ‬وفي‬ ‫داخل األرض احملتلة‪ .‬ال يوجد إحصاء رسمي لذلك‪،‬‬ ‫لكنها نسبة عالية جدا ً بالنسبة لتعداد السكان‬ ‫القليل‪ .‬‬ ‫عدد املغتربني‪ :‬في السنوات األخيرة نشهد‬ ‫زيادة ملحوظة في عدد “املغتربني” املقيمني في‬

‫‪64‬‬

‫أنحاء مختلفة من العالم بحثا ً عن ظروف حياتية‬ ‫أفضل وفرص عمل‪ .‬باإلضافة إلى وجود عدد من‬ ‫املواطنني‪ ‬فرضت السلطة احملتلة عليهم الغربة‬ ‫“املهجرون” الذين طردتهم‬ ‫القسرية‪ ،‬وأيضا ً هناك‬ ‫ّ‬ ‫“إسرائيل” من أرضهم عنوة خالل حرب حزيران‬ ‫‪.1967‬‬ ‫‪ ‬الدخول واخلروج إلى الوطن‪ :‬هو ال يتم إال‪ ‬عن‬ ‫طريق الصليب األحمر الدولي وفقط للذين‬ ‫تسمح لهم “إسرائيل” بالعبور‪ ،‬وذلك بعد نضال‬ ‫وجهد كبيرين بُ ِذال من قبل السكان لتحقيق هذا‬ ‫االختراق وفك هذا الطوق املفروض عليهم منذ‬ ‫اليوم األول لإلحتالل‪ .‬وفقط في العامني املاضيني‬ ‫سمحت سلطات االحتالل بزيارة النساء ألهلهن‬ ‫في الوطن وكان العدد محدداً!‬

‫القوى الوطنية‪ ..‬سالح رادع‬ ‫حملاولة الهيمنة الصهيونية‬ ‫هل ميكن توصيف القوى الوطنية بأنها نواة‬ ‫ممانعة بوجه الكيان الصهيوني؟ وهل ميكن‬ ‫لهذه النواة أن تتوسع وتصبح حركة مقاومة؟‬


‫شكلت هزمية حزيران عام ‪،1967‬‬ ‫أمتنا العربية‪،‬‬ ‫منعطفا ً تاريخيا ً في حياة ّ‬ ‫فبني ليلة وضحاها وجدنا أنفسنا‬ ‫مفصولني قسرا ً عن امتدادنا الطبيعي‬ ‫وأمتنا‪ .‬وكان ال بد من وقفة صادقة‬ ‫لوطننا ّ‬ ‫مع ذاتنا “املهزومة” ومحاورتها بشفافية‬ ‫بهدف محاصرة الشعور الفردي واجلماعي‬ ‫باإلنكسار واالنطالق إلى “معركة” صون‬ ‫عروبة وسورية هذه األرض بعد أن سقطت‬ ‫محتلة‪ ،‬ومن أجل احلفاظ على أصالة هذه‬ ‫القلة القليلة من السكان التي بقيت في‬ ‫أرضها‪ ،‬وحمايتها من مخططات االحتالل‬ ‫لصهرها في بوتقة مشاريعها‬ ‫الهادفة َ‬ ‫االستيطانية‪.‬‬ ‫أدركت الشريحة الوطنية الواعية منذ‬ ‫األيام األولى لالحتالل أ َّن الهزمية األخطر‬ ‫ستكون باستسالم مجتمعنا أمام هذا‬ ‫املوقف‪ ،‬وأدركت أ َّن مجتمعنا اجلوالني‬ ‫مبجمله ط ّيب وأصيل وبإمكانه أن يقلب‬ ‫الهزمية إلى انتصار وبإمكانه العبور إلى‬ ‫شط األمان والقول «ال» جماعية بوجه هذا‬ ‫املعتدي الغاصب‪ .‬في حال حتلى الشباب‬ ‫الوطني العامل بالصبر واملواظبة‪ ،‬ووثق‬ ‫مبجتمعه‪ ،‬وأتقن مخاطبة ما فيهم من‬ ‫وطنية بالفطرة‪ ،‬متوارثة أبا ً عن جد‪.‬‬ ‫لقد استطاعت اجملموعة (النواة) أن تثير هذا‬ ‫احلس الوطني “املهزوم” ليستعيد كبرياءه‪ ،‬وهذا‬ ‫ما كان‪ .‬فقد‪ ‬متكنت تلك النواة والتي تدعى اليوم‬ ‫(الرعيل األول) مبساندة اجلماهير من احملافظة على‬ ‫انتمائنا العربي السوري وتفشيل مخططات‬ ‫العدو بصهرنا ببوتقته‪ ،‬وهذا أعاد إنتاج الشعور‬ ‫بالقوة‪ ،‬وحت ّول القهر والغضب من الذات املهزومة‬ ‫إلى قيمة معنوية رفيعة احلساسية‪ ،‬أ ّدت‬ ‫إلى رغبة جماعية بتحقيق املزيد واملزيد من‬ ‫االنتصارات‪ .‬فسقوط الشهداء واالعتقاالت‬ ‫وسنوات السجن واإلقامات اجلبرية ونهب األراضي‬ ‫واملياه وحرمان السكان من التواصل مع ذويهم‬ ‫داخل الوطن‪ ،‬كلها حت ّولت إلى وقود إضافية تزيد‬ ‫من حرارة‪ ‬الرفض اجلماعي وقول (ال) بوجه احملتل‬ ‫ومخططاته لـ»صهينة» األرض والبشر‪ :‬أكثر من‬ ‫أربعني عاما ً من املواجهة بني سكان ُعزَّل عديدهم‬ ‫لم يتجاوز الـ «ستة آالف» أيام االحتالل األولى‪،‬‬ ‫والعشرين ألف حالياً‪ ،‬أسفرت عن فشل ذريع‬ ‫خملططاتهم‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لم ينجحوا في إذالل وإخضاع واحتواء‬ ‫مجتمعنا‪ .‬لم يتمكنوا من إطفاء جذوة الوطنية‪،‬‬ ‫ال بل على العكس‪ :‬أكثرية شبابنا الذين ُولدوا بعد‬ ‫االحتالل هم أشد حماسة لقضيتهم ووطنهم‬ ‫بالرغم من احملاولة املستمرة لتجهيلهم وغسل‬ ‫دماغهم‪ ،‬وهناك العشرات من الطلبة دخلوا‬ ‫سجون االحتالل وتلقوا أحكاما ً عالية جداً‪.‬‬ ‫لذلك هذه (النواة املمانعة)‪ ،‬هي أيضا ً حركة‬ ‫مقاومة‪ ،‬وإن كان لها طابعها اخلاص بحكم‬

‫الستيعاب حركة النضال الوطني؟‬ ‫إ ّن‪ ‬أخطر شيء على نفسية الشباب‬ ‫هو ‪ ‬فقدان‪ ‬الثقة مبَن هم أكبر سناً‪،‬‬ ‫ومن ُهم قدوتهم‪ ،‬وشعورهم بالهزمية‬ ‫الداخلية‪ ،‬لكن ما حصل ألبنائنا وشبابنا‬ ‫أ َّن النضال ضد االحتالل‪ ‬بدأ منذ اليوم‬ ‫األول له‪ ،‬وقد دخل املعتقالت اإلسرائيلية‬ ‫مئات املعتقلني السوريني‪ ،‬الذين دافعوا‬ ‫وناضلوا في سبيل انتمائهم إلى‬ ‫وأمتنا العربية واإلسالمية‪ ،‬كما‬ ‫سورية ّ‬ ‫استشهد العشرات من األطفال والرجال‬ ‫والنساء برصاص االحتالل مباشرة أو‬ ‫نتيجة األلغام اإلسرائيلية املزروعة جانب‬ ‫بيوتنا‪ ‬ومزارعنا‪ .‬وما زال أهالي اجلوالن‬ ‫احملتل يقاومون بحسب ما تسمح به‬ ‫ظروفهم الذاتية واملوضوعية‪ ،‬ويدافعون‬ ‫بإصرار وثبات عن انتمائهم لوطنهم‬ ‫وأمتهم‪ ،‬وهذا ما عزز والزال يغرس في‬ ‫ّ‬ ‫دم اجليل اجلديد وهجا ً وطنيا ً وانتمائيا ً ال‬ ‫ُّ‬ ‫يخف أوزاره‪.‬‬

‫ومحاوالت صهيونية فاشلة‬ ‫ظروف موضوعية وذاتية حكمت مسار العمل‬ ‫الوطني في اجلزء احملتل من اجلوالن‪ .‬وقد كانت فعالً‬ ‫مقاومة‪ ‬وال تزال وهي تستحق االفتخار بها‪.‬‬ ‫وجاء تألق سكان اجلوالن العربي السوري في‬ ‫احلفاظ على انتمائهم للوطن السوري ولألمة‬ ‫العربية‪ ،‬عندما حققوا انتصارهم التاريخي‬ ‫على احملتل في «معركة الهوية» احتجاجا ً على‬ ‫قرار الكنيست اإلسرائيلي بضم اجلوالن وفرض‬ ‫جنسيته اإلسرائيلية على سكان قراه العربية‬ ‫السورية احملتلة‪ .‬وقد أنتجت تلك املرحلة النضالية‬ ‫«الوثيقة الوطنية» الشهيرة التي رأت النور قبيل‬ ‫ملحمة «اإلضراب الكبير» عام ‪ ،1982‬الذي دام‬ ‫ستة أشهر متواصلة وانتهى بانتصار األهالي‬ ‫وكسر قانون الكنيست‪.‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد انقلب الشعور بالهزمية عام ‪1967‬‬ ‫إلى انتصار عام ‪ ،1982‬بفضل حنكة ووعي‬ ‫الشباب الوطني واختيارهم أساليب نضال‬ ‫تناسب وضعهم وقلة عددهم‪ ،‬مراهنني أوال ً‬ ‫وأخيرا ً على أ َّن الوفاء للوطن وحب العروبة يتوهج‬ ‫بالقلوب واألفئدة وفي حنايا الروح لدى الغالبية‬ ‫العظمى من أبناء مجتمعنا‪ .‬أما استعادة اجلزء‬ ‫احملتل من اجلوالن باحلرب أو السلم فهو شأن‬ ‫سيادي تقرره دولتنا «السورية»‪ .‬ونحن على موعد‬ ‫مع احلرية مهما طال أمد االحتالل‪.‬‬ ‫في ظل احملاولة الصهيونية للطمس على‬ ‫الهوية العربية‪ ،‬كيف يُصار الى تنشئة الشباب‬ ‫اجلوالني على التمسك بالعروبة واإلسالم‪،‬‬ ‫ومحاوالت ربطه باألرض والقضية العربية‬ ‫املركزية؟ وهل من قابلية لدى هؤالء الشباب‬

‫‪65‬‬

‫يقوم اجليش اإلسرائيلي بإجراء‬ ‫محاضرات تابعة لسالح اجلو في عدد من‬ ‫املدارس داخل أراضي ‪ ،48‬في محاولة منه لربط‬ ‫التالميذ منذ نشأتهم باجليش‪ ،‬هل ي َّ‬ ‫ُنفذ هذا‬ ‫السيناريو أيضاً على أهل اجلوالن احملتل‪ ،‬وكيف‬ ‫تواجهون هذه احللقة التآمرية السلطوية بحق‬ ‫أبنائكم وتالمذتكم؟‬ ‫بالتأكيد ال‪ ،‬ونحن أصالً‪ ‬ال نخدم‪ ‬في ما يسمى‬ ‫“جيش إسرائيل”‪ ،‬وحتى في تلك املدارس في‬ ‫الداخل الفلسطيني فهذه األشياء تقابل بالرفض‬ ‫وتتصدى لها القوى الشريفة واملناضلة‪.‬‬ ‫هل هناك عمليات سعي لبناء مدرسة‬ ‫أهلية ضمن اجلوالن احملتل‪ ،‬غير تابعة للسلطة‬ ‫“اإلسرائيلية”؟ وما هي احتياجاتكم لبناء‬ ‫مؤسسات تربوية واجتماعية؟‬ ‫ال توجد مدارس أهلية في اجلوالن‪ ،‬ولكن هناك‬ ‫محاوالت لتحقيق مثل هذا االختراق املهم جداً‪ ،‬إال‬ ‫أ ّن هذه احملاوالت ال تزال في بداياتها‪ ،‬ونحن بحاجة‬ ‫ماسة إلقامة مدرسة أهلية في اجلوالن احملتل‬ ‫ّ‬ ‫حيث املدارس جميعها تخضع مباشرة ملا يعرف‬ ‫بـ “وزارة التربية والتعليم اإلسرائيلية” واملنهاج‬ ‫التعليمي املعتمد هو املنهاج اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫لألسف‪ ،‬لقد ألغت الدولة احملتلة املنهاج السوري‬ ‫منذ اليوم األول لالحتالل‪.‬‬ ‫ما هي األحزاب واحلركات والهيئات التي‬ ‫تشكل حركة القوى الوطنية داخل اجلوالن‬ ‫العربي السوري احملتل؟‬ ‫ال توجد في اجلوالن احملتل أحزاب‪ ،‬ال بل هناك ما‬ ‫هو أقرب إلى “منطلقات فكرية” ولكن “األحزاب”‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر مرأة‬ ‫غير موجودة‪ .‬من الطبيعي أن تكون هناك‬ ‫“امتدادات” ملا هو قائم في وطننا السوري والعربي‬ ‫بشكل عام‪ ،‬ولكنها لم تصل إلى درجة اجملاهرة‬ ‫بـ”التأطيرات اجلماهيرية”‪ ،‬فأهالي اجلوالن احملتل‬ ‫حساسون جدا ً لفكرة “األحزاب” حيث تعدادهم‬ ‫قليل وظروفهم الذاتية واملوضوعية خاصة جداً‪.‬‬ ‫هل هناك أندية شبابية رياضة تلبّي‬ ‫احتياجات الشباب‪ ،‬وهل هي أندية خاصة‬ ‫أم خاضعة للسلطة الصهيونية؟ وهل‬ ‫هناك إغراءات للشباب لالنخراط باألندية‬ ‫“اإلسرائيلية” على حساب األندية العربية؟‬ ‫يوجد العديد من األندية الرياضية‬ ‫والثقافية‪ ،‬وهي أندية شعبية ال عالقة لسلطات‬ ‫االحتالل بها‪ ،‬تلبي قسما ً من حاجات الشباب‪،‬‬ ‫ولكنها متواضعة اإلمكانيات وبحاجة إلى دعم‬ ‫ومساندة‪.‬‬ ‫بالطبع اإلحتالل ال يغفل عن شيء وميد إصبع‬ ‫املؤامرة في كل األمكنة وحاول أكثر من مرَّة أن‬ ‫يجذب الشباب ألنديته الرياضية لكن محاوالته‬ ‫حتى اآلن باءت بالفشل‪ .‬‬ ‫هل هناك مراكز طبية أو مستشفيات خاصة‬ ‫مم َّولة من دول عربية أو من أفراد عرب ومغتربني‬

‫تديرها جمعيات عربية؟‪ ‬‬ ‫ال يوجد لدينا ال مراكز طبية خاصة مم ّولة من‬ ‫دول عربية أو مغتربني‪ ،‬وال مراكز خدماتية أو ثقافية‬ ‫أو تعليمية أو رياضية مم ّولة من جهات عربية‪ .‬كل‬ ‫ما لدينا‪ ،‬ومنذ اليوم األول لالحتالل‪ ،‬هو حصيلة‬ ‫النضال الشعبي والتعاضد والتعاون بني األهالي‬ ‫تقدمه سلطات االحتالل‪ .‬أما‬ ‫إليجاد بدائل آمنة ملا ّ‬ ‫اجلواب على سؤال ملاذا ال توجد في اجلوالن احملتل‬ ‫مثل هذه املراكز املمولة عربياً‪ ،‬فيجب أن يُبحث‬ ‫عنه لدى تلك اجلهات‪.‬‬ ‫ماذا عن احلركات النضالية النسائية‪،‬‬ ‫وحتديداً مؤسسة اللجنة النسائية “االحتاد‬ ‫وأنك من‬ ‫النسائي في اجلوالن السوري”‪ ،‬خاصة ِ‬ ‫أبرز الوجوه الناشطة فيها؟ وما هي النشاطات‬ ‫التي تقومون بها على كافة األصعدة التربوية‬ ‫والتوعوية واالجتماعية واإلنسانية والثقافية؟‬ ‫وما هي أهمية التربية األسرية لألجيال اجلديدة‬ ‫في موضوع العروبة واإلسالم؟‬ ‫من إمياننا بأهمية العمل كمجموعة ‪ ‬نسائية‬ ‫إيجابية تبحث عن نطاق تثبت نفسها فيه‬ ‫وتسهم في دفع مسيرة مجتمعها النضالية‪،‬‬ ‫وفي ظل اجتياح ثقافي استهالكي أغرقنا‬

‫الوثيقة الوطنية التي صدرت عن أهل الجوالن‬ ‫في معركتهم ضد الهوية اإلسرائيلية‬ ‫وثيقة الوطنية للمواطنني السوريني في اجلوالن السوري احملتل‬ ‫نحن املواطنني السوريني في املرتفعات السورية احملتلة‪ ،‬نرى لزاما ً علينا أن نعلن لكل اجلهات‬ ‫الرسمية والشعبية في العالم أجمع‪ ،‬وملنظمة األمم املتحدة ومؤسساتها‪ ،‬وللرأي العام العاملي‬ ‫موقفنا‪ ،‬وهو موقف كل شعب يتعرض كله أو جزء منه لالحتالل‪ .‬وانطالقا ً من شعورنا باملسؤولية‬ ‫التاريخية امللقاة على عاتقنا جتاه أنفسنا وأبنائنا وأجيالنا القادمة أصدرنا هذه الوثيقة‪:‬‏‬ ‫‪ -1‬هضبة اجلوالن احملتلة هي جزء ال يتجزأ من سورية العربية‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجلنسية العربية السورية صفة حقيقية مالزمة لنا ال تزول‪ .‬وهي تنتقل من اآلباء إلى األبناء‪.‬‏‬ ‫‪ -3‬أراضينا هي ملكية مقدسة ألبناء مجتمعنا السوريني احملتلني‪ .‬وكل مواطن تس ّول له نفسه‬ ‫أن يبيع أو يتنازل أو يتخ ّلى عن شبر منها للمحتلني اإلسرائيليني يقترف جرمية كبرى بحق مجتمعنا‪،‬‬ ‫وخيانة وطنية ال تغتفر‪.‬‏‬ ‫ضمنا للكيان الصهيوني ونرفض رفضا ً قاطعا ً‬ ‫‪ -4‬ال نعترف بأي قرار تصدره «إسرائيل» من أجل ّ‬ ‫قرارات احلكومة اإلسرائيلية الهادفة إلى سلبنا شخصيتنا العربية السورية‪.‬‏‬ ‫‪ -5‬ال نعترف بشرعية اجملالس احمللية واملذهبية‪ ،‬لكونها ُع ّينت من قبل احلكم العسكري اإلسرائيلي‬ ‫وتتلقى تعليماتها منه‪ ،‬ورؤساء وأعضاء هذه اجملالس ال ميثلوننا بأي حال من األحوال‪.‬‏‬ ‫‪ -6‬إن األشخاص الرافضني لالحتالل من خالل مواقفهم امللموسة‪ ،‬والذين هم من جميع قطاعاتنا‬ ‫االجتماعية‪ ،‬هم اجلديرون واملؤهلون لإلفصاح عما يختلج في ضمائر ونفوس أبناء مجتمعهم‪.‬‏‬ ‫‪ -7‬كل مواطن من هضبة اجلوالن السورية احملتلة تسول له نفسه استبدال جنسيته باجلنسية‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬يسيء إلى كرامتنا العامة وإلى شرفنا الوطني وإلى انتمائنا القومي وديننا وتقاليدنا‪،‬‬ ‫ويعتبر خائنا ً لبالدنا‪.‬‏‬ ‫‪ -8‬قررنا قرارا ً ال رجعة فيه وهو‪ :‬كل من يتجنس باجلنسية اإلسرائيلية‪ ،‬أو يخرج عن مضمون هذه‬ ‫الوثيقة‪ ،‬يكون منبوذا ً ومطرودا ً من ديننا ومن نسيجنا االجتماعي ويحرَّم التعامل معه‪ ،‬أو مشاركته‬ ‫أفراحه وأتراحه أو التزاوج معه‪ -‬إلى أن يق ّر بذنبه ويرجع عن خطئه‪ ،‬ويطلب السماح من مجتمعه‪،‬‬ ‫ويستعيد اعتباره وجنسيته احلقيقية‪.‬‏‬ ‫‪ -9‬لقد اعتمدنا هذه الوثيقة‪ ،‬مستمدين العزم من تراثنا الروحي والقومي واإلنساني األصيل‬ ‫الذي يحضنا على حفظ األهل واألمر باملعروف والنهي عن املنكر والوفاء العميق للوطن‪.‬‏‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫‪66‬‬

‫بتفاصيله املنهكة واملفككة لنسيجنا والغريبة‬ ‫عنا‪ ،‬ومن إمياننا بأ َّن هذا ال ميكن حصوله إال بإمرأة‬ ‫واعية ومنظمة‪ ،‬بادرنا نحن مجموعة نسائية‬ ‫لتأسيس جلنة نسائية جتمع أكبر عدد من نساء‬ ‫اجلوالن احملتل وكان ذلك عام ‪“ 1985‬بهدف حتريك‬ ‫الوضع” والعمل على توعية الذهنية النسائية‬ ‫بأنها والرجل معا ً ميكنهم بناء حياة أكثر سعادة‬ ‫وأكثر جناحاً‪ .‬وقد ّ‬ ‫متكنا من اإلعالن‪ ‬عن‪ ‬إقامة‬ ‫إطار نسائي له برنامجه ودستوره وجلانه‪.‬‬ ‫قامت “اللجنة” بدور مهم وعملت ما‬ ‫استطاعت لتعزيز روح املبادرة لدى النساء‬ ‫وتفكيك املعوقات االجتماعية وتشجيع‬ ‫الفتيات على التحصيل العلمي العالي‪ ،‬وعلى‬ ‫ومكمل‬ ‫النظر ألنفسهن ككيان مستقل‬ ‫ّ‬ ‫للرجل‪ ،‬وليست “ضلعا ً قاصراً”‪ .‬وأخذ عدد‬ ‫النساء املتعلمات باإلزديادـ وقد كانت هناك‬ ‫خطوة جريئة جداً‪ ،‬لها الفضل بانطالق الفتيات‬ ‫جتاه التعليم في اجلامعات‪ ،‬وهذه اخلطوة هي‬ ‫قيام فريق من األهالي بإرسال بناتهن للتحصيل‬ ‫العلمي بجامعات االحتاد السوفياتي سابقا ً‬ ‫وكانت هذه “ثورة حقيقية” أدت فيما بعد لتغيير‬ ‫الواقع تغييرا ً كبيراً‪ ،‬وبدأ األهل بالسماح لبناته َّن‬ ‫بتلقّ ي العلم باجلامعات واملعاهد‪ ،‬ولم يقتصر‬ ‫هذا على الفتيات الصغيرات فقد انطلقت‬ ‫النساء املتزوجات واألمهات لنيل العلم بشكل‬ ‫ملفت للنظر‪ ،‬وأخذ أعداد املتعلمات والعامالت‬ ‫يتزايد بشكل كبير‪ ،‬وأخذ التحرر من قيود‬ ‫اجتماعية كانت مفروضة ومعيقة باملاضي يبدو‬ ‫واضحا ً أكثر فأكثر‪ ،‬وكان هذا مكسبا ً كبيرا ً لنا‬ ‫وجملتمعنا‪ .‬وحققت املرأة قفزة نوعية في مضمار‬ ‫احلريات الشخصية‪ .‬أصبح اآلن باإلمكان احلديث‬ ‫عن آليات ومشاريع نسائية تطمح ليس إليجاد‬ ‫الذات الفردية بل لتغير الواقع االجتماعي أو‬ ‫لنقل املساهمة بفعالية في تغ ّير هذا الواقع‬ ‫لألفضل جلانب باقي فئات اجملتمع‪ ،‬واألهم أن‬ ‫املرأة‪ ‬أدركت أن عليها أن تطالب بحقوقها أو‬ ‫باألحرى أن تعرف كيف تطالب بهذه‪ ‬احلقوق‪،‬‬ ‫وعرفت أهمية العمل التنظيمي من خالل إطار‬ ‫جامع‪ ،‬وحصلنا على اعتراف بدورنا وأهميته‪،‬‬ ‫وإننا ضمانة االستقرار في البيت واجملتمع إذا كنا‬ ‫على قدر من الوعي واملسؤولية‪.‬‬ ‫بعدها منت حركات نسوية جديدة تصب بنفس‬ ‫القالب والنهج‪ ،‬ويبقى العمل صعبا ً حتت ظروف‬ ‫االحتالل حيث أننا منقطعون عمليا ً عن امتدادنا‬ ‫الطبيعي في عمقنا السوري والعربي ونواجه‬ ‫الكثير من التحديات واالمتحانات التي بحاجة‬ ‫إلى قدرات تتجاوز طاقتنا احمللية املتواضعة‪.‬‬ ‫في النهاية‪ ،‬لكم حتية جوالنية عربية وطنية‬ ‫ويدا ً ممدودة للتواصل والتعاون الذي فقط يغيض‬ ‫العدو‪ ،‬بكل احملبة والتقدير نصافحكم أخوتنا‬ ‫وأهلنا‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سالي نوفل‬


‫منبر اجتماعي‬

‫«منبر التوحيد» تحاور منسق العالقات العامة في جمعية «عدل ورحمة»‬ ‫شربل زغيب‪ :‬الهدف تحسين قدرات المجتمع وأهمية دوره في بناء اإلنسان‬ ‫إن بناء مجتمع قادر على العطاء هي‬ ‫مسؤولية اجلميع وليس فرداً بعينه‪ ،‬وهي عمل‬ ‫مؤسساتي يرتبط بصلة وثيقة ببناء الفرد‬ ‫امللتزم بقضايا أسرته ووطنه وأمته‪ ،‬هنا متكن‬ ‫البداية‪ ،‬قدرات اإلنسان على العطاء ال حدود‬ ‫لها إذا ما متت رعايته وتأمني حاجاته اإلنسانية‬ ‫كافة‪ ،‬والهدف رفع مستوى األداء لدى الفرد‬ ‫وانعكاس الناجت على اجملتمع برمته‪.‬‬ ‫“السجني” هو ذاك الذي فقد القدرة على‬ ‫العطاء لسبب أو آلخر وفي مجتمع العدالة‬ ‫والتوازن‪ ،‬هناك هوامش للربح واخلسارة‪ ،‬ولكن‬ ‫األفضل دائماً هو الربح املعنوي ألنه املؤسس‬ ‫للربح االجتماعي وهذا األمر يتعلق ببناء قدرات‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫ومن هذا اجلانب اإلنساني القيم نرى الفكرة‬ ‫التي تأسست من أجلها جمعية “عدل‬ ‫ورحمة”‪ ،‬ونبل أهدافها هو الرعاية التي تقدم‬ ‫إلى “السجني”‪ ،‬وهي بذلك تبني في داخله‬ ‫القيمة اإلنسانية وتعده إعداداً مناسباً وتهيء‬ ‫له الفرصة الالحقة املستقبلية‪ ،‬وهنا األهمية‬ ‫الكبرى في إعادة تأهيله على أحسن وجه‪.‬‬ ‫“منبر التوحيد”‪ ،‬حتاور منسق العالقات‬ ‫العامة في جمعية “عدل ورحمة” األستاذ‬ ‫شربل زغيب‪ ،‬والهدف دائماً تسليط الضوء‬ ‫على األعمال املميزة التي ترفع من شأن اإلنسان‬ ‫وتصون كرامته‪ ،‬وهنا نص احلوار‪:‬‬ ‫بداية‪ ،‬اسم اجلمعية “عدل ورحمة” يحمل‬ ‫مضامني إنسانية كبيرة وهو مؤشر واضح‬ ‫ملا تقوم به اجلمعية من أعمال تعود بالنفع‬ ‫على اجملتمع والفرد على حد سواء‪ ،‬والسؤال‪،‬‬ ‫هل لكم‪ ،‬بالتعريف عن هذه اجلمعية‪ ،‬متى‬ ‫تأسست‪ ،‬وما هي الفكرة األساسية من وراء‬ ‫إنشائها؟‬ ‫“جمعية عدل ورحمة” هي جمعية مدنية غير‬ ‫حكومية ال تبغي الربح و تعرف بـ “ “‪AJEM‬نشأت‬ ‫مببادرة من الرهبنة األنطونية وعدد من العاملني‬ ‫االجتماعيني الناشطني في الدفاع عن حقوق‬ ‫اإلنسان‪ .‬بيان العلم و اخلبر رقم ‪ /5‬أ د تاريخ ‪14‬‬ ‫كانون الثاني ‪ ،1998‬معدلة برقم ‪ 1174‬تاريخ‬ ‫‪ 29‬ايلول ‪ ،2008‬مركزها انطلياس ‪ -‬قضاء املنت‬ ‫واملسجل في املديرية العامة للشؤون السياسية‬ ‫والالجئني حتت رقم ‪ 4/3153‬تاريخ ‪ 29‬كانون الثاني‬ ‫‪.2008‬‬ ‫إ ّن اكتشاف ّ‬ ‫كل شخص سجني لرسالته‬ ‫وقدراته اإلنسان ّية يؤسس لورشة بناء مجتمع‬ ‫عادل ومتوازن‪ ،‬انطالقا ً من هذه الرؤية تأسست‬

‫اجلمع ّية والزالت تعمل على مرافقة املساجني‬ ‫وذويهم منذ دخولهم إلى السجن‪ ،‬طوال فترة‬ ‫سجنهم وإلى ما بعد خروجهم‪ .‬يشمل نطاق‬ ‫عمل اجلمعية مجاالت متعددة منها املرافقة‬ ‫االجتماعية والنفسية واحلقوق ّية والصحية‬ ‫بهدف حتسني ظروف السجني وإعادة تأهيله‬ ‫ومساندة أهله‪ .‬وهي تقوم بذلك إميانا ً منها‬ ‫بأ ّن كرامة اإلنسان تعلو فوق كل االعتبارات‬ ‫االجتماعية والقانونية واالقتصادية والدينية‬ ‫وغيرها‪ .‬كما تبنّي “عدل ورحمة” استراتيجية‬ ‫عملها على قناعة ثابتة بأ ّن إمكانية تأهيل وإعادة‬ ‫دمج السجني في اجملتمع تبقى قائمة رغم كل‬ ‫الظروف واملعطيات التي قد تبدو قاهرة أحياناً‪.‬‬ ‫ما هي أهداف اجلمعية احلالية‪ ،‬وهل هناك‬ ‫آفاق لتطوير هذه األهداف‪ ،‬وما هي الرسالة‬ ‫التي تريدون توصيلها إلى من يهمه األمر؟‬ ‫تتلخص أهداف جمع ّية “عدل ورحمة” مبا يلي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫•العمل االجتماعي مع كافة األفراد والعائالت‬ ‫واجلماعات احملتاجة‬ ‫•االهتمام بشكل خاص بكل إنسان موجود‬ ‫في السجن على املستوى االجتماعي واملعنوي‬ ‫والثقافي دون أي متييز ديني أو طائفي أو اجتماعي‬ ‫أو اقتصادي أو عرقي أو جذري أو غيره‬ ‫•االهتمام بعائالت األشخاص املسجونني‬ ‫•املساعدة في إعادة تأهيل األشخاص‬ ‫مجددا ً في اجملتمع‬ ‫املسجونني بهدف دمجهم‬ ‫ّ‬ ‫وتوفير مق ّومات انخراطهم املعنوي واملادي‬

‫‪67‬‬

‫•املتابعة القانونية لبعض قضايا وملفات‬ ‫األشخاص املسجونني والدفاع عن حقوقهم‬ ‫واملرافعة عنهم أمام كافة احملاكم واملراجع‬ ‫املعنية على اختالف أنواعها ودرجاتها‬ ‫•تقدمي العناية واملتابعة الصحية والعالجية‬ ‫وتطبيق اخلطط الوقائية والتأهيلية‬ ‫•تأهيل األشخاص املدمنني على اخملدرات ضمن‬ ‫أطر البرامج املتخصصة مع تأمني وسائل عالجية‬ ‫ومرافقة نفسية واجتماعية خالل فترة الفطام‬ ‫وما بعدها‬ ‫•القيام باألبحاث والدراسات النظر ّية وامليدان ّية‬ ‫في املواضيع املتع ّلقة بعلم اإلجرام ووسائل‬ ‫العقاب وبرامج العالج‬ ‫•حتسيس اجملتمع بكا ّفة فئاته وقطاعاته على‬ ‫أهم ّية دوره ومسؤول ّيته في الوقاية والعالج‬ ‫واملتابعة لألشخاص األكثر عرضة خملالفة‬ ‫القوانني‬ ‫البديهي أ ّن تط ّور هذه األهداف يأتي من‬ ‫ومن‬ ‫ّ‬ ‫خالل تطوير قدرات اجلمع ّية البشر ّية واملاد ّية من‬ ‫أجل حتقيق خدمة أشمل لألشخاص املسجونني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لكل‬ ‫وموجهة‬ ‫وتبقى رسالة اجلمع ّية ثابتة‬ ‫ّ‬ ‫وتتلخص مبا يلي‪:‬‬ ‫إنسان‬ ‫ّ‬ ‫السجني طوال فترة سجنه‬ ‫اإلنسان‬ ‫مرافقة‬ ‫ّ‬ ‫ومتابعته بعد إطالق سراحه وذلك على عدة‬ ‫مستويات منها االجتماعي واملهني واحلقوقي‬ ‫والطبي والنفسي‬ ‫مرافقة عائالت األشخاص املسجونني طوال‬ ‫فترة اإلقامة في السجن وتأمني الدعم الكامل‬ ‫لهم بغية احملافظة على التماسك العائلي‬ ‫تطبيق وتطوير برامج تأهيلية ّ‬ ‫متكن األشخاص‬ ‫املسجونني وعائالتهم من بناء وإدارة مشروع‬ ‫حياتي جديد‬ ‫ّ‬ ‫التوعية على أهمية التضامن االجتماعي‬ ‫وتعزيز املواطن ّية وتطوير شبكات الدعم املادي‬ ‫واملعنوي لتسهيل إعادة دمج الشخص السجني‬ ‫ّ‬ ‫تخطي إشكال ّية العزل والتهميش‬ ‫باجملتمع بغية‬ ‫املشاركة والتفاعل مع املقترحات الصادرة عن‬ ‫الهيئات الرسمية وهيئات اجملتمع املدني املتع ّلقة‬ ‫بإشكال ّية الوسائل العقاب ّية والتأهيل ّية املتّبعة‬ ‫ومدى احترامها لشرعة حقوق اإلنسان‬ ‫املساهمة في البحث عن فهم إشكال ّية‬ ‫اإلجرام في لبنان وحتديث طرق الوقاية واملتابعة‬ ‫تعتني اجلمعية بقضية (املساجني)‪،‬‬ ‫كيف يتم التواصل معهم‪ ،‬وكيف تترجمون‬ ‫اهتمامكم بهم‪ ،‬أو نوع املساعدة التي يتم‬ ‫تقدميها لهم؟ وما هو عدد الذين استفادوا‪ ،‬وفي‬ ‫أية مجاالت‪ ،‬وقد كانت آخر املساهمات تقدمي‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر اجتماعي‬ ‫طالب سجني ألطروحة جامعية؟‬ ‫يتم التواصل من خالل االحتكاك املباشر مع‬ ‫ّ‬ ‫وتقدم املساعدة لألشخاص‬ ‫األشخاص السجناء‬ ‫ّ‬ ‫متخصصة تقسم إلى‬ ‫الراغبني وفقا ً لبرامج‬ ‫ّ‬ ‫برامج أفقية و برامج عامودية‪:‬‬ ‫تعود البرامج األفقية إلى القطاعات التالية‪:‬‬ ‫•القطاع الصحي‪:‬‬ ‫يقسم إلى ثالثة إبعاد‪:‬‬ ‫أ‌‪-‬الصحة اجلسدية‪ :‬معاينات طبية جسدية‬ ‫ومتريضية‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬الصحة النفسية‪ :‬معاجلة نفسية وتأمني‬ ‫دواء‪.‬‬ ‫ت‌‪-‬الصحة العامة‪ :‬تعمل اجلمعية على تعزيز‬ ‫البرامج الصحة وعلى برامج وقائية‬ ‫وتثقيفية صحية داخل السجن‬ ‫واحلد من اخملاطر‪des Reductions‬‬ ‫‪ risqué‬جلميع السجناء وال سيما‬ ‫للسجناء املقيمني في الغرف‬ ‫الكثيرة االكتظاظ وللسجناء‬ ‫املثليي اجلنس والرجال الذين ميارسون‬ ‫اجلنس مع الرجال والسجناء مرضى‬ ‫السيدا واحلاملني فيروس السيدا‬ ‫اوالتهاب الكبد ‪ B‬و ‪ C‬والسجناء‬ ‫املدمنني على اخملدرات‪.‬‬ ‫ث‌‪ -‬تدريب ومتابعة متواصلة‬ ‫جملموعات من السجناء كفرق‬ ‫اإلسعاف األولي في جميع مباني‬ ‫السجن‪.‬‬ ‫•القطاع االجتماعي‪:‬‬ ‫ العمل الفردي مع السجني‬‫وعائلته على حل املشاكل والنزاعات‬ ‫العائلية‬ ‫ تسهيل حياة العائلة واحملافظة‬‫على وحدتها ووقايتها من التفكك أثناء هذه‬ ‫املرحلة‬ ‫ العمل على تطوير وتكثيف املوارد البشرية‬‫واملؤسساتية من أجل تأمني اخلدمات الالزمة‬ ‫للسجني وعائلته‪.‬‬ ‫•القطاع التأهيلي واملهني‪:‬‬ ‫ برامج تعليمية مدرسية وجامعية ملن يرغب‬‫من السجناء‬ ‫ تعليم لغات أجنبية‬‫ محو أمية‬‫ تعليم مهن‬‫ برامج تأهيلية متخصصة بحسب نوعية‬‫اجلرم‬ ‫ برامج رياضية في مباني السجن لتمكني‬‫العالقات بني األفراد واجملموعات في جميع مباني‬ ‫سجن رومية املركزي‬ ‫ مشغل زراعي لتأهيل املساجني واالستفادة‬‫املادية للسجناء‬ ‫ أشغال يدوية‬‫‪ -‬تعليم اخلط العربي (اخلطاط)‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫ التعليم من خالل األقران‬‫ مساهمة السجناء في إدارة بعض‬‫اخلدمات اليومية (املغسل‪ ،‬النظافة‪ ،‬الطعام‪،‬‬ ‫توزيع املساعدات العينية‪ ،‬توزيع مياه الشفة‪،‬‬ ‫االستحمام‪)..‬‬ ‫•القطاع القانوني‪:‬‬ ‫ تسهيل وتسريع املعامالت القانونية‬‫ توكيل محام للمحتاجني وذلك بواسطة‬‫محامي اجلمعية أو املعونة القضائية‬ ‫ التثقيف احلقوقي‬‫ العمل على تطوير القوانني التي ترعى‬‫السجون‪...‬‬ ‫أما البرامج العامودية فهي تستهدف‬

‫اإلشكاليات املطروحة في السجن‪:‬‬ ‫برنامج إعادة تأهيل السجناء املدمنني على‬ ‫اخملدرات‪:‬‬ ‫يتم هذا التأهيل‪:‬‬ ‫أ‌‪ -‬من خالل مركز خاص للمدمنني داخل السجن‬ ‫بإدارة فريق عمل اجلمعية املهني وبإشراف أمني‬ ‫من القوى األمن ّية‪.‬‬ ‫ب‌‪ -‬باملتابعة الفردية للسجناء املدمنني في‬ ‫مختلف املباني‪.‬‬ ‫يتواصل هذا العمل التأهيلي مع العائلة‬ ‫لكونها فريق مهم في إجناح عملية التأهيل‪.‬‬ ‫كما تتابع اجلمعية املدمنني الذين استفادوا‬ ‫من العمل التأهيلي بعد خروجهم من السجن‬ ‫وتؤمن مسكنًا للمدمنني الذين يتعذر عليهم‬ ‫إمكانية العودة إلى منزل عائلي‪.‬‬ ‫برنامج رعاية السجناء األجانب طالبي اللجوء‬ ‫أو الالجئني‪:‬‬ ‫يعنى هذا البرنامج بهذه الفئة من املساجني‬ ‫من الناحية الصحية واحلياتية والنفسية ويعمل‬ ‫على تسريع خروجهم من السجن وتأمني‬

‫‪68‬‬

‫اتصاالتهم مع اإلدارات التي ترعى شؤونهم‪.‬‬ ‫برنامج إلغاء عقوبة اإلعدام‪:‬‬ ‫يقوم هذا البرنامج على متابعة النزالء الذين‬ ‫حكموا باإلعدام وال سيما من الناحية النفسية‬ ‫وذلك بالترابط مع احلملة الوطنية من أجل إلغاء‬ ‫عقوبة اإلعدام‪ ،‬التي يشارك على قيامها إلى‬ ‫جانب جمعية عدل ورحمة عدد من اجلمعيات‬ ‫املدنية‪.‬‬ ‫برنامج الوقاية من التعذيب وسوء املعاملة‬ ‫وتأهيل ضحايا التعذيب‪:‬‬ ‫يسعى هذا البرنامج وبالتعاون مع قوى األمن‬ ‫الداخلي إلى جتهيز مراكز التوقيف باإلمكانات‬ ‫الضرورية التي متنع التعذيب أو املعاملة السيئة أو‬ ‫املهينة كما إلى إعادة ترميم وتأهيل‬ ‫غرف التحقيق واالحتجاز والتوقيف‬ ‫األ ّولي في كافة األراضي اللبنان ّية‪.‬‬ ‫كما يسعى إلى تأهيل السجناء‬ ‫الذين تعرضوا لهذه احلاالت والدفاع‬ ‫عن حقوقهم‪.‬‬ ‫برنامج التعليم املهني واألكادميي‬ ‫ومحو األم ّية‪:‬‬ ‫يسعى هذا البرنامج بالتعاون‬ ‫مع املؤسسات التربو ّية والوزارات‬ ‫املعن ّية إلى متابعة دروس برنامج‬ ‫محو األم ّية وتعليم ّ‬ ‫لغات وإكمال‬ ‫البرامج األكادمي ّية املدرس ّية‬ ‫واجلامع ّية بالتنسيق مع املدارس‬ ‫واجلامعات‪ .‬كذلك تعليم املهن‪،‬‬ ‫وقد أنهت اجلمع ّية ترميم وجتهيز‬ ‫مدرسة في مبنى احملكومني حيث‬ ‫سيتم تدشينها وإطالق برامجها‬ ‫ّ‬ ‫في بداية السنة املقبلة‬ ‫برنامج اخلدمات العامة وهو‬ ‫برنامج يستهدف كل نزيل بحاجة إلى مساعدة‬ ‫ما وال ينتمي إلى البرامج السابقة‪.‬‬ ‫يبدو من العنوان “عدل ورحمة”‪ ،‬أن جلمعيتكم‬ ‫أهداف اجتماعية – إنسانية‪ ،‬والسؤال‪ ،‬كيف‬ ‫متول جمعيتكم‪ ،‬وهل هناك مشروع اقتصادي‬ ‫من بني أهدافها‪ ،‬وما هو عدد الذين استفادوا‬ ‫من خدمات هذه اجلمعية؟‬ ‫بغية تأمني التمويل الالزم لبرامجها تقيم‬ ‫“عدل ورحمة” شبكة عالقات تعاون واسعة مع‬ ‫املؤسسات التابعة للدولة اللبنانية والهيئات‬ ‫احمللية واإلقليمية والدولية ومع السفارات املعن ّية‬ ‫بالنشاطات احلقوقية‪ ،‬كتلك املرتبطة بشرعة‬ ‫حقوق اإلنسان أو املرتبطة بظروف االعتقال‬ ‫وهموم الشخص السجني‪.‬‬ ‫ووفقا ً إلحصائ ّيات اجلمع ّية أل ّول ستّة أشهر‬ ‫معدل األشخاص السجناء‬ ‫يقدر‬ ‫ّ‬ ‫من سنة ‪ّ 2010‬‬ ‫املستفيدين بـ ‪ 2100‬شخص مقابل ‪ 3800‬خدمة‬ ‫قدمتها اجلمع ّية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اجلمعية تقدم املساعدة للمساجني‪ ،‬ما نوع‬


‫هذه املساعدة‪ ،‬وهل تقدم فقط للبنانيني أم ألي‬ ‫سجني كان عربياً أو أجنبيا؟‬ ‫تعلو كرامة اإلنسان كل االعتبارات كونها‬ ‫مالزمة للوجود اإلنساني ومن أصل طبيعته‬ ‫البشرية‪ ،‬ال ميكن ألحد أن مينحها وليس ألحد‬ ‫أن يحجبها لذلك تعتير جمع ّية “عدل ورحمة”‬ ‫أ ّن االنتماء اإلنساني انتماء أصيالً ومشتركا ً بني‬ ‫كافة أفراد اجملتمع ال ميكن تقييده بأي شرط من‬ ‫الشروط إذ يتجاوز بطبيعته أي انتماء ديني أو‬ ‫مذهبي أو سياسي أو جنسي أو عرقي أو غيره‬ ‫من حيث تقدمي خدمات داخل السجن وفي بيت‬ ‫االستقبال من‪:‬‬ ‫ تأمني “الشنطة الصحية” (فرشاة أسنان‪،‬‬‫معجون أسنان‪ ،‬ثياب داخلية‪ ،‬مناشف‪ ،‬صابون‪،‬‬ ‫مواد لغسل الثياب‪ )...‬لكل من هو بحاجة‬ ‫تأمني املواد التنظيفية التي تستعمل داخل‬‫السجن (مطهر‪ ،‬مواد لتنظيف األرض واحلمامات‪،‬‬ ‫مواد تنظيف الثياب‪)...‬‬ ‫ تأمني املواد الغذائية ملتابعي برنامج إعادة‬‫التأهيل من املواد اخملدرة داخل السجن‬ ‫ تأمني وصيانة مصافي مياه الشرب املوضوعة‬‫داخل السجن‬ ‫ تأمني وصيانة املغاسل املوضوعة داخل‬‫السجن‬ ‫ تأمني ‪ ،Survetement‬كلسات‪ ،‬قبعات صوف‪،‬‬‫ثياب خارج ّية‪ّ ...‬‬ ‫لكل من هو بحاجة‬ ‫ تأمني فرش وشراشف وحرامات لكل من هو‬‫بحاجة‬ ‫ تأمني ّ‬‫كل مستلزمات النشاطات اجلماع ّية‬ ‫التي تقوم بها اجلمع ّية على سبيل املثال ال‬ ‫احلصر‪ :‬دورة كرة القدم (تقدمي ميداليات‪ ،‬الكأس‪،‬‬ ‫الثياب واألحذية الرياض ّية‪ ،‬املأكوالت واملشروبات‬ ‫اخلاصة باحلفل‪ ،‬إلخ‪)...‬‬ ‫ تأمني كتب وقرطاس ّية للمكتبات وللسجناء‬‫الذين يتابعون برامج تعليم ّية جامع ّية‪ ،‬مدرس ّية‬ ‫ومهن ّية ضمن برامج اجلمع ّية أو مع اجلامعات‬ ‫اخلاصة (اجلامعة اللبنان ّية‪ ،‬اجلامعة اليسوع ّية‪)...،‬‬ ‫ّ‬ ‫ تأمني نشرات وكت ّيبات تثقيف ّية ووقائ ّية‬‫تهدف إلى التوعية حول مواضيع متن ّوعة على‬ ‫سبيل املثال ال احلصر‪ :‬مواضيع صح ّية‪ ،‬قانون ّية‪،‬‬ ‫حقوق ّية‪...،‬‬ ‫ تأمني األدوات الالزمة إلمتام الدورات التربو ّية‬‫املهن ّية التي تشرف عليها اجلمع ّية بالتنسيق‬ ‫اخملتصة (وزارة العمل‪ ،‬وزارة الشؤون‬ ‫مع الوزارات‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬مركز التدريب املهني‪ ،‬املؤسسة‬ ‫الوطن ّية لالستخدام)‬ ‫ تأمني أدوية لألمراض العادية واملزمنة‬‫والعقل ّية ضمن البرامج التي ترعاها جمع ّية‬ ‫“عدل ورحمة”‬ ‫املعدات واألدوية الالزمة لإلسعافات‬ ‫ تأمني‬‫ّ‬ ‫األ ّول ّية‬ ‫ تأمني معاينات طب ّية مجان ّية للصحة العامة‬‫ّ‬ ‫(كل يوم في مبنى) والصحة العقل ّية (يومان في‬

‫األسبوع حسب احلاجة) وكذلك معاينة طب ّية‬ ‫مختص (م ّرة ّ‬ ‫كل‬ ‫ملرضى السيدا من قبل طبيب‬ ‫ّ‬ ‫شهر)‬ ‫ تأمني دورات تثقيف ّية صح ّية للوقاية من‬‫األمراض املعدية واملزمنة‬ ‫ تأمني برامج تأهيل ّية للمدمنني على اخملدرات‬‫داخل وخارج مركز التأهيل‬ ‫ تأمني استشارات نفس ّية يوم ّية (في العالج‬‫النفسي) ّ‬ ‫لكل من هو بحاجة‬ ‫ تأمني متابعة صح ّية يوم ّية من قبل ممرضات‬‫اجلمع ّية‬ ‫ تأمني استشارات قانون ّية وخدمات قضائ ّية‬‫لكل من ليس لديه محام‬ ‫اخملتصة‬ ‫ دفع كفاالت وغرامات في املراكز‬‫ّ‬

‫كل من سلبت حريته وأن نكون قد استطعنا‬ ‫أن نزرع األمل و الرجاء في نفوسهم بهدف‬ ‫التخطيط ملستقبل يتماشى مع طموحاتهم و‬ ‫مشاريعهم احلياتية‪.‬‬ ‫إن عمل اجلمعية الدؤوب قد طرح أسئلة عدة‬ ‫على املسؤولني عن إدارة السجون و حثهم للمضي‬ ‫في تغيير نظرتهم لهؤالء والتيقظ ألهمية احترام‬ ‫حقوق اإلنسان‪ ،‬ومراجعة منهجية تعاطيهم مع‬ ‫السجناء‪ .‬ويظهر هذا التغيير من خالل البرامج‬ ‫اجلديدة التي يعملون على تأسيسها في السجن‪.‬‬ ‫لم يعد اليوم مخزي أن ندافع عن حقوق املساجني‬ ‫بل أصبح هذا العمل مدعاة تسابق بني املسؤولني‬ ‫عن السجون‪.‬‬

‫فريق عمل جمعيتكم‪ ،‬هل هو من المتطوعين أو الموظفين‬ ‫ذوي االختصاصات التي تتعلق بطبيعة عمل الجمعية؟‬ ‫عدد العاملين ووتيرة تواجدهم في السجن‪:‬‬ ‫االختصاص‬ ‫طبيب نفسي‬ ‫طبيب صحة عامة‬ ‫ممرض ‬ ‫معالج نفسي‬ ‫محام باالستئناف‬ ‫محام متدرج‬ ‫عامل اجتماعي‬ ‫مربي اجتماعي‬ ‫صحة عامة‬ ‫مساعدين اجتماعيين‬ ‫محاسب ‬ ‫إدارة أعمال‬ ‫أمينة سر‬ ‫لوجستي‬

‫العدد‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫دوام العمل‬ ‫‪ 16‬ساعة في األسبوع‬ ‫دوام جزئي ‪ 18‬ساعة في األسبوع‬ ‫دوام كامل ‪ 42‬ساعة في األسبوع‬ ‫دوام كامل ‪ 42‬ساعة في األسبوع‬ ‫‪ 30‬ساعة في األسبوع‬ ‫‪ 16‬ساعة في األسبوع‬ ‫دوام كامل ‪ 42‬ساعة في األسبوع‬ ‫دوام كامل ‪ 42‬ساعة في األسبوع‬ ‫دوام كامل‬ ‫دوام كامل‬ ‫دوام كامل‬ ‫دوام كامل‬ ‫دوام كامل‬ ‫دوام كامل‬

‫وعدد من المتطوعين المتخصصين والملتزمين يتراوح بين الثالثين واألربعين شخصًا ‪،‬كذلك عدد من‬ ‫المتدرجين الجامعيين من مختلف االختصاصات والجامعات‪.‬‬

‫(ليبان بوست‪ ،‬محاكم‪ )...،‬لكل من هو بحاجة‬ ‫ تأمني متابعة اجتماعية وعائل ّية‬‫ تأمني استمارات قانون ّية لذوي السجناء‬‫ تأمني عمل (إذا أمكن) لسجناء سابقني‬‫مدة‬ ‫كانت قد متّت متابعتهم من قبل اجلمع ّية ّ‬ ‫سجنهم‬ ‫ تأمني دعم معنوي ونفسي لذوي السجناء‬‫في بيت االستقبال‬ ‫ما هي األهداف التي حتققت حتى اآلن في‬ ‫مجال نشاط جمعيتكم‪ ،‬وما هي خططكم‬ ‫املستقبلية؟‬ ‫نتمنى أن تكون مواكبتنا لبعض األفراد قد‬ ‫خففت من مصاعب احلياة اليومية التي يعيشها‬

‫‪69‬‬

‫هل من رسالة تودون إيصالها إلى اجملتمع‬ ‫اللبناني أو إلى اجلهات الرسمية‪ ،‬من شأنها أن‬ ‫تساعد في حتقيق أهدافكم النبيلة؟‬ ‫الرسالة التي نود أن نوصلها للمجتمع هي‬ ‫أن يتنبه خملاطر الفقر واحلرب وأن يسعى جاهدا ً‬ ‫للمحافظة على التضامن والتماسك االجتماعي‬ ‫وهما حجر الزاوية للسلم األهلي في احلد من‬ ‫اجلرمية‪ .‬أما للمسؤولني فنطلب منهم مراجعة‬ ‫العمل البيروقراطي املتبع حاليا ً و الذي يعطي‬ ‫أهمية كبرى لألشياء غافالً بأن مسؤوليته األولى‬ ‫هي إدارة اإلنسان الذي قست عليه ظروفه احلياتية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬مهيبة العسراوي‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر مناطق‬

‫خان شيخون تنهض تجارياً وصناعياً وزراعياً‬ ‫نجار ‪ :‬نعمل بروح الفريق الواحد وأنجزنا مشاريع إنمائية وخدماتية‬

‫تقع مدينة خان شيخون في املنطقة اجلنوبية حملافظة إدلب‪ ،‬وتبعد عن مركز املدينة‬ ‫حوالي ‪ 70‬كم وهي متاخمة حملافظة حماه‪ ،‬وتتربع على موقع جغرافي متميز وعلى‬ ‫طريق اتوستراد حلب دمشق‪ ،‬حيث أنها كانت محطة للمسافرين‪ ،‬وهي التزال البوابة‬ ‫التي يتم العبور منها إلى احملافظات الشمالية ونقطة وصل املدن الساحلية بالبادية‬ ‫واملنطقة الشرقية كما أنها نقطة الوصل بني املنطقة الشمالية والشمالية الشرقية‬ ‫باملدن الساحلية مرورا ً بقلعة أفاميا األثرية التي يرتادها السياح ‪.‬‬ ‫ترتفع عن سطح البحر ‪ 425‬م ويبلغ عدد سكانها ‪ 56300‬نسمة وحتتضن عدة مواقع‬ ‫أثرية هامة منها التل األثري الذي هو عبارة عن تراك مدن وجتمع حضاري نقبت فيه بعثة‬ ‫مبان‬ ‫فرنسية ‪ 1930‬فوجدت في أحشائه بلدة تعود إلى ‪ 1000‬سنة قبل امليالد وحتتها‬ ‫ٍ‬ ‫مصرية يعود تاريخها إلى ‪ 1500‬قبل امليالد وأربع مدن ترجع إلى العصر احلديدي‪ ،‬أما اخلان‬ ‫القدمي الذي يتوسط املدينة والذي بناه أحد وزراء السلطان صالح الدين األيوبي والذي‬ ‫يسمى بـ “شيخون” ومنها جاءت تسمية مدينة خان شيخون‪ ،‬وأما األثر الثالث فهو اخلان‬ ‫العثماني الذي بني في عهد أول حكومة وطنية برئاسة إسماعيل باشا العظم عام‬ ‫‪ 1724‬والتزال الكثير من األوابد واآلثار مدفونة حتت ركام هائل من التراث تنتظر معاول‬ ‫املنقبني وخبراتهم لتكشف فن وتاريخ هذه املنطقة وحضارتها ‪.‬‬ ‫تشتهر مدينة خان شيخون بأصناف شتى من الزراعات أهمها احلبوب بأنواعها‬ ‫واألشجار املثمرة كالزيتون والفستق احللبي كما أن هناك زراعات مروية مثل (الشوندر‬ ‫السكري‪ -‬القطن – البطاطا)‪.‬‬ ‫“منبر التوحيد” زارت مدينة خان شيخون وجالت في أرجاء املدينة وشاهدت التطور‬ ‫الكبير احلاصل في هذه املدينة على مختلف األصعدة‪ ،‬وقد واكب هذا التطور إصرار‬ ‫كبير من مجلس املدينة على العمل بروح الفريق الواحد إلجناز املهام املوكلة إليهم‬ ‫وجعل هذه املدينة منوذجا ً يحتذى به بني مجالس مدن احملافظة‪ ،‬وقد قمنا بزيارة جمللس‬ ‫املدينة والتقينا املهندس عبد الكرمي جنار رئيس اجمللس الذي ملسنا من خالل حديثنا معه‬ ‫اهتمامه الكبير بعمله وإصراره على تطوير هذه املدينة بكل ما أوتي من قوة حيث‬ ‫حدثنا عن مجمل األعمال التي قام مجلس املدينة على تنفيذها قائالً‪:‬‬ ‫مدينة خان شيخون تنهض نهضة جتارية وصناعية واسعة على مختلف األصعدة‬ ‫حيث تدخلت فيها يد اإلبداع احلرفي املتميز في جميع اجملاالت‪ ،‬فمن ناحية التعليم فإن‬ ‫املدينة وفي ظل احلركة التصحيحية اجمليدة ومسيرة التطوير والتحديث التي يقودها‬ ‫الدكتور بشار األسد قد شهدت تطورا ً كبيرا ً في بناء املزيد من املدارس في جميع أحياء‬ ‫املدينة‪ ،‬وكان نتيجة لهذه النهضة العلمية نشوء طبقة مثقفة من األطباء والصيادلة‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫واملهندسني والصناعيني واملعلمني األكفاء وشيدت عدة مشاريع خاصة حتتضن نخبة‬ ‫من األطباء من أبناء هذه املدينة ‪.‬‬ ‫متى أحدثت البلدية وما هو مساحة اخملطط التنظيمي؟‬ ‫أحدثت بلدية خان شيخون في الثالثينات ومت إعداد مخطط تنظيمي لها عام ‪1960‬‬ ‫للبلدة القدمية‪ ،‬ثم مت توسيع اخملطط خالل عام ‪ 1975‬بإحداث عدة مناطق سكنية‬ ‫بصفات عمرانية مختلفة حتتوي جميعها على وجائب عمرانية من جميع اجلهات حيث‬ ‫خالل هذه الفترة كان هناك الكثير من اخملالفات العمرانية وخاصة ما يتعلق مبوضوع‬ ‫الوجائب وتغيير الصفة السكنية العمرانية للمناطق‪ ،‬وفي عام ‪ ،1996‬مت توسيع‬ ‫اخملطط التنظيمي للمدينة لتصبح مساحته ‪ 950‬هكتارا‪ ،‬حيث اليزال يعاني اخملطط‬ ‫التنظيمي الكثير من العيوب التي تعيق العمل وهو بحاجة ماسة إلى حتديث ليواكب‬ ‫التطور حيث التزال اإلنزياحات موجودة على الرغم من عرض اخملطط وبشكل دوري على‬ ‫اللجان اإلقليمية‪.‬‬ ‫ما هي موازنة مجلس املدينة وأهم املشاريع االستثمارية التي عملتم على‬ ‫تنفيذها؟‬ ‫بلغت موازنة مجلس املدينة لعام ‪ 2010‬حوالي ‪ 34‬مليون ليرة سورية موزعة على‬ ‫عدة أبواب حيث بلغت حوالي ‪ 17‬مليون للباب الثالث “باب اخلدمات واملشاريع”‪ ،‬ومت‬ ‫تنفيذ عدة مشاريع من صرف صحي وتعبيد طرق وتشييدات أبنية وأرصفة حيث كان‬ ‫أهم مشروع هو تزفيت طريق العقدة الطرقية من حلب – دمشق إلى طريق الغاب‬ ‫بطول حوالي ‪ 2‬كم‪ ،‬وبكلفة بلغت أكثر من ‪ 5‬مليون ليرة سورية وبإعانة مالية قدرها‬ ‫ثالثة ماليني من السيد محافظ ادلب‪ ،‬وإعانة أخرى قدرها خمسمائة ألف ليرة سورية‬ ‫إلنارة هذا الطريق حيث يعتبر طريقا ً حيويا ً ملرور الشاحنات العابرة من والى اتوستراد‬ ‫حلب – دمشق ‪.‬‬ ‫وبتوجيهات من احملافظ يقوم مجلس املدينة بتحسني وجتميل الطريق العام دمشق‬ ‫– حلب‪ ،‬حيث قدم اإلعانة الالزمة للقيام بهذا املشروع من تشجير وصب حواجز بيتونية‬ ‫في عام ‪ 2007‬وأحواض زراعية وأرصفة ‪.‬‬ ‫ما هو واقع احلدائق ؟‬ ‫قام مجلس املدينة بتنفيذ أكثر من خمسة حدائق في هذا العام في نواحي مختلفة‬ ‫من املدينة بكلفة أكثر من ‪ 2‬مليون ليرة سورية‪ .‬وسنتابع االهتمام األكثر في عام ‪2011‬‬ ‫ملعظم حدائق املدينة من إنارة وتشجير وتسوير ‪.‬‬ ‫خان شيخون وإحداث املنطقة وتأمني املقرات‪:‬‬

‫‪70‬‬


‫مبكرمة من مكارم الرئيس بشار األسد مت إحداث منطقة خان شيخون مبوجب‬ ‫مرسوم تشريعي لعام ‪ 2009‬ومت إحداث العديد من الدوائر احلكومية التي تخدم‬ ‫املواطنني وتأمني املقرات الالزمة لذلك من مقر العدل ودائرة املالية والسجل العقاري‬ ‫والسجل املدني ومركز خدمات فنية وتأمني أرض لبناء مقر لشرطة املنطقة ‪.‬‬ ‫ما هو واقع املنطقة الصناعية ؟‬ ‫مساحة املنطقة الصناعية في مدينة خان شيخون حوالي ‪ 5.8‬هكتار‪ ،‬مت تنظيم‬ ‫مخطط تفصيلي لها وهي غير كافية الحتواء احملالت الصناعية في املدينة حيث مت‬ ‫استمالكه منذ عام ‪ 2005‬واآلن مجلس املدينة بصدد دفع بدالت االستمالك للمواطنني‬ ‫والبدء بتنفيذ املنطقة حيث قدمت لنا وزارة اإلدارة احمللية معونات بلغت ‪ 30‬مليون ليرة‬ ‫سورية ‪ 20‬مليون ليرة سورية لبدالت االستمالك و‪ 10‬مليون ملشاريع البنى التحتية‪،‬‬ ‫حيث مت تلزمي مشاريع هاتف وكهرباء بقيمة مليون ليرة سورية‪.‬‬ ‫ما هي مشاريعكم املستقبلية وهل من معوقات ؟‬ ‫البدء ببناء مقر جديد جمللس املدينة‪ ،‬ومتابعة تنفيذ كافة اخلدمات املطلوبة‬ ‫للمواطنني من طرق وحدائق وأرصفة وغيرها‪ ،‬ومشروع بناء مشفى وطني صغير‬ ‫للمدينة علما ً أن األرض متوفرة ومستملكة‪ ،‬ومشروع بناء املركز الثقافي في املدينة‪،‬‬

‫وتنفيذ محطة معاجلة ملياه الصرف الصحي‪ ،‬وتنفيذ نفق يربط حي البيرة مبركز‬ ‫املدينة على اتوستراد حلب‪-‬دمشق‪ ،‬ومتابعة تنفيذ املنطقة الصناعية وجتميل الطريق‬ ‫العام ‪.‬‬ ‫ويعاني مجلس مدينة خان شيخون من معوقات في تنفيذ العمل أهمها ‪:‬‬ ‫االقتراحات في اخملطط التنظيمي حيث ستعالج باللجان اإلقليمية املستقبلية‪،‬‬ ‫ومشاريع جتديد الشبكة القدمية للصرف الصحي‪ ،‬ومتطلبات دفع بدالت االستمالك‬ ‫التي بلغت أكثر من ‪ 8‬مليون ليرة سورية‪ ،‬وبُعد مكب القمامة الرئيسي عن املدينة مما‬ ‫يتطلب نفقات كبيرة لصيانة اآلليات مع وعورة الطريق املتبعة إلى املكب ‪.‬‬ ‫وإن مجلس املدينة ومبوارده الذاتية من مشاريع استثمارية والتي بلغت أكثر من‬ ‫‪ 1200000‬ليرة سورية سنوياً‪ ،‬وباإلعانات التي يقدمها لنا محافظ إدلب خالد األحمد‪،‬‬ ‫الذي وعدنا أيضا ً أن عام ‪ 2011‬عام املساعدات املالية ملدينة خان شيخون سنعمل‬ ‫بجهود حثيثة على تطوير البنى التحتية والواقع اخلدماتي في املدينة‪ ،‬عمالً بتوجيهات‬ ‫قائد الوطن السيد الرئيس الدكتور بشار األسد في مسيرة التطوير والتحديث ‪.‬‬

‫مكتب دمشق ‪ -‬عبد املناف االحمد‬

‫مسلمون ومسيحيون يتلون تراتيل على ضريح الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز‬ ‫محافظ إدلب ‪ :‬نعيش أجواء من المحبة والتسامح والعيش المشترك‬ ‫أقامت مديرية السياحة في إدلب بالتعاون مع‬ ‫غرفة سياحة املنطقة الشمالية ورجال الدين‬ ‫اإلسالمي واملسيحي صالة الغائب وتراتيل على‬ ‫أرواح الشهداء األبرار عند ضريح اخلليفة العادل‬ ‫عمر بن عبد العزيز في قرية دير شرقي الواقعة‬ ‫إلى الشرق من مدينة معرة النعمان بنحو ‪ 3‬كم‪.‬‏‬ ‫وذكر ميمون فجر‪ ،‬مدير السياحة أهمية هذه‬ ‫الفعالية التي تعكس أجواء احملبة والتسامح‬ ‫والعيش املشترك الذي متتاز به سوريا‪.‬‬ ‫وألقيت خالل الفعالية كلمات ملفتي اجلمهورية‬ ‫سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون وراعي‬ ‫األبرشية املطران بولس يازجي ومكتب فرع‬ ‫الشهداء ومديرية السياحة وركزت الكلمات على‬ ‫املسيرة املسيحية اإلسالمية املشتركة املطلوبة‬ ‫في عاملنا اليوم‪ ،‬وعن املثال العالي للخليفة عمر‬ ‫بن عبد العزيز وعن معاني الشهادة ‪.‬كما عقدت‬ ‫ندوة في املركز الثقافي في إدلب لرجال الدين‬ ‫اإلسالمي واملسيحي شارك فيها راعي األبرشية‬ ‫مع مفتي اجلمهورية‪ ،‬وتكلم فيها عن املواطنة‬ ‫والقانون والبيئة واخليرات ونظرة الدين إليها‪.‬‬ ‫وفي كنيسة قلب لوزة وبحضور محافظ‬ ‫إدلب خالد األحمد وعدد كبير من رجال الدين‬ ‫اإلسالمي واملسيحي ورئيس احتاد غرف السياحة‬ ‫السورية الدكتور محمد رامي مارتيني ورئيس‬ ‫غرفة سياحة إدلب وحلب الدكتور بطرس‬ ‫أسد‪ ،‬والعميد محمد عبد الرحمن قائد شرطة‬ ‫احملافظة والفعاليات احلزبية والشعبية ومدراء‬ ‫املؤسسات احلكومية وحشد كبير من املواطنني‪،‬‬ ‫أقامت مديرية السياحة بالتعاون مع الطوائف‬ ‫اإلسالمية واملسيحية للعام الثالث على التوالي‬ ‫قداس صالة الغائب وذلك ضمن جهودها الرامية‬ ‫إلى تنشيط وتطوير منتج السياحة الدينية في‬ ‫محافظة إدلب ‪.‬وبهذه املناسبة ألقى فجر كلمة‬ ‫بينّ فيها أهمية مثل هذه النشاطات في تنشيط‬ ‫احلركة السياحية في احملافظة حيث قال‪ :‬إن‬

‫حصاد السياحة الدينية في محافظة إدلب‬ ‫غزير‪ ،‬حيث تنتشر املساجد والكنائس واألديرة‬ ‫واألضرحة واملقامات واملزارات في مختلف مناطق‬ ‫احملافظة‪ ،‬وهناك أكثر من ‪ 21‬موقعا ً أثريا ً تعود إلى‬ ‫القرون اخلمسة األولى في مساحة ال تزيد عن‬ ‫‪ 30‬كم مربع ويوجد حوالي ست عشرة كنيسة‬ ‫وديرا ً في منطقة حارم التي تعتبر املهد الثاني‬ ‫للمسيحية‪ ،‬لذا فإن وزارة السياحة تعمل على‬ ‫إطالق مجموعة من النشاطات لتعزيز هذا املنتج‬ ‫خاصة هذه النشاطات قد آتت أكلها‪ ،‬حيث ازداد‬ ‫زوار الكنيسة منذ إقامة أول قداس في عام ‪2008‬‬ ‫بنسبة ‪ 223‬باملائة‪ ،‬وكذلك زوار ضريح اخلليفة‬ ‫العادل عمر بن عبد العزيز بنسبة ‪ 400‬باملائة‪،‬‬ ‫وإن العمل جار على إجناز نشاطات أخرى ستكون‬ ‫جاذبة بأهميتها وجالبة للسياح وهذا واجب‬ ‫علينا واملستقبل حتد لنا‪ ،‬إن مثل هذه الفعاليات‬ ‫السياحية تسهم في ترويج وتسويق احملافظة‬ ‫سياحيا ً ووضعها على اخلريطة السياحية‬

‫‪71‬‬

‫السورية ملا تذخر به هذه احملافظة من أوابد أثرية‬ ‫وتاريخية تعد مبستقبل واعد كما ألقى الشيخ‬ ‫سميع كلمة قال فيها ‪ :‬ما أجمل وأعظم‬ ‫محمد ّ‬ ‫أن يجتمع اإلنسان بأخيه اإلنسان بحب ووئام‪ ،‬وما‬ ‫أجمل أن تتكاتف األيدي من أجل بناء اإلنسان‬ ‫وحماية األوطان‪.‬‬ ‫وتبقى اإلشارة إلى أن كنيسة قلب لوزة تعتبر‬ ‫من أجمل وأقدم الكنائس في العالم‪ ،‬حيث تعود‬ ‫للقرن اخلامس امليالدي‪ ،‬وبناء الكنيسة يقدم‬ ‫صورة عن فن العمارة السورية القدمية خالل‬ ‫الفترة البيزنطية‪ ،‬فهي ذات صحون ثالثة وأروقة‬ ‫مزينة بزخارف جميلة يعلوها أعمدة يحيط بها‬ ‫سور من احلجر الكلسي الكبير وأبوابها مزينة‬ ‫برسوم مختلفة من أوراق نباتية وصلبان ‪.‬‬

‫حتقيق عبد السالم ومناف األحمد‬ ‫مكتب دمشق‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر مناطق‬

‫مركز باب الهوى الحدودي‬ ‫المهندس فرج النايف‪ :‬بوابة سورية على تركيا وأوروبا‬

‫يعتبر مركز باب الهوى احلدودي بوابة سوريا األولى‬ ‫على تركيا وأوروبا‪ ،‬ويسجل فيه أكبر عدد من القادمني‬ ‫واملغادرين ويشهد مركز باب الهوى اجلمركي ازدحاما ً‬ ‫شديدا ً بني البلدين لكثرة سيارات الشحن التي‬ ‫ترتاده‪ ،‬ومجهز مبركز إسعاف ومطعم وصالة خدمات‬ ‫للمسافرين وكذلك يقع داخل حرم احلدود مركز‬ ‫للسوق احلرة ‪.‬‬ ‫تبعد باب الهوى حوالي ‪ 50‬كم في الشمال الشرقي‬ ‫حملافظة حلب‪ ،‬وذلك على الطريق الرومانية الواصلة‬ ‫بني مدينتي حلب وأنطاكيا وتبعد عن مدينة إدلب‬ ‫حوالي ‪ 35‬كم‪ ،‬وتوجد بالقرب من باب الهوى بعض‬ ‫اآلثار مثل أعمدة كنيسة تعود للقرن الرابع امليالدي‬ ‫والقوس احلجري الذي يرجع تاريخه للقرن السادس‬ ‫امليالدي‪ ،‬ويسجل فيه أكبر عدد من القادمني واملغادرين‬ ‫ويشهد مركز باب الهوى اجلمركي ازدحاما ً شديدا ً بني‬ ‫البلدين لكثرة سيارات الشحن التي ترتاده ‪.‬‬ ‫“منبر التوحيد” زارت مركز باب الهوى احلدودي‬ ‫وشاهدت القوافل الكبيرة التي تعبر احلدود ذهابا ً وإيابا ً‬ ‫مع ما يقدمه القائمون على عمل املركز من تسهيالت‬ ‫لعبور القوافل واملواطنني املغادرين والقادمني‪ ،‬وقد‬ ‫توجهنا إلى مبنى إدارة املركز والتقينا املهندس فرج‬ ‫النايف مدير مركز باب الهوى احلدودي والذي حدثنا‬ ‫عن أهمية هذا املركز كنقطة عبور دولية وعن أهم‬ ‫اخلدمات التي يقدمها املركز لكافة املواطنني الذين‬ ‫يؤمون املركز فكان لنا معه اللقاء التالي‪:‬‬ ‫حدثنا بلمحة عامة عن املركز وعن اخلدمات التي‬ ‫تقدمونها للمواطنني؟‬ ‫هو إحدى بوابات العبور األساسية ونافذة حضارية‬ ‫إلى تركيا والعالم‪ ،‬وهو صرح حضاري يسهم في‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫استقبال القادمني واملغادرين والسياح العرب واألجانب‬ ‫وتقدمي كافة اخلدمات الالزمة لهم‪ ،‬ويقع املركز على‬ ‫مساحة حوالي ‪ 230‬دومن منسقة ومنظمة تتضمن‬ ‫العديد من الساحات لتجميع قوافل الشحن إضافة‬ ‫إلى احلدائق اجلميلة وإلى كافة املرافق التي تترك‬ ‫انطباعا ً جميالً عند السائح األجنبي واحمللي إذ يشهد‬ ‫املركز حركة سياحية نشطة للعرب واألجانب‪.‬‬ ‫ويتضمن املركز العديد من جهات القطاع العام‬ ‫واخلاص الذي يهدف عملها إلى سرعة عبور املسافرين‬ ‫إضافة إلى عمليات تخليص البضائع لداخل القطر‬ ‫والعابرة إلى البلدان اجملاورة‪ ،‬مثل اجلمارك – الهجرة ‪-‬‬ ‫احلجر النباتي والبيطري ‪ -‬الطاقة الذرية ‪ -‬السياحة‬ ‫ املصرف التجاري ‪ -‬احتاد شركات التأمني ‪ -‬إضافة إلى‬‫املركز الصحي‪ ،‬ومركز خدماتي لتأمني كافة متطلبات‬ ‫املركز من صيانة ونظافة وبنى حتتية‪ ،‬كما يتضمن‬ ‫املركز سوق حرة ومطعم ومسجد‪ ،‬إضافة إلى عدد‬ ‫من شركات النقل والتخليص اجلمركي‪ ،‬كما نقوم‬ ‫بالعناية بالنظافة واحلدائق وكافة املرافق األمر الذي‬ ‫يعكس الطابع احلضاري لبوابة سورية الشمالية ‪.‬‬ ‫ما هي مشاريعكم املستقبلية لتطوير الواقع‬ ‫احلالي للمركز؟‬ ‫يجري العمل على بناء تصوينة للمركز واملباشرة‬ ‫بإنشاء بوابات جديدة إضافة الستبدال كافة األرصفة‬ ‫لكامل املركز واستبدال بالط املبنى املركزي‪ ،‬وصيانة‬ ‫املطعم وعلى تأهيل مبنى شركات التخليص القدمي‬ ‫الستخدامه كمركز صحي‪ ،‬والعمل على صالة‬ ‫النافذة الواحدة ألعمال تخليص البضائع إضافة إلى‬ ‫سكن املوظفني‪ ،‬حيث بلغت الكلفة التقديرية لهذه‬ ‫املشاريع ما يقارب ‪ 150‬مليون ليرة سورية‪ ،‬وإنشاء‬

‫‪72‬‬

‫قاعة شرف مع كافة مستلزماتها إضافة إلنشاء‬ ‫دورات مياه جديدة للمبنى املركزي ‪.‬‬ ‫أما مشاريعنا املستقبلية فتكمن في تزفيت شوارع‬ ‫املركز كاملة واستبدال اإلنارة احلالية بأبراج إنارة مع‬ ‫إنارة تزيينيةسس للشوارع واحلدائق ‪.‬‬ ‫ما هو معدل احلركة الوسطية للمركز؟‬ ‫شهد املركز خالل الفترة املاضية حركة جتارية‬ ‫وسياحية ناشطة من خالل التسهيالت املقدمة‬ ‫وخاصة بعد إلغاء سمات الدخول بني كل من تركيا‬ ‫وسورية‪ ،‬فقد بلغ عدد القادمني عبر املركز منذ بداية‬ ‫العام احلالي ‪ 103‬آالف و ‪ 736‬شخصاً‪ ،‬ووسطيا في‬ ‫املوسم السياحي يتم عبور حوالي ‪ 8000‬مسافرا ً‬ ‫يوميا ً بني قادم ومغادر‪ ،‬وحوالي ‪ 400‬شاحنة يوميا ً‬ ‫بني قادم ومغادر أيضا ً ‪.‬‬ ‫كيف كانت زيارة السيد احملافظ األخيرة للمركز؟‬ ‫ومن خالل اجلولة األخيرة التي قام بها محافظ ادلب‬ ‫املهندس خالد األحمد على املركز أكد على تكثيف‬ ‫اجلهود لتسهيل إجراءات املغادرين والقادمني وتسهيل‬ ‫عبور الشاحنات واملواطنني والقوافل واجملموعات‬ ‫السياحية والتعامل مع القادمني واملغادرين بشكل‬ ‫حضاري وخاصة أن املركز يشهد حركة سياحية‬ ‫نشطة للقادمني العرب واألجانب‪ ،‬والعمل على إجناز‬ ‫كافة املعامالت املطلوبة بأسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫وقد أكد على ضرورة حتديث أجهزة احلواسيب في‬ ‫مركز الهجرة واجلوازات وكوة املصرف التجاري واالهتمام‬ ‫ببوابات العبور واحلدائق وحتسني واقع اإلنارة‪.‬‬

‫حتقيق‪ :‬عبد املناف األحمد –‬ ‫مكتب دمشق‬


‫الصناعية السورية «شيرين حجار» ‪ :‬سأكون صوت المرأة في مجلس الشعب‬ ‫جتاوزت املرأة السورية في السنوات العشر‬ ‫األخيرة النظرة الضيقة إليها ككائن قاصر يجب‬ ‫أن يبقى رهني مظلة احلماية الذكورية املدعية‪،‬‬ ‫وبينما اعتلت أرقى املناصب في التعليم والسياسة‬ ‫والقضاء‪ ،‬وتساهم بـ ‪ %14‬في مجال الصناعة وفي‬ ‫القطاع العام أكثر من عشرين باملائة ‪.‬‬ ‫ودخلت املرأة السورية مجال األعمال بعد أن‬ ‫خاضت معارك احلياة السياسية واالقتصادية‬ ‫واألدبية ولم يعد أي مجال من مجاالت احلياة حكرا ً‬ ‫على الرجال فصار للمرأة قول في كل ناحية من‬ ‫النواحي ووصلت بل وشغلت مناصب كانت حتى‬ ‫حني حكرا ً على الرجال‬ ‫هذه املرأة رجل األعمال عضو في مجلس إدارة‬ ‫غرفة صناعة حمص ورئيسة جلنة التجارة الداخلية‬ ‫في سوريا وخريجة قسم الكيمياء التطبيقية‬ ‫في جامعة حلب ‪ 2004‬إنها «شيرين حجار» مدير‬ ‫عام شركة حجار لصناعة املواد الطبية في املدينة‬ ‫الصناعية بحسياء في حمص‪.‬‬ ‫«منبر التوحيد» التقت السيدة شيرين حجار‬ ‫وكان لها هذا اللقاء ‪:‬‬ ‫األعمال التي قمت بها أو شغلتيها؟‬ ‫كنت أعمل في جتارة املواد الكيميائية في محل‬ ‫جتارة لتجارة املواد الكيميائية جملة ومفرق‪ .‬عملت‬ ‫في عدة مصانع أدوية وزيوت وحصلت على عدة‬

‫شهادات تقديرا ً إلخالصي في عملي وإجنازه وإجناحه‬ ‫بالشكل املطلوب‬ ‫واآلن ماذا تعمل السيدة شيرين؟‬ ‫بعد سلسلة األعمال تلك توجهت إلى عملي‬ ‫اخلاص وذلك من خالل استثمار مصنع في املدينة‬ ‫الصناعية في حسياء‪ ،‬واآلن أنا مدير عام شركة‬ ‫حجار لصناعة املواد الطبية والبشرية واملعقمات‬ ‫واملطهرات‪ ،‬وهي شركة خاصة بي‬ ‫ما هو واقع العمل في املدينة الصناعية؟‬ ‫تقوم املدينة الصناعية بتسهيالت كثيرة وتشجع‬ ‫جميع املستثمرين العرب إلقامة املشاريع فكل‬ ‫املوظفني يقومون بأداء واجبهم من خالل تسيير‬ ‫املعامالت جلميع املستثمرين دون أي إعاقة وهناك‬ ‫املكتب االستشاري في املدينة الصناعية والذي‬

‫يقوم بتوجيه وتقدمي النصائح للمستثمرين وإعادة‬ ‫دراسة اجلدول االقتصادي ملشاريع املستثمرين‪.‬‬ ‫وماذا عن غرفة صناعة حمص؟‬ ‫احلقيقة أن رئيس الغرفة املهندس لبيب اإلخوان‬ ‫يشجع السيدات على الصناعات ويقوم بإيصال‬ ‫أصواتهن إلى اجلهات املسؤلة واملعنية‪ ،‬كما ال يبخل‬ ‫مب ِد يد العون واملساعدة جلميع أعضاء الغرفة بشكل‬ ‫عام وعلى وجه اخلصوص السيدات الصناعيات‪،‬‬ ‫ويحضر جميع املؤمترات وله مواقف انسانية كثيرة‬ ‫وعظيمة‪ ،‬ومن خالل مجلتكم املوقرة أتوجه إليه‬ ‫بالشكر اجلزيل ‪.‬‬ ‫كلمة أخيرة! ما هي طموحات السيدة‬ ‫الصناعية شيرين حجار؟‬ ‫أطمح ألن أكون ممثلة جلماهير النساء جميعا ً‬ ‫والصناعيات خصوصا في مجلس الشعب ألكون‬ ‫صوتهم الصادق وضميرهم احلي وكلمتهم‬ ‫الصادقة ‪.‬‬ ‫وطموحي كبير بتحقيق اإلجنازات واملناصب‬ ‫العليا وكلما ارتقيت درجة أطمح لتحقيق درجة‬ ‫أعلى وهذه خصلة من خصال اإلنسان الطموح‬ ‫وطموحاتي ال يحدها حد أو سقف‪.‬‬

‫حوار‪ :‬عبد املناف األحمد ‪-‬‬ ‫مكتب دمشق‬

‫مهرجان تدمر للثقافة والفنون ‪2010‬‬ ‫من عمق التاريخ وتألق حضارة الشرق وعلى املسرح‬ ‫الروماني الذي بقي شاهدا ً على عظمة أجدادنا‬ ‫ومدرجاته‪ ،‬ترسخ معاني قيمنا ويرسم كل عامود فيه‬ ‫خلود املاضي اجمليد بهذا األلق األثري ورونق إبداع الشرق‪،‬‬ ‫انطلقت فعاليات الثقافية والفنية ملهرجان تدمر‬ ‫لعام ‪ 2010‬بنسخته الرابعة ‪.‬‬ ‫وفي كلمة حملافظ حمص‪ ،‬رئيس اللجنة العليا‬ ‫للمهرجان‪ ،‬املهندس محمد إياد غزال أكد فيها على‬ ‫أهمية مهرجان تدمر للنهوض بالواقع السياحي‬ ‫واحلضاري الذي هو حلقة من حلقات البناء التنموي‬ ‫الذي بدأ به في مدينة تدمر ومحيطها وعلى مستوى‬ ‫محافظة حمص فلم يعد ذلك حلما ً كما كان بل‬ ‫أصبح واقعا ملموساً‪.‬‬ ‫وقد انطلق ضمن فعاليات مهرجان تدمر امللتقى‬ ‫اإلعالمي الدرامي األول بندوة حوارية بعنوان دور الدراما‬ ‫في خدمة الترويج السياحي أدارها األستاذ أحمد‬ ‫قصار وحضر فيها اخملرج الليث حجو واملنتج أديب خير‬ ‫بحضور عدد كبير من الفنانني السوريني والعرب‪ ،‬وقد‬ ‫اجتمع الفنانون على أنه ال يوجد دراما هدفها الترويج‬ ‫السياحي بل هي حتصيل حاصل‪.‬‬ ‫وقد مت تكرمي اإلعالمي والشاعر اللبناني زاهي وهبي‪،‬‬ ‫وفي اليوم الثاني للملتقى اإلعالمي أقيمت ندوة‬ ‫بعنوان تدمر االستديو املفتوح حتدث فيها اإلعالمي‬

‫حسن يوسف‪ ،‬والناقد خلدون عليا الذين أكدوا على‬ ‫أهمية تدمر إال أنها بحاجة لبعض الشروط واملقومات‬ ‫لتصبح استديو مفتوح‪.‬‬ ‫وقد حضر الندوة الدكتور فايز سليمان نائب رئيس‬ ‫املكتب التنفيذي مبجلس احملافظة‪.‬‬ ‫كما متّ تكرمي فنان الشعب رفيق السبيعي ملسيرة‬ ‫عمله الطويل‪ ،‬ومت تكرمي عدد من الفنانني السوريني‬ ‫والعرب‪ ،‬وقد كان جميع املدعوين على موعد مع‬

‫‪73‬‬

‫األجواء التراثية في اخليمة التدمرية التي قدم فيها‬ ‫العرس التدمري واألكالت الشعبية وقد أحيا احلفل‬ ‫الفني الفنان وفيق حبيب ‪.‬‬ ‫وفي ختام فعاليات املهرجان قدم على املسرح‬ ‫الروماني احللقة األخيرة من برنامج حتدي النجوم‬ ‫وكرمت الفنانة صفاء سلطان لفوزها بالبرنامج‪.‬‬

‫حياة عواد – مكتب دمشق‬ ‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫ذكرى‪ /‬منبر رأي‬

‫في الذكرى األربعين للحركة التصحيحية في سوريا‬

‫فعل تاريخي غ ّير واقعنا‬

‫التصحيح فعل تاريخي غير واقع‬ ‫قطرنا العربي السوري وارسي فيه أفق‬ ‫للحياة مبختلف جوانبها السياسية‬ ‫واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬إنه الفعل‬ ‫التاريخي الذي خلق أرضية االستقرار‬ ‫واألمن والرؤية الواضحة للمستقبل‪....‬‬ ‫الفعل الذي سورته وحمته إرادة‬ ‫وضمير جماهير األمة‪.‬‬ ‫ولعل من سمات هذه احلالة االيجابية‬ ‫في عملية وضع األسس خللق واقع أفضل‬ ‫ومستقبل زاهر مرتسماتها على األرض‬ ‫وكما أرادها القائد الراحل حافظ األسد‬ ‫مفجر التصحيح وجذرها وأعلى بنيانها‬ ‫الرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫ومن املترسمات‪:‬‬ ‫ صناعة دولة القانون واملؤسسات‪.‬‬‫ احلفاظ على الهوية األمة واستعادة‬‫احلقوق املهدورة والعمل على حتقيق‬ ‫السالم العادل والشامل وليس التسويات‬ ‫الوقتية‪.‬‬ ‫ احترام مبدأ السيادة وعدم السماح‬‫بالتدخل بالشؤون الداخلية للقطر‪.‬‬ ‫ العمل على تعميق قيم املواطنة‬‫ونشر ثقافتها‪.‬‬ ‫ التأكيد على الوحدة الوطنية وضرورة‬‫زيادة تعاضد وتالحم أبناء اجملتمع‪.‬‬ ‫ العمل على إشراك اجلميع ومبسؤولية‬‫وفاعلية في شؤون البالد‪....‬‬ ‫ التأكيد على أن املكاشفة واملصارحة‬‫واحلوار الهادف ومكافحة الفساد واحلفاظ‬ ‫على املال العام هي من مقتضيات عملية اإلصالح‬ ‫والتطوير والتحديث‪.‬‬ ‫وإننا نعتبر ومن خالل استحضار موجبات قيام‬ ‫التصحيح بأنه ضرورة حاضرة في قاموس الوطن‬ ‫الذي حتكمه إرادة الشعب والقرار املصان املستقل‬ ‫الذي يعبر عن السيادة الوطنية‪.‬‬ ‫إن ذلك هو بعض من رؤية ونهج الرئيس بشار‬ ‫األسد الذي صنع عقلية نقدية علمية بأفق‬ ‫حداثي وهو مستمر في التأكيد على الثوابت‬ ‫واألساسيات في حياة األمة والشعب مقدما‬ ‫مضامني عصرية مرنة ملعظم القضايا األمر‬ ‫الذي جعله شخصية فذة جتمع عليها جماهير‬ ‫األمة العربية وتنتزع احترام العالم بأسره ‪.‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫هذه احلالة دفعت املتضررين من هذا‬ ‫املوقف وفي مقدمتهم أميركا والكيان‬ ‫الصهيوني الستهداف سوريا والضغط‬ ‫عليها ومحاربتها واستصدار قرارات دولية‬ ‫حتى تخدم ذلك‪....‬‬ ‫هذا كله ألن الرئيس بشار األسد يحمل‬ ‫مشروعا ً نهضويا ً حقيقيا ً لألمة العربية‬ ‫ويضع آليات املواجهة والصمود فضال‬ ‫عن التشخيص الدقيق للواقع والرؤية‬ ‫الصائبة للمشهد السياسي دوليا‬ ‫وإقليميا ومحليا ‪...‬‬ ‫فالقرار الوطني لدى القائد بشار األسد‬ ‫والسيادة الوطنية هما االعتبار األقدس‬ ‫واألعلى وأدلت ذلك يقينية واضحة‬ ‫للجميع ‪.‬‬ ‫فمصلحة الوطن وقضايا األمة هي‬ ‫الرائد واالعتبار الذي يدفع للقرار ‪.‬‬ ‫ولعل ملف العالقات األخوية التركية‬ ‫السورية وما شهده من تقدم رائع أثلج‬ ‫صدور الشعبني في سوريا وتركيا خير‬ ‫دليل إضافة لنزاع صواعق وفتائل احلرائق‬ ‫التي مت اصطناعها من األمريكان والصهاينة‬ ‫ومن يدور في فلكها دليل آخر ‪.‬‬

‫عضو مجلس الشعب‬ ‫احملامي أحمد حاج سليمان‬ ‫إن املتحصل من ذلك هو احلالة التي تتصف‬ ‫باالستمرارية والدميومة ملا حتمله من نهج قابل‬ ‫للحياة متجدد وغير منغلق منفتح متبصر‬ ‫بواقعه قارئ وبحدسية عالية للمستقبل‪.‬‬ ‫ومن هنا وتأسيسا على هذه املبدئيات‬ ‫واملواقف التي عنوانها احلفاظ على احلقوق‬ ‫واحلريات وكرامة األمة وسيادتها والعمل على‬ ‫استعادة املهدور من حقوقها فضال عن حترير‬ ‫أراضيها املغتصبة في مقدمتها اجلوالن السوري‬ ‫احملتل يضاف لذلك االنتصار لقضايا األمة في‬ ‫كل أنحاء الوطن العربي من فلسطني إلى‬ ‫العراق إلى السودان ‪.....‬‬ ‫ويتالزم ذلك مع دعم املقاومة بدون حدود ‪...‬‬

‫‪74‬‬

‫إننا نقرأ في ذكرى التصحيح مزيدا‬ ‫من العمل بعقل علمي نقدي مفتوح‬ ‫ونضع نصب أعيننا دور أساسي في بناء‬ ‫الوطن مؤمنني بنهج الرئيس بشار األسد‪،‬‬ ‫عاملني على احترام وتطبيق مبدأ سيادة‬ ‫القانون‪ ،‬مرتهنني لصالح قضايا الوطن‬ ‫واألمة‪ ،‬مدافعني عن شرف األمة وتراثها‬ ‫ووحدتها ‪ -.‬في ذكرى التصحيح ‪:‬‬ ‫ حتية لروح مفجر التصحيح القائد الراحل‬‫حافظ األسد‪.‬‬ ‫ حتية لروح شهداء األمة ولكل املؤمنني بأن‬‫نهوض األمة الزمة لصيقة بحياة أبناءها‪.‬‬ ‫ حتية جملزر النهج وباني اجملد‪ ،‬ومحصن املوقف ‪،‬‬‫وباعث التفاؤل الرئيس بشار األسد‪.‬‬ ‫عهدا ً على الوفاء عهدا قوامه القول والفعل‪.‬‬

‫رئيس فرع نقابة احملامني‬ ‫في حلب‬


‫ّ‬ ‫التوهج واأللق واإلنجازات‬ ‫أربعون عاماً من‬

‫التصحيح مسيرة عطاء مستمر‬ ‫مسيرة العطاء التي انطلقت صبيحة السادس‬ ‫عشر من تشرين الثاني عام ‪ 1970‬معلنة فجر‬ ‫احلركة التصحيحية اجمليدة بقيادة القائد اخلالد‬ ‫حافظ األسد ال تزال تتوهج عاما بعد عام حاملة‬ ‫معها االجنازات والعطاءات التي تعم أرجاء الوطن‬ ‫حيث لم تبق قرية وال مزرعة صغيرة إال كان لها‬ ‫نصيبها من تلك االجنازات على صعيد مشاريع‬ ‫البنية التحتية وتوفير أفضل اخلدمات وبأيسر‬ ‫السبل والتي انعكست باخلير على اجلميع ‪.‬‬ ‫مسيرة التصحيح املتوهجة التي طرقت كل‬ ‫األبواب من صحة وتربية وخدمات وكهرباء ومياه‬ ‫إلى تطوير القوانني والتشريعات التي حملت‬ ‫معها اخلير ألبناء سورية ودخول االستثمارات‬ ‫وإقامة املشاريع العمالقة كلها شواهد على هذه‬ ‫املسيرة التي ال تزال حتمل الكثير من االجنازات‬ ‫ولعل إحداث الكليات اجلامعية وما وفرته من‬ ‫فرص التعليم اجلامعي ألبناء احملافظة هو عطاء‬ ‫عم اجلميع والبدء بتنفيذ العديد من األبنية‬ ‫اجلامعية ‪.‬‬ ‫ومن خالل نظرة سريعة وباألرقام إلى واقع‬ ‫محافظة إدلب الذي كانت عليه في العام ‪1970‬‬ ‫وما هي عليه اليوم نرى حجم اإلجنازات الشامخة‬ ‫التي حتققت على أرض الواقع فمن ‪ 178‬سريرا ً‬ ‫في مشافي احملافظة و‪ 53‬طبيبا ً إلى ‪ 1100‬سريرا ً‬ ‫و‪ 1150‬طبيبا ً ومن ‪ 16‬مركزا ً صحيا ً إلى ‪ 87‬مركز‬ ‫صحي و‪ 29‬نقطة طبية ‪.‬‬ ‫ومن ‪ 588‬كم طول الشبكة الطرقية املعبدة‬ ‫إلى ‪ 3958‬كم ومن مقسمني للهاتف إلى ‪73‬‬ ‫مقسما ً سعتها ‪ 333‬ألف رقم ومن‪ %32‬نسبة‬ ‫املستفيدين من املياه إلى ‪ %90‬ومن ‪ 22‬جتمعا ً‬ ‫سكانياًُ منارا بالكهرباء إلى ‪ 968‬جتمعا و‪341‬‬ ‫ألف مشترك‪.‬‬ ‫ومن ‪ 449‬مدرسة و‪ 2166‬قاعة صفية إلى ‪1400‬‬ ‫مدرسة و‪ 12490‬قاعة صفية ومن ‪ 63500‬تلميذ‬ ‫إلى ‪ 407‬أالف طالب ومن ثالثة مراكز ثقافية إلى‬ ‫‪ 28‬مركز ثقافي ‪.‬‬ ‫هي إذا بعض املؤشرات على التطور الكمي‬ ‫والنوعي في اخلدمات والبنية التحتية في‬ ‫احملافظة ‪.‬‬ ‫وعلى صعيد املنشآت الصناعية والشركات‬ ‫واملعامل فجميعها كانت في عهد التصحيح‬ ‫حيث كان إنشاء مطحنة إدلب وتشغيل معمل‬ ‫سكر الغاب وإنشاء محلج املعري وصوامع‬ ‫احلبوب وشركتي الغزل واخليوط القطنية ووحدة‬ ‫الكونسروة وغيرها من شركات القطاع العام‬

‫التي وفرت آالف فرص العمل ألبناء احملافظة ‪.‬‬ ‫وعلى صعيد املشاريع االستراتيجية في‬ ‫احملافظة فهي أيضا متنوعة وتزيد كلفتها عن ‪22‬‬ ‫مليار ليرة سورية ويأتي في مقدمة هذه املشاريع‬ ‫مشروع مياه عني الزرقا الذي سيروي نحو ‪ %71‬من‬ ‫سكان احملافظة ‪ %51‬في مرحلته األولى و‪ %20‬من‬ ‫مرحلته الثانية ويتوقع أن تصل كلفة املشروع‬ ‫إلى خمسة مليارات ليرة ‪.‬‬ ‫ومشروع سد وادي األبيض الذي يبلغ حجمه‬ ‫التخزيني ‪ 87‬مليون متر مكعب من مياه الري‬ ‫وسيروي نحو ‪10‬آالف هكتار من أراضي جسر‬ ‫الشغور ‪ ،‬ويتوقع أن تصل كلفته إلى ‪ 2.5‬مليار‬ ‫ليرة سورية ومشروع ري سهل الروج ‪.‬‬ ‫وهناك مشروع للتخلص من النفايات الصلبة‬ ‫ويتألف من أربع مطامر صحية و‪ 11‬محطة‬ ‫ترحيل ومحطة اوتو غالف ملعاجلة النفايات‬ ‫الطبية بكلفة تقديرية تصل إلى ‪ 2.5‬مليار ليرة‬ ‫سورية ‪.‬‬ ‫وفي مجال الصرف الصحي أجنز منذ بداية‬ ‫العام ‪ 23 / 2006‬مشروعا ً كلفتها ‪ / 706 /‬ماليني‬ ‫ليرة سورية وهناك ‪ 12‬مشروعا ً قيد االجناز كلفتها‬ ‫‪ 753‬مليون ليرة ‪ ،‬كما مت البدء بتنفيذ محطة‬ ‫معاجلة في معرة النعمان وفي معرمتصرين‬ ‫وإكمال أعمال محطة ادلب بكلفة ‪ 2.5‬مليار‬ ‫ليرة سورية ‪ ،‬إضافة للتعاقد على تنفيذ محطة‬ ‫معاجلة كفرتخارمي بـ ‪ 250‬مليون ليرة والتعاقد‬ ‫على تنفيذ خمس محطات صغيرة بكلفة ‪100‬‬

‫‪75‬‬

‫بقلم املهندس خالد األحمد‬ ‫مليون ليرة سورية كما أن هناك العديد من احملطات‬ ‫التي هي قيد التعاقد أو اإلعالن أو الدراسة ‪ ،‬وقد أدت‬ ‫هذه املشاريع إلى زيادة نسبة تخدمي بالصرف الصحي‬ ‫لتصل إلى ‪. % 69‬‬ ‫أما في مجال الصحة وبعد أن مت افتتاح مشفيي‬ ‫جسر الشغور ومعرة النعمان بطاقة استيعابية قدرها‬ ‫‪ 200‬سرير لكل منها ‪ ،‬ويجري حاليا ً تنفيذ مشفى ابن‬ ‫سينا في مدينة ادلب بسعة ‪ 240‬سرير وبكلفة اجناز‬ ‫وجتهيز تصل إلى ‪ 2.5‬مليار ليرة سورية ‪ ،‬وكذلك تنفيذ‬ ‫القسم األكبر من أعمال بناء مشفى أريحا وبكلفة‬ ‫‪ 270‬مليون ليرة سورية ‪.‬كما مت اإلنفاق االستثماري من‬ ‫بداية اخلطة اخلمسية التاسعة عام ‪ 2001‬إلى ‪2010‬‬ ‫فقد بلغ حوالي ‪ 31‬مليار ليرة جلهات اإلدارة احمللية ومياه‬ ‫الشرب والزراعة واملوارد املائية والكهرباء واالتصاالت‬ ‫والصرف الصحي في حني أن املشاريع املقترحة في‬ ‫اخلطة اخلمسية احلادية عشر في مجال جهات اإلدارة‬ ‫احمللية تزيد كلفتها عن ‪ 23‬مليار ليرة سورية ‪.‬‬ ‫ويبقى كل ما ذكر غيض من فيض االجنازات‬ ‫والعطاءات التي تشهدها سورية في مسيرة التطوير‬ ‫والتحديث على نهج التصحيح بقيادة الرئيس الدكتور‬ ‫بشار حافظ األسد ‪.‬‬

‫محافظ إسدلب‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر صحة‬

‫التغذية وفقر الدم‬ ‫يشكل الدم حوالي ‪ % 8‬من الوزن اإلجمالي‬ ‫لإلنسان الراشد‪ ،‬أي ما يعادل خمسة ليترات‬ ‫تقريباً‪ .‬يتألف هذا السائل من مصل الدم (بالزما)‬ ‫الذي يشكل ‪ % 54.3‬منه ‪ ،‬كريات الدم احلمراء‬ ‫التي تشكل ‪ % 45‬منه‪ ،‬وكريات الدم البيضاء التي‬ ‫تشكل ‪ % 0.7‬منه‪ .‬يلعب الدم عدة أدوار رئيسية‪،‬‬ ‫فهو ينقل املواد إلى اخلاليا أهمها األوكسيجني‪،‬‬ ‫يحمل العناصر الغذائية كالسكر‪ ،‬األحماض‬ ‫الدهنية‪ ،‬األحماض األمينية‪ ،‬املعادن والفيتامينات‪،‬‬ ‫يخ ّلص اجلسم من الفضالت كثاني أوكسيد‬ ‫الكربون‪ ،Urea ،Acid Lactic ،‬يؤمن جريان كريات‬ ‫الدم البيضاء واألجسام املضادة املهمة لعمل‬ ‫جهاز املناعة‪ ،‬يحافظ على حرارة اجلسم‪ ،‬يحافظ‬ ‫على نسبة احلموضة والقلوية‪ ،‬ينقل الهرمونات‬ ‫إلى مختلف أنحاء اجلسم‪ ،‬يساعد على شفاء‬ ‫اجلروح ومنع النزيف بواسطة التخثر‪.‬‬ ‫يقوم كل نوع من خاليا الدم بوظائف معينة‪:‬‬ ‫فتلعب خاليا الدم البيضاء دورا ً أساسياً‪ ،‬كجزء‬ ‫مهم من جهاز املناعة‪ ،‬في محاربة البكتيريا‪،‬‬ ‫الفيروسات‪ ،‬اخلاليا امليتة‪ ،‬وغيرها من األجسام‬ ‫الغريبة‪ .‬أما اخلاليا التي تعرف بصفائح الدم‪،‬‬ ‫فهي مسؤولة عن تخثر الدم ومنع النزيف في‬ ‫حال تضرر األوعية الدموية‪ .‬وبالنسبة خلاليا الدم‬ ‫احلمراء‪ ،‬فهي التي تعطي اللون األحمر للدم‬ ‫ألنها حتتوي على الهيموغلوبني ‪ -‬املادة التي‬ ‫حتمل األوكسيجني وتنقله إلى اخلاليا‪ -‬وهي التي‬ ‫تتأثر مبرض فقر الدم‪ .‬كما حتمل هذه اخلاليا على‬ ‫سطحها ما يعرف باﻠ (‪ )Glycoprotein‬الذي‬ ‫يحدد فئة دم األشخاص‪.‬‬ ‫(جدول رقم “‪ :”1‬معدل الهيموغلوبني‬ ‫والهيماتوكريت )‬ ‫يعد فقر الدم من أمراض سوء التغذية األكثر‬

‫شيوعا ً في العالم‪ ،‬وهو من املشاكل الصحية‬ ‫الرئيسية املتعلقة بالغذاء‪ ،‬والتي لها أثر‬ ‫سلبي على صحة الفرد واجملتمع‪ .‬هناك ‪% 7‬‬ ‫من األطفال و ‪ % 10 – 4‬من الراشدين يعانون‬ ‫فقر الدم‪ .‬وبحسب منظمة الصحة العاملية‪ ،‬إن‬ ‫فقر الدم هو انخفاض نسبة الهيموغلوبني في‬ ‫الدم عن معدل معني (جدول رقم ‪ .)1‬ينتج هذا‬ ‫اإلنخفاض عن نقص في العناصر التي تدخل‬ ‫في تكوين الهيموغلوبني أو تلك التي تساعد‬ ‫على تكوينه‪ .‬أهم هذه العناصر‪ :‬احلديد‪ ،‬حمض‬ ‫الفوليك‪ ،‬فيتامني ‪ ،B12‬فيتامني ‪ ،C‬فيتامني ‪،B6‬‬ ‫النحاس والزنك‪ .‬يتم اكتشاف هذا املرض من‬ ‫خالل فحص معدل الهيموغلوبني ونسبة اخلاليا‬ ‫احلمراء في الدم‪ ،‬ويتم تشخيصه عندما ينخفض‬ ‫معدل الهيموغلوبني عن ‪ dl/11g‬ونسبة كريات‬ ‫الدم احلمراء عن ‪.% 34‬‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫جدول رقم ‪ :1‬معدل الهيموغلوبين والهيماتوكريت‬ ‫معدل الهيموغلوبين (‪/g‬‬ ‫‪)dl‬‬

‫الفئة‬

‫‪16 – 11‬‬

‫األطفال‬ ‫الراشدين‪:‬‬ ‫الرجال‬ ‫النساء‬ ‫المرأة الحامل‬

‫‪18 -14‬‬ ‫‪15 – 12‬‬ ‫‪12 - 11‬‬

‫يعتبر نقص احلديد أول مسببات فقر الدم‪ ،‬إذ‬ ‫يشكل مادة ضرورية جدا ً لصناعة الهيموغلوبني‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن نقص احلديد يؤدي إلى نقص‬ ‫الهيموغلوبني‪ ،‬وبالتالي نقص كريات الدم احلمراء‪،‬‬ ‫مما يؤدي إلى فقر الدم‪.‬‬ ‫تكثر األسباب التي تؤدي إلى فقر الدم بنقص‬ ‫احلديد‪ .‬ينتج النقص في احلديد عند األطفال‬ ‫الذين يولدون قبل األوان (أقل من ‪ 37‬أسبوعا ً من‬ ‫احلمل)‪ ،‬وعند األطفال الذين يولدون أقل من ‪2.5‬‬ ‫كلغ‪ .‬كما ينتج النقص في احلديد أيضا ً عن عدم‬ ‫البدء بإدخال الطعام الصلب للطفل عند عمر‬ ‫ستة أشهر‪ ،‬أو اعتماد الطفل ‪ -‬بعد هذا العمر‪-‬‬ ‫على احلليب كغذاء أساسي‪ ،‬إذ أن احلليب يفتقر‬ ‫لعنصر احلديد‪ ،‬مينع امتصاص احلديد من الطعام‪،‬‬

‫‪76‬‬

‫نسبة كريات الدم‬ ‫الحمراء (‪)%‬‬ ‫‪hematocrit‬‬ ‫‪36 – 33‬‬ ‫‪52 – 38‬‬ ‫‪47 - 37‬‬ ‫‪33 - 32‬‬

‫ويحل محل أطعمة أخرى غنية بالعناصر‬ ‫الغذائية‪ .‬يؤدي إعطاء حليب البقر لألطفال‬ ‫قبل إكمال عامهم األول إلى تقرحات في اجلهاز‬ ‫الهضمي ينتج عنها فقدان للدم بسبب عدم‬ ‫القدرة على هضم احلليب‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬توجد أسباب أخرى تؤدي إلى‬ ‫فقر دم ناجت عن نقص احلديد تشمل سوء التغذية‪،‬‬ ‫النزيف وفقدان الدم عن طريق اجلهاز الهضمي‬ ‫أو غزارة الطمث‪ ،‬الطفيليات‪ ،‬األورام اخلبيثة‪،‬‬ ‫اإلسهال‪ ،‬البواسير‪ ،‬القرحة والتهاب املعدة‪ ،‬سوء‬ ‫اإلمتصاص واحلمل‪ .‬وينتج نقص احلديد خالل فترة‬ ‫احلمل بسبب متدد بالزما الدم‪ ،‬األمر الذي يخل‬ ‫بالتوازن بينها وبني كريات الدم احلمراء‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى أن كمية احلديد التي تستهلك خالل هذه‬


‫جدول رقم ‪ :2‬الحاجة اليومية للحديد‬

‫سنة – ‪ 3‬سنوات‬ ‫‪ 8 – 4‬سنوات‬ ‫‪ 13 – 9‬سنة‬ ‫‪ 18 – 14‬سنة‬ ‫‪ 50 – 19‬سنة‬

‫حاجة الرجال للحديد‬ ‫(ملغ)‬ ‫‪11‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪8‬‬

‫حاجة النساء للحديد‬ ‫(ملغ)‬ ‫‪11‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪18‬‬

‫أكثر من ‪ 50‬سنة‬

‫‪8‬‬

‫‪8‬‬

‫العمر‬ ‫‪ 12 -7‬شهراً‬

‫الفترة ال تكفي لتلبية حاجات األم واجلنني‪ .‬تؤدي‬ ‫بعض األمراض أيضا ً إلى فقر الدم كالسرطان‬ ‫والفشل الكلوي وأمراض اجلهاز الهضمي مثل‬ ‫الداء الزالقي (‪ )disease Celiac‬و(‪s’Crohn‬‬ ‫‪.)disease‬‬ ‫هناك الكثير من املؤشرات التي تدل على‬ ‫اإلصابة بفقر الدم أهمها‪ :‬قلة التركيز‪ ،‬دوار‪،‬‬ ‫شحوب اللون‪ ،‬أرق‪ ،‬ضعف مناعة وإلتهابات‬ ‫متكررة‪ ،‬فقدان شهية يؤدي إلى خسارة الوزن ‪،‬‬ ‫تقعر‬ ‫خمول وإرهاق‪ ،‬ضيق في التنفس‪ ،‬تع ّرق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األظافر)إنحنائها إلى األعلى) وسرعة دقات القلب‪.‬‬ ‫كما ميكن أن تترافق هذه العوارض مع تطور حالة‬ ‫تعرف بالوحم وهي اشتهاء مواد غريبة مثل‬ ‫الورق‪ ،‬الثلج والطني‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يؤدي فقر‬ ‫الدم عند األطفال إلى تراجع في القدرات العقلية‬ ‫والذهنية‪ ،‬وكذلك النشاط والنمو‪ .‬أما عند املرأة‬ ‫احلامل‪ ،‬فإن فقر الدم بنقص احلديد ميكن أن يعرض‬ ‫حياتها للخطر خالل الوالدة‪ ،‬كما يزيد من نسبة‬ ‫الوالدة قبل األوان‪ .‬وكلما زادت حدة فقر الدم‪،‬‬ ‫كلما ارتفعت نسبة تأخر منو اجلنني وخطر وفاته‬ ‫بعد الوالدة‪ .‬وجتدر اإلشارة إلى أن أعراض فقر الدم‬ ‫قد تكون خفيفة وميكن أن يعاني منها الشخص‬ ‫لسنني طويلة دون معرفة ذلك‪.‬‬ ‫(جدول رقم “‪ :”2‬احلاجة اليومية للحديد)‬ ‫مبا أن مرض فقر الدم يرتبط مباشرة بالغذاء‪،‬‬ ‫يجب اتباع نظام غذائي بإمكانه معاجلة نقص‬ ‫احلديد‪ .‬واجلدير بالذكر أن مادة احلديد تتوفر‬ ‫في الغذاء على شكلني‪ :‬الشكل األول هو‬ ‫احلديد الهيمي (‪ )Iron Heme‬الذي تبلغ نسبة‬ ‫امتصاصه ‪ ،% 25‬جنده بشكل خاص في اللحم‪،‬‬ ‫الدجاج والسمك‪ .‬أما الشكل الثاني فهو احلديد‬ ‫غير الهيمي (‪ )Iron heme-Non‬الذي تبلغ نسبة‬ ‫امتصاصه (‪ ،% )15 – 10‬وجنده في اخلضار الورقية‬ ‫اخلضراء (السبانخ‪ ،‬السلق‪ )... ،‬واحلبوب الكاملة‬ ‫والبقول (حمص‪ ،‬عدس‪ ،‬فول ‪ .)...‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫تعمل بعض العناصر في الطعام كمانع أو كمعزز‬ ‫المتصاص احلديد‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬وملعاجلة فقر الدم غذائياً‪ ،‬يجب‬ ‫استهالك األطعمة الغنية باحلديد‪ .‬فيمكن تناول‬ ‫اللحمة احلمراء (‪ )4 – 3‬مرات باألسبوع والبقول‬ ‫(عدس‪ ،‬حمص‪ ،‬فاصولياء) ثالث مرات في األسبوع‪.‬‬

‫ومن املستحسن إضافة العناصرالتي تزيد‬ ‫من امتصاص احلديد كالفيتامني ‪ C‬الذي جنده‬ ‫في الليمون احلامض‪ ،‬دبس الرمان‪ ،‬البرتقال‪،‬‬ ‫الكيوي‪ ،‬الفريز‪ ،‬البقدونس وغيره من اخلضار‬ ‫الورقية اخلضراء‪ .‬إذا كانت الوجبة األساسية‬ ‫خالية من اللحوم كالسبانخ مثالً‪ ،‬ميكن تناول‬ ‫كوبا ً من العصير الطازج أو طبقا ً من سلطة‬ ‫اخلضار الطازجة املتبلة بعصير الليمون احلامض‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى كونها غنية جدا ً باحلديد‪ ،‬حتتوي‬ ‫اللحوم على السيستيني وهو حمض أميني يعزز‬ ‫امتصاص احلديد املوجود في الطعام‪.‬‬ ‫أما العناصر التي متنع امتصاص احلديد من الطعام‬ ‫فهي األلياف املوجودة في نخالة القمح واألرز وفي‬ ‫البقول‪ .‬وميكن للكافيني أن يحد من امتصاص احلديد‪،‬‬ ‫لكن ال مانع من تناول القهوة والشاي باعتدال شرط‬ ‫تناولها بني الوجبات أو بعد ساعة من الوجبة على‬ ‫األقل‪ .‬كما يجب إبعاد مصادر الكالسيوم‪ ،‬من احلليب‬ ‫أو املكمالت‪ ،‬عن الوجبة الرئيسية ألنه يخفف من‬ ‫امتصاص احلديد أيضاً‪ .‬إلى جانب العالج الغذائي‪،‬‬ ‫يصف الطبيب في بعض احلاالت جرعات احلديد‬ ‫على شكل حبوب أو على شكل شراب لألطفال‪.‬‬ ‫(جدول رقم “‪ :”3‬كمية احلديد في بعض‬ ‫األطعمة)‬ ‫(رسم بياني‪:‬نسبة احلديد في املكمالت )‬ ‫ميكن أن ينتج فقر الدم أيضا ً عن نقص‬ ‫الفيتامني ‪ B12‬أو حمض الفوليك‪ .‬بالنسبة‬ ‫لفيتامني ‪ B12‬فيؤدي نقصه‪ ،‬إلى اإلحساس بوخز‬

‫جدول رقم ‪ :1‬معدل الهيموغلوبين والهيماتوكريت‬ ‫كمية الحديد‬ ‫‪ 4 – 2,5‬ملغ‬ ‫‪ 1,2 – 0,9‬ملغ‬ ‫‪ 1,3 – 1‬ملغ‬ ‫‪ 8,5‬ملغ‬ ‫‪ 1‬ملغ‬ ‫‪ 2‬ملغ‬ ‫‪ 3‬ملغ‬ ‫‪ 6,6‬ملغ‬ ‫‪ 3‬ملغ‬ ‫‪ 4 – 3‬ملغ‬ ‫‪ 0,7‬ملغ‬

‫نوع الطعام‬ ‫‪ 100‬غرام لحمة حمراء‬ ‫‪ 100‬غرام دجاج‬ ‫‪ 100‬غرام تونا‬ ‫‪ 100‬غرام كبد‬ ‫بيضة مسلوقة‬ ‫‪ 2/1‬كوب مشمش مجفف‬ ‫‪ 2/1‬كوب من البقول‬ ‫كوب عدس‬ ‫‪ 2/1‬كوب سبانخ‬ ‫كوب كورن فليكس بالحديد‬ ‫‪ 4/1‬رغيف خبز أبيض‬

‫‪77‬‬

‫حاجات المرأة‬

‫حاجات المرأة‬

‫الحامل (ملغ)‬

‫المرضع (ملغ)‬

‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬

‫في اليدين والقدمني‪ ،‬فقدان اإلحساس باللمس‪،‬‬ ‫صعوبة املشي‪ ،‬الهلوسة والفصام‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى فقر الدم‪ .‬نشاهد هذا النقص عند املسنني‬ ‫الذين تقل عندهم القدرة على امتصاص هذا‬ ‫الفيتامني‪ .‬ويكون العالج عادة بحقن الفيتامني‬ ‫‪ B12‬وزيادة استهالكه من الطعام‪ .‬يعاني من‬ ‫هذا النقص أيضا ً النباتيون الذين ال يستهلكون‬ ‫املصادر احليوانية إطالقا ً ألن فيتامني ‪ B12‬متوفر‬ ‫فقط في األطعمة احليوانية كاللحوم‪ ،‬احلليب‬ ‫ومشتقاته‪ ،‬البيض والكبد‪.‬‬ ‫أما نقص حمض الفوليك‪ ،‬فنراه بشكل خاص‬ ‫عند احلوامل واملسنني‪ .‬لذلك على املرأة احلامل أن‬ ‫تتناول كميات كافية من هذا الفيتامني لتفادي‬ ‫فقر الدم والتشوهات اخللقية عند اجلنني‪ .‬جند‬ ‫حمض الفوليك في اخلضار الورقية اخلضراء‬ ‫(سبانخ‪ ،‬هندبة ‪ ،)...‬البرتقال وعصير البرتقال‪،‬‬ ‫الكبد‪ ،‬الفاكهة (املوز والفريز)‪ ،‬البروكولي‬ ‫وامللفوف‪.‬‬

‫ال شك أن اإلصابة بفقر الدم لها عواقب‬ ‫صحية كبيرة خاصة عند املرأة احلامل‬ ‫واألطفال واملراهقني‪ .‬لذلك‪ ،‬يجب على‬ ‫املرأة احلامل أن تتناول متممات احلديد‬ ‫ابتدا ًء من الشهر الثالث‪ .‬أما األطفال‪،‬‬ ‫فيجب إطعامهم احلليب املدعم باحلديد‬ ‫عند عمرستة أشهر‪ ،‬أو إعطائهم جرعات‬ ‫احلديد لتفادي مشكلة فقر الدم‪ .‬وينبغي‬ ‫على األهل إجراء فحص دوري لنسبة‬ ‫الهيموغلوبني والهيماتوكريت لبناتهم‬ ‫املراهقات‪ ،‬ألن نقص احلديد يحدث في‬ ‫هذه املرحلة نتيجة اتباع حميات غذائية‬ ‫عشوائية إلنقاص الوزن‪ .‬ومن الضروري إجراء‬ ‫فحص الدم لألطفال والراشدين مرة كل‬ ‫سنة‪ .‬أما األشخاص املصابني بفقر الدم‪،‬‬ ‫فعليهم املتابعة مع الطبيب وإجراء فحص‬ ‫الدم مرة كل ستة أشهر بعد العالج‪.‬‬

‫أخصائية التغذية‬ ‫ليال رشيد‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر رياضي‬

‫بطولة لبنان في كرة السلة تدخل مرحلة المنافسة الجدية‬ ‫الشانفيل والحكمة األبرز وتراجع الرياضي وتق ّدم الفت ألنيبال‬ ‫دخلت بطولة لبنان في كرة السلة مرحلة التنافس اجلدي بعد مرور ‪7‬‬ ‫مراحل على انطالقها‪ ،‬حيث جنح الشانفيل في الفوز بجميع مبارياته حتى‬ ‫املرحلة السابعة‪ ،‬في حني تع ّرض كل من احلكمة والرياضي خلسارة واحدة‪.‬‬ ‫والالفت في البطولة هذا املوسم ارتفاع مستوى احلكمة الذي متكن من‬ ‫الفوز على الرياضي في املنارة ألول مرة منذ عام ‪ ،2006‬في وقت تشهد‬ ‫البطولة صعودا ً قويا ً لفريق أنيبال زحلة‪.‬‬

‫الشانفيل‬

‫أثبت فريق الشانفيل هذا املوسم أنه من أبرز املرشحني إلحراز اللقب‪،‬‬ ‫من خالل سلسلة انتصاراته املتتالية احلاسمة على خصومه‪ .‬وميلك الفريق‬ ‫قدرات هائلة متمثلة بأبرز العب في لبنان والدول العربية فادي اخلطيب‪ ،‬الذي‬ ‫يقدم مستويات رفيعة‪ ،‬الى جانب ميغيل مارتينيز وكارل سركيس‪،‬‬ ‫ما زال ّ‬ ‫وطبعا ً الالعبني األجانب‪.‬‬ ‫ومنذ انطالق البطولة حقق الشانفيل ستة انتصارات متتالية حتى‬ ‫املرحلة السابعة التي غاب عنها‪ ،‬األول على بيبلوس (‪ ،)71-87‬والثاني على‬ ‫انيبال زحلة (‪ ،)61-71‬والثالث على احلكمة (‪ ،)73-78‬والرابع على هوبس (‪-76‬‬ ‫‪ ،)61‬واخلامس على الشباب زحلة (‪ ،)53-95‬والسادس على االنترانيك (‪-96‬‬ ‫‪.)63‬‬

‫احلكمة‬

‫والى جانب الشانفيل مت ّيز فريق احلكمة هذا املوسم بقدراته اجلديدة –‬ ‫القدمية بعد عودة جنميه صباح خوري وروني فهد من الصني وانضمام غالب‬ ‫رضا وحسني توبه وايلي اسطفان وفادي أبو املنى ليشكلوا مع جو غطاس‬ ‫القوة الضاربة للفريق هذا املوسم التي ّ‬ ‫مكنت الفريق من حتقيق انتصار‬ ‫نوعي منتظر منذ سنوات على الغرمي التقليدي الرياضي بيروت في عرينه في‬ ‫املنارة‪ .‬ومبساعدة الالعبني األجانب جنح الفريق في حتقيق ‪ 5‬انتصارات حتى‬ ‫املرحلة السابعة‪ ،‬األول على املتحد (‪ ،)77-82‬والثاني على بيبلوس (‪،)74-100‬‬ ‫والثالث على أنيبال زحلة (‪ ،)69-72‬والرابع على الرياضي بيروت (‪،)68-71‬‬ ‫واخلامس على هوبس (‪ ،)57-73‬مقابل خسارة واحدة أمام الشانفيل‪.‬‬

‫الرياضي بيروت‬

‫الرياضي بيروت بدا في انطالق هذا املوسم ضعيفا ً ومتراجعا ً بشكل‬ ‫كبيرعن مستواه في املوسم الفائت‪.‬‬ ‫الفريق يعاني من آثار فقدانه العديد من العبيه في االحتياط‪ ،‬ألنه اعتاد‬ ‫اللعب بتشكيلة غنية بالنجوم داخل امللعب وعلى مقاعد االحتياط‪.‬‬ ‫وأصبحت إمكانات املدرب أبو شقرا محدودة بالالعبني األساسيني من‬ ‫اللبنانيني واألجانب‪.‬‬ ‫منذ انطالق البطولة وحتى املرحلة السابعة حقق الفريق ‪ 5‬انتصارات‪،‬‬ ‫األول على الشباب زحلة (‪ ،)71-88‬والثاني على بيبلوس (‪ ،)70-88‬والثالث‬ ‫على االنترانيك (‪ ،)72-95‬الرابع على أنيبال زحلة (‪ ،)58-66‬واخلامس على‬ ‫املتحد (‪ .)57-75‬في حني ُمني الفريق بخسارة وحيدة كانت أمام احلكمة في‬ ‫املرحلة السادسة (‪.)71-68‬‬

‫أنيبال زحلة‬

‫شهدت البطولة حتى اآلن صعودا ً قويا ً لفريق أنيبال زحلة الذي يبدو أنه‬ ‫سيلعب دور احلصان األسود في الدوري هذا املوسم‪ ،‬وهو مرشح بقوة لدخول‬ ‫مرحلة الفاينل فور إذا استمر على هذا املنوال‪.‬‬ ‫فالفريق الزحالوي حقق حتى املرحلة السابعة ‪ 3‬انتصارات‪ ،‬األول على‬ ‫بيبلوس (‪ ،)56-77‬والثاني على هوبس (‪ ،)54-71‬والثالث على جاره الشباب‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫زحلة في أول “دربي زحالوي” في تاريخ كرة السلة اللبنانية (‪.)46-79‬‬

‫تراجع املتحد واالنترانيك وهوبس‬

‫في املقابل شهدت البطولة حتى اآلن تراجع فريقي املتحد واالنترانيك‪.‬‬ ‫األول فقد بريقه بعد رحيل مدربه القدير طوني فويانيتش الى أنيبال‪ ،‬ولم‬ ‫يتمكن الفريق حتى اآلن من حتقيق سوى ‪ 3‬انتصارات‪ ،‬األول على انيبال زحلة‬ ‫(‪ ،)90-93‬والثاني على هوبس (‪ ،)80-88‬والثالث على الشباب زحلة (‪.)90-92‬‬ ‫وهذه االنتصارات تبدو ضعيفة ألنها كانت بفارق هزيل من النقاط‪ .‬علما ً أن‬ ‫الفريق تعرض لثالث هزائم أمام احلكمة واالنترانيك والرياضي‪.‬‬ ‫يقدم االنترانيك الصورة اجليدة التي توقعها له اجلميع‬ ‫من جهته‪ ،‬لم ّ‬ ‫ضمه العبني جدد الى صفوفه‪ .‬وهذا مر ّده الى ضعف القدرة‬ ‫خصوصا ً مع ّ‬ ‫الذهنية لدى العبيه وقلة خبرتهم وعدم تركيزهم على املباراة‪ .‬فترى‬ ‫الالعبني وكأنهم ميارسون كرة السلة وعقولهم في مكان آخر‪ ،‬وهذا ينطبق‬ ‫على معظم العبي األندية وليس على العبي االنترانيك فقط‪.‬‬ ‫أما هوبس‪ ،‬فهو اآلخر بدا متراجعا ً عن مستواه في املوسم املاضي وهذا‬ ‫مر ّده الى التغيير في املدرب والالعبني‪.‬‬ ‫ويبقى من الفرق بيبلوس والشباب زحلة الصاعدان هذا املوسم الى‬ ‫صفوف الدرجة األولى‪ .‬واالثنان مرشحان لعودة أحدهما الى صفوف الدرجة‬ ‫الثانية بعد انسحاب الكهرباء املفاجىء من البطولة‪ ،‬والذي سيجعل‬ ‫عملية الهبوط في نهاية املوسم تقتصر على فريق واحد‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫جورج عون‬


‫الفورموال واحد ‪ :‬فيتل أصغر‬ ‫بطل للعالم‬

‫الصفاء جدير بالصدارة‬ ‫واألنصار متجدد والعهد متقلّب‬

‫أثبت فريق الصفاء جدارته بتصدر بطولة لبنان‬ ‫في كرة القدم ألندية الدرجة األولى‪ ،‬بعدما حقق‬ ‫ستة انتصارات مقابل خسارة واحدة بعد مرور ‪7‬‬ ‫مراحل على انطالق قطار البطولة‪.‬‬ ‫وبدأ الصفاء البطولة بسقوطه أمام األنصار (‪)2-1‬‬ ‫يوم األحد ‪ 10‬تشرين األول‪ ،‬لينتفض بعدها ويفوز‬ ‫على اإلصالح برج الشمالي (‪ ،)1-2‬وعلى الشباب‬ ‫الغازية (‪ ،)0-2‬وعلى اآلخاء األهلي عاليه (‪ ،)1-3‬وعلى‬ ‫شباب الساحل (‪ ،)1-2‬وعلى السالم صور (‪.)1-3‬‬ ‫وبرز في صفوف الصفاء حتى اآلن هدافا الفريق‬ ‫محمود الزغبي وعلي السعدي‪ ،‬حيث سجل األول ‪4‬‬ ‫أهداف‪ ،‬والثاني ‪ 3‬أهداف‪.‬‬

‫األنصار‬

‫في املقابل‪ ،‬استغل األنصار السقوط املفاجىء‬ ‫للعهد أمام الراسينغ (‪ )1-0‬بهدف علي حمية في‬ ‫الدقيقة ‪ 70‬يوم السبت ‪ 6‬تشرين الثاني‪ ،‬ليتقدم‬ ‫عليه في سلم الترتيب‪.‬‬ ‫لكن األنصار تعادل مرتني هذا املوسم أمام‬ ‫الشباب الغازية (‪ ،)0-0‬وأمام العهد (‪ )0-0‬ما أفقده ‪4‬‬ ‫نقاط في صراعه مع الصفاء على صدارة الترتيب‪.‬‬ ‫وحتى املرحلة السابعة حقق األنصار خمسة‬ ‫انتصارات‪ ،‬األول على الصفاء (‪ ،)1-2‬والثاني على‬ ‫اآلخاء األهلي عاليه (‪ ،)0-3‬والثالث على شباب‬ ‫الساحل (‪ ،)0-3‬والرابع على السالم صور (‪،)0-5‬‬ ‫واخلامس على التضامن صور (‪.)0-1‬‬ ‫وميتاز األنصار بدفاعه الصلب الذي يعد األفضل‬ ‫في البطولة حتى اآلن إذ دخل مرماه هدف واحد حتى‬ ‫املرحلة السابعة‪.‬‬

‫العهد‬

‫من جهته‪ ،‬وبعد البداية القوية للعهد في‬ ‫البطولة بفوزه على السالم صور (‪ )1-5‬في املرحلة‬ ‫األولى‪ ،‬وعلى اإلصالح برج الشمالي (‪ )0-3‬في املرحلة‬ ‫الثانية‪ ،‬عاد الفريق وتعادل مع التضامن صور (‪)2-2‬‬ ‫في املرحلة الثالثة‪.‬‬ ‫وسرعان ما استعاد العهد بريقه بفوز ساحق‬ ‫على النجمة (‪ )0-5‬في املرحلة الرابعة‪ ،‬إال أن هذا‬ ‫الفوز كانت له نتائج معاكسة إذ سقط الفريق في‬ ‫املرحلة اخلامسة أمام الراسينغ (‪.)1-0‬‬

‫ثم تعادل مع األنصار (‪ )0-0‬في املرحلة السادسة‪،‬‬ ‫قبل أن يعيده هدافه املتألق حسن معتوق (صاحب ‪8‬‬ ‫أهداف حتى املرحلة السابعة) الى سكة االنتصارات‬ ‫على حساب املبرة (‪ )1-2‬في املرحلة السابعة‪.‬‬

‫النجمة‬

‫أما النجمة فتبدو مسيرته متقلبة أيضاً‪ ،‬متاما ً‬ ‫مثل العهد‪ ،‬حيث فاز على اآلخاء األهلي عاليه (‪)0-1‬‬ ‫في املرحلة األولى‪ ،‬وعلى شباب الساحل (‪ )1-2‬في‬ ‫املرحلة الثانية‪ ،‬وعلى السالم صور (‪ )0-2‬في املرحلة‬ ‫الثالثة‪ ،‬قبل أن يتلقى خسارته القاسية أمام العهد‬ ‫(‪ )5-0‬في املرحلة الرابعة‪.‬‬ ‫وفي املرحلة اخلامسة تعادل مع التضامن صور‬ ‫(‪ ،)1-1‬وفي املرحلة السادسة فاز بصعوبة بالغة على‬ ‫اإلصالح برج الشمالي (‪ ،)2-3‬ثم تعادل مع الراسينغ‬ ‫(‪ )0-0‬في املرحلة السابعة‪.‬‬

‫الراسينغ‬

‫يبدو الراسينغ هذا املوسم يسير بخطى ثابتة‬ ‫الى تأدية دور “احلصان األسود” في البطولة‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫بعدما جنح حيث عجز اآلخرون‪ ،‬بإسقاطه العهد‬ ‫(‪ )0-1‬في املرحلة اخلامسة‪.‬‬ ‫وهذا الفوز لم يكن األول للفريق البيروتي العريق‬ ‫حامل اللقب ‪ 3‬مرات أعوام ‪ 1956‬و‪ 1965‬و‪ ،1970‬إذ‬ ‫فاز على السالم صور (‪ )0-2‬في املرحلة الرابعة‪ ،‬وعلى‬ ‫التضامن صور (‪ )0-1‬في املرحلة السابعة‪ ،‬في حني‬ ‫تعادل مع الشباب الغازية (‪ )1-1‬في املرحلة األولى‪،‬‬ ‫ومع اآلخاء األهلي عاليه (‪ )2-2‬في املرحلة الثانية‪،‬‬ ‫ومع النجمة (‪ )0-0‬في املرحلة السابعة‪ .‬علما ً أن‬ ‫خسارته الوحيدة هذا املوسم حتى املرحلة السابعة‬ ‫كانت أمام شباب الساحل (‪ )2-1‬في املرحلة الثالثة‪.‬‬

‫باقي الفرق‬

‫أما باقي الفرق فهي حتتل القسم الثاني من‬ ‫الترتيب‪ ،‬وال يفصلها عن بعضها سوى فارق بسيط‬ ‫في النقاط أو األهداف حيث هناك ‪ 3‬أندية متلك ‪7‬‬ ‫نقاط حتى املرحلة السابعة‪ .‬لكن املبرة ميلك الفرصة‬ ‫لتحسني موقعه ألنه ليس بعيدا ً عن الراسينغ‪ ،‬فيما‬ ‫يبقى السالم صور في املركز الثاني عشر األخير دون‬ ‫أي نقطة‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫أحرز السائق األملاني سيباستيان فيتل لقب بطولة‬ ‫العالم لسباقات سيارات “الفورموال واحد” بعد فوزه‬ ‫بسباق جائزة أبو ظبي الكبرى‪ ،‬اجلولة الـ‪ 19‬األخيرة من‬ ‫البطولة‪.‬وأنهى فيتل سائق فريق ريد بول املوسم برصيد‬ ‫‪ 256‬نقطة متقدما ً بأربع نقاط فقط على اإلسباني‬ ‫فرناندو ألونزو سائق فيراري وبطل العامني ‪ 2005‬و‪2006‬‬ ‫الذي حل سابعا ً في السباق اإلماراتي الذي جرى ليالً‬ ‫حتت األضواء الكاشفة‪.‬ودخل ألونزو اجلولة األخيرة من‬ ‫بطولة العالم وهو في صدارة الترتيب العام‪ ،‬لكنه دفع‬ ‫ثمن التوقف املبكر في حارة الصيانة‪.‬‬ ‫وأصبح فيتل أصغر سائق يت ّوج باللقب العاملي في‬ ‫تاريخ الفورموال واحد (‪ 23‬عاما و‪ 164‬يوما) متفوقا‬ ‫على البريطاني لويس هاميلتون الذي توج باللقب عام‬ ‫‪ 2008‬وعمره ‪ 23‬عاما ً و‪ 300‬يوم‪.‬كما أنه أصبح ثاني‬ ‫أملاني يفوز باللقب بعد ميكايل شوماخر الذي أحرز‬ ‫اللقب سبع مرات وعاد للمشاركة في السباقات‬ ‫هذا املوسم‪ ،‬لكنه تعرض الصطدام أخرجه من اللفة‬ ‫األولى في سباق أبو ظبي‪.‬‬ ‫يذكر أن فريق ريد بول كان قد ضمن الفوز بلقب‬ ‫الفرق‪ ،‬علما ً بأنه حصد ‪ 498‬نقطة مقابل ‪454‬‬ ‫ملاكالرين و‪ 396‬لفيراري و‪ 214‬ملرسيدس جي بي و‪163‬‬ ‫لفريق رينو‪.‬‬ ‫وهنا ترتيب سباق أبو ظبي‪:‬‬ ‫‪ -1‬األملاني سيباستيان فيتل (ريد بول رينو)‪.‬‬ ‫‪ -2‬البريطاني لويس هاميلتون (ماكالرين مرسيدس‪.‬‬ ‫‪ -3‬البريطاني جنسون باتون (ماكالرين مرسيدس)‪.‬‬ ‫‪ -4‬األملاني نيكو روزبرغ (مرسيدس)‪.‬‬ ‫‪ -5‬البولندي روبرت كوبيتسا (رينو)‪.‬‬ ‫وترتيب بطولة العالم‪:‬‬ ‫‪ -1‬سيباستيان فيتل‪ -2 .‬فرناندو ألونزو‪.‬‬ ‫‪ -3‬األسترالي مارك ويبر‪ -4 .‬لويس هامليتون‪.‬‬ ‫‪ -5‬جنسون باتون‪.‬‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر قراء‬

‫أين العروبة ُ‪..‬؟؟‬

‫الس ُ‬ ‫ــم؟‬ ‫بادوا العراقَ‪ ،‬فأي َن َّ‬ ‫يف والقلـَ ُ‬ ‫ّج ُب؟‬ ‫أيـــــ َن األُخ ّوةُ؟ أيــــن القادة ُالن ُ‬ ‫أي َن اجلهادُ الذي أوصـــــى اإلل ُه ب ِه؟‬

‫والعلـم؟‬ ‫مـــــح‬ ‫بادوا ال ِقطاعَ‪ ،‬فأي َن ال ُّر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫أيــــ َن ُ‬ ‫غتص ٌب‬ ‫الكماة ُ؟ وفي بغــدادَ ُم ِ‬

‫ـــــــم‬ ‫تح‬ ‫وفي فلسط َ‬ ‫ني كل ُّاألرض ِتُقــْ َ‬ ‫ُ‬

‫أي َن العروبــــة ُيا أركا َن أ َّمتـِـــــــنا؟‬ ‫هب لنَجدتها‬ ‫ٌ‬ ‫معتصم َّ‬ ‫في األمـــــــس ِ‬

‫عتصم؟‬ ‫ــس واجل ُّن صاحوا أي َن ُم‬ ‫اإلِنـْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ــــــــــم‬ ‫ص َم‬ ‫أ َّما‬ ‫عروش اليوم ِعندهم َ‬ ‫ُ‬

‫ُهم إال مقا ِع َدهـــم‬ ‫ال‬ ‫هــم يُقلق ْ‬ ‫َّ‬ ‫أين الوالةُ؟ فإنّـــــــــــي ال أرى أمالً‬

‫ــــنم؟‬ ‫الص‬ ‫كراس‪ ،‬وأيــــــ َن‬ ‫فهم‬ ‫منهم ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬

‫نفـق؟‬ ‫العــراق‪ ،‬ملاذا النّو ُم في‬ ‫شعب‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫ــــقم‬ ‫والس‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫والــغزو ميرَ ُح‪ ،‬و األسوارُ‬ ‫ـــــم‬ ‫فيها العد ّو‪ ،‬وفيهــا الـغدرُ واحلُ َم‬ ‫ُ‬

‫ترتـاح لقافلـــــــ ٍة‬ ‫األرض‬ ‫ال تتركوا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫بـــــوش‬ ‫هـــــم‬ ‫ثوروا بوج ِه ُغزا ٍة ك ُّل‬ ‫ْ‬

‫س َ‬ ‫لف‬ ‫ال‬ ‫ُ‬ ‫تقنعوا‪ ،‬إ َّن أُوبامــــا ك َمــــ ْن َ‬

‫قكــم‬ ‫جتمعوا‪ ،‬إ ّن هـــذا الغــــازي ف ّر‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫بعضك ْم مـــِ ْن حق ِد طائفــــ ٍة‬ ‫ال تقتلوا‬ ‫َ‬ ‫كونوا َك ُم َ‬ ‫نتظــــر ٍفي وجــــ ِه طاغي ٍة‬

‫ْـــت منتظـــ ٌر‬ ‫أثلــج َت صدرَعطاش ٍأن َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫صاعقة‬ ‫احملتل‬ ‫ة‬ ‫لغطرســـــ‬ ‫ْـــــت‬ ‫ُكن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫حـت‬ ‫يا‬ ‫صرَ‪ ،‬فإ ّن غـــزّة اجنرَ ْ‬ ‫شعب ِم ْ‬ ‫َ‬ ‫ــم؟‬ ‫أيــ َن الــــعروب ُة؟ أيـــ َن ناص ٌر َعلَ ٌ‬

‫عرب؟‬ ‫أيـ َن‬ ‫ُ‬ ‫املصابيح من مصرَ إلى ٍ‬ ‫ُ‬ ‫املبارك بالفوالذ ِســـــــــ َّورها‬ ‫هذا‬ ‫سيكس ُر َّ‬ ‫الساقَ‪ ،‬يا عارٌ على وطــن ٍ‬ ‫تغ َّيرَ الكون ُ‪...‬مص ُر اآلن عاشقــــة ٌ‬ ‫هم‬ ‫ُ‬ ‫مجلس ْ‬ ‫يأتون َمصرَ‪ ،‬وفي األحضان ِ‬

‫اهلل أكب ُر ‪ .........‬إ َّن مصـــــرَ حارسة ٌ‬ ‫واخجلتا ُه ‪.......‬على ما أنت َيا وطني‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫نائم هــــــــــر ُم‬ ‫نصف عراة ٌ‪،‬‬ ‫ونصف ٌ‬

‫ثوروا عليهم‪ ،‬والنِّيرا ُن حتتــــــــــ ِد ُم‬ ‫َ‬ ‫ذاك اجلنــــــو ُن‪ ،‬و هذا قولُــ ُه ال َور َ ُم‬ ‫مت‪ ،‬فالنّد ُم؟‬ ‫شعب‬ ‫الص ُ‬ ‫العـراق‪ ،‬ملاذا ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬

‫اخلصم و ال َعـ َد ُم‬ ‫وفــي ال ِّديـــار يسودُ‬ ‫ُ‬ ‫كان احلذا ُء بليـــــغاً‪ ،‬ح ّبـــــذا القـَــ َد ُم‬ ‫بكل ّ‬ ‫إنّا انتظرْنا ّ‬ ‫ـــــم‬ ‫ُ‬ ‫الشـــوق ِيا َعلــَ‬

‫القلـــــــــم‬ ‫فأنـت خيـــ ُر مثال ٍصا َغ ُه‬ ‫ُ‬ ‫منكـــم‪ ،‬هل هذا لكم َ‬ ‫ــم؟‬ ‫رح‬ ‫واجلُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ش َم ُ‬ ‫في ِّ‬ ‫رتســم‬ ‫كل أرض ٍ كا َن النّص ُر ي َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والـقيم؟‬ ‫أيـن النّضال‪ ،‬وأيـن اجمل ُد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والغيـــط أعلـَنها‪ :‬حـَــــذار ِ يا قد ُم‬ ‫ّ‬ ‫الـــذل ُمحتـَـرَ ُم‬ ‫فيه اخلُنوعُ‪ ،‬وفـيه‬

‫َ‬ ‫باراك‪ ،‬بيريزَ‪ ،‬من في القصر ِعند ُهم‬

‫ومقتحم‬ ‫مذبــــــــوح‬ ‫وشـــــعب غزَّة‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـــم‬ ‫واخجلتا ُه ‪ ......‬فإ َّن مصرَ تنختــِ ُ‬ ‫قلـــــم‬ ‫واخجلتا ُه‪ .......‬م َن التَّاريخ ِيا‬ ‫ُ‬ ‫نامـــــوا‪ ،‬واجليـــران ُ تلتز ُم‬ ‫ُ‬ ‫والعرْ ُب ُ‬

‫وأظهـــرَ احلق َد‪،‬والنيران ُفي يــده ِ‬ ‫ُّ‬ ‫غايتـهم‬ ‫فك احلِصــار ِعن ِاألحرار ِ ُ‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فتح املعابـــــــــر ِال ي ُ‬ ‫جديك منفعة ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُكــــم‬ ‫ت‬ ‫شجاع‬ ‫َت‬ ‫ن‬ ‫كا‬ ‫لو‬ ‫آمل‬ ‫ْت‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫كم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫طلب‬ ‫العالقات مع أعدائِنا‬ ‫قطــــ ُع‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫هم؟‬ ‫هلل ِأمــــ ُر عروش ِ ُ‬ ‫رب أي َن ُ‬ ‫الع ِ‬ ‫أكادُ أجز ُم‪ :‬إن ِّي ال أرى عربــــــا ً‬

‫َ‬ ‫جتمعهــا‬ ‫أهداف‬ ‫ال خيرَ فيها وال‬ ‫ُ‬

‫ما دام في الساحة ِأبطا ُل مقاومة ٍ‬ ‫َ‬ ‫أعط ْت من القلب ِفي لبنا َن من دَ ِمهـا‬ ‫ً‬ ‫قاســـــــــــية‬ ‫لألعداء‬ ‫ا‬ ‫دروس‬ ‫أعطوا‬ ‫ً‬ ‫وعانقوا َّ‬ ‫ــــــت‬ ‫ْ‬ ‫الشا َم إنصافا ً ملا فعلـَ‬ ‫ُ‬ ‫في َّ‬ ‫هــم‬ ‫الشام كانوا وكان اهلل راب َع‬ ‫ْ‬ ‫لوال دمشقُ لكان َْت أ َّمتــــــــــي أممــا ً‬ ‫َ‬ ‫أمرك للعليـــاء ِ ُمنْطلقــا ً‬ ‫س ْم َت‬ ‫َح َ‬ ‫جاءت من موا ِقفـــــِ َ‬ ‫ــك‬ ‫مراتب العزِّ ِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫من ميلِك ِ احلقَّ ‪ ،‬والرايات في يده ِ‬

‫أما رأيتُم غـــــــــالوي في مواق ِف ِه؟‬ ‫أما رأيتم عباســــــا ً على ســـــف ٍه؟‬

‫هذا الكبي ُر بسور ِمصــــرَ يصطـد ُم‬ ‫أعطى العدوَّ م َن الساحات ِ ُحل َمـــــهُ ُم‬

‫أما رأيتم تدميــــــرا ً بضفَّتــــــــنا؟‬

‫ُـــدس تنهَ ـــــــ ِد ُم‬ ‫أما رأيتم بأ َّن الق‬ ‫َ‬

‫لـكم؟‬ ‫وأنتم العيـــــــــو َن‬ ‫رأيتم‬ ‫أما‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬

‫ّهـــم‬ ‫الغرب مت‬ ‫صعـــــــب ٌترو َن‪ ،‬أل َّن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫عــــــرب؟‬ ‫أما سمعتُم أردوغا َن يا‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫األساطيل بعضا ً من شهامت ِه‬ ‫أعطى‬ ‫هــم‬ ‫سارُوا لكسر ِحصار ٍمن مرا ِف ِئ‬ ‫ْ‬ ‫لك َّن صهيـــون َلم يعبأ ْكعادتــِـــــه ِ‬

‫فهموا‬ ‫عمــا ُن‪ ،‬مص ُر‪ ،‬وحـتى اآل َن ما‬ ‫ُ‬ ‫ألــم ‪،‬أو حـــز ُن ‪،‬أو نـد ُم‬ ‫ـم‬ ‫ما‬ ‫ٌ‬ ‫صابهــ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عروش كلُّها خــد ُم‬ ‫العــــروش‪،‬‬ ‫هذي‬ ‫ـــيم ؟‬ ‫ُ‬ ‫ضــــــو َع فأي َن من ُ‬ ‫ْهم الشـِّ‬ ‫إال اخلُ ُ‬

‫إن َّا لغزَّة َلألحـــــــرار ِفي وطـني‬

‫هذي الوفودُ أتَت َ‬ ‫ْك اليـــــو َم راجية ً‬ ‫من ُ‬ ‫يرج منزلة ً في الكون ِ سامية ً‬

‫أما رأيتـــــــــــم يا قـــــــ َّواد أ َّمتنا‬

‫ألم‬ ‫ْ‬ ‫كـــم ُ‬ ‫يا مصـــــــ ُر كان على فوالذِ‬ ‫َ‬ ‫ـــم‬ ‫ئ‬ ‫يلت‬ ‫اجلرح‬ ‫قبل األساطيـــــل‪ ،‬كا َن‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ‬

‫تنقســـم‬ ‫ُ‬ ‫فلُقمة ُالعيش ِلألحـــرار ِ‬

‫ــــم مبا شافيـــزَ يعتز ُم؟‬ ‫سمعتـ‬ ‫أما‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫اجلراح‪ ،‬و هذا الشعب ينهــــز ُم؟‬ ‫هذي‬ ‫َ‬

‫بُشــــــــراك ِغزَّة‪ ،‬إ َّن النار حتتـــــدم‬

‫أ َّما دمشـــقَ فإ َّن ال َّدهرَ يعر ُفهـــا‬

‫إليـــــــك أل َّن احلقَّ في َ‬ ‫َ‬ ‫يدك‬ ‫عادُوا‬

‫ُ‬ ‫رب‪....‬ويلـَــــهُ ُم‬ ‫ي ُد الغزاة ِ ؟‬ ‫فويل ُ‬ ‫الع ِ‬

‫ــم‬ ‫والنَّاشـــــــطو َن على أكتافـــِـهم ُحلُ ُ‬

‫منها العروبة‪ ،‬منهـــــا اجلُودُ والكر ُم‬

‫واخجلتاه ُ‪ .........‬فإ َّن غزَّة َانسجنت ْ‬ ‫ُـم بطهـــــــــرا َن وقادتِها؟‬ ‫أما سـمعت ْ‬

‫أما رأيتــــم أطفــــــاال ً ِّ‬ ‫ــــهم‬ ‫عـ‬ ‫ْ‬ ‫تقط ُ‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫أي َن َّ‬ ‫ـــــم؟‬ ‫العرْ ُب؟ أين ُه‬ ‫الشهام ُة؟ أي َن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الهمــــــم‬ ‫األهل و‬ ‫أين الرِّجا ُل؟ وأين‬ ‫ُ‬

‫فالبعض قا َل بأ َّن َّ‬ ‫س ِجن َْت‬ ‫ُ‬ ‫الشــا َم ق ْد ُ‬

‫دمشـقُ ِقبلة ُأحـــــرار ٍأل َّمتنـــــــا‬

‫البعثُ ِ‬ ‫أنت‪ ،‬وإن َّالبعث َمدرســــة ٌ‬ ‫دمشــــــــقُ إن َّك ِللعلياء ِشــامخة ٌ‬

‫فيك ِاألســــودُ‪ ،‬ومنك ِنص ُر أمتنا‬

‫ــــــــم‬ ‫ُ‬ ‫دمشــــــــقُ أ ٌّم‪ ،‬وإن َّاأل َّم ال تنــَ‬ ‫ــــم‬ ‫ُ‬ ‫ففي اجلَنُـوب ِهناك النًّص ُر وال َعلــَ‬

‫رســــموا‬ ‫وعانقوا اجمل َد تتويــجا ً ملا‬ ‫ُ‬

‫وعاهدوا بعضهم في ّ‬ ‫الشام واعتصموا‬ ‫يا فرحة َ َّ‬ ‫ينحســــم‬ ‫الشـام ِ فيها األم ُر‬ ‫ُ‬

‫ُ‬ ‫ـــيـف ينهـز ُم‬ ‫لوالك بشـَّارُ كادَ الســــَّ‬

‫القســــــــم‬ ‫منذ ُالبداي ِة كا َن العهــ ُد و‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ــم‬ ‫كنت‬ ‫َ‬ ‫الفياصـل فاعتـــزَّت بك القمـَ ُ‬

‫آت‪ ،‬إ ْن قالوا‪ ،‬وإ ْن كتمــــوا‬ ‫فالنَّصـ ُر ٍ‬ ‫فالسج ُن صـــار َ لهُ ْم‪ ،‬واآل َن أيــ َن ُه ُم؟‬ ‫ِّ‬ ‫تبـــــــال‪ ،‬فإ َّن احلقَّ‬ ‫ينتقــــــــــــم‬ ‫فال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الغرب بينَهُ ُم‬ ‫ُ‬ ‫بال َّدوْر ِ ّ‬ ‫صفـــــــوا‪ ،‬وكان َ‬ ‫فال يُهــاد ْن بهذا الكــــون ِ من هَد ُموا‬ ‫ـم‬ ‫فيا دمشــــــقُ إليك تنظ ُر األمــــــــــَ ُ‬ ‫ــــم‬ ‫ُ‬ ‫أ ُّم النِّضـال ِبصون ِاحلقِّ تعتصــــــِ‬ ‫ِّ‬ ‫ـــــيم‬ ‫والش‬ ‫وأنت الع ُّز‬ ‫أنت ِ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الصمـــــودُ‪ِ ،‬‬

‫أنت العروبــ ُة‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫أنت العــــدل ُ و القيـــم ُ‬

‫على املنابـــــــــــر ِقال‪ :‬إن َّ ُه ال َعـــــرِ ُم‬ ‫ـــم‬ ‫الغرب‪ ،‬صار‬ ‫وأسم َع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الغرب يحتشـِ ُ‬

‫سرحان ابراهيم الشعار‬

‫يلتهم‬ ‫ثــــــم‬ ‫فكان كالذئــب ِيغفو‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬

‫طرطوس ‪-‬حصني البحر‬

‫ــــم‬ ‫ُ‬ ‫وح َّذروا من لألسطــــــــول ِيقتحــِ‬

‫‪80‬‬


‫نحن أمل األجيال الناشئة‬

‫طوال احلقبة املاضية‪ ،‬وأنا أهوى ما يُكتب عن‬ ‫حزبنا وما يقال عنه‪ ،‬فالكالم ال يُفرض عليه ضريبة‬ ‫وتناولنا على أننا مجرد إشاعة أو حركة عبثية‬ ‫حتم علينا أن ننظر إليهم على أن جيوشهم‬ ‫جاهزة للنزال‪ ،‬ليلهم هدير غضب وصباحنا زوال‬ ‫تفحصنا املرحلة‪ ،‬فاملواجهة قائمة ال محال‪،‬‬ ‫ولكن مع بزوغ الفجر انقشع النور‪ ،‬واللبس زال‬ ‫بقينا صفوف عسكر‪ ،‬وهم أضحوا وهم وخيال‪.‬‬ ‫قالوا إننا فقاعة إعالمية تفرضها املرحلة‬ ‫السياسية بعد اغتيال احلريري‪ ،‬وإننا لسنا سوى‬ ‫لسان املقاومة نص ّرح مبا ال يستطيع “حزب اهلل”‬ ‫البوح به بحكم القيود الطائفية في لبنان‪ ،‬رغم‬ ‫أننا نفخر أن نكون لسان مقاومة سجلت أعظم‬ ‫االنتصارات في تاريخ هذا الوطن إال أننا “أكثر من‬ ‫ذلك”‪ .‬كانوا يهاجموننا سرا ً ويتجاهلون اإلجابة‬ ‫على أسئلة الصحافيني عن حزبنا‪ ،‬لكن ما كان‬ ‫يبدو على تقاسيم وجوههم يظهر مدى قلقهم‬ ‫من تنامي حضورنا‪ ،‬فهم يدركون جيدا ً في قرارة‬ ‫نفوسهم أننا حزب تغييري‪ ،‬حزب ثائر ال يساوم‬ ‫على حقوق الشعب‪ ،‬ويدركون أكثر أننا االنتفاضة‬ ‫التوحيدية التي ستهز عروش إقطاعهم ممهد ًَة‬ ‫إللغائه‪.‬‬ ‫جئنا من تعب املزارعني وشقاء العمال‬ ‫والكادحني‪ ،‬من طهر املشايخ‪ ،‬من عزمية أناس‬ ‫عشقوا أرضهم وبذلوا الدم في سبيل صون‬ ‫كرامتها‪ ،‬من تاريخ طائفة مقاومة تأبى أن تكون‬ ‫ملحقا ً في تاريخ لبنان‪ ،‬أو أن تكون محايدة في‬

‫مواجهة العدو الصهيوني‪ ،‬فكنا والزلنا نظفاء‬ ‫الكف من كل سرقات أموال األوقاف‪ ،‬وكنا والزلنا‬ ‫نقيض احملاصصة والهدر والفساد‪ ،‬فكنا من جاء‬ ‫جراء إجماع األخوة حول مواقف مشرفة‪ ،‬وألننا‬ ‫كذلك فهم يخشوننا‪.‬‬ ‫نحن أمل األجيال الناشئة‪ ،‬ورهان املستضعفني‪،‬‬ ‫وجزء من املقاومة‪ ،‬نحن جنود وفصائل من‬ ‫الشباب التواقني إلى حفر بصماتهم على امتداد‬ ‫جبهات اجلنوب املقاوم املواجه للعدو‪ ،‬أما الذين‬ ‫يحاولون تهميش مسيرتنا فعليهم أن يعوا أننا‬ ‫حركة تغييرية لها حجمها‪ ،‬وعليهم أن يتلمسوا‬ ‫حجمنا‪ ،‬واحتفال قسم اليمني لثالثمئة رفيق‬ ‫جديد في عاليه هو أول الغيث‪ ،‬وأول سطر في‬ ‫صفحة تأبى أن يكون إال اجملد عنوان لها‪.‬‬ ‫لقد اتخذ القرار مبواجهة الداعني إلى‬ ‫اآلحادية والثنائية والثالثية‪ ،‬ولكن كيف نواجه‬ ‫فمواجاهتنا السابقة حفلت بطعنات املواجهة‬ ‫القاتلة ألعدائنا‪ ،‬فكيف نطعنكم والطعن في‬ ‫امليت حرام‪ ،‬أنتم أموات تنتظرون ساعة قراءة‬ ‫الصالة عليكم‪.‬‬ ‫نأمل أن تكون قد وصلت الرسالة من‬ ‫خالل احتفال الرسالة‪ ،‬فهدير حزبنا بدأ يقرع‬ ‫مسامعهم‪ ،‬ويقض مضاجعهم‪ ،‬ومهما طال‬ ‫الليل احلالك الذي أرادوه ال بد أن تشرق شمس‬ ‫احلق واحلرية والعدالة‪.‬‬

‫كلمات بال حروف‬ ‫ما العمل في أرض حتكمها أصوات‬ ‫أجسادها متمسكة باملقاعد‪ ،‬وعيونها‬ ‫على اخلزائن‪.‬‬ ‫ما العمل في بلد حكامه آثروا أن‬ ‫يك ّرموا عدوا ً على احلدود‪ ،‬أن يتستروا على‬ ‫عميل ويقبلوا الرشاوى‪ ،‬أن يسرقوا أموال‬ ‫الطوائف وحقوق شعب اختارهم إلدارة‬ ‫مصاحلهم ومصالح الوطن فإذا بهم‬ ‫يبيعونه في املزار العلني‪.‬‬ ‫تعددت صفاتهم املهنية‪ ،‬ومواقعهم‪،‬‬ ‫من رجال دين‪ ،‬إلى سياسيني‪ ،‬وعسكريني‬ ‫واحلقيقة واحدة‪.‬‬ ‫كثرت منابرهم‪ ،‬وعلت أصواتهم‬ ‫الوطنية‪ ،‬وأفعالهم لم تبصر النور‪ ،‬ولكن‬ ‫بد لليل أن ينجلي عن عقول أعمتها‬ ‫ال ّ‬ ‫عباقرة التمثيل السياسي‪ ،‬فتنهدم‬ ‫أبراجهم العاجية‪ ،‬ونرى فراغ على املقاعد‪،‬‬ ‫خداعة‪ ،‬فهل من كلمات بال حروف ؟‬ ‫وكذبة ّ‬

‫منال ابو ذياب‬

‫جواد الصايغ‬

‫ألف مبروك‬ ‫بالمولودة‬ ‫الجديدة‬ ‫َهيا بهاء شعبان‬

‫رُزق السيد بهاء شعبان وزوجته‬ ‫نور‪ ،‬مبولودتهما اجلديدة “ َهيا” وهي‬ ‫املولودة الثالثة بعد ولديهما نبيه‬ ‫وسيزار‪.‬‬ ‫ألف مبروك للوالدين باملولود‬ ‫اجلديد متمنيني لها العمر املديد‬ ‫واحلياة السعيدة‪.‬‬

‫‪81‬‬

‫اآلخوان نبيه وسيزار مع شقيقتهما َهيا‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫منبر حر‬

‫الحبيب المجهول!‬ ‫ْشئت فيها أول مدرسة رومانية‬ ‫قدميا ً ُعرفت بيروت “بأم الشرائع”‪ ،‬يوم أُن ِ‬ ‫للحقوق‪.‬‬ ‫وحديثاً‪ ،‬أُعلنت بيروت عاصمة للثقافة العربية‪ ،‬ثم عاصمة للكتاب‬ ‫العربي في العام ‪ ،2009‬وهي منذ عصر النهضة ‪ La Renaissance‬بدأت‬ ‫تتألق كعاصمة متوسطية في التربية والثقافة والسياحة والتجارة والطب‬ ‫وكحضن للمدارس واجلامعات‪ .‬وهكذا فإن‬ ‫والهندسة واالعالم واالقتصاد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بيروت اختصرت لبنان كله فكانت أ َّم ُه املرضعة‪.‬‬ ‫وفي القرن العشرين أصبحت بيروت منارة العلوم واآلداب واملعارف فغدت‬ ‫حاضرة ثقافية‪ ،‬انفتح شعبها على كل تليد وجديد في الشرق والغرب‪،‬‬ ‫فاتسعت أرضها للجامعات واملعاهد العربية واألجنبية‪ ،‬واملؤسسات‬ ‫الثقافية والطبية والدينية‪ .‬والفضل في ذلك يعود إلى دخول مناهج التربية‬ ‫والتعليم األجنبية إلى بالدنا في العهد العثماني‪.‬‬ ‫مدن الدول الفينيقية‪،‬‬ ‫من‬ ‫وهكذا فإن بيروت التي تسلمت راية فينيقيا‬ ‫ِ‬ ‫صور وصيدا وجبيل وطرابلس وحمص وحماه والالذقية‪ ،‬هي التي انتجت هذا‬ ‫“اللبنان املم َّيز”‪ ،‬فحق لها ان تكون عاصمتـَه املتوجة‪ .‬بني العواصم العربية!‬ ‫واملتوسطية‪ .‬ولقد أسهم اللبنانيون منذ القرن التاسع عشر في نهضة‬ ‫الثقافة والصحافة منطلقني من لبنان إلى عالم اجلوار وعوالم البحار‪ .‬فبرز‬ ‫منه املثقفون الذين كتبوا بالعربية والفرنسية واالنكليزية واالسبانية‪.‬‬ ‫فحولوا لبنان إلى جسر عبور ثقافي بني الشرق والغرب‪ ،‬وخير أمثلة على‬ ‫ذلك جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وامني املعلوف وجورج شحادة‬ ‫وطه حسني وجنيب محفوظ وصالح ستيتية وعادل إسماعيل‪.‬‬ ‫ومعرض الكتاب الذي يقوم سنويا ً في بيروت هو مظهر حضاري ثقافي‬ ‫تربوي أوجد قسطا ً من التقارب بني قوميات متعددة‪ ،‬تأتلف وتختلف أحياناً‪،‬‬ ‫ولكنها تبقى حتت خيمة واحدة هي الوطن العربي‪ ،‬وتبقى قضيتها األولى‬ ‫فلسطني‪ .‬وما املعارض املماثلة إال الترجمة احلقيقية لرغبات شعوب جتنح‬ ‫والتوحد واالنصهار‪ ،‬لذلك فهي حلقة من حلقات الثقافة‬ ‫نحو التقارب‬ ‫ُّ‬ ‫التربوية‪ .‬ومن نافل القول‪ ،‬أن الثقافة ال تزدهر إالّ في أجواء احلرية‪ .‬وكما‬ ‫قال دولة الرئيس سليم احلص‪“ :‬أن في لبنان كثير من احلرية وقليل من‬ ‫أجل‬ ‫الدميوقراطية”‪ .‬وهذا ما يرتب علينا العمل على مزيد من احلرية من ِ‬ ‫املزيد من الدميوقراطية‪ .‬ونحن ندرك ان العالم العربي‪ ،‬محروم من احلرية‬ ‫ومن الدميوقراطية ومن العدالة‪ .‬وهذه األقانيم هي األساس في التربية‬ ‫السليمة والتنشئة الصحيحة‪ .‬فهي احلبيب اجملهول الذي تطلبه األ َّمة‬ ‫لغرض في نفس يعقوب‪ ،‬على أ َّن الدميوقراطية‬ ‫ولكن احلكام يتجاهلونه‬ ‫ٍ‬ ‫والعدالة االجتماعية في لبنان‪ ،‬وهما الركنان األساسيان للثالوث املذكور‪،‬‬ ‫ال تزاالن عيبا ً من عيوب هذا النظام‪ .‬فال يكفي أن نقول اننا قدمنا للبنان‬ ‫توحد جيالً‪،‬‬ ‫والعرب ثقافة نهضوية متقدمة اذا لم تستطع هذه الثقافة ان ِّ‬ ‫وتصنع دولة فيها من احلرية والدميوقراطية والعدالة‪ ،‬ما يجعلها أساسا ً‬ ‫لتربية وطنية صحيحة‪ ،‬وإميانا ً يح ِّول دولة املزرعة إلى دولة الوطن‪ ،‬وقناعة‬ ‫ملواطن يعي أن الدين هلل والوطن للجميع‪.‬‬ ‫حال بعد ثالثني عاما ً من حروب دامية‬ ‫واحلال هذا‪ ،‬فإننا اليوم على أسوء ٍ‬ ‫واهتزازات بائسة‪ ،‬وبعد سبعني عاما ً‬ ‫استقالل مثقوب‪ .‬وإذ كنا اآلن‬ ‫على‬ ‫ٍ‬ ‫على مسافة أيام مضت من عيد االستقالل وجب علينا أن نقول أين هو‬ ‫هذا االستقالل الناجز وهو معيوب بنظامه املذهبي‪ ،‬ومنقوص وباإلحتالل‬ ‫الصهيوني الذي ال يزال جاثما ً على بعض أرضه في اجلنوب‪ ،‬شبعا وكفرشوبا‬ ‫والغجر‪ .‬ومثقوب في عقول بعض العمالء الذين يتكاثرون ويتسللون إلى‬ ‫مؤسسات الدولة‪ .‬خدمة للصهيونية أو املصالح األجنبية‪.‬‬ ‫والسؤال هل نحن وطن!! جنعل طالبنا يرفعون النشيد الوطني وهم‬

‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫* الدكتور حسني علي يتيم‬ ‫ريب من أمره‪ .‬يشاركون في ذكرى االستقالل‪ ،‬بأفكار مذهبية وحزبية‬ ‫على ٍ‬ ‫وفئوية وغوغائية‪.‬وإذا كان أهل النظام هم وحدهم احملتفلون باالستقالل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الرغيف فلم يجده‪ ،‬والدوا َء وقد مات‬ ‫يبقى الصراخ قائماً‪ ،‬عند من طلب‬ ‫دونه‪ ،‬واملدرسة َ وقد سدت في وجهه‪ ،‬والعمل ودونه الوقوف على أعتاب‬ ‫يأس وخيبة أمل‪ .‬بلد ال‬ ‫السياسيني‪ ،‬فاجته حزينا ً إلى الهجرة‪ ،‬وهو على ٍ‬ ‫كهرباء فيه‪ ،‬زمن الليزر واملفاعالت النووية‪ ،‬وال ماء وهو عائم على بحيرة ماء‪،‬‬ ‫مما يذكرنا بقول الشاعـــر‪:‬‬ ‫واملاء فوق ظهورها محمول‪.‬‬ ‫كالعيس في البيداء يقتلها الظمى‬ ‫وليست التعددية الدينية والثقافية في لبنان هي مكمن العلة بل هي‬ ‫ثراء ثقافي لألمة‪ .‬إن العلة تكمن في حتجر العقول املذهبية وغلبة‬ ‫مصدر ٍ‬ ‫املصالح الشخصية‪ ،‬وهي األساس في فساد اإلدارة وتسفيه القضاء‪،‬‬ ‫دت‪ .‬وأوال ً وأخيرا ً إهمال قضية التربية‬ ‫س ْ‬ ‫سد َف َ‬ ‫والقضاء ملح األرض‪ ،‬إذا َف ُ‬ ‫والتعليم والثقافة‪ ،‬وهي احلبيب اجملهول‪ ،‬الذي يحمل لألمة بذرة احلياة‪.‬‬ ‫فالوطن ثقافة تترابط بها االمة‪ ،‬وتربية موحدة تنصهر فيها األجيال‪.‬‬ ‫الوطن تاريخ كتبه اآلباء واألجداد والشهداء‪ ،‬باقالم هي من عظامهم‪ ،‬ومبدا ٍد‬ ‫هي من قطرات عرقهم ودمائهم‪.‬‬ ‫في لبنان‪ ،‬نحن نبحث عن وطن منذ سبعني عاماً‪ ،‬ولم جنده! ألننا لم نتفق‬ ‫حوله بل عليه‪ ،‬رغم ميثاق ‪ 1943‬وميثاق الطائف واتفاقات قطر‪ ،‬الذي‬ ‫جاء بعد حروب العشرين عاماً‪ .‬لم نأخذ قرارا ً حتى اآلن بتكوينه وتطويعه‬ ‫وتطويره ومتنيعه! ألننا بلد يفتقد الى املناعة الوطنية‪ .‬وذلك لنقص فادح في‬ ‫التربية االجتماعية والتنشئة الوطنية‪ .‬وهي احلبيب اجملهول‪.‬‬ ‫أن تك ِّون املواط َن الصالح في اجليل الواعي‪ ،‬إمنا يقوم ذلك على التنشئة‬ ‫السليمة في املنزل وفي املدرسة معاً‪ ،‬ثم اآلن في مراكز الثقافة املعاصرة‬ ‫كاألنترنت وأخواته‪ ،‬ووسائل االعالم احلديثة التي اقتحمت عليك غرف النوم‬ ‫حتى بيوت الراحة‪.‬‬ ‫لقد غلبنا العدو الصهيوني على أمرنا بأمناط التربية والتعليم التي منحها‬ ‫ألجياله‪ ،‬توجيها ً قوميا ً ودينيا ً وعلميا ً مبا يحقق له القوة لدويلة صغيرة هي‬ ‫«إسرائيل»‪ ،‬عددها أربعة ماليني نسمة‪ ،‬تغلبت على دول عربية خلت من‬ ‫القوة‪ ،‬وهي متعددة األنظمة مختلفة االجتاهات‪ ،‬عددها اثنتان وعشرون‬ ‫دولة‪ ،‬ومواطنوها جتاوزوا األربعمئة مليون عربي مسلم ومسيحي‪.‬‬ ‫قدميا ً قال بسمارك‪“ :‬بالتربية استطعنا أن نوحِّ د أملانيا”‪.‬‬ ‫وهكذا قال فيكتور عمانوئيل عن توحيد إيطاليا‪ .‬أما الرئيس األميركي‬ ‫كلينتون قال‪“ :‬نحن نقود العالم بقدراتنا العلمية والتربوية والعسكرية‬ ‫واالقتصادية”‪ .‬لقد أخطأ من قال‪“ :‬لبنان قوي بضعفه” واحلق أن لبنان قوي‬ ‫بقوته‪ .‬والقوة حرفها األول التربية ثم التعليم وسبحان من قال‪“ :‬ربِّ زِ ْدني‬ ‫ِع ْلماً” والسالم على اإلمام علي حني قال‪“ :‬ال شرف كالعلم وال ميراث‬ ‫ميراث ضائع‪.‬‬ ‫كاألدب”‪ .‬ونحن نحتاج اليــوم‪ ،‬إلى شرف مفقود وإلى‬ ‫ٍ‬ ‫لقد قال جون دبوي املربي اإلنكليزي “التربية هي احلبيب اجملهول الذي‬ ‫وجب علينا أن نفتش عنه” ومنه أخذ رئيس وزراء بريطانيا احلكمة فقال‪:‬‬ ‫“برنامجي هو التربية ثم التربية ثم التربية”‪.‬‬ ‫فدعونا نفتش اليوم عن “احلبيب اجملهول” في امللفات اجملهولة للتربية‬ ‫والتعليم في لبنان‪ .‬‬

‫‪82‬‬

‫* رئيس مؤسسات املعهد العربي التربوية‬ ‫نائب بيروت السابق ‬


‫صدر المجلّدان األول والثاني‬

‫الكلمة الحرة للرأي الشجاع‬

‫‪2009‬‬

‫‪83‬‬

‫العدد ‪ -47‬كانون االول ‪2010‬‬


‫أردناه مؤسسة للرعاية الصحية وبلسما ً للجراحات‬ ‫املزمنة‪....‬‬ ‫أردناه واحة لألمن االجتماعي‪ ،‬ومركزا ً لتلقي العالجات واملداواة‪،‬‬ ‫واالستشفاء‪...‬‬ ‫أردناه بعيداً‪ ،‬عن كل تصنيف‪ ...‬أبوابها مشرعة أمام كل‬ ‫محتاج‪ ،‬علها تأخذ باجملتمع نحو الطمأنينة والسالم والصاحلة‬ ‫مع الذات‪...‬‬ ‫أردناه في قلب الشوف‪ ،‬إمناء صحياً‪ ،‬واحتضانا ً لكل احلاالت‬ ‫القادمة إليها‪...‬حيث تصبح احلاجة إليها مطلبا ً عاماً‪ ،‬سعينا‬ ‫بكل جهد‪ ،‬ولم نوفر ما استطعنا الى ذلك سبيالً‪ ...‬سيما وإننا‬ ‫في كل مناطقنا البعيدة عن املدينة‪...‬نقع في دائرة اخلطر الدائم‪،‬‬ ‫مع كل حالة‪ ،‬وعند كل إصابة‪ ...‬ووالدة لطفل موعود باإلطاللة‬ ‫على هذا الوجود اإلنساني الفسيح‪...‬‬ ‫أردناه بإرادة اخل ّيرين‪ ،‬جملتمع مقاوم في كل اجملاالت واالجتاهات‪...‬‬ ‫وتعزيزا ً للصمود املطلوب في وجه حاالت احلرمان والعوز‪ ،‬طبياً‪،‬‬ ‫وتعليمياً‪ ،‬وفرص عمل منتجة‪ ،‬للحد من الهجرة في الداخل‬ ‫منبر‬ ‫التوحيد‬

‫والى اخلارج‪...‬‬ ‫هو عربون وفاء من أهله‪ ...‬من الذين قدموا لهذا الوطن‪ ،‬كل‬ ‫الدعم‪ ،‬من أجل صموده وبقائه وعزته وكرامته‪ ،‬في وجه احملتلني‬ ‫واملتآمرين عليه‪...‬‬ ‫هو مركز “الصحابي سلمان الفارسي”(سالم اهلل عليه) الصحي‪،‬‬ ‫هو بادرة كرمية ألهل سلمان‪ ،‬وصحبه من اخليرين الداعمني املؤمنني‬ ‫بقيمة اإلنسان ونهضة اجملتمع التي تصنع األحرار‪...‬‬ ‫أردناه في شهر الغفران والتوبة‪ ،‬شهر رمضان املبارك‪ ،‬مبا‬ ‫يحمله من رمزية العطاء والبذل والزكاة‪...‬‬ ‫ذلك جزء من رسالتنا في اجلبل ‪ ...‬حيث املتطلبات كثيرة‪ ،‬ويبقى‬ ‫األمل أن نستمر في هذا السياق قدماً‪ ،‬ملا فيه خير بلدنا‪ ،‬وطننا‬ ‫وأمتنا‪ ،‬وعزة وجودنا واستمرارنا على الدرب الذي ارتضيناه الى‬ ‫جانب أهل الصمود واملمانعة واملقاومة‪ ،‬لنصرة حقنا املقدس‪،‬‬ ‫وانعتاقنا من ذلك الليل الطويل اجلاثم على صدورنا‪ ،‬والسير نحو‬ ‫اخلالص والتحرير واالنتصار‪.‬‬

‫‪84‬‬

‫حزب «التوحيد العربي»‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.