4 minute read
بلغيت أمين، الريصاني
مع الكورونا ال عاطفة
بعدما أن استقبل والدي بعضا من أصدقائه في البلدة، بال موعد، اللعنة عليهم، اضطر وفي ظل هذا الوضع، والرعب الذي تعيشه استقبلهم في بيت المعيشة. أما أنا فقد كنت مقررا في نفسي أال أرى أحدا، كان من كان، ورحب بهم، فبكرم الضيافة، البالد، أن يقوم وعى بخطورة ،ني قد أوصيت أبي من قبل بأال يصافح أحدا، وأن يترك مسافة األمان بين كل شخص يصادفه. أبي، طبعاأكما .عالم، وبما أناشد به أنا، صباح مساءكورونا، وقرر أن يسير وفقا لما يناشد به اإل لكن على الرغم من أنني كنت مصرا على عدم رؤية أحد، فقد أتاني األمر من السلطات العليا بأن أحضر الشاي، والحلوى، وشيئا من :طبعا أخدت أشتم وأتمتم في سري بكل ما وعى صدري من صنوف الشتائم الجائزة، وألعن هؤالء الضيوف. المملحات .م يجدوا وقتا آخر للزيارة إال هذا، اللعنة عليكم يا أوغاد كوروناأل :مضض، ثم دخلت الغرفة وقلتعلى أخذت الصينية بما فيها، .السالم عليكم لم أزد عنها شيئا، ثم جلست. حينها أرسل الضيفان طرفيهما في غرابة يحملقان بي، بشراهة ونهم، وكأني أكلت لهم رزق جدهم، كنت بعضهما البعض، في ذهول ووجم، دون أن يتكلما، لكنني كنت في م مستغربان ألنني لم أقم بمصافحتهما، وأخذا ينظران أعلم أنه :أعرف فيما كانا يفكران. كان األول يقول في سره .، دخل ولم يسلمهذا أرأيت قليل األدب :فيجيب اآلخر في سره كذلك . قليل الحي ا( اسو، البرهوش ربا كتيفات وعجبو ر)رأيته، )حياتي( أمامي، وأفكر هل آخذه وأكسره فوق رأس وفي الوقت الذي كانا يتحاوران فيه بأعينهما، كنت أنظر إلى كأس من نوع ت ترنحن عبر ملة أبيه وجده، لكن سرعان ما تمالكت أعصابي، هذا من قلة األدب، فأرسلت كليمات أحدهما، فأكون بذلك قد خليت :األثير
Advertisement
.سلم عليكما، ألنه كما تعرفان، كورونا تغزو العالممعذرة، لم أ :لكنني فوجئت بابتسامة شمطاء صدرت منهما، حتى بدت أسنانهما كملقاط، وكأني بذلك دغدغت مؤخرتيهما، فقال أحدهما شرب الحريرة، وكول التمر، وراه مايقيسك حتاش، راه صحراوا معروف عليهم الرجلة. في تلك اللحظة بدأت أستشيط من هذا الجهل الدي يخيم على عقولهم الصماء، حتى تمنيت أن أمسك رأسيهما، كل في يد، وألصق جباههم بقوة، ضباغ .حتى يعلمون ما معنى: التمر والحريرة، وأطفئ غليل صدري لكنني ارتأيت أن أحتفظ بذلك الغضب في قلبي، ريتما أرجعه في وقت الحق، وأصير الصاع صاعين. وقفت، لمحتهما ب خفة. الزاال .ينظران إلي في سخرية، عقدت بين حاجبي، ثم تنهدت فخرجت أخدت أدور كالمجنون أمام المنزل، يدي خلف ظهري، ورأسي منغرس في األرض، نظرت إلى السماء. صافية، اللهم بعض الغيوم نها ال تمزح، كما أنها ال تقبل رشوة، أو التي تعانق بعضها في غير مباالت. بدأت أفكر في طريقة ألقنع هؤالء بخطورة الكورونا، وأ تتغاضى ألنك فقط تعرف وزير الصحة أو المندوب الجهوي، وغيرها من األسامي التي قد تحتمي بها. الكورونا تأتي على الرضيع
وااللتصاق بكل بساطة الكورونا بالمصافحة والعناق، واالحتكاك .والعجوز؛ فقط جرب أن تقف في طريقها وانظر ماذا ستفعله بك تتغذى وتنمو؛ مما يعني عيشا أكثر وحياة أطول، لكن، انقراضها يتوقف على عزلتك وانزوائك، المصافحة يا صاح، في هذه الفترة أصبحت من المحرمات، لم يحرمها هللا، بل حرمتها الظروف، حرمتها تلك الرغبة الجامحة في العيش، نعم. أنا أريد أن أعيش، إذن، أحتك بك كعاهرة أفل عليها الزمان. أفضل أال نلتقي اآلن على أال نلتقي أبدا، هل فكرت في هذا. اللعنة عليك، ال لن أصافحك، ولن تحاول إقناعي بأنها حرب بيولوجية، فليكن، ولماذا تحشر أنفك، ما شأنك في ذلك، هل أنت جاحد؟، جاهل؟،..، مثل هذه الحرب ال ...رع جحودا، وتأتي إال على الذين يتسكعون في الشوا قطع نعيق غراب لعين تفكيري. لكن مثل هذا الكالم لن يفهموه، أفكار ظالمية تعشش في عقولهم؛ اغسل يديك بالتراب، كل الخبز ممزوجا ببعض النمل األصهب، )كل الملوخية واشرب الحريرة(، ويقولون كذلك التمر بدوده يقوي المناعة. يا هللا، هؤالء تلزمهم السريع، ليبقوا قائمين عليهم؛ مصافحة بركلة، مجامعة بلكمة وصفعة، هكذا سيردعون. تأففت، سرت بخطوات متثاقلة فرق التدخل أبتعد عن المنزل قليال، كنت أعلم في قرارات نفسي أن هذه الطريقة ليست صائبة، العنف يولد العنف، الحل أن أبحث عن طريقة ء، وضعت يدي على خذي، وغصت في تفكير عميق. فوجدت أن الحل الوحيد هو صديقي أكثرا وعيا وسلما للتوعية. جلست القرفصا زياد، هو من يستطيع أن يفك معي هذا الحمل الثقيل، تحسست هاتفي الخلوي في جيبي، بحثت عنه ضمن القائمة، وجدته. سألته عن على هؤالء الضيفين، وافق، شكرته، ثم شرعت حاله. أجاب أن الكل على ما يرام. ثم شرعت مباشرة في شرح الخطة التي ستنطلي .في التنفيذ أعدت هاتفي إلى جيبي حتى ال يشكوا في شيء، ثم دخلت، جلست فأخدت قطعة حلوى. زياد سيتصل بعد خمس دقائق، حاولت أال فقد قام أحدهم ليشرح ذلك،أجعل األمر مصطنعا، سألتهم قليال عن الغابة وأوضاع الفالحة عندهم، أجابوني بكل أريحية، واألكثر من .لي طريقة زرع الفلفل الحار، لكن، الهاتف يرن أهال صديقي. تعمدت أال أذكر االسم. كيف حالك؟ .هما طبعا لم يكونا ليسمعا الطرف اآلخر، لذلك كان تفنني في الكالم سيد الموقف .ماذا؟.. هللا أكبر التي ارتسمت على خديه، أما أبي فقد هضم ابتسامتهلذي كان قائما، واآلخر قلت هذه العبارة بنبرة مألوفة عندهم، جلس الشخص ا ابتسامة عريضة تقول: واصل يا بني. ثم أردفت واضعا يدي اليسرى على كان يعلم على ما ألوي، لذلك فقد كنت أرى في عيني ه :جبيني، وبين الفينة واألخرى أحرك رأسي يمينا، وأجيئ به شماال .ال إله إال هللا :رأيتهم بنصف نظرة ينظران إلى بعضيهما في فزع، ثم واصلت :أنتظر من زياد أن ينهي كالمه وكأنيال حول وال قوة إال باهلل، لم يغسلوه؟، لكن لماذا، ثم سكت برهة الكورونا؟ فقط ألنه مات بهاذا الفيروس اللعين لم يغسلوه؟ لم يطيقا تلك العبارات، نهضا، اقتربا مني، وبدأت أردد بصوت خافت: إنا هلل وإنا إليه راجعون، كما لو كنت أتحصر بحق. الخطة الحترازات التي ناشدت بها السلطات، كنت طبعا أعيد الكالم لكي يسمعوه، بدأت تعطي ثمارها، واصلت حديثي مع زياد، أسأله عن ا :حتى وصلت إلى السؤال الذي سيجعلهم يؤمنون أن الكورونا موجودة حقا وكم وصل عدد الحاالت عندنا في المغرب إلى حد اآلن؟
متمات وتعويذات. رفعت يدي ألصافحهم، العدد ألف، نزل عليهم كالصاعة، بحثت عن تلك القهقهة في وجوههم، لم أجدها، فقط ت :في الهواء ممتدة لتصافحنياألرى مفعول الخطة، لم أر أي يد ."هم، تبسمت، وخرجت أردد أغنية "فين الفن البلدي الوقاية خير من العالج..، هكذا كان رد