َ�ص�:أنديل /ر�سم :توفيق ن ّ
بالويا م�ش هحكي عليها �أيام ياما من غري وال لقمة عندي اعرتافات ما تتقال�ش.. غري للريح الغربة يف الغابة ويف النهر �أنا بعلن الع�صيان و�ألعن �صلوات القتلة وريحة معابدهم! فرن�سا �ست بال تاريخ وبتحكي ق�ص�ص وال يهمها! " َعذبت العامل" هامن!
فرن�سا �ست بال تاريخ بتحكي ق�ص�ص الكوت ديڤوار يا فرن�سا� ..أنهو تاريخ دة!
اللي هيق�ضي علي حمور ال�رش والإرهاب يفر�ضوا علينا تعاليمهم اجلديدة ويقوللك مت�آمرين ومتواطئني
ينقع ال�سمك يف البرتول! ويُب�شرّ بال�سم يف بالد الإ�سالم العامل العربي ..حكايتك عجيبة!
�أمريكا �ست بال تاريخ وبتحكي للي عاوز ي�صدق! " َعذبت العامل" هامن! �أمريكا �ست بال تاريخ بتتعمل �شوپنج بالليل يف بغداد! يا �أمريكا� ..أنهو تاريخ دة!
�إ�رسائيل �ست بال تاريخ وبتحكي ق�ص�ص ا�ستعمارية " َعذبت العامل" هامن! م�سو ّرة نف�سها وتتحامى يف جي�شها
العم �سام راجل بال تاريخ وبيحكي ق�ص�ص ال ليها را�س من رجلني �أ�ستاذ "بهدل العامل"! العم �سام راجل بال تاريخ ومم�شي العامل ع الر�صيف!
بالويا النهاردة بقت للبيع لتاجر ال�سالح واملان�شيتات والرعب!
العامل العربي راجل بال تاريخ وبيحكي حكاوي الإقطاع �أ�ستاذ "عاي�ش مع نف�سه" عاوز يف�صل العرب عن باقي العامل
�أغنية :بال تاريخ /من �ألبوم :م�سرية �سوداء Sans Histoire/ Marchez Noir
من اكتمالهم وق�سمتنا على ق�سمني ،كل يف ميكروبا�ص ،و�شاء القدر �أن تكون "�سارة" يف ميكروبا�ص غري الذي �س�أكون فيه.. "يللاّ يا ماما" ..قالت امل�رشفة يف نفاد �صرب.. "لأ" ..ر َّدت �سارة.. "لأ �إيه؟".. "لأ م�ش هاركب العربية دي".. �سبع دقائق م�ضت قبل �أن تعلن امل�رشفة ا�ست�سالمها متاما يف حماوالتها لإثناء �سارة عن قرارها دون جدوى� .أ�رصت �سارة على ر�أيها وفر�ضته على امل�رشفة وعلى �سائقي امليكروبا�ص اللذين كان أحدا �أحدهما ي�شبه علي ال�رشيف والآخر ال ي�شبه � ً معروفا. بت يف امليكروبا�ص بجواري عندما ِ رك ْ هم�س ْت يف �أذين�" :أنا عملت كدة ع�شان َ عايزة �أبقى معاك طول الطريق".. مبهرا بالن�سبة يل ..مل � َأر فتاة كان هذا ً بهذه اجلر�أة وهذه القوة وهذا الدلع من قلت لها� :أفتحلك ال�شباك؟ قبلُ . قالت يل :يا ريت. دفعت زجاج امليكروبا�ص العجيب الت�صميم بقوة دون �أن �أالحظ �أن يدها يف الناحية الأخرى منه.. لقد �أغلقت الزجاج على �أ�صابعها وظلت تبكي طول الطريق ،و�أنا �أمتنى لو ركبت يف امليكروبا�ص الآخر. و�صلنا امل�رسح وكان التوتر على �أ�شده� ..أعطونا مالب�س العر�ض و�أكدوا علينا �أكرث من مرة �أن الأخطاء �أو اللخبطة �أمام املحافظ لن يتم الت�سامح معها ..و�ضعوا على وجوه البنات والأوالد م�ساحيق التجميل ثم انتظرنا.. كنا يف املدينة من التا�سعة �صباحا ،بينما املحافظ و�صل يف التا�سعة م�ساء ..لكنني �أعرتف �أنه بالرغم من �سخافة االنتظار ف�إنه كان وقتا ممتعا ق�ضيناه �سويا �أنا و�سارة. باق ثوانٍ ونخرج من الكوالي�س �إىل امل�رسح الذي ٍ ميل�ؤه الآن جمموعة من الأطفال يرتدون مالب�س فالحني و�أ�شياء �أخرى� ،أحدهم يدفع �أمامه ما ي�شبه عربة ُ الك�رشي املزينة بالبالونات.. انتهت فقرتهم ،فدخل بهذه العربة �إىل الكوالي�س
لتنفجر �إحدى البالونات ..فزعت �سارة من �صوت البالونة واحت�ضنتي بقوة� ..أظن �أن هذا �أف�ضل ما ميكن �أن يحدث ..حتى اكت�شفنا قبل العر�ض ولدا وبنتا بلحظات �أن ترتيبنا يف العر�ض �سيكون ً وولدا وبنتا ..و"�إوعوا ت�سيبوا �إيدين بع�ض!".. ً ال �أذكر بالظبط ما حدث �أثناء العر�ض ولكن �أذكر بينما كنا ن�شاهد �رشيط الفيديو �أن اجلميع كان يثني على بنطلون �أ�ستاذ طلحة الأ�صفر اجلديد وكانت هناك م�سحة من احلزن القرتاب انتهاء الأجازة ال�صيفية.. جاءت الأجازة ال�صيفية وعدنا ملدار�سنا وانتقلنا جميعا �إىل املرحلة الإعدادية ..كنت �أعد الدقائق املتطور يف �أجازة ن�صف حتى �أعود ملركز الطفل ّ العام لأرى �سارة ،ورمبا لذا فاتني �أن �أعرف مل املرحلة الإعدادية مميزة عن االبتدائية ،فقط الحظت �أن عدد الأطفال الذين يبكون يف اليوم الدرا�سي الأول �أقل. وهرعت �إىل املركز ..مركز جاءت الأجازة ال�صيفية ُ الدادات الطفل املتطور� ..ألقيت التحية �رسيعا على َّ ّ والعمال والأ�ستاذ طلحة ..وا�ستكملت بحثي عن وجدت جمموعة �سارة يف جنبات املكان ..حتى ُ من الفتيات يجل�سن يف ركن من �أركان احلديقة.. كنت �أعرف اقرتبت منهن و�ألقيت التحية على من ُ منهن و�س�ألتهن �إذا ُك َّن يعرفن مكان �سارة ..نظروا �إ َّ يل يف ده�شة وقالت �إحداهن�" :سارة � ِأهه يابني".. و�أ�شارت �إىل فتاة طويلة جدا مكتملة الن�ضج كانت قلت لها: واقفة معنا تطالع جملة يف يدهاُ .. "�إزيك يا �سارة!".. رفعت ر� َأ�سها عن املجلة ونظرت يل مبت�سمة وقالت: "احلمد هلل".. ثم ا�ستكملت قراءة جملتها من جديد..
الدرامز الغريبة �سببني كافيني ليجعال هذه التجربة خالية متاما من �أي خربة مو�سيقية. لذا كان وجود "�سارة" ،الفتاة ذات العينني الزرقاوين ،يف املحيط ُملفتا للجميع ..كانت �شقراء للغاية� ..شقراء بحق ،على ر�أي نبيل فاروق. ما لفت نظري يف هذه الفتاة هو �أنني من لفت نظرها!.. يبدو �أن ان�شغايل ال�شديد مبا ال يفيد( ،العازف العنيف وبنطلون املدر�س البنف�سجي) ،يف الوقت الذي كان فيه اجلميع يحاولون التقرب منها جعلني مثريا لالهتمام بالن�سبة لها ..ظنت �أن هذا "تُقال" ً �أو "�صياعة" مني ،بينما هو يف احلقيقة كان �سذاجة وا�ضطرابات مر�ضية يف الرتكيز ،مل �أكن �أعلم وقتها �أنها �ستالزمني لفرتة طويلة يف امل�ستقبل. اخرتقت الفتاة حيزي الفيزيائي ،وهو �سلوك حمبب جدا للرجل عندما تفعله املر�أة مرة واحدة فقط.. �س�ألتنى عن وظيفة �أحد الأزرار يف الـ keyboard املو�سيقية ،التي يداعبها املدر�س لتخرج لنا تلك الأحلان الكريهة ،التي نغني عليها ،ف�أجبتها �أنه الزر ات�سعت امل�س�ؤول عن رفع وخف�ض حدة النغمة.. ْ عيناها يف ده�شة وبانت زرقتها �أو�ضح و�أجمل أر�ضا: وهي ت�س�أل ال�س�ؤال الذي طرحني � ً �إنت ذكي كدة �إزاي؟! �إذا كان الرجال يعي�شون على التقدير والإعجاب، فهم ُيقتلون من �أجله �إذا جاء من امر�أة. كانت لدى تلك الفتاة قدرة خارقة على الت�أرجح بني �ضعف �أنثوي مثري وقوة �شخ�صية من فوالذ، وال �أدري �أين تعلمت مثل هذا الأداء يف �سن كهذه،
وكان هذا ي�أ�رسين ..فلم �أكن �أعرف حتى هذه ال�سن ماذا يجعل الرجل( ،يف هذه البلد) ،خمتلفا عن املر�أة ،حتى عرفت هذه الفتاة التي ك�شفت يل قيمة �أن تكون رجال.. ف�أنت فقط ت�ستطيع �أن توقف "تاك�سيا".. و�أنت فقط يحق لك �أن ت�س�أل �أحد املارة" :ال�ساعة كام"؟ و�أنت فقط يحق لك �أن تفتح الباب حتى لو كنت بالفانلة والبتاع التاين.. و�أنت فقط عليك �أن تدفع املال يف كل الظروف التي تقت�ضي ذلك.. كان الهدف من تلك الربوفات احلثيثة ،التي كنا نقوم بها ،هو �أن نقدم هذه الأغاين يف احتفاالت املحافظة بعيدها القومي 4" ،نوفمرب يوم عيدك.. والبرُ لّ�س ده تاريخك" ،يف م�رسح م�صيف بلطيم �أمام املحافظ.. وكانت للكلمة �أمام املحافظ وقع مهيب على �أذهاننا ك�أطفال ،كنا نظن وقتها �أن الغناء �أمام املحافظ هو �آخر ما قد تتعلق به الأماين و�أق�صي ما ميكننا املفاخرة به يف املحافل الدولية. كنا نتبادل النظرات من بعيد لبعيد �أثناء الربوفات، بينما تردد �أل�سنتنا كلمات الأغنية ،وكنا نق�ضي معظم الوقت قبل وبعد الربوفة �سويا ..ت�س�ألني هيا و�أنا �أجيب وتبدي اندها�شها من ذكائي.. جاء يوم احلفل ،وكان علينا التجمع �أمام مقر "مركز الطفل املتطور مبدينة كفر ال�شيخ" يف ال�سابعة �صباحا لن�ستقل ال�سيارات ،التي �ستحملنا 70كيلومرتًا �إىل مدينة بلطيم ،التي �ستتزين وتتجمل ا�ستعدادا ال�ستقبال ال�سيد املحافظ ..وا�ستقبالنا. �أح�صت امل�رشفة ر�ؤو�س الأطفال وت�أكدت
أيت مثل هذا من قبل، لي�س لأن عينيها زرقاوان ،فقد ر� ُ ولي�س لأنها �شقرا ُء ،وال للنم�ش الذي يغطي وجهها ،وال لأنها �إجماال ت�شبه الفتيات املر�سومات يف كتب الأطفال كنت �أقر�ؤها يف طفولتي ،ولكن �شيئًا ما يف املرتجمة ،التي ُ فعما بالأنوثة ب�شكل ُمريب. هذه الطفلة كان ُم ً
ق�صة� :أنديل /ر�سوم :ه�شام رحمة
3
املتطور مبدينة كنا يف فريق الكورال مبركز الطفل ِّ كفر ال�شيخ ،وهو ملن ال يعرفه مركز لدعم الأطفال املتطورين مبدينة كفر ال�شيخ. ّ كانت هناك بع�ض الأن�شطة ..وكان هناك الكثري من النامو�س ..لذا كنا نف�ضل الأن�شطة ،التي ال تتطلب والتحقت بفريق الكورال ل�سبب البقاء يف اخلارج.. ُ ال �أعلمه حتى الآن ،وكذا فعل كل الأطفال ل�سبب ال يعرفه �أحد منهم حتى الآن. كنا جمي ًعا يف �أواخر املرحلة االبتدائية ،وال �أدري ملاذا تتعملق الفوا�صل بني املراحل التعليمية يف هذه ال�سن ،فيبدو من دخل املرحلة الإعدادية بالن�سبة لنا �صغارا ُكهوال ننهل من حكمتهم ونبدو نحن لهم ً �أغراء. يف البداية كان كل ما ي�ستحوذ على تركيزي �أثناء الربوفة هو هذا ال�شاب البدين الذي كان يعزف على الدرامز بعنف �شديد ال يتنا�سب �إطالقا مع الأغاين الربيئة ،التي كنا نرددها� ..أغانٍ تن�ضح بوطنية
�ساذجة و�أحلان ركيكة وكلمات خارقة لنوامي�س الكون ،من عينة: يا كفر ال�شيخ يا بلدي يا جنة �أر�ض م�رص.. على �أر�ضك يا بلدي �أنا ع�شت فـ كل ع�رص.. على �أر�ضك يا بلدي �أنا ع�شت فـ كل ع�رص .. يا كفر ال�شيخ يا بلدي يا جنة �أر�ض م�رص.. يا كفر ال�شيخ.. يا بلدي.. يا جنة �أر�ض م�رص.. كان ا�سم املدر�س ،الذي يتوىل تدريبنا على الغناء، ط ْلحة ،وكان ال يكف عن ارتداء نف�س البنطلون البنف�سجي كل يوم �إىل املركز ،و�أظن �أنه كان يواجه انتقادات كثرية من جمتمعه ب�سبب هذا البنطلون، ٍ ولكنه كان رم ًزا لتمرده كفنان على امل�ألوف واملعتاد. كانت نظارته �سميكة للغاية ،ونظره كان �ضعيفا بقدر ي�سمح للأطفال باخلروج قدر الإمكان عن االن�ضباط �أثناء الربوفة دون خوف من عقابه، وكانت �شخ�صيته املهزوزة بالإ�ضافة لأطوار عازف
تق ُ ُول
الأ�سطورة... �أنه يف ال�سماء كانت الآلهة، وعلى الأر�ض الب�رش وكان ب�رش ذلك الزمان غري ب�رش الآن لهم بد ًال من الر�أ�س ر�أ�سان وبد ًال من العقل عقالن وبد ًال من قلب واحد قلبان وكان ذلك من زمان.. كان للإن�سان وقتها ب� ٌأ�س وذكا ٌء أقلق الآلهة يف ُعالها و�أخافَها على ُملكها � َ من ذلك الكيان، فاجتمعت الآلهة وفكرت وتدبَّرت ال�صبح كان القرار. ويف ُ ا�ستفاق الإن�سان من نومه على هيئة بدل الهيئة ،وحالٍ غري احلال. �صار الواحد اثنني.. ر� ٌأ�س ور� ٌأ�س.. عقلٌ وعقلٌ .. ج�س ٌد وج�س ٌد.. ٌّ كل منهما يف مكان.
فزع الإن�سان وجزع و�شغله ذلك عن كل ما كان همه و�صار كل ِ ّ �أن يعود كل �شيء كما كان.. اطم�أنَّت الآلهة فيما فوق، و�أرخت ظهورها �إىل عرو�شها الرخامية وت�س ّلت فيما بينها، �إذ تراقب من يومها ومن يومه كم �أفنى الإن�سان وقت وجهدٍ ومالٍ وبكا ٍء من ٍ عقل واحدٍ العقلني من �أجل �أن ي�ضم يف ٍ ويف �صد ٍر واحدٍ القلبني ويف ج�سدٍ واحدٍ ين�صهر اجل�سدان.
�ألبوم عائلة فال�ش خالد ال�صفت ي،امل�ؤ�س�سة العربية احلديثة
من ق�ص�ص البحار الغبي خالد ال�صفتي،امل�ؤ�س�سة العربية احلديثة
بعد النجاح ال�ساحق ل�سل�سلة كتب �سافرت �إىل الإ�سكندرية خ�صي�صا من ما ُ "فال�ش" كان من البديهي �أن يعمل مبدعها �أجل زيارته ..فت�أ ُّمل التماثيل واملومياوات على ظهور �أعمال مماثلة ،فظهرت كتب واملالب�س والأ�سلحة والأدوات ي�ضعك يف "�سما�ش" و"�سوبر فال�ش" و"مغامرات حجمك احلقيقي ..ويهدي �إليك فل�سفة جناحا فال�ش" وحققت هذه ال�سال�سل ً احلياة ..ومي ُّدك ببعد النظر وتوقع الكثري ملحوظا كما كانت كلها من ت�أليف من الأحداث امل�ستقبلية يف حياة النا�س و�إبداع ور�سوم خالد ال�صفتي ،وت�ضمنت وال�شعوب".
�إىل جانب الق�ص�ص امل�صورة �ألغا ًزا وت�سايل ومعلومات عامة عن اجلغرافيا كثريا.. والعلوم والتاريخ ،الذي يهتم به ً
"هوايتي احلبيبة هي التاريخ امل�رصي بكل مراحله و�آثاره ..بد ًءا من امل�رصي القدمي ..وحتى العثماين ..القراءة فيه.. التج ّول يف الأحياء القدمية واال�ستمتاع باخلطوط اململوكية على جدران امل�ساجد.. زيارة املتاحف با�ستمرار ..حتى �أنني زرت املتحف الروماين �أكرث من مائة مرة ..وكثريا
خالد ال�صفتي مقيم منذ عام 2005 يف دولة قطر وعمل يف مطبوعات خمتلفة هناك ،بالإ�ضافة ملجلة تهتم بعامل ال�سيارات � ّأ�س�سها هو ،وي�ؤلف وير�سم ق�ص�صا لـ"فال�ش" حتى الآن ولكن مواعيد ً منتظمة، غري �صدورها ودائما ما ُير ُّد على ً ت�سا�ؤالت قُرائه عن بطء �صدور فال�ش بـ:
ا�س�ألوا د .حمدي م�صطفى ،مدير امل�ؤ�س�سة العربية احلديثة! ماتتقل�ش علينا كدة يا �أ�ستاذ خالد!
املواطن املطحون خالد ال�صفتي،امل�ؤ�س�سة العربية احلديثة
لقراء الق�ص�ص امل�صورة ،التي قليال ما َّ كانت حتتك بال�شارع وال�شخ�صيات امل�رصية� ،إال فيما ندر� ،سواء يف نوع الق�ص�ص وتتابعها �أو من ناحية �أ�سلوب الر�سم ومفردات وتفا�صيل املعي�شة امل�رصية. �أدرك ال�صفتي �أهمية ابتكار �شخ�صيات خا�صة ومتفردة لكتابه "فال�ش" ،ويقول:
"كانت ال�شخ�صيات من قبل تُر�سم كمالمح مت�شابهة ،وتكتب �أي�ضا ب�سمات مت�شابهة ..وكانت ال تخرج عن (الأ�سود والأبي�ض)� ،إما الولد الهادئ امل�ؤدب.. �أو امل�شاغب املزعج� ..أو ال�سمني� ..أو املخرتع.. كثريا.. وكان هذا يزعجني ً افتقدت (الألوان) ،التي من املفرت�ض لأنني ُ �أن متثلها هذه ال�شخ�صيات.. ومن هنا بد�أت.. فر�سمت �شخ�صيات متثل كل �رشائح �-أو �أطياف مبنا�سبة الثورة -املجتمع ..الغبي واحل�سود واملكتئب والل�ص واملنحرف واملتفائل وال�ساذج واجلاهل� ..إلخ.. كانت التجربة غري (تربوية) بكل ت�أكيد.. لكن الأ�سلوب الرتبوي مل يكن لي�صلح جمتمع ،الكثري من �أطفاله ي�رسقون يف ٍ جوارب �آبائهم ليحولوها �إىل ُكرات ،وال مانع �أثناء �صناعة ُ الكرات من اال�ستمتاع ب�شم ُ (الك ّلة)� ..أوتالميذ (ي�شحتون) ال�سندويت�شات من زمالئهم (املقتدرين) يف الف�سحة.. ومره.. هذه طبيعة جمتمعنا بحلوه ّ أعب عنها وكان ال ب َّد من �أن � ِ رّ ب�صدق". مثلما أ� َّثرت جملة "تان تان" يف تكوين الر�سامني جيل ب�أكمله من ّ يف فرن�سا وبلجيكا ،كان لها نف�س الت�أثري يف التكوين الفني وا�ستيعاب القواعد اخلا�صة للق�ص�ص امل�صورة يف عدة �أجيال الر�سامني امل�رصيني ،من بينهم متتالية من ّ
بالطبع خالد ال�صفتي ،وعن خلفيته الفنية يتابع:
"كنت متاب ًعا مدمنًا ملجلة (تان تان) ..وهي مدر�سة خرج من حتت عباءتها الكثري من الفنانني مثل معلوف وفواز ومن قبلهم عفت ح�سني ..ولكنني مل �أت�أثر بهذه املجلة الت�أثري الذي يظهر على �أفكاري �أو خطوطي ..لأنني -كما ذكرت -م�ستوعب متاما طبيعة القارئ امل�رصي العادي.. �أما الفنانون العامليون ،الذين ت�أثرت بهم: (تيبيه) و(هريمان) و(�إرجيه) و(جاكوب) و(موري�س البالن) ..وغريهم من �أ�ساطري (تان تان) ..و�أما امل�رصيون ف�أكرثهم كان (ن�سيم جرج�س) مبجلة (�سمري) ..والذي كنت مبهورا بخطوطه الفو�ضويَّة واملعربة يف نف�س الوقت ..وحجازي يف ب�ساطة اخلطوط وقوة التعبري (وهو ما ميز ر�سومي فيما بعد)".
خالد ال�صفتي، غالف العدد الأول من فال�ش امل�ؤ�س�سة العربية احلديثة
ميدو� ،شخ�صية فال�ش الرئي�سية خالد ال�صفتي ،امل�ؤ�س�سة العربية احلديثة
البحار الغبي :زكي خالد ال�صفتي ،امل�ؤ�س�سة العربية احلديثة
مل يكن من حقي �أن �أنتقدها �أو �أعرت�ض عليها تخرجي من كلية على �أول �صفحة يف عددها الأول و�ضعت "بد�أت الق�صة بعد ّ لأن هناك (نا�س تعبوا فيها بر�ضه) ..فقررت "فال�ش" قوانينها اخلا�صة .ر�سوم ب�أ�سلوب الفنون ..وكنت قبلها قد ر�سمت غالفا �أن �أهجر العمل يف جمال الق�صة امل�صورة، ملحة ب�سيط ال تخلو من مهارة ومتيز عن كل ما ملجلة "�سمري" من قبيل حتقيق رغبة َّ كان ً واجتهت للعمل يف بع�ض �رشكات الدعاية ر�سامي املجلة، متاحا على ال�ساحة يف وقتها م�صحوبة يف �أن ي�س ّطر ا�سمي �ضمن ّ ب�أ�سئلة من نوع: والإعالن ..حتى �ساقتني الأقدار �إىل مقابلة التي �أثرت يف تكويني (الإ�سرتب�سي) ،من وتفرد عن (�أم كلثوم).. Comic Stripsولو بر�سم غالف واحد.. ٍ �شخ�ص ال يقل قيمة ّ ابتعدت فورا ..لأن وهو الأ�ستاذ حمدي م�صطفى� ،صاحب وبعد �أن حققت ذلك.. ُ املكاف�أة كانت م�ضحكة ..كما �أنهم �أدخلوين امل�ؤ�س�سة العربية احلديثة.. كان هذا اللقاء نقطة حت ّول يف حياة (الق�ص�ص عانيت منه بعد ذلك ،وهو (البطاقة فخا ًّ ُ امل�صورة يف م�رص) ،دون غرور.. ال�رضيبية) ،التي كانت �رضورية لأت�سلم �شجعني الرجل لأن �أكتب و�أر�سم ما يروق 12جنيها!!.. ّ يل ،ود ّعمني ماديا ومعنويا ،مما جعلني �أعمل عملت يف بع�ض التخرج من اجلامعة بعد ُ ّ أي�ضا ظهر الطابع ومن �أول �صفحة � ً مبزاج ،و�أ�ضع قواعد خا�صة بي متنيتُها ومل قا�سيت املجالت امل�رصية والعربية ..لكنني ُ ميز هذه الفكاهي لـ"فال�ش" وهو ما ّ كثريا من �سيناريوهات �ساذَجة كانت ت�أتيني �أ�شاهدها من قبل يف جمال الق�صة امل�صورة". ً املطبوعة ،منذ �صدورها وحتى هذا اليوم، لأر�سمها� ..سيناريوهات ال تقول �شيئا.. أكدت يف كل عدد من �أعدادها �أن التي � ّ هكذا و�صف خالد ال�صفتي ق�صة ظهور تعب عن �شيء.. وال رّ هذا الكتاب هو "للمتفائلني فقط". كتاب "فال�ش" ،الذي كان وم�ضة بالفعل
وحدهم من يت �إ�ستيك آ�ي�س كرمي ذكرون متعة تغيري"ع�صاية �شي ُ ..89هم �أنف�سهم كو" يف ع ّز ال�صيف �سنة م قراءة كتاب "فال� ن يتذكرون متعة وده�شة ش" �أعدادها ا لأول مرة ،و�أي ً�ضا انتظار جل مثل ا�سمها ،ال ديدة مع بداية كل �شهر. ذ "فال�ش" خرجت ي يعني الوم�ضة اخلاطفة، ع احلديثة يف �صيف ع لينا من امل�ؤ�س�سة العربية ام فئة كبرية ج ًدا م ،1989لتخطف �أب�صار ن ال العربي ،و"لت�سد فرا �شباب يف م�رص والوطن غا امل�ستويات والأ نعلم علم اليقني �أن كافة عم كما ُكتب على ظهر ار يف �أم� ِّس احلاجة �إليه"، غ ظهر عليه �صو الف العدد الأول ،الذي رة م وق �ؤلف ور�سام �شاب -يف تها! -هو خالد ال�صفتي.
علاّ م� ،إح دى �شخ�صيات فال�ش خالد ال�صف تي، امل � ؤ�س �سة الع ربية احلديثة
حممد �إ�سماعيل �أمني ه�شام رحمة
ابحث عن تُوك تُوك على في�سبووك!
ائرون :خملو
ر� :أنديل 39
امل�ؤ�س ّ�سو
وعة تعرب ع طب ميع الآراء الواردة بامل info@toامل كتوب .ج ktokma ينg.com : دون �إذن م بريد �إلكرتو ن حمتويات املطبوعة ب 2011/5 كتب634 : ن�سخ �أي م إيداع بدار ال نع نقل �أو مة .رقم ال احلقوق حمفوظة .مُي ف :ه�شام رح © 2جميع اوي ،الغال 011 م املطبوعة� :شنّ �صورة! رقم 3:يوليو حترير وت�صمي ديل ,توفيق. امل حمطة الق�ص�ص ام رحمة� ,أن خملوف ,ه�ش ن� :شنّاوي،
ن �أ�صحابها
عg.com : وق
غري ذلك.
www.to
ktokma
مامل يذكر
| ال�سنافر ح خري� :أنور 14 | ب�سلّة وجز | 9الع�شاء الأ � :شناوي 36 ق� /أنديل 59 م�ضة اخلاطفة! ي �رصية :توفي م ال ع | 3انقالب �إ ماعيل | 5الو � | 5صناعة م 2 حمة /حممد �إ�س و�سيم مع ّو�ض ف :ميجو 5 ويل :ه�شام ر ُ :خم�س كم/ الدقن واللحا حالة �سعيد مت �أوهام ال�سفر املنعم عبا�س | 46 | :عبد اهلل 26 د� :أحمد عبد ! �رشيط عيل | 43املزي ق /حممد �إ�سما حمرا :توفي حتّة حلمة
ف ِ | 16زبالة!
� :شناّوي 22
3