Manbar altawhid issue 51

Page 1

‫وهاب ‪ :‬لم يدافعوا‬ ‫عن المرأة بل عن األمراء‬

‫العدد ‪ 51‬ــ نيسان ‪ - 2011‬السنة الخامسة‬

‫ربيع‬ ‫لبنان‬ ‫‪1‬‬

‫الشيخ ناصر الدين الغريب‪:‬‬ ‫الشيخ نعيم حسن‬ ‫للتوقيع والطاعة‬ ‫ويتقاضى ‪ 8‬ماليين ليرة‬ ‫شهرياً من مال الوقف‬

‫شعبان‪ :‬الشعب ّ‬ ‫حطم حواجز الخوف‬ ‫التعاهدي‬ ‫االحتالل ‪2011‬‬ ‫والعراق الى العدد ‪ -51‬نيسان‬


‫العدد‬

‫‪51‬‬

‫نيسان ‪ 2011‬السنة الخامسة‬

‫‪12‬‬

‫‪ 06‬الغالف‬

‫الخازن‪ :‬التشرذم‬

‫‪ 12‬لبنانيات‬

‫يطال المسيحيين فقط‬

‫‪ 16‬حزب التوحيد‬

‫‪38‬‬ ‫واكيم‪ :‬اللص والشرطي القاضي‬

‫رحّ ال‪ :‬التجديد‬

‫‪ 66‬مرأة‬

‫من داخل اإلسالم‬

‫‪ 73‬بيئة‬

‫مستوصف عين جرفا‬ ‫يبلسم الجراح‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪2‬‬

‫نرشة شهرية داخلية‬ ‫تصدر عن امانة االعالم‬ ‫يف حزب التوحيد العريب‬

‫عربيات‬

‫‪ 59‬ثقافة‬

‫‪76‬‬

‫منرب التوحيد‬

‫‪ 47‬فلسطينيات‬ ‫‪ 48‬‬

‫شخص واحد في لبنان‬

‫‪59‬‬

‫‪ 42‬اقتصاد‬

‫‪ 76‬اجتامعيات‬ ‫‪ 78‬رياضة‬ ‫‪ 80‬صحة‬

‫سكرترية التحرير ‪ :‬ليديا ابو درغم ــ املدير االداري ‪ :‬مهيبة العرساوي ــ املدير املايل ‪ :‬ماهر وهاب‬ ‫تلفاكس ‪01/ 705777 :‬‬ ‫العنوان ‪ :‬بريوت ــ وطى املصيطبة ــ قرب الضامن االجتامعي‬ ‫مكتب دمشق ـ عبد السالم األحمد تلفون ‪0966600099 :‬‬

‫‪3‬‬

‫‪EmaiL:manbar_altawhid@yahoo.com‬‬ ‫الطباعة ‪ :‬دار بالل للنرش والطباعة‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫كلمة‬ ‫املنرب‬

‫ربيع‬ ‫لبنان‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫صودف انطالق التظاهرة الثالثة “إلسقاط نظام الطائفي” يف لبنان‪،‬‬ ‫مع بداية فصل الربيع‪ ،‬مام يبرش بتفتح الوعي الشعبي حيث يتقدم‬ ‫الشباب اللبناين‪ ،‬قيادة التحرك يف الشارع ويف االعتصامات‪ ،‬وإطالق‬ ‫حمالت إعالمية وندوات سياسية‪ ،‬وهذا أمل معقود عليه‪ ،‬أن ينمو‬ ‫ويتطور‪ ،‬باتجاه إقامة الدولة املدنية‪ ،‬التي طال انتظارها منذ العام ‪،1943‬‬ ‫عندما أشارت املادة ‪ 95‬من الدستور‪ ،‬أن الحالة الطائفية يف النظام‬ ‫مؤقتة اىل أن تقوم يقظة وطنية إللغائها‪.‬‬ ‫تتوسع وتتدحرج ككرة الثلج‪ ،‬عرب املشاركة يف “ثورة‬ ‫هذه اليقظة‬ ‫ّ‬ ‫الشباب” التي بدأت بألفي مواطن‪ ،‬ثم يف املرحلة الثانية عرشة آالف‪،‬‬ ‫ويف التحرك األخري‪ ،‬سار عرشون ألفاً من األرشفية اىل حديقة وزارة‬ ‫الداخلية يف منطقة الصنائع وعربوا منطقة البسطة‪ ،‬والختيار‬ ‫األمكنة دالالتها‪ ،‬من خالل إسقاط الحواجز بني املناطق‪ ،‬وألن االنقسام بني‬ ‫اللبنانيني كان ينشطر بني األرشفية املسيحية والبسطة اإلسالمية‪،‬‬ ‫أو عني الرمانة املسيحية والشياح اإلسالمية‪ ،‬وهكذا قامت خطوط‬ ‫متاس يف أثناء الحرب األهلية بني رشقية مسيحية وغربية إسالمية‪،‬‬ ‫وكانت طريق بريوت – دمشق أو ما تسمى طريق الشام تفصل بني الجبل‬ ‫املسيحي والجبل الدرزي‪ ،‬ويف أثناء الفرز الجغرايف – الطائفي‪ ،‬كانت‬ ‫تحصل عمليات قتل عىل الهوية الطائفية وارتكاب مجازر وتهجري‬ ‫جامعي‪ ،‬لرتتيب أوضاع “الكانتونات الطائفية واملذهبية”‪.‬‬ ‫فرمزية العبور من واىل مناطق صافية طائفياً‪ ،‬من أجل اخرتاق‬ ‫“الغيتوات الطائفية” التي تك ّرست ومل يحصل منذ وقف الحرب األهلية‬ ‫قبل أكرث من عرشين عاماً‪ ،‬اندماج بني املناطق‪ ،‬ال بل أن املناطق تقفل‬ ‫عىل بعضها‪ ،‬إال يف حاالت استثنائية قليلة جداً‪ ،‬وأن السكن يتم‬ ‫عىل أساس االنتامء الطائفي واملذهبي‪ ،‬حتى وصل األمر اىل تطييف‬ ‫العقارات بحيث ترفض جهات طائفية سواء كانت سياسية أو روحية‪،‬‬ ‫بيع عقارات لطوائف ومذاهب أخرى‪ ،‬بحيث ترتفع أصوات وتطلق مواقف‬ ‫وتقدم برامج تلفزيونية‪ ،‬حول أن شخصاً أو مجموعة أشخاص من‬ ‫طائفة أو مذهب معني‪ ،‬اشرتوا عقاراً يف منطقة ذات أغلبية سكانية‬ ‫من طائفة أخرى‪ ،‬بحيث اصطبغت األرض بالطائفية‪ ،‬وقد بلغ الوضع‬ ‫الطائفي ذروته‪ ،‬بأن تقدم النائب والوزير بطرس حرب مبرشوع قانون‪ ،‬مينع‬ ‫بيع أرض تقع يف منطقة لها لون طائفي معني اىل شخص أو أكرث‬ ‫من طاِئفة أخرى‪ ،‬وقد أثريت ضجة سياسية وإعالمية‪ ،‬عىل عقار يف‬ ‫منطقة الفنار الجديدة‪ ،‬ذات األغلبية املسيحية تبلغ مساحته “‪ 11‬ألف‬ ‫مرت مربع” لجمعية شيعية يرتأسها الوزير حسني الحاج حسن‪ ،‬وهو نائب‬ ‫يف “كتلة الوفاء للمقاومة” التي متثل “حزب الله”‪ ،‬وهذه املنطقة التي‬ ‫أثريت حولها الضجة‪ ،‬يسكن فيها مواطنون نزحوا اليها من مناطق‬ ‫بعلبك – الهرمل منذ عرشات السنني‪ ،‬ومتلكوا فيها وباتوا من أهلها‪،‬‬ ‫بتسجيل قيدهم فيها‪ ،‬وهو ما ينطبق عىل مناطق أخرى يف ساحل‬ ‫املنت الشاميل‪ ،‬إذ التواجد الشيعي فيها يعد بعرشات األلوف‪ ،‬وجرى‬ ‫تهجريهم يف األحداث اللبنانية‪ ،‬وعادوا إليها مع عودة املهجرين‪ ،‬وأن‬ ‫وجودهم طبيعياً ألنهم عامل يف املصانع واملعامل والكسارات التي‬ ‫انتقلوا للعمل إليها‪ ،‬بالنزوح من الريف اىل ضواحي العاصمة‪.‬‬ ‫فإثارة موضوع متلك وسكن لبناين عىل أرض لبنانية عىل أساس‬ ‫طائفي ومذهبي‪ ،‬اعتداء عىل الدستور اللبناين والقوانني اللبنانية‪،‬‬ ‫التي ال تذكر يف موادها ما مينع أن يسكن أو يتنقل املواطن يف أية بقعة‬ ‫جغرافية لبنانية‪ ،‬وهو ما يكشف عن عمق األزمة التي مير بها املجتمع‬ ‫اللبناين‪ ،‬الذي تفرقه القوى الطائفية السياسية والحزبية بالطائفية‬

‫‪4‬‬

‫التي ال عنوان لها‪ ،‬سوى نسف صيغة “العيش املشرتك” التي أكد‬ ‫عليها الدستور يف مقدمته‪ ،‬كام أنها تريب األجيال اللبنانية عىل‬ ‫عدم التواصل والتفاعل وإسقاط الحواجز النفسية واملادية فيام‬ ‫بينهم‪ ،‬وال يؤدي ذلك إال اىل مزيد من التقسيم بني اللبنانيني‪ ،‬الذين‬ ‫اكتووا بنار الطائفية وهشيمها‪ ،‬وسقط منهم عرشات آالف القتىل‬ ‫ومئات آالف الجرحى واملعوقني‪ ،‬وتكبدوا خسائر مادية بعرشات املليارات‬ ‫من الدوالرات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فالنظام الطائفي الذي مثة إجامع عىل أنه علة لبنان‪ ،‬ومرضه‬ ‫القاتل‪ ،‬مل تجر محاولة واحدة جدية وحقيقية إلسقاطه‪ ،‬أو السري‬ ‫باتجاه مرحلة إلغاء الطائفية فيه‪ ،‬وقد رسم اتفاق الطائف خارطة‬ ‫الطريق للخروج من الوضع الطائفي‪ ،‬عرب تشكيل هيئة وطنية إللغاء‬ ‫الطائفية‪ ،‬لكنها مل تبرص النور‪ ،‬بالرغم من أن كل املراجع الرسمية‬ ‫والقوى السياسية تدعو لتطبيق اتفاق الطائف‪ ،‬كام تدين الواقع‬ ‫الطائفي السيايس فال تفعل شيئاً‪ ،‬سوى يف خطابات قسم لرؤساء‬ ‫جمهوريات‪ ،‬وبيانات وزارية لحكومات وكلامت فضفاضة يف مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬ومؤمترات صحافية ألحزاب‪ ،‬ومواقف سياسية لتيارات وهيئات‬ ‫وجمعيات‪ ،‬كلها تدعو اىل إلغاء الطائفية‪ ،‬التي يقوم خالف حول‬ ‫شكل اإللغاء‪ ،‬هل السياسية فقط أم من املجتمع‪ ،‬وقد نصت املادة ‪95‬‬ ‫من الدستور عىل فقرتني األوىل تدعو إللغاء الطائفية السياسية‪،‬‬ ‫والثانية إللغاء الطائفية‪ ،‬إذ يخىش املسيحيون من إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية أن يخرسوا رئاسة الجمهورية التي ال ينص الدستور‬ ‫أنها للموارنة كام ال يشري اىل أن رئاستي مجلس النواب والحكومة‬ ‫للشيعة وللسنّة‪ ،‬بل العرف هو الذي يفرض نفسه‪ ،‬مام يعني أن أمر‬ ‫إلغاء الطائفية هو الذي يجب الرتكيز عليه‪ ،‬يك ال يقع اللبنانيون‬ ‫يف جدل عقيم‪ ،‬بني دعوة إللغاء الطائفية السياسية‪ ،‬وأخرى اىل‬ ‫العلمنة‪ ،‬والطرفان أي الطرف املسلم الطائفي واآلخر املسيحي‬ ‫الطائفي‪ ،‬يعمالن كيدياً ضد بعضهام‪ ،‬ويسعيان إلحراج الواحد اآلخر‪،‬‬ ‫من باب ما ال يقبله أي منهام‪ ،‬فال املسيحي مع العلمنة ألنه يناور‬ ‫فيها إلحراج املسلم الذي يتناقض مع الدين اإلسالمي الذي ميزج‬ ‫بني الدين والدولة والعلمنة تطالب بفصلهام‪ ،‬والعكس الصحيح‬ ‫مبوضوع إلغاء الطائفية السياسية‬ ‫فمعركة إسقاط النظام الطائفي التي انطلقت قبل أسابيع بدأت‬ ‫تشق طريقها وسيكرب ويكرث جمهورها‪ ،‬ال سيام بني الشباب وهم‬ ‫النسبة األكرب الذين يحركون التظاهرات واالعتصامات‪ ،‬ويتطلعون‬ ‫اىل أن تكون ثورتهم شاملة‪ ،‬ألن األزمة ليست بالطائفية الذين‬ ‫يأرسهم النظام السيايس فيها‪ ،‬بل أيضاً بالفاسدين الذين يستظلون‬ ‫قوى طائفية‪ ،‬ويؤمنون الحصانة لهم‪ ،‬ألنهم يف مواقعهم ميثلون‬ ‫طوائفهم ومذاهبهم‪ ،‬الذين زرعهم زعامؤهم يف مؤسسات الدولة‬ ‫التي حولوها اىل مزارع طائفية‪ ،‬فباتت الطوائف أقوى من الدولة‬ ‫التي ال ميكن أن تنهض وتتأمسـس وتقونن‪ ،‬مع وجود قوى طائفية‬ ‫ومذهبية التي ترى بقيام دولة مدنية‪ ،‬خطراً عىل وجودها السيايس‬ ‫وافرتاق املواطنني عنها‪ ،‬إذا ما ّتم تطبيق ما نص عليه اتفاق الطائف‬ ‫بإلغاء طائفية الوظيفة‪ ،‬ومل يحصل التزام به ال بل ما جرى‪ ،‬أن زعامء‬ ‫طوائف سياسيني وآخرين من رجال الدين‪ ،‬يشكون من تناقص وجود‬ ‫مواطنني من طوائفهم يف الوظائف الرسمية‪ ،‬وقد قام املدير العام‬ ‫لقوى األمن الداخيل اللواء أرشف ريفي‪ ،‬اىل معالجة مسألة تراجع‬ ‫الحضور املسيحي يف قوى األمن‪ ،‬بأن افتتح دورة ليتطوع فيها أربعة‬

‫آالف مسيحي‪ ،‬مقابل ألف مسلم‪ ،‬إلقامة توازن عددي‪ ،‬وهذا تكريس‬ ‫لطائفية الوظيفة ومخالفة للطائف والدستور‪.‬‬ ‫فالوضع الطائفي واملذهبي يف لبنان‪ ،‬يتفاقم وبات ينذر باالنفجار‪،‬‬ ‫كام يف أزمات سابقة إذ عرف اللبنانيون يف السنوات السبعني‬ ‫املاضية مراحل دموية يف تاريخهم الحديث‪ ،‬دون أن ننىس ذكر ما‬ ‫جرى يف القرن التاسع عرش من رصاع طائفي‪ ،‬وأن ما يجري يف بعض‬ ‫الدول العربية من تحريك للغرائر املذهبية‪ ،‬سيهدد لبنان‪ ،‬الذي ينتعش‬ ‫فيه الخطاب املذهبي والطائفي‪ ،‬وقد تتحول الشوارع واألحياء واملدن‬ ‫والبلدات اىل خطوط متاس وتقاتل‪ ،‬يجري تحضري األرض لها‪ ،‬تحت‬ ‫عناوين مذهبية يلعب “تيار املستقبل” دوراً يف تزكية حالة مذهبية‬ ‫تحت شعار “إسقاط السالح” واملقصود به “حزب الله” كجهة مذهبية‪،‬‬ ‫وليس كحالة مقاومة حررت األرض اللبنانية من االحتالل اإلرسائييل‬ ‫وساهمت يف بناء الدولة ومؤسساتها‪.‬‬ ‫فالخطر الطائفي واملذهبي يدهم اللبنانيني من جديد‪ ،‬وإن التصدي‬ ‫له بدأه‪ ،‬الشباب يتحركهم إلنقاذ لبنان من نظام مل يجلب لهم إال‬ ‫الويالت واملحن واألزمات السياسية واالقتصادية واالجتامعية‪ ،‬وال بد من‬ ‫إخراجه من هذا االنقسام العامودي‪ ،‬الذي له شكل سيايس ووطني‪،‬‬ ‫إمنا هناك من يسعى اىل حرفه باتجاه الرصاع املذهبي والطائفي‪،‬‬ ‫وإن التظاهرات الثالث‪ ،‬والرابعة اآلتية مطلع نيسان تعطي للرصاع‬ ‫وجهته الحقيقية وهي تحرير لبنان من وصاية النظام الطائفي‪ ،‬وهي‬ ‫أخطر الوصايات التي تدفع بهم اىل الهجرة يف ظل أزمات اقتصادية‬ ‫ينتجها نظام طائفي يحمي االحتكارات‪.‬‬ ‫فاإلصالح السيايس يتقدم عىل ما عداه‪ ،‬وال ميكن تأخري حصوله‪،‬‬ ‫ولن يحصل من داخله‪ ،‬ألنه يف العرشين السنة املاضية مل يقم أركان‬ ‫النظام بتحرير اللبنانيني من الطائفية‪ ،‬ألنهم وإن فعلوا‪ ،‬فقدوا سبب‬ ‫وجودهم‪ ،‬ألن الطائفية هي األوكسجني السيايس الذي يبقيهم‬ ‫عىل قيد الحياة السياسية‪ ،‬وهي التي تؤ ّبد بيوتهم السياسية‪ ،‬من‬ ‫خالل التوريث السيايس العائيل‪ ،‬كام ترتكهم يقبضون عىل مفاصل‬ ‫املجتمع الذي باسمه ينطقون‪.‬‬ ‫إن بارقة أمل أط ّلت وهي فسحة بدأ اللبنانيون يتنفسون من خاللها‬ ‫كمساحة تعبري عن رفضهم للطائفية التي تتمركز يف كل شؤون‬ ‫حياتهم‪ ،‬وقد حركت التظاهرات الشبابية‪ ،‬التي ساندتها جمعيات‬ ‫وهيئات من املجتمع املدين‪ ،‬اىل أحزاب وتيارات مل تجرؤ عىل قيادتها‪،‬‬ ‫ألسباب تتعلق بالتقصري الذي لحق بها‪ ،‬والرتهل التي أصاب بعضها‬ ‫أو أكرثيتها‪ ،‬ولتخلفها عن حمل قضايا املجتمع وهموم الناس‪ ،‬فإن‬ ‫حركة الشارع النظيف من الطائفيني‪ ،‬فرضت نفسها عىل اللبنانيني‬ ‫الذين بدأوا يسألون ملاذا ال نخرج من الطائفية‪ ،‬وهم الذين عاشوا‬ ‫أهوالها‪ ،‬وأن من الشباب من ولدوا بعد وقف الحرب األهلية‪ ،‬أ ّكدوا‬ ‫أنهم يرفضون أن يكونوا وقوداً لحرب جديدة‪ ،‬فوصلت بهم الجرأة اىل أن‬ ‫يعلنوا ويطالبوا بإزاحة رموز النظام‪ ،‬الذين فشلوا يف التقدم بلبنان‬ ‫اىل بر األمان واالستقرار واالزدهار‪ ،‬وال ميكن ترميم النظام بهم‪ ،‬بالرغم‬ ‫من حامس الرئيس نبيه بري إللغاء الطائفية‪ ،‬ودعوة وليد جنبالط اىل‬ ‫تبني شعارات املتظاهرين ومثله قال العامد ميشال عون‪ ،‬وأيضاً “تيار‬ ‫املستقبل” إال أن ما ينقص هؤالء هو إقران القول بالفعل‪ ،‬وأن يح ّولوا‬ ‫أحزابهم من ذات لون طائفي ومذهبي اىل كيانات سياسية وطنية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫منرب التوحيد‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫الغالف‬

‫ربيع لبنان يزهر مع صحوة الشعوب‬ ‫شبابه يتح ّركون إلسقاط النظام الطائفي ورموزه‬ ‫“بدنا نبقى متحدين‪ ،‬بعيد عن الطائفية‪ ،‬بعيد‬ ‫عن الفئات االجتامعية‪ ،‬بدنا وطن لكل الوطن‪،‬‬ ‫بدنا وطن مبعنى الوطن”‪ ..‬هي مطلب كل شاب‬ ‫لبناين اليوم‪ ،‬يؤمن بوطنه وبحقوقه لبناء هذا‬ ‫الوطن من جديد‪ ،‬بعد أن عاث الحكام به فساداً‬ ‫ونهباً ورشذمة‪.‬‬ ‫“أنا مش قادر غيرّ وضعي‪ ،‬معك يف قوة تغيري”‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كنت تريد اإلنضامم‬ ‫و”خلص”‪ ،‬و”أيها النائب‪ ،‬إذا‬ ‫إلينا‪ ،‬استقيل”‪ ،‬وغريها‪ ،‬هي شعارات يحملها‬ ‫الشباب اللبناين اليوم للمطالبة بإسقاط‬ ‫النظام الطائفي املتغلغل يف كل ما له عالقة‬ ‫بـ”اللبناين”‪ ،‬وتحويل لبنان إىل دولة علامنية مدنية‬ ‫دميقراطية‪ ،‬لتأمني العدالة االجتامعية‪ ،‬وتوفري‬ ‫الوضع االقتصادي الج ّيد لكل مواطن لبناين‪ ،‬مع‬ ‫قانون نسبية لإلنتخابات التي يس ّميها أصحاب‬ ‫املناصب والوراثة بـ”الح ّرة واملستلقة”‪ ،‬طبعاً‬ ‫مع ما ُيج ِمع عليه كافة الناشطني بأهمية‬ ‫حامية سالح املقاومة بوجه اإلحتالل الصهيوين‬ ‫واملخططات األمريكية وأزالمها يف الدول العربية‪.‬‬ ‫وعىل الرغم من أن هذه املساواة املفرتضة بني‬ ‫املواطنني برصف النظر عن انتامءاتهم املذهبية‪،‬‬ ‫إال أنها غري متوافرة حال ًيا بسبب التوزيع الطائفي‬ ‫السيايس واإلداري الراهن‪ ،‬عل ًام ّأن اتفاق الطائف‬ ‫أكد عىل وجوب إلغاء الطائفية السياسية عىل‬ ‫أن ُيصار إىل تطبيق مبدأ املساواة التا ّمة بني‬ ‫املواطنني‪.‬‬

‫طوائف لبنان‪ :‬نعمة أم نقمة‬ ‫«لبنان»‪ ،‬وعىل مساحة ‪ 10452‬كلم مربع‪،‬‬ ‫يحتوي مبا يحتويه من أديان ‪ 18‬طائفة مختلفة‪،‬‬ ‫تجعل نعمة التنوع الديني‪ ،‬نقمة عليه بعد أن‬ ‫ح ّوله زعامؤه ومعهم أبناؤه لبلد طائفي مذهبي‪،‬‬ ‫مبني عىل الدين‪ ،‬ثم الدين ثم الدين‪.‬‬ ‫فلبنان‪« ،‬الدولة الدميقراطية» والتي أصبحت‬ ‫«الدولة الطائفية»‪ ،‬يتخبط منذ سنوات بعيدة‬ ‫واستعامل الدين يف‬ ‫السيايس‬ ‫بعفن التنوع‬ ‫املكان الخطأ حتى أصبح يشكل حاجزاً بوجه‬ ‫تقدّمه وتفاهم أبنائه‪.‬‬ ‫ويبلغ عدد الطوائف الرسمية يف لبنان مثانية‬ ‫مقسمة عىل الشكل التايل‪:‬‬ ‫عرش طائفة‪ّ ،‬‬ ‫أوالً‪ :‬الطوائف اإلسالمية‬ ‫السنة‪ ،‬الشيعة الجعفرية‪ ،‬الدروز‪ ،‬اإلسامعيلية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العلو ّيون (النارصية)‪ ،‬األكراد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ثانياً‪ :‬الطوائف املسيحية‪:‬‬ ‫املوارنة‪ ،‬الروم األرثوذكس‪ ،‬الروم الكاثوليك‪،‬‬ ‫األرمن األرثوذكس‪ ،‬األرمن الكاثوليك‪ ،‬الطائفة‬ ‫الرسيان‬ ‫األرثوذكس‪،‬‬ ‫الرسيان‬ ‫النسطورية‪،‬‬ ‫الكاثوليك‪ ،‬الطائفة الكلدانية‪ ،‬الالتني‪ ،‬الطائفة‬ ‫اإلنجيلية‬ ‫ثالثاً‪ :‬اليهود‬ ‫ومام ال شك فيه ّأن التنوع الديني يف لبنان‬ ‫هو مصدر للتن َّوع السيايس‪ ،‬إذ ّأن غياب التنوع‬ ‫الديني ينقل لبنان حت ًام من النظام الدميقراطي‬ ‫إىل النظام الشمويل‪.‬‬ ‫ويف نظرة عامة عىل املناصب والحصص‬ ‫ّأن الرتكيبة الطائفية الحالية‬ ‫الطائفية‪ ،‬نرى‬ ‫تعطي املوارنة منصب رئاسة الجمهورية‪،‬‬ ‫والشيعة رئاسة الربملان‪ ،‬والسنَّة رئاسة مجلس‬ ‫الوزراء‪.‬‬

‫الطائفية البغيضة‪ ،‬عدو الشباب‬ ‫اللبناين‬ ‫يسأل الشعب اللبناين اليوم‪ ،‬وبخاصة الشباب‪،‬‬ ‫عن سبب اإلبقاء عىل الطائفية وترسيخها‪،‬‬ ‫متسك الطبقة السلطوية بها‪،‬‬ ‫والذي يكمن يف‬ ‫ّ‬ ‫نظراً ملا توفره من رشوط استمرار لها‪ ،‬وخدم ّة‬ ‫للقوى الخارجية التي تشكل الطائفية سالحها‬ ‫األكرب للتغلغل بني أبناء الشعب الواحد‪.‬‬ ‫وقد برزت الطائفية تاريخياً بالتزامن مع‬ ‫تصاعد الرصاع الخارجي بني السلطنة العثامنية‬ ‫املسيطرة عىل لبنان واملنطقة‪ ،‬وتدخل الدول‬ ‫األوروبية التي حملت معها الرصاع للسيطرة‬ ‫عىل البلدان األخرى‪ ،‬وإعادة تقسيم العامل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اقتسام منطقة‬ ‫فطرح التقسيم الرشقي‪:‬‬ ‫“الرجل املريض” املتمثل بالسلطنة العثامنية‪،‬‬ ‫واستُخ ِدم التعدد الطائفي لطمس الرصاع‬ ‫الطبقي الذي متثل آنذاك بالطبقة الفالحية‬ ‫وإقامة نظام القامئقام ّيتني‪ :‬واحدة يرتأسها‬ ‫الدروز وأخرى املسيحيني‪.‬‬

‫اتفاق الطائف ‪1989‬‬ ‫اإلتفاق ل ُيق ّر املناصفة بني ممثيل‬ ‫جاء هذا‬ ‫النواب‬ ‫املسيحيني واملسلمني يف مجلسيَ‬ ‫والوزراء‪ ،‬وموظفي الفئة األوىل‪ .‬لكن بالرغم‬

‫‪6‬‬

‫مام احتواه هذا اإلتفاق من رضورة تشكيل هيئة‬ ‫وطنية لبحث كيفية تجاوز الطائفية‪ ،‬ورضورة‬ ‫انتخاب أعضاء املجلس النيايب الثاين خارج القيد‬ ‫الطائفي‪ ،‬مع استحداث مجلس شيوخ للطوائف‪،‬‬ ‫إال ّأن شيئاً مل ُين ّفذ‪.‬‬

‫ماذا نعني بـ «إلغاء الطائفية»‬ ‫ُيع ّرف مصطلح “إلغاء الطائفية السياسية”‬ ‫يف لبنان‪ ،‬عىل أنه “إلغاء الطوائف يف السياسة”‬ ‫وبالتايل استبداله مبصطلح “املواطنية” يف‬ ‫اإلنتخابات أو يف أي استحقاق دميقراطي سواء‬ ‫أكان رئاسياً أو نيابياً أو حكومياً أو إدارياً أو‬ ‫عسكرياً‪.‬‬ ‫ومبوجب إتفاق الطائف‪ ،‬كان يجب تشكيل‬ ‫الهيئة الوطنية إللغاء “الطائفية السياسية”‪،‬‬ ‫إال ّأن شيئاً من هذا القبيل مل ُين َّفذ‪.‬‬ ‫ووفقاً لوثيقة الوفاق الوطني التي ٌأق َّرت يف‬ ‫االجتامع االستثنايئ ملجلس النواب يف الطائف‬ ‫يف ‪ 22‬ترشين اول‪ 1989 ‬وللتعديالت التي ُأ ِق ّرت‬ ‫الحقاً مبوجب القانون الدستوري رقم ‪ 18‬تاريخ‬ ‫‪ ،1990 /9/21‬جاء ما ييل‪:‬‬ ‫تق ّر الفقرة “ح” من املقدمة ا ُملضافة اىل‬ ‫ّ‬ ‫بأن “إلغاء الطائفية السياسية هدف‬ ‫الدستور‬ ‫وطني أسايس يقتيض العمل عىل تحقيقه وفق‬

‫خطة مرحلية”‪.‬‬ ‫تق ّر املادة ‪ 95‬كام عُ ِد ّلت يف دستور ‪1990‬‬ ‫أنه «عىل مجلس النواب املنتخب عىل أساس‬ ‫املناصفة بني املسلمني واملسيحيني اتخاذ‬ ‫اإلجراءات املالمئة لتحقيق إلغاء الطائفية‬ ‫السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة‬ ‫وطنية برئاسة رئيس الجمهورية‪ ،‬تضم باإلضافة‬ ‫اىل رئييس مجلس النواب والوزراء‪ ،‬شخصيات‬ ‫سياسية وفكرية واجتامعية»‪ .‬وبذلك يكون‬ ‫عىل مجلس النواب اإلمضاء عىل املرشوع‪ ،‬ومن‬ ‫ثم يتوجب عىل رئيس الجمهورية «إنشاء الهيئة‬ ‫الوطنية»‪ ،‬ومهمتها «دراسة واقرتاح الطرق‬ ‫الكفيلة بإلغاء الطائفية وتقدميها إىل مجليس‬ ‫النواب والوزراء ومتابعة تنفيذ الخطة املرحلية»‪.‬‬ ‫تنص املادة ‪ 22‬عىل إقرار نظام برملاين من‬ ‫مجلسني‪ :‬مجلس نواب ُينتخب خارج القيد‬ ‫الطائفي ومجلس شيوخ يتزامن معه وتتمثل‬ ‫فيه “جميع العائالت الروحية وتنحرص صالحياته‬ ‫يف القضايا املصريية”‪.‬‬ ‫يتوجب‪:‬‬ ‫من هنا‪ ،‬ووفقاً للدستور اللبناين‪ّ ،‬‬ ‫إلغاء طائفية الرئاسات‬ ‫إلغاء املناصفة يف مجلس الوزراء‬ ‫إلغاء املناصفة والقيد الطائفي يف مجلس‬ ‫النواب‪ ،‬ونقله اىل تشكيل مجلس الشيوخ‪ ،‬إلغاء‬ ‫ما بقي من وظائف اإلدارة العامة َمنوطاً بالتوزيع‬ ‫الطائفي‪ ،‬أي وظائف الدرجة األوىل وما يعادلها‪:‬‬ ‫من املديرين العامني مروراً بحاكم املرصف املركزي‬ ‫ونوابه وصو ُال اىل قيادة الجيش واألركان وقوى األمن‬ ‫ومديرياتهام‪.‬‬ ‫إعادة النظر يف توزيع صالحيات الترشيع بني‬ ‫املجلس النيايب ومجلس الشيوخ الذي سيناط به‬ ‫حرص ُا الترشيع ًيف”القضايا املصريية”‪.‬‬ ‫إنهاء استعامل تعبري “الطوائف” كام كانت‬ ‫تجسده املادة ‪ 95‬من الدستور بنسختيها قبل‬ ‫ّ‬ ‫وبعد الطائف‪ ،‬وحلول تعبري “العائالت الروحية”‬ ‫كام ورد يف املادة ‪ 22‬من الدستور‪.‬‬ ‫تطبيق إلغاء ذكر الطائفة واملذهب بصورة‬ ‫اوتوماتيكية يف بطاقة الهوية ويف امليدان‬ ‫اإلحصايئ‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد»‪ ،‬واكبت تح ّركات الشباب‬ ‫اللبناين إلسقاط النظام الطائفي يف لبنان‪،‬‬ ‫وهنا نصوص الحوارات واإلتصاالت التي أجرتها‬ ‫مع بعض الناشطني يف هذه التحركات‪:‬‬

‫الناشطة يف حمالت إسقاط‬ ‫النظام الطائفي يارا خواجة‪:‬‬ ‫تح ّركنا شعبي بامتياز‬ ‫حملة إسقاط النظام الطائفي‪ ،‬بدأت فعلياً‬ ‫تحت شعار «إسقاط النظام الطائفي يف لبنان»‬

‫عىل صفحات الفايسبوك‪ ،‬عرب مجموعات‬ ‫متنوعة حملت أسامء‪« :‬إسقاط النظام الطائفي‬ ‫يف لبنان نحو دولة علامنية»‪« ،‬معنا»‪« ،‬نعم‬ ‫نستطيع»‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫لكن طبعاً ال ميكن تصغري هذه الحملة عىل‬ ‫أنها بدأت فقط عىل صفحات الفايسبوك‪ ،‬ففي‬ ‫لبنان نضال تاريخي طويل يف هذا الصدد‪ ،‬حتى‬ ‫ولو مل تحمل نفس الشعارات الحالية‪ ،‬لكنها‬ ‫تض ّمنت كام اليوم املطالبة بالدولة املدنية‪،‬‬ ‫أو الدولة العلامنية‪ ،‬أو العدالة اإلجتامعية‪،‬‬ ‫والضامن اإلجتامعي وغريها‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬األحزاب العلامنية يف لبنان‪،‬‬ ‫كالحزب الشيوعي أو الحزب السوري القومي‬ ‫اإلجتامعي‪ ،‬ومن بعدها إتحاد الشباب الدميقراطي‬ ‫(وهو منظمة يسارية دميقراطية مستقلة)‪،‬‬ ‫وغريها‪ ،‬حملت الهوية العلامنية منذ بداياتها‪،‬‬ ‫ولكن هذا ال يعني عدم وجود أفراد غري حزبيني‬ ‫يحملون صفة العلامنيني وينضالون من أجل‬ ‫تحقيق الدولة العلامنية يف لبنان‪ ،‬فهذا مرشوع‬ ‫سيايس وطني مهم للجميع‪.‬‬ ‫موحدة‪ ،‬إذ هناك بعض‬ ‫الرؤية اليوم الزالت غري ّ‬ ‫املشاركني يف الحملة يقرتحون املطالبة بدولة‬ ‫مدنية فقط‪ ،‬ومن ثم تأيت الدولة العلامنية‬ ‫وما شابه ذلك‪ .‬لكن النداء الرسمي الذي يصدر‬ ‫عن هذه الحملة من خالل اللجان التنظيمية‬ ‫ينص عىل أننا‪« :‬نريد‬ ‫واإلعالمية والتنسيقية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫دولة دميقراطية علامنية مدنية نحو عدالة‬ ‫إجتامعية تطالب بقانون إنتخايب خارج القيد‬ ‫موحد»‪.‬‬ ‫الطائفي‪ ،‬وبقانون مدين ّ‬ ‫وال شك أن التحركات الشبابية يف لبنان‬ ‫اليوم‪ ،‬تأثرت بالتحركات والثورات العربية‪ ،‬والذي‬ ‫تأكد أنه ال يزال هناك «أمل»‪ ،‬أمل بحكم بلده‬ ‫كام يريد وكام يحق له‪.‬‬ ‫وعن مدى إمكانية تحقيق هذه املطالب‬ ‫وإسقاط النظام الطائفي‪ ،‬قالت خواجة‪:‬‬ ‫وجود ‪ 18‬طائفة يف لبنان ليس بحاجز لتحقيق‬ ‫مطالبنا‪ ،‬ال بل هو مح ّفز‪ ،‬ألننا نعيش بحالة من‬ ‫الفوىض وسط نظام ال ينتج إال الحروب والرصاعات‬

‫‪7‬‬

‫الداخلية‪ ،‬وهو بالتايل نظام فاسد بر ّمته بد ًءا من‬ ‫ترشيعاته وصوالً إىل رموزه‪.‬‬ ‫ملحة لنظام بديل‪،‬‬ ‫وبالتايل أصبحت الحاجة‬ ‫ّ‬ ‫فأوروبا عاشت عصور ظالمية طويلة‪ ،‬ولكنها‬ ‫تط ّورت عرب الثورات‪ ،‬فلامذا ال نتمثل بها يف هذا‬ ‫األمر؟ بالتأكيد يلزمنا وقت طويل للوصول إىل‬ ‫ما نطمح إليه‪ ،‬لكن ال بد من التحرك‪ ،‬وهذا ما‬ ‫قمنا به وقد تطورنا من التحرك األول حتى اليوم‪،‬‬ ‫بدءاً من ‪ 3000‬ناشط وصوالً إىل ‪ 25‬ألف‪ ،‬ومن ثم‬ ‫واع ملا‬ ‫سيزيد العدد‪ ،‬إذا بقي الشعب اللبناين‬ ‫ٍ‬ ‫يرت ّبص له يف حال استمرار هذا النظام‪.‬‬ ‫وقد تجىل تط ّور حراكنا عرب انتقالنا إىل‬ ‫مناطق أخرى بعيدة عن العاصمة بريوت‪ ،‬ومن‬ ‫خالل إنشاء الخيم الناشطة يف مختلف املناطق‬ ‫اللبنانية‪ ،‬وأهم ما مي ّيزنا أن حراكنا «شعبي‬ ‫بامتياز»‪ ،‬بالرغم من مشاركة بعض األحزاب‪،‬‬ ‫ولكن األغلبية الساحقة من الناشطني هم من‬ ‫املستقلني‪ ،‬وال نخفي أننا ُص ِدمنا بالعدد املشارك‬ ‫يف التحرك األول يف بريوت (‪ 3000‬ناشط) ومن‬ ‫ثم ُصدمنا أكرث مبا حققناه يف مظاهرة ‪ 20‬آذار‪،‬‬ ‫بالرغم من إمكانياتنا املتواضعة جداً‪ ،‬بحيث أننا‬ ‫كناشطون نقوم بجمع املال من بعضنا البعض‬ ‫لرشاء اليافطات والصوتيات‪ ،‬واألهم ّأن ال مسؤول‬ ‫ِّ‬ ‫منظم‪ ،‬فالتحرك شعبي بحت‪ ،‬واإلجتامعات‬ ‫التي نقوم بها للتحضري للمظاهرات‪ ،‬تنفتح‬ ‫عىل أبسط اإلقرتاحات‪.‬‬ ‫كل الشعب اللبناين مترضر من هذا النظام‪،‬‬ ‫وقد وجد يف تحركاتنا بدي ًال للفساد املوجود‪ .‬الثورة‬ ‫املرصية قامت تحت عنوان «الشعب يريد إسقاط‬ ‫النظام الطائفي»‪ ،‬من حزب التجمع والذي هو‬ ‫أقىص اليسار‪ ،‬وصوالً إىل األخوان املسلمني‬ ‫توحدوا تحت هذا‬ ‫والذي هم أقىص اليمني‪ ،‬كلهم ّ‬ ‫الشعار وأرادوا التغيري‪ ،‬فبالنهاية هذه األنظمة‬ ‫ال تتغري لوال مشاركة الشعوب‪ ،‬وهذا ما يجعلنا‬ ‫متفائلني أكرث مع تزايد الناشطني واملشاركني يف‬ ‫التحركات املستمرة‪.‬‬ ‫َمن يفهم معنى «العلامنية» يعلم أنها‬ ‫مقسمة إىل أبواب ثالث‪ :‬العلامنية الرتبوية‬ ‫ّ‬ ‫(وهي تدريس الثقافة الدينية املختلفة يف مجمل‬ ‫املدارس‪ ،‬وليس كام يحصل من التثقيف الديني‬ ‫لكل طالب بحسب طائفته)‪ ،‬علامنية األحوال‬ ‫الشخصية (وهي املطالبة بزواج مدين اختياري)‪،‬‬ ‫والعلامنية السياسية (وهي اإلنتخاب والتوظيف‬ ‫وفقاً للكفاءة والجدارة بعيداً عن املحاصصات‬ ‫الطائفية)‪ .‬نحلم ببناء مجتمع جدارة ُي نَّ‬ ‫عي به‬ ‫ٌّ‬ ‫كل بحسب كفاءته وجدارته‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬عىل رجال الدين أن يكونوا إىل جانبنا‪،‬‬ ‫خاصة مع ما رأيناه من مشاركة لبعضهم يف‬ ‫تحركاتنا ومواكبتنا‪ ،‬فاملطران غريغوار حداد كان‬ ‫أول املطالبني مببدأ العلامنية الشاملة يف لبنان‪.‬‬ ‫وإذا كانت مطالبنا «أحالم» كام يس ّميها‬ ‫البعض‪ ،‬فهي «أحالم» ‪ 30‬ألف مواطن لبناين‬ ‫شارك يف تح ّرك ‪ 20‬آذار‪ ،‬وسيشارك يف التظاهرات‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫الغالف‬ ‫األخرى‪ ،‬مهام طالت السنوات والجهود‪.‬‬ ‫وعن مطالبة البعض بإلغاء الطائفية‬ ‫البعض اآلخر بإلغاء‬ ‫السياسية ومطالبة‬ ‫النظام الطائفي مبجمله‪ ،‬قالت خواجة‪:‬‬ ‫عندما طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري‪،‬‬ ‫سابقاً بإلغاء الطائفية السياسية‪ ،‬و ُو ِجه بردود‬ ‫فعل سلبية‪ .‬النظام السيايس اليوم خائف من‬ ‫تحركاتنا‪ ،‬ومن صحوة الشعب اللبناين ألحقية‬ ‫مطالبه ومبادئه‪.‬‬ ‫لقد أصبح شعارنا‪« :‬الشعب يريد إسقاط‬ ‫النظام الطائفي ورموزه»‪ ،‬حني وجدنا محاوالت‬ ‫لبعض الرموز السياسية إلفشال تح ّركاتنا‪.‬‬ ‫وعىل السياسيني الذين يشاركون معنا أن يثبتوا‬ ‫مواكبتهم لنا عرب تقديم مرشوع قانون إلغاء‬ ‫الطائفية‪ ،‬ملجلس النواب‪ .‬لألسف‪ ،‬املعارضة (أي ‪14‬‬ ‫آذار)‪ ،‬واملواالة (أي ‪ 8‬آذار) كالهام موالٍ لهذا النظام‬ ‫الفاسد‪ ،‬ونحن املعارضة الحقيقية‪ ،‬فهُم َمن‬ ‫يساهم بإفقار الشعب اللبناين وزيادة ديونه‪.‬‬

‫عمر الديب‪ :‬يف التحركات‬ ‫املطلبية‬ ‫عىل الجميع اإلقتناع برضورة‬ ‫تغيري النظام‬

‫بدأنا منذ تأسيس اإلتحاد أي منذ أكرث من ‪40‬‬ ‫سنة‪ ،‬بالنضال ضد هذا النظام الطائفي‪ ،‬من‬ ‫أجل الوصول إىل وطن علامين دميقراطي ال مييز‬ ‫بني الناس عىل اساس طوائفهم‪.‬‬ ‫عملنا عىل مواضيع متعددة تتعلق بهذا‬ ‫امللف‪ ،‬أحياناً منفردين وأحياناً أخرى بالتعاون مع‬ ‫منظامت وجمعيات وأفراد مستقلني‪ ،‬كمشاريع‬ ‫خفض سن اإلقرتاع إىل ‪ 18‬سنة بالتعاون مع‬ ‫منظامت شبابية أخرى‪ ،‬وكذلك حملة تطالب‬ ‫بقانون إنتخاب نسبي‪ ،‬وحملة شطب الطائفة‬ ‫عن الهوية والتي سمح بها الحقاً وزير الداخلية‬ ‫زياد بارود وأق ّرها كقانون‪.‬‬ ‫التحركات األخرية‪ ،‬فيها تعاون بني مجموعات‬ ‫متنوعة ال صفة حزبية أو فئوية لها‪ ،‬ولديها‬ ‫وجهات نظر متعددة ومختلفة‪ .‬كإتحاد شباب‬ ‫دميقراطي‪ ،‬رأينا أن الشعارات املطروحة هي‬ ‫الشعارات التي متثلنا‪ ،‬إذ جميعنا نقوم بحملة‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ضد النظام الطائفي للوصول إىل وطن علامين‬ ‫دميقراطي‪ ،‬نعترب أنه شعار أسايس لنا‪.‬‬ ‫لذلك وضعنا كل إمكانياتنا ضمن هذا‬ ‫التحرك‪ ،‬وتواجدنا يف كل اللجان التحضريية‬ ‫واجتامعاتها‪ ،‬وحشدنا جميعاً ما متكنا من جمعه‬ ‫من الشباب املؤمن بتحركاتنا‪ ،‬اعتباراً منا ّأن هذا‬ ‫التحرك أولوية بالنسبة لنا‪ ،‬وجميع اللجان ُتج ِمع‬ ‫عىل أهمية أن تبقى تحركاتنا بعيدة كل البعد عن‬ ‫الطابع الحزيب أو الطائفي‪ ،‬ولذلك يشارك شباب‬ ‫اإلتحاد كأفراد وليس كتنظيم سيايس‪ ،‬سنضع‬ ‫ومرصين عىل أن‬ ‫كل طاقاتنا إلستمرار تحركاتنا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تبقى هويته مستقلة وال تكون محسوبة عىل‬ ‫جمعية أو حزب معني‪.‬‬ ‫وعن طبع صفة العلامنيني عىل املتظاهرين‬ ‫والناشطني يف التحركات‪ ،‬قال الديب‪ :‬نحن‬ ‫كإتحاد نصنّف أنفسنا عىل أننا يساريون‪ ،‬وهناك‬ ‫منظامت أخرى علامنية وغري يسارية‪ ،‬لكن جميعنا‬ ‫ته ّمنا الحقوق اإلقتصادية اإلجتامعية وليس الجانب‬ ‫الطائفي فقط‪ .‬يه ّمنا تغيري هذا النظام لتحسني‬ ‫الوضع اإلجتامعي واإلقتصادي ليقدّم حقوق أكرث‬ ‫للفقراء‪ ،‬وتطال رضائبه األغنياء فقط‪ ،‬والذين امتألت‬ ‫جيوبهم من أموال الفقراء‪ ،‬وإيجاد ضامن إجتامعي‬ ‫وطبابة وتعليم مجاين‪ ،‬يهتم بالفئات األكرث فقراً‬ ‫وتنمية املناطق املحرومة‪ ،‬وهذا ما يصنّفنا سياسياً‬ ‫كإتحاد عىل اننا منظمة يسارية‪.‬‬ ‫يف حملتنا الحالية‪ ،‬الجميع مشارك من مختلف‬ ‫الجمعيات واملنظامت الشبابية الحزبية‪ ،‬بدون أن ندع‬ ‫الطابع الحزيب يغلب عىل تحركاتنا‪ ،‬فالقومي السوري‬ ‫االجتامعي وحركة الشعب وتيار املجتمع املدين‬ ‫والحركة االجتامعية والنوادي الطالبية الجامعية‬ ‫وغريها تتواجد للمطالبة بكل هذه الحقوق‪ ،‬كذلك‬ ‫هناك زعامء سياسيني يصنَّفون عىل أنهم طائفيني‬ ‫يؤكدون عىل دعمهم ملطالبنا املحقة‪.‬‬ ‫هدفنا هو وصول هذا التحرك لفئة أوسع من‬ ‫الشباب اللبناين خارج إطار ‪ 8‬و ‪ 14‬آذار‪ ،‬لذلك‬ ‫نسعى لزيادة تحركاتنا ضمن املناطق‪ ،‬للتواصل‬ ‫األكرب مع املجتمع املدين يف الجبل والشامل‬ ‫والجنوب والبقاع‪ ،‬حتى ولو كان عدد املشاركني‬ ‫فيها أقل من التحركات املركزية يف العاصمة‬ ‫بريوت‪ّ ،‬‬ ‫ألن الجميع مترضر من النظام الطائفي‬ ‫الذي يودي بنا إىل حروب أهلية كل فرتة‪ .‬األهم‬ ‫هو أن يقتنع الجميع برضورة تغيري هذا النظام‬ ‫لتصحيح الوضع القائم يف لبنان‪.‬‬

‫الناشط يف خيمة الصنائع‬ ‫مازن حطيط‪ :‬بعض رجال الدين‬ ‫ينعتوننا بـ «ال َك َفرة»‬ ‫ما مي ّيز تح ّركنا هو أننا نك ّون مجموعة شباب‬ ‫متعددي اإلنتامءات‪ ،‬وبالرغم من صفاتنا الحزبية‪،‬‬ ‫نتعاطى داخل لقاءاتنا عىل أننا أفراد وليس‬

‫‪8‬‬

‫حزبيني‪ .‬وبالرغم من مشاركة فئة قليلة من‬ ‫رجال الدين يف تحركاتنا‪ ،‬إال أننا بدأنا نسمع بعض‬ ‫التهجامت من البعض اآلخر الذين يصفوننا بـ‬ ‫ّ‬ ‫«الك َفر» بسبب مطالبتنا بدولة علامنية‪ ،‬وهذا‬ ‫طبعاً بسبب خوفهم عىل مصالحهم‪.‬‬

‫عيل بزّون عن قطاع الشباب يف‬ ‫التجمع الوطني الدميقراطي‬ ‫الزعامء يتدخلون بتح ّركنا خوفاً‬ ‫عىل مصالحهم‬

‫بدأنا تحركنا كتج ّمع منذ أوائل شباط‬ ‫املايض‪ ،‬من خالل مجموعة أنشأناها عىل موقع‬ ‫الفايسبوك‪ ،‬إلسقاط النظام الطائفي يف لبنان‪،‬‬ ‫وكنا من املشاركني يف اإلجتامع األول بني مختلف‬ ‫املنظامت املدنية والحزبية والشبابية للتحضري‬ ‫للمظاهرة األوىل‪ ،‬والتي جمعت حوايل ‪،3000‬‬ ‫لكننا كقطاع شباب متنّعنا عن املشاركة نظراً‬ ‫لعدم موافقتنا عىل بعض النقاط التي كانت‬ ‫مطروحة بحيث أ ّكدنا عىل خطأ تسمية الرموز‬ ‫الطائفية والسياسية منذ التظاهرة األوىل والتي‬ ‫كان ميكن أن ميتنع املتظاهرون عن املشاركة معنا‬ ‫بسبب والئهم لهذا الزعيم أو ذاك‪.‬‬ ‫ما دعينا إليه هو املطالبة بإلغاء النظام‬ ‫الطائفي يف لبنان‪ ،‬ومن ثم إلغاء رموزه بشكل‬ ‫تصاعدي‪ ،‬لكننا كمتظاهرين من مختلف‬ ‫اإلنتامءات واملناطق أضفنا يف املظاهرة املركزية‬ ‫يف بريوت‪ ،‬والتي جمعت ما يزيد عىل ‪ 25‬ألف‬

‫متظاهر كلمة «رموزه» عىل «حملة إسقاط‬ ‫النظام الطائفي» بعد ما الحظناه من تدخل‬ ‫الزعامء مبا يحصل عىل األرض‪ ،‬طبعاً خوفاً عىل‬ ‫مناصبهم وعروشهم وكراسيهم‪ ،‬بحيث أصبحوا‬ ‫يريدون تبنّي حملة إسقاط النظام الطائفي يف‬ ‫حني أنهم أنفسهم رموز هذا النظام‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬أصبح من املهم اإلشارة إىل هذه‬ ‫الرموز يف تح ّركاتنا األخرى‪ ،‬بعد أن أرادوا إمتصاص‬ ‫الوضع وحامية أنفسهم عرب طلب اإلجتامع مع‬ ‫املنظمني واملتظاهرين‪.‬‬ ‫ما يجمعنا كلنا هو بالتنسيق الكامل بني‬ ‫املنظامت كافة تحت عنوان واحد‪ ،‬وهدف واحد هو‬ ‫إسقاط النظام الطائفي‪.‬‬ ‫واألهم هو أن عددنا يزيد مظاهرة بعد أخرى‪،‬‬ ‫بعد أن نظروا إلينا عىل أننا مجرد بضعة آالف يف‬ ‫التح ّرك األول لنا‪ ،‬ولكن عددنا تزايد بعد أن متكنا‬ ‫من كرس حاجز الخوف لدى الكثري من الشباب‬ ‫اللبناين الذي شاركنا باملطالبة بحقوقه‪ ،‬وبانتظار‬ ‫تجاوب البعض اآلخر منهم‪ ،‬وإزالة خوفهم من‬ ‫أحزابهم ومحيطهم‪.‬‬ ‫ال شك أنها كرة ثلج سنعمل عىل إذابتها‬ ‫تح ّرك تلو اآلخر‪ ،‬شباب لبناين مجتمعني عىل رأي‬ ‫واحد هو رضورة إلغاء هذا النظام الفاسد‪ ،‬واألهم‬ ‫ّأن تح ّركاتنا تحصل بشكل عفوي بدون أن تحكمنا‬ ‫قيادات أو منظمني رسميني‪ ،‬وهذا ما يساهم‬ ‫يف نجاح تح ّركاتنا‪ ،‬حتى مع انتامءاتنا ألحزاب‬ ‫ومنظامت متعددة‪.‬‬ ‫لألسف‪ ،‬يواجهنا البعض بالقول أننا حتى ولو‬ ‫أردنا إسقاط النظام الطائفي‪ ،‬فال بديل عنه‪،‬‬ ‫ولكن ما يهمنا اآلن هو إسقاط هذا النظام‬ ‫ورموزه ومن ثم نرى ما سيحصل‪.‬‬ ‫ما نؤكد عليه هو أن عهد حكمهم الذي طال‬ ‫‪ 20‬و‪ 30‬سنة والحكم العائيل‪ ،‬قد انتهى وستبدأ‬ ‫بالتنحي لصالح الشباب اللبناين الواعي‬ ‫رموزه‬ ‫ّ‬ ‫ليحكم بلده كام يريد‪.‬‬ ‫ما نج ِمع عليه جميعاً‪ ،‬بأن حملتنا هي حاضن‬ ‫لسالح املقاومة وليست ضدّه‪ ،‬ألنه األساس يف‬ ‫رصاعنا مع «إرسائيل»‪ .‬نحن مع إسقاط النظام‪،‬‬ ‫ولكننا مجتمعني عىل أهمية الحفاظ عىل سالح‬ ‫املقاومة‪ ،‬تحت شعار‪« :‬املقاومة والجيش والشعب»‪.‬‬

‫الناشط يف خيمة عاليه‬ ‫يسار العنداري‪ :‬سنسيرّ مواكب‬ ‫س ّيارة بني املناطق‬ ‫بدأنا بخيمة عاليه كغرينا من الخيم عرب‬ ‫تم التع ّرف عىل‬ ‫صفحات الفايسبوك‪ ،‬وبذلك ّ‬ ‫املوسع فيام بيننا لإلتفاق‬ ‫بعضنا البعض واللقاء‬ ‫ّ‬ ‫عىل كيفية التح ّرك والتواصل مع الناشطني‬ ‫اآلخرين يف باقي املناطق‪ .‬وسنعمل كغرينا‬ ‫من الناشطني‪ ،‬عىل توزيع املنشورات لطالب‬

‫املدارس والجامعات‪ ،‬واللقاء معهم إليضاح رؤيتنا‬ ‫يف الحملة التي نقوم بها‪ ،‬وح ّثهم عىل أهمية‬ ‫بالتح ّركات‬ ‫واملشاركة‬ ‫بحقوقهم‬ ‫املطالبة‬ ‫املستمرة التي سنقوم بها من مظاهرات أو‬ ‫مواكب س ّيارة بني املناطق أو غريها‪.‬‬

‫الناشط يف خيمة صيدا‬ ‫زياد حسني‪ :‬نشكل لجان أحياء‬ ‫للوصول إىل الجميع‬

‫وضع صيدا بشكل عام يختلف عن بريوت‪،‬‬ ‫إذ ال نستطيع أن نرفع شعار» العلامنية» مث ًال‬ ‫يف مدينة صيدا‪ ،‬فمطالب أبناء صيدا مختلفة‬ ‫يسء‬ ‫نوعاً ما‪ ،‬إذ أن الوضع املعييش واإلقتصادي ّ‬ ‫جداً‪ ،‬ولكن يبقى هدف إنشاء الخيمة يف صيدا‬ ‫هو إسقاط النظام الطائفي واملطالبة بعدالة‬ ‫إجتامعية‪ .‬بالطبع‪ ،‬ميكن للعلامنية أن تكون‬ ‫ينصب عىل تحسني‬ ‫إحدى الحلول‪ ،‬ولكنّ تركيزنا‬ ‫ّ‬ ‫الوضع اإلقتصادي‪.‬‬ ‫نتواصل بشكل كامل مع الخيم األخرى‪ ،‬ونجتمع‬ ‫مع أبناء املناطق املحاورة لنا كشباب النبطية‬ ‫وصور‪ ،‬إذ نحاول جمع أكرب عدد من أبناء املناطق‬ ‫التي تعترب ذات جو منغلق نوعاً ما‪ ،‬لذلك نحاول‬ ‫التوجه نحو الوضع اإلقتصادي الذي تعاين منه‬ ‫ّ‬ ‫جميع الفئات‪.‬‬ ‫وعن تجاوب الشباب الجنويب مع التحركات‪،‬‬ ‫قال حسني‪ :‬متكنّا من جمع أكرب عدد من‬ ‫املشاركني يف التحركات املركزية يف بريوت‬ ‫وسنعمل عىل زيادة العدد خاصة مع التحركات‬ ‫املناطقية التي نقوم بها‪ .‬لكن ما يجب اإلجامع‬ ‫عليه هو ما أفسده النظام الطائفي القائم يف‬

‫‪9‬‬

‫هذا البلد‪ ،‬وس ّبب بالتقسيم والتفرقة‪.‬‬ ‫هناك بعض التح ّفظ يف صيدا من بعض‬ ‫الجهات‪ ،‬بالرغم من وجود أحد رجال الدين الذي‬ ‫يواكبنا منذ يومنا األول إلفتتاح الخيمة يف صيدا‪،‬‬ ‫ونحاول استقطاب املزيد من رجال الدين‪ ،‬ورشح‬ ‫وجهة نظرنا‪ ،‬وكيفية تفكرينا‪.‬‬ ‫ما نقوم به هو تشكيل لجان أحياء للتنقل يف‬ ‫املناطق الشعبية واالحياء الداخلية‪ ،‬بالتعاون مع‬ ‫بعض املخاتري أو الفعاليات إلقناع الناس مببادئنا‬ ‫ّ‬ ‫وأن األهايل يدعموننا‬ ‫وأسس تح ّركنا‪ ،‬خاصة‬ ‫بشكل يومي والبعض يقدّم لنا اإلحتياجات‬ ‫اليومية من طعام وغريه‪ .‬باقون يف الخيمة مهام‬ ‫طالت الفرتة‪ ،‬حتى تحقيق مطالبنا‪ ،‬مع علمنا مبا‬ ‫نحتاجه من وقت لذلك‪.‬‬

‫الناشطة يف خيمة صور‬ ‫زهراء حجازية‪:‬‬ ‫بلدية صور تض ّيق الخناق علينا‬

‫بدأ تح ّركنا يف مدينة صور عن طريق عقد‬ ‫إجتامعات واستقبال َمن يريد استيضاح مطالبنا‬ ‫خاصة وأن الكثري من الناس ال يعلمون ما معنى‬ ‫الطائفية‪ ،‬ومبدأ إسقاط النظام الطائفي‪،‬‬ ‫ومعنى الدولة املدنية‪ ،‬فوجدنا تجاوب كبري من‬ ‫األفراد والجمعيات‪ ،‬فعقدنا جمعية عمومية‬ ‫خاصة لجمعيات صور للتداول معها يف أسس‬ ‫انصب عملنا‬ ‫تحركاتنا وشعاراتنا األساسية‪ .‬وقد‬ ‫ّ‬ ‫وجهودنا عىل الجامعات من خالل اللقاء بالطالب‬ ‫وتوزيع النرشات الخاصة بالتحرك عليهم‪.‬‬ ‫لألسف‪ ،‬مع أحق ّية مطالبنا‪ ،‬إال ّأن بلدية صور‬ ‫تض ّيق الخناق علينا عن طريق قطع الكهرباء‬ ‫عن الخيمة املوجودة عىل مدخل صور (د ّوار‬ ‫صور)‪ ،‬بطلب منها لنقل الخيمة إىل مكان آخر‬ ‫بعيد عن الطريق العام‪ ،‬وبالتايل بعيد عن مرأى‬ ‫الناس‪ ،‬مبحاولة لرشوتنا بوعدها بتأمني كل ما‬ ‫يلزمنا يف حال وافقنا عىل نقل الخيمة‪ .‬لكن ما‬ ‫نقوله هو أننا باقون يف مكان تواجدنا‪ ،‬فمطلبنا‬ ‫محق‪ ،‬وتح ّركنا ح ّر دميقراطي‪ ،‬بالرغم من تهديدات‬ ‫البلدية املستمرة لنا‪.‬‬

‫إعداد وحوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫الغالف‬

‫شيخ عقل الموحدين الدروز ناصر الدين الغريب يكشف لـ «منبر التوحيد» ما يجري في األوقاف‬

‫المجلس المذهبي الدرزي ّ‬ ‫يمثل فئة واحدة من الطائفة‬ ‫والشيخ نعيم حسن يتقاضى ‪ 8‬مليارات من جباية المقامات‬

‫بجرأته املعهودة يتحدّث شيخ عقل طائفة املوحدين الدروز الشيخ نارص الدين‬ ‫تتم مبايعته شيخاً‬ ‫الغريب عن امللف الدرزي الداخيل‪ ،‬وهي جرأة تحىل بها قبل أن ّ‬ ‫للعقل‪.‬‬ ‫كثريون من أبناء طائفة املوحدين يتحدّثون يف الصالونات والغرف املقفلة كام‬ ‫يتحدّث شيخ عقلهم‪ ،‬لكن أقلية منهم تجرأوا عىل طرح هذا النقاش يف العلن‪.‬‬ ‫لكن الشيخ الغريب أخذ عىل عاتقه حامية مصالح أبناء طائفته وهو الذي يعيش‬ ‫بينهم‪ ،‬يشاركهم الحلو واملر يتحسس مبشاكلهم وأزماتهم بينام اآلخرون يتل ّهون‬ ‫بتدبري شؤون أوالدهم وبعض املقربني‪ ،‬وال يحفظون مواقعهم‪.‬‬ ‫ولتبيان الكثري من الحقائق والرد عىل الهواجس واالستفسارات وتوضيح الكثري‬ ‫من الخفايا‪ ،‬كان لـ “منرب التوحيد” لقاء مع شيخ عقل طائفة املوحدين الدروز الشيخ‬ ‫نارص الدين الغريب‪ ،‬فكان الحوار التايل‪:‬‬ ‫أين تذهب أموال األوقاف الدرزية وكيف تستثمر؟‬ ‫قبل أن نبدأ الكالم عن الوقف‪ ،‬علينا أن نتوقف‬ ‫عند قانون تنظيم شؤون الطائفة الدرزية الصادر‬ ‫عن مجلس النواب واملو ّقع منهم يف ذلك الوقت‬ ‫بطريقة اعتباطية وانتهازية دون أن يحمل توقيع‬ ‫رئيس الجمهورية‪ ،‬حيث استغل انتخاب نواب الدروز‬ ‫أو البعض منهم بطريقة غري رشعية ومطعون بها‪.‬‬ ‫وجاء تعطيل املجلس الدستوري من قبلهم ومن جانب‬ ‫الجامعة الحاكمة آنذاك ليزيد من تس ّلطه عىل مقدرات‬ ‫الطائفة والوقف واملؤسسات وكل ما يعود إليها دومنا‬ ‫رادع أو رقيب‪ ،‬فالقانون املز ّيف بيدهم ولسان حالهم‬ ‫يقول إما أن تقبلوا باألمر الواقع وإما أن ترحلوا‪.‬‬ ‫بالنسبة لنا ال نستطيع أن نقوم بأعامل إصالحية‬ ‫إيجابية كانت أو غري إيجابية‪ ،‬ألن الحل والربط هو بيد‬ ‫هذه املؤسسة املزعومة‪ ،‬مبا يتخللها من مسؤولني عن‬ ‫الوقف والشؤون االجتامعية وغريه‪.‬‬ ‫نعود للوقف ونبدأ من بريوت العاصمة‪ ،‬إن وقف‬ ‫تربة الدروز عائد لجمعية التضامن الخريي التي أنشئت‬ ‫منذ أكرث من مئتي سنة‪ ،‬وكانت تقوم بصيانة هذا‬ ‫الوقف واملحافظة عليه‪ ،‬وبقي األمر هكذا حتى أنشئت‬ ‫عىل أرض هذا العقار بعض املحالت واملؤسسات‬ ‫الجانبية وكانت تدر األموال عىل هذه الجمعية حتى‬ ‫مت ّكنت من بناء مجلس ودار للمناسبات االجتامعية‬ ‫وغريها‪ ،‬ومن ثم دار الطائفة التي بقيت مستقلة عن‬ ‫العقار املعروف‪ ،‬وذلك بطلب من املرحوم محمد أبو‬ ‫شقرا شيخ عقل الطائفة الدرزية آنذاك‪.‬‬ ‫وما حدث وكان االحتجاج عليه كبرياً أن املجلس‬ ‫املذهبي املزعوم قام هذا األخري وبتوجيه من العصبة‬ ‫الحاكمة بنقل استثامر هذه املباين لصالحه والعمل‬ ‫عىل تأجريها وكف يد الجمعية عنها‪ ،‬واتخاذ قرار‬ ‫مبجلس الوزراء يجيز لهم ذلك‪ ،‬وكأنها قرصنة ُأريد بها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫االنقضاض عىل أولئك األمناء املخلصني‪ .‬ومل يكتفوا‬ ‫بذلك بل أنهم يعمدون اىل بناء «مول» يش ّوه تلك‬ ‫املنطقة الخرضاء وذلك الرتاث الذي طاملا فاخرنا به‬ ‫وبوجوده يف العاصمة بريوت دون العودة اىل القيمني‬ ‫الحقيقيني عليها وإعطائهم ما يستحقونه من‬ ‫الرعاية واملسؤولية والوجود‪.‬‬ ‫بالنسبة للمبنى الذي ابتيع يف كركول الدروز‪،‬‬ ‫بقيمة مليون و‪ 500‬ألف دوالر أمرييك‪ ،‬ال أجد م ّربراً‬ ‫لذلك‪ ،‬ونحن نتس ّول أمام املستشفيات يف العاصمة‬ ‫وغريها وال من يسمع‪ ،‬ويقولون إنهم قد دفعوا من‬ ‫مال الوقف مبلغ ‪ 800‬ألف دوالر و‪ 200‬ألف من جمعية‬ ‫التضامن الخريي والباقي من النائب وليد جنبالط‪،‬‬ ‫نحن كنا نرى أن تكون املدرسة الداوودية التي ُد ِفع‬ ‫عليها من مال الوقف الخاص ما يقارب مليار ل‪.‬ل فقط‬ ‫لصيانة وترميم الجدران من الخارج ولتلميع الصورة‪،‬‬ ‫وأما عندما سألنا عن االختصاصات التي تفيد شباب‬ ‫وشابات الجبل حيث يعانون من الذهاب اىل العاصمة‪،‬‬ ‫كان الجواب هناك اختصاصات يف التكنولوجيا‪ ،‬شيئ‬ ‫بعيد جداً عن طموحات أؤلئك الشباب والشابات‪ ،‬فلم‬ ‫تجدي نفعاً‪ ،‬كان الحري بهم أن يكون االتصال مع وزارة‬ ‫الرتبية الستحداث فروع كالرياضيات وعلوم الحياة‬ ‫وغريها تستطيع الشابات وخاصة املتدينات منهن أن‬ ‫يدرسوا هذا االختصاص يف منطقتهم ومن ثم مزاولة‬ ‫مهنة التعليم بعد التخ ّرج‪ ،‬أما هذا املبنى الذي ابتيع‬ ‫يف كركول الدروز ليس له أي إفادة ألبناء الجبل وهنا‬ ‫نتساءل هل سيفيد أبناء بريوت؟ الذين ليسوا بحاجة‬ ‫إليه لوجودهم يف مركز العاصمة حيث املؤسسات‬ ‫التعليمية واألكادميية املتطورة‪ ،‬ومن هنا إن هذا املبنى‬ ‫ال يفيد بشيئ‪ ،‬أما إذا أردتم أن تعرفوا ما هو رس ابتياعه‬ ‫يجب التوجه بهذا السؤال اىل الذين قاموا بابتياعه‪.‬‬ ‫ما هي قيمة الهدر الذي تكلمتم عنه؟‬

‫‪10‬‬

‫نحن ال نرى بيانات بأموال ومساعدات االغرتاب‬

‫ال ميكننا الجزم بذلك ألنهم ال يحددون القيمة‬ ‫الصحيحة ألي عقار يبتاعونه‪ ،‬وقد ذكرت يف البيان‬ ‫الذي أعلنت فيه عن الهدر وفق ما قيل‪.‬‬ ‫مال الوقف يتم جبايته من املقامات الثالث‪:‬‬ ‫النبي أيوب‪ ،‬مزار الست شعوانة‪ ،‬ومقام السيد عبد‬ ‫الله التنوخي‪ ،‬بحيث يتم توزيعه بني ‪ %75‬للمجلس‬ ‫املذهبي‪ ،‬و‪ %25‬لدار الطائفة لدفع أجور املوظفني‬ ‫وغريه‪ ،‬كيف يتم توزيع الـ ‪ %75‬واىل أين تذهب؟‬ ‫بحسب ما ُأبلغت وليس اجتهاداً أن الشيخ نعيم‬ ‫حسن يتقاىض راتباً وقدره ‪ 8‬ماليني ل‪.‬ل‪ ،‬والشيخ أبو‬ ‫محمود سعيد فرج الذي نكنّ له االحرتام‪ ،‬وهو أبلغني‬ ‫بأنه يتقاىض راتباً وقدره ‪ 6‬ماليني ل‪.‬ل‪ ،‬من كل جباية‪.‬‬ ‫أما كيف تو ّزع أو هل تو ّزع كل هذه املبالغ‪ ،‬هذا ما‬ ‫ال نعرفه ألنني ال أستطيع أن أسألهم ذلك‪ ،‬ولكن رمبا‬ ‫وحسب املعطيات ومجرى األمور أرى أن التوزيع ليس‬ ‫منصفاً‪ ،‬رمبا كان لفئة دون أخرىن وهذا الوقف هو وقف‬ ‫عام لكل الدروز وليس هناك مكان «البن الست وابن‬ ‫الجارية»‪ ،‬ولكن كام قلت الرئيس الحقيقي والقائد واآلمر‬ ‫معروف وأما الباقون فك ّلهم موظفون يف هذا القطاع‬ ‫ليس لهم مونة عىل شيئ‪ ،‬وهذا املجلس بأرسه مي ّثل فئة‬ ‫واحدة من الطائفة الدرزية وليس كل الطائفة‪ ،‬من هنا‬ ‫نرى أن هناك إجحافاً بحق كثري من أبناء هذه الطائفة‬ ‫إن كان عىل صعيد الحقوق أو عىل صعيد املساعدات‬ ‫حتى اإلصالحات التي يدّعون أنهم ساهرين لي ًال نهاراً‬ ‫يف سبيل تنظيم شؤون هذه الطائفة‪ ،‬نحن ال نرى هذا‬ ‫مطلقاً‪ ،‬وما بني عىل باطل فهو باطل‪.‬‬ ‫هل للقرار السيايس تأثري عىل ذلك؟‬ ‫الشأن الديني والهيئة الروحية الدرزية ال تعلم‬

‫شيئاً وأقول لكم بلسان مطلق أنهم ال يعلمون شيئاً‬ ‫وال يستطعون السؤال عن هذا حتى أنه ال يتج ّرأ‬ ‫البعض منهم عىل اإلفصاح برأيه‪ ،‬ونحن الوحيدون يف‬ ‫هذه الطائفة‪ ،‬مع احرتامي للجميع‪ ،‬فصوتنا الوحيد‬ ‫الذي ُيسمع وينادي بتصحيح املسار وإعطاء الحقوق‬ ‫للجميع‪ ،‬اليوم كانت االنتفاضات العربية التي تحصل‬ ‫هي من أجل كبت الشعوب وهدر حقوقها واستثامر‬ ‫هذه الحقوق عند فئة دون غريها‪ ،‬هل يتامهون مع‬ ‫هؤالء القادة الظالميني‪.‬‬ ‫برأيي أموال األوقاف مع أو بعدم إعالم أو طلب‬ ‫مشاركة أو إعطاء رأي للفريق األخر ال يدوم وال يفيد‬ ‫الوقف بشيئ‪.‬‬ ‫‪ 7‬ماليني دوالر هو قيمة االستثامر السنوي‬ ‫للوقف الدرزي‪ ،‬ما حصة كل فرد درزي إذا تم توزيع‬ ‫هذا االستثامر عىل نحو صحيح؟‬ ‫هناك نسب قليلة ولكنني ال أصدق ما أسمع وال‬ ‫أصدّق ما أقرأ‪ ،‬إمنا أطلب منهم أين هي هذه األموال‪،‬‬ ‫وهل هناك ب ّينة فيها‪ ،‬وما هي املشاريع العمرانية‬ ‫واملؤسسات الرتبوية واالستشفائية التي قدموها‬ ‫للطائفة‪ ،‬نريد أن نعرف ونرى ونسمع‪ ،‬وكل أبناء‬ ‫الطائفة يريدون معرفة ذلك‪ ،‬وال أرى أنهم يحصلون‬ ‫عناء املال الذي يدفعونه ليموهوا الناس مبنشورات‬ ‫يوزعونها هنا وهناك‪ ،‬هذا ال يفيد الناس وال يطعمهم‬ ‫خبزاً‪ ،‬هناك فقراء متسولون يأتون إلينا كل يوم‬ ‫يطلبون املساعدة ولكن ليس لدي مال وقف ألترصف‬ ‫بها‪ ،‬وال يكفيهم ذلك‪.‬‬ ‫ما رأي القضاء الدرزي يف هذا الخصوص؟‬ ‫أي قضاء إذا كان القايض الدرزي املو ّكل هو املو ّكل‬ ‫بإدارة األوقاف‪ ،‬فالقايض عباس الحلبي هو القايض‬ ‫وهو املقرر واملراقب‪ ،‬فكيف ذلك؟ هل يكون مقرراً‬ ‫ومراقباً ومحص ًال لحقوق الناس‪ ،‬دون مراقبة ولجنة‬ ‫مراقبة ومحاسبة من الخارج؟ أضف اىل أن أربعة أو‬ ‫خمسة أعضاء هم القيمون عىل املجلس طوعاً أو‬ ‫كرهاً‪ ،‬أما الباقون فهم للجباية أو مراقبة األحراج أو‬ ‫رسل مكلفون مبهامت ثانوية ال قيمة لها‪ .‬وأما من‬ ‫استقالوا ومل تقبل استقالتهم فحدث وال حرج‪ ،‬لقد‬ ‫قدّم البعض استقاالتهم ومل ُتقبل تلك االستقاالت‬ ‫ألنهم ال يتجرأون عىل االستمرار بها‪ ،‬هناك أمر من‬ ‫الباب العايل ال يستطيعون رفضه‪.‬‬ ‫يتم استعادة العديد من عقارات وأرايض الوقف‬ ‫املسلوبة؟ كيف يتم استثامرها؟‬ ‫إننا نرى كثرياً من العقارات الوقفية تختفي عن‬ ‫خريطة الوقف ومل يعد لها أثر‪ ،‬وقد أعدنا النظر لعلنا‬ ‫نكون مخطئني فكان الجواب أن «تسونامي جبيل» قد‬ ‫أخفاها عن وجه الطبيعة وأصبحت يف الخيال‪ ،‬هذا‬

‫العقارات الوقفية تختفي‬ ‫عن خريطة الوقف‬ ‫و «تسونامي جبيل» يخفيها‬ ‫يتقاسمون أموال بيت‬ ‫اليتيم فيام بينهم شهرياً‬ ‫مال مقام السيد عبد الله‬ ‫يو ّزع منه شهرياً مبلغ ‪15‬‬ ‫مليوناً عىل مستحقيهم‬ ‫وأهل الطاعة لديهم‬ ‫مل يكفهم ما يجبونه يف‬ ‫لبنان فذهبوا اىل االغرتاب‬ ‫يجمعون األموال لحساب‬ ‫مؤسسات خاصة وحزبية‬ ‫يتس ّولون األموال يف الفنادق‬ ‫وال نعرف اىل أين تذهب؟‬ ‫األمر يتع ّلق بقانون األوقاف‪ ،‬وهذه األرايض ال يسمح‬ ‫أراض كثرية قد بيعت‬ ‫ببيعها‪ ،‬ولكن أتصور أن هناك‬ ‫ٍ‬ ‫واختفت عن الخريطة‪ ،‬ولكن فيام يتع ّلق باألرايض‬ ‫املذكورة يف البنيه‪ ،‬سمعنا الكثري عن عروضات‬ ‫لرشاء بعض القطع املجاورة للمباين التابعة للوقف‬ ‫ولكنهم يخافون من عدم التسجيل أو مالحقتهم‬ ‫قضائياً فيام بعد‪.‬‬ ‫هل بتوحيد مشخية العقل ميكن الجلوس اىل‬ ‫الطاولة إلنشاء لجنة مراقبة ومحاسبة؟‬ ‫يف هذا اإلطار‪ ،‬القرار هو سيايس بامتياز‪ ،‬ولكن‬ ‫املسؤولية تقع عىل الجميع‪ ،‬ويف الدرجة األوىل عىل‬ ‫الهيئة الروحية ألن هذا من اختصاص الهيئة الروحية‬ ‫وأهل الدين وليس أهل السياسة‪ ،‬ولكن لألسف ال يتجرأون‬ ‫عىل قول الحق مع أن القائل يقول‪« :‬من نطق بالحق حجت‬ ‫الناس إليه»‪ ،‬فهم ال يتجرأون عىل قول الحقيقة‪.‬‬ ‫ملاذا ال تتواجدون يف دار الطائفة الدرزية لتطالبوا‬

‫الشيخ نعيم حسن للتوقيع والطاعة ويتقاضى ‪ 8‬ماليين‬ ‫ليرة شهرياً من أموال األوقاف‬ ‫من أكل الحرام وهو يضحك دخل النار وهو يبكي‪.‬‬ ‫وحساب هللا عسير‬ ‫‪11‬‬

‫مبطالب الطائفة التي تدافعون عنها؟‬ ‫ّ‬ ‫ونجل‪،‬‬ ‫أوالً ليس لنا مكان يف تلك الدار التي نقدّر‬ ‫هذا الرتاث املتبقي لهذه الطائفة يف العاصمة بريوت‪،‬‬ ‫وإن من يتس ّلم مقاليده وخاصة يف مشيخة العقل‬ ‫هو فقط للتوقيع وللطاعة وللقبول‪ ،‬نحن لسنا‬ ‫مطيعني ألحد من البرش‪ ،‬نحن نحاور هؤالء الناس‬ ‫أما الطاعة فهي لله تعاىل فقط‪ ،‬ال أريد أن أكون يف‬ ‫دار الطائفة يف هذا املوقع ويف هذه املواصفات مع‬ ‫احرتامي لآلخرين‪.‬‬ ‫عندما يتصحح املسار و ُيعدّل قانون تنظيم‬ ‫الطائفة الدرزية ببعض مواده التي يجب تعديلها‬ ‫رشعاً هناك نرى ما سيكون عليه األمر‪.‬‬ ‫وهذا املجلس ال ميثلنا قطعاً‪ ،‬أما املجلس القادم املوعود‪،‬‬ ‫سوف نرى إذا كان هناك تصحيح للمسار وتعديل‬ ‫للقانون كام نتمناه‪ ،‬عندها لكل حادث حديث‪ ،‬أما إذا‬ ‫مل يكن ذلك هناك رؤية بإنشاء مجلس آخر وهذا ما ال‬ ‫نتوخاه‪ ،‬وال نريده وهذا هو أبغض الحالل‪.‬‬ ‫ونأسف ملا يفعلونه داخل الستار الحديدي إذ مل‬ ‫يكفهم ما يجيرّ ونه ألنفسهم وملصالحهم الخاصة‬ ‫يف لبنان بل تعدوا ذلك اىل بالد االغرتاب ليجمعوا‬ ‫آالف الدوالرات لحساب مؤسسات خاصة وحزبية تحت‬ ‫ستار الحاجة املاسة للطائفة‪ ،‬لقد ف ّرقوا بني اإلخوة‬ ‫حتى يف االغرتاب‪ ،‬نحن نسمع ونراسل من قبل‬ ‫املغرتبني‪ ،‬وهذا ما ال يجوز‪ ،‬أال يكفي االنقسام يف‬ ‫لبنان بشكل عام ويف هذا الجبل بشكل خاص حتى‬ ‫ننقله اىل بالد االغرتاب‪ ،‬اىل الذين يهاجرون لتحصيل‬ ‫لقمة عيشهم‪.‬‬ ‫نحن النرى بيانات بأموال ومساعدات االغرتاب‪ ،‬وال‬ ‫نرى فع ًال تنفيذ هذه املساعدات عىل األرض وأين تذهب‬ ‫ومن يأخذها‪ ،‬حتى أننا سمعنا أن تلك الهبات تذهب‬ ‫للمساعدات االستشفائية‪ ،‬بحيث يدفع للبعض‬ ‫إنتقائياً ‪ 200‬ألف ل‪.‬ل ويجب أن يو ّقع عىل ‪ 400‬ألف‪،‬‬ ‫ولكننا لسنا أكيدين من ذلك ولكن األكيد أنهم‬ ‫يقيمون املؤمترات يف الفنادق يف العاصمة للتسول‬ ‫وجمع املساعدات من األثرياء واملغرتبني‪ ،‬ولكن اىل‬ ‫أين تذهب ال ندري‪ ،‬حتى أنه كان هناك خالف بني من‬ ‫املسؤول عن هذه الشؤون ومع الشيخ الجليل نعيم‬ ‫حسن ولكن النائب وليد جنبالط أصلح بينهام‪ ،‬كام‬ ‫إنهم يتقاسمون أموال بيت اليتيم الدرزي فيام بينهم‬ ‫شهرياً‪ ،‬بدالً من تقديم املساعدة‪ ،‬ويتحكمون بالوقف‬ ‫ويوزعون ثرواته عىل بعضهم البعض فمث ًال مال السيد‬ ‫عبد الله (قدس الله رسه) يوزع منه شهرياً مبلغ ‪15‬‬ ‫مليوناً عىل مستحقيهم‪ ،‬وأهل الطاعة لديهم‪.‬‬ ‫وختم الغريب كالمه هناك ساحة يف اليمن عُرفت‬ ‫بساحة التغيري‪ ،‬ويف مرص مبيدان التحرير‪ ،‬نأمل أن‬ ‫يكون يف لبنان ساحة للتغيري والتحرير‪ ،‬ولو كان‬ ‫أملنا ضعيف ألننا لسنا يف وارد استحداث مشاكل‬ ‫يف الطائفة‪ ،‬هذا اليتغيرّ إال إما بالقوة أو بالقناعة‬ ‫واالقتناع‪ ،‬فالقوة ليست واردة اآلن‪ ،‬وبالقناعة سلمنا‬ ‫أمورنا اىل الله تعاىل‪.‬‬ ‫حقاً إنها مأساة مت ّر عىل طائفتنا يف غفلة من‬ ‫الزمن‪ ،‬ولكن املثل الشائع يقول‪« :‬من أكل الحرام وهو‬ ‫يضحك دخل النار وهو يبيك‪ .‬فاضحكوا يف الدنيا ما‬ ‫شئتم وحساب الله عسري‪.‬‬

‫حوار ليديا أبودرغم‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب لبناين‬

‫كان في مستوى التحدي وعرف متى يسلّم األمانة‬

‫رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫مهام البطريرك صفير كانت صعبة وقاسية ونأمل أن ال يمر بها الراعي‬ ‫يعد البطريريك املاروين املستقيل مار نرص الله‬ ‫بطرس صفري من أكرث الشخصيات إثارة للجدل يف‬ ‫لبنان‪ ،‬والرجل الذي لعب دوراً محورياً يف تطورات الوضع‬ ‫الداخيل عىل الساحة املسيحية الداخلية‪ ،‬وعىل‬ ‫املستوى الوطني أيضاً‪.‬‬ ‫لقد عرف كيف ينسحب ومتى يس ّلم األمانة‪ .‬الرجل‬ ‫الصلب الذي مل يستكن يوماً أمام العواصف التي‬ ‫واجهته‪ ،‬الثابت رغم املتغريات الكثرية من حوله ويف‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫يرتاح من عناء‬ ‫كان ال بد للبطريرك صفري من أن‬ ‫َ‬ ‫سنوات التسعني فقط‪.‬‬ ‫النضال واملقاومة‪ ،‬ال من ثقلِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫مضطربة‬ ‫الخمس والعرشون‬ ‫سنوات عه ِده‬ ‫كانت‬ ‫ُ‬ ‫ودموية‪ ،‬قاهرة ومن ِهكة‪ .‬كان بطريركاً وقائ َد مقاوم ٍة‬ ‫حجب دور السياسيني‬ ‫وزعي ًام وطنياً‪ .‬مل يشأ‪ ،‬بداية‪ ،‬أن َي ُ‬ ‫املسيحيني‪ ،‬مع أن البطريركية املارونية ُأ ِنشئت يف أواخر‬ ‫التغييب‬ ‫القرن التاسع لتقو َد شع َبها وتحميه‪ .‬لكن‬ ‫َ‬ ‫القرسيَّ للقاد ِة املوارن ِة وانقساماتهم أناطا‪ ،‬منذ أوائل‬ ‫تسعينات القرن املايض‪ ،‬بسيد بكريك مسؤولي َة‬ ‫القياد ِة الوطنية فتح َّمـلها من دون تأفف‪.‬‬ ‫بعد اعتالئه سدَّة البطريركية بسنوات قليلة‪ ،‬تبينّ‬ ‫له أن الدول الغربية‪ ،‬وعىل رأسها الواليات املتحدة‬ ‫األمريكية غسلت أياديها من مسيحيي لبنان ومن لبنان‪.‬‬ ‫تجاه الحال‪ ،‬التزم البطريرك صفري املقاومة السلمية‪،‬‬ ‫الصابرة‪ ،‬الثابتة والعنيدة‪ .‬اضطر إىل التك ّيف مع وقائع‬ ‫مؤملة أحياناً من دون التخيل عن خريطة طريق التحرير‬ ‫واألهداف السامية‪.‬‬

‫أهم املحطات يف حياة البطريرك‬ ‫تسلم صفري مهامه يف أصعب الظروف التي كانت‬ ‫تعيشها طائفته وأقساها‪ .‬وكان املوارنة منهكني‬ ‫بالتهجري والدمار والتقاتل واالنقسامات‪ .‬ولواله ملا كان‬ ‫اتفاق الطائف وانتخاب رئيسني للجمهورية الشهيد‬ ‫رينيه معوض وخلفه الرئيس الراحل الياس الهراوي‪.‬‬ ‫لكن التنفيذ االنتقايئ التفاق الطائف جعل البطريرك‬ ‫يأخذ مواقف عدة معارضة يف املحطات التالية‪:‬‬ ‫عام ‪ 1992‬عارض قانون االنتخابات واعتربه خارجاً‬ ‫عن روحية الطائف وميس بأسس العيش املشرتك يف‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫عام ‪ 1995‬عارض بشدة بدعة التجديد للرئيس‬ ‫الياس الهراوي‪ ،‬خوفاً من تثبيت عرف رسعان ما تلقفه‬ ‫الكثريون‪.‬‬ ‫عام ‪ 1997‬أعطت زيارة البابا الراحل مار يوحنا بولس‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫العالقة مع “حزب الله” وسوريا‬

‫الترشذم يطال املسيحيني فقط‬

‫الثاين اىل لبنان‪ ،‬وما تخللها من مواقف‪ ،‬دفعاً قوياً ملوقع‬ ‫البطريرك صفري ودوره الداخيل عىل اعتبار أن الساحة‬ ‫املسيحية يف لبنان كانت تعيش يومها فراغاً سياسياً‬ ‫مع وجود غالبية زعامء األحزاب يف الخارج كميشال عون‬ ‫وأمني الجميل أو يف السجن كسمري جعجع‪ .‬وقد مهد‬ ‫صفري يومها لزيارة البابا بجملة مواقف أبرزها إعالنه‬ ‫قبل أيام عىل الزيارة‪ ،‬بأن املسيحيني يف لبنان فقدوا‬ ‫امتيازاتهم وموقعهم‪.‬‬ ‫عام ‪ 2004‬وقف مرة ثانية ضد التمديد للرئيس إميل‬ ‫لحود وطالب بالعودة اىل قانون انتخابات ‪.1960‬‬ ‫بعداغتيال رفيق الحريري ونزول الناس اىل الشارع‬ ‫رفض توجه بعض فريق الرابع عرش من آذار مبحاولة‬ ‫إسقاط رئيس الجمهورية إميل لحود يف الشارع عرب‬ ‫الدعوة العتصام مفتوح أمام القرص الجمهوري تحت‬ ‫هذا العنوان‪ .‬واعترب صفري يف ذلك سابقة قد ثؤثر عىل‬ ‫موقع رئاسة الجمهورية‪.‬‬ ‫عام ‪ ،2006‬وقف ضد العدوان اإلرسائييل عىل لبنان‪،‬‬ ‫وعقدت قمة روحية جامعة يف بكريك أثبتت وحدة‬ ‫الداخل يف مقاومة العدو‪.‬‬ ‫هاله الفراغ يف سدة الرئاسة‪ ،‬رغم معارضته‬ ‫انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد العتبارات وطنية‪.‬‬ ‫وتحولت بكريك يف ذلك الوقت اىل غرفة عمليات‬ ‫لتأمني انتخاب الرئيس من خالل مباحثات جرت يف‬ ‫بكريك وخارجها مع زعامء الداخل واإلقليم املحيط‬ ‫والعامل وممثليهم‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫أرص البطريرك صفري‪ ،‬عىل العالقة الجيدة حتى‬ ‫مع سوريا و”حزب الله” رغم الخالف معهام وحول تلك‬ ‫العالقة يقول‪“ :‬من مصلحتنا أن نكون عىل عالقة جيدة‬ ‫مع كل الناس ومنهم “حزب الله”‪ .‬ويف ما يتعلق بعالقة‬ ‫البطريركية املارونية بسوريا‪ ،‬يعترب صفري أن “سوريا‬ ‫كغريها من البلدان التي مل يزرها “‪.‬‬ ‫عمل البطريرك جاهداً عىل حفظ السلم األهيل‬ ‫للبنان فلواله ملا أنجزت املصالحة التاريخية يف الجبل‬ ‫وعاد املسيحيون إىل أرضهم وقراهم وعاد الجبل إىل‬ ‫ذاته‪ .‬البطريرك صفري أدرك صعوبة املهمة واملسؤولية‬ ‫امللقاة عىل عاتقه وكان يف مستوى التحدي واملرحلة‬ ‫األصعب يف تاريخ لبنان‪.‬‬ ‫وإللقاء الضوء عىل هذا املوضوع كان لنا لقاء مع‬ ‫رئيس املجلس العام املاروين الوزير السابق وديع الخازن‬ ‫وكان الحوار التايل‪:‬‬ ‫إذا أردت الحديث عن البطريرك صفري ماذا تقول؟‬ ‫خالصة التواضع والفكر األنيس بامتياز‪ ،‬رجل أدب‬ ‫وفكر وله نظرة ثاقبة لألمور‪ ،‬ويتطلع دامئاً اىل الحفاظ‬ ‫عىل الوحدة الداخلية اللبنانية من منطلق قناعاته أن‬ ‫لبنان ال يطري إال بجناحيه املسيحي واملسلم‪ .‬ولكن‬ ‫يف السياسة هناك اختالف وليس خالف بيننا وبينه‬ ‫وخصوصاً يف األمور التي تتعلق بوضع مسيحيي‬ ‫املرشق‪ ،‬وكان هناك إرصار دائم عىل غبطته أن ينفتح‬ ‫عليهم بشكل أوسع‪ ،‬لقد انفتح عىل األردن وعىل‬ ‫مرص وقربص ومل ينفتح عىل سوريا نظراً لإلشكاليات‬ ‫التي حصلت يف لبنان بالنسبة اىل املوضوع السوري‬ ‫وخصوصاً أثناء وجوده يف لبنان‪.‬‬ ‫لقد بدأ بخطوات إيجابية باتجاه سوريا يف البداية‬ ‫ولكن مع الوقت تراجع ألن بعض السياسيني الذين‬ ‫كانوا يعارضون سياسة سوريا يف لبنان كانوا يأتون‬ ‫إليه بكرثة ويتمنون عليه أخذ مواقف جازمة باتجاهها‪.‬‬ ‫وهذا األمر أثر عىل مواقفه‪ .‬كنا نطلب منه أن يكون‬ ‫عادالً ومعتدالً وأن يكون ليناً وأن يذهب اىل سوريا ليس‬ ‫فقط لزيارة الرسميني وعىل رأسهم الرئيس بشار‬ ‫األسد‪ ،‬ولكن لزيارة رعاياه هناك‪ .‬والطائفة املارونية تعد‬ ‫حوايل ‪ 35‬ألف ماروين موجودين يف سوريا يف أبرشيات‬ ‫دمشق وحلب والالذقية‪ .‬وعندما استعد البابا يوحنا‬ ‫بولس الثاين للذهاب بزيارة تاريخية اىل سوريا كان هذا‬ ‫املوضوع شغلنا الشاغل‪ ،‬وكنا نتمنى عليه أن يالقي‬ ‫قداسته يف زيارة روحية وليست سياسية خصوصاً أن‬ ‫رأس الكنيسة الكاثوليكية يف العامل قادم اىل سوريا‪.‬‬

‫وكانت التحضريات قامئة عىل قدم وساق الستقبال‬ ‫امرباطوري ومتنى علينا إخواننا السوريون أن نقنع‬ ‫البطريرك بالذهاب اىل سوريا وسعينا بكل ما أوتينا من‬ ‫جهد لتحقيق هذه الزيارة ولكن مع األسف مل نستطع‬ ‫ألسباب عديدة منها الضغوط التي كانت متارس عليه‬ ‫بالنسبة اىل املوضوع السوري‪.‬‬

‫عىل مسافة واحدة من الجميع‬ ‫ولكن البطريرك يستطيع أن يأخذ قراره بنفسه‬ ‫وليس بحاجة اىل أحد ليك يقوده؟‬ ‫كان عليه تأثرياً مبارشاً وعىل قراراته من مجموعة‬ ‫كانت ترتدد عليه إلقناعه بعدم الذهاب اىل سوريا ألن‬ ‫هناك تفسريات عديدة سوف تحصل بعد زيارته وميكن‬ ‫أن تضعف موقف فريق ‪ 14‬آذار ّ‬ ‫وفضل أن يبقى عىل‬ ‫مسافة واحدة من الجميع‪ .‬تفسري هذا املوقف عىل‬ ‫مسافة واحدة من الجميع يعتربه البعض أنه تحيزاً‪ ،‬ولكن‬ ‫البطريرك مل يكن يريد الدخول يف زواريب سياسة ‪ 8‬و‬ ‫‪ 14‬آذار‪.‬‬ ‫هل سيبقى البطريك مقي ًام يف بكريك ليرشف‬ ‫من بعيد عىل سياسة البطريرك الراعي؟‬ ‫من املؤكد أن غبطة البطريرك مار نرصالله بطرس‬ ‫صفري لن يتدخل يف التفاصيل التي لها عالقة‬ ‫بالبطريرك الراعي ألين أعرفه جيداً وأعرف كيف يفكر‬ ‫وال ميكن أن ينصح أحداً إال عند الرضورة القصوى‪.‬‬ ‫البطريرك صفري هو أول من أ ّيد الطائف والبعض‬ ‫يقول إنه ع ّراب الطائف‪ .‬هذا االتفاق الذي وضع حداً‬ ‫للحرب األهلية وعزز صالحيات رئيس مجلس الوزراء‬ ‫السني عىل حساب رئيس الجمهورية املاروين‪ .‬برأيك‬ ‫هل ندم البطريرك عىل تأييده هذا االتفاق؟‬ ‫مل أشتم ندماً من غبطة البطريرك ولكنه يقول إنه‬ ‫وافق عىل الطائف قرساً ال طوعاً‪ .‬يف البدء كان عنده‬ ‫رفض مبديئ وخصوصاً يف تلك الفرتة التي كان يتأثر‬ ‫فيها بالعميد رميون إده‪ ،‬كان إده رشساً ورافضاً التفاق‬ ‫الطائف‪ .‬لقد دعي مراراً من قبل مرجعيات سعودية‬ ‫للذهاب اىل الطائف للمشاركة يف املحادثات‪ ،‬ولكنه‬ ‫رفض ذلك جمل ًة وتفصي ًال‪.‬هذا األمر كنت أعيشه ألنني‬ ‫كنت آنذاك عضو اللجنة التنفيذية ومفوض داخلية‬ ‫يف الكتلة الوطنية وكنت أمثل رميون إده يف الحزب‪.‬‬ ‫ونستطيع اليوم كبلد دميقراطي حر عنده نظامه‬ ‫ودستوره املطالبة بتعديل هذه الصالحيات‪ .‬وإذا حازت‬ ‫التعديالت عىل أكرثية الثلثني يف املجلس فليعدل‬ ‫الدستور‪.‬‬

‫حاول عدة مرات ‪ ...‬ثم يئس‬ ‫هل صحيح أن السياسة التي اعتمدها البطريرك‬ ‫صفري أدّت اىل انقسام ماروين حاد ومل ينجح يف‬ ‫مصالحة األطراف املارونية املتناحرة واملتخاصمة؟‬ ‫لقد كان البطريرك يكرر يل دامئاً هذا القول‪”:‬‬ ‫فليتفقوا وليأتوا إ ّيل ليك أباركهم” فكان ردي عليه‬ ‫“عندما يتفقون لن يأتوا للمباركة‪ .‬نطلب منك التدخل‬

‫صفري هدّد عون وجعجع “بالحرم الكنيس”‬

‫ليك تصالحهم”‪ .‬لقد كان مرتدداً يف هذا املوضوع‬ ‫خوفاً من الفشل‪ .‬حاول عدة مرات ثم يئس بعد ذلك‪.‬‬ ‫ال يسطيع أن يقوم بأكرث من ذلك‪ .‬كان ميكن أن يكون‬ ‫جازماً ويفرض عليهم الحل فرضاً ولكنه كان يعلم أن‬ ‫ال أحداً منهم سيمتثل‪ .‬لقد هدّد الجرنال عون وسمري‬ ‫جعجع “بالحرم الكنيس” وأيضاً مل ينجح‪.‬‬ ‫هل صحيح أن فريقاً من املسيحيني كان يشعر‬ ‫باستهداف من قبل البطريرك الذي عمد يف أكرث‬ ‫من مناسبة اىل اتخاذ مواقف سياسية حادة تدعم‬ ‫فريقاً ضد آخر؟‬ ‫البطريرك ليس طرفاً مع أحد‪ .‬وهو مل يكن مع فريق‬ ‫ضد آخر‪ ،‬ولكن مواقفه كانت تأيت انطالقاً من قناعاته‬ ‫الشخصية‪ .‬وبهذه املواقف كان يحافظ عىل حرية‬ ‫لبنان وسيادته واستقالله‪ .‬ومع األسف وصلنا اىل هذه‬ ‫املرحلة غري املرشفة‪.‬‬ ‫كيف تكون غري مرشفة؟‬ ‫غري مرشفة للمسيحيني بدالً من أن يكونوا كتلة‬ ‫واحدة متحدة أصبحوا متخاصمني ومتناحرين‪.‬‬ ‫وهل يجب عىل املسيحيني أن يكونوا نسخة‬ ‫واحدة عن بعضهم البعض؟‬ ‫كال‪ ،‬ولكن يحز يف نفيس أن الشيعة متفقني وهناك‬ ‫اتفاق عند السنة‪ ،‬ولكن الترشذم يطال املسيحيني‬ ‫فقط‪ .‬يجب أن نحافظ عىل املسيحي املرشقي‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة اىل املسيحيني املرشقيني يف الجوار فإنهم‬ ‫يرون يف مسيحيي لبنان املثل واملثال ألنهم كانوا‬ ‫يتكلون عىل لبنان ومسيحييه‪ .‬يجب عىل املسيحيني‬ ‫أن يكونوا واقفني ومتحدين‪.‬‬ ‫هل نجح الجرنال عون يف وضع بكريك يف مقام‬ ‫الدين محاوالً تجريدها من الصدقية السياسية وعزل‬ ‫جمهوره الواسع عن مرجعيتهم الدينية؟‬ ‫مبنأى عن ما هو له وما هو عليه يف بكريك‪ .‬لقد‬ ‫قام الجرنال عون بعمل جبار‪ .‬يذهب بطريرك ويأيت آخر‬ ‫ولكن الكنيسة باقية‪ .‬هناك عملية تداول يف السلطة‬ ‫مستمرة‪ .‬استنهض عون الوضع املسيحي يف املنطقة‬ ‫العربية وكان يؤيده الدكتور بشار األسد وقدّم لهم‬ ‫التسهيالت الكاملة ومنحهم أرضاً ليك يبنوا عليها‬ ‫كنيسة ترمز اىل أب الطائفة “مار مارون” يف “براد”‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫يعني أنتم تؤيدون أن االحتفاالت يف براد مبناسبة‬ ‫عيد مار مارون هي العودة اىل الجذور؟‬ ‫طبعاً‪ .‬أؤيدها وكنت أمتنى أن يشاركهم البطريرك‬ ‫يف هذا املوضوع‪.‬‬ ‫البعض قال إن البطريرك لن يختم مسريته‬ ‫الدينية والسياسية بالذهاب اىل سوريا؟‬ ‫نتمنى أن يقوم البطريرك الراعي بهذه الخطوة‪.‬‬ ‫برأيك ملاذا كان البطريرك صفري يعارض ورقة‬ ‫التفاهم بني “حزب الله” والجرنال عون ويعتربها مساً‬ ‫بوحدة الدولة واملؤسسات؟‬ ‫مل يعارضها أبداً ألنني دخلت عىل خط املصالحة بني‬ ‫“حزب الله” وغبطته‪“ .‬حزب الله” يؤيد العالقة املميزة‬ ‫بينه وبني البطريرك‪ .‬وهو يكن احرتاماً كبرياً للطائفة‬ ‫املسيحية وتحديداً للموارنة يف لبنان‪ ،‬كام يريد أن يبني‬ ‫عالقات مميزة وأن يكون عىل اتصال دائم وحوار مستمر‬ ‫مع الفريق املسيحي كام يعرف أن الرتكيبة املسيحية‬ ‫ اإلسالمية يجب الحفاظ عليها‪ .‬والتفاهم الذي حصل‬‫بينه وبني العامد عون حافظ عىل املسيحيني يف لبنان‬ ‫وإال كنا يف مهب الريح‪.‬‬ ‫األبايت بولس نعامن يقول “ماذا فعل املسيحيون‬ ‫ليك تحميهم ورقة التفاهم”؟‬ ‫هل ميكن أن ننكر أن “حزب الله” عنده وجود مهم‬ ‫عىل األرض؟ وهل ميكن أن ننكر أن الطائفة الشيعية‬ ‫هي أكرثية يف هذا البلد؟‬ ‫هذه الورقة كانت ضامنة للتعايش املسيحي ‪-‬‬ ‫املسلم املستمر واملستقر‪ .‬هل ميكن أن نعيش يف حالة‬ ‫عداء مع هذا الفريق؟ الحمدلله أن العامد عون ميلك‬ ‫الوعي الكايف ليك يصل اىل هذه النتيجة‪.‬‬ ‫ماذا تقول للبطريرك الراعي؟‬ ‫راع‬ ‫ويكون‬ ‫الخري‬ ‫عىل‬ ‫ويلهمه‬ ‫أمتنى أن يوفقه الله‬ ‫ٍ‬ ‫لجميع اللبنانيني مسيحيني ومسلمني‪ .‬وأن يحافظ‬ ‫عىل بكريك كمرجعية وطنية‪ .‬ونتمنى عليه أن يصلح‬ ‫الوضع املسيحي يف الرشق وأن ينفتح عىل سوريا‪.‬‬ ‫كام نأمل أن ال مير البطريرك الراعي مبا مر به‬ ‫البطريرك صفري ألن واليته وظروفه كانت صعبة جداً‬ ‫واستطاع أن يجتازها باقل رضر ممكن‪.‬‬ ‫نتمنى من البطريرك الراعي أن يتامىش مع روحية‬ ‫اإلرشاد الرسويل الذي اعترب أن لبنان هو رسالة‪.‬‬ ‫كام نطلب منه أن يكون حريصاً عىل رفع معنويات‬ ‫املسيحيني يف املرشق العريب وخصوصا األقليات‬ ‫املسيحية‪ .‬يف سوريا ال لزوم لذلك ألن حقوق املسيحيني‬ ‫محفوظة متاماً وهناك استقرار وأمان وهذا كله مرده‬ ‫اىل أن سيادة الرئيس بشار األسد يحافظ عىل هذه‬ ‫األقليات التي يعتربها تنوعاً وغنى لسوريا‪.‬‬ ‫وختاماً مل يغب االهتامم بالشأن العام عن الكريس‬ ‫البطريريك يف لبنان عىل مر العقود لكن البطريرك‬ ‫صفري قد يكون الشخص الذي شهد أكرث األيام تحدياً‬ ‫وصعوبة أمام الوجود والدور املسيحي يف لبنان‪ ،‬عىل‬ ‫األقل حتى اآلن‪.‬‬

‫حوار‪ :‬لور عقل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد الله‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب لبناين‬

‫تقارير «ويكيليكس» تفضح المعلوم‬ ‫وتتق ّدم للمحكمة!‬ ‫تقارير “ويكيليكس” التي نجح نارشها‬ ‫السويدي جوليان أسانج‪ ،‬يف صنع “‪ 11‬أيلول‬ ‫دبلومايس”‪ ،‬عاملي‪ ،‬فضح فيها السياسة‬ ‫األمريكية يف العامل واملتعاملني معها‪،‬‬ ‫مل تقدّ م جديداً ما ال يعرفه اللبنانيون عن‬ ‫مواقف أطراف وشخصيات سياسية وحزبية‪،‬‬ ‫من الرصاع مع العدو اإلرسائييل‪ ،‬والعمل‬ ‫لخدمته‪ ،‬وتنفيذ أهدافه يف إضعاف لبنان‬ ‫برضب مقاومته‪ ،‬إال أن هذه التقارير فضحت‬ ‫أصحابها أكرث‪ ،‬ودمغت ارتباطاتهم‪ ،‬وكان‬ ‫الرأي العام ينتظر عقوداً لالطالع من خزائن‬ ‫الدول وأرشيفها الدبلومايس‪ ،‬عىل مثل‬ ‫هذه التقارير‪ ،‬التي ساهمت ثورة االتصاالت‬ ‫واملعلوماتية التكنولوجية‪ ،‬اىل أن تصل‬ ‫يف وقت قصري إليه‪ ،‬قياساً عىل السنوات‬ ‫السابقة‪ ،‬إال أن هذا التطور يف الحصول عىل‬ ‫تقارير تخص الخارجية األمريكية‪ ،‬مل يعلن‬ ‫بعد عن كيف وصل إليها أسانج‪ ،‬ومن ز ّوده‬ ‫ّ‬ ‫موظف يعمل يف مقر‬ ‫بها‪ ،‬وهل ما قيل إنه‬ ‫أرسارها‪،‬‬ ‫واخرتق‬ ‫األمريكية‬ ‫الدبلوماسية‬ ‫وق ّرر فضحها؟‬ ‫وكان البارز يف تقارير “ويكيليكس”‪ ،‬التي‬ ‫حصلت جريدة “األخبار” اللبنانية حقوق‬ ‫حرصية لنرشها‪ ،‬هو ما نقلته عن تو ّرط‬ ‫أحزاب وتيارات سياسية وشخصيات رسمية‬ ‫يف الطلب من العدو اإلرسائييل ومناشدة‬ ‫اإلدارة األمريكية‪ ،‬الستمرار الحرب اإلرسائيلية‬ ‫عىل املقاومة‪ ،‬الذراع العسكري لـ “حزب‬ ‫الله” ألن انتصار املقاومة‪ ،‬وقد ظهرت معامله‬ ‫بعد ‪ 48‬ساعة من بدء العدوان‪ ،‬عندما‬ ‫اإلرسائيلية‬ ‫البارجة‬ ‫املقاومة‬ ‫قصفت‬ ‫“ساعر” يف عرض البحر قبالة الشاطئ‬ ‫اللبناين‪ ،‬واستهداف املستوطنات واملنشآت‬ ‫الصهيونية‪ ،‬بالصواريخ‪ ،‬بدأ الخوف والذعر‬ ‫يدب يف صفوف “ثوار األرز”‪ ،‬الذين وافقوا من‬ ‫ّ‬ ‫خالل قرار مجلس األمن الدويل ‪ ،1559‬عىل‬ ‫نزع سالح املقاومة‪ ،‬وقد أخذوا فرتة سامح‬ ‫امتدت من ‪ 14‬شباط ‪ ،2005‬اىل ‪ 12‬متوز‬ ‫‪ ،2006‬وملا مل يلتزموا مبا تعهدوا به أمام إدارة‬ ‫الرئيس األمرييك السابق جورج بوش‪ ،‬واعتذار‬ ‫رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة من وزيرة‬ ‫الخارجية كونداليزا رايس‪ ،‬عىل صربها عليه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يتمكن بعد من تجريد املقاومة من‬ ‫ألنه مل‬ ‫السالح‪ ،‬وهو كان مع قوى ‪ 14‬آذار‪ ،‬قد طلبوا‬ ‫فرتة سامح لهم‪ ،‬أن يقوموا بذلك بالحوار‪ ،‬إال‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫أن صرب أمريكا و”إرسائيل” نفذ‪ ،‬وق ّررا خوض‬ ‫املعركة بأنفسهم‪ ،‬وجرى استغالل أرس‬ ‫جنديني إرسائيليني عند الخط األزرق‪ ،‬ليبدأ‬ ‫تنصل السنيورة من‬ ‫العدوان يف ‪ 12‬متوز‪ ،‬وقد ّ‬ ‫عملية املقاومة التي كانت تتوعّد دامئاً بأنها‬ ‫ستلجأ إليها لتحرير األرسى يف السجون‬ ‫اإلرسائيلية‪ ،‬وسبق لها ون ّفذت أكرث من‬ ‫عملية يف هذا الشأن ومل ترد “إرسائيل”‬ ‫ّ‬ ‫خططت‬ ‫بحرب شاملة‪ ،‬كام فعلت‪ ،‬والتي‬ ‫لها قبل أشهر‪ ،‬ومل يكن األمني العام لـ “حزب‬ ‫الله” يعرف أن ردة الفعل اإلرسائيلية ستكون‬ ‫بهذا الحجم من العدوان الواسع‪ ،‬الذي وقف‬ ‫حلفاء أمريكا اللبنانيون‪ ،‬يتفرجون عليه‪،‬‬ ‫يرد عىل املغامرة التي قام بها “حزب الله”‪،‬‬ ‫كام قال سعد الحريري‪ ،‬متوافقاً مع موقف‬ ‫السعودية ودول عربية أخرى عىل عالقة مع‬ ‫العدو اإلرسائييل‪.‬‬ ‫تم استغالل عملية أرس الجنديني‪،‬‬ ‫لقد‬ ‫ّ‬ ‫والرد العدواين اإلرسائييل‪ ،‬ليبدأ مطبخ‬ ‫‪ 14‬آذار‪ ،‬بإعداد طبخة القضاء عىل “حزب‬ ‫الله”‪ ،‬لينفرد بالسلطة‪ ،‬ويقيم “سالماً” مع‬ ‫“إرسائيل”‪ ،‬بعد إخراج القوات السورية من‬ ‫لبنان‪ ،‬ووضع لبنان يف مرشوع بوش “للرشق‬ ‫األوسط الكبري”‪.‬‬ ‫وكان كل يوم مييض عىل صمود املقاومة‪،‬‬ ‫وإصابة الجيش اإلرسائييل بالهزمية‪ ،‬فإن‬ ‫جامعة ‪ 14‬آذار تتو ّتر و ُتصاب بصدمة أن‬ ‫يخرج “حزب الله” منترصاً‪ ،‬وقد اعرتف النائب‬

‫‪14‬‬

‫وليد جنبالط بهذا االنتصار وسأل اىل من‬ ‫سيهديه السيد نرص الله‪ ،‬وأتاه الجواب اىل‬ ‫الشعب اللبناين‪ ،‬الذي احتضن املقاومة‬ ‫وجمهورها وانفتحت لها املناطق‪ ،‬يف وقت‬ ‫سيطر الغضب عىل “ثوار األرز”‪ ،‬الذين كانوا‬ ‫ينتظرون أن يجتمع معهم السفري األمرييك‬ ‫يف بريوت آنذاك جيفري فيلتامن أو مساعد‬ ‫وزيرة الخارجية األمريكية لشؤون الرشق األدىن‬ ‫ديفيد ولش‪ ،‬أو رايس نفسها التي التقت قوى‬ ‫‪ 14‬آذار يف السفارة األمريكية‪ ،‬ليطالبوهم‬ ‫أن ال تنتهي الحرب بانتصار “حزب الله”‪.‬‬ ‫يف تلك األسابيع من الحرب املد ّمرة عىل‬ ‫لبنان‪ ،‬كان فريق لبناين يرفع شعار السيادة‬ ‫اإلرسائييل‪،‬‬ ‫العدو‬ ‫يستدرج‬ ‫واالستقالل‪،‬‬ ‫تم‬ ‫ويناشد رايس‪ ،‬أن يطول العدوان‪ ،‬وقد ّ‬ ‫التجاوب مع رغبات “السياديني”‪ ،‬وامتدت‬ ‫الحرب اىل ‪ 33‬يوماً‪ ،‬حيث كشفت تقارير‬ ‫“ويكيليكس” عن طلبات تقدّ م بها قياديو‬ ‫‪ 14‬آذار‪ ،‬أن يتم تدمري بنت جبيل‪ ،‬وأن تتقدّ م‬ ‫القوات الربية اإلرسائيلية باتجاه املدن‬ ‫والبلدات الجنوبية‪ ،‬وتدمرها‪ ،‬إلشعال “ثورة‬ ‫غضب” بني املواطنني‪ ،‬للوقوف بوجه “حزب‬ ‫الله” والضغط عليه لوقف إطالق الصواريخ‪،‬‬ ‫وتسليم سالحه اىل الدولة‪ ،‬ويستفيد‬ ‫الرئيس نبيه بري من هذا الوضع‪ ،‬ويستعيد‬ ‫سيطرته عىل الوضع الداخيل يف الطائفة‬ ‫الشيعية‪ ،‬وبذلك يخرج “حزب الله” من‬ ‫املعادلة السياسية‪ ،‬مع تجريده من سالحه‪،‬‬

‫وهو العنوان الذي مازال مرفوعاً من املعارضة‬ ‫الجديدة بقيادة الحريري‪ ،‬بإسقاط السالح‪،‬‬ ‫تم ش ّله بعد‬ ‫وتعطيل دوره الداخيل‪ ،‬بعد أن ّ‬ ‫صدور القرار ‪ ،1701‬باتجاه “إرسائيل”‪.‬‬ ‫سمت تقارير “ويكيليكس” كل‬ ‫ولقد‬ ‫ّ‬ ‫الشخصيات املنضوية يف ‪ 14‬آذار‪ ،‬إضافة‬ ‫اىل أعضاء حكومة فؤاد السنيورة باستثناء‬ ‫وزراء “حزب الله” وحركة “أمل” والوزير‬ ‫الرصاف‪ ،‬الذين خاضوا مواجهات‬ ‫يعقوب‬ ‫ّ‬ ‫يف مجلس الوزراء‪ ،‬عند البحث بوقف إطالق‬ ‫النار‪ ،‬وبانتشار قوات دولية‪ ،‬إذ رفض الوزراء‬ ‫مروان حامدة وبيار الجم ّيل ونايلة مع ّوض وجو‬ ‫يتم وقف األعامل العسكرية‪،‬‬ ‫رسكيس‪ ،‬أن‬ ‫ّ‬ ‫قبل أن يس ّلم “حزب الله” سالحه اىل الجيش‪،‬‬ ‫كام حاول السنيورة أن يكون قرار مجلس‬ ‫األمن الدويل تحت الفصل السابع‪ ،‬مبا يتيح‬ ‫للقوات الدولية‪ ،‬أن تستخدم القوة‪ ،‬ويكون‬ ‫من مهامها نزع السالح غري الرشعي عم ًال‬ ‫وتنفيذاً للقرار ‪.1559‬‬ ‫فام كشفته تقارير “ويكيليكس” حول‬ ‫تو ّرط أطراف لبنانية‪ ،‬باملشاركة يف العدوان‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬من خالل محارض اجتامعات‬ ‫د ّونها الفريق الدبلومايس يف السفارة‬ ‫ّ‬ ‫شكل فضيحة كربى‪،‬‬ ‫األمريكية يف بريوت‬ ‫ألن فريقاً لبنانياً مل يتو ّقف عن التعامل‬ ‫مع العدو اإلرسائييل‪ ،‬ومل يتع ّلم من تجارب‬ ‫سابقة‪ ،‬وهو ما كشفته تقارير إرسائيلية‪ ،‬و‬ ‫مذكرات لقادة يهود عن عالقات لقوى حزبية‬ ‫وشخصيات لبنانية مع “إرسائيل”‪ ،‬ومنذ‬ ‫األربعينات من القرن املايض‪ ،‬وكان البارز‬ ‫تعامل حزب الكتائب مع “إرسائيل”‪ ،‬الذي‬ ‫ظهر بشكل مفضوح أثناء الحرب الداخلية‬ ‫التي اندلعت يف العام ‪ ،1975‬وانفضح يف‬ ‫االجتياحني اإلرسائيليني للبنان عامي ‪1978‬‬ ‫و‪ ،1982‬وكان بشري الجم ّيل رشيكاً مع وزير‬ ‫الدفاع اإلرسائييل أرييل شارون يف قرار غزو‬ ‫لبنان‪ ،‬الذي أوصله اىل رئاسة الجمهورية يف‬ ‫ظل االحتالل‪ ،‬إال أن املقاومة اغتالته قبل أن‬ ‫يستلم‪ ،‬بعملية تفجري لبيت الكتائب يف‬ ‫األرشفية ن ّفذها حبيب الرشتوين‪.‬‬ ‫فهؤالء املتعاملون مع العدو اإلرسائييل‪،‬‬ ‫عىل مستوى القيادات الرسمية والسياسية‬ ‫والحزبية‪ ،‬مل تجر محاكمتهم‪ ،‬وال ن ّفذ القانون‬ ‫اللبناين بحقهم‪ ،‬سوى ما أقدم عليه‬ ‫الرشتوين وأصدر حكم الشعب اللبناين‬ ‫بحق بشري الجم ّيل الذي اعرتفت به الدولة‬ ‫بعد ‪ 2005‬شهيداً‪ ،‬وخرج سمري جعجع‬ ‫بعف ٍو من مجلس النواب‪ ،‬نتيجة االنقالب‬ ‫السيايس‪ ،‬الذي ن ّفذه فريق ‪ 14‬آذار بالتحالف‬ ‫مع إدارة بوش‪ ،‬والسيطرة عىل الحكم يف‬ ‫لبنان‪.‬‬ ‫فمع نرش تقارير “ويكيليكس”‪ ،‬وانفضاح‬ ‫استمرار تعامل قوى وشخصيات مع العدو‪،‬‬

‫ال سيام يف أثناء الحرب‪ ،‬يعترب فعل خيانة‪ ،‬ال‬ ‫سيام وأن القانون اللبناين‪ ،‬يحكم باإلعدام‬ ‫ملن يشارك العدو الحرب ويسهّل له احتالله‪،‬‬ ‫وعىل هذا األساس تجري محاكمة من قدموا‬ ‫كعمالء لـ “إرسائيل”‪ ،‬وساعدوا العدو يف‬ ‫تنفيذ مخططاته العدوانية‪ ،‬ولقد بلغ عدد‬ ‫الذين يحاكمون بتهمة العاملة أكرث من‬ ‫خمسني شخصاً‪ ،‬بينهم ‪ 7‬ضباط من الجيش‬ ‫و األمن العام والقوى األمنية‪ ،‬اىل موظفني يف‬ ‫إدارات الدولة‪ ،‬وأشخاص مدنيني‪ ،‬وقد صدرت‬ ‫بحق بعضهم أحكاماً باإلعدام‪ ،‬ووعد رئيس‬ ‫الجمهورية العامد ميشال سليامن بالتوقيع‬ ‫عىل هذه األحكام‪ ،‬التي يجب أن تصل اىل‬ ‫مسؤولني كبار يف الدولة وشخصيات‬ ‫سياسية وحزبية بارزة‪ ،‬أو يف مواقع القرار‬ ‫الرسمي والسيايس‪ ،‬وهو ما كشف عنه‬ ‫األمني العام لـ “حزب الله” باإلشارة اىل أنه‬ ‫سيجري عملية تجميع للمعلومات التي‬ ‫نرشت يف “ويكيليكس” وتصنيفها‪ ،‬ال سيام‬ ‫لجهة من شارك بالفعل بجرائم حرب مع‬ ‫العدو اإلرسائييل وسرتفع بحقهم دعاوى‬ ‫أمام القضاء‪.‬‬ ‫ووضع السيد نرص الله املتورطني يف عدة‬ ‫عمن تراجع واعرتف واعتذر عن‬ ‫مراتب‪ ،‬وصفح ّ‬ ‫تورطه يف تلك املرحلة‪ ،‬حيث بدأ سيل من‬ ‫ّ‬ ‫التنكر والنفي والتوضيح واالستنكار ملا ورد‬ ‫عنه يف هذه التقارير‪ ،‬التي هي مبثابة زلزال‬ ‫سيايس ال يقاس مبلف شهود الزور الذي‬ ‫ّ‬ ‫شكل فضيحة كربى لسعد الحريري وفريقه‬ ‫والقضايئ‬ ‫واألمني‬ ‫واإلعالمي‬ ‫السيايس‬ ‫الذين فربكوا هؤالء الشهود‪ ،‬باعرتاف الحريري‬ ‫نفسه‪ ،‬ويف التقرير الذي ب ّثه تلفزيون الجديد‪،‬‬ ‫وظهر فيه الوريث السيايس آلل الحريري‪،‬‬

‫‪15‬‬

‫يناقش مع شاهد الزور زهري الصديق‪ ،‬كيف‬ ‫ميكنه تدبري مشتبه بهم لتوريطهم يف‬ ‫اغتيال والده رفيق الحريري‪ ،‬حيث كشف يف‬ ‫مقابلة له يف “الرشق األوسط” أن هؤالء‬ ‫ّ‬ ‫وأرضوا بالعالقة مع سوريا‬ ‫ضللوا التحقيق‪،‬‬ ‫وأساؤوا له ولعائلته‪.‬‬ ‫فتقارير “ويكيليكس”‪ ،‬ستذهب ببعض‬ ‫من وردت أسامءهم اىل املحاكمة‪ ،‬بتهمة‬ ‫التعامل مع العدو اإلرسائييل وحضه عىل‬ ‫قتل الشعب اللبناين وتدمري البنى التحتية‬ ‫للبنان‪ ،‬وسيكون تقديم هؤالء األشخاص ومن‬ ‫“كبار القوم” اىل القضاء درساً ملن أصبح يرى‬ ‫يف العالقة مع “إرسائيل” “وجهة نظر”‪ ،‬وبات‬ ‫ال يعرتف بها عدواً‪ ،‬كام أعلن جعجع يف‬ ‫خطاب له بذكرى ‪ 14‬شباط قبل سنوات‪ ،‬ذكر‬ ‫فيه أن العدو هي سوريا‪ ،‬ومثل هذا الخطاب‬ ‫يرتدّد عند فريق كبري من السياسيني‪ ،‬الذين‬ ‫إذا جوبهوا‪ ،‬بأنهم عندما يدعون اىل نزع‬ ‫سالح املقاومة‪ ،‬واىل إنهاء وجودها‪ ،‬إمنا‬ ‫يكشفون لبنان أمام “إرسائيل”‪ ،‬فال يتورعون‬ ‫عن القول‪ ،‬إن املقاومة تتسبب باالعتداءات‬ ‫عىل لبنان‪ ،‬وإذا ما أزيل سالحها‪ ،‬فإن لبنان‬ ‫سينعم بسالم مع “إرسائيل”‪ ،‬كام حصل‬ ‫مع دول عربية أخرى‪ ،‬شهدت جبهاتها صمتاً‬ ‫ألصوات املدافع والنريان وحل السالم‪ ،‬فلامذا‬ ‫يبقى لبنان‪ ،‬خارج هذه املنظومة العربية‬ ‫العاملة “للسالم”؟‬ ‫فتقديم دعاوى بحق متعاملني مع العدو‬ ‫اإلرسائييل برتب ومسؤوليات عالية‪ ،‬هو لسد‬ ‫طريق العاملة‪ ،‬وإسقاط ثقافة بدأت تنترش‬ ‫تحت مسمى “ثقافة الحياة”‪ ،‬أي االستسالم‪،‬‬ ‫مبواجهة “ثقافة املوت”‪ ،‬أي املقاومة‪...‬‬

‫سامر الشويف‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫كالم ّ‬ ‫سطر بمفردات الحرية‪...‬‬ ‫يجب على الكل قراءته وفهمه وتحليله‬

‫كانت املامرسات القمعية للنظام السعودي‬ ‫بحق املرأة هي عتبة األساس‪ ،‬الذي عليه وقف رئيس‬ ‫حزب “التوحيد العريب” الوزير وئام وهاب عندما دعا‬ ‫خالل مقابلة تلفزيونية عىل شاشة الـ “أو‪ .‬يت‪ .‬يف”‬ ‫اىل رضورة تحرير املرأة يف السعودية من الكبت‬ ‫والحرمان الالحق بها‪.‬‬ ‫ولكن رسعان ما كان الرد عىل وهاب رسيعاً‪،‬‬ ‫وتم العبث بأفكار‬ ‫فعلقت الرايات الظالمية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املتنورين‪ ،‬وبدأت الدنيا تغيم بظالم أسود أو رمادي‬ ‫عىل األقل‪ ،‬بهدف أن يتوه الفكر الصالح وتشويه‬ ‫املعلم الحقيقي ملقاصد وهاب‪.‬‬ ‫هكذا اندلعت املعركة وانقسمت الساحة بني‬ ‫من ميلك املال ليحرك الجامهري وحشدهم اىل‬ ‫الساحات بسالح الغريزة من جهة‪ ،‬وبني من امتلك‬ ‫العقل وأحسن التوحيد فيه من جهة أخرى‪.‬‬ ‫إن املتتبع ملوقف وهاب وحديثه عن املرأة‬ ‫السعودية بطريقة هادئة وموضوعية يدرك مدى‬ ‫بطالن حجة هؤالء الذين حاولوا تأويل كالمه عىل‬ ‫هواهم وتفسري دعوته اىل تحرير املرأة السعودية مبا‬ ‫ينطبق عىل أغراضهم‪ ،‬واجتهادهم املستند اىل‬ ‫إفكار باطلة تجري ضد غاية الدين األصلية‪ ،‬وتحاول‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫التفريد باملؤمنني حني تختلط عليهم أغراض الدين‬ ‫وأغراض الدولة فال مي ّيزوا بني ذلك وتلك وهو غاية‬ ‫الغالل‪.‬‬ ‫وهنا يف العجالة ال بد من التوقف عند لعبة‬ ‫الحريرية السياسية‪ ،‬ومحاولتها استغالل موضوع‬ ‫الحجاب عندما حاولت أن تسقط من حساباتها‬ ‫فهم الواقع‪ .‬ورحلت عن الحقيقة اىل فضاء إثارة‬ ‫الغرائز الضيقة تل ّفق فيه ما تشاء يف الساحات‪،‬‬ ‫وترويج ثقافة تعيد الحريري اىل تاريخ كان فيه‬ ‫صاحب السلطة والقرار‪ ،‬حتى بدا فعله جنوناً ألنه‬ ‫سباحة يف عكس التيار‪ ،‬وانتحار عني تجابه مخرزاً‪.‬‬ ‫لقد فشل صاحب غاية السلطان واملطامع‬ ‫بالحكم يف التلطي وراء الدين لحشد املزيد من‬ ‫الجامهري الذي بدأ عددهم بالضمور‪ ،‬حتى بدوا‬ ‫بعيدين كل البعد عن الطفرة الوقتية التي‬ ‫حاول زعيم تيار “سوكلني” تعميمها عىل شارع‬ ‫الظالميني ولجوئه اىل التعمية وإنتاج الضبابية‬ ‫وذلك عندما حاول إدخال عنرص الكذب يف مجموع‬ ‫الحقل السيايس عن طريق الدعاية السياسية‬ ‫امللفقة والربوباغندا وإعالمه املوجه وثقافته‬ ‫التجارية واتهامه الهابط وفكره الرباغاميت وتدينه‬

‫‪16‬‬

‫املزيف كاشفاً بذلك عن لهاثه املحموم واملستميت‬ ‫نحو السلطة ورسابها‪.‬‬ ‫ولكن يبدو أن ما طالب به وهاب للسعوديات‬ ‫من العيش بحرية وكرامة والذي استتبعه مبوقف‬ ‫توضيحي خالل مؤمتره الصحايف كشف فيه عن‬ ‫خطأ شكيل و”زلة لسان” ال تحتاج اىل كل هذه‬ ‫الضجة مشيداً يف الوقت نفسه بالنساء املحجبات‬ ‫واملناضالت األمر الذي عاد وأ ّكده وهاب خالل‬ ‫استقباله وفود أ ّمت دارته يف الجاهلية مستنكرة‬ ‫الحملة ضده واعتباره أن هناك من يحاول اتخاذ‬ ‫الحجاب حجاباً لسرت موبيقاته‪ .‬ولكن وعىل الرغم‬ ‫من توضيح الوزير وهاب أىب الحريري أن يدرك ذلك‬ ‫وإن كنا نعذره ونقدر وضعه عندما نكتشف أن فن‬ ‫القراءة ال يستهويه حسب ما ينقل عنه أحد املقربني‬ ‫منه‪ ،‬وهذا رمبا كان السبب الذي جعل الحريري مل‬ ‫يحسن يوماً قراءة املتغريات من حوله‪ ،‬األمر الذي أدى‬ ‫به اىل خارج رئاسة الحكومة واالستعاضة عن ذلك‬ ‫باللجوء اىل عرض العضالت واىل خلق توترات أمنية‬ ‫تنذر بأن هناك أحداثاً ما بدأت الحريرية امليليشياوية‬ ‫بالتحضري لها ورمبا تكون القنبلة التي ألقيت لي ًال‬ ‫عىل مقربة من منزل الوزير وهاب إحدى البدايات‪.‬‬

‫وهاب ‪ :‬الحجاب من عقيدتنا‬ ‫ولن نوقف حملتنا على األنظمة التي تنهب ثروات شعوبها‬ ‫عقد رئيس حزب “التوحيد العريب” مؤمتراً‬ ‫صحافياً رد فيه عىل الحمالت التي استهدفته‬ ‫خالل حديثه عن النظام السعودي وما تتعرض له‬ ‫املرأة يف السعودية”‪.‬‬ ‫افتتح وهاب مؤمتره الصحايف بالقول‪“ :‬لقد قال‬ ‫الرئيس كرامي باألمس إن غلطة وئام وهاب بألف‬ ‫واعتذاره بألف”‪ .‬وأنا أرد عىل كالم دولة الرئيس‬ ‫وكل املحبني تالفياً للخطأ الشكيل الذي وقعت‬ ‫فيه “ألف اعتذار مني إذا كنت قد أسأت ألي امرأة‬ ‫محجبة يف كالمي حتى يف السعودية‪ ،‬أو إذا كان‬ ‫قد فهم البعض كالمي إساءة‪ ،‬واالعتذار األول‬ ‫هو من والديت التي كانت محجبة وتوفيت وهي‬ ‫محجبة‪ ،‬وهي أغىل إنسانة عىل قلبي”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬تحيتي للمرأة املحجبة التي خ ّرجت‬ ‫الشهداء واألبطال يف جنوب لبنان وفلسطني‬ ‫والعراق وكم نفتخر بكثريات من النسوة املحجبات‬ ‫وعىل رأسهم تحية اىل السيدة الفاضلة‪ ،‬وأنحني‬ ‫أمامها وهي والدة الحاج عامد مغنية‪ ،‬التي قدمت‬ ‫ثالث شهداء ومتنت لو كان لديها أكرث لقدمتهم‬ ‫عىل مذبح الشهادة‪ .‬تلك النسوة اللوايت أخجل‬ ‫منهن وأنحني أمامهن‪.‬‬ ‫كان هدفنا من الكالم اإلشارة اىل الظلم‬ ‫الالحق باملرأة السعودية من قبل بعض رشكاء‬ ‫النظام والتدليل عىل الجانب اإلنساين يف‬ ‫املسألة فقط‪ .‬يك أقول أن املرأة ليست سلعة‬ ‫بل قيمة إنسانية‪ .‬وأنا قد قمت بزيارة السعودية‬ ‫وإيران وشاهدت كيف أن املرأة يف الجمهورية‬ ‫اإلسالمية اإليرانية تلعب دوراً فاع ًال يف املجتمع‬ ‫ولها دور أسايس‪ ،‬ال أن نعزل املرأة كام يحصل يف‬ ‫السعودية‪ .‬فالحجاب يف نظرنا جزء من عقيدتنا‬ ‫وهو ليس فقط يساعد عىل عفة املرأة بل مينعها‬ ‫من أن تكون سلعة ويعطيها قوة يف املجتمع‪.‬‬ ‫أما الذين ردوا عيل فهم فريقان‪ :‬فريق يحرص‪،‬‬ ‫وأشكره جزيل الشكر ألنه خطأي وزلة لسان‪.‬‬ ‫وفريق آخر استغل الخطأ وزلة اللسان‪ ،‬ليدافع‬ ‫عن نظام عريب كأنه نظام اإلميان والتقوى والورع‬ ‫والفضيلة‪ .‬اتقوا الله يا جامعة وعودوا اىل‬ ‫ضامئركم فهذا النظام الذي تدافعون عنه هو‬ ‫الذي خرب املسلمني واألمة اإلسالمية‪ ،‬وهو ال‬ ‫يلتزم بيشء من أخالق املسلمني”‪.‬‬ ‫وأردف‪“ :‬هنا أسأل كرامة املسلمني أهي متعلقة‬ ‫بكلمة أو بخطأ؟ أم باملقدسات التي تهان كل‬ ‫يوم‪ ،‬فلم نر كل هذه الضجة عندما تغتصب‬ ‫مقدساتنا يف فلسطني والعراق وأفغانستان ال‬ ‫بل نراهم يستقبلون من قتل املسلمني وصدّر‬ ‫السالح اىل “إرسائيل” وأهان القرآن الكريم‪ .‬ووثائق‬ ‫ويكيليكس التي تنرش هذه األيام أكرب دليل عىل‬ ‫ما أقول‪ ،‬كيف يقومون بتحريض األمريكيني عىل‬ ‫املقاومة وعىل قتل املسلمني‪ .‬ولبعض املتحمسني‬ ‫الدجالني أقول اذا كانت كرامتكم ضاعت عندنا‬

‫فنحن مستعدون للحساب‪ ،‬ولكن بطريقهم‬ ‫علينا فليمروا عىل القدس والعراق لتحرير‬ ‫املقدسات‪ ،‬ونحن سنكون معهم وسنكون يف‬ ‫طليعتهم‪.‬‬ ‫أما تلفزيون املستقبل الذي ينرش القيم‬ ‫واألخالق واملحبة ويدافع عن قضايا األمة واملسلمني‪،‬‬ ‫يا ليته يهتم بقضايا املسلمني أكرث من اهتاممه‬ ‫بالفتنة يف لبنان‪ .‬ومؤسف ما فعله تيار‬ ‫املستقبل وتلفزيونه وهذا يشء ال يليق مبؤسسة‬ ‫إعالمية نحن نحرتمها‪.‬‬ ‫شعار ‪ 14‬آذار مل يأت أحد عىل ذكره‪ ،‬وقد‬ ‫وضعوا إعالناً رسمياً وليس خطأً ييسء اىل امرأة‬ ‫محجبة‪ ،‬يصور مقارنة بني امرأة محجبة ببؤس‬ ‫وامرأة أخرى غري محجبة بفرح ورسور‪ .‬وهنا‬ ‫أقول لهم إنه لوال هذه املرأة ملا رفع أحد منكم‬ ‫رأسه يف فلسطني ولبنان والعراق‪ ،‬وأص ًال ما كان‬ ‫ليكون إعالم وحرية إعالم لوال هذه املرأة‪ .‬ومل نر‬ ‫أحداً منهم قد اعرتض عىل هذه الصورة‪ ،‬فهل‬ ‫تحتاج زلة لسان اىل كل هذه الضجة‪ .‬أحد علامء‬ ‫البقاع شبه يف السابق أحد السياسيني بالنبي‬ ‫محمد صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ومل يعرتض عىل‬ ‫ذلك أحد‪.‬‬ ‫الصحايب عبد الله بن عمر‪ ،‬رحمه الله‪ ،‬مر‬ ‫عىل الكوفة بعد مقتل سيدنا الحسني فسأله‬ ‫أهل الكوفة “إذا أصاب دم بعوضة رج ًال فهل يجوز‬ ‫الصالة بالثوب الذي أصابه دم بعوضة” فقال‬ ‫لهم عبد الله بن عمر “تسألون عن بعوضة وال‬ ‫تسألون عن دم الحسني”‪ .‬أين حميتكم كانت‬ ‫عندما انتزع حجاب املرأة يف فلسطني‪ ،‬وما رأيكم‬ ‫مبا يحدث يف البحرين والنسوة املؤمنات املحجبات‬ ‫يف ساحات وطرقات البحرين يجرحون ويقتلون‬ ‫بالرصاص الحي‪ .‬فالخطأ البسيط الذي نعتذر عنه‬ ‫أزعجكم وترمى النساء البحرينيات يف الشوارع‬ ‫بالرصاص الحي هو من األنظمة املؤمنة ألن لديه‬

‫‪17‬‬

‫“فلوس” واملال يغطي عيوبهم وتصبح مؤمناً‬ ‫أو كافراً بقدر ما لديك أموال‪ .‬ال ميكن ألحد أن‬ ‫يستغل خطأ ومينع علينا من إكامل حملتنا عىل‬ ‫هذه األنظمة التي تنهب ثروات الشعوب وتلهيها‬ ‫عن القضايا الرئيسية‪ ،‬فهذه أنظمة آيلة اىل‬ ‫السقوط يف البحرين وغري البحرين ومصريها‬ ‫كمصري حسني مبارك‪ ،‬وإن تأخر نزاعها فلن‬ ‫تحميها هجامت األزالم يف لبنان وال يف الخارج”‪.‬‬ ‫وأشار اىل أنه “كنا خالل السنوات املاضية أول‬ ‫من دافع عن قضايا األمة عندما تآمر اآلخرون عىل‬ ‫املسلمني يف فلسطني والعراق وغريها‪ ،‬ونقل‬ ‫عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‪“ ،‬أن أول ما أنزل‬ ‫اللعنة عىل بني “إرسائيل” انهم كانوا إذا رسق‬ ‫فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد‪ ،‬وإذا رسق فيهم‬ ‫الرشيف تركوه”‪ .‬نتمنى أن ال يكون مصري أمتنا‬ ‫كمصري بني “إرسائيل” عىل يد هؤالء الظالميني‪،‬‬ ‫ألننا ال نقيم الحق عىل القوي”‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬أريد أن أذكرهم بأننا لسنا من اغتصب‬ ‫فلسطني والقدس‪ ،‬ومكاتبنا تزينها صور‬ ‫فلسطني والقدس واملسجد األقىص والقرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬ونحن مل نحتل العراق ونتآمر عىل أهله بل‬ ‫أنتم من تآمر وساعد عىل احتالل العراق‪ ،‬ونحن‬ ‫مل منزق القرآن الكريم كام فعل الجنود األمريكيني‬ ‫وأنتم تتوددون لهم كل يوم ولسفرائهم وتقدموا‬ ‫لهم أوراق االعتامد ونحن مل نقتل مليون مسلم‬ ‫يف العراق‪ ،‬أنتم تفرجتم عىل هؤالء الناس وهم‬ ‫يقتلون كل يوم‪ ،‬نحن مل نرتكب إال هفوة صغرية‪،‬‬ ‫ولكنها مل تكن مقصودة وهي ضمن رشح عام ال‬ ‫تحتمل كل ذلك‪.‬‬ ‫وسمعت أن أحد املشايخ قد اتصل بأحد املفتني‪،‬‬ ‫ولكن أليس أفضل للمسلمني أن يربأ هؤالء‬ ‫ذممهم من أوقاف طوائفهم‪ ،‬وهم سارقون ألوقاف‬ ‫طوائفهم‪ ،‬فاألفضل أن تذهبوا اىل تلك الناحية‬ ‫قبل أن تثار حميتكم عىل خطأ اعتذرت عليه‪.‬‬ ‫وأدعو الجميع اىل الذهاب معنا اىل معركة‬ ‫األمة يف فلسطني والعراق وأفغانستان بدل‬ ‫التلهي بقشور ال قيمة لها‪ .‬وكل عمل الدكتيلو‬ ‫لن تحجب األنظار عن املجازر التي ترتكبها هذه‬ ‫األنظمة الظالمية”‪.‬‬ ‫ورداً عىل سؤال‪ ،‬إعترب وهاب أن تشكيل الحكومة‬ ‫يجب أن يكون عىل نار حامية‪ ،‬الفتاً اىل أن هناك‬ ‫إتصاالت خالل األيام املاضية لتشكيل الحكومة”‪،‬‬ ‫مشدداً عىل أنه يجب مساعدة الرئيس املكلف‬ ‫نجيب ميقايت‪.‬‬ ‫وكشف وهاب أن وزيرة املال يف حكومة ترصيف‬ ‫األعامل ريا الحسن تستغل الفرتة اإلنتقالية‬ ‫لتقوم برصف األموال بطريقة جنونية يف وزارتها‪.‬‬ ‫ويف سياق آخر‪ ،‬أكد أن ال خوف عىل لبنان بوجود‬ ‫املقاومة والقوى الوطنية التي ستحكم البلد‪.‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫وهاب أمام وفود شعبية أ ّمت دارته مستنكرة الحملة ضده‪:‬‬ ‫لم يدافعوا عن المرأة بل عن األمراء‬ ‫أ ّمت دارة رئيس حزب “التوحيد العريب” وئام‬ ‫وهاب يف الجاهلية وفود رجال دين وشعبية‬ ‫وبلدية مستنكر ًة ما تعرض له من حملة‬ ‫قاسية عىل خلفية كالم مل يقصده‪ ،‬و ُفهم‬ ‫عىل نحو خاطئ‪ .‬وشهد منزله تجمع شعبي‬ ‫ورفعت يافطات وصور تؤيد وهاب وتدحض‬ ‫ما يقال عنه‪ ،‬وترافق ذلك مع سامع إطالق‬ ‫نار كثيف يف الهواء‪ .‬ما دفع وهاب اىل إلقاء‬ ‫توجه بها اىل الحارضين فقال‪:‬‬ ‫كلمة ّ‬ ‫يا أبناء التوحيد‬ ‫كنت أحسب ّ‬ ‫ُ‬ ‫أن كلمة سقطت يف‬ ‫ما‬ ‫غفلة من الذاكرة ستثري كل هذا الصخب‬ ‫ُ‬ ‫كنت أعتقد أن اإلعتذار ليس‬ ‫والضجيج‪ ،‬وما‬ ‫من ش َيم الكبار والشجعان‪.‬‬ ‫رب العاملني‪،‬‬ ‫لقد تناسوا أننا مسلمون لله ّ‬ ‫وأ ّننا نق ّر بالشهادتني‪ ،‬وأننا أحفاد سلامن‬ ‫وأبا ذ ّر وعامر بن يارس‪ ،‬نسوا أننا من الساللة‬ ‫النبوية الرشيفة‪ ،‬ومن أهل الكتاب الكريم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫نسوا ّ‬ ‫وأن‬ ‫أن فلسطني ومقدّ ساتها مغتصبة‪،‬‬ ‫العراق محتل‪ّ ،‬‬ ‫وأن غزة محارصة من الصهاينة‬ ‫ّ‬ ‫بأن شعوب هذه‬ ‫والسالح األمرييك‪ ،‬وتناسوا‬ ‫ّ‬ ‫وأن‬ ‫وموحدون مثلنا‪،‬‬ ‫الدول مسلمون مثلنا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أنظمة القهر التي تستعبدنا جميعاً‪ ،‬خدم ًة‬ ‫للمرشوع اإلستعامري‪ ،‬وقفوا إىل جانبها‬ ‫بدل الوقوف إىل جانب أهل الكتاب واملؤمنون‬ ‫بالرسول وأهل البيت‪.‬‬ ‫إعالمهم‪،‬‬ ‫ووسائل‬ ‫أبواقهم‪،‬‬ ‫وقامت‬ ‫املوجهة بالدكتيلو‪ ،‬وص ّبوا غضبهم عىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫متت‬ ‫الشاشات وفوق الطرقات يف عبارات ال‬ ‫للمسلمني بصلة‪ ،‬بل عبارات شذاذ اآلفاق‪،‬‬ ‫السياسية‪،‬‬ ‫أهدافهم‬ ‫ا ّتضحت‬ ‫بحيث‬ ‫عىل‬ ‫الشخصية‬ ‫اعتباراتهم‬ ‫وتغ ّلبت‬ ‫كل إميان ومعتقد ومروؤة عربية وكرامة‬ ‫وطنية‪.‬‬ ‫لقد جئتم اليوم أيها األعزاء‪ ،‬حاملني الجرح‬ ‫الذي نأسف أن يكون أصابنا من ذوي القرىب‬ ‫وأهل اإلميان والتقوى والتسامح‪.‬‬ ‫عهدي لكم أيها األعزّاء‪ ،‬أن أبقى كام‬ ‫عرفتموين‪ ،‬صوتاً للحق‪ ،‬فال تهتموا‬ ‫لجوقة املنافقني الذين تنطق ألسنتهم‬ ‫مبا يخالف قلوبهم‪ ،‬وعهدي بكم منذ‬ ‫قررت السري يف هذا املرشوع الوطني‬ ‫الكبري‪ ،‬أن تبقى رؤوسكم مرفوعة‪،‬‬ ‫وجباهكم شامخة‪ ،‬والفرق بيننا وبينهم‬ ‫كب ٌري جداً‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪18‬‬

‫لذا نحن كنّا‪ ،‬وسنبقى مع شعوبنا‪ ،‬ومع‬ ‫قضايا أ ّمتنا‪ ،‬ولن نرتاجع‪ ،‬والدرب طويل‪،‬‬ ‫والحياة وقفة ع ّز فقط‪ ،‬وقد وقفتها بدعمكم‬ ‫نكتم عىل جراحنا‬ ‫ولن أتراجع‪ .‬ونحن معكم‬ ‫ُ‬ ‫من أجل تضميد جراحات األ ّمة‪ ،‬ونصرب عىل‬ ‫ّ‬ ‫ألن فيها خالص النفوس واألجساد‪،‬‬ ‫البلوى‬ ‫ونحن معكم أدركنا ومنذ البداية‪ّ ،‬‬ ‫أن موقفنا‬ ‫سيجعلنا ندفع األمثان الباهظة‪ ،‬أل ّنه موقف‬ ‫يعبرّ عن اإلنتامء للوطن واأل ّمة‪ ،‬ويعبرّ عن‬ ‫تغيري تلك املفاهيم التي تر ّبينا عليها‪،‬‬ ‫ويعبرّ عن جوهر ديننا بأن ال أعداء لنا سوى‬ ‫َّ‬ ‫متسكنا باملقاومة يف لبنان‬ ‫وألن‬ ‫الصهاينة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وفلسطني والعراق‪ ،‬هو بالنسبة إلينا كل ما‬ ‫تب ّقى لهذه األ ّمة من رصي ٍد قادر عىل حاميتها‬ ‫وتحريرها وطرد الغزاة منها‪ ،‬وبناء النظام الذي‬ ‫يحمي مستقبل أوالدنا‪ ،‬يف مختلف املجاالت‬ ‫وامليادين‪.‬‬ ‫قوم مؤمنون بق َد ِرنا‪،‬‬ ‫نحن أيها األعزاء‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫بأن الدفاع‬ ‫ومؤمنون بعقيدتنا‪ ،‬ومؤمنون‬ ‫عن األرض هو دفاعٌ عن معتقداتنا ورساالتنا‬ ‫الروحية الخالدة‪ ،‬ومؤمنون ّ‬ ‫بأن املوت هو درب‬ ‫وقميص جديد‪ .‬فإن نالوا‬ ‫العبور لحياة جديدة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫من أجسادنا‪ ،‬فهي لرتاب األ ّمة‪ ،‬لكنهم أعجز‬ ‫من أن ينالوا من أرواحنا التي تتجدد‪ ،‬وعقولنا‬ ‫التي ستبقى مدركة لحقيقة املؤامرة التي‬ ‫ُتحاك علينا»‪.‬‬ ‫إذا كان سعد الحريري قد أرادها عرب بعض‬ ‫املرتزقة معركة‪ ،‬فلتكن وقادرون نحن عىل‬ ‫إسقاط كل املح ّرمات فيها‪ ،‬فال يشء لدينا‬ ‫نخاف منه‪ ،‬وكل يشء لديه يشهد ضدّ ه‪.‬‬ ‫مس ظفر أحد منا‪ ،‬لن أترك أحداً‬ ‫إذا‬ ‫ّ‬ ‫منكم آمناً‪ .‬أما خادم األمراء‪ ،‬فسريحل‬ ‫مع أمرائه‪ ،‬ناهبي ثروات األ ّمة‪ ،‬واإلنتصار‬ ‫للشعوب‪ .‬هل تخوضون معركة الحجاب الذي‬ ‫نحرتمه ونج ّله؟ أم تريدون حجب األنظار عن‬ ‫موبقاتكم وقضايا األ ّمة الكربى التي ناضلنا‬ ‫من أجلها؟»‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬مل يدافعوا عن املرأة بل عن األمراء‪،‬‬ ‫فليقل لنا أحد أين تحدّ ثنا عن الحجاب؟ هم‬ ‫يحجبون موبقاتهم بافتعال معركة وهمية‬ ‫عن كلمة فهمت يف غري سياقها‪ .‬نحن مل‬ ‫نتحدث عن الحجاب بل عن ظلم يلحق باملرأة‬ ‫التي نجل ونحرتم‪.‬‬ ‫السنَّة أهل مقاومة‪ ،‬وهم يف‬ ‫وأضاف‪“ :‬أهل ُ‬ ‫قلب املرشوع املقاوم‪ ،‬وال يحاول أحد تحويلهم‬ ‫إىل مذهب‪ .‬هل تريد يا “نريون الصغري” إحراق‬ ‫لبنان من أجل رئاسة الحكومة؟ هل أصبحت‬ ‫فضائح ويكيليكس أقل أهمية من كلمة‬ ‫ُف ِه َمت عىل غري معناها؟ كل ما يفعلونه‬ ‫محاولة لتأخري دخولهم السجن كرشكاء‬ ‫ّ‬ ‫أن سعد الحريري‬ ‫يف العدوان والفساد؟ تبينّ‬ ‫رأسامله ‪“ 500‬أزعر” بني طرابلس وبريوت‪،‬‬

‫مع اإلحرتام الجزيل ألهل طرابلس وبريوت‬ ‫الرشفاء‪ ،‬ومنهم الرئيس عمر كرامي وعدد‬ ‫كبري من القيادات واألحزاب والقوى التي‬ ‫تبقى يف صفوف الوطنية والعروبة‪ ،‬وهنا ال‬ ‫بدّ من أن أحيي خطباء الجمعة يف املساجد‬ ‫الذين مل ينج ّروا خلف غايات سعد الحريري‬ ‫وزبان ّيته يف عملية التحريض‪ ،‬وبقوا عند‬ ‫القضايا الكربى رغم الضغوط الشديدة‬ ‫التي تع ّرضوا لها‪.‬‬ ‫أنتم حزب “ويكيليكس”‪ ،‬ونحن حزب “حرب‬ ‫متوز”‪ ،‬أنتم حزب “قتل مليون عراقي”‪ ،‬ونحن‬ ‫حزب “نرصة العراق”‪ ،‬انتم حزب “أورشليم”‬ ‫ونحن حزب “القدس وفلسطني”‪ ،‬أنتم حزب‬ ‫“فيلتامن” ونحن حزب “الشهداء”‪ ،‬أنتم حزب‬

‫‪19‬‬

‫“حصار غزة” ونحن حزب “إنتصارها»‪.‬‬ ‫العروبة‬ ‫يف‬ ‫الرشعية‬ ‫نعطي‬ ‫نحن‬ ‫واملقاومة‪ ،‬لذلك يا سعد قد تسطيع البقاء‬ ‫تحت هذه املوجة املذهبية تشكل كتلة‬ ‫نيابية‪ ،‬لكنني أقول لك‪ :‬عبثاً تحاول أو تعتقد‬ ‫أو تصدّ ق بأ ّنك قادر عىل العودة لرئاسة‬ ‫أمس مبا فيه‪،‬‬ ‫الحكومة يف لبنان‪ ،‬فقد ذهب‬ ‫ٌ‬ ‫وجاء اليوم مبا يقتضيه‪.‬‬ ‫ومهام تحدّ َ‬ ‫ثت عن السالح‪ ،‬سيبقى هذا‬ ‫ّ‬ ‫السالح زينة الرجال‪ ،‬ألن السالح بيدَ ك‬ ‫َ‬ ‫صف‬ ‫يجرحك‪ .‬وسيبقى أبناء التوحيد يف‬ ‫ٍ‬ ‫واحد‪ ،‬ومرشوع واحد‪ ،‬وهذا ما يزعجك‪،‬‬ ‫ممن راهنوا وفشلوا يف‬ ‫كام الكثريون‬ ‫َّ‬ ‫رهاناتهم»‪.‬‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫إلقاء قنبلة على منزل وهاب‬ ‫معروفة الهوية‬

‫ألقى مجهولون قنبلة يدوية صوتية يف الساحة التي‬ ‫يقوم فيها املبنى الذي يسكنه رئيس “حزب التوحيد العريب”‬ ‫وئام وهاب‪ ،‬يف محلة برئ – حسن – الجناح‪ ،‬واقترصت األرضار‬ ‫عىل املاديات‪.‬‬ ‫وجاء هذا العمل اإلرهايب من قبل خفافيش الليل ومن‬ ‫يحركهم يف “تيار املستقبل” عىل خلفية عبارة كانت مبثابة‬ ‫زلة لسان حول لباس املرأة يف السعودية‪ ،‬والتي اعتذر وهاب‬ ‫عنها‪ ،‬إال أن “تيار املستقبل”‪ ،‬استغل الكالم غري املقصود‪ ،‬وبدأ‬ ‫حملة عىل وهاب وصلت اىل حد التهديد الجسدي‪ ،‬والسباب‬

‫هناك من حاول استغالل‬ ‫كلمة «ال إله»‬ ‫ولم يكملوا قراءة كالم الوزير وهاب‬ ‫إننا نحرتم موقف الجامعة اإلسالمية ونقدره خاصة وأنها مل تساوم يوماً‬ ‫عىل املقاومة أو القضايا اإلسالمية يف األمة‪ .‬ولكن كنا نتمنى أن تدقق‬ ‫أكرث مبا ورد يف كالم رئيس حزب “التوحيد العريب” الوزير وئام وهاب‪ ،‬خاصة‬ ‫وأن بعض الناس حاولوا استغالل كلمة “ال إله” ومل يكملوا قراءة ما تبقى‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫والشتائم‪ ،‬حيث كشف هؤالء عن وجههم امليليشياوي‪ ،‬وعن‬ ‫حقدهم وأنهم عبيد وأجراء لدى أمراء‪ ،‬يريدون تبييض وضعهم‬ ‫لديهم‪ ،‬بعد انكشاف فساد مؤسساتهم يف السعودية‬ ‫ورسقة أموال السعوديني‪.‬‬ ‫وقد استنكر ما تعرض له وهاب‪ ،‬عىل مستوى الحمالت‪،‬‬ ‫أو يف إلقاء القنبلة عدد كبري من الشخصيات الرسمية‬ ‫والسياسية والحزبية‪ ،‬وأهايل الجبل ومناطق لبنانية‪ ،‬وأبدوا‬ ‫تأييدهم له وملواقفه الجريئة‪ ،‬وأكربوا فيه اعتذاره للهفوة‬ ‫التي صدرت عنه‪ ،‬ومل تكن مقصودة‪.‬‬ ‫من الكالم‪.‬‬ ‫يهم األمانة أن توضح أننا التزمنا كل قضايا األمة وخاصة خالل‬ ‫لذا‬ ‫ّ‬ ‫معركة بعض األوساط الغريبة ضد الحجاب‪ ،‬لذا فإن أي خطأ ورد فهو غري‬ ‫مقصود حت ًام‪.‬‬ ‫ودعت األمانة الجميع اىل االلتفات للقضايا الكربى التي تيسء لألمة بدالً‬ ‫أن تتوقف عند أخطاء صغرية‪.‬‬ ‫وتساءلت األمانة أين كانت مواقف بعض الصبية أو رعاع الشوارع‬ ‫عندما كانت تغتصب مقدسات املسلمني كل يوم يف العراق وفلسطني‬ ‫وأفغانستان؟‬ ‫أين هي مقدسات املسلمني عندما قتل أكرث من مليون مسلم يف حروب‬ ‫أمريكا عىل املنطقة؟‬

‫‪20‬‬

‫هيئة العمل التوحيدي‬ ‫تؤكد على أهمية الحجاب‬ ‫وتشجب البيانات غير المسؤولة‬

‫أين كانت مواقف هؤالء الصبية من العهر والفساد والفلتان واملخدرات‬ ‫الذي ميارسه األمراء الذين ميدحهم هؤالء الصبية كل يوم؟‬ ‫أين كرامة املسلمني عندما مل نشهد أحداً من أصحاب البيانات يستنكر‬ ‫القتل اليومي يف غزة والضفة؟‬ ‫وختمت األمانة بالقول‪ :‬أما إذا كانت كرامة األمة تتعلق يف كلمة فهمت‬ ‫عىل غري قصدها فنحن مستعدون لالعتذار عنها‪ ،‬لكن ح ّبذا لو تربع هؤالء‬ ‫املرتزقة للدفاع عن قضايا األمة الحقيقية التي تخوض املعركة من أجلها‬ ‫منذ سنوات‪.‬‬

‫بعد االعتذار العلني الجريء الذي قدّمه الوزير وهاب يف مؤمتره الصحايف‬ ‫تؤ ّكد الهيئة عىل أهمية الحجاب يف املعتقد التوحيدي الذي يصون كرامة‬ ‫املوحدة‪ ،‬وتكتفي باالعتذار الذي قدمه‬ ‫وتقوى ومسلكية وإميان املرأة املسلمة‬ ‫ِّّ‬ ‫الوزير وهاب متمنية عىل أصحاب البيانات املستنكرة والشاجبة أن ال تذهب‬ ‫بعيداً يف بياناتها يك ال تتسع فجوة االنقسام داخل طائفة املوحدين الدروز‬ ‫بشكل خاص واملذاهب اإلسالمية بشكل عام‪.‬‬

‫إننا مؤمنون باإلسالم وقيمه‬ ‫ال نعرف ما عالقة ما يسمى التيار الحر وشيخه املزور باملسلمني حتى‬ ‫ينربي للحديث عن كرامات املسلمني‪ ،‬وهو الذي استباح مبامرساته كل يشء‬ ‫فارتدى زياً إسالمياً وارتكب كل املوبقات ودخل السجون‪ .‬أمل يكن األحرى‬ ‫به أن يحافظ عىل الزيّ الذي ارتداه بدل أن يتهجم عىل الذين دافعوا عن‬ ‫القضايا العربية واإلسالمية‪ ،‬ولكن الشيخ املزور الذي مل يحفظ كرامته‬ ‫ودخل السجون مز ّوراً ال يسأل عن كرامة أحد‪.‬‬ ‫أ ّما البس اللحية خالد الضاهر فهو صغري اىل حدود ال يستأهل‬ ‫الرد ونريد أن نسأله عن أية إذاعة عميلة كان يعمل بها الوزير وهاب‬ ‫الذي مل يعمل إال يف إذاعة صوت الجبل‪ ،‬والعاملة لـ “إرسائيل” ال تليق‬ ‫إال ألمثال الضاهر الذين يبيعون دينهم وضامئرهم مقابل حفنة من‬ ‫الدوالرات‪.‬‬ ‫وكم نتمنى لو أن الضاهر يتحرك عندما تهان كرامات املسلمني كل يوم‬ ‫يف القدس وفلسطني والعراق وأفغانستان ال أن يختلق قصة شكلية أو‬ ‫يستغل كلمة‪.‬‬ ‫إننا مؤمنون باإلسالم وقيمه حت ًام أكرث من هذا الدجال الذي يتلطى وراء‬ ‫الدين ليدافع عن العائلة الفاسدة يف بالد الحجاز‪.‬‬

‫على صقر أن يستمع الى ما قاله‬ ‫الوزير وهاب بالحرف‬ ‫حول لباس المرأة السعودية‬ ‫بعد أن انضم عقاب صقر اىل فرقة املطاوعة السعودية واختطف كلمة‬ ‫من حديث الوزير وئام وهاب دون أن يكمل الباقي‪ ،‬ونصب نفسه محامياً عن‬ ‫املرأة املسلمة يف السعودية‪ ،‬يهمنا توضيح اآليت‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬عىل السيد صقر أن ينادي بحقوق الرجل بعد اإلذالل الذي مارسه‬ ‫عىل الشاشات زميله يف تقبيل األيادي عندما ق ّبل يد الشيخ سعد‬ ‫الحريري‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬عىل السيد صقر أن يستمع اىل ما قاله الوزير وهاب بالحرف‪ ،‬وهو أن‬ ‫الحجاب يزين املرأة‪ .‬وهو يحرتم النساء السعوديات لكن ما يفرضه النظام‬ ‫السعودي عىل املرأة من مامرسات هي مهينة بحق املرأة‪ ،‬ومنها عدم السامح‬ ‫لها حتى بإظهار عيونها‪ .‬وهذه مسألة إنسانية قبل أن تكون مسألة دينية‬ ‫أيها املؤمن الكبري‪.‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬إن والدة الوزير وهاب كانت ترتدي مثل هذا الحجاب عىل رأسها‬ ‫ولكن بإرادتها وليس بقوة املطاوعة الذين يرتكبون املوبقات ويستقوون عىل‬ ‫النساء‪.‬‬

‫ ‬

‫أهالي بلدة الجاهلية ين ّددون‬ ‫باألخبار الملفقة بحق الوزير وهاب‬

‫وردنا من رئييس بلدية الجاهلية والرابطة االجتامعية البيان التايل‪:‬‬ ‫استهجن رئيس بلدية الجاهلية أمني أبو ذياب ورئيس الرابطة االجتامعية‬ ‫يوسف بوذياب يف بيان مشرتك األنباء الكاذبة التي تسوقها بعض املواقع‬ ‫االلكرتونية عن كالم زعمت بأنه يعبرّ عن رأي أهايل بلدة الجاهلية والتنديد‬ ‫مبوقف الوزير وهاب حول رأيه مبوضوع املرأة السعودية ‪.‬‬ ‫وأشار البيان اىل أن أحداً مل يعرض عىل أهايل البلدة مثل هذا الكالم‬ ‫امللفق ومل يعلموا به إال من خالل بعض املواقع وهو ما اعترب إهانة لهم وعن‬ ‫مدى التفاهة الذي وصل اليها البعض من خالل االفرتاء والكذب واختالق‬ ‫أقاويل ال أساس لها من الصحة‪.‬‬ ‫وختم البيان بالتأكيد عىل وقوف أهايل بلدة الجاهلية اىل جانب الوزير‬ ‫وهاب محذراً بعض وسائل اإلعالم واملواقع االلكرتونية أن تحرتم مصداقيتها‬ ‫وعدم اإلنجرار وراء األخبار امللفقة والتزام الحيادية يك ال نضطر الحقاً باللجوء‬ ‫اىل الوسائل القانونية واالدعاء عليها بجرم فربكة األخبار الكاذبة ‪.‬‬

‫استنكار حرق المصحف الشريف‬ ‫والمجزرة اإلسرائيلية على غزة‬ ‫أدانت أمانة اإلعالم يف «حزب التوحيد العريب» عملية إقدام قس أمرييك‬ ‫عىل حرق املصحف الرشيف‪ ،‬ووصفت هذا العمل الجرمي بـ “املستفز” كونه‬ ‫يصدر عن تعصب مقيت وجهل باإلسالم وقيمه»‬ ‫وقالت األمانة‪ :‬إن هذا العمل يعد جرمية تدل عىل كراهية وإزدراء األديان‬ ‫ورفض اآلخر‪ ،‬ومحاولة مشبوهة لإلساءة للمسلمني يف أعز مقدساتهم‬ ‫وإلثارة الكراهية وتقوية شوكة التطرف والتعصب األعمى‪.‬‬ ‫كام استنكرت األمانة استمرار العدوان اإلرسائييل الرببري عىل قطاع‬ ‫غزة وإرتكابه املزيد من املجازر الوحشية التي طاولت هذه املرة أيضاً عدد من‬ ‫األطفال واملدنيني العزل‪ ،‬يف الوقت التي تنفذ حصارها الجائر عىل مرأى من‬ ‫العامل منتهكة بذلك أبسط حقوق اإلنسان بدعم أمرييك وصمت دويل‬ ‫مريب‪.‬‬ ‫ودعت األمانة إىل مواجهة الجرائم الصهونية الهمجية بحث الشعب‬ ‫الفلسطيني من خالل التمسك بخيار املقاومة ونهجها يف فلسطني‬ ‫ولبنان دفاعاً عنة حقوق األمة ومقدساتها‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫استنكار للحملة التي تعرضت لوهاب‬ ‫وتأييد لموقفه الشجاع باالعتذار‬ ‫القت الحملة السياسية واإلعالمية التي شنها‬ ‫«تيار املستقبل» عىل رئيس «حزب التوحيد العريب»‬ ‫وئام وهاب ملوقفه من القمع الذي ميارسه النظام‬ ‫السعودي ضد شعبه أو اإلذالل الذي يلحقه باملرأة‬ ‫وعدم إعطائها حقوقها‪ ،‬موجة استنكارات وإدانة‬ ‫من أحزاب وشخصيات سياسية وروحية أبدت‬ ‫جرأته يف االعتذار لزلة لسان وهنا نص البيانات‬ ‫واملواقف‪:‬‬

‫كرامي‪ :‬اعتذاره بألف‬

‫بدوره رأى رئيس الحكومة األسبق عمر كرامي‪ ،‬إذا‬ ‫كانت غلطة «الوئام» بألف فإن اعتذاره بألف‪.‬‬

‫الشيخ ماهر حمود إمام مسجد‬ ‫القدس‪ :‬اعتذاره بحجم جرأته‬

‫لقد كان خطأ الوزير وئام وهاب كبرياً بحجم‬ ‫تأثريه يف املجتمع‪ ،‬ولقد كان اعتذاره بحجم جرأته‬ ‫ووضوح موقفه السيايس‪ ،‬وأهم ما ورد يف كالمه‬ ‫أنه أكد أنها زلة لسان وليست موقفاً معتمداً‪.‬‬ ‫ولقد كنا نتمنى أن يكون أرسع من ذلك حتى‬ ‫ال يستغل هذا األمر املستغلون‪ ،‬الذين يتتبعون‬ ‫أخطاء أخصامهم يف السياسة ويسكتون عن‬ ‫أخطاء حلفائهم أو جامعتهم‪ ،‬كالسكوت املخزي‬ ‫عن تشبيه عائلة الجميل باسم رسول الله صىل‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬ونتمنى أن تكون هذه الحادثة وما‬ ‫حصل من ردود فعل عربة للجميع‪ ،‬حيث ينبغي أن‬ ‫تكون املقدسات اإلسالمية فوق كل اعتبار وفوق‬ ‫الخصومات السياسية‪ :‬كام نؤكد تعليقاً عىل‬ ‫كالم الوزير وهاب‪ :‬إن حجاب املرأة جزء من العقيدة‬ ‫اإلسالمية وجزء من قوة هذه األمة وجزء من الدور‬ ‫اإليجايب للمرأة يف املجتمع اإلسالمي ‪ ..‬فالقول أن‬ ‫أمي كانت محجبة (مثال) يوحي بأن األمر يشء‬ ‫تقليدي فقط وليس جز ًءا من عقيدتنا وثقافتنا ‪...‬‬ ‫كام أن الحجاب كفرض إسالمي وجزء من آيات‬ ‫للقرآن الكريم هو نفسه يف لبنان والسعودية‬ ‫وإيران ومرص ويف كل مكان ‪ ..‬فاألمر مبديئ وليس‬ ‫استنسابياً‪ .‬ونحن ملزمون باحرتام الحجاب سواء‬ ‫كانت التي ترتديه مجاهدة أو ُأما لشهيد أو كان‬ ‫دورها سلبيا يف املجتمع ‪.‬‬ ‫كام نؤكد أن قطع يد السارق بالرشوط‬ ‫التفصيلية التي حددها الرشع والتي ال تطبق‬ ‫بالتأكيد يف عاملنا املعارص هو جزء من عقيدتنا‬ ‫اإلسالمية من حيث املبدأ‪ ،‬وليس األمر همجية أو‬ ‫تخلفاً إال عندما يستعمل بطريقة انتقائية ووفقاً‬ ‫كام قال الرسول صىل‬ ‫ألهواء الحاكم الظامل‪،‬‬ ‫الله عليه وسلم‪“ :‬إن أول ما أنزل اللعنة عىل بني‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫“إرسائيل” أنهم كانوا إذا رسق فيهم الرشيف‬ ‫تركوه وإذا رسق فيهم الضعيف أقاموا عليه‬ ‫الحد»‪.‬‬

‫لقاء األحزاب ‪ :‬استهداف منزل‬ ‫وهاب لتوتري األجواء‬

‫فنان المقاومة‬ ‫عيسى يعقوب‬ ‫يقدم لوحة‬ ‫لوهاب ويقيم معرضه‬ ‫في األونيسكو‬

‫يستنكر اللقاء إلقاء القنبلة عىل منزل رئيس‬ ‫حزب “التوحيد العريب”‪ ،‬الوزير السابق وئام وهاب‪،‬‬ ‫ويرى أن هذا االعتداء‪ ،‬إمنا يستهدف توتري األجواء‪،‬‬ ‫وتعكري األمن واالستقرار الداخيل‪ ،‬ويدعو اللقاء‬ ‫األجهزة األمنية اىل مالحقة املعتدين واعتقالهم‬ ‫وإحالتهم اىل القضاء‪.‬‬

‫املكتب اإلعالمي للسيد‪ :‬وهاب‬ ‫بعيد عن التعصب والعنرصية‬

‫“اعترب اللواء الركن جميل السيد بأن كل من‬ ‫يعرف الوزير وئام وهاب يدرك متاما أنه بعيد عن‬ ‫التعصب والعنرصية وأن ترصيحه مل يكن صادراً‬ ‫عن خلفية طائفية أو مذهبية بقدر ما جاء من قبيل‬ ‫التهكم السيايس الجارح الذي اعتذر عنه الحقاً‪.‬‬ ‫واستغرب اللواء السيد يف املقابل الحملة‬ ‫السياسية واإلعالمية املنظمة التي يشنها الرئيس‬ ‫سعد الحريري وتيار “املستقبل” عىل الوزير وهاب تحت‬ ‫هذا العنوان‪ ،‬يف حني أن الشعب اللبناين بأرسه‬ ‫اليزال يتذكر كيف أن أركان هذا الفريق نفسه كانوا‬ ‫أول من أطلق اإلهانات ضد املرأة املسلمة وحجابها‬ ‫خالل الحملة اإلعالنية تحت شعار “حب الحياة” يف‬ ‫السنوات املاضية عندما تركزت أحدى اإلعالنات‬ ‫حينذاك عىل صورة امرأة شبه عارية يف ثلوج فاريا‬ ‫تقابلها صورة امرأة محجبة مع ابنتها‪ ،‬للداللة عىل‬ ‫أن التعري هو ثقافة الحياة وأن الحجاب هو ثقافة‬ ‫املوت‪ ،‬عىل حد مفهوم فريق ‪ 14‬آذار وسعد الحريري‪.‬‬ ‫ورأى اللواء السيد أن املطلوب من دولة الرئيس سعد‬ ‫الحريري‪ ،‬الذي اكتشف اللبنانيون أخرياً شطارته‬ ‫يف االستخدام السيايس للدين‪ ،‬أن ينسجم مع‬ ‫نفسه كمواطن سعودي مقيم يف لبنان وأن يلتزم‬ ‫بالتايل بالفتاوى السعودية األخرية التي تعترب أن‬ ‫التظاهرات واالحتجاجات الشعبية هي مخالفة‬ ‫للرشيعة اإلسالمية‪ ،‬بدالً من أن يقوم شخصياً‬ ‫بحملة التظاهر والتحريض اليومي منذ مناسبة‬ ‫‪ 14‬شباط الفائت اىل استعراضاته األخرية يف‬ ‫معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي يف طرابلس‪،‬‬ ‫يف حني مل مينعه الحياء وال الدين من التحالف‬ ‫العلني مع قاتل هذا الشهيد الكبري الذي التزال‬ ‫ذكراه قامئة من دون حاجة آل كرامي اىل إنفاق‬ ‫ماليني الدوالرات إلحيائها سنوياً”‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫احذروا الفتنة أيها المؤمنون‬ ‫“واعتصموا بحبل الله جميعاً وال تفرقوا واذكروا‬ ‫نعمة الله عليكم إذ كنتم أعدا ًء فأ ّلف بني قلوبكم‬ ‫فأصبحتم بنعمته إخواناً”(صدق الله العظيم)‪.‬‬ ‫احذروا الفتنة أيها املؤمنون‬ ‫فالفتنة أشد من القتل ففيها قتل أ ّمة‪ ،‬ومنهج‬ ‫ووطن وشعب وخراب ودمار وفرقة وعدوان وبالء ثم‬ ‫استعامر تفرش له الطريق سجاداً وحريراً‪.‬‬ ‫بل هي زلزال وبراكني و َمنْ ذا الذي يشتهي ذلك‬ ‫ألمته وشعبه وأبناء جنسه فيرضم نريان الفتنة‬ ‫إ ّال أن يكون (نريون من العرص الحديث) وال نريده أن‬ ‫يكون ذلك وإن كان العدوان املرتبص بأمتنا وإسالمنا‬ ‫وإمياننا وأوطاننا يريده ذلك ويحركه من حيث يدري‬ ‫ومن حيث ال يدري‪ ،‬فشبكات التآمر عىل أمتنا ممتدة‬ ‫عرب كل الوسائل املمكنة لتصيد باملاء العكر‪،‬‬ ‫إنها وساوس الشيطان يف النفوس املريضة التي‬ ‫تج ّردت من كل قيم الخري والدين والخوف من الله وما‬ ‫يحمله ديننا الحنيف من سمو وسامحة وتع ُّقل‪،‬‬ ‫وا ّتبعت هواها وركبت بحر الرشور وموجة الفتنة‪،‬‬ ‫ولكن إذا طوقناها بالنية الحسنة واإلميان والصرب‬ ‫والحكمة وحب الوطن ووحدته‪ ،‬ووحدة كلمته وكره‬ ‫األذى وكبت الغضب‪( ،‬والكاظمني) فتصبح الفتنة‬ ‫وحاملها يف قارب صغري عىل أمواج عاصفة تفرقه‬ ‫فال يصل‪ ،‬ويسلم الوطن من رشه‪.‬‬ ‫باألمس زلة لسان يف موضوع الحجاب استدركها‬ ‫بالحال رئيس حزب “التوحيد العريب” الوزير وئام‬ ‫وهاب‪ ،‬فسارع بالحال معتذراً معبرّ اً عن قصده مقراً‬ ‫بقدسية الحجاب كرمز للطهر والعفاف والصون‬ ‫والرشف فهو لباس والدته لباس أمهاتنا وبناتنا‬ ‫ولباس خلواتنا الدينية واألَوىل أن تغضب‪ ،‬ولكن‬ ‫وضح القصد‪ ،‬وصدر االعتذار‪ ،‬ومرت العاصفة‬

‫بسالم (وما قتل األحرار كالعفو عنهم) و(العذر‬ ‫عند كرام الناس مقبول) و(الكاظمني الغيظ‪)...‬‬ ‫فإن الذي أخطأ زلة لسان اعتذر عن قناعة‬ ‫بشجاعة وإميان مبوروثه الديني منذ املدرسة األوىل‪،‬‬ ‫يف اإلسالم زمن الرسول عليه السالم حتى اليوم‬ ‫دين ُا ووطنية‪ ،‬وعادات وتقاليد إسالمية توحيدية‬ ‫حجاب جدتنا فاطمة لزهراء وحجاب أم عامر بن‬ ‫يارس‪ ،‬أحد أجدادنا العظام يف املدرسة التوحيدية‬ ‫اإلسالمية وهي أول شهيدة يف اإلسالم بسبب‬ ‫ظلم املرشكني‪ ،‬إنه الرمز وال مزيد‪.‬‬ ‫وتم االعتذار بجرأة نقدرها كجرأته يف تثبيت‬ ‫ّ‬ ‫ثوابت هذه األمة يف كافة مواقفه الوطنية ألنه‬ ‫ّ‬ ‫العاق‪ ،‬بل الويف املناضل‬ ‫ابن هذه األمة البار وليس‬ ‫املجاهد‪ ،‬ووفاء منه ألخته العربية املسلمة أن تأخذ‬ ‫دورها الطبيعي‪ ،‬يف الحياة وبناء النهضة واملشاركة‬ ‫الفعالة‪ ،‬وليست الدعوة اىل السفور ال سمح الله‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫تكون هذه الزلة اللسانية التي غيبتها حامسه‬ ‫ملا يقصد واستدرك وعرف خطورتها واستغاللها‪،‬‬ ‫أتكون سيياً للقيامة‪ ،‬وننىس همومنا الوطنية‬ ‫والقومية ومقدساتنا اإلسالمية وبني املقدس الذي‬ ‫ترضب به معاول “إرسائيل” ونحن نتفرج‪ ،‬وشعبنا‬ ‫املهروس بغزة عنفاً وقهراً واقتصاداً ونحن نشبع‬ ‫وننام آمنني وجوالننا املحارص بكل أنواع األذى وغريه‬ ‫وغريه‪...‬‬ ‫عراقنا الذي أصبح فريسة ألمريكا والحبل ممتد‬ ‫عىل مساحة الوطن العريب إن مل ننتبه‪ :‬شغلتنا‬ ‫زلة لسان أعقبها اعتذار‪ ،‬وكفى يا للعجب أهي‬ ‫السبب لقيام الساعة؟‬ ‫بل هنالك أبعاد وأبعاد ونوايا ومخططات وإرضام‬

‫حزب «التوحيد العربي» أثناء زيارته حزب «االتحاد»‬

‫نريان تحت قدر فيه طبيخ مسموم مستوردة مواده‬ ‫من جهات السموم نرجو أن ال يكون‪ ،‬وإن كان‬ ‫موجوداً‪ ،‬نرجو أن ال تصح له ظنون لكيال تكون‬ ‫زلة لسان هي ساعة الصفر ملخططات استعامرية‬ ‫مدروسة ملا يشتهونه‪.‬‬ ‫بل إن أمتنا أبعد بصرية‪ ،‬وأعمق فه َام‪ ،‬وأعرف‬ ‫بتاريخ املدرسة التوحيدية اإلسالمية التي انطلق‬ ‫فيها أجدادنا العظام حتى اليوم ومن مل يعرف ومن‬ ‫يجهل ذلك هنالك برامج محو أمية تلغي كل خطأ‬ ‫مبوضع النقطة والفتحة والضمة والهمزة فيصبح‬ ‫يجيد القراءة بال خطأ اىل أن تقوم الساعة‪ ،‬فيتقن‬ ‫كتاب الله عىل قواعده الصحيحة بال خطأ‪.‬‬ ‫فتعالوا يا أهل الدين والتقوى من كل دين ومذهب‪،‬‬ ‫ويا أهل السياسة من كل طيف ولون لنحمل راية‬ ‫الوطن كلنا مع ُا ضد كل فتنة‪ ،‬فكلكم راع وكل راع‬ ‫مسؤول عن رعيته‪ ،‬لتكن رايتنا راية تحرير املقدسات‬ ‫الدينية إسالمية كانت ومسيحية‪ ،‬وراية مكة‬ ‫املكرمة قبلتنا يرعاها خادم الحرمني الرشيفني‬ ‫أعزّه الله ورعاه‪ ،‬راية العروبة واإلسالم من طهران‬ ‫اىل تطوان والقدس والجوالن وغزة وراية املقاومة‬ ‫يف لبنان‪ ،‬راية لبنان املوحد الصامد املتحرض بكل‬ ‫أطيافه الدينية والسياسية‪ ،‬العامل من أجل الحق‬ ‫والسالم ألمته وشعبه‪.‬‬ ‫وختاماً ُ‬ ‫(واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا‬ ‫فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين‬ ‫(األعراف‪.)75/‬‬ ‫ولنتمسك بالعروة الوثقى و”إن يد الله عىل‬ ‫الجامعة”‪.‬‬

‫الشيخ راتب نرص الله‬

‫مفوضية الجرد العامة تك ّرم األمهات بعيدهن‬

‫العريضي‪« :‬والدة الحكومة تساهم في مواجهة التحديات»‬ ‫التشكييل‬ ‫املقاومة‬ ‫فنان‬ ‫قدم‬ ‫عيىس يعقوب‪ ،‬صورة رمزية عن املرأة‬ ‫الفلسطينية املقاومة واملناضلة‪ ،‬لرئيس‬ ‫حزب “التوحيد العريب” وئام وهاب‪ ،‬الذي‬ ‫أثنى عىل نشاط الفنان يعقوب الذي‬ ‫يربز يف أعامله‪ ،‬هوية فلسطني وصمود‬ ‫ومقاومة الشعب الفلسطيني‪ ،‬إضافة‬ ‫إىل درع القدس‪.‬‬ ‫وسريعى وهاب معرض للفنان يعقوب‪،‬‬ ‫ملناسبة يوم األرض يف قاعة األونيسكو‬ ‫خالل شهر نيسان‪.‬‬ ‫كام قدّ م عيىس درعاً ملجلة “منرب‬ ‫التوحيد” تقديراً لدورها يف إبراز قضية‬ ‫فلسطني ودور املقاومة يف مواجهة‬ ‫االحتالل اإلرسائييل‪.‬‬

‫زار وفد من حزب “التوحيد العريب” حزب “االتحاد”‪ ،‬والتقى رئيسه الوزير عبد‬ ‫الرحيم مراد وعدداً من مجلس القيادة‪.‬‬ ‫ضم الوفد أمناء العالقات السياسية والطالبية واملالية والشؤون االجتامعية‪:‬‬ ‫عصمت العرييض‪ ،‬ماهر رسي الدين‪ ،‬ماهر وهاب‪ ،‬جواد زرقطة‪ ،‬وتناول اللقاء‬ ‫األوضاع يف الساحتني العربية والداخلية‪.‬‬ ‫وبعد اللقاء قال العرييض‪“ :‬تداولنا يف األحداث الجارية يف العامل العريب‪،‬‬ ‫وحراك الشعوب املطالب باإلصالح وإسقاط األنظمة‪ ،‬ودور الغرب يف هذا اإلطار‬ ‫الذي قد يستفيد لزعزعة املنطقة برمتها وطرح التقسيم ضمن بعض الدول‬ ‫كام جرى مؤخراً يف السودان‪.‬‬ ‫وأكدنا عىل وجه لبنان العريب واملتمسك بثوابت الشعب والجيش واملقاومة‪،‬‬ ‫لدرء األخطار ومواجهة االعتداءات علينا‪.‬‬ ‫كام كان املوضوع الحكومي مدار بحث مطول‪ ،‬بحيث أكدنا عىل‬ ‫وجوب مشاركة أوسع رشيحة للمعارضة السابقة ال سيام يف‬ ‫صيدا والبقاع والشامل‪ ،‬وكانت وجهات النظر متطابقة بحيث أن‬ ‫والدة الحكومة تساهم يف مواجهة التحديات ويف االنرصاف لفتح‬ ‫كل امللفات الداخلية من تعيينات إدارية‪ ،‬ومعالجة الشؤون االقتصادية‬ ‫واالجتامعية للناس‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫مبناسبة عيد األم‪ ،‬وتقديراً للدور الذي تلعبه األم يف بناء املجتمعات‪ ،‬ووفا ًء‬ ‫لتضحياتها قامت مفوضية الجرد العامة بتوزيع هدايا رمزية مبناسبة حلول هذا‬ ‫العيد شملت مفوضيات شارون‪ ،‬صوفر‪ ،‬املرشفة‪ ،‬مجدلبعنا‪ ،‬العزونية‪ ،‬عني دارة‪،‬‬ ‫مشقيتي ‪.‬‬ ‫واستكامالً للتنسيق بني الحزب التقدمي اإلشرتايك وحزب “التوحيد العريب”‪،‬‬ ‫وانعكاسه اإليجايب عىل القواعد الحزبية التقى مفوض عام الجرد يف حزب‬ ‫التوحيد العريب الرفيق ملحم الصايغ بوكيل داخلية الجرد يف الحزب التقدمي‬ ‫اإلشرتايك زياد شيا ‪.‬‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫وهاب بعد لقائه لحود‪:‬‬

‫زار على رأس وفد من الجبل البطريرك الجديد مهنئاً‬

‫لماذا يبقى موقوفون من الشمال في السجن ويلحق بهم الظلم‬ ‫إستقبل الرئيس إميل لحود‪ ،‬يف دارته يف الريزة‪،‬‬ ‫يف حضور النائب السابق إميل إميل لحود‪ ،‬رئيس‬ ‫حزب “التوحيد العريب” الوزير السابق وئام وهاب‬ ‫الذي قال بعد اللقاء‪“ :‬ناقشنا مع فخامة الرئيس‬ ‫لحود الوضع الحايل يف لبنان واملنطقة»‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬هناك إجامع عند الجميع عىل رضورة‬ ‫التعجيل يف تشكيل الحكومة‪ ،‬وهذا التأخري‬ ‫بدأ يأخذ من رصيد املعارضة السابقة واألكرثية‬ ‫الحالية بشكل كبري وينعكس عليها‪ ،‬لذلك هناك‬ ‫أمر ملح وهو تشكيل هذه الحكومة ليس كيفام‬ ‫كان‪ ،‬تشكيلها بوجوه موثوقة وقادرة عىل أن تكون‬ ‫جز ًءا من خطة إصالحية يف البلد‪ ،‬ألنه إذا قدمنا‬ ‫أنفسنا فقط كبديل أنه “قم ألقعد محلك”‪،‬‬ ‫املسألة مل يعد لها طعمة‪ ،‬يجب أن يكون هناك‬ ‫خطة إصالحية حقيقية‪ ،‬خطة تغيريية حقيقية‪،‬‬ ‫وخطة إلصالح كل املؤسسات وخاصة املؤسسة‬ ‫القضائية التي تعاين من فساد كبري وخلل كبري‪،‬‬ ‫وهذه املؤسسة هي أول مؤسسة يف حاجة اىل‬ ‫هذا اإلصالح ألنه من الواضح أن هذه املؤسسة‬ ‫تعرضت لتشويه كبري يف السنوات املاضية‪ ،‬لذلك‬ ‫أية حكومة آتية‪ ،‬أي وزير للعدل‪ ،‬وطبعاً بدعم من‬ ‫رئيس الحكومة املكلف يجب أن يدخل يف عملية‬ ‫إصالح كبرية يف املؤسسة القضائية»‪.‬‬ ‫وأشار اىل “موضوع سابق مازال عالقاً منذ‬ ‫سنوات وهو موضوع يتعلق ببعض املوقوفني من‬ ‫منطقة الشامل وتحديداً من طرابلس‪ ،‬هؤالء الناس‬ ‫فيهم الكثري من املظلومني ومن الذين أوقفوا‪ ،‬هنا‬ ‫أقول أن هؤالء املوقوفني يجب أن يبت أمرهم‪ ،‬هؤالء‬ ‫الناس لهم حقوق‪ ،‬ويجب عىل رئيس الحكومة‬ ‫املكلف بالتحديد‪ ،‬كونه ابن الشامل‪ ،‬أن يوعز‬ ‫اىل املراجع القضائية اإلرساع يف بت هذا األمر‪،‬‬ ‫حرام أن يبقى هؤالء الناس سنوات دون محاكمة‬ ‫عادلة»‪.‬‬

‫وانتقد البعض الذي ينتظر ماذا سيحصل يف‬ ‫سوريا‪ .‬وقال‪“ :‬ليس يف سوريا يشء‪ ،‬هناك مناعة‬ ‫قومية ووطنية عند الشعب السوري بالتحديد‪،‬‬ ‫وبالتأكيد الرئيس بشار األسد قادر عىل استيعاب‬ ‫كل مطالب الشعب السوري ومعالجتها أو بعض‬ ‫املطالب اإلصالحية‪ ،‬وهو أول من دعا اىل عملية‬ ‫إصالح‪ ،‬لذلك املشغول بالهم أو الخائفون أو‬ ‫املنتظرون‪ ،‬ال أحد ينتظر هذا املوضوع الذي لن‬ ‫يحصل‪ ،‬ويجب أن نعلم جميعاً أن حامية سوريا‬ ‫وسالمتها هي من سالمة كل املنطقة‪ ،‬نرجو أال‬ ‫يلعب بعض األطراف اللبنانيني ال يف اإلعالم وال‬ ‫يف السياسة بهذه اللعبة ألنها أول ما تنعكس‪،‬‬ ‫تنعكس سلباً عىل لبنان‪ ،‬ألن سالمة سوريا من‬ ‫سالمة لبنان»‪.‬‬ ‫سئل‪ :‬إال تعترب فضائح “ويكيليكس” وما تنرشه‬

‫وهاب للـ «او‪.‬تي‪.‬في»‪:‬‬ ‫المشكلة مع رئيس الجمهورية‬ ‫في إصراره على حصة موازية‬ ‫لكتلة نيابية‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫هو مبثابة أخبار وماذا يتوجب عىل القضاء؟ أجاب‪:‬‬ ‫“هذا القضاء عاجز‪ ،‬لن يتحرك ملعالجة األمر من‬ ‫تلقاء نفسه‪ ،‬وهنا أريد أن أشري اىل أن األعقل يف‬ ‫الفريق اآلخر هو سمري جعجع وكان أكرث رصاحة‪،‬‬ ‫هذا أمر ال بد أن أشري اليه وقد أعجبني األمر‪ ،‬من‬ ‫هنا فضائح ويكيليكس سيعد لها ملف قضايئ‪،‬‬ ‫وأمتنى كفريق تشكيل فريق حقوقي وقانوين‬ ‫يضع كالم السيد حسن نرصالله موضع التنفيذ‬ ‫ويبدأ العمل مبارشة لتوقيف هؤالء االشخاص‬ ‫وإحالتهم اىل القضاء بتهمة الخيانة العظمى‪،‬‬ ‫هؤالء الناس تسببوا يف استشهاد مئات املواطنني‬ ‫وتدمري شامل للبنان وخسائر مبليارات الدوالرات‬ ‫يف لبنان‪ ،‬وكنا نقول باستمرار أنه لوال التغطية‬ ‫الداخلية للعدوان ما كان ليحصل العدوان‪”.‬‬

‫اعترب رئيس حزب “التوحيد العريب” الوزير وئام وهاب يف حديث لقناة الـ”او‪.‬‬ ‫يت‪.‬يف” أن املشكلة هي مع رئيس الجمهورية ميشال سليامن الذي يرص عىل‬ ‫حصة موازية لكتلة نيابية رغم أنه ارتكب أكرث من خطأ يف املرحلة املاضية‬ ‫وهو ما ال يسمح له بالترصف كرشيك للفريق الذي يشكل‪ ،‬مؤ ّكداً أن رئيس‬ ‫تكتل “التغيري واإلصالح” النائب العامد ميشال عون سيأخذ حقه حتى آخر‬ ‫“بارة»‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫وهاب‪ :‬كلمتكم تأسيسية وتصلح ميثاقاً جديداً للبنانيين‬ ‫الراعي‪ :‬ينكسر ظهر لبنان إذا أصاب الجبل أي شيء‬ ‫زار رئيس حزب “التوحيد العريب” الوزير وئام وهاب‬ ‫عىل رأس وفد من املشايخ واألهايل يف قرى الجبل‪،‬‬ ‫البطريرك املاروين مار بشارة بطرس الراعي‪ ،‬لتهنئته‬ ‫بانتخابه بطريركاً‪.‬‬ ‫وألقى وهاب كلمة قال فيها‪ّ :‬‬ ‫“إن الكلمة التي‬ ‫ألقيتها باألمس هي كلمة تأسيسية تصلح ألن تكون‬ ‫نؤسس عليها‬ ‫ميثاقاً جديداً لكل اللبنانيني‪ ،‬وعلينا أن ّ‬ ‫جميعاً يف عالقتنا بني اللبنانيني ومبحيطنا”‪ .‬وأضاف‪:‬‬ ‫“هناك الكثري من األمانات بني يديك‪ ،‬لكن هناك أمانة‬ ‫أساسية هي أمانة الجبل وعودته كام كان سابقاً‪ .‬فهذا‬ ‫َ‬ ‫يتعاف حتى اليوم بعد التهجري املؤسف الذي‬ ‫الجبل مل‬ ‫حصل‪ ،‬ومل يعد كام كان بعدما خرس نصفه يف الحرب‬ ‫املؤسفة التي مرت عليه‪ .‬هذه أمانة بأيديكم‪ ،‬وهي‬ ‫أن يتم استكامل ما بدأه البطريرك نرصالله صفري‪،‬‬ ‫ونحن معك‪ ،‬فنحن نفهم الجبل‪ ،‬جبل فخر الدين‪ ،‬هذه‬ ‫الروحية التي نفهمها‪ ،‬ونفهم ّ‬ ‫بأن ال قيامة للبنان من‬ ‫دون الدرزي واملسيحي‪ّ ،‬‬ ‫وبأن هذا الوطن ُو ِجد أص ًال من‬ ‫توسع فيام بعد‪ ،‬وعندما‬ ‫أجل هاتني الرشيحتني‪ ،‬ثم ّ‬ ‫ضرُ ب الجبل انتهى لبنان‪ ،‬واألهم أن نعيد اللحمة إىل‬ ‫كل لبنان عرب هذا الجبل ومع كل اللبنانيني الذين‬ ‫نتمسك بأن يكونوا صفاً واحداً ضمن شعار الرشاكة‬ ‫ّ‬

‫رحب البطريرك الراعي بالوفد‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫من جهته‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫“إن األسس يف حياتنا اللبنانية يجب أال تتزعزع‪ ،‬وإذا‬ ‫تزعزعت يقع كل البنيان‪ ،‬صحيح هناك حياة‬

‫طويلة تاريخية ذكرنا بعضها باألمس”‪.‬‬ ‫وأضاف‪“ :‬نعم ينكرس ظهر لبنان إذا أصاب‬ ‫الجبل أي يشء‪ ،‬ولذلك من الجبل سنمتد لكل‬ ‫لبنان ‪ -‬ليك يكون كل لبنان الجبل ‪ -‬ألنه يحمل‬ ‫رسالة كبرية يف العامل يجب أن يلعبها وكلنا‬ ‫مسؤولون عنها”‪.‬‬

‫عقدت اللجنة اإلدارية لهيئة العمل التوحيدي‬ ‫لقا ًء بحضور رئيس حزب “التوحيد العريب” وئام وهاب‬ ‫ق ّيمت فيه عملها يف الفرتة السابقة‪ ،‬وناقشت الوضع‬ ‫العام يف لبنان وسوريا يف ضوء التطورات والهجمة‬ ‫التي تستهدف سوريا من الداخل‪.‬‬ ‫وأكد الوزير وهاب خالل اللقاء عىل “توجيه التحية‬ ‫اىل كل أبناء وشعب سوريا الشقيق ومنهم بشكل‬ ‫خاص أهلنا يف مدينة السويداء عىل موقفهم‪،‬‬ ‫والسويداء التي عودتنا عرب التاريخ أنها الدرع الواقي‬ ‫والسند الذي يحمينا يف األيام الصعبة‪ ،‬وهذه املدينة‬ ‫التي كانت متدنا اىل هنا يف األيام الصعبة بكل عون‬ ‫ومدد من دعم ورجال‪ ،‬وهي يف املحطات التاريخية‬ ‫علمتنا املوقف الجريء والصادق»‪.‬‬ ‫وتابع‪“ :‬جميعنا كربت قلوبنا بعدما رأينا هذا املوقف‬ ‫األخري واألصيل والصادق الذي يعرب عن وفاء بني‬ ‫معروف وهي الطائفة التي مل تعرف يوماً بالغدر وهي‬ ‫إذا صادقت تحالف بصدق‪ ،‬وهذا ما أكده أهل السويداء‬ ‫باألمس بوقوفهم اىل جانب الرئيس بشار األسد وهم‬ ‫بذلك يعربون عن موقف سوريا‪ ،‬والجميع يعلم أن‬ ‫املستهدف هو سوريا ووحدتها وهذا األمر لن مير حت ًام‪.‬‬ ‫وهنا نحيي كل أبناء الشعب السوري وموقف أهايل‬

‫السويداء املرشف‪ ،‬وقيادة سوريا لن تنىس هذا املوقف‬ ‫وهي ستقابل ذلك بنفس الوفاء الذي قابلوها به‪ .‬وهذا‬ ‫األمر حت ًام سيرتك أثراً مه ًام عىل املستقبل‪ ،‬وكام‬ ‫كانت السويداء أيام القائد سلطان األطرش حني أدرك‬ ‫أن وحدة سوريا هي األهم ومل يقبل بأي دويلة تعطى‬ ‫للدروز ورفض كل العروضات ودفع باتجاه توحيد سوريا‬ ‫يف إطار ثورة سورية عامة وباألمس كذلك هذه املدينة‬ ‫أثبتت أنها الصخرة األساسية ولن تكون إال اىل جانب‬ ‫الحق‪ ،‬اىل جانب سوريا وفلسطني وكل القضايا املحقة‪.‬‬ ‫وحت ًام هذا ال يعني أنه ليس مطلوباً بعض اإلجراءات‬ ‫اإلصالحية‪ ،‬ولكن الجميع يعلم أن الرئيس بشار األسد‬ ‫هو أول من دعا اىل اإلصالح يف سوريا وبدأ باتخاذ‬ ‫خطوات مهمة‪ ،‬وسيكون هناك ما هو أهم منها يف‬ ‫املرحلة املقبلة»‪.‬‬ ‫وختم كالمه بالقول “األهم لكل أبناء الشعب‬ ‫السوري ومن كان مع النظام أو ضده‪ ،‬إياكم واللعب‬ ‫بسوريا فهي ضامنة هذه املنطقة وإذا ما خربت أو‬ ‫سقطت فإن املنطقة ستخرب املنطقة ملئة عام‬ ‫مقبلة‪ .‬إياكم والوحدة الوطنية واالستقرار يف سوريا‪،‬‬ ‫وهذه هي مصادر قوة سوريا وعزتها»‪.‬‬ ‫بعد ذلك أعلن الشيخ راتب نرص الله يف كلمة‬

‫باسم “هيئة العمل التوحيدي” جاء فيها‪:‬‬ ‫نحن هيئة العمل التوحيدي يف لبنان نؤيد وبقوة‬ ‫تلك الخطوات املنارصة واملؤيدة للرئيس الدكتور بشار‬ ‫األسد‪ ،‬وإننا نؤيد بكل فخر رصخة الوالء التي انطلقت‬ ‫من حناجر الشعب العريب البطل من ربوع جبل العرب‬ ‫األشم‪ ،‬معقل الثورات العربية ضد االستعامر األجنبي‪،‬‬ ‫وضد كل من يحاول املساس باالستقرار وسالمة الوطن‬ ‫أو التأثري عىل منهجه الوطني يف ظل قيادة الرئيس‬ ‫األسد‪ ،‬وهو املتألق يف ذروة املجد الوطني ثقافة وخلقاً‬ ‫وعدالً ووطني ًة‪ ،‬وإمياناً بالشعب وكرامته مفع ًام بالغرية‬ ‫عىل الشعب وأمانيه‪.‬‬ ‫تلك الرصخة العربية الصادقة التي عمت سوريا‬ ‫الصمود والتصدي واملقاومة واملنهج الوطني القومي‬ ‫يف وجه أعداء األمة ويف سبيل تحرير الجوالن وكل‬ ‫فلسطني ودعم املقاومة يف لبنان واستيعاب حركات‬ ‫التحرر ضد الظلم والطغيان الصهيوين األمرييك‬ ‫وحلفائه ثابتاً يف تحالفاته العربية اإلسالمية يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬والعمل عىل تطور الوطن يك تكون سوريا‬ ‫يف مقدمة الدول املتحرضة والوطنية وقوية بوحدتها‬ ‫وشعبها ويف مسارات الحياة الحرة الكرمية وتحصني‬ ‫الكرامة الوطنية يف سبيل عزة الوطن وشعبه‪.‬‬

‫واملحبة لنبني نظاماً متطوراً يليق بنا‪ ،‬فاللبنانيون أمانة‬ ‫بني يديك كام هو لبنان”‪.‬‬

‫الراعي‬

‫وهاب حضر اجتماعاً لهيئة العمل التوحيدي دعماً لسوريا ورئيسها‬

‫‪25‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫صباغ ّ‬ ‫يوقع كتابه الجديد «البناء السوري»‬ ‫في حفل سياسي وفكري حاشد‬ ‫أقيم يف العاصمة السورية دمشق‪ ،‬حفل‬ ‫توقيع كتاب “البناء السوري” للكاتب مازن‬ ‫يوسف صباغ‪ ،‬بحضور حشد من السياسيني‬ ‫واإلعالميني والفنانني واملثقفني‪ ،‬وتحدث يف الحفل‬ ‫مفتي عام سوريا الشيخ أحمد بدر حسون‪ ،‬رئيس‬ ‫حزب “التوحيد العريب” وئام وهاب‪ ،‬الدكتور نبيل‬ ‫طعمة‪ ،‬الشيخ حسني أحمد شحادة‪ ،‬األستاذ‬ ‫حنني منر عن الحزب الشيوعي السوري‪ ،‬أمني عام‬ ‫حركة االشرتاكيني العرب األستاذ احمد األحمد‪،‬‬ ‫كلمة رئيس الحزب السوري القومي االجتامعي‬ ‫ألقاها بالنيابة عنه الدكتور صفوان سلامن‬ ‫وقصيدة للشاعر رياض عبد الله يوريك حالق‪.‬‬

‫األموال عىل الشعوب يبقى أفضل ويحيي‬ ‫أكرث ويعطي نتيجة أفضل‪.‬‬ ‫وتوجه وهاب اىل مفتي عام سوريا سامحة‬ ‫الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون بالقول‪:‬‬ ‫إنني يا صاحب السامحة أقول لكم بأن ال خوف‬ ‫عىل أمة صنعت مجدها الغابر وتصنع مجدها‬ ‫اآليت مبساعدة أمثالكم من أهل العلم والتقوى‬ ‫والنظافة والصالح والوفاء بل استطرد ألؤكد‬ ‫أمامك يف هذا اليوم الجميل يف ربوع سوريا‬ ‫الشقيقة والحبيبة بأننا جميعاً من أهل السنة‬ ‫إذا كانوا عىل قدر مقامك وموقفك ومعرفتك‬ ‫ومقاومتك وكلنا من أتباع السيد املسيح إذا كانت‬ ‫املسيحية عىل شاكلة خطاباتك وتوجهاتك‬ ‫وفهمك لتكامل الديانتني اللتني تشكالن يف‬ ‫سياق الحضارة املرشقية عودة للينابيع الوطنية‬ ‫والعروبة‪.‬‬ ‫وختم وهاب‪ :‬ويا صديقي مازن جعبتي أفرغتها‬ ‫أمامك وعىس أن ننال من بناء سوريا ولو وجبة‬ ‫من زؤان بالدي وال “قمح الصليبي” كام يقول‬ ‫املثل‪.‬‬

‫وأرواحهم بأذهان التنوع والعطاء‪ .‬ما أجمل القدر‬ ‫حينام يجتمع التنوع يف يوم واحد فامزن يعطينا‬ ‫اليوم لب كتابه وقائد الوطن يفتح اليوم أبواب‬ ‫السجون للتائهني‪.‬‬

‫الدكتور نبيل طعمة‬

‫املفتي الشيخ حسون‬

‫وهاب‪:‬‬ ‫سوريا ليست جديدة‬ ‫عىل صناعة التاريخ‬ ‫املكتوب بالحرب والرتاب‬ ‫رئيس حزب “التوحيد العريب” الوزير وئام‬ ‫وهاب ألقى كلمة اعترب فيها أن سوريا هي أرض‬ ‫التاريخ والديانات والرساالت وأرض الخلق واإلبداع‬ ‫والريادة والتقدم‪ ،‬كذلك هي قامئة يف زراعتها‬ ‫وصناعتها وقطاعات مفكريها ومبدعيها ويف‬ ‫قيام مجتمع متامسك بحكم الفكر العقائدي‬ ‫بحقيقة االنتامء اىل األرض والوطن ويف بناء قوة‬ ‫ذاتية تجعلها قادرة عىل مواجهة التحديات‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫إن بناء الدولة التي تعرب عن تطلعات شعبها‬ ‫كان الهدف األساس يف سوريا حيث بدت مفاهيم‬ ‫االنتامء ومفاهيم الدفاع عن الحق القومي‪،‬‬ ‫الكتاب املقدس لكل أبناء سوريا‪ ،‬وهذا ما توازنت‬ ‫به الدولة القوية القادرة مع مجتمعها وشعبها‬ ‫للنهوض اىل مستوى اآلمال القومية املنشودة‪.‬‬ ‫وكام كان دور سوريا الحضاري عرب الزمن لكل‬ ‫األمم والشعوب فإن دورها اليوم يف إدارة الرصاع‬ ‫عىل أرضنا القومية ودعمها لحركات املقاومة يف‬ ‫فلسطني ولبنان والعراق ليس إال دلي ًال ساطعاً‬ ‫عىل عمق الرؤية الوطنية واالسرتاتيجية‬ ‫الشاملة لحقنا وصون واستعادة املقدسات وتحرير‬ ‫كامل الرتاب‪.‬‬ ‫وتابع‪ :‬إن سوريا ليست جديدة عىل صناعة‬ ‫التاريخ فقد اعتربت دمشق أقدم مدينة أو عاصمة‬

‫‪26‬‬

‫مأهولة يف العامل‪ ،‬وتاريخها كام هو مكتوب‬ ‫بالحرب والرتاب‪ ،‬فهو مرسوم بالدماء الذكية التي‬ ‫صنعت لها هذا املجد الوطني والعزة القومية يف‬ ‫سجالت التاريخ واألمم والشعوب‪.‬‬ ‫وأضاف‪ :‬إنني أيها اإلخوة ويف نهاية كلمتي‬ ‫ال بدّ يل من القول بأن بلداً ميتلك هذا املخزون‪،‬‬ ‫وأن سوريا التي تشع قيمها من دروب مدنها‬ ‫وقراها هي وبكل موضوعية سوف نبقى‬ ‫نعتمد عليها ونقف اىل جانبها ألنها رمز األمة‬ ‫وشعارها وأم ًال يف الصمود واملواجهة‪ ،‬وكام‬ ‫هي سوريا اليوم بقيادتها قريبة من قضايا‬ ‫األمة ندعو كل الدول التي يتساقط بعضها‬ ‫اليوم للعودة اىل األمة اىل قضاياها ورصف‬ ‫ثرواتها يف خدمة شعوبها ألنهم يجمعون‬ ‫املال ليصطاده األمرييك بقرار صغري‪ ،‬فرصف‬

‫من جهته قال مفتي عام سوريا الشيخ‬ ‫الدكتور أحمد بدر الدين حسون‪:‬‬ ‫نحن منلك ثروة إن استطاع مازن أن يصونها‬ ‫كلامت أرجوكم أن تصوغوها ثقافة وفكرة أبنائنا‬ ‫فام يعرض علينا اليوم يف الخطابات ويف االنرتنت‬ ‫هو تدمري لعامليتنا وعودة اىل أيام جاهليتنا‬ ‫لنقول “وهل أنا إال من غازية إن غوت غويت وإن‬ ‫ترشد غزية أرشد”‪ .‬ال نحن ال نرىض أن نكون يف‬ ‫الجاهلية مع جاهليتها‪ ،‬ولكن نثقفها ونحولها‬ ‫من جاهلية اىل وئام ووعد وعطاء‪.‬‬ ‫هذا هو من بركة السامء وقدسته إقدام األنبياء‬ ‫ورست فيه أنوار األصغياء‪ ،‬وغرسته دماء أجدادنا‬

‫الشيخ‬ ‫أحمد حسني شحادة‬

‫كتاب األستاذ صباغ يخص إبداعنا وتنوعنا‬ ‫السوري واملتجدد بحضوركم الكريم‪،‬‬ ‫السادة األفاضل والحضور الكريم‬ ‫أن نلتئم ضمن هذه األمسية عىل مائدة كتاب‬ ‫هي فرادة تدعونا اىل التأمل بها والعمل الحثيث‬ ‫من أجل إطالقها‪ ،‬وتعميمها ضمن عمل جميل‬ ‫ونوعي كونه محفزاً دامئاً للوعي‪ ،‬ضمن تنوعه‬ ‫وتعدده بألوانه وأطيافه املتعددة التي كلام‬ ‫نظرنا إليها تبهرنا بتألق مبدعيها املستمرين‬ ‫من ذاك الزمن الضارب يف القدم واىل ما سيأيت‬ ‫يف املستقبل‪ ،‬وما يتوقف بينهام أي بني املايض‬ ‫واملستقبل‪ ،‬ليشهد الجميع هذا املشهد الحارض‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫مازن يوسف صباغ صديق الجميع‪ ،‬يجتمع من‬ ‫أجل توقيع كتابه “البناء السوري ضمن تعدد‬ ‫التنوع”‪ .‬إذ أن التعدد والتنوع تكوين خالق‪ ،‬وضمنه‬ ‫واجب عىل أن أشكره كصديق‪ ،‬إذ التقيته منذ‬ ‫زمن ليس ببعيد ولكننا تناقشنا وتعاونا عىل‬ ‫الكثري إلنجاز العديد من العناوين من أجل البناء‬ ‫السوري التي تستحق لقب عروبتها الذي تجىل‬ ‫ذلك يف حضور الرئيس بشار األسد ليحمي‬ ‫بناءها‪ ،‬بحضوره ومتابعته ويحميها بقوة‬ ‫الحضور ورعايته لكافة محاور الحياة االقتصادية‬ ‫واالجتامعية والسياسية والثقافية‪.‬‬ ‫ومن هنا فإن هذا اللقاء يشكل لحظة ذاكرة‬ ‫من املكان والحضور‪ ،‬والرتحيب الكبري بالجميع‪.‬‬ ‫وأن تستمر سوريا رائدة الثقافة والتنوع‬ ‫والحضارة‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫سامحة املفتي الكريم والحضور األعزاء‪ ،‬حيث‬ ‫نستيضء بالكلمة الطيبة‪ ،‬وإذا كانت الكلمة‬ ‫الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها يف‬ ‫السامء حسب القرآن الكريم‪ ،‬فإن الشجرة السورية‬ ‫أصلها ثابت وفرعها ساموي ما دمتم يف كل الجهات‬ ‫تعطرنا بخصوصية مسيحيتنا وإسالمها السوري‪.‬‬ ‫وإذا كان الباحثون واملتكلمون باسم الدين وباسم‬ ‫االجتامع الديني يستشهدون بآيات من اإلنجيل أو من‬ ‫القرآن الكريم عىل قيم التسامح الديني‪ ،‬فقد قدر‬ ‫للصديق مازن الصباغ وبالرغم من مصادره ومراجعه‬ ‫السبعني أن يستدل عىل تيك القيم من التسامح‬ ‫الديني من واقع حياتنا السورية التي ال تكف عن‬ ‫املحبة‪ .‬وها هنا اسمحلوا يل أيها األحبة ونحن من‬ ‫تالميذ هذا البنيان السوري‪ ،‬املحصن ضد الزالزل‬ ‫والفنت وضد جميع أشكال الكراهية والقطيعة‪،‬‬ ‫وهنا أسجل أن مثة يف العامل مرشوعان بالنظر‬ ‫اىل خارطة العامل‪ :‬النظرة السورية التي تنظر اىل‬ ‫خارطة العامل بوصفها تسامح وحضارة وقيم‪،‬‬ ‫يقابلها النظرة الصهيونية التي تنظر اىل خارطة‬ ‫العامل بوصفها هدفاً استعامرياً ألطامعها‪ ،‬وها‬ ‫هو مازن بنقاء رسيرته‪ ،‬وبصفاء وجدانه يقودنا اىل‬ ‫أزمنة الوصال‪ ،‬وهي أزمنة الوصل يا زمان الوصل‬ ‫يف االندلس‪ ،‬ليعلن هذه الحقيقة السورية يف‬ ‫رمزية هذا البنيان الشامخ يف طبع رئيسنا املفدى‬ ‫الدكتور بشار األسد يوم قال من قرطبة‪ :‬إن دروس‬ ‫املايض هي مرتكزات التواصل نحو املستقبل‪ ،‬وإن‬ ‫العالقة السورية األوروبية متتد ألكرث من أربعة آالف‬ ‫عام يف حوض املتوسط وأن ما بني شعوبها ألوف‬ ‫من سنوات التسامح واآلخاء الديني‪ ،‬وإن العالقة‬ ‫مرهونة بإستئصال نزعة التسلط واالستبداد‬ ‫والهيمنة‪.‬‬ ‫وباختصار كلمتي هي أمنية نرفعها اىل‬ ‫املعنيني بشأن الكلمة والحقيقة السورية‪ ،‬إن مازن‬ ‫صباغ يف تجربته الفكرية والعلمية يكاد يؤسس‬ ‫بالفعل أن يصبح األمني عىل أرشيفنا السوري‬ ‫وتوثيق تاريخنا السوري‪.‬‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫حنني منر‬

‫كام كان كلمة لألستاذ حنني منر جاء فيها‪:‬‬ ‫إن إنجاز كتاب “البناء السوري” يف وضع‬ ‫شديد التعقيد عربياً وعاملياً‪ ،‬وإذ متوج املنطقة‬ ‫العربية بحراك توج بانتصار الثورة يف كل من‬ ‫تونس ومرص‪ ،‬والرياح تعصف يف أقطار عربية‬ ‫أخرى‪ ،‬والحراك الجامهريي محفوف باألخطار‬ ‫كام يجري يف ليبيا الشقيقة‪ ،‬واليوم تقوم‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية والدول الغربية‬ ‫بركوب املوجة لتبدو أمام دول العامل وكأنهم‬ ‫فع ًال منارصو الدميقراطية‪ ،‬بعكس ما نحن‬ ‫نعرفه عنهم من غطرسة وجربوت وعداء‬ ‫للشعوب‪.‬‬ ‫هذا الكتاب يحمل يف طياته خطاباً حيوياً‬ ‫ملحاً وهاماً يقول‪ :‬إن قوة أي بلد أو جامعة أو‬ ‫حزب يقوم عىل أساس الوحدة‪ ،‬والوحدة مبنية‬ ‫عىل أساس التعدد والتنوع وحق االختالف‪،‬‬ ‫والوحدة يف التنوع مبدأ أثبت جدارته ومفعوله‬ ‫يف تجاور الشعوب واألحزاب‪ ،‬وهو مرهون‬ ‫برشوط مباركته وتطبيقاته العملية وتجلياته‬ ‫امللموسة وخصوصيات تنفيذه‪.‬‬ ‫ويؤكد يف الفصل األول من الكتاب أن‬ ‫التنوع هو أهم سامت تاريخنا السوري عرب‬ ‫ستة آالف عام مضت وكان هذا التنوع مصدر‬ ‫غنى والتقدم والخصوبة التي متتاز بها مراحل‬ ‫ً‬ ‫تاريخ هذا البلد العريق‪ ،‬وكانت دامئاً وعىل‬ ‫الدوام مصدراً لحضارات وثقافات عديدة منذ‬ ‫الشعوب القدمية‪ .‬لقد كانت سوريا تستوعب‬ ‫وتحتضن لتتكون إنسانياً بانفتاح مدهش‬ ‫والزال هذا التاميز فيها حتى اليوم‪ .‬ويستعرض‬ ‫الكاتب تاريخ سوريا القديم‪ ،‬ويعرض كيفية‬ ‫وحدة املوقف رغم التباينات الذهنية‪ ،‬ويؤكد‬ ‫عىل التآلف والتواصل بني الديانتني املسيحية‬ ‫واإلسالمية يف إطار العروبة التي وحدت جهود‬ ‫أبناء الوطن الواحد يف مواجهة املحتلني والغزاة‬ ‫والعمل املشرتك من أجل استقالل الوطن‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاين فريكز عىل رضورة االئتالف‬ ‫رغم وجود االختالف من خالل التسامح الديني‬ ‫وحرية العبادة واملحبة‪.‬‬ ‫ويأيت الفصل الثالث ليؤكد مبا احتوى من‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مقاالت ودراسات‪ ،‬وإن املحبة واملودة بني أبناء‬ ‫الوطن عىل الرغم من اختالف االنتامءات‪،‬‬ ‫هي من أقوى الروابط وهم مقومات الوحدة‬ ‫الوطنية والقامئة دوماً عىل أساس العدالة‬ ‫االجتامعية وحق املواطن يف العيش الكريم‪.‬‬ ‫الوحدة يف التنوع هي اسرتاتيجية سورية‪،‬‬ ‫وعىل أساس التفاعل الخالق‪ ،‬وحدة توحد‬ ‫املتعدد‪ .‬والعالقة ال تقوم بني القوي والضعيف‬ ‫الصغري والكبري‪ ،‬إمنا تتحدد فيها مهمة األقوى‬ ‫بجعل األضعف قوياً‪.‬‬ ‫وهنا الوحدة تعني تآلفاً من أجل القوة‪.‬‬

‫االشرتايك والنضاالت املشرتكة وزمالتنا‬ ‫مجلس الشعب‪ ،‬لقد كان خري صديق ورفيق‪.‬‬

‫يف‬

‫صفوان سلامن‬

‫أمانة ومكتب التربية والشباب في حزب «التوحيد العربي» وحركة «أمل» زارا‬ ‫محافظة السويداء مشاركين الشعب العربي السوري أفراحه الوطنية والقومية‬

‫أحمد األحمد‬

‫بدوره األستاذ أحمد األحمد قال‪:‬‬ ‫جاء يف القرآن الكريم “اعملوا فسريى‬ ‫الله أعاملكم ورسوله واملؤمنني”‪ .‬وجاء يف‬ ‫اإلصحاح الخامس من موعظة الجبل يف إنجيل‬ ‫متّى “من عمل عمل وعمل يدعى عليه”‪.‬‬ ‫يف هذه األمسية الكرمية وأنتم من يواكب‬ ‫العلم واملعرفة واألدب من أجل ذلك تواجدتم‬ ‫هنا وتكرمون الصديق صباغ عىل إنجازه‪.‬‬ ‫من يتأمل جهده الكبري املبذول من أجل أن‬ ‫يعرفنا ويعرف الشعب وليثقف‪ ،‬وهو من عائلة‬ ‫عريقة مرتسخة يف تاريخ الوطن‪ .‬وعائلة‬ ‫عمل أهلها يف السياسة والترشيع والثقافة‬ ‫وكافة مناحي الحياة االقتصادية ووالده‪ ،‬رحمه‬ ‫الله‪ ،‬قد تسلم رئاسة املجلس النيايب مرتني‬ ‫خالل مراحل صعبة من تاريخ سوريا‪ ،‬كونه قد‬ ‫كان نائباً لرئيس الربملان‪ ،‬وذلك بعد أن يعتقل‬ ‫رئيس الربملان‪ .‬مرة يف عهد أديب الشيشكيل‬ ‫ومرة ثانية يف عهد ناظم القديس‪ .‬والده كان‬ ‫رئيساً لغرفة التجارة والصناعة والزراعة ونائباً‬ ‫لنقيب املحامني يف سوريا‪.‬‬ ‫االبن األصغر نائباً يف مجلس الشعب‪ ،‬باختصار‬ ‫هذه العائلة لها باع طويلة يف املجاالت االقتصادية‬ ‫واالجتامعية والتي تلعب دورها الوطني املهم‪.‬‬ ‫وصداقتنا املشرتكة يف حزب البعث العريب‬

‫‪28‬‬

‫سلامن من جهته قال‪:‬‬ ‫“البناء السوري” دعوة لقراءة وتعميق البحث‬ ‫يف هالل خصيب استمد من متازج عنارصه‬ ‫ومكوناته أعظم ثورة فكرية حدثت يف الكون‪.‬‬ ‫بد ًءا من إنتاج الحرف الهجايئ انتصاراً عىل مفهوم‬ ‫الزمان واملكان املحددين إلمكانات تواصل اإلنسان‬ ‫يف الحياة‪ ،‬وصوالً اىل نتاج منارات فكرية وعلمية‬ ‫وإنشاء رشائع مدنية أوىل وثقافة مادية حسية‬ ‫نرشت أرشعة السوريني يف البحر املتوسط حتى‬ ‫صار تواقاً اىل اسمه الحقيقي “البحر السوري”‪.‬‬ ‫وعلينا أيضاً أن نقتفي خيط العبقرية الواصل‬ ‫بني زينون ويوحنا فم الذهب وباب صليبي وافرام‬ ‫واملعري والكواكبي وجربان خليل جربان‪ .‬وأن‬ ‫نستعيد بفخر أطياف قادة محاربني سطروا‬ ‫أشفار البطولة عىل الجبني السوري من رسجون‬ ‫الكبري اىل نبوخذ نرص وهنيبعل ويوسف‬ ‫العظمة يف ميسلون‪ ،‬تلك املكونات الحقائق هي‬ ‫عينها مقومات تشغيل الوجدان السوري والذي‬ ‫باستفاقته نبني ونرقى يف معرتك األمم‪ ،‬وبعيداً‬ ‫عنه وبوهنه نذوي ونغرتب يف متاهة الخيبة‪،‬‬ ‫ويسحيل التاريخ السوري‪ ،‬تلك هي املعادلة التي‬ ‫تصدى لها الكاتب صباغ يف دراسات عدة‪.‬‬

‫املطران ابراهيم‬ ‫كذلك ارتجل كلمة مطران حلب يوحنا إبراهيم‬ ‫أكد فيها “عىل أهمية الكتاب يف اإلضاءة عىل‬ ‫تاريخ سوريا الكبري والعميق يف التاريخ البرشي‪،‬‬ ‫وكيف يجب أن يصمد البناء السوري يف وحدة‬ ‫كاملة متكاملة‪ ،‬ضمن التنوع الذي يعني‬ ‫األشكال واأللوان‪ ،‬والتعدد يف األفكار والرؤى‬ ‫واآلراء واألديان”‪.‬‬

‫احتفاالً بأعياد آذار ونيسان قام وفد من الشباب‬ ‫اللبناين يضم أمانة الرتبية والشباب يف حزب‬ ‫«التوحيد العريب»‪ ،‬ومكتب الشباب والرياضة يف‬ ‫حركة أمل بزيارة اىل محافظة السويداء لتقديم‬ ‫التهاين ومشاركة الشعب العريب السوري أفراحه‬ ‫الوطنية والقومية‪.‬‬ ‫استهل الوفد الشبايب زيارته اىل فرع حزب البعث‬ ‫العريب االشرتايك حيث كان يف استقبالهم الرفيق‬ ‫شبيل جنود رئيس اللجنة الفرعية بالحزب شاكراً‬ ‫هذه املبادرة الكرمية والطيبة التي تعبرّ عن حقيقة‬ ‫الثوابت القومية يف املعركة املصريية ضد العدو‬ ‫الصهيوين‪.‬‬ ‫ثم التقى الوفد السيد د‪ .‬مالك محمد عيل‬ ‫محافظ السويداء الذي رحب بالشباب اللبناين‪،‬‬ ‫شارحاً تاريخ املحافظة البطويل والوطن ودورها‬ ‫األسايس يف مقارعة الغزاة‪ ،‬مؤكداً عىل املكرمات‬ ‫الكبرية املقدمة من الرئيس بشار األسد من أجل‬ ‫االرتقاء بالعمل اإلمنايئ والسياحي والخدمايت‪ ،‬داعياً‬ ‫ملزيد من التعاون الشبايب وتبادل الزيارات ملا فيه‬ ‫مصلحة الشباب العريب‪.‬‬ ‫تحدث عضو املكتب السيايس يف حزب «التوحيد‬ ‫العريب» الرفيق ماهر رسي الدين قائ ًال‪ :‬إن هذه الزيارة‬ ‫تأيت ضمن السياق الطبيعي للشعب الواحد يف‬ ‫البلدين‪.‬‬ ‫لقد جئنا من الجبل الشامخ‪ ..‬من الضاحية‬ ‫الصامدة‪ ..‬لنقول إن الدم واحد واملصري واحد والعدو‬ ‫واحد‪..‬‬ ‫جئنا لنقول‪:‬‬ ‫أبرش يا سيادة الرئيس األسد فنحن أبناء سلطان‬ ‫باشا األطرش املقاومني‬ ‫أبرش يا سيادة الرئيس نحن أبناء ذلك اإلمام الذي‬ ‫قال املوت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة‬

‫أبرش يا سيادة الرئيس نحن رفاق وئام وهاب الذي ال‬ ‫يقبل بأشباه وأنصاف الرجال‪..‬‬ ‫باسم الوزير الرفيق وئام وهاب نتقدم بأحر التهاين‬ ‫للشعب السوري ولسيادة الرئيس بشار األسد بأعياد‬ ‫آذار ونيسان‪ ،‬ونتمنى أن يكون اللقاء القادم يف الجوالن‬ ‫املحرر‪.‬‬ ‫عشتم عاشت سوريا عاش لبنان‪.‬‬ ‫بدوره شكر رئيس وفد حركة أمل عيل حسن‬ ‫محافظ السويداء عىل كرم الضيافة ناق ًال تحيات‬ ‫شباب حركة أمل ودولة الرئيس بري ألبناء املحافظة‬ ‫وللشعب السوري‪.‬‬ ‫توجه بعدها الوفد اىل رصح شهداء الثورة‬ ‫السورية الكربى يف مدينة القريا حيث كان يف‬ ‫استقبالهم الرفاق يف شعبة حزب البعث ومدير‬ ‫حية القريا وحشد من الشباب ووضعوا إكلي ًال من‬ ‫الزهر عىل رضيح املغفور له قائد الثورة السورية‬ ‫الكربى سلطان باشا األطرش وقرأوا الفاتحة عن روح‬ ‫املغفور‪.‬‬ ‫كام رشح املسؤول الثقايف يف الرصح للشباب‬ ‫اللبناين املعارك البطولية التي خاضها الثوار خالل‬ ‫يضم كميات كبرية من‬ ‫جولتهم يف املتحف الذي‬ ‫ّ‬ ‫األسلحة التي غنمها الثوار من االستعامر الفرنيس‬ ‫وبعض الوثائق الهامة عن دور الجبل يف مقارعة‬ ‫الغزاة باألدوات واألسلحة البدائية املتوفرة‪..‬‬ ‫ثم تابع الوفد زيارته اىل مضافة سلطان باشا‬ ‫األطرش وقدمت الهدايا التذكارية لرئيس الوفد‬ ‫الرفيق ماهر رسي الدين‪.‬‬ ‫هذا وقد أومل املفوض العام للمنطقة الجنوبية‬ ‫الرفيق تيسري حاطوم عىل رشف الضيوف يف مطعم‬ ‫أهل الهوى يف منطقة ضهر الجبل السياحية‪.‬‬ ‫وقد رافق الوفد يف جولته مدير مكتب رئيس حزب‬ ‫«التوحيد العريب» األستاذ نبيه األعور‪ ،‬عضو املكتب‬

‫‪29‬‬

‫التنفيذي يف املحافظة مسؤول الشباب والرياضة‬ ‫األستاذ فادي حديقة‪ ،‬وعضو الجبهة الوطنية‬ ‫التقدمية األستاذ عصام عزي‪ ،‬ومفوض عام املنطقة‬ ‫الجنوبية الرفيق تيسري حاطوم وذلك ضمن مراسم‬ ‫تنظيمية عالية‪.‬‬

‫أمانة التربية والشباب تك ّرم‬ ‫األستاذ ماهر وهاب بوضع‬ ‫إكليل من الزهر على ضريحه‬ ‫مبناسبة عيد املعلم قامت أمانة الرتبية‬ ‫والشباب يف حزب “التوحيد العريب”‪ ،‬وبالتنسيق‬ ‫مع مفوضية الشويفات يف الحزب بوضع إكليل‬ ‫من الزهر عىل رضيح الشاعر االستاذ ماهر نجيب‬ ‫وهاب يف مدينة الشويفات ‪.‬‬ ‫وقد تحدث كل من أمني الرتبية والشباب‬ ‫الرفيق ماهر رسي الدين عن معاين املناسبة وعن‬ ‫الدور الذي لعبه املحتفى به يف خدمة الرسالة‬ ‫التعليمية والثقافية التي نذر حياته من أجلها‪.‬‬ ‫وكان ملفوض الشويفات وائل صعب كلمة جاء‬ ‫فيها‪:‬‬ ‫إننا اليوم يف بلدة الشويفات نقدم إكلي ًال‬ ‫من الزهر للمريب األستاذ ماهر نجيب وهاب والد‬ ‫القائد وئام وهاب تجسيداً للعطاءات الرتبوية‪،‬‬ ‫وإجالالً واحرتاماً لعطاءات رئيس حزب “التوحيد‬ ‫العريب” ونقولها باختصار إننا عىل العهد باقون‬ ‫ورحم الله فقيدنا الغايل‪ ،‬إننا جئنا بالسالح‬ ‫سالح املحبة واألخوة والوفاء والعطاء‪ ،‬سائرون‬ ‫بفضل الله العظيم‪.‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫خمسون عدداً ولم نبدأ بعد‪...‬‬ ‫خمسون عدداً من “منرب التوحيد”‪ ،‬املجلة التي واكبت نشوء “تيار‬ ‫التوحيد اللبناين”‪ ،‬وكانت تعبرّ عن مواقفه‪ ،‬يف مختلف الشؤون‪،‬‬ ‫وهي مل تكن مجلة حزبية مئة يف املئة‪ ،‬بل مزجت بني تقديم املادة‬ ‫الحزبية‪ ،‬مبواكبة نشاط “التيار” عىل كل األصعدة السياسية‬ ‫واالجتامعية والشبابية والرتبوية‪ ،‬اىل العمل املهني‪ ،‬فأفردت‬ ‫صفحاتها لكل املواقف واآلراء‪ ،‬إمياناً منها باحرتام الرأي اآلخر‪.‬‬ ‫لقد مرت “منرب التوحيد” يف سنواتها الخمس‪ ،‬بتجارب حلوة‬ ‫وم ّرة‪ ،‬واستطاعت أن تعرب الصعاب واملحن‪ ،‬حيث القت كل التشجيع‬ ‫والتأييد واإلطراء والدعم‪ ،‬من رئيس التيار الذي أصبح حزباً عربياً‬ ‫أقره املؤمتر األول العام الذي انعقد قبل شهرين‪.‬‬ ‫فرئيس “حزب التوحيد العريب” وئام وهاب القادم اىل العمل‬ ‫السيايس من مهنة املتاعب – الصحافة – هو الذي نجح يف تقديم‬ ‫نفسه إعالمياً‪ ،‬واألبرز بني السياسيني الذين يستضافوا يف برامج‪،‬‬ ‫اعترب “منرب التوحيد” الوسيلة اإلعالمية‪ ،‬التي منها يتفاعل‬ ‫مع الوسط السيايس والفكري والثقايف‪ ،‬ويتواصل مع النبض‬ ‫الشعبي‪ ،‬فقدم كل اإلمكانات املادية واملعنوية‪ ،‬ويتجاوب معه‬ ‫“كادر” تحريري وإداري‪ ،‬فكانت املؤسسة اإلعالمية‪ ،‬التي يفتخر بها‬ ‫محازبو “التوحيد العريب” ومنارصوه‪ ،‬وإضافة اىل ما تتلقاه إدارة‬ ‫التحرير‪ ،‬من أصداء إيجابية عن مجلة تحتل موقعاً مميزاً بني املجالت‪،‬‬ ‫ملا تقدمه للقارئ من مضمون مشغول مبهنية وتقنية وموضوعية‪.‬‬

‫الرئيس العامد إميل لحود‪:‬‬ ‫واكبت األحداث مبوضوعية‬

‫أن مجلة “منرب التوحيد” التي سبق أن كان لنا‬ ‫مساهامت أو أحاديث فيها‪ ،‬واكبت الحدث بكثري‬ ‫من املوضوعية‪ ،‬فأتت التعليقات واملقاالت عىل‬ ‫قدر عال من املسؤولية والحرفية املهنية‪ ،‬دأبت‬ ‫عىل تصفح هذه املجلة وقراءة بعض صفحاتها‪،‬‬ ‫ووجدت أن املحررين فيها‪ ،‬سواء تناولوا موضوعاً‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫ففي العدد الخمسني‪ ،‬فرح العاملون بصدوره‪ ،‬واستحرضوا‬ ‫األعداد السابقة أمامهم‪ ،‬فرأوا حصاداً وفرياً‪ ،‬وحق ًال مزروعاً بأكرث من‬ ‫مئة مقابلة سياسية ومثلها ثقافية وفكرية واجتامعية‪ ،‬ومحاور‬ ‫تعالج شؤون املرأة‪ ،‬والشباب واألطفال‪ ،‬وتزور املناطق للتحقيق يف‬ ‫أوضاعهم ومشاكلها وتستفتي الناس عن قضاياهم‪ ،‬كام مل يغب‬ ‫الوضع الصحي عنها‪ ،‬فقدمت اإلرشاد الطبي‪ ،‬وسألت عن تلوث‬ ‫البيئة‪ ،‬كام فتحت ملفات الفساد‪ ،‬وتابعت الرياضة يف املالعب‪،‬‬ ‫واحتضنت رياضيني‪ ،‬ومع هذه املواضيع كانت “منرب التوحيد” منرباً‬ ‫للمقاومة يف لبنان وفلسطني والعراق‪ ،‬ووقفت اىل جانب الشعوب‬ ‫الناهضة نحو التحرر واملناهضة ألنظمة االستبداد‪ ،‬وتطلعت‬ ‫اىل فلسطني والجوالن‪ ،‬وأظهرت حركة النضال فيهام‪ ،‬وفضحت‬ ‫املخططات الصهيونية‪ ،‬وكشفت مخططات أمريكية رسمت‬ ‫للعامل العريب‪...‬‬ ‫هذه هي “منرب التوحيد” التي أراد العاملون فيها بصمت‬ ‫وتحقيق‬ ‫بالتغيري‪،‬‬ ‫املؤمنني‬ ‫وباندفاع‬ ‫املتاحة‪،‬‬ ‫وباإلمكانات‬ ‫الدميقراطية وكام طمح رئيس “حزب التوحيد العريب” وئام وهاب‬ ‫أن تكون‪ ،‬أن يشاركها من ساهموا عىل صفحاتها يف التقدم‪ ،‬أن‬ ‫يقولوا كلمتهم فكانت هذه الرسائل من التقدير واالحرتام واملحبة‪،‬‬ ‫التي تعطينا الزخم لتطوير مطبوعاتنا والقفز باألعداد املقبلة نحو‬ ‫األمام‪.‬‬

‫قومياً أو وطنياً أو سياسياً أو اقتصادياً أو ما‬ ‫شابه من مواضيع تهم الناس يف حياتهم‬ ‫اليومية‪ ،‬جانبوا اإلثارة وأعطوا املوضوع حجمه‬ ‫يف التحليل واإليضاح حتى غدا مرجعاً يحفظ‬ ‫ويركن إليه عند الحاجة‪ ،‬إن أهمية كل بحث‬ ‫تكمن يف جديته وصدقية مصادره وموضوعيته‬ ‫وحياديته وتوسله إىل العلم واملعرفة‪ ،‬إذا يفرغ‬ ‫البحث يف كل مضمون عندما يقع موقع املقاربة‬ ‫السطحية ملواضيع تتطلب إملاما كبرياً بالجوانب‬ ‫املختلفة التي تتألف منها أو تحيط بها‪ ،‬ال يضرينا‬ ‫يف يشء أن يأيت البحث السيايس أو االقتصادي‪،‬‬ ‫أو يف أي شأن أخر‪ ،‬بحث ُا يؤيد منهجاً أو مسلكاً‬ ‫لفريق سيايس أو مدرسة اقتصادية‪ ،‬ذلك أن‬ ‫التعبري عن املوقف ال يعني انحيازاً باملطلق‪ ،‬بل‬ ‫خروجاً عن املناطق الرمادية التي تفتقر اىل عوامل‬ ‫الجزم وتكوين االقتناع‪ ،‬ال يضرينا أيضاً يف يشء أن‬ ‫تنتمي املجلة إىل تيار أو حزب‪ ،‬أو حتى أن تعرب عن‬ ‫رأيه وسياسته عىل جميع الصعد‪ ،‬إذ أن التعبري‬ ‫عن الرأي ال يعني حت ًام الوقوع يف التسويق‬ ‫السيايس الرخيص أو الدعاية السياسية التي‬ ‫تفتقر إىل أدىن حيثية جدية‪ ،‬نعرف متاماً أن القارئ‬ ‫اللبناين قارئ نهم وناقد وصعب‪ ،‬ذلك أنه قارئ‬ ‫مثقف سياسياً أو اقتصادياً أو تربوياً‪ ،‬بفعل حرية‬ ‫الرأي وسهولة الوصول إىل املعرفة يف لبنان‪ ،‬إن‬

‫‪30‬‬

‫الواحة الدميقراطية تنبت فيها األشجار املثمرة‪،‬‬ ‫كام أن الحرية التي لها ضوابط أخالقية وإنسانية‪،‬‬ ‫هي أيضاً منبت لألفكار النريات والعلم اليقني‪،‬‬ ‫إن التفتت من مستلزمات العلم الرصني يشتت‬ ‫الفكر ويوهن الكلمة‪ ،‬وليس من املبالغة يف يشء‬ ‫القول إن صحافة الرأي الواحد‪ ،‬أي رأي الحاكم‪،‬‬ ‫هي صحافة تصحر ويتم فكري وعقم إنساين‪.‬‬ ‫نحن مفطورون عىل الحقيقة‪ ،‬أي عىل قول الحق‬ ‫يف موقعه وزمانه‪ ،‬لذلك ال نخاف الكلامت‬ ‫واآلراء التي تقطع الشك باليقني‪ ،‬أو التي تتم عن‬ ‫جرأة تتحلون بها وتستمدون من مؤسس “حزب‬ ‫التوحيد العريب” الصديق الوزير وئام وهاب‪ ،‬غالباً‬ ‫ما يصل صديقي الوئام إىل ما يظنه البعض‬ ‫تجاوزاً للخطوط الحمر أو للمحظور‪ ،‬إال أنه يجرؤ‪،‬‬ ‫ومن يجرؤ معرضاً أكرث من سواه للزلل الذي ميكن‬ ‫استدراكه من طريق التوضيح‪ ،‬ما يتطلب جرأة‬ ‫إضافية ال يتحىل بها أنصاف الرجال بل تليق‬ ‫بالرجال الرجال‪ ،‬إننا ندعو بكل صدق أن تستمر‬ ‫أرسة التحرير يف جهدها املشهود واملشكور يف‬ ‫تزخيم مجلة “منرب التوحيد” باألبحاث واملقاالت‬ ‫واملقابالت التي متيزها عن بعض منشورات اإلثارة‬ ‫السياسية الفارغة والزيف‪ ،‬ونأمل لكل عضو يف‬ ‫أرسة التحرير دوام الصحة والتوفيق ونتاجاً فكرياً‬ ‫منزهاً من الشوائب‪.‬‬

‫رئيس حزب «التوحيد العريب»‬ ‫الوزير وئام وهاب‪ :‬ش ّقت طريقها‬ ‫يف عامل الصحافة مع األخذ‬ ‫بتطويرها‬

‫رغم السنوات الخمس املاضية واحتدام الخطاب‬ ‫السيايس‪ ،‬وتبدل املواقف ومحاولة أخذ الوطن‬ ‫اىل غري وجهته الطبيعية والحقيقية‪ ،‬ورغم‬ ‫اعتداء متوز ‪ 2006‬وانتصار املقاومة عىل العدو‬ ‫اإلرسائييل‪ ،‬ويف ظالل ما يعصف باملنطقة من‬ ‫مستجدات سبقت يف غزة والعراق‪ ،‬وما يجري‬ ‫اليوم يف الدول العربية‪ ،‬رغم تلك السنوات‬ ‫املليئة بالتحوالت‪ ،‬بقيت “منرب التوحيد” تطل يف‬ ‫موعدها‪ ،‬متضمنة ملفات الداخل واألمة‪ ،‬وبقيت‬ ‫رغم إمكانياتها املتواضعة تحمل للمواطن صورة‬ ‫املستقبل الذي نريد‪ ،‬واملتحرر من قيود املايض‬ ‫ورواسبه‪ ،‬والتي حملت هموم الوطن واملجتمع‪،‬‬ ‫ونقلت مشاهد االنزالق من الوالء للدولة الوطن‪،‬‬ ‫اىل حسابات ضيقة ومشاريع مشبوهة ترتبط‬ ‫باإلرادات الخارجية التي ما جلبت ألمتنا يوماً إال‬ ‫املزيد من املعاهدات التي جزّأت وحدة األرض‬ ‫والشعب خدمة ألهدافها التوسعية والسيطرة‬ ‫عىل موارد األمة وخرياتها‪...‬‬ ‫بقيت “منرب التوحيد” تيضء شمعة مرشقة‬ ‫وسط هذا الظالم وتيضء شعلة التحدي‬ ‫والعنفوان واملقاومة‪ ،‬وإرادة املامنعة واملواجهة‪،‬‬ ‫ومل يثنيها تهديد وال وعيد‪ ،‬فحملت آالم‬ ‫وآمال األمة‪ ،‬ترتجم عرب صفحاتها وتحليالتها‬ ‫وتحقيقاتها زمن االنتصارات وفرح الشعوب‬ ‫وزغردتها ملشاعل الحرية والسيادة‪ ،‬اآلتية من دماء‬ ‫املقاومني واملجاهدين عىل ساحتنا القومية يف‬ ‫وجه الطغيان واالستبداد‪...‬‬ ‫بقيت “منرب التوحيد” الوسيلة اإلعالمية التي‬ ‫ما جنحت لحساب فئة دون أخرى‪ ،‬بل كانت كام‬ ‫اسمها مبرناً وحدوياً وطنياً جامعاً‪ ،‬لكل الناس‪،‬‬ ‫ال فرق بني مسيحي وإسالمي‪ ،‬وال بني عريب وعريب‪،‬‬ ‫ومعيارها املرشوع األساس يف مواجهة املرشوع‬

‫االستعامري واالستيطاين‪...‬‬ ‫سنوات خمس مضت‪ ،‬وصدور العدد الخمسون‪،‬‬ ‫عرب جهاز تحريري إداري وتقني يرشف عليها مبجهود‬ ‫كبري‪ ،‬واتسعت أبوابها لكل األفكار واملواضيع‪،‬‬ ‫ولكن ثقة بأنها بدأت تأخذ طريقها املتني يف‬ ‫عامل الصحافة الحرة واإلطاللة املم ّيزة‪ ،‬مع وجوب‬ ‫األخذ بتطويرها من حيث املضمون والشكل‪،‬‬ ‫وإعادة رسم امللفات واألبحاث مبا يتناسب مع‬ ‫مقتضيات ومتطلبات املرحلة التي نواجه‪...‬‬ ‫ال شك بأن طموحنا يبقى دامئاً نحو األفضل‪،‬‬ ‫ومبا م ِلكت أيدينا من مقومات‪ ،‬سنبقى نعمل‬ ‫من أجل الهدف الذي نبغيه‪ ،‬ونحرص عىل‬ ‫صدقية “املنرب”‪ ،‬وهذا ما مي ّيز التوحيد عن غريها‬ ‫من أخواتها يف عامل الصحافة‪ ،‬الذي ال تبتغي‬ ‫إال إرضاء األنظمة املرتبطة‪ ،‬واستعاملها لألقالم‬ ‫املدفوعة التي تغري الحقائق وتبدل الواقع حسب‬ ‫مصالحها وغاياتها التي باتت مكشوفة‪...‬‬ ‫أخرياً‪ ،‬أمتنى “ملنرب التوحيد” ولكل العاملني‬ ‫فيها املزيد من التقدم والنجاح‪ ،‬لتبقى صفحاتها‬ ‫صورة حقيقية لوطن أردناه حراً مستق ًال‪ ،‬وإلنسان‬ ‫يتوق للمعرفة ليصبح قوياً يف معرفته وثقافته‬ ‫وشؤون أمته ومستقبل األجيال التي دخلت يف‬ ‫مرحلة االنتصار عىل كل من توهم عكس ذلك‪.‬‬

‫مساع لعملية توضيح الصورة الداخلية‬ ‫املجلة من‬ ‫ٍ‬ ‫يف لبنان ونقلها اىل جميع اللبنانيني‪.‬‬

‫الوزير عبد الرحيم مراد رئيس‬ ‫حزب االتحاد‪ :‬تعبري حر عن تيار‬ ‫سيايس‬

‫النائب نجاح واكيم‪:‬‬ ‫دور ف ّعال أكرث‬

‫أمتنى لـ “منرب التوحيد” أن يكون حضوركم‬ ‫ودوركم بعد أقل من خمس سنوات ف ّعال أكرث‬ ‫بخمس مرات من اآلن‪.‬‬

‫الوزير وديع الخازن‪ :‬وضوح كامل‬ ‫أهنىء حزب “التوحيد العريب” وتحديداً الصديق‬ ‫العزيز الوزير وئام وهاب عىل ما يبذله هو وهذه‬

‫‪31‬‬

‫الصحافة الحرة هي إحدى الركائز األساسية يف‬ ‫حرية التعبري التي تحرص املجتمعات املتقدمة عىل‬ ‫صيانتها‪ ،‬وتفاخر بوجودها ملا تقدمه من حركة‬ ‫تنوير ونرش الوعي واملعرفة‪ .‬فالحياة الدميقراطية‬ ‫السليمة ال تستقيم إال بإطالق الحريات العامة‬ ‫ويف طليعتها إعطاء الصحافة قدراً واسعاً من‬ ‫حرية التعبري والتغطية لألحداث بعيداً عن قيود‬ ‫السلطة ورشوطها التي تهدف إىل اإلمساك‬ ‫باتجاهات الرأي العام يك تصبح معلبة يف خدمة‬ ‫جور السلطة وحاكمها‪ ،‬وإذا كان لبنان يتميز‬ ‫عن دول املنطقة بوجود صحافة خاصة تعرب‬ ‫عن تيارات سياسية متعددة فإن أوىل املعوقات‬ ‫أمامها هي امتالك التقنيات الحديثة بحيث‬ ‫يصبح اإلعالم ملكاً ملن ميتلك تلك التقنيات‪،‬‬ ‫وهذا ما يطرح تحديات أساسية عىل الصحافة‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫بني امتالكها لتلك التقنيات وبني إبقائها كمنرب‬ ‫حر تعرب فيه عن الحقيقة وتنرش املعرفة استناداً‬ ‫اىل دورها املهني‪.‬‬ ‫وال بد من املالحظة إن حرية العمل الصحفي‬ ‫تتقدم عىل تقنيات النجاح الذي متيل إليه بعض‬ ‫الوسائل اإلعالمية‪ ،‬فامتالك تلك القدرات عىل‬ ‫حساب حرية العمل الصحفي واستقالله سيوقع‬ ‫تلك الوسائل بارتهان ملن ميتلك اإلمكانيات املادية‬ ‫ويتحكم عرب الصحافة باتجاهات الرأي العام‪.‬‬ ‫أردنا أن نطرح هذا التحدي يف الذكرى السنوية‬ ‫الخامسة إلصدار “منرب التوحيد”‪ ،‬ألننا شعرنا‬ ‫طيلة الخمس سنوات التي كنا نقرأ ونتابع بها‬ ‫مجلة “منرب التوحيد” بأنها حافظت عىل خطها‬ ‫السيايس دون تحيز أو تأثري ودون أن تؤثر بها‬ ‫مغريات التقنيات الحديثة التي كانت أضعف من‬ ‫إرادة الخط السيايس الذي تعرب عنه مجلتكم‬ ‫الوطنية‪ ،‬مام أثار إعجابنا بهذا الخط املتميز الذي‬ ‫عربتم به عن ما متثلونه من مواقف وطنية شجاعة‬ ‫وخط سيايس توحيدي ثابت ومقتضيات العمل‬ ‫املهني الصحفي‪.‬‬ ‫ويف هذا املضامر‪ ،‬استطاعت مجلة “منرب‬ ‫التوحيد” منذ انطالقتها األوىل أن تكون تعبرياً حراً‬ ‫وأميناً عن تيار سيايس عريض ما هان أو استكان‪،‬‬ ‫فبقيتم صوتاً اعرتاضياً عىل واقع انقسامي‬ ‫حبكته خيوط غريبة عىل وطن أنهكته جروح‬ ‫االنقسامات واملؤامرات‪ ،‬إال صوت الوحدة الوطنية‬ ‫بقي أقوى من كل الخناجر والجروح فبقيت “منرب‬ ‫التوحيد” نرباساً للوحدة الوطنية يقارع ثقافة‬ ‫التمزق واالنشطار والتجزئة‪.‬‬ ‫وآليتم عىل أنفسكم العمل وفق ظروف صعبة‬ ‫تقاوم أعاصري التفرقة فكنتم صوتاً للوحدة يف‬ ‫وقت كان سائداً فيه صوت العودة اىل االنشطار‬ ‫واىل االنتامءات الصغرى والعيش يف مربعات‬ ‫ضيقة ظن البعض إنها آمنة فكانت أخطر حتى‬ ‫عىل العاملني إليها‪ ،‬فجسدتم بذلك صوت التوحد‬ ‫والعروبة كإطار جامع تذوب فيه كل الفوارق‬ ‫فانترصتم بذلك للوالءات الكربى عىل حساب كل‬ ‫ما يبعد ويفرق‪ ،‬فمنربكم شكل منوذجاً للصحافة‬ ‫الوطنية املعربة بصدق عن نهضة وطنية وقومية‬ ‫تكون أرضية املواجهة ما رسمه الغرب ملنطقتنا‬ ‫من اتفاقيات سايكس بيكو التي أضعفت األمن‬ ‫القومي العريب وأنتجت كامب ديفيد ووادي عربة‬ ‫وأوسلو و‪ 17‬أيار‪.‬‬ ‫إننا إذ نحيي مجلة “منرب التوحيد” يف ذكرى‬ ‫انطالقتها‪ ،‬نؤكد بأن هذا الصوت الوطني ال يعرب‬ ‫فقط عن حزب سيايس نحرتم ونقدر وإمنا يعرب‬ ‫عن نهج وطني عرويب مقاوم متمسك بخياراته‬ ‫وبدوره التحرري الذي كانت مجلتكم عنواناً من‬ ‫عناوين العمل املقاوم ونرش ثقافة املقاومة التي‬ ‫أنبتت مناخات تحررية يف كل أرجاء وطننا العريب‬ ‫الكبري كانت بدايته مع ثورة الياسمني يف تونس‬ ‫واالنتفاضة الشعبية الكربى يف مرص العروبة‬ ‫التي أعطت األمل اىل عودة األمة اىل موقعها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الريادي ألن الحياة العربية لن تستقيم إال بعودة‬ ‫مرص اىل موقعها الطبيعي يف العمل العريب‪.‬‬ ‫فلست مبالغاً إن قلت إن هذه الصحافة‬ ‫الوطنية والقومية هي رشيكة يف االنتفاضات‬ ‫الشعبية العربية وليست راصدة النطالقتها‬ ‫واتجاهاتها بل هي رشيك صانع لها وملستقبلنا‬ ‫العريب الواعد‪.‬‬

‫األمني العام لرابطة الشغيلة‬ ‫زاهر الخطيب‪ :‬ألقت الضوء عىل‬ ‫كل القضايا‬

‫أهنئكم يف عيد ميالدكم الخامس‪ ،‬وأحييكم‬ ‫عىل إنارة خمسني شمعة ألقت الضوء طوال‬ ‫هذه السنوات الخمس عىل منابر عربية‪،‬‬ ‫سياسية‪ ،‬لبنانية‪ ،‬فلسطينية‪ ،‬وسواها من‬ ‫منابر إقليمية ودولية‪ ،‬كام ألقت الضوء عىل‬ ‫قضايا‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬وفنية‪ ،‬واجتامعية‬ ‫ومناطقية وقضايا حول شؤون املرأة‪ ،‬وصحية‬ ‫ورياضية‪ ...‬وإن ما قدمتوه لنا أفادنا جميعاً‪ ،...‬لعل‬ ‫مبادرتكم املتواضعة الالئقة للموضوع عىل رأينا‪،‬‬ ‫إمنا لفتنا إىل رضورة وأهمية أن نبذل جهداً أكرب‬ ‫ملشاركتكم يف مسار الفرح العريب املقاوم الذي‬ ‫يجمعنا معاً يف خندق واحد‪ ،‬ومن أجل أهداف‬ ‫ننشدها جميعاً‪.‬‬

‫حسن زيدان‪ :‬بجرأتها أغضبت‬ ‫كثريين‬ ‫أن يحتفل املرء مبناسبة اجتامعية أو سياسية‬ ‫فهذا أمر عادي‪ ،‬أما أن تحتفل أرسة مجلة “منرب‬ ‫التوحيد” بصدور العدد األول بعد الخمسني ملجلتها‪،‬‬ ‫فهذا بحد ذاته حدث يستأهل التوقف عنده أو‬ ‫الحديث عنه خاصة ونحن يف زمن يجهد فيه أعداء‬ ‫األمة لتشويش وتزييف وعي الجامهري العربية‬

‫‪32‬‬

‫الثائرة اليوم لكرامتها‪ ،‬فليجأون لتسخري الكلمة‬ ‫سالحاً لحامية مكتسباتهم ومصالحهم بعد أن‬ ‫فشلت كل أسلحتهم التقليدية وتهديداتهم‬ ‫املجنونة يف إعادة االعتبار لشخوصهم املتهاوية‬ ‫كأحجار الدومينو التي شهدنا فصولها تتكرر‬ ‫يف مرص بعد تونس ويف اليمن والبحرين ومؤخراً‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬وكرة الثلج تكرب يوماً بعد يوم لتصنع‬ ‫نهاية لحقبة تاريخية طويلة أسهمت يف وأد‬ ‫طموحات هذه األمة وأفسحت يف املجال لكل‬ ‫عوامل القهر والتفتيت أن تفعل فعلها يف‬ ‫املجتمعات العربية عىل اختالف أقطارها خدمة‬ ‫للمحتلني الصهاينة ومتكيناً لهم وألسيادهم‬ ‫من استثامر ونهب مقدرات هذه الهامة وصوالً‬ ‫إللغاء أي دور ناشط لها مع مساحة هذه املنطقة‬ ‫وهذا العامل‪...‬‬ ‫أربع سنوات ونيف مرت ومجلة “منرب التوحيد”‬ ‫تأخذ من كل سنة ما هو جديد ومفيد حتى غدت‬ ‫اليوم عىل ما هي عليه من سعة انتشار تحظى‬ ‫بثقة قرائها وتقديرهم ملهنيتها والتزامها قضايا‬ ‫األمة‪ ...‬فهي عدا عن مت ّيزها عن غريها بالشكل‬ ‫الالئق‪ ،‬فإن مضمون كتاباتها يالمس وجدان‬ ‫الجامهري ويعود بها اىل ما بعد أيامها وعزيز‬ ‫ذكرياتها‪..‬‬ ‫كثرية هي املجالت والدوريات التي صدرت‬ ‫وتالشت رسيعاً‪ ،‬وأغلبنا ال يجهل أن عدم وضوح‬ ‫الرؤيا وغياب االنتامء الحقيقي لقضايا الناس‬ ‫ببعديه املحيل الوطني والقومي أسهام يف‬ ‫رسعة اختفاء تلك املجالت أو الدوريات‪ ...‬مجلة‬ ‫“منرب التوحيد” بنهجها العرويب املقاوم‪ ،‬نجحت‬ ‫يف تأكيد حضورها بني الدوريات السياسية‬ ‫واالجتامعية يف لبنان لتتخطى الحدود فتصبح‬ ‫مجلة القارئ العريب الذي يرتقب موضوعاتها‬ ‫بشغف واهتامم‪...‬‬ ‫وطبيعي والحالة هذه أن تصبح املجلة هدفاً‬ ‫للتعليقات الكيدية أو الطبيعية املحايدة‪ ..‬فمن‬ ‫قائل إنها بجرأتها تغضب الكثريين وبرصاحتها‬ ‫تحرجهم وبسعة انتشارها تربكهم اىل قائل‬

‫إن هذه الصفات وغريها من جرأة ورصاحة‬ ‫ومصداقية عالية‪ ،‬هي ما أعطى املجلة إكسري‬ ‫الحياة واالستمرار والقدرة عىل املنافسة‪ ،‬ورغم‬ ‫تعدد اآلراء وتنوعها يف شكل ومضمون املجلة‬ ‫فإنني أعتقد جازماً ومن خالل متابعتي لكل‬ ‫األعداد التي صدرت‪ ،‬أن مجلة “منرب التوحيد”‬ ‫تعكس بصدق وجهة نظر من رعى انطالقتها‬ ‫وصدور عددها األول الوزير وئام وهاب الذي يعرف‬ ‫أكرث من غريه أن التزامه جانب الحق كان عىل‬ ‫الدوام مجلبة لغضب البعض منه وإرصاره عىل‬ ‫قول الحقيقة املجردة‪ ،‬باعد بينه وبني أقرب الناس‬ ‫اليه‪ .‬وساهم يف تجحيم دائرة املتحلقني من‬ ‫حوله‪ ..‬وألن املعرفة باليشء أفضل من الجهل‬ ‫فيه‪ ،‬فقد استمر الوزير وهاب يف انتهاج الطريق‬ ‫الواضح الذي اختاره عىل وعورته وحملت مجلة‬ ‫“منرب التوحيد” معه راية التحدي لتتحول هذه‬ ‫املجلة وبزمن قيايس اىل منرب يعيد للكلمة‬ ‫معناها بعيداً عن التورية واملداورة‪ ،‬فإذا املجلة‬ ‫ٌ‬ ‫صوت لكل الوطنيني عندما يتعلق األمر مبستقبل‬ ‫ومصري البلد وصوت لكل القوميني عندما يتعلق‬ ‫األمر بقضايا األمة ويف الطليعة منها قضية‬ ‫فلسطني‪ ...‬وصوت لكل املقاومني عندما يتعلق‬ ‫األمر مبقاومة املحتلني سواء يف لبنان أو فلسطني‬ ‫أو يف أي قطر من أقطار أمتنا‪...‬‬ ‫وهي أخرياً ال آخراً صوت املثقفني عندما يتعلق‬ ‫األمر بنهضة هذه األمة وحضارتها وتقدمها‬ ‫يف امليادين املختلفة من عمرانية واجتامعية‬ ‫واقتصادية وثقافية‪ ...‬وصوت من ال صوت لهم‬ ‫عندما يتعلق األمر بنقل هواجس وطموحات‬ ‫الناس اىل من يعينهم األمر والذين تعمدوا‬ ‫صم أنينهم عن معاناة وهموم املعذبني الذين‬ ‫يعيشون األمل بصمت خشية أن يقض أنينهم‬ ‫مضاجع الطغاة املتجربين الذين تسمروا عىل‬ ‫كراسيهم وباتوا ينظرون اىل أنفسهم عىل أنهم‬ ‫املايض والحارض واملستقبل وأن األجدى لشعوبهم‬ ‫أن يقروا ببقائهم وغري ذلك وإال فالطوفان والقتل‬ ‫والدمار‪...‬‬ ‫مجلة “منرب التوحيد” نجحت يف اإلحاطة بكل‬ ‫هذه العناوين‪ ،‬لذلك بقيت فال عجب أن نحتفل‬ ‫مع أرستها اليوم بعددها الواحد بعد الخمسني‪.‬‬ ‫فالتحية ألرسة املجلة وللوزير وهاب الذي آمن‬ ‫لها الرعاية واالحتضان والتقدير واالحرتام لكل‬ ‫العاملني فيها الذين تخطوا بوعيهم والتزامهم‬ ‫حدود الوطن الصغري اىل مساحة الوطن العريب‬ ‫األرحب فرتجموا مع صفحات املجلة هموم‬ ‫الجامهري العربية وعذاباتها‪ ،‬فرحها‪ ،‬واحتفاالتها‬ ‫مجدها وانتصارات ثوراتها‪.‬‬

‫مروان عبد العال‪ :‬إعالم طليعي‬ ‫ميالد‬ ‫اسمحوا يل بداية أن أبارك لكم‬ ‫من السنوات‬ ‫“منرب التوحيد” وخامسيتها‬

‫من األعداد وخاصة أن تتعطر‬ ‫وخمسينيتها‬ ‫التهنئة يف هذه اللحظة التاريخية‪ ،‬انطالقاً‬ ‫من الروحية التي يبثها هذا الحراك الثوري الكبري‬ ‫املمتد عىل خارطة العامل العريب ضد القهر‬ ‫واالستبداد‪ ،‬تصبح الكلمة الحرة الجريئة سالح‬ ‫يتجاوز يف أهميته كام يف قدرته الكثري من‬ ‫املعاين واملفاهيم ليستغرق أكرث يف كونه‬ ‫رسالة عظيمة الشأن‪ ،‬جليلة القدر‪ ،‬بهذا املعنى‬ ‫ميكن رؤية الدور والوظيفة ألي وسيلة إعالمية‬ ‫هادفة وملتزمة‪ ،‬وبهذه الروحية أتوجه إليكم‬ ‫ومن خاللكم اىل كافة العاملني يف “مجلة‬ ‫التوحيد”‪ ،‬بالتهاين الحارة مبناسبة مرور خمسة‬ ‫سنوات عىل انطالقة مجلتكم املوقرة‪.‬‬ ‫سالح الكلمة ييش يف مضمونه بالكثري‪،‬‬ ‫فهو العلم‪ ،‬املعرفة والثقافة‪ ،‬التي تيضء الدروب‬ ‫املظلمة يف فعل تنويري‪ ،‬نهضوي‪ ،‬توعوي‪ ،‬بدونه‬ ‫ال ميكن الحديث عن تطور وتقدم‪ ،‬فهي األساس‬ ‫الذي تأسست عليه حركة التاريخ‪ ،‬وتبنى‬ ‫اآلشياء عىل مقتضاه‪.‬‬ ‫وتثبت األحداث الحالية أهمية الكلمة‬ ‫املتناقلة العابرة للحدود الجغرافية‪ ،‬النفسية‪،‬‬ ‫الثقافية‪ ،‬واملتجاوزة لكل الحواجز التي بناها‬ ‫جالوزة األنظمة يف محاولة لتكريس واقع الجهل‬ ‫والتخلف‪ ،‬والتعمية عىل الحقيقة‪ ،‬من هنا‬ ‫أصبحت الكلمة مرافدة لفكرة الثورة والتغيري‬ ‫الثوري من أجل عامل أفضل تسود فيه الحرية‬ ‫والعدالة‪.‬‬ ‫من هنا يصبح دور مجلتكم املوقرة مجلة‬ ‫“منرب التوحيد” دوراً محورياً هاماً‪ ،‬مبا تحققه من‬ ‫جرأة يف املكاشفة والنقد‪ ،‬ويف الحديث عن الحق‬ ‫والواجب‪ ،‬عن االستعباد واالستبداد‪ ،‬عن االحتالل‬ ‫واملقاومة‪ ،‬ومبا تتناوله من موضوعات شاملة‬ ‫فيها من العمق ما يكفي‪.‬‬ ‫إن الظروف التي أحاطت بانطالقتكم‪ ،‬الواقع‬ ‫املرير الذي كانت تعيشه شعوب منطقتنا‪،‬‬ ‫وسيطرة تيارات الهزمية واالستسالم‪ ،‬املهانة‬ ‫والذل‪ ،‬الظلم والقهر واالستعباد‪ ،‬وما رافقه‬

‫‪33‬‬

‫من محاوالت لطمس الثقافة العربية األصيلة‪،‬‬ ‫واستبدالها بثقافة مستسلمة خاوية‪ ،‬كل ذلك‬ ‫جعل من مجلة “منرب التوحيد”‪ ،‬منرباً مقاوماً‪،‬‬ ‫يتمسك باملامنعة واملقاومة‪ ،‬فكراً ومامرس ًة‪،‬‬ ‫ونقطة ارتكاز يف مهمة حامية الثقافة‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫يضاف اىل ذلك‪ ،‬الخصوصية الفلسطينية‬ ‫للوجود الفلسطيني يف لبنان‪ ،‬وهو وجود‬ ‫أحاطته الكثري من الصريورات القهرية‪ ،‬التي‬ ‫جعلت من الفلسطيني استثنا ًء فريداً من‬ ‫نوعه‪ ،‬يعيش الظلم التاريخي أمام استمرار‬ ‫الالعدالة عىل مستوى املجتمع العاملي واملتمثل‬ ‫يف استمرار احتالل األرض الفلسطينية‪ ،‬عدا عن‬ ‫ظلم ذوي القرىب‪ ،‬والتي أدت اىل حرمان املجتمع‬ ‫الفلسطيني يف لبنان‪ ،‬من أبرز الحقوق اإلنسانية‪،‬‬ ‫ليظل ضيفاَ غري مرحب به‪ ،‬وهي ظروف أنتجت‬ ‫نتائج مؤملة ميكن أن نراها يف املخميات التي‬ ‫دمرت تدمرياً كام ًال‪ ،‬أو من خالل الحصار‪ ،‬عدا عن‬ ‫التهجري غري املبارش‪ ،‬بفعل الضغط االجتامعي‬ ‫والحصار االقتصادي والنفيس واملعنوي ‪.‬‬ ‫هذا الواقع كان يحتاج اىل رصد واهتامم‬ ‫وتناول‪ ،‬بشكل مبارش وشفاف‪ ،‬دون تلميع أو‬ ‫تجميل‪ ،‬وهو ما يعني بالرضورة وسائل اإلعالم‪،‬‬ ‫املقروءة‪ ،‬املسموعة واملرئية‪ ،‬مبا يتطلب معه توفر‬ ‫إعالم فلسطيني ولبناين وعريب‪ ،‬قادر عىل التناول‬ ‫املتوازن يف التعامل مع املسألة الفلسطينية‪،‬‬ ‫وملا كان هذا الحق ممنوعاً من الترصف عند‬ ‫الفلسطيني الالجيء بفعل القوانني الجائرة‪،‬‬ ‫فقد ازدادت الحاجة اىل إعالم لبناين متوازن‪،‬‬ ‫موضوعي‪ ،‬عادل وخالق يف التعامل مع املسألة‬ ‫الفلسطينية يف لبنان‪.‬‬ ‫ومن خالل متابعة مجلة “منرب التوحيد”‪،‬‬ ‫ميكن القول إنه إعالم طليعي يف التعامل مع‬ ‫املسألة الفلسطينية‪ ،‬من خالل نرش حركة‬ ‫الواقع الفلسطيني بكافة تفاصيله‪ ،‬مبا ينرشه‬ ‫من أخبار‪ ،‬آراء‪ ،‬تحليالت‪ ،‬دراسات عن الوجود‬ ‫الفلسطيني‪ ،‬وهو تعامل ينطلق ال من موقع‬ ‫السبق اإلخباري‪ ،‬بل من موقع صاحب القضية‪،‬‬ ‫بهذا املعنى فإن “مجلة منرب الوحيد”‪ ،‬تحقق يف‬ ‫مسريتها واحدة من أهم املميزات التي تتمتع‬ ‫بها القضية الفلسطينية والتي حاول البعض‬ ‫متييعها و تزييفها‪ ،‬أال وهو مركزية القضية‬ ‫الفلسطينية يف الرصاع ومركزيتها لدى كل‬ ‫القوى الحية يف املنطقة‪ ،‬وهو أمر يحتاج اىل‬ ‫تعزيز و تطوير‪.‬‬ ‫ذات املعنى‪ ،‬ينبغي اإلضاءة عىل نقطة أخرية‬ ‫يف غاية األهمية‪ ،‬تتناول التعامل مع األقالم‬ ‫السلبي‬ ‫االستثنايئ‬ ‫فالتعامل‬ ‫الفلسطينية‪،‬‬ ‫مع األقالم الفلسطينية وتهميشها باألبعاد عن‬ ‫املساهمة اإليجابية يف وسائل اإلعالم اللبنانية‬ ‫ومنها “منرب التوحيد”‪ ،‬يحقق ماهية عادلة‬ ‫ومتوازنة وإنسانية‪ ،‬وهي رضورة من أجل تطوير‬ ‫العالقة مع البعد الفلسطيني بكافة أبعاده‪.‬‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫جبهة النضال الشعبي‬ ‫الفلسطيني أبو خالد الشامل‪:‬‬ ‫إحدى وسائلنا اإلعالمية الوطنية‬

‫الشاعر الدكتور غازي مراد‪ :‬ونقرأ‬ ‫مواضيع ال تجدها يف مثيالتها‬

‫شهادتنا يف مجلة “منرب التوحيد” يف‬ ‫ذكرى مرور خمس سنوات عىل صدورها نابعة‬ ‫أوالً من قراءتنا الدامئة واملستمرة لهذه املجلة‬ ‫عىل مدار سنوات صدورها وأعدادها الخمسني‪،‬‬ ‫باعتبارها مجلة تتناول الهموم املعيشية‬ ‫الفلسطيني‪،‬‬ ‫والشعب‬ ‫اللبناين‬ ‫للشعب‬ ‫وهموم أمتنا العربية عىل الصعيد الوطني‬ ‫والدفاع عن قضاياها املحقة يف وجه املشاريع‬ ‫األمربكية التي تستهدف الهيمنة عىل وطننا‬ ‫العريب ‪.‬‬ ‫كام نشكر لهذه املجلة والعاملني فيها‬ ‫اهتاممهم بقضية العرب املركزية “قضية‬ ‫فلسطني” والذي ال يخلو أي عدد من‬ ‫أعدادها الخمسني إال وأن تكون القضية‬ ‫سطورها‪،‬‬ ‫بني‬ ‫موجودة‬ ‫الفلسطينية‬ ‫داعمة وبشكل واضح موقف قوى املقاومة‬ ‫الفلسطينية وفاضحة ألي تآمر ميس هذه‬ ‫القضية من أي جهة كانت ‪.‬‬ ‫ونعترب هذه املجلة إحدى ركائز ووسائل اإلعالم‬ ‫الوطنية التي تدافع عن قضايانا القومية‬ ‫وقضيتنا املركزية الفلسطينية‪ ،‬ومنرباً حراً لنا‬ ‫ولجميع املناضلني لنكتب آراءنا‪ ،‬ونقول كلمتنا‬ ‫يف هذه القضايا املحقة والعادلة‪.‬‬ ‫فإىل مزيد من االلتزام وتسليط الضوء عىل‬ ‫قضايانا القومية‪ ،‬واىل مزيد بتمسككم بنهج‬ ‫ومنحى اإلعالم الوطني الهادف ‪.‬‬ ‫وكل عام وأنتم بخري لكل العاملني يف هذه‬ ‫املجلة الناطقة بإسم حزب “التوحيد العريب”‬ ‫كإطار أو حزب وطني لبناين داعم لقضيتنا‪،‬‬ ‫ولرئيسه كل االحرتام والتقدير منا يف جبهة‬ ‫النضال قيادة وكوادر وقاعدة يف الساحة‬ ‫اللبنانية ‪.‬‬

‫بعدما أصبحت الصحف والجرائد تنفرد بنرش األخبار‬ ‫والتحقيقات التي تتعلق باألمور التي تسرتعي اهتامم‬ ‫الباحث يف القضايا السياسية‪ ،‬وبعدما باتت أكرث‬ ‫املجالت تويل اهتامماتها لألمور الفنية صدرت “منرب‬ ‫التوحيد” لتضع بني أيدي القراء املواضيع التي قلام‬ ‫نجدها يف غريها فاستحوذت عىل االهتامم ولفتت‬ ‫األنظار بتبويبها وتقسيمها وهذه سمة صحفية غالباً‬ ‫ما تكون نادرة إال من بعض مجالت‪ ،‬فلذلك وملناسبة‬ ‫صدور خمسني عدداً منها اليوم فإنني بداية أتقدم منها‬ ‫ومن أرستها بالتهنئة عىل هذا النجاح الذي أطل عرب‬ ‫صفحات هذا املنرب‪ ،‬وإن كان من حقيقة يجب ذكرها‬ ‫أيضاً هي أن النجاح الصحفي دامئاً ما يكون سببه‬ ‫اإلدارة املمتهنة والقادرة عىل استقراء اهتاممات الناس‬ ‫وهذا ما نجده فع ًال يف “منرب التوحيد”‪.‬‬ ‫وإن كنا نبارك لكم هذا النجاح لكنني أود لفت‬ ‫النظر اىل رضورة عدم اإلنكفاء مبا هو موجود ألننا نعلم‬ ‫يقينا أن الصحافة هي سبق ومبادرة فبقدر ما يكون‬ ‫السبق واملبادرة جديدين بقدر ما يكون النجاح حليفاً‬ ‫للمؤسسة‪.‬‬

‫الدكتور غسان جعفر رئيس التجمع‬ ‫الوطني الدميوقراطي يف لبنان‬ ‫شعلة «التوحيد» لن تنطفىء‬

‫تطل الذكرى السنوية الخامسة النطالقة “منرب‬ ‫التوحيد”‪ ،‬وثورات التغيري تندلع يف أكرث من بلد عريب‪،‬‬ ‫معلنة بداية بزوغ فجر الحرية والتحرر والدميوقراطية‬ ‫لشعوبنا املضطهدة واملكبوتة‪ ،‬من قبل أنظمة القمع‬ ‫واالستبداد والفساد عىل امتداد مساحة الوطن العريب‬ ‫من محيطه اىل خليجه‪.‬‬ ‫تضج بها منطقتنا‬ ‫ويف ظل التحوالت الكربى التي‬ ‫ّ‬ ‫والعامل‪ ،‬يستمر “منرب التوحيد” ‪ ،‬بحمل راية الدفاع‬

‫‪34‬‬

‫عن املقاومة يف لبنان وفلسطني والعراق وتحت كل‬ ‫سامء‪ .‬كام يلعب هذا املنرب الهادر دوراً تعبوياً وتحريضياً‬ ‫ثورياً داع ًام لثورات شعوب تونس ومرص وليبيا واليمن‬ ‫والبحرين واملغرب والجزائر‪.‬‬ ‫وميكننا القول‪ ،‬بأن “منرب التوحيد” هو منرب الرأي‬ ‫الحر والكلمة الح ّقـة لكل قوى الحرية والتقدم يف‬ ‫بالدنا والعامل العريب‪ ،‬وهي الحصن اإلعالمي األمني‬ ‫الذي يع ّبـر عن ثوابت حزب “التوحيد العريب” ورئيسه‬ ‫معايل الوزير املناضل الرفيق وئام وهاب‪ .‬وهذه الثوابت‬ ‫تتلخص محلياً‪ ،‬بالدفاع عن مصالح ومطالب أوسع‬ ‫الرشائح االجتامعية الكادحة واملحرومة‪ ،‬وعن طموحات‬ ‫شبابنا يف اإلصالح والتغيري‪ ،‬ومن أجل إسقاط النظام‬ ‫الطائفي املقيت‪ ،‬وبناء دولة القانون واملؤسسات‬ ‫والحريات والدميوقراطية والعدالة والتقدم االجتامعي‪،‬‬ ‫الدولة املدنية الحديثة‪ ،‬الدولة الوطنية الدميوقراطية‬ ‫العلامنية املقاومة القوية القادرة والعادلة‪.‬‬ ‫ويف امللف الداخيل اللبناين‪ ،‬فضح “منرب التوحيد”‬ ‫محاوالت اإلمربيالية األمريكية وصنيعتها الكيان‬ ‫الصهيوين املغتصب لفلسطني وأدواتها املحلية يف‬ ‫لبنان‪ ،‬العمل عىل رضب املقاومة من خالل إدخال البالد‬ ‫مرة جديدة‪ ،‬اىل عنق الزجاجة نتيجة عودة الواليات‬ ‫املتحدة اىل مرشوعها التفتيتي املسمى “الرشق‬ ‫األوسط الجديد”‪ .‬واملرحلة الخطرية التي مير بها بلدنا اليوم‬ ‫تأيت عىل وقع “العرقنة” من خالل محاولة تفجري رصاع‬ ‫سني – شيعي‪ ،‬وبالتحديد منذ الترصيح الذي أطلقه‬ ‫رئيس األركان اإلرسائييل السابق غايب أشكينازي حول‬ ‫أن املحكمة الدولية الخاصة بلبنان سيتهم عنارص من‬ ‫مقاومي “حزب الله” باغتيال رئيس وزراء لبنان األسبق‬ ‫رفيق الحريري‪.‬‬ ‫ويف هذا املجال كشف «منرب التوحيد» أن هذه‬ ‫املحكمة أقيمت بقرار من األمم املتحدة ووضعت تحت‬ ‫الفصل السابع متهيداً الستخدامها من قبل واشنطن‬ ‫والتحالف األطليس ‪ -‬الدويل يف اتجاهات مختلفة‪:‬‬ ‫أوالً‪ -‬محاولة القضاء عىل املقاومة الوطنية‬ ‫للشعب اللبناين التي كبدت‪ ،‬منذ العام ‪ ،1982‬الهزمية‬ ‫تلو األخرى لـ «إرسائيل» والتي كان آخرها‪ ‬هزمية صيف‬ ‫العام ‪.2006‬‬ ‫ثانياً‪ -‬منع تطور املقاومات األخرى يف العامل‬

‫العريب‪ ،‬التي قامت عىل مثال املقاومة الوطنية‬ ‫اللبنانية وبدفع منها‪ ،‬مبا يفسح املجال أمام تصفية‬ ‫القضية الفلسطينية وإمرار مرشوع «إرسائيل» دولة‬ ‫اليهود يف العامل» واإلستيالء عىل األرايض العربية‬ ‫املحتلة يف الجوالن ومزارع شبعا وتالل كفرشوبا‪.‬‬ ‫‪ ‬ثالثاً‪ -‬إمرار مشاريع التفتيت املطروحة أمريكياً‬ ‫وأطلسياً والتي انطلقت مام يجري يف العراق وما‬ ‫ُيسعى لتنفيذه يف السودان ولبنان‪ ،‬عرب استخدام‬ ‫السالح الديني املسلم ‪ -‬املسيحي‪ ،‬تارة‪ ،‬أو الطائفي‪،‬‬ ‫الشيعي‪ -‬السني‪ ،‬تارة أخرى‪ ،‬أو تأليب القوميات األخرى‬ ‫ضد القومية العربية‪ ،‬تارة ثالثة‪.‬‬ ‫كام استمر هذا املنرب اإلعالمي الوطني والقومي‬ ‫املميز‪ ،‬بدعوة الرأي العام العاملي اىل التضامن مع‬ ‫شعبنا وقواه الوطنية والدميوقراطية واملقاومة‪ ،‬من‬ ‫أجل حامية‪ ‬املوقف املقاوم للمرشوع األمرييك‪-‬‬ ‫اإلرسائييل وإجراء التغيري الذي أقره الدستور اللبناين‬ ‫باتجاه اإلنتهاء من النظام السيايس الطائفي املفجر‬ ‫لألزمات و الحروب األهلية‪.‬‬ ‫وعربياً ‪ ،‬تقف «منرب التوحيد» يف الخندق األمامي‬ ‫املتقدم‪ ،‬يف سبيل تحقيق أهداف وغايات أمتنا العربية‬ ‫يف التحرر واستعادة األرض السليبة يف فلسطني‬ ‫والجوالن ومزارع شبعا وتالل كفرشوبا والغجر‪ ،‬والحفاظ‬ ‫عىل ثرواتها املتنوعة وإقامة وحدتها الشاملة عىل‬ ‫أسس حضارية ودميوقراطية وتقدمية‪.‬‬ ‫ويف هذه اللحظات املصريية من تاريخ األمة‪ ،‬يتصاعد‬ ‫العدوان اإلمربيايل الثاليث األمرييك ـ الربيطاين ـ‬ ‫الفرنيس ضد شعب ليبيا‪ ،‬فيحصد عرشات الشهداء‬ ‫والجرحى من املدنيني بحجة الدفاع عنهم وعن‬ ‫حقهم يف نظام دميوقراطي حرمهم منه الدكتاتور‬ ‫معمر القذايف طيلة أربعة عقود ونيف‪ ،‬ويف محاولة‬ ‫مكشوفة إلجهاض ثورة الشعب الليبي الشقيق‪.‬‬ ‫مرة جديدة يلتقي الثالوث اإلمربيايل‪ ،‬ومن ورائه قوى‬ ‫التحالف غري املقدس يف حلف شامل األطليس‪ ،‬ومعه‬ ‫النظام الرسمي العريب املتهاوي‪ ،‬لينتقم من الشعوب‬ ‫العربية التي أفشلت‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬مرشوعه الرشق‬ ‫أوسطي والتي أسقطت أنظمة كان يستخدمها‬ ‫ويراهن عليها يف عدوانه الهادف اىل وضع اليد عىل‬ ‫الرثوات التي تختزنها بالد العرب‪.‬‬ ‫لقد سهّل الذين اجتمعوا يف قرص اإلليزيه من‬ ‫العرب‪ ،‬ويف مقدمتهم األمني العام للجامعة العربية‪،‬‬ ‫العدوان اإلمربيايل الغاشم عىل ليبيا مستفدين من‬ ‫إرصار القذايف عىل إراقة دماء شعبه لتأمني بقائه‬ ‫وعائلته يف السلطة‪ .‬وهم‪ ،‬اليوم‪ ،‬يدّعون أن القرار الذي‬ ‫اتخذوه مخالف ملا جرى بإسمهم ومبباركتهم‪ .‬إال أن هذا‬ ‫اإلدعاء لن يجعلهم مبنأى عن املحاسبة التي ستكون‪،‬‬ ‫هذه املرة‪ ،‬عىل قدر الجرمية التي ارتكبوها‪.‬‬ ‫إن «منرب التوحيد»‪ ،‬الذي أعلن منذ األيام األوىل‬ ‫إلنتفاضة الشعب الليبي‪ ،‬عن تأييده لحراك هذا الشعب‬ ‫وكل الشعوب العربية التي أسقطت جدار الخوف‬ ‫وخرجت اىل الشوارع والساحات‪ ،‬نجده يؤكد مجدداً‬ ‫موقفه الداعي اىل التضامن الشعبي العريب ملواجهة‬ ‫العدوان اإلمربيايل الثاليث ومنعه من تحقيق أهدافه إن‬ ‫يف ليبيا أم يف البلدان العربية‪ ،‬ويف مقدمتها تونس‬

‫ومرص‪.‬‬ ‫و أممياً ‪ ،‬ينارص «منرب التوحيد» جميع حركات التحرر‬ ‫والتقدم العاملية يف كل مكان‪ ،‬من إيران اىل فنزويال‬ ‫مروراً بجزيرة الحرية كوبا الثورة‪.‬‬ ‫ونحن يف التجمع الوطني الدميوقراطي يف لبنان‪،‬‬ ‫نعاهد «منرب التوحيد» وحزب «التوحيد العريب»‬ ‫ورئيسه الرفيق وئام وهاب‪ ،‬عىل البقاء معاً يف مقدمة‬ ‫املناضلني من أجل ربط قضية التحرير واملقاومة‬ ‫بالتغيري الدميوقراطي والكفاح املثابر من أجل إسقاط‬ ‫النظام الطائفي الفاسد والعفن‪ ،‬نظام املحاصصات‬ ‫واملحسوبيات والهدر‪.‬‬ ‫سنبقى اىل جانبكم‪ ،‬يا مناضيل “التوحيد” يف‬ ‫املوقع الواحد للمقاومة والتحرير والنضال الوطني‬ ‫واالجتامعي‪.‬‬ ‫عاشت الذكرى السنوية الخامسة النطالق “منرب‬ ‫التوحيد”‪ ،‬صوت الكلمة الحرة والرشيفة يف كل دار‪.‬‬

‫عضو املكتب السيايس يف حزب‬ ‫«التوحيد العريب»‬ ‫حافظ أيب املنى‪ :‬تقدير وشكر لكل‬ ‫العاملني‬ ‫عندما اتصلت الزميلة الرفيقة مهيبة العرساوي‬ ‫لتطلب مني الكتابة يف الذكرى الخامسة لـ “منرب‬ ‫التوحيد” أصابتني دهشة خفيفة‪.‬‬ ‫هل هي خمس سنوات مضت؟‬ ‫خمس سنوات كأنها البارحة‪ ،‬واليزال هذا الدفق‬ ‫النضايل يرسي يف عروقي‪ ،‬ويعيدين إىل مقتبل العمر‪،‬‬ ‫وأعيد برغب ٍة واستعذاب ذكرى اإلصدار األول‪ ،‬متناوالً‬ ‫العدد األخري من املنشورة التي أصبحت اليوم مجلة‬ ‫جامعة‪..‬‬ ‫وأتذكر‪.‬‬ ‫فمن مثانِ صفحات صغرية بحجم ‪ ،A4‬مألى مبقاالت‬ ‫موجهة تكاد أحرفها السوداء التي ال تخلو من‬ ‫فكرية ّ‬ ‫لتجسد‬ ‫بعض األخطاء اإلمالئية تقفز فوق السطور‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الثورة عىل التبعية املمهورة بخاتم الزعامة املتخ ّبط بني‬ ‫العقائد واألفكار القومية والوطنية‪ ،‬يف إطار سياسة‬ ‫املكاسب الشخصية‪ ،‬واملال واإلستزالم وتحوير الحقائق‬ ‫يف الوزارة الجديدة بعد اغتيال الرئيس الحريري األب‪.‬‬ ‫يومها‪ ،‬كنا بضعة رفاق نتسائل أمام رئيس الحزب‬ ‫عن جدوى إصدار منشورة حزبية يف مثل هذه الظروف‪،‬‬ ‫خاصة ّ‬ ‫وأن الجرائد السياسية يف البلد “عىل ظهر مني‬ ‫يشيل”‪ .‬فمن سيقرأنا ونحن يف تيار سيايس جديد‬ ‫يحاول “بشق النفس”‪ ،‬كام يقولون‪ ،‬أن يجد له موطىء‬ ‫قدم عىل الساحة السياسية؟‬ ‫وأذكر صوت الرئيس الرفيق يأيت ضاحكاً دافئاً ليقول‪:‬‬ ‫لهذا‪ ،‬ولهذا فقط يحتم علينا إصدار نرشة تكفل‬ ‫تعميم رؤيتنا وما نتطلع إليه من أهداف إىل الناس‪،‬‬ ‫فنحن بحاجة إىل “منرب” إعالمي يتوىل املهمة‪ ،‬وكانت‬ ‫التسمية “منرب التوحيد”‪.‬‬ ‫صدرت األعداد الثالث األوىل من هذه النرشة التي‬

‫‪35‬‬

‫كانت توزع بخف ٍر عىل األصدقاء واملق ّربني وكان الناس‬ ‫يتطلعون إليها بفضول‪ ،‬منهم َمن كان يقرأ العناوين‬ ‫برسعة ويذهب‪ ،‬ومنهم َمن كان يستوقفه اإلسم‪،‬‬ ‫نوع ما؟‬ ‫فيسأل‪ :‬أهي نرشة مذهبية من ٍ‬ ‫مل يكن القصد من ذكر التوحيد ما يوحي به اإلسم‪،‬‬ ‫ألننا كنا نعمل من خالل تيا ٍر يسعى لتوحيد املجتمع‬ ‫اللبناين يف بوتقة وحدة وطنية غري مصطنعة وال‬ ‫مضغوطة يف إطار العمل عىل تأهيل إعادة اإلنتامء‬ ‫عىل أثر الحرب األهلية وظهور عقائد وأفكار منها‬ ‫الرجعية املذهبية ومنها الحديثة التي تقول باعتامد‬ ‫العوملة‪ .‬وهذه إحدى األسباب التي جعلتنا أخرياً وعىل‬ ‫أثر انعقاد املؤمتر الحزيب األول نعمل عىل تغيري إسم “تيار‬ ‫التوحيد”‪ ،‬إىل “حزب التوحيد العريب”‪ ،‬مؤ ّكدين شمولية‬ ‫الهدف يف إطار وحدة عربية اقتصادية شاملة تعتمد‬ ‫سوق عربية مشرتكة وتبقى عىل استقاللية البلدان‪.‬‬ ‫نجاح النرشة س ّبب لنا متاعب عدّة‪ ،‬فقد حوربنا من‬ ‫ِق َبل أزالم اإلقطاع السيايس وهوجمت بيوتنا من ِق َبل‬ ‫أتباع الزعامة التقليدية‪ ،‬حتى أصبح التهديد والوعيد‬ ‫روتيناً اعتدنا عليه فلم نعد نعريه اإلهتامم‪ .‬وأىت‬ ‫إنتصار املقاومة يف متوز إنجازاً باهراً ليثبت دون أي شك‪،‬‬ ‫ّأن نهجه املقاوم كان عىل حق‪.‬‬ ‫هذا اإلنجاز الذي متثل بانتصار املقاومة‪ ،‬أعاد‬ ‫للنفوس األمل بالنرص وألقى الشعور باإلحباط الذي‬ ‫انترش يف املجتمعات العربية منذ نكبة حزيران ‪.1976‬‬ ‫فأعاد للناس زهو اإللتزام القومي قوياً عىل الساحة‬ ‫السياسية‪ ،‬ساهم إىل حد كبري بتنامي اإلنتساب‬ ‫لتيار التوحيد‪ ،‬فاقتضت الرضورة تطوير النرشة إىل‬ ‫مجلة أصبحت اليوم تحتل مرتب ًة مميزة تضاهي يف‬ ‫مستواها الثقايف أعرق املجالت السياسية الواسعة‬ ‫سجل تحويل‬ ‫االنتشار يف العامل العريب‪ .‬كذلك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫النرشة إىل مجلة نجاحاً بارزاً ألرسة التحرير التي‬ ‫بقيت عىل حالها‪ ،‬بالرغم من قلة املوارد وتواضع‬ ‫اإلمكانيات‪ .‬فمن ينظر إىل مجلة “منرب التوحيد”‬ ‫اليوم بح ّلتها الزاهية ومواضيعها التحليلية‪ ،‬يعتقد‬ ‫ّأن وراء هذا العمل فريق كبري من اإلعالميني واملحررين‬ ‫املهرة‪ ،‬بينام ال يتجاوز عدد أرسة التحرير أصابع اليد‪.‬‬ ‫هذه الحقيقة تدفعنا إىل تقديم كلمة شكر وشهادة‬ ‫تقدير إىل أرسة التحرير وأخص الزميالت والزمالء‪ ،‬أبو‬ ‫نبيل‪ ،‬مهيبة العرساوي‪ ،‬ليديا أبو درغم‪ ،‬وسايل نوفل‪،‬‬ ‫وكل من عمل ومازال يف اإلخراج والتوزيع الذين‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫قضية‬ ‫أثبتوا من خالل جهدهم الفاعل عىل ّأن النجاح ال‬ ‫يأيت جزافاً‪ ،‬ألنه مجبول بالتضحية والعطاء والعمل‬ ‫الشاق الدؤوب‪ ،‬فمنحونا جميعاً هذه الباحة باملجلة‬ ‫التي نفخر بها ونعتز‪.‬‬ ‫أخرياً‪ ،‬ال بد من إعادة القول‪ّ ،‬إن ذكرى الخمس‬ ‫سنوات املنرصمة‪ ،‬شكلت لديّ خمرية النضال‬ ‫املستمر الطويل وأعادت يل شخصياً رونق الشباب‪.‬‬ ‫فهل يكف حرضة الرئيس الرفيق األول عن مداعبتي‪،‬‬ ‫بأنني “ختريت”!‬

‫مجلة «منرب التوحيد» مشع ًال ينري الدروب‪ ،‬ونور‬ ‫يهتدى به اىل طريق الحق والصواب وأن تبقى‬ ‫مفخرة لنا جميعاً‪.‬‬

‫عضو املكتب السيايس يف حزب‬ ‫«التوحيد العريب»‬ ‫الدكتور شفيق باز‬ ‫هنيئاً لـ «منرب التوحيد»‬

‫هيئة العمل التوحيدي‪ :‬هدية‬ ‫للقارئ ترتجم ما يف قلبه وفكره‬

‫أمني اإلعالم هشام األعور‪:‬‬ ‫أعادت للكلمة الحرة بهاءها‬

‫رفعت‬ ‫بفجر‬ ‫القرار‬ ‫ورفاقه‬

‫الكلمة لغة‪ ..‬ومفاجأة ‪ ...‬والتزام ‪ ...‬ومنهج ‪...‬‬ ‫وفن ‪...‬‬ ‫و”منرب التوحيد» أعادت للكلمة الحرة بهاءها‬ ‫عندما وظفتها يف خدمة القضية العربية األوىل‬ ‫‪.‬‬ ‫بقضية‬ ‫حروف “منرب التوحيد “ مل تتله‬ ‫صغرية‪ ،‬أو منفردة ‪ ...‬إنها ترسم يف أعدادها‬ ‫معاين التغيري‪ ،‬منهج األمة يف الخالص من كل ما‬ ‫يؤ ّرق وجودها‪ ،‬ويعزز كرامتها ويصون حريتها ويبني‬ ‫حارضها ومستقبلها ‪.‬‬ ‫من “منرب التوحيد” تعلمنا ببساطة أن املقاومة‬ ‫هي رس أي عمل عظيم ‪..‬وال حرية ألمة دون وحدة‬ ‫األحرار يف ولوجهم الجهاد‪ ،‬ألن “الشهادة طريق‬ ‫النرص‪ ،‬بل االستشهاد هو قيمة عليا يف املجتمع”‪.‬‬ ‫هو “الرضورة األساسية لكل كفاح وطني ضد‬ ‫الغزاة واملستعمرين‪”.‬‬ ‫هكذا تعلمنا ‪ ...‬فقتال”إرسائيل” يف عقيدتنا‬ ‫التوحيدية‪ ،‬عقيدة األحرار‪ ،‬عبادة‪ ،‬ودحر املحتل من‬ ‫أرضنا العربية تسبيح دائم ‪..‬‬ ‫خمسون عدداً ومازالت ينابيع الكلمة ومكارم‬ ‫األجداد تتفتح علىأاوراق “منرب التوحيد” حتى‬ ‫أمثرت أفكاراً وتغيرياً ملتزماً نشهره كشعاع‬ ‫شمس‪ ،‬كسيوف سمهريات عنيدة‪ ،‬سكنت يف‬ ‫ريشة‪ ،‬يف ورق الكلمة ويف بعد الطموح مبواجهة‬ ‫ظلمة التاريخ والحقب‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫قبل خمس سنوات‪ ،‬يف مثل هذا التاريخ‬ ‫راية مجلة «منرب التوحيد» خفاقة إيذاناً‬ ‫جديد‪ ،‬فتجلت بأبهى مظاهرها يوم أخذ‬ ‫من قبل ابن الشعب القائد وئام وهاب‬ ‫املناضلني‪.‬‬ ‫لقد بدأت منذ انطالقتها األوىل مجسدة إرادة‬ ‫دعاة التغيري‪ ،‬إرادة الشعب وكرامة األمة وبإميان‬ ‫راسخ بالحرية‪ ،‬فكانت السباقة يف نرث بذور الوعي‬ ‫واملعرفة ومنهجاً للصدق والوفاء يف مسرية‬ ‫التحرر والبناء والتخلص من الهيمنة والتبعية‬ ‫التسلط‪.‬‬ ‫وعىل قاعدة الوحدة الوطنية بعثت مجلة‬ ‫«منرب التوحيد» لتؤكد عىل دور دولة املؤسسات‬ ‫وسيادة القانون واحرتام اإلنسان وصون حريته‬ ‫وكرامته وشؤون املواطن ودورهم يف تطور املجتمع‬ ‫نحو األفضل‪ ،‬كام وإنها أخذت عىل عاتقها‬ ‫ترسيخ الرؤية الواضحة ملستقبل املصري القومي‬ ‫وما يكتنفه من تحديات تستهدف هويتنا العربية‬ ‫وتراثنا ووجودنا القومي‪ ،‬وكانت العني الساهرة‬ ‫دوماً لفضح الدعوات املشبوهة واملضللة‪ ،‬وتابعت‬ ‫العمل عىل تحصني الجامهري العربية وتوعيتهم‬ ‫ملا يرتبص بنا من أخطار ونرشت حقائق التاريخ‬ ‫الحريب والقيم والرتاث‪ ،‬وتعميق اإلميان مبصرينا‬ ‫طريقاً وحدياً نحو الحرية والتقدم والكرامة‪،‬‬ ‫واستعادة الحقوق املغتصبة‪.‬‬ ‫انتهز هذه املناسبة إلهداء التحية مع أفضل‬ ‫التنميات اىل أرسة مجلة «منرب التوحيد» وحزب‬ ‫«التوحيد العريب» بقيادة حامي حامنا الرئيس‬ ‫وئام وهاب وألقول لكم كل عام وأنتم بخري ولبنان‬ ‫والعامل العريب بألف خري وعىل أمل أن تبقى‬

‫‪36‬‬

‫امتطى فرسان «منرب التوحيد» صهوات‬ ‫جيادهم أو جيادهن وخاضوا مضامر السباق‬ ‫صائحني بها قائلني‪:‬‬ ‫صببنا عليها ظاملني سياطنا ‬ ‫ُ‬ ‫وأرجل‬ ‫يراع‬ ‫فطارت بها أيدي ٍ‬ ‫وما إن قفزت الحاجز الخامس يف املضامر حتى‬ ‫بدت يف طليعة الفرسان واعتلت رصخة اإلعجاب‬ ‫والهتاف والتصفيق‪.‬‬ ‫وتجاذب الناس أطراف السؤال واإلجابة يف‬ ‫صهيل السباق والرشح عىل صفحات املجلة‬ ‫بالرباهني واألدلة التي فاح عبري أقالمها‬ ‫يف كل ميادين الفكر الوطني والقومي‬ ‫املقاومة‪،‬‬ ‫ونضال‬ ‫والنضايل‬ ‫والسيايس‬ ‫واإلقليمية‬ ‫والعربية‬ ‫املحلية‬ ‫وتحالفاتها‬ ‫لحاميتها وتحصينها‪.‬‬ ‫ثم النشاط املك ّثف لتطبيق املنهج الصحفي‬ ‫ّ‬ ‫يف تكامله الوظيفي يف مجاالته كافة يف‬ ‫التحقيق والتنظري والنقد البناء‪ ،‬والتغطيات‬ ‫بحامس منقطع‬ ‫اإلخبارية واملناسبات جميعها‬ ‫ٍ‬ ‫النظري اعتامداً عىل نهج الرؤية الواضحة‬ ‫الصادقة ملوقع الوطن لبنانياً وقومياً وعاملياً‪،‬‬ ‫وموقع ومصري األمة العربية واإلسالمية وتحرير‬ ‫مقدساتها‪ ،‬ومواجهة عدوها املشرتك «إرسائيل»‬ ‫وحلفائها‪.‬‬ ‫ناهيك عن مواكبة هذه املجلة لألحداث الجارية‬ ‫يوماً بيوم بلسان القلم وعني الكامريا وكافة‬ ‫األجهزة التقنية الحديثة‪ ،‬والسهر عىل عملها‬ ‫حتى إخراج املجلة عن رىض لتكون هدية للقارئ‬ ‫العزيز ترتجم ما يف قلبه وما يجول يف فكره‬ ‫وآماله وطنياً واجتامعياً عىل ساحة الوطن‬ ‫العريب‪ ،‬وليس فقط يف لبنان القلب الدافئ‪،‬‬ ‫والشغل الشاغل والهم القائم‪ ،‬واملنهج الصعب‪،‬‬ ‫ثم اإلبحار اىل عامل البحث والرتاث واألدب والشعر‬ ‫ّ‬ ‫فض ًال عن الهم السيايس واالقتصادي اليومي‬ ‫املستمر‪.‬‬

‫كل ذلك يش ّكل فرحة لدى أرسة تحرير‬ ‫هذه املجلة ابتدا ًء من رئيسها اىل كل األرسة‬ ‫ويع ّمق اإلخالص والتفاين والدأب املستمر‪،‬‬ ‫خصوصاً وقد أخذت الكلامت تعرب اآلذان اىل‬ ‫القلوب وتكسب محبتها وتتلقى متنّياتها‬ ‫وتعد برتجمة آمالها املنشودة عىل كل‬ ‫صعيد‪ :‬لبناين‪ ،‬عريب‪ ،‬عاملي‪ ،‬إنساين وعامل‬ ‫الصحافة الحرة الجريئة‪.‬‬ ‫فبورك هذا السبق والسباق الذي طارت‬ ‫أخباره يف اآلفاق‪.‬‬

‫الفساد في لبنان موجودعلى كافة المستويات واألشكال‬ ‫‪ 200‬ألف قرأوا كتابي «األيادي السود» عن الفساد ولم يقوموا بتظاهرة‬

‫نجاح واكيم لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫في لبنان اللص والشرطي والقاضي شخص واحد‬ ‫الفساد يف لبنان موجود عىل كافة مستويات‬ ‫املجتمع والدولة‪ ،‬وبكافة أشكاله منها االستزالم‬ ‫والزبائنية ورشاء األصوات واختالس األموال‪.‬‬ ‫وللفساد أوجه عديدة منها‪ :‬ضعف أجور‬ ‫املوظفني الذين يحاولون من خالل الرشوة تحسني‬ ‫وارداتهم املالية‪ .‬والوجه اآلخر يتمثل بفساد الوزراء‬ ‫ورؤساء الدول الذين يعملون عىل جعل تعاقدات‬ ‫الدولة املالية تضمن لهم شخصياً الحصول عىل‬ ‫مبالغ مالية ضخمة‪.‬‬ ‫وهناك وجه أقبح للفساد والذي يتمثل يف‬ ‫استغالل السياسيني ألموال الدولة من أجل‬ ‫رشاء ذمم الناس ووالئهم أو من أجل إسكات‬ ‫أصوات معارضة لهم‪ .‬ووضع مؤرش الفساد الذي‬ ‫تنرشه منظمة الشفافية العاملية سنوياً كال من‬ ‫العراق واليمن ولبنان وسوريا ومرص يف صدارة‬ ‫الدول األكرث فساداً يف العامل‪ .‬وبعبارة أخرى ال‬ ‫تتمتع هذه الدول بثقة شعوبها‪ ،‬كام ال متلك هي‬ ‫رؤية واضحة لوظيفتها كدولة‪ .‬هذا باإلضافة إىل‬ ‫عدم قدرة هذه الدول عىل تقديم خدمات مرضية‬ ‫للمواطنني‪.‬‬

‫التضخم الوظيفي‬ ‫مشاريع البنى التحتية تشكل مرتعاً خصباً‬ ‫للفساد اإلداري يف الدول العربية وأظهرت دراسة‬ ‫خاصة بأسعار الشحن البحري يف موانئ البحر‬ ‫األبيض املتوسط أن ميناء بريوت هو األغىل من‬ ‫بني موانئ املنطقة‪ ،‬إذ عىل املرء أن يدفع يف كل‬ ‫مرحلة من مراحل إنجاز أوراق الشحن رشاوى‬ ‫للعاملني واملوظفني من أجل الحصول عىل‬ ‫خدمة رشعية يدفع مثنها قانونياً‪ .‬كام أظهرت‬ ‫الدراسة أن العمل الذي ينجزه ‪ 1000‬عامل يف‬ ‫ميناء بريوت‪ ،‬ميكن إنجازه يف الحقيقة من قبل ‪100‬‬ ‫عامل فقط‪ ،‬مقابل أجور معقولة ونزيهة بدالً من‬ ‫األجور الحالية أللف عامل‪.‬‬ ‫تضخم عدد املوظفني يف األجهزة اإلدارية‬ ‫اللبنانية بشكل كبري‪ .‬فهذه األجهزة توفر‬ ‫العمل لعدد كبري من املواطنني يف بلد صغري ال‬

‫يتجاوز عدد سكانه ‪ 4‬ماليني نسمة ما يعادل عدد‬ ‫موظفي الجهاز اإلداري يف دولة كندا التي يبلغ‬ ‫عدد سكانها ‪ 32‬مليون نسمة‪.‬‬ ‫أجور الشحن يف ميناء بريوت األعىل من بني‬ ‫موانئ املنطقة بسبب الفساد اإلداري‪ ،‬وأما أبرز‬ ‫املجاالت التي توفر الظروف املالمئة الزدهار الفساد‬ ‫اإلداري يف مجاالت مشاريع البنى التحتية‬ ‫ومشاريع التسلح وتجديد سالح الجيش‪ ،‬وقطاع‬ ‫املال املتم ّثل بوزراة املال حيث تم رصف مبلغ ‪11‬‬ ‫مليار دوالر دون رقيب أو حسيب مروراً بالكهرباء‬ ‫وقد رصف عليها ما يزيد عىل خمسة عرش‬ ‫مليوناً من الدوالرات‪ ،‬وصوالً اىل الفساد يف‬ ‫التعيينات اإلدارية التي مل تنجز بعد بسبب‬ ‫املحاصصات واملحسوبيات‪ ،‬وفشل القضاء والغش‬ ‫يف االنتخابات‪ ،‬كام أن الفساد ينطبق عىل آليات‬ ‫الدين العام التي تنهب حواىل ‪ %10‬من الدخل‬ ‫املحيل‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫إن الفساد الذي انترش انتشار النار يف الهشيم‬ ‫يف ديارنا أدى إىل تعطيل مصالح الناس وألحق‬ ‫بأصحاب الحقوق ظل ًام وضي ًام من دون وجه حق‪،‬‬ ‫فكثريون من أصحاب املواهب والقدرات العالية‬ ‫واألخالق السامية ُتحجب عنهم الوظائف وتذهب‬ ‫إىل األبناء واألقرباء واألحباء وأبناء العشرية‬ ‫والقبيلة (والشلة) وهم صفر من كل موهبة‬ ‫وتعوزهم القدرة واألمانة والخلق القويم‪ .‬و ِقس عىل‬ ‫ذلك معظم األمور واملصالح والحاجات‪ ،‬فال تكاد‬ ‫تقيض مصلحة أو أمراً إال إذا أدخلت يدك يف‬ ‫جيبك‪ ،‬حتى التعليم الذي يجب أن يكون أطهر‬ ‫ميدان مل يسلم من الفساد فاملعاهد والكليات‬ ‫والجامعات يفوز مبقاعدها املقربون وتحبس عن‬ ‫املستحقني عىل رغم أن معدالتهم أكرب بكثري‬ ‫ممن التحقوا بالجامعات عن طريق بوابة املحسوبية‬ ‫الواسعة‪.‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫قضية‬ ‫هناك مثل فرنيس قديم يقول‪“ :‬إن رسقة الدولة ليست رسقة”‪ ،‬ورغم أن هذه املقولة أصبحت‬ ‫كاسدة يف تلك البالد‪ ،‬إال أنها ما تزال رائجة يف بلد مثل لبنان‪ .‬وإذا كانت التغريات السياسية‬ ‫الحالية عىل الساحة اللبنانية تبدو واعدة للكثريين لالنقالب عىل اختالالت عمرها بعمر الدولة‪،‬‬ ‫فإن األقالم بدأت تسجل االقرتاحات والرؤى والتصورات للبنان جديد يتغلب عىل محنة املحسوبيات‬ ‫وتس ّلط القوي عىل الضعيف‪ ،‬بانتهاك القوانني واللعب عىل كل حبالها‪.‬‬ ‫لقد أدمن بعض السياسيني اللبنانيني “أكل الجبنة”‪ ،‬وتقاسم الحصص‪ ،‬ويروى أن الرئيس الراحل‬ ‫فؤاد شهاب قال ألحد مقربيه قبيل وفاته‪“ :‬إن الزعامء السياسيني مستمرون يف اعتبار الدولة‬ ‫“بقرة حلوب” وال يهتمون إال مبصالحهم الشخصية أو الطائفية أو اإلقليمية‪ ،‬وال يشعرون بأن‬ ‫األرض تتحرك من تحتهم‪ .‬إنهم سيستيقظون يوماً لريوا الثورة يف كل مكان”‪.‬‬ ‫وما هو مؤسف أن هذه الثورة املوعودة مل تحدث بعد‪ ،‬رغم مرور عقود عىل تلك النبوءة املؤجلة‪،‬‬ ‫وقد تبني أن النظام اللبناين عرف كيف يحمي نفسه من املحاسبة واملساءلة‪ ،‬وقد وجدت األجيال‬ ‫الالحقة للرئيس شهاب أن ليس من املعقول جعل القوانني واألنظمة فوق سلطة الوزير‪ ،‬أو أن‬ ‫تكون ألجهزة الرقابة الكلمة الفصل فنزعت فتائل هذه األجهزة وصواعقها‪ ،‬ورصفت األنظمة‬ ‫واملراسيم من الخدمة إىل التقاعد يف أحيان كثرية‪.‬‬ ‫الشح بحيث يصعب اعتبارها متناسبة يف أي‬ ‫وبالنتيجة فإن محاكامت املسؤولني بقيت من‬ ‫ّ‬ ‫حال‪ ،‬مع عدد امللفات الفضائحية املثارة‪.‬‬ ‫وعند الحديث عن الفساد و”أكل الجبنة” وتقاسم الحصص وعدم محاسبة الفاسدين ال بد لنا‬ ‫من لقاء مع النائب نجاح واكيم الذي كان ومازال من أول املتكلمني عن الفساد يف “األيادي السود”‬ ‫الكتاب الذي أحدث ضجة كبرية وبيع منه ما يقارب الـ ‪ 200‬الف نسخة‪ .‬فكان الحوار اآليت‪:‬‬ ‫اعتربك البعض إنك غائب عن الساحة‪ ،‬هل‬ ‫من مربر لهذا الغياب؟‬ ‫غائب عن ماذا؟ غائب عن هذا التهريج‬ ‫السيايس الذي تشارك فيه الطبقة السياسية‬ ‫التافهة املتخلفة‪ .‬وهي ال تعلم أنها أصبحت‬ ‫ماض لن يعود‪ .‬أنا موجود من خالل‬ ‫جز ًءا من‬ ‫ٍ‬ ‫تيار شباب “حركة الشعب” املشارك يف كل‬ ‫النشاطات الجيدة واإليجابية التي تقوم يف البلد‬ ‫منها التحركات األخرية للشباب الذين يطالبون‬ ‫بإسقاط النظام الطائفي‪ .‬حركة الشعب تتناول‬ ‫جميع القضايا التي تهم الناس‪ ،‬من موضوع‬ ‫إلغاء الطائفية‪ ،‬اىل موضوع الفساد‪ ،‬اىل البطالة‬ ‫والغالء‪.‬‬ ‫كنت أول من كتب عن الفساد يف “األيادي‬ ‫السود” يف ضوء ملفات ومستندات موثقة‬ ‫تكلمت فيها عن تحالفات ميليشيات السالح‬ ‫وميليشيات رأس املال يف حكومة الحريري‪ .‬هل‬ ‫حقق هذا الكتاب هدفه؟ وماذا تغيرّ منذ صدور‬ ‫الكتاب ولغاية اليوم؟‬ ‫ليست املرة األوىل التي أتك ّلم فيها عن‬ ‫الفساد يف “األيادي السود” تكلمت عن الفساد‬ ‫يف اليوم األول الذي دخلت فيه اىل مجلس النواب‬ ‫ويف العهد الذي تحول فيه الفساد من علة اىل‬ ‫وباء انترش من السلطة السياسية اىل الحياة‬ ‫السياسية اىل اإلدارة واملجتمع‪ .‬أي مرحلة ما بعد‬ ‫الطائف وتحديداً أيام رفيق الحريري‪ .‬املرة األوىل التي‬ ‫تكلمت فيها عن الفساد كان يف العام ‪.1993‬‬ ‫بالطبع لن نغيرّ العامل من خالل عمل واحد‪.‬‬ ‫حقق هذا الكتاب مبيعاً جيداً ما يزيد عن الـ‬ ‫‪ 200‬ألف نسخة‪ .‬هؤالء األشخاص الذين اهتموا‬ ‫بقراءة هذا الكتاب مل يقوموا بتظاهرة‪ ،‬ولكن‬ ‫تشكل عندهم املزيد من الوعي بحقيقة هذه‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الدولة السيئة‪ .‬هذا الوعي يشكل نقمة ترتاكم‬ ‫مع األيام ليك تصل اىل تغيري‪ .‬مث ًال يف مرص ملاذا‬ ‫مل يحصل التغيري منذ عرش سنوات؟ االحتقان‬ ‫الشعبي الذي تراكم أدى اىل انفجار‪.‬‬

‫«فيتو» من املحطات‬ ‫البعض يتهمك بأنك قمت بحملة عىل‬ ‫شخص رفيق الحريري واآلن ال نسمع صوتك‪،‬‬ ‫فهل انتهى الفساد يف البلد؟‬ ‫عندما تكلمت عن الفساد مل أتكلم عن فساد‬ ‫شخص واحد‪ .‬طبعاً رفيق الحريري “كان األفسد”‬ ‫ألنه ش ّكل ظاهرة متميزة يف الفساد‪ .‬تك ّلمت‬ ‫عن فساد أمني الجميل عندما نهب الدولة يف أثناء‬ ‫توليه الرئاسة‪ ،‬تك ّلمت عن مامرسات وليد جنبالط‬ ‫يف وزارة األشغال‪ ،‬عن نعمه طعمه‪ ،‬عن نبيه بري‪،‬‬ ‫عن الياس الهراوي ومحسن دلول وغريهم‪..‬‬ ‫أنا مل أسكت ولكن هناك حصاراً إعالمياً يف‬ ‫البلد‪ ،‬اإلعالم يف لبنان أسوأ من السياسة‪.‬‬ ‫هل صحيح إنك حورصت من جميع‬ ‫املحطات؟‬ ‫نعم‪.‬‬ ‫ولكن شاهدناك مؤخراً تطل عىل البعض‬ ‫منها؟‬ ‫اإلعالم يف البلد عملية رأساملية معقدة‪ .‬رأس‬ ‫املال هو رأسامل سيايس‪ .‬ورأس املال السيايس‬ ‫له حسابات سياسية خاصة‪ .‬لقد استضافوين‬ ‫لقراءة الوضع يف الدول العربية يعني يف‬ ‫التحوالت التي ت ّعم املنطقة‪ .‬كانت الدعوات‬ ‫م ّركزة عىل ما يجري يف الوطن العريب‪ .‬ولكن‬ ‫يف ما يخص الوضع الداخيل فإذا كان الفريقان‬ ‫يف حالة وفاق ال يتصالن يب وعندما يتخاصامن‬

‫‪38‬‬

‫يطلبون مني اإلطاللة فال أل ّبي الدعوة‪.‬‬ ‫يعني قوطعت أيضاً من اإلعالم املحسوب‬ ‫عىل فريق ‪ 8‬آذار؟‬ ‫طبعاً فأنا ال أتكلم عن محطة املستقبل‪.‬‬ ‫ما الذي تغيرّ اآلن ؟‬ ‫إسأيل اإلعالم‪.‬‬ ‫اريد رأيك؟‬ ‫بدأت أطل عندما بدأت الثورات يف الدول‬ ‫العربية أي عندما أصبحت األحداث خارجية‬ ‫وليست محلية‪.‬‬ ‫برأيك هل نستطيع أن نفتح أي ملف فساد‬ ‫يف لبنان؟ فهناك مظالت سياسية أمنية‬ ‫وحزبية تستطيع أن تفتح نريانها عىل كل من‬ ‫يطالب باملحاسبة؟‬ ‫هذا يش ّكل أحد األدلة يف أن العيب هو‬ ‫يف النظام السيايس‪ .‬نحن نعيش يف نظام‬ ‫سيايس‪ ،‬اللص فيه والرشطي والقايض شخص‬ ‫واحد‪ .‬الرشطي هو الدولة والقايض هو القضاء‬ ‫واللص هو السارق‪.‬‬ ‫يعني من املستحيل الوصول اىل إصالح‬ ‫إداري إذا مل يخف الفساد السيايس؟‬ ‫يجب البدء من النظام السيايس‪ .‬ال نستطيع‬ ‫أن نقيم قضاء جيداً يف دولة فاسدة‪ .‬من يعني‬ ‫القضاة؟ السلطة السياسية الفاسدة‪ ،‬لذلك‬ ‫من املستحيل أن توجد إدارة جيدة يف ظل نظام‬ ‫سيايس فاسد‪ .‬عىل سبيل املثال يف موضوع‬ ‫التخمينات يف سوليدير أتوا بالقضاة وأعطوهم‬ ‫التعليامت الالزمة‪ ،‬القايض الذي ال يجاريهم‬ ‫ال يذهب اىل لجان التخمني‪ ،‬ولجان التخمني لها‬ ‫مغريات مادية‪.‬‬ ‫هل تعترب نفسك إنك دفعت غالياً مثن‬ ‫جرأتك ومواقفك؟‬ ‫مل أدفع شيئاً‪ .‬لقد قمت بواجبايت‪ .‬كان ميكن‬

‫أن أنسحب وال أحد يجربين عىل العمل يف‬ ‫السياسة‪.‬‬ ‫ولكنك ُأقصيت سياسياً؟‬ ‫ال أحد أقصاين‪ .‬أنا أعمل ومرسور يف عميل‪،‬‬ ‫وأجده أكرث إنتاجية يف حركة الشعب‪.‬‬ ‫كل أمري طائفة له مرجع خارجي‬ ‫هل صحيح القول أن الصعوبة تكمن‬ ‫يف الطوائف وأمراء الطوائف املدعومني من‬ ‫شعبهم‪ .‬وما هو دور الطائفية يف الفساد‬ ‫املسترشي؟‬ ‫كل أمري طائفة له مرجع خارجي ألننا لسنا‬ ‫يف بلد سيد وال مستقل‪ .‬وال مرة كنا أحراراّ‪ .‬نحن‬ ‫شعب نز ّور تاريخنا‪ .‬إنها مجموعة أخبار كاذبة‪.‬‬ ‫لقد ُانشأ الكيان اللبناين‪ ،‬ذو وظيفة محددة‪،‬‬ ‫لتكون الطوائف فيه أدوات التبعية اىل الخارج‪.‬‬ ‫متى تصبح الطائفة قوية؟ عندما تكون الجهة‬ ‫التي ترعاها قوية‪.‬‬ ‫الطائفية هي الغطاء الذي يخفي كل الكوارث‪،‬‬ ‫وهي تلهي الناس يف رصاعات بدالً من أن توحدهم‪.‬‬ ‫لبنان هو من أكرث البلدان التي تحصل فيه رسقات‬ ‫وال يوجد “حرامي” واحد‪ .‬كلهم يتكلمون عن‬ ‫الفساد وأتحدى الحكومة التي ستتشكل أن‬ ‫تناقش الفساد‪ .‬الفساد عمل متكامل‪ .‬عندما‬ ‫نبدأ من مكان ما سينفضح الجميع‪ .‬فريق ‪ 8‬آذار‬ ‫هو رشيك يف وليمة الفساد‪ .‬لن يتكلموا عن‬ ‫ملفات الفساد يك ال تحدث “خضة” يف البلد‬ ‫وتستقيل الحكومة لذلك ستوضع جانباً‪ .‬ليك‬ ‫تقوم الدولة يجب إلغاء الطائفية‪ .‬إلغاء الطائفية‬ ‫أحد ترجامته العملية هو قانون االنتخاب‪ .‬أتحدى‬ ‫الحكومة الجديدة أن تطرح عىل البحث موضوع‬ ‫قانون االنتخاب وأن ال يكون طائفياً‪.‬‬

‫«يا قاتل يا مقتول»‬ ‫ما هو رايك يف ما يجري يف الدول العربية‬ ‫ليعم الوطن العريب‬ ‫وهل سنشهد عراقاً ميتد‬ ‫ّ‬ ‫بكامله؟‬ ‫الذي يجري يف الدول العربية هو نقيض ما‬ ‫يجري يف العراق‪ .‬األمريكيون اتوا ليدمروا العراق‪.‬‬ ‫أما هذه الثورة العربية أو االنتفاضة هي أول‬ ‫خطوة عىل طريق الثورة العربية الشاملة‪ .‬هي‬ ‫إنقاذ للجميع مبا فيهم العراق‪ .‬إنها حالة احتقان‬ ‫عمرها أربعون سنة منذ موت عبد النارص فقد‬ ‫املواطن العريب كل يشء‪ ،‬الكرامة الوطنية‬ ‫ولقمة العيش‪ .‬قامت هذه األنظمة املتطابقة يف‬ ‫كل الدول وهي مرتكزة عىل األرسة الحاكمة ورأس‬ ‫املال واملخابرات‪ .‬وإذا تكلمنا باألرقام فإن نصيب هذه‬ ‫األمة العربية من الخليج اىل املحيط أقل من إنتاج‬ ‫دولة مثل هولندا‪ .‬ونسبة األميني يف هذا الوطن‬ ‫العريب الرثي تفوق نسبة األميني يف أي مكان آخر‬ ‫يف العامل‪ .‬هناك يشء ال يحتمل‪ .‬وصلت هذه‬ ‫األمة اىل مرحلة “يا قاتل يا مقتول”‪ .‬نعيش لحظة‬

‫ اإلعالم يف لبنان أسوأ من السياسة‬‫ ال يوجد قضاء جيد يف دولة فاسدة‬‫تاريخه‬ ‫يزّور‬ ‫شعب‬ ‫نحن‬ ‫‬‫تاريخية للثورة وقوى املعارضة يف البالد العربية‬ ‫أفضل بكثري من أنظمتها‪ .‬يف النهاية الشباب‬ ‫انتظموا يف الشارع وبدأوا ينضجون يف ساحة‬ ‫وواع وهادف‪.‬‬ ‫املعركة من خالل أسلوب عمل ناضج‬ ‫ٍ‬ ‫هذا االنفجار سيشكل بداية تغيري باتجاه أن نكون‬ ‫برش‪ .‬ما نشهده اليوم هو بدايات الثورة الكاملة‬ ‫والشاملة‪.‬‬

‫ثوار لبنان‬ ‫ما رأيك يف املسريات التي يقودها “ثوار‬ ‫لبنان” تحت شعار “الشعب يريد إسقاط‬ ‫النظام الطائفي؟‬ ‫الشباب الذين بدأوا ثورتهم يف مرص كانوا‬ ‫يحلمون بأن يصل عددهم اىل ‪ 3000‬متظاهر‪.‬‬ ‫كانوا يعملون ملظاهرة الـ ‪“ 3000‬و ّلعوا” ‪80‬‬ ‫مليون مرصي‪ .‬هناك حالة احتقان يف الوطن‬ ‫العريب‪ .‬النظام القائم غري معقول‪ .‬هناك أشكال‬ ‫مختلفة لألنظمة العربية‪ ،‬ملكية وجمهورية‬ ‫وبرملانية ورئاسية ولكن يف النهاية ركائز النظام‬ ‫الرسمي العريب ثالث‪ :‬األرسة الحاكمة بالتحالف‬ ‫مع رأس املال غري املنتج‪ ،‬يعني رأس مال الفساد‬ ‫بالتحالف مع أجهزة القمع التي هي اثنان املخابرات‬ ‫واإلعالم‪ .‬ما الذي ميسك هذا النظام ؟ أمريكا‬ ‫متسكه من فوق‪ .‬لذلك عندما اندلعت الثورة يف‬ ‫تونس امتدت اىل مرص وليبيا واليمن والبحرين‪.‬‬ ‫حالة االحتقان واحدة يف جميع البلدان العربية‬

‫‪39‬‬

‫وهي ضد التبعية والتزوير والفساد‪.‬‬ ‫اللبنانيون ال يختلفون عن باقي الدول العربية‬ ‫أحياناً تجرهم الخديعة والعصبية ودناءة النفس‬ ‫اىل االنتخابات‪ .‬إنه شعب متفسخ مثل كل‬ ‫الشعوب يف مراحل الهزمية تتفسخ وتياس ثم‬ ‫تنفجر يف لحظة ما‪ .‬لبنان جزء من هذه املنطقة‬ ‫أحواله مثل أحوالها‪.‬‬ ‫هل سيصل هذا الشباب اىل تحقيق يشء‬ ‫ما؟‬ ‫حت ًام سيحققون أهدافهم‪ .‬قال لهم الجرنال‬ ‫عون فليأتوا إيل ألعلمهم كيف يحصل التغيري‪،‬‬ ‫من قال “إنهم يريدون “استذتك”‪ .‬قلت لهؤالء‬ ‫الشباب ال تردوا عىل أحد‪ .‬ليسوا بحاجة اىل‬ ‫تنظيم‪ .‬لو اتكلوا يف مرص وتونس عىل أحد ملا‬ ‫وصلوا‪ .‬املسؤولية تنضج وتعلم‪ .‬أقول لهم ال‬ ‫تسمعوا من أحد اسمعوا من أنفسكم فقط ‪.‬‬ ‫موقعي الطبيعي أن أكون وراءكم ليس اىل‬ ‫جانبكم أو أمامكم‪.‬‬ ‫أال يحتاجون اىل قائد؟‬ ‫هم يفرزون قادتهم‪.‬‬ ‫هل تخاف عليهم؟‬ ‫أعرف أنه سيكون هناك سقطات وصعوبات‬ ‫وأقول لهم‪ ،‬وهم ال ينتظرون نصيحتي‪ ،‬الذين‬ ‫يقولون لكم نحن معكم‪ ،‬امتحنوهم‪ ،‬واطلبوا‬ ‫منهم قانون انتخايب غري طائفي‪.‬‬

‫حوار ‪:‬لور عقل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبدالله‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫قضية‬

‫ثان لـ «الفساد»‬ ‫«التحري» منبر ٍ‬

‫غادة عيد لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫نعل حذاء مواطن يحمل قضية أشرف من أي سياسي‬ ‫ال يستطيع مواطن عادي أن يظلم مسؤول‪.‬‬ ‫املواطن ال يشتيك إن مل يكن «مخنوقاً» فهو يعرف‬ ‫بأنه سيتورط بعد ذلك‪ .‬لبنان يتمتع بحرية التعبري‪.‬‬ ‫اإلعالم ليس للسياسيني فقط واملواطن له الحق أن‬ ‫يتكلم وأن يكون مسؤوالً عن كالمه وإذا كان كالمه‬ ‫غري صحيح فليحاسبه القضاء‪.‬‬

‫إن الكالم عن الفساد مل يتوقف يف أي‬ ‫عهد‪ ،‬لكنه غالباً ما ظل كالماً لالستهالك‬ ‫السيايس أو االنتخايب من دون أن يقرتن‬ ‫بإجراءات عملية تكشف الحقيقة‪ ،‬وهو ما‬ ‫دفع السياسيني‪ ،‬املشهود لهم بالنظافة‬ ‫والشفافية اىل القول إن العيب ليس بوجود‬ ‫فساد يف لبنان‪ ،‬وهو موجود يف كثري من‬ ‫الدول‪ ،‬إمنا العيب هو يف عدم مالحقة‬ ‫الــ أو‪.‬يت‪.‬يف افرتت ع ّ‬ ‫يل‬ ‫عىل‬ ‫وإحالتهم‬ ‫واملفسدين‬ ‫الفاسدين‬ ‫القضاء كام يحصل يف هذه الدول ليك‬ ‫ولكن ليس من املعقول أن نفتح الهواء لإلساءة‬ ‫تكون محاسبتهم عربة لسواهم‪ .‬فكل عهد‬ ‫اىل بعض األشخاص أو السياسيني ثم نقول‬ ‫يف لبنان كان يتغاىض عن تجاوزات وارتكابات‬ ‫فليذهبوا اىل القضاء مث ًال لقد صدر القرار الظني‬ ‫واختالسات من سبقه‪ ،‬مام عزّز الفساد وجعله‬ ‫بحق نبيل الفال وجاندارك سعد يف الدعوى‬ ‫يسترشي يف اإلدارات واملؤسسات وكذلك بني‬ ‫املقدمة من النائب إبراهيم كنعان وشقيقه بول‬ ‫السياسيني ما دام ال محاسبة ومساءلة وال‬ ‫كنعان بتهمة اختالق جرم ونسبه افرتا ًء إليهام‬ ‫ّ‬ ‫يف الحلقة الشهرية من برنامج «الفساد» التي‬ ‫عقاب بل تسويات ومساومات إال إذا استطاع التوحيد» التقت غادة عيد وكان الحوار اآليت‪:‬‬ ‫الورقة‬ ‫بواسطة‬ ‫الناخبون أن يحاسبوهم‬ ‫وصل فيها التخاطب الكالمي بينك وبني النائب‬ ‫إذا‬ ‫هذا‬ ‫االقرتاع‪،‬‬ ‫صندوق‬ ‫التي يضعونها يف‬ ‫يعترب «الفساد» من الربامج السياسية التي كنعان اىل مرحلة مل يعرفها أي برنامج‪ .‬ما هو‬ ‫توافرت لهم حرية التعبري عن إرادتهم‪ ،‬أو مل تتميز بجرأة عالية يف معالجة قضايا الفساد‪ .‬ردك عىل ذلك؟‬ ‫يجعلوا هذه الحرية معروضة للبيع والرشاء‪ .‬ملاذا اخرتت هذا املوضوع الشائك واملعقد؟‬ ‫القرار الظني ليس حك ًام ونبيل الفال ليس‬ ‫فال يبقى عندئذ محاسبة لكل مرتكب‬ ‫ً‬ ‫املكتوبة‪،‬‬ ‫الصحافة‬ ‫عندما كنت أعمل قي مجال‬ ‫كاذبا‪ .‬القرار الظني أىت ملصلحتي ألن محطة الـ‬ ‫ومختلس ال أمام القضاء وال يف االنتخابات‬ ‫سببها‬ ‫املتفاقمة‬ ‫الناس‬ ‫مشاكل‬ ‫أن‬ ‫اكتشفت‬ ‫أو‪ .‬يت‪.‬يف‪ .‬اتهمتني بأنني فربكت نبيل الفال وهذا‬ ‫الفساد‬ ‫كشف‬ ‫عىل‬ ‫عميل‬ ‫ركزت‬ ‫لذلك‬ ‫الفساد‪،‬‬ ‫النيابية‪.‬‬ ‫غري صحيح‪ .‬عندي كل الثقة بأن جاندارك سعد‬ ‫وعندما يتم الحديث عن الفساد يخطر ومحاربته‪ .‬أنني الناس دفعني اىل مكافحة الفساد ونبيل الفال عمال مع ابراهيم كنعان يف االنتخابات‬ ‫ببالك فوراً برنامج «الفساد» الذي تقدمه الذي يسبب الظلم لهم‪.‬‬ ‫النيابية وهام يريدان أتعابهام وهي ليست قضية‬ ‫اإلعالمية غادة عيد التي تتم ّيز بجرأة عالية‬ ‫كبرية مثلام صورها كنعان‪ ،‬كل النواب يساعدهم‬ ‫أشخاص أثناء االنتخابات‪ ،‬ولكنهم يعطونهم‬ ‫يف معالجة القضايا املطروحة وهي ال تقف‬ ‫«الفساد» من إعداد الشعب‬ ‫أتعابهم‪.‬‬ ‫عند الخطوط الحمر ألي موضوع‪ .‬متيض‬ ‫اللبناين‬ ‫القرار الظني أهمل كل التحقيقات وهي موجودة‬ ‫مبلفاتها حتى النهاية ولكن بالطبع يف بلد‬ ‫وملك الشعب وسوف أنرشها‪ .‬لقد أهمل القرار أن‬ ‫مثل لبنان أصبح قراء الصحف يتسلون‬ ‫«الفساد» من إعداد الشعب اللبناين ومن تقديم نبيل الفال تراجع عن أقواله التي ذكرها يف الـ أو‪.‬يت‬ ‫بأخبار الفضائح والصفقات‪ ،‬وملفات الفساد غادة عيد‪ ،‬هل ما زالت هذه املقولة صحيحة؟‬ ‫يف ويف مركز الرشطة ألنها سجلت تحت الضغط‬ ‫التي تفتح وتغلق من دون أن يعرف املواطن‬ ‫مل‬ ‫ألننا‬ ‫الناس‬ ‫بعد الثقة التي حصلنا عليها من‬ ‫عليه بحضور إخواته وأعاممه وبحضور محامي‬ ‫نخذل أحداً‬ ‫سبباً لذلك‪.‬‬ ‫للكشف‬ ‫السياسية‬ ‫بالحواجز‬ ‫نهتم‬ ‫ومل‬ ‫ابراهيم كنعان ‪ .‬ال يوجد إنسان غري مدعوم يف‬ ‫واإلنفعال‬ ‫الحامس‬ ‫عن‬ ‫عيد‬ ‫سؤال‬ ‫وعند‬ ‫الناس‬ ‫شكاوى‬ ‫ألن‬ ‫الشعار‬ ‫هذا‬ ‫وضعت‬ ‫الفساد‪.‬‬ ‫عن‬ ‫لبنان يستطيع أن يربح قضية ضد نائب أو إعالمي‪،‬‬ ‫اإلدارة‬ ‫ملفات‬ ‫يخص‬ ‫فيام‬ ‫أما‬ ‫الربنامج‪.‬‬ ‫مادة‬ ‫تشكل‬ ‫أثناء تقدميها للربنامج تجيب بأنها‪« :‬تعيش‬ ‫حتى ولو كنت أنا التي حرضته فلن يربح ع ّ‬ ‫يل ألنني‬ ‫القضية وهذا هو سبب حامسها فالناس فهي تصلنا عرب املوظفني الذين ال يستطيعون إعالمية‪.‬‬ ‫يرصخون من األمل‪ ،‬واألمل يرفع الصوت الكالم فيعطوننا معلومات موثقة‪.‬‬ ‫يعني يف النهاية «بتطلع براس» املواطن‬ ‫واملعلومات‬ ‫الكالم‬ ‫صحة‬ ‫كيف تتأ ّكدين من‬ ‫عالياً»‪.‬‬ ‫العادي مثل نبيل الفال وجاندرك سعد؟‬ ‫موثقة؟‬ ‫وإللقاء الضوء عىل هذا املوضوع‪« ،‬منرب وهي ليست جميعها‬ ‫أرفض هذه املقولة وقد تلقيت الكثري من‬ ‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪40‬‬

‫االتصاالت لنصل اىل التسوية التالية بأن‬ ‫الفال كذب عيل وافرتى عىل كنعان ومازلت‬ ‫أرفض ذلك‪ .‬هذا هو فساد القضاء‪ .‬نريد‬ ‫قضاة ابطال يحكمون بالعدل بني جميع‬ ‫املواطنني‪ .‬وسأبقى أناضل ليك تظهر‬ ‫الحقيقة يف هذا املوضوع‪ .‬الحكم ب ّرأين والـ‬ ‫أو‪ .‬يت‪ .‬يف‪ .‬افرتت ع ّ‬ ‫يل‪.‬‬ ‫ملاذا ال تقدمني شكوى ضد الـ أو‪.‬يت‪.‬‬ ‫يف؟‬ ‫ألنني لست بوارد شكوى أنا ال أؤمن‬ ‫بالقضاء ليك أشتيك‪.‬‬ ‫«أنت رمز الفساد» هكذا وصفك النائب‬ ‫كنعان ماذا تردين؟‬ ‫تركته يقول ذلك وتحديته عىل الهواء إذا‬ ‫كان ميلك أدلة ضدي فليكشفها‪.‬‬ ‫ما هو امللف الذي مل تتناولينه وتريدين‬ ‫فتحه؟‬ ‫ملف اإلعالم ألتكلم عن فساد بعض‬ ‫اإلعالميني الذين ينظرون بفوقية اىل‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫أحد اإلعالميني هاجمك برشاسة وقال‬ ‫إنه ال يتابع برنامجك ألنه ال يفهم عليك وال‬ ‫عىل نوعية الناس الذين تستضيفينهم؟‬ ‫طبعاً ألن منربه مخصص للناس األثرياء‬ ‫واملنرب عندي للفقراء‪ .‬ال يفهم نوعية الناس‬ ‫ألن معظم أوقاته يقضيها يف مسايرة‬ ‫السياسيني ومجاملتهم‪ .‬نوعية الضيوف‬ ‫هم األشخاص املستضعفني الذين يريدون‬ ‫إيصال صوتهم‪.‬‬ ‫كنت متحفظة يف موضوع اإلعالم مع‬ ‫العلم أنني أملك معلومات عن تقايض هذا‬ ‫اإلعالمي أمواالً من أحد السياسيني‪.‬‬ ‫هل هناك إثبات؟‬ ‫عندي معلومات‪ .‬اإلعالمي أيضاً يجب‬ ‫أن ُيسأل من أين لك هذا؟ وسائل اإلعالم‬ ‫مرتهنة ألشخاص أليس هذا فساداً‪.‬‬ ‫بالنسبة إ ّيل نعل حذاء أي مواطن صاحب قضية‬ ‫أرشف من أي سيايس‪ ،‬والكل يعلم بأي استزالم‬ ‫وكيف يصلون اىل الوزارة‪.‬‬ ‫برامج «التوك شو» ماذا تعطينا من نتيجة؟ يجب‬ ‫تقليص الربامج السياسية واالهتامم بالربامج‬ ‫التي تتكلم عن الناس ومشاكلهم وهمومهم‬ ‫واحتياجاتهم‪ .‬هناك أشخاص خذلوا من بعض‬ ‫اإلعالميني الذين باعوا ملفاتهم اىل املسؤولني‪.‬‬

‫وزراء يرفضون اإلطاللة‬ ‫يف «الفساد»‬ ‫ملاذا يرفض الكثري من الوزراء الظهور يف‬ ‫برنامجك؟‬ ‫الوزير عدنان السيد حسني كان ضيفي‪ .‬الوزراء‬ ‫«األوادم» يطلون يف برنامجي‪ ،‬أما الذين يخافون من‬

‫كلهم أفسد من بعض‪ .‬إذا مل يكونوا‬ ‫فاسدين مبارشة فسكوتهم عن الفساد‬ ‫هو أكرب من جرم الفساد‪.‬‬

‫«ثوار لبنان»‬

‫أقول للرئيس بري‬ ‫وللجرنال عون «ابتعدوا‬ ‫عن املتظاهرين يك ال تحرقوهم»‬ ‫الوزراء «األوادم» فقط يشاركون‬ ‫يف برنامجي «الفساد»‬ ‫اإلعالمي يجب أن ُيسأل‬ ‫«من أين لك هذا»؟‬ ‫ملف ما فيعتذرون‪ .‬اإلعالم ليس فقط للوزراء واملنابر‬ ‫ليست لهم فقط‪.‬‬ ‫السياسيون ال ينقلون كالم الناس ووجعهم‬ ‫بل يهتمون مبصالحهم وانتامءاتهم ومواقفهم‬ ‫وأحزابهم‪.‬‬

‫الصوت «املخنوق» انفجر‬ ‫أي ملف فتحته وحققت فيه إنجازاً؟ مث ًال يف‬ ‫كل حلقة من «الفساد»يتم الحديث عن سجن‬ ‫روميه والوضع مازال كام هو عليه ملاذا؟‬ ‫عىل األقل الصوت املخنوق «انفجر» هناك بعض‬ ‫الضباط الجيدين الذين تعاطفوا مع حاالت معينة‪.‬‬ ‫كام ّتم تغيري بعض العنارص الذين «بيطشون»‬ ‫ويعملون يف املخدرات‪ .‬وتغيرّ األب نرص‪ .‬بدأ املواطن‬ ‫يشعر بأن عنده سند ومرجع‪.‬‬ ‫من هو أفسد سيايس؟‬

‫‪41‬‬

‫ما رأيك بــ «ثوار لبنان» الذين يريدون‬ ‫إسقاط النظام الطائفي؟‬ ‫لقد شاركت يف املسرية التي تطالب‬ ‫بإسقاط النظام الطائفي يف لبنان وكل‬ ‫حلقة سأستضيف شاباً من هؤالء الشباب‬ ‫ملدة عرش دقائق‪ .‬فأنا غري مؤمنة بأن أي‬ ‫مسؤول ميكن أن يصلح البلد‪.‬‬ ‫ما رأيك مبحاولة بعض السياسيني‬ ‫احتواءهم؟‬ ‫لن يستطيعوا وأولهم الرئيس نبيه بري‬ ‫أقول له «ابتعد عنهم وال تؤيدهم» ألنك‬ ‫«تحرقهم» والجرنال ميشال عون سوف‬ ‫«يحرقهم» أيضاً‪ .‬ألنه دخل أيضاً يف نهج‬ ‫الفساد‪ .‬ماذا حقق جربان باسيل؟ كل‬ ‫الوزراء شاركوا مبا يسمى االتفاق بالرتايض‬ ‫وهو أكرب نوع من أنواع الفساد‪.‬‬ ‫من هو السيايس النظيف؟‬ ‫سليم الحص وحسني الحسيني‪.‬‬ ‫ومن السياسيني الحاليني؟‬ ‫منى عفيش وعدنان السيد حسني‬ ‫«أوادم»‪.‬‬ ‫وماذا يفيد السيايس اآلدمي إذا مل‬ ‫يعمل؟‬ ‫هذا ما أقوله دامئاً إذا كان آدمي وسكت‬ ‫عن الفساد فهو يرتكب جرماً‪ .‬السكوت عن‬ ‫الحق شيطان أخرس‪.‬‬ ‫من االنتقادات التي توجه اىل برنامجك‬ ‫هو الرصاخ الذي يعلو يف الحلقة؟‬ ‫هذه طبيعة الربنامج‪ .‬برنامجي ليس‬ ‫سياسياً‪ .‬إنه قضية‪ ..‬أعيش الحالة وهذا‬ ‫هو سبب حاميس لها‪ .‬الناس يرصخون من األمل‪.‬‬ ‫واألمل يرفع الصوت عالياً‪.‬‬ ‫املواطن ُيهدّد بـ «الفساد»‬ ‫تقولني عندما يذهب مواطن لتخليص‬ ‫معاملته‪ُ ،‬يهدد «بالفساد» إذا تعقدت معاملته‪،‬‬ ‫هل هذا يرضيك؟‬ ‫يكفي أن يكون هذا الربنامج «فشة خلق» الناس‪،‬‬ ‫نعم هذا نوع من الرىض إذ ال يوجد صندوق شكاوى‬ ‫يف القرص الجمهوري وال يوجد وزارة تستمع اىل‬ ‫شكاوى املواطنني‪ .‬يكفي أن الناس تأيت اىل الفساد‬ ‫وال يخذلهم الربنامج‪.‬‬ ‫هل صحيح إنك ستصدرين مجلة؟‬ ‫نعم مجلة «التحري» وهي منرب ثانٍ «للفساد»‪.‬‬

‫حوار‪ :‬لور عقل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد الله‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب اقتصادي‬

‫المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في إدلب‬

‫خطط طموحة إلرواء كافة مناطق المحافظة‬ ‫المهندس أحمد اسماعيل‪ :‬نعمل الستبدال وتجديد وتوسيع‬ ‫الشبكة المائية وتدعيم المصادر المائية‬ ‫املاء أحد مكونات الحياة وعنارصها الرئيسية‬ ‫“وجعلنا من املاء كل يشء حي”‪ ،‬وحيث ما ُوجدت‬ ‫توجد الحضارات‪ ،‬والشواهد عىل ذلك كثرية من أن‬ ‫تحىص فمعظم الحضارات التي سادت قامت قرب‬ ‫مصادر املياه واألنهار والينابيع‪ ،‬واليوم ال نغايل إن‬ ‫قلنا أن الحروب القادمة ستكون من أجل قطرة‬ ‫املاء ‪.‬‬ ‫«منرب التوحيد” زارت املؤسسة العامة للمياه‬ ‫يف إدلب التي تعترب من املؤسسات الخدماتية‬ ‫الهامة والتي تقوم بتأمني مياه الرشب النقية‬ ‫للمواطنني‪ ،‬والتقت املهندس أحمد إسامعيل‪،‬‬ ‫مدير عام املؤسسة وقد ملسنا من خالل حديثه‬ ‫وج ْع ِلها منوذج‬ ‫حرصه عىل إنجاح هذه املؤسسة َ‬ ‫ُيحتذى به‪ ،‬حيث تحدث إلينا عن خطط املؤسسة‬ ‫يف تأمني مياه الرشب للسكان والخطط املوضوعة‬ ‫لذلك قائ ًال‪:‬‬ ‫تحرص املؤسسة عىل التواصل مع املجتمع املحيل‬ ‫لشكاوى املواطنني سوا ًء يف إدارة‬ ‫واالستامع‬ ‫املؤسسة أو يف الوحدات املنترشة يف مناطق‬ ‫املحافظة ونواحيها كافة حيث يتم التعرف عىل‬ ‫موضوع الشكوى وإحالتها إىل األقسام املختصة‬ ‫ملعالجتها بالرسعة املمكنة‪ ،‬وتقوم املؤسسة‬ ‫بأداء املهام املناطة بها متمثلة بتأمني مياه‬ ‫الرشب الصالحة والنقية للمواطنني يف جميع‬ ‫مدن وبلدان وقرى املحافظة وبأقل التكاليف‬ ‫املمكنة إضافة للمحافظة عىل املياه من الهدر‬ ‫والتلوث واالستخدام غري الرشيد‪ ،‬ويف سبيل‬ ‫ذلك تقوم املؤسسة من خالل خططها السنوية‬ ‫بإقامة املشاريع الستغالل املصادر املائية املتوفرة‬ ‫(ينابيع طبيعية) وإلرواء أكرب عدد ممكن من القرى‬ ‫والتجمعات السكانية حيث بلغ عدد املشاريع‬ ‫املستثمرة نحو ‪ 156‬مرشوعاً تروي ‪ 1441‬ألف‬ ‫نسمة‪ ،‬وقد بلغت نسبة املستفيدين من مياه‬ ‫الرشب ‪ % 94‬من سكان املحافظة البالغ عددهم‬ ‫‪ 1526‬ألف نسمة‪ ،‬وتعترب خدمة مياه الرشب‬ ‫جيدة من ناحية توفر اإلمدادات وعدم انقطاع املياه‬ ‫لفرتات طويلة نظراً ألن املؤسسة تقوم سنوياً‬ ‫بحفر عدد من اآلبار لتغطية الحاجات املتنامية من‬ ‫املياه وفق معدل الزيادة السكانية‪ ،‬ونقوم مبراقبة‬ ‫املياه بشكل مستمر عن طريق أخذ عينات من‬ ‫مياه الشبكات يف جميع املشاريع وفحصها يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫مخرب املؤسسة للتأكد من سالمتها و صالحيتها‬ ‫للرشب وخلوها من أية ملوثات ‪.‬‬ ‫ما هو واقع مياه الرشب يف املحافظة؟‬ ‫تعتمد املؤسسة يف تأمني مياه الرشب يف‬ ‫الدرجة األوىل عىل املياه الجوفية عن طريق حفر‬ ‫واستثامر اآلبار إضافة الستثامر بعض الينابيع‬ ‫الطبيعية‪ ،‬حيث تبلغ كميات املياه املقطوفة من‬ ‫هذه الينابيع نحو ‪ % 8‬من اإلنتاج الكيل للمياه‬ ‫وال يوجد يف املحافظة أية أنهار أو بحريات‪ ،‬كام مل‬ ‫تقم املؤسسة بتنفيذ أية سدود لتجميع املياه‬ ‫الستخدامها للرشب لعدم وجود مصادر مائية‬ ‫صالحة لهذا األسلوب من االستثامر باستثناء عني‬ ‫الزرقاء الذي يقام عليه حالياً مرشوع اسرتاتيجي‬ ‫إلرواء ‪ % 71‬من مناطق املحافظة‪.‬‬ ‫وقمنا بتقسيم مشاريع املياه إىل ثالث درجات‬ ‫بحسب إمكانيات املصادر املائية‪ ،‬فاملدن الرئيسية‬ ‫تتمتع بخدمة جيدة حيث يتم تأمني املياه لجميع‬ ‫املشرتكني دون أي انقطاع (مثل مركز املحافظة‬ ‫ورساقب وخان شيخون وجرس الشغور‪ ،‬واملجموعة‬ ‫الثانية يتم توزيع املياه فيها وفق برنامج توزيع يوم‬ ‫كل عدة أيام حسب إمكانيات املصدر املايئ حيث‬ ‫يتم تقسيم الشبكة لقسمني أو أكرث‪ ،‬وقرى‬ ‫جبل الزاوية وجبل حارم وعدد من التجمعات‬

‫‪42‬‬

‫النائية يتم توزيع املياه وفق برنامج كل (‪)20 - 15‬‬ ‫يوماً‪ ،‬والتجمعات العطىش البعيدة عن املصادر‬ ‫املائية تقدر نسبة املستفيدين من هذه املشاريع‬ ‫‪ % 6‬من مجموع سكان املحافظة‪.‬‬ ‫ما هي أهم املؤرشات املادية لنشاط مياه‬ ‫الرشب يف خطتكم االستثامرية لعام ‪2010‬؟‬ ‫بلغ حجم االستثامرات لعام ‪ 2010‬حواىل‬ ‫‪ 670‬مليون لرية سورية أنفق منها ‪ 667‬مليون‬ ‫لرية سورية بنسبة تنفيذ ‪ ،% 99.5‬حيث بلغ عدد‬ ‫املشرتكني لنهاية ‪ 2010‬حواىل ‪ 237000‬مشرتكاً‬ ‫وعدد السكان املستفيدين ‪ 1441‬ألف نسمة‪،‬‬ ‫ونسبة املستفيدين ‪ ،% 94‬وبلغت نسبة الهدر‬ ‫‪ % 30.5‬وبلغ معدل نصيب الفرد ‪ 73.6‬ل‪/‬يوم‪ ،‬وقد‬ ‫بلغ اإلنتاج املحيل ‪ 444910‬ألف لرية سورية حيث‬ ‫كان مخطط له ‪ 494342‬ألف لرية سورية‪ ،‬وبلغت‬ ‫مستلزمات اإلنتاج ‪ 406110‬ألف لرية سورية‬ ‫حيث كان مخطط له ‪ 523325‬ألف لرية سورية‪،‬‬ ‫ليبلغ العجز ‪ 28981‬ألف لرية سورية‪ ،‬وهذا العجز‬ ‫عائد لتسعرية املياه املنخفضة بأقل من سعر‬ ‫التكلفة ليكون صايف العجز والربح عام ‪2010‬‬ ‫حواىل ‪ 712421‬ألف لرية سورية‪ ،‬لذلك يلزمنا‬ ‫تعزيز اعتامدات املؤسسة لردم هذه الهوة‪ ،‬وبلغت‬ ‫كمية اإلنتاج للمياه الخامية ‪ 55660‬ألف م‪3‬‬ ‫وبلغت كمية االستهالك ‪ 38682‬ألف م‪ 3‬ليكون‬ ‫نسبة املستفيدين ‪.% 94‬‬ ‫ما هي خطة املؤسسة االستثامرية لعام‬ ‫‪2011‬؟‬ ‫بلغ مجموع املوازنة االستثامرية لعام ‪2011‬‬ ‫حواىل ‪ 720‬مليون لرية سورية‪ ،‬موزعة عىل‬ ‫استبدال وتجديد مبلغ ‪ 300500‬ألف لرية سورية‪،‬‬ ‫وتنفيذ وتوسيع الشبكة املائية مبلغ ‪ 200‬مليون‬ ‫لرية سورية‪ ،‬وتدعيم املصادر املائية مببلغ ‪ 70‬مليون‬ ‫لرية سورية‪ ،‬وتطوير عمل املؤسسة مببلغ ‪100‬‬ ‫مليون لرية سورية‪ ،‬وعمليات التأهيل والتدريب‬ ‫مببلغ ‪ 500‬ألف لرية سورية‪ ،‬وربط مشاريع املياه‬ ‫بعني الزرقا مببلغ ‪ 40‬مليون لرية سورية‪ ،‬واستبدال‬ ‫وتجديد الرصف الصحي مببلغ ‪ 9‬مليون لرية‬ ‫سورية‪ ،‬ومن املتوقع أن يبلغ عدد املشرتكني نهاية‬ ‫عام ‪ 2011‬حوايل ‪ 234000‬مشرتك ومعدل نصيب‬ ‫الفرد ‪ % 106‬ل‪/‬يوم‪.‬‬ ‫ما هي توجهات املؤسسة يف الخطة‬

‫السنوية لعام ‪2011‬؟‬ ‫تعمل املؤسسة عىل تطوير املؤرشات املذكورة‬ ‫للوصول إىل معدالت أعىل يف سبيل إيصال املياه‬ ‫إىل جميع السكان وبخاصة املناطق الفقرية بأقل‬ ‫قيمة ممكنة وذلك عرب اإلجراءات املتخذة ملكافحة‬ ‫الهدر وأعامل التجديد واالستبدال والتوسع‬ ‫باملشاريع القامئة وأعامل إنهاء املشاريع املبارش‬ ‫بها والتي سرتوي تجمعات سكانية عطىش وقد‬ ‫بلغ حجم االعتامد املرصد لعام ‪ 2011‬مبلغاً‬ ‫إجاملياً قدره ‪ 720‬مليون لرية سورية ‪.‬‬ ‫والفرعية‬ ‫البعيدة‬ ‫األهداف‬ ‫هي‬ ‫ما‬ ‫والسياسات والربامج واملرشوعات يف الخطة‬ ‫الخمسية الحادية عرش ملؤسسة مياه إدلب؟‬ ‫األهداف البعيدة املدى هي زيادة جودة البنى‬ ‫التحتية للمحافظة وتطويرها مبا يتالءم مع‬ ‫متطلبات التنمية املحلية‪ ،‬أما األهداف الفرعية‬ ‫فهي ضامن تزويد التجمعات السكانية مبياه‬ ‫رشب آمنة وزيادة نسبة معدل االستفادة وزيادة‬ ‫نسبة املستفيدين من ‪ % 88‬إىل ‪ %92‬ومعدل‬ ‫نصيب الفرد اليومي من ‪ 71‬ل‪/‬يوم إىل ‪ 100‬ل‪/‬يوم‬ ‫وتوفري الرثوة القومية عرب االستعاضة عن املياه‬ ‫الجوفية مبياه املصادر السطحية مثل نبع عني‬ ‫الزرقا لحوايل ‪ %70‬من سكان املحافظة‪ ،‬وترشيد‬ ‫استخدام مياه املصادر السطحية وخاصة‬ ‫الينابيع‪ ،‬والتوزيع املتوازن للمياه عىل التجمعات‬ ‫السكانية ومعالجة حاالت شح املياه التي تعاين‬ ‫منها بعض التجمعات مثل قرى جبل الزاوية وذلك‬ ‫باستمرارية جاهزية خطوط املياه بحالة جيدة‬ ‫واملحافظة عىل سالمة الشبكات وتأمني املصدر‬ ‫املايئ من خالل ربط هذه القرى مبرشوع مياه عني‬ ‫الزرقا‪ ،‬وتأمني مصادر مياه مستقلة للتجمعات‬ ‫التي يتعذر تخدميها من املرشوع‪.‬‬ ‫ما هي الصعوبات التي تعرتض سري عمل‬ ‫املؤسسة وما هي املقرتحات الالزمة لتذليلها؟‬ ‫من أهم املعوقات هو انخفاض منسوب املياه‬ ‫الجوفية بشكل كبري مام ُيرتب عىل املؤسسة‬ ‫نفقات كبرية الستبدال املضخات وزيادة قيمة‬

‫الطاقة الالزمة وتعميق اآلبار حيث يبلغ عدد‬ ‫اآلبار اإلجاميل ‪ 534‬كام أن املياه املستخرجة‬ ‫من اآلبار تشكل ‪ % 92‬من إجاميل املياه املنتجة‬ ‫إضافة إىل الكلف واإلمكانيات الالزمة لتزويد‬ ‫املياه بالصهاريج للتجمعات التي تجف مصادرها‬ ‫املائية‪ ،‬وهناك مشكلة فنية باستخدام قساطل‬ ‫البويل إتيلني تتمثل بتشكل صفائح متنقلة‬ ‫من الكلس تتجمع يف مناطق تغري امليول من‬ ‫خطوط املياه متسببة يف انسداد خطوط املياه‪،‬‬ ‫وتأخر تنفيذ مرشوع إرواء مناطق املحافظة من عني‬ ‫الزرقا الذي تذهب مياهه هدراً عرب الحدود الدولية‬ ‫لخارج القطر وما يسببه هذا التأخر من االستمرار‬ ‫يف استنزاف املياه الجوفية وتفاقم مشكلة‬ ‫هبوط منسوبها ونضوب املزيد من مصادر املياه‬ ‫املستثمرة لتأمني مياه الرشب‪ ،‬وتأخر تنفيذ خط‬ ‫إرواء قرى جبل الزاوية من مرشوع عني الزرقاء بعد‬ ‫املوافقة عىل تشميل مرشوع جبل الزاوية ضمن‬ ‫مرشوع عني الزرقا وإنجاز الدراسة الفنية إلروائه‪،‬‬ ‫واملشكلة األهم هي الديون املستحقة لصندوق‬ ‫الدين العام وفوائدها تشكل عبئاً مادياً هائ ًال‬

‫يجعل املؤسسة خارسة مهام بلغت كميات‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬كام أن ارتفاع تسعرية الكهرباء يسبب‬ ‫عجزاً كبرياً عىل املؤسسة حيث تبلغ كلفة إنتاج‬ ‫‪ 1‬م‪ 3‬من املياه ‪ 44.60‬لرية سورية كون معظم آبار‬ ‫املؤسسة يرتاوح أعامقها بني ‪ 450- 200‬م‪ ،‬وتعدد‬ ‫مراحل الضخ للمرشوع الواحد مثل (مرشوع‬ ‫إدلب – اللج – الفوار‪ -‬العدوسية – سبع عيون‬ ‫–عني الزرقا) والعديد من املشاريع الهامة األخرى‬ ‫وأهم املقرتحات لتذليل هذه الصعوبات‬ ‫هي‪:‬‬ ‫العمل عىل اإلرساع بتنفيذ مرشوع عني‬ ‫الزرقاء ووضعه يف الخدمة (والذي تم إنجازه‬ ‫بالكامل باستثناء جزء من خط الضخ الرئييس)‬ ‫نظراً لحاجة املحافظة املاسة ملياهه املهدورة حالياً‪،‬‬ ‫ولحظ اعتامدات إلنجاز املرحلة الثانية من املرشوع‬ ‫خالل الخطة الخمسية الحادية عرش‪ ،‬والعمل عىل‬ ‫دراسة موضوع تكلس املياه يف قساطل البويل‬ ‫إيتلني مع الرشكات املصنعة أو إيجاد بدائل‬ ‫لهذا النوع من القساطل يالءم املياه الكلسية‪،‬‬ ‫واإلرساع بتنفيذ مرشوع خط جبل الزاوية من‬ ‫عني الزرقا ضمن مرشوع مياه عني الزرقاء الذي‬ ‫تقوم وزارة اإلسكان واملرافق حالياً بتنفيذه نظراً‬ ‫لعدم وجود مصدر مايئ بديل والفتقار املنطقة‬ ‫إىل املياه الجوفية الصالحة للرشب‪ ،‬والعمل عىل‬ ‫تسديد ديون املؤسسة لصندوق الدين العام‪،‬‬ ‫وتعديل تسعرييت الكهرباء واملياه مبا يحقق نوعاً‬ ‫من التوازن بني الكلفة وتسعرية البيع‪.‬‬

‫خمس مليارات وست ماليني و‪93‬‬ ‫ألف لرية سورية كلفة مرشوع‬ ‫عني الزرقا‬ ‫تحدثتم عن األهمية الكبرية ملرشوع عني‬ ‫الزرقا‪ ،‬ما هو هذا املرشوع وأين وصلتم بالعمل‬ ‫فيه؟‬

‫‪43‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب اقتصادي‬ ‫نبع عني الزرقا هو نبع طبيعي تبلغ غزارته ‪5.2‬‬ ‫م‪/3‬ثانية‪ ،‬وقد تقرر إنشاء مرشوع عىل هذا النبع‬ ‫لالستفادة من مياهه إلرواء نحو ‪ %71‬من مجموع‬ ‫سكان املحافظة‪ ،‬وذلك لغاية عام ‪ 2030‬إضافة‬ ‫ملرشوع جبل الزاوية الذي ّمتت املوافقة عىل‬ ‫تشميله يف املرشوع مؤخراً بحيث تصبح نسبة‬ ‫املستفيدين من مرشوع عني الزرقا بعد تشميل‬ ‫مرشوع جبل الزاوية نحو ‪ % 84‬من مجموع‬ ‫سكان املحافظة‪ ،‬حيث خصص ‪ 3.2‬م‪/3‬ثانية‬ ‫للرشب والباقي للري‪ ،‬وتم إعداد الدراسة الالزمة‬ ‫لهذا املرشوع من قبل الرشكة العامة للدراسات‬ ‫واالستشارات الفنية وذلك يف عام ‪. 1994‬‬ ‫ويتكون املرشوع من مرحلتني‪ :‬األوىل حيث‬ ‫تبلغ الكلفة اإلجاملية ألعامل املرحلة األوىل‬ ‫املنفذة (‪ )1.833‬مليون لرية سورية‪ ،‬وتبلغ الغزارة‬ ‫التصميمية لهذه املرحلة ‪ 1.6‬م‪/3‬ثانية‪ ،‬بحيث‬ ‫تبلغ نسبة املستفيدين من هذه املرحلة نحو ‪38‬‬ ‫‪ %‬من سكان املحافظة‪ ،‬والكلفة اإلجاملية ‪2.883‬‬ ‫مليون لرية سورية‪ ،‬وتروي هذه املرحلة مدينة‬ ‫إدلب والتجمعات القريبة منها ومدينتي سلقني‬ ‫وكفرتخاريم والتجمعات املجاورة ومدينة معرة‬ ‫النعامن والتجمعات املجاورة ومرشوعي سنجار‬ ‫والخوين ورساقب وأبو الظهور والتجمعات املجاورة‬ ‫لهام‪ ،‬وتأسس إلرواء التجمعات املدرجة ضمن‬ ‫املرحلة الثانية والنهائية ‪.‬‬ ‫واألعامل املنجزة يف املرحلة األوىل هي منشآت‬ ‫النبع‪ :‬البحرية االصطناعية ‪ -‬سدة الحامية‬ ‫وقناة ترصيف مياه املجاري‪ -‬املحطة األوىل‪ ،‬وقد تم‬ ‫االنتهاء من تنفيذ هذه األعامل يف عام ‪1999‬‬ ‫وبلغت كلفة التنفيذ اإلجاملية ‪ 182‬مليون لرية‬ ‫سورية‪ ،‬واملحطات والخزانات‪ :‬إكساء املحطة األوىل‬ ‫ املحطة الثانية وخزان العبور سعة ‪ 5000‬م‪- 3‬‬‫املحطة الثالثة وخزان تل عبس سعة ‪ 12500‬م‪3‬‬ ‫وخزان مرتني سعة ‪ 25000‬م‪ - 3‬املحطة الرابعة‬ ‫وخزان سلقني سعة ‪ 5000‬م‪ - 3‬املحطة الخامسة‬ ‫وخزان معرة النعامن سعة ‪ 10000‬م‪ - 3‬املحطة‬ ‫السادسة بكلفة إجاملية ‪ 205‬مليون لرية‬ ‫سورية‪ ،‬بحيث تبلغ القيمة اإلجاملية للمحطات‬ ‫والخزانات مع منشأة النبع مبلغ ‪ 387‬مليون لرية‬ ‫سورية‪ ،‬ويبلغ إجاميل الخطوط املنفذة ‪151.4‬‬ ‫كم بكلفة إجاملية قدرها ‪ 157‬مليون لرية‬ ‫سورية‪ ،‬إضافة لقيمة التوريدات من قساطل‬ ‫وقطع خاصة والبالغة ‪ 232‬مليون لرية سورية‪،‬‬ ‫وتم التعاقد مع رشكة األحمدي اإلماراتية من‬ ‫أجل التجهيزات امليكانيكية والكهربائية بكلفة‬ ‫تقديرية ‪ 760‬مليون لرية سورية وهي قطع أجنبي‬ ‫قدره ‪ 6.843‬مليون يورو‪ ،‬و‪ 75‬مليون لرية سورية‪،‬‬ ‫حيث قامت الرشكة بتقديم التجهيزات وبلغت‬ ‫نسبة الرتكيب نحو ‪ ،% 88‬وبالنسبة ألعامل‬ ‫التغذية الكهربائية‪ ،‬تم تنفيذ محطة تحويل‬ ‫بكلفة إجاملية قدرها ‪ 288‬مليون لرية سورية‬ ‫مناصفة بني املياه ومديرية املوارد املائية‪.‬‬ ‫وهناك أعامل غري منفذة وهي رضورية‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الشركة الصناعية السورية للزيوت النباتية في حلب عطاء بال حدود‬ ‫الدكتور صباغ لـ «منبر التوحيد»‪ :‬نبحث عن بدائل الستغالل الطاقة المفقودة‬

‫للمرحلة األوىل حيث تبلغ أطوال الخطوط غري‬ ‫‪ 21.553‬كم موضوع عقدي املشاريع‬ ‫املنفذة‬ ‫املائية وجزء من خط سلقني وعقد التوريد مع‬ ‫رشكة (سانت غوبان الفرنسية) وبلغت قيمة‬ ‫العقد ‪ 520‬مليون لرية سورية‪ ،‬وبقيمة إجاملية‬ ‫مع التوريدات ‪ 780‬مليون لرية سورية‪ ،‬بحيث يبلغ‬ ‫الطول اإلجاميل للخطوط املنفذة وغري املنفذة‬ ‫‪ 172.953‬كم‪ ،‬محطة تحويل ‪ 66‬ك ف أ بكلفة‬ ‫‪ 250‬مليون لرية سورية لتغذية املحطة الثالثة مع‬ ‫خط توتر بكلفة ‪ 20‬مليون لرية وقد تم التعاقد‬ ‫عىل تنفيذها مع السورية للشبكات‪ ،‬استكامل‬ ‫تركيب التجهيزات بحيث تبلغ الكلفة التقديرية‬ ‫لألعامل املتبقية ‪ 1050‬مليون لرية سورية وكلفة‬ ‫املرحلة األوىل ‪ 2883‬مليون لرية سورية‪.‬‬ ‫خط تدعيم مرشوع جبل الزاوية‪ :‬هو عبارة‬ ‫عن خط قطر ‪ 600‬مم بطول حوايل ‪ 29‬كم من‬ ‫سهل الروج إىل محطة الضخ األوىل ‪ -‬محطة‬ ‫اللج ‪ -‬مبرشوع جبل الزاوية حيث متت دراسة الخط‬ ‫من قبل الوزارة وسيتم اإلعالن عن تنفيذ الخط‬ ‫الحقاً‪ ،‬وتبلغ نسبة السكان املستفيدين من هذا‬ ‫الخط نحو ‪ %13‬من سكان املحافظة وتقدر كلفة‬ ‫تنفيذه بنحو ‪ 550‬مليون لرية سورية ‪.‬‬ ‫أما املرحلة الثانية فتقدر نسبة املستفيدين‬ ‫من هذه املرحلة بنحو ‪ % 36‬كام تبلغ الغزارة‬ ‫التصميمية لهذه املرحلة ‪ 1.6‬م‪/3‬ثانية‪ ،‬بحيث‬ ‫تبلغ الغزارة الكلية للمرشوع بنهاية هذه املرحلة‬ ‫‪ 3.2‬م‪/3‬ثانية‪ ،‬وتقدر كلفتها بحوايل ‪ 2.260‬مليون‬ ‫لرية سورية‪ ،‬وتروي هذه املرحلة معرمترصين‬ ‫والتجمعات التابعة لها ومعرة اإلخوان وحربنوش‬ ‫وكفربني ومعرة النعسان – تفتناز – طعوم – بنش‬ ‫– الفوعة والدانا والتجمعات التابعة لها ومدينة‬ ‫خان شيخون والتجمعات املجاورة‪ ،‬ويبلغ طول‬ ‫الخطوط للمرحلة الثانية ‪106‬كم ‪.‬‬

‫‪44‬‬

‫أما األعامل املدنية فهي خزان سعة ‪ 5000‬م‪3‬‬ ‫عدد ‪ 1‬يف املحطة الثانية‪ ،‬خزان سعة ‪ 5000‬م‪،3‬‬ ‫عدد ‪ 1‬يف مرميني‪ ،‬خزان سعة ‪ 5000‬م‪ ،3‬عدد ‪1‬‬ ‫يف املحطة الثالثة بعني شيب‪ ،‬خزان سعة ‪12500‬‬ ‫م‪ ،3‬عدد ‪ 1‬يف تل عبس‪ ،‬خزان سعة ‪ 500‬م‪،3‬‬ ‫عدد ‪ 1‬يف تفتناز‪ ،‬حيث تبلغ الكلفة التقديرية‬ ‫اإلجاملية ألعامل الخطوط واملباين ‪ 1.500‬مليون‬ ‫لرية سورية‪ ،‬أما أعامل التجهيزات فتقدر كلفة‬ ‫تجهيزات املرحلة الثانية بنفس حجم تجهيزات‬ ‫املرحلة األوىل وهي ‪ 760‬مليون لرية سورية كون‬ ‫محطات الضخ املنفذة يف املرحلة األوىل سيتم‬ ‫تركيب تجهيزات أخرى فيها للضخ ضمن خطوط‬ ‫املرحلة الثانية‪ ،‬وجميع أعامل املرحلة الثانية‬ ‫غري منفذة وال ميكننا معرفة كلفة التنفيذ عىل‬ ‫وجه الدقة كون تلك الكلفة متعلقة بأسعار‬ ‫التوريدات وأسعار األشغال املتقلبة‪ ،‬وتقدر وفق‬ ‫ما ورد بحوايل ‪ 2260‬مليون لرية سورية إضافة‬ ‫لخط جبل الزاوية بكلفة ‪ 550‬مليون لرية سورية‪،‬‬ ‫واملرحلة األوىل بكلفة ‪ 2883‬مليون لرية سورية ‪.‬‬ ‫وختم إسامعيل حديثه بالقول‪ :‬انطلقنا يف‬ ‫هذه املؤسسة من مصلحة الوطن أوالً ثم املواطن‬ ‫وما يهُمنا هو تأمني مياه نقية ومرشوبة لكافة‬ ‫مواطني إدلب‪ ،‬متوجهاً بالشكر اىل محافظ‬ ‫إدلب املهندس خالد األحمد ملا يوليه من اهتامم‬ ‫كبري إلنجاح هذه املؤسسة‪ ،‬والشكر الكبري لقائد‬ ‫مسرية التطوير والتحديث الرئيس الدكتور بشار‬ ‫األسد ‪.‬‬ ‫خص بالشكر “منرب التوحيد” كوسيلة‬ ‫كام‬ ‫ّ‬ ‫إعالمية أظهرت الوجه املرشق لهذه املؤسسة‬ ‫متمنياً‬ ‫مهامهم‬ ‫يف‬ ‫التوفيق‬ ‫ملندوبيها‬ ‫اإلعالمية‪.‬‬

‫حوار‪ :‬عبد املناف األحمد‬ ‫واملهندس عبد الرزاق العابد‬

‫هي إحدى رشكات القطاع العام الصناعي مرتبطة باملؤسسة العامة‬ ‫للصناعات الغذائية التابعة لوزارة الصناعة‪ ،‬وتتألف الرشكة من إدارة عامة‬ ‫ووحدتني لإلنتاج موزعني عىل ثالث معامل‪ ،‬إضافة إىل مكتب يف مدينة الالذقية‬ ‫تابع للرشكة‪ ،‬ملتابعة أعامل االسترياد والتصدير‪ ،‬وتستكمل باقي حلقات‬ ‫اإلنتاج ملحصول القطن الذي هو من أهم املحاصيل االسرتاتيجية يف القطر‪ ،‬حيث‬ ‫تعمل الرشكة عىل عرص بذور القطن الناتجة من عمليات حلج األقطان لتنتج‬ ‫مادة الزيت النبايت الذي يعترب مادة غذائية حيوية يستخدم يف املأكوالت التي‬ ‫تحتاج لعملية القيل‪ ،‬إضافة إلمكانية تصنيع سمن نبايت كمك ّون أسايس‬ ‫فيها‪ ،‬كام تنتج مادة علفية تعترب من املكونات األساسية يف الخلطات العلفية‬ ‫وكامدة أساسية للرثوة الحيوانية‪ ،‬كام تنتج الرشكة ألياف س ّللوزية طبيعة‬ ‫ذات محتوى س ّللوزي عايل تدخل يف صناعات متعددة وتعد بعد مزجها بخالئط‬ ‫معينة كبديل عن الحرير الطبيعي ‪.‬‬ ‫عندما التقينا املدير العام الدكتور الكيميايئ زياد صباغ‪ ،‬مدير عام الرشكة‪،‬‬ ‫وجدنا فيه إرصاره الكبري إلنجاح هذه الرشكة وخاصة بعد أن تراجعت كميات‬ ‫بذور القطن ملوسم عام ‪ 2011 / 2010‬فأكد لنا مدى حرص اإلدارة البحث عن‬ ‫بدائل وذلك الستغالل الطاقة املفقودة واستمرارية عمل هذه الرشكة لتحقيق‬ ‫الطاقة املخطط لها‪ ،‬وقد بينّ لنا رؤيته االسرتاتيجية حيال اآللية التي اتبعتها‬ ‫اإلدارة لردم الهوة التي سببها نقص كميات بذر القطن‪ ،‬وتطوير آلية عمل‬ ‫الرشكة لتواكب تطورات العرص يف ظل اقتصاد السوق االجتامعي‪ ،‬والحفاظ‬ ‫عىل املنتج السوري من زيوت القطن وبذل أقىص الجهود إلنجاز الخطط بأكملها‬ ‫وتوفري سلعة ذات جودة عالية بأسعار مناسبة ومدروسة‪ ،‬فكان لنا معه الحوار‬ ‫التايل ‪:‬‬ ‫ما هي خطة الرشكة خالل عام ‪2011‬؟‬ ‫خطتنا هذا العام عرص كمية ‪174150‬طن من بذر القطن‪ ،‬ولكن نتيجة لرتاجع‬ ‫كميات البذور الناتجة من القطن ملوسم ‪ 2011 – 2010‬فإن الرشكة ال ميكنها‬ ‫تحقيق الطاقة املخططة لعام ‪ ،2011‬فقد قمنا بالبحث عن البدائل الستغالل‬ ‫الطاقة املفقودة‪ ،‬ونتيجة للبحث فقد وجدنا من خالل اللجان املشكلة لهذه‬ ‫الغاية أن البديل الوحيد واألنسب حالياً هام بذر عباد الشمس وفول الصويا‬ ‫باعتبار أن اآلالت املوجودة يف الرشكة ميكنها عرص هاتني املادتني‪ ،‬حيث تم اإلعالن‬ ‫عن مناقصة محلية لتوريد ‪17000‬طن بذر عباد الشمس الزيتي و ‪10000‬طن من‬ ‫فول الصويا الزيتي ‪.‬‬ ‫ما هي خطة الرشكة االستثامرية لعام ‪2011‬؟‬ ‫بلغ مجموع اعتامد الخطة االستثامرية لعام ‪ 2011‬حواىل ‪169500‬ألف لرية‬ ‫سورية موزعة عىل مبلغ ‪ 85‬مليون الستكامل تنفيذ محطات للمياه الصناعية‬ ‫للمعامل الثالثة‪ ،‬حيث كنا قد بدأنا بتنفيذها عام ‪ ،2010‬وتم رصد ‪ 24500‬ألف‬ ‫لرية سورية إلجراء عمرة كاملة لوحدة املذيبات ملعمل النريب‪ ،‬حيث تم يف عام‬ ‫‪ 2010‬وضع الدراسة الفنية الشاملة إلعادة تأهيل وعمرة هذه املذيبات مع وضع‬ ‫الرشوط واإلضبارة التنفيذية‪ ،‬وذلك بحضور خبري من الرشكة الصانعة وخربة‬ ‫من جامعة حلب‪ ،‬ورصد مبلغ ‪ 50‬مليون لرية سورية لرتكيب مجموعتي توليد‬ ‫استطاعة ‪ 1500‬ك‪.‬ف‪.‬آ ملعميل عني التل والنريب‪ ،‬حيث تم دراسة العروض من‬ ‫الناحية الفنية خالل عام ‪ ،2010‬وتم رصد مبلغ ‪ 10‬مليون لرية سورية لرشاء‬ ‫وتركيب أجهزة مراقبة وقياس مستوى السوائل والتدفق ملعمل النريب‪ ،‬حيث تم‬ ‫خالل ‪ 2010‬تعديل دفرت الرشوط الفني ‪.‬‬ ‫ما هي األرباح املخطط لها خالل عام ‪2011‬؟‬ ‫واالستخدامات‬ ‫سورية‪،‬‬ ‫‪2.913.223.000‬لرية‬ ‫املوارد‬ ‫إجاميل‬ ‫إن‬ ‫‪2.583.223.000‬لرية سورية‪ ،‬ويكون الربح قبل الرضيبة ‪ 330.000.000‬لرية‬ ‫سورية‪ ،‬ورضيبة األرباح ‪ 92.400.000‬لرية سورية‪ ،‬ليكون الدخل الصايف للرشكة‬

‫‪ 237.600.000‬لرية سورية‪. .‬‬ ‫ما هي اإلنجازات التي حققتموها خالل الخطة اإلنتاجية لعام ‪2010‬؟‬ ‫كانت خطتنا لعام ‪ 2010‬عرص كمية ‪217080‬طن بذر قطن‪ ،‬حيث قمنا‬ ‫بعرص كمية ‪ 167871‬وقد بلغت نسبة التنفيذ ‪ % 77‬ويعود انخفاض نسبة‬ ‫التنفيذ لعدم توفر البذور‪ ،‬وقد بلغ اإلنتاج الرتاكمي لكامل عام ‪ 2010‬قيمته‬ ‫‪2719378‬ألف لرية سورية‪ ،‬بنسبة تنفيذ ‪ ،%80‬حيث بلغت املبيعات من الزيت‬ ‫نصف املكرر ‪142120‬ألف لرية سورية‪ ،‬وتم تصدير ‪14481‬طناً من اللنت املتنوع‬ ‫بقيمة ‪437143‬ألف لرية سورية‪ ،‬وزيت مكرر بلغت كميته ‪18216‬طن بلغت‬ ‫قيمته ‪ 885073‬ألف لرية سورية‪ ،‬ليصبح إجاميل الصادرات ‪ 579263‬ألف لرية‬ ‫سورية حيث بلغت نسبة تنفيذ املبيعات ‪. % 79‬‬ ‫يف ظل النقص الكبري يف بذور القطن وما قد يسببه من تراجع يف‬ ‫إنتاجية الرشكة‪ ،‬ما هي اإلجراءات التي اتخذمتوها لردم هذه الهوة؟‬ ‫كام ذكرت لك سابقاً نتيجة لنقص كميات بذور القطن املخصصة للرشكة‬ ‫قمنا بتشكيل لجنة مهمتها البحث لتأمني بدائل عن الطاقات غري املستغلة‪،‬‬ ‫ونتيجة للبحث وجدنا أن بذور عباد الشمس وفول الصويا هام األنسب‪ ،‬وقمنا‬ ‫مبراسلة جامعة حلب كلية الزراعة بشأن التعاون لتفعيل خط إلنتاج السمنة‪،‬‬ ‫كونه ال يوجد خربات كافية يف الرشكة الستنباط خلطات جديدة من السمون‬ ‫وحسب متطلبات السوق وذات جدوى اقتصادية‪ ،‬وقد تم عقد اجتامع أويل مع‬ ‫الدكتور محمود دهامن من جامعة حلب ملتابعة األعامل يف هذا املوضوع‪ ،‬وسيتم‬ ‫إجراء تجربة حقيقة مخربية عىل الجهاز املخربي املوجود يف الجامعة ليتم اعتامد‬ ‫نتائجها يف الدراسات‪ ،‬حيث يتم حالياً إعداد دفاتر رشوط لرشاء زيوت خامية‬ ‫من عباد الشمس والصويا لتكريرها وذلك بعد دراسة جدواها االقتصادية‪.‬‬ ‫ما هي الصعوبات التي تعاين منها الرشكة وما املقرتحات برأيكم؟‬ ‫هناك عدة عوامل تعرتض سري العمل يف الرشكة ومن أهمها‪:‬‬ ‫ نقص يف العاملة الفنية املتخصصة ‪.‬‬‫ عدم توفر البذور ‪.‬‬‫ توحيد األنظمة والقوانني بني القطاعني العام والخاص لتحقيق املنافسة‬‫العادلة ‪.‬‬ ‫لذلك نقرتح فرز عدد من مهنديس اختصاص ميكانيك وكهرباء‪ ،‬ذات قدرة‬ ‫ومعلوماتية ومحاسبة ومن خريجي املعاهد املتخصصة يف تصنيع املواد‬ ‫الغذائية‪ ،‬كام نقرتح دعم الصادرات والسعي مع وزارة الزراعة لتطوير زراعة‬ ‫البذور الزيتية‪ ،‬والعمل عىل تبسيط إجراءات التصدير واالسترياد ‪.‬‬

‫حوار‪ :‬عبد السالم وعبد املناف األحمد‬

‫‪45‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب فلسطيني‬

‫منرب اقتصادي‬

‫رجل األعمال أحمد جميل عقرين لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬

‫طموحي أن أمثل فئة الفالحين في مجلس الشعب‬ ‫التجارة جميلة وفيها الرزق الوفري‪ ،‬ولكن‬ ‫تحتاج إىل ذكاء وصدق يف املعاملة وعالقات‬ ‫اجتامعية جيدة وكسب ود اآلخرين‪ ،‬وحتى‬ ‫تكون ناجحاً فعليك أن تكون عىل دراية‬ ‫باملجال الذي سوف تتاجـر فيه‪ ،‬وأن تأخـذ‬ ‫الخـربة من أناس ثقات وال تبدأ املرشوع إال‬ ‫وأنت متأكد من جميع مزاياه ومشاكله‪ ،‬وال‬ ‫بد أن تعرف أن يف التجارة ربح وخسارة فال‬ ‫تضع جميع أموالك يف سلة واحدة‪ ،‬مبعنى‬ ‫آخر ال تضع أموالك يف تجارة واحدة إال بعد‬ ‫التأكد من استمرار أرباحك وأن تكون حذراً‬ ‫من السوق وتقلباته وأن تطلع عىل كل ما‬ ‫هو جديد يف عامل التجارة وأن ال تحقر أي‬ ‫نصيحة تدىل إليك من صغري أو كبري‪ ،‬وأن‬ ‫تكون بسيط يف تعاملك مع اآلخرين‪ ،‬وال‬ ‫تبخل عليهم مبساعدتهم إذا دعت الحاجة‬ ‫لذلك ‪.‬‬ ‫ألعمل بالزراعة وتربية املوايش لعدة أعوام حتى‬

‫شاءت األقدار أن نلتقي هذا الرجل الذي شق‬ ‫طريق النجاح بنفسه ووصل إىل قمته‪ ،‬وهو الذي‬ ‫بدأ من الصفر متحدياً وقاهراً كل الظروف الصعبة‬ ‫التي مر بها خالل مسريته العملية واملهنية‬ ‫والتجارية‪ ،‬وهو من األشخاص الذين حققوا إنجازات‬ ‫َ‬ ‫أثبت من خاللها ذات ِه بقوة وفاعلية يعجز‬ ‫ونجاحات‬ ‫عن تحقيقها الكثري وذلك من منطلق “أن تكون أو‬ ‫ال تكون” وحق عليه القول (اجتهدوا فلكل مجتهد‬ ‫نصيب) ‪.‬‬ ‫وهناك دوماً يف الحياة مناذج إيجابية كثرية‪ ،‬لذلك‬ ‫أردنا يف مجلة “منرب التوحيد” أن نسلط الضوء‬ ‫عىل رجل األعامل والتاجر املعروف وعضو مجلس‬ ‫محافظة إدلب األستاذ أحمد جميل عقرين‪“ ،‬أبو‬ ‫جميل”‪ ،‬الذي حدثنا عن مسرية حياته قائ ًال ‪:‬‬ ‫مل تقف الظروف حائلة بيني وبني تحقيق ذايت يف‬ ‫كافة امليادين‪ ،‬فاتجهت للعمل يف الزراعة والتجارة‪،‬‬ ‫فحققت نجاحاً مميزاً يف مجال العمل‪ ،‬ولدي عالقات‬ ‫اجتامعية قوية مع الجميع‪ ،‬ومل أستسلم لصعوبة‬ ‫ظروف الحياة بل صممت عىل امليض قدماً نحو‬ ‫النجاح‪ ،‬وإن عالقايت االجتامعية والحمد لله ممتازة‬ ‫جداً مع كافة زبائني وأثبت يوماً بعد يوم أنه ال ميكن‬ ‫ألي يشء أن يثنيني عن طريقي للوصول إىل تحقيق‬ ‫أهدايف يف الحياة‪ ،‬وأن ُأثبت لنفيس أوالً ولآلخرين‬ ‫ثانياً أن الشخص بإرادته ميكنه أن يصل ملا يحلم به‪،‬‬ ‫وبإرادته فقط ‪.‬‬ ‫كيف بدأت تجارتك؟‬ ‫ولدت عام ‪ 1955‬يف منطقة املعرة قرية بابيال‬ ‫وحيداً لوالدي عىل تسعة بنات‪ ،‬وكان والدي رحمه‬ ‫الله يعمل بالزراعة‪ ،‬وقد انطلقت ومنذ نشأيت‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عام ‪ 1970‬حيث كان عمري آنذاك خمسة عرش‬ ‫عاماً‪ ،‬حيث بدأت أعمل مبيدان التجارة وكانت تجارة‬ ‫صغرية متواضعة بتجارة األغنام والحبوب‪ ،‬وبعد‬ ‫عرش سنوات توجهت إىل تجارة األقمشة واملالبس‬ ‫املصنعة يف سوريا وتصديرها إىل دول الخليج‬ ‫العريب‪ ،‬وقد مررت بعدة ظروف صعبة مل تقف‬ ‫حائلة أمام تحقيق نجاحي‪ ،‬ويف عام ‪ 1980‬كونت‬ ‫رأس مال بسيط بدأت من خالله تجارات صغرية‬ ‫استطعت أن أدخل عامل التجارة من بابها الواسع‪.‬‬ ‫كيف كانت بدايتك التجارية وما هو نشاطك؟‬ ‫ال ميكن ألي شخص أن تلده أمه ويف فمه ملعقه‬ ‫من ذهب‪ ،‬كذلك ال ميكن ألي شخص أن يصبح بني‬ ‫عشية وضحاها من أرباب املاليني حيث ال بد له‬ ‫من نقطة بداية يبدأ منها‪ ،‬ويف عام ‪ 1992‬ركزت‬ ‫معظم أعاميل عىل تجارة الحبوب الزراعية حيث‬ ‫أقوم بغربلتها وتعبئتها وتصديرها إىل الدول‬ ‫العربية‪ ،‬ويف عام ‪ 2000‬قمت بإنشاء مصنع‬ ‫لبعض املواد الغذائية (املكدوس – املخلل – التني‬ ‫املجفف – والبهارات والبقوليات) كام قمت أيضاً‬ ‫بإنشاء مجرشة للعدس حيث نقوم بجرش العدس‬ ‫وتقشريه وتعبئته وتغليفه وتصديره إىل كافة‬ ‫الدول العربية ‪.‬‬ ‫واليوم أصبح لدينا مجموعة من الرشكات‬ ‫تسمى “مجموعة رشكات الجميل” وهذه الرشكات‬ ‫تضم (معمل املخلالت والزيتون – مجرشة العدس –‬ ‫وغربلة وتعبئة الكمون والبهارات)‪ ،‬ويعمل يف هذه‬ ‫الرشكات يد عاملة كثرية قد يصل إىل ‪ 200‬عامل‬ ‫أيام املواسم والطلبيات الكبرية‪ ،‬وقد أصبحنا من‬ ‫أهم الرشكات املصدرة يف محافظة إدلب‪ ،‬وذلك‬

‫‪46‬‬

‫عن طريق البيانات الصادرة عن غرفة تجارة وصناعة‬ ‫إدلب‪ ،‬واليوم نقوم بافتتاح فرع استثامر يف اململكة‬ ‫العربية السعودية لتصنيع وتعبئة وتغليف املواد‬ ‫الغذائية واستريادها وتصديرها إىل كافة دول‬ ‫العامل‪.‬‬ ‫بصفتك عضو مجلس محافظة‪ ،‬ما هي‬ ‫مشاركاتك عىل مستوى املحافظة؟‬ ‫لدي عدة مشاركات من خالل اجتامعات مجلس‬ ‫املحافظة حيث قمت باملطالبة بالعديد من القضايا‬ ‫التي تهم املواطنني‪ ،‬وقد كان يل رشف املشاركة‬ ‫مبهرجان أبو العالء املعري الذي أقيم يف املركز‬ ‫الثقايف يف املعرة‪ ،‬كام ساهمت بدعم نادي أمية‬ ‫يف إدلب ونادي النعامن يف معرة النعامن‪ ،‬وساهمت‬ ‫بدعم العرس الجامعي التي أقامه فرع شبيبة‬ ‫الثورة يف إدلب‪ ،‬أما عن مشاركايت االجتامعية‬ ‫فقد شاركت بتكريم متفوقني يف مدينة كفرنبل‬ ‫وبلدة تلمنس وبلدة جرجناز‪ ،‬كام قمت بحضور‬ ‫صالة الغائب يف رضيح الخليفة العادل عمر بن عبد‬ ‫العزيز ويف كنيسة قلب لوزة التي أقامتها مديرية‬ ‫السياحة بالتعاون مع محافظة إدلب‪ ،‬كام ساهمت‬ ‫بتكريم ودعم املعلمني املتقاعدين يف نقابة املعلمني‬ ‫يف محافظة إدلب‪ ،‬وال أتواىن عن أي عمل خريي فيه‬ ‫منفعة لجميع املواطنني ‪.‬‬ ‫وقد أقمت احتفاالً كبرياً عىل نفقتي الخاصة‬ ‫وذلك مبناسبة تجديد البيعة للرئيس الدكتور بشار‬ ‫األسد رئيس الجمهورية العربية السورية ‪.‬‬ ‫ما هو طموحك اليوم‪ ،‬ومباذا تنصح التجار؟‬ ‫لدي طموح كبري بأن أوسع عميل وتجاريت‪،‬‬ ‫وبصفتي عضو مجلس محافظة مستقل‪ ،‬وقد‬ ‫نجحت باألكرثية أطمح ألن أكون عضو يف مجلس‬ ‫الشعب ألمثل فئة الفالحني ورشيحة الكادحني‬ ‫ولدي برنامج عمل ضخم مكون من عدة أمور تهم‬ ‫الرشيحة الكبرية من املواطنني‪ ،‬ومن أهم هذه‬ ‫األمور الحفاظ عىل البيئة والتخفيف من التلوث‬ ‫الجوي واألريض‪ ،‬واألمر الثاين العمل عىل تنظيم‬ ‫األرسة من خالل برامج توعية محددة تقوم بها‬ ‫الجهات املختصة ومبساعدة مهتمني من كل الفئات‪،‬‬ ‫والعمل عىل مكافحة البطالة وذلك عن طريق‬ ‫تأمني فرص عمل والحد من الفقر والعمل عىل‬ ‫مكافحة الفساد بكافة أنواعه وأشكاله‪ ،‬وأمور‬ ‫كثرية سوف أعلن عنها الحقاً‪ ،‬ونصيحتي لألخوة‬ ‫التجار أن “يحصنوا أموالهم بالزكاة والصدقة ألنه‬ ‫ما نقص مال من صدقة”‪.‬‬ ‫ويف الختام توجه عقرين بالشكر اىل محافظ‬ ‫إدلب املهندس خالد األحمد عىل دعمه املستمر‬ ‫للحركة االقتصادية يف املحافظة‪ ،‬وأوجه رسالة شكر‬ ‫وحب وعرفان لقائد سوريا الحديثة الرئيس الدكتور‬ ‫بشار األسد حفظه الله وأطال الله عمره ‪.‬‬

‫حوار‪ :‬عبد املناف األحمد‬

‫عملية القدس َع ْو ٌد على بدء‬

‫بعد أن وصلت عملية ما يسمى بالسالم اىل طريق‬ ‫مسدود‪ ،‬وانكشفت لعبة الخداع والتضليل املتعمد‬ ‫التي ساقتها أروقة اإلعالم األمريكية والغربية والتي‬ ‫حاولت أن تزين وجه الكيان الصهيوين القبيح‪،‬‬ ‫واستعداده للذهاب اىل مفاوضات قد تعيد بعض‬ ‫الحقوق اىل الفلسطينيني‪ ،‬ودأبت وسائل إعالم تلك‬ ‫الدول ومنذ ثالثة عقود اىل تصوير عملية التسوية‬ ‫وكأنها إنجاز تاريخي‪ ،‬وحاولت تسخري كل إمكانياتها‬ ‫يف خدمة “إرسائيل” التي تحتل األرض الفلسطينية‬ ‫والعربية‪ ،‬مستفيدة من ضعف النظام الرسمي‬ ‫العريب مبعظمه وحالة الرتدي يف الوضع العريب‪،‬‬ ‫وذهب الكيان الصهيوين بعيداً يف مخططاته‬ ‫ومصادرته األرض وفرض الوقائع عىل االرض الجديدة‬ ‫من خالل االستيطان‪ ،‬وعملية التهويد الواسعة‬ ‫التي ّمتت تحت رحاب ما يسمى عملية التسوية‬ ‫واملفاوضات‪ ،‬ويف هذه األثناء كان العدو الصهيوين‬ ‫يصب جام غضبه وحقده عىل الشعب الفلسطيني‬ ‫الذي شن ضده أفظع الحروب وارتكبت جرائم بشعة‬ ‫يندى لها جبني اإلنسانية‪ ،‬يف جنني وغزة كام يف‬ ‫باقي مدن وقرى األرايض الفلسطينية يف الضفة‬ ‫وقطاع غزة‪.‬‬ ‫وكانت عملية الرصاص املسكوب (‪)2009 – 2008‬‬ ‫محاولة صهيونية لكرس إرادة املقاومة لدى الشعب‬ ‫الفلسطيني الذي يتمسك بخيار املقاومة وسيلة‬ ‫السرتجاع حقوقه ومتسكه بالثواتب الوطنية ويف‬ ‫أبجديتها أن تحرير فلسطني ال يتم إال باملقاومة‬ ‫وبهزمية املرشوع الصهيوين يف املنطقة‪.‬‬ ‫لكن شعبنا صمد أمام الهجمة رغم الحصار الذي‬ ‫فرض عىل قطاع غزة يف محاولة لتطويعه وترويضه‬ ‫وساهم بذلك نظام كامب ديفيد يف عهد مبارك‬ ‫البائد الذي وقف حارساً للمصالح الصهيونية‬ ‫يف املنطقة وعىل حساب الشعب الفلسطيني‬ ‫وعذاباته وتجويعه ومحاولة قهره‪.‬‬ ‫ويف زمن الثوابت واالنتفاضات اختلفت املعادلة‬ ‫اليوم‪ ،‬والعدو بدأ يتلمس املخاذر املحدقة بكيانه بعد‬ ‫أن فشلت املفاوضات ألن تكون وسيلة لالستمرار يف‬ ‫استجرار التنازالت من السلطة الفلسطينية التي‬ ‫توهمت أن باإلمكان التوصل اىل بعض الفتات من‬

‫الحقوق‪ ،‬هذا األمر دفع العدو ألن يكون أكرث صلفاً‬ ‫وغروراً وتجرباً‪.‬‬ ‫يف هذا الوقت كانت قوى املقاومة يف األرايض‬ ‫الفلسطينية وعىل مختلف توجهاتها وتالوينها‪،‬‬ ‫تر ّكز عىل أمر واحد هو أن مقاومة االحتالل الصهيوين‬ ‫هو األولوية‪.‬‬ ‫لقد حاول رئيس الوزراء اإلرسائييل بنيامني نتنياهو‬ ‫التذرع بعملية مقتل مستوطنني يف مستوطنة‬ ‫ايتامر والتي مل تعلن عنها أي منظمة فلسطينية‬ ‫ومل تقدم “إرسائيل” أي دليل ملموس يؤكد صحة‬ ‫اتهامها‪.‬‬ ‫ورغم ذلك وجدت يف الحادثة فرصتها للقيام‬ ‫الفلسطينية‬ ‫السلطة‬ ‫متهمة‬ ‫آخر‬ ‫بهجوم‬ ‫بالتحريض يف مناهج التعليم‪ ،‬ووسائل اإلعالم ثم‬ ‫جاءت السيطرة عىل عملية (سفينة فكتوريا) التي‬ ‫قيل بأنها تحمل أسلحة إيرانية اىل املقاومني يف غزة‪،‬‬ ‫ويف محاولة للتهرب من محاوالت بعض األطراف‬ ‫التي تنادي برضورة العودة اىل املفاوضات‪ ،‬وبدأت‬ ‫“إرسائيل” تص ّعد أمنياً ضد شعبنا الفلسطيني يف‬ ‫قطاع غزة ووجهت عدة رضبات أدّت اىل استشهاد‬ ‫وجرح عدد من املدنيني‪.‬‬ ‫محاولة‬ ‫أيضاً‪،‬‬ ‫اإلرسائييل‬ ‫التصعيد‬ ‫ويف‬ ‫استباقية‪ ،‬ويف زمن الثورات واالنتفاضات رأى القادة‬ ‫الصهاينة أن هناك فرصة سانحة لتوجيه رضبة‬ ‫أخرى للفلسطينيني تكون رادعة وقاتلة لألمل الذي‬ ‫بدأ يحرك مشاعر التواقني اىل فجر الحرية والخالص‬ ‫من االحتالل‪.‬‬ ‫وكان انفجار القدس محطة هامة اىل عودة‬ ‫الفعل ورد الفعل وهذا مؤرش لتنامي قدرات املقاومة‬ ‫الفلسطينية املؤمنة بخيار املقاومة كوسيلة‬ ‫للتحرير‪ ،‬وعملية القدس يف حد ذاتها تعد خروجاً‬ ‫عن قواعد اللعبة التي حاول االحتالل ترسيخها‬ ‫وهي إيذاناً بانطالق مرحلة جديدة من العمليات‬ ‫الفلسطينية التي ستؤثر حت ًام يف زلزلة استقرار‬ ‫العدو‪ ،‬ودافعاً لعمل كفاحي نوعي وهي جاءت يف‬ ‫الوقت املناسب‪.‬‬ ‫هذه األوضاع املستجدة خلقت حالة من الجدل يف‬ ‫أوساط الكيان الصهيوين وتم ترجيح الكفة لصالح‬

‫‪47‬‬

‫الذين ينادون بالحرب االستباقية وسيلة للقضاء عىل‬ ‫قدرات املقاومة‪ .‬وترصيحات القادة الصهاينة‪ ،‬توحي‬ ‫بأن “إرسائيل” تعد العدة لحرب أخرى ضد قطاع غزة‪،‬‬ ‫عىل غرار عملية الرصاص املكسوب التي شنتها‬ ‫قبل أكرث من عامني‪.‬‬ ‫وزير الدفاع اإلرسائييل بالوكالة متان فلنايئ‪،‬‬ ‫اعترب أن حرباً جديدة هي حتمية واملسألة مسألة‬ ‫وقت‪ ،‬وأن مواجهة مع حامس‪ ،‬وباقي الفصائل‬ ‫الفلسطينية أمر لن تتخىل عنه “إرسائيل”‪ ،‬وتذرع‬ ‫بأن الفلسطينيني يقومون بكل الخطوات التي تدفع‬ ‫نحو هجوم من طرفنا‪.‬‬ ‫ونائب رئيس الحكومة اإلرسائيلية سيلفان شالوم‬ ‫دعا اىل إطالق حملة جديدة عىل قطاع غزة‪ ،‬وقال إن‬ ‫حامس رمبا فتحت جبهة جديدة وإنها تريد إشعال‬ ‫جنوب “إرسائيل” مستفيدة من التغيريات الحاصلة‬ ‫يف العامل العريب‪ ،‬وإن “إرسائيل” لن متر عىل ذلك‬ ‫مرور الكرام‪ ،‬واذا استم ّر إطالق الصواريخ يف غزة‪،‬‬ ‫فإنه ينبغي عىل “إرسائيل” درس الخطوات الالزمة‪،‬‬ ‫واذا تفاقم الوضع فال مناص من الخروج بعملية‬ ‫الرصاص املسكوب (رقم ‪.)2‬‬ ‫“إرسائيل” بذلك تحاول استغالل انشغال العامل مبا‬ ‫يجري من ثورات يف الساحة العربية‪ ،‬وترى أن فرصتها‬ ‫حانت لتوجيه مقتل آخر للشعب الفلسطيني‪ ،‬وهي‬ ‫بذلك تريد أن تلغي عملية املصالحة الفلسطينية‬ ‫قبل النضوح واالتفاق عىل ثوابت جديدة‪ ،‬وتعيد‬ ‫التأكيد عىل خيار املقاومة واالستفادة من حالة‬ ‫النهوض العريب‪ ،‬ويعتقد القادة الصهاينة أن حرب‬ ‫إرسائيلية إذا نجحت ستكون مدمرة لطموحات‬ ‫الشعب الفلسطيني‪.‬‬ ‫كل املؤرشات تؤكد بأن مرحلة جديدة قد بدأت يف‬ ‫عاملنا العريب‪ ،‬إنه عرص الشعوب املناضلة املقاومة‬ ‫يف سبيل عزتها وكرامتها وشعبنا الفلسطيني‬ ‫هو جزء هام ومقاوم يف هذه األمة‪ ،‬وهو املستفيد‬ ‫األبرز من التحوالت الجارية يف املنطقة وبالتايل فإن‬ ‫مقاومته ستكون أكرث قدرة وعمقاً يف مواجهة‬ ‫املرشوع الصهيوين وهزميته‪.‬‬

‫أدهم محمود‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب عريب‬

‫اليمن «السعيد» يعاني بؤساً شديداً‬ ‫والشعب ينتفض مطالباً برحيل النظام‬

‫واالجتامعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫األوضاع‬ ‫يف‬ ‫والسياسية يف بلد له تاريخه العريق وحضارته‬ ‫املم ّيزة‪ ،‬سكان اليمن “السعيد”‪ ،‬يف بؤس شديد‪،‬‬ ‫وتتضافر أسباب تعاستهم لتك ّون انهياراً ركامياً‬ ‫من املشكالت البنيوية يف معظمها‪ ،‬وعوارض‬ ‫االستياء العام واملتفاقم تتسارع وغالباً ما تكون‬ ‫عىل شكل فورات من العنف‪ ،‬وحل املشاكل‬ ‫املرتاكمة لن يكون سحرياً وسيحتاج اىل وقت‬ ‫طويل وجهود مضنية وأمثان باهظة‪ ،‬واليمن يف‬ ‫موقعه الهام جغرافياً وسياسياً مصدر قوته‬ ‫ومكمن استهدافه‪.‬‬ ‫ويواجه اليمن تناقص يف موارده وزيادة يف عدد‬ ‫سكانه املحتاجني اىل العمل‪ ،‬وما بني مت ّرد الحوثيني‬ ‫يف الشامل وانتفاضة الحراك الجنويب تختلط‬ ‫املشاكل وترتاكم وهذا ما يؤدي اىل زيادة االحتقان‬ ‫وصوالً اىل األزمة واالنفجار‪.‬‬ ‫لقد بدأت موارد النفط باالختفاء‪ ،‬ومل يكن‬ ‫النفط موجوداً بكميات كبرية أص ًال‪ ،‬لكنه كان‬ ‫املورد األساس للعملة األجنبية يف هذا البلد‬ ‫وهو األفقر يف شبه الجزيرة العربية‪ ،‬أما املاء الذي‬ ‫تجلبه األمطار املوسمية‪ ،‬فقد كان كافياً ملنح‬ ‫صفة السعادة “لليمن”‪ ،‬ولكنه اليوم مل يعد‬ ‫كافياً لتلبية حاجات السكان‪ ،‬ووصل مستواه‬ ‫اىل حالة من الخطر‪ ،‬وستكون صنعاء أول عاصمة‬ ‫يف العامل تعاين الجفاف‪ ،‬هذا يف ظل معدل زيادة‬ ‫سكانية يبلغ ‪ % 3,4‬وهو األعىل يف العامل‪ ،‬فيام‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫تقل أعامر ثلثي السكان عن ‪ 25‬سنة‪.‬‬ ‫أما عوائق التنمية االقتصادية واالجتامعية‬ ‫فهي األخرى وصلت اىل مستويات قياسية‬ ‫من االنحدار بسبب عدم وجود خطط زراعية أو‬ ‫صناعية‪ ،‬واعتامد الزراعة عىل وسائل متخلفة‬ ‫وبدائية وهو أمر ال جدوى اقتصادية منه‪.‬‬ ‫وتطورات األوضاع بعد تجدد املواجهات بني الجيش‬ ‫اليمني والحراك الجنويب يف درفان‪ ،‬يربز السؤال‬ ‫التايل‪ ،‬هل وصلت رياح التغيري اىل اليمن؟‬ ‫سؤال ُيطرح بقوة عىل أكرث من صعيد داخيل‬ ‫وخارجي‪ ،‬يف حني تصطدم تلك التساؤالت‬ ‫بخصوصية الوضع اليمني‪ ،‬وعنارص القوة عند‬ ‫الرئيس عيل عبد الله صالح الذي يحتمي بأكرب‬ ‫قبيلة مينية‪ ،‬وبأنصار ال يستهان بعددهم وثقلهم‬ ‫عىل الساحة‪ ،‬ولكن املعطيات املضادة تؤ ّكد‬ ‫أن النظام يواجه وضعاً ال يستهان به أيضاً من‬ ‫الصعوبات تبدأ من منطقة صعدة التي تحوي‬ ‫حركة الحوثيني‪ ،‬وهي الحركة التي مالت مؤخراً اىل‬ ‫الهدوء عىل أرضية االتفاق الذي رعته قطر‪ ،‬والذي‬ ‫يصفه أطراف العالقة بأنه اتفاق غري متكافئ‪،‬‬ ‫وميكن الرتاجع عنه عندما يكون الوقت مالمئاً‪.‬‬ ‫وشهدت الساحة اليمنية جملة من النشاطات‬ ‫التي تندرج ضمن حراك التغيري الذي يتو ّقع أن‬ ‫تتصاعد وتريته باالرتفاع التدريجي‪ ،‬حيث تظاهر‬ ‫اآلالف من الشباب اليمنيني املطالبني بتنحي‬ ‫الرئيس عيل عبد الله صالح‪ ،‬وهتف حوايل ‪ 4‬آالف‬

‫‪48‬‬

‫متظاهر تش ّكلت أكرثيتهم من الطلبة مطالبني‬ ‫باستقالة الرئيس اليمني‪ ،‬وعىل وقع هتافات‬ ‫“إرحل‪ ،‬إرحل ياعيل” و “الشعب يريد إسقاط‬ ‫توجه املتظاهرون من جامعة صنعاء نحو‬ ‫النظام”‬ ‫ّ‬ ‫وسط العاصمة‪.‬‬ ‫وعرض الرئيس اليمني مبادرة لتشكيل حكومة‬ ‫وحدة وطنية‪ ،‬وقال‪“ :‬إنه مستعد للرحيل‪ ،‬ولكن‬ ‫مبادرته فشلت يف احتواء األزمة السياسية‬ ‫بني السلطة واملعارضة‪ ،‬وتضمنت مبادرته‬ ‫مثاين نقاط‪ ،‬أبرزها تشكيل حكومة وحدة‬ ‫وطنية وسحب القوانني والتعديالت الدستورية‬ ‫ومحاكمة الفاسدين‪.‬‬ ‫وعقد الرئيس اليمني اجتامعاً مع عدد من‬ ‫رجال الدين البارزين يف جمعية علامء اليمن‪،‬‬ ‫وتحدّث مطوالً بشأن التطورات الجارية‪ ،‬وأ ّكد أنه‬ ‫عىل استعداد للرحيل وترك السلطة‪ ،‬ولكن‬ ‫“ليس عن طريق الفوىض”‪ ،‬وقال‪“ :‬نحن مستعدون‬ ‫ونؤ ّكد أننا قد مللنا وسئمنا السلطة (‪ 32‬سنة)‬ ‫وهناك أناس سئموا منا‪ ،‬وهكذا الحياة‪ ،‬ولكن‬ ‫كيف يتم؟ بطرق سلمية”‪.‬‬ ‫وتط ّرق صالح يف حديثه أمام العلامء اىل‬ ‫جملة من القضايا السياسية الراهنة‪ ،‬وح ّمل‬ ‫املعارضة يف تكتل “اللقاء املشرتك” مسؤولية‬ ‫ما يرت ّتب عىل الفوىض من إزهاق لألرواح وهدر‬ ‫للطاقات‪ ،‬وح ّذر من التجزئة ومن تقسيم اليمن‬ ‫اىل أربعة أشطار‪ ،‬وقال‪“ :‬البلد ملك الجميع وليس‬

‫ملكاً لعيل عبد الله صالح وال ألحزاب املعارضة‬ ‫وال لعامل أو شيخ قبيلة‪ ،‬بل هو ملك لهذه األمة‪،‬‬ ‫والذي يطالب بالرحيل من السلطة نقول له‪ ،‬عىل‬ ‫الرحب والسعة‪ ،‬بحيث يتم ذلك عرب صناديق‬ ‫االقرتاع وااللتزام بالدستور والقانون‪ ،‬وليس‬ ‫بالفوىض‪ ،‬والقرار هو قرار كل مواطن ميني”‪.‬‬ ‫ورفضت املعارضة اليمنية بصورة مبارشة‬ ‫ورسيعة املبادرة الرئاسية الجديدة‪ ،‬وقال الناطق‬ ‫الرسمي باسم أحزاب “اللقاء املشرتك” الدكتور‬ ‫محمد صالح عيل القباطي‪“ :‬إن تشكيل حكومة‬ ‫وحدة وطنية ومشاركتهم فيها‪ ،‬أمر مل يعد‬ ‫مجدياً وهي عبارة عن مسكنات وكارت يلعب به‬ ‫الرئيس يف الوقت الضائع”‪.‬‬ ‫وترأس الرئيس اليمني اجتامعاً لقيادات الدولة‬ ‫السياسية والعسكرية واألمنية‪ ،‬وناقش تطورات‬ ‫األوضاع عىل الساحة الوطنية والسبل الكفيلة‬ ‫بتجنّب البلد الفتنة والعنف‪ ،‬وأعلن رسمياً أن‬ ‫االجتامع أق ّر الدعوة اىل مؤمتر وطني عام مبشاركة‬ ‫واالجتامعية‬ ‫السياسية‬ ‫الفعاليات‬ ‫كافة‬ ‫والشبابية ومنظامت املجتمع املدين من أعضاء‬ ‫مجلس النواب والشورى وأعضاء املجالس املحلية‬ ‫والوجهاء‬ ‫االجتامعية‬ ‫والشخصيات‬ ‫والعلامء‬ ‫والشباب واملرأة وغريها من الفعاليات من أجل أن‬ ‫يخرج املؤمتر بـ “رؤى موحدة إزاء كل ما يهم الوطن‬ ‫وأمنه وسالمته والحفاظ عىل وحدته ومكاسبه”‪.‬‬ ‫ور ّداً عىل هذه الدعوة للمؤمتر الوطني العام‪،‬‬ ‫اكتفى محمد قحطان الناطق الرسمي باسم‬ ‫أحزاب املعارضة يف تكتل اللقاء املشرتك بالقول‪:‬‬ ‫“إن املستقبل السيايس يف اليمن اليوم مل يعد‬ ‫للسلطة أو غريها‪ ،‬هو يف أفواه املتجمهرين يف‬ ‫ساحات الحرية والتغيري يف عموم الجمهورية”‪.‬‬ ‫ويواصل حزب املؤمتر الشعبي العام الحاكم‪،‬‬ ‫إخراج التظاهرات املؤيدة للنظام والرئيس عيل‬ ‫عبد الله صالح يف أكرث من محافظة‪ ،‬وحسب‬ ‫مصادر رسمية فإن مئات اآلالف من املؤيدين‬ ‫شاركوا يف تظاهرة يف محافظة “إب” التي‬ ‫سقط فيها عرشات الجرحى يف مواجهات بني‬ ‫املوالني من جهة واملطالبني برحيل النظام من‬ ‫جهة أخرى‪.‬‬ ‫واليزال الرئيس اليمني يبدي مقاومة‪ ،‬وكأنه‬ ‫يقفز عىل حقيقة أن هذه االنتفاضة الشعبية‬ ‫ليست موجهة ضده من الشعب بكل مكوناته‪،‬‬ ‫ويبدو الوضع اليمني مختلفاً من الناحية العملية‬ ‫لجهة ماذا سيحدث يف اليوم التايل‪ ،‬وكان وفد من‬ ‫هيئة علامء اليمن قد التقى املعارضة املنضوية‬ ‫وتم البحث يف إجراءات‬ ‫تحت لواء “اللقاء املشرتك”‪ّ ،‬‬ ‫النتقال السلطة سلمياً‪ ،‬واجتمعت هيئة‬ ‫العلامء مع الرئيس اليمني وحملت معها رسالة‬ ‫اىل األحزاب تقوم عىل “ضامن حرية التظاهر‬ ‫واالعتصام لجميع اليمنيني سلمياً‪ ،‬واملطالبة‬ ‫بتأليف لجنة تحقيق يف االعتداءات ومحاسبة‬ ‫املسؤولني وتعويض أرس الضحايا ومعالجة‬ ‫الجرحى عىل نفقة الدولة”‪.‬‬

‫ورغم هذه اإلجراءات‪ ،‬يبدو أن هوية اليمنيني‬ ‫الجديدة‪ ،‬أجمعت عىل هدف إسقاط الرئيس‬ ‫اليمني‪ ،‬حيث هتف حزب اإلصالح ذو التوجه‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬بالشعارات نفسها التي يهتف بها‬ ‫أتباع حركة الحوثيني الزيدية يف صعدة شامل‬ ‫اليمن‪ ،‬وهتف شباب الفايسبوك واالنرتنت‬ ‫بالكلامت نفسها التي يهتف بها شيوخ القبائل‬ ‫يف اليمن‪.‬‬ ‫التغيرّ ات متسارعة يف اليمن‪ ،‬وما كان‬ ‫مستحي ًال‪ ،‬أصبح واقعاً ملموساً‪ ،‬خرج املاليني‬ ‫من اليمنيني اىل الشوارع باسم واحد وهوية‬ ‫واحدة ومطلب واحد “رحيل صالح”‪ ،‬وبينام كان‬ ‫الحراك الجنويب يعد أخطر مشكلة حقيقية‬ ‫تواجه اليمن‪ ،‬يعلن اليوم توحيد مطالبه حول‬ ‫إسقاط النظام ومل يعد يطالب باالنفصال الذي‬ ‫سيقسم اليمن اىل دوائر‪ ،‬وها هم الحوثيون رفعوا‬ ‫الشعار ذاته‪ ،‬وكأن الجميع قد اتفقوا عىل قواسم‬ ‫مشرتكة مرحلية ورتبوا أولوياتهم‪.‬‬ ‫يبدو أن النظام اليمني‪ ،‬اختار اللجوء اىل‬ ‫التصعيد غري محسوب الكلفة يف عدن‪ ،‬عقب‬ ‫موافقته عىل استخدام العنف بطريقة غري‬ ‫مسبوقة‪ ،‬مسبباً إراقة املزيد من الدماء‪ .‬واألحداث‬ ‫تعيدنا اىل األجواء التي عاشها اليمن عام ‪،1994‬‬ ‫محارصة املدينة‪ ،‬وإيقاف طبع الصحف‪ ،‬وخلق‬ ‫حالة توتر كثيفة يف مدينة ال يحمل أهلها‬ ‫السالح‪ ،‬وهناك فارق اليوم‪ ،‬القبائل أو أركانها‬ ‫املهمة‪ ،‬املتمثلة بحاشد وبكيل‪ ،‬أصبحت يف‬ ‫صف الجامهري املطالبة بإسقاط النظام‪.‬‬ ‫املوقف األمرييك اليزال قلقاً إزاء األحداث‬ ‫املتسارعة يف اليمن‪ ،‬وبينام تع ّول اإلدارة‬ ‫األمريكية عىل النظام يف صنعاء‪ ،‬ولكنها‬ ‫يف ذات الوقت تخىش من عدم االستامع اىل‬ ‫املعارضة‪ ،‬ومشكلة واشنطن يف اليمن أنها‬ ‫رأس كبري بأذنني‪ ،‬واحدة تسمع للسلطة واألخرى‬ ‫للمعارضة‪ ،‬وهناك من مسؤويل اإلدارة من يرى‬ ‫رضورة امليل اىل دعم “الشارع الرسمي” أي من‬ ‫يحركون الجامهري من وراء الستار‪.‬‬ ‫ويقول فريق من األمريكيني‪“ :‬لدينا حليف قوي‬ ‫يف الحرب عىل اإلرهاب‪ ،‬ملاذا نغيرّ قواعد اللعبة‬ ‫من أجل نتائج قد ال تكون مضمونة؟ ملاذا نفرط‬ ‫يف حلفائنا ونع ّول عىل مستقبل غامض تأيت به‬

‫‪49‬‬

‫أحداث الشوارع اليمنية”‪.‬‬ ‫وهكذا يبدو املوقف األمرييك يف حالة من‬ ‫القلق الشديد إزاء حساسية األوضاع يف اليمن‪،‬‬ ‫ففي الوقت الذي التزال التقديرات تراهن عىل‬ ‫أن النظام يف صنعاء ال بديل عنه حالياً‪ ،‬تتزايد‬ ‫الشكوك حول هذه املقولة‪ ،‬ويظل الشارع اليمني‬ ‫منشغ ًال يف مطالبه‪ ،‬الكل يف حالة قلق وتر ّقب‪.‬‬ ‫وتدهور الوضع األمني والسيايس بشكل‬ ‫خطري يف اليمن يوم “جمعة اإلنذار” يف ‪18‬‬ ‫آذار‪ ،‬مع مقتل نحو ‪ 50‬متظاهراً وجرح مئات‬ ‫آخرين بالرصاص بعد صالة الجمعة يف العاصمة‬ ‫صنعاء‪ ،‬وأعلن الرئيس اليمني فرض حالة الطوارئ‬ ‫يف أنحاء البالد للمرة األوىل منذ حرب ‪،1994‬‬ ‫واتهمت املعارضة النظام وقوى األمن بفتح النار‬ ‫عىل املتظاهرين‪ ،‬وقالت إن أي حوار مع السلطة‬ ‫مل يعد ممكناً بعد هذه املجزرة‪ ،‬وخرج مئات آالف‬ ‫اليمنيني يف تظاهرات شجب وتنديد يف كل‬ ‫محافظات اليمن مطالبني بإسقاط النظام‬ ‫ومحاكمة املعتدين‪.‬‬ ‫ودانت أحزاب املعارضة يف تحالف “اللقاء‬ ‫املشرتك”‪ ،‬ما وصفته بـ “جرمية اإلبادة” التي‬ ‫ارتكبت ضد االحتجاجات يف ساحة التغيري‬ ‫بصنعاء‪ ،‬وأن ال حوار مع القتلة وأن الشعب‬ ‫اليمني هو من سيجرب النظام عىل الرحيل‪.‬‬ ‫ودان الرئيس األمرييك باراك أوباما بشدة أعامل‬ ‫العنف يف اليمن داعياً الرئيس اليمني اىل التزام‬ ‫وعوده بالسامح لليمنيني بالتظاهر السلمي‪ ،‬وأن‬ ‫منفذي أعامل العنف والقتلة يجب أن يحاسبوا‪.‬‬ ‫الرئيس اليمني أقال الحكومة يف خطوة‬ ‫استباقية بعد تقديم عدد من الوزراء استقالتهم‬ ‫ّ‬ ‫وانفض كبار رجال‬ ‫احتجاجاً عىل مامرسة العنف‪،‬‬ ‫الرئيس صالح من حوله أبرزهم ذراعه األمين اللواء‬ ‫عيل محسن األحمر قائد املنطقة العسكرية‬ ‫الشاملية الغربية‪.‬‬ ‫الحل الوحيد يف اليمن يتم ّثل يف رضورة أن‬ ‫يستمع النظام اىل نبض الشارع اليميني بأرسع‬ ‫وقت وإيجاد نقاط وقواسم مشرتكة تحمي وحدة‬ ‫اليمن وتسمح باالنتقال السلمي للسلطة‪.‬‬ ‫وما ميكن قوله إن الرئيس اليمني مازال‬ ‫متمسكاً باألمور‪ ،‬لكن الوقت ال يعمل لصالحه‪.‬‬

‫محمود صالح‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب عريب‬

‫التدخل العسكري السعودي في البحرين وأبعاده‪:‬‬ ‫ضربة وقائية أم وأد للثورات الشعبية في المنطقة‬

‫ظواهر االنتفاضة يف البحرين‪ ،‬يف الخليج‬ ‫تتشابه من الناحية املطلبية مع ظواهر االنتفاضة‬ ‫العربية‪ ،‬حيث أن العائلة املالكة يف البحرين تهيمن‬ ‫عىل االقتصاد والسياسة كام هي الحال يف عدد‬ ‫من األنظمة العربية قبل أن تلفها الثورة‪ ،‬وفيام‬ ‫كانت تزداد البطالة نتيجة سوء توزيع الرثوة وسوء‬ ‫استغاللها عند طبقة معينة وسحق كرامة املواطن‬ ‫والقبضة الحديدية والتعذيب والتعسف والظلم‪،‬‬ ‫فإن األسباب ذاتها قامئة يف البحرين مضافاً إليها‬ ‫عاملني أساسيني وهام التجنيس إلحداث توازن‬ ‫دميوغرايف طائفي‪ ،‬والعاملة األجنبية الزائدة حيث‬ ‫ال يثق املستثمرون الكبار بأبناء بلدهم ألسباب عدة‬ ‫أبرزها العامل املذهبي‪ ،‬وطالبت الحركة االحتجاجية‬ ‫البحرينية بتنفيذ وعد بإجراء إصالحات سياسية يف‬ ‫البالد كان ملك البحرين حمد بن عيىس أل خليفة‬ ‫قطعه يف ‪ 14‬شباط ‪ ،2001‬ونزل البحرينيون إىل‬ ‫الشوارع تزامناً مع الذكرى العارشة مليثاق العمل‬ ‫الوطني‪ ،‬وهي الوثيقة الوطنية لإلصالح‪ ،‬وطالب‬ ‫الشعب بإصالح النظام السيايس ومكافحة‬ ‫الفساد ووقف التمييز الفئوي وضامن التوزيع العادل‬ ‫للرثوة‪ ،‬وأعطي هذا املطلب الطابع املذهبي‪ ،‬ودفع‬ ‫مبجلس التعاون الخليجي إىل االستنفار والتدخل‬ ‫العسكري عرب قوات “درع الجزيرة” واعتربت دول الخليج‬ ‫أي تغيري لنظام الحكم املليك يف البحرين هو تهديد‬ ‫لكل أنظمة الحكم يف منطقة الخليج‪ ،‬وكانت تلك‬ ‫الدول قلقة ألكرث من سبب وخاصة بعد سقوط‬ ‫نظام مبارك الذي كان يشكل الدعامة األساسية‬ ‫ملحور ما يسمى (االعتدال)‪.‬‬ ‫ويف البحرين تتفق كل أطياف املعارضة وتالوينها‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الطائفية عىل مطلب أسايس وهو تغيري رئيس‬ ‫الوزراء الشيخ خليفة بن سلامن آل خليفة وهو‬ ‫أقدم رئيس وزراء يف العامل تسلم هذا املنصب‬ ‫منذ عام ‪ ،1971‬وميثل الشيخ خليفة منط االستقرار‬ ‫الذي تعيشه دول عربية تدعمها أجهزة األمن وهذا‬ ‫األمر يروق منذ فرتة طويلة للغرب الذي همه تأمني‬ ‫إمدادات النفط العاملية‪.‬‬ ‫وتشدد املعارضة البحرينية عىل هويتها‬ ‫الوطنية‪ ،‬وهناك مخاوف من امتداد االنتفاضة‬ ‫البحرينية إىل دول مجاورة مثل السعودية التي‬ ‫تحركت بقوة لدعم نظام املنامة يف حال تفاقم‬ ‫األمر وخرج من السيطرة وصوالً إلرسال قوات‬ ‫عسكرية من “درع الجزيرة” اىل هناك ملساعدة‬ ‫النظام البحريني املهدد بالسقوط‪.‬‬ ‫ويف ظل التعقيدات داخل البحرين وتشابك‬ ‫املحيل باإلقليمي والدويل‪ ،‬تطرح سيناريوهات عدة‪،‬‬ ‫تتحدث عن تطور التظاهرات إىل صدام كبري بني‬ ‫السلطة واملعارضة وهذا االحتامل دونه مخاطر‪،‬‬ ‫وميكن أن يؤدي إىل حرب أهلية متتد إىل دول أخرى‬ ‫يف املنطقة‪ ،‬وهناك احتامل أن تنجح السلطة يف‬ ‫وأد املطالب املحقة للمعارضة‪ ،‬وهذا خطأ كبري‪ ،‬ألنه‬ ‫ال ميكن يف زمن الثورات مواصلة تهميش غالبية‬ ‫سكان البحرين وحرمانهم من املشاركة يف صنع‬ ‫القرار ورسم املستقبل‪ ،‬ومن املتوقع أيضاً أن يراعي‬ ‫امللك حواراً وطنياً صادقاً مع كل األفرقاء البحرينيني‬ ‫دون استثناء وأن يأخذ املطالب املحقة بعني االعتبار‪،‬‬ ‫ولكن هذه السيناريوهات تراجعت أمام لجوء النظام‬ ‫البحريني اىل القوة بهدف كرس إرادة الشعب‪.‬‬ ‫ما ميكن قوله‪ ،‬إن الفوىض بدأت تأخذ طريقها‬

‫‪50‬‬

‫إىل كل مكان يف البحرين‪ ،‬يف األسواق والساحات‬ ‫العامة‪ ،‬واألبواب مرشعة أمام التصعيد يف‬ ‫حال إبقاء أبواب الحل مقفلة‪ ،‬ومهاجمة القوات‬ ‫البحرينية مليدان اللؤلؤة تطرح أكرث من سؤال عن‬ ‫األهداف من هذا التصعيد‪.‬‬ ‫لقد فشل الحوار الذي أداره ويل العهد البحريني‬ ‫سلامن بن حمد آل خليفة مع املعارضة‪ ،‬وبدا‬ ‫واضحاً أن جميع اإلجراءات التي اتخذتها الحكومة‬ ‫لوقف االحتجاجات مل تصل اىل نتيجة تذكر‪،‬‬ ‫وأن بعض األطراف ال ترغب بالتهدئة والتوصل‬ ‫اىل نتائج‪ ،‬وتأ ّكد أن مطالب بعض الجمعيات التي‬ ‫تشكل محور املعارضة مل يتحقق منها إال الوعود‪،‬‬ ‫وهي التي طالبت بوضع دستور جديد يصيغه‬ ‫مجلس تأسييس منتخب يؤسس مللكية دستورية‬ ‫وحكومة منتخبة‪ ،‬إضافة اىل اعتامد نظام انتخايب‬ ‫يحقق التمثيل العادل لكل مكونات الشعب‬ ‫املجتمعية والسياسية‪ ،‬وتطالب املعارضة بإقالة‬ ‫الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية مهمتها‬ ‫تحقيق انفراج سيايس وأمني رسيع بهيئة أرضية‬ ‫مناسبة للحوار الوطني الجاد واملثمر‪ ،‬ودعوا اىل‬ ‫إطالق رساح السجناء املعتلقني السياسيني‪،‬‬ ‫وإلغاء محاكمتهم وتشكيل لجنة تحقيق محايدة‬ ‫يف أعامل القتل التي تعرض لها املتظاهرون والتي‬ ‫وقعت منذ ‪ 14‬شباط وإحالة املسؤولني عنها اىل‬ ‫املحاكمة‪.‬‬ ‫ويف خطوة مفاجئة دخلت قوة عسكرية من‬ ‫مجلس التعاون الخليجي اىل البحرين يوم ‪ 14‬شباط‬ ‫مع إطاللة الفجر‪ ،‬وقوام هذه القوة ‪ 1200‬جندي‬ ‫سعودي وتبعها وحدات إماراتية وكويتية‪ ،‬الرياض‬

‫اعتربت الخطوة “هجوماً استباقياً” يف منطقة‬ ‫هي جزء من األمن القومي السعودي‪ ،‬ومحاولة‬ ‫لدرء خطر يبدو يف طريقه اىل اململكة السعودية‪،‬‬ ‫وخطوة تربيراتها املعلنة بسيطة (طلب من‬ ‫الحكومة البحرينية اىل مجلس التعاون الخليجي)‪،‬‬ ‫أما الضمنية فكثرية‪ ،‬وبدواعي دقة الوضع يف‬ ‫البحرين‪ ،‬وبعدما تحول الخالف اىل رصاع مذهبي‪،‬‬ ‫واملخاوف من تدخالت خارجية مع تلميحات اىل إيران‪،‬‬ ‫فض ًال عن اإلرصار عىل تحميل املعارضة البحرينية‬ ‫مسؤولية ما آلت إليه األوضاع واالنقسام الحاصل‪،‬‬ ‫واللباس الذي يرتديه التدخل وكأنه “قضبة بني‬ ‫العرب الخليجيني أنفسهم وهناك معاهدة دفاع‬ ‫مشرتك‪ ،‬فال شأن لآلخرين مبا يجري”‪.‬‬ ‫الخطوة تشكل صدمة‪ ،‬واملراقبون يؤكدون‪ ،‬بأن‬ ‫ما يجري يفتح املنطقة الخليجية عىل املجهول‪،‬‬ ‫وهي عملية تجاوزت الخطوط الحمر الضمنية نظراً‬ ‫لحساسية الوضع هناك‪ ،‬وبسبب االتفاق الضمني‬ ‫بني السعودية وإيران بعدم التدخل‪ ،‬هذه الخطوة‬ ‫غري مسبوقة وتهدد بأن تتحول اىل منوذج للتعامل‬ ‫مع غريه من االنتفاضات الشعبية يف أماكن أخرى‪،‬‬ ‫وما تتضمنه املشكلة البحرينية من بعد مذهبي‬ ‫ودميغرايف يهدد بأن ميتد وبرسعة ملناطق أخرى يف‬ ‫املنطقة‪.‬‬

‫املوقف اإليراين من التطورات يف‬ ‫البحرين‬ ‫هناك استياء إيراين واضح ويالمس حد الغضب‪،‬‬ ‫ألن طهران تنظر اىل تطورات املنطقة‪ ،‬من حيث‬ ‫عدم كرس إرادة الشعوب بالقبضات الحديدية وعدم‬ ‫املس باملعادالت اإلقليمية‪ ،‬إيران فوجئت مبوقف‬ ‫السعودية ولجوئها اىل هذه الخطوة املسكونة‬ ‫باستخدام العنف والقوة‪ ،‬وبالتايل إدخال نفسها‬ ‫يف حراك يفرتض أنه سلمي يدور يف أكرث من بلد‬ ‫عريب بني إرادة الشعوب وبعض حكامها‪ ،‬وخطوة‬ ‫مثل هذه مل تكن منتظرة من دولة ذات ثقل عريب‬ ‫وإسالمي وكان األفضل لها أن تأخذ طريق الحكمة‬ ‫والدراية والفطنة اىل ما يدور يف املنطقة ومن‬ ‫حولها‪ ،‬وبدخول السعودية هذا املعرتك وانحيازها‬ ‫لغري مصلحة إرادة الشعوب ومطالبها املرشوعة‬ ‫التي باتت معرتفاً بها يف املجتمع الدويل‪ ،‬إمنا‬ ‫وضعت نفسها أمام مجمل إرادة الشعوب‪.‬‬ ‫وتؤكد مصادر قريبة من أروقة صنع القرار يف‬ ‫طهران‪ ،‬أن دخول قوات من “درع الجزيرة” اىل البحرين‪،‬‬ ‫هنا يعني (اللعب بالنار ميكن أن يشعل هشيم‬ ‫السعودية نفسها واملنطقة)‪.‬‬ ‫وايران تحاول النأي بنفسها عن الدخول يف هذا‬ ‫املعرتك‪ ،‬وتتمنى عىل قادة البحرين أن يجدوا ح ًال‬ ‫تسووياً بينهم وبني شعبهم‪ ،‬وما يهم الجمهورية‬ ‫اإلسالمية هو املشهد العام يف املنطقة‪ ،‬فهي ضد‬ ‫التدخل يف الشؤون الداخلية للدول وتريد أن ترتك‬ ‫للشعوب الحرية يف أخذ قراراتها مع عدم املس‬ ‫مبعادالت املنطقة وحدودها‪ ،‬وتوضح “أن التلويح‬ ‫بالقبضة الحديدية كلام خرجت تظاهرة يف مكان‬

‫ما وفتح الحدود لدخول قوات لقمعها‪ ،‬فعل كهذا‬ ‫ميكن أن يجر عىل أصحابه نتائج وخيمة‪ ،‬وهذا‬ ‫لعب بالنار‪ ،‬من الصعب إطفائها”‪ ،‬وبالتايل فإن‬ ‫أي تدخل من خارج الحدود وتحت أي عنوان عريب أو‬ ‫إسالمي أو إنساين‪ ،‬ميكن أن يدخل األمور بعضها‬ ‫ببعض ويؤدي اىل تدويل ملفات املنطقة وعسكرة‬ ‫املطالب املحقة للشعوب التي بدأت سلمية والتزال‪،‬‬ ‫وال بد أن يدفع الجميع الثمن يف النهاية‪ .‬وأ ّكد وزير‬ ‫الخارجية اإليراين عيل أكرب صالحي‪ ،‬أن بالده لن تقف‬ ‫مكتوفة األيدي تجاه “تدخل السعودية يف البحرين”‬ ‫ودعا الحكومة البحرينية أن تتعامل بحكمة ورؤية‬ ‫مع مطالب الشعب‪ ،‬وأن تحرتم األساليب السلمية‬ ‫التي يلجأ إليها الشعب لتحقيق هذه املطالب‪.‬‬

‫إزدواجية املعايري األمريكية‬ ‫وبالتزامن مع دعوة وزيرالدفاع األمرييك روبرت‬ ‫غيتس السلطات يف املنامة اىل القيام بإصالحات‬ ‫سياسية رسيعة وحقيقية وإال جرى فرضها‬ ‫وكذلك تشديده عىل التصدي ألي تدخل إيراين‬ ‫وذلك بعد زيارته للمنامة وقبل يومني من دخول‬ ‫قوات “درع الجزيرة” اىل البحرين‪ ،‬قال غيتس‪“ :‬إن‬ ‫إيران قد تتدخل يف الوضع السيايس يف البحرين‬ ‫بسبب االنقسام املذهبي”‪ ،‬وأكد أننا ال منلك أي دليل‬ ‫عىل تدخل إيران يف أي من الثورات الشعبية أو‬ ‫التظاهرات‪ ،‬لكن هناك أدلة ملموسة تشري اىل أن‬ ‫طول أمد األزمة‪ ،‬سيدفع اإليرانيني اىل البحث عن‬ ‫وسائل الستغاللها‪ ،‬وأبلغ القادة البحرنيني أن الوقت‬ ‫ليس يف صالحهم‪ ،‬ذلك أن الخطوات الضئيلة عىل‬ ‫األرجح لن تكون كافية‪ ،‬وسيكون اإلصالح الحقيقي‬ ‫رضوروياً مع الحفاظ عىل االستقرار واالستمرارية‪،‬‬ ‫وقال غيتس‪ ،‬إن األمر ال ميكن أن يعود اىل ما كان‬ ‫عليه يف املنطقة‪ ،‬وأن هناك تغيرياً أو قيادته ممكنة‬ ‫وإال جرى فرضه‪.‬‬ ‫ويف تحول مثري للموقف األمرييك‪ ،‬الذي كان‬ ‫يدفع ملك البحرين يف اتجاه الحوار مع املعارضة‬ ‫واالستجابة ملطالبها‪ ،‬أعلنت واشنطن أنها أبلغت‬ ‫مسبقاً بالخطوة السعودية – اإلماراتية وهي ال‬ ‫تعتربها غزواً من بلد آخر‪ ،‬ودعا البيت األبيض دول‬ ‫الخليج اىل ضبط النفس واحرتام حقوق البحرينيني‪،‬‬ ‫ولكنه مل يطالب بسحب القوات السعودية‬ ‫واإلماراتية من البحرين‪ ،‬وقال جاي كارين‪ ،‬املتحدث‬ ‫باسم الرئيس باراك أوباما “ندعو دول املنطقة اىل‬ ‫ضبط النفس”‪.‬‬

‫ما الذي يعنيه التدخل العسكري‬ ‫السعودي يف البحرين‬ ‫يف مواجهة الثورات الشعبية التي تجتاح العامل‬

‫‪51‬‬

‫العريب‪ ،‬رسم التدخل العسكري السعودي اىل‬ ‫البحرين خط أحمر يف وجه تلك الثورات‪ ،‬وهو خط‬ ‫عريض يعلن أن موجة التغيري واإلصالح ممنوعة من‬ ‫الوصول اىل منطقة الخليج وهو رضبة يف وجه‬ ‫األمريكيني من ناحية أخرى الذين اعتربوا وعالنية‪،‬‬ ‫أن مثة فرصة تاريخية أمام العرب اآلن ليك‬ ‫يبارشوا يف إصالحات جذرية تحتاجها أنظمتهم‬ ‫ومؤسساتهم الحاكمة‪.‬‬ ‫ويرى املراقبون أن االنتشار السعودي يف البحرين‬ ‫هو أيضاً مبثابة خطوة دفاعية عن املنطقة‬ ‫الرشقية السعودية‪ ،‬ذات الغالبية الشيعية التي‬ ‫استلهمت الثورتني التونسية واملرصية من أجل‬ ‫املطالبة بحقوق سياسية واجتامعية محدودة‪،‬‬ ‫وهو خطوة وقائية ضد أي تحرك قد تشهده الرياض‪،‬‬ ‫بعد موجة العرائض والرسائل التي نادت بتعديالت‬ ‫دستورية يف نظام الحكم السعودي‪ ،‬وقوبلت بردود‬ ‫فعل مشددة من السلطة‪.‬‬ ‫والسؤال املهم‪ ،‬ملاذا تعارض التدخل العسكري‬ ‫السعودي نحو البحرين‪ ،‬مع الرغبة األمريكية‬ ‫املعلنة يف رضورة أن تتجاوب األنظمة العربية مع‬ ‫رغبات شعوبها وتطلعاتها؟ وهنا تبدو االزدواجية‬ ‫األمريكية ولعبة املصالح واألهداف البعيدة‪.‬‬ ‫مسار األحداث يؤ ّكد أن النظام البحريني‬ ‫بدأ يفقد السيطرة عىل الوضع يف بالده‬ ‫وعجز عن فتح الحوار وهو غري مستعد لدفع‬ ‫الثمن املطلوب واملتكافئ واملس بأحد املحرمات‬ ‫الخليجية‪ ،‬وتذرع النظام بسقف املطالب‬ ‫التي تنادي بها املعارضة البحرينية‪ ،‬وأدركت‬ ‫السعودية بأن أي تنازل يف البحرين سيعقبه‬ ‫تنازالت أخرى من قبلها‪.‬‬ ‫ورغم الحاجة األمريكية والرغبة املعلنة يف‬ ‫رضورة إيجاد مخرج من املأزق البحريني الناجم‬ ‫عن استبدال الحوار باالشتباك يف الشوارع القريبة‬ ‫من قاعدة األسطول الخامس األمرييك يف املنامة‪،‬‬ ‫والحاجة األمريكية أيضاً‪ ،‬ورضورة إيجاد حل للرصاع‬ ‫املحتدم عىل السلطة يف اليمن‪ ،‬فضلت اإلدارة‬ ‫األمريكية إدارة األزمة ضمن إيقاع معني يسمح‬ ‫لها بتحقيق املكاسب عىل حساب “الحلفاء”‪.‬‬ ‫األوضاع يف البحرين مفتوحة وكافة‬ ‫االحتجاجات واردة بعد أن بدأ التصعيد يأخذ‬ ‫أشكاالً أكرث اعتامداً عىل القوة العسكرية‪،‬‬ ‫وأوضاع املنطقة متواصلة مع بعضها وما بني‬ ‫الفعل ورد الفعل ال مكان للصمت أو للضعفاء‪،‬‬ ‫وإرادة الشعوب هي املنترصة ألن قضيتها عادلة‬ ‫وهي التي دفعت الثمن بتضحياتها‪ ،‬وهي لن‬ ‫تقبل بأقل من تحقيق حريتها وحقوقها املتكافئة‪،‬‬ ‫النرص دامئاً للشعوب‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫حوار‬

‫العراق من االحتالل العسكري الى االحتالل التعاهدي‬

‫المفكر واألكاديمي د‪.‬عبد الحسين شعبان لـ «منبر التوحيد»‪:‬‬ ‫الشعب العربي ّ‬ ‫حطم حواجز الخوف في أولى خطواته نحو الوجود والكرامة‬ ‫صورة الوضع الراهن يف العراق وفلسطني‬ ‫واالتفاقيات بعيدة املدى‪ ،‬واالحتالل مازال‬ ‫ً‬ ‫تقول‪ :‬أمريكا هُ زمت يف العراق فكل‬ ‫متمسكا بخيوط اللعبة من خالل إثارة‬ ‫ومن‬ ‫واألمنية‬ ‫العسكرية‬ ‫اسرتاتيجيتها‬ ‫التناقضات بني مختلف املكونات العراقية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ثم اإلدارية والسياسية فشلت فشال شبه‬ ‫وبالتايل فإن اعتامد املحاصصة كمبدأ من‬ ‫تام‪ ،‬وميكن أن يلمس هذا كل من يقارن بني‬ ‫شأنه أن يرسخ املفاهيم البالية ويعيد‬ ‫الترصيحات األمريكية بعد االنتصار العسكري‬ ‫إنتاج األزمة من جديد ويسمح للتدخالت‬ ‫عىل النظام السابق والترصيحات الحالية‪،‬‬ ‫الخارجية باستمرار التفتيت الداخيل وبإعاقة‬ ‫واألمر كذلك بالنسبة إىل االسرتاتيجية‬ ‫عملية التنمية والبناء الداخيل من النواحي‬ ‫اإلرسائيلية التي طبقت منذ اندالع االنتفاضة‬ ‫االجتامعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫لقد سقطت كل الشعارات التي رفعها‬ ‫الفلسطينية األوىل والثانية‪.‬‬ ‫من هنا فإن املعادلة الجديدة التي دخلها‬ ‫املحتل تحت ستار نرش الدميقراطية ومحاربة‬ ‫العراق بعد تشكيل حكومته األخرية‬ ‫اإلرهاب وترسيخ حقوق اإلنسان أمام الوقائع‬ ‫ستكون شديدة التعقيد والحساسية األمر‬ ‫عىل األرض والتي تتحدّث عن ذاتها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الذي يحتاج إىل دقة عالية يف إدارة الرصاع‬ ‫والتحدي الحقيقي اليوم‪ ،‬يتمثل يف تغيري‬ ‫إلنجاز تحرير العراق من االحتالل وتحقيق‬ ‫الواقع وبشكل جذري وترتيب األولويات ضمن‬ ‫وحدته وسيادته يف ظل مصالحة وطنية‬ ‫أجندة تخدم مصالح الشعب العراقي‪.‬‬ ‫حقيقية بعيدة عن كل تدخل أمرييك أو دويل‪.‬‬ ‫األزمة العراقية وأبعاد املشهد الحايل يف ظل الحكومة املنتخبة‬ ‫ً‬ ‫إن عملية إدارة الرصاع ضد املحتل األمرييك ال ميكنها أن تكون وما ستؤول إليه األحداث الحقا‪ ،‬واملشهد العريب الراهن كان محور‬ ‫فاعلة ومؤثرة وذات جدوى إذا اقترصت عىل ذات العملية السياسية لقاءنا مع الباحث االسرتاتيجي واملفكر واألكادميي الدكتور عبد‬ ‫التي يتح ّكم بخيوطها االحتالل من خالل املعاهدة األمنية الحسني شعبان يف حوار هذا نصه‪:‬‬

‫ال ثورة دون الشباب‬ ‫هل انزلقت الثورات الشبابية التي تحصل‬ ‫اليوم يف العامل العريب اىل الفوىض؟‬ ‫أوالً‪ ،‬ال ثورة وال أي عمل جاد وكبري دون الشباب‪،‬‬ ‫وعىل م ّر التاريخ كل الذين صنعوا املستقبل هم‬ ‫الشباب‪.‬‬ ‫ثانياً‪ ،‬الشبيبة تفاجئ الجميع اليوم بحضورها‬ ‫يف املشهد القائم بكل قوتها‪ ،‬وعنفوانها‪،‬‬ ‫وجربوتها‪ ،‬وعلينا أخذ هذا األمر بعني االعتبار‬ ‫ودراسته واستخالص دروس وعرب مهمة منه‪،‬‬ ‫السيام وأن مفهوم “الوطنية” لدى جيل الشباب‬ ‫الجديد يختلف عماّ يفهمه ويريده الحكام باعتباره‬ ‫“رشط خنوع” مثلام يختلف مفهوم “الخارج”‬ ‫لديهم عماّ يقصده الحكام الذين شاخوا وهم‬ ‫يف السلطة‪ ،‬حيث حاولوا تصوير االحتجاج بأنه‬ ‫“صناعة خارجية” ولخدمة األهداف املشبوهة‬ ‫املعادية لألمة‪ ،‬يف حني أن الجيل الجديد كان يربط‬ ‫الوطنية بالحقوق‪ ،‬ويرى فيهام تالزماً ال انفصام‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫فيه‪.‬‬ ‫لقد أنهت املعركة الحقيقية التي أرادها‬ ‫الشعب‪ ،‬املعارك الوهمية الصغرى‪ ،‬حول‬ ‫أفضليات هذه املجموعة أو تلك‪ ،‬رافعة أفضليات‬ ‫الجامهري املبادرة وجيل الشباب املتقدّم الذي قاد‬ ‫الشعب كله إىل االلتحام بكل فئاته‪ ،‬جاع ًال‬ ‫من انتفاضته‪ ،‬وألول مرة يف الوطن العريب‪ ،‬ثورة‬ ‫شعبية سداها ولحمتها الشباب الجميل الحامل‬ ‫بقدر واقعيته وبرغامتيته‪.‬‬ ‫لقد أثبت جيل الشباب بأنه األقدر عىل تحقيق‬ ‫خياراته كام يريد هو ال كام ُيراد له‪ ،‬فقد أخطأ‬ ‫من ظنّ أن الشارع العريب قد أصابته الشيخوخة‪،‬‬ ‫فدخل يف سبات عميق‪ ،‬وها هو يخرج من‬ ‫قمقمه ليخرتق امليادين والساحات‪ ،‬محط ًام‬ ‫حواجز الخوف‪ ،‬ومنترصاً عىل جوعه وقهره يف‬ ‫أوىل خطواته نحو الوجود والكرامة‪.‬‬ ‫مل يكن لالنتفاضتني التونسية واملرصية‬ ‫وغريها رمز قائد أو زعيم مخ ّلد أو ملهم مخ ّلص‪،‬‬ ‫فقد كانت تواجه الواقع املع ّقد بشعارات واضحة‬

‫‪52‬‬

‫ورمزية وواقعية يف آن واحد‪ .‬وعابرة للطوائف‬ ‫القبلية‬ ‫واملجموعات‬ ‫االجتامعية‬ ‫والطبقات‬ ‫والعشائرية‪ ،‬واضحة يف مطالبها‪ ،‬وحاسمة‬ ‫برفضها للمساومة وأنصاف الحلول‪ ،‬ومؤكدة‬ ‫إخالصها ونزاهتها والتزامها مبطالب شعوبها‪.‬‬ ‫هل ستقود االنتفاضات العربية القامئة اىل‬ ‫رشذمة حقيقية أو تفتيت بعد سقوط البنيات‬ ‫االقتصادية والسياسية القامئة؟‬ ‫قد يؤدي بعضها اىل التفتيت والتقسيم‪،‬‬ ‫ولكن ليست هي السبب‪ ،‬فالسبب هو أوضاع‬ ‫االستبداد‪ ،‬وكبت الحريات‪ ،‬وعدم االعرتاف بالحقوق‪،‬‬ ‫والرضوخ الطويل األمد لالستتباع الخارجي ‪ ...‬كل‬ ‫ذلك أدّى اىل تراكم حتى وإن بدا بطيئاً‪ ،‬لكنه كان‬ ‫يفعل فعله للتغيري‪ ،‬هكذا بدت الثورات تنتقل‬ ‫بالعدوى وتلتقط الواحدة بعد األخرى الرشارة‪،‬‬ ‫لتندلع مثل النار يف الهشيم‪،‬وعلينا قراءة ذلك‬ ‫كقانون طبيعي للتغيريات النوعية‪ ،‬من خالل‬ ‫الرتاكم الطويل األمد من جهة‪ ،‬ومن خالل مت ّكن‬

‫عرب‬

‫الشباب من التقاط اللحظة التاريخية‬ ‫الرتاكم املعريف والثقايف الذي امتازوا به ‪.‬‬ ‫أضف اىل ذلك الفساد املسترشي والذي يرضب‬ ‫أطنابه يف جميع مفاصل املجتمع‪ ،‬وحاالت التفاوت‬ ‫الطبقي‪ ،‬والفقر املدقع الذي تعيشه الشعوب‬ ‫العربية مبا فيه أغنى البلدان‪ ،‬مث ًال العراق وليبيا‬ ‫أغنى بلدين ألفقر شعبني‪ ،‬إذ ماليني من العراقيني‬ ‫أصبحوا دون خط الفقر والبطالة زادت عىل ‪%50‬‬ ‫حسب إحصاءات األمم املتحدة‪.‬‬ ‫قد يكون وراء أي عملية تغيري هناك نوع من‬ ‫االرتباك الذي سيحصل بانهيار املؤسسات‬ ‫اىل زمن‬ ‫القدمية وتحتاج املؤسسات الجديدة‬ ‫لوالدتها وترسيخها‪ ،‬ويف هذه الفرتة االنتقالية‬ ‫يحصل نوع من التصدع أحياناً والتفكك‬ ‫والترشذم‪ ،‬وهذا أمر طبيعي حصل يف جميع‬ ‫الثورات‪ ،‬وال توجد ثورة يف العامل مل يحصل‬ ‫فيها مثل هذا التصدع‪ ،‬وبهذا املعنى ميكنني‬ ‫القول أن الحدث التونيس والحدث املرصي كانا‬ ‫صناعة محلية بكل امتياز‪ ،‬لكن تأثرياتهام عربية‬ ‫وإقليمية بال أدىن شك‪ ،‬وقد تكون كونية‪ ،‬وهو ما‬ ‫ميكن قراءته الحقاً‪ ،‬كام هي الثورة الفرنسية‬ ‫العام ‪ 1789‬والثورة البلشفية العام ‪ 1917‬والثورة‬ ‫اإليرانية العام ‪ 1979‬وانتفاضات أوروبا الرشقية‬ ‫يف أواخر الثامنينيات وغريها‪ ،‬أي أن دالالتهام‬ ‫ميكن أن تتجاوز إىل مناطق أخرى‪ ،‬ورمبا انترشت‬ ‫عدواهام لتصل اىل العامل ك ّله‪.‬‬ ‫هل اندالع الثورات التغيريية عىل امتداد‬ ‫املساحة العربية مجرد مصادفة بعد املرحلة‬ ‫األوىل من تقسيم السودان؟‬ ‫إن ما مي ّيز هذه الحركات الشعبية أنها ابتدأت من‬ ‫الداخل‪ ،‬من القاعدة ال من القمة‪ ،‬أي من الجمهور‬ ‫ال من قيادات أو زعامات تاريخية‪ ،‬أيديولوجية أو‬ ‫سياسية أو حزبية أو دينية‪ ،‬أو غريها‪ .‬وامتلكت‬ ‫أدوات تفاعل غري مسبوقة لدرجة ميكن القول‬ ‫أنها تجاوزت قدرات الدولة عىل قمعها‪ ،‬حيث‬ ‫كان السالح الف ّعال والنافذ هو االنرتنت والتويرت‬ ‫والفايسبوك والهاتف الج ّوال‪ ،‬إضافة إىل أجهزة‬ ‫الستاليت والتلفزيونات وغريها‪ ،‬األمر الذي ساعد‬ ‫الشباب يف التواصل والتنسيق والتنظيم‪،‬‬ ‫وم ّكنهم من التج ّمع والتح ّرك برسعة وفاعلية‬ ‫منظمة غري قابلة لالخرتاق‪.‬‬ ‫الخارج تفاجأ‪ ،‬والواليات املتحدة مل تكن تريد أن‬ ‫يحدث التغيري بالطريقة التي حصلت يف مرص‬ ‫وحتى يف تونس‪ ،‬وأذكر أيضاً أن عدداً من املسؤولني‬ ‫اإلرسائيليني كانوا قد ح ّذروا من التغيري الذي‬ ‫حصل يف تونس بأنه سيخل يف معادلة الرشق‬ ‫األوسط ويف الرصاع العريب – اإلرسائييل‪ ،‬فام‬ ‫بالك عندما حدث التغيري يف مرص سيكون‬ ‫التحذير مضخ ًام وكبرياً مهام سيجري يف مرص‬ ‫حتى لو بقيت معاهدات كامب دايفيد املذلة‬ ‫واملجحفة واتفاقيات “السالم”‪ ،‬لكن مرص لن تكون‬ ‫هي مرص حسني مبارك نفسه‪ ،‬سوف ال تكون‬ ‫مرص حارساً أو رشطياً للقوات اإلرسائيلية لخنق‬

‫شعوبهم وأن يتعاملوا معها بطريقة حضارية‬ ‫أيضاً وأن يشاركوا هم أيضاً يف عمليات التغيري‬ ‫بدالً من احتدام األمور ووصولها اىل طريق مسدود‪،‬‬ ‫عند ذلك يصبح خط العودة أو الرتاجع صعباً أو‬ ‫مستحي ًال كام يحصل اليوم يف ليبيا‪ ،‬فاستخدام‬ ‫العنف وسيلة لفض النزاع يدفع األمور اىل‬ ‫التمرتس واىل الفعل ورد الفعل‪ ،‬وقد يؤدي اىل‬ ‫املزيد من التصدع‪ ،‬وقد يطول األمر ألسابيع ورمبا‬ ‫ألشهر ولسنوات وقد يؤدي اىل التقسيم‪ ،‬ولكن‬ ‫سفينة التغيري ستصل يف نهاية املطاف‪.‬‬

‫االنتخابات لوحدها ال تعني‬ ‫الدميقراطية‬

‫غزة عىل سبيل املثال‪ ،‬ستتغيرّ املعادلة ولكن هذا‬ ‫التغيري سيتم تدريجياً وسيحتاج اىل نوع من‬ ‫الرتاكم ونوع من االستقطاب الداخيل الذي ميكن‬ ‫أن يكون مؤثراً‪ ،‬ألن أي دميقراطية يف العامل العريب‬ ‫أو أي شكل من أشكال التغيري نحو الدميقراطية‬ ‫سيكون ضد “إرسائيل”‪ ،‬وستعيد اسرتداد الحقوق‬ ‫وأعامل املقاومة‪ ،‬وستفض من مشاريع التسوية‬ ‫االستسالمية‪ ،‬هذه معادلة ال بد من إدراكها‪.‬‬ ‫لقد أضاعت سياسات االستبداد والتنكر‬ ‫وهضم الحقوق نصف السودان‪ ،‬لكن الشعارات‬ ‫استمرت هي ذاتها عىل الرغم مام حصل وكأن‬ ‫شيئاً مل يكن‪ ،‬لو اعتمد السودان منذ استقالله‬ ‫العام ‪ 1956‬عىل مواطنة سليمة وحقوق‬ ‫متساوية ومل يفرض أشكاالً غليظة من القوانني‬ ‫لحكم الجنوب‪ ،‬ملا وصلت األوضاع اىل ما هي عليه‪،‬‬ ‫ولعل الدرس السوداين هو عربة ملن اعترب‪.‬‬ ‫اىل أين متيض تونس ومرص واليمن والبحرين‬ ‫واستطراداً األردن واملغرب والجزائر وليبيا ومن‬ ‫سيأيت بعدهم يف األسابيع واألشهر والسنوات‬ ‫املقبلة؟‬ ‫أظن أن التغيري هو شكل من أشكال القانون‬ ‫العام سيميض عىل الجميع وسيتأخر يف بعض‬ ‫البلدان ويتقدّم يف أخرى‪ ،‬وينضج يف أماكن‬ ‫ويطبخ عىل نار هادئة يف أماكن أخرى‪ ،‬وقد يأيت‬ ‫بأشكال مختلفة‪ .‬قد تبدأ بعض البلدان أو تبدي‬ ‫استعدادها للتغيري‪ ،‬ويا حبذا‪ ،‬دفعاً للصدامات‬ ‫وألي احتدام وتصدّع يف مؤسسات الدولة وغريها‬ ‫وهذا يحتاج اىل جرأة وشجاعة‪ ،‬لذلك أظن أن‬ ‫كل هذه البلدان العربية بال استثناء‪ ،‬سيطالها‬ ‫التغيري وإن كان بأشكال مختلفة‪ ،‬ونتمنى أن‬ ‫يكون هذا التغيري سلمياً مدنياً حضارياً‪ ،‬كام‬ ‫نتمنى من الحكام أن يستجيبوا لتطلعات‬

‫‪53‬‬

‫كيف تقرأون الوضع السيايس يف العراق‬ ‫بعد حوايل سنة من االنتخابات الربملانية؟ هل‬ ‫مي ّر البلد بفرتة والدة الدميقراطية‪ ،‬أم أنها امتداد‬ ‫للوضع السابق بأشكال ومسميات مختلفة؟‬ ‫إن املشكلة التي يواجهها العراق اآلن‪ ،‬ناتجة عن‬ ‫العقل السيايس العراقي‪ ،‬وال سيام املتصدرون‬ ‫للعملية السياسية يف السنوات األخرية‪ ،‬وهذا‬ ‫األمر ينطلق من فهم ناقص أو رمبا قارص أو غري‬ ‫متكامل أو مشوش للمزايا السياسية لكل فريق‬ ‫من الفرق املتصارعة يف إطار العملية السياسية‪،‬‬ ‫وهو انعكاس ألزمة دستورية وفراغ سيايس من‬ ‫أسبابه قانون انتخابات غري متوازن ودستور ميلء‬ ‫باأللغام واصطفافات ماتزال قلقة‪ ،‬وثقة تكاد‬ ‫تكون معدومة بني األطراف السياسية‪.‬‬ ‫وهنا أريد أن أقول أيضاً أن الدميقراطية ال‬ ‫تنسجم مع تديني املجتمع أو تطييفه أو تعشريه‬ ‫(من العشرية) أو أثننته‪ ،‬هذه عنارص ما قبل‬ ‫الدولة‪ ،‬خاصة وأننا نتحدّث عن دولة عرصية تقوم‬ ‫عىل أساس املواطنة التي تقوم بحسب رؤيتي‬ ‫عىل أربع عنارص أساسية‪ :‬هي الحريات واملساواة‬ ‫واملشاركة والعدالة يف ظل استرشاء عدد من‬ ‫التحديات التي يعاين منها املجتمع العراقي منذ‬ ‫‪ 8‬سنوات حتى اليوم والتي مت ّثلت بالطائفية‬ ‫البغيضة التي جاءت مبجلس الحكم االنتقايل‬ ‫الذي أسسه بول برامير الذي ك ّرس الطائفية‬ ‫يف العراق وزاد من حدة التناحر الطائفي لدرجة‬ ‫أصبح هناك تطهري عىل الهوية‪ ،‬كام مت ّثلت‬ ‫بالعنف واإلرهاب مبا فيه اإلرهاب الدويل‪ ،‬ومنذ‬ ‫احتالل العراق العام ‪ 2003‬وحتى اآلن مل تستعد‬ ‫الدولة هيبتها ومل تصبح القوات املسلحة قادرة‬ ‫عىل حامية البالد من التحديات الخارجية‪.‬‬ ‫وبرأيي إن الوضع العراقي سيبقى مراوحاً يتقدم‬ ‫خطوة ويرتاجع خطوتني‪ ،‬ولن يحدث هناك تغيري‬ ‫حتى مع تشكيل الحكومة العراقية ألنه سيكون‬ ‫فيها الكثري من املحاصصات وعدم الكفاءات‬ ‫وستخصع لالعتبارات الدولية واإلقليمية النافذة‬ ‫واملتداخلة يف كل جوانب العراق‪.‬‬ ‫ما هي التحدّيات والصعوبات التي ستواجه‬ ‫الحكومة الحالية؟‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫حوار‬ ‫التحديات التي تواجه العراق كبرية ومع ّقدة‬ ‫ومتداخلة‪ .‬أوىل التحديات التي تواجه املشاركون‬ ‫واملعارضون للعملية السياسية تتم ّثل باالحتالل‪.‬‬ ‫فمتى ستنسحب القوات األمريكية من العراق؟‬ ‫هل طبقاً لالتفاقية العراقية ‪ -‬األمريكية غري‬ ‫املتكافئة؟ وهل سيتم تنفيذ وعود أوباما؟ وكيف‬ ‫سيتم ضبط األمن‪ ،‬وهو مازال هشاً يف ظل‬ ‫االحتالل؟ فام بالك لو تقرر االنسحاب يف نهاية‬ ‫عام ‪2011‬؟ إضافة إىل تحدي الطائفية‪ ،‬الذي ال يقل‬ ‫خطراً عن تحدي االحتالل‪ ،‬حيث تأثرياتها عميقة جداً‬ ‫وستطول الجميع ما مل يتم معالجتها بالرسعة‬ ‫املمكنة‪ ،‬إضافة إىل تحديات أخرى هي عىل قدر‬ ‫كبري من األهمية‪ ،‬كاألمن واستمرار ظاهرة الفساد‬ ‫اإلداري والرشا والتزوير‪ ،‬وضعف الدولة وتفكك‬ ‫هياكلها وغياب املرجعية املوحدة‪.‬‬ ‫ما هو الوضع الراهن للمسيحيني يف العراق‪،‬‬ ‫وماذا يعني نزوحهم من جميع العراق اىل‬ ‫كردستان؟ وهل ما يجري لهم هو مؤرش عىل‬ ‫نهايتهم يف العراق ما عدا كردستان؟‬ ‫لقد شهدت بلداننا العربية املرشقية خالل‬ ‫العقود األخرية تزايداً كبرياً يف هجرة املسيحيني‬ ‫منها‪ ،‬السيام يف فلسطني املحتلة‪ ،‬والعراق بعد‬ ‫االحتالل واالنفالت الالمحدود للعنف فيه الذي‬ ‫طاول البالد والعباد‪ ،‬وا ّتسم بتفجري الكنائس وقتل‬ ‫املسيحيني عىل الهوية‪ ،‬وخطفهم مقابل دفع‬ ‫الجزية‪ ،‬إىل غري ذلك من مظاهر التشدد والتطرف‬ ‫والغلو‪ ،‬سواء باسم “اإلسالم السيايس” وبعض‬ ‫الطائفيني أو غريهم ممن تضيق صدورهم إزاء ظاهرة‬ ‫التنوع الثقايف والتعددية الدينية واآلخر املختلف‪،‬‬ ‫بعيداً عن تعاليم الدين اإلسالمي السمحاء والقيم‬ ‫التي جاء بها القرآن الكريم والسرية املحمدية‪.‬‬ ‫كام كان للظروف االقتصادية واملعيشية‬ ‫العسرية وبعض املامرسات التمييزية دور يف‬ ‫اتساع رقعة الهجرة والنزوح‪ ،‬السيام إثر تعاظم‬ ‫الشعور باالغرتاب يف ظل أوضاع سياسية قاهرة‪،‬‬ ‫وأوضاع اجتامعية متزمتة بعيدة عن أجواء الحرية‬ ‫واملساواة والعدالة‪ ،‬ويف ظل بعض مظاهر القمع‬ ‫والتضييق عىل العمل العام والنشاط السيايس‬ ‫واملهني واملدين‪.‬‬ ‫وانخفض عدد املسيحيني يف العراق منذ احتالله‬ ‫العام ‪ 2003‬إىل معدل النصف نتيجة استهدافهم‬ ‫يف ظل اإلرهاب واألوضاع األمنية املنفلتة‪.‬‬ ‫أما يف فلسطني فقد تراجع عدد املسيحيني من‬ ‫‪ 600‬ألف نسمة إىل نحو ‪ 50‬ألف نسمة‪.‬‬ ‫عملت “إرسائيل”‪ ،‬ومنذ قيامها‪ ،‬عىل تهجري‬ ‫املسيحيني وفصلهم عن املسلمني‪ ،‬بهدف تفريغ‬ ‫فلسطني املحتلة منهم بزعم أن الرصاع القائم‬ ‫ليس إال رصاعاً دينياً بني اليهود واملسلمني‪ ،‬يف‬ ‫محاولة لطمس حقيقة الرصاع الذي يتخذ طابعاً‬ ‫كيانياً حقوقياً وطنياً بني شعب احتلت أراضيه‬ ‫(مسلمون‪ ،‬مسيحيون‪ ،‬ودروز ومن كان فيها من‬ ‫اليهود) وبني مغتصب ومستعمر استيطاين‬ ‫إجاليئ‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫عبد الحسين شعبان‬ ‫أكادميي ومفكر من الجيل الثاين للمجددين العراقيني‪ ،‬ولد يف مدينة النجف األرشف‬ ‫بالعراق يوم ‪ 21‬آذار ‪ .1945‬تعكس مؤلفاته وكتبه ومساهامته املتنوعة انشغاالت خاصة‬ ‫بالفكر القانوين والدميقراطية واإلصالح واملجتمع املدين‪ ،‬واهتاممات فكرية لتطوير الفهم‬ ‫املتجدد لقضايا حقوق اإلنسان ونرش ثقافته وخصوصا عرب وسائل اإلعالم‪.‬‬ ‫درس وتع ّلم يف مسقط رأسه ثم استكمل دراسته الجامعية يف بغداد وتخرج من‬ ‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية يف جامعة بغداد‪ ،‬وواصل دراسته العليا يف براغ‪،‬‬ ‫ونال درجتي املاجستري والدكتوراه (مرشح علوم) يف القانون (دكتوراه فلسفة يف العلوم‬ ‫القانونية) من أكادميية العلوم التشيكوسلوفاكية‪.‬‬ ‫مختص يف القانون الدويل وخبري يف ميدان حقوق اإلنسان واستشاري يف عدد‬ ‫من املنظامت والدوريات الثقافية واإلعالمية‪ ،‬وعضو يف عدد من املنظامت العربية‬ ‫والدولية‪.‬‬ ‫صدر للباحث نحو ‪ 50‬كتاباً يف القانون والسياسة الدولية ويف اإلسالم والقضايا‬ ‫الفكرية ويف الرصاع العريب الصهيوين ويف الثقافة واألدب‪.‬‬ ‫حاز عدداً من الجوائز واألوسمة منها‪:‬‬ ‫*وسام أبرز مناضل لحقوق اإلنسان يف العامل العريب (القاهرة ‪)2003‬‬ ‫*وسام الصداقة العربية الكردية (أربيل ‪)2004‬‬ ‫*وسام اتحاد الحقوقيني العرب لدفاعه عن الحريات والحقوق عىل املستويني العريب‬ ‫والعاملي (عامن ‪)2005‬‬ ‫*جائزة العنقاء الذهبية من دار القصة العراقية لدفاعه عن الثقافة وحقوق اإلنسان‬ ‫(العامرة‪ -‬العراق‪)2006 :‬‬ ‫*وسام مهرجان الفيلم العريب يف روتردام لدفاعه عن قيم التسامح (هولندا ‪)2008‬‬ ‫نحن نتفهم معنى اضطرار املسيحيني للهجرة‬ ‫من “إرسائيل” تحت ضغوط السياسة العنرصية‬ ‫االستعالئية اإلجالئية اإلرسائيلية‪ ،‬لكن ما‬ ‫يحدث يف البالد العربية واملرشقية من تهجري‬ ‫للمسيحيني ما هو إال رسالة سلبية للعامل أجمع‬ ‫تؤكد أن مجتمعاتنا تضيق بالتنوعات الثقافية‬ ‫واالختالفات الدينية‪ ،‬السيام لغري املسلمني‪ ،‬ولعل‬ ‫ذلك سيك ّلف املسلمني أمثاناً باهظ ًة قبل غريهم‪،‬‬ ‫فهو خسارة للطاقات والكفاءات وتفريغ للبالد‬ ‫من أهلها األصليني الذين يشكلون جز ًءا أساسياً‬ ‫ومهام من حضارتنا وتاريخ مجتمعاتنا وشعوبنا‪،‬‬ ‫وال ميكن تصور بلدان عربية ومرشقية دون وجود‬ ‫مسيحي مؤثر يف املشهد العام‪.‬‬ ‫إذا كانت فلسطني املحتلة تشهد هجرة واسعة‬ ‫النطاق‪ ،‬والعراق بعد االحتالل شهد إرهابا أعمى‬ ‫اضطر معه املسيحيون إىل الرحيل‪ ،‬فإن املسيحية‬ ‫العربية يف سوريا شهدت تراجعاً من ‪ % 16.5‬يف‬ ‫العقود الثالثة األخرية إىل نحو ‪ ،% 10‬وأن نحو ‪700‬‬ ‫ألف مسيحي لبناين هاجروا بعد اتفاق الطائف‬ ‫لتعاظم الشعور باالغرتاب‪ ،‬وأن الكثري من شباب‬ ‫األقباط يف مرص ه ّمهم الرئيس الهجرة‪ ،‬األمر الذي‬ ‫يدعو إىل وقفة تأمل يف أسس املواطنة‪ ،‬والسيام‬

‫‪54‬‬

‫مبادئ املساواة والعدالة والحرية‪ ،‬تلك التي تشكل‬ ‫جوهر الفكرة اإلنسانية يف الهوية واالنتامء‪.‬‬ ‫إنه ناقوس خطر ُيقرع وعلينا التف ّكر يف صوته‬ ‫وصداه‪ ،‬فلقد ش ّكل املسيحيون يف الرشق األوسط‬ ‫طوال أكرث من أربعة عرش قرناً من الحضور اإلسالمي‬ ‫جز ًءا مؤثراً يف النسيج االجتامعي والثقايف‪ ،‬لذلك‬ ‫فإن استهدافهم اليوم هو جزء من استهداف‬ ‫املنطقة ككل‪ ،‬مبا فيها من مسلمني ومسيحيني‬ ‫ويهود وغريهم من أتباع الديانات الساموية‪ ،‬من‬ ‫جانب القوى املتن ّفذة والقوى اإلرهابية واملتطرفة‬ ‫واملتعصبة‪ ،‬خصوصاً تلك التي تريد تصوير النزاع‬ ‫عىل أنه رصاع ديني ساموي‪ ،‬وليس أرضياً حقوقياً‪،‬‬ ‫كام هو واقع الحال‪ ،‬إذ أن تفريغ املنطقة من أحد‬ ‫مكوناتها األساسية‪ ،‬وأعني بذلك املسيحيني‪،‬‬ ‫سيجعل الرصاع يف نظر الكثريين إسالمياً ــ‬ ‫يهودياً وهو ما تريده الصهيونية وتسعى إليه من‬ ‫محاوالت‪.‬‬ ‫كيف تنظرون اىل الدور اإليراين يف العراق؟‬ ‫هناك وجهان للدور اإليراين يف العراق‪ :‬األول‬ ‫يتعلق مبوقف إيران من االحتالل ومن الوجود‬ ‫العسكري األمرييك يف املنطقة‪ ،‬ولعل أهم ما‬ ‫يف إيران وأحسن يشء فيها‪ ،‬إنها طرحت املسألة‬

‫عىل نحو واضح وصحيح منذ البداية‪ ،‬أنها ال‬ ‫تريد لالحتالل األمرييك أن يبقى يف العراق‪ ،‬وال‬ ‫تريد حدود مع الواليات املتحدة عرب العراق‪ ،‬ألنه‬ ‫إذا نجح مرشوع االحتالل يف العراق‪ ،‬فإنه سيتمدد‬ ‫وستصبح إيران هدفاً‪ ،‬وسوريا هدفاً‪ ،‬وبلدان أخرى‬ ‫ستكون أهدافاً‪ ،‬فإيران ستفعل كل يشء لتكون‬ ‫بغداد خط الدفاع األول‪ ،‬وهذا أمر طبيعي يف‬ ‫العلوم العسكرية‪.‬‬ ‫والثاين إن مصالح الدول والعالقات الدولية‬ ‫تاريخياً‪ ،‬هي رصاع واتفاق مصالح‪ ،‬ولذلك أدعو‬ ‫هنا‪ ،‬ودعوت منذ االحتالل السيام بعد اتساع دور‬ ‫املقاومة اىل صفقة إيرانية‪ -‬أمريكية حول العراق‪،‬‬ ‫أساسها انسحاب أمريكا من العراق‪ ،‬مقابل تعهد‬ ‫إيران بعدم التدخل يف شؤون العراق‪ ،‬وأعتقد وهذا‬ ‫مجرد اجتهاد أن األمر سيكون ملصلحة العراقيني‬ ‫وملصلحة حسن الجوار بني العراق وإيران‪ ،‬وملصلحة‬ ‫مرشوع إيران السيايس االسرتاتيجي البعيد املدى‪،‬‬ ‫كام أنه سيكون ملصلحة مرشوع وطني عراقي‪ ،‬إذ‬ ‫أن من مصلحة إيران أن تقيم صداقة مع العراقيني‪،‬‬ ‫ومن مصلحة العراقيني‪ ،‬بجميع تياراتهم‪،‬‬ ‫واتجاهاتهم‪ ،‬أن يكون لديهم عمق اسرتاتيجي‬ ‫اسمه إيران‪ ،‬خصوصاً ملوقفها املتميز من قضية‬ ‫القدس ومن القضية الفلسطينية تحديداً‪ ،‬ومن‬ ‫الرصاع العريب ـ اإلرسائييل بشكل عام‪ ،‬فوجود‬ ‫إيران كصديق منتظر ومرغوب ومحتمل خري‬ ‫من عدو جاهز وخصم قائم وجار غادر‪ ،‬والعكس‬ ‫صحيح أيضاً بالنسبة إليران‪.‬‬ ‫باعتباركم أحد النخب الناشطة يف قضايا‬ ‫حقوق اإلنسان والقانون الدويل‪ ،‬كيف تق ّيمون‬ ‫مسار التجربة الدميقراطية وحقوق اإلنسان‬ ‫يف العراق وفاعلية السلطة القضائية إزاء‬ ‫ما يجري‪ ،‬وما تشري إليه الوقائع واملامرسات‬ ‫التطبيقية‪ ،‬وما املنظور املستقبيل لذلك؟ ومن‬ ‫هي السلطة التي ينبغي أن تراقب وتحاسب؟‬ ‫وهل يتمتع القضاء العراقي باالستقالل يف‬ ‫الناحيتني النظرية والعملية؟‬ ‫ما يطلق عليه التجربة الدميقراطية يف العراق‪،‬‬ ‫بحاجة اىل وقفة جدية‪ ،‬فاالنتخابات لوحدها ال‬ ‫تعني الدميقراطية‪ ،‬وكذلك إطالق حرية التعبري وإن‬ ‫شهدت بعض القيود‪ ،‬ورغم اإلقرار بحق تشكيل‬ ‫األحزاب والجمعيات‪ ،‬ا ّال أنه ال وجود لقانون حتى اآلن‬ ‫ينظم مثل هذا الحق‪ ،‬السيام اإلعالن عن مصادر‬ ‫التمويل والعضوية واألهداف والوسائل وغري ذلك‪،‬‬ ‫األمر الذي قاد اىل فوىض دون مساءالت أو تحديد‬ ‫ملسؤوليات‪ ،‬وترك الباب مفتوحاً أحياناً لتداخالت‬ ‫خارجية وأجندات أجنبية‪.‬‬ ‫إنني أتعامل مع الدميقراطية‪ ،‬كمفاهيم‬ ‫وحقوق وقوانني ومؤسسات وتطبيقات‪ ،‬تستند‬ ‫أوالً وقبل كل يشء عىل سيادة القانون‪ ،‬الذي‬ ‫له الكلمة الفصل‪ ،‬وكذلك مبدأ املساواة دون‬ ‫متييز بسبب الجنس أو الدين أو اللغة أو اللون أو‬ ‫املنشأ االجتامعي أو ألي سبب آخر‪ ،‬والدميقراطية‬ ‫ثانياً مؤسسات‪ ،‬وهذه ماتزال غائبة أو شكلية‪،‬‬

‫والدميقراطية تعني الشفافية واملساءلة وكل تلك‬ ‫األمور تتطلب وجود دولة لها هيبة تستطيع أن‬ ‫تفرض قانونها بالتساوي عىل الجميع ويكون من‬ ‫حقها وحدها احتكار السالح وحق فرض العقاب‬ ‫عىل من ال يلتزم بالقانون‪.‬‬ ‫الدميقراطية ال تستقيم مع الطائفية أو اإلثنية‬ ‫أو العشائرية أو الجهوية واملناطقية‪ ،‬والدميقراطية‬ ‫جزء من منظومة شاملة تتعلق بالحداثة‪ ،‬وعندما‬ ‫أقول الحداثة‪ ،‬فأنا أعني املدنية والعقالنية‬ ‫والعلامنية مضافاً إليها الدميقراطية‪.‬‬ ‫ميكنني القول إن دميقراطية ناقصة ومبتورة هي‬ ‫أفضل من أية دكتاتورية‪ ،‬ولكن ال ميكن التشبث‬ ‫باسم الدميقراطية‪ ،‬لقبول االحتالل أو تربيره أو‬ ‫تسويغ معاهدة مجحفة مثل املعاهدة العراقية‪-‬‬ ‫األمريكية‪ .‬الدميقراطية ال تقبل مبنطق االستتباع‬ ‫أو الهيمنة‪ ،‬وبدون الوطنية ستكون الدميقراطية‬ ‫مش ّوهة‪ ،‬أما محاولة التشبث بالوطنية وجعلها‬ ‫نقيضاً للدميقراطية‪ ،‬فستقود اىل الدكتاتورية‬ ‫والتسلط والحكم الفردي وقد عاىن العراق لسنوات‬ ‫طويلة من ذلك‪.‬‬ ‫ويعترب االحتالل بحد ذاته انتهاكاً سافراً وصارخاً‬ ‫لكامل منظومة حقوق اإلنسان السياسية‬ ‫والثقافية‪،‬‬ ‫واالجتامعية‬ ‫واالقتصادية‬ ‫واملدنية‬ ‫السيام وقد اتسمت بأعامل إرهاب منفلتة من‬ ‫عقالها وعمليات عنف بدون حدود‪ ،‬وأعامل قتل‬ ‫واختطاف واعتقال وتهجري ونزوح‪ ،‬عىل نحو بشع‪.‬‬ ‫أظن باستثناء األمور السياسية فإن القضاء‬ ‫العراقي كان اىل حدود معينة مهنياً ومقبوالً‪،‬‬ ‫رغم أن السلطة القضائية مل تكن مستقلة يف‬ ‫السابق‪ ،‬لكنها اليوم وإن كانت مستقلة لكنها‬ ‫تتعرض اىل الضغوط ومحاوالت االحتواء‪ ،‬ناهيكم‬ ‫عن املحاصصة أحياناً بعيداً عن املهنية والكفاءة‪.‬‬ ‫وأعتقد أن مجزرة القضاء بإقصاء نحو ‪ 250‬قاضياً‪،‬‬ ‫ثم إعادة النظر ببعضهم‪ ،‬قد ع ّرضت النظام‬ ‫القضايئ اىل هزّة يحاول اليوم‪ ،‬وهو يسعى اىل‬ ‫تجاوزها‪ ،‬وأن لدينا قضاة أكفاء ومحرتمون يف كل‬ ‫األوقات‪.‬‬ ‫هل أنجزت أمريكا أهدافها يف العراق‬ ‫واملنطقة؟ أم أن االنسحاب جاء إلنقاذ ما ميكن‬ ‫إنقاذه من األمنوذج الذي ر ّوجت له يف منطقة‬ ‫الرشق األوسط الجديد؟‬ ‫ح ّققت أمريكا بعض أهدافها يف العراق مثل‬ ‫اإلطاحة بالنظام السابق وحل الجيش العراقي‪،‬‬ ‫وتغذية النزعات الطائفية واملذهبية‪ ،‬وإذكاء نار‬ ‫الكراهية‪ ،‬لكنها فشلت يف تطويع العراقيني‬ ‫أو إجبارهم عىل االنصياع والخضوع‪ ،‬وظ ّلت‬ ‫األهداف األساسية غري متحققة كلياً حتى اآلن‪،‬‬ ‫ومنها استمرار ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬بل استفحالها‪،‬‬ ‫والسيطرة عىل النفط الذي مازال حتى اآلن محط‬ ‫أسئلة كربى‪ ،‬السيام موضوع الرتاخيص وحصة‬ ‫الرشكات األمريكية‪ ،‬ورغم تفكيك مؤسسات‬ ‫الدولة العراقية وحل الجيش‪ ،‬لكن أمن “إرسائيل”‬ ‫يبقى مصدر إشكال‪ ،‬حيث مل يتحقق ما كانت‬

‫‪55‬‬

‫تحلم به واشنطن من عالقات عراقية ‪ -‬إرسائيلية‪،‬‬ ‫وال أظن أن أحداً مهام بلغ من استخفاف باإلرادة‬ ‫الشعبية يستطيع أن يقدم عىل ذلك‪ ،‬دون ردود‬ ‫فعل رشسة‪.‬‬ ‫لقد قررت الواليات املتحدة االنسحاب من‬ ‫العراق ألسباب عديدة منها‪ :‬الخسائر البرشية‬ ‫واملادية‪ ،‬حيث بلغ عدد القتىل ما يقارب ‪4400،‬‬ ‫أما عدد الجرحى واملع ّوقني فقد زاد عن ‪ 26‬ألفاً‪،‬‬ ‫يضاف اليهم أعداد كبرية من املتعاقدين‬ ‫واملرتزقة ‪.‬‬ ‫وقد ك ّلفت الحرب عىل العراق أكرث من ‪3‬‬ ‫تريليونات دوالر حتى نهاية العام ‪ 2008،‬وثانياً‬ ‫ضغط الرأي العام األمرييك واألورويب والعاملي‬ ‫الذي وقف ضد غزو العراق‪ ،‬وندد بعدم رشعية وال‬ ‫إنسانية الغزو‪ ،‬وثالثاً األزمة االقتصادية واملالية‬ ‫الهائلة التي رضبت الواليات املتحدة والعامل‬ ‫أجمع يف نهاية العام ‪ 2008‬وماتزال مستمرة حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬وهو ما ال تقدر واشنطن أن تتحمله اىل ما‬ ‫ال نهاية‪.‬‬ ‫لكن واشنطن حسب تقديري ليس مبقدورها‬ ‫االنسحاب بالكامل وترك الساحة إليران التي‬ ‫تعاظم نفوذها عىل نحو واسع‪ ،‬ولذلك ستحاول‬ ‫أن تبقي بني ‪ 50-30‬ألف جندي‪ ،‬مع عدد من‬ ‫القواعد العسكرية‪ ،‬للطوارئ والحتامالت مواجهة‬ ‫التحديات إذا ما اضطرت اىل ذلك‪ .‬ومع أن االتفاقية‬ ‫العراقية‪ -‬األمريكية تنتهي يف أواخر العام ‪2011‬‬ ‫وال مجال لتمديدها‪ ،‬لكنني أعتقد أن اتفاقية‬ ‫جديدة سيتم إبرامها بني واشنطن وبغداد بعد‬ ‫انتهاء االتفاقية املذكورة ميكن أن تسمى معاهدة‬ ‫صداقة أوتعاون أو معاهدة سياسية – اقتصادية ‪-‬‬ ‫ثقافية‪ ،‬لكن الهدف أن يتم تنظيم العالقة عىل‬ ‫نحو مختلف كأن يتح ّول االحتالل العسكري اىل‬ ‫احتالل تعلهدي أو تعاقدي‪ ،‬ليك ال يحصل نوع‬ ‫من الفراغ األمني والسيايس‪ ،‬وكذلك لتأكيد دور‬ ‫واشنطن والتزاماتها إزاء العراق‪.‬‬ ‫إن واشنطن تريد أن تطمنئ عىل مستقبلها‬ ‫من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية تسعى لقطع الطريق‬ ‫عىل األوساط األكرث قرباً من إيران‪ ،‬فليس من‬ ‫املنطقي وبعد كل خساراتها‪ ،‬أن تقدّم العراق عىل‬ ‫طبق من ذهب إىل ايران ‪ .‬ولهذا فقد سعت لقيام‬ ‫حكومة ال تكون فنا ًء خلفياً إليران (حكومة نوري‬ ‫املاليك)‪ ،‬مثلام ميكن وضعها يف مواجهة محدودة‬ ‫أو جزئية معها‪ ،‬وهو ما يريض طهران أيضاً عىل‬ ‫حساب حكومة حليفة لواشنطن ومعادية لها‬ ‫(مث ًال حكومة بقيادة أياد عالوي)‪ ،‬حيث ميكنها أن‬ ‫تكون رأس حربة يف رصاع واشنطن‪ -‬طهران يف‬ ‫تتحسب له طهران بشدة‪ ،‬مثلام‬ ‫العراق‪ ،‬وهو ما‬ ‫ّ‬ ‫تدرك الواليات املتحدة أن سعيها لفرض حكومة‬ ‫من هذا النوع سيعني فشلها‪ ،‬وسري ّتب عليها‬ ‫مسؤوليات كبرية‪ ،‬ولكن عليها أن تتح ّملها‪.‬‬

‫حوار‪ :‬ليديا أبودرغم‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد الله‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب عريب‬

‫ليبيا ما بين الحرب األهلية والتقسيم‬ ‫تفتح شهية الدول الغربية الطامعة بالنفط‬

‫يف أحد مؤرشات االهتامم الغريب مبا يحصل‬ ‫عىل األرض الليبية‪ ،‬مل ينتظر الغرب الضوء‬ ‫الدويل األخرض إلرسال قواته اىل ليبيا أو الحظر‬ ‫الجوي‪ .‬ففرق الكوماندوس سبقت “االتفاق‬ ‫الدويل”‪ ،‬وتس ّللت اىل أرض الجامهريية بأعداد‬ ‫محدودة لتنفيذ أجندات مدروسة‪ ،‬مرتبطة‬ ‫خصوصاً باملصالح النفطية‪ ،‬وأفاد أحد الخرباء‬ ‫الغربيني العائد من ليبيا وينتمي اىل وحدة‬ ‫كوماندوس متخصصة بالعمل “خلف الخطوط”‬ ‫عن “أهمية ليبيا االسرتاتيجية”‪ ،‬وقال‪“ :‬إن القوى‬ ‫الغربية ال تستطيع ترك آبار النفط واملنابع من‬ ‫دون رقابة‪ ،‬وذلك لتربير عمل وحدات الكوماندوس‬ ‫التي تتن ّقل بحرية‪ ،‬لكن مع أخذ االحتياطات‬ ‫داخل األرايض الليبية‪ ،‬وأشار اىل أن أمام هذه‬ ‫الفرق مهمة حامية املنشآت النفطية بشكل‬ ‫مينع أي فريق من القيام بعمليات تخريب لها‪،‬‬ ‫ومراقبة ميزان القوى عىل األرض ومقارنته مع‬ ‫املعلومات املستقاة من املتابعة عن بعد من‬ ‫األقامر الصناعية والتنصت االلكرتوين‪.‬‬ ‫أما من ناحية اللعبة السياسية‪ ،‬يح ّذر‬ ‫ويتوجه اىل أحد‬ ‫الخبري من القتال الداخيل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫السيناريوهني‪ ،‬إما حرب أهلية تدوم سنوات‬ ‫وسنوات من دون توقف لضخ النفط‪ ،‬وهو ما‬ ‫ميكن أن يغذي الرصاع اىل ما ال نهاية‪ ،‬أو تقسيم‬ ‫البلد اىل رشق وغرب‪ ،‬مع بقاء النظام محصوراً‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يف الغرب من دون اعرتاف دويل‪ ،‬ولكن مع قدرات‬ ‫مالية‪ ،‬بسبب النفط تسمح بقدر ما من إشاعة‬ ‫عدم االستقرار لضامن بقائه‪ .‬ويؤ ّكد الخبري أن‬ ‫التدخل الغريب املبارش “يعني حرباً مفتوحة”وهي‬ ‫ميكن أن تقلب ميزان التحالفات القبلية ملصلحة‬ ‫النظام‪ ،‬فالجو العام تجاه الغرب اليزال قذافياً‪ ،‬يف‬ ‫إشارة اىل الكره القبيل للتدخل الغريب الذي من‬ ‫املمكن أن يعيد ترتيب الوالءات يف الداخل‪ ،‬كذلك‬ ‫فإن نتائج مثل هذه الحملة ليست مضمونة بتاتاً‪،‬‬ ‫بسبب املساحات الشاسعة التي يجب تأمينها‪،‬‬ ‫إضافة اىل الخوف من تفجري آبار النفط‪ ،‬وقد يكون‬ ‫هذا سبب تردد الغرب بحسم الخيار العسكري‪.‬‬ ‫ليبيا ليست نزهة‪ ،‬إذا ما أرادت الدول الغربية‬ ‫وعىل رأسها الواليات املتحدة من القيام بحملة‬ ‫ما لغزو البالد والسيطرة عىل آبار النفط‪ ،‬وليس‬ ‫ما ينطبق عىل تونس ومرص سهل االنطباق‬ ‫عىل غريها بسبب النفط ومساحة الدولة‪،‬‬ ‫وهنا تكمن تحديات هامة‪ ،‬وأساسية أمام املجتمع‬ ‫الدويل املحكوم بالقرار األمرييك‪ ،‬وحيث ال تنفع‬ ‫الترصيحات املدروسة التي واكبت التغيري يف‬ ‫كل من مرص وتونس‪.‬‬ ‫وعندما هبت رياح التغيري عىل عاملنا العريب‪،‬‬ ‫ركب الجاهزون املوجة العالية ولكنهم نسوا أن‬ ‫حساب الحقل يختلف عن حساب البيدر‪ ،‬وليبيا‬ ‫مل تكن يوماً مع نظام كامب ديفيد وهي ليست‬

‫‪56‬‬

‫عضواً يف محور “االعتدال” العريب‪ ،‬وهي ليست‬ ‫حليفة للواليات املتحدة األمريكية أو دول الغرب‬ ‫الدائرة يف الفلك األمرييك‪.‬‬ ‫وإذا كان صحيحاً القول‪ ،‬إن العامل املحدد‬ ‫الختالف ما يحصل يف ليبيا عام حصل يف كل‬ ‫من تونس ومرص هو موقع الجيش ودوره‪ ،‬وما سمي‬ ‫موقف الجيش عىل الحياد يف مرص وتونس‪ ،‬كان‬ ‫عنرص النجاح األول للتحرك‪ ،‬وهذا أمر طبيعي‬ ‫جداً ألن الجيش هو الشاهد الحي عىل حجم‬ ‫الهوان والرتدي الذي حصل خالل حكم مبارك وبن‬ ‫عيل‪.‬‬ ‫لكن األوضاع يف ليبيا أمراً مختلفاً‪ ،‬من هنا‬ ‫ميكن تصنيف الدول العربية املحضة إزاء موجات‬ ‫التغيري‪ ،‬وفقاً ملوقع الجيش يف النظام ومعرفة‬ ‫والءات هذا النظام ألجندات أو مشاريع معينة‪،‬‬ ‫أو مدى والء الجيش لقضاياه الوطنية والقومية‪،‬‬ ‫واألمر أيضاً يتع ّلق بالتخطيط الطويل األجل ملثل‬ ‫هذه اللحظة‪.‬‬ ‫يف مرص وتونس‪ ،‬اكتفى املجتمع الدويل وعىل‬ ‫رأسه أمريكا طبعاً‪ ،‬بتعيني املسموح واملمنوع‬ ‫يف تعاطي النظام مع املحتجني‪ ،‬وصوالً اىل فرض‬ ‫الخطوة األبعد‪ ،‬وإجبار رأس النظام عىل الرحيل‪.‬‬ ‫أسلوب التضمني يف ليبيا ال يبدو نافعاً وال‬ ‫ّ‬ ‫وعطلت حرية الحركة التي يتمتّع بها‬ ‫مكان له‪،‬‬ ‫القذايف كل اللغات اآلتية من الخارج‪ ،‬ووضعت‬

‫املرتبصني أمام خيار وحيد‪ ،‬إما التفرج عىل ما‬ ‫يجري وإما التدخل العسكري مع كل االرتباك‬ ‫الذي يرافقه‪.‬‬ ‫واألبعد من ذلك‪ ،‬انفتح صندوق املشاكل التي‬ ‫يثريها حتى قرار عسكري محدود مثل إقامة‬ ‫منطقة حظر جوي فوق ليبيا‪ ،‬وهذا يعيدنا اىل‬ ‫ذكريات أليمة وقاتلة‪ ،‬تلك الخاصة بالتدخل‬ ‫الخارجي منذ غزو العراق عام ‪ 2003‬عىل األقل‪،‬‬ ‫يرصح اىل فييتنام‪.‬‬ ‫والقذايف يريد إعادتها كام ّ‬ ‫والسؤال‪ ،‬من يتّخذ القرار‪ ،‬الجامعة العربية‬ ‫وافقت عىل إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا‬ ‫وتحفظت بعض الدول العربية ويف مقدمتها‬ ‫سوريا والجزائر عىل الفكرة‪ ،‬وماذا عن الرشوط‬ ‫اإلقليمية والدولية التي تحيط بتنفيذ مثل هذا‬ ‫الحظر؟ وماذا عن املوقف الرويس والصيني‪ ،‬وماذا‬ ‫عن أسواق النفط وأي سعر تستطيع االقتصاديات‬ ‫الغربية احتامله‪ ،‬وماذا عن حالة الفوىض التي‬ ‫تسود املنطقة؟ األمر األكيد أن مسلسل التغيري‬ ‫يف ليبيا دونه عقبات وتحديات كبرية‪ ،‬واألزمة‬ ‫مازالت يف بدايتها‪ ،‬واملشاهد املتوقعة غامضة‬ ‫وسوداوية وهي مفتوحة عىل كافة االحتامالت‪.‬‬ ‫اإلدارة األمريكية مرتددة يف اتخاذ خطوة فرض‬ ‫الحظر الجوي عىل ليبيا‪ ،‬واملوقف األورويب كذلك‪،‬‬ ‫وال يبدو يف األفق أن املوقف الغريب سيتغيرّ كثرياً‬ ‫قبل أن تتضح‪ ،‬أوالً وجهة العمليات العسكرية‪،‬‬ ‫وثانياً موقف العامل العريب من األحداث يف ليبيا‪،‬‬ ‫ويقول توماس دانيلون‪ ،‬مستشار األمن القومي‬ ‫للرئيس أوباما‪ ،‬بأنهم ينسقون مع الثوار حول‬ ‫كيفية مساعدتهم إنسانياً‪ ،‬وكيف ينظمون‬ ‫أنفسهم كمعارضة‪ ،‬لكن اإلدارة مرتددة أيضاً‬ ‫أمام فكرة االعرتاف باملجلس الوطني كحكومة‬ ‫رشعية‪.‬‬ ‫ويبدو أن واشنطن ترى يف رسعة األحداث‬ ‫والثورات يف العامل العريب‪ ،‬ما قد يؤدي اىل تفاقم‬ ‫حالة عدم االستقرار السيايس يف املنطقة‪،‬‬ ‫وتأثري ذلك عىل املصالح األمريكية‪ ،‬وبالتايل فإن‬ ‫حدوث ثورات من املرشق اىل املغرب دفعة واحدة‪،‬‬ ‫وخالل فرتة زمنية قصرية‪ ،‬خلق حالة من االرتباك‬ ‫لدى أغلب الدول املعنية بأحوال املنطقة وهي ذات‬ ‫الدول املستوردة للنفط الليبي‪ ،‬والعامل األهم‬ ‫وراء تردد اإلدارة األمريكية هو اختالف املصالح‬ ‫األمريكية حج ًام ووزناً‪ ،‬من دولة غربية اىل أخرى‪،‬‬ ‫وتنقل صحيفة الـ “نيويورك تاميز” األمريكية‬ ‫أن واشنطن وحلفاءها مرتددون من االنجرار اىل‬ ‫حرب أهلية يف ليبيا‪ ،‬وهي بلد ال تعتربه الغرب‬ ‫مه ًام بدرجة كبرية‪ ،‬الهتامماته األمنية‪ ،‬يف حني‬ ‫وافقت دول مجلس التعاون الخليجي عىل الحظر‬ ‫الجوي عىل الطريان العسكري الليبي‪ ،‬ووضعت‬ ‫موقفها يف الجامعة العربية لتأمني الغطاء‬ ‫العريب‪ ،‬وهذا ما وافق عليه وزراء خارجية الدول‬ ‫العربية باستثناء سوريا والجزائر اللتان عارضتا‬ ‫الفكرة نظراً ألبعادها وأهدافها‪.‬‬ ‫وصدر قرار مجلس األمن يوم ‪ 18‬آذار ويف نصه‬

‫“يفرض حظراً للطريان يف مناطق يف ليبيا‬ ‫ويخ ّول استخدام القوة الجوية ملنع تح ّرك القوات‬ ‫الليبية براً وجواً‪ ،‬مع التعهد بعدم احتالل ليبيا أو‬ ‫إرسال قوات برية أجنبية اىل األرايض الليبية‪.‬‬ ‫وأعلن وزير الدفاع األمرييك روبرت غيتس‪ ،‬أنه‬ ‫ليس أكيداً أن فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا‬ ‫قرار “حكيم” حتى وإن مت ّكنت الواليات املتحدة مع‬ ‫حلفائها من القيام بذلك‪ ،‬وأن فرض منطقة حظر‬ ‫جوي تستلزم عملية واسعة وقد تؤدي اىل زيادة‬ ‫النقمة عىل الغرب يف املنطقة‪ ،‬وكذلك فإن وزراء‬ ‫خارجية االتحاد األورويب يبدون تحفظات شديدة‬ ‫عىل التدخل العسكري يف ليبيا‪.‬‬ ‫وكان الجرنال ويسيل كالرك‪ ،‬القائد السابق‬ ‫لقوات حلف الناتو قد عارض يف وقت سابق‬ ‫التدخل العسكري األمرييك يف ليبيا‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫“نعم حامية إمدادات النفط مصلحة حيوية‪،‬‬ ‫لكن ليبيا ال تبيع كميات كبرية من النفط اىل‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬ونريد دعم الحركات الدميقراطية‬ ‫ّ‬ ‫نتدخل اآلن عسكرياً يف‬ ‫يف املنطقة ولكننا‬ ‫العراق وأفغانستان‪ ،‬وأن العنف حتى اآلن يف ليبيا‬ ‫ال يستدعي تدخ ًال‪ ،‬وح ّذر من “نرص رخيص”‪.‬‬ ‫وكذلك أعلنت مصادر روسية رسمية أن‬ ‫الحظر الدويل عىل ليبيا سيك ّلف روسيا خسارة‬ ‫صادراتها من األسلحة اىل ليبيا التي تقدّر‬ ‫بنحو ‪ 4‬مليارات دوالر‪ ،‬واملعروف أن العامل العريب‬ ‫ُيعد السوق الرئيسية أمام صادرات األسلحة‬ ‫الروسية‪.‬‬ ‫ويتضح أيضاً‪ ،‬أن اإلدارة األمريكية ال تريد التورط‬ ‫يف خطوة عسكرية جديدة‪ ،‬فض ًال عن أن الرئيس‬ ‫األمرييك باراك أوباما خاض معركته االنتخابية‬ ‫يف ظل شعار اليزال يحظى بحساسية واسعة‬ ‫يف األوساط األمريكية وهو معارضة الحرب يف‬ ‫العراق‪ ،‬فكيف له أن يعد لحرب جديدة قد ال‬

‫‪57‬‬

‫يرى بداً من خوضها‪ ،‬كام أن الرتدد أو التباطؤ‬ ‫األمرييك هدفه دفع أوروبا‪ ،‬فرنسا وبريطانيا ودول‬ ‫جنوب أوروبا‪ ،‬اىل الواجهة واملواجهة‪ ،‬وإىل أخذ‬ ‫األمور بيدها‪.‬‬ ‫وأوروبا ليست متفقة عىل اإلجراءات بشأن‬ ‫التعامل مع األوضاع الجارية يف ليبيا‪ ،‬وهناك‬ ‫تفاوت واضح بني موقف فرنسا مث ًال وموقف‬ ‫أملانيا وعدد آخر من الدول األوروبية بعضها يرص‬ ‫عىل الحصول عىل تغطية رشعية ألي عمل‬ ‫عسكري‪ ،‬ويف ظل التباين الفكري والسيايس‬ ‫للدول الكربى ورصاعاتها عىل املواقع واملصالح‪.‬‬ ‫تبقى هناك صعوبات أمام اإلجامع الدويل عىل‬ ‫تربير انتهاك سيادة أي دولة‪ ،‬وكذلك يصعب عىل‬ ‫بعض الدول أن ت ّربر لشعوبها مبدأ إرسال قوات‬ ‫قد متنى بخسائر برشية فض ًال عن الخسائر املالية‬ ‫من أجل الدفاع عن شعب آخر‪.‬‬ ‫املوقف السوري من األحداث الداخلية التي تدور‬ ‫يف ليبيا‪ ،‬كان واضحاً ومم ّيزاًَ‪ ،‬هذا ما أعلنه مندوب‬ ‫سوريا يف الجامعة العربية‪ ،‬أن سوريا ليست طرفاً‬ ‫يف طلب الجامعة من مجلس األمن اتخاذ إجراءات‬ ‫لفرض منطقة حظر جوي عىل ليبيا‪ ،‬وأن دمشق‬ ‫ترفض كل أشكال التدخل الخارجي يف الشأن‬ ‫الليبي حرصاً منها عىل وحدة األرايض الليبية‬ ‫وسيادة ليبيا واستقاللها‪ ،‬وبالتايل فعىل مجلس‬ ‫جامعة الدول العربية أن يأخذ يف االعتبار يف أي‬ ‫قرار يصدره‪ ،‬أن يكون واضحاً وغري قابل للتأويل‪،‬‬ ‫الرفض العريب ألي تدخل عسكري خارجي يف‬ ‫ليبيا تحت ذريعة حامية الشعب الليبي‪ ،‬ألن‬ ‫ذلك يش ّكل خرقاً لسيادة ليبيا ووحدة أراضيها‪،‬‬ ‫كام يتعارض مع ميثاق الجامعة ومبادئ القانون‬ ‫الدويل‪.‬‬ ‫واعترب مندوب سوريا يف الجامعة العربية‪ ،‬أن‬ ‫ما يجري يف ليبيا شأن وطني ليبي وقومي عريب‪،‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫منرب عريب‬ ‫يتط ّلب منا وضع تص ّور للتحرك ورسم طريق‬ ‫واضح للدور العريب يف كيفية مساعدة الشعب‬ ‫الليبي ومد يد العون له من أجل تحقيق خياراته‬ ‫ووقف نزيف الدماء‪ ،‬ووضع حد ملعاناة األشقاء‬ ‫هناك مبا مينع التدخل العسكري األجنبي ويدرأ‬ ‫مخاطر تقسيم هذا البلد العريب‪ ،‬التي بدأت‬ ‫تلوح يف األفق مخاطر االنزالق اىل حرب أهلية‬ ‫طويلة يتم تغذيتها من الدول الطامعة بالنفط‬ ‫الليبي‪.‬‬

‫أصدر كتابه «إشكاليات التجديد اإلسالمي المعاصر»‬

‫رحال لـ «منبر التوحيد»‪ :‬عنف الحركات اإلسالمية‬ ‫د‪ .‬حسين ّ‬ ‫الموجه نحو االحتالل األجنبي ليس تكفيرياً‬ ‫الثورية‬ ‫ّ‬

‫الدول الغربية مكشوفة ودون‬ ‫أقنعة‬ ‫يف أحداث ليبيا تبلورت حقائق كبرية‪ ،‬والشعب‬ ‫الليبي يقاتل عىل عدة جبهات يف وقت واحد‪،‬‬ ‫باستثناء الوضع الداخيل املعروف بأبعاده ودوافعه‬ ‫وتوقيته والعوامل الخارجية التي بدأت تأثرياتها‬ ‫تلعب يف التوازنات الداخلية القامئة‪ ،‬ميكن‬ ‫مالحظة الجبهة األمريكية والغربية عموماً وهي‬ ‫تلعب بكافة أوراقها السياسية والدبلوماسية‬ ‫وعىل الشاطئ الليبي الطويل‪ ،‬البيت األبيض‬ ‫أعطى حلفاءه إشارة االنطالق اىل حرب مفتوحة‪،‬‬ ‫حيث أقصيت ليبيا من مجلس حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫ودعا مجلس األمن يف قرار خطي بتأييد جميع‬ ‫أعضائه اىل إحالة “القمع الدموي للمتظاهرين‬ ‫املعارضني للحكومة يف ليبيا بشكل فوري اىل‬ ‫املحكمة للتحقيق فيه‪ ،‬ومقاضاة أي شخص‬ ‫مسؤول عن قتل مدنيني”‪ ،‬والواليات املتحدة بدأت‬ ‫تدرس خيارات عدة تتعلق بطريقة التعامل مع‬ ‫الوضع يف ليبيا‪ ،‬والحظر الجوي يف األجواء الليبية‬ ‫واحدة منها‪.‬‬ ‫والسؤال‪ ،‬هل يتك ّرر السيناريو العراقي؟ لقد‬ ‫تعرض العراق يف حينه لعدوان خارجي مبارش‬ ‫تحت ذرائع مختلفة‪ ،‬ويرى املراقبون أن مثة محاولة‬ ‫الستغالل التمرد الحاصل‪ ،‬بغية التدخل يف‬ ‫الشؤون الداخلية لدولة من أكرب مصدري موارد‬ ‫الطاقة‪ ،‬وبدأ حشد القوات الغربية واألمريكية‬ ‫بالقرب من الحدود الليبية‪ ،‬ويعتقد األمريكيون‬ ‫أن حرباً خاطفة عىل ليبيا لن ترضهم‪ ،‬وهم ال‬ ‫يدركون أنهم سينجرون اىل حرب واسعة النطاق‬ ‫عىل غرار ما جرى يف العراق وأفغانستان‪.‬‬ ‫وكالة “نوفوستي” الروسية نقلت‪ ،‬أن “عاصفة‬ ‫الصحراء” الجديدة ميكن أن تستهدف طرابلس‬ ‫الغربية والجنوب الذي تسيطر عليهام بقوة‬ ‫السلطات الليبية‪ ،‬إال أن واشنطن لن تجرؤ عىل‬ ‫فتح “جبهة ثالثة” عليهام يف ليبيا اىل جانب‬ ‫أفغانستان والعراق‪.‬‬ ‫واستناداً اىل صحيفة روسيمسكايا غازيتا‬ ‫قالت الوكالة‪“ :‬إن زعيمي اثنتني من دول العامل‬ ‫الرئيسية “باراك أوباما وديفيد كامريون” تحوال اىل‬ ‫رهينة يف قبضة القذايف من حيث أنه ال ميكن‬ ‫ألوباما وكامريون أن يقفا مكتويف األيدي حيال ما‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫يجري يف ليبيا‪ ،‬لكن ال أحد يريد محاربة القذايف‬ ‫بالفعل‪ ،‬من الواضح والحالة هذه‪ ،‬أن اآلمال‬ ‫معقودة عىل املتمردين الليبيني لعلهم يتمكنون‬ ‫من اإلطاحة بالنظام مبساعدة األمريكيني‬ ‫واألوروبيني”‪.‬‬ ‫والسؤال أيضاً‪ ،‬ماذا تعني كل التهديدات‬ ‫والتحركات العسكرية األمريكية واألطلسية؟‬ ‫إنها تعني أن أمن ليبيا واستقرارها واستقرار‬ ‫املنطقة مسائل ال تعني األمريكيني‪ ،‬وكل ما‬ ‫يعنيها هو االستيالء عىل منابع النفط‪ ،‬ونظرية‬ ‫“العنف املفرط” الذي تستخدمه السلطات‬ ‫الليبية هي نفسها النظرية التي تذرعت بها‬ ‫واشنطن يف غزو العراق‪ ،‬فالنفط ال العنف‪ ،‬هو‬ ‫الذي قاد القوات األمريكية اىل بغداد‪ ،‬وقد يقودها‬ ‫اىل عدة أماكن عربية وإفريقية‪.‬‬ ‫مؤرشات التدخل األجنبي األمرييك والغريب‬ ‫عموماً يف ليبيا عرب السعي والنجاح يف‬ ‫إصدار قرار من مجلس األمن الدويل لحظر جوي‬ ‫عىل ليبيا وتوجيه رضبات جوية عىل األرض‬ ‫الليبية فع ًال وتزامنت مع الذكرى الثامنة‬ ‫الحتالل العراق‪ ،‬يعني هذا أن الغطاء لتنفيذ‬ ‫عمليات ضد هذا البلد تم بإحكام تام وأصبح‬ ‫واضحاً‪“ ،‬أن ال خوف لدى تلك الدول أن تتهم‬ ‫كقوة احتالل أجنبية‪ ،‬ألن الشعب الليبي‬ ‫طلب املساعدة والجامعة العربية وافقت‬ ‫وأق ّرت مسبقاً بالتدخل األجنبي”‪.‬‬ ‫هذا الحدث‪ ،‬يجب أال مي ّر بال مباالة عىل جامهري‬ ‫أمتنا العربية‪ ،‬ألن التدخل األجنبي يف ليبيا تحت‬ ‫“يافطة الحظر الجوي وتوجيه رضبات محدودة‬ ‫للنظام الليبي وبحجة الدفاع عن املدنيني‬ ‫الليبيني”‪ ،‬هذا األمر ينطوي عىل أبعاد هامة يف‬ ‫كل ما يتعلق بإعادة بناء قوة الردع األمريكية‬

‫‪58‬‬

‫يف الرشق األوسط‪ ،‬هذا من شأنه أيضاً أن ميرر‬ ‫رسائل الردع األمريكية إزاء احتامل نشوء وضع‬ ‫يف املستقبل‪ ،‬قد تتعرض فيه أنظمة أخرى مثل‬ ‫السعودية أو األردن أو غريها اىل االهتزاز‪ ،‬وبناء‬ ‫عىل ذلك فإن األزمة يف ليبيا ستخلق لتلك‬ ‫الدول الغربية الطامعة والواليات املتحدة خاصة‬ ‫فرصة ذهبية إلعادة تصميم السياسة األمريكية‬ ‫مبا يتسق مع أهداف السياسة اإلرسائيلية‬ ‫اإلقليمية‪.‬‬ ‫ونعلم‪ ،‬أن جورج بوش رحل عن البيت األبيض‬ ‫بعدما خاض حربني نفطيتني‪ ،‬األوىل لضامنة‬ ‫سالمة املمرات النفطية والثانية لضامن‬ ‫االحتياطي النفطي العراقي‪ ،‬وأوباما مدعو هو‬ ‫اآلخر اىل خوض حرب مامئلة‪ ،‬ليبيا “صيد مثني”‪،‬‬ ‫الذرائع والحجج واهية‪ ،‬الرغبة األمريكية يف تغيري‬ ‫النظام الليبي مكشوفة‪ ،‬ألن واشنطن تحتاج اىل‬ ‫عامل عريب ضعيف وأنظمة هشة‪ ،‬واىل قارة‬ ‫إفريقية مجزأة ومتناحرة ومن أجل هذا هي تعمل‬ ‫عىل تغيري الخريطة السياسية للمنطقة واقتالع‬ ‫كل القيادات التي ال تراعي مصالحها النفطية‬ ‫واالسرتاتيجية‪ ،‬والدول الغربية ركبت موجة‬ ‫الثورات الشعبية زوراً‪.‬‬ ‫الزعيم الكويب فيدل كاسرتو أعرب عن‬ ‫اعتقاده‪“ ،‬أن الواليات املتحدة‪ ،‬مبساعدة حلف‬ ‫شامل األطليس “الناتو” ستحتل ليبيا‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫“من الواضح متاماً بالنسبة يل أن الواليات املتحدة‬ ‫ال يعنيها إحالل السالم يف ليبيا وهي لن ترتدد‬ ‫يف إصدار األمر لـ “الناتو” بالتدخل العسكري يف‬ ‫هذا البلد”‪.‬‬ ‫إنها “الفوىض الخالقة” والبيئة املناسبة‬ ‫لتحقيق األطامع االستعامرية يف أمتنا العربية‪.‬‬

‫نبيل مرعي‬

‫تأيت التغيرّ ات الحاصلة يف عاملنا العريب‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬ج ّراء الثورات املتو ّلدة من وعي‬ ‫الشعوب واستيقاظها عىل أحق ّية املطالبة‬ ‫بحقوقها والتعبري عن رأيها التي قامت‬ ‫أنظمتها بقمعه منذ أجل بعيد‪ ،‬لتؤكد مرة‬ ‫ّأن الشعوب العربية مجتمعة تريد‬ ‫جديدة‬ ‫عاملاً عربياً موالياً للمقاومات الشعبية الح ّرة‪،‬‬ ‫ومناهضاً لكل معاين اإلحتالل والعدوان‪.‬‬ ‫ومع تعدّد الدراسات اإلسالمية حول التفكري‬ ‫والنهج اإلسالمي‪ ،‬جاءت دراسة الدكتور حسني‬ ‫رحال حول الخطاب اإلسالمي وإشكال ّياته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والتي قدّمها كرسالة للدكتوراه الجامعية‬ ‫يف العام ‪ ،2004‬لتشكل اليوم تع ّمقاً واضحاً‬ ‫يف فكرة التجديد اإلسالمي وماه ّية الخطاب‬ ‫اإلسالمي يف أواخر القرن العرشين‪ ،‬خاصة‬ ‫مع ما تناوله من منوذج أسايس لثالثة مفكرين‬ ‫شمس‬ ‫مهدي‬ ‫محمد‬ ‫كالشيخ‬ ‫إسالميني‪،‬‬ ‫الدين‪ ،‬الدكتور حسن الرتايب‪ ،‬الشيخ راشد‬ ‫الغنويش‪ ،‬وغريهم‪.‬‬ ‫رحال طرحاً إلشكاليات‬ ‫د‪.‬‬ ‫دراسة‬ ‫لقد كانت‬ ‫ّ‬ ‫التجديد الفكري اإلسالمي‪ ،‬إلكتشاف مدى‬ ‫قدرة الخطاب اإلسالمي عىل التأثري يف‬ ‫الشعوب اإلسالمية‪ ،‬ومدى تفاعله مع وجهات‬ ‫النظر واملعتقدات األخرى‪.‬‬ ‫املتغيرّ ات العربية يف املنطقة‪ ،‬التعايش‬ ‫اإلسالمي املسيحي‪ ،‬أهداف دراسته‪ ،‬وغريها‬ ‫من املواضيع كانت محور لقائنا مع الدكتور‬ ‫نص الحوار‪:‬‬ ‫رحال‪ ،‬وهنا ّ‬ ‫حسني ّ‬ ‫ماذا عن الثورات واملتغيرّ ات يف العامل‬ ‫تتجه نحو أنظمة إسالمية؟‬ ‫العريب‪ ،‬هل ّ‬ ‫بالتأكيد لهذه الثورات الحاصلة يف العامل‬ ‫العريب خلفيات متعددة‪ ،‬وعالقة بالهوية الثقافية‬ ‫للبلدان‪ ،‬وال شك ّأن اإلسالم هو جزء من هذه‬ ‫الهوية الثقافية‪ .‬بالتأكيد تحتوي هذه الثورات يف‬ ‫مكنوناتها مح ّركاً إسالمياً‪ ،‬إذا تكلمنا بالشكل‬ ‫التنظيمي‪ ،‬لكن املقصود هنا أنه إذا تكلمنا‬ ‫باملعنى الق َيمي والثقايف‪ ،‬فاإلسالم حارض هنا‬ ‫مبعنى الهوية والخلفية‪ ،‬لذلك ميكن القول ّأن لهذا‬ ‫املوضوع خلفية إسالمية‪ ،‬لكنّ هذه الظاهرة‬ ‫تبقى بتح ّرك كل األحزاب‪ ،‬حتى األحزاب املدنية‬ ‫أو األحزاب غري الدينية‪ ،‬ذات رؤية قريبة جداً من‬ ‫الهوية الثقافية العا ّمة للحركات اإلسالمية‪،‬‬ ‫مبعنى ّأن هناك خلفية إسالمية ما لهذا التح ّرك‪،‬‬ ‫وال ميكن إنكارها باملعنى الثقايف‪ ،‬فرتكيا نفسها‬

‫وبسبب وجود حزب حاكم‪ ،‬أصبحت أقرب إىل‬ ‫الخلفية اإلسالمية مام كانت عليه سابقاً‪ ،‬فكيف‬ ‫بالحركات اإلحتجاجية يف العامل العريب؟ هذا أمر‬ ‫معينّ ‪ ،‬وأن تكون هذه التحركات ُمسيرّ ة بالكامل‬ ‫من حركات إسالمية فهذا أمر آخر‪ .‬هي ليست‬ ‫كذلك‪ ،‬فالحركات اإلسالمية هي جز ٌء من تيار كبري‬ ‫هو التيار العام أي التيار اإلحتجاجي‪.‬‬ ‫ّأن أمريكا تسعى لتعميم النظام‬ ‫ُيقال‬ ‫هل تنجح برأيك بفرض‬ ‫الرتيك اإلسالمي‪،‬‬ ‫مخططاتها عىل املنطقة بشكل عام؟‬ ‫هم ير ّوجون للنموذج الرتيك‪ ،‬لكنّ هذا املوضوع‬ ‫مع ّقد أكرث من هذه املسألة‪ .‬فام نشاهده اآلن‬ ‫هو نوع من الوعي الثوري إضافة للوعي القومي‬ ‫واإلسالمي املختلط‪ ،‬وبالتايل هناك خلطة تجمع‬ ‫بني مطالب إجتامعية بالعدالة‪ ،‬وأخرى وطنية‬ ‫بالكرامة‪ ،‬ومطالب قومية يف العامل العريب‬ ‫ورصاعه العريب – اإلرسائييل‪ ،‬وخلفية إسالمية‬ ‫ما تغطي الجميع‪ ،‬ولها قيم يف إقامة عالقة جيدة‬ ‫بالعامل اإلسالمي والقوى اإلسالمية ونظرة غري‬ ‫عدائية للقيم اإلسالمية‪ .‬أعتقد ّأن هذه الخلطة‬ ‫ستكون مستقبل الحركات الثورية أو اإلحتجاجية‬ ‫إذا أتيح لها أن تعكس ثقلها يف املرحلة القادمة‪،‬‬ ‫أي إذا أخذت حقها يف الحكم‪ ،‬وإذا تبلورت أنظمة‬ ‫تعكس إرادة الشعوب‪.‬‬ ‫ملاذا تصنَّف بعض الحركات اإلسالمية عىل‬

‫‪59‬‬

‫أن بعضها ين ّفذ العنف واإلرهاب‪ ،‬وغريها‬ ‫يحتكم للوسائل الدستورية املرشوعة‪ ،‬أيها‬ ‫األصح برأيك وأ ّيها التسمية األصح للحركات‬ ‫اإلسالمية بشكل عام؟‬ ‫ميكن تصنيف الحركات اإلسالمية إىل حركات‬ ‫إصالح إسالمي‪ ،‬وحركات تحديث إسالمي‪.‬‬ ‫اإلصالح قد يكون تقليدي‪ ،‬وحركات التحديث قد‬ ‫تكون ثورية‪ ،‬لكن ما يختلف عن هذه الحركات‬ ‫املتنوعة التقليدية والثورية التجديدية الكاملة‪،‬‬ ‫هو الحركات التكفريية والتي تتميز بعنف‬ ‫غري مرشوع ضد الذات‪ ،‬اآلخر الداخيل‪ ،‬وضد‬ ‫املجتمع‪ .‬أما الحركات الثورية والحركات اإلصالحية‪،‬‬ ‫موجه ضد‬ ‫فبعضها يلتزم بأن يكون العنف‬ ‫َّ‬ ‫االحتالل والعدوان الخارجي‪.‬‬ ‫إذاً تلتقي هذه الحركات مع القيم اإلنسانية‬ ‫توجه العنف ليس إىل الداخل‬ ‫ككل‪ ،‬يف أنها‬ ‫ّ‬ ‫وليس إىل تكفري اآلخر‪ ،‬سواء كان مسل ًام أم‬ ‫غري مسلم‪ ،‬من أهل الكتاب أو من غريهم‪ ،‬الذين‬ ‫يحتضنهم املجتمع يف البلد لتحيا فيه هذه‬ ‫الحركة‪ .‬عندما تصبح الحركة تكفريية‪ ،‬يظهر‬ ‫توجه العنف‬ ‫خطرها وعنفها نحو الداخل‪ ،‬أ ّما أن ّ‬ ‫إىل االحتالل األجنبي‪ ،‬وإىل العدوان الذي يطال‬ ‫البلد واأل ّمة ككل‪ ،‬فهذا أمر مرشوع إنسانياً‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬إذا م ّيزنا بينهام‪ ،‬نعلم علم اليقني أين‬ ‫يوجه‬ ‫هو العمل اإلسالمي األسلم واألفضل الذي‬ ‫ّ‬ ‫طاقة األ ّمة ملحاربة العدوان واإلحتالل الخارجي يف‬ ‫ظل أوضاع مامثلة للبلدان العربية‪ ،‬وليس إىل‬ ‫الداخل أي إىل قتل وتكفري وإلغاء اآلخرين يف‬ ‫املجتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫التجديد من داخل اإلسالم‬ ‫ماذا عن كتابك «إشكاليات التجديد‬ ‫اإلسالمي املعارص»؟ ما هي تلك اإلشكاليات‪،‬‬ ‫وهل تط ّورت اليوم يف إطار املتغريات الحاصلة‬ ‫يف العامل العريب واإلسالمي؟‬ ‫هذه املتغيرّ ات هي موضوع راهن‪ ،‬أما‬ ‫“إشكاليات التجديد” فكانت دراسة الدكتوراه‬ ‫حول قدرة الخطاب اإلسالمي للمفكرين‬ ‫اإلسالميني سواء أكانوا داخل الحركات اإلسالمية‬ ‫كاإلخوان املسلمني يف تونس والسودان‪ ،‬أو عىل‬ ‫صلة ما بالحركات اإلسالمية األخرى مثل سامحة‬ ‫الشيخ محمد مهدي شمس الدين (رحمه‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب ثقايف‬ ‫الله)‪ ،‬الذي كان يعيش يف بيئة نجفية يف الحوزة‬ ‫الدينية‪ ،‬وكان متأثراً ‪ -‬سلباً أو إيجاباً ‪ -‬بالحركات‬ ‫اإلسالمية السنّية والشيعية التي كانت سائدة‬ ‫يف تلك األوقات‪ ،‬كحزب الدعوة اإلسالمية‪ ،‬الذي‬ ‫كان له ارتباطاً مه ًام مبراجع يف النجف األرشف‬ ‫يف الوقت الذي كان الشيخ شمس الدين يدرس‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أردت باإلشكاليات أن أدرس مدى‬ ‫بالتايل‪،‬‬ ‫إمكانيات أن ُيصدر املفكرون املسلمون تجديداً من‬ ‫داخل اإلسالم حول موضوعات ُتعترب موضوعات‬ ‫إشكالية يف الخطاب اإلسالمي‪ ،‬وهنا أعطي مث ًال‬ ‫عىل موضوع الدميقراطية وكيف تعا َملت الحركات‬ ‫اإلسالمية واملفكرون اإلسالم ّيون معه‪ ،‬خاصة‬ ‫وأنني عملت عىل البحث عن مفكرين لهم‬ ‫عالقة بحركات إسالمية مع ّينة‪ ،‬وكذلك مسائل‬ ‫حرية التفكري مبا فيها “اإلرتداد”‪ ،‬ال َعلامنية ‪ -‬أو‬ ‫ال ِعلامنية كام يفسرّ ها البعض‪ ،‬املجتمع املدين‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اخرتت هذه البنود التي تعترب‬ ‫وحقوق املرأة‪.‬‬ ‫إشكاليات مع غريها من األمور‪ ،‬باعتبارها تواجه‬ ‫هؤالء املفكرين يف مجتمعاتهم‪ .‬هي تحدّيات‬ ‫كربى‪ :‬هل حسم الخطاب اإلسالمي رأيه يف‬ ‫هذه املسائل؟ وهل يستطيع الخطاب اإلسالمي‬ ‫التجديدي تقديم رؤية جديدة من داخل اإلسالم؟‬ ‫هل هو مضطر ألن يأخذ الرؤية الغربية بالكامل‪،‬‬ ‫وينسخها دون أن تعيش يف بيئة إسالمية داخلية؟‬ ‫هل يتأقلم ويستطيع استيعاب هذه املسائل‬ ‫التي تشكل تحدّيات داخل املجتمع اإلسالمي؟ ثم‪،‬‬ ‫هل لدى هؤالء املفكرين املسلمني القدرة عىل‬ ‫فهم الغرب والتجربة الغربية والتعامل معها‬ ‫عىل أنها تجربة إنسانية‪ ،‬وبنفس الوقت التعاون‬ ‫مع مجتمعاتهم عىل أنها مجتمعات تحتاج إىل‬ ‫إصالح إجتامعي‪ ،‬والتمهيد لهذا اإلصالح عرب‬ ‫اإلصالح الفكري؟ هي مجموعة أسئلة حاولت‬ ‫اإلجابة عنها من خالل هذه الدراسة‪.‬‬ ‫من موقعك يف “حزب الله”‪ ،‬هل ميكن لحركة‬ ‫إسالمية أن تتق ّبل فكرة أن يتم حكمها‬ ‫من أحزاب وتيارات سياسية أخرى ال تؤمن‬ ‫بالرشيعة اإلسالمية‪ ،‬كام يتّهمكم البعض؟‬ ‫ال بد من اإلشارة هنا إىل ّأن دراستي مل تشمل‬ ‫“حزب الله”‪ ،‬إذ ّأن ذلك يلزمه دراسة أشمل وأوسع‪.‬‬ ‫لكن بشكل عام‪ ،‬كان لـ”حزب الله” مقاربة‬ ‫معينة مل ترد أبداً فرض الحكم اإلسالمي‪ ،‬إمنا‬ ‫تركت األمر لخيار الشعب‪ ،‬وهذا إحرتاماً منه إلرادة‬ ‫الشعب‪.‬‬ ‫“حزب الله” يعترب ّأن لبنان بلد متن ّوع‪ ،‬والتنوع‬ ‫كام ورد يف الوثيقة األخرية التي أطلقها الحزب‪،‬‬ ‫هو ميزة من ميزات البلد اللبناين ويجب الحفاظ‬ ‫عليه‪ ،‬ومقتىض التن ّوع يف لبنان هو أال نفرض‬ ‫حك ًام إسالمياً عىل الناس يلغي هذا التنوع‪،‬‬ ‫فاألمر يحتاج ملوافقة جميع اللبنانيني عىل هذا‬ ‫التغيري‪ ،‬وطاملا أنهم غري موافقني عىل ذلك فال‬ ‫نستطيع فرض ذلك عليهم‪ ،‬كام ّأن الصيغة‬ ‫اللبنانية هي صيغة ال تحتمل هذا األمر‪ .‬إذا قمنا‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫اإلسالم كدين وثقافة ميلك‬ ‫مق ّومات التأقلم مع العرص‬ ‫الوثيقة األخرية لـ «حزب الله»‬ ‫حتّمت أهمية التن ّوع يف لبنان‬ ‫بعقد إجتامعي يتض ّمن الحفاظ عىل التن ّوع‬ ‫والحريات‪ ،‬ميكن أن نصل إىل مجتمع يرىض عنه‬ ‫جميع اللبنانيني بجميع فئاتهم‪ ،‬ويشكل هذا‬ ‫املجتمع وما يكون قد نتج عنه من عقد اجتامعي‪،‬‬ ‫أساساً يبني دولة حديثة وقادرة وعادلة تل ّبي‬ ‫احتياجات الناس‪ ،‬عندما تتواجد هذه الدولة‬ ‫التي تضمن الحريات‪ ،‬فهي أيضاً مقاصد عا ّمة‬ ‫للمطالب اإلسالمية‪ ،‬وبالتايل نحن اآلن يف بلد‬ ‫متنوع‪ ،‬ونعترب ّأن هذا التن ّوع هو أمر مهم جداً‬ ‫للمجتمع اللبناين ويحفظ الجميع‪ ،‬وبالتايل‬ ‫إشكالية لبنان هي الحفاظ عىل التنوع املوجود‬ ‫فيه‪ ،‬من خالل صيغة تؤ ّمن تعاقد إجتامعي‪ ،‬يؤ ّمن‬ ‫الضامنات لكل أبناء املجتمع ومك ّوناته ألن يكونوا‬ ‫رشكاء حقيقيني يف هذا البلد‪ ،‬طبعاً مع الحفاظ‬ ‫عىل الهوية العربية للبنان‪ ،‬والتي هي النقيض‬ ‫للكيان اإلرسائييل‪ .‬التن ّوع والهوية العربية ودولة‬ ‫قادرة يف مواجهة الكيان اإلرسائييل ‪ -‬ولكن عادلة‬ ‫يف الداخل‪ -‬هي رشوط قيام الدولة التي نعتقد‬ ‫أنها تفيد كل اللبنانني‪ .‬هنا تكمن إشكالية لبنان‬ ‫وليست يف أن نقيم حكم إسالمي أم ال‪.‬‬

‫بناء منوذج حضاري إسالمي‬ ‫هل تعترب أن بعض الحركات اإلسالمية‬ ‫أساءت للدين اإلسالمي بشكل أو بآخر؟ خاصة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قلت أنها ال تكون حركات “إسالمية” إذا‬ ‫وأنك‬ ‫استُع ِملت يف الداخل؟‬ ‫التكفري هو إبتالء ابتُل َيت به كثري من الحركات‬ ‫يف العامل العريب واإلسالمي‪ .‬حتى الحركات‬ ‫غري اإلسالمية‪ ،‬والتي عندما تلغي اآلخر‪ ،‬تصبح‬

‫‪60‬‬

‫حركات تكفريية‪ ،‬فالتكفري يشمل إسالميني‬ ‫وغري إسالميني‪ .‬لكن ما يعنيني يف دراستي حول‬ ‫التجديد اإلسالمي‪ ،‬هو التايل‪ :‬هل تستطيع‬ ‫الحركات اإلسالمية واملفكرون اإلسالميون أن‬ ‫يؤ ّمنوا تص ّوراً نظرياً للتجديد اإلسالمي يسمح‬ ‫للمسلم املعارص بأن يعيش يف مجتمعات قابلة‬ ‫عىل أن تحفظ التن ّوع والحر ّيات والتعدد ّية‪ ،‬وتضمن‬ ‫للمرأة حقوقها أم ال‪ ،‬وذلك من داخل التفكري‬ ‫اإلسالمي وليس من خارجه؟ أدّعي ّأن اإلسالم‬ ‫كدين وكثقافة ميلك مق ّومات أن يتأقلم مع‬ ‫العرص‪ ،‬وأن يسمح للمفكرين اإلسالميني بتقديم‬ ‫أطر نظرية وخطاب إسالمي قابل عىل مواجهة‬ ‫التحديات وعىل اإلجابة عىل اإلشكاليات‬ ‫بطريقة جديدة‪ .‬الدين نفسه كق َيم جوهرية ال‬ ‫يتغيرّ ‪ ،‬والرشيعة يف جوهرها كمبادىء وق َيم‪،‬‬ ‫أيضاً ال تتغري‪ .‬ما يتغيرَ هو استفادتنا منها‬ ‫عىل ضوء الوقائع املتغيرّ ة‪ .‬إذاً‪ ،‬اإلجابة عىل‬ ‫أسئلتي‪ ،‬تنطلق من مرتكز أعتقد به‪ ،‬وهو أنه‬ ‫إذا مل تلجأ الحركات اإلسالمية إىل التكفري‬ ‫وإىل النظرة الشكلية القدمية إىل ما جرى يف‬ ‫التاريخ اإلسالمي عىل أنه مؤ ّبد‪ ،‬وعىل ّأن نظام‬ ‫الحكم السابق يف الخالفة مث ًال‪ ،‬وعىل ّأن األشكال‬ ‫التطبيقية لإلسالم ‪ -‬ليس كدين ‪ -‬بل أشكاله‬ ‫التطبيقية كام جرى يف السلطة واملجتمع‪ ،‬هل‬ ‫هذه األشكال التطبيقية هي مؤ ّبدة أم ال؟ برأيي‪،‬‬ ‫هي غري مؤبدة وأنه ميكن للمفكرين اإلسالميني‬ ‫من داخل اإلسالم أن يجرتحوا وفقاً لكل مجتمع‬ ‫حاجاته‪ ،‬مماّ يسمح ببناء إطار نظري خاص يف أي‬ ‫مجتمع إسالمي‪ ،‬يسمح بالتجديد‪ ،‬وببناء منوذج‬ ‫حضاري إسالمي‪.‬‬ ‫يحاول البعض أن يخيف العامل اإلسالمي‬ ‫السنّي من التش ّيع‪ .‬ما رأيك بهذا املوضوع؟ وملاذا‬ ‫زادت ح ّدة هذه التفرقة يف الفرتة األخرية؟‬ ‫هذا موضوع سيايس أكرث مام هو نقاش فكري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن النقاش الفكري يف العامل اإلسالمي كان‬ ‫موجوداً منذ أكرث من ‪ 1300‬سنة‪ .‬اإلشكالية اآلن‬ ‫ليست النقاش حول مقتضيات التاريخ اإلسالمي‬ ‫السابق‪ ،‬بل ّإن السؤال الحقيقي الذي يواجه ما‬ ‫ُيطرح هو‪ :‬ملاذا يتم توظيف اإلختالفات التاريخية‬ ‫والفكرية القدمية يف رصاع سيايس حايل؟ ميكن‬ ‫توظيف املعرفة الدينية والفكرية واإلنسانية من‬ ‫ِق َبل السلطات‪ .‬إذا بحثنا عن السلطات التي تريد‬ ‫أن تطرح مسألة السني والشيعي‪ ،‬والشيعي‬ ‫والسني‪ ،‬واملسلم واملسيحي‪ ،‬يف عاملنا العريب‬ ‫واإلسالمي‪ ،‬نجد أنها حت ًام تريد أن تلعب عىل‬ ‫هذا الوتر‪ .‬لقد ُطرح هذا املوضوع بأنه اإلشكالية‬ ‫يف العامل العريب‪ ،‬وال شك أنه طرح غريب‬ ‫تستفيد منه الواليات املتحدة األمريكية وبعض‬ ‫األنظمة يف العامل العريب‪ ،‬لطرح هذه القضية‬ ‫يف مواجهة الرصاع الحقيقي والذي هو رصاع‬ ‫ضد اإلحتالل والعدوان‪ ،‬ضد العدوان اإلرسائييل‬ ‫ككيان غاصب‪ ،‬وضد اإلحتالل واإلستعامر‬ ‫األمرييك ونهب الرثوات ومنها البرتول كام يجري‬

‫اآلن يف لعبة البرتول من ليبيا‬ ‫والبحرين‬ ‫السعودية‬ ‫إىل‬ ‫واملنطقة ككل‪ .‬إذاً طرح‬ ‫هذا املوضوع هو للتعمية‬ ‫عىل الرصاع الحقيقي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن هناك أنظمة يف‬ ‫املنطقة ال تريد أن تواجه‬ ‫ومخططاتها‪،‬‬ ‫أمريكا‬ ‫وال أن تساعد الشعب‬ ‫‪،‬‬ ‫لفلسطيني‬ ‫ا‬ ‫وبالتايل تلجأ إىل‬ ‫افتعال حرب أخرى‬ ‫مواجهة‬ ‫يف‬ ‫من‬ ‫شعب‬ ‫العامل‬ ‫داخل‬ ‫أو‬ ‫العريب‬ ‫قوميات أخرى‬ ‫واللعب عىل‬ ‫أوتار‪ :‬عريب – إيراين‪،‬‬ ‫عريب – تريك‪ ،‬عريب – كردي‪،‬‬ ‫وذلك ألنها تريد توجيه األنظار عن خيانتها‬ ‫للقضية الفلسطينية‪ ،‬وتعاملها مع “إرسائيل”‬ ‫وأمريكا عىل حساب القضية الفلسطينية‪،‬‬ ‫ولرصف النظر عن مطالب العدالة اإلجتامعية‬ ‫داخل األنظمة‪ ،‬إذ ّأن داخل كل نظام اآلن‪ ،‬هناك‬ ‫مطالب للعدالة اإلجتامعية‪ ،‬وألن يقف النظام‬ ‫مع الشعب الفلسطيني وينقذه من العدوان‬ ‫اإلرسائييل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن هذه األنظمة متواطئة يف األمرين‪ ،‬هي‬ ‫فسدة يف املوازنة واملال‬ ‫استبدادية يف الداخل‪ُ ،‬م ِ‬ ‫العام‪ ،‬ومل تقم مبشاريع تنمية حقيقية‪ ،‬فهي إذاً‬ ‫مج ّرد أنظمة ريعية‪ ،‬وهي يف املسألة السياسية‬ ‫تابعة ألمريكا وحليفة لها‪ ،‬وجزء من محور‬ ‫اإلعتدال العريب الذي يدعم “إرسائيل”‪ .‬بسبب‬ ‫كل ذلك‪ ،‬يجدون ّأن الفرصة لتعمية األنظار ولحرف‬ ‫الشارع عن أن يقوم بثورة ضد هذه األنظمة‪ ،‬هي‬ ‫يف أن يركبوا موجة سني – شيعي‪ ،‬وأن يح ّولوا‬ ‫األنظار ضد طرف آخر يف الداخل‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬ما يطرحونه أمر مهم لكنه ليس الحقيقة‪،‬‬ ‫فالحقيقة هي أن الرصاع هو ‪ -‬كام قلت ‪ -‬يف‬ ‫مكانٍ آخر و ُيطرح املوضوع السني الشيعي‬ ‫للتلهية ورصف األنظار‪ ،‬وج ّر الناس إىل معركة‬ ‫وهمية يف مواجهة مسلمني ضد مسلمني‪ ،‬أو‬ ‫عرب ضد إيرانيني وفرس‪ ،‬أو ضد أتراك أو أكراد‪.‬‬ ‫تم إستغالل مسألة والية الفقيه‬ ‫ألهذا‬ ‫ّ‬ ‫سياسياً ودينياً؟‬ ‫تم التط ّرق إىل بعض‬ ‫نعم يف جزء من ذلك ّ‬ ‫املوضوعات‪ ،‬من أجل أن تقدَّم عىل أنها هي‬ ‫وليست‬ ‫السيايس‪،‬‬ ‫النقاش‬ ‫يف‬ ‫املشكلة‬ ‫املشكلة يف مكان آخر‪ .‬وترون اآلن ّأن املشكلة هي‬ ‫وصب الزيت‬ ‫يف القرار األمرييك بتفتيت املنطقة‬ ‫ّ‬ ‫عىل النار إلثارة األحقاد الفتنوية بني أبناء املنطقة‬ ‫العربية‪ّ .‬إن إثارة مثل هذه املسائل‪ ،‬يساعد عىل‬

‫عندما تلغي الحركات اإلسالمية اآلخر‪ ،‬تصبح‬ ‫حركات تكفريية‬ ‫طرح املوضوع السني – الشيعي‪ ،‬يهدف لج ّر‬ ‫الناس إىل معركة وهمية‬ ‫تحويل النقاش إىل املوضوع‬ ‫املسلمني‪،‬‬ ‫بني‬ ‫الفتنوي‬ ‫وإىل التخويف من الشيعة‬ ‫املسيحيني‬ ‫وتخويف‬ ‫للسنَّة‪،‬‬ ‫من املسلمني‪ ،‬وتخويف األقباط‬ ‫من املسلمني أيضاً‪ ،‬ألنهم يريدون‬ ‫أن يلعبوا عىل هذا الوتر ليبدو عىل‬ ‫أنهم ُحامة اآلخرين مام يطرحونه‪.‬‬ ‫إذاً‪ ،‬هي استغالل سيايس ملسائل ال‬ ‫ميكن نقاشها بطريقة سطحية كام‬ ‫يجري نقاشها اآلن يف اإلعالم‪.‬‬

‫توحد املذاهب اإلسالمية‬ ‫ّ‬ ‫توحد‬ ‫برأيك‪ ،‬كيف ميكن للقوى اإلسالمية أن‬ ‫ّ‬ ‫بني املذاهب اإلسالمية بوجه محاوالت إحداث‬ ‫الفنت والرشذمة؟‬ ‫يبدأ ذلك بالنقاش الالهويت‪ ،‬والكالمي‪ ،‬والنقاش‬ ‫حول مسائل حصلت يف التاريخ‪ ،‬وهناك وجهات‬ ‫نظر اختالفية حولها‪ .‬لكن ال شك بأن هذا النقاش‬ ‫ال يوصل إىل نتيجة ألنه نقاش جديل‪ .‬ما نستطيع‬ ‫أن نبدأ به هو القضايا العملية املشرتكة لحامية‬ ‫املصالح الوطنية‪ ،‬من بينها مواجهة اإلحتالل‪،‬‬ ‫ومواجهة املرشوع األمرييك لتفتيت املنطقة‪ ،‬وال‬ ‫شك ّأن الوعي السيايس يساعد هنا‪ ،‬عندما نضع‬ ‫أولو ّيات أننا يف املسائل اإلعتقادية نحرتم بعضنا‬ ‫بعضاً‪ ،‬ويف املسائل السياسية ميكن أن نكون‬ ‫جبهة واحدة يف مواجهة اإلستهداف املشرتك‪،‬‬ ‫فأمريكا و”إرسائيل” تستهدفنا جميعاً‪ ،‬وبالتايل‬ ‫ال ميكن لنا أن نعالج املشاكل اإليديولوجية بني‬ ‫املسلمني واملسيحيني‪ ،‬أو بني الشيعة والسنة يف‬ ‫جلسة واحدة‪ .‬نستطيع أن نحرتم آراء بعضنا يف‬ ‫نتوحد يف املسألة‬ ‫الجانب الفكري والتاريخي‪ ،‬وأن‬ ‫ّ‬ ‫بعدالة‬ ‫للمطالبة‬ ‫واإلجتامعية‬ ‫السياسية‬ ‫حقيقية يف املنطقة‪ ،‬متنع العدوان اإلرسائييل‬ ‫واإلحتالل األمرييك من زيادة نفوذهام‪ .‬أما يف‬ ‫الداخل‪ ،‬فيكون هناك عدالة إجتامعية وتوزيع‬ ‫عادل للرثوات‪ ،‬واتفاق عىل مشاريع إجتامعية‬ ‫ليكون هناك دعم للتحركات املطلبية للناس يف‬ ‫سبيل تحقيق مساواة وعدالة إجتامعية فعلية‬ ‫داخل املجتمعات‪ .‬إذا حاربنا عىل هاتني الجبهتني‪:‬‬

‫‪61‬‬

‫العدالة والتحرير‪ ،‬سوف نخلق مناخاً شعورياً‬ ‫مشرتكاً للجميع نواجه به مساعي الفتنة‪ ،‬فتأيت‬ ‫ديناميكية وحيوية التوحيد ملواجهة اإلحتالل‬ ‫والعدوان‪ ،‬ودع ًام ملطالب الفئات املستضعفة‬ ‫يف بلداننا‪ ،‬فتواجه هذه الديناميكية التفتيت‬ ‫والفتنة التي تديرها الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫واألنظمة املوالية لها‪.‬‬ ‫إنطالقاً من دراستك‪ ،‬ومن الثورات الحاصلة‬ ‫اليوم يف العامل العريب واإلسالمي‪ ،‬ومام تحدثنا‬ ‫عنه‪ ،‬برأيك إىل اين يذهب العامل اإلسالمي‬ ‫اليوم؟‬ ‫يذهب إىل مرحلة جديدة فيها مزيد من الوعي‪،‬‬ ‫فقد أظهرت الشعوب العربية واإلسالمية أنها‬ ‫أكرث وعياً‪ ،‬وأكرث حذقاً من ّ‬ ‫حكامها‪ ،‬هي أقرب‬ ‫إىل املطالب املحقة يف املوضوع الفلسطيني‪،‬‬ ‫وموضوع اإلحتالل واملوقف من الدول الغربية‪،‬‬ ‫ويف موضوع الوحدة‪ ،‬فخالل الثورة املرصية‬ ‫كانت العالقات بني األقباط واملسلمني يف‬ ‫أفضل صورها‪ ،‬يف حني كان النظام يلعب‬ ‫عىل توتريها‪ ،‬وهناك “بلطجية” حاولوا إحراق‬ ‫بعض أماكن العبادة ليك يشعلوا النار يف‬ ‫العالقات اإلسالمية يف مرص مث ًال‪ .‬لذلك نحن‬ ‫اليوم أمام مرحلة جديدة‪ ،‬هي لصالح الشعوب‬ ‫ا ُملستضعفة‪ ،‬فنعيش يف عرص وعي الشعوب‬ ‫وتعبريها عن رأيها‪ ،‬والتي كانت واعية لكن‬ ‫مل يكن بإمكانها التعبري عن رأيها‪ ،‬فكرست‬ ‫حاجز الخوف ليك تفرض واقعها السيايس كام‬ ‫تريده‪ .‬أصبحت الشعوب هي التي تصنع الواقع‬ ‫السيايس اليوم يف املنطقة‪ ،‬لكن نالحظ مع‬ ‫كل ذلك‪ ،‬محاولة أمريكية مع بعض األنظمة‬ ‫املوالية التي مازالت عىل قيد الحياة السياسية‪،‬‬ ‫تحاول إستيعاب وتفريغ الثورات القامئة من‬ ‫مضمونها‪ ،‬ومحاولة التالعب ملنع وصول‬ ‫ّ‬ ‫التحكم الفعيل بإدارة بلدانها‪.‬‬ ‫الشعوب إىل‬ ‫هذا ما يحصل اآلن‪ ،‬لكن أعتقد ّ‬ ‫أن بعد هذه‬ ‫الثورات‪ ،‬هناك مرحلة جديدة بالكامل‪ ،‬مرحلة‬ ‫مهمة ستكون عىل حساب النفوذ األمرييك‬ ‫ّ‬ ‫ولصالح نفود الشعوب عىل نفسها وعىل‬ ‫املنطقة ككل‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد الله‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب ثقايف‬

‫«آدم وتاء الغواية» مجموعتها الشعرية األولى في نظرة شعرية جديدة‬ ‫سناء البنا لـ «منبر التوحيد»‪ :‬أتواجد حيث تتوق نفسي أن تكون‬ ‫بني الرجل واملرأة‪ ،‬بني الوجود والعدم‪ ،‬بني التح ّرر‬ ‫ّ‬ ‫خطت سناء البنا مجموعتها‬ ‫والتقليد الق َبيل‪،‬‬ ‫الشعرية األوىل بلحظات عاشتها بني مثيالتها من‬ ‫“ح ّواء” وتواجد أو غياب لـ”آدم”‪.‬‬ ‫هي مج ّرد أحالم يف متاهات ال متناهية‪ ،‬اخرتقت‬ ‫أفكارها فام كانت إال أن ح ّولتها لقصائد ملموسة‪،‬‬ ‫لعطشها‬ ‫منتمية‬ ‫املسارات‪،‬‬ ‫متعددة‬ ‫لتصبح‬ ‫الشعري املفعم برحيق أد ٍّيب تل ّمسته من كبار‬ ‫األدباء والفالسفة‪.‬‬ ‫كتبت عىل غالف كتابها “آدم وتاء الغواية”‬ ‫الصادر عن دار فكر لألبحاث والنرش‪:‬‬ ‫َمن يسمع ندا َء جدار ّي ٍة أنيق ٍة‬ ‫ٌ‬ ‫مرتبط إنتامؤها بخيطٍ ومسامر‬ ‫يسقط الجدا ُر‬ ‫يتقط ُع ُ‬ ‫ّ‬ ‫الخيط‬ ‫وينأى املسام ُر يف املدا ِر‬ ‫ٌ‬ ‫كلامت ح ّوائ ّية تستطيع من خاللها أن‬ ‫إنها‬ ‫تفهم وتحلل شخصية تلك املرأة التي تتحدّى‬ ‫وتواجه‪ ،‬تكتب وتتع ّمق بني سطور كتاباتها‪ ،‬تكتبها‬ ‫لتقرأها من جديد عىل مسامع َمن آ َمن بها‪َ ،‬من يقرأ قصائدها‪ ،‬لينتقل من‬ ‫عامل الواقع املز ّيف إىل عاملها هي‪ ،‬عامل الواقع الحقيقي‪ ،‬عامل اإلنسان‪“ :‬آدم‬ ‫وح ّواء”‪.‬‬ ‫وكأنها تواجه “آدم” عرب “ح ّواء” لتقول‪ُ :‬خ ِلقت آلدم لطيف كثيف‪ /‬أنجبته‪،‬‬ ‫أنجبها‪ /‬أح ّبته‪ ،‬أح ّبها‪ /‬كرهته د ّمرها‪ /...‬بعد واقعة الفردوس‪ /‬تغيرّ ت كل‬ ‫املعادلة‪ /‬ح ّواء صارت شبيهة النساء‪ /‬وق َّوامة آدم‪ ،‬استبداد وانتقام‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” التقت الشاعرة سناء البنا‪ ،‬التي تد ّرس اإلدارة وتعمل يف‬ ‫إدارة الفنادق‪ ،‬فوجدت امرأة لكل املجاالت اإلدارية والشعرية واألدبية‪ ،‬وكان هذا‬ ‫الحوار‪:‬‬ ‫ملاذا نالحظ وجود كمية كبرية من مفردات الحزن يف مجموعتك‬ ‫الشعرية؟‬ ‫الحب والضجر‪،‬‬ ‫بني‬ ‫واملوت‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫بني‬ ‫فواصل‪،‬‬ ‫قيد‬ ‫كائنات‬ ‫أننا‬ ‫إدراكنا‬ ‫مج ّرد‬ ‫ّ‬ ‫مأخ ّوذين بتساؤالت وتجارب نعجز عن إدراكها‪ ،‬ال ب ّد ملَن يعي كل هذه الحقائق‪ ،‬من‬ ‫دخول د ّوامات الحزن والصمت والدهشة املوجعة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫تأثرت بطفولة مذعورة وسط‬ ‫أستطيع مشاهدة األسود بع ٍني ثاقبة‪ ،‬ربمّ ا كوين‬ ‫الحروب الكثرية التي مررنا بها‪ ،‬أو من خالل قراءات استهوتني‪ ،‬ألدباء وفالسفة‬ ‫متص ّوفني‪ .‬فكانت الذات وآالمها محوراً أساسياً يف استطالعايت‪ ،‬خاصة الدوائر‬ ‫املفرغة بني الوجود والعدم‪.‬‬

‫عالقة الرجل باملرأة‪َ ..‬من يفهم جوهرها؟‬ ‫يأت بعد‪ ،‬هل هو تعبري عن نقص بالرجل‬ ‫ّثت يف قصائدك عن رجل مل ِ‬ ‫تحد ِ‬ ‫الذي مل تصادفيه بعد‪ ،‬أم هو رؤية تطمحني بها للرجل املثال؟‬ ‫ُ‬ ‫أميل بطبعي‬ ‫أحىل حاالت العشق يف تاريخ آدم وح ّواء‪ ،‬مل ُيكتب لها اإلكتامل‪.‬‬ ‫لرجلٍ قيد االختفاء‪ ،‬من عامل القيم واملبادىء والفكر الني‪ .‬عالقة املرأة بالرجل‪،‬‬ ‫حالة جدلية من منطق فكري مي ُُّت لالمادية‪ ،‬أساسها الروح وهيكلها الفكر‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫اللقاء معه حدث أحىل ما فيه “إنتظاره”‪ ،‬تحاشياً‬ ‫للخيبة – الصدمة‪.‬‬ ‫شعرت بها‪،‬‬ ‫و‬ ‫معك‬ ‫وقعت‬ ‫التي‬ ‫الحادثة‬ ‫ما هي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لديك هذا الخوف من اآلخر؟‬ ‫حتى أصبح ِ‬ ‫هي ليست حالة خوف منه‪ ،‬بل رفضاً إلكتشاف‬ ‫الواقع املخيف‪ ،‬فكل مرة نكتشف وجهاً يشبه كل‬ ‫الوجوه‪.‬‬ ‫الحلم برجل واشتياقه‪ ،‬ال ينطفىء يف داخل املرأة‪،‬‬ ‫هي رغبة تتن ّفسها مع كل ر ّفة جفن‪ ،‬إمنا الحلم‬ ‫والواقع هام غالباً يف اتجاهني معاكسني‪.‬‬ ‫َمن دفعك إلصدار مجموعتك الشعرية‪ ،‬والتي‬ ‫هي عبارة عن أكرث من تاريخ وأبعد من عقد؟‬ ‫الكتابة عندي نزعة مفتعلة بقصد إسقاط‬ ‫املرتسبة داخيل‬ ‫كل هوامش الغربة والرفض واألمل‬ ‫ّ‬ ‫بفعل األقنعة التي يفرضها الواقع‪ ،‬وقد صو ِدف أنها‬ ‫“شعراً”‪.‬‬ ‫وبحكم صداقايت مع كثري من الشعراء والكتَّاب‬ ‫ُ‬ ‫أحسست نكهة الشعر‬ ‫وتأثري بالعديد منهم‪،‬‬ ‫بإحساس خالٍ من اللعبة‪ ،‬فكانت‬ ‫الخاصة وفهمتها‬ ‫ٍ‬ ‫كتابايت تستحوذ عىل كثري من املدح واإلعجاب‪ ،‬وإرصار العديد منهم عىل إصدار‬ ‫مجموعة شعرية‪ ،‬وهكذا كان‪.‬‬ ‫أخذك منها؟‬ ‫هل‬ ‫الحياة‪،‬‬ ‫عن‬ ‫وبعيدة‬ ‫كنت قريبة من الشعر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالنسبة يل‪ ،‬الشعر هو الحياة‪ ،‬هو الفسحة الخرضاء التي أستلقي عليها‬ ‫ألنعم بدفء العشب والرتاب‪ .‬هو حالة تشبه اإلندماج الهيويل بكل أحالم األرض‬ ‫والسامء‪ .‬أنا غريبة حتى عن ذايت‪ ،‬قريبة من كل األشياء الغافلة خلف الظالل‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬ال أكون حيث أنا بل حيث تتوق نفيس أن تكون‪.‬‬ ‫أنك تخافني لحظاتك يف‬ ‫لكتابك‪،‬‬ ‫يقول الشاعر نعيم تلحوق يف تقدميه‬ ‫ِ‬ ‫اللحظة األخرية‪ ،‬هل مشكلتك مع اللحظة نفسها‪ ،‬أم مع اللحظات التي‬ ‫تليها؟‬ ‫ماض‪ ،‬وليس‬ ‫وقت‬ ‫أبناء‬ ‫نحن‬ ‫العدم‪.‬‬ ‫إىل‬ ‫الوجود‬ ‫من‬ ‫يأخذنا‬ ‫توقيت‬ ‫هي‬ ‫اللحظة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لحظات إال أخرية‪ .‬نبتدئ لننتهي‪ ،‬والهرب سهل من كل يشء إال من اللحظة‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫األخرية‪ ،‬فهي املص َيدة التي ال نح ّبها سواء هربنا أم مل نستطع‪.‬‬

‫ولـ «آدم»‪ُ :‬‬ ‫ألف وجه‬ ‫تقولني يف تقديم كتابك‪“ :‬تا ُء الغواية‪ ،‬شط ُر ضو ٍء مفقود‪ /‬تا ٌء مربوطة‬ ‫ب ِع َقد القيود‪ /‬إ ّما ابتدر وجه األنوثة‪ /‬ز َّنر خرصها ُع ِرف القبيلة‪ /‬وشدَّها إىل‬ ‫عنيت‬ ‫ُح َف ِر تقلي ٍد موؤود”‪ ،‬هل ما زالت املرأة محكومة بالقيود التقليدية‪ ،‬وهل‬ ‫ِ‬ ‫وأنك تنتمني لتقاليد قروية؟‬ ‫بها املرأة الريفية بالتحديد خاصة ِ‬ ‫هو ع ٌ‬ ‫ُ‬ ‫استطعت أن أش ّكل حيايت‬ ‫ُرف بالفراسة‪ ،‬نخطوه شئنا أم أبينا‪ ،‬إمنا‬ ‫خاصة‪ ،‬أمارسها بقناعة دون أن أدري ّأن الدرب مل تح ْد عن أعراف القبيلة‪...‬‬ ‫بأفكار ّ‬ ‫لديك عند رجل معينّ ‪،‬‬ ‫ماذا عن عنوان “آدم وتاء الغواية”؟ هل يتوقف “آدم”‬ ‫ِ‬ ‫أم أنها أتت بشكل عام؟‬ ‫“آدم وتاء الغواية”‪ ،‬هو اختصار مشاهدات حياتية بني رجل وامرأة‪ ،‬وليس من‬ ‫ّ‬ ‫تتمخض عن‬ ‫وق ٍع لِ َر ُجل ال ميكنه إختصار كل الرجال‪ .‬هي رغبات أنثوية استثنائية‬ ‫أحالم رومانسية وحوارات راقية لعواطف ال تدرك اإلنطفاء‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫هل ميكن اعتبار كتابك ثورة عىل آدم‪ ،‬أم دفاع عن ح ّواء؟‬ ‫هو نظرة بع ٍني دافئة لق َيم مفقودة بني ثنايئ الحياة‪ ،‬ودعوة إلحياء القيم‬ ‫بصوت عالٍ إلحياء الحب‬ ‫والعاطفة والصدق يف العالقات اإلنسانية‪ .‬إنه دعوة‬ ‫ٍ‬ ‫الحقيقي بعيداً عن زيف املادة والعوملة والقشور التي تسقط رسيعاً لتُع ِّري‬ ‫الحقيقة‪.‬‬ ‫الثورة عىل آدم غبا ٌء أنثوي‪ ،‬فهو نصف الحياة الداىفء‪ ،‬الذي نتنشق منه ماء‬ ‫لرص مداميك العالقات عىل أسس‬ ‫الحياة‪ ،‬ومعه نبني معمورة اآليت‪ ،‬لكنّ الدعوة ّ‬ ‫بحب عاقلٍ وال يشء سواه‪.‬‬ ‫صلبة غري مطل ّية بالكذب‪ ،‬إمنا ٍّ‬ ‫كيف تفسرّ ين حياتك الشعرية إن أردنا إختصارها بعبارة؟‬ ‫صوت أنثوي ألقول إين أتن ّفس غربة بأحالم عالية‬ ‫إنها تجربة جريئة بأعىل‬ ‫ٍ‬ ‫املرتبة وسط وجو ٍد عاهر‪.‬‬ ‫أقول‪“ :‬أنا هنا‪ ،‬وهكذا أفكر‪ ،‬وهذه أحالمي”‪.‬‬ ‫عىل الصفحة البيضاء أسدل أقنعتي املغ َّربة‪ ،‬املثقلة مبعاناة تفرضها الحياة‪،‬‬ ‫وأسقط “األنا” السائرة الخائفة‪ ،‬ألقول “األنا” الحقيقية بلغ ٍة تشبهني‪.‬‬ ‫كإمرأة إدارية عاملة‪ ،‬ما رأيك بالسياسة؟‬ ‫السياسة عامل ال أستطيب نكهته‪ ،‬وال أتقن فهمه‪ .‬هي لغة األبالسة‪ ،‬التي‬ ‫ال تجيدها أنفاس الفراشات‪ .‬ال أؤمن بالسياسة‪ ،‬كوين ضد النظام الطائفي‪ ،‬فأنا‬ ‫من عامل يحتكم لسلطة العلم والعمل والفكر‪ .‬حتى أحزابنا التي ُيفرتض أن‬ ‫تكون مبن ّية عىل فكر إصالحي‪ ،‬تح ّولت إىل كانتونات طائفية‪ .‬من هنا‪ ،‬أرفض كل‬ ‫هذا النظام وصوته األسود‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبد الله‬

‫البنا‬

‫يف‬

‫قصيدتها‬

‫كتبت‬ ‫“انهزام”‪:‬‬ ‫نزعّ رجولته‬ ‫وانتحرين‪.‬‬ ‫هنالك‪..‬‬ ‫حيث ال أدري‪،‬‬ ‫كان‬ ‫كأنه هو‪،‬‬ ‫طقس‬ ‫من عشقه‬ ‫إىل تحت أقدامي‬ ‫ٌ‬ ‫خيط مستحيل أزيل‬ ‫حاول أن يعربين‬ ‫فانهزم أمام قلقي وتفاصييل‬

‫ويف قصيدة «أحالم فوق لوحة تجريدية»‪:‬‬

‫ُ‬ ‫حلم هوضت أبجد ّيته عني‪ /‬س ّيدة الخواء ُ‬ ‫أدركت‬ ‫كنت‪ /‬ما‬ ‫تسافر يف جسدي‪ٌ /‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫منام‪ /‬تشط ُر مقصورتها املستوطنة خارج‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫امرأ‬ ‫ر‬ ‫تزو‬ ‫هول ما قد يستحيل‪ /‬أن‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫الجدران‪ /‬تنزع عنها حثيث الصمت‪ /‬تزرع مساءاتك‪ /‬من آخر ريشة فوق مذبحها‪/‬‬ ‫َ‬ ‫املؤجل‪/‬‬ ‫منحنك عمرها‬ ‫متارس معها كافة مهارات الجنون‪ /‬مل ترت َّد من ُمها ِدها ‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫شفتيك فوق‬ ‫وترسم بالخيبة‬ ‫تدرك أنها تحلم‪ /‬متارس طقساً من صال ٍة‪/‬‬ ‫كانت‬ ‫ُ‬ ‫رشايينها‪.‬‬

‫مسابقة الشعر والقصة القصيرة لطالب التعليم الثانوي في القطاعين العام والخاص‬

‫يتفو َ‬ ‫قن في الكتابة للعام ‪2010‬‬ ‫فتيات لبنان ّ‬ ‫ألننا نحتمي باألفكار‪ ،‬نخافها‪ ..‬وألننا نبحث‬ ‫عن ذواتنا يف رصاعنا مع الحياة‪ ،‬نذهب إىل الحرية‪،‬‬ ‫فندرك فوراً أن الحرية رصاع‪..‬‬ ‫بهذه الكلامت خاطب مسؤول مسابقة‬ ‫الشعر والقصة القصرية يف وزارة الثقافة‬ ‫الشاعر نعيم تلحوق طالبات التعليم الثانوي‪،‬‬ ‫بعد خمس سنوات عىل متابعة الوزراة لهذا‬ ‫الحدث‪ ،‬مبحاولة منها ملواكبة الطالب وتحفيزهم‬ ‫عىل الكتابة والتق ّرب من اللغة العربية أكرث‬ ‫فأكرث‪ ،‬خالل تكريم ‪ 14‬طالبة ‪ -‬مع تنويه لطالب‬ ‫واحد ‪ -‬من ثانويات لبنانية مختلفة رابحات يف‬ ‫مسابقة الشعر والقصة القصرية للعام ‪.2010‬‬ ‫ّ‬ ‫لعل هذه املسابقة من املشاريع املهمة التي‬ ‫تقوم بها الوزارة‪ ،‬والتي تعد من أبرز املشاريع‬ ‫الناجحة التي تلقى دعم ومواكبة جميع املدارس‬ ‫توجه‬ ‫واملع ّلمني‪ ،‬خاصة مع السؤال املهم الذي‬ ‫ّ‬ ‫به الشاعر نعيم تلحوق للطالبات بالقول‪ :‬هل‬ ‫ستكتف َ‬ ‫ني بأن تع ّلقنَ شهاداتكنّ عىل جدار‬ ‫املنزل أم ستكملنَ العمل عرب القراءة واملطالعة‬ ‫والكتابة كجزء من حياتكنّ اليومية؟‬ ‫رمبا هو تحفيز أكرب لرضورة إكامل التحصيل‬

‫زمن أصبح اإلنسان فيه‪ُ ،‬ي ّ‬ ‫وظف وفقاً‬ ‫العلمي‪ ،‬يف‬ ‫ٍِ‬ ‫ملستواه العلمي بالرغم من الوساطات القامئة‬ ‫والتي تشكل السبب األبرز للفساد‪.‬‬ ‫هي إذاً‪ ،‬طريقة للتعبري عن األمل‪ ،‬األمل‬ ‫مبستقبل شبابنا الجديد‪ ،‬ووعد باستكامل الدرب‬

‫‪63‬‬

‫معهم إليصالهم إىل بر األمان من املعرفة‬ ‫والثقافة‪ ،‬فكام قال تلحوق للطالبات‪“ :‬أحكمنَ‬ ‫َّ‬ ‫وعل يتغري قدر لبنان وثقافة‬ ‫لبنان باإلبداع‪ ،‬عىس‬ ‫وحب أكرب وحرية أبهى”‪.‬‬ ‫بنيه إىل جامل أكرث‪ّ ،‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب ديني‬

‫واق‬ ‫ودرع‬ ‫حصين‬ ‫حصن‬ ‫الحجـاب‬ ‫ٍ‬ ‫من فضائل الشيخ الفاضل محمد أبو هالل‬ ‫(ر) يف أمره للنساء الخريات‪“ :‬الحمد لله املوفق‬ ‫للصواب‪ ،‬القابل ملن تاب‪ ،‬ولجأ إليه وأناب”‪ .‬أما‬ ‫بعد‪ ،‬فإن املطلوب من النساء خصال كثرية‬ ‫ومن جملتها أن تكون اإلمرأة ثقيلة رزينة‬ ‫رئيسة‪ ،‬متقية‪ ،‬مستحية من ربها‪ ،‬حسنة‬ ‫األخالق‪ ،‬غضية الطرف‪ ،‬ثقيلة املنديل‪ ،‬شديدة‬ ‫الحياء‪ ،‬سابلة ثيابها‪ ،‬محرتزة عىل نفسها‪،‬‬ ‫ال تطلق منديلها ال يف دار‪ ،‬وال يف رواق‪ ،‬وال‬ ‫عىل سطح‪ ،‬وال عىل طريق‪ ،‬وال تبني شيئاً‬ ‫من أطرافها‪ ،‬وتكون رزينة العقل‪ ،‬صحيحة‬ ‫النقل‪ ،‬راجية من ربها‪ ،‬خائفة من ذنبها‪ ،‬فمن‬ ‫كانت منهن تابعة هذه الرشوط كانت مع‬ ‫أهل الطاعة‪ ،‬ألن هذه رشوط األمانة وحصون‬ ‫الصيانة‪ ،‬وأتباع الديانة‪.‬‬

‫مفهوم الحجاب‬ ‫يف اللغة‪ :‬الحجاب يف اللغة هو املنع من‬ ‫الوصول‪ ،‬ومنه قيل للسرت الذي يحول بني‬ ‫الشيئني‪ :‬حجاب‪ ،‬ألنه مينع الرؤية بينهام‪.‬‬ ‫وسمي حجاب املرأة حجاباً ألنه مينع املشاهدة‪.‬‬ ‫فالحجاب يدور معناه لغة عىل السرت والحيلولة‬ ‫واملنع‪ .‬ولقد ورد يف قوله تعاىل‪...(:‬حتى توارت‬ ‫بالحجاب) سورة ص‪ , 32/‬أي احتجبت وغابت عن‬ ‫البرص‪.‬‬ ‫وقال تعاىل‪( :‬وبينهام حجاب‪ )...‬سورة‬ ‫األعراف‪46/‬‬ ‫وقال تعاىل‪( :‬وما كان لبرش أن يكلمه الله إال‬ ‫وحياً أو من وراء حجاب‪ )...‬سورة الشورى‪ ،51/‬أي‬ ‫من حيث ال يراه‪.‬‬ ‫وقال تعاىل‪(:‬كال إنهم عن ربهم يومئ ٍذ‬ ‫ملحجوبون) سورة املطففني‪ .15/‬أي مستورون ال‬ ‫يرونه‪.‬‬ ‫وقال تعاىل‪( :‬فاتخذت من دونهم حجاباً‪)...‬‬ ‫سورة مريم‪ .17/‬أي ستاراً‪.‬‬ ‫من هنا نعلم أن مفهوم الحجاب يف‬ ‫اإلصطالح اللغوي هو السرت‪ ،‬وهو وإن دل‬ ‫عىل املنع فإن السرت داخل يف مفهوم املنع‬ ‫بالتضمن‪ .‬فاملنع يتضمن السرت‪.‬‬ ‫ويف الرشع‪ :‬الحجاب هو حجب املرأة‬ ‫املسلمة املوحدة عن أنظار الرجال غري املحارم‬ ‫لها‪ .‬واملقصود من ذلك هو صيانتها والحفاظ‬ ‫عىل عفافها وطهارتها‪ ،‬ومن أجل تحقيق هذه‬ ‫الغاية فقد جعل اإلسالم للحجاب رشوطاً‬ ‫واضحة مت ّيزه وتحدّ د مواصفاته الرشعية‪ ،‬فإذا‬ ‫تخلف رشط واحد متفق عىل وجوبه مل يعد‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الحجاب رشعياً بل هو تربج وسفور أياً كان‬ ‫شكله ووصفه‪.‬‬ ‫لذلك أوجبه التوحيد وأمر باإلحتشام يف‬ ‫اللباس وبخاصة عند النساء‪ ،‬فهو يحرم لبس‬ ‫الثياب التي ال تسرت جسم املرأة بأكمله‪ ،‬فهو‬ ‫يعترب أي جزء من أجزاء بدن املرأة عورة يجب‬ ‫سرتها إال ما تحتاجه من الرؤية والقبض عىل‬ ‫األشياء‪ ،‬ومذهب التوحيد يحث عىل الحجاب‬ ‫زينتهن‬ ‫للمرأة عم ًال بقوله تعاىل‪...( :‬وال يبدين‬ ‫َ‬ ‫بخمرهن عىل‬ ‫إال ما ظهر منها وليرضبن‬ ‫َ‬ ‫جيوبهن‪ )...‬سورة النور‪.31/‬‬ ‫ويجب أن يكون لباس املرأة غري خارج عن‬ ‫املألوف مام يقود اىل التعايل والتربج‪ ،‬وأن‬ ‫تتحىل املرأة املوحدة بخلق مي ّيزها عن الكافرات‬ ‫الجاحدات‪ ،‬فعليها التص َون واإلحتشام والعفاف‬ ‫والحياء‪ ،‬وقد جاء يف قوله تعاىل لنساء النبي‬ ‫(ص)‪( :‬وق ْر َن يف بيوتكنَ وال تربجن تربج الجاهلية‬ ‫األوىل‪ )...‬سورة األحزاب‪.33/‬‬ ‫َ‬ ‫وحث اإلمام السيد األمري جامل الدين‬ ‫عبد الله التنوخي (قد) عىل التوسط يف‬ ‫أمر اللباس‪ ،‬فال يكون مشهوراً وال مهزوراً‪،‬‬ ‫عم ًال بقول اإلمام عيل (ع)‪ “ :‬إن أحسن الزي‬ ‫َ‬ ‫وكف‬ ‫ما خلطك بالناس وجملك بينهم‬ ‫ألسنتهم عنك «‪.‬‬ ‫َ‬ ‫حث أيضاً الشيخ الفاضل محمد أبو‬ ‫وقد‬

‫‪64‬‬

‫هالل (ر) عىل ترك الزينة واالحتشام يف اللباس‪،‬‬ ‫إذ قال‪ ”:‬ألنه سرتة عظيمة‪ ،‬ودرع مانع‪ ،‬وحصن‬ ‫حصني‪ ،‬ووقاية للجسد‪ ،‬وجامل ظاهر‪ ،‬وكامل‬ ‫يف املروءة‪ ،‬وشدة يف الحياء‪ ،‬والحياء من الله‬ ‫تعاىل مبكان عظيم «‪.‬‬ ‫ومن هنا كان واجباً عىل كل امرأة مسلمة‬ ‫مؤمنة موحدة أن تكون عاملة برشوط الحجاب‬ ‫وأوصافه حتى تعبد الله عىل بصرية وعلم‪.‬‬

‫املرأة الثوب فيصفها)‪ .‬فقالت أسامء‪ :‬يا ابنة‬ ‫رسول الله (ص) أال أريك شيئاً رأيته بالحبشة؟‬ ‫فدعت بجرائد رطبة‪ ،‬فحنتها ثم طرحت عليها‬ ‫ثوباً‪ ،‬فقالت فاطمة‪“ :‬ما أحسن هذا وأجمله‬ ‫تعرف به املرأة من الرجل فإن مت أنا فاغسليني‬ ‫أنت وعيل‪ ،‬وال يدخل عيل أحد”‪ .‬فلام توفيت (ر)‬ ‫ِ‬ ‫غسلها عيل (ع) وأسامء‪.‬‬ ‫أن يكون صفيقاً ال يشف‪ :‬فثياب املرأة إذا مل‬ ‫يكن صفيقاً فإنه يجسد جسمها ومواضع‬ ‫الفتنة فيها‪.‬‬ ‫أن ال يشبه لباس الرجال لقوله (ص)‪“ :‬ليس‬ ‫منا من تشبه بالرجال من النساء وال من تشبه‬ ‫بالنساء من الرجال «‪.‬‬ ‫أن ال يشبه لباس الكافرات‪ :‬مام يدل عىل‬ ‫تفاهة يف العقل وفقدان للحياء‪ ،‬مام ظهر يف‬ ‫هذا العرص وانترش باسم املوديالت التي تتغري‬ ‫من سيئ اىل أسوأ‪.‬‬ ‫أن ال يكون لباس شهرة‪ :‬مام يلفت نظر‬ ‫الناس إليها‪ ،‬سواء كان هذا الثوب رفيعاً أو‬ ‫وضيعاً‪.‬‬ ‫لذلك فمن رام السرت والعفاف والحشمة‬ ‫والحياء‪ ،‬وطاعة الله ورسوله‪ ،‬فعليه مبراعاة هذه‬ ‫الرشوط يف حجابه‪ ،‬لذلك فمهام تغيرّ لونه‬ ‫وشكله فهو يف النهاية واحد‪.‬‬ ‫«وإمنا املرأة د َرة وهل يصان الد َر إال بالصدف‬ ‫‪».‬‬

‫فوائد الحجاب‬ ‫إن الحجاب مز َية وحصانة ‬ ‫تزدان فيه املؤمنات من النساء‬

‫وأراه درع وقاية كنسائنا‬ ‫من أسهم الفساق أرباب البغـاء‬ ‫جاملك بالحجاب فإنه ‬ ‫صوين‬ ‫ِ‬ ‫نوعٌ من التقوى ورمزٌ للحيـاء‬ ‫وعليك بالتقوى فإن لباسها ‬ ‫ِ‬ ‫س ٌرت وإن دثارها خري غطـاء‬ ‫لقد فرض الله تعاىل الحجاب لحكم وأرسار‬ ‫عظيمة‪ ،‬وفضائل محمودة‪ ،‬وغايات ومصالح‬ ‫كبرية منها ‪:‬‬ ‫حفظ العرض‪ :‬الحجاب حراسة رشعية لحفظ‬ ‫األعراض‪ ،‬ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد‪.‬‬ ‫طهارة القلوب‪ :‬الحجاب داعية اىل طهارة‬ ‫قلوب املؤمنني واملؤمنات‪ ،‬وعامرتها بالتقوى‪،‬‬ ‫وتعظيم الحرمات‪.‬‬ ‫مكارم األخالق‪ :‬الحجاب داعية اىل توفري مكارم‬ ‫األخالق من العفة واالحتشام والحياء والغرية‪،‬‬ ‫والحجب ملساويها من التلوث بالشائنات‪.‬‬ ‫عالمة عىل العفيفات‪ :‬الحجاب عالمة‬

‫رشوط الحجاب‬ ‫أن يكون ساتراً لجميع البدن‪( :‬يا أيها النبي‬ ‫قل ألزواجك وبناتك ونساء املؤمنني يدنني‬ ‫عليهنَ من جالبيبهن ذلك أدىن أن يعرفن‬ ‫فال يؤذين وكان الله غفوراً رحيم) سورة‬ ‫األحزاب‪.59/‬‬ ‫أن ال يكون الحجاب يف نفسه زينة‪ :‬ألن الغاية‬ ‫من الحجاب هو تحصيل السرت والعفاف لقوله‬ ‫تعاىل‪...( :‬وال يبدين زينتهن إال ما ظهر منها‪)...‬‬ ‫سورة النور‪.31/‬‬ ‫أن يكون واسعاً غري ضيق‪ :‬ألن اللباس الضيق‬ ‫يناقض السرت املقصود من الحجاب‪ ،‬وعن أم‬ ‫جعفر بنت مقعد بن جعفر أن فاطمة (ر)‬ ‫بنت رسول الله (ص) قالت‪( :‬يا أسامء إين قد‬ ‫استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح عىل‬

‫رشعية عىل الحرائر العفيفات يف عفتهنَ ‪،‬‬ ‫وبعدهنَ عن دنس الريبة والشك‪ ،‬فصالح‬ ‫الظاهر دليل عىل صالح الباطن‪ ،‬والعفاف تاج‬ ‫املرأة‪.‬‬ ‫قطع األطامع والخواطر الشيطانية‪ :‬الحجاب‬ ‫وقاية اجتامعية من األذى‪ ،‬ودنس الريبة‬ ‫والشك‪.‬‬ ‫حفظ الحياء‪ :‬وهو مأخوذ من الحياة‪ ،‬فال حياة‬ ‫ٌ‬ ‫خلق يودعه الله سبحانه وتعاىل‬ ‫بدونه‪ ،‬وهو‬ ‫يف النفوس التي أراد تكرميها‪ ،‬فيبعث عىل‬ ‫الفضائل‪ ،‬ويدفع يف وجوه الرذائل‪ ،‬وهو من‬ ‫خصائص اإلنسان املسلم املؤمن املوحد‪.‬‬ ‫الحجاب مينع نفوذ التربج والسفور‪.‬‬ ‫الحجاب حصانة‪ ،‬فال تكون املرأة إنا ًء لكل‬ ‫والغ‪.‬‬ ‫املرأة عورة‪ ،‬والحجاب ساتر لها‪ ،‬وهذا من‬ ‫التقوى‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬يا بني آدم قد أنزلنا عليكم‬ ‫لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى‬ ‫ذلك خري ‪ )...‬سورة األعراف‪.26/‬‬ ‫حفظ الغرية‪ :‬فالحجاب باعث عظيم عىل‬ ‫تنمية الغرية عىل املحارم أن تنتهك‪ ،‬أو ينال‬ ‫منها‪ ،‬وباعث عىل توارث هذا الخلق الرفيع يف‬ ‫األرس والذراري‪.‬‬ ‫إن غرية املسلم املؤمن املوحد عىل أخواته‬ ‫املسلامت املؤمنات املوحدات ال تقل شأناً‬ ‫عن غريته عىل عرضه ومحارمه انطالقاً من‬ ‫تعاليم ديننا الحنيف‪ ،‬وليست هذه الغرية من‬ ‫باب الفضول‪ ،‬وإمنا هي جانب إيجايب يف قلب‬ ‫كل مؤمن عرف برسوخ العقيدة وصدق اليقني‪،‬‬ ‫بعيداً عن االستغالل الدنيوي الرخيص‪.‬‬ ‫ويف الختام‪ ،‬أسأل الله سبحانه وتعاىل أن‬ ‫ينري بصريتنا جميعاً لكلمة سواء‪ ،‬ولرؤية‬ ‫الحق واإللتزام بالحجاب الرشعي طاعة لله عز‬ ‫َ‬ ‫وجل وامتثاالً ألمره سبحانه والله املوفق وبه‬ ‫املستعان‪.‬‬

‫الشيخ نابـغ يوسـف ذبيـان‬ ‫أستاذ جامعي‬

‫‪65‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب مرأة‬

‫يوم المرأة العالمي وعيد األم‬ ‫لرفع راية المساواة والتحرر االجتماعي‬ ‫ومواصلة المسيرة النضالية للمرأة العربية‬ ‫يف هذه املناسبة العطرة‪ ،‬نؤكد املقولة املوضوعية (األم‬ ‫مدرسة ‪ )...‬هي منبع الحياة والحنان‪ ،‬ودونها ال تستمر املعمورة‪،‬‬ ‫هي زينة الدنيا ومصباحها امليضء‪ ،‬وهي بلسم حياتنا ورس‬ ‫وجودنا‪ ،‬وهي مصدر العطاء واألمل وربيع عمرنا ومحط إلهامنا‪،‬‬ ‫وهي درعنا يف الصعاب‪ ،‬تحنو بعطفها وحبها وتح ّول حياتنا‬ ‫اىل ربيع دائم‪ ،‬لوالها ملا كنا‪ ،‬وهي املوجودة يف كل مكان يف‬ ‫وجودنا‪ ،‬يف كدّنا وصربنا‪ ،‬وهي جوهر القيم اإلنسانية‪ ،‬والناظم‬ ‫لكل تطلعاتنا‪ ،‬هي االستقامة والكرامة وهي مساحة إبداعنا‬ ‫الالمحدود‪ ،‬وهي التي تعمل دون أن تنتظر ثواباً أو مردوداً‪ ،‬غايتها‬ ‫نحن‪ ،‬يف نجاحنا وسعادتنا‪ ،‬وهي األم واألمة بأكملها‪ .‬يف ساحات‬ ‫الوغى لها حضور مشهود‪ ،‬قدمت فلذة كبدها لتدافع عن األرض‬ ‫التي أحبتها والوطن الذي تعتز بانتامئها إليه‪ ،‬واألم هي أم‬ ‫البطل‪ ،‬املقاوم واملجاهد واملكافح واملناضل‪ ،‬تكرب األمة بها ويعتز‬ ‫الفرع ويزهو بأزهاره ومثاره بتامسك الجذع‪ ،‬وااللتصاق باألرض‪،‬‬ ‫وينبت الخصب لتعيش األجيال يف طأمنينة وسعادة‪.‬‬ ‫لألم يف عيدها‪ ،‬لها منا عهدنا ووعدنا بالحفاظ عىل كدّها‬ ‫وتنفيذ رسالتها بعزم وجد واقتدار فنحن من مدرستها‪ ،‬ونسري‬ ‫يف هديها لبناء مجد أمتنا وعزتنا وفخرنا‪.‬‬ ‫ويف عيد األم الذي يصادف يف الـ ‪ 21‬من آذار من كل عام‪،‬‬ ‫وكام يف يوم املرأة العاملي (‪ 8‬آذار) يأيت احتفالنا وتقديرنا‬ ‫واحرتامنا وجهدنا هذا العام متوجاً بالدور التاريخي والبطويل‬ ‫لألمهات العربيات يف ثورات وانتفاضات الحرية والتحرير التي‬ ‫اجتاحت العامل العريب منذ بداية هذا العام وحولته اىل ربيع‬ ‫دائم وتاريخ مفصيل هام‪ ،‬وال تزال تهب رياحه يف العديد من‬ ‫ربوعنا‪ ،‬يف هذا اليوم نت ّوجه بالتحية اىل كل أم يف وطني وأمتي‪،‬‬ ‫وتنحني كل القامات تكبرياً لشهيدات هذه الثورات ولدمائهن‬ ‫الزكية الطاهرة‪.‬‬

‫مستشارة املجلس النسايئ‬ ‫اللبناين الدكتورة نور سلامن‪:‬‬ ‫املرأة الحرة هي املرأة التي تتمتع‬ ‫باملعرفة واالكتفاء‬ ‫جئتم إيل وأنا أقاوم القلق الذي يلفني لفاً‪،‬‬ ‫ولكم أشعر باملسافة الشاسعة أو باألحرى‬ ‫بالهوة العميقة بني طموح وتطلعات ومتنيات‬ ‫املواطن الحر‪ ،‬وبني هذا الواقع الذي نتخبط فيه‪،‬‬ ‫وأتساءل وبغضب شديد هل أن اإلنسان الحر يف‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫كام يتسم احتفالنا باليوم الدويل للمرأة هذا العام بحالة‬ ‫جديدة‪ ،‬ألنه يأيت مقرتنا بانطالق “هيئة األمم املتحدة للمرأة”‪،‬‬ ‫كام يأيت يف الذكرى السنوية املئة للبدء باالحتفال يف هذا‬ ‫اليوم الدويل يف عام ‪.1911‬‬ ‫كل الدعم واملساندة لقضايا املرأة‪ ،‬يف تحقيق املساواة لها‬ ‫وإعانتها ومتكينها اقتصادياً‪ ،‬والقضاء عىل جميع أشكال العنف‬ ‫ضدها‪ ،‬ورضورة متكينها من املشاركة يف الحياة السياسية ويف‬ ‫صنع القرار‪ ،‬ومساندتها وحاميتها وضامن حقوقها وتنفيذ‬ ‫االتفاقيات الدولية الناظمة لحقوقها‪ ،‬وكذلك رضورة دعم كل‬ ‫الخطط واألهداف املرتبطة بتنمية املرأة يف كافة مجاالت الحياة‬ ‫ويف العمل واإلنتاج والضامن االجتامعي واالقتصادي‪.‬‬ ‫و «منرب التوحيد» كعادتها‪ ،‬رأت يف هذه املناسبة الهامة‬ ‫(يوم املرأة العاملي‪ ،‬وعيد األم)‪ ،‬فرصة لتسليط الضوء عىل نضال‬ ‫املرأة اللبنانية‪ ،‬ولرنفع الصوت معاً وبجهود متواصلة وإرصار ال‬ ‫يلني وصوالً النتزاع حقوق املرأة يف املساواة والتحرر االجتامعي‬ ‫والعدالة ومامرسة كافة حقوقها دون متييز‪ ،‬ويف املناسبة‪ ،‬لسنا‬ ‫وحدنا يف هذا املجال‪ ،‬نحن معاً نناضل من أجل أهداف مشرتكة‪،‬‬ ‫وال نبدأ من سكون‪ ،‬وطريق التغيري نحو األفضل هو مطلبنا لبناء‬ ‫عزة وطننا وتحصينه ليظل قلعة شامخة عصية عىل األعداء‪،‬‬ ‫وبناء اإلنسان الذي هو أسمى ما يف الوجود‪ ،‬وتنمية قدراته‪،‬‬ ‫ومثل هذا ال يتم إال يف مجتمع العدالة واملساواة‪ ،‬وعندما تأخذ‬ ‫املرأة كافة حقوقها‪.‬‬ ‫ويف هذا املجال الحيوي‪ ،‬كان لنا الرشف يف أن نسطر العبارات‬ ‫والرؤى الهامة التي وردت من رفيقات وقفن بقوة وصالبة ورفعن‬ ‫الراية والصوت عالياً ويف ظل ظروف صعبة‪ ،‬تقدمن الصفوف‬ ‫يف مسار واضح وإرادة ال تلني‪ ،‬وخطواتهن كلها تصب يف االتجاه‬ ‫الصحيح‪ ،‬وهي مفعمة باألمل والعمل معاً‪.‬‬

‫هذا الوطن أعزل‪ ،‬قدره الرصيف والهوامش بدل‬ ‫أن يكون جندياً قوياً يف ساحة النضال والعطاء‬ ‫واإلصالح؟ أرفض أن تتحكم يب النقمة التي‬ ‫متسح الحب يف قلبي‪ ،‬وأمتنى أن يبقى حبي‬ ‫وحاميس للثورة مرتفعاً عن سلبيات البعض‪،‬‬ ‫لكن الظروف أصعب من صعبة وأرجو أال تسقط‬ ‫الشمعة من يدي يف هذا الظالم الجارح‪.‬‬ ‫وأعود اىل صلب السؤال تسألونني عن عطايئ‬ ‫للمرأة أهو سؤال شخيص أم أنه يضم عميل مع‬ ‫رفاقي ورفيقايت يف النضال االجتامعي فض ًال عن‬ ‫قلمي الذي يبقى سالحي األوحد‪.‬‬ ‫ما زلنا يف ساحة االحتجاج ال ألننا عاجزون‬

‫‪66‬‬

‫وعاجزات عن التطوير‪ ،‬ونحن أهل القلق يف هذا‬ ‫الوطن‪ ،‬أرسى الرؤية الخارقة والرؤى الطموحة‪،‬‬ ‫لكن الواقع ما زال يبدو صعباً تتحكم به حسابات‬ ‫بالية وأعراف أقوى وأصمد من القوانني‪ ،‬وتقاليد‬ ‫تصون جمود هذا الواقع وعناده يف وجه سلة‬ ‫التطور واإلصالح والتمييز‪.‬‬ ‫بالنسبة اىل قلمي فأنا يف روايتي األوىل التي‬ ‫أصدرتها يف السادسة عرشة من عمري‪ ،‬بعنوان‬ ‫“فضحكت” ضحكة املرارة عندما صدمني الواقع‬ ‫يف هذا السن املبكر‪ ،‬وأدركت أن املرأة وهي آية‬ ‫الخالق وسيدة الكون ال تتمتع بحرية العطاء الذي‬ ‫هو من حقها وعلة وجودها وبتشجيع من موجة‬

‫أنا من قراء “منرب التوحيد” أقرأها من الغالف‬ ‫اىل الغالف وأدرك مدى عصامية هذا العمل‬ ‫اإلعالمي املفيد‪ ،‬ومجلة “منرب التوحيد” ويف‬ ‫مجاالت كثرية هي منرب ملن ال منرب لهم‪ ،‬ولن‬ ‫أطيل الكالم عىل الواقع اإلعالمي يف بلدنا‪،‬‬ ‫حامنا الله من عرثاته وتضعضعه وتسطحه‬ ‫وتحصحصه‪ ،‬حامنا الله من قبضات من‬ ‫يتحكم به بيد العصا والجزرة وخلفهام جيوب‬ ‫ملفوفة مهددة باالنفجار بنا وبها‪.‬‬ ‫العصامية يف “منرب التوحيد” ال تفصل‬ ‫املوحدين الدروز عن نبض هذا الوطن وجسده‪،‬‬ ‫لكنها تقدم الرصيح واملرشق واملفيد اىل أهل‬ ‫التوحيد وأهل الوطن‪ ،‬ومعايل األستاذ وئام‬ ‫وهاب رئيس حزب “التوحيد العريب” هو باألصل‬ ‫إعالمي ناشط طلع بشجاعة من ميدان‬ ‫اإلعالم اىل الخدمة العامة واىل السياسة‬ ‫امللتزمة‪.‬‬ ‫أمتنى عىل أرسة تحرير “منرب التوحيد” أن‬ ‫تعزز اهتاممها بالثقافة والقضايا الثقافية‬ ‫يف هذا الوطن‪ ،‬ألن الثقافة هي كام نتمناها‬ ‫أساس التحرر‪ ،‬كام إنها سالح التحرر وسأبقى‬ ‫بكل تقدير ورسور عىل موعد دائم معها‪.‬‬ ‫الحداثة امللغومة من حيث ندري وال ندري‪ ،‬حرصت‬ ‫مشكلة املرأة يف الرشق األوسط يف الجنس‬ ‫ويف حرية جسدها التي تستقوي عىل كل‬ ‫ارتباط طبيعي كوين‪ ،‬رصخت ال ليست املشكلة‬ ‫مشكلة جنسية وحدها‪ ،‬املشكلة يف ما يكبل‬ ‫املرأة يف مجتمع يفتك فيه الحرمان بسبب الفقر‬ ‫والجهل واملرض‪ .‬فاملرأة الحرة هي املرأة التي تتمتع‬ ‫باملعرفة واالكتفاء مام مينحها حرية االختيار‪ ،‬وتحمل‬ ‫املسؤولية‪ ،‬ومامرسة حقها كمواطنة وعاملة‬ ‫وزوجة وأم‪ .‬فحرية الجنس وحدها ال تحرر املرأة‪.‬‬ ‫وتابعت مسرييت األدبية ألؤكد أن قواعد الكون‬ ‫ال تفصل بني وجود املرأة ووجود الرجل واملشاكل‬ ‫مشرتكة بينهام‪ ،‬قلت إن الرجل املكبل بالجهل‬ ‫والفقر واملرض النفيس‪ ،‬ال ميكن أن مينح املرأة‬ ‫حقوقها‪ ،‬والرجل الظامل واألناين إنسان ضعيف‬ ‫محروم جاهل‪ ،‬مازلت أخاطب املرأة والرجل‬

‫والناس كلهم يف أديب‪ ،‬ومازلت أطالب بتحرير‬ ‫املرأة والرجل معاً يف هذا الوطن‪.‬‬ ‫وأسأل بضحكة ساخرة كالعادة هل الرجل حر‬ ‫يف وطني ألطالبه بحقي؟ هل القوانني أنصفته؟‬ ‫هل الواقع االقتصادي واالجتامعي حفظ كرامته؟‬ ‫إن فاقد اليشء ال يعطيه وال يساعد عىل املطالبة‬ ‫بحق اآلخرين‪ ،‬واآلخرون يف الدرجة األوىل النساء‪.‬‬ ‫إن وطني هو همي‪ ،‬ونساء وطني ورجالهم‬ ‫وأطفالهم كلهم همي‪ ،‬يا ليتني أستطيع أن‬ ‫أساهم يف تطوير هذا الواقع وتحسني أحواله‬ ‫ليمنح املرأة والرجل معاً حق االستشفاء والزواج‬ ‫الكريم والسكن املناسب والتحصيل العلمي‬ ‫األسايس والتخصيص والحامسة للدفاع عن‬ ‫حقوق هذا الوطن الذي إذا أردنا أن نعطيه‪ ،‬فعلينا‬ ‫أن ننتظر منه أن يعطينا ويحافظ عىل كرامتنا‬ ‫لنكون بالفعل أحراراً‪.‬‬ ‫إنني كمستشارة للمجلس النسايئ اللبناين‬ ‫أحيي نضال املرأة يف هذا املجلس الذي ساهم يف‬ ‫تأسيسه رائدات بينهم أهيل‪ ،‬هذا املجلس يطلق‬ ‫رصخات االحتجاج يطالب بتعديل القوانني‪ ،‬يحفر‬ ‫الصخر باإلبر يقول جامعياً إن حق املرأة يف مزاولة‬ ‫العمل السيايس يجب أن يحرص بفئة معينة‪،‬‬ ‫إما عن طريق الوراثة أو املحاصصة أو املحسوبية أو‬ ‫توزيع النفوذ والكالم هنا يكفي‪.‬‬ ‫حقوق كثرية للمرأة نطالب بها تتعلق‬ ‫بالجنسية وبحضانة األوالد واألمومة والضامن‬ ‫االجتامعي والحامية من العنف األرسي وحقوق‬ ‫الطفل وتوفري األرضية واآللية واإلمكانات‬ ‫الحقيقية لتطبيقها تجنباً للتمييز املتخلف‪،‬‬ ‫وبالحضور الفاعل يف الحكومة واملجلس النيايب‬ ‫ومؤسسات السلطة الترشيعية وسائر الوظائف‬ ‫العامة‪ .‬ونحن ندرك متاماً أن األعراف والتقاليد‬ ‫مازالت تستقوي عىل كل القانون والطريق اىل‬ ‫االنفراج ال تبدو أمامي قصرية لكنها طريق من‬ ‫قدرنا أن نسلكها ونع ّبدها ونشق امتداداتها‪.‬‬

‫مسؤولة القطاع النسايئ يف‬ ‫تيار املردة مرينا زخريا‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫حقوق إنسان ّية‬ ‫حقوق املرأة هي‬ ‫َ‬ ‫قبل ْأن تكون َجندر ّية‬ ‫ُيعترب لبنان من البلدان األكرث انفتاحاً يف‬ ‫عاملنا العريب‪ ،‬ومع َ‬ ‫ذلك َّ‬ ‫فإن نسبة مشا َركة املرأة‬ ‫يف الحياة السياس ّية ُتعترب بني املراتب األدىن‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫حل لبنان يف املرتبة الثانية عرشة بني‬ ‫فقد‬ ‫َ‬ ‫وذلك بع َد ٍّ‬ ‫كل منْ سوريا‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫البلدان العرب ّية‪،‬‬ ‫مرص‪ ،‬العراق‪ ،‬عُ امن‪ ،‬فلسطني‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫السودان‪ ،‬املغرب والصومال ‪ -‬مع َّأن املرأة اللبنان ّية‬ ‫نالت حقوقها السياس ّية من الناحية القانون ّية‬ ‫ُ‬ ‫منذ أكرث من نصف قرن‪ ،‬لكن ماذا عن الناحية‬ ‫الواقع ّية؟‬

‫‪67‬‬

‫ت ّيار التّوحيد الذي أصبح م َؤخراً حزباً‪ْ ،‬مل‬ ‫يكتف منذ نشأته باإلعالم اإللكرتوين عىل‬ ‫ِ‬ ‫غرار معظم الت ّيارات ُ‬ ‫ّ‬ ‫األخرى‪ْ ،‬‬ ‫تخطى‬ ‫بل‬ ‫ذلك لي َؤ ِّس َس مجل ًة شامل ًة هادف ًة واضح ًة‪،‬‬ ‫بغريب عىل الصديق الوزير‬ ‫وهذا ليس‬ ‫ٍ‬ ‫حف‬ ‫الص ِ‬ ‫وئام وهّ اب وهو اآليت من عاملِ ُ‬ ‫والصحاف ِة‪.‬‬ ‫ما جذ َبنا إىل مجلة “منرب التّوحيد” هو‬ ‫مخاطبتها للمرأ ِة وللرجلِ يف آن‪ :‬إنها‬ ‫ٌ‬ ‫وإنجازات املرأة‪،‬‬ ‫اهتاممات‬ ‫مجلة تضيئُ عىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقرارات‬ ‫تطلعات‬ ‫إنه من ٌرب يضيئُ عىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرجل‪ ،‬وإذا َ‬ ‫كان املنرب مذكراً فاملجلة م َؤنثاً‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫وبالتايل فهي مجلة منتظمة الصدو ِر‪،‬‬ ‫األبواب‪ ،‬كام هو‬ ‫الصفحات‪ ،‬ثابتة‬ ‫غن ّية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نهج‬ ‫موضوعي رغم أنه ينتمي إىل‬ ‫من ٌرب‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫املعا َرض ِة قلباً وقالباً‪.‬‬ ‫َوها نحن اليوم نحتفل بالعدد الـ ‪ 50‬لـ‬ ‫“منرب التّوحيد”‪ ،‬إنه اليوبيل ال َذهَ بي‪ ،‬لهذ ِه‬ ‫الحزب ذات‬ ‫جانب‬ ‫املجلة التي لطاملا وقفت إىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اللون األصفر ال َذهَ بي‪“ ،‬حزب الله” األيبّ‪.‬‬ ‫َفهنيئاً لها بعيدها الخمسني‪ ،‬وعَقبال‬ ‫الـ ‪.117‬‬ ‫الجدّي يف أبعاد‬ ‫منْ هذا ا ُملنطلق‪ ،‬ال ُب َّد للباحث َ‬ ‫موضوع دَور املرأة يف الحياة السياس ّية اللبنان ّية‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫من أن يتط ّرق إىل ناح َيتني اثنتَني‪ ،‬أال هُ ام الناحية‬ ‫القانون ّية والناحية الواقع ّية‪.‬‬ ‫فمنَ الناحية القانون ّية‪ :‬عىل الصعيد املحليّ ‪،‬‬ ‫َّإن الدستور اللبناين ي َؤكد َّ‬ ‫بأن “جميع اللبنانيني‬ ‫سواء أمام القانون‪ ،‬يتمتّعون بالحقوق املدن ّية‬ ‫والسياس ّية عىل ح ّد سواء‪ ،‬ويتح ّملون الفرائض‬ ‫والواجبات العامة دون ما فرق بينهم”‪ .‬وكام هو‬ ‫علوم ف َقد حصلت املرأة اللبنان ّية عىل حقّ‬ ‫َم ٌ‬ ‫ّ‬ ‫والرتشح منذ َسنة ‪.1953‬‬ ‫اإلقرتاع‬ ‫أ ّما عىل الصعيد الد َويل‪ ،‬فقد وافق لبنان عىل‬ ‫إتفاق ّية القضاء عىل جميع أشكال التمييز ض ّد‬ ‫املرأة‪ ،‬وذلك منذ العام ‪ .1996‬ولهذه اإلتفاق ّية‬ ‫بالطبع قيمة قانون ّية مم ّيزة‪ ،‬إ ْذ أنها ُتلزم الدول‬ ‫التي و َّقعت عليها‪ ،‬والتي منها لبنان‪ ،‬بحيث‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب مرأة‬ ‫َ‬ ‫بدل‬ ‫ُيصبح القايض ُملزَماً بأن ُيط ّبق أحكامها‬ ‫تطبيق الترشيع املحل‪ .‬وتأكيداً عىل هذا‪ ،‬فقد‬ ‫َو َر َد يف املادة الثانية من قانون ُأصول املحاكامت‬ ‫املدن ّية أنه عىل املحاكم أن “تتق َّيد مببدأ تسلسل‬ ‫القواعد عند تعارض أحكام املعاهدات الدول ّية‬ ‫مع أحكام القانون العادي “مماّ يعني بأنها بالتايل‬ ‫تتقدَّم عليها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ذلك‪َ ،‬سنة ‪ 1948‬صدر اإلعالن‬ ‫إضاف ًة إىل‬ ‫توجه يف مادَّته‬ ‫العاملي لحقوق اإلنسان والذي‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫األوىل إىل جميع الناس دون أي متييز بالنسبة‬ ‫للحقوق وللح ّر ّيات‪ .‬كام أكد يف ِدباجته عىل ما‬ ‫كان قد جاء يف ميثاق ُ‬ ‫َ‬ ‫األمم املتّحدة “ما للرجال‬ ‫والنساء من حقوقٍ متساوية”‪.‬‬ ‫خاص‬ ‫وال ننىس املؤمترات العامل ّية‪ ،‬وبشكلٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قيم َسنة ‪ ،1995‬والذي دَعا‬ ‫مؤمتر بيجينغ الذي ُأ َ‬ ‫الحكومات املشا ِركة إىل ضامن رفع متثيل املرأة‬ ‫إىل نسب ٍة ال َت ّ‬ ‫قل عن ‪ % 30‬عن َد ُبلوغ العام ‪،2005‬‬ ‫وذلك من خالل إيجاد آليات َتضمن ُوصول املرأة‬ ‫إىل املشا َركة يف حقوقها السياس ّية‪.‬‬ ‫أ ّما من الناحية الواقع ّية‪:‬‬ ‫َ‬ ‫فقبل كل شيئ ليس هناك احرتام بالكامل‬ ‫‪-1‬‬ ‫للمواثيق الدول ّية السابق ِذكرها‪ ،‬والتي ُو ِّقع عليها‬ ‫َ‬ ‫تؤخذ أ َّية‬ ‫من ِق َبل الجمهور ّية اللبنان ّية‪ .‬لذا مل‬ ‫تدابري لتُسا ِعد يف الوصول إىل نهض ٍة ملموس ٍة‬ ‫يف املشا َركة السياس ّية بشكلٍ ُمتسا ٍو بني املرأة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ذلك‬ ‫لعل السبب يف‬ ‫نصفني‪،‬‬ ‫وال َرجل‪.‬‬ ‫ولنكن ُم ِ‬ ‫يعود إىل الحالة األمن ّية التي م َّر بها لبنان عَرب‬ ‫سنني طويلة‪ ،‬مماّ جعل منْ قض ّية املرأة قض َّي ًة‬ ‫ثانو ّية ُمقابل القض ّية األمن ّية‪.‬‬ ‫‪ -2‬العامل اإلجتامعي له أيضاً تأثريه الواضح‪،‬‬ ‫إ ْذ يصعب عىل العقل ّية الذكور ّية رؤية إمرأة‬ ‫يف املواقع القياد ّية‪ .‬لقد اعتاد أفراد العديد من‬ ‫املجتمعات‪ ،‬وال س ّيام املجتمع اللبناين‪ ،‬عىل َو ْصف‬ ‫َ‬ ‫تلك املخلوقة الرقيقة التي ُتك ّرس‬ ‫املرأة بأنها‬ ‫توصف‬ ‫وقتها ملتط ّلبات عائلتها‪ ،‬يف حني غالباً ما‬ ‫َ‬ ‫املرأة ا ُملنشغلة ُبأمور السياسة بأنها ُمسرتجلة‪.‬‬ ‫وهذا خطأ‪.‬‬ ‫شجع املرأة عىل‬ ‫‪َّ -3‬إن الحالة اإلقتصاد ّية ال ُت ّ‬ ‫َ‬ ‫الخوض يف املعرتك السيايس اللبناين‪ ،‬فكام‬ ‫ٌ‬ ‫معروف‪َّ ،‬إن اإلمكانات املاد ّية ا ُملتو ِّفرة للمرأة‬ ‫هو‬ ‫ال ُتقا َرن عموماً باإلمكانات ا ُملتو ِّفرة لل َرجل‪ ،‬بد ًءا‬ ‫باملَعاش الذي تتقاضاه من الوظيفة ُوصوالً إىل‬ ‫َ‬ ‫وباألخ ّص‬ ‫رجح الك َّفة لصالح ال َرجل‬ ‫اإلرث الذي ُي ِّ‬ ‫عند ا ُملسلمني منّا‪.‬‬ ‫‪ -4‬وال َيغيب عن بالنا التعدّد الترشيعي يف‬ ‫ّ‬ ‫بأقل تعديل‬ ‫قوانني األحوال الشخص ّية التي هي‬ ‫َواح عدَّة‪،‬‬ ‫عائق َمعنوي يمُ ّيز بني املرأة وال َرجل بن ٍ‬ ‫كالسلطة الوالد ّية‪ ،‬وال َن َفقة لألوالد‪ ،‬ومشاكل‬ ‫ُ‬ ‫الطالق وغريها من الهُموم التي ُأعط َيت َصبغ ًة‬ ‫طائف ّي ًة‪ ،‬ال ْ‬ ‫ديني‪ .‬فأصبحنا‬ ‫بسياج‬ ‫بل ُأحيطت‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ترشيع َم َد ٍّين م َو َّح ٍد َيحمي املرأة‪ ،‬ال‬ ‫بحاجة إىل‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫بل َيحمي العائلة‪.‬‬ ‫‪ -5‬أ ّما بالنسبة ملسؤول ّية اإلعالم‪ ،‬فأتسا َءل أين‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫السلطة الرابعة؟ ِمنَ املؤ َّكد أنهم‬ ‫هي ُسلطة‬ ‫ُ‬ ‫يهت ّمون بالقضايا السياس ّية بالدرجة ُ‬ ‫األوىل وهُ م‬ ‫بالطبع َمشكورون عىل ُجهودهم‪ ،‬لكن أال يرت َّتب‬ ‫أيضاً عىل اإلعالم اللبناين ْأن َيهتم ِبقضايا هذه‬ ‫املرأة التي تمُ ِّثل أكرث من نصف املجتمع؟ أال َيجب‬ ‫عىل اإلعالم ّيني ْأن يكونوا رافعة لقضايا هذه املرأة‬ ‫التي َوهبتهم الحياة؟ لقد أكرثوا يف الرتكيز عىل‬ ‫املواطنات‬ ‫السياسة والسياس ّيني‪ ،‬عىل حساب‬ ‫ِ‬ ‫واملواطنني‪.‬‬ ‫َ‬ ‫هناك مسؤول ّية تقع عىل‬ ‫‪ -6‬وأخرياً وليس آخرا‬ ‫املرأة نفسها‪ْ :‬أن ُتربيّ إبنتها كام إبنها فتعاملهام‬ ‫ْ‬ ‫وأن َتدعم الهيئات ا ُملطالبة بحقوقها‬ ‫بالتساوي‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫وأن ُتثابر يف‬ ‫فت َُمد َيدها للمشا َركة معهم‪..‬‬ ‫عملها يف الشأن العام فال تتن َّحى إلبنها دون‬ ‫ْ‬ ‫تتس ّلح بال ِعلم واملعرفة‬ ‫وأن‬ ‫اعتبا ٍر إلبنتها‪..‬‬ ‫َ‬ ‫وليس‬ ‫هي‬ ‫بجدارتها‬ ‫فت َِصل إىل أعىل املراكز َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بواسط ِت ِه ه َو‪..‬‬ ‫ماذا عن مشاركة املرأة اللبنان ّية يف‬ ‫اإلنتخابات؟‬ ‫بالنسبة لإلنتخابات البلد ّية‪:‬‬ ‫لقد شهد عام ‪ 2010‬إرتفاعاً ُمضاعَفاً يف‬ ‫نسبة مشا َركة املرأة كام ويف نسبة متثيلها يف‬ ‫اإلنتخابات البلد ّية عماّ كان عليه يف العام ‪.2004‬‬ ‫َ‬ ‫هناك‬ ‫فارتفع العدد من ‪ % 2.2‬إىل ‪ ،% 4.7‬أي أصبح‬ ‫َ‬ ‫‪ 536‬فائزة منْ أصل ‪ِ 1142‬مقعداً يف املحا َفظات‬ ‫َ‬ ‫أكمل‬ ‫السبع‪ .‬ومع أنه عدداً ُمتواضعاً‪ ،‬إنمّ ا إذا‬ ‫َ‬ ‫تعاظ ًام‪.‬‬ ‫فسيصبح عدداً ُم ِ‬ ‫هكذا َ‬ ‫وبح َسب مكتب اإلحصاء والتوثيق يف لبنان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الجندر ّية ضمن‬ ‫فقد َو َص َف موضوع دخول الكوتا َ‬ ‫مرشوع قانون ق َّدمته وزارة الداخل ّية بأنه خدعة‬ ‫َ‬ ‫وذلك بسبب وجود ما َّد َتني ُمتعا ِرضتني‬ ‫َجندر ّية‪،‬‬ ‫نص ُ‬ ‫األوىل بأنه يجب‬ ‫هام املادّة ‪ 5‬واملادّة ‪ .14‬إ ْذ َت ّ‬ ‫املنتخب ألاّ َي ّ‬ ‫َ‬ ‫قل عدد أعضائه‬ ‫عىل املجلس البلدي‬ ‫جانب آخر‬ ‫منْ ِكال‬ ‫الجنسني عن ‪ ،% 20‬يف حني منْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ال ُتل ِزم الثانية اللوائح ا ُملق َّدمة بأ ّية نسبة‪ .‬مماّ‬ ‫َيجعل منْ عملية التطبيق أمراً مستحي ًال‪.‬‬ ‫أضف إىل ذلك‪ ،‬املادّة ‪ 12‬التي هي أيضاً‬ ‫نسف مضمون املادّة ‪ ،5‬فق ْد َح َّددَت رشوط‬ ‫َت ُ‬ ‫َترشيح اللوائح ُمتجاهل ًة الكوتا الجندر ّية ُجمل ًة‬ ‫وتفصي ًال‪.‬‬ ‫وبالنسبة لإلنتخابات النياب ّية‪:‬‬ ‫املالحظ أن مشا َركة املرأة اللبنان ّية يف‬ ‫من‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫الرتشح لإلنتخابات تد َّنت نسبتها يف الدورات‬ ‫ثم‬ ‫األخرية‪ :‬من ‪ 18‬مرشحة اىل ‪ 14‬عام ‪ّ ،2005‬‬ ‫اىل ‪ 12‬مرشحة عام ‪.2009‬‬ ‫ُتش ّكل النساء عىل الصعيد العاملي حوايل‬ ‫‪ % 18‬من عدد أعضاء الربملانات‪ ،‬ومع َّأن هذا الرقم‬ ‫متواضع جداً إال أنه يمُ ّثل بعض التقدُّ م‪ ،‬إلاّ أنه ال‬ ‫يزال بعيداً عن تحقيق نسبة الـ ‪ %30‬املذكورة يف‬ ‫مؤمتر بيجينغ‪.‬‬ ‫أ ّما يف لبنان‪ ،‬فالنسبة هي ‪ 4.7‬فقط‪.‬‬ ‫َّإن عدد النساء اللوايت اقرتعنَ يف اإلنتخابات‬ ‫النياب ّية األخرية عام ‪ 2009‬بلغ ‪ 875671‬أي ما‬

‫‪68‬‬

‫نسبته أكرث من ‪ .% 52‬يف حني َّأن عدد الرجال الذين‬ ‫اقرتعوا بلغ ‪ 795098‬أي ما نسبته أقل من ‪. % 50‬‬ ‫مماّ ي َؤكد أ ّنه مقابل عدد النساء الضئيل جداً عن َد‬ ‫َ‬ ‫مهم جداّ عن َد اإلقرتاع مماّ‬ ‫ّ‬ ‫هناك عدد‬ ‫الرتشح‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يدل عىل َوعي املرأة بالنسبة للدَور الذي بإمكانها‬ ‫أن تلعبه من خالل املشا َركة باإلقرتاع عىل أقل‬ ‫ولكن لألسف تجدُ ر املالحظة َّأن‬ ‫تعديل‪.‬‬ ‫عدد املقرتِعات واملقرتِعني هو تقريباً نصف عدد‬ ‫اإلناث والذكور الذين يحقّ لهم اإلقرتاع‪ ،‬مماّ يدل‬ ‫عىل عدم إقتناع نسبة كبرية من املواطنني من‬ ‫الجنسني بالعمل ّية اإلنتخاب ّية ّ‬ ‫ككل‪.‬‬ ‫كال‬ ‫َ‬ ‫إذن ماذا ح ّققت املرأة اللبنانية عَرب السنني؟‬ ‫إذا َ‬ ‫كان القرن الواحد والعرشون قد مت َّيز بالثورة‬ ‫املعلومات ّية‪َّ ،‬‬ ‫فإن القرن العرشين قد مت َّيز باإلنجازات‬ ‫نتوجه بالشكر‬ ‫النسائ ّية‪ .‬وال َيسعنا هنا إال ْأن‬ ‫َّ‬ ‫ناضالت اللوايت مل‬ ‫لكافة الس ّيدات اللبنان ّيات ا ُمل ِ‬ ‫يتو َّقفنَ عن املطالبة بحقوق املرأة‪ ،‬وما حقوق املرأة‬ ‫ب َوج ٍه خاص إال مرآة لحقوق اإلنسان ب َوج ٍه عام‪.‬‬ ‫وبال َعودة إىل ما ح َّققته املرأة اللبنان ّية تحديداً‬ ‫َ‬ ‫فهناك العديد من اإلنجازات التي‬ ‫َع َرب السنني‪،‬‬ ‫نتفا َءل بها‪ ،‬وبعون الله سيكون هناك املزيد من‬ ‫اإلنجازات التي نسعى لتحقيقها‪.‬‬ ‫*‪ 1953‬حقوق املرأة السياسية‪.‬‬ ‫* ‪ 1959‬حقّ ا ُملساواة يف اإلرث للمرأة املسيح ّية‪.‬‬ ‫* ‪ 1960‬حقّ املرأة يف اختيار جنس َّيتها بع َد الزواج‪.‬‬ ‫حقّ املرأة يف حر ّية التن ّقل‪.‬‬ ‫* ‪1974‬‬ ‫الحمل من‬ ‫* ‪ 1983‬حقّ إلغاء األحكام املعا ِقبة ملَنع َ‬ ‫العقوبات‪.‬‬ ‫قانون ُ‬ ‫* ‪ 1987‬حقّ َتوحيد سنّ نهاية الخدمة يف‬ ‫الضامن اإلجتامعي‪.‬‬ ‫* ‪ 1993‬حقّ أهل ّية املرأة يف َ‬ ‫الشهادة لدى‬ ‫ّ‬ ‫السجل العقاري‪.‬‬ ‫* ‪ 1994‬حقّ اإلعرتاف بأهل ّية املرأة املتز ّوجة‬ ‫ُملامرسة التجارة دون إجازة من زوجها‪.‬‬ ‫السلك الدبلومايس‬ ‫* ‪ 1994‬حقّ املوظفة يف ِ‬ ‫مبُتا َبعة َمهامها إذا تز َّوجت من أجنبي‪.‬‬ ‫* ‪ 1995‬حقّ أهل ّية املرأة املتز ّوجة يف ما َيتع ّلق‬ ‫ُبعقود التأمني عىل الحياة‪.‬‬ ‫* ‪ 1996‬إبرام إتفاق ّية القضاء عىل جميع‬ ‫أشكال التمييز ض ّد املرأة‪.‬‬ ‫* ‪ 1999‬إلغاء العذر املحمل يف جرائم ال َ‬ ‫رشف‬ ‫واإلبقاء عىل العذر ا ُملخ َّفف‪.‬‬ ‫* ‪ 2000‬تعديل مادّة من قانون العمل ُتحظرِّ‬ ‫التفرقة بني العاملة والعامل‪.‬‬ ‫* ‪ 2000‬تعديل مادّة من قانون العمل ت َؤ ِّكد‬ ‫عىل حقّ املرأة ب َن ْيل ‪ 7‬أسابيع إجازة ُأمومة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫* ‪ 2000‬تعديل مادّة من قانون العمل ت َؤكد عىل‬ ‫حقّ املرأة بأج ٍر كاملٍ أثناء إجازة ُ‬ ‫األمومة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫* ‪ 2000‬تعديل مادّة من قانون العمل ُت َحظر منْ‬ ‫صرَ ْ ف املرأة خالل فرتة الوالدة‪.‬‬ ‫* ‪ 2000‬تعديل مادّة من قانون العمل ُت ِّ‬ ‫حظر‬ ‫توجيه أي إنذار للمرأة الحامل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫باملوظف يف‬ ‫املوظفة‬ ‫* ‪ 2001‬حقّ مساواة‬

‫نظام التقاعد والصرَ ف من الخدمة‪.‬‬ ‫* ‪ 2001‬الحقّ يف ُمنَح التعليم عنها وعن‬ ‫زوجها وأوالدها بالنسبة لتعاون ّية موظفي الدولة‪.‬‬ ‫* ‪ 2001‬الحقّ بالتعويض العائيل بالنسبة لتعاون ّية‬ ‫موظفي الدولة‪.‬‬ ‫* ‪ 2001‬الحقّ للمتز ّوجة منْ أجنبي اإلستفادة‬ ‫عن زوجها وأوالدها األجانب منْ كا َّفة تقدميات‬ ‫التعاون ّية‪.‬‬ ‫تعديل مادّة من قانون الضامن‬ ‫* ‪2002‬‬ ‫َمضمون‪،‬‬ ‫ُيفهَم بكلمة‬ ‫بحيث‬ ‫اإلجتامعي‬ ‫َ‬ ‫املضمونة واملضمون‪.‬‬ ‫إعتبار تقدميات الضامن اإلجتامعي‬ ‫* ‪2002‬‬ ‫كتس ٌب لها‬ ‫التي تستفيد منها املضمونة حقٌّ ُم َ‬ ‫وألوالدها‪.‬‬ ‫* ‪ 2003‬تعديل أربع َمواد من قانون التجارة تتع َّلق‬ ‫بإلغاء التمييز ض ّد املرأة يف ُمزاولة التجارة‪.‬‬ ‫وم َؤ َّخراً يف العام ‪ 2010‬حصلت املرأة عىل‬ ‫حقٍّ آخر‪ ،‬وهو َفتح حساب َمرصيف ألَوالدها ‪.‬‬ ‫كلها حقوق قد تبدو َسهلة املنال لل َوهل ِة ُ‬ ‫األوىل‪،‬‬ ‫لسنني طويلة إىل‬ ‫لكنَّ املرأة اللبنان ّية عا َنت منها ِ‬ ‫ْأن‪ :‬تح َّققَ الهدف ُ‬ ‫وأ ِخ َذ الحقّ وسا َد ال َعدل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وها نحن اليوم مبناسبة الذكرى املئة ل َيوم املرأة‬ ‫العاملي‪ ،‬أما َم مشه ٍد جدي ٍد من العمل الدَؤوب الذي‬ ‫غسان مخيرب‪ ...‬والدكتورة‬ ‫يمُ ارسه (أمثال النائب ّ‬ ‫أمان شعراين‪ )...‬ر ّواد ورائدات يف حقوق اإلنسان‬ ‫لصالح املرأة يف لبنان‪ ،‬فنُعيد النظر بواقع املرأة‬ ‫تحسناً‪ ،‬ولكن بخطى بطيئة جداً‬ ‫الذي ْ‬ ‫وإن لحظ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫وأن‬ ‫وقليلة جداً‪ ،‬فالطريق مايزال طويل الس َّيام‬ ‫القامئة ماتزال هي أيضاً طويلة‪:‬‬ ‫* العنف ُ‬ ‫األسرَ ي‪.‬‬ ‫* األحوال الشخص ّية‪.‬‬ ‫* الجنس ّية لعائلتها‪.‬‬ ‫* حقوق الطفل‪.‬‬ ‫* قض َّية ا ُمل عتقلني‪.‬‬ ‫* الكوتا النسائ ّية‪. . .‬‬ ‫أتوجه بإسم ت ّيار امل َرده إىل ّ‬ ‫كل‬ ‫يف الختام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األمنيات‪ ،‬مؤ ِمن ًة بأنه علينا‬ ‫األمهات بأصدق‬ ‫ُمتابعة العمل يداً ب َيد لتعزيز مكانتهنَّ‬ ‫و ُمشاركتهنَّ ‪ .‬فحقوق املرأة – ْ‬ ‫وإن اختلفت نظرتنا‬ ‫حقوق إنسان ّية َ‬ ‫ٌ‬ ‫قبل‬ ‫تحقيق بعضها – هي‬ ‫يف آل ّية‬ ‫ِ‬ ‫ْأن تكون َجندر ّية‪.‬‬

‫رئيسة جمعية سيدات راشيا‬ ‫والبقاع الغريب وفاء الداوود‪ :‬قوانني‬ ‫األحوال الشخصية من أهم‬ ‫املعوقات إللغاء التمييز ضد املرأة‬ ‫خطت املرأة اللبنانية خطوات جبارة يف‬ ‫السنوات األخرية املاضية لتحقيق املساواة‬ ‫الكاملة مع الرجل وإلغاء التمييز بينهام‪ ،‬وقد‬ ‫لعبت الجمعيات األهلية يف املجتمع املدين يف‬

‫تحقيق اإلنجازات التالية للمرأة اللبنانية‪.‬‬ ‫اإلنجازات التي تحققت للمرأة اللبنانية‪:‬‬ ‫الحقوق السياسية ‪1953‬‬ ‫املساواة يف اإلرث (مع مراعاة النصوص‬ ‫الرشعية) ‪1959‬‬ ‫حق املرأة يف خيار الجنسية ‪1965‬‬ ‫حرية التنقل ‪1974‬‬ ‫إلغاء األحكام املعاقبة ملنع الحمل ‪1983‬‬ ‫توحيد نهاية سن الخدمة للرجال والنساء يف‬ ‫قانون الضامن االجتامعي ‪1987‬‬ ‫االعرتاف بأهلية املرأة للشهادة يف السجل‬ ‫العقاري ‪1993‬‬ ‫االعرتاف بأهلية املرأة املتزوجة ملامرسة التجارة‬ ‫دون إجازة من زوجها ‪.1994‬‬ ‫حق املوظفة يف السلك الدبلومايس التي‬ ‫تتزوج أجنبياً مبتابعة مهامها ‪.1994‬‬ ‫تم االعرتاف بأهلية املرأة املتزوجة فيام يتعلق‬ ‫بعقود التأمني عىل الحياة عام ‪.1996‬‬ ‫أبرم لبنان عام ‪ 1996‬االتفاقية الدولية للقضاء‬ ‫عىل جميع أشكال التمييز ضد املرأة وتحفظ عىل‬ ‫املادة ‪ 9‬واملادة ‪ 16‬و ‪.29‬‬ ‫أقر قانون التعليم اإللزامي عام ‪ 1998‬الذي‬ ‫ينص عىل إلزامية التعليم للجنسني يف املرحلة‬ ‫االبتدائية‪.‬‬ ‫صدر تعديل املادة ‪ 562‬من قانون العقوبات‬ ‫(العذر املخفف) مبوجب قانون رقم ‪ 7‬تاريخ‬ ‫‪ 1999/2/20‬ولكن يحتاج اىل تعديل أيضاً حتى‬ ‫يلغي التمييز ضد املرأة نهائياً‪.‬‬ ‫قدم اقرتاح قانون مدين لألحوال الشخصية‬ ‫مل يبت به بعد‪.‬‬ ‫تعديل املادة األوىل من القانون رقم ‪149‬‬ ‫بتاريخ ‪ 1999/10/30‬املتعلق باملساواة بني املوظف‬ ‫واملوظفة يف االستفادة من نظام املنافع والخدمات‬ ‫يف تعاونية موظفي الدولة‪.‬‬ ‫ما زال هذا القانون بحاجة اىل تعديل ألنه‬ ‫يرتكز عىل أنظمة تعاونية موظفي الدولة‬ ‫املجحفة بحق املرأة‪.‬‬ ‫تعديل بعض مواد قانون العمل‪:‬‬ ‫بالقانون رقم ‪ 207‬بتاريخ ‪ 2000/5/26‬الذي‬ ‫قىض بتعديل املواد ‪ 52 29/28/26‬من قانون‬

‫‪69‬‬

‫العمل لتشمل العامل والعاملة واملساواة يف‬ ‫الحقوق والواجبات‪.‬‬ ‫ولكن بالرغم من ذلك مازال هناك بعض‬ ‫املعوقات التي تواجه املرأة إلزالة جميع أشكال‬ ‫التمييز ضدها‪ ،‬ففي القوانني اللبنانية ويف‬ ‫املجتمع املدين تقف البنى الذهنية التقليدية‬ ‫عائقاً وتعترب قوانني األحوال الشخصية من أهم‬ ‫املعوقات إللغاء التمييز ضد املرأة‪.‬‬ ‫وال تزال هناك أحكام وقوانني (متييز بني‬ ‫الجنسني منها بعض مواد قانونية) العمل‬ ‫وأنظمة الصندوق الوطني للضامن االجتامعي‬ ‫وقانون الجنسية (استفادة األوالد من جنسية األم‬ ‫اللبنانية) وقانون األحوال الشخصية والعقوبات‬ ‫(فيام يسمى جرائم الرشف)‪.‬‬ ‫لقد أثبتت املرأة اللبنانية كفاءتها وجدارتها‬ ‫يف كل املراكز املهمة التي وصلت إليها واملهن‬ ‫التي متارسها‪ ،‬والدعوة اليوم لفتح املجال واسعاً‬ ‫أمامها لتحقيق طموحاتها وترك بصامتها يف‬ ‫عملية بناء الوطن‪ ،‬ولكن ليس عىل حساب‬ ‫أرستها وأنوثتها‪.‬‬ ‫املرأة تتساوى مع الرجل‪ ،‬وقد تتفوق عليه‬ ‫بسعيها الدائم للمعرفة الحقيقية دون التلهي‬ ‫بالقشور والحضارة املزيفة‪.‬‬

‫مسؤولة الهيئة النسائية يف‬ ‫حزب االتحاد عناية املغريب‪:‬‬ ‫املرأة قيمة إنسانية لها رسالة‬ ‫هامة يف الحياة‬ ‫املرأة قيمة إنسانية لها رسالة هامة يف الحياة‬ ‫وبدونها ال يكون للحياة معنى أو تكتمل صورها‬ ‫فاملرأة ليست الوجه املكمل للرجل بل هي أساس‬ ‫الوجود اإلنساين‪ ،‬ويف هذا املضامر ال ب ّد أن نذ ّكر‬ ‫باإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان الذي ساوى بني‬ ‫املرأة والرجل ورضورة النظر اىل كل منهام نظرة‬ ‫إنسانية متساوية يف الحقوق واملوجبات وأن أي‬ ‫متييز يع ّرض البرشية اىل مظاهر سلبية وانقسام‬ ‫غري موضوعي يجعل أكرث من نصف املجتمع قيمة‬ ‫مهملة معطلة اإلنتاج ومن هذه الدول لبنان التي‬ ‫أصدرت قوانني تحرم املرأة من حقوق عديدة ويف‬ ‫طليعتها مساواتها بالرجل لناحية حقها يف‬ ‫إعطاء جنسيتها ألوالدها التي أق ّرتها معظم الدول‬ ‫ومازال لبنان ممتنع عن إعطاء هذا الحق يف نظرة‬ ‫ذكورية غري مفهومة ومخالفة لقواعد الدستور‬ ‫اللبناين واإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وإنه ليؤسفنا أن نقول إنه يف بلد يتغنى‬ ‫بالحريات مازال هناك كثرياً من التمييز ضد املرأة ‪.‬‬ ‫يقولون إن املراة نصف املجتمع‪ ،‬فاملرأة أم وهي‬ ‫حاضنة ومدرسة‪“ ،‬إن أعددتها أعددت شعباً طيب‬ ‫األعراق”‪ ،‬وهي الزوجة واألخت والعمة والخالة‪ ،‬إنها‬ ‫نسيج الحياة البرشية ال يجوز أن تعامل معاملة دونية‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب مرأة‬

‫من خالل متابعتنا ملجلتكم الكرمية والغنية‪،‬‬ ‫نعلن برصاحة عن إعجابنا الشديد بها‪ .‬فهي‬ ‫منوذج املجلة الخصبة والتنوع والتي تغطي‬ ‫جوانب متعددة من جوانب الحياة التي تهم كل‬ ‫الرشائح وكل األعامر‪ ،‬وننوه بتخصيصكم‬ ‫مساحة تهتم بقضايا وشؤون املرأة وإلقاء‬ ‫الضوء عىل الجوانب امللحة فيها‪.‬‬

‫أتوجه باسمي آيات التهنئة والتقدير إىل‬ ‫أرسة مجلة “منرب التوحيد” عىل جهودهم‬ ‫الكبرية التي بذلوها ويبذلوها عىل مدى‬ ‫خمس سنوات لنرش املعرفة والرأي الحر املقاوم‪،‬‬ ‫فالكلمة الجريئة هي خط الدفاع األسايس‬ ‫عن خطة املقاومة وثقافتها وفكرها‪.‬‬ ‫وفقكم الله واىل املزيد من التقدم واإلبداع‪.‬‬

‫ويتم إقصاءها عن العديد من النشاط اإلنساين ‪.‬‬ ‫قسم من هذا اإلجحاف بحقها يقع عىل عاتق املرأة‬ ‫نفسه‪ ،‬فعليها أن تستنهض قواها ومتلك املبادرة‪ .‬فام‬ ‫من حق يضيع إذا كان وراءه مطالب‪ .‬ونحن بصفتنا‬ ‫أعضاء يف املراكز النسائية واملجتمع املدين بعد عمل‬ ‫طويل ونضال متواصل‪ ،‬وصلنا اىل تحقيق بعض‬ ‫التعديالت الطفيفة (مثل حرية التجارة واألهلية‬ ‫بالشهادات)‪ ،‬وبالنسبة للمرأة اللبنانية لقد أثبتت‬ ‫وجودها يف مختلف امليادين‪ .‬وال ننىس نضاالتها‬ ‫وخاصة يف الحروب فلها حكايات رائعة ويف مقدمتها‬ ‫مساهمتها يف العمل املقاوم ضد االحتالل‪ .‬وللمرأة‬ ‫كفاءات كبرية معطلة يتحكم فيها االستنساب‬ ‫والوسيط‪ ،‬ولكن نأمل من خالل العمل االجتامعي‬ ‫الذي يربز دور املرأة أن يشكل ضغطاً مه ًام نحو تحقيق‬ ‫املزيد من حقوقها‪ .‬ويف يوم املرأة العاملي أتقدم من‬ ‫كل نساء لبنان بالتحية والتقدير اىل الدور املرشف‬ ‫الذي تضطلع به املرأة يف كل امليادين والتي تثبت‬ ‫من خالله أن املرأة قيمة حياة وليست كام مهم ًال‬ ‫يترصف به الرجل كيفام رغب أو أراد‪ ،‬فتحية اىل املرأة‬ ‫يف عيدها العاملي وأدعوها اىل املثابرة عىل العمل دون‬ ‫كلل أو ملل حتى يكتمل معنى الحياة فبدون املرأة‬ ‫تفقد الحياة ركنها األساس ‪.‬‬

‫طويلة من النضال خاضتها للمرأة‪ ،‬إىل أن وافقت‬ ‫منظمة األمم املتحدة سنة ‪ 1977‬عىل اعتامد هذا‬ ‫اليوم “اليوم العاملي للمرأة” بعد موافقة غالبية‬ ‫الدول األعضاء‪ .‬وقد تحول بالتايل ذلك اليوم إىل‬ ‫رمز لنضال املرأة تخرج فيه النساء عرب العامل‬ ‫يف مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وتذكري‬ ‫الضمري العاملي بالظلم الذي مازالت تعاين منه‬ ‫ماليني النساء عرب العامل‪.‬‬ ‫أما فيام خص املرأة اللبنانية ويف ظل تجاهل‬ ‫الحكومات املتعاقبة ملادتني أساستني يف اتفاقية‬ ‫األمم املتحدة الخاصة بالقضاء عىل كافة أشكال‬ ‫التمييز ضد املرأة‪“ ،‬وهام الحق يف إعطاء األم‬ ‫الجنسية إىل أوالدها إذا ما كانت متزوجة من غري‬ ‫لبناين‪ ،‬وإعطاء املرأة الجنسية إىل زوجها الغري‬ ‫لبناين‪ ،‬كام يفعل الرجل”‪ ،‬تبقى املرأة اللبنانية‬ ‫مهضومة الحقوق يف بلد يتغنى باإلصالح‬ ‫والحريات‪ ،‬أضف إىل ذلك الواقع املعييش الصعب‬ ‫الناجم عن السياسات االقتصادية للحكومات‬ ‫الحريرية املتعاقبة والتي أجربت املرأة عىل العمل‬ ‫ويف بعض األحيان يف ظروف قاسية وصعبة‬ ‫جداً ملواجهة صعوبات الحياة املعيشية مام وضع‬ ‫املرأة اللبنانية يف وضع صعب‪ ،‬فرض عليها فيه‬ ‫أن توفق بني عملها يف البيت وتربية أطفالها‬ ‫وعملها خارج البيت لتقف إىل جانب زوجها‬ ‫لتأمني متطلبات الحياة‪.‬‬ ‫ولكن يجب أن ال يغفل عن بالنا‪ ،‬أن نضال الحركة‬ ‫النسائية يف لبنان عرب سنني طويلة والضغوط‬ ‫الكبرية عىل السياسيني إللغاء التمييز يف‬ ‫القوانني اللبنانية منذ مطلع الخمسينات من‬ ‫القرن املايض حتى اليوم‪ ،‬استطاعت أن تعدل‬ ‫بضغوطها بعض القوانني‪ ،‬عىل سبيل املثال‪:‬‬ ‫الحقوق السياسية للمرأة‪ ،‬واالعرتاف بأهلية املرأة‬ ‫املتزوجة ملامرسة التجارة دون إجازة زوجها‪ ،‬ويف‬

‫مسؤولة الهيئة النسائية‬ ‫للتنظيم الشعبي النارصي‬ ‫إميان سعد‪ :‬تبقى املرأة اللبنانية‬ ‫مهضومة الحقوق يف بلد يتغنى‬ ‫باإلصالح والحريات‬ ‫مام ال شك فيه أن تخصيص يوم الثامن من آذار‪/‬‬ ‫مارس كعيد عاملي للمرأة مل يتم إال بعد سنوات‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪70‬‬

‫املساواة بتعويض نهاية الخدمة للرجال والنساء‬ ‫يف قانون الضامن االجتامعي‪ ،‬واالعرتاف بأهلية‬ ‫املرأة للشهادة يف السجل العقاري‪ ،‬كام املساواة‬ ‫بني املوظف املضمون واملوظفة املضمونة يف‬ ‫القطاع الخاص إزاء األوالد‪ ،‬فيام يتعلق بتقدميات‬ ‫املرض واألمومة والتعويضات العائلية يف‬ ‫الصندوق الوطني للضامن االجتامعي‪ ،‬املساواة‬ ‫بني املوظف واملوظفة فيام يتعلق بتقدميات‬ ‫تعاونية موظفي الدولة باستثناء التعويضات‬ ‫العائلية‪ ،‬وأخرياً تعديل بعض مواد قانون العمل‬ ‫املتعلقة مبدة إجازة األمومة التي أصبحت ‪49‬‬ ‫يوماً ورشوط عدم توجيه اإلنذار إىل املرأة العاملة‬ ‫الحامل‪.‬‬ ‫ولكن لن يتوقف نضال املرأة اللبنانية عند‬ ‫هذا الحد بل سيستمر لحني أن تنال املرأة اللبنانية‬ ‫حقوقها كاملة‪ ،‬فاملرأة اللبنانية هي رشيك كامل‬ ‫للرجل يف هذا الوطن‪ ،‬فهي األم وهي املعلمة وهي‬ ‫الطبيبة وهي املقاومة التي بذلت التضحيات‪،‬‬ ‫وسقط منهن الشهداء من أجل عزة وكرامة هذا‬ ‫الوطن‪ ،‬وستبقى نضاالت وتضحيات ودماء لوال‬ ‫عبود وسناء محيديل وكافة الشهيدات منارات‬ ‫مضيئة لنا يف دروب الحرية والكرامة الوطنية‪.‬‬

‫أمينة شؤون املرأة يف حزب‬ ‫«التوحيد العريب»‬ ‫فدى وهاب أبودرغم‪:‬‬ ‫فاملجتمع الراقي هو املجتمع الذي‬ ‫ٌ‬ ‫يكون للمرأة فيه ٌ‬ ‫وجولة‬ ‫صولة‬ ‫بهي‬ ‫وحضو ٌر ٌ‬ ‫املرأة والرجل يك ّونان وحدة جدلية هي اإلنسان‪..‬‬ ‫الذي يك ّون البيت‪ ..‬فإذا كان الرجال ُينشئون‬ ‫الرشائع فالنساء ينشنئ األخالق والعادات‪..‬‬ ‫وعليه‪ ..‬عندما نثقف رج ًال‪ ،‬نكون قد ثقفنا‬ ‫فرداً‪ ،‬بينام إذا ما ثقفنا إمراة فإمنا نثقف عائل ًة‬ ‫بكاملها‪ ..‬فاملرأة سبب تهذيب األمة والشعوب ‪..‬‬ ‫فلوال املرأة لكان الرجل أقرب إىل الهمجية منه‬ ‫إىل التمدّن واآلداب‪ ..‬إذ َّأن الرتبية هي من اختصاص‬ ‫املرأة من غري منازع‪ .‬فمجتمعاتنا دأبت عىل كرثة‬ ‫التعليم والتقليل من الرتبية‪ ،‬فهناك فارق بني‬ ‫التعليم والرتبية‪ ،‬فالتعليم عامل تثقيف‪ ،‬بينام‬ ‫الرتبية عامل تكوين‪ ،‬بالتعليم نصنع فرداً يحمل‬ ‫التميز يف عقله‪ ..‬وبالرتبية نكون شعباً يحمل‬ ‫الوطن يف قلبه‪..‬‬ ‫فاملجتمع الراقي هو املجتمع الذي يكون للمرأة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫بهي‪ ..‬فنحن ال ُننكر‬ ‫صولة‬ ‫فيه‬ ‫وجولة وحضو ٌر ٌ‬ ‫أن الطبيعة قد أغدقت عىل املرأة من القوة ما‬ ‫أخاف الرشائع والقوانني من بطشها فحدّت من‬ ‫حقوقها‪..‬‬ ‫لذلك أتوجه إىل الرجل الذي يحاول الحؤول دون‬

‫ش ّكلت مجلة “منرب التوحيد” حالة نوعية‬ ‫يف اإلعالم املكتوب نظراً ملصداقيتها العالية‬ ‫وحيادية رأيها بعد التحليل املوضوعي ملا‬ ‫يجري ضمن خط مستقيم ال يتغري وال يتبدل‬ ‫تحت أي نوع من الضغوط أو املحاذير‪ ،‬فكانت‬ ‫كام رئيس حزب “التوحيد العريب” صوت حق‬ ‫يراد به حق‪ ،‬ال تساوم عىل الثوابت وال تحايب‬ ‫يف املصالح الوطنية والقومية ملتزمة‬ ‫بنهج املامنعة والصمود بعيدة عن التعصب‬ ‫والشوفانية ناقلة األحداث وتداعياتها بشكل‬ ‫علمي وموضوعي‬ ‫ما مييز “منرب التوحيد” أنها منرب الرصاحة‬ ‫والشجاعة‪ ..‬منرب األقالم العتيقة الغنية‬ ‫باملعرفة والشباب املتوثب لالنتصار ضمن‬ ‫إمكانات مادية متواضعة ال غاية ربحية‬ ‫وال مخصصات مالية عالية‪ ،‬وال شهادات‬ ‫جامعية منمقة بأختام الجامعات الغربية بل‬ ‫روحاً عالية من املسؤولية وقلوباً مفعمة بحب‬ ‫الوطن ودما ًء جبلت برتاب فلسطني‪..‬‬ ‫عندما نتكلم عن تجربة مجلة “منرب‬ ‫التوحيد” يف الذكرى الخامسة نشعر وكأننا‬ ‫نتحدث عن مجلة عمرها خمسني عاماً‬ ‫ويتوافر لها كل مقومات النجاح واالستمرار‪،‬‬ ‫إننا اذا قلنا خمسون عاماً نكون مقرصين‬ ‫بحق هذه األقالم املنترصة عىل ذاتها أوالً وعىل‬ ‫محيطها ثانياً‪.‬‬ ‫تخطت “منرب التوحيد” حدود لبنان وطارت‬ ‫بعيداً حتى باتت مجلة قومية عروبية إنسانية‬ ‫وحاجة شهرية لكل املثقفني والثوريني يف‬ ‫هذه املعمورة‪.‬‬ ‫كل عام و”منرب التوحيد” بخري مع أمنياتنا‬ ‫أن تبقى ونحن واثقون أنها ستبقى منرباً‬ ‫لإلعالم املقاوم الصادق وراية خفاقة يف سامء‬ ‫اإلعالم اللبناين والعريب‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫حاجة‬ ‫مساواة املرأة به مذكر ًة إياه‪ ..‬بأن املرأة هي‬ ‫ماسة له‪ ..‬فهي املربية التي تعلمه الفضائل وأدب‬ ‫السلوك‪ ،‬ورقة الشعور‪ ،‬وهي القادرة أن تلهمه‬ ‫أعظم أعامله ثم متنعه يف النهاية من إمتامها‬ ‫إذا شاءت‪ ،‬وعىل قدر حبها يكون انتقامها‪..‬‬ ‫وإذا النساء نشأن يف أمي ٍة رضع الرجال جهالة‬

‫وخموالً‪( .‬اإلمام عيل عليه السالم)‬ ‫وال أبالغ إذا ما قلت إن كل عمل عظيم ومجيد‬ ‫أصله املرأة‪ ..‬وهي يف الوقت عينه أعظم مخلوق‬ ‫إذا ما عرفت قدر نفسها‪ ..‬فلو ج ّردت من كل‬ ‫فضيلة‪ ..‬لكفاها فخراً أنها متثل رشف األمومة‪..‬‬ ‫ولن تندم لحظة أنها أنجبت رج ًال حتى لو هجاها‬ ‫أو نظر إليها نظرة دونية‪ ..‬فستبقى عىل الدوام‬ ‫الهدية األجمل من الله سبحانه وتعاىل بها عىل‬ ‫اإلنسان!!‪..‬‬ ‫وستبقى حريصة كل الحرص عىل تأدية دورها‬ ‫بأمانة وإخالص‪..‬‬ ‫فاملرأة حني تنسلخ من مسؤولياتها‪ ،‬فإن‬ ‫األرسة تصبح حني ذاك خطرة‪ ،‬فاإلنسان واملجتمع‬ ‫والرتبية ليست املدرسة ضامنتها فحسب‪ ،‬إمنا‬ ‫ركيزتها األساسية البيت القائم عىل نظام‬ ‫األخالق واملناقب والقيم‪.‬‬ ‫فعىل املرأة أن تعي كرامة نفسها‪ ،‬وتعي كرامة‬ ‫دورها العظيم يف بناء األمة وحصانتها‪ ،‬هذا هو‬ ‫رشف ونبل املرأة‪..‬‬ ‫األمريكية‬ ‫إن الغطرسة الصهيونية –‬ ‫واإلرسائيلية وبعض األنظمة األخرى‪ ،‬املتمثلة‬ ‫بالعدوان الدائم عىل لبنان وفلسطني والعراق‬ ‫وغريها من األقطار الشقيقة والصديقة يحتم‬ ‫علينا الجهاد والنضال‪..‬‬ ‫الجهاد الذي يحتاج بدوره اىل أخالق ال اىل‬ ‫شهداء فحسب‪ ،‬فال قضية وال شهداء بال أخالق‪..‬‬ ‫فاالم العصامية للمثل هي الحياة‪ ،‬هي املدد‬ ‫األخالقي املع ّول عليه‪ ..‬إذ أنه ال ميكن لرشف الثورة‬ ‫واملقاومة أن يتكونا بخسة النفس‪.‬‬ ‫وال يظنن أحد أن الغرب الصهيوين يريد لنسوتنا‬ ‫التفوق يف علم الذرة واالسرتاتيجية أو الفيزياء‬ ‫أو الرياضيات أو غريها من العلوم والتقنيات‪ ..‬أو‬ ‫قيادة مقاتالت “أف ‪ ”16‬أو دبابة “املريكافا”‪ ،‬بل‬ ‫يريدهنّ ومن خالل عوملته غانيات يف علب ليلية‬ ‫ليس إال‪..‬‬ ‫خسئ هذا الفكر وهذا الوهم‪ ..‬هاكه سجلهن‬ ‫ّ‬ ‫سطرن صفحات‬ ‫الحافل بأسامء العرشات م ّمن‬ ‫مرشقات يف تاريخ النبوغ والنضال فحاربن‬ ‫الجهل ورصعنه‪ ،‬ونرشن املعرفة بني جيل وآخر‬ ‫أرشعة وعي وتيقظ وضياء‪..‬من أمثال عاملة الذرة‬ ‫سلوى نصار‪ ،‬والدكتورة أدما أبو شديد‪ ،‬ونجالء أبو‬ ‫عز الدين‪ ،‬والقاضية نجيبة حمدان‪ ،‬والسيدة وداد‬ ‫الحص‪ ،‬وأميل فارس إبراهيم وصوالً إىل السيدة‬ ‫رباب الصدر والالئحة تطول وتطول‪..‬‬ ‫ستبقى نسوتنا كام هي عليه من العفة‬ ‫والحصن شوكة يف عني الغدر والتفلت‪ ،‬ال تهاب‬ ‫وال تخاف منظر الدماء يتقطر من ضحايا الغدر‬ ‫الصهيوين‪..‬‬ ‫ستبقى تتجلبب باملعرفة وتتمنطق عند‬ ‫الرضورة بحزام يفهمه “الصهيوين” أياً كانت‬ ‫هويته‪ ..‬فلن يردعه عن غ ّيه سواه‪.‬‬ ‫ستبقى املرأة مقاومة صنو الرجل املقاوم‪..‬‬ ‫ستبقى رسالة املرأة كام الرجل التنوير‬

‫‪71‬‬

‫والتوجيه والتقويم مبا توفر لها من علم ومعرفة‪..‬‬ ‫إذ أن العائلة يف ترابطها ال تسيرّ ها وتو ّثق أوارصها‬ ‫غريزة االنتامء النوعي كاملخلوقات الدنيا‪ ،‬بل إنها‬ ‫رهن بروابط تقليدية تطورها أو تبدّلها استجابة‬ ‫لحاجات املجتمع بتوجيه من نبهائه‪..‬‬ ‫كان الفرق بني الرجل واملرأة أنها تلد البنني وهو‬ ‫ينيشء األرسة ويبني األمة‪ ،‬فزال هذا الفرق اىل‬ ‫غري رجعة ألن املرأة ال تختلف عن الرجل عقلياً‬ ‫وإن هي خصت بعطاء جنيس له ما يعوز الرجل‬ ‫يف ميادين العاطفة والرفق والذوق والجامل عىل‬ ‫اختالف العصور‪..‬‬ ‫وأخرياً الوطن يف أعمق مفاهيمه ومعانيه‬ ‫ليس أرضاً أو مأوى فقط‪ ،‬وال مكان نولد فيه‬ ‫ونقطن فيه ورمبا ندفن فيه وحسب‪..‬‬ ‫الوطن هو معنى‪ ،‬هو عالقات إنسانية بني الناس‪،‬‬ ‫عالقات إنسانية متكافئة بني الجنسني‪ ،‬وهو باإلضافة‬ ‫اىل هذا وذاك مضمون سيايس يحفظ كرامة اإلنسان‪..‬‬ ‫وعليه‪ ..‬فاللبنانيون مدعوون اىل أن يعيدوا تكوين لبنان‬ ‫عىل أساس العمل من أجل املواطنة وإنشاء مجتمع‬ ‫سليم معاىف ليس له أي ركيزة طائفية‪..‬‬ ‫مبعنى آخر آن اآلوان لتلد أمهات بالدي مواطنني يف‬ ‫دولة بدالً من رعايا يف طوائف‪ ..‬رشعهم األعىل العقل‬ ‫ال الغرائز‪ ،‬وديدنهم العلم ال الجهل والتجهيل‪.‬‬ ‫وهكذا أكون قبلت تحدي نابليون باإليجاب‪ ..‬فهو‬ ‫القائل‪“ :‬أكرب أعدايئ‪ ..‬املرأة العاقلة”‬

‫مهيبة العرساوي‬

‫أمانة اإلعالم‬ ‫تح ّيي األم المقاومة‬ ‫في عيدها‬ ‫ال تحتاج األم اىل عيد لنعرف قيمتها‬ ‫وأهميتها ومكانتها‪ .‬ومتى كانت املعايدة‬ ‫تعرب عن الشعور الخاص باألم؟‬ ‫ومتى أصبح حب األم يقاس باألشياء‬ ‫امللموسة واألمور املادية؟‬ ‫تساؤالت نطرحها مبناسبة عيد األم‪،‬‬ ‫األم الحرة‪ ،‬وأم الشهداء اللوايت ع ّلمن‬ ‫األجيال الصاعدة معاين املقاومة‪ ،‬وأعلنّ‬ ‫مناضالت‬ ‫ووقفن‬ ‫لالحتالل‬ ‫رفضهن‬ ‫ترضعن األجيال حليب مقاومة التهويد‬ ‫والذود عن أرض األجداد والتشبث بالهوية‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫كام دعت األمانة اىل العمل للقضاء عىل‬ ‫كل أشكال التمييز التي متارس بحق املرأة مبا‬ ‫يكفل لها العيش الالئق والحياة بحرية وأمان‬ ‫وكرامة‪.‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب مرأة‬ ‫مسؤولة العالقات النسائية‬ ‫يف هيئة دعم املقاومة‬ ‫اإلسالمية الحاجة غزوة‬ ‫الخنسا‪ :‬همها العمل عىل‬ ‫التوحيد من خالل منربها‬

‫من‬

‫رابعة الرتك‪ :‬اىل املزيد‬

‫عطر أمي‪...‬ربيع أمتي‬

‫من العطاء واإلبداع والتألق‬

‫عيناك ذاهبتان نحو البعيد‪ ..‬ويداك ل ّونت‬ ‫حديقة املنزل‪ ...‬وشتول الحبق والياسمني‬ ‫حملت أنفاسك‪ ...‬وغنت بعطرها املواويل‪...‬‬ ‫ترعرعت تحت وجهك األبيض‪ ...‬وأخذين‬ ‫منديلك ل ّلعب بأطرافه‪ ...‬غفوت طوي ًال‬ ‫بنسامت النفس اآليت من صدرك الكبري‪...‬‬ ‫حالت جدران املنزل دون رؤية اآلخرين‪...‬‬ ‫ذهبت املناجاة إىل املدى األبعد‪ ...‬فغدوت‬ ‫للحي والبلدة والوطن‬ ‫فتى ميتلك العشق‬ ‫ّ‬ ‫واألمة‪...‬‬ ‫انعكست رؤية املرايا‪ ...‬وتج ّلت صور‬ ‫الناس املتعبني واملرشدين‪ ،‬فكانت أغنية‬ ‫الصالة لديك محبة وانتامء ونكهة‬ ‫الطعام شعوراً تجاه الجائعني‪ ..‬عبثاً حاولت‬ ‫العبور إىل املقلب اآلخر‪ ...‬بقي وهج وجهك‬ ‫يأخذين إىل زيتون القدس‪ ،‬وليمون الجنوب‪..‬‬ ‫فأصبحت رج ًال منذوراً للمعرفة واإلميان‬ ‫والعمل‪....‬صنيعة يداك‪ ،‬حملتني غالل‬ ‫املواسم‪ ،‬تالزمت اآلفاق‪ ،‬وصار الفجر رشيد‬ ‫التجدد‪ ...‬وبقيت يا أمي فصول أمتي‪،‬‬ ‫وبقيت رحم الوالدات لرجال الزمن الذين‬ ‫بدأوا يف تغيري وجه التاريخ‪....‬‬

‫يف خدمة قضايا األمة‬ ‫املصريية‬

‫خمس سنوات‬ ‫املجتمع‪ ،‬الوطن واألمة‪.‬‬ ‫خمس سنوات من املقاومة اإلعالمية‬ ‫الواعية‪ ،‬تطرح األبيض من األسود يف ظل‬ ‫عاصفة الفتنة التي أرادت أن تطيح بالخط‬ ‫الوطني والعرويب‪.‬‬ ‫خمس شمعات أضاءت بنورها الطريق‬ ‫إىل الحق‪ ،‬فكان همها العمل عىل التوحيد‬ ‫من خالل منربها‪.‬‬ ‫متواصل‪،‬‬ ‫والجهد‬ ‫سنوات‬ ‫خمس‬ ‫يرتاكم‪ ،‬يبني‪ ،‬ال ينكرس أمام الصعاب بل‬ ‫يتجاوزها بثقة وبفرح العطاء من الذات‬ ‫ليغدو اإلعالم الحقيقي صنعة الرشفاء‬ ‫يكتبونها مبداد حياتهم ألجل أن ينهض‬ ‫املجتمع وينرش رياحني الحقيقة بعد أن غدا‬ ‫الزيف سمة األقالم التي تحاول تسويق‬ ‫الباطل عىل أنه الحق‪.‬‬ ‫خمس سنوات وراية املقاومة هي‬ ‫رايتكم‪ ،‬انتصاراتها انتصاراتكم‪ ،‬صمودها‬ ‫صمودكم‪ ،‬وخطها خطكم‪...‬‬ ‫خمس سنوات واملرأة تأخذ مكانتها‬ ‫فعالة‬ ‫رشيكة‬ ‫منربكم‬ ‫يف‬ ‫املميزة‬ ‫لتعريف‬ ‫نصري‬ ‫فكنتم‬ ‫وأساسية‬ ‫حقيقتها اإلنسانية‪.‬‬ ‫لذا يف يوم املرأة العاملي تحية لكم‬ ‫ولكل نساء لبنان املقاومات‪ ،‬واىل مزيد من‬ ‫الدعم للمرأة وقضاياها املحقة ألن النساء‬ ‫يف بلدي أمنوذج يستحق من اإلعالم‬ ‫الرشيف كل اهتامم‪.‬‬ ‫مع الدعاء والتمنيات بالتوفيق لـ “منرب‬ ‫التوحيد” يف خامسياتها واىل األمام‪.‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫االلتزام‬

‫منرب بيئة‬

‫بقضايا‬

‫أتوجه لكم ومن خاللكم لجميع العاملني‬ ‫يف مجلة «منرب التوحيد» بخالص التحية‬ ‫وأطيب األمنيات‪ ،‬مبناسبة مرور خمس‬ ‫سنوات‪،‬‬ ‫وخمسني عدداً من مجلتكم الغراء‪،‬‬ ‫ولكم كل املنى واألمل بالتطور واالزدهار يف‬ ‫خدمة قضايا األمة املصريية وخاصة قضية‬ ‫فلسطني وشعبها والتي تأخذ حيزاً كبرياً‬ ‫لنرصة قضيتنا‬ ‫من اهتاممكم وجهدكم‬ ‫وإبراز الوجه املرشق لشعبنا يف نضاله‬ ‫املستمر يف مواجهة االحتالل الجاثم عىل‬ ‫أرض فلسطني حتى يتحقق النرص بتحرير‬ ‫األرض وعودة الشعب اىل مدنه وقراه وكل‬ ‫شرب من فلسطني ‪.‬‬ ‫السادة األعزاء‬ ‫ال يسعنا يف هذا املجال إال أن نؤكد عىل‬ ‫حيوية وديناميكة مجلتكم من خالل‬ ‫املواضيع الشهرية الشاملة‪ ،‬وامللمة بأكرث‬ ‫القضايا التي تهم رشيحة واسعة من أفراد‬ ‫املجتمع‪ ،‬حيث االهتامم يرتكز إضافة اىل‬ ‫الشأن السيايس العام حول مواضيع كثرية‬ ‫تهم القارئ من مواضيع ثقافية وصحية‬ ‫واجتامعية وفنية واقتصادية ‪ ...‬إىل جانب‬ ‫املناسبات العامة والتي تؤكد عىل الحقوق‬ ‫واملساواة يف املجتمع وذلك من خالل مقابالت‬ ‫وتحقيقات شفافة ‪.‬‬ ‫إنني ومرة أخرى أتقدم منكم بالتهنئة‬ ‫يف هذه املناسبة واىل املزيد من العطاء‬ ‫واإلبداع والتألق‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫عصمت العرييض‬

‫تحية إلى األمهات‬ ‫الصالحات أينما ُو ِجدن‬ ‫في بقاع األرض‬ ‫أمي‪ ،‬ما أجملها كلمة‪ ،‬وما أروعها‬ ‫مناداة توحي باألمل والرجاء‪ ،‬كلمة‬ ‫صغرية كبرية مملوءة باملحبة والوطن‬ ‫والحنان‪.‬‬ ‫أمي‪ ،‬أنت السعادة‪ ،‬أنت الوجه الساميئ‪،‬‬ ‫سعادة التعساء‪ ،‬أنت الحياة‪ ،‬أنت ينبوع املاء‬ ‫العذب‪ ،‬ودفء الشتاء‪.‬‬ ‫كنت ملهمتي ساعة الضيق وابتسامة‬ ‫الفجر‪ ،‬كنت الحياة والعظمة‪ ،‬كنت أنا‬ ‫نفيس يا أمي‪.‬‬ ‫إليك يا أمي أيضء شمعة الذكرى‪.‬‬

‫الدكتور شفيق باز‬

‫إهتمامنا البيئي «بال حدود»‬

‫محمود األحمدية لـ«منبر التوحيد»‪ :‬الفساد متزايد‪،‬‬ ‫وال خطط مدروسة لمعالجة المشاكل البيئية‬ ‫التواطؤ‬ ‫الشخصية‪،‬‬ ‫املصالح‬ ‫الفساد‪،‬‬ ‫الرسمي واألهيل املشرتك‪ ،‬كلها أسباب‬ ‫حقيقية ملشاكل البيئة اللبنانية التي تتزايد‬ ‫مع ازدياد السنوات‪ ،‬والتي بال شك ستؤدي‬ ‫لتغيري املعامل الجغرافية والجيولوجية للبنان‪.‬‬ ‫ومن املسائل املهمة التي يتم تناولها اليوم‪،‬‬ ‫مشاكل أعمدة التوتر العايل التي يرفض‬ ‫أهايل املناطق مرورها فوق بيوتهم ومدارس‬ ‫أبنائهم‪ ،‬واملشاكل املستمرة منذ سنوات‬ ‫للنفايات وكيفية إدارتها وإعادة تدويرها‬ ‫وتصنيعها أو طمرها بطريقة مدروسة ال‬ ‫تؤذي الهواء أو ت ّلوث املياه الجوفية‪ ،‬وتسبب‬ ‫األمراض املتنوعة‪.‬‬ ‫جمعية “طبيعة بال حدود”‪ ،‬إحدى الجمعيات‬ ‫البيئية التي أصبح لها باع طويل يف مواجهة‬ ‫املشاكل البيئية واملشاريع املدعومة من كبار‬ ‫املسؤولني‪ ،‬تستمر اليوم يف عملها “النضايل”‬ ‫كام يصفه رئيسها‪ ،‬لتكشف خبايا امللفات‬ ‫البيئية وفسادها‪.‬‬ ‫“منرب التوحيد” التقت رئيس الجمعية‪،‬‬ ‫وعضو اللجنة البيئية يف نقابة املهندسني‬ ‫يف بريوت‪ ،‬املهندس والناشط البيئي محمود‬ ‫تم التطرق ملجمل املشاكل‬ ‫األحمدية‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫البيئية التي يعاين منها لبنان اليوم‪ ،‬فكان‬ ‫الحوار التايل‪:‬‬

‫أبراج التوتر العايل‪ ..‬تحت األرض‬ ‫أو يف جيوب املسؤولني؟‬ ‫مع أزمة أعمدة التوتر العايل‪ ،‬رشح‬ ‫األحمدية أسباب األزمة وحلولها‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫هناك مبادىء ألعمدة التوتر العايل وكيفية‬ ‫ّ‬ ‫حل يكون‬ ‫يتحمل‬ ‫إستخدامها‪ ،‬فالعلم ال‬ ‫ّ‬ ‫بني الصح والخطأ‪ .‬هي تشكل اإلشكالية‬ ‫األساسية والتي عانت منها كل دول العامل‬ ‫وليس فقط يف لبنان إليصال الشبكات‬ ‫الكهربائية‪.‬‬ ‫لهذه األبراج العالية ذات الضغط العايل‬ ‫رشوط‪ ،‬وأهمها مبدأ سالمة السكان حولها‪،‬‬ ‫وقد أجمعت عليها منظمة الصحة العاملية‪.‬‬ ‫نحن كجمعية “طبيعة بال حدود” مل ندخل‬

‫يوماً يف مرشوع أو موضوع إال وكان “العلم”‬ ‫هو سقفنا ومرشدنا‪ ،‬إذ ال مجال للعاطفة‬ ‫يف البيئة‪.‬‬ ‫أظهرت منظمة الصحة العاملية التي قامت‬ ‫بإحصائيات مهمة‪ّ ،‬‬ ‫التوجه‬ ‫توجهني‪:‬‬ ‫أن لديها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األول كان دخولها يف أماكن سكنية تحتوي‬ ‫ما يقارب ‪ 100‬ألف نسمة يف مدينة دورسنت‬ ‫يف رشق أملانيا‪ ،‬عىل فرتة زمنية امتدّ ت عىل‬ ‫‪ 10‬سنوات لهؤالء السكان‪ ،‬والحظوا تط ّور‬ ‫ّ‬ ‫أخذت‬ ‫األمراض لدى السكان‪ ،‬وبنفس الوقت‬ ‫هذه الدراسة يف مناطق تحتوي عى العدد‬ ‫نفسه من السكان يف مكان بعيد عن األبراج‬ ‫وتم املقارنة بني املساحتني عىل مدار‬ ‫العالية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العرش سنوات‪ ،‬فوجدوا فارقا كبرياً بني تط ّور‬ ‫األمراض بحدود عرشة أضعاف وخاصة رسطان‬ ‫األطفال أي “اللوكيميا” يف املساحات التي‬ ‫تتواجد يف حرم التوتر العايل‪.‬‬ ‫أ ّمثن جهود وزير الطاقة واملياه جربان‬ ‫باسيل‪ ،‬ولكن ال ميكنه تبنّي املوضوع وطأمنة‬ ‫أهايل طالب املدارس بعدم وجود رضر عليهم‪.‬‬ ‫كمهندس‪ ،‬وليس كبيئي‪ ،‬أقول أنه يجب‬ ‫السعي لحامية جميع الناس وليس فئة دون‬

‫‪73‬‬

‫أخرى‪ ،‬وال ميكن إنتظار األمراض حتى وصولها‪،‬‬ ‫لذلك أطرح الخروج الرسيع من مسألة التوتر‬ ‫العايل‪ ،‬بإسم جمعية طبيعة بال حدود‪،‬‬ ‫وبإسم معظم البيئيني‪.‬‬ ‫لألسف كل يشء مس ّيس يف لبنان‪ ،‬حتى‬ ‫البيئة‪ ،‬إذ أنه وخالل عدوان “إرسائيل” يف‬ ‫العام ‪ 2006‬عىل الجنوب والضاحية الجنوبية‪،‬‬ ‫كان هناك إثباتات عن طريق الدكتور محمد‬ ‫عيل قبييس‪ ،‬وعالِ َمني أجنبيني‪ ،‬عىل استعامل‬ ‫ّ‬ ‫املنضب‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫“إرسائيل” لليورانيوم‬ ‫األشعة‪ ،‬وبالتايل يؤدي إىل دمار اإلنسان‪ ،‬كام‬ ‫حصل لدى أهايل البرصة يف العراق والذين‬ ‫أصيبوا برسطان اللوكيميا ورسطانات أخرى‪،‬‬ ‫بحيث بلغ عددهم خمسة أضعاف أي مدينة‬ ‫ّ‬ ‫ألن الحلف األطليس وخالل هجومه‬ ‫أخرى‪،‬‬ ‫عىل العراق‪ ،‬استخدم أيضاً هذا النوع من‬ ‫اليورانيوم‪.‬‬ ‫قبييس بنقل ع ّينات‬ ‫لقد قام الدكتور‬ ‫من بلدة الخيام‪ ،‬إىل مختربات أوروبية‪ ،‬وأ ّكدت‬ ‫ّ‬ ‫منضب وهذا يعني‬ ‫التحاليل وجود يورانيوم‬ ‫رسطانات يف املستقبل‪ ،‬إذ انها ال تظهر إال‬ ‫بعد سنوات‪ .‬وبكل أسف‪ّ ،‬‬ ‫فإن مجلس البحوث‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب بيئة‬ ‫العلمية الذي من املفروض أن يكون محافظاً‬ ‫عىل األمانة‪ ،‬ويدافع عنها بالبعد البيئي‪ ،‬إال‬ ‫أنه وبأوامر مخ ّبأة‪ ،‬أصدر بحثاً يؤكد عدم وجود‬ ‫أي أرضار صحية ج ّراء العدوان اإلرسائييل‪.‬‬ ‫بالعودة إىل موضوع أعمدة التوتر العايل‪،‬‬ ‫نقول ّ‬ ‫أن الحل هو بتحويل هذه األبراج إىل‬ ‫خطوط تحت األرض‪ ،‬حتى ولو كانت أكرث كلفة‬ ‫عىل الدولة‪ ،‬ولكن تبقى صحة الشعب أهم‪.‬‬ ‫هناك الكثري من الهدر‪ ،‬أما هذه املشاريع فال‬ ‫تشكل هدراً‪.‬‬ ‫ما سبب غياب الدراسات املتخصصة‬ ‫يف هذا املوضوع‪ ،‬هل التقصري من الدولة‬ ‫أو من البيئيني؟‬ ‫هو تقصري مزدوج من القطاع املدين‪،‬‬ ‫ولكن التقصري األسايس هو من السلطة‬ ‫والدولة‪ ،‬ألنها املعنية مبوضوع األبراج‪،‬‬ ‫وبوضع ترشيعات خاصة بذلك‪ ،‬والتي تلحق‬ ‫املواصفات ملدى إمكانية وضع األبراج وعىل أي‬ ‫مساحة من املباين السكنية‪ ،‬وفقاً للمعايري‬ ‫العلمية‪ ،‬فمث ًال إذا كان إرتفاع الربج ‪ 40‬مرتاً‪،‬‬ ‫يجب أن يكون عىل بعد ‪ 80‬كلم عن األماكن‬ ‫السكنية‪ ،‬و‪ 100‬كلم عىل إرتفاع ‪ 50‬مرت‪،‬‬ ‫ووفقاً ملعادلة تأخذ معيار الكيلو واط بعني‬ ‫اإلعتبار‪ ،‬فمث ًال إذا كانت قوة التيار الكهربايئ‪،‬‬ ‫‪( kva 660‬كيلو مرت أمبري) أي قوة التيار‬ ‫الكهربايئ الذي مير يف هذا الربج‪ ،‬يجب أن‬ ‫نبعد املباين السكنية حوايل ‪ 66‬مرت عن‬ ‫الربج‪.‬‬ ‫إذاً الخطأ يقع عىل القطاعني الرسمي‬ ‫واملدين األهيل‪ ،‬فاألول عليه واجبات وضع‬ ‫ترشيعات وقوانني خاصة بهذا اإلجراء‪،‬‬ ‫والثاين كقطاع اهيل وبيئيني ‪ -‬كلهم نيام‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ألن دور القطاع األهيل املدين يف أي منحى‪،‬‬ ‫ليس إقامة املشاريع‪ ،‬ألن املشاريع هي “مقربة‬ ‫لنضاالته” وهدر لوقته‪ ،‬فكل ما يدخل به املال‬ ‫واملاديات‪ ،‬يفسده‪.‬‬ ‫القطاع األهيل ليس كناية عن مجرد إقامة‬ ‫مؤمترات صحفية عىل مستوى الصاالت‬ ‫والفنادق‪ ،‬فهذه مجرد عروض إعالمية‪ .‬القطاع‬ ‫األهيل ُيخترص بـ” النضال‪ ،‬ثم النضال‪ ،‬ثم‬ ‫النضال”‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬األهم يف العمل البيئي هو‬ ‫العمل الواقعي عىل األرض‪ ،‬من هنا أصبحنا‬ ‫كجمعية طبيعة بال حدود‪ ،‬مطلباً للناس‪.‬‬ ‫عملنا كجمعيات بيئية‪ ،‬ال يقترص عىل‬ ‫املطالبة بتصحيح األخطاء البيئية‪ ،‬بل‬ ‫مواكبتها‪ ،‬كاملساهمة مع املجتمع املدين‬ ‫إلقفال الكسارات وغريها‪ .‬لقد قمنا منذ‬ ‫تأسيس الجمعية بالعمل عىل ما يقارب ‪500‬‬ ‫قضية بيئية‪ ،‬ما ميكن السؤال عنه هو‪ :‬ألي‬ ‫بلدية ينتمي املرشوع‪ ،‬من هو رئيس تلك‬ ‫البلدية‪ ،‬وهل هو جريء وحر وصاحب ضمري‬ ‫حي؟ إذا كان كذلك‪ ،‬ميكننا الوقوف معه يداً‬ ‫ّ‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫بيد ملعالجة املخالفات ومنعها‪ .‬أما إذا كان رئيس‬ ‫البلدية يشكل غطاء للجرمية‪ ،‬ويستفيد من‬ ‫الدعم السيايس‪ ،‬فال ميكن بذلك أن نتمكن‬ ‫من التعاون معه‪.‬‬ ‫وعن جمعية طبيعة بال حدود‪ ،‬قال‬ ‫األحمدية‪ :‬مع حوايل الـ ‪ 500‬مرشوع التي‬ ‫حاولنا العمل عليها‪ ،‬ن ّفذنا حوايل ‪100‬‬ ‫مرشوع بيئي‪ ،‬أي ما يقارب ‪ %20‬من املشاريع‪،‬‬ ‫وهي نسبة ممتازة‪.‬‬ ‫السؤال الذي يجب أن يدق ضامئر الجمعيات‬ ‫البيئية‪ :‬ما هو املرشوع املتعدّ ي عىل البيئة‬ ‫والذي تصدّ يتم له حتى منعه كام ًال؟‬ ‫الجمعيات البيئية ليست شكلية رمزية‪ ،‬بل‬ ‫يجب أن تحتوي عىل نوعية بيئيني ومتط ّوعني‬ ‫قادرين عىل مواجهة أي تعدّ ي عىل البيئة ويف‬ ‫أي منطقة كان‪ ،‬وألي جهة انتمى‪ .‬عملنا هو‬ ‫تلبية نداء األهايل‪ ،‬وتسليط الضوء‪ ،‬ملعالجة‬ ‫كل املخالفات واملشاريع املتعدّ ية عىل البيئة‪.‬‬ ‫كجمعية طبيعة بال حدود‪ ،‬لدينا حويل‬ ‫‪ 200‬فرد يف الجمعية‪ ،‬من كل أنحاء لبنان‪،‬‬ ‫ابتداء من الضاحية الجنوبية‪ ،‬وصوالً لبعلبك‬ ‫وبكفيا والجبل‪ ،‬ومن مختلف الطوائف‬ ‫واألحزاب‪ .‬وقد عملنا مث ًال عىل موضوع‬ ‫استغالل الرمال يف منطقة الج ّية‪ ،‬وكنا‬ ‫جميعاً متواجدين‪ ،‬فالبيئة ال حدود لها وال‬ ‫عوائق‪ ،‬وال ازدواجية‪ ،‬وال مناطقية‪ .‬فمواجهة‬ ‫الكسارة املوجودة يف أعظم حرج طبيعي يف‬ ‫بكاسني الواقعة عىل كتف جزين‪ ،‬موضوع‬ ‫مهم لجميع املواطنني وليس ألهايل جزين‬ ‫فقط‪ ،‬وبالتايل علينا كأفراد جمعية واحدة أن‬ ‫نكون متامسكني ضد كل املخالفات‪.‬‬ ‫وقد كانت آخر معركة بيئية قمنا بها‬

‫‪74‬‬

‫ملواجهة الفساد البيئي املسترشي يف‬ ‫املناطق‪ ،‬هي مواجهة مرشوع جزيرة األرزة‬ ‫مقابل الدامور‪ ،‬فبتضامن املجتمع األهيل‬ ‫و‪ 30‬جمعية‪ ،‬قمنا بدراسة علمية متكاملة‪،‬‬ ‫إلثبات ما يسببه هذا املرشوع من رضر بيئي‬ ‫خاصة وأنه يحتاج لحوايل ‪ 800‬مرت مكعب من‬ ‫مواد البناء‪ ،‬ومع تضامننا كجمعيات بيئية‪،‬‬ ‫ومواكبة رئيس الجمهورية العامد ميشال‬ ‫سليامن‪ ،‬متكنا من إغالق املرشوع وإلغائه‬ ‫بالكامل‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬ال بد يل من الحديث عن رئيس بلدية‬ ‫الشبانية غانم رعد الذي وقف معنا إلغالق‬ ‫الكسارة التي افتتحت عىل أساس أنها‬ ‫ّ‬ ‫رخصة بناء‪ ،‬بعد أن حاولوا إغرائه مببلغ ‪40‬‬ ‫ألف دوالر أمرييك للسامح لهم باستكامل‬ ‫املرشوع‪.‬‬ ‫وعن الدعم املادي للجمعية‪ ،‬خاصة‬ ‫مع ما يتم الحديث عنه من أن الجمعيات‬ ‫البيئية تتلقى دع ً‬ ‫ام خارجياً وبخاصة من‬ ‫أوروبا‪ ،‬أجاب األحمدية‪ :‬لألسف‪ ،‬مع كل‬ ‫ما نسعى إليه كجمعية من الوقوف بوجه‬ ‫املخالفات البيئية‪ ،‬إال أن الحقد علينا يكرب‬ ‫يوماً بعد يوم‪ ،‬فقد تع ّرضنا يف مكتبنا األول‬ ‫لفتح غاز ألسبوع كامل‪ ،‬مع الكرس والخلع‪،‬‬ ‫واألخطر من ذلك أننا ال نستطيع العودة إليه‬ ‫ألننا غري قادرين عىل دفع مستحقات اإليجار‪،‬‬ ‫وهذا بسبب مرشوعنا النضايل‪ ،‬وعدم قبولنا‬ ‫بأن نبقى خانعني خاضعني لسلطة املال‬ ‫واألحزاب والسياسة‪.‬‬ ‫سنعود قريباً إىل مكتبنا من خالل‬ ‫مساهمة أعضاء الجمعية‪ ،‬لنكمل عملنا‬ ‫“النضايل” بدون أن نتلقى اي دعم مادي من‬ ‫أي جهة كانت‪ ،‬وبدون أن نخضع لـ”الرتكيع‬ ‫السيايس” كام يريدوننا أن نكون‪.‬‬ ‫يكفي وجود ‪ 5‬جمعيات بيئية تناضل‬ ‫من أجل العمل البيئي الصحيح‪ ،‬فنوعية‬ ‫الجمعيات هي األهم وليس عددها‪ .‬وال ننىس‬ ‫أن دور املجتمع املدين هو نضايل وتوعوي‪.‬‬ ‫ماذا عن آخر املشاريع التي قمتم بها؟‬ ‫لدينا مرشوع ناجح جداً قمنا به عىل الرغم‬ ‫مام أخذ من وقت كبري إلنجازه‪ ،‬وهو مرشوع‬ ‫تنظيف ينابيع بلدة بوارج‪ ،‬إذ كان هناك رؤية‬ ‫مستقبلية لرئيس بلدية صوفر بج ّر املياه‬ ‫إليها من بوارج عىل بعد ‪ 27‬كلم وارتفاع‬ ‫‪ 1700‬مرت‪ ،‬وذلك عن طريق الجاذبية‪ ،‬خاصة ّ‬ ‫وأن‬ ‫صوفر هي البلدة الوحيدة يف منطقة الجبل‬ ‫التي ال تستفيد من مصلحة مياه الباروك‪.‬‬ ‫ما أنجزناه هو نفق خرساين يغطي مصادر‬ ‫املياه (‪ 12‬نبع)‪ ،‬إليصال املياه بشكل صحي‬ ‫نظيف‪ ،‬بحيث قمنا بتنظيف األنابيب التي‬ ‫تنقل املياه من بوارج إىل صوفر‪ ،‬عرب تعاون‬ ‫ثاليث‪ :‬جمعية طبيعة بال حدود‪ ،‬ومتويل بقيمة‬ ‫‪ 100‬مليون لرية لبنانية من السفارة اليابانية‬

‫يف لبنان‪ ،‬وبلدية صوفر‪ ،‬وبقي ‪ 14‬مليون لرية‬ ‫من املبلغ ا ُملقدَّ م‪ ،‬وهذا بعكس ما يقوم به‬ ‫البعض من الحصول عىل دعم مادي ملشاريع‬ ‫وهمية‪ ،‬تهدف فقط مللء الجيوب‪ .‬وقد أكملنا‬ ‫العمل عىل إمتام املرشوع الذي ابتدأنا به‪،‬‬ ‫باملبلغ املتبقي‪ ،‬إضافة ملبلغ مامثل من بلدية‬ ‫صوفر‪.‬‬

‫النفايات يف لبنان‪..‬‬ ‫بقايا ّ‬ ‫الحكام‬ ‫ماذا عن أهمية إدارة النفايات الصلبة؟‬ ‫املالحظة األوىل هنا‪ ،‬هي غياب امللف‬ ‫اإلسرتاتيجي لكيفية قيادة موضوع النفايات‬ ‫يك تكون نعمة‪ ،‬وليس نقمة‪ .‬هناك ثالث‬ ‫حلول ال رابع لهم‪ ،‬ملعالجة أزمة النفايات‪ ،‬إذ‬ ‫أنه من الخطأ أن نقول يجب “التخلص من‬ ‫النفايات”‪ ،‬ال بل يجب معالجتها‪.‬‬ ‫الحل األول يكون عن طريق الحرق‪ ،‬وأهم‬ ‫بلدين يف العامل استعمال الحرق هام فرنسا‬ ‫واليابان‪ ،‬لكن تبينّ ّ‬ ‫أن هذه العملية تحمل دي‬ ‫ّ‬ ‫مرضة للبيئة والناس‪ ،‬وأرضار‬ ‫أوكسينات‬ ‫اإلصابة برسطانات األطفال‪.‬‬ ‫من هنا‪ ،‬أغلقت فرنسا واليابان العديد من‬ ‫محارقها‪ ،‬من هنا ّ‬ ‫فإن مبدأ الحرق خاطىء‪ ،‬حتى‬ ‫ولو ّ‬ ‫أن وزير البيئة تحدّ ث عن محارق هولندا‪ ،‬إال‬ ‫أن محارقها ستتحول إىل “خ َردَة”‪.‬‬ ‫الحل الثاين هو عرب الطمر بطريقة فنية‪،‬‬ ‫والطمر هو للعوادم أي الخشب والثياب وغريها‬ ‫من املواد الصلبة‪ ،‬وهي القطع املتبقية من‬ ‫النفايات التي ال تؤثر سلباً عىل البيئة‪.‬‬ ‫أقيمت خطة طوارىء بريوت الكربى‪،‬‬ ‫وجاء مطمر الناعمة‪ ،‬ولكن بدل أن يكون‬ ‫هذا املطمر ح ًال لنصف نفايات لبنان‪ ،‬التي‬ ‫تصل يومياً لـ‪ 1750‬طن‪ ،‬تغطي بريوت وجزء‬ ‫من الجبل‪ ،‬فاللبناين ينتج كيلوغراماً من‬ ‫النفايات‪ ،‬وبالتايل ينتج ‪ 4‬ماليني لبناين ما‬ ‫نسبته ‪ 4000‬طن من النفايات يف لبنان‪.‬‬ ‫حالياً يذهب ما نسبته ‪ 2000‬طن عرب‬ ‫رشكتي سوكلني وسوكومي إىل مطمر‬ ‫الناعمة‪ ،‬لكن عندما تقوم هاتني الرشكتني‬ ‫بجمع النفايات وأخذها للمفارز التي تفرز‬ ‫املواد الصلبة الناشفة (الزجاج والبالستيك‬ ‫والحديد‪ )...‬عن املواد الصلبة الرطبة (قشور‬ ‫الخضار‪ ،‬بقايا النب وغريها من املرشوبات)‪.‬‬ ‫كل هذه النفايات الرطبة ُوضعت تحت‬ ‫خطة تحويلها إىل سامد للمزروعات بحسب‬ ‫خطة بريوت الكربى وبرتأس مجلس اإلمناء‬ ‫واإلعامر ووزارة البيئة بالتعاون مع الوزارت‬ ‫األخرى املعن ّية‪ ،‬ولكن الخطأ يقع هنا يف‬ ‫اإلدارة والفساد‪ ،‬إذ ال يوجد خطط حقيقية‬ ‫مدروسة ملعالجة كل هذه املشاكل‪ .‬يجب‬

‫فرز النفايات يف املنازل‪ ،‬أي قيام كل شخص‬ ‫بفرز نفاياته بني الصلبة الجامدة والصلبة‬ ‫الرطبة‪ّ ،‬‬ ‫ألن عملية نقل النفايات من املنازل‬ ‫إىل مركز الفرز تسبب تآكل املواد واختالطها‬ ‫ببعضها‪ ،‬وبالتايل فإن عملية تحويل املواد‬ ‫الرطبة إىل سامد للمزروعات باءت بالفشل‬ ‫نظراً ملا احتوته األسمدة من زجاج وبالستيك‬ ‫وحديد وغريها‪ ،‬وبالتايل مل يتق ّبلها املزراعون‪،‬‬ ‫وكذلك أصبحت عملية فرز املواد الصلبة‬ ‫وإعادة تدويرها أصعب‪.‬‬ ‫تم إنشاء مركز تسبيخ واحد‪ ،‬بدل‬ ‫كذلك ّ‬ ‫املركزين‪ّ ،‬‬ ‫ألن إنشاء املركز الثاين ُر ِفض لبعد‬ ‫سيايس‪ .‬وبالتايل‪ ،‬يف حني يجب إرسال‬ ‫النفايات الصلبة الرطبة إىل مركز التسبيخ‪،‬‬ ‫أصبحت النفايات وألبعاد سياسية أيضاً‬ ‫ترسل بشكل غوغايئ إىل مطمر الناعمة‪،‬‬ ‫يف حني املسموح به يف املطمر هو املواد‬ ‫العادمة الصلبة فقط‪.‬‬ ‫أليس هناك جهة سياسية تدعم ما‬ ‫يحصل يف مطمر الناعمة؟‬ ‫هي جرمية الجميع‪ ،‬وكل األطراف السياسية‬ ‫متواطئة يف هذا املوضوع وتغض الطرف‬ ‫عام يحصل هناك إلستفادتها الشخصية‪.‬‬ ‫فاملليارات التي أصبحت ديوناً عىل لبنان مث ًَال‪،‬‬ ‫شارك بها كل َمن كان نائباً ألنهم وافقوا‬ ‫عىل املشاريع التي سببت برتاكم هذه‬ ‫الديون‪ ،‬وبالتايل َمن بقي صامتاً عن الجرائم‬ ‫البيئية يف مطمر الناعمة كان مشاركاً‬ ‫فيام يحصل‪.‬‬ ‫ما كان مقرراً عىل أن يكون يف مطمر‬ ‫الناعمة هو بحدود ‪ 2‬مليون طن من النفايات‪،‬‬ ‫فأصبح بعد عرش سنوات اليوم ما نسبته ‪13‬‬ ‫مليون طناً‪ ،‬وهي قنبلة موقوتة‪ّ ،‬‬ ‫ألن النفايات‬ ‫تتخمر وتنتج غاز‬ ‫العضوية املوجودة هناك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫املكعبة‪ ،‬وكمهندس‬ ‫امليثان‪ ،‬بألوف األمتار‬ ‫ّ‬ ‫أتوجه للمسؤولني بالسؤال‪ :‬ماذا لو انفجر‬ ‫ّ‬ ‫أحد أنابيب غاز امليثان املتو ّلدة من نفايات‬ ‫املطمر‪ ،‬وتع ّرض للهب نار بسيط؟ هل يعلمون‬ ‫مدى رسعة انتشاره‪ ،‬التي تبلغ ‪ 20‬كلم يف‬ ‫الثانية‪ ،‬ما يعني تدمري جبل بأكمله؟‬ ‫ملاذا ال يسعى املسؤولون لإلستفادة من‬ ‫غاز امليثان يف توليد الطاقة الكهربائية كام‬ ‫يحصل يف العاصمة الفرنسية باريس‪ ،‬التي‬ ‫تو ّلد ‪ 70‬من طاقاتها الكهربائية من النفايات‬ ‫العضوية وغاز امليثان؟ النفايات العضوية‬ ‫تم اإلستفادة‬ ‫نعمة وليست نقمة‪ ،‬ولكن إذا ّ‬ ‫منها بالشكل الصحيح‪.‬‬ ‫أسأل سؤاالً فنياً هنا لجهابذة البيئة الذين‬ ‫وافقوا عىل إنشاء مطمر الناعمة‪ :‬هل‬ ‫يعلمون العمر األكيد لتآكل الحاجز التحتي‬ ‫الذي يفصل النفايات عن مياه سطح األرض‬ ‫وبالتايل عن املياه الجوفية‪ ،‬والذي اثبتت‬ ‫الدراسات أنه يتآكل خالل ‪ 20‬سنة؟ يبقى‬

‫‪75‬‬

‫السؤال برسم تفكريهم وضامئرهم‪.‬‬ ‫وعن الحل ملسألة النفايات‪ ،‬قال األحمدية‪:‬‬ ‫الحل يكون بفرز النفايات من املصدر‪ ،‬أي من‬ ‫املنازل واملصانع واملدارس وغريها‪ .‬وهذا ما‬ ‫حققنا إنجازاً به‪ ،‬من خالل عملنا يف بلدة‬ ‫عرب صاليم بالتعاون مع األهايل وبجهود‬ ‫السيدة زينب مق ّلد يف جمعية حامية األرض‬ ‫والتي تعاونت معنا مبساعدة كل النسوة يف‬ ‫البلدة لتحقيق مرشوع فرز النفايات الصلبة‬ ‫والرطبة من املنازل قبل نقلها عرب رشكات‬ ‫النفايات‪.‬‬ ‫وكذلك كان لنا تجربة رائدة يف بلدة‬ ‫العبادية يف قضاء عاليه‪ ،‬بالطريقة نفسها‬ ‫لفرز النفايات‪ ،‬وبدعم من رئيس بلديتها‬ ‫كامل حمدان الذي تع ّرض لضغوطات كبرية‬ ‫ّ‬ ‫وأن هناك‬ ‫نظراً ملشاريعه التنموية‪ ،‬خاصة‬ ‫‪ 100‬مصنع يف لبنان يستقبل البالستيك‬ ‫إلعادة تصنيعه‪ ،‬وهنا تأيت مهمة وزراة البيئة‬ ‫يف عمليات الفرز الحقيقي‪.‬‬

‫التنظيم املدين يف لبنان‪..‬‬ ‫عشوايئ وبعيد عن املراقبة‬ ‫عشوائية‬ ‫موضوع‬ ‫تتابعون‬ ‫كيف‬ ‫التنظيم املدين كرشكة أحمدية غروب‬ ‫وكجمعية طبيعة بال حدود؟‬ ‫التنظيم املدين يف كل دول العامل يتم عرب‬ ‫دراسة األثر البيئي‪ ،‬مبطلق أي مرشوع بناء أو‬ ‫غريه‪ .‬ونسأل‪ :‬هل دُ رس األثر البيئي واإلساءات‬ ‫الحاصلة بحق البيئة؟‬ ‫وهل يتم مواجهة الفساد الحاصل يف‬ ‫موضوع الكسارات؟ فمث ًال الفساد الحاصل‬ ‫يف جبل ظهر البيدر ال يتم معالجته بالطرق‬ ‫الصحيحة‪ ،‬فالكل متواطئ فيه بد ًءا من‬ ‫مخفر الدرك وقوى األمن الداخيل وصوالً إىل‬ ‫تم إخفاء معامل هذا‬ ‫الرؤوس الكبرية‪ ،‬بحيث ّ‬ ‫الفساد مبجرد إتصال من أحد املتواطئني يف‬ ‫وزراة البيئة أعطى إخباراً بزيارة وزير البيئة‬ ‫للمكان‪.‬‬ ‫لقد قدّ م أحد العلامء الهنود أطروحة عمل‬ ‫عليها ملدة ‪ 8‬سنوات‪ ،‬وسأل فيها‪ :‬ماذا تقدّ م‬ ‫شجرة يبلغ عمرها ‪ 50‬سنة للطبيعة بالبعد‬ ‫املادي؟ أثبتت دراسته التي هزّت أروقة األمم‬ ‫املتحدة‪ّ ،‬‬ ‫أن هذه الشجرة تعطي ‪ 50‬طن من‬ ‫األوكسجني أي ما نسبته ‪ 40‬ألف دوالر‪.‬‬ ‫لكن من املحزن أن ال يكون هناك جهاز مراقبة‬ ‫رسمي من مركز التنظيم املدين ملواكبة مدى‬ ‫إحرتام األثر البيئي‪.‬‬

‫حوار‪ :‬سايل نوفل‬ ‫تصوير‪ :‬عدنان عبدالله‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫غرفة االنتظار‬

‫منرب اجتامعي‬

‫مضى على إنشائه تسعة أشهر بمبادرة هيئة العمل التوحيدي ودعم وهاب‬ ‫ً‬ ‫إقباال ويبلسم جراحاً‬ ‫مستوصف عين جرفا يشهد‬ ‫بلدة عني جرفا يف قضاء حاصبيا وهي بلدة تقع‬ ‫يف جنوبنا األيب الصامد‪ ،‬تتبارك والقرى املجاورة‬ ‫لها بخلوات البياضة الرشيفة إحدى أبرز األماكن‬ ‫الدينية لدى الطائفة اإلسالمية التوحيدية يف‬ ‫لبنان‪ ،‬ومبزار املرجع الروحي املرحوم الشيخ أبو‬ ‫سلامن حسني دربيه‪ ،‬ومبجتمعها الديني املحافظ‬ ‫عىل العادات والتقاليد املعروفية األصيلة‪.‬‬ ‫منطقة حاصبيا من املناطق اللبنانية املحرومة‬ ‫من الخدمات اإلمنائية والصحية والرتبوية التي‬ ‫تتلقاها بعض املناطق عىل حساب مناطق‬ ‫األخرى‪ ،‬واإلجحاف بحقها يعود اىل سبب‬ ‫موقعها الجغرايف البعيد عن العاصمة والقريب‬ ‫من الرشيط الحدودي املحتل‪ .‬ومن منطلق دعم‬ ‫املناطق املحررة من رجس اإلحتالل الصهيوين بادرت‬ ‫هيئة العمل التوحيدي وبدعم من الوزير وهاب‬ ‫بافتتاح مركز طبي يف بلدة عني جرفا الذي يعمل‬ ‫لصالح أبناء املنطقة والجوار‪ ،‬هذا املركز ساهم‬ ‫يف تخفيف األعباء عن كاهل أهل املنطقة الذين‬ ‫هم بأمس الحاجة ملن يؤمن لهم كافة الخدمات‪،‬‬ ‫وكيف إذا كانت الخدمات صحية‪.‬‬ ‫هذا ما أخربنا إياه مدير املركز الشيخ باسم‬ ‫دربيه خالل الزيارة التي قمنا بها اىل املركز حيث‬ ‫قال بأن املستوصف أصبح من املراكز املهمة يف‬ ‫املنطقة‪ ،‬واإلقبال عليه كثري‪ ،‬رغم أنه أنشأ يف‬ ‫‪ 6‬متوز من عام ‪ 2010‬أي عمره مل يتجاوز التسعة‬ ‫أشهر‪ ،‬والهدف األسايس منه هو تأمني الحد‬

‫الشيخ باسم دربية‬

‫األدىن من الطبابة واالستشفاء ألبناء املنطقة‬ ‫وللعائالت املستورة املقطوعة اإليراد‪ ،‬والذين هم‬ ‫بحاجة اىل من يقدم لهم املساعدة والتخفيف‬ ‫عنهم بعض األعباء املتوجبة عليهم‪ .‬وافتتاحه‬ ‫جاء يف ظل الوضع االقتصادي واملعييش اليسء‬ ‫الذي يعم لبنان بأكمله‪.‬‬

‫املخترب الطبي‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪76‬‬

‫املستوصف مجهز مبعدات حديثة ومتطورة‬ ‫ومنها ما هو قليل الوجود يف مراكز طبية خاصة‪،‬‬ ‫وعىل سبيل املثال‪“ :‬جهاز فحص الهرموين‪،‬‬ ‫جهاز فحص سيالن الدم‪ ،‬جهاز لفحص مخزون‬ ‫السكري” وهذه األجهزة موجودة فقط يف‬ ‫املستشفيات الكبرية ويف مركز “عني جرفا‬ ‫الطبي”‪.‬‬ ‫يحتوي املركز عىل أجهزة متعددة منها‪:‬‬ ‫* (‪CRP :)CHROMA.I‬‬ ‫‪C.A HB‬‬ ‫‪PSA‬‬ ‫‪ALBUMIN MICRO‬‬ ‫جهاز لفحص املخزون السكر والسكري‬ ‫* ‪)mythic( CBC‬‬ ‫*‪PICselies centrifuge‬‬ ‫* ‪)200 -VRN model( rotator‬‬ ‫*‪)100convergys(Spectrophotometer‬‬ ‫(‪)Biochemstry‬‬ ‫* ‪)mixes( Vortex‬‬ ‫* ‪bath Water‬‬ ‫*‪)036 -PLC model( Centrifuge‬‬ ‫*‪)E410–KHI(CentrifugeHematochite‬‬ ‫جهاز للفحص الهرموين‬ ‫* ‪)labomex( Rotator‬‬ ‫* ‪)irmeco( Microscope‬‬ ‫* ‪ PTT -PT-MI Coatron‬فحص جهاز سيالن‬ ‫الدم‬

‫أ ّما بالنسبة للمبنى فهو مؤلف من غرف‬ ‫عدة تتوزع بالشكل التايل‪ :‬عيادات تضم (صحة‬ ‫عامة‪ ،‬أمراض نسائية‪ ،‬أطفال‪ ،‬جراحة عظم‬ ‫باإلضافة اىل عيادة أسنان‪ ،‬ومخترب للتحاليل‬ ‫الطبية عىل كافة أنواعها‪ ،‬وقريباً سيتم‬ ‫افتتاح غرفة خاصة بالصور الشعاعية ‪Ray -x‬‬ ‫‪ ،‬والهدف األسايس السعي اىل تأمني كل‬ ‫املستلزمات الطبية‪ ،‬ولدينا أيضاً سيارة إسعاف‬ ‫لنقل املرىض‪ .‬وقد قامت بتأمني كل هذه األجهزة‬ ‫هيئة العمل التوحيدي بالتعاون مع الوزير وهاب‪،‬‬ ‫ونستطيع القول إن عدد املستفيدين من هذا‬ ‫املركز قد تعدى الـ ‪ 900‬شخصاً‪ ،‬وهذا رقم كبري‬ ‫جداً بالنسبة لعمر املستوصف‪ ،‬ولكن نظراً ملا‬ ‫يقدمه املركز فإنه يلقى توافداً كبرياً من أبناء‬ ‫املنطقة‪ ،‬وخاصة من ناحية بدل املعاينة الذي‬ ‫يدفعه املريض وهو عبارة عن (‪ 10‬آالف لرية‬ ‫لبنانية) بدل معاينة فقط‪ ،‬ويعود هذا املبلغ اىل‬ ‫الطبيب املعالج‪ ،‬واملستوصف ال يأخذ شيئاً منه‪،‬‬ ‫بل يقوم بتأمني ما يلزمه من خالل بدل رمزي‬ ‫مث ًال‪ :‬صورة الـ ‪ ECHO‬كلفتها ‪ 5000‬آالف لرية‬ ‫لبنانية‪ ،‬تخطيط القلب مقابل ‪ 10000‬آالف لرية‬

‫األطباء الذين يتواجدون‬ ‫بشكل يومي تقريباً وهم‪:‬‬ ‫د‪ .‬سليم ابراهيم (صحة عامة)‬ ‫د‪ .‬أكرم أبو عمر (صحة عامة)‬ ‫د‪ .‬رفيق أبو داوود (أطفال)‬ ‫د‪ .‬لودميال طويل (جراحة نسائية)‬ ‫د‪ .‬محمود الطويل (جراحة مسالك بولية)‬ ‫د‪ .‬نرص عوض (انف‪ ،‬اذن‪ ،‬حنجرة)‬ ‫د‪ .‬ايرينا حسني (جراحة وأمراض نسائية)‬ ‫د‪ .‬جورج ضاهر (جراحة عظم)‬ ‫د‪ .‬حكمت خليفة (اختصاص أمراض‬ ‫رسيرية)‪ ،‬ومراقب مخترب‬

‫صيدلية‬

‫فقط والفحوصات الطبية التي يقوم بها مقابل‬ ‫أسعار كلفة األدوية التي تستعمل‪ ،‬وهذا فقط‬ ‫يعود اىل صندوق املركز الذي يؤمن بواسطته‬ ‫مستلزمات املركز‪ ،‬وبالنسبة لرواتب املوظفني‬ ‫فهي تدفع مبارشة من أمانة املالية يف هيئة‬ ‫العمل التوحيدي‪.‬‬ ‫لدينا طاقم طبي يضم تقريباً كافة‬ ‫االختصاصات ونحن بصدد تأمني اختصاصات‬ ‫أخرى باإلضافة اىل طاقم من املمرضات واملمرضني‬ ‫يف‬ ‫منهم مساعدو طبيب‪ ،‬ومنهم اختصاص‬ ‫املختربات الطبية‪ ،‬والتصوير الشعاعي‪.‬‬ ‫يضم املركز صيدلية تحوي معظم أنواع األدوية‬ ‫وخاصة املزمنة منها‪ ،‬ومعظمها تؤمن مجاناً‬ ‫والبعض اآلخر مقابل مبلغ رمزي جداً‪ .‬وذلك يتم‬ ‫بالتعاون مع مركز تجمع لبنان الواحد الكيان‪،‬‬ ‫والصندوف الوطني للضامن االجتامعي‪.‬‬ ‫هذا ما يقدمه املستوصف من الخدمات‬

‫‪77‬‬

‫الطبية الداخلية‪ ،‬أما الخدمات الطبية الخارجية‬ ‫فهناك عقود موقعة بني هيئة العمل التوحيدي‬ ‫ومستشفى‬ ‫الحكومي‪،‬‬ ‫حاصبيا‬ ‫ومستشفى‬ ‫مرجعيون الحكومي‪ ،‬بحيث يقوم املركز بتحويل‬ ‫مرىض الجراحة اىل هذه املستشفيات‪ ،‬وأيضاً‬ ‫يقدم تجمع لبنان الواحد الكيان حسم ‪ %50‬عىل‬ ‫كافة التصوير الشعاعي‪.‬‬ ‫ومبا أن مستوصف عني جرفا هو مركز تعاضد‬ ‫صحي يف حاصبيا‪ ،‬فإن االشرتاك الشهري يف‬ ‫الصندوق التعاضدي الصحي لكل عائلة ‪ 18‬ألف‬ ‫لرية لبنانية‪ ،‬وعند دخول أحد من أفراد العائلة‬ ‫املستشفى فإن الصندوق يدفع كامل املبلغ‬ ‫الباقي أيّ فرق الوزارة أو صندوق تعاونية املوظفني‬ ‫وصندوق الضامن الصحي‪ ،‬وذلك بالتعاون مع ‪56‬‬ ‫مستشفى حكومي‪.‬‬

‫تحقيق مهيبة العرساوي‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫كرة السلة والقدم والطائرة على نار حامية‬ ‫وانطالق موسم الراليات‬ ‫اقرتبت بطولة لبنان يف كرة السلة من‬ ‫أدوارها الحاسمة‪ .‬فبعد انتهاء مرحلة الذهاب‬ ‫من “الفاينل ‪ ”8‬اشتد الرصاع بني الريايض بريوت‪،‬‬ ‫والشانفيل عىل املركز األول‪ ،‬وبني املتحد والحكمة‬ ‫عىل املركز الثالث‪.‬‬ ‫ومع انطالق مرحلة اإلياب استمر الوضع عىل ما‬ ‫هو عليه‪ ،‬فتبادل الريايض والشانفيل املركزين األول‬ ‫والثاين عدة مرات‪ ،‬وكذلك فعل املتحد والحكمة‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬عقدت الجمعية العمومية‬ ‫لالتحاد اللبناين لكرة السلة جلسة يوم الجمعة‬ ‫‪ 18‬آذار الفائت يف سنرت دمريجيان (النقاش)‬ ‫النتخاب ثالثة أعضاء مك ّملني يف اللجنة اإلدارية‬ ‫تم توسيعها اىل ‪ 15‬عضو‪.‬‬ ‫التي ّ‬ ‫وتقدّم الحضور نائب رئيس اللجنة األوملبية‬ ‫ورئيس اتحاد الكرة الطائرة جان هماّ م ورئيس اتحاد‬ ‫كرة السلة جورج بركات وأعضاء االتحاد ومندوبو‬ ‫األندية ورجال صحافة وإعالم‪.‬‬ ‫وأعلن أمني عام االتحاد‪ ،‬املحامي غسان فارس‪:‬‬ ‫“إن النصاب تأ ّمن بوجود مندويب أندية مجموع‬ ‫أصواتها ‪ 178‬بينام النصاب املطلوب ‪.”114‬‬ ‫افتتحت الجلسة بالنشيد الوطني‪ ،‬ثم أعلن‬ ‫فارس عن وجود ثالثة مرشحني يستوفون الرشوط‬ ‫القانونية وهم نادر بسمة ويارس الحاج واييل‬ ‫رسابونيان‪ ،‬بعد انسحاب ثالثة مرشحني وهم‪:‬‬ ‫جاك حداد والدكتور وليد كرم‪ ،‬ودافيد الحامض‪،‬‬ ‫ليعلن فوز املرشحني بسمة والحاج ورسابونيان‬ ‫بالتزكية‪.‬‬ ‫ثم تك ّلم رئيس اتحاد الكرة الطائرة جان‬ ‫هامم‪ .‬ثم تال املحامي فارس البيان اإلداري‪ ،‬ورشح‬ ‫رئيس االتحاد جورج بركات كافة التفاصيل‬ ‫املتعلقة بالبيان املايل ليتم التصديق عليهام‬ ‫باإلجامع‪.‬‬ ‫وعرض بركات إنجازات اللجنة اإلدارية منذ‬ ‫انتخابها يف ‪ 18‬متوز الفائت من إحراز لقب‬ ‫كأس ستانكوفيتش وإحراز لقب وصيف العرب‪،‬‬ ‫واملشاركة يف كأس العامل يف تركيا اىل جانب‬ ‫إقامة جميع البطوالت يف جميع الدرجات‪.‬‬ ‫ثم عقدت اللجنة اإلدارية جلسة توزيع املناصب‬ ‫التي جاءت كاآليت‪ :‬جورج بركات (رئيساً)‪ ،‬الدكتور‬ ‫روبري أبو عبد الله (نائباً أول للرئيس)‪ ،‬جودت‬ ‫شاكر (نائباً ثان للرئيس)‪ ،‬نزار رواس (نائباً ثالثاً‬ ‫للرئيس)‪ ،‬نادر بسمة (نائباً رابعاً للرئيس)‪ ،‬املحامي‬ ‫غسان فارس (أميناً عاماً)‪ ،‬فيكني جريجيان (أميناً‬ ‫للصندوق)‪ ،‬سابا مخلوف (محاسباً)‪ ،‬اييل فرحات‬ ‫(مدققاً للحسابات)‪ ،‬فادي تابت (مديراً للمنتخبات‬ ‫الوطنية ورئيس لجنة اإلعداد واإلرشاف)‪ ،‬مارون‬ ‫جربايل‪ ،‬فادي محفوظ‪ ،‬هادي غمراوي‪ ،‬يارس الحاج‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫الراليات‬

‫وتأهل اىل دور “الفاينل فور” األنوار الجديدة‬ ‫حامل اللقب ومتصدر الرتتيب‪ ،‬والقلمون الثاين‪،‬‬ ‫والزهراء امليناء الثالث‪ ،‬والشبيبة بالط الرابع‪ ،‬يف‬ ‫حني سيشهد هذا الدور غياب الشبيبة البورشية‬ ‫العريق‪.‬‬ ‫وعند السيدات احتفظ فريق األنوار الجديدة‬ ‫بلقبه بط ًال للبنان بعدما حسم الدور النهايئ‬ ‫مبواجهة فريق القلمون بنتيجة (‪ )0-2‬بفوزه عليه‬ ‫يف املباراة األوىل (‪ ،)1-3‬ويف املباراة الثانية (‪.)0-3‬‬

‫كرة اليد‬

‫واييل رسابونيان (مستشارين)‪.‬‬

‫الكرة الطائرة‬

‫من جهتها‪ ،‬وصلت بطولة الكرة الطائرة اىل‬ ‫الدور نصف النهايئ “الفاينل فور”‪.‬‬ ‫ويف مرحلة اإلياب خاضت األندية التي احتلت‬ ‫املراكز من األول اىل السادس “الفاينل ‪ ”6‬وهي‪:‬‬ ‫األنوار الجديدة ‪ -‬الزهراء امليناء ‪ -‬الشبيبة بالط ‪-‬‬ ‫القلمون ‪ -‬قيتويل ‪ -‬الشبيبة البورشية‪.‬‬

‫شهد شهر آذار استكامل املوسم الجديد‬ ‫لبطولة لبنان يف كرة اليد الذي افتتح يف ‪22‬‬ ‫شباط‪ ،‬ففاز يف املرحلة األوىل الصداقة عىل‬ ‫املشعل بدنايل (‪ ،)27-29‬والشباب مار الياس‬ ‫عىل الشباب حارة صيدا (‪ ،)22-25‬والسد عىل‬ ‫فوج إطفاء بريوت (‪ ،)13-43‬والجيش اللبناين عىل‬ ‫الجنوب الريايض تول (‪.)29-30‬‬ ‫ويف املرحلة الثانية فاز الشباب مار الياس عىل‬ ‫الجيش اللبناين (‪ ،)29-31‬والسد عىل املشعل‬ ‫بدنايل (‪ ،)15-38‬والصداقة عىل الشباب حارة‬ ‫صيدا (‪ ،)26-32‬وفوج إطفاء بريوت عىل الجنوب‬ ‫الريايض تول (‪.)29-31‬‬ ‫ويف املرحلة الثالثة فاز املشعل بدنايل عىل‬ ‫الشباب حارة صيدا (‪ ،)28-33‬والصداقة عىل‬ ‫الجيش اللبناين (‪ ،)29-30‬والسد عىل الجنوب‬ ‫الريايض تول (‪ ،)15-37‬والشباب مار الياس عىل‬ ‫فوج إطفاء بريوت (‪.)29-32‬‬

‫ويف املرحلة الرابعة فاز السد عىل الشباب‬ ‫حارة صيدا (‪ ،)19-34‬والصداقة عىل فوج اطفاء‬ ‫بريوت (‪ ،)17-35‬والشباب مار الياس عىل الجنوب‬ ‫الريايض تول (‪ ،)30-32‬فيام تأجلت مباراة املشعل‬ ‫بدنايل والجيش اللبناين بسبب سوء األحوال‬ ‫الجوية‪ ،‬وأجريت الحقاً وانتهت بالتعادل (‪.)31-31‬‬ ‫وضمن املرحلة الخامسة فاز الصداقة عىل‬ ‫الجنوب الريايض تول (‪ ،)21-27‬والسد عىل الشباب‬ ‫مار الياس (‪ ،)24-45‬واملشعل بدنايل عىل فوج‬ ‫إطفاء بريوت (‪ ،)21-27‬وتعادل الجيش اللبناين مع‬ ‫الشباب حارة صيدا (‪.)30-30‬‬ ‫وضمن املرحلة السادسة فاز السد عىل الجيش‬ ‫اللبناين (‪ ،)33-34‬والصداقة عىل الشباب مار‬ ‫الياس (‪ ،)25-29‬واملشعل بدنايل عىل الجنوب‬

‫الريايض تول (‪ ،)30-31‬والشباب حارة صيدا عىل‬ ‫فوج إطفاء بريوت (‪.)31-33‬‬

‫كرة القدم‬ ‫ويف بطولة لبنان لكرة القدم‪ ،‬وبعدما كان‬ ‫العهد يتجه نحو االبتعاد يف الصدارة مستغ ًال‬ ‫إهدار منافسه للعديد من النقاط‪ ،‬عادت‬ ‫املنافسة واشتدت اذ نجح الصفاء يف تقليص‬ ‫الفارق تدريجياً حتى وصل اىل نقطة واحدة خلف‬ ‫العهد املتصدر‪ ،‬وسط مشاكل اتحادية تشتعل‬ ‫وتخمد يف عملية كر وفر بانتظار الفرج اآليت‬ ‫بحل جذري‪.‬‬

‫أحرز السائق روجيه فغايل ومالحه جوزيف‬ ‫مطر عىل ميتسوبيتيش النرس ايفو ‪ 10‬لقب‬ ‫ّ‬ ‫نظمه‬ ‫رايل الربيع السابع والعرشين الذي‬ ‫النادي اللبناين للسيارات والسياحة يف قضاء‬ ‫جزين‪.‬‬ ‫وبلغ طول الرايل اإلجاميل‪ ،‬وهو املرحلة األوىل‬ ‫من بطولة لبنان للراليات للعام الجاري‪250,91 ،‬‬ ‫كلم منها ‪ 61,35‬كلم مراحل خاصة للرسعة‬ ‫وعددها ست‪ .‬وأقيمت املرحلتان الخامسة‬ ‫والسادسة لي ًال مام أضفى إثارة عىل السباق الذي‬ ‫شهده جمهور كبري‪.‬‬ ‫وفرض فغايل إيقاعه كالعادة منذ بداية الرايل‬ ‫وتصدر الرتتيب العام حتى نهايته‪ .‬واحتل نيقوال‬ ‫جورجيو ومالحه اإلستوين كريستو كراغ املركز‬ ‫الثاين وجيلبري بنوت ومالحته الفرنسية كايت‬ ‫دوروسو املركز الثالث‪.‬‬ ‫ويف ما ييل الرتتيب النهايئ ألول عرشة‬ ‫سائقني مع العلم أن ‪ 17‬سيارة اجتازت الخط‬ ‫النهايئ للسباق بعدما انطلقت ‪ 19‬سيارة‬ ‫صباحاً من نادي املرشف‪:‬‬ ‫‪ -1‬روجيه فغايل ومالحه جوزيف مطر عىل‬ ‫ميتسوبيتيش النرس‪ 29,36 :‬دقيقة‬ ‫‪ -2‬نيقوال جورجيو وكريستو كراغ (استونيا)‬ ‫عىل ميتسوبيتيش النرس‪31,09 :‬د‬ ‫‪ -3‬جيلبري بن ّوت وكايت دوروسو(فرنسا) عىل‬ ‫ميتسوبيتيش النرس ‪31,31:‬د‬ ‫‪ -4‬تامر غندور وأالن الجر عىل ميتسوبيتيش‬ ‫النرس‪31,35:‬د‬ ‫‪ -5‬نيقوال أميوين وشادي بريويت عىل‬ ‫ميتسوبيتيش النرس ‪31,56:‬د‬ ‫‪ -6‬منصور زكا ورامي منعم عىل ميتسوبيتيش‬ ‫النرس ‪31,58:‬د‬ ‫‪ -7‬شفيق بولس وجورج نارض عىل‬ ‫ميتسوبيتيش النرس ‪32,35:‬د‬ ‫‪ -8‬جوزيف هندي وزياد شهاب عىل‬ ‫ميتسوبيتيش النرس ‪32,55 :‬د‬ ‫‪ -9‬جوزيف بشارة (املعروف بسيسيل) وفادي‬ ‫عطية عىل ميتسوبيتيش النرس‪32,59:‬د‬ ‫‪ -10‬نيبال زهر وامني عقل عىل ميتسوبيتيش‬ ‫النرس ايفو ‪33,18‬د‬ ‫وأحرز جوزيف نرص ومالحه شادي نرص لقب‬ ‫فئة الـ ‪1600‬سم‪ ،3‬وباسل بو حمدان ومالحه‬ ‫فراس الياس لقب فئة ال‪2000‬سم‪ ،3‬ونيقوال‬ ‫أميوين ومالحه شادي بريويت لقب كأس‬ ‫التصنيف‪.‬‬ ‫وكانت انطلقت ‪ 19‬سيارة من أمام نادي املرشف‬ ‫ظهر السبت حيث اختتم الرايل بتتويج الفائزين‬ ‫يف ظل طقس ربيعي مشمس‪.‬‬

‫إعداد جورج عون‬

‫‪78‬‬

‫‪79‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب صحة‬

‫التداوي بالنباتات‬ ‫بين األمس واليوم‬ ‫يعود تاريخ استخدام النباتات كأدوية إىل‬ ‫بداية الحياة البرشية‪ .‬ويأيت أول سجل مكتوب عن‬ ‫استخدام املداواة باألعشاب من الصني وحضارة بالد‬ ‫ما بني النهرين‪ ،‬أي إىل حوايل ‪ 2800‬عام قبل امليالد‪.‬‬ ‫كام يعترب التداوي باألعشاب من الظواهر العريقة‬ ‫يف شبه الجزيرة العربية منذ قديم الزمان‪ ،‬حيث كان‬ ‫العرب القدماء يؤمنون بأن أي مرض ميكن عالجه‬ ‫بالنباتات‪.‬‬ ‫ومنذ بداية الحياة البرشية‪ ،‬اعتمد الناس بشكل‬ ‫أسايس عىل النباتات للتغذية‪ .‬واكتشفوا ألنفسهم‪،‬‬ ‫من خالل التجربة‪ ،‬أن بعض النباتات سا ّم وبعضها‬ ‫اآلخر يحدث تغريات يف الجسم مثل اللني يف حركة‬ ‫األمعاء أو إدرار البول أو تخفيف األمل‪ .‬وانتقلت تلك‬ ‫املالحظات عرب آالف السنني شفهياً من جيل إىل آخر‪،‬‬ ‫وكل جيل يعقب يضيف إىل املعرفة املوروثة وينقيها‬ ‫ويصقلها حتى أصبح التداوي باألعشاب جزءاً من‬ ‫تقاليد الحضارات املتوارثة‪.‬‬ ‫كام أن العرب اعتمدوا التداوي باألعشاب‪،‬‬ ‫فاستعملوا البصل والكمون ملعالجة أمراض الصدر‪،‬‬ ‫الثوم ملعالجة ديدان وأمراض املعدة‪ ،‬التني ملعالجة‬ ‫اإلمساك‪ ،‬الحلبة ألمراض الربو والسعال‪ ،‬والحبة‬ ‫السوداء ألمراض الجهاز الهضمي‪ ،‬والكأمة لعالج‬ ‫أمراض العني والسواك لعالج األسنان‪.‬‬ ‫وهكذا أصبح اإلنسان‪ ،‬ومع تقدم معارفه‪،‬‬ ‫يتحرى صفات كل النباتات وفوائدها‪ ،‬ونشأت لديه‬ ‫فكرة التجربة واإلستقراء‪ ،‬وعرف خواص الكثري من‬ ‫النباتات‪ .‬كام ابتدع الطرائق للوصول إىل املواد املؤثرة‬ ‫فيها الستعاملها‪ ،‬فتوصل بذلك عرب مئات السنني‬ ‫إىل استخالص بعض األدوية التي ثبتت فائدتها يف‬ ‫بعض األمراض ومازالت تستعمل حتى اليوم‪ ،‬مث ًال‬ ‫ألمراض القلب وقطع النزيف والنقرس‪.‬‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬برزت يف يومنا هذا قضية األعشاب‬ ‫الطبية املز ّيفة‪ ،‬التي باتت من أشهر العناوين التي‬ ‫تشغل الرأي العام‪ ،‬ويبدو أن هذه القضية أصبحت‬ ‫عص ّية عىل الحل‪ .‬فبالرغم من أن األعشاب هي املثال‬ ‫الواضح للرجوع إىل الطبيعة‪ ،‬ولكن يجب أن نعلم‬ ‫أن األشياء الطبيعية ال تعني األمان يف كل األحيان‪.‬‬ ‫وتشري الدالئل إىل أن بعض أنواع األعشاب الطبيعية‬ ‫لها آثار سلبية خطرية‪ .‬وبالرغم من أن العقاقري‬ ‫الطبية يجب أن تخضع للرقابة‪ ،‬إال أن األعشاب‬ ‫الطبية ال تخضع ألي تجارب أو دراسات قبل طرحها‬ ‫يف األسواق‪.‬‬ ‫قد تكون اآلثار الجانبية لبعض األعشاب غري‬ ‫معروفة‪ ،‬إال أن البعض اآلخر منها ميكن أن يؤدي‬ ‫إىل حساسية عند بعض األشخاص‪ ،‬بينام تفيض‬ ‫الجرعات الكبرية إىل غثيان وقيء‪ .‬وقد ينتج عن‬ ‫بعضها رسعة يف التنفس وتقلب يف املزاج‪ ،‬انتفاخ‪،‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية طريق الوحدة‬ ‫ّ‬

‫إسهال‪ ،‬اضطرابات يف املعدة‪ ،‬التهاب يف الجلد‪،‬‬ ‫جفاف الفم والكثري من العوارض الجانبية األخرى‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬ميكن لألدوية العشبية أن تتفاعل‬ ‫مع العقاقري األخرى‪ ،‬حيث ينتج عن ذلك بعض‬ ‫العوارض عند املريض كالتسمم مث ًال‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للخلطات العشبية التي تستعمل‬ ‫إلنقاص الوزن‪ ،‬والتي تتوفر يف كل األسواق اللبنانية‪،‬‬ ‫تحىص‪ .‬خاصة أن هذه األعشاب تدخل‬ ‫فهي ال تعد وال‬ ‫ّ‬ ‫األسواق اللبنانية دون الخضوع ألي رقابة من وزارة‬ ‫الصحة‪ .‬فاألعشاب‪ ،‬عىل خالف األدوية‪ ،‬تباع كسائر‬ ‫املأكوالت األخرى‪.‬‬ ‫تعمل بعض هذه األعشاب عىل زيادة نسبة األيض‬ ‫(مرصوف الطاقة)‪ ،‬وبالتايل تساعد عىل خسارة‬ ‫الوزن‪ .‬وتقوم أنواع أخرى من األعشاب بقطع الشهية‬

‫من خالل عملها عىل الجهاز العصبي املركزي‪ ،‬فتؤدي‬ ‫إىل غثيان‪ ،‬تقيؤ‪ ،‬أرق فض ًال عماّ تولده من شعور‬ ‫باإلحباط والكآبة‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أن النتائج التي يعد بها مر ّوجو هذه‬ ‫األدوية تبقى قامئة عىل افرتاضات‪ ،‬وليست مبنية‬ ‫عىل دراسات علمية موثقة‪ .‬األمر الذي يثري املخاوف‬ ‫من التأثريات السلبية التي قد تظهر بعد فرتة من‬ ‫اإلستعامل‪.‬‬ ‫وفيام يخص كل هذه األدوية‪ ،‬فقد ح ّذرت منظمة‬ ‫الغذاء والدواء األمريكية (‪ )FDA‬من بعض املواد التي‬ ‫تدخل يف تكوين األعشاب‪ ،‬والتي قد تؤدي إىل عوارض‬ ‫جانبية خطرية واملوت يف الكثري من األحيان‪ .‬من‬ ‫هذه املواد اﻠ (‪ ،)Ephedra‬تسمى أيضاً (‪،)Mahuang‬‬ ‫اﻠ(‪.)AurantiumCitrus(،))Synephrine،)FenFen‬‬ ‫تؤدي هذه املادة العشبية إىل ارتفاع ضغط الدم‬

‫‪80‬‬

‫وترسيع نبضات القلب وقد تؤدي يف بعض األحيان‬ ‫إىل السكتة الدماغية والذبحات القلبية‪ .‬لذا يجب‬ ‫تجنب أي منتج تشكل هذه املادة إحدى مكوناته‪.‬‬ ‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يجب أيضاً الحذر من األعشاب‬ ‫التي تحتوي عىل ‪،Senna ،Sagrada ،Cascara‬‬ ‫‪ root Rhubarb ،Aloe ،Buckthorn‬التي تسبب‬ ‫التشنجات (املغص) واإلسهال الذي يؤدي إىل سوء‬ ‫امتصاص املغذيات من الطعام‪ .‬كام يؤدي اإلفراط يف‬ ‫استعامل هذه املسهالت إىل كسل يف األمعاء‪ .‬ومن‬ ‫املمكن أن تتفاعل هذه األعشاب مع بعض العقاقري‬ ‫حيث تؤثر سلباً عىل فعاليتها‪ .‬وعىل الرغم من أن‬ ‫األعشاب تدخل يف تركيب األدوية الطبية‪ ،‬إال أن‬ ‫كمية هذه األعشاب وأنواعها تكون عادة مدروسة‬ ‫بشكل جيد وخاضعة لدراسات معمقة قبل طرحها‬ ‫باألسواق لضامن سالمة املريض من أي خطر‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة لألعشاب‪ ،‬ومبا أنها غري خاضعة للرقابة‪ ،‬فال‬ ‫ميكن ألحد أن يضمن الكمية املستعملة أو نوعية‬ ‫املكونات‪.‬‬ ‫تلعب الحمالت اإلعالمية دوراً كبرياً يف الرتويج‬ ‫لهذه األعشاب عىل الرغم من أنها تفتقد املصداقية‬ ‫والخلفية العلمية‪ .‬وتبقى الطريقة األسلم لخسارة‬ ‫الوزن هي من خالل اتباع نظام غذايئ معتدل ومتوازن‬ ‫بحسب حاجة الفرد ومامرسة التامرين الرياضية‬ ‫بانتظام‪.‬‬ ‫بناء عىل كل ما ورد ذكره آنفاً‪ ،‬وللحصول عىل‬ ‫النتيجة املرجوة‪ ،‬يجب استعامل األعشاب بالشكل‬ ‫الصحيح‪ ،‬أي كدواء ووسيلة للعالج ال وسيلة تجارة‬ ‫بهدف الربح املادي‪ .‬ولذا ال بد من إخضاعه لرقابة‬ ‫مشددة تضمن أنه يصنع لخدمة املرىض‪ ،‬ال لخدمة‬ ‫مصالح التجار الشخصية‪ .‬فض ًال عن ذلك‪ ،‬فإنه من‬ ‫األهمية مبكان أن تكون عملية استخدام األعشاب‬ ‫موجهة من قبل أخصائيني للتحكم بنوعية‬ ‫مكوناتها والكميات املوجودة فيها حسب األصول‪.‬‬ ‫بهذا يكون طب األعشاب طباً بدي ًال يساعد يف‬ ‫العالج دون مخاوف من استعامله أو من أية عوارض‬ ‫قد يسببها‪.‬‬ ‫يف الختام‪ ،‬يجب أن ال يغيب عن بالنا أن صحة‬ ‫الجسد تبقى األهم‪ ،‬وأن األدوية العشبية يجب أن‬ ‫تستعمل بنفس الحذر كاألدوية األخرى‪ .‬كام يفرتض‬ ‫التحري عن محتويات األعشاب وأنواعها بشكل‬ ‫عميق جداً للتأكد من صحتها وخل ّوها من أي مادة‬ ‫قد تؤثر سلباً عىل الصحة‪.‬‬

‫ليال رشيد‬ ‫أخصائية التغذية املجازة‬

‫‪layal-r@hotmail. com‬‬

‫ليس من قبيل الصدف مانراه اليوم من أحداث‬ ‫تحصل يف كثري من أنظمة االعتدال العريب املوالية‬ ‫للغرب ضد مصالح شعوبها وقضياها القومية‬ ‫والوطنية‪ ،‬نرى اآلن هذه األنظمة الوحشية تتهاوى‬ ‫أمام قبضات شعوبها املنادية بإسقاط أنظمتها‬ ‫الوحشية التي طاملا تن ّكرت لحقوق شعوبها ومارست‬ ‫عليه أبشع أنواع القهر‪ ،‬واإلذالل والتجويع‪ ،‬هذه‬ ‫األنظمة التي وقفت وسوقت للمرشوع األمرييك‬ ‫واإلرسائييل يف الوقت الذي تن ّكرت فيه لحقوق‬ ‫الشعب الفلسطيني وقضيته املركزية ومارست‬ ‫يف كثري من األحيان الضغوط السياسية واألمنية‬ ‫واالقتصادية عىل الفلسطينيني خدمة للمرشوع‬ ‫األمرييك وسياساته يف منطقتنا العربية ‪.‬‬ ‫إن هذه األنظمة فقدت رشعيتها ورفع الغطاء‬ ‫عنها من قبل شعوبها كام فقدت مرشوعيتها من‬ ‫خالل ما تقوم به من أعامل إرهاب وقتل وجرائم ضد‬ ‫أبناء شعبها كام حصل يف مرص وتونس سابقاً‪،‬‬ ‫ويحصل يف اليمن والبحرين والعراق وغريها ‪.‬‬ ‫إن ما تقوم به هذه األنظمة من أعامل إجرامية ضد‬ ‫شعوبها الساعية اىل الحرية واالنعتاق من العبودية‬ ‫والساعية اىل العدالة االجتامعية والوقوف اىل‬ ‫جانب قضايا الشعوب العربية الوطنية والقومية‬ ‫ويف مقدمتها قضية فلسطني القضية املركزية ‪.‬‬ ‫إن ماتقوم به هذه األنظمة مل يحدث له مثيل‬ ‫بتاريخ أمتنا العربية ولألسف الشديد إن هذا يحدث‬ ‫يف ظل صمت عريب كبري‪ ،‬حيث أن الكثري من هذه‬ ‫األنظمة متشابهة يف بنيتها وأساليب قمعها تجاه‬ ‫شعوبها وحركاتها التحررية ‪.‬‬ ‫إننا اآلن أمام متغريات جديدة ويف عرص جديد‬ ‫ينمو فيها وبشكل كبري وعي الشعوب العربية‬ ‫التي مل يعد ينطيل عليها مامرسات وخداع األنظمة‬ ‫الديكتاتورية والقمعية واملسوقة ملشاريع أمريكا‬ ‫يف املنطقة‪ .‬وها هي الثورات املتالحقة يف الوطن‬ ‫العريب والتي قدمت وتقدم التضحيات الجسام‬ ‫من الشهداء والجرحى ترسم قواعد وثقافة جديدة‬

‫تجاه القضايا االجتامعية والسياسية والوطنية‬ ‫عىل صعيد أمتنا العربية وقضاياها العادلة ونحن‬ ‫كفلسطينيون نعترب ما يحصل نرصاً لقضيتنا‬ ‫وشعبنا املقاوم‪.‬‬ ‫املشهد الفلسطيني ليس بعيداً عام يحدث يف‬ ‫منطقتنا العربية بل هو يف صميم وصلب ما يحدث‬ ‫وبشكل خاص ماحصل يف مرص‪ ،‬إننا يف حراك كبري‬ ‫اآلن يف الساحة الفلسطينية يدور حول عنوانني (ال‬ ‫لالنقسام ‪ /‬نعم للوحدة الوطنية) إمنا عىل أسس‬ ‫سياسية وأمنية وتنظيمية ثابتة وواضحة‪.‬‬ ‫عىل الصعيد السيايس‪ :‬ال لالستمرار يف‬ ‫املفاوضات العبثية املبارشة وغري املبارشة‪ ،‬الرسية‬ ‫والعلنية‪ ،‬وعدم التفكري بتاتاً بالعودة لهذه‬ ‫املفاوضات ألن هذه املفاوضات أثبتت وعىل مدار ‪20‬‬ ‫عاماً عقمها وعدم استعادة أي من الحقوق الوطنية‬ ‫الفلسطينية‪.‬‬ ‫ووقف كافة أشكال التنسيق األمني مع العدو‬ ‫الصهيوين وأركانه ووقف اعتقاالت املقاومني من‬ ‫أبناء شعبنا وتوحيد الصفوف ملقاومة االحتالل ‪.‬‬ ‫البدء يف الحوار الجاد للمصالحة عىل أساس‬ ‫التمسك بثوابت العمل الوطني الفلسطيني وإعادة‬ ‫بناء منظمة التحرير الفلسطينية عىل أساس‬ ‫برنامج إجامع وطني يشارك فيه الجميع من فصائل‬ ‫فلسطينية وهيئات العمل الوطني الفلسطيني‬ ‫والشخصيات الوطنية‪ .‬والعمل الجاد والنضال‬ ‫املستمر لفك الحصار عن غزة املحارصة وإعادة بناء ما‬ ‫هدمه العدو الصهيوين أثناء حربه وتواصل اعتداءاته‬ ‫عىل غزة ‪.‬هذا ما يجب القيام به‪ ،‬وهذا ما نسعى‬ ‫إليه اليوم آملني الدعم والتعاون من كافة القوى‬ ‫الوطنية الفلسطينية والعربية مبشاركة فاعلة‬ ‫من أجل الوصول اىل نتائج إيجابية تحفظ قضيتنا‬ ‫وتدعم مقاومتنا وقضايانا القومية املحقة ‪.‬‬

‫أبو خالد الشامل‬ ‫جبهة النضال الشعبي الفلسطيني‬

‫الغد الضائع في سجون الصمت‬ ‫قهارة أيامنا‪ ،‬ترسقنا من أحالمنا‪ ،‬ومتسمر أمام أعيننا حقيقة عاصفة تكسرّ الغد يف أذهاننا ومت ّوت‬ ‫شوقنا إليه‪ .‬إذا أمعنا النظر فال نرى يف هذه الحقيقة سوى كذبة مخادعة منربها الغش والرسقة‬ ‫وصداها الحق والوفاء‪ .‬يف قاموسهم صدى األصوات مظهر يختلف عن الجوهر‪ ،‬يف أصواتهم خيانة‬ ‫وعنجهية‪ ،‬ويف صداهم وطنية‪ .‬تعددت وجوههم حتى أصبحت الحقيقة لديهم كذبة‪ .‬أغرقونا‬ ‫بديونهم حتى أمسينا أوراقاً يف جيوبهم‪ .‬ومازلنا وراءهم سائرون‪ .‬واىل التضحية من أجلهم س ّباقون‪.‬‬ ‫ولكن سوف يأيت الغد املنتظر حيث تتفكك عن أعيننا األغشية ونرى الحقيقة الصادقة‪ ،‬فننقذ لبنان‬ ‫من تحت أنيابهم الجائعة ونجعل األحالم واقعاً ترشق من ورائه شمس الدفئ و الطهارة لتقتل بحرارتها‬ ‫السموم والعفن وتنرش العدالة للتحرر واالنتصار عىل جربوت القهر والطغيان والخيانة‪ .‬ولكن العيب‬ ‫فينا‪ .‬ننتظر صباحاً يبعث النور‪ ،‬يطفئ عتمة الليل يف أذهاننا ويفكك األغشية عن أعيننا‪ .‬هكذا نحن‪،‬‬ ‫أمة تنتظر من الجامد أن يتحرك لعله يسبقنا اىل أعيننا بعد أن أضاع الليل منا طريق العودة‪.‬‬

‫منال أبو ذياب‬

‫‪81‬‬

‫قامت األرض ولم تقعد‪،‬‬ ‫لماذا كل هذا التحريض؟‬ ‫هل أصبح كل لبناين عاقل يسمع بعض‬ ‫املقابالت التلفزيونية واإلذاعية وهل يأخذ بفتواه‪،‬‬ ‫حيث يريد حت ًام‪ ،‬ال‪.‬‬ ‫اللبناين عاقل ومدرك ومسؤول وملتزم بقيم‬ ‫األخالق الذي أرادها الله يف خلقه‪ ،‬إذا‪ ،‬ما يجري؟‬ ‫ال يخفي عىل لبيب‪ ،‬إن السياسة يف لبنان‬ ‫أصبحت متدينة‪ ،‬ولألسف يف لبنان هناك‬ ‫انقسام عامودي يف السياسة‪.‬‬ ‫ويف ظل هذا االنقسام بدأ بعض التموضع‬ ‫السيايس يأخذ طريق الفتنة واالنقسام‪،‬‬ ‫ويغربلك وحسب رأيه من معي ومن ضدي‪ ،‬هل‬ ‫سياسة أم دين؟ ويريد من هذا أن يركب الدين‬ ‫عىل السياسة‪ ،‬والسياسة عىل الدين‪.‬‬ ‫ال هذا وال ذاك الدين قيم حتمية إلهية‪،‬‬ ‫والسياسة أخالق مطلقة‪ ،‬روابطها القيم‪ ،‬كلنا‬ ‫يدرك عن وعي وتبرص هذا وذاك دعونا نتوب‬ ‫لله وإياكم‪ ،‬ويرحمنا أجمعني‪ ،‬ودعوا السياسة‬ ‫يف ذمة السياسيني وتعالوا للعقالء‪ ،‬ويتحاور‬ ‫املتحاورون فيهم تسوية لله لعل يف مجلسكم‬ ‫قوالً كرمياً (صدق الله العظيم)‪.‬‬ ‫الكاتب والشاعر املسلم املرصي العريب الذي‬ ‫نفتخر به‪ ،‬وصاحب القصائد امللتزمة يف القيم‬ ‫واألخالق وها نحن ندرس يف املدارس والجامعات‬ ‫اللبنانية والعربية آدابه وقصائده هو (حافظ‬ ‫ابراهيم) املؤمن الكبري‪ ،‬الراقي للدميقراطية‬ ‫والحرية الفردية‪.‬‬ ‫وهنا‪ ،‬يعذرنا العاذرون وبصدق نقول لدى الوزير‬ ‫وهاب كل اإلمكانية اإلعالمية املكتوبة واملرئية‬ ‫أن يقول ما يشاء وبحرية مطلقة وبأسلوب‬ ‫دميقراطي راقٍ ‪ ،‬وما تجمعنا اليوم كام يف باقي‬ ‫األيام‪ ،‬وهذا روتني وإدمان دائم يف التالقي يف كل‬ ‫يوم‪ ،‬أو بعد يوم تقريباً‪.‬‬ ‫حدث مرة وكنت بني الحارضين يومها وجاء أحدهم‬ ‫ومعه كتابني ليقدمهم هدية للوزير وهاب‪ ،‬وقال له‬ ‫أنظر مدى تخلف العرب‪ ،‬وهو عريب ومسلم‪ :‬الكتاب‬ ‫األول (سلامن رشدي) آيات شيطانية والكتاب‬ ‫الثاين محنة العقل يف اإلسالم مصطفى جحا‪،‬‬ ‫فوراً قال له وئام‪ ،‬عد بهم حيث أتيت‪ ،‬ما أتيت به هو‬ ‫التخلف وحرام عىل ملسهم وإنهم من املنجامت‬ ‫وأعوذ بالله منك ومنهم‪ ،‬أنا مؤمن ومن ساللة‬ ‫مؤمنني وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم‪ ،‬حرام‬ ‫عىل مسهم وقراءتهم‪.‬‬ ‫هذا هو وئام وهاب املؤمن‪ ،‬الصادق وما نحن‬ ‫هنا اال أصحاب أكتاف بيضاء نحملها عىل‬ ‫أكتافنا يف سبيل الله ودفاعاً عن الحق املؤمنني‬ ‫وكرامة عقالنا وأعراضنا مبا شاء الله للمسلمني‬ ‫املوحدين‪.‬‬

‫رمزي أبو ناصيف‬ ‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫منرب حر‬

‫المعلم هو «المخلص»‬ ‫والتربية الوطنية «خشبة الخالص»‬ ‫يعيش اللبنانيون منذ عقود من الزمن حيا ًة‬ ‫ال تعرف االستقرار‪ ،‬تتجاذبها رياح متناقضة‬ ‫املصادر واالتجاهات‪ ،‬مخلف ًة خسائر وضحايا‬ ‫تطال الجميع وال تستثني أحداً‪ .‬وتتكرر املأساة‬ ‫عند كل استحقاق وطني تحت عناوين مختلفة‪،‬‬ ‫فالخارس الدائم هو املواطن والضحية الدامئة هو‬ ‫املواطن‪.‬‬ ‫أمام هذا القدر الذي تصنعه غالباً حفنة‬ ‫من املتحكمني بالبالد والعباد‪ .‬نقف جميعاً من‬ ‫كل األطياف مكتويف األيدي كام وقف أجدادنا‬ ‫وأباؤنا من قبلنا‪ ،‬نكرر أخطاء املايض وال نأخذ‬ ‫العرب من تجارب التاريخ‪ ،‬نحلل‪ ،‬نفكر ونستنتج‪،‬‬ ‫تتجاذبنا االصطفافات املتصارعة‪ ،‬فال نتغري وال‬ ‫نتطور‪ ،‬نهدم ما نتم بناؤه‪ ،‬فيستهوينا البكاء‬ ‫عىل األطالل‪ ،‬والناس واملجتمعات من حولنا تتطور‬ ‫وتزدهر‪ ،‬تحقق أحالمها‪ ،‬تعيش بسعاده وسالم‪.‬‬ ‫ونحن أبناء لبنان‪ ،‬من كل الرشائح واألطياف‬ ‫واملناطق‪ ،‬من يرسق منا استقرارنا؟ من يخطف‬ ‫سعادتنا وسالمنا؟ من يبدد أحالمنا؟ من مينعنا من‬ ‫استثامر ثرواتنا؟ من مينع علينا التواصل والتوافق‬ ‫واالنصهار؟ من يقف وراء تهجرينا وهجرتنا؟ من‬ ‫يضع سياستنا الرتبوية؟ من ينص تاريخنا ومن‬ ‫يرسم لنا الجعرافيا؟‬ ‫إننا بسوادنا األعظم ندرك ذلك‪ .‬ولكننا نختلف‬ ‫عىل التوصيف‪ ،‬فال نجرؤ عىل تسمية األشياء‬ ‫بأسامئها‪ ،‬فننصاع وراء مصالح ومعتقدات‬ ‫القيمني عىل اللعبة السياسية ومحركيها‪،‬‬ ‫ونتخىل مرغمني عن مسؤوليتنا يف إيجاد الحلول‬ ‫املناسبة التي تنسجم مع تطلعاتنا وطموحاتنا‪.‬‬ ‫لكن األمر امللح املؤجل‪ ،‬والذي مل يعد يحتمل‬ ‫التأجيل هو النهوض بالرتبية الوطنية وتفعيلها‬ ‫وتوحيد مقاصدها‪ ،‬وتعميمها عىل جميع‬ ‫اللبنانيني كباراً وصغاراً‪ ،‬رجاالً ونسا ًء من دون أي‬ ‫استثناء‪.‬‬ ‫إن الرتبية الوطنية‪ ،‬التي تنتج نسيجاً وطنياً‬ ‫بنا ًء‪ ،‬هي يف قمة األولويات‪ .‬فالعلم والثقافة‬ ‫عىل الرغم من أهميتهام‪ ،‬يبدوان من دون جدوى‬ ‫إذا مل يقرتنا باملصلحة العليا للوطن واملواطن‪.‬‬ ‫فالرتبية الوطنية هي صامم أمان املجتمع‪ ،‬هي‬ ‫الحصن املنيع الذي يحمي الوطن‪ ،‬هي الضامنة‬ ‫الوحيدة لبقاء أوالدنا يف هذه األرض‪ ،‬ولعيشهم‬ ‫فيها بسالم وأخوة واستقرار‪.‬‬ ‫عىل هذا األساس‪ ،‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬ينبغي‬ ‫وضع خطة وطنية شاملة‪ ،‬موحدة عىل مستوى‬ ‫الوطن‪ ،‬عىل أن يرتافق ذلك مع خطة إعالمية‬ ‫صادقة وشاملة تقوم بها الدولة من خالل وزارة‬ ‫الرتبية والتعليم العايل‪ ،‬واملركز الرتبوي للبحوث‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫واإلمناء‪ ،‬وتشارك يف نرشها وتفعيلها املؤسسات‬ ‫اإلعالمية والجمعيات األهلية والبلديات‪ ،‬والعمل‬ ‫بجدية عىل ترسيخها يف النفوس والعقل‬ ‫والذاكرة فيتوحد اللبنانيون تحت علم واحد ويعلو‬ ‫والؤهم لوطنهم وال يعىل عليه آخر‪.‬‬ ‫عىل هذه القاعدة‪ ،‬ينبغي عىل املدرسة‬ ‫الرسمية والجامعة اللبنانية وعىل املعلمني‬ ‫واملربني العاملني يف املدرسة والجامعة أن‬ ‫خوف وال وجل من أجل ترسيخ فكرة‬ ‫ينطلقوا بال‬ ‫ٍ‬ ‫الوطن الجامع واملوحد يف نفوس األجيال الصاعدة‬ ‫وذاكرتهم ووجدانهم وأعدادهم وحثهم عىل‬ ‫التوجه موحدين من أجل بناء الدولة القوية الحرة‬ ‫املوحدة والعادلة‪.‬‬ ‫إن الرتبية الوطنية الرائدة والداعية اىل‬ ‫التواصل والتوحيد واالنصهار‪ ،‬هي وحدها «خشبة‬ ‫الخالص»‪ .‬و َمن ييضء منافذ الدخول اىل الوطن‬ ‫هو وحده «املخلص»‪.‬‬ ‫غري أن ثقافة الحياة‪ ،‬األكادميية واإلنسانية‬ ‫والوطنية الشاملة املؤسسة لتوحيد املجتمع‬ ‫انكب عىل وضع أسسها كوكبة‬ ‫وانصهاره‪ ،‬التي‬ ‫َ‬ ‫من املعلمني واملربني يف لبنان وأفنوا أعامرهم‬ ‫سهراً عىل صقلها‪ ،‬تقابل سياسات ضيقة‪،‬‬ ‫متزمتة‪ ،‬متطيفة تدعو عىل مستوى املامرسة‬ ‫اىل التباعد والتفرقة والتقسيم‪.‬‬ ‫فبينام تضم املدرسة الرسمية يف كنفها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫كل املذاهب والطوائف‬ ‫أوالد الفقراء من‬ ‫واملناطق ومن كل األلوان واألجناس‪ ،‬ويلتزم‬ ‫املعلمون واملربون العاملون يف أرجائها سياسة‬ ‫تربوية وطنية متوازنة‪ ،‬نرى العديد من املدارس‬ ‫الخاصة املنترشة هنا وهناك‪ ،‬تتلقى الدعم‬ ‫لفرض منهج َيتها الخاصة املتباينة واملتناقضة‬ ‫مع وحدة الوطن‪.‬‬ ‫إن املدرسة الرسمية يف املرحلتني االبتدائية‬ ‫واملتوسطة تسعى لتنشئة طالبها وإعدادهم‪،‬‬ ‫وتسهر عىل صقلهم وتكوين شخصيتهم‬ ‫األكادميية واألخالقية وتساعدهم عىل اجتياز‬ ‫عمر الطفولة واملراهقة بسالم كام تقوم‬ ‫يف املرحلة الثانوية بتوجيه شبابها إلثبات‬ ‫ذواتهم والتزامهم بالقيم والتطلع بحكمة اىل‬ ‫املستقبل‪ .‬فهذه املرحلة من التعليم هي املعرب‬ ‫اىل التعليم العايل التي ترتسم معه الخطوط‬ ‫العريضة والنهائية لنمط العيش والحياة‪ ،‬وهي‬ ‫املرحلة األهم لوعي موضوع االندماج االجتامعي‬ ‫والتوجهات الوطنية الوحدوية وملتقى الطرق‬ ‫املؤدية اىل الوطن‪.‬‬ ‫يف هذا املجال يجدر بنا اإلضاءة عىل عطاءات‬ ‫املعلمني واملربني وتضحياتهم رغم الظروف‬

‫‪82‬‬

‫األستاذ يوسف أبوذياب‬ ‫الصعبة التي تتحكم بهم وتحيط بجوانب‬ ‫حياتهم ووظيفتهم ودورهم الرتبوي والحالة‬ ‫االقتصادية التي تربك أعاملهم وتزيد من مرارة‬ ‫حياتهم‪.‬‬ ‫ونتساءل بإلحاح أين واجب الدولة‪ ،‬أين دورها‬ ‫املفقود يف وضع سياسة تربوية‪ ،‬تحايك الزمن‬ ‫وترتافق مع التطورات التي يشهدها املجتمع‬ ‫اللبناين‪ ،‬أين دورها يف املحافظة عىل التعليم‬ ‫الرسمي؟ ودعم املدرسة الرسمية وتوجهاتها‪،‬‬ ‫والكف عن محاربة املعلم الرسمي يف لقمة‬ ‫عيشه‪ ،‬والسعي الجدي إلنصافه؟‬ ‫أين دورها يف املحافظة عىل الوطن ومكتسباته‬ ‫التاريخية عرب العصور؟‬ ‫إن لبنان هو موطن الحرف ومنبع الحضارات‪،‬‬ ‫واحة الثقافات بلد الرسالة والتفاعل‪ ،‬بلد الخلق‬ ‫واإلبداع‪ ،‬مورد املبدعني واألدباء واملفكرين والعلامء‪،‬‬ ‫مق َر األبطال‪ ،‬قلعة الصمود واملقاومة والعطاء‪،‬‬ ‫لبنان الصنعة الرائدة‪ ،‬مثال يف عامله العريب‬ ‫ومثل يف العامل أجمع‪ ،‬إنه الوطن الذي نحب وبه‬ ‫نعتز وفيه تطيب التضحيات وتحلو العطاءات‪.‬‬ ‫إن القيمة التاريخية التي اكتسبها هذا‬ ‫الوطن عرب العصور الغابرة مل ولن متحى من‬ ‫ذاكرة أبنائه‪ .‬فسنابل الزمن املايض التي منت‬ ‫وانترشت عىل أرضه ويف بالد املهجر وفاحت خرياً‬ ‫وطيباً‪ ،‬مل متت‪ .‬إنها تتجدد وتتجذر مع كل جيلٍ‬ ‫ويف كل ربيع‪.‬‬ ‫وإذا تجسد الربيع وآذاره يف لبنان عيداً للمعلم‪،‬‬ ‫فاملعلم هو آذار وهو ربيع لبنان الدائم‪.‬‬ ‫لقد اجتاحت لبنان حروب وغزوات‪ ،‬فتعرض‬ ‫عرب تاريخه للسلب والنهب والحريق والدمار‪،‬‬ ‫وتشتَت شعبه يف كل أنحاء العامل‪ ،‬مل يهن ومل‬ ‫يستسلم‪ ،‬فمن تحت الركام تنبعث إرادة الحياة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وخط بيده الطليقة الح َرة لوحات الجالء‪،‬‬ ‫هكذا عاد‬ ‫وبقي املعلم الصابر املتعايل فوق الجراح‪ ،‬فوق‬ ‫املشاكل واملعوقات‪ ،‬ضو ًءا ساطعاً يف الظلامت‬ ‫الحالكة‪ ،‬مناض ًال مجاهداً من أجل تطوير الدور‬ ‫الطليعي للرتبية الوطنية‪ ،‬وتلميع صورة وطنه‬ ‫واملوحد يف العامل‪ ،‬مخلصاً له‪ ،‬يرفعه‬ ‫الجامع‬ ‫َ‬ ‫لؤلؤ ًة عىل جبني الدهر‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫العدد ‪ -51‬نيسان ‪2011‬‬


‫صدر المجلّدان األول والثاني‬

‫الكلمة الحرة للرأي الشجاع‬

‫‪2010‬‬

‫منرب‬ ‫التوحيد‬

‫‪84‬‬


Turn static files into dynamic content formats.

Create a flipbook
Issuu converts static files into: digital portfolios, online yearbooks, online catalogs, digital photo albums and more. Sign up and create your flipbook.