ثيوذوروس تريزوبولوس
عودة ذيونيسوس مع مق ّدمة بقلم إيريكا فيرش-ليخته
ثيوذوروس تريزوبولوسُ ،ولد يف ماكريالوس يف شامل اليونان عام ،1947درس التمثيل يف أثينا .بني عامي 1972و 1976كان طالباً يف املاجستري ومساعدا ً يف .Berliner Ensembleعاد إىل اليونان ،وعمل مديرا ً ملعهد التمثيل يف ثيسالونييك .ويف عام ّ 1985أسس فرقة آتيس املرسحيّة التي يقودها منذ ذلك الحني .ويف الفرتة من عام 1985إىل عام ،1988كان أيضاً مديرا ً ف ّن ّياً للّقاء الدويل للمرسح اليونا ّين القديم يف دلفي ،والذي شارك فيه هايرن مولر ،وماريان ماكدونالد ،وتادايش سوزويك، وروبرت ويلسون ،وأندريه رسبان ،ووويل سوينكا، ومني تاناكا ،ويوري ليوبيموف ،وأناتويل فاسيلييف .كان طي ،وكان مؤسيس املعهد الدو ّيل للمرسح أحد ّ ّ املتوس ّ رئيسا للجنته اليونانيّة منذ عام ،1991ورئيس اللجنة الدول ّية األوملب ّية للمرسح منذ عام ،1993التي نظّم لها ( )1995وشيزوكا واليابان ()1999 فعال ّيات يف دلفي وموسكو ( )2001وإسطنبول ( )2006وسيول ()2010 وبكني ( )2019وفروكالف يف بولندا ( ،)2016ويف 22 مدينة يف جميع أنحاء الهند ( )2018وتوغا يف اليابان وسانت بطرسربغ ( .)2019منذ أواخر السبعينيات ،بدأ يط ّور لغة مرسح ّية فرديّة ومقننة بكثافة وعابرة للثقافات. لقد متّت استضافة عروض مرسح آتيس وإقامة ورش عمل حول أساليب عمل تريزوبولوس يف جميع أنحاء العامل .وقام بصفة مخرج ضيف ،بإخراج الرتاجيديا القدمية منها أعامل إيسخيلوس وسوفوكليس وإيفريبيذيس، باإلضافة إىل األوبرا وأعامل كتّاب أوروبيني معارصين مه ّمني ،يف عدد من املسارح يف روسيا والواليات املتّحدة والصني وإيطاليا وتايوان وأملانيا وغريها. «»the return of Dionysus
عودة ذيونيسوس
powered by
النارش ثيوذوروس تريزوبولوس عودة ذيونيسوس © Theater der Zeit 2020
النص وموا ّد الفيديو © :ثيوذوروس تريزوبولوس ّ
أي جزء من هذا املنشور أو تخزينه يف نظام استخراج أو ّ كل الحقوق محفوظة .ال يجوز نسخ ّ بأي وسيلة إلكرتونية أو آليّة أو مص ّورة أو مس ّجلة أو غري ذلك ،دون إذن مسبق بأي شكل أو ّ نقله ّ من النارش. Verlag Theater der Zeit Publisher Harald Müller Winsstraße 72 | 10405 Berlin | Germany
www.theaterderzeit.de
ترجمة من اليونانيّة الحديثة إىل العربيّة :روين بوسابا تصميمSibyll Wahrig : صورة الغالفJohanna Weber : طُبِع يف أملانيا 978-3-95749-305-7 ISBN
2
ثيوذوروس تريزوبولوس
عودة ذيونيسوس مع مق ّدمة بقلم إيريكا فيرش-ليخته الرتجمة من اليونانيّة الحديثة إىل العربيّة :روين بوسابا
3
4
7
إعادة والدة املرسح من روح ذيونيسوس
17
عودة ذيونيسوس
إيريكا فيرش-ليخته
ثيوذوروس تريزوبولوس
18 21 25 29 34 37 43 46 48 51 53 56 63
78
الجسم التنفُّس الطاقة التفكيك اإليقاع إرتجال دائم الكلمة اإلحساس الزمن الحزن الجاذبيّة املمثّل التمرين
ذيونيسوس إله الح ّريّة تورسنت إرسائيل يف حوار مع ثيوذوروس تريزوبولوس
5
6
إعادة والدة املرسح من روح ذيونيسوس إيريكا فيرش-ليخته
عنوان هذا الكتاب ،الذي يقدّم كتابات املخرج اليونا ّين ثيوذوروس تريزوبولوس املنهجيّة يبش بعودة ذيونيسوس .ماذا يعني هذا؟ هل عاد إله املرسح القديم أخريا ً واألساسيّة لق ّراء أوسعّ ، إىل مجال أجداده ،أعني املرسح ،ويف نفس الوقت دخل عاملنا املفرِط يف الحداثة والرقميّة؟ هل جذري؟ تهدف هذه العودة إىل استعادة حالة سابقة أو إىل تجديد ّ طوال القرن العرشين ،إدّعى ف ّنانو املرسح مرارا ً وتكرارا ً أنّهم يعيدون تعريف املرسح، ويغيونه من أُ ُسسه .امل ُ َجدِّدون يف املرسح نحو نهاية القرن التاسع عرش وحتّى القرن التايل، ّ ومختلف الحركات الطليعيّة يف الثلث األ ّول من القرن العرشين ،وممثّلو ما يُس ّمى بالرياديّة الجديدة واملبشون بأشكال جديدة ومختلفة للغاية من املرسح واألداء منذ أو ما بعد الحداثة منذ الستينيّات، ّ الخاصة التسعينيّات -هؤالء كلّهم يجمعهم هدف إنشاء مرسح جديد قادر عىل عكس الظروف ّ بزمنهم .يف بعض الحاالت ،سعوا إىل تحقيق هذا الهدف من خالل نقل املمثّل إىل املركز ،من خالل تطوير ف ّن جديد يف التمثيل .ينطبق هذا عىل مايرهولد وامليكانيكيّة الحيويّة التي ابتكرها، وكذلك عىل غروتوفسيك و «ممثلّيه املقدّسني» -وإن بطريقة مختلفة متاماً .ولك ّن أحدا ً مل يستحرض ذيونيسوس بشكل قاطع كام يفعل تريزوبولوس. أي نوع من اآللهة كان /هو ذيونيسوس؟ هو ابن زفس وسيمييل .بحسب األسطورة، ّ ح ّرضت هريا الجبابرةَ -بسبب غريتها -عىل قتل الطفل .م ّزقوا ذيونيسوس إىل قطع ،وطَ َهوه 7
يبق ّإل قلبه فقط .من هذا القلب أعاد زفس خلق ذيونيسوس. وأكلوه ،ومل َ بالنسبة إىل تريزوبولوس ،فإ ّن متزيق ذيونيسوس وإعادة تكوينه كامالً ،أي والدته الجديدة، هو املبدأ الذي يو ّجه عمل املمثّلني عىل أنفسهم .يجب عليهم ،مرارا ً وتكرارا ً ،تدمري يشء من ذاتهم /يف ذاتهم لالندماج يف كلّيّة جديدة -كلّيّة تتيح رحلة إىل «مطارح الذاكرة العميقة» املنسيّة واملدفونة عميقاً .املمثّلون هم خلفاء لذيونيسوس .وكتالميذ له ،يواصلون التم ّزق وتجميع األجزاء يف كلّيّة جديدة .هذه هي «وظيفة» التمثيل الفعليّة ،والرشط الذي ال غنى عنه للعمل الناجح ،وهي الوظيفة التي تستم ّر أبدا ً يف ارتجال ال يبدو أ ّن له نهاية. يتجل ذيونيسوس كإله ثَ ِل ومس ِكر ،وليس فقط من خالل النبيذ بل ألنّه إله نشيط بطبيعته، ّ يتعدّى جميع الحدود .يف مقابلة مع عالِمة اآلداب الكالسيكيّة ماريان ماكدونالد ،تكلّم تريزوبولوس نص من القرن السابع عرش عن علم النبات وجده يف مكتبة يف اليبزيغ يصف طقوساً يف عن ّ مخصص ِلسكليبيوس يف أتيكا: مستشفى يف موقع ّ عند غروب الشمس ،ت ّم إجبار جميع املرىض عىل امليش عراة يف دائرة عىل رمال رطبة وأرض مبلّلة .بعد ساعة كان عليهم امليش أرسع ،وأرسع بعد الساعة الثانية .بعد الثالثة، كان عليهم أن يثنوا ركبهم كام يفعلون يف مرسح الكابويك .بعد الرابعة ،كان عليهم أن يثنوا َمرافقهم ،وعندما أصبحت هذه الحركات أطول وأرسع مع ثني أطرافهم ،بدأ أملهم تنحل .كان أحدهم يعاين من آالم يف القلب ،وآخر من آالم الجسدي يزول ببطء واملفاصل ّ ّ يف البطن -واختفت فجأة .بعد القيام بذلك ملدّة مثاين ساعات ،بدأ املرىض يشعرون تدريجيّاً بطاقة ال تُصدَّق يف داخلهم .ذاب األمل واختفى تدريجيّاً... . أولئك الذين كانت ُستجرى لهم عمليّة جراحيّة يف صباح اليوم التايل كانوا يف حالة من النشوة والفرح ،تحت تأثري ذيونيسوس ،كام هو الحال يف الباخوسيّات ،ولكن ليس من خالل النبيذ أو الكلامت ،ولكن من خالل نبيذ أجسامهم ،من خالل دمهم .بدوران دمهم بهذه الطريقة دخلوا مهمً ج ّدا ً رس كان ّ إىل غرفة العمليّات ،وأجريت العمليّة بدون مخدّر ،سوى عشبة مخدِّرة بسيطة .هذا ال ّ بالنسبة يل.1 Reise mit Dionysos. Das Theater des Theodoros Terzopoulos, ed. Frank M. Raddatz, 1 Berlin: Theater der Zeit 2006, p. 13 et seq.
8
يتعي عىل املمثلّني أن يضعوا نفسهم يف حالة من النشوة -متاماً كام أولئك املرىض -وهي ّ حالة مييّزها تريزوبولوس بشكل أسايس عن حالة الغيبوبة« .للوصول إىل حالة النشوة هذه ،يجب عىل الجسم أن يعي األقدام .يف الغيبوبة ليس لديك وعي بقدميك» .22يف النشوة ،وعرب النشوة ،يقرتب املمثّل من ذيونيسوس -ويجد نفسه أيضاً تلميذه يف هذا الصدد. ذيونيسوس هو إله التح ّول الالنها ّيئ .يظهر كرجل وامرأة ،كإله ووحش -أسد أو ثعبان أو ثور ،يتخطّى باستمرار الحدود بني الجنون والعقل والنظام والفوىض ،األنا والالأنا .هو إله التحرير كل الحدود .يف هذا الصدد ،أيضاً ،يجب أن يتبعه املمثّل. الذي يذيب ّ عتب تجا ُو ُز الحدود يعني تجاوز الح ّد األقىص حتّى -ذلك الذي يفصل الحياة عن املوت .يُ َ رس هذه العبادة كان االعتقاد بأ ّن التم ّزق يليه ترميم كامل ذيونيسوس أيضاً إله عبادة غامضةّ . يل ،لك ّنه يضمن رفاهية ُمريديه الذين وإحياء بالفعل .قد ال يكون ذيونيسوس حاكامً للعامل السف ّ يسكنون هناك .إنّه يح ّررهم يف مواجهة املوت -وهي إحدى الحاالت التي يظهر فيها ذيونيسوس رسيّة ،والذي كمح ِّرر .هنا ،يحدث ذلك من خالل النبيذ ،الذي يت ّم االستمتاع به بوفرة يف العبادة ال ّ يل مثبَت يف كثري من يل .إرتباط ذيونيسوس الوثيق بالعامل السف ّ يشكّل منوذجاً مسبقاً عن العامل السف ّ النصوص .يف املقطع ،DK 22 [12] B 15يقول هرياقليطس: فإنّه لو مل يكن قيامهم مبوكب وغناؤهم ترنيمة قضيبيّة مخزية من أجل ذيونيسوس ،لكان سلوكهم قد ّ دل عىل عدم حيائهم .لكن اإلله هاذيس هو نفسه ذيونيسوس الذي يُصابون 33 بالجنون والهذيان عىل رشفه! ال يقتبس تريزوبولوس هذا املقطع فقط (أنظر أدناه) ،بل يشري تحديدا ً إىل مرسحه عىل أنه مرسح «يت ّم عرضه يف مرحلة ما قبل املوت ،يف حجرة انتظار هاذيس ... .يخلق مرسحي أبعادا ً لهذا املسار [حياتنا كطريق إىل هاذيس] ،لحجرة انتظار املوت هذه ،ملا قبل املوت».4 مرسح تريزوبولوس بهذا املعنى األعمق يجب أن يُف َهم فعالً عىل أنّه مرسح لذيونيسوس ،باعتباره 2م .ن .ص158 .
Herakleitos von Ephesos. Greek and German, ed. by Hermann Diels, 2nd edition. Berlin: 3 Weidmannsche Buchhandlung 1909, Fragment 15, p. 21. Reise mit Dionysos, p. 160. 4
9
مخصصاً لإلله. مرسحاً ّ لكن ذيونيسوس ليس إلهاً يونانيّاً فقط .يف سوريا ،كان يُك َّرم باسم أدونيس ،يف مرص باسم أوزيريس ،يف فريجيا باسم آتيس .تفرتض رواية أخرى أنّه جاء إىل اليونان من الهند .عالوة عىل ذلك ،ميكنك العثور عىل آلهة تشبه ذيونيسوس يف الثقافات األخرى Wole Soyinka .ساواه مع أُغون إله اليوروبا ،و تريزوبولوس نفسه يشري إىل ،Yurupariإله ثقافة ما قبل كولومبوس يف أمريكا الالتينيّة .عىل هذا النحو ميكنك أن ترى ذيونيسوس نوعاً ما كإله العوملة.5 يف مرسح تريزوبولوس ،يسمح جسد املمثل لرحلة ذيونيسوس عرب الثقافات املختلفة بأن َمي .طبعاً إ ّن مقال مارسيل تتحقّق ،إذ يتم ّزق ويعاد تجميعه .يرى تريزوبولوس أ ّن هذا األمر عال ّ ماوس الرائد «تقنيّات الجسد» مه ّم هنا .6يف هذا املقال يناقش ماوس فكرة عدم وجود تقنيّات جسديّة طبيعيّة ،بل هناك فقط تلك التي يت ّم تحديدها ثقافيّاً .إ ّن بنية جسم اإلنسان متكّننا جميعاً من امليش والركض والرقص والسباحة واإلمياء وما إىل ذلك؛ لك ّن الطريقة التي يت ّم بها ذلك تحدّدها الثقافة وبالتايل فهي تبدو مختلفة من ثقافة إىل أخرى -ويف بعض األحيان تكون االختالفات جوهريّة. معي من األداء قابل للتغيري -ميكن إدخال تقنيّات جديدة أو ولك ّن هذا يعني أيضاً أ ّن أي نوع ّ اعتامدها ويف غضون جيل أو جيلني تَستَ ِبدل متاماً ما كان معتادا ً يف السابق. كل ثقافة ميكن محوها واستبدالها بأخرى ،األمر الذي يفتح إ ّن تقنيات الجسم التي تحدّدها ّ املجال لبلوغ أبعاد للجسم غري معروفة بعد .هذا هو السبب يف أ ّن تريزوبولوس يعترب التامرين كل ثقافة -وهي قناعة عززها عملُه مع ممثلني من مجموعة ثقافات التي ط ّورها قابلة للتحويل إىل ّ عاملي أيضاً ،إذ ميكن العثور يف الثقافات املختلفة عىل يفس فهم جسم اإلنسان كيشء كبرية .هذا ّ ّ وضعيّات معيّنة تهدف إىل إنتاج الطاقة بطريقة معيّنة .عندما واجه االتّهام بأ ّن ثني الركب يف إخراجه ملرسحيّة الباخوسيّات هو حركة «يابانيّة» ،أشار تريزوبولوس إىل الطقوس يف حرم أسكليبيوس املوصوفة يف الكتاب املذكور أعاله ،حيث تَرِد رصاح ًة وضعيّة ثني الركب .ميكن 5أنظر Erika Fischer-Lichte: Dionysus Resurrected. Performances of Euripides’ “The Bacchae” in a Globalizing World, Oxford: Wiley-Blackwell 2014. Marcel Mauss: “The techniques of the body”, presented to the Société de Psychologie 6 on 17 May 1934, first published in the Journal de Psychologie Normale et Pathologique, Vol. 32, Issue 3 – 4, 1935, p. 271 – 293.
10
فهم هذه الوضعيّة عىل أنّها يونانيّة أو يابانيّة أو من الحقبة السابقة لكولومبوس ،عىل السواء .وميكن أي ثقافة إذا نجح املمثلّون يف محو تقنيّات امليش والوقوف التي مارسوها سابقاً. مبدئيّاً تعلّمها يف ّ أي ثقافة إذا ت ّم تحديد وبالتايل فهي ال متثّل تقنيّات الجسم شبه الطبيعيّة ،ولكن ميكن تطويرها يف ّ األولويّات واألهداف الصحيحة .ال يجب أن يُساء تفسري «الجسم البديئ» املز َمع اكتشافه أو الكشف «طبيعي» .وبدالً من ذلك ،فإ ّن الهدف هو إلغاء الفصل الديكاريتّ بني الجسد عنه عىل أنّه جسم ّ والعقل والهيمنة املرتبطة بالعقل وقمعه للجسد ،بحيث ميكن للممثّل أن يظهر كعقل وجسد يف آن. ويهدف هذا إىل إتاحة الوصول إىل الذكريات املدفونة عميقاً يف الجسم بعد أن كان ذلك متع ّذرا ً يف النفيس؛ يتعلّق األمر أكرث بالتحليل الفيزيايئ -أي السابق .لكن ال يجب فهم هذا مبعنى التحليل ّ «مت ّزق» الجسم واستعادة وحدته .يف هذا الصدد أيضاً ،يثبت ذيونيسوس أنّه إله متنقّل ،إله حارض أي ثقافة. يف ّ كل مكان ،إله قادر أن يُلهِم املحاكاة يف ّ ذيونييس بهذا املعنى. يف هذا الكتاب يع ّرف تريزوبولوس مرسحه ويصفه بأنّه مرسح ّ بالكاد يناقش إنتاجاته السابقة ،عىل الرغم من أنّه يذكر يف بعض األحيان مرسحيّة الباخوسيّات ( .)1986وبدالً من ذلك ،تركّز مالحظاته عىل ُ األسس التي يقوم عليها ف ّن التمثيل الجديد هذا، كل منها بدوره والرتكيز وبالتايل مرسحه ،واملبادئ األساسيّة التي تو ّجه هذه العمليّات .يت ّم تناول ّ كل هذه األساسيّات واملبادئ تشري إىل كل فصل عنوانه .ولكن مبا أ ّن ّ عىل الجانب الذي يعطي َّ كل جانب يُناقَش دامئاً يف عالقة متبادلة مع أي منها يف عزلة تا ّمة ،فإ ّن ّ بعضها البعض وال يعمل ّ الجوانب األخرى. تخصيص الفصل األ ّول للجسم له أه ّميّة منهجيّة .أل ّن الجسم رشط ال ب ّد منه للتمثيل .ميكن أن يظهر املمثّل فقط كجسد .هذه هي املادة الذيونيسيّة املعطاة للممثّل ،والتي يت ّم من خاللها تجربة وتطوير تقنيّات الجسم الجديدة ويف نفس الوقت استكشاف «الطبيعة اإلنسانيّة والعامل» 77باملعنى الواسع وليس فقط ف ّن املرسح .مبعنى آخر ،نحن نتعامل مع الوجود املزدوج للبرشيّة الذي يتحدّث عنه الفيلسوف هيلموث بليسرن :كبرش نحن الجسم ،الجسم-املوضوع .يف الوقت نفسه ،لدينا جسم ميكننا استخدامه ك َزميل ،كأداة أو كعالمة .نحن البرش نتميّز بازدواجيّة كوننا جسامً وامتالكنا جسامً. 7الفصل األ ّول ص 19
11
الحي ،كام يك ّرر تريزوبولوس بهذا املعنى ،ميكنك اعتبار الفصل األ ّول للجسم-الكيان ،الكائن ّ مخصصة لتطوير تقنيّات محدّدة للجسم -وبهذا املعنى ،للجسم -امل ُلكيّة ،تُ كِّن مؤكّدا ً .األقسام التالية ّ النص هو هيكل معقّد ،حيث ترجع جميع جوانبه باستمرار الجسم من التعبري عن نفسه .إذن هذا ّ إىل مر ّد واحد :إ ّن الجسم كحقيقة عامليّة يجب التنقيب عنها وإعادة اكتشافها بني طبقات أكرث الوسائل تن ّوعاً واملحدَّدة ثقافيّاً ،طبقات الجسم-امل ُلكيّة ،طبقات تقنيّات الجسم .تتمثّل مه ّمة املمثّلني ونتائج عملهم عىل نفسهم يف جعل مظهر الجسم-الكيان «نقيّاً» ،ليس عىل األغلب عرب تقنيّات معيّنة للجسم ،وإنّ ا عرب دفع الجسد-امللكيّة إىل الخَلفيّة .أو بعبارة أخرى :تحويل الجسد-امللكيّة إىل الجسد-الكيان وبالتايل القضاء عىل التباين بينهام. فرعي .بعد كل فصل من الكتاب مبقطع أو جزء من هرياقليطس كعنوان يُخ ََّصص ّ ّ يحتل الفيلسوف هرياقليطس (نحو 520ق .م .إىل 460ق .م ).مكانة الرمز الثاين يف ذيونيسوسّ ، مرسح تريزوبولوس .مل يُحفَظ عمله بشكل كامل وغالباً ما تُعتَ َب األجزاء التي ت ّم الحصول عليها األبدي واالنحالل ،م ّرة تلو األخرى، األسايس للنم ّو أي حال ،تستند إىل املفهوم ّ «مظلمة» .عىل ّ ّ عب عنه بشكل فاقع يف الجزء :DK 22 [12] B 12 إىل مفهوم التح ّول املتواصل ،وهو أمر يُ َّ نفس األن ُهر ،تسيل دامئاً مياه مختلفة» .باإلضافة إىل ذلك ،فإ ّن «عىل أجسامِ أولئك الذين يدخلون َ خاص ،ويقوم عليها عىل سبيل املثال الجزء DK مفهوم ات ّحاد األضداد هو سمة مميّزة بشكل ّ 22 ]12[ B 84 aالذي يتكلّم عىل النار الساموية« :بعد أن يتبدّل يستكني» ،أو الجزء DK 22 يجف ،وما هو ّ جاف يرطُب». « :12[ B 126ما هو بارد يسخن وما هو حا ّر يربد .ما هو رطب ّ يف سياق هذا الكتاب ،ميكن فهم األجزاء املختارة كعناوين ثانويّة عىل أنّها األفق الذي يجب أن يوضع الفصل يف إطاره ،وليس كتفسري للناحية التي يركّز عليها .عنوان الفصل األ ّول الفرعي اقتباس من الجزء املذكور أعاله « :DK 22 [12] B 15هاذيس هو نفسه ذيونيسوس». ّ إ ّن ذيونيسوس إله العبادة الرسيّة هو الذي يذكّرنا بأ ّن الجسد ،الذي نساويه بالحياة ،كان ميوت منذ البداية .الحياة واملوت ،شكْال الجسم ،يتّحدان يف ذيونيسوس ،متاماً مثل «العشق واملوت» .هكذا تصبح التناقضات واحدة. ذيونييس .يحدث يف بهو هاذيس ،يف ما قبل بهذا املعنى أيضاً ،مرسح تريزوبولوس ّ حي ،فهو يصبح قادرا ً عىل املوت .يف اللحظة التي ينجح فيها املمثّل يف إظهار الجسد ككائن ّ 12
اخرتاق مشاهد الذكريات املدفونة عميقا ويف نفس الوقت عىل تحويلها إىل مشاهد مستقبليّة أي شخص وعرضها يف الحارض .يف الجسم ،يتّحد املايض واملستقبل بالحارض ،والحياة باملوتّ . واقعي ير ّوج ملثل هذا املرسح ويسعى إىل إدراكه بالكاد سيكون يتعامل مع مرسح مج َّهز بشكل ّ وشخصيّات متحفّزة نفسيّاً .يبدو هذا وكأنّه مرسح من ماض بعيد -من القرنني الثامن عرش والتاسع وخاصة مرسح القرن الحادي والعرشين ،مرسحا مختلفاً، عرش .يتطلّب مرسح أواخر القرن العرشين، ّ مرسحا يتَّبع مبادئ ذيونيسيّة. يقدّم تريزوبولوس أكرث من مج ّرد تعليقات عىل املبادئ العا ّمة التي يجب أن يتّبعها املرسح ٍ يف القرن الحادي والعرشين .ويذكر أيضاً متطلبات وطُرقاً ملموسة للغاية ينبغي أن يتحقّق بها أو الثانوي « َعرض الشمس بحجم رِجل اإلنسان» ()DK 22 [12] B 3 يف ظلّها .تحت العنوان ّ مخصصة للممثلّني إلجرائها يف ساعة يصف بالتفصيل أربعني «متريناً» -وهو عنوان الفصل- ّ دائري ،يف نفس الوقت وبنفس اإليقاع .ال يهدف هذا واحدة متهيدا ً لالستعداد أو العرض ،يف شكل ّ يتجل فقط إىل تعزيز إحساسهم بالعمل املشرتك ،ولكن أيضاً إىل تهيئة الظروف التي ميكن أن ّ الذيونييس .يت ّم استكامل تفاصيل وصف التامرين بتسجيالت الفيديو عىل Vimeo فيها املرسح ّ يل ).يقوم أحد ممثّيل الفرقة ،سابا سرتومبوس، (أنظر الرابط املوجود عىل غالف الكتاب الداخ ّ بعرض جميع هذه التامرين وتطبيقها ،ويظهرها بطريقة ملموسة للغاية حتّى يتمكّن الق ّراء من الحصول عىل صورة دقيقة ومشهودة. هنا ميكن فهم املرسح الذي يحتوي عىل املبادئ واألسس واملتطلّبات األساسيّة التي يتب ّناها تريزوبولوس ليس عىل أنّه مرسح ال يتحقّق ّإل يف املستقبل ،بل إ ّن تريزوبولوس قام بالفعل بتنفيذ مثل هذا املرسح بنفسه .ميكن اعتبار إخراج مرسحيّة الباخوسيّات بالتأكيد أ ّول إنتاج يسرتشد باملبادئ الرئيسيّة التي يتناولها هذا الكتاب .بينام كان تريزوبولوس يج ّرب بالفعل مبادئ منفردة يف مرسحيّة ،8)1981( Yermaفإ ّن التفاعل بني جميع املبادئ يبدو كامالً .وقد أزعج هذا األمر العديد من ال ُنقّاد اليونانيّني ،الذين كانوا يرغبون يف الثامنينيّات برؤية صورة محدّدة لليونان القدمية يف أداء مأساة يونانيّة ،ويف الوقت نفسه ،بهويّة ثقافيّة يونانيّة ظلّت دون تغيري منذ العصور القدمية. Helene Varopoulou in: Reise mit Dionysos, pp. 80 – 87. 8
13
يف رأيهم ،فإنّه مل يكن للموا ّد اليونانيّة التي وضعها تريزوبولوس لهذا االستخدام املحدَّد عالقة بذلك .إشتملت هذه املوا ّد عىل الركبة املنثنية ووضعيّة القرفصاء ،حيث كان املمثلّون ميشون يف دوائر (أنظر أعاله) ،أو رقصة منطقة البُنطُس» ،حيث ترفرف اليدان يف تحريك خفيف ،بينام تسري القدمان بثبات عىل االرض».9 يجب أيضاً ذكر العودة إىل طقوس «أناستيناريا» هنا .إنّها طقوس تكريم للقدّيس قسطنطني يف 21أيّار /مايو يف شامل رشق ثراقي« .إ ّن أعضاء املجموعة املقدَّسة ميشون حفاة يف الجبال ويستعدّون للجري عرب النار .بعد النزول ،يرقص «املمثّلون» الذين تط ّهروا عىل الفحم املحرتق القدّيس بيدهم ،دون أن يحرقوا أنفسهم».10إ ّن أشكال الحركة التي يت ّم الحصول عليها من هذه املوا ّد متكّن املمثّلني من أن يدخلوا يف حالة النشوة. يف حني ت ّم رفض هذا من قبل العديد من النقّاد اليونانيّني باعتباره «غري يونا ّين» أو «آسيويّاً» ،فإ ّن العديد من النقّاد يف دول أوروبيّة أخرى أدركوا يف الجولة الالحقة ملرسح «آتيس» والواقعي النفيس أنّهم أمام نشأة شكل جديد متاماً من املرسح ،مرسح ال عالقة له مبرسح األوهام ّ ّ السيايس التي نشأت يف أواخر الستينيّات ،وال بأشكال واملد ّين ،وال باألشكال الجديدة للمرسح ّ امي. املرسح التجريبي التي ت ّم تلخيصها يف ما بعد تحت مفهوم املرسح ما بعد الدر ّ ّ يف هذه األثناء ،ط ّور تريزوبولوس مرسحه بشكل أكرب ،ويف العمل مع ممثّلني من ثقافات أخرى أظهر كيف ميكن أن يكون جسم اإلنسان يف الواقع نوعا من العنارص العامليّة ،حتّى ولو كانت تقنيّات الجسم اليوميّة محدَّدة ثقافيّاً .قد يكون ذيونيسوس إلهاً يونانيّاً -لك ّنه أيضا إله تدّعيه لِنفسها ثقافاتٌ أخرى -مبس ّميات مختلفة (أنظر أعاله) .بل وأكرث من ذلك ،إنّه إله ألهم الف ّنانني خاص والفالسفة لقرون ،وليس آخرهم نيتشه .بسبب خصائصه املحدّدة ،يبدو هذا اإلله مناسباً بشكل ّ لدور «راعي» مرسح تريزوبولوس .وكونه إلهاً يتنقّل باستمرار ،فمن املؤكّد أن هناك احتامالً ما، كام يشري عنوان هذا الكتاب ،بأنّه قد عاد فعليّا لتب ّني مرسح القرن الحادي والعرشين. ومع ذلك ،يبدو أ ّن املؤلّف نفسه لديه بعض الشكوك حول هذا املوضوع .يف نهاية فصله Georgios Sampatakakis in: Reise mit Dionysos, p. 96. 9 Sampatakakis: ibid., P. 102, note 14. 10
14
منفي [ ]...لن يقول املرسح كلمته األخرية أبدا ً .هل عن املمثّل ،كتب» :ذيونيسوس غائب ،إنّه ّ سيعود ذيونيسوس؟» 11أو سيبقى هارباً ،إلهاً خفيّاً؟ من غري أن يظهر اإلله -الذي ،كام ميكننا أن ذيونييس نرى من مرسحيّة الباخوسيّات ،قد يتّضح أيضاً أنّه مد ِّمر للغاية -ال ميكن أبدا ً تحقيق مرسح ّ بالكامل .يستطيع جسم اإلنسان أن يقرتب من أن يكون ذيونيسيّاً إال أنّه لن يبدو أبدا ً ذيونيسيّاً بالكامل- إال إذا كان اإلله بالفعل قد عاد ليهب املمثل قواه .حتى يوم ظهوره ،ميكن اعتبار مرسح تريزوبولوس بالتأكيد أقرب ما لدينا إىل مرسح ذيونيسوس. النظري لجامليّات األداء .تعيش إريكا فيرش-ليخته ،باحثة يف املرسح األملا ّين ،تشتهر بتأسيسها ّ يف برلني.
11فصل املمثّل ص 62
15
16
عودة ذيونيسوس
ثيوذوروس تريزوبولوس
يعب دامئاً عن هاجسه :أ ّن املرسح تغي العامل ،وعىل املمثّل أن ين ّمي نقدا ً ب ّناء لألمور وأن ّ لقد ّ عم نعرفه حتّى اليوم وأنّه يجب أن ينمو يف وجهة أخرى .يجب أن نرى املرسح بشكل يختلف ّ أشمل من خالل ف ّن املمثّل .هذه درب املرسح يف القرن الحادي والعرشين ،القرن الذي وسمته الصدامي ضاعت، منفي ،فكرة اإلنسان عمليّات إعادة تحديد االت ّجاهات .ذيونيسوس غائب ،إنّه ّ ّ واختفت الطريق إىل االعتدال ،والتناغم ،وإيثايك .أتُرى سيُ َ عث عليها من جديد؟ لن يقول املرسح كلمته األخرية أبدا ً .هل سيعود ذيونيسوس؟
17
الجسم ὡυτὸς δὲ Ἀίδης καὶ Διόνυσος121
هاذيس هو نفسه ذيونيسوس
Herakl., DK 22 [12] B 15 1
املقتطفات من هرياقليطس بناء عىل النسخة املذكورة يف الحاشية 3أعاله. 18
املمثّل يف وسط املرسح ،أمامه إله املرسح املنتيش ،ذيونيسوس ،املولود من والدتني املعب عن ال َهويّات املتناقضة والسلِسة ،املرأة والرجل ،الغاضب والوديع ،اإلله لزفس وسيمييل، ّ والحيوان ،عىل الح ّد بني الجنون والعقل ،بني النظام والفوىض .جسمه ،مفتوحاً عىل مح ّفزات داخليّة وخارجيّة ،متح ّوالً باستمرار ،يتأرجح بني الحياة واملوت .جسد ذيونيسوس يتفكّك ليتحلّل، ليولَد من جديد .يف رحلة األسطورة ،يظهر ذيونيسوس كأدونيس يف سوريا وأوزيريس يف مرص وآتيس يف فريجية .هرياقليطس ،يف أحد مقتطفاته الغامضة مياهي هاذيس بذيونيسوس» :هو نفسه هاذيس وذيونيسوس». ُخصب املمث َّل إىل البحث عن الجسم البَ ْد ّيئ الكامن يف قعر بنيته ،الذي يدعو ذيونيسوس امل ِّ يكبته العقل ويُبْ ِعده .هذا الجسد ذو منابع الطاقة الجسديّة -النفسيّة الفريدة ،هو مادّة املمثّل ،وحدوده الطبيعي .يتشكّل باستمرار بتأثري الذكريات املحفورة يف بنيته. تتجاوز حدود الجسد ّ املمثّل مدع ّو أن يح ّرر أبعا َد ما ّدتِ ِه الداخليّ ِة املتعدّد َة وأن ين ّمي بشكل مثمر اإلحساس والغرائز والخيال و «فكرة النواة» .يقاو ُم الرنجسيّة ،التي تعطي صورة مش ّوهة لجسمه .يتجاو ُز ُ يوسع حدو َد قدرة تح ّمله النفسيّ َة والجسديّة .ين ّمي قدرة التجاوب مع حاجز التعب ويحاول أن ّ كل خوف ومن آالف الضوابط التي تفرضها مح ّفزات خارجيّة وداخليّة ،ويحاول أن يتخلّص من ّ الحياة. إ ّن التمرين صوتاً وجسدا ً يُبْ ِع ُد املمثّل عن حدود الوعي الخط ّّي للمكان والزمان .الزمان االجتامعي ،يتمدّد وينكمش ،يَبطؤ أو يتط ّور متوث ّباً ،يصمت ،يلقي بنفسه يفقد خطّيّة االصطالح ّ عىل املكان ويُن ِتج صدوعا يف صورة اإلنسان املتامسكة عن العامل. املمثّل يبحث يف موا ّد ال ت ُعنى فقط بف ّن املرسح ،بل بالطبيعة اإلنسانيّة والعامل عموماً. اإلبداعي ،من لحظة البحث وإىل كل املدى املطلوب باستمرار هو تحرير الطاقة السجينة يف ّ ّ املرسحيّة. اليومي إىل اإلتيان بنتائج أدائيّة ،تجرب الخيال عىل نظام ال يجب أن يهدف مترين املمثّل ّ مغلق من قوانني تقنيّة ال ت ُ ْنتَ َهك .إنّه يحفّز وظائف اليقظة وتك ّون جسد «الطاقة». خاصيّات الجسد الداخليّة املنشأ وهي يف الفيزياء املعارصة تشكّل الطاقة معيارا ً إلحدى ّ الحركة .الطاقة إذا ً هي الحركة ،تبدّل الجسد باستمرار يف املكان والزمان ،وهي أيضاً الحركة 19
الداخليّة ،التوازي يف الحركة -التفاعل .الطاقة ليست فكرة مج ّردة ،ال ت ُفرض عىل املمثّل من الخارج كأمر ،بل يت ّم استيعابها كعيش وذاكرة جسديّة .يُط َرح السؤال :كيف يصبح جسد املمثّل وعاء للامدّة التي يعمل بها؟ كيف ين ّمى الصوت والجسد؟
20
التنفُّس ψυχῆς ἐστι λόγος ἑωυτὸν αὔξων132
يف النفْس عقل ينمو وحده
DK 22 [12] B 115. 2
21
املثلثات
الرأس
رسة ال ّ
العجز األعضاء التناسلية الرشج الشبكة الحوضية
22
ُركبَتا املمثّل مرتخيتان ومنثنيتان قليالً ،وقدماه راسختان يف األرض .عرب ثني الركبتني الخفيف تت ّم تنمية االت ّحاد الف ّعال بني مركز الحوض ومركز القدم ،ويُخلَق ج ّو من الصحوة األُهْبة. وضعيّة الجسم بالركبتني املنثنيتني واإلحساس الشديد مبركز الحوض يشري إىل وضعيّة جسديّة وتختص مبحاربني ورياضيّني وراقصني وتشمل بدئيّة يصادفها املرء عند حضارات قدمية كثرية ّ البرشي إىل حدود قصوى .عرب الرتكيز وضبط التنفّس، كل حاالت األهبة وتفعيل الجسم عموماً ّ ّ الفقري -فقرة فقرة ،والحجاب الحاجز ومحاور الجسم. ين ّمي املمثّل اإلحساس باملثلَّث ،والعمود ّ املمثّل ،يف حالة جمود مف َّعل ،ميدّد نظره إىل األمام ويركّز عىل نقطة معيّنة .بحسب حركة الجسم أو أحد أعضائه ،ميكن أن تتنقّل نقطة الرتكيز يسارا ً -مييناً ،فوق -تحت ،ميكن أن تكون َجمعاً لنقطتني أو أكرث .عرب ضبط التنفّس والرتكيز يف نقطة معيّنة يتوقّف العقل عن التشتّت إىل أفكار ويوسع الهدوء الروحي الرؤية املحيطيّة ويفتح كثرية .تهدأ موجات أفكار الحياة اليوميّة تدريجيّاً، ّ إمكانيّات الرؤية الباطنيّة للمكان والزمان. التنفّس وظيفة حيويّة للجسم .عندما يبدأ املمثّل بالتحكّم بها ،يتعلّم أن يستنشق بإيقاعات كل استنشاق يُف ّعل ع موم منطقة الحجاب الحاجز من املستقيمة البطنيّة مختلفة يف أعامق رئتيه .عند ّ حتّى األعضاء التناسليّة واملنطقة ال َقطَنيّة .يف املنطقة ال َقطَنيّة يُ َخ ّز ُن دامئاً ك ٌّم من الهواء .عندما ينتهي الهواء ينهله املمثل من املنطقة ال َقطَنيّة. يف النشاطات والوضعيّات الجسديّة الصعبة يكون هناك حاجة إىل إيقاع تنفّس مختلف واستخدام مختلف أيضاً للحاجِب الحاجِز .عرب هذه العمليّة يكتسب املمثّل تدريجيّاً إحساساً باملركز كل األعضاء تصب يف ّ ّ الجسدي .نتكلّم هنا عىل الشبكة الحوضيّة التي تتك ّون من مجموعة أعصاب ّ الحيويّة يف املنطقة .الشبكة الحوضيّة تقع يف أسفل البطن ،تقريباً يف وسط الحوض. مترين التنفّس من منطقة الحجاب الحاجز يح ّرر ثالثة مثلّثات طاقة ،تتقاطع وتلتقي يف الشبكة الحوضيّة: الشج /األعضاء التناسليّة /ال َع ُجز. • ال َع ُجزَ / السة. السة /األعضاء التناسليّة َ / الشج ّ ُ / • ُّ الشج /األعضاء التناسليّة /الرأس. • الرأس َ / 23
بالتمرين تقوى منطقة الحوض ومتنح املمثل نقطة ارتكاز قوية تعطيه إمكانية أخذ إنتاج الصوت وعمليّ َة التنفّس .عرب اسرتخاء الحوض يجري الهواء وضعيات جسديّة صعبة وتدعم َ بال أي عائق يف كل الجسم إذ أن الحجاب الحاجز ينفتح ويعمل باتجاه كل أبعاده. اليومي يوسع قدرة التنفّس .إ ّن متدّد الرئتني يكشف يف الجسم مصادر إنتاج إ ّن التمرين ّ ويوسع مجال اإلمكانيّات الصوتيّة .يبدأ املمثّل بوعي مناطق ترديد الصوت يف الجسم .لهذه هواء ّ دورها يف تعزيز الصوت طبيعياً أثناء إنتاج الصوت .توجد يف الجسم مناطق كثرية لرتديد الصوت يتوقّف تفعيلها عىل درجة السيطرة التي ميارسها املمثل عىل جسده وتنفسه .مناطق ترديد الصوت الرئيسة هي منطقة الرأس والصدر واألنف والحنجرة والقَذال .كذلك فإ ّن وسط العمود الفقري وأسفله هام نقطتان لرتديد الصوت .إ ّن التمرين سيجعل املمثّل يدرك مع مرور الوقت أ ّن جسمه كلّه مردّد صوت ويتفاعل بشكل طبيعي بحسب املح ّفزات والدوافع. بأي نشاط بال حني يتحكّم املمثّل بوظيفة التنفّس ،عندئذ يرصف الجسم الطاقة الكافية للقيام ّ يل ال طائل فيه .باالنتظام يف التمرين يت ّم اكتساب اإلحساس باالرتخاء أثناء الجهد قلق أو تش ّنج عض ّ تتوسع يف نفس الوقت حدود تحمله الجسدي والنفيس يك يستمر البحث بال عوائق. وبالعكس ،بينام ّ ينكرس حاجز التعب ،يسكن دفاع العقل ومخاوفه ،وتتح ّرر باطّراد أبعاد خيال الجسد الكثرية وغري املعتادة. كل التامرين إىل تعزيز القدرات الجسديّة والروحيّة ،من غري أن تخضع عمليّة تهدف ّ التنفّس يف نفس الوقت لضبط تا ّم بحيث تتح ّول إىل عمليّة ذهنيّة تأرس إبداع املمثّل بدل أن تح ّرره. االنفصام الديكاريتّ بني العقل والجسد والذي مييّز العامل الغر ّيب ينكفئ تدريجيّاً ،فيصبح الجسد كلّه عيون ،يفكّر ويشعر ويستشعر ،مستوعباً وظائف كثرية من وظائف العقل. كلمة إلهام يف اللغة اليونانية ترتبط بح ّريّة حركة الهواء يف الجسم ،وهو ما يحيلنا إىل أه ّميّة التحكّم بالتنفّس .وكذلك كلمة نَفْس( )ψυχήالتي ت ُشتَ ّق باليونانيّة من التنفّس (=ψυχείν .)αναπνέω
24
الطاقة ἀλλ’ ἦν ἀεὶ καὶ ἔστιν καὶ ἔσται πῦρ ἀείζων143
كان وهو كائن وسيكون أبداً ناراً ح ّية
DK 22 [12] B 30. 3
25
أنطلق يف عميل من أ ّن الجسم يتألّف من سبع مناطق طاقة ومن أنّه يجب توحيدها يك يعمل الجسم ككيان واحد (الجسم ،الغريزة ،الخيال ،العقل) .فكرة مناطق الطاقة يف الجسم تذكّر مبامرسات اليوغا والفنون القتاليّة .لكن يف عميل تنبع من دراسة سلوك الجسم عرب املادّة الذيونيسيّة. الشج -قاعدة العمود الفقري (ال َع ُجز) .مترين منطقة املثلّث عموماً له دور حاسم املنطقة األوىل َ يف وضعيّة الجسم الصحيحة .التوازن يف جسم اإلنسان مرتبط دامئاً بالجاذبيّة ،أ ّما موقع الجسم يف كل املواقع املحتملة .إذا كانت وضعيّة الجسم كل القوى الرضوريّة للتوازن يف ّ مركز الثقل فيحدّد ّ خطأ ،فالنتيجة ستكون املبالغة يف استعامل العضالت وتالياً هدر الطاقة .من الواضح أنه عندما وطبيعي .الهيكل العظمي العظمي يف وضعيّة صحيحة يعمل كل الجسم بشكل منتظم يكون الهيكل ّ ّ يتغي يل ويوفّر الطاقة .والحوض بدوره يدعم ويق ّوم البدن .عندما ّ املستقيم جيّدا ً يخفّف النشاط العض ّ كل الجسم حتّى الرأس. الفقري األمر الذي يؤثر يف توازن ّ تتغي استقامة العمود ّ موقع الحوض ّ وبالتايل ،فإ ّن توازن القسم األعىل من الجسم يتطلّب إحساساً صحيحاً مبوقع الحوض .تحرير منطقة املثلث الذي يحتوي مناطق الطاقة األساسية الثالث (العجز مع الرشج ،األعضاء التناسلية ،أسفل رسة) مه ّم ج ّدا ً ألنه يرتبط بإعتاق الطاقة الحيوانيّة. املستقيمة البطنية أو أسفل الحجاب الحاجز مع ال ّ وخاصة يف التقاليد األفريقيّة-الكارايبيّة والهنديّة يعتقدون بوجود أحد يف تقاليد قدمية كثرية ّ الفقري يرمز إىل جسم الذاكرة القديم الذي يختبئ داخل جسم الزواحف نامئاً يف أسفل العمود ّ اإلنسان ويجب إيقاظه. املنطقة الثانية األعضاء التناسلية .وعي منطقة األعضاء التناسليّة يساعد املمثّل عىل أن يستوعب أ ّن جسمه مجرى طاقة مفتوح .تدريجيّاً ،تزول املوانع املتعلقة بالذكورة واألنوثة ،ك ُعق َِد الذنب والخوف الذي ينجم عنها .الجسم املتح ّرر من الخوف يصبح أنبوباً مفتوحاً للطاقة ،ينتج ذبذبات ويك ّون رموزا ً ويضطرب ويرقص رقصة األضداد. رسة) .املنطقة الثالثة تلعب دورا ً املنطقة الثالثة أسفل املستقيمة البطنية (أسفل الحجاب الحاجز -ال ّ مهمً يف دعم مركز الثقل .تقوية املنطقة متنح املمثّل القدرة عىل أن يط ّور وضعيّات جسديّة صعبة ّ يل يف الوضعيّات الصعبة يسمح لهواء وغري معتادة بثقة وثبات بال قلق أو تخ ّوف .االسرتخاء الداخ ّ كل الجسم .وهذا بدوره مينح الطاقة الرضوريّة إلخراج الصوت التنفّس أن يجري بسالسة يف ّ 26
وتطوير وضعيّة جسديّة تالية .تس ّمى املنطقة رمزيّاً بأسفل «الحجاب الحاجز» .عندما يتنفّس املمثّل عميقا يف منطقة الحجاب الحاجز يكتسب اإلحساس بتح ّرك املستقيمة البطنيّة حتّى األعضاء التناسليّة ،وهي حركة تحصل تلقائيّاً مع نزول الهواء إىل أسفل الرئتني. رسة -أعىل املستقيمة البطنيّة (الشبكة الشمسيّة -أعىل الحجاب الحاجز) .املنطقة املنطقة الرابعة ال ّ كل طبقات الجسم، الرابعة هي معرب الهواء املتنشَّ ق الذي يتح ّرك نحو األعضاء التناسليّة ،قاطعا ّ مسبّبا ذبذبات غري معتادة .خالل االستعداد يحتاج املمثّل أن يكتسب اإلحساس باملنطقة وأن يعمل يف الوقت نفسه عىل اسرتخائها وتقويتها .الهدف هو أن ينفتح هذا املعرب وأن تتف ّعل عضالت هذه الخاصة عىل مستوى التنفّس والصوت. املنطقة ،بحيث تؤازر الوضعيّات الجسديّة ذات املتطلّبات ّ املنطقة الخامسة الصدر .ظلّت منطقة الصدر لعقود أحد أبرز وسائل التعبري يف املرسح امل َ َد ّين. كان املمثلّون يف عصور سابقة يربزون صدورهم تعبريا ً عن «شغف» الشخصيّات التي يتقمصونها وعن «البطولة» .ويف املرسح املعارص ،حيث أ ّن الكثري من املمثّلني مل ين ّموا التنفّس من الحجاب الحاجز ،فإنّهم يتنفّسون من الصدر ،عالياً .هذه العملية تح ّد من حركيّة استعامل الهواء املتنشَّ ق. توس َع الرئتني واألوتار الصوتيّة وتقلّصها أثناء هذه املنطقة ليست قويّة عضليّاً حتّى تؤازِر ُّ مم يؤدّي إىل التسبّب بضغط عىل األوتار الصوتيّة ،وهدر طاقة بال جدوى ،وإرهاق املرسحيّةّ ، عاطفي كل الجسم .يف الوقت نفسه ،فإ ّن الضغط الذي ُيا َرس عىل الصدر إلنتاج شَ حن يل يف ّ عض ّ ّ الطبيعي للتأث ّر ،كيفام وحينام يكون هذا ال يؤدّي سوى إىل خنق عامل املمثّل النفيس وإعاقة التط ّور ّ رضوريّاً يف العمليّة اإلبداعيّة .عالوة عىل ذلك ،يف الصدر يتكدّس قلق وطاقة عصبيّة تسبّب مشاكل يف الحياة اليوميّة .عىل املمثّل أن يعمل بانتظام لرتخية املنطقة ،يك تكتسب الرئتان مرونتهام وحركيّتهام الطبيعيّتني .التنفّس العميق من الحجاب الحاجز يصبح ممكناً تدريجيّاً ،األمر الذي يح ّرر مصادر الصوت يف الصدر ،والبطن والجانبني .ستزداد إمكانيّة الرتكيز حدّة ،بينام يخفّف االسرتخاء ،مبوازاة عمليّة التنفّس الصحيح ،تدريجيّاً من تكدّس القلق والطاقة العصبيّة. وفيام يدرك املمثّل املنطقة الرابعة والخامسة يبدأ بوعي جسده كأنبوب للطاقة فين ّمي اإلحساس املزدوج بالتفعيل واالسرتخاء. املنطقة السادسة الوجه .التمرين الذي يت ّم للوجه ،أيضاً مزدوج :املمثّل يرخي عضالت وجهه، 27
بهدف إفراغها من توتّرات الحياة اليوميّة ،ويف ّعلها يك تنفرج وتنقبض مع ما يتطلّبه الدور .عضالت الوجه تنفرج بسبب هواء الشهيق والطاقة التي تنبعث من الحجاب الحاجز واملثلّث .تفعيل الوجه إبداعي ملادّته. الكل بجسمه كمطرح تعبري وعرض خطوة مه ّمة للممثّل يف سبيل اإلحساس ّ ّ ّ املنطقة السابعة القرشة امل ّخيّة .قرشة امل ّخ هي املكان الذي تقطن فيه معلومات مفيدة وأخرى عدمية الفائدة ،والخوف ،و ُعقَد الذنب التي تزرع اله ّوة بني الجسم والروح .تضع عوائق دامئاً أمام والدة االندفاعات الجسديّة ،وانعتاق املشاعر والغرائز والخيال .عرب تقنيّة الرتكيز والتحكُّم بالتنفّس، كل حني .ال يعود العقل حيث يتّحد العقل والجسم بفعاليّة ،يتم ّرن املمثّل عىل أن يكون حارضا ً يف ّ الطبيعي للممثّل. ذلك املفتّش الذي يقمع االندفاعات بل يصبح رشيكاً وصديقاً ،مع ّززا ً التحكّم ّ
28
التفكيك το μεταβάλλον αναπαύεται154
بعد أن يتبدّ ل يستكني
DK 22 [12] B 84. 4
29
ُولِدَت فكرة التفكيك ،وكذلك مراحل تط ّورها ،أثناء التحضريات ملرسحيّة الباخوسيّات إلفريبيذيس ،املرسحيّة األوىل ملرسح آتيس .هذه املرسحيّة شكّلت األرض الخصبة إلنشاء نظام طُبِّق بشكل عابر للثقافات يف أماكن عدّة ومبشاركة ممثلّني من تقاليد ثقافيّة مختلفة. بداعي مرسحيّة الباخوسيّات ،بدأت مع مجموع ِتي من املمثلّني من شامل اليونان بالبحث عن مخلَّفات الوقائع الذيونيسيّة ،ساعياً بإرصار إىل مصادر الطاقة الجسديّة الخفيّة .كان بحثاً شاقّاً ومثريا ً .إكتشفنا يف جسمنا مصادر إنتاج صوت منسيّة وحاولنا أن نقع عرب البحث عىل آثار ذاكرتنا العميقة أيضاً. ك ّنا نرتجل ساعات ال تنتهي ،محاولني أن نف ّعل جسمنا بكلّيّته ،راغبني يف أن نتع ّرف تقليده ولولبي ،محاولني أن نعيد رس ّي ،راقصني م ّرات كثرية بشكل غري منتظم ،ومضطرب املظلم وال ّ ّ موسعني حدود جسمنا ،الذي ال يعرف أن ينضج .ك ّنا رؤية العامل ،تاركني عيون جسمنا مفتوحةّ ، لكل املح ّفزات ،لالرتجال بال توقّف واملحافظة نفهم أ ّن الجسم يجب أن يكون جاهزا ً للتبدّل ،مع َّرضا ّ عىل عالقة عشق مع التقليد .أن يحاول أن يجمع األضداد وأن يرقص رقصة صدام األضداد ِ مطرح تبدّل موا ّد خام .ك ّنا قنوات طاق ٍة مفتوحة، املجنونة .إنّه مذهل أن ترى حدو َد جسمك نفّاذة، َ كل م ّرة أن يولَد .ك ّنا نتقدّم مؤمنني بأ ّن جسمنا ال يجب أن ينضج ،وكأنّه مل يولد ق ّط وكأنّه يحاول ّ ُخرج إىل نحاول أن نح ّرض عىل ثورة قوى باطنيّة ،لِنهدم الجدران التي ت ُبقينا غرقى ذواتنا؛ أن ن َ السطح صورا ً من مجال الالوعي ،ونحلّق خارج حدودنا املعروفة .أدركنا أ ّن من واجبنا أن نو ّرط الناس ونجعلهم رشكاءنا يف السفر الكبري إىل بلد الذاكرة ،تلك التي ت ُخفي الجسم األ ّو ّيل واللغة األوىل .وسيلة هذا السفر هي «مترين التفكيك» الذي ُولِد ونشأ يف االستعدادات ملرسحيّة الباخوسيّات. مترين تفكيك املثلّث يشكّل الحجر األساس يف طريقة عميل ،ألنّه يخلق فكرة املجموعة. حيادي .يحافظون عىل طبيعي، جامعي ،يف حلقة .مسريهم يسري املمثلّون ملدّة ساعة ،يف إيقاع ّ ّ ّ اإلحساس باملثلّث مف ّعلني التنفّس عرب الحجاب الحاجز ،ساندين العمود الفقري ،بدون توتّرات عقيمة .الجسم مرت ٍخ قدر اإلمكان .املِرفقان منثنيان والركبتان كذلك ،حتّى يكون هناك إحساس كامل تتغي وضعيّة اليدين .ترتفعان إىل مستوى الكتفني وهام منثنيتان ،بحيث تبدو بالجسم .تدريجيّاً ّ زواياهام ،وث ّم أعىل من الرأس .املعصامن والكفّان مرتخيان .الخطو يف البداية بطيء ث ّم يرسع 30
كل خطوة يرتكّز أخمص القدم يف األرض. تدريجيّا بال عجلة .عند ّ البرشي. كل الجسم أهميّة احتكاك القدم باألرض كبرية ،أل ّن القدم صورة مصغرة عن ّ ّ كل خطوة الخاص اللذَين ينجامن عن ّ يف القدم ٧٢٠٠نهاية عصبيّة ،وبالتايل فإ ّن الضغط والتمسيد ّ العصبي ،إضافة إىل سيالن الدم. مم يحفّز الجهاز يُن ِتجان مح ّفزا ً استجابيّاً ّ لكل من أعضاء الجسمّ ، ّ أثناء الدورة القلبيّة ،يحتاج الدم إىل دفع عندما يصعد مجدّدا ً من الرجلني إىل القلب .لهذه الغاية، ميلك الجسم آليّتني مناسبتني .اآلليّة األوىل هي الشبكة الوريديّة يف القدم :بسبب الضغط الذي تتلقّاه كل خطوة من وزن الجسم ،فإنّها تعمل «كاإلسفنجة» التي يُضغَط عليها وتدفع الدم إىل القدم عند ّ رسع هذه سيال َن الدم وترفع الحرارة .بعد ذلك ،تستلم فوق .يبلغ الدم إىل أطراف األعصاب ،فت ّ الدفّة اآلليّة الثانية ،وهي مضخّة الظُنبوب العضليّة التي تعمل بنفس الطريقة عندما تتقلّص .هذه اآلليّة تتف ّعل عرب امليش واألوعية الدمويّة يف األطراف السفىل كأنابيب تنقل الدم من الرجلني إىل القلب. خالل التمرين ،يتسارع إيقاع املجموعة .مييش املمثّلون برسعة متد ّرجة .أشارك أحياناً كثرية يف هذه العمليّة يك أساعد عىل حفظ اإليقاع .ترسيخ القدم يف األرض يستم ّر طوال امليش. الفقري والرأس يبقيان مسرتخيني .تدريجيّاً مييل الجسم إىل االنحناء .تحفيز سيالن الدم يرفع العمود ّ حرارة الجسم ويسبّب التع ّرق. مترين القدم ،والذبذبات التي يسبّبها ،وارتفاع الحرارة جميعها معاً تنشّ ط الجسم وتهدّئ يوسع حدود دفق األفكار .التوت ّر املتزايد الناتج عن تسارع اإليقاع الجامعي واإلحساس بالتعب ّ ّ يل الذي يسمح للجسم رغم ازدياد التح ّمل النفسيّة والجسديّة .مه ّم ج ّدا ً املحافظة عىل االسرتخاء الداخ ّ التوت ّر بأن يرصف الطاقة العضليّة املطلوبة ويبقى منفتحا لتقبّل املح ّفزات الداخليّة والخارجيّة. الطبيعي مف َّعل. الجامعي يفقد املمثّلون ا إلحساس باملكان قليالً ،إنّ ا التحكّم يف أوج ازدياد اإليقاع ّ ّ يف ما بعد ،وبانتباه شديد ،يستلقون عىل األرض ،عىل ظهورهم .يحافظون لوقت قليل عىل الطبيعي ويدفعون الهواء إىل عمق الرئتني يك يتف ّعل الحجاب الحاجز والكليتان واملستقيمة لُهاثهم ّ البطنيّة .عندما يسود االسرتخاء ،يتحكّم املمثّلون من جديد بالدورة التنفّسيّة .يثنون الركبتني الفقري والظهر بشكل مالصق لألرض ،لكن هذه امل ّرة يزفرون بشكل متقطّع ويضعون العمود ّ الفظني املقطع الصويتّ «ها» عرب عدد من النبضات التي يسبّبونها يف الحجاب الحاجز .من امله ّم 31
اإلحساس بعدم العجلة يف إخراج هذا املقطع الصويتّ من الحجاب الحاجز ،بحيث ال يت ّم الضغط مطلقاً عىل الحنجرة ومنطقة الصدر .عندما يعي املمثّلون شكل الزفري الجديد يتنفّسون بنفس الطريقة .التنفّس املتقطّع من الحجاب الحاجز يتواصل بوترية متسارعة بحيث «يتداخل» الشهيق بالزفري وتت ّم عمليّة التنفّس برسعة وبال ضغط عرب األنف والفم مبسافات وإيقاعات غري منتظمة، وتلي الحجاب الحاجز. بشكل يذكّر بتنفّس الكلب عندما يلهث .طريقة التنفّس هذه تق ّوي ِّ الفقري واملثلّث ،وهيمناطق يسبّب لها بعد ذلك يركّز املمثّلون إحساسهم عىل العمود ّ هواء التنفّس املتقطّع الناجم من نبضات الحجاب الحاجز ذبذبات كثرية صغرية .يتقبّل املثلّث هذه الذبذبات ،يراكم الطاقة التي تبثّها بحيث يتح ّول من ُمقتَبِل لها إىل ِ مرسل لها .من اآلن وصاعدا ً يرتبط إيقاع الشهيق والزفري املتقطّ َعني بحركات نبض املثلّث املتك ّررة من األمام إىل الخلف، والذي يبدأ بالتح ّرك باستقالل ،إىل حني اسرتخاء الخرزات السفىل بالكلّيّة .يعيش املمثّلون منطقة أسايس لطاقة الجسم. الحوض هذه عىل أنّها مرشد ومصدر ّ يل .وأثناء عرب تفعيل املثلّث ،الذي متت ّد ذبذباته إىل ّ كل الجسم ينمو اإلحساس بالهدوء الداخ ّ يغيون مع الوقت وضعيّة الجسم ،ويكتشفون ويعون اعتياد املمثّلني هذه العمليّة املذكورة أعالهّ ، عمل نقاط مختلفة أثناء االنتقال من وضعيّة إىل أخرى. تط ّور الحركة من النقطة أ إىل النقطة ب ينقسم باستمرار إىل أبعاد كثرية صغرية تولّد ليوسعوا سلوك جسمهم فيها .ببطء شديد ،ومن نقاطها ّ الخاصة .يختار املمثّلون وضعيّات صعبة ّ دون أن يتوقّف عمل املثلّث عىل اإلطالق يعودون إىل االنتصاب .التنفُّس ح ّر .الهواء يدخل ويخرج بال تكلُّف .الركبتان منثنيتان قليالً ،بحيث ت َُس َّهل حركة الحوض .عضالت الوجه والكتفني والصدر والظهر مسرتخية متاماً .يعرث املمثّلون عىل نقاط مسدودة يف الجسم يفتحونها تدريجيّاً .يتح ّركون كل الجسم فيح ّرر خرزات الرقبة ويبلغ الرأس الذي رويدا ً رويدا ً يف املكان .يتمدّد عمل املثلّث يف ّ متقصياً ،من غري حركات عشوائيّة وفُجائيّة .مي ّد املثلّث ،عرب ذبذباته ينشغل به املمثّل منتبها ّ كل الجسم بالطاقة ،من ِتجاً وضعيّات جديدة وإيقاعات مختلفة .تتف ّعل قوى متعارضة، ونبض حركاتهّ ، « ُمتَصالِبات» الجسم ،امل َحاو ُر املائلة واملتعاكسة ،وتتولّد إيقاعات مضادّة جديدة .يعطي املمثّل األمر إلحدى نقاط الجسم ،مثالً إلحدى أصابع اليد ،فيبدأ بالتح ّرك منقطعاً ،منفصالً عن بقيّة الجسم. تعاون نقطة الجسم مع العقل مفيد ج ّدا ً .الحركة تنتقل من األصبع إىل املعصم ومن هناك إىل باقي 32
يستقل وأن ّ اليد ،يف حني أ ّن املرفق من ٍنث لتنتقل الطاقة بشكل أفضل .أحد أجزاء الجسم ميكن أن يكتسب حركيّة املركز ،مثالً الكتف ،أو األصبع ،أو املرفق .هكذا تقوى املنطقة حول املركز، َت اآلن فهو ال يفقد حركيّته .مبوازاة عمل أحد وكمركز طاقة جديد يتعاون مع سابقه الذي وإن َخف َ أعضاء الجسم ،يتف ّعل عضو آخر يف إطار الجواب مولِّدا ً بدوره إيقاعاً مختلفاً. األسايس ،بل يتكثّف ويصبح أكرث باطنيّة .محاور عمل املثلّث يف مترين التفكيك ال يتوقّف ُ ُّ أجسام املمثّلني تسرتخي ،وتصبح سيّالة؛ وعرب مجاري متناقضة وانفجارات طاقة غري متوقّعة تستقل وتصبح محاو َر طاقةُ ،مك ِّو ِ نات ذبذبات للمثلّث واالندفاعات التي تنجم عنه ،مولّدة قواعد ّ تعبري مجهولة إىل ذلك الحني ،وكاشفة عن مصادر إخراج صوت مل تستعمل سابقاً .محاور الطاقة تتكاثر برسعة فائقة ،ويف نقطة إلتقائها تتولّد محاور طاقة جديدة ،لها وقتها وإيقاعها ،بحركة ِمغ َزليّة المتناهية .تنفرج عضالت الوجه ،ويكرب الفم والعينان ،والنشوة التي يبدأ املمثّلون باإلحساس بها تضاعف الطاقة وتق ّوي التح ّمل. الوقفات يف عمل املثلّث تساعدهم عىل أن يستوعبوا ماذا يحدث يف الجسم ،أعني انفتاح حي للذبذبات املكان و الزمن الباطنيّني .يتع ّمق الوقت ويتفاجأ املمثّلون .يتح ّول الجسم إىل مردّد ّ أي قيد عرب التصويت والتنفّس الصوتيّة .يبحث املمثّلون عن إمكانيّات متعدّدة إلنتاج الصوت بدون ّ الشخيص. وإنشاد ألحان منسيّة من تراثهم ّ كل أنواع املقاومة .تتع ّرض أجسام املمثّلني املنتشية ،الواقفة عىل الح ّد بني النظام تسكن ّ لكل أنواع املح ّفزات .تدريجيّاً ،يُعا ُد تركيبها ،تُخلَق من جديد أجسادا ً والفوىض ،منفتحة ومخرتَقةّ ، كل هذه اآلليّة يكثّف املمثّلون الطاقة الداخليّة ويكتسبون مليئة بالطاقة ،أجسادا ً مادّة خاماً .عرب ّ إحساساً دامئاً بها .الجسم يُ ْبِز أجساماً أخرى جديدة والالوعي-النواة يصبح منهالً للطاقة ومصدرا ً عظيامً للف ّن .يصبح الجسم ساحة حرب واختام ٍر وتعبري ف ّن ّي.
33
اإليقاع καὶ ὁ κυκεὼν διίσταται (μὴ) κινούμενος165
تنحل عندما ال تت َح َّرك ّ ح ّتى الزوبعة
DK 22 [12] B 125. 5
34
اإليقاع يولّد الهيئة .وحتّى الشكل األكرث تجريدا ً ،والحركة األكرث عجالة التي تتولّد من منطقي .إذا استطعت أن تجد اإليقاع النواة يف سطرين ،فعندها باطني اإليقاع تستند إىل قانون ّ ّ النص يتألّف من وحدات ايقاعيّة كل الوحدة ،وتالياً ّ سينكشف اإليقاع الذي مييّز ّ النص .أؤمن بأن ّ كل ّ وخصوصاً يف الرتاجيديا اليونانيّة القدمية .أحياناً كثرية أقف مذهوالً ،ألنّني ومن غري أن أهيّئ اجي مسطَّرا ً عىل الورق ،تتولّد من اإليقاع مسبقاً عرب املعالجة املرسحيّة أو عرب اإلعداد اإلخر ّ اإليقاع آليّة تفكيك املادّة وتحليلها وإعادة تركيبها. أثناء التمرينات ملرسحيّة الباخوسيّات كانت مادّة البحث جملة » 'Κάματον τ افقات ذيونيسوس ومغ ّن ٍ .»ευκάματονالباخوسيّات يأتني إىل اليونان من آسيا مر ٍ يات ُ « »Κάματον τ' ευκάματονأي «ت َ ِعبْنا ،نِ ْع َم التَ َعب» .هذه الجملة أ ِّديَت عدّة م ّرات تعبرييّاً باملطلق ،حيث تأيت الباخوسيّات إىل املرسح متعبات ويستندن إىل بعض حجارة املسارح القدمية وكأنّه ّن يرِدن ِ االستاحة .نحن ببحثنا يف جملة « »Κάματον τ' ευκάματονعرثنا يف إيقاعها 176 عىل أجزاء الرقص امل َُس ّمى «برييخيوس» .تأيت الباخوسيّات وه ّن يرقصن رقصة النار، أي رقصة رشقيّة رديفة .كان ويرضبن بأقدامه ّن األرض ،كام هي رقصة «برييخيوس» البُ ْنطيّة أو ّ املمثّلون يف مرسحيّة الباخوسيّات ،ينقادون يف حالة نشوة إىل فورة طاقة غري متوقَّعة ،وينتجون عرب شقوق الجسم املتفكِّك موا َّد عصيّة جاهز ة إل عادة جبلها. أعتقد أنّه ليس يف املرسح عالمات وقف .ال توجد نقطة وفاصلة وعالمة تع ُّجب و ِهالالن. كل هذه ،وهي التي يستعملها بامتياز املرسح املد ّين عىل أنّها عنارص ق ّوة لغته التعبرييّة. ال توجد ّ هناك دامئاً حرارة خلف الكالم ،ومت ّوجات كثرية لألصوات الباطنيّة .عادة أتبع اإليقاع وال ألجأ إىل ُص َور معيّنة راغباً يف أن أمسك طرف الخيط .أتبع اإليقاع مص ّوباً عىل نقطة يف هذه املادّة املج َّردة والعاصية ،مفتّشاً عن حدودها .أتبع اإليقاع كأنّني أحد مك ّوناته ،وغالباً ما أنقاد إىل مكان مل أ َر له مثيالً ،حيث ال يكون الكالم تفصيليّاً بل طبيعيّاً .م ّر ٍ ات كثرية يكون كالماً-أملاً .الكالم بالنسبة يل الباطني .وهنا أميّز عالقتي عن ليس رشح معناه أو وصفه ،لك ّنه صورة بنية الكلمة ،أي سببها ّ دائري حاملني رماحهم وأتراسهم ومعتمرين الخوذ. 6إنّها رقصة يونان ّية حرب ّية قدمية ،يرد ذكرها عند هومريوس .كان الجنود يرقصونها بشكل ّ حافظ عليها يونانيّو منطقة البُ ْنط. 35
يفس أحد جملة ،أن يكتشف حتّى املصدر الذي ينبع منه صوتها، املرسح ّ املعنوي .يه ّمني ،حني ّ النووي. إيقاعها ّ
36
إرتجال دائم ψυχῇσιν θάνατος ὕδωρ γενέσθαι, ὕδατι δὲ θάνατος γῆν γενέσθαι, ἐκ γῆς δὲ ὕδωρ γίνεται, ἐξ ὕδατος δὲ ψυχή187
إنّ ا املاء يصري،ً للامء املوت هو أن يُصبِح أرضا،للنفوس املوت هو أن تصبح ماء من األرض ومن املاء النفْس
DK 22 [12] B 36. 7
37
الطبيعي لتفكيك املثلَّث .املمثّل جاهز اآلن للمبارشة بالسفر يف االرتجال الدائم هو التط ّور ّ عمق ذاكرة الجسد .هذا الغوص يتطلّب مشاركة الجسد والروح بالكلّيّة مبا هو أبعد من الظروف عاطفي ،وتشديد عىل املعاين وصيغ األداء التي تقدّمها األعامل املرسحيّة وما فيها من مت ّوج ّ الواقعي. املعلَّبة يف املنحى ّ يُ ِ حدثُ املمثّل ،بواسطة االرتجال الدائم ،قطيعة مع املقاربات الواقعيّة للمرسح .ال يسعى خلف أحد أشكال التقليد ،أو إعادة إنتاج الحياة اليوميّة عرب السلوكيّات املعروفة وأوراق املرسح تقليدي معيدا ً إنتاج إمياءات يوميّة ،ال ينشغل رصف املمثّل بشكل ّ املد ّين املكشوفة واملستورة .ال يت ّ النفيس للدور. باألداء ّ يُجادل ويصارع اللغة «العاديّة» ،ويسعى إىل سلوكيّات موارِبة ،يخلق مامرسات رديفة ومستويات غري مألوفة .ينحرف عن اللغة املصطلَحة الرسميّة ،التي هي أسرية قوان ِني نُطقها. يبحث يف اإلمكانيّات التعبرييّة للهج ٍة موازية ،للغ ٍة تنشأ يف شقوق الحاالت من رشارات صوتيّة، منقادا ً أحياناً إىل حاالت غيبوبة إىل ح ّد انعدام اللغة.198 الرصاع مع الواقعيّة ،عدا عن امتداداته الجامليّة ،ينتج عن رضورة القطيعة مع إعادة إنتاج الحياة اليوميّة ،التي تغطي وتُبْ ِعد وتصغِّر األبعاد الحركيّة يف الوجود اإلنسا ّين برغباته الشديدة وفلسفي عقائدي وأهوائه الصاخبة وكوابيسه وهواجسه ومخاوفه املكنونة .القطيعة الواقعيّة لها بُعد ّ ّ وسيايس ،ليس فقط جامليّاً. ّ جسدي شاقّة ،يح ّرر املمثّل من خاللها املادّة نفيس يف االرتجال الدائم عندنا عمليّة بحث ّ ّ األوليّة .تتشكّل شعريّة بنيويّة ينمو معها حيّز من السلوكيّ ِ ات إنسا ٌّين بعمق ،حيث يحمل الجسم املادّة األ ّوليّة بدون ارتباطات نفسيّة وذهنيّة .إذ يكون الجسم مف َّعالً إىل حدوده القصوى ،بدون مامنعة، فإنّه ينطلق من النقطة ِ الصفر ليعرب كل الدرب الصعبة لكن الغنيّة نحو معرفة الذات ،معرفة أكرث عمقاً بالوجود وإمكانيّاته. هذا األسلوب يف االرتجال يُ ْن َع ُت بالدائم ،ألنّه ال يسعى إىل أن يعطي شكالً للامدّة مبارشةً، املرسحي .املمثّل ال يستعجل ليخلق رقصة علنيّة ،لكن يحاول ال يهدف إىل تشكيل أ ّو ّيل للفضاء ّ 8
النفيس. والطب علمي يُستَع َمل يف العلوم العصبيّة ّ ّ مصطلح ّ 38
الجسدي العميق .يتعلّق األمر بعمليّة أن ين ّمي إمكانيّات النزول إىل نواة البُنية ،إىل جذر تقليده ّ بتحسن مستم ّر ،حيث أ ّن الجسم مستم ّرة للوالدة -والتشكيل اآلين -والتحلُّل -وإعادة تشكيل املادّة ّ رقص أشكال الذاكرة الساح َر ،حيث تخرتق حركيّاتُ املادّة املختلف ُة الجس َم عرب رصاع يرقص َ القوى املتساوية ،ق ّوة الغريزة وق ّوة الوعي ،ق ّوة النظام وق ّوة الفوىض .يصبح املمثّل شخصاً فا ِعالً، حامالً ومك ّوناً الندفاعات الجسم األ ّوليّة ،عىل استعداد دائم ل َقلْب ما يفعله ،لنقض اللحظة ونقض نفسه ،فاتحاً مجاالت جديدة للبحث. كل الجسم يعيش املمثّل إحساساً جديدا ً بالتح ّرر عرب تفعيل املثلّث والذبذبات التي يسبّبها يف ّ موسعاً وسائل من ّ كل معارضة جسميّة وذهنيّة .من أجل أن ينمو بحثه تدريجيّاً يف املكان والزمانِّ ، كل م ّرة عىل نقطة يف جسمه ،أن يتع ّمق يف التعبري ومحاور طاقاته ،عىل املمثّل أن يشدّد ّ اإلمكانيّات الكثرية لتطوير وتشفري املادّة التي تقدّمها هذه النقطة ،بحيث يعيش رضورة االنتقال طبيعي .ميكن أن تستم ّر هذه العمليّة بال توقّف ،إىل حني تشكيل مجا ٍل متكامل إىل نقطة تالية بشكل ّ ِ أخص عالقة من األفعال الجسديّة-النفسيّة واإليقاعات الزمنيّة وانعكاسات تأث ُّر مختلفة .فَلْرنَ بشكل ّ النقطة الجسديّة باالرتجال املستم ّر. الباطني بالزمان واملكان يبدأ املمثّل التمرين ببطء وبرتكيز كامل .يحافظ عىل إحساسه ّ ذهني ،وعرب اإلحساس باملثلّث ،يركّز املمثّل عىل نقطة معيّنة يف أي أمر توسط ّ منفتحاً .بدون ّ ّ الجسم وهي التي ستصبح مركزه ،فيدرس االندفاعات الجسديّة التي تولّدها. املتوسطة املتولّدة برهافة .يتعلّق األمر بذلك يستخدم طاقته مبهارة ويستوعب األزمنة ِّ كل أرضيّة اإلبداع والذي يجب أن يشدّد املتوسط االنتقا ّيل ،امللتبس واملظلِم ،حيث تكمن ّ الزمن ّ املمثّل عليه بدون دفاع ومقاومة ،ليك يذوق صمته املميّز والذبذبات التي يع ِتقُها واإلمكانيّات التعبرييّة التي يحملها داخله .الرتكيز عىل هذه النقطة املحدّدة ومراكَمة الطاقة التي تولّدها ،تسبّب ر َّد فعلِ َمحاور الجسم وتحفي َز مصادر إنتاج الصوت التي تقابِلها .يشدّد املمثّل عىل الحركات الصغرية أو عىل أش ّد األصوات صغرا ً الناتجة من عمق الجسم ،يتبع تط ّور طاقته بصفاء ذهن لكن ببَذ ِل ذاته بالكلّيّة؛ يصبح جزءا ً من جسمه نفسه ،يسري عىل الدرب التي يشقّها مجرى الطاقة ،ويعي حدوده ومحاوره يف كلّيّتها. يثابر املمثّل عىل مترين نقطة واحدة ،كالرأس مثالً ،لك ّن باقي الجسم ال يجمد .إذا مل تتح ّرر 39
النقطة فمن األكيد أنّها ال ميكن أن تعطي ّ أي أمر .يجب أن تكون النقطة قادرة عىل التعبري الذايتّ حي ،أن تستنفد حدودها يف إطار االرتجال الدائم .يح ّرر املمثّل أ ّوالً الطاقة املكبوتة ويف ما ككيان ّ بعد بقيّة الجسم .بعد االسرتخاء ،يحدّد نقطة سبق مترينها ويالحظ إذا كانت قد انحلّت كفاية. أثناء انحالل الجسم نقطة نقطة ،تتولّد أصوات مفاجئة متعدّدة اإليقاع .بعد التفكيك ينظّم الجسم نفسه ويضبط نفسه .املمثّل ،كالبهلوا ّين فوق الحبال ،لديه إحساس دائم بسيل الطاقة ،منتبه وتنحل، ّ أي نقطّة تتفاعل أ ّوالً أي محور يولد ،ما هي وجهة الجسمّ ، وعىل أهبة االستعداد .يتابع دامئاً َّ كل الجسم ،من ّمياً الخيال ،وتنويعات اإليقاع ،والفراغ والاليشء .ال يجب وهكذا دواليك إىل انحالل ّ عقائدي ،ألنّنا عندها نوقف تط ّور الحركة ،ومن ّوها، أن نخدم محورا ً واحدا ً مس َّمرين وبشكل ّ ووجهتها الطبيعيّة .يتوقّف الجسم بطريقة طبيعيّة ،ويعاود البدء بطريقة طبيعيّة ،خالقاً باستمرار محاور طبيعيّة. أي عمليّة باطنيّة الرتكيز رشط أسايس لبدء مترين النقطة .بدون الرتكيز ال ميكن تنمية ّ ّ وال إطالق الطاقة .لذلك فإ ّن الرتكيز يطول إىل حني أن تبدأ النقطة بالتح ّرك .بهذا املعنى ،ليس هدفنا أن تُخلَق َمحاور ُمد ِهشة ،بل أن تتح ّرر الطاقة ويت ّم إنتاج محور طاق ٍة وإيقاع. بكل غناه بكل نواحيهّ ، يستطيع املمثّل أن يخلق شخصاً متكامالً من البداية إىل النهايةّ ، الواقعي يجب عىل املمثّل أن يل ،بدون الحاجة إىل دعائم خارجيّة .عىل العكس ،يف املنحى الداخ ّ ّ النص ،بدون أن ينجم هذا عن حاجة جسديّة .بهذا املعنى نذهب عميقاً مع ِّمقني يزخرف مادّة ّ وكل ما ال يَع ُمق طبيعيّاً يصبح لَحدا ً. كل ما يَع ُمق طبيعيّاً يَفتحّ ، وفاتحنيُّ . يأيت املمثّل من قعر ويذهب إىل قعر ،يعيش هنا ويف نفس الوقت يف مكان وزمان آ َخ َرين. من خالل الرتكيز وتكثيف الوقت يق ّوي جذر القعر .يريد أن يقابل التقاليد العميقة وأن يصبح حامالً للهوى ،والجاذبيّة والحزن .يتجذّر هنا ،يجتاز الحارض ،يسري إىل املستقبل ليعود إىل الوراء ،لكن تأصل ،هذا ألي حارض .الحارض ُم ْس َ من غري أن يُ ْجتَثَّ ؛ الجذر ال يصري جذر الحارض .ال جذر ّ الجاري اآلن ،هذه الحالة الحارضة ،هذا الواقع .لِذا فإ ّن املمثّل حارض وغائب باملوازاة ،يلعب بني الحضور والغياب ،بني ال ُهنا وال ُهناك ،بني الكينونة وعدمها .الغياب يخلق الحنني ،املوجود داخل البعد األليم لف ّن املرسح ،يف اآلنيّة والعابر .مفهوم العبور حارض دامئاً :أنا هنا وأعرب إىل مكان كل يشء هنا ويبقى هنا ،ورغم كرثة الحركات يبقى جامدا ً، آخر .نرى أحياناً كثرية مرسحيّات حيث ّ 40
ألنّه يبقى يف الحالة اآلنيّة ،يف الوضع الحا ّيل ،بال تط ّور .ما يعطي قيمة لألشياء هو معرفة مدّة الوقت والدقّة والثقة بالتجريد. الكف فإنّها تستطيع أن تخلق أشياء فريدة .ال ينفع فَلْ َن ُعد إىل مترين النقطة ،إذا ثابرنا عىل ّ أن نركض من نقطة إىل أخرى .األمر باالنتقال نتلقّاه من النقطة ذاتها .أ ّما نحن فعلينا أن نرى دامئاً أي سلوكيّات وأصوات تولّد .ال ته ّمنا حدود الدَور؛ بل أي محاور تخلفها ال نقطة ،أين تأخذناّ ، ّ ونصاً يُقال هام الالدور ،القابليّات .األدوار ستُخلَق عندما يحني الوقت .إ ّن يدا ً واحدة تتح ّرك ِب َخطَلٍ ّ وحدهام خربة مه ّمة. رص أرس ذايتّ يخلقان الدهليز ،هذا املكان الخطري الذي إ ّن جمود املمثّل إضافة إىل عن ٍ يقدر أن يبتلعه .عىل املمثّل أن يصارع يف الدهليز ،أن يؤلّف مع إحساسه املستم ّر بالفخّ ،بالسجن، يوسع حدوده .يؤلّف املمثّل استشهاده ،يقود جسمه إىل أفق مسدود ويصارع مع هذا ويحاول أن ّ الطبيعي ومحاول َة املمثّل أن طبيعي وامل ُشا ِهد يتابع مجرى الطاقة األفق .املمثّل يصارع بشكل ّ ّ يخرج من السجن. نرجيس وتبطُل .ه ّمنا أن نباغت ال يجب أن نهت ّم باملهارة ألجل املهارة ،التي تُستهلَك بشكل ّ تستقل ّ قصتها .كالقصيدة التي ّ املتف ّرج .ميكن لنقطة يف الجسم ،الكتف مثالً ،أن تستقل وتروي ّ وت ُكتَب وحدها ،والشاعر يرحل معها .إذا كانت اليد مك ِّونا واملمثّل يثابر ،فستصبح هذه النقطة هي النتيجة ،أي املركز .أطراف األصابع ،واملَرافق ،واألقدام ميكنها أن تصبح مركزا ً .إذا رقص صدر املمثّل أو كتفاه تانغو وامت ّد إىل مرفقَيه ،عندها سيعي املمثّل أهميّة تحرير املركز .يتابع املمثّل املحاور واألصوات التي ت ِ ُنشئها النقطة الجسديّة أثناء تط ّورها .ال حاجة ألوامر من الرأس كل نقطة ،إذا ثابرنا ،ميكن أن ت ِ ُنشئ أصواتاً غري متوقَّعة ،مج ّردة من العقل، «إفعل هذا أو ذلك»ّ . ككل ،من غري حاجة إىل أن تتكا َمل ،كام يف متشظّية .والشظيّة ،عندما تُ ْنط َُق بشكل صحيح ،تعمل ّ ٍ حركات متزاوي ًة تولّد بدورها حركات الشعر السوريا ّيل .جسم املمثّل املركِّ ِز يط ّور كر ّد فعل وأصوات غري متوقَّعة. يصبح املمثّل حامالً للزمن-اإليقاع ،الذي يحمل مدى غنيّاً من املامرسات الجسميّة والصوتيّة النابعة من تقليده العميق .تنفتح ينابيع الذاكرة ،والزمن-اإليقاع الذي تولّده البنية ينحت الجسم ،مولّدا ً رموز تعبري جديدة ومطارح تح ُّرك .تراكم الطاقة يف إحدى النقاط والبحث عميقاً يف 41
طبيعي للنقطة طبيعي إىل النقطة التالية ،التي هي امتداد طاقة إمكانيّاتها املتعدّدة أمر يقود بشكل ّ ّ يتوسع باستمرار .الجسم يخلق مطارح تعبري جديدة ،عرب تف ّجرات الطاقة السابقة .زمن البحث َّ ووقفاتها وفراغاتها وقفزاتها وتراكامتها وتفريغاتها. ال يهت ّم املمثّل ببلوغ نتائج رسيعة ،لكن ال ينىس العمل الذي قد سبق .كلّام ثابر عىل بحثه، والنفيس ،ازدادت إمكانيّاته التي يواظب بواسطتها عىل التم ّرن الجسدي من غري أن يُذ ِعن لإلرهاق ّ ّ كل التعب ،يتابع املمثّل بشحنة الطاقة الصافية ،مبخزون الطاقة. عميقاً .رغم ّ يعالج املمثّل املعطيات التي استجدّت ،ينقّيها ويخلق قُطارة االرتجال املستم ّر .يخلق شبكة املوسيقي مع الفروق متعدّدة اإليقاعات من األفعال الجسديّة والصوتيّة ،األمر الذي يذكّر بنوتة ّ املوازية من حيث نوعيّة الطاقة ،التم ّوجات ،نقاط متدّد الوقت وانكامشه ،حدّة شحنة التأث ُّر وسكونها ،أوقات الصمت ،ناهيك عن تف ّجرات آنيّة من العفويّة ،ومخرج الطاقة وسلوك النشوة. إن تركيبة األفعال النفسيّة-الجسديّة يف حركة وتبدّل داخليّني .يك ّرر املمثّل العمليّة بأداء بطيء من دون أن يفقد أبدا ً صحوة امل ّر ِة األوىل. يبدو الجسم جامدا ً ،رغم رسعته الباطنيّة الهائلة وكأنّه ُد ّوامة .إيقاعاته عىل أت ّم األهبة، فتسافر إىل مطارح الذاكرة العميقة ،هذه املطارح التي تصبح مطارح املستقبل وتُع َر ُض يف والسيايس. الحارض .إ ّن الجسم الثائر واملحارب يعطي الكيان اإلنسا ّين بُعدها الكيا ّين ّ
42
الكلمة τοῦ λόγου άκούσαντας ὁμολογεῖν σοφὸν ἐστίν ἕν πάντα εἶναι920
كل األشياء إنّ ا هي واحد إذا سمعتم الكلمة فمن الحكمة أن تشهدوا أنّ ّ
DK 22 [12] B 50. 9
43
النص يكتسب جسدا ً ،يصبح خريطة النص ،كذلك ،بأحكام االرتجال املستم ّرّ . تت ّم مقاربة تفسري ّ أفعال وسلوكيّات متعدّدة ،يذوب ،ينعتق من العقالنيّة ويعاد تكوينه ،ليعطي معنى من جديد لسلوك النفيس ،هذه امل ّرة عن طريق الطاقة وليس بالرضورة عن طريق العقل .نُخرجالجسدي املمثّل ّ ّ اليومي ،و يبدأ البحث عن إيقاعه-النواة ،الذي تخرتق ذبذباته الجسم فاتحة إمكانيّات الكالم من سياقه ّ كثرية يف األداء .ترتاجع األفكا ُر الصغرية ،وتبتعد املعلومات النظريّة عن دائرة املرجعيّة ،تصبح يل ،تتحقّق وتستنري بقدر ما تتطلّبه العمليّة ،من خالل طاقة الجسم واملطارح جزءا ً من التحليل الفع ّ واألزمنة التي تخلقها. ترتاجع إعادة إنتاج الكليشيهات املعروفة واملستخ َرجة من املحيط الضيّق لسرية املمثّل الذاتيّة ومشاعره اآلنيّة ويبتعد األداء بثبات عن التقليد األد ّيب للمرسح. املواجهة مع موا ّد الدور األساسيّة والرضوريّة تتح ّول بالنسبة للممثّل إىل معركة انفعاليّة بات ّجاه كل أبعاد عالقته مع ذاته ،ومع اآلخرين ،ومع العامل ،يف سعيه أخريا ً معرفة الذات ،يبحث خاللها ّ إىل أكمل أداء. النفيس ،أن ين ّميه ويح ّوله إىل عمل ف ّن ّي كل عامله أريد أن أشدّد عىل أ ّن واجب املمثّل أن يف ّعل ّ ّ رفيع .ميكنه تحقيق الكثري إذا أدخل إىل طريقة عمله تنمية التنفّس والرتكيز والتحكّم بهام ،عالوة الفقري ومجرى الطاقة والرموز النفسيّة الجسديّة التي تخلقها .ليس عىل عىل تفعيل املثلّث والعمود ّ النص ،تاركاً الجسم ها ِمدا ً النفيس املمثّل أن يستند إىل التحليل والذهني لدوافع الدور ومعاين ّ ّ ّ وسجني عاداته اليوميّة. الخاصة ،يك ّون ِقناعاً ولغة الخاصان ،وعالماته متأصل يف عمق بنيته ،له زمنه وإيقاعه تأثّر املمثّل ّ ّ ّ كل حالة انفعاليّة ،ويف جسديّة ،طريقة تنفّس ونُطق ،ك ّميّة ونوعيّة الطاقة .جسم املمثّل ت ْن َحتُه ّ الوقت ذاته ينحت حالته االنفعاليّة ويرتّبها .إ ّن تطوير عالمات األفعال الجسديّة يح ّول جسم املمثّل تدريجيّاً إىل خريطة مطارح انفعاليّة متعدّدة .ال يعود املمثّل ينشغل موضوع التامهي أو عدمه مع كل يوم يف نفس املطارح النفسيّة .تتس ّجل الحاالت االنفعاليّة يف الجسم ويت ّم الدور وكيف «يدخل» ّ استحضارها عندما يتّخذ املمثّل الحركة الجسديّة املوازية. هذا املسار الذي اجتزناه ،منذ استعداد املمثّل وانشغاله بالدور حتّى تكوين املجال األدا ّيئ ،يدعو املمثّل واملشاهد إىل سفر يف عمق البنية ،إىل مجاهل الذاكرة ،حيث تجري محاولة شاملة إلعادة 44
تحديد الكيان اإلنسا ّين .يدعونا ألن نفتح نافذة عىل فوىض اللغز اإلنسا ّين ونطرح مبحبّة وجرأة الوجودي « ِب َم يتعلَّق األمر»؟ السؤال ّ
45
اإلحساس ἄνθρωπος ἐν εὐφρόνῃ φάος ἅπτεται ἑαυτῷ άποσβεσθεὶς ὄψεις2110
ييض ُء اإلنسان يف الليل نوراً يف داخله عندما ينطفئ برصه
DK 22 [12] B 26. 10
46
الطبيعي محفَّزة يك يكون لديه إحساس مطلَق باللحظة. عىل املمثّل أن يُبقي وظيفة التحكّم ّ بكل عمليّة الحواس التي تتحكّم وتشارك ّ كل شلل طاقة ،عندها تتف ّعل ّ عندما يتولّد من جسم املمثّل ّ ّ تح ّول املادّة االنفعاليّة إىل ف ّن .وهكذا تولّد املادّة االنفعاليّة تأثُّرا ً انفعاليّاً. الحواس .يف يتح ّول املمثّل يف سكونه ،ويخلق يف تح ّوله دُوارا ً يبقى تحت إرشاف ّ ِ ويواصل شيئا مل يولَد بعد. االستعدادات يج ّرب أمورا ً كثرية ،ويتقلّب ،وليس عليه أن يحرتم الطبيعي .عرب حاالت ميكن أن يصبح الجسم قنا ًة لحاالت فوضويّة ،ولذلك يف ّعل آليّة التحكّم ّ جسميّة متط ّرفة تنمو بشكل أكرب وأرسع عمليّة التحكّم والقدرة عىل اإلحساس .يتأرجح املمثّل عىل كل الشحن االنفعا ّيل ،ال يسقط ،أل نّه ق ّوى قدرة التحكّم. حبل مشدود ،ورغم ّ يتوسع مجال النظر بقدر عندما يتع ّمق املمثّل أكرث ،يجب أن تزداد السيطر ُة ح ّدةً .بقدر ما ّ ما يتمدّد العمق الذي يزيد ويولّد صورا ً وإيقاعات من الحلم ومن األمناط البدئيّة .ميكنني القول إ ّن يفس ذاته وبقدر ما ينفتح يصري عالَامً بذاته .عندما يتوقّف عن تفسري ذاته أدا ًء ،ونضيف العمق ّ عليه عنرصا ً خارجيّاً ،عندها تكون قد متّت خيانة العمق. اإلحساس يرى الطقوس ،والتبدُّالت ،والكوارث ،إنّه ميزان لدرجة الحرارة طيلة الوقت. يشعر ويحدّد النواحي املظلمة يف كياننا ،تلك التي رفضت أن «تتمدّن» ويحاول إبرازها من جديد.
47
الزمن ψυχρὰ θέρεται, θερμὰ ψύχεται, ὑγρὰ αὐαίνεται, καρφαλέα νοτίζεται2211
جاف يرطُب ّ وما هو،يجف ّ ما هو رطب.ما هو بارد يسخن وما هو حا ّر يربد
DK 22 [12] B 126. 11
48
يتقدّم املمثّل من نقطة إىل نقطة ،كالالجئ .وحني يحقّق شيئاً يُخلَق فراغ ،يُخلق صدع .يفتحه ويغلقه، ٍ عندئذ ،سينفجر ويعاود فتحه من أجل إغالقه ِب َو َرع .عليه أن يفتح الصدع ببطء وتركيز واحرتام. الصدع وهو يتع ّمق وينفتحِ ، كاشفاً عن مادّة عمقه الجاهزة للبحث. يوسع مادّته التي متيل عادة إىل االنغالق ،إىل االقتصار عىل فقرة عندما يفتح املمثّل الزمنّ ، واحدة ،وتكوين فكرة صغرية عن الدور .أقول غالباً« :للزمن البطيء غاية» ،وأريد بذلك أن أشدّد عىل أ ّن مثابرة املمثّل عىل الزمن البطيء تولّد تف ّجرات متعدّدة ومتداخلة ،وأزمنة غري منتظَرة من الطاقة املكثّفة .جسمه يولّد الزمن والزمن يحمل املعاين واملشاعر والصور .الزمن يضع الجسم يف اإليقاع ،وبذلك يولّد أصواتاً غري متوقّعةَ ،محاو َر لغوية موازية للحركة ،كلامت كالرصاص، كامل التفكيك قادرا ً عىل خلق معنى جديد ،عىل قطع ٍ وعد جديد .ألنّه أغنية بطيئة اإليقاع ،مونولوج َ النص والحالة .يتّسع الزمن ،ويعظم ويزدهر. بقدر ما يكرب الوعد بنفس املقدار تكرب قيمة ّ يف املرسح ،الجسم والكلامت واألفكار كلّها زمن .بقدر ما ت ُوسع الزمن يَتَّسع املكان .وبقدر ما ت ُوسع املكان يَتَّسع الزمن .ما هو املكان-الزمن؟ بحسب رأيي ،اإلفصاح عن الطاقة والحاجة الباطنيّتني .يف كثري من األحيان ،يلغي املمثّل املكان-الزمن الوسيط يف محاولته أن يبلغ نتيجة ما، أي مكان .أحياناً أخرى يدخل املكان-الزمن الوسيط وينام ،ت ُلغى نباهته ووعيه .يُخبّئ وهكذا ال يبلغ ّ كل فكرة من ّو التعبري الف ّن ّي .يخطو املمثّل الزمن الوسيط من أ إىل ب ،من غري أن نَط ْول ب أبدا ًَّ ، نحو األفق الذي يستم ّر يف االبتعاد .إذا التغت فكرة تضخيم املكان-الزمن الوسيط يلتغي البحث تلقائيّاً. هدف املمثّل عند البحث ليس محدّدا ً دامئاً ،بل «يتج َّرد» ليصبح محدّدا ً ويعود فيتج ّرد .ال يشء متوقَّع وليس األدا ُء هو الهدف يف هذه املرحلة الباكرة ج ّدا ً .م ّرات كثرية اإلحاالت املستم ّرة إىل املجتمع ،وإىل الشخصيّات ،وإىل الكتّاب ال تسمح للممثّل أن يتج ّول يف الزمن الوسيط ،يف مكان النص ف ّخاً ،أل ّن له منطقاً ،له موقفاً إديولوجيّاً الاليشء ،كام يقول بيكيت .أحياناً كثرية يصري ّ النص فال ميكن أن يتط ّور ،ألنّنا عادة ،وحتّى يف بعض نصيّة .إذا مل يتفكّك ّ محدَّدا ً ،له فكرة ّ النصوص الكبرية ،نقف عند البديهيّات. عرب التأ ّمل يف العمق يجد املمثّل ح ّريّته .يتعلّم إذ يحيا ويسعى إىل غري املعتاد ،هذا الذي ال يفهمه والذي يحاول فهمه .يسعى إىل غري املتوقَّع ،إىل غري املعتاد ،إىل الغريب .يف الزمن الوسيط يخلق 49
صورا ً غري معتادة ،حاالت متعارضة ،طرقاً متوازية ومتقاطعة ،يخلق لقاء ويزعزعه؛ أي يزعزع الطاقة واإليقاع وما يربط بني األشخاص .هذه الزعزعة ضفّة تنقل من مكان إىل مكان آخر ،لك ّنك أي مكان أل ّن الضفّة ال تنتهي أبدا ً ،وال ال ُعبور .يجب أن يثق املمثّل بوظيفة تضخيم ال تصل إىل ّ الزمن .أن يق ِّر َب جسمه عىل مذبح البديع ،طارحاً أسئلة باستمرار واضعاً نصب عينيه معضالت كثرية .عندها سيتط ّور املمثّل. ألعب عن مجرى األمور املتضادّ« :نقول أشياء ،يُلَ َّم ُح خالل االستعدادات ،أك ّرر عادة هذه الجملة ّ إىل أشياء أخرى ،تولَد ردّات فعل أخرى هنا وغريها هناك ،ونحن يف غري مكان ،أ ّما أنت ففي نفس املكان ال تتح ّرك ،كربكان قابل لالنفجار». ِ ذكريات أمور كثرية ،يصبح عابرا ً أثناء ات ّساع زمن املمثّل ،يبدو أ ّن جسمه إذ يعمل بكلّيّته ،يولّد الحواس ،واألفكار ،واملشاعر ،والصور. للزمن ،أداة متعدّدة االستعامالت عىل السواء من حيث ّ ميكن أن تخلق املثابرة عىل الزمن زمناً آخر ،تنويعاً عىل األ ّول ،يصل إىل األبعد ،إىل حيث ميكن أن يبلغ .الزمن البطيء يحبل بالتف ّجرات ومبسائل غري متوقّعة ،يحدّد النهاية التي ال تنتهي أبدا ً. تدريجيّاً ،يخلق صدع الوقت ف ّخاً يقودك إىل الفراغ ،إىل مكان بيكيت ذي الهواء القارس ،حيث تتح ّرك حتام ببطء ،وبيقظة داخليّة ،محاوالً أن تنظّم الفوىض. نرحل بالزمن ويرحل بنا ،يتّسع بقدر ما يريد ،يصبح سجناً وعىل املمثّل أن يفتح حدود هذا السجن، مصارعاً الصعوبة دامئاً .املشاهد يتابع عمليّة املمثّل اإلبداعيّة وهو يحاول ،عرب نحت الزمن أن يو ّحد الجسم مع الكلمة .رغبة املمثّل هي أن يقصف الجمهور إلغراقه .عليه أن يكون مصيباً وشاعرا ً باملواجهة املبارشة .يصبح املرسح ساحة حرب. جامليّة املرسحيّة تنشأ من حركيّة عالقة الجسم بالزمن والذاكرة .من خالل هذه العالقة يُط َرح األسايس « ِب َم يتعلَّق األمر» ،وهو سؤال ال يحتمل طبعاً أجوبة حتميّة ،بل يحفّز الوجودي السؤال ّ ّ املمثّل باستمرار إىل بحث أعمق حول أصل الصوت ،والكلمة ،وأبعاد اللغز اإلنسا ّين املتعدّدة. يكشف الزمن أشكال الذاكرة ،أي تلك البَدئيّة ،يلقي الضوء عىل البنية ويو ّحد الجسم بالروح .ينفجر الزمن ،واملمثّل يشعر يف العمق أنّه يشارك يف هذا االنفجار ،لك ّنه وبعد االنفجار يبقى أحد مك ّونات والنص واملمثّل الزمن .سلوك الجسم املتع ّد ُد اإليقاع واملتسامي تبطل عقالنيّة العالقة بني املكان ّ حواسه وخياله. وامل ُتف ِّرج .املتف ّرج مدع ّو للتواصل مع املمثّل عرب ّ 50
الحزن τῷ οὖν τόξῳ ὄνομα βίος, ἔργον δὲ θάνατος1223
ُ َوس هو ال َع يش لكن فعلَه هو املوت ِ رديف الق ُ
DK 22 [12] B 48. 12
51
رسة ،ويجد نفسه ف ّن املمثّل هو ف ّن امل ُن َهزِم .عندما يخرج الطفل من الرحم يبيك ،ينقطع عن حبل ال ّ بعد دفء األ ّم يف الجليد ،فيبيك؛ هذه هي الهزمية األوىل ،صدمة كبرية ،أ ّول خربة .من اللحظة األوىل يتس ّجل األمل ،ومن األمل يولد الحزن عىل الفقدان ،ألنّه يفقد عامله ويحزن .من اليوتوبيا الوجودي .ليس هذا أىس ذا أسباب يخرج بش َجن .وحتّى بسمته األوىل تولَد من الحزن .تحمل األىس ّ اجتامعيّة ،بل أىس عىل هول فقدان الكيان. يريد اإلنسان أن ينتصب ،أن ينترص ،يريد أن يص َري إلهاً ،أن يرتقي سلّامً محاوالً أن ينظر يف عيني الله ،فيطر ُحه الله إىل األسفل ،وإذ يهوي منهزماً يف الفراغ ينوح ويحزن .يُ َع َّب عن األمل بالنواح ،يتس ّجل ُحزناً ويتع ّمق أىس وجوديّاً .الكائن اإلنسا ّين كائ ُن حزن ،وحزنه هو حزن الهزمية الكربى .الحزن يغذّي االرتِجال املستم ّر خالل البحث عن إيثايك -إيثايك البعيدة التي تخلق حالة الوجودي. ال متناهية من إعادة التصويب ّ العالقة مع املوت موجودة منذ الطفولة ،التعايش والتعانق معه .بدون هذه املصالحة ،يحدّد الحيا َة الهرب من األمل واملوت .عندها ينتظرك موت ِ ساخر .اإلنسان بطبيعته حزين .يحزن وكشخصيّة ُ والعشقي مع املوت ،وهو ِصنو تراجيديّة يتابع إىل األبد مسريته الحزينة .عناق املمثّل العميق ّ الجاذبيّة ،يحدّد قيمة وأه ّميّة الف ّن .املمثّل املتألّم يحزن ويجذب.
52
الجاذب ّية ἐδιζησάμην ἐμεωυτόν2413
سعيت يف طلب نفيس
DK 22 [12] B 101. 13
53
الجاذبيّة ،التي تخبّئ يف داخلها هوى محرتِقاً ،هي بنت املوت ،وتحزن عىل الفقدان والهباء. الجاذبيّة املنتشية تحمل يف داخلها املوت اللذيذ .إذ تسعى إىل الحياة تعانق املوت بشدّة ،وإذ تالقي املوت تذهب إىل حياة أخرى ،تخبّئ نواة الحزن .عرب الحزن تصبح الجاذبيّة الوسي َط بني الحياة واملوت ،كالعصافري التي تو ّحد العالَ َمني .هذه الجاذبيّة امل ُ ّرة اآلتية من البعيد ،من العامل اآلخر هي حارضة دامئاً يف عميل. إذا الحظتم متثال أفروذيت من جزيرة ميلوس ،فستجدون أ ّن يف وضعيّتها جاذبيّة ،لك ّنها إيحائيّة، توسع الزمن ،تد ّور زواياه، كأ ّن ق ّوة أخرى اجتاحتها ،وما بقي لها صار نشيجاً .جاذبيّة أفروذيت ّ الحب .الجاذبيّة تخبّئ شوقاً محرتقاً ،هي كأغنية يصدح بها ليجرحه بشكل مبارش رأس سهم إله ّ ألف صوت ساحر ،وإذا كانت الجاذبيّة بنت املوت فهي أخت الحزن. املمثّل املنتيش يجذب ،الجاذبيّة تَح َزن ،والحزن يجذب .يكرب خوفه البدا ّيئ من الفراغ ،ألنّه يف يحس الفرا َغ الفراغ تحدث ّ كل األمور التي ال تُف ََّس .يخاف الفرا َغ ويشعر بجاذبيّته يف نفس الوقتّ . كبحر ميت ،راكد .يخاف النوا َة الفارغة ،ألنّها تحوي الاليشء ،غري أ ّن املمثّل الذي يجذب يسري عىل الفراغ ،عىل الاليشء. الفراغ .ما هو الفراغ؟ ماذا يحصل يف هذه املنطقة الغاية يف األه ّميّة؟ يف املرسح عادةً ،يُ َع ّد الفراغ من املح َّرمات .يرى املمثّل الفراغ كه ّوة تشكّل له خطر السقوط والفناء فيها .كأنّ ا املوت يَظ َهر ُ والخوف من العامل اآلخر .الفراغ يهدّد املمثّل ،يُقلقه، للحظة ،يَظ َهر زم ُن الفراغ ،زم ُن املوت، لذلك يحاول عىل عجلة أن يحجبه .يستعجل إلغالق اله ّوة ،لطردها ،ألنّها تُسبّب له الخوف .إنّه الخوف من الفراغ ،ألنّنا من خالل الخوف نعرب إىل الكابوس ،وهو ما نخشاه ونُبْ ِعدُه. الفراغ ،البحر الراكد ،مطرح اختامر جو ّيف ،لغز سفنكس .2514الف ّنان يج ّن لغياب مركز النواة .يريد أن يغطّي الفراغ باملوت ،بالجنون ،وباألحرى بالف ّن .يشعر بجاذبيّة نواة الجسم امليت الفارغة. صورة الجاذبيّة تصبح لغزا ً .الفراغ مرادف للجنون ،واملوت والحزن والجاذبيّة .يفكّر بالفراغ بني خطَّني ،باملسافة الكبرية ،بالوقفة الفارغة ،يج ّن .يحاول أن يرى الفراغ من جهة املوت ،من جهة األسطوري عىل املا ّرة يف مدينة طيبة اليونان ّية التايل« :ما هو الكائن الذي يسري عىل أربعة 14إنّه اللغز الذي كان يطرحه مخلوق السفنكس ّ يدب فيميش ث ّم يتعكّز .فهوى املخلوق كل َمن مل يجِد ّ فاثنني فثالثة؟»ّ . حلً لقي حتفه إلّ أوديب الذي فاجأ السفنكس بجوابه« :اإلنسان» ،إذ ّ عن صخرته وقىض .هذا اللغز طُر َِح عىل الناس ليفتكروا يف مسريتهم ،ليواجهوا مآلَهم ،ويعوا نفسهم. 54
العامل اآلخر ،من جهة القتل .القتل ،عمل ف ّن ّيِ ،عشقيّة صافية .يعي املمثّل أ ّن يف الفراغ يقطن العشق واملوت .يحزن .الحزن مرتبط بكونه مائت ،فيحاول أن ينتقل من حياة أعمق إىل حياة أُخرى ،إىل الخَلق .متوت األدوار ،الواحد تلو اآلخر ،وتصبح أطيافاً وموىت .يكرب الفراغ ويقطن فيه الجنون واملوت والحزن والجاذبيّة .تصبح خشبة املرسح مرآة لهذه كلّها. يوسع الزمن ،يرى نفسه يف املرآة حتى يصبح هو نفسه مرآة مرآة املمثّل واملتف ّرجني .املمثّل ،إذ ِّ تشمل املتف ّرجني أيضاً. يتكس إىل ألف قطعة .الشظايا ترقص ويف نفس يتمدّد النظر حتّى ينفجر انعكاسه يف املرآة ،حتّى ّ الوقت تعيد خلق صورته ،صورة جديدة ،صورة ذاته األخرى التي تنعكس فيها هيئة ذيونيسوس. وهو إله املرسح .ينظر يف عمق عي َني ذيونيسوس ،يسافر يف الدهليز وتكتنفه طاقته .ومبعيّة لَ ْه و ذيونيسوس امل ِ ُخصب يسا ِف ُر إىل التَسامي. رصف باستقالل عنه .اآلخر ،بصفته إسقاطاً لجسم خالل ّ كل هذا السفر تظهر ذاته األخرى ،التي تت ّ يستقل املزاج بحيث يكون ّ مفسا ً .كام يف الحياة ،م ّرات كثرية فس َّ رسد مرسودا ً ،يُ ِّ املمثّل ،يَ ُ املرسحي ،نقول شيئاً ونقصد شيئاً الشخص يف مكان ومزاجه يف مكان آخر .التَورية هي املبتغى يف الف ّن ّ آخر ،نقول شيئاً وإذ نقوم بعمل أ نل ّمح إىل الطريق نحو ب.
55
املمثّل πάντα χωρεῖ καὶ οὐδὲν μένει1526
كل يشء يتح ّرك وال يشء يبقى ّ
DK 22 [12] A 6. 15
56
يريد املمثّل منذ عقود أن يخرج من إطار الطبيعيّة ويكشف نفسه عىل مستويات أخرى ،أن يصبح آلة قادرة عىل التأليف من غري أن يربز هذه القدرة عىل أنّها مهارة من الطراز األ ّول .املمثّل كائن حي ابن زمننا ،له هموم اجتامعيّة وسياسيّة وعقائديّة ،لك ّنه ال يعيشها بإطناب وتربير وهوس .يريد ّ أن يتكلّم عىل الدراما املعارصة ،وأن يعيد تحديد مبادئ حياته وف ّنه األساسيّة. ال يجب أن يل ّوث املمثّل نفس املتف ّرج ،بل أن يهذّبها .إذا كان عاجزا ً أن يقول ما يريده بطريقة شعريّة ،بحيث يهذّب ويرفع ويسمو باآلخَر الذي أمامه ،فمن األفضل ألّ يقول له شيئاً. عىل املمثّل أن يتعامل من خالل ف ّنه مع اإلنسان املعارص ،أل ّن الخوف ،واالنسالخ عن الذات وسوء استعامل التكنولوجيا جعلته بال جسد ،وح ّولته بالنهاية إىل سلعة ،إىل كائن أدىن من اإلنسان. اإلنسان املعارص يصغر ،يخرس جسمه ،ونفسه ،وطاقته ،يصبح متلقّيا ومنقادا ً .أسلوب الحياة املعارص ال يفعل شيئاً آخر سوى إعادة إنتاج الجسم اآل ّين الصغري ،سوى االستمرار يف تقليص مم نظ ّن .الجسم كعالَم ذي مجا ٍر مفتوحة هو املبتغى .الفكرة اإلنسان العادي .لك ّن فكرة الجسم أكرب ّ ّ العظمى عن الجسم -الجسم كملحمة -الفكرة العظمى عن الف ّن والحياة ،هذا هو املبتغى .الفكرة عن الجسم أكرب من الجسم ،والفكرة عن الف ّن أكرب من الف ّن. كل ما يف العامل املعارص يَتألَّم ،ال يشء يَف َرح .عندما ترى ناساً املدينة املعارصة جعلتنا بال جسمّ . يف الطريق ،ترى وجوهاً جامدة ،حزينة ،بُكا ًء أبكم ،حزناً ال حزن عليه .ما هو اإلنسان؟ هل غايته هي أن يَهيم و يُن ِتج؟ ال يبيك الناس هذه األيّام ،وال يضحكون ،إنّهم بُك ٌم ،ال يرقصون ،وال يغ ّنون. أحادي البعد وانطوائيّاً ،غرضاً ال قدرة له عىل أن يتبدّل .أصبح هناك فكرة اإلنسان بات رقامً ،بات ّ ُمتَضَ ْع ِضعة عن الحياة والف ّن واملوت. نحن ،مبدعي املرسح ،نريد أن نعيد تحديد قيمة اإلنسان .عرب الجسم والروح والكلامت والطاقة والتسامي .إ ّن ما أقوله هو مناشدة ،هو رصخة بوجه ما يجري فقدانه ،لك ّنه مل يُفقَد إىل غري رجعة أل ّن الجسم يحمل األمل .الله مل يعد موجودا ً اليوم ،وصار اإلله هو امل َْصِف ،والبورصة التي تهدّدنا .فكرة اإلله متيل إىل الزوال ،وهي فكرة الق ّوة التي تتخطّانا ،التي تحفّزنا؛ ونحن بدورنا ،إذ صدامي ليك يكون مجا ِهدا ً. نسعى إىل أن نتملّكها ونتخطّاها ،تحفّزنا ونصري صداميّني .املمثّل ّ يهدّد أل ّن الطاقة الذيونيسيّة هدّامة أيضاً .جسمه حامل لطاقة ذات وجهني ،العشق واملوت. عرب املوا ّد التي منلكها ،وهي موا ّد اإلنسان ،واإلنسانيّة ،نصارع لنخلق عمالً له طابع املناشدة، 57
ثيوذوروس تريزوبولوس مع فرقته أثناء االستعدادات. تصويرJohanna Weber :
ليكون عرضاً من املستقبل ،كأنّه مناشدة من املستقبل .لك ّن لِام نقوم به معنى فقط عندما نصارع لتوسيع األفق .ندخل يف العمق ،وهناك ،يف الداخل نقوم باملعركة .وعندما نريد أن نستنفد املادّة الطبيعي وعىل فهناك عدّة مسائل :يجب أن نأخذ بعني االعتبار إيقاعات الزمن الطبيعيّة ،وخيالها ّ وجه العموم حالتها الطبيعيّة واملكان الذي ت ُخلَق فيه .بهذا املعنى ،نسرب مجاالً أعمق وأوسع، وكل ما هو أسفل كل ما يعلو إىل السامء هو يف عمق نواة األرضّ ، محاولني أن نخلق أفقاً جديدا ًّ . هو أعىل ،هذه طاقة نواة الوقت العظمى التي تجتاز الكون. كل يشء ليُعاد تشكيل األشياء ما هي الحداثة؟ هي انفجار نواة الكالسيكيّة .إنّها هذه العمليّة التي تهدم ّ إبداعيّاً .لهذا نحلّل الجسم ،ألنّنا بالجسم املنغلق املتامسك ال ميكننا أن نعي عمليّة تضخيم الزمن. الجسم يف حالته الطبيعيّة يولّد املشاعر فقط ،وعادة يقودنا هذا إىل مرجعيّة الذات ،إىل السرية الذاتيّة. ُ لغي إ ّن املمثّل ،من أيّام املرسح القديم ،هو تعريف الجسم ،هو مرادف الجسم .يف العامل املعارص أ َ الجسم وأصبح اإلنسان دمية للرأسامليّة ،يو َجد لخدمة الرأسامليّة .عىل املرسح اليوم أن يعيد الكل وأن ين ّميها ِب ُخلُق .يجب أن يكون املمثّل مركز العمليّة املرسحيّة استحضار فكرة الجسم ّ ّ والحواس ،هي دعوة متح ِّرقة يف بوعي ومعرفة وجهاد .تنمية الجسم ،هيكل الحاالت والغرائز ّ زمننا الذي تهدّده الهمجيّة باستمرار. يعب دامئاً عن هاجسه :أ ّن املرسح تغي العامل ،وعىل املمثّل أن ين ّمي نقدا ً ب ّناء لألمور وأن ّ لقد ّ عم نعرفه حتّى اليوم وأنّه يجب أن ينمو يف وجهة أخرى .يجب أن نرى املرسح بشكل يختلف ّ أشمل من خالل ف ّن املمثّل .هذه درب املرسح يف القرن الحادي والعرشين ،القرن الذي وسمته الصدامي ضاعت، منفي ،فكرة اإلنسان عمليّات إعادة تحديد االت ّجاهات .ذيونيسوس غائب ،إنّه ّ ّ واختفت الطريق إىل االعتدال ،والتناغم ،وإيثايك .أتُرى سيُ َ عث عليها من جديد؟ لن يقول املرسح كلمته األخرية أبدا ً .هل سيعود ذيونيسوس؟
62
التمرين Περὶ μεγέθους ἡλίου εὖρος ποδὸς νθρωπείου271
عرض الشمس بحجم رجل اإلنسان
DK 22 [12] B 3. 1
63
يتحض املمثّلون ،قبل مترين التفكيك ،واالستعدادات واملرسحيّة ،ملدّة ساعة تقريباً عرب حلقة ّ التامرين هذه .أثناء التامرين ،يح ّمي املمثّلون ،وهُم يف حال تركيز ،جسمهم وصوتهم ،مي ّرنون الحجاب الحاجز وتنف َّسهم .يشهقون ويزفرون جميعهم معاً .هذا يساعدهم عىل التواصل والتنسيق أثناء التامرين التي تت ّم يف حلقة ،يف نفس الوقت من ِقبل املجموعة .تن ّمي التامرين اإلحساس التطبيقي يف االستعدادات والعرض. باملجموعة وهو ما ينسحب عىل البُعد ّ 1 يقف املمثّل منتصباً وقدماه متالصقتان ،الركبتان مرتخيتان ومنثنيتان قليالً .يركّز عىل نقطة قبالته. الفقري مستقيمة بالنسبة إىل الكتفان -كام اليدان -مرتخيتان ،ال ُعص ُعص ينغلق إىل الداخل .العمود ّ كل الجسم املثلّث لترتك املجال مفتوحا للرئتني والحجاب الحاجز يك ينتقل هواء التنفّس بح ّريّة يف ّ املحيطي يف املكان .يتنفّس يوسع نظره طوال التمرين .من خالل النقطة التي يركّز عليها املمثّل ّ ّ من األنف والفم ويدفع الهواء إىل قعر الرئتني مف ِّعالً الحجاب الحاجز وحتّى األعضاء التناسليّة واملنطقة ال َقطَنيّة .الزفري مع نطق حرف «السني» الذي يستم ّر طوال التمرين مي ّرن عضالت الفم كل م ّرة .يف هذا املقام ،كل الرضوري إلخراج الصوت ّ والشفتني واللسان بحيث تستهلك الهواء ّ كل زفري تا ٍل يجب أن تكون أطول قليالً ليك يتمدّد املجموعة تشهق وتزفر يف نفس الوقت .مدّة ّ مجال الرئتني تدريجيّاً .يتك ّرر هذا التمرين لثالث أو خمس دورات تنفّس بصمت. 2 يتّخذ املمثّل الوضعيّة األوىل .مع هواء الزفري يح ّرك رأسه وعينيه إىل اليسار .يتناسق الرأس والعينان للتح ّرك معاً .يف نهاية الزفري ينظر املمثّل إىل يساره بالضبط .يتح ّرك بزمن بطيء بقدر دَوام هواء الزفري .مع انتهاء الزفري يشهق املمثّل بالحجاب الحاجز ،وأثناء الزفري التايل يح ّرك الفقري مستقيامً بالنسبة إىل العمود املثلّث .يكتمل رأسه إىل اليمني .تبقى الركبتان منثنيتني والعمود ّ ُ التمرين بعد تحريك الرأس ثالث م ّرات إىل اليسار وثالثاً أ َخ َر إىل اليمني .يف النهاية تعود املجموعة إىل الوضعيّة األوىل. 64
3 ينقل املمثّل رأسه وعينيه إىل األعىل ببطء .تدوم الحركة دوام هواء الزفري .مع انتهاء الزفري، يتنفّس املمثّل بالحجاب الحاجز وأثناء الزفري التايل يح ّرك رأسه وعينيه إىل األسفل .ال يجب أن الرأس لدرجة أن ينكرس العنق وال أن ينحني فينغلق .يكتمل التمرين بعد تحريك الرأس ثالث يعلو ُ ُ م ّرات إىل األعىل ،وثالثاً أخ َر إىل األسفل .يف النهاية تعود املجموعة إىل الوضعيّة األوىل. 4 كل استدارة تت ّم بزمن مع الزفري ،يرسم املمثّل برأسه وعينيه دائرة كاملة من اليسار إىل اليمنيّ . بطيء وتدوم مدّة هواء الزفري .بعد إمتام ثالث استدارات من اليسار إىل اليمني ،توازي ثالث م ّرات كل زفري ،يك ّرر املمثّل العمليّة نفسها من اليمني إىل اليسار هذه امل ّرة .من الالزم أن تنتظم ّ املجموعة يف التنفّس واستدارة الرأس. 5 املمثّل يف الوضعيّة األ ّوليّة؛ يتنفّس عميقاً من خالل الحجاب الحاجز .بعد الشهيق األ ّول يركّز عىل الزفري يف التمرين ،ويرتك الهواء ينساب بح ّريّة يف الجسم .مع الزفري ،وبإيقاع رسيع يح ّرك الرأس يسارا ً ومييناًّ . كل حركة يسارا ً أو مييناً يُقابِلها زفري .األمر الرئيس الفك والشفتان بحال ارتخاءّ . بكل حركة. لكل حركة للرأس يصدر دامئاً عن املثلّث ،وهكذا يتولّد اإلحساس بأ ّن الجسم يشارك ّ ّ نقطة الرتكيز التي كانت يف البداية قبالة املمثّل مبارشة ،تتح ّرك اآلن تارة مييناً وطورا ً يسارا ً ،وفق كل املجموعة التمرين بنفس اإليقاع. حركة الرأس والعينني .تطبّق ّ 6 كل العمليّة التي ت ّم توسيعها أعاله تك ّرر مع تحريك املمثّل رأسه صعود ا ً ونزوالً. ّ 7 املمثّل يف الوضعيّة األ ّوليّة؛ أثناء الزفري مع نطق «السني» يُدير كتفه اليُمنى من األمام إىل الخلف. 65
عندما يعود إىل الوضعيّة األوىل ،يشهق الهواء .وعند الزفري التايل يك ّرر الدورة .يكتمل التمرين بثالث استدارات لكال الكتفني من األمام إىل الوراء .بعد ذلك يتك ّرر التمرين من الوراء إىل األمام لثالث استدارات للكتف اليمنى وثالث لليرسى .يجب أن يجد املمثّل ،أثناء التمرين ،أقىص نقطة حركة يك يتمكّن من القيام بدورة كاملة. 8 إكامالً لِلتمرين السابق ،يقوم املمثّل ،من الوضعيّة األ ّوليّة وملدّة الزفري ،بإدارة الكتفني معاً من األمام إىل الوراء .عندما يصل إىل الوضعيّة األ ّوليّة يشهق الهواء ،ويف الزفري التايل يك ّرر الدورة. يكتمل التمرين بثالث استدارات للكتفني من األمام إىل الوراء مع تكرار التمرين بثالث استدارات معكوسة ،من الوراء إىل األمام. 9 املمثّل يف الوضعيّة األ ّوليّة؛ يتنفّس عرب الحجاب الحاجز .بعد الشهيق األ ّول يركّز عىل الزفري يف كل زفري يوازي إحدى التمرين .مع الزفري يح ّرك الكتفني معا إىل األعىل واألسفل بإيقاع رسيعّ . كل الجسم حركات الكتفني .األمر الرئيس للحركة يصدر دامئا عن املثلّث .تف ّعل الركبتان املنثنيتان ّ كل املجموعة التمرين بنفس اإليقاع. من الوسط وما دونه .تطبّق ّ 10 من الوضعيّة األوىل ،ومع هواء الزفري ،يرفع املمثّل يديه إىل األعىل ببطء ،كأنّهام امتداد لعموده الفقري .يتبعهام الرأس .هذه امل ّرة تنتقل نقطة الرتكيز إىل األعىل .تحريك اليدين والرأس مبوازاة ّ كل املجموعة يف نفس الوقت .يف هذه الوضعيّة ال يتمدّد املثلّث إىل الخلف ،بل الزفري تقوم به ّ الفقري ليك يسند الجسم ويف ّعله .مع هواء الزفري ،وبإيقاع رسيع ،يرفع يبقى عىل تقاطع مع العمود ّ املمثّل يديه بالتواتر ،كأنّه يريد أن يالمس السقف .كام يف ما سبق من التامرين املامثلة ،يأخذ الرئييس من الحجاب الحاجز ويركّز يف باقي التمرين عىل الزفري .مع أ ّن التمرين املمثّل نفسه ّ كل حركة يصدر من املثلّث. مقترص عىل الجزء األعىل من الجسم ،إال أ ّن أمر ّ 66
11 املمثّل منتصب ورجاله متالصقتان ،الركبتان منثنيتان قليالً .يداه تبقيان مرفوعتني مبوازاة الفقري .يتنفّس املمثّل عميقاً .بعد أربعة أزمنة ،تساوي أربع م ّرات بعضهام ،وكأنّهام امتداد لعموده ّ زفريا ً ،مييل الجسم إىل اليسار بقدر ما يلزم لينفتح الجانب األمين .اليد اليرسى مبوازاة الرجل اليرسى يف حني أ ّن اليد اليمنى تعلو فوق الرأس ليساعد عىل فتح األضلع .يف األزمنة الرابعة التالية ،مييل الجسم إىل الجانب األمين .اآلن اليد اليمنى موازية للساق اليمنى ،بينام ترتفع اليد اليرسى فوق رأسه ،لتسهيل فتح الجانب األيرس .يت ّم تكرار التمرين بالتناوب إىل اليسار واليمني برسعة متزايدة .يف نهاية التمرين ،يعود الجميع إىل الوضع األو ّيل مع رفع اليدين ،الواحدة مبوازاة الفقري. األخرى ،كامتداد للعمود ّ 12 إنطالقاُ من الوضعيّة أعاله ،يلتقط املمثّل الرسغ األمين بكفّه اليرسى .مع الزفري وبإيقاع بطيء، مييل الجسم إىل اليسار مبا يكفي لفتح الجانب األمين .يف هذه الوضعيّة ،يتنفّس املمثّل بعمق وببطء. أثناء زفري واحد ،يح ّرك جسمه إىل اليمني مبا يكفي لفتح الجانب األيرس .أثناء االنتقال من الجانب بالكف اليمنى .يكتمل التمرين بعد تكراره األيرس إىل الجانب األمين ،ميسك املمثّل الرسغ األيرس ّ الرضوري الحفاظ عىل كل منها ،من ثالث م ّرات من جهة اليسار وثالث من جهة اليمني .خالل ّ ّ الفقري واستقامته بالنسبة إىل املثلّث ،بحيث تبقى منطقة الرئتني مفتوحة اإلحساس بتفعيل العمود ّ وال تضغط الحجاب الحاجز. 13 يف نهاية التمرين أعاله ،يعود املمثّل إىل االنتصاب وقدماه متالصقتان ،وركبتاه مرتخيتان تظل اليدان ممدودتَني ،الواحدة مبوازاة األخرى ،كأنّها ومنثنيتان قليالً .نقطة الرتكيز أمامه مبارشةّ . امتداد للعمود الفقري .مع الزفري تنزل اليدان إىل الجانبني ،إىل مستوى الكتفني .الكتفان مسرتخيتان الفقري يتقاطع مع املثلّث .خالل الزفري التايل ،يرفع املمثّل أصابعه وكفّيه إىل أعىل. والعمود ّ األصابع مشدودة ومتالصقة .يف الزفري التايل تنخفض الكفّني واألصابع إىل أسفل .أثناء التمرين 67
يحافظ املمثّل باستمرار عىل صلته باملثلّث .يكتمل التمرين يف ثالث حركات للكفني واألصابع صعودا ً وهبوطاً. 14 بعد التمرين السابق ،يكون املمثّل منتصباً ويداه ممدودت َني عىل مستوى الكتفني .تبقى األصابع متالصقة ،ولكن هذه املرة يف خ ّط اليدَين .أثناء الزفري ،يقوم املمثّل بتحريك يديه إىل األمام عىل الكف ارتفاع الصدر .تبقى األصابع متالصقة باستقامة إىل األمام .خالل الزفري التايل ،يُدير املمثّل ّ الكف اليمنى باتجاه اليمني واليرسى باتجاه الكف -الرسغ .تدور ّ بأكملها بالتسلسل التايل :األصابع ّ - الكف ثالث م ّرات .يعود املمثّل إىل اليسار .تستدير الكفّان يف وقت واحد .يكتمل التمرين باستدارة ّ 15 املمثّل يف الوضعيّة املذكورة أعاله ،يركّز مبارشة أمامه .تبقى الركبتان مرتخيتني ومنثنيتني الفقري يتقاطع مع املثلّث .يشهق من خالل األنف والفم بعمق يف الحجاب الحاجز. قليالً .العمود ّ كل زفري ،ولثالثة أزمنة ،مرتبطة بثالث يركّز بعد الشهيق األ ّول عىل الزفري يف التمرين .مع ّ م ّرات زفري ،تتقاطع اليدان املمدودتان إىل األمام مبارشة بالتناوب .يف الزمن الرابع (املرتبط بالزفري الرابع) متت ّد اليدان إىل الجانبني ،مام يؤدّي إىل توسيع منطقة الق َّص إىل حدودها القصوى. تتك ّرر دورة الزفري أربع م ّرات برسعة متزايدة .أثناء التمرين ،يحافظ املمثّل عىل إحساس جيّد يظل الجسم مستقرا ً ،عىل الرغم من التوتّرات التي الفقري ،بينام ّ ج ّدا ً باملثلّث بالنسبة إىل العمود ّ متا َرس عليه. كل املجموعة بالتمرين يف نفس اإليقاع ،وينتهي باليدين متتدّان إىل الجانبني عىل مستوى تقوم ّ يخف اللهاث ويعود ارتفاع الكتفني .تبقى املجموعة بأكملها يف نفس الوضعيّة بصمت ،حتّى ّ االتّصال بالحجاب الحاجز.
68
16 املمثّل يف الوضعيّة األوليّة .يداه ممدودتان إىل الجانبني عىل مستوى ارتفاع الكتفني كل زفري، املرتخيتني .يركّز مبارشة أمامه .بعد الشهيق األ ّول يركز عىل الزفري يف التمرين .مع ّ تخلق اليدان دوائر متّحدة املركز تتّجه من األمام إىل الخلف ،برسعة متزايدة .يستم ّر محيط الدائرة التي ترسمها اليدان باالت ّساع .تبقى الكتفان مرتخيتني طوال التمرين ،لتسهيل زيادة رسعة اليدين. الفقري ،بحيث يبقى الجسم الرضوري الحفاظ عىل إحساس جيّد ج ّدا ً باملثلّث بالنسبة إىل العمود من ّ ّ كل املجموعة التمرين بنفس اإليقاع .تنتظم املجموعة من خالل الزفري .يف ذروة ثابتا دامئاً .تطبّق ّ كل املجموعة الصعودي والواحدة بإزاء األخرى .تك ّرر ّ الرسعة ،تتوقف اليدان فجأة يف االتّجاه ّ عكيس. التمرين بنفس اإليقاع ،ولكن بشكل ّ 17 يف نهاية التمرين السابق ،يكون املمثّل يف الوضع األو ّيل .متت ّد يداه إىل الجانبني عىل مستوى ارتفاع الكتفني املرتخيتني .مع الزفري ،تنزل اليدان إىل الجانبني وتالمسان الرِجلَني .املمثّل يف األسايس .من هذه الوضعيّة ،مع اإلحساس باملثلّث ،يفتح املسافة بني الساقني .يحافظ الوضع األ ّو ّيل ّ الفقري وإغالق عىل هذه الوضعيّة حتّى اللحظة التي ينزل فيها إىل األرض .بتفعيل العمود ّ مم يولّد إحساساً قويّاً باالستعداد العصعص يف الداخل ،يخلق املثلّث والقدمان قاعدة صلبة ج ّدا ً للجسمّ ، والرسوخ العميق باألرض. يف هذه الوضعيّة ،يتنفّس املمثّل بعمق يف الحجاب الحاجز واملنطقة ال َقطَنيّة .بعد الشهيق األ ّول، يركّز عىل الزفري يف التمرين .اليدان مرتخيتان متاماً .من خالل االندفاعة التي تولّدانها مع كل الفقري مستقيم قياساً إىل بقيّة زفري ،ترسامن دائرة يف محيط الجسم تُذكِّر بوظيفة البندول .العمود ّ الجسم .نقطة الرتكيز مبارشة لألمام .املثلّث ال يزال ثابتاً متاماً وال تج ّره حركة اليدين يسارا ً أو مييناً .يت ّم تنفيذ هذا التمرين بفضل رسعة دوران اليدين التي تزداد باستمرار .حركيّة التمرين ليست األسايس لحركة اليدين عن يتأت الدفع من هواء الزفري ،ويصدر األمر نتيجة للتوتّر العضيلّ . ّ املثلّث .يف أقىص نقطة تط ّور لحركة اليدين ،تنخفض الرسعة تدريجيّاً ،حتّى تتوقّف اليدان عن الحركة وتبقيان مرتخيتني عىل جانبَي الجسم. 69
18 يل من املستقيمة البطنيّة .يتنفّس من يض ّم املمثّل اإلبهامني والسبابتني ويضع يديه عىل الجزء السف ّ خالل األنف والفم بعمق يف الحجاب الحاجز ،ويزفر مع الصوت «ها» .مع كل شهيق وزفري، يل. ينفرج الوجه تدريجيّاً مع فتح الفم والعينني قدر اإلمكان .إن انفراج الوجه ليس نتيجة للتوتّر العض ّ يوسع الوجه من الداخل .املجموعة بأكملها تشهق وتزفر بنفس ينتج عن هواء الشهيق والزفري الذي ّ اإليقاع. 19 يل من املستقيمة البطنيّة واليمنى عىل ال ُعصعص .أثناء يضع املمثّل اليد اليرسى عىل الجزء السف ّ الفقري متقاطعاً مع الزفري ،ينتقل املثلّث إىل اليسار قدر اإلمكان .تبقى الركبتان منثنيتَني والعمود ّ الفقري ونقطة الرتكيز اعتامدا ً عىل حركة املثلّث. تتغي الركبتان والعمود ّ املثلّث ،ورغم ذلكّ ، كل زفري الحق ،يتحول املثلّث من املوضع السابق إىل الخلف ،واليمني واألمام .يف جميع خالل ّ كل املجموعة املواضع التي يتح ّول إليها املثلّث ،يبحث املمثّل عن الح ّد األقىص للحركة .تك ّرر ّ كل شهيق العكيس من اليسار إىل اليمنيّ . التمرين لثالث دورات بنفس اإليقاع .ث ّم يت ّم ات ّباع املسار ّ يف ّعل الحجاب الحاجز يف اتّجاهات مختلفة ،بحسب حركة املثلّث .يف نهاية التمرين ،يعود املمثّلون إىل الوضع األ ّو ّيل .تبقى أيديهم يف الوضعيّة التي ات ّخذوها يف بداية التمرين. 20 املمثّل يف الوضعيّة أعاله .نقطة الرتكيز مبارشة إىل األمام .بعد الشهيق األ ّول يركّز عىل الزفري يظل العمود كل زفري يوافق نقلة رسيعة للمثلّث إىل األمام والوراءّ . يف التمرين .يف هذا التمرينّ ، كل الفقري مف َّعالً ومستقيامً .الصدر ثابت وال يتأث ّر بحركات املثلّث إلّ كر ّد فعل فقط .تطبّق ّ ّ املجموعة التمرين بنفس اإليقاع. 21 الفقري مستقيم ،والعصعص ُمنغلق إىل الداخل، يجمع املمثّل يديه عىل ارتفاع الوجه .العمود ّ 70
والركبتان مستقيمتان أيضا بالنسبة إىل القدمني ،من غري أن تنثنيا إىل الداخل .أثناء الزفري ،ينزل الفقري .يف الزفري التايل ،يرتفع ببطء إىل املمثّل ببطء يف وضعيّة القرفصاء ،دون ثني العمود ّ كل املجموعة التمرين لخمس دورات تنفس تنتهي إىل وضعيّة القرفصاء. الوضع األو ّيل .تك ّرر ّ 22 الفقري والرقبة مفتوحة ،وذلك لتسهيل التنفس .يتنفّس يف وضعيّة القرفصاء يت ّم تنشيط العمود ّ املمثّل بعمق يف الحجاب الحاجز وحتّى األعضاء التناسليّة .يبقى يف هذه الوضعيّة مدّة خمس إىل سبع دورات تنفس .وضعيّة القرفصاء هي الوضعيّة األمثل لرتكيز املمثّل قبل املرسحيّة ،خاصة عندما ال يكون هناك وقت ٍ كاف لإلحامء. 23 يجلس املمثّل عىل األرض .كفّاه وقدماه عىل األرض .يداه مفتوحتان امتدادا ً للكتفني ،بالقرب من الجسم قدر اإلمكان .الرجالن مستقيمتان ،منفتحتان عند فتحة الحوض ،كام أنّهام قريبتان من الجسم قدر اإلمكان .العمود الفقري مستقيم ومف َّعل؛ الكتفان مرتخيتان .نقطة الرتكيز إىل األمام مبارشة. أثناء الزفري ،يقوم املمثّل بخفض الركبة اليمنى إىل الداخل حتّى يتمكن من ملس األرض ،دون تحريك الساق اليرسى لتسهيل الحركة .خالل الزفري التايل ،تعود الركبة اليمنى إىل وضعيّته ونقل الركبة اليرسى .يتك ّرر التمرين من ثالث إىل خمس دورات تنفس. 24 املمثّل عىل األرض .الرجالن مستقيمتان ،منفتحتان عند فتحة الحوض واليدان مفتوحتان امتدادا ً للكتفني .هذه امل ّرة ،تكون مسافة اليدين والرجلني من الجسم أكرب قليالً .أثناء الزفري ،يقوم املمثّل رسع املمثّل الحركة ويك ّون جسده خطّاً مستقيامً من برفع الجسم ببطء إىل أعىل ،بدءا ً من املثلّث .ي ّ الركبتني إىل أعىل الرأس .خالل الزفري التايل ينزل ببطء ،حتّى يصل إىل الوضعيّة األوىل .تطبّق كل املجموعة التمرين يف نفس الوقت لثالث أو خمس دورات تنفّس. ّ
71
25 كل زفري ،يرفع املمثّل يف الوضعيّة السابقة .بعد التنفّس األ ّول ،يركّز عىل الزفري يف التمرين .يف ّ الجسم ويخفضه برسعة .من أجل تطبيق التمرين بشكل صحيح ،يجب أن يكون لدى املمثّل إحساس والكف. الفقري ،ومراكز القدم جيّد باملثلّث ،والعمود ّ ّ 26 الفقري مستقيم واليدان ممدودتان إىل األمام .أثناء املمثّل عىل األرض ورجاله ممدودتان والعمود ّ الفقري عىل األرض .يف الزفري التايل ،بدءا ً الزفري ،يستلقي ببطء ،فقرة فقرة ،حتّى يستق ّر العمود ّ كل املجموعة التمرين من الرأس ،يرتفع ببطء ،فقرة فقرة حتّى يعود إىل الوضعيّة األ ّوليّة .تك ّرر ّ كل من ملدّة ثالث إىل خمس دورات تنفس بنفس اإليقاع .أثناء تطبيق التمرين ،يجب أن يكون ّ الرأس والرجلَني واليدَين والجذع مرتخياً متاماً ،ومف َّعالً يف نفس الوقت .يركّز املمثّل كثريا ً عىل يل من املستقيمة البطنيّة ،كر ّد فعل، املثلّث .بينام ينزل أو يصعد ببطء ،يت ّم تنشيط الجزء السف ّ ملؤازرة الجسم يف حركته. 27 يف نهاية التمرين السابق ،يكون املمثّل ممدّدا ً عىل األرض .يثني ركبته اليمنى ويض ّمها .أثناء الزفري ،يدفع الركبة نحو الصدر ،دون أن يدَع رجله اليرسى ترتفع .يف التنفّس التايل يريح الركبة، ويعيدها إىل وضعيتها األ ّوليّة ،وذلك لرفعها م ّرة أخرى إىل الصدر .يتك ّرر التمرين لثالث دورات تنفّس .ث ّم تتبع الركبة اليرسى ،وأخريا ً كال الركبتني .املرحلة األخرية من التمرين ،حيث يتم ش ّد الركبتني إىل الصدر أثناء الزفري ،مفيدة للظهر ،خاصة يف فرتات اإلجهاد الشديد ،ألنّها تريح العضالت املوازية .يف هذه الوضعيّة ،حيث ال يعود ممكناً أن يتواصل أفراد املجموعة بالنظر، ينتظم املمثّلون من خالل صوت الشهيق والزفري. 28 يف نهاية التمرين السابق ،يكون املمثّل عىل األرض وركبتاه منثنيتان عند فتحة الحوض .أثناء 72
الزفري ،يرفع الحوض إىل أعىل مستوى ممكن ويضع يديه عىل ضلوعه ،ملؤازرة صعود الحوض. هذه الوضعيّة مثاليّة ملامرسة التنفس عن طريق الحجاب الحاجز ،ألنّها تجرب املمثّل عىل دفع الهواء عن وعي إىل عمق الرئتني ،وتفعيل الحجاب الحاجز حتّى األعضاء التناسليّة والكليتني. يتك ّرر التمرين ملدّة خمس إىل سبع دورات تنفس. 29 من الوضعية السابقة ،يقوم املمثّل برفع الرجل اليرسى قليالً ،ومبساعدة أصابع القدم ،يعطي زخامً للحوض ليضع قدميه خلف جسمه ،عىل األرض .يف الوضعيّة الجديدة ،يجب أن تكون القدمان تنسق املجموعة االستنشاق متالصقتني وممدّدتني .تالمس اليدان األرض يف االت ّجاه املعاكسّ . والزفري لنحو خمس إىل سبع دورات تنفس .يف نهاية التمرين ،يعودون فقرة فقرة ،حتّى يستلقوا أخريا ً عىل األرض. 30 املمثّل ممدّد عىل األرض .الرجالن ممدودتان ومتالصقتان .يضع يديه تحت ِو ْركيه .يرفع رجليه قليالً فوق األرض ،وقدماه وأصابعه متّجهة إىل أعىل .أثناء الزفري ،يرفع رجليه ببطء لتشكيل زاوية قامئة مع الجذع .يف الزفري التايل ينزل الرجلني ببطء ،حتّى تصال إىل الوضعيّة األ ّوليّة .ال تالمس رجاله األرض ّإل يف نهاية التمرين .يجب أن تكون القدمان ممدودتني ،يف صعودهام و نزولهام. كل املجموعة التمرين ملدّة سبع دورات تنفس. الكتفان والرقبة والصدر جميعها مرتخية .تك ّرر ّ 31 من األرض ،حيث يجد املمثّل نفسه يف التمرين السابق ،ينهض ببطء من الجانب ،حتّى ال ميارس الفقري مستقيم ،والعصعص الفقري .يقف عىل ركبتيه ،وعموده رضوري عىل العمود ضغطاً غري ّ ّ ّ منغلق إىل الداخل ونقطة الرتكيز مبارشة إىل األمام .أثناء الزفري ينزل ببطء حتى يجلس بني رجليه. خالل الزفري التايل ،يرتفع ببطء إىل أعىل إىل الوضعيّة األ ّوليّة .تك ّرر املجموعة التمرين ملدّة خمس دورات تنفس .يجب عىل املمثّلني الذين يعانون من مشاكل يف الركبة أن يكونوا حذرين. 73
32 بعد التمرين السابق ،يجلس املمثّل بني رجليه ،ركبتاه متالصقتان وأخمصا القدمني بالقرب من يظل املمثّل يف هذه الوضعيّة ملدّة ثالث إىل خمس الوركني .نقطة الرتكيز إىل األمام مبارشةّ . كل زفري تا ٍل أكرب قليالً من دورات تنفس .املجموعة تشهق وتزفر بنفس اإليقاع ،يف حني أ ّن مدّة ّ سابقه .أثناء الزفري ،يفتح املمثّل املسافة بني الرجلني ويبقي الوركني عىل األرض ،ويتقدّم ببطء إىل األمام ،كام لو كان يريد التقاط يشء ما .ينحني إىل األمام بحيث يالمس صدره األرض .يداه أفقي .يف هذه الوضعيّة يدفع املمثّل هواء الشهيق إىل الفقري متوازيتان عىل األرض ،والعمود ّ ّ الكليتني .تبقى املجموعة يف هذه الوضعيّة ملدة ثالث إىل خمس دورات تنفّس. يف الخطوة التالية من التمرين ،أثناء زفري واحد وبإيقاع بطيء ،يقوم املمثّل ،مع إبقاء قدميه يف نفس الوضعيّة ،ومبساعدة اليدين ،برفع الجذع والعودة إىل الوراء حتّى يستلقي عىل ظهره ،بني الفقري .هذه الوضعيّة تن ّمي رجليه ،وتكون اليدان متوازيتني مالمستني األرض كامتداد للعمود ّ الشهيق يف عمق الرئتني وحتّى األعضاء التناسلية .تتنفس املجموعة بأكملها بنفس اإليقاع ملدّة ثالث إىل خمس دورات تنفّس .بعد ذلك ،أثناء زفري واحد ومبساعدة اليدين ،ينهض املمثّل ببطء ويعود إىل الوضعيّة األماميّة ملدّة ثالث إىل خمس دورات تنفس أخرى .أخريا ً ،يعود إىل الوضعيّة األ ّوليّة للتمرين .من هذه الوضعيّة ،يتح ّرك ببطء شديد ،وينقل رجليه إىل الجانب ،وميدّهام مبارشة لألمام لالسرتخاء .ت َنفض املجموعة األرجل والركب السرتخائها .ث ّم تدير األقدام من الداخل إىل كل دورة تساوي زفريا ً. الخارج والعكس بوترية رسيعةّ . 33 إستكامالً للتمرين السابق ،يركّز املمثّل إىل األمام ،تاركا رجليه ممدودتني إىل األمام ،والعمود الفقري مسرتخياً كام الكتفان .بعد الشهيق األ ّول يركّز عىل الزفري يف التمرين .يف كل زفري وبإيقاع ّ رسيع ،يتح ّرك إىل األمام ،ويضغط بالتناوب عىل عظْم ال ُجلوس األيرس واألمين (عظم يف أسفل الحوض) ،مع امتداد اليدين إىل األمام مبارشة ،كام لو أنّهام تريدان أن متسكا بيشء ما .يستمر التمرين ملدّة عرش م ّرات زفري .ث ّم يعود املمثّل إىل الخلف للزفري عرش م ّرات تالية .يت ّم تطبيق التمرين بنفس اإليقاع ويكتمل بعد تكراره ثالث م ّرات إىل األمام وثالث م ّرات إىل الوراء. 74
34 الفقري مستقيم .تكون الركبتان يركّز املمثّل مبارشة إىل األمام وهو يف وضعيّة القرفصاء والعمود ّ عموديّتني بالنسبة للقدمني ،وال تنثنيان إىل الداخل ،حتّى ال تتسبّبا يف تلف الرباطات الصليبيّة. كل زفري ولثالثة أزمنة يساوي يركّز املمثل بعد الشهيق األول عىل الزفري يف التمرين .وبهواء ّ كل منها زفري ،تتشابك اليدين املمدودتني إىل األمام بالتناوب .يف الزمن الرابع (املرتبط بالزفري ّ الرابع) ،وبينام متت ّد اليدان بالكامل إىل األمام ،تنبسط منطقة الق َّص إىل الح ّد األقىص ،ويرتفع الجسم إىل أعىل؛ تستقيم الرجالن ثم ينخفض الجسم مرة أخرى لتتك ّرر دورة الزفري أربع م ّرات تالية .يت ّم تطبيق التمرين برسعة متزايدة. يظل املمثّل يف وضعيّة القرفصاء (انظر التمرين ،)22حتّى يصل معدّل التنفس يف نهاية التمرينّ ، إىل املستويات الطبيعيّة .يستخدم املمثّلون اللهاث ،إلنزال هواء الشهيق أعمق نحو األعضاء التناسليّة ومنطقة أسفل الظهر .ث ّم ،ينهضون من وضعيّة القرفصاء فقرة فقرة ،بدءا ً من العصعص، حتّى يصلوا إىل وضعيّة االنتصاب. 35 يركع املمثّل ويسند وركيه إىل كعبيه .تالمس كفّاه األرض ورأسه فوقهام .يستنشق بعمق عرب الحجاب الحاجز وحتّى األعضاء التناسليّة ومنطقة أسفل الظهر .زفري مع نطق الحرف «ا» .يطلق املمثّل الصوت نحو األرض التي تقوم بدور املِرنان .يتم تطبيق التمرين ملدّة ثالث إىل خمس دورات تنفّس .يف التامرين الصوتيّة ،يجب عىل املمثّلني دامئاً اإلحساس بأنّهم يو ّجهون الصوت إىل نقطة ما .ال حاجة ألن يستمعوا إىل صوتهم أل ّن ذلك سيُش ِعرهم بالعزلة عن املجموعة و سيفقدون الفموي ،حتّى يتمكن الصوت من العثور االتّصال بها ،وال يفتح صوتهم .يجب أن يتّسع التجويف ّ الجامعي ،دون عىل مم ّرات طبيعية أثناء تط ّوره؛ يجب عىل املمثّلني أن يسمعوا دامئاً إىل الصوت ّ لكل ممثّل ،من دون الضغط محاولة تجاوزه .تقوم التامرين الصوتيّة عىل نغامت القرار الطبيعيّة ّ الذي يجعل الصوت خاطئاً .عندما تت ّم تنمية منطقة نغامت القرار ،يقوى الصوت وينمو كامل نطاق لونه ونغميّته. 75
36 يف نفس الوضعيّة ،يتنفس املمثّل بعمق عرب الحجاب الحاجز حتّى املنطقة ال َقطَنية .يزفر مع صوت الفقري وتكون نقطة الرتكيز مبارشة « »ioويف مدّة زفري واحد يرتفع ببطء إىل أن يستقيم العمود ّ إىل األمام .خالل الزفري التايل ،ينزل ناطقا بصوت « »ioببطء حتّى يصل إىل الوضعيّة األ ّوليّة. كل املجموعة التمرين يف نفس الوقت. تطبّق ّ 37 املمثّل يف وضعيّة القرفصاء ،وعموده الفقري مستقيم ،وتركيزه مبارشة لألمام؛ الركبتان عموديّتان بالنسبة للقدم وال تنثنيان إىل الداخل .تُ َ َّرر اليدان من بني الركبتني ،و تُ َدَّدان إىل األمام مع ات ّجاه الكفّني إىل األعىل .يف مدّة زفري ،يُصدر املمثّل األصوات «ما - me -مي - mo -مو» مو ّجهاً الصوت إىل وسط الدائرة التي أنشأتها املجموعة .يطبّق املمثلّون التمرين يف نفس الوقت ملدّة خمس دورات تنفس. 38 يستند املمثّل إىل كفيه املفتوحتني عىل مستوى الكتفني وعىل الركبتني املفتوحتني عىل مستوى أفقي بالنسبة لألرض .نقطة الرتكيز أمامه مبارشة عىل األرض. الفقري فتحة الحوض .العمود ّ ّ يزفر املمثّل ناطقاً بالصوت «ما» .يف مدّة زفري واحد وبإيقاع بطيء ،يقود نظره إىل األمام ويتبعه الجسم حتّى ينثني الظهر .يزفر املمثّل ناطقاً بالصوت «ما» ويعود إىل الوضعيّة األ ّوليّة .بعد ذلك، يزفر ناطقاً بالصوت « .»meأثناء الزفري ينقل نظره إىل األسفل والداخل محاوالً النظر إىل بطنه. الفقري إىل أعىل كام لو أ ّن شخصاً ما يسحبه بحبل .يزفر املمثّل ناطقاً يتبع الجسم ويرتفع العمود ّ كل املجموعة التمرين يف نفس الوقت .يتناوب بصوت « »meويعود إىل الوضعيّة األ ّوليّة .تطبّق ّ املمثّلون عىل الحركة إىل األمام والوراء .إىل األمام ،يزفرون ناطقني باألصوات «ما -مي -مو» الفقري بأكمله ك ِمرنان. وإىل الوراء بالصوتني « .»me - moيف هذا التمرين يت ّم تنشيط العمود ّ منطقة الحجاب الحاجز تسرتخي تدريجيّاً وتقتبل كميّات أكرب من الهواء بشكل متزايد. 76
39 الفقري مستقيم ويداه إىل (أنظر التمرين )26املمثّل عىل األرض ورجاله منبسطتان ،عموده ّ األمام .يزفر ناطقاً بالصوت «ما» .أثناء الزفري ينزل املمثّل ببطء ،فقرة فقرة ،حتّى يالمس العمود الفقري األرض .يزفر ناطقاً بالصوت « .»meخالل الزفري التايل ،وبدءا ً من الرأس ،يرتفع ببطء، ّ فقرة فقرة حتّى يبلغ الوضعيّة األ ّوليّة .عند النزول يزفر املمثّل ناطقاً باألصوات «ما -مي -مو» كل من الرأس وعند الصعود بالصوتني « .»me - moأثناء تطبيق التمرين ،يجب أن يكون ّ والرجلني واليدين والجذع مسرتخياً متاماً ومف َّعالً يف نفس الوقت. 40 املمثّل مستلق عىل األرض ورجاله منبسطتان ومتالصقتان .يضع اليدين تحت وركيه .يرفع رجليه قليالً عن األرض وقدماه واألصابع متجهة إىل األعىل .أثناء الزفري والنطق بصوت «ما» ،يرفع رجليه ببطء لتُشكّال زاوية قامئة بالنسبة إىل الجذع .يف الزفري التايل مع النطق بالصوت «»me يخفض ساقيه ببطء حتّى تصال إىل الوضعيّة األ ّوليّة .ال تالمس رجاله األرض حتّى نهاية التمرين. عند الصعود والنزول يجب أن تكون الرجالن منبسطتني .الكتفان والرقبة والصدر جميعها مسرتخية .عند الصعود ،يزفر املمثّل ناطقاً باألصوات «ما -مي -مو» ،عند والنزول بالصوتني «.»me - mo يف نهاية دورة التدريبات ،ينهض املمثّلون ببطء ويشكّلون خطّاً ،الواحد وراء اآلخر .مع هواء الزفري وبحساسية تجاه جسم اآلخر ،يدلّكون بعضهم بحركات ناعمة وخفيفة .يزفرون جميعاً ناطقني العلوي من لوح كتف الرشيك .يتوزّع املمثلون بحرف العلة «ا» ،وينقرون بخفة عىل الجزء ّ أزواجاً ،الواحد مقابل اآلخر .يقف الواحد مع نقطة الرتكيز مبارشة إىل األمام ويزفر ناطقاً بالحرف «ا» .يضع اآلخر يدا ً عىل صدر رشيكه ويدا ً عىل أعىل لوح كتفه .أثناء زفري رشيكه ،ينقره نقرا ً خفيفاً عىل ظهره وصدره لتفعيل املِرنانات املقابلة يف كلتا املنطقتني .ميت ّد التمرين لزف َريين أو ثالثة .ينتهي املمثّلون بعد عكس األدوار.
77
ذيونيسوس إله الح ّريّة
تورسنت إرسائيل يف حوار مع ثيوذوروس تريزوبولوس
تورسنت إرسائيل :ثيوذوروس تريزوبولوس ،كيف نشأ هذا الكتاب؟ عم ميكن أن ثيودوروس تريزوبولوس :إنه نتيجة خمسني عاماً من الخربة يف املرسح ،ويكشف ّ لدي فكرة أ ّوالً عن أس ّميه استعاديّاً ُ بصلب عميل .يف أواخر الثامنينيّات من القرن املايض ،كانت ّ الذيونييس ،حول الهوى ،والطاقة ،والنشوة .مل أجرؤ كتابة بعض األفكار حول املرسح -من جانبه ّ عىل فعل ذلك يف ذلك الوقت .ولكن بعد العديد من اإلنتاجات -للرتاجيديا القدمية ،ولكن أيضاً للمرسحيّات املدنيّة واملرسحيّات املعارصة -تأكّدت متاماً من أ ّن هذه التجربة قيّمة ،ليس فقط من املرسحي بأكمله .وقد أظهرت يل حيث الكالسيكيّات اليونانيّة القدمية ،ولكن بالنسبة للمخزون ّ وعبت يف املرسح يف ورشايت يف مختلف البلدان ذلك .يف ما بعد ،جاءت جميع أنواع النزعات َ العقو د األخرية .عىل النقيض من ذلك ،لقد بقيت راسخاً دامئاً مع محاور محدّدة جدا ً -مع األجسام تغي عميل أيضاً مبرور الوقت ،إنّ ا والطاقة والصوت ،وهي بكالم آخر أشياء أ ّوليّة جدا ً .بالطبعّ ، التوسع باألحرى .يف البداية ،أكرث ما أثار اهتاممي باملمثّل النشط ،عىل سبيل املثال ،كان مبعنى ّ نطاق الهوى .انتقلنا الحقاً إىل نطاقات أخرى :نطاق الحزن ،الذي يُ ِ صد ُر ذبذبات قويّة بشكل ال متأصل يف جسم النشوة .واآلن آمل وأؤمن يف الواقع أن يُ َصدَّق ،أو نطاق الجاذبيّة ،الذي أعتقد أنّه ّ خاصة للممثّلني ،ألنّهم محور عميل. هذا الكتاب ميكن أن يكون مفيدا ًّ ، نصك يف أحد األماكن« ،الجسم ،تعريف الجسم ،أن ت .إ :.أن تكون ممثّالً يعني ،كام تقول يف ّ يكون مرادفه». ث .ت :.بالضبط .ولكن يجب عىل املرء أن يأخذ يف االعتبار أ ّن هذا ليس مجرد بيان وجودي، أو بيان نظريّة مرسحيّة .كام أ ّن له بعدا ً سياسيا ً-الجسم يشء خطري للغاية .إذا تو ّرطت فيه بالفعل، 78
وفهمته ،وتع ّهدته ،وأعطيته مجاالً ،ومنّيته ،أعتقد أنه يصبح أداة ال تُقا َوم ،سالحاً قوياً ض ّد السلطة كل ثقافة هذا العرص ليست يف الواقع سوى وض ّد اضطهادها ،أداة انتفاضة ،إن مل يكن ثورة .أل ّن ّ بربريّة مق ّنعة ،تنجح يف املقام األ ّول يف خلق آليّات تد ّمر جسم اإلنسان .إ ّن البرش بال أجسام اليوم أل ّن األنظمة ،أل ّن الرأسامليّة والنيوليرباليّة ترغب يف ذلك؛ ترغب يف جسم محدود أمام الشاشة، فني .ولكن عندما تجعل الجسم يختفي ،يختفي الشخص أيضاً، ممتلئ بالسموم ،متض ِّجر ،ال مبالٍَ ،م ّ أي أمل يف االنتفاضة واملقاومة .لذلك ،يف هذا الصدد ،فإ ّن عمل الجسم ،كام أفهمه، إىل جانب ّ ليس مبعنى الرنجسيّة أو التو ّحد ،ولك ّنه اندماج يف عمليّات اجتامعية ،كجزء منها ،إنّه أيضاً عالمة. ت .إ :وفقا لنسخة أورفيّة من أسطورة ذيونيسوس ،كان اإلله ،كام تعلم ،مم ّزقاً إىل أشالء ،ليقوم ثانية بق ّوة متجدّدة .هل توفّر الظروف االجتامعيّة اليوم ال ِجزارة التي اقرتفتها القوى األسطوريّة ذات م ّرة؟ ث.ت :.نعم .مع الفارق أ ّن الجبابرة م ّزقت ذيونيسوس بالفعل ،يف حني أ ّن مجتمع اليوم يَذوب ويتفكّك .لكن بالطبع الرتسيمة األصليّة ،بأقسامه الثالثة الرئيسيّة -الوالدة -التفكيك -إعادة التكوين، تبقى هي نفسها. ت.إ :.بحسب وصفك ،يلعب االرتجال دور ا ً حاسامً يف استعادة الجسم أو حتّى إعادة تكوينه ،مام يؤدّي إىل إطالق طاقة املمثّل الفردية .يف الوقت نفسه ،ألعاملك بنية صارمة ،والرقص فيها مص ّمم بدقة ،ومشحونة معنويّاً إىل ّ أدق التفاصيل .كيف ميكن أن يكون املمثّل عفويّاً يف نظام إحداثيات بالغ التحديد كهذا؟ ث .ت :.ال يجب خلط االرتجال بالعشوائيّة أو عدم التخطيط .بالطبع ،إنّه مه ّم للغاية ،ولكن ليس باملعنى العا ّم إىل هذه الدرجة ،بل يركّز باألحرى عىل موضوع محدّد جدا ً .خارج هذه الحالة ،ال ميكن للممثّلني إطالق طاقتهم وال تطوير محاور أجسامهم .باملناسبة ،إنّني أتحدث عن الطاقة كل الضغوط ،تلك «القذرة» ،أل ّن لهذه العمليّة بشكل عا ّم لها طابع التفريغ الذي يت ّم فيه التخلّص من ّ الطاقة التي تعيقها الحياة اليوميّة .غالباً ما أقول للممثّلني عىل سبيل املثال« :تخيّلوا أنكم يف مساحة توسع ّ توسع هذه املساحة ،أن ّ صف خانقة ،مرتين يف مرتين ،أنّك تعيش يف سجن وعليك اآلن أن ّ حدودها» .إذا كنت ترغب يف توسيع مثل هذه املساحة من الداخل ،فأنت بالطبع تحتاج إىل منهجيّة، أي حال ،مبج ّرد يجب أن تكون قادرا ً عىل الرتكيز بشكل جيّد وتحتاج إىل القدرة عىل التح ّمل .عىل ّ 79
أن يتخلّص الجسم من هذه الطاقة «القذرة» ،يخطو الخطوة التالية نحو التجريد تلقائيّاً .هذه هي النقطة التي يبدأ عندها تعاون أوثق بني املمثل وبيني ،يبدأ تكوين الحدث املشرتك .أقوم هنا بتزويد املمثّل مبعلومات محدَّدة للغاية وأعرض بنية يجب توسيعها تدريجيّاً -ولكن بحذر شديد .أنا ال أبدأ الفردي الذي االستعدادات للمرسحيّة بدون فكرة واضحة عن املرحلة الكاملة ،وليس فقط املشهد ّ أعمل عليه يف ذلك الوقت .وهذه البنية ليست يف رأيس فحسب ،بل هي أيضاً مد ّونة عىل ورقة. بغض النظر عن هذا ،خالل عمليّة االستعداد تحتاج دامئاً إىل الرغبة يف التجاوز ،وكذلك إىل إطالق الوقت نفسه وخلق محاور جديدة للطاقة. ت .إ :.يف املرسح الناطق باألملانيّة ،يحاول العديد من املخرجني عكس هذه الرغبة أو التشكيك فيها يف نفس الوقت. ث .ت :.لقد كان لدي دامئاً خربا ت جيّدة يف البلدان الناطقة باللغة األملانيّة -حينام كنت معيد ا ً وطالب ِ برلين» ،وأيضاً يف ما بعد .غالباً ما أتيت هنا ضيفاً مع عرويض ،ونظمت ماجستري يف «فرقة وقدّمت العديد من ورش العمل ،عىل سبيل املثال يف ،Düsseldorfer Schauspielhausأو يف عام ،2010عندما كانت «إيسن» العاصمة األوروبية للثقافة ،مع مرسحيّة بروميثيوس يف منجم خاصة من آسيا، .Zollvereinلكن صحيح أنّني أصبحت مهتمً بتقاليد أخرى منذ وقت مبكّرّ ، ّ التي أصبحت مه ّمة جدا ً ملرسحي ،ولكن أيضاً بأمريكا الالتينية وروسيا ،بثقافتها املرسحيّة وغني عن القول إنّني لست مبالياً إطالقاً بتيّار ما بعد الحداثة السائد يف مرسح اللغة العظيمة. ّ األملانيّة كام تط ّور يف العقود القليلة املاضية .إ ّن مرسحي هو منوذج مضادّ ،وليس منوذجاً مطابقاً، الرئييس هو أ ّن مرسحي يحاول الوصول منوذج مضا ّد يعتمد عىل موقف مختلف جوهريّاً .والفرق ّ إىل جوهر األشياء .إنّه مرسح ابتدا ّيئ مل يتوقّف أبدا ً عن معالجة واستكشاف مجموعة كاملة من رصفات والظروف البرشيّة :املعاناة والرعب والحزن والخوف وما إىل ذلك .ال يويل اهتامماً الت ّ الواقعي الجديد، لالت ّجاهات وليس انتقائيّاً ،بل هو قائم بذاته .مرسح ما بعد الحداثة وكذلك املرسح ّ ليس لديهام أدىن عالقة باألشكال األصليّة والجذور .ليس ما يقدمانّه سوى صورة للواقع الحا ّيل. إنه آ ّين ورسيع الزوال عىل السواء .ولكن إذا كان لديك موقف راسخ ،بدءا ً من األمناط األ ّوليّة، فإنّك تعرب الواقع املعارص وتصل إىل املستقبل ،فإنّك تجعل عملك انعكاساً للمستقبل. ت .إ :.يف مقتطف «فاتزر» من بريخت يقول« :كام أ ّن األشباح جاءت ذات مرة من املايض / 80
فإنّها اآلن تأيت من املستقبل أيضاً» .غالباً ما اقتبس هايرن مولر هذه العبارة. ث .ت :.ال أكرث وال أقل. إ ت :ال تزال هناك تأثريا ت من عهدك يف ،Berliner Ensembleهل هناك عالقة بني عملك و بريخت؟ ث .ت :.أه ّم صلة هي التجريد والبساطة .إبتكر بريخت مرسحاً بسيطاً وف ّعاالً للغاية وواضحاً بنيويّاً. بالنسبة يل أيضاً ،يتعلّق األمر باالق ِتصار عىل األساسيّات ،مع بعض التح ّوالت يف مسألة الرتكيز وجودي للغاية .عىل وجه الدقّة، بالطبع .لك ّن مرسح بريخت كان تعليميّاً أيضاً ،يف حني أ ّن عميل ٌّ الوجودي الذي تطرحه الرتاجيديا اليونانيّة القدمية« :ما هو املوضوع؟" متأصل يف السؤال إنّه ّ ّ رصف املمثّل يف بعض األحيان مثل حيوان مطا َرد بالنسبة يل ،وهو تحت ضغط هذا السؤال ،سيت ّ أمر مل يكن من املمكن أن يفكّر فيه بريخت .بشكل عا ّم ،فإ ّن املمثّل هو الذي يهيمن عىل املرسح- أي حال ،من األكيد أ ّن األشكال املختلفة ملرسح ما بعد الحداثة ال مهدِّدا ً ،مثل امل ُصارع .عىل ّ تسمح لهذا التهديد الذي ينطلق من املمثّلني بالظهور ،بسبب وجود آليّة كاملة من املؤثّرات والوسائل الفنية والوسائط األخرى التي يجب عليهم التفاعل معها بطريقة ما. الواقعي أو ما بعد وخاصة كممثّل -بني مفهومك واملرسح ت .إ :.يبدو أنّك مضط ّر لالختيار- ّ ّ الحدا ّيث ،مبعنى اختيار البديل الذي يُقيص ما عداه. الواقعي املألوف ث .ت :.ال عىل اإلطالق .حتّى املمثّلني الذين ال ينشطون إلّ يف مجال املرسح ّ ويوسعوا حدودهم، أو التيّار السائد يف الوقت الحارض ميكن أن يتعلّموا الكثري من خالل طريقتيّ ، تحسناً يف قدرتهم عىل الرتكيز ،والت ّحكم ويتط ّوروا .إذا مارسوها بشكل منهجي ،فسوف يرون ُّ ّ أقل اعتامدا ً عىل بِأجسامهم ،وتقنيّاتهم يف التنفّس ،وقدرتهم عىل التح ُّمل .حتّى أنّهم سيصبحون ّ التقنيّا ت املسا ِعدة ،مثل امل َنفَذ الصغري .لقد تلقّيت بالفعل الكثري من التعليقات ،وهذا يشمل األشخاص الذين مل يحرضوا ورشة يل أو يلتقوا يب شخصيّاً .ميكن تنشيط الجسم املحجوب ،وهو يف مجال اهتاممي ،يف أي وقت .يف البداية أردت أن أسمي هذا الكتاب« :الجسد املحجوب». ت.إ :.لك ّن له اآلن عنواناً مختلفاً. كل فصل تقريباً يتح ّد ث بطريقة أو بأخرى عن الجسد املحجوب ث .ت :.سيكون جليّاً للجميع أ ّن ّ املحاصة .هذه الفكرة مت ّر عرب النص بأكمله .ولكن يف النهاية ،كان من امله ّم أن أشدّد وطاقته َ 81
الذيونييس لعميل ويل .نحن بحاجة إىل عودة املركزي لذيونيسوس واملفهوم عىل املعنى ّ ّ ذيونيسوس ،وهذا هو إمياين الراسخ ،وهويس إذا شئت -عودة إله الحياة ،إله املرسح ،الذي ت ّم بكل غرائزه ،وأحاسيسه ،ورؤياه وفيضه ،ليدخل هذه نفيُه .ولكن اآلن حان الوقت ليعود أخريا ًّ ، الحقبة املسطّحة التي يقودها العقل .كام ترى ،ذيونيسوس هو إلهي. ت .إ :.وماذا يعني هذا؟ كل يشء إله الح ّريّة. ث .ت :.إنه إله التن ّوع والتعدّدية اللغويّة والعامليّة وقبل ّ
تورسنت إرسائيل ،مؤلّف ومرتجم .يعيش يف أثينا ومانهايم .
82
ثيوذوروس تريزوبولوس
عودة ذيونيسوس
عودة ذيونيسوس vimeo.com موقع عىل فيديو 10 إىل 1 من التامرين 1 https://vimeo.com/396905900/9e8b823053 20 إىل 11 من التامرين 2 https://vimeo.com/397981878/33dbc33feb 30 إىل 21 من التامرين 3 https://vimeo.com/399119064/92be1c1285 40 إىل 31 من التامرين 4 https://vimeo.com/399191750/47d6093ab1 التفكيك 5 https://vimeo.com/399815488/2a47b54abl
يصف املخرج اليونا ّين الشهري ثيوذوروس تريزوبولوس يف «عودة ذيونيسوس» مبادئ عمله ينصب تركيز هذه الطريقة الفريدة املحتفى به دوليّا ً:والدة املرسح الحديث من أساس بنية اإلنسان. ّ وفصلها عىل مدى السنوات الثالثني املاضية ،عىل تأثري مفاهيم لتدريب املمثلّني ،التي ط ّورها ّ املرسحي مركزيّة مثل «التنفس» أو «الطاقة» أو «الوقت» يف عالقتها بالجسد وحضور املمثل ّ نفسه .عالوة عىل ذلك ،فإ ّن عمله يركّز عىل تقديم الخربة والتطبيق :يت ّم رشح 40مترينا للممثلّني بطريقة التعلّم الذايتّ بالتفصيل إضافة إىل تسجيالت فيديو عىل موقع .Vimeo
powered by
ISBN 978-3-95749-305-7
www.theaterderzeit.de